المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

فهرس الكتاب

‌الطبقة التاسعة

ص: 5

‌أسباط بن محمد

‌اسمه ونسبه:

أسباط بن محمد بن عبد الرحمن بن خالد بن ميسرة، وقيل: ابن أبي عبد الرحمن القرشي مولاهم أبو محمد ابن أبي عمرو الكوفي.

روى عن: أبي إسحاق الشيباني، والأعمش، وسليمان التيمي، وسفيان الثوري، وعمرو بن قيس الملائي وجماعة.

روى عنه: أحمد، وإسحاق، وابنا أبي شيبة، وابنه عبيد، والحسن الزعفراني، وجماعة.

قال أبو بكر بن أبي خيثمة عن يحيى بن معين: ثقة.

وقال عباس الدوري عنه: أسباط ليس به بأس، وكان يخطاء عن سفيان.

قال البرقي عن ابن معين: الكوفيون يضعفونه، وهو عندنا ثبت فيما يروي عن مطرف والشيباني.

وقال أبو داود: ثقة.

وقال النسائي: ليس به بأس.

ص: 7

وقال أبو حاتم: صالح.

وقال الحسن بن عيسى: سألت ابن المبارك عن أسباط ومحمد بن فضيل بن غزوان فسكت، فلما كان بعد أيام رآني فقال: يا حسن صاحبيك لا أرى أصحابنا يرضونهما.

قال ابن سعد: كان ثقة صدوقاً إلا أن فيه بعض الضعف، وقد حدّثوا عنه.

قال محمد بن عبد الله بن عمار: قال لنا وكيع: إن لأسباط بن محمد ثلاثة آلاف حديث فاسمعوا منه.

قال ابن حجر: ثقة، ضُعف في الثوري، من التاسعة.

قلت: روى له البخاري حديثاً واحداً عن الشيباني كرره في موضعين (4303، 6549) وعلق له حديثاً عن منصور (974).

وروى له مسلم أربعة أحاديث ثلاثة منها مقروناً وفي المتابعات (596، 936، 1887، 2447).

ص: 8

‌الحديث الأول

(1)

:

850 -

قال البزار في مسنده (5/ 174 رقم 1769): حدثنا عبيد بن أسباط بن محمد قال: نا أبي، عن الأعمش، عن زيد بن وهب، قال:

قيل لعبد الله [بن مسعود]: هل لك في الوليد بن عقبة تقطر لحيته خمراً؟

فقال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهانا عن التجسس.

‌التعليق:

هذا إسناد رجاله كلهم ثقات رجال الشيخين غير عبيد بن أسباط وهو ثقة، وذكره ابن حبان في الثقات، وقال الحضرمي: ثقة. وقال ابن أبي حاتم: سمع منه أبي بمكة وسئل عنه فقال: شيخ.

والحديث أخرجه كذلك الترمذي في العلل الكبير (663) والحاكم في المستدرك (4/ 377) وقال: صحيح الإسناد ولم يخرجاه.

(1)

رجال الإسناد:

عبيد بن أسباط بن محمد القرشي مولاهم أبو محمد الكوفي، صدوق، من الحادية عشرة، مات سنة 250، روى له الترمذي وابن ماجه والبخاري في جزء القراءة.

سليمان بن مهران الأسدي الكاهلي، أبو محمد الكوفي الأعمش، ثقة حافظ عارف بالقراءة، ورع لكنه يدلس، من الخامسة، مات سنة 147 أو 148 وكان مولده أول سنة 61، روى له البخاري ومسلم.

زيد بن وهب الجهني، أبو سليمان الكوفي، مخضرم ثقة جليل، لم يصب من قال: في حديثه خلل، من الثانية، مات بعد الثمانين، وقيل: سنة 96، روى له البخاري ومسلم.

ص: 9

وقد وهم أسباط في متن هذا الحديث في قوله: (إن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهانا عن التجسس) وإنما هو: (إن الله نهانا عن التجسس) وبعضهم قال: (نهينا عن التجسس) وممن رواه عن الأعمش كذلك:

أبو معاوية محمد بن خازم

(1)

، وسفيان بن عيينة

(2)

، ويعلى بن عبيد

(3)

، وجعفر بن عون

(4)

.

وهذا الوجه هو الذي صححه البخاري وأبو زرعة والترمذي.

قال البزار عقب الحديث: (وهذا الحديث لا نعلم أحداً أسنده إلا أسباط، وقد رواه غير أسباط عن الأعمش عن زيد بن وهب، عن عبد الله أنه قال: إن الله نهانا عن التجسس)

(5)

.

وقال الترمذي: سألت محمداً يعني البخاري عن هذا الحديث؟ فقال: هذا خطأ، والصحيح عن الأعمش، عن زيد بن وهب عن عبد الله:(نُهينا عن التجسس).

وقال ابن أبي حاتم في العلل (2534): «وسئل أبو زرعة عن حديث رواه أسباط قال: حدثنا الأعمش عن زيد بن وهب قال: أتى رجل ابن مسعود فقال: هل لك في الوليد بن عقبة ولحيته تقطر خمراً؟ قال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهانا عن التجسس وإن يظهر لنا نأخذه.

(1)

أبو داود (4890) وابن أبي شيبة (26568).

(2)

عبد الرزاق (18945) والطبراني في الكبير (9741).

(3)

البيهقي في السنن (8/ 334) وفي شعب الإيمان (7199).

(4)

البيهقي في شعب الإيمان (9214).

(5)

أي: في قوله تعالى: { .. وَلَا تَجَسَّسُوا

(12)} [الحجرات: 12].

ص: 10

قال أبو زرعة: أخطأ فيه أسباط، إنما هو: إن الله نهانا. رواه أبو معاوية وغيره: إن الله نهانا وهو الصحيح».

وروى معمر عن أيوب عن أبي قلابة أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه حدّث أن أبا محجن الثقفي يشرب الخمر في بيته هو وأصحاب له، فانطلق عمر حتى دخل عليه فإذا ليس عنده إلا رجل فقال أبو محجن: يا أمير المؤمنين إن هذا لا يحل لك قد نهى الله عن التجسس، فقال عمر: ما يقول هذا؟ فقال له زيد بن ثابت وعبد الرحمن بن الأرقم: صدق يا أمير المؤمنين هذا من التجسس، قال: فخرج عمر وتركه

(1)

.

(1)

مصنف عبد الرزاق (18944).

ص: 11

‌الحديث الثاني

(1)

:

851 -

قال أبو عبد الرحمن النسائي في الكبرى (11317): أنا محمد بن عبيد بن محمد، نا أسباط، عن الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم في هذه الآية: {وَأَنْذِرْهُمْ يَوْمَ الْحَسْرَةِ

(39)} [مريم: 39] قال:

«يُنادى يا أهل الجنة فيشرئبون وينظرون، ويُنادى يا أهل النار فيشرئبون فينظرون فيقال: هل تعرفون الموت؟ فيقولون: نعم، فيجاء بالموت في صورة كبش أملح فيقال: هذا الموت فيُقدم فيُذبح، يقال: يا أهل الجنة خلود لا موت، ويقال: يا أهل النار خلود لا موت» قال: ثم قرأ: {وَأَنْذِرْهُمْ يَوْمَ الْحَسْرَةِ إِذْ قُضِيَ الْأَمْرُ

(39)} [مريم: 39].

‌التعليق:

هذا إسناد رجاله كلهم ثقات رجال الشيخين غير محمد بن عبيد بن محمد وهو صدوق، وقد تابعه عبيد بن أسباط

(2)

عند الطبري في التفسير [23734] فرواه عن أبيه أسباط بهذا الإسناد.

(1)

رجال الإسناد:

محمد بن عبيد بن محمد بن واقد المحاربي، أبو جعفر وأبو يعلى النحاس الكوفي، صدوق من العاشرة، مات سنة 251 وقيل قبل ذلك، روى له أبو داود والترمذي والنسائي.

الأعمش: تقدم.

ذكوان، أبو صالح السمان الزيات المدني، ثقة ثبت، وكان يجلب الزيت إلى الكوفة، من الثالثة، مات سنة 101، روى له البخاري ومسلم.

(2)

تقدمت ترجمته.

ص: 12

هكذا رواه أسباط فقال: (عن الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة).

خالفه أبو معاوية

(1)

، وحفص بن غياث

(2)

، وجرير بن عبد الحميد

(3)

، وأبو المغيرة

(4)

، ومحمد بن عبيد

(5)

، ويعلى بن عبيد

(6)

، وسفيان الثوري

(7)

، وعلي بن مسهر

(8)

، وأبان بن تغلب

(9)

فرووه (عن الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه.

سلك به أسباط الجادة ذلك أن أبا صالح مشهور بالرواية عن أبي هريرة.

قال الدارقطني في العلل (11/ 344) وسئل عن هذا الحديث فقال: يرويه الأعمش عن أبي صالح، واختلف عنه:

فرواه علي بن مسهر، وإسماعيل بن إبراهيم التيمي، وأبو معاوية، وجرير، والثوري، ومحمد بن عبيد، ويعلى بن عبيد عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي سعيد.

(1)

مسلم (2849)(40).

(2)

البخاري (4730).

(3)

مسلم (2849)(41).

(4)

الترمذي (3156).

(5)

النسائي في الكبرى (11316) وأحمد (3/ 9) مقروناً مع أبي معاوية، وهناد في الزهد (213).

(6)

عبد بن حميد في المنتخب (914) وهناد في الزهد (213).

(7)

الدارقطني في العلل (11/ 344) تعليقاً.

(8)

الدارقطني في العلل (11/ 344).

(9)

ابن النجار في ذيل تاريخ بغداد (16/ 215).

ص: 13

وكذلك قال أبو بدر شجاع بن الوليد عن الأعمش غير أنه لم يرفعه إلى النبي صلى الله عليه وسلم.

وخالفهم أسباط بن محمد فرواه عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة وكذلك رواه عاصم بن أبي النجود عن أبي صالح عن أبي هريرة، والصحيح حديث أبي سعيد الخدري.

ص: 14

‌إسحاق الأزرق

‌اسمه ونسبه:

إسحاق بن يوسف بن مرداس القرشي المخزومي، أبو محمد الواسطي المعروف بالأزرق.

روى عن: الأعمش، وابن عون، وسفيان الثوري، ومسعر، وشريك، وجماعة.

روى عنه: أحمد، ويحيى بن معين، وأبو بكر ابن أبي شيبة، ومحمد بن المثنى، وأبو خيثمة زهير بن حرب، وقتيبة، وجماعة.

وثقه أحمد وابن معين والعجلي ومحمد بن سعد، وقال أبو حاتم: صحيح الحديث صدوق لا بأس به.

قال الذهبي: كان حجة وفاقاً له قدم راسخ في التقوى، قيل: إنه مكث عشرين سنة لم يرفع رأسه إلى السماء، وكان من أعلم الناس بشريك.

توفي سنة 195 وكان مولده سنة 117.

قال ابن حجر: ثقة من التاسعة.

ص: 15

‌الحديث الأول

(1)

:

852 -

قال الإمام أبو عبد الرحمن النسائي في الكبرى (3241): أنبأ إبراهيم بن سعد قال: حدثنا إسحاق بن يوسف، عن سفيان، عن خالد، عن أبي المتوكل، عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه:

أن النبي صلى الله عليه وسلم رخص في الحجامة للصائم.

‌التعليق:

هذا إسناد رجاله كلهم ثقات رجال الشيخين، غير إبراهيم بن سعد من رجال مسلم، وثقه النسائي وأبو حاتم، وقال الخطيب: ثقة مكثراً ثبتاً صنّف المسند.

وأخرجه البزار (1012) كما في كشف الأستار، والترمذي في العلل الكبير (1/ 366) والطبراني في الأوسط (7797) والدارقطني (2/ 161) والبيهقي (4/ 439) من طريق إسحاق بن يوسف به.

هكذا قال إسحاق: (عن سفيان، عن خالد، عن أبي المتوكل، عن أبي سعيد، عن النبي صلى الله عليه وسلم.

(1)

رجال الإسناد:

إبراهيم بن سعيد الجوهري أبو إسحاق الطبري نزيل بغداد، ثقة حافظ تكلم فيه بلا حجة، من العاشرة، مات في حدود الخمسين، روى له مسلم.

خالد بن مهران، أبو المنازل البصري الحذاء، ثقة يرسل، أشار حماد بن زيد إلى أن حفظه تغير لما قدم من الشام وعاب عليه بعضهم دخوله في عمل السلطان، روى له البخاري ومسلم.

علي بن داود، ويقال: ابن دُؤاد أبو المتوكل الناجي البصري مشهور بكنيته، ثقة من الثالثة، مات سنة 108 وقيل قبل ذلك، روى له البخاري.

ص: 16

خالفه عبيد الله الأشجعي

(1)

فقال: (عن سفيان، عن خالد، عن أبي المتوكل، عن أبي سعيد موقوفاً ولم يرفعه).

وكذلك رواه عبد الله بن المبارك

(2)

عن خالد الحذاء.

وكذلك رواه قتادة

(3)

وحميد الطويل

(4)

عن أبي المتوكل عن أبي سعيد موقوفاً عليه.

قال الترمذي: سألت محمداً عن هذا الحديث فقال: حديث إسحاق الأزرق عن سفيان هو خطأ.

قال أبو عيسى: وحديث أبي المتوكل عن أبي سعيد موقوفاً أصح، هكذا روى قتادة وغير واحد

(5)

.

وقال أبو حاتم وأبو زرعة: وهم إسحاق في هذا الحديث

(6)

.

وقال البزار: لا نعلم أحداً رفعه إلا إسحاق عن الثوري.

وقال ابن خزيمة: إنما هو من قول أبي سعيد الخدري لا عن النبي صلى الله عليه وسلم

(7)

.

(1)

ابن خزيمة (1969) والدارقطني (2/ 162) والبيهقي (4/ 440).

(2)

النسائي (3241) و (3242) وابن خزيمة (1981).

(3)

البزار (1/ 476) كشف الأستار.

(4)

البزار (1013) كشف الأستار، والترمذي في العلل الكبير ص (2526).

(5)

العلل الكبير (125).

(6)

العلل لابن أبي حاتم (676).

(7)

عقب الحديث 1967.

ص: 17

‌الحديث الثاني

(1)

:

853 -

قال أبو عبد الرحمن النسائي في الكبرى (10503): أخبرنا عبد الرحمن بن إبراهيم، عن إسحاق بن يوسف، عن سفيان، عن حماد عن سعيد بن جبير عن ابن عباس رضي الله عنه:

أن رجلاً أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: إني أجد في نفسي الشيء لأن أكون حمماً أحب إليّ أن أتكلم به، فقال النبي صلى الله عليه وسلم:«الله أكبر الحمد للّه الذي ردّ كيده إلى الوسوسة» .

‌التعليق:

هذا إسناد رجاله كلهم ثقات رجال الشيخين غير حماد بن أبي سليمان من رجال مسلم، وهو في عمل اليوم والليلة له (667).

وأخرجه ابن أبي عاصم في السنة (658) عن دحيم به، وابن حبان في صحيحه (6188)

(2)

من طريق الحسن بن محمد الصباح عن إسحاق الأزرق به.

(1)

رجال الإسناد:

عبد الرحمن بن إبراهيم بن عمرو العثماني، مولاهم، الدمشقي، أبو سعيد لقبه دُحَيْم، ثقة حافظ متقن، من العاشرة، مات سنة 245 وله 75 سنة، روى له البخاري ومسلم.

سفيان الثوري: تقدم انظره في بابه.

حماد بن أبي سليمان، مسلم الأشعري مولاهم أبو إسماعيل الكوفي، فقيه صدوق له أوهام، من الخامسة، ورمي بالإرجاء، مات سنة 120 أو قبلها، روى له مسلم والبخاري في الأدب المفرد.

سعيد بن جبير: تقدم مراراً.

(2)

وظن المحقق الفاضل أن حماد هو ابن سلمة فوهم، والصحيح ما ذكرناه.

ص: 18

هكذا رواه إسحاق فقال: (عن سفيان، عن حماد، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس رضي الله عنه.

خالفه عبد الرحمن بن مهدي

(1)

، ووكيع

(2)

، وأبو داود الحفري

(3)

، وعبيد الله بن موسى

(4)

، وأبو أحمد الزبيري

(5)

.

فرووه (عن سفيان، عن منصور بن المعتمر، عن ذر بن عبد الله الهمداني، عن عبد الله بن شداد، عن ابن عباس رضي الله عنه به).

وكذلك رواه شعبة

(6)

، وجرير بن عبد الحميد

(7)

، وشيبان

(8)

عن (منصور، عن ذر، عن عبد الله بن شداد، عن ابن عباس) به بمثل رواية الجماعة عن سفيان.

وروى هذا الحديث كذلك الأعمش

(9)

، وقتادة

(10)

(عن ذر، عن عبد الله بن شداد، عن ابن عباس).

(1)

النسائي في الكبرى (10504) وفي عمل اليوم والليلة (668) والبيهقي في شعب الإيمان (335) وتحرف فيه عبد الرحمن بن مهدي إلى عبد الرزاق بن مهدي.

(2)

أحمد (1/ 235 رقم 2097).

(3)

المروزي في تعظيم قدر الصلاة (780).

(4)

عبد بن حميد في المنتخب (700).

(5)

الطحاوي في مشكل الآثار (2/ 252).

(6)

أحمد (1/ 340 رقم 3161) والطيالسي (2827) والمروزي (781) والطحاوي في شرح المشكل (2/ 251 - 252) والبيهقي في الشعب (3304).

(7)

أبو داود (5112) وابن حبان (147) والمروزي (779).

(8)

ابن مندة (345).

(9)

أحمد (1/ 340 رقم 3161) والمروزي (781) والبيهقي (334) من طريق شعبة (عن منصور وسليمان الأعمش عن ذر به).

(10)

البيهقي في شعب الإيمان (336).

ص: 19

قال أبو عبد الرحمن النسائي عقب الحديث (6/ 171): ما علمت أن أحداً تابع إسحاق على هذه الرواية، والصحيح ما رواه عبد الرحمن.

ص: 20

‌الحديث الثالث

(1)

:

854 -

قال البيهقي في السنن الكبرى (1/ 437): أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، أنبأنا أبو بكر ابن إسحاق، أنا محمد بن الفضل بن جابر أبو عبد الرحمن الأدرمي، ثنا إسحاق الأزرق عن سفيان، عن منصور، عن إبراهيم، عن الأسود، عن عائشة رضي الله عنها قالت:

(ما رأيت إنساناً كان أشد تعجيلاً بالظهر من رسول الله صلى الله عليه وسلم.

‌التعليق:

هذا إسناد رجاله كلهم ثقات.

هكذا قال إسحاق: (عن سفيان، عن منصور، عن إبراهيم، عن الأسود، عن عائشة).

(1)

رجال الإسناد:

أبو عبد الله الحافظ: محمد بن عبد الله بن محمد بن حمدويه بن نعيم بن الحكم أبو عبد الله الضبي الطهماني النيسابوري الحاكم الشافعي، المعروف بابن البيع، إمام أهل الحديث في عصره والعارف به، صاحب المستدرك وغيره، مات سنة 405.

أبو بكر ابن إسحاق: قال الذهبي: هو الإمام العلامة المفتي المحدّث شيخ الإسلام، أبو بكر أحمد بن إسحاق بن أيوب بن يزيد النيسابوري الشافعي المعروف بالصيفي، ولد سنة 258 وتوفي سنة 342. (السير 15/ 483).

محمد بن الفضل بن جابر بن شاذان أبو جعفر السقطي، وثقه الخطيب، وقال الدارقطني: صدوق، توفي سنة 288 في رمضان. (تاريخ بغداد 3/ 371).

سفيان الثوري: تقدم أول الكتاب.

منصور بن المعتمر بن عبد الله السلمي، أبو عتّاب، الكوفي، ثقة ثبت، وكان لا يدلس، من طبقة الأعمش، مات سنة 132، روى له البخاري ومسلم.

إبراهيم بن يزيد بن قيس بن الأسود النخعي، أبو عمران الكوفي الفقيه، ثقة إلا أنه يرسل كثيراً، مات سنة 96 وله نحو 50 سنة، روى له البخاري ومسلم.

ص: 21

خالفه وكيع

(1)

، وعبد الرزاق

(2)

، ويحيى بن سعيد القطان

(3)

، والحسين بن حفص

(4)

، وأبو حذيفة موسى بن مسعود

(5)

، ومؤمل بن إسماعيل

(6)

، وعبد الله بن الوليد العدني

(7)

، فقالوا:(عن سفيان، عن حكيم بن جبير، عن إبراهيم، عن الأسود، عن عائشة).

وكذلك رواه مفضل

(8)

، وإسرائيل

(9)

عن حكيم بن جبير.

وقد رواه إسحاق مرة أخرى فقال: (عن سفيان، عن حكيم بن جبير

(10)

فوافق الجماعة

(11)

.

قال عبد الله ابن الإمام أحمد: سألت أبي عن حديث إسحاق بن يوسف الأزرق عن سفيان، عن منصور عن إبراهيم عن الأسود، عن عائشة قالت: ما رأيت أحداً قط أشد تعجيلاً لصلاة الظهر من رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: الحديث حديث حكيم بن جبير ليس هذا من حديث منصور، وحدثناه الأزرق عن سفيان عن حكيم عن سعيد بن جبير عن عائشة، أخطأ لنا فيه، وقال مرة الأزرق: عن سفيان عن

(1)

الترمذي (155) وأحمد (6/ 135) وإسحاق (1489) وابن أبي شيبة (1/ 322).

(2)

في المصنف (2054).

(3)

ابن عدي في الكامل (2/ 675).

(4)

البيهقي (1/ 431).

(5)

الطحاوي (1/ 185).

(6)

الطحاوي (1/ 185).

(7)

الطوسي في مختصر الأحكام (843).

(8)

ابن مردويه في جزء أحاديث الشيخ (88).

(9)

أبو نعيم المروزي في كتاب الصلاة (1/ 244).

(10)

حكيم بن جبير الأسدي، وقيل: مولى ثقيف الكوفي، ضعيف رمي بالتشيع.

(11)

أحمد (6/ 216).

ص: 22

حكيم بن جبير، عن إبراهيم، عن الأسود، عن عائشة، وأنكر أبي أن يكون هذا من حديث منصور

(1)

.

وقال البيهقي عقب الحديث: «وهو وهم، والصواب رواية الجماعة. قاله ابن حنبل وغيره، وقد رواه إسحاق مرة على الصواب» .

وقد تقدم الحديث في باب وكيع ح (351).

‌علة الوهم:

ضعف إسحاق الأزرق في سفيان الثوري، قال أحمد: إسحاق الأزرق كثير الخطأ عن سفيان وكان الأزرق حافظاً إلا أنه كان يخطاء

(2)

.

‌أثر الوهم في الإسناد:

حكيم بن جبير ضعيف، تركه شعبة، قال أحمد: ضعيف الحديث مضطرب، وقال النسائي: ليس بالقوي، وقال يعقوب بن شيبة: ضعيف الحديث، وقال الدارقطني: متروك.

بخلاف منصور بن المعتمر فإنه ثقة ثبت، فحوّل إسحاق الأزرق الإسناد من ضعيف إلى إسناد على شرط الشيخين.

(1)

العلل ومعرفة الرجال (3/ 303) والأزرق من شيوخ أحمد، وقد وثقه كما في سؤالات أبي داود له (322/ 439).

(2)

العلل ومعرفة الرجال (2/ 34).

ص: 23

‌الحديث الرابع

(1)

:

855 -

قال الطبراني في المعجم الكبير (10/ 157): حدثنا علي بن عبد العزيز، ثنا أبو الأحوص محمد بن حبان البغوي، ثنا إسحاق الأزرق، عن سفيان، عن زبيد، عن أبي وائل، عن مسروق، عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال:

(سباب المسلم فسوق وقتاله كفر).

‌التعليق:

هذا إسناد رجاله كلهم ثقات رجال الصحيح غير علي بن عبد العزيز وهو حافظ ثقة.

ورواه الدارقطني في العلل (5/ 261) من طريق زياد بن أيوب والعلاء بن سالم والحسن بن الجنيد عن إسحاق الأزرق بهذا الإسناد.

(1)

رجال الإسناد:

علي بن عبد العزيز البغوي: نزيل مكة، أحد الحفاظ المكثرين مع علو الإسناد، مشهور، وهو في طبقة صغار شيوخ النسائي، مات بمكة سنة بضع وثمانين ومائتين.

أبو الأحوص محمد بن حبان البغوي، نزيل بغداد، ثقة، من العاشرة، مات سنة 227، روى له مسلم.

زبيد بن الحارث بن عبد الكريم بن عمرو بن كعب اليامي، أبو عبد الرحمن الكوفي، ثقة ثبت عابد، من السادسة، مات سنة 122، روى له البخاري ومسلم.

شقيق بن سلمة الأسدي، أبو وائل الكوفي، ثقة، من الثانية، مخضرم، مات في خلافة عمر بن عبد العزيز وله 100 سنة، روى له البخاري ومسلم.

مسروق بن الأجدع بن مالك الهمداني الوادعي، أبو عائشة الكوفي، ثقة فقيه عابد مخضرم، من الثانية، مات سنة 62، ويقال: 63، روى له البخاري ومسلم.

ص: 24

هكذا قال إسحاق: (عن سفيان، عن زبيد، عن أبي وائل، عن مسروق، عن عبد الله بن مسعود).

خالفه أصحاب سفيان فرووه عنه بدون ذكر مسروق في الإسناد، منهم:

عبد الرحمن بن مهدي

(1)

، ووكيع

(2)

، ومعاوية بن هشام

(3)

، ويزيد بن هارون

(4)

، ومحمد بن يوسف الفريابي

(5)

، وروح بن عبادة

(6)

، ومؤمل بن إسماعيل

(7)

، وعبيد الله بن موسى العبسي

(8)

، وقبيصة

(9)

.

فقالوا: (عن سفيان، عن زبيد، عن أبي وائل، عن عبد الله بن مسعود).

وكذلك رواه شعبة

(10)

ومحمد بن طلحة بن مصرف

(11)

عن زبيد عن أبي وائل عن عبد الله بن مسعود.

(1)

مسلم (116)(64).

(2)

الترمذي (1983) والنسائي (7/ 122) وفي الكبرى (3575).

(3)

النسائي (7/ 122) وفي الكبرى (3576) والدارقطني في العلل (5/ 261).

(4)

أبو نعيم في حلية الأولياء (5/ 34).

(5)

أبو عوانة (60) و (6172).

(6)

أبو عوانة (60) و (6172).

(7)

الطحاوي في شرح مشكل الآثار (2/ 313).

(8)

الطحاوي (2/ 313).

(9)

الدارقطني في العلل (5/ 261).

(10)

البخاري (48) ومسلم (64)(117).

(11)

مسلم (64).

ص: 25

والأعمش

(1)

ومنصور بن المعتمر

(2)

عن أبي وائل عن عبد الله بن مسعود، لم يذكروا مسروقاً في الإسناد.

بل جاء ما يؤكد أن أبا وائل سمعه من ابن مسعود دون واسطة.

قال زبيد: قلت لأبي وائل: أنت سمعته من عبد الله؟ قال: نعم

(3)

.

قال أبو حاتم: لا أعلم أحداً أدخل بين شقيق وعبد الله مسروق غير إسحاق الأزرق

(4)

.

وقال أبو نعيم: وخالف إسحاق الأزرق أصحاب الثوري فرواه عن زبيد، عن أبي وائل، عن مسروق عن عبد الله

(5)

.

وقال الدارقطني: «حدّث به إسحاق الأزرق عن زبيد عن أبي وائل عن مسروق عن عبد الله وخالفه أصحاب الثوري فرووه عن الثوري عن زبيد عن أبي وائل عن عبد الله ليس فيه مسروق.

كذلك رواه أصحاب زبيد عن زبيد.

والصحيح قول مَنْ لم يذكر فيه مسروقاً.

وكذلك رواه الأعمش ومنصور عن أبي وائل عن عبد الله»

(6)

.

(1)

البخاري (7076) ومسلم (64)(117).

(2)

البخاري (6044) ومسلم (64).

(3)

الترمذي (1983) والنسائي (7/ 122).

(4)

العلل لابن أبي حاتم (2777).

(5)

الحلية (5/ 34).

(6)

العلل (5/ 259 - 260).

ص: 26

‌أسود بن عامر

‌اسمه ونسبه:

أسود بن عامر شاذان، أبو عبد الرحمن الشامي.

روى عن: شعبة، والثوري، وحماد بن سلمة، وحماد بن زيد، وجرير بن حازم.

روى عنه: أحمد بن حنبل، وابنا أبي شيبة، وعلي بن المديني، وأبو كريب، وجماعة.

قال ابن المديني: ثقة.

وقال أبو حاتم: صدوق صالح.

وقال ابن سعد: صالح الحديث، مات سنة 208.

وقال ابن معين: لا بأس به.

قال ابن حجر: ثقة، من التاسعة.

روى له البخاري ثلاثة أحاديث اثنان منها عن شعبة والثالث عن عبد العزيز بن أبي سلمة الماجشون كلها من حديثه عن محمد بن حاتم بن بزيع عنه وهي (478، 3494، 3942) وعلق له حديثاً عن

ص: 27

إسرائيل (4646). وروى له مسلم ثلاثة أحاديث اثنان عن شعبة والثالث عن حماد بن سلمة (2122، 2363، 2779).

ص: 28

‌الحديث

(1)

:

856 -

قال أبو عبد الرحمن النسائي رحمه الله (7/ 79): أخبرنا محمد بن عبد الله بن المبارك قال: حدثنا الأسود بن عامر، قال: حدثنا إسرائيل، عن سماك، عن النعمان بن بشير رضي الله عنه قال:

كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم فجاء رجل فساره فقال: «اقتلوه» ثم قال: «أيشهد أن لا إله إلا الله؟» قال: نعم، ولكنما يقولها متعوذاً، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:«لا تقتلوه فإنما أُمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا: لا إله إلا الله فإذا قالوها عصموا مني دماءهم إلا بحقها، وحسابهم على الله» .

‌التعليق:

هذا إسناد رجاله كلهم ثقات رجال الصحيح.

وأخرجه النسائي في الكبرى (3441) والبزار في مسنده (3227) عن محمد بن عبد الله بن المبارك به.

وقد وهم الأسود بن عامر على إسرائيل في هذا الإسناد فقال: (عن إسرائيل، عن سماك، عن النعمان بن بشير).

(1)

رجال الإسناد:

محمد بن عبد الله بن المبارك المخرمي، أبو جعفر البغدادي، ثقة حافظ من الحادية عشرة، مات سنة بضع وخمسين بعد المائتين روى له البخاري.

إسرائيل بن يونس بن أبي إسحاق السبيعي الهمداني، أبو يوسف الكوفي، ثقة تكلم فيه بلا حجة، من السابعة، مات سنة 160 وقيل بعدها، روى له البخاري ومسلم.

سماك بن حرب بن أوس بن خالد الذهلي البكري الكوفي أبو المغيرة، صدوق وروايته عن عكرمة خاصة مضطربة، وقد تغير بأخرة، فكان ربما تلقن، من الرابعة، مات سنة 123، روى له مسلم والبخاري تعليقاً.

ص: 29

خالفه عبيد الله بن موسى

(1)

، وعبد الرزاق

(2)

فرووه عن (إسرائيل عن سماك، عن النعمان بن سالم، عن رجل حدثه).

وهذا الرجل المبهم هنا هو أوس بن أبي أوس كما سيأتي.

وقد روى هذا الحديث غير واحد من الثقات عن سماك فقالوا: عن النعمان بن سالم كذلك.

رواه زهير بن معاوية

(3)

، وأبو عوانة الوضاح بن عبد الله

(4)

، وحاتم بن أبي صغيرة

(5)

هؤلاء الثلاثة رووه عن سماك عن النعمان بن سالم، عن أوس.

ورواه شعبة

(6)

، عن النعمان بن سالم عن أوس.

ورواه كذلك حاتم بن أبي صغيرة

(7)

عن النعمان بن سالم عن عمرو بن أوس عن أبيه أوس

(8)

.

(1)

النسائي (7/ 80) وفي الكبرى (3442).

(2)

في مصنفه (18689).

(3)

النسائي (7/ 80) وفي الكبرى (3443) والطبراني في الكبير (593).

(4)

أبو يعلى (6862) والطبراني في الكبير (594).

(5)

الطبراني في الكبير (595) هكذا هنا رواه عن سماك عن النعمان، وستأتي روايته عن النعمان دون ذكر سماك.

(6)

النسائي (7/ 80) وفي الكبرى (3444) وأحمد (4/ 8) والطيالسي (1206) ط. التركي، والدارمي (2490) والطبراني في الكبير (592).

(7)

النسائي (7/ 81) وفي الكبرى (3445) وابن ماجه (3929) وابن أبي شيبة (8/ 743) وأحمد (4/ 8 - 9) رقم (16163، 16164).

(8)

قال الألباني في الصحيحة (1/ 152 ح 410) بعد أن صحح الحديث على شرط مسلم، والظاهر أن النعمان رواه أولاً هكذا عن عمرو بن أوس ثم رواه عن أوس مباشرة بدون واسطة).

ص: 30

قال النسائي في الكبرى (2/ 283 عقب الحديث): (حديث الأسود بن عامر هذا خطأ، والصواب الذي بعده)

(1)

.

وقال البزار (8/ 193): (وهذا الحديث إنما رواه سماك عن النعمان بن سالم، عن عمرو بن أوس، عن أبيه، وقالوا: عن سماك، عن النعمان بن سالم، عن أوس بن أبي أوس، وأحسب أسود بن عامر أوهم في إسناده).

قال ابن أبي حاتم في العلل (1939): سألت أبي عن حديث رواه شعبة، وسماك بن حرب، وحاتم بن أبي صغيرة.

قال شعبة: عن النعمان بن سالم قال: سمعت أوس بن أبي أوس.

وقال سماك بن حرب: عن النعمان بن سالم، عن أوس.

وقال حاتم: عن النعمان، عن عمرو بن أوس، عن أبيه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «أوحي إليّ أن أقاتل الناس حتى يقولوا: لا إله إلا الله

» الحديث.

قال أبي: وشعبة أحفظ القوم

(2)

.

‌الخلاصة:

الحديث صحيح من حديث أوس بن أبي أوس، وهو والد

(1)

يريد حديث عبيد الله بن موسى عن إسرائيل.

(2)

وحديث الباب صححه الألباني رحمه الله في الصحيحة (1/ 152) من حديث النعمان بن بشير لظاهر الإسناد.

ص: 31

عمرو بن أوس وجد عثمان بن عبد الله بن أوس، وقد وهم الأسود بن عامر فظن أن الحديث من مسند النعمان بن بشير، وإنما هو من حديث النعمان بن سالم عن أوس ولعله شبِّه عليه لورود النعمان في هذا السند، والله أعلم.

ص: 32

‌بهز بن أسد

‌اسمه ونسبه:

بهز بن أسد العمي، أبو الأسود البصري، أخو معلى بن أسد.

روى عن: شعبة، وأبان بن يزيد، وجرير بن حازم، وحماد بن سلمة، وهمام، ووهيب، وجماعة.

روى عنه: أحمد بن حنبل، ومحمد بن بشار، وقتيبة، وعبد الرحمن بن بشر، وجماعة.

قال أبو حاتم: إمام صدوق ثقة.

وقال العجلي: ثقة ثبت في الحديث رجل صالح صاحب سنّة وهو أثبت الناس في حماد بن سلمة.

وقال يحيى بن معين والنسائي: ثقة.

وقال أحمد بن حنبل: إليه المنتهى في التثبت.

وقال عبد الرحمن بن بشر بن الحكم: سألت يحيى بن سعيد يوماً عن حديث فحدثني به ثم قال لي: أراك تسألني عن شعبة كثيراً،

ص: 33

فعليك ببهز بن أسد فإنه صدوق ثقة فاسمع منه كتاب شعبة، ولم أكن عرفت بهزاً حينئذ.

توفي سنة 198.

قال ابن حجر: ثقة ثبت، من التاسعة.

روى له البخاري ستة أحاديث منها حديثان تعليقاً كلها عن شعبة غير حديث واحد عن همام تعليقاً وهي: (273، 632، 1332، 2002، 3575، 5637) ط البغا، ومسلم نحو (65) حديثاً.

ص: 34

‌الحديث

(1)

:

857 -

قال الإمام أحمد (1/ 213 ح 1829): حدثنا بهز ثنا همّام ثنا قتادة حدثني عزرة عن الشعبي أن الفضل حدثه أنه كان رديف النبي صلى الله عليه وسلم من عرفة فلم تَرفع راحلته رِجلها غادية حتى بلغ جمعاً قال:

وحدثني الشعبي أن أسامة حدثه أنه كان رديف النبي صلى الله عليه وسلم من جَمْعٍ فلم تَرفع راحلته رِجلها غادية حتى رمى الجمرة.

‌التعليق:

هذا إسناد رجاله كلهم ثقات رجال الشيخين غير عزرة من رجال مسلم.

وفيه علتان في إسناده ومتنه.

أما في الإسناد: فالتصريح بسماع الشعبي من الفضل ومن أسامة.

فقد أنكر ذلك يحيى بن معين وأحمد بن حنبل وعلي بن المديني وأبو حاتم.

والوهم فيه من همام إذ تابع بهز عبد الصمد بن عبد الوارث وعفان بن مسلم وأبو داود الطيالسي ومعاذ بن هشام وغيرهم، وقد تقدم في باب همام، ح (716).

(1)

رجال الإسناد:

همام: تقدم.

قتادة: تقدم، انظر ترجمته في بابه.

عزرة بن عبد الرحمن بن زرارة الخزاعي الكوفي، الأعور، ثقة، من السادسة، روى له مسلم.

عامر بن شراحيل الشعبي، ثقة مشهور فقيه فاضل، من الثالثة، مات بعد المائة وله نحو 80 سنة، روى له البخاري ومسلم.

ص: 35

أما في المتن: فقول بهز: إن الفضل كان رديف النبي صلى الله عليه وسلم من عرفة إلى جمع (مزدلفة).

وأن أسامة كان رديف النبي صلى الله عليه وسلم من مزدلفة حتى مِنى.

خالفه جماعة فرووه عن همام بهذا الإسناد فقالوا: إن أسامة كان رديف النبي صلى الله عليه وسلم من عرفات إلى مزدلفة، وأن الفضل بن العباس كان رديف النبي صلى الله عليه وسلم من مزدلفة إلى مِنى، منهم:

أبو داود الطيالسي

(1)

، وعفان بن مسلم

(2)

، وهدبة بن خالد

(3)

، وعبد الصمد بن عبد الوارث

(4)

، وعاصم بن علي

(5)

، وعبد الله بن يزيد المقراء

(6)

، والعباس بن الفضل الأزرق

(7)

.

وهذا هو المحفوظ من حديث الفضل بن العباس وأسامة بن زيد، وابن عباس من طرق عنهم، وكذلك جاء في حديث جابر الطويل في حجة النبي صلى الله عليه وسلم، وفي حديث علي بن أبي طالب رضي الله عنهم أجمعين، وقد استوفيناه في باب جرير بن عبد الحميد فانظره لزاماً.

وقد تابع بهزاً في هذا الوهم جرير بن عبد الحميد، في حديثهما

(1)

في مسنده (670) ط. التركي (635).

(2)

البيهقي (5/ 127).

(3)

أبو يعلى (6721) والطبراني في الكبير (462)(764).

(4)

أحمد (5/ 206).

(5)

الطبراني (764) وأبو نعيم في الحلية (4/ 332).

(6)

البيهقي (5/ 127).

(7)

أبو نعيم في الحلية (4/ 332).

ص: 36

عن الأعمش عن الحكم عن مقسم عن ابن عباس، وهمام ومعاذ بن هشام

(1)

في حديثهما عن همام.

قال الإمام البخاري في تاريخه بعد أن أورد حديث حفص تعليقاً:

المستفيض عن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم أردف أسامة من عرفة إلى جمع وكذلك قال أسامة: أردفني النبي صلى الله عليه وسلم فقلت: الصلاة، وقال: الصلاة أمامك، ثم أردف الفضل من جمع إلى منى

(2)

.

(1)

حديث جرير (867) حديث همام (716)، حديث معاذ (1002).

(2)

التاريخ الأوسط (1/ 295).

ص: 37

‌جرير بن عبد الحميد

(1)

‌اسمه ونسبه:

جرير بن عبد الحميد بن قرط الضبي، أبو عبد الله الرازي القاضي.

ولد بأصبهان ونشأ بالكوفة، ونزل الري ونشر بها العلم.

ولد سنة 110 سنة مات الحسن، وقيل: سنة 107 وهي السنة التي ولد فيها سفيان.

حدّث عن: عبد الملك بن عمير، ومغيرة، وعاصم الأحول، وسليمان التيمي، وهشام بن عروة، ومحمد بن سعيد الأنصاري، والأعمش، وإسماعيل بن أبي خالد وخلق من التابعين.

روى عنه: عبد الله بن المبارك، وأحمد بن حنبل، ويحيى بن معين، وعلي بن المديني، وإسحاق بن راهويه، وأبو بكر ابن أبي شيبة، وخلق كثير.

(1)

مصادر الترجمة:

الطبقات الكبرى لابن سعد (7/ 381) وتاريخ بغداد (7/ 262) وتاريخ ابن معين (2/ 81) والجرح والتعديل (1/ 1/ 55 - 57) وسير أعلام النبلاء (9/ 9) وتهذيب الكمال (ت 292).

ص: 38

‌ثناء أهل العلم:

قال ابن عمار: حجة كانت كتبه صحاحاً.

وقال العجلي: كوفي ثقة.

وقال أبو زرعة: صدوق من أهل العلم.

قال أبو حاتم: ثقة.

وقال ابن خراش: صدوق.

وقال النسائي: ثقة.

قال ابن سعد: كان ثقة كثير العلم يرحل إليه.

وقال قتيبة: ثنا جرير الحافظ المقدم، لكني سمعته يشتم معاوية علانية.

أجاب المعلمي عن هذا بقوله: لم يبين ما هو الشتم ولم يضره ذلك في روايته بل أجمعوا على توثيقه كما رأيت واحتج به صاحبا الصحيحين وبقية الستة والناس.

قيل ليحيى بن معين: كان يدلس؟ قال: ليته يحسن يحدث ما عنده لم يكن يحسن يدلس

وجرير صدوق ثقة.

وقال أبو خيثمة: لم يكن يدلس.

وقال عبد الله بن أحمد عن أبيه: لم يكن جرير الرازي الذكي في الحديث.

وسبب هذا القول هو ما قاله جرير بن عبد الحميد وذكر أحاديث عاصم الأحول فقال: اختلطت عليّ فلم أفصل بينها وبين أحاديث

ص: 39

أشعث حتى قدم علينا بهز هو ابن أسد فخلصها فحدثت بها.

وبيّن الذهبي سبب اختلاط أحاديث أشعث وعاصم على جرير بقوله: كانوا لا يكتبون على النسخة طبقة سماع ولا اسم الشيخ فكتب جرير عن هذا كتاباً وعن هذا كتاباً، وفاته أن يرقم على كل كتاب اسم مَنْ كتبه عنه وطال العهد فاشتبه عليه.

مات جرير سنة 188 وله نحو 78 سنة.

قال ابن حجر: ثقة صحيح الكتاب، قيل: كان في آخر عمره يهم من حفظه.

ص: 40

‌الحديث الأول

(1)

:

858 -

قال الإمام مسلم رحمه الله (1/ 228 ح 273): حدثنا يحيى بن يحيى قال: أخبرنا جرير عن منصور عن أبي وائل قال:

كان أبو موسى يشدّد في البول ويبول في قارورة ويقول: إن بني إسرائيل كان إذا أصاب جلد أحدهم بول قرضه بالمقاريض، فقال حذيفة: لوددت أن صاحبكم لا يشدد هذا التشديد فلقد رأيتني أنا ورسول الله صلى الله عليه وسلم نتماشى فأتى سباطة قوم خلف حائط فقام كما يقوم أحدكم فبال فانتبذت منه فأشار إليّ فجئت فقمت عند عقبه حتى فرغ.

‌التعليق:

هذا إسناد رجاله كلهم ثقات رجال الشيخين.

وأخرجه أبو نعيم في المستخرج على مسلم (626) من طريق زهير بن حرب، وابن حبان (1429) من طريق زهير به.

ورواه الروياني في مسنده (259) عن ابن حميد عن جرير فقال: (إذا أصابهم البول قرضه بالمقراض) ورواه أحمد (5/ 282) عن جرير فقال: (قرض مكانه).

(1)

رجال الإسناد:

يحيى بن يحيى بن بكر بن عبد الرحمن التميمي النيسابوري، ثقة ثبت إمام، من العاشرة، مات سنة 226 على الصحيح، روى له البخاري ومسلم.

منصور بن المعتمر: تقدم.

شقيق بن سلمة: تقدم.

أبو موسى الأشعري: صحابي مشهور.

حذيفة بن اليمان: صحابي مشهور.

ص: 41

هكذا قال جرير عن منصور عن أبي وائل عن أبي موسى: (إن بني إسرائيل كان إذا أصاب جلد أحدهم).

خالفه شعبة

(1)

فرواه عن منصور بهذا الإسناد فقال: (إن بني إسرائيل كان إذا أصاب ثوب أحدهم

).

وروى البخاري

(2)

عن عثمان بن أبي شيبة عن جرير عن منصور عن أبي وائل عن حذيفة قال: رأيتني أنا والنبي صلى الله عليه وسلم نتماشى فأتى سباطة قوم خلف حائط فقام كما يقوم أحدكم فبال ..

فكأنه حذف أول الحديث لأن جريراً كان يقول: (جلد أحدهم) والله أعلم.

وقال أبو داود

(3)

: «قال منصور عن أبي وائل عن أبي موسى في هذا الحديث قال: جلد أحدهم» .

وقال عاصم عن أبي وائل عن أبي موسى عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «جسد أحدهم» .

قال الحافظ: «وقع في مسلم جلد أحدهم قال القرطبي: مراده بالجلد الجلود التي كانوا يلبسونها، وحمله بعضهم على ظاهره وزعم أنه من الإصر الذي حملوه، ويؤيده رواية أبي داود ففيها: كان إذا أصاب جسد أحدهم، لكن رواية البخاري صريحة في الثياب فلعل بعضهم رواه بالمعنى»

(4)

.

(1)

البخاري (226).

(2)

البخاري (225).

(3)

في سننه عقب حديث عبد الرحمن بن حسنة (22).

(4)

فتح الباري (1/ 330).

ص: 42

روى عبد الرحمن بن حسنة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «ألم تعلموا ما لقي صاحب بني إسرائيل كانوا إذا أصابهم البول قطعوا ما أصابه البول منهم فنهاهم فعذب في قبره»

(1)

.

وفي رواية: «إذا أصابهم بول قرضوه» وفي رواية: «إذا أصابهم شيء من البول قرضوه بالمقاريض» .

ولم يذكر ثوب أو جلد، وذكره الطحاوي في شرح المشكل فحمله على البدن ثم قال: فقال قائل: ما وجه ما عذِّب عليه هذا الذي نهى مَنْ نهاه من بني إسرائيل عن قطع جلده بالمقراض حتى عذِّب من أجل ذلك في قبره وقطع جلود بني آدم بالمقاريض معصية فكان جوابنا له في ذلك أنه قد يحتمل أن يكون كان من شريعة بني إسرائيل في الأبوال إذا أصابت أبدانهم أن يقطعوها بالمقاريض فنهاهم ذلك الرجل عن ذلك فكان بنهيه إياهم عنه آمراً لهم بترك شريعتهم فكان ذلك من أعظم المعاصي فعذب على ذلك في قبره والله أعلم»

(2)

.

‌الخلاصة:

اختلف شعبة وجرير على منصور في هذا الحديث فقال شعبة: (ثوب أحدهم) وقال جرير: (جلد أحدهم) وشعبة هو شعبة.

وقد روى الإمام البخاري حديث جرير هذا إلا أنه حذف أوله، أظنه للوهم الذي فيه وهو قوله جلد أحدهم، والله تعالى أعلم.

(1)

أبو داود (22) والنسائي (1/ 27) وفي الكبرى (26) وابن ماجه (346) والحميدي (882) وأحمد (4/ 196) والطحاوي (5207) وأبو يعلى (932) وابن الجارود (131) وابن حبان (3127) وابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني (2582) وابن قانع في معجم الصحابة (2/ 162).

(2)

شرح مشكل الآثار (13/ 203).

ص: 43

‌الحديث الثاني

(1)

:

859 -

قال أبو داود رحمه الله (433): حدثنا محمد بن قُدامة بن أعْيَن ثنا جرير عن منصور عن هلال بن يساف عن أبي المثنى عن ابن أخت عبادة بن الصامت عن عُبادة بن الصامت ح وثنا محمد بن سليمان الأنباري ثنا وكيع عن سفيان المَعْنَى عن منصور عن هلال بن يساف عن أبي المُثَنَّى الحمصي عن أبي أُبَيّ ابن امرأة عُبادة بن الصامت عن عُبادة بن الصامت قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

«إنها ستكون عليكم بعدي أمراء تَشغلهم أشياء عن الصلاة لوقتها حتى يذهب وقتها فصلُّوا الصلاة لوقتها» فقال رجل: يا رسول الله أُصلي معهم؟ قال: «نعم إن شئت» وقال سفيان: إن أدركتُها معهم أأصلي معهم؟ قال: «نعم إن شئت» .

‌التعليق:

هذا إسناد رجاله ثقات غير ابن أخت عبادة وهو وهم.

وقال الألباني رحمه الله: إسناده صحيح

(2)

. ولعله يقصد الإسناد الثاني.

(1)

رجال الإسناد:

محمد بن قدامة بن أعين الهاشمي مولاهم المصيصي، ثقة من العاشرة، مات سنة 250 تقريباً، روى له أبو داود والنسائي وابن ماجه.

منصور بن المعتمر: تقدم.

هلال بن يساف الأشجعي مولاهم الكوفي، ثقة من الثالثة.

ضمضم أبو المثنى الأملوكي الحمصي، وثقه العجلي، من الرابعة، روى له أبو داود وابن ماجه.

ابن أخت عبادة بن الصامت: ليس له ترجمة (مجهول).

(2)

صحيح سنن أبي داود (2/ 320).

ص: 44

وأخرجه محمد بن نصر المروزي في تعظيم قدر الصلاة (1018) عن إسحاق بن راهويه عن جرير به.

هكذا قال جرير: (عن منصور، عن هلال، عن أبي المثنى، عن ابن أخت عبادة بن الصامت، عن عبادة، عن النبي صلى الله عليه وسلم.

وهم في هذا الإسناد في موضعين:

الأول: في قوله: (ابن أخت عبادة بن الصامت) إنما هو (أبو أبي) ابن امرأة عبادة بن الصامت واسمها أم حرام.

هكذا رواه عن منصور كلٌّ من:

سفيان الثوري

(1)

، وشعبة

(2)

، وسفيان بن عيينة

(3)

، وشيبان بن عبد الرحمن

(4)

، وشريك

(5)

.

الثاني: جعله الحديث من مسند عبادة بن الصامت والصحيح أنه من رواية أبي أُبيّ

(6)

عن النبي صلى الله عليه وسلم ليس بينهما واسطة.

(1)

أبو داود (433) وأحمد (5/ 315) وعبد الرزاق (3782) وابن سعد في الطبقات الكبرى (7/ 402) والضياء في المختارة (381) والشاشي (1201) والبخاري في الكنى (1/ 7) ومحمد بن نصر المروزي في تعظيم قدر الصلاة (1019) وابن عبد البر في الاستذكار (1/ 79) والمزي في تهذيب الكمال (13/ 331).

(2)

أحمد (5/ 314)(5/ 315) والمروزي (1021) والضياء في المختارة (383).

(3)

ابن ماجه (1257).

(4)

الدولابي في الكنى والأسماء (1/ 43).

(5)

المروزي في تعظيم قدر الصلاة (1020).

(6)

أبو أبي ابن أم حرام اسمه عبد الله بن عمرو، وقيل: ابن كعب الأنصاري صحابي صلّى القبلتين نزل بيت المقدس وهو آخر مَنْ مات من الصحابة بها، وأمه أم حرام بنت ملحان امرأة عبادة بن الصامت.

ص: 45

وقد جاء التصريح بسماعه الحديث من النبي صلى الله عليه وسلم في رواية شيبان.

وقد رواه عن منصور هكذا:

شعبة، وشيبان، وشريك

(1)

، وسفيان الثوري في رواية جماعة من أصحابه، منهم: عبد الله بن المبارك.

وقال الإمام أحمد عقب رواية ابن المبارك عن سفيان: وهذا هو الصواب

(2)

.

أما قوله: نعم إن شئت، فالصواب هو قوله:(نعم) وانظره في باب وكيع، ح (349).

(1)

تقدم تخريج أحاديثهم.

(2)

المسند (5/ 315).

ص: 46

‌الحديث الثالث

(1)

:

860 -

قال أبو عبد الرحمن النسائي رحمه الله (3/ 104): أخبرنا إسحاق بن إبراهيم قال: أنبأنا جرير، عن منصور، عن أبي معشر زياد بن كليب، عن إبراهيم، عن علقمة، عن القرثع الضبي وكان من القراء الأولين عن سلمان رضي الله عنه قال: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم:

«ما من رجل يتطهر يوم الجمعة كما أمر ثم يخرج من بيته حتى يأتي الجمعة وينصت حتى يقضي صلاته إلا كان كفارة لما قبله من الجمعة» .

‌التعليق:

هذا إسناد رجاله كلهم ثقات رجال الصحيح غير قرثع الضبي.

قال العجلي: كوفي تابعي ثقة، وقال الخطيب: كان مخضرماً أدرك الجاهلية والإسلام وقتل في خلافة عثمان شهيداً.

(1)

رجال الإسناد:

إسحاق بن إبراهيم بن مخلد الحنظلي، أبو محمد ابن راهويه المروزي، ثقة حافظ مجتهد، قرين أحمد بن حنبل

، مات سنة 238 وله 72 سنة، روى له البخاري ومسلم.

منصور بن المعتمر: تقدم انظره في بابه.

زياد بن كُليب الحنظلي: أبو معشر الكوفي، ثقة، من السادسة، مات سنة 119 أو 120، روى له مسلم.

إبراهيم بن يزيد بن قيس بن الأسود النخعي، أبو عمران الكوفي الفقيه، ثقة إلا أنه يرسل كثيراً، من الخامسة، مات سنة 96، روى له البخاري ومسلم.

علقمة بن قيس بن عبد الله النخعي الكوفي، ثقة ثبت فقيه عابد، من الثانية، مات بعد سنة 60 وقيل بعد سنة 70، روى له البخاري ومسلم.

قَرْثَع الضبي الكوفي، صدوق، من الثانية، مخضرم، قتل في زمن عثمان رضي الله عنه، قاله الخطيب، روى له أبو داود والنسائي وابن ماجه.

ص: 47

والحديث أخرجه كذلك النسائي في الكبرى (1664) من طريق إسحاق بن إبراهيم، والبزار (2526) وابن خزيمة (1732) من طريق يوسف بن موسى، والطبراني في الكبير (6091) من طريق عثمان بن أبي شيبة، والحاكم في المستدرك (1/ 412 رقم 1028) من طريق الربيع الزهراني ويحيى بن المغيرة، وابن الأثير في أسد الغابة (2/ 492) من طريق محمد بن الصباح كلهم عن جرير به.

وقد وهم جرير في هذا الإسناد فقال: عن (منصور)، وقد رواه جماعة بهذا الإسناد فقالوا: عن المغيرة عن أبي معشر به، منهم:

هشيم

(1)

، وأبو عوانة

(2)

، أبو كدينة

(3)

، وعلي بن عاصم الواسطي

(4)

، وعمر بن عبيد الطنافسي

(5)

، وخالد بن عبد الله المزني

(6)

، وأبو إسحاق الفزاري

(7)

.

وكذلك رواه جرير عن مغيرة.

قال ابن أبي حاتم في العلل (603): سألت أبي عن حديث رواه محمد بن عيسى الطباع عن جرير، عن منصور، عن أبي معشر، عن إبراهيم، عن علقمة، عن القرثع، عن سلمان، عن النبي صلى الله عليه وسلم (فذكر الحديث).

(1)

أحمد (5/ 439).

(2)

أحمد (5/ 440) والنسائي في الكبرى (1665، 1725) والطحاوي في شرح معاني الآثار (1/ 368) وفي شرح المشكل (3828) والطبراني في الكبير (6089) والخطيب في الموضح لأوهام الجمع والتفريق (1/ 167) والبزار (2525) والفسوي في المعرفة والتاريخ (1/ 147) ط. دار الكتب العلمية، والبيهقي في شعب الإيمان (2984).

(3)

الطبراني في الكبير (6090) وابن عبد البر في التمهيد.

(4)

ذكرهم الخطيب في الموضح لأوهام الجمع والتفريق.

(5)

ذكرهم الخطيب في الموضح لأوهام الجمع والتفريق.

(6)

ذكرهم الخطيب في الموضح لأوهام الجمع والتفريق.

(7)

ذكرهم الخطيب في الموضح لأوهام الجمع والتفريق.

ص: 48

فقال أبي: رواه جرير بالري عن مغيرة، ويشبه أن يكون حدّث بالعراق من حفظه هكذا، والحديث معروف من حديث مغيرة.

قلت: فأيهما أشبه؟

قال: المغيرة.

‌علة الوهم:

حدّث جرير في غير مصره فقال: (عن منصور) وكان قد حدّث في بلده فقال: (عن المغيرة) والغالب أنه حدّث به من حفظه كما رجح أبو حاتم، وفي تحديثه من غير كتابه كلام كما في ترجمته، والله أعلم.

ص: 49

‌الحديث الرابع

(1)

:

861 -

قال الإمام أبو عبد الرحمن النسائي رحمه الله (8/ 272): أخبرنا إسحاق بن إبراهيم قال: حدثنا جرير عن عاصم، عن عبد الله بن سرجس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم:

كان إذا سافر قال: «اللهم إني أعوذ بك من وَعْثاء السفر وكآبة المنقلب والحَوْرِ بعد الكَوْرِ ودعوة المظلوم وسوء المنظر في الأهل والمال والولد» .

‌التعليق:

هذا إسناد رجاله كلهم ثقات رجال الشيخين، وأخرجه في الكبرى (7936) بهذا الإسناد.

وأخرجه أبو نعيم في المستخرج (3128) من طريق عبد الله بن محمد بن شيرويه، وفي الحلية (3/ 122) من طريق أحمد بن محمد بن الحسين كلاهما عن إسحاق بن إبراهيم به، ولم يقولا:(الولد)، ورواية أبي نعيم قرن فيها أبا معاوية وحماد بن زيد وحفص بن غياث مع جرير وساقهم بلفظ واحد.

(1)

رجال الإسناد:

إسحاق بن إبراهيم بن راهويه: ثقة حافظ مجتهد. انظر ترجمته في بابه.

عاصم بن سليمان الأحول، أبو عبد الرحمن البصري، ثقة من الرابعة، لم يتكلم فيه إلا القطان كأنه بسبب دخوله في الولاية، مات بعد سنة 140، روى له البخاري ومسلم.

عبد الله بن سرجس المزني حليف بني مخزوم، صحابي سكن البصرة، روى له مسلم.

ص: 50

هكذا رواه جرير عن عاصم، عن عبد الله بن سرجس عن النبي صلى الله عليه وسلم وفيه:(سوء المنظر في الأهل والمال والولد).

خالفه إسماعيل بن علية

(1)

، وأبو معاوية محمد بن خازم

(2)

، وعبد الواحد بن زياد

(3)

، وحماد بن زيد

(4)

، وحفص بن غياث

(5)

، وثابت بن يزيد

(6)

، وشعبة

(7)

، ومعمر

(8)

، وعبد الرحيم بن سليمان

(9)

، ويزيد بن هارون

(10)

، ومحمد بن فضيل

(11)

، وعبد الرحمنبن محمد المحاربي

(12)

، ومروان بن معاوية الفزاري

(13)

هؤلاء كلهم رووه عن عاصم عن عبد الله بن سرجس عن النبي صلى الله عليه وسلم وفيه: (سوء المنظر في الأهل والمال) ولم يقولوا: الولد.

وروي من وجوه أخرى كلها ليس فيها: (الولد) منها الحديث

(1)

مسلم (1343).

(2)

مسلم (1343) وعبد بن حميد (511) وابن ماجه (3888).

(3)

مسلم (1343) والبيهقي في الدعوات الكبير (398).

(4)

النسائي في الكبرى (8801) و (10333) وأحمد (5/ 83) وأبو نعيم في مستخرجه على مسلم (3128) والطبراني في الدعاء (814) والبيهقي (397) وابن عبد البر (24/ 353).

(5)

أبو نعيم (3128).

(6)

أبو نعيم (3128).

(7)

النسائي (8/ 272) وفي الكبرى (7935) والطيالسي (1180) وأحمد (5/ 82) والدارمي (2672).

(8)

عبد الرزاق (20927) وأحمد (5/ 82) والطبراني في الدعاء (813).

(9)

ابن ماجه (3888) وابن أبي شيبة (29607).

(10)

أحمد (5/ 82) وعبد بن حميد (510).

(11)

في الدعاء لابن فضل (27).

(12)

ابن جرير في تهذيب الآثار (3/ 58 مسند علي).

(13)

ابن عبد البر في التمهيد (24/ 354).

ص: 51

المشهور في السفر عن ابن عمر رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا استوى على بعيره خارجاً إلى سفر كبّر ثلاثاً ثم قال: «{ .. سُبْحَانَ الَّذِي سَخَّرَ لَنَا هَذَا وَمَا كُنَّا لَهُ مُقْرِنِينَ (13)} {وَإِنَّا إِلَى رَبِّنَا لَمُنْقَلِبُونَ (14)} [الزخرف: 13، 14]، اللهم إنا نسألك في سفرنا هذا البر والتقوى ومن العمل ما ترضى، اللهم هوِّن علينا سفرنا هذا واطوِ عنا بُعده، اللهم أنت الصاحب في السفر والخليفة في الأهل، اللهم إني أعوذ بك من وعثاء السفر وكآبة المنظر وسوء المنقلب في المال والأهل»

(1)

.

ومنها حديث ابن عجلان عن سعيد المقبري عن أبي هريرة

(2)

، وعبد الله بن بشر عن أبي زرعة عن أبي هريرة

(3)

، وأبي الزبير عن جابر

(4)

، وسعيد بن المسيب عن جابر

(5)

، وهشيم عن المغيرة عن إبراهيم النخعي مرسلاً

(6)

كانوا يقولون .. ، ومالك بلاغاً

(7)

. كلهم لا يذكرون الولد.

‌علة الوهم:

اقتران الولد بالأهل وذكره معهم.

‌الخلاصة:

لم يروِ هذا الحديث عن عبد الله بن سرجس إلا عاصم الأحول،

(1)

مسلم (1342).

(2)

أبو داود (2598) والطبراني في الدعاء (808).

(3)

النسائي (8/ 273).

(4)

عبد الرزاق (9240).

(5)

الطبراني في الأوسط (6044).

(6)

ابن أبي شيبة (29610) و (33636) وابن فضيل في الدعاء (1/ 190).

(7)

التمهيد (24/ 352).

ص: 52

ورواه عن عاصم الأحول ثلاثة عشر نفساً لم يذكروا (الولد) ورواه جرير بن عبد الحميد فذكره وذلك فيما رواه إسحاق بن إبراهيم عنه وهو ابن راهويه وهو إمام ثقة متقن، ورواه ابن شيرويه عن جرير ولم يذكر الولد وحديثه عند أبي نعيم في الحلية، أما رواية أبي نعيم في مستخرجه على مسلم فقد قرنه بغيره من الرواة وساقه بلفظهم فلعل جرير ربما زاد كلمة الولد وربما سكت عنها فالرواية بثبوتها جاءت من طريق أئمة وهم إسحاق بن راهويه والنسائي، فحمل الوهم عليه أولى، والله تعالى أعلم.

ص: 53

‌الحديث الخامس

(1)

:

862 -

قال أبو داود (205) و (1005): حدثنا عثمان ابن أبي شيبة ثنا جرير بن عبد الحميد عن عاصم الأحول عن عيسى بن حِطان عن مسلم بن سلَّام عن علي بن طلق قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

«إذا فسا أحدكم في الصلاة فلينصرف فليتوضأ ولْيُعِد الصلاة» .

‌التعليق:

هذا إسناد ضعيف والحديث سبق في باب وكيع والإمام أحمد.

وأخرجه البيهقي (2/ 255) في الصغرى (26) من طريق أبي داود به، وابن حبان (2237) من طريق زهير بن حرب، والدارقطني (1/ 152) من طريق يوسف بن موسى، وابن جرير الطبري في تهذيب الآثار (3/ 375 مسند علي) من طريق ابن حميد، كلهم عن جرير بن عبد الحميد به، وأخرجه النسائي (9026) عن إسحاق بن إبراهيم عن

(1)

رجال الإسناد:

عثمان بن محمد بن إبراهيم بن عثمان العبسي، أبو الحسن ابن أبي شيبة الكوفي، ثقة حافظ شهير له أوهام، من العاشرة، مات سنة 239 وله 83 سنة، روى له البخاري ومسلم.

عاصم بن سليمان الأحول، أبو عبد الرحمن البصري، ثقة من الرابعة، مات بعد سنة 140، روى له البخاري ومسلم.

عيسى بن حِطّان الرقاشي، مقبول، من الثالثة، روى له أبو داود والترمذي والنسائي.

مسلم بن سلام الحنفي، أبو عبد الملك، مقبول، من الرابعة، روى له أبو داود والترمذي والنسائي.

علي بن طلق بن المنذر بن قيس الحنفي اليمامي، صحابي له أحاديث، روى له أبو داود والترمذي والنسائي.

ص: 54

جرير وأبي معاوية عن عاصم ولم يذكر آخر الحديث: (وليعد الصلاة).

هكذا قال جرير عن عاصم عن عيسى بن حطان عن مسلم بن سلام، عن علي بن طلق عن النبي صلى الله عليه وسلم:«وليعد الصلاة» .

خالفه أبو معاوية

(1)

، ومعمر

(2)

، وشعبة

(3)

، وعبد الواحد بن زياد

(4)

فرووه عن عاصم بهذا الإسناد ولم يقل أحد منهم: (وليعد الصلاة).

وكذلك رواه عبد الملك بن مسلم

(5)

، عن أبيه مسلم بن سلام، عن علي بن طلق، ولم يذكر هذه الزيادة.

لذا قال ابن حبان

(6)

: «لم يقل: وليعد في صلاته إلا جرير، وفيه دليل على أن البناء على الصلاة للمحدث غير جائز» .

وقال ابن التركماني: «وذكر ابن حبان في صحيحه هذا الحديث ثم قال: لم يقل: وليعد في صلاته إلا جرير، وقال البيهقي في باب إقرار الوارث بوارث: نسب جرير بن عبد الحميد إلى سوء الحفظ في آخر عمره، وفي الميزان للذهبي: ذكر البيهقي ذلك في سننه في ثلاثين

(1)

الترمذي (1164) والنسائي في الكبرى (9025) وابن حبان (4199)(4201) وابن جرير في تهذيب الآثار (3/ 374 مسند علي) وابن الأثير في أسد الغابة (4/ 134).

(2)

عبد الرزاق (20950) والبيهقي في شعب الإيمان (5375).

(3)

ابن قانع في معجم الصحابة (1482) و (1210).

(4)

الدارمي (1141).

(5)

الترمذي (1166) وأحمد (1/ 86) والنسائي في الكبرى (9023) وابن جرير في تهذيب الآثار (3/ 426) والخطيب في تاريخه (10/ 398).

(6)

في صحيحه (6/ 8 ح 2237).

ص: 55

حديثاً لجرير، وقال ابن حنبل: لم يكن بالذكي في الحديث، اختلط عليه حديث أشعث وعاصم الأحول حتى قدم بهز فعرفه»

(1)

.

وقد أخرج الألباني هذا الحديث في ضعيف سنن أبي داود

(2)

وكان فيما قال: (ورواه النسائي (9026) من طريق أبي معاوية، ثم رواه عنه مقروناً مع جرير بلفظ أبي معاوية أي: دون (الإعادة) فكأنه حمل حديث جرير على حديث أبي معاوية إشارة منه إلى نكارة الزيادة.

وأنه مما يؤكد نكارتها أنه تابع عاصماً أبو سلام عبد الملك بن مسلم بن سلام).

‌علة الوهم:

أن معنى هذه الزيادة صحيح وإن لم تذكر في الحديث، والله أعلم.

(1)

انظر: السنن الكبرى للبيهقي.

(2)

ضعيف سنن أبي داود (9/ 70).

ص: 56

‌الحديث السادس

(1)

:

863 -

قال أبو يعلى رحمه الله (5183): حدثنا أبو خيثمة، حدثنا جرير عن عطاء بن السائب عن أبي وائل عن أبي عبد الرحمن عن عبد الله (بن مسعود) رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

«إن الله لم ينزل داء إلا قد جعل له شفاء عَلِمه مَنْ عِلِمه وجهله مَنْ جهله» .

‌التعليق:

هذا إسناد رجاله كلهم ثقات رجال الشيخين غير عطاء بن السائب فهو من رجال البخاري.

هكذا قال جرير: (عن عطاء، عن أبي وائل، عن أبي عبد الرحمن السلمي، عن عبد الله بن مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم.

خالفه سفيان الثوري

(2)

، وسفيان بن عيينة

(3)

، وهمام بن

(1)

رجال الإسناد:

أبو خيثمة: زهير بن حرب بن شداد أبو خيثمة النسائي، نزيل بغداد، ثقة ثبت، روى عنه مسلم أكثر من ألف حديث، من العاشرة، مات سنة 234 وله 74 سنة، روى له البخاري ومسلم.

عطاء بن السائب، أبو محمد، ويقال: أبو السائب الثقفي الكوفي، صدوق اختلط، من الخامسة، مات سنة 136، روى له البخاري.

أبو وائل: شقيق بن سلمة: تقدم.

عبد الله بن حبيب بن رُبيعة، أبو عبد الرحمن السلمي الكوفي المقراء، مشهور بكنيته ولأبيه صحبة، ثقة ثبت، من الثانية، مات بعد السبعين، روى له البخاري ومسلم.

(2)

ابن ماجه (3348) وأحمد (1/ 413) والشاشي في مسنده (752) والحاكم (4/ 399) وقال: صحيح الإسناد، ووافقه الذهبي.

(3)

أحمد (1/ 377) و (1/ 443) والحميدي (90) والبيهقي (9/ 343).

ص: 57

يحيى

(1)

، وعبيدة بن حميد

(2)

، وخالد بن عبد الله الواسطي

(3)

، وعلي بن عاصم

(4)

، وعبد السلام بن حرب

(5)

، وعبد العزيز بن أبي رواد

(6)

، وشعبة

(7)

فقالوا: (عن عطاء، عن أبي عبد الرحمن السلمي، عن عبد الله بن مسعود) لم يذكروا أبا وائل في الإسناد.

وقد جاء في رواية سفيان بن عيينة وعبد السلام بن حرب ما يدل على سماع عطاء هذا الحديث من أبي عبد الرحمن السلمي فقال: دخلت على أبي عبد الرحمن السلمي أعوده فأراد غلام له أن يداويه فنهيته فقال: دعه فإني سمعت عبد الله بن مسعود يخبر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «ما أنزل الله داء إلا أنزل له دواء» .

وقال الدارقطني في العلل (5/ 334): يرويه عطاء بن السائب وقد اختلف عنه، فرواه الثوري وابن عيينة وهمام وخالد بن عبد الله الواسطي عن عطاء بن السائب عن أبي عبد الرحمن مرفوعاً.

ورواه وهيب وسعيد بن زيد أخو حماد بن زيد عن عطاء بن السائب موقوفاً.

ورواه شعبة فرفعه أبو داود عنه، ووقفه الباقون من أصحابه ورفعه صحيح.

(1)

أحمد (1/ 453).

(2)

الحاكم (4/ 196 - 197).

(3)

ابن حبان (1394).

(4)

أحمد (1/ 446).

(5)

ابن سعد في الطبقات الكبرى (6/ 174).

(6)

الطبراني في الأوسط (7036).

(7)

الدارقطني تعليقاً في العلل (5/ 334).

ص: 58

‌الحديث السابع

(1)

:

864 -

قال النسائي رحمه الله في الكبرى (9975): أخبرنا إسحاق بن إبراهيم، قال: أخبرنا جرير، عن عبد العزيز بن رفيع، عن أبي صالح عن أبي الدرداء رضي الله عنه قال:

قلت: يا رسول الله ذهب أهل الأموال بالدنيا والآخرة، يصلُّون كما نصلي ويذكرون كما نذكر ويجاهدون كما نجاهد ولا نجد ما نتصدق به؟ قال:«ألا أخبرك بشيء إذا أنت فعلته أدركت مَنْ كان قبلك ولم يلحقك مَنْ كان بعدك إلا مَنْ قال مثل ما قلت: تسبِّح الله في دبر كل صلاة ثلاثاً وثلاثين وتحمده ثلاثاً وثلاثين وتكبّر أربعاً وثلاثين تكبيرة» .

