المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌ ‌رجال مسلم هذا الجزء فيمن روى له مسلم فقط - أوهام المحدثين الثقات - جـ ١٠

[سعيد باشنفر]

فهرس الكتاب

‌رجال مسلم

هذا الجزء فيمن روى له مسلم فقط

ص: 5

‌إبراهيم بن مهاجر

إبراهيم بن مهاجر بن جابر البجلي، أبو إسحاق الكوفي.

روى عن: طارق بن شهاب وله رؤية، والشعبي، وإبراهيم النخعي

وعنه: شعبة، والثوري، ومسعر وغيرهم.

قال علي بن المديني: له نحو أربعين حديثاً.

وثقه ابن سعد، وقال الثوري وأحمد بن حنبل والنسائي في رواية: لا بأس به.

وضعفه يحيى القطان وابن معين والنسائي وابن عدي وابن حبان والدارقطني مرة.

وقال الساجي: صدوق اختلفوا فيه.

وقال أبو داود: صالح الحديث.

قال أبو حاتم: ليس بالقوي محله الصدق يكتب حديثه ولا يحتج به.

قال ابن حجر: صدوق لين الحفظ، من الخامسة.

ص: 7

قال زكريا الساجي: حدثنا أحمد بن محمد، حدثنا ابن عرعرة قال: كنت عند يحيى بن سعيد وعنده بلبل وابن المديني وابن أبي خدويه فقال علي ليحيى: ما تقول في طارق وابن مهاجر؟ فقال: يجريان مجرى واحد، فقال الشاذكوني: نسألك عما لا تدري وتكلف لنا ما لا تحسن، حديث إبراهيم بن مهاجر خمسمائة عندك عنه مائة، وحديث طارق مائة عندك منها عشرة، فأقبل بعضنا على بعض وقلنا: هذا ذل، فقال يحيى: دعوه فإن كلمتموه لم آمن أن يفرقنا بأعظم من هذا (السير 10/ 681).

قال ابن حجر: ثقة فقيه عابد من الثالثة مات سنة 94.

قلت: روى له مسلم حديثان في المتابعات (332)، (655).

ص: 8

‌الحديث

(1)

:

1170 -

قال الإمام أحمد رحمه الله (6/ 405):

ثنا محمد بن جَعْفَرٍ وَحَجَّاجٌ قَالَا: ثنا شُعْبَةُ عن إبراهيم بن مُهَاجِرٍ عن أبي بَكْرِ بن عبد الرحمن بن الحرث قال: أَرْسَلَ مَرْوَانُ إلى أُمِّ مَعْقِلٍ الأَسَدِيَّةِ يَسْأَلُهَا عن هذا الحديث فَحَدَّثَتْهُ أن زَوْجَهَا جَعلَ بَكْراً لها في سَبِيلِ اللَّهِ وإنها أَرَادَتِ الْعُمْرَةَ فَسَأَلَتْ زَوْجَهَا الْبَكْرَ فَأَبَى فَأَتَتِ النبي صلى الله عليه وسلم فَذَكَرَتْ ذلك له فَأَمَرَهُ أن يُعْطِيَهَا وقال النبي صلى الله عليه وسلم: «الْحَجُّ وَالْعُمْرَةُ من سَبِيلِ اللَّهِ» ، وقال: عمرة في رَمَضَانَ تَعْدِلُ حَجَّةً أو تُجْزِاءُ حَجَّةً، وقال حَجَّاجٌ: تَعْدِلُ بِحَجَّةٍ أو تُجْزِاءُ بِحَجَّةٍ.

‌التعليق:

هذا إسناد رجاله كلهم ثقات رجال الشيخين غير إبراهيم بن مهاجر، من رجال مسلم روى له مسلم حديثين أولهما عن صفية بنت شيبة في الوضوء (332)، رواه عنه شعبة والثاني عن أبي الشعثاء عن أبي هريرة في الصلاة رواه عنه أبو الأحوص (655).

(1)

رجال الإسناد:

محمد بن جعفر: وانظر ترجمته في بابه.

حجاج بن محمد: انظر ترجمته في بابه.

شعبة بن الحجاج: تقدم، انظر ترجمته في بابه.

إبراهيم بن مهاجر بن جابر البجلي الكوفي، صدوق لين الحفظ من الخامسة، روى له مسلم.

أبو بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام بن المغيرة المخزومي المدني، قيل: اسمه محمد، وقيل: المغيرة ثقة فقيه عابد، من الثالثة، مات سنة 94 وقيل غير ذلك، روى له البخاري ومسلم.

ص: 9

وأخرجه ابن خزيمة (3075) من طريق محمد بن بشار عن محمد بن جعفر عن شعبة به، وأخرجه الطيالسي (1662) عن شعبة، والحاكم (1/ 482) من طريق وهب بن جرير ومحمد بن جعفر كلاهما عن شعبة به.

هكذا قال إبراهيم بن مهاجر (عن أبي بكر بن عبد الرحمن بن الحارث عن أم معقل أنها أرادت العمرة

، وأن النبي صلى الله عليه وسلم قال:«الحج والعمرة من سبيل الله» .

خالفه الزهري

(1)

، وعمارة بن عمير

(2)

، وجامع بن شدَّاد

(3)

، والحارث بن أبي بكر بن عبد الرحمن بن الحارث

(4)

، وسمى بن أبي بكر

(5)

، فرووه عن أبي بكر بن عبد الرحمن بن الحارث عن أم معقل قالوا: إنها أرادت الحج، وأن النبي صلى الله عليه وسلم قال:«الحج من سبيل الله» .

وكذلك رواه أبو عوانة

(6)

عن إبراهيم بن مهاجر فذكر الحج وحده، ورواه محمد بن أبي إسماعيل

(7)

، عن إبراهيم بن مهاجر فقال عن أبي بكر بن عبد الرحمن عن معقل بن أبي معقل أن أمه.

(1)

النسائي في الكبرى (4227)، وابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني (3232)، والطبراني في الكبير (25/ 371).

(2)

النسائي (4228)، والروياني في مسنده (1289)(1290)، وابن أبي عاصم (3240)(3242)، والطبراني (25/ 368).

(3)

النسائي (4228)، وابن أبي عاصم (3242).

(4)

ابن أبي عاصم (3246)، والطبراني (25/ 367).

(5)

ابن أبي عاصم (3239)، والطبراني (25/ 369).

(6)

أبو داود (1988)، وابن أبي عاصم (3243)، والطبراني (25/ 364).

(7)

أحمد (6/ 406).

ص: 10

ورواه سفيان الثوري عن أبي المهاجر فذكر الحج وحده

(1)

.

ويظهر أن الاختلاف فيه إنما هو من إبراهيم بن مهاجر فالرواة عنه هنا كلهم ثقات.

وقد اختلف في هذا الحديث أيضاً على أبي بكر بن عبد الرحمن فانظره في الإرواء

(2)

وفي حاشية مسند الإمام أحمد

(3)

.

قال الألباني: هو على شرط مسلم كما قال الحاكم والذهبي إلا أن إبراهيم بن مهاجر في حفظه ضعف كما قال الذهبي

ومما يؤيد ذلك روايته لهذا الحديث فإنه قد اضطرب في إسناده ومتنه اضطراباً كثيراً وخالف الثقات في ذكر العمرة فيه مما يدل على أنه لم يضبطه ولم يحفظه.

وفي هذه الرواية مخالفة أخرى وهو قوله صلى الله عليه وسلم منها: «فلتحج عليه فإنه في سبيل الله»

(4)

.

وقال محققو المسند: حديث صحيح بشواهده، أما لفظ العمرة فمنكر لم يتابع إبراهيم عليه

(5)

.

(1)

الفاكهي في أخبار مكة (1/ 402)، وابن عبد البر في التمهيد (28/ 75).

(2)

(3/ 373 - 375).

(3)

المسند (25/ 67 - 70) ط. الرسالة.

(4)

الإرواء (3/ 373).

(5)

(25/ 261).

ص: 11

‌أحمد بن إبراهيم الدورقي

أحمد بن إبراهيم بن كثير بن زيد، الدورقي البغدادي، أبو عبد الله.

روى عن: حفص بن غياث، وجرير، وهشيم، ويزيد بن هارون، وابن علية وجماعة.

وعنه: مسلم وأبو داود والترمذي وابن ماجه، وعبد الله بن أحمد بن حنبل.

قال أبو حاتم: صدوق، ووثقه صالح بن جزرة، والعقيلي، وابن حبان وغيرهم.

مات سنة 246 وكان مولده سنة 168.

قال ابن حجر: ثقة حافظ من العاشرة.

روى عنه مسلم ثمانية أحاديث (28، 612، 926، 935، 1413، 1515، 1612، 2917).

ص: 12

‌الحديث

(1)

:

1171 -

قال ابن ماجه رحمه الله (1952): حدثنا أحمد بن إبراهيم الدورقي، ثنا هشيم عن ابن أبي ليلى، عن حميضة بنت الشمردل عن قيس بن الحارث قال:

أسلمت وعندي ثمان نسوة فأتيت النبي صلى الله عليه وسلم فقلت ذلك له فقال: «اختر منهن أربعاً» .

‌التعليق:

هذا إسناد ضعيف لسوء حفظ ابن أبي ليلى، وحميضة وإن وثقه ابن حبان، ذكره العقيلي في الضعفاء وقال البخاري فيه نظر.

هكذا قال أحمد بن إبراهيم (عن هشيم، عن ابن أبي ليلى، عن حميضة، عن قيس بن الحارث).

وأخرجه أبو داود (2241)، وأبو يعلى (6872) عن أحمد بن إبراهيم الدورقي، والبيهقي (7/ 149) من طريق أبي داود.

(1)

رجال الإسناد:

هُشيم بن بشير بن القاسم بن دينار السلمي، أبو معاوية بن أبي حازم، ثقة ثبت كثير التدليس والإرسال الخفي، من السابعة، مات سنة 183 وله نحو 80 سنة روى له البخاري ومسلم.

محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى الأنصاري الكوفي القاضي، صدوق سيء الحفظ جداً من السابعة مات سنة 148، روى له أصحاب السنن واستشهد له البخاري في الصحيح.

حميضة بن الشمردل الأسدي الكوفي، مقبول من الثالثة، ووقع عند ابن ماجه حميضة بنت شمردل، روى له داود وابن ماجه.

قيس بن الحارث الأسدي، ويقال: الحارث بن قيس، صحابي له حديث، روى له أبو داود وابن ماجه.

ص: 13

خالفه أصحاب هشيم فرووه عنه بهذا الإسناد فقالوا: (الحارث بن قيس

) منهم:

مسدد بن مسرهد

(1)

، ووهب بن بقية

(2)

، وسعيد بن منصور

(3)

، ومعلى بن منصور

(4)

، وأبو الربيع الزهراني

(5)

، وشجاع بن مخلد

(6)

، وهذا هو المحفوظ من حديث هشيم.

ورواه عمرو بن عون الواسطي عن هشيم على الشك فقال: قيس بن الحارث أو الحارث بن قيس.

قال ابن عبد البر: «الصحيح عن هشيم في هذا الإسناد الحارث بن قيس وغير هشيم قيس بن الحارث وهو الصواب»

(7)

.

وقد اختلف في اسم هذا الصحابي فرجح بعضهم أنه الحارث بن قيس وقال آخرون: قيس بن الحارث، إلا أن هشيماً كان يقول في روايته:(الحارث بن قيس) كما تقدم، فوهم أحمد بن إبراهيم الدورقي عليه.

قال الحافظ: «قيس بن الحارث بن حذار الأسدي وقيل: الحارث بن قيس كذا جاء بالتردد والثاني أشبه لأنه قول الجمهور

(8)

،

(1)

أبو داود (2241)، وابن عبد البر في التمهيد (12/ 56).

(2)

أبو داود (2241).

(3)

الطبراني في الكبير (923)، والبيهقي (7/ 149).

(4)

الدارقطني (3/ 27).

(5)

البيهقي (7/ 183).

(6)

ابن قانع في معجم الصحابة (189).

(7)

التمهيد (12/ 57).

(8)

ونصره البيهقي في السنن الكبرى (7/ 183).

ص: 14

وجزم بالأول أحمد بن إبراهيم الدورقي وجماعة، وبالثاني البخاري وابن السكن وغيرهما»

(1)

.

قلت: اختلف على ابن أبي ليلى في هذا الحديث.

فرواه هشيم فقال: الحارث بن قيس كما تقدم على الصحيح من روايته.

ورواه عيسى بن المختار

(2)

، والمختار بن فلفل

(3)

عن ابن أبي ليلى فقال: (قيس بن الحارث).

ورواه محمد بن السائب الكلبي عن حميضة فاختلف عليه.

فرواه سفيان الثوري

(4)

، وشيبان

(5)

وجرير

(6)

فقالوا: (قيس بن الحارث)، وخالفهم شريك وهو سيء الحفظ فقال:(الحارث بن قيس)

(7)

فيكون الصحيح من قول الكلبي هو قيس بن الحارث والكلبي متروك.

والله تعالى أعلم.

(1)

الإصابة (5/ 459)، ترجمة (7153).

(2)

أبو داود (2242)، وابن أبي شيبة (17182)، وابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني (1054)، وابن سعد (6/ 60).

(3)

الطبراني في الأوسط (4047)، والإسماعيلي في معجم شيوخه (102)، وابن عبد البر في التمهيد (12/ 58).

(4)

أبو يعلى (6874)، والدارقطني (3/ 270)، وابن قانع في معجم الصحابة (893).

(5)

ابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني (2737).

(6)

التمهيد (12/ 57).

(7)

التمهيد (12/ 57).

ص: 15

‌أحمد بن عبدة الضبي

أحمد بن عبدة بن موسى الضبي، أبو عبد الله البصري.

روى عن: حماد بن زيد، ويزيد بن زريع، وابن عيينة، وفضيل بن عياض وغيرهم.

وعنه: الجماعة إلا البخاري، وروى عنه أبو زرعة، وأبو حاتم وابن خزيمة وغيرهم.

وثقه أبو حاتم والنسائي، وقال النسائي في موضع آخر: لا بأس به. مات سنة 245.

قال ابن حجر: ثقة، رمي بالنصب، من العاشرة.

قلت: روى له مسلم ثلاثة عشر حديثاً (21، 117، 578، 1060، 1196، 1256، 1480، 1556، 2091، 2327، 2468، 2888، 2984).

ص: 16

‌الحديث الأول

(1)

:

1172 -

قال الإمام مسلم في صحيحه (3/ 1278)(1656): وحدثنا أحمد بن عبدة الضبي، حدثنا حماد بن زيد، حدثنا أيوب عن نافع قال:

ذكر عند ابن عمر عمرة رسول الله صلى الله عليه وسلم من الجعرانة فقال: لم يعتمر منها، قال: وكان عمر نذر اعتكاف ليلة في الجاهلية.

‌التعليق:

هذا إسناد رجاله ثقات رجال الشيخين غير أحمد بن عبدة فمن رجال مسلم.

وأخرجه ابن خزيمة (2228) وأبو عوانة (5878) من طريق أحمد بن عبدة به.

هكذا قال أحمد بن عبدة عن حماد عن أيوب عن نافع عن ابن عمر رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يعتمر من الجعرانة.

خالفه أبو النعمان

(2)

فرواه عن حماد عن أيوب عن نافع

(1)

رجال الإسناد:

حماد بن زيد بن درهم الأزدي الجهضمي أبو إسماعيل البصري، ثقة ثبت فقيه، من كبار الثامنة، مات سنة 197 وله 81 سنة روى له البخاري ومسلم.

أيوب بن أبي تميمة كيسان السختياني، ثقة ثبت حجة من كبار الفقهاء العباد من الخامسة، مات سنة 131 وله 65 سنة روى له البخاري ومسلم.

نافع أبو عبد الله المدني مولى ابن عمر، ثقة ثبت فقيه مشهور من الثالثة، مات سنة 117 أو بعد ذلك روى له البخاري ومسلم.

(2)

البخاري (3144).

ص: 17

قال:

ولم يعتمر رسول الله صلى الله عليه وسلم من الجعرانة، ولو اعتمر لم يخف على عبد الله.

وكلا الخبرين وهم إما من عبد الله بن عمر أو من نافع.

فقد ثبت في الصحيحين وغيرهما أن النبي صلى الله عليه وسلم اعتمر من الجعرانة، من حديث أنس بن مالك

(1)

، وابن عباس

(2)

، وجابر بن عبد الله

(3)

، ومُحرِش الكعبي

(4)

وعمران بن حصين

(5)

، وأبي هريرة

(6)

، والوهم في حديث مسلم ظاهره من عبد الله بن عمر رضي الله عنه، وفي حديث البخاري من نافع وروايته مرسلة.

وقد يكون الوهم في حديث مسلم من أحمد بن عبدة إذ نسب نفي عمرة النبي صلى الله عليه وسلم من الجعرانة إلى ابن عمر، حيث خالفه أبو النعمان فجعل ذلك من قول نافع والله تعالى أعلم.

وقد جعل ابن التين هذا الوهم من نافع وحمله ابن حجر على ابن عمر، قال ابن حجر: «قال ابن التين: ليس كل ما علمه ابن عمر حدث به نافعاً ولا كل ما حدث به نافعاً حفظه، وتعقبه الحافظ فقال:

(1)

البخاري (1778) و (1780)، ومسلم (1253).

(2)

أبو داود (1884)(1890)(1993)، والترمذي (816)، وابن ماجه (3003)، والدارمي (1858)، وابن حبان (3946).

(3)

النسائي (5/ 247)، وفي الكبرى (3984)(8463)، وابن خزيمة (2974)، وابن حبان (6645).

(4)

الشافعي (1/ 112)، والنسائي (5/ 199)، والترمذي (935)، وأحمد (3/ 426)، والحميدي (863)، وأبو داود (1996).

(5)

البيهقي (3/ 153).

(6)

ابن خزيمة (3078)، وابن حبان (3707).

ص: 18

وهذا يرده رواية مسلم فقد دلت على أن ابن عمر كان ينفيها، ثم نقل الحافظ عنه قوله: (وليس كل ما علمه ابن عمر لم يدخل عليه فيه نسيان. قال الحافظ: وهذا أيضاً يقتضي أن ابن عمر كان عرف بها ونسيها وليس كذلك بل لم يعرف بها لا هو ولا عدد كثير من الصحابة

»

(1)

.

قال أبو الفضل ابن عمار الشهيد: ووجدت فيه لأحمد بن عبدة عن حماد بن زيد عن أيوب عن نافع ذُكر لابن عمر عمرة النبي صلى الله عليه وسلم من الجعرانة قال: لم يعتمر منها. قال أبو الفضل: وهذا حديث لم يروه غير ابن عبدة عن حماد وهو غير صحيح وقد صح أن النبي صلى الله عليه وسلم اعتمر من الجعرانة

(2)

.

قال النووي: (لم يعتمر منها): «هذا محمول على نفي علمه أي أنه لم يعلم ذلك، وقد ثبت أن النبي صلى الله عليه وسلم اعتمر من الجعرانة والإثبات مقدم على النفي.

وقد ذكر مسلم في كتاب الحج اعتمار النبي صلى الله عليه وسلم من الجعرانة عام حنين من رواية أنس رضي الله عنه

(3)

.

‌الخلاصة:

وهم أحمد بن عبدة فروى هذا الحديث من طريق حماد وذكر أن ابن عمر رضي الله عنهما نفى أن النبي صلى الله عليه وسلم اعتمر من الجعرانة.

(1)

فتح الباري (6/ 253).

(2)

علل الأحاديث في كتاب الصحيح (1/ 92 - 93) وهو متعقب بما ذكرنا من رواية أبي النعمان.

(3)

شرح صحيح مسلم (11/ 126).

ص: 19

وخالفه أبو النعمان محمد بن الفضل السدوسي فرواه عن حماد بهذا الإسناد وذكر أن النافي هو نافع.

وقد ثبت أن النبي صلى الله عليه وسلم اعتمر من الجعرانة وقد أخرج الشيخان ذلك من حديث أنس وحديث نافع إنما أخرجاه في كتاب النذر لما فيه من الوهم والله تعالى أعلم.

‌علة الوهم:

إنما أنكر من أنكر عمرة النبي صلى الله عليه وسلم من الجعرانة لأنه لم يعلم بوقوعها فقد خرج النبي صلى الله عليه وسلم ليلاً من الجعرانة فدخل مكة واعتمر ورجع من ليلته.

فقد جاء في حديث محرش الكعبي قال: (أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج من الجعرانة ليلاً معتمراً فدخل مكة ليلاً فقضى عمرته ثم خرج من ليلته فأصبح بالجعرانة كبائت فلما زالت الشمس من الغد خرج من بطن سرف حتى جاء مع الطريق طريق جمع ببطن سرف فمن أجل ذلك خفيت عمرته على الناس)

(1)

.

(1)

تقدم تخريجه، هذا لفظ الترمذي.

ص: 20

‌الحديث الثاني

(1)

:

1173 -

قال الإمام ابن خزيمة رحمه الله في صحيحه (124): نا أحمد بن عبدة الضبي، أخبرنا حماد يعني ابن زيد، عن ثابت، عن أنس رضي الله عنه:

أن رسول الله صلى الله عليه وسلم دعا بوضوء فجيء بقدح فيه ماء أحسبه قال: قدح زجاج فوضع أصابعه فيه فجعل القوم يتوضؤون الأول فالأول فحزرتهم ما بين السبعين إلى الثمانين فجعلت أنظر إلى الماء كأنه ينبع من بين أصابعه.

‌التعليق:

هذا إسناد على شرط مسلم، رجاله رجال الشيخين غير أحمد بن عبدة فمن رجال مسلم.

وأخرجه البيهقي (1/ 30) من طريق ابن خزيمة.

هكذا قال أحمد بن عبدة، عن حماد، عن ثابت، عن أنس (قدح زجاج).

خالفه مسدد

(2)

، وأبو الربيع سليمان بن داود العتكي

(3)

،

(1)

رجال الإسناد:

حماد بن زيد: انظره في بابه.

ثابت بن أسلم البناني، أبو محمد البصري، ثقة عابد من الرابعة مات سنة بضع وعشرين وله 86 سنة روى له البخاري ومسلم.

(2)

البخاري (200).

(3)

مسلم (2279).

ص: 21

ويونس بن محمد (المؤدب)

(1)

، وسليمان بن حرب

(2)

، وعفان بن مسلم

(3)

، وخالد بن خداش

(4)

.

فرووه عن حماد فقالوا: (قدح رحراح).

وكذلك رواه سليمان بن المغيرة

(5)

عن ثابت فقال: (قدح رحراح). لذا قال ابن خزيمة عقب الحديث. روى هذا الخبر غير واحد عن حماد بن زيد فقالوا: رحراح مكان الزجاج بلا شك

(6)

.

ثم قال: والرحراح إنما يكون الواسع من أواني الزجاج لا العميق منه.

وقال البيهقي: وهو كما قال.

وقال الحافظ: هذه اللفظة تفرد بها أحمد بن عبدة وخالفه أصحاب حماد بن زيد فقالوا: رحراح، وقال بعضهم: واسع الفم وهي رواية الإسماعيلي عن عبد الله بن ناجية عن محمد بن موسى وإسحاق بن أبي إسرائيل وأحمد بن عبدة كلهم عن حماد، وكأنه ساقه على لفظ محمد بن موسى وصرح جمع من الحذاق بأن أحمد بن عبدة صحفها ويقوي ذلك أنه أتى في روايته بقوله: أحسبه فدل على أنه لم يتقنه فإن كان ضبطه فلا منافاة بين روايته ورواية الجماعة لاحتمال أن يكونوا وصفوا هيئته وذكر هو جنسه، وفي مسند أحمد عن ابن عباس أن

(1)

أحمد (3/ 147).

(2)

عبد بن حميد (1365)، وابن سعد (1/ 178).

(3)

ابن سعد في الطبقات (1/ 178).

(4)

المصدر السابق.

(5)

أبو يعلى (3327).

(6)

(1/ 65).

ص: 22

المقوقس أهدى للنبي صلى الله عليه وسلم قدحاً من زجاج لكن في إسناده مقال

(1)

.

قلت: حديث أن المقوقس أهدى للنبي صلى الله عليه وسلم قدحاً من زجاج لم أعثر عليه في المسند، لكن روى ابن سعد قال: أخبرنا مندل عن محمد بن إسحاق عن الزهري عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة قال: أهدى المقوقس إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم قدح زجاج كان يشرب فيه.

قال: أخبرنا محمد بن عبد الله الأسدي حدثنا مندل عن ابن جريج عن عطاء قال: كان لرسول الله صلى الله عليه وسلم قدح زجاج فكان يشرب فيه

(2)

.

(1)

فتح الباري (1/ 304) ونقل معظمه العيني في عمدة القاري (3/ 94).

(2)

ابن سعد (1/ 485).

ص: 23

‌أسامة بن زيد

أسامة بن زيد الليثي مولاهم، أبو زيد المدني.

روى عن: سعيد بن المسيب، والزهري، ونافع مولى ابن عمر، وعطاء بن أبي رباح وابن المنكدر وجماعة.

وعنه: سفيان الثوري، والأوزاعي، وعبد الله بن المبارك، ويحيى القطان وجماعة.

وثقه يحيى بن معين وقال في رواية: ثقة حجة، ووثقه العجلي.

وقال أبو حاتم: يكتب حديثه ولا يحتج به، وقال أبو داود: صالح.

وقال أحمد بن حنبل: تركه القطان بأخرة، وقال الأثرم عن أحمد: ليس بشيء.

وقال عبد الله بن أحمد عن أبيه أحمد: روى عن نافع أحاديث مناكير، فقلت له: أراه حسن الحديث، فقال: إن تدبرت حديثه فستعرف فيه النكرة. وضعفه يحيى بن سعيد القطان والنسائي.

ص: 24

قال الحاكم في المدخل: روى له مسلم واستدللت بكثرة روايته له على أنه عنده صحيح الكتاب، على أن أكثر تلك الأحاديث مستشهد بها أو هو مقرون بها في الإسناد.

وقال ابن القطان الفاسي: لم يحتج به مسلم، إنما أخرج له استشهاداً.

قال ابن حجر: صدوق يهم، من السابعة.

قلت: روى له مسلم ثمانية أحاديث (480، 1387، 1551، 1627، 1703، 1749، 1889، 2107) أكثرها من رواية عبد الله بن وهب عنه.

ص: 25

‌الحديث الأول

(1)

:

1174 -

قال أبو داود رحمه الله (3135): حدثنا أحمد بن صالح، حدثنا ابن وهب، وحدثنا سليمان بن داود المهري، أخبرنا ابن وهب وهذا لفظه أخبرني أسامة بن زيد الليثي أن ابن شهاب أخبره أن أنس بن مالك حدثه:

أن شهداء أحد لم يُغسَّلوا ودفنوا بدمائهم ولم يصل عليهم.

‌التعليق:

هذا إسناد رجاله كلهم ثقات رجال الصحيح غير المهري وهو متابع، وأخرجه الطحاوي في شرح مشكل الآثار (4050)، والدارقطني (4/ 117)، والحاكم في المستدرك (1/ 520 رقم 1352)، والبيهقي (4/ 10) كلهم من طرق عن ابن وهب عن أسامة بن زيد بهذا الإسناد.

هكذا قال أسامة بن زيد: (عن الزهري، عن أنس).

(1)

رجال الإسناد:

أحمد بن صالح المصري أبو جعفر ابن الطبري، ثقة حافظ، تكلم فيه النسائي بسبب أوهام له قليلة

، مات سنة 248 وله 78 سنة روى عنه البخاري ومسلم.

سليمان بن داود بن حماد المهري أبو الربيع المصري، ثقة من الحادية عشر، مات سنة 253 روى عنه أبو داود والنسائي.

عبد الله بن وهب بن مسلم القرشي أبو محمد المصري الفقيه، ثقة حافظ عابد، من التاسعة، مات سنة 197 وله 72 سنة روى له البخاري ومسلم.

أسامة بن زيد: تقدم.

ابن شهاب الزهري: تقدم وانظر ترجمته في بابه.

أنس بن مالك: صحابي مشهور.

ص: 26

خالفه الليث بن سعد

(1)

فقال: (عن الزهري، عن عبد الرحمن بن كعب بن مالك عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه.

وهذا الوجه صححه البخاري وأعل حديث أسامة بن زيد.

قال الترمذي: سألت محمداً (يعني: البخاري) عن هذا الحديث فقال: حديث عبد الرحمن بن كعب عن جابر بن عبد الله في شهداء أحد هو حديث حسن.

وحديث أسامة بن زيد عن ابن شهاب عن أنس غير محفوظ غلط فيه أسامة بن زيد

(2)

.

(1)

البخاري (1343)، وأبو داود (3138)(3139)، والترمذي (1057)، وابن ماجه (1514)، والدارقطني (4/ 117)، والبيهقي (4/ 10).

(2)

العلل الكبير (252)، ونقله عن البيهقي (4/ 10)، وابن الملقن في البدر المنير (5/ 242)، وابن حجر في التلخيص الحبير (2/ 116)، وابن عبد الهادي في التنقيح (2/ 121).

ص: 27

‌الحديث الثاني

(1)

:

1175 -

قال الدارمي رحمه الله (1157): حدثنا حجاج، ثنا عبيد الله، عن أسامة بن زيد، عن سعيد بن أبي سعيد المقبري، عن أم سلمة زوج النبي صلى الله عليه وسلم قالت:

جاءت امرأة إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقالت: إني أشد ضفر رأسي أو عقدة؟

قال: احفني على رأسك ثلاث حفنات ثم اغمزي على أثر كل حفنة غمزة.

‌التعليق:

هذا إسناد رجاله كله ثقات رجال الشيخين، غير أنه مرسل سعيد المقبري روايته عن أم سلمة مرسلة.

ورواه أبو داود (252) من طريق ابن نافع الصائغ، والبيهقي (1/ 181) من طريق جعفر بن عون وعبد الله بن وهب ثلاثتهم عن أسامة بهذا الإسناد.

هكذا رواه أسامة فقال: (عن سعيد بن أبي سعيد المقبري، عن أم سلمة).

(1)

رجال الإسناد:

حجاج بن المنهال الأنماطي، أبو محمد السلمي مولاهم البصري، ثقة فاضل، من التاسعة مات سنة 216 أو 217، روى له البخاري ومسلم.

عبيد الله بن موسى بن باذام العبسي الكوفي، ثقة كان يتشيع، من التاسعة مات سنة 213 على الصحيح روى له البخاري ومسلم.

سعيد بن أبي سعيد كيسان المقبري، أبو سعد المدني، ثقة، من الثالثة تغير قبل موته بأربع سنين، وروايته عن عائشة وأم سلمة مرسلة، مات في حدود سنة 120 وقيل: قبلها، وقيل: بعدها.

ص: 28

خالفه أيوب بن موسى

(1)

فقال: (عن سعيد بن أبي سعيد المقبري، عن عبد الله بن رافع عن أم سلمة).

أسقط أسامة بن زيد عبد الله بن رافع مولى أم سلمة من الإسناد.

قال البيهقي: ورواية أيوب بن موسى أصح من رواية أسامة بن زيد، وقد حفظ من إسناده ما لم يحفظ أسامة.

وقال ابن عبد الهادي: «كذا رواه أبو داود والصواب عن المقبري عن عبد الله بن رافع والله أعلم»

(2)

.

وقال أبو حاتم وسئل عن حديث أيوب بن موسى، عن سعيد، عن أبي رافع عن أم سلمة فذكر هذا الحديث: فقال: هذا خطأ، إنما هو سعيد المقبري، عن عبد الله بن رافع مولى أم سلمة عن أم سلمة عن النبي صلى الله عليه وسلم

(3)

.

(1)

مسلم (330) من طريق الثوري وابن عيينة وروح عن أيوب بن موسى.

(2)

تعليقه على العلل (1/ 284).

(3)

العلل لابن أبي حاتم (1/ 71).

ص: 29

‌إسحاق بن عيسى بن الطباع

إسحاق بن عيسى بن نجيح البغدادي، أبو يعقوب بن الطباع، نزيل أذنة.

روى عن: مالك، والحمادين، وشريك، وجرير بن حازم وجماعة.

وعنه: أحمد، والدارمي، والذهلي، وأبو خيثمة وجماعه.

قال البخاري: مشهور الحديث، وقال أبو حاتم: صدوق.

مات سنة 214 وقيل: بعدها بسنة، وكان مولده سنة 140.

قال ابن حجر: صدوق من التاسعة.

روى له النسائي ستة أحاديث: (111)(1498)(2063) و (4/ 1749) و (2483)(2983).

ص: 30

‌الحديث

(1)

:

1176 -

قال الإمام أحمد رحمه الله (2/ 466): حدثنا إسحاق، حدثنا مالك، عن عبد الله بن سلمان، عن أبيه، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

صلاة في مسجدي هذا خير من ألف صلاةٍ فيما سواه إلا المسجد الحرام.

‌التعليق:

هذا إسناد على شرط مسلم.

هكذا رواه إسحاق بن الطباع (عن مالك، عن عبد الله بن سلمان، عن أبيه، عن أبي هريرة).

خالفه عبد الله بن يوسف

(2)

، ويحيى الليثي

(3)

، وأبو مصعب الزهري

(4)

، ومعن بن عيسى

(5)

، وعبد الله بن وهب

(6)

، وعبد الله بن

(1)

رجال الإسناد:

مالك بن أنس: انظره في بابه.

عبد الله بن سلمان الأغر المدني، مولى جهينة، صدوق، من السادسة روى له مسلم.

سلمان الأغر، أبو عبد الله المدني، مولى جهينة أصله من أصبهان ثقة، من كبار الثالثة. روى له البخاري ومسلم.

(2)

البخاري (1190).

(3)

الموطأ (1/ 196).

(4)

الموطأ (517)، وابن ماجه (1404)، وابن حبان (1625)، والبغوي في شرح السنة (449).

(5)

الترمذي (325).

(6)

الطحاوي في شرح معاني الآثار (3/ 126)، وفي شرح المشكل (606).

ص: 31

مسلمة القعنبي

(1)

، وسعيد بن أبي مريم

(2)

، ومحرز بن مسلمة

(3)

، فرووه (عن مالك، عن عبيد الله بن سلمان، عن أبيه، عن أبي هريرة).

وكذلك رواه عبد الله بن عامر الأسلمي

(4)

، عن عبيد الله بن سلمان الأغر عن أبيه عن أبي هريرة.

وهم إسحاق فأبدل (عبيد الله بن سلمان)

(5)

بأخيه (عبد الله بن سلمان) ولا يعرف لمالك رواية عن عبد الله بن سلمان.

وقد قال ابن عبد البر في التمهيد (6/ 16): لم يختلف عن مالك في إسناد هذا الحديث في الموطأ .. ، ولا يصح فيه عن مالك إلا حديثه في الموطأ عن زيد بن رباح

(6)

، وعبيد الله بن أبي عبد الله الأغر، عن أبي عبد الله الأغر، عن أبي هريرة.

(1)

البيهقي (5/ 246).

(2)

التمهيد (6/ 16 - 17).

(3)

الأزرقي في أخبار مكة (2/ 64).

(4)

إسحاق بن راهويه في مسنده (530).

(5)

عبيد الله بن سلمان الأغر، هو ابن أبي عبد الله، ثقة، من السادسة، روى له البخاري.

(6)

وذلك لأن أكثر الرواة عن مالك ذكروه (عن مالك عن زيد بن رباح وعبيد الله بن سلمان).

ص: 32

‌بشير بن سلمان

بشير بن سلمان الكندي، أبو إسماعيل الكوفي.

روى عن: أبي حازم الأشجعي، وخيثمة بن أبي خيثمة، وسيار أبي الحكم ومجاهد، وعكرمة.

وعنه: ابنه الحكم، والثوري، وابن عيينة، وابن المبارك، ووكيع

وغيرهم

قال أحمد وابن معين والعجلي: ثقة.

قال أبو حاتم: صالح الحديث.

قال البزار: حدث بغير حديث لم يشاركه فيه أحد.

قال ابن حجر: ثقة يغرب، من السادسة.

قلت: روى له مسلم حديثاً واحداً (812) في فضل {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ (1)} .

ص: 33

‌الحديث

(1)

:

1177 -

قال الإمام أحمد (1/ 389): حدثنا وكيع، حدثني بشير بن سلمان عن سيار أبي الحكم، عن طارق بن شهاب عن عبد الله (بن مسعود) قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

«من نزل به حاجة فأنزلها بالناس، كان قِمناً من أن لا تسهل حاجته، ومن أنزلها بالله أتاه الله برزق عاجل أو بموت آجل» .

‌التعليق:

هذا إسناد رجاله كلهم ثقات رجال الشيخين غير بشير بن سلمان من رجال مسلم.

وأخرجه أبو يعلى (5317) و (5399) وابن جرير الطبري في تهذيب الآثار (1/ 11 مسند عمر)، والشاشي في مسنده (765)، والطبراني في الكبير (9785)، والقضاعي في مسند الشهاب (544)، والحاكم (1/ 408)، والبيهقي (4/ 196).

هكذا قال بشير: (عن سيار أبي الحكم، عن طارق، عن ابن مسعود).

(1)

رجال الإسناد:

سيار أبو الحكم العنزي، وأبوه يكنى أبا سيار واسمه وردان، وقيل: ورد، وقيل: غير ذلك وهو أخو مساور الوراق لأمه، ثقة وليس هو الذي يروي عن طارق بن شهاب من السادسة، مات سنة 122، روى له البخاري ومسلم.

طارق بن شهاب بن عبد شمس البجلي الأحمسي أبو عبد الله الكوفي قال أبو داود: رأى النبي صلى الله عليه وسلم ولم يسمع منه، مات سنة 82 أو 83 روى له البخاري ومسلم.

ص: 34

وخالفه سفيان الثوري

(1)

فقال: (عن سيار أبي حمزة، عن طارق، عن ابن مسعود).

قال الإمام أحمد بعد أن أورد هذا الحديث من طريق سفيان: «وهو الصواب سيار أبو حمزة، وسيار أبو الحكم لم يحدث عن طارق بن شهاب بشيء» .

وقال الدولابي: حدثني عبد الله بن أحمد قال: قلت لأبي حديث بشير أبي إسماعيل عن سيار أبي الحكم عن طارق عن عبد الله عن النبي صلى الله عليه وسلم: «من نزلت به فاقة» .

فقال أبي: «إنما هو عن سيار أبي حمزة وليس هو سيار أبو الحكم، أبو الحكم لم يحدث عن طارق بشيء»

(2)

.

قلت: وقد روى أبو داود

(3)

من طريق عبد الله بن المبارك وعبد الله بن داود عن بشير بن سلمان هذا الحديث فقال عن سيار أبي حمزة فأتى به هنا على الصواب.

قال الدارقطني في العلل (5/ 116): سيار أبو الحكم وهم، وإنما هو سيار أبو حمزة الكوفي، كذلك رواه عبد الرزاق عن الثوري عن بشير عن سيار أبي حمزة وهو الصواب.

وسيار أبو الحكم لم يسمع من طارق بن شهاب شيئاً ولم يرو عنه.

(1)

أحمد (1/ 442)، والدولابي في الكنى والأسماء (2/ 492).

(2)

الكنى والأسماء (1/ 301)، وهو عند عبد الله في العلل ومعرفة الرجال (1/ 329 رقم 588).

(3)

في سننه (544).

ص: 35

وقال المزي في تهذيب الكمال في ترجمة سيار أبي حمزة: «روى عنه بشير بن إسماعيل وكان يقول فيه: سيار أبو الحكم وهو وهم» .

وقال ابن حجر في التهذيب (4/ 256) في ترجمة سيار أبي الحكم: (روى أبو داود والترمذي حديث بشير أبي إسماعيل، حدثنا سيار أبو الحكم عن طارق بن شهاب)(الحديث).

قال أبو داود عقبه: هو سيار أبو حمزة، ولكن بشير كان يقول سيار أبو الحكم وهو خطأ.

قال أحمد: هو سيار أبو حمزة وليس قولهم سيار أبو الحكم شيء.

وقال الدارقطني: قول البخاري: سيار أبو الحكم سمع من طارق بن شهاب وهم منه وممن تابعه، والذي يروي عن طارق هو سيار أبو حمزة، قال ذلك أحمد ويحيى وغيرهما.

ثم قال الحافظ: وقد تبع ابنُ حبان البخاري في الثقات وتبع البخاري أيضاً في أنه يروي عن طارقٍ مسلمٌ في الكنى والنسائي والدولابي وغير واحد، وهو وهم كما قال الدارقطني.

ص: 36

‌بشير بن المهاجر

رأى أنس بن مالك:

روى عن: عبد الله بن بريدة، والحسن البصري وعكرمة وغيرهم.

وعنه: سفيان الثوري، وابن المبارك، وابن نمير، وغيرهم.

وثقه ابن معين والعجلي وابن سعد، والذهبي وضعفه جماعة.

قال أحمد: منكر الحديث، قد اعتبرت أحاديثه فإذا هو يجيء بالعجب.

وقال البخاري: يخالف في بعض حديثه.

وقال أبو حاتم: يكتب حديثه ولا يحتج به.

وقال النسائي: ليس به بأس.

وقال ابن عدي: روى ما لا يتابع عليه، وهو ممن يكتب حديثه وإن كان منه بعض الضعف.

وقال ابن حبان: كان يخطئ كثيراً.

ص: 37

وقال العقيلي: مرجئ متهم متكلم فيه.

وقال الساجي: منكر الحديث.

وقال ابن الذهبي: ثقة فيه شيء.

قال ابن حجر: صدوق لين الحديث، رمي بالإرجاء، من الخامسة.

قلت: روى له مسلم حديثاً واحداً في المتابعات.

ص: 38

‌الحديث

(1)

:

1178 -

قال الإمام مسلم في صحيحه (1695): وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، حدثنا عبد الله بن نمير وحدثنا محمد بن عبد الله بن نمير وتقاربا في اللفظ، حدثنا أبي، حدثنا بشير بن المهاجر، حدثنا عبد الله بن بريدة، عن أبيه رضي الله عنه: أن ماعز بن مالك الأسلمي أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله إني قد ظلمت نفسي وزنيت وإني أريد أن تطهرني فرده فلما كان من الغد أتاه فقال: يا رسول الله إني قد زنيت فرده الثانية، فأرسل رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى قومه فقال: أتعلمون بعقله بأساً؟ تنكرون منه شيئاً؟ فقالوا: لا نعلمه إلا وفي العقل من صالحينا فيما نرى، فأتاه الثالثة فأرسل إليهم أيضاً فسأل عنه فأخبروه أنه لا بأس به ولا بعقله، فلما كان الرابعة حفر له حفرة ثم أمر به فرجم.

‌التعليق:

هذا إسناد رجاله كلهم ثقات رجال الشيخين غير بشير بن مهاجر روى له مسلم هذا الحديث الواحد متابعة ولم يخرج له غيره

(2)

.

(1)

رجال الإسناد:

أبو بكر ابن أبي شيبة: ثقة حافظ، تقدم مراراً.

محمد بن عبد الله بن نمير: تقدم انظره في بابه.

عبد الله بن نمير الهمداني، أبو هشام الكوفي، ثقة صاحب حديث من أهل السنة من كبار التاسعة، مات سنة 199، وله 84 سنة روى له البخاري ومسلم.

عبد الله بن بريدة بن الحصيب الأسلمي، أبو سهل المروزي قاضيها، ثقة، من الثالثة، مات سنة 105، وقيل: 115 وله 100 سنة.

بريدة بن الحصيب (قيل: اسمه عامر وبريدة لقبه) أبو سهل الأسلمي، صحابي أسلم قبل بدر، مات سنة 63، روى له البخاري ومسلم.

(2)

هذا لا يقدح في مسلم فإنه لم يذكر هذه الرواية متأصلة مستقلة، وإنما ذكرها متابعة، والمتابعات يحتمل فيها ما لا يحتمل في الأصول.

ص: 39

والحديث أخرجه كذلك أحمد (5/ 347)، والدارمي (1320)، والنسائي في الكبرى (7202)، وأبو عوانة (6294) كلهم من طريق أبي نعيم الفضل بن دكين عن بشير المهاجر به.

ورواه النسائي في الكبرى (7167) من طريق محمد بن فضيل، والحاكم في المستدرك (4/ 362)، والبيهقي (8/ 221) من طريق خلاد بن يحيى كلاهما عن بشير بن المهاجر به.

ورواه أبو نعيم (6293، 6294) من طريق أبي أحمد الزبيري، وعبيد الله بن موسى عن بشير به.

وقد وهم بشير بن المهاجر في هذا الحديث في قوله: (فحفر له حفرة).

فقد روى مسلم في صحيحه (1695)(22) قبل هذا الحديث مباشرة من طريق علقمة بن مرثد، عن سليمان بن بريدة، عن أبيه هذا الحديث ولم يذكر الحفر.

وقد جاء في حديث جابر رضي الله عنه المتفق عليه ما يدل على وهمه إذ جاء فيه أنه لما ألمته الحجارة هرب فتبعوه وهم يرجمونه حتى مات.

ففي رواية البخاري قال: (فأمر به فرجم بالمصلى، فلما أذلقته الحجارة فر فأدرك فرجم حتى مات)

(1)

.

وفي ولفظ له: قال ابن شهاب فأخبرني من سمع جابر بن عبد الله

(1)

البخاري (6820).

ص: 40

يقول: (فكنت فيمن رجمه فرجمناه بالمصلى فلما أذلقته الحجارة هرب فأدركناه بالحرة فرجمناه)

(1)

.

بل جاء في حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه نفي الحفرة قال: فانطلقنا به إلى بقيع الغرقد، فما أوثقناه ولا حفرنا له فرميناه بالعظم والمدر والخزف قال: فاشتد واشتددنا خلفه حتى أتى عرض الحرة فانتصب لنا فرميناه بجلاميد الحرة (يعني الحجارة) حتى سكت

(2)

.

وجاء في حديث هزال بن يزيد الأسلمي (فلما رجم فوجد مس الحجارة جزع، فخرج يشتد فلقيه عبد الله بن أنيس وقد أعجز أصحابه فنزع له بوظيف بعير فرماه به فقتله)

(3)

.

وجاء في حديث أبي هريرة رضي الله عنه: (فلما وجد مس الحجارة فر يشتد حتى مر برجل معه لحي جمل فضربه به وضربه الناس حتى مات)

(4)

.

قال ابن القيم: وهذا الحديث فيه أمران سائر طرق حديث مالك تدل على خلافهما:

أحدهما: أن الإقرار منه وترديد النبي صلى الله عليه وسلم كان في مجالس متعددة، وسائر الأحاديث تدل على أن ذلك كان في مجلس واحد.

(1)

البخاري (6816)، ومسلم (1691)(69).

(2)

أخرجه مسلم (1694)(20).

(3)

أحمد (5/ 217)، وأبو داود (4419).

(4)

أخرجه الترمذي (1418) وقال: هذا حديث حسن، وابن الجارود (819)، وابن حبان (4400) و (4439).

ص: 41

الثاني: ذكر الحفرة فيه، والصحيح في حديثه أنه لم يحفر له والحفر وهم، ويدل عليه أنه هرب وتبعوه.

وهذا والله أعلم من سوء حفظ بشير بن مهاجر، وقد تقدم قول الإمام أحمد إن ترديده إنما كان في مجلس واحد، إلا ذلك الشيخ ابن مهاجر)

(1)

. اه.

إلا إن الحافظ رحمه الله صحح هذه الرواية بل وقدمها على غيرها جرياً على قاعدة أن المُثبت مقدم على النافي فقد قال في الفتح (12/ 126) قال: (ويمكن الجمع بأن المنفي حفرة لا يمكنه الوثوب منها

(2)

والمثبت عكسه، أو أنهم في أول الأمر لم يحفروا له ثم لما فر فأدركوه حفروا له حفرة فانتصب لهم فيها حتى فرغوا منه.

قال: وعند الشافعية لا يحفر للرجل وفي وجه يتخير الإمام وهو أرجح لثبوته في قصة ماعز فالمثبت مقدم على النافي، وقد جمع بينهما بما دل على وجود حفر في الجملة).

قلت: نعم هذا إذا تكافئت الروايات قدم المثبت على النافي.

وبشير بن المهاجر هذا لم يخرج له البخاري، وقال فيه الإمام أحمد:(منكر الحديث، قد اعتبرت أحاديثه فإذا هو يجيء بالعجب)، وقال أبو حاتم: يكتب حديثه ولا يحتج به، وقال البخاري: يخالف في

(1)

في تهذيب سنن أبي داود (6/ 251).

(2)

قلت: جاء عند النسائي في الكبرى والبيهقي (فحفر له حفرة فجعل فيها إلى صدره)(7202).

ص: 42

بعض حديثه، وقال ابن حبان في الثقات: دلس عن أنس ولم يره، وكان يخطئ كثيراً، وقال العقيلي: مرجيء متهم متكلم فيه، وقال الساجي: منكر الحديث عنده ووثقه يحيى بن معين، والعجلي، وقال النسائي:(ليس به بأس)

(1)

.

‌الدلالة الفقهية:

استدل بعض أهل العلم بهذا الحديث في الحفر للمرجوم.

فقد عقد البيهقي في سننه (8/ 220): باب ما جاء في حفر المرجوم والمرجومة والنسائي في السنن الكبرى (4/ 289) إلى أين يحفر للرجل وذكر فيها عنده منها: (فحفر له حفرة فجعل فيها إلى صدره)، وكذلك جاء عند البيهقي.

قال البيهقي رحمه الله: (وفي هذا الحديث إثبات الحفر للرجل والمرأة جميعاً).

قلت: أما المرأة نعم فقد صح أنه حفر للغامدية، أما الرجل فلم يصح أنه حفر له وما جاء في حديث بشير بن المهاجر وهم منه كما قال ابن القيم رحمه الله.

قال النووي: قال مالك وأبو حنيفة

(2)

وأحمد في المشهور عنهم: لا يحفر لواحد منهما (لا للرجل ولا للمرأة) وقال قتادة وأبو ثور وأبو

(1)

انظر ترجمته في التهذيب.

(2)

المذهب المختار والمشهور عند الحنيفة أنه لا يجوز أن يحفر للرجل ويحفر للمرأة. انظر: رد المحتار لابن عابدين 3/ 111.

ص: 43

يوسف وأبو حنيفة في رواية يحفر لهما، وقال بعض المالكية: يحفر لمن يرجم بالبينة لا من يرجم بالإقرار.

أما أصحابنا (الشافعية) فقالوا: لا يحفر للرجل سواء ثبت زناه بالبينة أم بالإقرار، وأما المرأة ففيها ثلاثة أوجه لأصحابنا: أحدها: يستحب الحفر لها إلى صدرها ليكون أستر لها، والثاني: لا يستحب ولا يكره بل هو إلى خيرة الإمام، والثالث: وهو الأصح إن ثبت زناها بالبينة استحب وإن ثبت بالإقرار فلا، ليمكنها الهرب إن رجعت.

ص: 44

‌بقية بن الوليد

بقية بن الوليد بن صائد بن كعب الكلاعي، أبو يُحمِد الحمصي.

روى عن: محمد بن زياد الألهاني، والأوزاعي، وابن جريج، ومالك وخلق.

وعنه: شعبة، والأوزاعي، وابن جريج، وهم من شيوخه، والحمادان وابن عيينة وهم أكبر منه، ويزيد بن هارون، ووكيع وهما من أقرانه وخلق كثير.

قال ابن عيينة: لا تسمعوا من بقية ما كان في سنة، واسمعوا منه ما كان في ثواب وغيره.

قال ابن المبارك: كان صدوقاً، ولكنه كان يكتب عمن أقبل وأدبر.

وقال ابن معين: إذا حدث عن الثقات فاقبلوه، أما إذا حدث عن أولئك المجهولين فلا وإذا كنى الرجل ولم يسمه فلا يساوي شيئاً.

ونحو هذا قال ابن سعد وأبو زرعة والعجلي، وقال أبو حاتم: يكتب حديثه ولا يحتج به.

ص: 45

وقد لخص حاله ابن حجر فقال: صدوق كثير التدليس عن الضعفاء، من الثامنة.

وقال ابن حجر: روى له مسلم حديثاً واحداً شاهداً، متنه (من دعى إلى عدس أو نحوه فليجب).

ملاحظة:

ذكره الحاكم في تسمية من أخرجهم البخاري ومسلم (1/ 86) ص 228، ولم يخرج له البخاري شيئاً، إنما أخرج له تعليقاً حديثاً واحداً في باب من أخف الصلاة عند بكاء الصبي أخرج فيه حديث الوليد عن الأوزاعي ثم قال: تابعه بشر بن بكر وابن المبارك وبقية عن الأوزاعي ح (675).

وروى له مسلم حديثاً واحداً (1429) في المتابعات في إجابة دعوة الوليمة، وذكره في مقدمته في ثلاثة مواضع إحداها عن ابن المبارك قال: بقية صدوق اللسان ولكنه يأخذ عمن أقبل وأدبر، ثانيها قال: حدثنا عبد الله بن عبد الرحمن الدارمي أخبرنا زكريا بن عدي قال: قال لي أبو إسحاق الفزاري: اكتب عن بقية ما روى عن المعروفين ولا تكتب عنه ما روى عن غير المعروفين، ثالثها أيضاً عن ابن المبارك قوله: نعم الرجل بقية لولا أنه يكني الأسامي ويسمي الكنى، كان دهراً يحدثنا عن أبي سعيد الوحاظي فنظرنا فإذا هو عبد القدوس. اه. انظر (1/ 19، 25، 26).

ص: 46

‌الحديث

(1)

:

1179 -

قال ابن ماجه رحمه الله (1123): حدثنا عمرو بن عثمان بن سعيد بن كثير بن دينار الحمصي، ثنا بقية بن الوليد، ثنا يونس بن يزيد الأيلي، عن الزهري عن سالم عن ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

«من أدرك ركعة من صلاة الجمعة أو غيرها فقد أدرك الصلاة» .

‌التعليق:

هذا إسناد رجاله كلهم رجال الصحيح غير شيخ ابن ماجه عمرو بن عثمان قال عنه النسائي ثقة، وقال أبو حاتم: صدوق، وذكره ابن حبان في الثقات.

والحديث أخرجه كذلك النسائي (1/ 274) وفي الكبرى (1540) من طريق موسى بن سليمان وعمرو بن عثمان والدارقطني (2/ 12) من طريق محمد بن مصفى، وعمرو بن عثمان، وابن عدي في الكامل (2/ 76) من طريق عمرو بن عثمان ثلاثتهم عن بقية به.

وقد وهم بقية في هذا الحديث على يونس في إسناد هذا الحديث ومتنه.

(1)

رجال الإسناد:

عمرو بن عثمان بن سعيد بن كثير بن دينار القرشي مولاهم أبو حفص الحمصي صدوق، من العاشرة، مات سنة 250 روى له أبو داود والنسائي وابن ماجه.

يونس بن يزيد، تقدم انظره في بابه.

سالم بن عبد الله بن عمر بن الخطاب العدوي، أبو عمر أو أبو عبد الله المدني أحد الفقهاء السبعة، كان ثبتاً عابداً فاضلاً، وكان يُشبَّه بأبيه في الهدي والسمت، من كبار الطبقة الثالثة توفي سنة 106 هـ. روى له البخاري ومسلم.

ص: 47

فأما في الإسناد فقوله: (عن يونس، عن الزهري، عن سالم، عن ابن عمر).

خالفه الثقات الذين رووه عن يونس فقالوا: (عن يونس عن الزهري، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن، عن أبي هريرة) من هؤلاء الثقات:

عبد الله بن المبارك

(1)

، وعبد الله بن وهب

(2)

، وعثمان بن عمر

(3)

وعبد الله بن رجاء

(4)

، والليث بن سعد

(5)

.

وكذلك رواه أصحاب الزهري كلهم فقالوا كذلك: (عن الزهري عن أبي سلمة، عن أبي هريرة) منهم:

مالك بن أنس

(6)

، وسفيان بن عيينة

(7)

، ومعمر

(8)

، والأوزاعي

(9)

، وقرة بن عبد الرحمن

(10)

، وإبراهيم بن أبي عبلة

(11)

، وعبيد الله بن عمر

(12)

، وشعيب

(13)

.

(1)

مسلم (607)(162).

(2)

مسلم (607)(162).

(3)

أبو عوانة في مسنده (1533).

(4)

ذكره الدارقطني في العلل (9/ 216).

(5)

ذكره الدارقطني في العلل (9/ 216).

(6)

البخاري (580)، ومسلم (607)(161)، وأبو داود (1121).

(7)

مسلم (607)(162)، والترمذي (524).

(8)

مسلم (607)(162)، (608)، وأحمد (2/ 271).

(9)

مسلم (607)(162)، وابن خزيمة (1841).

(10)

ابن خزيمة (1595)، والطبراني في الأوسط (555).

(11)

أبو عوانة (1536).

(12)

مسلم (607)(162)، وأبو عوانة (1532)، والنسائي (1/ 254).

(13)

أبو عوانة (1531).

ص: 48

وكذلك رواه يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة عن أبي هريرة

(1)

، ورواه عراك بن مالك عن أبي هريرة

(2)

.

وأما في المتن فهو في قوله: (من صلاة الجمعة)، والمحفوظ من الصلاة.

قال الدارقطني: قال لنا أبو بكر بن داود: لم يروه عن يونس إلا بقية.

وقال ابن عدي: وهذا الحديث خالف بقية في إسناده ومتنه، فأما الإسناد: فقال: (عن سالم عن أبيه) وإنما هو الزهري، عن أبي سلمة عن أبي هريرة.

وفي المتن قال: (من صلاة الجمعة) والثقات رووه عن الزهري عن أبي سلمة عن أبي هريرة ولم يذكروا الجمعة.

وقال أبو حاتم كما في العلل لابنه (491): هذا خطأ المتن والإسناد إنما هو الزهري، عن أبي سلمة عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم:«من أدرك من صلاة ركعة فقد أدركها» .

وأما قوله: «من صلاة الجمعة

» فليس هذا في الحديث فوهم في كليهما.

وقال الدارقطني في العلل (9/ 216): واختلف عن يونس فرواه عبد الله بن المبارك، وعبد الله بن رجاء وابن وهب، والليث بن سعد وعثمان بن عمر عن يونس عن الزهري، عن أبي هريرة على الصواب

(1)

البخاري (556).

(2)

أحمد (2/ 265)، والبخاري في القراءة خلف الإمام (218).

ص: 49

ورواه بقية بن الوليد عن يونس فوهم في إسناده ومتنه فقال: عن الزهري عن سالم عن أبيه (من أدرك من الجمعة ركعة)، والصحيح قول ابن المبارك ومن تابعه.

وقال البيهقي (3/ 203): هذا هو الصحيح وهو رواية الجماعة عن الزهري.

وقال الألباني في الإرواء (3/ 84): قوله الجمعة، شاذ والمحفوظ الصلاة.

وقال ابن عدي في الكامل في ترجمة بقية (302): وهذا الحديث خالف بقية في إسناده ومتنه، فأما الإسناد فقال: عن سالم عن أبيه وإنما هو عن الزهري عن أبي سلمة عن أبي هريرة، وفي المتن قال: من صلاة الجمعة

وقال الحافظ في التلخيص (2/ 41): (قال ابن أبي حاتم في العلل عن أبيه: هذا خطأ في المتن والإسناد وإنما هو عن الزهري عن أبي سلمة عن أبي هريرة مرفوعاً: (من أدرك من صلاة ركعة فقد أدركها)

(1)

، وأما قوله:(من صلاة الجمعة فوهم)، قلت: إن سلم من وهم بقية، ففيه تدليسه تدليس التسوية لأنه عنعن عن شيخه، وله طريق أخرى أخرجها ابن حبان في الضعفاء من حديث إبراهيم بن عطية الثقفي عن يحيى بن سعيد عن الزهري به، قال: وإبرهيم منكر الحديث جداً، وكان هشيم يدلس عنه أخباراً لا أصل لها. هو حديث خطأ). انتهى.

(1)

أخرجه النسائي (1/ 274).

ص: 50

‌علة الوهم:

روى بقية هذا الحديث على المعنى، وهو صحيح فإن لفظ الصلاة يشمل الجمعة كما يشمل غيرها من الصلوات

(1)

.

فقد روى الأوزاعي عن الزهري عن أبي سلمة عن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «من أدرك من الصلاة ركعة فقد أدرك الصلاة» .

قال الزهري: (فنرى أن صلاة الجمعة من ذلك، فإذا أدرك منها ركعة فليصل إليها أخرى)

(2)

، فأدرج بقية تفسير الزهري في الحديث.

روى ذلك ابن خزيمة في صحيحه (1849) ثم قال ابن خزيمة معقباً على من ذكر الجمعة: هذا خبر روي على المعنى لم يُؤَدَّ على لفظ الخبر، ولفظ الخبر:«من أدرك من الصلاة ركعة» فالجمعة من الصلاة أيضاً كما قاله الزهري، فإذا روي الخبر على المعنى لا على اللفظ جاز أن يقال: «من أدرك من الجمعة ركعة إذ الجمعة من الصلاة

».

قلت: وقد أخرج هذا الحديث أبو داود والترمذي وابن خزيمة والبيهقي وغيرهم.

هذا الحديث في (باب من أدرك من الجمعة ركعة) مع أن الحديث عندهم لم يذكر فيه الجمعة وقال الترمذي: (العمل على هذا عند أكثر أهل العلم من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وغيرهم قالوا: من أدرك

(1)

قال البيهقي في السنن (3/ 203): وفي رواية معمر دلالة على أن لفظ الحديث في الصلاة مطلق وأنها بعمومها تتناول الجمعة كما تتناول غيرها من الصلوات.

(2)

ورواه البيهقي بسنده (3/ 23) عن معمر عن الزهري بنحوه، وذكره في السنن الصغرى (1/ 392) تعليقاً.

ص: 51

ركعة من الجمعة صلى إليها أخرى، ومن أدركهم جلوساً صلى أربعاً، وبه يقول سفيان الثوري وابن المبارك والشافعي وأحمد وإسحاق).

‌الخلاصة:

الحديث صحيح وقد أخرجه البخاري ومسلم في الصحيح من طريق الزهري، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة.

وقد وهم بقية في إسناد هذا الحديث ومتنه.

وأما متنه فقد رواه بالمعنى وأدرج تفسير الزهري بأن لفظ الصلاة عام يشمل الجمعة وغيرها.

وأما في الإسناد، فقد روى هذا الحديث عن ابن عمر موقوفاً ومرفوعاً

(1)

، بذكر الجمعة والله تعالى أعلم.

(1)

انظر: إرواء الغليل للعلامة الألباني رحمه الله (3/ 90).

وانظر: صحيح ابن خزيمة (3/ 172 - 174)، والمستدرك للحاكم (1/ 291).

ص: 52

‌جعفر بن برقان

جعفر بن برقان الكلابي مولاهم، أبو عبد الله الجزري الرقي، قدم الكوفة، ثقة روى له مسلم والبخاري في الأدب المفرد وأصحاب السنن.

روى عن: يزيد بن الأصم، والزهري وعطاء ونافع مولى ابن عمر وغيرهم.

روى عنه: عبد الله بن المبارك، وسفيان بن عيينة ووكيع وكثير بن هشام ومعمر وغيرهم.

قال سفيان الثوري: ما رأيت أفضل من جعفر بن برقان.

وثقه يحيى بن معين وأحمد بن حنبل وابن نمير وابن سعد وسفيان بن عيينة وغيرهم، إلا أنهم ضعفوا روايته عن الزهري خاصة.

قال أحمد: إذا حدث عن غير الزهري فلا بأس به، وفي حديث الزهري يخطئ.

وقال أيضاً: جعفر ثقة ضابط لحديث ميمون وحديث يزيد بن الأصم، وهو في الزهري يضطرب ويختلف فيه.

وقال ابن معين: كان أمياً وهو ثقة، ويضعف في روايته عن الزهري.

ص: 53

وقال في موضع آخر: ليس بذاك في الزهري.

وقال ابن الجنيد والدوري عنه نحو ذلك.

وقال ابن نمير: ثقة أحاديثه عن الزهري مضطربة.

وقال ابن سعد: كان ثقة صدوقاً له رواية وفقه وفتوى في دهره.

وقال ابن عدي: وجعفر بن برقان مشهور معروف في الثقات، قد روى عنه الناس ضعيف في الزهري خاصة.

وقال الدارقطني: ربما حدث الثقة عن ابن برقان عن الزهري، ويحدث الآخر بذلك الحديث عن ابن برقان (عن رجل) عن الزهري، أو يقول: بلغني عن الزهري.

قال النسائي: ليس بالقوي في الزهري، وفي غيره لا بأس به.

وقال ابن خزيمة: لا يحتج به إذا انفرد حكاه الحاكم عنه، وقال الساجي: عنده مناكير مات سنة 154 أو نحوها وهو ذاهب إلى بيت المقدس وله نحو (44) سنة.

قال ابن حجر: صدوق يهم في حديث الزهري من السابعة.

قلت: روى له مسلم سبعة أحاديث عن طريق وكيع وكثير بن هشام عنه عن يزيد بن الأصم وهي: (135، 497، 651، 1037، 2564، 2658، 2675).

ص: 54

‌الحديث الأول

(1)

:

1180 -

قال أبو عبد الرحمن النسائي في السنن الكبرى (6107): أخبرنا هارون بن زيد بن أبي الزرقاء بالرملة، قال: حدثنا أبي، قال: حدثنا جعفر بن برقان، قال: بلغني عن الزهري عن سالم عن أبيه قال:

نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن لبستين ونهانا رسول الله صلى الله عليه وسلم عن بيعتين عن المنابذة والملامسة وهي بيوع كانوا يتبايعون بها في الجاهلية.

‌التعليق:

هذا إسناد رجاله ثقات، إلا أن جعفر بن برقان وهم فيه.

فالزهري إنما يروي هذا الحديث من طريق أبي سعيد الخدري رضي الله عنه من ثلاثة طرق عنه.

فرواه الزهري، عن عامر بن سعد بن أبي وقاص عن أبي سعيد الخدري

(2)

.

ورواه الزهري، عن عطاء بن يزيد عن أبي سعيد الخدري

(3)

.

(1)

رجال الإسناد:

هارون بن زيد بن أبي الزرقاء الثعلبي، أبو موسى الموصلي، نزيل الرملة، صدوق من العاشرة روى له أبو داود والنسائي.

زيد بن أبي الزرقاء يزيد الثعلبي، الموصلي، أبو محمد، نزيل الرملة، ثقة، من التاسعة مات سنة 194، روى له أبو داود والنسائي.

الزهري، تقدم مراراً.

سالم بن عبد الله بن عمر، تقدم.

(2)

البخاري (2144، 5820)، ومسلم (1512).

(3)

البخاري (2147، 6284).

ص: 55

ورواه الزهري، عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة عن أبي سعيد الخدري

(1)

.

وقد وهم جعفر على الزهري في هذا الحديث وهو ضعيف في الزهري.

لذا قال النسائي عقب الحديث: هذا خطأ، وجعفر بن برقان ليس بالقوي في الزهري خاصة.

وقد سبق هذا الحديث في باب عبد الرزاق بن همام الصنعاني ح (422) فانظره

(1)

البخاري (367).

ص: 56

‌الحديث الثاني

(1)

:

1181 -

قال ابن حبان في صحيحه (2225):

أَخْبَرَنا أحمدُ بنُ عليِّ بن المُثنَّى حدَّثنا عُقْبةُ بْنُ مُكرمٍ أخبرنا يونسُ بنُ بُكيرٍ حدَّثنا جعفر بن برقان عن الزُّهريِّ عن حمزة وعُروة ابني المغيرة بن شعبة عن أبيهما المغيرة قال: تبرَّز رسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ثُمَّ جاء فأفرغت عليه من الإداوة فغسل وجهه ثم ذهب يحسر عن ذراعيه فضاق كم جبة رسول الله صلى الله عليه وسلم وهي صوفٌ رُوميَّةٌ فأدخل يده في فروجٍ كان في خصرها فغسلهما إلى المرفقين ومسح برأسه ومسح على خفَّيه ثم أقبل وأنا معهُ فوجد النَّاس في الصَّلاة فقام رسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم في الصَّفِّ وعبدُ الرَّحمنِ بن عوفٍ يؤمُّهم فأدركناه وقد صلَّى ركعةً فصلَّينا مع عبد الرحمن الثَّانية فلمَّا سلَّم قام رسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فأتمَّ صلاتهُ ففزع النَّاسُ لذلك فلمَّا قضى رسولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم صلاتهُ قال: «قد أصبتم وأحسنتم إذا احْتبس إمامكم وحضرت الصَّلاةُ فقدِّمُوا رجلاً يؤمُّكُم» .

(1)

رجال الإسناد:

أحمد بن علي بن المثنى: أبو يعلى الموصلي، محدث الموصل صاحب المسند والمعجم، روى عنه ابن حبان في صحيحه نحو 1174 حديثاً، مات سنة 307 انظر صحيح ابن حبان (1/ 12).

عقبة بن مكرم العمي، أبو عبد الملك البصري، ثقة من الحادية عشرة، مات في حدود سنة 250 روى له مسلم.

يونس بن بكير بن واصل الشيباني الكوفي، صدوق يخطئ من التاسعة، روى له مسلم والبخاري تعليقاً.

الزهري: ثقة، تقدم.

حمزة بن المغيرة بن شعبة الثقفي ثقة، من الثالثة، روى له مسلم.

عروة بن المغيرة بن شعبة الثقفي الكوفي، ثقة من الثالثة مات بعد سنة 90 روى له البخاري ومسلم.

ص: 57

قصَّرَ جعفرُ بنُ بُرقان في سند هذا الخبر ولم يذكر عباد بن زياد فيه لأنَّ الزُّهْريَّ سمع هذا الخبر من عبَّاد بن زيادٍ عن عروة بن المُغيرة بن شُعْبة وسمعهُ عن حمزة بن المُغيرة عن أبيه قالهُ أبُو حاتمٍ.

‌التعليق:

هذا إسناد رجاله كلهم ثقات.

هكذا قال جعفر بن برقان: (عن الزهري، عن حمزة وعروة ابني المغيرة بن شعبة عن المغيرة).

وخالفه يونس بن يزيد

(1)

، وابن جريج

(2)

، وعمرو بن الحارث

(3)

، ومعمر

(4)

، وصالح بن كيسان

(5)

، وعقيل بن خالد

(6)

وغيرهم.

فقالوا: (عن الزهري، عن عباد بن زياد، عن عروة بن المغيرة، عن المغيرة).

ورواه الإمام مالك عن الزهري، عن عباد بن زياد، من ولد المغيرة، عن المغيرة فوهم في قوله من ولد المغيرة وأسقط عروة وانظره في بابه

(7)

.

(1)

أبو داود (149)، والنسائي (1/ 62)، وابن حبان (2224).

(2)

مسلم (274).

(3)

النسائي (1/ 62)، وابن خزيمة (203).

(4)

عبد بن حميد (397).

(5)

أحمد (4/ 249)، والنسائي في الكبرى (165)، وأبو عوانة (1978).

(6)

الدارمي (1335)، والبيهقي (3/ 123).

(7)

ح (155).

ص: 58

وهم جعفر بن برقان فأسقط عباد بن زياد من الإسناد.

وقد ذكر ابن حبان عقب الحديث أن جعفر قصر في هذا الإسناد.

وحكم الألباني رحمه الله على زيادته في آخر الحديث: «إذا احتبس إمامكم

» بالشذوذ والنكارة

(1)

.

(1)

صحيح سنن أبي داود (1/ 256).

ص: 59

‌الحديث الثالث

(1)

:

1182 -

قال ابن أبي شيبة رحمه الله في مصنفه (134): حدثنا حسين بن علي، عن جعفر بن برقان، عن الزهري، عن حمران:

أن النبي صلى الله عليه وسلم مسح مرة.

‌التعليق:

هذا إسناد رجاله كلهم ثقات رجال الصحيح.

هكذا قال جعفر بن برقان: (عن الزهري، عن حمران، عن النبي صلى الله عليه وسلم.

خالفه معمر

(2)

، وشعيب بن أبي حمزة

(3)

، وإبراهيم بن سعد

(4)

، وابن جريج

(5)

، ويونس بن يزيد الأيلي

(6)

، وعقيل بن خالد

(7)

،

(1)

رجال الإسناد:

الحسين بن علي بن الوليد الجعفي الكوفي المقرئ، ثقة عابد، من التاسعة مات سنة 243 وله 84 أو 85 سنة، روى له البخاري ومسلم.

جعفر بن برقان، تقدم.

الزهري: تقدم انظره في بابه.

حمران بن أبان مولى عثمان بن عفان، اشتراه زمن أبي بكر الصديق، ثقة من الثانية، مات سنة 75 وقيل غير ذلك.

(2)

البخاري (1934).

(3)

البخاري (164).

(4)

البخاري (159)، ومسلم (226).

(5)

عبد الرزاق (140)، وأحمد (1/ 344).

(6)

مسلم (226).

(7)

أبو عبيد القاسم بن سلام في الطهور (76)، والبيهقي (1/ 48).

ص: 60

وصالح بن كيسان

(1)

، وإبراهيم بن راشد

(2)

، ومعاوية بن يحيى

(3)

فقالوا: (عن الزهري، عن عطاء بن يزيد، عن حمران، عن عثمان، عن النبي صلى الله عليه وسلم.

أسقط جعفر بن برقان عطاء بن يزيد وعثمان بن عفان.

قال الدارقطني: وسئل عن هذا الحديث فقال:

هو حديث يرويه الزهري واختلف عنه:

فرواه يونس ومعمر وشعيب بن أبي حمزة، وابن جريج، وإبراهيم بن سعد ومعاوية بن يحيى عن الزهري، عن عطاء بن يزيد الليثي، عن حمران عن عثمان.

ورواه جعفر بن برقان عن الزهري، عن حمران أسقط من الإسناد عطاء، وكان جعفر بن برقان أمياً، في حفظه بعض الوهم وخاصة في أحاديثه عن الزهري.

والقول قول يونس ومن تابعه عن الزهري عن عطاء بن يزيد

(4)

.

‌الخلاصة:

تبين مما سبق وهم جعفر بن برقان بإسقاط عطاء بن يزيد في هذا الإسناد وقد أثبته أصحاب الزهري الثقات مثل يونس ومعمر

(1)

البزار (431) وقال البزار: لا نعلم روى عطاء بن يزيد عن حمران عن عثمان إلا هذا الحديث.

(2)

البيهقي في بيان خطأ من أخطأ على الشافعي (1/ 124) تعليقاً.

(3)

ذكره الدارقطني في العلل (3/ 20).

(4)

العلل (3/ 20).

ص: 61

وشعيب وغيرهم، وقد أخرجه البخاري ومسلم في صحيحيهما من طرقهم فالحديث بحمد الله صحيح من غير طريق جعفر والله تعالى أعلم.

‌علة الوهم:

ضعف جعفر بن برقان في حديثه عن الزهري، مع أنه ثقة، وقد ضعف حديثه عن الزهري جماعة من أئمة الحديث كأحمد بن حنبل

(1)

، ويحيى بن معين

(2)

، وابن نمير

(3)

، والنسائي

(4)

، والدارقطني وغيرهم كما هو في ترجمته في التهذيب.

‌تنبيه:

روى هذا الحديث أبو عوانة في مسنده (656) من طريق حسين بن علي الجعفي، وكثير بن هشام عن جعفر بن برقان عن الزهري، ثم قال أبو عوانة: بإسناده نحوه أي بنحو إسناد معمر وظاهره أن جعفر بن برقان قد تابعهم، وهذا خلاف حديث الناس وخلاف ما ذكره الدارقطني من مخالفة جعفر، فلعله وهم من أبي عوانة والله أعلم.

(1)

العلل ومعرفة الرجال برواية المروزي وغيره (3/ 103)، وبرواية ابنه عبد الله (1/ 227).

(2)

التاريخ برواية الدوري (4/ 446)، والتهذيب (1/ 301) وما بعده.

(3)

الجرح والتعديل (2/ 474)، وتهذيب التهذيب (1/ 301).

(4)

تهذيب التهذيب (1/ 301).

ص: 62

‌الحسن بن عياش

(1)

الحسن بن عياش بن سالم الأسدي مولاهم الكوفي، أخو أبي بكر بن عياش وكان وصي سفيان الثوري.

‌شيوخه:

روى عن إسماعيل بن أبي خالد، وجعفر بن محمد بن علي الصادق، وزائدة بن قدامة وسفيان الثوري، وسليمان الأعمش، ومحمد بن إسحاق، وابن عجلان ويحيى بن سعيد الأنصاري وغيرهم

‌روى عنه:

عبد الله بن المبارك وعبد الرحمن بن مهدي، وأبو معاوية الضرير محمد بن خازم ويحيى بن آدم، ويحيى بن زكريا بن أبي زائدة، وغيرهم.

(1)

تهذيب الكمال (6/ 292)، تاريخ عثمان الدارمي (ص 101)، شرح معاني الآثار (21/ 227)، الثقات لابن حبان (6/ 169)، تاريخ ابن معين رواية الدوري (3/ 261)، وتهذيب التهذيب (2/ 213)، الجرح والتعديل (6/ 291)، تاريخ دمشق (48/ 34)، السير (8/ 493).

ص: 63

وقال الدوري، وابن أبي خيثمة وعثمان الدارمي عن يحيى بن معين: ثقة.

زاد عثمان قلت: هو أحب إليك أو أبو بكر فقال: هو ثقة وأبو بكر ثقة.

قال عثمان: ليسا في الحديث بذاك وهما من أهل الصدق والأمانة.

وقال النسائي: ثقة، وقال الطحاوي: ثقة حجة، وذكره ابن حبان في الثقات.

قال المزي: روى له مسلم والترمذي النسائي.

قال محمد بن عبيد: رأيت أصحاب الأعمش الذين لا يفارقونه عيسى بن يونس، وأبو بكر بن عياش، وحفص بن غياث، وحسن بن عياش.

قال ابن حجر: صدوق من الثامنة، قلت: روى له مسلم حديثاً واحداً (858).

ص: 64

‌الحديث

(1)

:

1183 -

قال الإمام النسائي رحمه الله (6/ 240): أخبرنا جعفر بن محمد بن الهذيل وأحمد بن يوسف قالا: حدثنا عاصم بن يوسف، قال: حدثنا حسن بن عياش عن الأعمش، عن إبراهيم، عن الأسود عن عائشة رضي الله عنها قالت:

ما ترك رسول الله صلى الله عليه وسلم درهماً ولا ديناراً ولا شاة ولا بعيراً ولا أوصى.

لم يذكر جعفر ديناراً ولا درهماً.

‌التعليق:

هذا إسناد رجاله كلهم ثقات رجال الصحيح (من جهة أحمد بن يوسف) وأخرجه النسائي في الكبرى (6450)، وأخرجه أبو نعيم في تاريخ أصبهان (1/ 134) و (1/ 172)، والخطيب في تاريخ بغداد (4/ 396) كلاهما من طريق عاصم بن يوسف اليربوعي بهذا الإسناد.

(1)

رجال الإسناد:

جعفر بن محمد بن الهذيل الكوفي، سبط أبي أسامة، ثقة صاحب حديث، من الحادية عشرة، مات سنة 260 روى عنه النسائي.

أحمد بن يوسف بن خالد الأزدي، أبو الحسين النيسابوري، ثقة حافظ، من الحادية عشرة مات سنة 264 روى له مسلم.

عاصم بن يوسف اليربوعي الخياط الكوفي، ثقة من كبار العاشرة، مات سنة 220 روى له البخاري.

الأعمش: سليمان بن مهران (انظر ترجمته في بابه).

إبراهيم بن يزيد بن قيس بن الأسود النخعي أبو عمرة الكوفي، الفقيه، ثقة إلا أنه يرسل كثيراً من الخامسة، مات سنة 96 وهو ابن خمسين أو نحوها روى له البخاري ومسلم.

ص: 65

هكذا قال حسن بن عياش: (عن الأعمش، عن إبراهيم، عن الأسود، عن عائشة).

خالفه جماعة من أصحاب الأعمش فقالوا: (عن الأعمش، عن أبي وائل عن مسروق، عن عائشة) منهم:

عبد الله بن نمير

(1)

، وأبو معاوية الضرير

(2)

، وجرير بن عبد الحميد

(3)

، وعيسى بن يونس

(4)

، ومفضل بن مهلهل

(5)

، وداود بن نصير الطائي

(6)

، وسفيان الثوري

(7)

، ومحمد بن عبيد

(8)

، وزائدة

(9)

، وعبد الواحد بن زياد

(10)

، وحفص بن غياث

(11)

، وجعفر بن الحارث

(12)

، وعلي بن صالح المكي

(13)

.

لذا قال النسائي

(14)

: «الصواب حديث أبي معاوية، ومفضل،

(1)

مسلم (1635).

(2)

مسلم (1635).

(3)

مسلم (1635).

(4)

مسلم (1635).

(5)

النسائي (6/ 240)، وفي الكبرى (6648)، وأبو عوانة (5749).

(6)

النسائي (6/ 240)، وفي الكبرى (6429)، والطبراني في الأوسط (1726).

(7)

أبو بكر الشافعي في الغيلانيات (884)، ومن طريقه البغوي في شرح السنة (14/ 51)، وابن عساكر في تاريخ دمشق (4/ 104).

(8)

أبو عوانة (5746).

(9)

أبو عوانة (5747).

(10)

أبو عوانة (5748).

(11)

ابن عساكر في تاريخ دمشق (4/ 105).

(12)

الطبراني في الأوسط (5876).

(13)

ابن عساكر في تاريخ دمشق (4/ 104).

(14)

في السنن الكبرى (4/ 102).

ص: 66

وداود، وحديث ابن عياش لا نعلم أن أحداً تابعه على قوله عن إبراهيم عن الأسود».

وقال المزي: المحفوظ حديث الأعمش عن أبي وائل عن مسروق عن عائشة

(1)

.

قال النسائي: ولا نعلم أحداً تابعه على قوله عن إبراهيم عن الأسود

(2)

.

‌علة الوهم:

دخل عليه حديث في حديث وقد روى إبراهيم عن الأسود عن عائشة قالت يقولون: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم أوصى إلى علي لقد دعا بالطست ليبول فيها فانخنثت نفسه صلى الله عليه وسلم وما أشعر فإلى من أوصى

(3)

.

ولعل النسائي رحمه الله أردف هذا الحديث مباشرة بعد حديث حسن بن عياش ليشير إلى سبب وهمه والله أعلم.

(1)

تحفة الأشراف (11/ 152/ 15967).

(2)

السنن الكبرى (4/ 102).

(3)

البخاري (4190 ط. البغا)، والنسائي (6/ 240)(1/ 22).

ص: 67

‌الحجاج بن أرطأة

حجاج بن أرطأة بن ثور بن هبيرة بن شراحيل النخعي، أبو أرطأة الكوفي القاضي مفتي الكوفة مع الإمام أبي حنيفة والقاضي ابن أبي ليلى.

روى عن: الشعبي حديثاً واحداً، وعن عطاء، ونافع، وأبي إسحاق السبيعي والزهري وجماعة.

وعنه: منصور وهو من شيوخه، ومحمد بن إسحاق وقيس بن سعد وهما من أقرانه وشعبة، وهشيم، وابن نمير، والحمادان، والثوري وجماعة.

قال أحمد: كان من الحفاظ، قيل: فلم ليس هو عند الناس بذاك؟ قال: لأن في حديثه زيادة على حديث الناس، ليس يكاد له حديث إلا فيه زيادة.

وقال ابن معين: صدوق ليس بالقوي.

وقال أبو حاتم وأبو زرعة: صدوق يدلس، زاد أبو حاتم: عن الضعفاء يكتب حديثه أما إذا قال: حدثنا فهو صالح لا يرتاب في صدقه وحفظه إذا بين السماع.

ص: 68

قال ابن حبان: تركه ابن المبارك ويحيى القطان وعبد الرحمن وابن معين وأحمد وتعقبه الذهبي في السير فقال: هذا ليس بجيد وقد قدمنا عبارات هؤلاء في حجاج نعوذ به تعالى من التهور في وزن العلماء.

قال ابن حجر: صدوق كثير الخطأ والتدليس، من السابعة.

روى عنه مسلم حديثاً واحداً (298) مقروناً مع ابن أبي غنية عن ثابت بن عبيد عن القاسم بن محمد عن عائشة عن النبي صلى الله عليه وسلم قوله: «حيضتك ليست بيدك» .

ص: 69

‌الحديث

(1)

:

1184 -

قال الإمام أحمد رحمه الله (5/ 416): حدثنا أبو معاوية، حدثنا الحجاج عن الزهري، عن حكيم بن بشير عن أبي أيوب الأنصاري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

إن أفضل الصدقة الصدقة على ذي الرحم الكاشح

(2)

.

‌التعليق:

وهذا إسناد وهم فيه حجاج، وأخرجه هناد في الزهد (1016) عن أبي معاوية وأخرجه الطبراني في الكبير (3923) و (4051)، وفي الأوسط (3279) من طريق عبد الله بن يوسف وأبي بكر ابن أبي شيبة عن أبي معاوية بهذا الإسناد.

هكذا قال الحجاج بن أرطأة: (عن الزهري، عن حكيم بن بشير، عن أبي أيوب عن النبي صلى الله عليه وسلم.

خالفه سفيان بن حسين فقال: (عن الزهري، عن أيوب بن بشير، عن أبي أيوب، عن النبي صلى الله عليه وسلم

(3)

.

(1)

رجال الإسناد:

محمد بن خازم، أبو معاوية الضرير الكوفي، عمي وهو صغير، ثقة أحفظ الناس لحديث الأعمش وقد يهم في غيره، من كبار التاسعة، مات سنة 195 وله 82 سنة وقد رمي بالإرجاء، روى له البخاري ومسلم.

الزهري: محمد بن مسلم بن شهاب، انظر ترجمته في بابه.

حكيم بن بشير: عن أبي أيوب الأنصاري، وعنه الزهري، وثقه ابن حبان (التعجيل 224).

(2)

قال ابن الأثير: الكاشح: العدو الذي يضمر عداوته ويطوي عليها كشحه أي: باطنه. (النهاية 4/ 175).

(3)

أحمد (3/ 402)، والدارمي (1/ 397).

ص: 70

ورواه الزبيدي فقال: (عن الزهري، عن أيوب بن بشير عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسلاً

(1)

.

فجعلاه من رواية الزهري عن أيوب بن بشير وهذا هو الصحيح فإن حكيم بن بشير لا يعرف إلا في هذه الرواية، وقد رواه حجاج مرة أخرى فقال:(عن الزهري، عن أيوب بن بشير) رواه عنه هكذا أيضاً: أبو معاوية

(2)

، وعبد الله بن نمير

(3)

، وأبو خالد الأحمر

(4)

.

وذكر ابن أبي حاتم عن أبي زرعة قوله: حديث الزبيدي أصح

(5)

.

وقال الدارقطني بعد أن ذكر الاختلاف على الحجاج: (ولم يروه عن الزهري غير حجاج ولا يثبت)

(6)

.

وقال الدارقطني أيضاً: (ورواه حجاج بن أرطأة عن الزهري، قال مرة عن حكيم بن بشير عن أبي أيوب الأنصاري، وقال مرة عن أيوب بن بشير عن حكيم بن حزام وكلاهما غير محفوظ)

(7)

.

‌علة الوهم:

1 الحجاج بن أرطأة لم يلق الزهري

(8)

، وهو مدلس وإنما

(1)

الحارث في مسنده (299 بغية الباحث)، وذكره ابن أبي حاتم في العلل (648).

(2)

الطبراني في الكبير (3126).

(3)

الطبراني في الكبير (3126)، وأبو نعيم في أخبار أصبهان (2/ 12 - 13).

(4)

ذكره ابن أبي حاتم في العلل (648).

(5)

العلل (648)، والزبيدي وهو محمد بن الوليد من كبار أصحاب الزهري.

(6)

العلل (6/ 118).

(7)

العلل (15/ 360 - 361).

(8)

قال هشيم: قال لي حجاج بن أرطأة صف لي الزهري فإني لم أره.

وقال أبو حاتم: لم يسمع من الزهري.

ص: 71

يحتج بحديثه إذا ذكر سماعاً وهو هنا رواه بالعنعنة.

2 إن له أوهاماً، قال أحمد بن حنبل: كان من الحفاظ إلا أن في حديثه زيادة على حديث الناس، ليس يكاد له حديث إلا فيه زيادة.

وقال أبو أحمد بن عدي: إنما عاب الناس عليه تدليسه عن الزهري وغيره وربما أخطأ في بعض الروايات.

وقال يعقوب بن شيبة: واهي الحديث، في حديثه اضطراب كثير وهو صدوق.

‌أثر الوهم:

قَلَبَ: (أيوب بن بشير)

(1)

إلى حكيم بن بشير والأول ثقة، أما حكيم فلا يعرف إلا في هذا الحديث وقد وهم في اسمه الحجاج، وخفي ذلك على ابن حبان رحمه الله فترجمه في الثقات (4/ 162) أما متن الحديث فصحيح بشواهده

(2)

. وقد ذكره الهيثمي في المجمع (3/ 116) وحسَّن إسناده.

(1)

أيوب بن بشير بن سعد بن النعمان أبو سليمان الأنصاري المدني، له رؤية ووثقه أبو داود وغيره مات سنة 65، روى عنه أبو داود والترمذي.

(2)

أخرجه الحاكم (1/ 406) من حديث أم كلثوم بنت عقبة وقال: صحيح على شرط مسلم ووافقه الذهبي.

ص: 72

‌حسين بن واقد

حسين بن واقد المروزي، أبو عبد الله قاضي مرو.

روى عن: عبد الله بن بريدة، وثابت البناني، وأبي إسحاق السبيعي، وعمرو بن دينار وغيرهم.

وعنه: الأعمش وهو أكبر منه، وابن المبارك، وزيد بن الحباب، والفضل بن موسى وغيرهم.

وثقه ابن معين، وقال ابن سعد: حسن الحديث وأثنى عليه عبد الله بن المبارك.

وقال أبو زرعة وأبو داود والنسائي: ليس به بأس.

واختلف عن أحمد:

قال الأثرم عن أحمد: ليس به بأس، وأثنى عليه.

وقال عبد الله بن أحمد والعقيلي: أنكر أحمد حديثه.

وقال الأثرم مرة: قال أحمد: في أحاديثه زيادة، ما أدري أي شيء هي ونفض يده.

وقال الساجي: فيه نظر وهو صدوق يهم.

ص: 73

وقال ابن حجر: ثقة له أوهام من السابعة.

قلت: روى له مسلم ثلاثة أحاديث، واستشهد به البخاري في صحيحه في حديث واحد أيضاً (4717)، انظر روايات المدلسين في صحيح مسلم ص 77 وهو من أصحاب المرتبة الأولى.

ص: 74

‌الحديث الأول

(1)

:

1185 -

قال أبو داود رحمه الله (3818): حدثنا محمد بن عبد العزيز بن أبي رزمة، أخبرنا الفضل بن موسى، عن حسين بن واقد، عن أيوب، عن نافع، عن ابن عمر رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

«وددت أن عندي خبزة بيضاء من برة سمراء ملبقة

(2)

بسمن ولبن»، فقام رجل من القوم فاتخذه فجاء به، فقال: في أي شيء كان هذا»، قال: في عكة ضب، قال:«ارفعه» .

‌التعليق:

هذا إسناد ظاهره الصحة رجاله كلهم ثقات رجال الصحيح، والحديث رواه كذلك ابن ماجه (3341)، والطحاوي (4/ 199)، والعقيلي في الضعفاء (1/ 251)، والبيهقي (9/ 326) كلهم من طرق عن حسين بن واقد به، إلا أن فيه علة.

فأيوب إذا ذكر هكذا غير منسوب فإنه أيوب السختياني فإنه هو

(1)

رجال الإسناد:

محمد بن عبد العزيز بن أبي رزمة، بكسر الراء وسكون الزاي، أبو عمرو المروزي، ثقة من العاشرة مات سنة 241، روى له البخاري.

الفضل بن موسى الشيباني، أبو عبد الله المروزي، ثقة ثبت وربما أغرب من كبار التاسعة، مات سنة 192 روى له البخاري ومسلم.

أيوب بن خُوْط البصري أبو أمية متروك من الخامسة، أغفله المزي، روى له أبو داود وابن ماجه.

(2)

أي: ملينة: يقال: ثريد ملبق: ملين بالدسم. (انظر: القاموس كلمة ل ب ق).

ص: 75

المشهور في الرواية عن نافع وقد روى عنه حسين بن واقد، وأيوب السختياني إمام ثقة حجة من رجال الشيخين.

إلا أن أيوب هنا هو أيوب بن خوط وهو متروك.

وقد وهم الحسين في هذا الإسناد فلم ينسب أيوب.

ولذا أنكر أهل العلم هذا الحديث منهم: أحمد بن حنبل وأبو داود والعقيلي والبيهقي وغيرهم.

قال أبو داود عقب الحديث: هذا حديث منكر، وأيوب ليس هو السختياني.

ونقله عنه البيهقي مقراً له.

وقال العقيلي: حدثنا أحمد بن أصرم بن خزيمة قال: سمعت أحمد بن حنبل، وقيل له في حديث أيوب عن نافع عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم في الملبقة فأنكره أبو عبد الله، وقال: من روى هذا؟ قيل له: الحسين بن واقد، فقال بيده وحرك رأسه كأنه لم يرضاه.

وقال ابن أبي حاتم في العلل (2/ 17 رقم 1531): سألت أبي عن حديث رواه حسين بن واقد عن أيوب عن نافع عن ابن عمر (وذكر الحديث).

قال أبي: هذا حديث باطل، ولا يشبه أن يكون من حديث أيوب السختياني ويشبه أن يكون من حديث أيوب بن خوط.

وعن الذهبي في السير (7/ 104) هذا الحديث عن مناكير الحسين بن واقد.

ص: 76

منشأ الوهم:

حسين كان يخلط بين أيوب السختياني وأيوب بن خوط. قال ابن حبان في كتابه الثقات (2/ 209) في ترجمة حسين بن واقد: كان من خيار الناس وربما أخطأ في الروايات، وقد كتب عن أيوب السختياني، وأيوب بن خوط جميعاً، فكل حديث منكر عنده عن أيوب، والله أعلم.

ص: 77

‌الحديث الثاني

(1)

:

1186 -

قال أبو عيسى الترمذي (905): حدثنا الحسين بن حريث وغير واحد قالوا: حدثنا الفضل بن موسى، عن حسين بن واقد، عن علباء بن أحمر، عن عكرمة، عن ابن عباس قال:

كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم في سفر فحضر الأضحى، فاشتركنا في البقرة سبعة وفي الجزور عشرة.

‌التعليق:

هذا إسناد صحيح رجاله كلهم ثقات رجال الصحيح كما هو مبين. أخرجه كذلك أحمد (1/ 275)، وابن ماجه (3131)، والنسائي (7/ 227) وفي الكبرى (4482)، وابن خزيمة (2908)، والطحاوي في شرح المشكل (7/ 14)، وابن حبان (4007)، والبيهقي (5/ 235 - 236) من طرق عن الفضل بن موسى به.

إلا أن بعض أهل العلم أعلوه لتفرد حسين بن واقد به ولمخالفته حديث جابر الصحيح، وهو ما رواه مسلم (1318) وغيره قال: نحرنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم عام الحديبية البدنة عن سبعة والبقرة عن سبعة.

(1)

رجال الإسناد:

الحسين بن حُريث الخزاعي مولاهم، أبو عمار المروزي، ثقة، مات سنة 244، روى له البخاري ومسلم.

الفضل بن موسى الشيباني، أبو عبد الله المروزي، ثقة ثبت وربما أغرب من كبار التاسعة، مات سنة 192، روى له البخاري ومسلم.

عِلْبَاء بن أحمر اليشكري، بصري، صدوق من القراء، روى له مسلم.

عكرمة، أبو عبد الله، مولى ابن عباس، أصله بربري، ثقة ثبت عالم بالتفسير، روى له البخاري ومسلم.

ص: 78

وقال البيهقي: (حديث عكرمة يتفرد به الحسين بن واقد عن علباء بن أحمر وحديث جابر أصح وقد شهد الحديبية وشهد الحج والعمرة وأخبرنا بأن النبي صلى الله عليه وسلم أمرهم باشتراك سبعة في بدنة فهو أولى بالقبول وبالله التوفيق).

وقال الترمذي: حديث ابن عباس إنما نعرفه من وجه واحد.

وقال أيضاً: هذا حديث حسن غريب وهو حديث حسين بن واقد.

واحتج الطحاوي بأن أبان بن يزيد حدث عن قتادة عن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم: إن الجزور عن سبعة قال الطحاوي: فكان هذا لأن في هذا التوقيف من رسول الله صلى الله عليه وسلم على العدد الذي هو سبعة ما يمنع أن يجزي عن ما هو أكثر من ذلك.

قلت: وهو عند ابن حبان بالشك فقال: (وفي البعير سبعة أو عشرة) مما يدل على أن حسين لم يضبطه، والله تعالى أعلم.

من عمل بهذا الحديث:

احتج بهذا الحديث إسحاق بن راهويه كما ذكره عنه الترمذي والمروزي في مسائل أحمد وإسحاق (1499)، واحتج به ابن خزيمة في صحيحه.

قال أبو عيسى الترمذي (3/ 248 عقب الحديث 904): حديث جابر حديث حسن صحيح والعمل على هذا عند أهل العلم من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وغيرهم، يرون الجزور عن سبعة والبقرة عن سبعة.

وهو قول سفيان الثوري والشافعي وأحمد.

ص: 79

وروي عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم أن البقرة عن سبعة والجزور عن عشرة وهو قول إسحاق واحتج بحديث ابن عباس، وحديث ابن عباس إنما نعرفه من وجه واحد.

وقال ابن خزيمة في صحيحه (4/ 289 - 290): باب ذكر الدليل على أن لا حظر في أخبار جابر نحرنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم البدنة عن سبعة أن لا تجزئ البدنة عن أكثر من سبعة، وهذا من الجنس الذين كنت أعلمت في غير موضع من كتبنا أن العرب قد تذكر عدد الشيء لا تريد نفياً لما زاد عن ذلك العدد.

ثم ساق فيما ساق حديث الحسين بن واقد، والله أعلم.

ص: 80

‌الحديث الثالث

(1)

:

1187 -

قال الإمام أحمد رحمه الله (4/ 87): حدَّثنا زيد بنالحُبَاب، قال: حدَّثني حسين بنُ واقد، قال: حدَّثني ثابت البُناني:

عن عبد الله بن مُغَفَّل المُزَني، قال: كُنَّا مع رسولِ الله صلى الله عليه وسلم بالحُدَيْبية في أَصْلِ الشَّجَرة التي قال الله تعالى في القرآن، وكان يَقَعُ من أغصانِ تلك الشَّجَرة على ظَهْرِ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم، وعليُّ بن أبي طالب وسُهَيْل بنُ عمرو بين يديه، فقال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم لعليٍّ رضي الله عنه:«اكْتُبْ بِسْمِ الله الرَّحْمن الرَّحِيم» . فأخَذَ سُهَيْل بنُ عمرو بيده، فقال: ما نعرف الرحمن الرحيم، اكتبْ في قَضِيَّتِنا ما نَعْرِفُ، قال:«اكتُبْ بِاسْمِكَ اللَّهُمَّ» . فكَتَبَ: «هذا ما صَالَحَ عليه محمدٌ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم أهلَ مكَّة» . فأمسكَ سُهَيْل بنُ عمرو بيده، وقال: لقد ظَلَمْناك إنْ كنتَ رسولَه، اكتبْ في قضيَّتنا ما نعرف. فقال:«اكْتُبْ هذا ما صالحَ عليه مُحَمَّدُ بن عبد الله بن عَبْدِ المُطَّلِب، وأنا رسُولُ الله» ، فكَتَبَ. فبينا نحنُ كذلك إذ خَرَجَ علينا ثلاثون شابًّا عليهم السِّلاح، فثاروا في وجوهنا، فدعا عليهم رسولُ الله صلى الله عليه وسلم، فأخذ الله عز وجل بأبصارهم، فقدمنا إليهم فأخذناهم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:«هل جئتم في عهد أحد أو هل جعل لكم أحداً أماناً؟» ، فقالوا: لا فخلى سبيلهم فأنزل الله عز وجل: {وَهُوَ

(1)

رجال الإسناد:

زيد بن الحباب أبو الحسين العكلي أصله من خراسان وكان بالكوفة، ورحل في الحديث فأكثر منه، وهو صدوق يخطئ في حديث الثوري، من التاسعة، مات سنة 203، روى له مسلم.

ثابت بن أسلم البناني، أبو محمد البصري، ثقة عابد، من الرابعة، مات سنة بضع وعشرين (بعد المائة) وله 86 سنة، روى له البخاري ومسلم.

ص: 81

الَّذِي كَفَّ أَيْدِيَهُمْ عَنْكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ عَنْهُمْ بِبَطْنِ مَكَّةَ مِنْ بَعْدِ أَنْ أَظْفَرَكُمْ عَلَيْهِمْ وَكَانَ اللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرًا (24)} [الفتح: 24].

‌التعليق:

هذا إسناد رجاله رجال الصحيح.

وأخرجه النسائي في الكبرى (11511) من طريق علي بن حسين بن واقد، وأخرجه الطبري في تفسيره (26/ 93 - 94) من طريق علي بن الحسن بن شفيق ويحيى بن واضح، وأخرجه الحاكم

(1)

(2/ 460 - 461) ومن طريقه البيهقي (6/ 319) من طريق علي بن الحسن بن شفيق.

ثلاثتهم علي بن حسين، ويحيى بن واضح، وعلي بن الحسن بن شفيق عن حسين بن واقد بهذا الإسناد.

هكذا رواه حسين بن واقد فقال: (عن ثابت البناني، عن عبد الله بن مغفل المزني).

خالفه حماد بن سلمة

(2)

فقال: (عن ثابت، عن أنس).

(1)

وقال الحاكم: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين إذ لا يبعد سماع ثابت من عبد الله مغفل، وقد اتفقا على إخراج حديث معاوية بن قرة وحميد بن هلال عن ابن مغفل وثابت أسن منهما، ووافقه الذهبي.

قلت: حسين بن واقد لم يحتج به البخاري وإنما أخرج له تعليقاً، وأخرج له مسلم متابعة.

(2)

مسلم (1784)، (1808)، وأحمد (3/ 122)، (3/ 268)، وأبو داود (2688)، والترمذي (3264) وغيرهم.

ص: 82

وحماد بن سلمة أثبت الناس في ثابت وأعلمهم بحديثه وألزمهم له.

فإن لم يكن الطريقان محفوظين، فحديث حماد أولى بالصحة.

وحسين بن واقد وإن كان ثقة وأثنى عليه أحمد إلا أنه أنكر عليه بعض حديثه. قال الأثرم: ذكر أبو عبد الله حسين بن واقد فقال: وحديث حسين ما أدري أي شيء هي، ونفض يده

(1)

.

وقال عبد الله عن أبيه: ما أنكر حديث حسين بن واقد وأبي المنيب عن ابن بريدة

(2)

.

إلا أن عبد الله بن أحمد رجح رواية حسين هذه على رواية حماد التي أخرجها مسلم في صحيحه، فقال عقب الحديث:(قال حماد بن سلمة في هذا الحديث عن ثابت عن أنس، وقال حسين بن واقد: عن عبد الله بن مغفل وهذا الصواب عندي إن شاء الله). والله تعالى أعلم.

(1)

الضعفاء للعقيلي (1/ 251).

(2)

العلل لعبد الله بن أحمد (1/ 301).

ص: 83

‌الحديث الرابع

(1)

:

1188 -

قال الإمام الترمذي رحمه الله (3504): حدثنا علي بن خشرم، أخبرنا الفضل بن موسى عن الحسين بن واقد عن أبي إسحاق عن الحارث عن علي رضي الله عنه قال: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم:

«ألا أعلمك كلمات إذا قلتهن غفر الله لك وإن كنت مغفوراً لك؟» .

قال: «قل: لا إله إلا الله العلي العظيم، لا إله إلا الله الحليم الكريم لا إله إلا الله سبحان الله رب العرش العظيم» .

قال علي بن خشرم: وأخبرنا علي بن الحسين بن واقد عن أبيه بمثل ذلك إلا أنه قال في آخرها: الحمد لله رب العالمين.

‌التعليق:

هذا إسناد رجاله ثقات غير الحارث الأعور ضعيف.

وأخرجه القطيعي في زوائده على فضائل الصحابة (1053)، والنسائي في الكبرى (845) و (10476)، والطبراني في الصغير

(1)

رجال الإسناد:

علي بن خشرم المروزي، ثقة، من صغار العاشرة مات سنة 257 أو بعدها وقارب المائة روى له مسلم.

الفضل بن موسى الشيباني، أبو عبد الله المروزي، ثقة ثبت وربما أغرب، من كبار التاسعة، مات سنة 192 روى له البخاري ومسلم.

أبو إسحاق السبيعي، روى له البخاري ومسلم (انظره في بابه).

الحارث بن عبد الله الأعور الهمداني الكوفي أبو زهير صاحب علي كذبه الشعبي في رأيه ورمي بالرفض وفي حديثه ضعف، وليس له عند النسائي سوى حديثين روى له أصحاب السنن الأربعة.

علي بن أبي طالب: صحابي جليل مشهور.

ص: 84

(763)

، والخطيب في تاريخ بغداد (12/ 463) كلهم من طريق حسين بن واقد به.

هكذا قال حسين بن واقد (عن أبي إسحاق، عن الحارث، عن علي).

خالفه إسرائيل

(1)

، وسفيان الثوري

(2)

فقالا: (عن أبي إسحاق عن عبد الرحمن بن ليلى عن علي رضي الله عنه.

ورواه علي بن صالح

(3)

ويوسف بن إسحاق بن أبي إسحاق

(4)

ونصير بن أبي الأشعث

(5)

وأبو أيوب عبد الله بن علي الإفريقي

(6)

أربعتهم عن أبي إسحاق فقالوا: (عن أبي إسحاق، عن عمرو بن مرة، عن عبد الله بن سلمة عن علي) والوجهان محفوظان.

وذكر الدارقطني الاختلاف في هذا الحديث ثم قال: «وأشبهها بالصواب قول من قال: عن أبي إسحاق، عن عمرو بن مرة، عن عبد الله بن سلمة، عن علي ولا يدفع قول إسرائيل عن أبي إسحاق عن ابن أبي ليلى عن علي» وحديث الحسين بن واقد وهم والله أعلم

(7)

.

(1)

أحمد (1/ 158)، وفي فضائل الصحابة (1216)، والضياء في المختارة (650)، والحاكم (3/ 138)، والنسائي في الكبرى (8413)(8414)(10472)، والبزار (627).

(2)

الدارقطني في العلل (4/ 9).

(3)

النسائي في الكبرى (8411)، وأحمد (1/ 92)، والضياء في المختارة (602)، وعبد بن حميد (74)، وابن أبي عاصم في السنة (1316)، وابن حبان (6928).

(4)

النسائي في الكبرى (10475)، والضياء في المختارة (603).

(5)

ابن أبي عاصم في السنة (1317)، والآجري في الشريعة (1560).

(6)

الخطيب في تاريخ بغداد (356).

(7)

العلل (4/ 7 - 9).

ص: 85

لذا استغربه الترمذي فقال عقب الحديث: «هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه من حديث أبي إسحاق عن الحارث عن علي»

(1)

.

‌علة الوهم:

سلك به الجادة المشهورة عن أبي إسحاق. والله تعالى أعلم.

(1)

في سننه (5/ 495).

ص: 86

‌الحكم بن موسى

الحكم بن موسى بن أبي زهير البغدادي، أبو صالح القنطري.

رأى الإمام مالك.

روى عن: ضمرة بن ربيعة، وإسماعيل بن عياش، وابن المبارك، والوليد بن مسلم ومعاذ بن معاذ وجماعة.

وعنه: البخاري تعليقاً، ومسلم وأبو داود، وأحمد بن حنبل، وأبو حاتم، والدارمي، وعلي بن المديني، ومحمد بن يحيى الذهلي وأبو يعلى وجماعة.

وثقه ابن معين وابن سعد، وصالح جزرة، وابن قانع وابن حبان وغيرهم.

وقال ابن معين مرة: ليس به بأس.

وقال أبو حاتم: صدوق.

قال ابن سعد: ثقة كثير الحديث، وكان رجلاً صالحاً ثبتاً في الحديث.

قال ابن حجر: صدوق، من العاشرة.

ص: 87

روى له مسلم ثمانية عشر حديثاً.

(1/ 100، 353، 380، 387، 412، 546، 2/ 697، 927، 965، 3/ 1176، 1218، 1254، 1326، 1690، 4/ 1782، 2108، 2196، 2286).

وروى له البخاري حديثاً واحد تعليقاً (1234) قال: قال الحكم بن موسى، حدثنا يحيى بن حمزة عن عبد الرحمن بن جابر عن القاسم مخيمرة عن أبي بردة بن أبي موسى أن رسول الله صلى الله عليه وسلم برئ من الصالقة والحالقة والشاقة.

ص: 88

‌الحديث

(1)

:

1189 -

قال النسائي رحمه الله (8/ 57): أخبرنا عمرو بن منصور، قال: حدثنا الحكم بن موسى قال: حدثنا يحيى بن حمزة، عن سليمان بن داود، قال: حدثني الزهري عن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم عن أبيه عن جده أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كتب إلى أهل اليمن كتاباً فيه الفرائض والسنن والديات وبعث به مع عمرو بن حزم فقرئت على أهل اليمن هذه نسختها: من محمد النبي صلى الله عليه وسلم إلى شرحبيل بن عبد كلال ونعيم بن عبد كلال والحارث بن عبد كلال .....

أما بعد: وكان في كتابه أن من اعتبط مؤمناً قتلاً عن بينة فإنه قود إلا أن يرضى أولياء المقتول، وإن في النفس الدية مائة من الإبل

الحديث.

(1)

رجال الإسناد:

عمرو بن منصور النسائي، أبو سعيد، ثقة ثبت، من الحادية عشرة، روى له النسائي.

يحيى بن حمزة بن واقد الحضرمي، أبو عبد الرحمن الدمشقي القاضي، ثقة رمي بالقدر من الثامنة مات سنة 183 على الصحيح وله ثمانون سنة، روى له البخاري ومسلم.

سليمان بن داود الخولاني، أبو داود الدمشقي، صدوق، من السابعة، روى له النسائي.

الزهري: تقدم انظره في بابه.

أبو بكر بن محمد بن عمرو بن حزم الأنصاري، النجاري، المدني القاضي، ثقة عابد، من الخامسة مات سنة 120، روى له البخاري ومسلم.

محمد بن عمرو بن حزم الأنصاري، أبو عبد الملك المدني، له رؤية وليس له سماع إلا من الصحابة، قتل يوم الحرة سنة 63.

عمرو بن حزم بن زيد بن لوذان الأنصاري، صحابي مشهور شهد الخندق وما بعدها وكان عامل النبي صلى الله عليه وسلم على نجران روى له النسائي وأبو داود في المراسيل.

ص: 89

‌التعليق:

هذا إسناد رجاله كلهم ثقات.

وأخرجه النسائي في الكبرى (7058)، والحاكم في المستدرك (1/ 552)، والبيهقي (4/ 89)، و (4/ 99، 116) و (8/ 250، 28، 79، 81، 95، 97)، وأخرجه الدارمي (1621، 1628، 1635، 2352، 2362)، وابن عبد البر في التمهيد (24/ 163)، والفسوي في المعرفة (3/ 388)، وابن عدي في الكامل (3/ 275)، والعقيلي في الضعفاء (2/ 127)، ورواية بعضهم مختصرة.

هكذا قال الحكم بن موسى: (عن يحيى بن حمزة، عن سليمان بن داود، عن الزهري، عن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم عن أبيه، عن جده).

خالفه محمد بن بكار بن بلال

(1)

فقال: (عن يحيى بن حمزة، عن سليمان بن أرقم، عن الزهري، عن أبي بكر بن محمد، عن أبيه، عن جده)، وسليمان بن أرقم متروك.

وكذلك وجد في أصل كتاب يحيى بن حمزة أنه عن سليمان بن أرقم

قال النسائي عقب الحديث: خالفه محمد بن بكار بن بلال وهذا أشبه بالصواب، ورواه يونس بن يزيد

(2)

عن الزهري قال: قرأت كتاب

(1)

النسائي (8/ 57)، والكبرى (7059).

