المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

فهرس الكتاب

‌الطبقة الثامنة

ص: 5

‌إبراهيم بن سعد

‌اسمه ونسبه:

إبراهيم بن سعد بن إبراهيم ابن صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم عبد الرحمن بن عوف الإمام الحافظ الكبير أبو إسحاق القرشي الزهري العوفي المدني كذا نعته الذهبي.

ولد سنة 108 وهو أصغر من ابن عيينة بسنة ومات سنة 184، وقال ابن سعد: مات سنة 183 وهو ابن 75 سنة والأول أصح.

حدّث عن: أبيه قاضي المدينة وعن قرابته ابن شهاب الزهري، وعن يزيد بن الهاد، وصالح بن كيسان، وعبد الله بن محمد بن عقيل، ومحمد بن إسحاق وغيرهم.

روى عنه: شعبة والليث وهما أكبر منه، وأبو داود الطيالسي وعبد الرحمن بن مهدي وابن وهب وأحمد بن حنبل وخلق.

كان ثقة صدوقاً صاحب حديث وثقه الإمام أحمد، وقال ابن معين: ثقة حجة.

قال البخاري: قال لي إبراهيم بن حمزة: كان عند إبراهيم بن سعد عن ابن إسحاق نحو من سبعة عشر ألف حديث في الأحكام

ص: 7

سوى المغازي، وإبراهيم بن سعد من أكثر أهل المدينة حديثاً في زمانه.

وقال صالح بن جزرة: حديثه عن الزهري ليس بذاك لأنه كان صغيراً حين سمع من الزهري.

قال ابن عيينة: كنت عند ابن شهاب فجاء إبراهيم بن سعد فرفعه وأكرمه. قال ابن عدي: هو من ثقات المسلمين حدّث عنه جماعة من الأئمة ولم يختلف أحد في الكتابة عنه، وقول مَنْ تكلم فيه تحامل، وله أحاديث صالحة مستقيمة عن الزهري وغيره.

قلت: حديثه عن الزهري في الصحيحين، وقد وهم فيما وقفنا عليه في ثمانية أحاديث كلها عن الزهري.

قال ابن حجر: ثقة حجة تكلم فيه بلا قادح، من الثامنة.

ص: 8

‌الحديث الأول

(1)

:

743 -

قال الإمام البخاري رحمه الله (8/ 226 ح 4560): حدثنا موسى بن إسماعيل، حدثنا إبراهيم بن سعد، حدثنا ابن شهاب عن سعيد بن المسيب وأبي سلمة بن عبد الرحمن عن أبي هريرة رضي الله عنه:

أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا أراد أن يدعو على أحد أو يدعو لأحد قنت بعد الركوع فربما قال: إذا قال: سمع الله لمن حمده اللهم ربنا لك الحمد، اللهم انج الوليد بن الوليد وسلمة بن هشام وعياش بن أبي ربيعة، اللهم اشدد وطأتك على مُضر واجعلها سنين كسني يوسف، يجهر بذلك وكان يقول في بعض صلاته في صلاة الفجر: اللهم العن فلاناً وفلاناً لأحياء من العرب حتى أنزل الله: {لَيْسَ لَكَ مِنَ الْأَمْرِ شَيءٌ

(128)} [آل عمران: 128].

‌التعليق:

هذا إسناد رجاله كلهم ثقات رجال الشيخين.

وأخرجه الدارمي (1556) من طريق يحيى بن حسان، وأحمد

(1)

رجال الإسناد:

موسى بن إسماعيل: تقدم، وانظر ترجمته في بابه.

ابن شهاب الزهري: تقدم انظره في بابه.

سعيد بن المسيب: تقدم انظره في بابه.

أبو سلمة ابن عبد الرحمن بن عوف الزهري المدني، قيل: اسمه عبد الله، وقيل: إسماعيل، ثقة مكثر من الثالثة، مات سنة 94 أو 104 وكان مولده سنة بضع وعشرين، روى له البخاري ومسلم.

ص: 9

(2/ 255) من طريق أبي كامل، والبيهقي (2/ 197) من طريق محمد بن عثمان بن خالد، والبغوي في شرح السنة (3/ 121) من طريق موسى بن إسماعيل كلهم عن إبراهيم بن سعد به.

ورواه ابن خزيمة (619) من طريق أبي داود عن إبراهيم بن سعد مختصراً.

هكذا قال إبراهيم بن سعد عن الزهري، عن سعيد وأبي سلمة عن أبي هريرة في هذا الحديث:«اللهم اشدد وطأتك على مضر واجعلها سنين كسني يوسف، اللهم العن فلاناً وفلاناً» لأحياء من العرب حتى أنزل الله: {لَيْسَ لَكَ مِنَ الْأَمْرِ شَيءٌ

(128)} [آل عمران: 128].

خالفه يونس بن يزيد الأيلي

(1)

عن الزهري بهذا الإسناد وفيه: «اللهم اشدد وطأتك على مضر واجعلها عليهم كسني يوسف، اللهم العن لحيان ورعلاً وذكوان وعصية عصت الله ورسوله» ثم بلغنا أنه ترك ذلك لما أنزل: {لَيْسَ لَكَ مِنَ الْأَمْرِ شَيءٌ

(128)}.

أدرج إبراهيم بن سعد قوله: {لَيْسَ لَكَ مِنَ الْأَمْرِ شَيءٌ

(128)} في الحديث وبيَّن يونس أنه منقطع وأن الزهري قال: ثم بلغنا أنه ترك ذلك لما نزلت.

وقد أشار إلى اختلاف يونس وإبراهيم بن سعد الحميدي

(2)

،

(1)

مسلم (675) وأبو عوانة (2167) وأبو نعيم في المستخرج على صحيح مسلم (1511) وابن حبان (1972) وابن جرير في تهذيب الآثار (1/ 322 رقم 539) والبيهقي (2/ 197).

(2)

في الجمع بين الصحيحين (3/ 39).

ص: 10

والذهبي

(1)

، والزيلعي

(2)

، وابن حجر كما سيأتي.

قال الحافظ: قوله {لَيْسَ لَكَ مِنَ الْأَمْرِ شَيءٌ

(128)} تقدم استشكاله في غزوة أحد وأن قصة رعل وذكوان كانت بعد أحد ونزول: {لَيْسَ لَكَ مِنَ الْأَمْرِ شَيءٌ

(128)} كان في قصة أحد فكيف يتأخر السبب عن النزول، ثم ظهر لي علة الخبر وأن فيه إدراجاً وأن قوله: حتى أنزل الله منقطع من رواية الزهري عمن بلغه، بيَّن ذلك مسلم في رواية يونس المذكورة فقال هنا قال يعني الزهري: ثم بلغنا أنه ترك ذلك لما نزلت وهذا البلاغ لا يصح لما ذكرته

)

(3)

.

قلت: ومما يرجح رواية يونس بن يزيد ما يلي:

أولاً: لم يتابع إبراهيم بن سعد أحدٌ من أصحاب الزهري في ذكر نزول هذه الآية في حديث أبي هريرة هذا، فقد رواه سفيان بن عيينة

(4)

، وشعيب بن أبي حمزة

(5)

، ومعمر بن راشد

(6)

، ولم يذكروا هذه الزيادة بل ساقوه إلى قوله:«كسني يوسف» وقد نصّ مسلم على ذلك فقال عقب حديث ابن عيينة عن الزهري عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم إلى قوله: «واجعلها عليهم كسني يوسف» ، ولم يذكر ما بعده.

وكذلك رواه بدون ذكر هذه الآية: شيبان بن عبد الرحمن

(1)

في تنقيح التحقيق (1/ 235).

(2)

في تخريج الآثار (2/ 372).

(3)

فتح الباري (8/ 227).

(4)

البخاري (6200) ومسلم (675).

(5)

البخاري (804).

(6)

أبو عوانة (2378).

ص: 11

النحوي

(1)

وهشام الدستوائي

(2)

وهلال بن أسامة

(3)

والأوزاعي

(4)

أربعتهم عن يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة عن أبي هريرة إلى قوله: «كسني يوسف» وكذلك رواه محمد بن سيرين

(5)

عن سعيد بن المسيب وأبي سلمة عن أبي هريرة به إلى قوله: «كسني يوسف» .

وكذلك رواه أبو بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام

(6)

، والأعرج

(7)

عن أبي هريرة إلى قوله: «كسني يوسف» .

ففي جميع طبقات الإسناد لم تأت هذه الزيادة.

ثانياً: أن يونس بن يزيد صاحب كتاب، وهو حفظ عن الزهري ما لم يحفظه إبراهيم بن سعد فذكر من أبهم إبراهيم في قوله:(اللهم العن فلاناً وفلاناً لأحياء من العرب) فبيّن إبراهيم مَنْ هم.

ثالثاً: يونس مقدّم على إبراهيم في الزهري، وقد قال صالح بن جزرة: حديث إبراهيم عن الزهري ليس بذاك لأنه سمع منه صغيراً.

بل إن يونس مقدّم في أصحاب الزهري كلهم إذا حدّث من كتابه، كما حققته في باب ابن عيينة.

(1)

البخاري (4598 إلى مسلم (675).

(2)

البخاري (6936) ومسلم مختصراً (676).

(3)

البخاري (6940).

(4)

مسلم (675).

(5)

النسائي (2/ 201) وفي الكبرى (661).

(6)

البخاري (804) من طريق شعيب عن الزهري عن أبي بكر ابن عبد الرحمن وأبي سلمة.

(7)

البخاري (804) و (2774)(3206) ط. البغا.

ص: 12

رابعاً: ثبت من طريق ثابت البناني

(1)

وحميد الطويل

(2)

عن أنس أن ذلك كان يوم أحد.

وحاول الطحاوي التوفيق بين كون نزول هذه الآية في غزوة أحد ونزولها كما في حديث الباب فقال:

«فتأملنا هذه الآثار وكشفناها لنقف على الأولى منها بما نزلت فيه هذه الآية من المعنيين المذكورين فيها فاحتمل أن يكون نزولها في وقت واحد يراد بها السببان المذكوران في هذه الآثار فوجدنا ذلك بعيداً في القلوب لأن غزوة أحد كانت في سنة ثلاث وفتح مكة كان في سنة ثمان ودعاء النبي صلى الله عليه وسلم كان لمن دعا له في صلاته قبل فتح مكة فبعيد في القلوب أن يكون السببان اللذان قيل: إن هذه الآية نزلت في كل واحد منهما كان نزولها فيهما جميعاً واحتمل أن يكون نزولها كان مرتين مرة في السبب الذي ذكر عبد الله بن عمر

(3)

وعبد الرحمن بن أبي بكر أن نزولها كان فيه، ومرة في السبب الذي ذكر عبد الله بن عمر وعبد الرحمن بن أبي بكر

(4)

أن نزولها كان فيه، ومرة في السبب الذي

(1)

مسلم (1791).

(2)

الترمذي (3002)(3003) وابن ماجه (4027) وأحمد (3/ 99، 178، 201) وأبو يعلى (3738) والطبري في التفسير (13263) وابن حبان (6574) والحاكم (3/ 339) والطحاوي في شرح المشكل (2/ 2) وذكره البخاري تعليقاً عن حميد وثابت كلاهما عن أنس (4/ 1493) ط. البغا.

(3)

رواه الطحاوي من طريق محمد بن عجلان عن نافع عن ابن عمر قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يدعو على رجال من المشركين يسميهم بأسمائهم حتى أنزل الله {لَيْسَ لَكَ مِنَ الْأَمْرِ شَيءٌ

(128)} [آل عمران: 128]، وهو في الصحيحين من طرق عن ابن عمر (البخاري 4283، 6913 ط. البغا).

(4)

رواه الطحاوي عنه مرسلاً وقد تقدم عنه عند البخاري (804).

ص: 13

ذكر أنس أن نزولها كان فيه فدخل على ذلك مانعاً لأنه لو كان كذلك لكانت موجودة في القرآن في موضعين كما وجدت {يَاأَيُّهَا النَّبِيُّ جَاهِدِ الْكُفَّارَ وَالْمُنَافِقِينَ وَاغْلُظْ عَلَيْهِمْ

(73)} الآية في موضعين أحدهما في سورة براءة [73] والآخر في سورة التحريم [9]، ولما لم يكن ذلك كذلك في هذه الآية المتلوة في هذه الآثار بطل هذا الاحتمال أيضاً واحتمل أن يكون نزلت قرآناً لواحد من السببين المذكورين في هذه الآثار والله أعلم بذلك السبب أيهما هو ثم أنزلت بعد ذلك للسبب الآخر لا على أنها قرآن لاحق لما نزل فيه من القرآن ولكن على إعلام الله تعالى لنبيه عليه السلام بها أنه ليس له من الأمر شيء وأن الأمور إلى الله تعالى وحده يتوب على مَنْ يشاء ويعذّب مَنْ يشاء ولم نجد من الاحتمالات لما في هذه الآثار أحسن من هذا الاحتمال فهو أولاها عندنا بما قيل في احتمال نزول الآية المتلوة فيهما، وبالله التوفيق»

(1)

.

والله تعالى أعلم.

(1)

شرح مشكل الآثار (2/ 44).

ص: 14

‌الحديث الثاني

(1)

:

744 -

قال الإمام البخاري رحمه الله (7191): حدثنا محمد بن عبيد الله أبو ثابت، حدثنا إبراهيم بن سعد عن ابن شهاب عن عبيد بن السَّبَّاق عن زيد بن ثابت قال:

بعث إليّ أبو بكر مقتل أهل اليمامة وعنده عمر فقال أبو بكر: إنَّ عمر أتاني فقال: إنَّ القتل قد استحرّ يوم اليمامة بقراء القرآن وإني أخشى أن يستحِرَّ القتل بقراء القرآن في المواطن كلها فيذهب قرآن كثير وإني أرى أن تأمر بجمع القرآن، قلت: كيف أفعل شيئاً لم يفعله رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فقال عمر: هو والله خير، فلم يزل عمر يراجعني في ذلك حتى شرح الله صدري للذي شرح له صدر عمر ورأيت في ذلك الذي رأى عمر، قال زيد: قال أبو بكر: وإنك رجل شاب عاقل لا نتهمك قد كنتَ تكتب الوحي لرسول الله صلى الله عليه وسلم فتَتَبَّع القرآن فاجمعه، قال زيد: فوالله لو كلّفني نقل جبل من الجبال ما كان بأثقل عليّ مما كلفني من جمع القرآن، قلت: كيف تفعلان شيئاً لم يفعله رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال أبو بكر: هو والله خير، فلم يزل يحُثُّ مراجعتي حتى شرح الله صدري للذي شرح الله له صدر أبي بكر وعمر ورأيت في ذلك الذي رأيا فتتبَّعت

(1)

رجال الإسناد:

محمد بن عبيد الله بن محمد بن زيد المدني، أبو ثابت، مولى آل عثمان، ثقة، من العاشرة، روى عنه البخاري.

الزهري: إمام حجة ثقة. (انظر ترجمته في بابه).

عبيد بن السباق المدني الثقفي أبو سعيد، ثقة من الثالثة، روى له البخاري ومسلم.

زيد بن ثابت بن الضحاك الأنصاري النجاري، صحابي مشهور كتب الوحي، قال مسروق: كان من الراسخين في العلم، مات سنة 45 أو 48 وقيل بعد ذلك، وحديثه في الصحيحين.

ص: 15

القرآن أجمعه من العُسُبِ والرِّقاع واللِّخاف وصدور الرجال فوجدت في آخر سورة التوبة: {لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ

(128)} إلى آخرها، مع خزيمة أو أبي خزيمة فألحقتها في سورتها فكانت الصُّحُف عند أبي بكر حياته حتى توفاه الله عز وجل، ثم عند عمر حياته حتى توفاه الله، ثم عند حفصة بنت عمر.

قال محمد بن عبيد الله: اللِّخاف يعني الخَزَف.

‌التعليق:

هكذا رواه محمد بن عبيد الله أبو ثابت عن إبراهيم بن سعد، عن الزهري، عن عبيد بن السباق، عن زيد بن ثابت:

أن الذي وجد معه آخر سورة التوبة هو (خزيمة بن ثابت أو أبو خزيمة) وتابعه في روايته هذه عن إبراهيم بهذا الإسناد سويد بن سعيد

(1)

وأبو الوليد الطيالسي

(2)

وإبراهيم بن حمزة

(3)

ثلاثتهم قالوا: فيه (خزيمة بن ثابت أو أبي خزيمة).

ورواه موسى بن إسماعيل

(4)

، ويعقوب بن إبراهيم بن سعد

(5)

، وأبو داود الطيالسي

(6)

عن إبراهيم بن سعد بهذا الإسناد وقال: فيه (أبي خزيمة الأنصاري).

(1)

أبو بكر المروزي في مسنده (45).

(2)

الطبراني في الكبير (4903) والبيهقي (2/ 41) والمزي في تهذيب الكمال (9/ 208) والخطيب في الفصل للوصل (1/ 401).

(3)

البيهقي (2/ 41) مقروناً مع أبي الوليد ولم يسق لفظه.

(4)

البخاري (4986).

(5)

ذكره البخاري تعليقاً عقب الحديث (4679).

(6)

ابن أبي داود في المصاحف (24).

ص: 16

ورواه عبد الرحمن بن مهدي

(1)

وأبو الوليد الطيالسي

(2)

، وعبد العزيز بن أبي سلمة

(3)

عن إبراهيم بن سعد بهذا الإسناد وقال: فيه (خزيمة بن ثابت).

وهؤلاء كلهم ثقات مما يدل على أن الوهم في ذلك من إبراهيم بن سعد وقد قال سويد بن سعيد في حديثه: (شك إبراهيم).

قال الحافظ في الفتح (8/ 345): (ومراده أي: البخاري أن أصحاب إبراهيم بن سعد اختلفوا فقال بعضهم: مع أبي خزيمة، وقال بعضهم: مع خزيمة، وشك بعضهم، والتحقيق ما قدمناه عن موسى بن إسماعيل أن آية التوبة مع أبي خزيمة وآية الأحزاب مع خزيمة).

وقال في (9/ 15): (وقول مَنْ قال: عن إبراهيم بن سعد مع أبي خزيمة أصح).

وقال العيني في عمدة القاري (18/ 283): (والحاصل أن أصحاب إبراهيم اختلفوا فقال بعضهم: مع أبي خزيمة، وقال بعضهم: مع خزيمة، وشكّ بعضهم، وعن موسى عن إسماعيل أن التوبة مع أبي خزيمة وآية الأحزاب مع خزيمة).

وقال في (20/ 17): (ورواية مع مَنْ قال: مع أبي خزيمة أصح، والذي وجد معه آخر سورة التوبة أبو خزيمة بالكنية والذي وجد معه الآية من الأحزاب خزيمة).

وخالفهما ابن الجوزي (1/ 35): (والصواب خزيمة من غير شك

(1)

الترمذي (3103) وأبو يعلى (64) وأبو عبيد في فضائل القرآن (ص 281) وابن أبي داود في المصاحف (25) وقال الترمذي: حسن صحيح.

(2)

ابن حبان (4506).

(3)

أبو يعلى (91).

ص: 17

وإنما بعض الرواة يشك

وكلا الحديثين صحيح والاثنان وحدهما مع خزيمة فآخر التوبة وجدوها معه في زمن أبي بكر والآية من الأحزاب وجدوها معه في زمن عثمان).

‌علة الوهم:

روى الزهري عن عبيد بن السباق، عن زيد بن ثابت حادثة جمع القرآن في عهد أبي بكر الصديق رضي الله عنه فذكر زيد أنه وجد خاتمة سورة براءة {لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ

(128)} [التوبة: 128] إلى آخرها مع أبي خزيمة الأنصاري.

هكذا رواه موسى بن إسماعيل عن إبراهيم بن سعد عن الزهري

(1)

.

وروى الزهري أيضاً عن خارجة بن زيد عن زيد بن ثابت قال: (فقدت آية من الأحزاب حين نسخنا المصحف قد كنت أسمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ بها فالتمستها فوجدتها مع خزيمة بن ثابت الأنصاري {مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ

(23)} [الأحزاب: 23] فألحقناها في سورتها في المصحف.

رواه أيضاً موسى بن إسماعيل عن إبراهيم بن سعد عن الزهري

(2)

.

فهما حادثتان، الأولى: كانت في عهد أبي بكر الصديق، والثانية: في عهد عثمان بن عفان حين نسخ المصاحف

(3)

.

(1)

البخاري (4986).

(2)

البخاري (4988). ورواه كذلك شعيب بن أبي حمزة ومحمد بن أبي عتيق عن الزهري عن خارجة بن زيد به وحديثهما عند البخاري (2807).

(3)

انظر الحديث في: البخاري (4987). وانظر: الفتح (8/ 345).

ص: 18

وقد جوّده إبراهيم بن سعد في رواية موسى بن إسماعيل عنه.

وقد قال يحيى بن معين: (حديث جمع القرآن ليس أحد حدّث به أحسن من إبراهيم بن سعد، وقد حدّث مالك منه بطرف)

(1)

، ثم حدث له من الوهم ما لا يخلو منه بشر فرواه عنه غير واحد على الشك كما ذكرنا، وقد أخرجه البخاري في صحيحه كذلك وقد ذكر أحد الرواة أن إبراهيم شكّ في ذلك.

وحدّث عنه عبد الرحمن بن مهدي على الوجه الثالث.

وقد اختلف في هذا الحديث أيضاً على الزهري.

فرواه شعيب بن أبي حمزة

(2)

، عن الزهري، عن ابن السباق به وقال: فيه (خزيمة الأنصاري) ولم يختلف عليه فيه.

ورواه سفيان بن عيينة

(3)

عن الزهري، عن ابن السباق وقال: فيه (أبي خزيمة).

ورواه يونس بن يزيد الأيلي عن الزهري بهذا الإسناد واختلف عليه:

فرواه الليث عن يونس فقال: فيه (أبي خزيمة الأنصاري)

(4)

.

ورواه عثمان بن عمر

(5)

، وعبد الله بن وهب

(6)

عن يونس وقالا: فيه (خزيمة بن ثابت).

(1)

تهذيب الكمال في ترجمة إبراهيم بن سعد.

(2)

البخاري (4679) والطبراني (3190) في مسند الشاميين، والخطيب في الفصل للوصل (1/ 415).

(3)

حديثه أخرجه أسلم بن سهل الواسطي في تاريخ واسط (1/ 250).

(4)

البخاري (4989).

(5)

أبو يعلى (71) وأبو بكر المروزي (46) وابن أبي داود في المصاحف (27).

(6)

ابن حبان (4507) وابن أبي داود (70) وابن عساكر في تاريخ دمشق (19/ 307).

ص: 19

ورواه عبد الرحمن بن خالد بن مسافر عن الزهري بهذا الإسناد واختلف عنه.

فرواه الليث بن سعد عنه وقال: فيه (خزيمة بن ثابت)

(1)

.

وذكره البخاري تعليقاً فقال: قال الليث: حدثني عبد الرحمن بن خالد عن ابن شهاب وقال: (مع أبي خزيمة الأنصاري)

(2)

.

‌الترجيح:

روى هذا الحديث عن الزهري خمسة من أصحابه وهم: إبراهيم بن سعد، وشعيب بن أبي حمزة، ويونس بن يزيد الأيلي، وعبد الرحمن بن خالد بن مسافر، وسفيان بن عيينة.

الأولى: رواية إبراهيم بن سعد:

روى عنه بإسناد صحيح إليه ثلاث روايات فقال: (خزيمة، وقال أبي خزيمة، وقال ثالثة: خزيمة أو أبي خزيمة) منها اثنتان عند البخاري في صحيحه والثالثة عند الترمذي من رواية عبد الرحمن بن مهدي عنه بإسناد صحيح على شرط الشيخين.

فتبين أن الوهم منه.

الثانية: رواية شعيب بن أبي حمزة:

رواها البخاري عنه في صحيحه عن أبي اليمان عنه وقال: فيه

(1)

الطبراني (4901).

(2)

البخاري عقب الحديث (4679) ومقروناً تعليقاً مع الحديث (7425).

ص: 20

(خزيمة بن ثابت) ولم يروها عنه غير أبي اليمان، وأبو اليمان قيل: إن حديثه عن شعيب مناولة وقد سأله أحمد بن حنبل: كيف سمعت الكتب من شعيب بن أبي حمزة؟ فقال: قرأت عليه بعضه وبعضه قرأه عليّ وبعضه أجاز لي وبعضه مناولة، فقال في كله: أخبرنا شعيب

(1)

.

وبالغ أبو زرعة الرازي فقال: لم يسمع أبو اليمان من شعيب بن أبي حمزة إلا حديثاً واحداً والباقي إجازة

(2)

.

الثالثة: رواية يونس بن يزيد.

روى عنه بإسناد صحيح من رواية الليث بن سعد عنه أنه قال: فيه (أبي خزيمة الأنصاري) أخرجه البخاري في صحيحه وروى عنه من طريق: الليث بن سعد وعثمان بن عمر أنه: (خزيمة بن ثابت) وما في الصحيح أصح.

الرابعة: رواية خالد بن مسافر:

ذكره البخاري عنه تعليقاً بصيغة الجزم فقال: قال الليث: حدثني عبد الرحمن بن خالد عن ابن شهاب وقال: (مع أبي خزيمة الأنصاري) ورواه عبد الله بن صالح عن الليث عن عبد الرحمن بن خالد وقال: فيه (خزيمة بن ثابت).

فأولى الروايتين عنه هو ما ذكره البخاري تعليقاً فيكون هو قول: (أبي خزيمة الأنصاري)

(3)

.

(1)

تهذيب الكمال في ترجمة أبي اليمان الحكم بن نافع.

(2)

المصدر السابق.

(3)

فتح الباري (9/ 15).

ص: 21

الخامسة: رواية سفيان بن عيينة:

روى عنه الواسطي في تاريخه بإسناد صحيح رجاله كلهم ثقات قال: ثنا سليمان بن داود قال: ثنا عباس بن محمد قال: ثنا سفيان بن عيينة، عن الزهري، عن ابن السباق به وقال: فيه (أبي خزيمة الأنصاري).

والراجح أن الذي وجد معه آخر سورة التوبة هو أبو خزيمة الأنصاري، وكان ذلك في زمن أبي بكر الصديق، والذي وجد معه آية الأحزاب هو خزيمة بن ثابت وكان ذلك في عهد عثمان رضي الله عنه وهذا هو الذي رجحه ابن حجر والعيني وغيرهم.

والله تعالى أعلم.

‌الخلاصة:

روى إبراهيم بن سعد عن الزهري عن عبيد بن السباق عن زيد بن ثابت هذا الحديث واختلف عليه في الذي وجد معه آخر سورة التوبة على ثلاثة أوجه:

1 أنه أبو خزيمة الأنصاري.

2 أنه خزيمة بن ثابت الأنصاري أو أبو خزيمة الأنصاري.

وهذان الوجهان أخرجهما البخاري في صحيحه من رواية الثقات عنه وقد تابعهما غير واحد.

3 أنه خزيمة بن ثابت الأنصاري.

ص: 22

وهذا الوجه أخرجه الترمذي بسند صحيح على شرط الشيخين

(1)

.

فهذه الثلاث روايات تدل على وهم إبراهيم في اسم الرجل الذي وجد معه آخر آيتين من سورة التوبة، وقد أخرج البخاري رحمه الله في صحيحه روايتين منها وهو من الاختلاف الذي لا يضر فالصحابة كلهم عدول وهو انتقال من ثقة إلى ثقة، والله تعالى أعلم.

والذي وجد معه آية الأحزاب هو خزيمة بن ثابت.

وأبو خزيمة: هو ابن أوس بن زيد بن أصرم بن ثعلبة الأنصاري الخزرجي ثم النجاري.

وقيل: هو الحارث بن خزيمة، مشهور بكنيته دون اسمه

(2)

.

وخزيمة بن ثابت بن الفاكه بن ثعلبة الأنصاري الأوسي وهو ذو الشهادتين، وذلك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم اشترى فرساً من سوار بن قيس المحاربي ثم جحده سوار فشهد خزيمة بن ثابت للنبي صلى الله عليه وسلم فقال له

(1)

في سننه (3103) من طريق محمد بن بشار عن عبد الرحمن بن مهدي به.

وقد وهم غير واحد من المحققين المعاصرين فخلطوا بين هذا الحديث الذي رواه إبراهيم بن سعد وغيره عن الزهري عن عبيد بن السباق عن زيد بن ثابت، وبين حديث آخر رواه أيضاً إبراهيم بن سعد وغيره عن الزهري عن خارجة بن زيد عن زيد بن ثابت.

ففي الأول: وجد معه آخر سورة التوبة واختلفوا هل هو خزيمة بن ثابت أو أبو خزيمة، والثاني: وجد معه آية الأحزاب [23]: {مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ

(23)} وهو خزيمة بن ثابت. انظره كمثال في البخاري (4986، 4987).

(2)

أسد الغابة (6/ 85) والفتح (9/ 15).

ص: 23

رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ما حملك على الشهادة ولم تكن معنا حاضراً؟» قال: صدقتك بما جئت به وعلمت أنك لا تقول إلا حقاً، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:«مَنْ شهد له خزيمة أو عليه فحسبه» والله تعالى أعلم.

ص: 24

‌الحديث الثالث

(1)

:

745 -

قال أبو عبد الرحمن النسائي رحمه الله (1/ 201): أخبرنا القاسم بن زكريا بن دينار، قال: حدثني إسحاق بن منصور، عن إبراهيم بن سعد، عن الزهري، عن القاسم بن محمد عن عائشة رضي الله عنها قالت:

كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يغتسل في الإناء وهو الفرق وكنت أغتسل أنا وهو من إناء واحد.

‌التعليق:

هذا إسناد رجاله على شرط مسلم في عدالة الرواة رجاله كلهم رجال الشيخين غير القاسم بن زكريا فهو من رجال مسلم.

ورواه إسحاق (959) عن يحيى بن آدم، وأبو يعلى (4212) من طريق عبد العزيز بن أبي سلمة العمري كلاهما عن إبراهيم بن سعد به.

ورواه الطبراني في الأوسط (2412) وابن عدي في الكامل

(1)

رجال الإسناد:

القاسم بن زكريا بن دينار القرشي، أبو محمد الكوفي، الطحان، ثقة من الحادية عشرة، مات في حدود سنة 250، روى له مسلم.

إسحاق بن منصور السلولي، أبو عبد الرحمن، صدوق تكلم فيه للتشيع، من التاسعة، مات سنة 204، روى له البخاري ومسلم.

القاسم بن محمد بن أبي بكر الصديق، ثقة أحد الفقهاء بالمدينة، قال أيوب: ما رأيت أفضل منه، من كبار الثالثة، مات سنة 106 على الصحيح، روى له البخاري ومسلم.

ص: 25

(1/ 247) والبيهقي (1/ 194) وأبو بكر ابن محمد الشافعي في الغيلانيات (565) من طرق عن إبراهيم بن سعد به.

هكذا قال إبراهيم: (عن الزهري، عن القاسم بن محمد، عن عائشة).

خالفه جماعة من أصحاب الزهري قالوا: (عن الزهري، عن عروة، عن عائشة)، منهم:

ابن أبي ذئب

(1)

، ومالك

(2)

، وسفيان بن عيينة

(3)

، والليث بن سعد

(4)

، ومعمر

(5)

، والأوزاعي

(6)

، وابن جريج

(7)

، وجعفر بن برقان

(8)

، وصالح بن أبي الأخضر

(9)

، وأيوب بن موسى

(10)

، وبحر بن السقا

(11)

.

قال ابن أبي حاتم في العلل (159): وسئل أبو زرعة عن حديث رواه مالك وابن عيينة وغيرهما عن الزهري، عن عروة، عن عائشة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يغتسل من إناء هو الفرق.

(1)

البخاري (250).

(2)

مسلم (319)(40).

(3)

مسلم (319)(41).

(4)

مسلم (319)(42).

(5)

عبد الرزاق (1037) وأحمد (6/ 199) والنسائي (1/ 108) وفي الكبرى (235).

(6)

الدارمي (749).

(7)

النسائي (1/ 128) وفي الكبرى (235) وأحمد (6/ 199) وعبد الرزاق (1037).

(8)

الدارمي (750) والطحاوي (2/ 48).

(9)

إسحاق (558).

(10)

الطبراني في الأوسط (376).

(11)

الطبراني في الأوسط (7625).

ص: 26

ورواه إبراهيم بن سعد، عن الزهري، عن القاسم بن محمد، عن عائشة، عن النبي صلى الله عليه وسلم هذا الحديث.

فقال أبو زرعة: الحديث عندي حديث عروة.

وقال ابن عدي في الكامل (1/ 247) في ترجمة إبراهيم بن سعد: وهذا الحديث يرويه إبراهيم بن سعد، عن الزهري، عن القاسم، عن عائشة، وأصحاب الزهري خالفوه، فرووه عن الزهري، عن عروة، عن عائشة.

وقال الدارقطني في العلل: يرويه الزهري واختلف عنه، فرواه ابن عيينة، ومعمر، والأوزاعي، وجعفر بن برقان، وبحر السقاء عن الزهري، عن عروة، عن عائشة.

وخالفهم إبراهيم بن سعد: فرواه عن الزهري، عن القاسم بن محمد، عن عائشة.

والقول قول مَنْ قال: عروة

(1)

.

وقال الحافظ في الفتح (1/ 363): (كذا رواه أكثر أصحاب الزهري، وخالفهم إبراهيم بن سعد فرواه عن القاسم بن محمد أخرجه النسائي ورجح أبو زرعة الأول، ويحتمل أن يكون للزهري شيخان فإن الحديث محفوظ عن عروة والقاسم من طرق أخرى).

‌علة الوهم:

هذا الحديث كما رواه عروة بن الزبير عن عائشة رضي الله عنها من طريق الزهري وغيره عنه.

(1)

العلل (14/ 105 رقم 3451). وانظر: مرويات الإمام الزهري المعلة (4/ 1889).

ص: 27

فقد رواه أيضاً القاسم بن محمد بن أبي بكر الصديق عن عمته عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها وحديثه عنها في الصحيحين

(1)

مما جعل ورود الوهم فيه محتملاً.

أما ما ذكره الحافظ من احتمال أن يكون الزهري رواه من كلا الطريقين فهو احتمال وارد لكنه ضعيف فقد تكلم بعضهم في حديثه عن الزهري فقال صالح بن محمد الحافظ المعروف بجزرة: سماعه من الزهري ليس بذاك، لأنه كان صغيراً حين سمع من الزهري

(2)

.

وقال الذهبي في (ذكر مَنْ تكلم فيه وهو موثق ص 31): ثقة، سمع من الزهري والكبار ينفرد بأحاديث تحتمل له، ولكن ليس هو في الزهري بذاك الثبت.

فمثل هذا لا يصح تفرده، إذا خالف الأئمة الثقات من أصحاب الزهري.

وثمة أمر آخر وهو أن إبراهيم بن سعد وإن كان ثقة حافظ إلا أنه قد يخطاء إذا حدّث من حفظه، وقد أنكر عليه الإمام أحمد بعض

(1)

أخرجه البخاري (263) من طريق شعبة عن عبد الرحمن بن القاسم عن أبيه القاسم بن محمد عن عائشة.

وأخرجه البخاري (261) ومسلم (320)(45) كلاهما عن عبد الله بن مسلمة عن أفلح بن حميد، عن القاسم عن عائشة.

(2)

تهذيب الكمال (1/ 111) في ترجمته، وسير أعلام النبلاء (8/ 306) وقال الذهبي معقباً: هو أصغر من ابن عيينة بسنة، وسمع من الزهري وهو حدث باعتناء والده. اه.

وقد ذكر الذهبي عن عبد الله ابن الإمام أحمد أنه ولد سنة 108 والزهري مات سنة 125، وقيل: 123، 124 فيكون سماعه من الزهري وهو نحو ابن 16 سنة.

ص: 28

الأحاديث وجعل سبب خطئه فيها هو روايته لها من حفظه دون كتاب

(1)

.

قال مهنا عن أحمد: إبراهيم إنما كان يخطاء إذا حدّث من حفظه فأما كتبه فكانت صحيحة

(2)

.

وذكر ابن رجب عن أحمد أنه قال: كان يحدّث من حفظه فيخطاء وفي كتابه الصواب

(3)

.

ثم قال: وقد تكلم فيه يحيى القطان، روى أحاديث من حفظه أنكرت عليه.

(1)

انظر: مسائل الإمام أحمد برواية أبي داود (1860) والكامل (1/ 246).

ومثال آخر انظره في: مسائل الإمام أحمد برواية ابنه صالح (157).

ومثال ثالث انظره في: مسائل أحمد برواية أبي داود (1908) والعلل في معرفة الرجال برواية عبد الله (2/ 533).

(2)

المنتخب من العلل للخلال (ص 197).

(3)

شرح علل ابن رجب (2/ 595).

ص: 29

‌الحديث الرابع

(1)

:

746 -

قال أبو عبد الرحمن النسائي (4/ 2): أخبرنا هارون بن عبد الله، حدثنا معن، قال: حدثنا إبراهيم بن سعد، عن الزهري، عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة، عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:

«لا يتمنين أحد منكم الموت إما محسناً فلعله أن يزداد خيراً وإما مسيئاً فلعله أن يستعتب» .

‌التعليق:

هذا إسناد صحيح رجاله كلهم ثقات رجال الشيخين، غير هارون من رجال مسلم.

والحديث أخرجه أيضاً أحمد (2/ 263) من طريق أبي كامل مظفر بن مدرك الخراساني، ويعقوب بن إبراهيم كلاهما عن إبراهيم بن سعد.

وأخرجه ابن حبان في صحيحه (3000) من طريق أبي مروان العثماني عن إبراهيم به.

هكذا قال إبراهيم: (عن الزهري، عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة، عن أبي هريرة).

(1)

رجال الإسناد:

هارون بن عبد الله بن مروان البغدادي، أبو موسى الحمال البزاز، ثقة، من العاشرة، مات سنة 243 وله 80 سنة، روى له مسلم.

معن بن عيسى بن يحيى الأشجعي، مولاهم، أبو يحيى المدني القزاز، ثقة ثبت، قال أبو حاتم: هو أثبت أصحاب مالك، من كبار العاشرة، مات سنة 198، روى له البخاري ومسلم.

عبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود الهذلي، أبو عبد الله المدني، ثقة فقيه ثبت، من الثالثة، مات سنة 94، وقيل: 98، وقيل غير ذلك، روى له البخاري ومسلم.

ص: 30

خالفه معمر

(1)

، وشعيب بن أبي حمزة

(2)

، ومحمد بن أبي حفصة

(3)

، ومحمد بن الوليد الزبيدي

(4)

، والنعمان بن راشد

(5)

، وإبراهيم بن إسماعيل بن مجمع

(6)

، ويونس بن يزيد

(7)

، رووه عن الزهري، عن أبي عبيد مولى عبد الرحمن بن عوف (وهو مولى بني أزهر) عن أبي هريرة.

قال النسائي (بعد أن أخرجه من طريق الزبيدي): هذا عندي أوْلى بالصواب، والزبيدي أثبت في الزهري وأعلم به من إبراهيم، وإبراهيم ثقة.

كذا نقله عنه المزي في تحفة الأشراف، والموجود في السنن الكبرى (1/ 599): وهو أولى بالصواب من الذي قبله.

وقال الحافظ في الفتح (10/ 129): (هكذا اتفق هؤلاء عن الزهري في روايته عن أبي عبيد، وخالفهم إبراهيم بن سعد عن الزهري فقال: عن عبيد الله بن عبد الله عن أبي هريرة، أخرجه النسائي وقال: رواية الزبيدي أولى بالصواب وإبراهيم بن سعد ثقة، يعني ولكنه أخطأ في هذا)

(8)

اه.

(1)

البخاري (7235).

(2)

البخاري (5673).

(3)

أحمد (2/ 514).

(4)

النسائي (4/ 2) وفي الكبرى (1945).

(5)

ذكره الدارقطني في العلل (1/ 48).

(6)

ذكره الدارقطني في العلل (1/ 48).

(7)

ذكره ابن حجر في الفتح (13/ 221).

(8)

وقد ذكر الدارقطني الاختلاف على الزهري في هذا الإسناد وسكت عليه. انظر: العلل (11/ 47 - 48).

ص: 31

‌الحديث الخامس

(1)

:

747 -

قال الإمام أحمد رحمه الله (5/ 125): حدثنا عبد الرحمن بن مهدي وأبو كامل قالا: حدثنا إبراهيم بن سعد، عن الزهري، عن أبي بكر ابن عبد الرحمن عن مروان بن الحكم، عن عبد الله بن الأسود بن عبد يغوث، عن أبي بن كعب رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:

«إن من الشعر حكمة» .

‌التعليق:

هذا إسناد رجاله كلهم ثقات رجال البخاري غير أبي كامل وهو ثقة متقن وروايته مقرونة، وعبد الله بن الأسود وهم في اسمه إبراهيم بن سعد.

وأخرجه أيضاً أحمد (5/ 125) ويحيى بن معين (4/ 297 في تاريخه برواية الدوري كلاهما عن يزيد بن هارون به.

وأخرجه ابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني (1858) والشاشي في مسنده (1512) والطحاوي في شرح معاني الآثار (4/ 297) وابن

(1)

رجال الإسناد:

عبد الرحمن بن مهدي: تقدم انظره في ترجمته.

أبو كامل: مظفَّر بن مدرك الخراساني، نزيل بغداد، ثقة متقن كان لا يحدث إلا عن ثقة، من صغار التاسعة، مات سنة 207، وقد ذكره ابن عدي وغيره في شيوخ البخاري وهو وهم فإنه لم يلحقه، روى له الترمذي والنسائي.

أبو بكر ابن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام بن المغيرة المخزومي المدني، ثقة فقيه عابد، من الثالثة، مات سنة 94 أو نحوها.

مروان بن الحكم بن أبي العاص بن أمية، أبو عبد الملك الأموي، لا تثبت له صحبة، من الثانية، وقال عروة بن الزبير: مروان لا يتهم في الحديث، روى له البخاري.

ص: 32

عدي في الكامل (1/ 248) وابن عساكر في تاريخ دمشق (34/ 217) من طريق (سليمان بن داود الهاشمي، ويعقوب بن حميد، ومنصور بن بشير، وعبد الله بن عمران العابدي) كلهم عن إبراهيم بن سعد بهذا الإسناد.

هكذا قال إبراهيم بن سعد: (الزهري، عن أبي بكر ابن عبد الرحمن، عن مروان بن الحكم، عن عبد الله بن الأسود بن عبد يغوث، عن أبي بن كعب).

خالفه شعيب بن أبي حمزة

(1)

، ويونس بن يزيد

(2)

، وزياد بن سعد الخراساني

(3)

، وعبيد الله بن أبي زياد الرصافي

(4)

، وعقيل بن خالد

(5)

، ومحمد بن أبي عتيق

(6)

، وإسماعيل بن أمية

(7)

، ومحمد بن عبد الله بن أخي الزهري

(8)

، وأسامة بن زيد

(9)

، وعبد الرحمن بن عبد العزيز الأمامي

(10)

، وعبد الله بن عامر

(11)

، ومعمر في رواية له. (وانظره في باب معمر بن راشد)

(12)

.

هؤلاء كلهم قالوا: (الزهري، عن أبي بكر بن عبد الرحمن، عن

(1)

البخاري (6145).

(2)

أبو داود (5010) وابن ماجه (3755) وأحمد (5/ 125) وتمام الرازي في الفوائد (167).

(3)

أحمد (5/ 125) والبخاري في الأدب المفرد (888) وفي التاريخ الكبير (5/ 253) والدارمي (2704) والشاشي (1511) وابن عساكر في تاريخ دمشق (34/ 212).

(4)

أحمد (5/ 126) في زيادات ابنه عبد الله على المسند، وابن عساكر (34/ 215).

(5)

ابن عساكر في تاريخ دمشق (34/ 214).

(6)

البيهقي (10/ 237).

(7)

ابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني (1856) وابن عساكر في تاريخه (34/ 214).

(8)

ابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني (3/ 428) تعليقاً.

(9)

ابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني (3/ 428) تعليقاً.

(10)

ابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني (3/ 428) تعليقاً.

(11)

ابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني (3/ 428) تعليقاً.

(12)

ح (181).

ص: 33

مروان بن الحكم، عن عبد الرحمن بن الأسود بن عبد يغوث، عن أبي بن كعب).

وهم إبراهيم بن سعد فقلب اسمه فقال: (عبد الله بن الأسود بن عبد يغوث) وإنما هو عبد الرحمن بن الأسود بن عبد يغوث.

وقد وافقهم إبراهيم في رواية له.

فقد رواه أبو معمر إسماعيل بن إبراهيم بن معمر الهلالي وهو ثقة من رجال الشيخين عن إبراهيم بن سعد عن الزهري فقال: فيه (عبد الرحمن بن الأسود بن عبد يغوث).

أخرجه عبد الله بن أحمد في زياداته على المسند (5/ 126) ومن طريقه ابن عساكر في تاريخ دمشق (34/ 217).

قال عبد الله بن أحمد: هكذا حدثنا أبو معمر عن إبراهيم بن سعد وقال: فيه عبد الرحمن بن الأسود، وخالف أبو معمر رواية مَنْ رواه عن إبراهيم بن سعد لأنه رواه عدد عن إبراهيم بن سعد وقالوا فيه: عن عبد الله بن الأسود.

قال البخاري في التاريخ الكبير (5/ 253): (عبد الرحمن بن الأسود بن عبد يغوث القرشي الحجازي عن أبي بن كعب رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «الشعر حكمة» قال أبو عاصم: عن ابن جريج عن زياد عن الزهري عن أبي بكر بن عبد الرحمن عن مروان بن الحكم.

قال إبراهيم بن سعد: عبد الله بن الأسود وهو وهم).

وقال عبد الله بن أحمد أيضاً عقب الحديث: (هكذا يقول إبراهيم بن سعد في حديثه: عبد الله بن الأسود، وإنما هو عبد الرحمن بن الأسود بن عبد يغوث، عن أبي بن كعب، كذا يقول غير إبراهيم بن سعد).

ص: 34

وقال يحيى بن معين: «حدثنا يزيد بن هارون ويعقوب بن إبراهيم بن سعد وأبو كامل كلهم عن إبراهيم بن سعد عن الزهري عن عبد الله بن الأسود، إلا أن يونس ومعمراً والناس أجمعين قالوا: عن الزهري عن عبد الرحمن بن الأسود، وهو الصواب، ولكن إبراهيم بن سعد قال: كذا عبد الله بن الأسود

(1)

.

وقال ابن أبي عاصم: لا أعلم وافق إبراهيم بن سعد أحد على عبد الله»

(2)

.

وقال أبو زرعة الرازي: «لا يقول في هذا الإسناد عبد الله بن الأسود إلا إبراهيم بن سعد»

(3)

.

وقال ابن عدي: «وهذا الحديث قال فيه أصحاب الزهري: عن عبد الرحمن بن الأسود وخالفهم إبراهيم بن سعد فقال: عن عبد الله بن الأسود»

(4)

.

وقال ابن عساكر: أخطأ فيه إبراهيم بن سعد وهو عبد الرحمن بن الأسود بن عبد يغوث

(5)

.

وقال المزي: وهو معدود في أوهامه

(6)

.

(1)

التاريخ ليحيى بن معين (3/ 245) وتاريخ دمشق (34/ 219) ومسند الشاشي (3/ 385).

(2)

الآحاد والمثاني (3/ 428).

(3)

الكامل لابن عدي (1/ 248) وتاريخ دمشق (34/ 219).

(4)

الكامل (1/ 248).

(5)

تاريخ دمشق (34/ 219).

(6)

تحفة الأشراف (1/ 141).

ص: 35

‌الحديث السادس

(1)

:

748 -

قال الإمام أحمد رحمه الله (5/ 455): حدثنا أبو كامل مظفَّر بن مُدْرِك، ثنا إبراهيم بن سعد، ثنا ابن شهاب، عن أبي الطفيل عامر بن واثلة أن رجلاً مرّ على قوم فسلّم عليهم فردُّوا عليه السلام، فلما جاوزهم قال رجل منهم: والله إني لأبغض هذا في الله، فقال أهل المجلس: بئس والله ما قلت، أما والله لننبئنّه، قم يا فلان رجلاً منهم فأخبره. قال: فأدركه رسولهم، فأخبره بما قال، فانصرف الرجل حتى أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله، مررت بمجلس من المسلمين، فيهم فلان، فسلّمت عليهم، فردُّوا السلام، فلما جاوزتهم أدركني رجل فأخبرني أن فلاناً قال: والله إني لأبغض هذا الرجل في الله، فادعه، فسَلْه [علام] يبغضني؟

فدعاه رسول الله صلى الله عليه وسلم فسأله عما أخبره الرجل، فاعترف بذلك وقال: قد قلت له ذلك يا رسول الله، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:«فلِمَ تبغضه؟» قال: أنا جاره، وأنا به خابر، والله ما رأيته يصلي صلاة قط إلا هذه الصلاة المكتوبة التي يصليها البَرُّ والفاجر. قال الرجل: سله يا رسول الله، هل رآني قط أخّرتها عن وقتها أو أسأت الوضوء لها، أو أسأت الركوع والسجود فيها؟ فسأله رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ذلك فقال: لا.

(1)

رجال الإسناد:

مظفر بن مدرك: تقدم.

إبراهيم بن سعد: تقدم.

عامر بن واثلة أبو الطفيل، ولد عام أحد ورأى النبي صلى الله عليه وسلم

وعمر إلى أن مات سنة 116 على الصحيح، وهو آخر مَنْ مات من الصحابة، قاله مسلم وغيره.

ص: 36

ثم قال: والله ما رأيته يصوم قط، إلا في هذا الشهر الذي يصومه البر والفاجر، قال: فسله يا رسول الله، هل رآني قط أفطرت فيه أو انتقصت من حقه شيئاً؟ فسأله رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: لا.

ثم قال: والله ما رأيته يعطي سائلاً قط، ولا رأيته ينفق من ماله شيئاً في شيء من سبيل الله بخير إلا هذه الصدقة التي يؤديها البَر والفاجر، قال: فسله يا رسول الله! هل كتمت من الزكاة شيئاً قط، أو ماكَسْتُ فيها طالبها؟ قال: فسأله رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ذلك فقال: لا.

فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم:

«قم إن أدري لعلَّه خير منك» .

‌التعليق:

هذا إسناد رجاله كلهم ثقات رجال الشيخين غير مظفر بن مدرك الخراساني وهو ثقة متقن أثنى عليه أحمد بن حنبل وابن معين وغيرهم وهو متابع.

وأخرجه الضياء في المختارة (8/ 231 رقم 276) من طريق إبراهيم بن حمزة الزبيري

(1)

عن إبراهيم بن سعد به.

هكذا قال إبراهيم بن سعد: (الزهري، عن أبي الطفيل).

خالفه معمر فقال: (عن الزهري قال: مرّ رجل

)

(2)

لم يذكر أبا الطفيل.

(1)

إبراهيم بن حمزة بن محمد بن حمزة بن مصعب بن عبد الله بن الزبير بن العوام الأسدي الزبيري المدني، صدوق، من العاشرة، روى له البخاري.

(2)

عبد الرزاق (11/ 193).

ص: 37

وقد رواه كذلك إبراهيم بن سعد مرة ثانية فلم يذكره رواه عنه ابنه يعقوب عن الزهري مرسلاً

(1)

.

قال عبد الله ابن الإمام أحمد عقب الحديث: «بلغني أن إبراهيم بن سعد حدّث بهذا الحديث من حفظه فقال: عن أبي الطفيل.

وحدّث به ابنه يعقوب عن أبيه فلم يذكر (أبا الطفيلُّ فأحسب يعني إبراهيم وهم والصحيح رواية يعقوب)

(2)

.

وقد صوّب هذا الوجه المرسل الدارقطني في العلل (7/ 40) فقال: هو حديث اختلف فيه على الزهري:

فرواه إبراهيم بن سعد، عن الزهري، عن أبي الطفيل.

وخالفه إبراهيم بن زياد القرشي

(3)

من أهل الجزيرة فرواه عن الزهري عن أنس بن مالك

(4)

.

وخالفهما معمر وغيره فرووه عن الزهري مرسلاً وهو المحفوظ.

وقال الضياء في المختارة (8/ 231) عقب الحديث: مرسل.

(1)

المسند (5/ 456).

(2)

المسند (5/ 456).

(3)

قال المحقق: إبراهيم بن زياد القرشي، قال البخاري: لا يصح إسناده، وقال الذهبي: لا يعرف من ذا، وقال العقيلي: هذا الشيخ يحدّث عن الزهري وعن هشام بن عروة فيحيل حديث الزهري على هشام، وحديث هشام على الزهري، ويأتي أيضاً عنهما بما لا يحفظ.

(4)

ابن عساكر في تاريخ دمشق (43/ 254).

ص: 38

‌الحديث السابع

(1)

:

749 -

قال سعيد بن منصور في سننه (2217): حدثنا إبراهيم بن سعد الزهري عن ابن شهاب، عن عبيد الله بن عبد الله، عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه:

أن رجلاً سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن العزل؟ قال: «أوَتفعلون ذلك! لا عليكم أن لا تفعلوه إنه ليس نسمة قضى الله إلا هي كائنة» .

‌التعليق:

هذا إسناد رجاله كلهم ثقات رجال الشيخين.

ورواه الطيالسي (2321) عن إبراهيم بن سعد به، انظره في بابه ح (463).

ورواه أحمد (3/ 93) من طريق أبي كامل مظفر بن مدرك الخراساني، والنسائي في الكبرى (9085) من طريق الهيثم بن أيوب، وابن ماجه (1926) من طريق محمد بن عثمان العثماني، وأبو يعلى (1050) من طريق أحمد بن المقدام، والدارمي (2/ 148) من طريق سليمان بن داود الهاشمي كلهم عن إبراهيم بن سعد بهذا الإسناد.

هكذا قال إبراهيم بن سعد: (الزهري، عن عبيد الله بن عبد الله، عن أبي سعيد).

(1)

رجال الإسناد:

الزهري: انظر ترجمته في بابه.

عبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود الهذلي، أبو عبد الله المدني، ثقة فقيه ثبت، من الثالثة، مات سنة 94 وقيل غير ذلك، روى له البخاري ومسلم.

ص: 39

خالفه مالك بن أنس

(1)

، ويونس بن يزيد

(2)

، وعُقيل بن خالد

(3)

، وشعيب بن أبي حمزة

(4)

، ومحمد بن الوليد الزبيدي

(5)

، وعمر بن سعيد بن سريج

(6)

، وصالح بن أبي الأخضر

(7)

، والموقري

(8)

.

فقالوا: (الزهري، عن عبد الله بن محيريز الجمحي

(9)

، عن أبي سعيد).

ومن هذا الوجه أخرجه الشيخان في الصحيح.

وهم إبراهيم بن سعد فجعله من رواية عبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود عن أبي سعيد الخدري.

وكذلك وهم معمر فجعله من رواية عطاء بن يزيد الليثي عن أبي سعيد.

وقد صحح الدارقطني في العلل (11/ 1281) والنسائي فيما نقله عنه الحافظ في الفتح (9/ 306) رواية الجماعة فانظره في باب معمر ح (183)، والله تعالى أعلم.

(1)

البخاري (5210) ومسلم (1438).

(2)

البخاري (6603).

(3)

النسائي في الكبرى (5046).

(4)

البخاري (2229) وأحمد (3/ 88) وأبو عوانة (4344).

(5)

النسائي (9087).

(6)

ذكره الدارقطني في العلل (11/ 281).

(7)

المصدر السابق.

(8)

المصدر السابق.

(9)

عبد الله بن محيريز الجمحي المكي، ثقة عابد من الثالثة، روى له الجماعة.

ص: 40

‌الحديث الثامن

(1)

:

750 -

قال الشاشي رحمه الله في مسنده (1123): حدثنا أحمد بن ملاعب، نا زكريا أنا إبراهيم بن سعد نا الزهري عن عبد الرحمن بن يزيد بن جارية عن أبي أيوب رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

«لا تستقبلوا القبلة بغائط ولا بول ولا تستدبروها» قال: فلما قدمنا الشام وجدنا مرافق بنيت قبل القبلة فننحرف ونستغفر الله.

‌التعليق:

وهذا إسناد رجاله كلهم ثقات.

وأخرجه الطحاوي في شرح معاني الآثار (4/ 232) من طريق أبي مصعب، والطبراني في الكبير (3921) من طريق أبي مروان العثماني، ومحمد بن خالد الواسطي، وعبد الله بن عون الخراز، وابن عدي في الكامل (1/ 248) من طريق أبي مروان العثماني كلهم عن إبراهيم بن سعد به.

(1)

رجال الإسناد:

أحمد بن ملاعب الحافظ الثقة أبو الفضل البغدادي الجرمي، قال ابن عقدة: سمعته يقول: ما أحدث إلا بما أحفظه كحفظي للقرآن، قال: ورأيته يفصل بين الفاء والواو، مات سنة 275. طبقات الحفاظ (1/ 270).

زكريا بن عدي بن الصلت التيمي مولاهم أبو يحيى الكوفي نزيل بغداد، ثقة جليل يحفظ، من كبار العاشرة، مات سنة 211 أو 212، روى له البخاري ومسلم.

عبد الرحمن بن يزيد بن جارية أبو محمد المدني، أخو عاصم بن عمر لأمه، يقال: ولد في حياة النبي صلى الله عليه وسلم، وذكره ابن حبان في ثقات التابعين، روى له البخاري.

ص: 41

هكذا قال إبراهيم بن سعد: (عن الزهري، عن عبد الرحمن بن يزيد بن جارية عن أبي أيوب).

خالفه ابن أبي ذئب

(1)

، وسفيان بن عيينة

(2)

، ومعمر

(3)

، ويونس بن يزيد

(4)

، وسليمان بن كثير

(5)

، وخالد بن مسافر

(6)

، وعقيل بن خالد

(7)

، وقرة بن عبد الرحمن

(8)

، وسفيان بن حسين

(9)

، وعبد الرحمن بن إسحاق

(10)

، والنعمان بن راشد

(11)

، ومحمد بن عبد الله بن مسلم الزهري

(12)

هؤلاء كلهم قالوا: (عن الزهري، عن عطاء بن يزيد الليثي، عن أبي أيوب الأنصاري).

قلب إبراهيم بن سعد (عطاء بن يزيد) إلى (عبد الرحمن بن يزيد بن جارية) وكلاهما ثقة، فعطاء بن يزيد الليثي ثقة من رجال الشيخين.

قال ابن أبي حاتم في العلل (66): (وسمعت أبي ذكر حديثاً

(1)

البخاري (144).

(2)

البخاري (394) ومسلم (264).

(3)

أحمد (5/ 416، 417) والنسائي (1/ 23) وابن حبان (1417) والطبراني (3926) وأبو عوانة (506).

(4)

ابن ماجه (317) وأبو عوانة (507) والطبراني (3943)(3944).

(5)

الطبراني في الكبير (3939) وتاريخ أصبهان (1/ 206).

(6)

الطبراني (3940).

(7)

الطبراني (3941، 3942).

(8)

الطبراني (3943).

(9)

الطبراني (3945).

(10)

الطبراني (3946).

(11)

الطبراني (3947).

(12)

الطبراني (3948).

ص: 42

رواه إبراهيم بن سعد عن الزهري، عن عبد الرحمن بن يزيد بن جارية عن أبي أيوب عن النبي صلى الله عليه وسلم:«لا تستقبلوا القبلة ولا تستدبروها» .

قال: أتى هذا بآبدة، وهو خطأ الصحيح عن الزهري، عن عطاء بن يزيد، عن أبي أيوب عن النبي صلى الله عليه وسلم.

وقال ابن عدي في الكامل عقب الحديث: (هكذا يروي إبراهيم بن سعد هذا الحديث وأصحاب الزهري خالفوه فرووه عن الزهري، عن عطاء بن يزيد الليثي عن أبي أيوب).

وقال الدارقطني في أطراف الغرائب (2/ 261): تفرد به إبراهيم عن الزهري.

وقال في العلل (6/ 97 - 98) بعد أن ذكر الاختلاف على الزهري فيه: (والقول قول سفيان بن عيينة ومَن تابعه).

ص: 43

‌إبراهيم بن محمد الفزاري

‌اسمه ونسبه:

إبراهيم بن محمد بن الحارث بن أسماء بن خارجة بن حصن، أبو إسحاق الفزاري الكوفي، نزل الشام وسكن المصيصة.

جده خارجة بن حصن له صحبة وهو أخو عيينة بن حصن.

روى عن: حميد الطويل، وأبي إسحاق السبيعي، والأعمش، وموسى بن عقبة، ويحيى بن سعيد الأنصاري، ومالك، وشعبة، والثوري، وجماعة.

روى عنه: الأوزاعي وهو من شيوخه، وابن المبارك، ومحمد بن كثير المصيصي وغيرهم.

قال ابن معين: ثقة ثقة.

وقال أبو حاتم: الثقة المأمون الإمام.

وقال النسائي: ثقة مأمون أحد الأئمة.

قال ابن سعد: كان ثقة فاضلاً صاحب سنّة وغزو.

قال العجلي كان ثقة رجلاً صالحاً صاحب سنة وكان يأمر وينهى

ص: 44

وهو الذي أدب أهل الثغر وعلمهم السنة، وإذا دخل الثغر رجل مبتدع أخرجه وكان كثير الحديث وكان له فقه، أمر سلطاناً ونهاه فضربه مائتي سوط فغضب له الأوزاعي وتكلم في أمره.

قال ابن حجر: ثقة حافظ له تصانيف، من الثانية، مات سنة 185 وقيل بعدها.

روى له البخاري مع المكرر نحو عشرة أحاديث أكثرها عن حميد الطويل

(1)

. ومسلم أربعة أحاديث

(2)

.

(1)

البخاري (898، 1556، 1766، 1788، 2337، 2861، 3151، 3889، 4335، 6136).

(2)

مسلم (474، 920، 1891، 2479).

ص: 45

‌الحديث

(1)

:

751 -

قال النسائي (6/ 111): أخبرنا علي بن محمد بن علي قال: حدثنا محمد بن كثير، عن الفزاري، عن حميد، عن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

«لا جلب ولا جنب ولا شغار في الإسلام» .

‌التعليق:

هذا إسناد رجاله كلهم ثقات رجال الشيخين غير علي بن محمد وهو ثقة.

وأخرجه النسائي في الكبرى (5496) بنفس الإسناد.

هكذا قال الفزاري: (عن حميد، عن أنس).

خالفه بشر بن المفضل

(2)

، وحماد بن سلمة

(3)

، ويزيد بن زريع

(4)

، والحارث بن عمير

(5)

، وخالد بن عبد الله الواسطي

(6)

،

(1)

رجال الإسناد:

علي بن محمد بن علي بن أبي المضاء المصيصي القاضي، ثقة من الحادية عشرة، روى عنه النسائي.

محمد بن كثير العبدي البصري، ثقة لم يصب من ضعفه، من كبار العاشرة، مات سنة 223 وله 90 سنة، روى له البخاري ومسلم.

(2)

أبو داود (2581) والترمذي (1123) والنسائي (6/ 111) وفي الكبرى (5495) والبزار (3535).

(3)

أبو داود الطيالسي (838) وأحمد (4/ 443) وابن حبان (3267) والبيهقي (10/ 2).

(4)

النسائي (6/ 227) وفي الكبرى (4431).

(5)

أحمد (4/ 439).

(6)

الطبراني في الكبير (18/ 383).

ص: 46

وشريك

(1)

، وزهير بن معاوية

(2)

(في رواية).

فقالوا: (عن حميد، عن الحسن، عن عمران بن حصين).

لذا قال النسائي: هذا خطأ فاحش، والصواب: حديث بشر.

‌تنبيه:

روى الضياء في المختارة (1964) من طريق زهير بن معاوية هذا الحديث عن حميد عن أنس وهذا خطأ، وقد تقدم من رواية زهير أنه يوافق الجماعة فلعله ممن هو دونه في الإسناد فبين الضياء وبين زهير سبعة أنفس فلعله من أحدهم، والله تعالى أعلم.

(1)

المصدر السابق (18/ 384).

(2)

الطبراني في الكبير (18/ 382).

ص: 47

‌إسماعيل بن إبراهيم (ابن علية)

(1)

‌اسمه ونسبه:

إسماعيل بن إبراهيم بن مقسم أبو بشر الأسدي مولاهم ويعرف بابن علية من أهل البصرة وأصله كوفي مولى عبد الرحمن بن قطبة الأسدي أسد خزيمة، وكان إبراهيم بن مقسم تاجراً من أهل الكوفة وكان يقدم البصرة بتجارته فتزوج علية بنت حسان مولاة لبني شيبان وكانت امرأة نبيلة عاقلة وكان وجهاء أهل البصرة يدخلون عليها فتبرز لهم وتحادثهم وتسائلهم فولدت لإبراهيم إسماعيل سنة 110 فنسب إليها.

روى عن: عبد العزيز بن صهيب وأيوب السختياني وابن عون وسليمان التيمي وداود بن أبي هند وحميد الطويل ومعمر ويونس بن عبيد وخلق سواهم.

روى عنه: شعبة وابن جريج وهما من شيوخه، وبقية وحماد بن

(1)

مصادر الترجمة:

الطبقات الكبرى (7/ 325) وتاريخ بغداد (6/ 20)(6/ 229) وتاريخ دمشق (52/ 49) وتهذيب الكمال (3/ 23) والمقصد الأرشد (1/ 253).

ص: 48

زيد وهما من أقرانه، والشافعي وأحمد ويحيى بن معين وعلي بن المديني وإسحاق وابنا أبي شيبة وزهير بن حرب وخلق كثير.

‌ثناء أهل العلم عليه:

قال شعبة: إسماعيل بن علية ريحانة الفقهاء، وقال أيضاً: ابن علية سيد المحدثين.

وقال أحمد: إليه المنتهى في التثبت بالبصرة.

وقال حماد بن سلمة: كنا نشبهه بيونس بن عبيد.

وقال يحيى بن معين: كان ثقة مأموناً صدوقاً ورعاً تقياً.

وقال ابن سعد: كان ثقة ثبتاً في الحديث حجة.

وقال أحمد: كان حماد بن زيد لا يعبأ إذا خالفه الثقفي ووهيب وكان يفرق من إسماعيل بن علية إذا خالفه.

وقال غندر: نشأت في الحديث يوم نشأت وليس أحداً يقدم على إسماعيل بن علية.

وقال أبو داود السجستاني: ما أحد من المحدثين إلا قد أخطأ إلا إسماعيل بن علية وبشر بن المفضل.

وقال عبد الرحمن بن مهدي: ابن علية أثبت من هشيم.

وقال علي بن المديني: المحدثون صحّفوا وأخطؤوا ما خلا أربعة: يزيد بن زريع وابن علية وبشر بن المفضل وعبد الوارث بن سعيد.

وقال أحمد بن سعيد الدارمي: لا يعرف لابن علية غلط إلا في

ص: 49

حديث جابر حديث المدبر جعل اسم الغلام اسم المولى واسم المولى اسم الغلام.

توفي سنة 193، وقيل: سنة 194.

قال ابن حجر: ثقة حافظ من الثامنة.

روى له البخاري نحو خمسة وثلاثين حديثاً

(1)

.

وروى له مسلم نحو مائة واثنين وستين حديثاً

(2)

.

(1)

البخاري (13، 214، 364، 582، 667، 738، 1134، 1197، 1407، 1498، 1558، 2066، 2114، 2146، 2645، 2898، 2993، 3023، 3489، 3795، 4341، 4397، 4816، 4927، 5241، 5229، 5781، 5990، 6037، 6342، 6503، 6513، 6440، 6521، 6755).

(2)

مسلم (2، 9، 18، 26، 68، 87، 127، 135، 159، 177، 271، 279، 305، 326، 331، 371، 375، 378، 396، 398، 427، 450، 510، 537، 547، 550، 562، 565، 567، 574، 594، 601، 602، 604، 648، 674، 693، 699، 731، 748، 784، 824، 852، 875، 884، 904، 918، 928، 938، 949، 952، 959، 970، 989، 997، 1066، 1093، 1116، 1141، 1151، 1180، 1201، 1206، 1211، 1226، .... ، 2867، 2876، 2899، 2914، 3032).

ص: 50

‌الحديث الأول

(1)

:

752 -

قال الإمام مسلم في صحيحه (4/ 1885 رقم 2427): حدثنا أبو بكر ابن أبي شيبة، حدثنا إسماعيل بن علية، عن حبيب بن الشهيد، عن عبد الله بن أبي مليكة:

قال عبد الله بن جعفر لابن الزبير: أتذكر إذ تلقينا رسول الله صلى الله عليه وسلم أنا وأنت وابن عباس؟ قال: نعم، فحملنا وتركك.

‌التعليق:

هذا إسناد على شرط الشيخين وهو في مصنف ابن أبي شيبة (26372) وفي كتابه الأدب (143) وأبو يعلى (6808) من طريق أبي خيثمة، والخطيب في كتاب الأسماء المبهمة (6/ 452)، وابن عساكر في تاريخ دمشق (27/ 260) من طريق الإمام أحمد.

وتابعه أبو أسامة ذكره مسلم ولم يسق لفظه وأحال على حديث ابن علية.

وقد خولف ابن علية في متن هذا الحديث في موضعين:

(1)

رجال الإسناد:

أبو بكر ابن أبي شيبة الكوفي، ثقة حافظ صاحب تصانيف، من العاشرة، مات سنة 235، روى له البخاري ومسلم. (انظر ترجمته في بابه).

حبيب بن الشهيد الأزدي، أبو محمد البصري، ثقة ثبت، من الخامسة، مات سنة 145 وله 66 سنة، روى له البخاري ومسلم.

عبد الله بن عبيد الله بن أبي مُليكة، بالتصغير، ابن عبد الله بن جدعان، أدرك ثلاثين من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، ثقة فقيه، من الثالثة، مات سنة 117، روى له البخاري ومسلم.

ص: 51

الأول: قوله: إن عبد الله بن جعفر قال لابن الزبير: أتذكر إذ تلقينا رسول الله.

خالفه يزيد بن زريع

(1)

، وحميد بن الأسود

(2)

فذكرا أن القائل هو ابن الزبير لجعفر: أتذكر.

وكذلك رواه شعبة

(3)

إلا أنه جعل هذا الحوار بين ابن الزبير وابن عباس وأن القائل هو ابن الزبير كذلك.

الثاني: ظاهر سياق حديث ابن علية أن المتروك هو عبد الله بن جعفر وأن المحمول هو عبد الله بن الزبير.

خالفه يزيد بن زريع، وحميد بن الأسود، وشعبة، فذكروا في حديثهم أن المحمول هو عبد الله بن جعفر

(4)

.

وسبب وهم ابن علية أنه أسقط كلمة (قال) بعد كلمة نعم، وصوابه إثباتها فيكون كالتالي:(قال: نعم، قال: فحملنا وتركك).

وقد روى هذا الحديث ذاته الإمام أحمد (1/ 203 رقم 1742) عن ابن علية فذكر أنه كان يرويه مرة بإثبات كلمة (قال) التي بعد نعم ومرة بإسقاطها.

قال أحمد: (حدثنا إسماعيل أخبرنا حبيب بن الشهيد، عن عبد الله بن أبي مليكة قال: قال عبد الله بن جعفر لابن الزبير: أتذكر إذ

(1)

البخاري (3082) وابن مندة في معرفة أسامي أرداف النبي صلى الله عليه وسلم (1/ 62).

(2)

البخاري (3082)، وقال في الفتح: وهو الأصح.

(3)

أحمد (1/ 240).

(4)

المصادر السابقة.

ص: 52

تلقينا رسول الله صلى الله عليه وسلم أنا وأنت وابن عباس؟ قال: نعم، قال: فحملنا وتركك.

وقال إسماعيل مرة: أتذكر إذ تلقينا رسول الله صلى الله عليه وسلم أنا وأنت وابن عباس؟ فقال: نعم فحملنا وتركك) اه.

قال الحافظ في الفتح (6/ 192): قوله: (قال: نعم فحملنا وتركك) ظاهره أن القائل: فحملنا هو عبد الله بن جعفر وأن المتروك هو ابن الزبير.

وأخرجه مسلم من طريق أبي أسامة وابن علية كلاهما عن حبيب بن الشهيد بهذا الإسناد مقلوباً، ولفظه قال: عبد الله بن جعفر لابن الزبير، جعل المستفهم عبد الله بن جعفر، والقائل: فحملنا عبد الله بن الزبير.

والذي في البخاري أصح، ويؤيده ما تقدم في الحج عن ابن عباس قال: لما قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم مكة استقبلته أغيلمة من بني عبد المطلب فحمل واحداً بين يديه وآخر خلفه، فإن ابن جعفر من بني عبد المطلب بخلاف ابن الزبير وإن كان عبد المطلب جد أبيه لكنه جده لأمه

(إلى أن قال):

وقد نبّه عياض على أن الذي وقع في البخاري هو الصواب، قال: وتأويل رواية مسلم أن يجعل الضمير في حملنا لابن جعفر فيكون المتروك ابن الزبير، قال: ووقع على الصواب أيضاً عند ابن أبي شيبة وابن أبي خيثمة وغيرهما.

قلت أي: الحافظ: وقد روى أحمد الحديث عن ابن علية فبيّن سبب الوهم ولفظه مثل مسلم لكن زاد بعد قوله: قال: نعم،

ص: 53

قال: فحملنا، قال أحمد وحدثنا به مرة أخرى فقال فيه: نعم فحملنا وأسقط قال التي بعد نعم. قلت: وبإثباتها توافق رواية البخاري وبحذفها تخالفها، والله أعلم.

قال القاضي عياض في إكمال المعلم (7/ 438): وظاهره أن قائل هذا ابن الزبير، وأن ابن جعفر المتروك، ونحوه في مسند ابن أبي شيبة، لكن البخاري والنسائي ذكرا الخبر على خلاف هذا مما هو الأشبه، وأن القائل أولاً: أتذكر إذ تلقينا رسول الله صلى الله عليه وسلم إنما هو ابن الزبير ويكون القائل له: (نعم فحملنا وتركك) ابن جعفر، ويدل على صحته ما ذكر مسلم بعده من الأحاديث عن عبد الله بن جعفر وإن لم يكن فيها لابن الزبير ذكر.

قال العيني في عمدة القاري (15/ 13): (وفي رواية مسلم قال: عبد الله بن جعفر لابن الزبير وهو عكس ما في رواية البخاري، قال بعضهم: والذي في البخاري أصح، ويؤيده ما تقدم في الحج عن ابن عباس قال: لما قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم مكة

).

ص: 54

‌الحديث الثاني

(1)

:

753 -

قال ابن أبي شيبة في المصنف (9/ 369): حدثنا ابن علية، عن أيوب، عن عمرو بن دينار، عن جابر رضي الله عنه:

أن رجلاً طعن رجلاً بقرن في ركبته فأتى النبي صلى الله عليه وسلم يستقيد، فقيل له: حتى تبرأ، فأبى وعجّل واستقاد، قال: فغثت

(2)

وبرئت رجل المستقاد منه، فأتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال:«ليس لك شيء إنك أبيت» .

‌التعليق:

هذا إسناد على شرط الشيخين.

والحديث أخرجه من طريق ابن أبي شيبة ابن أبي عاصم في الديات (ص 62) والدارقطني (3/ 89) والبيهقي (8/ 66) وفي معرفة السنن والآثار (12/ 85).

وتابعه عثمان بن أبي شيبة عند الدارقطني (3/ 89) والبيهقي (8/ 66) فرواه عن ابن علية بهذا الإسناد.

وقد وهم ابن علية في هذا الإسناد على أيوب فقال: (عن أيوب، عن عمرو بن دينار، عن جابر).

(1)

رجال الإسناد:

أبو بكر ابن أبي شيبة: تقدم.

أيوب بن أبي تميمة كيسان السختياني، أبو بكر البصري، ثقة ثبت حجة، من كبار الفقهاء العباد، من الخامسة، مات سنة 131 وله 65 سنة، روى له البخاري ومسلم.

عمرو بن دينار المكي أبو محمد الأثرم الجمحي، ثقة ثبت، من الرابعة، مات سنة 126، روى له البخاري ومسلم.

(2)

بمعنى فسدت.

ص: 55

خالفه معمر

(1)

فرواه (عن أيوب، عن عمرو بن دينار، عن محمد بن طلحة بن يزيد بن ركانة) أن رجلاً طعن رجلاً

ورواه أصحاب عمرو بن دينار كذلك، منهم:

سفيان بن عيينة

(2)

، وحماد بن زيد

(3)

، وأبان بن يزيد العطار

(4)

، وابن جريج

(5)

، وحماد بن سلمة

(6)

.

فرووه عن عمرو بن دينار، عن محمد بن طلحة.

قال ابن أبي حاتم في العلل (1391): قال أبو زرعة: حديث حماد بن سلمة أشبه.