‌التعليق:

هذا إسناد رجاله كلهم ثقات رجال الشيخين.

ورواه ابن أبي شيبة في مصنفه (13/ 453) والبخاري تعليقاً عقب الحديث (6329).

هكذا رواه جرير (عن عبد العزيز بن رفيع، عن أبي صالح، عن أبي الدرداء)، وتابعه أبو الأحوص

(2)

.

(1)

رجال الإسناد:

إسحاق بن إبراهيم: هو ابن راهويه: تقدم.

عبد العزيز بن رفيع الأسدي، أبو عبد الله المكي، نزيل الكوفة، ثقة، من الرابعة، مات سنة 130 وقيل بعدها وقد جاوز 90 عاماً، روى له البخاري ومسلم.

ذكوان، أبو صالح السمان الزيات المدني، ثقة ثبت، وكان يجلب الزيت إلى الكوفة، من الثالثة، مات سنة 101، روى له البخاري ومسلم.

(2)

تقدم انظر ح (646).

ص: 59

خالفهما سفيان الثوري

(1)

فرواه (عن عبد العزيز بن رفيع، عن أبي عمر الصيني عن أبي الدرداء).

ووافقه شريك

(2)

إلا أنه زاد أم الدرداء بين أبي عمر وأبي الدرداء.

وكذلك رواه الحكم بن عتيبة (عن أبي عمر الصيني عن أبي الدرداء).

رواه عنه شعبة

(3)

ومالك بن مغول

(4)

.

وقد صحح يحيى بن معين وأبو زرعة والدارقطني وغيرهما حديث الثوري والحكم بن عتيبة.

وقال الدوري: سمعت يحيى يقول: قد روى شعبة عن الحكم عن أبي عمر الصيني، ورواه عبد العزيز بن رفيع عن أبي عمر الصيني، ورواه جرير عن عبد العزيز بن رفيع عن أبي صالح عن أبي الدرداء.

قلت ليحيى بن معين: فقد روى أبو حفص الأبار عن ليث عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن أبي الدرداء.

(1)

عبد الرزاق (3187) وابن أبي شيبة (10/ 235)، (13/ 453) والنسائي في الكبرى (9977) والطبراني في الدعاء (707).

(2)

النسائي في الكبرى (9975) والطبراني في الدعاء (707) وقال الدارقطني: لم يتابع شريك على ذكر أم الدرداء.

(3)

أحمد (6/ 446) والنسائي في الكبرى (9978) وفي عمل اليوم والليلة (150) والطبراني في الدعاء (710) وابن أبي شيبة (10/ 235) وابن الجعد في مسنده (156) والبخاري في التاريخ الكبير (8/ 404) تعليقاً، وابن عساكر في تاريخ دمشق (47/ 95) والمزي في تهذيب الكمال (34/ 111).

(4)

أحمد (5/ 196) والطبراني في الدعاء.

ص: 60

فقال يحيى: الحديث حديث الحكم عن أبي عمر الصيني عن أبي الدرداء

(1)

.

وقال المزي: قال شعبة ومالك بن مغول عن الحكم عن أبي عمر الصيني وهو الصواب وكذلك قال عبد العزيز بن رفيع عن أبي عمر

(2)

.

قال ابن أبي حاتم في العلل (2068): وسئل أبو زرعة عن حديث رواه جرير بن عبد الحميد وسفيان الثوري، عن عبد العزيز بن رفيع فاختلفا، فروى جرير عن عبد العزيز بن رفيع، عن أبي صالح، عن أبي الدرداء، عن النبي صلى الله عليه وسلم.

وروى الثوري، عن عبد العزيز بن رُفَيْع، عن أبي عمر، عن أبي الدرداء، عن النبي صلى الله عليه وسلم؟

فقال أبو زرعة: (حديث الثوري أصح وأبو عمر لا يعرف إلا في هذا الحديث).

وسئل الدارقطني في العلل (6/ 213) عن حديث أبي صالح عن أبي الدرداء قال: يا رسول الله ذهب أهل الدثور بالأجور

الحديث؟

فقال: هو حديث يرويه عبد العزيز بن رفيع والحكم بن عتيبة واختلف عنهما:

فأما عبد العزيز بن رفيع فرواه عنه جرير بن عبد الحميد وأبو الأحوص سلام بن سليم فقالا: عن أبي صالح عن أبي الدرداء.

(1)

تاريخ ابن معين رواية الدوري (4/ 213).

(2)

تهذيب الكمال (22/ 304).

ص: 61

وخالفهما سفيان الثوري فرواه عن عبد العزيز بن رفيع عن أبي عمر الصيني عن أبي الدرداء.

وقال شريك: عن عبد العزيز بن رفيع، عن أبي عمر، عن أم الدرداء، عن أبي الدرداء ولم يتابع عليه.

وأما الحكم فرواه عنه مالك بن مغول وشعبة بن الحجاج وزيد بن أبي أنيسة.

فقال شعبة ومالك بن مغول عن الحكم عن أبي عمر الصيني عن أبي الدرداء.

وقال زيد بن أبي أنيسة عن الحكم عن أبي عمر عن رجل عن أبي الدرداء

ثم قال: والصحيح من ذلك قول شعبة ومالك بن مغول عن الحكم عن أبي عمر الصيني عن أبي الدرداء.

وقول الثوري: عن عبد العزيز بن رفيع، عن أبي عمر عن أبي الدرداء.

وسئل عن اسم عن أبي عمر الصيني؟ فقال: (لا يُعرف ولا روي عنه غير هذا الحديث) اه.

وقال ابن رجب في فتح الباري (5/ 244): (وأما رواية جرير التي أشار إليها البخاري وقوله: عن أبي صالح عن أبي الدرداء، فقد تابعه عليها أيضاً أبو الأحوص سلام بن سليم عن عبد العزيز.

والظاهر أنه وهم، فإن أبا صالح إنما يرويه عن أبي هريرة لا عن

ص: 62

أبي الدرداء كما رواه عنه سمي وسهيل ورجاء بن حيوة.

وإنما رواه عبد العزيز بن رفيع، عن أبي عمر الصيني، عن أبي الدرداء، كذلك رواه الثوري، عن عبد العزيز، وهو أصح، قاله أبو زرعة والدارقطني) اه.

‌علة الوهم:

أبو صالح يروي هذا الحديث أيضاً لكن عن أبي هريرة، ومن هنا دخل الوهم على مَنْ ذكره في الإسناد بدلاً عن أبي عمر الصيني، والله أعلم.

ص: 63

‌الحديث الثامن

(1)

:

865 -

قال البزار في مسنده (3/ 22 رقم 908): حدثنا يوسف بن موسى، قال: نا جرير بن عبد الحميد، عن يحيى بن سعيد الأنصاري عن سعيد بن أبي سعيد المقبري قال: حدثنا نافع بن جبير عن مسعود بن الحكم أن علياً رضي الله عنه حدثنا:

أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قام مرة ثم لم يقم يعني للجنازة.

‌التعليق:

هذا إسناد رجاله كلهم ثقات رجال الشيخين.

هكذا قال جرير: (عن يحيى بن سعيد، عن سعيد بن أبي سعيد، عن نافع بن جبير، عن مسعود بن الحكم عن علي).

(1)

رجال الإسناد:

يوسف بن موسى بن راشد القطان، أبو يعقوب الكوفي، نزيل الري ثم بغداد، صدوق، من العاشرة، مات سنة 253، روى له البخاري.

يحيى بن سعيد بن قيس الأنصاري المدني أبو سعيد القاضي، ثقة ثبت، من الخامسة، مات سنة 144 أو بعدها.

سعيد بن أبي سعيد كيسان المقبري، أبو سعد المدني، ثقة من الثالثة، تغير قبل موته بأربع سنين، مات في حدود سنة 120، روى له البخاري ومسلم.

نافع بن جبير بن مطعم النوفلي، أبو محمد المدني، ثقة فاضل، من الثالثة، مات قبل المائة سنة تسع وتسعين، روى له البخاري ومسلم.

مسعود بن الحكم بن الربيع بن عامر الأنصاري الزرقي، أبو هارون المدني، له رؤية وله رواية عن بعض الصحابة، روى له مسلم.

ص: 64

خالفه مالك

(1)

، والليث بن سعد

(2)

، وعبد الوهاب الثقفي

(3)

، ويحيى بن أبي زائدة

(4)

، وسفيان بن عيينة

(5)

، ويزيد بن هارون

(6)

، وعائذ بن حبيب

(7)

، وزهير بن معاوية

(8)

.

هؤلاء الثمانية رووه (عن يحيى بن سعيد، عن واقد بن عمرو بن سعد بن معاذ، عن نافع بن جبير، عن مسعود بن الحكم، عن علي، عن النبي صلى الله عليه وسلم.

وكذلك رواه محمد بن عمرو بن علقمة الليثي عن واقد بن عمرو

(9)

.

قال ابن أبي حاتم في العلل (1100): وسئل أبو زرعة عن حديث رواه جرير بن عبد الحميد، عن يحيى بن سعيد، عن سعيد بن أبي سعيد (فذكر إسناد حديث الباب).

قال أبو زرعة: هذا حديث وهم، رواه مالك والليث بن سعد وعائذ بن حبيب، عن يحيى بن سعيد، عن واقد بن عمرو بن سعد بن

(1)

الموطأ (1/ 232) وأبو داود (3175) والطحاوي في شرح معاني الآثار (1/ 488) والشافعي في مسنده (1/ 162) والبخاري في التاريخ الكبير (8/ 174).

(2)

مسلم (962).

(3)

مسلم (962).

(4)

مسلم (962).

(5)

الحميدي (51).

(6)

أبو يعلى (273) وابن جرير في تهذيب الآثار (مسند علي 2/ 559 رقم 826) والمحاملي في أماليه (161).

(7)

ابن أبي شيبة (11518).

(8)

ابن عبد البر في التمهيد (23/ 266).

(9)

أحمد (1/ 82) وابن جرير في تهذيب الآثار (2/ 558) وابن حبان (3057) والبيهقي في السنن الصغرى (1108).

ص: 65

معاذ، عن نافع بن جبير، عن مسعود بن الحكم، عن علي، عن النبي صلى الله عليه وسلم.

قيل لأبي زرعة: إلى ما تذهب؟

قال: إلى الجلوس في الجنازة.

وقال الدارقطني في العلل (4/ 127 - 128): هو حديث يرويه يحيى بن سعيد الأنصاري، عن واقد بن عمرو بن سعد بن معاذ، عن نافع بن جبير، عن مسعود بن الحكم عن علي.

قال ذلك: الليث بن سعد، وعبد الوهاب الثقفي، ويزيد بن هارون.

وخالفهم جرير بن عبد الحميد فرواه عن يحيى بن سعيد، عن سعيد بن أبي سعيد المقبري، عن نافع بن جبير، عن مسعود بن الحكم، ووهم فيه جرير.

ورواه الثوري عن يحيى بن سعيد عن نافع بن جبير عن علي

(1)

.

أسقط من الإسناد رجلين ولم يُقم إسناده.

والصواب: قول الليث بن سعد ومَن تابعه عن يحيى عن واقد بن عمرو.

(1)

بل رواه الثوري عن يحيى بن سعيد عن نافع بن جبير عن مسعود بن الحكم عن علي عند عبد الرزاق (6314) فأسقط رجلاً واحداً من الإسناد وهو واقد بن عمرو، وذكر مسعوداً، انظر ح (29).

ص: 66

‌الحديث التاسع

(1)

:

866 -

قال البزار في مسنده (2933 كشف الأستار): وحدثناه يوسف بن موسى، ثنا جرير بن عبد الحميد، ثنا الأعمش، عن عطية، عن أبي سعيد الخدري عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:

«لا يدخل الجنة صاحب خمس: مدمن خمر، ولا مؤمن بسحر، ولا قاطع رحم، ولا كاهن، ولا منّان» .

‌التعليق:

هذا إسناد رجاله ثقات رجال الصحيح غير عطية بن سعد ضعّفه أحمد والثوري وهشيم وأبو حاتم والنسائي وغيرهم.

واختلف قول ابن معين فيه: فروى عنه عباس الدوري أنه قال: صالح، وفي مرة قال: ليس به بأس، وقال ابن أبي مريم وغيره عن يحيى أنه قال: ضعيف يكتب حديثه.

ونقل الآجري عن أبي داود: ليس بالذي يعتمد عليه، وذكره ابن حبان في المجروحين وذكر فيه أنه كان يأتي الكلبي وهو متروك

(1)

رجال الإسناد:

يوسف بن موسى بن راشد القطان، أبو يعقوب الكوفي، نزيل الري ثم بغداد، صدوق من العاشرة، مات سنة 253، روى عنه البخاري.

الأعمش: تقدم في بابه.

عطية بن سعد بن جنادة العوفي الجدلي الكوفي أبو الحسن صدوق يخطاء كثيراً وكان شيعياً مدلساً من الثالثة، مات سنة 111، روى عنه أبو داود والترمذي وابن ماجه والبخاري في الأدب المفرد.

ص: 67

ويحدّث عنه ويكنيه بأبي سعيد، لذا فإن في قول الحافظ: صدوق يخطاء كثيراً نظر والأولى أن يكون ضعيفاً.

هكذا رواه جرير بن عبد الحميد فقال: (عن الأعمش، عن عطية، عن أبي سعيد، عن النبي صلى الله عليه وسلم.

خالفه أبو إسحاق الفزاري

(1)

، وعمار بن زريق

(2)

، ومندل بن علي الغزي

(3)

فقالوا: (عن الأعمش، عن سعد الطائي، عن عطية بن سعد، عن أبي سعيد).

أسقط جرير سعداً الطائي.

قال الدارقطني في العلل: يرويه الأعمش واختلف عنه:

فرواه جرير بن عبد الحميد، وعبد الله بن بشر، وقيل: عن حمزة الزيات، عن الأعمش، عن عطية، عن أبي سعيد.

وخالفهم أبو إسحاق الفزاري، ومندل بن علي، وعمار بن زريق فرووه عن الأعمش، عن سعد الطائي، عن عطية، عن أبي سعيد وهو الصواب

(4)

.

(1)

أحمد (3/ 14).

(2)

البزار في كشف الأستار (2932) والخطيب في الموضح (2/ 100).

(3)

أحمد (3/ 83) وابن جرير في تهذيب الآثار (1/ 148) الجزء المفقود، وحمزة الجرجاني في تاريخ جرجان (495).

(4)

العلل (11/ 294).

ص: 68

‌الحديث العاشر

(1)

:

867 -

قال الإمام أحمد (1/ 277): ثنا عثمان بن محمد ثنا جرير عن الأعمش عن الحكم عن مِقْسم عن ابن عباس قال:

رأيت النبي صلى الله عليه وسلم بعرفات واقفاً وقد أردف الفضل فجاء أعرابي فوقف قريباً وأَمَةٌ خلفه فجعل الفضل ينظر إليها ففطن له رسول الله صلى الله عليه وسلم فجعل يصرف وجهه، قال: ثم قال: «يا أيها الناس ليس البِرُّ بإيجاف الخيل ولا الإبل فعليكم بالسكينة» قال: ثم أفاض، قال: فما رأيتها رافعة يدها عادِيَة حتى أتى جمعاً، قال: فلما وقف بجَمع أردف أسامة ثم قال: «يا أيها الناس إن البِرَّ ليس بإيجاف الخيل والإبل فعليكم بالسكينة» قال: ثم أفاض فما رأيتُها رافعة يدها عادِيَة حتى أتت مِنًى فأتانا سَوَاد ضَعْفَى بني هاشم على حُمُرَات لهم فجعل يضرب أفخاذنا ويقول: «يا بني أفيضوا ولا ترموا الجمرة حتى تطلع الشمس» .

‌التعليق:

هذا إسناد رجاله كلهم ثقات رجال الشيخين غير مقسم من رجال البخاري (روى له البخاري حديثاً واحداً)

(2)

.

(1)

رجال الإسناد:

عثمان بن محمد بن أبي شيبة الكوفي، ثقة حافظ شهير وله أوهام، روى له البخاري ومسلم، انظر ترجمته في بابه.

سليمان بن مهران: ثقة حافظ ورع. انظر ترجمته في بابه.

الحكم بن عتيبة، أبو محمد الكندي الكوفي، ثقة ثبت فقيه إلا أنه ربما دلس، من الخامسة، مات سنة 113 أو بعدها، روى له البخاري ومسلم.

مِقسم بن بجرة مولى عبد الله بن الحارث، ويقال: مولى ابن عباس، صدوق وكان يرسل، من الرابعة، مات سنة 101، وما له في البخاري سوى حديث واحد.

(2)

برقم (3954) عن ابن عباس في قوله تعالى: {لَا يَسْتَوِي الْقَاعِدُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ

(95)}.

ص: 69

هكذا قال جرير عن الأعمش عن الحكم عن مقسم عن ابن عباس أن الفضل بن عباس كان ردف النبي صلى الله عليه وسلم من عرفات

خالفه سفيان الثوري

(1)

، وعبيدة بن حميد

(2)

فروياه عن الأعمش بهذا الإسناد فقالوا: إن النبي صلى الله عليه وسلم أفاض من عرفة وأردف أسامة بن زيد خلفه إلى مزدلفة، ثم أردف الفضل بن عباس من جمع (مزدلفة) إلى منى.

ورواه حجاج بن أرطأة

(3)

، عن الحكم عن مقسم عن ابن عباس عن أسامة قال: كنت رديف النبي صلى الله عليه وسلم بعرفة.

وهذا هو المحفوظ من حديث ابن عباس رضي الله عنهما وغيره أن النبي صلى الله عليه وسلم أردف أسامة من عرفة إلى مزدلفة، وبات بها، فلما أصبح أردف الفضل بن عباس من مزدلفة إلى منى، وأن المرأة الخثعمية التي طفق الفضل ينظر إليها وهي تكلم النبي صلى الله عليه وسلم إنما كان في منى.

وقد جاءت بذلك الأحاديث الصحيحة، منها:

حديث كريب مولى ابن عباس عن أسامة بن زيد قال: ردفت رسول الله صلى الله عليه وسلم من عرفات حتى أتى المزدلفة فصلّى

، ثم ردف الفضل رسول الله صلى الله عليه وسلم غداة جمع

(4)

.

(1)

أبو داود (1920) وأحمد (1/ 269) والبيهقي (5/ 119) والحاكم (1/ 465) من طرق عن سفيان، وصححه الحاكم على شرط الشيخين ووافقه الذهبي (ومقسم إنما هو من رجال البخاري وحده).

(2)

أبو داود (1920) والبيهقي (5/ 126).

(3)

ابن مندة في معرفة أسامي أرداف النبي صلى الله عليه وسلم (ص 46).

(4)

البخاري (1665) و (1667) ومسلم (1280).

ص: 70

وفي رواية إبراهيم بن عقبة قال: أخبرني كريب أنه سأل أسامة بن زيد كيف صنعت حين ردفت رسول الله صلى الله عليه وسلم عشية عرفة

؟ الحديث (وفيه): فكيف فعلتم حين أصبحتم؟ قال: ردفه الفضل بن عباس وانطلقت أنا في سُبّاق قريش على رجلي

(1)

.

وروى عبد الملك بن أبي سليمان عن عطاء عن ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أفاض من عرفة وأسامة ردفه، وأردف الفضل بن عباس من جمع حتى جاء منى

(2)

.

وروى الزهري عن عطاء مولى سباع عن أسامة أنه كان رديف رسول الله صلى الله عليه وسلم حين أفاض من عرفة

(3)

.

وروى قيس بن سعد عن عطاء عن ابن عباس عن أسامة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أفاض من عرفات وردفه أسامة

(4)

.

وروى ابن أبي ذئب عن شعبة بن دينار عن ابن عباس أن أسامة كان ردف رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم عرفة

(5)

.

وروى ابن جريج عن عطاء عن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم أردف الفضل من جمع

(6)

.

وروى داود بن الحصين عن عكرمة عن ابن عباس أن

(1)

مسلم (1280) وأبو داود (1921).

(2)

مسلم (1285) وأحمد (1/ 212) واللفظ له.

(3)

مسلم (1280).

(4)

أحمد (5/ 201).

(5)

أحمد (1/ 251) و (5/ 206).

(6)

مسلم (1281).

ص: 71

رسول الله صلى الله عليه وسلم أردف الفضل بن عباس فلم يزل يلبي حتى رمى جمرة العقبة

(1)

.

وروى مجاهد عن ابن عباس عن أخيه الفضل أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أردفه غداة جمع فدفع ودفع معه رجل من الأعراب معه ابنة له صبيحة

(2)

.

وروى طاوس اليماني عن أسامة أنه كان رديف رسول الله صلى الله عليه وسلم من عرفة إلى المزدلفة، وكان الفضل رديفه من مزدلفة إلى منى

(3)

.

وجاء في حديث جابر الطويل في حجة النبي صلى الله عليه وسلم: (فلم يزل واقفاً حتى غربت الشمس وذهبت الصفرة قليلاً وأردف أسامة خلفه ودفع رسول الله صلى الله عليه وسلم

حتى أتى المزدلفة فصلّى بها المغرب والعشاء ثم اضطجع رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى طلع الفجر وصلّى الفجر

فلم يزل واقفاً حتى أسفر جداً فدفع قبل أن تطلع الشمس وأردف الفضل بن عباس وكان رجلاً حسن الشعر أبيض وسيماً فلما دفع رسول الله صلى الله عليه وسلم مرت به ظُعن يجرين فطفق الفضل ينظر إليهن

(4)

.

وروى هشام بن عروة عن أبيه عن أسامة قال: كنت ردف رسول الله صلى الله عليه وسلم عشية عرفة

(5)

.

(1)

ابن مندة في معرفة أسامي أرداف النبي صلى الله عليه وسلم (ص 30).

(2)

المصدر السابق (ص 31).

(3)

المصدر السابق (ص 32).

(4)

مسلم (1218).

(5)

البخاري (1665) ومسلم (1286) وأحمد (5/ 201) واللفظ له.

ص: 72

وروى الشعبي عن أسامة قال: كنت ردف رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم عرفات

(1)

.

وروى يوسف بن ماهك عن ابن عباس عن الفضل أنه كان رديف النبي صلى الله عليه وسلم يوم النحر

(2)

.

وجاء في حديث علي رضي الله عنه: أن النبي صلى الله عليه وسلم أردف أسامة يوم عرفة ودفع حين غابت الشمس

(3)

.

وروى أبو الطفيل عن الفضل بن عباس أنه كان رديف النبي صلى الله عليه وسلم من جمع إلى منى فلم يزل يلبي حتى رمى جمرة العقبة

(4)

.

وروى سعيد بن جبير عن ابن عباس عن الفضل بن عباس قال: كنت رديف النبي صلى الله عليه وسلم حين أفاض من المزدلفة وأعرابي يسايره وردفه ابنة له حسناء فجعلت أنظر إليها فتناول رسول الله صلى الله عليه وسلم بوجهي يصرفني عنها

(5)

ونحوه حديث عطاء بن أبي رباح عن ابن عباس عن الفضل

(6)

.

وقد تابع جريراً حفص بن غياث وأشار الإمام البخاري إلى وهمه، قال البخاري: وقال حفص: حدثنا الأعمش قال: حدثنا الحكم عن مقسم عن ابن عباس: وقف النبي صلى الله عليه وسلم وردفه الفضل بعرفة ثم

(1)

أحمد (5/ 206) وابن سعد (4/ 68) والطيالسي (635).

(2)

أحمد (1/ 213).

(3)

أبو داود (1923).

(4)

أحمد (1/ 211).

(5)

أحمد (1/ 213).

(6)

أحمد (1/ 213).

ص: 73

أفاض فلم أرها رافعة يديها عادية حتى أتى جمعاً، قال أسامة: ثم أردفني ووقف جمعاً وردفه أسامة ثم أفاض يبادر طلوع الشمس فلم أرها رافعة يديها حتى أتى منى قال: ونحن على حمرات لنا فجعل يضرب أفخاذنا ويقول: «ابني أفيضوا ولا ترموا الجمرة حتى تطلع الشمس» .

المستفيض عن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم أردف أسامة من عرفة إلى جمع وكذلك قال أسامة: أردفني النبي صلى الله عليه وسلم فقلت: الصلاة، فقال:«الصلاة أمامك» ثم أردف الفضل من جمع إلى منى، وقوله:«ابني» كأنه قال لهؤلاء الذين معه.

وحديث الحكم هذا عن مقسم مضطرب لما وصفنا ولا ندري الحكم سمع هذا من مقسم أم لا

(1)

.

‌تنبيه:

هذا الحديث وهم همام فيه بإسناده، ووهم جرير وبهز ومعاذ بن هشام وحفص بن غياث في متنه، فانظره في باب بهز ومعاذ وهمام إن شئت

(2)

.

(1)

التاريخ الأوسط (1/ 295).

(2)

حديث بهز (857)، حديث معاذ (1002) حديث همام (716).

ص: 74

‌الحديث الحادي عشر

(1)

:

868 -

قال إسحاق بن راهويه رحمه الله في مسنده (2127): أخبرنا جرير، عن برد بن أبي زياد، عن أبي فاختة قال:

حدثتني أم هاناء بنت أبي طالب أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أهديت له حلّة سيراء فبعث بها إلى علي فراح علي فيها، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:«إني لا أرضى لك إلا ما أرضى لنفسي، إني لم أكسها لتلبسها إنما كسوتك لتجعلها خمراً للفواطم» .

‌التعليق:

هذا إسناد رجاله كلهم ثقات، وأخرجه الطبراني في المعجم الكبير (24/ 1069) من طريق عثمان ابن أبي شيبة عن جرير به إلا أنه جاء عنده (يزيد بن أبي زياد) بدل (برد)، وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد (5/ 142) وصرّح بأنه يزيد حيث قال:(وفيه يزيد بن أبي زياد وقد وثق على ضعفه وبقية رجاله ثقات).

لكن ذكر الدارقطني كما سيأتي أن جريراً يرويه عن برد فالله أعلم.

هكذا قال جرير: (عن برد بن أبي زياد، عن أبي فاختة، عن أم هاناء).

(1)

رجال الإسناد:

برد بن أبي زياد الهاشمي مولاهم، أخو يزيد، ثقة من الخامسة، روى له النسائي.

أبو فاختة: سعيد بن علاقة الهاشمي مولاهم الكوفي، مشهور بكنيته، ثقة من الثالثة، مات في حدود عام 90 وقيل بعد ذلك بكثير، روى له الترمذي وابن ماجه.

ص: 75

خالفه محمد بن فضيل، وعمران بن عيينة، وخالد بن عبد الله الواسطي، وعبد العزيز بن مسلم، وأبو حمزة السكري، وعلي بن عاصم فقالوا:(عن يزيد بن أبي زياد، عن أبي فاختة، عن جعدة بن هبيرة، عن علي).

وهذا الوجه هو الذي صححه الدارقطني وقد استوفيناه من باب عبد الرحيم بن سليمان ح (797) فانظره هناك.

والله تعالى أعلم.

‌علة الوهم:

أن أبا فاختة واسمه سعيد بن علاقة له رواية عن أم هاناء ويقال: إنه مولى لها، وقيل: إنه لابنها جعدة بن هبيرة.

فمن هنا دخل الوهم على جرير على حسب قول الدارقطني في جعله الحديث من رواية أبي فاختة عن أم هاناء.

وأما قوله: برد بن أبي زياد بدلاً من يزيد بن أبي زياد، فإنه أخوه.

وربما كانا معاً حينما حدّث يزيد بهذا الحديث، والله تعالى أعلم.

ص: 76

‌جعفر بن عون

‌اسمه ونسبه:

جعفر بن عون بن جعفر بن عمرو بن حريث المخزومي، أبو عون الكوفي.

روى عن: إسماعيل بن أبي خالد، والأعمش، وهشام بن عروة، ويحيى بن سعيد الأنصاري، وجماعة.

روى عنه: أحمد بن حنبل، وإسحاق بن راهويه، وابنا أبي شيبة، وعبد بن حميد، وزهير بن حرب وجماعة.

وثقه يحيى بن معين، وأثنى عليه أحمد، وقال أبو حاتم: صدوق، وذكره ابن حبان وابن شاهين في الثقات.

مات سنة 206، وقيل: 207، وله 87 سنة، وقيل:97.

قال ابن حجر: صدوق من التاسعة.

ص: 77

‌الحديث

(1)

:

869 -

قال أبو عيسى الترمذي رحمه الله (3751): حدثنا رجاء بن محمد العذري، قال: حدثنا جعفر بن عون، عن إسماعيل بن أبي خالد، عن قيس بن أبي حازم، عن سعد رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:

«اللهم استجب لسعد إذا دعاك» .

‌التعليق:

هذا إسناد رجاله كلهم ثقات رجال الشيخين غير رجاء شيخ الترمذي وهو ثقة، وروى عنه النسائي وأبو داود ولكن في غير السنن.

وقال النسائي: لا بأس به. وذكره ابن حبان في الثقات وقال: مستقيم الحديث، وقد تابعه على روايته هذه غير واحد كما سيأتي في التخريج.

وأخرجه ابن أبي عاصم في السنة (1408) وابن حبان في صحيحه (6990) من طريق الحسن بن علي، والبزار (1218) من

(1)

رجال الإسناد:

رجاء بن محمد بن رجاء العذري، أبو الحسن البصري السقطي، ثقة من الحادية عشرة، مات بعد سنة 240، روى له الترمذي.

إسماعيل بن أبي خالد الأحمسي مولاهم البجلي، ثقة ثبت، من الرابعة، مات سنة 146، روى له البخاري ومسلم.

قيس بن أبي حازم البجلي، أبو عبد الله الكوفي، ثقة، من الثانية، مخضرم، ويقال: له رؤية، وهو الذي يقال: إنه اجتمع له أن يروي عن العشرة، مات بعد التسعين أو قبلها وقد جاوز المائة وتغير، روى له البخاري ومسلم.

ص: 78

طريق محمد بن معمر ورجاء بن محمد، والضياء في المختارة (1039) من طريق الحسن بن علي، وابن الأثير في أسد الغابة (2/ 434) من طريق رجاء بن محمد، والحاكم في المستدرك (3/ 499) من طريق محمد بن عبد الوهاب العبدي كلهم عن جعفر بن عون بهذا الإسناد.

هكذا رواه جعفر بن عون (عن إسماعيل بن خالد، عن قيس، عن سعد) موصولاً.

خالفه سفيان بن عيينة

(1)

، ووكيع

(2)

، ويحيى بن سعيد القطان

(3)

، ويزيد بن هارون

(4)

، ويحيى بن زكريا

(5)

، ويزيد بن عطاء

(6)

، وهشيم

(7)

، وأبو أسامة

(8)

، وزائدة

(9)

، فقالوا: (عن إسماعيل بن خالد، عن قيس أن النبي صلى الله عليه وسلم.

وهذا الوجه هو الذي صححه الترمذي والدارقطني.

لذا قال الترمذي عقب الحديث: وقد روي هذا الحديث عن إسماعيل عن قيس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «اللهم استجب لسعد إذا دعاك» وهذا أصح.

(1)

ابن عساكر في تاريخ دمشق (20/ 344).

(2)

أحمد في فضائل الصحابة (1313).

(3)

أحمد في فضائل الصحابة (1308).

(4)

ابن سعد في الطبقات الكبرى (3/ 142).

(5)

اللالكائي في كرامات الأولياء (76).

(6)

اللالكائي في كرامات الأولياء (76).

(7)

ذكره الدارقطني في العلل (4/ 378).

(8)

المصدر السابق.

(9)

المصدر السابق.

ص: 79

وقال الدارقطني في العلل (4/ 377): (أسنده جعفر بن عون بن جعفر بن عمرو بن حريث عن إسماعيل بن أبي خلاد عن قيس عن سعد).

وخالفه زائدة وسفيان بن عيينة وهشيم وأبو أسامة فرووه عن إسماعيل عن قيس مرسلاً عن النبي صلى الله عليه وسلم وهو المحفوظ.

وقال الضياء في المختارة (3/ 232): الصواب أنه مرسل.

وقد رواه جعفر بن عون عن إسماعيل بن أبي خالد عن قيس بن حازم مرسلاً كرواية الجماعة.

أخرجه البيهقي وقال: هذا مرسل حسن

(1)

.

والله تعالى أعلم.

‌الخلاصة:

الأصح أن هذا الحديث مرسل كما رواه جمع من الثقات عن إسماعيل بن أبي خالد عن قيس بن أبي حازم وهو ثقة مخضرم ويقال: له رؤية ولم يصح.

لكن للحديث شواهد تقويه، منها: حديث عائشة بنت سعد

(2)

، وحديث عامر بن سعد

(3)

، وحديث الشعبي

(4)

، والله تعالى أعلم.

(1)

في دلائل النبوة (6/ 189) ورواه ابن عساكر في تاريخ دمشق (20/ 338) من طريق محمد بن عبد الوهاب عنه.

(2)

أخرجه البزار (1213).

(3)

الضياء في المختارة (1007).

(4)

الطبراني في الكبير (318) وابن عساكر (20/ 339).

ص: 80

‌حجاج بن محمد

‌اسمه ونسبه:

حجاج بن محمد المصيصي الأعور، أبو محمد مولى سليمان بن مجالد، ترمذي الأصل، سكن بغداد ثم تحول إلى المصيصة.

روى عن: ابن جريج فأكثر وأتقن، وعن يونس بن أبي إسحاق، وشعبة، وحمزة الديات، وجماعة.

روى عنه: أحمد، ويحيى بن معين، والذهلي، وإسحاق، وهارون الحمال وجماعة.

قال أحمد: ما كان أضبطه وأشد تعاهده للحروف، ورفع أمره جداً، وسئل أيهما أثبت حجاج أو الأسود؟ قال: حجاج.

ووثقه ابن معين وقدّمه على أبي عاصم.

وقد وثقه ابن المديني ومسلم والنسائي والعجلي وابن قانع وغيرهم.

قال أبو داود: رحل أحمد وابن معين إلى حجاج الأعور قال: وبلغني أن يحيى كتب عنه نحواً من خمسين ألف حديث.

ص: 81

قال يحيى بن معين: كان أثبت أصحاب ابن جريج.

قال ابن حجر: ثقة ثبت لكنه اختلط في آخر عمره لما قدم بغداد قبل موته، من التاسعة.

ص: 82

‌الحديث الأول

(1)

:

870 -

قال الإمام أحمد رحمه الله (3/ 411): حدثنا حجاج قال: قال ابن جريج: سمعت محمد بن عباد بن جعفر قال: أخبرني أبو سلمة ابن سفيان وعبد الله بن عمرو بن العاص، وعبد الله بن المسيب العابدي، عن عبد الله بن السائب رضي الله عنه:

أن النبي صلى الله عليه وسلم صلّى الصبح بمكة قال: فافتتح سورة المؤمنين فلما انتهى إلى ذكر موسى وهارون أو ذكر عيسى محمد بن عباد يشك اختلفوا عليه، أخذت النبي صلى الله عليه وسلم سَعْلَةٌ فركع، قال: وابن السائب حاضر ذلك.

‌التعليق:

هذا إسناد صحيح على شرط مسلم.

(1)

رجال الإسناد:

عبد الملك بن عبد العزيز بن جريج: تقدم انظره في بابه.

محمد بن عباد بن جعفر بن رفاعة بن أمية المخزومي المكي، ثقة من الثالثة، روى له البخاري ومسلم.

أبو سلمة ابن سفيان: عبد الله بن سفيان المخزومي، مشهور بكنيته، ثقة من الرابعة، روى له مسلم.

عبد الله بن عمرو بن العاص، صحابي فقيه، وقد وهم حجاج في ذكره في هذا الإسناد وإنما هو عبد الله بن عمرو بن عبد القاري.

عبد الله بن المسيب بن أبي السائب صيفي بن عابد بن عبد الله بن عمر بن مخزوم، صدوق، من كبار الثالثة، ووهم مَنْ ذكره في الصحابة، مات سنة بضع وستين، روى له مسلم.

عبد الله بن السائب بن أبي السائب بن عابد بن عبد الله المخزومي المكي له ولأبيه صحبة، وكان قاراء أهل مكة، مات سنة بضع وستين.

ص: 83

وأخرجه مسلم في صحيحه (455) من طريق هارون بن عبد الله، وأبو نعيم في مستخرجه (1010) من طريق إبراهيم الهروي.

وأخرجه ابن خزيمة (546) وابن حبان (1815) من طريق عبد الرحمن بن بشر، والبيهقي في السنن الكبرى (2/ 59 - 60) من طريق محمد بن إسحاق الصغاني ومحمد بن الفرج كلهم من طريق حجاج بهذا الإسناد.

وأخرجه أبو عوانة (1794) من طريق أبي حميد المصيصي وهلال بن العلاء وأبي جعفر المخزومي ثلاثتهم عن حجاج به إلا أنه قال هنا: عبد الله بن عمرو ولم ينسبه.

هكذا قال حجاج: (عن ابن جريج، عن محمد بن عباد بن جعفر، عن عبد الله بن عمرو بن العاص، عن عبد الله بن السائب) وتابعه روح بن عبادة وسيأتي في بابه.

خالفه عبد الرزاق

(1)

ويحيى بن عمر بن فارس

(2)

فقالا: (عن ابن جريج، عن محمد بن عباد، عن عبد الله بن عمرو بن عبدٍ القارئ، عن عبد الله بن السائب).

وهم حجاج في نسب عبد الله بن عمرو فقال: ابن العاص، والصحيح أنه ابن عبدٍ القارئ كما ذكر أئمة الحديث وحفّاظه.

(1)

في المصنف (2667) و (2707) وأبو نعيم في مستخرجه (1010) وابن حجر في تغليق التعليق (2/ 37)، ورواه أبو داود (649) من طريق عبد الرزاق مقروناً مع أبي عاصم ولم ينسبه، وكذلك رواه مسلم في صحيحه ولم ينسبه (455).

(2)

أبو نعيم في المستخرج على مسلم (1010) مقروناً مع عبد الرزاق.

ص: 84

وقد رواه هوذة بن خليفة

(1)

، وعبيد الله بن معاذ بن معاذ

(2)

، وأبو عاصم

(3)

عن ابن جريج فقالوا: (عبد الله بن عمرو) ولم ينسبوه.

ورواه مسلم بن خالد وعبد المجيد بن عبد العزيز عن ابن جريج فقالوا: عبد الله بن عمرو العابدي

(4)

.

قال مسلم عقب الحديث: وفي حديثه يعني عبد الرزاق وعبد الله بن عمرو ولم يقل: ابن العاص

(5)

.

وقال ابن خزيمة: ليس هو عبد الله بن عمرو بن العاص السهمي.

وقال النووي: «قال الحفاظ قوله: (ابن العاص) غلط بل هو عبد الله بن عمرو الحجازي، كذا ذكره البخاري في تاريخه وابن أبي حاتم وخلائق من الحفاظ المتقدمين والمتأخرين» .

وقال المزي: «وقال محمد بن عباد بن جعفر عن عبد الله بن عمرو عن عبد الله بن السائب في القراءة في صلاة الصبح، فقال بعضهم: عبد الله بن عمرو بن العاص وهو وهم»

(6)

.

وقال في موضع آخر: «ووقع في بعض طرق مسلم فيه (عبد الله بن عمرو بن العاص وهو وهم»

(7)

.

(1)

ابن أبي شيبة (36550) وابن حبان (2189) وابن قانع في معجم الصحابة (595) وأحمد (3/ 47).

(2)

ابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني (707).

(3)

أبو داود (649) والبخاري في التاريخ الكبير (5/ 8) و (5/ 152) تعليقاً.

(4)

مسند الشافعي (1/ 155).

(5)

صحيح مسلم (1/ 336).

(6)

تهذيب الكمال (15/ 45).

(7)

المصدر السابق (15/ 376).

ص: 85

وقال ابن حجر: «وقوله: ابن عمرو بن العاص وهم من بعض أصحاب ابن جريج وقد رويناه في مصنف عبد الرزاق عنه فقال: (عبد الله بن عمرو بن عبدٍ القاري وهو الصواب)

(1)

.

ونحو ذلك قال العيني

(2)

.

وقال أبو حاتم: «إنما هو ابن جريج، عن محمد بن عباد بن جعفر، عن أبي سلمة بن سفيان وعبد الله بن عمرو العابدي عن عبد الله بن السائب عن النبي صلى الله عليه وسلم وهو الصواب»

(3)

.

وقال ابن حجر في إتحاف المهرة (6/ 662): (قال ابن خزيمة: ليس هو عبد الله بن عمرو بن العاص السهمي، قلت: هو عبد الله بن عمرو وتسمية راويه جد عبد الله بن عمرو (بالعاصي) ليس صواباً بل هو وهم)

(4)

.

(1)

فتح الباري (2/ 256).

(2)

في عمدة القاري (6/ 40).

(3)

العلل لابن أبي حاتم (232) وانظره في باب سفيان بن عيينة ح (106).

(4)

وسيأتي في باب روح بن عبادة ح (891).

ص: 86

‌الحديث الثاني

(1)

:

871 -

قال الطحاوي في شرح مشكل الآثار (8/ 339): حدثنا عبد الملك بن مروان الرقي قال: حدثنا حجاج بن محمد عن الليث بن سعد قال: حدثني حيوة بن شُرَيْح الكندي عن شُفَي الأصبحي عن عبد الله بن عمرو عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:

«قَفْلةٌ كغَزْوَةٍ» .

‌التعليق:

هذا إسناد رجاله ثقات.

هكذا قال حجاج: (عن الليث، عن حيوة، عن شفي، عن عبد الله بن عمرو).

خالفه علي بن عياش

(2)

، وعبد الله بن صالح

(3)

، ومحمد بن

(1)

رجال الإسناد:

عبد الملك بن مروان بن قارظ البصري الحذاء جار الطيالسي، أبو مروان، إمام مسجد أبي عاصم، ثقة من الحادية عشرة، مات سنة 250، روى عنه أبو داود.

الليث بن سعد: انظر ترجمته في بابه.

حيوة بن شريح بن صفوان التجيبي أبو زرعة المصري، ثقة ثبت فقيه زاهد، من السابعة، مات سنة 158، وقيل: 159، روى له البخاري ومسلم.

شُفي بالفاء مصغراً ابن مانع الأصبحي، ثقة من الثالثة، أرسل حديثاً واحداً فذكره بعضهم في الصحابة خطأ، مات في خلافة هشام، روى له أبو داود والترمذي.

(2)

أبو داود (2487) والحاكم (2/ 73).

(3)

ابن الجارود (1039) والفسوي في المعرفة (2/ 297) وأبو نعيم في الحلية (5/ 169) والبيهقي (9/ 28).

ص: 87

رمح

(1)

، وإسحاق

(2)

، وعباس بن طالب

(3)

فقالوا: (عن الليث، عن حيوة، عن ابن شفي، عن شفي، عن عبد الله بن عمرو).

أسقط حجاج أو عبد الملك شفياً من الإسناد.

(1)

الطحاوي (8/ 309) والبيهقي (9/ 28) وفي شعب الإيمان (4275).

(2)

أحمد (2/ 174).

(3)

أبو عوانة (7551).

ص: 88

‌الحديث الثالث

(1)

:

872 -

قال النسائي في الكبرى (9305) أخبرني إبراهيم بن الحسن قال: ثنا حجاج قال: قال ابن جريج: أخبرني عبيد الله عن نافع أنه أخبره أنه سمع ابن عمر يقول:

سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم ينهى عن القزع.

‌التعليق:

هذا إسناد رجاله ثقات.

وأخرجه الطبراني في الأوسط (1292) من طريق يوسف بن مسلم.

هكذا قال حجاج: (عن ابن جريج، عن عبيد الله، عن نافع، عن ابن عمر).

خالفه مخلد بن يزيد

(2)

، وهشام بن سليمان

(3)

، وأبو قرة

(4)

فرووه عن ابن جريج فقالوا: (عن ابن جريج، عن عبيد الله، عن عمر بن نافع، عن أبيه نافع، عن ابن عمر).

(1)

رجال الإسناد:

إبراهيم بن الحسن بن الهيثم الخثعمي، أبو إسحاق المصيصي المقسمي، ثقة من الحادية عشرة، روى عنه أبو داود والنسائي.

عبيد الله بن عمر بن حفص بن عاصم بن عمر بن الخطاب، ثقة ثبت، روى له البخاري ومسلم.

نافع مولى ابن عمر، ثقة ثبت فقيه مشهور، من الثالثة، مات سنة 117، روى له البخاري ومسلم.

(2)

البخاري (5576).

(3)

الدارقطني تعليقاً في العلل (2967).

(4)

المصدر السابق.

ص: 89

أسقط حجاج عمر بن نافع من الإسناد.

وكذلك رواه يحيى بن سعيد القطان

(1)

، ومحمد بن بشر

(2)

، وابن نمير

(3)

، وأبو أسامة

(4)

أربعتهم عن عبيد الله، عن عمر بن نافع به.

وقد رواه حجاج عن ابن جريج على الشك.

رواه عنه هكذا يوسف بن سعيد فقال فيه: (عن ابن جريج، عن عبيد الله، أظنه عن عمر بن نافع عن نافع عن ابن عمر)

(5)

.

لذا قال النسائي: «حديث يحيى بن سعيد ومحمد بن بشر أوْلى بالصواب»

(6)

.

وقد ذكر الدارقطني الاختلاف في هذا الحديث وذكر أن الصحيح فيه أن عبيد الله لم يسمع هذا الحديث من نافع إنما سمعه من ابنه عمر بن نافع عنه.

قال الدارقطني: واختلف عن ابن جريج، فرواه حجاج، عن ابن جريج، عن عبيد الله، عن نافع، عن ابن عمر.

وخالفه هشام بن سليمان، ومخلد بن يزيد، وأبو قرة، فرووه عن

(1)

مسلم (2120) وأحمد (2/ 55).

(2)

النسائي (8/ 182) وفي الكبرى (9306) وأحمد (2/ 39).

(3)

مسلم (2120).

(4)

مسلم (2120).

(5)

البيهقي في شعب الإيمان (6482).

(6)

المجتبى (8/ 130).

ص: 90

ابن جريج، عن عبيد الله بن عمر، عن عمر بن نافع عن أبيه عن ابن عمر

ثم قال: والصحيح عن عبيد الله، عن عمر بن نافع، عن أبيه، عن ابن عمر، عن النبي صلى الله عليه وسلم

(1)

.

وقد سبق الحديث في باب سفيان الثوري ح رقم (5) وعبد الله بن نمير ح (917) فانظره.

‌علة الوهم:

1 اختلاف الأمصار، فابن جريج مكي، لذا كانت رواية أهل بلده هشام بن سليمان ومَن تابعه أوْلى من غيره.

2 أن حجاجاً لم يتقنه فكان يشك فيه، ورواه عنه بالشك يوسف بن سعيد، والله أعلم.

3 أن عبيد الله يروي عن نافع وهو مكثر للرواية عنه بدون واسطة، فبالنظر إلى تحفة الأشراف نجده يروي عن نافع عن ابن عمر مائتين وتسعة عشر حديثاً

(2)

.

بينما روى عمر بن نافع عن أبيه عن ابن عمر أربعة أحاديث

(3)

.

(1)

العلل (13/ 78 - 80 رقم 2967).

(2)

من الحديث رقم 7796 إلى الحديث رقم 8015 تحفة الأشراف.

(3)

تحفة الأشراف ح 8243 - 8246.

ص: 91

‌الحديث الرابع

(1)

:

873 -

قال الإمام أحمد رحمه الله (6/ 176): حدثنا محمد بن جعفر، حدثنا شعبة، وحجاج قال: أخبرني شعبة، عن سعد بن إبراهيم، عن طلحة بن عبد الله، قال حجاج: ابن عوف، وحدثناه يعقوب عن أبيه قال: (ابن عبد الله بن عثمان عن عائشة أنها قالت:

أهوى إليّ رسول الله صلى الله عليه وسلم ليقبّلني فقلت: إني صائمة، قال:«وأنا صائم» فقبّلني.

قال حجاج: قال شعبة: قال لي سعد: طلحة عم أبي سعد.

‌التعليق:

هذا إسناد رجاله كلهم ثقات رجال الصحيح.

وأخرجه أحمد أيضاً في (6/ 270) عن حجاج وحده عن شعبة به.

هكذا قال حجاج: (عن شعبة، عن سعد بن إبراهيم، عن طلحة بن عبد الله بن عوف، عن عائشة).

خالفه محمد بن إسحاق

(2)

، ووهب بن جرير

(3)

، والنضر بن شميل

(4)

فقالوا: (عن شعبة، عن سعد بن إبراهيم، عن طلحة بن عبد الله بن عثمان بن عبيد الله بن معمر، عن عائشة).

(1)

رجال الإسناد:

تقدم في باب أبي داود الطيالسي.

(2)

أحمد (6/ 270) وابن عدي في الكامل (6/ 108).

(3)

الطحاوي في شرح معاني الآثار (2/ 92).

(4)

أبو يعلى (4532).

ص: 92

هكذا قال محمد بن إسحاق.

وقال وهب بن جرير: طلحة بن عبيد الله بن معمر.

وقال النضر بن شميل: طلحة بن عبيد الله.

نسباه إلى جده.

ورواه محمد بن جعفر

(1)

وابن أبي عدي

(2)

عن شعبة فقالا: طلحة بن عبد الله ولم ينسباه.

وقد سبق الحديث في باب أبي داود الطيالسي فانظره

(3)

.

(1)

أحمد (6/ 176).

(2)

ابن خزيمة (2004).

(3)

حديث رقم (453).

ص: 93

‌حجاج بن منهال

‌اسمه ونسبه:

حجاج بن منهال الأنماطي، أبو محمد السلمي، وقيل: البرساني، مولاهم البصري.

روى عن: جرير بن حازم، وشعبة، وحماد بن سلمة، وحماد بن زيد، وهمام، وعبد العزيز الماجشون وغيرهم.

روى عنه: البخاري، والدارمي، وعبد بن حميد، وإسحاق الكوسج، ومحمد بن يحيى الذهلي وجماعة.

وثقه أحمد وأبو حاتم والنسائي وابن سعد والعجلي وغيرهم.

مات سنة 216، وقيل:217.

قال الفلاس: ما رأيت مثله فضلاً وديناً.

قال ابن حجر: ثقة فاضل، من التاسعة.

ص: 94

‌الحديث الأول

(1)

:

874 -

قال الإمام البخاري رحمه الله (3243) فتح (6/ 318): حدثنا حجاج بن منهال حدثنا همّام قال: سمعت أبا عمران الجَوْني يحدّث عن أبي بكر ابن عبد الله بن قيس الأشعري عن أبيه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:

«الخيمة دُرّة مجوَّفة طولها في السماء ثلاثون ميلاً في كل زاوية منها للمؤمن أهل لا يراهم الآخرون» .

قال أبو عبد الصمد والحارث بن عُبَيد عن أبي عمران: ستون ميلاً.

‌التعليق:

هذا إسناد رجاله كلهم ثقات رجال الشيخين.

هكذا قال حجاج عن همام عن أبي عمران الجوني، عن أبي بكر ابن عبد الله، عن أبي موسى الأشعري: إن الخيمة طولها في السماء ثلاثون ميلاً.

(1)

رجال الإسناد:

همام بن يحيى بن دينار العوذي، أبو عبد الله البصري، ثقة ربما وهم، من السابعة، مات سنة 164 أو 165، روى له البخاري ومسلم.

عبد الملك بن حبيب الأزدي البصري، أبو عمران الجوني، مشهور بكنيته، ثقة من كبار الرابعة، مات سنة 128 وقيل بعدها، روى له البخاري ومسلم.

أبو بكر ابن أبي موسى الأشعري واسمه عمرو أو عامر، ثقة من الثالثة، مات سنة 106 وكان أسن من أخيه أبي بردة، روى له البخاري ومسلم.

ص: 95

خالفه يزيد بن هارون

(1)

، وعفان بن مسلم

(2)

، وروح بن عبادة

(3)

، وعاصم بن علي

(4)

، وعبد الصمد بن عبد الوارث

(5)

فرووه عن همام بهذا الإسناد فقالوا: ستون ميلاً.

وكذلك رواه عبد العزيز بن عبد الصمد

(6)

، والحارث بن عبيد

(7)

عن أبي عمران فقالوا: ستون ميلاً.

وقد تابعهم حجاج في رواية.

فقد رواه أبو عمرو حفص بن عمر بن الصباح الرقي عنه عن همام فقال: ستون ميلاً

(8)

.

وهم حجاج في قوله: (ثلاثون ميلاً).

أما وجه إخراج البخاري لهذه الرواية فإن هماماً صرّح فيها بالسماع ثم إنه قال في الخيمة: درة مجوفة، وقال الآخرون: لؤلؤة، ثم أعقبها بذكر مخالفته لعبد العزيز بن عبد الصمد والحارث بن عبيد فذكرهما تعليقاً.

ووصل رواية عبد العزيز بن عبد الصمد في باب: {حُورٌ مَقْصُورَاتٌ

(1)

مسلم (2838) وأحمد (4/ 411) والدارمي (2833) وعبد بن حميد (544) وابن أبي شيبة (13/ 105 - 106).

(2)

أحمد (4/ 400) وأبو عوانة كما في إتحاف المهرة (10/ 814).

(3)

الروياني في مسنده (519).

(4)

أبو الشيخ في العظمة (606).

(5)

أحمد (4/ 419).

(6)

البخاري (4879)، (3243) تعليقاً، ومسلم (2838) والترمذي (2528) وأبو يعلى (7331).

(7)

البخاري تعليقاً (3243) ومسلم (2838).

(8)

تمام الرازي في الفوائد (1096).

ص: 96

فِي الْخِيَامِ (72)} [الرحمن: 72] فناسب ذكر روايته في هذا الباب فذكر فيها طول الخيمة، وأورد حديث حجاج في باب (ما جاء في الجنة وأنها مخلوقة). والله تعالى أعلم.

ص: 97

‌الحديث الثاني

(1)

:

875 -

قال الإمام الطحاوي في شرح مشكل الآثار (1/ 156): حدثنا محمد بن خزيمة، حدثنا حجاج بن منهال، حدثنا شعبة، حدثني أبو إسحاق سمعت

(2)

البراء بن عازب يقول:

إن رسول الله صلى الله عليه وسلم مرّ بناس من الأنصار فقال: «إن كنتم لا بد فاعلين فأفشوا السلام وأعينوا المظلوم واهدوا السبيل» .

‌التعليق:

هذا إسناد رجاله كلهم ثقات رجال الشيخين غير محمد بن خزيمة، وهو ثقة.

هكذا قال حجاج: (عن شعبة عن أبي إسحاق سمعت البراء).

خالفه أبو داود الطيالسي

(3)

، وأبو الوليد الطيالسي

(4)

، وعفان

(5)

،

(1)

رجال الإسناد:

محمد بن خزيمة الأسدي البصري أبو عمرو، قال عنه أبو بكر محمد بن إسحاق بن خزيمة: ثقة، وذكره ابن حبان في الثقات، وقال: مستقيم الحديث. علوم الحديث (1/ 121) والثقات (9/ 133).

شعبة بن الحجاج: تقدم، انظره في بابه.

أبو إسحاق السبيعي: عمرو بن عبد الله. تقدم، انظره في بابه.

(2)

طبعة الرسالة تحقيق الشيخ شعيب، وقد غيّر المحقق في السند (سمعت) إلى (عن) وذكر أن في الأصل الذي حقق منه الكتاب سمعت وهو الصحيح، وإلا لم يكن لتعليل الإمام الطحاوي معنى وكان الأوْلى أن يتركه حتى يستقيم كلام المؤلف.

(3)

الترمذي (2726) وهو في مسند الطيالسي (711).

(4)

الدارمي (2655) والطحاوي في شرح المشكل (1/ 157).

(5)

أحمد (4/ 282) و (4/ 291).

ص: 98

وأبو سعيد

(1)

، ومحمد بن جعفر

(2)

، ويونس بن عبيد الله

(3)

، وسليمان بن حرب

(4)

.

فرووه عن شعبة عن أبي إسحاق عن البراء.

وكذلك رواه إسرائيل عن أبي إسحاق عن البراء ولم يذكر سماعاً

(5)

.

وقال عفان وأبو الوليد الطيالسي ومحمد بن جعفر: قال شعبة: ولم يسمعه أبو إسحاق عن البراء.

وهم حجاج بذكر سماع أبي إسحاق عن البراء.

لذا قال الطحاوي: وهذا اختلاف شديد على شعبة لأن حجاجاً يذكر فيه سماع أبي إسحاق إياه من البراء وأبو الوليد ينفي ذلك.

والله أعلم بالصواب

(6)

.

قلت: كأنه لم يقف على أن أبا الوليد قد تابعة ستة من أصحاب شعبة فلم يرجح بين الروايتين وقد نص شعبة أن أبا إسحاق لم يسمعه من البراء.

(1)

أحمد (4/ 301).

(2)

أبو يعلى (1717) وأحمد (4/ 291) والروياني (323).

(3)

البيهقي في شعب الإيمان (7624).

(4)

تاريخ دمشق (8/ 103).

(5)

أحمد (4/ 282، 4/ 293) والطحاوي (1/ 157) وابن أبي شيبة (26529).

(6)

شرح مشكل الآثار (1/ 156).

ص: 99

‌حجين بن المثنى

‌اسمه ونسبه:

حجين بن المثنى اليمامي، أبو عمر نزيل بغداد، خراساني الأصل.

روى عن: مالك بن أنس، والليث بن سعد، وعبد العزيز الماجشون وغيرهم.

وعنه: أحمد بن حنبل، ويحيى بن معين، وأبو خيثمة وغيرهم.

وثقه ابن سعد والجارودي ومحمد بن رافع، وذكره ابن حبان في الثقات.

مات سنة 250.

قال ابن حجر: ثقة، من التاسعة.

روى له البخاري حديثاً واحداً عن عبد العزيز الماجشون (3844).

ص: 100

وروى له مسلم أربعة عشر حديثاً كلها عن الليث بن سعد غير ثلاثة أحاديث عن عبد العزيز الماجشون وهي: (172، 390، 392، 1277، 1402، 1480، 1500، 1539، 1759، 1798، 4/ 1749 رقم 537، 2331، 2373، 2769).

ص: 101

‌الحديث

(1)

:

876 -

قال الإمام ابن خزيمة رحمه الله (1140): حدثنا محمد بن رافع، نا حجين بن المثنى أبو عمير، حدثنا الليث يعني ابن سعد عن عقيل، عن ابن شهاب، عن علي بن الحسين، أن حسن بن علي حدثه كذا قال لنا ابن رافع أن حسن بن علي حدّثه عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه:

أن رسول الله صلى الله عليه وسلم طرقه وفاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: «ألا تصلُّون؟» .

فقلت: يا رسول الله إنما أنفسنا بيد الله إن شاء أن يبعثنا بعثنا.

فانصرف رسول الله صلى الله عليه وسلم حين قلت ذلك ولم يرجع إليّ شيئاً ثم سمعته وهو مدبر يضرب فخذه ويقول: { .. وَكَانَ الْإِنْسَانُ أَكْثَرَ شَيْءٍ جَدَلًا (54)} [الكهف: 54].

‌التعليق:

هذا إسناد رجاله كلهم ثقات رجال الشيخين.

(1)

رجال الإسناد:

محمد بن رافع القشيري النيسابوري، ثقة عابد، من الحادية عشرة، مات سنة 245، روى له البخاري ومسلم.

الليث بن سعد: ثقة ثبت فقيه إمام مشهور. انظر ترجمته في بابه.

عُقيل بن خالد بن عقيل الأيلي، أبو خالد الأموي، ثقة ثبت سكن بالمدينة ثم الشام ثم مصر، مات سنة 144 على الصحيح.

علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب الهاشمي، زين العابدين، ثقة ثبت عابد فقيه فاضل مشهور، قال الزهري: ما رأيت قرشياً أفضل منه، من الثالثة، مات سنة 93 وقيل غير ذلك، روى له البخاري ومسلم.

ص: 102

قال الحافظ في الفتح (3/ 11): وهذا من أصح الأسانيد، ومن أشرف التراجم فيمن روى عن أبيه عن جده.

هكذا قال حجين بن المثنى: (الليث، عن عقيل، عن الزهري، عن علي بن الحسين، عن حسن بن علي، عن علي بن أبي طالب).

خالفه قتيبة بن سعيد

(1)

، وعبد الله بن صالح

(2)

، والوليد بن صالح

(3)

، وحنيفة بن مرزوق

(4)

، وشعيب بن الليث

(5)

، ويحيى بن بكير

(6)

فرووه عن الليث بنفس هذا الإسناد وقالوا: (الحسين بن علي عن علي بن أبي طالب).

وكذلك رواه أصحاب الزهري عنه فجعلوه من حديث الحسين بن علي رضي الله عنه، منهم:

شعيب بن أبي حمزة

(7)

، وصالح بن كيسان

(8)

، وإسحاق بن راشد

(9)

، ومحمد بن أبي عتيق

(10)

، وحكيم بن حكيم بن عباد بن

(1)

مسلم (775).

(2)

الطحاوي في شرح المشكل (4764).

(3)

أبو عوانة (2207) والطحاوي في شرح المشكل (4766).

(4)

أبو عوانة (2207) والطحاوي في شرح المشكل (4766).

(5)

الطحاوي في شرح مشكل الآثار (4763).

(6)

البخاري في الأدب المفرد (955).

(7)

البخاري (1137) و (7347) و (7465).

(8)

البخاري (4724).

(9)

البخاري (7347).

(10)

البخاري (7465).

ص: 103

حنيف

(1)

، وزيد بن أبي أنيسة

(2)

، وإسحاق بن يحيى

(3)

، وعثمان بن عمر التيمي

(4)

، وإبراهيم بن سعد

(5)

.

وهم حجين على الليث في هذا الإسناد فجعله من حديث الحسن بن علي عن أبيه رضي الله عنهما.

وذكر الدارقطني هذا الحديث في العلل

(6)

إلا أنه حمل الوهم فيه على الليث بن سعد.

فقال: هو حديث يرويه الزهري عن علي بن الحسين واختلف عنه:

فرواه الليث عن عقيل عن الزهري عن علي بن الحسين عن الحسن بن علي عن علي.

قال ذلك أبو صالح كاتب الليث، وقتيبة بن سعيد، وحجين بن المثنى، ويقال: إنه هكذا كان في كتاب الليث فقيل له: إن الصواب عن الحسين بن علي فرجع إلى الصواب.

وكذلك رواه ابن لهيعة عن عقيل عن الزهري على الصواب.

وكذلك رواه يحيى بن بكير وغير واحد عن الليث. اه.

(1)

النسائي (3/ 206) وأحمد (1/ 91) والبزار (504) وأبو يعلى (366) وابن خزيمة (1139).

(2)

أحمد (1/ 77) وأبو عوانة (2209).

(3)

أبو عوانة (2210).

(4)

أبو عوانة (2210).

(5)

الطحاوي (4768) ومشيخة ابن البخاري (1/ 571).

(6)

(3/ 98).

ص: 104

وقال ابن حجر في الفتح (3/ 11): (وحكى الدارقطني أن كاتب الليث رواه عن الليث عن عقيل عن الزهري فقال: (عن علي بن الحسين عن الحسن بن علي) وكذا وقع في رواية حجاج بن أبي منيع عن جده عن الزهري، في تفسير ابن مردويه وهو وهم والصواب عن الحسين).

وقال في النكت الظراف (7/ 363): اتفق أصحاب الزهري على أنه عنده عن علي بن الحسين بن علي عن أبيه وكذا قال يحيى بن بكير عن الليث، وقال أبو صالح عن الليث: إن حسن بن علي حدّثه. أخرجه الطبري في تهذيب الآثار وكذا أخرجه ابن مردويه من طريق حجاج بن أبي منيع عن الزهري، والأول هو المحفوظ.

قلت: كذا حمل الدارقطني رحمه الله الوهم في هذا الإسناد على الليث بن سعد واستدل على ذلك أنه رواه عنه ثلاثة من أصحابه وهم: أبو صالح عبد الله بن صالح كاتبه، وقتيبة بن سعيد، وحجين بن المثنى.

أما حجين فروايته عنه كذلك كما في حديث الباب.

أما عبد الله بن صالح فقد رواه عنه يزيد بن سنان

(1)

وإبراهيم بن أبي داود

(2)

فقالا فيه: (الحسين بن علي).

وأما قتيبة بن سعيد فقد رواه عنه الإمام مسلم

(3)

والنسائي

(4)

وهما مَنْ هما فقالا: (الحسين بن علي).

(1)

الطحاوي في شرح مشكل الآثار (4764).

(2)

الطحاوي (4764).

(3)

في صحيحه (775).

(4)

في المجتبى (3/ 205) وفي السنن الكبرى (1131).

ص: 105

وتابعهما أحمد بن شعيب

(1)

، وعبد الله بن أحمد

(2)

، ومحمد بن إسحاق الثقفي

(3)

.

لذا، فالأرجح حمل الوهم على حجين فقد خالفه مَنْ ذكرنا من أصحاب الليث، ورواية قتيبة بن سعيد وعبد الله بن صالح على خلاف ما ذكر الدارقطني، والله تعالى أعلم.

‌تنبيه:

روى أبو نعيم في الحلية (3/ 143) من طريق سليمان بن بلال عن محمد بن عبد الله بن أبي عتيق، والحسن بن سفيان عن قتيبة بن سعيد كلاهما عن الليث عن الزهري، عن علي بن الحسين عن الحسن بن علي فذكر الحديث.

وأظن أنه خطأ مطبعي أو وهم فإن محمد بن أبي عتيق إنما يرويه كما عند الإمام البخاري فقال فيه: حسين بن علي.

ويدل على هذا الخطأ المطبعي أو التصحيف أن أبا نعيم قال عقب الحديث: (صحيح متفق عليه من حديث الزهري، ورواه عن الزهري صالح بن كيسان ويزيد بن أبي أنيسة وشعيب بن أبي حمزة وإسحاق بن راشد في آخرين) اه.

وهؤلاء كلهم قالوا في روايتهم: الحسين بن علي، والله تعالى أعلم.

(1)

الطحاوي في شرح مشكل الآثار (4765).

(2)

في زوائده على مسند الإمام أحمد (1/ 77 ح رقم 575).

وفيه قال: كتب إلى قتيبة بن سعيد: كتبت إليك بخطي وختمت الكتاب بخاتمي، يذكر أن الليث بن سعد حدثهم عن عقيل

(3)

أبو عوانة في مستخرجه على صحيح مسلم (1767).

ص: 106

‌حرمي بن عمارة

‌اسمه ونسبه:

حرمي بن عمارة بن أبي حفصة ثابت، ويقال: ثابت العتكي مولاهم البصري.

روى عن: شعبة، وأبي خلدة، وقرة بن خالد وجماعة.

روى عنه: علي بن المديني، وعبد الله بن محمد المسندي، وبندار، وهارون الحمال، والفلاس، وغيرهم.

قال ابن معين: صدوق.

وقال أبو حاتم: ليس هو في عداد القطان وابن مهدي وغندر وهو مع وهب بن جرير وعبد الصمد وأمثالهما.

ذكره العقيلي في الضعفاء، وحكى الأثرم عن أحمد ما معناه أنه صدوق، كانت فيه غفلة.

مات سنة 201.

ص: 107

قال ابن حجر: صدوق يهم، من التاسعة.

روى له البخاري ثمانية أحاديث ستة منها عن شعبة وواحد عن خالد بن دينار وآخر عن قرة. وهي بالأرقام (840، 864، 3999، 4567، 5984، 6219، 6608، 6949) ط. البغا.

ومسلم خمسة أحاديث وهي كالتالي (613، 1393، 2298، 2484، 2767).

ص: 108

‌الحديث

(1)

:

877 -

قال النسائي في الكبرى (324): أخبرنا محمد بن معمر قال: حدثني حرمي بن عمارة قال: أنا شعبة عن قتادة عن أنس عن أسيد بن حضير قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

«الأنصار كرشي وعيبتي

(2)

فالناس سيكثرون ويقلون فاقبلوا من محسنهم وتجاوزوا عن مسيئهم».

‌التعليق:

هذا إسناد رجاله كلهم ثقات رجال الشيخين.

وأخرجه ابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني (1774) والطبراني في الكبير (552) ومن طريقه الضياء في المختارة (1463) كلهم من طريق محمد بن معمر عن حرمي بهذا الإسناد.

هكذا قال حرمي: (عن شعبة، عن قتادة، عن أنس، عن أسيد بن حضير).

خالفه محمد بن جعفر

(3)

، وحجاج

(4)

فقالا: (عن شعبة، عن

(1)

رجال الإسناد:

محمد بن معمر بن ربعي البصري الحراني، صدوق، من كبار الطبقة الحادية عشرة، مات سنة 250، روى له البخاري ومسلم.

شعبة: انظر ترجمته في بابه.

قتادة: انظر ترجمته في بابه.

(2)

أي: بطانتي وخاصتي. (فتح الباري 7/ 121)، وقال القاضي عياض:(أي: جماعتي وموضع ثقتي، والكرش: الجماعة من الناس).

(3)

البخاري (3801) ومسلم (2510) والنسائي (8325).

(4)

أحمد (3/ 176، 272) وأبو يعلى (3208).

ص: 109

قتادة، عن أنس، عن النبي صلى الله عليه وسلم ولم يذكرا أسيداً.

وكذلك رواه عثمان بن جبلة، عن شعبة، عن هشام بن زيد، عن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم

(1)

.

وكذلك رواه حميد الطويل

(2)

، وعلي بن زيد بن جدعان

(3)

، والنضر بن أنس

(4)

، والنعمان بن مرة الزرقي

(5)

أربعتهم عن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم.

وهم حرمي في جعله من مسند أسيد إنما هو من مسند أنس).

وصحح الدارقطني حديث الجماعة

(6)

.

‌علة الوهم:

روى شعبة عن قتادة عن أنس عن أسيد حديثاً في فضل الأنصار، فمن هنا والله أعلم دخل الوهم على حرمي بن عمارة

(7)

.

(1)

البخاري (3800).

(2)

النسائي (8326) وأحمد (3/ 188)(3/ 201).

(3)

الحميدي (1201) وابن أبي عاصم (1715).

(4)

أحمد (3/ 156).

(5)

الطبراني في الأوسط (1443) والصغير (1063).

(6)

العلل (2572).

(7)

أخرجه النسائي في الكبرى (8339) وابن أبي شيبة (31669)(32368)(37355) وابن أبي عاصم (1732) والطبراني في الكبير (551) في خير دور الأنصار، وآخر فيما أوصى به النبي صلى الله عليه وسلم الأنصار أن يصبروا حتى يلقوه على الحوض.

ص: 110

‌حسن بن موسى

‌اسمه ونسبه:

الحسن بن موسى الأشيب، أبو علي البغدادي.

ولد سنة نيف وثلاثين ومائة، ومات سنة 209 أو 210.

روى عن: ابن أبي ذئب، وشعبة، وشيبان، وحماد بن سلمة، وحماد بن زيد، وجماعة.

روى عنه: أحمد بن حنبل، وأبو خيثمة، وعبد بن حميد، وأحمد بن منيع، والحارث بن أبي أسامة، وجماعة.

وثقه يحيى بن معين، وابن المديني، وابن سعد، وغيرهم.

قال أحمد: هو من مثبتي أهل بغداد.

وقال أبو حاتم: صدوق.

وذكره مسلم في رجال شعبة الثقات في الطبقة الثالثة.

قال ابن حجر: ثقة، من التاسعة.

ص: 111

‌الحديث

(1)

:

878 -

قال الإمام أحمد رحمه الله (4/ 308): حدثنا حسن بن موسى، حدثنا زهير عن أبي إسحاق، عن ابن أبي جحيفة، عن أبيه رضي الله عنه قال:

رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم صلّى بالأبطح صلاة العصر ركعتين.

‌التعليق:

هذا إسناد رجاله كلهم ثقات رجال الشيخين.

وأخرجه ابن خزيمة في صحيحه (2994) والحاكم (1/ 478 - 479) من طريق الحسن بن موسى به.

وقال الحاكم: (هذا حديث صحيح على شرط الشيخين) ووافقه الذهبي.

هكذا قال الحسن بن موسى: (عن زهير، عن أبي إسحاق، عن ابن أبي جحيفة عن أبيه).

(1)

رجال الإسناد:

زهير بن معاوية: ثقة ثبت إلا أن سماعه من أبي إسحاق بأخرة. انظر ترجمته في بابه.

أبو إسحاق السبيعي: عمرو بن عبد الله. انظره في بابه.

عون بن أبي جحيفة السوائي الكوفي، ثقة، من الرابعة، مات سنة 116، روى له البخاري ومسلم.

أبو جحيفة: وهب بن عبد الله السوائي، مشهور بكنيته، صحابي معروف، وصحب علياً، مات سنة 74 وحديثه في الصحيحين.

ص: 112

خالفه أحمد بن يونس

(1)

، ويحيى بن يحيى

(2)

، وأبو داود الطيالسي

(3)

، والفضل بن دكين

(4)

، ويحيى بن آدم

(5)

، ويحيى بن صالح

(6)

، ومحمد بن يزيد بن سنان

(7)

، وهاشم بن القاسم

(8)

، وأبو كامل مظفر بن مدرك الخراساني

(9)

، وموسى بن داود

(10)

، وأحمد بن موسى

(11)

.