(2)

النسائي (8/ 57)، وفي الكبرى (7060)، وأبو داود في المراسيل (257).

وقال أبو داود عقبه: أسند هذا ولا يصح رواه يحيى بن حمزة عن سليمان بن أرقم عن الزهري عن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم عن أبيه عن جده.

ص: 90

رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي كتب لعمرو بن حزم، وتابعه شعيب وسعيد بن عبد العزيز

(1)

.

وقال أبو داود: أسند هذا ولا يصح.

وقال ابن منده: سمعت أحمد بن سليمان يقول: سمعت أبا زرعة عبد الرحمن بن عمرو يقول: الصواب ابن أرقم.

قال ابن منده: ورأيت في كتاب يحيى بن حمزة بخطه عن سليمان بن أرقم عن الزهري وهو الصواب

(2)

.

وقال عبد الرحمن بن إبراهيم بن دحيم: نظرت في أصل كتاب يحيى بن حمزة حديث الصدقات لعمرو بن حزم فإذا هو عن سليمان بن أرقم.

وقال الدارقطني: سليمان بن داود الخولاني الشامي ليس به بأس عن الزهري وعن عمر بن عبد العزيز، فقد روى عنه حديث عن الزهري عن أبي بكر بن حزم الحديث الطويل لا يثبت عنه قال: غير الحكم بن موسى أنه سليمان بن أرقم

(3)

.

وقال ابن أبي حاتم في العلل: سألت أبي عن حديث رواه يحيى بن حمزة عن سليمان بن داود عن الزهري ....

فقلت له: من سليمان هذا؟

قال أبي: من الناس من يقول سليمان بن أرقم، قال أبي: وقد كان قدم يحيى بن حمزة العراق فيرون أن الأرقم لقب وأن الاسم داود

(1)

الضعفاء للعقيلي (2/ 127).

(2)

تاريخ دمشق (22/ 310).

(3)

تاريخ دمشق (22/ 312).

ص: 91

ومنهم من يقول: سليمان بن داود الدمشقي شيخ ليحيى بن حمزة لا بأس به فلا أدري أيهما هو وما أظن أنه هذا الدمشقي، ويقال: إنهم أصابوا هذا الحديث بالعراق من حديث سليمان بن أرقم

(1)

.

وقال أبو داود: هذا وهم من الحكم، ورواه محمد بن بكار بن بلال، عن يحيى بن حمزة عن سليمان بن أرقم عن الزهري

(2)

.

ونقل الذهبي في الميزان (2/ 200 - 202) عن أبي زرعة وأبي أحمد بن عدي: فحدثت أنه وجد في أصل يحيى بن حمزة بخطه عن سليمان بن أرقم عن الزهري وهو الصواب.

وقال صالح بن جزرة: حدثنا دحيم قال: نظرت في أصل كتاب يحيى حديث عمرو بن حزم في الصدقات فإذا هو عن سليمان بن أرقم، قال صالح: فكتب هذا الكلام عني مسلم بن الحجاج.

ثم قال الذهبي: ترجح أن الحكم بن موسى وهم ولا بد. اه.

وذكر نحو ذلك ابن عبد الهادي في التنقيح (1/ 132).

وقال ابن حجر في التهذيب في ترجمة سليمان بن داود:

«أما سليمان بن داود الخولاني فلا ريب في أنه صدوق، لكن الشبهة دخلت على حديث الصدقات من جهة أن الحكم بن موسى غلط في اسم والد سليمان فقال: سليمان بن داود، وإنما هو سليمان بن أرقم، فمن أخذ بهذا ضعَّف الحديث ولا سيما مع قول من قال: إنه قرأه كذلك في أصل يحيى بن حمزة، فقد قال صالح جزرة: نظرت

(1)

العلل (644).

(2)

تهذيب التهذيب (4/ 165).

ص: 92

في أصل كتاب يحيى بن حمزة حديث عمرو بن حزم في الصدقات فإذا هو عن سليمان بن أرقم، قال صالح: كتب عني مسلم بن الحجاج هذا الكلام.

وقال الحافظ أبو عبد الله بن منده: قرأت في كتاب يحيى بن حمزة بخطه عن سليمان بن أرقم عن الزهري.

وأما من صححه فأخذوه على ظاهره في أنه سليمان بن داود، وقوي عندهم أيضاً بالمرسل الذي رواه معمر عن الزهري والله أعلم.

قلت: وقد صحح هذا الحديث غير واحد من أهل العلم لشهرته وكون العمل عليه، وقال يعقوب بن سفيان: لا أعلم في جميع الكتب كتاباً أصح من كتاب عمرو بن حزم كان أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم والتابعون يرجعون إليه ويدعون آراءهم

(1)

.

سئل أحمد بن حنبل عن حديث الصدقات الذي يرويه يحيى بن حمزة أصحيح هو قال: أرجو أن يكون صحيحاً

(2)

.

وقال العقيلي: والحديث برواية يونس وشعيب وسعيد والكلام الذي في حديث سليمان بن داود لا أرفعه وهو عندنا ثابت محفوظ إن شاء الله تعالى، غير أنا نرى أنه كتاب غير مسموع عمن فوق الزهري والله أعلم

(3)

.

(1)

تاريخ دمشق (22/ 310).

(2)

تاريخ دمشق (22/ 308)، وتهذيب التهذيب (4/ 165).

(3)

الضعفاء (2/ 127).

ص: 93

‌حماد بن خالد

حماد بن خالد الخياط القرشي، أبو عبد الله البصري، نزيل بغداد، أصله من المدينة.

روى عن: ابن أبي ذئب، ومالك، وأفلح بن حميد، وهشام بن سعد، وعبد الله وعاصم ابني عمر العمريين وغيرهم.

روى عنه: أحمد، وابن معين، وابن أبي شيبة، وقتيبة بن سعيد، وابن نمير وجماعة.

قال أحمد: كان حافظاً، كتبت عنه أنا ويحيى بن معين وكان يحدثنا وهو يحفظ.

قال ابن معين: ثقة أمياً لا يكتب وكان يقرأ الحديث، وقال ابن المديني: ثقة.

وقال أبو زرعة: شيخ ثقة، وقال أبو حاتم: صالح الحديث ثقة، وأنكر أن يكون أمياً.

وقال النسائي وابن عمار: ثقة، قال ابن حجر: ثقة، من التاسعة.

قلت: روى له مسلم حديثاً واحداً (1931).

ص: 94

‌الحديث الأول

(1)

:

1190 -

قال الإمام أحمد (2/ 156): حدثنا حماد، حدثنا مالك، عن نافع، عن ابن عمر رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

«اعفوا اللحى وحفوا الشوارب» .

‌التعليق:

وهذا إسناد على شرط مسلم، رجاله رجال الشيخين غير حماد بن خالد فهو من رجال مسلم.

وأخرجه القطيعي في جزء الألف دينار (56) من طريق الإمام أحمد به.

وقد وهم حماد في هذا الإسناد فرواه على الجادة فأسقط أبا بكر بن نافع بين مالك وبين نافع.

والحديث في الموطأ لمالك (2/ 947) برواية يحيى الليثي، وبرواية أبي مصعب الزهري (1990) عن أبي بكر بن نافع، عن أبيه نافع، عن ابن عمر رضي الله عنه ومن طريقه البغوي في شرح السنة (3193).

وممن رواه هكذا من أصحاب مالك:

(1)

رجال الإسناد:

مالك بن أنس انظره في بابه.

نافع، أبو عبد الله المدني، مولى ابن عمر، ثقة ثبت فقيه مشهور، من الثالثة مات سنة 117 أو بعد ذلك، روى له البخاري ومسلم.

ص: 95

قتيبة بن سعيد

(1)

، وعبد الله القعنبي

(2)

، ومعن بن عيسى

(3)

، وعبد الله بن وهب

(4)

، ومطرف بن عبد الله اليساري

(5)

، وعبد الله بن يوسف التنيسي

(6)

، وإسماعيل بن إبراهيم

(7)

، وروح بن عبادة

(8)

، وعبد الله بن نافع

(9)

، وأحمد بن أبي بكر

(10)

، وأبو مسهر

(11)

.

هؤلاء كلهم رووه عن مالك عن أبي بكر بن نافع عن أبيه، عن ابن عمر رضي الله عنهما وخالفهم خالد فأسقط ذكر أبي بكر بن نافع.

قال ابن عبد البر في التمهيد (24/ 142): هكذا روى يحيى (الليثي) هذا الحديث عن مالك، عن أبي بكر بن نافع عن أبيه عن ابن عمر وكذلك رواه جماعة الرواة عنه، إلا أن بعض رواة ابن بكير رواه عن ابن بكير عن مالك عن نافع عن ابن عمر، وهذا لا يصح عند أهل العلم بحديث مالك وإنما الحديث لمالك عن أبي بكر بن نافع، عن أبيه، عن ابن عمر، وهذا هو الصحيح عن مالك في إسناد هذا الحديث كما رواه يحيى وسائر الرواة عن مالك. اه.

وقد نبه إلى ذلك الشيخ أحمد شاكر رحمه الله في تعليقه على

(1)

مسلم (259)(53).

(2)

أبو داود (4199)، والبيهقي (1/ 151).

(3)

الترمذي (2764)، وابن عبد البر في التمهيد (24/ 143).

(4)

الطحاوي (4/ 230)، وأبو عوانة (1/ 189).

(5)

أبو عوانة (467).

(6)

أبو عوانة (467).

(7)

الخطيب في تاريخ بغداد (6/ 274).

(8)

التمهيد (24/ 143).

(9)

التمهيد (24/ 143).

(10)

ابن حبان (5475).

(11)

تاريخ بغداد (9/ 216)، وأبو مسهر هو: عبد الأعلى بن مسهر.

ص: 96

المسند (6456) ثم قال: وحماد ثقة، بل قال أبو زرعة: شيخ متقن، وقال الحسن بن عرفة:(وكان خير من أدركنا) فالظاهر أنه وهم ونسي فرواه عن مالك على الجادة (مالك عن نافع) فلم ينتبه إلى أن هذا ليس من سماع مالك عن نافع، وإنما هو من سماعه من أبي بكر بن نافع.

‌علة الوهم:

رواه حماد على الجادة وذلك لكثرة ما يروى مالك عن نافع، وليس لمالك عن أبي بكر بن نافع غير هذا الحديث وحديث آخر في إسبال المرأة ثوبها

(1)

.

(1)

الموطأ (2/ 917)، وأبو داود (4117).

ص: 97

‌الحديث الثاني

(1)

:

1191 -

قال الإمام أحمد رحمه الله (3/ 215): حدثنا حماد بن خالد، ثنا مالك ثنا زياد بن سعد، عن الزهري، عن أنس رضي الله عنه قال:

سدَلَ رسول الله صلى الله عليه وسلم ناصيته ما شاء الله أن يسدلها ثم فرق بعد.

‌التعليق:

هذا إسناد على شرط مسلم.

رجاله كلهم ثقات رجال الشيخين غير حماد بن خالد من رجال مسلم، وأخرجه الحاكم في المستدرك (2/ 606 - 607)، والبيهقي في دلائل النبوة (1/ 225)، وابن عبد البر في التمهيد (6/ 69 - 70)، والخطيب في تاريخ بغداد (8/ 149 - 150)، وابن عساكر في تاريخ دمشق (23/ 296)، والقطيعي في جزء الألف دينار (24)، وأبو نعيم في حلية الأولياء (9/ 221)، والضياء في المختارة (2637)، وتمام الرازي في الفوائد (234)، والقزويني عبد الكريم في أخبار قزوين (1/ 243) و (2/ 303) كلهم من طريق الإمام أحمد، عن حماد بن خالد به.

وصححه الحاكم على شرط الشيخين.

(1)

رجال الإسناد:

مالك بن أنس: إمام دار الهجرة، انظر ترجمته في بابه.

زياد بن سعد بن عبد الرحمن الخراساني، نزيل مكة ثم اليمن، ثقة ثبت، قال ابن عيينة: كان أثبت أصحاب الزهري، من السادسة، روى له البخاري ومسلم.

الزهري: محمد بن مسلم: إمام ثقة حافظ متقن، انظر ترجمته في بابه.

ص: 98

هكذا حماد بن خالد عن الإمام مالك، عن زياد بن سعد، عن الزهري عن أنس بن مالك رضي الله عنه موصولاً.

فوهم فيه على مالك.

إذ أن الإمام مالك رواه عن زياد بن سعد، عن الزهري مرسلاً لم يذكر أنس.

وهو في موطئه كذلك (2/ 948) رواية يحيى بن يحيى.

وكذلك رواه محمد بن سعد عنه

(1)

.

وهكذا رواه رواة الموطأ:

سويد بن سعيد، وأبو مصعب الزهري، والقعنبي

(2)

.

لذا قال الإمام أحمد: «هذا خطأ»

(3)

.

وقال الخطيب: «تفرد به حماد بن خالد عن مالك، ولا أعلم رواه عن حماد غير أحمد بن حنبل»

(4)

.

وقال أبو نعيم: «هذا من غرائب حديث مالك تفرد به حماد وعنه أحمد»

(5)

.

(1)

في الطبقات الكبرى (1/ 430)، ومن طريقه النسائي في السنن الكبرى (9335).

(2)

رواية سويد بن سعيد الموطأ (543/ 1285)، ورواية أبي مصعب (2/ 126/ 1992) ورواية القعنبي في تاريخ المدينة لابن شبة (2/ 195).

(3)

التمهيد لابن عبد البر (6/ 71)، وفتح الباري لابن حجر (6/ 574).

(4)

في التاريخ (8/ 150).

(5)

حلية الأولياء (9/ 222).

ص: 99

وقال ابن عبد البر: «هكذا رواه الرواة كلهم عن مالك مرسلاً إلا حماد بن الخياط فإنه وصله وأسنده فأخطأ فيه، والصواب من رواية مالك الإرسال كما في الموطأ لا من حديث أنس وهو الذي يصححه أهل الحديث»

(1)

.

وسئل الدارقطني عن هذا الحديث فقال: يرويه مالك واختلف عنه:

فرواه أحمد بن حنبل عن حماد الخياط، عن مالك، عن زياد بن سعد، عن الزهري، عن أنس بن مالك. وخالفهم معن والقعنبي وأبو مصعب فرووه عن مالك عن زياد بن سعد عن الزهري. مرسلاً، والمرسل أصح

(2)

.

(1)

التمهيد (6/ 69).

(2)

العلل (12/ 188).

ص: 100

‌حماد بن أبي سليمان

حماد بن أبي سليمان، أبو إسماعيل بن مسلم الكوفي مولى الأشعريين أصله من أصبهان.

روى عن: أنس بن مالك، وزيد بن وهب، وسعيد بن المسيب، وسعيد بن جبير وعكرمة، وأبي وائل، وإبراهيم النخعي وتفقه عليه وغيرهم.

روى عنه: تلميذه الإمام أبو حنيفة، وابنه إسماعيل بن حماد، والحكم بن عتيبة وهو أكبر منه، والأعمش، وشعبة، والثوري وهشام الدستوائي وجماعة.

وثقه ابن معين والنسائي والعجلي، وزاد النسائي: إلا أنه مرجئ.

وقال أحمد: مقارب ما روى عنه القدماء سفيان وشعبة.

وقال أيضاً: سماع هشام منه صالح، ولكن حماد يعني ابن سلمة عنده عنه تخليط كثير.

وقال أيضاً: كان يُرمى بالإرجاء، وهو أصح حديثاً من أبي معشر يعني زياد بن كليب.

وقال شعبة: صدوق اللسان، وقال مرة: لا يحفظ.

ص: 101

وقال أبو حاتم: صدوق لا يحتج بحديثه، وهو مستقيم في الفقه، فإذا جاء الآثار شوش.

قال ابن عدي: وحماد كثير الرواية خاصة عن إبراهيم ويقع في حديثه أفراد وغرائب وهو متماسك في الحديث لا بأس به.

مات سنة 120 وقيل 119 والأول أصح. روى له مسلم حديثاً واحداً.

قال ابن حجر: فقيه صدوق له أوهام، من الخامسة، رمي بالإرجاء.

ص: 102

‌الحديث الأول

(1)

:

1192 -

قال الإمام أحمد (4/ 246): حدثنا عفان، قال: أخبرنا حماد بن سلمة، قال: أخبرنا عاصم بن بهدلة، وحماد بن أبي سليمان، عن أبي وائل، عن المغيرة بن شعبة:

أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أتى سباطة قوم

(2)

فبال قائماً!

‌التعليق:

وهذا إسناد رجاله كلهم ثقات رجال الصحيح.

وهو في العلل لأحمد برواية ابنه عبد الله (3/ 121).

والحديث أخرجه كذلك عبد بن حميد في المنتخب (396)، وابن خزيمة (63)، والطبراني في الكبير (20/ 405 ح 966).

كلهم من طريق حماد بن سلمة به.

(1)

رجال الإسناد:

عفان بن مسلم بن عبد الله الباهلي، أبو عثمان الصفار البصري ثقة ثبت قال ابن المديني: كان إذا شك في حرف من الحديث تركه، وربما وهم، قال ابن معين: أنكرناه في صفر سنة تسع عشرة ومات بعدها بيسير، من كبار العاشرة، روى له البخاري ومسلم.

عاصم بن بهدلة وهو ابن أبي النجود الأسدي مولاهم الكوفي، أبو بكر المقرئ صدوق له أوهام، حجة في القراءة وحديثه في الصحيحين مقرون، من السادسة مات سنة 128، روى له البخاري ومسلم.

حماد بن سلمة تقدم.

شقيق بن سلمة الأسدي، أبو وائل الكوفي، ثقة مخضرم، مات في خلافة عمر بن عبد العزيز وله 100 سنة، روى له البخاري ومسلم.

(2)

سباطة قوم: هي المزبلة.

ص: 103

وأخرجه أبو حنيفة في مسنده (ص 84) عن حماد بن أبي سليمان وحده، ومن طريقه الخطيب في تاريخه (11/ 29).

هكذا قال حماد بن أبي سليمان (عن أبي وائل عن المغيرة بن شعبة)، وتابعه عاصم بن بهدلة (وسيأتي في بابه).

وخالفه الأعمش

(1)

، ومنصور بن المعتمر

(2)

، والشعبي

(3)

، وعبيدة بن معتب الضبي

(4)

، وسيار أبو الحكم العنزي

(5)

.

فقالوا: (عن أبي وائل، عن حذيفة).

وكذلك رواه نعيم بن أبي هند عن خيثمة بن عبد الرحمن عن حذيفة

(6)

وأبو إسحاق السبيعي، عن نهيك بن عبد الله السلولي عن حذيفة

(7)

.

قال الإمام أحمد بن حنبل: منصور والأعمش أثبت من حماد وعاصم

(8)

.

وقال الترمذي: وحديث أبي وائل عن حذيفة أصح

(9)

.

(1)

البخاري (224)، ومسلم (273).

(2)

البخاري (225) و (226) و (2471)، ومسلم (273).

(3)

الطبراني في الأوسط (496)، والصغير (752).

(4)

الطبراني في الصغير (1130)، والخطيب في الموضح (2/ 272)، والترمذي تعليقاً (13).

(5)

أبو نعيم في الحلية (8/ 316)، والخطيب في تاريخ بغداد (11/ 311)، وأبو نعيم في تاريخ أصبهان (2/ 311).

(6)

الطبراني في الأوسط (6407).

(7)

أحمد (5/ 394).

(8)

العلل برواية ابنه عبد الله (3/ 121).

(9)

الجامع (1/ 20) عقب الحديث رقم 13.

ص: 104

وقال في العلل الكبير (1/ 93) بعد أن ذكر رواية عاصم ثم رواية حماد: والصحيح ما روى منصور والأعمش.

وفي كتاب العلل للدارقطني (7/ 95) أنه سئل عن حديث أبي وائل عن المغيرة بن شعبة أن النبي صلى الله عليه وسلم بال وتوضأ ومسح على خفيه.

فقال: يرويه عاصم بن أبي النجود، وحماد بن أبي سليمان عن أبي وائل عن المغيرة بن شعبة ووهما فيه على أبي وائل.

ورواه الأعمش ومنصور عن أبي وائل عن حذيفة عن النبي صلى الله عليه وسلم وهو الصواب. اه.

ووافق هؤلاء الأئمة أبو حاتم الرازي وخالفهم أبو زرعة.

قال ابن أبي حاتم في العلل (1/ 13): قلت لأبي وأبي زرعة: حديث الأعمش، عن أبي وائل عن حذيفة أصح، أو حديث عاصم عن أبي وائل عن المغيرة؟

قال أبي: الأعمش أحفظ من عاصم.

قال أبو زرعة: الصحيح حديث عاصم، عن أبي وائل، عن المغيرة عن النبي صلى الله عليه وسلم.

وقال ابن حجر في الفتح (1/ 329): وقال الترمذي: حديث أبي وائل عن حذيفة أصح، يعني من حديثه عن المغيرة، وهو كما قال، وإن جنح ابن خزيمة إلى تصحيح الروايتين لكون حماد بن أبي سليمان وافق عاصماً على قوله عن المغيرة، فجاز أن يكون أبو وائل سمعه منهما فيصح القولان معاً، لكن من حيث الترجيح رواية الأعمش ومنصور لاتفاقهما أصح من رواية عاصم وحماد لكونهما في حفظهما مقال.

ص: 105

وقال يحيى بن معين: وحديث حذيفة عن النبي صلى الله عليه وسلم أتى سباطة قوم فبال قائماً بعضهم يقول عن عاصم عن أبي وائل عن المغيرة (تاريخ ابن معين رواية الدوري 3/ 572).

قال ابن القيم في زاد المعاد (1/ 172): قيل: هذا بيان للجواز، وقيل: إنما فعله من وجع كان بمأبضيه، وقيل: فعله استشفاء، قال الشافعي رحمه الله: والعرب تستشفي من وجع الصلب بالبول قائماً، والصحيح إنما فعل ذلك تنزهاً وبعداً من إصابة البول فإنه إنما فعل هذا لما أتى سباطة قوم وهو ملقى الكناسة وتسمى المزبلة وهي تكون مرتفعة فلو بال الرجل قاعداً لارتد عليه بوله وهو صلى الله عليه وسلم استتر بها وجعلها بينه وبين الحائط فلم يكن بد من بوله قائماً والله أعلم.

‌علة الوهم:

رُوي من طرق عن المغيرة بن شعبة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج لحاجة فأتبعه المغيرة بإداوة فيها ماء فصب عليه حين فرغ من حاجته

(1)

.

فلعله من هنا دخل الوهم على حماد بن أبي سليمان وعاصم والله تعالى أعلم.

(1)

البخاري (182، 203، 206، 363، 388

)، ومسلم (274).

ص: 106

‌الحديث الثاني

(1)

:

1193 -

قال الحاكم في المستدرك على الصحيحين (2/ 284):

حدثني أبو عبد الرحمن محمد بن محمود الحافظ حدثنا حماد بن أحمد القاضي حدثنا محمد بن علي بن الحسن بن شقيق قال: سمعت أبي يقول أنبأ أبو حمزة عن إبراهيم الصائغ عن حماد عن إبراهيم عن الأسود عن عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن أولادكم هبة الله لكم يهب لمن يشاء إناثاً ويهب لمن يشاء الذكور فهم وأموالهم لكم إذا احتجتم إليها» .

(1)

رجال الإسناد:

محمد بن محمود أبو عبد الرحمن الحافظ، لم أظفر له بترجمة، وكذلك قال الشيخ مقبل في تهذيب رجال مستدرك الحاكم ص 166.

حماد بن أحمد بن محمد أبو القاسم المروزي قاضي جرجان في زمن عمرو بن الليث كان سنة 287 حياً، تاريخ جرجان للسهمي، كذا في تهذيب رجال المستدرك للوادعي ص 62.

محمد بن علي بن الحسن بن شقيق بن دينار المروزي، ثقة صاحب حديث من الحادية عشرة، مات سنة 250 روى عنه الترمذي والنسائي.

علي بن الحسن بن شقيق المروزي، ثقة حافظ من كبار العاشرة، مات سنة 215، وقيل: قبل ذلك، روى له البخاري ومسلم.

محمد بن ميمون المروزي، أبو حمزة السكري، ثقة فاضل، من السابعة، مات سنة 167 و 168 روى له البخاري ومسلم.

إبراهيم بن ميمون الصائغ المروزي، صدوق، من السادسة مات قبل سنة 131، روى له أبو داود والنسائي واستشهد به البخاري في الصحيح.

إبراهيم بن يزيد بن قيس بن الأسود النخعي، ثقة إلا أنه يرسل كثيراً من الخامسة، مات سنة 96 روى له البخاري ومسلم.

الأسود بن يزيد النخعي: مخضرم ثقة مكثر فقيه، من الثانية، مات سنة أربع أو خمس وسبعين، روى له البخاري ومسلم.

ص: 107

‌التعليق:

هذا إسناد قد أورده الحاكم في مستدركه. قال: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه.

هكذا قال حماد عن إبراهيم، عن الأسود، عن عائشة عن النبي صلى الله عليه وسلم:«إن أولادكم هبة الله لكم يهب لمن يشاء إناثاً ويهب لمن يشاء الذكور فهم وأموالهم لكم» .

خالفه الأعمش

(1)

فرواه عن إبراهيم بهذا الإسناد وقال: «إن أطيب ما أكل الرجل من كسبه وولده من كسبه» .

وكذلك رواه منصور

(2)

عن إبراهيم، عن عمارة بن عمير عن عمته عن عائشة، والأعمش

(3)

عن عمارة بن عمير عن عمته عن عائشة.

وتابعهما الحكم بن عتيبة إلا أنه قال عن عمارة بن عمير عن أمه عن عائشة

(4)

ولم يذكر أحدٌ الزيادة التي زادها حماد وهي قوله: (إذا احتجتم).

(1)

النسائي (7/ 241)، وفي الكبرى (6045)(6046)، والبغوي في شرح السنة (9/ 329).

(2)

أبو داود (3528)، والنسائي في الكبرى (6043)، وأحمد (6/ 31) و (6/ 173)، والدارمي (2537).

(3)

الترمذي (1358)، والنسائي (7/ 240)، وفي الكبرى (6044)(6047)، وابن ماجه (2290).

(4)

أبو داود (3529)، والطيالسي (1580)، وأحمد (6/ 127)، وابن أبي شيبة (7/ 158)، وإسحاق (1655)(1656)، والبيهقي (4/ 480). وانظره في بابه ح (516).

ص: 108

لذا قال أبو داود: حماد بن أبي سليمان زاد فيه: (إذا احتجتم) وهو منكر

(1)

.

وقال سفيان بن عبد الملك: سألت عبد الله بن المبارك عن حديث عائشة رضي الله عنها «فهم وأموالهم لكم إذا احتجتم إليها» ، فقال: حدثني به سفيان عن حماد عن إبراهيم عن الأسود، عن عائشة، قال سفيان: وهذا وهم من حماد

(2)

.

وقال البيهقي: قد روي عن الأعمش عن إبراهيم عن الأسود عن عائشة دون هذه اللفظة وهو بهذا الإسناد غير محفوظ

(3)

.

وقال في الصغرى: وزاد فيه حماد بن أبي سليمان عن إبراهيم عن الأسود عن عائشة مرفوعاً إن احتجتم إليهم وليس بمحفوظ، قال الثوري: هذا وهم من حماد

(4)

....

وقال الحافظ: وزعم الحاكم بعد أن أخرجه من طريق حماد بن أبي سليمان

بلفظ: وأموالهم لكم إذا احتجتم إليها إن الشيخين أخرجاه باللفظ الأول ووهم في ذلك وهماً لا ينفك عنه لأنه قد استدركه فيما قيل، وقال أبو داود: في هذه الزيادة وهي إذا احتجتم إليها إنها منكرة، ونقل عن ابن المبارك عن سفيان قال: حدثني به حماد ووهم فيه

(5)

.

(1)

في سننه (3/ 289) عقب الحديث 3529.

(2)

البيهقي في السنن الكبرى (7/ 480).

(3)

المصدر السابق.

(4)

السنن الصغرى (6/ 549) ونحو ذلك في المعرفة (6/ 121).

(5)

التلخيص الحبير (4/ 9).

ص: 109

‌حميد بن زياد

حميد بن زياد، وهو ابن أبي المخارق المدني، أبو صخر الخراط، صاحب العباء، ويقال: حميد بن صخر.

روى عن: أبي صالح السمان، وأبي حازم، ونافع مولى ابن عمر، ومكحول، وحريث وغيرهم.

وعنه: ابن وهب، ويحيى القطان، وسعيد بن أبي أيوب وغيرهم.

قال أحمد وابن معين في رواية: ليس به بأس.

وقال النسائي وابن معين في رواية: ضعيف.

ووثقه الدارقطني وابن حبان.

قال ابن حجر: صدوق يهم، من السادسة، مات سنة 189.

قلت: روى عنه مسلم سبعة أحاديث وهي: (1/ 209، 2/ 653، 2/ 655، 2/ 845، 3/ 157، 4/ 2168، 4/ 2172، 2175، 2283) وأكثرها من رواية ابن وهب عنه.

ص: 110

‌الحديث

(1)

:

1194 -

قال أبو داود رحمه الله (1405): حدثنا ابن السرح، أخبرنا ابن وهب حدثنا أبو صخر، عن ابن قسيط، عن خارجة بن زيد بن ثابت، عن أبيه عن النبي صلى الله عليه وسلم بمعناه.

أي: بمعنى الحديث الذي قبله عن زيد بن ثابت قال: قرأت على رسول الله صلى الله عليه وسلم النجم فلم يسجد فيها.

‌التعليق:

هذا إسناد على شرط مسلم.

ورواه أيضاً ابن خزيمة (566)، والطحاوي (1/ 352)، والدارقطني (1/ 409) من طريق ابن وهب عن أبي صخر بهذا الإسناد.

والطحاوي (1/ 352) من طريق حيوة بن شريح عن أبي صخر بهذا الإسناد.

(1)

رجال الإسناد:

ابن السرح: أحمد بن عمرو بن عبد الله بن عمرو بن السرح، أبو الطاهر المصري، ثقة من العاشرة، مات سنة 250، روى له مسلم.

عبد الله بن وهب بن مسلم القرشي مولاهم، أبو محمد المصري، الفقيه ثقة حافظ عابد من التاسعة، مات سنة 197، وله 72 سنة روى له البخاري ومسلم.

يزيد بن عبد الله بن قسيط ابن أسامة الليثي، أبو عبد الله المدني الأعرج، ثقة من الرابعة، مات سنة 122 وله 90 عاماً روى له البخاري ومسلم.

خارجة بن زيد بن ثابت الأنصاري أبو زيد المدني، ثقة فقيه من الثالثة، مات سنة 100، وقيل: قبلها، روى له البخاري ومسلم.

زيد بن ثابت: صحابي مشهور.

ص: 111

هكذا رواه أبو صخر فقال: (عن يزيد بن قسيط، عن خارجة بن زيد، عن أبيه زيد بن ثابت).

خالفه يزيد بن خصيفة

(1)

، وابن أبي ذئب

(2)

، وإسماعيل بن أبي كثير

(3)

فرووه (عن يزيد بن قسيط، عن عطاء بن يسار، عن زيد بن ثابت).

لذا قال بعض أئمة الحديث في عصرنا أن هذا وهم.

قال الشيخ الألباني رحمه الله في صحيحه لسنن أبي داود (5/ 149): (يشير المؤلف إلى أن أبا صخر قد خالف الجماعة في إسناده فجعل خارجة بن زيد مكان عطاء بن يسار الذي عند الجماعة.

والصواب روايتهم لأنهم جمع، ولأن أبا صخر واسمه حميد بن زياد مع مخالفته إياهم فإن فيه ضعفاً كما يشير ذلك قول الحافظ فيه صدوق يهم).

وقال الشيخ مقبل الوادعي رحمه الله في (أحاديث معلة ظاهرها الصحة رقم 136): (هذا الحديث إذا نظرت إلى سنده وجدتهم رجال الصحيح، ولكن أبا صخر خالف يزيد بن خصيفة وابن أبي ذئب فهما يرويانه عن ابن قسيط عن عطاء بن يسار عن زيد بن ثابت، وهو يرويه عن ابن قسيط، عن خارجة بن زيد، عن أبيه، وهما أرجح منه فيعتبر شاذاً).

(1)

البخاري (1072)، ومسلم (577).

(2)

البخاري (1073)، وأبو داود (1404).

(3)

الطحاوي (1/ 352).

ص: 112

قلت: وهذا الكلام قد يكون صحيحاً لولا أن الحديث بالإسنادين قد رواه أبو صخر إلا أن يكون وهم مرة وأصاب في الثانية.

فقد رواه ابن خزيمة (568) عن أحمد بن عبد الرحمن بن وهب، عن عمه عبد الله بن وهب، عن أبي صخر، عن ابن قسيط، عن عطاء بن يسار، عن زيد بن ثابت به، وهذا إسناد على شرط مسلم.

قال ابن خزيمة في صحيحه (1/ 285) عقب الحديث: (وروى أبو صخر هذا الخبر عن ابن قسيط، عن خارجة بن زيد وعطاء بن يسار جميعاً حدثنا بهما أحمد بن عبد الرحمن بن وهب، نا عمي، عن أبي صخر بالإسنادين منفردين). اه والله تعالى أعلم.

قال الحافظ في الفتح (2/ 555): اتفق ابن أبي ذئب ويزيد بن خصيفة على هذا الإسناد على ابن قسيط، وخالفهما أبو صخر فرواه عن ابن قسيط عن خارجة بن يزيد عن أبيه أخرجه أبو داود والطبراني فإن كان محفوظاً حمل على أن لابن قسيط فيه شيخين. والله تعالى أعلم.

ص: 113

‌خالد بن قيس

خالد بن قيس بن رباح الأزدي، البصري.

روى عن: عطاء، وعمرو بن دينار، وقتادة.

وعنه: أخوه نوح، وعلي بن نصر الجهضمي، ومسلم بن إبراهيم.

وثقه ابن معين والعجلي وابن حبان، وقال ابن المديني: ليس به بأس.

وقال الأزدي: خالد بن قيس عن قتادة فيها مناكير، روى عنه أخوه نوح، نوح صدوق.

قال ابن حجر: صدوق يغرب، من السابعة.

روى له مسلم حديثين (1774)(2092) عن قتادة في المتابعات.

ص: 114

‌الحديث

(1)

:

1195 -

قال ابن ماجه (1128) رحمه الله:

حدثنا نَصْرُ بن عَلِيٍّ الجَهْضَمِيُّ ثنا نُوحُ بن قَيْسٍ عن أَخِيهِ عن قَتَادَةَ عن الْحَسَنِ عن سَمُرَةَ بن جُنْدَبٍ عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «من تَرَكَ الْجُمُعَةَ مُتَعَمِّداً فَلْيَتَصَدَّقْ بِدِينَارٍ فَإِنْ لم يَجِدْ فَبِنِصْفِ دِينَارٍ» .

‌التعليق:

هذا إسناد رجاله كلهم ثقات رجال الصحيح.

وأخرجه النسائي في الكبرى (1662)، والروياني في سننه (809)، والبخاري في التاريخ الكبير (4/ 177)، والبيهقي (3/ 248) كلهم من طريق نوح بهذا الإسناد.

هكذا قال خالد: (عن قتادة، عن الحسن، عن سمرة).

خالفه همام بن يحيى

(2)

، وحجاج الأحول

(3)

، وسعيد بن بشير

(4)

(1)

رجال الإسناد:

نصر بن علي بن نصر بن علي الجهضمي، ثقة ثبت، روى عنه البخاري ومسلم.

نوح بن قيس بن رباح الأزدي البصري، أخو خالد، صدوق رمي بالتشيع، من الثامنة مات سنة 183 أو 184 روى له مسلم.

الحسن البصري: انظره في بابه.

(2)

أبو داود (1053)، والنسائي (3/ 89)، وفي الكبرى (1661)، وابن خزيمة (1861)، والطيالسي (943)، وأحمد (5/ 8)(5/ 14)، والروياني (854)، وابن حبان (2788)(2789)، والحاكم (1/ 280)، والبخاري في التاريخ الكبير (4/ 176)، والبيهقي (3/ 248)، والطحاوي في شرح مشكل الآثار (4239).

(3)

البخاري في التاريخ الكبير (4/ 177).

(4)

البيهقي (3/ 248).

ص: 115

فقالوا: (عن قتادة، عن قدامة بن وبرة، عن سمرة)، وتابعهم أيوب أبي العلاء

(1)

في كونه من حديث قتادة عن قدامة إلا أنه لم يذكر سمرة.

لذا قال البخاري: والأول أصح، يعني: حديث همام

(2)

.

قال البيهقي: (كذا قال ولا أظنه إلا واهماً في إسناده لاتفاق ما مضى على خلاف فيه، فأما المتن فإنه يشهد بصحة رواية همام)

(3)

.

وقد نص غير واحد من أهل العلم أن هذا حديث قدامة بن وبرة وتكلموا فيه مما يدل أنه لم يصح كونه للحسن.

قال عبد الله ابن الإمام أحمد: سألت أبي يصح حديث سمرة عن النبي صلى الله عليه وسلم (وذكره)؟ فقال: قدامة يرويه ولا نعرفه

(4)

.

وقال الإمام مسلم: قيل لأحمد بن حنبل: يصح حديث سمرة عن النبي صلى الله عليه وسلم: (وذكر الحديث)؟ فقال: قدامة يرويه ولا نعرفه

(5)

.

وقال الإمام البخاي: قدامة بن وبرة عن سمرة لم يصح سماعه.

قال ابن عدي في الكامل ومن طريقه البيهقي: وهذا الذي ذكره

(1)

أبو داود (1054)، والروياني (855)، والحاكم (1/ 280)، والبيهقي (3/ 248).

(2)

التاريخ الكبير (4/ 176).

(3)

السنن الكبرى (3/ 248).

(4)

العلل (1/ 256).

(5)

تهذيب الكمال (23/ 556).

ص: 116

البخاري من حديث قدامة بن وبرة إنما هو حديث قتادة عن قدامة عن سمرة عن النبي صلى الله عليه وسلم من التخلف عن الجمعة

(1)

.

وقد تقدم قول الأزدي في رواية خالد بن قيس عن قتادة وأن فيها مناكير، وأخرج الإمام مسلم له حديثين عن قتادة في المتابعات كما تقدم.

(1)

الكامل (6/ 2074)، والبيهقي (3/ 248).

ص: 117

‌داود بن قيس

داود بن قيس الفراء، الدباغ، أبو سليمان القرشي، مولاهم المدني.

روى عن: السائب بن يزيد، وزيد بن أسلم، ونافع مولى ابن عمر، وجماعة.

وعنه: الثوري، وابن عيينة، وابن مهدي، وابن المبارك، وابن وهب وعبد الرزاق وجماعة.

قال البخاري عن علي بن المديني: له نحو ثلاثين حديثاً.

قال الشافعي: ثقة حافظ، وقال أحمد: ثقة، وهو أكبر من هشام بن سعد.

ووثقه ابن المديني وأبو زرعة وأبو حاتم والنسائي وابن سعد وغيرهم.

وقال يحيى بن معين: كان صالح الحديث، وهو أحب إليّ من هشام.

ص: 118

قال ابن حجر: ثقة فاضل من الخامسة.

روى له مسلم خمسة أحاديث: (1/ 349 رقم 480، 1/ 411 رقم 571، 2/ 605 رقم 889، 3/ 1158 رقم 1524، 3/ 1284 رقم 1663).

ص: 119

‌الحديث الأول

(1)

:

1196 -

قال أبو عبد الرحمن النسائي في السنن الكبرى (9875): أخبرنا حاجب بن سليمان، قال: حدثنا ابن أبي فديك، قال: حدثنا داود بن قيس عن نعيم بن عبد الله المجمر عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قلنا: يا رسول الله كيف نصلي عليك؟ قال: «قولوا: اللَّهم صلِّ على محمد وعلى آل محمد، وبارك على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وآل إبراهيم إنك حميد مجيد والسلام كما علمتم» .

‌التعليق:

هذا إسناد رجاله كلهم ثقات رجال الصحيح غير حاجب بن سليمان وهو صدوق قال عنه النسائي ثقة، وذكره ابن حبان في الثقات ووثقه الذهبي، وقد وهم في هذا الإسناد داود بن قيس فرواه هكذا عن نعيم المجمر عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم.

خالفه الإمام مالك

(2)

بن أنس فرواه عن نعيم بن عبد الله المجمر

(1)

رجال الإسناد:

حاجب بن سليمان المنبجي، أبو سعيد مولى بني شيبان، صدوق يهم، من العاشرة، مات سنة 265، روى له النسائي.

محمد بن إسماعيل بن مسلم بن أبي فديك، مولاهم المدني أبو إسماعيل، صدوق، من صغار الثامنة، مات سنة 200 على الصحيح، روى له البخاري ومسلم.

نعيم بن عبد الله المدني، مولى آل عمر، يعرف بالمُجْمِر، ثقة من الثالثة، روى له البخاري ومسلم.

(2)

الموطأ (1/ 165) ومن طريقه رواه مسلم في صحيحه (405).

ص: 120

عن محمد بن عبد الله بن زيد الأنصاري عن أبي مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم، وهكذا أيضاً رواه محمد بن إبراهيم بن الحارث التيمي

(1)

عن محمد بن عبد الله بن زيد عن أبي مسعود.

فالحديث هو من مسند أبي مسعود وليس أبا هريرة.

وكذلك روى هذا الحديث محمد بن عبد الرحمن بن بشر عن أبي مسعود الأنصاري

(2)

.

قال البخاري في التاريخ الكبير (3/ 87): وحديث مالك أولى.

وقال أبو حاتم في العلل لابنه (205) بعدما ذكر الاختلاف في هذا الإسناد. حديث مالك أصح وحديث داود خطأ.

وقال الدارقطني في العلل (6/ 189): بعد أن ذكر الاختلاف فيه:

ورواه داود بن قيس الفراء عن نعيم بن عبد الله المجمر عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم.

خالف فيه مالكاً وحديث مالك أولى بالصواب. اه.

قال محرره أبو حمزة: ومنشأ وهم داود بن قيس أن نعيم بن المجمر روى عن أبي هريرة في فضل الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم وأهل بيته فدخل عليه إسناد في إسناد.

والحديث هو ما رواه أبو داود (982) قال: حدثنا موسى بن

(1)

أبو داود (981)، والنسائي في الكبرى (9877)، وأحمد (4/ 119)، وابن خزيمة (711)، وابن حبان (1959)، والدارقطني (1/ 354)، والحاكم (1/ 268)، والبيهقي (2/ 146)، وقال الدارقطني: هذا إسناد حسن متصل وقال الحاكم: صحيح على شرط مسلم، ووافقه الذهبي.

(2)

النسائي في المجتبى (3/ 47)، وفي الكبرى (9878)، والطبراني (17/ 696).

ص: 121

إسماعيل، حدثنا حيان بن يسار الكلابي، حدثني أبو مطرف عبيد الله بن طلحة بن عبيد الله بن كريز، حدثني محمد بن علي الهاشمي، عن المجمر، عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:«من سره أن يكتال بالمكيال الأوفى إذا صلى علينا أهل البيت فليقل: اللَّهمَّ صل على محمد النبي وأزواجه أمهات المؤمنين وذريته وأهل بيته كما صليت على آل إبراهيم إنك حميد مجيد» .

ورواه البيهقي في السنن الكبرى (2/ 151) من طريق أبي داود.

إلا أنه قد قيل عن هذه الرواية أنها وهم.

فقد ذكرها البخاري في التاريخ الكبير (3/ 87)، والعقيلي في الضعفاء (1/ 318) تعليقاً.

قال البخاري بعد أن ذكر رواية مالك بعدها: وهذا أصح.

وقال العقيلي: وحديث مالك أولى.

وقال أبو حاتم في العلل (205) بعد أن ذكر له ابنه هذه المتابعة لرواية داود بن قيس قال: مالك أحفظ والحديث حديث مالك والله تعالى أعلم.

ص: 122

‌الحديث الثاني

(1)

:

1197 -

قال أبو داود رحمه الله (562): حدثنا محمد بن سليمان الأنباري أن عبد الملك بن عمرو حدثهم عن داود بن قيس قال حدثني سعد بن إسحاق حدثني أبو ثمامة الحناط: أن كعب بن عُجْرة أدركه وهو يريد المسجد، أدرك أحدهما صاحبه قال: فوجدني وأنا مشبك بيدي فنهاني عن ذلك وقال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «إذا توضأ أحدكم فأحسن وضوءه ثم خرج عامداً إلى المسجد فلا يشبكن يديه فإنه في صلاة» .

‌التعليق:

هذا إسناد رجاله كلهم ثقات غير أبي ثمامة الحناط.

تابعي مجهول الحال لم يرو له إلا أبو داود، وذكره ابن حبان في الثقات وقال: كان حليف كعب بن عجرة.

(1)

رجال الإسناد:

محمد بن سليمان الأنباري، أبو هارون ابن أبي داود، صدوق من العاشرة مات سنة 234 روى له أبو داود.

عبد الملك بن عمرو القيسي، أبو عامر العقدي، ثقة، من التاسعة مات سنة 204 أو 205، روى له البخاري ومسلم.

داود: تقدم.

سعد بن إسحاق بن كعب بن عجرة البلوي المدني حليف الأنصار، ثقة من الخامسة، مات بعد سنة 140، روى له أصحاب السنن الأربعة.

أبو ثمامة الحناط، حجازي، مجهول الحال، من الثالثة، روى له أبو داود. (هذا الحديث لا غير).

كعب بن عجرة الأنصاري المدني، أبو محمد، صحابي مشهور، مات بعد الخمسين وله نيف وسبعون، وحديثه في الصحيحين.

ص: 123

وقال الدارقطني كما في سؤلات البرقاني (1/ 75) لا يعرف يترك، وقال ابن حجر: مجهول الحال، وقال الذهبي في الضعفاء (2/ 777): لا يعرف وخبره منكر.

وأخرجه عبد بن حميد في المنتخب (369) عن عبد الملك بن عمرو العقدي، وأخرجه أحمد (4/ 241)، والدارمي (1404)، وابن خزيمة (441)، والطحاوي في شرح مشكل الآثار (5569)، وابن حبان (2036)، والطبراني في الكبير (19/ 333)، وفي الأوسط (8830)، وابن قانع في معجم الصحابة (917)، والبيهقي (3/ 230) من طرق عن داود بن قيس بهذا الإسناد.

هكذا قال داود بن قيس: (عن سعد بن إسحاق، عن أبي ثمامة الحناط، عن كعب بن عجرة).

خالفه أنس بن عياض

(1)

، وعبد العزيز بن محمد

(2)

، وعيسى بن يونس

(3)

فقالوا: (عن سعد بن إسحاق، عن أبي سعيد المقبري، عن أبي ثمامة، عن كعب بن عجرة)، أسقط داود أبا سعيد المقبري من الإسناد.

قال ابن خزيمة: يشبه أن يكون الصحيح ما رواه أنس بن عياض لأن داود بن قيس أسقط من الإسناد أبا سعيد المقبري، والله تعالى أعلم.

(1)

ابن خزيمة (442)، والطحاوي في شرح المشكل (5564)، والطبراني في الكبير (19/ 333).

(2)

الطحاوي (5565).

(3)

البيهقي (3/ 230) تعليقاً.

ص: 124

‌رفاعة بن الهيثم

رفاعة بن الهيثم بن الحكم الواسطي، أبو سعيد.

روى عن: خالد بن عبد الله الواسطي، وهشيم.

وعنه: مسلم، وأسلم بن سهل.

قال ابن حجر: ذكر بعضهم أن مسلماً روى عنه ثلاثة أحاديث.

هكذا جاء في ترجمته في التهذيب ولم يذكروا فيه جرحاً ولا تعديلاً، ولم يخرج أحد من أصحاب الكتب الستة له إلا الإمام مسلم وأخرج له خمسة أحاديث كلها عن خالد الواسطي وكلها أخرجها متابعة انظر مسلم (863، 1821، 1856، 2494) وحديث الباب.

ص: 125

‌الحديث

(1)

:

1198 -

قال الإمام مسلم في صحيحه (2133): حدثنا هناد بن السري، حدثنا عبثر، عن حصين، عن سالم بن أبي الجعد، عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه قال:

وُلِدَ لرجل منا غلام فسماه محمداً فقلنا: لا نكنيك برسول الله صلى الله عليه وسلم حتى تستأمره، قال: فأتاه فقال: إنه ولد لي غلام فسميته برسول الله صلى الله عليه وسلم، وأن قومي أبوا أن يكنوني به حتى تستأذن النبي صلى الله عليه وسلم، فقال:«سموا باسمي ولا تكنوا بكنيتي فإنما بعثت قاسماً، أقسم بينكم» .

حدثنا رفاعة بن الهيثم الواسطي، حدثنا خالد، يعني: الطحان، عن حصين بهذا الإسناد، ولم يذكر فإنما بعثت قاسماً أقسم بينكم.

‌التعليق:

في الحديث الثاني ذكر الإمام مسلم رحمه الله الإسناد ولم يذكر متن الحديث بل أحال على حديث عبثر عن حصين.

(1)

رجال الإسناد:

خالد بن عبد الله بن عبد الرحمن بن يزيد الطحان الواسطي، المزني مولاهم، ثقة ثبت، من الثامنة، مات سنة 182 وكان مولده سنة 110، روى له البخاري ومسلم.

حصين بن عبد الرحمن السلمي، أبو الهذيل الكوفي، ثقة تغير حفظه في الآخر، من الخامسة، مات سنة 136 وله 93 سنة، روى له البخاري ومسلم.

سالم بن أبي الجعد رافع الغطفاني الأشجعي مولاهم الكوفي ثقة وكان يرسل كثيراً، من الثالثة، مات سنة 97 أو 98 وقيل 100 أو بعد ذلك ولم يثبت أنه جاوز المائة، روى له البخاري ومسلم.

ص: 126

وظاهره أن خالد الطحان قد تابع عبثر فرواه عن حصين أنَّ الأنصاري سمى ولده محمداً.

إلا أن خالد الطحان قد ذكر في حديثه هذا عن حصين أنه سماه القاسم، كذا رواه عنه مسدد

(1)

ووهيب بن بقية

(2)

.

وكذا رواه هشيم عن حصين

(3)

.

وهذا الوهم إما من رفاعة بن الهيثم ولم نقف على متن حديثه، وإما من مسلم وقد سبق ذكر الاختلاف في هذا الحديث في باب سالم بن أبي الجعد ح (476) فانظره.

قال الحافظ في الفتح (10/ 570): مقتضى رواية مسلم عن رفاعة بن الهيثم عن خالد الواسطي بالسند المذكور هنا فسماه محمداً إلا أنه أورده عقب رواية عبثر عن حصين بالسند المذكور فسماه محمداً فذكر الحديث وفي آخره: «سموا باسمي ولا تكنوا بكنيتي، فإنما بعثت قاسماً أقسم بينكم» ثم ساق رواية خالد وقال بهذا الإسناد ولم يذكر «فإنما بعثت قاسماً أقسم بينكم» ، وكان الاختلاف فيه على خالد، فإن الإسماعيلي أخرجه من رواية وهيب بن بقية عن خالد فقال:(فسماه القاسم)، وأخرجه أحمد عن هشيم عن حصين فقال:(سماه القاسم) وأخرجه أيضاً من رواية معمر عن منصور كذلك، وأخرجه أبو نعيم من رواية يوسف القاضي عن مسدد عن خالد فقال: (سماه باسم النبي صلى الله عليه وسلم اه.

(1)

البخاري (6187).

(2)

الإسماعيلي كما في الفتح (10/ 570).

(3)

أحمد (3/ 303).

ص: 127

‌الترجيح:

لم يسق مسلم حديث رفاعة بن الهيثم عن خالد الطحان إنما أحال على الذي قبله حديث حصين عن سالم بن أبي الجعد وفيه أنه سمى الغلام محمداً وهذا يقتضي أن يكون خالد كذلك سماه محمداً.

والذي في صحيح البخاري عن خالد أنه سماه القاسم من رواية مسدد عنه وكذلك رواه وهيب بن بقية عن خالد.

فيكون الوهم في هذا إما من رفاعة بن الهيثم عن خالد ولم نجد من ساق روايته أو من مسلم في إحالته، ومسلم إمام في الحديث ورفاعة قال عنه الحافظ في التقريب (مقبول)، وقيل: إن مسلماً لم يرو عنه إلا ثلاثة أحاديث، وهو قليل الرواية لم يرو إلا عن خالد الطحان وهشيم فالحمل عليه أولى والله أعلم.

ص: 128

‌زمعة بن صالح

زمعة بن صالح الجندي اليماني سكن مكة.

روى عن: ابن طاوس، وعمرو بن دينار، والزهري، وأبي حازم سلمة بن دينار وغيرهم.

وعنه: ابنه وهب، وابن جريج وهو من أقرانه، والثوري، وابن عيينة، وابن مهدي ووكيع، وعبد الرزاق وغيرهم.

ضعفه أحمد، وابن معين، وأبو داود، وأبو حاتم وأبو زرعة والنسائي وغيرهم.

وقال ابن معين مرة: صويلح.

قال ابن عدي: ربما يهم في بعض ما يرويه، وأرجو أن حديثه صالح لا بأس به.

قال البخاري: يخالف في حديثه، تركه ابن مهدي أخيراً.

وقال أبو زرعة: لين واهي الحديث، حديثه عن الزهري كأنه يقول مناكير.

ص: 129

قال ابن حبان: كان رجلاً صالحاً يهم ولا يعلم، ويخطئ ولا يفهم حتى غلب في حديثه المناكير التي يرويها عن المشاهير.

قال ابن حجر: ضعيف وحديثه عند مسلم مقرون، من السادسة.

قلت: لم يخرج له مسلم إلا حديثاً واحداً مقروناً مع محمد بن أبي حفصة ومتابعة لحديث معمر عن الزهري في توريث دور مكة ح (1351).

ص: 130

‌الحديث

(1)

:

1199 -

قال الإمام ابن ماجه رحمه الله (501):

حدثنا إسحاق بن إبراهيم السَّوَّاقُ ثنا الضَّحَّاكُ بن مَخْلَدٍ ثنا زَمْعَةُ بن صَالِحٍ عن ابن شِهَابٍ عن أَنَسِ بن مَالِكٍ قال: حَلَبَ رسول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم شَاةً وَشَرِبَ من لَبَنِهَا ثُمَّ دَعَا بِمَاءٍ فمَضْمَضَ فَاهُ وقال: إِنَّ له دَسَماً.

‌التعليق:

هذا إسناد رجاله ثقات، رجال الصحيح غير زمعة بن صالح فإنه ضعيف، وإنما أخرج له الإمام مسلم مقروناً.

هكذا قال زمعة: (عن الزهري، عن أنس بن مالك: حلب رسول الله صلى الله عليه وسلم شاة وشرب من لبنها

).

خالفه جماعة من أصحاب الزهري فقالوا: (عن الزهري، عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة، عن ابن عباس).

منهم: عقيل بن خالد

(2)

، والأوزاعي

(3)

، ويونس بن يزيد

(4)

،

(1)

رجال الإسناد:

إسحاق بن إبراهيم بن داود السواق البصري، صدوق، من الحادية عشرة روى عنه ابن ماجه.

الضحاك بن مخلد بن الضحاك بن مسلم الشيباني، أبو عاصم النبيل ثقة ثبت، من التاسعة، مات سنة 212 روى له البخاري ومسلم.

(2)

البخاري (211)، ومسلم (358)، وأبو داود (196)، والترمذي (89)، والنسائي (1/ 109).

(3)

البخاري (5609)، ومسلم (358).

(4)

البخاري تعليقاً (211)، ومسلم (358).

ص: 131

وصالح بن كيسان

(1)

، وعمرو بن الحارث

(2)

، ومعمر

(3)

، ثم إنه زاد في المتن قوله:(حلب رسول الله صلى الله عليه وسلم شاة).

ولفظ الجماعة: (إن رسول الله صلى الله عليه وسلم شرب لبناً فمضمض، وقال: إن له دسماً).

لذا قال الدارقطني: «يرويه زمعة بن صالح عن الزهري عن أنس ووهم، والصواب عن الزهري، عن عبيد الله عن ابن عباس»

(4)

.

(1)

البخاري تعليقاً (211).

(2)

مسلم (358)، وأبو نعيم في المستخرج على مسلم (791)، وابن حبان (1158)، وأبو عوانة (758).

(3)

عبد الرزاق (683)، وابن خزيمة (45).

(4)

العلل (2589).

ص: 132

‌زياد بن كليب

زياد بن كليب التميمي، الحنظلي، أبو معشر الكوفي.

روى عن: إبراهيم النخعي، والشعبي، وسعيد بن جبير.

وعنه: قتادة، وخالد الحذاء، ومنصور، ومغيرة، وشعبة، ويونس بن عبيد وجماعة.

قال ابن المديني، والنسائي، والعجلي وغيرهم: ثقة، زاد العجلي: قديم الموت.

قال أبو حاتم: صالح من قدماء أصحاب إبراهيم، ليس بالمتين في حفظه وهو أحب إلي من أبي سليمان.

قال ابن حبان: كان من الحفاظ المتقنين مات سنة 119.

قال ابن حجر: ثقة، من السادسة.

روى له مسلم خمسة أحاديث كلها عن إبراهيم النخعي (1/ 238، 239، 323، 326، 333).

ص: 133

‌الحديث

(1)

:

1200 -

قال أبو عبد الرحمن النسائي (4/ 171): (أخبرنا عمرو بن زرارة، قال: أنبأنا إسماعيل قال: حدثنا يونس عن أبي معشر عن إبراهيم عن علقمة قال: كنت مع ابن مسعود وهو عند عثمان فقال: عثمان خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم على فتية فقال: «من كان منكم ذا طول فليتزوج فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج ومن لا فالصوم له وجاء» .

قال أبو عبد الرحمن: (أبو معشر هذا اسمه زياد بن كليب وهو ثقة وهو صاحب إبراهيم روى عنه منصور ومغيرة وشعبة.

وأبو معشر المدني اسمه نجيح وهو ضعيف

) اه.

‌التعليق:

هذا إسناد صحيح رجاله كلهم ثقات رجال الشيخين غير أبي معشر فمن رجال مسلم، وهو عند النسائي أيضاً في الكبرى (5315).

(1)

رجال الإسناد:

عمرو بن زرارة بن واقد الكلابي، أبو محمد النيسابوري، ثقة ثبت، مات سنة 238، وكان مولده سنة 160، روى عنه البخاري ومسلم.

إسماعيل بن إبراهيم بن مقسم الأسدي مولاهم، أبو بشر المصري، المعروف بابن علية ثقة حافظ، مات سنة 193 وهو ابن 83 سنة روى له البخاري ومسلم.

يونس بن عبيد بن دينار العبدي، أبو عبيد البصري، ثقة ثبت فاضل ورع مات سنة 139، روى له البخاري ومسلم.

إبراهيم بن يزيد بن قيس بن الأسود النخعي، أبو عمران الكوفي الفقيه، ثقة مات سنة 96، روى له البخاري ومسلم.

علقمة بن قيس بن عبد الله النخعي الكوفي، ثقة ثبت فقيه عابد، مات سنة 56، روى له البخاري ومسلم.

ص: 134

وأخرجه أحمد (1/ 58)، وأبو يعلى (5110)، والبزار (400)، والشاشي (361)، والضياء في المختارة (377).

كلهم من طريق يونس بن عبيد به.

هكذا رواه يونس عن أبي معشر فقال: (عن إبراهيم، عن علقمة، عن عثمان).

خالفه الأعمش

(1)

، والحكم

(2)

وغيرهما

(3)

، فقالوا:(عن إبراهيم، عن علقمة، عن ابن مسعود).

(وكذلك رواه الأعمش

(4)

، عن إبراهيم، عن علقمة والأسود، عن ابن مسعود).

وعن عمارة بن عمير عن عبد الرحمن بن يزيد، عن ابن مسعود

(5)

.

وهم أبو معشر فجعل الحديث عن عثمان والصحيح إنما هو عن عبد الله بن مسعود.

وقد نبَّه إلى ذلك البزار وأبو حاتم والدارقطني.

قال البزار عقب الحديث: (هكذا رواه يونس عن أبي معشر، ورواه عن يونس يزيد بن زريع وإسماعيل بن علية، وهذا الحديث إنما

(1)

البخاري (5065)، ومسلم (1400).

(2)

البزار (1485).

(3)

ذكرهم الدارقطني في العلل كما سيأتي.

(4)

مسلم (1400).

(5)

مسلم (1400).

ص: 135

رواه الأعمش عن إبراهيم عن علقمة عن عبد الله بن مسعود وهو الصواب).

وقال ابن أبي حاتم في العلل (1/ 421 - 422): سألت أبي عن حديث: رواه يزيد بن زريع، عن يونس بن عبيد، عن أبي معشر، فذكره

ثم قال: قال أبي: هذا الحديث لعبد الله بن مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم أشبه، يعني: على ما رواه الأعمش عن إبراهيم عن علقمة عن عبد الله عن النبي صلى الله عليه وسلم.

وقال الدارقطني في العلل (3/ 46 - 47):

يرويه أبو معشر زياد بن كليب عن إبراهيم عن علقمة عن عثمان

وخالفه منصور والأعمش وأبو حمزة ميمون، وحماد بن أبي سليمان والمغيرة، والحسن بن عبيد الله، فرووه عن إبراهيم عن علقمة عن عبد الله

(ثم قال):

والمحفوظ عن ابن مسعود ولم يتابع أبو معشر على قوله عن عثمان.

‌علة الوهم:

عبد الله بن مسعود كان يحدث بهذا الحديث وفي المجلس عثمان رضي الله عنه وللحديث قصة.

فقد أخرج الشيخان

(1)

من طريق الأعمش عن إبراهيم عن علقمة

(1)

البخاري (5065)، ومسلم (1400).

ص: 136

قال: كنت أمشي مع عبد الله بمنى فلقيه عثمان فقام معه يحدثه فقال له عثمان: يا أبا عبد الرحمن ألا أزوجك جارية شابة لعلها تذكرها بعض ما مضى من زمانك قال: فقال عبد الله لئن قلت ذاك لقد قال لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم: «يا معشر الشباب فذكر الحديث

».

ص: 137

‌زيد بن الحباب

زيد بن الحباب بن الريان، ويقال: رومان التميمي، أبو الحسين العكلي الكوفي أصله من خراسان، رحل في طلب العلم وسكن الكوفة.

والحباب في اللغة: هو نوع من الأفاعي.

روى عن: أسامة بن زيد الليثي، وأسامة بن زيد بن أسلم، وأيمن بن نابل، ومالك والثوري، وابن أبي ذئب، ومعاوية بن صالح وخلق كثير.

وعنه: أحمد، وابنا أبي شيبة، وأبو خيثمة، وابن وهب، ويزيد بن هارون وهما أكبر منه، وأبو كريب، وعلي بن المديني وخلق كثير.

قال أحمد: كان صاحب حديث كيساً.

وقال علي بن المديني ويحيى بن معين في رواية، والعجلي والدارقطني وعثمان بن أبي شيبة وابن ماكولا وغيرهم: ثقة.

وقال أبو حاتم: صدوق صالح.

وقال أبو داود عن أحمد: زيد بن حباب كان صدوقاً، وكان يضبط الألفاظ عن معاوية بن صالح لكن كان كثير الخطأ.

ص: 138

وقال ابن معين أيضاً: كان يقلب حديث الثوري، ولم يكن به بأس.

قال ابن عدي: له حديث كثير وهو من أثبات مشايخ الكوفة ممن لا يشك في صدقه والذي قاله ابن معين إنما له أحاديث عن الثوري يُستغرب بذلك الإسناد وبعضها ينفرد برفعه، والباقي عن الثوري وغير الثوري.

قال ابن حجر: صدوق يخطئ في حديث الثوري، من التاسعة.

روى له مسلم عشرة أحاديث:

(1/ 210، 266، 506، 2/ 718، 740، 800، 3/ 1448، 1599، 1677، 4/ 1908).

ص: 139

‌الحديث الأول

(1)

:

1201 -

قال أبو عبد الرحمن النسائي رحمه الله (2/ 142): أخبرني هارون بن عبد الله قال: حدثنا زيد بن الحُباب، قال: حدثنا معاوية بن صالح قال: حدثني أبو الزاهرية قال: حدثني كثير بن مرة الحضرمي عن أبي الدرداء سمعه يقول:

سُئِل رسول الله صلى الله عليه وسلم أفي كل صلاة قراءة؟ قال: نعم، قال رجل من الأنصار: وجبت هذه، فالتفت رسول الله صلى الله عليه وسلم إليّ وكنت أقرب القوم منه فقال: ما أرى الإمام إذا أم القوم إلا قد كفاهم.

‌التعليق:

هذا إسناد رجاله كلهم ثقات رجال الصحيح غير كثير بن مرة وهو تابعي ثقة وهو عند النسائي في الكبرى (995).

وأخرجه البخاري في القراءة خلف الإمام (17) و (294)، والدارقطني (1/ 332)، والبيهقي في القراءة خلف الإمام (378)، وفي السنن الكبرى (2/ 162).

(1)

رجال الإسناد:

هارون بن عبد الله بن مروان البغدادي، أبو موسى الحمال، البزاز، ثقة، من العاشرة، مات سنة 243 وقد ناهز 80 عاماً، روى له مسلم.

معاوية بن صالح بن حدير الحضرمي، الحمصي قاضي الأندلس، صدوق له أوهام من السابعة، مات سنة 158 وقيل بعد سنة 170، روى له مسلم.

حدير الحضرمي، أبو الزاهرية الحمصي، صدوق من الثالثة، مات على رأس المائة، روى له مسلم والبخاري في جزء القراءة خلف الإمام.

كثير بن مرة الحضرمي الحمصي، ثقة من الثانية، ووهم من عده في الصحابة، روى له البخاري في جزء القراءة وأصحاب السنن الأربعة.

ص: 140

هكذا رواه زيد بن الحباب عن معاوية بن صالح فجعل الحديث كله مرفوعاً عن النبي صلى الله عليه وسلم.

خالفه عبد الرحمن بن مهدي

(1)

، وعبد الله بن وهب

(2)

، وعبد الله بن صالح

(3)

، وحماد بن خالد

(4)

فرووه عن معاوية بن صالح وفصلا قول النبي صلى الله عليه وسلم من قول أبي الدرداء وجعلوا آخر الحديث وهو قول: ما أرى الإمام إذا أم القوم إلا كفاهم مدرجاً من قول أبي الدرداء لأبي كثير.

وكذا رواه زيد بن الحباب

(5)

مرة أخرى فوافق رواية الجماعة فقال: قال أبو الدرداء: يا كثير وأنا إلى جنبه: ما أرى الإمام إذا أم القوم إلا قد كفاهم.

ورواه إسحاق بن سليمان، عن معاوية بن يحيى، عن يونس عن أبي إدريس الخولاني عن أبي الدرداء مقتصراً على المرفوع فقط إلى قوله وجبت

(6)

.

لذا قال النسائي عقب الحديث: هذا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم خطأ، إنما هو قول أبي الدرداء، ولم يقرأ هذا مع الكتاب.

ونقل البيهقي عن الإمام أحمد قوله: «في متن هذا الخبر وهم من الراوي في قوله ما أرى الرجل الذي أم القوم إلا قد كفاهم، فإنه

(1)

الطحاوي (1/ 216)، والبيهقي في القراءة خلف الإمام (ص 380)، وأخرجه أحمد (5/ 197) مقتصراً على المرفوع.

(2)

الدارقطني (1/ 332)، والبيهقي (2/ 163)، وفي القراءة خلف الإمام (381).

(3)

الطبراني في الأوسط (1955).

(4)

البيهقي في القراءة (382).

(5)

أحمد (6/ 448).

(6)

ابن ماجه (842)، والطبراني في مسند الشاميين (3/ 264).

ص: 141

من قول أبي الدرداء، وزيد بن الحباب حدثني بهذا الحديث مرتين، وهم في رفعه هذه اللفظة مرة وحفظها أخرى»

(1)

.

وقال الإمام أحمد أيضاً: «قد وافق عبد الرحمن بن مهدي عبد الله بن وهب المصري عن معاوية بن صالح في إضافة هذا القول إلى أبي الدرداء»

(2)

.

وقال الدارقطني عقب الحديث: كذا قال، وهو وهم من زيد بن الحباب والصواب فقال أبو الدرداء: ما أرى الإمام إلا قد كفاهم.

وقال الدارقطني في العلل (6/ 218): (وهذا من قول أبي الدرداء لكثير بن مرة، ومن جعله من قول النبي صلى الله عليه وسلم لأبي الدرداء فقد وهم).

وقال البيهقي في السنن: كذلك رواه زيد بن الحباب في إحدى الروايتين عنه وأخطأ فيه، والصواب أن أبا الدرداء قال ذلك لكثير بن مرة.

وقال البيهقي أيضاً: قال لنا أبو عبد الله الحافظ يعني الحاكم رحمه الله، والدليل على وهم من أسند عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ما ذكرنا من قول أبي الدرداء أن أبا سعيد عبد الرحمن بن مهدي الإمام رحمه الله قد حدث بهذا الحديث عن معاوية بن صالح وعين هذه الكلمة فجعلها من قول أبي الدرداء لكثير بن مرة ....

ثم قال: وذكر محمد بن إسحاق بن خزيمة في استحالة هذا

(1)

القراءة خلف الإمام (ص 171).

(2)

المصدر السابق.

ص: 142

القول إلى النبي صلى الله عليه وسلم فصلاً طويلاً فمن المحال أن يقول النبي صلى الله عليه وسلم ما أرى الرجل إذا أم القوم إلا قد كفاهم فيقول في دين الله على الحسبان والظن والارتياء، وإذا كان النبي صلى الله عليه وسلم يشك ويرتأي في اجتزاء قراءة الإمام عن المأمومين فمن هذا الذي يتيقن ذلك ويعرفه والله تعالى إنما اختاره من بين الأنام ليعلمهم ما افترض عليهم ....

وهذا القول إنما يليق بأبي الدرداء دون النبي صلى الله عليه وسلم، وقول أبي الدرداء الذي قاله على الارتياء والظن لا يوجب حكماً بعد إعلام النبي صلى الله عليه وسلم باليقين أن في كل صلاة قراءة بقوله بعد سؤال السائل نعم، وقول من قال: وجبت ولم ينكر عليه فهذا من رسول الله صلى الله عليه وسلم يقين وقول أبي الدرداء رضي الله عنه ظن وارتياء.

‌علة الوهم:

الإدراج، كان كثير بن مرة يذكر أنه كان بالقرب من أبي الدرداء حين كان يحدث بهذا الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم ثم قال أبو الدرداء: ما أرى الإمام إذا أم القوم إلا قد كفاهم.

فحفظ هذا التفصيل منه عبد الرحمن بن مهدي، وابن وهب، وعبد الله بن صالح وحماد بن خالد، وكذلك زيد بن الحباب حفظه مرة ووهم مرة أخرى.

‌أثر الوهم:

عقد النسائي في المجتبى وفي السنن الكبرى باب: (اكتفاء المأموم بقراءة الإمام) وذكر فيه هذا الحديث الواحد ولم يذكر غيره في الباب مع أنه ذكر علته وأنه مدرج من كلام أبي الدرداء.

ص: 143

واحتج بعض أهل العلم بهذا الحديث في أن المأموم لا يقرأ مطلقاً

(1)

.

(1)

المجموع (3/ 314)، تنقيح أحاديث التعليق (1/ 375)، الدراية في تخريج أحاديث الهداية (1/ 165)، نصب الراية (2/ 17)، القراءة خلف الإمام (1/ 172 وما بعدها).

ص: 144

‌الحديث الثاني

(1)

:

1202 -

قال أبو عيسى الترمذي رحمه الله (55): حدثنا جعفر بن محمد بن عمران الثعلبي الكوفي قال: حدثنا زيد بن حباب، عن معاوية بن صالح، عن ربيعة بن يزيد الدمشقي، عن أبي إدريس الخولاني، وأبي عثمان عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

«من توضأ فأحسن الوضوء» ، ثم قال:«أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، اللَّهم اجعلني من التوابين واجعلني من المتطهرين فتحت له ثمانية أبواب الجنة يدخل من أيها شاء» .

‌التعليق:

هذا إسناد رجاله ثقات رجال الصحيح غير جعفر بن محمد وهو ثقة.

هكذا قال زيد بن حباب: (عن معاوية بن صالح، عن ربيعة بن

(1)

رجال الإسناد:

جعفر بن محمد بن عمران الثعلبي الكوفي، وقد ينسب إلى جده، صدوق من الحادية عشرة، روى له الترمذي والنسائي.

معاوية بن صالح، تقدم.

ربيعة بن يزيد الدمشقي أبو شعيب، ثقة عابد، من الرابعة، مات سنة 121 أو 123 روى له البخاري ومسلم.

أبو إدريس الخولاني: عائذ الله بن عبد الله ولد في حياة النبي صلى الله عليه وسلم يوم حنين وسمع من كبار الصحابة، ومات سنة 80، روى له البخاري ومسلم.

أبو عثمان شيخ لربيعة بن يزيد الدمشقي، قيل: هو سعيد بن هانئ الخولاني، وقيل: جرير بن عثمان، وإلا فمقبول، من الثالثة، روى له مسلم.

ص: 145

يزيد، عن أبي إدريس الخولاني وأبي عثمان، عن عمر).

خالفه عبد الرحمن بن مهدي

(1)

، وعبد الله بن وهب

(2)

، والليث بن سعد

(3)

، وأسد بن موسى

(4)

، وعبد الله بن صالح

(5)

.

فقالوا: (عن معاوية بن صالح، عن ربيعة بن يزيد، عن أبي إدريس الخولاني عن عقبة بن عامر، عن عمر).

(وعن معاوية بن صالح، عن أبي عثمان، عن جبير بن نفير، عن عقبة بن عامر، عن عمر).

أسقط زيد بن الحباب من الإسناد الأول عقبة بن عامر بين أبي إدريس الخولاني وعمر رضي الله عنه.

وأسقط من الإسناد الثاني جبير بن نفير وعقبة بن عامر وأدخل حديثاً في حديث.

لذا قال الترمذي عقب الحديث: (حديث عمر قد خولف زيد بن الحباب في هذا الحديث، قال: روى عبد الله بن صالح وغيره عن معاوية بن صالح عن ربيعة بن يزيد عن أبي إدريس عن عقبة بن عامر عن عمر.

(1)

مسلم (234).

(2)

أبو داود (169)، وابن خزيمة (222)، وأبو عوانة (606).

(3)

أحمد (4/ 145 - 146).

(4)

ابن خزيمة (223)، وأبو عوانة (607).

(5)

الطبراني في الكبير (17/ 917)، وفي مسند الشاميين (1924)، ويعقوب بن سفيان في المعرفة والتاريخ (2/ 248)، والبيهقي (1/ 78)، وابن عبد البر في التمهيد (7/ 190).

ص: 146

وعن ربيعة عن أبي عثمان عن جبير بن نفير، عن عمر.

وهذا حديث في إسناده اضطراب ولا يصح عن النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الباب شيء.

قال محمد (يعني البخاري): «وأبو إدريس لم يسمع من عمر شيئاً»

(1)

.

وقال ابن دقيق العيد: «قال الترمذي في كتاب العلل: سألت محمداً عنه فقال: هذا خطأ، إنما هو معاوية بن صالح عن ربيعة بن يزيد عن أبي إدريس عن عقبة عن عمر» .

ومعاوية عن ربيعة بن يزيد، عن أبي عثمان، عن جبير بن نفير عن عمر رضي الله عنه.

قال: «وليس لأبي إدريس سماع من عمر»

(2)

.

والحديث له قصة وقد أوردها مسلم في صحيحه، ثم ساق من طريق أبي بكر بن أبي شيبة عن زيد بن الحباب بما يوافق رواية الجماعة.

وروى مسلم في صحيحه (1/ 209 رقم 234) قال: حدثني محمد بن حاتم بن ميمون، حدثنا عبد الرحمن بن مهدي، حدثنا معاوية بن صالح، عن ربيعة يعني ابن يزيد، عن أبي إدريس الخولاني عن عقبة بن عامر.

(1)

الاضطراب فقط في رواية زيد، ورواية عبد الرحمن بن مهدي ومن تابعه خالية من الاضطراب وقد أودعها مسلم في صحيحه، لذا قال الحافظ في التلخيص (1/ 454) متعقباً الترمذي: لكن رواية مسلم سالمة من هذا الاعتراض.

(2)

الإمام (2/ 65).

ص: 147

وحدثني أبو عثمان عن جبير بن نفير عن عقبة بن عامر قال: كانت علينا رعاية الإبل فجاءت نوبتي فروحتها بعشي، فأدركت رسول الله صلى الله عليه وسلم قائماً يحدث الناس فأدركت من قوله:«ما من مسلم يتوضأ فيحسن وضوءه ثم يقوم فيصلي ركعتين مقبل عليهما بقلبه ووجهه إلا وجبت له الجنة» .

قال: فقلت: ما أجود هذه، فإذا قائل بين يدي يقول التي قبلها أجود فنظرت فإذا عمر قال: إني قد رأيتك جئت آنفاً، قال:(ما منكم من أحد يتوضأ فَيُبِلغُ (أو فيسبغ) الوضوء ثم يقول: أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً عبد الله ورسوله إلا فتحت له أبواب الجنة الثمانية، يدخل من أيها شاء).

ثم أخرجه مسلم من طريق زيد بن الحباب.

قال: وحدثناه أبو بكر بن أبي شيبة، حدثنا زيد بن الحباب، حدثنا معاوية بن صالح عن ربيعة بن يزيد، عن أبي إدريس الخولاني وأبي عثمان، عن جبير بن نفير بن مالك الحضرمي، عن عقبة بن عامر الجهني بمثله.

فأقام إسناده هنا زيد بن الحباب

(1)

.

قال النووي في شرح مسلم (3/ 120): (وحمل أبو عيسى في ذلك على زيد بن الحباب، وزيد بريء من هذه التهمة، والوهم في ذلك من أبي عيسى أو من شيخه الذي حدثه به، لأنا قدمنا من رواية

(1)

وهو عند ابن أبي شيبة في مصنفه (21)، وأبو عوانة في مسنده (605) من طريق أبي بكر الجعفي، وابن عبد البر في التمهيد (7/ 189) من طريق محمد بن علي بن حرب، والبزار (243) من طريق بشر بن آدم.

ص: 148

أئمة حفاظ عن زيد بن الحباب ما خالف ما ذكر أبو عيسى). اه.

قلت: بل الحمل فيه على زيد بن الحباب وقد رواه عنه ثقات على أوجه:

الوجه الأول: ما أخرجه أبو داود (906) من طريق عثمان بن شيبة، والنسائي (1/ 95) من طريق موسى بن عبد الرحمن المسروقي كلاهما عن زيد بن الحباب عن معاوية بن صالح، عن ربيعة بن يزيد، عن أبي إدريس الخولاني عن جبير بن نفير عن عقبة بن عامر الجهني.

فقد أدخل جبير بن نفير بين إدريس الخولاني وعقبة بن عامر وهذا خلاف ما أخرجه عنه مسلم في صحيحه.

الوجه الثاني: ما أخرجه النسائي في المجتبى (1/ 92 - 93)، وفي الكبرى (141) عن محمد بن علي بن حرب المروزي عن زيد بن الحباب بمثل رواية مسلم إلا أنه لم يذكر جبير بن نفير في الإسناد بين أبي عثمان وعقبة بن عامر، والصحيح وجود جبير بن نفير كما في رواية الآخر.

الوجه الثالث: كما في حديث الباب، وانظر تعليق الشرح العلامة أحمد شاكر على سنن الترمذي (1/ 79 - 83) فإنه نفيس.

‌الدلالة الفقهية:

(دل هذا الحديث على استحباب هذا الذكر بعد الفراغ من الوضوء وهو أن يقول المرء بعد الوضوء أشهد أن لا إله لا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله).

وهذا الذكر صحيح ثابت وقد أودعه مسلم في صحيحه.

ص: 149

إلا إن الزيادة التي تفرد بها زيد بن الحباب وهي قوله: (اللَّهم اجعلني من التوابين واجعلني من المتطهرين) لم تأت إلا من هذا الوجه الذي رواه الترمذي بإسناد منقطع فهي ضعيفة، وجاءت أيضاً في حديث ثوبان بإسناد ضعيف وقد ذكرتها في كتاب (كشف اللثام) فأغنى عن الإعادة هنا.

قال الشيخ أحمد شاكر في تعليقه على سنن الترمذي (1/ 83): كل الروايات التي ذكرنا ليس فيها قوله: (اللَّهم اجعلني من التوابين واجعلني من المتطهرين) إلا في رواية الترمذي وحدها، ولا يكفي ذلك في صحتها لما علمت من الاضطراب والخطأ فيها). اه.

قلت: ومع ذلك فقد استحب بعض أهل العلم قول هذا الذكر بزيادة: (اللَّهم اجعلني من التوابين واجعلني من المتطهرين).

قاله النووي في الأذكار ص 41، وفي المجموع (1/ 457)، وابن قدامة في المغني (1/ 141)، وابن القيم في زاد المعاد (1/ 195)، (2/ 388)، والشيخ عبد العزيز في فتاويه (10/ 99)، واللجنة الدائمة للإفتاء (5/ 205)، وابن عثيمين في الشرح الممتع (1/ 179) وغيرهم والله أعلم أنه لا بأس بهذا الذكر لأنه دعاء لائق وهو في الفضائل.

ص: 150

‌الحديث الثالث

(1)

:

1203 -

قال الحاكم رحمه الله في المستدرك (4/ 204 - 205): أخبرنا أبو بكر بن إسحاق، أنبأ أحمد بن سلمة، أنبأ إسحاق، أنبأ زيد بن الحباب، حدثني فليح بن سليمان المدني، أخبرني أيوب بن عبد الرحمن الأنصاري، أخبرني يعقوب بن أبي يعقوب، عن أم مبشر الأنصارية رضي الله عنها وكانت بعض خالات النبي صلى الله عليه وسلم قالت:

دخل عليَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم ومعه على ناقة من مرض، فذكر الحديث بنحوه.

(1)

رجال الإسناد:

أبو بكر أحمد بن إسحاق بن أيوب بن يزيد النيسابوري الشافعي المعروف بالصيفي، قال عنه الذهبي: الإمام العلامة المفتي، المحدث شيخ الإسلام

، جمع وصنف وبرع في الفقه وتميز في علم الحديث ولد سنة 258 وتوفي سنة 342 (السير 15/ 483).

أحمد بن سلمة بن عبد الله الحافظ الحجة العدل المأمون المجود أبو الفضل النيسابوري البزاز رفيق مسلم في الرحلة، جمع وصنف، وسمع من قتيبة وإسحاق بن راهويه

مات سنة 286.

إسحاق بن إبراهيم هو ابن راهويه، انظره في بابه.

زيد بن الحباب، تقدم.

فُليح بن سليمان، انظره في بابه.

أيوب بن عبد الرحمن بن صعصعة، وقيل: أيوب بن عبد الرحمن بن عبد الله بن أبي صعصعة الأنصاري المدني، صدوق، من السادسة، روى له أبو داود والترمذي وابن ماجه.

يعقوب بن أبي يعقوب المدني، صدوق من الثالثة، روى له أبو داود والترمذي وابن ماجه.

أم مبشر الأنصارية، امرأة زيد بن حارثة، يقال: اسمها حُميمة بنت صيفي بن صخر، صحابية مشهورة، روى لها مسلم.

ص: 151

‌التعليق:

وأخرجه البيهقي (9/ 344) من طريق الحسن بن محمد الزعفراني عن زيد بن الحباب بهذا الإسناد وقال البيهقي: كذلك قال إسحاق الحنظلي عن زيد.

هكذا قال زيد بن الحباب: (عن فليح، عن أيوب بن عبد الرحمن، عن يعقوب بن أبي يعقوب، عن أم مبشر الأنصارية).

خالفه المعافى بن سليمان

(1)

، ويونس بن محمد المؤدب

(2)

، وأبو عامر العقدي

(3)

، وأبو داود الطيالسي

(4)

، وسريج بن النعمان

(5)

، ومحمد بن سنان

(6)

، وفزارة بن عمرو

(7)

، ويحيى بن عباد

(8)

، فرووه عن فليح بهذا الإسناد وقالوا عن أم المنذر بنت قيس الأنصارية

(9)

.

لذا قال البيهقي: ورواية زيد بن الحباب وهم.

(1)

الحاكم في المستدرك (4/ 204).

(2)

ابن ماجه (3442)، وأحمد (6/ 364)، وابن أبي شيبة (8/ 79).

(3)

أبو داود (3856)، والترمذي (2037)، وابن ماجه (3442)، وأحمد (6/ 364)، وإسحاق بن راهويه (2328).

(4)

أبو داود (3856)، والترمذي (2037)، وابن ماجه (3442).

(5)

أحمد (6/ 364)، والطبراني في الكبير (25/ 258).

(6)

الطبراني (25/ 258).

(7)

أحمد (6/ 364).

(8)

ابن سعد في الطبقات (8/ 452).

(9)

أم المنذر الأنصارية، يقال: اسمها سلمى بنت قيس بن عمرو من بني النجار لها صحبة د. ت. ق.

ص: 152

‌سفيان بن حسين

سفيان بن حسين بن الحسن، أبو محمد، ويقال: أبو الحسن الواسطي.

روى عن: الحسن، ومحمد بن سيرين، والحكم بن عتيبة، ويونس بن عبيد، والزهري وغيرهم.

وعنه: شعبة، وهشيم، ويزيد بن هارون وغيرهم.

قال يحيى بن معين: ثقة في غير الزهري، وحديثه عن الزهري ليس بذاك إنما سمع منه بالموسم.

وقال أحمد: ليس بذاك حديثه عن الزهري.

وقال النسائي: ليس به بأس إلا في الزهري.

وقال العجلي وابن سعد: ثقة، زاد ابن سعد: يخطئ كثيراً.

وقال أبو حاتم: صالح الحديث يكتب حديثه ولا يحتج به مثل ابن إسحاق وهو أحب إليّ من سليمان بن كثير.

ص: 153

قال ابن حجر: ثقة في غير الزهري باتفاقهم، من السابعة.

روى له مسلم في المقدمة (1/ 11)، واستشهد به البخاري. في موضعين من صحيحه عن الزهري (1016، 6599)، وذكر تفسيره للعرايا مثل الحديث (2080).

ص: 154

‌الحديث

(1)

:

1204 -

قال أبو داود رحمه الله (4592): حدثنا عثمان بن أبي شيبة، حدثنا محمد بن يزيد، حدثنا سفيان بن حسين، عن الزهري، عن سعيد بن المسيب، عن أبي هريرة رضي الله عنه، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:

«الرجل جبار» .

قال أبو داود: الدابة تضرب برجلها وهو راكب.

‌التعليق:

هذا إسناد رجاله كلهم ثقات رجال الصحيح غير محمد بن يزيد الواسطي وهو ثقة ثبت، روى عنه أحمد بن حنبل وقال عنه: كان محمد بن يزيد ثبتاً في الحديث، وقال وكيع: إن كان أحد من الأبدال فهو محمد بن يزيد الواسطي.

وأخرجه أبو عوانة (6371)، والخطيب في الفصل للوصل (2/ 781) من طريق محمد بن يزيد به.

وأخرجه النسائي في الكبرى (5788)، وأبو عوانة (6371)، والطبراني في الأوسط (4929)، والصغير (742 الروض الداني)، والدارقطني (3/ 151)، والبيهقي (8/ 343)، وابن عدي في الكامل (3/ 415) من طريق عباد بن العوام به.

(1)

رجال الإسناد:

عثمان بن أبي شيبة: انظره في بابه.

محمد بن يزيد الكلاعي، مولى خولان، أبو سعيد أو أبو يزيد أو أبو إسحاق، الواسطي أصله شامي، ثقة ثبت عابد، من كبار التاسعة مات سنة 190 أو قبلها أو بعدها، روى له أبو داود والترمذي والنسائي.

الزهري: تقدم انظره في بابه.

ص: 155

هكذا قال سفيان بن حسين عن الزهري عن سعيد عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم: «الرجل جبار» .

خالفه أصحاب الزهري فرووا عنه هذا الحديث بنفس الإسناد وقالوا فيه: (العجماء جرحها جبار، والبئر جبار، والمعدن جبار، وفي الركاز الخمس) منهم:

مالك

(1)

والليث بن سعد

(2)

، وسفيان بن عيينة

(3)

، ومعمر

(4)

، ويونس بن يزيد

(5)

، والزبيدي

(6)

، وابن جريج

(7)

، وزمعة بن صالح

(8)

.

وكذلك رواه الزهري عن أبي سلمة بن عبد الرحمن

(9)

وعبيد الله بن عبد الله

(10)

بن عتبة بن مسعود كلاهما عن أبي هريرة.

ورواه أيضاً محمد بن سيرين

(11)

، وأبو صالح ذكوان السمان

(12)

، ومحمد بن زياد الجمحي

(13)

والأعرج

(14)

عن أبي هريرة.

(1)

البخاري (1499)، ومسلم (1710).

(2)

البخاري (6912)، ومسلم (1710).

(3)

مسلم (1710).

(4)

عبد الرزاق (18373)، وأحمد (2/ 274)، والنسائي في الكبرى (2274).

(5)

مسلم (1710).

(6)

أبو عوانة (6360).

(7)

عبد الرزاق (18373)، وابن خزيمة (2326)، وأبو عوانة (6359).

(8)

الطيالسي (2424).

(9)

مسلم (1710).

(10)

مسلم (1710)، والنسائي (2275).

(11)

النسائي (5/ 45، 46)، وفي الكبرى (2277)(5833)، وأحمد (2/ 228).

(12)

البخاري (2355).

(13)

البخاي (6913)، ومسلم (1710).

(14)

الشافعي في السنن المأثورة (371)، وأحمد (2/ 282)، والحميدي (1080)، والدارمي (1375).

(قوله العجماء جرحها جبار): العجماء هي كل الحيوان سوى الآدمي وسميت البهيمة عجماء لأنها لا تتكلم، والجبار: الهدر، والمراد بجرح العجماء إتلافها، والمعنى ما أتلفته البهيمة بالنهار أو بالليل من غير تفريط من مالكها فهو غير مضمون.

(البئر جبار): معناه أن يحفرها في ملكه أو في موات فيقع فيها إنسان أو غيره فيتلف فلا ضمان، أما إذا حفر البئر في طريق المسلمين أو في ملك غيره بغير إذنه فيجب الضمان على عاقلة حافرها.

(المعدن جبار): معناه أن الرجل يحفر معدناً في ملكه أو في موات فيمر بها مار فيسقط فيها فيموت أو يستأجر أجراء يعملون فيها فيقع عليهم فيموتون فلا ضمان في ذلك.

(وفي الركاز الخمس): الركاز هو دفن الجاهلية، أي: فيه الخمس لبيت المال والباقي لواجده. (النووي شرح مسلم).

ص: 156

ولم يذكر أحداً من هؤلاء الرواة عن أبي هريرة ما قاله سفيان بن حسين: (الرجل جبار).

لذا أعل أهل الحديث قوله هذا لتفرده به وقالوا: إن المحفوظ هو قوله صلى الله عليه وسلم: «العجماء جرحها جبار والبئر جبار والمعدن جبار وفي الركاز الخمس» ، وسفيان بن حسين ضعيف في الزهري خاصة فلا يقبل تفرده به.

قال الطبراني: (لم يروه عن الزهري إلا سفيان بن حسين).

وقال الدارقطني: (لم يتابع سفيان بن حسين على قوله: «الرجل جبار» وهو وهم لأن الثقات الذين قدمنا أحاديثهم خالفوه ولم يذكروا ذلك منهم مالك ويونس وسفيان بن عيينة، ومعمر، وابن جريج، والزبيدي وعقيل والليث بن سعد).

ص: 157

وكذلك رواه أبو صالح السمان، وعبد الرحمن الأعرج، ومحمد بن سيرين، ومحمد بن زياد وغيرهم عن أبي هريرة ولم يذكروا فيه «الرجل جبار» .

وقال البيهقي: قال الشافعي رضي الله عنه: وأما ما روى عن النبي صلى الله عليه وسلم عن «الرجل جبار» فهو غلط والله أعلم لأن الحفاظ لم يحفظوا هكذا.

قال البيهقي: هذه الزيادة ينفرد بها سفيان بن حسين عن الزهري، وقد رواه مالك بن أنس والليث بن سعد وابن جريج ومعمر وعقيل وسفيان بن عيينة وغيرهم عن الزهري لم يذكر أحد منهم فيه الرجل.

ثم أخرج بسنده عن عثمان بن سعيد الدارمي أنه قال: سألت يحيى بن معين عن سفيان بن حسين، فقال: ثقة وهو ضعيف الحديث عن الزهري.

وقال الخطابي: (وقد تكلم الناس في هذا الحديث، وقيل: إنه غير محفوظ، وسفيان بن حسين معروف بسوء الحفظ.

قالوا: وإنما هو العجماء جرحها جبار، ولو صح الحديث لكان القول به واجباً. وقد قال به أبو حنيفة وأصحابه).

قال الحافظ في الفتح (12/ 256): اتفق الحفاظ على تغليط سفيان بن حسين في حديثه عن الزهري الرجل جبار وما ذاك إلا أن الزهري مكثر من الحديث والأصحاب فتفرد سفيان عنه بهذا اللفظ فعد منكراً.

ص: 158

وقال ابن عبد البر في التمهيد (7/ 24): أما ما روى عن النبي صلى الله عليه وسلم من أن الرجل جبار فهذا خطأ لأن الحفاظ لم يحفظوه هكذا.

ثم قال: وهذا حديث لا يوجد عند أحد من أصحاب الزهري إلا سفيان بن حسين وهو عندهم فيما ينفرد به لا تقوم به حجة.

‌علة الوهم:

قصر مدة صحبته للزهري، فحسين واسطي، والزهري شامي سكن المدينة. وحسين لم يسمع من الزهري إلا في الموسم كما قيل وذلك لاختلاف مصريهما والله تعالى أعلم.

‌الدلالة الفقهية:

استدل بهذا الحديث بعض أهل العلم، ومعنى الرجل جبار هو الدابة تضرب برجلها أو تتلف وصاحبها يقودها أو يركبها.

قال الخطابي في معالم السنن (6/ 383):

(قد تكلم الناس في هذا الحديث وقيل: إنه غير محفوظ .... ، ولو صح الحديث لكان القول به واجباً.

وقد قال به أبو حنيفة وأصحابه.

وذهبوا إلى أن الراكب إذا رمحت دابته إنساناً برجلها فهو هدر، فإن نفحته بيدها فهو ضامن.

قالوا: وذلك أن الراكب يملك تصريفها من قدامها، ولا يملك منها فيما وراءها.

ص: 159

وقال الشافعي: اليد والرجل سواء لا فرق بينهما وهو ضامن، والمُلكة منه قائمة في الوجهين إن كان فارساً). اه.

قال ابن قدامة في المغني (8/ 338):

مسألة قال: (أي الخرقي): (وما جنت الدابة بيدها ضمن راكبها ما أصابت من نفس أو جرح أو مال وكذلك إن قادها أو ساقها).

قال ابن قدامة: وهذا قول شريح وأبي حنيفة والشافعي.

وقال مالك: لا ضمان عليه، لقول النبي صلى الله عليه وسلم:«العجماء جرحها جبار»

(1)

، ولأنه جناية بهيمة فلم يضمنها كما لو لم تكن يده عليها.

ولنا قول النبي صلى الله عليه وسلم: «الرجل جبار» .

ثم قال: مسألة قال الخرقي: (وما جنت برجلها فلا ضمان عليه).

قال ابن قدامة: وبهذا قال أبو حنيفة.

وعن أحمد رواية أخرى أنه يضمنها وهو قول شريح والشافعي لأنه من جناية بهيمة يده عليها فيضمنها كجناية يده.

ولنا قول النبي صلى الله عليه وسلم: «الرجل جبار» ، ولأنه لا يمكنه حفظ رجلها عن الجناية فلم يضمنها كما لو لم تكن يده عليها. اه.

وانظر شرح الزركشي (6/ 417 - 418).

(1)

متفق عليه، وانظر بحث هذه المسألة في باب عبد الرزاق حديث:(428).

ص: 160

‌سماك بن حرب

سماك بن حرب بن أوس بن خالد الذهلي البكري، أبو المغيرة الكوفي.

روى عن: جابر بن سمرة وأكثر عنه، والنعمان بن بشير، وثعلبة بن الحكم، وأنس بن مالك، وعبد الله بن الزبير ولهم صحبة، وعن عكرمة، وهو مكثر عنه، وسعيد بن جبير، والشعبي، وموسى بن طلحة وجماعة.

وعنه: ابنه سعيد، وإسماعيل بن أبي خالد، والأعمش، وداود بن أبي هند، وشعبة والثوري، وزائدة وحماد بن سلمة وغيرهم.

قال حماد بن سلمة عنه: أدركت ثمانين من الصحابة.

وثقه يحيى بن معين، وأبو حاتم.

وضعفه شعبة والثوري وعبد الله بن المبارك وصالح جرزة.

قال صالح بن أحمد عن أبيه: سماك أصح حديثاً من عبد الملك بن عمير.

وقال أبو طالب عن أحمد: مضطرب الحديث.

ص: 161

قال أبو حاتم: صدوق ثقة وهو كما قال أحمد.

قال يحيى بن معين: أسند أحاديث لم يسندها غيره، وهو ثقة.

قال النسائي: كان ربما لقن، فإذا انفرد بأصل لم يكن حجة لأنه كان يُلقن فيتلقن.

وقال علي بن المديني وغيره: أن روايته عن عكرمة مضطربة.

قال ابن عدي: ولسماك حديث كثير مستقيم إن شاء الله، وأحاديثه حسان وهو صدوق لا بأس به.

قال ابن حجر: صدوق، وروايته عن عكرمة خاصة مضطربة، وقد تغير بأخرة فكان ربما يلقن، من الرابعة.

قلت: لذا لم يخرج له البخاري إلا حديثاً واحداً تعليقاً في حديث رواه ابن عون عن الحسن عن عبد الرحمن بن سمرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: لا تسأل الإمارة.

قال: تابعه يونس وسماك بن عطية وسماك بن حرب وحميد وقتادة ومنصور ....

ولم يخرج مسلم من روايته عن عكرمة شيئاً.

(1/ 123، 204، 275، 324، 337، 338، 368، 423، 432، 445، 463، 464، 507)، (2/ 589، 591، 604، 664، 665، 672، 755، 1007، 1143، (3/ 1252، 1273، 1298، 1307، 1319، 1320، 1367، 1453، 1474، 1524، 1573، 1623، 1685)، (4/ 1764، 1782، 1801، 1810، 1814، 1820، 1822، 1835، 1877، 2103، 2116، 2237، 2239).

ص: 162

‌الحديث

(1)

:

1205 -

قال الإمام أبو داود رحمه الله (4494): حدثنا محمد بن العَلاءِ ثنا عُبَيْدُ الله يَعْنِي ابن مُوسى عن علِيِّ بن صَالِحٍ عن سِمَاكِ بن حَرْبٍ عن عِكْرِمَةَ عن ابن عَبَّاسٍ قال: كان قُرَيْظَةُ والنَّضِيرُ وكان النَّضِيرُ أَشْرَفَ من قُرَيْظَةَ فَكَانَ إذا قَتَلَ رجُلٌ من قُرَيْظَةَ رَجُلاً من النَّضيرِ قُتِلَ بِهِ وإذا قَتَلَ رَجُلٌ من النَّضير رجُلاً من قُريظة فُودِي بِمَائَةِ وسْقٍ من تَمْرٍ فلما بُعث النبي صلى الله عليه وسلم قتل رجُلٌ من النَّضير رجُلاً من قُريْظَةَ فَقَالُوا: ادْفَعُوهُ إلَيْنَا نَقْتُلُهُ فَقَالُوا: بَيْنَنَا وبَيْنَكُمْ النبي صلى الله عليه وسلم فَأَتَوْهُ فَنَزَلَتْ: { .. وَإِنْ حَكَمْتَ فَاحْكُمْ بَيْنَهُمْ بِالْقِسْطِ

(42)} والْقِسْطُ النَّفْسُ بالنَّفْسِ ثُمَّ نَزَلَتْ: {أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ

(50)}. قال أبو دَاوُد: قُرَيْظَةُ والنَّضِيرُ جميعاً من وَلَدِ هَارُونَ النبي عليه السلام.

‌التعليق:

هذا إسناد رجاله كلهم رجال الصحيح.

(1)

رجال الإسناد:

محمد بن العلاء بن كريب الهمداني، أبو كريب الكوفي، ثقة حافظ، روى له البخاري ومسلم.

عبيد الله بن موسى العبسي الكوفي، ثقة كان يتشيع، روى له البخاري ومسلم (انظر ترجمته في بابه).

علي بن صالح بن صالح الهمداني الكوفي، ثقة عابد، من السابعة، مات سنة 151، روى له مسلم.

سماك: تقدم.

عكرمة مولى ابن عباس، ثقة ثبت عالم بالتفسير، من الثالثة، مات سنة 104 وقيل بعد ذلك، روى له البخاري ومسلم.

ص: 163

وأخرجه النسائي (8/ 18)، وفي الكبرى (6934)، وابن الجارود (772)، والطحاوي في شرح مشكل الآثار (4468)، وابن أبي شيبة (27970)، والدارقطني (3/ 198)، والحاكم (4/ 367)، والبيهقي (8/ 24) كلهم من طريق عبيد الله بن موسى به.

هكذا قال سماك بن حرب عن عكرمة عن ابن عباس: إذا قتل رجل من قريظة رجلاً من النضير قتل به، وإذا قتل رجل من النضير رجلاً من قريظة أعطوا الدية.

فجعل لنضير القصاص ولقريظة الدية.

خالفه داود بن الحصين

(1)

فرواه عن عكرمة عن ابن عباس قال: لما نزلت هذه الآية: { .. فَإِنْ جَاؤُوكَ فَاحْكُمْ بَيْنَهُمْ أَوْ أَعْرِضْ عَنْهُمْ

(42)} { .. وَإِنْ حَكَمْتَ فَاحْكُمْ بَيْنَهُمْ بِالْقِسْطِ

(42)} قال: كان بنو النضير إذا قتلوا من بني قريظة أدوا نصف الدية وإذا قتل بنو قريظة من بني النضير أدوا إليهم الدية كاملة، فسوى رسول الله صلى الله عليه وسلم بينهم.

وبنحو هذا المعنى رواه عبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود

(2)

عن ابن عباس قال: إن الله عز وجل أنزل: { .. وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ (44)} .

قال ابن عباس: أنزلها الله في الطائفتين من اليهود وكانت

(1)

أبو داود (3591)، والنسائي (8/ 19)، وفي الكبرى (6935)، وأحمد (1/ 363)، والطحاوي في شرح مشكل الآثار (4466)، والطبراني في الأوسط (4467)، والطبري في تفسيره (6/ 242).

(2)

أحمد (1/ 246)، والطبري (6/ 254 - 255)، والطبراني في الكبير (10732)، ورواه أبو داود مختصراً (3576).

ص: 164

إحداهما قد قهرت الأخرى في الجاهلية حتى ارتضوا أو اصطلحوا على أن كل قتيل قتله العزيزة من الذليلة فديته خمسون وسقاً، وكل قتيل قتله الذليلة من العزيزة فديته مائة وسق .. إلى ....

قال الطحاوي مشيراً إلى حديث سماك بن حرب: (ففي هذا الحديث أن نزول هذا المعنى كان في القصاص لا الدية وهذا اختلاف شديد)، ثم أجاب عن هذا الاختلاف باحتمال للتقريب بين القولين، وإن كان الظاهر هو وهم سماك بن حرب فقال: يحتمل أن يكون القوم اختصموا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم في هذين المعنيين جميعاً من ديات قتلاهم المقتولين القتل الذي لا يوجب القود، ومن القصاص لقتلاهم القتل الذي يوجب القود.

ص: 165

‌سويد بن سعيد

سويد بن سعيد بن سهل بن شهريار الهروي، أبو محمد الحدثاني الأنباري.

روى عن: مالك، وحفص بن ميسرة، وحماد بن زيد، ومسلم بن خالد، وعلي بن مسهر وابن عيينة، ومعتمر وجماعة.

وعنه: مسلم، وابن ماجه، وأبو زرعة، وأبو حاتم، وعبد الله بن أحمد، وجماعة.

وثقه أحمد والعجلي.

قال عبد الله بن أحمد عن أبيه: صالح أو ثقة.

وقال الميموني عن أحمد: ما علمت إلا خيراً.

وقال أبو داود عن أحمد: أرجو أن يكون صدوقاً، وقال: لا بأس به.

وقال أبو حاتم: كان صدوقاً وكان يدلس ويكثر.

وضعفه يحيى بن معين وابن المديني وأبو زرعة والنسائي، وقال النسائي: ليس بثقة ولا مأمون، ثم ذكر قول ابن معين: سويد بن سعيد حلال الدم.

ص: 166

قال البرذعي: رأيت أبا زرعة يسيء القول فيه، فقلت له: فأيش حاله؟ قال: أما كتبه فصحاح وكنت أتتبع أصوله فاكتب منها، فأما إذا حدث من حفظه فلا.

وقال مسلمة في تاريخه: سويد ثقة ثقة.

قال إبراهيم بن أبي طالب: قلت لمسلم: كيف استجزت الرواية عن سويد في الصحيح؟ فقال: ومن أين كنت آتي بنسخة حفص بن ميسرة؟

قلت: روى مسلم في صحيحه من طريق سويد عن حفص بن ميسرة عشرين حديثاً (183، 526، 907، 987، 1022، 1534، 1542، 1579، 1654، 1720، 2068، 2121، 2229، 2598، 2622، 2669، 2675، 2854، 2864، 2959).

وروى له مسلم عن علي بن مسهر نحو أربعة عشرة حديثاً مقروناً ومتابعة، وكذلك روايته عن مروان وغيره إما مقروناً بغيره أو متابعة والله تعالى أعلم.

قال ابن حجر: صدوق في نفسه إلا أنه عمي فصار يتلقن ما ليس من حديثه فأفحش فيه ابن معين القول، من قدماء العاشرة.

ص: 167

‌الحديث

(1)

:

1206 -

قال ابن ماجه رحمه الله (4093): حدثنا سويد بن سعيد، ثنا بقية عن بحير بن سعد، عن خالد بن أبي بلال، عن عبد الله بن بسر رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

«بين الملحمة وفتح المدينة ست سنين، ويخرج الدجال في السابعة» .

‌التعليق:

هذا إسناد رجاله كلهم ثقات رجال الصحيح على وهم في إسناده.

هكذا رواه سويد فقال: (عن بقية، عن بحير بن سعد، عن خالد بن أبي بلال عن عبد الله بن بسر، عن النبي صلى الله عليه وسلم!

خالفه حيوة بن شريح

(2)

، وعبد الجبار بن عاصم

(3)

،

(1)

رجال الإسناد:

بقية بن الوليد بن صائد بن كعب الكلاعي، أبو يُحمد، صدوق كثير التدليس عن الضعفاء، من الثامنة، مات سنة 197 وله 87 سنة، روى له مسلم والبخاري تعليقاً.

بحير بن سعد السحولي، أبو خالد الحمصي، ثقة ثبت، من السادسة روى له البخاري في الأدب المفرد وأصحاب السنن الأربعة.

خالد بن أبي بلال (كذا وقع عنده ابن ماجه)، صوابه خالد عن ابن أبي بلال، فخالد هو ابن معدان.

عبد الله بن بُسر المازني صحابي صغير ولأبيه صحبة، مات سنة 88 وقيل 96 وله 100 سنة، وهو آخر من مات بالشام من الصحابة، وحديثه في الصحيحين.

(2)

أبو داود (4296)، وأحمد (4/ 189)، والبخاري في التاريخ الكبير (8/ 431)، والطبراني في مسند الشاميين (1175)، والضياء في الأحاديث المختارة (9/ 72).

(3)

أبو عمرو الداني في السنن الواردة في الفتن (488)(613).

ص: 168

والحوطي

(1)

، ومحمد بن عمرو بن حبان

(2)

، وعلي بن حسين الخواص

(3)

.

فرووه عن بقية، عن بحير بن سعد، عن خالد بن معدان، عن ابن أبي بلال، عن عبد الله بن بسر، عن النبي صلى الله عليه وسلم!

قال المزي في تهذيب الكمال (14/ 352) في ترجمة عبد الله بن أبي بلال الخزاعي الشامي، روى له أبو داود والترمذي والنسائي، وروى له ابن ماجه وسماه خالد بن أبي بلال وهو وهم.

وقال في تحفة الأشراف (4/ 294): كذا عنده، وهو وهم والصواب الأول، يعني: رواية أبي داود ومن وافقه.

وقال الضياء المقدسي في الأحاديث المختارة (9/ 72): ورواه ابن ماجه عن سويد بن سعيد عن بقية عن بحير عن خالد بن أبي بلال عن عبد الله بن بسر وهو وهم إنما هو خالد عن عبد الله بن أبي بلال كذا ذكره ابن أبي حاتم في كتابه.

(1)

المصدر السابق (614).

(2)

البزار في مسنده (3505).

(3)

الأحاديث المختارة (9/ 72).

ص: 169

‌شريك النخعي

شريك بن عبد الله بن أبي شريك النخعي، أبو عبد الله الكوفي القاضي.

روى عن: زياد بن أبي علاقة، وأبي إسحاق السبيعي، وعبد الملك بن عمير، وإسماعيل بن أبي خالد، والأعمش، ومنصور، وهشام بن عروة، وعبيد الله بن عمر وخلف.

روى عنه: أبان بن تغلب، ومحمد بن إسحاق وهما من شيوخه، وشعبة، وسفيان، والليث وابن المبارك، وإسحاق الأزرق وأكثر عنه، ويزيد بن هارون، وابن مهدي وجماعة.

قال ابن معين: ثقة، وهو أحب إليّ من أبي الأحوص وجرير، وهو يروي عن قوم لم يرو عنهم سفيان.

وقال أيضاً: لم يكن شريك عند يحيى القطان بشيء، وهو ثقة ثقة.

وقال معاوية بن صالح عن ابن معين: شريك صدوق ثقة، إلا أنه إذا خالف فغيره أحب إلينا منه.

قال معاوية: وسمعت أحمد بن حنبل يقول شبيهاً بذلك.

ص: 170

وقال ابن المبارك: شريك أعلم بحديث الكوفيين من الثوري.

وقال يعقوب بن شيبة: شريك صدوق ثقة سيء الحفظ جداً.

وقال أبو زرعة: كان كثير الخطأ صاحب حديث وهو يغلط أحياناً.

وقال أبو حاتم: شريك أحب إلي من أبي الأحوص.

وقال ابن سعد: ثقة مأمون كثير الحديث وكان يغلط.

وقال أبو داود: ثقة يخطئ على الأعمش، زهير فوقه، وإسرائيل أصح حديثاً منه وأبو بكر بن عياش بعده.

وانظر تتمة كلام أهل العلم في ترجمته في التهذيب وسير أعلام النبلاء (8/ 201).

قال ابن حجر: صدوق يخطئ كثيراً، تغير حفظه منذ ولي القضاء بالكوفة، وكان عادلاً فاضلاً عابداً شديداً على أهل البدع، من الثامنة.

روى له مسلم سبعة أحاديث: (457، 1358، 1463، 1550، 2231، 2256، 2548)، والبخاري (1192 تعليقاً).

ص: 171

‌الحديث الأول

(1)

:

1207 -

قال الإمام الترمذي رحمه الله (609): حدثنا هناد حدثنا وكيع، عن شريك عن عبد الله بن عيسى عن ابن جبر عن أنس بن مالك رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:

«يجزئ في الوضوء رطلان من ماء» .

‌التعليق:

هذا إسناد رجاله كلهم ثقات رجال الصحيح.

وأخرجه أحمد (3/ 179) عن وكيع، وأخرجه البغوي في شرح السنة (277) من طريق الترمذي، وأخرجه أبو داود (95) عن محمد بن الصباح عن شريك، ولفظه:(كان النبي صلى الله عليه وسلم يتوضأ بإناء يسع رطلين ويغتسل بالصاع).

ورواه أحمد (3/ 179) عن أسود بن عامر عن شريك به، والطحاوي في شرح المعاني (2/ 50) من طريق يحيى بن عبد الحميد.