قال أبو داود عقب الحديث (ص 331): (هذا أسنده ابن علية عن أيوب، عن عمرو، عن جابر، وهِمَ فيه، والأول أصح، أظنه لم يحدّث به إلا بالكوفة، والصحيح حديث محمد بن طلحة).

كذا قال أبو داود: أن الوهم فيه من ابن علية

(7)

.

وخالفه الدارقطني وأبو أحمد بن عبدوس والبيهقي، فحملوا الوهم على أبي بكر ابن أبي شيبة وأخيه عثمان إذ روى هذا الحديث عن ابن علية أحمد بن حنبل وغيره مرسلاً.

(1)

عبد الرزاق (17988) ومن طريقه الدارقطني (3/ 89) والبيهقي (8/ 66).

(2)

أبو داود في المراسيل (243)(2) والبيهقي (8/ 66).

(3)

أبو داود في المراسيل (243)(3).

(4)

أبو داود في المراسيل (243)(1).

(5)

عبد الرزاق (17986) والدارقطني (3/ 89).

(6)

ابن أبي حاتم في العلل (1391) تعليقاً.

(7)

وقال المزي في التهذيب: قال أبو داود السجستاني: ما أحد من المحدثين إلا قد أخطأ إلا إسماعيل بن علية وبشر بن المفضل.

ص: 56

قال الدارقطني عقب الحديث: (قال أبو أحمد ابن عبدوس: ما جاء بهذا إلا أبو بكر وعثمان.

ثم قال الدارقطني: أخطأ فيه ابنا أبي شيبة، وخالفهما أحمد بن حنبل وغيره عن ابن علية، عن أيوب، عن عمرو مرسلاً، وكذلك قال أصحاب عمرو بن دينار عنه، وهو المحفوظ مرسلاً).

ونقله البيهقي عن الدارقطني كالموافق له.

‌الترجيح وعلة الوهم:

الراجح عندي ما قاله أبو داود لأنه أقرب زماناً إليه ثم إنه ذكر علة الوهم حيث أن ابن علية بصري ثم حدث له الوهم لما حدّث بهذا الحديث في غير بلده وهو الكوفة.

ثم إن ابن علية يحدّث من حفظه، قال زياد بن أيوب: ما رأيت لابن علية كتاباً قط، وابن أبي شيبة يحفظ ويكتب. والله أعلم.

وما ذهب إليه الدارقطني من أن الوهم ليس من ابن علية إنما هو لأن الإمام أحمد وغيره رووه عن ابن علية على الصواب ليس على إطلاقه.

فالمرء قد يحدّث بالحديث على الصواب ثم يُوهم فيه، والله تعالى أعلم.

ص: 57

‌الحديث الثالث

(1)

:

754 -

قال أبو عبد الرحمن النسائي رحمه الله (8/ 185): أخبرنا يعقوب بن إبراهيم قال: حدثنا ابن علية عن الجريري عن عبد الله بن بريدة:

أن رجلاً من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم يقال له: عبيد قال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان ينهى عن كثير من الإرفاه.

سئل ابن بريدة عن الإرفاه قال: منه الترجل.

‌التعليق:

وهذا إسناد رجاله كلهم ثقات رجال الشيخين، وهو في الكبرى (9319).

ورواه الحارث في مسنده (569 زوائد الهيثمي) عن أبي عبيد عن ابن علية عن عبد الله بن بريدة مرسلاً.

وقد تابع زهير بن حرب يعقوب بن إبراهيم

(2)

.

(1)

رجال الإسناد:

يعقوب بن إبراهيم بن كثير بن زيد بن أفلح العبدي، أبو يوسف الدورقي، ثقة من العاشرة، مات سنة 252 وله 86 سنة وكان من الحفّاظ، روى له البخاري ومسلم.

سعيد بن إياس الجُريري، أبو مسعود البصري، ثقة من الخامسة، اختلط قبل موته بثلاث سنين، مات سنة 144، روى له البخاري ومسلم.

عبد الله بن بريدة بن الحصيب الأسلمي أبو سهل المروزي قاضيها، ثقة من الثالثة، مات سنة 105، وقيل: 115 وله 100 سنة، روى له البخاري ومسلم.

(2)

البيهقي في شعب الإيمان (11/ 429 عقب الحديث 6050).

ص: 58

هكذا رواه ابن علية عن الجريري عن عبد الله بن بريدة وسمّى الصحابي عبيد.

خالفه يزيد بن هارون

(1)

فرواه عن الجريري، عن عبد الله بن بريدة (أن رجلاً من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم رحل إلى فضالة بن عبيد وهو بمصر فقدم عليه فقال: أما إني لم آتك زائراً ولكني سمعت أنا وأنت حديثاً عن رسول الله صلى الله عليه وسلم رجوت أن يكون عندك منه علم، قال: وما هو؟ قال: كذا وكذا، قال: فما لي أراك شعثاً وأنت أمير الأرض؟ قال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان ينهانا عن كثير من الإرفاه

(2)

، قال: فما لي لا أرى عليك حذاءً؟ قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم يأمرنا أن نحتفي أحياناً) فذكر أن اسم الصحابي هو فضالة بن عبيد.

ورواه حماد بن سلمة

(3)

عن الجريري عن عبد الله بن بريدة أن رجلاً من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم كان أميراً وكان يمشي حافياً ولا يدهن إلا أحياناً فقيل له: أنت أمير المؤمنين تمشي حافياً ولا تدهن؟ فقال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ينهانا عن كثير من الإرفاه وهو الإدهان كل يوم ويأمرنا أن نحتفي أحياناً.

حماد لم يسمِّ الصحابي.

(1)

أبو داود (4160) وأحمد (6/ 22) والبيهقي في شعب الإيمان (6049) من طريق أبي داود.

(2)

الإرفاه: قال الخطابي: معناه الاستكثار من الزينة وأصله من الرفه وهو أن ترد الإبل الماء كل يوم فذلك الغب، ومنه أخذت الرفاهية وهي الخفض والدعة فكره الإفراط في التنعيم وأمر بالقصد.

غريب الحديث (1/ 510) وشعب الإيمان (11/ 428).

(3)

أخرجه البيهقي في شعب الإيمان (6050).

ص: 59

وروى النسائي (8/ 132) في الكبرى (9318) من طريق خالد بن الحارث عن كهمس عن عبد الله بن شقيق قال: كان رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم عاملاً بمصر فأتاه رجل من أصحابه فإذا هو شعث الرأس

الحديث.

قال المزي في تحفة الأشراف (6/ 512 رقم 9747): عبيد عن النبي صلى الله عليه وسلم وهو وهم والصواب فضالة بن عبيد

(1)

.

(1)

فضالة بن عبيد، أبو محمد أنصاري أوسي شهد أحداً وما بعدها، وكان ممن بايع تحت الشجرة، وشهد فتح مصر والشام وتولى إمارتها، مات في ولاية معاوية وكان معاوية ممن حمل سريره.

ص: 60

‌الحديث الرابع

(1)

:

755 -

قال أبو داود رحمه الله (1414): حدثنا مسدد، حدثنا إسماعيل، حدثنا خالد الحذاء، عن رجل، عن أبي العالية، عن عائشة رضي الله عنها قالت:

كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول في سجود القرآن بالليل يقول في السجدة مراراً: «سجد وجهي للذي خلقه وشقّ سمعه وبصره بحوله وقوته» .

‌التعليق:

هذا إسناد رجاله ثقات رجال البخاري، إلا أن فيه رجلاً مجهولاً، فهو بذلك إسناد ضعيف.

ورواه أحمد (6/ 217) وابن أبي شيبة (2/ 20) والبيهقي (2/ 325) وابن خزيمة (565) والبيهقي في الصغرى (907) وفي الدعوات الكبير (389) من طرق عن إسماعيل.

هكذا قال إسماعيل: (عن خالد الحذاء، عن رجل، عن أبي العالية، عن عائشة).

(1)

رجال الإسناد:

مسدد بن مسرهد الأسدي البصري، ثقة حافظ، يقال: إنه أول مَنْ صنّف المسند بالبصرة، من العاشرة، مات سنة 228، روى له البخاري.

خالد بن مهران الحذاء، ثقة يرسل، من الخامسة، روى له البخاري ومسلم.

رُفيع بن مهران أبو العالية الرياحي، ثقة كثير الإرسال، من الثانية، مات سنة 90، وقيل: 93، وقيل بعد ذلك، روى له البخاري ومسلم.

ص: 61

خالفه عبد الوهاب الثقفي

(1)

، وهشيم

(2)

، ووهيب بن خالد

(3)

، وخالد بن عبد الله الواسطي

(4)

، وسفيان بن حبيب

(5)

كلهم عن خالد الحذاء، عن أبي العالية، عن عائشة به.

زاد ابن علية في الإسناد رجلاً مجهولاً.

وهؤلاء كلهم ثقات من رجال الشيخين غير سفيان بن حبيب البصري وهو ثقة روى له البخاري في الأدب المفرد وأصحاب السنن.

لذا رجح الشيخ الألباني رواية الجماعة وقد صححها الترمذي والحاكم فقال: هذا إسناد رجاله ثقات رجال البخاري غير الرجل الذي لم يسم فهو مجهول، غير أن ذكره في السند شاذ تفرد به إسماعيل وهو ابن علية دون سائر أصحاب الحذاء، (ثم ذكر رواية عبد الوهاب وهشيم ووهيب بن خالد) ثم قال: فهؤلاء ثلاثة من الثقات اتفقوا على أنه ليس في السند (عن رجل) كما قال ابن علية فروايتهم أرجح، والله أعلم.

(1)

الترمذي (580) و (3425) والنسائي (2/ 222) وفي الكبرى (714) وإسحاق (1679)، وابن خزيمة (564) والحاكم (1/ 220) والبيهقي (2/ 252) وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح، وقال الحاكم:(صحيح على شرط الشيخين) ووافقه الذهبي.

(2)

أحمد (6/ 30 - 31) وابن أبي شيبة (2/ 20).

(3)

أبو الشيخ في طبقات المحدثين بأصبهان (671) والحاكم (1/ 220) والطبراني في الأوسط (3476).

(4)

الطوسي في مختصر الأحكام (3/ 140) وابن خزيمة (564).

(5)

الدارقطني (1/ 406).

ص: 62

‌أثر الوهم:

تحول الإسناد من إسناد ضعيف لجهالة أحد الرواة إلى إسناد صحيح كما قال الترمذي وغيره.

لذا قال ابن خزيمة: وإنما تركت إملاء خبر أبي العالية عن عائشة أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول في سجود القرآن بالليل: «سجد وجهي للذي خلقه وشقّ سمعه وبصره بحوله وقوته» لأن بين الحذاء وبين أبي العالية رجل غير مسمى لم يذكر الرجل عبد الوهاب بن عبد المجيد وخالد بن عبد الله الواسطي.

ثم أورد حديث عبد الوهاب وخالد الواسطي وابن علية ثم قال: وإنما أمليت هذا الخبر وبيّنت علته في هذا الوقت مخافة أن يفتن بعض طلاب العلم برواية الثقفي وخالد بن عبد الله فيتوهم أن رواية عبد الوهاب وخالد بن عبد الله صحيحة

(1)

.

قلت: ومما تقدم ظهر أن الحديث صحيح وأن الواهم هو ابن علية وليس غيره.

‌علة الوهم:

خالد الحذاء قد يروي أحاديث عن رجل لا يسميه، مثال ذلك: ما رواه عبد الوهاب الثقفي نا خالد الحذاء عن رجل عن عمر بن عبد العزيز قال: ما استقبلت القبلة بفرجي منذ كذا وكذا

(2)

.

وروى الثوري عن خالد الحذاء عن رجل عن عثمان أن عمر كان

(1)

صحيح ابن خزيمة (1/ 283 - 284).

(2)

إسحاق في مسنده (1093).

ص: 63

يأمر بتسوية الصفوف ثم يقول: تقدم يا فلان تقدم يا فلان تأخر يا فلان. قال سفيان: يقدم صالحيهم ويؤخر الآخرين

(1)

.

وروى عبد الوهاب الثقفي عن خالد الحذاء عن رجل عن مطرف قال: أتيت بيت المقدس فإذا بشيخ كثير الركوع والسجود فلما انصرف قلت: إنك شيخ وإنك لا تدري على شفع انصرفت أم على وتر، قال: إني قد كفيت حفظه وإني لأرجو أن أسجد للّه سجدة إلا رفعني بها درجة أو كتب لي بها حسنة أو جمعهما لي كلتيهما

الحديث

(2)

.

وروى شعبة عن خالد الحذاء عن رجل عن أبي تميمة عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه سمع رجلاً يقول لامرأته: يا أخية، فنهاه

(3)

.

ورواه عبد السلام بن حرب عن خالد عن أبي تميمة عن رجل من قومه ..

(4)

.

والله تعالى أعلم.

(1)

مصنف عبد الرزاق (2458).

(2)

البيهقي في معرفة السنن والآثار (4/ 74).

(3)

أبو داود (2211).

(4)

أبو داود (2211).

ص: 64

‌الحديث الخامس

(1)

:

756 -

قال النسائي في السنن الكبرى (9904): أخبرنا مؤمل بن هشام، قال: حدثنا إسماعيل قال: حدثني ابن أبي عروبة، عن قتادة، عن النضر بن أنس، عن زيد بن أرقم قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

«إن هذه الحشوش محتضرة

(2)

، فإذا أراد أحدكم أن يدخل الخلاء فليقل: أعوذ بالله من الخبث والخبائث».

‌التعليق:

هذا إسناد على شرط البخاري، رجاله كلهم ثقات رجال الشيخين غير مؤمل بن هشام من رجال البخاري.

وهو عند النسائي أيضاً في عمل اليوم والليلة (76)، وأخرجه الطبراني في كتاب الدعاء (362) من طريق مؤمل بن هشام، وتابعه ابن أبي شيبة.

فقد أخرجه الطبراني في الكبير (5100) من طريق أبي بكر ابن أبي شيبة ومؤمل بن هشام.

(1)

رجال الإسناد:

مؤمل بن هشام اليشكري، أبو هشام البصري، ثقة من العاشرة، مات سنة 253، روى عنه البخاري.

سعيد بن أبي عروبة: تقدم.

قتادة بن دعامة: تقدم.

النضر بن أنس بن مالك الأنصاري، أبو مالك البصري، ثقة من الثالثة، مات سنة بضع ومائة، روى له البخاري ومسلم.

زيد بن أرقم: صحابي.

(2)

الحشوش: الكنف، ومواضع قضاء الحاجة، ومحتضرة: أي: تحضرها الجن والشياطين. النهاية (1/ 390).

ص: 65

هكذا قال إسماعيل: (عن سعيد بن أبي عروبة، عن قتادة، عن النضر بن أنس، عن زيد بن أرقم).

خالفه يزيد بن زريع

(1)

، وعبدة بن سليمان

(2)

، وعبد الأعلى بن عبد الأعلى

(3)

، ومحمد بن بكر البرساني

(4)

، وأسباط

(5)

، وعبد الوهاب بن عطاء

(6)

، وعلي بن عاصم

(7)

.

سبعتهم قالوا: (عن سعيد، عن قتادة، عن القاسم بن عوف الشيباني، عن زيد بن أرقم).

وهم ابن علية فقال: (النضر بن أنس) بدلاً من (القاسم الشيباني).

وقد ذكر الترمذي أن سعيد بن أبي عروبة يقول في روايته: القاسم بن عوف الشيباني

(8)

.

وكذلك قال أبو زرعة: (إن سعيد بن أبي عروبة يقول: عن قتادة عن القاسم بن عوف عن زيد)

(9)

.

(1)

النسائي في الكبرى (9905) وفي عمل اليوم والليلة (77) والطبراني في الكبير (5115) وفي الدعاء (363) والحاكم في المستدرك (1/ 187).

(2)

ابن ماجه (296) وابن أبي شيبة (1/ 1) و (10/ 452) وفي مسنده (515) والنسائي في الكبرى (9906) وفي عمل اليوم والليلة (78).

(3)

ابن ماجه (296).

(4)

أبو يعلى (7218).

(5)

أحمد (4/ 373).

(6)

أحمد (4/ 373) والحاكم (1/ 187) والخطيب في تاريخ بغداد (13/ 301).

(7)

الخطيب في تاريخ بغداد (13/ 301).

(8)

في سننه (1/ 11 ح 5).

(9)

العلل لابن أبي حاتم (13).

ص: 66

‌علة الوهم:

قتادة يروي هذا الحديث أيضاً عن النضر بن أنس كما يرويه عن القاسم بن عوف الشيباني.

فشعبة في رواية عامة أصحابه يرويه عن قتادة عن النضر بن أنس عن زيد، هكذا رواه ثمانية من أصحابه وخالفهم عيسى بن يونس فقال: القاسم الشيباني، فوهم فانظره في بابه، ح (824).

وتابع شعبة معمر فقال: عن قتادة، عن النضر بن أنس، عن زيد، كما ذكر الترمذي في سننه والبيهقي

(1)

.

أما سعيد بن أبي عروبة فيرويه عن قتادة، عن القاسم الشيباني، عن زيد، كما تقدم في رواية عامة أصحابه.

وتابعه سعيد بن بشير فرواه عن قتادة كذلك

(2)

.

‌الخلاصة:

هذا الحديث اختلف فيه على قتادة على أربعة أوجه:

الأول: قتادة، عن النضر بن أنس، عن زيد.

هكذا رواه شعبة فمَن رواه عن شعبة كذلك فقد أصاب.

الثاني: قتادة، عن القاسم الشيباني، عن زيد.

هكذا رواه سعيد بن أبي عروبة، فمَن رواه عنه كذلك فقد أصاب.

(1)

الترمذي (1/ 11) والبيهقي (1/ 96).

(2)

الطبراني في الكبير (5114) وفي الدعاء (364) وفي مسند الشاميين (2694).

ص: 67

الثالث: قتادة، عن النضر بن أنس، عن أنس بن مالك.

هكذا رواه معمر عن قتادة في رواية الطبراني من طريق إسحاق بن إبراهيم الدبري.

ولعل الوهم من إسحاق فمع أنه راويته إلا أن له أوهاماً عنه.

الرابع: قتادة، عن زيد بن أرقم.

هكذا رواه هشام الدستوائي فيما نقله عنه الترمذي في سننه

(1)

قصر به هشام فلم يذكر الواسطة بين قتادة وزيد، وقتادة لم يسمع من زيد، وقد عدّ الترمذي هذا الاختلاف اضطراباً فقال: وحديث زيد بن أرقم في إسناده اضطراب، ثم سرده ثم قال: سألت محمداً يعني البخاري عن هذا فقال: يحتمل أن يكون قتادة روى عنهما جميعاً

(2)

.

فكأن البخاري لم يرَ هذا اضطراباً، وتوجيه ذلك والله أعلم أن معمراً في حديثه عن قتادة ضعف

(3)

إن صحّ ذلك عنه.

وهشام لم يذكر الواسطة بين قتادة وزيد، وقتادة حدّث به على الوجهين فمرة يذكر النضر بن أنس كما رواه عنه شعبة ومعمر، ومرة يذكر القاسم بن عوف كما رواه سعيد بن أبي عروبة وسعيد بن بشير، فالحديث من رواية شعبة عن قتادة عن النضر بن أنس صحيح.

(1)

(1/ 11).

(2)

وكذلك قال في العلل الكبير (3).

(3)

وقد ذكر كما سبق الترمذي في سننه والبيهقي أن معمراً تابع شعبة ثم قال البيهقي: (قال الإمام أحمد: وقيل: عن معمر عن قتادة عن النضر بن أنس عن أنس وهو وهم، ولم يذكر ممن الوهم وذكره بصيغة التضعيف فكأنه لا يصح ذلك عن معمر، والله أعلم).

ص: 68

ومن رواية سعيد عن قتادة عن القاسم الشيباني صحيح، والله تعالى أعلم.

‌تنبيه:

قال الترمذي في العلل الكبير (3) بعد أن أورد حديث شعبة قال: سألت محمداً عن هذا الحديث وقلت له: روى هشام الدستوائي مثل رواية سعيد بن أبي عروبة، عن قتادة، عن القاسم بن عوف الشيباني، عن زيد بن أرقم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:«إن هذه الحشوش محتضرة» .

ورواه معمر مثل ما روى شعبة عن قتادة عن النضر بن أنس عن زيد بن أرقم.

قلت لمحمد: فأي الروايات عندك أصح؟ قال: لعل قتادة سمع منهما جميعاً ولم يقضِ في هذا بشيء. اه.

وهذا خلاف ما ذكره في السنن عن رواية هشام ومعمر فقد قال في السنن: «وحديث زيد بن أرقم في إسناده اضطراب، روى هشام الدستوائي وسعيد بن أبي عروبة عن قتادة، فقال سعيد عن القاسم بن عوف الشيباني عن زيد بن أرقم، وقال هشام الدستوائي: عن قتادة عن زيد بن أرقم، ورواه شعبة ومعمر عن قتادة عن النضر بن أنس فقال شعبة: عن زيد بن أرقم، وقال معمر: عن النضر بن أنس عن أبيه عن النبي صلى الله عليه وسلم» .

قلت: أما رواية هشام فلم أقف عليها ولم أجد مَنْ ذكرها غير الترمذي، أما رواية معمر فأخرجها الطبراني في الدعاء عن قتادة عن النضر بن أنس عن أنس كما ذكر الترمذي في سننه، والله تعالى أعلم.

ص: 69

‌الحديث السادس

(1)

:

757 -

قال ابن ماجه رحمه الله (3239): حدثنا أبو إسحاق الهروي إبراهيم بن عبد الله بن حاتم، ثنا إسماعيل بن علية، عن سعيد بن أبي عروبة، عن قتادة، عن سليمان اليشكري، عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه:

أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يحرم الضب ولكن قذّره وإنه لطعام عامة الرعاء وإن الله عز وجل لينفع به غير واحد ولو كان عندي لأكلته.

‌التعليق:

هذا إسناد رجاله كلهم ثقات.

هكذا قال ابن علية: (عن سعيد بن أبي عروبة، عن قتادة، عن سليمان اليشكري، عن جابر، عن النبي صلى الله عليه وسلم.

وخالفه عبد الأعلى بن عبد الأعلى

(2)

، وعبد الوهاب بن عطاء

(3)

(1)

رجال الإسناد:

إبراهيم بن عبد الله بن حاتم الهروي، أبو إسحاق، نزيل بغداد، صدوق حافظ تكلم فيه بسبب القرآن، من العاشرة، مات سنة 244 وله 66 سنة، روى عنه الترمذي وابن ماجه.

سعيد بن أبي عروبة: تقدم.

قتادة بن دعامة: تقدم.

سليمان بن قيس اليشكري البصري، ثقة من الثالثة، مات قديماً قبل الثمانين في فتنة ابن الزبير، روى له الترمذي وابن ماجه.

(2)

ابن ماجه (3239) والترمذي في العلل الكبير.

(3)

ابن عبد البر في التمهيد (19/ 236).

ص: 70

فقالوا: (عن سعيد، عن قتادة، عن سليمان اليشكري، عن جابر، عن عمر، عن النبي صلى الله عليه وسلم.

ورواه محمد بن جعفر كذلك إلا أنه قال سليمان بن يسار

(1)

.

وكذلك رواه سعيد بن بشير

(2)

عن قتادة فجعله من مسند عمر.

وكذلك رواه أبو الزبير عن جابر، عن عمر رضي الله عنه

(3)

.

وكذلك رواه أبو سعيد الخدري، عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه

(4)

.

(1)

انظره في بابه ح (971).

(2)

ابن جرير في تهذيب الآثار (1/ 153 رقم 234 مسند عمر).

(3)

مسلم (1950) وأحمد (3/ 342).

(4)

مسلم (1951).

ص: 71

‌الحديث السابع

(1)

:

758 -

قال أبو داود رحمه الله (4232) و (4234): حدثنا موسى بن إسماعيل ومحمد بن عبد الله الخزاعي المعنى قالا: ثنا أبو الأشهب عن عبد الرحمن بن طرفة أن:

جده عرفجة بن أسعد قطع أنفه يوم الكلاب فاتخذ أنفاً من وَرِق فأنتن عليه فأمره النبي صلى الله عليه وسلم فاتخذ أنفاً من ذهب.

حدثنا مؤمل بن هشام ثنا إسماعيل عن أبي الأشهب عن عبد الرحمن بن طرفة عن عرفجة بن أسعد عن أبيه أن عرفجة بمعناه.

‌التعليق:

هذا إسناد رجاله كلهم ثقات.

وأخرجه البيهقي من طريق أبي داود (2/ 426).

هكذا قال ابن علية: (عن أبي الأشهب، عن عبد الرحمن بن طرفة، عن عرفجة بن أسعد، عن أبيه أن عرفجة

).

خالفه موسى بن إسماعيل التبوذكي

(2)

، ومحمد بن عبد الله

(1)

رجال الإسناد:

مؤمل بن هشام اليشكري أبو هشام البصري، ثقة من العاشرة، مات سنة 253، روى له البخاري.

جعفر بن حيان السعدي، أبو الأشهب العطاردي البصري، مشهور بكنيته، ثقة من السادسة، مات سنة 165 وله 95 سنة، روى له البخاري ومسلم.

عبد الرحمن بن طَرَفة بفتح المهملة والراء بن عرفجة بن أسعد التميمي، وثقه العجلي، من الرابعة، روى له أبو داود والترمذي والنسائي.

عرفجة بن أسعد بن كرب التميمي، صحابي نزل البصرة.

(2)

أبو داود (4232).

ص: 72

الخزاعي

(1)

، ويزيد بن هارون

(2)

، وأبو عاصم النبيل

(3)

، ويزيد بن زريع

(4)

، وعلي بن هاشم بن البريد

(5)

، وأبو داود الطيالسي

(6)

، وأبو الوليد الطيالسي

(7)

، وأبو سعد الصاغاني

(8)

، والربيع بن بدر المعروف بعُليلة

(9)

، وخالد بن عبد الله الواسطي

(10)

، ويحيى بن سعيد القطان

(11)

، وعبد الله بن المبارك

(12)

، وشيبان بن فروخ

(13)

، وعلي بن الجعد

(14)

، وعبد الواحد بن واصل

(15)

، وعبد الرحمن بن مهدي

(16)

، وأسد بن موسى

(17)

، وأبو عارم حوثرة بن أشرس

(18)

، وعبد الرحمن بن

(1)

أبو داود (4232).

(2)

أبو داود (4233) وأحمد (4/ 342) والبيهقي (2/ 425).

(3)

أبو داود (4233) والطحاوي في شرح مشكل الآثار (1456).

(4)

النسائي (8/ 164) وفي الكبرى (9464) والبخاري في التاريخ الكبير (7/ 64).

(5)

الترمذي (1770).

(6)

في مسنده (1258) والبيهقي (2/ 425) وفي الصغرى (339).

(7)

ابن حبان (5462).

(8)

الترمذي (1770).

(9)

الترمذي (1770).

(10)

ابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني (2810).

(11)

المصدر السابق (2811).

(12)

أحمد (5/ 23) وابن أبي شيبة (8/ 499).

(13)

أحمد (5/ 23) وأبو يعلى في مسنده (1501) وفي المفاريد (15) والطبراني في الكبير (17/ 369).

(14)

في مسنده (3143) والطبراني (17/ 356).

(15)

أحمد (5/ 23).

(16)

أحمد (5/ 23).

(17)

الطبراني (17/ 369) والطحاوي (4/ 258) وشرح مشكل الآثار (1406).

(18)

أحمد (5/ 23) وأبو يعلى (1501).

ص: 73

زياد

(1)

، وحجاج بن منهال

(2)

، وأحمد بن عبد الله بن يونس

(3)

، وعمرو بن عاصم الكلابي

(4)

، والمعافى بن عمران

(5)

، وغسان بن عبيد الموصلي

(6)

، والخصيب بن ناصح الحارثي

(7)

، وخباب بن هلال

(8)

، وسريج بن النعمان الجوهري

(9)

، ويعلى بن عباد

(10)

، وأبو نصر التمار

(11)

، ومحمد بن تميم النهشلي

(12)

، والحسين بن الوليد

(13)

.

هؤلاء كلهم قالوا: (عن أبي الأشهب، عن عبد الرحمن بن طرفة، عن جده عرفجة بن أسعد به).

ولا شك أن رواية الجمع الكبير (اثنان وثلاثون) أولى من رواية الواحد.

قال البيهقي بعد أن ذكر رواية أبي داود الطيالسي ويزيد بن هارون والحسين بن الوليد قال: ورواه إسماعيل بن علية عن أبي الأشهب عن عبد الرحمن عن أبيه أن عرفجة به.

(1)

الطحاوي (4/ 258) وفي شرح المشكل (1406).

(2)

الطحاوي (4/ 257) وفي شرح المشكل (1406).

(3)

المصدر السابق.

(4)

ابن سعد في الطبقات الكبرى (7/ 45).

(5)

ابن الأثير في أسد الغابة (4/ 25).

(6)

الطحاوي (4/ 257) وشرح المشكل (1406).

(7)

المصدر السابق.

(8)

الطبراني (17/ 369).

(9)

الطبراني (17/ 369).

(10)

الطبراني (17/ 369).

(11)

الطبراني (17/ 369).

(12)

عبد الله بن أحمد في زياداته على المسند (5/ 23).

(13)

البيهقي (2/ 426).

ص: 74

‌الحديث الثامن

(1)

:

759 -

قال الإمام ابن خزيمة رحمه الله (2419): حدثنا يعقوب بن إبراهيم الدورقي حدثنا ابن علية عن محمد بن إسحاق، حدثني عبد الله بن عبد الله بن عثمان بن حكيم بن حزام عن عياض بن عبد الله بن أبي سرح قال:

قال أبو سعيد وذكروا عنده صدقة رمضان فقال: لا أُخرج إلا ما كنت أُخرج في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم صاع تمر أو صاع حنطة أو صاع شعير أو صاع أقط.

فقال له رجل من القوم: أو مدَّين من قمح، فقال: لا تلك قيمة معاوية لا أقبلها ولا أعمل بها.

‌التعليق:

هذا إسناد رجاله ثقات وقد صححه ابن خزيمة وابن حبان فأخرجاه في صحيحيهما.

وأخرجه ابن حبان (3306) من طريق ابن خزيمة، والدارقطني

(1)

رجال الإسناد:

يعقوب بن إبراهيم بن كثير: تقدم أول الباب.

محمد بن إسحاق بن يسار المطلبي مولاهم المدني نزيل العراق إمام المغازي، صدوق يدلس ورمي بالتشيع والقدر، مات سنة 150 ويقال بعدها، روى له مسلم والبخاري تعليقاً.

عبد الله بن عبد الله بن عثمان بن حكيم بن حزام الأسدي الحزامي، مقبول، من السادسة، روى له أبو داود والنسائي.

عياض بن عبد الله بن سعد بن أبي سرح القرشي العامري المكي، ثقة، من الثالثة، مات على رأس المائة، روى له البخاري ومسلم.

ص: 75

(2/ 145 - 146) والبيهقي (4/ 165) من طريق يعقوب بن إبراهيم به.

وأخرجه الحاكم (1/ 411) والبيهقي (4/ 165 - 166) من طريق الإمام أحمد، والبيهقي (4/ 166) وفي الصغرى (1279) من طريق إسحاق بن راهويه ثلاثتهم عن ابن علية.

هكذا قال ابن علية عن محمد بن إسحاق، عن عبد الله بن عبد الله بن عثمان، عن عياض بن عبد الله:(أو صاع حنطة).

خالفه عبدة بن سليمان

(1)

، وأحمد بن خالد الوهبي

(2)

فروياه عن محمد بن إسحاق ولم يذكرا الحنطة.

وكذلك رواه يزيد بن أبي حبيب

(3)

عن عبد الله بن عبد الله ولم يذكر الحنطة.

ورواه جماعة عن عياض ولم يذكروا الحنطة، منهم:

زيد بن أسلم

(4)

، وداود بن قيس

(5)

، وإسماعيل بن أمية

(6)

، والحارث بن عبد الرحمن بن أبي ذياب

(7)

، ومحمد بن عجلان

(8)

، وأبو سعيد سابق الجزري

(9)

.

(1)

أبو داود (1616) تعليقاً.

(2)

الطحاوي (2/ 42) وفي شرح مشكل الآثار (3406).

(3)

النسائي (5/ 53) والطحاوي (2/ 42) وفي شرح المشكل (3406).

(4)

البخاري (1505)(1506)(1508)(1510) ومسلم (985).

(5)

مسلم (985) وأبو داود (1616).

(6)

مسلم (985).

(7)

مسلم (985).

(8)

مسلم (985).

(9)

الدارقطني (2/ 146).

ص: 76

قال أبو داود بعد أن أخرج الحديث من طريق داود بن قيس: «رواه ابن علية وعبدة وغيرهما عن ابن إسحاق عن عبد الله بن عبد الله بن عثمان بن حكيم بن حزام عن عياض عن أبي سعيد بمعناه وذكر رجل واحد فيه عن ابن علية أو صاع حنطة وليس بمحفوظ»

(1)

.

قال ابن خزيمة: «ذكر الحنطة في خبر أبي سعيد غير محفوظ ولا أدري ممن الوهم، قوله:(وقال رجل من القوم: أو مدَّين من قمح إلى آخر الخبر) دال على أن ذكر الحنطة في أول القصة خطأ أو وهم إذ لو كان أبو سعيد قد أعلمهم أنهم كانوا يُخرجون على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم صاع حنطة لما كان لقول الرجل: أو مدَّين من قمح معنى

(2)

.

وقال ابن حجر: «الرجل الذي أشار إليه هو يعقوب بن إبراهيم الدورقي، بيّنه الدارقطني في السنن من طريقه»

(3)

.

قلت: كذا قالوا: إن الواهم هو يعقوب والصحيح أن يعقوب لم ينفرد بذلك بل تابعه إسحاق بن راهويه وأحمد، فالحمل في الوهم على ابن علية أوْلى، والله تعالى أعلم.

(1)

سنن أبي داود (2/ 113).

(2)

في صحيحه (4/ 89) وعنه الحافظ في الفتح (3/ 373).

(3)

النكت الظراف (3/ 436) ويقصد رواية أبي داود.

ص: 77

‌إسماعيل بن جعفر

‌اسمه ونسبه:

إسماعيل بن جعفر بن أبي كثير الأنصاري الزرقي، مولاهم، أبو إسحاق القارئ.

روى عن: حميد الطويل، وعبد الله بن دينار، وجعفر الصادق، ومالك، وابن عجلان وجماعة.

روى عنه: يحيى بن يحيى النيسابوري، وقتيبة بن سعيد، وعلي بن حجر، وجماعة.

وثقه ابن معين وأحمد وأبو زرعة والنسائي وابن سعد وعلي بن المديني وغيرهم، وزاد ابن معين وهو أثبت من أبي حازم والدراوردي وأبي ضمرة.

وقال أيضاً: ثقة مأمون قليل الخطأ صدوق، مات سنة 180.

قال ابن حجر: ثقة ثبت، من الثامنة.

ص: 78

‌الحديث

(1)

:

760 -

قال الإمام مسلم رحمه الله في صحيحه (11)(9): حدثني يحيى بن أيوب وقتيبة بن سعيد جميعاً عن إسماعيل بن جعفر عن أبي سهيل، عن أبيه، عن طلحة بن عبيد الله عن النبي صلى الله عليه وسلم بهذا الحديث نحو حديث مالك

(2)

غير أنه قال: فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

«أفلح وأبيه إن صدق أو دخل الجنة وأبيه إن صدق» .

‌التعليق:

هذا إسناد رجاله كلهم ثقات رجال الشيخين غير يحيى بن أيوب من رجال مسلم وقد توبع، ورواه أبو داود (392) و (3252) عن

(1)

رجال الإسناد:

يحيى بن أيوب المقابري البغدادي العابد، ثقة من العاشرة، مات سنة 234 وله 97 سنة، روى له مسلم والبخاري في خلق أفعال العباد.

قتيبة بن سعيد بن جميل الثقفي، أبو رجاء البقلاني، ثقة ثبت من العاشرة، مات سنة 240 عن 90 سنة، روى له البخاري ومسلم.

نافع بن مالك بن أبي عامر الأصبحي أبو سهيل بن أبي أنس المدني، ثقة من الرابعة، مات بعد الأربعين، روى له البخاري ومسلم.

مالك بن أبي عامر الأصبحي، أبو أنس سمع من عمر، ثقة من الثانية، مات سنة 94 على الصحيح، روى له البخاري ومسلم.

(2)

ولفظه: «جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم من أهل نجد ثائر الرأس تسمع دوي صوته ولا تفقه ما يقول حتى دنا من رسول الله صلى الله عليه وسلم فإذا هو يسأل عن الإسلام فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «خمس صلوات في اليوم والليلة» فقال: هل عليّ غيرهن؟ قال: «لا، إلا أن تطوع، وصيام شهر رمضان» فقال: هل عليّ غيره؟ فقال: «لا، إلا أن تطوع» وذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم الزكاة، فقال: هل عليّ غيرها؟ قال: «لا، إلا أن تطوع» قال: فأدبر الرجل وهو يقول: والله لا أزيد على هذا ولا أنقص منه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:«أفلح إن صدق» .

ص: 79

سليمان بن داود العتكي، وابن خزيمة في صحيحه (306) من طريق علي بن حجر، وأبو نعيم في المستخرج على صحيح مسلم (90) من طريق أبي الربيع سليمان بن داود وقتيبة وعاصم بن علي ويحيى بن أيوب، والدارمي (1578) عن يحيى بن حسان، والبيهقي (4/ 201) من طريق عاصم بن علي، وابن المنذري في جمهرة الأجزاء الحديثية (1/ 80) من طريق أبي عمر الدوري المقراء، وابن عبد البر في التمهيد (16/ 158) من طريق يحيى بن أيوب وعلي بن حجر، والطحاوي في شرح مشكل الآثار (2/ 292) من طريق حجاج بن إبراهيم، وابن مندة في الإيمان (135) من طريق سعيد بن سليمان، وعاصم بن علي وداود بن رشيد وقتيبة وعلي بن حجر هؤلاء كلهم (يحيى بن أيوب وقتيبة بن سعيد وعلي بن حجر وسليمان بن داود وعاصم بن علي ويحيى بن حسان وأبو عمر الدوري وحجاج بن إبراهيم وداود بن رشيد وسعيد بن سليمان)، عن إسماعيل بن جعفر به وفيه قوله:«أفلح وأبيه إن صدق أو دخل الجنة وأبيه إن صدق» وفي رواية: «ودخل الجنة» بحذف (أو) عند أبي داود.

ورواه البخاري في صحيحه (1891) و (6956) عن قتيبة بن سعيد، والنسائي في المجتبى (4/ 120) من طريق علي بن حجر كلاهما عن إسماعيل بن جعفر وفيه قوله:(أفلح إن صدق) حذف البخاري عمداً كلمة (وأبيه) وتبعه النسائي مع أن قتيبة، وعلي بن حجر يروها عن إسماعيل بإثباتها كما سبق في التخريج.

هكذا قال إسماعيل بن جعفر عن أبي سهيل، عن أبيه، عن طلحة بن عبيد الله، عن النبي صلى الله عليه وسلم:«أفلح وأبيه إن صدق أو دخل الجنة وأبيه إن صدق» .

ص: 80

خالفه الإمام مالك بن أنس فرواه عن أبي سهيل بهذا الإسناد فقال فيه: (أفلح إن صدق).

ومن هذا الوجه أخرجه البخاري ومسلم

(1)

، وكذلك رواه أبو عبيدة مسلم بن أبي كريمة التميمي عن جابر بن زيد الأزدي قال: بلغني عن طلحة بن عبيد الله فذكر الحديث وفيه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أفلح إن صدق»

(2)

.

وهم إسماعيل بن جعفر في قوله: «أفلح وأبيه إن صدق» والصحيح هو ما رواه مالك بن أنس عن عمه أبي سهيل، وكذلك رواه جابر بن زيد

(3)

عن طلحة بن عبد الله بلاغاً.

وإسماعيل رواه على الشك عند الأكثر فقال: «أفلح وأبيه إن صدق أو دخل الجنة وأبيه إن صدق» .

لذا قال ابن عبد البر: والحلف بالمخلوقات كلها في حكم الحلف بالآباء لا يجوز شيء من ذلك، فإن احتج محتج بحديث يروى عن إسماعيل بن جعفر عن أبي سهيل نافع بن مالك عن أبيه عن طلحة بن عبيد الله في قصة الأعرابي النجدي أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:«أفلح وأبيه إن صدق» قيل له: هذه لفظة غير محفوظة في هذا الحديث من حديث مَنْ يحتج به.

(1)

البخاري (46) و (2678) ومسلم (11) وأبو داود (391) والنسائي (1/ 226) و (8/ 118) وأبو نعيم في المستخرج (87) وكذلك في الموطأ (465) برواية يحيى، (1/ 207) رواية أبي مصعب والقعنبي (243/ 300) وابن القاسم (299 - 300) ويحيى بن سعيد (150 - 151).

(2)

الربيع بن حبيب البصري في مسنده (55).

(3)

جابر بن زيد الأزدي أبو الشعثاء البصري، روى عن ابن عباس وابن عمر وابن الزبير ومعاوية بن أبي سفيان وعكرمة وغيرهم.

ص: 81

وقد روى هذا الحديث مالك وغيره عن أبي سهيل لم يقولوا ذلك فيه، وقد روي عن إسماعيل بن جعفر هذا الحديث وفيه: أفلح والله إن صدق أو دخل الجنة والله إن صدق

(1)

، وهذا أوْلى من رواية مَنْ روى وأبيه لأنها لفظة منكرة تردها الآثار الصحاح

(2)

.

وذهب بعض أهل العلم إلى أن هذا منسوخ وأن هذا القول منه كان قبل النهي، وقال بعضهم: إن ذلك كان عادة الكلام الجاري على ألسنة العرب وأنه لا يقصد به القسم.

قال البيهقي: وأما الذي روينا في كتاب الصلاة عن طلحة بن عبد الله في قصة الأعرابي أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «أفلح وأبيه إن صدق» فيحتمل أن يكون هذا القول منه قبل النهي ويحتمل أن يكون جرى ذلك منه على عادة الكلام الجاري على الألسن وهو لا يقصد به القسم كلغو اليمين المعفو عنه، ويحتمل أن يكون النهي إنما وقع عنه إذا كان منه على وجه التوقير له والتعظيم لحقه دون ما كان بخلافه ولم يكن ذلك منه على وجه التعظيم بل كان على وجه التوكيد ويحتمل أنه كان صلى الله عليه وسلم أضمر فيه اسم الله تعالى كأنه قال: لا ورب أبيه وغيره لا يضمر بل يذهب فيه مذهب التعظيم لأبيه

(3)

.

وقال ابن عبد البر: وهذه لفظة إن صحت فهي منسوخة لنهي رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الحلف بالآباء وبغير الله

(4)

.

(1)

الذين رووا عنه هذه اللفظة هم: قتيبة بن سعيد وعلي بن حجر كما عند الإمام البخاري والنسائي وهم وغيرهم رووا عنه اللفظة الأخرى، وإنما حذفها البخاري رحمه الله لعلمه أنها وهم، والله أعلم.

(2)

التمهيد (14/ 367).

(3)

السنن الكبرى (10/ 29).

(4)

التمهيد (16/ 158) وصحح هذا الوجه الطحاوي في شرح المشكل (2/ 294).

ص: 82

وقال النووي: قوله صلى الله عليه وسلم: «أفلح وأبيه» ليس هو حلفاً إنما هو كلمة جرت عادة العرب أن تدخلها في كلامها غير قاصدة بها حقيقة الحلف، والنهي إنما ورد ممن قصد حقيقة الحلف لما فيه من إعظام المخلوق به ومضاهاته به الله سبحانه وتعالى فهذا هو الجواب المرضي.

وقيل: يحتمل أن يكون هذا قبل النهي عن الحلف بغير الله تعالى والله أعلم

(1)

.

وقد سبقهم إلى هذا القول الإمام الخطابي فقال: هذه كلمة جارية على ألسن العرب تستعملها كثيراً في خطابها وتريد بها التأكيد، وقد نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يحلف الرجل بأبيه فيحتمل أن يكون ذلك القول منه قبل النهي ويحتمل أن يكون جرى منه ذلك على عادة الكلام الجاري على ألسن العرب وهو لا يقصد به القسم كلغو اليمين المعفو عنه، قال الله تعالى: {لَا يُؤَاخِذُكُمُ اللَّهُ بِاللَّغْوِ فِي أَيْمَانِكُمْ وَلَكِنْ يُؤَاخِذُكُمْ بِمَا كَسَبَتْ قُلُوبُكُمْ

(225)} [البقرة: 225]، قالت عائشة: هو قول الرجل في كلامه لا والله وبلى والله ونحو ذلك وفيه وجه آخر وهو أن يكون النبي صلى الله عليه وسلم أضمر فيه اسم الله كأنه قال: لا ورب أبيه وإنما نهاهم عن ذلك لأنهم لم يكونوا يضمرون ذلك في أيمانهم وإنما كان مذهبهم في ذلك مذهب التعظيم

، والعرب قد تطلق هذه اللفظة في كلامها على ضربين، أحدهما: على وجه التعظيم، والآخر: على سبيل التوكيد للكلام دون القسم

(2)

.

(1)

شرح صحيح مسلم (1/ 168) ونحو ذلك قال الحافظ في الفتح (1/ 107). وانظر طرح التثريب (7/ 134 - 135).

(2)

عون المعبود (2/ 40).

ص: 83

‌الخلاصة:

روى الإمام مسلم في صحيحه هذا الحديث من طريق إسماعيل بن جعفر وفيه: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «أفلح وأبيه إن صدق» وقد رواه الإمام البخاري في صحيحه وحذف عمداً هذه اللفظة لعلمه أنها وهم

(1)

، فقد خالفه الإمام مالك فرواه بلفظ:«أفلح إن صدق» ومالك مقدّم على إسماعيل بن جعفر خاصة إذا علم أن شيخهما في هذا الحديث هو عم الإمام مالك وقد تابعه جابر بن زيد فرواه عن أبي طلحة كذلك.

أما وجه إخراج مسلم له فإنه ليبين علته ورواه بعد أن ذكر حديث مالك وساق فقط الخلاف في حديث إسماعيل بن جعفر.

أما ما ذهب إليه بعض أهل العلم من تأويل هذه اللفظة فلا حاجة له إذ لم تصح عن النبي صلى الله عليه وسلم، والله تعالى أعلم.

(1)

بل إنه أخرج في كتاب الإيمان باب كيف يستحلف قال تعالى: {يَحْلِفُونَ بِاللَّهِ لَكُمْ

(62)} [التوبة: 62]، وقوله عز وجل:{ .. ثُمَّ جَاؤُوكَ يَحْلِفُونَ بِاللَّهِ إِنْ أَرَدْنَا إِلَّا إِحْسَانًا وَتَوْفِيقًا (62)} [النساء: 62]، فقال: بالله وتالله ووالله .. ولا يحلف بغير الله، ثم ذكر في الباب حديث مالك وأعقبه بحديث نافع عن ابن عمر رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم:«مَنْ كان حالفاً فليحلف بالله أو ليصمت» هذا وحديث مالك ليس فيه يمين.

ص: 84

‌أنس بن عياض (أبو ضمرة)

‌اسمه ونسبه:

أنس بن عياض بن ضمرة، وقيل: جعدية، وقيل عبد الرحمن، أبو ضمرة الليثي المدني.

روى عن: هشام بن عروة، وموسى بن عقبة، وسهيل بن أبي صالح، وابن جريج والأوزاعي وجماعة.

روى عنه: عبد الله بن وهب، وبقية، والشافعي وأحمد والحميدي وابن المديني وجماعة.

أثنى عليه الإمام مالك، ووثقه ابن سعد وابن معين وغيرهم، وقال أبو زرعة والنسائي: لا بأس به، قال يونس بن عبد الأعلى: ما رأينا أسمع بعلمه منه.

ولد سنة 104 ومات سنة 200 وله 96 سنة.

قال ابن حجر: ثقة من الثامنة.

ص: 85

‌الحديث الأول

(1)

:

761 -

قال أبو يعلى الموصلي في مسنده رحمه الله (3614): حدثنا محمد بن عباد المكي، قال: حدثنا أبو ضمرة، عن يونس، عن الزهري، عن أنس قال: كان أبيّ يحدّث أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:

«فرج سقف بيتي وأنا بمكة فنزل جبريل ففرج صدري ثم غسله من ماء زمزم، ثم جاء بطست من ذهب مملوء حكمة وإيماناً فأفرغها في صدري ثم أطبقه» .

‌التعليق:

هذا إسناد رجاله كلهم ثقات رجال الشيخين.

وأخرجه عبد الله بن أحمد في زوائده على المسند (5/ 122) و (5/ 143) من طريق محمد بن عباد المكي ومحمد بن إسحاق بن محمد المسيبي كلاهما عن أنس بن عياض به.

وأخرجه الضياء في المختارة (1127) و (1128) وابن عساكر في تاريخ دمشق (3/ 462) من طريق أبي يعلى وعبد الله بن أحمد.

(1)

رجال الإسناد:

محمد بن عباد بن الزبرقان المكي، نزيل بغداد، صدوق يهم، من العاشرة، مات سنة 234، روى له البخاري ومسلم.

يونس بن يزيد الأيلي، أبو يزيد، ثقة إلا أن في روايته عن الزهري وهماً قليلاً وفي غير الزهري خطأ، من كبار السابعة، مات سنة 159 على الصحيح، روى له البخاري ومسلم.

الزهري: انظر ترجمته في بابه.

أنس بن مالك: صحابي مشهور.

أبي بن كعب: صحابي مشهور.

ص: 86

هكذا قال أبو ضمرة: (عن يونس، عن الزهري، عن أنس، عن أبي).

خالفه الليث بن سعد

(1)

، وعبد الله بن المبارك

(2)

، وعنبسة بن خالد

(3)

، وعبد الله بن وهب

(4)

فقالوا:

(عن يونس، عن الزهري، عن أنس، عن أبي ذر).

وكذلك رواه عقيل بن خالد عن الزهري فجعله في مسند أبي ذر

(5)

رضي الله عنه، وقد أشار إلى وهم أبي ضمرة في هذا الإسناد النسائي وأبو حاتم وأبو زرعة والدارقطني وابن حجر.

قال النسائي في السنن الكبرى (1/ 140): رواه ابن وهب عن يونس عن الزهري عن أنس عن أبي ذر.

ورواه بعض أصحاب يونس عن يونس عن الزهري، عن أنس عن أُبي وهو خطأ ويشبه أن يكون سقط من الكتاب ذر فصار عن أبي فظن أنه أُبَيُّ.

وقال الدارقطني في العلل (6/ 233 - 234) بعد أن سئل عن حديث أنس بن مالك عن أبي ذر عن النبي صلى الله عليه وسلم حديث المعراج فقال:

يرويه الزهري عن أنس، حدّث به عنه عقيل ويونس واختلف عن

(1)

البخاري (349).

(2)

البخاري (1636) و (3342).

(3)

البخاري (3342).

(4)

مسلم (163).

(5)

أبو عوانة (355) وابن مندة في الإيمان (714).

ص: 87

يونس فقال: أبو ضمرة عن يونس عن الزهري عن أنس عن أبي، وأحسبه سقط عليه (ذر) فجعله عن أبي بن كعب ووهم فيه.

وقال الحافظ ابن حجر معلقاً على (حديث الباب):

هكذا أورده، وهو وهم نشأ من تصحيف، والمحفوظ حديث الزهري عن أنس عن أبي ذر، كأنها كانت كذلك فسقطت (ذر) والسياق، فصُحِّفت أبي

(1)

.

وقال أبو حاتم وأبو زرعة: الزهري، عن أنس، عن أبي ذر أصح

(2)

.

(1)

أطراف المسند المعتلي بأطراف المسند الحنبلي (1/ 183).

(2)

العلل لابن أبي حاتم (1/ 116، 117) رقم (315، 316).

ص: 88

‌الحديث الثاني

(1)

:

762 -

قال النسائي في الكبرى (9843): أخبرنا قتيبة بن سعيد، قال: حدثنا أنس بن عياض عن أبي مودود عن محمد بن كعب، عن أبان بن عثمان، عن عثمان رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:

«مَنْ قال: باسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيء في الأرض ولا في السماء وهو السميع العليم، فقالها حين يمسي لم تفجأه فاجئة بلاء حتى يصبح، وإن قالها حين يصبح لم تفجأه فاجئة بلاء حتى يمسي» .

‌التعليق:

هذا إسناد رجاله كلهم ثقات رجال الصحيح غير أبي مودود واسمه عبد العزيز بن أبي سليمان كان قاصًّا لأهل المدينة

(2)

، وثقه أحمد بن حنبل ويحيى بن معين وعلي بن المديني وعبد الله بن نمير، وذكره ابن حبان في الثقات وقال: وكان ممن يخطئ.

(1)

رجال الإسناد:

قتيبة بن سعيد: تقدم، انظره في بابه في الطبقة العاشرة.

عبد العزيز بن أبي سليمان الهذلي مولاهم، أبو مودود المدني القاص مقبول، من السادسة، روى له أبو داود والترمذي والنسائي.

محمد بن كعب بن سلم بن أسد، أبو ضمرة القرظي المدني، وكان قد نزل الكوفة مدة، ثقة عالم، من الثالثة، ولد سنة 40 على الصحيح ووهم مَنْ قال: ولد في عهد النبي صلى الله عليه وسلم، مات سنة 120 وقيل قبل ذلك، روى له البخاري ومسلم.

أبان بن عثمان بن عفان الأموي، أبو سعيد وقيل: أبو عبد الله، مدني ثقة، من الثالثة، مات سنة (105)، روى له مسلم والبخاري في الأدب المفرد.

(2)

انظر: الجرح والتعديل (5/ 384) وتهذيب الكمال (4038).

ص: 89

لذا فإن قول الحافظ في التقريب مقبول مع ما تقدم من توثيق هؤلاء الأئمة فيه نظر.

والحديث أخرجه أبو داود (5089) من طريق نصر بن عاصم

(1)

، وعبد الله بن أحمد في زوائده على المسند (1/ 72) والبزار في مسنده (357) وابن حبان في صحيحه (852، 862) والطحاوي في شرح المشكل (3073) والطبراني في الدعاء (317) من طرق عن أنس بن عياض به.

هكذا رواه أنس بن عياض فقال: (عن أبي مودود، عن محمد بن كعب، عن أبان بن عثمان، عن عثمان، عن النبي صلى الله عليه وسلم.

خالفه عبد الله بن مسلمة القعنبي

(2)

، وعبد الرحمن بن مهدي

(3)

، وأبو عامر العقدي

(4)

.

فقالوا: (عن أبي مودود، عن رجل، عن مَنْ سمع أبان بن عثمان، عن عثمان بن عفان، عن النبي صلى الله عليه وسلم.

ورواه زيد بن الحباب

(5)

(عن أبي مودود، عن من سمع أبان بن عثمان، عن عثمان عن النبي صلى الله عليه وسلم أسقط الرجل المبهم الأول.

(1)

الأنطاكي، لين الحديث، من العاشرة، روى عنه أبو داود (لذا اخترنا رواية النسائي في الكبرى على رواية أبي داود).

(2)

النسائي في الكبرى (9844) وابن أبي حاتم في العلل (2105).

(3)

ذكره أبو حاتم في العلل لابنه (2079) والدارقطني في العلل (3/ 8) وأبو نعيم في الحلية (9/ 42).

(4)

الدارقطني في العلل (3/ 8) وابن أبي حاتم في العلل (2097).

(5)

ابن أبي شيبة (10/ 238).

ص: 90

وكذا رواه أبو داود

(1)

عن عبد الله بن مسلمة القعنبي، وهو خلاف ما رواه أبو زرعة

(2)

والنسائي عنه بزيادة رجل في الإسناد.

قال النسائي في الكبرى (6/ 8): خالفه يعني أنس عبد الله بن مسلمة، رواه عن أبي مودود، عن رجل، عن من سمع أبان بن عثمان.

وقال البزار (2/ 20): (وهذا الحديث لا نعلم يرويه عن النبي صلى الله عليه وسلم بهذا اللفظ إلا عثمان، وقد رواه غير واحد عن أبي مودود، عن رجل، عن أبان. وأنس بن عياض وصله وسمّى الرجل وقال: هو محمد بن كعب).

وقال ابن أبي حاتم في العلل (2079): وسألت أبي عن حديث رواه أبو ضمرة، عن أبي مودود، عن محمد بن كعب، عن أبان بن عثمان عن أبيه؛ أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:«مَنْ قال حين يصبح: باسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيء في الأرض ولا في السماء» وذكر الحديث.

قال أبي: ذكر هذا الحديث لابن مهدي فقال: أملى عليّ أبو مودود حدثني رجل، عن رجل أنه سمع أبان بن عثمان، عن عثمان، عن النبي صلى الله عليه وسلم، وأنكر أن يكون عن محمد بن كعب القرظي.

قال ابن أبي حاتم: حدثني أبي، قال: حدثنا حماد بن زاذان، قال: حدثنا ابن مهدي من كتابه أملاه علينا، وذلك أن علي بن المديني قال: حدثني اثنان بالمدينة عن أبي مودود، عن محمد بن كعب، فقال

(1)

سنن أبي داود (5088).

(2)

العلل لابن أبي حاتم (2105) وسيأتي في باب (أبي داود).

ص: 91

ابن مهدي: هو باطل، ثم أخرج ابن مهدي كتابه فأملاه علينا.

قال ابن أبي حاتم: حدثنا أحمد بن عصام، عن أبي عامر العقدي كما رواه ابن مهدي، قال: حدثنا أبو عامر يعني العقدي قال: حدثنا أبو مودود، قال: حدثني رجل، قال: حدثني مَنْ سمع أبان بن عثمان، قال: سمعت عثمان يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول.

فأما ما قال علي بن المديني، فقد أخبرنا يونس بن عبد الأعلى، قال: أخبرنا أنس بن عياض، عن أبي مودود، عن رجل لا أعلمه إلا محمد بن كعب، عن أبان بن عثمان أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال

ولم يذكر عثمان في الإسناد.

وقال ابن أبي حاتم في العلل (2105): وسئل أبو زرعة عن حديث رواه أبو ضمرة، عن أبي مودود، عن محمد بن كعب، عن أبان بن عثمان عن أبيه عن عثمان أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «مَنْ قال حين يصبح: باسم الله

» فذكر الحديث.

قال أبو زرعة: هذا خطأ، والصحيح ما حدثنا القعنبي، قال: حدثنا أبو مودود، عن رجل، قال: حدثنا مَنْ سمع أبان بن عثمان بن عفان، يقول: سمعت عثمان بن عفان يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول

وذكر الحديث.

وقال الدارقطني في العلل (3/ 7 رقم 254): هو حديث يرويه أبو مودود عبد العزيز بن أبي سليمان، عن محمد بن كعب، واختلف عنه:

فرواه أبو ضمرة، عن أبي مودود، عن محمد بن كعب، عن أبان بن عثمان عن عثمان، وتابعه خالد بن يزيد العمري.

ص: 92

وخالفهما زيد بن الحباب فرواه عن أبي مودود قال: حدثني مَنْ سمع أبان ولم يسمِّ أحداً.

وخالفهم عبد الرحمن بن مهدي وأبو عامر العقدي، روياه عن أبي مودود، قال: حدثني رجل، عن مَنْ سمع أبان بن عثمان عن عثمان. وهذا القول هو المضبوط عن أبي مودود.

ومَن قال فيه: عن محمد بن كعب القرظي فقد وهم، قاله أبو ضمرة أنس بن عياض، حدثنا الحسين بن إسماعيل وآخرون عن الزبير بن بكار عن أبي ضمرة.

وروى هذا الحديث أبو الزناد، عن أبان بن عثمان عن أبيه حدّث به عبد الرحمن بن أبي الزناد عن أبيه

(1)

.

وهذا متصل وهو أحسنها إسناداً.

(1)

أخرجه الترمذي (3388) وابن ماجه (3869) والطيالسي (79) ومن طريقه البخاري في الأدب المفرد (660) وأخرجه أحمد (1/ 62 - 63) والنسائي في الكبرى (10178) والحاكم (1/ 514) وصححه الترمذي والحاكم والذهبي.

ص: 93

‌بشر بن المفضل

‌اسمه ونسبه:

بشر بن المفضل بن لاحق الرقاشي، مولاهم، أبو إسماعيل البصري.

روى عن: أبيه، وحميد الطويل، ومحمد بن المنكدر، وخالد الحذاء، ويحيى بن سعيد الأنصاري، وداود بن أبي هند، وغيرهم.

روى عنه: أحمد، وإسحاق، وعلي بن المديني، ومسدد، ويحيى بن يحيى وخلق.

وثقه أحمد وابن معين وأبو زرعة وأبو حاتم والنسائي وابن سعد.

قال أحمد: إليه المنتهى في التثبت في البصرة.

قال ابن المديني: المحدثون صحّفوا وأخطؤوا ما خلا أربعة: يزيد بن زريع وابن علية وبشر بن المفضل وعبد الوارث بن سعيد.

توفي سنة 186 وكان كثير الصلاة والصوم.

قال ابن حجر: ثقة ثبت عابد، من الثامنة.

ص: 94

‌الحديث الأول

(1)

:

763 -

قال أبو داود رحمه الله (2891): حدثنا مُسَدَّدٌ ثنا بِشْر ابن المفضَّل ثنا عبد الله بن محمد بن عقيل عن جابر بن عبد الله قال:

خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى جئنا امرأة من الأنصار في الأسواف

(2)

، فجاءت المرأة بابنتين لها فقالت: يا رسول الله هاتان بنتا ثابت بن قيس قُتِل معك يوم أُحُد وقد استفاء عمُّهُما مالهما وميراثهما كله فلم يدع لهما مالاً إلا أخذه فما ترى يا رسول الله فوالله لا تُنْكَحَان أبداً إلا ولهما مال، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

«يقضي الله في ذلك» قال: ونزلت سورة النساء {يُوصِيكُمُ اللَّهُ فِي أَوْلَادِكُمْ

(11)} [النساء: 11] الآية، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:«ادعوا لي المرأة وصاحبها» فقال لعمِّهما: «أعطهما الثلثين وأعط أمهما الثمن وما بقي فلك» قال أبو داود: أخطأ بِشْرٌ فيه إنما هما ابنتا سعد بن الربيع وثابت بن قيس قُتِلَ يوم اليمامة.

‌التعليق:

هذا إسناد رجاله ثقات رجال الصحيح غير عبد الله بن محمد بن

(1)

رجال الإسناد:

مسدد بن مسرهد بن مسربل الأسدي البصري، ثقة حافظ، من العاشرة، مات سنة 228، روى له البخاري.

عبد الله بن محمد بن عقيل بن أبي طالب الهاشمي، أبو محمد المدني، أمه زينب بنت علي، صدوق في حديثه لين ويقال: تغير بأخرة، من الرابعة، مات سنة 140 روى له أبو داود والترمذي وابن ماجه والبخاري في الأدب المفرد.

(2)

قوله (الأسواف): قال ابن الأثير: هو اسم لحرم المدينة الذي حرمه رسول الله صلى الله عليه وسلم ومحله اليوم الشارع المعروف.

ص: 95

عقيل ضعّفه بعضهم من قبل حفظه كمالك وابن عيينة ويحيى القطان وابن معين وعلي بن المديني وغيرهم.

وقال البخاري: مقارب الحديث.

ورواه البيهقي (6/ 229) من طريق مسدد عن بشر بن المفضل به، والدارقطني (4/ 78) من طريق أحمد بن المقداد على الشك فقال:(بنتا ثابت بن قيس أو سعد بن الربيع).

هكذا قال بشر بن المفضل عن عبد الله بن محمد بن عقيل، عن جابر بن عبد الله:(بنتا ثابت بن قيس).

خالفه جمع من أصحاب عبد الله بن محمد بن عقيل فقالوا: (بنتا سعد بن الربيع)، منهم:

داود بن قيس الفراء

(1)

، وعبيد الله بن عمرو الرقي

(2)

، وسفيان بن عيينة

(3)

، وشريك بن عبد الله النخعي

(4)

، وفرات بن سليمان

(5)

، وعمرو بن ثابت

(6)

، ومحمد بن إسحاق

(7)

، ويزيد بن عياض

(8)

.

(1)

أبو داود (2892) وابن أبي حاتم في التفسير (3/ 886) والطحاوي في شرح مشكل الآثار (3/ 321) وأبو يعلى (2039) والبيهقي (6/ 229).

(2)

الترمذي (2092) وأحمد (3/ 352) وابن سعد في الطبقات الكبرى (3/ 524) والطحاوي (4/ 395) وفي شرح المشكل (3/ 320) والحاكم (4/ 333) والبيهقي (6/ 216) وفي الصغرى (2249).

(3)

ابن ماجه (2720).

(4)

الترمذي (2092) تعليقاً.

(5)

الدارقطني (4/ 79).

(6)

ابن عبد البر في التمهيد (24/ 96).

(7)

أحمد (3/ 374).

(8)

الدارقطني (4/ 79).

ص: 96

لذا قال أبو داود عقب الحديث: أخطأ بشر فيه، إنما هما ابنتا سعد بن الربيع، وثابت بن قيس قتل يوم اليمامة.

وقال عقب رواية داود بن قيس: وهذا أصح.

وقال البيهقي: قوله: ثابت بن قيس خطأ، إنما هو سعد بن الربيع.

وقال الخطابي: هو غلط من بعض الرواة، وإنما هي امرأة سعد بن الربيع وابنتاه، قتل سعد بأحد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وبقي ثابت بن قيس بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى شهد اليمامة في عهد أبي بكر الصديق

(1)

.

وحمل الألباني

(2)

الوهم على عبد الله بن محمد بن عقيل، ولو وقف على العدد الذين رووه منه على الصحيح لما قال ذلك.

قلت: ثابت بن قيس استشهد يوم اليمامة في حرب مسيلمة الكذاب وقصة تحنطه في ذلك اليوم مشهور وهو عند البخاري

(3)

وغيره، وقوله في هذا اليوم: اللهم إني أبرأ إليك مما جاء به هؤلاء يعني المرتدين وأعتذر مما صنع هؤلاء يعني أصحابه

(4)

.

وروى علي بن أبي طالب رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال في الأسارى يوم بدر: «إن شئتم قتلتموهم وإن شئتم فاديتموهم واستمتعتم

(1)

معالم السنن (4/ 166).

(2)

صحيح سنن أبي داود (8/ 248).

(3)

صحيح البخاري (2845).

(4)

الطبراني (1307). وانظر: صحيح ابن حبان (7168).

ص: 97

بالفداء واستشهد منكم بعدتهم» فكان آخر السبعين ثابت بن قيس استشهد يوم اليمامة

(1)

.

وأما سعد بن الربيع فإنه استشهد يوم أحد وقوله مشهور حين بعث النبي صلى الله عليه وسلم خارجة بن زيد بن ثابت يطلب له سعداً بين القتلى فوجده في آخر رمق به، وبه سبعون ضربة فقال له: يا سعد إن رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرئك السلام ويقول: كيف تجدك؟ فقال: على رسول الله السلام قل له: إني أجد ريح الجنة، وقل لقومي من الأنصار: لا عذر لكم عند الله أن يخلص إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وفيكم شفر يطرف ثم فاضت نفسه

(2)

.

ودخل رجل على أبي بكر وابنة سعد على بطنه وهو يشمها فقال: يا خليفة رسول الله ابنتك هذه؟ قال: لا، بل ابنة رجل خير مني، قال الرجل: مَنْ هذا الذي هو خير منك بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال: سعد بن الربيع كان من النقباء يوم العقبة وشهد بدراً وقتل يوم أحد

(3)

.

وسعد بن الربيع هو الذي آخى رسول الله صلى الله عليه وسلم بينه وبين عبد الرحمن بن عوف فقال لعبد الرحمن: إني أكثر الأنصار مالاً فأقسم لك نصف مالي .... الحديث

(4)

.

(1)

الضياء في المختارة (624) والحاكم (2/ 140) وقال: صحيح على شرط الشيخين، ووافقه الذهبي.

(2)

انظر: المستدرك للحاكم (3/ 201) وسنن سعيد بن منصور (2842).

(3)

سنن سعيد بن منصور (2842) والطبراني في الكبير (5401) وفتح الباري (7/ 354).

(4)

البخاري (3780).

ص: 98

‌الحديث الثاني

(1)

:

764 -

قال أبو عيسى الترمذي رحمه الله (1039): حدثنا أبو سلمة يحيى بن خلف وحميد بن مسعدة قالا: حدثنا بشر بن المفضل، حدثنا يونس بن عبيد، عن محمد بن سيرين، عن أبي المهلب، عن عمران بن حصين رضي الله عنه قال: قال لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم:

«إن أخاكم النجاشي قد مات فقوموا فصلُّوا عليه» قال: فقمنا فصففنا كما يُصف على الميت وصلّينا عليه كما يُصلى على الميت.

‌التعليق:

هذا إسناد رجاله كلهم ثقات رجال الصحيح.

وأخرجه ابن أبي شيبة (3/ 362) عن عفان به.

وأخرجه أحمد (4/ 439) والنسائي (4/ 70) وفي الكبرى (2102) والبزار في مسنده (3583) والطبراني في الكبير (18/ 448) وفي الأوسط (8530) من طرق عن بشر بن المفضل به.

(1)

رجال الإسناد:

يحيى بن خلف الباهلي، أبو سلمة البصري، صدوق من العاشرة، مات سنة 242، روى له مسلم.

حميد بن مسعدة بن المبارك السامي الباهلي، صدوق، من العاشرة، مات سنة 244، روى له مسلم.

يونس بن عبيد بن دينار العبدي، ثقة ثبت فاضل ورع، من الخامسة، مات سنة 139، روى له البخاري ومسلم.

محمد بن سيرين الأنصاري البصري، ثقة ثبت عابد كبير القدر كان لا يرى الرواية بالمعنى، من الثالثة، مات سنة 116، روى له البخاري ومسلم.

أبو المهلب الجرمي البصري، عم أبي قلابة، اسمه عمرو أو عبد الرحمن بن معاوية

ثقة من الثانية، روى له مسلم والبخاري في الأدب المفرد.

ص: 99

هكذا رواه بشر فقال: (عن يونس، عن ابن سيرين، عن أبي المهلب، عن عمران بن حصين).

خالفه عبد الوارث بن سعيد

(1)

، وعبد الأعلى السامي

(2)

فروياه عن يونس بن عبيد فقالا: (عن يونس، عن ابن سيرين، عن عمران بن حصين).

وهم بشر فزاد أبا المهلب بين محمد بن سيرين وعمران بن حصين.

ومما يدل على وهمه أن محمد بن سيرين مشهور بالرواية عن عمران بن حصين.

فقد أخرج الطبراني

(3)

من روايته عن عمران بن حصين (27) سبعة وعشرين حديثاً وهو لا يعرف بالتدليس، بينما لم يخرج من رواية ابن سيرين عن أبي المهلب إلا هذا الحديث الواحد.

وخالفه ثقتان لم يذكرا أبا المهلب، والله تعالى أعلم.

لذا قال الترمذي: (هذا حديث حسن صحيح، غريب من هذا الوجه).

(1)

أحمد (4/ 439) عبد الوارث بن سعيد، ثقة ثبت، رمي بالقدر ولم يثبت عنه، من الثامنة، مات سنة 180، روى له البخاري ومسلم.

(2)

أحمد (4/ 441) وابن أبي شيبة (3/ 362) والطبراني في الكبير (18/ 443) وعبد الأعلى بن عبد الأعلى البصري الشامي، ثقة من الثامنة، مات سنة 189، روى له البخاري ومسلم.

(3)

في المعجم الكبير (18/ 181 - 188).

وروى مسلم في صحيحه حديثين من رواية ابن سيرين عن عمران (1668، 1673).

ص: 100

وقال البزار: «لا نعلم أحداً قال فيه: عن محمد بن سيرين، عن أبي المهلب، عن عمران إلا بشر بن المفضل وهو ثقة» .

وقال الطبراني في الأوسط: (لم يروِ هذا الحديث عن يونس، عن ابن سيرين إلا بشر بن المفضل).

وقال الدارقطني في أطراف الغرائب (4/ 220): (غريب من حديث ابن سيرين، وغريب من حديث يونس عن ابن سيرين، تفرد به بشر بن المفضل عنه).

‌علة الوهم:

قد روى أبو المهلب هذا الحديث عن عمران بن حصين، أخرجه مسلم في صحيحه (953) من طريق أيوب السختياني، عن أبي قلابة، عن عمه أبي المهلب عن عمران بن حصين.

ومن هنا والله أعلم دخل الوهم على بشر بن المفضل.

الدلالة الحديثية:

استدل أهل التراجم والسير بهذا السند على أن محمد بن سيرين روى عن أبي المهلب.

فقد أخرج الترمذي في سننه (395) من طريق ابن سيرين، عن خالد الحذاء، عن أبي قلابة، عن أبي المهلب عن عمران بن حصين حديثاً ثم قال: وروى ابن سيرين عن أبي المهلب غير هذا الحديث (يريد والله أعلم حديث الباب).

ص: 101

‌الحديث الثالث

(1)

:

765 -

قال أبو عبد الرحمن النسائي رحمه الله في السنن الكبرى (11489): أخبرنا إسماعيل بن مسعود قال: حدثنا بشر يعني ابن المفضل قال: حدثنا شعبة، عن يعلى بن عطاء، عن سفيان بن عبد الله الثقفي عن أبيه قال:

قلت: يا رسول الله مُرني بأمر في الإسلام لا أسأل عنه أحداً غيرك بعدك؟

قال: «قل: آمنت بالله ثم استقم» .

قال: فما أتقي؟ فأشار إلى لسانه.

‌التعليق:

هذا إسناد رجاله ثقات رجال الشيخين غير إسماعيل بن مسعود وهو ثقة وثقه النسائي، وقال أبو حاتم: صدوق، وذكره ابن حبان في كتاب الثقات.

كذا قال بشر بن المفضل: (شعبة، عن يعلى بن عطاء، عن سفيان بن عبد الله الثقفي، عن أبيه).

(1)

رجال الإسناد:

إسماعيل بن مسعود الجحدري، بصري يكنى أبا مسعود، ثقة من العاشرة، مات سنة 248، روى له النسائي.

شعبة، (انظر ترجمته في بابه).

يعلى بن عطاء العامري، ويقال: الليثي الطائفي، ثقة من الرابعة، مات سنة 120 أو بعدها، روى له مسلم والبخاري في جزء القراءة.

سفيان بن عبد الله بن ربيعة بن الحارث الثقفي الطائفي، صحابي وكان عامل عمر على الطائف، روى له مسلم.

ص: 102

خالفه محمد بن جعفر

(1)

، وسعيد بن الربيع

(2)

فقالا: (عن شعبة، عن يعلى بن عطاء، عن عبد الله بن سفيان الثقفي

(3)

، عن أبيه).

وكذلك رواه هشيم

(4)

عن يعلى بن عطاء، عن عبد الله بن سفيان، عن أبيه.

وهم بشر فقلب (عبد الله بن سفيان عن أبيه) إلى (سفيان بن عبد الله عن أبيه).

فجعل لعبد الله الصحبة وإنما هي لوالده سفيان.

والحديث هو لسفيان، وقد أخرجه مسلم في الصحيح

(5)

من طريق هشام بن عروة عن أبيه عن سفيان بن عبد الله الثقفي.

قال الحافظ المزي: «حديث بشر خطأ، والصواب كما قال غندر عن شعبة وكذلك رواه هشيم بن بشير عن يعلى بن عطاء»

(6)

.

(1)

أحمد (3/ 413) وابن أبي شيبة (9/ 66) والبخاري في التاريخ الكبير (5/ 100) والنسائي في الكبرى (11490).

(2)

الدارمي (2710).

(3)

عبد الله بن سفيان بن عبد الله الثقفي الطائفي، وثقه النسائي من الثالثة، روى له النسائي (التقريب (3380).

(4)

أحمد (4/ 385) والبيهقي في شعب الإيمان (4758) وابن أبي الدنيا في الصمت (1) والخطيب في تاريخ بغداد (2/ 370).

(5)

مسلم (38).

(6)

تحفة الأشراف (3/ 532/ 4478).

ص: 103

‌حسان بن إبراهيم

‌اسمه ونسبه:

حسان بن إبراهيم بن عبد الله الكرماني الكوفي أبو هشام العنزي قاضي كرمان.

روى عن: سعيد بن مسروق الثوري، وابنه سفيان، وعاصم الأحول، وابن عجلان، ويونس بن يزيد.

روى عنه: علي بن المديني، وسعيد بن منصور، وحميد بن مسعدة، وعلي بن حجر وجماعة.

وثقه أحمد وابن معين والدارقطني، وقال مرة: لا بأس به، وقال أبو زرعة: لا بأس به، وقال النسائي: ليس بالقوي واستنكر له أحمد أحاديث.