هؤلاء كلهم قالوا: (عن زهير، عن أبي إسحاق، عن أبي جحيفة).

وهو المحفوظ في هذا الحديث.

وكذلك رواه يونس بن أبي إسحاق

(12)

، وشعبة

(13)

، وإسرائيل

(14)

، وأبو بكر بن عياش

(15)

، وأبو الأحوص

(16)

،

(1)

مسلم (2342).

(2)

مسلم (2342).

(3)

في مسنده، وابن ماجه (3628) وأحمد (4/ 309).

(4)

ابن سعد في الطبقات (1/ 434) وابن أبي شيبة (20564) و (33888). والبخاري في التاريخ الكبير (8/ 162).

(5)

ابن جرير في تهذيب الآثار (960).

(6)

تهذيب الآثار (961).

(7)

تهذيب الآثار (961).

(8)

أبو يعلى (899).

(9)

أحمد (4/ 309).

(10)

ابن سعد في الطبقات (1/ 434).

(11)

تاريخ المدينة (1/ 396).

(12)

البخاري (3544).

(13)

رواه محمد بن المظفر البغدادي في حديث شعبة (21، 105 - 107).

(14)

أحمد (4/ 308) وابن سعد في الطبقات (1/ 434) ويعقوب بن سفيان في المعرفة والتاريخ (3/ 11).

(15)

أحمد (4/ 307).

(16)

الطبراني في الكبير (22/ 312).

ص: 113

وشريك

(1)

.

عن أبي إسحاق عن أبي جحيفة.

وقد وافقهم الحسن بن موسى في رواية أخرى

(2)

.

ورواية بعضهم مختصرة والحديث بطوله هو (رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم صلّى بالأبطح العصر ركعتين، ثم قدّم بين يديه عنزة بينه وبين مارّة الطريق، ورأيت الشيب بعنفقته أسفل من شفته السفلى).

ولا يعرف لأبي إسحاق رواية عن عون بن أبي جحيفة، والله أعلم.

(1)

أحمد (4/ 308) وابن سعد (1/ 434) والطبراني (22/ 315).

(2)

أبو يعلى (899) وابن سعد (1/ 434).

ص: 114

‌حسين الجعفي

‌اسمه ونسبه:

حسين بن علي بن الوليد الجعفي مولاهم، أبو عبد الله، ويقال: أبو محمد الكوفي المقراء المجود الزاهد.

روى عن: الأعمش، وعبد الرحمن بن يزيد بن جابر، وسفيان الثوري، والفضيل بن عياض وجماعة.

روى عنه: سفيان بن عيينة وهو أكبر منه، وأحمد، وإسحاق، ويحيى بن معين، وإسحاق بن منصور.

قال يحيى بن معين وغيره: ثقة.

قال أحمد بن حنبل: ما رأيت أفضل من حسين الجعفي وسعيد بن عامر.

قال الذهبي: يريد بالفضل التقوى والتأله هذا عرف المتقدمين.

قال قتيبة: قيل لسفيان بن عيينة قدم حسين الجعفي فوثب قائماً، فقيل له فقال: قدم أفضل رجل يكون قط.

وقال يحيى بن يحيى النيسابوري: إن كان بقي من الأبدال أحد فحسين الجعفي.

ص: 115

وكان سفيان الثوري إذا رآه عانقه وقال: هذا راهب جعفي، وقبّل ابن عيينة يده.

قيل: إن مولده سنة 119 وتوفي سنة 203 وله بضع وثمانون سنة.

قال ابن حجر: ثقة عابد، من التاسعة.

روى له البخاري سبعة أحاديث كلها عن زائدة غير حديث واحد عن أبي موسى إسرائيل بن موسى (646، 3430، 3153، 3501، 4890، 6732، 6999).

وروى له مسلم أربعة وثلاثون حديثاً كلها عن زائدة غير حديث واحد عن مجمع بن يحيى (30، 136، 142، 157، 196، 224، 297، 402، 420، 458، 503، 572، 714، 822، 1075، 1086، 1144، 1148، 1163، 1370، 1425، 1455، 1486، 1499، 1504، 1508، 1628، 1717، 1968، 2531، 2536، 2549، 2672، 2723).

ص: 116

‌الحديث الأول

(1)

:

879 -

قال الإمام مسلم رحمه الله (1143)(148): وحدثني أبو كريب، حدثنا حسين يعني الجعفي عن زائدة، عن هشام، عن ابن سيرين، عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:

«لا تختصوا ليلة الجمعة بقيام من بين الليالي، ولا تختصوا يوم الجمعة بصيام من بين الأيام إلا أن يكون في صوم يصومه أحدكم» .

‌التعليق:

هذا إسناد صحيح على شرط الشيخين

(2)

.

ورواه النسائي في الكبرى (2751) وابن خزيمة (1176) كلاهما من طريق حسين الجعفي بهذا الإسناد.

(1)

رجال الإسناد:

أبو كريب: محمد بن العلاء بن كريب الهمداني، أبو كريب الكوفي، مشهور بكنيته، ثقة حافظ، من العاشرة، مات سنة 247، روى له البخاري ومسلم.

زائدة بن قدامة الثقفي: تقدم انظره في بابه.

هشام بن حسان الأزدي، القردوسي بالقاف وضم الدال أبو عبد الله البصري، ثقة من أثبت الناس في ابن سيرين، وفي روايته عن الحسن وعطاء مقال لأنه قيل: كان يرسل عنهما، من السادسة، مات سنة 147 أو 148، روى له البخاري ومسلم.

محمد بن سيرين الأنصاري، أبو بكر ابن أبي عمرة البصري، ثقة ثبت عابد كبير القدر، كان لا يرى الرواية بالمعنى، من الثالثة، مات سنة 110، روى له البخاري ومسلم.

(2)

وقد أخرجه الحاكم في المستدرك (1/ 311) وقال: صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه. ووافقه الذهبي.

ص: 117

هكذا قال حسين الجعفي: عن زائدة، عن هشام، عن ابن سيرين، عن أبي هريرة رضي الله عنه.

خالفه معاوية بن عمرو

(1)

فرواه فقال: (عن زائدة، عن هشام، عن ابن سيرين أن سلمان زار أبا الدرداء وكان النبي صلى الله عليه وسلم آخى بينهما، وكان أبو الدرداء يحيي ليلة الجمعة ويصوم يومها فنام عنده، فأراد أبو الدرداء أن يقوم ليلته فقام إليه سلمان فلم يدعه حتى نام وأفطر فجاء أبو الدرداء إلى النبي صلى الله عليه وسلم فأخبره فقال النبي صلى الله عليه وسلم:«عويمر، سلمان أعلم منك لا تخص ليلة الجمعة بصلاة ولا يومها بصيام» .

وكذلك رواه معمر

(2)

، وسفيان بن عيينة

(3)

، عن أيوب، عن ابن سيرين، عن أبي الدرداء.

ورواه الحميدي عن سفيان بن عيينة، عن أيوب، عن ابن سيرين مرسلاً

(4)

.

وكذلك رواه سفيان الثوري

(5)

، وإسرائيل

(6)

. عن عاصم عن ابن سيرين عن أبي الدرداء.

ورواه حماد بن سلمة، عن ثابت، عن محمد بن سيرين أن

(1)

رواه الطبراني في الكبير، قال في المجمع (3/ 199): رواه الطبراني في الكبير وهو مرسل ورجاله رجال الصحيح. وقال المنذري في الترغيب (1554) رواه الطبراني في الكبير بإسناد جيد، وذكره الدارقطني في العلل (8/ 128 - 129).

(2)

عبد الرزاق (7803) ومن طريقه ابن شاهين في الناسخ والمنسوخ (387).

(3)

أخرجه ابن شاهين (3086) وذكره الدارقطني في العلل (10/ 42).

(4)

انظر: العلل لابن أبي حاتم (567) والدارقطني (10/ 42) والنسائي في الكبرى من طريق إسرائيل. تحفة الأشراف.

(5)

ابن أبي شيبة (3/ 45) والدارقطني في العلل (8/ 129) تعليقاً.

(6)

النسائي (2752) وأحمد (6/ 442) وابن شاهين في الناسخ والمنسوخ (385).

ص: 118

أبا الدرداء كان يقوم ليلة الجمعة ويصوم يومها فقال له سلمان

الحديث، وذكر القصة

(1)

.

ورواه أيوب وابن عون ويونس بن عبيد عن محمد بن سيرين أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لأبي الدرداء

(2)

.

ورواه يونس بن عبيد عن الحسن عن أبي الدرداء قال: نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يختص ليلة الجمعة بقيام أو يوم جمعة بصيام

(3)

.

وكذلك رواه ابن عون عن محمد بن سيرين قال: دخل سلمان على أبي الدرداء فذكر القصة

الحديث

(4)

.

لذا قال أبو حاتم وأبو زرعة والدارقطني: إن الحديث إنما هو حديث أبي الدرداء وأن ذكر أبي هريرة وهم.

ويدل على ما ذهب إليه هؤلاء الأئمة النقاد أن أصحاب أبي هريرة رووا عنه هذا الحديث مقتصرين على النهي عن إفراد يوم الجمعة بصيام فقط وهو محفوظ عنه ولم يروِ أحد منهم النهي عن قيام ليلة الجمعة، منهم:

أبو صالح ذكوان السمان

(5)

، أبو رافع نفيع الصائغ

(6)

، وعبد الله بن

(1)

ابن شاهين (384).

(2)

ذكره المزي في تحفة الأشراف (10962).

(3)

ابن شاهين (377).

(4)

ابن سعد في الطبقات (4/ 85).

(5)

البخاري (1985) ومسلم (1144).

(6)

الطحاوي (2/ 79).

ص: 119

عمرو القاري

(1)

، ومحمد بن جعفر المخزومي

(2)

، وعامر بن لدين الأشعري

(3)

، وزياد الحارثي

(4)

، وقتادة عن صاحب له عن أبي هريرة

(5)

، وأبو سلمة

(6)

، ومحمد بن سيرين من طريق عوف بن أبي جميلة، عن أبي هريرة

(7)

.

قال ابن أبي حاتم: (سألت أبي وأبا زرعة عن حديث رواه حسين الجعفي عن زائدة عن هشام عن محمد بن سيرين عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم: «لا تختصوا ليلة الجمعة بقيام

» الحديث، فقالا: هذا وهم إنما هو عن ابن سيرين عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسل ليس فيه ذكر أبي هريرة، رواه أيوب وهشام وغيرهما كذا مرسل. قلت لهما: الوهم ممن هو؟ من زائدة أو من حسين؟ فقالا: ما أخلقه أن يكون الوهم من حسين)

(8)

.

وقال الدارقطني: (ولا يصح عن أبي هريرة، وإنما رواه ابن سيرين عن أبي الدرداء في قصة طويلة لسلمان وأبي الدرداء، رواه أيوب وهشام وغيرهما كذلك وكل مَنْ قال فيه: عن أبي هريرة، إنما رواه ابن سيرين، قيل ذلك عن: عوف، وقيل: عن ابن عيينة عن

(1)

أحمد (2/ 248) والحميدي (1017) والنسائي في الكبرى (2744) وابن خزيمة (2157) وابن حبان (365).

(2)

أحمد (2/ 292) والنسائي (3750).

(3)

أحمد (2/ 303) وابن خزيمة (2161) و (2166) والحاكم (1/ 437).

(4)

أحمد (2/ 365) و (424) وإسحاق (237) و (238) والطحاوي (1/ 511).

(5)

أحمد (2/ 407).

(6)

الطحاوي (2/ 78).

(7)

أحمد (2/ 394).

(8)

العلل (567).

ص: 120

أيوب ولا يصح عنهما)

(1)

.

وقال في العلل (8/ 128 - 129): هو حديث يرويه عوف الأعرابي عن ابن سيرين، عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم

(2)

.

وتابعه حسين الجعفي عن زائدة عن هشام عن ابن سيرين عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم، وكلاهما وهم.

أما حديث عوف: فالوهم فيه منه على ابن سيرين.

وأما حديث هشام فالوهم فيه من حسين الجعفي على زائدة، لا من زائدة.

‌الدلالة الفقهية:

دلّ هذا الحديث على أمرين:

الأمر الأول: النهي عن تخصيص يوم الجمعة بصيام.

وقد جاءت في هذا عدة أحاديث عن النبي صلى الله عليه وسلم وسأكتفي بإيراد ما في الصحيحين منها:

حديث أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم ولفظه: «لا يصوم أحدكم يوم الجمعة إلا يوماً قبله أو بعده»

(3)

.

حديث جابر رضي الله عنه، رواه عنه محمد بن عباد قال: سألت جابراً:

(1)

التتبع (145 - 146).

(2)

أحمد (2/ 394).

(3)

أخرجه البخاري (1985) من طريق الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة، ومسلم (801).

ص: 121

أنهى النبي صلى الله عليه وسلم عن صوم يوم الجمعة؟ قال: نعم

(1)

.

حديث جويرية بنت الحارث: روى شعبة عن قتادة، عن أبي أيوب عن جويرية أن النبي صلى الله عليه وسلم دخل عليها الجمعة وهي صائمة، فقال:«أصمتِ أمس؟» قالت: لا، قال:«تريدين أن تصومي غداً؟» قالت: لا، قال:«فأفطري»

(2)

.

أما النهي عن تخصيص ليلة الجمعة بقيام فليس فيها إلا حديث الباب وقد علمت من قول أبي حاتم وأبي زرعة والدارقطني أنه مرسل

(3)

.

والله تعالى أعلم.

(1)

البخاري (1984) ومسلم (1143).

(2)

البخاري (1986).

(3)

وانظر كتاب: (بين الإمامين مسلم والدارقطني) للشيخ ربيع بن هادي المدخلي ص 212 - 213.

ص: 122

‌الحديث الثاني

(1)

:

880 -

قال أبو عبد الرحمن النسائي رحمه الله (3/ 91): أخبرنا إسحاق بن منصور، قال: حدثنا حسين الجعفي، عن عبد الرحمن بن يزيد بن جابر، عن أبي الأشعث الصنعاني، عن أوس بن أوس رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:

«إن من أفضل أيامكم يوم الجمعة، فيه خلق آدم عليه السلام وفيه قبض، وفيه النفخة وفيه الصعقة، فأكثروا عليّ من الصلاة فإن صلاتكم معروضة عليّ» .

قالوا: يا رسول الله، وكيف تعرض صلاتنا عليك وقد أرمت، أي: يقولون: قد بليت؟!

قال: «إن الله عز وجل قد حرّم على الأرض أن تأكل أجساد الأنبياء عليهم السلام» .

‌التعليق:

هذا إسناد رجاله كلهم ثقات رجال الشيخين غير أبي الأشعث من رجال مسلم.

(1)

رجال الإسناد:

إسحاق بن منصور بن بهرام الكوسج، أبو يعقوب التميمي المروزي، ثقة ثبت، من الحادية عشرة، مات سنة 251، روى له البخاري ومسلم.

عبد الرحمن بن يزيد بن جابر الأزدي، أبو عتبة الشامي، الداراني، ثقة من السابعة، مات سنة بضع وخمسين بعد المائة، روى له البخاري ومسلم.

شراحيل بن آدة، أبو الأشعث الصنعاني الجرمي، ويقال: آدة جد أبيه وهو ابن شرحبيل بن كليب، ثقة من الثانية، شهد فتح دمشق، روى له مسلم.

أوس بن أوس الثقفي، صحابي، سكن دمشق.

ص: 123

والحديث أخرجه أبو داود (1047، 1531) من طريق هارون بن عبد الله والحسن بن علي، وابن ماجه (1085، 1636) من طريق أبي بكر ابن أبي شيبة، وأحمد (4/ 8)، والبزار (3485)، والدارمي (1535)، وابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني (1577)، وابن خزيمة (1733، 1734)، والحاكم (1/ 278)، (4/ 560)، والطبراني في الكبير (589)، وابن حبان (910)، والبيهقي (3/ 248) من طرق عن حسين الجعفي به.

وقد ذكر أئمة الحديث ونقاده أن حسيناً الجعفي وهم في قوله: (عبد الرحمن بن يزيد بن جابر) وهو ثقة، والصحيح أنه (عبد الرحمن بن يزيد بن تميم) وهذا ضعيف.

قال ابن أبي حاتم في العلل (565): سمعت أبي يقول: عبد الرحمن بن يزيد بن جابر لا أعلم أحداً من أهل العراق يحدّث عنه، والذي عندي أن الذي يروي عنه أبو أسامة وحسين الجعفي واحدٌ، وهو عبد الرحمن بن يزيد بن تميم

(1)

ثم قال: أما حسين الجعفي فإنه روى عن عبد الرحمن بن يزيد بن جابر، عن أبي الأشعث، عن أوس بن أوس عن النبي صلى الله عليه وسلم في يوم الجمعة أنه قال:«أفضل الأيام يوم الجمعة فيه الصعقة وفيه النفخة» وفيه كذا، وهو حديث منكر لا أعلم أحداً رواه غير حسين الجعفي.

وأما عبد الرحمن بن يزيد بن تميم فهو ضعيف الحديث، وعبد الرحمن بن يزيد بن جابر ثقة.

(1)

ونحو ذلك قال في الجرح والتعديل: (5/ 300) ونقله عنه ابن عساكر في تاريخ دمشق (36/ 47) وزاد في الجرح قوله: (وغلطا في نسبه).

ص: 124

وقال البزار عقب الحديث: (وهذا الحديث بهذا اللفظ لا نعلم أحداً يرويه إلا شداد بن أوس، ولا نعلم له طريقاً غير هذا الطريق عن شداد، ولا رواه إلا حسين بن علي الجعفي، ويقال: إن عبد الرحمن بن يزيد هذا هو عبد الرحمن بن يزيد بن تميم، ولكن أخطأ فيه أهل الكوفة، أبو أسامة والحسين الجعفي، على أن عبد الرحمن بن يزيد بن تميم لا نعلم روى عن أبي الأشعث وإنما قالوا ذلك لأن عبد الرحمن بن يزيد بن جابر ثقة، وعبد الرحمن بن يزيد بن تميم لين الحديث، فكان هذا الحديث فيه كلام منكر عن النبي صلى الله عليه وسلم فقالوا: هو لعبد الرحمن بن تميم أشبه).

ونقل الترمذي في العلل الكبير (ص 392) عن البخاري قوله: (أهل الكوفة يروون عن عبد الرحمن بن يزيد بن جابر أحاديث مناكير وإنما أرادوا عندي عن عبد الرحمن بن يزيد بن تميم، وهو منكر الحديث وهو بأحاديثه أشبه منه بأحاديث عبد الرحمن بن يزيد بن جابر)

(1)

.

وقال الخطيب في تاريخ بغداد (10/ 212): روى الكوفيون أحاديث عبد الرحمن بن يزيد بن تميم عن عبد الرحمن بن يزيد بن جابر ووهموا في ذلك فالحمل عليهم في تلك الأحاديث، ولم يكن غير ابن تميم الذي أشار إليه عمرو بن علي، وأما جابر فليس في حديثه منكر!

ثم قال: قال موسى بن هارون: روى أبو أسامة عن

(1)

ونقله ابن رجب في شرح العلل (2/ 819 ط. الرشد)، (2/ 681 ط. نور الدين عتر).

ص: 125

عبد الرحمن بن يزيد بن جابر وكان ذاك وهماً منه رحمه الله هو لم يلقَ عبد الرحمن بن يزيد بن جابر وإنما لقي عبد الرحمن بن يزيد بن تميم فظنّ أنه ابن جابر وابن جابر ثقة.

وقال البخاري في التاريخ الكبير (5/ 365 رقم 1156): عبد الرحمن بن يزيد بن تميم السلمي الشامي عن مكحول سمع منه الوليد بن مسلم، عنده مناكير، ويقال: هو الذي روى عنه أبو أسامة وحسين الجعفي وقالا: هو ابن يزيد بن جابر [وغلطا في نسبه ويزيد بن تميم أصح وهو ضعيف الحديث]

(1)

.

وقال في التاريخ الأوسط (3/ 537 رقم 813): أما أهل الكوفة فرووا عن عبد الرحمن بن يزيد بن جابر وهو ابن يزيد بن تميم، ليس بابن جابر، وابن تميم منكر الحديث.

وقال النسائي: عبد الرحمن بن يزيد بن تميم متروك الحديث، شامي، روى عنه أبو أسامة وقال: عبد الرحمن بن يزيد بن جابر

(2)

.

وقال ابن رجب: قالت طائفة: هو حديث منكر، وحسين الجعفي سمع من عبد الرحمن بن يزيد بن تميم الشامي، وروى عنه أحاديث منكرة فغلط في نسبته.

وممن ذكر ذلك: البخاري وأبو زرعة وأبو حاتم وأبو داود وابن حبان وغيرهم.

(1)

ما بين المعكوفين ذكره ابن القيم في جلاء الأفهام ص 78 وليس في المطبوع من التاريخ الكبير.

وذكره ابن عساكر في تاريخ دمشق (36/ 46).

(2)

تاريخ دمشق (36/ 46).

ص: 126

وأنكر ذلك آخرون وقالوا: الذي سمع منه حسين هو ابن جابر.

قال العجلي: سمع من ابن جابر حديثين في الجمعة.

وكذا أنكر الدارقطني على مَنْ قال: إن حسيناً سمع من ابن تميم وقال: إنما سمع من ابن جابر، والذي سمع من ابن تميم هو أبو أسامة وغلط في اسم جده فقال: ابن جابر وهو ابن تميم)

(1)

اه.

‌علة الوهم:

تشابه الأسماء:

قال ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل (5/ 300): حدثني أبي قال: سألت محمد بن عبد الرحمن بن أخي حسين الجعفي عن عبد الرحمن بن يزيد فقال: قدم الكوفة وعبد الرحمن بن يزيد بن تميم ويزيد بن يزيد بن جابر ثم قدم عبد الرحمن بن يزيد بن جابر بعد ذلك بدهر، فالذي يحدّث عنه أبو أسامة ليس هو ابن جابر هو عبد الرحمن بن يزيد بن تميم.

(1)

شرح علل الترمذي (2/ 818 - 819).

ص: 127

‌الحديث الثالث

(1)

:

881 -

قال الطبراني في المعجم الكبير (12549): حدثنا محمد بن عبد الله الحضرمي، ثنا أبو كريب، ثنا حسين بن علي الجعفي، عن سفيان بن عيينة، عن عمرو بن دينار، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس رضي الله عنه قال:

صلّيت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ثمانياً جمعاً وخمساً

(2)

جمعاً من غير خوف ولا مطر.

‌التعليق:

هذا إسناد رجاله كلهم ثقات رجال الشيخين غير محمد بن عبد الله الحضرمي وهو ثقة حافظ، قال ابن أبي حاتم: صدوق، وقال الدارقطني: ثقة جبل، وقال ابن النديم: من المحدثين الثقات، وقال ابن ماكولا: أحد الأئمة الحفاظ، وقال الذهبي: الشيخ الحافظ الصادق محدث الكوفة، صنّف المسند والتاريخ وكان متقناً

(3)

.

(1)

رجال الإسناد:

محمد بن عبد الله بن سليمان أبو جعفر الحضرمي الكوفي، ولد سنة 202، وتوفي سنة 298، ثقة حافظ، وثقه الدارقطني وابن ماكولا وابن النديم وابن نقطة وغيرهم.

محمد بن العلاء أبو كريب: تقدم.

سفيان بن عيينة: ثقة ثبت. انظر ترجمته في بابه.

عمرو بن دينار: انظر ترجمته في بابه.

(2)

كذا في المطبوع والصحيح (وسبعاً) كما في الصحيحين وغيرهما.

(3)

انظر: تراجم شيوخ الطبراني ص 579.

ص: 128

هكذا قال حسين الجعفي: (عن سفيان، عن عمرو بن دينار، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس).

خالفه علي بن عبد الله المديني

(1)

، وأبو بكر ابن أبي شيبة

(2)

، والشافعي

(3)

، وأحمد بن حنبل

(4)

، والحميدي

(5)

، وقتيبة بن سعيد

(6)

، وزهير بن حرب

(7)

، وإبراهيم بن بشار

(8)

، وعثمان بن أبي شيبة

(9)

.

هؤلاء التسعة رووه عن سفيان فقالوا: (عن سفيان، عن عمرو بن دينار، عن أبي الشعثاء جابر بن زيد، عن ابن عباس).

وكذلك رواه جماعة عن عمرو بن دينار، منهم:

شعبة

(10)

، وحماد بن زيد

(11)

، وابن جريج

(12)

، ومعمر

(13)

، وروح بن القاسم

(14)

، وحماد بن سلمة

(15)

، ومحمد بن مسلم الطائفي

(16)

.

(1)

البخاري (1174).

(2)

مسلم (705) وهو في مصنف ابن أبي شيبة (8227).

(3)

في السنن المأثورة (1/ 124) والطحاوي (1/ 160).

(4)

في المسند (1/ 221) و (1/ 273) و (1/ 285).

(5)

في مسنده (470).

(6)

النسائي (1/ 286) وفي الكبرى (376).

(7)

أبو يعلى (2394).

(8)

أبو نعيم في مستخرجه على صحيح مسلم (1591).

(9)

البيهقي (3/ 168).

(10)

البخاري (562).

(11)

البخاري (543) ومسلم (705).

(12)

النسائي (1/ 290) وأحمد (1/ 366) وعبد الرزاق (4436) وأبو عوانة (2402).

(13)

عبد الرزاق (4436) والطبراني في الكبير (12805).

(14)

الطبراني (12806).

(15)

أبو داود الطيالسي (2613).

(16)

الطبراني (12807).

ص: 129

وهؤلاء السبعة رووه عن عمرو بن دينار، عن جابر بن زيد، عن ابن عباس.

وهم حسين الجعفي فقال: (سعيد بن جبير) والصحيح (جابر بن زيد).

لذا قال الطبراني: «هكذا رواه الجعفي حسين عن ابن عيينة، ورواه أصحاب ابن عيينة عن ابن عيينة عن عمرو بن دينار عن جابر بن زيد، وكذلك رواه أصحاب عمرو بن دينار عن عمرو بن دينار عن جابر بن زيد»

(1)

.

وقد تابع حسيناً الجعفي زكريا بن إسحاق

(2)

وحكم أبو زرعة بوهمه.

قال ابن أبي حاتم: «وسئل أبو زرعة عن حديث رواه أبو عامر العقدي عن زكريا بن إسحاق، عن عمرو بن دينار، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس: أن النبي صلى الله عليه وسلم صلّى بالمدينة ثمانياً جميعاً وسبعاً جميعاً.

قال أبو زرعة: هذا وهم، رواه شعبة وحماد بن زيد ومحمد بن مسلم وحماد بن سلمة وسفيان بن عيينة عن عمرو بن دينار، عن جابر بن زيد، عن ابن عباس، عن النبي صلى الله عليه وسلم وهو الصحيح، والوهم ينبغي أن يكون من زكريا»

(3)

.

‌علة الوهم:

شارك سعيد بن جبير جابر بن زيد في رواية هذا الحديث عن

(1)

المعجم الكبير (12/ 83).

(2)

لم أقف على روايته.

(3)

العلل لابن أبي حاتم (525).

ص: 130

ابن عباس رضي الله عنهما لكن ليس من طريق عمرو بن دينار بل من طريق أبي الزبير وحبيب بن أبي ثابت عنه.

فهذا الحديث يرويه عمرو بن دينار عن جابر بن زيد، عن ابن عباس، ويرويه أبو الزبير وحبيب بن أبي ثابت عن سعيد بن جبير عن ابن عباس

(1)

.

فمن هنا دخل الوهم على حسين الجعفي فظن أن عمرو بن دينار أيضاً يرويه عن سعيد بن جبير عن ابن عباس، والله تعالى أعلم.

(1)

مسلم (705).

ص: 131

‌حماد بن أسامة

‌اسمه ونسبه:

حماد بن أسامة بن زيد القرشي مولاهم، أبو أسامة الكوفي.

روى عن: هشام بن عروة، والأعمش، وابن جريج، والثوري، وشعبة، ومسعر، وحماد بن زيد، وخلق.

روى عنه: الشافعي، وأحمد، وإسحاق، وابن معين، وابنا أبي شيبة، وقتيبة، وجماعة.

وثقه أحمد وابن معين وابن سعد والعجلي وابن قانع وغيرهم.

وأثنى عليه الثوري.

قال أحمد: ثقة، كان أعلم الناس بأمور الناس وأخبار أهل الكوفة، وما كان أرواه عن هشام بن عروة.

وقال أيضاً: أثبت من مائة مثل أبي عاصم، كان صحيح الكتاب ضابطاً للحديث، كيِّساً صدوقاً.

وقال أيضاً: كان ثبتاً، ما كان أثبته، لا يكاد يخطئ.

ص: 132

وقال العجلي بسنده عن سفيان: ما بالكوفة شاب أعقل من أبي أسامة.

قال ابن سعد: كان ثقة مأموناً كثير الحديث يدلس ويبين تدليسه وكان صاحب سنّة وجماعة.

قال أبو داود: قال وكيع: نهيت أبا أسامة أن يستعير الكتب وكان دفن كتبه.

قال ابن حجر: ثقة ثبت ربما دلّس، وكان بآخره يحدّث من كتب غيره، من التاسعة، مات سنة 201 وهو ابن ثمانين.

روى له البخاري مع المكرر (181) حديثاً انظرها في روايات المدلسين في صحيح البخاري (ص 153).

ص: 133

‌الحديث الأول

(1)

:

882 -

قال الإمام ابن أبي شيبة رحمه الله (1/ 8 - 9): حدثنا أبو أسامة عن سفيان عن موسى بن أبي عائشة، عن عمرو بن شعيب، عن أبيه عن جده:

أن رجلاً سأل النبي صلى الله عليه وسلم عن الوضوء فدعا بماء فتوضأ ثلاثاً ثلاثاً ثم قال: «هكذا الطهور فمَن زاد أو نقص فقد تعدّى وظلم» .

‌التعليق:

هذا إسناد رجاله كلهم ثقات.

هكذا رواه حماد بن أسامة فقال: (عن سفيان، عن موسى، عن عمرو بن شعيب عن أبيه، عن جده في أن الوضوء ثلاثاً فمَن زاد أو نقص فقد تعدّى وظلم).

خالفه يعلى بن عبيد

(2)

، وعبيد الله بن عبد الرحمن الأشجعي

(3)

،

(1)

رجال الإسناد:

سفيان: الثوري تقدم.

موسى بن أبي عائشة الهمداني مولاهم أبو الحسن الكوفي، ثقة عابد، من الخامسة، وكان يرسل، روى له البخاري ومسلم.

عمرو بن شعيب بن محمد بن عبد الله بن عمرو بن العاص، صدوق من الخامسة، مات سنة 118، روى له البخاري في الأدب المفرد وأصحاب السنن.

شعيب بن محمد بن عبد الله بن عمرو بن العاص، صدوق، ثبت سماعه من جده، من الثالثة، روى له البخاري في الأدب المفرد وأصحاب السنن.

عبد الله بن عمرو بن العاص: صحابي مكثر، من السابقين.

(2)

النسائي (1/ 88) وفي الكبرى (89، 90) وابن ماجه (422) وأحمد (2/ 180) وإسحاق بن راهويه كما في تغليق التعليق (2/ 96) والبيهقي (1/ 79) وابن المنذر في الأوسط (1/ 361).

(3)

ابن خزيمة (174) وابن الجارود في المنتقى (75).

ص: 134

وأبو بكر الحنفي

(1)

فرووه عن سفيان بهذا الإسناد، وقال فيه:«هكذا الوضوء فمَن زاد على هذا فقد أساء وتعدّى وظلم» .

وهم حماد في زيادة (أو نقص) لأنه ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه توضأ مرة.

وقد سبق هذا البحث فانظره في باب أبي عوانة ح (724).

(1)

تغليق التعليق (2/ 96).

ص: 135

‌الحديث الثاني

(1)

:

883 -

قال ابن ماجه رحمه الله (794): حدثنا علي بن محمد، حدثنا أبو أسامة، عن هشام الدستوائي، عن يحيى بن أبي كثير، عن الحكم بن ميناء أخبرني ابن عباس وابن عمر رضي الله عنهما أنهما سمعا النبي صلى الله عليه وسلم يقول على أعواده:

«لينتهين أقوام عن ودعهم الجماعات أو ليختمن الله على قلوبهم ثم ليكونن من الغافلين» .

‌التعليق:

هذا إسناد رجاله كلهم ثقات رجال الصحيح غير شيخ ابن ماجه وهو ثقة.

هكذا قال أبو أسامة عن هشام عن يحيى بن أبي كثير: (ودعهم الجماعات).

خالفه يزيد بن هارون

(2)

، وعبد الصمد بن عبد الوارث

(3)

،

(1)

رجال الإسناد:

علي بن محمد بن إسحاق الطنافسي، ثقة عابد، من العاشرة، مات سنة 233، وقيل: 235، روى له ابن ماجه والنسائي في مسند علي.

هشام بن أبي عبد الله الدستوائي: تقدم انظره في بابه.

يحيى بن أبي كثير الطائي مولاهم أبو نصر اليمامي، ثقة ثبت ولكنه يدلس ويرسل، من الخامسة، مات سنة 132 وقيل قبل ذلك، روى له البخاري ومسلم.

الحكم بن ميناء الأنصاري المدني، صدوق من أولاد الصحابة، من الثانية، روى له مسلم.

(2)

أحمد (1/ 239) و (2/ 83) وابن أبي شيبة (3/ 154) وابن حبان (2785) وابن عساكر في تاريخه (15/ 65).

(3)

أحمد (1/ 335) وأبو يعلى (5742).

ص: 136

وأبو داود الطيالسي

(1)

، ومعاذ بن هشام

(2)

.

فرووه عن هشام عن يحيى فقالوا: (ودعهم الجمعات).

وكذلك رواه أبان بن يزيد العطار

(3)

، وعلي بن كثير

(4)

، وأيوب السختياني

(5)

ثلاثتهم عن يحيى بن أبي كثير فقالوا: (الجمعات).

وقد أخرجه مسلم من طريق معاوية بن سلام عن أخيه زيد أنه سمع أبا سلّام فقال: حدثني الحكم بن ميناء أن عبد الله بن عمر وأبا هريرة حدثاه أنهما سمعا رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول على أعواد منبره: «لينتهين أقوام عن ودعهم الجمعات

»

(6)

الحديث.

‌أثر الوهم:

حديث الباب إنما هو في النهي عن التخلف عن الجمعة وكذا أورده أهل العلم.

إلا أن الإمام ابن ماجه أخرجه في باب (التغليظ في التخلف عن الجماعة) وقد علمت وهم اللفظة الدالة على ذلك.

(1)

في مسنده (2064) ومن طريقه ابن عساكر في تاريخ دمشق (15/ 165).

(2)

تاريخ دمشق (15/ 65).

(3)

النسائي (3/ 88) وفي الكبرى (1658) وأحمد (1/ 254)(1/ 335) وأبو يعلى (5766) والطحاوي في شرح مشكل الآثار (9/ 214).

(4)

النسائي في الكبرى (1651) وابن عساكر في تاريخه (15/ 65).

(5)

أبو يعلى (5765) وابن عساكر (15/ 66).

(6)

صحيح مسلم (865).

ص: 137

وكذا أورد هذا الحديث الإمام الذهبي في كتابه الكبائر فقال: الكبيرة الخامسة والستون تارك الجماعة فيصلي وحده من غير عذر

) ثم قال: أخرجه مسلم وفيه تساهل فمسلم لم يورده بلفظ (الجماعة) وإنما بلفظ (الجمعة) والله تعالى أعلم.

ص: 138

‌الحديث الثالث

(1)

:

884 -

قال ابن ماجه رحمه الله (1213): حدثنا علي بن محمد وأبو كُرَيب وأحمد بن سِنان قالوا: ثنا أبو أسامة عن عُبيد الله بن عمر عن نافع عن ابن عمر:

أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سها فسلّم في الركعتين فقال له رجل يقال له: ذو اليدين: يا رسول الله أقَصُرَت أو نسيت؟ قال: «ما قَصُرَت وما نسيت» قال: إذاً فصلّيت ركعتين، قال:«أكما يقول ذو اليدين؟» قالوا: نعم، فتقدم فصلّى ركعتين ثم سلّم ثم سجد سجدتَيْ السهو.

‌التعليق:

هذا إسناد رجاله كلهم ثقات رجال الشيخين غير علي بن محمد وقد توبع.

وأخرجه أبو داود (1017) من طريق أبي كريب وأحمد بن ثابت ومسلم في التمييز (47) وابن خزيمة (1034) والبيهقي (2/ 359) من طريق أبي كريب، وابن خزيمة (1034) من طريق بشر بن خالد،

(1)

رجال الإسناد:

علي بن محمد بن إسحاق الطنافسي، ثقة عابد، من العاشرة، مات سنة 233، وقيل: 235، روى له ابن ماجه.

محمد بن العلاء: تقدم.

أحمد بن سنان بن أسد بن حبان أبو جعفر القطان الواسطي، ثقة حافظ من الحادية عشرة، مات سنة 259 وقيل قبلها، روى له البخاري ومسلم.

عبيد الله بن عمر بن حفص بن عاصم بن عمر بن الخطاب المدني، ثقة ثبت من الخامسة، مات سنة بضع وأربعين، روى له البخاري ومسلم.

نافع مولى ابن عمر: تقدم.

ص: 139

وأبو بكر ابن أبي شيبة (4514) ومن طريقه الطحاوي (1/ 444) كلهم أبو كريب وأحمد بن ثابت وبشر بن خالد وأحمد بن سنان وأبو بكر ابن أبي شيبة وعلي بن محمد عن أبي أسامة بهذا الإسناد.

وقد أنكر هذا الحديث على أبي أسامة نقاد الحديث وأئمته، مثل: يحيى بن سعيد القطان والإمام أحمد وأبو حاتم الرازي.

قال المروذي: وقال (الإمام أحمد) في حديث عبيد الله عن نافع عن ابن عمر في مثل قصة ذي اليدين، فقال: كان يقول يعني أسامة: عن هشام عن ابن سيرين عن أبي هريرة.

ثم يقول: عن عبيد الله عن نافع عن ابن عمر مثله.

وقال: قال يحيى بن سعيد: إنما هو في كتاب عبيد الله مرسل، وما ينبغي إلا كما قال يحيى وأنكره

(1)

.

وقال ابن أبي حاتم: سألت أبي عن حديث رواه أبو أسامة عن عبيد الله بن عمر عن نافع عن ابن عمر في قصة ذي اليدين؟

قال أبي: هذا حديث منكر أخاف أن يكون أخطأ فيه أبو أسامة

(2)

.

قلت: ورواية أبي أسامة عن هشام عن ابن سيرين التي أشار إليها الإمام أحمد لم أجدها، لكن وجدت روايته عن عبد الله بن عون، عن

(1)

العلل برواية ابنه عبد الله (262) وذكر الأثرم عن الإمام أحمد نحوه كما في التنقيح (1/ 437).

(2)

العلل لابن أبي حاتم (267).

ص: 140

ابن سيرين، عن أبي هريرة

(1)

.

وقال ابن خزيمة عقب الحديث: هذا خبر ما رواه عن أبي أسامة غير أبي كريب وهذا يعني بشر بن خالد.

قلت: وهو متعقب بما ذكرناه من أن أربعة غيرهم تابعوهم، والله أعلم.

وقال الدارقطني: هذا حديث غريب من حديث عبيد الله عن نافع، تفرد به أبو أسامة عنه ولا نعلم حدّث به عنه غير أحمد بن سنان القطان وهو من الثقات الأثبات

(2)

.

وقال البيهقي: تفرد به أبو أسامة وهو من الثقات.

(1)

أخرجه ابن ماجه (1214) وهو عند البخاري في صحيحه (482) من طريق أخرى عن ابن عون.

(2)

أطراف الغرائب والأفراد (1/ 193) ونقله عنه ابن عبد الهادي الحنبلي المتوفى سنة 744 في التنقيح (1/ 437) والزيلعي المتوفى سنة 762 في نصب الراية (2/ 68) وتعقباه بما يلي: العجب من الدارقطني مع كثرة حديثه ومعرفته بالحديث يقول هذا وقد رواه عنه أبو كريب وأبو همام وبشر بن خالد.

ص: 141

‌روح بن عبادة

‌اسمه ونسبه:

روح بن عبادة بن العلاء بن حسان القيسي من بني قيس بن ثعلبة من أنفسهم أبو محمد البصري.

روى عن: مالك، وشعبة، والثوري، والأوزاعي، وابن أبي ذئب، وابن عون، وهشام بن حسان، وابن عيينة، والحمادين، وجماعة.

روى عنه: أحمد بن حنبل، وإسحاق، وعلي بن المديني، وعبد بن حميد، وأبو خيثمة، ومحمد بن بشار، ومحمد بن المثنى، وخلق.

قال يحيى بن معين: صدوق، وقال مرة: صدوق ثقة.

وقال يعقوب بن شيبة: كثير الحديث جداً، صدوق.

وقال أحمد بن حنبل: صالح، محله الصدق.

وقال ابن سعد: ثقة إن شاء الله.

ووثقه العجلي والذهبي وابن حجر، وأثنى عليه أبو عاصم النبيل الضحاك بن مخلد.

ص: 142

وتكلم فيه عفان بن مسلم وكان لا يرضاه، وابن مهدي والقواريري، وقيل: يحيى القطان.

قيل لابن معين: إن يحيى القطان كان يتكلم فيه، فقال: باطل، ما تكلم يحيى القطان فيه بشيء، هو صدوق.

وقال ابن المديني: كانوا يقولون: إن يحيى بن سعيد كان يتكلم في روح بن عبادة، فإني كنت عند يحيى بن سعيد يوماً إذ جاءه روح فسأله عن شيء من حديث أشعث فلما قام قلت ليحيى: أما تعرف هذا؟ قال: لا، يعني لم يعرف اسمه، قلت: هذا روح بن عبادة، قال: هذا روح ما زلت أعرفه يطلب الحديث ويكتبه.

وقال علي: ولقد كان عبد الرحمن بن مهدي لا يرضاه يطعن على روح وينكر عليه أحاديث ابن أبي ذئب عن الزهري مسائل كانت عنده، فلما قدمت على معن بن عيسى بالمدينة سألته أن يخرج لي هذه الأحاديث، فقال: وما تصنع بها هي عند بصري لكم كان عندنا هاهنا حين قرأ علينا ابن أبي ذئب هذا الكتاب، قال علي: فأتيت ابن مهدي فأخبرته فأحسبه قال: استحله لي.

أما عفان بن مسلم فلم يذكر أي حجة يسقط بها روح فلا عبرة لقوله فقد قال: هو عندي أحسن حديثاً من خالد بن الحارث ويزيد بن زريع فلمَ تركناه؟ يعني كأنه يطعن عليه، فقال له أبو خيثمة: ليس هذا بحجة كل مَنْ تركته أنت ينبغي أن يترك، أما روح فقد جاز حديثه الشأن فيمن بقي.

قال يعقوب بن شيبة: أحسب أن عفان لو كان عنده حجة مما يسقط بها روح بن عبادة لاحتج بها في ذلك الوقت.

ص: 143

أما القواريري فقد قال أبو داود: كان القواريري لا يحدّث عن روح وأكثر ما أنكر عليه تسعمائة حديث حدّث بها عن مالك سماعاً.

قلت: كان كثير الحديث فقد روى الخطيب بسنده عن علي بن المديني: نظرت لروح بن عبادة في أكثر من مائة ألف حديث كتبت منها عشرة آلاف.

قلت: كأنه انتقى منها الأحاديث وترك الآثار والمسائل.

قال أبو مسعود أحمد بن الفرات الرازي: طعن على روح بن عبادة اثنا عشر أو ثلاثة عشر فلم ينفذ قولهم فيه.

قال ابن حجر: ثقة فاضل له تصانيف، من التاسعة، مات سنة 205 أو 207.

روى له البخاري (34) حديثاً عن شعبة وزكريا بن إسحاق، وهشام، وعوف، وابن جريج، وابن أبي عروبة، وشبل، وحاتم بن أبي صغير، وعلي بن سويد (47، 357، 449، 1064، 1083، 1163، 1722، 2618، 2900، 3218، 3223، 3689، 3690، 3702، 3707، 4272، 4370، 4460، 4521، 4530، 4677، 4378، 5029، 5098، 5300، 5783، 5879، 6107، 6172، 6865).

وروى له مسلم نحو سبعين حديثاً (191، 200، 263، 340، 664، 710، 848، 944، 1080، 1085، 1126، .... ، 2805، 2845، 2875، 2932).

ص: 144

‌الحديث الأول

(1)

:

885 -

قال الإمام أحمد رحمه الله (6/ 402): حدثنا روح، حدثنا شعبة قال: سمعت يحيى بن حصين قال: سمعت جدتي تقول: سمعت نبي الله صلى الله عليه وسلم بعرفات يخطب يقول:

«غفر الله للمحلقين» ثلاث مرار، قالوا: والمقصرين؟ فقال: «والمقصرين» في الرابعة.

قالت: وسمعته يقول: «إن استعمل عليكم عبد يقودكم بكتاب الله فاسمعوا له وأطيعوا» .

‌التعليق:

هذا إسناد على شرط مسلم.

هكذا قال روح عن شعبة عن يحيى عن جدته أنها سمعت النبي صلى الله عليه وسلم بعرفات دعا للمحلقين.

خالفه حجاج بن محمد

(2)

فرواه عن شعبة بهذا الإسناد، فقال: سمعت جدتي تحدّث أنها سمعت النبي صلى الله عليه وسلم بمنى دعا للمحلقين ثلاث مرات

، الحديث.

ورواه أبو داود الطيالسي

(3)

عن شعبة فقال: في حجة الوداع.

(1)

رجال الإسناد:

شعبة: انظر ترجمته في بابه.

يحيى بن الحصين الأحمسي، ثقة، من الرابعة، روى له مسلم.

أم الحصين الأحمسية، صحابية شهدت حجة الوداع.

(2)

أحمد (6/ 403 رقم 27267) و (5/ 381).

(3)

مسلم (1303).

ص: 145

ورواه وكيع

(1)

، وعبد الرحمن بن مهدي

(2)

، ومسلم بن إبراهيم

(3)

، ويحيى بن سعيد القطان

(4)

، وسلم بن حرب

(5)

عن شعبة، ولم يذكروا مكاناً.

‌علة الوهم:

أدخل حديثاً في حديث.

فحديث النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إن استعمل عليكم عبد .. » رواه وكيع

(6)

وعفان

(7)

عن شعبة عن يحيى عن جدته أم الحصين به.

وقال في بعض طرقه: بعرفة

(8)

، وبعضها في حجة الوداع.

ورواه محمد بن جعفر عن شعبة وقال: في حجة الوداع

(9)

.

أما حديث: «غفر الله للمحلقين» فإنما قاله النبي صلى الله عليه وسلم بمنى حاثًّا على حلق الشعر لا التقصير وليس محل ذلك عرفة، والله تعالى أعلم.

(1)

مسلم (1303).

(2)

النسائي في الكبرى (4117).

(3)

الطبراني في الكبير (25/ 384).

(4)

أبو نعيم في المستخرج على مسلم (3008).

(5)

المصدر السابق (3008).

(6)

إسحاق (2391) وابن أبي شيبة (32537) وأحمد (6/ 403).

(7)

أحمد (6/ 403).

(8)

أحمد (6/ 402 - 403).

(9)

أحمد (6/ 403).

ص: 146

‌الحديث الثاني

(1)

:

886 -

قال الإمام أحمد رحمه الله (4/ 100): حدثنا روح، حدثنا شعبة عن أبي الفيض، عن معاوية بن أبي سفيان، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:

«مَنْ كذب عليّ متعمداً فليتبوأ مقعده من النار» .

‌التعليق:

هذا إسناد رجاله كلهم ثقات رجال الشيخين غير أبي الفيض وهو ثقة، وثقه ابن معين، والعجلي، وقال أبو حاتم: صالح، وقال يعقوب بن سفيان: له أحاديث حسان. لذا قال الهيثمي في المجمع (1/ 143): ورجاله ثقات.

وأخرجه الطبراني في الكبير (19/ 922) وفي طرق حديث «مَنْ كذب عليّ متعمداً» (68) من طريق الإمام أحمد، والطحاوي في شرح المشكل (395) من طريق علي بن معبد عن روح به.

وأخرجه الخطيب في تاريخ بغداد (7/ 19) من طريق أسد بن عمار الأعرج عن روح.

وأخرجه ابن عساكر في تاريخه (60/ 395) من طريقين عن روح به.

(1)

رجال الإسناد:

شعبة: انظره في بابه.

أبو الفيض: موسى بن أيوب، ويقال: ابن أبي أيوب المهري، أبو الفيض الحمصي، مشهور بكنيته، ثقة، من الرابعة، روى له أبو داود والترمذي والنسائي.

ص: 147

هكذا رواه روح فقال: (عن شعبة، عن أبي الفيض، عن معاوية عن النبي صلى الله عليه وسلم.

خالفه عبد الرحمن بن مهدي

(1)

، وعثمان بن جبلة

(2)

، وعمرو بن حكام

(3)

فرووه (عن شعبة، عن رجل من بني عذرة، عن أبي الفيض، عن معاوية).

أسقط روح الرجل المبهم من بني عذرة.

قال الدارقطني في العلل (7/ 66): وروح وهم فيه، والقول قول مَنْ قال: عن رجل من بني عذرة.

وقال محمد بن عبد الله بن عمار: جئت إلى عبد الرحمن بن مهدي فقيل له: كتبت عن روح عن شعبة عن أبي الفيض عن معاوية حديث: «مَنْ كذب عليّ» .

فقال: أخطأ وتكلم في روح ثم قال: حدثنا شعبة عن رجل عن أبي الفيض

(4)

.

(1)

الطبراني (69) في طرقه حديث: «مَنْ كذب عليّ

»، والدارقطني في العلل (7/ 66) تعليقاً.

(2)

الدارقطني في العلل (7/ 66).

(3)

المصدر السابق.

(4)

تاريخ بغداد (8/ 402) وتهذيب التهذيب (3/ 254).

ص: 148

‌الحديث الثالث

(1)

:

887 -

قال الإمام أحمد رحمه الله (4/ 230): حدثنا روح، حدثنا شعبة، عن سليمان قال: سمعت سالم بن أبي الجعد قال: سمعت أبا كبشة الأنماري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

«مثل أمتي مثل أربعة» فذكر الحديث

(2)

.

‌التعليق:

هذا إسناد رجاله كلهم ثقات رجال الشيخين غير الصحابي أبي كبشة روى حديثه أصحاب السنن غير النسائي.

هكذا قال روح: (عن شعبة، عن سليمان قال: سمعت سالم بن أبي الجعد قال: سمعت أبا كبشة الأنماري، عن النبي صلى الله عليه وسلم.

(1)

رجال الإسناد:

شعبة بن الحجاج: ثقة حافظ متقن، أمير المؤمنين في الحديث (انظر ترجمته في بابه).

سليمان بن مهران، الأعمش، ثقة حافظ (انظر ترجمته في بابه).

سالم بن أبي الجعد رافع الغطفاني الأشجعي مولاهم الكوفي، ثقة وكان يرسل كثيراً، من الثالثة، مات سنة 97 أو 98، وقيل: 100 أو بعد ذلك، روى له البخاري ومسلم.

أبو كبشة الأنماري هو سعيد بن عمرو أو عمرو بن سعيد، وقيل: عمر أو عامر بن سعد صحابي نزل الشام، له حديث، وروى عن أبي بكر.

(2)

لم يسق لفظه وأحال إلى ما قبله ولفظه: «مثل هذه الأمة مثل أربعة نفر: رجل آتاه الله مالاً وعلماً فهو يعمل به في ماله ينفقه في حقه، ورجل آتاه الله علماً ولم يؤته مالاً فهو يقول: لو كان لي مثل مال هذا عملت فيه مثل الذي يعمل» قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «فهما في الأجر سواء» .

«ورجل آتاه الله مالاً ولم يؤته علماً فهو يخبط فيه ينفقه في غير حقه، ورجل لم يؤته الله مالاً ولا علماً فهو يقول: لو كان لي مال مثل هذا عملت فيه مثل الذي يعمل» قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «فهما في الوزر سواء» .

ص: 149

خالفه محمد بن جعفر

(1)

، وأبو زيد الهروي

(2)

، فروياه عن شعبة فقالا: (عن شعبة عن سليمان، عن سالم بن أبي الجعد وسمعته منه

(3)

يحدّث عن أبي كبشة الأنماري، عن النبي صلى الله عليه وسلم.

وهم روح في إسناده في ذكره سماع سالم بن أبي الجعد من أبي كبشة الأنماري، سالم بن أبي الجعد لم يسمع من أبي كبشة وقد تابع محمد بن جعفر أبو زيد الهروي وهذا هو المحفوظ من رواية شعبة عن الأعمش. قاله الحافظ ابن حجر.

وكذلك رواه وكيع

(4)

وأبو معاوية

(5)

.

فقالا: عن الأعمش، عن سالم بن أبي الجعد، عن أبي كبشة الأنصاري ولم يذكرا سماعاً.

وكذلك رواه منصور بن المعتمر

(6)

، عن سالم بن أبي الجعد، عن أبي كبشة.

وفي رواية عن منصور، عن سالم بن أبي الجعد، حُدِّثت عن

(1)

أحمد (4/ 230).

(2)

أخرجه أبو عوانة في مسنده (2/ 470 ح 3863).

(3)

القائل سمعته منه: هو سليمان الأعمش، أي: سمعه من سالم بن أبي الجعد.

(4)

أحمد (4/ 230) وابن ماجه (4228) والفريابي في فضائل القرآن (106) والطبراني في الكبير (22/ 867) وهو عنده في الزهد (240).

(5)

الطحاوي في شرح المشكل (263) والبيهقي (4/ 189).

(6)

أحمد (4/ 230) والطبراني في الكبير (22/ 861، 862، 863، 864) والخطيب في تاريخ بغداد (6/ 79 - 80) من طريق سفيان الثوري وحماد بن أسامة وأبي حذيفة موسى بن مسعود النهدي ومسعر بن كدام ومفضل عن منصور به.

ص: 150

أبي كبشة، فأثبت الواسطة بين سالم بن أبي الجعد وأبي كبشة ولم يذكره

(1)

وجاء ذكره في رواية أخرى.

رواه معمر بن راشد

(2)

، ومفضل بن مهلهل

(3)

عن منصور، عن سالم بن أبي الجعد، عن ابن أبي كبشة، عن أبيه، عن النبي صلى الله عليه وسلم.

وابن أبي كبشة هذا الراوي عن أبيه قال علي بن المديني: ابن أبي كبشة هذا معروف وهو محمد بن أبي كبشة، قد روي عنه حديث آخر يعني عن أبيه في وادي ثمود

(4)

.

وقد ذكر المزي حديث الباب هذا في تحفة الأشراف (8/ 564 رقم 12146) بعد أن ذكر رواية معمر ومفضل عن منصور، عن سالم بن أبي الجعد، عن ابن أبي كبشة، عن أبيه فقال:

(1)

أبو عوانة في مسنده (3864) من طريق جرير بن عبد الحميد عن منصور عن سالم بن أبي الجعد قال: (يحدث) عن أبي كبشة.

وذكره الحافظ في النكت الظراف (8/ 564) بلفظ: (حُدِّثت عن أبي كبشة).

(2)

ابن ماجه (4228 م) والطبراني في الكبير (22/ 865) والبيهقي (4/ 189).

(3)

ابن ماجه (4228 م) والخطيب في تاريخ بغداد (6/ 79 - 80).

(4)

نقله البيهقي عنه (4/ 189) وذكر المزي في تحفة الأشراف (8/ 564) أن اسمه عبد الله بن أبي كبشة الأنماري.

قلت: ومحمد قد ذكره البخاري في التاريخ الكبير (1/ 176) وذكر له راوياً آخر عنه غير سالم بن أبي الجعد وهو إسماعيل بن أوسط، وذكره ابن حبان في الثقات (5/ 372) وقال: قدم الكوفة فكتب عنه ختناه إسماعيل بن أوسط وسالم بن أبي الجعد، ولابن أبي كبشة ابن آخر أيضاً اسمه عبد الله ذكره ابن حبان في الثقات (5/ 36) ولم يذكر في الرواة عنه غير ابنه فهو مجهول، وقد قال الحافظ في التقريب عن ابن أبي كبشة:(مقبول)، لذا فالراجح ما ذكره ابن المديني أن اسمه محمد، والله أعلم.

ص: 151

(رواه شعبة عن الأعمش، عن سالم بن أبي الجعد قال: سمعت أبا كبشة) وكذا قال في تهذيب الكمال (8348).

فتعقبه الحافظ ابن حجر في النكت الظراف فقال: (المحفوظ عن شعبة ما رواه غندر وأبو زيد الهروي عنه عن الأعمش قال: سمعت: سالماً عن أبي كبشة، فالقائل سمعت هو الأعمش لا سالم، ولم يسمع سالم من أبي كبشة، وقد أخرجه أبو عوانة في صحيحه من طريق جرير عن منصور عن سالم قال: حدثت عن أبي كبشة).

‌علة الوهم:

روى شعبة هذا الحديث عن الأعمش وهو مدلس مع إمامته وحفظه وورعه فأثبت سماع الأعمش من سالم بن أبي الجعد فنقل عنه قوله: (وسمعته منه يحدّث) فلربما من هنا دخل الوهم على روح فظن القائل: سمعته منه، سالم بن أبي الجعد، والله تعالى أعلم.

ص: 152

‌الحديث الرابع

(1)

:

888 -

قال الإمام أحمد رحمه الله (4/ 190): حدثنا روح، ثنا شعبة عن يزيد بن خمير قال: سمعت عبد الله بن بسر يحدّث عن أبيه:

أن رسول الله صلى الله عليه وسلم زارهم. فذكر بمعنى حديث بن جعفر.

‌التعليق:

هذا إسناد رجاله كلهم ثقات رجال الصحيح.

وأخرجه أبو عوانة في مسنده (8331) قال: أخبرنا الصغاني قال: أنبأ روح بن عبادة قال: ثنا شعبة عن يزيد بن خمير قال: سمعت عبد الله بن بسر يحدّث عن أبيه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم زارهم فقال له: «أنزل عليّ» فأتاه بسويق وحيس قال: فاستسقى فأتي بشراب فناوله من على يمينه، فجعل يأكل ذلك التمر ويقول بالنوى على ظهر كفه.

هكذا قال روح: (عن شعبة، عن يزيد بن خمير، عن عبد الله بن بسر عن أبيه).

خالفه محمد بن جعفر

(2)

، ومحمد بن أبي عدي

(3)

، وأبو داود

(1)

رجال الإسناد:

يزيد بن خمير الرحبي، أبو عمر الحمصي، صدوق، من الخامسة، روى له مسلم والبخاري في الأدب المفرد.

عبد الله بن بسر المازني: صحابي صغير ولأبيه صحبة، مات سنة 86، وقيل: 96 وهو آخر مَنْ مات من الصحابة بالشام، روى له البخاري ومسلم.

بسر بن أبي بسر المازني والد عبد الله، صحابي له ذكر في مسلم بلا رواية.

(2)

مسلم (2042).

(3)

مسلم (2042).

ص: 153

الطيالسي

(1)

، وبهز بن أسد

(2)

، وأبو الوليد الطيالسي

(3)

، وحفص بن عمر

(4)

، وعفان بن مسلم

(5)

، والنضر بن شميل

(6)

، ومسلم بن إبراهيم

(7)

فقالوا: (عن شعبة، عن يزيد بن خمير، عن عبد الله بن بسر).

وقد صحح النسائي وابن قانع رواية الجماعة بدون ذكر أبيه وسيأتي في باب يحيى بن حماد

(8)

فانظره فإنه قد تابع روح بن عبادة.

(1)

النسائي في الكبرى (10124).

(2)

النسائي (10125) وأحمد (2/ 188).

(3)

عبد بن حميد (507) وابن حبان (5297).

(4)

أبو داود (3729).

(5)

أحمد (4/ 188).

(6)

أبو عوانة (8330).

(7)

البخاري في الأدب المفرد (1177).

(8)

انظر ح رقم (1024).

ص: 154

‌الحديث الخامس

(1)

:

889 -

قال الإمام أحمد رحمه الله (3/ 4): حدثنا روح، حدثنا مالك بن أنس عن خبيب بن عبد الرحمن، أن حفص بن عاصم أخبره، عن أبي هريرة وأبي سعيد رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:

«ما بين بيتي ومنبري روضة من رياض الجنة، ومنبري على حوضي» .

‌التعليق:

هذا إسناد رجاله كلهم ثقات رجال الشيخين.

وأخرجه الطحاوي في شرح مشكل الآثار (7/ 320) من طريق علي بن معبد، والبيهقي في البعث والنشور (177) من طريق محمد بن عبد الله بن يزيد، وابن عبد البر في التمهيد (2/ 286) من طريق الحارث بن أبي أسامة كلهم عن روح بهذا الإسناد.

هكذا قال روح: (عن مالك، عن خبيب بن عبد الرحمن، عن حفص بن عاصم، عن أبي هريرة وأبي سعيد).

خالفه عبد الرحمن بن مهدي

(2)

، وإسحاق بن عيسى الطباع

(3)

،

(1)

رجال الإسناد:

تقدم في باب مالك.

(2)

أحمد (2/ 466).

(3)

أحمد (2/ 466).

ص: 155

وعبد الله بن وهب

(1)

، ومطرف بن عبد الله

(2)

، وخالد بن إسماعيل المخزومي

(3)

فقالوا: (عن مالك، عن خبيب، عن حفص بن عاصم، عن أبي هريرة أو أبي سعيد).

وكذلك رواه رواة الموطأ: يحيى بن يحيى الليثي

(4)

، وأبو مصعب الزهري

(5)

، والقعنبي

(6)

، وابن القاسم

(7)

، وسويد بن سعيد

(8)

عن مالك بالشك فقالوا: (عن أبي هريرة أو أبي سعيد).

فالإمام مالك إنما يرويه بالشك ووهم روح فجمعهما وقد تقدم في باب مالك فانظره لزاماً

(9)

.

(1)

الطحاوي في شرح مشكل الآثار (2875).

(2)

الطحاوي في شرح مشكل الآثار (2876).

(3)

ابن الأعرابي في معجمه (668).

(4)

الموطأ (505).

(5)

الموطأ (517) ومن طريقه البغوي في شرح السنة (452) وأبو الفضل الزهري (662).

(6)

الموطأ (290).

(7)

الموطأ (186).

(8)

الموطأ (342).

(9)

حديث (172).

ص: 156

‌الحديث السادس

(1)

:

890 -

قال الإمام أحمد رحمه الله (5/ 358 - 359): حدثنا محمد بن جعفر وروح، المعنى قالا: حدثنا عوف، عن ميمون أبي عبد الله، قال روح: الكردي عن عبد الله بن بريدة، عن أبيه بريدة الأسلمي قال:

لما نزل رسول الله صلى الله عليه وسلم بحصن أهل خيبر أعطى رسول الله صلى الله عليه وسلم اللواء عمر بن الخطاب ونهض معه مَنْ نهض من المسلمين، فلقوا أهل خيبر، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لأعطين اللواء غداً رجلاً يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله

» الحديث.

‌التعليق:

هذا إسناد رجاله كلهم ثقات رجال الشيخين غير ميمون أبي عبد الله البصري الكردي مولى عبد الرحمن بن سمرة ضعّفه شعبة ويحيى القطان وأحمد بن حنبل ويحيى بن معين، وذكره ابن حبان في كتاب الثقات.

فالإسناد ضعيف، وإن كان الحديث صحيحاً مشهوراً.

(1)

رجال الإسناد:

عوف بن أبي جميلة الأعرابي العبدي البصري، ثقة رمي بالقدر والتشيع، من السادسة، مات سنة 146 أو 147 وله 86 عاماً، روى له البخاري ومسلم.

ميمون أبو عبد الله البصري، مولى ابن سمرة، ضعيف، من الرابعة، روى له الترمذي والنسائي وابن ماجه.

عبد الله بن بريدة بن الحصيب الأسلمي، أبو سهل المروزي قاضيها ثقة، من الثالثة، مات سنة 105 وقيل 115 وله مائة سنة روى له البخاري ومسلم.

ص: 157

وأخرجه أحمد في فضائل الصحابة (1034) عن محمد بن جعفر وروح به.

وأخرجه ابن عساكر في تاريخ دمشق (42/ 94) من طريق الإمام أحمد.

هكذا قال روح: (عن عوف، عن ميمون أبي عبد الله الكردي، عن عبد الله بن بريدة، عن أبيه).

خالفه محمد بن جعفر

(1)

، ومعاذ بن معاذ

(2)

، والفضل بن مساور

(3)

، وهوذة بن خليفة

(4)

.

فرووه (عن عوف، عن ميمون أبي عبد الله، عن عبد الله بن بريدة، عن أبيه).

وميمون أبو عبد الله هو البصري، وهو غير ميمون الكردي وكنيته أبو بصير، وقيل: أبو نصير

(5)

.

‌أثر الوهم في الإسناد:

قلب روح بن عبادة رحمه الله ميمون أبا عبد الله البصري إلى ميمون الكردي والأول ضعيف.

(1)

أحمد (5/ 358) والنسائي في الكبرى (8403)(8600) والطبري في التاريخ (3/ 11) والنسائي في خصائص علي (16).

(2)

ابن أبي عاصم في السنة (1379) وابن عساكر في تاريخ دمشق (42/ 94).

(3)

البزار (1814 كشف الأستار).

(4)

ابن أبي شيبة في مصنفه (14/ 462).

(5)

قاله مسلم، وقال أبو نصر ابن ماكولا: إن مسلماً صحّف فيه، وتعقبه ابن حجر فقال: ذكره في النون النسائي ومحمد بن مخلد. وقال ابن حجر في التقريب (مقبول).

ص: 158

قال ابن المديني: سألت يحيى بن سعيد عن ميمون أبي عبد الله الذي روى عنه عوف، فحمَّض وجهه وقال: زعم شعبة أنه كان فسلاً، وقال أيضاً: كان يحيى لا يحدّث عنه، وقال أحمد بن حنبل: أحاديثه مناكير، وقال إسحاق بن منصور عن يحيى بن معين: لا شيء، وقال أبو داود: تُكلم فيه، وقال النسائي: بصري ليس بالقوي، وقال الحاكم أبو أحمد: ليس بالقوي عندهم.

أما الثاني: ميمون الكردي ولقبه أبو بصير قال عنه يحيى بن معين: صالح، وفي رواية: لا بأس به، ووثقه أبو داود وذكره ابن حبان في الثقات، فالإسناد الأول ضعيف، والإسناد الثاني لا بأس به، والله تعالى أعلم.

‌علة الوهم:

1 التشابه الواقع في أسمائهم.

2 كونهم من طبقة واحدة وهي طبقة التابعين.

3 أن عوفاً لم يكن ينسبه فقال: (ميمون أبو عبد الله) فظنه روح ميموناً الكردي أبا بصير، ورواه أصحاب عوف فقالوا:(ميمون أبو عبد الله) ولم ينسبوه

(1)

.

(1)

وقد رواه روح بن عبادة أيضاً عن عوف فقال: عن ميمون أبي عبد الله عن عبد الله بن بريدة به مختصراً ولم ينسبه. انظر: أخبار المدينة (3/ 273) والطبقات الكبرى (5/ 105).

ص: 159

‌الحديث السابع

(1)

:

891 -

قال الإمام أحمد (3/ 412): حدثنا روح، حدثنا ابن جريج، قال: سمعت محمد بن عباد بن جعفر قال: أخبرني أبو سلمة ابن سفيان، وعبد الله بن عمرو بن العاص، وعبد الله بن المسيب العابدي، عن عبد الله بن السائب رضي الله عنه قال:

صلّى بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم الصبح فاستفتح سورة المؤمنين حتى إذا جاء ذكر موسى وهارون أو ذكر عيسى محمد بن عباد شكّ اختلفوا عليه أخذت النبي صلى الله عليه وسلم سعلة فحذف فركع، قال: وابن السائب حاضر ذلك.

‌التعليق:

هذا إسناد صحيح على شرط مسلم.

والحديث أخرجه البيهقي من طريق روح بهذا الإسناد.

وقد وهم روح في هذا الإسناد في نسبة عبد الله بن عمرو فقال: ابن العاص، والصحيح أنه عبد الله بن عمرو بن عبدٍ القاري وليس عبيد الله بن عمرو بن العاص. كذا قال ابن خزيمة والنووي والمزي وابن حجر.

وقد تابع روحاً في قوله ابن العاص حجاج بن محمد وقد استوفينا الكلام على هذا الإسناد في باب حجاج فانظره لزاماً ح (870).

(1)

رجال الإسناد:

انظره في باب حجاج بن محمد.

ص: 160

‌الحديث الثامن

(1)

:

892 -

قال الإمام الترمذي (3018): حدثنا محمد بن عبد الأعلى الصنعاني، حدثنا خالد بن الحارث عن شعبة، حدثنا عبيد الله بن أبي بكر بن أَنس عن أَنس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال في الكبائر:

«الشرك بالله وعقوق الوالدين وقتل النفس وقول الزور» قال أبو عيسى: هذا حديث حسن صحيح غريب ورواه روح بن عبادة عن شعبة وقال: عن عبد الرحمن بن أبي بكرة ولا يصح.

‌التعليق:

هكذا قال روح: (عن شعبة، عن عبد الرحمن بن أبي بكرة، عن أنس).

خالفه جماعة من أصحاب شعبة فقالوا: (عن شعبة، عن عبيد الله بن أبي بكر، عن أنس)، منهم:

محمد بن جعفر

(2)

، ووهب بن جرير

(3)

، وعبد الملك بن إبراهيم

(4)

، وعبد الصمد بن عبد الوارث

(5)

، وخالد بن الحارث

(6)

، والنضر بن شميل

(7)

، وعمرو بن مرزوق

(8)

، وأبو داود الطيالسي

(9)

،

(1)

البخاري (5977) ومسلم (88).

(2)

البخاري (2653).

(3)

البخاري (2653).

(4)

البخاري (6871).

(5)

مسلم (88) والترمذي (3018) والنسائي (7/ 88).

(6)

النسائي (7/ 88) وفي الكبرى (3474).

(7)

البخاري (6871).

(8)

في مسنده (2075) وأبو عوانة (147).

(9)

أحمد (3/ 834).

ص: 161

وبهز بن أسد

(1)

.

وكذلك رواه روح بن عبادة في رواية الحارث بن أبي أسامة

(2)

.

أما حديث عبد الرحمن بن أبي بكرة في الكبائر فلم يروه عن أنس إنما رواه عن أبيه عن النبي صلى الله عليه وسلم، رواه عنه الجريري وهو سعيد بن إياس، وهو في الصحيحين من طرق عنه

(3)

.

وحديث روح ذكره الترمذي عنه تعليقاً وربما يكون الوهم ممن سمعه منه إذ رواه الحارث بن أبي أسامة عنه على الصحيح.

والله تعالى أعلم.

(1)

أبو نعيم في مستخرجه على صحيح مسلم (261).

(2)

أخرجه البخاري في صحيحه (2654، 5976، 6273، 6274، 6919) من طريق بشر بن المفضل، وخالد الواسطي، وإسماعيل بن علية. ومسلم (87) من طريق إسماعيل بن علية كلهم عن الجريري عن عبد الرحمن بن أبي بكرة عن أبيه رضي الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: «ألا أنبئكم بأكبر الكبائر؟» (ثلاثاً) قالوا: بلى يا رسول الله، قال:«الإشراك بالله وعقوق الوالدين» وجلس وكان متكئاً فقال: «ألا وقول الزور» قال: فما زال يكررها حتى قلنا: ليته سكت.

(3)

رجال الإسناد:

محمد بن عمر بن علي بن عطاء بن مقدم المقدَّمي، صدوق، من صغار العاشرة، روى عنه أصحاب السنن الأربعة.

شعبة بن الحجاج: انظر ترجمته في بابه.

عبد العزيز بن صهيب البناني، مولاهم البصري، الأعمى، تابعي ثقة، من الرابعة، توفي سنة 130 هـ، روى له البخاري ومسلم.

ص: 162

‌سعيد بن عامر الضبعي

‌اسمه ونسبه:

سعيد بن عامر الضبعي، أبو محمد البصري.

روى عن: شعبة وهمام وسعيد بن أبي عروبة وخاله جويرية بن أسماء وغيرهم.

روى عنه: أحمد بن حنبل وعلي بن المديني وإسحاق بن راهويه ويحيى بن معين وابن أبي شيبة والدارمي وعبد بن حميد وغيرهم من أئمة الحديث المصنفين.

قال يحيى بن سعيد القطان: هو شيخ المصر منذ أربعين سنة.

وقال أيضاً: إني لأغبط جيرانه.

وقال ابن مهدي لابنه يحيى: لو حدثنا كل يوم حديثاً لأتيناه.

وقال ابن معين: حدثنا سعيد بن عامر الثقة المأمون.

وقال أبو مسعود وزياد بن أيوب: ما رأيت بالبصرة مثله.

ص: 163

وقال أبو حاتم: كان رجلاً صالحاً وكان في حديثه بعض الغلط، وهو صدوق.