خالفه عبد الرحمن بن مهدي

(2)

، ومعاذ بن معاذ العنبري

(3)

،

(1)

رجال الإسناد:

هناد بن السري بن مصعب التميمي، أبو السري الكوفي، ثقة من العاشرة، مات سنة 243 وله 91 سنة، روى له مسلم.

وكيع بن الجراح: ثقة حافظ عابد، انظر ترجمته في بابه.

عبد الله بن عيسى بن عبد الرحمن بن أبي ليلى الأنصاري، أبو محمد الكوفي ثقة فيه تشيع، من السادسة، مات سنة 130، روى له البخاري ومسلم.

عبد الله بن عبد الله بن جابر، وقيل: جبر بن عتيك الأنصاري المدني، ثقة من الرابعة روى له البخاري ومسلم.

(2)

مسلم (325)، وابن حبان (1203)(1209).

(3)

مسلم (325)، وابن خزيمة (116).

ص: 172

ويحيى بن سعيد القطان

(1)

، وعبد الله بن المبارك

(2)

، ومحمد بن جعفر

(3)

، وعفان بن مسلم

(4)

، وأبو داود الطيالسي

(5)

، وأبو الوليد الطيالسي

(6)

، وبهز

(7)

فرووه عن شعبة عن عبد الله بن عبد الله بن جبر عن أنس بن مالك فقالوا: (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يتوضأ بمكوك ويغتسل بخمسة مكاكي).

وكذلك رواه مسعر بن كدام

(8)

عن عبد الله بن عبد الله بن جبر عن أنس قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم يتوضأ بالمد ويغتسل بالصاع.

قال ابن خزيمة: المكوك في هذا الخبر المد نفسه

(9)

.

وقال ابن حبان: قال أبو خيثمة: المكوك المد

(10)

.

وقال البغوي: لعل المراد بالمكوك هنا المد، وإلا فالمكوك صاع ونصف

(11)

.

(1)

النسائي (1/ 57) و (1/ 179)، وأحمد (3/ 112).

(2)

النسائي (1/ 127).

(3)

أحمد (3/ 112) و (3/ 282).

(4)

أبو عوانة (627)، وأحمد (3/ 259)، والبيهقي (1/ 194)، والبغوي في شرح السنة (277).

(5)

في مسنده (2216)، وأبو عوانة (627).

(6)

البغوي (277).

(7)

أحمد (3/ 290).

(8)

البخاري (201)، ومسلم (325)(51).

(9)

في صحيحه (1/ 61 ح 116)، ورجح ذلك النووي في شرح مسلم (2/ 7) وابن الأثير في النهاية.

(10)

صحيح ابن حبان (3/ 476).

(11)

شرح السنة (2/ 52).

ص: 173

ورواه سفيان الثوري عن عبد الله بن عيسى قال: حدثني جبر بن عبد الله عن أنس بن مالك قال: يكفي أحدكم مد في الوضوء

(1)

.

أخطأ شريك في موضعين:

الأول: جعله من قول رسول الله صلى الله عليه وسلم ومقتضاه لا يجزئ أقل من رطلان في الوضوء.

الثاني: أخطأ في قدر الماء فقال: (رطلان) والصحيح (مكوك) لذا قال الترمذي: هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من حديث شريك على هذا اللفظ.

قال الألباني: أخطأ في قوله: (رطلين) والصواب (مكوك)، وقد اضطرب فيه شريك فمرة يجعله من فعله عليه الصلاة والسلام وتارة من قوله

(2)

.

قال الدارقطني: ورواه شريك فأصاب في الإسناد ووهم في متنه فقال: عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «يكفي في الوضوء رطلين من ماء» ، وإنما ذكره شريك على المعنى عنده أن الصاع ثمانية أرطال

(3)

.

وقال المباركفوري: الرطل اثنتا عشرة أوقية والأوقية أربعون درهماً كذا في القاموس.

وقوله (يجزئ): ظاهره أنه لا يجزئ في الوضوء دون رطلين من الماء، ويعارضه حديث عباد بن تميم عن أم عمارة بنت كعب أن

(1)

أحمد (3/ 264)، وأبو عوانة (629)، وذكره أبو داود تعليقاً (95) وسقط من مسند أبي عوانة (عبد الله بن عيسى).

(2)

صحيح سنن أبي داود (1/ 161).

(3)

العلل (12/ 117).

ص: 174

النبي صلى الله عليه وسلم توضأ فأتي بماء في إناء قدر ثلثي المد، رواه أبو داود والنسائي وصححه أبو زيد، وحديث الباب تفرد به شريك القاضي وقد عرفت أنه يخطئ كثيراً وتغير حفظه منذ ولي القضاء

(1)

.

‌علة الوهم:

الرواية بالمعنى.

قال ابن قتيبة: لما سمع العراقيون أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يغتسل بالصاع وسمعوا في حديث آخر أنه كان يغتسل بثمانية أرطال توهموا أن الصاع ثمانية ولا اختلاف بين أهل الحجاز أن الصاع خمسة أرطال وثلث

(2)

.

‌أثر الوهم:

قال ابن تيمية: والصاع هنا كصاع الطعام المذكور في الكفارات وهي خمسة أرطال وثلث بالعراقي في المشهور عنه، وقد روى ما يدل على أن صاع الماء ثمانية أرطال والمد رطلان وهو اختيار القاضي في الخلاف وغيره لأن أنساً قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يتوضأ بإناء يكون رطلين ويغتسل بالصاع رواه أحمد وأبو داود والترمذي

(3)

....

قلت: قد تقدم أن ما روي أن صاع الماء ثمانية أرطال وهم. والله تعالى أعلم.

(1)

تحفة الأحوذي (3/ 187).

(2)

التنقيح (2/ 255).

(3)

شرح العمدة (1/ 399).

ص: 175

‌الحديث الثاني

(1)

:

1208 -

قال ابن ماجه رحمه الله (3405): حدثنا عبد الحميد بن بيان الواسطي، ثنا إسحاق بن يوسف، عن شريك، عن سماك، عن القاسم بن مُخيمرة عن ابن بريدة، عن أبيه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:

كنت نهيتكم عن الأوعية فانتبذوا فيه واجتنبوا كل مُسكر.

‌التعليق:

هذا إسناد رجاله كلهم ثقات رجال الصحيح. هكذا رواه شريك فقال: (عن سماك، عن القاسم بن مخيمرة عن عبد الله بن بريدة، عن أبيه).

(1)

رجال الإسناد:

عبد الحميد بن بيان بن زكريا الواسطي، أبو الحسن السكري، صدوق من العاشرة، مات سنة 244، روى له مسلم.

إسحاق بن يوسف بن مرداس المخزومي الواسطي المعروف بالأزرق، ثقة من التاسعة، مات سنة 195 وله 78 سنة، روى له البخاري ومسلم.

سماك بن حرب بن أوس بن خالد الذهلي البكري الكوفي أبو المغيرة صدوق وروايته عن عكرمة خاصة مضطربة، من الرابعة، مات سنة 123، روى له مسلم والبخاري تعليقاً.

القاسم بن مخيمرة الكوفي نزيل الشام، ثقة فاضل، من الثالثة، مات سنة 100، روى له مسلم والبخاري تعليقاً.

عبد الله بن بُريدة بن الحصيب الأسلمي، أبو سهل المروزي قاضيها ثقة، من الثالثة، مات سنة 105، وقيل: سنة 115 وله مائة سنة، روى له البخاري.

بريدة بن الحصيب أبو سهل الأسلمي، صحابي أسلم قبل بدر، مات سنة 63 وحديثه في الصحيحين.

ص: 176

خالفه أيوب بن جابر

(1)

، ومحمد بن جابر بن سيار

(2)

.

فقالوا: (عن سماك، عن القاسم بن عبد الرحمن، عن عبد الله بن بريدة، عن أبيه)، وكذلك رواه أبو الأحوص سلام

(3)

بن سليم فرواه عن سماك فقال عن القاسم بن عبد الرحمن.

وهم شريك فأبدل (القاسم بن عبد الرحمن) فقال: (القاسم بن مخيمرة).

ورواه يزيد بن هارون عن شريك فقال: عن سماك، عن ابن بريدة، عن أبيه.

أسقط من الإسناد القاسم بن عبد الرحمن وخالف أيضاً في المتن فقال: (إن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عن الدباء والحنتم والنقير والمزفت). انظره في باب يزيد.

(1)

أحمد (5/ 357)، والعقيلي في الضعفاء (1/ 114)، وأيوب وأخوه محمد ضعيفان.

(2)

البزار (96) من طريق عبد الله بن الوزير عنه، والدارقطني (4/ 259) من طريق يحيى بن يحيى النيسابوري عنه. قال الدارقطني: هذا هو الصواب. وقال الحازمي في الاعتبار (ص 222) جود يحيى بن يحيى إسناد هذا الحديث وهو إمام.

(3)

النسائي (8/ 319)، والطحاوي (4/ 228)، والدارقطني (4/ 209) فقال عن سماك عن القاسم بن عبد الرحمن، عن أبيه، عن أبي بردة بن نيار فوهم في إسناده وكذلك في متنه انظره في باب أبي الأحوص ح (644).

ص: 177

‌الحديث الثالث

(1)

:

1209 -

قال الإمام أبو داود رحمه الله (838): حدثنا الحَسَنُ بن عليٍّ وحُسيْنُ بن عيسى قالا: ثنا يَزِيدُ بن هارُونَ أخبرنا شَرِيكٌ عن عَاصِمِ بن كُلَيْبٍ عن أبيه عن وَائِل بن حُجْرٍ قال: رأيت النبي صلى الله عليه وسلم إذا سَجَدَ وَضَعَ رُكْبَتَيْهِ قبل يَدَيْهِ وإذا نَهَضَ رَفَعَ يَدَيْهِ قبل رُكْبَتَيْهِ.

‌التعليق:

هذا إسناد رجاله كلهم رجال الصحيح.

وأخرجه النسائي (2/ 206) و (2/ 234)، وفي الكبرى (676)(740)، والترمذي (268)، وابن ماجه (882)، والدارمي (1320)، وابن خزيمة (626)(629)، وابن حبان (1972)، والطحاوي (1/ 257)، والطبراني في الكبير (22/ 97)، والدارقطني (1/ 345)، والبيهقي في السنن الصغرى (425)، والخطيب في الموضح (2/ 501)، والطوسي في مختصر الأحكام (251) كلهم عن طريق يزيد عن شريك به.

(1)

رجال الإسناد:

الحسن بن علي بن محمد الهذلي الحلواني، نزيل مكة، ثقة حافظ له تصانيف، من الحادية عشر، روى عنه البخاري ومسلم.

الحسين بن عيسى بن حمران الطائي، صدوق صاحب حديث من العاشرة، روى عنه البخاري ومسلم.

يزيد بن هارون، ثقة متقن عابد، روى له البخاري ومسلم، انظره في بابه.

عاصم بن كليب بن شهاب بن المجنون الجرمي الكوفي، صدوق رمي بالإرجاء من الخامسة، روى له مسلم والبخاري تعليقاً.

كليب بن شهاب صدوق، من الثانية، وهم من ذكره في الصحابة، روى له أصحاب السنن الأربعة.

ص: 178

هكذا قال شريك عن عاصم بن كليب

(إذا سجد وضع ركبتيه قبل يديه).

خالفه جماعة فرووه عن عاصم بن كليب فلم يذكروا وضع الركبتين قبل اليدين في النزول إلى السجود منهم:

شعبة

(1)

، وسفيان الثوري

(2)

، وعبد الله بن إدريس

(3)

، وسفيان بن عيينة

(4)

، وزائدة

(5)

، ومحمد بن فضيل

(6)

، وبشر بن المفضل

(7)

، وعبد الواحد بن زياد

(8)

، وقيس بن الربيع

(9)

، وأبو الأحوص

(10)

، زهير بن معاوية

(11)

، وعنبسة بن سعيد الأسدي

(12)

، وغيلان بن جامع

(13)

، وموسى بن أبي كثير

(14)

، وأبو عوانة

(15)

، ورواية بعضهم مختصرة ولم يذكر أحد منهم صفة النزول إلى السجود.

(1)

أحمد (4/ 316)، وابن خزيمة (697)(698).

(2)

النسائي (3/ 35)، وفي الكبرى (1186، 1187)، وأحمد (4/ 317)، وعبد الرزاق (2522).

(3)

الترمذي (292)، والنسائي (2/ 211)، وفي الكبرى (689)، وابن الجارود (202)، وابن خزيمة (457)(477)(641)، وابن حبان (1945).

(4)

النسائي (2/ 236)، وفي الكبرى (746)، وابن خزيمة (480).

(5)

ابن خزيمة (478).

(6)

أبو داود (726)(957)، والنسائي (3/ 35)، وابن ماجه (867).

(7)

أحمد (4/ 316)، والبيهقي (2/ 72).

(8)

الطبراني في الكبير (22/ 79).

(9)

الطبراني (22/ 80).

(10)

أحمد (4/ 318).

(11)

الطبراني (22/ 87).

(12)

الطبراني (22/ 88).

(13)

الطبراني (22/ 89).

(14)

الطبراني (22/ 90).

(15)

الطبراني (22/ 91).

ص: 179

لذا قال الترمذي عقب الحديث: هذا حديث حسن غريب، لا نعرف أحداً رواه مثل هذا عن شريك.

وقال في العلل الكبير: قال يزيد يعني ابن هارون لم يرو شريك عن عاصم بن كليب إلا هذا الحديث الواحد.

قال أبو عيسى: روى همام بن يحيى عن شقيق عن عاصم بن كليب شيئاً من هذا مرسلاً لم يذكر فيه عن وائل بن حجر.

وشريك بن عبد الله كثير الغلط والوهم

(1)

.

وقال الدارقطني: تفرد به يزيد عن شريك ولم يحدث به عن عاصم بن كليب غير شريك وشريك ليس بالقوي فيما ينفرد به

(2)

.

وقال البيهقي: هذا الحديث يعد في أفراد شريك القاضي وإنما تابعه همام من هذا الوجه مرسلاً هكذا ذكر البخاري وغيره من الحفاظ المتقدمين

(3)

.

وقال الطوسي: هذا حديث غريب لا نعرف أحداً روى مثل هذا غير شريك

(4)

.

‌علة الوهم:

روى أبو داود قال: حدثنا محمد بن معمر حدثنا حجاج بن منهال عن همام عن محمد بن جحادة عن عبد الجبار بن وائل عن أبيه.

(1)

العلل الكبرى (100).

(2)

سننه (1/ 345).

(3)

السنن الكبرى (2/ 99)، وانظر: معرفة السنن والآثار (2/ 4).

(4)

مختصر الأحكام (2/ 122).

ص: 180

أن النبي صلى الله عليه وسلم فذكر حديث الصلاة قال: فلما سجد وقعتا ركبتاه إلى الأرض قبل أن تقع كفاه

(1)

.

قال همام: وحدثني شقيق حدثني عاصم بن كليب عن أبيه عن النبي صلى الله عليه وسلم بمثل هذا

(2)

.

(1)

أبو داود (839)، والطبراني (22/ 60)، والبيهقي (2/ 98) وهذا إسناد منقطع عبد الجبار بن وائل لم يسمع من أبيه وائل.

(2)

وهذا الإسناد الثاني موصول بحديث محمد بن معمر عن حجاج إلا أنه مرسل، أخرج أبو داود في المراسيل (42) كليب والد عاصم عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسل، وأيضاً الإسناد ضعيف لجهالة شقيق هو أبو ليث تفرد بالرواية عنه همام. انظر: الوهم والإيهام (2/ 66).

ص: 181

‌الحديث الرابع

(1)

:

1210 -

قال الإمام أحمد رحمه الله (4/ 258): حدثنا أسود بن عامر، حدثنا شريك، عن الأعمش، عن خيثمة، عن ابن معقل، عن عدي بن حاتم رضي الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم:

«اتقوا النار، قال: فأشاح بوجهه حتى ظننا أنه ينظر إليها ثم قال: اتقوا النار، وأشاح بوجهه، قال: قال مرتين أو ثلاثاً: اتقوا النار ولو بشق تمرة، فإن لم تجدوا فبكلمة طيبة» .

‌التعليق:

هذا إسناد رجاله كلهم ثقات رجال الشيخين، غير شريك القاضي من رجال مسلم.

هكذا قال شريك: (عن الأعمش، عن خيثمة، عن ابن معقل، عن عدي بن حاتم، عن النبي صلى الله عليه وسلم.

(1)

رجال الإسناد:

أسود بن عامر الشامي، نزيل بغداد، يكنى أبا عبد الرحمن، ويلقب بشاذان ثقة من التاسعة، مات في أول سنة 208 روى له البخاري ومسلم.

الأعمش: سليمان بن مهران، انظر ترجمته في بابه.

خيثمة بن عبد الرحمن بن أبي سبرة الجعفي الكوفي، ثقة وكان يرسل من الثالثة، مات بعد سنة 80، روى له البخاري ومسلم.

عبد الله بن معقل بن مقرن المزني أبو الوليد الكوفي، ثقة من كبار الثالثة، مات سنة 188، روى له البخاري ومسلم.

عدي بن حاتم الطائي، صحابي شهير، كان ممن ثبت في الردة، وحضر فتوح العراق وحروب علي، مات سنة 68 وله 120 سنة، روى له البخاري ومسلم.

ص: 182

خالفه حفص بن غياث

(1)

، وعيسى بن يونس

(2)

، وأبو أسامة حماد بن أسامة

(3)

، ووكيع

(4)

، وأبو معاوية محمد بن خازم

(5)

، وعبد الواحد بن زياد

(6)

، ويحيى بن زكريا بن أبي زائدة

(7)

، ويحيى بن عيسى

(8)

، وحمزة بن حبيب الزيات

(9)

.

هؤلاء كلهم رووه عن الأعمش فقالوا: (الأعمش، عن خيثمة، عن عدي بن حاتم، عن النبي صلى الله عليه وسلم بلفظ: «اتقوا النار ولو بشق تمرة»، ولم يذكروا ابن معقل في الإسناد، ولم يقولوا: (فإن لم تجدوا فبكلمة طيبة)، ورواه الأعمش عن عمرو بن مرة، عن خيثمة، عن عدي بن حاتم عن النبي صلى الله عليه وسلم بمثله وزاد فيه:(ولو بكلمة طيبة)

(10)

.

وقد روى شريك عن الأعمش عن خيثمة عن عدي ولم يذكر ابن معقل رواه الطبراني من طريق يحيى الحماني عنه

(11)

.

فيكون الوهم إما من شريك عندما حدث به أسود بن عامر أن يكون الوهم من أسود بن عامر، فالله تعالى أعلم.

(1)

البخاري (6539).

(2)

البخاري (7512)، ومسلم (1016)(67).

(3)

البخاري (7443).

(4)

الترمذي (2415)، وابن ماجه (185، 1843)، وأحمد (4/ 256) وغيرهم.

(5)

الترمذي (2415)، وأحمد (4/ 256)، وابن حبان (7373).

(6)

الطبراني في الكبير (17/ 185).

(7)

الطبراني في الكبير (17/ 186).

(8)

الطبراني (17/ 187).

(9)

أبو نعيم في الحلية (4/ 124).

(10)

البخاري (6540)، ومسلم (1016)(67) و (68).

(11)

في المعجم الكبير (17/ 188)، وقال أبو نعيم في الحلية (4/ 124): ورواه شريك والناس عن الأعمش، عن خيثمة، عن عدي مثله (أي: مثل رواية حمزة الزيات).

ص: 183

‌علة الوهم:

قد شارك عبد الله بن معقل خيثمة بن عبد الرحمن في رواية هذا الحديث عن عدي بن حاتم.

رواه عن عبد الله بن معقل أبو إسحاق السبيعي

(1)

وعبد العزيز بن رفيع

(2)

.

فمن هنا والله أعلم دخل الوهم على شريك أو الأسود بن عامر في ذكر ابن معقل في الإسناد.

وقد روى الأعمش هذا الحديث عن خيثمة عن عدي بن حاتم مقتصراً على قول: «اتقوا النار ولو بشق تمرة» .

ورواه عن عمرو بن مرة عن خيثمة عن عدي فزاد فيه: (ولو بكلمة طيبة) فجمعهما شريك وجعله كله من حديث الأعمش عن عدي.

وقد فصل عيسى بن يونس

(3)

ذلك فقال في حديثه عن الأعمش وحدثني عمرو بن مرة، عن خيثمة مثله وزاد فيه ولو بكلمة طيبة.

(1)

مسلم (1016)(66)، وأحمد (4/ 256)، وابن حبان (3311) وغيرهم.

(2)

الطبراني في الكبير (17/ 215).

(3)

مسلم (1016)(67).

قال الحافظ في الفتح (11/ 405): وبين عيسى بن يونس في روايته القدر الذي زاده عمرو بن مرة للأعمش في حديثه عن خيثمة قوله في آخره: (فمن لم يجد فبكلمة طيبة).

قلت: وقد رواه شعبة عن عمرو بن مرة عن خيثمة بمثل رواية الأعمش عنه، أخرجه، البخاري (6023)(6563)، ومسلم (1068)(68).

ص: 184

‌الحديث الخامس

(1)

:

1211 -

قال الإمام أحمد رحمه الله (4/ 260): حدثنا أسود بن عامر، حدثنا شريك، عن إسماعيل، عن عطاء، عن عامر بن شهر رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:

«خذوا بقول قريش ودعوا فعلهم» .

‌التعليق:

هذا إسناد رجاله كلهم ثقات رجال الشيخين غير شريك من رجال مسلم.

هكذا رواه شريك: (عن إسماعيل، عن عطاء، عن عامر بن شهر).

خالفه أصحاب إسماعيل فرووه عن (إسماعيل، عن الشعبي عن عامر بن شهر) منهم: محمد بن مسلم المؤدب

(2)

، وعبد الله بن عمرو

(3)

، ومحمد بن عبيد

(4)

.

(1)

رجال الإسناد:

أسود بن عامر الشامي، نزيل بغداد، يكنى أبا عبد الرحمن، ويلقب شاذان، ثقة، من التاسعة، مات أول سنة 208 روى له البخاري ومسلم.

إسماعيل بن أبي خالد الأحمسي مولاهم البجلي، ثقة ثبت من الرابعة مات سنة 146، روى له البخاري ومسلم.

عطاء بن أبي رباح القرشي مولاهم المكي، ثقة فقيه فاضل لكنه كثير الإرسال من الثالثة، مات سنة 114 على المشهور، روى له البخاري ومسلم.

عامر بن شهر الهمداني أبو الكنود، صحابي نزل الكوفة وهو أول من اعترض على الأسود الكذاب باليمن.

(2)

أحمد (3/ 428 - 429).

(3)

ابن حبان (4585)، والضياء في المختارة (8/ 204).

(4)

أبو نعيم في أخبار أصبهان (1/ 140).

ص: 185

ورواه كذلك محمد بن بشر العبدي، عن إسماعيل، عن مجالد، عن الشعبي، عن عامر بن شهر

(1)

.

فزاد مجالد ولم يذكر عطاء.

ورواه محمد بن مسلم عن مجالد، عن الشعبي، عن عامر بن شهر)

(2)

.

فدل هذا على وهم شريك خاصة أن الحافظ المزي ذكر في تهذيب الكمال في ترجمة عامر بن شهر أنه لم يرو عنه غير عامر الشعبي والله تعالى أعلم.

(1)

ابن أبي شيبة (15/ 231)، وابن أبي عاصم (2416) في الآحاد والمثاني وغيرهم. (انظر في باب محمد بن بشر).

(2)

أحمد (3/ 428 - 429) مقروناً مع إسماعيل.

ص: 186

‌الحديث السادس

(1)

:

1212 -

قال أبو عبد الرحمن النسائي في السنن الكبرى (9869): أخبرنا علي بن حجر قال: أخبرنا شريك، وأخبرنا أحمد بن سليمان قال: حدثنا أبو نعيم قال: حدثنا شريك عن عاصم بن عبيد الله عن علي بن الحسين عن أبي رافع رضي الله عنه قال:

كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا سمع الأذان قال مثل ما يقول قال: فإذا بلغ حي على الصلاة حي على الفلاح قال: «لا حول ولا قوة إلا بالله» .

‌التعليق:

هذا إسناد ضعيف لضعف عاصم بن عبيد الله وأخرجه النسائي في عمل اليوم والليلة (41)، وأخرجه علي بن الجعد في مسنده (2267)، وأبو نعيم الفضل بن دكين في كتاب الصلاة (196) كلاهما عن شريك بهذا الإسناد.

(1)

رجال الإسناد:

علي بن حجر بن إياس السعدي المروزي، نزيل بغداد ثم مرو، ثقة حافظ من صغار التاسعة، مات سنة 244 وقد قارب المائة، روى له البخاي ومسلم.

أحمد بن سليمان بن عبد الملك أبو الحسين الزهاوي، ثقة حافظ من الحادية عشرة، مات سنة 261 روى له النسائي.

الفضل بن دكين، أبو نُعيم الملائي، مشهور بكنيته، ثقة ثبت، من التاسعة مات سنة 218 وقيل 219، روى له البخاري ومسلم.

عاصم بن عبيد الله بن عاصم بن عمر بن الخطاب العدوي المدني، ضعيف، من الرابعة، مات سنة 132، روى له أبو داود والترمذي والنسائي في عمل اليوم والليلة وابن ماجه.

علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب زين العابدين، ثقة ثبت عابد فقيه فاضل مشهور قال الزهري: ما رأيت قرشياً أفضل منه، من الثالثة مات سنة 93 وقيل غير ذلك، روى له البخاري ومسلم.

ص: 187

وأخرجه أحمد (6/ 9) من طريق أسود بن عامر وحسين بن محمد، والبزار (3868) من طريق حسين بن محمد والطبراني في الكبير (924)، وفي الدعاء (443) من طريق زكريا بن يحيى، كلهم عن شريك بهذا الإسناد.

هكذا قال شريك: (عن عاصم بن عبيد الله، عن علي بن الحسين، عن أبي رافع).

خالفه سفيان الثوري

(1)

فقال: (عن عاصم، عن ابن عبد الله بن الحارث، عن أبيه).

لذا قال النسائي عقب الحديث: خالفه سفيان الثوري رواه عن عاصم بن عبيد الله عن ابن عبد الله بن الحارث عن الحارث أبيه

(2)

.

‌تنبيه:

خالف رواية الجماعة عن شريك يحيى بن آدم فزاد في الإسناد الحسين بن علي رضي الله عنهما بين علي بن الحسين وأبي رافع فانظره في بابه، ح (1022).

(1)

النسائي في الكبرى (9870).

(2)

المصدر السابق (6/ 15 ح 9869)، وفي عمل اليوم والليلة (1/ 156).

ص: 188

‌الحديث السابع

(1)

:

1213 -

قال الإمام أبو داود (45): حدثنا إبراهيمُ بن خالدٍ ثنا أسودُ بن عامرٍ ثنا شريكٌ وهذا لفظهُ ح وثنا محمد بن عبد الله يعني المُخرَّميَّ ثنا وكيعٌ عن شريكٍ عن إبراهيم بن جريرٍ عن المغيرة عن أبي زُرعة عن أبي هُريرة قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا أتى الخلاء أتيْتُهُ بماءٍ في تورٍ أو ركوةٍ فاستنجى، قال أبو داود: في حديث وكيعٍ ثمَّ مسح يدهُ على الأرض ثُمَّ أتَيْتُهُ بإناءٍ آخر فتوضَّأ، قال أبو داوُد: وحديثُ الأسود بن عامرٍ أتمُّ.

‌التعليق:

هذا إسناد رجاله كلهم ثقات رجال الصحيح غير إبراهيم بن خالد وهو ثقة وقد توبع.

(1)

رجال الإسناد:

إبراهيم بن خالد بن أبي اليمان الكلبي، أبو ثور الفقيه صاحب الشافعي ثقة، من العاشرة مات سنة 240، روى عنه أبو داود وابن ماجه.

أسود بن عامر الشامي نزيل بغداد يلقب شاذان، ثقة، من التاسعة مات سنة 188 روى له البخاري ومسلم.

محمد بن عبد الله بن المبارك المُخرمي، أبو جعفر البغدادي، ثقة حافظ، من الحادية عشرة مات سنة بضع وخمسين بعد المائتين روى عنه البخاري.

وكيع بن الجراح، ثقة حافظ عابد، انظر ترجمته في بابه.

إبراهيم بن جرير بن عبد الله البجلي، صدوق إلا أنه لم يسمع من أبيه، وقد روى عنه بالعنعنة وجاءت رواية له بصريح التحديث لكن الذنب لغيره، من الثالثة روى له أبو داود والنسائي، وابن ماجه.

أبو زرعة بن عمرو بن جرير بن عبد الله البجلي، الكوفي، ثقة من الثالثة، روى له البخاري ومسلم.

ص: 189

وأخرجه البيهقي (1/ 106)، والبغوي في شرح السنة (1/ 390) من طريق أبي داود بهذا الإسناد (إلا أنه لم يذكروا المغيرة وهو وهم من النساخ كما سيأتي).

وأخرجه النسائي (1/ 45)، وفي الكبرى (48) من طريق محمد بن عبد الله المخرمي وأحمد (2/ 311) من طريق أسود بن عامر كلاهما عن شريك عن إبراهيم بن جرير، عن أبي زرعة عن أبي هريرة.

وأخرجه أحمد (2/ 363، 454)، وإسحاق (164)، وابن ماجه (358)، وابن حبان (1405)، والطبراني في الأوسط (604) من طرق عن شريك عن إبراهيم، عن أبي زرعة، عن أبي هريرة به (وليس فيه ذكر المغيرة مما يدل على أنه وهم وقع في بعض نسخ أبي داود) وقد أشار إلى ذلك صاحب عون المعبود (1/ 47)، والألباني في صحيحه لسنن أبي داود (1/ 78).

هكذا قال شريك: (عن إبراهيم بن جرير، عن أبي زرعة عن أبي هريرة).

خالفه أبان بن عبد الله البجلي

(1)

، وقيس بن مسلم

(2)

، وسفيان الثوري

(3)

، وحميد بن مالك اللخمي

(4)

فقالوا: (عن إبراهيم بن جرير، عن أبيه جرير بن عبد الله البجلي).

(1)

النسائي (1/ 45)، وابن ماجه (359)، وابن خزيمة (89)، والطبراني في الكبير (2393)، والبيهقي (1/ 107)، والدارمي (679).

(2)

الطبراني (2394)، وفي الأوسط (3617).

(3)

أبو نعيم في حلية الأولياء (7/ 108) من طريق الطبراني وقال: قال سليمان يعني الطبراني: لم يروه عن سفيان إلا إسماعيل بن عمرو.

(4)

الطبراني في الأوسط (438)، وابن عدي في الكامل (1/ 259).

ص: 190

لذا قال النسائي: هذا أشبه بالصواب من حديث شريك والله أعلم.

وذكر قوله هذا البيهقي كالموافق له.

وتعقبه ابن التركماني فقال: أبان هذا قال ابن حبان: كان ممن فحش خطؤه، وانفرد بالمناكير وشريك القاضي ممن استشهد به مسلم ..... ، وحديثه هذا أخرجه ابن حبان في صحيحه فلا نسلم أن حديث أبان

(1)

أشبه بالصواب منه، ولا يمنع أن يكون لإبراهيم فيه إسنادان أحدهما عن أبي زرعة والآخر عن أبيه كما مر نظير ذلك في باب البول قائماً

(2)

.

ونصر قول ابن التركماني الألباني فقال بعد أن أورده: ونؤيد أنه ليس أشبه بالصواب أن أبان قد اضطرب فيه فمرة رواه هكذا عن إبراهيم عن أبيه ومرة أخرى قال: ثني مولى لأبي هريرة سمعت أبا هريرة

(3)

، وهذا مما يدل على سوء حفظه الذي وصفه به ابن حبان

(4)

.

قلت: وكذلك اضطرب فيه شريك فقال مرة عن إبراهيم بن جرير عن قيس عن جرير

(5)

، لكن نؤيد رواية أبان أنه تابعه على ذلك ثقتان

(1)

أبان بن عبد الله البجلي الأحمسي الكوفي، صدوق في حفظه لين من السابعة مات في خلافة أبي جعفر، روى له أصحاب السنن الأربعة.

(2)

الجوهر النقي بهامش السنن الكبرى (1/ 107).

(3)

أحمد (2/ 358)، والدارمي (678)، وأبو يعلى (6136)، والبيهقي (1/ 107).

(4)

صحيح سنن أبي داود (1/ 79).

(5)

الطبراني في الكبير (2293).

ص: 191

هما قيس بن مسلم وسفيان الثوري وتابعه كذلك حميد بن مالك اللخمي.

فهذا يؤيد ما ذهب إليه الإمام النسائي.

وقد رواه جماعة عن جرير ورواية بعضهم مقتصرة منهم:

همام بن الحارث النخعي

(1)

، وأبو زرعة بن عمرو بن جرير

(2)

، ومجاهد

(3)

، وعبد الكريم بن أبي أمية

(4)

، وضمرة بن حبيب

(5)

، وشهر بن حوشب

(6)

، وعيسى بن جارية

(7)

، وربعي بن خراش

(8)

، وعبد الملك بن عمير

(9)

.

(1)

مسلم (272)(73)، والترمذي (93)، والنسائي (1/ 81)، وابن ماجه (543)، وأحمد (4/ 358) و (4/ 364).

(2)

أبو داود (154)، وابن خزيمة (187)، وابن الجارود (82)، والحاكم (1/ 169)، وابن أبي شيبة (1/ 179).

(3)

أحمد (4/ 363)، والطبراني في الكبير (2503).

(4)

عبد الرزاق (758).

(5)

ابن أبي شيبة (1/ 176)، والطبراني (2512)، والدارقطني (1/ 19).

(6)

الترمذي (94)(611)(612)، والطحاوي في شرح مشكل الآثار (2495)، والطبراني (251)، والدارقطني (1/ 194) والبيهقي (1/ 273).

(7)

الطبراني (2507).

(8)

عبد الرزاق (759)، والطبراني (2490).

(9)

الطبراني (2460).

ص: 192

‌الحديث الثامن

(1)

:

1214 -

قال الإمام أحمد (2/ 312): حدثنا يحيى بن آدم، حدثنا شريك عن مسلم بن عبد الرحمن النخعي، عن أبي زرعة، عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:

«من تسمى باسمي فلا يتكنى بكنيتي، ومن اكتنى بكنيتي فلا يتسمى باسمي» .

‌التعليق:

هذا إسناد على شرط مسلم من حيث عدالة الرواة.

وأخرجه إسحاق بن راهويه (181) عن يحيى بن آدم به.

ورواه أحمد (2/ 455) من طريق حجاج بن محمد المصيصي، وأسود بن عامر عن شريك به، ورواه ابن جرير في تهذيب الآثار (1/ 385 الجزء المفقود) من طريق إسماعيل بن موسى السدي عن شريك.

هكذا رواه شريك بهذا اللفظ.

خالفه شعبة فرواه من طريق أبي زرعة، عن أبي هريرة

(1)

رجال الإسناد:

يحيى بن آدم بن سليمان الكوفي، أبو زكريا مولى بني أمية، ثقة حافظ فاضل من كبار التاسعة، مات سنة 203 روى له البخاري ومسلم.

مسلم بن عبد الرحمن النخعي الكوفي، أخو حصين، صدوق من السادسة، له عندهم حديث واحد، روى له مسلم وأصحاب السنن الأربعة.

أبو زرعة بن عمرو بن جرير بن عبد الله البجلي، الكوفي، قيل: اسمه هرم، وقيل: عمرو، وقيل: عبد الله، وقيل: عبد الرحمن، وقيل: جرير، ثقة من الثالثة، روى له البخاري ومسلم.

ص: 193

رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «تسموا باسمي ولا تكنوا بكنيتي»

(1)

.

وهذا هو اللفظ المحفوظ عن أبي هريرة.

وكذلك رواه محمد بن سيرين

(2)

، وأبو صالح ذكوان السمان

(3)

، وأبو يونس

(4)

، وموسى بن يسار

(5)

عن أبي هريرة بنحو هذا اللفظ.

ورواه محمد بن عجلان، عن أبيه، عن أبي هريرة بلفظ:«لا تجمعوا بين اسمي وكنيتي»

(6)

.

وكذلك رواه أنس بن مالك

(7)

وجابر

(8)

عن النبي صلى الله عليه وسلم.

فهؤلاء الرواة الخمسة محمد بن سيرين وأبو صالح، وأبو يونس وموسى بن يسار وعجلان رووا هذا الحديث عن أبي هريرة بنحو رواية شعبة عن أبي زرعة عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:«تسموا باسمي ولا تكنوا بكنيتي» .

(1)

أخرجه أحمد (2/ 457) وغيره، وقد وهم شعبة في الإسناد فقال:(عن عبد الله بن يزيد النخعي) وإنما هو سلم كما قال الإمام أحمد وغيره، وانظر وهم شعبة هذا في بابه ح (51).

(2)

البخاري (3539، 6188)، ومسلم (2134).

(3)

البخاري (110، 6197).

(4)

ابن حبان (5812) وأبو يونس هو مولى أبي هريرة.

(5)

أخرجه أحمد (2/ 277)، والبخاري في الأدب المفرد (836)، وفي التاريخ الكبير (1/ 106)، والطحاوي (4/ 337).

(6)

رواه أحمد (2/ 433)، والبخاري في الأدب المفرد (844)، والترمذي (2841)، وابن حبان (5814، 5817)، ولفظه عند الترمذي:(أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى أن يجمع أحد بين اسمه وكنيته).

(7)

البخاري (3537).

(8)

البخاري (3538).

ص: 194

وخالفهم شريك فرواه عن أبي زرعة عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «من تسمى باسمي فلا يتكنى بكنيتي، ومن اكتنى بكنيتي فلا يتسمى باسمي» .

فكأنه رواه بالمعنى فوهم، والمحفوظ عن أبي هريرة هو رواية الجماعة والله أعلم

(1)

.

وقد روى من حديث جابر بن عبد الله بمثل رواية شريك

(2)

.

وقد سيق الحديث في باب سالم بن أبي الجعد رقم (476).

‌الدلالة الفقهية:

دل حديث الباب على النهي عن أن يجمع المرء بين اسم النبي صلى الله عليه وسلم وكنيته، أما إذا فعل أحدهما فلا بأس.

وقد اختلف أهل العلم في التكني بأبي القاسم إلى ثلاثة أقوال:

الأول: المنع مطلقاً سواء كان اسمه محمداً أو غيره، وهذا مذهب الشافعي ودليله ما ثبت في الصحيحين من قوله صلى الله عليه وسلم:«سموا باسمي ولا تكنوا بكنيتي» .

الثاني: الجواز مطلقاً، ويختص النهي بحياته صلى الله عليه وسلم، وروي ذلك عن مالك، ودليلهم في ذلك ما رواه أنس بن مالك أن النبي صلى الله عليه وسلم كان قائماً بالبقيع فنادى رجل آخر: يا أبا القاسم، فالتفت النبي صلى الله عليه وسلم، فقال:

(1)

وانظر السلسلة الضعيفة للألباني رحمه الله (2946).

(2)

رواه ابن جرير الطبري في تهذيب الآثار (1/ 387) من طريق هشام الدستوائي عن أبي الزبير عن جابر.

ص: 195

لم أعنك يا رسول الله إنما دعوت فلاناً فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «تسموا باسمي ولا تكنوا بكنيتي»

(1)

.

الثالث: لا يجوز لمن اسمه محمد ويجوز لغيره.

وانظر الفتح (10/ 572).

(1)

أخرجه البخاري (2121، 3537)، ومسلم (2131).

ص: 196

‌الحديث التاسع

(1)

:

1215 -

قال الإمام أحمد رحمه الله (4/ 361): حدثنا حجاج بن محمد، أخبرنا شريك، عن أبي إسحاق، عن المنذر بن جرير عن أبيه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

«ما من قوم يعملون بالمعاصي وفيهم رجل أعز منهم وأمنع لا يغيرون إلا عمهم الله عز وجل بعقاب أو قال: أصابهم العقاب» .

‌التعليق:

هذا إسناد رجاله كلهم ثقات رجال الصحيح.

وأخرجه أحمد كذلك (4/ 363) و (4/ 366) عن يزيد بن هارون وأسود بن عامر عن شريك بهذا الإسناد.

وأخرجه الحارث في مسنده (764، 765 زوائد) عن يزيد بن هارون والحسن بن قتيبة كلاهما عن شريك به.

هكذا رواه شريك فقال: (عن أبي إسحاق، عن المنذر بن جرير عن أبيه).

(1)

رجال الإسناد:

حجاج بن محمد المصيصي الأعور، انظره في بابه.

أبو إسحاق السبيعي: عمرو بن عبد الله بن عبيد، ثقة مكثر عابد، من الثالثة اختلط بأخرة، مات سنة 129 وقيل قبل ذلك، روى له البخاري ومسلم.

المنذر بن جرير بن عبد الله البجلي الكوفي، من الثالثة مقبول، روى له مسلم. (قلت: وذكره ابن حبان في الثقات).

جرير بن عبد الله البجلي: صحابي مشهور.

ص: 197

خالفه: شعبة

(1)

، ومعمر

(2)

، ويونس

(3)

، وإسرائيل

(4)

، وأبو الأحوص سلام بن سلم

(5)

، وأبو جعفر الفراء

(6)

، ويوسف بن أبي إسحاق

(7)

.

هؤلاء السبعة رووه عن أبي إسحاق فقالوا: (عن أبي إسحاق، عن عبيد الله بن جرير

(8)

، عن جرير).

وهم شريك فقلب (عبيد الله بن جرير) إلى أخيه (المنذر بن جرير)

(9)

.

وقد روى هذا الحديث يحيى الحماني

(10)

، عن شريك عن أبي إسحاق عن عبيد الله بن جرير) فوافق رواية الجماعة.

(1)

أحمد (4/ 364)، والطيالسي (663)، والطحاوي في شرح المشكل (1174)، والطبراني في الكبير (2381)، والبيهقي (10/ 91).

(2)

عبد الرزاق (20723)، وأحمد (4/ 366)، وأبو يعلى (7508) والطبراني (2380).

(3)

أحمد (4/ 366).

(4)

ابن ماجه (4009)، وأحمد (4/ 366).

(5)

أبو داود (4339)، وابن حبان (300، 302)، والطبراني (2382) غير أن أبا داود لم يسمه قال عن ابن جرير، وسعيد بن منصور (841).

(6)

الطبراني (2384).

(7)

الطبراني (2385).

(8)

عبيد الله بن جرير بن عبد الله البجلي، مقبول، من الثالثة، روى له ابن ماجه.

(9)

الطبراني في الكبير (2383).

(10)

يحيى بن عبد الحميد الحِماني الكوفي، حافظ إلا أنهم اتهموه بسرقة الحديث، روى له مسلم.

ص: 198

‌الحديث العاشر

(1)

:

1216 -

قال أبو يعلى رحمه في مسنده (3975): حدثنا إسحاق بن أبي إسرائيل، حدثنا علي بن قادم، حدثنا شريك، عن عبيد المكتب، عن الشعبي عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال:

ضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم أو تبسم فقال لأصحابه: «ألا تسألوني من أي شيء ضحكت؟

قالوا: يا رسول الله من أي شيء ضحكت؟

قال: عجبت من مجادلة العبد ربه يوم القيامة، يقول: يا رب أليس وعدتني ألا تظلمني، قال: بلى، قال: فإني لا أقبل علي شاهداً إلا من نفسي، فيقول: أوَليس كفاني شهيداً والملائكة الكرام الكاتبين، قال: فيردد الكلام مراراً قال: فيختم على فيه وتكلم أركانه ما كان يعمل، قال: فيقول بعداً لكنَّ وسحقاً، عنكن كنت أجادل».

‌التعليق:

هذا إسناد رجاله ثقات.

(1)

رجال الإسناد:

إسحاق بن أبي إسرائيل واسمه إبراهيم بن كامجراء، أبو يعقوب المروزي نزيل بغداد، صدوق تكلم فيه لوقفه في القرآن، مات سنة 245 وقيل 246، وله 95 سنة، من أكابر العاشرة، روى له أبو داود والنسائي والبخاري في الأدب المفرد.

علي بن قادم الخزاعي الكوفي، صدوق يتشيع، من التاسعة، مات سنة 213 أو قبلها روى له أبو داود والترمذي.

عبيد بن مهران الكوفي، المكتب، ثقة، من الخامسة، روى له مسلم.

عامر بن شراحيل الشعبي، أبو عمرو، ثقة مشهور فقيه فاضل من الثالثة، مات بعد المائة وله نحو من 80 عاماً، روى له البخاري ومسلم.

ص: 199

ورواه الحاكم في المستدرك (4/ 106) وابن جرير الطبري في تفسيره (24/ 107)، وابن أبي حاتم في تفسيره (10/ 327) كلهم من طريق علي بن قادم.

هكذا رواه شريك فقال: (عن عبيد المكتب، عن الشعبي، عن أنس).

خالفه سفيان الثوري

(1)

فرواه (عن عبيد المكتب، عن فضيل، عن الشعبي، عن أنس بن مالك به).

ومن هذا الوجه أخرجه مسلم في صحيحه.

وقال أبو زرعة: حديث سفيان أصح

(2)

.

وكذلك قال الدارقطني

(3)

.

(1)

مسلم (2969).

(2)

العلل لابن أبي حاتم (2168).

(3)

العلل (12/ 112 رقم 2493).

ص: 200

‌الحديث الحادي عشر

(1)

:

1217 -

قال ابن ماجه رحمه الله في سننه (3746): حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، ثنا أسود بن عامر، عن شريك، عن الأعمش عن أبي عمرو الشيباني، عن أبي مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

«المستشار مؤتمن» .

‌التعليق:

هذا إسناد على شرط مسلم، رجاله كلهم ثقات رجال الشيخين غير شريك فهو من رجال مسلم، واستشهد به البخاري في الصحيح.

وأخرجه أحمد (5/ 274)، وعبد بن حميد (235)، والدارمي (2449)، وابن حبان (1991 موارد)، والطحاوي في شرح المشكل (4290)، والطبراني في الكبير (17/ 638)، والبيهقي (10/ 112)، وأبو الشيخ في طبقات المحدثين بأصبهان (4/ 277).

كلهم من طريق أسود بن عامر به.

وتابعه طلق بن غنام عند الطحاوي في شرح المشكل (4290)، والطبراني في الكبير (17/ 638)، وابن عدي في الكامل (4/ 20)،

(1)

رجال الإسناد:

أبو بكر بن أبي شيبة الكوفي: تقدم.

أسود بن عامر، تقدم.

الأعمش: سليمان بن مهران، تقدم انظره في بابه.

سعد بن إياس، أبو عمرو الشيباني، الكوفي، ثقة مخضرم من الثامنة، مات سنة 95 أو 96 وله 120 سنة، روى له البخاري ومسلم.

ص: 201

وعبد الحميد بن بحر عند الطبراني أيضاً (17/ 637)، وعثمان بن زفر عند أبي الشيخ في الأمثال (34) ثلاثتهم عن شريك به.

وقد وهم شريك في متن هذا الحديث فيما قاله أبو حاتم، فالحديث المعروف بهذا الإسناد إنما هو (من دل على خير فله مثل أجر فاعله).

هكذا رواه الثقات من أصحاب الأعمش منهم:

سفيان الثوري

(1)

، وشعبة

(2)

، وعيسى بن يونس

(3)

، وأبو معاوية

(4)

، وعبد الله بن نمير

(5)

، ويعلى بن عبيد

(6)

، ومحمد بن عبيد

(7)

، وأبان بن تغلب

(8)

، ومعمر

(9)

، وفضيل بن عياض

(10)

، وزائدة

(11)

، وقد تابعهم شريك أيضاً في رواية أسود بن عامر

(12)

، وعبد الحميد بن بحر

(13)

.

(1)

مسلم (1893).

(2)

المصدر السابق.

(3)

المصدر السابق.

(4)

المصدر السابق.

(5)

الترمذي (2671)، وأحمد (4/ 120)، والبيهقي في شعب الإيمان (7655).

(6)

أحمد (4/ 120)، وأبو عوانة (7395)، والطحاوي في شرح المشكل (1547)، والبيهقي (9/ 28).

(7)

أحمد (4/ 120)، والطحاوي (1547).

(8)

الطبراني في الكبير (17/ 622).

(9)

عبد الرزاق (20054)، والطبراني (17/ 624).

(10)

الطبراني (17/ 627)، وأبو الشيخ في طبقات المحدثين بأصبهان (4/ 277).

(11)

الطبراني (17/ 628).

(12)

(5/ 274) تعليقاً.

(13)

الطبراني (17/ 629)، (631).

ص: 202

فكأن شريك رواه على الوجهين: فمرة على الصحيح، ومرة على التوهم. قال ابن أبي حاتم:«وسألت أبي عن حديث رواه الأسود بن عامر عن شريك عن الأعمش، عن أبي عمرو الشيباني، عن أبي مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم المستشار مؤتمن» .

قال أبي: هذا خطأ، إنما أراد (الدال على الخير كفاعله).

قلت: الخطأ ممن هو؟

قال: من شريك

(1)

.

والله تعالى أعلم.

أما حديث المستشار مؤتمن فقد روي من طرق أخرى منها: ما رواه عبد الملك بن عمير عن أبي سلمة عن أبي هريرة

(2)

، وابن جدعان عن جدته عن أم سلمة

(3)

، ونافع عن ابن عمر

(4)

، وغيرهم.

(1)

العلل لابنه (2319).

(2)

أبو داود (5128)، والترمذي (2369) و (2822)، والطحاوي في شرح مشكل الآثار (1/ 410).

(3)

الترمذي (2823)، وأبو يعلى (6906) و (6942).

(4)

الطبراني في الكبير (19/ 254).

ص: 203

‌الحديث الثاني عشر

(1)

:

1218 -

قال الإمام ابن ماجه رحمه الله (3764): حدثنا عبد الله بن عامر بن زرارة ثنا شريك عن محمد بن عمرو، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن، عن عائشة رضي الله عنها:

أن النبي صلى الله عليه وسلم نظر إلى إنسان يتبع طائراً فقال شيطان يتبع شيطاناً

(2)

.

‌التعليق:

هذا إسناد رجاله ثقات رجال الصحيح.

ورواه الطبراني في الأوسط (5206)، وابن عدي في الكامل (4/ 13) كلاهما من طريق عبد الله بن عامر به.

هكذا قال شريك: (عن محمد بن عمرو، عن أبي سلمة، عن عائشة).

(1)

رجال الإسناد:

عبد الله بن عامر بن زرارة الحضرمي أبو محمد الكوفي، صدوق من العاشرة مات سنة 237، روى عنه مسلم.

شريك: تقدم.

محمد بن عمرو بن علقمة بن وقاص الليثي المدني، صدوق له أوهام من السادسة، مات سنة 145 على الصحيح، روى له البخاري ومسلم.

أبو سلمة بن عبد الرحمن بن عوف الزهري المدني، ثقة مكثر من الثالثة، مات سنة 94 أو 104، روى له البخاري ومسلم.

(2)

يتبع شيطانة: أي يقفو أثرها لاعباً بها، وإنما سماه شيطاناً لمباعدته الحق وإعراضه عن العبادة واشتغاله بما لا يعنيه، وسماها شيطانة لأنها أغفلته عن ذكر الحق وشغلته عما يهمه من صلاح الدارين. قاله المناوي في فتح القدير 4/ 169.

ص: 204

خالفه حماد بن سلمة

(1)

، وابن أبي ذئب

(2)

، وعمرو بن النعمان البصري

(3)

فقالوا: (عن محمد بن عمرو، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة).

قال البيهقي: وحديث حماد أصح

(4)

.

قال الطبراني: لم يرو هذا الحديث عن محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن عائشة إلا شريك، تفرد به عبد الله بن عامر بن زرارة، ورواه حماد بن سلمة عن محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن أبي هريرة

(5)

.

(1)

أبو داود (4940)، وأحمد (2/ 345)، وابن حبان (5874)، والبخاري في الأدب المفرد (1300)، وابن عدي في الكامل (2/ 364)، والبيهقي (10/ 19) و (10/ 212)، وفي شعب الإيمان (6535)، وتمام الرازي في الفوائد (469).

(2)

أبو نعيم في تاريخ أصبهان (2/ 38)، وتمام الرازي (468)، وابن عدي في الكامل (3/ 318).

(3)

ذكره المقدسي محمد بن طاهر في ذخيرة الحفاظ (2/ 735).

(4)

السنن الكبرى (10/ 19).

(5)

الأوسط (5/ 242).

ص: 205

‌الحديث الثالث عشر

(1)

:

1219 -

قال الإمام أحمد رحمه الله (2/ 397): حدثنا محمد بن سابق حدثنا شريك، عن الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:

إن الله عز وجل كتب كتاباً بيده لنفسه قبل أن يخلق السماوات والأرض فوضعه تحت عرشه فيه (رحمتي سبقت غضبي).

‌التعليق:

هذا إسناد رجاله ثقات رجال الشيخين غير شريك فمن رجاله مسلم.

هكذا قال شريك، عن الأعمش، عن أبي صالح

كتب كتاباً بيده.

خالفه أبو حمزة السكري

(2)

، وسفيان الثوري

(3)

.

فقالوا: (كتب في كتابه وهو يكتب على نفسه .. ) هذا لفظ أبو حمزة.

(1)

رجال الإسناد:

محمد بن سابق التميمي، أبو جعفر الكوفي، نزيل بغداد، صدوق من كبار العاشرة، مات سنة 213، روى له البخاري ومسلم.

الأعمش: سليمان بن مهران، ثقة حافظ

، انظر ترجمته في بابه.

ذكوان أبو صالح السمان الزيات المدني، ثقة ثبت وكان يجلب الزيت إلى الكوفة، من الثالثة، مات سنة 101، روى له البخاري ومسلم.

(2)

البخاري (7404).

(3)

أحمد (2/ 466)، والنسائي (775)، والطبري (7/ 155)، وابن حبان (6143)، وأبو نعيم في الحلية (7/ 87).

ص: 206

ولفظ سفيان: (لما فرع الله من الخلق كتب على عرشه رحمتي سبقت غضبي).

فقوله: (بيده) زيادة شاذة، وسيأتي في باب محمد بن عجلان

(1)

فانظره فقد رواه جماعة عن أبي هريرة بدون ذكر هذه اللفظة وحديثهم في الصحيحين.

(1)

ح (1288).

ص: 207

‌الحديث الرابع عشر

(1)

:

1220 -

قال ابن ماجه رحمه الله (2706): حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة ثنا شريكٌ عن عُمارة بن القَعْقَاع بن شُبْرُمة عن أبي زُرْعة عن أبي هُريرة قال: جاء رجُلٌ إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسُول اللَّه نبِّئْني ما حقُّ الناس منِّي بحُسنِ الصُّحْبةِ؟ فقال: نعم وَأَبِيكَ لتُنَبَّأنَّ أُمُّك، قال: ثُمَّ من؟ قال: ثُمَّ أُمُّك، قال: ثُمَّ من؟ قال: ثُمَّ أُمُّك، قال: ثُمَّ من؟ قال: ثُمَّ أبُوكَ، قال: نَبِّئْني يا رَسُول اللَّهِ عن مَالِي كَيْفَ أتَصَدَّقُ فيه؟ قال: نعم والله لتُنَبَّأنَّ أنْ تصدَّق وَأَنْتَ صَحيحٌ شَحِيحٌ تَأْمُلُ العَيْشَ وتَخَافُ الفَقْر ولا تُمْهِل حتى إذا بَلَغَتْ نَفْسُكَ هاهُنا، قُلْت: مَالِي لفُلانٍ ومَالِي لفُلانٍ وهو لهم وإنْ كرهْتَ.

‌التعليق:

هذا إسناد رجاله ثقات رجال الصحيح.

وهو في مصنف ابن أبي شيبة (8/ 353) ومن طريقه أخرجه أبو يعلى (6092) وغيرهم.

وأخرجه مسلم في صحيحه (2548) مختصراً إلى قوله: (نعم وأبيك لتنبأن) وأحال إلى حديث جرير.

هكذا قال شريك في الشطر الأول من الحديث: (نعم وأبيك لتنبأن).

(1)

رجال الإسناد:

عمارة بن القعقاع بن شبرمة الضبي الكوفي، ثقة أرسل عن ابن مسعود وهو من السادسة، روى له البخاري ومسلم.

أبو زرعة بن عمرو بن جرير بن عبد الله البجلي الكوفي، ثقة من الثالثة، روى له البخاري ومسلم.

ص: 208

خالفه عبد الواحد بن زياد

(1)

، وسفيان الثوري

(2)

، وجرير بن عبد الحميد

(3)

، ومحمد بن فضيل في رواية

(4)

.

فرووه عن عمارة بن القعقاع ولم يذكروا هذه اللفظة: (وأبيك)، فقالوا:(نعم لتنبأن).

وقد سبق الحديث عن هذه اللفظة في باب إسماعيل بن جعفر ح (760) فانظره لزاماً.

(1)

البخاري (1419)، ومسلم (1032)، وأبو داود (2865)، وأحمد (2/ 415) وغيرهم.

(2)

البخاري (2748)، والنسائي (5/ 68)، وأحمد (2/ 447).

(3)

مسلم (1032) و (2548).

(4)

مسلم (2548).

ص: 209

‌صالح بن رستم

صالح بن رستم المزني مولاهم أبو عامر الخزاز البصري.

روى عن: ابن أبي مليكة، وأبي قلابة، والحسن البصري، وعكرمة، ويحيى بن أبي كثير وغيرهم.

وعنه: ابنه عامر، وإسرائيل، وهشيم، ومعتمر، ويحيى القطان وأبو داود الطيالسي وغيرهم.

وثقه أبو داود، والطيالسي، والبزار، ومحمد بن وضاح، وقال أحمد: صالح الحديث.

وقال أبو حاتم: شيخ يكتب حديثه ولا يحتج به.

وضعفه يحيى بن معين، والدارقطني، وقال العجلي: جائز الحديث.

قال ابن عدي: عزيز الحديث وقال: روى عنه يحيى القطان مع شدة استقصائه، وهو عندي لا بأس به، ولم أر له حديثاً منكراً جداً.

توفي سنة 152.

قال ابن حجر: صدوق كثير الخطأ، من السادسة.

روى له مسلم حديثاً واحداً (2626).

ص: 210

‌الحديث الأول

(1)

:

1221 -

قال الإمام أحمد رحمه الله (6/ 245): ثنا روحٌ ثنا صالحُ بن رُسْتُم عن ابن أبي مُلَيْكة قال: قالت عائشةُ: دخل عليَّ النبي صلى الله عليه وسلم وأنا بسرف وأنا أبكي فقال: ما يُبْكيك يا عائشةُ؟ فقالت: قلت يَرْجِعُ الناس بنُسُكينِ وأنا أرْجِعُ بنُسُكٍ واحدٍ، قال: وَلِمَ ذَاكَ؟ قالت: قلت إني حِضْتُ، قال: ذَاكَ شيء كَتَبَهُ الله على بَنَاتِ آدَمَ اصنعي ما يَصْنَعُ الحَاجُّ، قالت: فقدمْنَا مكَّةَ ثُمَّ ارْتَحَلْنا إلى منًى ثُمَّ ارْتَحَلْنَا إلى عَرَفَةَ ثُمَّ وَقَفْنَا مع الناس ثُمَّ وَقَفْتُ بِجَمْعٍ ثُمَّ رَمَيْتُ الْجَمْرَةَ يوم النَّحْرِ ثُمَّ رَمَيْتُ الْجِمَارَ مع الناس تِلْكَ الأيَّامَ، قالت: ثُمَّ ارْتَحَلَ حتى نَزَلَ الحَصْبَةَ، قالت: والله ما نَزَلَهَا إلا من أجْلِي أو قال: ابن أبي مُلَيْكَةَ عنها إلا من أجْلِهَا ثُمَّ أرْسَلَ إلى عبد الرحمن فقال: احْمِلْهَا خَلْفَكَ حتى تُخْرِجَهَا مِنَ الْحَرَمِ فَواللَّهِ ما قال فَتُخْرِجُهَا إلى الْجِعِرَّانَةِ ولا إلى التَّنْعِيمِ فَلْتُهِلَّ بِعُمْرَةٍ قالت: فَانْطَلَقْنَا وكان أدنى إلى الْحَرَمِ التَّنْعِيمُ فَأَهْلَلْتُ منه بِعُمْرَةٍ ثُمَّ أَقْبَلْتُ فَأَتَيْتُ الْبَيْتَ فَطُفْتُ بِهِ وطُفْتُ بين الصَّفَا والْمَرْوَةِ ثُمَّ أَتَيْتُهُ فَارْتَحَلَ، قال ابن أبِي مُلَيْكَةَ وَكَانَتْ عَائِشَةُ تَفْعَلُ ذلك بَعْدُ.

‌التعليق:

هذا إسناد رجاله رجال الصحيح.

(1)

رجال الإسناد:

روح بن عبادة: تقدم انظره في بابه.

عبد الله بن عبيد الله بن أبي مُليكة، أدرك ثلاثين من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، ثقة فقيه من الثالثة، مات سنة 117، روى له البخاري ومسلم.

ص: 211

وأخرجه إسحاق بن راهويه (1257) عن روح، والطحاوي في شرح معاني الآثار (2/ 241) من طريق عثمان بن عمر عن صالح بن رستم به.

هكذا قال صالح عن ابن أبي مليكة، عن عائشة أن النبي صلى الله عليه وسلم ما قال لأخيها عبد الرحمن أن يخرجها إلى التنعيم أو الجعرانة إنما قال: حتى تخرجها من الحرم.

خالفه عثمان بن الأسود قال: حدثنا ابن أبي مليكة عن عائشة قالت: يا رسول الله يرجع أصحابك بأجر حج وعمرة ولم أزد على الحج فقال لها: «اذهبي وليردفك عبد الرحمن فأمر عبد الرحمن أن يعمرها من التنعيم»

(1)

.

ورواه إبراهيم عن الأسود أن عائشة قالت: يا رسول الله يصدر الناس بنسكين وأصدر بنسك؟ فقيل لها: «انتظري فاخرجي إلى التنعيم»

(2)

.

وروى الزهري عن عروة عن عائشة ولفظه: (فبعث معي عبد الرحمن بن أبي بكر وأمرني أن أعتمر مكان عمرتي من التنعيم)

(3)

.

ورواه هشام عن عروة عن عائشة ولفظه: (فلما كان ليلة الحصبة أرسل معي عبد الرحمن إلى التنعيم)

(4)

.

(1)

البخاري (2984).

(2)

البخاري (1877)، و (1762)(1772)، ومسلم (1211).

(3)

البخاري (310)(313)، ومسلم (1211).

(4)

البخاري (1783)(1786)، واللفظ له ومسلم (1211).

ص: 212

وروى القاسم بن محمد عن عائشة أنها قالت: يا رسول الله اعتمرتم ولم أعتمر، فقال:«يا عبد الرحمن اذهب بأختك فأعمرها من التنعيم»

(1)

.

وفي رواية: «فإذا طهرت فاخرجي إلى التنعيم فأهلي»

(2)

.

وروى عمرو بن دينار عن عمرو بن أوس عن عبد الرحمن بن أبي بكر قال: أمرني النبي صلى الله عليه وسلم أن أردف عائشة وأعمرها من التنعيم

(3)

.

ورواه طاوس عن عائشة رضي الله عنها ولفظه: (فبعث معها عبد الرحمن إلى التنعيم)

(4)

.

وروت صفية بنت شيبة عن عائشة قالت: يا رسول الله رجعوا بأجرين وأرجع بأجر فأمر عبد الرحمن أن ينطلق بها إلى التنعيم

(5)

.

وروت حفصة بنت عبد الرحمن بن أبي بكر عن أبيها عبد الرحمن أن النبي صلى الله عليه وسلم قال له: «أردف أختك عائشة فأعمرها من التنعيم»

(6)

.

وروى حبيب المعلم عن عطاء عن جابر (فأمر عبد الرحمن بن أبي بكر أن يخرج معها إلى التنعيم)

(7)

.

قال الحافظ: وهذا يدل على أن إعمارها من التنعيم كان بأمر

(1)

البخاري (1518)، واللفظ له ومسلم (1211).

(2)

البخاري (1787).

(3)

البخاري (1784)(2985)، ومسلم (1212).

(4)

مسلم (1211).

(5)

مسلم (1211).

(6)

مسلم (1211).

(7)

البخاري (1651).

ص: 213

النبي صلى الله عليه وسلم، وأصح منه ما أخرجه أبو داود

(1)

من طريق حفصة بنت عبد الرحمن بن أبي بكر عن أبيها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: يا عبد الرحمن أردف أختك عائشة فأعمرها من التنعيم

وهو صريح بأن ذلك كان عن أمر النبي صلى الله عليه وسلم

وما رواه أحمد من طريق ابن أبي مليكة عنها في هذا الحديث (فذكره) فهي رواية ضعيفة لضعف أبي عامر الخزاز الراوي له عن ابن أبي مليكة

(2)

.

‌علة الوهم:

جاءت رواية مطلقة بالخروج من الحرم لأداء العمرة وهو ما رواه أفلح بن حميد عن القاسم عن عائشة بلفظ: «فدعا عبد الرحمن فقال اخرج بأختك من الحرم فلتهل بعمرة»

(3)

.

لكن يجاب عنها بتقديم الروايات المقيدة.

قال الحافظ: ويحتمل أن يكون قوله: فوالله

إلخ من كلام مَنْ دون عائشة قاله متمسكاً بإطلاق قول فأخرجها من الحرم لكن الروايات المقيدة بالتنعيم مقدمة على المطلقة فهو أولى مع صحة أسانيدها، والله أعلم

(4)

.

(1)

هو في مسلم كما تقدم.

(2)

فتح الباري (3/ 607).

(3)

البخاري (1788).

(4)

فتح الباري (3/ 607).

ص: 214

‌الحديث الثاني

(1)

:

1222 -

قال أبو يعلى رحمه الله (6011): حدثنا عبد الأعلى بن حماد النرسي، حدثنا معتمر، قال: سمعت أبا عامر يحدث عن يحيى بن أبي كثير، عن أبي سلمة عن أبي هريرة رضي الله عنه قال:

قيل للنبي: إن اليهود تقول: إن العزل هو الموؤدة الصغرى؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «كذبت يهود، كذبت يهود، لو أراد الله خلقها لم يُستطع عزلها» .

‌التعليق:

هذا إسناد رجاله كلهم ثقات رجال الصحيح.

وأخرجه النسائي في الكبرى (9083)، وابن أبي عاصم في السنة (359)، والبزار في مسنده (1452 كشف) من طرق عن معتمر عن أبي عامر الخزاز بهذا الإسناد. وتصحف عند النسائي (عامر) إلى (عمر).

هكذا قال صالح بن رستم: (عن يحيى بن أبي كثير، عن أبي سلمة عن أبي هريرة).

(1)

رجال الإسناد:

عبد الأعلى بن حماد بن نصر الباهلي البصري المعروف بالنرسي، لا بأس به من كبار العاشرة، مات سنة 236 أو 237 روى عنه البخاري ومسلم.

معتمر بن سليمان التيمي البصري، ثقة، من كبار التاسعة، مات سنة 187 وقد جاوز الثمانين.

يحيى بن أبي كثير: سيأتي في بابه.

ص: 215

خالفه هشام الدستوائي

(1)

، وعلي بن المبارك

(2)

، وأبان بن يزيد العطار

(3)

، وإبراهيم بن عبد الملك القناد

(4)

، ومعاوية بن سلام

(5)

، ومعاذ بن فضالة

(6)

.

فقالوا: (عن يحيى بن أبي كثير، عن محمد بن عبد الرحمن بن ثوبان، عن أبي مطيع رفاعة بن عوف، عن أبي سعيد عن النبي صلى الله عليه وسلم.

ورواه معمر عن يحيى بن أبي كثير، عن محمد بن عبد الرحمن بن ثوبان عن جابر بن عبد الله

(7)

.

تابعهم في كون شيخ يحيى بن أبي كثير هو محمد بن عبد الرحمن إلا أنه جعله من مسند جابر.

ورواه يحيى بن سعيد الأنصاري عن أبي رفاعة عن أبي سعيد

(8)

.

‌علة الوهم:

قد روي هذا الحديث من طريق محمد بن إبراهيم التيمي

(9)

،

(1)

أحمد (3/ 51)(3/ 53)، والنسائي في الكبرى (9079)، والطحاوي (3/ 30)، وفي شرح مشكل الآثار (1916).

(2)

أحمد (3/ 33)، والنسائي (9080)(9081)، والطحاوي (3/ 31)، وفي مشكل الآثار (1917).

(3)

أبو داود (2171)، والبيهقي (7/ 230).

(4)

النسائي (9082)، وابن أبي عاصم في السنة (368)، والمزي في تهذيب الكمال (34/ 310).

(5)

الطبراني في مسند الشاميين (2853).

(6)

البخاري في الكنى (266).

(7)

الترمذي (1139)، والنسائي (9078).

(8)

الطبراني في الأوسط (7682).

(9)

الحميدي (746).

ص: 216

وعمرو بن دينار

(1)

، ومحمد بن عمرو

(2)

، ثلاثتهم عن أبي سلمة عن أبي هريرة.

من هنا والله أعلم دخل الوهم على أبي عامر فأسنده عن يحيى بن أبي كثير بإسناد هؤلاء وخالف الثقات من أصحاب يحيى بن أبي كثير ولا يسعه مخالفتهم فهو كما في ترجمته كثير الخطأ.

(1)

النسائي في الكبرى (9084).

(2)

حديث هشام بن عمار (110).

ص: 217

‌طلحة بن يحيى

طلحة بن يحيى بن طلحة بن عبيد الله اليمني المدني نزيل الكوفة.

روى عن: أبيه، وأعمامه، وابني عميه: إبراهيم بن محمد بن طلحة، ومعاوية بن إسحاق بن طلحة، ومجاهد، وأبي بردة بن أبي موسى وعمته عائشة بنت طلحة.

وعنه: الثوري، وابن عيينة، ويحيى القطان، ووكيع، وأبو أسامة وغيرهم.

قال ابن معين ويعقوب بن شيبة وابن سعد والعجلي: ثقة، وقدمه ابن معين على أخيه إسحاق.

وقال أحمد بن حنبل وأبو زرعة والنسائي: صالح الحديث، وقال أحمد في رواية: ثقة.

وقال أبو داود: ليس به بأس.

وقال أبو حاتم: صالح الحديث، حسن الحديث، صحيح الحديث.

وقال يحيى القطان: لم يكن بالقوي، وعمرو بن عثمان أحب إليّ منه.

ص: 218

ذكره ابن حبان في الثقات وقال: كان يخطئ.

مات سنة 148.

قال ابن حجر: صدوق يخطئ من السادسة.

روى له مسلم تسعة أحاديث: (1/ 290، 367، 2/ 808، 809، 3/ 1658، 1696، 1697، 4/ 1825، 1907، 2050، 2119).

ص: 219

‌الحديث

(1)

:

1223 -

قال الإمام مسلم في صحيحه (2154): حدثنا حسين بن حريث أبو عمار، حدثنا الفضل بن موسى، أخبرنا طلحة بن يحيى، عن أبي بردة عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال:

جاء أبو موسى إلى عمر بن الخطاب فقال: السلام عليكم هذا عبد الله بن قيس فلم يؤذن له، فقال: السلام عليكم هذا أبو موسى السلام عليكم هذا الأشعري ثم انصرف، فقال: ردوا عليّ ردوا فجاء فقال: يا أبا موسى ما ردك كنا في شغل؟

قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: الاستئذان ثلاث فإن أذن لك وإلا فارجع، قال: لتأتيني على هذا ببينة وإلا فعلت وفعلت فذهب أبو موسى.

قال عمر: إن وجد بيّنة تجدوه عند المنبر عشية وإن لم يجد بينة فلم تجدوه فلما أن جاء بالعشي وجدوه، قال: يا أبا موسى ما تقول؟ قد وجدت؟ قال: نعم أبي بن كعب قال: عدل، قال: يا أبا الطفيل ما يقول هذا؟ قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ذلك يا ابن الخطاب فلا تكونن عذاباً على أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم.

قال: سبحان الله إنما سمعت شيئاً فأردت أن أتثبت.

(1)

رجال الإسناد:

حسين بن حريث الخزاعي مولاهم، أبو عمار المروزي، ثقة، من العاشرة، مات سنة 244، روى له البخاري ومسلم.

الفضل بن موسى السيناني، أبو عبد الله المروزي، ثقة ثبت وربما أغرب، من كبار التاسعة مات سنة 192، روى له البخاري ومسلم.

أبو بردة بن أبي موسى الأشعري، قيل اسمه عامر وقيل الحارث، ثقة، من الثالثة مات سنة 104 وقيل غير ذلك، روى له البخاري ومسلم.

ص: 220

‌التعليق:

وهذا إسناد رجاله كلهم ثقات رجال الشيخين غير طلحة بن يحيى من رجال مسلم.

وأخرجه مسلم أيضاً (2154) من طريق علي بن هاشم، وأبو داود (5181) من طريق عبد الله بن داود، وأحمد (4/ 398)، ويعقوب بن سفيان في المعرفة والتاريخ (1/ 267) من طريق أبي نعيم الفضل بن دكين، والطحاوي في شرح مشكل الآثار (1582) كلهم عن طلحة بن يحيى به، ورواية أحمد مختصرة على المرفوع منه.

هكذا رواه طلحة بن يحيى أن أبي بن كعب هو الذي شهد مع أبي موسى أنه سمع حديث الاستئذان من النبي صلى الله عليه وسلم.

والمحفوظ أن الذي شهد مع أبي موسى إنما هو أبو سعيد الخدري وهو الذي اتفق عليه الشيخان، أما هذه الرواية التي فيها أبي بن كعب فقد انفرد بها مسلم من طريق طلحة بن يحيى عن أبي بردة، عن أبي موسى الأشعري.

وخالفه عبيد بن عمير

(1)

فرواه عن أبي موسى الأشعري وورد فيه: أن الذي شهد مع أبي موسى أبو سعيد الخدري.

وكذلك رواه بسر بن سعيد

(2)

، وأبو نضرة

(3)

عن أبي سعيد الخدري وأنه هو الذي شهد مع أبي موسى رضي الله عنهما.

(1)

البخاري (2062)، (7353)، ومسلم (2153)(36).

(2)

البخاري (6245) من طريق يزيد بن خصيفة ومسلم (2153) من طريق يزيد وبكير بن الأشج كلاهما عن بسر بن سعيد.

(3)

مسلم (2153)(35).

ص: 221

قال الدارقطني في العلل (7/ 198): (روى هذا الحديث طلحة بن يحيى عن أبي بردة عن أبي موسى قال: فقام أبي بن كعب فشهد لأبي موسى ولم يذكر أبا سعيد وطلحة بن يحيى من الثقات ممن روى عن أبي بردة، وحديث أبي سعيد هو المحفوظ على أن مسلم بن الحجاج قد أخرج حديث طلحة بن يحيى في الصحيح).

وقال الحافظ في الفتح (11/ 28): (واتفق الرواة على أن الذي شهد لأبي موسى عند عمر أبو سعيد إلا ما عند البخاري في الأدب المفرد من طريق عبيد بن حنين قال فيه: (فقام معي أبو سعيد الخدري أو أبو مسعود إلى عمر) هكذا بالشك.

وفي رواية لمسلم من طريق طلحة بن يحيى عن أبي بردة في هذه القصة (وذكر الحديث وفيه أبي بن كعب) هكذا وقع في هذه الطريق وطلحة بن يحيى فيه ضعف ورواية الأكثر أولى أن تكون محفوظة، ويمكن الجمع بأن أبي بن كعب جاء بعد أن شهد أبو سعيد). اه.

‌علة الوهم:

1 أبي بن كعب رضي الله عنه ورد اسمه في الحديث فهو الذي قال لأبي موسى: (والله لا يقوم معك إلا أصغر القوم) قال أبو سعيد: فكنت أصغر القوم فقمت معه فأخبرت عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ذلك

(1)

.

وفي رواية: فقال أبي بن كعب: فوالله لا يقوم معك إلا أحدثنا

(1)

البخاري (6245)، ومسلم (2153)(33).

ص: 222

سناً قم يا أبا سعيد فقمت حتى أتيت عمر فقلت: قد سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول هذا

(1)

.

فمن هنا دخل الوهم على طلحة بن يحيى والله أعلم.

2 طلحة بن يحيى وإن كان من رجال مسلم ففي حفظه مقال. كما تقدم في ترجمته.

‌الخلاصة:

حديث الاستئذان صحيح وقد أودعه الشيخان في الصحيح، أما الإمام مسلم فقد أخرج الحديث من عدة طرق ذكر فيها أن الذي شهد مع أبي موسى إنما هو أبو سعيد كما عند البخاري وغيره.

ثم أخرج هذه الرواية متابعة والمراد منها الحديث المرفوع وسواء الذي شهد مع أبي موسى أبو سعيد أو أبي بن كعب فإن ذلك سواء والله تعالى أعلم.

(1)

مسلم (2153)(34).

ص: 223

‌الضحاك بن عثمان

الضحاك بن عثمان بن عبد الله بن خالد الأسدي الخزامي، أبو عثمان المدني القرشي.

روى عن: نافع مولى ابن عمر، وسالم أبي النضر، وزيد بن أسلم، ويحيى بن سعيد الأنصاري وجماعة.

وعنه: ابنه عثمان، والثوري، ووكيع، وابن مهدي، ويحيى القطان وابن حبان وجماعة.

وثقه أحمد وابن معين وابن المديني، ومصعب الزبيري، وابن بكير وأبو داود وابن سعد، وزاد ابن سعد: ثبت كثير الحديث.

وقال أبو زرعة: ليس بقوي.

وقال أبو حاتم: يكتب حديثه ولا يحتج به، وهو صدوق.

وقال ابن نمير: لا بأس به، جائز الحديث.

وقال ابن عبد البر: كان كثير الخطأ، ليس بحجة.

قال ابن حجر: صدوق يهم، من السابعة.

روى له مسلم نحو ثلاثة وثلاثين حديثاً:

ص: 224

(1/ 266، 267، 281، 349، 363، 388، 451، 499، 506، 528، 2/ 669، 678، 679، 827، 847، 975، 847، 980، 1004، 1145، 3/ 1162، 1166، 1172، 1267، 1338، 1349، 1350، 1459، 1491، 1560، 1581، 4/ 1714، 1732، 1775، 1984).

ص: 225

‌الحديث

(1)

:

1224 -

قال الإمام أحمد رحمه الله (3/ 63): حدثنا محمد بن إسماعيل، حدثنا الضحاك عن محمد بن يحيى بن حبان، عن ابن محيريز الشامي، أنه سمع أبا صرمة المازني وأبا سعيد الخدري يقولان:

أصبنا سبايا في غزوة بني المصطلق، وهي الغزوة التي أصاب فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم جويرية، وكان منا من يريد أن يتخذ أهلاً، ومنا من يريد أن يستمتع ويبيع، فتراجعنا في العزل، فذكرنا ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم فقال:«ما عليكم أن لا تعزلوا فإن الله قدَّر ما هو خالق إلى يوم القيامة» .

‌التعليق:

هذا إسناد رجاله كلهم ثقات رجال الصحيح.

وأخرجه النسائي في الكبرى (9089)، وابن قانع في معجم

(1)

رجال الإسناد:

محمد بن إسماعيل بن مسلم بن أبي فديك الديلي مولاهم المدني، أبو إسماعيل، صدوق، من صغار الثامنة، مات سنة 200 على الصحيح، روى له البخاري ومسلم.

محمد بن يحيى بن حبان بن منقذ الأنصاري المدني، ثقة فقيه، من الرابعة، مات سنة 121، وله 74 سنة، روى له البخاري ومسلم.

عبد الله بن محيريز بن جنادة بن وهب الجمحي المكي كان يتيماً في حجر أبي محذورة بمكة ثم نزل بيت المقدس، ثقة عابد، من الثالثة، مات سنة 99 وقيل قبلها، روى له البخاري ومسلم.

أبو صرْمة المازني الأنصاري صحابي، اسمه مالك بن قيس وقيل قيس بن صرمة وكان شاعراً، روى له مسلم والبخاري في الأدب.

ص: 226

الصحابة (980) عن طريق محمد بن إسماعيل بهذا الإسناد.

ورواه البيهقي (10/ 347) من طريق أبي بكر الحنفي عن الضحاك به.

هكذا رواه الضحاك فقال: (عن محمد بن يحيى بن حبان، عن ابن محيريز، عن أبي صرمة، وأبي سعيد الخدري).

خالفه ربيعة بن أبي عبد الرحمن

(1)

، وموسى بن عقبة

(2)

، ومحمد بن إسحاق

(3)

فقالوا: (عن محمد بن يحيى بن حبان، عن ابن محيريز، عن أبي سعيد).

وكذلك رواه الزهري

(4)

، عن ابن محيريز، عن أبي سعيد). زاد الضحاك أبا صرمة في الإسناد.

قال الدارقطني في العلل (11/ 281): وروى هذا الحديث محمد بن يحيى بن حبان عن ابن محيريز فرواه عنه ربيعة بن أبي عبد الرحمن، وأبو الزناد ويحيى بن سعيد والضحاك بن عثمان، وزاد الضحاك بن عثمان عليهم عن ابن محيريز أنه سأل أبا سعيد الخدري وأبا صرمة الأنصاري فذكرا فيه عن النبي صلى الله عليه وسلم.

وليس ذكر أبي صرمة في هذا الحديث محفوظاً.

وقال الحافظ في الفتح (9/ 306 - 307): وقد وقع في رواية للنسائي من طريق الضحاك بن عثمان عن محمد بن يحيى، عن ابن

(1)

البخاري (2542)، ومسلم (1438).

(2)

البخاري (7409)، ومسلم (1438).

(3)

ابن أبي شيبة (4/ 222)، وابن أبي عاصم في السنة (361).

(4)

أبو عوانة (4344)، والنسائي في الكبرى (9087) و (9089).

ص: 227

محيريز عن أبي سعيد وأبي صرمة قالا: أصبنا سبابا، والمحفوظ الأول.

‌علة الوهم:

لأن أبا صرمة رضي الله عنه كان موجوداً عندما حدث أبا سعيد الخدري رضي الله عنه هذا الحديث، بل إنه هو الذي سأله كما في صحيح مسلم

(1)

، ومن هنا دخل الوهم على الضحاك فزاده في إسناد الحديث.

(1)

مسلم (1438) من طريق إسماعيل بن جعفر قال: أخبرني ربيعة عن محمد بن يحيى بن حبان عن ابن محيريز قال: دخلت أنا وأبو صرمة على أبي سعيد الخدري فسأله أبو صرمة فقال: يا أبا سعيد هل سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يذكر العزل؟ قال: نعم غزونا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم غزوة المصطلق

الحديث.

ص: 228

‌عبد الله بن جعفر

اسمه ونسبه:

عبد الله بن جعفر بن عبد الرحمن بن المسور بن مخرمة المخرمي، أبو محمد المدني.

روى عن عمه أبي بكر، وسعد بن إبراهيم، ويزيد بن الهاد وغيرهم.

وعنه: إبراهيم بن سعد، وبشر بن عمر، وابن مهدي، ومعلى بن منصور.

وثقه أحمد كما في رواية أبي طالب والعجلي وأبي داود وحنبل وقال في رواية صالح: ليس بحديثه بأس، ووثقه الترمذي والحاكم وغيرهم.

وقال أبو حاتم والنسائي: ليس به بأس.

وقال ابن أبي خيثمة عن ابن معين: ليس به بأس، صدوق وليس بثبت.

قال الترمذي: مدني ثقة عند أهل الحديث.

ص: 229

وقال في العلل عن البخاري: صدوق ثقة.

قال ابن حبان: كان كثير الوهم فاستحق الترك، قال ابن حجر: وكأنه أراد غيره فالتبس عليه.

قال ابن حجر: ليس به بأس من الثامنة.

روى له مسلم خمسة أحاديث: (582، 966، 1364، 1684، 1718).

واستشهد به البخاري في موضع واحد في صحيحه (2550) متابعاً لحديث إبراهيم بن سعد عن أبيه، عن القاسم بن محمد عن عائشة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:«من أحدث في أمرنا هذا ما ليس فيه فهو رد» .

ص: 230

‌الحديث

(1)

:

1225 -

قال ابن ماجه رحمه الله (1230): حدثنا نَصْرُ بن عليٍّ الْجهْضميُّ ثنا بِشْرُ بن عُمَرَ ثنا عبد الله بن جعفرٍ حدثني إسماعيل بن مُحمَّد بن سَعْدٍ عن أنس بن مالكٍ أنَّ رسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم خَرَجَ فرأى أُناساً يُصلُّون قُعُوداً فقال: «صَلَاةُ الْقَاعِدِ على النِّصْفِ من صَلَاةِ الْقَائِمِ» .

‌التعليق:

هذا إسناد رجاله كلهم ثقات رجال الشيخين غير عبد الله بن جعفر من رجال مسلم.

وأخرجه النسائي في الكبرى (1364)، وأحمد (3/ 214)، وابن أبي شيبة (2/ 52)، وأبو يعلى (4336)، والطبراني في الكبير (742) من طرق عن عبد الله بن جعفر بهذا الإسناد.

هكذا قال عبد الله بن جعفر: (عن إسماعيل بن محمد، عن أنس).

خالفه الإمام مالك

(2)

فقال: (عن إسماعيل بن محمد، عن مولى

(1)

رجال الإسناد:

نصر بن علي بن نصر بن علي الجهضمي، ثقة ثبت، طلب للقضاء فامتنع، من العاشرة، مات سنة 250 أو بعدها روى له البخاري ومسلم.

بشر بن عمر بن الحكم الزهراني، أبو محمد البصري، ثقة من التاسعة، مات سنة 209 روى له البخاري ومسلم.

إسماعيل بن محمد بن سعد بن أبي وقاص الزهري المدني، أبو محمد، ثقة حجة من الرابعة، مات سنة 134.

(2)

الموطأ (1/ 136 ح 307).

ص: 231

لعمرو بن العاص أو لعبد الله بن عمرو بن العاص، عن عبد الله بن عمرو بن العاص).

وقد نصر رواية مالك محمد بن يحيى الذهلي فقال: (وحديث أنس من حديث المخرمي عن إسماعيل بن محمد بن سعد عن أنس عندنا غير محفوظ لأن مالكاً رواه عن إسماعيل بن محمد عن مولى لعمرو بن العاص أو لعبد الله بن عمرو عن عبد الله بن عمرو، ومالك أولى بالحفظ، ولأنه عن عبد الله بن عمر مستفيض ولا نعرفه عن أنس من وجه يثبت)

(1)

، وسبق هذا الحديث في باب ابن جريج ح (290).

(1)

مختصر قيام الليل (ص 199).

ص: 232

‌عبد الله بن شبرمة

عبد الله بن شبرمة بن الطفيل بن حسان، أبو شبرمة الكوفي القاضي، عداده في التابعين.

روى عن أنس بن مالك وأبي الطفيل عامر بن وائلة، وأبي وائل، والشعبي وأبي سلمة بن عبد الرحمن، وعبيد الله بن عبد الله بن عتبة وإبراهيم النخعي وجماعة.

روى عنه: شعبة والثوري والحسن بن صالح وابن المبارك وهشيم وابن عيينة وخلق.

وثقه أحمد وأبو حاتم والنسائي، وكان من أئمة الفقه، أما الحديث فما هو بالمكثر منه له نحو من ستين أو سبعين حديثاً قاله الذهبي.

توفي سنة 140.

قال ابن حجر: ثقة فقيه من الخامسة.

روى له مسلم حديثاً واحداً (2548) في المتابعات.

ص: 233

‌الحديث

(1)

:

1226 -

قال الإمام أحمد رحمه الله (2/ 327): حدثنا هاشم، حدثنا محمد بن طلحة، عن عبد الله بن شبرمة، عن أبي زرعة بن عمرو بن جرير، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

«لا يعدي شيء شيئاً، لا يعدي شيء شيئاً ثلاثاً، فقام أعرابي فقال: يا رسول الله، إن النقبة تكون بمشفر البعير أو بعجبه فتشتمل الإبل جرباً، قال: فسكت ساعة، ثم قال: ما أعدى الأول؟ لا عدوى، ولا صفر، ولا هامة، خلق الله كل نفس فكتب حياتها وموتها ومصيباتها ورزقها» .

‌التعليق:

هذا إسناد رجاله كلهم ثقات رجال الصحيح.

وأخرجه أبو يعلى (6112)، والطحاوي (4/ 112، 308) من طريق هشيم، وابن حبان (6119) من طريق شجاع بن الوليد كلاهما عن ابن شبرمة به.

(1)

رجال الإسناد:

هاشم بن القاسم بن مسلم الليثي، مولاهم البغدادي، أبو النضر مشهور بكنيته ولقبه قيصر، ثقة ثبت، من التاسعة، مات سنة 207، وله 73 سنة، روى له البخاري ومسلم.

محمد بن طلحة بن مصرف اليامي، صدوق له أوهام وأنكروا سماعه من أبيه لصغره، من السابعة، مات سنة 167، روى له البخاري ومسلم.

أبو زرعة بن عمرو بن جرير بن عبد الله البجلي الكوفي، قيل اسمه: هرم، وقيل: عمرو، وقيل: عبد الله، وقيل: عبد الرحمن، وقيل: جرير، ثقة من الثالثة روى له البخاري ومسلم.

ص: 234

وقد خالف ابن شبرمة ابن أخيه عمارة بن القعقاع

(1)

فرواه عن أبي زرعة، عن رجل، عن ابن مسعود، عن النبي صلى الله عليه وسلم.

قال أبو حاتم: وهذا أشبه بالصواب.

وقد سبق هذا الحديث في باب سفيان بن عيينة ح (109) فانظره.

(1)

الترمذي (2143)، وأحمد (1/ 440)، وأبو يعلى (5182)، والطحاوي (4/ 308).

قال المزي في تهذيب الكمال: قيل ثلاثة هم أفضل من عمومتهم وأكبر: عبد الله بن عيسى بن عبد الرحمن بن أبي ليلى ابن أخي محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى.

وعمارة بن القعقاع بن شبرمة ابن أخي عبد الله بن شبرمة، وأبو زرعة بن عمرو بن جرير ابن أخي إبراهيم بن جرير.

ص: 235

‌عبد الجبار بن العلاء

عبد الجبار بن العلاء بن عبد الجبار العطار البصري، نزيل مكة.

روى عن: أبيه، وابن عيينة، وابن مهدي، ووكيع وجماعة.

روى عنه: مسلم والترمذي والنسائي وأبو حاتم وابن خزيمة وجماعة.

قال أحمد: رأيته عند ابن عيينة حسن الأخذ.

وقال أبو حاتم: صالح الحديث.

وقال النسائي: ثقة، وكذلك قال العجلي.

قال ابن حجر: لا بأس به، من صغار العاشرة.

روى عنه مسلم أربعة أحاديث: (1935، 1969، 2026، 2067).

ص: 236

‌الحديث الأول

(1)

:

1227 -

قال الإمام مسلم رحمه الله (1969): حدثني عبد الجبار بن العلاء، حدثنا سفيان، حدثنا الزهري عن أبي عبيد قال:

شهدت العيد مع علي بن أبي طالب فبدأ بالصلاة قبل الخطبة وقال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهانا أن نأكل من لحوم نسكنا بعد ثلاث.

‌التعليق:

هذا إسناد رجاله ثقات رجال الشيخين غير عبد الجبار لم يخرج له البخاري شيئاً وروى له مسلم والترمذي والنسائي.

وأخرجه البيهقي (9/ 290) من طريق أحمد بن سلمة عن عبد الجبار بهذا الإسناد.

هكذا قال عبد الجبار: (عن سفيان، عن الزهري، عن أبي عبيد، عن علي، عن النبي صلى الله عليه وسلم.

خالفه الشافعي

(2)

والحميدي

(3)

، وأبو خيثمة زهير بن حرب

(4)

، وعلي بن المديني

(5)

.

(1)

رجال الإسناد:

سفيان بن عيينة: تقدم.

الزهري: تقدم.

سعد بن عبيد الزهري مولى عبد الرحمن بن أزهر، يكنى أبا عبيد، ثقة من الثانية، وقيل: له إدراك، روى له البخاري ومسلم.

(2)

في مسنده (1/ 236)، والبيهقي (9/ 290).

(3)

في مسنده (8).

(4)

أبو يعلى (152).

(5)

العلل له (1/ 96 رقم 164).

ص: 237

فرووه عن سفيان عن الزهري، عن أبي عبيد عن علي موقوفاً عليه من قوله، وذكر الدارقطني أن علي بن المديني وأحمد بن حنبل وإسحاق بن راهويه وغيرهم رووه عن سفيان موقوفاً.

ومما يدل على أن سفيان لا يروي هذا الحديث مرفوعاً ما ذكره الحميدي وهو أوثق أصحاب سفيان قال عقب الحديث: قلت لسفيان: إنهم يرفعون هذه الكلمة عن علي بن أبي طالب؟ قال سفيان: لا أحفظها مرفوعة وهي منسوخة

(1)

.

لذا قال الإمام البخاري: «لا يرفعه ابن عيينة»

(2)

.

قال ابن عمار الشهيد: «ورفع هذا الحديث عندي غير محفوظ في حديث ابن عيينة أخبرنا بشر بن موسى عن الحميدي قال: قلت لسفيان: أنتم ترفعون هذه الكلمة عن علي، قال سفيان: لا أحفظها مرفوعة وهي منسوخة

(3)

.

قال الدارقطني: «وهذا مما وهم فيه عبد الجبار لأن الحميدي وعلي بن المديني والقعنبي وأحمد بن حنبل وإسحاق بن راهويه وأبا بكر بن أبي شيبة وأبا خيثمة وابن أبي عمر وقتيبة وأبا عبيد الله وغيرهم وقفوه عن ابن عيينة.

واحتمل أن يكون خفي على مسلم أن ابن عيينة يرويه موقوفاً لأنه لعله لم يقع عنده إلا من رواية عبد الجبار، ولأن الحديث رفعه صحيح عن الزهري رفعه صالح ومعمر ويونس وابن أخي الزهري

(1)

مسند الحميدي (1/ 6).

(2)

التاريخ الكبير (3/ 289).

(3)

علل الأحاديث في كتاب الصحيح لمسلم بن الحجاج (18).

ص: 238

ومالك من رواية جويرية والزبيدي عن الزهري، وأما البخاري فأخرجه من حديث يونس وحده ولم يعرض لحديث ابن عيينة»

(1)

.

قال النووي: قال القاضي: لهذا الحديث في رواية سفيان عند أهل الحديث علة في رفعه لأن الحفاظ من أصحاب سفيان لم يرفعوه ولهذا لم يروه البخاري من رواية سفيان ورواه من غير طريقه

(2)

....

‌الخلاصة:

الحديث صحيح مرفوعاً من غير طريق سفيان، فقد رواه عن الزهري بهذا الإسناد مرفوعاً: يونس بن يزيد

(3)

، ومعمر بن راشد

(4)

، وصالح بن كيسان

(5)

، وشعيب بن أبي حمزة

(6)

، وابن أخي الزهري

(7)

، وسفيان بن حسين

(8)

.

أما رواية سفيان فالصحيح أنها موقوفة وقد صرح سفيان نفسه أنه لا يحفظ هذا الحديث إلا موقوفاً من قول علي رضي الله عنه، وكذلك رواه الأئمة من أصحاب الشافعي والحميدي وأحمد وابن المديني

(1)

التتبع (ح رقم 138) وبين الإمامين مسلم والدارقطني (ص 325).

(2)

شرح مسلم (7/ 54).

(3)

البخاري (5573)، ومسلم (1969).

(4)

مسلم (1969) وعبد الرزاق (5636)، والشافعي (1/ 236)، وأحمد (1/ 34، 78، 84)، وأبو عوانة (7854).

(5)

مسلم (1969)، وأبو عوانة (7855)(7857).

(6)

أبو عوانة (7858).

(7)

مسلم (1969)، وأبو عوانة (7856).

(8)

أحمد (1/ 149)، وأبو يعلى (277).

ص: 239

وغيرهم، وكما صححه أئمة الحديث البخاري ابن المديني وابن عمار الشهيد والدارقطني وغيرهم.

أما الإمام مسلم فقد ثبت عنده هذا الحديث مرفوعاً فأخرجه من حديث يونس ومعمر وصالح بن كيسان وابن أخي الزهري، وأحسن الظن بشيخه عبد الجبار بن العلاء فرواه عنه ولم يلتفت إلى من وقفه عن سفيان خاصة إذا علم أن المحدث قد يرفع الحديث مرة ويوقفه أخرى ولصحة الحديث عنده من طرق أخرى عن الزهري مرفوعاً والله تعالى أعلم.

ص: 240

‌الحديث الثاني

(1)

:

1228 -

قال ابن خزيمة رحمه الله (2766): عبد الجبار بن العلاء ثنا سفيان عن الزهري عن عروة قال: قرأت عند عائشة {إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ

(158)} الآية قلت: ما أرى على من لم يطف بينهما شيئاً، قالت: بئس ما قلت يا ابن أختي إنما كان من أهلَّ لمناة الطاغية التي بالمشلل يطوفون بين الصفا والمروة فلما كان الإسلام قالوا: يا رسول الله إن طوافنا بين هذين الحجرين من أمر الجاهلية قالت فنزلت: {إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ

(158)}

الحديث.

حدثناه المخزومي، قال: حدثناه سفيان عن الزهري، عن عروة بنحوه.

‌التعليق:

هذا إسناد على شرط مسلم.

وأخرجه ابن خزيمة أيضاً عن سعيد بن عبد الرحمن المخزومي عن سفيان ولم يسق لفظه وأحال على حديث عبد الجبار.

هكذا قال عبد الجبار بن العلاء عن سفيان عن الزهري، عن عروة عن عائشة: إن من أهلَّ لمناة يطوفون بين الصفا والمروة.

(1)

رجال الإسناد:

سعيد بن عبد الرحمن بن حسان المخزومي، ثقة، من صغار العاشرة، مات سنة 249، روى له الترمذي والنسائي.

سفيان بن عيينة: تقدم انظره في بابه.

الزهري: انظر ترجمته في بابه.

ص: 241

خالفه الحميدي

(1)

، وعمرو الناقد

(2)

، وابن أبي عمر

(3)

، وإبراهيم الرمادي

(4)

، وعبد الأعلى

(5)

، ومحمد بن منصور

(6)

.

فرووه عن سفيان بهذا الإسناد فقالوا: (إن من أهل لمناة لتحرج أن يطوف بين الصفا والمروة).

وكذلك رواه جماعة عن الزهري منهم:

شعيب بن أبي حمزة

(7)

، ويونس بن يزيد

(8)

، وعقيل بن خالد

(9)

، ومعمر بن راشد

(10)

، وعبد الرحمن بن خالد بن مسافر

(11)

، وإبراهيم بن سعد

(12)

.

هؤلاء كلهم رووه عن الزهري عن عروة عن عائشة بمثل رواية الجماعة عن سفيان.

(1)

البخاري (4861)، وهو في مسند الحميدي (219).

(2)

مسلم (1277).

(3)

مسلم (1277)، والترمذي (2965).

(4)

أبو نعيم في مستخرجه على مسلم (2942).

(5)

أبو يعلى (4730).

(6)

النسائي (5/ 237)، وفي الكبرى (3960).

(7)

البخاري (1643) و (4861).

(8)

مسلم (1277)، وابن خزيمة (2767).

(9)

مسلم (1277).

(10)

البخاري تعليقاً (4861)، وأحمد (6/ 162)، وإسحاق (690)، وأبو عوانة (3321)، والطبري في التفسير (2/ 48).

(11)

البخاري (4861) تعليقاً، ووصله الطحاوي في شرح مشكل الآثار (3936).

(12)

أحمد (6/ 144) و (6/ 227)، وابن أبي حاتم في التفسير (1431)، وأبو عوانة (3215).

ص: 242

وكذلك رواه أصحاب هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة

(1)

فقالوا: إن من أهل لمناة كانوا يتحرجون أن يطوفوا بين الصفا والمروة وخالفهم أبو معاوية

(2)

، فرواه بمثل ما رواه عبد الجبار، انظره في بابه.

وكذلك رواه عاصم بن سليمان الأحول

(3)

عن أنس بن مالك قال: كانت الأنصار يكرهون أن يطوفوا بين الصفا والمروة حتى نزلت: {إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ

(158)}

}.

وهم عبد الجبار فقلب كلمة (لا يطوفون) فجعلها (يطوفون) وحمل ابن خزيمة الوهم فيه على سفيان، وقد ذكرنا أن ستة من الثقات رووه عن سفيان على الوجه الصحيح منهم: الحميدي وروايته عند البخاري، وكان الإمام البخاري إذا كان الحديث عند الحميدي لا يعدوه إلى غيره.

قال ابن خزيمة: الصحيح، رواه يونس عن الزهري أن من كان يهل لمناة كانوا يتحرجون من الطواف بينهما، لا أنهم كانوا يطوفون بينهما كخبر ابن عيينة، والدليل على صحة رواية يونس متابعة هشام بن عروة إياه على هذا المعنى، وخبر عاصم عن أنس دال أيضاً أن الأنصار كانوا هم الذين يتحرجون من الطواف بينهما قبل نزول هذه الآية

(4)

.

(1)

البخاري (1790)(4495)، ومسلم (1277)، وأبو داود (1901)، وابن خزيمة (2769) وغيرهم.

(2)

انظر حديث رقم (386).

(3)

أبو عوانة (3324)، وابن خزيمة (2768).

(4)

صحيح ابن خزيمة (4/ 234).

ص: 243

‌الحديث الثالث

(1)

:

1229 -

قال أبو عبد الرحمن النسائي (6/ 35): أخبرنا عبد الجبار بن العلاء، قال: حدثنا سفيان عن عمرو سمع محمد بن قيس عن عبد الله بن أبي قتادة عن أبيه رضي الله عنه قال:

جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم وهو على المنبر فقال: «يا رسول الله أرأيت إن ضربت بسيفي في سبيل الله صابراً محتسباً مقبلاً غير مدبر حتى أُقتل، أيكفر الله عني خطاياي؟ قال: نعم، فلما أدبر دعاه فقال: هذا جبريل يقول إلا أن يكون عليك دين» .

‌التعليق:

هذا إسناد رجاله كلهم رجال الصحيح.

هكذا رواه عبد الجبار فقال: (عن سفيان، عن عمرو، عن محمد بن قيس، عن عبد الله بن أبي قتادة، عن أبيه، عن النبي صلى الله عليه وسلم.

(1)

رجال الإسناد:

سفيان بن عيينة: انظر ترجمته في بابه.

عمرو بن دينار المكي أبو محمد الأثرم الجمحي مولاهم، ثقة ثبت من الرابعة، مات سنة 126، روى له البخاري ومسلم.

محمد بن قيس المدني القاص (قاص عمر بن عبد العزيز) ثقة من السادسة، وحديثه عن الصحابة مرسل، روى له مسلم.

عبد الله بن أبي قتادة الأنصاري المدني، ثقة، من الثالثة، مات سنة 95، روى له البخاري ومسلم.

أبو قتادة الأنصاري: صحابي مشهور.

ص: 244

خالفه سعيد بن منصور

(1)

، والحميدي

(2)

فقالوا: (عن سفيان، عن عمرو بن دينار، عن محمد بن قيس، عن النبي صلى الله عليه وسلم.

قال الدارقطني: وإنما رواه عمرو بن دينار عن محمد بن قيس مرسلاً بغير إسناد.

ورواه محمد بن عجلان، عن محمد بن قيس، عن ابن أبي قتادة عن أبيه، بيَّن ذلك محمد بن ميمون الخياط، وفهم بن عبد الرحمن بن فهم، وعباس بن يزيد، وسعدان بن نصر عن ابن عيينة

(3)

.

وقال أبو الفضل بن عمار الشهيد: «رواه عمرو بن دينار، عن محمد بن قيس مرسلاً»

(4)

.

وقال حمزة بن محمد الكناني الحافظ صاحب النسائي: هذا الحديث خطأ، وإنما رواه الثقات عن ابن عيينة، عن عمرو، عن محمد بن قيس، عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسلاً، وعن ابن عيينة عن محمد بن عجلان عن محمد بن قيس عن عبد الله عن أبي قتادة عن أبيه عن

(1)

في سننه (2553)، ومن طريقه مسلم (1885)، والخطيب في الفصل للوصل (2/ 793).

وقد سقط في المطبوع من صحيح مسلم في رواية عمرو بن دينار قوله عن النبي صلى الله عليه وسلم قال مسلم: وحدثنا سعيد بن منصور حدثنا سفيان عن عمرو بن دينار عن محمد بن قيس ح قال: وحدثنا محمد بن عجلان عن محمد بن قيس عن عبد الله بن أبي قتادة عن أبيه عن النبي صلى الله عليه وسلم.

وهو مثبت في سنن سعيد بن منصور وعند الخطيب. وانظره في باب الإمام مسلم رحمه الله.

(2)

في مسنده (426).

(3)

العلل (6/ 133).

(4)

علل الحديث في كتاب الصحيح (1/ 104).

ص: 245

النبي صلى الله عليه وسلم، وقد رواه غير واحد عن ابن عيينة فجمعوهما عمرو بن دينار ومحمد بن عجلان فحملوا حديث عمرو بن دينار المرسل على حديث محمد بن عجلان، ولا أدري كيف جاز هذا على أبي عبد الرحمن ولعله اتكل فيه على عبد الجبار) اه

(1)

.

لكن جاء عن أبي حاتم الرازي ما يصحح هذه الرواية.

قال ابن أبي حاتم: سألت أبي عن حديث رواه عبد الرحمن الدشتكي، عن أبي جعفر الرازي، عن ليث بن أبي سليمان، عن عمرو بن دينار عن ابن عباس وغيره فذكر الحديث.

قال: فسمعت أبي يقول: هذا خطأ، إنما هو على ما يرويه ابن عيينة عن عمرو بن دينار عن محمد بن قيس عن عبد الله بن أبي قتادة عن أبيه عن النبي صلى الله عليه وسلم

(2)

.

وهذا وهم منه رحمه الله فعمرو بن دينار يرويه عن محمد بن قيس مرسلاً كما سبق والله تعالى أعلم.

(1)

تحفة الأشراف (8/ 536 رقم 12104).

(2)

العلل لابن أبي حاتم (1/ 343).

ص: 246

‌عبد الحميد بن جعفر

عبد الحميد بن جعفر بن عبد الله بن الحكم بن رافع بن سنان الأنصاري الأوسي، أبو الفضل.

روى عن: أبيه، ووهب بن كيسان، ويحيى بن سعيد الأنصاري، والعلاء بن عبد الرحمن، والزهري وغيرهم.

وعنه: عبد الله بن المبارك، وأبو خالد الأحمر، وهشيم، ووكيع، ويحيى القطان وغيرهم.

وثقه أحمد وابن معين وابن سعد والساجي وابن نمير.

وذكر ابن أبي خيثمة عن ابن معين: أن يحيى بن سعيد القطان كان يوثقه، وذكر الدوري عن ابن معين أن يحيى كان يضعفه.

وقال أحمد بن حنبل: ثقة ليس به بأس، سمعت يحيى بن سعيد يقول: كان سفيان يضعفه لأجل القدر.

وقال النسائي: ليس به بأس.

وقال في كتاب الضعفاء: ليس بقوي.

قال ابن حجر: صدوق، ربما رمي بالقدر، ربما وهم، من السادسة.

ص: 247

روى له مسلم نحو خمسة عشر حديثاً وهي كالتالي:

(533، 543، 1397، 1418، 1469، 1581، 1727، 1764، 1982، 2075، 2673، 2895، 2907، 2911، 4/ 2287).

واستشهد به البخاري في حديث واحد (6729) عن سعيد المقبري، عن عمر بن الحكم عن أبي هريرة موقوفاً.

ص: 248

‌الحديث الأول

(1)

:

1230 -

قال الإمام الترمذي (3125): حدثنا الحُسَيْنُ بن حُرَيْثٍ حدثنا الفَضْلُ بن مُوسى عن عبد الْحَمِيدِ بن جَعْفَرٍ عن الْعلاء بن عبد الرحمن عن أبيه عن أبي هُرَيْرةَ عن أبيِّ بن كَعْبٍ قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: «ما أَنْزَلَ الله في التَّوْرَاةِ ولا في الإِنْجِيلِ مِثْلَ أُمِّ الْقُرْآنِ وَهِيَ السَّبْعُ الْمَثَانِي وَهِيَ مَقْسُومَةٌ بَيْنِي وَبَيْنَ عَبْدِي وَلِعَبْدِي ما سَأَلَ» .

‌التعليق:

هذا إسناد رجاله كلهم ثقات رجال الصحيح.

وأخرجه النسائي (2/ 139) وفي الكبرى (986) من طريق الفضل بن موسى، وأخرجه أحمد (5/ 114)، وعبد بن حميد (165)، والدارمي (3372)، وعبد الله بن أحمد في زياداته (4/ 55)، والطبري في تفسيره (4/ 55)، وابن خزيمة (500)، (501)، وابن حبان (775)، والحاكم (2/ 354)، وابن الضريس في فضائل القرآن (147)، والضياء في المختارة (1232)، (1233)، والبيهقي الصغرى (996) من طريق أبي أسامة حماد بن أسامة عن عبد الحميد بن جعفر بهذا الإسناد.

(1)

رجال الإسناد:

الحسين بن حريث الخزاعي: تقدم.

الفضل بن موسى: تقدم. انظره في بابه.

العلاء بن عبد الرحمن بن يعقوب الحرقي المدني، صدوق ربما وهم، من الخامسة، مات سنة بضع وثلاثين، روى له مسلم والبخاري في جزء القراء.

عبد الرحمن بن يعقوب الجهني المدني، ثقة من الثالثة، روى له مسلم والبخاري في جزء القراءة.

ص: 249

هكذا قال عبد الحميد بن جعفر: (عن العلاء بن عبد الرحمن، عن أبيه، عن أبي هريرة، عن أبي بن كعب، عن النبي صلى الله عليه وسلم.

خالفه عبد العزيز بن محمد الدراوردي

(1)

، وإسماعيل بن جعفر

(2)

، ومحمد بن جعفر

(3)

، وعبد العزيز بن أبي سلمة

(4)

، وشعبة

(5)

، وروح بن القاسم

(6)

، وعبد السلام بن حفص

(7)

، وعبد الرحمن بن إسحاق

(8)

، وعبد الرحمن بن إبراهيم

(9)

.

فقالوا: (عن العلاء بن عبد الرحمن، عن أبيه، عن أبي هريرة، أن النبي صلى الله عليه وسلم خرج على أبي وهو يصلي، فذكر الحديث.

لذا قال الترمذي عقب الحديث: حديث عبد العزيز بن محمد أطول وأتم وهذا أصح من حديث عبد الحميد بن جعفر، وهكذا روى غير واحد عن العلاء بن عبد الرحمن

(10)

.

وخالفه ابن عبد البر فقال: «رواه ابن جريج وابن عجلان ومحمد بن إسحاق عن العلاء مرسلاً عن النبي صلى الله عليه وسلم.

(1)

الترمذي (3126)، والدارمي (3373).

(2)

أبو يعلى (6482)، وأحمد (2/ 357)، والطحاوي في شرح مشكل الآثار (3/ 243).

(3)

الطبري في تفسيره (4/ 55).

(4)

ابن عبد البر في التمهيد (20/ 218) تعليقاً.

(5)

الخطيب في تاريخ بغداد (4/ 364).

(6)

ابن عبد البر في التمهيد (20/ 218).

(7)

المصدر السابق.

(8)

أبو يعلى (6531)، والطبري في تفسيره (4/ 55).

(9)

أحمد (2/ 412)، والطبري في التفسير (4/ 55).

(10)

سنن الترمذي (5/ 278).

ص: 250

ورواه إسماعل ومحمد ابنا جعفر ابن أبي كثير، وعبد العزيز بن أبي سلمة، وروح بن القاسم وعبد السلام بن حفص عن العلاء عن أبيه عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم مسنداً.

ورواه عبد الحميد بن جعفر عن العلاء عن أبيه عن أبي هريرة عن أبي بن كعب عن النبي صلى الله عليه وسلم وهو الأشبه عندي، والله أعلم»

(1)

.