مات سنة 186.

قال ابن حجر: صدوق يخطاء، من الثامنة.

روى له البخاري أربعة أحاديث

(1)

، ومسلم ثلاثة أحاديث

(2)

.

(1)

البخاري (1961، 4348، 4777، 6741) كلها عن يونس بن يزيد الأيلي.

(2)

ومسلم (237، 745، 2408).

ص: 104

‌الحديث الأول

(1)

:

766 -

قال الإمام أبو داود رحمه الله (3254): حدثنا حميد بن مسعدة الشامي، حدثنا حسان يعني ابن إبراهيم، حدثنا إبراهيم يعني الصائغ، عن عطاء في اللغو في اليمين قال: قالت عائشة رضي الله عنها إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:

«هو كلام الرجل في بيته كلا والله، وبلى والله» .

‌التعليق:

هذا إسناد رجاله كلهم ثقات رجال الصحيح غير إبراهيم الصائغ استشهد به البخاري في الصحيح في حديث عن عطاء، وثقه يحيى بن معين والنسائي في رواية، وقال في موضع آخر: لا بأس به، وقال أحمد بن حنبل: ما أقرب حديثه، وقال أبو داود عقب الحديث: كان إبراهيم الصائغ رجلاً صالحاً قتله أبو مسلم يعني الخراساني.

وأخرجه البيهقي (10/ 49) من طريق أبي داود به.

وأخرجه ابن حبان (4333) من طريق حميد بن مسعدة أيضاً،

(1)

رجال الإسناد:

حميد بن مسعدة بن المبارك، بصري صدوق من الحادية عشرة، مات سنة 244، روى له مسلم.

إبراهيم بن ميمون الصائغ المروزي، صدوق من السادسة، قتل سنة 132، استشهد به البخاري في الصحيح، وروى له أبو داود والنسائي.

عطاء بن أبي رباح القرشي مولاهم المكي، ثقة فقيه فاضل لكنه كثير الإرسال، من الثالثة، مات سنة 114 على المشهور، روى له البخاري ومسلم.

ص: 105

والطبري في تفسيره (4385) عن محمد بن موسى الخرشي عن حسان بن إبراهيم بهذا الإسناد.

وعزاه السيوطي في الدر المنثور أيضاً إلى ابن مردويه.

هكذا قال حسان: (عن إبراهيم، عن عطاء، عن عائشة، عن النبي صلى الله عليه وسلم.

خالفه داود بن أبي الفرات

(1)

فقال: (عن إبراهيم، عن عطاء، عن عائشة) موقوفاً لم يذكر النبي صلى الله عليه وسلم.

وكذلك رواه جماعة عن عطاء عن عائشة موقوفاً، منهم:

عمرو بن دينار

(2)

، عبد الملك بن أبي سليمان

(3)

، وابن جريج

(4)

، وابن أبي نجيح

(5)

، وعبد الرحمن بن أبي ليلى

(6)

، ومالك بن مغول

(7)

، وأشعث بن سوار

(8)

، وسعيد بن أبي هلال

(9)

، وعبد الله بن

(1)

أبو داود تعليقاً (3254).

(2)

سعيد بن منصور (4/ 1529 رقم 780) والطبري في تفسيره (4402)(4403) والبيهقي (10/ 49).

(3)

أبو داود تعليقاً (3254) والطبري في التفسير (4383) والإمام الشافعي في المسند (2/ 147) شفاء العي.

(4)

عبد الرزاق (15951) والطبري في التفسير (4384) والبيهقي (10/ 49).

(5)

الطبري (4378).

(6)

الطبري (4398).

(7)

الطبري (4393)(4394).

(8)

الطبري (4398).

(9)

الطبري (4402).

ص: 106

عبد الرحمن النوفلي

(1)

، والزهري

(2)

، وهشام بن حسان

(3)

، وجابر الجعفي

(4)

، وعمر بن قيس

(5)

.

فهؤلاء أربعة عشر رجلاً رووه بالوقف منهم شيخه إبراهيم الصائغ وخالفهم جميعاً حسان بن إبراهيم فرفعه فوهم.

وقد رواه كذلك عن عائشة رضي الله عنها موقوفاً عروة بن الزبير

(6)

، والأسود بن يزيد

(7)

، والقاسم بن محمد

(8)

.

قال أبو داود عقب الحديث: (روى هذا الحديث داود بن أبي الفرات، عن إبراهيم الصائغ موقوفاً على عائشة.

وكذلك رواه الزهري وعبد الملك بن أبي سليمان ومالك بن مغول كلهم عن عطاء عن عائشة موقوفاً).

وكذلك صححه موقوفاً الدارقطني

(9)

، والبيهقي

(10)

.

(1)

الطبري (4403).

(2)

أبو داود تعليقاً (3254) وعبد الرزاق (15952).

(3)

البيهقي (10/ 49).

(4)

ابن أبي حاتم في التفسير (2/ 409).

(5)

البيهقي (10/ 49).

(6)

البخاري (4613)(6663).

(7)

إسحاق بن راهويه (1786).

(8)

ابن جرير الطبري في التفسير (4377).

(9)

في العلل (3487).

(10)

السنن الصغرى (4/ 230) ومعرفة السنن (7/ 318).

ص: 107

‌الحديث الثاني

(1)

:

767 -

قال الحاكم في المستدرك (1/ 132): حدثنا أبو بكر محمد بن أحمد بن بالويه ثنا أبو المثنى العنبري قالا: ثنا أبو عمرو الضرير ثنا حسان بن إبراهيم عن سعيد بن مسروق الثوري عن أبي نضرة عن أبي سعيد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:

«مفتاح الصلاة الوضوء وتحريمها التكبير وتحليلها التسليم» .

‌التعليق:

هذا إسناد رجاله كلهم ثقات، وقال الحاكم: هذا حديث صحيح الإسناد على شرط مسلم، وشواهده عن أبي سفيان عن أبي نضرة كثيرة.

وأخرجه الطبراني في الأوسط (2390) عن أبي مسلم عن أبي عمرو الضرير.

وأخرجه ابن عدي في الكامل (2/ 375) من طريق أبي عمر الحوضي وحبان بن هلال، والبيهقي (2/ 380) من طريق أبي عمر

(1)

رجال الإسناد:

محمد بن أحمد بن بالويه الجلاب النيسابوري من كبراء بلده، روى عنه الدارقطني وابن منده والحاكم وغيرهم. قال الحاكم: صدوق، توفي سنة 344. السير (15/ 419) تهذيب رجال الحاكم للوادعي (ص 31).

معاذ بن المثنى: ثقة متقن. انظر ترجمته في بابه، من كبار التاسعة.

حفص بن عمر، أبو عمرو الضرير، الأكبر البصري، صدوق عالم، قيل: ولد أعمى، من كبار العاشرة، مات سنة 220 وقد جاوز 70، روى له ابن ماجه.

سعيد بن مسروق الثوري، والد سفيان، ثقة من السادسة، مات سنة 126، روى له البخاري ومسلم.

ص: 108

الحوضي، وابن حبان في المجروحين (1/ 381) من طريق الأزرق بن علي، أربعتهم:(أبو عمرو الضرير، وأبو عمر الحوضي، وحبان، والأزرق بن علي) عن حسان بن إبراهيم بهذا الإسناد.

هكذا قال حسان: (عن سعيد بن مسروق، عن أبي نضرة، عن أبي سعيد).

خالفه محمد بن فضيل

(1)

، وعلي بن مسهر

(2)

، ومروان بن معاوية الفزاري

(3)

، وأبو حنيفة النعمان

(4)

، والأوزاعي

(5)

، وأبو معاوية الضرير محمد بن خازم

(6)

، وأبو شيبة إبراهيم بن عثمان العبسي

(7)

، ومندل بن علي

(8)

، والصباح بن يحيى المزني

(9)

، وأبو مالك النخعي عبد الملك بن حسين

(10)

فقالوا: (عن أبي سفيان طريف السعدي، عن أبي نضرة، عن أبي سعيد).

وقد تابعهم حسان بن إبراهيم.

فقد رواه أبو يعلى (1125) عن إسحاق، وابن عدي (2/ 375)

(1)

الترمذي (238) وابن ماجه (835) وابن أبي شيبة (1/ 229) و (1/ 361) والدارقطني (1/ 359) وابن جرير الطبري في تهذيب الآثار (1/ 256 الجزء المفقود) وابن حبان في المجروحين (1/ 381) والبخاري في التاريخ الكبير (4/ 357) تعليقاً.

(2)

ابن ماجه (276) و (839).

(3)

ابن جرير الطبري (1/ 226 الجزء المفقود).

(4)

في مسنده (1/ 130) و (1/ 331) وابن جرير (1/ 257) والدارقطني (1/ 365).

(5)

الطبراني في الأوسط (1632).

(6)

ابن ماجه (276) والبيهقي (2/ 85).

(7)

الدارقطني (1/ 359) وأسلم بن سهل في تاريخ واسط (1/ 222).

(8)

تاريخ واسط (1/ 222).

(9)

الخطيب في الموضح (2/ 189).

(10)

المصدر السابق.

ص: 109

والبيهقي (2/ 380) من طريق عبد الله العيشي كلاهما عن حسان بن إبراهيم، عن أبي سفيان، عن أبي نضرة) ولم ينسب أبا سفيان.

وقد حمل ابن صاعد الخطأ على أبي عمر الحوضي، فتعقبه ابن عدي فقال: «اتفق حبان والحوضي

(1)

فرويا عن حسان عن سعيد بن مسروق على الخطأ، وابن صاعد لم يقع له إلا من رواية الحوضي عن حسان فظنّ أن الخطأ من الحوضي وإنما الخطأ من حسان وقد حدّث به مرتين مرة خطأ ومرة صواباً، فالخطأ ما ذكرته عن حبان والحوضي عنه، والصواب: ثنا محمد بن طاهر ثنا عبد الله العيشي

(2)

ثنا حسان بن إبراهيم عن أبي سفيان، عن أبي نضرة عن أبي سعيد

»

(3)

.

وقال ابن حبان: «وقد وهم حسان بن إبراهيم الكرماني في هذا الخبر فرواه عن سعيد بن مسروق عن أبي نضرة عن أبي سعيد أخبرناه أبو يعلى قال: حدثنا الأزرق بن علي قال: ثنا حسان بن إبراهيم وهذا وهم فاحش، ما روى هذا الخبر عن أبي نضرة إلا أبو سفيان السعدي فتوهم حسان لما رأى أبا سفيان أنه والد الثوري فحدّث عن سعيد بن مسروق ولم يضبطه»

(4)

.

(1)

وأبو عمرو الضرير والأزرق بن علي كما تقدم.

(2)

وتابعه إسحاق كما عند أبي يعلى.

(3)

الكامل (2/ 375) ونقله عنه المقدسي في ذخيرة الحفاظ (4/ 2154).

(4)

المجروحين (1/ 381).

ص: 110

‌حفص بن غياث

(1)

‌اسمه ونسبه:

حفص بن غياث بن طلق بن معاوية بن مالك بن الحارث بن ثعلبة النخعي، أبو عمر الكوفي.

ولد حفص سنة سبع عشرة ومائة في خلافة هشام بن عبد الملك، مات سنة 194 أو 195.

روى عن: جده، وإسماعيل بن أبي خالد، وهشام بن عروة، وعبيد الله بن عمر العمري، وأبي إسحاق الشيباني، والأعمش، والثوري، وجعفر الصادق، وخلق.

روى عنه: أحمد وإسحاق وعلي بن المديني، وابنا أبي شيبة، ويحيى بن معين، وعفان وابنه عمر بن حفص، وأبو نعيم وخلق سواهم.

(1)

مصادر الترجمة:

الطبقات الكبرى (6/ 390) وتاريخ بغداد (9/ 182) وتهذيب الكمال (7/ 56).

ص: 111

‌ثناء أهل العلم عليه:

قال يحيى بن معين: ثقة، صاحب حديث له معرفة.

وقال يعقوب: ثقة ثبت إذا حدّث من كتابه ويُتقى بعض حفظه.

وقال علي بن المديني: سمعت يحيى بن سعيد يقول: أوثق أصحاب الأعمش حفص بن غياث، فأنكرت ذلك، ثم قدمت الكوفة بأخرة فأخرج إلى عمر بن حفص كتاب أبيه عن الأعمش فجعلت أترحم على يحيى.

وقال ابن نمير: كان حفص أعلم بالحديث من ابن إدريس.

وقال أبو حاتم: حفص أتقن وأحفظ من أبي خالد الأحمر.

وقال ابن معين: جميع ما حدّث به ببغداد من حفظه.

وقال ابن سعد: كان ثقة مأموناً ثبتاً، إلا أنه كان يدلس.

وقال النسائي: ثقة، ووضعه في الطبقة الثانية من طبقات الرواة عن الأعمش.

قال ابن حجر: ثقة فقيه تغير حفظه قليلاً في الأخرة، من الثامنة.

عدد رواياته في صحيح البخاري (94) رواية انظرها في كتاب روايات المدلسين في صحيح البخاري (ص 52).

ص: 112

‌الحديث الأول

(1)

:

768 -

قال الإمام مسلم رحمه الله (1/ 238 ح رقم 288/ 106): حدثنا عمر بن حفص بن غياث، حدثنا أبي، عن الأعمش، عن إبراهيم، عن الأسود وهمام عن عائشة في المني قالت:

كنت أفركه من ثوب رسول الله صلى الله عليه وسلم.

‌التعليق:

هذا إسناد رجاله كلهم ثقات رجال الشيخين.

وأخرجه الطحاوي في شرح معاني الآثار (1/ 48) عن يوسف بن عدي.

وأخرجه أبو نعيم في المستخرج على مسلم (661) من طريق عمر بن حفص كلاهما عن حفص به.

هكذا قال حفص: (عن الأعمش، عن إبراهيم، عن الأسود وهمام عن عائشة).

خالفه أبو معاوية محمد بن خازم

(2)

، ويحيى بن سعيد القطان

(3)

،

(1)

رجال الإسناد:

عمر بن حفص بن غياث الكوفي، ثقة ربما وهم، من العاشرة، مات سنة 222، روى له البخاري ومسلم.

الأعمش: سليمان بن مهران الأسدي، ثقة حافظ عارف بالقراءة، ورع ولكنه يدلس، من الخامسة.

(2)

الترمذي (116) وابن ماجه (537)(538) وأحمد (6/ 43) وابن أبي شيبة (1/ 84)، وأبو نعيم في مستخرجه على مسلم (661) وقال الترمذي: حسن صحيح.

(3)

أحمد (6/ 193) والنسائي (1/ 56) وفي الكبرى (290) وابن خزيمة (288).

ص: 113

وعيسى بن يونس

(1)

، وعبدة بن سليمان

(2)

، وعبد الله بن نمير

(3)

، وأبو أسامة حماد بن أسامة

(4)

، ويعلى بن عبيد الطنافسي

(5)

، وأبو عوانة وضاح اليشكري

(6)

، وشجاع بن الوليد

(7)

، ومحمد بن عبيد

(8)

، وسفيان الثوري

(9)

، وزيد

(10)

، ويحيى

(11)

بن زكريا بن أبي زائدة

(12)

فقالوا: (عن الأعمش، عن إبراهيم، عن همام، عن عائشة).

تفرد حفص بن غياث في قوله (عن الأعمش عن الأسود عن عائشة) وخالف في ذلك ثلاثة عشر من أصحاب الأعمش الثقات فلم يذكر أحدٌ منهم الأسود.

وذكر الدارقطني أن أبا عوانة وعبدة بن سليمان رووه عن الأعمش، عن إبراهيم، عن الأسود، عن عائشة.

قال: «وكذلك قال عمر بن حفص بن غياث عن أبيه عن

(1)

إسحاق بن راهويه (1045).

(2)

ابن ماجه (537).

(3)

ابن خزيمة (288) وابن المنذر (725) وأبو عوانة (532) والطوسي في مستخرجه (88).

(4)

ابن خزيمة (288) والمطرِّز (6).

(5)

ابن خزيمة (288) والمطرِّز (6).

(6)

الطحاوي (1/ 48).

(7)

أبو عوانة (532).

(8)

فوائد أبي بكر المطرِّز وأماليه (6).

(9)

الدارقطني في العلل (3697) قال: وقيل: عن الثوري، وابن حزم في المحلى (1/ 136) من طريق أبي حذيفة عن سفيان الثوري.

(10)

الطحاوي (1/ 48).

(11)

ذكره الدارقطني في العلل (3697).

(12)

العلل ومعرفة الرجال (2/ 427).

ص: 114

الأعمش، وعند حفص بن غياث عن الأعمش القولان جميعاً».

قلت: أبو عوانة وعبدة بن سليمان وجدنا روايتهما عن الأعمش عن إبراهيم عن همام كما سبق فقد تابعا الجماعة، فلعل الوهم إن صحت نسبة الرواية إليهما ممن دونهما، وقد ذكر الإمام أحمد أن الأعمش ومنصور والحكم يروونه عن إبراهيم عن همام، ولم يذكر أحد أن الأعمش يرويه عن إبراهيم عن الأسود

(1)

.

قاله بعد أن ذكر أن أبا معشر يرويه عن إبراهيم عن الأسود.

‌علة الوهم:

هذا الحديث يرويه إبراهيم النخعي عن همام وعن الأسود عن عائشة رضي الله عنها.

فقد رواه الأعمش ومنصور بن المعتمر

(2)

والحكم بن عتيبة

(3)

وحماد بن أبي سليمان

(4)

عن إبراهيم عن همام عن عائشة.

ورواه أبو معشر زياد بن كليب

(5)

، ومنصور

(6)

، ومغيرة بن مقسم

(1)

هذه المسألة استفدتها من رسالة بعنوان: الأحاديث التي ذكر الإمام الترمذي فيها اختلافاً وليست في العلل الكبير. د. خالد محمد باسمح.

(2)

مسلم (288).

(3)

أبو داود (371) والنسائي (1/ 56) وابن خزيمة (288) والطيالسي (1401) وغيرهم.

(4)

أبو داود (372) والشافعي في مسنده (53) وأحمد (6/ 125) وابن الجارود (137) والطحاوي (1/ 48)، وابن خزيمة (288).

(5)

مسلم (288).

(6)

مسلم (288).

ص: 115

الضبي

(1)

، وواصل الأحدب

(2)

عن إبراهيم، عن الأسود، عن عائشة.

فمن هنا دخل الوهم على حفص فحمل إسناد أبي معشر ومَن تابعه على إسناد الأعمش.

والله تعالى أعلم.

(1)

مسلم (288).

(2)

مسلم (288).

ص: 116

‌الحديث الثاني

(1)

:

769 -

قال الإمام مسلم في صحيحه (2842): حدثنا عمر بن حفص بن غياث، حدثنا أبي، عن العلاء بن خالد الكاهلي، عن شقيق، عن عبد الله قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

«يؤتى بجهنم يومئذ لها سبعون ألف زمام مع كل زمام سبعون ألف ملك يجرُّونها» .

‌التعليق:

هذا إسناد رجاله ثقات رجال الشيخين غير العلاء بن خالد روى له مسلم هذا الحديث الواحد. قال العقيلي: يضطرب في حديثه.

وأخرجه الترمذي (2573) والحاكم (4/ 595) والبزار (1754) والطبراني في الكبير (10428) والعقيلي في الضعفاء (3/ 344) وتمام الرازي في فوائده (1395) وابن أبي الدنيا في صفة النار (142) من طريق عمر بن حفص به.

هكذا قال حفص: (عن العلاء بن خالد، عن شقيق، عن ابن مسعود، عن النبي صلى الله عليه وسلم.

(1)

رجال الإسناد:

عمر بن حفص: تقدم.

العلاء بن خالد الأسدي الكاهلي، صدوق من السادسة، روى له مسلم.

شقيق بن سلمة الأسدي، أبو وائل الكوفي، ثقة من الثانية، مخضرم، مات في خلافة عمر بن عبد العزيز وله مائة سنة، روى له البخاري ومسلم.

ص: 117

خالفه سفيان الثوري

(1)

، ومروان بن معاوية الفزاري

(2)

فقالا: عن العلاء بن خالد، عن شقيق، عن ابن مسعود موقوفاً.

وكذلك رواه أسباط بن نصر عن عاصم بن بهدلة، عن زر، عن عبد الله بن مسعود موقوفاً

(3)

.

ورواه حسين، عن عاصم، عن أبي وائل شقيق بن سلمة موقوفاً

(4)

.

وقد رجح الوقف الدارقطني، والعقيلي، وأبو عمار الشهيد.

ويظهر أن الترمذي كذلك يرجح الوقف حيث لم يعط أي درجة من درجات القبول الحسن أو الصحة كما هي عادته.

وكذلك رجح الوقف من المعاصرين الشيخ مقبل الوادعي، والشيخ ربيع المدخلي.

قال العقيلي عقب أن رواه موقوفاً: وهذا أوْلى.

قال أبو عمار الشهيد: المشهور عن عبد الله موقوفاً، تفرد به عمر بن حفص، وهو من الأصول التي لم يخرجها البخاري

(5)

.

(1)

الترمذي (2843) والبيهقي في شعب الإيمان (8477) وابن عساكر في تاريخ دمشق (33/ 177).

(2)

ابن أبي شيبة (13/ 151) وابن جرير الطبري في تفسيره (30/ 188) والعقيلي في الضعفاء (3/ 344) وابن أبي الدنيا في صفة النار (474).

(3)

ابن أبي شيبة (13/ 67).

(4)

ابن جرير الطبري (30/ 188).

(5)

علل الحديث في كتاب الصحيح (ص 151).

ص: 118

قال الدارقطني: رفعه وهم، رواه الثوري ومروان وغيرهما عن العلاء بن خالد موقوفاً

(1)

.

وقال في العلل: يرويه العلاء بن خالد عن أبي وائل، واختلف عنه فرفعه عمر بن حفص بن غياث عن أبيه عن العلاء ووقفه غيره، والموقوف أصح عندي وإن كان مسلم قد أخرج حديث عمر بن حفص في الصحيح

(2)

.

وقال مقبل الوادعي: الظاهر أن الراجح هو الوقف، وحفص بن غياث يعتبر شاذاً، والله أعلم

(3)

.

وقال ربيع بن هادي: في نظري أن الوقف هو الراجح كما صرّح به الدارقطني وهو الظاهر من موقف الترمذي لأن رواة الوقف أكثر وفيهم الثوري، وحفص مع أنه ثقة فربما وهم

(4)

.

وخالفهم النووي رحمه الله فقال مستدركاً على الدارقطني: حفص ثقة حافظ إمام، فزيادة الرفع مقبولة كما سبق نقله عن الأكثرين والمحققين

(5)

.

وكذلك صححه الحاكم فقال: هذا حديث صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه.

(1)

التتبع (933) ص 359.

(2)

العلل (5/ 86 رقم 732).

(3)

الإلزامات والتتبع (ص 360): كذا قال ولعله يقصد رواية حفص.

(4)

بين الإمامين مسلم والدارقطني ص 429.

(5)

شرح مسلم (17/ 178 - 179).

ص: 119

‌الحديث الثالث

(1)

:

770 -

قال الإمام أحمد (2/ 108): حدثنا عبد الله بن محمد، حدثنا حفص يعني ابن غياث عن عُبيد الله عن نافع عن ابن عمر قال:

كنا نشرب ونحن قيام ونأكل ونحن نمشي على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم.

‌التعليق:

هذا إسناد رجاله ثقات رجال الشيخين، وهو في مصنف ابن أبي شيبة (8/ 205) ومن طريقه أخرجه أيضاً عبد بن حميد (785) والدارمي (2050) والحديث رواه كذلك الترمذي (1880) وابن ماجه (3301) وابن حبان (5322) من طريق سلم بن جنادة عن حفص بن غياث به.

ورواه الطحاوي (4/ 273) من طريق يوسف بن عدي عن حفص به.

(1)

رجال الإسناد:

عبد الله بن محمد بن أبي شيبة إبراهيم بن عثمان الواسطي الأصل، أبو بكر ابن أبي شيبة الكوفي، ثقة حافظ صاحب تصانيف، مات سنة 235، روى له البخاري ومسلم. (انظر ترجمته في بابه).

عبيد الله بن عمر بن حفص بن عاصم بن عمر بن الخطاب العُمري المدني أبو عثمان، ثقة ثبت، مات سنة بضع وأربعين بعد المائة، روى له البخاري ومسلم.

نافع، أبو عبد الله المدني، مولى ابن عمر، ثقة ثبت فقيه مشهور، مات سنة 117، روى له البخاري ومسلم.

ص: 120

هكذا قال حفص: (عن عبيد الله، عن نافع، عن ابن عمر).

خالفه عبد الله بن إدريس

(1)

، ووكيع

(2)

، ويزيد بن هارون

(3)

، وحماد بن سلمة

(4)

، وعثمان بن عمر

(5)

، وبشر بن المفضل

(6)

، وعيسى بن يونس

(7)

، وعثمان بن الهيثم

(8)

، وأبو عاصم

(9)

فقالوا: (عن عمران بن حدير، عن يزيد بن عطارد، عن ابن عمر).

تفرد حفص بن غياث بهذا الإسناد وخالفه هذا الجمع من الثقات لذا حكم حفّاظ الحديث ونقاده إلى أن حفص قد وهم في هذا الإسناد.

قال الأثرم: قلت له يعني أبا عبد الله الحديث الذي يرويه حفص عن عبيد الله عن نافع عن ابن عمر (وذكر الحديث).

فقال: ما أدري ما ذاك كالمنكر له، ما سمعت هذا إلا من أبي شيبة عن حفص

، ثم قال: إنما هو حديث يزيد بن عطارد

(10)

.

(1)

أحمد (2/ 12).

(2)

أحمد (2/ 12).

(3)

ابن الجارود في المنتقى (867).

(4)

الطيالسي (2016 ط. التركي) والبيهقي (7/ 283) والطحاوي في شرح معاني الآثار (4/ 273).

(5)

الدارمي (2049) والطحاوي (4/ 273).

(6)

ابن حبان (5243).

(7)

البيهقي في شعب الإيمان (5586).

(8)

البيهقي (5587).

(9)

الطحاوي (4/ 273 - 274).

(10)

تاريخ بغداد (8/ 191) في ترجمة حفص بن غياث.

ص: 121

وقال يحيى بن معين: لم يحدّث به أحد إلا حفص، وما أراه إلا وهم فيه، وأراه سمع حديث عمران بن حدير فغلط بهذا

(1)

.

وقال علي بن المديني: نعس حفص نعسة يعني حين روى حديث عبيد الله بن عمر وإنما هو حديث أبي البزري، (يعني يزيد بن عطارد)

(2)

.

وقال الترمذي في العلل الكبير (2/ 790 - 792): (سألت محمداً عن هذا الحديث فقال: هذا حديث فيه نظر، قال أبو عيسى: لا يعرف عن عبيد الله إلا من وجه رواية حفص، وإنما يعرف من حديث عمران بن حدير عن أبي البزري عن ابن عمر، وأبو البزري اسمه يزيد بن عطارد).

وقال ابن أبي حاتم في العلل (2/ 10): (سألت أبي عن حديث رواه محمد بن آدم بن سليمان المصيصي

(3)

، عن حفص بن غياث، عن عبيد الله، عن نافع عن ابن عمر: كنا في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم نأكل ونحن نمشي ونشرب ونحن قيام).

قال أبي: (قد تابعه على روايته ابن أبي شيبة عن حفص، وإنما هو حفص عن محمد بن عبيد الله العزرمي، وهذا حديث لا أصل له بهذا الإسناد).

(1)

تاريخ بغداد (8/ 191) ونقله الذهبي في ميزان الاعتدال (2/ 322) وفي السير (9/ 31).

(2)

تاريخ بغداد (8/ 192) سؤالات الآجري لأبي داود (ص 205).

(3)

حديثه أخرجه ابن شاهين في الناسخ والمنسوخ ص 432.

ص: 122

‌علة الوهم:

وسبب وهم حفص بن غياث رحمه الله أنه كان يحدّث من حفظه، فقد روى الخطيب في تاريخه (8/ 191) بسنده عن يحيى بن معين قوله:(جميع ما حدّث به حفص بن غياث ببغداد والكوفة إنما هو من حفظه، لم يكن يخرج كتاباً كتبوا عنه ثلاثة آلاف أو أربعة آلاف حديث من حفظه).

وروى بسنده (8/ 194) عن يعقوب بن شيبة قال: حفص بن غياث ثقة ثبت إذا حدّث من كتابه، ويُتقى بعض حفظه.

وقال أبو زرعة: ساء حفظه بعدما استقضي، فمَن كتب عنه من كتابه فهو صالح وإلا فهو كذا

(1)

.

والله تعالى أعلم.

‌أثر الوهم:

روى هذا الحديث حفص بن غياث عن ابن عمر رضي الله عنه بإسناد صحيح على شرط الشيخين وصححه الترمذي وابن حبان

(2)

.

وخالفه الجماعة فرووه عن ابن عمر بإسناد ضعيف لجهالة يزيد بن عطارد. قال أبو حاتم: لا أعلم روى عنه غير عمران بن حدير وليس ممن يحتج بحديثه. (الجرح والتعديل 9/ 281).

(1)

وكان قد ولي قضاء الكوفة ثلاث عشر سنة وبغداد سنتين، وروي عنه أنه قال: والله ما وليت القضاء حتى حلّت لي الميتة.

(2)

فقال: حديث حسن صحيح غريب من حديث عبيد الله بن عمر عن نافع عن ابن عمر، وروى عمران بن حدير هذا الحديث عن أبي البزري عن ابن عمر، وأبو البزري اسمه يزيد بن عطارد.

ص: 123

وذكر البخاري في التاريخ الكبير (8/ 44) أنه يعد في البصريين.

وقد صحّح بعض المعاصرين هذا الحديث بناءً على حديث حفص وقد علمت أنه وهم.

‌الدلالة الفقهية:

دلّ حديث الباب على جواز الشرب قائماً إلا أنه معلول بما سبق، وقد وردت أحاديث بجواز الشرب قائماً، منها ما رواه البخاري في صحيحه (5615) عن علي رضي الله عنه أنه أتى بماء فشرب قائماً فقال: إن أناساً يكره أحدهم أن يشرب وهو قائم وإني رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فعل كما رأيتموني فعلت.

وروى البخاري في صحيحه (5617) عن ابن عباس رضي الله عنه قال: شرب النبي صلى الله عليه وسلم قائماً من زمزم.

وروى النسائي (3/ 82) عن عائشة رضي الله عنها قالت: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يشرب قائماً وقاعداً ويصلي حافياً ومنتعلاً ..

(1)

.

ووردت أحاديث في النهي عن ذلك منها ما أخرجه مسلم في صحيحه من طريق قتادة عن أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى أن يشرب الرجل قائماً.

قال قتادة: فقلنا لأنس: فالأكل؟ قال: ذاك أشر وأخبث.

ومنها ما أخرجه مسلم من حديث أنس رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم زجر عن الشرب قائماً. وذكر الحافظ في الفتح (10/ 82) أحاديث

(1)

وفي الكبرى (1284) وأحمد (6/ 87) وإسحاق (1618) وإسناده لين.

ص: 124

أخرى في المنع ثم قال: قال المازري: اختلف الناس في هذا فذهب الجمهور إلى الجواز وكرهه بعضهم قال: وتضمن حديث أنس الأكل أيضاً ولا خلاف في جواز الأكل قائماً.

وذهب الإمام النووي رحمه الله إلى أن النهي محمول على التنزيه وشربه قائماً لبيان الجواز، وأن مَنْ زعم نسخاً أو غيره فقد غلط، فإن النسخ لا يصار إليه مع إمكان الجمع

(1)

.

(1)

انظر: فتح الباري (10/ 82 - 84) ومما يدل على الجواز أن شربه صلى الله عليه وسلم قائماً كان في حجة الوداع ويتأيد بفعل الخلفاء الراشدين منهم علي كما ثبت في البخاري وفي الموطأ أن عمر وعثمان وعلياً كانوا يشربون قياماً وكان سعد وعائشة لا يرون بذلك بأساً، والله تعالى أعلم.

ص: 125

‌الحديث الرابع

(1)

:

771 -

قال الطبراني في المعجم الكبير (11436): حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، أنا عبد الرحمن بن صالح الأزدي، ثنا حفص بن غياث، عن ابن جريج عن عطاء عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

«خمِّروا وجوه موتاكم ولا تشبهوا باليهود» .

‌التعليق:

هذا إسناد رجاله كلهم ثقات.

وأخرجه الدارقطني (2/ 297) والبيهقي (3/ 394) من طريق عبد الرحمن بن صالح عن حفص به.

هكذا قال حفص: (عن ابن جريج، عن عطاء، عن ابن عباس، عن النبي صلى الله عليه وسلم.

خالفه سفيان الثوري

(2)

، وحجاج بن محمد المصيصي

(3)

، وابن

(1)

رجال الإسناد:

عبد الله بن أحمد بن حنبل الشيباني، أبو عبد الرحمن ولد الإمام، ثقة من الحادية عشرة، مات سنة 248، روى عنه الترمذي والنسائي.

عبد الرحمن بن صالح الأزدي العتكي الكوفي، نزيل بغداد، صدوق يتشيع، من العاشرة، مات سنة 235، روى له النسائي.

ابن جريج: عبد الملك بن عبد العزيز: تقدم انظره في بابه.

عطاء بن أبي مسلم، أبو عثمان الخراساني، صدوق يهم كثيراً ويرسل ويدلس، من الخامسة، روى له مسلم.

(2)

ابن أبي شيبة (14437) عن وكيع، عن سفيان به وإسناده على شرط الشيخين.

(3)

عبد الله بن أحمد في العلل (2/ 383) عن أبيه عن حجاج به، وهو على شرط الشيخين.

ص: 126

علية

(1)

فقالوا: (عن ابن جريج، عن عطاء، عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسلاً.

وقد رجح الإمام أحمد والبيهقي المرسل.

قال عبد الله: حدثنا بعض الكوفيين قال: حدثنا حفص بن غياث عن ابن جريج، عن عطاء، عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم:«خمِّروا وجوه موتاكم ولا تشبهوا بيهود» فحدثت به أبي فأنكره وقال: هذا أخطأ فيه حفص فرفعه وحدثني حجاج الأعور عن ابن جريج عن عطاء مرسل

(2)

.

قال البيهقي بعد أن أورده عن الإمام أحمد: وكذلك رواه الثوري وغيره عن ابن جريج مرسلاً، وروي عن علي بن عاصم

(3)

عن ابن جريج كما رواه حفص وهو وهم، والله أعلم

(4)

.

وقال الدارقطني: تفرد به عبد الرحمن بن صالح عن حفص بن غياث عن ابن جريج

(5)

.

‌علة الوهم:

التحديث من الحفظ:

(1)

ابن الجوزي في التحقيق (2/ 5).

(2)

المصدر السابق، ونقله عنه الحافظ في التلخيص (2/ 271).

(3)

أخرجه الدارقطني (2/ 296) وعلي بن عاصم، قال عنه ابن معين: كذاب، وكذلك يزيد بن هارون. وقال ابن المديني: كثير الغلط ويخطاء وكان إذا غلط فردّ عليه لم يرجع. قال ابن حجر: صدوق يخطاء ويصر ورمي بالتشيع.

(4)

السنن الكبرى (3/ 394).

(5)

أطراف الغرائب والأفراد (3/ 287).

ص: 127

قال يحيى بن معين: جميع ما حدّث به حفص بن غياث ببغداد والكوفة إنما هو من حفظه لم يكن يخرج كتاباً

(1)

.

(1)

تاريخ بغداد (8/ 195).

ص: 128

‌الحديث الخامس

(1)

:

772 -

قال أبو بكر ابن أبي شيبة في مصنفه (1611): حدثنا حفص بن غياث عن يحيى بن سعيد، عن محمد بن يحيى بن حبان، عن عمه واسع بن حبان عن ابن عمر رضي الله عنه قال:

رأيت النبي صلى الله عليه وسلم جالساً يقضي حاجته متوجهاً نحو القبلة.

‌التعليق:

هذا إسناد رجاله كلهم ثقات رجال الشيخين.

وأخرجه ابن عبد البر في التمهيد (1/ 305) من طريق مسدد وابن أبي شيبة به.

هكذا قال حفص عن يحيى بن سعيد عن محمد بن يحيى بن حبان، عن واسع بن حبان، عن ابن عمر أنه رأى النبي صلى الله عليه وسلم جالساً يقضي حاجته وهو مستقبل القبلة.

خالفه مالك بن أنس

(2)

، ويزيد بن هارون

(3)

، وسليمان بن

(1)

رجال الإسناد:

يحيى بن سعيد بن قيس الأنصاري المدني القاضي، ثقة ثبت من الخامسة، مات سنة 144 أو بعدها، روى له البخاري ومسلم.

محمد بن يحيى بن حبان الأنصاري المدني، ثقة فقيه من الرابعة، مات سنة 121 وله 94 سنة، روى له البخاري ومسلم.

واسع بن حبان ابن منقذ الأنصاري المدني صحابي ابن صحابي، وقيل: بل ثقة، من الثانية، روى له البخاري ومسلم.

(2)

البخاري (145).

(3)

البخاري (149).

ص: 129

بلال

(1)

، وهشيم

(2)

، والأوزاعي

(3)

، وعبد الوهاب الثقفي

(4)

، وحماد بن سلمة

(5)

فرووه عن يحيى بن سعيد الأنصاري به فقالوا: (مستدبراً القبلة ومستقبل بيت المقدس)، وفي رواية (الشام).

وكذلك رواه عبيد الله بن عمر العمري

(6)

عن محمد بن يحيى بن حبان فقال: (مستدبر القبلة).

قلبه حفص بن غياث وتقدم في باب وهيب بن خالد ح (732) فانظره.

(1)

مسلم (266).

(2)

ابن خزيمة (59) والطحاوي (4/ 234) والدارقطني (1/ 61) وابن عبد البر في التمهيد (1/ 306).

(3)

ابن ماجه (322).

(4)

ابن خزيمة (59).

(5)

أبو نعيم في مستخرجه على صحيح مسلم (611).

(6)

البخاري (148) و (3102) ومسلم (266).

ص: 130

‌الحديث السادس

(1)

:

773 -

قال الإمام أحمد رحمه الله (2/ 420): حدثنا عبد الله بن محمد، قال عبد الله بن أحمد وسمعته أنا منه، ثنا حفص بن غياث عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة رضي الله عنه:

أن النبي صلى الله عليه وسلم مرّ بسعد وهو يدعو فقال: «أحِّد أحِّد» .

‌التعليق:

هذا إسناد رجاله ثقات رجال الشيخين.

وأخرجه ابن أبي شيبة (2/ 484) و (10/ 381) عن حفص بن غياث، ومن طريقه الطبراني في الدعاء (215).

هكذا قال حفص بن غياث: (عن الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة).

خالفه أبو معاوية محمد بن خازم

(2)

، وعبد الله بن داود

(3)

فقالا: (عن الأعمش، عن أبي صالح، عن سعد رضي الله عنه.

(1)

رجال الإسناد:

عبد الله بن محمد: تقدم.

سليمان بن مهران الأعمش. انظر ترجمته في بابه.

ذكوان أبو صالح السمان الزيات المدني، ثقة ثبت وكان يجلب الزيت إلى الكوفة، من الثالثة، مات سنة 2001، روى له البخاري ومسلم.

أبو هريرة: صحابي مشهور.

(2)

أبو داود (1499) والنسائي (3/ 38) وأبو يعلى (793) والضياء في المختارة (947) والطبراني في الدعاء (216) والحاكم (1/ 536).

(3)

البزار (1236).

ص: 131

قال البزار: (هكذا رواه أبو معاوية وعبد الله بن داود، ورواه حفص عن الأعمش عن أبي صالح، عن أبي هريرة).

وقال الدارقطني: لم يتابع حفص على قوله، وقول أبي معاوية أشبه بالصواب

(1)

.

‌علة الوهم:

1 سلك به الجادة المشهورة وهو الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة بخلاف الأعمش عن أبي صالح عن سعد فليس في الكتب الستة بهذا السند سوى حديث الباب

(2)

، خاصة أنه كان يحدّث به من حفظه.

2 قال يحيى بن معين: جميع ما حدّث به حفص بن غياث ببغداد والكوفة إنما هو من حفظه ولم يخرج كتاباً، كتبوا عنه ثلاثة آلاف أو أربعة آلاف حديث من حفظه.

وقال أبو زرعة: ساء حفظه بعدما استقضي فمَن كتب عنه من كتابه فهو صالح وإلا فهو كذا، وقال علي بن المديني: كان يحيى يقول: حفص ثبت، فقلت: إنه يهم، فقال: كتابه صحيح

(3)

.

(1)

العلل (4/ 397).

(2)

يعلم ذلك بالنظر إلى تحفة الأشراف (3/ 281).

(3)

تهذيب الكمال (1399).

ص: 132

‌الحديث السابع

(1)

:

774 -

قال أبو داود رحمه الله (1230): حدثنا محمد بن العلاء وعثمان بن أبي شيبة المعنى واحد قالا: ثنا حفص عن عاصم عن عكرمة عن ابن عباس رضي الله عنه:

أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أقام سبعة عشر بمكة يقصر الصلاة.

قال ابن عباس: ومَن أقام سبعة عشر قصر ومَن أقام أكثر أتم.

قال أبو داود: قال عباد بن منصور عن عكرمة عن ابن عباس قال: أقام تسعة عشر.

‌التعليق:

هذا إسناد رجاله كلهم ثقات رجال الشيخين.

وأخرجه ابن حبان (2750) من طريق إبراهيم بن يوسف الصيرفي والبيهقي (3/ 150) من طريق محمد بن عبد الله بن نمير، وابن أبي شيبة (2/ 454) في المصنف كلهم محمد بن العلاء وعثمان وأبو بكر ابنا أبي شيبة وإبراهيم بن يوسف وابن نمير عن حفص به.

(1)

رجال الإسناد:

محمد بن العلاء بن كريب الهمداني، أبو كريب الكوفي، ثقة حافظ، من العاشرة، مات سنة 247 وله 87 سنة، روى له البخاري ومسلم.

عثمان بن محمد بن إبراهيم بن عثمان العبسي، ابن أبي شيبة الكوفي، ثقة حافظ شهير له أوهام، وقيل: كان لا يحفظ القرآن، من العاشرة، مات سنة 239 وله 83 سنة، روى له البخاري ومسلم.

عاصم بن سليمان الأحول، أبو عبد الرحمن البصري، ثقة من الرابعة، روى له البخاري ومسلم.

عكرمة أبو عبد الله مولى ابن عباس، أصله بربري، ثقة ثبت عالم بالتفسير، من الثالثة، مات سنة 104، روى له البخاري ومسلم.

ص: 133

هكذا قال حفص عن عاصم عن عكرمة عن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم أقام سبعة عشر بمكة يقصر الصلاة.

خالفه جماعة عن عاصم فرووه بهذا الإسناد فقالوا: (تسعة عشر يوماً)، منهم:

عبد الله بن المبارك

(1)

، وأبو شهاب عبد ربه بن رافع الحناط

(2)

، وأبو عوانة

(3)

، وعبد الواحد بن زياد

(4)

، وعباد بن منصور

(5)

، وأبو معاوية محمد بن خازم

(6)

في رواية أكثر أصحابه.

وكذلك رواه حصين بن عبد الرحمن

(7)

وعباد بن منصور

(8)

عن عكرمة.

قلت: وقد اختلف على أبي عوانة وأبي شهاب الحناط وأبي معاوية فروى عنهم بلفظ: (سبعة عشر) ولكن الصحيح عنهم تسعة عشر.

1 رواية أبي عوانة:

(1)

البخاري (4298).

(2)

البخاري (4299).

(3)

البخاري (1080) وأبو عوانة في مسنده (2368) والبيهقي (3/ 150).

(4)

ابن ماجه (1075).

(5)

أبو داود تعليقاً (1250) والبيهقي (3/ 150).

(6)

الترمذي (549) وأحمد (1/ 223) والبيهقي (3/ 150) وابن خزيمة (955) والطحاوي (1/ 416).

(7)

البخاري (1080).

(8)

أبو داود (1230) تعليقاً، ووصله البيهقي (3/ 150).

ص: 134

فقد رواه عنه موسى بن إسماعيل التبوذكي ومسدد وشيبان بن فروخ وأبو عمرو المزي بلفظ تسعة عشر

(1)

.

وخالفهم محمد بن سليمان بن حبيب ومعلى بن أسد فقالا: سبعة عشر

(2)

.

2 رواية أبي شهاب الحناط:

فقد رواه عنه أحمد بن يوسف وداود بن عمرو بلفظ: (تسعة عشر) وأخرجه البخاري في صحيحه والبيهقي

(3)

.

وخالفهما خلف بن هشام البزار فرواه عن أبي شهاب بلفظ: (سبعة عشر)

(4)

وما في الصحيح عنه أصح.

3 رواية أبي معاوية الضرير:

فقد رواه عنه جماعة بلفظ: (تسعة عشر) منهم الإمام أحمد وهناد بن السري وسلم بن جنادة وأبو خيثمة وأحمد بن حرب ومحمد بن يحيى بن ضريس والفضل بن موسى وسراج بن يونس ومجاهد بن موسى

(5)

.

وخالفهم عثمان بن أبي شيبة فرواه عنه بلفظ: (سبعة عشر)

(6)

.

(1)

البخاري (1080) وأبو يعلى (2368) وابن المنذر في الأوسط (4/ 357) والبيهقي (3/ 150).

(2)

الدارقطني (2/ 58) والبيهقي (3/ 150).

(3)

البخاري (4299) والبيهقي (3/ 149).

(4)

الدارقطني (2/ 58) والبيهقي (3/ 150).

(5)

أحمد (1/ 224) والترمذي (549) وابن خزيمة (955) والطحاوي (1/ 416) والبيهقي (3/ 150) والبغوي في شرح السنة (4/ 175).

(6)

البيهقي (3/ 150).

ص: 135

4 رواية عبد الله بن المبارك:

رواه عبدان وحبان عنه بلفظ: (تسعة عشر يوماً).

ورواه عبد الرزاق عنه كما في مصنفه بلفظ: (سبعة عشر يوماً).

ورواه عبد بن حميد عنه بلفظ: (عشرين يوماً).

والأول أصح لذا أودعه البخاري في صحيحه وأعرض عن حديث عبد الرزاق (انظره في بابه ح 444).

لذا قال البيهقي: واختلفت هذه الروايات في تسعة عشر وسبعة عشر كما ترى وأصحها عندي والله أعلم رواية مَنْ روى تسعة عشر وهي الرواية التي أودعها محمد بن إسماعيل البخاري في الجامع الصحيح فأخذ من رواية مَنْ رواها ولم يختلف على عبد الله بن المبارك وهو أحفظ مَنْ رواه عن عاصم الأحول، والله أعلم.

ثم قال: ويمكن الجمع بين رواية مَنْ روى تسعة عشر ورواية مَنْ روى سبعة عشر بأن مَنْ رواها تسعة عشر عدّ يوم الدخول ويوم الخروج، ومَن قال: سبعة عشر لم يعدهما

(1)

والله أعلم.

قال الحافظ: وهو جمع متين

(2)

.

وقال أيضاً: رواية تسعة عشر أرجح الروايات وبهذا أخذ إسحاق بن راهويه ويرجحها أيضاً أنها أكثر ما وردت به الروايات الصحيحة

(3)

.

(1)

السنن الكبرى (3/ 151).

(2)

التلخيص الحبير (2/ 46).

(3)

فتح الباري (2/ 562).

ص: 136

‌خالد الطحان

‌اسمه ونسبه:

خالد بن عبد الله بن عبد الرحمن بن يزيد الطحان، أبو الهيثم، ويقال: أبو محمد المزني مولاهم الواسطي الطحان، ويقال: ولاؤه للنعمان بن مقرن.

روى عن: حصين بن عبد الرحمن، وإسماعيل بن أبي خالد، وسليمان التيمي، وابن عون، ويونس بن عبيد وجماعة.

روى عنه: عبد الرحمن بن مهدي، ويحيى القطان، ووكيع، ومسدد، وقتيبة، وجماعة.

وثقه أحمد وأبو حاتم وأبو زرعة والنسائي وابن سعد والترمذي وغيرهم.

قال أحمد: كان ثقة صالحاً في دينه وهو أحَب إلينا من هشيم.

وقال أبو حاتم: ثقة صحيح الحديث.

ولد سنة 110 ومات سنة 182.

قال ابن حجر: ثقة ثبت من الثامنة.

ص: 137

‌الحديث الأول

(1)

:

775 -

قال مسلم رحمه الله في صحيحه (1/ 238 ح 288): حدثنا يحيى بن يحيى، أخبرنا خالد بن عبد الله، عن خالد، عن أبي معشر، عن إبراهيم، عن علقمة والأسود:

أن رجلاً نزل بعائشة فأصبح يغسل ثوبه، فقالت عائشة: إنما كان يجزئك إن رأيته أن تغسل مكانه، فإن لم ترَ نضحت حوله، ولقد رأيتني أفركه من ثوب رسول الله صلى الله عليه وسلم فركاً فيصلي فيه.

‌التعليق:

هذا إسناد صحيح رجاله كلهم ثقات رجال الشيخين غير أبي معشر فهو من رجال مسلم.

(1)

رجال الإسناد:

يحيى بن يحيى بن بكير بن عبد الرحمن التميمي، أبو زكريا النيسابوري (ريحانة نيسابور) ثقة ثبت إمام، من العاشرة، مات سنة 226 على الصحيح، روى له البخاري ومسلم.

خالد بن مهران، أبو المنازل، الحذاء البصري، ثقة يرسل، وقد أشار حماد بن زيد إلى أن حفظه تغير لما قدم من الشام. وعاب عليه بعضهم دخوله في عمل السلطان، مات سنة 141 أو 142، روى له البخاري ومسلم. (تقدم انظره في بابه).

أبو معشر: هو زياد بن كليب الحنظلي أبو معشر الكوفي، ثقة من السادسة، مات سنة 119 أو 120، روى له مسلم.

إبراهيم بن يزيد بن قيس بن الأسود النخعي أبو عمران الكوفي الفقيه، ثقة إلا أنه كان يرسل كثيراً من الخامسة، توفي سنة 96، روى له البخاري ومسلم.

علقمة بن قيس بن عبد الله النخعي الكوفي، ثقة ثبت فقيه عابد من الثانية، مات سنة 60، روى له البخاري ومسلم.

الأسود بن يزيد بن قيس النخعي أبو عمرو أو أبو عبد الرحمن، مخضرم ثقة مكثر فقيه، من الثانية، مات سنة 74 أو 75، روى له البخاري ومسلم.

ص: 138

وأخرجه الطحاوي (1/ 50) والبيهقي (2/ 416) من طريق يحيى بن يحيى عن خالد به.

وأخرجه ابن خزيمة (288) من طريق أبي بشر الواسطي، وابن حبان (1379) من طريق وهب بن بقية كلاهما عن خالد الطحان بهذا الإسناد.

هكذا قال خالد الطحان: (عن خالد، عن أبي معشر، عن إبراهيم، عن علقمة والأسود).

خالفه أبو شهاب

(1)

فقال: (عن خالد، عن أبي معشر، عن إبراهيم، عن الأسود) ولم يذكر علقمة.

وكذلك رواه هشام بن حسان

(2)

وسعيد بن أبي عروبة

(3)

فقالا: عن أبي معشر عن إبراهيم عن الأسود وحده.

وكذلك رواه جماعة من أصحاب إبراهيم النخعي عن الأسود وحده، منهم:

مغيرة بن مقسم الضبي

(4)

، وواصل الأحدب

(5)

، ومنصور بن المعتمر

(6)

، والأعمش

(7)

، وحماد بن أبي سليمان

(8)

، وسلمة بن

(1)

ذكره الدارقطني في التتبع (ص 371) وأبو شهاب الحناط هو عبد ربه بن نافع الكوفي.

(2)

مسلم (288) وإسحاق بن راهويه (135).

(3)

مسلم (288) وأحمد (6/ 35، 97) وأبو نعيم في مستخرجه (662).

(4)

مسلم (288).

(5)

مسلم (288) وابن خزيمة (288).

(6)

مسلم (288).

(7)

ابن خزيمة (288) وأبو نعيم في مستخرجه على مسلم (661).

(8)

أبو داود (3772) وابن الجارود (137).

ص: 139

كهيل

(1)

هؤلاء الستة رووه أيضاً عن إبراهيم عن الأسود ولم يذكروا علقمة.

ورواه أيضاً جماعة من أصحاب إبراهيم النخعي عن همام بن الحارث

(2)

، منهم:

منصور بن المعتمر

(3)

، والحكم بن عتيبة

(4)

، والأعمش

(5)

، وحماد بن أبي سليمان

(6)

.

وهؤلاء أيضاً لم يذكروا في إسنادهم علقمة.

قال الدارقطني: «وأخرج أيضاً حديث خالد عن أبي معشر، عن إبراهيم عن علقمة والأسود: كنت أفرك المني

وخالفه هشام وابن أبي عروبة فروياه عن أبي معشر عن إبراهيم عن الأسود وحده، وكذلك قال أبو شهاب عن خالد: الأسود وحده.

وكذلك قال منصور والأعمش ومغيرة وواصل وغيرهم: عن إبراهيم عن الأسود وهمام

(1)

ابن خزيمة (289).

(2)

همام بن الحارث بن قيس النخعي الكوفي، جاء في رواية الطيالسي (1401) أنه هو الضيف الذي نزل بعائشة، وكذا عند الخطيب في الأسماء المبهمة (6/ 48) وقيل: هو عبد الله بن شهاب الخولاني. انظر: الأسماء المبهمة، وتهذيب الكمال (15/ 93).

(3)

مسلم (288).

(4)

أبو داود (371) والنسائي (1/ 156) والطيالسي (1401) وابن الجعد (79).

(5)

ابن خزيمة (288) وأبو عوانة (532).

(6)

ابن خزيمة (288).

ص: 140

وكذلك قال يحيى القطان وأبو معاوية: عن الأعمش. وقول خالد: عن خالد علقمة غير محفوظ»

(1)

.

وقال في العلل:

ورواه خالد الحذاء عن أبي معشر عن إبراهيم عن الأسود عن عائشة وقال خالد بن عبد الله الواسطي: عن خالد الحذاء عن أبي معشر عن إبراهيم عن علقمة، والأسود عن عائشة، ولم يذكر علقمة غيره

وهو صحيح من حديث إبراهيم عن الأسود وهمام عن عائشة

(2)

.

وقد أقرّ الدارقطني على ما ذكره الشيخ ربيع المدخلي

(3)

والشيخ مقبل الوادعي

(4)

والله تعالى أعلم.

(1)

الإلزامات والتتبع (ص 371 - 372).

(2)

العلل (14/ 351 - 352).

(3)

في كتابه بين مسلم والدارقطني (ص 93).

(4)

في تحقيقه الإلزامات والتتبع للدارقطني.

ص: 141

‌الحديث الثاني

(1)

:

776 -

قال ابن ماجه رحمه الله (2164): حدثنا عبد الحميد بن بيان الواسطي، ثنا خالد بن عبد الله، عن يونس، عن ابن سيرين، عن أنس بن مالك:

أن النبي صلى الله عليه وسلم احتجم وأعطى الحجام أجره.

‌التعليق:

هذا إسناد رجاله كلهم ثقات رجال الشيخين غير عبد الحميد فهو من رجال مسلم.

والحديث رواه أيضاً ابن حبان (5151) عن الخليل بن محمد عن عبد الحميد الواسطي عن خالد به.

ورواه أبو يعلى (2835) من طريق وهب بن بقية، والطحاوي في شرح معاني الآثار (4/ 130) من طريق عمرو بن عون والمعلى بن منصور ثلاثتهم عن خالد بن عبد الله بهذا الإسناد.

هكذا قال خالد بن عبد الله: (عن يونس، عن ابن سيرين، عن أنس بن مالك).

(1)

رجال الإسناد:

عبد الحميد بن بيان بن زكريا الواسطي، أبو الحسن السكري، صدوق من العاشرة، مات سنة 244، روى له مسلم.

يونس بن عبيد بن دينار العبدي، أبو عبيد البصري، ثقة ثبت فاضل ورع، من الخامسة، مات سنة 139، روى له البخاري ومسلم.

محمد بن سيرين الأنصاري، أبو بكر ابن أبي عمرة البصري، ثقة ثبت عابد كبير القدر، كان لا يرى الرواية بالمعنى، من الثالثة، مات سنة 110، روى له البخاري ومسلم.

ص: 142

خالفه عبيد الله بن تمام

(1)

فقال: (عن يونس، عن ابن سيرين، عن ابن عباس).

وكذلك رواه أصحاب ابن سيرين عنه وفيهم مَنْ هو أثبت الناس عنه، منهم:

هشام بن حسان

(2)

، وابن عون

(3)

، وأيوب السختياني

(4)

، ويزيد بن إبراهيم التستري

(5)

، وخالد الحذاء

(6)

، وعوف الأعرابي

(7)

، وأبو هلال الراسبي

(8)

، ومعمر

(9)

، وأشعث بن سوار

(10)

، وأبو بكر الهذلي

(11)

، وسعيد بن عبد الرحمن

(12)

.

لذا حكم أئمة أهل الحديث ابن المديني وأبو حاتم والدارقطني على هذا الإسناد بالوهم.

قيل لعلي بن المديني: خالد عن يونس عن ابن سيرين عن أنس

(1)

الطبراني في الكبير (12852).

(2)

أحمد (1/ 333) وابن الجارود (584) والخطيب في الموضح (1/ 526).

(3)

ابن الجارود (584) والطبراني في الأوسط (2467).

(4)

عبد الرزاق (19818) والطبراني في الكبير (12850) والبيهقي (9/ 338).

(5)

أبو عوانة (5297) والطبراني (12852) والبيهقي (9/ 338).

(6)

البيهقي (9/ 338) والخطيب في تاريخه (11/ 18) وابن عساكر في تاريخه (41/ 238).

(7)

الطبراني (12846).

(8)

الطبراني (12847).

(9)

الطبراني (12849).

(10)

الطبراني (12853).

(11)

الطبراني (12854).

(12)

الطبراني في الأوسط (6/ 94 رقم 5901).

ص: 143

أن النبي صلى الله عليه وسلم احتجم وأعطى الحجام أجره، فأنكره وقال: هذا ريح

(1)

.

وقال ابن أبي حاتم: «سألت أبي عن حديث رواه خالد الواسطي عن يونس، عن ابن سيرين عن أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم احتجم وأعطى الحجام أجره.

ورواه حماد بن زيد عن أيوب عن محمد بن سيرين عن ابن عباس؟ قال: الصحيح عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم»

(2)

.

وقد ذكر الدارقطني في العلل (10/ 61) أن هذا الحديث إنما يرويه الناس عن ابن سيرين عن ابن عباس، ولم يذكر أنس فدلّ على أنه غير محفوظ عن أنس.

فقد سئل رحمه الله عن حديث ابن سيرين عن أبي هريرة: احتجم النبي صلى الله عليه وسلم وأعطى الحجام أجره، ولو كان حراماً لم يعطه، فقال: يرويه أبو عبد الرحمن السروجي وهو معمر بن مخلد عن يزيد بن زريع عن هشام وابن عون عن ابن سيرين عن أبي هريرة ووهم فيه.

وإنما يرويه هشام وابن عون وغيرهما عن ابن سيرين عن ابن عباس. قيل له: السروجي ثقة؟ قال: إنما وهم.

‌الخلاصة:

تبين مما سبق وهم خالد الطحان في رواية هذا الحديث هكذا عن محمد بن سيرين عن أنس.

(1)

العلل لابن المديني (ص 84) وذكره ابن حجر في إتحاف المهرة (2/ 283) عن علي بن المديني.

(2)

العلل (2248).

ص: 144

والصحيح أنه عن محمد بن سيرين عن ابن عباس، ورواية ابن سيرين عن ابن عباس مرسلة

(1)

.

أما رواية محمد بن سيرين عن أنس فهي موصولة وحديثه عن أنس في الصحيح.

فلذا انقلب الإسناد من إسناد ظاهره على شرط مسلم إلى إسناد منقطع.

ومنشأ الوهم فيما أظن أن أنساً قد روى أن النبي صلى الله عليه وسلم احتجم وأمر لمَن حجمه بصاع من تمر وأمر أهله أن يخففوا عنه

(2)

.

فوهم خالد فجعل هذا الحديث من مسنده، والله تعالى أعلم.

(1)

قال أحمد بن حنبل: لم يسمع من ابن عباس شيئاً، كلها يقول: نبئت عن ابن عباس. تهذيب الكمال (5871).

وقال البيهقي: رواية محمد بن سيرين عن ابن عباس مرسلة. السنن الكبرى (9/ 338).

(2)

رواه البخاري (1202) ومسلم (1577) وأبو داود (3424).

ص: 145

‌الحديث الثالث

(1)

:

777 -

قال أبو داود رحمه الله (1720): حدثنا عمرو بن عون، أخبرنا خالد عن أبي حيان التيمي عن المنذر بن جرير قال:

كنت مع جرير بالبوازيج فجاء الراعي بالبقر وفيها بقرة ليست منها فقال له جرير: ما هذه؟ قال: لحقت بالبقر لا ندري لمَن هي، فقال جرير: أخرجوها فقد سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «لا يأوي الضالة إلا ضال» .

‌التعليق:

هذا إسناد رجاله كلهم ثقات رجال الشيخين غير المنذر بن جرير من رجال مسلم.

هكذا قال خالد: (عن أبي حيان، عن المنذر، عن أبيه جرير).

خالفه يحيى بن سعيد القطان

(2)

، وعبد الله بن المبارك

(3)

،

(1)

رجال الإسناد:

عمرو بن عون بن أوس الواسطي، أبو عثمان البزاز البصري، ثقة ثبت من العاشرة، مات سنة 225، روى له البخاري ومسلم.

يحيى بن سعيد بن حيان، أبو حيان التيمي الكوفي، ثقة عابد، من السادسة، مات سنة 145، روى له البخاري ومسلم.

المنذر بن جرير بن عبد الله البجلي الكوفي، مقبول، من الثالثة، روى له مسلم.

(2)

ابن ماجه (2503) وأحمد (4/ 362) والطبراني في الكبير (2376) والبيهقي (6/ 190) وذكره البخاري في التاريخ الكبير (4/ 323) تعليقاً، والنسائي في الكبرى (5800).

(3)

الطبراني في الكبير (2378) وهو عند النسائي في الكبرى (5801) إلا أنه لم يذكر المنذر بن جرير في الإسناد فلعله سقط منه.

ص: 146

وزكريا بن أبي زائدة

(1)

، وعبد الله بن نمير

(2)

، وإسماعيل بن إبراهيم

(3)

(ابن علية)، ويعلى بن عبيد الطنافسي

(4)

.

فقالوا: (عن أبي حيان، عن الضحاك بن المنذر، عن منذر بن جرير، عن جرير).

أسقط خالد الطحان الضحاك بن المنذر من الإسناد وهو خال المنذر بن جرير كما جاء في رواية يحيى القطان وابن علية.

ورواه شعبة

(5)

عن أبي حيان التيمي، عن رجل، عن المنذر بن جرير، عن جرير لم يسمِّ الضحاك بن المنذر بل قال: رجل.

ورواه روح بن القاسم

(6)

، عن أبي حيان، عن الضحاك بن المنذر، عن رجل عن جرير.

لم يسمِّ فيه المنذر بن جرير.

وروايتهما قريبة من رواية الجماعة حيث ذكر شعبة أن بين أبي حيان والمنذر بن جرير رجل ولم يسمه وهو الضحاك.

وذكر روح بن القاسم الضحاك بن المنذر عن رجل وهو المنذر بن جرير، عن أبيه.

(1)

أحمد (4/ 360) وابن أبي شيبة (6/ 464 - 465).

(2)

الطبراني في الكبير (2377).

(3)

المحاملي في أماليه (3) وأبو القاسم المهرواني في الفوائد المنتخبة (51) والنسائي كما في تحفة الأشراف (2/ 432).

(4)

الطحاوي (4/ 133) وفي شرح مشكل الآثار (4719) والبخاري في التاريخ الكبير تعليقاً (4/ 322) والطبراني في الكبير (2378).

(5)

تحفة الأشراف (2/ 432).

(6)

تهذيب الكمال (13/ 298) ترجمة الضحاك.

ص: 147

‌أثر الوهم:

تحول الحديث من حيث إسناد رجاله كلهم ثقات إلى حديث ضعيف الإسناد لحال الضحاك بن المنذر

(1)

.

إلا أن الحديث معناه صحيح فقد روى مسلم من حديث زيد بن خالد الجهني رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: «مَنْ آوى ضالة فهو ضال ما لم يعرفها»

(2)

.

(1)

قال علي بن المديني: لا يعرفونه لم يروِ عنه غير أبي حيان. قاله ابن حجر في التهذيب، وقال في التقريب: مقبول.

(2)

مسلم (1725).

ص: 148

‌الحديث الرابع

(1)

:

778 -

قال الإمام أحمد رحمه الله (1/ 88): حدثنا خلف، حدثنا خالد، عن عاصم بن كليب، عن أبي بردة، عن أبي موسى أن علياً رضي الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم:

«سل الله تعالى الهدى والسداد، واذكر بالهدى هدايتك الطريق، واذكر بالسداد تسديدك للسهم» .

‌التعليق:

هذا إسناد رجاله كلهم ثقات رجال الصحيح غير خلف بن الوليد وهو ثقة، روى عنه أحمد في مسنده نحو (64) حديثاً.

هكذا رواه خالد فقال: (عن عاصم بن كليب، عن أبي بردة، عن أبي موسى، عن علي رضي الله عنه.

خالفه سفيان بن عيينة وشعبة وعبد الله بن إدريس وأبو الأحوص فقالوا: (عن عاصم بن كليب، عن أبي بردة، عن علي) لم يذكروا أبا موسى الأشعري في الإسناد.

(1)

رجال الإسناد:

خلف بن الوليد أبو الوليد العتكي الجوهري البغدادي، نزيل مكة، روى عن شعبة وشريك وإسرائيل وخالد الطحان وجمع، وعنه أحمد وأبو زرعة وآخرون، مات سنة 212، وثقه ابن معين وأبو زرعة وأبو حاتم. تعجيل المنفعة (276) تاريخ بغداد (8/ 317).

عاصم بن كليب بن شهاب بن المجنون الجرمي الكوفي، صدوق رُمي بالإرجاء، من الخامسة، مات سنة 137، روى له مسلم والبخاري تعليقاً.

أبو بردة ابن أبي موسى الأشعري، قيل: اسمه عامر، وقيل: الحارث، ثقة من الثالثة، مات سنة 104 وقيل غير ذلك وقد جاوز الثمانين، روى له البخاري ومسلم.

ص: 149

وقد خرّج حديثهم مسلم في الصحيح

(1)

.

وتابعهم سفيان الثوري

(2)

، وبشر بن المفضل

(3)

، وأبو عوانة

(4)

، وعلي بن عاصم

(5)

، وصالح بن عمر

(6)

، وعمار بن زريق

(7)

.

وقد جاء في رواية أبي عوانة اليشكري وعلي بن عاصم أن أبا بردة سمع هذا من أمير المؤمنين علي رضي الله عنه في حضور أبيه.

وقال الدارقطني في العلل (4/ 169 - 170):

هو حديث يرويه عاصم بن كليب عن أبي بردة حدّث به عنه شعبة وسفيان الثوري، وابن إدريس وأبو الأحوص وأبو عوانة وبشر بن المفضل وعلي بن عاصم.

وقال سفيان بن عيينة عن عاصم بن كليب عن أبي بكر عن أبي موسى.

وقال خالد الواسطي ومحمد بن فضيل عن عاصم بن كليب عن أبي بردة عن أبي موسى عن علي.

ووهما في قولهما: أبي موسى لأن أبا بردة سمع هذا الحديث من علي وأبو موسى حاضر بين أبي عوانة ذلك في روايته عن عاصم بن كليب.

(1)

(3/ 1659 حديث رقم 2078).

(2)

النسائي في الكبرى (9538) وأبو يعلى (281) وأبو عوانة (8652) تعليقاً.

(3)

أبو داود (4225) والنسائي (8/ 178).

(4)

أحمد (1/ 154) وأبو عوانة (8654).

(5)

أحمد (1/ 134)، والخطابي في غريب الحديث (1/ 683).

(6)

أبو يعلى (606) و (607).

(7)

أبو عوانة (8650).

ص: 150

‌تنبيه:

هذا الحديث وهم فيه ثلاثة من الثقات الأثبات من رجال الشيخين وهم: سفيان بن عيينة، ومحمد بن فضيل، وخالد الواسطي.

فأما ابن عيينة فكان يقول: أبي بكر بن أبي موسى عن أبيه أبي موسى فروجع في ذلك فقال: هذا حفظي وكلاهما ابن لأبي موسى فاجعلوه (عن ابن أبي موسى) ومن هذا الوجه أخرجه عنه مسلم في صحيحه، وربما نسي فقال: أبي بكر، فانظره في بابه، ح (125).

وأما محمد بن فضيل (انظر ح 992) في بابه) وخالد فجعلاه من رواية أبي بردة عن أبي موسى عن علي فسلكا الجادة، والله تعالى أعلم.

ص: 151

‌أبو خالد الأحمر

‌اسمه ونسبه:

سليمان بن حيان الأزدي، أبو خالد الأحمر، الكوفي الجعفري، ولد بجرجان سنة 114.

روى عن: حميد الطويل، وسليمان التيمي، وهشام بن عروة، وإسماعيل بن أبي خالد وجماعة.

روى عنه: محمد بن إسحاق بن يسار وهو من شيوخه، وأحمد بن حنبل، وإسحاق، ومحمد بن عبد الله بن كثير، وأبو بكر ابن أبي شيبة وجماعة.

قال إسحاق بن راهويه: سألت وكيعاً عن أبي خالد، فقال: وأبو خالد ممن يسأل عنه.

قال يحيى بن معين وابن المديني والعجلي وغيرهم: ثقة.

وقال يحيى مرة: ثقة وليس بثبت، وقال أيضاً: صدوق وليس بحجة، وتابعه على هذا ابن عدي.

ص: 152

وقال أبو حاتم: صدوق.

قال ابن حجر: صدوق يخطاء، من الثامنة، مات سنة 190 أو قبلها وله بضع وسبعون سنة.

مروياته في الصحيحين.

روى له البخاري أربعة أحاديث وعلق له حديثاً (420، 1872، 6136، 6963)، و (1090) تعليقاً. ومسلم (38) حديثاً (16، 23، 96، 130، 144، 445، 498، 502، 545، 579، 592، 672، 673، 700، 727، 728، 789، 917، 989، 1093، 1118، 1148، 1268، 1299، 1418، 1560، 1877، 1907، 1978، 2148، 2245، 2321، 2539، 2703، 2741، 2859، 2862، 2991).

ص: 153

‌الحديث الأول

(1)

:

779 -

قال الإمام مسلم في صحيحه (2/ 631 ح 917): حدثنا أبو بكر وعثمان ابنا أبي شيبة ح وحدثني عمرو الناقد قالوا جميعاً: حدثنا أبو خالد الأحمر عن يزيد بن كيسان عن أبي حازم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

«لقِّنوا موتاكم لا إله إلا الله» .

‌التعليق:

هذا إسناد رجاله كلهم ثقات رجال الشيخين غير يزيد بن كيسان من رجال مسلم.

وأخرجه ابن ماجه (1444) وأبو نعيم في المستخرج (2054) وابن الجارود في المنتقى (513) وأبو يعلى (6184) وابن أبي شيبة (10857) والبيهقي (3/ 387) والطبراني في الدعاء (1145) من طرق عن أبي خالد الأحمر به.

(1)

رجال الإسناد:

أبو بكر ابن أبي شيبة الكوفي، ثقة حافظ صاحب تصانيف، من العاشرة، مات سنة 235، روى له البخاري ومسلم.

عثمان بن محمد أبو الحسن بن أبي شيبة الكوفي، ثقة حافظ شهير له أوهام، وقيل: كان لا يحفظ القرآن، من العاشرة، مات سنة 239 وله 83 سنة، روى له البخاري ومسلم.

عمرو بن محمد بن بكير الناقد أبو عثمان البغدادي نزل الرقة، حافظ وهم في حديث، من العاشرة، مات سنة 232.

يزيد بن كيسان اليشكري، أبو إسماعيل الكوفي، صدوق يخطاء، من السادسة، روى له مسلم والبخاري في الأدب المفرد.

سليمان أبو حازم الأشجعي الكوفي، ثقة من الثالثة، مات على رأس المائة، روى له البخاري ومسلم.

ص: 154

هكذا قال أبو خالد الأحمر عن يزيد بن كيسان، عن أبي حازم عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم:«لقِّنوا موتاكم لا إله إلا الله» .

خالفه يحيى بن سعيد القطان

(1)

، ومروان بن معاوية

(2)

، والوليد بن قاسم

(3)

، ومحمد بن عبيد

(4)

، وأبو أسامة

(5)

فرووه عن يزيد بن كيسان بهذا الإسناد وقالوا: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لعمه عند الموت قل: لا إله إلا الله أشهد لك بها يوم القيامة فأبى، فأنزل الله: {إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ

(56)} [القصص: 56] الآية.

اختصر أبو خالد الحديث ورواه بالمعنى.

لذا قال أبو الفضل ابن عمار الشهيد رحمه الله: «هذا غلط فيه أبو خالد الأحمر، إنما هو مستخرج من قصة أبي طالب أن النبي صلى الله عليه وسلم قال له: «قل: لا إله إلا الله أشهد لك بها يوم القيامة»

(6)

.

وأبو خالد الأحمر قال عنه يحيى بن معين: صدوق وليس بحجة، وقال مرة: ثقة، وثالثة: ليس به بأس، وكذلك قال النسائي، ووثقه علي بن المديني. وقال أبو حاتم: صدوق. وقال العجلي: ثقة. وقال ابن سعد: ثقة كثير الحديث. وقال ابن عدي بعد أن ساق له أحاديث خولف فيها: (له أحاديث صالحة وإنما أتى هذا من سوء

(1)

مسلم (25).

(2)

مسلم (25).

(3)

أبو نعيم في المستخرج على مسلم (127) وأبو عوانة (24).

(4)

أبو عوانة (24) وأحمد (2/ 441) وإسحاق (208).

(5)

البيهقي في دلائل النبوة (2/ 345).

(6)

علل الأحاديث في كتاب الصحيح (19).

ص: 155

حفظه فيغلط ويخطاء وهو في الأصل كما قال ابن معين: صدوق وليس بحجة).

وقال البزار: (ليس مما يلزم زيادته حجة، لاتفاق أهل العلم بالنقل أنه لم يكن حافظ وأنه قد روى أحاديث عن الأعمش وغيره لم يتابع فيها).

وقال ابن طهمان: ليس به بأس وليس بذلك المتقن

(1)

.

ولم أجد مَنْ نبّه على هذا الوهم غير الحافظ أبي الفضل ابن عمار الشهيد فللّه دره من حافظ متقن خبير.

أما الإمام مسلم فإنما أخرجه بعد أن أخرج حديث أبي سعيد الخدري

(2)

رضي الله عنه أولاً بهذا اللفظ ثم أتبعه بهذا الحديث متابعة، والله أعلم.

(1)

انظر: تاريخ ابن معين (410، 545، 941) والجرح والتعديل (4/ 106) وتهذيب الكمال (11/ 394) ومعرفة الثقات (1/ 427).

(2)

مسلم (916).

ص: 156

‌الحديث الثاني

(1)

:

780 -

قال الإمام مسلم رحمه الله (2/ 804 ح 1148): وحدثني أحمد بن عمر الوكيعي، حدثنا حسين بن علي، عن زائدة، عن سليمان، عن مُسلم البطين، عن سعيد بن جبير عن ابن عباس رضي الله عنهما قال:

جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله إن أمي ماتت وعليها صوم شهر أفأقضيه عنها؟ فقال: «لو كان على أمك دَيْن أكنت قاضيه عنها؟» قال: نعم، قال:«فدَيْن الله أحق أن يقضى» .

قال سليمان: فقال الحكم وسلمة بن كهيل جميعاً ونحن جلوس حين حدّث مسلم بهذا الحديث فقالا: سمعنا مجاهداً يذكر هذا عن ابن عباس.

وحدثنا أبو سعيد الأشج حدثنا أبو خالد الأحمر حدثنا الأعمش عن سلمة بن كهيل والحكم بن عتيبة ومسلم البطين عن سعيد بن جبير ومجاهد وعطاء عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم بهذا الحديث.

(1)

رجال الإسناد:

عبد الله بن سعيد بن حصين الكندي، أبو سعيد الأشج الكوفي، ثقة من صغار العاشرة، مات سنة 257، روى له البخاري ومسلم.

سليمان بن مهران الأسدي الكاهلي، أبو محمد الكوفي الأعمش، ثقة حافظ عارف بالقراءة، ورع، مات سنة 147 أو 148، روى له البخاري ومسلم.