وقال أبو بكر الخطيب: حدّث عنه ابن المبارك ومحمد بن يحيى بن المنذر القزاز وبين وفاتيهما 109 سنين.

وقال ابن سعد: كان ثقة صالحاً.

قال ابن حجر: ثقة صالح، وقال أبو حاتم: ربما وهم، من التاسعة.

ص: 164

‌الحديث الأول:

893 -

قال أبو عيسى الترمذي (3/ 77 ح رقم 694): حدثنا محمد بن عمر بن علي المقدمي، حدثنا سعيد بن عامر، حدثنا شعبة عن عبد العزيز بن صهيب عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

«مَنْ وجد تمراً فليفطر عليه ومَن لا فليفطر على ماء فإنه طهور» .

‌التعليق:

هذا إسناد رجاله كلهم ثقات رجال الشيخين غير محمد بن عمر المقدمي، وهو ثقة. قاله النسائي والبزار، وقال أبو حاتم: صدوق.

والحديث أخرجه النسائي في الكبرى (2/ 253 ح 3317) والحاكم في المستدرك (1/ 431) وقال: (صحيح على شرط الشيخين) ووافقه الذهبي، والطبراني في الصغير (1029) والبيهقي (4/ 239) من طريق محمد بن إسحاق الصغاني عن سعيد به.

هكذا قال سعيد بن عامر (عن شعبة، عن عبد العزيز بن صهيب، عن أنس بن مالك).

ص: 165

خالفه أبو داود الطيالسي

(1)

، ومحمد بن جعفر

(2)

، ومسلم بن إبراهيم

(3)

، وأبو الوليد

(4)

.

فقالوا: (عن شعبة، عن عاصم الأحول، عن حفصة، عن سليمان بن عامر).

وعند الطيالسي (الرباب بين حفصة وسليمان).

وكذلك رواه سفيان بن عيينة

(5)

، وحماد بن زيد

(6)

، وأبو معاوية

(7)

، وعبد العزيز بن المختار

(8)

، وعبد الواحد بن زياد

(9)

، ومحمد بن فضيل

(10)

رووه كلهم (عن عاصم، عن حفصة، عن الرباب، عن سليمان بن عامر الضبي، عن النبي صلى الله عليه وسلم.

وقد تابع عاصماً الأحول هشام بن حسان فرواه عن حفصة عن الرباب عن سليمان بن عامر به

(11)

.

قال الترمذي في العلل الكبير (1/ 336): (سألت محمداً يعني البخاري عنه فقال: حديث سعيد بن عامر وهم).

(1)

في مسنده (1181) والبيهقي (4/ 239).

(2)

أحمد (4/ 19) والنسائي في الكبرى (3315) و (6710).

(3)

الطبراني في الكبير (6197).

(4)

ابن عدي في الكامل (5/ 235).

(5)

أحمد (4/ 17) والترمذي (695).

(6)

النسائي (3319).

(7)

الترمذي (695) وأحمد (4/ 18).

(8)

الطبراني (6195).

(9)

أبو داود (2335) والحاكم (1/ 231).

(10)

ابن خزيمة (2067).

(11)

أحمد (4/ 17) والنسائي في الكبرى (3324) و (3325) و (3326).

ص: 166

ونقله عنه البيهقي في السنن الكبرى (4/ 239).

وقال الترمذي عقب الحديث: (حديث أنس لا نعلم أحداً رواه عن شعبة مثل سعيد بن عامر وهو غير محفوظ، ولا نعلم له أصلاً من حديث عبد العزيز بن صهيب عن أنس.

وقد روى أصحاب شعبة هذا الحديث عن شعبة عن عاصم الأحول عن حفصة بنت سيرين عن الرباب عن سليمان بن عامر عن النبي صلى الله عليه وسلم وهو أصح من حديث سعيد بن عامر

) اه.

وقال النسائي: (حديث شعبة عن عبد العزيز بن صهيب خطأ، والصواب الذي قبله) يعني حديث سليمان بن عامر.

وقال الدارقطني في العلل (2504): ويقال: إن سعيداً وهم، وإنما روى شعبة هذا الحديث عن عاصم عن حفصة عن سليمان بن عامر وهو الصحيح

(1)

.

(1)

وقد سبق الحديث في باب سفيان بن عيينة فانظره ح (100).

ص: 167

‌الحديث الثاني

(1)

:

894 -

قال ابن حبان في صحيحه (3456): أخبرنا أحمد بن يحيى بن زهير بتستر، قال: حدثنا يعقوب بن إبراهيم الدورقي، قال: حدثنا سعيد بن عامر، عن شعبة، عن قتادة، عن أنس بن مالك رضي الله عنه:

(أن عمومة له شهدوا عند النبي صلى الله عليه وسلم على رؤية الهلال، فأمرهم النبي صلى الله عليه وسلم أن يخرجوا لعيدهم من الغد).

‌التعليق:

هذا إسناد رجاله كلهم ثقات رجال الشيخين غير شيخ ابن حبان التستري وهو ثقة حافظ.

وأخرجه عبد الله بن أحمد في زوائده على المسند (3/ 279) والبزار (972 كشف الأستار) والبيهقي (4/ 249) كلهم من طريق يعقوب بن إبراهيم بهذا الإسناد.

هكذا رواه سعيد بن عامر فقال: (عن شعبة، عن قتادة، عن أنس بن مالك).

(1)

رجال الإسناد:

أحمد بن يحيى بن زهير، أبو جعفر التستري الزاهد، قال عنه الذهبي: الإمام الحجة المحدّث البارع علم الحفاظ شيخ الإسلام، جمع وصنّف وعلّل وصار يضرب به المثل في الحفظ. (السير 14/ 363).

يعقوب بن إبراهيم بن كثير بن زيد بن أفلح العبدي مولاهم، أبو يوسف الدورقي، ثقة، من العاشرة، مات سنة 252 وله 86 سنة وكان من الحفّاظ، روى له البخاري ومسلم.

قتادة: تقدم.

ص: 168

خالفه محمد بن جعفر

(1)

، وحفص بن عمر

(2)

، ويحيى بن سعيد القطان

(3)

، وسفيان الثوري

(4)

، والنضر بن شميل

(5)

، ووهب بن جرير

(6)

، وروح بن عبادة

(7)

، وأبو النضر هاشم بن القاسم

(8)

، وعمرو بن مرزوق

(9)

، ومعاذ بن معاذ

(10)

.

فرووه (عن شعبة، عن أبي بشر جعفر بن وحشية، عن أبي عمير بن أنس، عن عمومته من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم.

وكذلك رواه هشيم بن بشير

(11)

، وأبو عوانة

(12)

عن أبي بشر.

قال الترمذي: (سألت محمداً يعني البخاري عن حديث سعيد بن عامر عن شعبة عن قتادة عن أنس أن عمومة له شهدوا عند النبي صلى الله عليه وسلم على رؤية الهلال، فقال: هو خطأ من سعيد بن عامر، والصحيح شعبة عن أبي بشر عن أبي عمير بن أنس)

(13)

.

(1)

أحمد في المسند (5/ 57) وأبو بكر الشافعي في الغيلانيات (232).

(2)

أبو داود (1157) وابن الأثير في أسد الغابة (6/ 394).

(3)

النسائي (3/ 180) وفي الكبرى (1756).

(4)

الدارقطني (2/ 170) وأبو بكر الشافعي في الغيلانيات (233).

(5)

الدارقطني (2/ 170).

(6)

الدارقطني (2/ 170).

(7)

الدارقطني (2/ 170) والبيهقي (4/ 250).

(8)

الدارقطني (2/ 170).

(9)

المزي في تهذيب الكمال (34/ 124) وأبو بكر الشافعي في الغيلانيات (231).

(10)

أبو بكر الشافعي في الغيلانيات (232).

(11)

ابن ماجه (1653) وأحمد (5/ 58) وعبد الرزاق (7339) والبيهقي (3/ 316) وابن الجارود (266) وابن جرير في تهذيب الآثار (1138) والخطيب في تاريخ بغداد (5/ 254).

(12)

البيهقي (4/ 249).

(13)

العلل الكبير (193).

ص: 169

لذا قال البزار: أخطأ فيه سعيد بن عامر، وإنما رواه شعبة عن أبي بشر، عن أبي عمير بن أنس أن عمومة له شهدوا عند النبي صلى الله عليه وسلم

(1)

. (كشف الأستار 1/ 462).

وقال البيهقي: تفرد به سعيد بن عامر عن شعبة وغلط فيه إنما رواه شعبة عن أبي بشر.

وقال الدارقطني: خالفه أصحاب شعبة ورووه عن أبي بشر عن أبي عمير بن أنس عن عمومة له عن النبي صلى الله عليه وسلم، وكذلك رواه أبو عوانة وهشيم عن أبي بشر وهو الصواب. (العلل 12/ 134 رقم 2523).

(1)

قال الهيثمي في المجمع (3/ 146): رواه البزار ورجاله رجال الصحيح إلا أن البزار قال: الصواب أنه مرسل.

قال المحقق الشيخ حبيب الرحمن الأعظمي متعقباً له: (هذه حكاية كلام البزار بالمعنى وفيه نظر لا يخفى).

قلت: قال الهيثمي ذلك لأن أبا عمير هذا لم يذكر أسماء عمومته وهذا لا يضر لأنه ذكر أنهم من صحابة النبي صلى الله عليه وسلم والصحابة كلهم عدول.

قال البيهقي عن هذا الحديث: (وهذا إسناد حسن، وأبو عمير رواه عن عمومة له من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وأصحاب النبي صلى الله عليه وسلم كلهم ثقات فسواء سموا أو لم يسموا).

وقال ابن حزم في المحلى (5/ 95): هذا سند صحيح وأبو عمير مقطوع على أنه لا يخفى عليه من أعمامه مَنْ صحّت صحبته ممن لم تصح صحبته، والصحابة كلهم عدول رضي الله عنهم لثناء الله عليهم.

ص: 170

‌الحديث الثالث

(1)

:

895 -

قال أبو عبد الرحمن النسائي في الكبرى (10282): أخبرني إبراهيم بن يعقوب، حدثنا سعيد بن عامر عن شعبة عن أبي إسحاق، عن مسلم بن نذير، عن حذيفة رضي الله عنه قال:

قلت: يا رسول الله إني رجل ذَرِب اللسان وإن عامة ذلك على أهلي.

قال: «فأين أنت من الاستغفار، إني لأستغفر الله في اليوم أو قال: في اليوم والليلة مائة مرة» .

‌التعليق:

هذا إسناد رجاله كلهم ثقات.

وأخرجه النسائي في عمل اليوم والليلة (448) بهذا الإسناد.

هكذا رواه سعيد بن عامر فقال: (عن شعبة، عن أبي إسحاق، عن مسلم بن نذير، عن حذيفة).

(1)

رجال الإسناد:

إبراهيم بن يعقوب بن إسحاق الجُوزجاني، نزيل دمشق، ثقة حافظ رُمي بالنصب، من الحادية عشرة، مات سنة 259، روى له أبو داود والترمذي والنسائي.

أبو إسحاق السبيعي: عمرو بن عبد الله الهمداني، ثقة مكثر عابد، من الثالثة، اختلط بأخرة، مات سنة 129، روى له البخاري ومسلم.

مسلم بن نُذير، ويقال: ابن يزيد، كوفي يكنى أبا عياض، مقبول من الثالثة، روى له البخاري في الأدب المفرد والترمذي والنسائي وابن ماجه.

ص: 171

خالفه محمد بن جعفر

(1)

، وبشر بن المفضل

(2)

، وأبو داود الطيالسي

(3)

فرووا هذا الحديث عن شعبة فقالوا: (عن شعبة، عن أبي إسحاق، عن الوليد أبي المغيرة أو المغيرة أبي الوليد، عن حذيفة).

وهم سعيد بن عامر على شعبة فخالف أصحاب شعبة.

وقد خالف شعبة أيضاً أصحاب أبي إسحاق حيث قالوا: (عن أبي إسحاق، عن عبيد بن المغيرة، عن حذيفة).

وقد استوفينا البحث فيه في باب شعبة ح (44) فانظره لزاماً.

(1)

أحمد (5/ 396) والبزار (2971) والنسائي في الكبرى (10283).

(2)

الحاكم في المستدرك (1/ 510).

(3)

في مسنده (428) ومن طريقه البخاري في التاريخ الكبير (6/ 3) والبيهقي في شعب الإيمان (644) وجمال الدين الظاهري في مشيخة ابن البخاري (3/ 1885).

ص: 172

‌شبابة بن سوار

‌اسمه ونسبه:

شبابة بن سوّار أبو عمرو الفزاري مولاهم المدائني أصله من خراسان، ولد حدود عام 130.

روى عن: ابن أبي ذئب، ويونس بن أبي إسحاق، وشعبة، وسفيان الثوري، والليث، وغيرهم.

روى عنه: أحمد وإسحاق وابن معين وعلي بن المديني وابنا أبي شيبة وجماعة.

وثقه يحيى بن معين، وعثمان بن أبي شيبة، وابن سعد، وذكره ابن حبان في ثقاته.

وقال أبو حاتم: صدوق يكتب حديثه.

قال أحمد بن حنبل: تركته لم أكتب عنه للإرجاء، قيل له: يا أبا عبد الله وأبو معاوية؟

قال: شبابة كان داعياً.

ص: 173

وقال زكريا الساجي: صدوق يدعو إلى الإرجاء، كان أحمد يحمل عليه.

وكذلك قال ابن خراش.

قال أبو زرعة: كان يرى الإرجاء ورجع عنه.

قال ابن عدي: إنما ذمّه الناس للإرجاء الذي كان فيه، وأما الحديث فلا بأس به كما قال ابن المديني

مات سنة 204، وقيل: 205، وقيل:206.

قال ابن حجر: ثقة حافظ رمي بالإرجاء، من التاسعة.

قلت: روى له البخاري اثنا عشر حديثاً، ثلاثة أحاديث عن ورقاء، وحديثاً عن إسرائيل والباقي عن شعبة وهي (325، 857، 1152، 1451، 2140، 2653، 3110، 3929، 4561، 5450، 6866، 7102) وتعليقاً (1838، 5670، 6238).

وروى له مسلم نحو (39) حديثاً (تسعة وثلاثون حديثاً).

ص: 174

‌الحديث الأول

(1)

:

896 -

قال أبو عبد الرحمن النسائي (8/ 305): أخبرنا محمد بن أبان قال: حدثنا شبابة بن سوار، قال: حدثنا شعبة عن بكير بن عطاء، عن عبد الرحمن بن يعمر عن النبي صلى الله عليه وسلم:

«نهى عن الدباء والمزفت» .

‌التعليق:

هذا إسناد رجاله كلهم ثقات رجال الصحيح غير بكير بن عطاء وهو ثقة، وثقه ابن معين والنسائي وذكره ابن حبان في الثقات وأخرج له في صحيحه، وقال أبو داود: ثقة حدّث عنه شعبة والثوري بحديث أصل من الأصول: «الحج عرفة» .

وأخرجه ابن أبي شيبة في مسنده (732) عن شبابة.

وأخرجه ابن ماجه (3404) والطحاوي في شرح معاني الآثار (4/ 227) ويعقوب بن سفيان في المعرفة والتاريخ (1/ 124) والخطيب في تاريخ بغداد (9/ 296) والمزي في تهذيب الكمال (18/ 22) من طرق عن شبابة به.

(1)

رجال الإسناد:

محمد بن أبان بن وزير البلخي، أبو بكر ابن إبراهيم المستملي، يلقب حمدويه وكان مستملي وكيع، ثقة حافظ، مات سنة 244 أو نحوها، روى له البخاري.

شعبة بن الحجاج: تقدم.

بكير بن عطاء الليثي الكوفي، ثقة، روى له أصحاب السنن الأربعة.

عبد الرحمن بن يعمر الديلي، صحابي، نزل الكوفة، ويقال: مات بخراسان.

ص: 175

هكذا قال شبابة بن سوار: (عن شعبة، عن بكير بن عطاء، عن عبد الرحمن بن يعمر، عن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن الدباء والمزفت).

خالفه معاذ بن أبي معاذ

(1)

، وسهل بن يوسف

(2)

، وحماد بن مسعدة

(3)

، وأبو داود الطيالسي

(4)

، ويزيد بن هارون

(5)

، وأبو عبيدة الحداد

(6)

، ومحمد بن جعفر

(7)

.

فرووا عن شعبة بهذا الإسناد عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «الحج عرفة» .

وكذلك رواه سفيان الثوري

(8)

، عن بكير بن عطاء به.

وهذا هو المحفوظ في هذا الإسناد.

لذا أنكر أئمة الحديث ونقاده هذا الحديث على شبابة.

قال البخاري في التاريخ الكبير (2/ 111): روى شبابة عن شعبة عن بكير عن ابن يعمر: نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن الجر ولم يصح

(9)

.

(1)

مسلم في التمييز (77).

(2)

النسائي في السنن الكبرى (4180).

(3)

النسائي في السنن الكبرى (4180).

(4)

في مسنده (1309) والبيهقي (5/ 173).

(5)

الحاكم في المستدرك (2/ 305 رقم 3100).

(6)

الدارقطني (2/ 241).

(7)

أحمد (4/ 309).

(8)

مسلم في التمييز (76) والترمذي (889) والنسائي (5/ 256) وفي الكبرى (4010) وابن ماجه (3015) وابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني (957) وابن خزيمة (2822) والحاكم (1/ 635) وأحمد (4/ 309).

(9)

وذكره الحافظ ابن حجر في التهذيب في ترجمة بكير بن عطاء.

ص: 176

وقال أبو حاتم: هذا حديث منكر لم يروه غير شبابة ولا يعرف له أصل.

وقال الترمذي: (هذا حديث غريب من قبل إسناده لا نعلم أحداً حدّث به غير شبابة، وقد روي عن النبي صلى الله عليه وسلم من أوجه كثيرة أنه نهى أن ينتبذ في الدُّباء والمزفت، وحديث شبابة إنما يُستغرب لأنه تفرد به عن شعبة، وقد روى شعبة وسفيان الثوري بهذا الإسناد عن بكير بن عطاء، عن عبد الرحمن بن يعمر عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «الحج عرفة» فهذا الحديث المعروف عند أهل الحديث بهذا الإسناد)

(1)

.

وقال يعقوب بن شيبة: سمعت علي بن عبد الله (المديني) وقيل له: روى شبابة عن شعبة عن بكير بن عطاء، عن عبد الرحمن بن يعمر في الدباء؟ فقال علي: أي شيء تقدر أن تقول في ذاك يعني شبابة كان شيخاً صدوقاً إلا أنه كان يقول بالإرجاء، ولا ننكر لرجل سمع من رجل ألفاً أو ألفين أن يجيء بحديث غريب

(2)

.

قال يعقوب: هذا حديث لم يبلغني أن أحداً رواه عن شعبة غير شبابة

(3)

.

قال ابن عدي: إنما ذمّه الناس للإرجاء

(4)

الذي كان فيه، وأما

(1)

كتاب العلل المطبوع مع الجامع (5/ 713 - 714).

(2)

تهذيب التهذيب (2/ 148) في ترجمة شبابة، والكامل لابن عدي (4/ 45) وتاريخ بغداد (9/ 297).

(3)

المصدر السابق.

(4)

قال العجلي: كان يرى الإرجاء، قيل له: أليس الإيمان قولاً وعملاً؟ فقال: إذا قال فقد عمل (التهذيب).

ص: 177

في الحديث فلا بأس به كما قال ابن المديني، والذي أنكر عليه الخطأ ولعله حدّث به حفظاً

(1)

.

وقال ابن رجب في شرح علل الترمذي (1/ 442): وأما حديث النهي عن الدباء والمزفت فهو بهذا الإسناد غريب جداً، وقد أنكره على شبابة طوائف من الأئمة، منهم: الإمام أحمد والبخاري وأبو حاتم وابن عدي، وأما ابن المديني فإنه سئل عنه فقال:(لا ينكر لمَن سمع من شعبة يعني حديثاً كثيراً أن ينفرد بحديث غريب).

وقال ابن هاناء: قلت لأبي عبد الله يعني أحمد بن حنبل وروى شبابة عن شعبة عن بكير بن عطاء عن عبد الرحمن بن يعمر الديلي في الدباء، فقال: وهذا إنما روى شعبة بهذا الإسناد حديث الحج

(2)

.

وقال الترمذي: سألت محمداً يعني البخاري فقال: هذا حديث شبابة عن شعبة لا يعرف إلا من حديث شبابة. قال محمد: ولا يصح هذا الحديث عندي

(3)

.

ويؤيد ما ذهب إليه هؤلاء الأئمة من وهم شبابة ما ذكره البخاري في تاريخه عن سفيان الثوري أنه قال: كان عند بكير حديثان سمع أحدهما شعبة ولم يسمع الآخر)

(4)

.

(1)

المصدر السابق.

(2)

تاريخ بغداد (9/ 279).

(3)

العلل الكبير ص 309.

(4)

التاريخ الكبير (2/ 11).

ص: 178

وقد ذكر البخاري في ترجمة بكير هذا أنه روى عن عبد الرحمن بن يعمر وعن حريث بن سليم

(1)

.

وعليه، فالحديث الثاني الذي سمعه الثوري ولم يسمعه شعبة هو ما رواه بكير عن حريث بن سليم

(2)

.

وقول سفيان هذا يعني أن بكير بن عطاء ليس عنده عن عبد الرحمن بن يعمر إلا حديث واحد وأن شعبة ليس عنده عن بكير إلا حديث واحد الأمر الذي يدل على أن شبابة وهم في روايته.

أما قول علي بن المديني السابق أنه لا ينكر على مثل شبابة في كثرة حديثه عن شعبة أن يتفرد في حديث واحد عليه، فهو على العموم صحيح ولا يرد به تعليل من سبق والله أعلم.

‌علة الوهم:

إن شعبة رحمه الله يروي كلا الحديثين.

فحديث النهي عن الدباء والمزفت رواه محمد بن جعفر عن شعبة عن الأعمش عن إبراهيم التيمي عن الحارث بن سويد عن علي عن النبي صلى الله عليه وسلم

(3)

.

(1)

التاريخ الكبير (2/ 11).

(2)

وهو حديث موقوف رواه غير واحد عن الثوري عن بكير بن عطاء عن حريث بن سليم قال: سمعت علياً لبّى بالحج والعمرة.

رواه ابن أبي شيبة (3/ 438) والطحاوي (2/ 149)، وانظر: العلل للدارقطني (3/ 183).

(3)

مسلم (1994).

ص: 179

وكذلك رواه يحيى القطان عن سفيان وشعبة عن منصور وسليمان وحماد عن إبراهيم عن الأسود عن عائشة عن النبي صلى الله عليه وسلم به

(1)

.

فحديث النهي عن الدباء والمزفت إنما يرويه شعبة عن الأعمش وجماعة.

ويروي عن بكير بن عطاء حديث: «الحج عرفة» .

فخلط شبابة بين الحديثين، والله تعالى أعلم.

(1)

مسلم (1995).

ص: 180

‌الحديث الثاني

(1)

:

897 -

قال الإمام الترمذي رحمه الله (362): حدثنا محمود بن غيلان، حدثنا شبابة بن سوار، عن شعبة، عن نعيم بن أبي هند، عن أبي وائل عن مسروق، عن عائشة رضي الله عنها قالت:

صلّى رسول الله صلى الله عليه وسلم خلف أبي بكر في مرضه الذي مات فيه قاعداً.

‌التعليق:

هذا إسناد رجاله كلهم ثقات رجال الشيخين غير نعيم بن أبي هند من رجال مسلم واستشهد به البخاري في صحيحه.

وأخرجه الإمام أحمد (6/ 159) وابن أبي شيبة (7167) عن شبابة.

وأخرجه يعقوب بن سفيان في المعرفة والتاريخ (1/ 453) وابن المنذر في الأوسط (2040) وابن حبان (2119) والطحاوي (1/ 406) في شرح مشكل الآثار (4208) والبيهقي (3/ 83).

هكذا قال شبابة، عن شعبة، عن نعيم بن أبي هند، عن أبي

(1)

رجال الإسناد:

محمود بن غيلان العدوي، أبو أحمد المروزي نزيل بغداد، ثقة من العاشرة، روى له البخاري ومسلم.

شعبة: تقدم (انظر ترجمته في بابه).

نعيم بن أبي هند الأشجعي، ثقة رمي بالنصب، من الرابعة، مات سنة 116، روى له مسلم والبخاري تعليقاً.

شقيق بن سلمة الأسدي، أبو وائل الكوفي، ثقة مخضرم، مات في خلافة عمر بن عبد العزيز وله مائة سنة، روى له البخاري ومسلم.

مسروق بن الأجدع بن مالك الهمداني الوادعي الكوفي، ثقة فقيه عابد مخضرم، من الثانية، مات سنة 62، ويقال: 63، روى له البخاري ومسلم.

ص: 181

وائل، عن مسروق، عن عائشة: صلّى رسول الله صلى الله عليه وسلم خلف أبي بكر قاعداً في مرضه الذي مات فيه.

خالفه بكر بن عيسى

(1)

فرواه عن شعبة بهذا الإسناد فقال: إن أبا بكر صلّى بالناس ورسول الله صلى الله عليه وسلم في الصف.

ورواه سليمان التيمي، عن نعيم بن أبي هند، عن أبي وائل أحسبه عن مسروق، عن عائشة في حديث طويل وفيه:(وجيء بالنبي صلى الله عليه وسلم فوضع بحذاء أبي بكر أو قالت في الصف)

(2)

.

ورواه زائدة عن عاصم بن أبي النجود عن أبي وائل، عن مسروق عن عائشة وفيه:(فأجلساه إلى جنب أبي بكر قالت: فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي وهو جالس وأبو بكر قائم يصلي بصلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم والناس يصلُّون بصلاة أبي بكر)

(3)

.

لذا رجح الإمام أحمد رواية بكر بن عيسى على رواية شبابة حيث رواه سليمان التيمي عن نعيم بن أبي هند بمثله، وروى عاصم بن أبي النجود عن أبي وائل عن مسروق فقال: فأجلساه إلى جنب أبي بكر ثم زاد في حديثه ذاكراً أن النبي صلى الله عليه وسلم كان هو الإمام وأبو بكر يصلي خلفه والناس خلف أبي بكر.

(1)

النسائي (2/ 79) وفي الكبرى (861) وأحمد (6/ 159) وابن خزيمة (1620) والطحاوي (4209).

(2)

ابن حبان (2124) ويعقوب بن سفيان في المعرفة والتاريخ (1/ 447 - 448) والبيهقي (3/ 82) من طريق عبيد الله بن معاذ عن المعتمر بن سليمان عن أبيه، وإسناده صحيح على شرط مسلم. قال محقق ابن حبان: إلا في رواية يعقوب والبيهقي لم يذكروا مسروقاً في الإسناد.

(3)

ابن حبان (2118) وابن أبي شيبة (2/ 331) ويعقوب بن سفيان في المعرفة (1/ 453).

ص: 182

قال الحافظ ابن رجب: «وقد رجح الإمام أحمد رواية بكر بن عيسى على رواية شبابة وذكر أنها مخالفة لها»

(1)

.

ثم قال: أما مذهب الشافعي وأحمد فهو أن هذه الصلاة التي حكتها عائشة كان رسول الله صلى الله عليه وسلم هو الإمام فيها لأبي بكر ثم اختلفا.

فقال أحمد: كان أبو بكر إماماً للناس أيضاً فكانت تلك الصلاة بإمامين.

وقال الشافعي: بل كان مأموماً. وهو الذي ذهب إليه البخاري ومسلم

(2)

.

‌فائدة:

حصر بعض أهل العلم الخلاف في حديث أبي وائل عن مسروق عن عائشة بين نعيم بن أبي هند وعاصم بن أبي النجود.

قال ابن حبان رحمه الله: خالف نعيم بن أبي هند عاصم بن أبي النجود في متن هذا الخبر، فجعل عاصم أبا بكر مأموماً وجعل نعيم بن أبي هند أبا بكر إماماً وهما ثقتان حافظان متقنان

ثم رجح رحمه الله عدم التعارض وأنهما واقعتان فقال: ففي خبر عبيد الله بن عبد الله عن عائشة أن النبي صلى الله عليه وسلم خرج يمشي بين رجلين من أهله، أحدهما العباس والآخر علياً، وفي خبر مسروق عن عائشة أن النبي صلى الله عليه وسلم خرج بين بريرة ونوبة فهذا يدلك على أنها كانت صلاتين لا صلاة واحدة

(3)

.

(1)

فتح الباري (4/ 84) لابن رجب.

(2)

فتح الباري (4/ 87).

(3)

صحيح ابن حبان (5/ 487 - 488).

ص: 183

قلت: وفي قوله هذا نظر، فنعيم بن أبي هند وعاصم بن أبي النجود حديثهما واحد وهو عن أبي وائل عن مسروق عن عائشة، والصحيح أنه لا خلاف ولا تعارض بين حديثهما بل الخلاف بين شبابة بن سوار وبكر بن عيسى في حديثهما عن نعيم.

أما حديث عبيد الله بن عبد الله فقد تقدم في باب عبد الرحمن بن مهدي ح (367) وبدل بن المحبر ح (1138) وهو عند الشيخين في الصحيح

(1)

.

(1)

البخاري (687) ومسلم (418).

ص: 184

‌الحديث الثالث

(1)

:

898 -

قال أبو عبد الرحمن النسائي رحمه الله (3/ 247): أخبرنا بشر بن خالد قال: حدثنا شبابة، عن شعبة، عن قتادة، عن زرارة بن أوفى، عن عمران بن حصين رضي الله عنهما:

أن النبي صلى الله عليه وسلم أوتر ب {سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى (1)} .

‌التعليق:

هذا إسناد رجاله كلهم ثقات رجال الشيخين.

وأخرجه ابن أبي شيبة (6873) عن شبابة به.

هكذا رواه شبابة فقال: (عن شعبة، عن قتادة، عن زرارة بن أوفى، عن عمران).

خالفه محمد بن جعفر

(2)

، وحجاج بن محمد الأعور

(3)

، ويحيى بن سعيد القطان

(4)

، وأبو داود الطيالسي

(5)

.

فرووه عن (شعبة، عن قتادة، عن زرارة، عن عبد الرحمن بن

(1)

رجال الإسناد:

بشر بن خالد العسكري، أبو محمد الفرائضي، نزيل البصرة، ثقة يغرب، من العاشرة، مات سنة 253 أو 255، روى له البخاري ومسلم.

زرارة بن أوفى العامري الخرشي، أبو حاجب البصري، قاضي البصرة، ثقة عابد، من الثالثة، مات فجأة في الصلاة سنة 193، روى له البخاري ومسلم.

(2)

أحمد (3/ 406) والنسائي (3/ 247).

(3)

أحمد (3/ 406).

(4)

أحمد (3/ 407).

(5)

أحمد (3/ 406) والنسائي (3/ 247) وفي الكبرى (1447).

ص: 185

أبزى) وهم شبابة فجعله من مسند عمران بن حصين، وخالفه أصحاب شعبة الثقات فجعلوه من مسند عبد الرحمن بن أبزى

(1)

.

وهو المحفوظ.

فقد رواه كذلك قتادة عن عزرة، عن سعيد بن عبد الرحمن بن أبزى، عن أبيه عبد الرحمن بن أبزى

(2)

.

لذا قال النسائي عقب الحديث: (لا أعلم أحداً تابع شبابة على هذا الحديث، خالفه يحيى بن سعيد).

وكذلك رواه شعبة

(3)

عن زبيد اليامي وسلمة بن كهيل، عن ذر بن عبد الله، عن ابن عبد الرحمن بن أبزى عن أبيه.

ورواه سفيان الثوري

(4)

، وجرير بن حازم

(5)

، وأبو حنيفة

(6)

عن زبيد، عن ذر، عن سعيد بن عبد الرحمن بن أبزى عن أبيه.

ورواه معمر

(7)

عن قتادة، عن سعيد بن عبد الرحمن عن أبيه.

(1)

عبد الرحمن بن أبزى الخزاعي مولاهم، صحابي صغير، وكان في عهد عمر رجلاً، استعمله علي رضي الله عنه على خراسان، وفي صحيح مسلم (817) أن عمر قال لنافع بن عبد الحارث الخزاعي: مَنْ استعملت على مكة؟ قال: عبد الرحمن بن أبزى، قال: استعملت عليهم مولى! قال: إنه قاراء لكتاب الله وعالم بالفرائض.

(2)

النسائي (3/ 246 - 247) وأحمد (3/ 406) و (3/ 250).

(3)

أحمد (3/ 406) وابن الجعد (487).

(4)

عبد الرزاق (4696) وأحمد (3/ 406) والنسائي (3/ 250).

(5)

النسائي (3/ 246).

(6)

في مسنده (108).

(7)

عبد الرزاق (4695).

ص: 186

ورواه عطاء بن السائب

(1)

عن سعيد بن عبد الرحمن عن أبيه.

وروي من طرق أخرى عن سعيد بن عبد الرحمن بن أبزى عن أبيه

(2)

مما يدل على أن الحديث له وأن ذكر عمران بن حصين وهم.

‌علة الوهم:

روى شعبة، عن قتادة، عن زرارة بن أوفى، عن عمران بن حصين قال: صلّى رسول الله صلى الله عليه وسلم الظهر فقرأ رجل خلفه ب {سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى (1)} فلما صلّى قال: «أيكم قرأ ب {سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى (1)}» فقال رجل: أنا، قال:«قد عرفت أن بعضكم خالجنيها» فمن هنا دخل الوهم على شبابة، والله تعالى أعلم

(3)

.

(1)

النسائي في الكبرى (1448).

(2)

النسائي (3/ 244 - 246، 250 - 251).

(3)

رواه أحمد (4/ 426) والنسائي (3/ 247) من طريق يحيى بن سعيد القطان عن شعبة به، وأخرجه النسائي في هذا الباب باب الوتر مدللاً على علة وهم شبابة.

ص: 187

‌الحديث الرابع

(1)

:

899 -

قال النسائي في السنن الكبرى (5273): أخبرنا الحسن بن الصباح البزاز قال: ثنا شبابة بن سوار عن شعبة عن قتادة عن الحسن عن أنس:

أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أتي برجل قد شرب الخمر فضربه بجريدتين نحواً من أربعين.

‌التعليق:

هذا إسناد رجاله ثقات رجال الشيخين غير الحسن بن الصباح من رجال البخاري.

هكذا قال شبابة: (عن شعبة، عن قتادة، عن الحسن، عن أنس).

خالفه جماعة من أصحاب شعبة فرووه فقالوا: (شعبة عن قتادة، عن أنس) ولم يذكروا الحسن في الإسناد، منهم:

آدم بن أبي إياس

(2)

، ومحمد بن جعفر

(3)

، وخالد بن

(1)

رجال الإسناد:

الحسن بن الصباح البزاز، أبو علي الواسطي، نزيل بغداد، صدوق يهم وكان عابداً فاضلاً، من العاشرة، مات سنة 249، روى له البخاري.

شعبة: تقدم انظره في بابه.

الحسن بن أبي الحسن البصري: تقدم.

(2)

البخاري (6773).

(3)

مسلم (1706) والنسائي (5275).

ص: 188

الحارث

(1)

، وأبو النضر هاشم بن القاسم

(2)

، ويزيد بن هارون

(3)

، وحجاج

(4)

، وعبد الرحمن بن زياد

(5)

.

وكذلك رواه هشام الدستوائي

(6)

، وهمام

(7)

، وسعيد بن أبي عروبة

(8)

وعلي بن جعفر

(9)

.

وقد جاء التصريح بسماع قتادة هذا الحديث من أنس في رواية خالد بن الحارث عند مسلم، وذكره الدارقطني مرجحاً رواية الجماعة وقال: فأفسد قول مَنْ قال: عن الحسن وخالد من الأثبات

(10)

.

إلا أن الحافظ ابن حجر كعادته في محاولة الجمع بين الروايات رأى أن رواية شبابة هي من المزيد في متصل الأسانيد

(11)

.

والراجح ما ذهب إليه الدارقطني فإن شبابة خالف سبعة من أصحاب شعبة الثقات، كما خالف أصحاب قتادة الثقات وهم مع شعبة أثبت أصحاب قتادة، والله تعالى أعلم.

(1)

مسلم (1706) والنسائي (5274) والترمذي (1443).

(2)

الدارمي (2311) وأبو عوانة (6331).

(3)

النسائي (5276) وابن حبان (4450).

(4)

أبو عوانة (6330).

(5)

الطحاوي في شرح مشكل الآثار (6/ 246).

(6)

البخاري (6773)(6776) ومسلم (1706).

(7)

الطحاوي (3/ 158) وفي شرح المشكل (6/ 246) والبيهقي (8/ 319).

(8)

ابن ماجه (2570).

(9)

ابن الجارود (829).

(10)

العلل (12/ 14 رقم 2420) قال: وهو الصواب.

(11)

فتح الباري (12/ 63).

ص: 189

‌شجاع بن الوليد

‌اسمه ونسبه:

شجاع بن الوليد بن قيس السكوني، أبو بدر الكوفي نزيل بغداد.

روى عن: عطاء بن السائب، والأعمش، وهشام بن عروة، وموسى بن عقبة.

روى عنه: ولده أبو همام الوليد بن شجاع، وأحمد ويحيى بن معين وإسحاق وعلي بن المديني، وزهير بن حرب وجماعة.

قال المروذي: قلت لأحمد: ثقة هو؟ قال: أرجو أن يكون صادقاً.

وقال حنبل عنه: كان أبو بدر شيخاً صالحاً صدوقاً كتبت عنه قديماً.

وقال ابن أبي خيثمة عن يحيى بن معين: ثقة، ووثقه ابن نمير.

وقال أبو حاتم: شيخ ليس بالمتين لا يحتج بحديثه، إلا أنه قال: روى عن محمد بن عمرو بن علقمة أحاديث صحاحاً.

فتعقبه الذهبي فقال: قد قفز القنطرة واحتج به أرباب الصحاح.

ص: 190

وقال أبو زرعة: لا بأس به.

مات سنة 204 أو 205.

قال ابن حجر: صدوق ورع له أوهام، من التاسعة.

روى له البخاري حديثاً واحداً (1717).

وروى له مسلم حديثين مقروناً مع غيره (1943)(2047).

ص: 191

‌الحديث

(1)

:

900 -

قال الإمام أحمد رحمه الله (2/ 128): حدثنا شجاع بن الوليد، عن عمر بن محمد، عن سالم، عن ابن عمر رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

«لا يأكلن أحدكم بشماله ولا يشربن بها، فإن الشيطان يأكل بها ويشرب بها» .

قال: وزاد نافع: (ولا يأخذن بها ولا يعطين بها).

‌التعليق:

وهذا إسناد رجاله ثقات رجال الشيخين.

وقد رواه ابن حبان في صحيحه (5229) من طريق إسحاق بن إبراهيم عن شجاع بن الوليد به.

هكذا قال شجاع بن الوليد: (عن عمر بن محمد، عن سالم، عن ابن عمر).

(1)

رجال الإسناد:

شجاع بن الوليد بن قيس السكوني، أبو بدر الكوفي، صدوق ورع له أوهام، من التاسعة، مات سنة 204، روى له البخاري ومسلم.

عمر بن محمد بن زيد بن عبد الله بن عمر بن الخطاب المدني، نزيل عسقلان، ثقة من الثامنة، مات قبل سنة 150، روى له البخاري ومسلم.

سالم بن عبد الله بن عمر بن الخطاب القرشي العدوي، أبو عمر أو أبو عبد الله المدني، أحد الفقهاء السبعة، وكان ثبتاً عابداً فاضلاً، من كبار الثالثة، مات آخر سنة 106 على الصحيح، روى له البخاري ومسلم.

ص: 192

خالفه عبد الله بن وهب

(1)

، وسفيان الثوري

(2)

، وعاصم بن محمد

(3)

، وسليمان بن بلال

(4)

.

فقالوا: (عن عمر بن محمد، عن القاسم بن عبيد الله، عن سالم، عن ابن عمر).

وكذلك رواه عاصم بن محمد

(5)

، ويحيى بن المتوكل

(6)

عن القاسم بن عبيد الله عن سالم عن ابن عمر.

وكذلك رواه الزهري

(7)

عن أبي بكر ابن عبيد الله بن عبد الله بن عمر بن الخطاب، وأبو بكر هذا هو القاسم بن عبيد الله. قاله محمد بن يحيى

(8)

، وقيل: إنه أخوه

(9)

ذكره صاحب الجمع بين الصحيحين والمزي في تهذيبه والقاسم بن عبيد الله بن عبد الله بن عمر بن الخطاب، وسالم هو عمه.

(1)

مسلم (2020)(106) والبخاري في الأدب المفرد (1189) وأبو عوانة (8178).

(2)

النسائي في الكبرى (6891) وابن الجارود في المنتقى (869).

(3)

أحمد (2/ 135).

(4)

ابن الجارود (870) وأبو عوانة (8179).

(5)

النسائي في الكبرى (6892).

(6)

المزي في تهذيب الكمال (23/ 398).

(7)

الترمذي (1799) وأبو عوانة (8176).

(8)

انظر: المنتقى لابن الجارود (1/ 220).

(9)

الجمع بين الصحيحين (2/ 295) وتهذيب الكمال (23).

ص: 193

‌أبو عاصم النبيل (الضحاك)

‌اسمه ونسبه:

الضحاك بن مخلد بن الضحاك بن مسلم الشيباني، أبو عاصم النبيل البصري، يقال: إنه مولى بني شيبان، ويقال: من أنفسهم، وأمه من آل الزبير وكان يبيع الحرير.

روى عن: يزيد بن أبي عبيد، وأيمن بن نايل، وجرير بن حازم، وحنظلة بن أبي سفيان، وهشام بن حسان، وابن عجلان، وابن جريج، والثوري، ومالك، وشعبة، والأوزاعي.

روى عنه: البخاري. قال الذهبي: وهو أجَل شيوخه وأكبرهم

(1)

، وجرير بن حازم وهو من شيوخه، وأحمد، وإسحاق، وابن المديني، ومحمد بن يحيى الذهلي، وخلق كثير.

قال يحيى بن معين: ثقة.

وقال العجلي: ثقة كثير الحديث له فقه.

(1)

قال الذهبي في السير (9/ 537) في ترجمة محمد بن عبد الله الأنصاري: (ما في شيوخ البخاري أحد أكبر منه ولا أعلى رواية، بلى له عند البخاري نظراء منهم عبيد الله بن موسى، وأبو عاصم، ومكي بن إبراهيم).

ص: 194

وقال أبو حاتم: صدوق وهو أحب إليّ من روح بن عبادة.

وقال عبد الله بن أحمد: سمعت أبي ذكر أبا عاصم فقال: كان يتحرى الصدق.

وقال محمد بن سعد: كان ثقة فقيهاً.

وقال الخليلي: متفق عليه زهداً وعلماً وديانة وإتقاناً.

وقال الآجري عن أبي داود: كان يحفظ قدر ألف حديث من جيد حديثه وكان فيه مزاح، مات سنة 212، وقيل: 213، وقيل:214.

قال ابن حجر: ثقة ثبت، من التاسعة.

ص: 195

‌الحديث الأول

(1)

:

901 -

قال الإمام البخاري رحمه الله (7527): حدثنا إسحاق، حدثنا أبو عاصم، أخبرنا ابن جريج، أخبرنا ابن شهاب، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

«ليس منا مَنْ لم يتغن بالقرآن» وزاد غيره «يجهر به» .

‌التعليق:

هذا الحديث رواه الإمام البخاري رحمه الله من طريق شيخه إسحاق بن منصور عن أبي عاصم وهو أيضاً من شيوخ البخاري وقد أكثر عنه بلا واسطة

(2)

إلا أنه هنا لم يسمع هذا الحديث منه.

وأخرجه البغوي في شرح السنة (4/ 485) من طريقه به.

وأخرجه الطحاوي في شرح مشكل الآثار (2/ 129) من طريق إبراهيم بن مرزوق، والبيهقي (10/ 229) من طريق محمد بن يحيى بن المنذر، والخطيب في تاريخ بغداد (1/ 411) من طريق محمد بن إبراهيم بن مسلم، ثلاثتهم عن أبي عاصم به.

(1)

رجال الإسناد:

إسحاق بن منصور بن بهرام الكوسج، أبو يعقوب التميمي المروزي، ثقة ثبت، مات سنة 251، روى له البخاري ومسلم.

ابن جريج: انظره في بابه.

ابن شهاب: انظر ترجمته في بابه.

أبو سلمة ابن عبد الرحمن بن عوف الزهري المدني، قيل: اسمه عبد الله، وقيل: إسماعيل، ثقة مكثر، مات سنة 94 أو 104.

(2)

التعديل والتجريح لمَن خرج عنه البخاري في الجامع الصحيح (2/ 886) وفتح الباري (13/ 502).

ص: 196

وأخرجه أبو عوانة (3883) من طريق أبي أمية عن أبي عاصم إلا أنه قال: عن سعيد وأبي سلمة به.

هكذا قال أبو عاصم: عن ابن جريج، عن الزهري، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:«ليس منا مَنْ لم يتغن بالقرآن» .

خالفه عبد الرزاق

(1)

، ومحمد بن بكر البرساني

(2)

، وحجاج بن محمد

(3)

فرووه عن ابن جريج بهذا الإسناد فقالوا: (ما أذن الله لشيء ما أذن لنبي أن يتغنى بالقرآن).

وكذلك رواه أصحاب الزهري عنه بهذا اللفظ، منهم:

عقيل بن خالد

(4)

، وسفيان بن عيينة

(5)

، ويونس بن يزيد

(6)

، وعمرو بن الحارث

(7)

، ومعمر

(8)

، وإسحاق بن راشد

(9)

، وشعيب بن أبي حمزة

(10)

، ومحمد بن الوليد الزبيدي

(11)

، وإسحاق بن يحيى

(12)

،

(1)

في المصنف (4167) ومن طريقه أحمد (2/ 285).

(2)

أحمد (2/ 285) مقروناً مع عبد الرزاق.

(3)

الدارقطني في العلل (9/ 241) تعليقاً، والخطيب في تاريخ بغداد (1/ 1411).

(4)

البخاري (5523) و (7482).

(5)

البخاري (5024) ومسلم (792).

(6)

مسلم (792).

(7)

مسلم (792).

(8)

عبد الرزاق (4166) وأحمد (2/ 271) وأبو يعلى (5959) والبيهقي (2/ 54) والنسائي (80052).

(9)

البخاري في خلق أفعال العباد (242) وأبو عوانة (3867) والطبراني في الأوسط (2679).

(10)

الدارقطني في العلل (9/ 239) والخطيب في تاريخ بغداد (1/ 411).

(11)

الطبراني في مسند الشاميين (1732) وابن عدي في الكامل (1/ 271).

(12)

الدارقطني في العلل (9/ 239) والخطيب في تاريخ بغداد (1/ 411).

ص: 197

ومعاوية بن يحيى الصدفي

(1)

، والوليد بن محمد الموقري

(2)

، وعبيد الله بن أبي زياد

(3)

، والأوزاعي

(4)

.

قال الخطيب: واتفقوا كلهم وابن جريج منهم على أن لفظه: (ما أذن الله لشيء ما أذن لنبي حسن الصوت أن يتغنى بالقرآن).

وكذلك رواه محمد بن إبراهيم التيمي

(5)

، ويحيى بن أبي كثير

(6)

، ومحمد بن عمرو بن علقمة

(7)

، وعبد الله بن سعيد بن أبي هند

(8)

، وعمرو بن دينار

(9)

خمستهم عن أبي سلمة، عن أبي هريرة بهذا اللفظ.

لذا قال الدارقطني: (وهذا يقال: إن أبا عاصم وهم فيه، والصواب ما رواه الزهري ومحمد بن إبراهيم ويحيى بن أبي كثير ومحمد بن عمرو وغيرهم عن أبي سلمة عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم:«ما أذن الله لشيء إذنه لنبي حسن الصوت يتغنى بالقرآن يجهر به» . وقول أبي عاصم وهم.

وقد رواه عقيل ويونس وعمرو بن الحارث وعمرو بن دينار

(1)

الدارقطني (9/ 239).

(2)

الدارقطني (9/ 239) والخطيب (1/ 411).

(3)

تمام الرازي في الفوائد (1041).

(4)

الخطيب في تاريخه (1/ 411).

(5)

البخاري (7544) ومسلم (792).

(6)

مسلم (792).

(7)

مسلم (792).

(8)

ابن أبي شيبة (8740).

(9)

عبد الرزاق (4168) وابن أبي شيبة (29943) و (29944) وابن عدي في الكامل (6/ 261).

ص: 198

وعمرو بن عطية وإسحاق بن راشد ومعمر وغيرهم عن الزهري بخلاف ما رواه أبو عاصم عن ابن جريج باللفظ الذي قدمنا ذكره.

وإنما روى ابن جريج هذا اللفظ الذي ذكره أبو عاصم بإسناد آخر رواه عن ابن أبي مليكة عن أبي نهيك عن سعد، قاله ابن عيينة عنه اه

(1)

.

وقال في العلل (9/ 240): وفي متنه وهم، يقال: إنه من أبي عاصم لكثير من رواه عنه كذلك

(2)

، والمحفوظ عن الزهري بهذا الإسناد:«ما أذن الله لشيء» .

وكذلك رواه عبد الرزاق وحجاج بن محمد عن ابن جريج.

وقال الخطيب في تاريخه (1/ 411) في ترجمة محمد بن إبراهيم بن مسلم:

«روى هذا الحديث عبد الرزاق بن همام، وحجاج بن محمد عن ابن جريج، عن ابن شهاب الزهري، عن أبي سلمة وحده» .

وكذلك رواه الأوزاعي، وعمرو بن الحارث، ومحمد بن الوليد الزبيدي، وشعيب بن أبي حمزة، ومعمر بن راشد، وعقيل بن خالد، ويونس بن يزيد، وعبيد الله بن أبي زياد، وإسحاق بن راشد، ومعاوية بن يحيى الصدفي، والوليد بن محمد الموقري، عن الزهري واتفقوا كلهم

(1)

التتبع (ص 170 - 171).

(2)

رواه عنه كذلك إبراهيم بن مرزوق والطحاوي في مشكل الآثار (2/ 129) ومحمد بن يحيى بن المنذر عند البيهقي (10/ 229) وأبو أمية الطرسوسي محمد بن إبراهيم عند الخطيب في تاريخه (1/ 411) وابن عساكر في تاريخ دمشق (51/ 242).

ص: 199

وابن جريج منهم على أن لفظه: «وما أذن الله لشيء ما أذن لنبي حسن الصوت أن يتغنى بالقرآن» .

وأما المتن الذي ذكره أبو عاصم فإنما يروى «عن ابن أبي مليكة عن ابن أبي نهيك عن سعد بن أبي وقاص عن النبي صلى الله عليه وسلم»

(1)

.

وروى الخطيب أيضاً بسنده عن الدارقطني عن شيخه أبي بكر ابن زياد النيسابوري

(2)

أنه قال: قول أبي عاصم فيه: (ليس منا مَنْ لم يتغن بالقرآن) وهم من أبي عاصم لكثرة مَنْ رواه عنه هكذا

(3)

.

وقال ابن حجر: وأخطأ أبو عاصم في المتن، وإنما هو عند ابن جريج بهذا السند:«ما أذن الله لشيء ما أذن لنبي يتغنى بالقرآن» ، وكذا قال أصحاب الزهري عن الزهري

(4)

.

وذهب الإمام البيهقي رحمه الله إلى احتمال كون الحديثين محفوظين فقال بعد أن روى الحديث من طريق محمد بن يحيى بن المنذر عن أبي عاصم به: قال رحمه الله: رواه البخاري في الصحيح عن إسحاق عن أبي عاصم بهذا اللفظ.

والجماعة عن الزهري إنما رووه باللفظ الذي نقلناه في أول هذا الباب.

رواه يحيى بن أبي كثير، ومحمد بن إبراهيم التيمي، ومحمد بن عمرو عن أبي سلمة.

(1)

أبو داود (1469) والدارمي (1490) والحميدي (76) و (77) وأحمد (1/ 172، 175).

(2)

انظر ترجمته في: سير أعلام النبلاء (15/ 65).

(3)

تاريخ بغداد (1/ 411).

(4)

تهذيب التهذيب (9/ 3).

ص: 200

وهذا اللفظ إنما يعرف من حديث سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه إلا أن الذي رواه عن الزهري بهذا اللفظ حافظ إمام فيحتمل أن يكونا جميعاً محفوظين، والله أعلم.

‌فائدة:

قال الحافظ في الفتح (13/ 502): إن الغير المبهم في حديث الباب

(1)

وهو الصاحب المبهم في رواية عقيل

(2)

هو محمد بن إبراهيم التيمي

(3)

، والحديث واحد إلا أن بعضهم رواه بلفظ:«ما أذن الله» وبعضهم رواه بلفظ: «ليس منا» .

‌علة الوهم:

1 رواه أبو عاصم بالمعنى.

2 أن شيخه ابن جريج كان يروي الحديثين.

فروى ابن جريج عن الزهري، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم:«ما أذن الله لشيء ما أذن لنبي أن يتغنى بالقرآن» .

وروى ابن جريج

(4)

عن ابن أبي مليكة، عن عبد الله بن أبي نهيك عن سعد بن أبي وقاص عن النبي صلى الله عليه وسلم:«ليس منا مَنْ لم يتغن بالقرآن» .

(1)

وهو قول البخاري وزاد غيره: «يجهر به» .

(2)

انظر حديث رقم: (7482).

(3)

وحديثه رقم (7544).

(4)

عبد الرزاق (4170) و (4171) والحميدي (77) والحاكم (1/ 569).

ص: 201

وتابعه سعيد بن حسان المخزومي

(1)

، وعمرو بن دينار

(2)

، والليث بن سعد

(3)

وغيرهم عن ابن أبي مليكة.

وقد جوّد الحديثين سفيان بن عيينة فرواه عن الزهري بلفظ: «ما أذن الله لشيء ما أذن لنبي أن يتغنى بالقرآن»

(4)

.

ورواه عن ابن جريج

(5)

وعمرو بن دينار

(6)

كلاهما عن ابن أبي مليكة بلفظ: «ليس منا مَنْ لم يتغن بالقرآن» والله تعالى أعلم.

وكذلك جوده الليث بن سعد فرواه عن عقيل بن خالد عن الزهري بلفظ: «ما أذن الله لنبي»

(7)

.

ورواه عن ابن أبي مليكة بلفظ: «ليس منا»

(8)

.

‌فائدة:

أخرج الإمام البخاري رحمه الله حديث لفظ الجماعة عن الزهري: «ما أذن الله لشيء ما أذن لنبي أن يتغنى بالقرآن» في أربعة مواضع من صحيحه منها (باب فضائل القرآن).

(1)

الطيالسي (201) وأحمد (1/ 172).

(2)

الحميدي (76) وأحمد (1/ 175) وابن أبي شيبة (10/ 464) والدارمي (1450) وأبو داود (1450) وأبو يعلى (748) وغيرهم.

(3)

أحمد (1/ 175) والدارمي (3488) وعبد بن حميد (151) وأبو داود (1469) وغيرهم.

(4)

البخاري (5024) ومسلم (792).

(5)

الحميدي (77) والحاكم (1/ 569).

(6)

الحميدي (76) وأحمد (1/ 179) والدارمي (1490) وأبو داود (1470) والحاكم (1/ 569) وغيرهم.

(7)

البخاري (5023).

(8)

سبق تخريجه.

ص: 202

ولم يخرج حديث الباب إلا في موضع واحد كأنه يشير إلى حديث سعد بن أبي وقاص وهو لم يخرجه لكونه ليس على شرطه، لأن في إسناده عبد الله بن أبي نهيك، وقيل: عبيد الله بن أبي نهيك لم يروِ عنه إلا عبد الله بن أبي مليكة ولم يخرج له أحد من أصحاب الكتب الستة إلا أبا داود هذا الحديث الواحد.

وقد أخرجه في باب قول الله تعالى: {وأَسِرُّوا قَوْلَكُمْ أَوِ اجْهَرُوا بِهِ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ (13)} [الملك: 13] لأنه جاء في آخر الحديث لفظ الجهر به فقال: «ليس منا مَنْ لم يتغن بالقرآن يجهر به» وهذا هو الشاهد في الحديث الذي أخرجه البخاري لأجله في هذا الباب، والله تعالى أعلم.

ص: 203

‌الحديث الثاني

(1)

:

902 -

قال النسائي رحمه الله (3/ 265): أخبرنا عبد الله بن إسحاق، قال: حدثنا أبو عاصم، قال: حدثنا سعيد بن عبد العزيز، قال: سمعت سليمان بن موسى يحدّث عن محمد بن أبي سفيان، قال:

لما نزل به الموت أخذه أمر شديد فقال: حدثتني أختي أم حبيبة بنت أبي سفيان قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «مَنْ حافظ على أربع ركعات قبل الظهر وأربع بعدها حرّمه الله تعالى على النار» .

‌التعليق:

هذا إسناد لا بأس به والحديث صحيح.

وأخرجه النسائي في الكبرى (1482) بهذا الإسناد، وابن خزيمة (1190) من طريق محمد بن معمر عن أبي عاصم به.

(1)

رجال الإسناد:

عبد الله بن إسحاق الجوهري البصري، مستملي أبي عاصم ويلقب بِدْعة، ثقة حافظ، من الحادية عشرة، مات سنة 257، روى له أصحاب السنن الأربعة.

سعيد بن عبد العزيز التنوخي الدمشقي، ثقة إمام سواه أحمد بالأوزاعي، من السابعة، مات سنة سبع وستين وقيل بعدها وله بضع وسبعون سنة، روى له مسلم والبخاري في الأدب المفرد.

سليمان بن موسى الأموي، مولاهم الدمشقي الأشدق، صدوق فقيه، في حديثه بعض لين وخولط قبل موته بقليل، من الخامسة، روى له أصحاب السنن، ومسلم في المقدمة (1/ 15).

محمد بن أبي سفيان بن حرب الأموي، أخو معاوية، مقبول، من الثالثة، وقيل: الصواب عنبسة بن أبي سفيان.

ص: 204

هكذا رواه أبو عاصم فقال: (عن سعيد بن عبد العزيز، عن سليمان بن موسى، عن محمد بن أبي سفيان، عن أم حبيبة).

خالفه مروان بن محمد الطاطري

(1)

، وزيد بن يحيى بن عبيد

(2)

فقالا: (عن سعيد بن عبد العزيز، عن سليمان بن موسى، عن عنبسة بن أبي سفيان، عن أم حبيبة).

وكذلك رواه حسن بن موسى

(3)

وسعيد بن أبي مريم

(4)

كلاهما عن ابن لهيعة عن سليمان بن موسى فقال فيه: (عنبسة بن أبي سفيان).

وهذا هو المحفوظ فقد أخرجه مسلم في صحيحه (728) من طريق عمرو بن أوس عن عنبسة به.

وكذلك رواه غير واحد عن عنبسة وذكرناه في باب عبد بن حميد ح (1253) فانظره هناك.

لذا قال النسائي: هذا خطأ والصواب حديث مروان من حديث سعيد بن عبد العزيز.

قلت: ومحمد بن أبي سفيان ليس له إلا هذا الحديث الواحد إن صحّ قول ابن عاصم ولم يصح.

(1)

النسائي (3/ 265) وفي الكبرى (1481) والطبراني في الكبير (23/ 452)(456) وفي مسند الشاميين (327) و (3634).

(2)

ابن عساكر في تاريخ دمشق (5/ 349).

(3)

أحمد (6/ 326).

(4)

الطبراني في الكبير (23/ 457).

ص: 205

قال ابن حجر في ترجمته في التهذيب: «روى عنه سليمان بن موسى، قاله أبو عاصم عن سعيد بن عبد العزيز به.

وقال مروان بن محمد عن سعيد، عن سليمان، عن مكحول، عن عنبسة عن أخته وهو الصواب، وهكذا قال غير واحد عن مكحول».

ص: 206

‌الحديث الثالث

(1)

:

903 -

قال النسائي في السنن الكبرى (5409): أخبرنا عمرو بن علي عن أبي عاصم هو النبيل عن عثمان بن الأسود عن ابن أبي مليكة عن عائشة رضي الله عنها:

أن رسول الله صلى الله عليه وسلم تزوج وهو محرم.

‌التعليق:

هذا إسناد رجاله كلهم ثقات رجال الشيخين.

وأخرجه الترمذي في العلل الكبير (225) والطبراني في الأوسط (2164)(6181) من طريق علي بن نصر، والبزار (1098 كشف الأستار) من طريق أحمد بن عمرو بن عبيدة، والبيهقي (7/ 212) من طريق علي بن الحسن كلهم عن أبي عاصم به.

هكذا قال أبو عاصم: (عن عثمان بن الأسود، عن ابن أبي مليكة، عن عائشة).

قال عمرو بن علي عقب الحديث: (قلت لأبي عاصم: أنت أمليت علينا هذا من الرقعة ليس فيه عائشة؟ فقال: دع عائشة حتى أنظر فيه)

(2)

.

(1)

رجال الإسناد:

عمرو بن علي بن بحر، أبو حفص الفلاس الصيرفي الباهلي البصري، ثقة حافظ، من العاشرة، مات سنة 247، روى له البخاري ومسلم.

عثمان بن الأسود بن موسى المكي مولى بني جمح، ثقة ثبت، من كبار السابعة، مات سنة 150 أو قبلها، روى له البخاري ومسلم.

عبد الله بن عبيد الله بن أبي مُليكة بالتصغير، أدرك ثلاثين من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، ثقة فقيه، من الثالثة، مات سنة 117، روى له البخاري ومسلم.

(2)

سنن النسائي الكبرى (3/ 289).

ص: 207

وزاد البيهقي: قال عمرو: «فسمعت بعض أصحابنا يقول: قال أبو عاصم: فنظرت فيه فوجدته مرسلاً»

(1)

.

قال الترمذي: سألت محمد بن إسماعيل البخاري رحمه الله عن هذا الحديث؟ فقال: يروون هذا الحديث عن ابن أبي مليكة مرسلاً

(2)

.

قال البزار: أسنده غير واحد، ورواه بعضهم عن أبي عاصم عن ابن أبي مليكة مرسلاً

(3)

.

قال البيهقي: فهكذا رواه جماعة عن أبي عاصم، وإنما يروى عن ابن أبي مليكة مرسلاً، وذكر عائشة فيه وهم

(4)

.

وقال ابن حجر بعد أن ذكر رواية النسائي: «وهذا إسناد صحيح لولا هذه القصة لكن هو شاهد قوي أيضاً»

(5)

.

‌علة الوهم:

أن أبا عاصم كان يحدّث من حفظه فلما روجع رجع إلى كتابه ورجع عن وصل الحديث ورواه مرسلاً.

(1)

السنن الكبرى (7/ 212).

(2)

العلل الكبير (225) والبيهقي (7/ 212).

(3)

كشف الأستار (2/ 16).

(4)

السنن الكبرى (7/ 212) والسنن الصغرى (6/ 200 رقم 2508).

(5)

فتح الباري (9/ 166).

ص: 208

‌الحديث الرابع

(1)

:

904 -

قال أبو داود رحمه الله (545)، (546): حدثنا عبد الله بن إسحاق الجوهري أخبرنا أبو عاصم عن ابن جريج عن موسى بن عقبة عن سالم أبي النضر قال:

كان رسول الله صلى الله عليه وسلم حين تقام الصلاة في المسجد إذا رآهم قليلاً جلس لم يُصلِّ وإذا رآهم جماعة صلّى.

حدثنا عبد الله بن إسحاق أخبرنا أبو عاصم، عن ابن جريج عن موسى بن عقبة عن نافع بن جبير عن أبي مسعود الزرقي، عن علي بن أبي طالب مثل ذلك.

‌التعليق:

هذا إسناد رجاله ثقات رجال الشيخين غير عبد الله بن إسحاق وهو ثقة حافظ إلا أنه مرسل.

(1)

رجال الإسناد:

عبد الله بن إسحاق الجوهري: تقدم.

ابن جريج: تقدم (انظر ترجمته في بابه).

موسى بن عقبة بن أبي عياش الأسدي، مولى آل الزبير، ثقة فقيه إمام في المغازي، من الخامسة، مات سنة 141 وقيل بعد ذلك، روى له البخاري ومسلم.

سالم بن أبي أمية، أبو النضر مولى عمر بن عبيد الله التيمي المدني، ثقة ثبت وكان يرسل، من الخامسة، مات سنة 127، روى له البخاري ومسلم.

نافع بن جبير بن مطعم النوفلي أبو محمد المدني، ثقة فاضل من الثالثة، مات سنة 99، روى له البخاري ومسلم.

أبو مسعود الأنصاري الزرقي مجهول من الثالثة، وقيل: هو مسعود بن الحكم، روى له أبو داود.

ص: 209

قال الحافظ في الفتح (2/ 110): وإسناده قوي مع إرساله، والإسناد الثاني رجاله كلهم ثقات وموصول إلا أن فيه وهماً كما سيأتي.

أولاً: في الإسناد:

هكذا قال أبو عاصم: (عن ابن جريج، عن موسى بن عقبة، عن نافع بن جبير، عن أبي مسعود الزرقي، عن علي).

خالفه الوليد بن مسلم

(1)

، وعبد المجيد بن عبد العزيز

(2)

فقالا: (عن ابن جريج، عن موسى بن عقبة، عن نافع بن جبير، عن مسعود بن الحكم الزرقي، عن علي).

وهم أبو عاصم فقال: (أبو مسعود الزرقي) والصحيح (مسعود بن الحكم الزرقي).

لذا قال الحافظ ابن حجر في التقريب: «مجهول من الثالثة، وقيل: هو (مسعود بن الحكم)

(3)

.

ومسعود بن الحكم تابعي جليل ولد في عهد النبي صلى الله عليه وسلم وروى عن عمر وعثمان وعلي لذا قال ابن حجر: (والصواب مسعود بن الحكم)

(4)

.

(1)

الحاكم في المستدرك (1/ 202) وقال: (صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه) ووافقه الذهبي.

(2)

البيهقي (2/ 19).

(3)

التقريب (8364).

(4)

التهذيب.

ص: 210

ثانياً: في المتن:

قوله: (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم حين تقام الصلاة في المسجد إذا رآهم قليلاً جلس لم يصلِّ وإذا رآهم جماعة صلّى)

(1)

.

فظاهره أن النبي صلى الله عليه وسلم بعد أن تقام الصلاة إذا رآهم قليلاً جلس ينتظر حتى يكثر المصلُّون.

خالفه عبد المجيد بن عبد العزيز فرواه عن ابن جريج بهذا السند كما تقدم، وقال:«إن النبي صلى الله عليه وسلم كان يخرج بعد النداء إلى المسجد فإذا رأى أهل المسجد قليلاً جلس حتى يرى منهم جماعة ثم يصلي وكان إذا خرج فرأى جماعة أقام الصلاة» .

فجعل جلوس النبي صلى الله عليه وسلم وانتظاره بعد الأذان وليس بعد الإقامة لذا قال صاحب عون المعبود: «الاتصال بين الإقامة والصلاة ليس من المؤكدات، بل يجوز الفصل بينهما لأمر حادث كما مر، لكن انتظار الإمام المأمومين وجلوسه في المسجد لقلة المصلِّين بعد إقامة الصلاة فلم تثبت إلا من هاتين الروايتين، لكن الرواية الأولى مرسلة والثانية فيها أبو مسعود الزرقي مجهول الحال، ففي قلبي في صحة هذا المتن شيء، وأظن أن الوهم قد دخل على بعض الرواة، فإنه لم يثبت من هدي النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان ينتظر بعد الإقامة

»

(2)

.

وقال العلامة الألباني رحمه الله: (الصواب فيه أن الجلوس كان بعد الأذان وقبل الإقامة كما رواه البيهقي من طريق أخرى عن ابن

(1)

وقد تابعه في ذلك الوليد بن مسلم وسبق في بابه ح رقم (841).

(2)

عون المعبود (2/ 249).

ص: 211

جريج، وقوله في هذه الرواية: حين تقام الصلاة

وهم من بعض الرواة).

ثم أورد حديث البيهقي وقال: «وعبد المجيد بن عبد العزيز وهو ابن أبي رؤبة أثبت الناس في ابن جريج كما قال الدارقطني ونحوه ابن معين، وروايته تدل على خطأ رواية أبي عاصم، فإن في هذه أن الخروج إلى المسجد كان بعد النداء أي: الأذان وأن جلوسه كان بعد ذلك ولم يذكر الإقامة فظاهره أن الجلوس كان قبلها، وأيد ذلك قوله في الشطر الآخر من الحديث: وكان إذا خرج فرأى جماعة أقام الصلاة»

(1)

.

ثم قال أخيراً: «وبالجملة ففي رواية أبي عاصم وهمان: أحدهما: في متن الحديث، والآخر: في سنده» .

‌علة الوهم:

1 اختلاف الأمصار، فأبو عاصم الضحاك بن مخلد من البصرة، وشيخه ابن جريج مكي وكذلك عبد المجيد بن عبد العزيز بن أبي رواد من مكة وهو من أثبت الناس في ابن جريج، قال ابن أبي مريم: كان أعلم الناس بحديث ابن جريج، وقال عباس عن يحيى بن معين: ابن علية عرض كتب ابن جريج على عبد المجيد بن أبي رواد فأصلحها له، قلت ليحيى: ما كنت أظن أن عبد المجيد هكذا، قال يحيى: كان أعلم الناس بحديث ابن جريج

(2)

.

2 الرواية بالمعنى.

(1)

ضعيف سنن أبي داود (1/ 196).

(2)

تهذيب الكمال ترجمة (4098).

ص: 212

‌أثر الوهم:

1 أبو مسعود الزرقي قال الحافظ في التقريب: (مجهول)، لذا فالإسناد والحديث ضعيفان.

مع أن الصحيح

(1)

هو مسعود بن الحكم وهو ابن الربيع بن عامر بن زريق الأنصاري الزرقي، أمه حبيبة بنت شريف بن أبي حثمة ويكنى أبا هارون، ولد على عهد النبي صلى الله عليه وسلم وكان جليل القدر ويعد في جلة التابعين وكبارهم، روى عن عمر وعثمان وعلي رضي الله عنهم وهو الذي يروي عن علي أن النبي صلى الله عليه وسلم قام في الجنازة ثم قعد

(2)

.

كذا قال ابن الأثير في ترجمته

(3)

.

2 تبعاً لما جاء في هذه الرواية فقد ترجم لأبي مسعود عبد الغني والمزي وابن حجر إلا أنهم لم يذكروا له اسماً وجعلوه غير مسعود بن الحكم وذكروهما في ترجمتين

(4)

.

3 أنه يشرع للإمام بعد إقامة الصلاة الجلوس والانتظار لقلة المصلِّين.

والصحيح أن ذلك بعد الأذان وقبل الإقامة، والله تعالى أعلم.

(1)

صححه الحاكم والذهبي كما تقدم وكذا قال الألباني.

(2)

مسلم (962)(82)(83)(84) من طريق نافع بن جبير ومحمد بن المنكدر.

(3)

أسد الغابة (5/ 153) وترجمه كذلك ابن عبد البر في الاستيعاب (2405) وابن حجر في الإصابة (8339).

(4)

أشار إلى ذلك ابن التركماني في حاشية السنن الكبرى للبيهقي.

ص: 213

‌الحديث الخامس

(1)

:

905 -

قال الدارقطني رحمه الله في سننه (1/ 414): حدثنا أبو بكر النيسابوري، ثنا محمد بن أحمد بن الجنيد، ثنا أبو عاصم، عن سفيان، عن يعلى بن عطاء، عن جابر بن يزيد، عن أبيه رضي الله عنه قال:

صلّيت مع النبي صلى الله عليه وسلم فلما انصرف رأى رجلين في مؤخر القوم قال: فدعا بهما فجاءا ترعد فرائصهما فقال: «ما لكما لم تصليا معنا؟» فقالا: يا رسول الله صلّينا في الرحال، قال:«فلا تفعلا، إذا صلّى أحدكم في رحله ثم جاء إلى الإمام فليصلِّ معه، وليجعل التي صلّى في بيته نافلة» .

‌التعليق:

هذا إسناد رجاله كلهم ثقات، وأخرجه البيهقي (2/ 301) من طريق الدارقطني.

(1)

رجال الإسناد:

أبو بكر عبد الله بن محمد بن زياد النيسابوري، مولى أمير المؤمنين عثمان بن عفان، الحافظ الشافعي، صاحب التصانيف، قال الدارقطني: ما رأيت أحداً أحفظ منه. قال الذهبي: كان من الحفاظ المجودين. (السير 15/ 65).

محمد بن أحمد بن الجنيد الدقاق: أبو جعفر من أهل بغداد سكن الشام يروي عن أبي عاصم، حدثنا عنه أبو عروبة وغيره. (الثقات 9/ 140).

سفيان: هو الثوري تقدم. انظره ترجمته في بابه.

يعلى بن عطاء العامري، ويقال: الليثي الطائفي، ثقة من الرابعة، مات سنة 120 أو بعدها، روى له مسلم والبخاري في جزء القراءة.