‌علة الوهم:

إن أبا هريرة يحدث هنا عن قصة أبي بن كعب مع النبي صلى الله عليه وسلم

(2)

، ووهم عبد الحميد فجعلها من رواية أبي هريرة عن أبي كعب.

(1)

التمهيد (20/ 218).

(2)

جاء في الحديث: (إن رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج على أبي بن كعب وهو يصلي فناداه فلم يجبه ثم خفف أبي الصلاة وانصرف إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: «ما منعك أن تجيبني إذ دعوتك؟ فقال: كنت في الصلاة. فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: أفلم تجد فيما أوحي إلي أن { .. اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ

(24)} قال: بلى ولا أعود إن شاء الله

» الحديث.

ص: 251

‌الحديث الثاني

(1)

:

1231 -

قال الطبراني في المعجم الكبير (24/ 200) رقم (511): حدثنا محمد بن عبد الله الحَضْرَمِيُّ ثنا عَلِيُّ بن مُسْلِمٍ الطُّوسِيُّ ثنا محمد بن بَكْرٍ البُرْسَانِيُّ ثنا عبد الْحَمِيدِ بن جَعْفَرٍ عن هِشَامِ بن عُرْوَةَ عن أبيه عن بُسْرَةَ بنتِ صَفْوَانَ قالت: سمعت رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يقول: «من مَسَّ ذَكَرَهُ أو أُنْثَيَيْهِ أو رُفْغَيْهِ فَلْيَتَوَضَّأْ وُضُوءَهُ للصَّلاةِ» .

‌التعليق:

هذا إسناد رجاله كلهم ثقات رجال الصحيح غير محمد بن عبد الله الحضرمي وهو ثقة حافظ، وثقه الدارقطني وابن نقطة وابن ماكولا وجماعة.

وأخرجه أيضاً في الأوسط (1457)(3992) بنفس الإسناد.

(1)

رجال الإسناد:

محمد بن عبد الله بن سليمان أبو جعفر الحضرمي الكوفي، مطين، قال ابن أبي حاتم: صدوق، وقال الدارقطني والسلمي: ثقة جبل، وقال ابن ماكولا: أحد الأئمة الحفاظ ونعته الذهبي: الحافظ الكبير محدث الكوفة صنف المسند والتاريخ وكان متقناً. (تراجم شيوخ الطبراني ص 579).

علي بن مسلم بن سعيد الطوسي نزيل بغداد، ثقة من العاشرة، مات سنة 253، روى له البخاري.

محمد بن بكر بن عثمان البرساني، أبو عثمان البصري، صدوق قد يخطئ من التاسعة، مات سنة 204، روى له البخاري ومسلم.

هشام بن عروة: انظر ترجمته في بابه.

عروة بن الزبير: تقدم مراراً.

ص: 252

وأخرجه الدارقطني (1/ 148)، والبيهقي (1/ 137)، والخطيب في الفصل للوصل (1/ 343) كلهم من طريق محمد بن بكر البرساني.

ورواه ابن أبي عاصم (3235) من طريق محمد بن بكر البرساني ولم يسق لفظه.

هكذا قال عبد الحميد بن جعفر عن هشام بن عروة عن أبيه، عن بسرة عن النبي صلى الله عليه وسلم:«من مس ذكره أو أنثييه أو رفغيه» .

خالفه جماعة من أصحاب هشام فرووه عنه فلم يذكروا: «وأنثييه أو رفغيه» منهم:

سفيان الثوري

(1)

، ويحيى القطان

(2)

، وأبو أسامة حماد بن أسامة

(3)

، وأيوب السختياني

(4)

، وحماد بن زيد

(5)

، وعبد الله بن إدريس

(6)

، وحماد بن سلمة

(7)

، وسعيد بن عبد الرحمن الجمحي

(8)

،

(1)

ابن حبان (1116)، والطبراني في الكبير (24/ 514)، والدارقطني (1/ 147).

(2)

الترمذي (82)، والنسائي (1/ 216)، وأحمد (6/ 407).

(3)

الترمذي (83)، وابن خزيمة (33)، وابن الجارود (17)، وابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني (3232)، والطبراني (24/ 518).

(4)

الدارقطني (1/ 148)، والطوسي في مختصر الأحكام (69).

(5)

الطبراني (24/ 507)، والحاكم (1/ 472)، والدارقطني في العلل (15/ 331 - 332).

(6)

ابن ماجه (479)، والطبراني (24/ 508)، والدارقطني في العلل (15/ 332).

(7)

ابن أبي عاصم (3243)، والطحاوي (1/ 72)، والطبراني (24/ 59)، والدارقطني (15/ 333).

(8)

الطحاوي (1/ 73)، والبيهقي (1/ 128)، والدارقطني (15/ 330).

ص: 253

وأنس بن عياض

(1)

، ووهيب بن خالد

(2)

، وعلي بن مبارك

(3)

، ومالك بن أنس

(4)

، وعلي بن مسهر

(5)

، وهشام بن حسان

(6)

، وشعيب بن إسحاق

(7)

، وربيعة بن عثمان

(8)

، والمنذر بن عبد الله

(9)

، وعنبسة بن عبد الواحد

(10)

، ويزيد بن سنان

(11)

، وإسماعيل بن عياش

(12)

، وعباد بن صهيب

(13)

وغيرهم

(14)

، فقالوا:(من مس ذكره فليتوضأ) أو نحوه.

وهم عبد الحميد بن جعفر في ذكر الأنثيين والرفغ، وتابعه في ذلك محمد بن دينار

(15)

، وابن جريج

(16)

من رواية حجاج عنه.

(1)

البيهقي (1/ 129).

(2)

ابن حبان (1115)، والدارقطني في العلل (15/ 333)، والقطيعي في جزء الألف دينار (138).

(3)

الطحاوي (1/ 73).

(4)

الموطأ (1/ 42) موقوفاً، ووصله الطبراني في الأوسط (484)(8566)، والدارقطني في العلل (15/ 338) من طريق أبي علقمة العذري.

(5)

الطحاوي (1/ 72)، والطبراني في الأوسط (24/ 506).

(6)

الطبراني (24/ 512)، والدارقطني في العلل (15/ 331).

(7)

ابن حبان (1113)، والدارقطني (1/ 146)، والحاكم (1/ 137)، والبيهقي (1/ 129)، وفي الصغرى (32)، وابن حزم في المحلى (1/ 240).

(8)

ابن الجارود (18)، وابن حبان (1113)، والطبراني (24/ 517)، والبيهقي (1/ 129).

(9)

الحاكم (1/ 137)، والبيهقي (1/ 129).

(10)

الحاكم (1/ 137).

(11)

الدارقطني (1/ 147).

(12)

الدارقطني (1/ 147)، وفي العلل (15/ 334) وزاد: وإذا مست المرأة قبلها.

(13)

الدارقطني (15/ 330).

(14)

انظر: العلل للدارقطني (15/ 330 - 337).

(15)

الطبراني (24/ 516).

(16)

الطبراني (24/ 513)، والدارقطني (1/ 148).

ص: 254

قال الدارقطني: «كذا رواه عبد الحميد بن جعفر عن هشام ووهم في ذكر الأنثيين والرفغ وإدراجه ذلك في حديث بسرة عن النبي صلى الله عليه وسلم والمحفوظ أن ذلك من قول عروة غير مرفوع، كذلك رواه الثقات عن هشام منهم: أيوب السختياني وحماد بن زيد وغيرهما»

(1)

.

وقال البيهقي: روي مدرجاً في الحديث وهو وهم والصواب أنه من قول عروة، والقياس أن لا وضوء في المس، وإنما اتبعنا السنة في إيجابه بمس الفرج فلا يجب بغيره

(2)

.

وقال الذهبي: «ينكر من حديث محمد بن بكر البرساني عن عبد الحميد بن جعفر عن هشام بن عروة عن أبيه عن بسرة فذكر الحديث، وإنما هذه الزيادة من قول عروة»

(3)

.

وكذلك ذكر هذا الحديث مثالاً: للمدرج السخاوي، والسيوطي وابن بهادر والصغاني وغيرهم

(4)

.

‌علة الوهم:

الإدراج في متن الحديث:

وقد فصل كلام عروة من الحديث المرفوع أيوب السختياني وحماد بن زيد فقالا عن هشام بن عروة عن أبيه عن بسرة أنها

(1)

السنن (1/ 148)، وعن البيهقي في السنن الكبرى (1/ 138).

(2)

السنن الكبرى (1/ 138).

(3)

ميزان الاعتدال (6/ 81).

(4)

انظر: تدريب الراوي (1/ 270)، فتح المغيب (1/ 345)، والتقييد والإيضاح (1/ 130)، الشذا الفياح (1/ 219)، النكت على مقدمة ابن الصلاح (2/ 242)، توضيح الأفكار (2/ 56).

ص: 255

سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «من مس ذكره فليتوضأ» ، قال: وكان عروة يقول: إذا مس رفغيه أو أنثييه فليتوضأ، وهذا اجتهاد منه ولم يوافق عليه كما سبق في قول البيهقي. والله تعالى أعلم.

ص: 256

‌الحديث الثالث

(1)

:

1232 -

قال النسائي رحمه الله (6/ 223): أخبرنا عمرو بن علي، قال أنبأنا يحيى قال: حدثنا عبد الحميد بن جعفر، قال: حدثني يزيد بن أبي حبيب عن سويد بن قيس عن معاوية بن خُديج عن أبي ذر رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

«ما من فرس عربي إلا يؤذن له عند كل سحر بدعوتين: اللَّهم خولتني من خولتني من بني آدم وجعلتني له، فاجعلني أحب أهله وماله إليه، أو من أحب ماله وأهله إليه» .

‌التعليق:

هذا إسناد رجاله كلهم ثقات رجال الصحيح غير سويد بن قيس وهو تابعي ثقة ومعاوية بن خديج وهو صحابي.

وهو في السنن الكبرى للنسائي (4405).

ورواه أحمد (5/ 170) عن يحيى القطان، وأخرجه البزار

(1)

رجال الإسناد:

عمرو بن علي بن بحر بن كثير، أبو حفص الفلّاس الصيرفي الباهلي البصري، ثقة حافظ من العاشرة، مات سنة 249، روى له البخاري ومسلم.

يحيى بن سعيد القطان، ثقة متقن حافظ إمام قدوة (انظر ترجمته في بابه).

يزيد بن أبي حبيب المصري، أبو رجاء، ثقة فقيه وكان يرسل من الخامسة، مات سنة 128 وقد قارب 80 عاماً، روى له البخاري ومسلم.

سويد بن قيس التجيبي مصري ثقة من الثالثة، روى له أبو داود والنسائي وابن ماجه.

معاوية بن خديج الكندي صحابي صغير، وقد ذكره يعقوب بن سفيان في التابعين، روى له أبو داود والنسائي والبخاري في الأدب المفرد.

ص: 257

(3893)

، وأبو نعيم في الحلية (8/ 387) من طريق يحيى، والحاكم (2/ 144)، والبيهقي (6/ 223) من طريق روح بن عبادة كلاهما عن عبد الحميد بن جعفر به.

هكذا رواه عبد الحميد بن جعفر فقال: (عن يزيد بن أبي حبيب، عن سويد بن قيس، عن معاوية بن خديج، عن أبي ذر، عن النبي صلى الله عليه وسلم.

خالفه الليث بن سعد

(1)

، وعمرو بن الحارث

(2)

فقالا: (عن يزيد، عن عبد الرحمن بن شماسة، عن معاوية بن خديج، عن أبي ذر موقوفاً عليه).

قلب عبد الحميد (عبد الرحمن بن شماسة) إلى سويد بن قيس وروى الحديث مرفوعاً والمحفوظ موقوف.

وكذلك روى هذا الحديث علي بن رباح عن معاوية بن خديج عن أبي ذر موقوفاً

(3)

.

وقد ذكروا لهذا الحديث قصة قال معاوية بن خديج: مررت بأبي ذر وهو يمرغ فرساً له ثم أخذ يمسح بثوبه فقلت: والله إنك لتحب فرسك هذا، قال: نعم والله إني لأرى هذا قد استجيب له، قلت: وهل يدعو الخيل؟ قال: نعم ما من فرس إلا وله دعوة يدعو بها فمنها ما يستجاب له ومنها ما لا يستجاب له، يقول: اللَّهم ملكتني ابن آدم

الحديث.

(1)

أحمد (5/ 112).

(2)

سعيد بن منصور في سننه (2444).

(3)

سعيد بن منصور (2443).

ص: 258

قال الإمام أحمد عقب الحديث: (خالفه عمرو بن الحارث فقال عن يزيد عن عبد الرحمن بن شماسة، وقال ليث: عن ابن شماسة أيضاً)

(1)

.

وذكر الدارقطني: أن الموقوف هو المحفوظ

(2)

.

(1)

المسند (5/ 170)، والعلل ومعرفة الرجال (3/ 403).

(2)

العلل (6/ 266).

ص: 259

‌الحديث الرابع

(1)

:

1233 -

قال الإمام أحمد رحمه الله (2/ 518): حدثنا عثمان بن عمر، حدثنا عبد الحميد بن جعفر، عن يزيد بن أبي حبيب، عن معاوية بن مغيث أو معتب، عن أبي هريرة رضي الله عنه أنه قال:

يا رسول الله ماذا رد إليك ربك عز وجل في الشفاعة؟ قال: لقد ظننت لتكونن أول من سألني عنها مما رأيت من حرصك على العلم، شفاعتي لمن يشهد أن لا إله إلا الله مخلصاً يصدق قلبه لسانه ولسانه قلبه.

‌التعليق:

هذا إسناد رجاله كلهم ثقات رجال الصحيح غير معاوية بن معتب من رجال التعجيل ذكره ابن حبان في ثقات التابعين، وذكره البخاري في التاريخ (7/ 331)، وابن أبي حاتم في الجرح والتعديل (8/ 379) فلم يذكرا فيه جرحاً ولا تعديلاً، وصحح الحاكم حديثه هذا.

وذكر الحديث الهيثمي في المجمع (10/ 404) وقال: رجاله رجال الصحيح غير معاوية بن معتب وهو ثقة.

(1)

رجال الإسناد:

عثمان بن عمر بن فارس العبدي، بصري أصله من بخارى، ثقة، قيل: كان يحيى بن سعيد لا يرضاه، من التاسعة، مات سنة 209، روى له البخاري ومسلم.

يزيد بن أبي حبيب المصري أبو رجاء واسم أبيه سويد، ثقة فقيه، وكان يرسل من الخامسة، مات سنة 128، وله نحو 80 عاماً، روى له البخاري ومسلم.

معاوية بن معتب، ويقال: ابن مغيث، ويقال: ابن عتبة الهذلي، عن أبي هريرة وكان في حجره، وثقه ابن حبان وهو مجهول (الإكمال) والتعجيل (2/ 271).

ص: 260

هكذا رواه عبد الحميد بن جعفر فقال: (عن يزيد بن أبي حبيب، عن معاوية بن مغيث أو معتب، عن أبي هريرة).

خالفه الليث بن سعد

(1)

فرواه (عن يزيد بن أبي حبيب، عن سالم بن أبي سالم، عن معاوية بن معتب، عن أبي هريرة).

وخالفه أيضاً عمرو بن الحارث

(2)

فرواه (عن يزيد بن أبي حبيب، عن أبي سالم، عن معاوية بن معتب، عن أبي هريرة).

أسقط عبد الحميد سالم بن أبي سالم من الإسناد.

قال ابن خزيمة: رواية الليث أوقع على القلب من رواية عمرو بن الحارث إنما الخبر علمي، عن سالم بن أبي سالم كما رواه الليث لا عن أبي سالم اللَّهم إلا أن يكون سالم كنيته أبو سالم أيضاً.

ورواه كذلك عمرو بن الحارث

(3)

وابن لهيعة

(4)

قالا: (عن يزيد بن أبي حبيب، عن أبي الخير مرثد بن عبد الله اليزني، عن سالم بن أبي سالم، عن معاوية بن معتب، عن أبي هريرة).

فجعلا سالم بن أبي سالم هو الراوي عن معاوية بن معتب كما ذكر الليث.

(1)

أحمد (2/ 307)، وإسحاق بن راهويه (337)، والبخاري في التاريخ الكبير (4/ 111)، وابن خزيمة في التوحيد (2/ 696)، والحاكم (1/ 69 - 70)، وقال: هذا حديث صحيح الإسناد فإن معاوية بن معتب مصري من التابعين، والحارث في مسنده (1136 زوائد الهيثمي).

(2)

ابن خزيمة في التوحيد (2/ 697).

(3)

ابن حبان (6466).

(4)

ابن خزيمة في التوحيد (2/ 697).

ص: 261

قال الدارقطني: وقول الليث أشبه

(1)

.

‌أثر الوهم:

اغتر الحسيني في هذا الإسناد فذكر في الإكمال ص 415 أنه قد روى عن معاوية بن معتب هذا يزيد بن أبي حبيب وسالم بن أبي سالم.

وتعقبه ابن حجر في التعجيل (2/ 272) فقال: إنما روى يزيد بن أبي حبيب عن سالم عنه وحديثه ماذا رد إليك ربك، وعلى ذلك اقتصر البخاري فقال: حديثه في المصريين.

(1)

العلل (9/ 46).

ص: 262

‌أبو أويس

عبد الله بن عبد الله بن أويس بن مالك بن أبي عامر الأصبحي، أبو أويس المدني، ابن عم مالك وصهره على أخته.

روى عن: الزهري، وابن المنكدر، وعبد الله بن دينار، ويحيى بن سعيد الأنصاري وهشام بن عروة وجماعة.

وعنه: ابناه أبو بكر وإسماعيل، ويعقوب بن إبراهيم بن سعد، ومعلى بن منصور ويونس بن محمد المؤدب وجماعة.

قال أبو داود عن أحمد: ليس به بأس، أو قال: ثقة.

وقال حنبل عن أحمد: صالح.

واختلف قول ابن معين: فقال: صالح ولكن حديثه ليس بذاك الجائز، وقال مرة: ضعيف.

وقال مرة: صدوق وليس بحجة.

وقال ابن المديني: كان عند أصحابنا ضعيفاً.

وقال البخاري: ما روى من أصل كتابه فهو أصح.

وقال أبو داود: صالح الحديث.

ص: 263

وقال النسائي: ليس بالقوي.

وقال أبو زرعة: صالح صدوق كأنه لين.

وقال أبو حاتم: يكتب حديثه ولا يحتج به، وليس بالقوي.

قال ابن حجر: صدوق يهم، من السابعة.

روى له مسلم حديثين (150، 395).

ص: 264

‌الحديث الأول

(1)

:

1234 -

قال الإمام أحمد رحمه الله (2/ 292 - 293): حدثنا حسين، قال: حدثنا أبو أويس، حدثنا صفوان بن سليم مولى حميد بن عبد الرحمن بن عوف، عن سعيد بن سلمة بن الأزرق المخزومي، عن أبي بردة عبد الله أحد بني عبد الدار بن قصي، عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم.

أنه جاءه ناس صيادون في البحر فقالوا: يا رسول الله إنا أهل أرماث وإنا نتزود ماءً يسيراً إن شربنا منه لم يكن فيه ما نتوضأ به، وإن توضأنا منه لم يكن فيه ما نشرب أفنتوضأ من ماء البحر؟

فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «نعم، فهو الطهور ماءه الحل ميتته» .

‌التعليق:

هذا إسناد رجاله كلهم ثقات وقد وهم أبو أويس في إسناده في اسم أحد الرواة فقلبه فقال: (أبي بردة عبد الله أحد بني عبد الدار).

والصحيح أن اسمه (المغيرة بن أبي بردة).

(1)

رجال الإسناد:

حسين بن محمد بن بهرام التميمي، أبو أحمد أو أبو علي المروزي، نزيل بغداد، ثقة، من التاسعة، مات سنة 213 أو بعدها بسنة أو سنتين روى له البخاري ومسلم.

صفوان بن سليم المدني، أبو عبد الله الزهري، مولاهم، ثقة مفت عابد رُمي بالقدر، من الرابعة، مات سنة 132 وله 72 سنة، روى له البخاري ومسلم.

سعيد بن سلمة المخزومي، من آل ابن الأزرق، وثقه النسائي من السادسة، روى له أصحاب السنن الأربعة.

أبو بردة: صحابي مشهور.

ص: 265

كذا رواه مالك عن صفوان بن سليم عن سعيد بن سلمة، عن المغيرة بن أبي بردة، عن أبي هريرة)

(1)

.

قال الشيخ أحمد شاكر في تعليقه على المسند (17/ 138): وهو خطأ ويظهر أنه نسبه بعض الرواة إلى جده وأن كنيته المغيرة.

(1)

انظر تخريجه في باب أحمد بن حنبل ح (1378).

ص: 266

‌الحديث الثاني

(1)

:

1235 -

قال الإمام أحمد رحمه الله (3/ 421): حدثنا حسين بن محمد، ثنا أبو أويس ثنا شرحبيل، عن جبَّار بن صخر الأنصاري أحد بني سلمة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو بطريق مكة: من يسبقنا إلى الأثاية قال أبو أويس: وهو حيث نفرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فيمدد حوضها ويفرط فيه فيملأه حتى نأتيه.

قال: قال جبار: فقمت فقلت: أنا، قال: فاذهب، فذهبت فأتيت الأثاية فمددت حوضها وفرطت فيه وملأته ثم غلبتني عيناي فنمت فما انتهيت إلا برجل تنازعه راحلته إلى الماء ويكفها عنه، فقال: يا صاحب الحوض، فإذا هو رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت: نعم، قال: فأورد راحلته ثم انصرف فأناخ ثم قال: اتبعني بالإداوة، فتبعته بها فتوضأ وأحسن وضوءه وتوضأت معه ثم قام يصلي فقمت عن يساره فأخذ بيدي فحولني عن يمينه فصلينا فلم يلبث يسيراً أن جاء الناس.

‌التعليق:

هذا إسناد رجاله كلهم ثقات رجال الصحيح غير شرحبيل بن

(1)

رجال الإسناد:

حسين بن محمد بن بهرام التميمي المرَّوذي، نزيل بغداد، ثقة، من التاسعة، مات سنة 213 أو بعدها بسنة أو سنتين روى له البخاري ومسلم.

شرحبيل بن سعد، أبو سعد المدني، مولى الأنصار، صدوق اختلط بأخرة، من الثالثة، مات سنة 123، روى له البخاري في الأدب المفرد وأبو داود وابن ماجه.

جبار بن صخر بن أمية بن خنساء بن سنان الأنصاري الخزرجي ثم السلمي أبو عبد الله، صحابي، شهد العقبة وبدراً وأحداً والمغازي كلها مع رسول الله صلى الله عليه وسلم.

ص: 267

سعد وهو ضعيف

(1)

.

وأخرجه ابن الأثير في أسد الغابة (1/ 505) من طريق الإمام أحمد به.

وأخرجه الطبراني في الكبير (2137) من طريق حسين بن محمد عن أبي أويس به مختصراً بلفظ: (صليت مع النبي صلى الله عليه وسلم فأقامني عن يمينه)

(2)

.

هكذا رواه أبو أويس (عن شرحبيل، عن جبار بن صخر) رضي الله عنه.

خالفه يحيى بن سعيد الأنصاري

(3)

، وأبو خالد الأحمر

(4)

والضحاك بن عثمان

(5)

فقالوا: (عن شرحبيل، عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه.

وهم أبو أويس فجعل الحديث من مسند جبار بن صخر والصحيح هو من مسند جابر.

فقد رواه عبد الرزاق (4705) عن ابن جريج، قال: حدثني

(1)

قال ابن أبي ذئب: كان متهماً، وقال الإمام مالك: ليس بثقة، وقال يحيى بن معين ليس بشيء، وفي رواية ضعيف يكتب حديثه، وقال أبو زرعة: فيه لين وضعفه النسائي والدارقطني وغيرهم، وذكره ابن حبان في كتاب الثقات.

(2)

قال في المجمع (2/ 95) وفيه شرحبيل بن سعد وهو ضعيف.

(3)

أحمد (3/ 380)، وأبو يعلى (2213)، وابن حبان (2628).

(4)

أخرجه ابن أبي شيبة (2/ 491)، وذكره الحافظ في المطالب العالية (17/ 434) وقال: إسناده حسن.

(5)

أحمد (3/ 326).

ص: 268

يحيى بن سعيد عن مولى للأنصار، عن جابر بن عبد الله فذكره.

قلت: مولى الأنصار هو شرحبيل بن سعيد.

وأخرج ابن خزيمة (1075)، وابن حبان (2629) من طريق سليمان بن بلال، عن شرحبيل بن سعد قال: سمعت جابر بن عبد الله قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم أناخ راحلته ثم نزل فصلى عشر ركعات وأوتر بواحدة

وروى مسلم في صحيحه من حديث جابر قيامه عن يساره وتحويل النبي صلى الله عليه وسلم له إلى يمينه (766) و (3010).

‌الخلاصة:

وهم أبو أويس في صحابي هذا الحديث فجعله جبار بن صخر، والمحفوظ في هذا الحديث أنه من حديث جابر وهو الذي قام يصلي عن يسار النبي صلى الله عليه وسلم في هذه السفرة فحوله إلى يمينه وقد أخرجه مسلم في صحيحه (3010).

ورواه أيضاً في صحيحه (766) من طريق محمد بن المنكدر عن جابر انظره في باب أبي جعفر المدائني فقد وهم فيه فقال: (فقمت خلفه فأخذ بأذني فجعلني عن يمينه) ح (1271) والله أعلم.

ص: 269

‌الحديث الثالث

(1)

:

1236 -

قال ابن خزيمة رحمه الله (1846): حدثنا أحمد بن يوسف ثنا إسماعيل بن أبي أويس حدثني أبي عن ضمرة بن سعيد عن عبيد الله بن عبد الله عن الضحاك بن قيس الفهري عن النعمان بن بشير الأنصاري قال: سألناه ما كان يقرأ به النبي صلى الله عليه وسلم يوم الجمعة مع السورة التي يذكر فيها الجمعة قال: كان يقرأ معها هل أتاك حديث الغاشية.

‌التعليق:

هذا إسناد رجاله كلهم ثقات رجال مسلم.

وأخرجه الدارمي (1567) عن إسماعيل بن أبان عن أبي أويس بهذا الإسناد.

هكذا قال أبو أويس: (عن ضمرة، عن عبيد الله بن عبد الله، عن الضحاك بن قيس، عن النعمان بن بشير).

(1)

رجال الإسناد:

أحمد بن يوسف بن خالد الأزدي، أبو الحسن النيسابوري، حافظ ثقة من الحادية عشرة، مات سنة 264 وله 80 سنة، روى عنه مسلم.

إسماعيل بن عبد الله بن عبد الله بن أويس بن مالك بن أبي عامر الأصبحي، المدني صدوق، أخطأ في أحاديث من حفظه، من العاشرة، مات سنة 226، روى له البخاري ومسلم.

ضمرة بن سعيد بن أبي حنة، الأنصاري المدني، ثقة، من الرابعة، روى له مسلم.

عبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود الهذلي، أبو عبد الله المدني، ثقة فقيه ثبت من الثالثة، مات سنة 94، وقيل: سنة 98، وقيل: غير ذلك، روى له البخاري ومسلم.

الضحاك بن قيس بن خالد بن وهب الفهري، صحابي صغير، قتل في وقعة مرج واهط سنة 64.

ص: 270

خالفه سفيان بن عيينة

(1)

، ومالك بن أنس

(2)

فقالوا: (عن ضمرة، عن عبيد الله بن عبد الله، عن النعمان بن بشير) لم يذكروا الضحاك في الإسناد.

‌علة الوهم:

جاء في رواية سفيان بن عيينة أن الضحاك بن قيس كتب إلى النعمان بن بشير يسأله عن قراءة النبي صلى الله عليه وسلم يوم الجمعة فذكر الحديث.

وفي رواية مالك أن الضحاك سأل النعمان بن بشير عن ذلك فمن هنا دخل الوهم على أبي أويس فظن أن عبيد الله يرويه عن الضحاك، ورواية سفيان ومالك توضح أن عبيد الله يرويه عن النعمان بن بشير والله تعالى أعلم.

(1)

مسلم (878)، وابن خزيمة (1845).

(2)

أبو داود (1123)، والنسائي (3/ 112)، وأحمد (4/ 270)، والدارمي (1566)، وابن حبان (2807).

ص: 271

‌عبد الله بن نافع

عبد الله بن نافع بن أبي نافع الصائغ المخزومي، مولاهم، أبو محمد المدني.

روى عن: مالك والليث، وعبد الله بن عمر العمري، وابن أبي ذئب، وأسامة بن زيد وجماعة.

وعنه: قتيبة، وابن نمير، ومحمد بن يحيى الذهلي، ودحيم، وأحمد بن صالح المصري وجماعة.

قال أحمد: لم يكن صاحب حديث، كان ضيقاً فيه كان صاحب رأي مالك ولم يكن في الحديث بذاك.

وقال ابن سعد: كان قد لزم مالكاً لزوماً شديداً، وكان لا يقدم عليه أحد، وهو دون معن.

وقال أبو زرعة: لا بأس به.

وقال أبو حاتم: ليس بالحافظ، هو لين في حفظه وكتابه أصح.

وقال البخاري: في حفظه شيء، وكتابه أصح.

وقال النسائي: ثقة، وقال مرة: لا بأس به.

ص: 272

وقال ابن عدي: روى عن مالك غرائب، وهو في رواياته مستقيم الحديث.

قال ابن حجر: ثقة صحيح الكتاب في حفظه لين. من كبار العاشرة، مات سنة 206، وقيل: بعدها.

روى له مسلم حديثاً واحداً (1/ 306 رقم 407) متابعة في الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم في التشهد.

ص: 273

‌الحديث الأول

(1)

:

1237 -

قال أبو داود رحمه الله (338): حدثنا محمد بن إسحاق الْمَسَيَّبِيُّ أخبرنا عبد الله بن نافِعٍ عن اللَّيْثِ بن سَعْدٍ عن بكْرِ بن سَوَادَةَ عن عَطَاءِ بن يَسَارٍ عن أبي سعيدٍ الْخُدْرِيِّ قال: خَرَجَ رَجُلَانِ في سَفَرٍ فَحَضَرَتْ الصَّلَاةُ وَلَيْسَ مَعَهُمَا مَاءٌ فَتَيَمَّمَا صَعِيداً طَيِّباً فَصَلَّيَا ثُمَّ وَجَدَا الْمَاءَ في الْوَقْتِ فَأَعَادَ أَحَدُهُمَا الصَّلَاةَ وَالْوُضُوءَ ولم يُعِدْ الآخَرُ ثُمَّ أَتَيَا رسُولَ الله صلى الله عليه وسلم فَذَكَرَا ذلك له فقال للَّذِي لم يُعِدْ: أَصَبْتَ السُّنَّةَ وَأَجْزَأَتْكَ صَلَاتُكَ، وقال لِلَّذِي تَوَضَّأَ وَأَعَادَ: لك الأَجْرُ مَرَّتَيْنِ، قال أبو دَاوُد: وَغَيْرُ ابن نَافِعٍ يَرْوِيهِ عن اللَّيْثِ عن عُمَيْرَةَ بن أبي نَاجِيَةَ عن بَكْرِ بن سَوَادَةَ عن عَطَاءِ بن يَسَارٍ عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال أبو دَاوُد: وَذِكْرُ أبي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ في هذا الحديث ليس بِمَحْفُوظٍ وهو مُرْسَلٌ.

‌التعليق:

هذا إسناد رجاله، كلهم رجال الصحيح.

وأخرجه النسائي (1/ 213)، عن مسلم بن عمرو بن مسلم،

(1)

رجال الإسناد:

محمد بن إسحاق بن محمد المسيبي المخزومي المدني، صدوق، من الطبقة العاشرة، مات سنة 236، روى له مسلم.

الليث بن سعد: انظر ترجمته في بابه.

بكر بن سوادة بن ثمامة الجذامي المصري، ثقة فقيه من الثالثة، روى له مسلم والبخاري تعليقاً.

عطاء بن يسار الهلالي أبو محمد المدني مولى ميمونة ثقة فاضل صاحب مواعظ وعبادة من صغار الثالثة، روى له البخاري ومسلم.

ص: 274

الدارمي (744) من طريق محمد بن إسحاق والحاكم في المستدرك (1/ 286)، والبيهقي (1/ 231).

والطبراني في الأوسط (1842)(7922)، والدارقطني (1/ 188) من طرق عن عبد الله بن نافع به.

هكذا قال عبد الله بن نافع (عن الليث، عن بكر، عن عطاء، عن أبي سعيد).

خالفه عبد الله بن المبارك

(1)

، ويحيى بن بكير

(2)

، فقالا:(عن الليث، عن بكر بن سوادة، عن عطاء بن أبي يسار مرسلاً).

وتابعهما وكيع

(3)

فرواه عن الليث، عن بكر عن عطاء مرسلاً.

وكذلك رواه ابن لهيعة

(4)

عن بكر بن سوادة عن أبي عبد الله مولى إسماعيل بن عبيد عن عطاء بن يسار مرسلاً.

لذا قال أبو داود عقب الحديث: وذكر أبي سعيد الخدري في هذا الحديث ليس بمحفوظ وهو مرسل.

وقال الطبراني: لم يرو هذا الحديث عن الليث بن سعد إلا عبد الله بن نافع.

(1)

النسائي (1/ 213)، والدارقطني (1/ 189).

(2)

الحاكم (1/ 287)، والبيهقي (1/ 231).

(3)

ابن أبي شيبة في مصنفه (8032).

(4)

أبو داود (339)، والبيهقي (1/ 231).

ص: 275

وقال الدارقطني: تفرد به عبد الله بن نافع عن الليث بهذا الإسناد متصلاً وخالفه ابن المبارك وغيره.

ولا شك أن رواية عبد الله بن المبارك ويحيى بن بكير ووكيع المرسلة أصح من رواية عبد الله بن نافع، والله تعالى أعلم.

ص: 276

‌الحديث الثاني

(1)

:

1238 -

قال أبو داود رحمه الله (1209): حدثنا قُتَيْبَةُ ثنا عبد الله بن نافعٍ عن أبي مَوْدُودٍ عن سُلَيْمَانَ بن أبي يحيى عن ابن عُمَرَ قال: ما جَمَعَ رسول الله صلى الله عليه وسلم بين الْمَغْرِبِ والْعِشَاءِ قَطُّ في السَّفَرِ إلا مرَّةً.

‌التعليق:

هذا إسناد لا بأس به.

هكذا روى عبد الله بن نافع أن ابن عمر رضي الله عنه قال: ما جمع رسول الله صلى الله عليه وسلم بين المغرب والعشاء قط في السفر إلا مرة.

ورواه أصحاب ابن عمر بخلاف ما رواه فلم يقل أحد منهم أن النبي صلى الله عليه وسلم ما جمع قط في السفر إلا مرة.

فرواه نافع عن ابن عمر قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا عجل به السير جمع بين المغرب والعشاء

(2)

.

ورواه سالم عن ابن عمر قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يجمع بين المغرب والعشاء إذا جد به السير

(3)

.

(1)

رجال الإسناد:

عبد العزيز بن أبي سليمان الهذلي مولاهم، أبو مودود المدني القاص، مقبول من السادسة، روى له أبو داود والترمذي والنسائي.

سليمان بن أبي يحيى حجازي، ليس به بأس، من الرابعة، روى له أبو داود.

(2)

مسلم (703).

(3)

البخاري (1106)(1109)، ومسلم (703).

ص: 277

ورواه أسلم العدوي قال: كنت مع عبد الله بن عمر رضي الله عنها بطريق مكة فبلغه عن صفية بنت أبي عبيد شدة ورجع فأسرع السير حتى كان بعد غروب الشفق نزل فصلى المغرب والعشاء، جمع بينهما ثم قال: إني رأيت النبي صلى الله عليه وسلم إذا جد به السير أخَّر المغرب وجمع بينهما

(1)

.

لذا قال أبو داود عقب الحديث مبيناً علته: وهذا يروى عن أيوب عن نافع عن ابن عمر موقوفاً على ابن عمر: أنه لم ير ابن عمر جمع بينهما قط إلا تلك الليلة، يعني: ليلة استصرخ على صفية

(2)

.

وروى من حديث مكحول عن نافع؟ أنه رأى ابن عمر فعل ذلك مرة أو مرتين

(3)

.

وقال الألباني: عبد الله بن نافع لين الحفظ وقد صح من طرق عن ابن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يجمع بين المغرب والعشاء في السفر، أخرجه الشيخان وهو يدل على أن ذلك كان من عادته صلى الله عليه وسلم فهو مخالف لهما وعليه فالحديث منكر، وقد أعله المنذري في مختصره بابن نافع هذا وذكر أقوال العلماء فيه التي منها قول أبي حاتم: ليس بالحافظ وهو لين يعرف حفظه وينكر وكتابه أصح»

(4)

.

(1)

البخاري (1805) و (3000).

(2)

أخرجه أبو داود (1207).

(3)

رواية مكحول لم أقف عليها ولكن روى عبد الرزاق (4401) عن ابن جريج قال: أخبرني نافع قال: جمع ابن عمر بين الصلاتين مرة واحدة قال: جاء خبر عن صفية بنت عبيد أنها وجعة فارتحل بعد أن صلى العصر ثم ساقه بنحو من رواية أسلم عن ابن عمر السابقة.

(4)

ضعيف سنن أبي داود (10/ 32).

ص: 278

‌علة الوهم:

أشار إليه أبو داود وهو أن ابن عمر لم ير جمع بين المغرب والعشاء إلا ليلة استصرخ على زوجته صفية بنت أبي عبيد

(1)

، فرفع الحديث وقال فيه:(إن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا عجل به أمر .. ) فاشتبه عليه فرفعه والصواب وقفه على ابن عمر، والله تعالى أعلم.

(1)

صفية بنت أبي عبيد بن مسعود الثقفية، زوج ابن عمر، قيل: لها إدراك وأنكره الدارقطني، وقال العجلي: ثقة، فهي من الثانية خت م د س ق (التقريب (8623).

ص: 279

‌عبد الرحمن بن إسحاق

عبد الرحمن بن إسحاق بن عبد الله بن الحارث بن كنانة العامري، القرشي، مولاهم، ويقال: الثقفي المدني، ويقال له: عباد بن إسحاق، نزل البصرة.

روى عن: أبيه، وسعيد المقبري، والزهري، وأبي الزناد، وسهيل بن أبي صالح وجماعة.

وعنه: حماد بن سلمة، ويزيد بن زريع، وخالد الواسطي، وبشر بن المفضل، وإسماعيل بن علية وجماعة.

قال ابن معين: ثقة، وقال مرة: صالح الحديث، وقال: كان إسماعيل يعني ابن علية يرضاه.

وقال أحمد: صالح الحديث، وقال أيضاً: أما ما كتبنا من حديث فصحيح.

وقال يزيد بن زريع: ما جاءنا أحفظ منه.

وقال الآجري عن أبي داود: قدري إلا أنه ثقة.

وحكى الترمذي عن البخاري أنه وثقه.

ص: 280

وقال يعقوب بن شيبة: صالح.

وقال يعقوب بن سفيان: ليس به بأس، وكذا قال ابن خزيمة.

وقال أبو حاتم: يكتب حديثه ولا يحتج به، وهو قريب من ابن إسحاق صاحب المغازي وهو حسن الحديث وليس بثبت وهو أصلح من الواسطي.

وقال البخاري: ليس ممن يعتمد على حفظه إذا خالف من ليس بدونه، وإن كان ممن يحتمل في بعض. قال: وقال إسماعيل بن إبراهيم: سألت أهل المدينة عنه فلم يحمدوه.

قال ابن عيينة: كان قدرياً فنفاه أهل المدينة.

وقال ابن عدي: في حديثه بعض ما يُنكر ولا يُتابع عليه، والأكثر منه صحاح وهو صالح الحديث كما قال أحمد.

قال ابن حجر: صدوق رمي بالقدر، من السادسة.

روى له مسلم حديثاً واحداً (4/ 1747، رقم 2225) عن الزهري في المتابعات.

ص: 281

‌الحديث الأول

(1)

:

1239 -

قال ابن ماجه رحمه الله (718): حدثنا أبو إسحاق الشافعي إبراهيم بن محمد بن العباس، ثنا عبد الله بن رجاء المكي، عن عباد بن إسحاق، عن ابن شهاب، عن سعيد بن المسيب، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

«إذا أذن المؤذن فقولوا مثل قوله» .

‌التعليق:

هذا إسناد رجاله كلهم ثقات رجال الصحيح غير أبي إسحاق الشافعي وهو ثقة، قال حرب بن إسماعيل: سمعت أحمد بن حنبل يحسن الثناء عليه، وقال أبو حاتم: صدوق، ووثقه النسائي والدارقطني.

ولذا أورد الحديث العلامة الألباني في صحيحه لابن ماجه، والحديث أخرجه كذلك النسائي في الكبرى (9861) بإسناد على شرط

(1)

رجال الإسناد:

إبراهيم بن محمد بن العباس المطلبي المكي، ابن عم الإمام الشافعي، أبو إسحاق، صدوق من العاشرة، مات سنة 237 أو 238، روى له النسائي وابن ماجه.

عبد الله بن رجاء المكي، أبو عمران البصري نزيل مكة، ثقة تغير حفظه قليلاً، من صغار الثامنة، مات في حدود 190، روى له مسلم.

الزهري: تقدم.

سعيد بن المسيب بن حزن بن أبي وهب بن عمرو القرشي المخزومي أحد العلماء الأثبات الفقهاء الكبار، من كبار التابعين، مات بعد عام 90، وقد ناهز الثمانين، روى له البخاري ومسلم.

ص: 282

مسلم قال: أخبرنا محمد بن عبد الله بن بزيع

(1)

، قال: حدثنا بشر

(2)

قال: حدثنا عبد الرحمن بن إسحاق به.

وأخرجه كذلك الطحاوي في شرح المعاني (1/ 144)، وابن عدي في الكامل (4/ 302)، والطبراني في الدعاء (448)، والعقيلي في الضعفاء (3/ 330) من طرق عن عبد الرحمن بن إسحاق، ويسمى أيضاً عباد بن إسحاق به.

وقد وهم في هذا الإسناد عبد الرحمن بن إسحاق على الزهري فرواه عن: (الزهري، عن سعيد، عن أبي هريرة).

خالفه أصحاب الزهري الثقات منهم: مالك

(3)

، ويونس بن يزيد

(4)

، ومعمر

(5)

، وابن جريج

(6)

، ورووه (عن الزهري، عن عطاء بن يزيد عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه

(7)

.

قال النسائي في الكبرى (6/ 14) بعد أن أخرج الحديث من طريق عبد الرحمن بن إسحاق ومالك: الصواب حديث مالك، وحديث عبد الرحمن بن إسحاق خطأ، وعبد الرحمن هذا يقال له: عباد بن

(1)

محمد بن عبد الله بن بزيع البصري، ثقة من العاشرة، مات سنة 247، روى له مسلم.

(2)

بشر بن المفضل بن لاحق الرقاشي، ثقة ثبت عابد، روى له البخاري ومسلم.

(3)

البخاري (611)، ومسلم (383)، وابن ماجه (720)، والترمذي (208) وغيرهم.

(4)

أحمد (3/ 90)، وابن خزيمة (411)، والدارمي (1/ 272)، وأبو عوانة (986).

(5)

عبد الرزاق (1842)، وأبو عوانة (988).

(6)

أبو عوانة (987).

(7)

قال ابن رجب في فتح الباري (3/ 447)، وقيل: وسفيان وإبراهيم بن سعد.

ص: 283

إسحاق وهو لا بأس به. وعبد الرحمن بن إسحاق يروي عنه جماعة من أهل الكوفة وهو ضعيف الحديث والله أعلم.

وقال الترمذي في سننه بعد أن أخرج الحديث من طريق مالك (208): وهكذا روى معمر وغير واحد عن الزهري مثل حديث مالك.

وروى عبد الرحمن بن إسحاق عن الزهري هذا الحديث عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم.

ورواية مالك أصح. اه.

وقال ابن عدي: هكذا رواه عبد الرحمن بن إسحاق عن الزهري، عن ابن المسيب عن أبي هريرة ولم يضبط إسناده، ورواه أصحاب الزهري، عن الزهري عن عطاء بن يزيد، عن أبي سعيد الخدري.

وقال العقيلي: وأصحاب الزهري يقولون عن الزهري عن عطاء بن يزيد، عن أبي سعيد عن النبي صلى الله عليه وسلم وهذه الرواية أولى.

وقال الحافظ في الفتح (2/ 91): اختلف على الزهري في إسناد هذا الحديث وعلى مالك أيضاً، لكنه اختلاف لا يقدح في صحته.

فرواه عبد الرحمن بن إسحاق عن الزهري عن سعيد عن أبي هريرة أخرجه النسائي وابن ماجه، وقال أحمد بن صالح وأبو حاتم وأبو داود والترمذي: حديث مالك ومن تابعه أصح.

ورواه يحيى القطان عن مالك عن الزهري عن السائب بن يزيد أخرجه مسدد في مسنده عنه، وقال الدارقطني: أنه خطأ والصواب الأولى.

وقال ابن أبي حاتم في العلل (216): سألت أبي عن حديث

ص: 284

رواه عبد الرحمن بن إسحاق، عن الزهري، عن سعيد، عن أبي هريرة قال النبي صلى الله عليه وسلم:«إذا قال المؤذن فقولوا مثل ما يقول» . فقال: رواه جماعة مالك وغيره عن الزهري عن عطاء بن يزيد عن أبي سعيد عن النبي صلى الله عليه وسلم وهو أشبه.

وقال الدارقطني في العلل (7/ 272) عندما سئل عن هذا الحديث:

يرويه الزهري واختلف عنه، فرواه عبد الرحمن بن إسحاق عن الزهري عن سعيد عن أبي هريرة.

وخالفه مالك ومعمر وغيرهما فرووه عن الزهري عن عطاء بن يزيد عن أبي سعيد وهو الصحيح.

وقال ابن عساكر في تاريخ دمشق (34/ 198): وروي أيضاً عبد الرحمن عن الزهري عن سعيد عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم: «إذا سمعتم المؤذن

».

وهذا مستفيض عن مالك ويونس ومعمر وغيرهم عن الزهري عن عطاء بن يزيد، عن أبي سعيد، عن النبي صلى الله عليه وسلم.

وقال البوصيري في مصباح الزجاجة (1/ 254): وهذا إسناد معلول والمحفوظ عن الزهري، عن عطاء بن يزيد، عن أبي سعيد الخدري كما أخرجه الأئمة الستة.

ص: 285

‌الحديث الثاني

(1)

:

1240 -

قال عبد الله بن أحمد في المسند (4/ 32): وجدت في كتاب أبي بخط يده، حدثنا علي بن عبد الله وأكبر علمي أن أبي حدثنا عنه قال: حدثنا يزيد بن زُريع، قال: حدثنا عبد الرحمن بن إسحاق قال: حدثنا الزهري، عن عطاء بن يزيد الليثي عن أبي شريح الخزاعي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:

«من أعتى الناس على الله عز وجل من قتل غير قاتله، أو طلب بدم الجاهلية من أهل الإسلام، أو بصر عينيه في النوم ما لم تبصر» .

‌التعليق:

هذا إسناد رجاله كلهم ثقات رجال الصحيح.

(1)

رجال الإسناد:

علي بن عبد الله بن جعفر بن نجيح السعدي، مولاهم، أبو الحسن بن المديني، بصري ثقة ثبت إمام أهل عصره بالحديث وعلله حتى قال البخاري: ما استصغرت نفسي إلا عند علي بن المديني، وقال فيه شيخه ابن عيينة: كنت أتعلم منه أكثر مما يتعلم مني، وقال النسائي: كأن الله خلقه للحديث

، مات سنة 234، روى له البخاري.

يزيد بن زريع البصري أبو معاوية، ثقة ثبت، من الثامنة، مات سنة 128 روى له البخاري ومسلم.

الزهري: تقدم، وانظر ترجمته في بابه.

عطاء بن يزيد الليثي المدني، نزيل الشام، ثقة من الثالثة، مات سنة 105 أو 107 وقد جاوز 80 عاماً، روى له البخاري ومسلم.

أبو شريح الخزاعي الكعبي، اسمه خويلد بن عمرو أو عكسه، وقيل: غير ذلك، صحابي أسلم قبل الفتح وكان معه لواء خزاعة يوم الفتح، ذكره ابن سعد في طبقة الخندقيين، نزل المدينة ومات سنة 68 على الصحيح، وحديثه في الصحيحين.

ص: 286

والحديث أخرجه كذلك ابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني (2303، 2304)، والطبراني في الكبير (22/ 498، 499)، والفاكهي في أخبار مكة (1460)، والحاكم (4/ 349)، والبيهقي (8/ 26)، والدارقطني (3/ 96)، وابن عدي في الكامل (4/ 302) كلهم من طرق عن عبد الرحمن بن إسحاق به.

وقد وهم في هذا الإسناد عبد الرحمن بن إسحاق على الزهري فقال: (عن الزهري، عن عطاء بن يزيد، عن أبي شريح).

خالفه يونس بن يزيد

(1)

، وعقيل

(2)

بن خالد فرووه (عن الزهري عن مسلم بن يزيد، عن أبي شريح).

قال الحاكم عقب الحديث: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه إلا أن يونس بن يزيد رواه عن الزهري بإسناد آخر، (ثم ساقه) وقال الذهبي: صحيح، لكن اختلف على الزهري فيه.

وقال ابن عدي: (وهذا من حديث الزهري، لا أعلم يرويه غير عبد الرحمن بن إسحاق عنه).

وقد قال بوهم عبد الرحمن بن إسحاق البخاري وأبو حاتم.

قال البخاري في التاريخ الكبير (7/ 277) في ترجمة مسلم بن يزيد: (روى عنه الزهري، وجعل بعض الناس حديثه عن عطاء بن يزيد ولا يصح).

(1)

أحمد (4/ 31 - 32 رقم 16376)، والبخاري في التاريخ الكبير (7/ 277) تعليقاً، والطبراني في الكبير (22/ 500)، والحاكم (4/ 349)، والبيهقي (8/ 71).

(2)

ابن أبي حاتم في العلل (1340).

ص: 287

وقال ابن أبي حاتم في العلل (1340): (سألت أبي عن حديث رواه عبد الرحمن بن إسحاق، عن الزهري، عن عطاء بن يزيد، عن أبي شريح عن النبي صلى الله عليه وسلم: «أعتى الناس على الله من قتل غير قاتله

» الحديث؟

قال أبي: كذا روى عبد الرحمن بن إسحاق وخُولف.

ورواه عقيل ويونس وغيرهما يقولون: عن الزهري، عن مسلم بن يزيد

(1)

، عن أبي شريح، عن النبي صلى الله عليه وسلم وهو الصحيح، أخطأ عبد الرحمن بن إسحاق).

(1)

مسلم بن يزيد أحد بني سعد بني بكر كذا جاء منسوباً عند أحمد وغيره. قال ابن حجر في التقريب: (مسلم بن يزيد السعدي حجازي، مقبول من الرابعة تميز) لم يخرج له أصحاب السنن شيئاً، وذكره المزي في التهذيب وابن حجر تميزاً، تفرد بالرواية عنه الزهري، ولم يؤثر توثيقه عن غير ابن حبان. وقد ترجمه ابن حجر في التعجيل (2/ 259 رقم 1032).

وذكر الألباني الحديث في الإرواء ونسبه إلى أحمد والبيهقي ثم قال: ورجاله رجال الشيخين غير مسلم بن يزيد وهو مقبول).

ص: 288

‌الحديث الثالث

(1)

:

1241 -

قال النسائي في السنن الكبرى (7252): أخبرنا إسماعيل بن مسعود عن بشر قال: ثنا عبد الرحمن بن إسحاق عن سعيد المقبري عن أبي هريرة وأخبرنا إسماعيل بن مسعود قال: ثنا يزيد بن زريع قال: ثنا عبد الرحمن بن إسحاق عن سعيد بن أبي سعيد قال: سمعت أبا هريرة يحدث عن نبي الله صلى الله عليه وسلم قال: «إذا زنت الأمة فاجلدوها ولا تثربوا عليها، ثم إن زنت فاجلدوها ولا تثربوا عليها، ثم إن زنت فاجلدوها ولا تثربوا عليها، ثم بيعوها في الثالثة أو الرابعة، ثم بيعوها ولو بحبل» قال بشر في حديثه: ثم إن زنت فاجلدوها ولا تثربوا عليها ثم بيعوها ولو بحبل.

‌التعليق:

هذا إسناد رجاله كلهم ثقات رجال الشيخين غير إسماعيل بن مسعود وهو ثقة.

هكذا قال عبد الرحمن بن إسحاق: (عن سعيد بن أبي سعيد سمعت أبا هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم.

(1)

رجال الإسناد:

إسماعيل بن مسعود الجدري، بصري، ثقة من العاشرة، مات سنة 248، روى عنه النسائي.

بشر بن المفضل، ثقة ثبت عابد، من الثامنة، مات سنة 186 أو 187، روى له البخاري ومسلم.

يزيد بن زُريع البصري، ثقة ثبت من الثامنة، مات سنة 182، روى له البخاري ومسلم.

سعيد بن أبي سعيد كيسان المقبري، المدني، ثقة من الثالثة، مات في حدود سنة 120، وقيل: قبلها، روى له البخاري ومسلم.

ص: 289

خالفه أيوب بن موسى

(1)

، وعبيد الله بن عمر

(2)

، وأسامة بن زيد

(3)

، وإسماعيل بن أمية

(4)

، ومحمد بن عجلان

(5)

.

فقالوا: (عن سعيد بن أبي سعيد، عن أبي هريرة) بالعنعنة ولم يصرحوا سماع سعيد بن أبي سعيد من أبي هريرة هذا الحديث.

وقد رواه الليث بن سعد

(6)

، ومحمد بن إسحاق

(7)

عن سعيد بن أبي سعيد عن أبيه، عن أبي هريرة).

قال علي بن المديني: رواه ابن إسحاق عن سعيد بن أبي سعيد المقبري، عن أبي هريرة، ورواه عبد الرحمن بن إسحاق عن سعيد قال: سمعت أبا هريرة، فنظرت فإذا سعيد لم يسمعه من أبي هريرة، ورواه أيوب بن موسى عن سعيد عن أبي هريرة، والحديث عندي حديث سعيد عن أبيه عن أبي هريرة، وحديث عبد الرحمن بن إسحاق عن سعيد قال:(سمعت أبا هريرة يقول) وهم، وأخاف ألا يكون حفظه

(8)

.

قلت: حديث الليث بن سعد الذي رجحه ابن المديني أخرجه البخاري ومسلم.

(1)

مسلم (1703).

(2)

المصدر السابق.

(3)

المصدر السابق.

(4)

البخاري (6835) تعليقاً.

(5)

النسائي في الكبرى (7249)(7250).

(6)

البخاري (2152)(2234)، ومسلم (1703).

(7)

مسلم (1703).

(8)

العلل (ص 78)، وذكر العلائي في جامع التحصيل نحو هذا على ابن المديني، (2/ 409).

ص: 290

أما حديث الباقين فأخرجه مسلم بعد رواية الليث وهو في صحيحه يقدم الأصح عنده، وأما البخاري فذكر رواية إسماعيل بن أمية تعليقاً عقب حديث الليث لأنه تابعه في المتن وذكر إسناده معللاً له.

ص: 291

‌الحديث الرابع

(1)

:

1242 -

قال أبو يعلى الموصلي رحمه الله (831): حدثنا وهب بن بقية الواسطي، حدثنا خالد، عن عبد الرحمن بن إسحاق، عن الزهري، عن عروة، عن عائشة قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

«اقتلوا الفويسق» ، يعني: الوزغ.

‌التعليق:

هذا إسناد رجاله كلهم ثقات رجال الصحيح، إلا أن في متنه وهماً.

فقد وهم عبد الرحمن بن إسحاق على الزهري في هذا الحديث.

هكذا قال عبد الرحمن بن إسحاق، عن الزهري، عن عروة عن عائشة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:«اقتلوا الفويسق» ، يعني: الوزغ.

(1)

رجال الإسناد:

وهب بن بقية بن عثمان الواسطي، أبو محمد، يقال له: وهبان، ثقة، من العاشرة مات سنة 139، وله 95 أو 96 سنة، روى له مسلم.

خالد بن عبد الله بن عبد الرحمن بن يزيد الطحان الواسطي، المزني، مولاهم، ثقة ثبت من الثامنة، مات سنة 182، وكان مولده سنة 110، روى له البخاري ومسلم.

الزهري: انظر ترجمته في بابه.

عروة بن الزبير بن العوام بن خويلد الأسدي، ثقة فقيه مشهور من الثالثة، مات سنة 94 على الصحيح، روى له البخاري ومسلم.

ص: 292

خالفه مالك بن أنس

(1)

، ويونس بن يزيد

(2)

، وشعيب

(3)

، وعقيل بن خالد

(4)

، وأبو أويس

(5)

، ومحمد بن عبد الله ابن أخي الزهري

(6)

، وعبيد الله بن عمر العمري

(7)

.

فرووه كلهم عن الزهري بهذا الإسناد قالوا فيه: (إن النبي صلى الله عليه وسلم قال للوزغ الفويسق ولم أسمعه أمر بقتله).

وزاد البخاري وحده في رواية يونس: (وزعم سعد بن أبي وقاص أن النبي صلى الله عليه وسلم أمر بقتله)

(8)

.

(1)

البخاري (1831).

(2)

البخاري (3306)، ومسلم (2239).

(3)

أحمد (6/ 87).

(4)

أحمد (6/ 155).

(5)

أحمد (6/ 271).

(6)

ابن شاهين في ناسخ الحديث ومنسوخه (643).

(7)

الطبراني في الأوسط (2241).

(8)

قال الحافظ: قائل ذلك يحتمل أن يكون عروة فيكون متصلاً فإنه سمع من سعد ويحتمل أن تكون عائشة فيكون من رواية القرين عن قرينه ويحتمل أن يكون من قول الزهري فيكون منقطعاً، وهذا الاحتمال الأخير أرجح فإن الدارقطني أخرجه في الغرائب من طريق ابن وهب عن يونس ومالك معاً عن ابن شهاب عن عروة عن عائشة (أن النبي صلى الله عليه وسلم قال للوزغ فويسق)، وعن ابن شهاب عن سعد بن أبي وقاص (أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمر بقتل الوزغ). الفتح (6/ 354).

قلت: قد أخرج العقيلي في الضعفاء الكبير (4/ 393) في ترجمة يحيى بن أبي أنيسة من طريق عبد الله بن بكر السهمي، عن يحيى بن أبي أنيسة عن الزهري، عن عروة عن عائشة قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «اقتلوا الفويسق» ولم أسمعه يأمر بقتله، وقالت عائشة: وسمعت سعد بن أبي وقاص يقول: أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بقتله).

ثم أخرج العقيلي الأمر بقتل الوزغ فقط من طريق مالك عن الزهري عن سعد بن أبي وقاص وقال عقبه: وهذا أولى.

قلت: وذلك لحال يحيى بن أبي أنيسة لم يخرج له أحد من أصحاب السنن إلا الترمذي أخرج له حديثاً واحداً وقال عقبه: غريب، وقد كان أخوه زيد يقول لا تكتبوا عن أخي يحيى فإنه كذاب، وقال عنه أحمد بن حنبل: متروك الحديث، وفي التقريب قال الحافظ:(ضعيف).

فيكون ما رجحه العقيلي وابن حجر أن هذا من قول الزهري هو الصحيح.

ص: 293

وهم عبد الرحمن على عائشة فهي قد صرحت بأنها لم تسمع النبي صلى الله عليه وسلم يأمر بقتله بخلاف ما رواه ....

لذا قال الدارقطني: وهذا وهم من عبد الرحمن بن إسحاق.

والصحيح بهذا الإسناد أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «الوزغ فويسق» . قالت عائشة: «ولم أسمع النبي صلى الله عليه وسلم أمر بقتله»

(1)

.

قلت: وقد يشكل على ما جاء في الصحيحين من قول عائشة: (ولم أسمع النبي صلى الله عليه وسلم أمر بقتله).

ما رواه عبد الرزاق (8392) عن معمر عن الزهري، عن عروة عن عائشة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:«كانت الضفادع تطفئ النار عن إبراهيم، وكان الوزغ ينفخ فيه، فنهى عن قتل هذا وأمر بقتل هذا» وهذا إسناد صحيح رجاله كلهم ثقات رجال الشيخين.

وما رواه أحمد (6/ 83) قال: حدثنا عفان، حدثنا جرير، حدثنا نافع قال: حدثتني سائبة مولاة للفاكه بن المغيرة قالت: دخلت على عائشة فرأيت في بيتها رمحاً موضوعاً، قلت: يا أم المؤمنين ما تصنعون بهذا الرمح؟ قالت: هذا لهذه الأوزاغ نقتلهن به، فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم حدثنا أن إبراهيم عليه الصلاة والسلام حين ألقي في النار لم تكن في الأرض دابة إلا

(1)

العلل للدارقطني (14/ 122).

ص: 294

تطفئ النار عنه غير الوزغ كان ينفخ عليه فأمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بقتله).

وهذا إسناد رجال كلهم ثقات رجال الشيخين إلا أن سائبة هذه مجهولة انفرد بالرواية عنها نافع وذكرها الذهبي في المجهولات في الميزان وقال ابن حجر في التقريب مقبولة

(1)

.

وما رواه إسحاق بن راهويه (1113) قال: أخبرنا محمد بن بكر، أنا ابن جريج أخبرني عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي أمية أن نافعاً مولى ابن عمر أخبره أن عائشة أخبرته عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:

«اقتلوا الوزغ فإنه كان ينفخ على إبراهيم عليه السلام النار قال: وكانت عائشة تقتلهن» .

قال الحافظ في الفتح (6/ 354): وما في الصحيح أصح، ولعل عائشة سمعت ذلك من بعض الصحابة وأطلقت لفظ أخبرنا مجازاً، أي أخبر الصحابة كما قال ثابت البناني:(خطبنا عمران) وأراد أنه خطب أهل البصرة فإنه لم يسمع منه والله أعلم.

‌علة الوهم:

منشأ الوهم في هذا الحديث والله أعلم كون عبد الرحمن بن

(1)

وقد رواه أحمد أيضاً (6/ 217) من طريق إسماعيل بن علية، عن أيوب عن نافع ولم يذكر قولها:(فأمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بقتله)، ورواه ابن ماجه (3231) من طريق يونس بن محمد عن جرير.

ص: 295

إسحاق روى هذا الحديث أيضاً من طريق الزهري عن سعد بن أبي وقاص عن النبي صلى الله عليه وسلم بلفظ: «اقتلوا الفويسق»

(1)

.

فجعل متن حديث سعد الذي فيه الأمر بقتل الوزغ لعائشة والمحفوظ عن عائشة رضي الله عنها كما في الصحيحين أنها سمعت الرسول صلى الله عليه وسلم يسمى الوزغ فويسقاً، وتسمعه يأمر بقتله كما صرحت هي والله تعالى أعلم.

(1)

هو ما رواه أبو يعلى في مسنده (832) قال: حدثنا وهب بن بقية، حدثنا خالد، عن عبد الرحمن، عن الزهري، عن عامر بن سعد، عن أبيه عن النبي صلى الله عليه وسلم بمثله.

فأحال على حديث عائشة رضي الله عنها الذي أخرجه في مسند سعد بن أبي وقاص، ورواه ابن طهمان في مشيخته (48) عن عباد بإسناد آخر عن الزهري عن عامر بن سعد عن أبيه.

وقد رواه مسلم في صحيحه (2238) من طريق عبد الرزاق عن معمر عن الزهري عن عامر بن سعد عن أبيه أن النبي صلى الله عليه وسلم أمر بقتل الوزغ وسماه فويسقاً).

ص: 296

‌الحديث الخامس

(1)

:

1243 -

قال الإمام أحمد رحمه الله (1/ 193): حدثنا إسماعيل، حدثنا ابن إسحاق يعني عبد الرحمن، عن الزهري، عن محمد بن جبير، عن أبيه، عن عبد الرحمن بن عوف، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

«شهدت غلاماً مع عمومتي حلف المطيبين، فما أحب أن لي حمر النعم وأني أنكثه» .

‌التعليق:

هذا إسناد رجاله ثقات رجال الشيخين غير عبد الرحمن بن إسحاق من رجال مسلم، وروى له البخاري في الأدب المفرد، وحكى الترمذي في العلل (1/ 478) أن البخاري قد وثقه.

وأخرجه البخاري في الأدب المفرد (567)، وابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني (221)، وأبو يعلى (846)، والشاشي (238)، وابن قانع في معجم الصحابة (2/ 43)، وابن حبان (4373)، والحاكم (2/ 219 - 220)، والبيهقي (6/ 366)، وفي دلائل النبوة (2/ 37)، وابن عدي (4/ 301) كلهم من طرق عن ابن علية به.

(1)

رجال الإسناد:

إسماعيل بن إبراهيم بن مقسم الأسدي المعروف بابن عُلية، ثقة حافظ من الثامنة، مات سنة 193 وهو ابن 83 سنة، روى له البخاري ومسلم.

الزهري: محمد بن مسلم بن شهاب، تقدم.

محمد بن جبير بن مطعم بن عدي بن نوفل، ثقة عارف بالنسب من الثالثة، مات على رأس المائة، روى له البخاري ومسلم.

جبير بن مطعم بن عدي بن نوفل، صحابي.

ص: 297

وأخرجه أحمد (1/ 190)، والبزار (1000)، وأبو يعلى (845)، وأبو نعيم في معرفة الصحابة (495)، والبيهقي (6/ 366)، والضياء في المختارة (915) من طريق بشر بن المفضل.

وأخرجه ابن أبي عاصم (222) من طريق خالد بن عبد الله الواسطي كلاهما عن عبد الرحمن بن إسحاق به.

وأخرجه أبو يعلى (840)، والضياء في المختارة (918)، وابن عدي في الكامل (4/ 301) من طريق خالد بن عبد الله عن عبد الرحمن بن إسحاق به، إلا أنه لم يذكر في الإسناد والد محمد بن جبير.

هذا الحديث تفرد به عبد الرحمن بن إسحاق عن الزهري ما رواه عنه غيره.

وهم عبد الرحمن بن إسحاق في قوله: (حلف المطيبين) إنما هو حلف الفضول.

قال محمد بن نصر المروزي: قال بعض أهل المعرفة بالسير وأيام الناس إن قوله في هذا الحديث حلف المطيبين غلط، إنما هو حلف الفضول وذلك أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يدرك حلف المطيبين، لأن ذلك كان قديماً قبل أن يولد بزمان

(1)

.

وقال البيهقي قال القتيبي: أحسبه أراد حلف الفضول

ولأن المطيبين هم الذين عقدوا حلف الفضول، قال: وأي فضل يكون في مثل التحالف الأول فيقول النبي صلى الله عليه وسلم: ما أحب أن أنكثه وأن لي حمر النعم، ولكنه أراد حلف الفضول الذي عقده المطيبون

(2)

.

(1)

السنن الكبرى (6/ 367).

(2)

المصدر السابق.

ص: 298

وقال ابن أبي عاصم عقب الحديث: هذا وهم، حلف المطيبين كان أيام قصي

(1)

.

وقال ابن حبان: أضمر في هذين الخبرين من يريد به شهدت حلف المطيبين لأنه صلى الله عليه وسلم لم يشهد حلف المطيبين، لأن حلف المطيبين كان قبل مولد رسول الله صلى الله عليه وسلم، وإنما شهد رسول الله صلى الله عليه وسلم حلف الفضول وهم من المطيبين

(2)

.

وقال ابن كثير بعد أن نقل قول البيهقي: إن النبي صلى الله عليه وسلم لم يدرك حلف المطيبين قال: هذا لا شك فيه، وذلك أن قريشاً تحالفوا بعد موت قصي وتنازعوا في الذي كان جعله قصي لابنه عبد الدار من السقاية والرفادة واللواء والندوة والحجامة ونازعهم فيه بنو عبد مناف وقامت مع كل طائفة قبائل من قريش وتحالفوا على النصرة لحزبهم فأحضر أصحاب بني عبد مناف جفنة فيها طيب فوضعوا أيديهم فيها وتحالفوا، فلما قاموا مسحوا أيديهم بأركان البيت فسموا المطيبين وكان هذا قديماً، ولكن المراد بهذا الحلف الفضول وكان في دار عبد الله بن جدعان

قالوا: وكان حلف الفضول قبل المبعث بعشرين سنة في شهر ذي القعدة وكان بعد حرب الفجار بأربعة أشهر

(3)

.

(1)

الآحاد والمثاني (1/ 175).

(2)

صحيح ابن حبان (10/ 217).

(3)

البداية والنهاية (2/ 270).

ص: 299

‌عبد الرحمن بن سابط

عبد الرحمن بن سابط، ويقال: عبد الرحمن بن عبد الله بن سابط الجمحي المكي.

تابعي أرسل عن النبي صلى الله عليه وسلم.

وروى عن: عمر، وسعد بن أبي وقاص، والعباس، ومعاذ بن جبل، وأبي ثعلبة الخشني، وقيل: لم يدرك أحداً منهم، وعن أبيه وله صحبة، وجابر، وأبي أمامة، وابن عباس، وعائشة وغيرهم.

وعنه: ابن جريج، وليث بن أبي سليم، وجماعة.

وثقه يحيى بن معين، وأبو زرعة، والعجلي، والنسائي، ويعقوب بن سفيان، والدارقطني وابن سعد وغيرهم.

قال في التهذيب: له في صحيح مسلم حديث واحد في الفتن (ح 2883).

قال ابن حجر: ثقة كثير الإرسال من الثالثة، مات سنة 118.

ص: 300

‌الحديث

(1)

:

1244 -

قال أبو عيسى الترمذي رحمه الله (3499): حدثنا محمد بن يحيى الثَّقفِيُّ المَرْوزِيُّ، حدثنا حَفْصُ بن غِيَاثٍ، عن ابن جُرَيْجٍ، عن عبد الرحمن بن سَابِطٍ، عن أبي أُمَامَةَ قال: قِيلَ لرسول الله صلى الله عليه وسلم أَيُّ الدُّعاءِ أسْمَعُ؟ قال: «جَوْفَ اللَّيْلِ الآخِرِ ودُبُرَ الصَّلَوَاتِ الْمَكْتُوبَاتِ» .

‌التعليق:

هذا إسناد رجاله ثقات رجال الصحيح غير محمد بن يحيى الثقفي، وهو ثقة حافظ.

وأخرجه النسائي في الكبرى (9936)، وفي عمل اليوم والليلة (108) من طريق محمد بن يحيى به، وابن أبي الدنيا في التهجد وقيام الليل من طريق الفضل بن موسى عن ابن جريج به.

وأخرجه عبد الرزاق (3948) عن ابن جريج عن عبد الرحمن بن سابط أن أبي أمامة سأل النبي

مرسلاً.

وابن أبي الدنيا في التهجد وقيام الليل (240) من طريق الفضل بن

(1)

رجال الإسناد:

محمد بن يحيى بن أيوب بن إبراهيم الثقفي المروزي، المعلم، ثقة حافظ من العاشرة، روى عنه الترمذي والنسائي.

حفص بن غياث بن طلق النخعي الكوفي القاضي، ثقة فقيه تغير حفظه قليلاً، انظر ترجمته في بابه.

ابن جريج: عبد الملك بن عبد العزيز، ثقة فقيه فاضل، انظر ترجمته في بابه.

أبو أمامة الباهلي، صدي بن عجلان صحابي مشهور.

ص: 301

موسى عن ابن جريج عن عبد الرحمن بن سابط عن أبي أمامة به إلا أنه قال: (الأوسط) بدلاً من الآخر.

هكذا قال عبد الرحمن بن سابط عن أبي أمامة (جوف الليل الآخر ودبر الصلوات المكتوبات).

خالفه جماعة فرووه عن أبي أمامة، عن عمرو بن عنبسة السلمي فقالوا:(جوف الليل الآخر)، ولم يذكروا دبر الصلوات منهم: أبو سلام ممطور الحبشي

(1)

، وسليم بن عامر

(2)

، وضمرة بن حبيب

(3)

، ونعيم بن زياد

(4)

.

وكذلك رواه عبد الرحمن بن البيلماني

(5)

، وأبو إدريس الخولاني

(6)

، وكثير بن مرة الحضرمي

(7)

، وشهر بن حوشب

(8)

،

(1)

أبو داود (1277)، والحاكم (1/ 269 رقم 584)، والبيهقي (2/ 455)، والحديث في مسلم مطولاً (832)(دون ذكر صلاة جوف الليل الآخر).

(2)

النسائي (1/ 379)، وفي الكبرى (1544)، وعبد بن حميد (297)، وابن خزيمة (1147)، والطحاوي في شرح المشكل (3971)، والطبراني في الدعاء (128)، والحاكم (1/ 452)، وأحمد (4/ 385).

(3)

النسائي (1/ 279)، وفي الكبرى (1544)، والترمذي (3579)، والطحاوي (3971)، والطبراني في الدعاء (128)، والحاكم (1/ 402)، وابن أبي الدنيا في التهجد وقيام الليل (244).

(4)

النسائي (1/ 479)، وابن خزيمة (1147)، والطبراني (128)، والحاكم (1/ 452).

(5)

النسائي (1/ 283)، وفي الكبرى (1560)، وأحمد (4/ 113)، وابن ماجه (1251)(1364).

(6)

الطبراني في الأوسط (6964)، والدعاء (130).

(7)

البيهقي في الزهد الكبير (706).

(8)

أحمد (4/ 385)، وابن أبي شيبة في مسنده (757)، وعبد بن حميد (300)، وابن عساكر في تاريخ دمشق (46/ 364).

ص: 302

وعطية بن قيس

(1)

، وعبد الله بن عمرو الشيباني

(2)

، عن عمرو بن عنبسة.

فلم يذكروا دبر الصلوت واقتصروا على قولهم جوف الليل الآخر.

وكذلك روي من حديث عبد الرحمن بن عوف

(3)

، وابن عمر

(4)

وكعب بن مرة البهزي

(5)

رضي الله عنهم، فقالوا: جوف الليل ولم يذكروا الدعاء، لذا فإن هذه زيادة شاذة، وانظر ح رقم (1073).

(1)

أحمد (4/ 387).

(2)

الطبراني في مسند الشاميين (605)، والدعاء (129).

(3)

الطبراني في الكبير (279)، والضياء في المختارة (935).

(4)

أبو يعلى (5682)، والطبراني في الأوسط (3429).

(5)

النسائي (4880)، وأحمد (4/ 224)(4/ 321)، وعبد الرزاق (3949).

ص: 303

‌عبد الملك بن أبي سليمان

عبد الملك بن أبي سليمان، واسمه ميسرة، أبو محمد، ويقال: أبو سليمان.

روى عن: أنس بن مالك، وسعيد بن جبير، وعطاء بن أبي رباح، وأنس بن سيرين وجماعة.

وعنه: شعبة، والثوري، وعبد الله بن المبارك، ويحيى القطان، وزائدة، وزهير بن معاوية، وخلق.

وثقه أحمد وابن معين، والنسائي، ويعقوب بن سفيان، وابن سعد وغيرهم.

قال ابن مهدي: كان شعبة يعجب من حفظه.

وقال سفيان الثوري: حفاظ الناس إسماعيل بن أبي خالد، وعبد الملك بن أبي سليمان وذكر جماعة.

وقال الثوري: حدثني الميزان عبد الملك بن أبي سليمان.

وقال أبو داود: قلت لأحمد: عبد الملك بن أبي سليمان؟ قال: ثقة، قلت: يخطئ؟ قال: نعم وكان من أحفظ أهل الكوفة إلا أنه رفع أحاديث عن عطاء.

ص: 304

وقال العجلي: ثقة ثبت.

وقال ابن عمار الموصلي: ثقة حجة.

وقال يعقوب بن سفيان: ثقة متقن فقيه.

وقد أنكر عليه شعبة حديث الشفعة وسيأتي.

قال الترمذي: ثقة مأمون لا نعلم أحداً تكلم فيه غير شعبة، وقال: قد كان حدَّث شعبة عنه ثم تركه، ويقال: إنه تركه لحديث الشفعة الذي تفرد به.

وذكره ابن حبان في الثقات وقال: ربما أخطأ، وكان من خيار أهل الكوفة وحفاظهم،

، وليس من الإنصاف ترك حديث شيخ ثبت صحت عنه السنة بأوهام يهم فيها ....

مات سنة 145، روى له مسلم والبخاري تعليقاً.

قال ابن حجر: صدوق له أوهام من الخامسة.

روى له مسلم ثلاثة عشر حديثاً: (365، 700، 840، 885، 1066، 1149، 1216، 1286، 1333، 2/ 1087، 1492، 2085، 2733)، واستشهد به البخاري في صحيحه في كتاب الحج، باب الإهلال من البطحاء (ح 1570).

ص: 305

‌الحديث الأول

(1)

:

1245 -

قال الإمام مسلم رحمه الله في صحيحه (2/ 623 ح 904): حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا عبد الله بن نمير، وحدثنا محمد بن عبد الله بن نمير وتقاربا في اللفظ قال: حدثنا أبي، حدثنا عبد الملك عن عطاء عن جابر رضي الله عنه قال:

انكسفت الشمس في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم مات إبراهيم ابن رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال الناس: إنما انكسفت لموت إبراهيم فقام النبي صلى الله عليه وسلم فصلى بالناس ست ركعات بأربع سجدات

الحديث.

‌التعليق:

هذا إسناد رجاله كلهم ثقات رجال الشيخين.

وأخرجه أبو داود (1178)، وأحمد (3/ 317)، وعبد بن حميد (1010)، وابن خزيمة (1386)، والطحاوي (1/ 328)، وأبو عوانة (2443)، (2444)، وأبو نعيم في مستخرجه على مسلم (2040)،

(1)

رجال الإسناد:

أبو بكر بن أبي شيبة: انظره في بابه.

محمد بن عبد الله بن نمير الهمداني الكوفي، ثقة حافظ فاضل من العاشرة، مات سنة 234، روى له البخاري ومسلم.

عبد الله بن نمير الهمداني أبو هشام الكوفي، ثقة صاحب حديث من أهل السنة، من كبار التاسعة، مات سنة 199 وله 84 سنة، روى له البخاري ومسلم.

عطاء بن أبي رباح القرشي مولاهم المكي، ثقة فاضل لكنه كثير الإرسال، من الثالثة، مات سنة 114 على المشهور، وقيل: إنه تغير بأخرة، روى له البخاري ومسلم.

جابر بن عبد الله: صحابي مشهور.

ص: 306

وابن حبان (2843)، (2844)، والبيهقي (3/ 325) من طرق عن عبد الملك بن أبي سليمان بهذا الإسناد.

هكذا قال عبد الملك: (عن عطاء، عن جابر).

خالفه ابن جريج

(1)

فقال: (عن عطاء، عن عبيد بن عمير حدثني من أصدق حسبته يريد عائشة).

وتابعه قتادة

(2)

فقال: (عن عطاء، عن عبيد بن عمير، عن عائشة).

وقد رجح الإمام أحمد رواية ابن جريج وقتادة.

قال عبد الله: سمعت أبي يقول في حديث عبد الملك بن أبي سليمان عن عطاء عن جابر: انكسفت الشمس: خالفه ابن جريج عن عطاء عن عبيد بن عمير قال: أخبرني من أصدق فظننته يريد عائشة.

قال أبي: رواه قتادة عن عطاء عن عبيد بن عمير عن عائشة.

قال أبي: أقضى ابن جريج على عبد الملك في حديث عطاء.

وقال أبي مرة أخرى وذكر عطاء فقال: أثبت الناس في عطاء ابن

(1)

مسلم (902)، وأبو داود (1177)، والنسائي (3/ 129)، وفي الكبرى (1859)، وعبد الرزاق (4926)، وإسحاق بن راهويه (1181)، وابن خزيمة (1383)، وأبو عوانة (2440)، وأبو نعيم في مستخرجه على مسلم (2033) وغيرهم.

(2)

مسلم (902)، والنسائي في الكبرى (1855)(1856)، وإسحاق (1179)(1180)، والطحاوي (1/ 328)، وأبو عوانة (2449)، وابن حبان (2831)، والبيهقي (3/ 325)، وأبو نعيم (2034) وغيرهم.

ص: 307

جريج وعمرو بن دينار

(1)

. العلل ومعرفة الرجال (3254 رقم 235)

وقال النسائي: خالفه عبد الملك في إسناده ومتنه

(2)

.

علة أخرى:

في حديث عطاء، عن عبيد بن عمير عن عائشة ما يفيد أنه صلى الله عليه وسلم ركع في كل ركعة ثلاث مرات.

خالفه عروة بن الزبير

(3)

، وعمرة بنت عبد الرحمن

(4)

، وأبو حفصة مولى عائشة

(5)

أنه صلى الله عليه وسلم ركع في ركعة مرتين.

فأعل الإمام الشافعي رواية ابن جريج عن عطاء عن عبيد بن عمير فإنه منقطع لأن ابن جريج أسنده عن عائشة بالظن

(6)

، وحديث عبد الملك عن عطاء عن جابر بأنه غلط.

قال الشافعي رحمه الله: روى بعضكم أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى ثلاث ركعات في كل ركعة، فقلت له: فتقول به أنت؟ قال: لا، ولكن لِم لمْ تقل به أنت وهو زيادة على حديثكم ولم لم تثبته؟ فقلت: هو من وجه منقطع ونحن لا نثبت المنقطع على الانفراد ووجه يراه. والله أعلم غلطاً.

(1)

العلل ومعرفة الرجال (3/ 254 رقم 5123).

(2)

السنن الكبرى (1/ 185).

(3)

البخاري (1044)(1046)(1047)(1058)(1212)، ومسلم (901).

(4)

البخاري (1050)(1056)(1064)، ومسلم (903).

(5)

النسائي (3/ 137)، والكبرى (1866)، وأحمد (6/ 98)(6/ 58).

(6)

حديث ابن جريج صورته كصورة المنقطع كما قال الشافعي إلا أن الإمام مسلم رحمه الله أعقبه بحديث قتادة ليؤكد أن ابن جريج حديثه كما حسب عن عائشة.

ص: 308

قال البيهقي: إنما أراد المنقطع فيما أظن هو (ثم أورد بسنده حديث ابن جريج عن عطاء) ثم قال: وفي رواية ابن جريج دليل على أن عطاء إنما أسنده عن عائشة بالظن والحسبان لا باليقين، وكيف يكون عدد الركوع فيه محفوظاً عن عائشة.

وقد روينا عن عروة وعمرة عن عائشة بخلافه، وإن كان عن عائشة كما توهمه فعروة وعمرة أخص بعائشة وألزم لها من عبيد بن عمير وهما اثنان فروايتهما أولى أن تكون هي المحفوظة.

ورواه أيضاً يحيى بن أبي كثير عن أبي حفصة مولى عائشة أن عائشة أخبرته عن النبي صلى الله عليه وسلم في صلاته في كسوف الشمس نحو رواية عروة وعمرة.

وأما الذي يراه الشافعي غلطاً فأحسبه والله أعلم أراد ما أخبرنا به أبو عبد الله الحافظ، ثم أورد بسنده. حديث عبد الملك عن عطاء عن جابر وهو حديث الباب.

ثم ذكر البيهقي رحمه الله أن النبي صلى الله عليه وسلم إنما صلى الكسوف مرة واحدة حين توفي ابنه إبراهيم فهي قصة واحدة، وقد خالف رواية عبد الملك هذه هشام الدستوائي عن أبي الزبير عن جابر، ووافق رواية عروة وعمرة عن عائشة وأن عبد الملك قد خولف في روايته عن عطاء كما تقدم من رواية ابن جريج وقتادة فقال: ورواية هشام عن أبي الزبير عن جابر التي لم يقع فيها الخلاف ووافقها عدد كثير أولى من روايتي عطاء الليثي إنما يسند أحدهما بالتوهم والأخرى ينفرد بها عنه عبد الملك بن أبي سليمان الذي قد أخذ عليه الغلط في غير حديث والله أعلم

(1)

.

(1)

معرفة السنن والآثار (5/ 147 - 149).

ص: 309

وقد صحح الإمام البخاري أن في صلاة الكسوف أربع ركعات، قال الترمذي: قال محمد: أصح الروايات عندي في صلاة الكسوف أربع ركعات في أربع سجدات

(1)

.

وقال ابن تيمية في سياق ما انتقد على مسلم: روى في حديث الكسوف أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى ثلاث ركوعات وأربع ركوعات، وكما روى أنه صلى بركوعين، والصواب أنه لم يصل إلا بركوعين وأنه لم يصل الكسوف إلا مرة واحدة يوم مات إبراهيم، وقد بين ذلك الشافعي وهو قول البخاري وأحمد بن حنبل في إحدى الروايتين عنه

(2)

.

‌علة الوهم:

قد روي نحو هذا الحديث من طريق أبي الزبير عن جابر رضي الله عنه

(3)

، إلا أن عطاء حديثه ليس عن جابر، والله تعالى أعلم.

(1)

علل الترمذي (1/ 229).

(2)

قاعدة جليلة في التوسل والوسيلة، ص 171 - 172، ونحوه في مجموع الفتاوى (18/ 73).

(3)

مسلم (904).

ص: 310

‌الحديث الثاني

(1)

:

1246 -

قال أبو داود رحمه الله (3518): حدثنا أحمد بن حنبل، ثنا هشيم، أخبرنا عبد الملك عن عطاء، عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

«الجار أحق بشفعة جاره ينتظر بها وإن كان غائباً إذا كان طريقهما واحداً» .

‌التعليق:

هذا إسناد رجاله ثقات رجال الشيخين غير عبد الملك من رجال مسلم، واستشهد به البخاري في الصحيح.

وهو في المسند (3/ 303)، ورواه الترمذي (1369) من طريق قتيبة وخالد بن عبد الله الواسطي، وابن ماجه (2494) والطحاوي (4/ 121) من طريق هشيم، وعبد الرزاق (14396) وأبو داود الطيالسي (1677) من طريق هشام الدستوائي، والدارمي (2627) من طريق يعلى بن عبيد، والطحاوي (4/ 120) من طريق شجاع بن الوليد، وابن أبي شيبة (21298) من طريق علي بن مسهر وفي (22721) من طريق عبدة، وابن عدي في الكامل (5/ 303) من

(1)

رجال الإسناد:

أحمد بن محمد بن حنبل، أبو عبد الله الإمام.

هشيم بن القاسم بن دينار السلمي الواسطي، ثقة ثبت كثير التدليس والإرسال الخفي من السابعة، مات سنة 183 وقد قارب الثمانين روى له البخاري ومسلم.

عطاء بن أبي رباح القرشي المكي، ثقة فاضل لكنه كثير الإرسال، من الثالثة مات سنة 114 على المشهور، روى له البخاري ومسلم.

ص: 311

طريق شعبة، والطبراني في الأوسط (5460) من طريق القاسم بن معن وفي (8399) من طريق حجوة بن مدرك كلهم عن عبد الملك بن أبي سليمان به.

وقد أنكر أهل العلم هذا الحديث لتفرد عبد الملك بن أبي سليمان به ولمخالفته ما رواه جابر نفسه.

فقد روى الزهري، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن، عن جابر رضي الله عنه قال: قضى النبي صلى الله عليه وسلم بالشفعة في كل ما لم يقسم، فإذا وقعت الحدود وصرفت الطرق فلا شفعة

(1)

.

وروى أبو الزبير عن جابر نحوه

(2)

.

لذا قال الإمام الشافعي: سمعنا بعض أهل العلم بالحديث يقول: نخاف أن لا يكون هذا الحديث محفوظاً. ثم قال الشافعي: إنما رواه عن جابر بن عبد الله، وقد روى أبو سلمة عن جابر مفسراً أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:«الشفعة فيما لم يقسم، فإذا وقعت الحدود فلا شفعة» ، وأبو سلمة من الحفاظ، وروى أبو الزبير وهو من الحفاظ عن جابر ما يوافق قول أبي سلمة ويخالف ما روى عبد الملك

(3)

.

وأشار إلى هذه المخالفة الإمام البخاري.

(1)

البخاري (2213)(2214)(2257)(2495)، وأبو داود (3514)، والترمذي (1370)، وابن ماجه (2499) وغيرهم.

(2)

مسلم (1608)، وأبو داود (3513)، والنسائي (7/ 301)(7/ 320)، وابن ماجه (2492)، وغيرهم.

(3)

اختلاف الحديث (1/ 537)، ونقله عنه البيهقي (6/ 106)، وابن القيم في حاشيته على سنن أبو داود (9/ 207).

ص: 312

قال الترمذي: سألت محمداً عن هذا الحديث فقال: لا أعلم أحداً رواه عن عطاء غير عبد الملك بن أبي سليمان وهو حديثه الذي تفرد به وبه روى عن جابر عن النبي صلى الله عليه وسلم خلاف هذا

(1)

.

ووجه الاختلاف أن حديث عبد الملك جعل الشفعة للجار إذا كان طريقهما واحد، أما المشهور من حديث جابر أن الشفعة إنما هي للشريكين.

قال وكيع: سمعت شعبة يقول: لو روى عبد الملك بن أبي سليمان حديثاً آخر مثل حديث الشفعة طرحت حديثه

(2)

.

ونحو ذلك قال عنه يحيى بن سعيد القطان

(3)

.

وقال أحمد بن حنبل: قال شعبة في حديث عبد الملك هذا وهم

(4)

.

وقال يحيى بن معين: هو حديث لم يحدث به أحد إلا عبد الملك عن عطاء وقد أنكره عليه الناس، وقال: قال شعبة: لو جاء عبد الملك بآخر مثل هذا لرميت حديثه.

وقال أيضاً: كان عبد الملك بن أبي سليمان في شيء مقطع يوصله وموصل يقطعه.

(1)

العلل الكبرى (1/ 571).

(2)

الجرح والتعديل (5/ 367)، والضعفاء للعقيلي (3/ 32)، وابن عدي في الكامل (5/ 302)، والبيهقي (6/ 107).

(3)

البيهقي (6/ 107)، وابن عدي في الكامل (5/ 302).

(4)

الضعفاء للعقيلي (3/ 32).

ص: 313

وقال أحمد بن حنبل عنه ثقة، يخطئ وكان من أحفظ أهل الكوفة إلا أنه رفع أحاديث عن عطاء. (وهذا الحديث أحدها).

ونقل أبو زرعة الدمشقي عن أحمد وابن معين في حديث الشفعة قولهما: قد كان هذا الحديث مما يُنكر عليه.

وقال عبد الله بن أحمد عن أبيه: هذا حديث منكر، وعبد الملك ثقة

(1)

.

‌الدلالة الفقهية:

دل هذا الحديث على استحقاق الجار للشفعة عند الاشتراك في الطريق.

وقد قال بذلك بعض أهل العلم ونسبه ابن القيم إلى أهل البصرة. وقال بعضهم باستحقاقها للجار مطلقاً بدون اشتراط الاشتراك في الطريق.

وهذا مذهب أبي حنيفة وأصحابه وهو قول سفيان الثوري وابن أبي ليلى وابن شبرمة.

وذكر ابن التركماني عن الطبري أن القول بشفعة الجوار هو أيضاً قول الشعبي وابن سيرين والحكم وحماد والحسن وطاوس.

وهو رواية عن الإمام أحمد.

(1)

العلل ومعرفة الرجال (2/ 281)، وانظر: تهذيب التهذيب (6/ 355)، وتهذيب الكمال (18/ 326)، تاريخ بغداد (10/ 393).

ص: 314

وقال جمهور أهل العلم أن الشفعة لا تستحق بالجوار

(1)

.

قال ابن القيم في تهذيب السنن:

إن الناس في شفعة الجوار طرفان ووسط.

فأهل المدينة وأهل الحجاز وكثير من الفقهاء ينفونها مطلقاً.

وأهل الكوفة يثبتونها مطلقاً.

وأهل البصرة يثبتونها عند الاشتراك في حق من حقوق الملك كالطريق والماء ونحوه، وينفونها عند تميز كل ملك بطريقه حيث لا يكون بين الملاك اشتراك.

والأقوال الثلاثة في مذهب أحمد وأعدلها وأحسنها هذا القول الثالث والله الموفق للصواب. اه.

(1)

قال ابن قدامة في المغني (5/ 308): فأما الجار فلا شفعة له وبه قال عمر وعثمان وعمر بن عبد العزيز، وسعيد بن المسيب، وسليمان بن يسار، والزهري ويحيى الأنصاري .... ومالك والأوزاعي والشافعي وإسحاق وأبو ثور وابن المنذر.

ونحو ذلك قال الماوردي في الحاوي الكبير (7/ 227): وقال وهذا الذي عليه جمهور الناس وأهل الحرمين.

ص: 315

‌الحديث الثالث

(1)

:

1247 -

قال الإمام أحمد رحمه الله (5/ 349): حدثنا إسحاق بن يوسف، عن عبد الملك بن أبي سليمان، عن عبد الله بن عطاء المكي، عن سليمان بن بريدة عن أبيه رضي الله عنه:

إن امرأة أتت النبي صلى الله عليه وسلم فقالت: يا رسول الله، إني تصدقت على أمي بجارية فماتت وإنها رجعت إليّ في الميراث؟ قال: قد آجرك الله ورد عليك في الميراث، قالت: فإني أمي ماتت ولم تحج فيجزيها أن أحج عنها؟ قال: نعم، قالت: فإني أمي كان عليها صوم شهر فيجزئها أن أصوم عنها؟ قال: نعم.

‌التعليق:

هذا إسناد على شرط مسلم، وأخرجه مسلم في صحيحه (1149)(158) من طريق إسحاق بهذا الإسناد.

وأخرجه النسائي في الكبرى (6314) من طريق إسحاق الأزرق بهذا الإسناد.

هكذا رواه عبد الملك بن أبي سليمان فقال: (عن عبد الله بن عطاء، عن سليمان بن بريدة، عن أبيه).

(1)

رجال الإسناد:

إسحاق بن يوسف بن مرداس المخزومي الواسطي المعروف بالأزرق، ثقة من التاسعة، مات سنة 195 وله 78 سنة، روى له البخاري ومسلم.

عبد الله بن عطاء الطائفي (المكي ويقال المدني) أصله من الكوفة، صدوق يخطئ ويدلس، من السادسة، روى له مسلم.

سليمان بن بريدة بن الخطيب الأسلمي المروزي قاضيها، ثقة من الثالثة، مات سنة 105 وله 90 عاماً، روى له مسلم.

ص: 316

خالفه علي بن مسهر

(1)

، وأبو معاوية الضرير

(2)

، وعبد الله بن نمير

(3)

، وسفيان الثوري

(4)

، وزهير بن معاوية

(5)

، وإسماعيل بن زكريا

(6)

، ومروان الفزاري

(7)

.

هؤلاء كلهم رووه فقالوا: (عن عبد الله بن عطاء، عن عبد الله بن بريدة، عن أبيه).

ورواه عبد الرزاق

(8)

، وابن أبي ليلى

(9)

فقالوا: (ابن بريدة) ولم يسموه.

لذا قال النسائي عقب الحديث: «هذا خطأ والصواب عن عبد الله بن بريدة» .

‌علة الوهم:

1 إن عبد الله وسليمان كلاهما يروي عن أبيهما بريدة، وعبد الله بن عطاء المكي يروي عن كليهما ومن هنا وقع الوهم من عبد الملك أو من إسحاق الأزرق والله تعالى أعلم.

(1)

مسلم (1149)(157).

(2)

الحاكم (4/ 347).

(3)

مسلم (1149)(158).

(4)

مسلم (1149)، والنسائي في الكبرى (6315)، وأبو عوانة (2904)(2905)، والترمذي (929)، وعبد الرزاق (7645)، وابن ماجه (2394)، وأحمد (5/ 351).

(5)

النسائي (6317)، وأبو داود (1656)(2877)(3309)، والبيهقي (4/ 335).

(6)

سعيد بن منصور في سننه (248).

(7)

ذكره البيهقي تعليقاً (4/ 256).

(8)

المصنف (16587).

(9)

النسائي في الكبرى (6316).

ص: 317

2 حدث به من حفظه، قال ابن حبان في ترجمته في الثقات: ربما أخطأ وكان من خيار أهل الكوفة وحفاظهم، والغالب على من يحفظ ويحدث أن يهم.

وذكر أحمد بن حنبل أنه ثقة لكنه يخطئ، لذا قال ابن حجر في التقريب: صدوق له أوهام والله أعلم.

3 قد جاء في بعض الروايات ابن بريدة مبهماً فظنه أنه سليمان.

‌الخلاصة:

عبد الملك بن أبي سليمان ثقة حافظ، لكنه هنا خالفه سبعة من الأئمة الثقات منهم: سفيان الثوري وزهير بن معاوية، وقد ذكر أبو عبد الرحمن النسائي أنه أخطأ في هذا الإسناد وهذا محتمل لما ذكرناه في علة الوهم.

وقد أخرج الإمام مسلم حديثه هذا في صحيحه في المتابعات وعبد الله وسليمان كلاهما ثقة من رجال الصحيح والله تعالى أعلم.

ص: 318

‌الحديث الرابع

(1)

:

1248 -

قال ابن ماجه رحمه الله (395): حدثنا إسماعيل بن توبة، ثنا زياد بن عبد الله البكائي، عن عبد الملك بن أبي سليمان، عن أبي الزبير عن جابر رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

«إذا قام أحدكم من النوم فأراد أن يتوضأ فلا يدخل يده في وضوئه حتى يغسلها فإنه لا يدري أين باتت يده ولا على ما وضعها» .

‌التعليق:

هذا إسناد رجاله كلهم رجال الصحيح غير إسماعيل وقد توبع، وقد حسنه الدارقطني.

وقال البوصيري: هذا إسناد صحيح رجاله ثقات (1/ 58 مصباح الزجاجة).

وأخرجه الطبراني في الأوسط (3335) من طريق موسى بن يحيى المروزي عن زياد بن عبد الله البكائي به، والدارقطني (1/ 45) من طريق

(1)

رجال الإسناد:

إسماعيل بن توبة بن سليمان بن زيد الثقفي الرازي أصله من الطائف نزل قزوين صدوق من العاشرة، مات سنة 247 روى عنه ابن ماجه.

زياد بن عبد الله بن الطفيل العامري البكائي، أبو محمد الكوفي، صدوق ثبت في المغازي وفي حديثه عن غير ابن إسحاق لين وله في البخاري موضع وقد واحد متابعة من الثامنة، وروى له مسلم.

عبد الملك بن أبي سليمان: تقدم.

محمد بن مسلم بن تدرس الأسدي أبو الزبير المكي صدوق إلا أنه يدلس، من الرابعة مات سنة 126 روى له البخاري ومسلم.

ص: 319

محمد بن نوح عن زياد البكائي به وقال: إسناده حسن.

هكذا قال عبد الملك بن أبي سليمان: (عن أبي الزبير، عن جابر، عن النبي صلى الله عليه وسلم.

خالفه معقل بن عبيد الله

(1)

، وعبد الله بن لهيعة

(2)

فقالا: (عن أبي الزبير، عن جابر، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم.

أسقط عبد الملك أبا هريرة من الإسناد: «وقد تفرد بجعله من حديث جابر لذا قال الطبراني: لم يروه عن عبد الملك إلا زياد تفرد به موسى ولا يروى عن جابر إلا بهذا الإسناد»

(3)

.

وقد رواه جماعة عن أبي هريرة رضي الله عنه منهم:

الأعرج

(4)

، ومحمد بن سيرين

(5)

، وأبو سلمة بن عبد الرحمن

(6)

، وسعيد بن المسيب

(7)

، وعبد الله بن شقيق

(8)

، وهمام بن منبه

(9)

، وعبد الرحمن بن يعقوب

(10)

، وأبو صالح ذكوان السمان

(11)

، وثابت

(1)

مسلم (278).

(2)

أحمد (2/ 403)، وأبو يعلى (5863)(6440).

(3)

في الأوسط (3/ 339)، وقوله تفرد به موسى غير صحيح فقد تابعه إسماعيل ومحمد بن نوح كما تقدم.

(4)

البخاري (162)، ومسلم (278).

(5)

مسلم (278)، وأحمد (2/ 395).

(6)

مسلم (278)، والترمذي (24)، والنسائي (1/ 7، 99)، وأحمد (2/ 241)، وابن ماجه (293).

(7)

مسلم (278)، والترمذي (24)، والنسائي (1/ 215).

(8)

مسلم (278)، وأحمد (2/ 455).

(9)

مسلم (278)، وأحمد (2/ 316).

(10)

مسلم (278).

(11)

مسلم (278)، وأبو داود (103)، وأحمد (2/ 253).

ص: 320

مولى عبد الرحمن بن زيد

(1)

، وأبو رزين

(2)

، وأبو مريم

(3)

، وموسى بن يسار

(4)

.

لذا أخرجه الطبراني في الأوسط وأشار إلى تفرد عبد الملك بروايته عن أبي الزبير عن جابر.

ثانياً: زاد في المتن قوله: (ولا على ما وضعها) ولم يتابع على هذه الزيادة.

والحديث أخرجه الألباني في صحيحه لسنن ابن ماجه من حديث جابر وقال: منكر بزيادة (ولا على ما وضعها) وهو في مسلم دونها

(5)

.

‌علة الوهم:

سلوك الجادة لأن رواية أبي الزبير عن جابر مشهورة وجارية على الألسن بخلاف الأخرى. والله أعلم.

(1)

مسلم (278)، وأحمد (2/ 271).

(2)

مسلم (278)، وأبو داود (103)، وأحمد (2/ 471).

(3)

أبو داود (105).

(4)

أحمد (2/ 500).

(5)

(1/ 68).

ص: 321

‌المسعودي

عبد الملك بن معن بن عبد الرحمن بن عبد الله بن مسعود الهذلي، أبو عبيدة المسعودي الكوفي.

روى عن: الأعمش، وأبي إسحاق الشيباني.

وعنه: ابنه محمد، وابن المبارك، والمحاربي.

قال ابن معين والعجلي: ثقة.

قال ابن حجر: ثقة، من السابعة.

روى له مسلم حديثان: (2461، 2713).

ص: 322

‌الحديث

(1)

:

1249 -

قال ابن حبان (3375): أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ يَحيى بن زُهَيْرٍ حدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُسلِمٍ الطُّوسيُّ حدَّثنا مُحمَّدُ بْنُ أبِي عُبَيْدَةَ بْنِ مَعْنٍ عَنْ أَبِيهِ عَنِ الأعْمَشِ عَنْ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيُّ عَنْ مُجَاهِدٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «مَنْ سَأَلَ بِاللَّهِ فَأَعْطُوهُ وَمَنِ اسْتَعَاذَ بِاللَّهِ فَأَعِيذُوهُ وَمَنْ دَعَاكُمْ فَأَجِيبُوهُ» .

‌التعليق:

هذا إسناد رجاله كلهم ثقات رجال الصحيح غير أحمد بن يحيى وهو ثقة.

(1)

رجال الإسناد:

أحمد بن يحيى بن زهير أبو جعفر التستري الزاهد، ونعته الذهبي فقال: الإمام الحجة المحدث البارع علم الحفاظ شيخ الإسلام، جمع وصنف وعلل وصار يضرب به المثل في الحفظ، (السير 14/ 362 - 365).

علي بن مسلم بن سعيد الطوسي، ثقة، من الطبقة العاشرة، مات سنة 453 روى له البخاري.

محمد بن أبي عبيدة بن معن بن عبد الرحمن المسعودي الكوفي، القاسم ابن عبد الملك، ثقة من العاشرة، مات سنة 205، روى له مسلم.

عبد الملك بن معن بن عبد الرحمن بن عبد الله بن مسعود الهذلي، أبو عبيدة المسعودي، ثقة من السابعة، روى له مسلم.

الأعمش: سليمان بن مهران: تقدم (انظره في بابه).

إبراهيم بن يزيد بن شريك التيمي الكوفي العابد، ثقة إلا أنه يرسل ويدلس، من الخامسة، مات سنة 92 وله 40 سنه، روى له البخاري ومسلم.

مجاهد بن جبر، المكي ثقة إمام في التفسير وفي العلم، من الثالثة، روى له البخاري ومسلم.

ص: 323

وأخرجه ابن جرير الطبري في تهذيب الآثار (1/ 70 مسند عمر) عن علي بن مسلم الطوسي وفي (1/ 70 رقم 109 مسند عمر) عن يحيى بن إبراهيم بن محمد بن أبي عبيدة المسعودي عن أبيه عن جده.

هكذا قال أبو عبيدة: (عن الأعمش، عن إبراهيم التيمي، عن مجاهد، عن ابن عمر).

خالفه جرير بن عبد الحميد

(1)

، وأبو عوانة

(2)

، وعبد العزيز بن مسلم

(3)

، وأبو بكر بن عياش

(4)

، وإسحاق الأزرق

(5)

، وموسى بن أعين

(6)

، وعمار بن رزيق

(7)

، وثابت بن عجلان الأنصاري

(8)

، وحبان بن علي

(9)

.

فقالوا: (عن الأعمش، عن مجاهد، عن ابن عمر).

(1)

أبو داود (1672)(5109)، وابن حبان (3408)، والحاكم (1/ 413)، وابن جرير في تهذيب الآثار (1/ 69/ 108) مسند عمر.

(2)

البخاري في الأدب المفرد (216)، وأبو داود (5109)، والنسائي (5/ 82)، وفي الكبرى (3348)، وأحمد (2/ 68، 99، 127)، والطيالسي (1895)، والقضاعي في مسند الشهاب (421)، والحاكم (1/ 412)(2/ 63)، وابن جرير في تهذيب الآثار (105 مسند عمر)، والروياني في مسنده (1419)، وعبد بن حميد (806)، والبيهقي (4/ 195).

(3)

الحاكم (1/ 413).

(4)

ابن جرير في تهذيب الآثار (106).

(5)

المصدر السابق (107).

(6)

الدارقطني في العلل تعليقاً (2801).

(7)

الحاكم (1/ 412)، والبيهقي في شعب الإيمان (3538).

(8)

ابن جرير (112).

(9)

الطبراني في الكبير (13465).

ص: 324

زاد أبو عبيدة التيمي في الإسناد.

قال الدارقطني: والصحيح عن الأعمش عن مجاهد عن ابن عمر

(1)

.

(1)

العلل (12/ 374).

ص: 325

‌عبد الوارث بن عبد الصمد

عبد الوارث بن عبد الصمد بن عبد الوارث بن سعيد، أبو عبيدة العنبري، حفيد عبد الوارث بن سعيد.

روى عن: أبيه، وأبي خالد الأحمر، وأبي عاصم النبيل وغيرهم.

وعنه: مسلم والترمذي والنسائي وابن ماجه، وابن خزيمة، وأبو حاتم، وابن أبي عاصم وغيرهم.

قال أبو حاتم: صدوق.

قال النسائي: لا بأس به.

وذكره ابن حبان في الثقات.

مات في رمضان سنة 252.

قال ابن حجر: صدوق، من الحادية عشر.

في الزهرة: إن مسلماً روى عنه سبعة عشر حديثاً.

منها: (1/ 120، 270، 271، 414، 2/ 774، 1059، 1096، 3/ 1156، 1247، 1280، 1669، 4/ 238، 2261).

ص: 326

‌الحديث

(1)

:

1250 -

قال ابن حبان رحمه الله (1588): أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ خُزَيْمَةَ حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَارِثِ بْنُ عَبْدِ الصَّمَدِ بْنِ عَبْدِ الْوَارِثِ حَدَّثَنَا أَبِي حَدَّثَنِي أَبِي حَدَّثَنَا حُسَيْنٌ الْمُعَلِّمُ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُرَيْدَةَ أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ الْمُزَنِيَّ حَدَّثَهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم صَلَّى قَبْلَ الْمَغْرِبِ رَكْعَتَيْنِ ثُمَّ قَالَ: صَلُّوا قَبْلَ الْمَغْرِبِ رَكْعَتَيْنِ، ثُمَّ قَالَ عِنْدَ الثَّالِثَةِ: لِمَنْ شَاءَ، خَافَ أَنْ يَحْسِبِهَا النَّاسُ سُنَّةً.

‌التعليق:

هذا إسناد رجاله كلهم ثقات رجال الصحيح غير ابن خزيمة وهو إمام ثقة ثبت مصنف.

وأخرجه محمد بن نصر المروزي في قيام الليل (ص 77 مختصره) عن عبد الوارث به (وسقط من الإسناد عبد الوارث بن سعيد جد عبد الوارث).

(1)

رجال الإسناد:

محمد بن إسحاق بن خزيمة بن صالح بن بكر السلمي النيسابوري الشافعي، صاحب التصانيف، ولد سنة 223. قال الدارقطني: كان ابن خزيمة إماماً ثبتاً معدوم النظير (السير 14/ 370 وما بعده).

عبد الصمد بن عبد الوارث بن سعيد العنبري، أبو سهل البصري، صدوق، ثبت في شعبة، من التاسعة، مات سنة 207، روى له البخاري ومسلم.

عبد الوارث بن سعيد العنبري، البصري ثقة ثبت رمي بالقدر ولم يثبت عنه، من الثامنة، مات سنة 180، روى له البخاري.

حسين بن ذكوان المعلم البصري، ثقة وربما وهم، من السادسة، مات سنة 145 روى له البخاري ومسلم.

عبد الله بن بريدة بن الحصيب الأسلمي المروزي قاضيها، ثقة من الثالثة، مات سنة 105 وقيل بل 115 وله مائة سنة، روى له البخاري ومسلم.

ص: 327

هكذا قال عبد الوارث: عن عبد الصمد، عن أبيه، عن حسين المعلم عن عبد الله بن بريدة، عن عبد الله المزني أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى قبل المغرب.

خالفه أحمد بن حنبل

(1)

فرواه عن عبد الصمد بهذا الإسناد دون أن يذكر أن النبي صلى الله عليه وسلم صلاها بل ذكر أمره بها.

وكذلك رواه أبو معمر عبد الله بن عمرو بن أبي الحجاج

(2)

، وعبيد الله بن عمرالقواريري

(3)

، وعفان بن مسلم

(4)

، وحسين بن محمد المروزي

(5)

، ومحمد بن عبيد بن حساب

(6)

، خمستهم عن عبد الوارث بن سعيد فلم يذكروا هذه الزيادة من فعله صلى الله عليه وسلم.

قال ابن القيم: وأما الركعتان قبل المغرب فإنه لم ينقل عنه صلى الله عليه وسلم أنه كان يصليهما، وصح عنه أنه أقر أصحابه عليهما، وكان يراهم يصلونها فلم يأمرهم ولم ينههم

(7)

.

وقال ابن حجر: وقال القرطبي وغيره: ظاهر حديث أنس أن الركعتين بعد المغرب

(8)

وقبل صلاة المغرب كان أمراً أقر النبي صلى الله عليه وسلم

(1)

المسند (5/ 55).

(2)

البخاري (1183) و (7368)، وابن خزيمة (1289).

(3)

أبو داود (1281)، والدارقطني (1/ 265 - 266)، والبيهقي (2/ 474).

(4)

أحمد (5/ 55)، والروياني في مسنده (895)، والبيهقي في معرفة السنن والآثار (2/ 287)، والبغوي في شرح السنة (3/ 471).

(5)

أحمد (5/ 55).

(6)

المروزي في قيام الليل (ص 71 مختصره).

(7)

زاد المعاد (1/ 312)، أما قوله:(فلم يأمرهم) فغير صحيح فالحديث في البخاري إلا أنه يحمل على الاستحباب.

(8)

أي بعد دخول وقت المغرب.

ص: 328

أصحابه عليه وعملوا به حتى كانوا يستبقون إليه، وهذا يدل على الاستحباب .. ، وأما كونه لم يصليهما فلا ينفي الاستحباب بل يدل على أنهما ليستا من الرواتب وإلى استحبابهما ذهب أحمد وإسحاق وأصحاب الحديث

(1)

.

وقال الألباني: شاذ

، فهؤلاء خمسة ثقات اتفقوا على رواية الحديث عن عبد الوارث بن سعيد دون الزيادة وهذا مما يلقي اليقين في القلب على شذوذها، وخطأ من زادها في إسناد ابن حبان عن ابن خزيمة، ولعل يؤيد ما ذكرت أن ابن خزيمة أعرض عن إيرادها في صحيحه إلى رواية أبي معمر الخالية منها

(2)

.

(1)

فتح الباري (2/ 108).

(2)

الضعيفة (12/ 375).