سلمة بن كهيل الحضرمي أبو يحيى الكوفي، ثقة يتشيع، من الرابعة، روى له البخاري ومسلم.

الحكم بن عتيبة، أبو محمد الكوفي الكندي، ثقة ثبت فقيه، من الخامسة، مات سنة 113 أو بعدها، روى له البخاري ومسلم.

مسلم بن عمران البطين، ويقال: ابن أبي عمران، أبو عبد الله الكوفي، ثقة من السادسة، روى له البخاري ومسلم.

ص: 157

‌التعليق:

هذا إسناد رجاله كلهم ثقات رجال الشيخين.

وأخرجه الترمذي (717) وفي العلل الكبير (197) وابن ماجه (1758) والنسائي في الكبرى (2914) وابن خزيمة (1953) وابن حبان (3570) وأبو عوانة (2902) وأبو نعيم في مستخرجه على مسلم (2608) وابن الجارود (942) والدارقطني (2/ 195 - 196) والبيهقي (4/ 255) والخطيب في الفصل للوصل (2/ 886) والبغوي في شرح السنة (1774) والطوسي في مختصر الأحكام (3/ 353) وابن حزم في المحلى (7/ 3) وابن حجر في تغليق التعليق كلهم من طرق عن أبي خالد الأحمر بهذا الإسناد.

هكذا قال أبو خالد الأحمر: (عن الأعمش، عن سلمة بن كهيل والحكم بن عتيبة ومسلم البطين عن سعيد بن جبير وعطاء ومجاهد عن ابن عباس).

خالفه زائدة بن قدامة

(1)

فقال: (عن الأعمش، عن مسلم، عن سعيد بن جبير ثم قال: قال الأعمش: فقال الحكم وسلمة بن كهيل ونحن جميعاً جلوس حين حدّث مسلم بهذا الحديث قالا: سمعنا مجاهداً يذكر هذا عن ابن عباس).

أي: أن الأعمش رواه عن مسلم البطين عن سعيد بن جبير عن ابن عباس، وعن الحكم وسلمة بن كهيل عن مجاهد عن ابن عباس.

وقد تابعه عبد الرحمن بن مغراء

(2)

ففي روايته أن سلمة بن كهيل يرويه عن مجاهد عن ابن عباس.

(1)

البخاري (1953) ومسلم (1148)(155).

(2)

النسائي في الكبرى (2915) وأبو عوانة (2898).

ص: 158

فرواه (عن الأعمش عن مسلم البطين عن سعيد بن جبير، وعن سلمة بن كهيل عن مجاهد، وعن الحكم بن عتيبة عن عطاء ثلاثتهم عن ابن عباس به.

ورواه جماعة عن الأعمش، عن مسلم، عن سعيد بن جبير عن ابن عباس رضي الله عنهم، منهم:

عيسى بن يونس

(1)

، وشعبة

(2)

، ويحيى بن سعيد القطان

(3)

، وأبو معاوية محمد بن خازم

(4)

، وعبثر بن القاسم

(5)

، وعبد الله بن نمير

(6)

، وعبيدة بن حميد

(7)

، وجرير بن عبد الحميد

(8)

، وعبيد الله بن عمرو

(9)

، والجراح بن الضحاك

(10)

، وإسماعيل بن زكريا

(11)

، وأبو إسحاق الفزاري

(12)

.

لذا ذكره الدارقطني في التتبع فقال: (وأخرج مسلم حديث الأشج عن أبي خالد

) قال: وقال البخاري: ويذكر عن أبي خالد فذكره.

وخالفه جماعة، منهم: شعبة وزائدة وعيسى بن يونس، وأبو

(1)

مسلم (1148).

(2)

أحمد (1/ 338) وابن خزيمة (2054) والطيالسي (3752).

(3)

أبو داود (3310) وأحمد (1/ 227).

(4)

أبو داود (3310).

(5)

النسائي في الكبرى (2912).

(6)

أحمد (1/ 362) وأبو عوانة (2896).

(7)

أبو عوانة (2897).

(8)

البيهقي (4/ 255).

(9)

الطحاوي (2542).

(10)

الطبراني في الكبير (12331) وفي الأوسط (1782).

(11)

الخطيب في الفصل للوصل (2/ 889).

(12)

المصدر السابق.

ص: 159

معاوية وابن نمير وجرير وعبثر بن القاسم وغيرهم رووه عن الأعمش عن مسلم عن سعيد عن ابن عباس.

وبيّن زائدة في روايته من أين دخل الوهم على أبي خالد فقال في آخر الحديث: «فقال سلمة بن كهيل والحكم وكانا عند مسلم حين حدّث بهذا: ونحن سمعناه من مجاهد عن ابن عباس»

(1)

.

وقال الخطيب: كذا روى هذا الحديث أبو خالد سليمان بن حيان الأحمر عن الأعمش عن النفر الثلاثة الذين سمّاهم وجعل روايتهم متفقة.

والحكم بن عتيبة وسلمة بن كهيل إنما روياه عن الأعمش عن مجاهد وحده عن ابن عباس، وأما مسلم البطين فإنه رواه للأعمش عن سعيد بن جبير عن ابن عباس

(2)

.

ووافقهم الحافظ فيما نسب إلى أبي خالد الأحمر من الوهم واعتذر للشيخين في ذكر حديثه فقال بعد أن أورد كلام الدارقطني السابق: «قد أوضحت هذه الطرق في كتابي تغليق التعليق وبيّنت أنه لا يلحق الشيخين في ذكرهما لطريق أبي خالد لوم، لأن البخاري علّقه بصيغة يشير إلى وهمه فيه، وأما مسلم فأخرجه مقتصراً على إسناده دون سياق متنه، لكن للحديث علة أخرى لم يتعرض لها الدارقطني وهي اختلافهم في سياق متنه وسنوضح ذلك إن شاء الله تعالى في موضعه»

(3)

.

(1)

التتبع (ص 531).

(2)

الفصل للوصل (2/ 886 - 887).

(3)

هدي الساري مقدمة فتح الباري (ص 399) وقد ذكره في الفتح (4/ 195) وهو اختلافهم، ففي رواية:(أختي)، وفي رواية:(أمي)، وفي رواية:(ذات قرابة) وعليها صوم شهر، وفي رواية:(خمسة عشر يوماً).

ص: 160

وقال الحافظ أيضاً: «وأما مسلم فلم يسق المتن بل أحال به على حديث زائدة وهو غير جيد لما في متن رواية أبي خالد

(1)

من المخالفة ولتفرد أبي خالد أيضاً بهذا السياق

»

(2)

.

وقال في موضع آخر: وقوله: (ويذكر عن أبي خالد

) هذا الإسناد صحيح إلا أنه معلل بالاضطراب لكثرة الاختلاف في إسناده ولتفرد أبي خالد بهذه السياقة وقد خالفه فيها مَنْ هو أحفظ وأتقن فصار حديثه شاذاً للمخالفة

(3)

.

لكن نقل الترمذي عن البخاري قوله: «جوّد أبو خالد الأحمر هذا الحديث واستحسن حديثه جداً قال محمد: وروى بعض أصحاب الأعمش مثل ما روى أبو خالد الأحمر»

(4)

.

قلت: لعل مراد الإمام البخاري والله أعلم قوله: (جوّده) أي: أنه ذكر شيوخ الأعمش الثلاثة وكذلك أصحاب ابن عباس الثلاثة الذين رووه عنه وليس المراد صحة إسناده بدليل أنه ذكره في صحيحه تعليقاً بصيغة التمريض ولم يعلقه بصيغة الجزم كحاله فيما صحّ عنده، والله تعالى أعلم.

‌علة الوهم:

1 سمع الأعمش هذا الحديث من ثلاثة أنفس في مجلس واحد: من مسلم البطين أولاً عن سعيد بن جبير، ثم صدقه الحكم بن

(1)

فيه (صوم شهرين) وفيها أن أختي ماتت.

(2)

تغليق التعليق (3/ 193).

(3)

النكت على ابن الصلاح (1/ 336).

(4)

العلل الكبير (1/ 115 رقم 197).

ص: 161

عتيبة وسلمة بن كهيل فقالا: إنهما سمعاه من مجاهد عن ابن عباس ففصل زائدة الحديث وبيَّن أنه عند سليمان الأعمش عن مسلم عن سعيد بن جبير عن ابن عباس، وأنه عند سليمان الأعمش عن الحكم وسلمة عن مجاهد عن ابن عباس.

وجمع أبو خالد الأحمر كلهم في هذا الإسناد وأضاف إليهم عطاء وهو أيضاً يرويه عن ابن عباس كما في رواية عبد الرحمن بن مغراء.

2 له بعض الأوهام فلا يعتد بما خالف فيه، وقد تقدم فيه قول ابن معين وابن عدي والبزار في الحديث السابق.

‌الخلاصة:

وهم أبو خالد الأحمر فأدخل إسناداً في إسناد، لذا ذكره البخاري بصيغة التمريض فقال:(ويذكر عن أبي خالد).

أما مسلم فإنما رواه متابعة ولم يسق لفظه ربما ليبين علته، وقد سبق قول ابن حجر:(لا يلحق الشيخين في ذكرهما لطريق أبي خالد لوم لأن البخاري علقه بصيغة تشير إلى وهمه فيه، وأما مسلم فأخرجه مقتصراً على إسناده دون سياق متنه)، والله تعالى أعلم.

ص: 162

‌الحديث الثالث

(1)

:

781 -

قال الإمام مسلم في صحيحه (3/ 1195 ح 1560): حدثنا أبو سعيد الأشج، حدثنا أبو خالد الأحمر، عن سعد بن طارق، عن ربعي بن حراش، عن حذيفة رضي الله عنه قال:

أُتي الله بعبد من عباده آتاه الله مالاً فقال له: ماذا عملت في الدنيا؟ قال: ولا يكتمون الله حديثاً، قال: يا رب آتيتني مالك فكنت أبايع الناس وكان من خلقي الجواز فكنت أتيسر على الموسر وأنظر المعسر.

فقال الله: أنا أحق بذا منك، تجاوزوا عن عبدي.

فقال عقبة بن عامر الجهني وأبو مسعود الأنصاري: هكذا سمعناه من في رسول الله صلى الله عليه وسلم.

‌التعليق:

هذا إسناد صحيح رجاله كلهم ثقات رجال الشيخين غير سعد بن طارق من رجال مسلم.

(1)

رجال الإسناد:

أبو سعيد الأشج: عبد الله بن سعيد بن حصين الكندي، الكوفي، ثقة، من صغار العاشرة، مات سنة 257، روى له البخاري ومسلم.

سعد بن طارق أبو مالك الأشجعي الكوفي، ثقة من الرابعة، مات في حدود الأربعين، روى له مسلم واستشهد به البخاري في الصحيح.

ربعي بن حراش، أبو مريم العيسى الكوفي، ثقة عابد مخضرم، من الثانية، مات سنة 100، وقيل غير ذلك، روى له البخاري ومسلم.

حذيفة بن اليمان واسم اليمان حسيل مصغراً، حليف الأنصار، صحابي جليل من السابقين، هو وأبوه صحابيان، مات في أول خلافة علي سنة 36، روى له البخاري ومسلم.

ص: 163

هكذا قال أبو خالد الأحمر: (عن سعد بن طارق، عن ربعي بن حراش عن حذيفة، وقال في آخره: إنه صدقه في حديثه عقبة بن عامر الجهني وأبو مسعود الأنصاري).

خالفه يزيد بن هارون

(1)

، وعلي بن مسهر

(2)

فقالا: (عن سعد بن طارق، عن ربعي بن حراش، عن حذيفة، وقالوا في آخره: إن الذي صدقه في حديثه هو أبو مسعود الأنصاري عقبة بن عمرو).

وتابعهم أبو معاوية الضرير محمد بن خازم

(3)

فرواه عن سعد بن طارق، عن ربعي بن حراش، عن أبي مسعود الأنصاري وعن حذيفة معاً.

وكذلك رواه عبد الملك بن عمير

(4)

عن ربعي بن حراش عن حذيفة وفيه قال أبو مسعود: وأنا سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم.

ورواه نُعيم بن أبي هند

(5)

عن ربعي بن حراش قال: جلست إلى حذيفة بن اليمان وإلى أبي مسعود الأنصاري

فحدّث أحدهما وصدّقه الآخر.

ورواه منصور بن المعتمر

(6)

عن ربعي عن أبي مسعود وحده.

(1)

أحمد (4/ 118) والطبراني في الكبير (17/ 648) و (649).

(2)

الطبراني في الكبير (17/ 647).

(3)

أحمد (5/ 383).

(4)

البخاري (2391)(3450)(3451) ومسلم (1560) وأحمد (5/ 399).

(5)

مسلم (1560) وأحمد (5/ 407).

(6)

البغوي في شرح السنّة (8/ 197 رقم 2140).

ص: 164

ورواه الأعمش عن أبي وائل عن أبي مسعود وحده

(1)

.

وهم أبو خالد الأحمر في ذكره لعقبة بن عامر الجهني

(2)

فقال: (عقبة بن عامر الجهني وأبو مسعود الأنصاري) والصواب أنه عقبة بن عمرو أبو مسعود

(3)

.

لذا حكم أئمة الحديث ونقاده على أن أبا خالد الأحمر قد وهم في هذا.

وقال الدارقطني في العلل (6/ 180) عندما سئل عن هذا الحديث: (يرويه أبو مالك الأشجعي، ونعيم بن أبي هند، وعبد الملك بن عمير عن ربعي، عن حذيفة وأبي مسعود.

ووهم فيه أبو خالد الأحمر، فرواه عن أبي مالك الأشجعي عن ربعي عن حذيفة وقال فيه: فقال عقبة بن عامر الجهني وأبو مسعود الأنصاري: هكذا سمعناه من النبي صلى الله عليه وسلم، والصواب: فقال عقبة بن عمرو أبو مسعود).

وقال في التتبع (ص 307): (وأخرج مسلم حديث أبي خالد الأعمر عن أبي مالك عن ربعي عن حذيفة في التجاوز عن المعسر فقال: عقبة بن عامر وأبو مسعود. وهذا وهم فيه أبو خالد ورواه أصحاب أبي مالك عنه وتابعهم نعيم بن أبي هند وعبد الملك بن عمير

(1)

مسلم (1561).

(2)

عقبة بن عامر الجهني، صحابي مشهور ويكنى أبا حماد وقيل غيره، ولي إمرة مصر لمعاوية ثلاث سنين، وكان فقيهاً فاضلاً.

(3)

عقبة بن عمرو بن ثعلبة الأنصاري، أبو مسعود البدري، صحابي جليل.

ص: 165

ومنصور وغيرهم عن ربعي عن حذيفة فقال عقبة بن عمرو أبو مسعود).

وقال القاضي عياض في الإكمال (5/ 230): (والحديث محفوظ لأبي مسعود عقبة بن عمرو الأنصاري وحده لا لعقبة بن عامر الجهني، والوهم في الإسناد من أبي خالد الأحمر قاله الدارقطني، وصوابه فقال: عقبة بن عمرو أبو مسعود الأنصاري، كذا رواه أصحاب أبي مالك سعد بن طارق، وتابعهم نعيم بن أبي هند وعبد الملك بن عمير ومنصور وغيرهم عن ربعي بن خراش عن حذيفة فقالوا في آخر الحديث: فقال عقبة بن عمرو أبو مسعود، وهذه الأحاديث خرّجها مسلم في الباب من حديث منصور ونعيم بن أبي هند وعبد الملك بن عمير).

وقال النووي في شرح صحيح مسلم (10/ 225): هكذا هو في جميع النسخ فقال عقبة بن عامر وأبو مسعود، قال الحفاظ هذا الحديث إنما هو محفوظ لأبي مسعود عقبة بن عمرو الأنصاري البدري وحده وليس لعقبة بن عامر فيه رواية. قال الدارقطني: والوهم في هذا الإسناد من أبي خالد الأحمر، قال: وصوابه عقبة بن عمرو أبو مسعود الأنصاري كذا رواه أصحاب أبي مالك سعد بن طارق وتابعهم نعيم بن أبي هند وعبد الملك بن عمير ومنصور وغيرهم عن ربعي عن حذيفة فقالوا في آخر الحديث: فقال عقبة بن عمرو أبو مسعود، وقد ذكر مسلم في هذا الباب حديث منصور

(1)

ونعيم وعبد الملك، والله أعلم.

(1)

قلت: حديث منصور عند مسلم لم يذكر أي متابعة لحذيفة فلم يقل: قال: عقبة بن منصور أو غيره فلعله في غير صحيح مسلم، والله أعلم.

وانظر: بين الإمامين مسلم والدارقطني للشيخ ربيع بن هادي المدخلي ص 278.

ص: 166

وقال الحافظ المزي في تحفة الأشراف (3/ 26): (قال خلف: قوله: عقبة بن عامر وهم لا أعلم أحداً قاله غيره يعني الأشج، والحديث إنما يحفظ من حديث عقبة بن عمرو أبي مسعود).

قال الحافظ ابن حجر في النكت الظراف على الأطراف (3/ 26) معلقاً: قلت: قد تابع الأشج إسحاق بن راهويه فأخرجه في مسنده عن أبي خالد الأحمر، وقال في روايته: فقال عقبة بن عامر وأبو مسعود هكذا بالواو العاطفة، وهكذا أخرجه أبو نعيم في مستخرجه على مسلم من طريق إسحاق، وقال الدارقطني في العلل: إن الوهم فيه من أبي خالد، فيمكن أن يستقيم كلامه بأن يكون الضمير في قوله:(لا أعلم أحداً قاله غيره) يعني أبا خالد الأحمر لا الأشج كما فسره المزي).

ص: 167

‌الحديث الرابع

(1)

:

782 -

قال أبو عبد الرحمن النسائي رحمه الله (4/ 149): أخبرنا محمد بن العلاء، قال: حدثنا أبو خالد، عن محمد بن عمرو عن أبي سلمة، عن ابن عباس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

«لا تتقدموا الشهر بصيام يوم أو يومين إلا أن يوافق ذلك يوماً كان يصومه أحدكم» .

‌التعليق:

هذا إسناد رجاله كلهم ثقات رجال الشيخين.

هكذا رواه أبو خالد فقال: (عن محمد بن عمرو، عن أبي سلمة، عن ابن عباس).

خالفه يحيى بن سعيد القطان

(2)

، وعبد العزيز بن محمد الدراوردي

(3)

، وعبدة بن سليمان

(4)

، ويزيد بن هارون

(5)

،

(1)

رجال الإسناد:

محمد بن العلاء بن كريب الهمداني، أبو كريب الكوفي، مشهور بكنيته، ثقة حافظ من العاشرة، مات سنة 247 وله 87 سنة، روى له البخاري ومسلم.

محمد بن عمرو بن علقمة بن وقاص الليثي المدني، صدوق له أوهام، من السادسة، مات سنة 145 على الصحيح، روى له البخاري ومسلم.

أبو سلمة ابن عبد الرحمن بن عوف الزهري المدني، قيل: اسمه عبد الله، وقيل: إسماعيل، ثقة مكثر، من الثالثة، مات سنة 94 أو 104، روى له البخاري ومسلم.

(2)

أحمد (2/ 438).

(3)

الشافعي في المسند (1/ 274).

(4)

الترمذي (684).

(5)

ابن حبان (3459).

ص: 168

وإسماعيل بن جعفر

(1)

، وأبو بكر ابن عياش

(2)

، وأسباط بن محمد

(3)

، وأسامة بن زيد

(4)

، وأبو معاوية

(5)

، وعبد الوهاب بن عطاء

(6)

، ومحمد بن عبد الله الأنصاري

(7)

.

فقالوا: (عن محمد بن عمرو، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة).

وكذلك رواه يحيى بن أبي كثير، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة، أخرجه البخاري ومسلم في الصحيح

(8)

.

لذا قال النسائي عقب الحديث: هذا خطأ.

(1)

الدارقطني (2/ 159).

(2)

الدارقطني (2/ 159).

(3)

الدارقطني (2/ 159).

(4)

الدارقطني (2/ 159).

(5)

الترمذي (687) والدارقطني (2/ 162) والحاكم (1/ 425) وقد وهم في اللفظ وقد ذكرناه في بابه، ح (389).

(6)

البيهقي (4/ 207).

(7)

أحمد (2/ 497).

(8)

البخاري (1914) ومسلم (1082).

ص: 169

‌الحديث الخامس

(1)

:

783 -

قال الإمام أحمد رحمه الله (6/ 409 - 410): حدثنا عبد الله بن محمد، قال عبد الله: وسمعته أنا من عبد الله بن محمد بن أبي شيبة، حدثنا أبو خالد الأحمر، عن يحيى بن سعيد عن محمد بن حبّان، عن خولة بنت حكيم رضي الله عنها قالت:

قلت: يا رسول الله إن لك حوضاً؟ قال: «نعم، وأحَب مَنْ ورده عليّ قومك» .

‌التعليق:

هذا إسناد رجاله كلهم ثقات رجال الشيخين.

وهو عند ابن أبي شيبة في مصنفه (11/ 438).

ومن طريقه أخرجه أيضاً ابن أبي عاصم في السنة (704) وفي الآحاد والمثاني (3267) والطبراني في الكبير (24/ 590 و 616).

(1)

رجال الإسناد:

عبد الله بن محمد بن أبي شيبة، أبو بكر ابن أبي شيبة الكوفي، ثقة حافظ صاحب تصانيف، من العاشرة، مات سنة 235، روى له البخاري ومسلم.

يحيى بن سعيد بن قيس الأنصاري المدني، أبو سعيد القاضي، ثقة ثبت، من الخامسة، مات سنة 144 أو بعدها، روى له البخاري ومسلم.

محمد بن يحيى بن حبّان ابن منقذ الأنصاري المدني، ثقة فقيه من الرابعة، مات سنة 121 وله 74 سنة، روى له البخاري ومسلم.

خولة بنت حكيم بن أمية السلمية، يقال لها: أم شريك، ويقال لها: خويلة أيضاً بالتصغير، صحابية مشهورة، يقال: إنها التي وهبت نفسها للنبي صلى الله عليه وسلم وكانت قبل تحت عثمان بن مظعون، وحديثها عند مسلم والبخاري في خلق أفعال العباد.

ص: 170

هكذا رواه أبو خالد الأحمر فقال: (عن يحيى بن سعيد، عن محمد بن حبان، عن خولة بنت حكيم).

خالفه حماد بن زيد

(1)

فقال: (عن يحيى بن سعيد، عن محمد بن حبان، عن خولة بنت قيس بن فهد)

(2)

.

وكذلك رواه جرير بن حازم عن يحيى بن سعيد عن بحنس عن خولة بنت قيس

(3)

.

ورواه زيد بن الحباب عن عيسى بن النعمان عن معاذ بن رفاعة بن رافع بن خديج عن خولة بنت قيس

(4)

.

لذا قال الطبراني: والصواب حديث حماد بن زيد

(5)

.

وقال أيضاً: هكذا رواه أبو خالد الأحمر وقال الناس عن خولة بنت قيس

(6)

.

وقد روى البزار من طريق عبد الرحمن الأعرج عن المسور بن مخرمة عن أسامة بن زيد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أتى منزل حمزة بن عبد المطلب فسأل امرأته خولة فقال: «أين حمزة أين أبو عمارة؟» أو

(1)

ابن أبي عاصم في السنة (705) وفي الآحاد والمثاني (3268) من طريق محمد بن عبيد بن حساب وهو ثقة من رجال مسلم عن حماد بن زيد.

(2)

خولة بنت قيس بن فهد بن قيس بن ثعلبة الأنصارية، زوجة حمزة بن عبد المطلب صحابية لها حديث في البخاري.

(3)

أحمد (6/ 410).

(4)

الطبراني (24/ 587) وقال الهيثمي في المجمع (10/ 361): رواه أحمد والطبراني ورجال أحمد رجال الصحيح.

(5)

المعجم الكبير (24/ 233).

(6)

المعجم الكبير (24/ 241) ومعجم الزوائد (10/ 361).

ص: 171

قال: «أثمَّ أبو عمارة؟» قالت: لا، وقد حدثني عنك أن لك حوضاً.

قال: «نعم، وأحَب مَنْ يرده عليّ قومك»

(1)

.

(1)

مسند البزار (4/ 117 رقم 1289).

ص: 172

‌الحديث السادس

(1)

:

784 -

قال أبو عبد الرحمن النسائي رحمه الله في السنن الكبرى (7206): أخبرنا محمد بن العلاء قال: ثنا أبو خالد، عن محمد بن إسحاق، قال: أخبرني محمد بن إبراهيم عن أبي عثمان بن نصر الأسلمي، عن أبيه قال:

كنت فيمن رجم ماعزاً فلما غشيته الحجارة قال: ردوني إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم

الحديث.

‌التعليق:

هذا إسناد رجاله كلهم ثقات رجال الصحيح غير أبي الهيثم من رجال النسائي وقال عنه الحافظ: مقبول.

ورواه ابن أبي شيبة في مصنفه (2781) عن أبي خالد الأحمر، ومن طريقه رواه ابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني (2381).

هكذا رواه أبو خالد فقال: (عن محمد بن إسحاق، عن محمد بن إبراهيم، عن أبي عثمان بن نصر، عن أبيه).

(1)

رجال الإسناد:

محمد بن العلاء: تقدم.

محمد بن إسحاق: تقدم. انظره في بابه.

محمد بن إبراهيم بن الحارث بن خالد التيمي، أبو عبد الله المدني، ثقة له أفراد، من الرابعة، مات سنة 120 على الصحيح، روى له البخاري ومسلم.

أبو عثمان ابن نصر، كذا وقع عند النسائي، صوابه أبو الهيثم ابن نصر.

ص: 173

خالفه إبراهيم بن سعد الزهري

(1)

، ويزيد بن زريع

(2)

، فرووه (عن محمد بن إسحاق، عن محمد بن إبراهيم، عن أبي الهيثم بن نصر، عن أبيه).

وهم أبو خالد فقلب اسم أبي الهيثم بن نصر إلى (أبي عثمان بن نصر).

وقد نبّه على ذلك الحافظ المزي في تهذيب الكمال (34/ 383) وفي تحفة الأشراف (9/ 9) وتبعه على ذلك الحافظ ابن حجر في التهذيب والتقريب.

قال: قال أبو خالد الأحمر: عن محمد بن إسحاق، عن محمد بن إبراهيم، عن أبي عثمان بن نصر السلمي، وهو وهم.

(1)

أحمد (3/ 431) والنسائي (7208).

(2)

النسائي (7207) والدارمي (2318) والطحاوي في شرح المشكل (434) وابن قانع في معجم الصحابة (1130).

ص: 174

‌الحديث السابع

(1)

:

785 -

قال الإمام أحمد رحمه الله (4/ 286): حدثنا أبو خالد الأحمر، حدثنا يحيى بن سعيد، عن عدي بن ثابت، عن البراء بن عازب رضي الله عنه قال:

صلّيت خلف النبي صلى الله عليه وسلم المغرب فقرأ ب (التين والزيتون).

‌التعليق:

هذا إسناد رجاله كلهم ثقات رجال الشيخين.

هكذا رواه أبو خالد الأحمر، عن يحيى بن سعيد وذكر أنها صلاة المغرب.

خالفه أصحاب يحيى بن سعيد فقالوا: إنها صلاة العشاء، منهم:

مالك بن أنس، والليث بن سعد، وسفيان بن عيينة (في رواية عنه)، وأبو معاوية، وابن نمير وغيرهم، وسيأتي بيان ذلك في باب الحميدي فانظره.

(1)

رجال الإسناد:

يحيى بن سعيد بن قيس الأنصاري المدني أبو سعيد القاضي، ثقة ثبت من الخامسة، مات سنة 144 أو بعدها، روى له البخاري ومسلم.

عدي بن ثابت الأنصاري الكوفي، ثقة رمي بالتشيع، من الرابعة، مات سنة 116، روى له البخاري ومسلم.

ص: 175

‌الحديث الثامن

(1)

:

786 -

قال أبو داود رحمه الله (1152): حدثنا أبو توبة الربيع بن نافع، ثنا سليمان يعني ابن حيان عن أبي يعلى الطائفي عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده:

أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يكبّر في الفطر في الأولى سبعاً ثم يقرأ ثم يكبّر ثم يقوم فيكبّر أربعاً ثم يقرأ ثم يركع.

قال أبو داود: رواه وكيع وابن المبارك قالا: سبعاً وخمساً.

‌التعليق:

هذا إسناد رجاله ثقات.

هكذا قال سليمان بن حيان عن أبي يعلى، عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده (يكبّر في الأولى سبعاً وفي الثانية أربعاً).

(1)

رجال الإسناد:

الربيع بن نافع أبو توبة الحلبي نزيل طرسوس، ثقة حجة عابد، من العاشرة، مات سنة 241، روى له مسلم والبخاري في الأدب المفرد.

عبد الله بن عبد الرحمن بن يعلى بن كعب الطائفي، أبو يعلى الثقفي، صدوق يخطاء ويهم، من السابعة، روى له مسلم والبخاري في الأدب المفرد.

عمرو بن شعيب بن محمد بن عبد الله بن عمرو بن العاص، صدوق، من الخامسة، مات سنة 118، روى له أصحاب السنن والبخاري في جزء القراءة.

شعيب بن محمد بن عبد الله بن عمرو بن العاص، صدوق ثبت، سماعه من جده، من الثالثة، روى له البخاري في جزء القراءة وفي الأدب المفرد وأصحاب السنن.

عبد الله بن عمرو بن العاص: صحابي مشهور.

ص: 176

خالفه عبد الله بن المبارك

(1)

، ومعتمر بن سليمان

(2)

، وأبو أحمد الزبيري

(3)

، ووكيع

(4)

، وأبو نعيم

(5)

، وأبو عاصم

(6)

، وعثمان بن عمر

(7)

، فرووه عن أبي يعلى الطائفي بهذا الإسناد فقالوا:(في الأولى: سبعاً وفي الثانية: خمساً).

وكذلك رواه كثير بن عبد الله بن عمرو

(8)

بن عوف عن أبيه عن جده أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كبّر في العيدين سبعاً في الأولى وخمساً في الآخرة.

وعبد الرحمن بن سعد بن عمار بن سعد مؤذن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: حدثني أبي عن أبيه عن جده أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يكبّر في العيدين في الأولى: سبعاً قبل القراءة، وفي الآخرة: خمساً قبل القراءة

(9)

.

وكذلك رواه جماعة عن الزهري عن عروة عن عائشة

(10)

.

(1)

ابن ماجه (1278).

(2)

أبو داود (1151) والدارقطني (2/ 48) والبيهقي (3/ 285) والنسائي في الكبرى (1804).

(3)

الدارقطني (2/ 47) والبيهقي (3/ 285).

(4)

أحمد (2/ 180) وابن أبي شيبة (5694).

(5)

ابن الجارود (262) والبيهقي في السنن الصغرى (717).

(6)

البيهقي تعليقاً (3/ 280).

(7)

المصدر السابق.

(8)

الترمذي (536) وابن ماجه (1279) والبزار (3389) والدارقطني (2/ 48) والبيهقي (3/ 286).

(9)

الدارمي (1606) وابن ماجه (1277) والطبراني في الكبير (5448) والدارقطني (2/ 47) والبيهقي (3/ 286).

(10)

أبو داود (1149) وابن ماجه (1280).

ص: 177

لذا قال أبو داود عقب الحديث: رواه وكيع وابن المبارك قالا: سبعاً وخمساً، يشير إلى وهم سليمان في قوله:(أربعاً).

وقال الألباني: هذا إسناد حسن رجاله ثقات رجال مسلم غير عمرو بن شعيب وفيه وفي أبيه والطائفي كلام يسير

لكن قوله هنا: أربعاً خطأ يبدو أنه من سليمان بن حيان وأنه مع كونه من رجال الشيخين فإنه كان يخطاء كما في التقريب.

ومع ذلك فقد خالف وكيعاً وابن المبارك في قوله: أربعاً، فقالا: خمساً كما علقه المصنف عنهما

(1)

.

قال الترمذي: (سألت محمداً عن هذا الحديث يعني حديث عبد الله بن نافع عن كثير بن عبد الله عن أبيه عن جده أن النبي صلى الله عليه وسلم كبّر في العيدين في الأولى: سبعاً قبل القراءة، وفي الآخرة: خمساً قبل القراءة؟

فقال: ليس في الباب شيء أصح من هذا وبه أقول.

وحديث عبد الله بن عبد الرحمن الطائفي عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده في هذا الباب هو صحيح أيضاً وعبد الله بن عبد الرحمن الطائفي مقارب الحديث)

(2)

.

(1)

صحيح سنن أبي داود (4/ 315).

(2)

العلل (1/ 93 رقم 153، 154).

ص: 178

‌الحديث التاسع

(1)

:

787 -

قال ابن ماجه (2374): حدثنا محمد بن طريف، ثنا أبو خالد الأحمر عن مجالد عن عامر عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه:

أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أجاز شهادة أهل الكتاب بعضهم على بعض.

‌التعليق:

هذا إسناد رجاله رجال الصحيح.

وأخرجه البيهقي (10/ 165 - 166) من طريق محمد بن طريف ومن طريق حسن بن حماد كلاهما عن أبي خالد الأحمر به.

هكذا قال أبو خالد الأحمر: (عن مجالد، عن عامر، عن جابر).

خالفه عبد الواحد بن زياد

(2)

فقال: (عن مجالد، عن عامر، عن شريح موقوفاً).

وكذلك رواه داود بن أبي هند

(3)

، وأشعث بن سوار

(4)

،

(1)

رجال الإسناد:

محمد بن طريف بن خليف البجلي، أبو جعفر الكوفي، من صغار العاشرة، صدوق، مات سنة 242 وقيل قبل ذلك، روى عنه مسلم.

مجالد بن سعيد بن عمير الهمداني أبو عمرو الكوفي، ليس بالقوي وقد تغير في آخر عمره، من صغار السادسة، مات سنة 144، روى له مسلم وأصحاب السنن.

عامر بن شراحيل الشعبي، ثقة مشهور فقيه فاضل، من الثالثة، مات بعد سنة 100 وله نحو من ثمانين، روى له البخاري ومسلم.

(2)

البيهقي (10/ 166) ووكيع في أخبار القضاة (2/ 256).

(3)

البيهقي (10/ 166).

(4)

ابن أبي شيبة (22885).

ص: 179

وعيسى بن أبي عزة الكوفي

(1)

، وأبو الحصين عثمان بن عاصم الأسدي

(2)

أربعتهم عن عامر الشعبي موقوفاً من قوله، وجعله داود بن أبي هند عن الشعبي عن شريح موقوفاً.

ورواه يحيى بن وثاب

(3)

عن شريح موقوفاً.

قال البيهقي: هكذا رواه أبو خالد الأحمر عن مجالد، وهو مما أخطأ فيه وإنما رواه غيره عن مجالد عن الشعبي من قوله وحكمه غير مرفوع

(4)

.

وقال في السنن الصغرى: وقد غلط فيه أبو خالد الأحمر

وكذا أجمعوا على خطئه في ذلك

(5)

.

(1)

عبد الرزاق (10232) و (15532).

(2)

عبد الرزاق (10229) والطحاوي في شرح مشكل الآثار (11/ 401).

(3)

عبد الرزاق (10230) و (15531) وابن أبي شيبة (22869) والطحاوي (11/ 451).

(4)

السنن الكبرى (10/ 166).

(5)

المنّة الكبرى شرح السنن الصغرى (9/ 128).

ص: 180

‌عباد بن العوام

‌اسمه ونسبه:

عباد بن العوام بن عمر بن عبد الله بن المنذر الكلابي، مولاهم أبو سهل الواسطي.

روى عن: أبي مالك الأشجعي، وعبد الله بن أبي نجيح، وإسماعيل بن أبي خالد، وأبي إسحاق الشيباني، وابن عون وجماعة.

روى عنه: أحمد بن حنبل وابنا أبي شيبة وعمرو الناقد وإسماعيل بن علية وهو من أقرانه.

قال ابن معين وأبو داود والنسائي وأبو حاتم والعجلي وابن سعد وغيرهم: ثقة.

وقال أحمد: كان يشبه أصحاب الحديث، وضعف حديثه عن سعيد بن أبي عروبة.

قال ابن سعد: كان من نبلاء الرجال في كل أمره، قال: وكان يتشيع.

ص: 181

وأثنى عليه وكيع.

ولد سنة 118 ومات حدود سنة 186 أو قبلها أو بعدها بيسير.

قال ابن حجر: ثقة من الثامنة.

روى له البخاري أربعة أحاديث عن يحيى بن أبي إسحاق والشيباني وإسماعيل بن أبي خالد (2071، 3983، 6543، 7096) ط البغا.

ومسلم ستة أحاديث (174، 513، 555، 1005، 1590، 1623).

ص: 182

‌الحديث

(1)

:

788 -

قال أبو يعلى رحمه الله (3071 ط. دار القبلة): حدثنا زهير، حدثنا سعيد بن سليمان، حدثنا عباد بن العوام، عن سعيد، عن قتادة، عن أنس رضي الله عنه:

أن أم سليم حاضت بعدما أفاضت فأمرها رسول الله صلى الله عليه وسلم أن تنفر.

‌التعليق:

هذا إسناد على شرط البخاري ومسلم.

والحديث رواه كذلك الطحاوي في شرح معاني الآثار (2/ 233)، والطبراني في الأوسط (804) والدارقطني في العلل (12/ 207) كلهم من طريق عباد بن العوام به.

هكذا قال عباد: (عن سعيد، عن قتادة، عن أنس).

خالفه محمد بن جعفر

(2)

، وروح بن عبادة

(3)

، وعبدة بن

(1)

رجال الإسناد:

زهير بن حرب بن شداد، أبو خيثمة النسائي، نزيل بغداد، ثقة ثبت، روى عنه مسلم أكثر من ألف حديث، من العاشرة، مات سنة 234 وله 74 سنة، روى له البخاري ومسلم.

سعيد بن سليمان الضبي، أبو عثمان الواسطي، نزيل بغداد، البزاز، لقبه سعدويه، ثقة حافظ من كبار العاشرة، مات سنة 225 وله 100 سنة، روى له البخاري ومسلم.

سعيد بن أبي عروبة مهران اليشكري، مولاهم، أبو النضر البصري، ثقة حافظ له تصانيف، كثير التدليس واختلط، وكان من أثبت الناس في قتادة، من السادسة، مات سنة 156 أو 157، روى له البخاري ومسلم.

(2)

أحمد (6/ 430).

(3)

أحمد (6/ 430) مقروناً مع محمد بن جعفر، والبيهقي (5/ 164).

ص: 183

سليمان

(1)

، وعبد الأعلى بن عبد الأعلى

(2)

فقالوا: (عن سعيد، عن قتادة، عن عكرمة) وذكر فيه قصة

(3)

.

وكذلك رواه هشام الدستوائي

(4)

عن قتادة عن عكرمة أن زيد بن ثابت وابن عباس اختلفا في المرأة تحيض بعد الزيارة

الحديث.

ورواه البخاري

(5)

عن أيوب السختياني عن عكرمة أن أهل المدينة سألوا ابن عباس رضي الله عنهما عن امرأة طافت ثم حاضت قال لهم: تنفر، قالوا: لا نأخذ بقولك وندع قول زيد، قال: إذا قدمتم المدينة فاسألوا، فسألوا فكان فيمن سألوا أم سليم فذكرت حديث صفية.

قال البخاري: رواه خالد

(6)

وقتادة

(7)

عن عكرمة.

قال المروذي: وذكرت حديث عباد، عن ابن أبي عروبة، عن

(1)

إسحاق بن راهويه في مسنده (2187).

(2)

ذكره الحافظ في الفتح (3/ 588) قال: ورواه سعيد بن أبي عروبة في كتاب المناسك الذي رويناه من طريق محمد بن يحيى القطيعي عن عبد الأعلى عنه.

(3)

وتتمة الحديث: (أنه كان بين ابن عباس وزيد بن ثابت في المرأة تحيض بعدما تطوف بالبيت يوم النحر مقاولة في ذلك فقال زيد: لا تنفر حتى يكون آخر عهدها بالبيت، وقال ابن عباس: إذا طافت يوم النحر وحلّت لزوجها نفرت إن شاءت ولا تنتظر.

فقالت الأنصار: يا ابن عباس إنك إذا خالفت زيداً لم نتابعك، فقال ابن عباس: سلوا أم سليم، فسألوها عن ذلك فأخبرت أن صفية بنت حيي أصابها ذلك فقالت عائشة: الخيبة لك حبستنا، فذكر ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم فأمرها أن تنفر، وأخبرت أم سليم أنها لقيت ذلك فأمرها رسول الله صلى الله عليه وسلم أن تنفر).

(4)

الطيالسي (1651) وأحمد (6/ 431) والطحاوي (2/ 233).

(5)

في صحيحه (1758).

(6)

خالد هو الحذاء وحديثه عند البيهقي (5/ 163).

(7)

رواية هشام وسعيد بن أبي عروبة، سبق تخريجها.

ص: 184

قتادة، عن أنس أن صفية حاضت بعدما طافت.

فقال أي: الإمام أحمد: أخطأ فيه عباد، إنما هو عن قتادة، عن عكرمة

(1)

.

وقال أبو داود: ذكرت لأحمد حديث عباد بن العوام عن سعيد، عن قتادة، عن أنس (أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يتختم في يمينه) فلم يعرفه، وقال: عند عباد عن سعيد غير حديث خطأ، فلا أدري سمعه منه بآخره أم لا؟ يعني عن سعيد، عن قتادة، عن أنس قصة أم سليم، وإنما هي في كتب سعيد عن عكرمة، يعني عن سعيد، عن قتادة، عن عكرمة

(2)

.

قال الطبراني في الأوسط (1/ 245): لم يروِ هذا الحديث عن قتادة إلا سعيد، تفرد به عباد بن العوام.

قال ابن أبي حاتم في العلل (791): وسألت أبي عن حديث رواه عباد بن العوام، عن سعيد بن أبي عروبة، عن قتادة، عن أنس: أن أم سليم حاضت بعدما أفاضت يوم النحر، فأمرها النبي صلى الله عليه وسلم أن تنفر؟ قال أبي: هذا خطأ، إنما هو قتادة، عن عكرمة، عن النبي صلى الله عليه وسلم

مرسل في قصة صفية، رواه الدستوائي وغيره وهذا هو الصحيح.

وقال في العلل (809): هذا خطأ، إنما هو كما رواه الدستوائي، عن قتادة، عن عكرمة أن أم سليم حاضت.

(1)

العلل ومعرفة الرجال رواية المروذي وغيره (49/ 265).

(2)

مسائل الإمام أحمد رواية أبي داود (ص 400).

ص: 185

قلت لأبي: الخطأ ممن هو؟

قال: لا أدري من عباد هو أو من سعيد.

وقال الحافظ ابن حجر في الفتح (3/ 588): (طريق قتادة هذه هي المحفوظة، وقد شذّ عباد بن العوام فرواه عن سعيد بن أبي عروبة عن قتادة، عن أنس مختصراً في قصة أم سليم أخرجه الطحاوي من طريقه).

وقال الدارقطني في العلل (12/ 207): يرويه عباد بن العوام عن سعيد بن أبي عروبة عن قتادة عن أنس.

وغيره يرويه عن سعيد عن قتادة مرسلاً وهو الصحيح.

حدثناه أبو القاسم ابن منيع، قال: حدثنا داود بن رشيد، قال: حدثنا عباد بن العوام بذلك.

ص: 186

‌عبثر بن القاسم

‌اسمه ونسبه:

عبثر بن القاسم الزبيدي، أبو زبيد الكوفي.

روى عن: حصين بن عبد الرحمن، ومغيرة، وسليمان التيمي، وإسماعيل بن أبي خالد، والأعمش، وجماعة.

روى عنه: أحمد بن عبد الله بن يونس، وابنه أبو حصين، وأبو نعيم، ويحيى بن آدم، وقتيبة بن سعيد وجماعة.

قال أحمد: صدوق ثقة، وكذلك وثقه ابن معين وأبو داود والنسائي وابن سعد ويعقوب بن سفيان وغيرهم، وقال أبو حاتم: صدوق.

وقال ابن حجر: ثقة، من الثامنة.

مات سنة 178.

روى له البخاري حديثاً واحداً عن حصين (4020).

ومسلم ثلاثة عشر حديثاً (108، 109، 649، 663، 1233، 1477، 1994، 1997، 2049، 2133، 2297، 2637، 2685)

ص: 187

‌الحديث

(1)

:

789 -

قال الإمام أحمد رحمه الله (3/ 361): حدثنا سليمان بن داود الهاشمي أنا عبثر بن القاسم أبو زبيد، عن الأعمش، عن أبي سفيان، عن جابر رضي الله عنه قال:

أهدى رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى البيت غنماً.

‌التعليق:

هذا إسناد رجاله كلهم ثقات رجال الشيخين غير سليمان بن داود الهاشمي وهو ثقة أثنى عليه الشافعي وأحمد بن حنبل، ووثقه العجلي وابن سعد وأبو حاتم ويعقوب بن شيبة والنسائي والدارقطني وغيرهم، روى عنه البخاري في خلق أفعال العباد وروى له أصحاب السنن الأربعة.

هكذا قال عبثر: (عن الأعمش، عن أبي سفيان، عن جابر).

خالفه أبو نعيم

(2)

، وعبد الواحد بن زياد

(3)

، وأبو

(1)

رجال الإسناد:

سليمان بن داود بن داود بن علي بن عبد الله بن عباس أبو أيوب البغدادي الهاشمي الفقيه، ثقة جليل، قال أحمد بن حنبل: يصلح للخلافة، من العاشرة، مات سنة 219 وقيل بعدها، روى له أصحاب السنن.

الأعمش: سليمان بن مهران. انظر ترجمته في بابه.

طلحة بن نافع الواسطي، أبو سفيان الإسكاف، نزل مكة، صدوق من الرابعة، روى له البخاري ومسلم.

جابر بن عبد الله: صحابي مشهور.

(2)

البخاري (1701).

(3)

البخاري (1702).

ص: 188

معاوية محمد بن خازم

(1)

، وشعبة

(2)

، وسفيان الثوري

(3)

، وسفيان بن عيينة

(4)

، ويعلى بن عبيد

(5)

، وحفص بن غياث

(6)

، وروح بن مسافر

(7)

، ومحمد بن فضيل

(8)

.

فقالوا: (عن الأعمش، عن إبراهيم، عن الأسود، عن عائشة رضي الله عنها.

وهو في الصحيحين من هذا الوجه.

كذلك رواه سفيان عن منصور بن المعتمر عن إبراهيم عن الأسود عن عائشة

(9)

.

وتفرد عبثر بن القاسم من بين أصحاب الأعمش الأئمة الثقات بهذا الإسناد فوهم.

قال الدارقطني بعد أن ذكر الاختلاف على الأعمش: والمحفوظ حديث الأعمش عن إبراهيم، عن الأسود عن عائشة رضي الله عنها

(10)

.

وقد صحح بعض أهل العلم الوجهين.

قال ابن رجب: حديث الأعمش عن أبي سفيان عن جابر

(1)

مسلم (1321).

(2)

النسائي (5/ 173) والطيالسي (1377).

(3)

أبو داود (1755) والنسائي (5/ 173) وأحمد (6/ 208) وابن الجارود (426).

(4)

الحميدي (217) وأحمد (6/ 41).

(5)

الدارمي (1847).

(6)

المحاملي في أماليه (276) والدارقطني في العلل تعليقاً (15/ 71).

(7)

ابن عدي في الكامل (3/ 1000).

(8)

الدارقطني في العلل تعليقاً (15/ 71).

(9)

البخاري (1703) وابن خزيمة (مسلم (1321).

(10)

العلل (15/ 71).

ص: 189

رضي الله عنه في هدي النبي صلى الله عليه وسلم الغنم المقلدة، وحديثه عن إبراهيم عن الأسود عن عائشة رضي الله عنها في هدي النبي صلى الله عليه وسلم الغنم فمن الحفاظ من قال: الصحيح حديث عائشة وحديث جابر وهم، ومنهم مَنْ قال: هما حديثان مختلفان في أحدهما التقليد وليس في الآخر، ومنهم: أبو حاتم الرازي

(1)

.

قلت: قول أبي حاتم هو ما ذكره ابنه عنه وسأله عن حديث عبثر فقال أبو حاتم: روى جماعة عن الأعمش عن إبراهيم، عن الأسود، عن عائشة رضي الله عنها عن النبي صلى الله عليه وسلم أهدى مرة غنماً، وليس في حديثهم مقلدة. قال ابن أبي حاتم: قال أبي: اللفظان مختلفان وليسا بمتفقين وأرجو أن يكونا جميعاً صحيحين

(2)

.

قلت: وما ذهب إليه أبو حاتم الرازي رحمه الله وهم، ففي رواية سفيان الثوري وعبد الواحد بن زياد وأبي معاوية عن الأعمش عن إبراهيم عن الأسود عن عائشة تقليد الغنم

(3)

.

وكذلك في رواية سفيان عن منصور عن إبراهيم عن الأسود عن عائشة تقليد الغنم فيكون الحديث واحد ووهم عبثر في الإسناد، ثم إن رواية عبثر كما هي عند الإمام أحمد ليس فيها مقلدة، فلعله أحياناً يذكرها وأحياناً لا يذكرها كما هو في رواية الجماعة عن الأعمش، والله تعالى أعلم.

(1)

شرح علل الترمذي (2/ 731).

(2)

العلل لابن أبي حاتم (840).

(3)

تقدم تخريج حديثهم وهو في الصحيحين وغيرهما، ولفظ بعضها: أهدى غنماً مقلدة، وبعضها أهدى النبي صلى الله عليه وسلم مرة غنماً فقلدها.

ص: 190

‌عبد الله بن إدريس

‌اسمه ونسبه:

عبد الله بن إدريس بن يزيد بن عبد الرحمن بن الأسود الأودي الكوفي، ولد سنة 120.

روى عن: أبيه وعمه داود وحصين بن عبد الرحمن، والأعمش ومنصور، وهشام بن عروة، وإسماعيل بن أبي خالد، ويحيى بن سعيد الأنصاري وجماعة.

روى عنه: مالك بن أنس وهو من شيوخه، وابن المبارك ومات قبله، وأحمد، وابن معين، وإسحاق، وابنا أبي شيبة وجماعة.

قال أحمد: كان نسيج وحده، وقال أبو حاتم: هو حجة يحتج بها وهو إمام من أئمة المسلمين، ثقة، وأثنى عليه شعبة وابن نمير.

وقال النسائي: ثقة ثبت.

وقال ابن سعد: كان ثقة مأموناً في الحديث حجة صاحب سنّة وجماعة.

ص: 191

وقال العجلي: ثقة ثبت صاحب سنّة زاهد صالح وكان عثمانياً ويحرم النبيذ.

مات سنة 192 وكان مولده سنة 115، وقيل:120.

قال ابن حجر: ثقة فقيه عابد، من الثامنة.

ص: 192

‌الحديث

(1)

:

790 -

قال الإمام أبو داود رحمه الله (2093) و (2094): حدثنا أبو كامل، حدثنا يزيد يعني ابن زريع ح، وحدثنا موسى بن إسماعيل، حدثنا حماد المعنى، حدثني محمد بن عمرو، حدثنا أبو سلمة، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

«تستأمر اليتيمة في نفسها فإن سكتت فهو إذنها وإن أبت فلا جواز عليها» .

والإخبار في حديث يزيد.

قال أبو داود: وكذلك رواه أبو خالد سليمان بن حيان ومعاذ بن معاذ عن محمد بن عمرو ...........

حدثنا محمد بن العلاء، حدثنا ابن إدريس عن محمد بن عمرو بهذا الحديث بإسناده زاد فيه قال:(فإن بكت أو سكتت) زاد (بكت).

قال أبو داود: وليس بكت بمحفوظ وهو وهم في الحديث، الوهم من ابن إدريس أو من محمد بن العلاء. اه.

(1)

رجال الإسناد:

محمد بن العلاء بن كريب الهمداني أبو كريب الكوفي، ثقة حافظ، روى له البخاري ومسلم. (انظر ترجمته في بابه).

عبد الله بن إدريس بن يزيد بن عبد الرحمن الأودي، أبو محمد الكوفي، ثقة فقيه عابد، من الثامنة، مات سنة 192 وله بضع وسبعون سنة، روى له البخاري ومسلم.

محمد بن عمرو بن علقمة بن وقاص الليثي المدني، صدوق له أوهام، من السادسة، مات سنة 145 على الصحيح، روى له البخاري ومسلم.

أبو سلمة ابن عبد الرحمن بن عوف الزهري المدني، ثقة مكثر، من الثالثة، مات سنة 94 أو 104، روى له البخاري ومسلم.

ص: 193

‌التعليق:

هذا إسناد رجاله كلهم ثقات رجال الشيخين.

ورواه البيهقي (7/ 122) من طريق أبي داود به.

هكذا قال عبد الله بن إدريس عن محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم: «إن اليتيمة تستأمر في نفسها فإن بكت أو سكتت فهو إذنها

».

خالفه يزيد بن زريع

(1)

، وحماد بن سلمة

(2)

، وسليمان بن حيان

(3)

، ومعاذ بن معاذ

(4)

، وسفيان الثوري

(5)

، وزائدة بن قدامة

(6)

، وعبد العزيز بن محمد الدراوردي

(7)

، ويحيى بن سعيد القطان

(8)

، وأسباط بن محمد

(9)

، وأبو معاوية محمد بن خازم

(10)

، وعبد الواحد بن زياد

(11)

، وعبد الوهاب بن عطاء الخفاف

(12)

، وحماد بن سلمة

(13)

، وابن أبي زائدة

(14)

.

(1)

أبو داود (2093).

(2)

أبو داود (2093) والطحاوي في شرح المشكل (5728).

(3)

أبو داود تعليقاً (2093).

(4)

المصدر السابق.

(5)

عبد الرزاق (10297) وأبو يعلى (6019).

(6)

ابن حبان (4079).

(7)

الترمذي (1109).

(8)

النسائي (6/ 87) وأحمد (2/ 475) والطحاوي في شرح المشكل (5729).

(9)

البيهقي في السنن الصغرى (2385).

(10)

ابن أبي شيبة (15983).

(11)

أحمد (2/ 259).

(12)

تمام الرازي في الفوائد (1702) وابن عساكر في تاريخ دمشق (44/ 157).

(13)

الطحاوي في شرح مشكل الآثار (5728).

(14)

ابن حبان (4086).

ص: 194

فرووه عن محمد بن عمرو بهذا الإسناد فقالوا: (فإن سكتت) ولم يقل أحد منهم: (أو بكت).

وكذلك رواه يحيى بن أبي كثير

(1)

، وعمر بن أبي سلمة

(2)

، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة، ولم يذكروا هذه الزيادة.

ورواه ابن أبي مليكة

(3)

عن أبي عمرو مولى عائشة عن عائشة رضي الله عنها وقال: إذنها (أن تسكت) ولم يقل: أو بكت.

وكذلك هو في حديث ابن عباس

(4)

وأبي موسى

(5)

رضي الله عنهم.

لذا قال أبو داود عقب الحديث: إن هذه اللفظة غير محفوظة وأنها وهم في الحديث، والوهم من عبد الله بن إدريس أو من محمد بن العلاء.

(1)

البخاري (5136) و (6968) و (6970) ومسلم (1419).

(2)

أحمد (2/ 229) وسعيد بن منصور (554).

(3)

البخاري (5137) و (6947) ومسلم (1420).

(4)

الحميدي (517) وابن حبان (4084) و (4087).

(5)

أحمد (4/ 401) وأبو يعلى (7327) وابن حبان (4085).

ص: 195

وقد جعلته في باب ابن إدريس لأن الوهم في طبقته، ولأن ابن الملقن

(1)

وابن حجر

(2)

ذكرا أن أبا داود قال: والوهم فيه من ابن إدريس، ولم يذكرا محمد بن العلاء.

‌علة الوهم:

لم أجد بعد البحث بواسطة برنامج الجامع الكبير مَنْ قال: (أو بكت) إلا إبراهيم النخعي

(3)

والشعبي

(4)

من قولهما موقوفاً. والله تعالى أعلم.

(1)

البدر المنير (7/ 574).

(2)

التلخيص الحبير (3/ 161).

(3)

مصنف ابن أبي شيبة (15990).

(4)

عبد الرزاق (10298) وابن أبي شيبة (15991).

ص: 196

‌عبد الله بن المبارك

(1)

‌اسمه ونسبه:

عبد الله بن المبارك بن واضح الحنظلي التميمي مولاهم أبو عبد الرحمن المروزي الإمام الثبت الفقيه المجاهد السخي اجتمعت فيه جميع خصال الخير صاحب التصانيف النافعة.

ولد سنة 118 وتوفي سنة 181.

قال النووي: روى عنه جماعات من كبار العلماء وشيوخه وأئمة عصره كسفيان الثوري وفضيل بن عياض وآخرين، وسمع جماعات من التابعين، وقد أجمع العلماء على جلالته وإمامته وكبر محله وعلو مرتبته.

روينا عن الحسن بن عيسى قال: اجتمع جماعة من أصحاب ابن المبارك مثل الفضل بن موسى ومخلد بن حسين ومحمد بن النضر

(1)

مصادر الترجمة:

تاريخ دمشق (32/ 396 - 484) والجرح والتعديل (1/ 262 - 280) وتهذيب الكمال (16/ 5 ترجمة 3520) وتهذيب التهذيب (5/ 334) وطبقات الحفاظ (1/ 123).

ص: 197

فقالوا: تعالوا حتى نعد خصال ابن المبارك من أبواب الخير فقالوا: جمع العلم والفقه والأدب والنحو واللغة والزهد والشعر والفصاحة والورع والإنصاف وقيام الليل والعبادة والشدة في رأيه وقلة الكلام فيما لا يعنيه وقلة الخلاف على أصحابه

(1)

.

قلت: وأيضاً الشجاعة والسخاء وله قصص ومواقف كثيرة فيها وفي غيرها وله ترجمة مطولة فانظرها في المصادر التي ذكرناها.

تعظيم معمر لعبد الله بن المبارك:

قال عبد الرزاق: إن معمراً كان يحدثهم بالحديث مرة مرسلاً فيكتبون ويحدثهم مرة به فيسنده فيكتبونه وكل صحيح عندنا.

قال عبد الرزاق: فلما قدم ابن المبارك على معمر أسند له معمر أحاديث كان يوقفها

(2)

.

قال ابن حجر: ثقة ثبت فقيه عالم جواد مجاهد، جمعت فيه خصال الخير، من الثامنة.

(1)

شرح صحيح مسلم (1/ 88).

(2)

سنن أبي داود (4/ 175 ح 4513).

ص: 198

‌الحديث الأول

(1)

:

791 -

قال الإمام مسلم في صحيحه (2/ 668) رقم (972): حدثنا حسن بن الربيع البجلي، حدثنا عبد الله بن المبارك، عن عبد الرحمن بن يزيد، عن بسر بن عبيد الله عن أبي إدريس الخولاني، عن واثلة بن الأسقع، عن أبي مرثد الغنوي قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:

«لا تصلُّوا إلى القبور ولا تجلسوا عليها» .

‌التعليق:

هذا إسناد قد أودعه مسلم في صحيحه ورجاله كلهم ثقات وهم أيضاً على شرط البخاري.

والحديث أخرجه كذلك الترمذي (1050) وأبو يعلى (1514)

(1)

رجال الإسناد:

حسن بن الربيع البجلي أبو علي الكوفي البُوراني، ثقة، توفي سنة 220 أو 221، روى له البخاري ومسلم.

عبد الرحمن بن يزيد بن جابر الأزدي، أبو عتبة الشامي الداراني، ثقة، مات سنة بضع وخمسين، روى له البخاري ومسلم.

بسر بن عبيد الله الحضرمي، الشامي، ثقة حافظ، روى له البخاري ومسلم.

أبو إدريس الخولاني: اسمه عائذ الله بن عبد الله بن عمرو، ولد في حياة النبي صلى الله عليه وسلم يوم حنين وسمع من كبار الصحابة، ثقة فقيه، كان عالم الشام بعد أبي الدرداء، روى له البخاري ومسلم.

واثلة بن الأسقع، ابن كعب الليثي، صحابي مشهور، نزل بالشام وعاش إلى سنة 85 وله مائة وخمس سنين، أخرج حديثه البخاري ومسلم.

أبو مرثد الغنوي: اسمه كنّاز بن الحصين بن يربوع الغنوي، صحابي بدري مشهور، مات سنة اثني عشرة من الهجرة.

ص: 199

وابن خزيمة (794) وأحمد (4/ 135) وعبد بن حميد (473) والترمذي في العلل (255) وابن حبان (2324) والحاكم (3/ 221) وابن قانع في معجم الصحابة (2/ 390) وابن الأثير في أسد الغابة (6/ 297) وابن عساكر في تاريخ دمشق (10/ 158) كلهم من طرق عن ابن المبارك به.

هكذا قال عبد الله بن المبارك: (عن عبد الرحمن بن يزيد، عن بسر، عن أبي إدريس، عن واثلة، عن أبي مرثد).

خالفه الوليد بن مسلم

(1)

، وعيسى بن يونس

(2)

، وبشر بن بكر

(3)

، وصدقة بن خالد

(4)

، وبكر بن يزيد الطويل

(5)

، ومحمد بن شعيب

(6)

، وأيوب بن سويد

(7)

، ويحيى بن حمزة

(8)

فقالوا: (عن عبد الرحمن بن يزيد، عن بسر، عن واثلة

) وقد صرّح بسر بن عبيد الله عندهم بالسماع من واثلة مباشرة، وقد رواه عبد الله بن المبارك مرة أخرى ولم يذكر فيه أبا إدريس

(9)

.

(1)

مسلم (972)(97) والترمذي (1051) والنسائي (2/ 67) وأحمد (4/ 135) وابن خزيمة (793) وابن المنذر (2/ 186).

(2)

أبو داود (3229).

(3)

الحاكم (3/ 221) وابن عساكر في تاريخ دمشق (10/ 160) وأبو عوانة (1180).

(4)

الطبراني في الكبير (19/ 433) وفي مسند الشاميين (580) وابن عساكر (59/ 378) وابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني (316).

(5)

ابن عساكر (10/ 160) وعنه بكر بن يزيد بن وقاص، والدارقطني في العلل (7/ 43) تعليقاً.

(6)

الدارقطني في العلل تعليقاً (7/ 43).

(7)

المصدر السابق.

(8)

ابن عساكر في تاريخ دمشق (59/ 378).

(9)

الطبراني (19/ 424) والبيهقي (2/ 435).

ص: 200

وقد حكم حفاظ الحديث على هذا الإسناد بالوهم كالإمام البخاري والترمذي والدارقطني وأبو حاتم وغيرهم.

قال الترمذي: «قال محمد يعني البخاري: وحديث ابن المبارك خطأ، أخطأ فيه ابن المبارك وزاد فيه: عن أبي إدريس الخولاني، وإنما هو بسر بن عبيد الله عن واثلة هكذا روى غير واحد عن عبد الرحمن بن يزيد بن جابر وليس فيه عن أبي إدريس، وبسر بن عبيد الله قد سمع من واثلة بن الأسقع قال الترمذي: وهذا الصحيح

(1)

.

وقال الأثرم: سمعت أحمد بن حنبل وذكر حديث أبي مرثد الغنوي عن النبي صلى الله عليه وسلم: «لا تصلُّوا إلى القبور» فقال: إسناده جيد، قلت له: ابن المبارك يدخل فيه أبا إدريس، فقال: نعم، وقال غيره عن بسر بن عبيد الله قال: سمعت وائلة، فقال الهيثم بن خارجة: ما صنع ابن المبارك شيئاً هذا صدقة والوليد وذكر ثالثاً عن بسر بن عبيد الله ليس فيه أبا إدريس

(2)

.

وقال ابن الأثير: وذكر أبي إدريس في الإسناد وهم من ابن المبارك

(3)

.

وقال ابن عساكر: كذا يقول ابن المبارك ووهم فيه فإن بسراً سمعه من واثلة نفسه ليس فيه أبو إدريس كذا رواه عن ابن جابر الوليد بن مسلم والوليد بن يزيد

(4)

.

(1)

في سننه (3/ 368 عقب الحديث 1051) ونحوه في العلل الكبير (1/ 151 رقم 259).

(2)

تاريخ دمشق (10/ 161).

(3)

أسد الغابة (6/ 297).

(4)

تاريخ دمشق (10/ 158).

ص: 201

وقال المزي: قال أبو الحسن الدارقطني: زاد ابن المبارك في إسناد هذا الحديث أبا إدريس الخولاني ولا أحسبه إلا أدخل حديثاً في حديث لأن وهيب بن خالد رواه عن عبد الرحمن بن يزيد بن جابر عن بسر بن عبيد الله عن أبي إدريس عن أبي سعيد عن النبي صلى الله عليه وسلم

(1)

.

وقال أبو الحسن الدارقطني في العلل وسئل عن هذا الحديث فقال:

يرويه عبد الرحمن بن يزيد بن جابر واختلف عنه:

فرواه الوليد بن مسلم وصدقة بن خالد وبكر بن يزيد الطويل ومحمد بن شعيب وأيوب بن سويد وغيرهم عن ابن جابر عن بسر بن عبيد الله عن واثلة بن الأسقع عن أبي مرثد.

وخالفهم عبد الله بن المبارك وبشر بن بكر فروياه عن ابن جابر عن بسر عن أبي إدريس الخولاني عن واثلة بن الأسقع، عن أبي مرثد، والمحفوظ ما قاله الوليد ومَن تابعه عن ابن جابر لم يذكروا أبا إدريس

(2)

.

ونختم بما قاله أبو حاتم مبيناً علة وهم ابن المبارك في هذا الإسناد فقال: يرون أن ابن المبارك وهم في هذا الحديث أدخل أبا إدريس الخولاني بين بسر بن عبيد الله وبين واثلة

(3)

.

(1)

تحفة الأشراف (7/ 577 رقم 11165) وتهذيب الكمال (24/ 225).

(2)

العلل (7/ 43).

(3)

العلل لابن أبي حاتم (213) ونحوه (1029).

ص: 202

ورواه عيسى بن يونس وصدقة بن خالد والوليد بن مسلم عن ابن جابر عن بسر بن عبيد الله قال: سمعت واثلة يحدّث عن أبي مرثد الغنوي عن النبي صلى الله عليه وسلم.

قال أبو حاتم: بسر قد سمع من واثلة وكثيراً ما يحدّث بسر عن أبي إدريس فغلط ابن المبارك فظن أن هذا مما روي عن أبي إدريس عن واثلة وقد سمع هذا الحديث بسر من واثلة نفسه لأن أهل الشام أعرف بحديثهم».

وزاد في موضع آخر: ولا أعلم أبا إدريس روى عن واثلة شيئاً وأهل الشام أضبط لحديثهم من الغرباء

(1)

، وانظر ح (729).

(1)

العلل (1092).

ص: 203

‌الحديث الثاني

(1)

:

792 -

قال أبو عبد الرحمن النسائي رحمه الله (4/ 164): أخبرنا محمد بن حاتم قال: أنبأنا سويد، قال: أنبأنا عبد الله عن ابن جريج قراءة عليه، عن عطاء بن أبي رباح، قال: أخبرني عطاء الزيات أنه سمع أبا هريرة يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

«قال الله عز وجل: كل عمل ابن آدم له إلا الصيام هو لي وأنا أجزي به، الصيام جنة فإذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث ولا يصخب فإن شاتمه أحد أو قاتله فليقل: إني امرؤ صائم، والذي نفس محمد بيده لخلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك» .

‌التعليق:

هذا إسناد رجاله كلهم ثقات على وهم في إسناده كما سيأتي.

وأخرجه النسائي في الكبرى (2527) و (2538).

هكذا قال عبد الله: (ابن جريج، عن عطاء بن أبي رباح، عن عطاء الزيات .. ).

(1)

رجال الإسناد:

محمد بن حاتم بن نعيم المروزي، ثقة، من الثانية عشرة، فرّق ابن يونس بينه وبين المصيصي، روى له النسائي.

سويد بن نصر بن سويد المروزي، أبو الفضل، لقبه الشاه راوية ابن المبارك، ثقة من العاشرة، مات سنة 240 وله 90 سنة، روى له الترمذي والنسائي.

عبد الملك بن عبد العزيز بن جريج الأموي: تقدم انظره في بابه.

عطاء بن أبي رباح، واسم أبي رباح أسلم، القرشي مولاهم المكي، ثقة فقيه فاضل لكنه كثير الإرسال، من الثالثة، مات سنة 114 على المشهور، روى له البخاري ومسلم.

عطاء الزيات عن أبي هريرة (كذا وقع عند النسائي) صوابه عطاء وهو ابن أبي رباح عن أبي صالح الزيات عن أبي هريرة.

ص: 204

خالفه هشام بن يوسف

(1)

، وعبد الرزاق

(2)

، وحجاج بن محمد الأعور

(3)

، ومحمد بن بكر البرساني

(4)

، وروح بن عبادة

(5)

، وأبو عاصم الضحاك بن مخلد

(6)

.

فقالوا: (عن ابن جريج، عن عطاء بن أبي رباح، عن أبي صالح الزيات

).

قال النسائي: ابن المبارك أجل وأعلى، وحديث حجاج أوْلى بالصواب عندنا ولا نعلم في عصر ابن المبارك أجل من ابن المبارك ولا أعلى منه ولا أجمع لكل خصلة محمودة لكن لا بد من الغلط .. ، والصواب ذكوان الزيات لا عطاء الزيات

(7)

.

وقال ابن حجر

(8)

: صوابه عطاء بن أبي رباح عن أبي صالح الزيات

(9)

عن أبي هريرة.

(1)

البخاري (1904).

(2)

مسلم (1151)(163).

(3)

النسائي (4/ 163) وفي الكبرى (2526).

(4)

ابن خزيمة (1896) وأحمد (2/ 273) وابن حبان (3423).

(5)

أحمد (2/ 516) وابن خزيمة (1890) وأبو عوانة (2674) والبيهقي (4/ 270).

(6)

أبو عوانة (2675) وأبو نعيم في مستخرجه على مسلم (2613).

(7)

تهذيب الكمال (5/ 182) في ترجمة عطاء الزيات، وتحفة الأشراف (9/ 440).

(8)

التقريب (4644).

(9)

قال أبو داود في سؤالاته (71): سمعت أحمد قال أبو صالح أبو سهيل هو أبو صالح السمان وهو أبو صالح الزيات.

ص: 205

‌الحديث الثالث

(1)

:

793 -

قال أبو عبد الرحمن النسائي رحمه الله (8/ 160): أخبرنا محمد بن حاتم، قال: حدثنا حبان، قال: أنبأنا عبد الله عن ليث بن سعد قال: حدثني يزيد بن أبي حبيب، عن ابن أبي الصعبة عن رجل من همدان يقال له: أفلح، عن ابن زرير أنه سمع علياً يقول:

إن نبي الله صلى الله عليه وسلم أخذ حريراً فجعله في يمينه وأخذ ذهباً فجعله في شماله ثم قال: «إن هذين حرام على ذكور أمتي» .

‌التعليق:

وهذا إسناد لا بأس به، وصححه الألباني (5146).

هكذا رواه عبد الله بن المبارك فقال: (عن الليث، عن يزيد بن أبي حبيب، عن ابن أبي الصعبة، عن أفلح، عن ابن زرير).

(1)

رجال الإسناد:

محمد بن حاتم: تقدم.

حبان بن موسى بن سوار السلمي أبو محمد المروزي، ثقة من العاشرة، مات سنة 233، روى له البخاري ومسلم.

الليث بن سعد: إمام فقيه حافظ، انظره في بابه.

يزيد بن أبي حبيب المصري، ثقة فقيه وكان يرسل، من الخامسة، مات سنة 128 وله 80 عاماً، روى له البخاري ومسلم.

عبد العزيز بن أبي الصعبة التيمي مولاهم، أبو الصعبة المصري، لا بأس به، من السادسة، روى له النسائي وابن ماجه.

أفلح الهمداني، كذا وقع عنده أي: النسائي وهو أبو الأفلح.

ابن زرير، عبد الله بن زرير الغافقي المصري، ثقة رمي بالتشيع، من الثامنة، مات سنة 80 أو بعدها، روى له أبو داود والنسائي وابن ماجه.

ص: 206

خالفه قتيبة بن سعيد

(1)

، وعيسى بن حماد

(2)

فروياه عن الليث وقالا: (عن أبي أفلح الهمداني).

قال النسائي عقب الحديث: وحديث ابن المبارك أوْلى بالصواب

(3)

إلا قوله: أفلح، فإن أبا أفلح أشبه، والله أعلم.

وقد استوفينا البحث عنه في باب قتيبة بن سعيد ح (1099) فانظره.

(1)

أخرجه النسائي (8/ 160).

(2)

النسائي (8/ 160).

(3)

وذلك لأن قتيبة أسقط من الإسناد (ابن أبي الصعبة)، وعيسى بن حماد قلب اسم (أبي أفلح) إلى (أبي صالح)، ح (1268).

ص: 207

‌الحديث الرابع

(1)

:

794 -

قال النسائي في السنن الكبرى (9899): أخبرنا سويد بن نصر قال: أخبرنا عبد الله عن سليمان التيمي عن قتادة عن أنس قال:

الدعاء بين الأذان والإقامة لا يُرد.

‌التعليق:

هذا إسناد رجاله كلهم ثقات رجال الشيخين غير سويد بن نصر وهو ثقة.

وهو عند النسائي في عمل اليوم والليلة.

هكذا قال عبد الله عن التيمي عن قتادة عن أنس: الدعاء بين الأذان والإقامة لا يُرد.

خالفه يحيى بن سعيد القطان

(2)

فرواه عن التيمي بهذا الإسناد فقال: (إذا أقيمت الصلاة فتحت أبواب السماء واستجيب الدعاء).

وتابعه على روايته بهذا اللفظ عن التيمي، عن قتادة عن أنس

(1)

رجال الإسناد:

سويد بن نصر المروزي: تقدم.

سليمان بن طرخان التيمي، أبو المعتمر البصري، ثقة عابد، من الرابعة، مات سنة 143 وهو ابن 97، روى له البخاري ومسلم.

قتادة بن دعامة السدوسي، البصري، ثقة ثبت، وهو رأس الطبقة الرابعة، روى له البخاري ومسلم.

(2)

النسائي في الكبرى (9900) وفي عمل اليوم والليلة (72).

ص: 208

مرفوعاً، سهل بن زياد

(1)

، وعمرو بن النعمان

(2)

.

وقال الضياء: رجاله موثقون والصحيح وقفه.

لذا قال النسائي: وقفه سليمان التيمي واختلف عليه في لفظه

(3)

ثم أورد حديث ابن المبارك وأعقبه بحديث يحيى.

‌علة الوهم:

1 روى شيخه سفيان الثوري عن زيد العمي عن أبي إياس عن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «الدعاء بين الأذان والإقامة لا يُرد» .

رواه عنه كذلك عبد الله بن المبارك

(4)

وجماعة

(5)

فلعله من هنا دخل على ابن المبارك الوهم.

2 الرواية بالمعنى. والله تعالى أعلم.

(1)

أبو يعلى (4072) والضياء في المختارة (2169) والدارقطني في أطراف الغرائب والأفراد، والخطيب في تاريخ بغداد (8/ 204) وعبد الغني المقدسي في الترغيب في الدعاء (36).

(2)

الطبراني في الدعاء (488).

(3)

السنن الكبرى (6/ 23).

(4)

النسائي في الكبرى (9897) وفي عمل اليوم والليلة (69) والشهاب في مسنده (120) وابن عبد البر في التمهيد (21/ 130).

(5)

منهم: وكيع وعبد الرزاق وأبو نعيم الفضل بن دكين، وابن مهدي، ومحمد بن كثير. وانظره في باب يحيى بن اليمان فقد زاد في متنه: قالوا: فماذا تقول يا رسول الله؟ قال: «سلوا الله العافية في الدنيا والآخرة» .

ص: 209

‌الحديث الخامس

(1)

:

795 -

قال الإمام النسائي رحمه الله (1/ 237): أخبرنا سويد بن نصر قال: أنبأنا عبد الله بن المبارك عن أبي عوانة عن منصور بن زاذان عن الوليد أبي بشر عن أبي المتوكل عن أبي سعيد الخدري قال:

كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقوم في الظهر فيقرأ قدر ثلاثين آية في كل ركعة ثم يقوم في العصر فيقرأ في الركعتين الأولَيَيْن قدر خمس عشرة آية.

‌التعليق:

هذا إسناد رجاله كلهم ثقات رجال الصحيح غير سويد روى له الترمذي والنسائي وهو ثقة.

وأخرجه النسائي في الكبرى (352) بهذا الإسناد.

هكذا قال ابن المبارك: (عن أبي عوانة، عن منصور بن زاذان، عن الوليد أبي بشر، عن أبي المتوكل، عن أبي سعيد).

(1)

رجال الإسناد:

سويد بن نصر: تقدم.