جابر بن يزيد بن الأسود السوائي، ويقال: الخزاعي، صدوق من الثالثة، ولأبيه صحبة، روى له أبو داود والترمذي والنسائي.

يزيد بن الأسود، أو ابن أبي الأسود الخزاعي، ويقال: العامري، صحابي نزل الطائف، ووهم من ذكره في الكوفيين، روى عنه أبو داود والترمذي والنسائي.

ص: 214

هكذا قال أبو عاصم عن سفيان الثوري، عن يعلى بن عطاء عن جابر بن يزيد عن أبيه عن النبي صلى الله عليه وسلم أن المرء إذا صلّى في بيته ثم أدرك الناس يصلُّون مع الإمام فليصل معهم وتكون الأولى نافلة.

خالفه وكيع

(1)

وعبد الرزاق

(2)

وعبد الرحمن بن مهدي

(3)

وحسين بن حفص

(4)

وأبو حذيفة موسى بن مسعود

(5)

وعبيد الله بن عبد الرحمن الأشجعي

(6)

.

فرووه عن سفيان الثوري بهذا الإسناد فقالوا: (إذا صلّى أحدكم في رحله ثم أدرك الصلاة مع الإمام فليصلها معه فإنها له نافلة).

فجعلوا الصلاة الأولى هي الفريضة والثانية هي النافلة.

وكذلك رواه أصحاب يعلى بن عطاء عنه، منهم:

شعبة

(7)

، وهشيم

(8)

، وهشام بن حسان

(9)

، وشريك

(10)

،

(1)

ابن خزيمة (1638) والدارقطني (1/ 414) والبيهقي (2/ 301).

(2)

في المصنف (3934) والطبراني (22/ 618).

(3)

أحمد (4/ 166) والدارقطني (1/ 413 - 414).

(4)

الحاكم (1/ 244 - 245) والبيهقي (2/ 301) وفي الصغرى (586).

(5)

الحاكم (1/ 244 - 245).

(6)

الحاكم (1/ 244 - 245).

(7)

أبو داود (575) و (576) وأحمد (4/ 161) والطيالسي (1564) والدارمي (1367) وابن خزيمة (1638) وابن حبان (1564) والطبراني (22/ 610) والبيهقي (2/ 300).

(8)

الترمذي (219) والنسائي (2/ 112 - 113) وابن خزيمة (1379)(1638) والطبراني (22/ 614) وابن حبان (1565) والدارقطني (1/ 413) والبيهقي (2/ 300) وابن عبد البر في التمهيد (4/ 258).

(9)

أحمد (4/ 161) وعبد الرزاق (3934) والطبراني (22/ 608) و (609) والدارقطني (1/ 413).

(10)

أحمد (4/ 161) والطبراني (22/ 615) والدارقطني (1/ 413).

ص: 215

وغيلان بن جامع

(1)

، وأبو خالد الدالاني

(2)

، ومبارك بن فضالة

(3)

، وأبو عوانة

(4)

، وحماد بن سلمة

(5)

، والحكم بن فضيل

(6)

.

وكذلك رواه عبد الملك بن عمير

(7)

عن جابر بن يزيد.

قلب أبو عاصم النبيل الحكم فجعل الصلاة الثانية مع الجماعة هي الفريضة.

لذا قال الدارقطني عقب الحديث: خالفه أصحاب الثوري ومعهم أصحاب يعلى بن عطاء، منهم: شعبة وهشام بن حسان وشريك وغيلان بن جامع وأبو خالد الدالاني ومبارك بن فضالة وأبو عوانة وهشيم وغيرهم، رووه عن يعلى بن عطاء مثل قول وكيع وابن مهدي.

وقال البيهقي: «هكذا رواه عبد الرحمن بن مهدي ووكيع بن الجراح وغيرهما عن سفيان الثوري وخالفهم أبو عاصم النبيل

ثم أورد ما قاله الدارقطني ثم قال: والصحيح رواية الجماعة».

ويشهد لرواية الجماعة ما رواه عبد الله بن الصامت عن أبي ذر

(1)

الطبراني (22/ 615) وفي الأوسط (4398) وفي مسند الشاميين (2483) والدارقطني (1/ 414).

(2)

الدارقطني (1/ 414).

(3)

الطبراني (22/ 614) والدارقطني (1/ 414).

(4)

أحمد (4/ 161) وابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني (1413) والطبراني (22/ 6137).

(5)

الطبراني (22/ 612).

(6)

الطبراني (22/ 617).

(7)

الدارقطني (1/ 414).

ص: 216

قال: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: «كيف أنت إذا كانت عليك أمراء يؤخرون الصلاة عن وقتها أو يميتون الصلاة؟» قال: قلت: فما تأمرني؟ قال: «صلِّ الصلاة لوقتها فإن أدركتها معهم فصلِّ فإنها لك نافلة»

(1)

.

‌علة الوهم:

1 قد رُوِي ما يوافق ما ذكره أبو عاصم إلا أن سنده ضعيف وهو ما رواه أبو داود من طريق سعيد بن السائب عن نوح بن صعصعة عن يزيد بن عامر قال: جئت والنبي صلى الله عليه وسلم في الصلاة فجلست ولم أدخل معهم في الصلاة

فانصرف علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: «ألم تُسلم يا يزيد؟» قال: بلى يا رسول الله قد أسلمت. قال: «فما منعك أن تدخل مع الناس في صلاتهم؟» قال: إني كنت قد صليت في منزلي وأنا أحسب أن قد صلّيتم، فقال:«إذا جئت إلى الصلاة فوجدت الناس فصلِّ معهم وإن كنت قد صلّيت تكن لك نافلة وهذه مكتوبة»

(2)

.

2 ظن أن قوله: «فإنها له نافلة» أي: الصلاة التي صلاها في بيته، فلما حدّث بهذا الحديث حدّث بما استقر في ذهنه.

3 كان يحدّث من حفظه وقد قال ابن خراش: لم يرَ في يده كتاب قط، والله تعالى أعلم.

‌الدلالة الفقهية:

دلّ حديث أبي عاصم الضحاك أن الصلاة الثانية التي مع الجماعة هي الفريضة والأولى نافلة.

(1)

رواه مسلم (648) وأبو داود (430) والترمذي (176) والنسائي (1/ 126) وغيرهم.

(2)

رواه أبو داود (577) وفي إسناده نوح وهو مجهول وبه ضعفه الألباني.

ص: 217

وخالفه كل مَنْ روى هذا الحديث عن يعلى بن عطاء فذكروا أن الثانية هي النافلة.

قال في عون المعبود (2/ 199): فيه تصريح بأن الثانية نافلة والفريضة الأولى سواء صلّيت جماعة أو فرادى لإطلاق الخبر.

قال الخطابي في معالم السنن (1/ 164): (وفي الحديث في الفقه أن مَنْ صلّى في رحله ثم صادف جماعة يصلُّون كان عليه أن يصلي معهم أي صلاة كانت من الصلوات الخمس وهو مذهب الشافعي وأحمد وإسحاق وبه قال الحسن والزهري، وقال قوم: يعيد إلا المغرب والصبح كذلك قال النخعي، وحكى ذلك الأوزاعي، وكان مالك والثوري يكرهان أن يعيد صلاة المغرب، وكان أبو حنيفة لا يرى أن يعيد صلاة العصر والمغرب والفجر إذا كان قد صلاهن.

قلت: وظاهر الحديث حجة على جماعة مَنْ منع عن شيء من الصلوات كلها ألا تراه عليه السلام يقول: «إذا صلّى أحدكم في رحله ثم أدرك الإمام ولم يصلِّ فليصلِّ معه» ولم يستثنِ صلاة دون صلاة

ثم قال: وقوله عليه السلام: «فإنها نافلة» يريد الصلاة الآخرة منهما والأولى فريضة) انتهى.

وقال في نيل الأوطار (3/ 114): (فيه تصريح بأن الثانية في الصلاة المعادة نافلة وظاهرة عدم الفرق بين أن تكون الأولى جماعة فرادى لأن ترك الاستفصال في مقام الاحتمال ينزل منزلة العموم في المقال.

قال ابن عبد البر: «قال جمهور الفقهاء: إنما يعيد الصلاة مع

ص: 218

الإمام في جماعة مَنْ صلّى وحده في بيته أو في غير بيته، وأما مَنْ صلّى في جماعة وإن قلت فلا يعيد في أخرى قلّت أو كثرت .. ، وممن قال بهذا القول: مالك وأبو حنيفة والشافعي وأصحابهم.

وذهب الأوزاعي والهادي وبعض أصحاب الشافعي وهو قول الشافعي القديم إلى أن الفريضة هي الثانية إذا كانت الأولى فرادى واستدلوا بما أخرجه أبو داود

(1)

عن يزيد بن عامر ولكنه قد ضعّفه النووي.

وقال البيهقي: إن حديث يزيد الأسود أثبت منه وأوْلى.

ورواه الدارقطني بلفظ: وليجعل التي صلّى في بيته نافلة، وقال: هي رواية ضعيفة شاذة») اه.

(1)

في سننه (577) والبيهقي (2/ 302) في باب مَنْ قال الثانية فريضة وفيه نظر، من طريق سعيد بن السائب، عن نوح بن صعصعة عن يزيد بن عامر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:«إذا جئت إلى الصلاة فوجدت الناس فصلِّ معهم وإن كنت قد صليت تكن لك نافلة وهذه مكتوبة» .

وفي إسناده نوح بن صعصعة. قال الدارقطني: حاله مجهولة، وقال ابن حجر: مستور.

قلت: لم يروِ عنه إلا سعيد بن السائب وليس له سوى هذا الحديث عند أبي داود.

ص: 219

‌الحديث السادس

(1)

:

906 -

قال الطحاوي في شرح معاني الآثار (1/ 19): حدثنا أبو بكرة، حدثنا أبو عاصم، عن قرة بن خالد، قال: ثنا محمد بن سيرين، عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:

«طهور الإناء إذا ولغ فيه الهر أن يغسل مرة أو مرتين» قرة شك.

‌التعليق:

هذا إسناد رجاله كلهم ثقات رجال الشيخين غير أبي بكرة بكار بن قتيبة قاضي الفسطاط. قال الحاكم: ثقة مأمون ولم ينفرد به بل تابعه على روايته هذه عن أبي عاصم حماد بن الحسن

(2)

، وعمرو بن علي

(3)

، وعلي بن مسلم

(4)

.

(1)

رجال الإسناد:

بكار بن قتيبة بن عبد الله بن أبي بردعة بن عبيد الله بن بشير بن عبيد الله بن أبي بكرة صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم أبو بكر الثقفي قاضي مصر، أصله من البصرة ولي القضاء بمصر سنين كثيرة وكان محمود السيرة. انظر ترجمته في تاريخ دمشق (10/ 368 - 374)، وسير أعلام النبلاء (12/ 599).

قرة بن خالد السدوسي البصري، ثقة ضابط، من السادسة، مات سنة 155، روى له البخاري ومسلم.

محمد بن سيرين الأنصاري، أبو بكر ابن أبي عمرة البصري، ثقة ثبت عابد كبير القدر، كان لا يرى الرواية بالمعنى، من الثالثة، مات سنة 116، روى له البخاري ومسلم.

(2)

الدارقطني والحاكم والبيهقي.

(3)

ابن أبي حاتم في العلل (27).

(4)

الحاكم (1/ 160).

ص: 220

والحديث أخرجه أيضاً الطحاوي في مشكل الآثار (2649) والدارقطني (1/ 67 - 68) والحاكم (1/ 160) والبيهقي (1/ 247) وابن أبي حاتم في العلل (27).

وقد وهم أبو عاصم في هذا الحديث، فقد رواه نصر بن علي بن نصر الجهضمي

(1)

عن أبيه عن قرة في ولوغ الكلب مرفوعاً، وفي ولوغ الهر موقوفاً على أبي هريرة، أما أبو عاصم فأدرج الموقوف مع المرفوع فجعله كله مرفوعاً

(2)

.

قال البيهقي: وأبو عاصم الضحاك بن مخلد ثقة إلا أنه أخطأ في إدراج قول أبي هريرة في الهرة في الحديث المرفوع في الكلب، وقد رواه علي بن نصر الجهضمي عن قرة فبيّنه بياناً شافياً. ثم روى بسنده عنه عن قرة بن خالد، عن محمد بن سيرين عن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:«طهور إناء أحدكم إذا ولغ فيه الكلب أن يغسل سبع مرات أولاهن بالتراب» ثم ذكر أبو هريرة الهر لا أدري قاله مرة أو مرتين.

قال نصر بن علي: وجدته في كتاب أبي في موضع آخر عن قرة عن ابن سيرين عن أبي هريرة في الكلب مسنداً وفي الهر موقوفاً.

قال البيهقي: (ورواه مسلم بن إبراهيم عن قرة موقوفاً في الهرة

ورواه أيوب السختياني عن محمد كذلك موقوفاً) اه.

(1)

ثقة ثبت من رجال الشيخين، طلب للقضاء فامتنع، ورجع إلى بيته فصلّى ركعتين ثم قال: اللهم إن كان لي عندك خير فاقبضني إليك، فنام فنبّهوه فإذا هو ميت وحديثه هذا عند البيهقي (1/ 247) والحاكم (1/ 160).

(2)

كما عند الحاكم والبيهقي وابن أبي حاتم.

ص: 221

وقال الحاكم بعد أن روى الحديث من طريق محمد بن إسحاق بن خزيمة عن أبي بكرة بكار بن قتيبة عن أبي عاصم به قال رحمه الله: هذا حديث صحيح الإسناد على شرط الشيخين، فإن أبا بكرة ثقة مأمون، ومن التوهم أن أبا بكرة ينفرد به عن أبي عاصم، وإنما تفرد به أبو عاصم وهو حجة.

ثم ذكر متابعة حماد بن الحسن بن عنبسة عن أبي عاصم به مرفوعاً بذكر ولوغ الكلب والهرة.

ومتابعة علي بن مسلم عن أبي عاصم به مرفوعاً بذكر الهرة.

ثم قال الحاكم: وقد شفي علي بن نصر الجهضمي عن قرة في بيان هذه اللفظة ثم ساقه بمثل ما ساقه البيهقي.

وقال البيهقي في معرفة السنن والآثار (2/ 70): أما حديث محمد بن سيرين عن أبي هريرة إذا ولغ الهر غسل مرة، فقد أدرجه بعض الرواة في حديثه عن النبي صلى الله عليه وسلم في ولوغ الكلب ووهموا فيه، والصحيح أنه في ولوغ الكلب مرفوع وفي ولوغ الهر موقوف

وقال ابن أبي حاتم في العلل (27): سألت أبي عن حديث رواه أبو عاصم عن قرة، عن محمد، عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم: «إذا ولغ الكلب في الإناء

».

قال أبي: (كذا رواه أبو عاصم، حدثنا عمرو بن علي عنه، وأخطأ فيه. حدثنا أبو نعيم، قال: ثنا قرة، عن محمد، قال: إذا ولغ الكلب في الإناء.

قال أبي: والصحيح ما يرويه أبو نعيم) اه.

ص: 222

وقال الدارقطني في العلل (8/ 117): في ذكر الاختلاف في الحديث.

ورواه أبو عاصم النبيل عن قرة عن ابن سيرين عن أبي هريرة مرفوعاً وخالفه أبو عامر العقدي فرواه عن قرة موقوفاً، وكذلك رواه مسلم بن إبراهيم عن قرة

ثم قال: (والصحيح قول مَنْ وقفه عن أبي هريرة في الهر خاصة)

(1)

.

‌الدلالة الفقهية:

استدل بعض أهل العلم على كراهة الوضوء بسؤر الهرة

(2)

.

قال العيني في البناية (1/ 444): (وسؤر الهرة طاهر مكروه) عند أبي حنيفة ومحمد رحمهما الله، وأما لفظ كتاب الصلاة وإن توضأ بغيره كان أحب إليّ

ثم قال: فإن قلت أهي كراهة تحريمية أم تنزيه؟ قلت: قال الطحاوي: كراهة سؤرها لحرمة لحمها، وهذا يدل على أنه إلى التحريم أقرب، وقال الكرخي: كراهة سؤرها لأنها تتناول الجيف فلا يخلو فمها عن نجاسة عادة، وهذا يدل على أنه كراهة تنزيهية وهو الأصح والأقرب إلى موافقة الآثار. اه.

(1)

وقد رواه الترمذي (90) من طريق سوار بن عبد الله العنبري عن المعتمر بن سليمان عن أيوب عن محمد بن سيرين عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «يغسل الإناء إذا ولغ فيه الكلب سبع مرات أولاهن أو أخراهن بالتراب، وإذا وقعت فيه الهرة غسل مرة» وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح.

وقد رواه أبو داود في سننه (72) من طريق مسدد عن المعتمر بن سليمان، ومن طرق حماد بن زيد كلاهما عن أيوب عن محمد بن سيرين عن أبي هريرة موقوفاً عليه ولم يرفعاه.

(2)

انظر: شرح معاني الآثار (1/ 19 وما بعده) إعلاء السنن (1/ 271) باب كراهية سؤر الهرة تنزيهاً.

ص: 223

قلتُ: صحّ من حديث أبي قتادة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال في الهرة: «إنها ليست بنجس، إنما هي من الطوّافين عليكم»

(1)

.

قال ابن قدامة في المغني (1/ 50): السنور وما دونها في الخلقة كالفأرة فهذا ونحوه من حشرات الأرض سؤره طاهر يجوز شربه والوضوء به ولا يكره، وهذا قول أكثر أهل العلم من الصحابة والتابعين وأهل المدينة والشام وأهل الكوفة أصحاب الرأي إلا أبا حنيفة فإنه كره الوضوء بسؤر الهر فإن فعل أجزأ وقد روي عن ابن عمر أنه كرهه

اه.

(1)

رواه أبو داود (75) والترمذي (92) والنسائي (1/ 55) وابن ماجه (367) وصححه الترمذي وابن خزيمة (104) وأخرجه مالك في الموطأ (1/ 70) والشافعي في السنن (1/ 22) وأحمد (5/ 303) وابن الجارود (60).

ص: 224

‌الحديث السابع

(1)

:

907 -

قال الإمام ابن خزيمة رحمه الله (1/ 90 ح 177): حدثنا أبو موسى، حدثني الضحاك بن مخلد أبو عاصم، أخبرنا سفيان، حدثني عبد الله بن أبي بكر، عن سعيد بن المسيب، عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

«ألا أدلكم على ما يكفِّر الله به الخطايا ويزيد في الحسنات؟» قالوا: بلى يا رسول الله، قال: «إسباغ الوضوء على المكاره وانتظار الصلاة بعد الصلاة

».

‌التعليق:

هذا إسناد رجاله كلهم ثقات رجال الشيخين.

وأخرجه أيضاً ابن خزيمة (357) و (1562)(1693) بنفس الإسناد.

وأخرجه الحاكم (1/ 191 - 192) من طريق محمد بن المثنى به.

(1)

رجال الإسناد:

أبو موسى: محمد بن المثنى بن عبيد بن قيس بن دينار العنزي، أبو موسى البصري الحافظ المعروف بالزمن، مشهور بكنيته وباسمه، ثقة ثبت، مات سنة 252، روى له البخاري ومسلم.

سفيان الثوري: تقدم.

عبد الله بن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم الأنصاري المدني القاضي، ثقة، مات سنة 135 وعمره 70 سنة، روى له البخاري ومسلم.

سعيد بن المسيب بن حزن بن أبي وهب القرشي المخزومي، أحد العلماء الأثبات الفقهاء الكبار، قال ابن المديني: لا أعلم في التابعين أوسع علماً منه، مات بعد التسعين وقد قارب 80، روى له البخاري ومسلم.

ص: 225

وأخرجه أبو يعلى (1102) من طريق عمرو بن الضحاك بن مخلد، والبزار (532 كشف الأستار) عن عمرو بن علي ومحمد بن معمر وعبد الله بن إسحاق، وابن حبان (402) من طريق أبي يحيى محمد بن عبد الرحيم، خمستهم عن أبي عاصم الضحاك بن مخلد بهذا الإسناد.

بعضهم رواه مطولاً وبعضهم مختصراً

(1)

.

هكذا قال أبو عاصم: (سفيان، عن عبد الله بن أبي بكر، عن سعيد بن المسيب، عن أبي سعيد الخدري).

خالفه وكيع

(2)

، وأبو أحمد الزبيري

(3)

، وعبد الله بن الوليد

(4)

فقالوا: (عن سفيان، عن عبد الله بن محمد بن عقيل، عن سعيد بن المسيب، عن أبي سعيد الخدري).

وكذلك رواه زائدة بن قدامة

(5)

، وزهير بن محمد

(6)

، وعبيد الله بن عمرو الرقي

(7)

، عن عبد الله بن محمد بن عقيل، عن سعيد، عن أبي سعيد.

لذا أعلّه الإمام أحمد والبزار وأبو حاتم واستغربه ابن خزيمة.

(1)

وفيه أيضاً: تسوية الصفوف، ومتابعة الإمام، وأن خير صفوف الرجال أولها .. وخير صفوف النساء آخرها، وفيه أخبار النساء بغض البصر حتى لا يرين عورات الرجال إذا سجدوا.

(2)

ابن ماجه (1001) وابن أبي شيبة (1/ 379)(1/ 385).

(3)

أحمد (3/ 331).

(4)

أحمد (3/ 331) مقروناً مع أبي أحمد الثلاثة.

(5)

أحمد (3/ 293).

(6)

ابن ماجه (427) وأحمد (3/ 3) والدارمي (699) وأبو يعلى (1355) والبزار (530) والبيهقي (2/ 16).

(7)

عبد بن حميد (984) والدارمي (698).

ص: 226

قال ابن خزيمة عقب الحديث (1/ 90): هذا الخبر لم يروه عن سفيان غير أبي عاصم، فإن كان أبو عاصم حفظه فهذا إسناد غريب.

وهذا خبر طويل قد خرّجته في أبواب ذات عدد والمشهور في هذا المتن عبد الله بن محمد بن عقيل عن سعيد بن المسيب، عن أبي سعيد لا عن عبد الله بن أبي بكر.

وقال البزار: إنما يعرف من حديث عبد الله بن محمد بن عقيل (ثم قال): ولا نعلم رواه عن الثوري إلا أبو عاصم وأظن عبد الله بن أبي بكر هو عبد الله بن محمد بن عقيل

(1)

.

وقال الحاكم عقبه: صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه، وهو غريب من حديث الثوري، فإني سمعت أبا علي الحافظ يقول: تفرد به أبو عاصم النبيل عن الثوري.

وقال عبد الله ابن الإمام أحمد: قال أبي: هذا باطل ليس هذا من حديث عبد الله بن أبي بكر، إنما هذا حديث ابن عقيل، وأنكره أبي أشد الإنكار

(2)

.

وقال أبو حاتم: هذا وهم، إنما هو الثوري، عن ابن عقيل، وليس لعبد الله بن أبي بكر معنى

(3)

.

(1)

بل هو عبد الله بن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم كما جاء مصرحاً عند الحاكم.

(2)

العلل ومعرفة الرجال (2/ 557).

(3)

العلل لابن أبي حاتم (54) أي: أن هذا الإسناد لا يجيء فلا هو جادة نقول: سلكها ولا يعرف لعبد الله بن أبي بكر رواية عن سعيد، هذا معنى قوله: ليس لعبد الله بن أبي بكر معنى، والله أعلم.

ص: 227

وقال البيهقي: لم يروه عن سفيان إلا أبو عاصم

(1)

.

وقال الدارقطني: «غريب من حديثه يعني ابن المسيب عنه يعني أبا سعيد الخدري لم يروه عنه غير عبد الله بن محمد بن عقيل وكذلك رواه الثوري عن ابن عقيل هذا، ورواه أبو عاصم النبيل عن الثوري عن عبد الله بن أبي بكر عن سعيد بن المسيب ولم يتابع عليه، وتفرد به أبو عاصم عن الثوري»

(2)

.

‌علة الوهم:

تدليس الثوري، فكنّى عبد الله بن محمد بن عقيل أبا بكر ولم يفطن له أبو عاصم.

قال الحافظ: إن كان محمد بن عقيل يكنى أبا بكر فقد دلسه الثوري بلا شك، ثم وجدت أبا بكر البزار قد جزم بأن الثوري كني محمد بن عقيل أبا بكر ودلسه

(3)

.

وقد حدث ليحيى القطان قصة مع الثوري في ذلك.

قال أبو بكر ابن خلاد: سمعت يحيى بن سعيد يقول: جهد سفيان الثوري يدلس عليّ رجلاً ضعيفاً فما أمكنه.

وقال مرة في مسألة ذكرت حدثنا أبو سهل، حدثنا الشعبي فقلت: أبو سهل محمد بن سالم، فقال: يا يحيى ما رأيت مثلك لا يذهب عليك شيء

(4)

.

(1)

البيهقي في السنن الكبرى (2/ 16).

(2)

أطراف الغرائب والأفراد (5/ 65).

(3)

إتحاف المهرة (5/ 226).

(4)

انظره في: باب يحيى القطان في المقدمة.

ص: 228

‌الحديث الثامن

(1)

:

908 -

قال ابن ماجه رحمه الله (558): حدثنا أحمد بن يوسف السُّلَمي ثنا أبو عاصم ثنا حيوة بن شُرَيح عن يزيد بن أبي حبيب عن الحكم بن عبد الله البَلَوي عن علي بن رباح اللخمي عن عُقبة بن عامر الجهني أنه قَدِم على عمر بن الخطاب من مصر فقال:

منذ كم لم تنزع خُفَّيك؟ قال: من الجمعة إلى الجمعة، قال: أصبت السنّة.

‌التعليق:

هذا إسناد رجاله ثقات رجال الصحيح غير الحكم بن عبد الله، وثقه يحيى بن معين وابن حبان ولم يروِ عنه إلا يزيد بن أبي حبيب وقد توبع.

وأخرجه المزي في تهذيب الكمال (7/ 107) من طريق ابن ماجه.

(1)

رجال الإسناد:

أحمد بن يوسف بن خالد الأزدي، أبو الحسن النيسابوري المعروف بحمدان، حافظ ثقة، من الحادية عشرة، مات سنة 264 وله 80 سنة، روى عنه مسلم.

حيوة بن شريح بن صفوان التجيبي، المصري، ثقة ثبت فقيه زاهد، من السابعة، مات سنة 158، وقيل: 159، روى له البخاري ومسلم.

يزيد بن أبي حبيب المصري، ثقة فقيه وكان يرسل، من الخامسة، مات سنة 128 وقد قارب الثمانين، روى له البخاري ومسلم.

الحكم بن عبد الله البلوي المصري، وقيل: عبد الله بن الحكم وهو الصواب.

علي بن رباح بن قصير اللخمي، أبو عبد الله المصري، ثقة من كبار الثالثة، مات سنة بضع عشرة ومائة، روى له مسلم.

ص: 229

وأخرجه ابن عساكر في تاريخ دمشق (2/ 138) من طريق ابن الجنيد محمد بن أحمد، وأحمد بن منصور، وعباس الدوري، ثلاثتهم عن أبي عاصم به.

هكذا قال أبو عاصم: (عن حيوة، عن يزيد، عن الحكم بن عبد الله البلوي، عن علي بن رباح، عن عقبة بن عامر).

خالفه عبد الله بن وهب

(1)

فقال: (عن حيوة، عن يزيد، عن عبد الله بن الحكم البلوي، عن علي بن رباح، عن عقبة بن عامر).

وكذلك رواه الليث بن سعد

(2)

، ومفضل بن فضالة

(3)

، وعمرو بن الحارث

(4)

، ويحيى بن أيوب

(5)

، وابن لهيعة

(6)

خمستهم عن يزيد بن أبي حبيب فقالوا: (عبد الله بن الحكم البلوي).

قال المزي: وهو الصحيح.

وقد اضطرب أبو عاصم في اسمه فقال في رواية ابن الجنيد عنه: (عبد الله بن فلان البلوي) وقال في رواية أحمد بن منصور: (الحكم من أهل مصر) وذكر هذا الاختلاف المزي في ترجمة الحكم بن عبد الله البلوي.

لذا قال أبو بكر ابن زياد: هكذا قال عباس الدوري الحكم بن

(1)

الضياء في المختارة (251) والدارقطني (1/ 199) وابن عساكر (2/ 137).

(2)

الطبراني في الكبير (17/ 738) والدارقطني (1/ 195) والبيهقي (1/ 280) وابن عساكر (2/ 136).

(3)

الدارقطني (1/ 195) والحاكم (1/ 181) والبيهقي (1/ 280) وابن عساكر (2/ 137).

(4)

الدارقطني (1/ 195) والبيهقي (1/ 280) وابن عساكر (2/ 136).

(5)

ابن عساكر (2/ 139).

(6)

الدارقطني (1/ 195) والبيهقي (1/ 280) وابن عساكر (2/ 135)(2/ 136).

ص: 230

عبد الله البلوي، وأحسب هذا من أبي عاصم أراه كان يضطرب في اسمه وأهل مصر أعلم به قالوا: عبد الله بن الحكم

(1)

.

‌علة الوهم:

اختلاف الأمصار، فأبو عاصم من البصرة، وشيخه من مصر لذا كانت رواية أهل بلده الليث وعمرو بن الحارث ومفضل بن فضالة ويحيى بن أيوب وابن لهيعة وكلهم من مصر أصح من رواية أبي عاصم والله أعلم.

(1)

تاريخ دمشق (2/ 138).

ص: 231

‌عبد الله بن مسلمة

‌اسمه ونسبه:

عبد الله بن مسلمة بن قعنب، القعنبي الحارثي، أبو عبد الرحمن المدني، نزيل البصرة.

روى عن: ابن أبي ذئب، وأفلح بن حميد، ومالك، وشعبة، والليث، وإبراهيم بن سعد، والحمادين، وأبيه مسلمة وخلق.

روى عنه: البخاري، ومسلم، وأبو داود، ومحمد بن يحيى الذهلي، والخريبي وهو من شيوخه، وأبو حاتم الرازي وخلق كثير.

قال أبو حاتم: ثقة حجة.

وقال أبو زرعة: ما كتبت عن أحد أجَل في عيني منه.

وقال ابن معين: ثقة مأمون لا تسأل عنه.

وقال ابن المديني: لا أقدم في رواة الموطأ أحداً على القعنبي.

بلغ الإمام مالكاً قدوم ابن قعنب فقال: قوموا بنا إلى خير أهل الأرض.

مات سنة 221 بمكة.

قال ابن حجر: ثقة عابد من صغار التاسعة.

ص: 232

‌الحديث

(1)

:

909 -

قال الإمام مسلم في صحيحه (711): حدثنا عبد الله بن مسلمة القعنبي قال: حدثنا إبراهيم بن سعد، عن أبيه، عن حفص بن عاصم، عن عبد الله بن مالك ابن بُحينة:

أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مرّ برجل يصلي وقد أقيمت صلاة الصبح فكلّمه بشيء لا يدري ما هو، فلما انصرفنا أحطنا به نقول: ماذا قال لك رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال: قال لي: «يوشك أن يصلي أحدكم الصبح أربعاً» .

قال القعنبي: عبد الله بن مالك ابن بحينة عن أبيه.

قال أبو الحسين مسلم: وقوله عن أبيه في هذا الحديث خطأ.

(1)

رجال الإسناد:

عبد الله بن مسلمة بن قعنب القعنبي الحارثي، أبو عبد الرحمن البصري، أصله من المدينة وسكنها مدة، ثقة عابد كان ابن معين وابن المديني لا يقدمان عليه في الموطأ أحداً، من صغار التاسعة، مات في أول سنة 221 بمكة، روى له البخاري ومسلم.

إبراهيم بن سعد بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف الزهري، أبو إسحاق المدني نزيل بغداد، ثقة حجة تكلم فيه بلا قادح، من الثامنة، مات سنة 185، روى له البخاري ومسلم.

سعد بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف، ولي قضاء المدينة، وكان ثقة فاضلاً عابداً، من الخامسة، مات سنة 125 وقيل بعدها وهو ابن 72 سنة، روى له البخاري ومسلم.

حفص بن عاصم بن عمر بن الخطاب العمري، ثقة، من الثالثة، روى له البخاري ومسلم.

عبد الله بن مالك بن القشب الأزدي، يعرف بابن بُحينة، صحابي معروف مات بعد سنة 50، روى له البخاري ومسلم.

ص: 233

‌التعليق:

هذا إسناد رجاله كلهم ثقات رجال الشيخين.

وأخرجه يعقوب بن سفيان في المعرفة والتاريخ (2/ 126) عن عبد الله بن مسلمة بن قعنب وأبي صالح عن إبراهيم بن سعد بهذا الإسناد.

ومن طريقه البيهقي في السنن الكبرى (2/ 481).

ورواه ابن الأثير في أسد الغابة (5/ 14) من طريق الإمام مسلم به.

ورواه الطبراني في الكبير (19/ 663) من طريق محمد بن خالد الواسطي، ويونس بن محمد المؤدب عند ابن الأثير في أسد الغابة (5/ 14) تعليقاً كلاهما عن إبراهيم بن سعد بهذا الإسناد.

هكذا قال القعنبي: (عن إبراهيم بن سعد، عن أبيه، عن حفص بن عاصم، عن عبد الله بن مالك بن بحينة، عن أبيه).

وتابعه عبد الله بن صالح كاتب الليث بن سعد

(1)

، ويونس بن محمد المؤدب

(2)

، ومحمد بن خالد الواسطي

(3)

فرووه عن إبراهيم بن سعد بهذا الإسناد.

(1)

عبد الله بن صالح بن محمد بن مسلم الجهمي، أبو صالح المصري، صدوق كثير الغلط.

(2)

يونس بن محمد بن مسلم البغدادي، أبو محمد المؤدب، ثقة ثبت.

(3)

محمد بن خالد بن عبد الله بن عبد الرحمن الطحان الواسطي، ضعيف، روى له ابن ماجه.

ص: 234

خالفه عبد العزيز بن عبد الله الأويسي

(1)

، وأبو عوانة وضاح اليشكري

(2)

، وأبو مروان محمد بن عثمان العثماني

(3)

، ومنصور بن أبي مزاحم

(4)

، ويعقوب بن إبراهيم بن سعد بن إبراهيم الزهري

(5)

، ويعقوب بن حميد بن كاسب المدني

(6)

، ويعقوب بن محمد الزهري

(7)

، ومحمد بن أبي رجاء

(8)

.

هؤلاء كلهم رووه فقالوا: (إبراهيم بن سعد، عن أبيه، عن حفص بن عاصم، عن عبد الله بن مالك ابن بحينة).

فجعلوا الصحبة والحديث لعبد الله بن مالك بن بحينة وليس لأبيه، وأبوه لا يعرف له صحبة ولا حديث.

ورواه شعبة

(9)

وحماد بن سلمة

(10)

عن سعد بن إبراهيم، عن حفص بن عاصم، عن مالك بن بحينة، وفي رواية شعبة عن ابن بحينة.

(1)

البخاري (663).

(2)

مسلم (711).

(3)

ابن ماجه (1153).

(4)

أبو يعلى (914).

(5)

أحمد (5/ 345) وأبو عوانة (1360).

(6)

ابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني (883).

(7)

أبو عوانة (1360).

(8)

البغوي في شرح السنة (805).

(9)

البخاري (663) وانظره في: باب شعبة ح (35) فقد وهم في اسمه فقال: مالك بن بحينة.

(10)

البخاري (663) الحديث تعليقاً، ويعقوب بن سفيان في المعرفة (2/ 126).

ص: 235

ورواه جعفر بن محمد بن علي بن الحسين المعروف بالصادق عن أبيه عن عبد الله بن مالك بن بحينة

(1)

.

ورواه يحيى بن أبي كثير

(2)

، عن محمد بن عبد الرحمن بن ثوبان عن عبد الله بن مالك بن بحينة.

ولم يذكرا أباه.

وعبد الله بن مالك بن القشب من أزد شنوءة حليف لبني عبد المطلب وبحينة أمه وهي بحينة بنت الحارث بن عبد المطلب، قاله علي بن المديني وابن سعد والترمذي والبيهقي وغيرهم.

وحكم الحفاظ على أن قول أبيه وهم واختلفوا فذهب الإمام مسلم رحمه الله أنه من القعنبي كما ذكر عقب الحديث.

وهذا محتمل فقد خالفه ثمانية من أصحاب إبراهيم بن سعد.

وقد أخرج البخاري ومسلم الحديث من طريق عبد العزيز الأويسي وأبي عوانة عن إبراهيم بن سعد على الوجه الصحيح.

وذهب يحيى بن معين ويعقوب بن سفيان أن الوهم فيه من إبراهيم بن سعد.

قال يحيى بن معين: «يروي عن عبد الله بن مالك بن بحينة وهو الذي رأى النبي صلى الله عليه وسلم، وإنما يروي عن عبد الله بن مالك بن بحينة عن

(1)

أحمد (5/ 346) وأبو يعلى (915) والطحاوي (4116) والطبراني في الأوسط (1458) والبيهقي (2/ 482).

(2)

أحمد (5/ 345).

ص: 236

أبيه عن النبي صلى الله عليه وسلم إبراهيم بن سعد وهذا خطأ ليس يروي أبوه عن النبي صلى الله عليه وسلم شيئاً إنما هو الذي رأى النبي صلى الله عليه وسلم.

قال يحيى: بحينة هي أمه»

(1)

.

قال الفسوي بعد أن أورد رواية شعبة: والصحيح هذا، وإبراهيم أخطأ، ورواه حماد بن سلمة كما رواه شعبة.

قال النووي: أبو الحسين هو مسلم صاحب الكتاب (الصحيح) وهذا الذي قاله مسلم هو الصواب عند الجمهور، وقوله: عن أبيه خطأ وإنما هذا الحديث على رواية عبد الله عن النبي صلى الله عليه وسلم

(2)

.

والأرجح عندي أن الوهم فيه من عبد الله بن مسلمة القعنبي لأن مَنْ خالفه أكثر والذين تابعاه ضعيفان عدا يونس بن محمد المؤدب

(3)

وقد سبق الحديث في باب شعبة فانظره.

(1)

تاريخ ابن معين رواية الدوري (3/ 148) والمستدرك (3/ 486 ح 5816).

(2)

شرح مسلم (5/ 223).

(3)

ولم نجد حديثه ذكره ابن الأثير تعليقاً ولم يذكر إسناده فربما يكون الوهم ممن دونه في الإسناد.

ص: 237

‌عبد الله بن نمير

(1)

‌اسمه ونسبه:

عبد الله بن نمير الهمداني، أبو هشام الكوفي، والد الحافظ محمد بن عبد الله بن نمير.

ولد سنة 115 وتوفي في ربيع الأول سنة 199 وله نحو 84 سنة.

روى عن: هشام بن عروة، والأعمش، وأشعث بن سوار، وإسماعيل بن أبي خالد، وسفيان الثوري، وزكريا بن أبي زائدة، وعبيد الله بن عمر العمري، ويحيى بن سعيد الأنصاري وخلق من طبقاتهم.

روى عنه: أحمد بن حنبل، ويحيى بن معين، وبنو أبي شيبة، وابن المديني، وابنه محمد بن عبد الله بن نمير، وزهير بن حرب وخلق كثير.

(1)

مصادر الترجمة:

تهذيب الكمال (3606)، السير (9/ 244).

ص: 238

ثناء أهل العلم:

قال أبو نعيم: سئل سفيان عن أبي خالد الأحمر، فقال: نِعم الرجل عبد الله بن نمير.

قال عبد الله بن أحمد: سمعت أبي ذكره عن معافى أو غيره أنه كان يختار ابن نمير على عيسى بن يونس

(1)

.

وقال: سمعت أبي يقول: قال عبد الله بن نمير: كل شيء حدثتكم أخبرنا به الأعمش يعني أحاديث الأعمش

(2)

.

وقال عثمان بن سعيد الدارمي: قلت ليحيى بن معين: ابن إدريس أحَب إليك في الأعمش أو ابن نمير؟ قال: كلاهما ثقة.

قال أبو حاتم: كان مستقيم الأمر.

قال ابن حجر: ثقة صاحب حديث من أهل السنّة، من كبار التاسعة.

(1)

العلل ومعرفة الرجال (1335).

(2)

العلل (5373).

ص: 239

‌الحديث الأول

(1)

:

910 -

قال الإمام البخاري رحمه الله (6251): حدثنا إسحاق بن منصور، أخبرنا عبد الله بن نمير، حدثنا عبيد الله، عن سعيد بن أبي سعيد المقبري، عن أبي هريرة رضي الله عنه:

أن رجلاً دخل المسجد ورسول الله صلى الله عليه وسلم جالس في ناحية المسجد فصلّى، ثم جاء فسلّم عليه فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم:«وعليك السلام، ارجع فصلِّ فإنك لم تصلِّ» فرجع فصلّى، ثم جاء فسلّم، فقال:«وعليك السلام، فارجع فصلِّ فإنك لم تصلِّ» فقال في الثانية أو في التي بعدها: علِّمني يا رسول الله، فقال:«إذا قمت إلى الصلاة فأسبِغ الوضوء، ثم استقبل القبلة فكبِّر، ثم اقرأ بما تيسر معك من القرآن، ثم اركع حتى تطمئن راكعاً، ثم ارفع حتى تستوي قائماً، ثم اسجد حتى تطمئن ساجداً، ثم ارفع حتى تطمئن جالساً، ثم اسجد حتى تطمئن ساجداً، ثم ارفع حتى تطمئن جالساً، ثم افعل ذلك في صلاتك كلها» وقال أبو أسامة في الأخيرة: «حتى تستوي قائماً» .

‌التعليق:

هذا إسناد رجاله كلهم ثقات رجال الشيخين.

وأخرجه مسلم (397) من طريق أبي بكر ابن أبي شيبة ومحمد بن

(1)

رجال الإسناد:

إسحاق بن منصور بن بهرام الكوسج أبو يعقوب التميمي المروزي، ثقة ثبت، من الحادية عشرة، مات سنة 251، روى له البخاري ومسلم.

عبيد الله بن عمر: تقدم.

سعيد بن أبي سعيد: تقدم.

ص: 240

عبد الله بن نمير كلاهما عن عبد الله بن نمير ولم يسق متنه بل أحال على حديث يحيى القطان.

ورواه ابن ماجه (1060) عن أبي بكر ابن أبي شيبة، وأبو نعيم في مستخرجه على صحيح مسلم (880) من طريق الحسن بن سفيان عن أبي بكر ابن أبي شيبة، والبيهقي (2/ 15) من طريق الحسن بن علي الحلواني كلاهما عن ابن نمير به، وروايتهم مختصرة إلى الجلسة بين السجدتين وفيه:«ثم اركع حتى تطمئن راكعاً ثم ارفع حتى تستوي قائماً ثم اسجد حتى تطمئن ساجداً ثم ارفع حتى تطمئن جالساً ثم افعل ذلك في صلاتك كلها» .

هكذا قال ابن نمير عن عبيد الله بن عمر عن سعيد بن أبي سعيد المقبري عن أبي هريرة في هذا الحديث «ثم اسجد حتى تطمئن ساجداً ثم ارفع حتى تطمئن جالساً ثم اسجد حتى تطمئن ساجداً، ثم ارفع حتى تطمئن جالساً ثم افعل ذلك في صلاتك كلها» .

خالفه أبو أسامة حماد بن أسامة فرواه عن عبيد الله بن عمر به فقال: «ثم ارفع رأسك حتى تعتدل قائماً، ثم اسجد حتى تطمئن ساجداً ثم ارفع حتى تستوي وتطمئن جالساً ثم اسجد حتى تطمئن ساجداً ثم ارفع حتى تستوي قائماً ثم افعل ذلك في صلاتك كلها»

(1)

.

وكذلك روى هذا الحديث عن عبيد الله بن عمر يحيى بن سعيد القطان

(2)

، وأنس بن عياض

(3)

، وعيسى بن يونس

(4)

فلم يذكروا

(1)

البخاري (6667).

(2)

البخاري (757، 793)(6252) ومسلم (397/ 45).

(3)

أبو داود (856) وأبو عوانة (1609).

(4)

أبو عوانة (1610).

ص: 241

الجلسة بعد السجدة الثانية وهي المعروفة بجلسة الاستراحة.

وقد روى حديث المسيء صلاته عبد الله بن المبارك

(1)

، وعبد الرزاق

(2)

، وابن عجلان

(3)

وغيرهم.

عن داود بن قيس عن علي بن يحيى بن خلاد عن أبيه عن عم له من أهل بدر وفيه: «ثم اسجد حتى تطمئن ساجداً، ثم ارفع حتى تطمئن قاعداً، ثم اسجد حتى تطمئن ساجداً ثم ارفع .. » .

وهم عبد الله بن نمير في ذكر جلسة الاستراحة في حديث المسيء صلاته، وقد أشار الإمام البخاري رحمه الله إلى وهمه فقال: وقال أبو أسامة في الأخير: «حتى تستوي قائماً» .

قال الحافظ: «وقع في رواية ابن نمير بعد ذكر السجود الثاني ثم ارفع حتى تطمئن جالساً، وقد قال بعضهم: هذا يدل على إيجاب جلسة الاستراحة ولم يقل به أحد، وأشار البخاري إلى أن هذه اللفظة وهم فإنه عقبه بأن قال: قال أبو أسامة في الأخير: حتى تستوي قائماً، ويمكن أن تحمل إن كان محفوظاً على الجلوس للتشهد»

(4)

.

وقال في موضع آخر: «وقع هنا في الأخير «ثم ارفع حتى تطمئن جالساً» فأراد البخاري أن يبين أن راويها خولف فذكر رواية أبي أسامة مشيراً إلى ترجيحها، وأجاب الداودي عن أصل الإشكال بأن الجالس قد يسمى قائماً لقوله تعالى: { .. مَا دُمْتَ عَلَيْهِ قَائِمًا

(75)} [آل عمران: 75]

(1)

النسائي (3/ 60) وفي الكبرى (1237).

(2)

في المصنف (3739).

(3)

النسائي (3/ 59).

(4)

فتح الباري (2/ 279).

ص: 242

وتعقبه ابن التين بأن التعليم إنما وقع لبيان ركعة واحدة والذي يليها القيام يعني فيكون قوله: «حتى تستوي قائماً» هو المعتمد، وفيه نظر لأن الداودي عرف ذلك وجعل القيام محمولاً على الجلوس واستدل بالآية والإشكال إنما وقع في قوله في الرواية الأخرى:«حتى تطمئن جالساً» وجلسة الاستراحة على أن تقدير أن يكون مراده لا تشرع الطمأنينة فيها فلذلك احتاج الداودي إلى تأويله لكن الشاهد الذي أتى به عكس المراد، والمحتاج إليه هنا أن يأتي بشاهد يدل على أن القيام قد يسمى جلوساً، وفي الجملة المعتمد للترجيح كما أشار إليه البخاري وصرّح به البيهقي

(1)

.

ومع أن الألباني رحمه الله من الداعين إلى مشروعية جلسة الاستراحة إلا أنه لم يفرح بهذه الزيادة وأشار إلى وهمها فقال: (هذا وقد جاء ذكر هذه الجلسة في بعض طرق حديث المسيء صلاته في البخاري، لكن قد أشار هو نفسه إلى أن ذكرها فيه وهم من بعض الرواة، وصرّح به البيهقي كما في الفتح وقال في التلخيص: وهو أشبه)

(2)

.

(1)

المصدر السابق (11/ 38).

(2)

أصل صفة صلاة النبي صلى الله عليه وسلم (3/ 819).

ص: 243

‌الحديث الثاني

(1)

:

911 -

قال الإمام مسلم رحمه الله (4/ 1720) حديث رقم (2189)(43): حدثنا أبو كُريب حدثنا ابن نمير عن هشام عن أبيه عن عائشة قالت:

سحر رسول الله صلى الله عليه وسلم يهودي من يهود بني زُرَيق يقال له: لَبيد بن الأعصم، قالت: حتى كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يخيَّل إليه أنه يفعل الشيء وما يفعله حتى إذا كان ذات يوم أو ذات ليلة دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم دعا ثم دعا ثم قال: «يا عائشة أشعَرْتِ أن الله أفتاني فيما استفتيته فيه؟ جاءني رجلان فقعد أحدهما عند رأسي والآخر عند رِجْلَيَّ فقال الذي عند رأسي للذي عند رِجْلَيَّ، أو الذي عند رِجْلَيَّ للذي عند رأسي: ما وجع الرجل؟ قال مطبوب، قال: مَنْ طبّه؟ قال: لَبِيد بن الأعصم، قال: في أي شيء؟ قال: في مُشْط ومُشاطة، قال: وجف طَلْعَةِ ذَكَرٍ، قال: فأين هو؟ قال: في بئر ذي أروان» قالت: فأتاها رسول الله صلى الله عليه وسلم في أناس من أصحابه ثم قال: «يا عائشة والله لكأن ماءها نُقاعة الحِنَّاء ولكأن نخلها رؤوس الشياطين» قالت: فقلت: يا رسول الله أفلا أحرقْتَهُ قال: «لا أما أنا فقد عافاني الله وكرهت أن أثير على الناس شرًّا فأمرتُ بها فدُفنت» .

(1)

رجال الإسناد:

محمد بن العلاء بن كريب الهمداني، أبو كريب الكوفي، ثقة حافظ، من العاشرة، مات سنة 247، روى له البخاري ومسلم.

هشام بن عروة بن الزبير: تقدم.

عروة بن الزبير بن العوام بن خويلد الأسدي أبو عبد الله المدني، ثقة فقيه مشهور من الثالثة، مات سنة 94 على الصحيح، ومولده في أوائل خلافة عثمان.

ص: 244

‌التعليق:

هذا إسناد رجاله كلهم ثقات رجال الشيخين.

ورواه ابن أبي شيبة في مصنفه (23539) ومن طريقه ابن ماجه (3545) عن ابن نمير، وأحمد (6/ 57) عن ابن نمير به.

هكذا قال عبد الله بن نمير، عن هشام بن عروة، عن أبيه عن عائشة (أفلا أحرقته).

ورواه ابن حبان (6583) من طريق محمد بن عبد الله بن نمير عن أبيه وفيه: (أفلا أحرقته أو أخرجته).

خالفه أصحاب هشام فرووه عنه بهذا الإسناد فلم يذكروا الحرق، قالوا:(أفلا أخرجته) وفي رواية: (فأخرجته) ونحو ذلك، منهم:

أبو أسامة حماد بن أسامة

(1)

، وعيسى بن يونس

(2)

، وأنس بن عياض

(3)

، وسفيان بن عيينة

(4)

، والليث بن سعد

(5)

، ومعمر بن راشد

(6)

، ووهب بن خالد

(7)

، وعلي بن مسهر

(8)

، ومرجاء بن رجاء

(9)

لم يذكر أحد منهم الإحراق.

(1)

البخاري (5766) ومسلم (2189).

(2)

البخاري (3268)(5763) وإسحاق (737) وابن حبان (6584).

(3)

البخاري (6391).

(4)

البخاري (5765) و (6063).

(5)

البخاري (3268) و (6391) تعليقاً، ووصله ابن حجر في تغليق التعليق (3/ 512).

(6)

أحمد (6/ 63).

(7)

أحمد (6/ 96) وابن سعد في الطبقات (2/ 196).

(8)

الطحاوي في شرح مشكل الآثار (5939).

(9)

الطبراني في الأوسط (5926).

ص: 245

ورواه يونس بن يزيد عن الزهري عن عروة بن الزبير وسعيد بن المسيب مرسلاً وفيه: (فانتزعها)

(1)

.

وروى أبو معاوية محمد بن خازم عن الأعمش، عن يزيد بن حيان عن زيد بن أرقم رضي الله عنه قال: سحر النبي صلى الله عليه وسلم رجلٌ من اليهود .. الحديث وفيه: فبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم علياً رضي الله عنه فاستخرجها

(2)

.

وروى سفيان الثوري وشيبان وجرير ثلاثتهم عن الأعمش عن ثمامة بن عقبة المُحلمي عن زيد بنحوه، وفيه:(فبعثوا إلى البئر فوجدوا الماء قد اخضر فأخرجوه فرموا به)

(3)

.

وهم عبد الله بن نمير في قوله: (أفلا أحرقته) والصحيح كما رواه الجماعة (أفلا أخرجته) وحاول الإمام النووي الجمع بين الروايتين فقال: (كلاهما صحيح فطلبت منه أن يخرجه ثم يحرقه)، وهذا فيه نظر لما يلي:

1 أن ابن نمير رواه عنه ابنه محمد على الشك (فهلا أحرقته أو أخرجته) ولم يقل فيه: (فهلا أخرجته وأحرقته).

2 خالف في روايته تسعة من أصحاب شيخه هشام فلم يذكروا فيه الإحراق

(4)

.

(1)

عبد الرزاق (19764) والطبري في تفسيره (1697).

(2)

النسائي (7/ 112 - 113) وفي الكبرى (3543) وأحمد (4/ 367) وابن أبي شيبة (8/ 29) وعبد بن حميد (271) والطحاوي (5935).

(3)

ابن سعد (2/ 199) ويعقوب بن سفيان في المعرفة والتاريخ (3/ 289) والطبراني في الكبير (5012) و (5012) والحاكم (4/ 360) وقال صحيح على شرط الشيخين، ولم يخرجاه فتعقبه الذهبي فقال: لم يخرجا لثمامة شيئاً وهو صدوق.

(4)

شرح صحيح مسلم (14/ 177).

ص: 246

لذا تعقبه ابن حجر فقال: «لكن لم يقعا معاً في رواية واحدة وإنما وقعت اللفظة مكان اللفظة وانفرد أبو كريب بالرواية التي بالمهملة والقاف فالجاري على القواعد أن روايته شاذة»

(1)

.

وقد نبّه الإمام مسلم عقب الحديث إلى مخالفة ابن نمير فقال عقبه: «حدثنا أبو كريب، حدثنا أبو أسامة حدثنا هشام عن أبيه عن عائشة قالت: سحر رسول الله صلى الله عليه وسلم وساق أبو كريب الحديث بقصته نحو حديث ابن نمير وقال فيه: فذهب رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى البئر فنظر إليها وعليها نخل وقالت: قلت: يا رسول الله فأخرجه، ولم يقل: أفلا أحرقته، ولم يذكر فأمر بها فدفنت»

(2)

.

ووهم الحافظ ابن حجر فذكر أن الوهم وقع في رواية أبي أسامة عند مسلم وحمل الوهم فيه على أبي كريب فقال رحمه الله: «تنبيه: وقع في رواية أبي أسامة مخالفة في لفظة أخرى: فرواية البخاري عن عبيد بن إسماعيل عنه: (أفلا أخرجته) وهكذا أخرجه أحمد عن أبي أسامة، ووقع عند مسلم عن أبي كريب عن أبي أسامة:(أفلا أحرقته)، بحاء مهملة وقاف

(3)

.

قلت: وقع عند مسلم عن أبي كريب عن ابن نمير: (أفلا أحرقته) كما تقدم، وأما حمد فرواه عن أبي أسامة بلفظ:(قلت: يا رسول الله فأحْرِقُهُ)

(4)

.

(1)

فتح الباري (10/ 235).

(2)

(44).

(3)

فتح الباري (10/ 235).

(4)

المسند (6/ 63)(40/ 24348 ط. الرسالة).

ص: 247

ورواه البخاري عن عبيد بن إسماعيل

(1)

وأبو يعلى

(2)

عن مجاهد بن موسى كلاهما عن أبي أسامة: (أفأخرجته) ونحوه مسلم عن أبي كريب عن أبي أسامة كما تقدم، وخالفهم الإمام أحمد فرواه عن أبي أسامة بلفظ:(فأحرقه) ولا أدري ممن الوهم في هذه الرواية، والله تعالى أعلم.

(1)

البخاري (5766).

(2)

أبو يعلى (4882).

ص: 248

‌الحديث الثالث

(1)

:

912 -

قال الإمام النسائي رحمه الله (8/ 196): أخبرنا إسحاق بن منصور، قال: أنبأنا عبد الله بن نمير قال: حدثنا عبيد الله، عن نافع عن ابن عمر عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه:

أنه رأى حلّة سيراء تباع عند باب المسجد فقلت: يا رسول الله لو اشتريت هذا ليوم الجمعة وللوفد إذا قدموا عليك، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إنما يلبس هذه من لا خلاق له في الآخرة

» الحديث.

‌التعليق:

هذا إسناد رجاله كلهم ثقات رجال الشيخين.

وهو عند النسائي في الكبرى (9570) بهذا الإسناد، ورواه البزار في مسنده (144) عن إبراهيم بن سعيد الجوهري عن ابن نمير بهذا الإسناد.

هكذا قال ابن نمير: (عن عبيد الله، عن نافع، عن ابن عمر، عن عمر بن الخطاب).

(1)

رجال الإسناد:

إسحاق بن منصور بن بهرام الكوسج، التميمي المروزي، ثقة ثبت، من الحادية عشرة، مات سنة 251، روى له البخاري ومسلم.

عبيد الله بن عمر بن حفص بن عاصم بن عمر بن الخطاب العمري، ثقة ثبت، قدّمه أحمد بن صالح على مالك في نافع، وقدّمه ابن معين في القاسم عن عائشة على الزهري عن عروة عنها، من الخامسة، روى له البخاري ومسلم.

نافع أبو عبد الله المدني، مولى ابن عمر، ثقة ثبت فقيه مشهور، من الثالثة، مات سنة 117 أو بعد ذلك، روى له البخاري ومسلم.

ص: 249

خالفه يحيى بن سعيد القطان

(1)

، وعبد الرحيم بن سليمان

(2)

، ومحمد بن عبيد

(3)

، وعبدة بن سليمان الكلابي

(4)

، وأبو أسامة حماد بن أسامة

(5)

فقالوا: (عن عبيد الله، عن نافع، عن ابن عمر أن عمر

).

جعله ابن نمير من مسند عمر رضي الله عنه والصحيح أنه من رواية ابنه عبد الله.

وقد رواه أصحاب نافع فقالوا: عن نافع عن ابن عمر أن عمر

، منهم:

مالك بن أنس

(6)

، وجويرية

(7)

، وجرير بن حازم

(8)

، وموسى بن عقبة

(9)

، وأيوب بن موسى

(10)

، وصخر بن جويرية

(11)

، وأيوب السختياني

(12)

.

هؤلاء كلهم رووه عن نافع فجعلوه من مسند ابن عمر رضي الله عنه.

(1)

أحمد (2/ 20) ومسلم (2068)(6).

(2)

ابن أبي شيبة (8/ 348) وابن ماجه (3591).

(3)

أحمد (2/ 103) وأبو عوانة (8489) والبيهقي (2/ 422).

(4)

البخاري في الأدب المفرد (71).

(5)

مسلم (2068)(6) مقروناً مع يحيى القطان وابن نمير.

(6)

البخاري (886) و (2612) ومسلم (2068)(6).

(7)

البخاري (5841).

(8)

مسلم (2068)(7).

(9)

(6).

(10)

الحميدي (679).

(11)

أبو عوانة (8491).

(12)

أبو عوانة (8492)(8493).

ص: 250

وكذلك رواه الزهري

(1)

، وأبو بكر ابن حفص

(2)

، ويحيى بن إسحاق

(3)

، وعمرو بن الحارث

(4)

، عن سالم بن عبد الله بن عمر عن أبيه عبد الله بن عمر أن عمر رضي الله عنه

فجعلوه من مسند عبد الله بن عمر.

وكذلك رواه عبد الله بن دينار

(5)

عن ابن عمر أن عمر

لذلك قال البزار: «قد رواه غير واحد عن عبيد الله عن نافع عن ابن عمر أن عمر رأى حلة ولم يقل: عن عمر إلا ابن نمير»

(6)

.

وسئل الدارقطني عن حديث نافع عن ابن عمر عن عمر أنه خرج مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فرأى حلة سيراء تباع.

فقال: رواه القاسم بن يحيى المقدمي وعلي بن مسهر وابن نمير وسعيد بن بشير عن عبيد الله بن عمر عن نافع عن ابن عمر عن عمر.

وغيرهم يرويه عن عبيد الله، عن نافع، عن ابن عمر أن عمر خرج إلى السوق، فيصير من مسند ابن عمر.

وكذلك رواه مالك بن أنس وابن أبي ذئب وأصحاب نافع عن ابن عمر أن عمر

(1)

البخاري (948) و (3054) ومسلم (2068)(8).

(2)

البخاري (2104) ومسلم (2068)(9) و (10).

(3)

البخاري (6081) ومسلم (2068)(9).

(4)

مسلم (2068)(8).

(5)

البخاري (2619)(5981).

(6)

في مسنده (1/ 252) عقب الحديث رقم 144.

ص: 251

وكذلك رواه سالم وعبد الله بن دينار عن ابن عمر أن عمر وهو الصواب

(1)

.

وقال الحافظ: «هكذا رواه أكثر أصحاب نافع، وأخرجه النسائي من رواية عبيد الله بن عمر العمري عن نافع عن ابن عمر عن عمر أنه رأى حلة فجعله من مسند عمر، قال الدارقطني: المحفوظ أنه من مسند ابن عمر»

(2)

.

‌تنبيه:

جاء عند مسلم

(3)

ما يفيد أن ابن نمير قد رواه عن نافع بمثل رواية الجماعة فجعله من مسند ابن عمر فجمع رواية ابن نمير مع أبي أسامة ويحيى بن سعيد القطان ثلاثتهم عن عبيد الله وقال نحو حديث مالك، فالله تعالى أعلم.

(1)

العلل (2/ 11 - 12).

(2)

فتح الباري (10/ 298).

(3)

قال الإمام مسلم رحمه الله (2068)(6) وحدثنا ابن نمير حدثنا أبي، ح وحدثنا أبو بكر ابن أبي شيبة حدثنا أبو أسامة ح وحدثنا محمد بن أبي بكر المقدمي حدثنا يحيى بن سعيد كلهم عن عبيد الله. ح وحدثنا سويد بن سعيد حدثنا حفص بن ميسرة عن موسى بن عقبة كلاهما عن نافع عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم بنحو حديث مالك.

ص: 252

‌الحديث الرابع

(1)

:

913 -

قال الإمام أحمد رحمه الله (4/ 420): حدثنا عبد الله بن نمير، أخبرنا حجاج، عن أبي هاشم الواسطي، عن أبي برزة الأسلمي رضي الله عنه قال:

كان رسول الله صلى الله عليه وسلم بآخرة إذا طال المجلس فقام فقال: «سبحانك اللهم وبحمدك، أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك» .

فقال له بعضنا: إن هذا قول ما كنا نسمعه منك فيما خلا.

فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «هو كفارة ما يكون في المجلس» .

‌التعليق:

هذا إسناد رجاله ثقات رجال الشيخين غير حجاج بن دينار، ثقة من رجال السنن، قال عنه عبد الله بن المبارك: ثقة، وكذلك قال عنه أبو خيثمة زهير بن حرب، ويعقوب بن شيبة، والعجلي، وقال عنه أحمد بن حنبل: لا بأس به، وقال أبو زرعة: صالح، صدوق، مستقيم الحديث لا بأس به، وقال الترمذي: ثقة مقارب الحديث، وشذّ عنهم أبو حاتم فقال: يكتب حديثه ولا يحتج به.

(1)

رجال الإسناد:

حجاج بن دينار الواسطي، لا بأس به، وله ذكر في مقدمة مسلم، من السابعة، روى له أصحاب السنن الأربعة.

أبو هاشم الرُّمَّاني الواسطي، اسمه يحيى بن دينار، وقيل: ابن الأسود، وقيل: ابن نافع، ثقة من السادسة، مات سنة 122، وقيل: سنة 145، روى له البخاري ومسلم.

ص: 253

هكذا روى هذا الحديث ابن نمير فقال: (عن حجاج، عن أبي هاشم، عن أبي برزة الأسلمي).

خالفه عبدة بن سليمان

(1)

، ويعلى بن عبيد

(2)

، وعيسى بن يونس

(3)

، وأبو خالد الأحمر

(4)

.

فرووه عن (حجاج، عن أبي هاشم، عن رفيع أبي العالية، عن أبي برزة الأسلمي به).

أسقط عبد الله بن نمير رفيعاً أبا العالية.

وانظر: العلل لابن أبي حاتم (1999).

(1)

أبو داود (4859) وابن أبي شيبة (1/ 256) وأبو يعلى (7426).

(2)

أحمد (4/ 425) والدارمي (2700) والحاكم (1/ 537) والبزار (3848) والخطيب في الجامع لآداب الراوي (1402).

(3)

النسائي في الكبرى (10259).

(4)

الطبراني في الدعاء (1917).

ص: 254

‌الحديث الخامس

(1)

:

914 -

قال الإمام أحمد رحمه الله (6/ 452): حدثنا ابن نمير، حدثنا فُضيل يعني ابن غزوان قال: سمعت طلحة بن عبيد الله بن كريز قال: سمعت أم الدرداء قالت: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:

«إنه يستجاب للمرء بظهر الغيب لأخيه، فما دعا لأخيه بدعوةٍ إلا قال الملك: ولك بمثل» .

‌التعليق:

هذا إسناد رجاله كلهم ثقات رجال الشيخين غير طلحة فمن رجال مسلم.

وأخرجه ابن أبي شيبة (10/ 198) عن ابن نمير بهذا الإسناد.

وأخرجه ابن الأثير في أسد الغابة (7/ 316) والمزي في تهذيب الكمال (2963) في ترجمة طلحة كلاهما من طريق الإمام أحمد بهذا الإسناد.

(1)

رجال الإسناد:

فضيل بن غزوان بن جرير الضبي مولاهم، أبو الفضل الكوفي، ثقة من كبار السابعة، مات سنة 140، روى له البخاري ومسلم.

طلحة بن عبيد الله بن كُريز الخزاعي، أبو المطرف، ثقة من الثالثة، روى له مسلم.

أم الدرداء زوج أبي الدرداء اسمها هُجيمة، وقيل: جُهيمة الأوصابية الدمشقية، وهي الصغرى، وأما الكبرى فاسمها خيرة ولا رواية لها في هذه الكتب، والصغرى ثقة فقيهة، من الثالثة، ماتت سنة 81، روى لها البخاري ومسلم.

ص: 255

هكذا قال ابن نمير: (عن فضيل، عن طلحة بن عبيد الله بن كريز، عن أم الدرداء قالت: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم.

خالفه محمد بن فضيل بن غزوان

(1)

فقال: (عن فضيل، عن طلحة، عن أم الدرداء، عن أبي الدرداء، عن النبي صلى الله عليه وسلم.

وكذلك رواه موسى بن سروان المعلم

(2)

، وحفصة بن عتاب

(3)

، عن طلحة، عن أم الدرداء عن أبي الدرداء عن النبي صلى الله عليه وسلم.

وهم ابن نمير في هذا الإسناد في موضعين:

الأول: أسقط أبا الدرداء من الإسناد.

الثاني: ذكر سماع أم الدرداء هذا الحديث من النبي صلى الله عليه وسلم.

وأم الدرداء هذه راوية هذا الحديث تابعية اسمها هجيمة وليست لها صحبة، وأبو الدرداء له زوجتان، كلتاهما تدعى أم الدرداء.

فالكبرى اسمها خيرة بنت أبي حدرد، وليس لها رواية في الكتب الستة

(4)

وهي الصحابية، وكانت من فضليات النساء، توفيت قبل أبي الدرداء، والصغرى هي التي مات عنها أبو الدرداء وخطبها معاوية فلم تقبل

(5)

.

(1)

مسلم (2732) و (86) وابن حبان (989) والبيهقي (3/ 353) وابن عساكر في تاريخ دمشق (25/ 125).

(2)

مسلم (2732)(87) وأبو داود (1534) وموسى بن سروان: وقيل: ابن ثروان، وابن عساكر في تاريخ دمشق (25/ 126).

(3)

أخرجه ابن عساكر في تاريخ دمشق (25/ 126).

(4)

ولها حديثان عند أحمد في المسند (6/ 361، 362) في دخول النساء الحمامات وفي الرباط، ولها أحاديث أخرى انظر ترجمتها في: تاريخ دمشق (69/ 114).

(5)

انظر ترجمتها في: تاريخ دمشق (70/ 146 - 164).

ص: 256

قال النووي: (وأم الدرداء هذه هي الصغرى التابعية واسمها هجيمة، وقيل: جهيمة)

(1)

.

وقال المزي: (قال الإمام أبو بكر البرقاني: وهذه أم الدرداء الصغرى التي روت هذا الحديث وليس لها صحبة ولا سماع) من النبي صلى الله عليه وسلم وإنما هو من مسند أبي الدرداء، وأما أم الدرداء الكبرى فلها صحبة وليس لها في الكتابين حديث، والله أعلم

(2)

.

وقال علي بن المديني: كان لأبي الدرداء امرأتان كلاهما يقال لها: أم الدرداء:

إحداهما: رأت النبي صلى الله عليه وسلم وهي خيرة بنت أبي حدرد.

والثانية: تزوجها بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم وهي التي نروي عنها وهي هجيمة الوصابية.

وقال ابن حجر: (فقيل: هي الكبرى، والأصح أنها الصغرى وروايتها إنما هي عن أبي الدرداء)

(3)

.

‌علة الوهم:

روت أم الدرداء رضي الله عنها وهي الصغرى هذا الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم إلا أنها لم تذكر سماعاً.

فقد أخرج مسلم في صحيحه (2733) من طريق عبد الملك بن أبي سليمان عن أبي الزبير عن صفوان بن عبد الله بن صفوان وكانت

(1)

شرح صحيح مسلم (17/ 50).

(2)

تحفة الأشراف (12/ 181) والبدر المنير (5/ 149).

(3)

التلخيص الحبير (2/ 95).

ص: 257

تحته الدرداء وهي بنت أبي الدرداء قال: قدمت الشام فأتيت أبا الدرداء في منزله فلم أجده ووجدت أم الدرداء فقالت: أتريد الحج العام؟ فقلت: نعم، قالت: فادعُ الله لنا بخير فإن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول: «دعوة المرء المسلم لأخيه بظهر الغيب مستجابة عند رأسه ملك موكل كلما دعا لأخيه بخير قال الملك الموكل به: آمين، ولك بمثل» .

قال: فخرجت إلى السوق فلقيت أبا الدرداء فقال لي مثل ذلك يرويه عن النبي صلى الله عليه وسلم

(1)

.

فمن هنا والله أعلم ربما دخل الوهم على ابن نمير من أن أم الدرداء كانت تروي هذا الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم لكنها لم تذكر سماعاً إنما روته بالعنعنة لأنها لم تلقَ النبي صلى الله عليه وسلم

(2)

فظن أنها صحابية فوهم بذكر السماع، والله تعالى أعلم.

(1)

ورواه ابن ماجه (2895) وعبد بن حميد (201)، ورواه ابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني (3356) من طريق سهيل بن أبي صالح عن طلحة الخزاعي به مختصرة.

(2)

ولا يقال: إن مسلماً أخرجه في صحيحه وهو منقطع فهو إنما ذكره لما بعده من حديث أبي الدرداء عن النبي صلى الله عليه وسلم.

ص: 258

‌الحديث السادس

(1)

:

915 -

قال الإمام أحمد رحمه الله (4/ 120): حدثنا ابن نمير، ثنا الأعمش، عن شقيق، عن أبي مسعود، عن رجل من الأنصار يكنى أبا شعيب قال:

أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فعرفت في وجهه الجوع فأتيت غلاماً لي قصّاباً فأمرته أن يجعل لنا طعاماً لخمسة رجال قال: ثم دعوت رسول الله صلى الله عليه وسلم خامس خمسة وتبعهم رجل فلما بلغ رسول الله صلى الله عليه وسلم الباب قال: «هذا قد تبعنا إن شئت أن تأذن له وإلا رجع» فأذن له.

‌التعليق:

هذا إسناد رجاله كلهم ثقات رجال الشيخين غير أبي شعيب صحابي.

وأخرجه الطبراني في الكبير (17/ 532) من طريق محمد بن عبد الله بن نمير، والبيهقي في شعب الإيمان (9646) ومعرفة السنن والآثار (5/ 410) من طريق الحسن بن علي بن عفان، والمحاملي في أماليه (492) من طريق أحمد بن يحيى بن سعيد ثلاثتهم عن عبد الله بن نمير بهذا الإسناد.

(1)

رجال الإسناد:

الأعمش: سليمان بن مهران.

شقيق بن سلمة الأسدي، أبو وائل الكوفي، ثقة من الثانية، مخضرم، مات في خلافة عمر بن عبد العزيز وله 100 سنة، روى له البخاري ومسلم.

عقبة بن عمرو بن ثعلبة الأنصاري، أبو مسعود البدري، صحابي جليل، مات قبل سنة 40 وقيل بعدها، روى له البخاري ومسلم.

أبو شعيب اللحام من الأنصار وقع ذكره في الصحيح من حديث أبي مسعود البدري (الإصابة 7/ 205).

ص: 259

ونسبه الحافظ في الإصابة (7/ 205) إلى البغوي وابن السكن وابن مندة.

ورد اسمه في الصحيحين في المتن وليس في الإسناد ولهذا ليس له ترجمة في التهذيب وفروعه.

هكذا قال عبد الله بن نمير: (عن الأعمش، عن شقيق، عن أبي مسعود، عن أبي شعيب).