ص: 329

‌عبد الوهاب بن عطاء

عبد الوهاب بن عطاء الخفاف، أبو نصر العجلي، مولاهم البصري، سكن بغداد.

روى عن: سليمان التيمي، وحميد الطويل، وخالد الحذاء، وابن عون، ومالك، وابن جريج، وسعيد بن أبي عروبة ولازمه وعرف بصحبته، وجماعة.

وعنه: أحمد، وإسحاق، وابن معين، وإسحاق الكوسج، والحارث بن أبي أسامة وجماعة.

قال أحمد: كان يحيى القطان حسن الرأي فيه، كان يعرفه معرفة قديمة، وقال أيضاً: كان عالماً بسعيد.

قال المروذي: قلت لأحمد: عبد الوهاب بن عطاء ثقة؟ قال: ما تقول! إنما الثقة يحيى القطان.

وقال الدوري عن ابن معين: ثقة.

وقال ابن الغلابي عن ابن معين: يكتب حديثه.

وقال ابن أبي خيثمة وعثمان الدارمي عن ابن معين: لا بأس به.

ص: 330

وقال البخاري: ليس بالقوي عندهم، وهو يحتمل.

وقال الساجي: صدوق ليس بالقوي عندهم.

وقال النسائي: ليس بالقوي عندهم.

وقال أبو حاتم: يكتب حديثه محله الصدق.

وقال ابن سعد: كان صدوقاً إن شاء الله.

مات سنة 204 وقيل 206.

قال ابن حجر: صدوق ربما أخطأ، أنكروا عليه حديثاً في فضل العباس يقال دلسه عن ثور، من التاسعة.

قلت: والحديث أخرجه الترمذي (3762) عن إبراهيم بن سعيد الجوهري قال: حدثنا عبد الوهاب بن عطاء عن ثور بن يزيد، عن مكحول عن كريب عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم للعباس: إذا كان غداة الاثنين فأتني أنت وولدك حتى أدعو لهم بدعوة ينفعك الله بها وولدك

الحديث.

قال الترمذي: حسن غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه، وصححه الألباني (2962) في تعليقه على الترمذي.

وقال ابن معين: موضوع، وقال أبو زرعة: روى عن ثور بن يزيد حديثين ليسا من حديث ثور، وانظر تاريخ بغداد (11/ 24)، وتهذيب الكمال (18/ 514)، والعلل المتناهية لابن الجوزي (465)، روى له مسلم تسعة أحاديث كلها بالعنعنة كما في روايات المدلسين في صحيح مسلم (ص 242).

ص: 331

‌الحديث

(1)

:

1251 -

قال ابن خزيمة رحمه الله (1338): حدثنا أحمد بن منيع قال: حدثنا عبد الوهاب بن عطاء، عن سليمان التيمي، عن أبي صالح، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

«الصلاة الوسطى صلاة العصر» .

‌التعليق:

هذا إسناد رجاله ثقات رجال الصحيح غير أبي صالح واسمه ميزان روى له الترمذي، وقال عنه الحافظ في التقريب: مقبول، وسقط عن المزي ترجمته في التهذيب، وأخرجه البيهقي (1/ 460) من طريق محمد بن عبيد الله بن المنادي، والخطيب في تاريخ بغداد (13/ 90) من طريق محمود بن خداش كلاهما عن عبد الوهاب بن عطاء به.

هكذا قال عبد الوهاب: (عن التيمي، عن أبي صالح، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم.

خالفه يحيى بن سعيد القطان

(2)

، ومحمد بن عبد الله

(1)

رجال الإسناد:

أحمد بن منيع بن عبد الرحمن أبو جعفر البغوي الأصم، ثقة حافظ من العاشرة، مات سنة 244 وله 84 سنة، روى له البخاري ومسلم.

سليمان بن بلال التيمي، أبو محمد المدني، ثقة من الثامنة، مات سنة 177، روى له البخاري ومسلم.

ميزان البصري، أبو صالح، مقبول، من الثالثة وهو مشهور بكنيته، روى له الترمذي.

(2)

أحمد في العلل ومعرفة الرجال (1/ 507 رقم 1186)، والبيهقي (1/ 460 - 461)، وابن منده في فتح الباب في الكنى والألقاب (1/ 130).

ص: 332

الأنصاري

(1)

، وسهل بن يوسف

(2)

، وبشر بن المفضل

(3)

، وإسماعيل بن إبراهيم (ابن علية)

(4)

، ومعتمر بن سليمان

(5)

.

فرووه عن سليمان التيمي، عن أبي صالح، عن أبي هريرة موقوفاً، وقد صحح الموقوف يحيى بن معين والدارقطني.

وقد رواه عبد الوهاب أيضاً موقوفاً.

كذا رواه عنه يحيى بن معين

(6)

، ويحيى بن جعفر

(7)

.

قال أحمد بن محمد بن القاسم بن محرز: سألت يحيى بن معين عن محمود بن خداش فقال: ثقة لا بأس به، قلت: حدث عن الخفاف عن التيمي عن أبي صالح، عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم في صلاة الوسطى؟ قال: ليس بشيء أخطأ فيه حدثناه الخفاف عن أبي صالح عن أبي هريرة موقوفاً.

قلت: أبو صالح هذا من هو؟ قال: ميزان

(8)

. اه.

وكذا قال الإمام أحمد: ليس هو أبو صالح ولا باذام هذا بصري أراه ميزان، يعني: اسمه ميزان أبو صالح

(9)

.

(1)

البيهقي (1/ 460)، حديث محمد بن عبد الله الأنصاري (12).

(2)

ابن أبي شيبة (8624).

(3)

الطبري في تفسيره (4214).

(4)

سعيد بن منصور في سننه (395).

(5)

الطبري في تفسيره (4215).

(6)

تاريخ بغداد (13/ 90).

(7)

ابن منده في فتح الباب (1/ 430) مقروناً مع رواية يحيى القطان.

(8)

تاريخ بغداد (13/ 90).

(9)

العلل للإمام أحمد برواية ابنه عبد الله (1186)، ونقله عنه البيهقي (1/ 460).

ص: 333

وقال الدارقطني: يرويه سليمان التيمي واختلف عنه فرواه عبد الوهاب بن عطاء عن سليمان التيمي عن أبي صالح عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم، ووقفه يحيى القطان وبشر بن المفضل والأنصاري ومعتمر عن التيمي والموقوف هو المحفوظ

(1)

.

وقال البيهقي: كذا روى بهذا الإسناد وخالفه غيره فرواه عن التيمي موقوفاً على أبي هريرة

(2)

.

‌الخلاصة:

اختلف في هذا الحديث على عبد الوهاب على وجهين:

فرواه عن أحمد بن منيع، ومحمد بن عبيد الله

(3)

، ومحمود بن خداش

(4)

، هذا الحديث موصولاً وهؤلاء كلهم ثقات.

وروى يحيى بن معين

(5)

، ويحيى بن جعفر

(6)

، هذا الحديث موقوفاً بمثل رواية الجماعة عن التيمي.

وحمل الوهم يحيى بن معين منه على محمود بن خداش، وحمله الدارقطني على ما يبدو على عبد الوهاب بن عطاء وهو الأظهر

(1)

العلل (8/ 200 رقم 1511).

(2)

السنن الكبرى (1/ 460).

(3)

محمد بن عبيد الله بن يزيد البغدادي ابن المنادي، صدوق، روى عنه البخاري.

(4)

محمود بن خداش الطالقاني نزيل بغداد، صدوق، روى له الترمذي وابن ماجه والنسائي في مسند علي.

(5)

يحيى بن معين، ثقة حافظ مشهور إمام الجرح والتعديل روى عنه الجماعة.

(6)

يحيى بن جعفر بن أعين النجاري، ثقة، روى عنه البخاري.

ص: 334

لأنه رواه عنه جماعة من الثقات على الرواية الموصولة، وقد قال البخاري وأبو حاتم عنه: ليس بالقوي عندهم زاد البخاري وهو يحتمل وثقه ابن معين في رواية وقال مرة أخرى: يكتب حديثه، وقال النسائي: ليس بالقوي.

والله تعالى أعلم.

ص: 335

‌عبد بن حميد

عبد بن حميد بن نصر الكسي، أبو محمد المعروف بالكشي، قيل: إن اسمه عبد الحميد.

روى عن: إسماعيل بن أبي أويس، وجعفر بن عون، وحجاج بن منهال، وأبي داود الطيالسي، ويزيد بن هارون، وسليمان بن حرب، وعبد الرزاق، وعفان، وعثمان بن عمر بن فارس وجماعة.

روى عنه: مسلم، والترمذي، وابنه محمد بن عبد بن حميد، والبخاري تعليقاً في صحيحه.

قال ابن حبان في ثقاته: (كان ممن جمع وصنف، مات سنة تسع وأربعين ومائتين).

وقال السمعاني: إمام جليل القدر ممن جمع وصنف وكانت إليه الرحلة من أقطار الأرض.

قال الذهبي في السير: الإمام الحافظ الحجة الجوال، ولد بعد سنة 170.

قال ابن حجر: ثقة حافظ من الحادية عشر.

ص: 336

روى عنه مسلم أكثر من مائة وسبعة وثلاثون حديثاً، نذكر بعضاً منها:

(1/ 51، 63، 100، 131، 133، 151، 206، 221، 260، 265، 302، 309، 408، 424، 486، 493، 520، 523، 561، 565، 574)، (2/ 592، 612، 674، 712، 729، 748، 763، 783، 801 .... ، 1095)، (3/ 1174، 1176، 1185، 1189، 1203، 1230 .... ، 1679)، (4/ 1704، 1706، 1715، 1716، 1723، 1735، 1745 .... ، 2211، 2246، 2313).

ص: 337

‌الحديث الأول

(1)

:

1252 -

قال الإمام الترمذي رحمه الله (3015): حدثنا عبد بن حميد، قال: حدثنا يحيى بن آدم قال: حدثنا ابن عيينة، عن محمد بن المنكدر، قال: سمعت جابر بن عبد الله رضي الله عنه يقول:

مرضت فأتاني رسول الله صلى الله عليه وسلم يعودني وقد أغمي علي، فلما أفقت قلت: كيف أقضي في مالي؟ فسكت عني حتى نزلت: {يُوصِيكُمُ اللَّهُ فِي أَوْلَادِكُمْ لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الْأُنْثَيَيْنِ

(11)} [النساء: 7].

‌التعليق:

هذا إسناد رجاله ثقات رجال الشيخين غير عبد بن حميد فمن رجال مسلم.

هكذا قال عبد بن حميد، عن يحيى بن آدم، عن سفيان، عن محمد بن المنكدر، عن جابر أنه مرض فقال للنبي صلى الله عليه وسلم: كيف أقضي في مالي فنزلت: {يُوصِيكُمُ اللَّهُ فِي أَوْلَادِكُمْ لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الْأُنْثَيَيْنِ

(11)}.

(1)

رجال الإسناد:

عبد بن حميد بن نصر، أبو مهنا، قيل اسمه: عبد الحميد وبذلك جزم ابن حبان وغير واحد، ثقة حافظ من الحادية عشر، مات سنة 249، روى له مسلم واستشهد به البخاري في الصحيح.

يحيى بن آدم بن سليمان الكوفي، أبو زكريا، ثقة حافظ فاضل، من كبار التاسعة، مات سنة 203، روى له البخاري ومسلم.

سفيان ابن عيينة: تقدم، انظر ترجمته في بابه.

محمد بن المنكدر بن عبد الله بن الهدير التيمي المدني، ثقة فاضل من الثالثة، مات سنة 130 أو بعدها، روى له البخاري ومسلم.

ص: 338

والمحفوظ في حديث سفيان بن عيينة عن محمد بن المنكدر عن جابر أنه حتى نزلت {يَسْتَفْتُونَكَ قُلِ اللَّهُ يُفْتِيكُمْ فِي الْكَلَالَةِ

(176)} هكذا رواه جماعة من أصحاب سفيان الثقات منهم:

الإمام أحمد

(1)

، وعمرو الناقد

(2)

، وابن المقريء

(3)

، ومحمد بن منصور المكي

(4)

، وقتيبة بن سعيد

(5)

، وهشام بن عمار

(6)

، وأبو بكر بن خلاد

(7)

، والفصل بن الصباح البغدادي

(8)

، والحميدي

(9)

، وعبد الرحمن بن بشر

(10)

.

ورواه أبو بكر بن شيبة عن سفيان فقال: حتى نزلت آية الكلالة

(11)

.

ورواه إسحاق بن راهويه عن سفيان فقال: حتى نزلت آية المواريث يرونها يستفتونك

(12)

.

ورواه عبد الجبار بن العلاء عن سفيان فقال: حتى نزلت آية

(1)

أحمد (3/ 307)، ومن طريقه أبو داود (2886)، والبيهقي (6/ 224).

(2)

مسلم (1616).

(3)

ابن الجارود (958).

(4)

النسائي (6322) و (11139).

(5)

النسائي (7498).

(6)

ابن ماجه (2728).

(7)

البيهقي (6/ 223).

(8)

الترمذي (2097).

(9)

أبو عوانة (5603).

(10)

أبو عوانة (5603) و (5607).

(11)

ابن عبد البر في التمهيد (5/ 189).

(12)

ابن عساكر في تاريخ دمشق (11/ 222).

ص: 339

الميراث { .. إِنِ امْرُؤٌ هَلَكَ لَيْسَ لَهُ وَلَدٌ وَلَهُ أُخْتٌ فَلَهَا نِصْفُ مَا تَرَكَ

(176)}، وقال مرة: آية الكلالة

(1)

.

ورواه الإمام البخاري عن عبد الله بن محمد الجعفي

(2)

.

وقتيبة بن سعيد

(3)

، وعلي بن المديني

(4)

ثلاثتهم عن سفيان بهذا الإسناد، فلم يذكروا الآية واقتصروا على قولهم آية الميراث.

ورواه الطحاوي عن أحمد بن الحسن الكوفي عن سفيان فقال: حتى نزلت آية الميراث

(5)

.

وهم عبد بن حميد (أو يحيى بن آدم) والراجح الأول لما سيأتي على ابن عيينة في قوله: {يُوصِيكُمُ اللَّهُ فِي أَوْلَادِكُمْ

(11)}، وإنما كان سفيان يذكر حتى نزلت:{يَسْتَفْتُونَكَ} .

وذكر الآية في الحديث من إدراج ابن عيينة كما نبه عليه الحافظ في الفتح (8/ 243 - 244).

يدل عليه رواية إسحاق بن راهويه عنه فقال: يرونها يستفتونك، وقد أخرجها البخاري كما سبق من طريق قتيبة وغيره عن سفيان بدون ذكر الآية لهذه العلة.

(1)

ابن خزيمة (106).

(2)

البخاري (5651).

(3)

البخاري (6723).

(4)

البخاري (7309).

(5)

شرح مشكل الآثار (5229).

ص: 340

ومما يؤيد أنه من إدراج ابن عيينة أن شعبة

(1)

وسفيان الثوري

(2)

رووه عن محمد بن المنكدر واقتصروا على قول آية الفرائض أو الميراث، وفي رواية لشعبة عند مسلم من طريق بهز. قال شعبة: فقلت لمحمد بن المنكدر: {يَسْتَفْتُونَكَ قُلِ اللَّهُ يُفْتِيكُمْ فِي الْكَلَالَةِ

(176)} قال: هكذا أنزلت.

وقد رواه آخرون عن شعبة فأدرجوا الآية ولم يميزوا كما فعل بهز منهم: أبو داود الطيالسي

(3)

، وحجاج بن محمد

(4)

في رواية.

وقد جاء ذكر الآية في متن الحديث من طريق أبي الزبير عن جابر

(5)

، فذكر قوله تعالى:{يَسْتَفْتُونَكَ} فكانت موافقة لرواية الجماعة عن سفيان.

وقد تقدم في باب ابن جريج ح (282).

‌علة الوهم:

روى عبد بن حميد قال: حدثنا عبد الرحمن بن سعد أخبرنا

(1)

البخاري (194) و (5676) و (6743)، ومسلم (1616)، وأحمد (3/ 298)، والنسائي في الكبرى (6287)(7470) من طريق أبي الوليد الطيالسي، ومحمد بن جعفر وعبد الله بن المبارك والنضر بن شميل وأبي عامر العقدي ووهب بن جرير وحجاج.

(2)

مسلم (1616).

(3)

في مسنده (1709).

(4)

أبو عوانة (5605).

(5)

أبو داود (2887)، والنسائي في الكبرى (6324)، وأحمد (3/ 372)، والطيالسي (1742)، وعبد بن حميد (1064)، وأبو يعلى (2180)، والبيهقي (6/ 231) وغيرهم.

ص: 341

عمرو بن أبي قيس عن محمد بن المنكدر عن جابر قال: فذكر الحديث وفيه فنزلت: {يُوصِيكُمُ اللَّهُ فِي أَوْلَادِكُمْ

(11)} الآية

(1)

.

فمن هنا دخل الوهم على عبد بن حميد فأدخل لفظ عمرو بن قيس في لفظ حديث سفيان بن عيينة.

ولأجل هذا حملنا الوهم في هذا الحديث عليه ولم نحمله على يحيى بن آدم وهو الذي في طبقته جرى الخلاف والله أعلم.

(1)

الترمذي (2096) وقال: حسن صحيح، وقد رواه شعبة وابن عيينة عن محمد بن المنكدر عن جابر، وأبو عوانة (5607)، والحاكم (2/ 332 ح رقم 3185)، وقال: إسناده صحيح.

ص: 342

‌الحديث الثاني

(1)

:

1253 -

قال عبد الحميد في المنتخب (1551): حدثنا روح بن عبادة، قال: حدثنا الأوزاعي، عن حسان بن عطية قال:

لما نزل بعتبة بن أبي سفيان اشتد جزعه فقيل: ما هذا الجزع؟ فقال: أما إني سمعت أم حبيبة يعني أخته تقول: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: «من صلى في يوم ثنتي عشرة ركعة حرم الله عز وجل لحمه على النار» ، فما تركتهن بعد.

‌التعليق:

هذا إسناد رجاله كلهم ثقات رجال الصحيح.

هكذا رواه عبد بن حميد، عن روح، عن الأوزاعي، عن حسان، عن عنبسة

(2)

، عن أم حبيبة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «من صلى

(1)

رجال الإسناد:

روح بن عبادة بن العلاء بن حسان القيسي، أبو محمد البصري، ثقة فاضل له تصانيف، من التاسعة مات سنة 205 أو 207، روى له البخاري ومسلم.

الأوزاعي: انظره في بابه.

حسان بن عطية المحاربي مولاهم، أبو بكر الدمشقي، ثقة فقيه عابد، من الرابعة مات بعد سنة 120 روى له البخاري ومسلم.

عنبسة بن أبي سفيان بن حرب بن أمية القرشي الأموي، أخو معاوية يقال: له رؤية، وقال أبو نعيم: اتفق الأئمة على أنه تابعي وذكره ابن حبان في ثقات التابعين، مات قبل أخيه، روى له مسلم.

رملة بنت أبي سفيان بن حرب الأموية، أم المؤمنين أم حبيبة مشهورة بكنيتها، ماتت سنة 42 أو 44 وقيل: 49، وقيل: 59، روي لها في الصحيحين.

(2)

في المطبوع (عتبة) ولعله تحريف من النساخ، والصحيح كما في بقية المصادر عنبسة.

ص: 343

في يوم ثنتي عشرة ركعة حرم الله عز وجل لحمه على النار».

خالفه أحمد بن حنبل

(1)

، ومحمد بن إسحاق الصغاني

(2)

، ومحمد بن عبيد الله المنادي

(3)

.

فرووه عن روح بهذا الإسناد وقالوا فيه: (لما نزل بعنبسة بن أبي سفيان الموت اشتد جزعه

الحديث وفيه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «من صلى أربعاً قبل الظهر وأربعاً بعدها، حرم الله لحمه على النار» .

وكذلك رواه موسى بن أعين

(4)

، ويزيد بن يوسف

(5)

كلاهما عن الأوزاعي به بهذا اللفظ.

وكذلك رواه غير واحد عن عنبسة عن أم حبيبة بهذا اللفظ

(6)

، ورواه كذلك محمد بن أبي سفيان عن أم حبيبة

(7)

.

‌علة الوهم:

دخل عليه حديث في حديث، روى مسلم في صحيحه (728) من طريق النعمان بن سالم عن عمرو بن أوس

(8)

، عن عنبسة بن أبي

(1)

أحمد (6/ 326)، ومن طريق ابن عساكر في تاريخ دمشق (38/ 263).

(2)

البيهقي (2/ 473).

(3)

البيهقي (2/ 473).

(4)

النسائي (3/ 264 - 265)، وفي الكبرى (1480).

(5)

الطبراني في الأوسط (2747).

(6)

التاريخ الكبير للبخاري (1/ 132)، وسنن النسائي (3/ 265 وما بعده)، وأسد الغابة (7/ 342)، وتاريخ دمشق (33/ 247) من طريق مكحول والشعيثي، والقاسم الدمشقي وعبد الله بن مهاجر كلهم عن عنبسة.

(7)

النسائي (3/ 265).

(8)

وتابعه غيره كما عند النسائي (3/ 263)، وابن ماجه (1141)، وأحمد (6/ 326).

ص: 344

سفيان في مرضه الذي مات فيه بحديث بشار إليه قال: سمعت أم حبيبة تقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «من صلى اثنتي عشرة ركعة في يوم وليلة بُني له بهن بيت في الجنة» .

قالت أم حبيبة: فما تركتهن منذ سمعتهن من رسول الله صلى الله عليه وسلم.

وقال عنبسة: فما تركتهن منذ سمعتهن من أم حبيبة.

وقال عمرو بن أوس: فما تركتهن منذ سمعتهن من عنبسة.

وقال النعمان بن سالم: ما تركتهن منذ سمعتهن من عمرو بن أوس.

فهذان حديثان عن عنبسة:

الأول: ما رواه حسان بن عطية عن عنبسة عن أم حبيبة عن النبي صلى الله عليه وسلم ولفظه: «من صلى أربعاً قبل الظهر وأربعاً بعدها حرم الله لحمه على النار» .

الثاني: حديث عمرو بن أوس عن عنبسة، عن أم حبيبة، عن النبي صلى الله عليه وسلم:«من صلى اثنتي عشرة ركعة في يوم وليلة بني له بهن بيت في الجنة» .

روى الأوزاعي عن حسان بن عطية الحديث الأول، ورواه عن الأوزاعي هكذا موسى بن أعين، ويزيد بن يوسف، وروح بن عبادة.

ورواه عن روح بن عبادة هكذا أحمد بن حنبل، ومحمد بن إسحاق، ومحمد بن عبيد الله وخالفهم عبد بن حميد فرواه عنه روح بهذا الإسناد، وخالف في اللفظ فرواه بلفظ الحديث الثاني فوهم. والله تعالى أعلم.

ص: 345

‌عقبة بن مكرم

عقبة بن مكرم بن أفلح العمي، أبو عبد الملك الحافظ البصري.

روى عن: ابن مهدي، ويحيى القطان، وغندر، ووهب بن جرير وغيرهم.

وعنه: مسلم وأبو داود والترمذي وابن ماجه وغيرهم.

قال أبو داود: ثقة من ثقات ثقات الناس، فوق بُندار في الثقة عندي.

وقال النسائي: ثقة.

قال ابن قانع: مات بالبصرة سنة 243 وفيها أرخه غيره، وذكره ابن حبان في الثقات وقال مات سنة 250 أو بعدها أو قبلها بقليل.

قال ابن حجر: ثقة، من الحادية عشرة، مات في حدود سنة 220.

روى له مسلم نحو أربعة عشر حديثاً وهي: (1/ 78، 2/ 638، 837، 3/ 1223، 1274، 1461، 1658، 4/ 1703، 1723، 1726، 1865، 1971، 2083، 2236).

ص: 346

‌الحديث

(1)

:

1254 -

قال الإمام الترمذي رحمه الله (241): حدثنا عُقْبَةُ بن مُكْرَمٍ ونَصْرُ بن عَلِيٍّ الجَهْضَمِيُّ قالا حدثنا أبو قُتَيْبَةَ سَلْمُ بن قُتَيْبَةَ عن طعمة بن عَمْرٍو عن حَبِيبِ بن أبي ثَابِتٍ عن أَنَسِ بن مَالِكٍ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من صلى لِلَّهِ أَرْبَعِينَ يَوْماً في جَمَاعَةٍ يُدْرِكُ التَّكْبِيرَةَ الأُولَى كُتِبَتْ له بَرَاءَتَانِ بَرَاءَةٌ من النَّارِ وَبَرَاءَةٌ من النِّفَاقِ» ، قال أبو عيسَى: وقد روي هذا الْحَدِيثُ عن أَنَسٍ مَوْقُوفاً ولا أَعْلَمُ أَحَداً رفعه إلا ما روى مسلم بن قتيبة عن طعمة بن عمرو.

وإنما يروى هذا عن حبيب بن أبي حبيب البجلي عن أنس بن مالك قوله.

‌التعليق:

هذا إسناد رجاله كلهم ثقات رجال الصحيح غير طعمة بن عمرو وهو صدوق، وأخرجه ابن الجوزي في العلل المتناهية (735) من طريق الترمذي.

(1)

رجال الإسناد:

نصر بن علي بن نصر الجهضمي، ثقة ثبت طلب للقضاء فامتنع، من العاشرة مات سنة 250 أو بعدها، روى عنه البخاري ومسلم.

سلم بن قتيبة أبو قتيبة الخراساني، نزيل البصرة، صدوق من التاسعة مات سنة 200 أو بعدها روى له البخاري.

طعمة بن عمرو الجعفري الكوفي، صدوق عابد، من السابعة، روى له أبو داود والترمذي.

حبيب بن أبي ثابت قيس ويقال: هند بن دينار الأسدي مولاهم، أبو يحيى الكوفي ثقة فقيه جليل وكان كثير الإرسال والتدليس، من الثالثة، مات سنة 119 روى عنه البخاري ومسلم.

ص: 347

ورواه البيهقي في شعب الإيمان (2612)(2872 ط. العلمية) من طريق أبي العباس محمد بن إسحاق عن عقبة بن مكرم العمي به.

وابن الأعرابي في معجمه (1206) من طريق إسحاق بن إبراهيم بن يونس عن عقبة به.

هكذا قال عقبة بن مكرم: (عن سلم بن قتيبة، عن طعمة بن عمرو عن حبيب بن أبي ثابت، عن أنس، عن النبي صلى الله عليه وسلم.

خالفه نصر بن علي

(1)

، وأبو حفص الفلاس عمرو بن علي

(2)

فقالا: عن سلم بن قتيبة، عن طعمة بن عمرو، عن حبيب بن أبي حبيب البجلي، عن أنس، عن النبي صلى الله عليه وسلم.

إلا أن نصر بن علي لم ينسبه ذكره مهملاً إلا ما جاء في رواية الترمذي هنا، وكذلك ميزه البزار فقال: عن حبيب، يعني ابن أبي ثابت

(3)

، ورواه في مسند حبيب بن أبي ثابت، لم ينسبه الباقون ونسبه عمرو بن علي فقال: هو الحذاء.

(1)

أسلم بن سهل المعروف ببحشل في تاريخ واسط (66)، وابن شاهين في الترغيب (61) عن عبد الله بن محمد البغوي، ومحمد بن منصور الشيعي، ومحمد بن هارون الحضرمي أربعتهم عن سلم بن قتيبة وجاء عندهم عنهما حبيب غير منسوب.

(2)

ابن عدي في الكامل (2/ 403)، و (3/ 19) ومن طريقه البيهقي في شعب الإيمان (2613).

(3)

مسند البزار رسالة اللحياني (267)، وجامع المسانيد (21/ 298)، وانظر الأحاديث التي ذكر الترمذي فيها اختلافاً وليست في العلل الكبير أطروحة الدكتوراه خالد باسمح (1/ 553).

ص: 348

وذكر الدارقطني أن نصر بن علي لم ينسبه

(1)

.

وكذلك رواه أبو العلاء الخفاف خالد بن طهمان عن حبيب بن أبي حبيب البجلي، عن أنس

(2)

.

وقد رجح الترمذي والدارقطني والبيهقي وابن حجر: أن حبيب هذا ليس حبيب بن أبي ثابت الثقة المعروف، إنما هو حبيب بن أبي حبيب البجلي

(3)

.

قال الترمذي عقب الحديث: قد روى هذا الحديث عن أنس موقوفاً ولا أعلم أحداً رفعه إلا ما روى سلم بن قتيبة عن طعمة بن عمرو.

وإنما يروى هذا الحديث عن حبيب بن أبي حبيب البجلي عن أنس بن مالك قوله: حدثنا بذلك هناد حدثنا وكيع، عن خالد بن طهمان عن حبيب بن أبي حبيب البجلي عن أنس قوله ولم يرفعه

).

قال الحافظ: حبيب بن أبي حبيب البجلي ذكره في ترجمة حبيب بن أبي ثابت، وقال الدارقطني في الأفراد: قال نصر بن علي فيه: حبيب الإسكاف، وهو الصواب

(4)

.

(1)

العلل (2441) وسيأتي.

(2)

الترمذي (241)، وابن عدي في الكامل (2/ 403)، وبحشل في تاريخ واسط (1/ 65 - 66)، والدولابي في الكنى والأسماء (1391)، والبيهقي في شعب الإيمان (2614)(2615)، والخطيب في المتفق والمفترق (397).

(3)

حبيب بن أبي حبيب البجلي أبو عمرو البصري، نزيل الكوفة مقبول من الرابعة، روى له الترمذي.

(4)

النكت الظراف (انظر: حاشية تحفة الأشراف 1/ 328 رقم 521).

ص: 349

وقال البيهقي عقب حديث عقبة بن مكرم: في كتابي حبيب بن أبي ثابت وهو خطأ، إنما حبيب بن أبي الحذاء أبو عمير

(1)

.

وفي العلل للدارقطني أنه سئل عن حديث حبيب بن أبي ثابت، عن أنس قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من صلى أربعين صباحاً في جماعة كتب الله له براءة من النار وبراءة من النفاق.

فقال: (يرويه أبو العلاء الخفاف خالد بن طهمان وطعمة بن عمرو الجعفري عن حبيب واختلف عنهما:

فرواه عطاء بن مسلم الخفاف عن أبي العلاء عن حبيب بن أبي ثابت عن أنس ووهم في قوله ابن أبي ثابت، وإنما حبيب أبو عميرة الإسكاف شيخ لأهل الكوفة.

وقال الجراح بن مخلد عن أبي قتيبة (سلم بن قتيبة) عن طعمة الجعفري عن حبيب بن أبي ثابت عن أنس ووهم أيضاً.

وخالفه نصر بن علي فرواه عن أبي قتيبة عن حبيب عن أنس ولم ينسبه، وهو حبيب أبو عميرة الإسكاف)

(2)

.

ومما يدل على أن حبيب هذا هو ليس حبيب بن أبي ثابت التابعي المعروف أن أبا حاتم وابن عدي لم يعرفاه.

قال ابن أبي حاتم: سألت أبي عن حديث رواه طعمة بن عمرو

(1)

شعب الإيمان (5/ 251).

(2)

العلل (12/ 77 - 78 رقم 2441).

ص: 350

عن حبيب عن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «من صلى أربعين يوماً في جماعة كتب له براءتان

» الحديث.

قلت لأبي: حبيب هذا من هو؟ قال: لا أدري

(1)

.

وقال ابن عدي: هذا الحديث قد ذكر فيه حبيب بن أبي حبيب وروى عنه هذا الحديث طعمة بن عمرو وخالد بن طهمان رفعه عنه طعمة ورواه خالد عنه مرفوعاً وموقوفاً، ولا أدري حبيب بن أبي حبيب هذا هو صاحب الأنماط أو حبيب آخر

(2)

.

(1)

العلل لابن أبي حاتم (1/ 139، 387).

(2)

الكامل (2/ 402)، ونقله عنه المقدسي في ذخيرة الحفاظ (4/ 2189).

ص: 351

‌عكرمة بن عمار

عكرمة بن عمار العجلي، أبو عمار اليمامي، بصري الأصل.

روى عن: عطاء بن أبي رباح، والقاسم بن محمد، وطاوس ونافع، ومكحول، ويحيى بن أبي كثير، والهرماس بن زياد وله صحبة، فهو من عداد صغار التابعين.

وعنه: شعبة، والثوري، وسعيد بن أبي عروبة، وابن مهدي ووكيع والقطان وخلق.

قال يحيى بن معين: ثقة، وقال مرة: ثبت، وقال ثالثة: صدوق ليس به بأس.

وقال أبو داود والعجلي والدارقطني وابن عدي وغيرهم: أنه ثقة، وتكلم بعضهم في حديثه عن يحيى بن أبي كثير.

وقال علي بن المديني: كان عكرمة عند أصحابنا ثقة ثبتاً.

وقال أيضاً: أحاديث عكرمة عن يحيى بن أبي كثير ليست بذاك، مناكير، كان يحيى بن سعيد يضعفها.

وقال أبو داود: ثقة، وفي حديثه عن يحيى بن أبي كثير اضطراب.

ص: 352

وقد وصفه بالتدليس العلائي في جامع التحصيل ص 108، وابن العجمي في التبيين (ص 43)، وابن حجر وجعله من الطبقة الثالثة، تعريف أهل التقديس ص 42.

مات سنة 159.

قال ابن حجر: صدوق يغلط، وفي روايته عن يحيى بن أبي كثير اضطراب، من الخامسة.

روى عنه مسلم من حديثه عن يحيى خمسة أحاديث فقط وصرح في جميعها بالسماع، وقد انتقى مسلم من حديثه عن يحيى مما لا اضطراب فيه

(1)

.

روى له مسلم ثمانية وثلاثين حديثاً منها (29) حديثاً صرح فيها بالسماع

(2)

.

(1/ 59، 84، 98، 107، 121، 213، 236، 250، 534، 569، 2/ 718، 731، 813، 843، 1105، 1182، 3/ 1354، 1374، 1375، 1383، 1402، 1433، 1440، 1441، 1576، 1599، 4/ 1805، 1835، 1883، 1929، 1938، 1945، 1948، 2009، 2104، 2117، 2229، 2292).

واستشهد به البخاري في صحيحه في حديث واحد (5752) باب من أكفر أخاه بغير تأويل.

(1)

روايات المدلسين في صحيح مسلم (ص 251).

(2)

المصدر السابق.

ص: 353

‌الحديث الأول

(1)

:

1255 -

قال الإمام مسلم في صحيحه (1/ 213 ح 240): حدثني محمد بن حاتم وأبو معن الرقاشي قالا: حدثنا عمر بن يونس، حدثنا عكرمة بن عمار، حدثني يحيى بن أبي كثير، قال: حدثني أو حدثنا أبو سلمة بن عبد الرحمن، حدثني سالم مولى المهري، قال: خرجت أنا وعبد الرحمن بن أبي بكر في جنازة سعد بن أبي وقاص، فمررنا على باب حجرة عائشة، فذكر عنها عن النبي صلى الله عليه وسلم مثله. اه.

‌التعليق:

هذا الحديث أخرجه مسلم في الشواهد وتتمة الحديث قال: فدخل عبد الرحمن بن أبي بكر فتوضأ عندها فقالت: يا عبد الرحمن، أسبغ الوضوء فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:«ويل للأعقاب من النار» .

(1)

رجال الإسناد:

محمد بن حاتم بن ميمون البغدادي السمين، صدوق ربما وهم وكان فاضلاً، من العاشرة، مات سنة 235 أو 236، روى له مسلم.

زيد بن يزيد الثقفي، أبو معن الرقاشي البصري، ثقة من الحاديثة عشرة، روى له مسلم.

عمر بن يونس بن القاسم اليمامي، ثقة، من التاسعة مات سنة 206، روى له البخاري ومسلم.

يحيى بن أبي كثير الطائي، مولاهم، أبو نصر اليمامي، ثقة ثبت لكنه يدلس ويرسل من الخامسة، مات سنة 132، روى له البخاري ومسلم.

أبو سلمة بن عبد الرحمن، تقدم مراراً.

سالم بن عبد الله النضري: أبو عبد الله المدني، ويقال له: مولى النصريين، ومولى مالك بن أوس، ومولى المهري صدوق، من الثالثة، روى له مسلم.

ص: 354

وأخرجه كذلك أبو عبيد القاسم بن سلام في الطهور (377)، والطبري في التفسير (11509)، والطبراني في الأوسط (5304)، والطحاوي في شرح معاني الآثار (1/ 38)، والبيهقي في السنن الكبرى (1/ 230)، والخطيب في موضح أوهام الجمع والتفريق (1/ 284 - 285).

هكذا قال عكرمة: (عن يحيى بن أبي كثير، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن، عن سالم مولى المهري).

خالفه الأوزاعي

(1)

، وشيبان النحوي

(2)

، وحسين المعلم

(3)

، وحرب بن شداد

(4)

، وعلي بن المبارك

(5)

فقالوا:

عن يحيى بن أبي كثير، عن سالم الدوسي، ولم يذكروا أبا سلمة بن عبد الرحمن في الإسناد.

لذا حكم أئمة الحديث ونقاده على هذا الإسناد بالخطأ.

قال البخاري: وقال عكرمة عن يحيى حدثني أبو سلمة حدثني

(1)

أحمد (6/ 84)، وأبو عبيد القاسم بن سلام في الطهور (375)، وأبو عوانة (1/ 230 - 231)، والترمذي في العلل الكبير (1/ 119)، والبخاري في التاريخ الأوسط (1/ 653 ح 362).

(2)

أحمد (6/ 81)، وأبو عبيد في الطهور (376)، والخطيب في موضح أوهام الجمع والتفريق (1/ 284).

(3)

الطبري في التفسير (11508).

(4)

الطحاوي في شرح معاني الآثار (1/ 38)، وأبو عوانة (1/ 230)، وابن عدي في الكامل (2/ 822 - 823).

(5)

ابن جرير في التفسير (11150)، وأبو عوانة (1/ 230).

ص: 355

أبو سالم المهري ولا يصح

(1)

.

وسئل أبو زرعة كما في العلل لابن أبي حاتم (1/ 57 رقم 148) عن حديث يرويه الأوزاعي وحسين المعلم عن يحيى بن أبي كثير عن سالم الدوسي (فذكر الحديث).

ورواه عكرمة بن عمار عن يحيى بن أبي كثير، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن أبي سالم مولى المهريين قال: دخلت مع عبد الرحمن بن أبي بكر على عائشة (فذكر الحديث).

فقال أبو زرعة: الحديث حديث الأوزاعي وحسين المعلم.

وقال الخطيب: كذا رواه عكرمة بن عمار عن يحيى بن أبي كثير وهو وهم، والصواب عن يحيى عن سالم نفسه، ولا وجه لإدخال أبي سلمة في الإسناد وقول عكرمة عن مولى المهري خطأ، إنما هو سالم الدوسي كما ذكرناه عن شيبان عن يحيى بن أبي كثير، ووافق شيبان على رواية أبو عمرو الأوزاعي، وعلي بن المبارك وحسين المعلم، فرووه جميعاً عن يحيى عن سالم الدوسي. اه.

نكتة:

قال ابن التركماني في الجوهر النقي: في القضية إشكال وهو أن عبد الرحمن توفي سنة ثلاث وخمسين كذا ذكر أكثر العلماء ولم يذكروا اختلافاً، وفي الاستيعاب: هذا الأكثر، ولم يختلفوا أن سعد بن أبي وقاص توفي بعد هذا التاريخ فلم يدرك عبد الرحمن وفاته).

وقال ابن عمار الشهيد في علل أحاديث في كتاب الصحيح

(1)

التاريخ الكبير (4/ 109) في ترجمة سالم أبي عبد الله مولى مالك بن أوس.

ص: 356

لمسلم بن الحجاج (4): (وهذا حديث قد خالف أصحاب يحيى بن أبي كثير عكرمة بن عمار، رواه علي بن المبارك، وحرب بن شداد، والأوزاعي عن يحيى بن أبي كثير قال: حدثني سالم، وقد قيل عن عكرمة في هذا الحديث: حدثني أبو سالم وليس بمحفوظ، وقد روي عن أبي سلمة عن عائشة من غير رواية يحيى بن أبي كثير من غير ذكر سالم فيه).

‌علة الوهم:

1 ضعف رواية عكرمة بن عمار في يحيى بن كثير، وقد ضعف رواية عكرمة عن يحيى الإمام أحمد وعلي ابن المديني ويحيى بن سعيد والبخاري والنسائي وغيرهم

(1)

.

قال عبد الله بن أحمد عن أبيه أحمد بن حنبل: عكرمة مضطرب الحديث عن يحيى بن أبي كثير.

وقال أبو زرعة: سمعت أحمد يضعف رواية أيوب بن عتبة وعكرمة بن عمار عن يحيى بن أبي كثير وقال: عكرمة أوثق الرجلين.

وقال ابن المديني: أحاديث عكرمة عن يحيى بن أبي كثير، ليست بذاك، كان يحيى بن سعيد يضعفها.

وقال البخاري: مضطرب في حديث يحيى بن أبي كثير ولم يكن عنده كتاب.

(1)

انظر: أقوالهم في ترجمته في التهذيب وفي أول الباب هنا.

ص: 357

وقال النسائي: ليس به بأس إلا في حديث يحيى بن أبي كثير.

2 قد روى أبو سلمة بن عبد الرحمن هذا الحديث عن عائشة رضي الله عنها فربما اشتبه على عكرمة. والله أعلم

(1)

.

(1)

رواه الشافعي (1/ 33) في مسنده، وأحمد (6/ 40)، وعبد الرزاق (69)، والحميدي (161)، وأبو يعلى (4426)، وابن حبان (1059) كلهم من طريق سفيان بن عيينة عن محمد بن عجلان، عن سعيد بن أبي سعيد عن أبي سلمة بن عبد الرحمن قال: توضأ عبد الرحمن عند عائشة فقالت: (فذكر الحديث) وهذا إسناد رجاله كلهم ثقات رجال الصحيح.

ص: 358

‌الحديث الثاني

(1)

:

1256 -

قال مسلم في صحيحه (4/ 1945) ح (2501): حدثني عباس بن عبد العظيم العنبري وأحمد بن جعفر المعقري قالا: حدثنا النضر وهو ابن محمد اليمامي، حدثنا عكرمة، حدثنا أبو زميل، حدثني ابن عباس رضي الله عنهما قال:

كان المسلمون لا ينظرون إلى أبي سفيان ولا يقاعدونه، فقال للنبي صلى الله عليه وسلم: «يا نبي الله ثلاث أعطنيهن، قال: نعم، قال: عندي أحسن العرب وأجمله أم حبيبة بنت أبي سفيان أزوجكها، قال: نعم، قال: ومعاوية تجعله كاتباً بين يديك، قال: نعم، قال: وتؤمرني حتى أقاتل الكفار كما كنت أقاتل المسلمين، قال: نعم.

قال أبو زُميل: ولولا أنه طلب ذلك من النبي صلى الله عليه وسلم ما أعطاه ذلك، لأنه لم يكن يسأل شيئاً إلا قال: نعم.

‌التعليق:

وهذا حديث فيه إشكال وحمله بعضهم على عكرمة، ووجه هذا

(1)

رجال الإسناد:

عباس بن عبد العظيم بن إسماعيل العنبري، أبو الفضل البصري، ثقة حافظ من كبار الحادية عشرة، مات سنة 240، روى له مسلم والبخاري تعليقاً.

أحمد بن جعفر المعقري، نزيل مكة، مقبول، من الحادية عشرة، مات سنة 255، روى له مسلم.

النضر بن محمد بن موسى الجُرشي، أبو محمد اليمامي مولى بني أمية، ثقة له أفراد، من التاسعة، روى له البخاري ومسلم.

أبو زميل: سماك بن الوليد الحنفي اليمامي ثم الكوفي، ليس به بأس من الثالثة، روى له مسلم والبخاري في الأدب المفرد.

ص: 359

الإشكال أن ظاهره أن أبا سفيان هو الذي زوج النبي صلى الله عليه وسلم بعد أن أسلم وهذا مردود لأمرين:

1 المشهور المتواتر أن النبي صلى الله عليه وسلم تزوج أم حبيبة وهي بأرض الحبشة بعد أن هلك زوجها عبيد الله بن جحش وكان قد تنصر وكان ذلك سنة ست من الهجرة ودخل بها سنة سبع، وأبو سفيان إنما أسلم يوم فتح مكة سنة ثمان.

2 إن أبا سفيان لما قدم المدينة لتجديد العهد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد صلح الحديبية دخل على ابنته أم حبيبة، فلما أراد أن يجلس على فراش رسول الله صلى الله عليه وسلم طوته عنه فقال: يا بنية ما أدري أرغبت بي عن هذا الفراش أم رغبت به عني؟! قالت: بل هو فراش رسول الله صلى الله عليه وسلم.

لأجل هذا ادعى ابن حزم الظاهري أن هذا الحديث موضوع قال: والآفة فيه من عكرمة

(1)

.

وكذا قال أبو عبد الله الحميدي عن أبي محمد علي بن أحمد بن سعيد الحافظ

(2)

.

(1)

وقد تابع عكرمة: إسماعيل بن مرسال، أخرجه الطبراني في الكبير (12/ 199 رقم 12886)، وفي إسناده عمرو بن خليف أبو صالح قال ابن عدي في الضعفاء: بعد أن ذكر له حديثاً ولعمرو بن خليف غير ما ذكرت موضوعان كان يتهم لوضعها الضعفاء (2/ 80)، وميزان الاعتدال (3/ 258).

وقد أخرج حديث الباب ابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني (487) و (3070)، والطبراني في الكبير (23/ 220)، واللالكائي في اعتقاد أهل السنة (278).

(2)

كشف المشكل (2/ 464).

ص: 360

لذا أنكر بعضهم على مسلم إخراج هذا الحديث في صحيحه.

قال القاضي عياض: تزويج أبي سفيان لها في مسلم غريب جداً وخبرها مع أبي سفيان حين ورد بالمدينة في حال كفره مشهور

(1)

.

وقال ابن حزم: هذا حديث موضوع لا شك في وضعه، والآفة فيه من عكرمة ولا يختلف اثنان من أهل المعرفة بالأخبار في أنه عليه الصلاة والسلام لم يتزوج أم حبيبة إلا قبل الفتح بدهر وهي بأرض الحبشة وأبوها أبو سفيان يومئذ كافر

(2)

.

قال ابن الملقن: هو حديث مشهور بالإشكال معروف بالإعضال، ووجه الإشكال أن أبا سفيان إنما أسلم يوم فتح مكة وكان الفتح سنة ثمان قطعاً، وكان صلى الله عليه وسلم تزوج أم حبيبة قبل ذلك بزمن طويل، قال خليفة والجمهور: تزوجها سنة ست، ودخل بها سنة سبع، وقيل: تزوجها سنة سبع، وقيل: سنة خمس، ومن عظم هذا الإشكال طعن جماعة في هذا الحديث

، وأفصح ابن حزم الظاهري فقال: هذا حديث موضوع لا شك في وضعه والآفة فيه من عكرمة ....

وتبعه على ذلك ابن دحية فقال في كتابه: (التنوير في مولد السراج المنير) هذا حديث موضوع دس في مسلم وركب له إسناد من الموضوعات على الثقات.

(1)

إكمال إكمال المعلم (6/ 340، 341)، والإعلام بفوائد عمدة الأحكام (8/ 146)، والنكت على مقدمة ابن الصلاح (1/ 290).

(2)

ذكره ابن الملقن في الإعلام (8/ 146)، قال المحقق: إنها في رسالة لابن حزم (جزء فيه ذكر حديثين أحدهما في: (صحيح البخاري)، وثانيهما في:(صحيح مسلم) طبعت في مجلة عالم الكتب.

ص: 361

قال الذهبي في سير أعلام النبلاء في ترجمته (7/ 137): قد ساق له مسلم في الأصول حديثاً منكراً، وهو الذي يرويه عن سماك الحنفي عن ابن عباس في الأمور الثلاثة التي التمسها أبو سفيان من النبي صلى الله عليه وسلم.

وقال ابن الجوزي في كشف المشكل (2/ 463): وإنما قلنا إن هذا وهم لأن أهل التاريخ أجمعوا على أن أم حبيبة كانت عند عبد الله بن جحش وولدت له وهاجر بها وهما مسلمان إلى أرض الحبشة ثم تنصر وثبتت على دينها فبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى النجاشي ليخطبها عليه فزوجه إياها وأصدقها عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وذلك سنة سبع من الهجرة، وجاء أبو سفيان في زمن الهدنة فدخل عليها فتلت بساط رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى لا يجلس عليه ولا خلاف أن أبا سفيان ومعاوية أسلما في فتح مكة سنة ثمان ولا نعرف أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمَّر أبا سفيان.

وقد أنبأنا ابن ناصر عن أبي عبد الله الحميدي قال: حدثنا أبو محمد علي بن أحمد بن سعيد الحافظ قال: هذا حديث موضوع لا شك في وضعه والآفة فيه من عكرمة بن عمار، ولم يختلف أن رسول الله صلى الله عليه وسلم تزوجها قبل الفتح بدهر وأبوها كافر.

قال القاضي عياض: والذي في مسلم هنا أنه زوجها أبو سفيان غريب جداً وخبرها مع أبي سفيان

(1)

حين ورد المدينة في حال كفره مشهور.

(1)

وهو أنه لما قدم أبا سفيان إلى المدينة بعد أن نقضت قريش العهد طالباً تجديد العهد دخل بيت أم حبيبة ابنته فأراد أن يجلس على فراش رسول الله صلى الله عليه وسلم فنزعته من تحته وقالت: إنه فراش رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنت مشرك.

ص: 362

وقال ابن حزم: هذا الحديث وهم من بعض الرواة لأنه لا خلاف بين الناس أن النبي صلى الله عليه وسلم تزوج أم حبيبة قبل الفتح بدهر وهي بأرض الحبشة وأبوها كافر.

وفي رواية عن ابن حزم أيضاً أنه قال: موضوع، قال: والآفة فيه من عكرمة بن عمار الراوي عن أبي زميل.

قال النووي: وقد أنكر الشيخ أبو عمرو بن الصلاح رحمه الله هذا على ابن حزم وبالغ في الشناعة قال: وهذا القول من جسارته فإنه كان هجوماً على تخطئة الأئمة الكبار وإطلاق اللسان فيهم ولا نعلم أحداً من أئمة الحديث نسب عكرمة بن عمار إلى وضع الحديث وقد وثقه وكيع ويحيى بن معين وغيرهما وكان مستجاب الدعوة.

ثم ذكر النووي عن ابن الصلاح تأويل ذلك أنه يحتمل أنه سأله تجديد عقد النكاح تطييباً لقلبه لأنه كان ربما يرى عليه غضاضة من رياسته ونسبه أن تتزوج بنته بغير رضاه.

أو أنه ظن أن إسلام الأب في مثل هذا يقتضي تجديد العقد.

ثم قال النووي رحمه الله: وليس في الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم جدد العقد ولا قال لأبي سفيان أنه يحتاج إلى تجديده فلعله صلى الله عليه وسلم أراد بقوله: نعم أن مقصودك يحصل وإن لم يكن بحقيقة عقد والله أعلم

(1)

.

(1)

شرح صحيح مسلم (16/ 63 - 64)، وانظر: الديباج على مسلم (5/ 467)، وحاشية ابن القيم على سنن أبي داود (6/ 75)، والنكت على مقدمة ابن الصلاح (1/ 289).

ص: 363

وقال الأبي في شرح صحيح مسلم (8/ 428): وإذا صح أنه تزوجها قبل الفتح فيكون ما وقع في هذا الحديث من طلب أبي سفيان أن يزوجها منه بعد إسلامه خطأً ووهماً، وقد بحث النقاد عمن وقع ذلك الوهم منه فوجدوه وقع من عكرمة بن عمار.

قال ابن الجوزي اتهموه بذلك ....

وقال الحافظ علي بن أحمد: هذا حديث موضوع لا شك في وضعه والآفة فيه من عكرمة بن عمار.

وقال بعضهم: ومما يحقق الوهم فيه قول أبي سفيان: (أريد أن تُؤَّمِرني).

وقال: ولم يسمع قط أنه أمَّره إلى أن توفي وكيف يخلف رسول الله صلى الله عليه وسلم الوعد، ثم قال: وتأول بعض من صح عنده الحديث بأن قال: إن أبا سفيان إنما طلب من النبي صلى الله عليه وسلم أن يجدد معه العقد على النية ظناً منه أن ذلك يجوز جهلاً منه بالأحكام الشرعية لحداثة عهده بالإسلام. واعتذر عن عدم تأميره مع وعده له بذلك بأن الوعد لم يكن مؤقتاً وكان يرتقب إمكان ذلك فلم يتيسر إلى أن توفي صلى الله عليه وسلم. اه.

وقد ذكر بعض أهل العلم أجوبة عن دفع هذا الإشكال ذكرها ابن القيم في جلاء الأفهام (359 - 369) وردها كلها وقال: الصواب أن الحديث غير محفوظ بل وقع فيه تخليط والله أعلم.

وذكرها ابن الملقن في الإعلام (8/ 153 - 159)، وفي بعضها تكلف وأحسن ما قيل لدفع هذا الإشكال ما ذكره ابن الملقن عن الحافظ شرف الدين وهو أن قوله:(أزوجكها) أي: أرضى بزواجك

ص: 364

منها فإنه كان على رغم مني ودون اختياري وإن كان زواجك صحيحاً، وإن أجابته صلى الله عليه وسلم بنعم كانت تأنيساً له، ثم أخبر بصحة العقد بأنه لا يشترط رضاك ولا ولاية لك عليها لاختلاف دينكما حالة العقد. والله أعلم.

ص: 365

‌الحديث الثالث

(1)

:

1257 -

قال الإمام مسلم رحمه الله في صحيحه (4/ 2292) ح (2993): حدثنا محمد بن عبد الله بن نُمَيْرٍ حدثنا وَكِيعٌ حدثنا عِكْرِمَةُ بن عَمَّارٍ عن إِيَاسِ بن سَلَمَةَ بن الأَكْوَعِ عن أبيه ح وحدثنا إسحاق بن إبراهيم واللفظ له حدثنا أبو النَّضْرِ هَاشِمُ بن الْقَاسِمِ حدثنا عِكْرِمَةُ بن عَمَّارٍ حدثني إِيَاسُ بن سَلَمَةَ بن الأَكْوَعِ أَنَّ أَبَاهُ حدثه أَنَّهُ سمع النبي صلى الله عليه وسلم وَعَطَسَ رَجُلٌ عِنْدَهُ فقال له: يَرْحَمُكَ الله، ثُمَّ عَطَسَ أُخْرَى فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم:«الرَّجُلُ مَزْكُومٌ» .

‌التعليق:

هذا إسناد رجاله كلهم رجال الشيخين غير عكرمة بن عمار فمن رجال مسلم، واستشهد به البخاري في الصحيح، ورواه البغوي في شرح السنة (12/ 313) من طريق مسلم، وأخرجه أبو داود (5037) من طريق يحيى بن زائدة، والترمذي (2743) من طريق ابن المبارك وأحمد (4/ 46) من طريق بهز، وابن أبي شيبة (25981) من طريق

(1)

رجال الإسناد:

محمد بن عبد الله بن نمير الهمداني، ثقة حافظ فاضل من العاشرة، مات سنة 234، روى له البخاري ومسلم.

وكيع: انظر ترجمته في بابه.

إسحاق بن إبراهيم بن مخلد الحنظلي بن راهويه المروزي، ثقة حافظ مجتهد، مات سنة 238 وله 72 سنة، روى له البخاري ومسلم.

هاشم بن القاسم بن مسلم الليثي البغدادي أبو النضر، ثقة ثبت من التاسعة، مات سنة 207 وله 73 سنة، روى له البخاري ومسلم.

إياس بن سلمة بن الأكوع الأسلمي أبو سلمة المدني، ثقة من الثالثة، مات سنة 119 وله 77 سنة، روى له البخاري ومسلم.

ص: 366

زيد بن الحباب وأيضاً في الأدب (323) والدارمي (266) والبخاري في الأدب المفرد (938) والنسائي في عمل اليوم والليلة (249) والطبراني في الدعاء (2002) وابن عدي في الكامل (5/ 273) والبيهقي في شعب الإيمان (9357) من طريق أبي الوليد الطيالسي كلهم عن عكرمة به.

هكذا قال جماعة عن عكرمة بن عمار أن النبي صلى الله عليه وسلم قال له في الثانية: «أنت مزكوم» .

ورواه يحيى بن سعيد القطان

(1)

، وشعبة

(2)

، وعبد الرحمن بن مهدي

(3)

، وأبو الوليد الطيالسي

(4)

في رواية، وسليم بن الأخضر

(5)

عن عكرمة بن عمار به فقالوا: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال له في الثالثة: «أنت مزكوم» .

ورواه علي بن محمد الطنافسي عن وكيع عن عكرمة به بلفظ: (يشمت العاطس فلاناً فما زاد فهو مزكوم)

(6)

، فجعله كله من لفظ النبي صلى الله عليه وسلم وهذا بخلاف رواية ابن نمير عن وكيع في حديث الباب إلا أن الإمام مسلم أشار على أن هذا لفظ أبي النضر ولم يذكر لفظ وكيع.

(1)

الترمذي (2743)، والروياني (1145)، وابن عبد البر في التمهيد (17/ 326)، وأحمد (4/ 50) إلا أنه عند أحمد (ثم عطس الثانية أو الثالثة)، قال النبي صلى الله عليه وسلم:«إنه مزكوم» .

(2)

الترمذي (2743).

(3)

الترمذي (2743).

(4)

الطبراني في الكبير (6234).

(5)

النسائي في الكبرى (10051).

(6)

ابن ماجه (3714) وسيأتي في بابه.

ص: 367

وهذا الخلاف من عكرمة إذ رواه جماعة من الثقات عنه على الوجهين.

وقد وردت أحاديث على تشميت العاطس ثلاثاً منها:

1 حديث أبي هريرة رضي الله عنه: (من طريق ابن عجلان عن سعيد المقبري) شمت أخاك ثلاثاً فما زاد فهو زكام

(1)

.

2 حديث عبيد بن رفاعة الزرقي عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «شمت العاطس ثلاثاً فإن شئت فشمته وإن شئت فكف»

(2)

.

3 حديث الزهري عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إذا عطس أحدكم فليشمته جليسه، فإن زاد على ثلاث فهو مزكوم ولا يشمته بعد ثلاث»

(3)

.

4 حديث ابن عمر: روى شعبة عن النعمان بن سالم عن عبد الله بن عمر أن رجلاً عطس عنده فشمته ثم عطس فشمته ثم عاد في الثالثة فقال: إنك مضنوك

(4)

.

5 روى الإمام مالك عن عبد الله بن أبي بكر عن أبيه أن

(1)

رواه أبو داود (5034) من طريق يحيى القطان، والبخاري في الأدب المفرد (939) من طريق ابن عيينة والبيهقي في شعب الإيمان (9358)(9359) من طريق القطان موقوفاً. ورواه موسى بن قيس والليث بن سعد عن ابن عجلان مرفوعاً، حديث موسى عند أبي داود (5035)، والطبراني في الدعاء (1998)، وحديث الليث عند النسائي في عمل اليوم والليلة (250)، والطبراني في الدعاء (1999).

(2)

انظر ح (356) في باب وكيع.

(3)

الطبراني في الأوسط (8899) من طريق يحيى بن أبي أنيسة، وابن السني في عمل اليوم والليلة (251)، وابن عساكر في تاريخ دمشق (8/ 275) من طريق سليمان بن أبي داود كلاهما عن الزهري.

(4)

ابن أبي شيبة (25979).

ص: 368

رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «إن عطس فشمته ثم إن عطس فشمته ثم إن عطس فشمته ثم إن عطس فقل: إنك مضنوك»

(1)

.

6 حديث علي: وروى أبو إسحاق عن الحارث عن علي رضي الله عنه قال: شمت العاطس ما بينك وبينه ثلاثاً، فإن زاد فهو ريح

(2)

.

7 حديث ابن الزبير: وهو ما رواه يزيد بن هارون عن محمد بن إسحاق عن مصعب بن عبد الرحمن بن ذؤيب قال: عطس رجل عند ابن الزبير فشمته ثم عطس فشمته ثم عطس الثالثة فشمته ثم عطس في الرابعة فقال له ابن الزبير: إنك مضنوك

(3)

.

8 عمرو بن العاص: وهو ما رواه جرير بن عبد الحميد عن مغيرة عن الشعبي قال: قال عمرو بن العاص: إذا عطس أحدكم ثلاث مرات فشمتوه وإن زاد فلا تشمتوه فإنما هو داء يخرج من رأسه

(4)

.

وقد رجح الترمذي رواية من قال في الثالثة: «أنت مزكوم» ، فقال عن حديث يحيى بن سعيد القطان: هذا أصح من حديث ابن المبارك قال: وقد روى شعبة عن عكرمة بن عمار هذا الحديث نحو رواية يحيى بن سعيد، وروى عبد الرحمن بن مهدي عن عكرمة بن عمار نحو رواية ابن المبارك وقال له في الثالثة:«أنت مزكوم» .

(1)

الموطأ (2/ 965 رقم 1732).

(2)

ابن أبي شيبة (25981).

(3)

ابن أبي شيبة (25982).

(4)

ابن أبي شيبة (25984).

ص: 369

وقد ذكر أهل العلم أن العاطس يشمت في مجلسه ثلاثاً.

جاء في مسائل صالح قال: سألته عن الرجل يشمت العاطس في مجلسه ثلاثاً قال: أكثر ما قيل فيه ثلاث

(1)

.

قال النووي: وإذا تكرر العطاس من إنسان متتابعاً فالسنة أن يشمته لكل مرة إلى أن يبلغ ثلاث مرات، فإن زاد وظهر أنه مزكوم دعا له بالشفاء

(2)

.

وقال في موضع آخر: واختلف العلماء فيه فقال ابن العربي المالكي قيل: يقال له في الثانية: إنك مزكوم، وقيل: يقال له في الثالثة، وقيل: في الرابعة والأصح أنه في الثالثة

(3)

.

(1)

مسائل الإمام أحمد لابنه صالح (257).

(2)

المجموع (4/ 514).

(3)

الأذكار (1/ 215).

ص: 370

‌الحديث الرابع

(1)

:

1258 -

قال أبو داود رحمه الله (15): حدثنا عُبَيْدُ اللَّهِ بن عُمَرَ بن مَيْسَرَةَ ثنا ابن مَهْدِيٍّ ثنا عِكْرِمَةُ بن عَمَّارٍ عن يحيى بن أبي كَثِيرٍ عن هِلَالِ بن عِيَاضٍ قال: حدثني أبو سَعِيدٍ قال: سمعت رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يقول: لَا يَخْرُجْ الرَّجُلَانِ يَضْرِبَانِ الْغَائِطَ كَاشِفَيْنِ عن عَوْرَتِهِمَا يَتَحَدَّثَانِ فإن اللَّهَ عز وجل يَمْقُتُ على ذلك.

قال أبو دَاوُد: هذا لم يُسْنِدْهُ إلا عِكْرِمَةُ بن عَمَّارٍ.

‌التعليق:

هذا إسناد رجاله كلهم ثقات رجال الشيخين غير عياض بن هلال تابعي ذكره ابن حبان في الثقات وصحح حديثه الحاكم، وقد تقدم في باب أبان بن يزيد.

وأخرجه أحمد (3/ 36)، والنسائي في الكبرى (33)، وابن خزيمة (71)، وأبو نعيم في الحلية (9/ 46)، والبيهقي (1/ 99) كلهم من طريق عبد الرحمن بن مهدي بهذا الإسناد، ورواه ابن ماجه (342) من طريق عبد الله بن رجاء، والخطيب في تاريخ بغداد (12/ 122) من طريق عبد الملك بن الصباح ثلاثتهم عن عكرمة بن عمار عن يحيى فقالوا عن:(هلال بن عياض).

ورواه النسائي في الكبرى (32)، والحاكم (1/ 158) من طريق

(1)

رجال الإسناد:

عبيد الله بن عمر بن ميسرة القواريري، أبو سعيد البصري، نزيل بغداد، ثقة ثبت، من العاشرة، مات سنة 235 وله 85 سنة، روى له البخاري ومسلم.

عبد الرحمن بن مهدي، ثقة ثبت حافظ. (انظر ترجمته في بابه).

ص: 371

سفيان الثوري، وابن خزيمة (71)، والحاكم (1/ 158) من طريق مسلم بن إبراهيم الوراق كلاهما عن عكرمة بن عمار عن يحيى فقالوا:(عياض بن هلال) وهو الصحيح.

وعياض بن هلال لم يرو إلا عن أبي سعيد ولم يرو عنه إلا يحيى بن أبي كثير، وقد روى عن يحيى بن أبي كثير هشام الدستوائي ومعمر وحرب بن شداد وشيبان، وعلي بن المبارك فقالوا:(عياض بن هلال)، وخالفهم أبان بن يزيد فقال:(هلال بن عياض) وتقدم في بابه ح (606).

واختلف كما تقدم على عكرمة فرواه سفيان الثوري ومسلم بن إبراهيم بمثل رواية الجماعة، ورواه عبد الرحمن بن مهدي وعبد الله بن رجاء وعبد الملك بن الصباح عنه فقالوا:(هلال بن عياض).

قال ابن خزيمة بعد أن أورده من طريق مسلم بن إبراهيم: وهذا هو الصحيح، هذا الشيخ هو عياض بن هلال روى عنه يحيى بن أبي كثير غير حديث وأحسب الوهم من عكرمة بن عمار حين قال عن هلال بن عياض

(1)

.

وقال الحاكم: هذا حديث صحيح من حديث يحيى بن أبي كثير عن عياض بن هلال الأنصاري وإنما أهملاه لخلاف بين أصحاب يحيى بن أبي كثير فيه فقال بعضهم: (هلال بن عياض)، وقد حكم أبو عبد الله محمد بن إسماعيل (يعني: البخاري) في التاريخ أن عياض بن هلال الأنصاري

، وقد كان عبد الرحمن بن

(1)

صحيح ابن خزيمة (1/ 39).

ص: 372

مهدي يحدث به عن عياض بن هلال ثم شك فيه فقال: أو هلال بن عياض، رواه عن عبد الرحمن بن مهدي علي بن المديني وعبيد الله بن عمر القواريري ومحمد بن المثنى فاتفقوا على عياض بن هلال وهو الصواب

(1)

.

وذكر الإمام أحمد علة أخرى للحديث.

قال عبد الله بن أحمد: سمعت أبي يقول في حديث رواه عكرمة بن عمار عن يحيى بن أبي كثير عن هلال بن عياض ويقال أيضاً: عن عياض بن هلال عن أبي سعيد الخدري عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه نهى المتغوطَيْن أن يتحدثا، ورواه الأوزاعي عن يحيى بن أبي كثير عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسلاً؟

قال أبي: الصحيح في هذا المعنى حديث الأوزاعي وحديث عكرمة وهم

(2)

.

(1)

المستدرك (1/ 158).

(2)

العلل للإمام أحمد (1/ 41 رقم 88).

ص: 373

‌الحديث الخامس

(1)

:

1259 -

قال الإمام النسائي في السنن الكبرى (10918): أخبرنا العباس بن عبد العظيم العنبري عن عمر بن يونس قال: حدثنا عكرمة بن عمار قال: حدثنا يحيى بن أبي كثير قال: حدثني أبو سلمة بن عبد الرحمن قال: سألت عائشة كيف كان صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم على الميت قالت: كان يقول: «اللَّهم اغفر لحينا وميتنا ولصغيرنا وكبيرنا وذكرنا وأنثانا ولغائبنا وشاهدنا اللَّهم من أحييته منا فأحيه على الإسلام ومن توفيته منا فتوفه على الإيمان» .

‌التعليق:

هذا إسناد رجاله كلهم ثقات رجال الشيخين غير عباس وعكرمة فمن رجال مسلم.

وهو في عمل اليوم والليلة (1079)، وأخرجه ابن المنذر في الأوسط (3171)، والطحاوي في شرح مشكل الآثار (972)، وابن جرير في تهذيب الآثار، والحاكم (1/ 358)، والبيهقي (4/ 41) من طرق عن عكرمة بهذا الإسناد.

هكذا قال عمار: (عن يحيى بن أبي كثير، عن أبي سلمة، عن عائشة).

(1)

رجال الإسناد:

عباس بن عبد العظيم بن إسماعيل العنبري، البصري، ثقة حافظ، من كبار الحادية عشرة، مات سنة 240، روى له مسلم واستشهد به البخاري في الصحيح.

عمر بن يونس بن القاسم اليمامي، ثقة، من التاسعة، مات سنة 206، روى له البخاري ومسلم.

يحيى بن أبي كثير الطائي مولاهم، أبو نصر اليمامي، ثقة ثبت لكنه يدلس ويرسل من الخامسة، مات سنة 132 وقيل قبل ذلك، روى له البخاري ومسلم.

أبو سلمة بن عبد الرحمن: تقدم.

ص: 374

وخالفه معمر

(1)

، وعلي بن المبارك

(2)

، وأبان بن يزيد العطار

(3)

، وهمام بن يحيى

(4)

، والأوزاعي في رواية

(5)

، وهشام الدستوائي

(6)

، وسعيد بن أبي عروبة

(7)

، فقالوا:(عن يحيى بن أبي كثير، عن أبي سلمة) مرسلاً.

وقد صحح المرسل الإمام البخاري والترمذي والدارقطني والبيهقي وأبو حاتم رواية الجماعة هذه.

وقد اختلف على يحيى بن أبي كثير في هذا الحديث.

فرواه عنه جماعة فجعلوه من رواية يحيى عن أبي إبراهيم الأشهلي عن أبيه

(8)

.

ورواه آخرون فجعلوه من رواية يحيى بن أبي كثير، عن أبي سلمة عن أبي هريرة

(9)

.

وشذ عن الجميع عكرمة فجعله من مسند عائشة رضي الله عنها،

(1)

عبد الرزاق (6419).

(2)

ابن أبي شيبة (11356) أو (3/ 292)، والترمذي تعليقاً (1024).

(3)

أحمد (4/ 170) و (5/ 299).

(4)

أحمد (4/ 170)(5/ 299)(5/ 308).

(5)

البيهقي (4/ 41)، والصغرى (1086).

(6)

ذكره الترمذي تعليقاً (3/ 344 ح 1024).

(7)

البيهقي (4/ 41) تعليقاً.

(8)

رواه عنه هكذا هشام الدستوائي كما عند النسائي (4/ 74)، وابن الجارود (541)، وابن أبي شيبة (3/ 191) وغيرهم، والأوزاعي عند الترمذي (1024)، والنسائي في الكبرى (10923)، وعمل اليوم (1084)، والبيهقي (4/ 41)، والطحاوي في شرح المشكل (969) وغيرهم، وأبان بن يزيد العطار عند أحمد (4/ 170)، وحرب بن شداد عند الطبراني في الدعاء (1170).

(9)

الأوزاعي عند الترمذي (1024)، والنسائي في الكبرى (10919)، وأبو داود (3201)، والحاكم (1/ 358)، وابن حبان (3070).

ص: 375

لذا قال الترمذي: «حديث والد أبي إبراهيم حديث حسن صحيح، وروى هشام الدستوائي وعلي بن المبارك هذا الحديث عن يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسلاً.

وروى عكرمة بن عمار عن يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة عن عائشة عن النبي صلى الله عليه وسلم، وحديث عكرمة بن عمار غير محفوظ، وعكرمة ربما يهم في حديث يحيى.

وروى عن يحيى بن أبي كثير عن عبد الله بن أبي قتادة عن أبيه عن النبي صلى الله عليه وسلم

(1)

وسمعت محمداً يقول: أصح الروايات في هذا حديث يحيى بن أبي كثير عن أبي إبراهيم الأشهلي عن أبيه، وسألته عن اسم أبي إبراهيم فلم يعرفه

(2)

.

وقال الدارقطني بعد أن ذكر الاختلاف على يحيى بن أبي كثير قال رحمه الله: «ورواه عكرمة بن عمار عن يحيى بن أبي كثير، عن أبي سلمة عن عائشة رضي الله عنها عن النبي صلى الله عليه وسلم» .

وقال همام عن يحيى عن عبد الله بن أبي قتادة عن أبيه.

والصحيح عن يحيى لقول من قال عن أبي إبراهيم عن أبيه وعن أبي سلمة: مرسل

(3)

.

وقال البيهقي: هذا هو الصحيح حديث أبي إبراهيم الأشهلي موصول، وحديث أبي سلمة عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسلاً

(4)

.

(1)

رواه همام عن يحيى بن أبي كثير ح (717).

(2)

سنن الترمذي (3/ 344) عقب الحديث (1024).

(3)

العلل (9/ 324 - 325)، ونحو ذلك في (4/ 271 - 272).

(4)

السنن الكبرى (4/ 41) بعد أن أورده من حديث الأوزاعي عن يحيى بن أبي كثير على الإسنادين جميعاً.

ص: 376

وقال ابن أبي حاتم: وسألت أبي عن حديث رواه محمد بن ذكوان عن يحيى بن أبي كثير، عن أبي سلمة عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى على جنازة قال:«اللَّهم اغفر لحينا وميتنا» .

قال أبي: هذا خطأ، الحفاظ لا يقولون أبو هريرة، إنما يقولون أبو سلمة عن النبي صلى الله عليه وسلم

(1)

.

وقال أيضاً: رواه يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة أن النبي صلى الله عليه وسلم

مرسل، لا يقول أبو هريرة، ولا يوصله عن أبي هريرة إلا غير متقن، والصحيح مرسل

(2)

.

(1)

العلل لابن أبي حاتم (1047).

(2)

المصدر السابق (1058).

ص: 377

عمار بن رزيق

عمار بن رزيق الضبي التميمي أبو الأحوص الكوفي.

روى عن: أبي إسحاق السبيعي، والأعمش ومنصور، وعطاء بن السائب وغيرهم.

وعنه: أبو الأحوص سلام بن سليم، وأبو الجواب، وأبو أحمد الزبيري وغيرهم.

قال أحمد: كان من الأثبات.

وقال ابن معين وأبو زرعة وابن المديني: ثقة، وقال أبو حاتم والنسائي: لا بأس به.

قال ابن حجر: لا بأس به، من الثامنة.

روى له مسلم ست أحاديث: (1/ 119، 510، 554، 2/ 1118 - 1119، 3/ 1178، 4/ 2169).

ص: 378

‌الحديث

(1)

:

1260 -

قال الإمام النسائي رحمه الله (8/ 166): أخبرنا محمد بن عبد الله بن المبارك قال: حدثنا يحيى بن آدم، قال: حدثنا عمار بن رزيق، عن أبي إسحاق، عن صعصعة بن صوحان عن علي رضي الله عنه قال:

نهاني رسول الله صلى الله عليه وسلم عن حلقة الذهب والقسي والميثرة

(2)

والجعة

(3)

.

‌التعليق:

هذا إسناد رجاله كلهم ثقات رجال الصحيح غير صعصعة وهو تابعي جليل ثقة.

(1)

رجال الإسناد:

محمد بن عبد الله بن المبارك المخرمي، أبو جعفر البغدادي، ثقة حافظ من الحادية عشرة، مات سنة بضع وخمسين روى عنه البخاري.

يحيى بن آدم بن سليمان الكوفي، أبو زكريا، ثقة حافظ فاضل من كبار التاسعة مات سنة 203، روى له البخاري ومسلم.

عمار بن رُزيق الضبي أو التميمي أبو الأحوص الكوفي، لا بأس به من الثامنة مات سنة 159، روى له مسلم.

عمرو بن عبد الله بن عبيد، أبو إسحاق السبيعي، ثقة مكثر عابد، من الثالثة اختلط بأخرة، مات سنة 129 وقيل قبل ذلك، روى له البخاري ومسلم.

صعصعة بن صوحان العبدي، نزيل الكوفة، تابعي كبير مخضرم فصيح ثقة مات في خلافة معاوية، روى له أبو داود والنسائي.

(2)

القسي: فيه نهى عن لبس القسي المترج هو المصبوغ بالحمرة صبغاً مشبعاً.

الميثرة: بالكسر من الوثارة، يقال: وثر وثارة فهو وثير أي: وطئ لين، وهي من مراكب العجم تعمل من حرير أو ديباج (النهاية 5/ 150).

(3)

الجعة: هي النبيذ المتخذ من الشعير. النهاية (1/ 277).

ص: 379

وهو عند النسائي في الكبرى (9470)، ورواه البخاري في التاريخ الكبير (4/ 319) عن عبد الله بن محمد بن يحيى بن آدم به، ومن طريقه ابن عساكر في تاريخ دمشق (24/ 85).

هكذا قال عمار: (عن أبي إسحاق، عن صعصعة بن صوحان عن علي).

خالفه شعبة

(1)

، وأبو الأحوص الحنفي سلام بن سليم

(2)

، وزكريا بن أبي زائدة

(3)

، وزهير بن معاوية

(4)

، وأسد بن موسى

(5)

، وإسرائيل

(6)

فقالوا: (عن أبي إسحاق، عن هبيرة، عن علي).

وكذلك رواه أبو فاختة

(7)

عن هبيرة عن علي، أخرج حديثه ابن أبي شيبة

(8)

.

لذا قال النسائي عن رواية الجماعة: أولى بالصواب

(9)

.

وقال الدارقطني: «وروى هذا الحديث عمار بن رزيق عن أبي

(1)

أبو داود (4051)، وأحمد (1/ 94، 104، 123، 137)، والبزار (728)، وابن حبان (5438)، والبخاري في التاريخ الكبير (4/ 319) تعليقاً.

(2)

النسائي (8/ 165)، وفي الكبرى (9467)، وابن ماجه (3654)، وابن أبي شيبة (23765)، وعبد الله بن أحمد في زوائده على المسند (1/ 132)، والضياء في المختارة (788).

(3)

النسائي (8/ 165)، وفي الكبرى (9468)، وأبو يعلى (605).

(4)

النسائي (9469).

(5)

الطحاوي (4/ 260).

(6)

أحمد (1/ 127)، والبخاري تعليقاً في التاريخ الكبير (4/ 319).

(7)

أبو فاختة الكوفي سعيد بن علاقة الهاشمي مشهور بكنيته، ثقة من الثالثة، روى له الترمذي وابن ماجه.

(8)

في مصنفه (24649).

(9)

المجتبى (8/ 166)، وفي الكبرى (5/ 440).

ص: 380

إسحاق عن صعصعة عن علي ولم يذكر مالك بن عمر وهو غريب من حديث أبي إسحاق»

(1)

.

‌علة الوهم:

أن صعصعة بن صوحان سأل علي بن أبي طالب عما نهى عنه النبي صلى الله عليه وسلم كما في حديث مالك بن عمير قال: جاء صعصعة بن صوحان إلى علي فقال: يا أمير المؤمنين انهنا عما نهاك عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: نهانا رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الدباء والحنتم والنقير والجعة وعن حلق الذهب ولبس الحرير والقسي والميثرة الحمراء

(2)

.

فلعله من هنا دخل الوهم على عمار بن رزيق، والله أعلم.

(1)

العلل (3/ 246).

(2)

رواه النسائي (8/ 166 - 167)، وفي الكبرى (9472) و (9473) وقد تقدم في باب إسرائيل فقد قال عن مالك عن عمير عن صعصعة بن صوحان عن علي والصحيح أن مالك بن عمير يروي سؤاله وليس يروي عنه.

ص: 381

‌عمارة بن غزية

عمارة بن غزية بن الحارث بن عمرو بن غزية الأنصاري البخاري المازني المدني.

روى عن: أنس بن مالك، وأبيه غزية بن الحارث، وأبي الزبير، ونعيم بن المجمر، وغيرهم.

وعنه: سليمان بن بلال، وعمرو بن الحارث، ووهيب بن خالد، وزهير بن معاوية، ومعتمر بن سليمان، والدراوردي.

قال أحمد وأبو زرعة ومحمد بن سعد، والعجلي والدارقطني: ثقة.

وقال ابن معين: صالح، وقال النسائي: ليس به بأس.

وذكره العقيلي في الضعفاء ولم يورد دليلاً.

قال ابن حجر: لا بأس به، وروايته عن أنس مرسلة، من السادسة.

قلت: روى عنه مسلم اثنا عشر حديثاً تقريباً وهي:

ص: 382

(246، 385، 482، 483، 713، 916، 925، 979، 1167، 1406، 2002، 2490).

واستشهد به البخاري في حديث واحد في صحيحه (1411) عن عباس الساعدي عن ابنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «أحد جبل يحبنا ونحبه» .

ص: 383

‌الحديث

(1)

:

1261 -

قال عبد الله بن أحمد في زوائده على المسند (5/ 143): حدثنا محمد بن أبي بكر المقدمي حدثنا عبد العزيز بن محمد الدراوردي، حدثنا عُمارة بن غزنة، عن سلمة بن كهيل، عن صعصعة بن صوحان قال:

أقبل هو ونفر معه فوجدوا سوطاً فأخذه صاحبه، فلم يأمروه ولم ينهوه، فقدمت المدينة فلقينا أبي بن كعب فسألناه فقال: وجدت مئة دينار في زمن النبي صلى الله عليه وسلم فقال: عرفها حولاً فكرر عليه حتى ذكر أحوالاً ثلاثة، فقلت: يا رسول الله فقال: شأنك بها.

‌التعليق:

وهذا إسناد رجاله كلهم ثقات رجال الصحيح غير صعصعة وهو تابعي ثقة.

وأخرجه أبو عوانة في مسنده (6431) عن يوسف بن يعقوب القاضي عن محمد بن أبي بكر المقدمي بهذا الإسناد.

(1)

رجال الإسناد:

محمد بن أبي بكر بن علي بن عطاء بن مقدم المقدمي، الثقفي مولاهم البصري، ثقة، من العاشرة، مات سنة 234، روى له البخاري ومسلم.

عبد العزيز بن محمد بن عبيد الدراوردي، صدوق كان يحدث من كتب غيره فيخطئ

، من الثامنة مات سنة 186 أو 187، روى له البخاري ومسلم.

سلمة بن كهيل الحضرمي، أبو يحيى الكوفي، ثقة، من الرابعة، روى له البخاري ومسلم.

صعصعة بن صوحان العبدي، نزيل الكوفة، تابعي كبير مخضرم فصيح، ثقة مات في خلافة معاوية، روى له أبو داود والنسائي.

ص: 384

هكذا رواه عمارة بن غزية فقال: (عن سلمة بن كهيل، عن صعصعة بن صوحان).

خالفه سفيان الثوري

(1)

، وشعبة

(2)

، والأعمش

(3)

، ووكيع

(4)

، وحماد بن سلمة

(5)

، وعبد الله بن جعفر الرقي

(6)

، وزيد بن أبي أنيسة

(7)

، ومحمد بن جحادة

(8)

، وسعيد بن إبراهيم الزهري

(9)

، وعبد الله بن الفضل

(10)

.

هؤلاء كلهم رووه عن سلمة بن كهيل فقالوا: (عن سلمة، عن سويد بن غفلة)

(11)

.

لذا قال أبو عوانة: عمارة غلط في إسناده فقال: عن سلمة، عن صعصعة بن صوحان.

وانظر في باب سلمة بن كهيل وهمه في قوله: (التعريف ثلاث سنين) ح (489).

(1)

مسلم (1723).

(2)

البخاري (2426)(2437)، ومسلم (1723)(9).

(3)

مسلم (1723)(10).

(4)

مسلم (المصدر السابق).

(5)

مسلم (المصدر السابق).

(6)

المصدر السابق.

(7)

المصدر السابق.

(8)

أحمد (5/ 127)، وأبو عوانة (6424).

(9)

أبو عوانة (6430).

(10)

النسائي في الكبرى (5820).

(11)

سويد بن غفلة تابعي كبير مخضرم أدرك النبي صلى الله عليه وسلم وكان في زمنه رجلاً وأعطى الصدقة في زمنه ولم يره على الصحيح، وقيل: إنه صلى خلفه ولم يثبت، وإنما قدم المدينة حين نفضوا أيديهم من دفن صلى الله عليه وسلم (الفتح 5/ 92).

ص: 385

‌عمار بن أبي عمار

عمار بن أبي عمار مولى بني هاشم، ويقال: مولى بني الحارث بن نوفل المكي.

روى عن: ابن عباس، وأبي سعيد، وأبي هريرة، وأبي قتادة، وجابر، وعبد الله بن نوفل بن الحارث.

وعنه: عطاء بن أبي رباح، ونافع وهما من أقرانه، وعلي بن زيد بن جدعان، وشعبة حديثاً واحداً ومعمر وحماد بن سلمة وغيرهم.

قال أحمد وأبو داود: ثقة.

وقال أبو زرعة وأبو حاتم: ثقة لا بأس به.

وقال النسائي: ليس به بأس.

وذكره ابن حبان في الثقات، وقال: كان يخطئ.

قلت: لم يرو له مسلم إلا حديثاً واحداً في المتابعات وهو حديثنا هذا.

ص: 386

‌الحديث

(1)

:

1262 -

قال مسلم في صحيحه (2353)(122): وحدثني نصر بن علي حدثنا بشر (يعني ابن مفضل)، حدثنا خالد الحذاء، حدثنا عمار مولى بني هاشم، حدثنا ابن عباس رضي الله عنه:

أن رسول الله صلى الله عليه وسلم توفي وهو ابن خمس وستين.

وحدثنا أبو بكر ابن أبي شيبة، حدثنا ابن عيينة، عن خالد بهذا الإسناد.

‌التعليق:

هذا إسناد رجاله ثقات رجال الشيخين غير عمار فمن رجال مسلم.

هكذا رواه سفيان بن عيينة وبشر بن المفضل عن خالد الحذاء

(1)

رجال الإسناد:

نصر بن علي بن نصر بن علي الجهضمي، ثقة ثبت طلب للقضاء فامتنع، من العاشرة مات سنة 250 أو بعدها، روى له البخاري ومسلم.

بشر بن المفضل بن لاحق الرقاشي، أبو إسماعيل البصري، ثقة ثبت عابد مات سنة 186 أو 187، روى له البخاري ومسلم.

خالد بن مهران أبو المنازل البصري الحذاء، ثقة يرسل، من الخامسة، روى له البخاري ومسلم.

عمار بن أبي عمار مولى بني هاشم، أبو عمر، ويقال: أبو عبد الله، صدوق ربما أخطأ، من الثالثة، مات بعد سنة 120، روى له مسلم.

أبو بكر بن أبي شيبة: ثقة حافظ صاحب تصانيف، روى له البخاري ومسلم.

سفيان بن عيينة: ثقة حافظ فقيه إمام حجة، (انظر ترجمته في بابه).

ص: 387

عن عمار، وقد تابع خالد في روايته هذه عن عمار، يونس بن عبيد

(1)

، وحماد بن سلمة

(2)

، رووه عن عمار به أو بنحوه وفيه أن النبي صلى الله عليه وسلم توفي وعمره خمس وستون سنة.

وقد وهم عمار على ابن عباس في هذا، خالفه عكرمة مولى ابن عباس

(3)

، وعمرو بن دينار

(4)

، وأبو جمرة الضبعي

(5)

ثلاثتهم رووه، عن ابن عباس رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم توفي وهو ابن ثلاث وستين سنة، وهذا هو الصحيح والموافق لقول الجمهور.

وقد جاء عن عائشة

(6)

، وأنس بن مالك

(7)

، ومعاوية بن أبي سفيان

(8)

، وعبد الله بن عتبة

(9)

.

لذا قال البخاري في تاريخه: (وقال عمار بن أبي عمار، عن ابن عباس توفي النبي صلى الله عليه وسلم وهو ابن خمس وستين، ولا يتابع عليه وكان شعبة يتكلم في عمار)

(10)

.

وقال الحافظ في الفتح: وهذا أصح يعني: ما رواه عكرمة عن

(1)

رواه مسلم (2353)(121).

(2)

مسلم (2353)(123).

(3)

البخاري (3902).

(4)

البخاري (3903)، ومسلم (2351)(117).

(5)

مسلم (2351)(118).

(6)

البخاري (3536)(4466)، ومسلم (2349).

(7)

مسلم (2348)(2349).

(8)

مسلم (2352)(119)، (121).

(9)

مسلم (2352).

(10)

التاريخ الأوسط (1/ 339) تحقيق د. تيسير بن سعد.

ص: 388

ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم أقام بمكة ثلاث عشرة سنة مما أخرجه مسلم من وجه آخر عن ابن عباس أن إقامة النبي صلى الله عليه وسلم بمكة كانت خمس عشرة سنة)

(1)

.

(1)

الفتح (7/ 220)، وما رواه مسلم (1353) من طريق يزيد بن زريع عن يونس بن عبيد عن عمار به وفيه أن النبي صلى الله عليه وسلم بعث وسنه أربعين وأقام بمكة خمسة عشر سنة وبالمدينة عشراً فيكون عمره خمس وستون.

وانظر أيضاً: الفتح (8/ 151)، وشرح مسلم للنووي (15/ 98)، وقد سبق وهم ليحيى بن سعيد القطان في عمر النبي صلى الله عليه وسلم. انظره في بابه، ح (376).

ص: 389

‌عمر بن حمزة

عمر بن حمزة بن عبد الله بن عمر بن الخطاب العدوي العمري المدني.

روى عن: عمه سالم بن عبد الله، وحصين بن مصعب وغيرهم.

وعنه: أبو أسامة، ومروان بن معاوية الفزاري وغيرهم.

قال أحمد: أحاديثه مناكير.

وقال الدوري عن ابن معين: عمر بن حمزة أضعف من عمر بن محمد بن زيد.

وقال النسائي: ضعيف، وقال مرة: ليس بالقوي.

وقال ابن معين: عمر بن حمزة أضعف من عمر بن محمد بن زيد.

وقال ابن عدي: هو ممن يكتب حديثه.

وأخرج الحاكم حديثه في المستدرك وقال: أحاديثه كلها مستقيمة.

ص: 390

قلت: روى له مسلم نحو خمس أحاديث هي: (1437، 1574، 2026، 2788، 2921) ثلاث منها في المتابعات وهي: (1574، 2026، 2921)، واستشهد به البخاري في صحيحه في موضعين:(963 وهو حديث الباب، 6977)، والله تعالى أعلم.

ص: 391

‌الحديث

(1)

:

1263 -

قال الإمام مسلم في صحيحه (4/ 2148 رقم 2788): حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، حدثنا أبو أسامة، عن عمر بن حمزة، عن سالم بن عبد الله أخبرني عبد الله بن عمر رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

«يطوي الله عز وجل السماوات يوم القيامة ثم يأخذهن بيده اليمنى، ثم يقول: أنا الملك أين الجبارون، أين المتكبرون، ثم يطوي الأرضين بشماله ثم يقول: أنا الملك أين الجبارون أين المتكبرون» .

‌التعليق:

هذا إسناد رجاله كلهم ثقات رجال الشيخين غير عمر بن حمزة من رجال مسلم واستشهد به البخاري في الصحيح.

ضعفه يحيى بن معين والنسائي وقال أحمد بن حنبل: أحاديثه

(1)

رجال الإسناد:

أبو بكر بن أبي شيبة: تقدم.

أبو أسامة: حماد بن أسامة القرشي مولاهم الكوفي، مشهور بكنيته، ثقة ثبت ربما دلس وكان بأخرة يحدث من كتب غيره، من كبار التاسعة، مات سنة 201 وهو ابن ثمانون سنة، روى له البخاري ومسلم.

عمر بن حمزة بن عبد الله بن عمر بن الخطاب العمري، المدني، ضعيف، من السادسة، روى له مسلم والبخاري تعليقاً. (التقريب: 4918).

سالم بن عبد الله بن عمر بن الخطاب القرشي العدوي، أبو عمر، أو أبو عبد الله المدني، أحد الفقهاء السبعة وكان ثبتاً عابداً فاضلاً كان يُشبه بأبيه في الهدي والسمت، من كبار الثالثة مات آخر سنة 106 على الصحيح، روى له البخاري ومسلم.

ص: 392

مناكير، وذكره ابن حبان في الثقات وقال: كان ممن يخطئ، وقال الحافظ في التقريب ضعيف.

وهو ليس على شرطنا في هذا الكتاب الخاص بأوهام الثقات لكن الحديث أخرجه مسلم في صحيحه.

والحديث ذكره البخاري في صحيحه (13/ 393) تعليقاً، وأخرجه أبو داود (4732)، وأبو يعلى (5558)، وابن أبي عاصم في السنة (547)، وعبد بن حميد في المنتخب (742)، والبيهقي في الأسماء والصفات (706)، وابن جرير الطبري في تفسيره (24/ 28)، وأبو الشيخ في العظمة (2/ 456)، وابن حجر في التعليق (5/ 343)، ووقع في رواية مسلم هذه كلهم من طريق عمر بن حمزة وأبي يعلى والبيهقي وعبد بن حميد قوله:(ثم يطوي الأرض بشماله) وهذا وهم وهي لفظة منكرة تفرد بها عمر بن حمزة، ووقع عند أبي داود وأبي يعلى بيده الأخرى.

قال البيهقي عقب الحديث: (رواه مسلم في الصحيح عن أبي بكر بن أبي شيبة هكذا وذكر الشمال فيه تفرد به عمر بن أبي حمزة عن سالم، وقد روى هذا الحديث نافع

(1)

وعبيد الله بن مقسم

(2)

عن ابن عمر لم يذكرا فيه الشمال.

ورواه أبو هريرة رضي الله عنه وغيره عن النبي صلى الله عليه وسلم فلم يذكر فيه أحد منهم الشمال.

وروى ذكر الشمال في حديث آخر في غير هذه القصة إلا أنه

(1)

أخرجه البخاري في صحيحه (7412).

(2)

مسلم (2788)، وابن ماجه (198) و (4275)، والطبراني (13327).

ص: 393

ضعيف بمرة، تفرد بأحدهما جعفر بن الزبير وبالآخر يزيد الرقاشي وهما متروكان، وكيف يصح ذلك، وصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه سمى كلتي يديه يميناً.

وكأنَّ من قال ذلك أرسله من لفظه على ما وقع له أو على عادة العرب في ذكر الشمال في مقابلة اليمين. اه.

قال القرطبي في (المفهم لما أشكل من تلخيص كتاب مسلم)(7/ 392):

(كذا جاء في هذه الرواية بإطلاق لفظ الشمال على يد الله تعالى، ولا يكاد يوجد في غير هذه الرواية، وإنما الذي اشتهر في الأحاديث (وبيده الأخرى) كما جاء في حديث أبي موسى الأشعري المتقدم، وقد تحرز النبي صلى الله عليه وسلم من إطلاق لفظ الشمال على الله تعالى فقال:«وكلتا يديه يمين» لئلا يتوهم نقص في صفة الله تعالى فإن الشمال في حقنا أضعف من اليمين أو أنقص فنفى النبي صلى الله عليه وسلم عن الله ذلك لكنه جاء في هذا الحديث كما ترى على المقابلة المتعارفة في حقوقنا والله تعالى أعلم. اه.

قال الحافظ: «قال البيهقي تفرد بذكر الشمال فيه عمر بن حمزة، وقد رواه عن ابن عمر أيضاً نافع وعبيد الله بن مقسم بدونها، ورواه أبو هريرة وغيره عن النبي صلى الله عليه وسلم كذلك، وثبت عند مسلم من حديث عبد الله بن عمرو رفعه: «المقسطون يوم القيامة على منابر من نور عن يمين الرحمن وكلتا يديه يمين»

(1)

.

وكذا في حديث أبي هريرة: «قال آدم اخترت يمين ربي وكلتا

(1)

أخرجه مسلم (1827)، والنسائي (8/ 221)، وأحمد (2/ 160).

ص: 394

يدي ربي يمين»

(1)

، وساق من طريق أبي يحيى الفتات عن مجاهد في تفسير قوله تعالى: { .. وَالسَّمَاوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ

(67)} قال: «وكلتا يديه يمين»

(2)

، وفي حديث ابن عباس رفعه:«أول ما خلق الله القلم فأخذه بيمينه وكلتا يديه يمين»

(3)

. اه.

(1)

أخرجه الترمذي (3368) وقال: هذا حديث حسن غريب من هذا الوجه، وقد روي من غير وجه عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم.

(2)

أخرجه البيهقي في الأسماء والصفات (709).

(3)

فتح الباري (13/ 396).

ص: 395

‌عمر بن سعد (الحفري)

عمر بن سعد بن عبيد، أبو داود الحفري الكوفي، وحفر موضع بالكوفة.

روى عن: الثوري، ومسعر، وحفص بن غياث، وشريك، وجماعة.

وعنه: أحمد، وإسحاق، وابن المديني، وابنا أبي شيبة، وعبد بن حميد وجماعة.

وثقه يحيى بن معين وغيره، وقال أبو حاتم: صدوق كان رجلاً صالحاً.

وقال أبو داود: كان جليلاً جداً.

قال وكيع: إن كان يدفع بأحد في زماننا فبأبي داود.

وقال ابن المديني: لا أعلم أني رأيت بالكوفة أعبد منه.

قال العجلي: كان رجلاً صالحاً متعبداً حافظاً لحديثه ثبتاً، وكان فقيراً متعففاً والذي ظهر له من الحديث ثلاثة آلاف أو نحوها ....

ص: 396

قلت: روى له مسلم ثمانية أحاديث: (1228، 1365، 1633، 2033، 2064، 2365، 2388، 2420) وكلها عن سفيان الثوري.

قال ابن حجر: ثقة عابد، من التاسعة.

ص: 397

‌الحديث

(1)

:

1264 -

قال الإمام النسائي رحمه الله (4/ 203): أخبرنا أحمد بن سليمان، قال: حدثنا أبو داود عن سفيان، عن منصور عن خالد بن سعد عن عائشة رضي الله عنها قالت:

كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يتحرى يوم الاثنين والخميس.

‌التعليق:

هذا إسناد رجاله كلهم ثقات رجال الصحيح غير أحمد بن سليمان وهو ثقة، وتكملة الحديث كان يصوم شعبان ويتحرى صوم يوم الاثنين والخميس.

وأخرجه في الكبرى (2672) بهذا الإسناد والمتن.

وأخرجه أيضاً في المجتبى (4/ 151) بنفس الإسناد ولفظه: (كان النبي صلى الله عليه وسلم يصوم شعبان).

هكذا قال أبو داود الحفري: (عن سفيان، عن منصور، عن خالد بن سعد عن عائشة).

(1)

رجال الإسناد:

أحمد بن سليمان بن عبد الملك، أبو الحسين الزهاوي، ثقة حافظ، من الحادية عشرة، مات سنة 261، روى عنه النسائي.

سفيان الثوري: انظر ترجمته في بابه.

منصور بن المعتمر: تقدم.

خالد بن سعد الكوفي، ثقة، من الثانية، روى له البخاري.

ص: 398

خالفه عبيد بن سعيد الأموي

(1)

، ومحمد بن يوسف الفريابي

(2)

، وعبيد الله الأشجعي

(3)

، ومحمد بن أحمد بن سفيان أبو سفيان

(4)

، ومؤمل بن إسماعيل

(5)

فقالوا: (عن سفيان، عن ثور بن يزيد، عن خالد بن معدان، عن عائشة).

وكذلك رواه عبد الله بن داود

(6)

، ويحيى بن حمزة

(7)

فقالا: (عن ثور بن يزيد، عن خالد بن معدان، عن ربيعة بن الغاز الخرشي، عن عائشة).

وهم أبو داود الحفري فأبدل راو بآخر فقال: (منصور)، وإنما هو (ثور بن يزيد)، وقال خالد (بن سعيد): إنما هو خالد (بن معدان).

قال ابن أبي حاتم: سألت أبي عن حديث رواه الحفري أبو داود عن سفيان الثوري، عن منصور، عن خالد، عن عائشة قالت: كان النبي صلى الله عليه وسلم يصوم شعبان ويتحرى الاثنين والخميس، قال أبي: هذا خطأ ليس هذا من حديث منصور، إنما هو الثوري عن ثور، عن خالد بن معدان، عن ربيعة بن الغاز، عن عائشة عن النبي صلى الله عليه وسلم، كذا رواه

(1)

النسائي (4/ 203)، وفي الكبرى (2671)، وإسحاق بن راهويه في مسنده (1665).

(2)

أبو نعيم في الحلية (7/ 123).

(3)

أحمد (6/ 80).

(4)

أحمد (6/ 80).

(5)

أحمد (6/ 106).

(6)

النسائي (4/ 153)، وفي الكبرى (2497)(2670)، والترمذي (745)، وأبو يعلى (4751).

(7)

ابن ماجه (1649)(1739)، وابن حبان (3643).

ص: 399

الثوري، ويحيى وجماعة عن ثور

(1)

.

وكذلك رجح المزي في ترجمة خالد بن معدان رواية ثور عن خالد عن ربيعة عن عائشة

(2)

.

‌تنبيه:

ذكر أبو حاتم أن سفيان يرويه عن ثور عن خالد بن معدان عن ربيعة عن عائشة ولم أجد روايته هذه إنما وجدناها بدون ذكر ربيعة كما سبق فلعل سفيان حيناً يذكره وحيناً لا يذكره. والله أعلم.

(1)

العلل (705).

(2)

تهذيب الكمال (8/ 169).

ص: 400

‌عمر بن سعيد الثوري

اسمه ونسبه:

عمر بن سعيد بن مسروق الثوري الكوفي، أخو سفيان الثوري.

روى عن: أشعث بن أبي الشعثاء، وابن سعيد، والأعمش، وعمار الدهني.

روى عنه: ابنه حفص، وابن عيينة، وأخيه مبارك بن سعيد الثوري، وأبو بكر بن عباس.

وثقه النسائي والدارقطني، وقال أبو حاتم: لا بأس به.

قال ابن حجر: ثقة من السابعة.

روى له مسلم ثلاثة أحاديث كلها من رواية ابن عيينة عنه وهي: (655، 1060، 1968).

ص: 401

‌الحديث

(1)

:

1265 -

قال الإمام مسلم رحمه الله في صحيحه (2/ 737 رقم 1060): حدثنا محمد بن أبي عمر المكي حدثنا سفيان، عن عمر بن سعيد بن مسروق، عن أبيه، عن عباية بن رفاعة، عن رافع بن خديج رضي الله عنه قال:

أعطى رسول الله صلى الله عليه وسلم أبا سفيان بن حرب وصفوان بن أمية، وعيينة بن حصن والأقرع بن حابس كل إنسان منهم مائة من الإبل وأعطى عباس بن مرداس دون ذلك فقال عباس بن مرداس:

أتجعل نهبي ونهب العبيد بين عيينة والأقرع

فما كان بدر ولا حابس يفوقان مرداس في المجمع

وما كنت دون امراءٍ منهما ومن تخفضِ اليوم لا يُرفع

قال: فأتم له رسول الله صلى الله عليه وسلم مائة.

‌التعليق:

هذا إسناد رجاله كلهم ثقات رجال الصحيح.

(1)

رجال الإسناد:

محمد بن يحيى بن أبي عمر العدني: أبو عبد الله الحافظ، نزيل مكة، ويقال: أن أبا عمر كنية يحيى صدوق، صنف المسند، وكان لازم ابن عيينة، لكن قال أبو حاتم: كانت فيه غفلة روى عنه مسلم (216 حديثاً).

سفيان بن عيينة: تقدم.

سعيد بن مسروق الثوري، والد سفيان، ثقة، من السادسة مات سنة وعشرون وقيل بعدها، روى له البخاري ومسلم.

عَباية بن رفاعة بن رافع بن خديج الأنصاري الزرقي، أبو رفاعة المدني ثقة، من الثالثة، روى له البخاري ومسلم.

ص: 402

وأخرجه البيهقي (17/ 17) من طريق الحميدي وابن أبي عمر عن سفيان به.

هذا قال عمر: (عن سعيد بن مسروق، عن عباية بن رفاعة عن رافع بن خديج).

خالفه سفيان الثوري

(1)

، وأبو الأحوص سلام بن سليم

(2)

فقالا: (عن سعيد بن مسروق، عن عبد الرحمن بن أبي نعم

(3)

، عن أبي سعيد الخدري).

وكذلك رواه عمارة بن القعقاع

(4)

عن عبد الرحمن بن أبي نعم، عن أبي سعيد وأبو سلمة بن عبد الرحمن

(5)

والضحاك الهمداني

(6)

عن أبي سعيد.

قال أبو حاتم: سألت أبا زرعة فذكر هذا الحديث.

قال أبو زرعة: هذا خطأ، رواه الثوري فقال عن أبيه عن ابن أبي نعم عن أبي سعيد الخدري عن النبي صلى الله عليه وسلم وهذا الصحيح.

قلت لأبي زرعة: فمن الوهم.

قال: من عمر

(7)

.

(1)

البخاري (3344) و (4667) و (7432).

(2)

مسلم (1064).

(3)

عبد الرحمن بن أبي نعم البجلي، أبو الحكم الكوفي العابد، صدوق من الثالثة، مات قبل المائة، روى له البخاري ومسلم.

(4)

البخاري (4351)، ومسلم (1064)(144).

(5)

البخاري (3610) و (5058)، ومسلم (1064)(148).

(6)

البخاري (6163)، ومسلم (1064)(148).

(7)

العلل لابن أبي حاتم (916).

ص: 403

‌الخلاصة:

الحديث صحيح وقد وهم عمر بن سعيد الثوري في هذا الإسناد خالفه سفيان الثوري وأبو الأحوص وهما أتقن منه وأحفظ فروياه عن سعيد بن مسروق عن عبد الرحمن بن أبي نعم عن أبي سعيد الخدري، وكذلك رواه عمارة بن القعقاع عن عبد الرحمن بن أبي نعيم، عن أبي سعيد الخدري.

ص: 404

\

‌عمر بن عبد الوهاب

عمر بن عبد الوهاب بن رياح بن عبيدة الرياحي، أبو حفص البصري.

روى عن: إبراهيم بن سعد، ومعتمر بن سليمان، ويزيد بن زريع.

عنه: البخاري في غير الصحيح، والعباس بن عبد العظيم العنبري، أحمد بن منصور الرمادي وعباس الدوري وغيرهم.

قال أبو حاتم: ثقة مأمون صدوق، لم يُقض لنا السماع منه.

وقال النسائي: ثقة. وذكره ابن حبان في الثقات.

مات سنة 221 هـ.

قال ابن حجر: ثقة من العاشرة.

قلت: روى له مسلم هذا الحديث الواحد.

ص: 405

‌الحديث

(1)

:

1266 -

قال الإمام مسلم رحمه الله (1/ 224 ح 265) وحدثنا أحمد بن الحسن بن خِراش، حدثنا عمر بن عبد الوهاب، حدثنا يزيد بن زريع، حدثنا روح عن سهيل، عن القعقاع، عن أبي صالح عن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:

«إذا جلس أحدكم على حاجته فلا يستقبل القبلة ولا يستدبرها» .

‌التعليق:

هذا إسناد رجاله كلهم ثقات رجال الصحيح.

وأورده أبو عوانة في مسنده (510) تعليقاً.

هكذا قال عمر بن عبد الوهاب: (عن يزيد بن زريع، عن روح، عن سهيل، عن القعقاع؛ عن أبي صالح، عن أبي هريرة).

(1)

رجال الإسناد:

أحمد بن الحسن بن خراش البغدادي، أبو جعفر، صدوق، من الحادية عشرة، مات سنة 242 وله 60 سنة، روى له مسلم.

يزيد بن زُريع البصري، أبو معاوية (يقال له ريحانة البصرة) ثقة ثبت، من الثامنة، مات سنة 182، روى له البخاري ومسلم.

روح بن القاسم التميمي العنبري، أبو غياث، البصري، ثقة حافظ من السادسة، مات سنة 141، روى له البخاري ومسلم.

سهيل بن أبي صالح، ذكوان السمان، أبو يزيد المدني، صدوق، تغير حفظه بأخرة، روى له البخاري، مقروناً وتعليقاً وروى له مسلم.

القعقاع بن حكيم الكناني، المدني، ثقة ثبت، من الثالثة مات سنة 101 هـ، روى له مسلم والبخاري في الأدب المفرد.

ص: 406

خالفه أمية بن بسطام

(1)

فقال: (عن يزيد، عن روح، عن ابن عجلان، عن القعقاع، عن أبي صالح، عن أبي هريرة).

وهم عمر فجعله من رواية سهيل عن القعقاع والمحفوظ إنما هو محمد بن عجلان، عن القعقاع، كذا رواه الأئمة الحفاظ عنه منهم: سفيان بن عيينة

(2)

، وعبد الله بن المبارك

(3)

، ويحيى بن سعيد القطان

(4)

، والليث بن سعد

(5)

، ووهيب بن خالد

(6)

، وروح بن القاسم

(7)

، وصفوان بن عيسى

(8)

، وأبو غسان

(9)

، وحيوة بن شريح

(10)

، وعبد الرحمن بن عبد الله بن دينار

(11)

، ومعدان بن حدير

(12)

.

قال الدارقطني في كتابع التتبع (ص 168): وهذا غير محفوظ عن سهيل إنما هو حديث ابن عجلان، حدث به الناس عنه منهم: روح بن القاسم، كذلك قال أمية عن يزيد.

(1)

البيهقي (1/ 1002).

(2)

الشافعي (1/ 28 ح 64)، والحميدي (988)، وأحمد (2/ 247)، وابن ماجه (313)، وأبو عوانة (511).

(3)

أبو داود (8)، والدارمي (680).

(4)

النسائي (1/ 388)، وأحمد (2/ 250)، وابن خزيمة (80)، وابن حبان (44).

(5)

أبو عوانة (510)، وابن حبان (1435).

(6)

ابن حبان (1431)، والطحاوي (1/ 121).

(7)

ذكره الدارقطني والنووي كما سيأتي.

(8)

الطحاوي (1/ 121)، وأبو عوانة (509)، وعبد الكريم القزويني في أخبار قزوين (1/ 266).

(9)

الطحاوي (1/ 121).

(10)

ابن حبان (1435).

(11)

البيهقي (1/ 91).

(12)

ابن عدي في الكامل (6/ 465).

ص: 407

قال: وقد وهم فيه الرياحي، خالفه أمية بن بسطام

(1)

، رواه عن يزيد بن زريع عن روح، عن ابن عجلان وهو الصواب

(2)

.

ونقل النووي في شرحه على مسلم (3/ 158) عن أبي الفضل

(3)

حفيد أبي سعيد الهروي أن الخطأ فيه من عمر بن عبد الوهاب الرياحي لأنه حديث يعرف بمحمد بن عجلان، عن القعقاع، وليس لسهيل في هذا الحديث ذكر رواه أمية بن بسطام عن يزيد بن زريع على الصواب عن روح عن ابن عجلان عن القعقاع به.

ثم قال رحمه الله: (وهذا لا يظهر قدحه فإنه محمول على أن سهيلاً وابن عجلان سمعا جميعاً واشتهرت روايته عن ابن عجلان).

‌الخلاصة:

أن عمر بن عبد الوهاب الرياحي وهم في سند هذا الحديث في ذكره سهيل بن أبي صالح، والمحفوظ هو محمد بن عجلان كما ذكره الأئمة الحفاظ مثل سفيان وابن المبارك والقطان وغيرهم.

أما متن الحديث فهو في غاية الصحة من طريق ابن عجلان، وله شواهد من حديث سلمان وأبي أيوب الأنصاري وجابر بن عبد الله

(1)

أمية بن بسطام العيشي، بصري، يكنى أبا بكر، صدوق، من العاشرة مات سنة 131، روى له البخاري ومسلم.

(2)

كتاب الأجوبة للشيخ أبي مسعود (ص 263).

(3)

في كتابه علل الحديث في كتاب الصحيح لأبي الفضل بن عمار الشهيد المتوفى سنة 317، (ص 59).

ص: 408

رضي الله عنهم، وكلها أخرجها مسلم في صحيحه (57، 58، 59) قبل حديث أبي هريرة.

ولم يعتمد مسلم على حديث أبي هريرة وحده في الباب والله أعلم.

ص: 409

علي بن عبد الله البارقي

روى عن: ابن عمر وابن عباس وأبي هريرة وغيرهم.

وعنه: مجاهد، وهو من أقرانه، وقتادة، وأبو الزبير، وغيرهم.

نقل ابن حلفون عن العجلي أنه وثقه.

قال ابن عدي: ليس عنده كثير حديث، وهو عندي لا بأس به.

روى له مسلم حديثاً واحداً في الدعاء إذا استوى على الراحلة للسفر.