أبو عوانة وضاح اليشكري: ثقة ثبت. انظر ترجمته في بابه.

منصور بن زاذان الواسطي، ثقة ثبت عابد، ط 6، مات سنة 129 على الصحيح، روى له البخاري ومسلم.

الوليد بن مسلم بن شهاب العنبري، أبو بشر البصري، ثقة من الخامسة، روى له مسلم.

علي بن داود، أبو المتوكل الناجي البصري، مشهور بكنيته، ثقة من الثالثة، مات سنة 108 وقيل قبل ذلك، روى له البخاري ومسلم.

ص: 210

خالفه شيبان بن فروخ

(1)

، ويحيى بن عبد الحميد

(2)

، وأبو الوليد الطيالسي

(3)

، وعبد الرحمن بن مهدي

(4)

، ويونس بن محمد المؤدب

(5)

، وحبان بن هلال

(6)

، ومعلى بن منصور

(7)

، وقتيبة بن سعيد

(8)

، ويحيى بن حماد

(9)

، وأبو عمر الحوضي حفص بن عمر

(10)

، فقالوا:(عن أبي عوانة، عن منصور بن زاذان، عن الوليد، عن أبي الصديق الناجي، عن أبي سعيد).

وكذلك رواه هشيم عن منصور به فقال: (أبو الصديق)

(11)

وقد صحح الدارقطني رواية هشيم والجماعة عن أبي عوانة.

فقال: وسئل عن حديث أبي الصديق الناجي عن أبي سعيد، قال يرحمه الله: يرويه منصور بن زاذان واختلف عنه:

فرواه أبو عوانة وهشيم عن منصور بن زاذان عن الوليد بن مسلم أبي بشر عن أبي الصديق عن أبي سعيد إلا أن قتيبة شكّ فيه عن أبي عوانة فقال: عن أبي الصديق أو أبي المتوكل، وإنما هو أبو الصديق.

(1)

مسلم (452).

(2)

أبو نعيم في المستخرج على مسلم (1003).

(3)

المصدر السابق.

(4)

أبو نعيم في حلية الأولياء (9/ 56).

(5)

أحمد (3/ 85).

(6)

الطحاوي (1/ 207).

(7)

أبو عوانة (1760).

(8)

ابن حبان (1825).

(9)

الدارمي (1288).

(10)

البيهقي في مقدمة السنن والآثار (1/ 535 رقم 746).

(11)

مسلم (452).

ص: 211

ورواه مسلم بن سعيد عن منصور بن زاذان عن أبي الصديق عن أبي سعيد، أسقط من إسناده الوليد أبا بشر.

والصحيح قول أبي عوانة وهشيم

(1)

.

ونلاحظ أن الدارقطني لم يشر إلى حديث ابن المبارك وهو عند النسائي في المجتبى والكبرى، وذكر شك قتيبة ولم أقف على رواية قتيبة كذلك ولعل شكه بسبب رواية ابن المبارك.

والذي رواه بالشك إنما هو الإمام أحمد

(2)

هكذا جاء في المسند: حدثنا هشيم ثنا منصور يعني ابن زاذان عن الوليد بن مسلم، عن أبي المتوكل أو عن أبي الصديق عن أبي سعيد الخدري به.

وقد أشار النسائي إلى هذا الخلاف فقال بعد أن أورد حديث هشيم قال: خالفه أبو عوانة، وقد تبين مما سبق أن الخلاف إنما هو من أحد الرواة عن أبي عوانة وهو ابن المبارك إذ خالفه عشرة من الثقات فتابعوا رواية هشيم، والله أعلم.

‌علة الوهم:

تقارب عصرهما والتشابه في اسميهما فكلاهما تابعي يرويه عن أبي سعيد الخدري.

وهذا اسمه أبو المتوكل الناجي، وذاك اسمه أبو الصديق الناجي

(3)

وكلاهما بصري، وقيل: ماتا في سنة واحدة.

(1)

العلل (11/ 350).

(2)

المسند (3/ 2)، وانظره في بابه ح (1391).

(3)

بكر بن عمرو، وقيل: ابن قيس أبو الصديق الناجي، بصري ثقة من الثالثة، مات سنة 108، روى له الجماعة.

ص: 212

‌الحديث السادس

(1)

:

796 -

قال الإمام أحمد رحمه الله (1/ 40): حدثنا عبد الرحمن، حدثنا عبد الله بن المبارك عن معمر، عن الزهري، عن السائب بن يزيد، عن عبد الله بن السعدي رضي الله عنه قال:

قال لي عمر: ألم أحدث أنك تلي من أعمال الناس أعمالاً فإذا أعطيت العمالة لم تقبلها؟ قال: نعم، قال: فما تريد إلى ذاك؟ قال: أنا غني لي أعبد ولي أفراس، أريد أن يكون عملي صدقة على المسلمين، قال: لا تفعل فإني كنت أفعل مثل الذي تفعل، كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعطيني العطاء فأقول: أعطه مَنْ هو أفقر إليه مني، فقال:«خذه، فإما أن تموله وإما أن تصدق به، وما آتاك الله من هذا المال وأنت غير مشرف له ولا سائله فخذه وما لا فلا تتبعه نفسك» .

‌التعليق:

هذا إسناد رجاله كلهم ثقات رجال الشيخين.

هكذا قال عبد الله بن المبارك: (معمر، عن الزهري، عن السائب بن يزيد، عن عبد الله السعدي).

(1)

رجال الإسناد:

عبد الرحمن بن مهدي: انظره في بابه.

معمر بن راشد: انظره في بابه.

الزهري: محمد بن مسلم. انظر ترجمته في بابه.

السائب بن يزيد: تقدم في باب عبد الرزاق.

عبد الله بن السعدي: تقدم في باب عبد الرزاق.

ص: 213

خالفه سفيان بن عيينة فقال: (معمر، عن الزهري، عن السائب بن يزيد، عن حويطب بن عبد العزى، عن عبد الله السعدي).

وكذلك رواه أصحاب الزهري الثقات، منهم:

شعيب بن أبي حمزة، وعمرو بن الحارث، وعقيل بن خالد، ويونس بن يزيد، ومحمد بن الوليد.

وأخرجه البخاري في الصحيح من هذا الوجه.

وقد استوفيناه في باب عبد الرزاق ح (437) فانظره، والله تعالى أعلم.

‌فائدة:

ذكر ابن عبد البر أن عبد الله بن المبارك روى عن مالك عن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة حديثاً في سؤر الهرة فقال: (كبشة امرأة أبي قتادة، قال ابن عبد البر: وهذا وهم منه وإنما هي امرأة ابن أبي قتادة).

ولم أقف على هذا الحديث

(1)

.

(1)

التمهيد (1/ 319). وانظر: تنوير الحوالك (1/ 36) وشرح الروياني (1/ 81) والعلل للدارقطني (6/ 160 - 162) والبدر المنير (1/ 561).

ص: 214

‌عبد الرحيم بن سليمان

‌اسمه ونسبه:

عبد الرحيم بن سليمان الكناني، وقيل: الطائي، أبو علي المروزي الأشل، سكن الكوفة.

روى عن: إسماعيل بن أبي خالد، وعاصم الأحول، وعبيد الله بن عمر، وهشام بن عروة، وهشام بن حسان وجماعة.

وروى عنه: أبو بكر ابن أبي شيبة، وهناد، وأبو كريب، وغيرهم.

قال ابن معين وأبو داود والعجلي: ثقة، وزاد العجلي: متعبد كثير الحديث.

وقال أبو حاتم: صالح الحديث.

وقال النسائي: ليس به بأس، وكذلك قال ابن المديني.

وقال وكيع: ما أصح حديثه، كان وحفص بن غياث يطلبان الحديث معاً.

وقال ابن حجر: ثقة له تصانيف، من صغار الثامنة، مات سنة 187.

ص: 215

‌الحديث

(1)

:

797 -

قال الإمام ابن ماجه رحمه الله (3596): حدثنا أبو بكر ابن أبي شيبة، ثنا عبد الرحيم بن سليمان، عن يزيد بن أبي زياد، عن أبي فاختة حدثني هبيرة بن يريم، عن علي رضي الله عنه:

أنه أُهدي لرسول الله صلى الله عليه وسلم حلة مكفوفة بحرير إما سداها وإما لحمتها فأرسل بها إليّ فأتيته فقلت: يا رسول الله ما أصنع بها ألبسها؟

قال: «لا، ولكن اجعلها خمراً بين الفواطم» .

‌التعليق:

هذا إسناد رجاله ثقات.

هكذا قال عبد الرحيم: (عن يزيد، عن أبي فاختة، عن هبيرة بن يريم، عن علي).

خالفه محمد بن فضيل

(2)

، وعمران بن عيينة

(3)

، وعبد العزيز بن

(1)

رجال الإسناد:

أبو بكر ابن أبي شيبة: تقدم مراراً.

يزيد بن أبي زياد الهاشمي مولاهم الكوفي، ضعيف كبر فتغير، صار يلقن وكان شيعياً، من الخامسة، مات سنة 136، روى له مسلم والبخاري تعليقاً.

سعيد بن علاقة الهاشمي مولاهم، أبو فاختة الكوفي، مشهور بكنيته، ثقة من الثالثة، مات في حدود التسعين وقيل بعد ذلك بكثير، روى له الترمذي وابن ماجه.

هُبيرة بن يريم الشبامي، ويقال: الخارفي، أبو الحارث الكوفي، لا بأس به وقد عيب بالتشيع، من الثانية، روى له أصحاب السنن الأربعة.

(2)

ابن أبي شيبة (8/ 347) والقطيعي في زيادات فضائل الصحابة لأحمد (1151).

(3)

ابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني (170) و (3964) والطحاوي في شرح معاني الآثار (4/ 253) والطبراني في الكبير (24/ 887) وابن الأثير في أسد الغابة (7/ 237) وابن عبد البر في التمهيد (14/ 251).

ص: 216

مسلم

(1)

، وخالد بن عبد الله الواسطي

(2)

، وأبو حمزة السكري

(3)

، وعلي بن عاصم

(4)

.

فقالوا: (عن يزيد، عن أبي فاختة، عن جعدة بن هبيرة، عن علي).

وهم عبد الرحيم بن سليمان فقال: (هبيرة بن يريم) والصحيح هو (جعدة بن هبيرة)

(5)

.

قال الدارقطني في العلل: «يرويه يزيد بن أبي زياد عن أبي فاختة سعيد بن علاقة، واختلف عن يزيد:

رواه ابن فضيل، وعمران بن عيينة، وأبو حمزة السكري، وعلي بن عاصم عن يزيد، عن أبي فاختة، عن جعدة بن هبيرة، عن علي.

ورواه عبد الرحيم بن سليمان عن يزيد عن أبي فاختة عن هبيرة بن يريم عن علي.

وهو وهم وإنما هو جعدة بن هبيرة بن أبي وهب المخزومي.

(1)

الطحاوي (4/ 253 - 254).

(2)

البخاري في التاريخ الكبير (2/ 135).

(3)

الدارقطني في العلل تعليقاً (3/ 134).

(4)

المصدر السابق.

(5)

جعدة بن هبيرة بن أبي وهب المخزومي، صحابي صغير له رؤية وهو ابن أم هاناء بنت أبي طالب، وقال العجلي: تابعي ثقة.

ص: 217

وقال جرير

(1)

عن برد بن أبي زياد، أخي يزيد بن أبي زياد، عن أبي فاختة، عن أم هاناء.

ووهم أيضاً، والصحيح قول ابن فضيل ومَن تابعه»

(2)

.

‌علة الوهم:

1 هبيرة بن يريم روى عن علي رضي الله عنه أحاديث منها قول النبي صلى الله عليه وسلم لجعفر: «أشبهت خَلقي وخُلقي»

(3)

ومنها نهي النبي صلى الله عليه وسلم عن خاتم الذهب

(4)

، ومنها قوله صلى الله عليه وسلم:«إذا أتى أحدكم الصلاة والإمام على حال فليصنع كما صنع الإمام»

(5)

ومنها أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يوقظ أهله في العشر الأواخر من رمضان

(6)

وغيرها من الأحاديث.

فمن هنا دخل الوهم على عبد الرحيم بن سليمان فجعله من رواية هبيرة عن علي.

2 التشابه في اسم الرواة فهذا جعدة بن هبيرة والآخر هبيرة بن يريم، والله تعالى أعلم.

(1)

جرير هو ابن عبد الحميد، وانظره في بابه، ح (868).

(2)

العلل (3/ 134 - 135).

(3)

ابن حبان (7046) والنسائي في الكبرى (8456).

(4)

ابن حبان (5438) والنسائي (8467).

(5)

الترمذي (591).

(6)

الترمذي (795).

ص: 218

‌عبد السلام بن حرب

‌اسمه ونسبه:

عبد السلام بن حرب بن سلم النهدي الملائي، أبو بكر الكوفي الحافظ، أصله بصري.

روى عن: أيوب، ويونس بن عبيد، ويحيى بن سعيد الأنصاري، والأعمش وغيرهم.

روى عنه: ابن إسحاق وهو أكبر منه، وأحمد بن حنبل، وأبو نعيم، والنفيلي، وابنا أبي شيبة، ويحيى بن معين وجماعة.

قال أبو حاتم: ثقة صدوق، وقال الترمذي: ثقة حافظ، وقال يحيى بن معين: صدوق، وقال مرة: يكتب حديثه، وقال الدارقطني: ثقة حجة.

قال الحسن بن عيسى: سألت عبد الله بن المبارك عنه، فقال: قد عرفته، وكان إذا قال: قد عرفته فقد أهلكه.

وقال أحمد بن حنبل: قيل لابن المبارك في عبد السلام بن حرب، قال: لا تحملني رجلي إليه.

ص: 219

وقال أحمد: كنا ننكر من عبد السلام شيئاً، كان لا يقول: حدثنا إلا في حديث واحد أو حديثين.

قال يعقوب بن شيبة: ثقة في حديثه لين.

قال ابن حجر: ذكره الدارقطني والحاكم وأبو إسحاق الحبال وغير واحد في أفراد البخاري، وحديثه في مسلم قليل.

قلت: لم يخرج له مسلم شيئاً، ووهم الحافظان المزي وابن حجر في جعله من رجال الشيخين إنما هو من رجال البخاري فقط أخرج له البخاري حديثين من طريق الفضل بن دكين عنه.

أحدهما: في قدوم الأشعريين (4124)، والآخر: في ما تلبس الحادة من ثياب ح (5342)، ولم يذكره ابن منجويه في رجال صحيح مسلم، والله تعالى أعلم.

قال في التقريب: ثقة حافظ له مناكير، من صغار الثامنة.

ص: 220

‌الحديث

(1)

:

798 -

قال الإمام أبو داود (776): حدثنا حسين بن عيسى ثنا طلق بن غنام، ثنا عبد السلام بن حرب الملائي، عن بديل بن ميسرة عن أبي الجوزاء، عن عائشة رضي الله عنها قالت:

كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا استفتح الصلاة قال: «سبحانك اللهم وبحمدك وتبارك اسمك وتعالى جدك ولا إله غيرك» .

‌التعليق:

هذا إسناد رجاله ثقات رجال الصحيح.

وأخرجه الدارقطني (1/ 299) والبيهقي (2/ 33) والحاكم (1/ 235) كلهم من طريق طلق بن غنام عن عبد السلام به.

هكذا قال عبد السلام بن حرب، عن بديل بن ميسرة في هذا الحديث: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا استفتح الصلاة قال: «سبحانك اللهم وبحمدك» وذكر دعاء الاستفتاح.

(1)

رجال الإسناد:

حسين بن عيسى بن حمران الطائي، أبو علي البسطامي القومي، نزيل نيسابور، صدوق صاحب حديث، من العاشرة، مات سنة 247، روى له البخاري ومسلم.

طلق بن غنام بن طلق بن معاوية النخعي أبو محمد الكوفي، ثقة من كبار العاشرة، مات سنة 211، روى له البخاري.

بُديل بن ميسرة البصري، ثقة، من الخامسة، مات سنة 125 أو 130، روى له مسلم.

أبو الجوزاء، أوس بن عبد الله الربعي، بصري يرسل كثيراً، ثقة من الثالثة، مات سنة 83، روى له البخاري ومسلم.

ص: 221

خالفه حسين المعلم

(1)

، وشعبة

(2)

، وسعيد بن أبي عروبة

(3)

، وأبان العطار

(4)

.

فرووا هذا الحديث عن بديل بهذا الإسناد قالوا: (كان يستفتح الصلاة بالتكبير والقراءة ب {الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (2)}).

قال أبو داود: هذا الحديث ليس بالمشهور عن عبد السلام بن حرب لم يروه إلا طلق بن غنام، وقد روى قصة الصلاة عن بديل جماعة لم يذكروا فيه شيئاً من هذا

(5)

.

ونقله البيهقي عن أبي داود وأقره عليه وقال: وروي من وجه آخر ضعيف عن عائشة

(6)

.

وقال الدارقطني: قال أبو داود: لم يروه عن عبد السلام غير طلق بن غنام، وليس هذا الحديث بالقوي

(7)

.

وقد صحّ هذا الحديث في دعاء الاستفتاح عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه موقوفاً عليه وقد أخرجه مسلم في صحيحه

(8)

.

قال ابن رجب: «وقال الإمام أحمد: نذهب فيه إلى حديث

(1)

مسلم (498) وأبو داود (783) وأبو عوانة (1585) و (1995).

(2)

أحمد (6/ 281).

(3)

أحمد (6/ 171).

(4)

أحمد (6/ 110).

(5)

في السنن (1/ 206) عند حديث الباب.

(6)

السنن الكبرى (2/ 33).

(7)

في سننه (1/ 299).

(8)

مسلم (399).

ص: 222

عمر، وقد روي من وجوه ليست بذاك، فذكر حديث عائشة وأبي هريرة»

(1)

.

أي: أن الإمام أحمد اختار هذا الدعاء في الاستفتاح لثبوته عن عمر لا لصحة الحديث المرفوع.

وقال ابن خزيمة: أما ما يفتتح به العامة صلاتهم بخراسان من قولهم: سبحانك اللهم وبحمدك تبارك اسمك وتعالى جدك ولا إله غيرك)، فلا نعلم في هذا خبراً ثابتاً عن النبي صلى الله عليه وسلم عند أهل المعرفة بالحديث

، إلى أن قال: وهذا صحيح عن عمر بن الخطاب أنه كان يستفتح الصلاة لا عن النبي صلى الله عليه وسلم

(2)

.

(1)

فتح الباري (4/ 346).

(2)

صحيح ابن خزيمة (1/ 237 - 239).

ص: 223

‌عبد العزيز بن محمد الدراوردي

‌اسمه ونسبه:

عبد العزيز بن محمد بن عبيد بن أبي عبيد ويكنى أبا محمد وهو مولى للبرك بن وبرة أخي كلب بن وبرة من قضاعة، وكان أصله من دراورد قرية بخراسان ولكنه ولد بالمدينة ونشأ بها وسمع العلم والأحاديث فيها ولم يزل بها حتى توفي سنة 187.

روى عن: زيد بن أسلم، ويحيى بن سعيد الأنصاري، وهشام بن عروة، وحميد الطويل، وجعفر الصادق، وموسى بن عقبة، ويزيد بن الهاد، وجماعة.

روى عنه: شعبة والثوري وهما أكبر منه، وابن إسحاق وهو من شيوخه، والشافعي وعبد الرحمن بن مهدي ووكيع وابن وهب والحميدي وجماعة.

‌كلام أهل العلم:

قال مصعب الزبيري: كان مالك يوثق الدراوردي.

وقال أحمد بن حنبل: كان معروفاً بالطلب وإذا حدّث من كتابه

ص: 224

فهو صحيح، وإذا حدّث من كتب الناس وهم، وكان يقرأ من كتبهم فيخطاء، وربما قلب حديث عبد الله بن عمر يرويها عن عبيد الله بن عمر.

وقال ابن معين: الدراوردي أثبت من فليح وابن أبي الزناد وأبي أويس.

وقال ابن أبي خيثمة عن ابن معين: ثقة حجة.

وقال أبو زرعة: سياء الحفظ فربما حدّث من حفظه الشيء فيخطاء.

وقال ابن أبي حاتم: سئل أبي عن يوسف الماجشون والدراوردي فقال: الدراوردي محدّث ويوسف شيخ.

وقال النسائي: ليس بالقوي، وقال أيضاً: ليس به بأس، حديثه عن عبيد الله بن عمر منكر.

قال ابن حجر: صدوق كان يحدث من كتب غيره فيخطاء، من الثامنة.

ص: 225

‌الحديث الأول

(1)

:

799 -

قال الإمام أبو عيسى الترمذي رحمه الله (948): حدثنا خلاد بن أسلم البغدادي، حدثنا عبد العزيز بن محمد، عن عبيد الله بن عمر، عن نافع، عن ابن عمر رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

«مَنْ أحرم بالحج والعمرة أجزأه طواف واحد وسعي واحد عنهما حتى يحل منهما جميعاً» .

‌التعليق:

هذا إسناد رجاله كلهم ثقات رجال الشيخين غير خلاد بن أسلم وهو ثقة وقد توبع.

وأخرجه ابن ماجه (2975) عن محرز بن سلمة، وأحمد (2/ 67) عن أحمد بن عبد الملك الحراني، وابن خزيمة عن هشام بن يونس، وابن الجارود (460) والطحاوي (2/ 197) من طريق سعيد بن منصور، والدارمي (1844) عن سعيد بن منصور، وابن حبان (3915) و (3916) والدارقطني (2/ 257) والبيهقي (5/ 107) وأبو القاسم البغوي في حديث مصعب (114) من طرق عن الدراوردي به.

(1)

رجال الإسناد:

خلاد بن أسلم الصفار، البغدادي، أصله من مرو، ثقة، من العاشرة، مات سنة 249، روى عنه الترمذي والنسائي.

عبيد الله بن عمر بن حفص بن عاصم بن عمر بن الخطاب العمري المدني، ثقة ثبت، من الخامسة، مات سنة 144، روى له البخاري ومسلم.

نافع، أبو عبد الله مولى ابن عمر، ثقة ثبت فقيه مشهور، من الثالثة، روى له البخاري ومسلم.

ص: 226

وإسناد الدارمي وابن الجارود رجالهما رجال الشيخين، وإسناد أحمد رجاله رجال البخاري.

هكذا قال عبد العزيز بن محمد: (عن عبيد الله بن عمر، عن نافع، عن ابن عمر، عن النبي صلى الله عليه وسلم.

خالفه يحيى القطان

(1)

، وعبد الله بن نمير

(2)

، وهشيم

(3)

، وعبد الرزاق

(4)

فرووه عن عبيد الله بن عمر، عن نافع، عن ابن عمر موقوفاً ولم يرفعوه إلى النبي صلى الله عليه وسلم.

ورواه أيوب السختياني

(5)

، ومالك

(6)

عن ابن عمر من فعله.

لذا قال الترمذي عقب الحديث: هذا حديث حسن صحيح غريب، وقد رواه غير واحد عن عبيد الله بن عمر ولم يرفعوه، وهو أصح.

وقال الطحاوي: هذا الحديث أخطأ فيه الدراوردي فرفعه إلى النبي صلى الله عليه وسلم وإنما أصله عن ابن عمر نفسه هكذا رواه الحفاظ، وهم مع ذلك لا يحتجون بالدراوردي عن عبيد الله أصلاً

(7)

.

(1)

مسلم (1230).

(2)

مسلم (1230).

(3)

الطحاوي (2/ 197).

(4)

الدارقطني (2/ 257).

(5)

البخاري (1639).

(6)

مسلم (1230)(180).

(7)

شرح معاني الآثار (2/ 197).

ص: 227

وقال ابن عبد البر: وهذا الحديث لم يرفعه أحد عن عبيد الله غير الدراوردي وغيره أوقفه على ابن عمر

(1)

.

‌علة الوهم:

1 ضعف رواية الدراوردي عن عبيد الله بن عمر.

قال أحمد بن حنبل: ما حدّث عن عبيد الله بن عمر فهو عن عبد الله بن عمر

(2)

.

وقال أيضاً: إذا حدّث من كتابه فهو صحيح وإذا حدّث من كتب الناس وهم وربما قلب حديث عبد الله بن عمر يرويها عن عبيد الله بن عمر.

وقال النسائي: ليس به بأس، وحديثه عن عبيد الله بن عمر منكر.

وقال ابن سعد: كان ثقة كثير الحديث يغلط.

2 أن ابن عمر رضي الله عنه خرج في فتنة ابن الزبير عام نزل الحجاج بمكة معتمراً حتى إذا كان في الطريق قال: ما شأن الحج والعمرة إلا واحداً أشهدكم أني قد أوجبت حجاً مع عمرتي، واشترى هدياً حتى إذا أتى مكة فطاف وسعى لها سعياً واحداً ولم يزد على ذلك. وجاء في رواية ابن نمير وهشيم عن عبيد الله بن عمر وكان يقول:(مَنْ جمع بين الحج والعمرة كفاه طواف واحد ولم يحل حتى يحل منهما جميعاً).

(1)

الاستذكار (13/ 256).

(2)

عبد الله بن عمر بن حفص بن عاصم بن عمر بن الخطاب المدني، ضعيف عابد، من السابعة، روى لهم مسلم وأصحاب السنن.

ص: 228

وجاء في رواية الليث بن سعد

(1)

، وأيوب بن موسى

(2)

، وموسى بن عقبة

(3)

عن ابن عمر أنه قال: هكذا فعل رسول الله صلى الله عليه وسلم.

فوهم الدراوردي فجعل رواية ابن عمر فعل النبي صلى الله عليه وسلم قولاً للنبي صلى الله عليه وسلم.

‌تنبيه:

تعقب ابن حجر رحمه الله الطحاوي بما لا طائل تحته وفاته أن الترمذي قد سبق الطحاوي بإعلال الحديث فقال: «وأعله الطحاوي بأن الدراوردي أخطأ فيه وأن الصواب أنه موقوف، وتمسك في تخطئته بما رواه أيوب والليث وموسى بن عقبة وغير واحد عن نافع نحو سياق ما في الباب

(4)

من أن ذلك وقع لابن عمر وأنه قال: إن النبي صلى الله عليه وسلم فعل ذلك لا أنه روى هذا اللفظ من النبي صلى الله عليه وسلم، وهو تعليل مردود فالدراوردي صدوق وليس ما رواه مخالفة لما رواه غيره، فلا مانع من أن يكون الحديث عند نافع على الوجهين»

(5)

.

وهذا التعقيب مردود، فالدراوردي متكلم في حديثه عن عبيد الله بن عمر كما تقدم، ووثقه بعضهم وضعّفه آخرون، وأخرج له البخاري

(1)

البخاري (1640) ومسلم (1230).

(2)

الطحاوي (2/ 197).

(3)

البخاري (1708).

(4)

حديث أيوب عن ابن عمر وفيه قال ابن عمر: فإن حيل بيني وبينه يعني البيت أفعل كما فعل رسول الله صلى الله عليه وسلم {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ

(21)} [الأحزاب: 21] ثم قال: أشهدكم أني قد أوجبت مع عمرتي حجًّا، قال: ثم قدم فطاف لهما طوافاً واحداً.

(5)

فتح الباري (3/ 495).

ص: 229

حديثه مقروناً ولم يخرج له الشيخان حديثاً عن عبيد الله بن عمر، وقد خالفه ثلاثة من الثقات في حديثه عن عبيد الله بن عمر وكذلك خالفه جماعة من أصحاب ابن عمر.

وقد أصاب محققو مسند أحمد فقالوا: (صحيح موقوفاً بهذا اللفظ رجاله ثقات رجال الصحيح إلا أن الدراوردي حديثه عن عبيد الله بن عمر منكر كما قال النسائي)

(1)

.

وصححه الألباني كما في سنن ابن ماجه والترمذي، ومحقق المنتقى لابن الجارود، والله تعالى أعلم.

(1)

المسند (9/ 252) إلا أنهم قصروا فاقتصروا على خلاف هشيم له وفاتهم رواية ابن نمير والقطان وعبد الرزاق.

ص: 230

‌الحديث الثاني

(1)

:

800 -

قال الإمام الترمذي رحمه الله (1736): حدثنا هارون بن إسحاق الهمداني، حدثنا يحيى بن محمد المدني عن عبد العزيز بن محمد عن عبيد الله بن عمر عن نافع عن ابن عمر قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا اعْتَمَّ سَدَلَ عِمامته بين كتفيه، قال نافع: وكان ابن عمر يَسدل عِمامته بين كتفيه، قال عبيد الله: ورأيت القاسم وسالماً يفعلان ذلك.

‌التعليق:

هذا إسناد لا بأس به.

وأخرجه ابن حبان (6397) من طريق مصعب بن عبد الله الزبيري، والطبراني في الكبير (13405) من طريق إسماعيل بن بهرام، والخطيب في تاريخ بغداد (11/ 293) والبيهقي في شعب الإيمان (6251) وابن عساكر في تاريخ دمشق (4/ 198) والبغوي في شرح السنة (3109)(3110) من طريق (الوليد بن شجاع ويحيى بن محمد المديني) عن الدراوردي بهذا الإسناد.

هكذا قال الدراوردي: (عن عبيد الله بن عمر، عن نافع، عن ابن عمر كان النبي صلى الله عليه وسلم.

(1)

رجال الإسناد:

هارون بن إسحاق بن محمد الهمداني، الكوفي، صدوق، من صغار العاشرة، مات سنة 258، روى عنه الترمذي والنسائي وابن ماجه والبخاري في جزء القراءة.

يحيى بن محمد بن عبد الله بن مهران المدني، صدوق يخطاء، من كبار العاشرة، روى له أبو داود والترمذي والنسائي.

عبيد الله بن عمر بن حفص بن عاصم بن عمر بن الخطاب، المدني، ثقة ثبت، من الخامسة، مات سنة بضع وأربعين، روى له البخاري ومسلم.

نافع مولى ابن عمر: تقدم.

ص: 231

خالفه أبو أسامة

(1)

فرواه عن عبيد الله بن عمر عن نافع قال: كان ابن عمر يعتم ويرخيها بين كتفيه، قال عبيد الله: أخبرنا أشياخنا أنهم رأوا أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم يعتمون ويرخونها بين أكتافهم.

ورواه محمد بن بشر

(2)

قال: حدثنا عبيد الله بن عمر عن سالم والقاسم كانا يرخيان عمائمهم بين أكتفاهم.

لذا أعله الإمام أحمد.

قال الدارقطني: «غير الدراوردي يرويه عن عبيد الله موقوفاً وهو المحفوظ.

وذكر حديث الدراوردي لأحمد بن حنبل فأنكره»

(3)

.

وقال الدارقطني في موضع آخر: «تفرد به عبد العزيز الدراوردي عنه»

(4)

.

(1)

ابن أبي شيبة (8/ 427).

(2)

المصدر السابق (8/ 428).

(3)

العلل (2969).

(4)

أطراف الغرائب والأفراد (3/ 482).

ص: 232

‌الحديث الثالث

(1)

:

801 -

قال أبو عبد الرحمن النسائي رحمه الله في السنن الكبرى (583): أخبرني عمران بن يزيد، قال: حدثنا عبد العزيز، قال: حدثنا زيد بن أسلم عن عطاء بن يسار، عن ابن عباس رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:

«إذا شكّ أحدكم في صلاته فلم يدرِ أصلّى ثلاثاً أو أربعاً فليقم فليركع يعني ركعة ويسجد سجدتين فإن كانت خامسة شفعهما بسجدتين، وإن كانت رابعة كانت السجدتان ترغيماً للشيطان» .

‌التعليق:

هذا إسناد رجاله كلهم ثقات رجال الشيخين غير عمران بن يزيد وقد توبع، تابعه إسحاق بن راهويه.

فقد أخرجه ابن حبان (2668) من طريق إسحاق بن راهويه قال: حدثنا عبد العزيز بن محمد قال: حدثني زيد بن أسلم به.

هكذا قال عبد العزيز بن محمد: (عن زيد بن أسلم، عن عطاء، عن ابن عباس).

خالفه أصحاب زيد بن أسلم فقالوا: (عن زيد، عن عطاء، عن أبي سعيد الخدري) رضي الله عنه، منهم:

(1)

رجال الإسناد:

عمران بن خالد بن يزيد بن مسلم القرشي، ويقال: الطائي، الدمشقي، وقد يقلب وينسب لجده، صدوق من العاشرة، مات سنة 244، روى له النسائي.

زيد بن أسلم العدوي، مولى عمر، أبو عبد الله أو أبو أسامة المدني، ثقة عالم وكان يرسل، من الثالثة، مات سنة 136، روى له البخاري ومسلم.

عطاء بن يسار الهلالي، أبو محمد المدني، مولى ميمونة، ثقة فاضل صاحب مواعظ وعبادة، من الثانية، مات سنة 94 وقيل بعد ذلك، روى له البخاري ومسلم.

ص: 233

سليمان بن بلال

(1)

، وداود بن قيس

(2)

، والإمام مالك بن أنس

(3)

، ومحمد بن عجلان

(4)

، ويحيى بن محمد بن قيس أبو زكير

(5)

، وعبد العزيز بن عبد الله بن أبي سلمة الماجشون

(6)

، وفليح بن سليمان

(7)

، وهشام بن سعد

(8)

، وأبو غسان

(9)

.

وكذلك رواه سعيد بن منصور عن الدراوردي عن زيد بن أسلم فقال فيه: عن أبي سعيد الخدري، فوافق الجماعة

(10)

وهو المحفوظ، فقد رواه كذلك يحيى بن أبي كثير، عن عياض عن أبي سعيد

(11)

رضي الله عنه.

لذا قال ابن حبان عقب الحديث: (وهم في هذا الإسناد

(1)

مسلم (571).

(2)

مسلم (571).

(3)

ابن حبان (2663) ورواه أبو داود (1026) والطحاوي (1/ 433) والبيهقي (2/ 331) من طريق مالك عن زيد عن عطاء مرسلاً.

(4)

النسائي (3/ 27) وفي الكبرى (2667) وابن خزيمة (1023) وابن حبان (2664) والطحاوي في شرح معاني الآثار (1/ 433) وابن جرير في تهذيب الآثار (1/ 39 الجزء المفقود).

(5)

النسائي في الكبرى (585) وابن خزيمة (1024) وابن جرير في تهذيب الآثار (1/ 38).

(6)

النسائي (3/ 27) وابن خزيمة (1024) والدارمي (1495) وابن الجارود (241) وأبو نعيم في مستخرجه على مسلم (1253) والطحاوي (1/ 433) وابن جرير في تهذيب الآثار (1/ 38).

(7)

الدارقطني (1/ 375).

(8)

ابن خزيمة (1024) وأبو عوانة (1957) والطحاوي (1/ 433).

(9)

أبو عوانة (1905).

(10)

أبو نعيم في المستخرج على مسلم (1253) مقروناً.

(11)

أبو داود (1029) والترمذي (396) والطحاوي (1/ 435) وابن حبان (2665) والحاكم (1/ 134).

ص: 234

الدراوردي حيث قال عن ابن عباس، وإنما هو عن أبي سعيد الخدري، وكان إسحاق يحدّث من حفظه كثيراً فلعله من وهمه أيضاً)

(1)

.

قال محرره أبو حمزة: بل هو من الدراوردي فقد تابع إسحاق بن راهويه فزارة بن عمرو، والله تعالى أعلم.

وقال الحافظ: واختلف فيه على عطاء بن يسار فروي مرسلاً، وروي بذكر أبي سعيد فيه، وروي عنه عن ابن عباس وهو وهم، وقال ابن المنذر: حديث أبي سعيد أصح حديث في الباب

(2)

.

(1)

صحيح ابن حبان (6/ 390).

(2)

التلخيص الحبير (2/ 5).

ص: 235

‌الحديث الرابع

(1)

:

802 -

قال الطحاوي في شرح معاني الآثار (1/ 151): حدثنا روح بن الفرج، قال: ثنا الدراوردي، عن هشام بن عروة، عن سالم بن عبد الله عن أبيه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:

«لا تحروا بصلاتكم طلوع الشمس ولا غروبها، وإذا بدا حاجب الشمس فأخِّروا الصلاة حتى تبرز، وإذا غاب حاجب الشمس فأخِّروا الصلاة حتى تغيب» .

‌التعليق:

هذا إسناد صحيح رجاله كلهم ثقات رجال الشيخين غير شيخ الطحاوي روح بن الفرج، وثقه الدارقطني (في السنن 2/ 171) وقال الكندي: من أوثق الناس.

ووثقه الخطيب أيضاً، وقال الذهبي في تاريخ الإسلام: محدّث مكثر مقبول.

هكذا قال الدراوردي: (عن هشام بن عروة، عن سالم بن عبد الله، عن أبيه).

(1)

رجال الإسناد:

روح بن الفرج القطان، أبو الزنباع المصري من موالي آل الزبير بن العوام، ثقة، من الحادية عشرة، مات سنة 282 وله 84 سنة.

هشام بن عروة بن الزبير بن العوام الأسدي، ثقة فقيه ربما دلَّس، من الخامسة، مات سنة 145 أو 146 وله 87 سنة، روى له البخاري ومسلم.

سالم بن عبد الله بن عمر بن الخطاب القرشي العدوي، أبو عمر أو أبو عبد الله المدني، أحد الفقهاء السبعة، وكان ثبتاً عابداً فاضلاً، كان يُشَبَّه بأبيه في الهدي والسمت، من كبار الثالثة، مات في آخر سنة 106 على الصحيح، روى له البخاري ومسلم.

ص: 236

خالفه يحيى بن سعيد القطان

(1)

، وعبدة بن سليمان

(2)

، ومحمد بن بشر

(3)

، وعبد الله بن نمير

(4)

، ووكيع

(5)

، ومالك

(6)

، وزائدة بن قدامة

(7)

، وأنس بن عياض

(8)

، وشعيب بن إسحاق

(9)

، ومحاضر

(10)

، ويحيى بن أبي زائدة

(11)

، وأبو أسامة حماد بن أسامة

(12)

فقالوا: (عن هشام بن عروة، عن أبيه عروة، عن عبد الله بن عمر).

وهم الدراوردي فجعل الحديث من رواية سالم بن عبد الله بن عمر عن أبيه، وإنما هو من حديث عروة عن عبد الله بن عمر.

لذا قال الدارقطني: «ولم يتابع على هذا القول، والصحيح قول يحيى القطان ومَن تابعه»

(13)

.

(1)

البخاري (582) و (583).

(2)

البخاري (3272) و (3273).

(3)

مسلم (828).

(4)

مسلم (828).

(5)

مسلم (828).

(6)

الموطأ (1/ 220) إلا أنه رواه مرسلاً لم يذكر ابن عمر.

(7)

الطبراني في الكبير (13288)(13259).

(8)

أبو عوانة (1172) والبيهقي (2/ 453).

(9)

ابن عساكر في تاريخ دمشق (17/ 138) وأبو الشيخ في طبقات المحدثين بأصبهان (3/ 305).

(10)

أبو عوانة (1132).

(11)

الدارقطني في العلل (13/ 174).

(12)

البزار قاله ابن عبد البر في التمهيد (22/ 329).

(13)

العلل (13/ 174).

ص: 237

‌الحديث الخامس

(1)

:

803 -

قال ابن ماجه رحمه الله (1561): حدثنا العباس بن جعفر، ثنا محمد بن أيوب أبو هريرة الواسطي، ثنا عبد العزيز بن محمد، عن كثير بن زيد، عن زينب بنت نبيط، عن أنس بن مالك رضي الله عنه:

أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أعلم قبر عثمان بن مظعون بصخرة.

‌التعليق:

هذا إسناد ظاهره حسن وقد صححه الألباني في تحقيقه سنن ابن ماجه.

إلا أن الصحيح أن الدراوردي قد وهم فيه.

هكذا قال عبد العزيز الدراوردي: (عن كثير بن زيد، عن زينب، عن أنس).

(1)

رجال الإسناد:

عباس بن جعفر بن عبد الله بن الزبرقان البغدادي أبو محمد بن أبي طالب أخو يحيى، أصله من واسط، صدوق، من الحادية عشرة، مات سنة 258، روى له ابن ماجه.

محمد بن أيوب الكلابي، أبو هريرة الواسطي، صدوق، من العاشرة، روى له ابن ماجه.

كثير بن زيد الأسلمي، أبو محمد المدني، ابن مافَنَّه، صدوق يخطاء، من السابعة، مات في آخر خلافة المنصور، روى له البخاري في جزء القراءة، وأبو داود والترمذي وابن ماجه.

زينب بنت نبيط، ويقال: بنت سليط، يقال: لها صحبة وذكرها ابن حبان في ثقات التابعين، روى حديثها ابن ماجه (وهي زوجة أنس بن مالك).

ص: 238

خالفه حاتم بن إسماعيل

(1)

، وسعيد بن سالم القداح

(2)

، ومحمد بن عمر الواقدي

(3)

، وأبو بكر الحنفي

(4)

فقالوا:

(عن كثير بن زيد، عن المطلب بن عبد الله بن حنطب)

(5)

.

وهذا الوجه هو الذي صححه أبو زرعة.

قال ابن أبي حاتم في العلل (1028): (سألت أبا زرعة عن حديث رواه الدراوردي عن كثير بن زيد، عن زينب بنت نبيط عن أنس .. ).

قال أبو زرعة: (هذا خطأ يُخالف الدراوردي فيه، يرويه حاتم وغيره عن كثير بن زيد، عن المطلب بن عبد الله بن حنطب وهو الصحيح)

(6)

.

والحديث قد اختصره الدراوردي ورواه سعيد بن سالم وحاتم بن إسماعيل عن كثير بن زيد المدني عن المطلب قال: لما مات عثمان بن

(1)

أبو داود (3206) والبيهقي (3/ 412) وابن شبة في أخبار المدينة (319).

(2)

أبو داود (3206).

(3)

ابن سعد في الطبقات (3/ 399).

(4)

ابن أبي شيبة في مصنفه (11740).

(5)

المطلب بن عبد الله بن حنطب بن الحارث المخزومي، صدوق كثير التدليس والإرسال.

(6)

نقله ابن الملقن في البدر المنير (5/ 325) وابن حجر في التلخيص (2/ 134).

وقال في البدر المنير: إسناده حسن متصل لأن المطلب بيّن في كلامه أنه أخبره به صحابي حضر القصة، والصحابة كلهم عدول لا تضر الجهالة بأعيانهم، وكثير هذا وإن ضعّفه النسائي فقد وثقه يحيى بن معين، وقال أبو زرعة: صدوق، وقال ابن المديني: صالح وليس بالقوي. وكذلك حسّن إسناده الحافظ في المعجم.

ص: 239

مظعون أخرج بجنازته فدفن فأمر النبي صلى الله عليه وسلم رجلاً أن يأتيه بحجر فلم يستطع حمله فقام إليها رسول الله صلى الله عليه وسلم وحسر عن ذراعيه، قال كثير: قال المطلب: قال الذي يخبرني ذلك عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: كأني أنظر إلى بياض ذراعَيْ رسول الله صلى الله عليه وسلم حين حسر عنها ثم حملها فوضعها عند رأسه وقال: «أتعلم بها قبر أخي وأدفن إليه مَنْ مات من أهلي» .

ص: 240

‌الحديث السادس

(1)

:

804 -

قال الإمام أحمد رحمه الله (5/ 300): حدثنا أبو سعيد، حدثنا عبد العزيز بن محمد عن أسيد، عن عبد الله بن أبي قتادة، عن أبيه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:

«مَنْ ترك الجمعة ثلاث مرات عن غير ضرورة طبع على قلبه» .

‌التعليق:

هذا إسناد رجاله كلهم ثقات.

والحديث أخرجه كذلك الطحاوي في مشكل الآثار (3184) والحاكم في المستدرك (2/ 488) وابن عبد البر في التمهيد (16/ 240) وقال الحاكم: صحيح الإسناد ولم يخرجاه).

وقد وهم الدراوردي في هذا الإسناد على أسيد، فقال:(عن أسيد، عن عبد الله بن قتادة، عن أبيه).

(1)

رجال الإسناد:

أبو سعيد: عبد الرحمن بن عبد الله بن عبيد البصري، أبو سعيد مولى بني هاشم نزيل مكة، لقبة جردقة، صدوق ربما أخطأ، من التاسعة، مات سنة 197، روى له البخاري.

أسيد بن أبي أسيد البراد، أبو سعيد المديني، صدوق، واسم أبيه يزيد، من الخامسة، مات في أول خلافة المنصور، روى له البخاري في الأدب المفرد وأصحاب السنن.

عبد الله بن أبي قتادة الأنصاري المدني، ثقة، من الثالثة، مات سنة 95، روى له البخاري ومسلم.

ص: 241

خالفه ابن أبي ذئب

(1)

، وزهير بن محمد التميمي

(2)

، وسعيد بن أبي أيوب

(3)

، وعبد الله بن جعفر

(4)

، وسليمان بن بلال

(5)

هؤلاء الخمسة رووه (عن أسيد، عن عبد الله بن أبي قتادة، عن جابر رضي الله عنه.

وهذا هو المحفوظ والذي رجحه أبو حاتم.

قال ابن أبي حاتم في العلل (582): سألت أبي عن حديث رواه ابن أبي ذئب عن أسيد بن أبي أسيد عن عبد الله بن أبي قتادة، عن جابر عن النبي صلى الله عليه وسلم:«مَنْ ترك الجمعة ثلاثاً من غير ضرورة فقد طبع على قلبه» .

قال أبي: ورواه الدراوردي، عن أسيد عن ابن أبي قتادة، عن أبيه، عن النبي صلى الله عليه وسلم.

قلت: فأيهما أشبه؟

قال: ابن أبي ذئب أحفظ من الدراوردي وكأنه أشبه، وكأن الدراوردي لزم الطريق.

‌الخلاصة:

حديث الباب صحيح من حديث جابر بن عبد الله رضي الله عنه

(1)

ابن ماجه (1126) والنسائي في الكبرى (1657) وابن خزيمة في صحيحه (1856) والطحاوي (3183) والحاكم (1/ 292) والبيهقي (3/ 247).

(2)

ابن ماجه (1126) وأحمد (5/ 300).

(3)

الطبراني في الأوسط (275).

(4)

ابن عبد البر في التمهيد (16/ 240).

(5)

البيهقي (3/ 247) تعليقاً.

ص: 242

وقد وهم الدراوردي فجعله من مسند أبي قتادة والذي حمله على هذا الوهم أن عبد الله بن أبي قتادة كثيراً ما يروي عن أبيه لذا قال أبو حاتم: (الدراوردي لزم الطريق).

ويشهد له حديث أبي الجعد الضمري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «مَنْ ترك ثلاث جمع تهاوناً من غير عذر طبع الله على قلبه»

(1)

.

(1)

أخرجه أبو داود (1052) والترمذي (500) والنسائي (3/ 88) وابن ماجه (1125) والشافعي (436) وأحمد (3/ 424 - 425) والدارمي (1579) وابن خزيمة (2857) وابن حبان (2786) وابن الجارود (288) والحاكم (1/ 280)، وقال:(صحيح على شرط مسلم) ووافقه الذهبي.

ص: 243

‌الحديث السابع

(1)

:

805 -

قال النسائي في السنن الكبرى (9885): أخبرنا زكريا بن يحيى قال: حدثنا قتيبة بن سعيد قال: حدثنا عبد العزيز عن عمارة بن غزية عن عبد الله بن علي بن الحسين قال: قال علي بن أبي طالب: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

«إن البخيل الذي إن ذكرت عنده لم يصلِّ عليّ» .

‌التعليق:

هذا إسناد منقطع، عبد الله بن علي بن الحسين لم يلقَ جد أبيه علي بن أبي طالب رضي الله عنه.

ورواه إسماعيل القاضي في فضل الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم (34) من طريق إبراهيم بن حمزة، والبيهقي في شعب الإيمان (1566) من طريق أبي الجماهر، والبخاري في التاريخ الكبير (5/ 148) تعليقاً.

قال: قال أبو ثابت: حدثنا الدراوردي به.

هكذا قال الدراوردي: (عن عمارة، عن عبد الله بن علي بن الحسين، عن علي بن أبي طالب) فجعله من مسند علي رضي الله عنه.

(1)

رجال الإسناد:

زكريا بن يحيى بن إياس بن سلمة السجزي، ثقة حافظ، يعرف بخياط السنة، من الثانية عشرة، مات سنة 282، روى له النسائي.

قتيبة بن سعيد الثقفي، ثقة ثبت. (انظر ترجمته في بابه).

عمارة بن غزية بن الحارث الأنصاري المدني، لا بأس به، من السادسة، مات سنة 140، روى له مسلم واستشهد به البخاري في الصحيح.

عبد الله بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب، مقبول، من الخامسة، روى له الترمذي والنسائي.

ص: 244

خالفه سليمان بن بلال

(1)

، وإسماعيل بن جعفر

(2)

، وعبد الله بن جعفر بن نجيح

(3)

.

فقالوا: (عن عمارة، عن عبد الله بن علي بن حسين، عن أبيه عن جده).

فجعلوه من مسند الحسين بن علي بن أبي طالب رضي الله عنهم.

ورواه عمرو بن الحارث عن عمارة عن عبد الله بن علي عن أبيه عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسلاً

(4)

.

قال الدارقطني: وقول سليمان بن بلال أشبه بالصواب.

والله أعلم

(5)

.

(1)

الترمذي (3546) وأحمد (1/ 201) وإسماعيل القاضي في فضل الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم (32) والنسائي في الكبرى (9883)(9844) وأبو يعلى (6775) وابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني (432) وابن حبان (909) والحاكم (1/ 549) والضياء في المختارة (422، 423، 424) والطبراني في الكبير (2885) والبزار (4/ 185 رقم 1342) وابن أبي شيبة في مسنده (791) والبيهقي في الدعوات الكبير (151) وفي شعب الإيمان (1567)(1568) وأبو بكر الشافعي في الغيلانيات (81) والبخاري في التاريخ الكبير (5/ 148) تعليقاً.

(2)

إسماعيل القاضي في فضل الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم (35).

(3)

المصدر السابق (36) والدارقطني في العلل (305) تعليقاً.

(4)

المصدر السابق (33).

(5)

العلل (3/ 101 رقم 305).

ص: 245

‌عبد الواحد بن زياد

(1)

‌اسمه ونسبه:

عبد الواحد بن زياد العبدي، مولاهم أبو بشر، ويقال: أبو عبيدة البصري.

روى عن: كليب بن وائل، وحبيب بن أبي عمرة، والمختار بن فلفل، والأعمش، وعاصم الأحول، وجماعة.

روى عنه: أبو داود الطيالسي، وعفان بن مسلم، ومسدد، وعمرو بن عاصم، وعبيد الله القواريري.

وثقه يحيى بن معين وأحمد بن حنبل، وعده ابن معين في الأعمش بعد سفيان وشعبة وأبي معاوية، ووثقه أبو زرعة وأبو حاتم، وقال ابن سعد: ثقة كثير الحديث.

(1)

مصادر الترجمة:

الطبقات الكبرى (7/ 289) ضعفاء العقيلي ترجمة 1015، الكامل لابن عدي (5/ 1938) والعلل ومعرفة الرجال للإمام أحمد 675، هدي الساري (ص 422).

ص: 246

‌المآخذ التي عليه:

تكلم في حديثه عن الأعمش.

قال أبو داود الطيالسي: عمد إلى أحاديث كان يرسلها الأعمش فوصلها كلها يقول: حدثنا الأعمش حدثنا مجاهد في كذا وكذا.

قال علي بن المديني: سمعت يحيى بن سعيد يقول: ما رأيت عبد الواحد بن زياد يطلب حديثاً قط بالبصرة ولا بالكوفة، وكنا نجلس على بابه يوم الجمعة بعد الصلاة أذاكره حديث الأعمش فلا يعرف منه حرفاً.

وأجاب الحافظ عن هذا فقال: وهذا غير قادح لأنه كان صاحب كتاب، وقد احتج به الجماعة.

وقال الذهبي بعد أن أورد قول القطان: قد كان من علماء الحديث، وحديثه مخرّج في الصحاح، ولكن عبد الوارث أحفظ منه وأتقن.

وقال أبو حاتم وهو معروف بتشدده: «أثبت الناس في الأعمش الثوري ثم أبو معاوية ثم حفص بن غياث وعبد الواحد بن زياد» .

ووضعه النسائي في الطبقة الخامسة من طبقات الرواة عن الأعمش.

تكذيب يزيد بن زريع له لعدم معرفته به ثم رجوعه.

قال عبد الله بن أحمد: قال أبي: وسمعت عفان قال: كانوا يذكرون ليزيد بن زريع عبد الواحد بن زياد فيقول: مَنْ هذا الكذاب الذي يحدّث عن يونس، لا أعرفه، قال: فلقيه يوماً في بعض الطريق

ص: 247

فقيل له: هذا عبد الواحد بن زياد، فقال: هذا كان جليسنا عند يونس، فقالوا: هذا عبد الواحد بن زياد.

قلت: وفي هذا رد على قول يحيى: ما رأيت عبد الواحد يطلب حديثاً قط

فقد رآه غيره يطلب الحديث، والمثبت مقدّم على النافي.

وأخرج حديثه البخاري في الإيمان، والصلاة، والبيوع، والديات عن موسى بن إسماعيل، وقيس بن حفص، وحرمي بن حفص، وقتيبة، والصلت، ومحمد، وأبي النعمان، عنه، عن الأعمش، وأبي إسحاق الشيباني، ومعمر، وأبي بردة، ومجاهد، وعاصم الأحول، وأبي قرة. (التعديل والتجريح للباجي 2/ 1015).

توفي سنة سبع وسبعين ومائة.

قال ابن حجر: ثقة في حديثه عن الأعمش وحده مقال، من الثانية.

روى له البخاري مع المكرر نحو سبعين حديثاً منها اثنان وعشرون حديثاً عن الأعمش

(1)

.

(1)

البخاري (125، 254، 620، 713، 1034، 1615، 1663، 1962، 2134، 2230، 2256، 2374، 2528، 3161، 3186، 4085، 4662، 4769، 5462، 6305، 6414، 1024).

ص: 248

‌الحديث الأول

(1)

:

806 -

قال الإمام أحمد (2/ 415): حدثنا عفان، حدثنا عبد الواحد بن زياد، حدثنا سليمان الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

«إذا صلّى أحدكم الركعتين قبل صلاة الصبح، فليضطجع على جنبه الأيمن» .

‌التعليق:

هذا حديث إسناده صحيح على شرط الشيخين.

ورواه أبو داود (1261) والترمذي (420) وابن خزيمة (1120) وابن حبان (2468) والبيهقي (3/ 45) وابن عبد البر في التمهيد (8/ 126) من طريق مسدد وأبي كامل وعبيد الله بن عمر بن ميسرة وبشر بن معاذ العقدي، كلهم عن عبد الواحد بن زياد به. وقال الترمذي: حديث صحيح غريب من هذا الوجه، وصححه النووي في المجموع (4/ 28) وقال: على شرط البخاري ومسلم.

(1)

رجال الإسناد:

عفان بن مسلم بن عبد الله الباهلي، أبو عثمان الصفار البصري، ثقة ثبت كان إذا شكّ في حرف من الحديث تركه، توفي سنة 290، متفق عليه.

الأعمش: سليمان بن مهران الأسدي الكاهلي، أبو محمد الكوفي، ثقة حافظ عارف بالقراءة، ورع، متفق عليه.

أبو صالح: ذكوان، أبو صالح السمان الزيات، ثقة ثبت من الطبقة الثالثة، متفق عليه.

ص: 249

هكذا رواه عبد الواحد بن زياد عن الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:«إذا صلّى أحدكم الركعتين قبل صلاة الصبح فليضطجع على جنبه الأيمن» .

خالفه غيره فرووه عن أبي صالح عن أبي هريرة فجعلوه من فعله صلى الله عليه وسلم لا من أمره.

هكذا رواه شعبة

(1)

عن سهيل بن أبي صالح، عن أبي صالح، عن أبي هريرة.

ورواه محمد بن إبراهيم التيمي

(2)

عن أبي صالح عن أبي هريرة قال: (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا صلّى ركعتَيْ الفجر اضطجع).

وكذلك هو في الصحيحين من حديث عروة بن الزبير عن عائشة رضي الله عنها

(3)

من فعله صلى الله عليه وسلم لا من قوله. أخرجه البخاري في باب الضجعة على الشق الأيمن بعد ركعتَيْ الفجر، وأعقبه بحديث أبي سلمة عن عائشة أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا صلّى سنّة الفجر فإن كنت مستيقظة حدثني وإلا اضطجع حتى يؤذن بالصلاة

(4)

.

لذا أعلّ بعض أهل العلم هذا الحديث لتفرد عبد الواحد بن زياد به، وقالوا: الصحيح عنه صلى الله عليه وسلم الفعل لا الأمر به، والأمر تفرد به عبد الواحد بن زياد وغلط فيه.

(1)

ابن ماجه (1199) وأبو نعيم في الحلية (9/ 33).

(2)

البيهقي (3/ 45).

(3)

البخاري (1160) ومسلم (736)(122).

(4)

البخاري (1161) باب مَنْ تحدث بعد الركعتين ولم يضطجع، ومسلم (743).

ص: 250

ففي مسائل الإمام أحمد لابن هاناء (526) و (536) قال: وسألته عن الاضطجاع؟ فقال: ما فعلته إلا مرة، يروى عن أبي هريرة عن عائشة عن النبي صلى الله عليه وسلم وليس هو أمراً من النبي صلى الله عليه وسلم وإنما فعله النبي صلى الله عليه وسلم.

وقال البيهقي في السنن الكبرى (3/ 45): «وهذا يحتمل أن يكون المراد به الإباحة، فقد رواه محمد بن إبراهيم التيمي عن أبي صالح عن أبي هريرة عن فعل النبي صلى الله عليه وسلم لا خبراً عن قوله.

وهذا أوْلى أن يكون محفوظاً لموافقته سائر الروايات عن عائشة وابن عباس»

(1)

.

وقال ابن القيم: «سمعت ابن تيمية يقول: هذا باطل وليس بصحيح، وإنما الصحيح عنه الفعل لا الأمر بها، والأمر تفرد به عبد الواحد بن زياد وغلط فيه»

(2)

.

وقال ابن عبد الهادي: وقد تكلم أحمد والبيهقي وغيرهما في هذا الحديث وصححوا فعله الاضطجاع لا أمره

(3)

.

قال البيهقي: «خالف عبد الواحد العدد الكثير في هذا الحديث فإن الناس إنما رووه من فعل النبي صلى الله عليه وسلم لا من أمره وانفرد عبد الواحد من بين ثقات الأعمش بهذا اللفظ»

(4)

.

(1)

أحمد (1/ 220) ومن حديث ابن عمر (2/ 173).

(2)

زاد المعاد (1/ 315).

(3)

المحرر في الحديث (1/ 227).

(4)

نقله عنه السخاوي في تدريب الراوي (1/ 235) وابن بهادر في النكت على مقدمة ابن الصلاح (2/ 163) والمناوي في اليواقيت والدرر (1/ 424) ومثلوا هذا الحديث بالشاذ في المتن لمخالفة غيره.

ص: 251

وتعقبه الألباني

(1)

فقال: وهذا التعليل لا يساوي عندي شيئاً وذلك لأن ابن إسحاق وإن كان ثقة فإن في حفظه ضعفاً ولذلك كان حديثه حسناً دون الصحيح لا يعارض به رواية عبد الواحد بن زياد المحتج به في الصحيحين فضلاً عن أن ترجح روايته على روايته وتقدم عليها.

على أنه يمكن الجمع بين الروايتين .. ، فذكر أن الأمر والفعل كلاهما ثابت وكل حفظ ما سمعه.

قلت: الصحيح من رواية أبي صالح ما وافق الجماعة أن ذلك كان من فعله صلى الله عليه وسلم لا من أمره وكذا رواه شعبة من حديث أبي صالح، وعبد الواحد بن زياد تكلم فيه يحيى القطان وفي حديثه عن الأعمش كلام كما تقدم، وفي الحديث التالي يحكم الألباني بشذوذ رواية له عن الأعمش والله تعالى أعلم.

والراجح أن الاضطجاع بعد ركعتَيْ الفجر سنّة من فعله صلى الله عليه وسلم لا من قوله وذلك للتالي:

1 أن عبد الواحد بن زياد وإن كان ثقة من رجال الشيخين فإن في بعض حديثه عن الأعمش مقال كما تقدم في ترجمته.

قال أبو داود: ثقة، عمد إلى أحاديث كان يرسلها الأعمش فوصلها

(2)

.

(1)

صحيح سنن أبي داود (4/ 430 - 431) والبيهقي رواه من طريق محمد بن إسحاق عن التيمي.

(2)

انظر ترجمته في التهذيب وسير أعلام النبلاء (9/ 8).

ص: 252

وقال الذهبي في ميزان الاعتدال: احتجا به في الصحيحين وتجنبا تلك المناكير التي نقمت عليه. وذكر هذا الحديث.

لذا قال ابن حجر في التقريب: ثقة، وفي حديثه عن الأعمش وحده مقال، (وهذا من حديثه عن الأعمش).

2 خالفه شعبة ومحمد بن إبراهيم التيمي فروياه من طريق أبي صالح عن أبي هريرة فجعلاه من فعله صلى الله عليه وسلم لا من أمره.

3 كذلك روى حديث الاضطجاع بعد ركعتَيْ الفجر عائشة وابن عباس وابن عمر فجعلوه من فعله صلى الله عليه وسلم.

‌أثر الوهم:

احتج ابن حزم رحمه الله بهذا الحديث الذي جاء بصيغة الأمر فقال في المحلى (3/ 196): (كل مَنْ ركع ركعتَي الفجر لم تجزه صلاة الصبح إلا بأن يضطجع على شقه الأيمن بين سلامه من ركعتَيْ الفجر وبين تكبيره لصلاة الصبح وسواء عندنا ترك الضجعة عمداً أو نسياناً وسواء صلّاها في وقتها أو صلّاها قاضياً لها من نسيان أو عمد نوم، فإن لم يصلِّ ركعتَيْ الفجر لم يلزمه أن يضطجع، فإن عجز عن الضجعة على اليمين لخوف أو مرض أو غير ذلك أشار إلى ذلك حسب طاقته فقط.

برهان ذلك ما حدثناه عبد الله بن ربيع، ثم أورد حديث الباب من طريق أبي داود)

(1)

.

(1)

ونقل ذلك الحافظ في الفتح (3/ 41) حيث قال: وأفرط ابن حزم فقال: يجب على كل أحد وجعله شرطاً لصحة صلاة الصبح، ورد عليه العلماء بعده حتى طعن ابن تيمية ومَن تبعه في صحة الحديث لتفرد عبد الواحد بن زياد به، وفي حفظه مقال، والحق أنه تقوم به الحجة .. ويحمل الأمر به على الندب.

ص: 253

‌الحديث الثاني

(1)

:

807 -

قال ابن حبان رحمه الله (3351): أخبرنا الفضل بن الحباب، حدثنا مسدد بن مسرهد، حدثنا عبد الواحد بن زياد، عن معمر، عن الزهري، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

«ليس المسكين الذي ترده التمرة والتمرتان والأكلة والأكلتان ولكن المسكين الذي ليس له ما يستغني به ولا يعلم بحاجته فيتصدق عليه فذلك المحروم» .

‌التعليق:

هذا إسناد رجاله كلهم ثقات رجال الشيخين غير الفضل بن الحباب وهو ثقة وهو متابع.

وأخرجه أبو داود (1632) عن مسدد وعبيد الله بن عمر وأبي كامل ثلاثتهم عن عبد الواحد بن زياد به.

(1)

رجال الإسناد:

الفضل بن الحباب، أبو خليفة، واسم الحباب عمرو بن محمد بن شعيب الجمحي البصري، ولد سنة 206، نعته الذهبي فقال: الإمام العلامة المحدث الأديب الأخباري شيخ الوقت، لقي الأعلام وكتب علماً جمًّا، توفي سنة 305، عاش مائة عام.

مسدد بن مسرهد الأسدي البصري، ثقة حافظ، من العاشرة، مات سنة 228، روى له البخاري.

معمر بن راشد: انظره في بابه.

الزهري: انظره في بابه.

أبو سلمة بن عبد الرحمن: تقدم مراراً.

ص: 254

هكذا قال عبد الواحد بن زياد عن معمر عن الزهري عن أبي سلمة عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم: «فذلك المحروم» .

خالفه عبد الأعلى

(1)

، وعبد الرزاق

(2)

، ومحمد بن ثور

(3)

، فرووه عن معمر عن الزهري به وقالوا: قال الزهري: فذلك المحروم.

فصلوا كلام النبي صلى الله عليه وسلم من كلام الزهري، وأدرجه عبد الواحد.

وقد روي هذا الحديث في الصحيحين وغيرهما من طرق عن أبي هريرة وليس فيه هذه الزيادة.

فقد رواه محمد بن زياد

(4)

، والأعرج

(5)

، وعبد الرحمن بن أبي عمرة الأنصاري

(6)

، وعطاء بن يسار مولى ميمونة

(7)

، وأبو صالح

(8)

، وأبو عياض

(9)

، وأبو الوليد

(10)

، ومعمر

(11)

عن همام به.

لذا قال أبو داود: روى هذا محمد بن ثور وعبد الرزاق عن معمر جعلا المحروم من كلام الزهري وهو أصح

(12)

.

(1)

أحمد (2/ 260) والنسائي (5/ 85) إلا أن النسائي لم يذكر هذه الزيادة: (فذلك المحروم) مطلقاً.

(2)

في مصنفه (20027) وفي التفسير (2/ 243).

(3)

أبو داود تعليقاً (1632) ووصله الطبري في تفسيره (26/ 202).

(4)

البخاري (1476).

(5)

البخاري (1479) ومسلم (1039).

(6)

البخاري (4539) ومسلم (1039).

(7)

مسلم (1039).

(8)

أبو داود (1631) وابن خزيمة (2363).

(9)

الحميدي (1059).

(10)

أحمد (2/ 505) والطيالسي (2351).

(11)

أحمد (2/ 316).

(12)

سنن أبي داود (1632).

ص: 255

وقال الألباني: «اتفق ثلاثة من الثقات على رواية هذه الزيادة موقوفاً على الزهري فرفعها شاذ ووهم، والظاهر أنه من عبد الواحد بن زياد فإنه مع ثقته واحتجاج الشيخين بحديثه فقد تكلموا في روايته عن الأعمش خاصة

(1)

.

(1)

صحيح سنن أبي داود (5/ 334) لكن هذه عن معمر وليست عن الأعمش.

ص: 256

‌الحديث الثالث

(1)

:

808 -

قال أبو داود رحمه الله (2082): حدثنا مسدد، حدثنا عبد الواحد بن زياد، حدثنا محمد بن إسحاق، عن داود بن حصين، عن واقد بن عبد الرحمن يعني ابن سعد بن معاذ، عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

«إذا خطب أحدكم المرأة، فإن استطاع أن ينظر إلى ما يدعوه إلى نكاحها فليفعل» قال: فخطبت جارية فكنت أتخبأ لها حتى رأيت منها ما دعاني إلى نكاحها وتزوجها فتزوجتها.

‌التعليق:

هذا إسناد رجاله ثقات رجال الصحيح غير واقد بن عبد الرحمن مجهول.

وأخرجه أحمد (3/ 334) وابن أبي شيبة (4/ 355 - 356) عن يونس بن محمد عن عبد الواحد بهذا الإسناد.

هكذا قال عبد الواحد: (عن محمد بن إسحاق، عن داود بن حصين، عن واقد بن عبد الرحمن، عن جابر).

(1)

رجال الإسناد:

مسدد: تقدم.

محمد بن إسحاق: انظره في بابه.

داود بن الحصين الأموي مولاهم، أبو سليمان المدني، ثقة إلا في عكرمة، ورمي برأي الخوارج، من السادسة، مات سنة 135، روى له البخاري ومسلم.

واقد بن عبد الرحمن بن سعد، مجهول من الخامسة، روى له أبو داود.

ص: 257

خالفه إبراهيم بن سعد الزهري

(1)

، وأحمد بن خالد الوهبي

(2)

، وعمر بن علي المقدمي

(3)

.

فقالوا: (عن محمد بن إسحاق، عن داود بن حصين، عن واقد بن عمرو

(4)

، عن جابر).

قال الحافظ: «رواه الشافعي وأبو داود والبزار والحاكم من حديث ابن إسحاق عن داود بن الحصين عن واقد بن عمرو، ورواه أحمد من هذا الوجه وفيه أنها من بني سلمة، وأعله ابن القطان بواقد بن عبد الرحمن، وقال: المعروف واقد بن عمرو، قلت: رواية الحاكم فيها عن واقد بن عمرو وكذا هو عند الشافعي وعبد الرزاق»

(5)

.

وقال الألباني بعد أن أورد كلام الحافظ: «وقد تفرد به عبد الواحد بن زياد خلافاً لمَن قال: (واقد بن عمرو) وهم أكثر وروايتهم أولى، وواقد بن عمرو ثقة من رجال مسلم، أما واقد بن عبد الرحمن فمجهول»

(6)

.

(1)

أحمد (3/ 360).

(2)

الطحاوي (3/ 14) والبيهقي (7/ 84).

(3)

الحاكم (2/ 165).

(4)

واقد بن عمرو بن سعد بن معاذ الأنصاري الأشهلي، أبو عبد الله المدني، ثقة من الرابعة، مات سنة 120، روى له مسلم وأبو داود والترمذي والنسائي.

(5)

التلخيص الحبير (3/ 147).

(6)

السلسلة الصحيحة (1/ 155 ح 99).

ص: 258

‌عبد الوارث بن سعيد

‌اسمه ونسبه:

عبد الوارث بن سعيد بن ذكوان التميمي العنبري، مولاهم التنوري أبو عبيدة البصري، أحد الأعلام.

روى عن: أيوب السختياني، وأيوب بن موسى، وعبد العزيز بن صهيب، وخالد الحذاء، وسعيد الجريري، وسليمان التيمي، وأبو التياح.

عنه: الثوري وهو أكبر منه، وابنه عبد الصمد، وعفان بن مسلم، ومسدد، وقتيبة، وجماعة.

قال النسائي: ثقة ثبت.

وقال ابن معين: ثقة إلا أنه كان يرى القدر ويظهره.

وقال ابن سعد: ثقة حجة.

وقال أبو زرعة: ثقة.

وقال أحمد: كان أصح حديثاً عن حسين المعلم وكان صالحاً في الحديث.

ص: 259

وقال أبو حاتم: صدوق ممن يعد مع ابن علية ووهيب وبشر بن المفضل، يعد من الثقات، وهو أثبت من حماد بن سلمة.

قال شعبة: ما رأيت أحداً أحفظ لحديث أبي التياح منه.

قال القواريري: كان يحيى بن سعيد يثبته فإذا خالفه أحد من أصحابه قال: ما قال عبد الوارث.

قال ابن حبان: كان قدرياً متقناً في الحديث.

قال الساجي: كان قدرياً صدوقاً متقناً ذُمّ لبدعته، كان شعبة يطريه.

قال البخاري: قال عبد الصمد: إنه لمكذوب على أبي، وما سمعت منه يقول قط في القدر وكلام عمرو بن عبيد.

توفي آخر ذي الحجة سنة 179، وقيل: في محرم سنة 180 وله نحو 78 سنة.

قال ابن حجر: ثقة ثبت رمي بالقدر ولم يثبت عنه، من الثامنة.

ص: 260

‌الحديث الأول

(1)

:

809 -

قال الإمام البخاري رحمه الله (6/ 192 ح 3085): حدثنا أبو معمر، حدثنا عبد الوارث قال: حدثني يحيى بن أبي إسحاق عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال:

كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم مَقْفَلَهُ من عُسْفان ورسول الله صلى الله عليه وسلم على راحلته وقد أردف صفية بنت حُيَي فعَثَرَت ناقتُه فصُرِعا جميعاً فاقتحم أبو طلحة فقال: يا رسول الله جعلني الله فداءك، قال:«عليك المرأة» فقلب ثوباً على وجهه وأتاها فألقاه عليها وأصلح لهما مركبهما فركبا واكتنفنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما أشرفنا على المدينة قال: «آيبون تائبون عابدون لربنا حامدون» فلم يزل يقول ذلك حتى دخل المدينة.

‌التعليق:

هذا إسناد رجاله كلهم ثقات رجال الشيخين.

وأخرجه النسائي في الكبرى (10385) عن عمران بن موسى، عن عبد الوارث به وفيه حدثنا أنس بن مالك.

هكذا قال عبد الوارث عن يحيى بن أبي إسحاق عن أنس: كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم مقفله من عسفان.

(1)

رجال الإسناد:

عبد الله بن عمرو بن أبي الحجاج التميمي أبو معمر المقعد، ثقة ثبت رمي بالقدر، من العاشرة، مات سنة 224، روى له البخاري ومسلم.

يحيى بن أبي إسحاق الحضرمي، مولاهم البصري النحوي، صدوق ربما أخطأ، من الخامسة، مات سنة 136، روى له البخاري ومسلم.

ص: 261

خالفه أحمد بن حنبل

(1)

فرواه عن يحيى، عن أنس قال: أقبلنا من خيبر أنا وأبو طلحة ورسول الله صلى الله عليه وسلم وصفية رديفته .. الحديث.

ورواه بشر بن المفضل

(2)

، وإسماعيل بن علية

(3)

، وعبد العزيز بن المختار

(4)

، وسعيد بن عبد الرحمن

(5)

أربعتهم عن يحيى بن أبي إسحاق فذكروا الحديث إلا أنهم لم يذكروا عسفان ولا خيبر.

وكذلك رواه علي بن عاصم عن حميد الطويل عن أنس

(6)

، وحماد بن سلمة

(7)

وسليمان بن المغيرة

(8)

عن ثابت عن أنس، فذكروا إرداف النبي صلى الله عليه وسلم صفية ووقوعها، ومعلوم أن ذلك كان في غزوة خيبر بعد أن اصطفاها النبي صلى الله عليه وسلم لنفسه.

ورواه أبو رافع فذكر إرداف النبي صلى الله عليه وسلم لصفية وأنه بخيبر.

قال أبو يعلى: حدثنا المقدمي، حدثنا فضيل، حدثنا فائد، حدثني عبيد الله بن علي بن أبي رافع عن أبي رافع رضي الله عنه قال: أقبل رسول الله صلى الله عليه وسلم يوماً من خيبر قد أردف صفية بنت حيي رضي الله عنها على حقيبته، وأبو رافع على جمل، فلما دنونا من المدينة قال: «يا أبا رافع انزل عن الجمل واحمل عليه صفية فإني

(1)

في المسند (3/ 187).

(2)

البخاري (3086)(6185) ومسلم (1345).

(3)

مسلم (1345).

(4)

ابن سعد في الطبقات الكبرى (8/ 124).

(5)

الطبراني في الأوسط (7709) وابن مندة في معرفة أسامي أرداف النبي (1/ 70).

(6)

تمام الرازي في الفوائد (2/ 266).

(7)

ابن سعد (8/ 122).

(8)

ابن سعد (8/ 124).

ص: 262

أخشى أن ينفجر الصبح قبل أن ندخل المدينة» قال: فسار أبو رافع حتى أدخلها المدينة

(1)

.

وروى ابن مندة من طريق أنس بن عياض عن حميد عن أنس رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم أردف صفية مقدمه من خيبر فلما رأى جدران المدينة حرّك بعيره فسقطت صفية

(2)

.

قال الحافظ الدمياطي: «ذكر عسفان مع قصة صفية وهم لأن غزوة عسفان إلى بني لحيان كانت في سنة ست وغزوة خيبر في سنة سبع وإرداف صفية مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ووقوعها كان فيها»

(3)

.

قال الحميدي: «كذا عند البخاري، ودخل بعض حديث رواته في بعض»

(4)

.

وقال الحافظ: «وجوّز بعضهم أن يكون في طريق خيبر مكان يقال له: عسفان وهو مردود والذي يظهر أن الراوي أضاف المقفل إلى عسفان لأن غزوة خيبر كانت عقبها وكأنه لم يعتد بالإقامة المتحللة بين الغزوتين لتقاربهما وهذا كما قيل في حديث سلمة بن الأكوع الآتي في تحريم المتعة في غزوة أوطاس، وإنما كان تحريم المتعة بمكة فأضافها إلى أوطاس لتقاربهما، والعلم عند الله تعالى»

(5)

.

(1)

المطالب العالية (11/ 643 رقم 2638) ورواه ابن مندة (1/ 71) من طريق الفضيل به.

(2)

ابن مندة في معرفة أرداف النبي صلى الله عليه وسلم (1/ 70).

(3)

التوضيح لشرح الجامع الصحيح لابن الملقن (18/ 355) وفتح الباري (6/ 193) وعمدة القاري (15/ 84).

(4)

الجمع بين الصحيحين (2/ 544).

(5)

فتح الباري (6/ 193).