خالفه حفص بن غياث

(1)

، وأبو عوانة وضاح اليشكري

(2)

، وسفيان الثوري

(3)

، وأبو أسامة حماد بن أسامة

(4)

، وشعبة

(5)

، وجرير بن عبد الحميد

(6)

، وأبو معاوية محمد بن خازم

(7)

، وزهير بن معاوية

(8)

، ومحمد بن فضيل

(9)

، وشريك

(10)

.

فرووه فقالوا: (عن الأعمش، عن شقيق، عن أبي مسعود قال: جاء رجل من الأنصار يكنى أبا شعيب.

فجعلوه من حديث أبي مسعود الأنصاري، وجعله ابن نمير من

(1)

البخاري (2081).

(2)

البخاري (2456).

(3)

البخاري (5434).

(4)

البخاري (5461).

(5)

مسلم (2036) وأبو عوانة (8298) و (8299) وعبد بن حميد (236).

(6)

مسلم (2036).

(7)

مسلم (2036).

(8)

مسلم (2036).

(9)

الطبراني في الكبير (17/ 528) وأبو عوانة (8294).

(10)

الطبراني (17/ 529).

ص: 260

مسند أبي شعيب

(1)

.

وكذلك رواه عمار بن زريق

(2)

وزهير بن معاوية

(3)

عن الأعمش عن أبي سفيان عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه.

وقال الدارقطني وسئل عن حديث أبي وائل عن أبي مسعود أن رجلاً يقال له: أبو شعيب صنع طعاماً

فقال: رواه شعبة عن الأعمش عن شقيق عن أبي مسعود كذلك.

وخالفه ابن نمير عن الأعمش، عن شقيق، عن أبي مسعود، عن رجل من الأنصار يقال له: أبو شعيب فصار مسنداً عن أبي شعيب.

والأشبه بالصواب قول مَنْ أسنده عن أبي مسعود

(4)

.

وقال ابن حجر: «واتفقت الطرق على أنه من مسند أبي مسعود إلا ما رواه أحمد عن ابن نمير عن الأعمش بسنده فقال فيه: عن رجل من الأنصار يكنى أبا شعيب»

(5)

.

قال ابن مندة: «رواه الثوري وشعبة والعباس فلم يقولوا: عن أبي شعيب، قالوا: إن رجلاً يقال له: أبو شعيب»

(6)

.

(1)

ولهذا نظائر كثيرة في هذا الكتاب منها حديث عند مسلم انظره في: باب أبي بكر ابن أبي شيبة ح (1063).

(2)

مسلم (2036).

(3)

مسلم (2036) وأحمد (3/ 396).

(4)

العلل (6/ 200).

(5)

فتح الباري (4/ 312).

(6)

الإصابة (7/ 205).

ص: 261

‌الحديث السابع

(1)

:

916 -

قال الإمام أحمد رحمه الله (3/ 26): حدثنا ابن نمير، قال: حدثنا سفيان، عن سمي، عن النعمان بن أبي عياش الزرقي، عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

«لا يصوم عبدٌ يوماً في سبيل الله إلا باعد الله بذلك اليوم النار عن وجهه سبعين خريفاً» .

‌التعليق:

هذا إسناد رجاله كلهم ثقات رجال الشيخين.

وأخرجه النسائي في المجتبى (4/ 174) وفي الكبرى (2561) والمزي في تهذيب الكمال (14/ 291) من طريق الإمام أحمد به.

ورواه ابن أبي شيبة (5/ 306) عن ابن نمير بهذا الإسناد.

هكذا قال ابن نمير: (سفيان، عن سمي، عن النعمان بن أبي عياش، عن أبي سعيد).

خالفه أصحاب سفيان فقالوا: (سفيان، عن سهيل بن أبي صالح، عن النعمان بن أبي عياش، عن أبي سعيد)، منهم:

(1)

رجال الإسناد:

عبد الله بن نمير: تقدم.

سفيان: هو الثوري. تقدم في بابه.

سمي مولى أبي بكر ابن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام، ثقة من السادسة، مات سنة 130 مقتولاً بقُديد، روى له البخاري ومسلم.

النعمان بن أبي عياش الزرقي الأنصاري، أبو سلمة المدني، ثقة من الرابعة، روى له البخاري ومسلم.

ص: 262

عبد الله بن الوليد العدني

(1)

، ويزيد بن أبي حكيم العدني

(2)

، وقاسم بن يزيد الجرمي

(3)

، وعبيد الله بن موسى

(4)

، وعبيد الله بن عبد الرحمن الأشجعي

(5)

، ومحمد بن يوسف الفريابي

(6)

.

وكذلك رواه أصحاب سهيل بن أبي صالح، وقد أخرجه الشيخان من هذا الوجه، منهم:

ابن جريج

(7)

، ويزيد بن الهاد

(8)

، وعبد العزيز الدراوردي

(9)

، وسفيان الثوري

(10)

، وسفيان بن عيينة

(11)

، وخالد بن عبد الله الواسطي

(12)

، وحميد بن الأسود

(13)

، وسليمان التيمي

(14)

، وعلي بن عاصم

(15)

، وعبد الواحد بن زياد

(16)

، وحماد بن سلمة

(17)

، وأبو

(1)

الترمذي (1623).

(2)

النسائي (4/ 174) وفي الكبرى (2559).

(3)

النسائي (174) وفي الكبرى (2560).

(4)

الترمذي (1623).

(5)

أحمد في العلل ومعرفة الرجال (2/ 571).

(6)

أبو عوانة (2814).

(7)

البخاري (2840) ومسلم (1153).

(8)

مسلم (1153).

(9)

مسلم (1153).

(10)

الترمذي (1153) والنسائي (4/ 173).

(11)

عبد الرزاق (9686).

(12)

سعيد بن منصور (2423) وابن خزيمة (2112) وابن أبي عاصم في الجهاد (173).

(13)

النسائي (4/ 173) وفي الكبرى (2557).

(14)

ابن حبان (3417).

(15)

البيهقي (4/ 296).

(16)

الدولابي في الكنى (1/ 179).

(17)

أحمد (3/ 83).

ص: 263

إسحاق السبيعي

(1)

فقالوا: (عن سهيل بن أبي صالح، عن النعمان بن أبي عياش، عن أبي سعيد).

وصحح هذا الوجه الإمام أحمد والدارقطني.

وسئل الدارقطني في العلل (11/ 312 رقم 23005): (عن حديث النعمان بن أبي عياش عن أبي سعيد قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «مَنْ صام يوماً في سبيل الله

» فقال: يرويه يحيى بن سعيد، وعبد الله بن دينار، وصفوان بن سليم، وسهيل بن أبي صالح واختلف عنه، فرواه أصحاب سهيل عن سهيل عن النعمان بن أبي عياش عن أبي سعيد.

وخالفهم شعبة فرواه عن سهيل، عن صفوان، عن أبي سعيد، وكان شعبة رحمه الله يغلط في أسماء الرجال لاشتغاله بحفظ المتن

(2)

.

واختلف عن الثوري فرواه عبد الله بن نمير عن الثوري عن سمي عن النعمان بن أبي عياش، وغيره يرويه عن الثوري، عن سهيل وهو الصواب.

وقيل: عن ابن نمير عن الثوري، عن سهيل عن النعمان بن أبي عياش كما رواه أصحاب سفيان عنه. قاله جعفر الفريابي عن عبد الله بن جعفر بن يحيى، عن ابن نمير) اه.

قلت: وقد تابع ابن نمير عمرو بن محمد العنقري فرواه عن سفيان عن السمي عن النعمان بن أبي عياش عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسلاً هكذا

(3)

.

(1)

أبو عوانة (2815).

(2)

انظره في: باب شعبة ح (48).

(3)

العلل ومعرفة الرجال (2/ 571).

ص: 264

قال عبد الله بن أحمد: قرأت على أبي حدثنا عمرو بن محمد يعني العنقري قال: حدثنا سفيان الثوري، عن السمي، عن النعمان بن أبي عياش قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم

الحديث.

قال: أخذناه من كتاب الأشجعي من حديث سفيان عن سهيل بن أبي صالح عن النعمان بن أبي عياش عن أبي سعيد الخدري عن النبي صلى الله عليه وسلم: «لا يصوم عبد يوماً في سبيل الله

» الحديث.

ص: 265

‌الحديث الثامن

(1)

:

917 -

قال الإمام أحمد رحمه الله (2/ 143): حدثنا ابن نمير، ثنا عبيد الله عن نافع، عن ابن عمر رضي الله عنهما:

أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عن القزع.

‌التعليق:

هذا إسناد على شرط الشيخين.

ورواه ابن كرامة عن ابن نمير بهذا الإسناد. قاله الدارقطني في العلل (2967).

هكذا قال ابن نمير: (عن عبيد الله، عن نافع، عن ابن عمر).

ورواه عنه جماعة فقالوا: (عن ابن نمير، عن عبيد الله، عن عمر بن نافع، عن أبيه نافع، عن ابن عمر).

فزادوا عمر بن نافع في الإسناد، منهم:

أبو بكر ابن أبي شيبة

(2)

، ومحمد بن عبد الله بن نمير

(3)

، وعباس بن الحسن البلخي

(4)

.

(1)

رجال الإسناد:

عبد الله بن عمر بن حفص بن عاصم بن عمر بن الخطاب، ثقة ثبت، روى له البخاري ومسلم.

نافع مولى ابن عمر، ثقة ثبت فقيه مشهور، من الثالثة، مات سنة 117 أو بعد ذلك، روى له البخاري ومسلم.

(2)

مسلم (2120).

(3)

ذكره الدارقطني في العلل (2967).

(4)

المصدر السابق.

ص: 266

ومن هذا الوجه أخرجه مسلم في الصحيح.

وكذلك رواه جماعة عن عبيد الله، عن عمر بن نافع، عن أبيه، عن ابن عمر، منهم:

يحيى بن سعيد القطان

(1)

، وابن جريج

(2)

، وأبو أسامة

(3)

، ومحمد بن بشر

(4)

، وحفص بن غياث

(5)

، وعبد الله بن رجاء المكي

(6)

، وعقبة بن خالد

(7)

، وأبو بدر شجاع بن الوليد

(8)

.

وكذلك رواه عبد الرحمن بن محمد بن أبي الرجال عن عمر بن نافع عن أبيه عن ابن عمر إلا أنه خالفهم في لفظه كما سيأتي.

قال الدارقطني بعد أن ذكر الاختلاف في هذا الحديث.

«واختلف عن ابن نمير: فرواه ابن كرامة

(9)

عن ابن نمير عن عبيد الله عن نافع.

وخالفه محمد بن عبد الله بن نمير، وعباس بن الحسن البلخي فروياه عن ابن نمير، عن عبيد الله، عن عمر بن نافع عن أبيه.

وكذلك رواه أبو أسامة، وحفص بن غياث، وعبد الله بن رجاء

(1)

مسلم (2120).

(2)

البخاري (5576).

(3)

مسلم (2120).

(4)

النسائي (8/ 182) وفي الكبرى (8306) وأحمد (2/ 39).

(5)

الدارقطني في العلل (2967).

(6)

المصدر السابق.

(7)

المصدر السابق.

(8)

البيهقي في المعرفة (15/ 218).

(9)

محمد بن عثمان بن كرامة.

ص: 267

المكي، وعقبة بن خالد، وأبو بدر شجاع بن الوليد، عن عبيد الله عن عمر بن نافع عن أبيه عن عمر.

والصحيح عن عبيد الله، عن عمر بن نافع، عن أبيه عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم»

(1)

.

وقد سبق الحديث في باب سفيان الثوري فانظره لزاماً ح (5).

‌تنبيه:

1 قال محققو المسند الأفاضل: أخرجه مسلم من طريق ابن نمير بهذا الإسناد

(2)

قلت: وقد تقدم أن مسلماً أخرجه من طريق أبي بكر ابن أبي شيبة عن ابن نمير فذكر عمر بن نافع في الإسناد بخلاف رواية المسند، والله أعلم.

2 روى النسائي

(3)

من طريق عبد الرحمن بن محمد بن أبي الرجال

(4)

عن عمر بن نافع عن أبيه عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «نهاني الله عز وجل عن القزع» وهذا خلاف رواية الثقات عن عمر بن نافع وعن أبيه نافع عن ابن عمر وإنما لم نورده في كتابنا لأنه ليس على شرطنا في هذا الكتاب.

‌علة الوهم:

1 التحديث من الحفظ.

(1)

العلل (13/ 79 - 80) وفيه ذكر ابن أبي شيبة وحديثه في مسلم.

(2)

المسند (10/ 386 ح رقم 6294 ط. الرسالة).

(3)

النسائي (8/ 130) وفي الكبرى (9298).

(4)

صدوق ربما أخطأ لم يخرج له الشيخان وإنما هو من رجال السنن الأربعة.

ص: 268

2 كثرة رواية عبد الله بن عمر عن نافع بدون واسطة بينهما، لذا كان يرويه أحياناً على الجادّة كما رواه هنا عنه الإمام أحمد وابن كرامة.

وربما رواه على الوجه الصحيح بذكر عمر بن نافع كما رواه عنه مسلم في الصحيح.

ص: 269

‌الحديث التاسع

(1)

:

918 -

قال الإمام ابن ماجه رحمه الله (3980): حدثنا أبو كريب، ثنا عبد الله بن نمير، عن يحيى بن سعيد، عن عبد الله بن عبد الرحمن الأنصاري عن أبيه أنه سمع أبا سعيد الخدري رضي الله عنه يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

«يوشك أن يكون خير مال المسلم غنم يتبع بها شعف الجبال

(2)

ومواقع القطر يفر بدينه من الفتن».

‌التعليق:

هذا إسناد رجاله كلهم ثقات رجال الشيخين غير عبد الرحمن وأبيه عبد الله فهما من رجال البخاري (وقد سبق في باب سفيان بن عيينة وعبد الرزاق)، ح (111)، (441).

ورواه أحمد (3/ 30) وابن أبي شيبة في مصنفه (37116) كلاهما عن ابن نمير بهذا الإسناد.

(1)

رجال الإسناد:

محمد بن العلاء بن كريب الهمداني، أبو كريب الكوفي، مشهور بكنيته، ثقة حافظ، من العاشرة، مات سنة 247 وله 87 سنة، روى له البخاري ومسلم.

يحيى بن سعيد بن فروخ القطان البصري، ثقة متقن حافظ إمام قدوة، من كبار التاسعة، مات سنة 198 وله 78 سنة، روى له البخاري ومسلم.

عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي صعصعة الأنصاري المدني، ثقة من الثالثة، روى له البخاري.

عبد الرحمن بن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي صعصعة الأنصاري المازني، ثقة من السادسة، مات في خلافة المنصور، روى له البخاري.

(2)

شعف الجبال: رؤوسها.

ص: 270

هكذا قال ابن نمير: (عن يحيى بن سعيد، عن عبد الله بن عبد الرحمن الأنصاري، عن أبيه، عن أبي سعيد الخدري).

خالفه عبد ربه بن نافع أبو شهاب

(1)

، وعبد الوهاب الثقفي

(2)

فقالا: (عن يحيى بن سعيد، عن عبد الرحمن بن عبد الله الأنصاري، عن أبيه).

قلب ابن نمير اسمه فقال: (عبد الله بن عبد الرحمن).

والحديث قد أخرجه البخاري في صحيحه من طريق مالك وعبد العزيز ابن أبي سلمة بن الماجشون عن عبد الرحمن بن عبد الله الأنصاري، عن أبيه عن أبي سعيد. وقد استوفينا البحث فيه في باب عبد الرزاق بن همام الصنعاني فانظره

(3)

فرواه عن مالك فقلب اسمه كذلك.

(1)

ابن مندة في الإيمان (458).

(2)

أبو نعيم في الفتن (217) و (723).

(3)

ح رقم 441 وانظره أيضاً في: باب سفيان بن عيينة.

ص: 271

‌عبد الله بن وهب

‌اسمه ونسبه:

عبد الله بن وهب بن مسلم القرشي مولاهم، أبو محمد الفهري المصري الفقيه، ولد سنة 125، طلب العلم وله سبع عشرة سنة، ومات سنة 197.

روى عن: ابن جريج، ويونس بن يزيد، وعمرو بن الحارث، والليث بن سعد، ومالك وجماعة.

روى عنه: شيخه الليث، وعبد الرحمن بن مهدي، وأحمد بن صالح المصري، ويحيى بن يحيى النيسابوري، وعلي بن المديني، ويحيى بن بكير وجماعة.

وثقه ابن معين وأبو زرعة وابن سعد والعجلي والنسائي والساجي وغيرهم.

قال أحمد: صحيح الحديث يفصل السماع من العرض، والحديث من الحديث، ما أصح حديثه وأثبته.

وقال أحمد بن صالح: حدّث ابن وهب بمائة ألف حديث.

ص: 272

وقال أبو حاتم: صالح الحديث صدوق، أحب إليّ من الوليد بن مسلم وأصح حديثاً منه بكثير.

وقال أبو زرعة: نظرت في نحو ثلاثين ألفاً من حديث ابن وهب بمصر وغير مصر، لا أعلم أني رأيت له حديثاً لا أصل له، وهو ثقة.

قال ابن سعد: كثير العلم ثقة فيما قال حدثنا، وكان يدلس.

قال النسائي: كان يتساهل في الأخذ، ولا بأس به.

وقال في موضع آخر: ثقة ما أعلمه روى عن الثقات حديثاً منكراً.

وقال الساجي: صدوق ثقة وكان من العباد وكان يتساهل في السماع لأن مذهب أهل بلده أن الإجازة عندهم جائزة ويقول فيها: حدثني فلان.

قال ابن حجر: ثقة حافظ عابد، من التاسعة.

وبلغ عدد رواياته في صحيح البخاري (136) رواية

(1)

.

(1)

روايات المدلسين في صحيح البخاري (ص 73).

ص: 273

‌الحديث الأول

(1)

:

919 -

قال أبو عبد الرحمن النسائي رحمه الله (1/ 62): أخبرنا سليمان بن داود والحارث بن مسكين قراءة عليه وأنا أسمع واللفظ له عن ابن وهب، عن مالك ويونس وعمرو بن الحارث، أن ابن شهاب أخبرهم عن عباد بن زياد، عن عروة بن المغيرة أنه سمع أباه يقول:

سكبت على رسول الله صلى الله عليه وسلم حين توضأ في غزوة تبوك فمسح على الخفَّين.

قال أبو عبد الرحمن: لم يذكر مالك عروة بن المغيرة.

‌التعليق:

هذا إسناد رجاله كلهم ثقات كما يظهر من تراجمهم غير عباد بن

(1)

رجال الإسناد:

سليمان بن داود بن حماد المهري، أبو الربيع المصري ابن أخي رشدين، ثقة، من الحادية عشرة، مات سنة 253، روى له أبو داود والنسائي. قال النسائي: ثقة، وقال أبو داود: قلّ مَنْ رأيت في فضله.

الحارث بن مسكين بن محمد بن يوسف مولى بني أمية، أبو عمرو المصري قاضيها، ثقة فقيه، من العاشرة، مات سنة 250 وله 90 عاماً، روى له أبو داود والنسائي.

مالك بن أنس (انظره في بابه).

يونس بن يزيد: انظره في بابه.

عمرو بن الحارث بن يعقوب الأنصاري، مولاهم، المصري، أبو أمية، ثقة فقيه حافظ، من السابعة، مات قبل سنة 150، روى له البخاري ومسلم.

ابن شهاب: محمد بن مسلم بن عبيد الله الزهري: تقدم.

ص: 274

زياد روى عنه الزهري، وذكره ابن حبان في ثقات أتباع التابعين، وقال ابن المديني: مجهول.

وقد وهم ابن وهب في جمعه الشيوخ بإسناد واحد، والمعروف من حديث مالك عن الزهري أنه لا يذكر عروة بن المغيرة بين عباد والمغيرة.

والحديث في الموطأ لمالك برواية يحيى بن يحيى الليثي (1/ 36)، وبرواية أبي مصعب الزهري (1/ 39)، وبرواية محمد بن الحسن (ص 43) بدون ذكر عروة بن المغيرة.

وكذلك رواه الشافعي

(1)

، وعبد الرحمن بن مهدي

(2)

، ومصعب بن عبد الله بن الزبير

(3)

كلهم رووه عن مالك بدون ذكر عروة.

ولذا قال النسائي عقب هذا الحديث: لم يذكر مالك عروة بن المغيرة.

وقال البيهقي في المعرفة: قصر مالك في إسناده فرواه مرسلاً أي: لم يذكر عروة.

وقال ابن عبد البر: ورواية مالك لهذا الحديث عن ابن شهاب عن عباد بن زياد مقطوعة

(4)

.

وقد استوفي هذا البحث في باب مالك بن أنس رحمه الله، وللّه الحمد. انظر ح (155).

(1)

ترتيب المسند (1/ 42)، ومن طريقه أخرجه البيهقي في المعرفة (1/ 102).

(2)

أحمد في المسند (4/ 247).

(3)

أحمد (4/ 247).

(4)

وذلك لأنه لم يذكر عروة في الإسناد.

ص: 275

‌الحديث الثاني

(1)

:

920 -

قال أبو عوانة رحمه الله (812): حدثنا يونس بن عبد الأعلى، قال: أنبأ ابن وهب، قال: أخبرني أفلح بن حميد الأنصاري، أنه سمع القاسم بن محمد يقول: سمعت عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم تقول:

إني كنت لأغتسل أنا ورسول الله صلى الله عليه وسلم من إناء واحد تختلف أيدينا فيه وتلتقي.

‌التعليق:

هذا إسناد رجاله كلهم ثقات رجال الصحيح.

وأخرجه ابن حبان في صحيحه (1111) من طريق أبي الطاهر أحمد بن عمرو بن عبد الله بن السرح عن ابن وهب به.

هكذا قال ابن وهب عن أفلح، عن القاسم، عن عائشة: إني كنت لأغتسل أنا ورسول الله صلى الله عليه وسلم من إناء واحد تختلف أيدينا فيه وتلتقي.

(1)

رجال الإسناد:

يونس بن عبد الأعلى الصدفي أبو موسى المصري، ثقة من صغار العاشرة، مات سنة 264 وله 96 سنة، روى له مسلم.

أفلح بن حميد بن نافع الأنصاري المدني، ثقة من السابعة، مات سنة 158 وقيل بعدها، روى له البخاري ومسلم.

القاسم بن محمد بن أبي بكر الصديق، ثقة أحد الفقهاء بالمدينة، قال أيوب: ما رأيت أفضل منه، من كبار الثالثة، مات سنة 106 على الصحيح، روى له البخاري ومسلم.

ص: 276

خالفه عبد الله بن مسلمة القعنبي

(1)

، ووكيع

(2)

، وحماد بن زيد

(3)

، وابن أبي فديك

(4)

.

فرووه عن أفلح بهذا الإسناد ولم يذكروا: (وتلتقي).

زاد ابن وهب: (وتلتقي) وهي مدرجة في الحديث بينها إسحاق بن سليمان الرازي عن أفلح فقال: (تختلف أيدينا فيه يعني حتى تلتقي) وفي رواية: (تختلف أيدينا فيه يعني تلتقي)

(5)

.

قال البيهقي: «رواه البخاري ومسلم جميعاً عن القعنبي، ورواه ابن وهب عن أفلح وزاد في الحديث: (وتلتقي) وقال إسحاق بن سليمان الرازي عن أفلح: يعني وتلتقي»

(6)

.

وقال ابن حجر: وهذا يُشعر بأن قوله: (وتلتقي) مدرج

(7)

.

(1)

البخاري (261) ومسلم (321)(45) والبيهقي (1/ 186 - 187).

(2)

أحمد (6/ 291) وأبو عوانة تعليقاً عقب الحديث (812).

(3)

أبو نعيم في المستخرج على مسلم (723) وأبو بكر الشافعي في الغيلانيات (575).

(4)

أبو عوانة (811).

(5)

رواه الإسماعيلي كما في الفتح (1/ 372).

(6)

البيهقي (1/ 187).

(7)

فتح الباري (1/ 373).

ص: 277

‌الحديث الثالث

(1)

:

921 -

قال الدارقطني (3/ 162): نا أبو بكر النيسابوري نا يونس بن عبد الأعلى أنا ابن وهب أخبرني عبيد الله بن عمر وأسامة بن زيد والليث بن سعد وابن سمعان عن سعيد المقبري عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم:

«إذا زنت أمة أحدكم فتبين زناها فليجلدها الحد ولا يثرب عليها» حتى قال ذلك ثلاث مرات ثم قال في الثالثة أو الرابعة: «ثم ليبعها ولو بضفير من شعر» والضفير هو الحبل.

‌التعليق:

هذا إسناد رجاله كلهم ثقات رجال الصحيح غير أبي بكر النيسابوري وهو ثقة.

هكذا قال ابن وهب: (عن الليث بن سعد، عن سعيد المقبري، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم.

خالفه عبد الله بن يوسف

(2)

، وعبد العزيز بن عبد الله

(3)

، وعيسى بن

(1)

رجال الإسناد:

أبو بكر النيسابوري: محمد بن حمدون بن خالد، قال الحاكم: كان من الثقات الأثبات الجوالين في الأقطار، عاش 87 سنة، وقال أبو يعلى الخليلي: حافظ كبير، ونعته الذهبي في السير فقال: الحافظ الثبت المجود (السير 15/ 60).

يونس بن عبد الأعلى: تقدم.

سعيد بن أبي سعيد كيسان المقبري، أبو سعيد المدني، ثقة من الثالثة، مات في حدود سنة 120 وقيل قبلها وقيل بعدها، روى له البخاري ومسلم.

(2)

البخاري (2152).

(3)

البخاري (2234).

ص: 278

حماد

(1)

، وشعيب بن الليث

(2)

، وحجاج

(3)

فقالوا: (عن الليث بن سعد، عن سعيد المقبري، عن أبيه، عن أبي هريرة).

أسقط ابن وهب والد سعيد المقبري فجعله من رواية سعيد المقبري عن أبي هريرة.

‌علة الوهم:

جمع الأسانيد دون تمييز لرواياتهم.

فالليث بن سعد ومحمد بن إسحاق يرويان هذا الحديث عن سعيد المقبري عن أبيه، عن أبي هريرة.

خالفهما أيوب بن موسى

(4)

، وعبيد الله بن عمر

(5)

، وأسامة بن زيد

(6)

، وإسماعيل بن أمية

(7)

، ومحمد بن عجلان

(8)

، وعبد الرحمن بن إسحاق

(9)

فقالوا: (عن سعيد المقبري، عن أبي هريرة).

فجمع ابن وهب أسانيدهم ولم يميز رواياتهم، وقد جمع مسلم في صحيحه روايات بعضهم إلا أنه ميّزها.

(1)

مسلم (1703).

(2)

الطحاوي (3/ 136) وفي شرح مشكل الآثار (3733).

(3)

أحمد (2/ 494).

(4)

مسلم (1703).

(5)

مسلم (1703).

(6)

مسلم (1703).

(7)

البخاري (6839) تعليقاً.

(8)

النسائي في الكبرى (7249)(7250).

(9)

النسائي (7252).

ص: 279

وقال مسلم: إلا أن ابن إسحاق قال في حديثه عن سعيد عن أبيه عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم.

‌تنبيه:

روى الطحاوي

(1)

قال: حدثنا يونس قال: ثنا ابن وهب قال: حدثني أسامة عن سعيد بن أبي سعيد المقبري عن أبيه عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم نحوه.

وهذا وهم فالحديث في صحيح مسلم من طريق هارون بن سعيد عن ابن وهب عن أسامة بن زيد بدون ذكر والد سعيد المقبري.

(1)

شرح معاني الآثار (3/ 136).

ص: 280

‌الحديث الرابع

(1)

:

922 -

قال أبو عبد الرحمن النسائي (8/ 238): أخبرنا يونس بن عبد الأعلى والحارث بن مسكين، عن ابن وهب، قال: أخبرنا يونس بن يزيد والليث بن سعد، عن ابن شهاب، أن عروة بن الزبير حدّثه أن عبد الله بن الزبير حدّثه عن الزبير بن العوام رضي الله عنه:

أنه خاصم رجلاً من الأنصار قد شهد بدراً مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في شراج الحرة كانا يسقيان به كلاهما النخل.

فقال الأنصاري: سرح الماء يمر عليه فأبى عليه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:«اسقِ يا زبير ثم أرسل الماء إلى جارك» فغضب الأنصاري وقال: يا رسول الله إن كان ابن عمتك، فتلون وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم قال:«يا زبير اسقِ ثم احبس الماء حتى يرجع إلى الجدر» فاستوفى رسول الله صلى الله عليه وسلم للزبير حقه، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل

(1)

رجال الإسناد:

يونس بن عبد الأعلى: تقدم.

الحارث بن مسكين بن محمد بن يوسف، مولى بني أمية، أبو عمر المصري قاضيها، ثقة فقيه، من العاشرة، مات سنة 250 وله 96 سنة، روى له أبو داود والنسائي.

ابن وهب: تقدم.

يونس بن يزيد الأيلي: تقدم وانظره في بابه.

الليث بن سعد: تقدم.

ابن شهاب الزهري، فقيه حافظ متفق على إمامته وجلالته وإتقانه: تقدم مراراً (انظر ترجمته في بابه).

عروة بن الزبير بن العوام بن خويلد الأسدي، أبو عبد الله المدني، ثقة فقيه مشهور، من الثالثة، مات سنة 94 على الصحيح، روى له البخاري ومسلم.

عبد الله بن الزبير: صحابي مشهور.

ص: 281

ذلك أشار على الزبير برأي فيه السعة له وللأنصاري، فلما أحفظ رسول الله صلى الله عليه وسلم الأنصاري استوفى للزبير حقه في صريح الحكم.

قال الزبير: لا أحسب هذه الآية أنزلت إلا في ذلك: {فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ

(65)} [النساء: 65] وأحدهما يزيد على صاحبه في القصة.

‌التعليق:

هذا إسناد من جهة يونس على شرط مسلم، وهو عند النسائي في الكبرى (5963)، رجاله كلهم ثقات رجال الشيخين غير يونس بن عبد الأعلى من رجال مسلم.

والحديث أخرجه الطحاوي في شرح مشكل الآثار (632) والطبري في تفسيره (9912) وابن أبي حاتم في تفسيره (3/ 993) من طريق يونس بن عبد الأعلى وحده، وابن الجارود في المنتقى (1021) وابن مندة في الإيمان (253) من طريق محمد بن عبد الله بن عبد الحكم عن ابن وهب بهذا الإسناد.

وقد أخطأ ابن وهب في هذا الإسناد فجعله من مسند الزبير بن العوام فقال: (عن عروة عن عبد الله بن الزبير عن الزبير بن العوام).

وقد روى هذا الحديث عن الليث الثقات فقالوا: (الليث عن الزهري، عن عروة بن الزبير أن عبد الله بن الزبير حدّثه: أن رجلاً من الأنصار خاصم الزبير

(1)

، منهم:

(1)

ومن هذا الوجه أخرجه البخاري ومسلم في الصحيح (كما سيأتي).

ص: 282

عبد الله بن يوسف التنيسي

(1)

، وقتيبة بن سعيد

(2)

، ومحمد بن رمح

(3)

، وهاشم بن القاسم

(4)

، وأبو الوليد الطيالسي

(5)

، وعبد الله بن صالح

(6)

، وعبد الله بن الحكم

(7)

، وشعيب بن يحيى التجيبي

(8)

، ويحيى بن بكير

(9)

، وأحمد بن يونس

(10)

، وبشر بن عمر الزهراني

(11)

، وعبد الله بن المبارك

(12)

، ويحيى بن إسحاق السيلحيني

(13)

، وشعيب بن أبي حمزة

(14)

.

فجعلوا الحديث من رواية عبد الله بن الزبير عن خصومة بين أبيه ورجل من الأنصار.

(1)

البخاري (2359).

(2)

مسلم (2357) والترمذي (1363، 5416) والنسائي (8/ 245) وفي الكبرى (5964).

(3)

مسلم (2357).

(4)

أحمد (4/ 4 رقم 16116) وأبو يعلى (6814).

(5)

أبو داود (3637) وعبد بن حميد في المنتخب (519) وابن حبان (24) وأبو نعيم في المستخرج (6) والبزار (965).

(6)

الطحاوي في شرح المشكل (633) والطبراني في الكبير (13/ 260) والحاكم في المدخل إلى الصحيح (1/ 130 - 131).

(7)

الطبراني في الكبير (13/ 260).

(8)

الطبراني في الكبير (13/ 260).

(9)

البيهقي (10/ 106) والحاكم في المدخل (1/ 130 - 131) والعقيلي في الضعفاء (1/ 47) وأبو نعيم في مستخرجه على مسلم (6).

(10)

الحاكم في المدخل (1/ 130 - 131).

(11)

البيهقي (6/ 153) والصغرى (2177).

(12)

الطحاوي في شرح المشكل (634) وأبو الشيخ في أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم وآدابه (1/ 236 رقم 70).

(13)

أبو نعيم في المستخرج (6) وابن مندة في الإيمان (252).

(14)

أحمد (1/ 165).

ص: 283

وروى هذا الحديث معمر عن الزهري، عن عروة قال: (خاصم الزبير رجلاً من الأنصار

)

(1)

.

ورواه ابن جريج

(2)

قال: حدثني ابن شهاب عن عروة بن الزبير أنه حدّثه أن رجلاً من الأنصار خاصم الزبير ....

ورواه شعيب بن أبي حمزة

(3)

عن الزهري قال: أخبرني عروة بن الزبير أن الزبير كان يحدّث أنه خاصم رجلاً من الأنصار

ورواه كذلك عبد الرحمن بن إسحاق.

ولم يذكروا عبد الله بن الزبير ولا الزبير

(4)

.

قال الدارقطني: وهو المحفوظ عن الزهري

(5)

.

قال البخاري في صحيحه (2359، 2360): ليس أحد يذكر عروة عن عبد الله إلا الليث فقط.

قلت: وهكذا رواه أصحاب الليث عنه كما تقدم، وخالفهم ابن وهب فقال: عروة، عن عبد الله، عن الزبير، فوهم كما قال أبو حاتم، ولعله حمل رواية الليث على رواية يونس كما قال ابن حجر

(6)

.

قال ابن أبي حاتم في العلل (1185): وسمعت أبي وذكر حديثاً رواه ابن وهب، عن يونس بن يزيد والليث بن سعد عن الزهري، عن

(1)

البخاري (2361، 4585).

(2)

البخاري (2362).

(3)

البخاري (2708) وأحمد (1/ 165 - 166).

(4)

تهذيب الآثار لابن جرير (1/ 426 رقم 769 الجزء المفقود).

(5)

العلل (4/ 229).

(6)

رواية يونس ذكرها البزار في مسنده تعليقاً (3/ 186) وكذا رواه عبد الله بن صالح كاتب الليث عن الليث. شرح مشكل الآثار (639).

ص: 284

عروة بن الزبير، عن عبد الله بن الزبير، عن الزبير بن العوام أنه خاصم رجلاً من الأنصار قد شهد بدراً مع رسول الله صلى الله عليه وسلم

فسمعت أبي يقول: أخطأ ابن وهب في هذا الحديث، الليث لا يقول: عن الزبير.

قال ابن أبي حاتم: إنما يقول الليث، عن الزهري، عن عروة، أن عبد الله بن الزبير حدّثه: أن رجلاً من الأنصار خاصم الزبير

وقال الحافظ في الفتح (5/ 35): وكأن ابن وهب حمل رواية الليث على رواية يونس، وإلا فرواية الليث ليس فيها ذكر الزبير، والله أعلم

(1)

.

‌علة الوهم:

لعل الوهم حصل لابن وهب في جمعه حديث يونس بن يزيد والليث بن سعد عن الزهري فرواه عنهما بإسناد يونس بن يزيد، لأن الليث لا يقول في حديثه الزبير كما قال ابن حجر، أو لعل ذلك حصل له لأنه يروي القصة عن الزبير فأدخله في الإسناد

(2)

.

والله تعالى أعلم.

(1)

وانظر: العلل للدارقطني (4/ 227 - 229).

(2)

وقد حصل مثل هذا الوهم ليحيى بن سعيد الأنصاري في قصة البهزي، انظره في بابه.

ص: 285

‌الحديث الخامس

(1)

:

923 -

قال أبو عبد الرحمن النسائي رحمه الله (6/ 30 - 32): أخبرنا عمرو بن سواد، قال: أنبأنا ابن وهب، قال: أخبرني يونس، عن ابن شهاب قال: أخبرني عبد الرحمن وعبد الله ابنا كعب بن مالك، أن سلمة بن الأكوع رضي الله عنه قال:

لما كان يوم خيبر قاتل أخي قتالاً شديداً مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فارتد عليه سيفه فقتله، فقال أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم في ذلك وشكوا فيه، رجل مات بسلاحه قال سلمة: فقفل رسول الله صلى الله عليه وسلم من خيبر فقلت: يا رسول الله أتأذن لي أن أرتجز بك؟ فأذن له رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: أعلم ما تقول، فقلت:

والله لولا الله ما اهتدينا ولا تصدقنا ولا صلّينا

فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «صدقت» .

فأنزلن سكينة علينا وثبِّت الأقدام إن لاقينا

والمشركون قد بغوا علينا

(1)

رجال الإسناد:

عمرو بن سوّاد: ابن الأسود عمرو العامري، أبو محمد البصري، ثقة، من الحادية عشرة، مات سنة 245، روى له مسلم.

يونس بن يزيد الأيلي: تقدم انظره في بابه.

عبد الرحمن بن عبد الله بن كعب بن مالك الأنصاري، أبو الخطاب المدني، ثقة عالم، من الثالثة، مات في خلافة هشام، روى له البخاري ومسلم.

سلمة بن عمرو بن الأكوع السلمي، أبو مسلم وأبو إياس، (صحابي) شهد بيعة الرضوان، مات سنة 74، وحديثه في الصحيحين.

ص: 286

فلما قضيت رجزي قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «مَنْ قال هذا؟» قلت: أخي، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:«يرحمه الله» فقلت: يا رسول الله والله إن ناساً ليهابون الصلاة عليه يقولون: رجل مات بسلاحه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «مات جاهداً مجاهداً

».

‌التعليق:

وهذا إسناد على شرط مسلم رجاله كلهم ثقات رجال الشيخين غير عمرو بن سواد من رجال مسلم.

وهو في السنن الكبرى (10368).

ورواه أبو داود (2538) ومن طريقه البيهقي عن أحمد بن صالح، ورواه ابن حبان (3196) من طريق حرملة بن يحيى كلاهما عن عبد الله بن وهب بهذا الإسناد.

ورواه مسلم في صحيحه (1802) من طريق ابن وهب، عن يونس عن ابن شهاب أخبرني عبد الرحمن (ونسبه غير ابن وهب فقال: ابن عبد الله بن كعب بن مالك) أن سلمة بن الأكوع به.

ورواه أبو عوانة (4/ 292) من طريق أحمد بن صالح، عن ابن وهب، عن يونس، عن ابن شهاب، عن عبد الرحمن بن كعب بن مالك به.

هكذا رواه عبد الله بن وهب عن يونس فقال: (عن ابن شهاب، عن عبد الرحمن وعبد الله ابني كعب بن مالك، عن سلمة بن الأكوع).

وثانية فقال: (عن يونس، عن ابن شهاب، عن عبد الرحمنبن كعب بن مالك) نسبه إلى جده.

ص: 287

خالفه الليث بن سعد

(1)

فرواه (عن يونس، عن ابن شهاب، عن عبد الرحمن بن عبد الله بن كعب بن مالك، عن سلمة بن الأكوع).

وكذلك رواه ابن جريج

(2)

، وعبد الرحمن بن خالد بن مسافر

(3)

، وعبد الله بن سالم

(4)

، وعقيل بن خالد

(5)

عن الزهري، عن عبد الرحمن بن عبد الله بن كعب بن مالك عن سلمة بن الأكوع).

قال أبو داود عقب الحديث: (قال أحمد ابن صالح: كذا قال هو يعني ابن وهب وعنبسة بن خالد جميعاً عن يونس، قال أحمد: والصواب عبد الرحمن بن عبد الله أن سلمة بن الأكوع

).

وقال النسائي في الكبرى: وهذا عندنا خطأ، والصواب عبد الرحمن بن عبد الله أن سلمة بن الأكوع، والله أعلم.

‌تنبيه:

روى الطبراني في الكبير (6226) قال: حدثنا إسماعيل بن الحسن الخفاف المصري، ثنا أحمد بن صالح، ثنا ابن وهب، أخبرني يونس عن ابن شهاب حدثني عبد الرحمن بن عبد الله بن كعب بن مالك أن سلمة بن الأكوع

، وساق الحديث.

وقد نصّ أحمد بن صالح كما سبق أن ابن وهب يوهم في اسمه.

(1)

رواه الطبراني في الكبير (6225).

(2)

أحمد (4/ 46 - 47).

(3)

الطبراني في الكبير (6226).

(4)

الطبراني (6228).

(5)

الطبراني (6230).

ص: 288

‌الحديث السادس

(1)

:

924 -

قال يعقوب بن سفيان في المعرفة والتاريخ (1/ 372): حدثنا الأصبغ، أخبرني ابن وهب، أخبرني يونس، عن ابن شهاب، أخبرني عبد الملك بن أبي بكر بن عبد الرحمن، عن أمية بن عبد الله بن خالد بن أسيد، أنه سأل ابن عمر رضي الله عنه قلت:

أرأيت قصر الصلاة في السفر إنا لا نجدها في الكتاب إنما نجد ذكر صلاة الحضر؟

قال أمية: قال عبد الله بن عمر: يا ابن أخي إن الله أرسل محمداً صلى الله عليه وسلم ولا نعلم شيئاً، فإنما نفعل ما رأينا رسول الله صلى الله عليه وسلم يفعل، وقصر الصلاة في السفر سنّة سنّها رسول الله صلى الله عليه وسلم.

‌التعليق:

هذا إسناد رجاله ثقات رجال الصحيح غير أمية وهو تابعي ثقة، ذكره ابن معين في التابعين من أهل مكة، وقال العجلي: مدني تابعي ثقة، وذكره ابن سعد في الطبقة الثالثة من أهل مكة.

(1)

رجال الإسناد:

الأصبغ: أصبغ بن الفرج بن سعيد الأموي مولاهم، الفقيه المصري، أبو عبد الله، ثقة، مات مستتراً أيام المحنة سنة 225، من العاشرة، روى عنه البخاري.

يونس بن يزيد: تقدم.

عبد الملك بن أبي بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام المخزومي المدني، ثقة، من الخامسة، مات في أول خلافة هشام، روى له البخاري ومسلم.

أمية بن عبد الله بن خالد بن أسيد، ابن أبي العيص، المكي، أخو خالد، ثقة، من الثالثة، مات سنة 87، روى له النسائي وابن ماجه.

ص: 289

وأخرجه البيهقي (3/ 136) من طريق يعقوب بن سفيان به، وابن عساكر في تاريخ دمشق (9/ 290) من طريق أحمد بن صالح المصري، وابن بشكوال في غوامض الأسماء المبهمة (2/ 607) من طريق عمرو بن سواد كلهم عن ابن وهب بهذا الإسناد.

هكذا قال ابن وهب: (عن يونس، عن الزهري، عن عبد الملك بن أبي بكر بن عبد الرحمن

).

خالفه عنبسة بن خالد بن يزيد الأيلي

(1)

، وشبيب بن سعيد مولى الحطة

(2)

، وحسان بن إبراهيم

(3)

فقالوا: (عن يونس، عن الزهري، عن عبد الله بن أبي بكر بن عبد الرحمن

).

وكذلك رواه الليث بن سعد

(4)

، ومعمر

(5)

، وفليح بن سليمان

(6)

، وعقيل

(7)

، ومحمد بن راشد

(8)

فقالوا: (عن الزهري، عن عبد الله بن أبي بكر بن عبد الرحمن

).

(1)

الهروي في ذم الكلام وأهله (2/ 162) وابن عساكر (9/ 289).

(2)

ابن عبد البر في التمهيد (11/ 163).

(3)

البخاري في التاريخ الكبير تعليقاً (5/ 55).

(4)

النسائي (3/ 117) وفي الكبرى (1892) وابن ماجه (1066) وأحمد (2/ 94) وابن خزيمة (946) وابن حبان (1451)(2735) والحاكم (1/ 258) وابن عبد البر (11/ 163) وابن عساكر (9/ 289).

(5)

عبد الرزاق (4276) وعنه الهروي في ذم الكلام (2/ 162) وأحمد (2/ 148).

(6)

البخاري في التاريخ الكبير (5/ 55) تعليقاً، والدارقطني في الأحاديث التي خولف فيها مالك (6) تعليقاً.

(7)

الدارقطني (6) تعليقاً.

(8)

ابن عساكر في تاريخه (11/ 289) تعليقاً.

ص: 290

وكذلك رواه محمد بن عبد الله الشعيثي عن عبد الله بن أبي بكر بن الحارث به

(1)

.

وهم ابن وهب فأبدل عبد الله بن أبي بكر بن عبد الرحمن بأخيه عبد الملك بن أبي بكر بن عبد الرحمن وأشار إلى وهمه الإمام البخاري وأحمد بن صالح المصري وابن عبد البر وابن عساكر.

قال البخاري: «عبد الله بن أبي بكر بن عبد الرحمنبن الحارث بن هشام المخزومي القرشي، سمع أمية بن عبد الله، قال: الليث وحسان بن إبراهيم عن يونس عن الزهري وتابعه فليح بن سليمان.

قال ابن وهب والزبيدي عبد الملك بن أبي بكر ولا يصح»

(2)

.

وقال البيهقي: رواه الليث عن ابن شهاب عن عبد الله بن أبي بكر وأسنده جماعة عن ابن شهاب فلم يقيموا إسناده

(3)

.

قال ابن عبد البر: «هذا الحديث يرويه ابن شهاب عن عبد الله بن أبي بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام، عن أمية بن عبد الله بن خالد بن عبد الله بن أسيد، عن ابن عمر.

كذلك رواه معمر والليث بن سعد ويونس بن يزيد من غير رواية ابن وهب.

وقال ابن وهب عن يونس عن ابن شهاب، عن عبد الملك بن أبي بكر عن أمية بن عبد الله بن خالد.

(1)

النسائي (1/ 126).

(2)

التاريخ الكبير (5/ 55).

(3)

السنن الكبرى (3/ 136).

ص: 291

فجعل موضع عبد الله بن أبي بكر عبد الملك بن أبي بكر فغلط ووهم»

(1)

.

وقال ابن عساكر في تاريخ دمشق (9/ 289): رواه يونس عن الزهري فاختلف عنه فيه:

فرواه عنبسة بن سعيد الأيلي كما رواه الليث ومَن تابعه.

ورواه ابن وهب عن يونس فقال: عن عبد الملك بدل عبد الله.

(ثم أخرج الحديث من طريق أحمد بن صالح المصري عن عنبسة، وأحمد بن صالح عن ابن وهب) ثم قال:

قال أحمد: القول قول عنبسة.

وقد تقدم الحديث في باب الإمام مالك بن أنس ح (156) فإنه أسقط عبد الله بن أبي بكر من الإسناد، فانظره لزاماً، وتابعه في ذلك ابن أبي ذئب، ح (692).

(1)

التمهيد (11/ 161 - 162).

ص: 292

‌عبد الصمد بن عبد الوارث

‌اسمه ونسبه:

عبد الصمد بن عبد الوارث بن سعيد بن ذكوان التميمي العنبري مولاهم التنوري، أبو سهل البصري.

روى عن: أبيه، وشعبة، وحماد بن سلمة، وهشام الدستوائي، وحرب بن شداد، وغيرهم.

روى عنه: ابنه عبد الوارث، وأحمد، وإسحاق، ويحيى بن معين، وعلي بن المديني، ومحمد بن يحيى الذهلي.

قال أبو حاتم: صدوق صالح الحديث.

وقال ابن سعد: كان ثقة إن شاء الله.

وقال الحاكم: ثقة مأمون.

وقال ابن المديني: ثبت في شعبة.

وقال ابن قانع: ثقة يخطاء.

قال ابن حجر: صدوق، ثبت في شعبة، من التاسعة.

ص: 293

‌الحديث

(1)

:

925 -

قال الإمام النسائي رحمه الله (7/ 101)(رقم (4047): أخبرنا محمد بن المثنى قال: حدثنا عبد الصمد قال: حدثنا هشام عن قتادة عن أنَس قال:

كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحُثُّ في خطبته على الصدقة وينهي عن المُثْلة.

‌التعليق:

هذا إسناد رجاله كلهم ثقات رجال الشيخين.

وأخرجه الضياء في المختارة (2474)(2475) من طريق عقبة بن مكرم، ومحمد بن بشار كلاهما عن عبد الصمد بهذا الإسناد.

وهو عند النسائي في الكبرى (3510) بهذا الإسناد.

ورواه الترمذي في العلل (396) عن محمد بن بشار عن عبد الصمد به.

هكذا قال عبد الصمد: (عن هشام، عن قتادة، عن أنس).

(1)

رجال الإسناد:

محمد بن المثنى بن عبيد العنزي، أبو موسى البصري، ثقة ثبت، من العاشرة، مات سنة 252، روى له البخاري ومسلم. (انظر ترجمته في بابه).

هشام بن أبي عبد الله الدستوائي البصري، ثقة ثبت، من كبار السابعة، مات سنة 154 وله 78 سنة، روى له البخاري ومسلم. (انظر ترجمته في بابه).

قتادة بن دعامة: ثقة ثبت. (انظر ترجمته في بابه).

ص: 294

خالفه معاذ بن هشام

(1)

فقال: (عن هشام، عن قتادة، عن الحسن، عن الهياج بن عمران، عن سمرة بن جندب وعمران بن حصين).

وكذلك رواه سعيد بن أبي عروبة

(2)

، وهمام

(3)

، ومعمر

(4)

ثلاثتهم عن قتادة عن الحسن عن الهياج، عن سمرة وعمران.

وقد صحح البخاري والدارقطني ومن بعده الضياء حديث الجماعة.

قال الدارقطني: «وأشبهها بالصواب ما قاله معاذ بن هشام، عن أبيه بمتابعة معمر وسعيد وهمام عن قتادة عن الحسن عن هياج

(5)

بن عمران عن سمرة وعمران بن حصين»

(6)

.

وقال الضياء: رجاله موثقون لكنه معلول ثم ذكر كلام الدارقطني.

قال الترمذي: حدثنا محمد بن بشار، حدثنا روح بن عبادة، حدثنا سعيد عن قتادة أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن المثلة.

(1)

أبو داود (2667) والدارمي (1656) والروياني (121) والبخاري في التاريخ الكبير (8/ 242) تعليقاً.

(2)

أحمد (4/ 428) والبزار (3605) والطبراني في الكبير (18/ 542).

(3)

أحمد (4/ 428) وابن أبي شيبة (9/ 423) والطبراني (18/ 543) والبيهقي (9/ 69) وابن حبان في الثقات (5/ 512).

(4)

عبد الرزاق (15819) وأحمد (4/ 428) وابن الجارود (1056) والطبراني (18/ 541).

(5)

هياج بن عمران بن الفصيل التميمي البصري، مقبول من الثالثة، روى له أبو داود. التقريب (7406) وصحح حديثه ابن حجر في الفتح (7/ 459) قال: إسناده قوي فإن هياجاً وثقه ابن سعد وابن حبان وبقية رجاله رجال الصحيح.

(6)

في العلل (12/ 145 - 146).

ص: 295

وحدثنا محمد بن بشار، حدثنا عبد الصمد، حدثنا هشام، عن قتادة، عن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم بمثله.

سألت محمداً عن هذا الحديث فقال: حديث أنس غير محفوظ وإنما روى هذا قتادة عن الحسن عن هياج بن عمران عن عمران بن حصين عن النبي صلى الله عليه وسلم

(1)

.

‌علة الوهم:

1 اختصار الحديث.

2 أن قتادة يروي هذا الحديث بإسنادين وفي كل منها قصة، وهشام يروي الحديثين عن قتادة فوهم عبد الصمد فركب متن حديث عمران في حديث أنس.

روى البخاري في صحيحه من طريق سعيد بن أبي عروبة، عن قتادة، عن أنس: أن ناساً من عكل وعرينة قدموا المدينة على النبي صلى الله عليه وسلم وتكلموا بالإسلام فقالوا: يا نبي الله إنا كنا أهل ضرع ولم نكن أهل ريف، واستوخموا المدينة، فأمر لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم بذود وراع وأمرهم أن يخرجوا فيه فيشربوا من ألبانها وأبوالها، فانطلقوا حتى إذا كانوا ناحية الحرة كفروا بعد إسلامهم وقتلوا راعي النبي صلى الله عليه وسلم واستاقوا الذود، فبلغ النبي صلى الله عليه وسلم فبعث الطلب في آثارهم فأمر لهم فسمروا أعينهم وقطعوا أيديهم وتركوا في ناحية الحرة حتى ماتوا على حالهم.

قال قتادة: «بلغنا أن النبي صلى الله عليه وسلم بعد ذلك كان يحث على الصدقة وينهى عن المثلة»

(2)

.

(1)

العلل للترمذي (395).

(2)

البخاري (4192) و (3956 ط. البغا).

ص: 296

ورواه أبو داود عن محمد بن بشار عن محمد بن أبي عدي عن هشام عن قتادة عن أنس ولم يسق لفظه، وأحال على حديث حماد عن ثابت وقتادة وحميد عن أنس قال أبو داود: زاد ثم نهى عن المثلة

(1)

.

أما الحديث الآخر: فهو ما رواه معاذ بن هشام عن أبيه عن قتادة عن الحسن عن الهياج بن عمران أن عمران

(2)

أَبَقَ له غلام فجعل للّه عليه لئن قدر عليه ليقطعن يده، فأرسلني لأسأل فأتيت سمرة بن جندب فسألته فقال: كان نبي الله صلى الله عليه وسلم يحثنا على الصدقة وينهانا عن المثلة فأتيت عمران بن حصين فسألته فقال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحثنا على الصدقة وينهانا عن المثلة

(3)

.

قال الحافظ: والذي يظهر لي أن الذي أوردناه

(4)

هو مراد قتادة بالبلاغ الذي وقع عند البخاري وقد تبين بهذا أن في الحديث الذي أخرجه النسائي من طريق عبد الصمد بن عبد الوارث عن هشام عن قتادة عن أنس قال: نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن المثلة إدراجاً وأن هذا القدر من الحديث لم يسنده قتادة عن أنس، وإنما ذكره بلاغاً، ولما نشط لذكر إسناده ساقه بوسائط إلى النبي صلى الله عليه وسلم، والله تعالى أعلم

(5)

.

(1)

(2)

والد هياج.

(3)

سبق تخريجه وكذلك رواه سعيد ومعمر وهمام عن قتادة كما سبق.

(4)

حديث قتادة عن الحسن بن الهياج بن عمران.

(5)

فتح الباري (7/ 459).

ص: 297

‌عبد العزيز بن عبد الصمد

‌اسمه ونسبه:

عبد العزيز بن عبد الصمد العمي، أبو عبد الصمد البصري.

روى عن: حصين بن عبد الرحمن، وداود بن أبي هند، وعطاء بن السائب، ومنصور بن المعتمر وجماعة.

روى عنه: أحمد بن حبنل، وإسحاق بن راهويه، ويحيى بن معين، وعلي بن المديني، ومسدد، والقواريري، وعمرو بن علي وجماعة.

وثقه أحمد وأبو داود وأبو زرعة والنسائي، وقال يحيى بن معين: ليس به بأس، وقال أبو حاتم: صالح.

قال عبد الرحمن بن مهدي يوم وفاته: ما مات لكم شيخ منذ ثلاثين سنة يشبهه أو مثله أو أوثق منه.

مات سنة 187.

قال ابن حجر: ثقة حافظ، من كبار التاسعة.

ص: 298

‌الحديث

(1)

:

926 -

قال أبو عبد الرحمن النسائي في الكبرى (10519): أخبرني زكريا بن يحيى قال: حدثنا بشر بن الحكم، قال: حدثنا عبد العزيز بن عبد الصمد، قال: حدثنا منصور، عن ربعي، عن عمرو بن ميمون، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن امرأة من الأنصار أن أبا أيوب قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

«مَنْ قرأ في ليلة ب {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ (1)} فقد قرأ ثلث القرآن» .

‌التعليق:

هذا إسناد رجاله كلهم ثقات رجال الشيخين غير زكريا بن يحيى

(1)

رجال الإسناد:

زكريا بن يحيى بن إياس بن سلمة السجزي، أبو عبد الرحمن نزيل دمشق، يعرف بخياط السنة، ثقة حافظ من الثانية عشرة، مات سنة 289 وله 94 سنة، روى له النسائي.

بشر بن الحكم بن حبيب بن مهران العبدي النيسابوري، أبو عبد الرحمن، ثقة زاهد فقيه، من العاشرة، مات سنة 237 أو 238، روى له البخاري ومسلم.

منصور بن المعتمر بن عبد الله السلمي أبو عتاب الكوفي، ثقة ثبت وكان لا يدلس، من طبقة الأعمش، مات سنة 132، روى له البخاري ومسلم.

ربعي بن حراش أبو مريم العبسي الكوفي، ثقة عابد مخضرم، من الثانية، مات سنة 100 وقيل غير ذلك، روى له البخاري ومسلم.

عمرو بن ميمون الأودي، أبو عبد الله، ويقال: أبو يحيى، مخضرم مشهور، ثقة عابد نزل الكوفة، مات سنة 47 وقيل بعدها، روى له البخاري ومسلم.

عبد الرحمن بن أبي ليلى الأنصاري المدني ثم الكوفي، ثقة من الثانية، اختلف في سماعه من عمر، مات بوقعة الجماجم سنة 83، وقيل: إنه غرق، روى له البخاري ومسلم.

امرأة من الأنصار: وهي امرأة أبي أيوب كما صرّح به الترمذي.

ص: 299

شيخ النسائي وهو ثقة، وثقه النسائي وقال عنه: أحد الثقات. وقال عبد الغني بن سعيد: حافظ ثقة.

وقد تابعه مسدد ومحمد بن أبي بكر المقدمي، فأخرجه الطبراني في الكبير (4029) من طريقهما، وذكره البخاري في التاريخ الكبير (3/ 137) تعليقاً.

قال: قال إسحاق: عن عبد العزيز بن عبد الصمد، حدثنا منصور به.

وقد وهم عبد العزيز بن عبد الصمد في هذا الإسناد على منصور فقال: (عن منصور، عن ربعي، عن عمرو بن ميمون

).

خالفه زائدة بن قدامة

(1)

، وإسرائيل

(2)

، والفضيل بن عياض

(3)

فرووه (عن منصور، عن هلال بن يساف، عن الربيع بن خثيم، عن عمرو بن ميمون، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن امرأة من الأنصار، عن أبي أيوب).

فوهم عبد العزيز فجعل مكان هلال بن يساف ربعي بن حراش، وأسقط من الإسناد الربيع بن خثيم.

(1)

أحمد (5/ 419) والترمذي (2896) والنسائي (2/ 172) وفي الكبرى (1068، 9946، 10517) والطبراني في الكبير (4026) والنسائي في عمل اليوم والليلة (681) والبيهقي في شعب الإيمان (2313).

(2)

الدارمي (3312 ط. البغا) وابن عبد البر في التمهيد (7/ 256).

(3)

ذكره الترمذي تعليقاً (5/ 154) عقب الحديث (2896) وقد أخرجه النسائي في الكبرى (10518) والطبراني في الكبير (4028) عن فضيل بن عياض، عن منصور، عن هلال، عن عمرو بن ميمون، عن الربيع بن خثيم

) فجعل مكان عمرو بن ميمون مكان الربيع بن خثيم والربيع بن خثيم مكان عمرو بن ميمون، لذا قال الدارقطني في العلل (6/ 102)(ورواه فضيل بن عياض عن منصور فقدّم في إسناده وأخّر) اه.

ولعله وقع عند الترمذي على الصواب، والله أعلم.

ص: 300

وقد رواه كذلك بذكر هلال بن يساف والربيع بن خثيم: شعبة

(1)

، وجرير بن عبد الحميد

(2)

.

قال النسائي في الكبرى (6/ 173) عقب حديث الباب: هذا خطأ.

وقال البخاري في التاريخ الكبير: وربعي لا يصح.

وقال ابن أبي حاتم في العلل (1735): سألت أبي عن حديث رواه عبد العزيز بن عبد الصمد، عن منصور بن المعتمر، عن ربعي بن حراش، عن عمرو بن ميمون، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن امرأة من الأنصار، عن أبي أيوب الأنصاري، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:«مَنْ يقرأ في ليلة ثلث القرآن؟» فأشفقنا منها وسكتنا، قال:«مَنْ قرأ: {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ (1)} فإنها تعدل ثلث القرآن» .

قال أبي: (هذا خطأ، الحديث عن منصور عن هلال بن يساف عن عمرو بن ميمون) اه.

وقال الدارقطني في العلل (6/ 101 - 102) عندما سئل عن هذا الحديث:

قال: (ورواه منصور بن المعتمر واختلف عنه:

(1)

أحمد (5/ 418) والنسائي في الكبرى (10516) وأبو نعيم في الحلية (7/ 168 - 169) عن منصور، عن هلال، عن الربيع بن خثيم، عن عمرو بن ميمون عن امرأة، عن أبي أيوب) أسقط عبد الرحمنبن أبي ليلى، انظر ح (42).

(2)

النسائي في الكبرى (10515) والطبراني في الكبير (4027).

عن منصور، عن هلال، عن الربيع، عن امرأة من الأنصار، عن أبي أيوب.

أسقط عمرو بن ميمون وعبد الرحمن بن أبي ليلى.

ص: 301

فرواه زائدة بن قدامة فضبط إسناده عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن امرأة من الأنصار عن أبي أيوب.

وخالفه شعبة فرواه عن منصور

ولم يذكر ابن أبي ليلى.

ورواه فضيل بن عياض فقدّم في إسناده وأخّر، جعله عن هلال بن يساف، عن عمرو بن ميمون، عن الربيع بن خثيم، عن ابن أبي ليلى، عن امرأة، عن أبي أيوب، انظر ح (827).

ورواه عبد العزيز بن عبد الصمد عن منصور فوهم فيه

، أسقط من الإسناد الربيع بن خثيم وجعل مكان هلال بن يساف ربعي بن حراش ووهم فيه والقول قول زائدة بن قدامة) اه.

وقد رجح الترمذي والنسائي كذلك حديث زائدة.

قال الترمذي: هذا حديث حسن، ولا نعرف أحداً روى هذا الحديث أحسن من رواية زائدة، وتابعه على روايته إسرائيل والفضيل بن عياض

).

وقال النسائي في الكبرى (6/ 173): لا أعرف في الحديث الصحيح إسناداً أطول من هذا.

ص: 302

‌أبو المغيرة (عبد القدوس)

‌اسمه ونسبه:

عبد القدوس بن الحجاج الخولاني، أبو المغيرة الشامي الحمصي.

ولد في حدود سنة 130.

روى عن: الأوزاعي، وصفوان بن عمرو، وحريز بن عثمان، وأرطأة بن المنذر، وجماعة.

روى عنه: البخاري، وأحمد بن حنبل، وابن معين، والذهلي، والدارمي، وإسحاق الكوسج وجماعة.

قال العجلي والدارقطني: ثقة.

وقال أبو حاتم: صدوق.

وقال النسائي: ليس به بأس، وذكره ابن حبان في الثقات.

قال ابن زنجويه: ما رأيت أخوف للّه من إسحاق بن سليمان، ولا رأيت أخشع من أبي المغيرة، ولا أحفظ من يزيد بن هارون، ولا أعقل من أبي مسهر، ولا أورع من الفريابي.

مات سنة 212 وصلّى عليه أحمد بن حنبل.

قال ابن حجر: ثقة من التاسعة.

ص: 303

‌الحديث

(1)

:

927 -

قال أبو عبد الرحمن النسائي (1/ 274): أخبرني شعيب بن شعيب بن إسحاق قال: حدثنا أبو المغيرة، قال: حدثنا الأوزاعي، عن الزهري، عن سعيد بن المسيب، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

«مَنْ أدرك من الصلاة ركعة فقد أدركها» .

‌التعليق:

هذا إسناد رجاله كلهم ثقات رجال الشيخين غير شعيب بن شعيب شيخ النسائي، وثقه النسائي، وقال أبو حاتم وابنه عبد الرحمن: صدوق.

هكذا قال أبو المغيرة: (عن الأوزاعي، عن الزهري، عن سعيد، عن أبي هريرة).

خالفه عبد الله بن المبارك

(2)

، وموسى بن أعين

(3)

، والوليد بن

(1)

رجال الإسناد:

شعيب بن شعيب بن إسحاق الدمشقي، توفي أبوه وهو حمل فسمي باسمه، صدوق، من الحادية عشرة، مات سنة 264 وله 74 سنة، روى له النسائي.

الأوزاعي: عبد الرحمن بن عمرو: انظر ترجمته في بابه.

الزهري: تقدم انظره في بابه.

سعيد بن المسيب بن حزن بن أبي وهب بن مخزوم القرشي المخزومي أحد العلماء الأثبات الفقهاء الكبار، من كبار الثانية، مات بعد التسعين وقد ناهز الثمانين، روى له البخاري ومسلم.

(2)

مسلم (707)(162).

(3)

النسائي (1/ 274) وفي الكبرى (1538).

ص: 304

مسلم

(1)

، ومحمد بن كثير

(2)

، وبشر بن بكر

(3)

فقالوا: (عن الأوزاعي، عن الزهري، عن أبي سلمة ابن عبد الرحمن، عن أبي هريرة) فجعلوا الحديث من مسند أبي سلمة عن أبي هريرة وليس من مسند سعيد بن المسيب عن أبي هريرة، وهو المحفوظ من حديث الزهري فقد رواه كذلك الثقات من أصحاب الزهري عنه، منهم:

مالك بن أنس

(4)

، وسفيان بن عيينة

(5)

، ومعمر

(6)

، ويونس

(7)

، وقرة بن عبد الرحمن

(8)

، وعبيد الله بن عمر

(9)

، وشعيب

(10)

، وابن جريج

(11)

، وإبراهيم بن أبي عبلة

(12)

، ويزيد بن عبد الله بن الهاد

(13)

، وثابت بن ثوبان

(14)

.

لذا قال أبو عبد الرحمن النسائي: لا نعلم أحداً تابع أبا المغيرة على قوله: عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة، والصواب عن أبي سلمة عن أبي هريرة

(15)

.

(1)

ابن خزيمة (1849) وأبو عوانة (1535).

(2)

الدارمي (1201).

(3)

ابن المنذر في الأوسط (4/ 195 ح 2021).

(4)

البخاري (580) ومسلم (607) وهو في الموطأ (1/ 10).

(5)

مسلم (607)(162) وأحمد (2/ 241) والترمذي (524) وابن ماجه (1122).

(6)

مسلم (607)(162) وأحمد (2/ 271) وعبد الرزاق (3369).

(7)

مسلم (607)(162) وأبو عوانة (1533).

(8)

ابن خزيمة (1595) والطبراني في الأوسط (545).

(9)

النسائي (1/ 274) وأبو عوانة (1533) وأبو يعلى (5941) وابن حبان (1485).

(10)

أبو عوانة (1531).

(11)

عبد الرزاق (3370).

(12)

أبو عوانة (1536).

(13)

الطبراني في الأوسط (8771).

(14)

ابن حبان (1486).

(15)

السنن الكبرى (1/ 481) عقب الحديث رقم (1539).

ص: 305

‌أبو عامر العقدي

‌اسمه ونسبه:

عبد الملك بن عمرو القيسي، أبو عامر العقدي البصري.

روى عن: شعبة، والثوري، وأيمن بن نابل، وحماد بن سلمة، وإبراهيم بن طهمان، وهشام الدستوائي، وجماعة.

روى عنه: أحمد، وإسحاق، ويحيى بن معين، وعلي بن المديني، وعبد بن حميد، وزهير بن حرب، وخلق كثير.

قال النسائي: ثقة مأمون.

وقال إسحاق: ثقة أمين.

وقال ابن معين: ثقة.

وقال أبو حاتم: صدوق.

قال سليمان بن داود القزاز: سألت أحمد قلت: أريد البصرة عمّن أكتب؟ قال: عن أبي عامر العقدي ووهب بن جرير.

وقال عبد الرحمن بن مهدي: كتبت حديث ابن أبي ذئب عن أوثق شيخ.

مات سنة 204.

قال ابن حجر: ثقة، من التاسعة.

ص: 306

‌الحديث الأول

(1)

:

928 -

قال الإمام أحمد رحمه الله (6/ 159): حدثنا أبو عامر، حدثنا هشام يعني ابن سعد عن عثمان بن عمرو بن هاناء، عن عاصم بن عمر بن عثمان، عن عروة، عن عائشة رضي الله عنها قالت:

دخل عليّ رسول الله صلى الله عليه وسلم فعرفت في وجهه أن قد حفزه شيء فتوضأ، ثم خرج فلم يكلم أحداً فدنوت من الحجرات فسمعته يقول:«يا أيها الناس إن الله عز وجل يقول: مروا بالمعروف وانهوا عن المنكر من قبل أن تدعوني فلا أجيبكم وتسألوني فلا أعطيكم وتستنصروني فلا أنصركم» .

‌التعليق:

هذا إسناد ضعيف لجهالة عاصم بن عمر بن عثمان، وقيل: إنه هو عاصم بن عمر بن قتادة بن النعمان الأوسي الأنصاري، وهذا من رجال الشيخين، ثقة عالم بالمغازي.

والحديث أخرجه كذلك إسحاق (864) عن أبي عامر، والبزار (3305 زوائد) من طريق الحسن بن أبي كبشة عن أبي عامر بهذا

(1)

رجال الإسناد:

هشام بن سعد المدني، صدوق له أوهام ورمي بالتشيع، من كبار السابعة، مات سنة 160 أو قبلها، روى له مسلم والبخاري تعليقاً.

عمرو بن عثمان بن هاناء المدني، مولى عثمان، ويقال: عثمان بن عمرو بن هاناء قلبه بعضهم، مستور، من السابعة، روى له أبو داود وابن ماجه.

عاصم بن عمر بن عثمان، مجهول، من السابعة، وقيل: هو الذي بعده، روى له ابن ماجه.

ص: 307

الإسناد (وسقط من إسناد إسحاق عاصم بن عمر بن عثمان).

وأخرجه ابن عساكر في تاريخ دمشق (46/ 298) من طريق الإمام أحمد.

هكذا قال أبو عامر: (عن هشام، عن عثمان بن عمرو بن هاناء، عن عاصم بن عمر بن عثمان، عن عروة، عن عائشة).

خالفه معاوية بن هشام

(1)

، وابن أبي عامر

(2)

، وأبو همام محمد بن محبب

(3)

فقالوا: (عن هشام، عن عمرو بن عثمان بن هاناء، عن عاصم بن عمر، عن عروة، عن عائشة).

قلب أبو عامر العقدي (عمرو بن عثمان) فقال: (عثمان بن عمرو).

وقد روى هذا الحديث أيضاً ابن أبي فديك

(4)

فقال: (عن عمرو بن عثمان بن هاناء، عن عاصم بن عمر بن عثمان، عن عروة، عن عائشة به).

قال ابن عساكر في تاريخ دمشق عقب الحديث: كذا قال، وصوابه: عمرو بن عثمان بن هانئ.

(1)

ابن ماجه (4004) وابن أبي شيبة (5/ 244).

(2)

البزار (3306 زوائد) كذا جاء في المطبوع (ابن أبي عامر) ولعله هو نفسه أبو عامر.

(3)

البيهقي (10/ 3) والمزي في تهذيب الكمال (13/ 527) في ترجمة عمرو بن عثمان، وابن عساكر في تاريخ دمشق (46/ 299).

(4)

ابن حبان (290) والبزار (3304) والطبراني في الأوسط (6661) وابن عساكر في تاريخ دمشق (46/ 298).

ص: 308

وذكره الحافظ في المطالب العالية (13/ 673) وقال: ما عرفت عثمان بن عمرو بن هاناء

(1)

.

وقال ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل (6/ 162): عثمان بن عمرو روى عن عاصم بن زيد

(2)

، روى عنه هشام بن سعد سألت أبي عنه فقال: لا أعرفه.

(1)

في النسخة المطبوعة: ما عرفت عثمان بن عروة بن هاناء وهو خطأ وقد ذكر الحافظ رواية إسحاق، وعند إسحاق (عثمان بن عمرو بن هانئ) وهناك أخطاء أخرى فلتصحح من هنا.

والعجيب أن الحافظ قد ذكر في التهذيب والتقريب (عمرو بن عثمان بن هاني) وقال: ويقال: عثمان بن عمرو بن هاناء، قلبه بعضهم، ولم يتفطن لهذا أيضاً أبو حاتم فقال: لا أعرفه، والله أعلم.

(2)

كذا جاء هنا (عاصم بن زيد) وكذا في لسان الميزان (4/ 149) وميزان الاعتدال (8/ 157).

ص: 309

‌الحديث الثاني

(1)

:

929 -

قال الإمام النسائي رحمه الله (2/ 53): أخبرنا سليمان بن عبيد الله الغيلاني بصري، قال: حدثنا أبو عامر قال: حدثنا سليمان عن ربيعة عن عبد الملك بن سعيد قال: سمعت أبا حميد وأبا أسيد يقولان: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

«إذا دخل أحدكم المسجد فليقل: اللهم افتح لي أبواب رحمتك، وإذا خرج فليقل: اللهم إني أسألك من فضلك» .