قال ابن حجر: صدوق ربما أخطأ، من الثالثة.

ص: 410

‌الحديث

(1)

:

1267 -

قال أبو داود رحمه الله (1295): حدثنا عمرو بن مرزوق، أخبرنا شعبة عن يعلى بن عطاء، عن علي بن عبد الله البارقي، عن ابن عمر رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:

«صلاة الليل والنهار مثنى مثنى» .

‌التعليق:

هذا إسناد رجاله كلهم ثقات رجال الصحيح.

وأخرجه الترمذي (597)، والنسائي (3/ 227)، وفي الكبرى (472)، وابن ماجه (1322)، وأحمد (2/ 26)، والدارمي (1458)، والطيالسي (1932)، وابن خزيمة (1210)، وابن الجارود (278)، وابن حبان (2482)(2483)(2494)، والبخاري في التاريخ الكبير (1/ 285)، والدارقطني (1/ 417)، والبيهقي (2/ 487)، وابن عدي في الكامل (5/ 180)، والخطيب في موضح أوهام الجمع والتفريق (2/ 303) كلهم من طريق شعبة به.

هكذا قال علي البارقي عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم: «صلاة الليل والنهار مثنى مثنى» .

(1)

رجال الإسناد:

عمرو بن مرزوق الباهلي، أبو عثمان البصري، ثقة فاضل له أوهام، مات سنة 224 هـ، روى عنه البخاري.

شعبة: انظر ترجمته في بابه.

يعلى بن عطاء العامري ويقال اللين الطائفي، ثقة مات سنة 120 أو بعدها، روى له مسلم.

علي بن عبد الله البارقي الأزدي، أبو عبد الله بن أبي الوليد.

ص: 411

خالفه أصحابه ابن عمر الثقات فرووه عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم بدون ذكر النهار بلفظ: «صلاة الليل مثنى مثنى» منهم:

نافع مولى ابن عمر

(1)

، وابنه سالم بن عبد الله بن عمر

(2)

، والقاسم بن محمد بن أبي بكر الصديق

(3)

، وعبد الله بن دينار

(4)

، وأنس بن سيرين

(5)

، وطاووس

(6)

، وحميد بن عبد الرحمن

(7)

، وعبد الله بن شقيق

(8)

، وعبيد الله بن عبد الله بن عمر

(9)

، وعقبة بن حريث

(10)

، وأبو سلمة ابن عبد الرحمن

(11)

، وسعد بن عبيدة

(12)

، ومجاهد

(13)

، وأبو مجلز

(14)

.

قال الترمذي عقب الحديث: الصحيح ما روى عن ابن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «صلاة الليل مثنى مثنى» ، وروى الثقات عن عبد الله بن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم ولم يذكروا فيه صلاة النهار، وقد روي عن عبيد الله عن نافع عن ابن عمر «أنه كان يصلي بالليل مثنى مثنى وبالنهار أربعاً» .

(1)

البخاري (472) و (473)، ومسلم (749)(145).

(2)

البخاري (1137)، ومسلم (749)(147).

(3)

البخاري (993).

(4)

البخاري (990).

(5)

البخاري (995)، ومسلم (749)(157)(158).

(6)

مسلم (749)(147).

(7)

مسلم (749)(147).

(8)

مسلم (749).

(9)

مسلم (749)(159).

(10)

مسلم (749)(159).

(11)

النسائي (3/ 227).

(12)

الطبراني في الأوسط (3409).

(13)

الطبراني في الأوسط (3878).

(14)

الطبراني في الكبير (13058).

ص: 412

وقال النسائي: هذا الحديث عندي خطأ

(1)

.

وقال الدارقطني: (ذكر النهار فيه وهم)

(2)

.

وقال النسائي أيضاً في الكبرى (1/ 179): هذا إسناد جيد ولكن أصحاب ابن عمر خالفوا علياً الأزدي.

وقال الإمام أحمد: (كان شعبة يتهيب حديث ابن عمر «صلاة الليل والنهار مثنى مثنى») يعني: يتهيبه للزيادة التي فيها (والنهار) لأنه مشهور عن ابن عمر من وجوه (صلاة الليل) ليس فيه (والنهار). وروى نافع أن ابن عمر كان لا يرى بأساً أن يصلي بالنهار أربعاً، وبعضهم قال عن نافع عن ابن عمر أنه كان يصلي بالنهار أربعاً، فلو كان حفظ ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم:«صلاة النهار مثنى مثنى» لم يكن يرى أن يصلي بالنهار أربعاً، وقد رُوي عن عبد الله بن عمر قوله:«صلاة الليل والنهار مثنى مثنى»

(3)

والله أعلم.

وقال أبو عبد الله الحاكم: ذكر النهار وهم

(4)

.

وقال البوصيري في الزوائد: زيادة النهار قد تكلم عليها الحفاظ وضعفوها.

وقال العقيلي: وقد روى شعبة عن يعلى بن عطاء عن علي الأزدي عن ابن عمر فذكر الحديث ثم قال: فلا يتابع عليه.

وقال ابن حجر في فتح الباري (2/ 479): وأكثر أئمة الحديث

(1)

المجتبى (3/ 227).

(2)

التلخيص الحبير (2/ 22).

(3)

مسائل الإمام أحمد برواية أبي داود (ص 390)، والكامل لابن عدي (5/ 180 رقم 1339).

(4)

الموضوعات لابن الجوزي (1/ 61).

ص: 413

أعلو هذه الزيادة وهي قوله والنهار بأن الحفاظ من أصحاب ابن عمر لم يذكروها، وحكم النسائي على راويها بأنه أخطأ فيها، وقال يحيى بن معين: من علي الأزدي حتى أقبل منه، وادعى يحيى بن سعيد الأنصاري عن نافع أن ابن عمر كان يتطوع بالنهار أربعاً لا يفصل بينهن ولو كان حديث الأزدي صحيحاً لما خالفه ابن عمر، يعني مع شدة اتباعه رواه عنه محمد بن نصر في سؤالاته، لكن روى ابن وهب بإسناد قوي عن ابن عمر قال: صلاة الليل والنهار مثنى مثنى موقوف.

أخرجه ابن عبد البر من طريقه فلعل الأزدي اختلط عليه الموقوف بالمرفوع فلا تكون هذه الزيادة صحيحة على طريقة من يشترط في الصحيح أن لا يكون شاذاً).

قال ابن قدامة في المغني (2/ 124): (أما حديث البارقي فإنه تفرد بزيادة لفظة: «النهار» من بين سائر الرواة، وقد رواه عن ابن عمر نحو خمسة عشر نفساً لم يقل ذلك أحد سواه وكان ابن عمر يصلي أربعاً

(1)

، فيدل ذلك على ضعف روايته أو على أن المراد بذلك الفضيلة مع جواز غيره والله أعلم).

وقد صحح هذا الحديث ابن خزيمة والبيهقي ونقل عن البخاري تصحيحه، قال البيهقي في الخلافيات (2/ 288 مختصر): (وهذا حديث صحيح رواته ثقات فقد احتج مسلم بعلي بن عبد الله البارقي الأزدي، والزيادة من الثقة مقبولة وقد سئل البخاري عن حديث يعلى بن عطاء أصحيح هو؟ قال: نعم. قال البخاري: وقال سعيد بن جبير: كان ابن عمر رضي الله عنهما لا يصلي أربعاً لا يفصل بينهن

(1)

لكن نقل البخاري في التاريخ الكبير (1/ 285) عن سعيد بن جبير قال: كان ابن عمر لا يصلي أربعاً لا يفصل بينهن إلا المكتوبة.

ص: 414

إلا المكتوبة). اه

(1)

. ونقل أيضاً عن أحمد قبول هذه الزيادة

(2)

.

‌علة الوهم:

روي عن ابن عمر موقوفاً عليه من قوله أنه كان يقول صلاة الليل والنهار مثنى مثنى يسلم من كل ركعتين

(3)

.

فلعله هذا هو سبب وهم البارقي. كما قال ابن عبد البر والله تعالى أعلم.

‌الدلالة الفقهية:

ذهب الشافعية

(4)

والحنابلة

(5)

إلى هذا الحديث فقالوا: صلاة الليل والنهار مثنى مثنى ونسب بعضهم هذا القول إلى الجمهور.

قال الترمذي (2/ 493): (قد اختلف أهل العلم في ذلك فرأى بعضهم صلاة الليل والنهار مثنى مثنى وهو قول الشافعي وأحمد).

قال في تحفة الأحوذي (3/ 210): وهو مذهب الجمهور، قال الحافظ في الفتح اختار الجمهور التسليم من كل ركعتين في صلاة الليل والنهار

قال صاحب التحفة: «واستدل الجمهور بحديث علي الأزدي المذكور في الباب وقد عرفت ما فيه» . اه.

(1)

ونحو ذلك في السنن الكبرى (2/ 487).

(2)

سؤلات ابن هانئ (1/ 106)، وفتح الباري لابن رجب (9/ 100)، والأوسط لابن المنذر (5/ 235).

(3)

رواه مالك في الموطأ (1/ 119) بلاغاً ثم قال وهو الأمر عندنا، والبخاري في التاريخ الكبير (1/ 289) من طريق محمد بن عبد الرحمن عن ابن عمر موقوفاً.

(4)

المجموع (4/ 56)، وشرح مسلم (6/ 31).

(5)

المغني (2/ 124).

ص: 415

‌عيسى بن حماد

عيسى بن حماد بن مسلم بن عبد الله التجيبي، أبو موسى المصري زغبة.

روى عن الليث بن سعد وهو آخر من حدث عنه من الثقات، وعن عبد الرحمن بن زيد بن أسلم، وابن وهب، وابن القاسم وجماعة.

روى عنه: مسلم، وأبو داود، والنسائي، وابن ماجه، وأبو زرعة، وأبو حاتم وجماعة.

قال النسائي وأبو حاتم والدارقطني: ثقة، زاد أبو حاتم: رضا.

وقال أبو داود: لا بأس به.

قال ابن حجر: ثقة من العاشرة مات سنة 248 وقد جاوز التسعين.

قال وفي الزهرة: روى عنه مسلم تسعة أحاديث، قلت وقفت على ثمانية أحاديث (1/ 120، 170، 349، 369، 487، 2/ 1134، 3/ 1328، 4/ 2081).

ص: 416

‌الحديث

(1)

:

1268 -

قال النسائي رحمه الله (8/ 160): أخبرنا عيسى بن حماد قال: أنبأنا الليث عن يزيد بن أبي حبيب، عن ابن أبي الصعبة عن رجل من همدان يقال له أبو صالح، عن ابن زرير أنه سمع علي بن أبي طالب رضي الله عنه يقول:

إن رسول الله صلى الله عليه وسلم أخذ حريراً فجعله في يمينه وأخذ ذهباً فجعله في شماله ثم قال: «إن هذين حرام على ذكور أمتي» .

‌التعليق:

هذا إسناد لا بأس به والحديث صحيح لشواهده.

وقد وهم عيسى بن حماد في هذا الإسناد في قوله: (رجل من همدان يقال له أبو صالح)، والصحيح كما رواه قتيبة بن سعيد وعبد الله بن المبارك عن الليث فقالوا:(عن أبي أفلح الهمداني) إلا أن الليث سماه أفلح وقد استوفينا الكلام عليه في باب قتيبة ح (1099) فانظره هناك.

(1)

***:

ص: 417

‌كثير بن هشام

كثير بن هشام الكلابي، أبو سهل الرقي، نزيل بغداد.

روى عن: جعفر بن برقان، وهشام الدستوائي، وشعبة والمسعودي وغيرهم.

وعنه: أحمد، وإسحاق، وابن معين، وأبو خيثمة، ومحمد بن المثنى، وبندار وغيرهم.

وثقه ابن معين وأبو داود والعجلي، وابن سعد، وابن عمار الموصلي وغيرهم.

قال أبو حاتم: يكتب حديثه.

وقال النسائي: لا بأس به.

قال العجلي: ثقة صدوق يتوكل للتجار ويحترف، من أروى الناس لجعفر بن برقان.

قلت: روى له مسلم خمسة أحاديث أربعاً منها عن جعفر بن برقان: (135، 1037، 2564، 2638)، والخامس عن هشام الدستوائي (564).

قال ابن حجر: ثقة من التاسعة، مات سنة 207 وقيل 208.

ص: 418

‌الحديث

(1)

:

1269 -

قال أبو داود رحمه الله (2887): حدثنا عُثْمَانُ بن أبي شَيْبَةَ ثنا كَثِيرُ بن هِشَامٍ ثنا هِشَامٌ يَعْنِي الدَّسْتُوَائِيَّ عن أبي الزُّبَيْرِ عن جَابِرٍ قال: اشْتَكَيْتُ وَعِنْدِي سَبْعُ أَخَوَاتٍ فَدَخَلَ عَلَيَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم فَنَفَخَ في وَجْهِي فأَفَقْتُ فقلت: يا رَسُولَ اللَّهِ ألا أُوصِي لأَخَوَاتِي بِالثُّلُثِ قال: أَحْسِنْ، قلت: الشَّطْرُ، قال: أَحْسِنْ، ثُمَّ خَرَجَ وَتَرَكَنِي فقال: يا جَابِرُ لَا أُرَاكَ مَيِّتاً من وَجَعِكَ هذا وَإِنَّ اللَّهَ قد أَنْزَلَ فَبَيَّنَ الذي لأَخَوَاتِكَ فَجَعَلَ لَهُنَّ الثُّلُثَيْنِ قال: فَكَانَ جَابِرٌ يقول: أُنْزِلَتْ هذه الآيَةُ فِيَّ {يَسْتَفْتُونَكَ قُلِ اللَّهُ يُفْتِيكُمْ فِي الْكَلَالَةِ

(176)}.

‌التعليق:

هذا إسناد رجاله كلهم ثقات رجال الشيخين غير كثير بن هشام من رجال مسلم، وأخرج له البخاري في الأدب المفرد.

وأخرجه عبد بن حميد (1064) عن أبي بكر بن أبي شيبة عن كثير بن هشام به.

وأخرجه أحمد (3/ 372) عن أزهر بن القاسم وكثير بن هشام إلا أن ساقه بلفظ: (أزهر).

(1)

رجال الإسناد:

عثمان بن محمد بن إبراهيم العبسي، ابن أبي شيبة الكوفي، ثقة حافظ شهير وله أوهام من العاشرة، مات سنة 239 وله 83 سنة روى البخاري ومسلم.

هشام بن أبي عبد الله الدستوائي البصري، ثقة ثبت وقد رمي بالقدر من كبار السابعة، مات سنة 154 وله 78 سنة، روى له البخاري ومسلم.

محمد بن مسلم بن تدرس الأسدي مولاهم أبو الزبير المكي، صدوق إلا أنه يدلس، من الرابعة، مات سنة 126 روى البخاري ومسلم.

ص: 419

هكذا قال كثير بن هشام عن هشام الدستوائي عن أبي الزبير عن جابر: (فنفخ في وجهي).

خالفه المعافى بن عمران الأزدي

(1)

، وأبو داود الطيالسي

(2)

، ووهب بن جرير

(3)

، وأزهر بن القاسم

(4)

، وعبد الوارث بن سعيد

(5)

، فرووه عن هشام الدستوائي بهذا الإسناد فقالوا:(فنضح في وجهي).

وبنحو هذا اللفظ رواه شعبة وسفيان بن عيينة وجماعة عن محمد بن المنكدر

(6)

عن جابر فقالوا: (فصب عليّ) وفي رواية: (من وضوئه) وفي رواية: (فنضح عليّ من وضوئه).

وهم كثير بن هشام في قوله: (فنفخ في وجهي).

والصحيح كما رواه الجماعة: (فنضح في وجهي).

وروى الإمام أحمد

(7)

عن كثير بن هشام وأزهر بن القاسم كلاهما عن الدستوائي ولفظه: (فنضح في وجهي) فلعل الإمام أحمد ساقه بلفظ أزهر إذ أن أبا بكر بن أبي شيبة قد تابع عثمان عن كثير في روايته فسلم عثمان من الوهم.

(1)

النسائي في السنن الكبرى (6325).

(2)

البيهقي (6/ 231) مقروناً مع وهب بن جرير واللفظ لوهب.

(3)

البيهقي (6/ 231).

(4)

أحمد (3/ 372).

(5)

أبو عوانة (5608).

(6)

البخاري (194)(4577)(5651) 5664) (5676)(6723)(6743)(7309)، ومسلم (1616)، وأبو داود (2886) وغيرهم.

(7)

المسند (3/ 372).

ص: 420

ومن المعلوم أن النفخ هو مثل النفث يعني بالريق بخلاف النضح فإنما يكون بالماء، وقد اختصر أبو الزبير في الحديث:(أن النبي صلى الله عليه وسلم دعا بماء فتوضأ ثم (نضخ) وفي رواية (صب) من وضوئه على جابر) كما هو حديث ابن المنكدر في الصحيحين وغيرهما.

وعند الطحاوي

(1)

من حديث وهب عن هشام عن أبي الزبير قال: «فنفخ في وجهي بالماء» . فلا أدري هل رواه هكذا أم تصحفت عنده كلمة (فنضح) إلى (فنفخ)، والله أعلم.

(1)

شرح مشكل الآثار (5231).

ص: 421

‌أبو غسان المسمعي (مالك بن عبد الواحد)

مالك بن عبد الواحد، أبو غسان المسمعي البصري.

روى عن: عبد الوهاب الثقفي، ومعتمر، ومعاذ بن معاذ، ومعاذ بن هشام، ويزيد بن هارون وغيرهم.

وعنه: مسلم، وأبو داود، ومعاذ بن المثنى وغيرهم.

قال ابن حبان في الثقات: يغرب.

وقال ابن قانع: ثقة ثبت.

قال ابن حجر: ثقة من العاشرة.

توفي سنة 230.

روى عنه مسلم نحو 46 حديثاً: (ست وأربعين) حديثاً وهي: (22، 82، 110، 142، 180، 193، 200، 348، 379، 404، 425، 612، 631، 648، 672، 728، 826، 901، 904، 1047، 1213، 1326، 1409، 1440، 1451، 1490، 1493، 1673، 1674، 1696، 1829، 1854، 1980، 2069، 2110، 2127، 2279، 2301، 2598، 2626، 2639، 2838، 2865، 2951، 2995).

ص: 422

‌الحديث

(1)

:

1270 -

قال الإمام مسلم في صحيحه (1/ 104 ح رقم 110): حدثني أبو غسان المِسمعي، حدثنا معاذ وهو ابن هشام قال: حدثني أبي عن يحيى بن أبي كثير قال: حدثني أبو قلابة، عن ثابت بن الضحاك عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:

«ليس على رجل نذر فيما لا يملك ولعن المؤمن كقتله ومن قتل نفسه بشيء في الدنيا عذب به يوم القيامة ومن ادعى دعوة كاذبة ليتكثر بها لم يزده الله إلا قلة ومن حلف على يمين صبر فاجرة»

(2)

.

(1)

رجال الإسناد:

معاذ بن هشام بن أبي عبد الله الدستوائي البصري وقد سكن اليمن صدوق ربما وهم من التاسعة، مات سنة 200 روى له البخاري ومسلم.

هشام بن أبي عبد الله الدستوائي، ثقة ثبت وقد رمى بالقدر، من كبار السابعة، مات سنة 154 وله 78 سنة، روى له البخاري ومسلم.

يحيى بن أبي كثير الطائي مولاهم أبو نصر اليمامي، ثقة ثبت لكنه يدلس ويرسل من الخامسة مات سنة 132 وقيل قبل ذلك، روى له البخاري ومسلم.

عبد الله بن زيد بن عمرو أو عامر الحرمي أبو قلابة البصري، ثقة فاضل كثير الإرسال، قال العجلي: فيه نصب يسير من الثالثة مات بالشام هارباً من القضاء سنة 104، روى له البخاري ومسلم.

ثابت بن الضحاك: صحابي مشهور حديثه في الصحيحين.

(2)

كذا وقع في الأصول هذا القدر فحسب، وفيه محذوف.

قال القاضي عياض رحمه الله: لم يأت في هذا الحديث الخبر عن هذا الحالف إلا أن يعطفه على قوله مثله: «ومن ادعى دعوى كاذبة

»، أي: وكذلك من حلف على يمين صبر فهو مثله، ويمين الصبر هي التي ألزم بها الحالف عند حاكم ونحوه، وأصل الصبر هو الحبس والإمساك ومعنى الفجور في اليمين هو الكذب.

قال محرره أبو حمزة: جاء في رواية ابن منده بعد قوله: «يمين صبر فاجرة» «فهو كما قال» .

ص: 423

‌التعليق:

هذا إسناد رجاله كلهم ثقات رجال الشيخين غير أبي غسان المسمعي من رجال مسلم.

ورواه ابن منده في الإيمان (631) من طريق معاذ بن المثنى عن أبي غسان به.

هكذا قال أبو غسان عن معاذ بن هشام، عن أبيه، عن يحيى بن أبي كثير عن أبي قلابة عن ثابت بن الضحاك عن النبي صلى الله عليه وسلم: «ليس على رجل نذر فيما لا يملك

» وفيه: «ومن ادعى دعوة كاذبة ليتكثر بها لم يزده الله إلا قلة، ومن حلف على يمين صبر فاجرة» .

خالفه محمد بن بشار

(1)

، والعباس بن الوليد النرسي

(2)

فروياه عن معاذ بن هشام به. ولم يذكرا هذه الزيادة وهي قول: «ومن ادعى دعوة كاذبة

» إلى آخره.

وقد روى هذا الحديث عدد من الثقات عن هشام ولم يذكروا هذه الزيادة منهم:

أبو داود الطيالسي

(3)

، وإسماعيل بن إبراهيم (ابن علية)

(4)

وإسحاق بن يوسف الأزرق

(5)

، ووهب بن جرير

(6)

، وعبد الصمد بن

(1)

مسند الروياني (1450).

(2)

أبو نعيم في مستخرجه على مسلم (297).

(3)

في مسنده (1197)، وأبو عوانة (129) و (5965)، وأبو نعيم في المستخرج (297)، والبيهقي (10/ 30)، وابن منده في الإيمان (632).

(4)

أبو نعيم (297).

(5)

الترمذي (1527) و (2636).

(6)

أبو عوانة (129)، والدارمي (2361).

ص: 424

عبد الوارث

(1)

، ويحيى بن سعيد القطان

(2)

، ويزيد بن هارون

(3)

، وحجاج بن نصير

(4)

، وأبو عامر العقدي

(5)

، ويزيد بن زريع

(6)

، وخالد بن الحارث

(7)

.

وكذلك رواه جمع من الثقات عن يحيى بن أبي كثير ولم يذكروا هذه الزيادة منهم:

علي بن المبارك

(8)

، ومعاوية بن سلام

(9)

، ومعمر

(10)

، والأوزاعي

(11)

، وأبان بن يزيد العطار

(12)

، وحرب بن شداد

(13)

.

(1)

أبو عوانة (129).

(2)

أحمد (4/ 33)، والطبراني في الكبير (1337).

(3)

أحمد (4/ 33)، وابن منده في الإيمان (632).

(4)

الطبراني (1338)، وأبو نعيم في حلية الأولياء (3/ 77)، وابن منده في الإيمان (632) تعليقاً.

(5)

ابن منده في الإيمان (632).

(6)

ابن منده في الإيمان (632) تعليقاً.

(7)

المصدر السابق.

(8)

البخاري (6047).

(9)

مسلم (110).

(10)

ابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني (2129)، والطبراني (1331)، وابن منده (635)(636)، وعبد الرزاق (19715)، والبغوي في شرح السنة (10/ 8).

(11)

النسائي (7/ 6) و (7/ 19)، وفي الكبرى (4755)، وأبو عوانة (129)، وابن منده (637)، والطبراني (1336)، وابن حبان (4376)، وأبو داود (3313).

(12)

أحمد (4/ 33)، وابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني (2130)، وابن أبي شيبة (12154)، والطبراني (1335)، وأبو يعلى (1535)، وابن قانع في معجم الصحابة (1/ 128).

(13)

أحمد (4/ 33)، والطبراني (1337).

ص: 425

وكذلك رواه أيوب السختياني

(1)

، وخالد الحذاء

(2)

، عن أبي قلابة عن ثابت بن الضحاك ولم يذكرا هذه الزيادة.

لذا قال ابن منده: «رواه جماعة عن هشام الدستوائي نحو حديث معاوية بن سلام ولم يذكروا هذه الزيادات التي ذكرها أبو غسان من ادعى ومن حلف»

(3)

.

وقال أبو الفضل بن عمار الشهيد: «وجدت في كتاب مسلم الذي سماه كتاب الصحيح عن أبي غسان المسمعي عن معاذ بن هشام عن أبيه، عن يحيى بن أبي كثير عن أبي قلابة عن ثابت بن الضحاك عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «ليس على الرجل نذر مما لا يملك

» الحديث.

زاد فيه كلاماً لم يجيء به أحداً عن معاذ بن هشام ولا عن هشام الدستوائي وهو قوله: «من ادعى دعوة كاذبة ليتكثر بها لم يزده الله إلا قلة، ومن حلف على يمين صبر فاجرة» . اه.

هذا الكلام لا أعلم أحداً ذكره غيره، وقد روى الحديث عن يحيى بن أبي كثير جماعة غير هشام لم يذكروا فيه هذه الزيادة، وليست هذه الزيادة عندنا محفوظة في حديث ثابت بن الضحاك، وأكبر وهمي أن الغلط من أبي غسان المسمعي

(4)

.

(1)

البخاري (6105) و (6652) ومسلم (110).

(2)

البخاري (1363) ومسلم (110).

(3)

الإيمان (2/ 657).

(4)

علل الحديث في كتاب الصحيح (1/ 41) للإمام الحافظ الناقد المحدث أبو الفضل محمد بن أبي الحسين بن أحمد بن محمد بن عمار الجارودي الهروي الشهيد، قال أبو عبد الله الحاكم سمعت بكير بن أحمد الحداد يقول أني أنظر إلى الحافظ محمد بن أبي الحسين وقد أخذته السيوف وهو يتعلق بيديه جميعاً بحلقتي الباب حتى سقط رأسه على عتبة الكعبة سنة 323، نقله الذهبي في السير 14/ 539 وتعقبه بأن ذلك كان سنة 317 في ذي الحجة عام اقتلع الحجر الأسود وردم زمزم بالقتلى على يد القرامطة.

ص: 426

قلت: وبعد البحث بواسطة الموساعات الحديثية برنامج الجامع الكبير وغيره لم أقف على قوله: «من ادعى دعوة كاذبة ليتكثر بها

» فهي لم تأت إلا في هذا الحديث.

أما قوله: «من حلف على يمين صبر فاجرة» ، فهو في الصحيح سمعنا من حديث الأعمش عن أبي وائل عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من حلف على يمين صبر ليقتطع بها مال امرئ مسلم لقي الله وهو عليه غضبان» ، وفي رواية:«وهو فيها فاجر»

(1)

.

أما وجه إخراج مسلم له فإنما رواه في المتابعات ومنهج الإمام مسلم رحمه الله أنه يأتي بالحديث كاملاً ولا يقطعه، والله أعلم.

(1)

البخاري (4275)(6299)(6761)، ط. البغا، ومسلم (138).

ص: 427

‌أبو جعفر المدائني (محمد بن جعفر)

محمد بن جعفر الرازي، البزاز، أبو جعفر المدائني.

روى عن: ورقاء ومحمد بن طلحة، ومنصور بن الأسود وغيرهم.

وعنه: أحمد بن حنبل، وحجاج الشاعر، وعباس الدوري وغيرهم.

قال مهنا عن أحمد: لا بأس به.

وقال أبو حاتم: يكتب حديثه ولا يحتج به.

وقال أبو داود: ليس به بأس.

قال ابن ماتع: ضعيف.

وقال ابن عبد البر: ليس بالقوي عندهم.

قال العقيلي في الضعفاء: قال ابن حنبل: سمعت منه ولكن لم أرو عنه قط ولا أحدث عنه بشيء أبداً.

له في مسلم هذا الحديث الواحد كما قال ابن حجر.

قال ابن حجر: صدوق فيه لين من التاسعة.

ص: 428

‌الحديث

(1)

:

1271 -

قال الإمام مسلم في صحيحه (766): حدثني حجاج بن الشاعر، حدثني محمد بن جعفر المدائني أبو جعفر، حدثنا ورقاء، عنه محمد بن المنكدر، عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه قال:

كنت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر فانتهينا إلى مَشْرَعة فقال: «ألا تشرع يا جابر؟»

(2)

، قلت: بلى، قال: فنزل رسول الله صلى الله عليه وسلم وأشرعت، قال: ثم ذهب لحاجته، ووضعت له وضوءاً، قال: فجاء فتوضأ ثم قام فصلى في ثوب واحد خالف بين طرفيه فقمت خلفه فأخذ بأذني فجعلني عن يمينه.

‌التعليق:

وأخرجه أحمد (3/ 351)، ومن طريقه البيهقي (3/ 95)، وأبو نعيم في حلية الأولياء (9/ 229) عن أبي جعفر المدائني.

(1)

رجال الإسناد:

حجاج بن أبي يعقوب يوسف بن حجاج الثقفي البغدادي المعروف بابن الشاعر، ثقة حافظ، من الحادية عشرة، مات سنة 259، روى له مسلم.

محمد بن جعفر البزاز، أبو جعفر المدائني، صدوق فيه لين، من التاسعة، مات سنة 206، روى له مسلم.

ورقاء بن عمر اليشكري، أبو بشر الكوفي، نزيل المدائن صدوق، في حديثه عن منصور لين، من السابعة، روى له البخاري ومسلم.

محمد بن المنكدر بن عبد الله بن الهُدير التيمي المدني، ثقة فاضل من الثالثة، مات سنة 130 أو بعدها، روى له البخاري ومسلم.

(2)

مشرعة: المشرعة والشريعة: الطريق إلى عبور الماء من حافة نهر أو بحر وغيره. ألا تُشرع: أي: ألا تقضي بالماء حاجتك فتشرع نفسك أو ناقتك.

ص: 429

ورواه أبو نعيم في المستخرج على صحيح مسلم (1754) من طريق الفضل بن سهل عن أبي جعفر به. هكذا قال أبو جعفر: (فقمت خلفه).

خالفه أبو داود الطيالسي

(1)

فرواه عن ورقاء، عن محمد بن المنكدر أو سالم أبي النضر أو كلاهما. شك ورقاء، عن جابر قال:(انتهيت إلى النبي صلى الله عليه وسلم وهو يصلي فقمت عن يساره فجعلني يمينه).

وروى مسلم ضمن حديث طويل من طريق عبادة بن الصامت بن جابر رضي الله عنه قوله: (ثم جئت حتى قمت عن يسار رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخذ بيدي فأدارني حتى أقامني عن يمينه)

(2)

.

وروى الضحاك بن عثمان، عن شرحبيل بن سعد، عن جابر قال:«كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي المغرب فجئت فقمت عن يساره فأقامني عن يمينه»

(3)

.

وروى سعيد بن أبي هلال عن عمرو بن سعيد عن جابر قال: «أقبلنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم. فخرج لبعض حاجته فصببت له وضوءاً فتوضأ فالتحف بإزاره فقمت عن يساره فجعلني عن يمينه»

(4)

.

وكذلك روى خالد بن يزيد عن أبي الزبير عن جابر رحمه الله

(1)

في مسنده (1716)، ومن طريقه أبو عوانة (1518).

(2)

مسلم (3010)، وأبو داود (634)، وابن الجارود (172)، والبيهقي (3/ 95).

(3)

ابن ماجه (974)، وأحمد (3/ 326)، وابن خزيمة (1535).

(4)

ابن خزيمة (1536)، (1674) بنحوه ضمن حديث طويل.

وعمرو بن سعيد هذا لم أعرفه ولم أجد في التراجم في الرواة عن جابر أحداً بهذا الاسم، وكذلك لم أجده في شيوخ سعيد بن أبي هلال فالله أعلم.

ص: 430

قال: قام رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي فقمت عن يساره فحولني عن يمينه، ثم أتى جبار بن صخر فقام عن يساره فتقدم رسول الله صلى الله عليه وسلم فقمنا خلفه

(1)

.

ورواه عبد الله بن عمر العمري، عن وهب بن كيسان عن جابر: خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم من مكة في حج أو عمرة أو غزو فلما كان ببعض الطريق قال: «من يملأ لنا حياض الأُثاية

الحديث»، فلما كان في بعض الليل جاء رجل فنزل فإذا هو رسول الله صلى الله عليه وسلم فانطلق فقضى حاجته ثم جاء فتوضأ من الحوض ثم جاء فصلى عليه إزار ملتحفاً به فتوضأت ثم جئت فقمت عن يساره فأخذ بيدي فجعلني عن يمينه

(2)

.

قال الإمام مسلم في التمييز: «وكالذي صح عن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم أقامه عن يمينه رواية جابر بن عبد الله عن النبي صلى الله عليه وسلم في قصة أبي حزرة عن عبادة بن الصامت بن عبادة: أتينا جابراً فقال: قام رسول الله صلى الله عليه وسلم فصلى ثم جئت فقمت عن يسار رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخذ بيدي فأدارني حتى أقامني عن يمينه، ثم جاء جبار بن صخر فقام عن يسار رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخذ بأيدينا جميعاً فدفعنا حتى أقامنا خلفه، وكذلك روى محمد بن المنكدر عن جابر»

(3)

.

‌تنبيه:

جمع أبو نعيم في مستخرجه

(4)

إسناد أبي داود الطيالسي مع أبي

(1)

الطبراني في الأوسط (8918).

(2)

الطبراني في الأوسط (9000).

(3)

التمييز (1/ 185 رقم 51).

(4)

المستخرج على صحيح مسلم (1754).

ص: 431

جعفر المدائني وذكر حديث الباب فجعل الطيالسي متابعاً لأبي جعفر المدائني.

والصحيح أنه خالفه ولم يتابعه كما سيق بيانه فوهم في جمع الإسنادين ولم يشر إلى اختلاف هذا اللفظ، والله أعلم.

ص: 432

‌محمد بن حاتم

محمد بن حاتم بن ميمون البغدادي، أبو عبد الله القطيعي، المعروف بالسمين مروزي الأصل، سكن بغداد.

روى عن: ابن عيينة، ووكيع، وابن علية، وعبد الرحمن بن مهدي وجماعة.

وعنه: مسلم، وأبو داود، وأبو زرعة، وأبو حاتم وجماعة.

قال يحيى بن معين: محمد بن حاتم بن ميمون كذاب.

وقال ابن المديني عن حديث رواه محمد بن حاتم: هذا كذب.

وقال عمرو بن علي الفلاس: ليس بشيء.

وقال ابن عدي والدارقطني: ثقة.

وقال ابن قانع: صدوق.

قال ابن سعد: جمع كتاباً في تفسير القرآن كتبه الناس عنه ببغداد.

ص: 433

قال الذهبي في السير (11/ 450): الإمام الحافظ المجود المفسر.

وقال معقباً على قول الفلاس: هذا من كلام الأقران الذي لا يسمع، فإن الرجل ثبت حجة.

وفي الزهرة: روى عنه مسلم ثلاثمائة حديث.

قال ابن حجر: صدوق ربما وهم وكان فاضلاً من العاشرة.

ص: 434

‌الحديث

(1)

:

1272 -

قال الإمام مسلم رحمه الله (3/ 1562) ح رقم (1972)(30): حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا علي بن مسهر ح، وحدثنا يحيى بن أيوب حدثنا ابن عيينة كلاهما عن ابن جريج، عن عطاء عن جابر ح، وحدثني محمد بن حاتم (واللفظ له) حدثنا يحيى بن سعيد عن ابن جريج حدثنا عطاء قال: سمعت جابر بن عبد الله رضي الله عنه يقول:

كنا لا نأكل من لحوم بدننا فوق ثلاث منى، فأرخص لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال:«كلوا وتزودوا» .

قلت لعطاء: قال جابر: حتى جئنا المدينة؟ قال: نعم.

‌التعليق:

هذا إسناد رجاله ثقات رجال الشيخين غير محمد بن حاتم من رجال مسلم.

هكذا قال محمد بن حاتم عن يحيى بن سعيد، عن عطاء، عن جابر وفيه قلت لعطاء قال جابر: حتى جئنا المدينة؟ قال: نعم.

(1)

رجال الإسناد:

يحيى بن سعيد بن فروخ التميمي أبو سعيد القطان البصري، ثقة متقن حافظ إمام قدوة من كبار التاسعة، مات سنة 198 وله 78 سنة، روى له البخاري ومسلم.

عبد الملك بن عبد العزيز بن جريج الأموي مولاهم المكي، ثقة فقيه فاضل وكان يدلس ويرسل من السادسة، مات سنة 150 أو بعدها وقد جاوز السبعين وقيل جاوز المائة ولم يثبت، روى له البخاري ومسلم.

عطاء بن بي رباح القرشي مولاهم المكي، ثقة فقيه فاضل لكنه كثير الإرسال من الثالثة، مات سنة 114 على المشهور، روى له البخاري ومسلم.

ص: 435

خالفه أحمد بن حنبل

(1)

، ومسدد

(2)

، وعمرو بن علي

(3)

.

فرووه عن يحيى بن سعيد بهذا الإسناد وفيه قلت لعطاء: أقال حتى جئنا المدينة؟ قال: لا.

وأشار إلى هذا الاختلاف البيهقي والحميدي وابن حجر.

قال البيهقي: رواه البخاري في الصحيح عن مسدد، ورواه مسلم عن محمد بن حاتم عن يحيى القطان وقال: نعم، بدل قوله: لا، ورواه أحمد بن حنبل عن يحيى كما رواه مسدد.

قال الحميدي: كذا عند مسلم في رواية محمد بن حاتم عن يحيى بن سعيد وعند البخاري في روايته عن مسدد عن يحيى عن ابن جريج قال: قلت لعطاء قال: حتى جئنا المدينة؟ قال: لا

(4)

.

قال النووي: ووقع في البخاري (لا) بدل قوله هنا (نعم)، فيحتمل أنه نسي في وقت فقال: لا، وذكر في وقت فقال: نعم

(5)

.

قلت: فكأنه رحمه الله حمل الوهم على يحيى بن سعيد وليس الأمر كذلك وتابعه على ذلك العيني فقال: وقوله نعم تحمل على أنه نسي فقال: لا ثم تذكر فقال: نعم

(6)

.

(1)

في المسند (3/ 317).

(2)

البخاري في صحيحه (1719)، (5424)، والبيهقي (9/ 291).

(3)

النسائي في الكبرى (4138).

(4)

الجمع بين الصحيحين (2 ي 323).

(5)

شرح صحيح مسلم (13/ 132).

(6)

عمدة القاري (10/ 57).

ص: 436

قال ابن حجر: كذا وقع عنده (أي: مسلم) بخلاف ما وقع عند البخاري قال: لا والذي وقع عند البخاري هو المعتمد، فإن أحمد أخرجه من مسنده عن يحيى بن سعيد كذلك، وكذلك أخرجه النسائي عن عمرو بن علي عن يحيى بن سعيد، وقد نبَّه على اختلاف البخاري ومسلم في هذه اللفظة الحميدي في جمعه وتبعه عياض ولم يذكرا ترجيحاً وأغفل ذلك شراح البخاري أصلاً فيما وقفت عليه، ثم ليس المراد بقوله: لا نفي الحكم بل مراده أن جابراً لم يصرح باستمرار ذلك منهم حتى قدموا فيكون على هذا معنى قوله في رواية عمرو بن دينار عن عطاء كنا نتزود لحوم الهدي إلى المدينة، أي: لتوجهنا إلى المدينة ولا يلزم من ذلك بقاؤها معهم حتى يصلوا المدينة والله أعلم

(1)

.

وقال العيني مثل ما ذكر الحافظ ابن حجر فخالف قوله السابق

(2)

، وقلد ابن حجر هنا والله أعلم.

(1)

فتح الباري (9/ 553).

(2)

عمدة القاري (21/ 57).

ص: 437

‌محمد بن رمح

محمد بن رمح بن المهاجر بن المحرر التجيبي مولاهم، أبو عبد الله المصري الحافظ.

حكى عن مالك.

وروى عن: الليث، وابن لهيعة، ونعيم بن حماد، ومسلمة بن علي وغيرهم.

وعنه: مسلم، وابن ماجه، وعلي بن أحمد بن سليمان علان، وبقي بن مخلد والحسن بن سفيان وجماعة.

قال أبو داود: ثقة.

وقال النسائي: ما أخطأ في حديث واحد، ولو كان كتب عن مالك لأثبته في الطبقة الأولى من أصحابه.

وقال ابن ماكولا: ثقة مأموناً.

وقال ابن يونس: ثقة ثبت.

وفي الزهرة: روى عنه مسلم (161) حديثاً.

قال الذهبي في السير: لم يتفق لي أن أورد ابن رمح في كتاب

ص: 438

تذكرة الحفاظ فذكرته هنا لجلالته، وأنا أتعجب من البخاري كيف لم يرو عنه فهو أهل لذلك، بل هو أتقن من قتيبة بن سعيد رحمهما الله.

قال ابن حجر: ثقة ثبت، من العاشرة، مات سنة 242.

ص: 439

‌الحديث الأول

(1)

:

1273 -

قال الإمام مسلم رحمه الله (2704): حدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا ليث ح وحدثنا محمد بن رمح أخبرنا الليث، عن يزيد بن أبي حبيب، عن أبي الخير عن عبد الله بن عمرو، عن أبي بكر رضي الله عنه أنه قال لرسول الله صلى الله عليه وسلم:

علمني دعاء أدعو به في صلاتي؟ قال: «قل: اللَّهم إني ظلمت نفسي ظلماً كبيراً وقال قتيبة: كثيراً ولا يغفر الذنوب إلا أنت فاغفر لي مغفرة من عندك وارحمني إنك أنت الغفور الرحيم» .

‌التعليق:

هذا إسناد رجاله كلهم ثقات رجال الشيخين غير محمد بن رمح فهو من رجال مسلم ولم يرو له من أصحاب السنن غير ابن ماجه.

هكذا رواه محمد بن رمح عن الليث عن يزيد، عن أبي الخير، عن عبد الله بن عمرو عن أبي بكر رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم علمه يدعو في صلاته اللَّهم إني ظلمت نفسي ظلماً كبيراً ....

(1)

رجال الإسناد:

قتيبة بن سعيد: تقدم انظره في بابه.

الليث بن سعد: تقدم انظره في بابه.

يزيد بن أبي حبيب المصري أبو رجاء واسم أبيه سويد، ثقة فقيه وكان يرسل من الخامسة، مات سنة 128 وقد قارب الثمانين، روى له البخاري ومسلم.

مرثد بن عبد الله اليزني، أبو الخير المصري ثقة فقيه، من الثالثة، مات سنة 90.

عبد الله بن عمرو بن العاص: صحابي.

ص: 440

خالفه قتيبة بن سعيد

(1)

، وعبد الله بن يوسف

(2)

، وأبو الوليد الطيالسي

(3)

، وعبد الله بن الحكم

(4)

، وشعيب بن أبي حمزة

(5)

، وأبو النضر هاشم بن القاسم

(6)

، ويحيى بن بكير

(7)

، ويونس بن محمد

(8)

، وشبابة بن سوار

(9)

، وهشام بن عبد الملك

(10)

، وعاصم بن علي

(11)

، وحجاج بن محمد

(12)

، والحسن بن موسى

(13)

، وآدم بن أبي إياس

(14)

، وعبد الله بن صالح

(15)

، وسعيد بن أبي مريم

(16)

، وسعيد بن سليمان

(17)

.

هؤلاء كلهم رووه عن الليث بهذا الإسناد وقالوا فيه ظلماً كثيراً.

(1)

البخاري (834)، ومسلم (2705).

(2)

البخاري (6326).

(3)

البزار (29)، وابن حبان (1976).

(4)

ابن خزيمة (845).

(5)

المصدر السابق.

(6)

أحمد (1/ 3)، والمروزي في مسند أبي بكر (61)، والبيهقي في السنن الصغرى (480)، والبغوي في شرح السنة (694).

(7)

البيهقي (2/ 154)، وفي الصغرى (481).

(8)

ابن أبي شيبة (29354).

(9)

أبو بكر المروزي في مسند أبي بكر (60).

(10)

أبو يعلى (31).

(11)

أبو يعلى (31)، وابن قانع في معجم الصحابة (496)، والبيهقي في الدعوات الكبير (90).

(12)

أحمد (1/ 7).

(13)

عبد بن حميد (5).

(14)

البيهقي في الدعوات الكبير (90).

(15)

الطبراني في الدعاء (617)، والبيهقي (90).

(16)

البيهقي في الدعوات الكبير (90).

(17)

ابن قانع في معجم الصحابة (496).

ص: 441

مما يدل على أن الصحيح في هذا الذكر قوله كثيراً.

وكذلك رواه عمرو بن الحارث

(1)

وابن لهيعة

(2)

عن يزيد بن أبي حبيب فقالا: (ظلماً كثيراً).

وكذلك أخرجه ابن ماجه

(3)

عن محمد بن رمح فقال: (ظلماً كثيراً) فوافق رواية الجماعة.

‌أثر الوهم:

استحب بعض أهل العلم بنا، على هذه الرواية أن يأتي الإنسان بذا الذكر باللفظين معاً فيجمعهما (فيقول ظلماً كثيراً كبيراً).

قال الإمام النووي رحمه الله: «هكذا ضبطناه (ظلماً كثيراً) بالثاء المثلثة في معظم الروايات وفي بعض روايات مسلم (كبيراً) بالباء الموحدة وكلاهما حسن فينبغي أن يجمع بينهما فيقال: ظلماً كثيراً كبيراً»

(4)

.

قال ابن حجر الهيثمي المكي رحمه الله شارحاً قول النووي: «أي لأنه حينئذ يتيقن النطق بما نطق به صلى الله عليه وسلم وزيادة لفظه على الوارد للاحتياط لا تخرجه عن كونه نطق بالوارد» .

ثم نقل ابن حجر الهيثمي عن ابن جماعة اعتراضه على النووي

(1)

البخاري (7387)، ومسلم (2705).

(2)

عبد الكريم القزويني في التدوين في أخبار قزوين (1/ 297) وهو الذي عناه مسلم فلم يذكر اسمه يضعفه فقال في صحيحه: (أخبرنا عبد الله بن وهب أخبرني عن رجل سماه وعمرو بن الحارث عن يزيد

).

(3)

سنن ابن ماجه (3835).

(4)

الأذكار ص 138 عقب الحديث 171.

ص: 442

حيث قال: (ليس فيما ذكره إتيان بالسنة لأنه صلى الله عليه وسلم لم ينطق بهما، وإنما الذي ينبغي أن يدعو مرة بالمثلثة (كثيراً) ومرة بالموحدة كبيراً لنطقه حينئذ بالوارد يقيناً.

ثم قال الهيثمي: على أن ما قاله المصنف فيه إتيان بالوارد يقيناً في كل مرة بخلاف ما ذكره ابن جماعة فإنه ليس فيه إتيان به إلا في مرة من كل مرتين، فإن قلت لا يحتاج إلى ذلك، ويحتمل اختلاف الروايتين على أنه صلى الله عليه وسلم نطق بكل منهما فالنطق بكل سنة وإن لم ينطق بالأخرى فلا يحتاج للجمع ولا أن يقول هذا مرة وهذا مرة، قلت: هو محتمل لكن ما ذكره أحوط فقط لاحتمال أن إحدى الروايتين بالمعنى وإن كان بعيداً

(1)

.

قلت: ما استبعده هو الصحيح لأنه حديث واحد مداره على راو واحد.

وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: وأما الجمع في كل القراءة المشروعة المأمور بها فغير مشروع باتفاق المسلمين بل يخبر بين تلك الحروف وإذا قرأ بهذه تارة وبهذا تارة كان حسناً، كذلك الأذكار إذا قال تارة:(ظلماً كثيراً) وتارة (ظلماً كبيراً) كان حسناً

(2)

.

‌الخلاصة:

1 إن الصحيح في هذا الحديث هو قوله: (ظلماً كثيراً) كما

(1)

حاشية ابن حجر الهيثمي على شرح الإيضاح في مناسك الحج للنووي (ص 324).

وذكره ابن علان في الفتوحات الربانية على الأذكار النووية (1/ 610).

(2)

مجموع الفتاوى (22/ 459)، وانظر (24/ 243) فقد ذكر أن الجمع بين كثيراً وكبيراً ضعيف وهو خلاف المسنون قال: وإنما يقول هذا تارة وهذا تارة إن كان الأمران ثابتين عنه.

ص: 443

رواه سبعة عشر نفساً عن الليث، وخالفهم محمد بن رمح في رواية مسلم عنه ووافقهم في رواية ابن ماجه عنه فيطهر أنه وهم لما حدث مسلماً به.

2 إنه لا حاجة لأن يقول المرء مرة كثيراً ومرة كبيراً ولا يحتاج الجمع بينهما

(1)

لأن هذه اللفظة غير ثابتة عن النبي صلى الله عليه وسلم، ولو وقف الأئمة النووي وابن تيمية وابن حجر الهيثمي على ما ذكرنا، لما استحبوا ذلك والله تعالى أعلم.

3 إن ذكر الإمام مسلم لهذه اللفظة التي وهم فيها محمد بن رمح إنما هو من باب ذكر اختلاف الرواة لألفاظ الحديث لا من باب أنها ثابتة وصحيحة من النبي صلى الله عليه وسلم والله تعالى أعلم.

‌علة الوهم:

رواية الحديث بالمعنى، وتشابه بين اللفظين كثيراً وكبيراً والله تعالى أعلم.

(1)

انظر: جلاء الأفهام لابن القيم ص 373، باب في ذكر قاعدة في الدعوات والأذكار التي رويت بألفاظ مختلفة.

ص: 444

‌الحديث الثاني

(1)

:

1274 -

قال ابن ماجه رحمه الله (1396): حدثنا محمد بن رمح، أنبأنا الليث بن سعد عن أبي الزبير، عن سفيان بن عبد الله أظنه، عن عاصم بن سفيان الثقفي:

أنهم غزوا غزوة السلاسل ففاتهم الغزو فرابطوا ثم رجعوا إلى معاوية وعنده أبو أيوب وعقبة بن عامر فقال عاصم: يا أبا أيوب فاتنا الغزو العام وقد أخبرنا أنه من صلى في المساجد الأربعة غفر له ذنبه، فقال: يا ابن أخي أدلك على أيسر من ذلك إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «من توضأ كما أُمر وصلى كما أمر غفر له ما تقدم من عمل أكذلك يا عقبة؟» قال: نعم.

‌التعليق:

وأخرجه ابن عساكر في تاريخ دمشق (25/ 249 - 250) من طريق علان علي بن أحمد الصيقل عن محمد بن رمح بهذا الإسناد.

هكذا قال محمد بن رمح (عن الليث، عن أبي الزبير، عن سفيان بن عبد الله، عن عاصم بن سفيان).

والصحيح هو (عن الليث، عن أبي الزبير، عن سفيان بن عبد الرحمن عن عاصم بن سفيان).

(1)

رجال الإسناد:

الليث بن سعد: تقدم وانظره في بابه.

سفيان بن عبد الرحمن أو ابن عبد الله عند ابن ماجه بن عاصم بن سفيان بن عبد الله الثقفي المكي، مقبول، من السادسة، روى له النسائي وابن ماجه.

عاصم بن سفيان بن عبد الله الثقفي، صدوق، من الثالثة، روى له أصحاب السنن.

ص: 445

هكذا رواه قتيبة بن سعيد

(1)

، وأحمد بن عبد الله بن يونس

(2)

، ويزيد بن موهب

(3)

، ويونس بن محمد

(4)

، وحجين بن المثنى

(5)

، وعبد الله بن صالح

(6)

، وأبو خالد

(7)

.

قال ابن عساكر: (وخالفه يونس وحجين وقتيبة فرووه عن الليث فقالوا: عن سفيان بن عبد الرحمن وهو الصواب، ولم يشكوا أنه عن عاصم كما شك ابن رمح)

(8)

.

وقال المزي عن رواية ابن ماجه: (كذا قال، والصواب عن سفيان بن عبد الرحمن كما في حديث قتيبة)

(9)

.

‌تنبيه:

ذهب الحافظان المزي وابن حجر

(10)

إلى أن الوهم من ابن ماجه وقد جعلته في بادئ الأمر في بابه ثم عندما وقفت على متابعة علان

(1)

النسائي (1/ 90)، والشاشي في مسنده (1131)، والنسائي في الكبرى (140).

(2)

عبد بن حميد في المنتخب (227)، والطبراني في الكبير (3994).

(3)

ابن حبان (1042).

(4)

أحمد (5/ 423)، ومن طريقه ابن عساكر في تاريخ دمشق (25/ 250).

(5)

أحمد (5/ 423)، وابن عساكر في تاريخ دمشق (25/ 250).

(6)

الطبراني في الكبير (3994)، والمزي في تهذيب الكمال (11/ 172) في ترجمة سفيان بن عبد الرحمن.

(7)

أبو الشيخ عبد الله بن جعفر الأصبهاني في أحاديث أبي الزبير (122).

(8)

تاريخ دمشق (25/ 250).

(9)

تحفة الأشراف (3/ 11 رقم 3462).

(10)

قال ابن حجر في التهذيب: (لكن سماه ابن ماجه سفيان بن عبد الله)، وقال المزي في تهذيبه عقب أن أخرج الحديث من طريق عبد الله بن صالح عن الليث بن سعد وفيه (سفيان بن عبد الرحمن) قال: ورواه النسائي عن قتيبة بن سعيد وابن ماجه عن محمد بن رمح كلاهما عن الليث فوقع لنا بدلاً عالياً (ولم يسقه).

ص: 446

التي أخرجها ابن عساكر، ونسبة ابن عساكر الوهم إلى محمد بن رمح جعلته في بابه والله تعالى أعلم، وانظر ح (1395).

ص: 447

‌محمد بن جعفر الوركاني

محمد بن جعفر بن زياد بن أبي هاشم الوركاني، أبو عمران الخراساني سكن بغداد.

روى عن: مالك، وابن أبي الزناد، وفضيل بن عياض، وشريك، وغيرهم.

عنه: مسلم، وأبو داود، وابن معين، وابن أبي خيثمة، وأبو يعلى وعبد الله بن أحمد وغيره.

قال ابن معين: ثقة.

قال أبو داود: رأيت أحمد يكتب عنه.

وقال صالح بن محمد: كان أحمد يوثقه ويشير به.

وقال ابن قانع: ثقة.

مات في رمضان سنة 228.

قال ابن حجر: ثقة من العاشرة.

ص: 448

روى عنه مسلم تسعة أحاديث (83، 334، 602، 1402، 1562، 1568، 2093، 843 في 4/ 1786، 2308، 2336).

قال ابن حجر: «وفي الزهرة: روى عنه مسلم حديثين، كذا قال وستأتي الإشارة إلى وهمه في ترجمة محمد بن جعفر بن أبي مواتية الكلبي» .

ص: 449

‌الحديث

(1)

:

1275 -

قال أبو داود رحمه الله (256): حدثنا محمد بن جَعْفَرِ بن زِيَادٍ ثنا شَرِيكٌ عن قَيْسِ بن وَهْبٍ عن رَجُلٍ من بَنِي سُوَاءَةَ بن عَامِرٍ عن عَائِشَةَ. عن النبي صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ كان يَغْسِلُ رَأْسَهُ بِالْخِطْمِيِّ وهو جُنُبٌ يَجْتَزِاءُ بِذَلِكَ ولا يَصُبُّ عليه الْمَاءَ.

‌التعليق:

هذا إسناد ضعيف لجهالة الراوي عن عائشة رضي الله عنها ولسوء حفظ شريك.

وأخرجه البيهقي (1/ 182).

هكذا قال محمد بن جعفر عن زياد عن شريك عن قيس أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يغسل رأسه بالخطمي

(2)

وهو جنب يجتزئ بذلك ولا يصب عليه الماء.

خالفه حسين بن محمد

(3)

، ويحيى بن آدم

(4)

، وحجاج

(5)

فرووه عن شريك بهذا الإسناد فقالوا: (قال: سألت عائشة فقلت أكان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أجنب فغسل رأسه بغسل اجتزأ بذلك أم يفيض الماء على رأسه؟ قالت: بل كان يفيض على رأسه بالماء).

(1)

رجال الإسناد:

شريك بن عبد الله النخعي: تقدم.

قيس بن وهب الهمداني الكوفي، ثقة من الخامسة روى له مسلم.

(2)

الخطمي: بالكسر، نبت يغسل به الرأس.

(3)

أحمد (6/ 70).

(4)

أحمد (6/ 153)، والبيهقي (2/ 411).

(5)

أحمد (6/ 222).

ص: 450

قال البيهقي: وهذا إن ثبت فمحمول على ما لو كان الماء غالباً على الخطمي وكان غسل رأسه بنية الطهارة من الجنابة

(1)

.

قال الألباني: الحديث بهذا اللفظ باطل، والصواب منه ما أخرجه أحمد بهذا الإسناد وساق حديث حسين بن محمد

(2)

.

‌علة الوهم:

ما رواه سفيان بن عيينة عن أبي إسحاق عن الحارث بن الأزمع قال: سمعت ابن مسعود يقول: (إذا غسل الجنب رأسه بالخطمي فلا يُعد له غسلاً وبمعناه رواه الثوري وشعبة عن أبي إسحاق)

(3)

والله تعالى أعلم.

(1)

السنن الكبرى (1/ 182).

(2)

ضعيف سنن أبي داود (1/ 107 ح 101).

(3)

البيهقي في السنن الكبرى (1/ 183).

ص: 451

‌محمد بن سلمة

محمد بن سلمة بن عبد الله الباهلي مولاهم، أبو عبد الله الحراني.

روى عن: محمد بن إسحاق، وابن عجلان، وخصيف، وهشام بن حسان وغيرهم.

وعنه: أحمد بن حنبل، وأبو جعفر النفيلي، وأحمد بن أبي شعيب الحراني وغيرهم.

قال النسائي: ثقة.

قال ابن سعد: ثقة فاضل عالم له فضل ورواية وفتوى مات آخر سنة 191.

وقال العجلي: ثقة.

قال أبو عروبة: أدركنا الناس لا يختلفون في فضله وحفظه.

قال ابن حجر: ثقة من التاسعة.

في الزهرة: روى عنه مسلم اثني عشر حديثاً.

قلت وهي: (1/ 84، 234، 288، 385، 416، 435، 460، 498، 527، 542، 2/ 619، 944).

ص: 452

‌الحديث

(1)

:

1276 -

قال ابن ماجه رحمه الله (3970): حدثنا أبو يوسف الصيدلاني محمد بن أحمد الرقي، ثنا محمد بن سلمة، عن ابن إسحاق، عن محمد بن إبراهيم، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

«إن الرجل ليتكلم بالكلمة من سخط الله لا يرى بها بأساً فيهوي بها في نار جهنم سبعين خريفاً» .

‌التعليق:

هذا إسناد رجاله كلهم ثقات رجال الصحيح غير محمد بن أحمد الرقي وهو ثقة حافظ، قال عنه أبو حاتم صدوق، وقال أبو علي الحسين بن علي النيسابوري الحافظ: أبو يوسف الرقي هذا من حفاظ أهل الجزيرة ومتقنيهم.

هكذا قال محمد بن سلمة: (عن محمد بن إسحاق، عن محمد بن إبراهيم، عن أبي سلمة عن أبي هريرة).

(1)

رجال الإسناد:

محمد بن أحمد بن محمد بن الحجاج بن ميسرة الكريزي، أبو يوسف الصيدلاني الرقي، ثقة حافظ، من العاشرة، مات سنة 246، روى له النسائي وابن ماجه.

محمد بن إسحاق بن يسار: تقدم انظر في بابه.

محمد بن إبراهيم بن الحارث بن خالد التيمي، أبو عبد الله المدني، ثقة له أفراد من الرابعة، مات سنة 120 على الصحيح، روى له البخاري ومسلم.

أبو سلمة بن عبد الرحمن بن عوف الزهري، المدني قيل اسمه عبد الله وقيل إسماعيل، ثقة مكثر، من الثالثة، مات سنة 94 أو 104 وكان مولده سنة بضع وعشرين، روى له البخاري ومسلم.

ص: 453

خالفه محمد بن أبي عدي

(1)

، وعبد الأعلى بن عبد الأعلى

(2)

، ويزيد بن هارون

(3)

فقالوا: (عن محمد بن إسحاق، عن محمد بن إبراهيم، عن عيسى بن طلحة عن أبي هريرة).

ومن هذا الوجه أخرجه الشيخان

(4)

في الصحيح من طريق يزيد بن الهاد عن محمد بن إبراهيم عن عيسى بن طلحة، عن أبي هريرة.

‌علة الوهم:

سلك به الجادة وذلك لكثرة حديث أبي سلمة عن أبي هريرة.

(1)

الترمذي (2314)، وأحمد (2/ 236) و (2/ 297) وقال الترمذي: حسن غريب من هذا الوجه.

(2)

ابن حبان (5706).

(3)

الحاكم وقال: (صحيح على شرط مسلم) ووافقه الذهبي.

(4)

البخاري (6477)، ومسلم (2988).

ص: 454

‌محمد بن عبد الله بن بزيع

محمد بن عبد الله بن بزيع، أبو عبد الله البصري.

روى عن: عبد الوارث بن سعيد، وعبد الوهاب الثقفي، ومعتمر بن سليمان وابن أبي عدي، ويزيد بن زريع وغيرهم.

وعنه: مسلم والترمذي والنسائي، وابن خزيمة، وابن أبي عاصم، ومحمد بن جرير الطبري وغيرهم.

قال أبو حاتم: ثقة، وقال النسائي: صالح، وقال مرة: لا بأس به. مات سنة 247.

في الزهرة: روى عنه مسلم تسعة أحاديث.

قلت: وقفت على خمس منها: (274، 421، 987، 2124، 2298).

قال ابن حجر: ثقة من العاشرة.

ص: 455

‌الحديث

(1)

:

1277 -

قال مسلم رحمه الله في صحيحه (1/ 230 ح 274): حدثني محمد بن عبد الله بن بزيع حدثنا يزيد (يعني ابن زريع)، حدثنا حميد الطويل، حدثنا بكر بن عبد الله المزني، عن عروة بن المغيرة بن شعبة، عن أبيه قال: تخلف رسول الله صلى الله عليه وسلم وتخلفت معه فلما قضى حاجته قال: «أمعك ماء» ، فأتيته بمطهرة فغسل كفيه ووجهه ثم ذهب يحسر عن ذراعيه فضاق كم الجبة فأخرج يده من تحت الجبة وألقى الجبة على منكبيه وغسل ذراعيه ومسح بناصيته وعلى العمامة وعلى خفيه ثم ركب وركبت فانتهينا إلى القوم وقد قاموا في الصلاة يصلي بهم عبد الرحمن بن عوف، وقد ركع بهم ركعة فلما أحس بالنبي صلى الله عليه وسلم ذهب يتأخر فأومأ إليه فصلى بهم، فلما سلم قام النبي صلى الله عليه وسلم وقمت فركعنا الركعة التي سبقتنا.

‌التعليق:

هذا إسناد رجاله كلهم ثقات رجال الشيخين غير محمد بن

(1)

رجال الإسناد:

يزيد بن زُريع البصري، أبو معاوية (ريحانة البصرة) ثقة ثبت، من الثامنة مات سنة 182، روى له البخاري ومسلم.

حُميد بن أبي حميد الطويل، أبو عبيدة البصري، اختلف في اسم أبيه على نحو عشرة أقوال، ثقة مدلس، من الخامسة، مات سنة 142 أو 143 وهو قائم يصلي، روى له البخاري ومسلم.

بكر بن عبد الله المزني، أبو عبد الله البصري، ثقة ثبت جليل، من الثالثة، روى له البخاري ومسلم.

عروة بن المغيرة بن شعبة الثقفي، أبو يعفور الكوفي، ثقة من الثالثة، روى له البخاري ومسلم.

المغيرة بن شعبة بن مسعود بن معتب الثقفي، صحابي مشهور أسلم قبل الحديبية وولي إمرة البصرة ثم الكوفة، مات سنة 50 على الصحيح.

ص: 456

عبد الله بن بزيع من رجال مسلم.

وأخرجه البيهقي (3/ 92) من طريق عبد الله بن شيرويه عن محمد بن عبد الله بن بزيع.

هكذا قال محمد بن بزيع: (عن يزيد بن زريع، عن حميد، عن بكر، عن عروة بن المغيرة، عن أبيه).

خالفه عمرو بن علي بن بحر

(1)

، وحميد بن مسعدة

(2)

، ومسدد

(3)

فقالوا: عن يزيد بن زريع، عن حميد، عن بكر، عن حمزة بن المغيرة، عن أبيه).

وكذا رواه أصحاب حميد الطويل عنه فقالوا حمزة بن المغيرة منهم: معتمر بن سليمان

(4)

، ومحمد بن أبي عدي

(5)

، والمسيب بن شريك التميمي

(6)

، مما يدل على وهم محمد بن عبد الله بن بزيع في قول عروة والصحيح إنما هو حمزة وقد نبه إلى وهمه الدارقطني وأبو مسعود الدمشقي والقاضي عياض.

قال الدارقطني: «كذا قال ابن بزيع وخالفه غيره عن يزيد فرواه

(1)

النسائي (1/ 76)، وفي الكبرى (108)، والخطيب في الفصل للوصل (2/ 870).

(2)

النسائي (1/ 76)، وفي الكبرى (108).

(3)

الدارمي (1236)، وأبو عوانة (710)، وأبو نعيم في المستخرج على مسلم (632)، والبيهقي (1/ 58)، والخطيب (2/ 850).

(4)

ابن خزيمة (1514)، وابن حبان (1347).

(5)

ابن ماجه (1236)، وأحمد (4/ 248)، وابن عساكر في تاريخ دمشق (35/ 260).

(6)

الخطيب في الفصل للوصل (2/ 865).

ص: 457

عنه على الصواب عن حمزة بن المغيرة.

ورواه حميد بن مسعدة، وعمرو بن علي عن يزيد بن زريع على الصواب، وكذلك قال ابن عدي عن حميد»

(1)

.

قال النووي في شرح صحيح مسلم (3/ 171): (قال الحافظ أبو علي الغساني، قال أبو مسعود الدمشقي هكذا يقول مسلم في حديث ابن بزيع عن يزيد بن زريع عن عروة بن المغيرة، وخالفه الناس فقالوا فيه حمزة بن المغيرة بدل عروة.

وأما أبو الحسن الدارقطني فنسب الوهم فيه إلى محمد بن عبد الله بن بزيع لا إلى مسلم هذا آخر كلام الغساني.

وقال القاضي عياض: حمزة بن المغيرة هو الصحيح عندهم في هذا الحديث، وإنما عروة بن المغيرة في الأحاديث الأُخر، وحمزة وعروة ابنان للمغيرة والحديث مروي عنهما جميعاً، لكن رواية بكر بن عبد الله المزني إنما هي عن حمزة بن المغيرة، وعن ابن المغيرة غير مسمى

(2)

ولا يقول بكر عروة، فمن قال عروة عنه فقد وهم». انتهى كلام النووي وانظر العلل للدارقطني (7/ 104 - 107).

‌علة الوهم:

هذا الحديث اشترك في روايته عن المغيرة بن شعبة ابناه عروة وحمزة.

(1)

التتبع والإلزامات (ص 216).

(2)

مسلم (274)(82) من طريق المعتمر بن سليمان التيمي عن أبيه، ومن طريق يحيى بن سعيد عن التيمي (274)(83).

ص: 458

فرواه عامر الشعبي عن عروة بن المغيرة، عن أبيه

(1)

.

ورواه بكر بن عبد الله المزني عن حمزة بن المغيرة، عن أبيه هكذا رواه عنه جماعة كما سبق.

وربما رواه بكر فقال عن ابن المغيرة عن أبيه ولم يسمه.

هكذا رواه عنه سليمان التيمي من رواية المعتمر بن سليمان

(2)

ويحيى بن سعيد عنه

(3)

.

دخل الوهم على محمد بن بزيع لاشتراكهما عروة وحمزة في رواية هذا الحديث عن أبيهما، ولأن بكر ربما لم يسمه فيقول ابن المغيرة والله تعالى أعلم.

(1)

مسلم (274)(79)(80).

(2)

مسلم (274)(82).

(3)

مسلم (274)(83).

ص: 459

‌محمد بن عبيد

محمد بن عبيد بن حساب الغبري البصري.

روى عن: حماد بن زيد، وأبي عوانة، وابن علية، وجماعة.

وعنه: مسلم، وأبو داود، وأبو زرعة، وأبو حاتم، وأبو يعلى وجماعة.

قال أبو داود: ابن حساب عندي حجة.

وقال النسائي: ثقة، وقال أبو حاتم: صدوق.

قال ابن حجر: ثقة من العاشرة.

في الزهرة: روى عنه مسلم عشرين حديثاً: (1/ 38، 116، 180، 501، 517، 549، 2/ 657، 1042، 1045، 3/ 1175، 1189، 1555، 1576، 1693، 4/ 1717، 2133، 2165، 2224).

ص: 460

‌الحديث

(1)

:

1278 -

قال ابن حبان في صحيحه (3268): أخبرنا عمران بن موسى بن مجاشع والحسن بن سفيان، قالا: حدثنا محمد بن عبيد بن حساب قال: حدثنا حماد بن زيد، عن عبيد الله بن عمر وأيوب، عن عمرو بن يحيى عن أبيه، عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

«ليس فيما دون خمسِ ذَوْدٍ صدقةً، ولا فيما دون خمس أواق صدقة، ولا فيما دون خمسة أوسق صدقة» .

‌التعليق:

هذا إسناد رجاله كلهم ثقات.

(1)

رجال الإسناد:

عمران بن موسى بن مجاشع الإمام المحدث الحجة الحافظ أبو إسحاق الجرجاني السختياني: ولد سنة بضع عشر وستين، قال الحاكم: هو محث ثبت مقبول كثير التصنيف والرحلة، طبقات الحفاظ، سير أعلام النبلاء (14/ 136).

الحسن بن سفيان بن عامر بن عبد العزيز بن النعمان، الإمام الحافظ الثبت أبو العباس الشيباني الخراساني النسوي صاحب المسند وهو أسن من بلدية الإمام أبو عبد الرحمن النسائي وماتا في عام واحد. سير أعلام النبلاء (14/ 157).

حماد بن زيد: تقدم انظره في بابه.

عبيد الله بن عمر بن حفص بن عاصم بن عمر بن الخطاب العمري المدني أبو عثمان، ثقة، ثبت

، من الخامسة مات سنة بضع وأربعين روى له البخاري ومسلم.

أيوب بن أبي تميمة كيسان السختياني، ثقة ثبت حجة من كبار الفقهاء العباد من الخامسة، مات سنة 131 وله 65 سنة، روى له البخاري ومسلم.

عمرو بن يحيى بن عمارة بن أبي حسن المازني المدني ثقة، من السادسة، روى له البخاري ومسلم.

يحيى بن عمارة بن أبي حسن الأنصاري المدني، ثقة من الثالثة، روى له البخاري ومسلم.

ص: 461

ورواه الطبراني في الأوسط (4540) من طريق عبدان بن أحمد عن محمد بن عبيد بهذا الإسناد.

هكذا قال محمد بن عبيد: (عن حماد، عن عبيد الله بن عمر وأيوب، عن عمرو بن يحيى عن أبيه، عن أبي سعيد الخدري).

خالفه أحمد بن عبدة

(1)

، وعارم محمد بن الفضل السدوسي

(2)

، وعمران بن موسى الفزاز

(3)

، ويحيى بن حبيب بن عربي

(4)

.

فرووه عن حماد، عن عبيد الله بن عمر ويحيى بن سعيد الأنصاري، عن عمرو بن يحيى، عن أبيه، عن أبي سعيد.

بعضهم اقتصر على ذكر عبيد الله بن عمر، وبعضهم على يحيى بن سعيد وجمعهما أحمد بن عبدة، وكل ذلك صحيح فإن حماد إنما يروى هذا الحديث عن عبيد الله بن عمرو يحيى بن سعيد ووهم محمد بن عبيدة، في ذكر أيوب.

لذا قال الطبراني في الأوسط عقب الحديث (4/ 14): لم يرو هذا الحديث عن أيوب إلا حماد بن زيد، تفرد به محمد بن عبيد بن حساب.

وقال ابن أبي حاتم في العلل (624): سألت عن أبي عن حديث رواه محمد بن عبيد بن حساب، عن حماد بن زيد، عن عبيد الله وأيوب عن عمرو بن يحيى عن أبيه عن أبي سعيد عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:«ليس فيما دون خمسة أواق صدقة» .

(1)

النسائي في الكبرى (2266).

(2)

ذكره ابن أبي حاتم في العلل (624).

(3)

ابن خزيمة (2294).

(4)

النسائي (2253).

ص: 462

قال أبي: هذا خطأ، ليس فيه أيوب.

حدثنا عارم، عن حماد، عن عبيد الله بن عمر، عن عمرو بن يحيى عن أبيه، عن أبي سعيد، عن النبي صلى الله عليه وسلم.

قال أبي: (فلو قال يحيى بن سعيد

(1)

كان يحتمل لأن هذا الحديث عند يحيى بن سعيد).

(1)

يحيى بن سعيد الأنصاري: ومراده أن حماد بن زيد قد روى هذا الحديث عن عبيد الله بن عمر ويحيى بن سعيد الأنصاري فلو جمعهما كان صحيحاً، أما أيوب فليس عنده هذا الحديث عن عمرو بن يحيى.

والحديث أخرجه البخاري في صحيحه (1405، 1447) من طريق يحيى بن أبي كثير ومالك بن أنس عن عمرو بن يحيى، عن أبيه عن أبي سعيد الخدري مرفوعاً.

ورواه أيضاً من طرق أخرى عن أبي سعيد (1459، 1484).

وأخرجه مسلم (979) من طريق سفيان بن عيينة ويحيى بن سعيد وابن جريج عن عمرو بن يحيى.

ص: 463

‌محمد بن عجلان

محمد بن عجلان المدني القرشي، وكان عجلان مولى فاطمة بنت الوليد بن عتبة.

روى عن: أبيه، وعن أنس بن مالك، وحازم سليمان الأشجعي، وعبد الرحمن بن هرمز، وزيد بن أسلم، وعكرمة، وهشام بن عروة، وعامر بن عبد الله بن الزبير وجماعة.

وعنه: صالح بن كيسان ومنصور بن المعتمر وهما أكبر منه، ومالك، وشعبة، والسفيانان، والحمادان، والليث وجماعة.

وثقه ابن عيينة وأحمد وابن معين، وأبو حاتم وأبو زرعة والنسائي وغيرهم.

قال ابن عيينة: كان ثقة عالماً، وقال ابن معين: ثقة وقدمه على داود بن قيس الفراء.

قال ابن سعد: كان عابداً ناسكاً فقيهاً وكانت له حلقة في المسجد وكان يفتي.

وقال ابن المبارك: لم يكن بالمدينة أحد أشبه بأهل العلم من ابن عجلان، كنت أشبهه بالياقوتة بين العلماء.

ص: 464

وقال يحيى بن سعيد: كان ابن عجلان مضطرب الحديث في نافع، وكذا قال العقيلي.

قال أبو عبد الله الحاكم: أخرج له مسلم في كتابه ثلاثة عشر حديثاً كلها في الشواهد وتكلم المتأخرون من أئمتنا في سوء حفظه.

وقال ابن حجر: صدوق إلا أنه اختلطت عليه أحاديث أبي هريرة، من الخامسة، مات سنة 148.

قلت: له في مسلم خمسة عشر رواية: (29، 443، 480، 579، 595، 985، 1399، 1599، 1605، 1720، 3/ 1470 رقم 1709، 1885، 2236، 2398).

واستشهد به البخاري في أربع مواضع في صحيحه (5961، 5970، 6056، 6958).

ص: 465

‌الحديث الأول

(1)

:

1279 -

قال أبو عيسى الترمذي رحمه الله (1926): حدثنا محمد بن بشار قال: حدثنا صفوان بن عيسى، عن محمد بن عجلان، عن القعقاع بن حكيم، عن أبي صالح، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «الدين النصيحة» ، ثلاث مرات، قالوا: يا رسول الله لمن؟ قال: «لله ولكتابه ولأئمة المسلمين وعامتهم» .

قال الترمذي: هذا حديث حسن.

‌التعليق:

هذا إسناد على شرط مسلم.

وأخرجه النسائي (7/ 157)، وفي الكبرى (7822)، وأحمد (2/ 297)، والبخاري في التاريخ الأوسط (2/ 35)، ومحمد بن نصر المروذي في تعظيم الصلاة (748)، والطحاوي في شرح مشكل الآثار (4/ 73)، وتمام الرازي في فوائده (1271) كلهم من طرق عن محمد بن عجلان به.

(1)

رجال الإسناد:

محمد بن بشار بن عثمان العبدي البصري، بندار، ثقة، من العاشرة، مات سنة 252 وله بضع وثمانون سنة، روى له البخاري ومسلم.

صفوان بن عيسى الزهري، أبو محمد البصري القسام، ثقة، من التاسعة، مات سنة 200 أو نحوها. روى له مسلم والبخاري تعليقاً.

القعقاع بن حكيم الكناني المدني، ثقة، من الرابعة، روى له مسلم والبخاري في الأدب المفرد.

ذكوان، أبو صالح السمان الزيات المدني، ثقة ثبت، وكان يجلب الزيت إلى الكوفة، من الثالثة مات سنة 101، روى له البخاري ومسلم.

ص: 466

هكذا قال محمد بن عجلان: (عن القعقاع بن حكيم، عن أبي صالح، عن أبي هريرة).

خالفه عمرو بن دينار

(1)

فقال: (عن القعقاع بن حكيم، عن أبي صالح عن عطاء بن يزيد، عن تميم الداري).

وكذلك رواه أصحاب سهيل بن أبي صالح منهم:

سفيان بن عيينة

(2)

، وسفيان الثوري

(3)

، وروح بن القاسم

(4)

، ويحيى بن سعيد الأنصاري

(5)

، وزهير

(6)

بن معاوية، وجرير بن عبد الحميد

(7)

، وإسماعيل بن عياش

(8)

، وخالد بن عبد الله الواسطي

(9)

، والضحاك فجعلوه من مسند تميم الداري، هو المحفوظ.

قال البخاري في التاريخ الأوسط (2/ 35) بعد أن ذكر أسانيده: (فمدار الحديث كله على تميم، ولم يصح عن أحد غير تميم).

وقد أبان علة الوهم محمد بن نصر في كتابه تعظيم الصلاة

(1)

مسلم (55).

(2)

مسلم (55).

(3)

مسلم (55).

(4)

مسلم (55).

(5)

أبو عوانة (103)، وابن حبان (4574)، والطبراني (1261).

(6)

أبو داود (4944)، وابن الجعد في مسنده (681).

(7)

البيهقي (8/ 163).

(8)

أبو يعلى (7164)، والطبراني (1265)، وابن عساكر (11/ 53)، ووهم فيه فقال (سهيل عن أبيه عن عطاء) زاد (عن أبيه).

(9)

الروياني في مسنده (1512)، وابن أبي عاصم في السنة (1091)، والطبراني (1267).

ص: 467

(2/ 684 - 685) فقال: حدثنا إسحاق، أنا جرير، عن سهيل، عن أبيه، عن أبي هريرة، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:«إن الله يرضى لكم ثلاثاً: يرضى لكم أن تعبدوه ولا تشركوا به شيئاً، وأن تعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا، وأن تناصحوا من ولي الله أمركم»

(1)

.

قال سهيل: فحدثنا عند ذلك عطاء بن يزيد الليثي قال: سمعت تميماً الداري يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «إنما الدين النصيحة، إنما الدين النصيحة ثلاثاً» ، فقيل: يا رسول الله لمن؟ قال: «لله ولكتابه ولرسله وأئمة المسلمين أو قال: أئمة المسلمين وعامتهم» .

ثم قال أبو عبد الله (محمد بن نصر): وحديث ابن عجلان عن القعقاع، عن أبي صالح عن أبي هريرة غلط، إنما حدث أبو صالح عن ابن عثمان

(2)

، وسليمان التيمي

(3)

، ووهيب بن خالد

(4)

، وحماد بن سلمة

(5)

، وعبد العزيز بن أبي حازم

(6)

.

هؤلاء كلهم قالوا: (عن سهيل بن أبي صالح، عن عطاء بن يزيد، عن تميم الداري).

وهم ابن عجلان في قوله: (عن أبي صالح، عن أبي هريرة).

(1)

أخرجه مسلم (1715) من طريق زهير بن حرب عن جرير به.

(2)

ابن أبي عاصم في السنة (1090)، والطبراني (1268).

(3)

الخطيب في تاريخ بغداد (14/ 207).

(4)

الطبراني (1262).

(5)

ابن عساكر في تاريخ دمشق (25/ 23).

(6)

ابن أبي عاصم في السنة (1089).

ص: 468

إنما هو: (عن أبي صالح، عن عطاء بن يزيد، عن تميم الداري).

وقد اختلف على ابن عجلان.

فرواه الليث بن سعد عن ابن عجلان، عن زيد بن أسلم والقعقاع بن عاصم عن أبي صالح عن أبي هريرة

(1)

.

ورواه سليمان بن بلال عن ابن عجلان، عن القعقاع وعبيد الله بن مقسم عن أبي صالح عن أبي هريرة

(2)

.

ورواه إسماعيل بن جعفر عن ابن عجلان وعن القعقاع وسُمي وعبيد الله بن مقسم عن أبي صالح عن أبي هريرة

(3)

عن النبي صلى الله عليه وسلم بهذا الحديث: «إن الله يرضى لكم ثلاثاً» وعطاء بن يزيد حاضر ذلك، فحدثهم عطاء بن يزيد، عن تميم الداري، عن النبي صلى الله عليه وسلم:«إنما الدين النصيحة» . اه.

قال الحافظ ابن حجر في التغليق (2/ 57): وقد كشف محمد بن نصر عن علته، وأن ابن عجلان دخل عليه إسناد في إسناد.

وقد أخطأ فيه ابن عجلان خطأً آخر: رواه الليث بن سعد عنه، عن زيد بن أسلم وعن القعقاع عن أبي هريرة، أخرجه النسائي من

(1)

النسائي في الكبرى (8754)، وفي المجتبى (7/ 157)، والبخاري في التاريخ الكبير (6/ 460).

(2)

ابن أبي عاصم في السنة (1094)، والطبراني في الأوسط (3769)، ومحمد بن نصر في تعظيم الصلاة (754)، البخاري في التاريخ الكبير (6/ 460)، وفي الأوسط (2/ 34).

(3)

النسائي (7/ 157)، وأبو الشيخ في طبقات المحدثين بأصبهان (4/ 40).

ص: 469

طريقه، وزيد بن أسلم إنما رواه عن ابن عمر، والقعقاع إنما رواه عن أبي صالح، عن عطاء عن يزيد عن تميم

(1)

وقد أخطأ في غير واحد على سهيل عن ابن عجلان، ويجوز أن يكون من سهيل لأنه تغير حفظه في الآخر. اه.

وقال في الفتح (1/ 138): وقد روى حديث النصيحة عن سهيل عن أبيه عن أبي هريرة وهو وهم من سهيل أو ممن روى عنه لما بيناه قال البخاري في تاريخه لا يصح إلا عن تميم

(2)

.

(1)

أخرجه النسائي (7/ 157)، والبخاري في التاريخ الأوسط (2/ 34).

(2)

انظر التاريخ الكبير (6/ 460، 461)، والصغير (2/ 34 - 35)، والعلل للدارقطني (10/ 115 - 118)، والعلل لابن أبي حاتم (2/ 175 رقم 2019)، والكامل لابن عدي (1/ 184)، وتغليق التعليق لابن حجر (2/ 55 - 61)، وإتحاف المهرة لابن حجر (3/ 7 رقم 2456)، وشرح مشكل الآثار للطحاوي (4/ 77).

ص: 470

‌الحديث الثاني

(1)

:

1280 -

قال ابن ماجه رحمه الله (846): حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، ثنا أبو خالد الأحمر، عن ابن عجلان، عن زيد بن أسلم، عن أبي صالح عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إنما جُعل الإمام ليؤتم به، فإذا كبر فكبروا، وإذا قرأ فأنصتوا

» الحديث.

‌التعليق:

هذا إسناد صحيح رجاله كلهم ثقات رجال الشيخين مع الاعتبار أن محمد بن عجلان ثقة أخرج له البخاري تعليقاً ومسلم في المتابعات.

إلا أن أئمة أهل الحديث وحفاظه أنكروا قوله: «وإذا قرأ فأنصتوا» ، وقالوا: هذه الزيادة ليست محفوظة، ولم تأت ممن يعتد به إلا من طريق أبي خالد الأحمر عن محمد بن عجلان وجعلوا الوهم في ذلك من أحدهما، فجعله أبو داود من أبي خالد الأحمر وهو سليمان بن حيان الأزدي.

وجعله أبو حاتم من محمد بن عجلان، وكذلك رواه البيهقي عن ابن معين.

(1)

رجال الإسناد:

أبو بكر بن أبي شيبة: تقدم انظره في بابه.

أبو خالد الأحمر: تقدم انظره في بابه.

زيد بن أسلم: العدوي مولى عمر بن الخطاب، أبو أسامة أبو عبد الله المدني الفقيه ثقة يرسل، وحديثه في الصحيحين، توفي سنة 136 هـ.

أبو صالح: ذكوان أبو صالح السمان الزيات مولى جويرية بنت الأحمس العطفاني المدني سكن الكوفة، ثقة ثبت، توفي سنة 101 وحديثه في الصحيحين.

ص: 471

والحديث رواه أيضاً أبو داود (604)، والنسائي (2/ 141)، في الكبرى (993)، وأحمد (2/ 420)، وابن أبي شيبة (7136)، ومن طريقه ابن ماجه (846)، والدارقطني (1/ 327)، والبيهقي (2/ 156)، وفي (جزء القراءة خلف الإمام) رقم (311)، والطحاوي في شرح معاني الآثار (1/ 217)، وابن أبي حاتم في العلل (8/ 187) كلهم من طريق أبي خالد الأحمر به.

وقال أبو داود: وهذه الزيادة «إذا قرأ فأنصتوا» ليست بمحفوظة، الوهم عندنا من أبي خالد. اه.

كذا قال وفي هذا نظر، لأن أبا خالد لم ينفرد بهذه الزيادة بل تابعه عليها ثلاثة كلهم رووه عن ابن عجلان بهذه الزيادة، فإن يكن وهم فالحمل في ذلك على ابن عجلان.

فقد روى هذه الزيادة كلاً من:

1 أبو سعد محمد بن سعد الأنصاري الأشهلي وهو ثقة حديثه عند النسائي (2/ 142)، والدارقطني (1/ 137).

2 إسماعيل بن أبان الغنوي عند الدارقطني (1/ 328)، والبيهقي (2/ 156)، قال الدارقطني وإسماعيل بن أبان ضعيف.

3 أبو سعد الصاغاني محمد بن ميسر عند أحمد (2/ 376)، والدارقطني (1/ 328) قال الدارقطني: أبو سعد الصاغاني ضعيف.

وقد تعقبه في ذلك المنذري في مختصره (1/ 313) فقال: (وفيما قاله نظر، فإن أبا خالد هذا هو سليمان بن حيان الأحمر وهو من الثقات الذين احتج البخاري ومسلم بحديثهم في صحيحهما، ومع هذا

ص: 472

فلم ينفرد بهذه الزيادة بل قد تابعه عليها أبو سعد محمد بن مسعد الأنصاري الأشهلي المدني نزيل بغداد، وقد سمع من ابن عجلان وهو ثقة، وثقه يحيى بن معين ومحمد بن عبد الله المخرمي، وأبو عبد الرحمن النسائي.

وقد خرج هذه الزيادة النسائي في سننه من حديث أبي خالد الأحمر، ومن حديث محمد بن سعد هذا.

وقد أخرج مسلم في الصحيح (1/ 304) هذه الزيادة في حديث أبي موسى الأشعري من حديث جرير بن عبد الحميد عن سليمان التيمي عن قتادة.

وقال الدارقطني: هذه اللفظة لم يتابع سليمان التيمي فيها عن قتادة قال: وإجماعهم على مخالفته يدل على وهمه هذا آخر كلامه.

ولم يؤثر عند مسلم تفرد سليمان بذلك لثقته وحفظه وصحح هذه الزيادة). اه.

وقد ذهب إلى أن الوهم من ابن عجلان أبو حاتم والبيهقي ويحيى بن معين فيما ذكر عنه البيهقي.

قال أبو حاتم كما في العلل لابنه (1/ 162 رقم 465): ليس هذه الكلمة بالمحفوظ وهو من تخاليط ابن عجلان.

وقد رواه خارجة بن مصعب أيضاً وتابع ابن عجلان وخارجة أيضاً ليس بالقوي.

وقال البيهقي في السنن الكبرى (2/ 156): رواه أبو خالد الأحمر عن ابن عجلان وهو وهم من ابن عجلان.

ص: 473

ثم أخرج بسنده عن العباس بن محمد الدوري قال: سمعت يحيى بن معين يقول في حديث ابن عجلان: «وإذا قرأ فأنصتوا» قال: ليس بشيء. اه.

وقال الدارقطني في العلل (8/ 186): هو حديث اختلف فيه على محمد ابن عجلان.

(ثم ذكر الاختلاف إلى أن قال): وهذا الكلام ليس بمحفوظ في هذا الحديث، يعني قوله:«فإذا قرأ فأنصتوا» .

وقال الزيلعي في نصب الراية (2/ 17): قال البيهقي في المعرفة بعد أن روى حديث أبي هريرة وأبي موسى: وقد أجمع الحفاظ على خطأ هذه اللفظة في الحديث: أبو داود، وأبو حاتم، وابن معين، والحاكم والدارقطني، وقالوا: إنها ليست بمحفوظة. اه.

وقال النسائي في الكبرى (1/ 320): لا نعلم أن أحداً تابع ابن عجلان على قوله: «وإذا قرأ فأنصتوا» . اه.

قلت: وقد سبق أنه قد توبع ويحمل كلام أبو عبد الرحمن النسائي على من يعتد به والله أعلم.

وانظر نصب الراية (12/ 14 - 17).

وسبب إعلال أهل الحديث هذه اللفظة أن محمد بن عجلان خالف بقية الحفاظ الذين رووا هذا الحديث عن أبي هريرة وهم أحفظ منه فلم يذكروها.

فقد خالفه الأعمش: عند مسلم (415)، وابن خزيمة (1576، 1582)، وأحمد (2/ 440)، وأبي عوانة (1630)، وابن ماجه (960)،

ص: 474

ومصعب بن محمد عند أبي داود (603)، وأحمد (2/ 341)، وسهيل بن أبي صالح عند مسلم (415)، وابن خزيمة (1575).

هؤلاء الثلاثة كلهم رووه عن أبي صالح عن أبي هريرة بدون هذه الزيادة.

وروي من طرق أخرى عن أبي هريرة بغير هذه الزيادة.

فقد أخرجه البخاري في صحيحه (2/ 216 رقم 734)، ومسلم (414) من طريق أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة.

وأخرجه مسلم (414) من طريق معمر عن همام بن منبه عن أبي هريرة، وأخرجه مسلم (417) من طريق أبي يونس مولى أبي هريرة عن أبي هريرة، وأخرجه أحمد (2/ 230)، وأبو يعلى (5909) من طريق أبي سلمة عن أبي هريرة.

فاتفاق هؤء الثقات جميعاً على ترك هذه الزيادة يدل على أنها غير محفوظة.

وفي الباب عن أنس وعاشة وجابر وأبو موسى الأشعري كلها بدون ذكر هذه الزيادة وكلها في الصحيح.

فحديث أنس أخرجه البخاري (805)، ومسلم (411)، وحديث عائشة أخرجه البخاري (5658)، ومسلم (412)، وحديث جابر أخرجه مسلم (413)، وحديث أبي موسى أخرجه مسلم (412)، والله أعلم.

‌فائدة:

صحح الإمام مسلم هذه الزيادة وهي قوله: «فإذا قرأ فأنصتوا» من

ص: 475

حديث أبي موسى الأشعري، ولم يروها مسندة لأنهم لم يجمعوا عليها، وكذلك صحح هذه الزيادة في حديث أبي هريرة رحمه الله.

قال مسلم في صحيحه (1/ 304) عقب حديث أبي موسى الأشعري ما نصه:

وفي حديث جرير عن سليمان التيمي عن قتادة من الزيادة: «وإذا قرأ فأنصتوا» .

قال أبو إسحاق

(1)

قال أبو بكر بن أخت أبو النضر في هذا الحديث

(2)

.

فقال مسلم: تريد أحفظ من سليمان

(3)

.

فقال له أبو بكر: فحديث أبي هريرة؟

فقال: هو صحيح، يعني:«وإذا قرأ فأنصتوا» ، فقال: هو عندي صحيح.

فقال أبو بكر: ولم لم تضعه هاهنا.

(1)

أبو إسحاق: إبراهيم بن سفيان صاحب مسلم راوي الكتاب عنه.

(2)

قال أبو بكر في هذا الحديث: أي أنه طعن فيه وقدح في صحته.

(3)

أي أن سليمان كامل الحفظ والضبط فلا تضر مخالفة غيره (شرح صحيح مسلم للنووي (4/ 122).

وسليمان هو سليمان بن طرخان التيمي، أبو المعتمر البصري، ثقة عابد روى عنه أنه أقام أربعين سنة يصلي الفجر بوضوء العشاء، وانظر حديثه في بابه رقم (490).

انظر ترجمته في: تهذيب الكمال (2516)، وفي سير أعلام النبلاء (6/ 195).

ص: 476

فقال (أي مسلم): ليس كل شيء عندي صحيح وضعته هاهنا، إنما وضعت هاهنا ما أجمعوا عليه.

قال النووي في شرح مسلم (4/ 123): واعلم أن هذه الزيادة وهي قوله: «فإذا قرأ فأنصتوا» مما اختلف الحفاظ في صحته، فروى البيهقي عن أبي داود السجستاني أن هذه اللفظة ليست بمحفوظة.

وكذلك رواه عن يحيى بن معين وأبي حاتم الرازي والدارقطني والحافظ أبي علي النيسابوري شيخ الحاكم أبي عبد الله.

قال البيهقي: قال أبو علي الحافظ هذه اللفظة غير محفوظة قد خالف سليمان التيمي فيها جميع أصحاب قتادة واجتماع هؤلاء الحفاظ على تضعيفها مقدم على تصحيح مسلم لا سيما ولم يروها مسندة في صحيحه والله أعلم.

‌الدلالة الفقهية لهذه اللفظة:

استدل بهذه اللفظة وبغيرها من لم ير على المأموم القراءة خلف الإمام وقالوا: هذا مما يحمله الإمام عن المأمومين.

قال صاحب الهداية من الأحناف: ولا يقرأ المؤتم خلف الإمام خلافاً للشافعي

حظ المقتدي الإنصات والاستماع قال عليه الصلاة والسلام: «وإذا قرأ فأنصتوا» . اه.

قال العيني في البناية شرح الهداية (2/ 374): وتمام الحديث

ص: 477

قال: «إنما جعل الإمام ليؤتم به فإذا كبر كبروا وإذا قرأ فأنصتوا»

(1)

. اه.

قال محرره أبو حمزة: وعلى تقدير صحة هذه اللفظة فليس بها حجة على عدم قراءة الفاتحة خلف الإمام وتحمل على قراءة غير الفاتحة كما قال صلى الله عليه وسلم ما لي أنازع القرآن أو تحمل على عدم الجهر بها كذا قال أهل العلم. والله أعلم.

(1)

انظر: بداية المجتهد (1/ 112) فيما حمله الإمام عن المأمومين، والفقه الإسلامي وأدلته (2/ 200) ما يحمله الإمام عن المأموم.

ص: 478

‌الحديث الثالث

(1)

:

1281 -

قال أبو عبد الرحمن النسائي رحمه الله (6/ 33): أخبرنا محمد بن بشار، قال: حدثنا أبو عاصم، قال: حدثنا محمد بن عجلان، عن سعيد المقبري عن أبي هريرة رضي الله عنه قال:

جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم وهو يخطب على المنبر فقال: أرأيت إن قاتلت في سبيل الله صابراً محتسباً مقبلاً غير مدبر أيكفر الله عني سيئاتي، قال:«نعم ثم سكت ساعة قال: أين السائل آنفاً؟ فقال الرجل: هاأنذا، قال: ما قلت؟ قال: أرأيت إن قتلت في سبيل الله صابراً محتسباً مقبلاً غير مدبر أيكفر الله عني سيئاتي؟ قال: نعم إلا الدين سارَّني به جبريل آنفاً» .

‌التعليق:

هذا إسناد رجاله كلهم ثقات رجال الصحيح.

هكذا رواه محمد بن عجلان فقال: (عن سعيد المقبري، عن أبي هريرة).

(1)

رجال الإسناد:

محمد بن بشار بن عثمان العبدي البصري، بُندار، ثقة من العاشرة، مات سنة 252 وله بضع وثمانون سنة، روى له البخاري ومسلم.

الضحاك بن مخلد بن الضحاك بن مسلم الشيباني، أبو عاصم النبيل البصري، ثقة ثبت من التاسعة، مات سنة 212 أو بعدها روى له البخاري ومسلم.

سعيد بن أبي سعيد: كيسان المقبري، أبو سعد المدني، ثقة من الثالثة تغير قبل موته بأربع سنين، وروايته عن عائشة وأم سلمة مرسلة مات في حدود العشرين وقيل قبلها وقيل بعدها، روى له البخاري ومسلم.

ص: 479

خالفه يحيى بن سعيد الأنصاري

(1)

، والليث بن سعد

(2)

، ومحمد بن عبد الرحمن بن أبي ذئب

(3)

.

فرووه فقالوا: (عن سعيد المقبري، عن عبد الله بن أبي قتادة، عن أبي قتادة)، وهم ابن عجلان في إسناده وقد تابعه في ذلك عباد بن إسحاق كما سيأتي.

قال الدارقطني في العلل (6/ 35): ورواه عباد بن إسحاق وهو عبد الرحمن بن إسحاق ومحمد بن عجلان عن سعيد المقبري، عن أبي هريرة ووهما فيه.

والقول قول من رواه عن يحيى بن سعيد عن المقبري عن ابن أبي قتادة عن أبيه بمتابعة الليث وابن أبي ذئب عن المقبري على ذلك.

قال الترمذي في السنن عقب الحديث (1712): وروى بعضهم هذا الحديث عن سعيد المقبري عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم نحو هذا.

وروى يحيى بن سعيد الأنصاري وغير واحد هذا عن سعيد المقبري عن عبد الله بن أبي قتادة عن أبيه عن النبي صلى الله عليه وسلم، وهذا أصح من حديث سعيد المقبري عن أبي هريرة.

قال ابن أبي حاتم في العلل (974): سألت أبي عن حديث رواه

(1)

مسلم (1885).

(2)

مسلم (1885)، والترمذي (1712).

(3)

عبد بن حميد (192)، والدارمي (2412)، وابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني (1872).

ص: 480

أبو عاصم عن ابن عجلان عن سعيد المقبري عن أبي هريرة قال: قام رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: أرأيت إن قاتلت

الحديث.

قال أبي: هذا وهم، وإنما هو كما يرويه الليث عن سعيد المقبري عن عبد الله بن قتادة عن أبيه عن النبي صلى الله عليه وسلم.

‌علة الوهم:

سلوك الجادة، إذ أن رواية سعيد المقبري عن أبي هريرة مطروقة بخلاف رواية المقبري عن عبد الله بن أبي قتادة، والله أعلم.

ص: 481

‌الحديث الرابع

(1)

:

1282 -

قال الإمام أحمد رحمه الله (2/ 265): حدثنا عبد الرزاق، أخبرنا سفيان، عن محمد بن عجلان، عن سعيد المقبري، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

«إن الله يحب العطاس ويبغض أو يكره التثاؤب فإذا قال أحدهم هاها فإنما ذلك الشيطان يضحك من جوفه» .

‌التعليق:

هذا إسناد صحيح رجاله كلهم ثقات رجال الشيخين غير محمد بن عجلان من رجال مسلم، روى له البخاري تعليقاً ومسلم متابعة.

وأخرجه أحمد أيضاً في (2/ 517)، والترمذي (2746)، والحميدي (1161)، وابن خزيمة (921)، وابن حبان (2358)، والحاكم (4/ 263)، وعبد الرزاق (3322)، والدارقطني في العلل (10/ 269)، من طرق عن محمد بن عجلان به.

هكذا قال محمد بن عجلان في هذا الحديث: «فإن الشيطان يضحك من جوفه» ، وفي رواية:«فإن الشيطان يضحك في جوفه» .

(1)

رجال الإسناد:

عبد الرزاق بن همام الصنعاني: انظر ترجمته في بابه.

سفيان: هو الثوري: انظر ترجمته في بابه.

ص: 482

خالفه ابن أبي ذئب

(1)

، وعبد الله بن سعيد المقبري

(2)

، وعبد الرحمن بن إسحاق

(3)

.

فرووه عن سعيد بن أبي سعيد المقبري، عن أبيه، عن أبي هريرة فقالوا فيه:«فإن الشيطان يضحك فيه» ، وفي رواية:«يضحك به» .

إلا أن عبد الرحمن بن إسحاق وعبد الله بن سعيد المقبري لم يقولوا عن أبيه

(4)

إنما عن سعيد المقبري عن أبي هريرة.

والروايتان صحيحتان.

فقد رواه عيسى بن يونس

(5)

، والقاسم بن يزيد الجرمي

(6)

، وأسد بن موسى

(7)

ثلاثتهم عن ابن أبي ذئب عن سعيد المقبري عن أبي هريرة، لم يذكروا فيه أبا سعيد المقبري.

فلا يعد هذا وهماً من ابن عجلان وإن كان الترمذي قال عقب حديث ابن أبي ذئب (5/ 81): هذا أصح من حديث ابن عجلان، وابن أبي ذئب أحفظ لحديث سعيد المقبري وأثبت من محمد بن عجلان، وابن أبي ذئب أحفظ لحديث سعيد المقبري وأثبت من محمد بن عجلان، سمعت أبا بكر العطار البصري يذكر عن علي بن المديني عن

(1)

البخاري (3289، 6223، 6226)، وأبو داود (5028)، والترمذي (2747)، وأحمد (2/ 428)، والحاكم (4/ 264)، وابن الجعد (2840).

(2)

ابن ماجه (968).

(3)

ابن خزيمة (922)، وأبو يعلى (6627).

(4)

انظر: العلل للدارقطني (10/ 367 - 369).

(5)

ابن حبان (598).

(6)

النسائي في عمل اليوم والليلة (216).

(7)

البغوي في شرح السنة (3340).

ص: 483

يحيى بن سعيد قال: قال محمد بن عجلان: أحاديث سعيد المقبري روى بعضها سعيد عن أبي هريرة، وروى بعضها عن سعيد عن رجل عن أبي هريرة واختلط عليّ فجعلتها عن سعيد عن أبي هريرة.

‌الخلاصة:

تفرد ابن عجلان في هذا الحديث عن سعيد المقبري في قوله: «إن الشيطان يضحك في جوفه» ، والمحفوظ هو:«إن الشيطان يضحك به أو منه» هكذا رواه ابن أبي ذئب، وعبد الرحمن بن إسحاق، وعبد الله بن سعيد المقبري عن سعيد المقبري. والله أعلم.

فوائد:

1 قال ابن حجر في الفتح (10/ 613): ما أخرجه ابن أبي شيبة والبخاري في التاريخ من مرسل يزيد بن الأصم قال: ما تثاءب النبي صلى الله عليه وسلم قط، وأخرج الخطابي من طريق مسلمة بن عبد الملك بن مروان قال: ما تثاءب نبيّ قط. ومسلمة أدرك بعض الصحابة وهو صدوق، ونؤيد ذلك ما ثبت أن التثاؤب من الشيطان، ووقع في الشفاء لابن سبع أنه صلى الله عليه وسلم كان لا يتمطى لأنه من الشيطان والله أعلم.

2 قول صلى الله عليه وسلم: «وأما التثاؤب فإنما هو من الشيطان» قال ابن بطال: إضافة التثاؤب إلى الشيطان بمعنى إضافة الرضا والإرادة أي أن الشيطان يحب أن يرى الإنسان متثائباً لأنها حالة تتغير فيها صورته فيضحك منه لا إن المراد أن الشيطان فعل التثاؤب.

ص: 484

وقال النووي: أضيف التثاؤب إلى الشيطان لأنه يدعو إلى الشهوات إذ يكون عن ثقل البدن واسترخائه وامتلائه والمراد التحذير من السبب الذي يتولد منه ذلك وهو التوسع في المأكل

(1)

....

3 قال ابن القيم في زاد المعاد (2/ 440): ويذكر عنه أن التثاؤب الشديد والعطسة الشديدة من الشيطان.

ويذكر عنه أن الله يكره رفع الصوت بالتثاؤب والعطاس.

(1)

شرح مسلم (18/ 122)، فتح الباري (10/ 62).

ص: 485

‌الحديث الخامس

(1)

:

1283 -

قال الإمام أحمد رحمه الله (5/ 177): حدثنا يحيى، عن ابن عجلان، حدثني سعيد عن أبيه، عن عبد الله بن وديعة، عن أبي ذر رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:

«من اغتسل أو تطهر فأحسن الطهور ولبس من أحسن ثيابه ومس ما كتب الله له من طيب أو دهن أهله، ثم أتى الجمعة فلم يلْغُ ولم يفرق بين اثنين غفر له ما بينه وبين الجمعة الأخرى» .

‌التعليق:

هذا إسناد رجاله كلهم ثقات رجال الصحيح.

والحديث أخرجه كذلك ابن ماجه (1097)، وابن خزيمة (1764، 1812)، والحاكم (1/ 290 - 291)، والطيالسي (477)، كلهم من طرق عن يحيى القطان به، ورواه الحميدي (838) عن سفيان بن عيينة، وأحمد (5/ 181)، وابن خزيمة (1763) من طريق الليث بن سعد كلاهما. وابن عيينة والليث عن ابن عجلان بهذا الإسناد.

(1)

رجال الإسناد:

يحيى بن سعيد القطان: تقدم.

محمد بن عجلان: تقدم.

سعيد بن أبي سعيد: تقدم.

كيسان أبو سعيد المقبري المدني، مولى أم شريك، ثقة ثبت، من الثانية، مات سنة 100 روى له البخاري ومسلم.

عبد الله بن وديعة بن خذام الأنصاري المدني، مختلف في صحبته، ووثقه ابن حبان، قتل بالحرة، روى له البخاري.

ص: 486

هكذا قال ابن عجلان: (عن سعيد، عن أبيه، عن عبد الله بن وديعة، عن أبي ذر).

خالفه ابن أبي ذئب

(1)

، والضحاك بن عثمان

(2)

فروياه عن سعيد المقبري عن أبيه، عن عبد الله بن وديعة، عن سلمان.

وهذا الوجه هو الذي رجحه ابن المديني وأبو حاتم وأبو زرعة والدارقطني وغيرهم.

قال أبو حاتم: اتفق نفسان على سلمان وهو الصحيح

(3)

.

وقال أبو زرعة: حديث ابن أبي ذئب صح لأنه أحفظهم

(4)

.

وقال ابن رجب: ونقل ابن أبي حاتم عن أبيه وأبي زرعة أنهما قالا حديث سلمان الأصح، وكذا قال علي بن المديني والدارقطني وهو الذي يقتضيه تصرف البخاري

(5)

.

وقال الحافظ في الفتح (2/ 371): (فأما ابن عجلان فهو دون ابن أبي ذئب في الحفظ فروايته مرجوحة، مع أنه يحتمل أن يكون ابن وديعة سمعه من أبي ذر وسلمان جميعاً، ويرجح كونه عن سلمان وروده من وجه آخر عنه أخرجه النسائي وابن خزيمة من طريق علقمة بن قيس عن قرثع الضبي قال وكان من القراء الأولين، وعن سلمان نحوه ورجاله ثقات

).

(1)

البخاري (883)(910).

(2)

الطبراني في الكبير (6189).

(3)

العلل لابن أبي حاتم (1/ 200) رقم 580.

(4)

المصدر السابق إلا أنه قال في موضع آخر (146): حديث ابن عجلان أشبه.

(5)

فتح الباري (5/ 364).

ص: 487

قال علي بن المديني في العلل (1/ 90 رقم 146): وقد خالف ابن أبي ذئب ابن عجلان فرواه عن سعيد المقبري عن أبيه عن عبد الله بن وديعة عن أبي ذر.

والحديث عندي حديث سلمان لأنه رواه عن ابن أبي معشر عن سعيد المقبري عن ابن وديعة عن سلمان ولم يقل عن أبيه.

وتابع ابن أبي ذئب.

ورواه منصور ومغيرة عن إبراهيم عن علقمة عن القرثع عن سلمان.

وقال الدارقطني في العلل (10/ 349): والحديث عندي حديث ابن أبي ذئب والضحاك بن عثمان لأن للحديث أصلاً محفوظاً عن سلمان يرويه أهل الكوفة.

ص: 488

‌الحديث السادس

(1)

:

1284 -

قال أبو داود رحمه الله (902): حدثنا قتيبة بن سعيد، حدثنا الليث عن ابن عجلان، عن سمي، عن أبي صالح، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال:

اشتكى أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم مشقة السجود عليهم إذا انفرجوا فقال: «استعينوا بالركب» .

‌التعليق:

هذا إسناد رجاله كلهم ثقات رجال الشيخين غير محمد بن عجلان أخرجه له مسلم في الشواهد.

وأخرجه الترمذي (286)، وابن حبان (1918)، والبيهقي (1/ 116 - 117) من طريق قتيبة، وأحمد (2/ 339 - 340) من طريق يونس بن محمد المؤدب، والحاكم (1/ 229)، والبيهقي (1/ 116 - 117) من طريق شعيب بن الليث كلهم عن الليث بن سعد به.

هكذا قال ابن عجلان: (عن سمي، عن أبي صالح، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم.

(1)

رجال الإسناد:

قتيبة بن سعيد بن جميل الثقفي أبو رجاء البغلاني، ثقة ثبت. (انظر ترجمته في بابه).

الليث بن سعد، إمام مشهور ثقة ثبت (انظر ترجمته في بابه).

سمي مولى أبي بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام ثقة من السادسة، مات سنة 130 مقتولاً بقديد، روى له البخاري ومسلم.

ذكوان أبو صالح السمان الزيات المدني، ثقة ثبت وكان يجلب الزيت إلى الكوفة، من الثالثة، مات سنة 101 هـ، روى له البخاري ومسلم.

ص: 489

خالفه سفيان الثوري

(1)

، وسفيان بن عيينة

(2)

فقالا: (عن سمي عن النعمان بن أبي عياش، عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسلاً.

وتابعهم ابن جريج ومحمد بن عجلان في رواية كما سيأتي في كلام الدارقطني.

وقد صحح روايتهم البخاري وأبو حاتم والترمذي والدارقطني وغيرهم.

قال البخاري: المرسل أصح.

وقال ابن أبي حاتم: سألت أبي عن حديث رواه محمد بن عجلان عن سمي عن أبي صالح عن أبي هريرة. كذا الحديث.

ورواه ابن عيينة وغيره عن سمي، عن النعمان بن أبي عياش، عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسل.

فسمعت أبي يقول: الصحيح حديث سمي عن النعمان بن أبي عياش عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسل

(3)

.

وقال الترمذي: هذا حديث غريب لا نعرفه من حديث أبي صالح عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم إلا من هذا الوجه، من حديث الليث عن ابن عجلان.

(1)

عبد الرزاق في المصنف (2928)، والبخاري في التاريخ الكبير (4/ 203)، والأوسط (2/ 18) أو (3/ 322 رقم 498) ط. الرشد، ومسدد في مسنده كما في المطالب العالية (4/ 132).

(2)

ابن أبي شيبة (2662)، والبيهقي (2/ 117) والبخاري تعليقاف في التاريخ الكبير، (4/ 203)، والأوسط (2/ 18).

(3)

العلل لابن أبي حاتم (546).

ص: 490

وقد روى هذا الحديث سفيان بن عيينة وغير واحد عن سمي عن النعمان بن أبي عياش عن النبي صلى الله عليه وسلم نحو هذا، وكأنَّ رواية هؤلاء أصح من رواية الليث

(1)

.