ص: 263

‌الحديث الثاني

(1)

:

810 -

قال أبو داود رحمه الله (723): حدثنا عبيد الله بن عمر بن ميسرة الجشمي ثنا عبد الوارث بن سعيد قال: ثنا محمد بن جُحادة حدثني عبد الجبار بن وائل بن حجر قال:

كنت غلاماً لا أعقل صلاة أبي قال: فحدثني وائل بن علقمة عن أبي وائل بن حجر قال:

صلّيت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فكان إذا كبّر رفع يديه قال: ثم التحف ثم أخذ شماله بيمينه وأدخل يديه في ثوبه قال: فإذا أراد أن يركع أخرج يديه ثم رفعهما وإذا أراد أن يرفع رأسه من الركوع رفع يديه ثم سجد ووضع وجهه بين كفَّيه وإذا رفع رأسه من السجود أيضاً رفع يديه حتى فرغ من صلاته.

قال محمد: فذكرت ذلك للحسن بن أبي الحسن فقال: هي صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم فعله مَنْ فعله وتركه مَنْ تركه.

(1)

رجال الإسناد:

عبيد الله بن عمر بن ميسرة القواريري، أبو سعيد البصري، ثقة ثبت من العاشرة، مات سنة 235 على الأصح.

محمد بن جحادة، ثقة من الخامسة، مات سنة 131، روى له البخاري ومسلم.

عبد الجبار بن وائل بن حجر، ثقة لكنه أرسل عن أبيه، من الثالثة، مات سنة 112، روى له مسلم.

وائل بن علقمة عن وائل بن حجر وعنه عبد الجبار بن وائل، صوابه عن عبد الجبار عن علقمة بن وائل عن أبيه.

ص: 264

‌التعليق:

هذا إسناد رجاله كلهم ثقات رجال الصحيح (على قلب في اسم رواته كما سيأتي).

وأخرجه ابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني (2619) من طريق محمد بن عبيد بن حساب، وابن خزيمة (95) من طريق عمران بن موسى، وابن حبان (1862) من طريق إبراهيم بن الحجاج السامي، وأبو نعيم في مستخرجه على مسلم (889) من طريق عمران بن موسى، وابن عبد البر في التمهيد (9/ 227) من طريق أبي معمر كلهم عن عبد الوارث بهذا الإسناد.

هكذا قال عبد الوارث: (عن محمد بن جحادة، عن عبد الجبار بن وائل، عن وائل بن علقمة، عن وائل بن حجر).

خالفه همام بن يحيى

(1)

فقال: (عن محمد بن جحادة، عن عبد الجبار بن وائل، عن علقمة بن وائل عن وائل بن حجر).

وهذا هو الصحيح أن عبد الجبار بن وائل يرويه عن أخيه علقمة بن وائل عن أبيهما وائل بن حجر.

وكذلك رواه عاصم بن كليب

(2)

، وموسى بن عمير العنبري

(3)

،

(1)

مسلم (401) وأحمد (4/ 318) وابن خزيمة (906) وأبو نعيم في المستخرج (889).

(2)

ابن خزيمة (594) وابن حبان (1920) والحاكم (1/ 346 رقم 814).

(3)

النسائي (3/ 125) وفي الكبرى (961) والبيهقي في السنن الصغرى (371).

ص: 265

وقيس بن سليم العنبري

(1)

، وعمرو بن مرة

(2)

جميعهم عن علقمة بن وائل عن أبيه وائل به وروايتهم مختصرة.

وقد رواه عبد الوارث مرة ثانية على الوجه الصحيح، رواه عنه أبو عمر المقعد ومحمد بن عبيد بن حساب وحديثهم عند الطبراني

(3)

.

قال ابن خزيمة: هذا علقمة بن وائل لا شك فيه، لعل عبد الوارث أو مَنْ دونه شكّ في اسمه.

وقال ابن حبان: «محمد بن جحادة من الثقات المتقنين وأهل الفضل في الدين إلا أنه وهم في اسم هذا الرجل إذ الجواد يعثر فقال: وائل بن علقمة وإنما هو علقمة بن وائل» .

قلت: ليس الوهم من محمد بن جحادة فقد رواه عنه همام على الوجه الصحيح.

وإن كان عبد الوارث يقول: إن في كتابه هكذا فقد تابع هماماً في رواية أخرى له.

قال القواريري: ذهبت أنا وعفان إلى عبد الوارث فقال: إيش تريدون؟ فقال له عفان: أخرج حديث بن جحادة فأملاه من كتابه حدثنا محمد بن جحادة قال: حدثني وائل بن علقمة عن أبيه وائل بن حجر، فقال له عفان: هذا كيف يكون حدثنا به همام فلم يقل هكذا، قال:

(1)

النسائي (3/ 125) و (3/ 194) وفي الكبرى (642) و (961).

(2)

البيهقي (2/ 81).

(3)

في المعجم الكبير (22/ 61).

ص: 266

فضرب بالكتاب الأرض وقال: أخرج إليكم كتابي وتقولون: أخطأت»

(1)

.

وقال المزي: قال بعضهم: وائل بن علقمة عند أبي داود وهو وهم

(2)

.

وكذلك صوّب الذهبي

(3)

والحافظ ابن حجر

(4)

أن الصواب علقمة بن وائل.

(1)

العلل ومعرفة الرجال للإمام أحمد (1/ 437)، كذا في المطبوع، ولعله سقط من الإسناد عبد الجبار بن وائل.

(2)

تهذيب الكمال (30/ 420).

(3)

المغني في الضعفاء (2/ 719).

(4)

تهذيب التهذيب (11/ 97) ولسان الميزان (7/ 422).

ص: 267

‌الحديث الثالث

(1)

:

811 -

قال أبو عبد الرحمن النسائي رحمه الله في السنن الكبرى (9260): أخبرنا بشر بن هلال، وعمران بن موسى، قالا: نا عبد الوارث، قال: نا أيوب عن أبي رجاء العطاردي، عن عمران بن حصين، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

«نظرت في الجنة فرأيت أكثر أهلها الفقراء، ونظرت في النار فرأيت أكثر أهلها النساء» .

‌التعليق:

هذا إسناد رجاله كلهم ثقات رجال الشيخين غير بشر بن هلال من رجال مسلم.

والحديث رواه الخطيب في الفصل (2/ 884) من طريق عمران بن موسى عن عبد الوارث به.

وذكره البخاري في صحيحه (5198) تعليقاً، وابن حجر في تغليق التعليق (4/ 429) من طريق عمران بن موسى به.

(1)

رجال الإسناد:

بشر بن هلال الصواف، أبو محمد النُّميري، ثقة، من العاشرة، مات سنة 247، روى له مسلم.

عمران بن موسى القزاز الليثي، أبو عمرو البصري صدوق، من العاشرة، مات بعد الأربعين، روى له الترمذي والنسائي وابن ماجه.

أيوب بن أبي تميمة كيسان السختياني، ثقة ثبت حجة من كبار الفقهاء العباد، من الخامسة، مات سنة 131 وله 65 سنة، روى له البخاري ومسلم.

عمران بن ملحان، ويقال: ابن تيم، أبو رجاء العطاردي، مشهور بكنيته مخضرم ثقة معمر (من الثانية) مات سنة 105 وله 120 سنة، روى له البخاري ومسلم.

ص: 268

هكذا قال عبد الوارث: (عن أيوب، عن أبي رجاء، عن عمران بن حصين).

خالفه إسماعيل بن علية

(1)

، وعبد الوهاب الثقفي

(2)

، ومحمد بن عبد الرحمن الطفاوي

(3)

، ووهيب بن خالد

(4)

، وداود بن الزبرقان

(5)

، خمستهم رووه (عن أيوب، عن أبي رجاء، عن ابن عباس).

ومن هذا الوجه أخرجه مسلم في صحيحه من طريقين عن أيوب، وابن علية ووهيب بن خالد مقدّمان على عبد الوارث في أيوب

(6)

.

والحديث يرويه أبو رجاء عن ابن عباس وعمران بن حصين رضي الله عنهم لكن قال أبو حاتم في العلل لابنه

(7)

: إن بعضهم يروي عن أبي رجاء عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم.

وبعضهم يروي عن أبي رجاء، عن عمران بن حصين عن

(1)

مسلم في صحيحه (2737) وأحمد (1/ 359) والترمذي (2602) والخطيب في الفصل (2/ 881 - 882).

(2)

مسلم (2737) والنسائي في الكبرى (9261).

(3)

البغوي في الجعديات (3047) والآجري في الشريعة (919).

(4)

البغوي (3048).

(5)

الخطيب في الفصل للوصل (2/ 883).

(6)

قال يعقوب بن سفيان في المعرفة (2/ 130): قال علي: ولم يكن في القوم أعلم من حماد بن زيد بأيوب، ولم يكن في القوم أثبت فيما روى من إسماعيل ووهيب وعبد الوارث.

(7)

في الأصل (وروى) ولعله (وأما) كما قال المحقق.

ويرويه قتادة عن أبي رجاء عن عمران بن حصين وعبد الرزاق (20610) وأحمد (4/ 437) والطبراني في الكبير (18/ 275) ويحيى بن أبي كثير عن عمران، والطبراني (18/ 290).

ص: 269

النبي صلى الله عليه وسلم.

ولا أعلم واحداً منهم يجمع عن أبي رجاء بين ابن عباس وعمران بن حصين عن النبي صلى الله عليه وسلم.

قال ابن أبي حاتم معلقاً: (وأما أيوب السختياني وسعيد بن أبي عروبة فإنهما رويا عن أبي رجاء، عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم.

فهذا أبو حاتم وابنه يريان أن حديث أيوب السختياني إنما هو عن ابن عباس كما رواه الجماعة وخالفهم عبد الوارث بن سعيد فجعله من مسند عمران بن حصين.

وخالفهم الخطيب فقال في الفصل (2/ 879): (إنا لا نعلم أحداً اجتمعت له الروايتان عن أبي رجاء غير أيوب السختياني، فرواه عن أبي رجاء عن ابن عباس ورواه أيضاً عن أبي رجاء عن عمران بن حصين).

وهذا ليس تصحيحاً لرواية عبد الوارث عن أبي رجاء عن عمران بن حصين إنما هو إخباراً عنها.

وقال الحافظ في الفتح (9/ 299): (واختلف فيه على أيوب فقال عبد الوارث: عنه هكذا، وقال الثقفي وابن علية وغيرهما: عن أيوب عن أبي رجاء، عن ابن عباس).

‌علة الوهم

(1)

:

عبد الوارث بن سعيد ثقة ثبت في أيوب وغيره، إلا أنه يرجح رواية الجماعة عن روايته خاصة إذا علم أنه كتب حديث أيوب بعد

(1)

انظر الحديث في: باب (أبي داود الطيالسي) ح (466) فقد وهم في جمعه للشيوخ بإسناد واحد.

ص: 270

موته من حفظه، والوهم في مثل هذا وارد خاصة أن الحديث يرويه أبو رجاء عن ابن عباس وعن عمران بن حصين.

قال يعقوب بن سفيان في المعرفة (2/ 131): سمعت سليمان بن حرب يقول: حماد بن زيد في أيوب أكثر من كل مَنْ روى عن أيوب، قال: وأما عبد الوارث فقد قال: كتبت حديث أيوب بعد موته بحفظي ومثل هذا يجيء فيه ما يجيء.

ونقل الذهبي في سير أعلام النبلاء (8/ 303) عن يحيى بن معين قال: قال عبد الصمد يعني ابن عبد الوارث لم يكتب أبي عن أيوب السختياني حرفاً حتى مات.

قال الذهبي: هكذا هذه الرواية، وهي وهمٌ، قد حدّث عن أيوب.

قلت: لم يفطن الذهبي لمعنى كلام عبد الصمد، ومراده أنه كان يحفظ حديث أيوب ولم يكتبه إلا بعد موته كما سبق ونقله عنه سليمان بن حرب، والله أعلم.

ص: 271

‌عبد الوهاب الثقفي

‌اسمه ونسبه:

عبد الوهاب بن عبد المجيد بن الصلت بن عبيد الله بن الحكم بن أبي العاص الثقفي صاحب النبي صلى الله عليه وسلم أبو محمد البصري.

ولد سنة 108، وقيل: سنة 110، مات سنة 194.

روى عن: أيوب، وحميد، ويونس بن عبيد، ويحيى بن سعيد الأنصاري، وهشام بن حسان، وخالد الحذاء، وجماعة.

روى عنه: أحمد وإسحاق ويحيى بن معين وعلي بن المديني.

وثقه ابن معين والعجلي، وقال أحمد: الثقفي أثبت من عبد الأعلى الشامي.

وقال محمد بن سعد: ثقة وفيه ضعف.

قال ابن المديني: ليس في الدنيا كتاب عن يحيى يعني ابن سعيد الأنصاري، أصح من كتاب عبد الوهاب، وكل كتاب عن يحيى فهو عليه كل.

ص: 272

وقال قتيبة: ما رأيت مثل هؤلاء الأربعة: مالك والليث وعبد الوهاب الثقفي وعباد بن عباد.

وقال الذهبي في السير: الإمام الأنبل الحافظ الحجة ..

قال ابن حجر: ثقة تغير قبل موته بثلاث سنين، من الثامنة.

ص: 273

‌الحديث

(1)

:

812 -

قال الإمام النسائي رحمه الله (6/ 226): أخبرنا عمرو بن علي ومحمد بن بشار ومحمد بن المثنى قالوا: أنبأنا عبد الوهّاب قال: سمعت يحيى بن سعيد يقول: أخبرني مالك بن أنس أن ابن شهاب أخبره أن عبد الله والحسن ابنَيْ محمد بن علي أخبراه أن أباهما محمد بن علي أخبرهما أن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال:

نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم خيبر عن متعة النساء، قال ابن المثنى يوم حُنَين وقال: هكذا حدثنا عبد الوهّاب من كتابه.

‌التعليق:

هذا إسناد رجاله كلهم ثقات رجال الشيخين.

وأخرجه النسائي في الكبرى (5549) بهذا الإسناد.

(1)

رجال الإسناد:

محمد بن المثنى بن عبيد العنزي، ثقة ثبت، من العاشرة، وكان هو ومحمد بن بشار فرسَيْ رهان وماتا في سنة واحدة، روى له البخاري ومسلم.

يحيى بن سعيد بن قيس الأنصاري المدني، القاضي، ثقة ثبت من الخامسة، مات سنة 144 أو بعدها، روى له البخاري ومسلم.

مالك بن أنس: إمام دار الهجرة. انظر ترجمته في بابه.

الزهري: انظر ترجمته في بابه.

عبد الله بن محمد بن علي بن أبي طالب، أبو هاشم ابن الحنفية، ثقة، من الرابعة، مات سنة 99 بالشام، روى له البخاري ومسلم.

الحسن بن محمد بن علي بن أبي طالب أبو محمد المدني، ثقة فقيه، من الثالثة، مات سنة مائة أو قبلها بسنة، روى له البخاري ومسلم.

محمد بن علي بن أبي طالب الهاشمي أبو القاسم ابن الحنفية المدني، ثقة عالم، من الثانية، مات بعد سنة 80، روى له البخاري ومسلم.

ص: 274

هكذا قال ابن المثنى عن عبد الوهاب، عن يحيى بن سعيد عن مالك عن الزهري (يوم حنين).

خالفه عمرو بن علي الفلاس

(1)

، ومحمد بن بشار

(2)

، وسليمان بن داود الهاشمي

(3)

، وحفص بن عمرو الديالي

(4)

، ومحمد بن يحيى بن فياض

(5)

، وعمر بن يزيد السياري

(6)

فرووه عن عبد الوهاب بهذا الإسناد فقالوا: يوم خيبر.

وكذلك هو في الموطأ للإمام مالك

(7)

.

ورواه عنه جماعة فقالوا: (يوم خيبر)، منهم:

عبد الله يوسف

(8)

، ويحيى بن قزعة

(9)

، ويحيى بن يحيى

(10)

، وجويرية

(11)

، والإمام الشافعي

(12)

، وبشر بن عمر

(13)

، وابن القاسم

(14)

، وأحمد بن يونس

(15)

، والقعنبي

(16)

، وأحمد بن أبي بكر

(1)

النسائي (6/ 226).

(2)

الترمذي (1794) والنسائي (6/ 226).

(3)

أبو عوانة (4074).

(4)

البزار (643).

(5)

تاريخ بغداد (14/ 235).

(6)

ابن حبان (4140).

(7)

(2/ 542 رقم 1129).

(8)

البخاري (5523).

(9)

البخاري (4216).

(10)

مسلم (1407).

(11)

مسلم (1407).

(12)

السنن المأثورة (598) وأبو عوانة (4073) والبيهقي (7/ 201).

(13)

ابن ماجه (1961).

(14)

النسائي (6/ 126) والكبرى (5548).

(15)

أبو نعيم في المستخرج (3264).

(16)

أبو نعيم (3264).

ص: 275

أبو مصعب الزهري

(1)

، وعبد الله بن وهب

(2)

، وعمرو بن محمد العمري

(3)

.

وقد رواه جماعة عن الزهري كذلك فقالوا: (يوم خيبر)، منهم:

سفيان بن عيينة

(4)

، وعبيد الله بن عمر

(5)

، ويونس بن يزيد

(6)

، وأسامة بن زيد

(7)

، ويحيى القطان

(8)

، ومعمر

(9)

.

وقد أشار الإمام النسائي إلى المخالفة في هذه الرواية فأورد أولاً حديث عبيد الله بن عمر عن الزهري، وأتبعه بحديث ابن القاسم عن مالك عن الزهري بهذا الإسناد وفيه:(يوم خيبر) ثم أورد حديث الباب وفيه مخالفة ابن المثنى لعمرو بن علي ومحمد بن بشار.

‌علة الوهم:

التصحيف، فإن محمد بن المثنى ذكر أن عبد الوهاب الثقفي كان يحدّث من كتابه، وقد أشرنا في المقدمة أن أكثر التصحيف إنما يوجد ممن يحدث من كتابه والخطأ ممن يحدّث حفظاً ويشابه كلمة حنين وخيبر فكأنه كتب الراء بما يشبه النون، والله أعلم.

(1)

ابن حبان (4143)(4145).

(2)

البيهقي (7/ 201).

(3)

أبو عوانة (4077).

(4)

البخاري (5115) ومسلم (1407).

(5)

البخاري (6961) ومسلم (1407).

(6)

مسلم (1407).

(7)

البيهقي (7/ 201).

(8)

سعيد بن منصور (849).

(9)

أبو عوانة (4078).

ص: 276

‌عبدة بن سليمان

‌اسمه ونسبه:

عبدة بن سليمان الكلابي، أبو محمد الكوفي.

روى عن: عاصم الأحول، وهشام بن عروة، وإسماعيل بن أبي خالد، والأعمش والثوري وجماعة.

روى عنه: أحمد وإسحاق، وأبو خيثمة، وأبو كريب، وجماعة.

قال أحمد: هو ثقة ثقة وزيادة، مع صلاح في دينه، وكان شديد الفقر.

وقال عثمان بن أبي شيبة: ثقة مسلم صدوق.

وقال ابن سعد: ثقة.

وقال العجلي: ثقة رجل صالح صاحب قرآن يقراء.

وقدّمه أبو حاتم وأبو زرعة على يونس بن بكير وسلمة بن الفضل في ابن إسحاق.

توفي في رجب سنة 188 بالكوفة.

قال ابن حجر: ثقة ثبت من صغار الثامنة.

ص: 277

‌الحديث

(1)

:

813 -

قال أبو يعلى رحمه الله في مسنده (207): حدثنا عبد الله بن أبان الكوفي، حدثنا عبدة بن سليمان، عن عبيد الله بن عمر، عن الزهري، عن أبي بكر ابن عبيد الله، عن ابن عمر، عن عمر رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

«لا يأكل أحدكم بشماله فإن الشيطان يأكل بشماله ويشرب بشماله» .

‌التعليق:

هذا إسناد رجاله كلهم ثقات رجال الصحيح، وأخرجه الضياء في المختارة (8/ 2) من طريق أبي يعلى، وفي (217) من طريق هناد بن السري عن عبدة به.

هكذا قال عبدة: (عن عبيد الله بن عمر، عن الزهري، عن أبي بكر ابن عبيد الله، عن ابن عمر، عن عمر، عن النبي صلى الله عليه وسلم.

(1)

رجال الإسناد:

عبد الله بن عمر بن محمد بن أبان بن صالح بن عمر الأموي، ويقال له: الجعفي نسبة إلى خاله حسين بن علي، أبو عبد الرحمن الكوفي، صدوق فيه تشيع، من العاشرة، مات سنة 239، روى له مسلم.

عبيد الله بن عمر بن حفص بن عاصم بن عمر بن الخطاب العمري المدني أبو عثمان ثقة ثبت .. ، من الخامسة، مات سنة بضع وأربعين، روى له البخاري ومسلم.

الزهري: تقدم.

أبو بكر ابن عبيد الله بن عبد الله بن عمر بن الخطاب، ثقة، من الرابعة، مات بعد الثلاثين، روى له مسلم.

ص: 278

خالفه يحيى بن سعيد القطان

(1)

، وعبد الله بن نمير

(2)

، ووكيع

(3)

، ومحمد بن عبيد

(4)

، وعبد الرحيم بن سليمان

(5)

.

فقالوا: (عن عبيد الله بن عمر، عن الزهري عن أبي بكر ابن عبيد الله، عن ابن عمر، عن النبي صلى الله عليه وسلم.

لم يذكروا فيه عمر رضي الله عنه، وكذلك رواه أصحاب الزهري عنه

(6)

.

وقد رواه عبد الله بن عمر بن أبان عن عبدة فلم يذكر عمر فوافق رواية الجماعة

(7)

.

قال أبو بكر الفقيه النجار في مسند عمر: قال أبو علي: هذا الحديث وهم فيه عبدة في قوله: عن عمر ثم رجع عنه

(8)

.

وقال الدارقطني: والمحفوظ عن عبدة عن عبيد الله عن الزهري، عن أبي بكر ابن عبيد الله عن جده عبد الله بن عمر عن عمر.

وخالف عبدة أصحاب عبيد الله فرووه عن عبيد الله عن الزهري ولم يذكروا فيه عمر، والقول قول مَنْ لم يذكر فيه عمر

(9)

.

(1)

مسلم (2020)(105).

(2)

مسلم (2020)(105) والترمذي (1799).

(3)

أحمد (2/ 106).

(4)

أبو عوانة (8176).

(5)

أبو يعلى (5704) أو (5678 ط. دار القبلة).

(6)

وقد استوفيناه في باب النعمان بن راشد ح (1319) فانظره لزاماً.

(7)

أبو يعلى (5705) وأبو بكر الفقيه النجار في مسند عمر (142/ 2).

(8)

كذا في حاشية العلل للدارقطني (2/ 46) قاله المحقق محفوظ الرحمن رحمه الله.

(9)

العلل (2/ 46 - 47).

ص: 279

‌فائدة:

روى أبو بكر الشافعي في كتاب الفوائد (الغيلانيات) عن محمد بن سليمان بن الحارث، عن أبي هريرة الجبلي عن عبدة بن سليمان عن عبيد الله بن عمر عن الزهري، عن سالم، عن ابن عمر، عن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم:«لا تأكلوا بالشمال فإن الشيطان يأكل بالشمال»

(1)

.

فجعله من رواية الزهري، عن سالم عن ابن عمر.

وقد رواه معمر عن الزهري كذلك

(2)

.

قال ابن حبان: أصحاب الزهري كلهم قالوا في هذا الخبر عن الزهري عن أبي بكر ابن عبيد الله عن عبد الله بن عمر عن أبيه فقيل لمعمر: خالفت الناس، فقال: الزهري يسمع من جماعة فيحدّث مرة عن هذا ومرة عن هذا

(3)

.

قلت: (وتابعه عقيل بن خالد كما ذكر الترمذي لكن قال الترمذي: روى مالك وابن عيينة عن الزهري عن أبي بكر ابن عبيد الله عن ابن عمر

(4)

، وروى معمر وعقيل عن الزهري عن سالم عن ابن عمر ورواية مالك وابن عيينة أصح)

(5)

.

قلت: بل كلا الروايتين صحيحة وقد رواه القاسم بن عبيد الله بن عبد الله بن عمر عن سالم بن عبد الله بن عمر عن ابن عمر

(6)

.

(1)

الفوائد (473).

(2)

ابن حبان (5226) وعبد الرزاق (19541).

(3)

صححه ابن حبان (12/ 30).

(4)

وتابعهم عبيد الله بن عمر عند مسلم (2020) وإسحاق بن راشد كما عند الطبراني في الأوسط (9297).

(5)

الترمذي (4/ 257 ح 1799).

(6)

أبو عوانة (8178).

ص: 280

‌عبيد الله بن عمرو الرقي

‌اسمه ونسبه:

عبيد الله بن عمرو بن أبي الوليد الأسدي، مولاهم، أبو وهب الجزري الرقي.

روى عن: عبد الملك بن عمير، وزيد بن أبي أنيسة، وأيوب، ويحيى بن سعيد، والأعمش، ويونس بن عبيد، وعبد الكريم الجزري وجماعة.

روى عنه: بقية بن الوليد، وعبد الله بن جعفر الرقي، وعلي بن حجر وجماعة.

وثقه ابن معين والنسائي وابن نمير والعجلي وابن سعد وغيرهم.

وقال أبو حاتم: صالح الحديث، ثقة صدوق، لا أعرف له حديثاً منكراً، هو أحَب إليّ من زهير بن محمد.

وقال ابن سعد: كان ثقة صدوقاً كثير الحديث وربما أخطأ، وكان أحفظ مَنْ روى عن عبد الكريم الجزري ولم يكن أحد ينازعه في الفتوى في دهره.

ص: 281

مات بالرقة سنة 180 وكان مولده سنة 101.

قال الذهبي: ثقة حجة صاحب حديث.

قال ابن حجر: ثقة فقيه ربما وهم، من الثامنة.

ص: 282

‌الحديث

(1)

:

814 -

قال أبو يعلى رحمه الله في مسنده (2797 ط. دار القبلة): حدثنا مخلد بن أبي زُميل، حدثنا عبيد الله بن عمرو الرقي، عن أيوب، عن أبي قلابة، عن أنس رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم صلّى بأصحابه فلما قضى صلاته أقبل عليهم بوجهه فقال:

«أتقرأون في صلاتكم خلف الإمام والإمام يقرأ؟» فسكتوا، فقالها ثلاث مرات، فقال قائل أو قال قائلون: إنا لنفعل، قال:«فلا تفعلوا ليقرأ أحدكم بفاتحة الكتاب في نفسه» .

‌التعليق:

هذا إسناد رجاله كلهم ثقات رجال الشيخين غير مخلد قال أبو حاتم: صدوق، وقال النسائي: لا بأس به، وقال مسلمة بن القاسم: ثقة، وذكره ابن حبان في الثقات وقال: مستقيم الحديث، وقال الذهبي في الكاشف: ثقة وقد توبع في روايته هذه.

وأورده البخاري في التاريخ الكبير (1/ 207) تعليقاً، ورواه الطحاوي (1/ 218) من طريق يوسف بن عدي، والطبراني في الأوسط

(1)

رجال الإسناد:

مخلد بن الحسن بن أبي زُميل الحرَّاني، نزيل بغداد، لا بأس به، من التاسعة، روى له النسائي.

أيوب بن أبي تميمة كيسان السختياني، أبو بكر البصري، ثقة ثبت حجة من كبار الفقهاء العباد، من الخامسة، مات سنة 131 وله 65 سنة، روى له البخاري ومسلم.

عبد الله بن زيد بن عمرو أبو عامر الجرمي، أبو قلابة البصري، ثقة فاضل كثير الإرسال

، من الثالثة، مات بالشام هارباً من القضاء سنة 104.

ص: 283

(2680)

والدارقطني (1/ 340) من طريق يحيى بن يوسف، وابن حبان في صحيحه (1844) من طريق مخلد، وفي (1852) من طريق فرح بن رواحة، والضياء في المختارة (2248) و (2249) من طريق مخلد والربيع بن نافع وأبي جعفر النفيلي، والبيهقي (2/ 166) من طريق الربيع بن نافع، والخطيب في تاريخ بغداد (13/ 175) من طريق مخلد، كلهم عن عبيد الله بن عمرو الرقي بهذا الإسناد.

هكذا قال عبيد الله: (عن أيوب، عن أبي قلابة، عن أنس).

خالفه إسماعيل بن علية

(1)

، ومعمر

(2)

، وحماد بن سلمة

(3)

، وحماد بن زيد

(4)

، وعبد الوارث بن سعيد

(5)

، فقالوا:(عن أيوب، عن أبي قلابة عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسلاً).

وقال إسماعيل: قلت لأبي قلابة: مَنْ حدثك هذا؟ قال: محمد بن أبي عائشة مولى لبني أمية.

وكذلك رواه سفيان الثوري

(6)

، وشعبة

(7)

، ويزيد بن زريع

(8)

(1)

البخاري في التاريخ الكبير (1/ 207) وأحمد في العلل (12/ 408) والبيهقي (2/ 166).

(2)

عبد الرزاق (2765).

(3)

البخاري (1/ 207) والبيهقي (2/ 166) وفي جزء القراءة (149) و (150).

(4)

البيهقي في جزء القراءة (148).

(5)

البيهقي (151).

(6)

عبد الرزاق (2766) وأحمد (4/ 236) و (5/ 60) و (5/ 410) وابن أبي شيبة (3758) والبيهقي (2/ 166) وفي المعرفة (3/ 83) وفي القراءة خلف الإمام (156).

(7)

أحمد (5/ 81).

(8)

البخاري في القراءة خلف الإمام (67) والبيهقي في المعرفة (3/ 83) وابن عبد البر في التمهيد.

وقال البيهقي: وهذا إسناد صحيح فأصحاب النبي صلى الله عليه وسلم كلهم ثقة، فترك أسماءهم في الإسناد لا يضر إذا لم يعارضه ما هو أصح منه.

ص: 284

ثلاثتهم عن خالد الحذاء، عن أبي قلابة، عن محمد بن أبي عائشة، عن رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم.

وهذا الوجه هو الذي صححه أبو حاتم وغيره.

ورواه هشيم

(1)

عن خالد الحذاء عن أبي قلابة مرسلاً.

قال البخاري في التاريخ الكبير (1/ 207): وقال عبيد الله بن عمرو عن أيوب عن أبي قلابة، عن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم، ولا يصح أنس.

وقال ابن أبي حاتم في العلل (502): سألت أبي عن الحديث الذي رواه عبيد الله بن عمرو، عن أيوب، عن أبي قلابة، عن أنس بن مالك عن النبي صلى الله عليه وسلم في القراءة خلف الإمام؟

قال أبي: وَهِمَ فيه عبيد الله بن عمرو، والحديث ما رواه خالد الحذاء عن أبي قلابة، عن محمد بن أبي عائشة عن رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، عن النبي صلى الله عليه وسلم.

وقال الدارقطني: والمرسل أصح.

وانظر: العلل للدارقطني (9/ 64 رقم 1645).

(1)

أحمد في العلل (2/ 408) وابن أبي شيبة (3757).

ص: 285

‌عقبة بن خالد

‌اسمه ونسبه:

عقبة بن خالد بن عقبة السكوني، أبو مسعود الكوفي المجدر.

روى عن: الأعمش، وعبيد الله بن عمر، ومالك بن أنس، وهشام بن عروة، وسعيد بن أبي عروبة، وشعبة، وغيرهم.

روى عنه: ابنه خالد، وعيسى بن يونس وهو من أقرانه، وأبو نعيم، وأحمد، وإسحاق، وجماعة.

سئل أحمد عنه هو ثقة؟ قال: أرجو إن شاء الله.

وقال أبو حاتم: من الثقات صالح الحديث لا بأس به.

وقال الجارودي: شيخ كوفي صاحب حديث.

وقال عثمان بن أبي شيبة: هو عندي ثقة.

وقال النسائي: ليس به بأس.

وقال ابن حجر: صدوق صاحب حديث، من الثامنة.

ص: 286

‌الحديث الأول

(1)

:

815 -

قال الإمام أبو داود رحمه الله (2577): حدثنا أحمد بن حنبل، ثنا عقبة بن خالد عن عُبيد الله عن نافع عن ابن عمر:

أن النبي صلى الله عليه وسلم سَبَّقَ بين الخيل وفضَّلَ القُرَّحَ

(2)

في الغاية.

‌التعليق:

هذا إسناد رجاله كلهم ثقات رجال الشيخين.

وهو في مسند الإمام أحمد (2/ 157) ومن طريقه أخرجه الطبراني (13363) والدارقطني (4/ 299) وفي العلل (12/ 336) والعقيلي في الضعفاء (3/ 355) وابن عبد البر في التمهيد (14/ 84) والخطيب في تاريخ بغداد (8/ 16).

وأخرجه ابن حبان في صحيحه (4688) وابن عبد البر من طريق أبي خيثمة عن عقبة به.

(1)

رجال الإسناد:

أحمد بن محمد بن حنبل بن هلال بن أسد الشيباني المروزي نزيل بغداد، أبو عبد الله، أحد الأئمة، ثقة حافظ فقيه حجة، هو رأس الطبقة العاشرة، مات سنة 241 وله 77 سنة، روى له البخاري ومسلم.

عبيد الله بن عمر بن حفص بن عاصم بن عمر بن الخطاب، المدني، ثقة ثبت، قدّمه أحمد بن صالح على مالك في نافع

، من الخامسة، روى له البخاري ومسلم.

نافع: مولى ابن عمر: تقدم مراراً.

(2)

قال المنذري: القُرّح بضم القاف وتشديد الراء المهملة وفتحها: جمع قارح، والقارح من الخيل هو الذي دخل في السنة الخامسة.

ومعنى قوله: وفضل القرح في الغاية، أي: جعل مسافة عدوها أكثر من غيرها لأنها أقوى على الجري من غيرها.

ص: 287

هكذا قال عقبة عن عبيد الله عن نافع عن ابن عمر: إن النبي صلى الله عليه وسلم سبق بين الخيل، وفضل القرح في الغاية.

خالفه جماعة من أصحاب عبيد الله الثقات فرووه عنه بهذا الإسناد ولم يذكروا هذه اللفظة: (وفضل القرح في الغاية)، منهم:

سفيان الثوري

(1)

، وعبد الله بن نمير

(2)

، ويحيى القطان

(3)

، وأبو أسامة حماد بن أسامة

(4)

، ومحمد بن عبيد

(5)

.

فقالوا: (سبق بين الخيل المضمرة من الحفياء إلى ثنية الوداع، وما لم يضمر منها من ثنية الوداع إلى مسجد بني زريق) أو نحوه.

وكذلك رواه الإمام مالك

(6)

، وإسماعيل بن أمية

(7)

، وموسى بن عقبة

(8)

، وأسامة بن زيد

(9)

، وأيوب

(10)

، والليث بن سعد

(11)

، وجويرية

(12)

، وابن أبي ذئب

(13)

، وعبد الله بن عمر

(14)

، وطاوس

(15)

،

(1)

البخاري (2868).

(2)

مسلم (1870) وابن ماجه (2877).

(3)

مسلم (1870) وأحمد (2/ 55 - 56).

(4)

مسلم (1870) والبيهقي (10/ 19).

(5)

أبو عوانة (7249).

(6)

البخاري (420) ومسلم (1870).

(7)

مسلم (1870).

(8)

البخاري (2870) ومسلم (1870).

(9)

مسلم (1870).

(10)

مسلم (1870).

(11)

البخاري (2869) ومسلم (1870).

(12)

البخاري (7336).

(13)

النسائي (6/ 225).

(14)

عبد الرزاق (9694) والطبراني (13459).

(15)

الطبراني في الكبير (13459).

ص: 288

وعطاء

(1)

، وأبو الأسود

(2)

، وابن أبي ليلى

(3)

، والحجاج بن أرطأة

(4)

كلهم عن نافع، عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم.

قال العقيلي بعد أن ذكر هذا الحديث: «لا يتابع على حديثه ولا يعرف إلا به، والحديث في السبق قد روي بإسناد جيد أن النبي صلى الله عليه وسلم سابق بين الخيل وليس يذكر هذه اللفظة: (فضل القرح) غير عقبة»

(5)

.

وقال الدارقطني: «ورواه عقبة بن خالد المجدر أبو مسعود عن عبيد الله مختصراً وزاد فيه لفظاً لم يأتِ به غيره وهو قوله: وفضل القرح في الغاية.

ورواه مالك بن أنس، وإسماعيل بن أمية، وابن أبي ليلى، والحجاج عن نافع، فلم يذكروا ما تفرد به المجدر عن عبيد الله»

(6)

.

وقال ابن عبد البر: «إن صحّ حديث عقبة هنا ففيه دليل على أن التي كانت قد ضمرت من الخيل المذكورة في هذا الحديث كانت قرحاً»

(7)

.

وقال العراقي: «قال ابن عبد البر: لم يقل في هذا الحديث أحد غير عقبة بن خالد هذا»

(8)

.

‌علة الوهم:

اختصار الحديث والرواية بالمعنى.

(1)

الطبراني في مسند الشاميين (2422) وابن عساكر في تاريخ دمشق (54/ 151).

(2)

الطبراني في الأوسط (8969).

(3)

الدارقطني في العلل تعليقاً (12/ 335).

(4)

المصدر السابق.

(5)

ضعفاء العقيلي (3/ 355) وذكره الذهبي في الميزان (5/ 107).

(6)

العلل (12/ 335 رقم 2767).

(7)

التمهيد (14/ 81).

(8)

طرح التثريب (7/ 229).

ص: 289

‌الحديث الثاني

(1)

:

816 -

قال الطبراني في المعجم الكبير (4824) و (3892): حدثنا عبد الرحمن بن سَلْمٍ الرازي، ثنا سهل بن عثمان، ثنا عُقبة بن خالد عن هشام بن عروة عن أبيه عن زيد بن ثابت:

أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقرأ في الركعتين من المغرب بسورة الأنفال.

‌التعليق:

هذا إسناد رجاله ثقات رجال الصحيح، غير شيخ الطبراني وهو ثقة.

هكذا قال عقبة بن خالد عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن زيد بن ثابت أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقرأ في الركعتين من المغرب بسورة الأنفال، ووهم فيه في إسناده ومتنه.

أولاً: في الإسناد:

خالفه جماعة من أصحاب هشام فرووه فقالوا: (عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن زيد بن ثابت أو أبي أيوب)، منهم:

(1)

رجال الإسناد:

عبد الرحمن بن محمد بن سلم أبو يحيى الرازي الأصبهاني، نعته الذهبي فقال: الحافظ الكبير كان من الثقات. وقال أيضاً: الحافظ المجود العلامة المفسر كان من أوعية العلم، صنّف المسند والتفسير وغير ذلك. السير (13/ 530).

سهل بن عثمان بن فارس الكندي، نزيل الري، أحد الحفاظ، له غرائب، من العاشرة، مات سنة 235، روى له مسلم.

هشام بن عروة: انظر ترجمته في بابه.

عروة بن الزبير: تقدم مراراً.

ص: 290

وكيع بن الجراح

(1)

، ويحيى القطان

(2)

، وشعيب بن إسحاق

(3)

، وعبدة بن سليمان

(4)

، ومحمد بن بشر

(5)

، وحماد بن سلمة

(6)

، وأبو أسامة حماد بن أسامة

(7)

.

قال الدارقطني: «وهو الصحيح عن هشام فإنه كان يشك في هذا الحديث»

(8)

.

وقال ابن خزيمة معقباً على رواية محاضر بن المورع وقد تابع عقبة في هذا الإسناد، قال رحمه الله:«لا أعلم أحداً تابع محاضر بن المورع بهذا الإسناد، قال أصحاب هشام في هذا الإسناد عن زيد بن ثابت أو عن أبي أيوب شك هشام»

(9)

.

وقال الحافظ: «ورجال هذا الإسناد ثقات، لكنه شاذ في موضعين: في السند للجزم بأبي أيوب، وفي المتن لقوله: الأنفال»

(10)

.

(1)

أحمد (5/ 418) وابن خزيمة (518) تعليقاً، وابن أبي شيبة (1/ 269) والطبراني في الكبير (4823).

(2)

أحمد (5/ 185).

(3)

ابن خزيمة تعليقاً (518).

(4)

الدارقطني في العلل (6/ 127) تعليقاً.

(5)

المصدر السابق.

(6)

الطحاوي شرح معاني الآثار (1/ 211).

(7)

ابن خزيمة (518).

(8)

العلل (6/ 127).

(9)

في صحيحه (1/ 260).

(10)

نتائج الأفكار (1/ 467).

ص: 291

ثانياً: في المتن:

قوله: سورة الأنفال.

والصحيح سورة الأعراف كما في رواية وكيع ويحيى القطان ومَن تابعهم، وانظر ح (270)، (816)، (653).

والله تعالى أعلم.

ص: 292

‌علي بن مسهر

‌اسمه ونسبه:

علي بن مسهر القرشي، أبو الحسن الكوفي الحافظ قاضي الموصل.

ولد حدود سنة 120.

روى عن: يحيى بن سعيد الأنصاري، وعبيد الله بن عمر، وهشام بن عروة، والأعمش، وإسماعيل بن أبي خالد، وأبي إسحاق الشيباني وجماعة.

روى عنه: خالد بن مخلد، وأبو بكر وعثمان ابنا أبي شيبة، وهناد، وعلي بن حجر وجماعة.

وثقه أبو زرعة والنسائي وأبو سعد والعجلي ويحيى بن معين، وقال أحمد بن حنبل: صالح الحديث أثبت من أبي معاوية.

قدّمه ابن معين على أبي خالد الأحمر وإسحاق الأزرق وابن نمير.

ص: 293

قال العجلي أيضاً: صاحب سنّة، ثقة في الحديث ثبت فيه، صالح الكتاب كثير الرواية عن الكوفيين.

وقال العقيلي: قال أبو عبد الله يعني الإمام أحمد لما سئل عنه: لا أدري كيف أقول كان قد ذهب بصره فكان يحدّثهم من حفظه.

وقال أيضاً: علي بن مسهر أثبت من أبي معاوية الضرير في الحديث

(1)

.

قال ابن حجر: ثقة له غرائب بعدما أضر، من الثامنة.

روى له البخاري مع المكرر نحو اثنين وعشرين حديثاً أكثرها من روايته عن هشام بن عروة وعن أبي إسحاق الشيباني، والأعمش، وعبيد الله بن عمر، ويحيى بن سعيد

(2)

.

وروى له مسلم أكثر من ثمانين حديثاً.

(1)

العلل (1/ 382 رقم 742) ولعله يقصد في غير الأعمش لأن أبا معاوية يهم في غير حديث الأعمش.

(2)

البخاري (296، 489، 1026، 1228، 1582، 2031، 2729، 3043، 3278، 3512، 3610، 3623، 3981، 4755، 4861، 4865، 4918، 4939، 4967، 5366، 6291، 6498).

ص: 294

‌الحديث الأول

(1)

:

817 -

قال الإمام مسلم رحمه الله (1/ 234 ح رقم 279): وحدثني علي بن حُجر السعدي حدثنا علي بن مسهر أخبرنا الأعمش عن أبي رزين وأبي صالح عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

«إذا ولغ الكلب في إناء أحدكم فليُرِقْهُ ثم ليغسله سبع مِرار.

‌التعليق:

هذا إسناد رجاله كلهم ثقات رجال الشيخين غير أبي رزين من رجال مسلم.

وأخرجه البخاري في كتاب الأدب المفرد.

وأخرجه النسائي (1/ 53) وفي الكبرى (65) وأحمد (1/ 234) وابن خزيمة (98) وابن حبان (1296) وأبو عوانة (537) وأبو نعيم في مستخرجه على مسلم (643) وابن الجارود (51) والدارقطني (1/ 64) والبيهقي (1/ 18) من طرق عن علي بن مسهر به.

(1)

رجال الإسناد:

علي بن حُجر بن إياس السعدي المروزي، نزيل بغداد، ثقة حافظ، من صغار التاسعة، مات سنة 244 وقد قارب المائة أو جاوزها، روى له البخاري ومسلم.

سليمان بن مهران الأعمش: تقدم.

مسعود بن مالك، أبو رزين الأسدي الكوفي، ثقة فاضل، من الثانية، مات سنة 85، روى له مسلم.

ذكوان، أبو صالح السمان الزيات المدني، ثقة ثبت، من الثالثة، مات سنة 101، روى له البخاري ومسلم.

ص: 295

هكذا قال علي بن مسهر عن الأعمش، عن أبي رزين وأبي صالح، عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم: «إذا ولغ الكلب في إناء أحدكم فليرقه

».

خالفه إسماعيل بن زكريا

(1)

، وشعبة

(2)

، وأبو معاوية محمد بن خازم

(3)

، وحفص بن غياث

(4)

، وأبان بن تغلب

(5)

، وعبد الواحد بن زياد

(6)

، وجرير بن عبد الحميد

(7)

، وسهيل بن أبي صالح

(8)

، وعبد الرحمن بن حميد الرؤاسي

(9)

فرووه عن الأعمش فلم يذكروا (فليرقه).

وكذلك رواه جماعة عن أبي هريرة فلم يذكروا هذه اللفظة، منهم:

عبد الرحمن بن هرمز الأعرج

(10)

، وهمام بن منبه

(11)

، ومحمد بن سيرين

(12)

، وأبو سلمة بن عبد الرحمن

(13)

، وثابت بن

(1)

مسلم (279).

(2)

أحمد (2/ 480) وأبو داود الطيالسي (2417) والطحاوي (1/ 21).

(3)

ابن ماجه (363) والنسائي في الكبرى (9797) وأحمد (2/ 253، 424) وإسحاق (257) وابن أبي شيبة (1/ 173).

(4)

الطحاوي في شرح معاني الآثار (1/ 21).

(5)

الدارقطني (1/ 63) والطبراني في الأوسط (7640).

(6)

الدارقطني (1/ 63 - 64).

(7)

إسحاق بن راهويه (256).

(8)

أبو عوانة (546) وأبو بكر الإسماعيلي في معجم شيوخه (141).

(9)

الطبراني في الصغير (256).

(10)

البخاري (172) ومسلم (279).

(11)

مسلم (279).

(12)

مسلم (279).

(13)

النسائي في الكبرى (66).

ص: 296

عياض مولى عبد الرحمن بن زيد

(1)

، وعبد الرحمن بن أبي عمرة

(2)

، وعبيد بن حنين

(3)

، وأبو رافع

(4)

، والحسن

(5)

، وعطاء بن يسار

(6)

، والحارث بن عبد الرحمن بن عبد الله بن سعد، عن عمه الحارث

(7)

.

هؤلاء كلهم رووه عن أبي هريرة رضي الله عنه ولم يذكروا (فليرقه).

وكذلك لم يأتِ ذكر هذه اللفظة في حديث عبد الله بن المغفل

(8)

وابن عمر

(9)

رضي الله عنهما.

لذا قال الإمام مسلم عقب الحديث: وحدثني محمد بن الصباح، حدثنا إسماعيل بن زكريا عن الأعمش بهذا الإسناد ولم يقل: فليرقه.

وقال النسائي: لا أعلم أحداً تابع علي بن مسهر على قوله: فليرقه

(10)

.

قال ابن مندة: هذه الزيادة وهي: فليرقه تفرد بها علي بن مسهر

(1)

النسائي (1/ 52) وأحمد (2/ 271).

(2)

النسائي في الكبرى (66) وأحمد (2/ 360)(2/ 482).

(3)

أحمد (2/ 398).

(4)

إسحاق بن راهويه (39) والنسائي في الكبرى (69) والدارقطني (1/ 65) والبيهقي (1/ 291).

(5)

الدارقطني (1/ 64).

(6)

الطبراني في الأوسط (3731).

(7)

أبو يعلى (6678). وانظر: تهذيب الكمال ترجمة (1011) قال: يقال: اسمه الحارث.

(8)

مسلم (280) وابن الجارود (53) وأحمد (4/ 86).

(9)

ابن ماجه (366).

(10)

المجتبى (1/ 53).

ص: 297

ولا يعرف عن النبي صلى الله عليه وسلم بوجه من الوجوه إلا من هذه الرواية

(1)

.

وقال حمزة بن محمد الكناكي: لم يروها غير علي بن مسهر، وهذه الزيادة في قوله:(فليرقه) غير محفوظة

(2)

.

وقال ابن عبد البر: أما هذا اللفظ في حديث الأعمش: فليهرقه فلم يذكره أصحاب الأعمش الثقات الحفاظ مثل شعبة وغيره

(3)

.

وذكر ابن رجب في باب مَنْ يلتحق بالمختلطين ممن أضر في آخر عمره (علي بن مسهر) فقال: ومنهم علي بن مسهر أحد الثقات المشهورين. قال أحمد في رواية الأثرم: كان ذهب بصره فكان يحدّثهم من حفظه وأنكر عليه حديثه عن هشام عن أبيه مرسل، وعلي بن مسهر له مفاريد، منها:

حديث: «إذا شرب الكلب في إناء أحدكم فليرقه» وذكر الأثرم أيضاً عن أحمد أنه أنكر حديثاً فقيل له رواه علي بن مسهر فقال: إن علي بن مسهر كانت كتبه قد ذهبت فكتب بعد فإن كان روى هذا غيره وإلا فليس بشيء يعتمد

(4)

.

وخالف بعض أهل العلم فرأى أنها زيادة من الثقة والزيادة من الثقة مقبولة.

قال العراقي: وهذا غير قادح فيه، فإن زيادة الثقة مقبولة عند

(1)

ابن الملقن في البدر المنير (1/ 545) وابن حجر في فتح الباري (1/ 275) والعراقي في طرح التثريب (2/ 112).

(2)

طرح التثريب (2/ 112) وفتح الباري (1/ 275).

(3)

التمهيد (18/ 273).

(4)

شرح علل الترمذي (2/ 755).

ص: 298

أكثر العلماء من الفقهاء والأصوليين والمحدثين، وعلي بن مسهر قد وثقه أحمد بن حنبل ويحيى بن معين والعجلي وهو أحد الحفاظ الذين احتج بهم الشيخان وما علمت أحداً تكلم فيه فلا يضره تفرده بها

(1)

.

وقال ابن الملقن: ولا يضر تفرده بها فإن علي بن مسهر إمام حافظ متفق على عدالته والاحتجاج به

(2)

.

وقال محققو المسند: هي زيادة ثقة مقبولة ووجودها في المتن تحصيل حاصل

(3)

.

‌أثر الوهم:

هذه اللفظة قد أخذ بها كثير من أهل العلم.

قال ابن خزيمة: فيه دليل على نقض قول مَنْ زعم أن الماء طاهر والأمر بغسل الإناء تعبُّد، إذ غير جائز أن يأمر النبي صلى الله عليه وسلم بهراقة ماء طاهر غير نجس

(4)

.

وقال ابن قدامة: ولمسلم (فليرقه) ثم ليغسله سبع مرات ولو كان سؤره طاهراً لم تجز إراقته ولا وجب غسله

(5)

.

وقال النووي: الدلالة من الحديث ظاهرة لأنه لو لم يكن نجساً

(1)

طرح التثريب (2/ 112) وتحفة الأشراف (9/ 364 رقم 12441) وفتح الباري (1/ 330).

(2)

البدر المنير (1/ 546).

(3)

المسند (12/ 416).

(4)

في صحيحه (1/ 51 ح 98).

(5)

المغني (1/ 43).

ص: 299

لما أمر بإراقته لأنه يكون حينئذ إتلاف مال وقد نهينا عن إضاعة المال

(1)

.

وكذلك قال الأحناف بنجاسة سؤر الكلب وبغسل الإناء عندهم «ولوغ الكلب ثلاثاً»

(2)

.

وقال ابن رشد من المالكية: فذهب مالك في الأمر بإراقة سؤر الكلب وغسل الإناء منه إلى أن ذلك عبادة غير معللة وأن الماء الذي بلغ فيه ليس بنجس ولم يرَ إراقة ما عدا الماء من الأشياء التي يلغ فيها الكلب في المشهور عنه، ولكن ذكر ابن عبد البر: أن الإراقة تُستحب، وقال: ولا يراق شيء من الطعام وإنما يراق الماء عند وجوده ليسارة مؤونته

(3)

.

‌الخلاصة:

روى هذا الحديث عن أبي هريرة ثلاثة عشر راوياً كما تقدم بما فيهم أبو صالح، وأبو رزين، ولم تأتِ هذه الزيادة إلا في رواية علي بن مسهر عن الأعمش عن أبي رزين وأبي صالح، وخالفه تسعة من أصحاب الأعمش لم يذكروا هذه الزيادة فهي شاذة وإن كان العمل عليها عند الجمهور لأن معناها صحيح.

والله تعالى أعلم.

(1)

المجموع (2/ 586).

(2)

البناية شرح الهداية للعيني (1/ 431 وما بعده) وتبيين الحقائق للزيلعي (1/ 32).

(3)

بداية المجتهد (10/ 21) والتمهيد (18/ 270).

ص: 300

‌الحديث الثاني

(1)

:

818 -

قال الإمام مسلم في صحيحه (3/ 1634 ح رقم 2065): حدثنا يحيى بن يحيى قال: قرأت على مالك عن نافع عن زيد بن عبد الله عن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي بكر الصديق عن أم سلمة زوج النبي صلى الله عليه وسلم:

أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «الذي يشرب في آنية الفضة إنما يجرجر في بطنه نار جهنم» .

وحدثناه قتيبة ومحمد بن رمح عن الليث بن سعد ح وحدثنيه علي بن حجر السعدي حدثنا إسماعيل يعني ابن عُلَيَّة عن أيوب ح وحدثنا ابن نُمَير حدثنا محمد بن بِشْر ح وحدثنا محمدبن المثنى حدثنا يحيى بن سعيد ح وحدثنا أبو بكر ابن أبي شيبة والوليد بن شجاع قالا: حدثنا علي بن مسهر عن عبيد الله ح وحدثنا محمد بن أبي بكر المُقَدَّمي حدثنا الفُضَيل بن سليمان حدثنا موسى بن عُقبة ح وحدثنا شَيبان بن فروخ حدثنا جرير يعني ابن حازم عن عبد الرحمن السرَّاج كل هؤلاء عن نافع بمثل حديث مالك بن أنَس بإسناده عن نافع

(1)

رجال الإسناد:

أبو بكر ابن أبي شيبة: تقدم.

الوليد بن شجاع بن الوليد بن قيس السكوني، أبو همام ابن أبي بدر الكوفي نزيل بغداد، ثقة من العاشرة، مات سنة 243 على الصحيح، روى له مسلم.

عبيد الله بن عمر بن حفص: تقدم.

نافع أبو عبد الله المدني، مولى ابن عمر: تقدم مراراً.

زيد بن عبد الله بن عمر بن الخطاب، ثقة من الثانية، ولد في خلافة جده، روى له البخاري ومسلم.

عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي بكر الصديق التيمي، مقبول، من الثالثة، توفي دون المائة بعد السبعين، روى له البخاري ومسلم.

ص: 301

وزاد في حديث علي بن مسهر عن عبيد الله أن الذي يأكل أو يشرب في آنية الفضة والذهب وليس في حديث أحد منهم ذكر الأكل والذهب إلا في حديث ابن مسهر.

‌التعليق:

هذا إسناد رجاله كلهم ثقات رجال الشيخين غير الوليد بن شجاع من رجال مسلم وقد توبع.

وهو في مصنف ابن أبي شيبة (8/ 209)، ورواه الطبراني في الكبير (23/ 926) وابن حزم في المحلى (1/ 421) من طرق عن علي بن مسهر به.

هكذا قال علي بن مسهر (عن عبيد الله بن عمر، عن نافع، عن زيد بن عبد الله، عن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي بكر الصديق، عن أم سلمة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم:

«أن الذي يأكل أو يشرب في آنية الفضة والذهب إنما يجرجر في بطنه نار جهنم» .

خالفه يحيى بن سعيد القطان

(1)

، ومحمد بن بشر العبدي

(2)

، وأبو أسامة حماد بن أسامة

(3)

.

فرووه عن عبيد الله بن عمر بهذا الإسناد فقالوا: (الذي يشرب في آنية الفضة

) لم يذكروا الأكل ولا آنية الذهب.

(1)

مسلم (2065) وأحمد (6/ 306) والنسائي في الكبرى (6872) وأبو عوانة (8455) وغيرهم.

(2)

مسلم (2065) وإسحاق (1853).

(3)

ابن أبي شيبة (8/ 209).

ص: 302

وكذلك رواه أصحاب نافع، منهم:

مالك بن أنس

(1)

، وأيوب السختياني

(2)

، والليث بن سعد

(3)

، وموسى بن عقبة

(4)

، وعبد الرحمن السراج

(5)

، وصخر بن جويرية

(6)

، وجرير بن حازم

(7)

، وإسماعيل بن أمية

(8)

، وصالح بن كيسان

(9)

.

هؤلاء كلهم رووه عن نافع ولم يقل أحد منهم: الأكل أو آنية الذهب، تفرد علي بن مسهر بهذه الزيادة من بين كل هؤلاء الثقات يدل على وهمه فيها.

لذا قال الإمام مسلم: «وليس في حديث أحد منهم ذكر الأكل والذهب إلا في حديث ابن مسهر»

(10)

.

وقال ابن حجر: «تفرد بهذه الزيادة علي بن مسهر فيما قيل، زاد في رواية الطبراني: إلا أن يتوب»

(11)

.

(1)

البخاري (5634) ومسلم (2065).

(2)

مسلم (2065).

(3)

مسلم (2065) وابن ماجه (3413) وإسحاق (1937) والدارمي (2129).

(4)

مسلم (2065) وأبو عوانة (8466).

(5)

مسلم (2065).

(6)

الطيالسي (1601) وأبو يعلى (6888) وابن الجعد (3024) وأبو عوانة (8465).

(7)

أبو عوانة (8459) و (8462) من طريق ابن وهب وحسين المروزي، وعند مسلم إنما يرويه عن صخر بن جويرية عن نافع (وجرير بن حازم يروي عن نافع وحديثه عنه في الصحيحين).

(8)

الطبراني في الكبير (23/ 927).

(9)

الطبراني (23/ 928) وزاد (إلا أن يتوب) فلعلها ممن دونه في الإسناد.

(10)

(3/ 1634).

(11)

التلخيص (1/ 51) قلت: والزيادة التي عند الطبراني إنما هي من حديث صالح بن كيسان.

ص: 303

وقال الألباني: (فهذه الزيادة شاذة من جهة الرواية وإن كانت صحيحة في المعنى من حيث الدراية لأن الأكل والذهب أعظم وأخطر من الشرب والفضة كما هو ظاهر).

‌علة الوهم:

1 التماثل والتجانس بين الأكل والشرب من جهة، والذهب والفضة من جهة أخرى، بل إن الأكل أعظم جرماً من الشرب، وآنية الذهب أعظم من آنية الفضة.

2 قد صحّ النهي عن الشرب في إناء الذهب والفضة أيضاً من طريق عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي بكر عن أم سلمة رضي الله عنها لكن ليس من طريق نافع إنما هو من طريق عثمان بن مرة وذلك فيما أخرجه مسلم قال: حدثني زيد بن يزيد، أبو معن الرقاشي، حدثنا أبو عاصم عن عثمان يعني ابن مرة حدثنا عبد الله بن عبد الرحمن عن خالته أم سلمة قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «مَنْ شرب في إناء من ذهب أو فضة فإنما يجرجر في بطنه ناراً من جهنم»

(1)

.

‌الخلاصة:

زاد علي بن مسهر في متن الحديث كلمتَيْ (الأكل والذهب) وهما وإن كان معناهما صحيح إلا أنه خالف جميع الثقات الذين رووا هذا الحديث مما يدل على وهمه في ذكرها، وقد نبّه الإمام مسلم رحمه الله إلى تفرده بهذه الزيادة، والله تعالى أعلم.

(1)

مسلم (2065)(2).

ص: 304

‌الحديث الثالث

(1)

:

819 -

قال الإمام مسلم رحمه الله (2/ 878 ح 1211): وحدثناه سويد بن سعيد عن علي بن مسهر عن الأعمش عن إبراهيم عن الأسود عن عائشة رضي الله عنها قالت:

خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم نُلَبِّي لا نذكر حَجًّا ولا عمرة وساق الحديث بمعنى حديث منصور.

‌التعليق:

هذا إسناد رجاله رجال الشيخين غير سويد بن سعيد فإنه من رجال مسلم وقد توبع.

ورواه أبو عوانة (3185) من طريق إسماعيل بن الخليل، وأبو نعيم في المستخرج على مسلم (2810) من طريق عبد الغفار بن عبد الله، والبيهقي في السنن الكبرى (5/ 16) من طريق سويد بن سعيد ثلاثتهم (سويد، وعبد الغفار، وإسماعيل) عن علي بن مسهر به.

هكذا قال علي بن مسهر عن الأعمش عن إبراهيم عن الأسود،

(1)

رجال الإسناد:

سويد بن سعيد بن سهل الهروي الأصل، صدوق في نفسه إلا أنه عمي فصار يتلقن ما ليس من حديثه فأفحش فيه ابن معين القول، من قدماء العاشرة، مات سنة 240 وله 100 سنة، روى له مسلم وابن ماجه.

سليمان بن مهران الأعمش: تقدم، انظر ترجمته في بابه.

إبراهيم بن يزيد بن قيس النخعي الكوفي، ثقة إلا أنه يرسل كثيراً، من الخامسة، روى له البخاري ومسلم.

الأسود بن يزيد بن قيس النخعي، مخضرم، ثقة، مكثر، فقيه، من الثانية، روى له البخاري ومسلم.

ص: 305

عن عائشة رضي الله عنها: (لا نذكر حجًّا ولا عمرة).

خالفه محاضر بن المورع

(1)

فرواه عن الأعمش بهذا الإسناد فقال: خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم لا نذكر إلا الحج.

وكذلك رواه منصور بن المعتمر عن إبراهيم عن الأسود عن عائشة فقالت: خرجنا مع النبي صلى الله عليه وسلم ولا نرى إلا الحج

(2)

.

وكذلك رواه القاسم بن محمد

(3)

، وعروة بن الزبير

(4)

، وعمرة عن عائشة

(5)

فقالوا: (لا نذكر إلا الحج) وفي رواية: (لا نرى إلا الحج).

وكذلك جاء في حديث الطويل في مسلم وغيره قال جابر: لسنا ننوي إلا الحج لسنا نعرف العمرة

(6)

.

لذا أخرجه الإمام مسلم بعد حديث منصور عن إبراهيم بهذا الإسناد الذي فيه: (لا نرى إلا الحج) واقتصر من حديث علي بن مسهر قوله: (لا نذكر حجًّا ولا عمرة) مشيراً إلى مخالفته، وأحال ما في حديثه على حديث منصور لموافقته بالباقي، والله أعلم.

قال ابن كثير عقب رواية منصور عن إبراهيم عن الأسود عن عائشة معلقاً على رواية علي بن مسهر: (وهذا أصح وأثبت)

(7)

.

(1)

البخاري (1772).

(2)

البخاري (1561)(1762) ومسلم (1211).

(3)

البخاري (294) و 305) ومسلم (1211).

(4)

مسلم (1211).

(5)

البخاري (1709)(1720) ومسلم (1211).

(6)

مسلم (127).

(7)

البداية والنهاية (5/ 143).

ص: 306

‌علة الوهم:

التحديث من الحفظ، قال الأثرم: سمعت أبا عبد الله يعني الإمام أحمد يقول: أما علي بن مسهر فلا أدري كيف أقول؟ ثم قال: إن علي بن مسهر كان قد ذهب بصره، وكان يحدثهم من حفظه

(1)

.

وذكر الأثرم أيضاً عن أحمد أنه أنكر حديثاً فقيل له: رواه علي بن مسهر فقال: إن علي بن مسهر كانت كتبه قد ذهبت، فكتب بعد، فإن كان روى هذا غيره وإلا فليس بشيء يعتمد عليه

(2)

.

(1)

الضعفاء للعقيلي (2/ 241).

(2)

شرح العلل (2/ 583).

ص: 307

‌عيسى بن يونس

(1)

‌اسمه ونسبه:

عيسى بن يونس بن أبي إسحاق عمرو بن عبد الله الهمداني السبيعي، ويكنى أبا عمرو، من الكوفة ثم تحول إلى الثغر في الشام، هو أخو إسرائيل.

شيوخه:

رأى جده أبا إسحاق إلا أنه لم يسمع منه شيئاً، روى عن إسماعيل بن أبي خالد، وهشام بن عروة، وعبيد الله بن عمر، والأعمش، والأوزاعي، وشعبة، ومالك، ومحمد بن إسحاق، وابن جريج، ومحمد بن سعيد الأنصاري، وخلق كثير.

روى عنه: حماد بن سلمة وهو من شيوخه، وبقية، وابن وهب، والوليد بن مسلم، وإسماعيل بن عياش وهم من أقرانه.

وحدّث عنه أبوه يونس ابن أبي إسحاق.

(1)

مصادر الترجمة:

تاريخ بغداد (11/ 153 - 157) وتاريخ دمشق (48/ 25 - 46).

ص: 308

‌ثناء أهل العلم عليه:

قال أحمد بن حنبل: ثقة، وهو أصح حديثاً من أبيه.

وقال العجلي: كوفي ثقة وكان يسكن الثغر وكان ثبتاً في الحديث.

وقال يحيى بن معين: ثقة.

وسئل عنه علي بن المديني فقال: بخٍ بخٍ ثقة مأمون.

وقال أبو زرعة: كان حافظاً.

قال سليمان بن داود: إنه زار ابن عيينة فقال: مرحباً بالفقيه ابن الفقيه ابن الفقيه.

وقال إسحاق بن راهويه: قلت لوكيع إني أريد أن أذهب إلى عيسى بن يونس، قال: تأتي رجلاً قد قهر العلم.

وقال الوليد بن مسلم: ما أبالي مَنْ خالفني في الأوزاعي ما خلا عيسى بن يونس فإني رأيت أخذه أخذاً محكماً.

وقال عبد الله بن المبارك لرجل: أكتب نفس هذا الشيخ، يعني عيسى بن يونس.

وقال ابن عمار: عيسى بن يونس وإسرائيل بن يونس ويوسف بن يونس هؤلاء أخوة وأثبتهم عيسى.

وقال في موضع آخر: عيسى هو حجة وهو أثبت من إسرائيل.

قال ابن أبي خيثمة: سمعت أحمد بن جناب يقول عن عيسى بن يونس: غزا خمساً وأربعين غزوة، وحجّ خمساً وأربعين حجّة.

ص: 309

‌ورعه وزهده:

ركب المأمون إلى عيسى بن يونس فحدّثه، فأمر له المأمون بعشرة آلاف فأبى أن يقبلها، فظنّ أنه استقلها فأمر له بعشرين ألفاً، قال عيسى: لا ولا إهليلجة ولا شربة ماء على حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم ولو ملأت لي هذا المسجد ذهباً إلى السقف فانصرف عنه

(1)

.

وقال جعفر بن يحيى بن خالد: ما رأينا في القراء مثل عيسى بن يونس أرسلنا إليه فأتانا بالرقة فاعتلّ قبل أن يرجع، فقلت له: يا أبا عمر قد أمر لك بعشرة، فقال: هيه، فقلت: هي خمسون ألف، فقال: لا حاجة لي فيها، فقلت: ولمَ أما والله لأهنيتكها هي مائة ألف، قال: لا والله لا يتحدث أهل العلم أني أكلت للسنة ثمناً، ألا كان هذا قبل أن ترسلوا إليّ، فأما على الحديث فلا والله ولا شربة ماء ولا إهليلجة

(2)

.

وقال أبو بكر المروزي: سمعت أبا عبد الله يعني أحمد بن حنبل يقول: الذي كنا نخبر أن عيسى بن يونس كان سنة في الغزو، وسنة في الحج، وقد كان قدم إلى بغداد في شيء من أمر الحصون فأمر له بمال فأبى أن يقبله

(3)

.

‌وفاته:

قيل: توفي سنة 191 كان في الثغر فنزل الحدث وتوفي به، وقيل: توفي سنة 188 في النصف من شعبان، والله أعلم.

(1)

تاريخ دمشق (48/ 42).

(2)

تاريخ بغداد (11/ 155).

(3)

المصدر السابق.

ص: 310

قال ابن حجر: كوفي نزل الشام مرابطاً، ثقة مأموناً، من الثامنة.

قلت: روى له البخاري مع المكرر نحو (21) حديثاً

(1)

. وروى له مسلم نحو (82) حديثاً.

(1)

البخاري (813، 1142، 1562، 1656، 2445، 2488، 2512، 2773، 3246، 3474، 3925، 4184، 4389، 4750، 4893، 5430، 6145، 6166، 6867، 7074).

ص: 311

‌الحديث الأول

(1)

:

820 -

قال أبو عبد الرحمن النسائي (1/ 111): أخبرنا إبراهيم بن يعقوب بن إسحاق الجوزجاني، قال: حدثني عبد الله بن يوسف، قال: حدثنا عيسى بن يونس، قال: حدثنا أشعث بن عبد الملك عن ابن سيرين عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:

«إذا قعد بين شعبها الأربع ثم اجتهد فقد وجب الغسل» .

‌التعليق:

هذا إسناد رجاله كلهم ثقات.

والحديث رواه أيضاً النسائي في الكبرى (198) بنفس الإسناد.

وابن عدي في الكامل (1/ 374)

(2)

من طريق سليمان بن عبد الرحمن عن عيسى بن يونس به.

ورواه الخطيب في تاريخ بغداد (12/ 387) من طريق بشر بن الحارث عن عيسى بهذا الإسناد.

(1)

رجال الإسناد:

إبراهيم بن يعقوب بن إسحاق الجوزجاني، نزيل دمشق، ثقة حافظ رمي بالنصب، من الحادية عشرة، مات سنة 259، روى له أبو داود والترمذي والنسائي.

عبد الله بن يوسف التنيسي، أبو محمد الكلاعي، أصله من دمشق، ثقة متقن من أثبت الناس في الموطأ، من كبار العاشرة، مات سنة 218، روى له البخاري.

أشعث بن عبد الملك الحمراني، بصري يكنى أبا هاناء، ثقة فقيه من السادسة، مات سنة 142، وقيل: 146، استشهد به البخاري في الصحيح، وروى له أصحاب السنن الأربعة.

(2)

في ترجمة أشعث بن سوار، ورواه غير منسوب وظنه ابن سوار، وقد نسبه النسائي هنا.

ص: 312

هكذا قال عيسى: (عن أشعث، عن ابن سيرين، عن أبي هريرة).

خالفه يحيى بن سعيد القطان

(1)

، والنضر بن شميل

(2)

فقالا: عن أشعث، عن الحسن، عن أبي هريرة.

وكذلك رواه يونس بن عبيد

(3)

، وجرير بن حازم

(4)

عن الحسن عن أبي هريرة، والحسن لم يدرك أبا هريرة، لكن روي موصولاً.

فقد رواه قتادة

(5)

، ومطر الوراق

(6)

، عن الحسن عن أبي رافع عن أبي هريرة.

قال النسائي عقب حديث الباب: هذا خطأ والصواب أشعث عن الحسن عن أبي هريرة، وقد روى الحديث عن شعبة النضر بن شميل وغيره كما رواه خالد.

وقال في الكبرى (1/ 108 ح 198): هذا خطأ ولا نعلم أحداً تابع عيسى بن يونس عليه، والصواب أشعث عن الحسن عن أبي هريرة، والحسن لم يسمع من أبي هريرة.

وقال ابن عدي: وهذا الحديث لم يقل فيه عن عيسى عن أشعث عن ابن سيرين عن أبي هريرة: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا سليمان بن

(1)

أحمد (2/ 471).

(2)

ذكره الدارقطني في العلل (8/ 258).

(3)

ابن أبي شيبة (1/ 85).

(4)

أبو يعلى (6227).

(5)

البخاري (291)(5269) ومسلم (348) والنسائي (1/ 110 - 111).

(6)

مسلم (348).

ص: 313

عبد الرحيم وغيره يقول: عن الأشعث عن الحسن عن أبي هريرة، ولم أكتبه إلا عن عبدوس.

وقال ابن أبي حاتم في العلل (80): وسألت أبي وأبا زرعة عن حديث رواه ابن شرحبيل

(1)

، عن عيسى بن يونس، عن أشعث، عن ابن سرين، عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم:«إذا قعد بين شعبها الأربع واجتهد فقد وجب الغسل» .

قال أبي: هذا عندي خطأ، إنما هو أشعث، عن الحسن، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم.

قلت لأبي: ممن الخطأ؟

قال: من أحدهما إما من ابن شرحبيل وإما من عيسى.

قلت: فيمكنك أن تقول: خطأ.

قال: لا، روى قتادة عن الحسن عن أبي رافع عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم ورواه يونس عن الحسن عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم.

قال ابن دقيق العيد في الإمام (3/ 16) معلقاً على قول أبي حاتم:

(لم يتبين لأبي حاتم ممن الخطأ عنده، والنسائي أخرج الحديث عن إبراهيم بن يعقوب بن إسحاق الجوزجاني عن عبد الله بن يوسف عن عيسى بن يونس، وهذا يبراء ابن شرحبيل من نسب الخطأ إليه). اه.

(1)

سليمان بن عبد الرحمن بن عيسى التميمي الدمشقي، ابن بنت شرحبيل، صدوق يخطاء، من العاشرة، روى له أصحاب السنن الأربعة.

ص: 314

وقال الدارقطني في العلل (8/ 258):

واختلف على أشعث بن عبد الملك، فرواه يحيى القطان والنضر بن شميل عن أشعث عن الحسن عن أبي هريرة مرفوعاً.

وخالفهم عيسى بن يونس عن أشعث عن ابن سيرين عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم.

قال ذلك عبد الله بن يوسف التنيسي، وسليمان بن عبد الرحمن الدمشقي، عن عيسى بن يونس وهو غريب وليس بمحفوظ عن ابن سيرين.

‌علة الوهم:

اختلاف الأمصار، عيسى بن يونس كوفي، وشيخه في هذا الحديث أشعث بن عبد الملك من البصرة، لذا كانت رواية أهل بلده يحيى القطان والنضر بن شميل أصح من رواية عيسى عنه، والله تعالى أعلم.

ص: 315

‌الحديث الثاني

(1)

:

821 -

قال أبو داود رحمه الله (4579): حدثنا إبراهيم بن موسى الرازي، حدثنا عيسى، عن محمد يعني ابن عمرو عن أبي سلمة، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال:

قضى رسول الله صلى الله عليه وسلم في الجنين بغرة عبد أو أمة أو فرس أو بغل.

قال أبو داود: روى هذا الحديث حماد بن سلمة وخالد بن عبد الله عن محمد بن عمرو لم يذكرا (أو فرس أو بغل).

‌التعليق:

هذا إسناد رجاله كلهم ثقات رجال الشيخين.

محمد بن عمرو روى له البخاري مقروناً ومسلم في المتابعات، والدارقطني (3/ 114) والذهبي في السير (8/ 489) كلاهما من طريق عبد الله بن عبد الصمد.

وأخرجه كذلك ابن حبان (6022) والطبراني في الأوسط (8101)، (2946) والدارقطني (3/ 114) والبيهقي (8/ 115) والذهبي

(1)

رجال الإسناد:

إبراهيم بن موسى بن يزيد التميمي، أبو إسحاق الفراء الرازي، ثقة حافظ، من العاشرة، مات سنة 220، روى له البخاري ومسلم.

محمد بن عمرو بن علقمة بن وقاص الليثي، صدوق له أوهام، من السادسة، مات سنة 145 على الصحيح، روى له البخاري ومسلم.

أبو سلمة ابن عبد الرحمن بن عوف الزهري المدني، قيل: اسمه عبد الله، وقيل: إسماعيل، ثقة مكثر، من الثالثة، مات سنة 94 أو 104 وكان مولده سنة بضع وعشرين، روى له البخاري ومسلم.

ص: 316

في السير (8/ 115) من طريق إسحاق بن راهويه، وعبد الله بن عبد الصمد، وإبراهيم بن موسى، ثلاثتهم عن عيسى بن يونس به.

هكذا قال عيسى بن يونس عن محمد بن عمرو في هذا الحديث: (أو فرس أو بغل).

خالفه جماعة من أصحاب محمد بن عمرو الثقات فلم يذكروا هذه الزيادة، منهم:

يحيى بن سعيد القطان

(1)

، ويحيى بن زكريا بن أبي زائدة

(2)

، ومحمد بن بشر

(3)

، ويزيد بن هارون

(4)

، وعبد الرحمن بن سليمان

(5)

، وحماد بن سلمة

(6)

، وخالد بن عبد الله الواسطي

(7)

.

وكذلك رواه الزهري عن سعيد بن المسيب

(8)

وأبي سلمة

(9)

عن أبي هريرة ولم يذكرا هذه اللفظة.

لذا قال أبو داود عقب الحديث: (روى هذا الحديث حماد بن سلمة وخالد بن عبد الله عن محمد بن عمرو لم يذكرا أو فرس أو بغل).