‌التعليق:

هذا إسناد رجاله كلهم ثقات رجال الصحيح.

وأخرجه الإمام أحمد (3/ 497) و (5/ 425) عن أبي عامر العقدي بهذا الإسناد.

(1)

رجال الإسناد:

سليمان بن عبيد الله بن عمرو بن جابر الغيلاني المازني البصري، صدوق من الحادية عشرة، مات سنة 246 أو 247، روى له مسلم.

سليمان بن بلال التيمي مولاهم أبو محمد المدني، ثقة من الثامنة، مات سنة 197، روى له البخاري ومسلم.

ربيعة بن أبي عبد الرحمن التيمي المدني المعروف بربيعة الرأي، ثقة فقيه مشهور، من الخامسة، مات سنة 136 على الصحيح، روى له البخاري ومسلم.

عبد الملك بن سعيد بن سويد الأنصاري المدني، ثقة من الثالثة، روى له مسلم.

أبو حميد الساعدي: صحابي مشهور اسمه المنذر بن سعد بن مالك، شهد أحداً وما بعدها، مات في خلافة يزيد.

أبو أسيد الساعدي: صحابي مشهور بكنيته اسمه مالك بن ربيعة، شهد بدراً وغيرها، قيل: إنه آخر البدريين موتاً.

ص: 310

وأخرجه البزار (3721) عن محمد بن المثنى عن أبي عامر به.

وأخرجه ابن حبان (2049) من طريق أبي خيثمة زهير بن حرب عن أبي عامر العقدي به، وهو عند النسائي أيضاً في الكبرى (808) وفي عمل اليوم والليلة (177).

هكذا قال أبو عامر: (عن سليمان بن بلال، عن ربيعة، عن عبد الملك بن سعيد، عن أبي حميد وأبي أسيد).

خالفه يحيى بن يحيى النيسابوري

(1)

، وسعيد بن أبي مريم

(2)

، وعبد الله بن مسلمة

(3)

فرووه عن سليمان بن بلال، عن ربيعة، عن عبد الملك بن سعيد، عن أبي حميد أو أبي أسيد) على الشك.

وكذلك رواه بشر بن المفضل عن عمارة بن غزية

(4)

، وعبد العزيز بن محمد الدراوردي

(5)

كلاهما عن ربيعة، عن عبد الملك فقالا: أبو حميد أو أبو أسيد بالشك.

وقد نبّه الإمام مسلم إلى وهم مَنْ قال: (وأبي أسيد) فقال عقب الحديث: «سمعت يحيى بن يحيى يقول: كتبت هذا الحديث من كتاب

(1)

مسلم (713).

(2)

أبو عوانة (1235) وسعيد بن الحكم بن محمد بن سالم بن أبي مريم الجمحي، ثقة ثبت فقيه.

(3)

الدارمي (2691).

(4)

البزار (3720) وأبو نعيم في مستخرجه على مسلم (1606) وابن حبان (2048) والبيهقي (2/ 441) وخالفه إسماعيل بن عياش فرواه عن عمارة فقال: أبو حميد وحده. ابن ماجه (772).

وإسماعيل ضعيف في روايته عن أهل الحجاز وهذه منها.

(5)

أبو داود (465) والدارمي (1394) والبيهقي (2/ 442) وفي الدعوات الكبير (66).

ص: 311

سليمان بن بلال، قال: بلغني أن يحيى الحماني

(1)

يقول: وأبي أسيد»

(2)

.

ولم يتفطن لهذه العلة أبو زرعة وابن أبي حاتم.

قال ابن أبي حاتم: «وسئل أبو زرعة عن حديث رواه ربيعة بن أبي عبد الرحمن فاختلف عنه:

فروى بشر بن المفضل عن عمارة بن غزية عن ربيعة، عن عبد الملك بن سعيد عن أبي حميد الساعدي أو عن أبي أسيد الساعدي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «إذا دخل أحدكم المسجد

» الحديث.

ورواه سليمان بن بلال عن ربيعة عن عبد الملك بن سعيد، عن أبي حميد وأبي أسيد عن النبي صلى الله عليه وسلم؟

قال أبو زرعة: عن أبي حميد وأبي أسيد كلاهما عن النبي صلى الله عليه وسلم أصح.

قال ابن أبي حاتم: لم يكن أخرج أبو زرعة مَنْ خالف بشر بن المفضل في روايته عن عمارة بن غزية وأحسب أنه لم يكن وقع عنده.

وأخبرناه يونس بن عبد الأعلى قراءة عليه عن وهب عن يحيى بن عبد الله بن سالم عن عمارة بن غزية، عن ربيعة عن عبد الملك بن سعيد

(1)

تكلم فيه أحمد وابن المديني وأثنى عليه ابن معين وليس له رواية في الكتب الستة تجنبوا حديثه عمداً لكن له ذكر في صحيح مسلم في ضبط اسم عقيب حديث سليمان بن بلال. سير أعلام النبلاء (10/ 537).

(2)

صحيح مسلم (1/ 494).

ص: 312

عن أبي حميد وأبي أسيد عن النبي صلى الله عليه وسلم

(1)

كما رواه سليمان بن بلال، فدلّ على أن الخطأ من بشر بن المفضل»

(2)

.

قال محرره أبو حمزة: سليمان بن بلال يرويه بالشك، كما جاء في صحيح مسلم أن يحيى بن يحيى قال كذا في كتاب سليمان وتابعه على ذلك سعيد بن أبي مريم وعبد الله بن مسلمة، وخالفهم أبو عامر فوهم.

وكذلك رواه بشر بن المفضل والدراوردي وهو الصحيح خلاف ما زعما، والله أعلم

(3)

، وانظر ح (1150).

‌علة الوهم:

1 روى أبو عامر عن سليمان بن بلال عن ربيعة بن أبي عبد الرحمن عن عبد الملك بن سعيد، عن أبي سعيد وأبي حميد أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:«إذا سمعتم الحديث عني تعرفه قلوبكم وتلين له أشعاركم وأبشاركم وترون أنه منكم قريب فأنا أولاكم به، وإذا سمعتم الحديث عني تنكره قلوبكم وتنفر أشعاركم وأبشاركم وترون أنه بعيد منكم فأنا أبعدكم منه»

(4)

.

(1)

أخرجه أبو عوانة (1234) والطبراني في الدعاء (426) من طريق أخرى عن ابن وهب.

(2)

العلل (509).

(3)

جاء في شرح السنّة (2/ 368) أن مسلماً أخرجه من طريق أبي حميد وأبي أسيد ولعله خطأ من الشارح أو النسّاخ.

(4)

أحمد (3/ 497) و (5/ 425) والبزار (3718) والطحاوي في شرح المشكل (6067) وابن حبان (63) من طريق أبي عامر، وعند ابن حبان عن أبي حميد وحده.

ورواه ابن سعد في الطبقات (1/ 387) من طريق عبد الله بن مسلمة بن قعنب عن سليمان بن بلال فقال: (أبو حميد أو أبو أسيد) بالشك.

ص: 313

فلربما من هنا دخل الوهم على أبي عامر، والله تعالى أعلم.

2 اختلاف الأمصار: فسليمان بن بلال مدني وأبو عامر العقدي بصري، وخالفه ثلاثة من الأئمة الثقات فروايتهم مقدمة عليه.

ص: 314

‌الحديث الثالث

(1)

:

930 -

قال ابن حبان رحمه الله في صحيحه (7232): أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي حدثنا إسحاق بن إبراهيم أخبرنا أبو عامر العقدي حدثنا همّام بن يحيى عن قَتادة عن أيمن عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:

«طوبى لمَن رآني وآمن بي، وطوبى سبع مرات لمَن آمن بي ولم يرني» .

‌التعليق:

هذا إسناد رجاله كلهم ثقات غير أيمن وهو ابن مالك الأشعري ليس له رواية في الكتب الستة لذا لم يترجم في رجالهما وترجمه الحافظ في التعجيل، ولم يروِ عنه إلا قتادة.

(1)

رجال الإسناد:

عبد الله بن محمد الأزدي أبو محمد القرشي المطلبي النيسابوري، صاحب التصانيف، عرف بابن شيرويه، قال الحاكم: ابن شيرويه الفقيه أحد كبراء نيسابور، له مصنفات كثيرة تدل على عدالته واستقامته، توفي سنة 305. انظر: السير (14/ 166) مقدمة صحيح ابن حبان ص 13، روى عنه ابن حبان (463) حديثاً في صحيحه.

إسحاق بن إبراهيم بن مخلد الحنظلي، أبو محمد ابن راهويه المروزي، ثقة حافظ مجتهد، قرين أحمد بن حنبل، روى له البخاري ومسلم.

همام بن يحيى بن دينار العودي البصري، ثقة ربما وهم، من السابعة، مات سنة 164 أو 165، روى له البخاري ومسلم.

قتادة: تقدم. انظر ترجمته في بابه.

أيمن بن مالك الأشعري، وثقه ابن حبان، وذكره ابن أبي حاتم فلم يذكر فيه جرحاً، وأكثر ما تقع الروايات عن أيمن غير منسوب، وكذا في تاريخ البخاري. تعجيل المنفعة (1/ 329).

ص: 315

كذا قال أبو عامر: (عن همام، عن قتادة، عن أيمن، عن أبي هريرة).

خالفه عبيد الله بن موسى

(1)

، وموسى بن داود

(2)

، وهدبة بن خالد

(3)

، ويزيد بن هارون

(4)

، وعبد الصمد بن عبد الوارث

(5)

، وعفان بن مسلم

(6)

، وسهل بن بكار

(7)

، وموسى بن إسماعيل

(8)

، وأبو داود الطيالسي

(9)

فقالوا: (عن همام، عن قتادة، عن أيمن، عن أبي أمامة).

وكذلك رواه هشام الدستوائي

(10)

، وحماد بن الجعد

(11)

عن قتادة عن أيمن عن أبي أمامة وهذا هو الصحيح، وصحح ابن حبان الروايتين، والله تعالى أعلم.

(1)

ابن حبان (7233).

(2)

أحمد (5/ 248) وابن عبد البر في التمهيد (20/ 247).

(3)

أحمد (5/ 248).

(4)

أحمد (5/ 257).

(5)

أحمد (5/ 264).

(6)

أحمد (5/ 264).

(7)

الطبراني في الكبير (8009) ومن طريقه ابن حجر في الأمالي المطلقة (1/ 46).

(8)

البخاري في التاريخ الكبير (2/ 27).

(9)

في مسنده (1228).

(10)

الروياني في مسنده (1266).

(11)

أحمد (5/ 248) وابن أبي عاصم في السنّة (1483) والطبراني في الكبير (8010).

ص: 316

‌الحديث الرابع

(1)

:

931 -

قال ابن حبان رحمه الله في صحيحه (2918): أخبرنا أبو عروبة بحران، حدثنا محمد بن بشار، حدثنا أبو عامر، حدثنا شعبة، عن سليمان، عن أبي وائل، قال: قالت عائشة رضي الله عنه:

ما رأيت الوجع على أحد أشد منه على رسول الله صلى الله عليه وسلم.

‌التعليق:

هذا إسناد رجاله كلهم ثقات رجال الشيخين غير أبي عروبة وهو صدوق صاحب حديث.

هكذا قال أبو عامر: (عن شعبة، عن الأعمش، عن أبي وائل، عن عائشة)، تابعه أبو داود الطيالسي.

خالفهما جماعة من أصحاب شعبة فقالوا: (شعبة، عن الأعمش، عن أبي وائل، عن مسروق عن عائشة)، منهم:

(1)

رجال الإسناد:

أبو عروبة: الحسين بن محمد بن أبي معشر السلمي الجزري الحراني، نعته الذهبي فقال: الإمام الحافظ المعمر الصادق صاحب التصانيف، ولد بعد سنة 220، قال ابن عدي: كان عارفاً بالرجال والحديث، ونحو ذلك قال أبو أحمد الحاكم في الكنى (السير 14/ 511).

محمد بن بشار: انظره في بابه.

شعبة: تقدم. انظر ترجمته في بابه.

سليمان: هو الأعمش. انظر ترجمته في بابه.

شقيق بن سلمة الأسدي، أبو وائل، من الثانية، ثقة مخضرم، من الثانية، مات في خلافة عمر بن عبد العزيز وله مائة سنة.

ص: 317

عبد الله بن المبارك

(1)

، ومحمد بن جعفر

(2)

، ومحمد بن أبي عدي

(3)

، ومعاذ بن معاذ

(4)

.

ومن هذا الوجه أخرجه البخاري ومسلم في الصحيح.

ومما يدل على صحة رواية الجماعة عن شعبة أن سفيان الثوري

(5)

وجرير بن عبد الحميد

(6)

قد تابعا روايتهم عن شعبة بإثبات مسروق في الإسناد.

وقد تقدم في باب أبي داود الطيالسي ح (448) فانظره.

(1)

البخاري (5646).

(2)

مسلم (2570) وأحمد (6/ 172).

(3)

مسلم (2570).

(4)

مسلم (2570).

(5)

البخاري (5646) و (5647).

(6)

مسلم (2570).

ص: 318

‌الأشجعي

‌اسمه ونسبه:

عبيد الله بن عبد الرحمن الأشجعي، أبو عبد الرحمن الكوفي، نزيل بغداد، وقيل:(عبيد الله بن عبيد الرحمن).

روى عن: هشام بن عروة، ومحمد بن عمرو بن علقمة، وإسماعيل بن أبي خالد، ومالك بن مغول، وشعبة، وسفيان، وجماعة.

روى عنه: ابن المبارك، وأحمد بن حنبل، وأبو النضر هاشم، ويحيى بن معين، وعثمان بن أبي شيبة، وأبو خيثمة، وخلق.

وثقه ابن معين والنسائي وقال العجلي: كان ثقة ثبتاً متقناً عالماً بحديث الثوري رجلاً صالحاً أرفع مَنْ روى عن سفيان.

قال أبو داود: كان عند الأشجعي عن سفيان ثلاثون ألفاً.

قال ابن حجر: ثقة مأمون، أثبت الناس كتاباً في الثوري، من كبار التاسعة، مات سنة 182.

ص: 319

‌الحديث

(1)

:

932 -

قال الإمام أحمد رحمه الله (1/ 227): نا يحيى عن سفيان حدثني سليمان يعني الأعمش عن يحيى بن عُمارة عن سعيد بن جُبير عن ابن عباس قال:

مرض أبو طالب فأتته قريش وأتاه رسول الله صلى الله عليه وسلم يعوده وعند رأسه مقعد رجل فقام أبو جهل فقعد فيه فقالوا: إن ابن أخيك يقع في آلهتنا، قال: ما شأن قومك يشكونك؟ قال: «يا عم أريدهم على كلمة واحدة تدين لهم بها العرب وتؤدي العجم إليهم الجزية» قال: ما هي؟ قال: «لا إله إلا الله» فقاموا فقالوا: أجعل الآلهة إلهاً واحداً، قال: ونزل: {ص وَالْقُرْآنِ ذِي الذِّكْرِ (1) َلِ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي عِزَّةٍ وَشِقَاقٍ (2)} فقرأ حتى بلغ: { .. إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ عُجَابٌ (5)} [ص: 1 - 5] قال عبد الله: قال أبي: وثنا أبو أسامة ثنا الأعمش ثنا عبّاد فذكر نحوه، وقال الأشجعي: يحيى بن عبّاد.

‌التعليق:

هذا إسناد رجاله كلهم ثقات رجال الشيخين.

هكذا قال الأشجعي: (عن سفيان، عن الأعمش، عن يحيى بن عباد، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس).

(1)

رجال الإسناد:

سفيان الثوري: تقدم.

الأعمش: سليمان بن مهران. انظره في بابه.

يحيى بن عباد بن شيبان الأنصاري أبو هبيرة الكوفي، ثقة من الرابعة، مات بعد العشرين، روى له مسلم.

ص: 320

خالفه يحيى بن سعيد القطان

(1)

، وأبو معاوية

(2)

، وأبو أحمد الزبيري

(3)

.

فقالوا: (عن سفيان، عن الأعمش، عن يحيى بن عمارة، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس).

وتابعهم معاوية بن هشام عن سفيان عن يحيى بن عمارة به

(4)

.

ورواه عبد الرحمن بن مهدي عن سفيان فقال: عن يحيى، ولم ينسبه

(5)

.

فقال له علي من المديني من يحيى قال: لا أزيدك على هذا

(6)

.

وذكر البخاري في تاريخه قال: يحيى بن عمارة عن سعيد عن ابن عباس قوله قاله عمرو بن أبي قيس عن عطاء عن يحيى

(7)

.

وقال أبو حاتم: يحيى بن عمارة روى عن سعيد بن جبير، روى عنه الأعمش وعطاء بن السائب

(8)

.

(1)

أحمد (1/ 227) والترمذي (3232) والنسائي في الكبرى (11436) وفي التفسير (456) وابن أبي شيبة (11928) وابن حبان (6686) والبيهقي (9/ 188) والضياء في المختارة (416) وابن عساكر في تاريخ دمشق (69/ 322) وقال الترمذي: هذا حديث حسن.

(2)

الضياء في المختارة (10/ 388 رقم 414) وابن عساكر (66/ 322).

(3)

الحاكم (2/ 432) وصححه ووافقه الذهبي.

(4)

الطبري في تفسيره (23/ 118، 125) إلا أنه أسقط الأعمش من الإسناد.

(5)

أبو يعلى (2583) والضياء في المختارة (415) والطحاوي (5/ 26).

(6)

الطحاوي في شرح المشكل (5/ 26) وتحفة الأخيار (5/ 52).

(7)

التاريخ الكبير (8/ 296) وعطاء هو ابن السائب.

(8)

الجرح والتعديل (9/ 175).

ص: 321

وقد اختلف عن أبي أحمد الزبيري فرواه عنه عبد بن حميد فقال: يحيى بن عباد

(1)

، ولم ينسبه محمود بن غيلان

(2)

، وقال عثمان بن أبي شيبة: يحيى بن عمارة

(3)

.

ورواه أبو أسامة حماد بن أسامة عن الأعمش فقال: عباد بن جعفر

(4)

، وتابعه أبو معاوية فرواه عن الأعمش قال: حدثنا عباد عن سعيد بن جبير ولم ينسبه

(5)

.

قال عبد الله بن أحمد: قلت لأبي: قال يحيى بن سعيد عن سفيان عن الأعمش عن يحيى بن عمارة عن سعيد بن جبير عن ابن عباس أن أبا طالب مرض فعاده النبي صلى الله عليه وسلم.

وقال أبو أسامة: حدثنا الأعمش قال: حدثنا عباد عن سعيد بن جبير عن ابن عباس مثله.

قال أبي: وقال الأشجعي عن سفيان عن الأعمش عن يحيى بن عباد عن أبي هريرة.

فقلت: مَنْ أصاب؟ قال: لا أدري

(6)

.

وقال الطحاوي بعد أن ذكر حديث يحيى القطان: إنه تصحيف

(1)

الترمذي (3232).

(2)

الترمذي (3232).

(3)

الحاكم (2/ 432).

(4)

أحمد (1/ 362).

(5)

ابن أبي شيبة (11930).

(6)

العلل ومعرفة الرجال (1/ 328 - 329).

ص: 322

وأنه إنما أريد به يحيى بن عباد أبو هبيرة الأنصاري وهو رجل جليل من تابعي الكوفة فصحف فقيل: يحيى بن عمارة.

ثم ذكر بسنده عن علي بن المديني قال: حدثنا يحيى بن سعيد بهذا الحديث فقال فيه: يحيى بن عمارة، فأتيت عبد الرحمن بن مهدي فحدثنا به فقال فيه: عن يحيى، فقلت لعبد الرحمن: مَنْ يحيى؟ قال: لا أزيدك على يحيى، فنظرت في كتاب الأشجعي فإذا هو يحيى بن عباد أبي هبيرة.

‌الخلاصة:

اختلف على الأعمش في هذا الحديث.

فرواه عنه حماد بن أسامة وأبو معاوية فقالا: عباد، ونسبه أبو أسامة فقال: ابن جعفر.

ورواه سفيان الثوري فاختلف عليه.

فقال يحيى وأبو معاوية وأبو أحمد الزبيري في رواية عنه عن الأعمش عن يحيى بن عمارة.

وقال عنه الأشجعي وأبو أحمد الزبيري في رواية عن الأعمش عن يحيى بن عباد.

والأصح عندي من حديث الأعمش ما رواه حماد وأبو معاوية حيث توافقا على ذلك، وأبو معاوية لا يقل عن سفيان في الأعمش.

والأصح من حديث سفيان رواية يحيى القطان ومَن تابعه.

والله تعالى أعلم.

ص: 323

‌أثر الوهم:

احتج بهذا الإسناد الطحاوي فقال: فكان في هذا الحديث ما قد دلّ على دخول المجوس فيمن تؤخذ منه الجزية لأنهم من العجم، فقال هذا القائل: وكيف تقبلون هذا الحديث وفي إسناده يحيى بن عمارة

(1)

وأنتم لا تعرفونه ولا تعرفون يحيى بن عمارة في أهل العلم إلا يحيى بن عمارة الأنصاري أبا عمرو بن يحيى وذلك لا يروي عن سعيد بن جبير وإنما هو من أهل المدينة، فكان جوابنا في ذلك بتوفيق الله عز وجل وعونه أن يحيى بن عمارة المذكور في هذا الحديث كما ذكر، غير أنا قد وقفنا على العلة فيه فبان لنا أنه مُصحّف وأنه إنما أريد من يحيى بن عباد أبو هبيرة الأنصاري وهو رجل جليل من تابعي الكوفة فصحف فقيل: يحيى بن عمارة كما حدثنا إسحاق بن إبراهيم بن يونس قال: حدثنا أحمد بن منصور الرمادي عن ابن المديني قال: ثنا يحيى بن سعيد بهذا الحديث فقال فيه: يحيى بن عمارة

وساقه كما تقدم.

قلت: وليس فيما تقدم ما يقضي للأشجعي فقد اختلف هو ويحيى القطان لكن تابع يحيى أبو معاوية وأبو أحمد الزبيري في رواية وتوقف فيه ابن مهدي.

وقد اختلف على أبي أحمد الزبيري فإذا استثنينا روايته فلا شك أن يحيى القطان وأبا معاوية قد توافقا تقدم روايتهما على الأشجعي، والله تعالى أعلم.

(1)

يحيى بن عمارة، ويقال: ابن عباد، ويقال: عبادة الكوفي، مقبول من الرابعة، روى له الترمذي والنسائي.

ص: 324

‌عبيد الله بن موسى

‌اسمه ونسبه:

عبيد الله بن موسى بن أبي المختار باذام العبسي مولاهم أبو محمد الكوفي، أول مَنْ صنّف المسند على ترتيب الصحابة بالكوفة، كما أن أبا داود الطيالسي أول مَنْ صنّف المسند من البصريين.

ولد في حدود عام 120.

سمع من: هشام بن عروة، والأعمش، وإسماعيل بن أبي خالد، وحنظلة بن أبي سفيان، وابن جريج، والأوزاعي، وشعبة، وسفيان، وإسرائيل، وخلق كثير.

روى عنه: البخاري، وأحمد بن حنبل قليلاً كان يكرهه لبدعة ما فيه، وإسحاق، وابن معين، ومحمد بن عبد الله بن نمير، ومحمد بن يحيى الذهلي، وعبد بن حميد وخلق كثير.

قال يحيى بن معين: ثقة.

وقال أبو حاتم: صدوق ثقة حسن الحديث، وأبو نعيم أتقن منه، وعبيد الله أثبتهم في إسرائيل، كان إسرائيل يأتيه فيقرأ عليه القرآن.

ص: 325

وقال العجلي: ثقة وكان عالماً بالقرآن، وقال: ما رأيته رافعاً رأسه وما رأيته ضاحكاً قط.

وقال أبو داود: كان محترقاً شيعياً جاز حديثه.

قال ابن سعد: كان ثقة صدوقاً إن شاء الله كثير الحديث حسن الهيئة وكان يتشيع ويروي أحاديث في التشيع منكرة فضعف بذلك عند كثير من الناس وكان صاحب قرآن.

وقال يعقوب بن سفيان: شيعي، وإن قال قائل: رافضي لم أنكر عليه وهو منكر الحديث.

وقال الآجري عن أبي داود: سمعت أحمد بن حنبل يقول: مَنْ عبيد الله؟ كل بلية تأتي عن عبيد الله بن موسى.

قال الذهبي بعد أن أورد حديثاً من طريقه في أن خير هذه الأمة بعد النبي صلى الله عليه وسلم أبو بكر وعمر. قال: رواية عبيد الله مثل هذا دال على تقديمه للشيخين ولكنه كان ينال من خصوم علي.

قال ابن مندة: كان معروفاً بالرفض لم يدع أحداً اسمه معاوية يدخل داره، دخل عليه معاوية بن صالح الأشعري فقال: ما اسمك؟ قال: معاوية، قال: والله لا حدثتك ولا حدثت قوماً أنت فيهم.

قال ابن حجر: ثقة كان يتشيع، من التاسعة، قال أبو حاتم: كان أثبت في إسرائيل من أبي نعيم، واستصغر في سفيان الثوري.

قال محرره أبو حمزة: إذا استصغر في سفيان فكيف حديثه عن مَنْ هو أكبر من سفيان من مشايخه مثل الأعمش

(1)

، وشعبة

(2)

وهو

(1)

توفي سنة 147 وكان مولده عام 61.

(2)

توفي سنة 160 وكان مولده سنة 82 أو 83.

ص: 326

أكبر من سفيان بعشر سنين، وهشام بن عروة

(1)

وهو أكبر من سفيان بنحو خمس وثلاثين سنة، وابن جريج

(2)

وهو أكبر من الثوري، إلا أن يكون المقصود استصغر في سفيان أنه ضعيف في سفيان.

قلت لم يخرج له البخاري شيئاً من روايته عن سفيان وروى له سبعة وأربعون حديثاً

(3)

.

(1)

توفي سنة 146 وكان مولده سنة 59 إذ مات وله 87 سنة.

(2)

مات سنة 150 أو بعدها وقد جاوز السبعين، وقيل: المائة، ولم يثبت.

(3)

انظر رواياته في منهج الإمام البخاري في الرواية عن المبتدعة لكريمة سوداني (ص 390).

ص: 327

‌الحديث الأول

(1)

:

933 -

قال الإمام مسلم رحمه الله (2/ 867 ح رقم 1206): وحدثنا عبد بن حميد، أخبرنا عبيد الله بن موسى، حدثنا إسرائيل، عن منصور، عن سعيد بن جبير عن ابن عباس رضي الله عنهما قال:

كان مع رسول الله صلى الله عليه وسلم رجل فوقصته ناقته فمات فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «اغسلوه ولا تقربوه طيباً ولا تغطوا وجهه فإنه يُبعث يلبي» .

‌التعليق:

هذا إسناد رجاله كلهم ثقات رجال الشيخين.

وأخرجه أبو عوانة (3116) من طريق أبي أمية، وأبو نعيم في المستخرج على مسلم (2784) من طريق ابن كرامة، والبيهقي (3/ 393) من طريق علي بن الحسن بن أبي عيسى، ثلاثتهم عن عبيد الله بن موسى عن إسرائيل بهذا الإسناد.

هكذا رواه عبيد الله بن موسى قال: (عن إسرائيل، عن منصور، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس).

(1)

رجال الإسناد:

عبد بن حميد بن نصر الكشي، ثقة حافظ من الحادية عشرة، مات سنة 249، روى له مسلم والبخاري تعليقاً.

إسرائيل بن يونس بن أبي إسحاق السبيعي الهمداني، أبو يوسف الكوفي، ثقة تكلم فيه بلا حجة، من السابعة، مات سنة 160 وقيل بعدها، روى له البخاري ومسلم.

منصور بن المعتمر بن عبد الله السلمي أبو عتاب الكوفي، ثقة ثبت وكان لا يدلس، من طبقة الأعمش، مات سنة 132، روى له البخاري ومسلم.

سعيد بن جبير الأسدي مولاهم الكوفي، ثقة ثبت فقيه من الثالثة، قتل بين يدَيْ الحجاج سنة 95 ولم يكمل الخمسين، روى له البخاري ومسلم.

ص: 328

خالفه الأسود بن عامر

(1)

فقال: (عن إسرائيل، عن منصور، عن الحكم بن عتيبة عن سعيد بن جبير) عن ابن عباس.

وكذلك رواه جرير بن عبد الحميد

(2)

، وشيبان بن عبد الرحمن النحوي

(3)

، وعبيدة بن حميد

(4)

، وعمرو بن أبي قيس

(5)

.

فقالوا: (عن منصور، عن الحكم، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس) أسقط عبيد الله الحكم من الإسناد.

لذا انتقد هذا الحديث على مسلم الإمام الدارقطني فقال: إنما سمعه منصور من الحكم، وأخرجه البخاري عن قتيبة عن جرير عن منصور عن الحكم عن سعيد وهو الصواب

(6)

.

وقال رشيد الدين العطار بعد أن ذكر كلام الدارقطني: «وقد تابع البخاري على إخراجه كذلك أبو داود السجستاني وأبو عبد الرحمن النسائي كلاهما من طريق جرير بن عبد الحميد عن منصور عن الحكم بإسناده كما رواه البخاري، وجرير بن عبد الحميد من أعلم الناس بحديث منصور وهذا مما يؤيد قول الدارقطني رحمه الله.

إلا أن مسلماً قدّس الله روحه ونوّر ضريحه قد أخرج هذا الحديث من طرق ثابتة ومتصلة من رواية عمرو بن دينار وأبي بشر

(1)

أحمد (1/ 266).

(2)

البخاري (1839) وأبو داود (3241) والنسائي (5/ 196) وفي الكبرى (3839).

(3)

أحمد (1/ 266) وأبو عوانة (3117).

(4)

ابن الجارود في المنتقى (507) والدارقطني (2/ 295).

(5)

أبو عوانة (3117).

(6)

التتبع ص 445.

ص: 329

جعفر بن أبي وحشية وغيرهما عن سعيد بن جبير عن ابن عباس بألفاظ أتم من حديث منصور الذي قدمناه ثم أورد حديث منصور آخر طرق هذا الحديث

(1)

.

وقال البيهقي: رواه مسلم في الصحيح عن عبد بن حميد عن عبيد الله بن موسى هكذا وهو وهم من بعض رواته في الإسناد والمتن جميعاً، والصحيح، ثم أورد حديث جرير عنه ولفظه:«ولا تغطوا رأسه» بدلاً: «من وجهه» ، قال: ورواية الجماعة في الرأس وحده وذكر الوجه فيه غريب

(2)

.

ونقل النووي عن القاضي عياض أنه قال: هذا الحديث مما استدركه الدارقطني على مسلم وقال: إنما سمعه منصور من الحكم، وكذا أخرجه البخاري عن منصور

(3)

.

قلت: كذا نقلا قول الدارقطني وسكتا عليه مما يفيد إقرارهما وكذا صوّب قول الدارقطني السيوطي والشيخ ربيع بن هادي

(4)

، والله تعالى أعلم.

(1)

غرر الفوائد المجموعة في بيان ما وقع في صحيح مسلم من الأحاديث المقطوعة ص 292 - 294.

(2)

السنن الكبرى (3/ 393) وانظر: الفتح (4/ 54).

(3)

شرح صحيح مسلم (8/ 130) ونقله السيوطي في الديباج على مسلم (3/ 298) ثم قال: وهو الصواب.

(4)

في كتابه بين الإمامين مسلم والدارقطني ص 228.

ص: 330

‌الحديث الثاني

(1)

:

934 -

قال ابن ماجه رحمه الله (4190): حدثنا أبو بكر ابن أبي شيبة، أنبأنا عبيد الله بن موسى، أنبأنا إسرائيل عن إبراهيم بن مهاجر عن مجاهد، عن مورق العجلي، عن أبي ذر رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

«إني أرى ما لا ترون وأسمع ما لا تسمعون، إن السماء أطَّت وحُقَّ لها أن تَئِط ما فيها موضع أربع أصابع إلا وملك واضع جبهته ساجداً للّه، والله لو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلاً ولبكيتم كثيراً وما تلذذتم بالنساء على الفرشات، ولخرجتم إلى الصعدات تجأرون إلى الله، والله لوَدِدت أني كنت شجرة تُعضَد» .

‌التعليق:

هذا إسناد رجاله كلهم ثقات رجال الشيخين غير إبراهيم بن مهاجر من رجال مسلم.

(1)

رجال الإسناد:

أبو بكر ابن أبي شيبة: ثقة حافظ صاحب تصانيف، روى له البخاري ومسلم (انظر ترجمته في بابه).

إسرائيل: تقدم.

إبراهيم بن مهاجر بن جبار البجلي الكوفي، صدوق لين الحفظ، من الخامسة، روى له مسلم.

مجاهد بن جبر أبو الحجاج المخزومي مولاهم المكي، ثقة إمام في التفسير وفي العلم، من الثالثة، مات سنة 101 أو 102 أو 103 أو 104 وله 83 سنة، روى له البخاري ومسلم.

مورق بن مشمرج بن عبد الله العجلي أو المعتمر البصري، ثقة عابد، من كبار الثالثة، مات بعد المائة، روى له البخاري ومسلم.

ص: 331

وأخرجه البزار (3524) والطحاوي في شرح المشكل (1135) والحاكم (2/ 510)، (4/ 4544) والبيهقي (7/ 52) وفي شعب الإيمان (783) كلهم من طريق عبيد الله بن موسى به.

هكذا رواه عبيد الله بن موسى عن إسرائيل فجعل قوله: «والله لوددت أني كنت شجرة تعضد» من قول النبي صلى الله عليه وسلم.

خالفه أسود بن عامر

(1)

وإسحاق بن منصور

(2)

فرويا هذا الحديث عن إسرائيل وفصلا فيه الحديث وجعلا قوله: «والله لوددت أني كنت شجرة تعضد» من قول أبي ذر.

وهم عبيد الله بن موسى فأدرج قول أبي ذر في قول النبي صلى الله عليه وسلم وقد تابعه على ذلك أبو أحمد الزبيري

(3)

.

قال البزار (9/ 358 عقب الحديث): «وأحسب أن هذا الكلام الأخير من قول أبي ذر، أعني: «لوددت أني كنت شجرة تعضد» .

وقد روي هذا الكلام عن أبي ذر من عدة أوجه موقوفاً.

منها: ما رواه وكيع بن الجراح عن أبيه عن إبراهيم بن مهاجر عن أبي ذر قال: «وددت أني كنت شجرة تعضد»

(4)

.

وروى الأعمش عن مجاهد عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن أبي ذر قال:«والله لو تعلمون ما أعلم لبكيتم كثيراً» ، ثم قال: «والله

(1)

أحمد (5/ 173).

(2)

البيهقي في شعب الإيمان (784).

(3)

الترمذي (2312) والبزار (3525).

(4)

تاريخ دمشق (66/ 215).

ص: 332

لوددت أن الله خلقني يوم خلقني شجرة تعضد وتؤكل ثمرتي»

(1)

.

وروى أبو نعيم من طريق أبي بكر ابن أبي شيبة وأبيه عن إبراهيم بن محمد بن الحسن عن علي بن محمد الكوفي، عن عبيد الله بن موسى عن إسرائيل هذا الحديث، ثم قال: قال علي بن محمد، قال أبو ذر:«والله لوددت أني كنت شجرة تعضد»

(2)

.

وأخرجه الحاكم من طريق شعبة عن يونس بن خباب، عن مجاهد، عن أبي ذر موقوفاً

(3)

.

لذا قال الترمذي في سننه عقب الحديث (2312): ويروى من غير هذا الوجه أن أبا ذر قال: «لوددت أني كنت شجرة تعضد» .

قال المباركفوري: وهذا قول أبي ذر رضي الله عنه

(4)

.

(1)

أخرجه ابن أبي شيبة (34682) قال: حدثنا أبو معاوية عن الأعمش، ورجاله ثقات رجال الشيخين، وذكره الحافظ في المطالب العالية (4081) وقال: قال مسدد حدثنا يحيى عن سفيان عن الأعمش به.

ورواه أبو نعيم في الحلية (1/ 164) من طريق أبي معاوية عن الأعمش به موقوفاً.

(2)

حلية الأولياء (2/ 237).

(3)

المستدرك (4/ 579) وقال: صحيح على شرط الشيخين.

(4)

تحفة الأحوذي (6/ 496).

ص: 333

‌الحديث الثالث

(1)

:

935 -

قال الدارقطني (3/ 42): حدثنا أبو علي الصفار من أصل كتابه، نا علي بن سهل بن المغيرة، حدثنا عبيد الله بن موسى، نا حنظلة بن أبي سفيان قال: سمعت سالم بن عبد الله عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «مَنْ وهب هبة فهو أحق بها ما لم يثب منها» .

‌التعليق:

هذا إسناد رجاله ثقات.

وأخرجه الدارقطني في العلل (2/ 58) بهذا الإسناد.

وأخرجه الحاكم (2/ 52) ومن طريقه البيهقي (6/ 181) من طريق أحمد بن حازم بن أبي غرزة عن عبيد الله بن موسى به.

هكذا قال عبيد الله بن موسى: (عن حنظلة بن أبي سفيان، عن سالم، عن ابن عمر، عن النبي صلى الله عليه وسلم.

(1)

رجال الإسناد:

إسماعيل بن محمد بن إسماعيل بن صالح البغدادي أبو علي الصفار الإمام النحوي الأديب مسند العراق، قال الدارقطني: كان ثقة متعصباً للسنّة. (السير 15/ 440).

علي بن سهل بن المغيرة البزاز البغدادي، نسائي الأصل يعرف بالعفاني لملازمته عفان بن مسلم، قال ابن أبي حاتم: كتبنا بعض حديثه ولم يقض لنا السماع منه وهو صدوق، وقال الدارقطني: كان ثقة، ووثقه ابن حبان، وفي التقريب: ثقة.

حنظلة بن أبي سفيان بن عبد الرحمن بن صفوان الجمحي المكي، ثقة حجة، من السادسة، مات سنة 151، روى له البخاري ومسلم.

ص: 334

خالفه عبد الله بن وهب

(1)

، ومكي بن إبراهيم

(2)

فقالا: (عن حنظلة بن أبي سفيان، عن سالم، عن ابن عمر عن عمر رضي الله عنه موقوفاً).

وكذلك رواه عمر بن عبد العزيز عن سالم عن ابن عمر عن عمر

(3)

، والأعمش عن إبراهيم النخعي، عن الأسود عن عمر رضي الله عنه

(4)

.

لذا أنكر أهل الحديث رفع هذا الحديث وصححوه موقوفاً على عمر رضي الله عنه.

قال الدارقطني: «لا يثبت هذا مرفوعاً والصواب عن ابن عمر عن عمر موقوفاً» .

وقال في العلل (2/ 57 - 58): «يرويه حنظلة بن أبي سفيان وعمرو بن دينار عن سالم عن ابن عمر عن عمر قوله.

واختلف عن حنظلة فحدّث به علي بن سهل بالمدينة وكان ثقة عن عبيد الله بن موسى عن حنظلة عن سالم عن أبيه عن النبي صلى الله عليه وسلم ووهم فيه، وإنما هو عن ابن عمر عن عمر.

(1)

البيهقي (6/ 181) وعبد الله بن وهب بن مسلم القرشي أبو محمد المصري الفقيه ثقة حافظ عابد، من التاسعة، روى له الجماعة.

(2)

الطحاوي في شرح معاني الآثار (4/ 81): مكي بن إبراهيم بن بشر التميمي البلخي، ثقة ثبت من التاسعة، روى له الجماعة.

(3)

عبد الرزاق في مصنفه (16527).

(4)

الطحاوي في شرح المشكل (13/ 33).

ص: 335

ورواه نافع عن ابن عمر عن عمر قوله».

فجعل الدارقطني الوهم فيه من علي بن سهل وذكر علة الوهم أنه حدّث به في غير بلده إذ إنه بغدادي فلربما لم تكن معه كتبه فحدّث به من حفظه.

وقوله: هذا مدفوع إذ لم ينفرد علي بن سهل بذلك بل تابعه كما سبق أحمد بن حازم عند الحاكم والبيهقي.

وقال الحاكم عقب الحديث: «هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه إلا أن نكل الحمل فيه على شيخنا» ووافقه الذهبي.

والحديث أخرجه الحاكم عن شيخه أبي أحمد إسحاق بن محمد بن خالد الهاشمي عن أحمد بن حازم بن أبي عذرة عن عبيد الله بن موسى.

قال الذهبي في إسحاق بن محمد الهاشمي عن أبي غرزة الكوفي روى عنه الحاكم واتهمه.

قال ابن حجر معقباً في لسان الميزان (1/ 375 رقم 1068): قال: حدّث عنه الحاكم في المستدرك بحديث إسناده صحيح (وذكر الحديث).

قال ابن حجر: الحمل فيه عليه بلا ريب، وهذا الكلام معروف من قول عمر غير مرفوع.

قلت: لم ينفرد به بل تابعه غيره كما تقدم.

وحمل البيهقي الوهم في هذا الحديث على عبيد الله بن موسى،

ص: 336

فإن إسحاق بن محمد الهاشمي لم ينفرد به بل تابعه كما سبق علي بن سهل بن المغيرة.

فقال في المعرفة (9/ 68): (وغلط فيه عبيد الله بن موسى فرواه عن حنظلة بن أبي يوسف عن سالم عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم.

والصحيح رواية عبد الله بن وهب عن حنظلة بن أبي سفيان، عن سالم، عن أبيه، عن عمر، والله أعلم.

وقال في الكبرى (6/ 180): وكذلك رواه علي بن سهل بن المغيرة عن عبيد الله وهو وهم، وإنما المحفوظ عن حنظلة عن سالم بن عبد الله عن أبيه عن عمر بن الخطاب.

وقد رجح الإمام البخاري أن الصحيح وقفه.

فقال في التاريخ الكبير (1/ 271): وروى ابن عيينة عن عمرو بن دينار عن سالم عن ابن عمر عن عمر قوله وهذا أصح

(1)

.

(1)

قاله بعد أن أورد حديث وكيع عن إبراهيم بن إسماعيل بن مجمع عن عمرو بن دينار عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «الرجل أحق بهبته ما لم يثب منها» رواه ابن ماجه (2387).

ص: 337

‌الحديث الرابع

(1)

:

936 -

قال البزار رحمه الله (2219 كشف الأستار): حدثنا يوسف بن موسى ومحمد بن عثمان بن كرامة قالا: ثنا عبيد الله بن موسى، عن ابن عيينة، عن الزهري عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة عن ابن عباس رضي الله عنه قال:

إن رجلاً من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم كان يحب امرأة فاستأذن النبي صلى الله عليه وسلم في حاجة فأذن له، فخرج في يوم مطير فإذا هو بالمرأة على غدير تغتسل فلما رآها جلس منها مجلس الرجل من امرأته، وحرك ذكره فإذا هو مثل الهدبة

(2)

فقام نادماً، فأتى النبي صلى الله عليه وسلم فذكر ذلك له، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم:«صلِّ أربع ركعات» فأنزل الله عز وجل: {وَأَقِمِ الصَّلَاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِنَ اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ

(114)} [هود: 114].

‌التعليق:

هذا إسناد رجاله كلهم ثقات رجال الصحيح.

(1)

رجال الإسناد:

يوسف بن موسى بن راشد القطان، أبو يعقوب الكوفي نزيل الري ثم بغداد، صدوق، من العاشرة، مات سنة 253، روى له البخاري.

محمد بن عثمان بن كرامة الكوفي، ثقة من العاشرة، مات سنة 224، روى له البخاري.

سفيان بن عيينة: انظر ترجمته في بابه.

الزهري: تقدم (انظر ترجمته في بابه).

عبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود الهذلي المدني، ثقة فقيه ثبت، من الثالثة، مات سنة 94 وقيل: 98، وقيل غير ذلك، روى له البخاري ومسلم.

(2)

أراد رخواً مثل طرف الثوب.

ص: 338

وأخرجه البيهقي في شعب الإيمان (6683) من طريق أحمد بن حازم بن أبي غرزة عن عبيد الله به.

وذكره الدارقطني في أطراف الغرائب والأفراد (2442).

هكذا قال عبيد الله بن موسى: (عن ابن عيينة، عن الزهري، عن عبيد الله بن عبد الله، عن ابن عباس).

خالفه ابن أبي عمر

(1)

فقال: (عن ابن عيينة، عن عمرو بن دينار، عن يحيى بن جعدة، عن النبي صلى الله عليه وسلم.

وكذلك رواه عبد الرزاق

(2)

، عن محمد بن مسلم (وهو الطائفي)، عن عمرو بن دينار، عن يحيى بن جعدة).

لذا قال البزار عقب الحديث: لا نعلمه بهذا اللفظ إلا عن ابن عباس، ولا نعلم رواه عن ابن عيينة إلا عبيد الله بن موسى.

وقال الدارقطني: تفرد به عبيد الله بن موسى عن ابن عيينة عن الزهري

(3)

.

وأنكره الإمام أحمد.

قال عبد الله: سئل عن حديث رواه يوسف القطان، عن عبيد الله بن موسى عن ابن عيينة عن الزهري عن عبيد الله بن عبد الله عن ابن عباس أن رجلاً كان يعشق امرأة فذهب ليواقعها فصار معه مثل الهدبة فنزلت: {وَأَقِمِ الصَّلَاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ

(114)} [هود: 114].

(1)

أخرجه ابن أبي حاتم في العلل (1659).

(2)

في مصنفه (13830) ومن طريقه الطبري في تفسيره (12/ 136).

(3)

أطراف الغرائب والأفراد (3/ 209).

ص: 339

فقال: ما أرى هذا إلا كذاب أو كذب، وأنكره جداً

(1)

.

وقال ابن أبي حاتم: سألت أبي عن حديث رواه يوسف بن موسى قال: حدثنا عبيد الله بن موسى قالا: حدثنا سفيان فذكرا الحديث.

قال أبي: هذا خطأ، حدثنا ابن أبي عمر، قال: حدثنا ابن عيينة عن عمرو، عن يحيى بن جعدة عن النبي صلى الله عليه وسلم وذكر الحديث

(2)

.

‌أثر الوهم:

تحول الإسناد من إسناد منقطع إلى إسناد متصل رجاله رجال الصحيح لأن يحيى بن جعدة لم يدرك عهد النبي صلى الله عليه وسلم.

والله تعالى أعلم.

(1)

العلل ومعرفة الرجال (2/ 210).

(2)

العلل لابن أبي حاتم (1659) وهذا إسناد رجاله ثقات إلا أنه مرسل، يحيى بن جعدة بن هبيرة المخزومي ثقة وقد أرسل عن ابن مسعود ونحوه، من الثالثة، د تم س ق. التقريب (7520).

ص: 340

‌عثمان بن عمر

‌اسمه ونسبه:

عثمان بن عمر بن فارس بن لقيط العبدي، أبو محمد، وقيل: أبو عدي، وقيل: أبو عبد الله البصري، قيل: أصله من بخارى.

ولد بعد سنة 120.

روى عن: ابن عون، وهشام بن حسان، وكهمس، ويونس بن يزيد، وقرة بن خالد، وشعبة، وإسرائيل، وابن أبي ذئب، ومالك، وجماعة.

روى عنه: أحمد، وإسحاق، وأبو خيثمة، ومحمد بن يحيى الذهلي، والحارث بن أبي أسامة، وخلق.

قال أحمد وابن معين وابن سعد: ثقة، وزاد أحمد: رجل صالح.

وقال العجلي: ثقة ثبت في الحديث.

وقال أبو حاتم: صدوق، وكان يحيى بن سعيد لا يرضاه.

قال الذهبي معقباً: يحيى بن سعيد كثير التعنت في الرجال وإلا فعثمان بن عمر ثقة ما فيه مغمز.

ص: 341

قال ابن حجر في تهذيبه: وقال البخاري في تاريخه: قال علي يعني ابن المديني احتج يحيى بن سعيد بكتاب عثمان بن عمر بحديثين عن أسامة عن عطاء، عن جابر:«عرفة كلها موقف» .

مات سنة 208، وقيل:209.

قال ابن حجر: ثقة، قيل: كان يحيى بن سعيد لا يرضاه، من التاسعة.

ص: 342

‌الحديث الأول

(1)

:

937 -

قال أبو داود رحمه الله (3137): حدثنا عباس العنبري ثنا عثمان بن عمر ثنا أسامة عن الزهري عن أنَس:

أن النبي صلى الله عليه وسلم مرّ بحمزة وقد مُثِّل به ولم يصلِّ على أحد من الشهداء غيره.

‌التعليق:

هذا إسناد رجاله ثقات رجال الصحيح.

وأخرجه ابن سعد (3/ 14 - 15) والطحاوي (1/ 502 - 503) وفي شرح المشكل (4913) والدارقطني (4/ 116 - 117) والحاكم (3/ 196) والبيهقي (4/ 10 - 11) من طرق عن عثمان بن عمر (بألفاظ مختلفة).

هكذا قال عثمان بن عمر عن أسامة عن الزهري عن أنس رضي الله عنه: أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يصلِّ على أحد من الشهداء غيره.

خالفه عبد الله بن وهب

(2)

، وزيد بن الحباب

(3)

، وأبو صفوان

(1)

رجال الإسناد:

عباس بن عبد العظيم العنبري، أبو الفضل البصري، ثقة حافظ من كبار الطبقة الحادية عشرة، مات سنة 240، روى له مسلم والبخاري تعليقاً.

أسامة بن زيد الليثي، أبو زيد المدني، صدوق يهم، من السابعة، مات سنة 153 وهو ابن بضع وسبعين، روى له مسلم والبخاري تعليقاً.

الزهري: تقدم.

(2)

أبو داود (3135) والطحاوي (4/ 10) وفي مشكل الآثار (4917) والدارقطني (4/ 116) والحاكم (1/ 365 - 366).

(3)

أبو داود (3136) وأحمد (3/ 128) وابن سعد (3/ 14) وابن أبي شيبة (14/ 291) والطبراني في الكبير (2938) وأبو نعيم في الحلية (9/ 226).

ص: 343

الأموي

(1)

، وصفوان بن عيسى

(2)

، وروح بن عبادة

(3)

، وعبيد الله بن موسى

(4)

، وأبو أسامة حماد بن أسامة

(5)

، وعبد الله بن نافع الصائغ

(6)

، وسليمان بن بلال

(7)

.

فرووه عن أسامة عن الزهري، عن أنس وقالوا فيه:(إن النبي صلى الله عليه وسلم لم يصلِّ على قتلى أحد) ولم يستثنوا أحداً.

وروى الشافعي قال: أخبرنا بعض أصحابنا عن أسامة بن زيد به أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يصلِّ على قتلى أحد ولم يغسلهم

(8)

.

وروى معمر عن الزهري قال: لم يصلِّ على شهداء أحد

(9)

.

وروى البخاري من طريق الليث بن سعد عن الزهري عن عبد الرحمن بن كعب بن مالك عن جابر رضي الله عنه قال: (كان النبي صلى الله عليه وسلم يجمع بين الرجلين من قتلى أحد في ثوب واحد ثم يقول: «أيهم أكثر أخذاً للقرآن» فإذا أشير له إلى أحدهما قدّمه في اللحد، قال: «أنا شهيد على هؤلاء يوم القيامة» وأمر بدفنهم في دمائهم ولم يغسلوا ولم يصلِّ عليهم)

(10)

.

(1)

أبو داود (3136) والترمذي (1016).

(2)

أحمد (3/ 128) مقروناً مع زيد بن الحباب، وأبو نعيم (9/ 226).

(3)

ابن سعد (3/ 14 - 15) والحاكم (1/ 365) والبيهقي (4/ 10 - 11).

(4)

عبد بن حميد (1164) وابن أبي شيبة (14/ 260) وأبو يعلى (3568).

(5)

ذكره الدارقطني في العلل (2585).

(6)

المصدر السابق.

(7)

المصدر السابق.

(8)

(1/ 204).

(9)

عبد الرزاق (9582).

(10)

في صحيحه (1343) باب الصلاة على الشهيد.

ص: 344

وجابر أبوه عبد الله أَحد شهداء أُحد.

وقال الشافعي في الأم: جاءت الأخبار كأنها عيان من وجوه متواترة أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يصلِّ على قتلى أحد، وما روي أنه صلّى عليهم وكبّر على حمزة سبعين تكبيرة

(1)

لا يصح

(2)

.

لذا قال الدارقطني: لم يقل هذا اللفظ غير عثمان بن عمر: (ولم يصلِّ على أحد من الشهداء غيره) وليست بمحفوظة

(3)

.

وقال في العلل: «خالفه حاتم بن إسماعيل وأبو أسامة وعبد الله بن نافع الصائغ وسليمان بن بلال وابن وهب فرووه عن أسامة عن الزهري عن أنس وقالوا فيه: إن النبي صلى الله عليه وسلم لم يصلِّ على قتلى أحد. ولم يستثنوا حمزة ولا غيره»

(4)

.

وذهب الطحاوي إلى تصحيح الحديثين وأن هذه الزيادة من ثقة فهي مقبولة، قال: إن ابن وهب وإن كان لم يذكر ذلك فقد زاد عليه عثمان بن عمر عن أسامة إثبات الصلاة عليه وكلاهما بحمد الله ثقة ثبت مقبول الرواية ومَن زاد وهو كذلك على غيره زيادة في حديث روياه جميعاً كانت زيادته مقبولة

(5)

.

وفي قوله هذا نظر، فإن هذه ليست زيادة بل مخالفة، وقد تابع ابن وهب ثمانية من الثقات قالوا: لم يصلِّ على أحد. ولم يستثنوا

(1)

أخرجه ابن سعد (3/ 14) والدارقطني (4/ 118) والبيهقي (4/ 12).

(2)

فتح الباري (3/ 210) وانظر: الأم (1/ 267).

(3)

السنن (4/ 116).

(4)

العلل (12/ 172 رقم 2585).

(5)

شرح مشكل الآثار (2/ 440 عقب الحديث (4917).

ص: 345

أحداً، والزيادة هذه تكون مقبولة لو أنهم لم ينفوا الصلاة على شهداء أحد، والله أعلم.

وهو رحمه الله إنما قال ذلك انتصاراً لمذهبه وأنه يصلى على الشهيد، ومذهب الأئمة الثلاثة: مالك والشافعي وأحمد وغيرهم أنه لا يصلى على الشهيد، وحجتهم حديث الليث عن الزهري عن ابن كعب عن جابر المتقدم

(1)

.

(1)

وانظر: التمهيد (24/ 244).

ص: 346

‌الحديث الثاني

(1)

:

938 -

قال ابن ماجه رحمه الله (3201): حدثنا محمد بن بشار ثنا عثمان بن عمر ح وحدثنا محمد بن الوليد ثنا محمد بن جعفر قالا: ثنا شعبة عن أبي التياح قال: سمعت مطرفاً عن عبد الله بن مغفل رضي الله عنه:

أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمر بقتل الكلاب ثم قال: «ما لهم وللكلاب» ثم رخص لهم في كلب الزرع وكلب العين.

قال بندار: العينُ حيطان المدينة.

‌التعليق:

هذا إسناد رجاله كلهم ثقات رجال الشيخين.

وأخرجه الروياني في مسنده (886) وابن عبد البر في التمهيد (14/ 227) من طريق محمد بن بشار عن عثمان بن عمر عن شعبة به.

(1)

رجال الإسناد:

محمد بن بشار: تقدم انظره في بابه.

محمد بن الوليد بن عبد الحميد القرشي البُسري البصري يلقب حمدان، ثقة من العاشرة، مات سنة 256، روى له البخاري ومسلم.

محمد بن جعفر الهذلي البصري المعروف بغندر، ثقة صحيح الكتاب إلا أن فيه غفلة، من التاسعة، مات سنة 193 أو 194، روى له البخاري ومسلم.

شعبة: انظر ترجمته في بابه.

يزيد بن حُميد الضبعي، أبو التياح، بصري مشهور بكنيته، ثقة ثبت من الخامسة، مات سنة 128، روى له البخاري ومسلم.

مطرف بن عبد الله بن الشِّخِّير العامري أبو عبد الله البصري، ثقة عابد فاضل، من الثانية، مات سنة 95، روى له البخاري ومسلم.

عبد الله بن مغفل بن عبد نهم، أبو عبد الرحمن المزني، صحابي، بايع تحت الشجرة ونزل البصرة، مات سنة 57 وقيل بعدها، روى له البخاري ومسلم.

ص: 347

وهذا الحديث له إسنادان عن شعبة:

الأول: محمد بن بشار عن عثمان بن عمر عن شعبة وهو المقصود هنا.

والثاني: محمد بن الوليد، عن محمد بن جعفر عن شعبة.

هكذا قال عثمان بن عمر عن شعبة عن أبي التياح، عن مطرف، عن عبد الله بن مغفل أن النبي صلى الله عليه وسلم أمر بقتل الكلاب ثم رخص في كلب العين.

خالفه أصحاب شعبة كلهم فقالوا: (وكلب الغنم)، منهم:

معاذ بن معاذ

(1)

، ومحمد بن جعفر

(2)

، ويحيى بن سعيد القطان

(3)

، وخالد بن الحارث

(4)

، والنضر بن شميل

(5)

، ووهب بن جرير

(6)

، وأبو النضر هاشم بن القاسم

(7)

، وابن أبي عدي

(8)

، وبهز بن أسد

(9)

، وشبابة بن سوار

(10)

، وسعيد بن عارم الضبعي

(11)

.

(1)

مسلم (280) و (1573).

(2)

مسلم (280) و (1573) وأبو نعيم في مستخرجه على مسلم (647) وأحمد (5/ 56).

(3)

مسلم (280) و (1573) وأبو داود (74) وأبو عوانة (545).

(4)

مسلم (280) و (1573) والنسائي (1/ 54) و (1/ 177) وفي الكبرى (70).

(5)

مسلم (1573).

(6)

مسلم (1573) والدارمي (2006) وأبو عوانة (5317).

(7)

أبو عوانة (541) و (5316).

(8)

النسائي (1/ 173) وأبو نعيم في مستخرجه على مسلم (647).

(9)

أحمد (5/ 56) والدارقطني (1/ 65).

(10)

ابن أبي شيبة (19921) وأبو عوانة (5316).

(11)

الطحاوي في شرح مشكل الآثار (4670) وقال: كلب الصيد وكلب آخر نسيه سعيد.

ص: 348

وهم عثمان بن عمر أو محمد بن بشار (وجعلناه في باب عثمان لأن الخلاف في طبقته) في قوله: (كلب العين) والصحيح كما رواه الجماعة عن شعبة كلب الزرع، وما جاء في متابعة محمد بن جعفر له في هذا الإسناد وهم من المصنف رحمه الله لأن محمد بن الوليد رواه عن محمد بن جعفر كما هو عند الإمام مسلم في صحيحه فقال: كلب زرع، وكذلك رواه الإمام أحمد عن محمد بن جعفر وأوقعه في هذا الوهم جمع الأسانيد.

قال السندي: «قال الدميري: في لفظ مسلم والنسائي: (ثم رخص في كلب الصيد والغنم) فلفظ المصنف: (كلب العين) تصحيف، والصواب الغنم، ثم قال: وتفسير العين بالحيطان خلاف المعروف، ففي النهاية: العين جمع أعين وهو واسع العين، والمرأة عيناء» .

‌علة الوهم:

قوله: كلب العين فسّره محمد بن بشار (بندار) فقال: العين حيطان المدينة، أي: أنه يريد كلب زرع، وقد جاء في حديث أبي هريرة

(1)

وابن عمر

(2)

رضي الله عنهما: كلب زرع، وفي رواية: كلب حرث، فلعله من هنا دخل الوهم في حديث الباب وهو غير محفوظ في حديث عبد الله بن مغفل إنما هو جاء في رواية ابن عمر وأبي هريرة، والله أعلم.

(1)

صحيح مسلم (1575)(57 - 59).

(2)

صحيح مسلم (1574)(56).

ص: 349

‌الحديث الثالث

(1)

:

939 -

قال الإمام أحمد رحمه الله (1/ 373): حدثنا عثمان بن عمر، أخبرنا شعبة، عن أبي بشر، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:

«نُصرتُ بالصبا وأهلكت عاد بالدبور» .

‌التعليق:

هذا إسناد على شرط الشيخين.

وأخرجه أبو بكر الشافعي في الفوائد (الغيلانيات) ح (244) من طريق علي بن المديني عن عثمان بن عمر عن شعبة به.

وأبو الشيخ في العظمة (ح 864) من طريق بندار، عن عثمان بن عمر عن شعبة به.

هكذا رواه عثمان بن عمر فقال: (عن شعبة، عن أبي بشر، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس).

خالفه جمع من أصحاب شعبة فقالوا: (عن شعبة، عن الحكم، عن مجاهد، عن ابن عباس)، منهم:

(1)

رجال الإسناد:

شعبة: ثقة حافظ متقن أمير المؤمنين في الحديث. انظر ترجمته في بابه.

جعفر بن إياس، أبو بشر بن أبي وَحْشيّة، ثقة من أثبت الناس في سعيد بن جبير، وضعّفه شعبة في حبيب بن سالم وفي مجاهد، من الخامسة، مات سنة 125 أو 126، روى له البخاري ومسلم.

سعيد بن جبير الأسدي مولاهم الكوفي، ثقة ثبت فقيه من الثالثة، قتل بين يدَيْ الحجاج سنة 95 ولم يكمل 50 سنة، روى له البخاري ومسلم.

ص: 350

مسلم بن إبراهيم

(1)

، وآدم بن أبي إياس

(2)

، ومحمد بن عرعرة

(3)

، ويحيى بن سعيد القطان

(4)

، ومحمد بن جعفر (غندر)

(5)

، وأبو النضر هاشم بن القاسم

(6)

، ووكيع

(7)

، وأبو داود الطيالسي

(8)

، وعمرو بن مرزوق

(9)

، وأبو نعيم الفضل بن دكين

(10)

، وبشر بن عمر الزهراني

(11)

، وحجاج بن محمد

(12)

، وأبو عامر العقدي

(13)

.

وقد رواه عثمان بن عمر مرة أخرى فوافق الجماعة فقال: عن شعبة عن الحكم عن مجاهد عن ابن عباس

(14)

.

قال علي بن المديني: لم أجد حديث أبي بشر هذا في كتاب محمد بن جعفر فيما أملاه علينا من حديث شعبة عن أبي بشر

(15)

، مما يدل على وهم عثمان بن عمر على شعبة في هذا الإسناد، والله

(1)

البخاري (1035).

(2)

البخاري (3205).

(3)

البخاري (3343).

(4)

البخاري (4105) وأحمد (1/ 228) وابن حبان (6421).

(5)

مسلم (900) وأحمد (1/ 341).

(6)

أحمد (1/ 324).

(7)

أحمد (1/ 355).

(8)

في مسنده (2641) ومن طريقه عبد بن حميد (637).

(9)

الطبراني في الكبير (11044).

(10)

عبد بن حميد في المنتخب (637).

(11)

الخرائطي في مكارم الأخلاق (553) وأبو عوانة (2513).

(12)

أبو عوانة في مسنده (2512).

(13)

الطحاوي في شرح مشكل الآثار (927).

(14)

رواه الطحاوي في شرح المشكل (927) مقروناً مع أبي عامر العقدي.

(15)

الغيلانيات (1/ 441) عقب حديث الباب (244).

ص: 351

أعلم.

‌تنبيه:

وقد رواه مسكين بن بكير عن شعبة عن الحكم، عن سعيد بن جبير عن ابن عباس، ووهم في قوله: سعيد بن جبير إنما هو مجاهد. انظره في بابه ح (998).

‌علة الوهم:

قد شارك سعيد بن جبير مجاهداً في رواية هذا الحديث عن ابن عباس، وذلك فيما رواه الأعمش، عن مسعود بن مالك، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس.

وقد خرّجه مسلم في صحيحه

(1)

.

فربما من هنا دخل الوهم على عثمان بن عمر في ذكر سعيد بن جبير في الإسناد.

(1)

مسلم (900).

ص: 352

‌الحديث الرابع

(1)

:

940 -

قال أبو عبد الرحمن النسائي رحمه الله (3/ 251): أخبرنا محمد بن المثنى قال: حدثنا عثمان بن عمر قال: حدثنا شعبة عن إبراهيم بن محمد عن أبيه عن مسروق عن عائشة رضي الله عنها:

أن النبي صلى الله عليه وسلم كان لا يدع أربع ركعات قبل الظهر وركعتين قبل الفجر.

‌التعليق:

هذا إسناد رجاله كلهم ثقات رجال الشيخين.

وأخرجه النسائي في الكبرى (1450) بهذا الإسناد.

وأخرجه الدارقطني في العلل (3184) من طريق أبي محمد عبد الله بن أيوب المخرمي عن عثمان بن عمر بهذا الإسناد.

هكذا قال عثمان بن عمر: (عن شعبة، عن إبراهيم بن محمد، عن أبيه، عن مسروق، عن عائشة).

(1)

رجال الإسناد:

محمد بن المثنى بن عبيد العنزي، أبو موسى البصري المعروف بالزمن، ثقة ثبت، من العاشرة، مات سنة 252، روى له البخاري ومسلم.

إبراهيم بن محمد بن المنتشر بن الأجدع الهمداني الكوفي، ثقة، من الخامسة، روى له البخاري ومسلم.

محمد بن المنتشر بن الأجدع الهمداني الكوفي، ثقة من الرابعة، روى له البخاري ومسلم.

مسروق بن الأجدع بن مالك الهمداني الوادعي، ثقة فقيه عابد مخضرم، من الثانية، مات سنة 162، ويقال: 163، روى له البخاري ومسلم.

ص: 353

خالفه يحيى بن سعيد القطان

(1)

، ووكيع

(2)

، ومحمد بن جعفر

(3)

، والطيالسي

(4)

، والنضر بن شميل

(5)

، ووهب بن جرير

(6)

، وابن أبي عدي

(7)

، وعلي بن الجعد

(8)

، وعمرو بن مرزوق

(9)

، وخالد بن الحارث

(10)

، وعبد الله بن المبارك

(11)

، ومعاذ بن معاذ

(12)

فقالوا: (عن شعبة، عن إبراهيم بن محمد، عن أبيه، عن عائشة) لم يذكروا مسروقاً في الإسناد.

قال النسائي: خالفه عامة أصحاب شعبة ممن روى هذا الحديث فلم يذكروا مسروقاً، وحديث عثمان بن عمر خطأ، والله تعالى أعلم

(13)

.

قلت: وقد رواه الدارمي

(14)

عن عثمان بن عمر فوافق رواية الجماعة.

قال الحافظ في الفتح (3/ 59): في رواية وكيع عن شعبة عن

(1)

البخاري (1182) وأبو داود (1253).

(2)

أحمد (6/ 63) وإسحاق بن راهويه (1625) وأبو نعيم في الحلية (10/ 29).

(3)

النسائي (3/ 251) وأحمد (6/ 148).

(4)

في مسنده (1511) والبيهقي (2/ 472).

(5)

إسحاق بن راهويه (1626).

(6)

البيهقي في السنن الصغرى (764) وفي معرفة السنن والآثار (2/ 442).

(7)

البخاري تعليقاً عقب الحديث (1182).

(8)

في مسنده (108).

(9)

البخاري تعليقاً، وأخرجه ابن حجر في تغليق التعليق (2/ 429).

(10)

النسائي في الكبرى (457).

(11)

أخرجه الإسماعيلي كما ذكره الحافظ في الفتح (3/ 59).

(12)

أخرجه الإسماعيلي كما ذكره الحافظ في الفتح (3/ 59).

(13)

في المجتبى (3/ 251) وفي السنن الكبرى (1/ 454).

(14)

ص: 354

إبراهيم عن أبيه سمعت عائشة أخرجه الإسماعيلي وحكى عن شيخه أبي القاسم البغوي أنه حدّثه به من طريق عثمان بن عمر عن شعبة فأدخل بين محمد بن المنتشر وعائشة مسروقاً وأخبره أن حديث وكيع وهم، ورد ذلك الإسماعيلي بأن محمد بن جعفر قد وافق وكيعاً على التصريح بسماع محمد من عائشة ثم ساقه بسنده إلى شعبة عن إبراهيم بن محمد أنه سمع أباه أنه سمع عائشة، قال الإسماعيلي: ولم يكن يحيى بن سعيد يعني القطان الذي أخرجه البخاري من طريقه ليحمله مدلساً، قال: والوهم عندي فيه من عثمان بن عمر، وبذلك جزم الدارقطني في العلل وأوضح أن رواية عثمان بن عمر في المزيد في متصل الأسانيد، لكن أخرجه الدارمي

(1)

عن عثمان بن عمر بهذا الإسناد فلم يذكر فيه مسروقاً فإما أن يكون سقط عليه أو على مَنْ بعده أو يكون الوهم في زيادته ممن دون عثمان بن عمر.

قال الدارقطني: رواه عن شعبة غندر وابن المبارك وعمرو بن مرزوق ويحيى القطان وأبو داود والنضر بن شميل وأبو إسحاق الفزاري، لم يذكروا في الإسناد مسروقاً وهو الصواب

(2)

.

(1)

في سننه (1439).

(2)

العلل (13/ 306 رقم 3184).

ص: 355

‌الحديث الخامس

(1)

:

941 -

قال أبو يعلى رحمه الله في مسنده (4833 ط. دار القبلة): حدثنا محمد بن المثنى، حدثنا عثمان بن عمر، حدثنا مالك، عن عبد الله بن أبي بكر عن عمرة، عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت:

قلّد رسول الله صلى الله عليه وسلم هديه وأشعرها وبعث بها مع أبي بكر، ثم لم يدع شيئاً أحلّه الله حتى نحر الهدي.

‌التعليق:

هذا إسناد رجاله كلهم ثقات رجال الشيخين، إلا أن عثمان بن عمر وهم فيه على مالك بذكر الإشعار إذ هو ليس بمحفوظ في حديث مالك هذا.

وقد تابع محمد بن المثنى في روايته هذا الحديث عن عثمان بن عمر يعقوب الدورقي عند ابن خزيمة في صحيحه (2574) وابن عبد البر في التمهيد (17/ 220) فظهر بهذه المتابعة أن الوهم من عثمان بن عمر وليس ممن دونه في هذا الإسناد.

(1)

رجال الإسناد:

محمد بن المثنى: تقدم.

مالك بن أنس بن مالك: تقدم.

عبد الله بن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم الأنصاري المدني القاضي، ثقة من الخامسة، مات سنة 135 وله 70 سنة، روى له البخاري ومسلم.

عمرة بنت عبد الرحمن بن سعد بن زرارة الأنصارية، المدنية، أكثرت عن عائشة، ثقة، من الثالثة، ماتت قبل المائة ويقال بعدها.

ص: 356

وقد رواه الثقات من أصحاب مالك بدون لفظ الإشعار، منهم رواة الموطأ: يحيى بن يحيى الليثي

(1)

، وأبو مصعب الزهري

(2)

، ومحمد بن الحسن الشيباني

(3)

، ورواه عن مالك كذلك بدون الإشعار: عبد الله بن يوسف

(4)

، وإسماعيل بن عبد الله

(5)

، وعبد الرحمن بن مهدي

(6)

، وعبد الله بن وهب

(7)

، وروح

(8)

.

قال ابن عبد البر في التمهيد (17/ 220): هكذا هذا الحديث في الموطأ عند جميع رواته فيما علمت. ورواه عثمان بن عمر عن مالك بخلاف بعض معانيه لأنه ذكر فيه الإشعار وليس ذلك في رواية غيره في هذا الحديث عن مالك فيما علمت ....

ثم قال ابن عبد البر: (هذا اللفظ ليس بصحيح في حديث مالك هذا، وإنما هو معروف في حديث أفلح بن حميد عن القاسم عن عائشة)

(9)

اه.

(1)

الموطأ (1/ 340 - 341) ومن طريق يحيى أخرجه مسلم في صحيحه (1321)(369).

(2)

الموطأ (1096) ومن طريقه أخرجه البغوي في شرح السنّة (1891).

(3)

الموطأ (397).

(4)

البخاري (1700).

(5)

البخاري (2317).

(6)

النسائي (5/ 175) وفي الكبرى (3774) وأحمد (6/ 180).

(7)

الطحاوي (2/ 264 - 266).

(8)

إسحاق بن راهويه في مسنده (1011).

(9)

انظره في باب أفلح.

ص: 357

‌الحديث السادس

(1)

:

942 -

قال أبو عبد الرحمن النسائي رحمه الله في السنن الكبرى (6615): أخبرني أحمد بن عبد الله بن الحكم قال: ثنا عثمان بن عمر قال: ثنا شعبة عن الحكم عن أبي وائل عن أبي مسعود رضي الله عنه قال:

صنع رجل للنبي صلى الله عليه وسلم طعاماً فأرسل إلى النبي صلى الله عليه وسلم أن ائتني وخمسة، قال: فأرسل إليه أن ائذن لي في السادس.

‌التعليق:

هذا إسناد رجاله كلهم ثقات رجال الصحيح.