وقد تابعهم محمد بن عجلان في رواية وهيب بن خالد عنه مما ذكر الدارقطني.

قال الدارقطني: وسئل عن حديث أبي صالح عن أبي هريرة شكى الناس إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فتح ما بين المرفقين فأمرهم أن يستعينوا بالركب.

فقال يرويه سمي مولى أبي بكر بن عبد الرحمن واختلف عنه فرواه محمد بن عجلان عن سمي واختلف عن ابن عجلان فرواه يعقوب الإسكندراني وليث بن سعد ومحمد بن الزبرقان أبو همام ويحيى بن أيوب المصري وعبد الله بن جعفر المديني عن ابن عجلان عن سمي عن أبي صالح عن أبي هريرة وخالفهم وهيب بن خالد رواه عن ابن عجلان عن سمي عن النعمان بن أبي عياش الزرقي مرسلاً عن النبي صلى الله عليه وسلم.

وتابعه سفيان الثوري وسفيان بن عيينة وغيرهما رووه عن سمي عن النعمان بن أبي عياش كما قال وهيب عن ابن عجلان وهو الصواب.

وقال ابن جريج أخبرت عن سمي عن النعمان بن أبي عياش مرسلاً أيضاً

(2)

.

(1)

سنن الترمذي (2/ 78).

(2)

العلل (10/ 85 - 86).

ص: 491

‌أثر الوهم:

تحول الإسناد من إسناد موصول رجاله كلهم ثقات رجال الصحيح إلى إسناد ضعيف لإرساله.

ص: 492

‌الحديث السابع

(1)

:

1285 -

قال الطحاوي في شرح معاني الآثار (4/ 234): حدثنا ابن أبي داود، قال: ثنا ابن أبي مريم قال: ثنا يحيى بن أيوب قال: حدثني محمد بن عجلان، عن محمد بن يحيى عن واسع بن حبان عن ابن عمر رضي الله عنهما أنه قال:

يتحدث الناس عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في الغائط بحديث، وقد اطلعت يوماً على ظهر بيت يقضي حاجته محجوباً عليه بلبن فرأيته مستقبل القبلة.

‌التعليق:

هذا إسناد رجاله كلهم ثقات رجال الصحيح غير ابن أبي داود وهو ثقة حافظ.

ورواه ابن عبد البر في التمهيد (1/ 36): من طريق الليث بن سعد عن ابن عجلان به.

(1)

رجال الإسناد:

إبراهيم بن أبي داود سليمان بن داود الأسدي، أبو إحاق البرلسي، حافظ ثقة من الحفاظ المكثرين سنة 270.

سعيد بن الحكم بن محمد بن سالم ابن أبي مريم الجمحي المصري، ثقة ثبت فقيه من كبار العاشرة مات سنة 224 وله 80 سنة روى له البخاري ومسلم.

يحيى بن أيوب الغافقي أبو العباس المصري، صدوق ربما أخطأ من السابعة، مات سن 168 روى له البخاري ومسلم.

محمد بن يحيى بن حبان الأنصاري المدني، ثقة فقيه من الرابعة، مات سنة 121، روى له البخاري ومسلم.

واسع بن حبان: صحابي وابن صحابي وقيل: بل ثقة من الثانية، روى له البخاري ومسلم.

ص: 493

ورواه ابن خزيمة (59) عن أحمد بن عبد الله بن عبد الرحيم الرقي، ثنا ابن أبي مريم عن يحيى بن أيوب عن محمد بن عجلان به قال:(مستدبر القبلة).

فأظن أن أحمد بن عبد الله سلك به الجادة إذ خالفه ابن أبي داود كما في حديث الباب وكذلك رواه الليث بن سعد عن ابن عجلان.

هكذا قال ابن عجلان، عن محمد بن يحيى، عن واسع بن حبان عن ابن عمر أن رأى النبي صلى الله عليه وسلم يقضي حاجته مستقبل القبلة.

خالفه يحيى بن سعيد الأنصاري

(1)

، وعبيد الله بن عمر العمري

(2)

.

فرووه عن محمد بن يحيى به فقالوا: (مستدبر القبلة مستقبل الشام)، قلبه ابن عجلان وتقدم الحديث في باب وهيب بن خالد إذ خالف فيه أصحاب عبيد الله بن عمر ويحيى بن سعيد فانظره في بابه ح (732).

(1)

البخاري (145)، (149)، ومسلم (266).

(2)

البخاري (148)، (3102)، ومسلم (266).

ص: 494

‌الحديث الثامن

(1)

:

1286 -

قال ابن خزيمة في صحيحه (359): نا بندار، نا يحيى بن سعيد، نا ابن عجلان، عن سعيد بن أبي سعيد، عن سعيد بن يسار، عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:

«ما من رجل كان يوطن المساجد فشغله أمر أو علة ثم عاد إلى ما كان إلا تبشش الله إليه كما يتبشش أهل الغائب لغائبهم إذا قدم» .

‌التعليق:

هذا إسناد رجاله ثقات، رجال الصحيح.

وقد خالف في هذا الحديث في إسناده ومتنه.

أولاً: الإسناد:

هكذا قال ابن عجلان: (عن سعيد بن أبي سعيد، عن سعيد بن يسار، عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم.

خالفه الليث بن سعد

(2)

فقال: (عن سعيد بن أبي سعيد، عن أبي عبيدة، عن سعيد بن يسار، عن أبي هريرة).

(1)

رجال الإسناد:

محمد بن بشار بن عثمان العبدي البصري، بُندار، ثقة من العاشرة، مات سنة 252 وله بضع وثمانون سنة، روى له البخاري ومسلم.

يحيى بن سعيد: تقدم.

سعيد بن يسار أبو الحباب المدني، ثقة متقن من الثالثة مات سنة 117 وقيل قبلها، روى له البخاري ومسلم.

(2)

أحمد (2/ 307، 340، 453)، وابن خزيمة (1491)، والحارث في مسنده (127 زوائد).

ص: 495

ثانياً: في المتن:

قال الليث بن سعد، وابن أبي ذئب

(1)

في هذا الحديث: «ما توطن رجل المساجد للصلاة والذكر إلا تبشش الله له كما يتبشش أهل الغائب لغائبهم إذا قدم عليهم» .

ولم يذكروا قبل ذلك انقطاعه لشغل أو علة بل جاء في لفظ الليث ما يدل أن ذلك لكل من أتى المسجد للصلاة ولفظه: «لا يتوضأ أحدكم فيحسن وضوءه ويسبغه ثم يأتي المسجد لا يريد إلا الصلاة فيه إلا تبشبش الله إليه كما يتبشبش أهل الغائب بطلعته» .

وقد رجح الدارقطني رواية الليث بزيادة أبو عبيدة في الإسناد فقال وييشبه أن يكون الليث قد حفظه

(2)

.

(1)

ابن ماجه (800)، والطيالسي (2334)، وأحمد (2/ 328)(2/ 453)، وابن خزيمة (1503)، وابن حبان (1607)(2258)، والحاكم (1/ 372 رقم 771)، إلا أن ابن أبي ذئب أسقط أبا عبيدة من الإسناد، ح (691).

(2)

العلل (11/ 8).

ص: 496

‌الحديث التاسع

(1)

:

1287 -

قال الإمام ابن ماجه رحمه الله (3547): حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة ثنا عفَّان ثنا وهْيبٌ ثنا محمد بن عَجْلان عن يعقُوب بن عبد الله بن الأشجِّ عن سعيد بن المُسيَّب عن سعد بن مالكٍ عن خولة بنت حكيمٍ أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم قال: «لو أنَّ أحدكم إذا نزل منزلاً قال أعُوذُ بكلماتِ اللَّهِ التَّامَّة من شرِّ مَا خَلقَ لم يضُرَّهُ في ذلك المنْزلِ شيءٌ حتى يرْتحِلَ منه» .

‌التعليق:

هذا إسناد رجاله كلهم ثقات رجال الصحيح.

وأخرجه أحمد (6/ 409)، وابن أبي شيبة (10/ 287)، والدارمي (2680)، والنسائي في الكبرى (10395)، وفي عمل اليوم والليلة (561)، والطحاوي في شرح مشكل الآثار (37)، والطبراني في الكبير (42/ 606) من طرق عن وهيب بهذا الإسناد.

(1)

رجال الإسناد:

أبو بكر بن أبي شيبة، ثقة حافظ صاحب تصانيف (انظر ترجمته في بابه

).

عفان بن مسلم بن عبد الله الباهلي، البصري، ثقة ثبت

، من كبار العاشرة، روى له البخاري ومسلم.

وُهيب بن خالد بن عجلان، ثقة ثبت لكنه تغير قليلاً بأخرة، من السابعة مات سنة 165 وقيل بعده، روى له البخاري ومسلم.

يعقوب بن عبد الله بن الأشج، المدني، ثقة من الخامسة، مات سنة 122، روى له مسلم والبخاري في خلق أفعال العباد.

سعيد بن المسيب بن حزن القرشي المخزومي، أحد العلماء الأثبات الفقهاء الكبار، من كبار الثانية

، مات بعد التسعين، روى له البخاري ومسلم.

سعد بن مالك هو ابن أبي وقاص، صحابي أحد العشرة.

ص: 497

ورواه إسحاق (2149) عن المخزومي عن وهيب عن ابن عجلان، عن يعقوب، عن سعيد بن المسيب، عن خولة به ولم يذكر سعداً في الإسناد.

هكذا قال ابن عجلان: (عن يعقوب، عن سعيد، عن سعد، عن خولة).

خالفه الحارث بن يعقوب

(1)

، ويزيد بن أبي حبيب

(2)

فقالا:

(عن يعقوب، عن بسر بن سعيد، عن سعد، عن خولة)، ورواه مالك بلاغاً عن يعقوب بهذا الإسناد

(3)

.

لذا قال الترمذي بعد أن أخرجه من طريق الليث، عن يزيد بن أبي حبيب، عن الحارث بن يعقوب.

قال: وروى عن ابن عجلان هذا الحديث عن يعقوب بن عبد الله بن الأشج ويقول عن سعيد بن المسيب، عن خولة.

وحديث الليث أصح من رواية ابن عجلان

(4)

.

وكذلك صحح الدارقطني حديث الليث

(5)

.

(1)

مسلم (2708)(54)، والترمذي (3437)، وأحمد (6/ 377)، وابن خزيمة (2567) وغيرهم.

(2)

مسلم (2708)(55)، وابن خزيمة (2566).

(3)

الموطأ (1911)، رواية يحيى (1998)، رواية أبي مصعب الزهري وأخرجه في (1971) يحيى عن الثقة.

(4)

سنن الترمذي (5/ 463).

(5)

العلل (15/ 431) رقم (4125).

ص: 498

‌الحديث العاشر

(1)

:

1288 -

قال الإمام الترمذي رحمه الله (3543): حدثنا قُتَيبةُ حدثنا اللَّيْثُ عن ابن عجلان عن أبيه عن أبي هُريْرَةَ عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «إن الله حين خلقَ الخلق كتب بيده على نفسهِ إنَّ رَحْمَتِي تَغْلِبُ غَضَبِي» ، قال أبو عِيسى: هذا حَدِيثٌ حَسَنٌ صحيحٌ غَرِيبٌ.

‌التعليق:

هذا إسناد رجاله كلهم رجال الصحيح.

وأخرجه ابن حبان (6145) من طريق الليث به.

وأخرجه أحمد (2/ 433)، وابن أبي شيبة (13/ 180)، وابن ماجه (189)(4295)، وابن خزيمة في التوحيد (1/ 19)(1/ 134)، والدارقطني في الصفات من طرق (يحيى بن سعيد القطان، وأبو خالد الأحمد وصفوان بن عيسى) عن ابن عجلان به.

هكذا قال عجلان عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم: (كتب بيده على نفسه).

خالفه جماعة من أصحاب أبي هريرة فقالوا: (كتب في كتابه) ولم يذكر أحداً منهم (بيده) وهم: عبد الرحمن بن هرمز الأعرج

(2)

،

(1)

رجال الإسناد:

قتيبة بن سعيد: تقدم.

الليث بن سعد: ثقة ثبت فقيه إمام مشهور (انظر ترجمته في بابه).

عجلان، مولى فاطمة بنت عتبة المدني، لا بأس به من الرابعة، روى له مسلم واستشهد به البخاري في الصحيح.

(2)

البخاري (3194)(7422)(7453)، ومسلم (2751)(14)، وأحمد (2/ 258).

ص: 499

وأبو صالح السمان ذكوان

(1)

، وأبو رافع الصائغ

(2)

، وعطاء بن ميناء

(3)

، وهمام بن منبه

(4)

، وعطاء بن أبي مسلم الخراساني

(5)

.

فهذه زيادة شاذة، وقد نبه إلى ذلك محققوا مسند الإمام أحمد

(6)

، والوهم في ذلك أما محمد ابن عجلان أو من أبيه فالله أعلم.

وقد تابعه على ذلك شريك عن عبد الله النخعي فرواه عن الأعمش عن أبي صالح كذلك وتقدم في بابه ح (1219) في بابه.

(1)

البخاري (7404)، وأحمد (2/ 466)، وابن حبان (6143) وغيرهم.

(2)

البخاري (7553)(7554)، وأحمد (2/ 381)، وابن حبان (6144).

(3)

مسلم (2751)(16).

(4)

أحمد (2/ 313)، وابن خزيمة في التوحيد (1/ 17).

(5)

إسحاق بن راهويه (459).

(6)

(15/ 366) قالوا: قوله (بيده) زيادة شاذة لم يروها عن أبي هريرة سوى عجلان وهو ليس بذاك الثقة، وقد خالف من هو أوثق منه فرووه عن أبي هريرة دونها.

ص: 500

‌محمد بن عمرو اليافعي

محمد بن عمرو اليافعي المصري الرعيني.

روى عن: ابن جريج، والثوري.

وعنه: ابن وهب.

قال أبو حاتم وأبو زرعة: شيخ لابن وهب.

قال ابن عدي: له مناكير.

قال ابن يونس: روى عنه ابن وهب وحده، وهو قريب السن من ابن وهب، حدث بغرائب له، في مسلم حديث واحد متابعة

(1)

.

قال ابن حجر: وذكره الساجي في الضعفاء، ونقل عن يحيى بن معين أنه قال: غيره أقوى منه.

قال في التقريب: صدوق له أوهام، من التاسعة.

(1)

مسلم (4/ 1750 رقم 2228) عن ابن جريج عن الزهري متابعة لرواية معمر وغيره.

ص: 501

‌الحديث الأول

(1)

:

1289 -

قال النسائي رحمه الله (7/ 100): أخبرنا أحمدُ بن عمرو بن السَّرْح والحارثُ بن مسكينٍ قراءةً عليه وأنا أسمعُ قال: حدثنا بن وهبٍ قال: أخبرني محمد بن عمرٍو عن ابن جُريجٍ عن أيوب عن أبي قلابة عن أنس بن مالكٍ أنَّ رجلاً من اليهُودِ قتل جاريةً من الأنصار على حُلِيٍّ لها وألقاها في قليبٍ ورَضَخَ رأسها بالحجارة فأُخذ فأمر به رسول الله صلى الله عليه وسلم أنْ يُرجم حتى يموت.

‌التعليق:

هذا إسناد رجاله كلهم رجال الصحيح (من طريق أحمد بن عمرو).

وأخرجه النسائي في الكبرى (3507) بهذا الإسناد وصححه الألباني في صحيح سنن النسائي (4044).

هكذا قال محمد بن عمرو: (عن ابن جريج، عن أيوب، عن أبي قلابة عن أنس).

(1)

رجال الإسناد:

أحمد بن عمرو بن عبد الله بن السرح، أبو الطاهر المصري، ثقة من العاشرة، مات سنة 250، روى عنه مسلم.

الحارث بن مسكين بن محمد بن يوسف، أبو عمرو المصري قاضيها، ثقة فقيه، ط 8، روى له أبو داود والنسائي.

عبد الله بن وهب: انظر ترجمته في بابه.

ابن جريج: انظر ترجمته في بابه.

أيوب بن أبي تميمة السختياني: تقدم وانظره في بابه.

عبد الله بن زيد بن عمرو الحرمي، أبو قلابة البصري، ثقة فاضل كثير الإرسال، ط 3، مات بالشام هارباً من القضاء سنة 104 أو نحوها، روى له البخاري ومسلم.

ص: 502

خالفه محمد بن بكر البرساني

(1)

، وحجاج بن محمد

(2)

، وعبد الله بن سعيد أبو صفوان الأموي

(3)

.

فرووه عن ابن جريج، عن معمر، عن أيوب، عن أبي قلابة عن أنس.

أسقط محمد بن عمرو معمراً من الإسناد، وهو محفوظ من رواية معمر عن أيوب، وكذلك رواه عبد الرزاق عنه

(4)

.

قال الدارقطني: والقول قول من ذكر معمراً فيه

(5)

.

(1)

مسلم (1672).

(2)

النسائي (7/ 101)، وفي الكبرى (3508)، وأبو عوانة (6131).

(3)

الطحاوي (3/ 181)، وأبو عوانة (6132)، وأبو الشيخ في طبقات المحدثين بأصبهان (3/ 61).

(4)

مسلم (1672)، وهو في المصنف (1071)(18233)(18535)، ومن طريقه أحمد (3/ 163)، وأبي داود (4528).

(5)

العلل (2665).

ص: 503

‌الحديث الثاني

(1)

:

1290 -

قال النسائي في الكبرى (6389): أخبرنا يونس بن عبد الأعلى الصدفي، أن عبد الله بن وهب، قال أخبرني، محمد بن عمرو اليافعي، عن ابن جريج، عن أبي الزبير عن جابر رضي الله عنه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:

«لا يرث المسلم النصراني إلا أن يكون عبده أو أمته» .

‌التعليق:

هذا إسناد رجاله كلهم ثقات رجال الصحيح.

وأخرجه الدارقطني (4/ 74)، ومن طريقه البيهقي (6/ 218)، والحاكم في المستدرك (1/ 383 رقم 8007)، وابن عدي في الكامل (6/ 226)، والمزي في تهذيب الكمال (26/ 248) من طريق ابن وهب عن محمد بن عمرو اليافعي بهذا الإسناد.

هكذا قال محمد بن عمرو: (عن ابن جريج، عن أبي الزبير، عن جابر، عن النبي صلى الله عليه وسلم.

خالفه عبد الرزاق فرواه

(2)

عن ابن جريج، عن أبي الزبير عن جابر موقوفاً.

(1)

رجال الإسناد:

يونس بن عبد الأعلى الصدفي، أبو موسى المصري، ثقة من صغار العاشرة، روى له مسلم.

عبد الله بن وهب: تقدم.

ابن جريج: انظره في بابه.

أبو الزبير: محمد بن مسلم، انظر ترجمه في بابه.

(2)

في المصنف (9865)، ومن طريقه الدارقطني (4/ 75).

ص: 504

وقد أورد ابن عدي هذا الحديث في ترجمة محمد بن عمرو اليافعي وقال يحدث عنه ابن وهب وفي حديثه مناكير، ثم قال عقبه: لا يرويه عن ابن جريج غير محمد بن عمرو.

قلت: بل رواه كذلك عبد الرزاق إلا أنه وقفه.

قال ابن حجر في تهذيبه: رواه عبد الرزاق عن ابن جريج موقوفاً، وهو الصواب.

وقال الدارقطني: بعد أن أورده موقوفاً. وهو المحفوظ.

ص: 505

‌الطائفي

محمد بن مسلم بن سوسن الطائفي، يعد في المكيين.

روى عن: إبراهيم بن ميسرة، وعمرو بن دينار، وابن جريج، وعبد الله بن طاووس وغيرهم.

وروى عنه: عبد الله بن المبارك، وعبد الرحمن بن مهدي، وعبد الرزاق، وغيرهم.

قال ابن معين: ثقة، وزاد في رواية: لا بأس به.

وقال ابن مهدي: كتبه صحاح.

وقال العجلي وأبو داود: ثقة، وقال أبو داود مرة: لا بأس به.

وضعفه الإمام أحمد من كتاب وغير كتاب.

وقال يعقوب بن سفيان: ثقة لا بأس به.

وقال ابن عدي: له أحاديث حسان غرائب، وهو صالح الحديث لا بأس به، ولم أر له حديثاً منكراً.

وذكره ابن حبان في الثقات وقال: يخطئ.

ص: 506

روى له مسلم حديثاً واحداً في المتابعات من رواية يحيى بن يحيى عنه عن عمرو بن دينار عن سعيد بن الحويرث عن ابن عباس.

أخرجه متابعاً لحديث سفيان بن عيينة عن عمرو بن دينار، مسلم (374).

قال ابن حجر: صدوق يخطئ من حفظه، من الثامنة.

ص: 507

‌الحديث الأول

(1)

:

1291 -

قال أبو يعلى رحمه الله (2372): حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، حدثنا زيد بن الحباب، حدثنا محمد بن مسلم، عن عمرو بن دينار، عن ابن عباس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

«الدين النصيحة، قالوا: لمن يا رسول الله؟ قال: لكتاب الله ولنبيّه ولأئمة المسلمين» .

‌التعليق:

هذا إسناد رجاله كلهم ثقات رجال الصحيح.

وأخرجه ابن أبي شيبة كما في المطالب العالية (2038) عن زيد بن الحباب به، ومن طريقه أخرجه ابن حجر في تغليق التعليق (2/ 59)، وأخرجه البزار (61 كشف الأستار) من طريق عبد الله بن محمد الكوفي عن زيد بن الحباب به.

هكذا قال محمد بن مسلم: (عن عمرو بن دينار، عن ابن عباس).

خالفه سفيان بن عيينة فقال: (عن عمرو بن دينار، عن القعقاع بن

(1)

رجال الإسناد:

أبو بكر بن أبي شيبة: انظر ترجمته في بابه.

زيد بن الحباب: أبو الحسين العقلي، صدوق يخطئ في حديث الثوري، روى له مسلم. (انظر ترجمته في بابه).

عمرو بن دينار المكي أبو محمد الأثرم الجمحي مولاهم، ثقة ثبت من الرابعة مات سنة 126، روى له البخاري ومسلم.

ص: 508

حكيم، عن أبي صالح، عن عطاء بن يزيد، عن تميم الداري)

(1)

.

وكذلك رواه الثوري وروح بن القاسم

(2)

، ويحيى بن سعيد الأنصاري

(3)

، وزهير بن معاوية

(4)

، وجرير بن عبد الحميد

(5)

وغيرهم، فجعلوه من مسند تميم الداري، وانظره في باب محمد بن عجلان

(6)

.

قال البخاري في تاريخه: (قال محمد بن مسلم عن عمرو عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم والصحيح عمرو عن القعقاع)

(7)

.

وقال ابن أبي حاتم: سألت أبي عن حديث رواه أيوب الوزان عن زيد بن الحباب

(8)

، عن ابن ثوبان عن عمرو بن دينار عن رجل عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «الدين النصيحة

».

قال أبي: هذا خطأ، إنما هو ما رواه ابن عيينة عن عمرو بن دينار عن القعقاع بن حكيم عن أبي صالح

(9)

.

بل قال الإمام البخاري رحمه الله: (فمدار الحديث كله على تميم ولم يصح عن أحد غير تميم)

(10)

.

وقال ابن حجر في المطالب العالية (9/ 462): هذا الإسناد حسن

(1)

مسلم (55).

(2)

وحديثهم عند مسلم.

(3)

أبو عوانة (103)، وابن حبان (4574).

(4)

أبو داود (4944).

(5)

البيهقي (8/ 163).

(6)

ح (1279).

(7)

التاريخ الكبير (6/ 460)، والأوسط (2/ 35).

(8)

انظر: المسند (1/ 351)، ومعجم الطبراني الكبير (11/ 108).

(9)

العلل (2019).

(10)

في التاريخ الأوسط (2/ 35).

ص: 509

إلا أنه معلول والمحفوظ ما رواه ابن عيينة عن عمرو بن دينار عن القعقاع بن حكيم عن أبي صالح عن عطاء بن يزيد، عن تميم الداري رضي الله عنه.

ونحو ذلك قاله في تغليق التعليق (2/ 55).

وقال الدارقطني في العلل: (والصواب حديث تميم)

(1)

.

وهناك وهم آخر وهو قوله: (لكتاب الله)، وإنما هو لله.

كما رواه غيره ممن سبق ذكرهم والله تعالى أعلم.

‌علة الوهم:

سفيان بن عيينة أتيت في عمرو بن دينار وفي غيره من محمد بن مسلم وهو وإن كان من رجال مسلم (لم يخرج له مسلم إلّا حديثاً واحداً من طريق يحيى بن معين عنه) إلا أن في حديثه كلام خاصة إذا حدث من حفظه والله أعلم.

‌تنبيه:

أخرج الطحاوي في شرح المشكل (2/ 189) هذا الحديث من طريق علي بن قادم الخزاعي

(2)

، عن سفيان، عن سهيل، عن أبيه، عن عطاء بن يزيد عن تميم الداري به.

وقد تبين لك مما سبق وذكرناه أن سفيان يرويه عن سهيل عن عطاء دون ذكر أبيه.

(1)

العلل (10/ 118).

(2)

علي بن قادم الخزاعي الكوفي، صدوق يتشيع، من التاسعة، مات سنة 213 أو قبلها، روى له أبو داود والترمذي والنسائي.

ص: 510

قال الطحاوي عقب الحديث: وهذا الإسناد مما يذكر أهل العلم بالأسانيد أن علي بن قادم غلط فيه فأدخل فيه أبا سهيل وهو أبو صالح بين سهيل وبين عطاء بن يزيد، ويذكرون أن اتصال هذا الإسناد عن سهيل، عن عطاء نفسه.

ثم أخرجه من طريق زهير بن معاوية، عن سهيل بن أبي صالح، عن عطاء بن يزيد، عن تميم الداري.

قلت: وإنما لم أخرج حديثه في هذا الكتاب لأنه ليس على شرطنا، أي: ليس من رجال الصحيح.

ص: 511

‌الحديث الثاني

(1)

:

1292 -

قال الإمام أحمد (3/ 296): حدثنا عبد الرزاق، أخبرنا محمد بن مسلم عن عمرو بن دينار، عن جابر بن عبد الله قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

«لا صدقة فيما دون خمسة أواق، ولا فيما دون خمسة أوسق ولا فيما دون خمسة ذود» .

‌التعليق:

هذا إسناد رجاله كلهم ثقات رجال الصحيح.

وقد وهم محمد بن مسلم في هذا الإسناد فأسقط الواسطة بين عمرو بن دينار وجابر بن عبد الله.

والحديث أخرجه عبد الرزاق في المصنف (7251)، وابن ماجه (1794) من طريق وكيع وابن خزيمة (2304) من طريق منصور بن زيد الموصلي و (2305) من طريق عبد الرزاق والهيثم بن جميل وداود عن عمرو بن زهير وسعيد بن أبي مريم والطبراني في الأوسط (8483) من طريق سعيد بن سليمان جميعهم عن محمد بن مسلم الطائفي به.

وقد وهم محمد بن مسلم في هذا الإسناد فأسقط الواسطة بين عمرو بن دينار وجابر بن عبد الله.

(1)

رجال الإسناد:

عبد الرزاق بن همام: تقدم انظره في بابه.

عمرو بن دينار المكي، أبو محمد الأثرم الجمحي، مولاهم، ثقة ثبت من الرابعة، مات سنة 126، روى له البخاري ومسلم.

ص: 512

فقد خالفه ابن جريج

(1)

قال: أخبرني عمرو بن دينار قال: سمعت عن غير واحد عن جابر بن عبد الله أنه قال: ليس فيما دون خمسة أواق صدقة، وليس فيما دون خمسة أوسق من الحب صدقة وليس فيما دون خمسة أوسق من الحلو صدقة.

قال ابن خزيمة: يعني بالحلو التمر، وهذا هو الصحيح لا رواية محمد بن مسلم الطائفي، وابن جريج أحفظ من عدد مثل محمد بن مسلم.

وقال البخاري: هذا أصح مرسل.

وقال الطبراني في الأوسط: لم يرو هذا الحديث عن عمرو بن دينار إلا محمد بن مسلم

(2)

.

وقال ابن عبد البر في التمهيد (13/ 116): انفرد به محمد بن سليم من بين أصحاب عمرو بن دينار، وما انفرد به ليس بقوي.

ونقل عن حمزة بن محمد الحافظ قوله: (لا تصح هذه السُّنة عن أحد من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا عن أبي سعيد، وقد روى هذا الحديث محمد بن مسلم الطائفي عن عمرو بن دينار عن جابر عن النبي صلى الله عليه وسلم، ورواه معمر، عن سهيل بن أبي صالح عن أبي هريرة، وليسا بصحيحين).

(1)

عبد الرزاق (7250)، وابن خزيمة (2306)، والبخاري في التاريخ الكبير (1/ 224).

(2)

الأوسط (8/ 229) قلت: بل رواه أيضاً عيسى بن ميمون المكي عند الطيالسي (1808)، ط. دار هجر، وذكره ابن أبي حاتم في العلل (618).

ص: 513

‌الحديث الثالث

(1)

:

1293 -

قال أبو عبد الرحمن النسائي رحمه الله (8/ 44): أخبرنا محمد بن المثنى، عن معاذ بن هانئ قال: حدثني محمد بن مسلم، قال: حدثنا عمرو بن دينار.

وأخبرنا أبو داود، قال: حدثنا معاذ بن هانئ، قال: حدثنا محمد بن مسلم عن عمرو بن دينار، عن عكرمة عن ابن عباس رضي الله عنها قال:

قتل رجل رجلاً على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فجعل النبي صلى الله عليه وسلم ديته اثني عشر ألفاً، وذكر قوله:«إلا أن أغناهم الله ورسوله من فضله» في أخذهم الدية، واللفظ لأبي داود.

‌التعليق:

وهذا إسناد رجاله كلهم ثقات رجال الشيخين، غير محمد بن

(1)

رجال الإسناد:

محمد بن المثنى بن عبيد العنزي، أبو موسى البصري المعروف بالزمن مشهور بكنيته وباسمه، ثقة ثبت، من العاشرة، روى له البخاري ومسلم.

أبو داود: سليمان بن سيف بن يحيى بن درهم الطائي مولاهم أبو داود. الحراني ثقة حافظ، من الحادية عشرة، مات سنة 272، روى له النسائي.

معاذ بن هانئ القيسي البصري أبو هانئ: ثقة، من كبار العاشرة، مات سنة 209، روى له البخاري.

عمرو بن دينار: تقدم.

عكرمة أبو عبد الله مولى ابن عباس: أصله بربري، ثقة ثبت عالم بالتفسير لم يثبت تكذيبه عن ابن عمر ولا تثبت عنه بدعة، من الثالثة، مات سنة 104 وقيل بعد ذلك، روى له البخاري ومسلم.

ص: 514

مسلم فإنه من رجال مسلم (روى له مسلم حديثاً واحداً في ترك الوضوء مما مست النار متابعة).

والحديث أخرجه أبو داود (4546)، والترمذي (1388)، وابن ماجه (2629)، والدارمي (2408)، والنسائي في الكبرى (7006، 7007)، والدارقطني (3/ 130)، والبيهقي من طريق معاذ بن هانئ، وزيد بن الحباب، ومحمد بن سنان العوفي كلهم عن محمد بن مسلم الطائفي به.

خالفه سفيان بن عيينة

(1)

فرواه (عن عمرو بن دينار عن عكرمة) مرسلاً لم يذكر ابن عباس.

قال النسائي في الكبرى عقب الحديث (4/ 235): محمد بن مسلم ليس بالقوي والصواب مرسل.

وقال أبو داود: رواه ابن عيينة عن عمرو عن عكرمة عن النبي صلى الله عليه وسلم لم يذكر ابن عباس.

وقال الترمذي عقب أن أخرج الحديث من رواية سفيان مرسلاً قال: ولا نعلم أحداً يذكر في هذا الحديث عن ابن عباس غير محمد بن مسلم.

وقال في العلل (390): (سألت محمداً (يعني: البخاري) عن هذا الحديث، فقال: سفيان بن عيينة يقول: عن عمرو بن دينار عن عكرمة عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسل)، ثم قال الترمذي: وكان حديث ابن عيينة عنده أصح.

(1)

الترمذي (1389)، وعبد الرزاق في مصنفه (17273).

ص: 515

وقال أبو حاتم في العلل (1390): المرسل أصح.

وقال الحافظ في التلخيص (4/ 23): قال ابن أبي حاتم عن أبيه المرسل أصح، وتبعه عبد الحق.

وكذلك رجح الإمام أحمد الرواية المرسلة إذ أنه ذكرها ولم يذكر الموصول.

وفي مسائل صالح ابن الإمام أحمد (2/ 37): قلت: الدية كم هي من الذهب والورق والإبل؟ قال: من الورق اثنا عشر ألفاً وهو أكثر ما جاء فيه رواه عكرمة عن النبي صلى الله عليه وسلم: «الدية اثنا عشر ألفاً» .

ص: 516

‌ابن أبي عمر

محمد بن يحيى بن أبي عمر العدني، أبو عبد الله الحافظ، نزيل مكة وقد ينسب إلى جده.

روى عن: أبيه، وابن عيينة، وفضيل بن عياض، وعبد العزيز الدراوردي وعبد الرزاق، وعبد الوهاب الثقفي وجماعة.

وعنه: مسلم والترمذي وابن ماجه، وابنه عبد الله، وأبو زرعة، وأبو حاتم وجماعة.

قال أبو حاتم: كان رجلاً صالحاً، وكان به غفلة، ورأيت عنده حديثاً موضوعاً حدث به عن ابن عيينة، وكان صدوقاً.

وقال أحمد بن سهل سمعت أحمد وسئل عمن يكتب؟ فقال: أما بمكة فابن أبي عمر، وذكره ابن حبان في الثقات.

قال الترمذي في جامعه (247) سمعت ابن أبي عمر يقول: اختلفت إلى ابن عيينة ثمانية عشر سنة وكان الحميدي أكبر مني بسنة وسمعت بن أبي عمر يقول: حججت سبعين حجة ماشياً على قدمي.

في الزهرة: روى عنه مسلم (216) حديثاً.

قال ابن حجر: صدوق صنف المسند وكان لازم ابن عيينة، لكن قال أبو حاتم كانت فيه غفلة، من العاشرة.

ص: 517

‌الحديث الأول

(1)

:

1294 -

قال الإمام مسلم رحمه الله (3/ 1275)(1654): وحدثنا محمد بن عبَّادٍ وابن أبي عُمرَ واللفظ لابن أبي عُمَرَ قالا حدثنا سُفْيانُ عن هِشام بن حُجَيْرٍ عن طَاوُسٍ عن أبي هُريْرَةَ عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: قال سُلَيْمَانُ بن داوُد نَبيُّ اللَّهِ لأَطُوفَنَّ اللَّيْلَةَ على سَبْعِينَ امْرَأَةً كُلُّهُنَّ تَأْتِي بغُلَامٍ يُقَاتِلُ في سَبِيلِ اللَّهِ فقال له صَاحِبُهُ أو الْمَلكُ قُلْ إن شَاءَ الله فلم يَقُلْ وَنَسِيَ فلم تَأْتِ وَاحدةٌ من نِسَائِهِ إلا وَاحدةٌ جَاءَتْ بِشِقِّ غُلامٍ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «وَلَوْ قال إن شاء الله لم يَحْنثْ وكان دَرَكاً له في حَاجَتِهِ» .

‌التعليق:

هذا إسناد رجاله ثقات رجال الشيخين، غير ابن أبي عمر من رجال مسلم.

هكذا قال ابن أبي عمر عن سفيان عن هشام بن حجير عن طاوس عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم: «سبعون امرأة» .

خالفه علي بن عبد الله المديني

(2)

فرواه عن سفيان عن هشام بهذا

(1)

رجال الإسناد:

محمد بن عباد بن الزبرقان المكي، نزيل بغداد؛ صدوق يهم، من العاشرة، مات سنة 243 روى عنه البخاري ومسلم.

سفيان بن عيينة: تقدم.

هشام بن حُجير المكي، صدوق له أوهام، من السادسة، روى له البخاي ومسلم.

طاووس بن كيسان اليماني، ثقة فقيه فاضل، من الثالثة، مات سنة 106، روى له البخاري ومسلم.

(2)

البخاري (6720).

ص: 518

الإسناد وقال: (تسعون امرأة).

وتابعه الحارث بن سريج

(1)

فرواه عن سفيان كذلك.

ولا شك أن ابن المديني أحفظ من ابن أبي عمر فهو إمام أهل عصره بالحديث وعلله حتى قال عنه البخاري: ما استصغرت نفسي إلا عند علي بن المديني، وقال النسائي: كأن الله خلقه للحديث، وقد تابعه الحارث بن سريج.

‌علة الوهم:

إن ابن عيينة يروي هذا الحديث أيضاً عن أبي الزناد، عن الأعرج عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم وفيه:«سبعون امرأة»

(2)

.

فمن هنا دخل عليه الوهم فروى حديث سفيان عن هشام بلفظ حديث سفيان عن أبي الزناد والله تعالى أعلم.

‌فائدة:

روى الإمام البخاري (6720) قال: حدثنا علي بن عبد الله، حدثنا سفيان عن هشام بن حجير، عن طاوس، سمع أبا هريرة قال: قال سليمان لأطوفن الليلة على تسعين امرأة

الحديث.

ثم قال البخاري: وحدثنا أبو الزناد عن الأعرج مثل حديث أبي هريرة. اه.

(1)

أبو يعلى (6244).

(2)

الحميدي (1174)، ومن طريقه أبي عوانة (5999)، ورواه مسلم (1659) من طريق ابن أبي عمر عقب حديث الباب ولم يسق لفظه وأحال على حديث سفيان عن هشام.

ص: 519

فعلق حديث سفيان عن أبي الزناد عن الأعرج ولم يسق لفظه وذلك لأن سفيان يقول فيه: (سبعين) كما رواه عنه الحميدي

(1)

، ومن طريقه أبي يعلى والبخاري يرجح في حديث الأعرج قول من قال:(تسعين) فقد أخرجه عن شعيب عن أبي الزناد عن الأعرج كذلك

(2)

.

وأخرج حديث مغيرة بن عبد الرحمن عن أبي الزناد وفيه: (سبعين امرأة) وقال عقبه: قال شعيب وابن أبي الزناد (تسعين) وهو أصح

(3)

.

(1)

الحميدي (1174)، وأبو يعلى (5999).

(2)

البخاري (6639).

(3)

البخاري (3424).

ص: 520

‌الحديث الثاني

(1)

:

1295 -

قال الإمام الترمذي رحمه الله (2824): حدثنا ابن أبي عمر، حدثنا سفيان عن الزهري عن سالم وحمزة ابني عبد الله بن عمر عن أبيهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:

«الشؤم في ثلاثة في المرأة والمسكن والدابة» .

‌التعليق:

هذا إسناد رجاله كلهم ثقات رجال الصحيح.

وأخرجه مسلم في صحيحه (2225) عن ابن أبي عمر بهذا الإسناد.

هكذا قال ابن أبي عمر: (عن سفيان، عن الزهري، عن سالم وحمزة، عن عبد الله بن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم.

خالفه يحيى بن يحيى النيسابوري

(2)

، وعمرو الناقد

(3)

، وزهير بن

(1)

رجال الإسناد:

سفيان: هو ابن عيينة، انظر ترجمته في بابه.

محمد بن مسلم بن شهاب الزهري، انظر ترجمته في بابه.

سالم بن عبد الله بن عمر بن الخطاب القرشي العدوي، أبو عمر أو أبو عبد الله المدني أحد الفقهاء السبعة، وكان ثبتاً عابداً فاضلاً كان يشبه بأبيه في الهدي والسمت من كبار الثالثة، مات سنة 106 على الصحيح، روى له البخاري ومسلم.

حمزة بن عبد الله بن عمر بن الخطاب المدني، شقيق سالم ثقة من الثالثة، روى له البخاري ومسلم.

(2)

مسلم (2225)(116).

(3)

مسلم (2225).

ص: 521

حرب

(1)

، وسعيد بن عبد الرحمن المخزومي

(2)

، وأحمد بن حنبل

(3)

والحميدي

(4)

، وعلي بن المديني

(5)

، وقتيبة بن سعيد

(6)

، ومحمد بن منصور الجواز

(7)

، وإسحاق بن أبي إسرائيل

(8)

.

فقالوا: (عن سفيان، عن الزهري، عن سالم، عن عبد الله بن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم لا يذكرون حمزة في الإسناد.

قال الحميدي عقب الحديث: فقيل لسفيان فإنهم يقولون فيه: عن حمزة؟ قال سفيان: ما سمعت الزهري ذكر في هذا الحديث حمزة قط.

وقال الإمام أحمد عقب الحديث: قال سفيان: إنما نحفظه عن سالم، يعني: الشؤم

(9)

.

لذا قال الترمذي عقب الحديث: «حدثنا سعيد بن عبد الرحمن، حدثنا سفيان عن الزهري عن سالم عن أبيه عن النبي صلى الله عليه وسلم بنحوه ولم يذكر فيه سعيد بن عبد الرحمن عن حمزة ورواية سعيد أصح، لأن

(1)

مسلم (2225).

(2)

الترمذي (2824).

(3)

في المسند (2/ 8).

(4)

في مسنده (621).

(5)

ذكره الترمذي تعليقاً (2824).

(6)

النسائي (6/ 220)، وفي الكبرى (4409).

(7)

النسائي (6/ 220)، وفي الكبرى (4409) و (9283).

(8)

أبو يعلى (5535).

(9)

في المسند (2/ 8) عقب الحديث رقم (4544)، وفي العلل ومعرفة الرجال رواية أبيه عبد الله (5487).

ص: 522

علي بن المديني والحميدي رويا عن سفيان عن الزهري عن سالم عن أبيه وذكرا عن سفيان قال: لم يرو لنا الزهري هذا الحديث إلا عن سالم عن ابن عمر.

وروى مالك هذا الحديث عن الزهري وقال: عن سالم وحمزة ابني عبد الله بن عمر عن أبيهما»

(1)

. اه.

وقال ابن عبد البر: وكان ابن عيينة يروي هذا الحديث عن ابن شهاب فلا يروي في إسناده حمزة

(2)

.

‌علة الوهم:

هذا الحديث يرويه الزهري عن سالم وحمزة ابني عبد الله بن عمر وقد يجمعهما وقد يكتفي بذكر أحدهما.

وممن رواه عن الزهري بذكر سالم وحمزة:

مالك بن أنس

(3)

، وصالح بن كيسان

(4)

، وأبو أويس عبد الله بن عبد الله بن أويس

(5)

، ويونس بن يزيد

(6)

، ومحمد بن أبي عتيق

(7)

، وموسى بن عقبة

(8)

، ويحيى بن سعيد القطان

(9)

.

(1)

في سننه (5/ 116 - 117).

(2)

التمهيد (9/ 281).

(3)

البخاري (5093)، ومسلم (2225)(17)، وهو في الموطأ (2/ 972).

(4)

مسلم (2225)(116).

(5)

أحمد (2/ 115)، والنسائي (9278)، والطحاوي (4/ 313).

(6)

مسلم (2225)(116) من رواية ابن وهب وفي جامع ابن وهب (644).

(7)

النسائي (9284).

(8)

النسائي (9284) و (9285).

(9)

النسائي (9285).

ص: 523

وممن رواه عن الزهري بذكر سالم وحده:

شعيب بن أبي حمزة

(1)

، ويونس بن يزيد

(2)

، وعقيل بن خالد

(3)

، وعبد الرحمن بن إسحاق

(4)

، ومعمر

(5)

، وبديل بن ورقاء

(6)

، وعبد الله بن بديل

(7)

.

وممن رواه عن الزهري بذكر حمزة وحده.

يونس بن يزيد

(8)

، وإسحاق بن راشد

(9)

، ومعمر

(10)

.

وكان سفيان بن عيينة يرويه عن الزهري بذكر سالم وحده ويقول لما ذكر له أن غيره يرويه عن حمزة أيضاً أنه لم يسمع الزهري يذكر في هذا الحديث حمزة.

كذا رواه عشرة من أصحابه الثقات منهم الإمام أحمد بن حنبل والحميدي وابن المديني ويحيى بن يحيى وغيرهم، كما سيق وخالفهم ابن أبي عمر فرواه عن سفيان فجمع سالم وحمزة فوهم حمله على ذلك أن غير سفيان يجمعهما.

(1)

البخاري (2858)، ومسلم (2227).

(2)

البخاري (5753) من رواية عثمان بن عمر.

(3)

مسلم (2225).

(4)

مسلم (2225).

(5)

النسائي في الكبرى (9282)، وعبد الرزاق (19527)، وأحمد (2/ 36).

(6)

أبو يعلى (229).

(7)

الطيالسي (1821).

(8)

النسائي (9276).

(9)

النسائي (9275).

(10)

أحمد (2/ 26) من رواية رباح عن معمر.

ص: 524

لكن قال الحافظ: نقل الترمذي عن ابن المديني والحميدي أن سفيان كان يقول لم يرو الزهري هذا الحديث إلا عن سالم. اه. وكذا قال أحمد عن سفيان إنما يحفظه عن سالم لكن هذا الحصر مردود فقد حدث به مالك عن الزهري عن سالم وحمزة ومالك من كبار الحفاظ ولا سيما في حديث الزهري، وكذا رواه ابن أبي عمر عن سفيان نفسه أخرجه مسلم والترمذي عنه وهو يقتضي رجوع سفيان عما سبق من الحصر، وأما الترمذي فجعل رواية ابن أبي عمر هذه مرجوحة. اه

(1)

.

قلت: وما ذكره الترمذي هو الصحيح وقد وهم ابن أبي عمر وقد ذكر أبو حاتم أن فيه غفلة ولم يأت الحافظ بما يدل على رجوع سفيان عن قوله والله تعالى أعلم.

وانظر ح (739) في باب يونس بن يزيد.

(1)

فتح الباري (6/ 60).

ص: 525

‌الحديث الثالث

(1)

:

1296 -

قال الإمام الترمذي رحمه الله (811): حدثنا ابن أبي عُمَرَ حدثنا سُفيانُ بن عُيَيْنةَ عن منصُورٍ عن أبي حازمٍ عن أبي هُريْرَةَ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من حجَّ فلم يرْفُثْ ولم يَفْسُقْ غُفِرَ له ما تقدَّمَ من ذَنْبِهِ» .

‌التعليق:

هذا إسناد رجاله ثقات رجال الشيخين غير ابن أبي عمر فمن رجال مسلم.

هكذا قال ابن أبي عمر، عن سفيان، عن منصور عن أبي حازم عن أبي هرير عن النبي صلى الله عليه وسلم:«من حج البيت فلم يرفث ولم يفسق غفر له ما تقدم من ذنبه» .

خالفه الحميدي

(2)

، وأحمد بن حنبل

(3)

، وعباس بن الوليد

(4)

، فرووه عن سفيان بهذا الإسناد فقالوا: رجع كيوم ولدته أمه.

وكذلك رواه جماعة عن منصور فذكروا هذا الأجر لمن حج ولم يرفث ولم يفسق أنه رجع كيوم ولدته أمه، منهم:

(1)

رجال الإسناد:

منصور بن المعتمر بن عبد الله السلمي، الكوفي، ثقة ثبت وكان لا يدلس، من طبقة الأعمش.

سلمان، أبو حازم الأشجعي الكوفي، ثقة، من الثالثة، مات على رأس المائة، روى له البخاري ومسلم.

(2)

في مسنده (1004).

(3)

في المسند (2/ 248).

(4)

الطوسي في كتاب الأربعين (32).

ص: 526

شعبة

(1)

، وسفيان الثوري

(2)

، وجرير

(3)

، وأبو الأحوص

(4)

، وأبو عوانة وضاح اليشكري

(5)

، ومسعر

(6)

، وشيبان

(7)

، والفضيل بن عياض

(8)

، وإبراهيم بن طهمان

(9)

.

وكذلك رواه سيار أبو الحكم عن أبي حازم عن أبي هريرة فقال: «كيوم ولدته أمه»

(10)

.

وكذلك روى عن الأعمش عن أبي حازم عن أبي هريرة

(11)

.

وذكر الدارقطني في علله هذا الحديث ولم يعرج على اختلاف المتن فقال:

يرويه منصور بن المعتمر واختلف عنه:

فرواه مسعر والثوري وزهير بن معاوية، وأبو حماد الحنفي، وأبو عوانة، وأبو الأحوص، وعبد الحميد بن الحسين وشريك وفضيل بن الحسن، وابن عيينة، وإسرائيل، وهذيم، عن منصور عن أبي حازم عن أبي هريرة.

(1)

البخاري (1819).

(2)

البخاري (1820)، ومسلم (1350).

(3)

مسلم (1350).

(4)

مسلم (1350).

(5)

مسلم (1350).

(6)

مسلم (1350).

(7)

أبو نعيم في مستخرجه (3142).

(8)

ابن خزيمة (2514)، والنسائي (5/ 114)، وفي الكبرى (36006).

(9)

البيهقي (5/ 262) إلا أنه زاد في الإسناد هلال بن يساق بين منصور وأبي حازم.

(10)

البخاري (1521)، ومسلم (1350).

(11)

الدارقطني (2/ 284)، وابن عدي في الكامل (6/ 101).

ص: 527

وخالفهم إبراهيم بن طهمان رواه عن منصور عن هلال بن يساف عن أبي حازم عن أبي هريرة.

ولم يتابع إبراهيم بن طهمان عليه، والأول هو الصواب

(1)

.

وسبق في باب عبد الرزاق ح (420).

(1)

العلل (11/ 180) رقم (2206)، وانظره في باب إبراهيم ح (609).

ص: 528

‌مجالد

مجالد بن سعيد بن عمير الهمداني، أبو عمرو، يقال أبو سعيد الكوفي.

روى عن: الشعبي، وقيس بن أبي حازم، وأبي الوداك، وزياد بن علاقة.

وعنه: إسماعيل بن أبي خالد وهو من أقرانه، وجرير بن حازم، وشعبة والثوري، وابن عيينة، وابن المبارك، وحماد بن زيد، وحفص بن غياث وجماعة.

ضعفه يحيى القطان وابن مهدي وابن معين وأحمد بن حنبل والنسائي في رواية والدارقطني وابن سعد وابن حبان.

قال البخاري: كان يحيى بن سعيد يضعفه، وكان ابن مهدي لا يروى عنه وكان أحمد بن حنبل لا يراه شيئاً.

ونقل ابن حجر عن البخاري أنه صدوق، وقال الذهبي ترجمه البخاري في كتابه الضعفاء وأورد فيه حديثاً موضوعاً الآفة فيه من غيره.

قال محمد بن المثنى يحتمل حديثه.

ص: 529

وقال ابن عدي: له عن الشعبي عن جابر أحاديث صالحة، وعن غير جابر، وعامة ما يرويه غير محفوظ.

وقال يعقوب بن سفيان: تكلم الناس فيه، وهو صدوق.

قال المزي: حديثه عند مسلم مقرون.

قال ابن حجر: ليس بالقوي، وقد تغير في آخر عمره، من صغار السادسة.

قلت: روى له مسلم حديثاً واحد (1480) في المطلقة ثلاثاً مقروناً، مع حصين ومغيرة وأشعث وإسماعيل بن أبي خالد كلهم عن الشعبي عن فاطمة بنت قيس.

ص: 530

‌الحديث

(1)

:

1297 -

قال أبو داود رحمه الله (2851): حدثنا عثمان بن أبي شيبة، ثنا عبد الله بن نمير، ثنا مجالد، عن الشعبي، عن عدي بن حاتم رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:

«ما علمت من كلب أو باز ثم أرسلته وذكرت اسم الله فكل مما أمسك عليك قلت: وإن قتل قال: إذا قتله ولم يأكل منه شيئاً فإنما أمسكه عليك» .

‌التعليق:

هذا إسناد رجاله كلهم ثقات رجال الشيخين غير مجالد روى له مسلم مقروناً بغيره.

وأخرجه البيهقي (9/ 238) من طريق أبي داود به.

وأحمد (4/ 257) عن عبد الله بن نمير، وابن أبي شيبة (19590) من طريق محمد بن فضيل، والترمذي (1497) والطبراني في المعجم الكبير (168) من طريق عيسى بن يونس كلهم عن مجالد به.

هكذا قال مجالد عن الشعبي عن عدي، عن النبي صلى الله عليه وسلم:(أو باز) خالفه أصحاب الشعبي فلم يذكروا الباز منهم:

(1)

رجال الإسناد:

عثمان بن أبي شيبة، ثقة حافظ شهير له أوهام، انظر ترجمته في بابه.

عبد الله بن نمير الهمداني الكوفي، ثقة صاحب حديث من أهل السنة، من كبار التاسعة، مات سنة 199 وله 84 سنة روى له البخاري ومسلم.

عامر بن شراحيل الشعبي، أبو عمرو، ثقة مشهور فقيه فاضل من الثالثة قال مكحول: ما رأيت أفقه منه، مات بعد المائة وله نحو 80 عاماً روى له البخاري ومسلم.

ص: 531

عبد الله بن أبي السفر

(1)

، بيان بن بشر

(2)

، وعاصم بن سليمان الأحول

(3)

، وزكريا بن أبي زائدة

(4)

، وسعيد بن مسروق الثوري، والد سفيان

(5)

، والحكم بن عتيبة

(6)

.

وكذلك رواه همام بن الحارث

(7)

، وسعيد بن جبير

(8)

، عن عدي بن حاتم.

وهم مجالد بذكر (الباز) إنما هو في صيد الكلاب فقط، ومما يدل على وهمه أنه كان أحياناً لا يذكره، فقد رواه عنه سفيان الثوري

(9)

، وشعبة

(10)

، وعبد العزيز بن مسلم

(11)

، وإسماعيل بن أبي خالد

(12)

، بدون ذكر الباز.

قال البيهقي: (ذكر البازي في هذه الرواية لم يأت به الحفاظ الذين قدمنا ذكرهم وإنما أتى به مجالد والله أعلم)

(13)

.

وانظر الفتح (9/ 600).

(1)

البخاري (175)(2054)(5476)، ومسلم (1929).

(2)

البخاري (5483) و (5487)، ومسلم (1929).

(3)

البخاري (5484)، ومسلم (5169)، وأبو داود (2848).

(4)

البخاري (5475)، ومسلم (1929).

(5)

مسلم (1929).

(6)

مسلم (1929).

(7)

البخاري (5477)(7397)، ومسلم (1925).

(8)

ابن الجارود في المنتقى (919)، والطبراني (17/ 152).

(9)

الحميدي (917)، والترمذي (1470).

(10)

الطبراني (17/ 152).

(11)

الطبراني (17/ 148).

(12)

الطبراني (146)(147)، والبيهقي (9/ 235).

(13)

السنن الكبرى (9/ 238).

ص: 532

‌مخلد بن خالد

مخلد بن خالد بن يزيد الشعيري، أبو محمد العسقلاني، نزيل طرسوس.

روى عن: سفيان بن عيينة، وأبي معاوية، وابن نمير، وأبي أسامة، وعبد الرزاق ويزيد بن هارون وغيرهم.

وعنه: مسلم، وأبو داود، وعبد الله بن أحمد وغيرهم.

قال أبو داود: ثقة.

قال أبو حاتم: لا أعرفه. الجرح والتعديل (8/ 349).

وقد أنكر القاضي عياض هذا الاسم وقال: لم أجد أحداً ذكره في رجال الصحيح ولا في غيرهم.

قال: ولم يذكره الحاكم ولا الباجي، ولا الخيلاني

حتى قال: لا يوجد في الرواة أحد بهذا الاسم وقد رد عليه الثوري. شرح مسلم (7/ 156).

قلت: روى له مسلم حديثاً واحداً في المتابعات (1060) عن سفيان بن عيينة، عن عمر بن سعيد بن مسروق، عن أبيه، عن عباية بن رفاعة، عن رافع بن خديج.

ص: 533

قلت: روى له أبو داود ثمانية وعشرون حديثاً أولها برقم (235) وآخرها (5240).

ص: 534

‌الحديث

(1)

:

1298 -

قال أبو داود رحمه الله (933): حثنا مَخْلدُ بن خالِدٍ الشَّعيرِيُّ ثنا بن نُميْرٍ ثنا علِيُّ بن صالحٍ عن سلمةَ بن كُهَيْلٍ عن حُجرِ بن عنْبسٍ عن وائلِ بن حُجْرٍ أنَّهُ صلى خَلْفَ رسول الله صلى الله عليه وسلم فجَهَرَ بآمينَ وسلم عن يَمِينِهِ وعَنْ شِمَالِهِ حتى رأيت بَيَاضَ خدِّهِ.

‌التعليق:

هذا إسناد رجاله كلهم ثقات رجال الصحيح غير حجر بن عنبس وهو تابعي ثقة قال ابن معين: شيخ كوفي ثقة مشهور.

هكذا قال مخلد بن خالد: (عن ابن نمير، عن علي بن صالح، عن سلمة بن كهيل، عن حجر بن عنبس، عن وائل بن حجر).

خالفه أبو بكر بن محمد بن أبان

(2)

، وأبو بكر بن أبي شيبة

(3)

، وأبو كريب محمد بن العلاء

(4)

.

(1)

رجال الإسناد:

عبد الله بن نمير الهمداني الكوفي، ثقة صاحب حديث من أهل السنة، من كبار التاسعة مات سنة 199 وله 84 سنة، روى له البخاري ومسلم.

علي بن صالح بن صالح بن حي الهمداني الكوفي، أخو حسن، ثقة عابد، من السابعة مات سنة 151 وقيل بعدها، روى له مسلم.

سلمة بن كهيل الحضرمي، الوفي، ثقة يتشيع، من الرابعة، روى له البخاري ومسلم.

حجر بن العنبس الحضرمي الكوفي، صدوق مخضرم، من الثانية، روى له البخاري في جزء القراءة وأبو داود والترمذي.

(2)

الترمذي (249).

(3)

في مصنفه (1/ 299)، ومن طريقه الطبراني في الكبير (22/ 114)، والمزي في تهذيب الكمال (22/ 513).

(4)

الطبراني في الكبير (22/ 114).

ص: 535

فقالوا: (عن ابن نمير، عن العلاء بن صالح، عن سلمة بن كهيل به).

وكذلك رواه محمد بن بشر

(1)

عن العلاء بن صالح.

وهم مخلد بن خالد فال: (علي بن صالح).

قال المزي: «رواه أبو داود والترمذي إلا أن أبا داود سماه في روايته علي بن صالح وهو وهم»

(2)

.

ومراد المزي أن الوهم وقع في رواية أبي داود لا إن الوهم منه. والله أعلم.

وقال الحافظ في ترجمته: العلاء بن صالح التيمي ويقال: الأسدي وسماه أبو داود في روايته علي بن صالح وهو وهم

(3)

.

أما صاحبا عون المعبود وتحفة الأحوذي

(4)

فقد رأيا أن علي بن صالح تابع العلاء بن صالح في روايته هذه ولم يعداها وهماً.

والصحيح ما ذهب إليه الحافظان المزي وابن حجر فإنه لا يعرف لابن نمير رواية عن علي بن صالح إلا في هذا الحديث، وروى ابن نمير عن العلاء بن صالح غير حديث

(5)

.

(1)

الطبراني في الكبير (22/ 114).

(2)

تهذيب الكمال (22/ 512).

(3)

تهذيب التهذيب (3/ 344).

(4)

عون المعبود (3/ 146)، وتحفة الأحوذي (3/ 69).

(5)

أبو داود (1106)، وأحمد (1/ 230)(4/ 320)، وابن أبي شيبة (50201)، وأبو يعلى (1621)، وابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني (178).

ص: 536

‌علة الوهم:

إن علي بن صالح يروي أيضاً عن سلمة بن كهيل

(1)

، فمن هنا دخل الوهم على مخلد بن خالد. والله تعالى أعلم.

(1)

مسلم (1601)، وأحمد (2/ 476)، والنسائي (7/ 318)، وأبو عوانة (5514) وغيرهم.

ص: 537

‌مصعب بن المقدام

مصعب بن المقدام الخثعمي مولاهم، أبو عبد الله الكوفي.

روى عن: الثوري، وفطر بن خليفة، ومسعر، وعكرمة بن عمار وإسرائيل وجماعة.

وعنه: إسحاق، وأبو بكر بن أبي شيبة، وابن نمير، وأبو كريب وجماعة.

قال ابن معين: ثقة، وقال مرة: لا بأس به.

وقال أبو حاتم: صالح.

وقال أحمد: كان رجلاً صالحاً رأيت له كتاباً فإذا هو كثير الخطأ، ثم نظرت في حديثه، فإذا أحاديثه متقاربة عن الثوري.

وقال العجلي: كوفي متعبد.

قال علي بن المديني: ضعيف.

قال الساجي: ضعيف الحديث كان من العباد.

روى له مسلم أربعة أحاديث: (99، 915، 1852، 2570).

كلها في الشواهد والمتابعات.

قال ابن حجر: صدوق له أوهام من التاسعة.

ص: 538

‌الحديث الأول

(1)

:

1299 -

قال أبو عوانة في مسنده (8244): حدثنا محمد بن عبيد الله بن يزيد بن مهيار بن أبي المنادي وحسين بن نصر ختن أحمد بن صالح قالا: ثنا مصعب بن المقدام قال: ثنا سفيان الثوري، عن أبي الزبير، عن جابر رضي الله عنه قال:

نهى النبي صلى الله عليه وسلم أن يمس الرجل ذكره بيمينه، وأن يلتحف الصماء، وأن يحتبي في ثوب ليس على فرجه منه شيء وأن يمشي في نعل واحد.

‌التعليق:

هذا إسناد رجاله كلهم ثقات رجال الصحيح ومحمد بن عبيد الله قد تابعه الحسين بن نصر عند أبي عوانة في هذه الرواية وفي (8245)، ومحمد بن الخطاب عند ابن حبان في صحيحه (1433)، ورواه الخطيب في تاريخه (13/ 111) من طريق محمد بن عبيد الله به.

وهذا إسناد قد وهم فيه مصعب بن المقدام.

خالفه أبو نعيم وهو الفضل بن دكين

(2)

فرواه عن سفيان الثوري عن معمر، عن يحيى بن أبي كثير، عن عبد الله بن أبي قتادة، عن أبيه عن النبي صلى الله عليه وسلم.

(1)

رجال الإسناد:

محمد بن عبيد الله بن يزيد البغدادي، أبو جعفر بن أبي داود بن المنادي، صدوق من صغار العاشرة، مات سنة 272 وله 101، وسماه البخاري أحمد، روى له البخاري.

سفيان الثوري: تقدم (وانظر ترجمته في بابه).

أبو الزبير: محمد بن مسلم بن تدرس: تقدم (انظره في بابه).

(2)

أخرجه ابن حزم في المحلى (2/ 78).

ص: 539

وكذلك رواه سفيان بن عيينة

(1)

، وعيسى بن يونس

(2)

، عن معمر عن يحيى بن أبي كثير به.

والحديث هو حديث أبي قتادة كما في الصحيحين وغيرهما.

فقد أخرجه البخاري في صحيحه من طريق هشام الدستوائي

(3)

، والأوزاعي

(4)

، وشيبان

(5)

.

ومسلم من طريق همام وهشام الدستوائي، وأيوب السختياني كلهم عن يحيى بن أبي كثير، عن عبد الله بن أبي قتادة، عن أبي قتادة به

(6)

.

قال ابن أبي حاتم في العلل (30): سألت أبي وأبا زرعة عن حديث رواه مصعب بن المقدام، عن الثوري، عن أبي الزبير، عن جابر قال: نهى النبي صلى الله عليه وسلم أن يمس الرجل ذكره بيمينه؟

فقالا: هذا خطأ، إنما هو الثوري، عن معمر، عن يحيى بن أبي كثير عن عبد الله بن أبي قتادة، عن أبيه عن النبي صلى الله عليه وسلم.

فقلت: الوهم ممن هو؟

قالا: من مُصعب بن المقدام. اه.

وقال الحافظ في إتحاف المهرة (3/ 400): هو معلول.

(1)

الترمذي (15).

(2)

ابن خزيمة (68).

(3)

البخاري (153).

(4)

البخاري (154).

(5)

البخاري (5630).

(6)

مسلم (267).

ص: 540

‌الحديث الثاني

(1)

:

1300 -

قال أبو يعلى (2769): حدثنا أبو كريب محمد بن العلاء حدثنا مصعب بن المقدام عن مبارك بن فضالة عن الحسن عن أنس قال: لما نزل برسول الله صلى الله عليه وسلم الموت قالت فاطمة: واكرباه، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:«يا بنية لا كرب على أبيك بعد اليوم» .

‌التعليق:

هذا إسناد رجاله رجال الصحيح غير مبارك من فضالة استشهد به البخاري في الصحيح وروى له أبو داود والترمذي وابن ماجه.

وأخرجه ابن حبان (6613) من طريق أبي كريب به.

وابن أبي الدنيا في المحتضرين (344) من طريق أبي كريب كذلك.

هكذا قال مصعب: (عن مبارك، عن الحسن، عن أنس).

خالفه أبو النضر هاشم بن القاسم

(2)

، وأدم

(3)

، وخلف

(4)

، وأبو

(1)

رجال الإسناد:

محمد بن العلاء، تقدم.

مبارك بن فضالة أبو فضالة البصري، صدوق يدلس ويسوي، من السادسة، مات سنة 166 على الصحيح، (خت د ت ق).

الحسن بن أبي الحسن البصري، ثقة فقيه فاضل مشهور، رأس الطبقة الثالثة، مات سنة 110 روى له البخاري ومسلم.

(2)

أحمد (3/ 141).

(3)

الطبراني في الأوسط (9313).

(4)

أحمد (3/ 141).

ص: 541

داود الطيالسي

(1)

.

فرووه عن المبارك عن ثابت، عن أنس.

وكذلك رواه حماد بن زيد

(2)

، ومعمر

(3)

، وحماد بن واقد

(4)

، وعبد الله بن الزبير الباهلي

(5)

.

قال الدارقطني: يرويه مبارك ابن فضالة واختلف عنه:

فرواه مصعب بن المقدام عن مبارك، عن الحسن، عن أنس.

وخالفه أسد بن موسى، وموسى بن إسماعيل فروياه عن مبارك عن ثابت، عن أنس، وهو الصواب

(6)

(1)

في مسنده (2045).

(2)

البخاري (4462)، وعبد بن حميد (1369)، وابن سعد (2/ 311) وغيرهم.

(3)

النسائي (4/ 12)، وأحمد (3/ 197)، وعبد الرزاق (6673)، وإسحاق (2111)، والحاكم (3/ 59).

(4)

ذكره الدارقطني في العلل (2424).

(5)

الترمذي في الشمائل (3791)، وابن ماجه (1629)، وأبو يعلى (3441).

(6)

العلل (12/ 66 رقم 2424).

ص: 542

‌مطر الوراق

مطر بن طهمان الوراق، أبو رجاء الخراساني السلمي، مولى علي، سكن البصرة.

روى عن أنس، يقال: مرسل، وعن عكرمة، وعطاء، والحسن البصري، وعمرو بن دينار، وقتادة، ونافع وجماعة.

وعنه: شعبة، والحمادان، وإبراهيم بن طهمان، وهشام الدستوائي وجماعة.

قال ابن معين وأبو زرعة: صالح.

وضعف حديثه عن عطاء يحيى القطان وابن معين وأحمد بن حنبل.

وقال أبو حاتم: هو صالح الحديث أحب إليّ من سليمان بن موسى، وكان أكبر أصحاب قتادة.

وقال النسائي: ليس بالقوي.

وقال العجلي: صدوق، وقال مرة: لا بأس به.

وقال ابن سعد: كان فيه ضعف في الحديث.

ص: 543

وذكره الحاكم فيمن أخرج لهم مسلم في المتابعات دون الأصول.

قلت: روى مسلم له تسعة أحاديث: (8، 348، 648، 1213، 1409، 1536، 1649، 3/ 1290/ 997، 2865)، وهو كما قال الحاكم في المتابعات دون الأصول.

واستشهد به البخاري في حديث واحد (7111) في باب قول الله تعالى: {وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ

(17)}.

قال ابن حجر: صدوق كثير الخطأ، وحديثه عن عطاء ضعيف، من السادسة.

ص: 544

‌الحديث الأول

(1)

:

1301 -

قال أبو يعلى (3111): حدثنا زهير، حدثنا شبابة بن سوار، حدثنا المغيرة بن مسلم، عن مطر، عن قتادة، عن أنس رضي الله عنه قال:

نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الشرب قائماً، والأكل قائماً.

‌التعليق:

هذا إسناد رجاله كلهم رجال الصحيح غير المغيرة بن سلم وهو ثقة.

وأخرجه أبو عوانة (8196) من طرق عن شبابة بهذا الإسناد. ولفظه نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن الشرب قائماً وعن المجثمة والكلالة وأن يشرب من في السقاء.

هكذا قال مطر عن قتادة عن أنس نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الشرب قائماً والأكل قائماً.

خالفه جماعة من أصحاب قتادة فرووه عنه عن أنس قالوا: نهى

(1)

رجال الإسناد:

زهير بن حرب بن شداد، أبو خيثمة النسائي نزيل بغداد، ثقة ثبت، روى عنه مسلم أكثر من ألف حديث مات سنة 234 وله 94 سنة، روى عنه البخاري ومسلم.

شبابة بن سوّار المدائني أصله من خراسان، ثقة حافظ رمي بالإرجاء من التاسعة، مات سنة أربع أو خمس أو ست ومائتين، روى له البخاري ومسلم.

المغيرة بن مسلم العشملي المدائني، أصله من مرو، صدوق، من السادسة، روى له البخاري في الأدب المفرد والترمذي والنسائي وابن ماجه.

قتادة: تقدم. انظر ترجمته في بابه.

ص: 545

النبي صلى الله عليه وسلم أن يشرب الرجل قائماً، وزاد بعضهم قال قتادة، فقلنا: فالأكل فقال: ذاك أشر أو أخبث.

هكذا رواه سعيد بن أبي عروبة

(1)

، وهشام الدستوائي

(2)

وهمام

(3)

وشعبة

(4)

، فجعلوا النهي عن الأكل فإنما إنما هو من قول أنس رضي الله عنه.

قال ابن حزم: وأما الأكل فمباح

ولم يأت في الأكل نهي إلا عن أنس من قوله

(5)

.

قال القرطبي: وأما قول قتادة الأكل أشر، فشيء لم يقل به أحد من أهل العلم فيما علمت وعلى ما حكاه النقلة والحفاظ فهو رأيه لا روايته والأصل الإباحة والقياس خلي عن الجامع

(6)

.

‌علة الوهم:

جاء النهي عن الأكل قائماً من قول أنس موقوفاً عليه قياساً على الشرب، فأدرجه مطر في الخبر المرفوع عن النبي صلى الله عليه وسلم. والله تعالى أعلم.

(1)

مسلم (2024)(112)، والترمذي (1879).

(2)

مسلم (2024)(113)، وأبو داود (3717).

(3)

مسلم (2024)(113).

(4)

أحمد (3/ 182)، وأبو عوانة (8194)(8195).

(5)

المحلى (6/ 229 - 230).

(6)

المفهم لما أشكل من تلخيص مسلم (5/ 285).

ص: 546

‌الحديث الثاني

(1)

:

1302 -

قال أبو داود رحمه الله (2656): حدثنا مُسلمُ بن إبراهيم ثنا هشامٌ ح وثنا عُبَيْدُ الله بن عُمرَ ثنا عبد الرحمن بن مَهْدِيٍّ ثنا هِشَامٌ ثنا قتادةُ عن الحسنِ عن قَيْسِ بن عُبَادٍ قال: كان أصْحابُ النبي صلى الله عليه وسلم يَكْرَهُون الصَّوْتَ عِنْد القِتَالِ.

حدثنا عُبيدُ الله بن عُمرَ ثنا عبد الرحمن عن همَّامٍ حدثني مطرٌ عن قتادةَ عن أبي بُرْدةَ عن أبيه عن النبي صلى الله عليه وسلم بِمِثْلِ ذلك.

‌التعليق:

هذا إسناد رجاله كلهم ثقات رجال الشيخين غير مطر من رجال مسلم.

وأخرجه أبو عوانة (9569)، والحاكم (2/ 116)، والبيهقي (9/ 153) من طريق همام عن مطر بهذا الإسناد. وقال الحاكم: صحيح على شرط الشيخين.

(1)

رجال الإسناد:

عبيد الله بن عمر بن ميسرة القواريري، البصري، نزيل بغداد، ثقة ثبت من العاشرة، مات سنة 235 على الأصح وله 80 سنة، روى له البخاري ومسلم.

عبد الرحمن مهدي: ثقة ثبت حافظ

(انظر ترجمته في بابه).

همام بن يحيى بن دينار العودي، ثقة ربما وهم من السابعة، مات سنة 164 أو 165، روى له البخاري ومسلم.

قتادة: تقدم. انظره في بابه.

أبو بردة بن أبي موسى الأشعري، ثقة من الثالثة، مات سنة 104 وقد جاوز 80 سنة، روى له البخاري ومسلم.

أبو موسى الأشعري: صحابي مشهور.

ص: 547

هكذا قال مطر: (عن قتادة، عن أبي بردة، عن أبي موسى الأشعري، عن النبي صلى الله عليه وسلم.

خالفه هشام الدستوائي

(1)

، وهمام بن يحيى

(2)

فقالا: (عن قتادة، عن الحسن البصري، عن قيس بن عباد).

وتابعهما معمر

(3)

متابعة قاصرة فقال: عن قتادة عن الحسن.

وهم مطر إذ خالفه ثقتان من أوثق الناس في قتادة فجعلاه من حديث قيس بن عباد

(4)

، وهو تابعي وليس لحديثه حكم الرفع، وجعله مطر من حديث أبي موسى الأشعري رضي الله عنه.

وصحح الحاكم والذهبي حديث هشام.

قال الحاكم عقبه: هذا إسناد صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه، وحديث هشام الدستوائي شاهده، وهو أولى بالمحفوظ.

وقال الذهبي في تلخيصه عن طريق هشام: هذا أصح.

وقال ابن القطان: «فأما حديث قيس بن عباد فليس بمرفوع، وحديث أبي موسى من رواية مطر عن قتادة، ومطر مختلف فيه»

(5)

.

(1)

أبو داود (2656)، وأبو عوانة (6568)، وابن أبي شيبة (33420)، والحاكم (2/ 116)، والبيهقي (4/ 74).

(2)

البغوي في شرح السنَّة (1483).

(3)

عبد الرزاق في المصنف (6281).

(4)

قيس بن عباد، أبو عبد الله البصري، ثقة من الثانية مخضرم مات بعد سنة 80 ووهم من عده من الصحابة (خ م س ق).

(5)

بيان الوهم والإيهام (4/ 413).

ص: 548

وقلت: ولحديث مطر شاهد مرفوع وهو ما رواه البيهقي من حديث عبد الله بن عمرو قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا تمنوا لقاء العدو، وسلوا العافية، فإن لقيتموهم فاثبتوا وأكثروا ذكر الله، فإذا أجلبوا وصيحوا فعليكم بالصمت»

(1)

.

(1)

السنن الكبرى (9/ 153).

ص: 549

‌معاوية بن صالح

معاوية بن صالح بن حدير بن سعيد الحضرمي، أبو عمرو وقيل أبو عبد الرحمن الحمصي، أحد الأعلام وقاضي الأندلس.

روى عن: إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة، ويحيى بن سعيد الأنصاري، ومكحول وعبد الرحمن بن جبير بن نفير، وربيعة بن يزيد، وجماعة.

وعنه: الثوري، والليث بن سعد، وعبد الرحمن بن مهدي وزيد بن الحباب وجماعة.

وثقه أحمد وابن معين وابن مهدي والنسائي والعجلي وأبو زرعة وابن سعد وغيرهم، وزاد أبو زرعة: محدث.

وقال ابن معين في رواية صالح.

وضعفه يحيى القطان وأبو إسحاق الفزاري.

وقال أبو حاتم: صالح الحديث، حسن الحديث يكتب حديثه ولا يحتج به.

قال ابن عدي: له حديث صالح، وما أرى بحديثه بأساً وهو عندي صدوق، إلا أنه يقع في حديثه إفرادات.

ص: 550

قال ابن حجر: صدوق له أوهام، من السابعة.

روى عنه مسلم سبعة عشر حديثاً.

(234، 307، 454، 542، 935، 963، 1037، 1121، 1753، 1855، 1931

(1)

، 1975، 2200، 2553).

(1)

عن العلاء عن مكحول، والذي قبله عن عبد الرحمن بن جبير.

ص: 551

‌الحديث الأول

(1)

:

1303 -

قال الترمذي (3549): حدثنا محمد بن إسماعيل، قال: حدثنا عبد الله بن صالح قال: حدثني معاوية بن صالح، عن ربيعة بن يزيد عن أبي إدريس الخولاني عن أبي أمامة رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال:

«عليكم بقيام الليل فإنه دأب الصالحين قبلكم وهو قربة إلى ربكم ومكفرة للسيئات ومنهاة للإثم» .

‌التعليق:

هذا إسناد رجاله ثقات.

وأخرجه ابن خزيمة في صحيحه (1135)، والطبراني في الكبير (7466)، والأوسط (3253)، ومسند الشاميين (1931)، والحاكم (1/ 308)، والبغوي في شرح السنة (4/ 922)، ويحيى بن معين كما في الجزء الثاني من الفوائد (169)، وابن عدي في الكامل (1524)، وابن أبي الدنيا في قيام الليل (3).

(1)

رجال الإسناد:

محمد بن إسماعيل بن يوسف السلمي، أبو إسماعيل الترمذي، نزيل بغداد، ثقة حافظ، من الحادية عشرة، مات سنة 280 روى عنه الترمذي والنسائي.

عبد الله بن صالح الجهني، أبو صالح المصري كاتب الليث، صدوق كثير الغلط ثبت في كتابه وكانت منه غفلة، من العاشرة، مات سنة 222 وله 80 سنة، روى له أبو داود والترمذي وابن ماجه، واستشهد به البخاري في الصحيح.

ربيعة بن يزيد الدمشقي، ثقة عابد، من الرابعة، 121 أو 123، روى له البخاري ومسلم.

عائذ الله بن عبد الله أبو إدريس الخولاني، ولد في حياة النبي صلى الله عليه وسلم يوم حنين وسمع من كبار الصحابة، مات سنة 80، روى له البخاري ومسلم.

ص: 552

كلهم من طريق عبد الله بن صالح به.

وقد أنكره الحفاظ على معاوية بن صالح.

قال يحيى بن معين: إسناده غريب وهو حديث منكر

(1)

.

وقال أبو حاتم: هو حديث منكر لم يروه غير معاوية وأظنه من حديث محمد بن سعيد الشامي الأزدي فإنه يروي هذا هو بإسناد آخر

(2)

.

وقال المقدسي: رواه أبو صالح عبد الله بن صالح عن معاوية بن صالح

وأبو صالح ضعيف

(3)

.

وذكره ابن عدي في الكامل من منكراته.

وقال الطبراني: لم يروه عن أبي أمامة إلا أبو إدريس ولا عنه إلا ربيعة تفرد به معاوية

(4)

.

ومع ذلك كله حسنه العلامة الألباني رحمه الله لظاهر الإسناد. والله أعلم.

(1)

الجزء الثاني من حديث يحيى بن معين الفوائد (1/ 225).

(2)

العلل لابن أبي حاتم (346).

(3)

ذخيرة الحفاظ (3532).

(4)

الأوسط (3/ 312).

ص: 553

‌الحديث الثاني

(1)

:

1304 -

قال الطحاوي في شرح معاني الآثار (1/ 297): حدثنا فهد قال: ثنا عبد الله بن صالح قال: ثنا معاوية بن صالح أن يحيى بن سعيد حدثه أن محمد بن عبد الرحمن حدثه عن أمه عمرة أن عائشة رضي الله عنها قالت:

كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي ركعتي الفجر ركعتين خفيفتين حتى أقول هل قرأ فيهما أم الكتاب.

‌التعليق:

هذا إسناد رجاله ثقات.

هكذا قال معاوية بن صالح عن يحيى بن سعيد عن محمد بن عبد الرحمن عن أمه عمرة.

(1)

رجال الإسناد:

فهد بن سليمان، أبو محمد النحاس المصري، قال أبو سعيد بن يونس كان ثقة ثبت توفي 275 عصراً، تاريخ دمشق (48/ 460).

عبد الله بن صالح، كاتب الليث، صدوق كثير الغلط ثبت في كتابه، روى له البخاري وأبو داود والترمذي وابن ماجه.

يحيى بن سعيد بن قيس الأنصاري المدني القاضي، ثقة ثبت، من الخامسة روى له البخاري ومسلم.

محمد بن عبد الرحمن بن سعد بن زرارة الأنصاري، ثقة، من السادسة، مات سنة 124، روى له البخاري ومسلم.

عمرة بنت عبد الرحمن بن سعد بن زرارة الأنصارية المدنية، أكثرت عن عائشة، ثقة، من الثالثة، مات قبل سنة 100، روى لها البخاري ومسلم.

ص: 554

خالفه سفيان بن عيينة

(1)

، وعبد الوارث بن سعيد

(2)

فقالوا: (ابن أخي عمرة) وهو الصحيح أن عمرة عمته وليست أمه.

وهي أم محمد بن عبد الرحمن بن حارثة أبو الرجال، وقد تقدم بيان ذلك في باب أبي بكر بن أبي شيبة ح (1071) فانظره.

(1)

أحمد (6/ 40).

(2)

أحمد (6/ 186).

ص: 555

‌معاوية بن هشام

معاوية بن هشام القصار الأزدي، أبو الحسن الكوفي، مولى بني أسد.

روى عن: سفيان الثوري، ومالك، وهشام بن سعد، وشريك، وشيبان وجماعة.

وعنه: أحمد، وإسحاق، وابنا أبي شيبة، وأبو كريب وجماعة.

قال أبو داود: ثقة.

وقال أحمد بن حنبل: كثير الخطأ.

وقال يحيى بن معين: صالح وليس بذاك.

وقال ابن أبي حاتم: سألت أبي عن يحيى بن يمان ومعاوية بن هشام؟ قال: ما أقربهما، ثم قال معاوية بن هشام كأنه أقوم حديثاً وهو صدوق.

وقال الساجي: صدوق يهم.

وقال ابن سعد: صدوق كثير الحديث، مات سنة 204.

قال ابن حجر: صدوق له أوهام، من صغار التاسعة.

روى عنه مسلم أربعة أحاديث: (196، 603، 1694، 2598).

ص: 556

‌الحديث الأول

(1)

:

1305 -

قال أبو داود رحمه الله (676): حدثنا عثمان بن أبي شيبة، حدثنا معاوية بن هشام، حدثنا سفيان، عن أسامة بن زيد، عن عثمان بن عروة عن عروة، عن عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

«إن الله وملائكته يصلون على ميامن الصفوف» .

‌التعليق:

وهذا إسناد على شرط مسلم.

وأخرجه ابن ماجه (1005)، وابن حبان (2160)، والبيهقي (3/ 103)، والبغوي في شرح السنة (819) كلهم عن عثمان بن أبي شيبة به.

(1)

رجال الإسناد:

عثمان بن محمد بن إبراهيم بن عثمان العبسي، أبو الحسن بن أبي شيبة الكوفي، ثقة حافظ شهير، وله أوهام وقيل كان لا يحفظ القرآن، من العاشرة، مات سنة 239، وله 83 سنة، روى له البخاري ومسلم.

معاوية بن هشام: تقدم.

سفيان بن سعيد بن مسروق الثوري، ثقة حافظ فقيه عابد إمام حجة، انظر ترجمته في بابه.

أسامة بن زيد الليثي مولاهم، أبوزيد المدني، صدوق يهم، من السابعة، مات سنة 153 وله بضع وسبعون سنة، روى له مسلم والبخاري تعليقاً.

عثمان بن عروة بن الزبير بن العوام المدني أخو هشام وكان أصغر منه لكن مات قبله، ثقة من السادسة، مات قبل الأربعين، روى له البخاري ومسلم.

عروة بن الزبير بن العوام، أبو عبد الله المدني، ثقة فقيه مشهور من الثالثة، مات سنة 94 على الصحيح ومولده في أوائل خلافة عثمان، روى له البخاري ومسلم.

ص: 557

هكذا رواه معاوية بن هشام، عن سفيان، عن أسامة، عن عثمان بن عروة، عن عروة، عن عائشة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:«إن الله وملائكته يصلون على ميامن الصفوف» .

خالفه قبيصة بن عقبة

(1)

، وأبو أحمد الزبيري

(2)

، وعبيد الله بن عبد الرحمن الأشجعي

(3)

، وحسين بن حفص

(4)

، وعبد الله بن الوليد العدني

(5)

، وعبد الرزاق

(6)

.

هؤلاء كلهم رووه عن سفيان الثوري بهذا الإسناد بلفظ: (إن الله وملائكته يصلون على الذين يصلون الصفوف).

وكذلك رواه عبد الله بن وهب

(7)

عن أسامة بن زيد، عن عثمان بن عروة، عن عروة عن عائشة مثل رواية الجماعة عن سفيان الثوري تابعه

(1)

عبد بن حميد (1513)، والبيهقي (3/ 103).

(2)

أحمد (6/ 160).

(3)

البيهقي (3/ 103).

(4)

البيهقي (3/ 103)، وابن حبان (2164)، وفيه عبد الله بن عروة بدل عثمان وكلاهما صحيح.

(5)

أحمد (6/ 67).

(6)

في المصنف (2470) في باب (فضل من وصل الصف والتوسع لمن دخل الصف)(2/ 56)، إلا أنه بلفظ:«إن الله وملائكته يصلون على الذي يصلي في الصف الأول» وأظنه بهذا اللفظ خطأ، فقد ذكر البيهقي في سننه (1/ 103) أن عبد الرزاق رواه بمثل رواية الجماعة.

يدل على ذلك أن في المصنف (2/ 51) باب فضل الصف الأول أخرج فيه حديث البراء بن عازب إن الله وملائكته يصلون على الصف الأول وأحاديث أخرى ولم يذكر حديثنا هذا والله أعلم.

(7)

ابن خزيمة (1550)، وابن المنذر في الأوسط (1983)، وابن حبان (2163)، والحاكم (1/ 214)، والبيهقي (3/ 101)، وابن عساكر في تاريخ دمشق (38/ 438).

ص: 558

سليمان بن بلال، وعبد الوهاب بن عطاء، وحاتم بن إسماعيل وأبو ضمرة، والواقدي كلهم عن أسامة بن زيد به

(1)

.

وكذلك رواه هشام بن سعد عن عثمان بن عروة عن عروة عن عائشة

(2)

.

وكذلك رواه إسماعيل بن عياش

(3)

، عن هشام بن عروة، عن عروة عن عائشة.

لذا قال البيهقي عقب الحديث: (كذا قال، والمحفوظ بهذا الإسناد عن النبي صلى الله عليه وسلم:«إن الله وملائكته يصلون على الذين يصلون الصفوف» .

ثم ساقه بسنده عن الأشجعي عن سفيان ثم قال: وكذلك رواه أبو أحمد الزبيري عن سفيان، ورواه الحسين بن حفص عن سفيان عن أسامة بن زيد عن عبد الله بن عروة عن عروة عن عائشة به).

وكذلك رواه عبد الرزاق وعبد الله بن الوليد العدني عن سفيان قال لي أبو الحسن بن عبدان قال أبو القاسم الطبراني: كلاهما صحيحان

(4)

، قال البيهقي: يريد كلا الإسنادين فأما المتن فإن معاوية بن هشام ينفرد بالمتن الأول فلا أراه محفوظاً، فقد رواه عبد الله بن وهب وعبد الوهاب بن عطاء عن أسامة بن زيد نحو رواية الجماعة في المتن).

(1)

ذكرهم الدارقطني في العلل (14/ 210).

(2)

أبو أحمد الأصبهاني في مجموع فيه عشرة أجزاء (435).

(3)

ابن ماجه (995)، وأحمد (6/ 89).

(4)

أي: الإسناد الذي فيه عبد الله بن عروة وعثمان بن عروة.

ص: 559

‌الحديث الثاني

(1)

:

1306 -

قال الإمام الترمذي رحمه الله (3064): حدثنا أبو كريب، حدثنا معاوية بن هشام عن سفيان، عن أبي إسحاق، عن ناجية بن كعب عن علي رضي الله عنه.

أن أبا جهل قال للنبي صلى الله عليه وسلم: إنا لا نكذبك ولكن نكذب بما جئت به فأنزل الله: { .. فَإِنَّهُمْ لَا يُكَذِّبُونَكَ وَلَكِنَّ الظَّالِمِينَ بِآيَاتِ اللَّهِ يَجْحَدُونَ (33)} .

‌التعليق:

هذا إسناد رجاله ثقات، وأخرجه الترمذي أيضاً في العلل الكبير (656)، والضياء في المختارة (748)، والقاضي عياض في الشفا (149)، وابن أبي حاتم في التفسير (4/ 1282)، والدارقطني في العلل (4/ 143) من طريق أبي كريب وشعيب بن أيوب عن معاوية بن هشام به.

هكذا قال معاوية بن هشام: (عن سفيان، عن أبي إسحاق، عن ناجية بن كعب، عن علي رضي الله عنه.

(1)

رجال الإسناد:

محمد بن العلاء بن كريب الهمداني، أبو كريب الكوفي، مشهور بكنيته ثقة حافظ، من العاشرة مات سنة 247 وله 87 سنة، روى له البخاري ومسلم.

سفيان الثوري: تقدم، انظر ترجمته في بابه.

أبو إسحاق السبيعي: عمرو بن عبد الله بن عبيد، ثقة مكثر عابد، من الثالثة، اختلط بأخرة، مات سنة 29 وقيل قبل ذلك، روى له البخاري ومسلم.

ناجية بن كعب الأسدي عن علي، ثقة من الثالثة، روى له أبو داود والترمذي والنسائي.

ص: 560

خالفه عبد الرحمن بن مهدي

(1)

، ويحيى بن آدم

(2)

فقالا: (عن سفيان، عن أبي إسحاق، عن ناجية بن كعب) مرسلاً لا يذكرون علي.

وهذا الوجه صححه البخاري والترمذي والدارقطني.

قال الترمذي أيضاً: «سألت محمداً عن هذا الحديث فقال: الصحيح عن أبي إسحاق عن ناجية عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسل»

(3)

.

وقال الترمذي أيضاً: «حدثنا إسحاق بن منصور أخبرنا عبد الرحمن بن مهدي عن سفيان عن أبي إسحاق عن ناجية أن أبا جهل قال للنبي صلى الله عليه وسلم، فذكر نحوه ولم يذكر فيه عن علي وهذا أصح»

(4)

.

وقال الدارقطني وسئل عن هذا الحديث:

«يرويه الثوري عن أبي إسحاق عن ناحية بن كعب عن علي.

قاله معاوية بن هشام عن الثوري.

وغيره يرويه عن الثوري مرسلاً لا يذكر فيه علياً وهو المحفوظ»

(5)

.

وقد روى الحديث موصولاً من طريق إسرائيل لكن فيه نظر.

فقد رواه الحاكم من طريق محمد بن سابق عن إسرائيل عن أبي

(1)

الترمذي (3064) عقب حديث معاوية بن هشام، والطبري في تفسيره (11/ 334)، وابن أبي حاتم في التفسير (4/ 1282).

(2)

الطبري (7/ 334).

(3)

العلل الكبير، ص 380، عقب الحديث (656).

(4)

الجامع الصحيح (5/ 244).

(5)

العلل 4/ 143.

ص: 561

إسحاق عن ناجية عن علي رضي الله عنه

(1)

.

وهذه الرواية لم يقف عليها الدارقطني فلم يشر إليها عند ذكر الاختلاف، بل أشار إلى أن إسرائيل رواه عن أبي إسحاق عن أبي ميسرة مرسلاً عن النبي صلى الله عليه وسلم.

فإن صحت فيكون طريق إسرائيل موصولاً لكن المحفوظ عن سفيان الثوري أنه يرويه مرسلاً كما رواه عبد الرحمن بن مهدي ويحيى بن آدم وكل منهما أوثق من معاوية بن هشام فكيف وقد اجتمعا.

ومحمد بن سابق في حفظه كلام وإن كان من رجال الشيخين، فقد ضعفه يحيى بن معين وقال يعقوب بن شيبة كان شيخاً صدوقاً ثقة وليس ممن يوصف بالضبط للحديث، وأنكر عليه ابن المديني حديثاً رواه عن إسرائيل، وقال أبو حاتم: يكتب حديثه ولا يحتج به.

وقال ابن حجر: صدوق.

فيحتمل أن يكون دخل عليه إسناداً آخر يتعلق بهذه الآية روى موصولاً بهذا الإسناد المرسل.

فقد روى أبو أحمد الزبيري عن إسرائيل نفسه عن أبي إسحاق عن ناجية بن كعب عن علي أنه كان يقرأ هذا الحرف { .. فَإِنَّهُمْ لَا يُكَذِّبُونَكَ

(33)} مخففة»

(2)

.

(1)

في المستدرك (2/ 315) وقال صحيح على شرط الشيخين، وتعقبه الذهبي فإن ناجية لم يخرجا له شيئاً.

(2)

الضياء في المختارة (749).

ص: 562

فلعل محمد بن سابق اشتبه عليه الحديث الذي يرويه إسرائيل في القراءة بالحديث الذي يرويه إسرائيل في سبب النزول وكلاهما يتعلق بنفس الآية وناجية بن كعب مشهور بالرواية عن علي رضي الله عنه والله تعالى أعلم.

ص: 563

‌الحديث الثالث

(1)

:

1307 -

قال النسائي رحمه الله (7/ 115): أخبرنا أحمد بن سليمان، قال: حدثنا معاوية بن هشام.

قال: حدثنا سفيان، عن عبد الله بن الحسن، عن محمد بن إبراهيم بن طلحة، عن عبد الله بن عمرو قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

«من قتل دون ماله فهو شهيد» .

‌التعليق:

هذا إسناد رجاله كلهم ثقات، وهو في السنن الكبرى له (3552).

هكذا قال معاوية: (عن سفيان عن عبد الله بن الحسن، عن محمد بن إبراهيم بن طلحة، عن عبد الله بن عمرو.

خالفه وكيع

(2)

، ويحيى بن سعيد القطان

(3)

، وعبد الرحمن بن

(1)

رجال الإسناد:

أحمد بن سليمان بن عبد الملك، أبو الحسين الزهاوي، ثقة حافظ، من الحادية عشرة، مات سنة 261، روى له النسائي.

سفيان: تقدم انظر ترجمته في بابه.

عبد الله بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب الهاشمي المدني، أبو محمد، ثقة جليل القدر، من الخامسة مات أول سنة 145 وله 75 سنة، روى له أصحاب السنن.

محمد بن إبراهيم بن طلحة، هو إبراهيم بن محمد بن طلحة التيمي، أبو إسحاق المدني، ثقة من الثالثة، مات سنة 110، روى له مسلم والبخاري في الأدب المفرد.

(2)

أحمد (2/ 193).

(3)

أبو داود (4771)، والنسائي (7/ 115)، وفي الكبرى (3551).

ص: 564

مهدي

(1)

، وعبد الرزاق

(2)

، ومحمد بن عبد الرحمن الكوفي

(3)

فقالوا عن سفيان، عن عبد الله بن الحسن، عن إبراهيم بن محمد بن طلحة، عن عبد الله بن عمرو).

قلب معاوية اسم (إبراهيم بن محمد بن طلحة) إلى محمد بن إبراهيم بن طلحة، لذا قال النسائي: هذا خطأ والصواب الذي قبله يعني حديث يحيى القطان ومن تابعه

(4)

.

(1)

الترمذي (1420)، وأحمد (2/ 194)، والبيهقي (8/ 187).

(2)

في مصنفه (18562).

(3)

الترمذي (1420).

(4)

أي أن معاوية وهم في اسم الراوي ثم ذكر النسائي أن سفيان وهمه في قوله عبد الله بن حسن، عن إبرهيم بن محمد عن عبد الله بن عمرو والصحيح كما رواه سعير بن الحمس عن عبد الله بن الحسن عن عكرمة عن عبد الله بن عمرو وسيأتي في باب سفيان.

ص: 565

‌الحديث الرابع

(1)

:

1308 -

قال أبو عبد الرحمن النسائي رحمه الله في السنن الكبرى (1369): أخبرنا أحمد بن سليمان، قال: نا معاوية وهو ابن هشام، قال: نا سفيان، عن حبيب، عن مجاهد، عن عبد الله بن عمرو، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:

«صلاة الرجل قاعداً على النصف من صلاته قائماً» .

‌التعليق:

هذا إسناد رجاله كلهم ثقات رجال الصحيح غير شيخ النسائي أحمد بن سليمان أكثر عنه النسائي الرواية وقال: ثقة مأمون صاحب حديث.

وقال ابن أبي حاتم: صدوق ثقة، وذكره ابن حبان في الثقات وقال: كان صاحب حديث يحفظ.

وقد وهم معاوية بن هشام رحمه الله في هذا الإسناد فقال: (سفيان عن حبيب، عن مجاهد، عن عبد الله بن عمر).

(1)

رجال الإسناد:

أحمد بن سليمان بن عبد الملك، أبوالحسين الرهاوي، ثقة حافظ من الحادية عشرة، مات سنة 261، روى له النسائي.

حبيب بن أبي ثابت قيس ويقال هند بن دينار الأسدي مولاهم أبو يحيى الكوفي ثقة فقيه جليل

، من الثالثة، مات سنة 119، روى له البخاري ومسلم.

مجاهد بن جبر، أبو الحجاج المخزومي مولاهم المكي، ثقة إمام في التفسير وفي العلم، من الثالثة، مات 101 أو نحوها، وله 83 سنة، روى له البخاري ومسلم.

ص: 566

خالفه وكيع

(1)

، وأبو نعيم

(2)

، وعبد الرحمن بن مهدي

(3)

.

فرووه عن: (سفيان، عن حبيب، عن أبي موسى الحذاء، عن عبد الله بن عمرو).

والحديث أخرجه البزار (2492)، والخطيب في موضح أوهام الجمع والتفريق (2/ 423).

وقال البزار: (وهذا الحديث لا نعلم أحداً رواه غير الثوري، عن حبيب عن مجاهد عن عبد الله بن عمرو إلا معاوية بن هشام).

وقال ابن أبي حاتم في العلل (540): وسألت أبي عن حديث رواه معاوية بن هشام فذكر الإسناد والحديث.

قال أبي: هذا خطأ إنما هو حبيب، عن أبي موسى الحذاء، عن عبد الله بن عمرو، عن النبي صلى الله عليه وسلم.

قلت: فتحول الإسناد من إسناد صحيح إلى إسناد ضعيف.

فأبو موسى الحذاء، قال أبو حاتم في الجرح والتعديل (9/ 438): لا يُعرف ولا يسمى وفرَّق أبوَّ حاتم بينه وبين أبي موسى الحذاء المكي المسمى صهيباً. روى عن عبد الله بن عمرو أيضاً، وفرق بينهما أيضاً ابن حبان في الثقات (4/ 381)(5/ 584)، وذكرهما المزي في التهذيب وقال: يحتمل أن يكونا واحداً، وتبعه ابن حجر في

(1)

أحمد (2/ 193 - 194 رقم 6808)، وابن أبي شيبة (4633).

(2)

النسائي في الكبرى (1370).

(3)

النسائي في الكبرى (1371) موقوفاً.

ص: 567

التهذيب وفي التقريب وقال في التقريب: أبو موسى الحذاء اسمه صهيب مقبول من الرابعة، روى له النسائي.

فعلى هذا القول يكون الإسناد لا بأس به، والحديث صحيح.

والحديث أخرجه مسلم في صحيحه (735) من طرق عن عبد الله بن عمرو عن النبي صلى الله عليه وسلم.

قال الدارقطني في العلل (14/ 209 رقم 3564): وسئل عن حديث عروة عن عائشة عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «إن الله وملائكته يصلون على الذين يصلون الصفوف» .

فقال: يرويه أسامة بن زيد الليثي واختلف عنه:

فرواه سليمان بن بلال، وعبد الوهاب بن عطاء، وحاتم بن إسماعيل، وأبو [ضمرة]، وعبد الله بن وهب، ومحمد بن عمر الواقديّ، عن أسامة بن زيد، عن عثمان بن عروة، عن أبيه، عن عائشة.

واختلف عن الثوريّ:

فرواه الأشجعيّ، وأبو أحمد الزبيريّ، ومعاوية بن هشام، وقبيصة، عن الثوريّ، عن أسامة بن زيد، عن عثمان بن عروة.

وخالفه عبد الرزاق، وعبد الله بن الوليد العدني، ويزيد أبي حكيم، فرووه عن الثوريّ، عن أسامة بن زيد، عن عبد الله بن عروة، عن أبيه، عن عائشة.

وكذلك قال السريّ العسقلاني، عن ابن وهب، عن أسامة، عن عبد الله بن عروة.

ص: 568

[ورواه محمد بن معمر البحراني، عن قبيصة، عن الثوريّ، عن أسامة بن زيد، عن هشام بن عروة]، عن أبيه. وذلك وهم منه.

ورُوي عن حسين بن حفص الأصبهاني، عن الثوريّ، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة. ولم يذكر: أسامة.

والصحيح قول من قال: عن أسامة بن زيد، عن عثمان بن عروة.

وكذلك رواه هشام بن سعد، عن عثمان بن عروة.

ص: 569

‌الحديث الخامس

(1)

:

1309 -

قال أبو داود رحمه الله (3557): حدثنا عثمان بن أبي شيبة، حدثنا معاوية بن هشام، حدثنا سفيان، عن حبيب يعني: ابن أبي ثابت عن حميد الأعرج، عن طارق المكي، عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه قال:

قضى رسول الله صلى الله عليه وسلم في امرأة من الأنصار أعطاها ابنها حديقة من نخل فماتت، فقال ابنها: إنما أعطيتها حياتها، وله إخوة، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:«هي لها حياتها وموتها» ، قال: كنت تصدقت بها عليها، قال:«ذلك أبعد لك» .

‌التعليق:

هذا إسناد رجاله كلهم ثقات رجال الصحيح.

وأخرجه البيهقي (6/ 174) من طريق محمد بن عثمان بن أبي شيبة عن أبيه عثمان عن معاوية بن هشام به.

(1)

رجال الإسناد:

عثمان بن محمد بن إبراهيم بن عثمان العبسي، أبو الحسن ابن أبي شيبة الكوفي، ثقة حافظ شهير وله أوهام، من العاشرة، مات سنة 239 وله 83 سنة، روى له البخاري ومسلم.

سفيان الثوري: تقدم في بابه.

حبيب بن أبي ثابت: تقدم.

حميد بن قيس المكي الأعرج، ليس به بأس، من السادسة مات سنة 130 وقيل بعدها، روى له البخاري ومسلم.

طارق بن عمرو المكي الأموي مولاهم أمير المدينة لعبد الملك، وثقه أبو زرعة في الحديث والمشهور أنه كان من أمراء الجور، من الثالثة مات في حدود عام 80، روى له مسلم.

ص: 570

هكذا رواه معاوية بن هشام فقال: (عن سفيان الثوري عن حبيب بن أبي ثابت، عن حميد الأعرج، عن طارق المكي عن جابر بن عبد الله).

خالفه يحيى بن سعيد القطان

(1)

، وروح بن عبادة

(2)

فقالا: (عن سفيان الثوري، عن حميد الأعرج، عن محمد بن إبراهيم

(3)

، عن جابر بن عبد الله).

ومما يدل على وهم معاوية بن هشام في هذا الإسناد واضطرابه فيه أنه رواه مرة أخرى فقال: (عن سفيان، عن حميد الأعرج عن طارق المكي عن جابر)

(4)

لم يذكر حبيب.

وقال البيهقي: رواه أبو داود في السنن عن عثمان بن أبي شيبة نحو رواية ابنه عنه وليس بالقوي، وقد رواه ابن عيينة بخلاف ذلك.

‌علة الوهم:

1 اختلط على معاوية بن هشام فأدخل إسناداً في إسناد.

فإن حبيب بن أبي ثابت يروي عن حميد الكندي، عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه قال: نحل رجلاً منا أمه نخلاً حياتها، فلما ماتت

(1)

أحمد (3/ 299).

(2)

أحمد (3/ 299).

(3)

محمد بن إبراهيم بن الحارث بن خالد التيمي، أبو عبد الله المدني، ثقة له أفراد، من الرابعة مات سنة 120 على الصحيح، روى له البخاري ومسلم (قلت إلا أنه لم يسمع من جابر فالإسناد منقطع).

(4)

رواه ابن أبي شيبة (10/ 183)، والبيهقي (6/ 174) من طريقه ومن طريق أخيه عثمان.

ص: 571

قال: أنا أحق بنحلي فقضى النبي صلى الله عليه وسلم أنها ميراث

(1)

.

فهذا هو وجه وهم معاوية في ذكر حبيب في الإسناد.

أما ذكره لطارق المكي.

فقد روى سفيان بن عيينة عن عمرو بن دينار عن سلمان بن يسار أن طارقاً كان أميراً على المدينة فقضى بالعمرى للوارث عن قول جابر بن عبد الله عن النبي صلى الله عليه وسلم

(2)

.

2 أن معاوية له أوهام، فقد قال أحمد بن حنبل عنه: كثير الخطأ، وقال الساجي: صدوق يهم، وقال ابن عدي: أغرب عن الثوري ناسياً، وأرجو أنه لا بأس به.

وقال ابن أبي حاتم في العلل (1419): سألت أبي عن حديث رواه يحيى القطان، عن الثوري، عن حميد الأعرج عن محمد بن إبراهيم التيمي عن جابر بن عبد الله فذكر الحديث.

فقال أبي: كذا رواه يحيى القطان، ومعاوية بن هشام عن الثوري، ورواه حبيب بن أبي ثابت فقال: عن حميد، عن طارق قاضي مكة، عن جابر بن عبد الله عن النبي صلى الله عليه وسلم.

قلت لأبي: أيهما أصح؟

قال: إن كان شيء فمن حميد لأن حميد ليس بالحافظ!

(1)

أخرجه ابن أبي شيبة (10/ 167)، والطحاوي (4/ 93) من طريق يحيى بن زكريا بن أبي زائدة، عن أبيه، عن حبيب بن أبي ثابت.

ورجاله رجال الشيخين إلا حميد الكندي، ذكره ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل (3/ 232) وسكت عنه.

(2)

مسلم (1625).

ص: 572

قلت: كذا جاءت العبارة في جميع النسخ، ولعل الصواب أنه كذا رواه يحيى القطان. (لأن الذي تقدم في السؤال إنما هو رواية يحيى)، ورواه معاوية بن هشام عن الثوري عن حبيب بن أبي ثابت فقال عن حميد

فسقطت كلمة رواه من أمام كلمة معاوية ووضعت أمام كلمة حبيب بن أبي ثابت والله أعلم.

ص: 573

‌الحديث السادس

(1)

:

1310 -

قال الإمام أحمد رحمه الله (3/ 442): حدثنا معاوية بن هشام، قال: حدثنا سفيان عن أبي على الصيقل، عن قثم بن تمام أو تمام بن قثم، عن أبيه قال:

أتينا النبي صلى الله عليه وسلم فقال: «ما بالكم تأتوني قُلحاً لا تسوكون، لولا أن أشق على أمتي لفرضت عليهم السواك كما فرضت عليهم الوضوء» .

‌التعليق:

هذا إسناد ضعيف، أبو علي الصيقل هو أبي علي الزراد مجهول قاله أبو علي ابن السكن وغيره كما في تعجيل المنفعة (1350).

هكذا قال معاوية بن هشام: (عن سفيان، عن أبي علي الصيقل، عن قثم بن تمام، أو تمام بن قثم، عن أبيه).

خالفه إسماعيل بن عمر أبو المنذر

(2)

، والأشجعي

(3)

، وقبيصة

(4)

فرووه عن سفيان، فقالوا:(جعفر بن تمام بن العباس، عن أبيه تمام)

(1)

رجال الإسناد:

سفيان: هو الثوري تقدم.

أبو علي الزراد الصيقل، روى عن جعفر بن تمام عن أبيه عن جده في السواك، قال أبو علي بن السكن مجهول (التعجيل 2/ 512 رقم 1350).

قثم بن تمام أو تمام بن قثم الأرجح أنه تمام بن العباس بن عبد المطلب (التعجيل 2/ 133 رقم 880).

(2)

أحمد (1/ 214).

(3)

البيهقي (1/ 36).

(4)

الطبراني في الكبير (1301).

ص: 574

وكذلك رواه شيبان

(1)

، والفضيل بن عياض

(2)

، وعمر بن عبد الرحمن

(3)

، وجرير

(4)

عن منصور، عن أبي علي الصيقل، عن جعفر بن تمام، عن أبيه.

قال الحافظ في ترجمة تمام بن العباس: اختلف في حديثه على منصور بن المعتمر عن أبي علي الحسن الزراد الصيقل، فقال الثوري في المشهور عنه ووافقه أكثر أصحاب منصور عنه عن أبي علي عن جعفر بن تمام بن العباس عن أبيه، وقد رواه معاوية بن هشام فقال عن الثوري عنه عن أبي علي الصيقل عن قثم بن تمام أو تمام بن قثم عن أبيه (ثم ذكر الاختلاف على منصور) ثم قال: وهذا اضطراب شديد ولعل أرجحها ما رواه الأكثر عن الثوري فإنه أحفظهم ورواية معاوية بن هشام عنه بخلاف القوم شاذة وهو موصوف بسوء الحفظ والله أعلم»

(5)

.

(1)

الطبراني في الكبير (1302).

(2)

ابن قانع في معجم الصحابة (1/ 113).

(3)

البخاري في التاريخ الكبير (2/ 157).

(4)

البخاري في التاريخ الكبير (2/ 157)، والطبراني في الكبير (1303).

(5)

تعجيل المنفعة (1/ 363 - 364) في ترجمة تمام بن العباس.

ص: 575

‌الحديث السابع

(1)

:

1311 -

قال الإمام ابن ماجه رحمه الله (676): حدثنا أبو كريب، حدثنا معاوية بن هشام، عن سفيان، عن زيد بن جبير، عن خِشف بن مالك عن أبيه، عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال:

شكونا إلى النبي صلى الله عليه وسلم حر الرمضاء فلم يشكنا.

‌التعليق:

هذا إسناد رجاله ثقات غير مالك الطائي تابعي مجهول. لم يرو عنه غير ابنه وليس له غير هذا الحديث.

وأخرجه الترمذي في العلل (89) عن أبي كريب به.

ورواه البزار (1921) عن أبي كريب وعبدة بن عبد الله عن معاوية بن هشام به.

هكذا قال معاوية: (عن سفيان، عن زيد بن جبير، عن خشف بن مالك عن أبيه، عن عبد الله بن مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم.

(1)

رجال الإسناد:

محمد بن العلاء بن كريب الهمداني، أبو كريب الكوفي، مشهور بكنيته ثقة حافظ، من العاشرة، مات سنة 244 وله 87 سنة روى له البخاري ومسلم.

معاوية بن هشام: تقدم.

سفيان الثوري: تقدم، وانظر ترجمته في بابه.

زيد بن جبير بن حرمل الطائي، ثقة من الرابعة، روى له البخاري ومسلم.

خِشْف بن مالك الطائي، وثقه النسائي من الثانية، روى له أصحاب السنن الأربعة.

مالك الطائي، كوفي، مقل، من الثانية، روى له ابن ماجه.

ص: 576

خالفه وكيع

(1)

، وأبو نعيم الفضل بن دكين

(2)

فقالا: (عن سفيان عن زيد بن جبير، عن خشف بن مالك قال: صلى بنا عبد الله وإن الجنادل لتنفر من شدة الرمضاء).

وهم معاوية في ثلاثة مواضع:

الأول: زاد في الإسناد رجلاً وهو مالك الطائي والد خشف.

الثاني: رفع الحديث وإنما هو موقوف.

الثالث: خالف في المتن.

لذا قال الترمذي: سألت محمداً عن هذا الحديث فقال: الصحيح هو عن عبد الله بن مسعود موقوف

(3)

.

وقال الدارقطني: وهم فيه معاوية بن هشام وإنما رواه الثوري عن زيد بن جبير عن خشف قال: كا نصلي مع ابن مسعود الظهر والجنادل تنفر من شدة الحر غير مرفوع

(4)

.

وقال البزار: لا نعلم رواه بهذا الإسناد إلا معاوية بن هشام عن سفيان

(5)

.