وقال البيهقي بعد أن ذكر قول أبي داود: (ولم يذكره أيضاً الزهري عن أبي سلمة وسعيد بن المسيب).

(1)

أحمد (2/ 438) و (2/ 498) وأبو يعلى (5917).

(2)

الترمذي (1410) وأبو نعيم في تاريخ أصبهان (2/ 130).

(3)

ابن ماجه (2639).

(4)

أحمد (2/ 498) والطحاوي (3/ 205).

(5)

ابن أبي شيبة (9/ 250) وأبو نعيم في تاريخ أصبهان (2/ 58).

(6)

أبو داود تعليقاً (4575).

(7)

أبو داود تعليقاً (4575).

(8)

البخاري (5758)(6910) ومسلم (1681).

(9)

البخاري (6910) ومسلم (1681).

ص: 317

وقال الطبراني في الأوسط (3/ 212) و (8/ 1031): وقد روى هذا الحديث جماعة عن محمد بن عمرو فلم يقل أحد منهم: أو فرس أو بغل إلا عيسى بن يونس.

وقال الخطابي في معالم السنن: يقال: إن عيسى بن يونس قد وهم فيه وهو يغلط أحياناً فيما يرويه، إلا أنه قد روى عن طاوس ومجاهد وعروة بن الزبير أنهم قالوا: الغرة عبد أو أمة أو فرس.

وقال الذهبي: هذا حديث غريب جداً.

وقال الحافظ في الفتح (2/ 249): (وأشار البيهقي إلى أن ذكر الفرس في المرفوع وهم وأن ذلك أدرج من بعض رواته على سبيل التفسير للغرة، وذكر أنه في رواية حماد بن زيد عن عمرو بن دينار عن طاوس بلفظ: (فقضى أن في الجنين غرة، قال طاوس: الفرس غرة) قلت: وكذا أخرجه الإسماعيلي من طريق حماد بن زيد عن هشام بن عروة عن أبيه قال: الفرس غرة، وكأنهما رأيا الفرس أحق بإطلاق لفظ الغرة من الآدمي.

ونقل ابن المنذر والخطابي عن طاوس ومجاهد وعروة بن الزبير (الغرة عبد أو أمة أو فرس) وتوسع داود ومَن تبعه من أهل الظاهر فقالوا: يجزاء كل ما وقع عليه اسم غرة) انتهى كلام الحافظ.

وقال أيضاً (2/ 249 - 250): وعلى هذا فالذي وقع في رواية محمد بن عمرو عن أبي سلمة، عن أبي هريرة من زيادة ذكر الفرس في هذا الحديث وهم

(1)

.

(1)

انظر: أثر طاوس ومجاهد وعروة ابن الزبير في المصنف لابن أبي شيبة (9/ 252) ومصنف عبد الرزاق (18339، 18340، 18344) وجاء ذكر البغل في أثر عن عطاء بن أبي رباح عن ابن أبي شيبة (9/ 251).

ص: 318

وعقد البيهقي في سننه (8/ 115): باب مَنْ قال في الغرة عبد أو أمة أو فرس أو بغل أو كذا وكذا من الشاة وليس بمحفوظ، ثم ذكر حديث الباب من طريق أبي داود.

وقال الدارقطني في العلل (9/ 294): «ولم يقل ذلك عن محمد بن عمرو سواه» .

وقال في أطراف الغرائب والأفراد (5/ 310): «تفرد به عيسى بن يونس عن محمد بن عمرو وقال فيه: أو فرس أو بغلة» .

إلا أن ابن حبان صحّح هذه الرواية فعقد في صحيحه (13/ 380) باباً قال فيه: (ذكر الخبر المدحض قول مَنْ زعم أن الغرة في الجنين الساقط لا يجب على الضارب إلا عبد أو أمة) ثم ساق هذا الحديث.

‌علة الوهم:

أدرج عيسى بن يونس تفسير الغرة في متن الحديث فجعله كله مرفوعاً إلى النبي صلى الله عليه وسلم فوهم.

قال الترمذي في سننه (1410) بعد أن أخرج هذا الحديث من طريق ابن أبي زائدة (حديث أبي هريرة حسن صحيح، والعمل على هذا عند أهل العلم، وقال بعضهم: الغرة عبد أو أمة أو خمسمائة درهم، وقال بعضهم: أو فرس أو بغل).

ص: 319

‌الحديث الثالث

(1)

:

822 -

قال الطحاوي في شرح معاني الآثار (4/ 122): حدثنا ابن أبي داود، قال: ثنا علي بن بحر القطان وأحمد بن جناب قالا: حدثنا عيسى بن يونس قال: حدثنا سعيد بن أبي عروبة عن قتادة عن أنس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:

«جار الدار أحق بالدار» .

‌التعليق:

هذا إسناد صحيح رجاله كلهم ثقات رجال البخاري غير أحمد بن جناب فهو من رجال مسلم.

ورواه ابن حبان (5182) من طريق إسحاق بن إبراهيم عن عيسى بن يونس به.

(1)

رجال الإسناد:

ابن أبي داود: محمد بن عبيد الله بن يزيد البغدادي، أبو جعفر ابن أبي داود ابن المنادي وسماه البخاري أحمد، صدوق، توفي سنة 272 عن 101 سنة، روى له البخاري في تفسير: { .. لَمْ يَكُنْ

(196)} حديثاً عن أحمد بن أبي داود أبي جعفر بن المنادي عن روح بن عبادة عن سعيد عن قتادة، فقيل: هو هذا.

علي بن بحر بن بري القطان، أبو الحسن البغدادي، فارسي الأصل، ثقة فاضل، توفي سنة 234 هـ، روى له البخاري.

أحمد بن جناب بن المغيرة أبو الوليد المصيصي، صدوق، توفي سنة 230، روى له مسلم.

سعيد بن أبي عروبة: مهران اليشكري مولاهم، أبو النضر البصري، ثقة حافظ له تصانيف لكنه كثير التدليس، من أثبت الناس في قتادة، توفي سنة 157، روى له البخاري ومسلم.

قتادة بن دعامة: تقدم.

ص: 320

ورواه الترمذي في العلل الكبير (381) عن علي بن خشرم، وابن حبان في صحيحه (5182)، والطبراني في الأوسط (8146) من طريق إسحاق بن راهويه، والضياء في المختارة (2550، 2551، 2552، 2553) من طريق عبد الرحمن بن يونس وأحمد بن جناب وإسحاق، والخطيب في تاريخ بغداد (11/ 342) والذهبي في معجم المحدثين (1/ 120) من طريق علي بن خشرم كلهم عن عيسى بن يونس به.

هكذا قال عيسى بن يونس: (عن سعيد بن أبي عروبة، عن قتادة، عن أنس، عن النبي صلى الله عليه وسلم.

خالفه إسماعيل بن علية

(1)

، وعبدة بن سليمان

(2)

، والمحاربي

(3)

، وعبد الوهاب الخفاف

(4)

، وحسن بن صالح

(5)

.

فقالوا: (عن سعيد بن أبي عروبة، عن قتادة، عن الحسن، عن سمرة بن جندب عن النبي صلى الله عليه وسلم.

وكذلك رواه أصحاب قتادة عنه، منهم:

شعبة

(6)

، وحماد بن سلمة

(7)

، وهشام بن عبد الله الدستوائي

(8)

،

(1)

الترمذي (1368) وأحمد (5/ 13).

(2)

ابن أبي شيبة في مصنفه (22720).

(3)

الروياني في مسنده (823) و (824).

(4)

أحمد (5/ 12).

(5)

الطبراني في الكبير (61104).

(6)

أبو داود (3517) وابن الجارود في المنتقى (644) والروياني (786) والطبراني (6801).

(7)

أحمد (5/ 17) والطبراني (6800).

(8)

الطيالسي (904) وأحمد (5/ 8) و (5/ 18) والطبراني (6807).

ص: 321

وهمام بن يحيى العوذي

(1)

، وعمر بن عامر السلمي

(2)

، وعمر بن إبراهيم العبدي

(3)

.

فقالوا: (عن قتادة، عن الحسن، عن سمرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم.

وكذلك رواه يحيى بن أبي كثير

(4)

، ويونس بن عبيد

(5)

، ومجاعة بن الزبير

(6)

عن الحسن عن سمرة عن النبي صلى الله عليه وسلم.

وقد وافق عيسى بن يونس الجماعة، وذلك فيما رواه الطبراني من طريق إسحاق بن راهويه عن عيسى بن يونس عن سعيد بن أبي عروبة عن قتادة عن الحسن عن سمرة بن جندب عن النبي صلى الله عليه وسلم

(7)

.

ورواه كذلك أحمد بن جناب عن عيسى عن يونس عن شعبة عن يونس بن عبيد عن الحسن عن سمرة عن النبي صلى الله عليه وسلم به

(8)

.

قال الترمذي: سألت محمداً يعني البخاري عن هذا الحديث فقال: الصحيح حديث الحسن عن سمرة، وحديث قتادة عن أنس ليس

(1)

أحمد (5/ 8) و (5/ 18) والطحاوي (4/ 123) والطبراني (6802) والبيهقي (6/ 106).

(2)

الطبراني (6805).

(3)

الطبراني (6806).

(4)

الطبراني (6920).

(5)

الطبراني (6923) والدارقطني في جزء أبي الطاهر (51).

(6)

الطبراني (6941).

(7)

الطبراني (6803) وذكر المزي في تحفة الأشراف أن النسائي رواه كذلك من طريق إسحاق.

(8)

الطبراني (6923).

ص: 322

بمحفوظ ولم يعرف أن أحداً رواه عن ابن أبي عروبة عن قتادة عن أنس غير عيسى بن يونس

(1)

.

وقال الترمذي في الجامع: والصحيح عند أهل العلم حديث الحسن عن سمرة ولا نعرف حديث قتادة عن أنس إلا من حديث عيسى بن يونس

(2)

.

وقال أبو داود: سمعت أحمد قال عند حديث عيسى يعني عن سعيد عن قتادة عن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم في الشفعة، قال أحمد: ليس بشيء، قلت لأحمد: كلاهما عنده، فلم يعبأ إلى جمعه الحديثين وأنكر حديث أنس

(3)

.

وقال الضياء في المختارة: رجاله ثقات، لكنه معلول.

وقال الدارقطني: (وهم فيه عيسى بن يونس، وغيره يرويه عن قتادة عن الحسن عن سمرة، هكذا رواه شعبة وغيره عن قتادة وهو الصواب)

(4)

.

وقال ابن أبي حاتم في العلل (1/ 477): سألت أبي وأبا زرعة عن حديث رواه عيسى بن يونس فذكره فقالا: هذا خطأ، روى هذا الحديث همام وحماد بن سلمة، فقال حماد: عن قتادة عن الشريد، وقال همام: عن قتادة عن عمرو بن شعيب عن الشريد.

وقالا: نظن أن عيسى وهم فيه، فشبّه الشريد بأنس

(1)

العلل الكبير (381).

(2)

الجامع الصحيح (3/ 150 عقب الحديث 1368).

(3)

مسائل الإمام أحمد ص 300 لأبي داود.

(4)

الضياء في المختارة (7/ 124) والزيلعي في نصب الراية (4/ 173).

ص: 323

وقال أبو زرعة: (والصحيح عندنا قتادة، عن عمرو بن شعيب عن الشريد

(1)

ووهم فيه عيسى) اه.

وقال الحافظ في إتحاف المهرة (2/ 207): (وهو معلول، وإنما المحفوظ عن قتادة، عن الحسن، عن سمرة) ثم ذكر أن ابن أبي خيثمة أخرج الحديث في تاريخه من طريق أحمد بن جناب عن عيسى ثم قال: قال أحمد بن جناب: أخطأ فيه عيسى بن يونس.

وقد ذهب إلى صحة رواية عيسى هذه الضياء في المختارة وابن القطان وذلك لأن عيسى قد روى هذا الحديث عن سعيد بمثل رواية الجماعة وزاد عليهم بهذه الرواية فروايته للوجهين دليل على أنه عنده الروايتين، فقال الضياء في المختارة معقباً على الدارقطني:«قلت: وقد روى أبو ليلى حديث سمرة عن أحمد بن جناب عن عيسى بن يونس عن سعيد، وروى بعده حديث أنس فجاء بالروايتين معاً» .

وقال الحافظ في إتحاف المهرة (2/ 208): (وقد صححه مع ذلك ابن القطان واحتج بأن قاسم بن أصبغ رواه عن محمد بن إسماعيل عن نعيم بن حماد، عن عيسى بن يونس، عن سعيد عن قتادة، عن الحسن عن سمرة.

وعن سعيد عن قتادة عن أنس.

قال: فروايته للوجهين دليل على أنه كان عند سعيد كذلك ولا يعلل أحدهما بالآخر.

(1)

أخرجه أحمد (4/ 388) وابن سعد في الطبقات (5/ 513) والنسائي (7/ 320) وابن ماجه (2496).

ص: 324

قال الحافظ: وقد توبع نعيم كما تقدم.

وهكذا قال البزار في مسنده إن عيسى بن يونس رواه بالوجهين) اه.

قلت: قد تقدم قول أبو داود إن عيسى عنده الحديث على الوجهين، ومع ذلك قد أنكر الإمام أحمد هذا الوجه، والله تعالى أعلم.

وانظر: نصب الراية (4/ 172 - 173) والإرواء (5/ 277).

ص: 325

‌الحديث الرابع

(1)

:

823 -

قال الطبراني في الأوسط (1654): حدثنا أحمد قال: حدثنا محمد بن سلام قال: حدثنا عيسى بن يونس عن شعبة عن معلى بن عطاء

(2)

عن عبد الله بن عامر بن ربيعة عن أبيه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:

«ما من عبد يصلي عليّ إلا صلّت عليه الملائكة ما صلى عليّ فليكثر أو ليقل» .

‌التعليق:

هذا إسناد رجاله كلهم ثقات رجال الشيخين غير معلّى بن عطاء وهو وهم.

(1)

رجال الإسناد:

أحمد بن النضر بن بحر أبو جعفر العسكري السكري، قال ابن المنادي: كان من ثقات الناس وأكثرهم كتاباً، وذكره ابن الجزري في القراء، مات بالرقة سنة 290، قال أبو الحسن السليماني: ثقة مقراء. انظر: تراجم شيوخ الطبراني رقم (339).

محمد بن سلام بن الفرح السلمي مولاهم البيكندي، ثقة ثبت من العاشرة، مات سنة 227 وله 65 سنة، روى له البخاري ومسلم.

شعبة: تقدم، انظر ترجمته في بابه.

يعلى بن عطاء: العامري الطائفي، ثقة، من الرابعة، مات سنة 120 أو بعدها، روى له مسلم.

عبد الله بن عامر بن ربيعة العنزي، حليف بني عدي، أبو محمد المدني، ولد على عهد النبي صلى الله عليه وسلم ولأبيه صحبة مشهورة، وثقه العجلي، روى له البخاري ومسلم.

عامر بن ربيعة: صحابي.

(2)

كذا في المطبوع والصحيح يعلى بن عطاء كما في تخريج الأحاديث والآثار للزيلعي (3/ 133).

ص: 326

هكذا قال عيسى بن يونس: (عن شعبة، عن معلى بن عطاء، عن عبد الله بن عامر، عن أبيه، عن النبي صلى الله عليه وسلم.

خالفه خالد بن الحارث

(1)

، وعبد الله بن المبارك

(2)

، ومحمد بن جعفر

(3)

، وحجاج بن محمد

(4)

، ووكيع

(5)

، وشعيب بن حرب

(6)

، وأبو داود الطيالسي

(7)

، ويزيد بن هارون

(8)

، وعاصم بن علي

(9)

، وعثمان بن عمر

(10)

، وزيد بن الحباب

(11)

، والنضر بن شميل

(12)

، وعلي بن الجعد

(13)

، وعمر بن مرزوق

(14)

فقالوا: (عن شعبة، عن عاصم بن عبيد الله، عن عبد الله بن عامر، عن أبيه).

لذا قال الطبراني عقب الحديث: لم يروِ هذا الحديث عن شعبة إلا عيسى، ورواه الناس عن شعبة عن عاصم بن عبيد الله

(15)

.

(1)

ابن ماجه (907).

(2)

في مسنده (49) وفي الزهد (1026) والبيهقي في شعب الإيمان (1557).

(3)

أحمد (3/ 445).

(4)

أحمد (3/ 445).

(5)

أحمد (3/ 446) وابن أبي شيبة (11/ 507).

(6)

أحمد (3/ 446).

(7)

في مسنده (1147) وأبو نعيم في الحلية (1/ 180).

(8)

البيهقي في شعب الإيمان (1558).

(9)

القاضي إسماعيل بن إسحاق في فضل الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم (6).

(10)

الأمالي المطلقة (1/ 118).

(11)

عبد بن حميد في المنتخب (317).

(12)

أبو يعلى (7196).

(13)

الضياء في المختارة (216) وهو في مسنده (869).

(14)

الضياء في المختارة (218) وابن حجر في الأمالي المطلقة (1/ 118).

(15)

الأوسط (2/ 182).

ص: 327

‌أثر الوهم:

روى هذا الحديث عيسى بن يونس فقال في إسناده: شعبة عن يعلى بن عطاء

وهذا إسناد على شرط مسلم.

لذا قال الزيلعي: رواه الطبراني في الأوسط في حديث عيسى بن يونس عن شعبة عن يعلى بن عطاء عن عبد الله بن عامر بن ربيعة.

قال: وعيسى بن يونس أخرج له الشيخان وكذلك شعبة، ويعلى بن عطاء أخرج له مسلم

(1)

.

وقال العراقي: رواه الطبراني بإسناد حسن

(2)

.

والصحيح أنه من رواية شعبة عن عاصم بن عبيد الله

(3)

، عن عبد الله بن عامر

وعاصم ضعيف، لذا قال المقدسي: رواه عاصم بن عبيد الله العمري عن عبد الله بن عامر بن ربيعة عن أبيه، وعاصم ضعيف

(4)

.

وقال العراقي: رواه ابن ماجه من حديث عامر بن ربيعة بإسناد ضعيف، والطبراني في الأوسط بإسناد حسن

(5)

.

فقلب هذا الوهم الإسناد من ضعيف إلى حديث حسن، والله تعالى أعلم.

(1)

تخريج الأحاديث والآثار (3/ 133).

(2)

المغني عن حمل الأسفار (1/ 264).

(3)

عاصم بن عبيد الله بن عاصم بن عمر بن الخطاب العدوي المدني، ضعيف. التقريب (3082).

(4)

ذخيرة الحفاظ (4/ 2115).

(5)

المغني عن حمل الأسفار (1/ 264).

ص: 328

‌الحديث الخامس

(1)

:

824 -

قال ابن حبان رحمه الله في صحيحه (1406): أخبرنا محمد بن إسحاق بن سعيد السعدي، قال: حدثنا علي بن خشرم قال: حدثنا عيسى بن يونس، عن شعبة، عن قتادة، عن القاسم الشيباني، عن زيد بن أرقم رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:

«إن هذه الحشوش محتضرة، فإذا أراد أحدكم أن يدخل فليقل: أعوذ بالله من الخبث والخبائث» .

‌التعليق:

هذا إسناد رجاله ثقات رجال الصحيح، غير محمد بن إسحاق السعدي لم أجده، وذكر محقق ابن حبان أن إسناده صحيح على شرط مسلم.

وقد روى عنه ابن حبان عشرين حديثاً.

هكذا قال عيسى بن يونس: (عن شعبة، عن قتادة، عن القاسم الشيباني، عن زيد بن أرقم).

خالفه عبد الرحمن بن مهدي

(2)

، ومحمد بن جعفر

(3)

، وعمرو بن

(1)

رجال الإسناد:

علي بن خشرم المروزي: ثقة من صغار العاشرة، مات سنة 257 أو بعدها وقارب المائة، روى له مسلم.

شعبة: تقدم.

قتادة: تقدم.

القاسم بن عوف الشيباني الكوفي، صدوق يغرب، من الثالثة، روى له مسلم.

(2)

النسائي في الكبرى (9903) وابن ماجه (296) وابن خزيمة (69) وأحمد (4/ 373).

(3)

ابن ماجه (296) وابن خزيمة (69) وأحمد (4/ 369).

ص: 329

مرزوق

(1)

، وخالد بن الحارث

(2)

، ومحمد بن أبي عدي

(3)

، وأبو داود الطيالسي

(4)

، والنضر بن شميل

(5)

، وحجاج

(6)

.

هؤلاء كلهم قالوا: (عن شعبة، عن قتادة، عن النضر بن أنس عن زيد بن أرقم).

وهم عيسى بن يونس فقال: (القاسم الشيباني) وإنما هو (النضر بن أنس).

وقد ذكر الترمذي والطبراني أن شعبة يرويه عن قتادة عن النضر بن أنس، وسعيد بن أبي عروبة يرويه عن قتادة عن القاسم بن عوف الشيباني

(7)

.

ومما يدل على وهم عيسى بن يونس ما رواه ابن أبي حاتم وابن عدي من طريق علي بن المديني قال: سمع يحيى يعني القطان وقيل له: تحفظ حديث قتادة: إن هذه الحشوش محتضرة؟ قال: لا، فقلت أنا له: كان شعبة يحدّث عن قتادة عن النضر بن أنس عن زيد بن أرقم، وكان ابن أبي عروبة يحدّث عن قتادة عن القاسم بن عوف عن

(1)

أبو داود (6) والطبراني (5099) وفي الدعاء (361) والحاكم (1/ 187).

(2)

ابن خزيمة (69) وابن حبان (1408).

(3)

ابن خزيمة (69) والنسائي (9903).

(4)

في مسنده (679) وابن خزيمة (69) والبيهقي (1/ 96).

(5)

أبو يعلى (7219).

(6)

أحمد (4/ 369).

(7)

سنن الترمذي (1/ 11) والعلل الكبير (3) والطبراني في الدعاء (2/ 962 رقم 361).

ص: 330

زيد بن أرقم، فقال يحيى: شعبة لو علم أنه عن القاسم بن عوف لم يحمله، قلت: لمَ؟ قال: إنه تركه وقد كان رآه

(1)

.

‌علة الوهم:

قتادة يروي هذا الحديث عن القاسم الشيباني، وعن النضر بن أنس، فشعبة ومعمر

(2)

ومنصور

(3)

يروونه عن قتادة عن النضر بن أنس.

وسعيد بن أبي عروبة وسعيد بن بشير يرويانه عن قتادة عن القاسم، عن زيد، فأدخل إسناداً في إسناد.

فالطريقين محفوظان وقد تقدم في باب إسماعيل بن علية ح (756) فانظره لزاماً.

(1)

الجرح والتعديل (1/ 240) والكامل (7/ 154) في ترجمة قاسم بن عوف، والعقيلي في الضعفاء (3/ 477).

(2)

الطبراني في الدعاء (355) وانظره في ح (211).

(3)

طبقات المحدثين بأصبهان (3/ 163).

ص: 331

‌الحديث السادس

(1)

:

825 -

قال الطحاوي في شرح معاني الآثار (2/ 122): حدثنا ابن مرزوق قال: ثنا مكي بن إبراهيم قال: ثنا ابن جُريج قال: أنا محمد بن المنكدر عن أنس بن مالك قال:

بات رسول الله صلى الله عليه وسلم بذي الحُليفة حتى أصبح فلما ركب راحلته واستوت به أهَلَّ.

حدثنا صالح بن عبد الرحمن قال: ثنا حجاج بن إبراهيم الأزرق قال: ثنا عيسى بن يونس عن ابن جُريج قال: ثنا ابن شهاب عن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم مثله.

‌التعليق:

هذا إسناد رجاله ثقات.

وأخرجه الطبراني في الأوسط (8300) من طريق إسحاق بن راهويه، وابن أبي حاتم في العلل (893) من طريق عبد الرحيم بن مطرف، كلاهما عن عيسى بن يونس.

هكذا قال عيسى بن يونس: (عن ابن جريج، عن الزهري، عن أنس).

(1)

رجال الإسناد:

صالح بن عبد الرحمن بن عمرو بن الحارث الأنصاري (المصري) قال ابن أبي حاتم: سمعت منه بمصر ومحله الصدق. الجرح والتعديل (4/ 408).

حجاج بن إبراهيم الأزرق البغدادي، نزيل طرسوس ومصر، ثقة فاضل، من العاشرة، روى له أبو داود والنسائي.

ابن جريج: عبد الملك بن عبد العزيز، ثقة فقيه فاضل، انظر ترجمته في بابه.

ص: 332

خالفه مكي بن إبراهيم

(1)

، وهشام بن يوسف

(2)

، ومحمد بن بكر

(3)

، وعبد الرزاق

(4)

، وعبد الله بن وهب

(5)

، ووهيب بن خالد

(6)

، وأبو عاصم الضحاك بن مخلد

(7)

كلهم (عن ابن جريج، عن محمد بن المنكدر، عن أنس).

وكذلك رواه سفيان الثوري

(8)

، وسفيان بن عيينة

(9)

، وشعبة

(10)

، وأسامة بن زيد

(11)

، وعمرو بن الحارث

(12)

، وعبد العزيز بن أبي سلمة الماجشون

(13)

، ومحمد بن إسحاق

(14)

، ومرزوق مولى طلحة بن عبد الرحمن الباهلي

(15)

، وعبد الحميد بن جعفر

(16)

، والمنكدر بن محمد

(17)

. كلهم عن محمد بن المنكدر به.

(1)

البخاري (1089).

(2)

البخاري (1546).

(3)

أحمد (3/ 378) ومن طريقه أبي داود (1773).

(4)

في المصنف (4320).

(5)

الطحاوي في شرح معاني الآثار (1/ 417 - 418).

(6)

المصدر السابق.

(7)

الدارقطني في العلل (2631) تعليقاً.

(8)

الطحاوي (2/ 122).

(9)

مسلم (690).

(10)

ابن المظفر البغدادي في حديث شعبة (208) والخطيب في تاريخ بغداد (3/ 405).

(11)

الطحاوي (1/ 418) وابن جرير في تهذيب الآثار (1/ 221) وأبو نعيم في الحلية (3/ 158).

(12)

ابن حبان (2746) وابن جرير (1/ 221).

(13)

أبو يعلى (3634).

(14)

أحمد (3/ 337).

(15)

الدارقطني في العلل (2631) تعليقاً.

(16)

المصدر السابق.

(17)

المصدر السابق.

ص: 333

لذا قال الطبراني: لم يروِ هذا الحديث عن الزهري إلا ابن جريج.

تفرد به عيسى بن يونس، ورواه غير عيسى عن ابن جريج عن محمد بن المنكدر وإبراهيم بن ميسرة عن أنس

(1)

.

وقال ابن أبي حاتم: سألت أبي عن حديث رواه عبد الرحيم بن مطرف عن عيسى بن يونس عن ابن جريج عن الزهري عن أنس: صليت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بالمدينة أربعاً

فسمعت أبي يقول: لا أعلم روى هذا الحديث غير عيسى بن يونس وشعيب بن إسحاق، ولا أدري ابن جريج من أين جاء به والناس يروونه عن إبراهيم بن ميسرة عن أنس

(2)

.

قلت: كأنه حمل الوهم فيه على ابن جريج، ولم أقف على رواية شعيب بن إسحاق فلعل الوهم منه أو ممن دونه، وقد رواه عن ابن جريج سبعة من الثقات على الصحيح، لذا حمل الدارقطني الوهم عليه فقال:«ورواه عيسى بن يونس عن ابن جريج عن الزهري عن أنس ووهم في ذكر الزهري، وإنما رواه ابن جريج عن ابن المنكدر، والصحيح رواية الثوري وابن عيينة ومَن تابعهما»

(3)

وقد سبق الحديث في باب ابن جريج ح (281) فانظره.

(1)

الأوسط (8/ 136).

(2)

العلل لابن أبي حاتم (893).

(3)

علل الدارقطني (12 - 212 - 213 رقم 2631).

ص: 334

‌الحديث السابع

(1)

:

826 -

قال الطحاوي في شرح مشكل الآثار (4504): ووجدنا علي بن سعيد قد حدثنا قال: حدثنا سليمان بن عمر بن خالد الرقي المعروف بابن الأقطع حدثنا عيسى بن يونس عن سعيد بن أبي عروبة عن قتادة عن سعيد بن عبد الرحمن بن أبزى عن أبيه عن أبي بن كعب قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يوتر ب {سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى (1)} و {قُلْ يَاأَيُّهَا الْكَافِرُونَ (1)} و {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ (1)} وكان يقنت قبل الركوع.

‌التعليق:

هذا إسناد رجاله ثقات.

وأخرجه الدارقطني (2/ 31) ومن طريقه البيهقي (3/ 39) من طريق

(1)

رجال الإسناد:

علي بن سعيد بن بشير بن مهران الحافظ نزيل مصر، قال ابن يونس: كان حسن الفهم يحفظ، وقال سلمة بن قاسم: كان ثقة عالماً بالحديث، وقال الذهبي: الحافظ البارع، وقال الدارقطني: ليس في حديثه بذاك. (السير 14/ 145 - 146) تراجم شيوخ الطبراني (ص 430).

سليمان بن عمر بن خالد الرقي، أبو أيوب المعروف بابن الأقطع، ذكره ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل (8/ 266) ولم يذكر فيه جرحاً ولا تعديلاً، روى عنه عبد الله ابن الإمام أحمد كما في الدعاء للطبراني (1099) وابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني (648)(1092) وغيرهم. ذكره ابن حبان في الثقات (8/ 280).

سعيد بن أبي عروبة: ثقة حافظ. انظر ترجمته في بابه.

قتادة بن دعامة: تقدم. انظره في بابه.

سعيد بن عبد الرحمن بن أبزى الخزاعي الكوفي، ثقة من الثالثة، روى له البخاري ومسلم.

عبد الرحمن بن أبزى الخزاعي، صحابي صغير وكان في عهد عمر رجلاً، وكان قد استعمله علي على خراسان، حديثه في الصحيحين.

ص: 335

المسيب بن واضح وعلي بن خشرم كلاهما عن عيسى بن يونس به.

ورواه محمد بن نصر المروزي (58) عن إسحاق بن إبراهيم عن عيسى بن يونس به كما في مختصر قيام الليل، ثلاثتهم المسيب وعلي وإسحاق عن عيسى به وفيه:(ويقنت قبل الركوع).

ورواه النسائي (3/ 235) والطبراني في الأوسط (8115) من طريق إسحاق بن إبراهيم به ولم يذكرا القنوت قبل الركوع.

وذكره أبو داود تعليقاً (1427) عن عيسى بن يونس وذكر فيه القنوت قبل الركوع، وذكره المزي في التحفة (54) عن محمد بن يحيى بن فارس عن إسحاق بن إبراهيم عن عيسى بن يونس، وقال: وزاد فيه ذكر القنوت قبل الركوع.

هكذا قال عيسى بن يونس عن سعيد، عن قتادة

في هذا الحديث وكان يقنت قبل الركوع.

خالفه عبد العزيز بن خالد

(1)

، ويزيد بن زريع

(2)

، وعبد الأعلى بن عبد الأعلى

(3)

، ومحمد بن بشر العبدي

(4)

، وعبد العزيز بن عبد الصمد

(5)

فرووه عن سعيد بن أبي عروبة عن قتادة بهذا الإسناد ولم يذكروا أنه كان يقنت قبل الركوع.

(1)

النسائي (3/ 235) وفي الكبرى (10576).

(2)

أبو داود تعليقاً (1427).

(3)

المصدر السابق.

(4)

أبو داود تعليقاً (1427) ووصله النسائي في الكبرى (10575) وعبد بن حميد (312).

(5)

النسائي في الكبرى (10577) وفي المجتبى (3/ 251).

ص: 336

وكذلك رواه شعبة

(1)

، وهمام

(2)

، وهشام

(3)

عن قتادة ولم يذكروا القنوت.

قال أبو داود: «روى عيسى بن يونس عن سعيد بن أبي عروبة عن قتادة عن سعيد بن عبد الرحمن بن أبزى عن أبيه عن أُبي بن كعب أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قنت يعني في الوتر قبل الركوع، قال أبو داود: روى عيسى بن يونس هذا الحديث أيضاً عن فِطْر بن خليفة عن زُبَيْد عن سعيد بن عبد الرحمن بن أبزى عن أبيه عن أُبَي عن النبي صلى الله عليه وسلم مثله ورُوي عن حفص بن غِياث عن مِسْعَر عن زُبَيد عن سعيد بن عبد الرحمن أبزى عن أبيه عن أُبي بن كعب أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قنت في الوِتر قبل الركوع. قال أبو داود: حديث سعيد عن قتادة رواه يزيد بن زُرَيع عن سعيد عن قتادة عن عزرة عن سعيد بن عبد الرحمن بن أبزى عن أبيه عن النبي صلى الله عليه وسلم لم يذكر القنوت ولا ذكر أُبَيًّا وكذلك رواه عبد الأعلى ومحمد بن بشر العبدي وسماعه بالكوفة مع عيسى بن يونس ولم يذكروا القنوت وقد رواه أيضاً هشام الدستوائي وشُعبة عن قتادة ولم يذكرا القنوت، وحديث زُبَيد رواه سليمان الأعمش وشعبة وعبد الملك بن أبي سليمان وجرير بن حازم كلهم عن زُبَيد لم يذكر أحد منهم القنوت إلا ما روي عن حفص بن غياث عن مِسْعَر عن زُبَيد فإنه قال في حديثه: إنه قنت قبل الركوع، قال أبو داود: وليس هو بالمشهور من حديث حَفص، نخاف أن يكون عن حَفص عن غير مِسْعَر. قال أبو داود: ويُروى أن أُبيًّا كان يقنت في النصف من شهر رمضان»

(4)

.

(1)

أحمد (3/ 406).

(2)

أحمد (3/ 406).

(3)

النسائي (3/ 251).

(4)

سنن أبي داود (2/ 64) وسيأتي في باب مخلد بن يزيد ح (997).

ص: 337

‌الفضيل بن عياض

‌اسمه ونسبه:

فضيل بن عياض بن مسعود بن بشر التميمي اليربوعي، أبو علي الزاهد الخراساني.

روى عن: الأعمش، ومنصور، وعبيد الله بن عمر، وهشام بن حسان، ويحيى بن سعيد الأنصاري، وسليمان التيمي، وحميد الطويل وجماعة.

روى عنه: الثوري وهو من شيوخه، وابن عيينة وهو من طبقته، وابن المبارك ومات قبله، وعبد الرحمن بن مهدي، ويحيى القطان، والشافعي، والحميدي.

قال ابن عيينة: ثقة.

وقال النسائي: ثقة مأمون رجل صالح.

وقال العجلي: كوفي ثقة متعبد رجل صالح سكن مكة.

وقال ابن سعد: ثقة نبيل فاضل عابد ورع.

ص: 338

قال عبد الرحمن بن مهدي: رجل صالح ولم يكن بحافظ.

قال ابن المبارك: إذا نظرت إلى الفضيل جدّد لي الحزن ومقتُّ نفسي ثم بكى، مات سنة 186.

قال ابن حجر: ثقة عابد إمام، من الثامنة.

ص: 339

‌الحديث

(1)

:

827 -

قال أبو عبد الرحمن النسائي في الكبرى (10518): أخبرني أبو بكر بن علي قال: حدثنا عبيد الله ويوسف بن مروان قالا: حدثنا فضيل بن عياض، عن منصور عن هلال، عن عمرو بن ميمون، عن ربيع بن خُثيم، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن امرأة عن أبي أيوب قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

«{قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ (1)} ثلث القرآن» .

(1)

رجال الإسناد:

أبو بكر بن علي: هو أحمد بن علي بن سعيد بن إبراهيم المروزي، أبو بكر القاضي، ثقة حافظ، من الثانية عشرة، مات سنة 292 وله نحو 90 سنة، روى له النسائي.

عبيد الله بن عمر بن ميسرة القواريري، أبو سعيد البصري نزيل بغداد، ثقة ثبت، من العاشرة، مات سنة 235 على الأصح وله 85 سنة، روى له البخاري ومسلم.

يوسف بن مروان النسائي، أبو الحسن المؤذن، نزيل بغداد، ثقة من العاشرة، مات سنة 228، روى له النسائي.

منصور بن المعتمر: ثقة ثبت من طبقة الأعمش، روى له البخاري ومسلم.

هلال بن يساف، ويقال: ابن إساف الأشجعي مولاهم الكوفي، ثقة من الثالثة، روى له مسلم والبخاري تعليقاً.

عمرو بن ميمون: سبق في باب عبد العزيز بن عبد الصمد.

ربيع بن خثيم بن عائذ بن عبد الله الثوري أبو يزيد الكوفي، ثقة عابد مخضرم، من الثانية، قال له ابن مسعود: لو رآك رسول الله صلى الله عليه وسلم لأحبّك، مات سنة 61، وقيل: 63، روى له البخاري ومسلم.

عبد الرحمن بن أبي ليلى الأنصاري المدني، ثم الكوفي، ثقة من الثانية، اختلف في سماعه من عمر، مات بوقعة الجماجم سنة 83، وقيل: غرق، روى له البخاري ومسلم.

امرأة: هي امرأة أبي أيوب كما عند الترمذي (2896).

ص: 340

‌التعليق:

هذا إسناد رجاله كلهم ثقات رجال الصحيح غير شيخ النسائي أبي بكر بن علي روى عنه النسائي فأكثر وقال عنه: ثقة، وقال ابن حجر في التهذيب: وكان فاضلاً له تصانيف، وكان مكثراً شيوخاً وحديثاً، وغير يوسف بن مروان وهو ثقة.

هكذا قال الفضيل عن: (منصور، عن هلال، عن عمرو بن ميمون، عن ربيع بن خُثيم

).

خالفه زائدة بن قدامة

(1)

، وإسرائيل

(2)

، وشعبة

(3)

فرواه (عن منصور، عن هلال، عن ربيع بن خُثيم، عن عمرو بن ميمون .. ).

فقد أبدل عمرو بن ميمون وربيع بن خُثيم كلّاً منهما مكان الآخر.

قال الدارقطني في العلل (6/ 101 - 102) عندما سئل عن هذا الحديث:

«ورواه منصور بن المعتمر واختلف عنه.

فرواه زائدة بن قدامة فضبط إسناده عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن امرأة من الأنصار عن أبي أيوب.

وخالفه شعبة فرواه عن منصور

ولم يذكر ابن أبي ليلى.

(1)

الترمذي (2896) والنسائي (2/ 172) وأحمد (5/ 419) وغيرهم.

(2)

الدارمي (3312) وابن عبد البر في التمهيد (7/ 256).

(3)

أحمد (5/ 418) والنسائي في الكبرى (10516) وانظر الحديث في باب شعبة ح (42).

ص: 341

ورواه فضيل بن عياض فقدّم في إسناده وأخّر، جعله عن هلال بن يساف، عن عمرو بن ميمون، عن الربيع بن خُثيم، عن ابن أبي ليلى، عن امرأة، عن أبي أيوب».

وانظر لزاماً الحديث في باب: عبد العزيز بن عبد الصمد ح (926).

ص: 342

‌مروان بن معاوية الفزاري

‌اسمه ونسبه:

مروان بن معاوية بن الحارث بن أسماء بن خارجة بن عيينة بن حصن أبو عبد الله الفزاري الكوفي ثم الدمشقي.

روى عن: إسماعيل بن أبي خالد، وحميد الطويل، وسليمان التيمي، ويحيى بن سعيد الأنصاري، وعاصم الأحول، وجماعة.

روى عنه: أحمد، وإسحاق، وابن معين، والحميدي، وابن المديني، وجماعة.

قال أحمد وابن معين والنسائي وابن سعد والعجلي: ثقة، زاد أحمد: ثبت حافظ، وزاد العجلي: ثبت.

وقال أبو حاتم: صدوق لا يدفع عن صدقه.

‌المآخذ التي عليه:

الرواية عن المجهولين والتدليس.

قال أبو حاتم: تكثر روايته عن الشيوخ المجهولين.

ص: 343

وقال العجلي: وما حدّث عن المجهولين ففيه ما فيه وليس بشيء.

قال الذهبي: كان عالماً يروي عمّن دب ودرج، وكان فقيراً ذا عيال فكانوا يبرُّونه يعني الذين يروي عنهم كأنه يجازيهم.

قال الدوري: سألت يحيى بن معين عن حديث مروان بن معاوية عن علي بن أبي الوليد؟ قال: هذا علي بن غراب، والله ما رأيت أحيل للتدليس منه.

وقال ابن خيثمة عن ابن معين: كان مروان يغير الأسماء على الناس، كان يحدثنا عن الحكم بن أبي خالد، وإنما هو حكم بن ظهير.

وقال الآجري عن أبي داود: كان يقلب الأسماء.

قال ابن حجر: ثقة حافظ وكان يدلس أسماء الشيوخ، من الثامنة.

روى له البخاري ستة عشر حديثاً، خمسة أحاديث صرح فيها بالسماع

(1)

وأحد عشر حديثاً رواها بالعنعنة

(2)

.

وروى له مسلم أربعة عشر حديثاً صرح فيها بالسماع، وأربعة وثلاثين بالعنعنة

(3)

.

(1)

البخاري (554، 4055، 5203، 5445، 5768).

(2)

البخاري (1637، 1865، 1887، 2469، 2703، 2744، 3329، 4115، 4611، 6501، 6701). انظرها في روايات المدلسين (ص 541، 546).

(3)

روايات المدلسين في صحيح مسلم (ص 364).

ص: 344

‌الحديث الأول

(1)

:

828 -

قال أبو داود رحمه الله (2546): حدثنا موسى بن مروان الرقي، حدثنا مروان بن معاوية، عن أبي حيان التيمي، حدثنا أبو زرعة، عن أبي هريرة رضي الله عنه:

أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يسمي الأنثى من الخيل فرساً.

‌التعليق:

هذا إسناد رجاله كلهم ثقات رجال الشيخين غير موسى بن مروان الرقي ذكره ابن حبان في الثقات، وقد تابعه عمرو بن عثمان بن سعيد

(2)

عند ابن حبان (4680) فرواه عن مروان بن معاوية به.

وأخرجه الحاكم (2/ 144) ومن طريقه البيهقي (6/ 330) من طريق عثمان بن سعيد الدارمي عن موسى بن مروان عن مروان بن معاوية به.

(1)

رجال الإسناد:

موسى بن مروان، أبو عمران التمار البغدادي، نزل الكوفة، مقبول، من العاشرة، مات بالرقة سنة 246، روى له أبو داود والنسائي وابن ماجه.

يحيى بن سعيد بن حيان، أبو حيان التيمي الكوفي، ثقة عابد، من السادسة، مات سنة 145، روى له البخاري ومسلم.

أبو زرعة بن عمرو بن جرير بن عبد الله البجلي الكوفي، قيل: اسمه هرم، وقيل: عمرو، وقيل: عبد الله، وقيل: عبد الرحمن، وقيل: جرير، ثقة، من الثالثة، روى له البخاري ومسلم.

(2)

عمرو بن عثمان بن سعيد بن كثير بن دينار القرشي الحمصي، أثنى عليه أبو زرعة، وقال أبو حاتم: صدوق، وذكره ابن حبان في الثقات، وقال ابن حجر: صدوق، روى عنه أبو داود والنسائي وابن ماجه.

ص: 345

هكذا قال مروان بن معاوية عن أبي حيان، عن أبي زرعة، عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يسمي الأنثى من الخيل فرساً.

خالفه يحيى بن سعيد القطان

(1)

، وإسماعيل بن علية

(2)

، وعبد الرحيم بن سليمان

(3)

، وجرير بن عبد الحميد

(4)

، وأيوب السختياني

(5)

، وحماد بن زيد

(6)

، وسفيان الثوري

(7)

، وأبو أسامة حماد بن أسامة

(8)

، ويعلى بن عبيد

(9)

.

قالوا عن أبي حيان قال: حدثني أبو زرعة، قال: حدثني أبو هريرة رضي الله عنه قال: قام فينا النبي صلى الله عليه وسلم فذكر الغلول

(10)

فعظّمه وعظّم أمره، قال: «لا ألفين

(11)

أحدكم يوم القيامة على رقبته فرس له حمحمة يقول: يا رسول الله أغثني، فأقول: لا أملك لك شيئاً قد أبلغتك.

وعلى رقبته بعير له رغاء يقول: يا رسول الله أغثني، فأقول: لا أملك شيئاً قد أبلغتك.

(1)

البخاري (3073) واللفظ له.

(2)

مسلم (1831).

(3)

مسلم (1831).

(4)

مسلم (1831).

(5)

مسلم (1831).

(6)

مسلم (1831).

(7)

أبو عوانة (7081) و (7082).

(8)

أبو عوانة (7077).

(9)

إسحاق بن راهويه (188) وأبو عوانة (7081).

(10)

الغلول: أخذ الشيء من المغنم سراً قبل أن يقسم.

(11)

لا ألفين، أي: لا أجدن.

ص: 346

وعلى رقبته صامت

(1)

فيقول: يا رسول الله أغثني، فأقول: لا أملك لك شيئاً قد أبلغتك.

وعلى رقبته رقاع تخفق

(2)

فيقول: يا رسول الله أغثني، فأقول: لا أملك لك شيئاً قد أبلغتك».

وكذلك رواه عمارة بن القعقاع

(3)

، عن أبي زرعة بمثل رواية الجماعة عن أبي حيان.

قال ابن أبي حاتم في العلل

(4)

: «سألت أبي عن حديث رواه مروان الفزاري عن أبي حيان التيمي فذكر الحديث فقال: هذا حديث مشهور، رواه جماعة عن أبي حيان عن أبي زرعة، عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه ذكر الغلول فقال: «لا ألفين أحدكم يجيء يوم القيامة على عنقه فرس» .

فاختصر مروان هذا الحديث لما قال: «يحملها على رقبته» أي: جعل الفرس أنثى حين قال يحملها، ولم يقل: يحمله

(5)

.

‌الدلالة الفقهية:

عقد أبو داود في سننه باباً أخرج فيه هذا الحديث فقط فقال: (باب هل تُسمَّى الأنثى من الخيل فرساً).

(1)

صامت، أي: الذهب والفضة، وقيل: ما لا روح فيه من أصناف المال. فتح الباري (6/ 188).

(2)

المراد من الرقاع: الثياب، يعني أنها تضطرب إذا حركتها الرياح.

(3)

مسلم (1831).

(4)

العلل (920).

(5)

رواه أبو عوانة من طريق أبي أسامة بلفظ: «لا ألفين أحدكم يوم القيامة على رقبته فرس لها حمحمة» .

ص: 347

وكذلك فعل ابن حبان في صحيحه فقال: (ذكر ما يسمى الفرس من الخيل) وأخرج فيه هذا الحديث فقط.

وفي لسان العرب: الفرس واحد الخيل، والجمع أفراس الذكر والأنثى في ذلك سواء.

ص: 348

‌الحديث الثاني

(1)

:

829 -

قال الإمام أبو عبد الرحمن النسائي في السنن الكبرى (6952): أخبرنا عبد الرحمن بن إبراهيم دحيم قال: حدثنا مروان وهو ابن معاوية قال: حدثنا الحسن وهو ابن عمرو عن مجاهد، عن جنادة بن أبي أمية عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

«مَنْ قتل قتيلاً من أهل الذمة لم يجد ريح الجنة وإن ريحها ليوجد من مسيرة أربعين عاماً» .

‌التعليق:

هذا إسناد رجاله كلهم ثقات رجال الشيخين غير دحيم وهو من رجال البخاري.

وأخرجه النسائي في المجتبى (8/ 25 ح 4750) من طريق دحيم أيضاً وتصحف في المطبوع (مروان) إلى (هارون)، وأخرجه أحمد (2/ 186) من طريق إبراهيم المعقب، والحاكم (2/ 126) من طريق

(1)

رجال الإسناد:

عبد الرحمن بن إبراهيم بن عمرو العثماني مولاهم الدمشقي، لقبه دُحيم، ثقة حافظ متقن، من العاشرة، مات سنة 245 وله 75 سنة، روى له البخاري.

الحسن بن عمرو الفقيمي الكوفي، ثقة ثبت، من السادسة، مات سنة 142، روى له البخاري.

مجاهد بن جبر أبو الحجاج المخزومي مولاهم المكي، ثقة إمام في التفسير وفي العلم، من الثالثة، مات سنة 101 أو 102 أو 103 أو 104 وله 83 سنة، روى له البخاري ومسلم.

جنادة بن أبي أمية الأزدي، أبو عبد الله الشامي، قال العجلي: تابعي ثقة

، روى له البخاري ومسلم.

ص: 349

علي بن مسلم الطوسي، والبيهقي (9/ 205) من طريق ابن أبي عمر العدني كلهم عن مروان بن معاوية به.

هكذا قال مروان بن معاوية: (عن الحسن بن عمرو، عن مجاهد، عن جنادة، عن عبد الله بن عمرو).

خالفه عبد الواحد بن زياد

(1)

، وأبو معاوية محمد بن خازم

(2)

، وعمرو بن عبد الغفار

(3)

فرووه عن الحسن بن عمرو عن مجاهد، عن عبد الله بن عمرو لم يذكروا جنادة في الإسناد.

وكذلك رواه الأعمش

(4)

عن مجاهد عن عبد الله بن عمرو مما يؤيد رواية الجماعة.

فإن صحّ الطريقان وإلا ما في الصحيح أصح، ومتابعة أبي معاوية وعمرو بن عبد الغفار لعبد الواحد بن زياد وكذلك رواية الأعمش ترد ما زعمه الدارقطني رحمه الله في التتبع من أن رواية مروان بن معاوية هي الصواب.

وتعقبه الحافظ فقال: مروان أثبت من عبد الواحد وقد زاد في الإسناد رجلاً ولكن قد تابع عبد الواحد أبو معاوية أخرجه ابن ماجه من طريقه وعمرو بن عبد الغفار الفقيمي ومن طريقه أخرجه الإسماعيلي، والظاهر أن رواية عبد الواحد أرجح لمَن تابعه. ويحتمل أن يكون

(1)

البخاري (3166) و (6914).

(2)

ابن ماجه (2686) وابن أبي شيبة (9/ 426) والبيهقي (8/ 133) و (9/ 205).

(3)

الإسماعيلي كما في الفتح (6/ 270) والبيهقي (9/ 205) تعليقاً.

(4)

مسند البزار (2383).

ص: 350

مجاهد سمعه من عبد الله بن عمرو بعد أن سمعه من جنادة، والله أعلم

(1)

.

وقال في موضع آخر: «وترجيح الدارقطني لرواية مروان لأجل الزيادة ومجاهد ليس مدلساً وسماعه من عبد الله بن عمرو ثابت فترجح رواية عبد الواحد لأنه توبع وانفرد مروان بالزيادة

(2)

.

(1)

مقدمة فتح الباري (14/ 364 المطبوع مع الفتح).

(2)

فتح الباري (12/ 259).

ص: 351

‌الحديث الثالث

(1)

:

830 -

قال ابن ماجه رحمه الله (1155): حدثنا عبد الرحمن بن إبراهيم ويعقوب بن حميد بن كاسب قالا: ثنا مروان بن معاوية، عن يزيد بن كيسان، عن أبي حازم، عن أبي هريرة رضي الله عنه:

أن النبي صلى الله عليه وسلم نام عن ركعتَيْ الفجر فقضاهما بعدما طلعت الشمس.

‌التعليق:

هذا إسناد رجاله كلهم ثقات رجال الصحيح.

والحديث رواه كذلك أبو يعلى (6185) من طريق الحارث بن سريج، وابن حبان في صحيحه (2652) من طريق محفوظ بن أبي توبة، والطحاوي في شرح مشكل الآثار (4142) من طريق يحيى بن معين كلهم عن مروان بن معاوية الفزاري به.

هكذا قال مروان بن معاوية، عن يزيد، عن أبي حازم، عن

(1)

رجال الإسناد:

عبد الرحمن بن إبراهيم بن عمرو العثماني مولاهم الدمشقي، لقبه دُحيم، ثقة حافظ متقن، من العاشرة، مات سنة 245 وله 75 سنة، روى عنه البخاري.

يعقوب بن حميد بن كاسب المدني نزيل مكة وقد ينسب إلى جده، صدوق ربما وهم، من العاشرة، مات سنة 240 أو 241، روى له ابن ماجه والبخاري في خلق أفعال العباد.

يزيد بن كيسان اليشكري، الكوفي، صدوق يخطاء، من السادسة، روى له مسلم.

سلمان أبو حازم الأشجعي الكوفي، ثقة من الثالثة، مات على رأس المائة، روى له البخاري ومسلم.

ص: 352

أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم نام عن ركعتَيْ الفجر فقضاهما بعد طلوع الشمس.

خالفه يحيى بن سعيد القطان

(1)

، ومحمد بن فضيل

(2)

، والوليد بن قاسم

(3)

فرووا هذا الحديث عن يزيد بن كيسان وفيه: أن النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه كانوا في سفر فلم يستيقظوا حتى طلعت الشمس فأمر النبي صلى الله عليه وسلم بلالاً أن يؤذن ثم صلّى ركعتَيْ الفجر ثم صلّى بهم الفجر.

وكذلك رواه محمد بن فضيل عن بشير أبي إسماعيل عن أبي حازم عن أبي هريرة

(4)

.

وهم مروان بن معاوية في اختصار الحديث إذ يوحي هذا الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم نام عن ركعتَيْ الفجر فصلّى الفجر ولم يكن قد أدّاها فأخّر أداءها إلى بعد طلوع الشمس.

وليس الأمر كذلك بل إن النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه غلبهم النوم من أثر التعب والسفر فانتبهوا وقد طلعت الشمس فصلُّوا ركعتَيْ الفجر ثم صلُّوا الفجر.

قال ابن أبي حاتم في العلل (244): «سألت أبي عن حديث رواه مروان الفزاري عن يزيد بن كيسان، عن أبي حازم، عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم صلّى ركعتَيْ الفجر حين طلعت الشمس؟

(1)

مسلم (680)، (310) وأحمد (2/ 429) والنسائي (1/ 298) وابن خزيمة (918) و (999) و (1118) و (1252) وغيرهم.

(2)

ابن حبان (1459).

(3)

أبو عوانة (2092).

(4)

ابن الجارود (240) وابن أبي شيبة (4737) وأبو يعلى (6208).

ص: 353

قال أبي: غلِط مروان في اختصاره، إنما كان النبي صلى الله عليه وسلم في سفر فقال لبلال:«مَنْ يكلؤنا الليلة؟» فقال: أنا، فغلبه النوم حتى طلعت الشمس، فقام النبي صلى الله عليه وسلم وقد طلعت الشمس فأمر بلالاً أن يؤذن، وأمر الناس أن يصلُّوا ركعتَيْ الفجر ثم صلّى بهم الفجر.

فقد صلّى السنّة والفريضة بعد طلوع الشمس».

‌علة الوهم:

اختصار الحديث فبدلاً من أن يذكر مروان الحديث كاملاً وأن النبي صلى الله عليه وسلم نام عن الفجر حتى طلعت الشمس ثم صلّى ركعتَيْ الفجر ثم الفريضة بعد طلوع الشمس اقتصر على ذكر ركعتَيْ الفجر فأوهم مَنْ سمع الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم فاتته ركعتَيْ الفجر فلم يقضها مباشرة بعد الفريضة إنما انتظر طلوع الشمس ثم صلّاها بعد ذلك.

‌الدلالة الفقهية:

استدل أبو جعفر الطحاوي رحمه الله بهذا الحديث أن مَنْ فاتته سنّة الفجر لا يصليها عقب الفجر إنما يصليها بعد طلوع الشمس وذلك في كتابه شرح مشكل الآثار (ح 4142)، وانظر: تحفة الأخيار ترتيب شرح مشكل الآثار (2/ 262 - 267).

ص: 354

‌موسى بن أعين

‌اسمه ونسبه:

موسى بن أعين الجزري، اسمه أبو سعيد الحراني، مولى بني عامر بن لؤي.

روى عن: أبيه، وإسماعيل بن أبي خالد، ومالك، والأوزاعي، وابن إسحاق، ومعمر، وجماعة.

روى عنه: ابنه محمد، وسعيد بن أبي أيوب، ونافع بن يزيد المصريان وهما من أقرانه، ويحيى بن يحيى النيسابوري وجماعة.

وثقه ابن معين وأبو زرعة وأبو حاتم والدارقطني، وأحسن الثناء عليه أحمد، وقال الأوزاعي: هو من الأبدال.

وقال ابن سعد: كان صدوقاً.

مات سنة 177، وقيل:175.

قال ابن حجر: ثقة عابد، من الثامنة.

ص: 355

‌الحديث

(1)

:

831 -

قال إسحاق بن راهويه في مسنده (538): أخبرنا يحيى بن يحيى، نا موسى بن أعين، عن الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

«كيف أنعم وصاحب القرن قد التقم القرن وأصغى سمعه وحنى جبهته ينتظر متى يؤمر أن ينفخ فينفخ» قالوا: يا رسول الله فما تأمرنا؟ قال: «قولوا: حسبنا الله ونعم الوكيل على الله توكلنا» .

‌التعليق:

هذا إسناد على شرط الشيخين.

ورواه النسائي في الكبرى (11082) من طريق ابنه محمد بن موسى.

ورواه الطحاوي في مشكل الآثار (5344) من طريق أحمد بن عبد الله بن أبي شعيب، وأبو الشيخ في العظمة (396) كلاهما عن موسى بن أعين بهذا الإسناد.

هكذا رواه موسى بن أعين فقال: (عن الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة).

(1)

رجال الإسناد:

يحيى بن يحيى بن بكر بن عبد الرحمن التميمي، أبو زكريا النيسابوري، ثقة ثبت إمام، من العاشرة، مات سنة 226 على الصحيح، روى له البخاري ومسلم.

الأعمش: تقدم. (انظر ترجمته في بابه).

ذكوان، أبو صالح السمان الزيات المدني، ثقة ثبت، وكان يجلب الزيت إلى الكوفة، من الثالثة، مات سنة 101، روى له البخاري ومسلم.

ص: 356

خالفه جرير بن عبد الحميد

(1)

، وأبو يحيى التيمي

(2)

، وأبو يوسف صاحب أبي حنيفة

(3)

، فرووه (عن الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي سعيد الخدري) جعلوه من مسند أبي سعيد بدلاً من أبي هريرة.

وكذلك رواه موسى بن أعين عن الأعمش كرواية الجماعة، رواه عنه أبو عمرو سعيد بن حفص بن عمرو بن نفيل

(4)

فجعله من مسند أبي سعيد الخدري.

وهذا هو الصحيح فالحديث مشهور عن أبي سعيد الخدري.

وقد رواه الأعمش أيضاً عن عطية العوفي عن أبي سعيد الخدري

(5)

.

وتابعه ابن طهمان

(6)

، وعمار الدهني

(7)

، وحجاج بن أرطأة

(8)

، ومطرف بن طريف

(9)

عن عطية العوفي، عن أبي سعيد الخدري، والله تعالى أعلم.

(1)

أبو يعلى (1084) والطحاوي في المشكل (5342، 5343) وابن حبان في صحيحه (823).

(2)

الحاكم في المستدرك (4/ 559).

(3)

في كتابه الخراج (ص 7).

(4)

البيهقي في شعب الإيمان (346).

(5)

أخرجه أحمد (3/ 73).

(6)

الترمذي (2431) وقال: حديث حسن.

(7)

الطحاوي في مشكل الآثار (5346).

(8)

ابن ماجه (4273).

(9)

أحمد (3/ 7) والحميدي (754) وسعيد بن منصور (544) وإسحاق بن راهويه (540) وعبد بن حميد (884) والترمذي (3243) وقال: هذا حديث حسن.

ص: 357

‌الوليد بن مسلم

(1)

‌اسمه ونسبه:

الوليد بن مسلم بن العباس القرشي، مولى بني أمية يكنى أبا العباس، ولد سنة 119.

شيوخه:

روى عن: محمد بن عجلان، وابن جريج، والأوزاعي، ومالك، والليث بن سعد، وعبد الرحمن بن يزيد بن جابر، وسفيان الثوري، وشيبان النحوي، وخلق كثير.

روى عنه: الليث بن سعد وبقية بن الوليد وهما من شيوخه، وعبد الله بن وهب، وأحمد بن حنبل، والحميدي، وإسحاق بن راهويه، وعلي بن المديني، ودحيم، وزهير بن حرب وخلق سواهم.

(1)

مصادر الترجمة:

طبقات ابن سعد (7/ 470 - 471)، وتاريخ دمشق (63/ 274 - 295) والمعرفة والتاريخ (2/ 422) وسير أعلام النبلاء (9/ 211 - 220).

ص: 358

‌ثناء أهل العلم:

قال محمد بن سعد: كان ثقة كثير الحديث.

قال أحمد بن حنبل: ما رأيت من الشاميين أعقل من الوليد بن مسلم.

وقال علي بن المديني: ما رأيت من الشاميين مثله، وقد أغرب الوليد أحاديث صحيحة لم يشركه فيها أحد.

وقال أبو زرعة الدمشقي: قال لي أحمد بن حنبل: كان عندكم ثلاثة أصحاب حديث: مروان بن محمد، والوليد، وأبو مسهر.

وقال أحمد أيضاً: ليس أحد أروى لحديث الشاميين من إسماعيل بن عياش والوليد بن مسلم.

وقال أبو مسهر: كان من حفاظ أصحابنا.

وقال أبو حاتم: صالح الحديث.

وقال أبو أحمد بن عدي: الثقات من أهل الشام مثل الوليد بن مسلم وذكر غيره.

وقال أحمد بن محمد بن سليمان: رأيت أبا زرعة يعني الرازي يفقه الوليد فقيل له: الوليد أفقه أم وكيع؟ فقال: الوليد بأمر المغازي ووكيع بحديث العراقيين.

‌ورعه:

قال محمد بن سعد: أخبرنا أبو عبد الله الشامي قال: كان الوليد بن مسلم من الأخماس فصار لآل مسلمة بن عبد الملك، فلما قدم بنو هاشم في مواليهم فصاروا إلى الشام قبضوا رقيقهم من

ص: 359

الأخماس وغيرهم فصار الوليد بن مسلم وأهل بيته لصالح بن علي فوهبهم ابنه الفضل بن صالح فأعتقهم الفضل فركب الوليد بن مسلم إلى آل مسلمة فاشترى نفسه منهم.

وقال يعقوب بن سفيان: سألت هشام بن عمار عن الوليد بن مسلم فقال: رحم الله أبا العباس كان وكان يذكر فضله وعلمه وورعه وتواضعه، قال: وكان مسلم أبوه من رقيق الإمارة، وتفرقوا على أنهم أحرار، وكان للوليد أخ جلف متكبر يركب الخيل ويركب معه غلمان له كثير وكان صاحب صيد وتنزه وكان يخرج إلى الصيد في فوارس ومطابخ، وحمل الوليد دية فأداه في بيت المال، أخرج عن نفسه إذ اشتبه عليه أمر أبيه، فوقع بينه وبين أخيه في ذلك شغب وجفاء وقطيعة وقال: فضحتنا وما كان حاجتك إلى ما فعلت.

‌المآخذ التي عليه:

قال أبو بكر المروذي: قلت لأحمد بن حنبل في الوليد، قال: هو كثير الخطأ.

وقال أبو بكر الإسماعيلي: سمعت مَنْ يحكي عن عبد الله يعني بن أحمد عن أحمد، وسئل عن الوليد بن مسلم فقال: كان الوليد رفاعاً.

قال يحيى بن معين: قال أبو مسهر: كان الوليد يأخذ من ابن أبي السفر حديث الأوزاعي، وكان ابن أبي السفر كذاب، وهو يقول فيها: قال الأوزاعي.

وقال مؤمل بن إهاب عن أبي مسهر: كان الوليد بن مسلم

ص: 360

يحدّث بأحاديث الأوزاعي عن الكذابين ثم يدلسها عنهم.

وقال الهيثم بن خارجة: قلت للوليد بن مسلم: قد أفسدت حديث الأوزاعي، قال: كيف؟ قلت: تروي عن الأوزاعي عن نافع، وعن الأوزاعي عن الزهري، وعن الأوزاعي عن يحيى بن سعيد، وغيرك يدخل بين الأوزاعي وبين نافع عبد الله بن عامر السلمي، وبينه وبين الزهري إبراهيم بن مرة وغيرهما فما يحملك على هذا؟

قال: أنبِّل الأوزاعي أن يروي عن مثل هؤلاء.

قلت: فإذا روى الأوزاعي عن هؤلاء وهؤلاء ضعفاء أحاديثهم مناكير فأسقطتهم أنت وصيّرتها من رواية الأوزاعي عن الثقات ضعف الأوزاعي فلم يلتفت إلى قولي.

وقال الدارقطني: الوليد بن مسلم مرسل، يروي عن الأوزاعي أحاديث عند الأوزاعي عن شيوخ قد أدركهم الأوزاعي مثل نافع وعطاء والزهري ويسقط أسماء الضعفاء ويجعلها عن الأوزاعي

قال ابن حجر: ثقة لكنه كثير التدليس والتسوية، من الثامنة.

روى له البخاري (37) حديثاً، منها (30) حديثاً صرّح فيها بالسماع و (7) أحاديث بالعنعنة

(1)

.

‌وفاته:

خرج الوليد سنة 194 حاجًّا، وتوفي وهو منصرف من الحج في

(1)

انظر روايات المدلسين في صحيح البخاري (ص 583).

ص: 361

محرم سنة 195 ودفن بذي المروة

(1)

.

قال حرملة بن عبد العزيز الجهني: نزل عليّ الوليد بن مسلم بذي المروة قافلاً من الحج فمات عندي بذي المروة.

(1)

قال ياقوت: هي قرية بوادي القرى، وقيل: بين خشب ووادي القرى، ووادي القرى: هو واد بين المدينة والشام من أعمال المدينة، وخشب: واد على مسيرة ليلة من المدينة.

ص: 362

‌الحديث الأول

(1)

:

832 -

قال الإمام مسلم رحمه الله (1/ 423 رقم 605)(159): وحدثني إبراهيم بن موسى أخبرنا الوليد بن مسلم عن الأوزاعي عن الزهري قال: حدثني أبو سلمة عن أبي هريرة رضي الله عنه:

أن الصلاة كانت تقام لرسول الله صلى الله عليه وسلم فيأخذ الناس مصافهم قبل أن يقوم النبي صلى الله عليه وسلم مقامه.

‌التعليق:

هذا إسناد رجاله كلهم ثقات رجال الشيخين.

ورواه أبو داود (541) وأبو عوانة (1345) والبيهقي (2/ 20) وأبو نعيم في المستخرج (1345) من طريق (محمود بن خالد وداود بن الرشيد وإبراهيم بن العلاء) عن الوليد بن مسلم به.

هكذا قال الوليد عن الأوزاعي عن الزهري عن أبي سلمة عن أبي هريرة رضي الله عنه: إن الصلاة كانت تقام لرسول الله صلى الله عليه وسلم فيأخذ الناس مصافهم قبل أن يقوم النبي صلى الله عليه وسلم مقامه.

خالفه محمد بن يوسف

(2)

، ويحيى بن عبد الله البابلتي ابن

(1)

رجال الإسناد:

إبراهيم بن موسى بن يزيد التميمي أبو إسحاق الفراء الرازي، ثقة حافظ من العاشرة، مات بعد سنة 220، روى له البخاري ومسلم.

الزهري: تقدم.

أبو سلمة ابن عبد الرحمن بن عوف الزهري المدني، قيل: اسمه عبد الله، وقيل: إسماعيل، ثقة مكثر من الثالثة، مات سنة 94 أو 104 وكان مولده سنة بضع وعشرين، روى له البخاري ومسلم.

(2)

البخاري (640).

ص: 363

امرأة الأوزاعي

(1)

، وعبد الحميد بن حبيب كاتب الأوزاعي

(2)

، وبشر بن بكر

(3)

، وبقية بن الوليد

(4)

، وأبو المغيرة عبد القدوس بن الحجاج

(5)

.

فرووه عن الأوزاعي عن الزهري بهذا الإسناد فقالوا:

أقيمت الصلاة فسوّى الناس صفوفهم فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم فتقدم وهو جنب ثم قال: على مكانكم، فرجع فاغتسل ثم خرج ورأسه يقطر ماء فصلّى بهم.

هذا لفظ محمد بن يوسف ونحو ذلك أخرجه البقية من أصحاب الأوزاعي.

وكذلك رواه أصحاب الزهري، منهم:

صالح بن كيسان

(6)

، ويونس بن يزيد

(7)

، ومعمر

(8)

، والزبيدي

(9)

.

(1)

أبو نعيم في المستخرج على مسلم (1344).

(2)

ابن عبد البر في التمهيد (1/ 176).

(3)

الطحاوي في شرح مشكل الآثار (2/ 88).

(4)

الطحاوي (2/ 89).

(5)

المصدر السابق.

(6)

البخاري (639).

(7)

البخاري (275) ومسلم (605)(157).

(8)

أبو داود (235) وأحمد (2/ 259) والبخاري تعليقاً عقب الحديث (275) وابن حجر في التغليق (2/ 159).

(9)

النسائي (2/ 81) وفي الكبرى (867) وأبو داود (235) والطبراني في مسند الشاميين (1740).

ص: 364

وقد رواه كذلك الوليد بن مسلم، أخرجه مسلم من طريق زهير بن حرب، وأبو داود من طريق مؤمل بن الفضل، والنسائي من طريق محمد بن حرب فوافق رواية الجماعة

(1)

.

قال ابن عمار الشهيد: «وهذا اختصار عندنا من الوليد بن مسلم اختصر الحديث، والحديث حديث الزبيدي ومعمر ويونس والأوزاعي وأصحاب الزهري عن الزهري عن أبي سلمة عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: أقيمت الصلاة وعدلت الصفوف ثم خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما أخذ مقامه أشار إليهم أن مكانكم ثم دخل ثم خرج ورأسه يقطر»

(2)

.

وقال ابن رجب: وقد ذكر الدارقطني وغير واحد من الحفّاظ أن هذا الحديث اختصره الوليد بن مسلم من الحديث الذي قبله فأتى بهذا اللفظ

(3)

.

وقال أبو عوانة

(4)

: «أظنه لم يروه إلا الوليد» .

‌علة الوهم:

1 اختصار الحديث والتحديث بالمعنى.

2 رغم أن الوليد حافظ ثقة متقن عالم بحديث الأوزاعي إلا أن له أوهاماً.

(1)

مسلم (605)(158) وأبو داود (235) والنسائي (2/ 81).

(2)

علل الأحاديث في كتاب الصحيح (1/ 78) رقم (11).

(3)

فتح الباري (3/ 586).

(4)

في مسنده (1/ 371).

ص: 365

قال المروزي عن أحمد بن حنبل: كان الوليد كثير الخطأ.

وقال مهنا: سألت أحمد عن الوليد فقال: اختلطت عليه أحاديث ما سمع وما لم يسمع.

ص: 366

‌الحديث الثاني

(1)

:

833 -

قال الإمام مسلم رحمه الله (2/ 790 ح 1122)(108): حدثنا داود بن رشيد، حدثنا الوليد بن مسلم، عن سعيد بن عبد العزيز عن إسماعيل بن عبيد الله، عن أم الدرداء، عن أبي الدرداء رضي الله عنه قال:

خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في شهر رمضان في حر شديد، حتى إن كان أحدنا ليضع يده على رأسه من شدة الحر وما فينا صائم إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم وعبد الله بن رواحة.

‌التعليق:

هذا إسناد رجاله كلهم ثقات رجال الشيخين غير سعيد من رجال مسلم.

ورواه أبو نعيم في المستخرج على صحيح مسلم (2542) من طريق داود بن رشيد، وأبو عوانة (2808) ومن طريقه ابن عساكر في

(1)

رجال الإسناد:

داود بن رُشيد الهاشمي مولاهم الخوارزمي نزيل بغداد، ثقة من العاشرة، مات سنة 239، روى له البخاري ومسلم.

سعيد بن عبد العزيز التنوخي الدمشقي، ثقة إمام سوّاه أحمد بالأوزاعي وقدّمه أبو مسهر لكنه اختلط بأخرة، مات سنة 167 وقيل بعدها وله بضع وسبعون، روى له البخاري في الأدب المفرد.

إسماعيل بن عبيد الله بن أبي المهاجر المخزومي مولاهم الدمشقي أبو عبد الحميد، ثقة من الرابعة، مات سنة 131 وله 70 سنة، روى له البخاري ومسلم.

أم الدرداء زوج أبي الدرداء اسمها هجيمة، وقيل: جهيمة الأوصابية الدمشقية وهي الصغرى، ثقة فقيهة، من الثالثة، ماتت سنة 81، روى لها البخاري ومسلم.

ص: 367

تاريخ دمشق (7/ 363) من طريق الأخطل بن الحكم بن جابر الدمشقي.

ورواه أبو سعيد النقاش الحنبلي في فوائد العراقيين (105) من طريق أحمد بن أبي الحواري كلهم عن الوليد بن مسلم به.

هكذا قال الوليد بن مسلم عن سعيد بن عبد العزيز عن إسماعيل بن عبيد الله عن أم الدرداء عن أبي الدرداء: خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في شهر رمضان

خالفه محمد بن بكار

(1)

، وبشر بن بكر

(2)

، وإبراهيم بن هشام الغساني

(3)

، والوليد بن مزيد العذري

(4)

، وأبو المغيرة عبد القدوس بن حجاج

(5)

، وعمرو بن أبي سلمة

(6)

.

فرووه عن سعيد بن عبد العزيز بهذا الإسناد فقالوا: كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر

ولم يقولوا: في شهر رمضان.

وكذلك رواه عبد الرحمن بن يزيد بن جابر

(7)

، وهشام بن

(1)

أبو عوانة (2808) وتمام الرازي في الفوائد (634).

(2)

أبو عوانة (2808).

(3)

تمام الرازي في الفوائد (634) وابن عساكر في تاريخ دمشق (13/ 36).

(4)

ابن جرير الطبري في تهذيب الآثار (253 مسند ابن عباس).

(5)

أحمد (5/ 194).

(6)

الشافعي في السنن المأثورة (314) والبغوي في شرح السنة (1765).

(7)

البخاري (1945).

ص: 368

سعد

(1)

عن إسماعيل بن عبيد الله عن أم الدرداء عن أبي الدرداء وقالا: (خرجنا مع النبي صلى الله عليه وسلم في بعض أسفاره في يوم حار .. ) ولم يقولا: رمضان.

وكذلك رواه عثمان بن حيان الدمشقي عن أم الدرداء عن أبي الدرداء: لقد رأيتنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في بعض أسفاره في يوم شديد الحر حتى إن الرجل ليضع يده على رأسه من شدة الحر

الحديث

(2)

. ففي جميع طبقات الإسناد لم يقل أحد شهر رمضان.

وقد أشار إلى تفرد الوليد بن مسلم في قوله: (شهر رمضان) أبو عوانة في مسنده فقال: (وأما الوليد بن مسلم فقال فيه: خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في شهر رمضان

)

(3)

.

قلت: لكن رواه مؤمل بن الفضل عن الوليد بهذا الإسناد فقال: في بعض غزواته

(4)

.

وذكر الحافظ ابن حجر أن الزيادة التي عند مسلم (في رمضان) يتوجه بها الرد على ابن حزم في زعمه أن حديث أبي الدرداء هذا لا حجة فيه لاحتمال أن يكون ذلك الصوم تطوعاً.

ثم ذكر أنه كان يظن أن هذه السفرة كانت في غزوة الفتح وكانت في رمضان.

(1)

أحمد (6/ 444) وأبو عوانة (2806).

(2)

مسلم (1122)(109).

(3)

(2/ 191).

(4)

أبو داود (2409).

ص: 369

قال رحمه الله: (لكني رجعت عن ذلك وعرفت أنه ليس بصواب لأن عبد الله بن رواحة استشهد بمؤتة قبل غزوة الفتح بلا خلاف وإن كانتا جميعاً في سنة واحدة، وقد استثناه أبو الدرداء في هذه السفرة مع النبي صلى الله عليه وسلم فصحّ أنها كانت سفرة أخرى، وأيضاً فإن في سياق غزوة الفتح أن الذين استمروا من الصحابة صياماً كانوا جماعة وفي هذا أنه عبد الله بن رواحة وحده.

وأخرج الترمذي من حديث عمر رضي الله عنه: غزونا مع النبي صلى الله عليه وسلم في رمضان يوم بدر ويوم الفتح .. الحديث، ولا يصح حمله أيضاً على بدر لأن أبا الدرداء لم يكن حينئذ أسلم)

(1)

.

وقال شيخنا العلامة الألباني رحمه الله: وهذا هو الصواب عندي أن حديث أبي الدرداء ليس فيه: (في شهر رمضان

)

(2)

.

(1)

فتح الباري (4/ 182 - 183).

(2)

السلسلة الصحيحة (1/ 164 ح رقم 191).

ص: 370

‌الحديث الثالث

(1)

:

834 -

قال الإمام ابن ماجه رحمه الله (498): حدثنا عبد الرحمن بن إبراهيم الدمشقي، حدثنا الوليد بن مسلم، حدثنا الأوزاعي، عن الزهري، عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة، عن ابن عباس رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:

«مضمضوا من اللبن فإن له دسماً» .

‌التعليق:

هذا إسناد رجاله ثقات رجال الصحيح.

هكذا قال الوليد بن مسلم عن الأوزاعي عن الزهري، عن عبيد الله بن عبد الله عن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:«مضمضوا من اللبن» بصيغة الأمر.

خالفه أبو عاصم النبيل

(2)

، ويحيى بن سعيد

(3)

، وأحمد بن

(1)

رجال الإسناد:

عبد الرحمن بن إبراهيم بن عمرو العثماني مولاهم الدمشقي، لقبه دُحيم، ثقة حافظ متقن من العاشرة، مات سنة 245 وله 75 سنة، روى له البخاري.

الأوزاعي: تقدم.

عبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود الهذلي، أبو عبد الله المدني، ثقة فقيه ثبت، من الثالثة، مات سنة 94، وقيل: 86، وقيل غير ذلك، روى له البخاري ومسلم.

(2)

البخاري (5286).

(3)

مسلم (358) وأحمد (1/ 223، 227) وابن خزيمة (47).

ص: 371

عيسى

(1)

، وأيوب بن خالد

(2)

، ومحمد بن مصعب

(3)

، ويحيى بن عبد الله

(4)

، وسفيان بن عيينة

(5)

.

فرووه عن الأوزاعي بهذا الإسناد ولفظه: (إن النبي صلى الله عليه وسلم شرب لبناً فمضمض).

وكذلك رواه أصحاب الزهري عنه بهذا اللفظ، منهم:

عقيل بن خالد

(6)

، وصالح بن كيسان

(7)

، وعمرو بن الحارث

(8)

، ويونس بن يزيد

(9)

، ومعمر بن راشد

(10)

، وعبد الرحمن بن عبد العزيز

(11)

، ومحمد بن عبد الله بن مسلم

(12)

.

وكذلك رواه محمد بن عمرو بن عطاء عن ابن عباس فقال: (إن النبي صلى الله عليه وسلم شرب لبناً ثم تمضمض)

(13)

بمثل رواية الجماعة.

هكذا رواه الجماعة بصيغة الخبر عن النبي صلى الله عليه وسلم ووهم الوليد بن مسلم فرواه بصيغة الأمر.

(1)

أبو نعيم في المستخرج على مسلم (791).

(2)

أبو عوانة (756).

(3)

أحمد (1/ 329).

(4)

أبو عوانة (756).

(5)

الصيداوي في معجم الشيوخ (1/ 388) وابن شاذان في المشيخة الصغرى (133).

(6)

البخاري (208) و (358).

(7)

البخاري (208) تعليقاً، وابن حجر في تغليق التعليق (2/ 141).

(8)

مسلم (358).

(9)

مسلم (358).

(10)

عبد الرزاق (683) وابن خزيمة (47) والطوسي في مختصر الأحكام (72).

(11)

ابن شاهين في ناسخ الحديث ومنسوخه (91).

(12)

ابن شاهين في ناسخ الحديث ومنسوخه (91).

(13)

ابن خزيمة (46).

ص: 372

وأشار الحافظ إلى رواية الأوزاعي هذه فقال: «لكن رواه ابن ماجه من طريق الوليد بن مسلم قال: حدثنا الأوزاعي فذكره بصيغة الأمر: مضمضوا من اللبن، كذا رواه الطبري من طريق أخرى عن الليث بالإسناد المذكور، وأخرج ابن ماجه من حديث أم سلمة وسهل بن سعد مثله وإسناد كل منهما حسن

(1)

.

هكذا قال الحافظ وتبعه العيني

(2)

.

قلت: بل إسنادهما ضعيف فحديث سهل في إسناده عبد المهيمن بن عباس بن سهل الساعدي قال البخاري: منكر الحديث، وقال النسائي: ليس بثقة، وقال في موضع آخر: متروك الحديث، وقال أبو حاتم: منكر الحديث.

وأما حديث أم سلمة ففيه خالد بن مخلد القطواني لا بأس به، قال أحمد: له أحاديث مناكير، وقال أبو حاتم: يكتب حديثه، وبالغ ابن سعد فقال: كان متشيعاً منكر الحديث في التشيع مفرطاً، وكتبوا عنه للضرورة، وقد وثقه العجلي وصالح بن محمد بن جزرة، وفي الميزان للذهبي: قال أبو أحمد يكتب حديثه ولا يحتج به، وذكره الساجي والعقيلي في الضعفاء.

‌علة الوهم:

رواية الحديث بالمعنى دون التقيد باللفظ النبوي.

(1)

الفتح (1/ 313).

(2)

عمدة القاري (3/ 108).

ص: 373

‌الخلاصة:

المضمضة من شرب اللبن ثابت من فعله صلى الله عليه وسلم وهذا للاستحباب وإن كان بعض أهل العلم استدلوا بحديث ابن ماجه على الوجوب.

قال في عمدة القاري: «فليس في مضمضته عليه الصلاة والسلام وجوب مضمضة ولا وضوء على مَنْ شربه إذ كانت أفعاله غير لازمة العمل بها لأمته إذا لم تكن بياناً عن حكم فرض في التنزيل.

وقال صاحب التلويح: وفيه نظر من حديث ابن ماجه، وذكر الحديث، والله تعالى أعلم». اه.

ص: 374

‌الحديث الرابع

(1)

:

835 -

قال أبو عبد الرحمن النسائي في السنن الكبرى (7312): أخبرنا محمود بن خالد، قال: ثنا الوليد، عن أبي عمرو، قال: حدثني شداد أبو عمار أن واثلة بن الأسقع حدّثه قال:

جاء رجل رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله أصبت حداً فأقمه عليّ، فأعرض عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأقيمت الصلاة فلما سلّم قال: يا رسول الله إني أصبت حداً فأقمه عليّ، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم:«هل توضأت حين أقبلت؟» قال: نعم، قال:«فصلّيت معنا؟» قال: نعم، قال:«فاذهب فإن الله قد عفا عنك» .

‌التعليق:

هذا إسناد رجاله كلهم ثقات رجال الصحيح غير محمود بن خالد واسمه يزيد السلمي.

قال أبو حاتم: كان ثقة رضي، وقال أحمد بن أبي الحواري: حدثنا محمود بن خالد الثقة الأمين، وقال النسائي: ثقة، وذكره ابن حبان في الثقات، وقال الذهبي في الكاشف: ثبت.

(1)

رجال الإسناد:

محمود بن خالد السُّلمي، أبو علي الدمشقي، ثقة، من صغار العاشرة، مات سنة 247 وله 73 سنة، روى له أبو داود والنسائي وابن ماجه.

عبد الرحمن بن عمرو بن أبي عمرو الأوزاعي: تقدم.

شداد بن عبد الله القرشي، أبو عمار الدمشقي، ثقة يرسل، من الرابعة، روى له مسلم، والبخاري في الأدب المفرد.

واثلة بن الأسقع ابن كعب الليثي، صحابي مشهور، نزل الشام وعاش إلى سنة 58 وله 105 سنة.

ص: 375

وأخرجه ابن حبان في صحيحه (1727) من طريق عبد الرحمن بن إبراهيم عن الوليد بهذا الإسناد.

هكذا قال الوليد: (عن الأوزاعي، عن شداد أبي عمار، عن واثلة بن الأسقع).

خالفه معمر

(1)

، وأبو المغيرة عبد القدوس بن الحجاج

(2)

، وعمر بن عبد الواحد

(3)

، وبشر بن بكر

(4)

، ويحيى بن عبد الله البابلتي

(5)

فقالوا: (عن الأوزاعي، عن شداد، عن أبي أمامة).

وكذلك أخرجه مسلم

(6)

من طريق عكرمة بن عمار، عن شداد أبي عمار عن أبي أمامة.

وهم الوليد بن مسلم فجعله من مسند واثلة.

قال أبو عبد الرحمن النسائي عقب الحديث (4/ 314): لا نعلم أن أحداً تابع الوليد على قوله: (عن واثلة) والصواب (عن أبي أمامة) والله أعلم

(7)

.

قال أبو حاتم كما في العلل لابنه (494): (اتفقت رواية عمر بن عبد الواحد عن الأوزاعي مع رواية عكرمة بن عمار، والوليد بن مسلم

(1)

النسائي في الكبرى (7313).

(2)

أحمد (5/ 265) والنسائي (7315) والطبراني في الكبير (7623).

(3)

أبو داود (4381).

(4)

النسائي (7314).

(5)

الطبراني في الكبير (7623).

(6)

في صحيحه (2765) وأحمد (5/ 262).

(7)

قلت: بل تابعه محمد بن كثير فرواه عن الأوزاعي عن شداد عن واثلة، وحديثه عند الطبراني في الكبير (22/ 162).

ص: 376

كثير الوهم والذي عندي أن الحديث عن أبي أمامة أشبه، وأن الوليد وهم في ذلك).

قلت: وهذا الحديث كان الوليد بن مسلم يضطرب فيه فتارة يجعله من مسند واثلة، وتارة يجعله من مسند أبي أمامة.

فقد أخرجه ابن خزيمة في صحيحه (311) من طريق محمد بن عبد الله بن ميمون، والطبراني في الكبير (22/ 163) من طريق سليمان بن عبد الرحمن الدمشقي كلاهما عن الوليد بن مسلم عن الأوزاعي، عن شداد أبي عمار عن أبي أمامة فوافق هنا رواية الجماعة، والله أعلم.

ص: 377

‌الحديث الخامس

(1)

:

836 -

قال الإمام ابن ماجه رحمه الله (2045): حدثنا محمد بن المصفى الحمصي، حدثنا الوليد بن مسلم حدثنا الأوزاعي عن عطاء عن ابن عباس رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:

«إن الله وضع عن أمتي الخطأ والنسيان وما استكرهوا عليه» .

‌التعليق:

هذا إسناد رجاله كلهم ثقات رجال الشيخين غير محمد بن المصفى وقد توبع.

ورواه الطبراني في الأوسط (8273) وابن عدي في الكامل (2/ 346) من طريق محمد بن المصفى، وابن عدي (2/ 346، 347) من طريق محمد بن إبراهيم الزبيدي ومحمد بن عبد الله بن ميمون كلاهما عن الوليد بن مسلم عن الأوزاعي عن عطاء وهو ابن أبي رباح (كما في تحفة الأشراف) عن ابن عباس به.

هكذا قال الوليد بن مسلم: (عن الأوزاعي، عن عطاء، عن ابن عباس).

(1)

رجال الإسناد:

محمد بن مصفى بن بهلول الحمصي القرشي، صدوق له أوهام وكان يدلس، من العاشرة، مات سنة 246، روى له أبو داود والنسائي وابن ماجه.

الأوزاعي: انظر ترجمته في بابه.

عطاء بن أبي رباح القرشي مولاهم المكي ثقة فقيه فاضل لكنه كثير الإرسال، من الثالثة، مات سنة 214 على المشهور، وقيل: إنه تغير بأخرة ولم يكثر ذلك منه، روى له البخاري ومسلم.

ص: 378

خالفه بشر بن بكر التنيسي

(1)

، وأيوب بن سويد

(2)

فقالا: (عن الأوزاعي، عن عطاء، عن عبيد بن عمير، عن ابن عباس).

أسقط الوليد عبيد بن عمير من الإسناد بين عطاء وابن عباس رضي الله عنه.

قال الحافظ المزي: «رواه بشر بن بكر عن الأوزاعي عن عطاء، عن عبيد بن عمير، عن ابن عباس»

(3)

.

قال البوصيري: «هذا إسناد صحيح إن سلم من الانقطاع والظاهر أنه منقطع (ثم ذكر كلام المزي) ثم قال: وليس يبعد أن يكون السقط من صنعة الوليد بن مسلم فإنه كان يدلس تدليس التسوية»

(4)

.

قال الحافظ ابن حجر: «ورجاله ثقات إلا أنه أعلّ بعلة غير قادحة فإنه من رواية الوليد عن الأوزاعي عن عطاء عن ابن عباس، وقد رواه بشر بن بكر عن الأوزاعي فزاد عبيد بن عمير بن عطاء وابن عباس»

(5)

.

(1)

الطحاوي في شرح معاني الآثار (3/ 95) وابن حبان (7219) والطبراني في المعجم الصغير (765 الروض الداني) وابن عدي في الكامل (2/ 347) والدارقطني (4/ 170) والحاكم (2/ 198) والبيهقي (7/ 356) وابن عساكر في تاريخ دمشق (50/ 261).

(2)

الحاكم (2/ 198).

(3)

في تحفة الأشراف (5905).

(4)

مصباح الزجاجة (2/ 125).

(5)

فتح الباري (5/ 161). ومراده أن عبيد بن عمير ثقة لا يضعف به الحديث، وهو عبيد بن عمير بن قتادة الليثي أبو عاصم المكي، ولد على عهد النبي صلى الله عليه وسلم قاله مسلم، وعده غيره في كبار التابعين، وكان قاض أهل مكة مجمع على ثقته، مات قبل ابن عمر، روى له الجماعة. التقريب (4385).

ص: 379

‌الحديث السادس

(1)

:

837 -

قال الإمام أحمد رحمه الله (4/ 251): حدثنا الوليد بن مسلم، حدثنا ثور، عن رجاء بن حيوة، عن كاتب المغيرة، عن المغيرة بن شعبة رضي الله عنه:

أن رسول الله صلى الله عليه وسلم توضأ فمسح أسفل الخف وأعلاه.

‌التعليق:

هذا إسناد ظاهره الصحة رجاله كلهم ثقات رجال الصحيح.

وأخرجه أبو داود (165) والترمذي (97) وفي العلل الكبير (70) وابن ماجه (550) والبخاري في الأوسط (1/ 436 الصميعي) والدارقطني (1/ 95) وابن الجارود في المنتقى (84) والبيهقي (1/ 290) وفي الخلافيات (996) وأبو نعيم في الحلية (5/ 176) كلهم من طريق الوليد بن مسلم به.

هكذا قال الوليد: (عن ثور، عن رجاء بن حيوة، عن كاتب المغيرة، عن المغيرة).

خالفه عبد الله بن المبارك فقال: (عن ثور، قال: حدثت عن رجاء بن حيوة، عن كاتب المغيرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسلاً.

(1)

رجال الإسناد:

ثور بن يزيد الكلاعي، أبو خالد الحمصي، ثقة ثبت، إلا أنه رمي بالقدر، روى له البخاري في صحيحه.

رجاء بن حيوة الكندي، أبو المقدام، أو أبو نصر الفلسطيني، ثقة فقيه، روى له مسلم والبخاري تعليقاً.

ورَّاد الثقفي، ويقال: أبو سعيد، أبو الورد الكوفي كاتب المغيرة ومولاه، ثقة، روى له البخاري ومسلم.

ص: 380

وهم الوليد في موضعين في الإسناد:

الأول: قوله: ثور عن رجاء، وثور لم يسمعه من رجاء بينهما الرجل الذي حدّثه عن رجاء وهو مجهول.

الثاني: وصل الحديث بذكر المغيرة بن شعبة، وأرسل ابن المبارك فلم يذكر المغيرة في الإسناد.

لذا أنكره نقّاد الحديث على الوليد بن مسلم لمخالفته مَنْ هو أحفظ منه وأجَل.

قال الترمذي: (هذا حديث معلول، لم يسنده عن ثور بن يزيد غير الوليد بن مسلم.

قال: وسألت أبا زرعة ومحمد بن إسماعيل يعني البخاري عن هذا الحديث فقالا: ليس بصحيح، لأن ابن المبارك روى هذا عن ثور عن رجاء بن حيوة قال: حدثت عن كاتب المغيرة، مرسل عن النبي صلى الله عليه وسلم، ولم يذكر المغيرة).

وقال أبو بكر الأثرم: سألت أحمد بن حنبل عن هذا الحديث فقال: ذكرته لعبد الرحمن بن مهدي فذكر عن ابن المبارك عن ثور قال: حدثت عن رجاء بن حيوة عن كاتب المغيرة وليس فيه المغيرة

(1)

.

وقال البخاري في تاريخه: قال أحمد بن حنبل: حدثنا ابن مهدي قال: حدثنا ابن المبارك عن ثور حدثت عن رجاء بن حيوة عن كاتب المغيرة ليس فيه المغيرة

(2)

.

(1)

التمهيد (11/ 147) وذكره البخاري في التاريخ.

(2)

التاريخ الكبير (8/ 185) والأوسط (1/ 292).

ص: 381

قال الإمام أحمد: لم يسمعه ثور من رجاء، وليس فيه المغيرة

(1)

.

وقال أبو حاتم في العلل: ليس بمحفوظ، وسائر الأحاديث عن المغيرة أصح

(2)

.

وقال الدارقطني في العلل (7/ 108 - 109): وحديث رجاء بن حيوة الذي فيه ذكر أعلى الخف وأسفله لا يثبت لأن ابن المبارك رواه عن ثور بن يزيد مرسلاً.

وقال ابن القيم في تهذيب السنن (1/ 126): وقد تفرد الوليد بن مسلم بإسناده ووصله وخالفه مَنْ هو أحفظ منه وأجَل وهو الإمام الثبت عبد الله بن المبارك

فللحديث إذاً علتان هما: الانقطاع والإرسال.

وله علة ثالثة: وهي أن سائر الأحاديث الواردة في المسح على الخفَّين تخالفه، وفيها من رواية المغيرة نفسه

(3)

.

‌الدلالة الفقهية:

دلّ هذا الحديث أن السنّة في المسح على الخفَّين أن يمسح على ظاهرهما وباطنهما.

وهذا مذهب الإمام مالك واستحبه الشافعية.

(1)

التنقيح لابن عبد الهادي (1/ 194).

(2)

العلل لابن أبي حاتم (1/ 54).

(3)

وانظر: كتابي كشف اللثام المسألة (6).

ص: 382

وهذا قول عبد الله بن عمر

(1)

، وسعد بن أبي وقاص

(2)

، وعمر بن عبد العزيز، والزهري، وعبد الله بن المبارك، وإسحاق بن راهويه.

قال الترمذي في سننه عقب هذا الحديث (1/ 163): وهذا قول غير واحد من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم والتابعين ومن بعدهم من الفقهاء، وبه يقول مالك والشافعي وإسحاق

(3)

. اه.

قال ابن المنذر في الأوسط (1/ 452 وما بعده):

اختلف أهل العلم في المسح على باطن الخفَّين.

فقالت طائفة: يمسح على ظاهر الخفَّين وباطنهما.

هذا قول ابن عمر، وعمر بن عبد العزيز، والزهري، ومالك بن أنس، وابن المبارك، وإسحاق بن راهويه، وروي هذا القول عن سعد بن أبي وقاص ومكحول.

وقالت طائفة: يمسح على ظهورهما.

وروي هذا القول عن قيس بن سعد، وأنس بن مالك، وبه قال الحسن البصري، وعروة بن الزبير، وإبراهيم النخعي، وعطاء،

(1)

المصنف لعبد الرزاق (1/ 220 رقم 855) والأوسط (1/ 452) والسنن الكبرى (1/ 290) والتمهيد (3/ 280 فتح البر).

(2)

الأوسط لابن المنذر (1/ 451).

(3)

قال الشيخ أحمد شاكر في الحاشية: وظاهر صنيع الترمذي أن الشافعي من يقول بوجوب المسح أعلى الخف وأسفله وهو غير المعروف من مذهبه، والمنصوص عليه في مختصر المزني (1/ 50 - 51) أنه إن مسح على باطن الخف وترك الظاهر أعاد، وإن مسح الظاهر وترك الباطن أجزأه، وكذلك قال النووي في المجموع (1/ 521): وإن مذهبنا استحباب مسح أسفله، وإن الواجب أقل جزء من أعلاه) اه.

ص: 383

والشعبي، وبه قال سفيان الثوري والأوزاعي وأحمد بن حنبل وأصحاب الرأي.

قال ابن المنذر: وبهذا نقول، ولا أعلم أحداً يرى أن مسح أسفل الخف وحده يجزاء من المسح.

وكذلك لا أعلم أحداً أوجب الإعادة على مَنْ اقتصر على مسح أعلى الخف.

ص: 384

‌الحديث السابع

(1)

:

838 -

قال أبو عبد الرحمن النسائي رحمه الله (6/ 6)، (7/ 78 - 79): أخبرنا أحمد بن سليمان قال: حدثنا مؤمل بن الفضل قال: حدثنا الوليد قال: حدثني شعيب بن أبي حمزة وسفيان بن عيينة وذكر آخر، عن الزهري عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة قال:

لما جمع أبو بكر لقتالهم فقال عمر: يا أبا بكر كيف تقاتل الناس وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أُمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا: لا إله إلا الله فإذا قالوها عصموا مني دماءهم وأموالهم إلا بحقها» .

فقال أبو بكر رضي الله عنه: لأقاتلن مَنْ فرّق بين الصلاة والزكاة والله لو منعوني عناقاً كانوا يؤدونها لرسول الله صلى الله عليه وسلم لقاتلتهم على منعها.

قال عمر رضي الله عنه: فوالله ما هو إلا أن رأيت أن الله تعالى قد شرح صدر أبي بكر لقتالهم فعرفت أنه الحق.

(1)

رجال الإسناد:

أحمد بن سليمان بن عبد الملك أبو الحسين الرهاوي، ثقة حافظ من الحادية عشرة، روى عنه النسائي.

مؤمل بن الفضل الجزري، صدوق من العاشرة، روى له أبو داود والنسائي.

شعيب بن أبي حمزة الأموي، واسم أبيه دينار، ثقة عابد، قال ابن معين: من أثبت الناس في الزهري، من السابعة، مات سنة 162 أو بعدها، روى له البخاري ومسلم.

سفيان بن عيينة: تقدم انظره في بابه.

الزهري: تقدم انظره في بابه.

سعيد بن المسيب بن حزن المخزومي القرشي من كبار التابعين أحد العلماء الأثبات، مات بعد التسعين وقد ناهز الثمانين، روى له البخاري ومسلم.

أبو هريرة: صحابي مشهور.

ص: 385

‌التعليق:

هذا إسناد صحيح رجاله كلهم ثقات، وأخرجه النسائي في الكبرى (4301) بهذا الإسناد.

هكذا قال الوليد: (عن شعيب، عن الزهري، عن سعيد بن المسيب، عن أبي هريرة).

خالفه أصحاب شعيب فقالوا: (عن شعيب، عن الزهري، عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود عن أبي هريرة)، منهم:

أبو اليمان الحكم بن نافع

(1)

، وعصام بن خالد

(2)

، وبقية بن الوليد

(3)

، وعثمان بن سعيد بن كثير

(4)

.

وكذلك رواه عقيل بن خالد

(5)

، والزبيدي

(6)

، ومعمر

(7)

، ويونس بن يزيد

(8)

، وإبراهيم بن مرة

(9)

، ويحيى بن سعيد

(10)

، ومحمد بن أبي حفصة

(11)

، وسفيان بن حسين

(12)

وغيرهم، فقالوا: عن الزهري عن عبيد الله بن عبد الله عن أبي هريرة.

(1)

البخاري (1399) و (1456).

(2)

أحمد (1/ 19) والسبكي في طبقات الشافعية (1/ 72).

(3)

النسائي (6/ 5) وابن حبان (216).

(4)

النسائي (7/ 78).

(5)

البخاري (7284) و (7285) ومسلم (20).

(6)

النسائي (6/ 5) وفي الكبرى (4299) وابن مندة في الإيمان (216).

(7)

عبد الرزاق (6916) و (18716) وأبو داود تعليقاً عقب الحديث (1556).

(8)

أبو داود تعليقاً (1556).

(9)

الطبراني في الأوسط (941) وفي مسند الشاميين (645).

(10)

الخطيب في الأسماء المبهمة (3/ 194) وابن مندة (216) تعليقاً.

(11)

أحمد (2/ 528).

(12)

أحمد (2/ 423) والنسائي (7/ 77).

ص: 386

لذا قال النسائي: هذا الحديث خطأ والصواب الزهري عن عبيد الله عن أبي هريرة.

وقال الدارقطني: رواه الوليد بن مسلم عن شعيب ومرزوق بن أبي الهذيل وسفيان بن عيينة عن الزهري عن سعيد عن أبي هريرة، ووهم فيه على شعيب وعلى ابن عيينة لأن شعيباً يرويه عن الزهري عن عبيد الله عن أبي هريرة، وابن عيينة يرويه عن الزهري مرسلاً لا يذكر فوقه أحداً

(1)

.

(1)

العلل (1/ 166).

ص: 387

‌الحديث الثامن

(1)

:

839 -

قال أبو داود رحمه الله (446): حدثنا مؤمل بن الفضل، ثنا الوليد عن حريز يعني ابن عثمان عن يزيد بن صالح عن ذي مخبر ابن أخي النجاشي في هذا الخبر قال: فأذن وهو غير عجل.

‌التعليق:

هذا إسناد لا بأس به.

وأخرجه الطبراني في مسند الشاميين (1075) من طريق هشام بن عمار عن الوليد به مطولاً وفيه: (قال: كنا في سفر مع النبي صلى الله عليه وسلم فانصرف فأسرع السير (ثم ساق الحديث وفيه: نومهم عن الفجر واستيقاظهم بعد طلوع الشمس) ثم قال: «يا بلال أذِّن» وهو في ذلك غير عجل، فأذّن بلال وركع النبي صلى الله عليه وسلم ركعتين وهو غير عجل ثم أمر بإقامة الصلاة فصلّى النبي صلى الله عليه وسلم غير عجل.

(1)

رجال الإسناد:

مؤمل بن الفضل الجزري، أبو سعيد، صدوق، من العاشرة، مات سنة 230 أو قبلها، روى له أبو داود.

حريز بن عثمان الرحبي الحمصي، ثقة ثبت رمي بالنصب، من الخامسة، مات سنة 163 وله 83 سنة، روى له البخاري.

يزيد بن صالح، ويقال: صُليح بالتصغير وهو أكثر، الرحبي الحمصي، مقبول من الثالثة، روى له أبو داود.

ذو مِخبر الحبشي، صحابي نزل الشام وهو ابن أخي النجاشي، روى له أبو داود وابن ماجه.

ص: 388

خالفه حجاج بن محمد

(1)

، ومبشر الحلبي

(2)

، وأبو النضر

(3)

، وعلي بن عياش الحمصي

(4)

، وعبيد بن يزيد بن صالح

(5)

فرووه عن حريز به فقالوا: ثم أمر بلالاً فأذّن ثم قام النبي صلى الله عليه وسلم فركع ركعتين غير عجل ثم قال لبلال: «أقم الصلاة» ثم صلّى الفرض وهو غير عجل).

وهم الوليد فقال: (فأذّن وهو غير عجل) والصحيح أنه صلّى وهو غير عجل.

لذا قال الألباني رحمه الله: هو بهذا اللفظ شاذ، والصحيح ما في الرواية الأولى فركع ركعتين غير عجل.

قوله في الحديث: فأذّن وهو غير عجل، شاذ لمخالفته الرواية التي قبلها، وقد اتفق عليها حجاج بن محمد وعبيد بن أبي الوزير وهاشم بن القاسم البغدادي، فروايتهم هي الصحيحة

(6)

.

(1)

أبو داود (445) وابن الأثير في أسد الغابة (2/ 213).

(2)

أبو داود (445) وابن الأثير في أسد الغابة (2/ 213).

(3)

أحمد (4/ 90).

(4)

الطبراني في الأوسط (4662).

(5)

أبو داود (445) تعليقاً.

(6)

صحيح سنن أبي داود (2/ 345).

ص: 389

‌الحديث التاسع

(1)

:

840 -

قال الإمام ابن خزيمة في صحيحه (1780): نا محمد بن يحيى نا هشام بن عمار نا الوليد نا ابن جريج عن عطاء بن أبي رباح عن ابن عباس قال:

لما استوى النبي صلى الله عليه وسلم على المنبر قال للناس: «اجلسوا» فسمعه ابن مسعود وهو على باب المسجد فجلس فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: «تعال يا ابن مسعود» .

‌التعليق:

هذا إسناد رجاله كلهم ثقات رجال الصحيح.

وأخرجه الحاكم (1/ 183) والبيهقي (3/ 204 - 205) من طريق هشام بن عمار عن الوليد بن مسلم به.

هكذا قال الوليد: (عن ابن جريج، عن عطاء، عن ابن عباس).

خالفه معاذ بن معاذ

(2)

، ومخلد بن يزيد

(3)

، وأبو زيد

(1)

رجال الإسناد:

محمد بن يحيى الذهلي: ثقة حافظ جليل، من العاشرة، مات سنة 258 وله 86 سنة، روى عنه البخاري.

هشام بن عمار بن نصير السلمي الدمشقي، صدوق مقراء كبر فصار يتلقن، فحديثه القديم أصح، من كبار العاشرة، مات سنة 145 على الصحيح وله 92 سنة، روى له البخاري.

عطاء بن أبي رباح القرشي المكي، ثقة فقيه فاضل، من الثالثة، مات سنة 114 على المشهور، روى له البخاري ومسلم.

(2)

البيهقي (3/ 218).

(3)

أبو داود (1091) والحاكم (1/ 286) والبيهقي (3/ 205) وابن عساكر في تاريخه (33/ 128).

ص: 390

النحوي

(1)

فقالوا: (عن ابن جريج، عن عطاء، عن جابر).

ورواه عبد الرزاق

(2)

، وحفص بن غياث

(3)

، وروح بن عبادة

(4)

ثلاثتهم عن ابن جريج مرسلاً.

وكذلك رواه عمرو بن دينار عن عطاء مرسلاً

(5)

.

ورجح أبو داود وابن خزيمة والدارقطني المرسل.

قال أبو داود: هذا يعرف مرسلاً، إنما رواه الناس عن عطاء عن النبي صلى الله عليه وسلم، ومخلد: هو شيخ.

قال ابن خزيمة: إن كان الوليد بن مسلم ومن دونه حفظ ابن عباس في هذا الإسناد، فإن أصحاب ابن جريج أرسلوا هذا الخبر عن عطاء عن النبي صلى الله عليه وسلم.

وقال الدارقطني بعد أن ذكر الخلاف: والمرسل أشبه

(6)

.

تفرد الوليد بن مسلم فجعله من مسند ابن عباس، وخالفه ثلاثة فجعلوه من مسند جابر بن عبد الله وخالفهم ثلاثة فرووه مرسلاً، وقد رجح الأئمة كما سبق المرسل، والله تعالى أعلم.

(1)

الدارقطني في العلل تعليقاً (3274).

(2)

في المصنف (5368).

(3)

ابن أبي شيبة (2/ 116).

(4)

عبد الرزاق (5368) والحارث بن أبي أسامة (1015 زوائد الهيثمي).

(5)

البيهقي (3/ 218) من طريق الحميدي عن ابن عيينة به.

(6)

العلل (13/ 382).

ص: 391

‌الحديث العاشر

(1)

:

841 -

قال الحاكم في المستدرك (1/ 220): حدثنا أبو محمد أحمد بن عبد الله المزني ثنا يوسف بن موسى ثنا محمود بن خالد الدمشقي وداود بن رُشيد قالا: ثنا الوليد بن مسلم ثنا ابن جريج عن موسى بن عقبة عن نافع بن جبير عن مسعود الزرقي عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال:

كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يكون في المسجد حين تقام الصلاة فإذا رآهم قليلاً جلس ثم صلّى وإذا رآهم جماعة صلّى.

(1)

رجال الإسناد:

أحمد بن عبد الله بن محمد بن عبد الله بن بشر بن مغفل أبو محمد المزني الهروي الملقب بالباز الأبيض، قال الحاكم: كان إمام أهل خراسان بلا مدافعة، ونعته الذهبي بالإمام العالم القدوة الحافظ، جمع وصنّف وتقدم في معرفة الحديث والعلوم. (السير 16/ 181 - 184).

يوسف بن موسى المروذي، وثقه الخطيب، مات بمرو بعد منصرفه من الحج سنة 296. تاريخ بغداد (14/ 309) السير (14/ 51).

محمود بن خالد السلمي، أبو علي الدمشقي، ثقة من صغار العاشرة، مات سنة 247 وله 73 سنة، روى له أبو داود والنسائي وابن ماجه.

داود بن رُشيد الهاشمي مولاهم الخوارزمي، نزيل بغداد، ثقة من العاشرة، مات سنة 239، روى له البخاري ومسلم.

ابن جريج: عبد الملك بن عبد العزيز ثقة فقيه فاضل، انظر ترجمته في بابه.

موسى بن عقبة بن أبي عياش: ثقة فقيه إمام في المغازي، مات سنة 141، روى له البخاري ومسلم.

نافع بن جبير بن مطعم النوفلي المدني، ثقة فقيه فاضل من الثالثة، مات سنة 99، روى له البخاري ومسلم.

مسعود بن الحكم بن الربيع بن عامر الأنصاري الزرقي، أبو هارون المدني، له رؤية، وله رواية عن بعض الصحابة، روى له مسلم.

ص: 392

قال الحاكم: حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه ومسعود هذا أبو الحكم الزرقي.

‌التعليق:

هذا إسناد رجاله كلهم ثقات.

هكذا قال الوليد بن مسلم عن ابن جريج عن موسى بن عقبة

كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يكون في المسجد حين تقام الصلاة فإذا رآهم قليلاً جلس ثم صلّى، وإذا رآهم جماعة صلّى.

خالفه عبد المجيد بن عبد العزيز بن أبي رواد

(1)

فرواه عن ابن جريج بهذا الإسناد فقال: (إن النبي صلى الله عليه وسلم كان يخرج بعد النداء إلى المسجد، فإذا رأى أهل المسجد قليلاً جلس حتى يرى منهم جماعة ثم يصلي، وكان إذا خرج فرأى جماعة أقام الصلاة).

وهم الوليد فجعل انتظار الإمام المأمومين وجلوسه في المسجد لقلة المصلِّين بعد إقامة الصلاة.

والصواب: أن الجلوس كان بعد الأذان وقبل الإقامة كما رواه عبد المجيد بن عبد العزيز، ويدل عليه قوله:(وكان إذا خرج فرأى جماعة أقام الصلاة)، وسيأتي في باب أبي عاصم الضحاك بن مخلد ح (904) فانظره.

(1)

البيهقي (2/ 19).

ص: 393

‌الحديث الحادي عشر

(1)

:

842 -

قال أبو القاسم الطبراني في المعجم الأوسط (6304): حدثنا محمد بن علي، ثنا مهدي بن جعفر الرملي، ثنا الوليد بن مسلم، ثنا حماد بن سلمة عن عبد الرحمن بن القاسم عن أبيه، عن عائشة رضي الله عنها قالت:

نزع رسول الله صلى الله عليه وسلم بهذه الآية

(2)

، ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:«قد حذّركم الله إذا رأيتموهم فاعرفوهم» .

‌التعليق:

هذا إسناد لا بأس به.

وأخرجه الطبري في تفسيره (3/ 179) والآجري في الشريعة (771) وابن بطة في الإنابة (775) والهروي في ذم الكلام (157) كلهم من طريق علي بن سهل عن الوليد بن مسلم به.

(1)

رجال الإسناد:

محمد بن علي بن زيد المكي الصائغ المتوفى سنة 291 هـ، نعته الذهبي بأنه المحدّث الإمام الثقة. (سير أعلام النبلاء 13/ 428).

مهدي بن جعفر الرملي الزاهد، صدوق له أوهام، من العاشرة، مات سنة 230.

حماد بن سلمة: ثقة عابد (تقدم انظره في بابه).

عبد الرحمن بن القاسم بن محمد بن أبي بكر الصديق التيمي، أبو محمد المدني، ثقة جليل، قال ابن عيينة: كان أفضل أهل زمانه، من السادسة، مات سنة 126 وقيل بعدها، روى له البخاري ومسلم.

القاسم بن محمد بن أبي بكر الصديق، ثقة أحد الفقهاء بالمدينة، قال أيوب: ما رأيت أفضل منه، من كبار الثالثة، مات سنة 106 على الصحيح، روى له البخاري ومسلم.

(2)

{هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ

(7)}

} [آل عمران: 7].

ص: 394

هكذا قال الوليد: (عن حماد، عن عبد الرحمن بن القاسم، عن أبيه، عن عائشة).

خالفه عفان بن مسلم

(1)

، وأبو داود الطيالسي

(2)

، والنضر بن شميل

(3)

، وأبو الوليد الطيالسي

(4)

، ويزيد بن هارون

(5)

.

فقالوا: (عن حماد، عن عبد الله بن أبي مليكة، عن القاسم بن محمد، عن عائشة).

وكذلك رواه يزيد بن إبراهيم التستري

(6)

، وأيوب السختياني

(7)

، وعلي بن زيد بن جدعان

(8)

، ونافع بن عمر الجمحي

(9)

جميعهم عن عبد الله بن أبي مليكة عن القاسم عن عائشة.

لذا قال الطبراني: لم يرو هذا الحديث عن عبد الرحمنبن القاسم إلا حماد بن سلمة تفرد به الوليد، ورواه غيره عن حماد بن سلمة عن ابن أبي مليكة عن القاسم عن عائشة).

وقال الهروي: وهو غريب إن كان حقاً.

(1)

أحمد (6/ 124) و (6/ 132) وابن أبي عاصم في السنة (5).

(2)

في مسنده (1535 ط. التركي).

(3)

إسحاق بن راهويه في مسنده (941).

(4)

الدارمي (145) وأبو نعيم في الحلية (2/ 185).

(5)

الطبري في تفسيره (3/ 180).

(6)

البخاري (4547) ومسلم (2665).

(7)

ابن ماجه (47) وأحمد (6/ 48) وإسحاق (1235)(1236) وابن أبي عاصم في السنة (6).

(8)

الطبراني في الأوسط (4955).

(9)

الطحاوي في شرح المشكل (6/ 334).

ص: 395

وقال الدارقطني في العلل (14/ 235): وهم فيه يعني الوليد بن مسلم على حماد، والصحيح عن حماد بن سلمة عن ابن أبي مليكة.

ص: 396

‌الحديث الثاني عشر

(1)

:

843 -

قال النسائي في السنن الكبرى (9939): أخبرني عمرو بن عثمان عن الوليد عن عبد الرحمن بن حسان الكناني عن مسلم بن الحارث بن مسلم التميمي أنه حدّثهم عن أبيه قال: قال لي النبي صلى الله عليه وسلم:

«إذا صلّيت الصبح فقل قبل أن تتكلم: اللهم أجرني من النار سبع مرات فإنك إن مت من يومك ذلك كتب الله لك جواراً من النار، فإذا صلّيت المغرب فقل قبل أن تتكلم: اللهم أجرني من النار سبع مرات فإنك إن مت من ليلتك كتب الله لك جواراً من النار» .

‌التعليق:

هذا إسناد رجاله ثقات، ولم يرو هذا الحديث عن مسلم بن الحارث أو الحارث بن مسلم إلا عبد الرحمن بن حسان.

وأخرجه أبو داود (5080) عن عمرو بن عثمان، وداود بن رشيد، ومؤمل بن الفضل الحراني، وعلي بن سهل الرملي، ومحمد بن المصفى الحمصي.

(1)

رجال الإسناد:

عمرو بن عثمان بن سعيد بن كثير بن دينار القرشي أبو حفص الحمصي، صدوق من العاشرة، مات سنة 250، روى له أبو داود والنسائي وابن ماجه.

عبد الرحمن بن حسان الكناني، أبو سعيد الفلسطيني، لا بأس به، من السابعة، روى له أبو داود والنسائي.

مسلم بن الحارث، ويقال: الحارث بن مسلم التميمي، صحابي قليل الحديث.

ص: 397

وأخرجه ابن حبان (2022) من طريق داود بن رشيد، وأحمد (4/ 234) من طريق يزيد بن عبد ربه.

وأخرجه البخاري في التاريخ الكبير (7/ 253) والأوسط (1/ 61 رقم 230) وابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني (1212) من طريق هشام بن عمار، وابن قانع في معجم الصحابة (1/ 184) من طريق علي بن بحر، وابن عساكر في تاريخ دمشق (11/ 478) من طريق داود بن رشيد وهشام بن عمار وإبراهيم بن موسى الفراء ويزيد بن عبد ربه، هؤلاء التسعة كلهم عن الوليد بن مسلم بهذا الإسناد.

هكذا قال الوليد بن مسلم: (عن عبد الرحمن بن حسان، عن مسلم بن الحارث، عن أبيه الحارث بن مسلم).

خالفه محمد بن شعيب

(1)

، وصدقة بن خالد

(2)

فقالا: (عن عبد الرحمن بن حسان، عن الحارث بن مسلم عن أبيه مسلم بن الحارث).

وهم الوليد بن مسلم فجعل اسم الصحابي (الحارث بن مسلم) والصحيح أنه مسلم بن الحارث.

وقد رواه جماعة عن الوليد بن مسلم كذلك، منهم:

(1)

أبو داود (5079) وابن أبي حاتم في الجرح والتعديل (3/ 87) والطبراني في الكبير (19/ 1051) والبيهقي في الدعوات الكبير (104) وابن الأثير في أسد الغابة (5/ 56) وابن حجر في نتائج الأفكار (2/ 309 - 310).

(2)

البخاري في التاريخ الكبير (7/ 253) والطبراني (19/ 1052) وابن عساكر في تاريخ دمشق (1/ 477) وابن قانع في معجم الصحابة (1/ 183).

ص: 398

عبد الرحمن بن نجدة الحوضي

(1)

، ومحمد بن سعد

(2)

، وعلي بن بحر

(3)

، وأبو يعلى محمد بن الصلت

(4)

، وإبراهيم بن موسى

(5)

، ومحمد بن المصفى

(6)

وقد صحح الحفاظ كالبخاري وأبي حاتم وأبي زرعة والترمذي وابن سعد والمنذري وابن حجر وغيرهم أنَّ صحابي الحديث اسمه مسلم بن الحارث.

قال ابن أبي حاتم: الحارث بن مسلم بن الحارث التميمي روى عن أبيه مسلم بن الحارث أن النبي صلى الله عليه وسلم أرسله في سرية، روى عنه عبد الرحمن بن حسن الكناني سمعت أبي يقول ذلك.

وسمعت أبي يقول: الحارث بن مسلم تابعي.

قال: وسئل أبو زرعة عن مسلم بن الحارث أو الحارث بن مسلم فقال: الصحيح الحارث بن مسلم بن الحارث عن أبيه

(7)

.

وقال ابن حجر: وصحح البخاري والترمذي وغير واحد أن اسم الصحابي مسلم واسم التابعي ولده الحارث، والاختلاف فيه على الوليد بن مسلم فقال جماعة: عنه عن عبد الرحمن بن حسان عن الحارث بن مسلم عن أبيه، وقال هشام بن عمار وغيره: عنه عن عبد الرحمن عن مسلم بن الحارث والراجح الأول

(8)

.

(1)

ابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني (1211).

(2)

في طبقاته الكبرى (7/ 419) ومن طريقه ابن عساكر في تاريخه (11/ 477).

(3)

أحمد (4/ 234) والطبراني (19/ 1053).

(4)

البخاري في التاريخ الكبير (7/ 253).

(5)

المصدر السابق.

(6)

أبو داود (5080).

(7)

الجرح والتعديل (3/ 87 - 88) وتاريخ دمشق (11/ 479).

(8)

الإصابة (6/ 16 رقم 7970).

ص: 399

وقال في التهذيب: «صحح البخاري وأبو حاتم وأبو زرعة الرازيان والترمذي وابن قانع وغير واحد أن صحابي هذا الحديث اسمه مسلم بن الحارث»

(1)

.

قلت: وابن عبد البر

(2)

وابن الأثير

(3)

.

وقال المنذري: وصحح غير واحد أنه مسلم بن الحارث

(4)

.

وقال ابن سعد: مسلم بن الحارث صحب النبي صلى الله عليه وسلم ونزل الشام.

(1)

تهذيب التهذيب.

(2)

في الاستيعاب (1/ 291).

(3)

أسد الغابة (5/ 175).

(4)

عون المعبود (13/ 28).

ص: 400

‌الحديث الثالث عشر

(1)

:

844 -

قال الإمام النسائي (7/ 146): أخبرنا عيسى بن مساور قال: حدثنا الوليد عن عبد الله بن العلاء بن زَبْر عن بُسر بن عبيد الله عن أبي إدريس الخولاني عن عبد الله بن واقد السعدي قال:

وفدت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم في وفد كلنا يطلب حاجة وكنت آخرهم دخولاً على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت: يا رسول الله إني تركت من خلفي وهم يزعمون أن الهجرة قد انقطعت، قال:«لا تنقطع الهجرة ما قوتل الكفار» .

‌التعليق:

هذا إسناد رجاله كلهم ثقات رجال الصحيح غير عيسى بن مساور وقد توبع.

وأخرجه النسائي في الكبرى (7795) و (7807) بنفس الإسناد.

(1)

رجال الإسناد:

عيسى بن مساور الجوهري، البغدادي، صدوق من صغار العاشرة، مات سنة 244 أو 245 روى عنه النسائي.

عبد الله بن العلاء بن زَبْر الدمشقي، ثقة من السابعة، مات سنة 164 وله 89 سنة، روى له البخاري.

بسر بن عبيد الله الحضرمي الشامي، ثقة حافظ، من الرابعة، روى له البخاري ومسلم.

عائذ الله، بن عبد الله، أبو إدريس الخولاني، ولد في حياة النبي صلى الله عليه وسلم يوم حنين وسمع من كبار الصحابة، ومات سنة 80، روى له البخاري ومسلم.

عبد الله بن السعدي القرشي العامري واسم أبيه وقدان وقيل غير ذلك، صحابي، يقال: مات في خلافة عمر، وقيل: عاش إلى خلافة معاوية، روى له البخاري ومسلم.

ص: 401

وأخرجه الطحاوي في شرح مشكل الآثار (3/ 258) من طريق دحيم، والبخاري في التاريخ الكبير (5/ 28) عن الحميدي، وابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني (820) من طريق هشام بن عمار، وابن قانع في معجم الصحابة (2/ 75) من طريق الحميدي، وابن عساكر في تاريخ دمشق (31/ 301) من طريق داود بن رشيد، كلهم (عيسى، والحميدي، وهشام بن عمار، وداود بن رشيد، ودحيم) عن الوليد به.

هكذا قال الوليد: (عن عبد الله بن العلاء، عن بسر، عن أبي إدريس الخولاني، عن عبد الله بن واقد).

خالفه إبراهيم بن عبد الله بن العلاء

(1)

، ومروان بن محمد

(2)

، وعمرو بن أبي سلمة

(3)

، وزيد بن يحيى بن عبيد

(4)

فقالوا: (عن عبد الله بن العلاء، عن بسر، عن أبي إدريس، عن حسان بن عبد الله الضمري، عن عبد الله بن واقد).

أسقط الوليد حسان من الإسناد.

ولا شك أن رواية الجماعة وفيهم ابنه أصح من رواية الوليد بن

(1)

البخاري في التاريخ الكبير (5/ 28) والطبراني في الأوسط (68) وابن عساكر في تاريخ دمشق (31/ 302) والطبراني في مسند الشاميين (787).

(2)

النسائي (7/ 147) وفي الكبرى (7796)(8708) والمزي في تهذيب الكمال (6/ 31).

(3)

النسائي في الكبرى (8709) والطحاوي في شرح المشكل (7/ 43) والطبراني في مسند الشاميين (787) وابن عساكر (31/ 302).

(4)

ابن عساكر (31/ 303).

ص: 402

مسلم، خاصة إذا علمنا أن البخاري ترجم له في التاريخ الكبير (3/ 235) وابن أبي حاتم في الجرح والتعديل (3/ 234) فذكرا أنه يروي عن عبد الله السعدي.

وروى عنه أبو إدريس الخولاني.

وللوليد بن مسلم إسناد آخر لهذا الحديث.

فقد رواه عمرو بن عثمان عن الوليد بن مسلم عن عبد الله بن العلاء، عن بسر بن عبيد الله، عن عبد الله بن محيريز، عن عبد الله بن وقدان

(1)

.

ورواه سليمان بن عبد الرحمن عن الوليد عن عبد الله بن العلاء، عن بسر، عن أبي إدريس الخولاني وعبد الله بن محيريز به، عن عبد الله بن السعدي، فجمع بينهما.

ورواه دحيم عن الوليد بن مسلم قال: حدثنا يحيى بن حمزة عن عطاء الخراساني عن عبد الله بن محيريز عن عبد الله بن السعدي به

(2)

.

وقد نقل المزي عن أبي زرعة قوله: الحديث صحيح مثبت عن عبد الله بن السعدي.

(1)

ابن حبان (4866).

(2)

الطحاوي (3/ 258) وشرح مشكل الآثار (7/ 44) وأخرجه أحمد (5/ 270) والبخاري في التاريخ الكبير (5/ 27) والبيهقي (9/ 17 - 18) من طرق عن يحيى بن حمزة به.

ص: 403

كذا رواه الثقات الأثبات منهم مالك بن يخامر وأبو إدريس الخولاني وعبد الله بن محيريز وغيرهم

(1)

وقد صوّب ابن مندة كون الحديث عن حسان بن الضمري عن ابن السعدي

(2)

.

(1)

تحفة الأشراف (6/ 402 - 403).

(2)

أسد الغابة (5/ 88).

ص: 404

‌يحيى بن حمزة

‌اسمه ونسبه:

يحيى بن حمزة بن واقد الحضرمي، أبو عبد الرحمن الدمشقي، قاضي دمشق، ولد سنة 103، وقيل: سنة 108.

روى عن: عطاء الخراساني، وعمرو بن مهاجر، والأوزاعي، وعبد الرحمن بن يزيد بن جابر، وثور بن يزيد وجماعة.

روى عنه: الوليد بن مسلم، وعبد الرحمن بن مهدي، ومحمد بن المبارك، وعلي بن حجر، وهشام بن عمار وجماعة.

قال أبو داود، والنسائي، ويعقوب بن سفيان، والعجلي، ويعقوب بن شيبة وغيرهم: ثقة، زاد يعقوب: مشهور.

وقال أبو حاتم: كان صدوقاً.

وقال يحيى بن معين: كان قدرياً وكان صدقة أحب إليهم من يحيى بن حمزة.

وقال أحمد: ليس به بأس.

وقال ابن سعد: كان كثير الحديث صالحه.

ص: 405

وقال دحيم: ثقة عالم عالم.

قال الذهبي: كان ثبتاً في الحديث، وإن كان يميل إلى القدر ولم يكن داعية.

قال ابن حجر: ثقة رمي بالقدر، من الثامنة، مات سنة 183 على الصحيح.

ص: 406

‌الحديث

(1)

:

845 -

قال أبو داود رحمه الله (2918): حدثنا يزيد بن خالد بن مَوْهَب الرملي وهشام بن عمار قالا: ثنا يحيى قال أبو داود وهو ابن حمزة عن عبد العزيز بن عمر قال: سمعت عبد الله بن مَوْهَب يحدّث عمر بن عبد العزيز عن قبيصة بن ذؤيب قال هشام عن تميم الداري أنه قال: يا رسول الله، وقال يزيد: إن تميماً قال: يا رسول الله ما السنّة في الرجل يُسْلِم على يدَيْ الرجل من المسلمين؟ قال:

«هو أوْلى الناس بمحياه ومماته» .

‌التعليق:

هذا إسناد رجاله كلهم ثقات رجال الصحيح غير يزيد بن خالد وقد توبع، وعبد الله بن موهب وهو ثقة.

(1)

رجال الإسناد:

يزيد بن خالد بن يزيد بن موهب الرملي، أبو خالد، ثقة عابد، من العاشرة، مات سنة 232 أو بعدها، روى عنه أبو داود والنسائي وابن ماجه.

هشام بن عمار بن نصير السلمي الدمشقي الخطيب، صدوق مقراء كبر فصار يتلقن فحديثه القديم أصح، من كبار الطبقة العاشرة، مات سنة 245 على الصحيح وله 92 سنة، روى له البخاري.

عبد العزيز بن عمر بن عبد العزيز بن مروان الأموي، أبو محمد المدني نزيل الكوفة صدوق يخطاء، من السابعة، مات في حدود سنة 150، روى له البخاري ومسلم.

عبد الله بن موهب الشامي أبو خالد قاضي فلسطين لعمر بن عبد العزيز، ثقة لكن لم يسمع من تميم الداري، روى له أصحاب السنن.

قبيصة بن ذؤيب الخزاعي المدني نزيل دمشق من أولاد الصحابة، وله رؤية، مات سنة بضع وثمانين، روى له البخاري ومسلم.

تميم بن أوس بن خارجة الداري، صحابي مشهور.

ص: 407

وذكره البخاري في التاريخ الكبير تعليقاً (5/ 198) قال: قال هشام بن عمار، ويعقوب بن سفيان في المعرفة والتاريخ (2/ 439) وأبو زرعة الدمشقي في تاريخه (1/ 570) وابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني (2546) والطحاوي في شرح مشكل الآثار (7853)(7854)(7855) وأبو نعيم في معرفة الصحابة (1267) والطبراني في الكبير (1273) والحاكم (2/ 219) والبيهقي (10/ 296) وابن عساكر في تاريخ دمشق (33/ 232، 233) كلهم من طرق عن يحيى بن حمزة بهذا الإسناد.

هكذا قال يحيى بن حمزة: (عن عبد العزيز بن عمر، عن عبد الله بن موهب، عن قبيصة، عن تميم الداري، عن النبي صلى الله عليه وسلم.

خالف أصحاب عبد العزيز بن عمر فقالوا: (عن عبد العزيز، عن عبد الله بن موهب، عن تميم الداري) لم يذكروا قبيصة في الإسناد، منهم:

عبد الله بن المبارك

(1)

، وعبد الله بن نمير

(2)

، ووكيع

(3)

، وأبو أسامة حماد بن أسامة

(4)

، وحفص بن غياث

(5)

، وعلي بن مسهر

(6)

، وأبو نعيم الفضل بن دكين

(7)

، وإسماعيل بن عياش

(8)

، وعبد الله بن

(1)

عبد الرزاق (9872)(16271).

(2)

الترمذي (2112).

(3)

الترمذي (2112) وابن ماجه (2752) وأحمد (4/ 103) وابن أبي شيبة (11/ 408) في مصنفه وفي مسنده (819) وابن عساكر (33/ 234).

(4)

الترمذي (2112).

(5)

الطبراني في الكبير (1272).

(6)

أبو يعلى (7165) والدارقطني (4/ 181).

(7)

أحمد (4/ 103) والدارمي (3033) والطحاوي في شرح مشكل الآثار (2853) ويعقوب بن سفيان في المعرفة والتاريخ (2/ 439) وأبو نعيم في معرفة الصحابة (1266) والبيهقي (10/ 296).

(8)

سعيد بن منصور (203) والدارقطني (4/ 181).

ص: 408

داود

(1)

، وعلي بن عابس

(2)

، وعبد الرحمن بن سليمان

(3)

، ومحمد بن ربيعة

(4)

، وإسحاق بن يوسف الأزرق

(5)

، وبحر بن نصر

(6)

، وبشر بن عبد الله بن عمر بن عبد العزيز

(7)

، وميمون أبو النضر

(8)

، ومروان بن مطر الوراق

(9)

، وأبو يوسف القاضي صاحب الإمام أبي حنيفة

(10)

، ويحيى بن عيسى

(11)

، ويونس بن بكير

(12)

، وجعفر بن عون العمري

(13)

، ويونس بن أبي إسحاق

(14)

، ونصر بن طريف

(15)

، وأبو جزي البصري

(16)

، والعلاء بن هارون أخو يزيد

(17)

، وورقاء بن عمر

(18)

، وأبو جعفر الرازي

(19)

، ويحيى بن نصر حاجب

(1)

النسائي في الكبرى (6413) وابن عبد البر في التمهيد (3/ 181).

(2)

الدارقطني (4/ 181 - 182).

(3)

الدارقطني (4/ 181 - 182).

(4)

الدارقطني (4/ 181 - 182).

(5)

أحمد (4/ 102).

(6)

أبو الحسين الصيداوي في معجم الشيوخ (1/ 75).

(7)

الخطيب في تاريخ بغداد (7/ 53) وابن عساكر في تاريخ دمشق (33/ 240).

(8)

أحمد في العلل (290).

(9)

ابن عساكر في تاريخ دمشق (33/ 234).

(10)

ابن عساكر في تاريخ دمشق (33/ 234).

(11)

المصدر السابق (33/ 235).

(12)

المصدر السابق (33/ 236).

(13)

المصدر السابق (33/ 237).

(14)

ابن عساكر في تاريخ دمشق (33/ 237 - 238).

(15)

تاريخ دمشق (33/ 238).

(16)

تاريخ دمشق (33/ 233).

(17)

تاريخ دمشق (33/ 239).

(18)

تاريخ دمشق (33/ 239 - 240).

(19)

تاريخ دمشق (33/ 239 - 240).

ص: 409

المروزي

(1)

، وسعدان

(2)

.

وكذلك رواه أبو إسحاق السبيعي

(3)

عن عبد الله بن موهب عن تميم الداري ولم يذكر قبيصة، فتابع رواية الجماعة عن عبد العزيز بن عمر.

وجاء في رواية وكيع وأبي نعيم الفضل بن دكين التصريح بسماع عبد الله بن موهب هذا الحديث عن تميم ورواه الباقون بالعنعنة.

لكن قال البخاري: وقال بعضهم: عبد الله بن موهب سمع تميماً الداري ولا يصح لقول النبي صلى الله عليه وسلم: «الولاء لمَن أعتق» التاريخ الكبير (5/ 198).

وقال يعقوب بن سفيان: حدثنا أبو نعيم، حدثنا عبد العزيز بن عمر بن عبد العزيز وهو ثقة عن عبد الله بن موهب، وهو همداني ثقة، قال: سمعت تميماً الداري وهذا خطأ، ابن موهب لم يسمع من تميم ولا لحقه

(4)

.

وذكر المزي في تهذيب الكمال أن وكيعاً تفرد بذكر سماع عبد الله بن موهب تميماً وليس كذلك فقد تابعه أبو نعيم.

(1)

تاريخ دمشق (33/ 240).

(2)

تاريخ دمشق (33/ 234).

(3)

النسائي في الكبرى (6412) ويعقوب بن سفيان (2/ 439) والطبراني (1274) والحاكم (2/ 219) والبيهقي (10/ 297) وجاء عندهم (عبد الله بن وهب) عند الطبراني قال: (ابن وهب).

(4)

المعرفة والتاريخ (2/ 439).

ص: 410

ورواه أبو بدر شجاع بن الوليد السكوني

(1)

عن عبد العزيز بن عمر بن عبد العزيز أخبرني مَنْ لا أتهم عن تميم الداري

فلم يذكر قبيصة والرجل المجهول عنده هو عبد الله بن موهب.

‌الخلاصة:

تفرد يحيى بن حمزة بذكر قبيصة في هذا الإسناد وخالفه الجمع الكبير الذي ذكرناهم فلم يذكروا قبيصة في الإسناد، وذكر وكيع وأبو نعيم سماع عبد الله بن موهب عن تميم، وقد رواه أبو إسحاق السبيعي عن عبد الله بن موهب فلم يذكر قبيصة مما دلّ على وهم يحيى بن حمزة في هذا الإسناد، والله تعالى أعلم.

وانظر: الفتح (12/ 47) وعمدة القاري (23/ 207).

(1)

البيهقي (10/ 296) وابن عساكر (33/ 233).

ص: 411

‌يزيد بن زريع

‌اسمه ونسبه:

يزيد بن زريع العيشي ويقال: التميمي، أبو معاوية البصري.

روى عن: أيوب السختياني، ويونس بن عبيد، وسليمان التيمي، وخالد الحذاء، وحميد الطويل، وابن عون وجماعة.

روى عنه: عبد الرحمن بن مهدي، وعبد الله بن المبارك، وابن المديني، وعفان، والقواريري، وجماعة.

قال أحمد بن حنبل: كان ريحانة البصرة ما أتقنه، وقال أيضاً: صدوق متقن.

وقال ابن معين: ثقة مأمون.

وقال أبو حاتم: ثقة إمام.

وقال ابن سعد: كان ثقة حجة كثير الحديث.

وقال أبو عوانة: صحبته أربعين سنة يزداد في كل سنة خيراً.

وقال بشر الحافي: كان متقناً حافظاً ما أعلم أني رأيت مثله ومثل صحة حديثه.

ص: 412

وقال يحيى القطان: ابن زريع أثبت من وهيب.

مات سنة 182.

قال ابن حجر: ثقة ثبت، من الثامنة.

ص: 413

‌الحديث الأول

(1)

:

846 -

قال أبو داود رحمه الله (1749): حدثنا النفيلي، حدثنا محمد بن سلمة، حدثنا محمد بن إسحاق ح، وحدثنا محمد بن المنهال، حدثنا يزيد بن زريع عن ابن إسحاق المعنى قال: قال عبد الله يعني ابن أبي نجيح حدثني مجاهد، عن ابن عباس رضي الله عنه:

أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أهدى عام الحديبية في هدايا رسول الله صلى الله عليه وسلم جملاً كان لأبي جهل في رأسه برة فضة، قال ابن منهال: برة من ذهب.

‌التعليق:

هذا إسناد رجاله ثقات رجال الصحيح.

هكذا قال يزيد بن زريع عن ابن إسحاق، عن عبد الله بن أبي نجيح، عن مجاهد، عن ابن عباس:(برة من ذهب).

خالفه محمد بن سلمة

(2)

، وإبراهيم بن سعد

(3)

، وعبد الأعلى بن

(1)

رجال الإسناد:

محمد بن المنهال الضرير أبو عبد الله البصري التميمي، ثقة حافظ من العاشرة، مات سنة 231، روى له البخاري ومسلم.

محمد بن إسحاق بن يسار المطلبي مولاهم المدني، نزيل العراق إمام المغازي صدوق يدلس، روى له مسلم والبخاري تعليقاً. انظر ترجمته في بابه.

عبد الله بن أبي نجيح: يسار المكي الثقفي، ثقة رمي بالقدر وربما دلس، من السادسة، مات سنة 131 أو بعدها، روى له البخاري ومسلم.

مجاهد بن جبر المخزومي المكي، ثقة إمام في التفسير وفي العلم، من الثالثة، روى له البخاري ومسلم.

(2)

أبو داود (749).

(3)

أحمد (1/ 261).

ص: 414

عبد الأعلى

(1)

، وعباد بن العوام

(2)

، وسلمة بن الفضل الرازي

(3)

فرووه عن محمد بن إسحاق به فقالوا: (برة من فضة).

وكذلك رواه جرير بن حازم

(4)

، عن ابن أبي نجيح عن مجاهد عن ابن عباس فقال:(برة من فضة).

وكذلك رواه ابن أبي ليلى عن الحكم بن مقسم عن ابن عباس

(5)

.

وسفيان الثوري، عن جعفر بن محمد عن أبيه عن جابر بن عبد الله فقال:(في أنفه برة من فضة)

(6)

.

(1)

ابن خزيمة (2897) والحاكم (1/ 467) والبيهقي (5/ 225).

(2)

الطحاوي في شرح مشكل الآثار (4/ 26).

(3)

ابن خزيمة (2898).

(4)

أحمد (1/ 273) والبيهقي (5/ 230).

(5)

ابن ماجه (3076) والمحاملي في أماليه (25).

(6)

الترمذي (815).

ص: 415

‌الحديث الثاني

(1)

:

847 -

قال أبو يعلى رحمه الله (4160): حدثنا محمد بن المنهال حدثنا يزيد حدثنا هشام الدستوائي عن المغيرة ختن مالك بن دينار عن مالك بن دينار عن أنس قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

«أتيت على سماء الدنيا ليلة أسري بي فرأيت فيها رجالاً تقطع ألسنتهم وشفاههم بمقاريض من نار فقلت: يا جبريل ما هؤلاء؟ قال: هؤلاء خطباء من أمتك» .

‌التعليق:

هذا إسناد رجاله كلهم ثقات رجال الشيخين غير المغيرة بن حبيب، أثنى عليه أيوب السختياني والبخاري وغيرهم.

وأخرجه ابن حبان (53) والضياء في المختارة (2646)(2647) والطبراني في الأوسط (2838) وأبو نعيم في الحلية (2/ 386) كلهم من طريق محمد بن المنهال عن يزيد بهذا الإسناد.

هكذا قال يزيد: (عن هشام، عن المغيرة، عن مالك بن دينار عن أنس).

(1)

رجال الإسناد:

محمد بن المنهال: تقدم.

هشام الدستوائي: تقدم. انظره في بابه.

مغيرة بن حبيب أبو صالح الأزدي ختن مالك بن دينار. قال البخاري: كان صدوقاً عدلاً، وذكره ابن حبان في الثقات. التاريخ الكبير (7/ 325) الثقات (7/ 466)، وانظر: الحلية (6/ 247).

مالك بن دينار البصري الزاهد، صدوق عابد، من الخامسة، مات سنة 130 أو نحوها، روى له أصحاب السنن واستشهد به البخاري في الصحيح.

ص: 416

خالفه سهل بن حماد أبو عتاب الدلال

(1)

فرواه فقال: (عن هشام، عن المغيرة، عن مالك بن دينار، عن ثمامة، عن أنس)

(2)

زاد في الإسناد: ثمامة.

وكذلك رواه صدقة بن موسى

(3)

، والحسن بن أبي جعفر

(4)

، عن مالك بن دينار عن ثمامة، عن أنس.

وسئل الدارقطني عن حديث علي بن زيد عن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم: «رأيت ليلة أسري بي رجالاً تقرض شفاههم بمقاريض من نار» .

فقال: حدّث به حماد بن سلمة عن علي بن زيد عن أنس.

وخالفه عمر بن قيس سندل، فرواه عن علي بن زيد عن ثمامة عن أنس وهو الصواب.

فإن كان عمر بن قيس حفظ فقد أتى بالصواب لأن هذا معروف برواية ثمامة عن أنس، حدّث به عنه مالك بن دينار أيضاً.

ورواه الحسن بن أبي جعفر وصدقة بن موسى والمغيرة بن حبيب عن مالك بن دينار عن ثمامة عن أنس وهو الصواب.

(1)

سهل بن حماد أبو عتاب الدلال البصري، صدوق، من التاسعة، روى له البخاري ومسلم.

(2)

الطبراني في الأوسط (8223) وأبو نعيم في الحلية (2/ 387) وابن أبي حاتم في التفسير (472).

(3)

البيهقي في شعب الإيمان (1773)(4966) وأبو نعيم في الحلية تعليقاً (2/ 387).

(4)

المصدر السابق.

ص: 417

وروي عن يزيد بن زريع عن هشام عن المغيرة عن مالك بن دينار عن ثمامة عن أنس وهو الصواب.

وروي عن يزيد بن زريع عن هشام عن المغيرة عن مالك عن أنس.

والصحيح عن مالك بن دينار عن ثمامة عن أنس

(1)

.

(1)

العلل (13/ 319 - 320 رقم 3192).

ص: 418

‌الحديث الثالث

(1)

:

848 -

قال الإمام ابن خزيمة رحمه الله (3050): ثنا بندار، ثنا محمد بن المنهال، ثنا يزيد بن زريع، ثنا شعبة، عن الأعمش، عن أبي ظبيان، عن ابن عباس رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:

«إذا حجّ الصبي فهي له حجة حتى يعقل فإذا عقل فعليه حجة أخرى، وإذا حجّ الأعرابي فهي له حجة فإذا هاجر فعليه حجة أخرى» .

‌التعليق:

هذا إسناد رجاله ثقات رجال الشيخين.

وأخرجه الطبراني في الأوسط (2731) والحاكم (1/ 481) والبيهقي (4/ 325) و (5/ 179) وفي الصغرى (1477) والضياء في المختارة (5469) والقطيعي في جزء الألف دينار (145) والخطيب في تاريخ بغداد (8/ 209) كلهم من طريق محمد بن المنهال عن يزيد بن زريع بهذا الإسناد.

(1)

رجال الإسناد:

محمد بن بشار بن عثمان العبدي البصري، بُندار ثقة، من العاشرة، مات سنة 252، روى له البخاري ومسلم.

محمد بن المنهال الضرير، أبو عبد الله البصري، ثقة حافظ، من العاشرة، مات سنة 231، روى له البخاري ومسلم.

شعبة: تقدم. انظر ترجمته في بابه.

الأعمش: سليمان بن مهران. انظر ترجمته في بابه.

حصين بن جندب بن الحارث أبو ظبيان الكوفي، ثقة من الثانية، مات سنة 90 وقيل غير ذلك، روى له البخاري ومسلم.

ص: 419

ورواه ابن عدي في الكامل (2/ 197) والخطيب في تاريخ بغداد (8/ 209) من طريق الحارث بن سريج النقال عن يزيد بن زريع به، لكن قال ابن عدي:(هذا الحديث معروف لمحمد بن منهال عن يزيد وأظن أن الحارث بن سريج سرقه منه ولا أعلم يرويه عن يزيد بن زريع غيرهما).

هكذا قال يزيد: (عن شعبة، عن الأعمش، عن أبي ظبيان، عن ابن عباس، عن النبي صلى الله عليه وسلم.

خالفه محمد بن أبي عدي

(1)

، وعبد الوهاب بن عطاء

(2)

فقالا: (عن شعبة، عن الأعمش، عن أبي ظبيان، عن ابن عباس) ولم يذكرا النبي صلى الله عليه وسلم في الإسناد.

وهذا هو الصحيح من رواية عفان بن مسلم

(3)

، وأبي الوليد الطيالسي

(4)

، ومحمد بن كثير

(5)

عن شعبة

(6)

.

وكذلك رواه أبو معاوية

(7)

، وسفيان الثوري

(8)

عن الأعمش عن

(1)

ابن خزيمة (3051).

(2)

البيهقي (4/ 325).

(3)

الحاكم (1/ 481).

(4)

المصدر السابق.

(5)

المصدر السابق.

(6)

رواه الحاكم وجمع روايتهم مع رواية يزيد بن زريع لكن قال البيهقي: (أظن شيخنا حمل رواية عفان ومحمد وأبي الوليد على رواية يزيد بن زريع والمعروف أن يزيد بن زريع تفرد برفعه) قال ابن حجر، ويؤيد ما ذكره البيهقي ما ذكره الطبراني وابن عدي وغيرهم من تفرد يزيد بن زريع به. إتحاف المهرة (7/ 40).

(7)

ابن أبي شيبة (14872).

(8)

البيهقي (5/ 291) تعليقاً، وفي الصغرى (1479).

ص: 420

أبي ظبيان عن ابن عباس موقوفاً عليه.

وكذلك رواه أبو السفر

(1)

ويونس بن عبيد صاحب الحلي

(2)

وقتادة

(3)

عن ابن عباس من قوله.

لذا رجح ابن خزيمة والبيهقي والخطيب، وابن عبد الهادي الموقوف.

قال ابن خزيمة عقب أن رواه موقوفاً: هذا علمي هو الصحيح بلا شك

(4)

.

وقال البيهقي: كذا رواه يزيد بن زريع عن شعبة مرفوعاً، ورواه غيره عن شعبة موقوفاً والموقوف أصح، وقد رواه الثوري عن الأعمش موقوفاً ورواه أبو السفر أيضاً عن ابن عباس موقوفاً

(5)

.

وقال الطبراني: لم يرو هذا الحديث عن شعبة مرفوعاً إلا يزيد بن زريع تفرد به محمد بن المنهال.

وقال الخطيب: لم يرفعه إلا يزيد بن زريع عن شعبة وهو غريب.

وقال ابن عبد الهادي: الصحيح أنه موقوف

(6)

.

(1)

البيهقي (5/ 156) والبخاري في التاريخ الكبير (1/ 198) تعليقاً من البخاري في صحيحه (3848) مختصراً، والطحاوي في شرح معاني الآثار (2/ 257).

(2)

الطحاوي في شرح معاني الآثار (2/ 257).

(3)

الوهم والإيهام (2/ 586).

(4)

ابن خزيمة (4/ 349).

(5)

السنن الصغرى (3/ 501) والكبرى (5/ 291).

(6)

المحرر في الحديث (1/ 385).

ص: 421

‌فائدة:

قال الحافظ ابن حجر في حديث خير الصحابة أربعة

ورجح أبو داود والترمذي إرساله. قال: وصححه ابن القطان لأنه لا يرى الاختلاف في الإرسال والوصل علة كما هو رأي محمد بن حزم

(1)

.

(1)

إتحاف المهرة (7/ 386).

ص: 422

‌الحديث الرابع

(1)

:

849 -

قال أبو عبد الرحمن النسائي رحمه الله في السنن الكبرى (6025): أخبرنا محمد بن عبد الله بن بزيع، قال: ثنا يزيد بن زريع، قال: ثنا شعبة عن عدي بن ثابت، قال: حدثني البراء بن عازب رضي الله عنه قال: سمعت حسان بن ثابت يقول: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم:

«اهجهم أو هاجهم يعني: المشركين، وجبريل معك» .

‌التعليق:

هذا إسناد على شرط مسلم.

رجاله كلهم ثقات رجال الشيخين غير محمد بن عبد الله بن بزيع من رجال مسلم.

وأخرجه الطبراني في الكبير (3589) من طريق محمد بن عبد الله بن بزيع عن يزيد بن زريع به.

(1)

رجال الإسناد:

محمد بن عبد الله بن بزيع البصري، ثقة، من العاشرة، مات سنة 247، روى له مسلم.

شعبة: تقدم.

عدي بن ثابت الأنصاري الكوفي، ثقة رمي بالتشيع، من الرابعة، مات سنة 116، روى له البخاري ومسلم.

البراء بن عازب بن الحارث بن عدي الأنصاري الأوسي، صحابي ابن صحابي، نزل الكوفة، استصغر يوم بدر، وكان هو وابن عمر لدة، مات سنة 72، روى له البخاري ومسلم.

حسان بن ثابت بن المنذر بن حرام، الأنصاري الخزرجي، أبو عبد الرحمن شاعر رسول الله صلى الله عليه وسلم مشهور، مات سنة 54 وله 120 سنة، روى له البخاري ومسلم.

ص: 423

هكذا رواه يزيد بن زريع فقال: (عن شعبة، عن عدي بن ثابت، عن البراء، عن حسان بن ثابت، عن النبي صلى الله عليه وسلم فجعله من مسند حسان بن ثابت.

خالفه الثقات من أصحاب شعبة فقالوا: (عن شعبة، عن عدي بن ثابت، عن البراء، عن النبي صلى الله عليه وسلم فجعلوه من مسند البراء بن عازب عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال لحسان.

ومن هذا الوجه أخرجه الشيخان في صحيحيهما.

وممن رواه هكذا:

حفص بن عمر

(1)

، وحجاج بن منهال

(2)

، وسليمان بن حرب

(3)

، وعبد الرحمن بن مهدي

(4)

، ومعاذ بن معاذ

(5)

، ومحمد بن جعفر (غندر)

(6)

، ووكيع

(7)

، وبهز بن أسد

(8)

، وعفان بن مسلم

(9)

، وسفيان بن حبيب

(10)

، والطيالسي

(11)

.

(1)

البخاري (3213).

(2)

البخاري (4123).

(3)

البخاري (6153).

(4)

مسلم (2486).

(5)

مسلم (2486).

(6)

مسلم (2486).

(7)

أحمد (4/ 299) وابن عساكر في تاريخ دمشق (12/ 387).

(8)

أحمد (4/ 302) مقروناً مع محمد بن جعفر.

(9)

أحمد (4/ 302).

(10)

النسائي في الكبرى (6024).

(11)

في مسنده (766).

ص: 424

وكذلك رواه الشيباني

(1)

، وعيسى بن عبد الرحمن السلمي

(2)

، ويحيى بن سعيد الأنصاري

(3)

، عن عدي بن ثابت، عن البراء بن عازب، عن النبي صلى الله عليه وسلم.

وكذلك رواه أبو إسحاق السبيعي عن البراء بن عازب عن النبي صلى الله عليه وسلم

(4)

.

قال ابن أبي حاتم في العلل (2240): وسألت أبي عن حديث رواه يزيد بن زريع، عن شعبة، عن عدي بن ثابت، عن البراء قال: سمعت حسان يحدّث عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال له: «اهجهم وجبريل معك» .

قال أبي: هذا خطأ، ولا أدري الخطأ من يزيد أو من شعبة، غير أن الخلق من أصحاب شعبة رووه عن شعبة، عن عدي، عن البراء، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال لحسان وهذا الصحيح.

(1)

أخرجه أحمد (4/ 286) بإسناد صحيح على شرط الشيخين، وذكره البخاري في صحيحه (4124) تعليقاً بصيغة الجزم، وأخرجه ابن جرير الطبري في تهذيب الآثار (2/ 626 مسند عمر)، وابن أبي شيبة في مصنفه (26022) والخطيب في تاريخ بغداد (14/ 31).

(2)

الطبراني في الكبير (3590).

(3)

مسند الروياني (385).

(4)

أحمد (4/ 298) وابن جرير في تهذيب الآثار (2/ 627).

ص: 425