(1)

ابن أبي شيبة (1/ 324).

(2)

في كتاب الصلاة له (343)، ومن طريقه ابن المنذر في الأوسط (2/ 358)، والطبراني في الكبير (9278).

(3)

العلل الكثير (1/ 64).

(4)

العلل (5/ 5).

(5)

في مسنده (5/ 305)، ونقله عنه صاحب مصباح الزجاجة (1/ 86).

ص: 577

‌علة الوهم:

حديث (شكونا إلى النبي صلى الله عليه وسلم حر الرمضاء فلم يشكنا) صحيح ومشهور من حديث خباب بن الأرث.

وقد رواه شيخه سفيان الثوري عن الأعمش عن عمارة بن عمير عن أبي معمر عن خباب

(1)

.

فوهم معاوية بن هشام فأدرج حديث خباب في حديث ابن مسعود ورفعه وزاد في إسناده. والله تعالى أعلم.

(1)

أحمد (5/ 110)، والحميدي (152)، وأبو عوانة (1011)، وابن حبان (1480)، وأخرجه مسلم (719) من طريق سعيد بن وهب عن خباب.

ص: 578

‌الحديث الثامن

(1)

:

1312 -

قال أبو نعيم في المستخرج على صحيح مسلم (1339): حدثنا أبو بكر الطلحي، ثنا عبيد بن غنام، ثنا أبو بكر بن أبي شيبة، ثنا معاوية بن هشام، ثنا شيبان عن يحيى بن أبي كثير عن عبد الله بن أبي قتادة، عن أبيه رضي الله عنه قال:

بينما نحن نصلي مع النبي صلى الله عليه وسلم سمع جلبة رجال فلما صلى دعاهم قال: «ما شأنكم؟ قالوا: يا رسول الله استعجلنا للصلاة، فقال: لا تفعلوا إذا أتيتم الصلاة فعليكم السكينة فما أدركتم فصلوا وما سبقتم فاقضوا» .

‌التعليق:

هذا إسناد رجاله كلهم من أبي بكر بن أبي شيبة وما بعده رجال الصحيح.

وأخرجه مسلم في صحيحه (603) عن أبي بكر بن أبي شيبة ولم يسق المتن.

هكذا قال معاوية عن شيبان عن يحيى بن أبي كثير له (وما سبقتم فاقضوا).

(1)

رجال الإسناد:

شيبان بن عبد الرحمن النحوي: ثقة صاحب كتاب روى له البخاري ومسلم، انظره في بابه.

يحيى بن أبي كثير: تقدم.

عبد الله بن أبي قتادة الأنصاري المدني، ثقة، من الثالثة، مات سنة 195، روى له البخاري ومسلم.

أبو قتادة الأنصاري: صحابي شهد أحداً وما بعدها.

ص: 579

خالفه أبو نعيم

(1)

، وعبيد الله بن موسى

(2)

، ويزيد بن هارون

(3)

، وحسن بن موسى الأشيب

(4)

، وحسين بن محمد

(5)

فرووه عن شيبان بهذا الإسناد فقالوا: (وما سبقتم فأتموا).

وكذلك رواه معاوية بن سلام عن يحيى بن أبي كثير فقال: (فأتموا)

(6)

.

قال الحافظ: واختلف أيضاً في حديث أبي قتادة. فرواية الجمهور (فأتموا) ووقع لمعاوية بن هشام عن سفيان (فاقضوا) كذا ذكره ابن أبي شيبة عنه، وأخرج مسلم إسناده في صحيحه عن ابن أبي شيبة فلم يسق لفظه

(7)

.

قلت: وقد سبق الحديث في باب سفيان بن عيينة ح (146) فانظره.

(1)

البخاري (609).

(2)

أبو عوانة (1543).

(3)

أبو عوانة (1453)، والبيهقي (3/ 228).

(4)

أحمد (5/ 306)، وأبو عوانة (1543).

(5)

أحمد (5/ 306)، وابن حبان (2147).

(6)

مسلم (603)، وابن خزيمة (1644).

(7)

فتح الباري (2/ 118).

ص: 580

‌الحديث التاسع

(1)

:

1313 -

قال أبو عيسى الترمذي رحمه الله (2056): حدثنا عبدة بن عبد الله الخزاعي قال: حدثنا معاوية بن هشام، عن سفيان، عن عاصم، عن عبد الله بن الحارث، عن أنس رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم:

رخص في الرقية من الحمة والعين والنملة.

‌التعليق:

هذا إسناد رجاله كلهم ثقات رجال الصحيح.

هكذا قال معاوية: (عن سفيان، عن عاصم، عن عبد الله بن الحارث، عن أنس).

خالفه يحيى بن أدم

(2)

، وأبو نعيم

(3)

، ووكيع

(4)

، وأبو أحمد

(1)

رجال الإسناد:

عبدة بن عبد الله الخزاعي، أبو سهل البصري كوفي الأصل، ثقة، من الحادية عشرة، مات سنة 258 وقيل 257، روى له البخاري.

معاوية: تقدم.

سفيان بن سعيد بن مسروق الثوري، ثقة حافظ فقيه، إمام عابد حجة، انظر ترجمته في بابه.

عاصم بن سليمان الأحول، أبو عبد الرحمن البصري، ثقة من الرابعة، لم يتكلم فيه إلا لفظان وكأنه بسبب دخوله في الولاية، مات بعد سنة 140، روى له البخاري ومسلم.

عبد الله بن الحارث الأنصاري البصري، أبو الوليد نسيب ابن سيرين ثقة، من الثالثة، روى له البخاري ومسلم.

(2)

مسلم (2196)(58).

(3)

الترمذي (2056)، والنسائي في الكبرى (7541)، وأحمد (3/ 127).

(4)

أحمد (3/ 118)، وابن حبان (6104).

ص: 581

الزبيري

(1)

، والفريابي

(2)

فقالوا: (عن سفيان، عن عاصم، عن يوسف بن عبد الله بن الحارث، عن أنس).

وكذلك رواه أبو خيثمة

(3)

والحسن بن صالح

(4)

عن عاصم فقالوا عن يوسف بن عبد الله بن الحارث.

لذا قال الترمذي بعد أن أورد الحديث من طريق يحيى بن أدم وأبي نعيم: «وهذا عندي أصح من حديث معاوية بن هشام عن سفيان» .

قلت: لكن رواه ابن ماجه

(5)

عن عبدة بن عبد الله الخزاعي عن معاوية بن هشام عن سفيان على الصواب فقال فيه: يوسف بن عبد الله بن الحارث وهو من نفس الطريق التي أوردها الترمذي.

مما يجعل نسبة الوهم إليه فيه نظر، والأظهر أنه ممن هو دونه من الإسناد، فقد يكون عبدة بن عبد الله شيخ الترمذي وابن ماجه وهم في حديثه للترمذي أو يكون الوهم من الترمذي نفسه فالله تعالى أعلم

(6)

.

(1)

أحمد (3/ 118).

(2)

البيهقي (9/ 348).

(3)

مسلم (2196)(57) وأبو خيثمة هو زهير بن معاوية.

(4)

مسلم (2196)(58).

(5)

، وانظر: تحفة الأشراف (1/ 726 رقم 1709).

(6)

وإنما أوردناه في باب معاوية بن هشام لقول الترمذي، وتبرئة لمعاوية بن هشام من الوهم.

ص: 582

‌المغيرة بن سلمة

المغيرة بن سلمة المخزومي، أبو هشام القرشي سكن البصرة.

روى عن: أبي عوانة، وأبان العطار، وعبد الواحد بن زياد وغيرهم.

عنه: إسحاق بن راهويه، وعلي بن المديني، وإسحاق الكوسج وغيرهم.

قال ابن المديني: كان ثقة، وقال أيضاً: ما رأيت قرشياً أفضل منه ولا أشد تواضعاً، وأخبرني بعض جيرانه أنه كان يصلي طول الليل.

وقال النسائي ويعقوب بن شيبة: ثقة زاد يعقوب ثبتاً.

وقال ابن قانع: ثقة مأمون.

مات سنة 211.

قال ابن حجر: ثقة ثبت من صغار التاسعة.

روى عنه مسلم تسع أحاديث:

(245، 579، 656، 1216، 1236، 1504، 2038، 1392، 4/ 1786، 2657).

ص: 583

‌الحديث

(1)

:

1314 -

قال أبو عبد الرحمن النسائي رحمه الله في الكبرى (9699): أخبرنا محمد بن عبد الله بن المبارك، قال: ثنا أبو هشام المغيرة بن سلمة المخزومي قال أبو عبد الرحمن وهو ثقة قال: ثنا سلام بن مسكين، قال: ثنا عقيل بن طلحة السلمي، عن أبي جزي الهجيمي أنه قال:

يا رسول الله إنا قوم من أهل البادية فنحب أن تعلمنا عملاً لعل الله ينفعنا به قال: «لا تحقرن من المعروف شيئاً ولو أن تفرغ من دلوك في إناء المستسقى ولو تكلم أخاك ووجهك إليه منبسط وإياك وتسبيل الإزار فإنها من الخيلاء والخيلاء لا يحبها الله وإذا سبك رجل بما يعلمه فيك فلا تسبّه بما تعلمه فيه فإنه يكن أجر ذلك لك ووباله عليه» .

‌التعليق:

هذا إسناد رجاله كلهم ثقات رجال الصحيح غير عقيل بن طلحة وهو تابعي ثقة.

(1)

رجال الإسناد:

محمد بن عبد الله بن المبارك المجرمي، أبو جعفر البغدادي، ثقة حافظ، من الحادية عشرة، روى له البخاري.

سلام بن سكين بن ربيعة الأزدي، البصري، أبو روح، يقال اسمه سليمان ثقة رمي بالقدر، من السابعة، مات سنة 167، روى له البخاري ومسلم.

عقيل بن طلحة السلمي، ثقة من الرابعة، ولأبيه صحبة، روى له أبو داود والنسائي وابن ماجه.

أبو جُريِّ بالتصغير الهجيمي، اسمه جابر بن سليم وقيل سليم بن جابر صحابي معروف. روى له أبو داود والترمذي والنسائي والبخاري في الأدب المفرد.

ص: 584

هكذا قال المغيرة بن سلمة: (عن سلَّام بن مسكين، عن عقيل بن طلحة، عن أبي جزي) بالزاي.

خالفه أصحاب سلَّام فرووه بنفس الإسناد وقالوا: (أبو جري) بالراء منهم:

يزيد بن هارون

(1)

، وعبد الصمد بن عبد الوارث

(2)

، وأبو سلمة موسى بن إسماعيل

(3)

، وهدبة بن خالد

(4)

، وعارم أبو النعمان

(5)

، ومسلم بن إبراهيم

(6)

، وأبو الوليد الطيالسي

(7)

، وعلي بن الجعد

(8)

، وشيبان

(9)

، وعاصم بن علي

(10)

.

وقد تابع المغيرة بن سلمة وكيع

(11)

.

قال البخاري: وهو وهم، والصحيح أبو جري

(12)

.

(1)

أحمد (5/ 63)، وابن حبان (522).

(2)

أحمد (5/ 63).

(3)

البخاري في التاريخ الكبير (2/ 206)، والأوسط (2/ 734).

(4)

ابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني (1181).

(5)

الطبراني في الكبير (6383)، وفي الدعاء (2057).

(6)

الطبراني (6383)، وفي الدعاء (2057).

(7)

الطبراني (6383)، وفي الدعاء (2057).

(8)

في مسنده (3150)، وأبو القاسم البغوي في الجعديات (3220)، وأبو محمد البغوي في شرح السنة (3504).

(9)

البغوي في معجم الصحابة (650).

(10)

القضاعي في مسند الشهاب (935)، وأبو طاهر السلفي في معجم السفر (1/ 67).

(11)

البخاري في التاريخ الكبير (2/ 206)، والأوسط (2/ 732) تعليقاً.

(12)

المصدر السابق.

ص: 585

‌موسى بن داود

موسى بن داود الضبي، أبو عبد الله الطرسوسي، كوفي الأصل، سكن بغداد.

روى عن: جرير بن حازم، ومالك، وشعبة، والثوري، وحماد بن سلمة، ومبارك بن فضالة وجماعة.

وعنه: أحمد، وابن المديني، والذهلي، وأبو موسى وغيرهم.

وثقه ابن نمير وابن سعد وابن عمار الموصلي والعجلي، زاد الموصلي صاحب حديث زاهد.

قال أبو حاتم: شيخ في حديثه اضطراب.

وذكر الحافظ أنه كان فصيحاً خطيباً فاضلاً.

روى له مسلم حديث أبي سعيد في الشك في الصلاة فقط.

قلت: هو حديث رقم (571).

ص: 586

‌الحديث

(1)

:

1315 -

قال الإمام أحمد رحمه الله (6/ 338): حدثنا موسى بن داود ثنا عبد العزيز بن أبي سلمة، عن حميد، عن أنس عن أم الفضل بنت الحارث رضي الله عنها قالت:

صلى بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم في بيته متوشحاً في ثوب المغرب فقرأ المرسلات ما صلى بعدها حتى قُبض صلى الله عليه وسلم.

‌التعليق:

هذا إسناد رجاله كلهم ثقات رجال الشيخين.

وأخرجه ابن سعد في الطبقات الكبرى (1/ 462) عن موسى بن داود، وأخرجه الطبراني في الكبير (25/ 21)، عن محمد بن النضر وبشر بن موسى، والبيهقي (3/ 66) من طريق محمد بن إسحاق الصغاني والطحاوي في شرح معاني الآثار (1/ 211) عن فهد بن سليمان بن يحيى أربعتهم عن موسى بن داود به.

(1)

رجال الإسناد:

موسى بن داود الضبي، أبو عبد الله الطرسوسي نزيل بغداد، صدوق فقيه زاهد له أوهام من صغار التاسعة، مات سنة 217، روى له مسلم.

عبد العزيز بن أبي سلمة الماجشون المدني نزيل بغداد، ثقة فقيه مصنف من السابعة، مات سنة 164، روى له البخاري ومسلم.

حميد بن أبي حميد الطويل، أبو عبيدة البصري، ثقة مدلس وعابه زائدة لدخوله في شيء من أمر الأمراء، من الخامسة، مات سنة 142 وقيل 143 وهو قائم يصلي وله 75 سنة، روى له الخباري ومسلم.

أنس بن مالك خادم رسول الله صلى الله عليه وسلم صحابي مشهور.

لبابة بنت الحارث بن حزن أم الفضل زوج العباس بن عبد المطلب وأخت ميمونة زوج النبي صلى الله عليه وسلم.

ص: 587

وأخرجه ابن عبد البر في التمهيد (9/ 23) من طريق علي بن المديني عن موسى به.

وأخرجه النسائي (2/ 168)، وفي الكبرى (1057) عن عمرو بن منصور عن موسى بن داود مختصراً على قراءة سورة المرسلات في المغرب.

هكذا قال موسى بن داود (عن عبد العزيز، عن حميد، عن أنس عن أم الفضل قالت: صلى بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم في بيته متوشحاً في ثوب المغرب فقرأ المرسلات

خالفه عبد الله بن صالح فقال: «عن عبد العزيز، عن حميد، عن أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى في ثوب واحد.

وقال عبد العزيز: وذكر لي عن أم الفضل أن النبي صلى الله عليه وسلم قرأ في المغرب بالمرسلات، وكان هذا آخر صلاة النبي صلى الله عليه وسلم حتى قبض»

(1)

.

وهم موسى فأدخل حديثاً في حديث.

فحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى في ثوب إنما يرويه حميد عن أنس وليس لأم الفضل ذكر فيه، كذا رواه جماعة من الثقات عن حميد منهم:

سفيان الثوري

(2)

، وإسماعيل بن جعفر

(3)

، وأبو ضمرة أنس بن

(1)

ذكره أبو حاتم كما في العلل لابنه (226)(455).

(2)

أحمد (3/ 216)، والضياء في المختارة (1965)(1967)(1969).

(3)

النسائي (2/ 79)، وأحمد (3/ 159)، والنسائي في الكبرى (860)، وأبو يعلى (3739)(3884)، والضياء في المختارة (1972)، والآجري في الشريعة (1304).

ص: 588

عياض

(1)

، ومندل بن علي

(2)

، وهشيم

(3)

، ومعتمر بن سليمان

(4)

، وعبد الله بن عمر

(5)

، ومحمد بن جعفر بن أبي كثير

(6)

، وعلي بن عاصم

(7)

، وعبد الوهاب بن عطاء الخفاف

(8)

، وحماد بن سلمة

(9)

، وخالد بن عبد الله الطحان

(10)

، ومحمد بن عبد الله الأنصاري

(11)

.

وقد حكم أبو حاتم وأبو زرعة على موسى بالوهم.

قال ابن أبي حاتم: سألت أبي وأبا زرعة عن حديث موسى بن داود، عن الماجشون، عن حميد، عن أنس، عن أم الفضل أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى في ثوب واحد.

فقالا: هذا خطأ.

قال أبو زرعة: إنما هو على ما رواه الثوري ومعتمر عن حميد عن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم فقد دخل لموسى حديث في حديث، يحتمل أن يكون عنده حديث عبد العزيز قال: ذكر لي عن أم الفضل أن

(1)

ابن سعد في الطبقات الكبرى (1/ 462)، والآجري في الشريعة (1305).

(2)

ابن سعد (1/ 462).

(3)

الضياء في المختارة (1965)، والبيهقي في دلائل النبوة (7/ 192).

(4)

الضياء (1970)، وابن أبي حاتم في العلل (545).

(5)

عبد الرزاق (1367).

(6)

البيهقي في الدلائل (7/ 192).

(7)

أحمد (3/ 243).

(8)

أحمد (3/ 233)، والضياء (1967).

(9)

الطيالسي (2140)، وأحمد (3/ 239)(3/ 257)(3/ 262)، والترمذي في الشمائل (127)، وابن حبان (2335).

(10)

ابن أبي حاتم في العلل (333).

(11)

المصدر السابق.

ص: 589

النبي صلى الله عليه وسلم قرأ في المغرب بالمرسلات وكان بجنبه عن حميد عن أنس فدخل له حديثاً في حديث والصحيح حميد عن أنس.

ثم ذكر ابن أبي حاتم لأبيه أن يحيى بن أيوب يزيد فيه ثابت.

قال أبو حاتم: يحيى ليس بذاك الحافظ والثوري أحفظ

(1)

.

‌علة الوهم:

ذكره أبو زرعة كما تقدم وأيضاً ذكره أبو حاتم فقال: ومما يبين خطأ هذا الحديث ما حدثنا به كاتب الليث (يعني: عبد الله بن صالح) عن عبد العزيز الماجشون عن حميد عن أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى في ثوب واحد.

قال عبد العزيز: وذكر لي عن أم الفضل أن النبي صلى الله عليه وسلم قرأ في المغرب بالمرسلات وكان هذا آخر صلاة النبي صلى الله عليه وسلم حتى فيض، فجعل موسى الحديث كله عن أم الفضل

(2)

.

ورواه سليمان بن بلال

(3)

، ومحمد بن طلحة

(4)

، ويحيى بن أيوب

(5)

ثلاثتهم عن حميد، عن ثابت، عن أنس.

(1)

العلل لابن أبي حاتم (226).

(2)

المصدر السابق، وحديث أم الفضل رواه أيضاً الزهري، عن عبيد الله بن عبد الله بن عيينة عن ابن عباس، عن أمه أم الفضل، أخرجه البخاري (4429)، ومسلم (462).

(3)

ابن حبان (2125)، والضياء (1756)، والبيهقي في الاعتقاد (1/ 339).

(4)

الترمذي (363).

(5)

الطحاوي (1/ 406)، والضياء (1708)(1709)، والبيهقي (7/ 192)، والترمذي (363) تعليقاً.

ص: 590

زادوا ثابت في الإسناد، وقد صرح حميد بالسماع من أنس عند البيهقي.

وقد رجح الترمذي رواية من ذكر ثابت في الإسناد

(1)

.

واختلف قول أبو حاتم فرجح روايتهم مرة ولم يتفطن أنه رجح رواية سفيان.

قال ابن أبي حاتم: سألت أبي عن حديث رواه حماد بن سلمة وخالد الواسطي والأنصاري ومعتمر بن سليمان كلهم رووه عن حميد عن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه صلى في ثوب واحد.

ورواه يحيى بن أيوب عن حميد عن ثابت عن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم.

قلت لأبي: أيهما أصح.

قال: يحيى قد زاد رجلاً ولم يقل أحد من هؤلاء عن حميد سمعت أنس ولا حدثني أنس، وهذا أشبه قد زاد رجلاً

(2)

.

(1)

قال وهكذا رواه يحيى بن أيوب عن حميد عن ثابت عن أنس، وقد رواه غير واحد عن حميد عن أنس ولم يذكروا فيه عن ثابت ومن ذكر فيه عن ثابت فهو أصح.

(2)

العلل لابن أبي حاتم (333).

ص: 591

‌النعمان بن راشد

النعمان بن راشد الجزري، أبو إسحاق الرقي، مولى بني أمية.

روى عن: الزهري، وأخيه عبد الله بن مسلم بن شهاب، وعبد الملك بن أبي محذورة، وميمون بن مهران.

وعنه: ابن جريج وهو من أقرانه، ووهيب بن خالد، وجرير بن حازم، وحماد بن زيد.

قال علي بن المديني: ذكره يحيى القطان فضعفه جداً.

وقال أحمد بن حنبل: مضطرب الحديث، روى أحاديث مناكير.

وقال يحيى بن معين: ضعيف، وقال مرة: ليس بشيء، وقال مرة: ثقة.

وقال البخاري وأبو حاتم: في حديثه وهم كثير، وهو في الأصل صدوق.

وقال النسائي: صدوق فيه ضعف، وقال مرة: ضعيف كثير الغلط.

وقال أيضاً: أحاديثه مقلوبة.

ص: 592

وقال أبو داود: ضعيف.

وقال العقيلي: ليس بالقوي، تعرف فيه الضعف.

وقال ابن عدي: احتمله الناس.

قلت: روى عنه مسلم حديثين عن الزهري مقروناً ومتابعة (1435)(2449).

واستشهد به البخاري في موضعين في صحيحه (1405)(3907) عن عبد الله بن مسلم بن أخي الزهري وعن الزهري.

ص: 593

‌الحديث الأول

(1)

:

1316 -

قال الإمام أحمد رحمه الله (4/ 195): حدثنا عفان، حدثنا وهيب، قال: حدثنا النعمان بن راشد، عن الزهري، عن عطاء بن يزيد الليثي، عن أبي ثعلبة الخشني رضي الله عنه.

أن رسول الله صلى الله عليه وسلم رأى في أصبعه خاتماً من ذهب فجعل يقرع يده بعود معه، فغفل النبي صلى الله عليه وسلم عنه فأخذ الخاتم فرمى به، فنظر النبي صلى الله عليه وسلم فلم يره في إصبعه فقال:«ما أُرانا إلا قد أوجعناك وأغرمناك» .

‌التعليق:

وهذا إسناد على شرط مسلم، رجاله كلهم ثقات غير النعمان بن راشد فمن رجال مسلم، واستشهد به البخاري في الصحيح.

والحديث أخرجه كذلك النسائي (8/ 171)، وابن سعد في الطبقات (7/ 416)، والطحاوي في شرح معاني الآثار (4/ 261)، وابن حبان في صحيحه (303)، والطبراني في الكبير (22/ 578، 579)،

(1)

رجال الإسناد:

عفان بن مسلم: تقدم انظره في بابه.

وُهيب، بالتصغير، بن خالد بن عجلان الباهلي، أبو بكر البصري، ثقة ثبت لكنه تغير بأخرة، مات سنة 165 وقيل بعدها، روى له البخاري ومسلم.

الزهري: إمام ثقة حجة ثبت وقد تقدم.

عطاء بن يزيد الليثي المدني، نزيل الشام، ثقة، من الثالثة، مات سنة 105 أو 107 وقد جاوز 80 عاماً روى له البخاري ومسلم.

أبو ثعلبة الخشني، صحابي مشهور بكنيته، واختلف في اسمه واسم أبيه مات في أول خلافة معاوية، وحديثه في الصحيحين.

ص: 594

والأوسط (3750)، وأبو نعيم في تاريخ أصبهان (1/ 242) كلهم من طرق عن النعمان بن راشد بهذا الإسناد.

وهم النعمان على الزهري في هذا الإسناد فقال: (عن الزهري، عن عطاء بن يزيد، عن أبي ثعلبة الخشني).

خالفه يونس بن يزيد

(1)

، والأوزاعي

(2)

، وإبراهيم بن سعد

(3)

.

فرووه (عن الزهري، عن أبي إدريس الخولاني، عن رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم.

ورواه الأوزاعي عن الزهري، عن أبي إدريس عن أبي ذر.

قال النسائي (8/ 171): (وحديث يونس أولى بالصواب من حديث النعمان).

وقال في (8/ 172) بعد أن أخرجه من طريق الأوزاعي وإبراهيم بن سعد قال: (والمراسيل أشبه بالصواب والله سبحانه وتعالى أعلم).

وقال الدارقطني: لم يرو هذا الحديث عن الزهري إلا النعمان بن راشد ولا يروى عن أبي ثعلبة إلا بهذا الإسناد.

وقال ابن أبي حاتم في العلل (1448): سألت أبي عن حديث رواه النعمان بن راشد، عن الزهري، عن عطاء بن يزيد، عن أبي ثعلبة

(1)

النسائي (8/ 171)، وابن وهب في جامعه (ص 98 - 99).

(2)

النسائي (8/ 171).

(3)

النسائي (8/ 171 - 172).

ص: 595

الخشني قال: جلس رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم وعليه خاتم من ذهب فقرع رسول الله صلى الله عليه وسلم يده بقضيب

الحديث.

قال أبي: هذا خطأ، إنما هو كما رواه يونس، عن الزهري، عن أبي إدريس، عن رجل من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم عن النبي صلى الله عليه وسلم.

وقال الدارقطني في العلل (1165) عندما سئل عن هذا الحديث فقال: (يرويه الزهري عن عطاء بن يزيد واختلف عنه:

فرواه النعمان بن راشد، عن الزهري عن عطاء بن يزيد عن أبي ثعلبة. ورواه عبد العزيز بن أبي سلمة العمري وبشر بن الوليد عن إبراهيم بن سعد عن الزهري عن أنس ووهما فيه.

وغيرهما يرويه عن إبراهيم بن سعد عن الزهري مرسلاً.

ورواه الحفاظ من أصحاب الزهري عنه عن أبي إدريس الخولاني أن رجلاً من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم لبس خاتماً وهو الصحيح)

(1)

.

(1)

ونقله عنه مختصراً ابن القطان في بيان الوهم والإيهام (2/ 529).

ص: 596

‌الحديث الثاني

(1)

:

1317 -

قال الطبراني في المعجم الكبير (19/ 715): حدثنا عبد الله بن أحمد، ثنا محمد بن أبي بكر المقدمي (ح).

وحدثنا أبو غسان أحمد بن سهل السكري الأهوازي، ثنا الجراح بن مخلد، قالا: ثنا وهب بن جرير، حدثني أبي، عن النعمان بن راشد، عن الزهري عن السائب بن يزيد أنه سمع معاوية يخطب بالمدينة على منبر رسول الله صلى الله عليه وسلم وفي يده قصة من شعر فقال:

أين علماؤكم يا أهل المدينة، سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم ينهى عن هذه وقال:«إنما أهلك الذين من قبلكم حين اتخذها نساؤهم» .

(1)

رجال الإسناد:

عبد الله بن أحمد بن محمد بن حنبل الشيباني أبو عبد الرحمن ولد الإمام، ثقة من الثانية عشر، مات سنة 290 وله بضع وسبعون سنة، روى عنه النسائي.

محمد بن أبي بكر بن علي بن عطاء بن مقدم المقدمي، أبو عبد الله الثقفي مولاهم البصري ثقة، من العاشرة، مات سنة 234، روى عنه البخاري ومسلم.

وهب بن جرير بن حازم بن زيد، أبو عبد الله الأزدي البصري، ثقة من التاسعة، مات سنة 206، روى له البخاري ومسلم.

جرير بن حازم بن زيد بن عبد الله الأزدي، أبو النضر البصري، والد وهب، ثقة لكن في حديثه عن قتادة ضعف، وله اوهام إذا حدث من حفظه، وهو من السادسة مات سنة 170 بعدما اختلط ولكن لم يحدث في حال اختلاطه.

النعمان بن راشد: تقدم.

الزهري: تقدم.

السائب بن يزيد بن سعيد بن ثمامة الكندي، صحابي صغير له أحاديث قليلة، وحج به في حجة الوداع وهو ابن سبع سنين، مات سنة 91 وقيل قبل ذلك وهو آخر من مات من الصحابة بالمدينة، وحديثه في الصحيحين.

ص: 597

‌التعليق:

هذا إسناد رجاله كلهم ثقات رجال الصحيح غير عبد الله بن الإمام أحمد وهو ثقة حافظ (هذا من جهة الإسناد الأول).

هكذا رواه النعمان بن راشد فقال: (عن الزهري، عن السائب بن يزيد، عن معاوية).

خالفه مالك

(1)

، وسفيان بن عيينة

(2)

، ومعمر

(3)

، ويونس بن يزيد الأيلي

(4)

، وابن جريج

(5)

، والأوزاعي

(6)

، وعبد الوهاب بن أبي بكر

(7)

، وعبد الرحمن بن إسحاق

(8)

.

هؤلاء كلهم فرووه عن (الزهري، عن حميد بن عبد الرحمن، عن معاوية)، وهم النعمان فقال:(السائب بن يزيد) وخالفه أصحاب الزهري الثقات فقالوا: (حميد بن عبد الرحمن).

(1)

البخاري (3468) و (5932)، ومسلم (2127)، وهو في الوطأ (2/ 947).

(2)

مسلم (2127).

(3)

مسلم (2127)، وأحمد (4/ 95).

(4)

مسلم (2127).

(5)

عبد الرزاق (5095)، والطبراني في الكبير (19/ 747).

(6)

الطبراني في الكبير (19/ 743).

(7)

الطبراني في الكبير (19/ 745).

(8)

الطبراني (19/ 746).

ص: 598

‌الحديث الثالث

(1)

:

1318 -

قال الإمام أحمد (2/ 326): حدثنا وهب بن جرير، قال: ثنا أبي قال: سمعت النعمان يحدث عن الزهري، عن حميد بن عبد الرحمن، عن أبي هريرة رضي الله عنه أنه قال:

خرج نبي الله صلى الله عليه وسلم يوماً يستسقي فصلى بنا ركعتين بلا أذان ولا إقامة، ثم خطبنا ودعا الله وحول وجهه نحو القبلة رافعاً يده ثم قلب رداءه فجعل الأيمن على الأيسر والأيسر على الأيمن.

‌التعليق:

هذا إسناد رجاله كلهم رجال الصحيح.

وأخرجه ابن ماجه (1268)، وابن خزيمة (1409) و (1422)، والبزار (789) البحر الزخار، وابن المنذر في الأوسط (4/ 316)، والطحاوي (1/ 325)، والطبراني في الدعاء (2201) و (2208)، والبيهقي (3/ 347) كلهم من طريق وهب بن جرير بهذا الإسناد.

وقال البوصيري (1/ 416): هذا إسناد صحيح رجاله ثقات.

هكذا قال النعمان: (عن الزهري، عن حميد بن عبد الرحمن، عن أبي هريرة).

(1)

رجال الإسناد:

وهب بن جرير: تقدم.

جرير بن حازم: تقدم.

الزهري: تقدم مراراً.

حميد بن عبد الرحمن بن عوف الزهري المدني، ثقة، من الطبعة الثانية، مات سنة 105 على الصحيح، روى عنه البخاري ومسلم.

ص: 599

خالفه شعيب بن أبي حمزة

(1)

، وابن أبي ذئب

(2)

، ويونس بن يزيد

(3)

ومعمر

(4)

، وصالح بن أبي الأخضر

(5)

، ومحمد بن الوليد الزبيدي

(6)

، وعمارة بن غزية

(7)

، وإبراهيم بن سعد

(8)

فقالوا:

(عن الزهري، عن عباد بن تميم، عن عمه عبد الله بن زيد بن عاصم عن النبي صلى الله عليه وسلم.

ومن هذا الوجه أخرجه الشيخان في الصحيح.

وكذلك رواه عبد الله بن أبي بكر

(9)

، وأبو بكر بن محمد بن عمرو

(10)

، ومحمد بن أبي بكر

(11)

، وعمارة بن غزية

(12)

، جميعهم عن عباد بن تميم عن عمه عبد الله بن زيد.

قال ابن خزيمة عقب الحديث: وفي القلب من النعمان بن

(1)

البخاري (1023).

(2)

البخاري (1024) و (1025).

(3)

مسلم (894).

(4)

أبو داود (1161)، والترمذي (556)، وعبد الرزاق (4889)، وأحمد (4/ 39)، وابن الجارود (255)، وابن خزيمة (1410)، وابن المنذر في الأوسط (2222)، والدارقطني (2/ 67)، والبيهقي (3/ 347).

(5)

أحمد (4/ 41).

(6)

أبو داود (1163)، والضياء في المختارة (329).

(7)

الضياء (325).

(8)

الضياء (335).

(9)

البخاري (1005) و (1012) و (1026) و (1027)، ومسلم (894)(1)(2).

(10)

البخاري (1028)، ومسلم (3/ 894) وهو والد عبد الله ومحمد بن أبي بكر.

(11)

البخاري (1011).

(12)

أبو داود (1164)، والنسائي (3/ 106)، وابن خزيمة (1415)، وابن حبان (2867)، وأبو عوانة (2480)، والضياء في المختارة (348).

ص: 600

راشد، فإن في حديثه عن الزهري تخليطاً كثيراً، فإن ثبت هذا الخبر معه دلالة على أن النبي صلى الله عليه وسلم خطب ودعا وقلب رداءه مرتين مرة قبل الصلاة ومرة بعدها

(1)

.

وقال البزار: هذا الحديث أخطأ فيه النعمان، ولم يتابعه على هذه الرواية أحد عن الزهري، لأن الثقات يروونه عن الزهري، عن عباد بن تميم، عن عمه.

وقال البيهقي: تفرد به النعمان بن راشد عن الزهري.

وقال ابن عبد البر: أخطأ النعمان ولم يتابع على إسناده هذا (التمهيد 17/ 168).

وقال الدارقطني في العلل (9/ 94): هذا الحديث يرويه الزهري واختلف عنه: فرواه النعمان بن راشد، عن الزهري، عن حميد بن عبد الرحمن، عن أبي هريرة، ووهم فيه.

وخالفه أصحاب الزهري، منهم يونس، ومعمر، وابن أبي ذئب رووه عن الزهري، عن عباد بن تميم، عن عمه، وهو الصواب.

قال ابن حجر معقباً على قول ابن خزيمة: هذا مما أخطأ فيه النعمان، فقد رواه معمر وابن أبي ذئب ويونس بن يزيد وشعيب بن أبي حمزة وغيرهم عن الزهري عن عباد بن تميم عن عبد الله بن زيد وهو المحفوظ

(2)

.

(1)

عقب الحديث (422).

(2)

إتحاف المهرة (14/ 453).

ص: 601

‌الحديث الرابع

(1)

:

1319 -

قال الإمام أحمد رحمه الله (2/ 325): حدثنا روح، حدثنا ابن جريج، أخبرني نعمان بن أبي شهاب أن ابن شهاب، أخبره عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:

إذا أكل أحدكم فليأكل بيمينه ويشرب بيمينه فإن الشيطان يأكل بشماله ويشرب بشماله.

‌التعليق:

هذا إسناد رجاله كلهم ثقات رجال الصحيح.

وأخرجه أحمد (2/ 349)، وإسحاق بن راهويه (475) ومن طريق النسائي في الكبرى (6745) من طريق عبد الله بن الحارث عن ابن جريج عن النعمان بن راشد بهذا الإسناد.

هكذا قال النعمان بن راشد (عن الزهري، عن سعيد بن المسيب، عن أبي هريرة).

(1)

رجال الإسناد:

روح بن عبادة بن العلاء بن حسان القيسي أبو محمد البصري، ثقة فاضل له تصانيف، من التاسعة، مات سنة 205 أو 207، روى له البخاري ومسلم.

عبد الملك بن عبد العزيز بن جريج الأموي مولاهم المكي، ثقة فقيه فاضل، روى له البخاري ومسلم.

الزهري: تقدم.

سعيد بن المسيب بن حزن بن أبي وهب القرشي المخزومي أحد العلماء الأثبات الفقهاء الكبار من كبار الثانية، ابن المديني: لا أعلم في التابعين أوسع علماً منه، روى له البخاري ومسلم.

ص: 602

خالفه مالك

(1)

، وسفيان بن عيينة

(2)

، وعبيد الله بن عمر العمري

(3)

، ويونس بن يزيد

(4)

، وإسحاق بن راشد

(5)

، فقالوا: (عن الزهري، عن أبي بكر بن عبيد الله بن عبد الله بن عمر، عن جده ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم.

وهم النعمان في هذا الإسناد في موضعين.

الأول: قوله سعيد بن المسيب، والصحيح هو أبو بكر بن عبيد الله.

الثاني: قوله أبي هريرة، وإنما هو ابن عمر.

وقد رواه القاسم بن عبيد الله بن عبد الله بن عمر عن سالم عن ابن عمر

(6)

، ومعمر عن الزهري، عن سالم، عن ابن عمر

(7)

، فالحديث إنما هو له وليس لأبي هريرة رضي الله عنه.

لذا قال الدارقطني: وذلك وهم من النعمان على الزهري

(8)

، وانظر ح (812).

(1)

مسلم (2020)(105).

(2)

مسلم (2020)(105).

(3)

مسلم (2020)(105).

(4)

الدارقطني في العلل (2/ 47).

(5)

الطبراني في الأوسط (9297)، مسلم (2060)(106).

(6)

مسلم (2060)(106).

(7)

الترمذي (1800)، وأحمد (2/ 846)، وعبد الرزاق (1954)، والنسائي في الكبرى (6747)، وابن حبان (5226)، والبيهقي (7/ 277).

(8)

العلل (2/ 48).

ص: 603

‌هشام بن سعد

هشام بن سعد المدني، أبو عباد، ويقال: أبو سعيد القرشي مولاهم.

روى عن: زيد بن أسلم، ونافع مولى ابن عمر، وعمرو بن شعيب، والزهري وأبي الزبير وغيرهم.

وعنه: الثوري، والليث، ووكيع، وابن مهدي، وجماعة.

قال أحمد: لم يكن بالحافظ، وقال أيضاً: ليس هو محكم الحديث.

وقال حرب: لم يرضه أحمد.

وقال عبد الله بن أحمد عن أبيه: هشام بن سعد كذا وكذا وكان يحيى بن سعيد لا يروى عنه.

وقال ابن معين: ضعيف، وقال مرة: صالح وليس بمتروك الحديث.

وقال النساي: ضعيف، وقال مرة: ليس بالقوي.

وقال أبو زرعة: محله الصدق، وهو أحب إليّ من ابن إسحاق.

ص: 604

وقال أبو حاتم: يكتب حديثه لا يحتج به، وهو ابن إسحاق عندي واحد.

وقال أبو داود: هو ثقة، أثبت الناس في زيد بن أسلم، مات في حدود سنة 160.

قلت: روى له مسلم ثمانية أحاديث كلها في المتابعات والشواهد. خمس منها عن زيد بن أسلم: (183، 987، 1014، 1851، 2598).

وحديث عن عثمان بن حبان وحديث عن أبي الزبير، وحديث عن أبي حازم:(1122، 1536، 2226)، واستشهد به البخاري في حديث واحد (1791).

قال ابن حجر: صدوق له أوهام ورمي بالتشيع، من كبار السابعة.

ص: 605

‌الحديث الأول

(1)

:

1320 -

قال أبو داود رحمه الله (2393): حدثنا جعفر بن مسافر، حدثنا ابن أبي فُديك، حدثنا هشام بن سعد عن ابن شهاب، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال:

جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم أفطر في رمضان

(2)

، فأمره رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يعتق رقبة أو يصوم شهرين متتابعين أو يطعم ستين مسكيناً، قال: لا أجد، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم:«اجلس» ، قال: فأتي بعرق فيه تمر قدر خمسة عشر صاعاً، وقال فيه:«كله أنت وأهل بيتك وصم يوماً واستغفر الله» .

‌التعليق:

وهذا إسناد رجاله كلهم ثقات رجال الصحيح غير جعفر بن مسافر روى له النسائي وأبو داود، وقال النسائي: صالح، وقال أبو حاتم شيخ، وذكره ابن حبان في الثقات وقال: ربما أخطأ.

والحديث رواه كذلك ابن خزيمة (1954)، والطحاوي في شرح مشكل الآثار (4/ 173)، والدارقطني (2/ 190، 211)، وفي العلل (10/ 241)، والبيهقي (4/ 226 - 227)، وابن عدي في الكامل

(1)

رجال الإسناد:

جعفر بن مسافر بن راشد التِّنيسي، أبو صالح الهذلي، صدوق ربما أخطأ من الحادية عشرة، مات سنة 254، روى له أبو داود والنسائي وابن ماجه.

محمد بن إسماعيل بن مسلم بن أبي فديك، الديلي مولاهم المدني، أبو إسماعيل صدوق، من صغار الثامنة، مات سنة 200 على الصحيح، روى له البخاي ومسلم.

أبو سلمة بن عبد الرحمن: تقدم.

(2)

ثم أحال إلى الحديث الذي قبله ثم أكمل الحديث فقال: فأتي بعرق ....

ص: 606

(7/ 2567)، وأبو الشيخ في طبقات المحدثين بأصبهان (4/ 192)، وابن عبد البر في التمهيد (7/ 175) كلهم من طريق هشام بن سعد به.

وهم هشام بن سعد على الزهري فيه فرواه على الجادة فقال عن الزهري، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن أبي هريرة.

وقد رواه الحفاظ من أصحاب الزهري عن الزهري عن حميد بن عبد الرحمن عن أبي هريرة (ومن هذا الوجه أخرجه الشيخان في الصحيح منهم:

سفيان بن عيينة

(1)

، والليث

(2)

، ومعمر

(3)

، ومنصور

(4)

، والأوزاعي

(5)

، وشعيب

(6)

، وإبراهيم بن سعد

(7)

، ومالك

(8)

، وابن جريج

(9)

، وعقيل

(10)

، ويحيى بن سعيد الأنصاري

(11)

، وعراك بن مالك

(12)

، وأبو أويس

(13)

، وإبراهيم بن عامر

(14)

، ويونس

(15)

،

(1)

البخاري (6709، 6711)، ومسلم (1111)(81).

(2)

البخاري (6821)، ومسلم (1111)(82).

(3)

البخاري (6710)، (2600).

(4)

البخاري (1937)، ومسلم (1111)(81).

(5)

البخاري (6164).

(6)

البخاري (1936).

(7)

البخاري (6087)، (5368).

(8)

مسلم (1111)(83).

(9)

مسلم (1111)(84).

(10)

ابن خزيمة (1949).

(11)

النسائي في الكبرى (3114).

(12)

النسائي في الكبرى (3119)، وابن حبان (3525).

(13)

الدارقطني (2/ 209)، والبيهقي (4/ 226).

(14)

الدارقطني (2/ 190)، وفي العلل (10/ 238)، وأحمد (2/ 208).

(15)

الدارقطني (4/ 224).

ص: 607

والحجاج بن أرطأة

(1)

، وصالح بن أبي الأخضر

(2)

، ومحمد بن أبي حفصة

(3)

، والنعمان بن راشد

(4)

.

قال الحافظ في الفتح (4/ 163): هكذا توارد عليه أصحاب الزهري وقد جمعت منهم في جزء مفرد لطرق هذا الحديث أكثر من أربعين نفساً. اه.

وخالفهم هشام بن سعد فرواه عن الزهري، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة.

قال ابن خزيمة في صحيحه (3/ 224 ح 1954) الخبر عن ابن شهاب عن حميد بن عبد الرحمن هو الصحيح لا عن أبي سلمة.

وقال ابن عدي: رواه الثقات عن الزهري عن حميد بن عبد الرحمن عن أبي هريرة، وخالف هشام بن سعد فيه الناس، ومع ضعفه يكتب حديثه، والحديث حديث حميد بن عبد الرحمن.

وقال الدارقطني في العلل (10/ 249) بعد أن أطال النفس في طرقه (243 - 249) قال: وقول مالك ومن تابعه أشبه بالصواب.

وقال الخليلي في الإرشاد (1/ 345) بعد أن أشار إلى رواية هشام هذه قال: وهذا أنكره الحفاظ قاطبة من حديث الزهري عن أبي سلمة لأن أصحاب الزهري كلهم اتفقوا عن الزهري عن

(1)

الدارقطني في العلل (10/ 238)، وفي السنن (2/ 190)، والبيهقي (4/ 226).

(2)

الدارقطني في العلل (10/ 240).

(3)

أحمد (2/ 516)، والدارقطني في العلل (10/ 241)، والطحاوي (2/ 60).

(4)

الطحاوي في شرح معاني الآثار (2/ 60).

ص: 608

حميد بن عبد الرحمن بن عوف أخي أبي سلمة وليس هو من حديث سلمة.

قال ابن عبد البر: إنما هو لحميد بن عبد الرحمن، وهشام بن سعد لين ضعيف سيما في ابن شهاب، والحديث لا يصح لابن شهاب إلا عن حميد.

قال الألباني في تعليقه على صحيح ابن خزيمة (3/ 222): الحديث صحيح، فإن هشام بن سعد حسن الحديث، وهو وإن كان قد وهم في الإسناد كما بيَّنه المؤلف رحمه الله لمخالفته الثقات، فإن اللفظة التي جاء بها في الأمر بالقضاء لم ينفرد بها فقد جاءت من طرق أخرى يقوي بعضها بعضاً.

ص: 609

‌الحديث الثاني

(1)

:

1321 -

قال أبو يعلى (828): حدثنا محمد بن إسحاق المسيبي، حدثنا عبد الله بن نافع، عن هشام بن سعد، عن ابن شهاب، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن، عن أبيه عبد الرحمن بن عوف أن عمر بن الخطاب حين خرج إلى الشام فسمع بالطاعون فتكركر عن ذلك فقال له عبد الرحمن: أشهد لسمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «إذا سمعتم به فقد وقع بأرض فلا تدخلوا عليه، وإذا وقع وأنتم بأرض فلا تخرجوا فراراً منه» .

فرجع عمر عن حديث عبد الرحمن بن عوف.

‌التعليق:

هذا إسناد رجاله كلهم ثقات رجال الصحيح.

وأخرجه ابن جرير الطبري في تهذيب الآثار (1/ 72 الجزء المفقود) من طريق عبد الله بن نافع عن هشام به.

هكذا قال هشام: (عن الزهري، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن، عن عبد الرحمن بن عوف).

(1)

رجال الإسناد:

محمد بن إسحاق بن محمد بن عبد الرحمن المسيبي من ولد المسيب بن عابد المخزومي، المدني، صدوق من العاشرة، مات سنة 236، روى له مسلم.

عبد الله بن نافع الصائغ المخزومي، مولاهم، أبو محمد المدني، صدوق من كبار العاشرة، مات سنة مائتين وبضعة عشر، روى له مسلم.

الزهري: تقدم.

أبو سلمة بن عبد الرحمن بن عوف الزهري المدني، قيل اسمه عبد الله وقيل إسماعيل ثقة مكثر، من الثالثة مات سنة 194 أو 104 وكان مولده سنة بضع وعشرين، روى له البخاري ومسلم.

ص: 610

خالفه مالك بن أنس

(1)

، ومعمر بن راشد

(2)

فقالا: (عن الزهري عن عبد الحميد بن عبد الرحمن بن زيد بن الخطاب، عن عبد الله بن عبد الله بن الحارث بن نوفل عن ابن عباس أن عمر

وتابعهم يونس

(3)

بن يزيد فرواه عن الزهري إلا أنه قال عبد الله بن الحارث.

قال ابن حجر: «وخالف الجميع هشام بن سعد فقال عن ابن شهاب عن حميد بن عبد الرحمن أن عمر حين أراد الرجوع استشار الناس فذكر الحديث، ثم قال: وهشام بن سعد صدوق في حفظه شيء، فإن كان حفظه احتمل أن لابن شهاب فيه شيخ آخر»

(4)

.

وقد اختلف على هشام بن سعد في هذا الحديث.

فرواه أبو العلاء الحسن بن سوار عن هشام بن سعد عن الزهري عن حميد بن عبد الرحمن بن عوف عن عبد الرحمن بن عوف.

أخرجه أحمد (1/ 194) ومن طريقه أبي نعيم في معرفة الصحابة (490)، وقال: رواه الليث بن سعد وجعفر بن عون وأبو عامر العقدي عن هشام بن سعد مثله.

ورواه الطبراني في الكبير (1/ 133 ح 278) عن الليث بن سعد وجعفر بن عون عن هشام بن سعد بمثله.

(1)

البخاري (5729)، ومسلم (2219)، هو في الموطأ (1587).

(2)

مسلم (2219).

(3)

مسلم (2219).

(4)

بذل الماعون في فضل الطاعون (ص 245).

ص: 611

وقد ذكر هذه الرواية العقيلي في الضعفاء الكبير (4/ 402)، وذكر أيضاً أنها وهم وغلط.

وقد ذكر هذا الاختلاف الدارقطني في العلل (4/ 256) ضمن الوجوه الأخرى فقال: وروى هذا الحديث هشام بن سعد واختلف عنه:

فرواه سليمان بن بلال وابن وهب وحسن بن سوار وغيرهم عن هشام بن سعد عن الزهري عن حميد بن عبد الرحمن بن عوف عن أبيه.

وخالفهم عبد الله بن نافع الصائغ فرواه عن هشام بن سعد عن الزهري عن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن أبيه). اه.

فكأنه يشير إلى وهم عبد الله بن نافع على هشام وهو كما قال لمخالفته أصحاب هشام.

علماً بأن رواية هشام نفسها هي غير محفوظة، وقال الدارقطني بعد أن ذكر وجوه الاختلاف أن أصح الروايات ما سبق أن ذكرناه. عن مالك ومعمر بن راشد. والله أعلم.

ص: 612

‌وهب بن بقية

وهب بن بقية بن عثمان بن سابور الواسطي، أبو محمد المعروف بوهبان.

روى عن: حماد بن زيد، وأبي خالد الأحمر، وهشيم، وخالد بن عبد الله الواسطي، وأبي داود الطيالسي وجماعة.

وعنه: مسلم، وأبو داود، وأبو زرعة، وابن أبي عاصم، وأبو يعلى وجماعة.

قال ابن معين: ثقة إلا أنه سمع وهو صغير.

وقال الخطيب ومسلمة: ثقة.

وذكره ابن حبان في الثقات.

قال ابن حجر: ثقة من العاشرة مات سنة 239 وله 95 أو 96 سنة.

قلت: روى له مسلم ثلاثة أحاديث كلها عن خالد بن عبد الله وهي: (1853، 1990، 2218).

ص: 613

‌الحديث

(1)

:

1322 -

قال ابن حبان في صحيحه (3691): أخْبَرَنا عِمرانُ بنُ مُوسى بن مُجاشعٍ قال: حدَّثنا وهبُ بنُ بقيَّة قال: حدَّثنا هُشيمٌ عن ابن عونٍ ويحيى بن سعيدٍ وعُبيد الله بْنِ عُمرَ عَنْ نافعٍ عن ابن عُمَرَ أنّ النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم سُئِلَ ما يَقْتلُ المُحرمُ قَالَ: «الفَأْرة والحدأَةَ والكَلْبَ العَقُور والغُرابَ الأبْقعَ» .

‌التعليق:

هذا إسناد رجاله كلهم ثقات رجال الصحيح غير شيخ ابن حبان عمران وهو ثقة حافظ.

هكذا قال وهب بن بقية عن هشيم عن ابن عون ويحيى وعبيد الله عن نافع عن ابن عمر

(والغراب الأبقع).

خالفه أحمد بن حنبل

(2)

، ويعقوب بن إبراهيم

(3)

، وعمر بن

(1)

رجال الإسناد:

عمران بن موسى بن مجاشع، أبو إسحاق الجرجاني السختياني، مصنف المسند، ثقة ثبت، توفي سنة 305، انظر: السير 14/ 136، تذكرة الحفاظ (2/ 762).

هشيم بن القاسم: ثقة ثبت. انظر ترجمته في بابه.

عبد الله بن عون: تقدم. انظر ترجمته في بابه.

يحيى بن سعيد الأنصاري: انظر ترجمته في بابه.

عبيد الله بن عمر بن حفص بن عاصم بن عمر بن الخطاب، ثقة ثبت، من الخامسة، روى له البخاري ومسلم.

(2)

المسند (2/ 3 ح 4461)، ومن طريقه أبي نعيم في حلية الأولياء (9/ 231).

(3)

النسائي (5/ 190).

ص: 614

عون

(1)

، ومحمد بن الصباح

(2)

، ومحمد بن عيسى

(3)

، وحجاج بن إبراهيم

(4)

فرووه عن هشيم به فقالوا: (والغراب) مطلقاً ولم يقيدوه بالأبقع.

وكذلك رواه جماعة عن عبيد الله بن عمر عن نافع به مطلقاً ولم يفرقوا بين الأبقع وغيره منهم.

يحيى القطان

(5)

، وعبد الله بن نمير

(6)

، وعلي بن مسهر

(7)

وأنس بن عياض

(8)

، وأسباط بن محمد

(9)

، وعبد الله بن وهب

(10)

.

فتابعوا رواية الجماعة عن هشيم عن عبيد الله.

وكذلك رواه عبد الله بن دينار

(11)

وسالم بن عبد الله بن عمر

(12)

، وأخيه عبيد الله

(13)

ثلاثتهم عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم مطلقاً دون قيده بالأبقع.

(1)

أبو عوانة في مسنده (3621).

(2)

أبو عوانة (3619).

(3)

أبو عوانة (3620).

(4)

تمام الرازي في الفوائد (125).

(5)

مسلم (1199).

(6)

مسلم (1199).

(7)

مسلم (1199).

(8)

أبو عوانة (3618).

(9)

الطحاوي (2/ 165).

(10)

أبو عوانة (3613).

(11)

البخاري (3315)، ومسلم (1199)(79).

(12)

مسلم (1199)(78).

(13)

مسلم (1199)(72).

ص: 615

وكذلك رواه سالم بن عبد الله بن عمر

(1)

، وزيد بن جبير

(2)

عن ابن عمر عن حفصة عن النبي صلى الله عليه وسلم دون قيده بالأبقع.

إلا أن زيد بن جبير لم يسمها قال عن إحدى نساء النبي صلى الله عليه وسلم فكأنَّ ابن عمر سماها لابنه ولم يسمها للغريب.

وكذلك رواه يزيد بن هارون

(3)

عن يحيى بن سعيد الأنصاري عن نافع عن ابن عمر فتابع رواية الجماعة عن هشيم عن يحيى بن سعيد.

وكذلك رواه جماعة عن نافع مطلقاً دون قيد الغراب بالأبقع منهم: مالك

(4)

، وأيوب السختياني

(5)

، والليث بن سعد

(6)

، وجرير بن حازم

(7)

، ومحمد بن إسحاق

(8)

، وابن جريج

(9)

، وطاووس

(10)

، وشعيب بن أبي حمزة

(11)

.

(1)

مسلم (1200)(73).

(2)

البخاري (1827)، ومسلم (1200)(74) و (75).

(3)

مسلم (1199)(77)، وأبو عوانة (3622).

(4)

البخاري (1826)، ومسلم (1199)(76).

(5)

مسلم (1199)(77).

(6)

المسلم (1199)(77).

(7)

مسلم (1199)(77).

(8)

مسلم (1199)(78).

(9)

مسلم (1199)(77).

(10)

البزار (1097 كشف الأستار)، والطبراني في الكبير (10954)، والفاكهي في أخبار مكة (2285).

(11)

الخطيب في تاريخ بغداد (10/ 293).

ص: 616

‌علة الوهم:

جاء تقيد الغراب بالأبقع في حديث قتادة عن سعيد بن المسيب عن عائشة رضي الله عنها

(1)

، فلعله من هنا دخل الوهم على وهب بن بقية.

(1)

أخرجه مسلم في صحيحه (1198)(67) وقتادة في روايته عن سعيد كلام. قال الإمام أحمد: أحاديث قتادة عن سعيد بن المسيب ما أدري كيف هي؟ قد أدخل بينه وبين سعيد نحواً من عشرة رجال لا يعرفون (تحفة التحصيل 265)، وقال إسماعيل القاضي سمعت علي بن المديني يضعف أحاديث قتادة عن سعيد بن المسيب تضعيفاً شديداً، وقال أحسب أن أكثرها بين قتادة وسعيد فيها رجال وكان عبد الرحمن بن مهدي يقول: مالك عن ابن المسيب أحب إليّ من قتادة عن ابن المسيب. (تهذيب التهذيب 8/ 356).

وقد خولف قتادة فرواه عبد الرحمن بن حرملة عن ابن المسيب عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسلاً، وليس فيه وصف الغراب بالأبقع (مصنف عبد الرزاق 8384)، وابن أبي شيبة (4/ 439)، وجعله من قول سعيد وأبو داود في المراسيل (1372).

ص: 617

‌يحيى بن إسحاق

يحيى بن إسحاق البجلي أبو زكريا أبو بكر السيلحيني، والسيلحين قرية قرب بغداد.

روى عن: الحمادان، وفليح بن سليمان، ومبارك بن فضالة، ووهيب بن خالد وجماعة.

وعنه: أحمد، وابن أبي شيبة، وأحمد بن منيع، والحارث بن أبي أسامة وهارون الحمال وجماعة.

قال أحمد: شيخ صالح صدوق، وقال ابن معين: صدوق، وقال ابن سعد: ثقة حافظ، مات سنة 210.

قال ابن حجر: صدوق من كبار العاشرة.

ص: 618

‌الحديث

(1)

:

1323 -

قال الإمام أحمد رحمه الله (5/ 287): حدثنا يحيى بن إسحاق، أخبرني سعيد بن عبد العزيز، عن مكحول، عن أبي مرة الطائفي، قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول:

«قال الله عز وجل ابن آدم صل لي أربع ركعات من أول النهار أكفك آخره» .

‌التعليق:

هذا إسناد رجاله كلهم ثقات رجال الصحيح غير أبي مرة الطائفي، لم يرو عنه مكحول إلا هذا الحديث.

وأخرجه ابن الأثير في أسد الغابة (6/ 278) من طريق عبد الله بن الحكم عن يحيى بهذا الإسناد، وابن عساكر في تاريخ دمشق (62/ 188) من طريق عبد الله بن الإمام أحمد عن أبيه به.

وعزاه المزي في التحفة والحافظ في الإصابة إلى النسائي أيضاً.

هكذا رواه يحيى فقال: (عن سعيد بن عبد العزيز، عن مكحول، عن أبي مرة الطائفي عن النبي صلى الله عليه وسلم.

(1)

رجال الإسناد:

سعيد بن عبد العزيز التنوخي الدمشقي، ثقة إمام سواه أحمد بالأوزاعي. وقدمه أبو مسهر، لكنه اختلط في أخرة أمره، من السابة، مات سنة 167 وقيل بعدها وله بضع وسبعون سنة، روى له مسلم والبخاري في الأدب المفرد.

مكحول الشامي، أبو عبد الله، ثقة فقيه مشهور كثير الإرسال، من الخامسة، مات سنة بضع وعشرة ومائة، روى له مسلم.

أبو مرة الطائفي، شيخ لمكحول، يقال له صحبة، وقيل الصواب إنه كثير بن مرة، روى له النسائي.

ص: 619

خاله الوليد بن مسلم

(1)

، وأبو مسهر عبد الأعلى بن مسهر

(2)

، وعمار بن مطر

(3)

، ويحيى بن حمزة

(4)

، وأبو حيوة شريح بن يزيد

(5)

، وأبو عبد الله بن محمد بن هاشم المعروف بالأزفر

(6)

، والواقدي

(7)

، ومحمد بن عمر المدني

(8)

.

فقالوا: (عن سعيد بن عبد العزيز، عن مكحول، عن كثير بن مرة

(9)

عن نُعيم بن همار

(10)

الغطفاني، عن النبي صلى الله عليه وسلم.

وكذلك رواه خالد بن معدان

(11)

، وأبو الزاهرية حدير بن كريب الحضرمي

(12)

، وزيد بن واقد

(13)

، ولقمان بن عامر

(14)

، ومحمد بن راشد

(15)

.

(1)

أبو داود (1289)، وأحمد (5/ 286 - 287)، وابن عبد البر في التمهيد (8/ 142).

(2)

البخاري في التاريخ الكبير (8/ 93)، وابن عساكر في تاريخ دمشق (62/ 192).

(3)

الطبراني في مسند الشاميين (293).

(4)

المصدر السابق (294).

(5)

المصدر السابق (294)(3534).

(6)

الفوائد لتمام الرازي (715).

(7)

الفوائد المنيحة (1/ 71 رقم 21).

(8)

تاريخ مدينة دمشق (62/ 186).

(9)

كثير بن مرة الحضرمي الحمصي ثقة، تابعي ووهم من عده في الصحابة.

(10)

نعيم بن هبار أو هدار أو حماد العطفاني، صحابي، رجح الأكثر أن اسم أبيه همار.

(11)

البخاري في التاريخ الكبير (8/ 93)، والنسائي في الكبرى (466)، والطبراني في مسند الشاميين (1169).

(12)

أحمد (5/ 286)، والبخاري (8/ 93)، والنسائي (468)، وابن أبي شيبة في مسنده (555) وغيرهم.

(13)

الطبراني في مسند الشاميين (294).

(14)

البخاري (8/ 94)، وابن قانع في معجم الصحابة (3/ 151).

(15)

أحمد (5/ 287)، والبخاري (8/ 93 - 94)، والطبراني (3535)، في مسند الشاميين وابن قانع (3/ 150).

ص: 620

فرووه عن كثير بن مرة، عن نعيم بن همار عن النبي صلى الله عليه وسلم.

تابعوا رواية الجماعة عن سعيد بن عبد العزيز عن مكحول فجعلوا الحديث من مسند نعيم بن همار.

ورواه سليمان بن موسى

(1)

عن مكحول فجعله من مسند نعيم بن همار إلا أنه أدخل قيس الجذامي بين كثير بن مرة ونعيم بن همار.

وتابعه على ذلك العلاء بن الحارث كما في النكت الظراف (9/ 35)، وخالد بن معدان في رواية بجير بن سعد عنه

(2)

.

وكذلك رواه أبو إدريس الخولاني

(3)

عن نعيم بن همار.

وهذا هو المحفوظ في هذا الحديث أنه من رواية نعيم بن همار عن النبي صلى الله عليه وسلم

(4)

.

قال الحافظ المزي: (المحفوظ حديث سعيد بن عبد العزيز عن مكحول عن كثير بن مرة عن نعيم بن همار.

وقيل عن مكحول، عن كثير بن مرة، عن قيس الجذامي، عن نعيم بن همار)

(5)

.

(1)

أحمد (5/ 287)، والنسائي في الكبرى (467)، والدارمي (1451)، وابن حبان (2533)، والطبراني في مسند الشاميين (394، 3533)، والبيهقي (3/ 47)، والحارث كما في الزوائد (222).

(2)

مسند الشاميين (1168)، وابن قانع (3/ 152).

(3)

البخاري في التاريخ الكبير (8/ 93، 94)، وابن حبان (2534)، وتمام الرازي في الفوائد (120).

(4)

انظر: تحفة الأشراف (8/ 266 رقم 11653).

(5)

تحفة الأشراف (8/ 579 ترجمة 12172).

ص: 621

وقال الحافظ في الإصابة: سعيد عن مكحول عن كثير بن مرة عن نعيم بن همار هو المحفوظ

(1)

.

‌أثر الوهم:

جاء في إسناد هذا الحديث سماع أبي مرة الطائفي من النبي صلى الله عليه وسلم مما يوحي أنه من الصحابة. وقد ذكره بعض أهل التراجم في الصحابة

(2)

اعتماداً على هذا الإسناد الذي وهم فيه يحيى بن إسحاق.

(1)

الإصابة (7/ 370).

(2)

انظر: أسد الغابة (6/ 278)، الإصابة (7/ 370).

ص: 622

‌يحيى بن يمان

يحيى بن يمان العجلي، أبو زكريا الكوفي.

روى عن: أبيه، وهشام بن عروة، والأعمش، وإسماعيل بن أبي خالد والثوري، ومعمر وجماعة.

وعنه: ابنه داود، وأبو بكر وعثمان ابنا أبي شيبة، ويحيى بن معين وابن نمير، وعمرو الناقد وجماعة.

قال ابن معين: أرجو أن يكون صدوقاً، وقال أيضاً: ليس به بأس، وقال أيضاً: ليس بثبت لم يكن يبالي أي شيء حدث، كان يتوهم الحديث.

وقال وكيع: هذه الأحاديث التي يحدث بها يحيى بن يمان ليست من أحاديث الثوري.

وقال ابن المديني: صدوق كان قد فلج فتغير حفظه.

وقال وكيع: ما كان أحد من أصحابنا أحفظ منه ثم نسي، فلا أعلم بالكوفة أحفظ من داود ابنه.

وضعفه الإمام أحمد وقال؛ ليس بحجة، وقال: حدث عن الثوري بعجائب.

ص: 623

وقال أبو داود: يخطئ في الأحاديث ويقلبها.

وقال النسائي: ليس بالقوي.

قال العجلي: كان من كبار أصحاب الثوري، وكان ثقة جائز الحديث متعبداً معروفاً بالحديث صدوقاً إلا أنه فلج بأخرة فتغير حفظه.

وقال ابن عدي: عامة ما يرويه غير محفوظ، وهو في نفسه لا يتعمد الكذب إلا أنه يخطئ ويشتبه عليه.

قال ابن حجر: صدوق عابد يخطئ كثيراً وقد تغير، من كبار التاسعة مات سنة 189.

قلت: روى له مسلم حديثاً واحداً (2972) مقروناً بعبدة بن سليمان عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة قالت: إن كنا آل محمد صلى الله عليه وسلم لنمكث شهراً ما نستوقد بنار إن هو إلا التمر والماء.

ص: 624

‌الحديث الأول

(1)

:

1324 -

قال النسائي رحمه الله في الكبرى (2673): أنبأ إسحاق بن إبراهيم بن حبيب الشهيد قال: حدثنا يحيى بن يمان، عن سفيان، عن عاصم، عن المسيب بن رافع عن سواء الخزاعي عن عائشة رضي الله عنها قالت:

كان النبي صلى الله عليه وسلم يصوم الاثنين والخميس.

‌التعليق:

هذا إسناد لا بأس به، والحديث صحيح لغيره.

وأخرجه أيضاً النسائي في الكبرى (2786) عن إسحاق به.

وأخرجه ابن خزيمة في صحيحه (2116) عن إسحاق بن إبراهيم به.

هكذا قال يحيى بن يمان: (سفيان، عن عاصم، عن المسيب بن رافع، عن سواء، عن عائشة).

(1)

رجال الإسناد:

إسحاق بن إبراهيم بن حبيب بن الشهيد، أبو يعقوب البصري الشهيدي، ثقة من العاشرة، مات سنة 257، روى أبو داود في المراسيل، والترمذي والنسائي وابن ماجه.

عصام بن بهدلة وهو ابن أبي النجود الأسدي مولاهم الكوفي، صدوق له أوهام حجة في القراءة، وحديثه في الصحيحين مقرون من السادسة، مات سنة 128.

المسيب بن رافع الأسدي الكاهلي الأعمى، ثقة من الرابعة، مات سنة 105، روى له البخاري ومسلم.

سواء الخزاعي مقبول من الثالثة، روى له أبو داود والنسائي.

ص: 625

خالفه القاسم بن يزيد

(1)

فقال: (عن سفيان، عن عاصم، عن المسيب، عن سواء، عن حفصة).

وكذلك رواه أصحاب عاصم منهم:

حماد بن سلمة

(2)

، وزائدة

(3)

، وأبان بن يزيد

(4)

، وقيس بن الربيع

(5)

، وزياد

(6)

، فجعلوه من حديث سواء الخزاعي عن حفصة

(7)

.

بعضهم رواه مختصراً وبعضهم رواه مطولاً

(8)

.

قال الحافظان المزي وابن حجر عن رواية سواء الخزاعي عن عائشة: إن كان محفوظاً

(9)

.

(1)

النسائي في الكبرى (10599)، وفي عمل اليوم والليلة (763)، وابن السني (731)، وجمال الدين الظاهري في مشيخة ابن البخاري (2/ 1075).

(2)

أبو داود (2451)، والنسائي (4/ 203)، وفي الكبرى (2675)، وأبو يعلى (7047)، وعبد بن حميد (1544)، وأحمد (6/ 287) و (6/ 288)، والبيهقي (4/ 294 - 290).

(3)

النسائي (4/ 203 - 204)، وفي الكبرى (2676)(2787)، وأحمد (6/ 287).

(4)

النسائي (10598)، وأحمد (6/ 288)، والطبراني في الكبير (23/ 394)(398).

(5)

الطبراني في الكبير (23/ 353).

(6)

ابن السني في عمل اليوم والليلة (730).

(7)

مع الاختلاف في سندهم عليه.

(8)

فقال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أخذ مضجعه وضع يده اليمنى تحت خده اليمنى وكانت يمينه لطعامه وطهوره وصلاته وثيابه وكانت شماله لما سوى ذلك وكان يصوم الاثنين والخميس.

(9)

تحفة الأشراف (11/ 223)، تهذيب الكمال (12/ 230)، وتهذيب التهذيب (4/ 233).

ص: 626

‌الحديث الثاني

(1)

:

1325 -

قال أبو عيسى الترمذي رحمه الله (239): حدثنا قتيبة وأبو سعيد الأشج قالا: حدثنا يحيى بن اليمان، عن ابن أبي ذئب، عن سعيد بن سمعان، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال:

كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا كبَّر للصلاة نشر أصابعه.

‌التعليق:

هذا إسناد رجاله كلهم ثقات رجال الصحيح غير سعيد بن سمعان.

قال النسائي والدارقطني: ثقة وذكره ابن حبان في الثقات، وقال الحاكم: تابعي معروف. والحديث أخرجه كذلك ابن خزيمة (458)، وابن حبان (1769)، والحاكم (1/ 235) كلهم من طريق يحيى بن اليمان به.

وقد وهم يحيى في هذا الحديث على ابن أبي ذئب فقال: (نشر أصابعه). وفي رواية: (ينشر أصابعه في الصلاة نشراً).

(1)

رجال الإسناد:

قتيبة بن سعيد: تقدم انظره في بابه.

عبد الله بن سعيد بن حصين الكندي، أبو سعيد الأشج الكوفي، ثقة من صغار العاشرة، مات سنة 257، روى له البخاري ومسلم.

محمد بن عبد الرحمن بن المغيرة بن الحارث بن أبي ذئب القرشي العامري أبو الحارث المدني، ثقة فقيه فاضل، من السابعة، مات سنة 158 وقيل 159، روى له البخاري ومسلم.

سعيد بن سمعان الأنصاري، الزرقي مولاهم المدني، ثقة لم يصب الأزدي في تضعيفه من الثالثة، روى له أبو داود والترمذي والنسائي، والبخاري في جزء القراءة.

ص: 627

خالفه الثقات من أصحاب ابن أبي ذئب الذين رووا هذا الحديث عنه فقالوا: (رفع يديه مداً) منهم:

يحيى بن سعيد القطان

(1)

، ويزيد بن هارون

(2)

، وعبيد الله بن عبد المجيد

(3)

، وأبو عامر العقدي

(4)

، وأسد بن موسى

(5)

، والطيالسي

(6)

، وابن أبي فديك

(7)

، وعاصم بن علي

(8)

، ومحمد بن عبد الله بن الزبير

(9)

، وخلف بن الوليد

(10)

.

وقال الترمذي: (وقد روى غير واحد هذا الحديث عن ابن أبي ذئب، عن سعيد بن سمعان عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا دخل في الصلاة رفع يديه مداً.

وهو أصح من رواية يحيى بن اليمان، وأخطأ ابن اليمان في هذا الحديث).

ثم نقل الترمذي عن الدارمي قوله: (حديث ابن اليمان خطأ).

(1)

أبو داود (753)، والنسائي (2/ 124)، وأحمد (2/ 434)، وابن خزيمة (460)(473)، والبيهقي (2/ 195).

(2)

أحمد (2/ 434).

(3)

الترمذي (240).

(4)

ابن خزيمة (459)، وابن حبان (1777)، والبيهقي (2/ 27)، والحاكم (1/ 234).

(5)

الطحاوي في شرح المعاني (1/ 195).

(6)

الطيالسي (2374)، والبيهقي (2/ 27).

(7)

ابن خزيمة (460).

(8)

البيهقي (2/ 196).

(9)

الإرشاد في معرفة علماء الحديث (1/ 386).

(10)

الطوسي في مختصر الأحكام (224).

ص: 628

وقال الخليلي: «لم يروه بهذا اللفظ غير يحيى بن يمان» .

وقال أبو داود في مسائله (1854): (سمعت أحمد سئل عن حديث يحيى بن يمان عن ابن أبي ذئب حديث أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا رفع يديه نشر أصابعه. قلت: أليس هو خطأ؟ أليس الحديث حديث أبي هريرة كان يرفع يديه مداً؟

قال: لا أدري! هو خطأ، ولكن الناس يروونه هكذا، أي: يرفع يديه مداً).

وقال ابن أبي حاتم في العلل (265): (قال أبي: وهم يحيى، إنما أراد قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا قام إلى الصلاة رفع يديه مداً، كذا رواه الثقات من أصحاب ابن أبي ذئب).

وقد تابع شبابة بن سوار يحيى بن يمان على هذا الحديث لكن قال أبو حاتم هذا باطل.

قال ابن أبي حاتم في العلل (458): (وسألت أبي عن حديث رواه شبابة عن ابن أبي ذئب، عن سعيد بن سمعان عن أبي هريرة قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم: إذا افتتح الصلاة نشر أصابعه نشراً؟

قال أبي: إنما روى على هذا اللفظ يحيى بن يمان ووهم، وهذا باطل).

قلت: ويشهد لرواية الجماعة عن ابن أبي ذئب ما رواه الطيالسي

(1)

، ومحمد بن عبد الله الزبير

(2)

، وحسين بن محمد بن بهرام

(1)

في مسنده (2562)، والبيهقي (2/ 27).

(2)

أحمد (2/ 500).

ص: 629

المروذي

(1)

، وعبيد الله بن عبد المجيد

(2)

ثلاثتهم عن ابن أبي ذئب عن محمد بن عمرو بن عطاء، عن محمد بن عبد الرحمن بن ثوبان عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا قام يعني إلى الصلاة رفع يديه مداً.

(1)

أحمد (2/ 375).

(2)

الدارمي (1237).

ص: 630

‌الحديث الثالث

(1)

:

1326 -

قال أبو عيسى الترمذي رحمه الله (3594): حدثنا أبو هشامٍ الرِّفاعيُّ محمد بن يزيد الكُوفيُّ، حدثنا يحيى بن الْيمان، حدثنا سُفيانُ، عن زيدٍ العمِّيِّ، عن أبي إياسٍ مُعاوية بن قُرَّة، عن أنس بن مالكٍ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «الدُّعاءُ لا يُردُّ بين الأذان والإقامةِ» قال: فماذا نقولُ يا رسول اللَّهِ؟ قال: «سَلُوا اللَّهَ العافية في الدُّنْيَا والآخِرَةِ» .

‌التعليق:

هذا إسناد رجاله رجال الصحيح غير زيد بن الحواري ضعيف، إلا أن الشطر الأول منه صحيح لغيره.

هكذا قال يحيى بن يمان عن سفيان فماذا نقول يا رسول الله قال: «سلوا الله العافية

».

خالفه جماعة من أصحاب سفيان فرووه عنه بدون ذكر هذه الزيادة منهم:

(1)

رجال الإسناد:

محمد بن يزيد بن محمد بن كثير العجلي، أبو هشام الرفاعي الكوفي قاضي المدائن ليس بالقوي، من صغار العاشرة، وذكره ابن عدي في شيوخ البخاري، وجزم الخطيب بأن البخاري روى عنه لكن قد قال البخاري: رأيتهم مجمعين على ضعفه، مات سنة 248، روى عنه مسلم.

سفيان: هو الثوري تقدم.

زيد بن الحواري، أبو الحواري العمي، البصري قاضي هراة، ضعيف من الخامسة، روى عنه أصحاب السنن.

معاوية بن قرة بن إياس بن هلال المزني، أبو إياس البصري، ثقة من الثالثة، مات سنة 113 وله 76 سنة، روى له البخاري ومسلم.

ص: 631

وكيع

(1)

، وعبد الرزاق

(2)

، وأبو أحمد الزبيري

(3)

، وأبو نعيم الفضل بن دكين

(4)

، وعبد الله بن المبارك

(5)

، ومحمد بن كثير

(6)

، وعبد الرحمن بن مهدي

(7)

إلا أنه لم يرفعه وقفه على أنس، والأسود بن عامر

(8)

، ومحمد بن يوسف

(9)

.

وكذلك رواه جماعة عن أنس ولم يذكروا هذه الزيادة منهم بريد بن أبي مريم

(10)

، وقتادة

(11)

، وسليمان التيمي

(12)

، ويزيد الرقاشي

(13)

، وسلام بن أبي الصهباء عن ثابت، عن أنس

(14)

.

(1)

الترمذي (212)(3595)، والنسائي في الكبرى (9896)، وفي عمل اليوم والليلة (68)، وأحمد (3/ 119).

(2)

الترمذي (212)(3595)، والطبراني في الدعاء (483)، والسخاوي في البلدانيات (1/ 171).

(3)

الترمذي (212)(3595)، والنسائي (9896)، وفي عمل اليوم (68).

(4)

في كتاب الصلاة (307)، ومن طريقه الترمذي (212)(3595)، والنسائي (9896)، وفي عمل اليوم (68).

(5)

النسائي (9897)، وفي عمل اليوم (69)، والشهاب (120)، وابن عبد البر في التمهيد (21/ 140).

(6)

أبو داود (521)، والبيهقي (1/ 410)، وفي الدعوات الكبير (60)، والطوسي (95).

(7)

النسائي (9898)، وفي عمل اليوم (70)، والقضاعي في المعجم في أصحاب القاضي (1/ 149).

(8)

ابن عبد البر في التمهيد (21/ 140).

(9)

الطوسي في مختصر الأحكام (195).

(10)

ابن خزيمة (425)(426)، وأحمد (3/ 155، 254)، وأبو يعلى (3679)(3680)، وابن حبان (1696)، والنسائي (9895)، والضياء (1563)(1564)، والطبراني في الدعاء (484).

(11)

النسائي في عمل اليوم والليلة (71)، وفي الكبرى (9900).

(12)

أبو يعلى (4072)، والضياء في المختارة (2169).

(13)

أبو نعيم في كتاب الصلاة (308)(309)، والطبراني في الدعاء (485)(486).

(14)

الطبراني في الدعاء (487)، وابن عدي في الكامل (3/ 305)، والخطيب في تاريخ بغداد (4/ 324)(8/ 70).

ص: 632

لذا قال الترمذي: وقد زاد يحيى بن اليمان هذا الحديث هذا الحرف قالوا: فماذا تقول؟ قال: سلوا الله العافية في الدنيا والآخرة.

وقال الألباني: منكر بهذه الزيادة تفرد بها ابن اليمان وهو ضعيف لسوء حفظه، أما الحديث فصحيح بدونها

(1)

....

(1)

إرواء الغليل (1/ 262).

ص: 633

‌الحديث الرابع

(1)

:

1327 -

قال أبو عيسى الترمذي (907): حدثنا قتيبة وأبو سعيد الأشج، قالا: حدثنا يحيى بن اليمان، عن سفيان، عن عبيد الله، عن نافع، عن ابن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم اشترى هديه من قديد.

‌التعليق:

هذا إسناد على شرط مسلم، رجاله كلهم ثقات رجال الشيخين غير يحيى بن اليمان من رجال مسلم.

ورواه ابن ماجه (3102) من طريق بن نمير عن يحيى بن يمان، وأحمد (2/ 38) عن يحيى بن يمان به، وأبو نعيم في تاريخ أصبهان (2/ 211) من طريق أبي أيوب الشاذكوني عن يحيى بن يمان به.

وقد وهم يحيى بن اليمان في هذا الحديث فإن النبي صلى الله عليه وسلم قد ساق الهدي من ذي الحليفة وهي قبل قديد بكثير، جاء ذلك فيما رواه

(1)

رجال الإسناد:

قتيبة بن سعيد: تقدم وانظره في بابه.

أبو سعيد الأشج: هو عبد الله بن سعيد بن حصين الكندي، أبو سعيد الأشج الكوفي ثقة، من صغار العاشرة مات سنة 257، روى له البخاري ومسلم.

سفيان بن سعيد بن مسروق الثوري، أبو عبد الله الكوفي، ثقة حافظ فقيه عابد إمام حجة، من رؤوس الطبقة السابعة، مات سنة 161 وله 64 عاماً، روى له البخاري ومسلم.

عبيد الله بن عمر بن حفص بن عاصم بن عمر بن الخطاب، أبو عثمان، ثقة ثبت قدمه أحمد بن صالح على مالك في نافع، وقدمه ابن معين في القاسم عن عائشة، على الزهري عن عروة عنها، من الخامسة، مات سنة 147، روى له البخاري ومسلم.

نافع أبو عبد الله المدني، مولى ابن عمر، ثقة ثبت فقيه مشهور من الثالثة مات سنة 117 أو نحوها، روى له البخاري ومسلم.

ص: 634

البخاري في صحيحه (1691) قال: حدثنا يحيى بن بكير، حدثنا الليث، عن عقيل، عن ابن شهاب عن سالم بن عبد الله بن عمر أن ابن عمر رضي الله عنهما قال: تمتع رسول الله صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع بالعمرة إلى الحج وأهدى فساق معه الهدي من ذي الحليفة

الحديث.

والذي اشترى الهدي من قديد هو ابن عمر رضي الله عنه، وقد أخرجه أيضاً البخاري في صحيحه (1693) في باب (من اشترى الهدي من الطريق) قال: حدثنا أبو النعمان، حدثنا حماد، عن أيوب عن نافع قال: قال عبد الله بن عبد الله بن عمر لأبيه: أقم فإني لا آمنها أن تصد عن البيت. قال: إذن افعل كما فعل رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد قال الله: {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ

(21)} فأنا أشهدكم أني قد أوجبت على نفسي العمرة، فأهل بالعمرة قال: ثم خرج حتى إذا كان بالبيداء أهل بالحج والعمرة وقال: ما شأن الحج والعمرة إلا واحد، ثم اشترى الهدي من قديد).

لذا قال الترمذي عقب الحديث: «هذا حديث غريب لا نعرفه من حديث الثوري إلا من حديث يحيى بن اليمان، روى عن نافع أن ابن عمر اشترى من قديد، وهذا أصح» .

وقال ابن أبي حاتم في العلل (797): سألت أبا زرعة عن حديث رواه يحيى بن يمان، عن سفيان عن عبيد الله عن نافع عن ابن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم اشترى هدية من قديد؟

قال: إنما هو عن ابن عمر موقوف، والوهم من يحيى بن يمان.

وتقدم في باب أيوب بن موسى ح (549) فانظره.

ص: 635

‌الحديث الخامس

(1)

:

1328 -

قال أبو عبد الرحمن النسائي (8/ 325): أخبرنا الحسن بن إسماعيل بن سليمان قال: أنبأنا يحيى بن يمان، عن سفيان، عن منصور، عن خالد بن سعد، عن أبي مسعود رضي الله عنه قال:

عطش النبي صلى الله عليه وسلم حول الكعبة فاستسقى فأتي بنبيذ من السقاية فشمه فقطب فقال: «علي بذنوب من زمزم» فصب عليه ثم شرب فقال رجل: أحرام هو يا رسول الله؟ قال: «لا» .

‌التعليق:

هذا إسناد رجاله كلهم ثقات رجال الصحيح غير الحسن بن إسماعيل قال عنه النسائي ثقة، وذكره ابن حبان في الثقات وقال: مستقيم الحديث، وهو عند النسائي في الكبرى (5212) بهذا الإسناد.

وأخرجه ابن أبي شيبة (23858)، والطحاوي (4/ 219)، والطبراني في الكبير (17/ 675)، والدارقطني (4/ 263)، والبيهقي (8/ 304)، وابن عدي في الكامل (3/ 28)، والعقيلي في الضعفاء (4/ 434)، والفاكهي في أخبار مكة (585)، والدارقطني في العلل

(1)

رجال الإسناد:

الحسن بن إسماعيل بن سليمان بن مجالد، أبو سعيد المجالدي المصيصي ثقة من العاشرة، مات بعد سنة 240، روى له النسائي.

يحيى بن يمان: تقدم.

سفيان الثوري: تقدم.

منصور بن المعتمر بن عبد الله السلمي، أبو عتاب، الكوفي، ثقة ثبت وكان لا يدلس، من طبقة الأعمش، مات سنة 132، روى له البخاري ومسلم.

خالد بن سعد الكوفي، ثقة، من الثانية، روى له البخاري.

ص: 636

(6/ 193)، وذكره البخاري في التاريخ الكبير (3/ 153)، والأوسط (2/ 55 رقم 1769) تعليقاً.

هكذا قال يحيى بن يمان: (عن سفيان، عن منصور، عن خالد بن سعد، عن أبي مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم.

خالفه يحيى بن سعيد القطان

(1)

فقال: (عن سفيان، عن منصور، عن خالد بن سعد عن أبي مسعود أنه كان يشرب في نبيذ الجر) موقوفاً عليه.

وكذلك رواه الأعمش

(2)

، عن إبراهيم، عن إبراهيم، عن همام عن أبي مسعود موقوفاً وقد أنكر أئمة الحديث وتعاد هذا الحديث على يحيى بن يمان.

قال النسائي عقب الحديث: هذا خبر ضعيف، لأن يحيى بن يمان انفرد به دون أصحاب سفيان، ويحيى بن يمان لا يحتج بحديثه لسوء حفظه، وكثرة خطئه.

وقال ابن عدي: سمعت عبدان يقول: سمعت ابن نمير يقول: أخطأ ابن يمان على الثوري فقال: (عن منصور، عن خالد بن سعد، عن أبي مسعود وإنما هو الثوري، عن الكلبي، عن أبي صالح عن المطلب قال: عطش النبي صلى الله عليه وسلم

فذكره)

(3)

. وقال ابن عدي: ويحيى بن يمان قد وهم في حديث النبي صلى الله عليه وسلم

فذكره.

(1)

البخاري في التاريخ الكبير (3/ 153)، وفي الأوسط (1768)، ومن طريقه ابن عدي في الكامل (3/ 67) عن علي بن المديني عن يحيى بن سعيد.

(2)

المصدر السابق.

(3)

ونقله عنه البيهقي (8/ 304).

ص: 637

وقال الدارقطني: وهذا حديث معروف يحيى بن يمان، ويقال: إنه انقلب عليه الإسناد واختلط عليه بحديث الكلبي عن أبي صالح.

وقال البيهقي: رواه يحيى بن يمان عن سفيان فغلط في إسناده.

وقال ابن أبي حاتم في العلل (1550): سألت أبا زرعة عن حديث يحيى بن يمان عن سفيان، عن منصور عن خالد بن سعد، عن أبي مسعود أن النبي صلى الله عليه وسلم عطش حول الكعبة

فذكر الحديث؟

قال أبو زرعة: هذا إسناد باطل عن الثوري عن منصور، وهم فيه يحيى بن يمان، وإنما ذاكرهم سفيان، عن الكلبي، عن أبي صالح عن المطلب بن أبي وداعة مرسل، ولعل الثوري إنما ذكره تعجباً من الكلبي حين حدث بهذا الحديث مستنكراً على الكلبي.

وقال ابن حجر في الفتح (10/ 41): وقد ضعف حديث أبي مسعود: النسائي وأحمد وعبد الرحمن بن مهدي وغيرهم لتفرد يحيى بن يمان برفعه وهو ضعيف، ثم روى النسائي عن ابن المبارك قال: ما حدث الرخصة فيه من وجه صحيح إلا عن النخعي من قوله.

قال البخاري في الأوسط (2/ 55): (وقال يحيى بن يمان عن سفيان عن منصور عن خالد بن سعد عن أبي مسعود أن النبي صلى الله عليه وسلم أتي بنبيذ فصب عليه ماء ولم يصح عن النبي صلى الله عليه وسلم هذا.

ص: 638

قال الأشجعي وغيره عن سفيان عن الكلبي عن أبي صالح عن المطلب أتي النبي صلى الله عليه وسلم بنبيذ ولم يثبت لما قال الكلبي فقال لي أبو صالح: كل شيء حدثتك فهو كذب.

وتابع عبد العزيز بن أبان والواقدي يحيى بن يمان على وهمه)

(1)

.

(1)

ونحوه في التاريخ الكبير (3/ 153)، ونقله ابن عدي في الكامل (3/ 28).

ص: 639

‌يزيد بن عبد ربه

يزيد بن عبد ربه الزبيدي، أبو الفضل الحمصي المؤذن.

روى عن: الوليد بن مسلم، ومحمد بن حرب، ووكيع، وبقية بن الوليد وجماعة.

وعنه: أبو داود، روى مسلم والنسائي وابن ماجه بواسطة محمد بن يحيى الذهلي، وإسحاق بن منصور الكوسج وغيرهما، وحدث عنه أحمد بن حنبل ويحيى بن معين، وأبو زرعة، وأبو حاتم، وغيرهم.

أثنى عليه أحمد وقال: ما كان أثبته.

وقال ابن معين: ثقة صاحب حديث.

وقال أبو حاتم: كان صدوقاً.

وقال العجلي وأبو بكر بن أبي داود: ثقة، زاد أبو بكر أوثق من روى عن بقية.

مات سنة 226، وله 56 سنة.

قال ابن حجر: ثقة، من العاشرة.

قلت: روى له مسلم حديثين (805، 1471) عن الوليد بن مسلم والزبيدي.

ص: 640

‌الحديث

(1)

:

1329 -

قال الإمام أحمد رحمه الله (4/ 232): حدثنا يزيد بن عبد ربه، قال: حدثنا الوليد بن مسلم قال: حدثنا الأوزاعي، عن عبد الله بن فيروز الديلمي، عن أبيه:

أنهم أسلموا وكان فيمن أسلم فبعثوا وفدهم إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ببيعتهم وإسلامهم، فقبل ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم منهم، فقالوا: يا رسول الله نحن من قد عرفت وجئنا من حيث قد علمت، وأسلمنا فمن ولينا؟ قال: الله ورسوله، قالوا: حسبُنا رضينا.

‌التعليق:

هذا إسناد رجاله كلهم ثقات رجال الصحيح غير عبد الله بن فيروز وهو تابعي ثقة وثقه يحيى بن معين والعجلي وذكره ابن حبان في الثقات.

هكذا رواه الوليد بن مسلم فقال: (عن الأوزاعي، عن عبد الله بن فيروز الديلمي، عن أبيه).

(1)

رجال الإسناد:

الوليد بن مسلم القرشي، مولاهم أبو العباس الدمشقي، ثقة لكنه كثير التدليس والتسوية، من الثامنة، مات سنة 194 أو 195، روى له البخاري ومسلم.

الأوزاعي: إمام ثقة حافظ، انظر ترجمته في بابه.

عبد الله بن فيروز الديلمي، ثقة، من كبار التابعين، ومنهم من ذكره في الصحابة، روى له أصحاب السنن الأربعة.

فيروز الديلمي اليماني، صحابي، له أحاديث وهو الذي قتل الأسود الذي ادعى النبوة في زمن النبي صلى الله عليه وسلم، ومات في زمن عثمان.

ص: 641

خالفه محمد بن كثير

(1)

، وهقل بن زياد

(2)

، ومحمد بن يوسف الفريابي

(3)

، وبقية بن الوليد

(4)

فرووه عن الأوزاعي فقالوا: (عن الأوزاعي، عن يحيى بن أبي عمرو السيباني، عن عبد الله بن فيروز، عن أبيه).

إلا أن الوهم هنا ليس من الوليد بن مسلم بل يزيد بن عبد ربه.

فقد رواه سليمان بن عبد الرحمن

(5)

عن الوليد بن مسلم عن الأوزاعي، عن يحيى بن أبي عمرو السيباني، عن عبد الله بن فيروز عن أبيه.

بمثل رواية الجماعة فبين بهذا أن الوهم ليس من الوليد بل هو ممن هو دونه، لذا حذفته من باب الوليد وجعلته في باب يزيد بن عبد ربه.

وقد رواه إسماعيل بن عياش

(6)

، وضمرة بن ربيعة

(7)

، عن يحيى بن أبي عمرو السيباني عن ابن فيروز الديلمي عن أبيه.

فتابعا رواية الجماعة عن الأوزاعي، والله تعالى أعلم.

(1)

الدارمي (2108)، والطبراني في الكبير (18/ 851).

(2)

أبو يعلى (6825)، وابن عساكر في تاريخ دمشق (49/ 17)، وابن الأثير في أسد الغابة (5/ 371).

(3)

الطبراني في الكبير (18/ 851)، وفي مسند الشاميين (869).

(4)

الطبراني في الكبير (18/ 847).

(5)

ابن عساكر في تاريخ دمشق (49/ 17).

(6)

أخرجه أحمد (4/ 232)، وابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني (2/ 141).

(7)

أبو داود (3710)، وأحمد (4/ 232)، والدارمي (2108)، وابن أبي عاصم (2/ 141)، والنسائي (8/ 332)، والطبراني (18/ 847).

ص: 642

‌يونس بن أبي إسحاق

يونس بن أبي إسحاق، عمرو بن عبد الله الهمداني السبيعي، أبو إسرائيل الكوفي.

روى عن: أبيه، وأنس، وأبي بردة وأبي بكر ابني أبي موسى الأشعري، وعامر الشعبي، والحسن البصري وجماعة.

وعنه: ابنه عيسى، والثوري، وابن المبارك، وابن مهدي، ويحيى القطان وجماعة.

قال ابن معين: ثقة.

وقال ابن مهدي: لم يكن به بأس.

وقال يحيى القطان: كانت فيه غفلة شديدة، وكانت سجية فيه.

وقال أحمد: حديثه مضطرب، وقال أيضاً: في حديثه زيادة على الناس.

وقال الأثرم: سمعت أحمد يضعف حديث يونس عن أبيه.

ص: 643

وقال أبو حاتم: كان صدوقاً إلا أنه لا يحتج بحديثه.

وقال النسائي: ليس به بأس.

قال ابن عدي: له أحاديث حسان، وروى عنه الناس.

روى له مسلم حديثاً واحداً عن عبد الله بن أبي السفر في المتابعات (1844).

ص: 644

‌الحديث الأول

(1)

:

1330 -

قال النسائي (3/ 222) ح رقم (1653): أخبرنا سُليمانُ بن سلمٍ البلخيُّ قال: حدثنا النَّضرُ قال: أنبأنا يونس عن أبي إسحاق عن الأسود عن أُمِّ سلمة قالت: ما قُبض رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى كان أكثر صلاته جالساً إلا المكتُوبة.

‌التعليق:

هذا إسناد رجاله كلهم ثقات رجال الصحيح غير شيخ النسائي وهو ثقة.

وأخرجه أحمد (6/ 297) عن أبي قطن عن يونس به.

هكذا قال يونس: (عن أبي إسحاق، عن الأسود، عن أم سلمة).

خالفه شعبة

(2)

، وسفيان الثوري

(3)

، وأبو الأحوص

(4)

،

(1)

رجال الإسناد:

سليمان بن سلم البلخي، أبو داود المصاحفي، ثقة من الحادية عشرة، روى عنه أبو داود والترمذي والنسائي.

النضر بن شميل المازني، أبو الحسن النحوي البصري، نزيل مرو ثقة ثبت، من كبار التاسعة مات سنة 204.

أبو إسحاق السبيعي: انظره في بابه.

الأسود بن يزيد بن قيس النخعي، مخضرم ثقة مكثر فقيه، من الثانية، مات سنة 74 أو 75، روى له البخاري ومسلم.

(2)

النسائي (3/ 222)، وفي الكبرى (1359)، وأحمد (6/ 319)، وإسحاق (1920)، والطيالسي (1619).

(3)

النسائي (3/ 222)، وعبد الرزاق (4091)، وأحمد (6/ 304، 319)، والطبراني في الكبير (23/ 513).

(4)

ابن ماجه (1225)(4237)، وابن حبان (2507)، وأحمد (6/ 321).

ص: 645

وإسرائيل

(1)

والرحيل بن معاوية الجعفي

(2)

، وشريك بن عبد الله القاضي

(3)

فقالوا: (عن أبي إسحاق، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن، عن أم سلمة).

لذا قال النسائي عقب الحديث: خالفه شعبة وسفيان وقالا عن أبي إسحاق عن أبي سلمة عن أم سلمة).

(1)

أحمد (6/ 305)، وإسحاق (1921).

(2)

الطبراني في الكبير (23/ 515)، وفي الصغير (926).

(3)

الطبراني (23/ 514).

ص: 646

‌الحديث الثاني

(1)

:

1331 -

قال الإمام أحمد رحمه الله (4/ 97): حدثنا أبو نعيم، حدثنا يونس، عن أبي السفر، عن عامر، عن جرير قال: كنت عند معاوية فقال:

توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو ابن ثلاث وستين، وتوفي أبو بكر رضي الله عنه وهو ابن ثلاث وستين، وتوفي عمر رضي الله عنه وهو ابن ثلاث وستين.

‌التعليق:

هذا إسناد رجاله كلهم رجال الصحيح.

وأخرجه الطبراني في الكبير (19/ 703) من طريق أبي نعيم بهذا الإسناد. والنسائي في الكبرى (7115) من طريق ابن أبي زائدة عن يونس وعامر هو الشعبي كما جاء عندهما، وتحرف في مطبوع النسائي اسم أبي السفر إلى ابن أبي النضر.

هكذا رواه يونس فقال: (عن أبي السفر، عن عامر الشعبي، عن جرير، عن معاوية).

(1)

رجال الإسناد:

أبو نعيم: الفضل بن دُكَيْن الكوفي: تقدم انظره في بابه.

سعيد بن يُحمد وحكى الترمذي أنه قيل فيه أحمد وقيل اسمه عمرو، أبو السفر الهمداني الكوفي، ثقة، من الثالثة، مات سنة 112 أو بعدها، روى له البخاري ومسلم.

عامر بن شراحيل الشعبي ثقة مشهور فقيه فاضل، روى له البخاري ومسلم.

جرير بن عبد الله بن جابر البجلي، صحابي مشهور، يقال له يوسف هذه الأمة، مات سنة 51 وقيل بعدها، وحديثه في الصحيحين.

ص: 647

خالفه شعبة

(1)

، وأبو الأحوص سلام

(2)

، وزهير بن معاوية

(3)

وإسرائيل

(4)

.

فرووه (عن أبي إسحاق السبيعي، عن عامر بن سعد البجلي، عن جرير عن معاوية).

وهم يونس في موضعين.

الأول: قال أبو السفر، وإنما هو أبو إسحاق.

الثاني: قال عامر الشعبي، وإنما هو عامر بن سعد البجلي.

قال الدارقطني: القول قول شعبة ومن تابعه عن أبي إسحاق.

(1)

مسلم (2352)(120)، وأحمد (4/ 96).

(2)

مسلم (2352)(119).

(3)

الطبراني في الكبير (19/ 704).

(4)

ذكره الدارقطني في العلل (7/ 53 رقم 1206).

ص: 648

‌الحديث الثالث

(1)

:

1332 -

قال أبوالقاسم البغوي في الجعديات (456): حدثني صالح بن أحمد قال: سمعت علياً، يقول سمعت يحيى بن سعيد يقول: كان يونس بن أبي إسحاق فيه سجية وكان يقول: حدثني أبي قال: سمعت عدي بن حاتم يقول:

اتقوا النار ولو بشق تمرة.

‌التعليق:

هذا إسناد رجاله كلهم ثقات رجال الصحيح غير صالح ابن الإمام أحمد وهو ثقة.

وأخرجه ابن عدي في الكامل (7/ 178) من طريق صالح بن أحمد.

وأخرجه العقيلي في الضعفاء (4/ 457) من طريق محمد بن عيسى عن صالح بن أحمد، ومن طريق عبد الله بن أحمد عن أبيه عن يحيى بن سعيد به.

(1)

رجال الإسناد:

صالح بن أحمد بن حنبل الشيباني، أبو الفضل وهو أكبر أولاد الإمام أحمد ولد سنة 203، قال ابن أبي حاتم صدوق ثقة، ونعته الذهبي قال: الإمام المحدث الحافظ الفقيه قاضي أصبهان (السير 12/ 529).

علي بن عبد الله ابن المديني البصري، ثقة ثبت إمام أهل عصره بالحديث وعلله، مات سنة 234 على الصحيح، روى عنه البخاري.

يحيى بن سعيد القطان: ثقة متقن حافظ إمام قدوة، انظر ترجمته في بابه.

أبو إسحاق السبيعي عمرو بن عبد الله الهمداني: ثقة مكثر عابد من الثالثة اختلط بأخرة، مات سنة 129، روى له البخاري ومسلم.

ص: 649

وذكر المزي في تهذيب الكمال (32/ 491) الطريقين.

هكذا قال يونس: (عن أبيه أبي إسحاق، عن عدي بن حاتم، عن النبي صلى الله عليه وسلم.

خالفه شعبة

(1)

، وسفيان الثوري

(2)

، وزهير بن معاوية

(3)

، وأبو الأحوص

(4)

، وإسرائيل بن يونس

(5)

، وزكريا بن أبي زائدة

(6)

، وعطاء

(7)

، ومحمد بن جابر

(8)

.

فقالوا: (عن أبي إسحاق، عن عبد الله بن معقل، عن عدي بن حاتم عن النبي صلى الله عليه وسلم.

أسقط يونس عبد الله بن معقل من الإسناد.

وتقدم الحديث في باب علي بن الجعد ح (1158).

لذا قال يحيى القطان: وهذا حدثناه سفيان وشعبة عن أبي إسحاق عن ابن معقل عن عدي.

قال يحيى: كان فيه غفلة

(9)

.

(1)

البخاري (1417).

(2)

أحمد (4/ 256)، وأبو نعيم في المستخرج على مسلم (2273)، وابن حبان (331).

(3)

مسلم (1016).

(4)

أبو نعيم (2273).

(5)

الطبراني في الكبير (17/ 209).

(6)

ابن أبي شيبة في مصنفه (9807)، والطبراني (17/ 212).

(7)

الطبراني (17/ 213).

(8)

الطبراني (17/ 214).

(9)

الكامل لابن عدي (7/ 178)، والعقيلي في الضعفاء (4/ 457).

ص: 650

وقال العقيلي: حدثنا عبد الله بن أحمد قال: حدثني أبي حدثنا يحيى بن سعيد قال: كان يونس بن أبي إسحاق يقول أبو إسحاق: سمعت عدي بن حاتم عن النبي صلى الله عليه وسلم: «اتقوا النار ولو بشق تمرة»

(1)

.

وحدثنا سفيان وشعبة عن أبي إسحاق عن عبد الله بن معقل

(2)

عن عدي بن حاتم.

(1)

الضعفاء (4/ 457).

(2)

عبد الله بن مَعْقل بن مقرن المزني الكوفي، ثقة من كبار الثالثة مات سنة 88 روى له الجماعة.

ص: 651

‌يونس بن بكير

اسمه ونسبه:

يونس بن بكير بن واصل ويكنى أبا بكر وهو صاحب محمد بن إسحاق صاحب المغازي.

شيوخه:

روى عن: هشام بن عروة، والأعمش، ومحمد بن إسحاق وأكثر عنه، وزكريا ابن أبي زائدة، وشعبة، ويونس بن أبي إسحاق وغيرهم.

روى عنه: محمد بن عبد الله بن نمير، ويحيى بن معين، وزهير بن حرب أبو خيثمة، وهناد، ومحمد بن مثنى وجماعة.

قال ابن نمير: ثقة رضى، وقال عبيد بن يعيش: كان ثقة.

يحيى بن معين: ثقة، وقال مرة: كان صدوقاً.

وقال أبو حاتم: محله الصدق.

وقال الساجي: هو من أهل الصدق.

وقال ابن عدي: ليونس بن بكير غير ما ذكرت من الغرائب وغيره، وقد وثقه الأئمة مثل ابن معين وابن نمير وغيرهما.

ص: 652

وقال الذهبي: ثقة، وقال الضياء: صدوق مشهور.

قال ابن عمار: هو اليوم ثقة عند أصحاب الحديث.

قال ابن حجر: صدوق يخطئ من التاسعة.

المآخذ التي عليه:

قال أبو داود: يونس بن بكير ليس هو عندي حجة يأخذ كلام ابن إسحاق فيوصله بالأحاديث.

وقال النسائي: ليس بالقوي.

وقال علي بن المديني: قد كتبت عنه ولست أحدث عنه.

قال أبو بكر بن أبي شيبة: كان فيه لين.

قال أحمد: ما كان أزهد الناس فيه وأنفرهم عنه وقد كتبت عنه.

أخرج له مسلم حديثاً واحداً متابعة (205)، ولم يحتج به البخاري في الصحيح وإنما أخرج له تعليقاً.

ص: 653

‌الحديث

(1)

:

1333 -

قال الطبراني في المعجم الكبير (10/ 96 ح 10074): حدثنا عليُّ بن عبد العزيز ثنا عُبيدُ بن يعيش ثنا يُونسُ بن بُكيرٍ عن الأعمش عن طلحة بن مُصرِّفٍ عن أبي عمَّارٍ عن عمرو بن شُرحبيل عن ابن مسعودٍ رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من كذبَ عليَّ مُتعمِّداً فلْيتبوَّأْ مقْعدهُ من النَّار» .

‌التعليق:

هذا إسناد رجاله كلهم ثقات رجال الصحيح غير علي بن عبد العزيز، وهو ثقة حافظ وقد توبع.

وأخرجه أبو نعيم في مستخرجه على مسلم (36) من طريق أبي

(1)

رجال الإسناد:

علي بن عبد العزيز بن المرزبان بن سابور أبو الحسن البغوي ابن عم أبي القاسم البغوي.

قال الدارقطني: ثقة مأمون، وقال ابن أبي حاتم صدوق، وقال الذهبي: الإمام الحافظ الصدوق جمع وصنف المسند الكبير وكان حسن الحديث. انظر: السير 13/ 348، تراجم شيوخ الطبراني ص 435.

عبيد بن يعيش المحاملي، أبو محمد الكوفي العطار ثقة من صغار العاشرة، مات سنة 228، روى له مسلم.

الأعمش: سليمان بن مهران، ثقة حافظ

انظر ترجمته في بابه.

طلحة بن مُصرّف بن عمرو بن كعب اليامي الكوفي، ثقة قارئ فاضل، من الخامسة مات سنة 112، روى له البخاري ومسلم.

غريب بن حميد، أبو عمار الدهني، كوفي ثقة من الثالثة، روى له النسائي وابن ماجه.

عمرو بن شرحبيل الهمداني، أبو ميسرة الكوفي، ثقة عابد مخضرم، مات سنة 63، روى له البخاري ومسلم.

ص: 654

سعيد الأشج وهناد بن السري، ومن طريق محمد بن جعفر الكلبي، والطحاوي في شرح مشكل الآثار (1/ 370) من طريق أبي سعيد الأشج، والحاكم في المدخل (ص 99) من طريق أحمد بن عبد الجبار وغيره، وأبو نعيم أيضاً في حلية الأولياء (4/ 147) من طريق محمد بن جعفر الكلبي كلهم عن يونس به.

هكذا قال يونس: (عن الأعمش، عن طلحة، عن أبي عمار، عن عمرو بن شرحبيل، عن ابن مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم.

خالفه أبو معاوية محمد بن خازم

(1)

، وزهير بن معاوية

(2)

، ووكيع

(3)

، وفضيل بن عياض

(4)

.

فقالوا: (عن الأعمش، عن طلحة، عن أبي عمار، عن عمرو بن شرحبيل عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسلاً).

وهم يونس في رفع الحديث والمحفوظ أنه مرسل بدون ذكر عبد الله بن مسعود.

ولربما أسقط يونس أبا عمار من الإسناد.

وقد أعلَّ حديثه هذا الطحاوي والدارقطني وأبو نعيم والحاكم.

(1)

الطحاوي في شرح مشكل الآثار (1/ 370)، والحاكم في المدخل (ص 100)، وذكره الدارقطني في العلل تعليقاً (5/ 219).

(2)

الحاكم في المدخل (ص 101).

(3)

ذكره الدارقطني تعليقاً في العلل (5/ 219).

(4)

المطالب العالية (3106)، وذكره الدارقطني في العلل (5/ 219).

ص: 655

قال الطحاوي: هذا حديث منكر، وليس أحد يرفعه بهذا اللفظ

(1)

غير يونس بن بكير، وطلحة بن مصرف ليس في سنه ما يدرك به عمرو بن شرحبيل

(2)

)

(3)

.

قال أبو نعيم بعد أن ذكر الاختلاف على يونس في زيادة (ليضل به): هذا لفظ هناد وهو المشهور من حديث يونس بن بكير وذكر فيه ليضل به.

ووهم يونس بن بكير في هذا الحديث في موضعين:

أحدهما: إدخال

(4)

أبي عمار فيما بين طلحة وعمرو.

والآخر: إيصاله ورفعه إلى النبي صلى الله عليه وسلم وهو غير مرفوع

(5)

.

وقال في الحلية: هذا حديث غريب من حديث طلحة والأعمش، ولم يروه مجوداً مرفوعاً إلا يونس بن بكير

(6)

.

وقال الدارقطني: يرويه الأعمش عن طلحة بن مصرف واختلف عنه:

فرواه يونس بن بكير عن الأعمش عن طلحة عن أبي ميسرة عن عبد الله، وقال محمد الحضرمي عن محمد بن جعفر الكلبي عن يونس

(1)

ولفظه عند (من كذب علي متعمداً ليضل به فليتبوأ

) زاد ليضل به.

(2)

وذلك لأن في رواية الطحاوي لم يذكر أبا عمار.

(3)

شرح مشكل الآثار (1/ 371).

(4)

كذا هو ولعله (إسقاط) كما سيأتي من قول الحاكم.

(5)

المسند المستخرج على صحيح مسلم (1/ 49).

(6)

حلية الأولياء (4/ 147).

ص: 656

عن الأعمش عن طلحة بن مصرف عن أبي عمار عن عمرو بن شرحبيل عن عبد الله عن النبي صلى الله عليه وسلم

ورواه أبو معاوية ووكيع وفضيل بن عياض وزهير بن معاوية عن الأعمش عن طلحة عن أبي عمار عن أبي ميسرة مرسلاً

والمرسل أصح

(1)

.

وقال في موضع آخر: رواه يونس بن بكير عن الأعمش عن طلحة عن عمرو بن شرحبيل عن ابن مسعود وهو وهم

(2)

.

وقال الحاكم: ويونس بن بكير واهم في إسناد هذا الحديث في موضعين:

أحدهما: أنه أسقط بين طلحة بن مصرف وعمرو بن شرحبيل أبا عمار.

والآخر: أنه وصل بذكر عبد الله بن مسعود، وغير مستبعد من يونس بن بكير الوهم

(3)

.

ثم قال الحاكم: والمحفوظ عن الأعمش عن طلحة بن مصرف عن أبي عمار عن عمرو بن شرحبيل عن رسول الله صلى الله عليه وسلم مرسلاً.

‌تنبيه:

روى الطحاوي عن فهد قال: ثنا أبو سعيد الأشج عن

(1)

العلل (5/ 219).

(2)

العلل (4/ 88).

(3)

المدخل إلى الصحيح (ص 99).

ص: 657

يونس بن بكير عن الأعمش عن طلحة بن مصرف عن عمرو بن شرحبيل عن ابن مسعود قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من كذب علي متعمداً ليضلَّ به فليتبوأ مقعده من النار» .

ورواية الباقين عن يونس ليس فيها هذه الزيادة التي تبيح الكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا لم يُرِدْ الإضلال، وإنما وهم يونس أنه زاد ابن مسعود في الإسناد وتارة يذكر أبا عمار وتارة يسقطه والله أعلم.

ص: 658