هكذا رواه عثمان بن عمر فقال: (عن شعبة، عن الحكم، عن أبي وائل، عن أبي مسعود).

خالفه أصحاب شعبة فقالوا: (عن شعبة، عن الأعمش، عن أبي وائل، عن أبي مسعود)، منهم:

معاذ بن معاذ العنبري

(2)

، ومحمد بن جعفر

(3)

، وأبو داود الطيالسي

(4)

،

(1)

رجال الإسناد:

أحمد بن عبد الله بن الحكم بن أبي فروة الهاشمي، يعرف بابن الكردي، أبو الحسين البصري، ثقة، من العاشرة، مات سنة 247، روى له مسلم.

الحكم بن عتيبة أبو محمد الكندي الكوفي، ثقة ثبت فقيه إلا أنه ربما دلس، من الخامسة، مات سنة 113 أو بعدها وله نيف وستون سنة، روى له البخاري ومسلم.

شقيق بن سلمة الأسدي، أبو وائل الكوفي، ثقة، من الثانية، مخضرم، مات في خلافة عمر بن عبد العزيز وله مائة سنة، روى له البخاري ومسلم.

(2)

مسلم (2036).

(3)

أحمد (4/ 121).

(4)

في مسنده (608) ومن طريقه عبد بن حميد (236) وأبو عوانة (8298).

ص: 358

وبشر بن المفضل

(1)

، ومسلم بن إبراهيم

(2)

، وسليمان بن حرب

(3)

، وعمرو بن مرزوق

(4)

، وابن أبي عدي

(5)

، وأبو النضر هاشم بن القاسم

(6)

.

وهم عثمان فقال: شعبة عن الحكم، وإنما هو شعبة عن الأعمش، وقد رواه جماعة عن الأعمش، منهم:

سفيان الثوري

(7)

، وحفص بن غياث

(8)

، وأبو عوانة

(9)

، وأبو أسامة حماد بن أسامة

(10)

، وأبو معاوية

(11)

، وجرير بن عبد الحميد

(12)

، وزهير بن معاوية

(13)

، وعبد الله بن نمير

(14)

، ومحمد بن فضيل

(15)

، مما يدل على أنه محفوظ من حديث الأعمش، وأن مَنْ قال الحكم فهو واهم.

(1)

النسائي في الكبرى (6614).

(2)

الطبراني في الكبير (17/ 525).

(3)

الطبراني (17/ 525).

(4)

الطبراني (17/ 525).

(5)

ابن حبان (5302).

(6)

أبو عوانة (8299).

(7)

البخاري (5434) ومسلم (2036).

(8)

البخاري (2081).

(9)

البخاري (2456).

(10)

البخاري (5461) ومسلم (2036).

(11)

مسلم (2036).

(12)

مسلم (2036).

(13)

مسلم (2036).

(14)

أحمد (4/ 15).

(15)

أبو عوانة (8294).

ص: 359

لذا قال النسائي عقب الحديث: هذا خطأ، والصواب الذي قبله يعني رواية بشر بن المفضل.

والله تعالى أعلم، وقد تقدم الحديث في باب عبد الله بن نمير ح (915) فانظره لزاماً.

ص: 360

‌الحديث السابع

(1)

:

943 -

قال البيهقي رحمه الله (1/ 387): أخبرنا أبو الحسن محمد بن الحسين بن داود العلوي، ثنا أبو حامد أحمد بن محمد بن الحسن الحافظ سنة خمس وعشرين وثلاثمائة، ثنا محمد بن يحيى وعلي بن سعيد قالا: ثنا عثمان بن عمر ثنا سفيان قال علي يعني الثوري عن عمرو بن دينار عن أبي الطفيل عن معاذ بن جبل رضي الله عنه:

أن رسول الله صلى الله عليه وسلم جمع بين الظهر والعصر والمغرب والعشاء عام تبوك.

‌التعليق:

هذا إسناد رجاله كلهم ثقات، وأخرجه أيضاً البيهقي (3/ 162) من طريق العباس بن محمد، والحسن بن مكرم البزار عن عثمان بن

(1)

رجال الإسناد:

محمد بن الحسين بن داود بن علي بن الحسين بن عيسى من نسل الحسن بن علي بن أبي طالب الثقفي جد النقباء بنيسابور، أكثر من الرواية عنه البيهقي، قال الذهبي: الإمام السيد المحدّث الصدوق مسند خراسان، أبو الحسن العلوي الحسني النيسابوري الحسيب رئيس السادة، توفي سنة 401. السير (17/ 98)، تراجم شيوخ البيهقي (ص 435).

أحمد بن محمد بن الحسن الحافظ أبو حامد النيسابوري المعروف بابن الشرقي، سمع من محمد بن يحيى الذهلي ومسلم بن الحجاج وكان ثقة ثبتاً متقناً حافظاً. تاريخ بغداد (4/ 426) البداية والنهاية (11/ 188).

محمد بن يحيى بن عبد الله بن خالد بن فارس بن ذؤيب الذهلي النيسابوري، ثقة حافظ جليل، من الحادية عشرة، مات سنة 258 على الصحيح وله 86 سنة، روى له البخاري.

علي بن سعيد بن جرير النسائي نزيل نيسابور، صدوق صاحب حديث، من الحادية عشرة، روى له النسائي.

ص: 361

عمر، وأبو نعيم في الحلية (7/ 89) من طريق إسحاق الأزرق ثلاثتهم عن عثمان بن عمر به.

هكذا قال عثمان بن عمر: (عن سفيان، عن عمرو بن دينار، عن أبي الطفيل، عن معاذ).

خالفه وكيع

(1)

، وعبد الرزاق

(2)

، وعبد الرحمنبن مهدي

(3)

، وأبو أحمد الزبيري

(4)

، وعبيد الله بن موسى

(5)

، وأبو بكر الحنفي

(6)

، وإسماعيل بن عمرو

(7)

فرووه (عن سفيان، عن أبي الزبير، عن أبي الطفيل، عن معاذ).

وكذلك رواه مالك بن أنس

(8)

، وأبو خيثمة زهير بن معاوية

(9)

، وهشام بن سعد

(10)

، وعمرو بن الحارث

(11)

، وقرة بن خالد

(12)

، وزيد بن أبي أنيسة

(13)

، وأشعث بن سوار

(14)

، وابن لهيعة

(15)

رووه

(1)

ابن ماجه (1070) وابن أبي شيبة (2/ 456) وأحمد (5/ 236).

(2)

أحمد (5/ 230) و (5/ 236).

(3)

الدارقطني في العلل (6/ 40) تعليقاً.

(4)

أحمد (5/ 230).

(5)

الدارقطني في العلل (6/ 40) تعليقاً.

(6)

ابن عبد البر في التمهيد (2/ 341).

(7)

أبو نعيم في حلية الأولياء (7/ 88).

(8)

مسلم (2281) وهو في الموطأ (1/ 143).

(9)

مسلم (2281).

(10)

أبو داود (1208) وأحمد (5/ 233) وعبد بن حميد (122) والشاشي (1335).

(11)

الطبراني في الأوسط (6378).

(12)

البزار (2637) والشاشي (1338) والطبراني في الكبير (20/ 1081).

(13)

الطبراني (20/ 1071).

(14)

أبو الشيخ في أحاديث أبي الزبير (43).

(15)

أبو الشيخ في أحاديث أبي الزبير (42).

ص: 362

عن أبي الزبير عن أبي الطفيل عن معاذ.

وهم عثمان بن عمر في هذا الإسناد فقال: (عمرو بن دينار) والصحيح كما رواه الجماعة (أبو الزبير) وهو المحفوظ.

قال الدارقطني: تفرد به عثمان بن عمر في روايته عن الثوري عن عمرو بن دينار عن أبي الطفيل عن معاذ.

وخالفه أصحاب الثوري، منهم: وكيع وابن مهدي وعبد الرزاق وعبيد الله بن موسى فرووه عن الثوري عن أبي الزبير عن أبي الطفيل عن معاذ، وهو الصحيح

(1)

.

وقال البيهقي: تفرد به عثمان بن عمر هكذا ورواه غيره عن الثوري عن أبي الزبير عن أبي الطفيل

(2)

.

وقال أيضاً: مخرج في الصحيح من حديث أبي الزبير عن أبي الطفيل وهو من حديث عمرو بن دينار غريب تفرد به عثمان بن عمر

(3)

.

وقال أبو نعيم: تفرد به عثمان عن الثوري

(4)

.

(1)

العلل (6/ 40).

(2)

السنن الكبرى (3/ 162).

(3)

السنن الكبرى (1/ 387).

(4)

حلية الأولياء (7/ 89).

ص: 363

‌عمرو بن عاصم

‌اسمه ونسبه:

عمرو بن عاصم بن عبيد الله بن الوازع الكلابي القيسي، أبو عثمان المصري الحافظ.

روى عن: جده، وشعبة، وحماد بن سلمة، وجرير بن حازم، وهمام بن يحيى وجماعة.

روى عنه: البخاري، وأبو محمد الدارمي، وعبد بن حميد، وأبو خيثمة، ويعقوب بن سفيان وخلق كثير.

قال ابن معين: صالح.

وقال ابن سعد: ثقة.

وقال النسائي: ليس به بأس.

وذكره ابن حبان في الثقات.

قال الآجري عن أبي داود: لا أنشط لحديثه، قال: وسألته عنه وعن الحوضي في همام، فقدّم الحوضي، وقال: قال بندار: لولا فرقي من آل عمرو بن عاصم لتركت حديثه.

ص: 364

قال الذهبي معلقاً: وكذا قال فيك أبو داود يا بندار: لو سلامة في بندار لتركته.

قال إسحاق بن سيار: سمعته يقول: كتبت عن حماد بن سلمة بضعة عشر ألفاً، مات سنة 213.

قال ابن حجر: صدوق في حفظه شيء، من صغار التاسعة.

قلت روى له البخاري تسعة أحاديث كلها عن همام. وهي (550، 3277، 4759، 5475، 5815، 5908، 6277، 6437، 7068).

ومسلم ستة أحاديث (97، 635، 2144، 2454، 2465، 2764) عن معتمر، وسلمان بن المعتمر وهمام.

ص: 365

‌الحديث

(1)

:

944 -

قال الإمام الترمذي (423): حدثنا عقبة بن مُكْرَم العَمِّي البصري حدثنا عمرو بن عاصم حدثنا همّام عن قتادة عن النضر بن أنس عن بشير بن نَهيك عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

«مَنْ لم يُصلِّ ركعتَيْ الفجر فليصَلِّهما بعدما تطلع الشمس» .

‌التعليق:

هذا إسناد رجاله كلهم ثقات (كلهم بصريون) رجال الشيخين غير عقبة من رجال مسلم.

وأخرجه ابن خزيمة (1117) عن علي بن نصر الجهضمي، وعبد القدوس بن محمد، وابن حبان (2470)، والدارقطني (1/ 382) والحاكم (1/ 274) والبيهقي (2/ 484) من طريق

(1)

رجال الإسناد:

عقبة بن مكرم العمي، أبو عبد الملك البصري، ثقة، من الحادية عشرة، روى عنه مسلم.

همام بن يحيى العوذي، البصري، ثقة ربما وهم، من السابعة، مات سنة 164 أو 165، روى له البخاري ومسلم.

قتادة: تقدم.

النضر بن أنس بن مالك الأنصاري البصري، ثقة، من الثالثة، مات سنة بضع وعشرين، روى له البخاري ومسلم.

بشير بن نهيك السدوسي، أبو الشعثاء البصري، ثقة، من الثالثة، روى له البخاري ومسلم.

ص: 366

أبي بدر عباد بن الوليد، والحاكم (1/ 307) والبيهقي في الصغرى (776) من طريق أبي قلابة عبد الملك بن محمد الرقاشي، والبيهقي (2/ 484) من طريق أحمد بن يوسف السلمي كلهم (علي، وعبد القدوس، وعباد، وعبد الملك، وأحمد) عن عمرو بن عاصم به.

هكذا قال عمرو بن عاصم عن همام، عن قتادة عن النضر، عن بشير عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم:«مَنْ لم يصلِّ ركعتَيْ الفجر فليصلِّهما بعدما تطلع الشمس» .

خالفه عبد الصمد بن عبد الوارث

(1)

، وبهز بن أسد

(2)

، ومحمد بن سنان العوفي

(3)

فرووه عن همام بهذا الإسناد فقالوا: (مَنْ أدرك ركعة قبل أن تطلع الشمس ثم طلعت الشمس فليصلِّ إليها أخرى).

وهذا هو اللفظ المحفوظ في حديث أبي هريرة وقد رواه عنه جماعة بنحو هذا اللفظ، منهم:

عطاء بن يسار

(4)

، وبسر بن سعيد

(5)

، وعبد الرحمن بن هرمز الأعرج

(6)

، وأبو سلمة ابن عبد الرحمن

(7)

، وابن عباس

(8)

.

تفرد عمرو بن عاصم عن همام بهذا اللفظ، لذا قال الترمذي عقب الحديث:«لا نعلم أحداً روى هذا الحديث عن همام بهذا الإسناد نحو هذا إلا عمرو بن عاصم الكلابي» .

(1)

أحمد (2/ 347) و (2/ 521) وابن خزيمة (986) وابن حبان (1580).

(2)

أحمد (2/ 306).

(3)

الحاكم (1/ 274).

(4)

البخاري (579) ومسلم (608).

(5)

البخاري (579) ومسلم (608).

(6)

البخاري (579) ومسلم (608).

(7)

البخاري (580) ومسلم (607).

(8)

مسلم (608).

ص: 367

والمعروف من حديث قتادة عن النضر بن أنس عن بشير بن نهيك عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم: «مَنْ أدرك ركعة من صلاة الصبح قبل أن تطلع الشمس فقد أدرك الصبح»

(1)

.

وقال البيهقي في السنن الصغرى: تفرد به عمرو بن عاصم.

وزاد في الكبرى: وهو ثقة.

وقال المباركفوري: هذا الحديث بهذا اللفظ غير محفوظ، تفرد به عمرو بن عاصم عن همام وخالف جميع أصحاب همام فإنهم رووه بغير هذا اللفظ

(2)

.

(1)

جامع الترمذي (2/ 288).

(2)

تحفة الأحوذي (2/ 408).

ص: 368

‌الفضل بن موسى

‌اسمه ونسبه:

الفضل بن موسى السيناني، أبو عبد الله المروزي، مولى بني قطيعة، مولده في سنة خمس عشرة ومائة، فهو أسَن من عبد الله بن المبارك وعاش بعده مدة.

روى عن: هشام بن عروة، والأعمش، وإسماعيل بن أبي خالد، وعبيد الله وعبد الله ابنَيْ عمر، ومعمر، والثوري، وجماعة.

روى عنه: إسحاق بن راهويه، وعلي بن حجر، ومحمود بن غيلان وخلق.

وثقه ابن معين وابن سعد ووكيع والبخاري وابن المبارك وإسحاق.

وقال أبو حاتم: صدوق صالح.

قال علي بن خشرم: سألت وكيعاً عنه فقال: أعرفه ثقة صاحب سنّة.

وقال أبو نعيم: هو أثبت من ابن المبارك، وقال مرة: كان والله عاقلاً لبيباً.

ص: 369

قال ابن شاهين في الثقات: كان ابن المبارك يقول: حدثني الثقة يعنيه.

قال البخاري: فضل بن موسى مروزي، أبو عبد الله، ثقة.

قال إسحاق: كتبت العلم فلم أكتب عن أحد أوثق في نفسي من هذين الرجلين: الفضل بن موسى، ويحيى بن يحيى التميمي.

مات في ربيع الأول سنة 192.

قال الحاكم: هو كبير السن عالي الإسناد إمام من أئمة عصره في الحديث.

قال عبد الله بن علي المديني: سألت أبي عن الفضل وأبي تميلة فقدّم أبا تميلة وقال: روى الفضل مناكير.

قال ابن حجر: ثقة ثبت ربما أغرب، من كبار التاسعة.

ص: 370

‌الحديث الأول

(1)

:

945 -

قال الإمام الترمذي رحمه الله (3116): حدثنا الحسين بن حُريث الخزاعي المروزي حدثنا الفضل بن موسى عن محمد بن عمروٍ عن أبي سلمة عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

«إن الكريم ابن الكريم ابن الكريم ابن الكريم يوسف بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم قال: ولو لبثت في السجن ما لبث ثم جاءني الرسول أجبت ثم قرأ: { .. فَلَمَّا جَاءَهُ الرَّسُولُ قَالَ ارْجِعْ إِلَى رَبِّكَ فَاسْأَلْهُ مَا بَالُ النِّسْوَةِ اللَّاتِي قَطَّعْنَ أَيْدِيَهُنَّ

(50)} [يوسف: 50] قال: ورحمة الله على لوط إن كان ليأوي إلى ركن شديد إذ قال: { .. لَوْ أَنَّ لِي بِكُمْ قُوَّةً أَوْ آوِي إِلَى رُكْنٍ شَدِيدٍ (80)} [هود: 80] فما بَعَثَ الله من بعده نبيًّا إلا في ذروة من قومه».

‌التعليق:

هذا إسناد رجاله كلهم ثقات رجال الصحيح.

هكذا قال الفضل بن موسى عن محمد بن عمرو عن أبي سلمة، عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم، فما بعث الله من بعده نبياً إلا في ذروة من قومه.

(1)

رجال الإسناد:

الحسين بن حُريث الخزاعي أبو عمار المروزي، ثقة من العاشرة، مات سنة 240، روى له البخاري ومسلم.

محمد بن عمرو بن علقمة بن وقاص الليثي، المدني، صدوق له أوهام، من السادسة، مات سنة 145، روى له البخاري ومسلم.

أبو سلمة ابن عبد الرحمن بن عوف الزهري المدني، ثقة مكثر، من الثالثة، مات سنة 94 أو 104، روى له البخاري ومسلم.

ص: 371

خالفه جماعة من أصحاب محمد بن عمرو فرووه عنه بهذا الإسناد فقالوا: (في ثروة من قومه)، منهم:

حماد بن سلمة

(1)

، وعبدة بن سليمان الكلابي

(2)

، وعبد الرحيم بن سليمان

(3)

، وخالد بن عبد الله الواسطي

(4)

، ومحمد بن بشر

(5)

، ومحمد بن خالد الوهبي

(6)

، وأبو أسامة حماد بن أسامة

(7)

، ومحمد بن كثير

(8)

، وسليمان بن بلال

(9)

، وعبد الوهاب

(10)

.

وذكر عبدة وعبد الرحيم وغيرهم عن محمد بن عمرو راوي الحديث قوله: الثروة: الكثرة والمنعة.

لذا قال الترمذي عقب حديث الفضل: حدثنا عبدة وعبد الرحيم عن محمد بن عمرو نحو حديث الفضل بن موسى إلا أنه قال: ما بعث الله بعده نبياً إلا في ثروة من قومه.

(1)

أحمد (2/ 384) والحاكم (2/ 561) والطبري في التفسير (12/ 88) وتمام الرازي في فوائده (546) وابن عساكر في تاريخ دمشق (5/ 312) وقال الحاكم: على شرط مسلم.

(2)

البخاري في الأدب المفرد (605) والطبري في التفسير (12/ 87) والترمذي (3117).

(3)

الطحاوي في شرح مشكل الآثار (1/ 300) والطبري في التفسير (12/ 87) والترمذي (3117).

(4)

ابن حبان (6202).

(5)

أحمد (2/ 332) وابن حبان (6207).

(6)

تمام الرازي في فوائده (547).

(7)

ابن عساكر في تاريخ دمشق (50/ 312).

(8)

الطبري في تفسيره (12/ 87).

(9)

ابن أبي حاتم في التفسير (11076).

(10)

ابن البختري (247).

ص: 372

قال محمد بن عمرو: الثروة: الكثرة والمنعة.

قال أبو عيسى: وهذا أصح من رواية الفضل بن موسى وهذا حديث حسن

(1)

.

(1)

سنن الترمذي (5/ 274 ح 3116).

ص: 373

‌الحديث الثاني

(1)

:

946 -

قال أبو داود رحمه الله (1155): حدثنا محمد البزاز، ثنا الفضل بن موسى السيناني، ثنا ابن جريج، عن عطاء، عن عبد الله بن السائب قال:

شهدت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم العيد فلما قضى الصلاة قال: «إنا نخطب فمَن أحبّ أن يجلس للخطبة فليجلس ومَن أحبّ أن يذهب فليذهب» .

‌التعليق:

هذا إسناد رجاله كلهم ثقات رجال الشيخين.

والحديث أخرجه كذلك النسائي (3/ 185) وفي الكبرى (1779) وابن ماجه (1290) وابن الجارود (264) وابن خزيمة (2/ 358) والبيهقي (3/ 301) والدارقطني (2/ 50) والحاكم (1/ 434) والضياء في المختارة (9/ 389) وابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني (706).

(1)

رجال الإسناد:

محمد بن الصباح الدولابي، أبو جعفر البغدادي، البزاز، صاحب السنن، ثقة حافظ، مات سنة 227 وله 77 سنة، روى له البخاري (12) حديثاً، ومسلم (20) حديثاً.

عبد الملك بن عبد العزيز بن جريج: تقدم، انظره في بابه.

عطاء بن أبي رباح، واسم أبي رباح أسلم القرشي مولاهم المكي، ثقة فقيه فاضل لكنه كثير الإرسال، مات سنة 114 على المشهور، روى له البخاري ومسلم.

عبد الله بن السائب بن أبي السائب، صيفي بن عابد بن عبد الله بن عمر المخزومي، صحابي وأبوه كذلك له صحبة، وكان أبوه شريك النبي صلى الله عليه وسلم.

ص: 374

وقال الحاكم: (صحيح على شرط الشيخين) ووافقه الذهبي.

إلا أن أهل الحديث قالوا: وهم فيه الفضل بن موسى بذكر عبد الله بن السائب والصحيح أنه مرسل كما رواه سفيان الثوري

(1)

وعبد الرزاق

(2)

وهشام بن يوسف الصنعاني

(3)

عن ابن جريج عن عطاء مرسلاً.

قال يحيى بن معين: (عبد الله بن السائب الذي يروي أن النبي صلى الله عليه وسلم صلّى بهم العيد، هذا خطأ، إنما هو عن عطاء فقط، وإنما يغلط فيه الفضل بن موسى السناني، يقول عن عبد الله بن السائب)

(4)

.

وقال أبو داود عقب الحديث: هذا مرسل عن عطاء عن النبي صلى الله عليه وسلم.

وقال النسائي: هذا خطأ والصواب مرسل

(5)

.

وقال ابن خزيمة: هذا حديث خراساني غريب غريب لا نعلم أحداً رواه غير الفضل بن موسى.

وقال ابن رجب في فتح الباري (6/ 148): وكذا ذكر الإمام أحمد أنه مرسل، وكان عطاء يقول به، ويقول: إن شاء فليذهب، قال أحمد: لا نقول بقول عطاء، أرأيت لو ذهب الناس كلهم على مَنْ كان يخطب.

(1)

البيهقي (3/ 301).

(2)

في مصنفه (2/ 290).

(3)

العلل لابن أبي حاتم (513).

(4)

تاريخ ابن معين برواية الدوري (3/ 15).

(5)

نقله عنه المنذري في مختصر السنن (2/ 32) والمزي في تحفة الأشراف (4/ 347) والضياء في المختارة (9/ 389).

ص: 375

وقال ابن أبي حاتم في العلل (513): سئل أبو زرعة عن حديث رواه الفضل بن موسى السناني عن ابن جريج عن عطاء، عن عبد الله السائب فذكر الحديث؟

قال أبو زرعة: الصحيح ما حدثنا به إبراهيم بن موسى، عن هشام بن يوسف عن ابن جريج عن عطاء أن النبي صلى الله عليه وسلم. مرسل.

وخالف هؤلاء الأئمة غيرهم من أهل العلم فصحح الحديث الموصول منهم ابن حزم في المحلى (5/ 127) وابن التركماني في الجوهر النقي (3/ 301) حيث قال: (الفضل بن موسى ثقة جليل روى له الجماعة، وقال أبو نعيم: هو أثبت من ابن المبارك وقد زاد ذكر السائب فوجب أن تُقبل زيادته والرواية المرسلة في سندها قبيصة عن سفيان

(1)

، وقبيصة وإن كان ثقة إلا أن ابن معين وابن حنبل وغيرهما ضعّفوا روايته عن سفيان، وعلى تقدير صحة هذه الرواية لا تعلل بها رواية الفضل لأنه زاد في الإسناد وهو ثقة) اه.

وأقر كلام ابن التركماني الألباني في الإرواء (3/ 97) فقال: هذا كلام متين ونقد مبين ولولا أن ابن جريج مدلس وقد عنعنه لجزمت بصحته كما صنع الحاكم

(2)

.

(1)

قلت: لم ينفرد بذلك قبيصة عن سفيان، بل تابع سفيان على روايته المرسلة عبد الرزاق وهشام بن يوسف كما ذكرنا.

(2)

لكن قال أبو بكر ابن أبي خيثمة: حدثنا إبراهيم بن عرعرة عن يحيى بن سعيد عن ابن جريج قال: إذا قلت: قال عطاء فأنا سمعته منه وإن لم أقل: سمعت.

وقد أخرجه عبد الرزاق (2/ 290) عن ابن جريج قال: أخبرني عطاء قال: بلغني أن النبي صلى الله عليه وسلم

فذكر حديث الباب مرسلاً.

ص: 376

‌الدلالة الفقهية:

استدل الفقهاء بهذا الحديث أن الخطبة سنّة لا يجب حضورها ولا الاستماع إليها.

قال أبو محمد ابن قدامة رحمه الله في المغني (2/ 386): والخطبتان سنّة لا يجب حضورها ولا استماعها لما روى عبد الله بن السائب قال: شهدت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم العيد فلما قضى الصلاة قال: «إنا نخطب فمَن أحبّ أن يجلس للخطبة فليجلس، ومَن أحبّ أن يذهب فليذهب» رواه النسائي وابن ماجه ورواه أبو داود وقال هو مرسل.

وقال في عون المعبود (4/ 16): (وفيه: أن الجلوس لسماع خطبة العيد غير واجب، قال في المنتقى: وفيه: أن تخيير السامع لا يدل على عدم وجوب الخطبة، بل على عدم وجوب سماعها).

ص: 377

‌الحديث الثالث

(1)

:

947 -

قال الإمام النسائي رحمه الله (7/ 117 ح 4097): أخبرنا إسحاق بن إبراهيم قال: أنبأنا الفضل بن موسى قال: حدثنا مَعمر عن ابن طاووس عن أبيه عن ابن الزبير عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:

«مَنْ شَهَرَ سيفه ثم وضعه فدمُهُ هَدَر» .

‌التعليق:

هذا إسناد رجاله كلهم ثقات رجال الشيخين وهو عنده في الكبرى (3560) بهذا الإسناد.

وأخرجه الطحاوي في شرح مشكل الآثار (3/ 324) من طريق إسحاق بن إبراهيم، وإبراهيم بن عبد الله الهروي، وأخرجه الترمذي في العلل الكبير (429) من طريق الحسين بن حريث، والطبراني في الأوسط (8013) من طريق إسحاق، وأبو نعيم في الحلية (4/ 21)، والضياء في المختارة (259)(260) من طريق إسحاق بن إبراهيم كلهم (إسحاق بن إبراهيم وإبراهيم بن عبد الله والحسين بن حريث) عن الفضل بن موسى بهذا الإسناد.

(1)

رجال الإسناد:

إسحاق بن إبراهيم: هو ابن راهويه، ثقة حافظ إمام. انظر ترجمته في بابه.

معمر: انظر ترجمته في بابه.

عبد الله بن طاووس بن كيسان اليماني، ثقة فاضل عابد، من السادسة، مات سنة 132، روى له البخاري ومسلم.

طاووس بن كيسان اليماني، ثقة فقيه فاضل، من الثالثة، مات سنة 106 وقيل بعد ذلك، روى له البخاري ومسلم.

ص: 378

هكذا قال الفضل بن موسى: (معمر، عن ابن طاووس، عن أبيه، عن ابن الزبير، عن النبي صلى الله عليه وسلم.

خالفه عبد الرزاق

(1)

فقال: (عن معمر، عن ابن طاووس، عن أبيه، عن ابن الزبير) موقوفاً.

وكذلك رواه ابن جريج

(2)

عن ابن طاووس فوقفه على ابن الزبير ولم يذكر النبي صلى الله عليه وسلم.

وقد رجح الوقف الإمام البخاري وعلي بن المديني وهو ظاهر صنع النسائي إذ أورد حديث الفضل ثم أتبعه بحديث عبد الرزاق وابن جريج.

قال الترمذي عقب الحديث: سألت محمداً عن هذا الحديث فقال: إنما يروى عن ابن الزبير موقوفاً

(3)

.

وقال عبد الله بن علي المديني: سألت أبي عن حديث الفضل بن موسى عن معمر

فقال: منكر ضعيف

(4)

.

وقال الطبراني في الأوسط: لم يذكر في هذا الحديث أحد ممن رواه عن معمر

إلا الفضل بن موسى ورواه عبد الرزاق وغيره مقطوعاً.

(1)

عبد الرزاق (18683) والنسائي (7/ 117) وفي الكبرى (3547) وابن حزم في المحلى (11/ 308).

(2)

عبد الرزاق (18684) والنسائي (7/ 117) وفي الكبرى (3548) وابن أبي شيبة (10/ 120).

(3)

العلل الكبير (429).

(4)

التعديل والتجريح للباجي (3/ 1048).

ص: 379

وقال أبو نعيم: تفرد به الفضل عن معمر.

وقال الألباني: شاذ، وقال عن رواية عبد الرزاق وابن جريج: صحيح موقوفاً

(1)

.

قلت: قد توبع الفضل بن موسى وذلك فيما رواه الحاكم في مستدركه

(2)

من طريق موسى بن إسماعيل عن وهيب عن معمر عن عبد الله بن طاووس عن أبيه عن ابن الزبير قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكره.

قلت: سبق أن أوردنا قول الطبراني وأبي نعيم بأنه لم يرفعه إلا الفضل بن موسى وكذلك رجح الوقف البخاري وعلي بن المديني وهما إمامان في هذا الفن فلعل الوهم في رفعه من شيوخ الحاكم، والله أعلم.

(1)

صحيح سنن النسائي (4097).

(2)

(2/ 171 ح رقم 2670) وقال: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين، ولم يخرجاه.

ص: 380

‌قبيصة

‌اسمه ونسبه:

قبيصة بن عقبة بن محمد بن سفيان بن عقبة السوائي، أبو عامر الكوفي.

روى عن: سفيان الثوري وأكثر عنه، وشعبة، ومسعر، وورقاء، ومالك بن مغول، وحماد بن سلمة، ويونس بن أبي إسحاق وجماعة.

روى عنه: البخاري، وأحمد بن حنبل، وأبو بكر وعثمان ابنا أبي شيبة، وهناد، ومحمود بن غيلان، ومحمد بن يحيى الذهلي، وجماعة.

قال عبد الله بن أحمد: سمعت أبي ذكر قبيصة وأبا حذيفة فقال: قبيصة أثبت منه جداً يعني في حديث سفيان، أبو حذيفة لا شيء، وقد كتبت عنهما جميعاً.

قال ابن معين: قبيصة ثقة في كل شيء إلا في حديث سفيان ليس بذاك القوي، فإنه سمع منه وهو صغير.

قال هارون الحمّال: سمعت قبيصة يقول: جالست الثوري وأنا ابن ست عشرة سنة ثلاث سنين.

ص: 381

قلت وأكثر وهمه فيما وقفت عليه في حديث سفيان.

قال أبو حاتم: صدوق، لم أرَ من المحدثين مَنْ يحفظ ويأتي بالحديث على لفظ واحد لا يغيره سوى قبيصة وأبي نعيم في حديث الثوري.

وقال محمد بن عبد الله بن نمير: لو حدثنا قبيصة عن النخعي لقبلناه.

ووثقه ابن سعد والعجلي والذهبي.

وقال ابن معين: ليس بحجة في سفيان.

مات سنة 215.

قال ابن حجر: صدوق، ربما خالف، من التاسعة.

ص: 382

‌الحديث الأول

(1)

:

948 -

قال أبو يعلى رحمه الله (1095): حدثنا أبو بكر، حدثنا قبيصة عن سفيان، عن زيد بن أسلم، عن عياض، عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال:

كنا نورثه على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، يعني الجد.

‌التعليق:

هذا إسناد صحيح رجاله كلهم ثقات رجال الشيخين.

وأخرجه ابن أبي شيبة (11/ 291) عن قبيصة.

وأخرجه البزار (2/ 142 كشف الأستار) من طريق محمد بن عمر بن هياج، وابن عساكر في تاريخ دمشق (43/ 16) من طريق أبي حاتم الرازي وجعفر بن محمد بن شاكر ثلاثتهم عن قبيصة به.

وذكره الهيثمي في المجمع (4/ 227) وعزاه إلى أبي يعلى والبزار وقال: رجال أبي يعلى رجال الصحيح.

هكذا رواه قبيصة عن سفيان الثوري، عن زيد بن أسلم، عن

(1)

رجال الإسناد:

أبو بكر ابن أبي شيبة: انظره في بابه.

سفيان الثوري: تقدم انظره في بابه.

زيد بن أسلم العدوي مولى عمر بن الخطاب، ثقة عالم وكان يرسل، مات سنة 136، روى له البخاري ومسلم.

عياض بن عبد الله بن سعد بن أبي سرح القرشي العامري المكي، ثقة، مات على رأس المائة، روى له البخاري ومسلم.

ص: 383

عياض، عن أبي سعيد الخدري قال: كنا نورثه على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، يعني الجد.

والمحفوظ بهذا الإسناد إنما هو حديث: كنا نؤدي صدقة الفطر على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم صاعاً من شعير

وهكذا رواه قبيصة نفسه

(1)

، ويزيد بن أبي حكيم العدني

(2)

، ووكيع

(3)

، وعبيد الله بن موسى

(4)

، ومعاوية بن هشام

(5)

، وعبد الرزاق

(6)

، ستتهم عن سفيان الثوري به.

وأخرجه البخاري في صحيحه عن قبيصة به.

وكذلك رواه علي بن شيبة بن الصلت البغدادي

(7)

ومحمد بن عبد الوهاب الفراء

(8)

عن قبيصة بمثل رواية البخاري عنه.

وكذلك رواه الإمام مالك بن أنس

(9)

، وحفص بن ميسرة

(10)

عن زيد بن أسلم عن عياض عن أبي سعيد رضي الله عنه به.

وقال البزار عقب الحديث: لا نعلمه بهذا اللفظ إلا من هذا الوجه،

(1)

البخاري (1505).

(2)

البخاري (1508).

(3)

الترمذي (673) والنسائي في الكبرى (2291).

(4)

النسائي (5/ 51) والدارمي (1665).

(5)

أبو داود تعليقاً عقب الحديث (1617).

(6)

في مصنفه (5780) ومن طريقه أحمد (3/ 73).

(7)

الطحاوي في شرح معاني الآثار (2/ 41).

(8)

البيهقي (4/ 164) و (4/ 173).

(9)

البخاري (1506) ومسلم (985).

(10)

البخاري (1510).

ص: 384

عن أبي سعيد، وأحسب أن قبيصة أخطأ في لفظه، وإنما كان عندي: كنا نؤديه يعني زكاة الفطر، ولم يتابع قبيصة على هذا غيره

(1)

.

وذكره البوصيري في الإتحاف وقال: حكم شيخنا أبو الحسن الحافظ له بالصحة لجودة الإسناد، ولم يعرج على هذه العلة القادحة، يعني ما قاله البزار في تحريف لفظ الحديث

(2)

.

وقد سبق إلى بيان علة هذا الحديث الإمامان أبو زرعة الرازي ومسلم فقال أبو زرعة: هذا خطأ، أخطأ فيه قبيصة، إنما هو كنا نؤدي صدقة الفطر على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم.

العلل لابن أبي حاتم (1641).

وقال مسلم في كتاب التمييز (ص 189 - 190): (هذا خبر صحف فيه قبيصة، وإنما كان الحديث بهذا الإسناد عن عياض قال: كنا نؤديه على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، يعني في الطعام وغيره في زكاة الفطر فلم يُقِرَّ قراءته، فقلب قوله إلى أن قال: نورثه، ثم قلب له معنى فقال: يعني الجد) اه.

المعنى: أن قبيصة صحَّف كلمة (نؤديه) فقال: (نورثه) ثم روى الحديث بالمعنى المترتب على هذا التصحيف فقال: (يعني الجد) وقبيصة متكلم في سماعه من سفيان الثوري وأنه لا يضبط حديث سفيان لصغر سنِّه عند سماعه منه.

(1)

وذكره الحافظ في المطالب العالية (7/ 500 رقم 1533).

(2)

وكذا الشيخ مقبل الوادعي رحمه الله فأودع هذا الحديث في كتابه الصحيح المسند مما ليس في الصحيحين (395).

ص: 385

قال يحيى بن معين: قبيصة ثقة في كل شيء إلا في حديث سفيان، فإنه سمع منه وهو صغير.

وقال أحمد بن حنبل: كان يحيى بن آدم عندنا أصغر مَنْ سمع من سفيان، قال: وقال يحيى: قبيصة أصغر مني بسنتين.

قال حنبل: قلت: فما قصة قبيصة في سفيان؟

فقال أحمد: كان كثير الغلط.

قلت: فغير هذا؟

قال: كان صغيراً لا يضبط.

وقال هارون الحمال: سمعت قبيصة يقول: جالست الثوري وأنا ابن 16 سنة.

ص: 386

‌الحديث الثاني

(1)

:

949 -

قال الدارمي رحمه الله (711): أخبرنا قبيصة أنبأ سفيان عن زيد بن أسلم عن عطاء بن يسار عن ابن عباس رضي الله عنه:

أن النبي صلى الله عليه وسلم توضأ مرة مرة ونضح فرجه.

‌التعليق:

هذا إسناد رجاله كلهم ثقات رجال الشيخين.

وأخرجه الباغندي في أماليه (25) عن قبيصة، والبيهقي (1/ 162) من طريق العباس الدوري عن قبيصة به.

ورواه كذلك ابن المنذر في الأوسط (1/ 244/ 154) عن قبيصة به.

هكذا قال قبيصة عن سفيان، عن زيد بن أسلم عن عطاء بن يسار عن ابن عباس رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم توضأ مرة مرة ونضح فرجه.

خالفه أصحاب سفيان فرووه عنه بهذا الإسناد فقالوا: توضأ مرة مرة ولم يذكروا النضح، منهم:

(1)

رجال الإسناد:

سفيان الثوري: تقدم.

زيد بن أسلم العدوي مولى عمر، أبو عبد الله أو أبو أسامة المدني، ثقة عالم وكان يرسل، من الثالثة، مات سنة 136، روى له البخاري ومسلم.

عطاء بن يسار الهلالي، أبو محمد المدني مولى ميمونة، ثقة فاضل صاحب مواعظ وعبادة، من الثالثة، مات سنة 94 وقيل بعد ذلك، روى له البخاري ومسلم.

ص: 387

محمد بن يوسف

(1)

، ووكيع

(2)

، ويحيى بن سعيد القطان

(3)

، وعبد الرزاق

(4)

، وأبو عاصم الضحاك بن مخلد

(5)

، ومؤمل بن إسماعيل

(6)

.

وكذلك رواه أصحاب زيد بن أسلم فلم يذكروا النضح، منهم:

معمر

(7)

، وعبد العزيز بن محمد الدراوردي

(8)

، وداود بن قيس الفراء

(9)

، ومحمد بن عجلان

(10)

، وعبد الرحمن بن زيد بن أسلم

(11)

، ومالك بن أنس إمام دار الهجرة

(12)

.

قال البيهقي: قال الإمام أحمد: «قوله: ونضح، تفرد به قبيصة عن سفيان، ورواه جماعة عن سفيان دون هذه الزيادة» والله أعلم.

‌علة الوهم:

روى سفيان الثوري عن ابن نجيح عن مجاهد عن رجل من

(1)

البخاري (157).

(2)

الترمذي (142) وأحمد (1/ 233).

(3)

أبو داود (138) والترمذي (42) وابن ماجه (411) والنسائي (1/ 62) وفي الكبرى (85) وابن حبان (1095).

(4)

ابن الجارود (69).

(5)

الدارمي (696) والطحاوي (1/ 29).

(6)

البغوي في شرح السنّة (226).

(7)

ابن الجارود (69).

(8)

الدارمي (697) وابن خزيمة (171) والحاكم (1/ 251) والبيهقي (1/ 50) والطحاوي (1/ 32).

(9)

أحمد (1/ 332) وابن الجارود (69).

(10)

ابن أبي شيبة (64) وأبو يعلى (2486).

(11)

ابن عدي في الكامل (4/ 186).

(12)

ابن عدي في الكامل (4/ 257).

ص: 388

ثقيف عن أبيه قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم بال ثم نضح فرجه

(1)

.

ورواه سفيان أيضاً عن منصور بن المعتمر عن مجاهد عن سفيان بن الحكم الثقفي أو الحكم بن سفيان قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا بال يتوضأ وينتضح

(2)

.

فمن هنا دخل الوهم على قبيصة إذ إن شيخه سفيان يروي حديث النضح، لكن من طريق آخر.

(1)

أبو داود (167).

(2)

أبو داود (166) وأحمد (4/ 212)(5/ 408) والنسائي (1/ 86).

ص: 389

‌الحديث الثالث

(1)

:

950 -

روى البزار في مسنده (9/ 389 ح 3974) والدارقطني في سننه (1/ 187) من طريق قبيصة بن عقبة، قال: نا سفيان، عن خالد الحذاء، عن أبي قلابة، عن عمرو بن محجن أو محجن، عن أبي ذر، شكّ قبيصة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:

«الصعيد الطيب وضوء المسلم أو المؤمن وإن لم يجد الماء عشر سنين، فإذا وجد فليتّقِ الله وليمس بشرته أو جلده الماء فإن ذلك هو خير» .

‌التعليق:

هذا إسناد أخطأ فيه قبيصة على سفيان الثوري فقال: (عمرو بن محجن) وقد خالفه غير واحد من أصحاب سفيان الثقات فقال: (عمرو بن بجدان).

(1)

رجال الإسناد:

سفيان الثوري: تقدم.

خالد بن مهران البصري الحذّاء قيل له ذلك لأنه كان يجلس عندهم .. وهو ثقة يرسل، من الخامسة، روى له البخاري ومسلم (انظر ترجمته في بابه).

عبد الله بن زيد بن عمرو أبو عامر الجرمي، أبو قلابة البصري، ثقة فاضل كثير الإرسال، من الثالثة، مات بالشام هارباً من القضاء سنة 104 وقيل بعدها، روى له البخاري ومسلم.

عمرو بن بجدان وقال بعضهم عمرو بن محجن روى عن أبي ذر وأبي زيد الأنصاري، روى عنه أبو قلابة (الجرح والتعديل 6/ 222).

أبو ذر الغفاري، الصحابي المشهور، اسمه جندب بن جنادة على الأصح، تقدم إسلامه وتأخرت هجرته فلم يشهد بدراً، ومناقبه كثيرة جداً، مات سنة 32 في خلافة معاوية.

ص: 390

خالفه: أبو أحمد محمد بن عبد الله الزبيري

(1)

، ومخلد بن يزيد

(2)

، وعبد الرزاق

(3)

.

فرواه هؤلاء الثلاثة عن سفيان، عن خالد الحذاء، عن أبي قلابة، عن عمرو بن بجدان، عن أبي ذر عن النبي صلى الله عليه وسلم.

وقد رواه خالد بن عبد الله الطحان الواسطي

(4)

، ويزيد بن زريع

(5)

عن خالد الحذاء بمثل رواية هؤلاء عن سفيان (وسيأتي هذا الحديث في باب مخلد بن يزيد فانظره).

وبالبحث بواسطة الحاسوب عمرو بن محجن ليس له ذكر إلا في هذا الحديث.

وقال الترمذي: وهكذا روى غير واحد عن خالد الحذاء، عن أبي قلابة، عن عمرو بن بجدان

(6)

، عن أبي ذر.

لذا قال البزار عقب الحديث: (وهذا الكلام لا نعلمه يروى عن أبي ذر إلا بهذا الإسناد).

وقال البخاري في التاريخ الكبير (6/ 317): (وقال بعضهم: ابن محجن وهو وهم).

(1)

الترمذي (124) وقال الترمذي: حسن صحيح.

(2)

النسائي (1/ 171) وابن حبان (1313).

(3)

في المصنف (913) وأحمد (5/ 155).

(4)

أبو داود (332) وابن حبان (1311) والحاكم (1/ 176 - 177) والبيهقي (1/ 220).

(5)

ابن خزيمة (2292) وابن حبان (1312) والدارقطني (1/ 187) والبيهقي (1/ 212) والبزار (3973).

(6)

عمرو بن بجدان العامري بصري تفرد عنه أبو قلابة، من الثانية لا يُعرف حاله، روى له أصحاب السنن الأربعة.

ص: 391

ونقل الخطيب في الفصل للوصل (2/ 947) بعد أن أخرج الحديث من طريق الدارقطني: عن يحيى بن معين قوله: (أخطأ في عمرو بن محجن، إنما هو عمرو بن بجدان).

وقال ابن أبي حاتم في العلل (1): سألت أبا زرعة عن حديث رواه قبيصة بن عقبة، عن الثوري، عن خالد الحذاء، عن أبي قلابة، عن عمرو بن مِحجن أو محجن عن أبي ذر عن النبي صلى الله عليه وسلم فذكره.

قال أبو زرعة: هذا خطأ، أخطأ فيه قبيصة، إنما هو أبو قلابة عن عمرو بن بجدان، عن أبي ذر، عن النبي صلى الله عليه وسلم. اه.

وقال الدارقطني في العلل (6/ 252 - 255) مبيِّناً الاختلاف في هذا الحديث:

يرويه أبو قلابة عن عمرو بن بجدان واختلف عنه.

فرواه خالد الحذاء عن أبي قلابة عن عمرو بن بجدان عن أبي ذر ولم يختلف أصحاب خالد عنه

إلى آخر ما ذكره.

وعمرو بن بجدان ذكره ابن حبان في الثقات (5/ 171) وقال: يروي عن أبي ذر وأبي زيد الأنصاري، عداده في أهل البصرة، روى عنه أبو قلابة.

وترجمه البخاري (6/ 317) وابن أبي حاتم (6/ 222) فلم يذكرا فيه جرحاً ولا تعديلاً.

وصحح حديثه هذا الترمذي والحاكم. قال الترمذي: حديث حسن صحيح.

وقال الحاكم: (هذا حديث صحيح ولم يخرجاه إذ لم نجد لعمرو بن بجدان راوياً غير أبي قلابة الجرمي، وهذا مما شرطت فيه،

ص: 392

وثبت أنهما خرجا بمثل هذا في مواضع من الكتابين) ووافقه الذهبي، وكذلك صحح الحديث ابن حبان.

وقال ابن حجر في التهذيب في ترجمته: لم يرو عنه إلا أبو قلابة، قال ابن المديني: لم يرو عنه غيره، وذكره ابن حبان في الثقات، وقال العجلي: بصري تابعي ثقة، وقال ابن القطان: لا يعرف حاله، وقال الذهبي في الميزان: مجهول الحال (قلت مع أنه أقر الحاكم على تصحيح حديثه).

وقال في التقريب: بصري، تفرد عنه أبو قلابة، لا يعرف حاله.

قلت: وقد صحّح الحديث أيضاً الشيخ العلامة أحمد شاكر في تعليقه على الترمذي ونقله عن ابن دقيق العيد تصحيحه ورده على ابن القطان في تضعيفه وكذا صححه العلامة الألباني في الإرواء (153)، والله أعلم.

ص: 393

‌الحديث الرابع

(1)

:

951 -

روى الفسوي في المعرفة والتاريخ (1/ 296) و (3/ 187) ومن طريقه البيهقي في السنن الكبرى (1/ 172) قال: حدثنا قبيصة، ثنا سفيان، عن الأغر وهو مولى بني منقر، عن خليفة بن حصين، عن أبيه:

أن جده قيس بن عاصم أتى النبي صلى الله عليه وسلم فأمره أن يغتسل بماء وسدر.

‌التعليق:

هذا إسناد رجاله كلهم ثقات وقد تابع يعقوب بن سفيان في روايته هذه عن قبيصة معاذ بن نجدة القرشي

(2)

.

وقد وهم في هذا الإسناد قبيصة فقال: (خليفة بن حصين عن أبيه عن جده).

خالفه أصحاب سفيان الثقات فرووه عن خليفة عن جده بدون ذكر أبيه.

(1)

رجال الإسناد:

الأغر بن الصباح التميمي المنقري مولاهم، كوفي، ثقة، من السادسة، روى له أبو داود والترمذي والنسائي.

خليفة بن حصين بن قيس بن عاصم التميمي المنقري، ثقة، من الثالثة، روى له أبو داود والترمذي والنسائي.

قيس بن عاصم بن سنان بن خالد المنقري، صحابي مشهور بالحِلْم، نزل البصرة.

(2)

عند البيهقي (1/ 172).

ص: 394

هكذا رواه يحيى بن سعيد القطان

(1)

، وعبد الرحمن بن مهدي

(2)

، وعبد الرزاق

(3)

، ومحمد بن كثير العبدي

(4)

، وأبو عامر العقدي

(5)

، وعبد الله بن الوليد العدني

(6)

، وأبو عاصم الضحاك بن مخلد

(7)

، وأبو أسامة حماد بن أسامة

(8)

، ووكيع في إحدى الروايتين عنه

(9)

.

قال البيهقي بعد أن أخرج الحديث من طريق وكيع بمثل رواية الجماعة (1/ 171): وبمعناه رواه محمد بن كثير وجماعة إلا أن أكثرهم قالوا: عن جده قيس بن عاصم، ورواه قبيصة بن عقبة فزاد في إسناده.

وقال ابن أبي حاتم في العلل (35): وسألت أبي عن حديث رواه قبيصة، عن سفيان، عن الأغر، عن خليفة بن حصين عن أبيه، عن جده قيس بن عاصم أنه أتى النبي صلى الله عليه وسلم فأسلم فأمره أن يغتسل بماء وسدر.

(1)

عند النسائي (1/ 109) وابن خزيمة (255) وابن حبان (1240) والنسائي في الكبرى (193).

(2)

الترمذي (605) وأحمد (5/ 61).

(3)

في المصنف (9833).

(4)

أبو داود (355)، وفي مشيخة ابن البخاري (2/ 1256) والبغوي في شرح السنة (340) وأبو نعيم في الحلية (7/ 117).

(5)

ابن الجارود في المنتقى (14).

(6)

ابن المنذر في الأوسط (640).

(7)

الطبراني في الكبير (18/ 338) والبيهقي (1/ 171) وفي المعرفة (1421) وابن قانع في معجم الصحابة (885).

(8)

البيهقي في معرفة السنن والآثار (1422).

(9)

البيهقي (1/ 171).

ص: 395

قال أبو حاتم: إن هذا خطأ، أخطأ قبيصة في هذا الحديث إنما هو الثوري، عن الأغر، عن خليفة بن حصين، عن جده قيس أنه أتى النبي صلى الله عليه وسلم

ليس فيه أبوه.

ص: 396

‌الحديث الخامس

(1)

:

952 -

قال عبد الله بن أحمد في زوائد المسند (5/ 134): حدثنا أبو يحيى محمد بن عبد الرحيم البزاز، حدثنا قبيصة، حدثنا سفيان، عن أيوب، عن أبي العالية، عن أبي بن كعب رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

«بشِّر هذه الأمة بالسناء والتمكين في البلاد والنصر والرفعة في الدين، ومَن عمل منهم بعمل الآخرة للدنيا فليس له في الآخرة نصيب» .

‌التعليق:

هذا إسناد البخاري.

رجاله كلهم ثقات رجال الشيخين غير محمد بن عبد الرحيم من رجال البخاري.

والحديث أخرجه الضياء المقدسي في المختارة (1153) والبيهقي في شعب الإيمان (6416) وقد وهم قبيصة في هذا الإسناد فقال: (عن

(1)

رجال الإسناد:

محمد بن عبد الرحيم بن أبي زهير البغدادي، البزاز، أبو يحيى المعروف بصاعقة، ثقة حافظ، من الحادية عشرة، مات سنة 255 وله 70 سنة، روى عنه البخاري.

سفيان الثوري: تقدم.

أيوب بن أبي تميمة كيسان السختياني، ثقة ثبت حجة من كبار الفقهاء العبّاد، من الخامسة، مات سنة 131 وله 65 سنة، روى له البخاري ومسلم.

رفيع بن مهران أبو العالية الرياحي، ثقة كثير الإرسال، من الثانية، مات سنة 90، وقيل: 93 وقيل بعد ذلك، روى له البخاري ومسلم.

ص: 397

سفيان الثوري، عن أيوب، عن أبي العالية، عن أبي بن كعب، عن النبي صلى الله عليه وسلم.

خالفه غيره من أصحاب الثوري فقالوا: (عن سفيان الثوري، عن أبي سلمة المغيرة بن مسلم، عن الربيع بن أنس، عن أبي العالية، عن أبي بن كعب، عن النبي صلى الله عليه وسلم، منهم:

عبد الرزاق

(1)

، وزيد بن الحباب

(2)

، وعبد الصمد بن حسان

(3)

، ومحمد بن يوسف الفريابي

(4)

، ومعتمر بن سليمان

(5)

، ويحيى بن يمان

(6)

.

ورواه كذلك عبد العزيز بن مسلم القسملي (أخو أبي سلمة المغيرة بن مسلم) عن الربيع بن أنس عن أبي العالية عن أبي بن كعب به

(7)

.

قال أبو حاتم في العلل لابنه (917): هذا خطأ، أخطأ فيه قبيصة، وقد روى هذا الحديث جماعة من الحفّاظ فقالوا: عن الثوري، عن المغيرة بن مسلم، عن الربيع بن أنس، عن أبي العالية، عن أُبيّ، عن النبي صلى الله عليه وسلم.

(1)

أحمد (5/ 134).

(2)

الشاشي (1491) والحاكم (4/ 311) والبيهقي في شعب الإيمان (6415).

(3)

الحاكم (4/ 318).

(4)

البيهقي في شعب الإيمان (6414) والبغوي في شرح السنّة (4145).

(5)

أحمد (5/ 134 رقم 21221) وأبو نعيم في الحلية (10/ 290).

(6)

أحمد (5/ 134 رقم 21222).

(7)

أخرجه أحمد (5/ 134 رقم 21223) وابن حبان (405).

ص: 398

‌علة الوهم:

قبيصة ثقة في سفيان وغيره، لكن إن خالفه غيره من الثقات في سفيان كان قولهم أوْلى، فقد تكلم في سماع قبيصة من سفيان لأنه سمع منه وهو صغير.

قال أبو بكر بن أبي خيثمة عن يحيى بن معين: قبيصة ثقة في كل شيء، إلا في حديث سفيان ليس بذاك القوي، فإنه سمع منه وهو صغير.

وقال صالح بن محمد الحافظ: كان قبيصة رجلاً صالحاً إلا أنهم تكلموا في سماعه من سفيان.

ص: 399

‌الحديث السادس

(1)

:

953 -

قال الدارمي رحمه الله (2076): حدثنا قبيصة، حدثنا سفيان، عن عمرو بن دينار، عن سعيد بن أبي الحويرث، عن ابن عباس رضي الله عنه قال:

خرج النبي صلى الله عليه وسلم من البراز فقدِّم إليه الطعام فقيل له: ألا تتوضأ؟ قال: فقال: «أصلي فأتوضأ» .

قال أبو محمد: إنما هو سعيد بن الحويرث.

‌التعليق:

هذا إسناد رجاله كلهم ثقات رجال الشيخين.

هكذا قال قبيصة: (عن سفيان، عن عمرو بن دينار، عن سعيد بن أبي الحويرث، عن ابن عباس).

وروى يوسف بن أسباط

(2)

(عن سفيان، عن عمرو بن دينار، عن سعيد بن الحويرث وروى فيه حديثاً آخر غير حديث الباب).

وهم قبيصة فقال: (سعيد بن أبي الحويرث) والصحيح كما روى هذا الحديث أصحاب عمرو بن دينار فقالوا: سعيد بن الحويرث، منهم:

حماد بن زيد، وسفيان بن عيينة، وابن جريج، ومحمد بن مسلم الطائفي، وروح بن القاسم، وحماد بن سلمة، وأيوب السختياني،

(1)

رجال الإسناد:

تقدم في باب محمد بن جحادة.

(2)

الطبراني في الأوسط (2344).

ص: 400

وغيرهم، (وقد تقدم في باب محمد بن جحادة فانظره، ح (534).

لذا قال الدارمي عقب الحديث: إنما هو سعيد بن الحويرث.

ثم أردفه بحديث سفيان بن عيينة وابن جريج عن عمرو بن دينار عن سعيد بن الحويرث.

وظاهر الإسناد أن الوهم من سفيان إذ الخلاف في طبقته لكنا وجدنا يوسف بن أسباط روى عن سفيان الثوري عن عمرو بن دينار عن سعيد بن الحويرث عن ابن عباس قال: (أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بلحوم الخيل ونهى عن لحوم الحمر)

(1)

.

فظهر أن الذي يوهم في هذا الاسم إنما هو قبيصة، والله تعالى أعلم.

(1)

رواه الطبراني في الأوسط (2344) وقال: لم يرو هذا الحديث عن سفيان إلا يوسف.

ص: 401

‌الحديث السابع

(1)

:

954 -

قال الإمام أبو عبد الرحمن النسائي رحمه الله في السنن الكبرى (3194): أنبأ عقبة بن قبيصة بن عقبة، حدثني أبي، حدثنا فطر، عن عطاء، عن ابن عباس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

«أفطر الحاجم والمحجوم» .

‌التعليق:

هذا إسناد رجاله ثقات رجال الصحيح غير عقبة بن قبيصة قال النسائي: صالح، وذكره ابن حبان في الثقات وقد توبع.

فقد رواه البزار (998 كشف الأستار) عن الحسين

(2)

بن علي بن جعفر الأحمر، والبيهقي (4/ 266) من طريق جعفر بن محمد بن شاكر، ومحمود بن غيلان ثلاثتهم عن قبيصة به إلا أن رواية محمود بن غيلان مرسلة لم يذكر فيها ابن عباس.

هكذا قال قبيصة: (عن فطر، عن عطاء، عن ابن عباس).

(1)

رجال الإسناد:

عقبة بن قبيصة بن عقبة العامري الكوفي، صدوق، من الحادية عشرة، روى له النسائي.

فطر بن خليفة المخزومي مولاهم أبو بكر الحناط، صدوق رمي بالتشيع، من الخامسة، مات سنة 150، روى له البخاري.

عطاء بن أبي رياح القرشي مولاهم المكي، ثقة فقيه فاضل لكنه كثير الإرسال، من الثالثة، مات سنة 114 على المشهور، وقيل: إنه تغيره بأخرة، روى له البخاري ومسلم.

(2)

وقع في المطبوعة من كشف الأستار (الحسن) وصوابه الحسين. انظر: التهذيب والتقريب.

ص: 402

حدّث به هكذا عنه ابنه عقبة والحسين بن علي بن جعفر الأحمر وجعفر بن محمد بن شاكر.

ورواه عنه محمود بن غيلان فقال: (عن فطر، عن عطاء، عن النبي صلى الله عليه وسلم.

وقال محمود: إن قبيصة حدّثه من كتابه.

وهذا هو المحفوظ مرسلاً وعطاء عن أبي هريرة.

وكذلك رواه جماعة عن عطاء، عن أبي هريرة موقوفاً ومرفوعاً، منهم:

ابن جريج

(1)

، وعمرو بن دينار

(2)

، ورباح بن أبي معروف

(3)

، وعبد الله بن عبد الرحمن بن أبي حسين

(4)

، وعبد الملك بن أبي سليمان

(5)

، وعمر بن قيس

(6)

.

لذا قال البزار: «هكذا أسنده قبيصة عن فطر، ورواه غير واحد عن عطاء مرسلاً»

(7)

.

وقال البيهقي: «كذا رواه جماعة عن قبيصة، ورواه محمود بن غيلان عن قبيصة أنه حدّثه من كتابه عن فطر عن عطاء عن النبي صلى الله عليه وسلم

(1)

عبد الرزاق (7525) والنسائي (3182)(3183)(3184) وأبو يعلى (6234) والطحاوي (2/ 99) والطبراني في الأوسط (5021) والبيهقي (4/ 266).

(2)

النسائي (3186).

(3)

النسائي (3180).

(4)

النسائي (3185).

(5)

النسائي (3187) و (3188) و (3189).

(6)

الدارقطني في العلل (11/ 105) تعليقاً.

(7)

كشف الأستار (1/ 473).

ص: 403

مرسلاً، وهو المحفوظ، وذكر ابن عباس فيه وهم»

(1)

.

وقد ذكر النسائي علة أخرى لهذا الحديث وهو أنه يروى عن ابن عباس خلافه

(2)

.

وقد روي عن ابن عباس أنه كان لا يرى بالحجامة للصائم بأساً.

وأنبأ محمد بن حاتم قال: أنبأ حبان قال: أنبأ عبد الله عن الحسن بن يحيى عن الضحاك عن ابن عباس أنه لم يكن يرى بالحجامة للصائم بأساً.

(1)

السنن الكبرى (4/ 265).

(2)

في سننه الكبرى (2/ 229).

ص: 404

‌الحديث الثامن

(1)

:

955 -

قال الدارقطني (2/ 108): حدثنا أحمد بن محمد بن سعيد نا أحمد بن محمد بن مقاتل الرازي ثنا محمد بن الأزهر ثنا قبيصة عن سفيان عن حماد عن إبراهيم عن علقمة عن عبد الله:

أن امرأة أتت النبي صلى الله عليه وسلم فقالت: إن لي حلياً وإن زوجي خفيف ذات اليد وإن لي بني أخ أفيجزي عني أن أجعل زكاة الحلي فيهم؟ قال: نعم.

‌التعليق:

هكذا رواه محمد بن الأزهر عن قبيصة عن سفيان عن حماد عن إبراهيم عن علقمة عن ابن مسعود مرفوعاً.

خالفه عبد الرزاق

(2)

، وعبد الرحمن بن مهدي

(3)

، وعبيد الله بن موسى

(4)

، وعبد الله بن الوليد

(5)

، والفريابي

(6)

، ووكيع

(7)

فرووه كلهم عن سفيان الثوري عن حماد عن إبراهيم عن علقمة عن ابن مسعود مرفوعاً لم يرفعوه إلى النبي صلى الله عليه وسلم.

لذا ضعّف بعض أهل العلم المرفوع.

(1)

في المصنف (7056).

(2)

أبو عبيد في الأموال (1261).

(3)

ابن زنجويه في الأموال (1765).

(4)

البيهقي (4/ 139).

(5)

الدارقطني (2/ 108).

(6)

ابن أبي شيبة (3/ 191).

(7)

بيان الوهم والإيهام (5/ 365).

ص: 405

قال الدارقطني: هذا وهم والصواب عن إبراهيم عن عبد الله مرسل موقوف.

وقال البيهقي بعد أن ذكر رواية الوقف: وقد روي هذا مرفوعاً إلى النبي صلى الله عليه وسلم وليس بشيء.

وقال ابن القطان: قبيصة وإن كان رجلاً صالحاً فإنه يخطاء كثيراً وقد خالفه من أصحاب الثوري مَنْ هو أحفظ منه فوقفه

(1)

.

قلت: الوهم من قبيصة ليس بمتحقق إذ لم يروه عنه إلا محمد بن الأزهر، والظاهر أنه عيسى الكاتب الكوفي، وقد تكلم فيه.

قال الذهبي: روى مناكير

(2)

، وقال الغساني: ضعيف

(3)

، وقال الخطيب: كان عند الناس مقبولاً

(4)

.

(1)

ميزان الاعتدال (3/ 468).

(2)

الضعاف (ص 209).

(3)

تاريخ بغداد (2/ 84).

(4)

العلل (922).

ص: 406

‌محمد بن أبي عدي

‌اسمه ونسبه:

محمد بن إبراهيم بن أبي عدي، ويقال: إن كنية إبراهيم أبو عدي السلمي مولاهم، القسملي، أبو عمرو البصري.

روى عن: حميد الطويل، وداود بن أبي هند، وابن عون، وحسين المعلم، وشعبة، وابن أبي عروبة، وجماعة.

روى عنه: أحمد بن حنبل، والفلاس، والحسن بن محمد الزعفراني، ومحمد بن بشار، ومحمد بن المثنى وخلق.

وثقه أبو حاتم والنسائي وابن سعد وذكره ابن حبان في الثقات.

وأثنى عليه عبد الرحمن بن مهدي ومعاذ بن معاذ وأحمد بن حنبل.

وقال عبد الله بن أحمد: قال أبي: ابن أبي عدي له وقار وهيبة وهو أحَب إليّ من أزهر السمان

(1)

.

(1)

العلل (1790)(1811)(2881).

ص: 407

وقال أيضاً: حدثني أبي قال: حدثنا محمد بن أبي عدي قال: وكان ركناً ركيناً من الرجال ما أشبهه بالشيوخ فيه أخلاق من أخلاق ابن علية، وكان ابن علية لا يكاد يضحك، وكان ابن أبي عدي لا يكاد يضحك

(1)

.

مات سنة 194 وكان مولده حدود سنة 120.

قال ابن حجر: ثقة، من التاسعة.

(1)

رجال الإسناد:

محمد بن بشار: تقدم. انظر ترجمته في بابه.

سعيد بن أبي عروبة مهران اليشكري مولاهم، أبو النضر البصري، ثقة حافظ له تصانيف لكنه كثير التدليس واختلط، وكان من أثبت الناس في قتادة، من السادسة، مات سنة 156 أو 157، روى له البخاري ومسلم. (انظره في بابه).

قتادة بن دعامة، ثقة ثبت وهو رأس الطبقة الرابعة، مات سنة بضع وعشرين، روى له البخاري ومسلم. انظره في بابه.

زُرارة بن أوفى العامري الخرشي أبو حاجب البصري، قاضيها، ثقة عابد، من الثالثة، مات فجأة في الصلاة سنة 93، روى له البخاري ومسلم.

سعد بن هشام بن عامر الأنصاري المدني، ثقة، من الثالثة، استشهد بأرض الهند، روى له البخاري ومسلم.

ص: 408

‌الحديث الأول:

956 -

قال الإمام أبو داود رحمه الله (1345): حدثنا محمد بن بشار، ثنا ابن أبي عدي عن سعيد بهذا الحديث، قال ابن بشار بنحو حديث يحيى بن سعيد إلا أنه قال: ويسلّم تسليمة يسمعنا.

‌التعليق:

هذا إسناد رجاله كلهم ثقات رجال الشيخين.

وأحال أبو داود على حديث يحيى بن سعيد القطان، عن سعيد بن أبي عروبة، عن قتادة، عن زرارة بن أوفى، عن سعد بن هشام، عن عائشة في خُلق رسول الله صلى الله عليه وسلم وقيامه صلاة الليل ح (1342).

ورواه ابن خزيمة (1078) من طريق محمد بن بشار عن ابن أبي عدي به.

هكذا قال ابن أبي عدي (عن سعيد بن أبي عروبة عن قتادة في هذا الحديث: (ويسلّم تسليمة يسمعنا) أي: تسليمة واحدة.

ص: 409

خالفه يحيى بن سعيد القطان

(1)

، وعبدة بن سليمان الكلابي

(2)

، ومحمد بن بشر العبدي

(3)

، وخالد بن الحارث

(4)

.

فرووه عن سعيد بن أبي عروبة بهذا الإسناد فقالوا: (ويسلّم تسليماً).

وكذلك رواه معمر عن قتادة، عن زرارة فقال:(ويسلّم تسليماً)

(5)

.

وقد رواه محمد بن المثنى عن ابن أبي عدي فقال: (ويسلّم تسليماً).

هكذا أخرجه مسلم في صحيحه

(6)

.

ويظهر أن هذا الاختلاف من محمد بن أبي عدي.

قال ابن خزيمة: قال لنا بندار (محمد بن بشار) في حديث ابن أبي عدي عن سعيد عن قتادة: (ويسلّم تسليمة يسمعنا).

وقال بندار: قلت ليحيى بن سعيد: إن الناس يقولون: تسليمة، فقال: هكذا حفظي عن سعيد

(7)

.

وقد أشار أبو داود إلى مخالفة ابن أبي عدي يحيى القطان

(1)

أبو داود (1343) والنسائي (3/ 60، 199) وأحمد (6/ 54) وابن خزيمة (1078).

(2)

ابن خزيمة (1078) والنسائي (3/ 241).

(3)

أبو داود (1344) وابن ماجه (1191) وأبو عوانة (2295) و (2060).

(4)

النسائي في الكبرى (425) و (1414).

(5)

النسائي (3/ 241) وإسحاق (1316) وأبو عوانة (2060) و (2294).

(6)

مسلم (746).

(7)

صحيح ابن خزيمة (2/ 143).

ص: 410

ومحمد بن بشر بأن ذكرهما ثم أتبع ذلك بحديث ابن أبي عدي.

قال أبو داود: (حدثنا محمد بن بشار، حدثنا يحيى بن سعيد، عن سعيد، عن قتادة بإسناده نحوه قال: يصلي ثمان ركعات لا يجلس فيهن إلا عند الثامنة فيجلس فيذكر الله عز وجل ثم يدعو ثم يسلّم تسليماً يسمعنا ثم يصلي ركعتين وهو جالس بعدما يسلّم ثم يصلي ركعة فتلك إحدى عشرة ركعة .. )

(1)

.

حدثنا عثمان بن أبي شيبة، حدثنا محمد بن بشر حدثنا سعيد بهذا الحديث قال: يسلّم تسليماً يسمعنا، كما قال يحيى بن سعيد

(2)

.

حدثنا محمد بن بشار حدثنا ابن أبي عدي ثم أورد حديث الباب.

فيما سبق يظهر أن الصحيح من حديث سعيد بن أبي عروبة في هذا الحديث أنه قال: (ويسلّم تسليماً).

ووهم محمد بن أبي عدي فقال: (ويسلّم تسليمة) أي: واحدة، وقد خالف أربعة من أصحاب سعيد وفيهم يحيى بن سعيد القطان وهو مَنْ هو في حفظه وإتقانه وتثبته.

وكذلك رواه هشام الدستوائي عن قتادة فقال: (تسليماً)

(3)

.

(1)

سنن أبي داود (1343).

(2)

سنن أبي داود (1344).

(3)

أخرجه ابن حبان (2442) من طريق معاذ بن هشام وهو في مسلم (746) ولم يسق لفظه بل أحال على حديث محمد بن المثنى عن محمد بن أبي عدي وفيه: (ويسلّم تسليماً).

لكن ذكر ابن خزيمة وأبو عوانة أن عبد الصمد رواه عن هشام فقال: (تسليمة).

ص: 411

قال ابن القيم: وقد روي عنه صلى الله عليه وسلم أنه كان يسلّم تسليمة واحدة تلقاء وجهه ولكن لم يثبت عنه ذلك من وجه صحيح وأجود ما فيه حديث عائشة رضي الله عنها كان يسلّم تسليمة واحدة السلام عليكم يرفع بها صوته حتى يوقظنا وهو حديث معلول وهو في السنن لكنه كان في قيام الليل

(1)

.

وقال ابن رجب: وقد روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يسلّم تسليمة واحدة من وجوه لا يصح منها شيء، قاله ابن المديني والأثرم والعقيلي وغيرهم. وقال الإمام أحمد لا يعرف عن النبي صلى الله عليه وسلم في التسليمة الواحدة إلا حديثاً مرسلاً لابن شهاب الزهري عن النبي صلى الله عليه وسلم

(2)

.

‌علة الوهم:

روى محمد بن أبي عدي عن بهز بن حكيم عن زرارة بن أوفى في هذا الحديث وفيه: (ويسلّم تسليمة واحدة

)

(3)

.

فأدخل هذه اللفظة من حديث بهز في سياق حديث سعيد بن أبي عروبة، والله تعالى أعلم.

‌الخلاصة:

يروي هذا الحديث قتادة عن زرارة بن أوفى عن سعد بن هشام، عن عائشة رضي الله عنها.

(1)

زاد المعاد (1/ 259) وقال ابن رجب في شرح البخاري (5/ 210) خرجه الإمام أحمد، وقد حمله الإمام أحمد أنه كان يجهر بالواحدة ويسر بالثانية.

(2)

فتح الباري (5/ 208) وانظر: الضعفاء للعقيلي (4/ 49) والخلاصة للنووي (1/ 446).

(3)

أبو داود (1346) وتابعه يزيد بن هارون عن أحمد (6/ 236).

ص: 412

ويرويه عن قتادة:

سعيد بن أبي عروبة، فرواه عنه يحيى القطان وعبدة، ومحمد بن بشر وخالد بن الحارث فقالوا فيه:(ويسلّم تسليماً).

وخالفهم محمد بن أبي عدي فقال: (ويسلّم تسليمة) ظاهره أنه المراد به تسليمة واحدة.

ورواه عن قتادة أيضاً هشام الدستوائي واختلف عليه كما سبق ورواه عن زرارة بهز بن حكيم وقال فيه: (تسليمة واحدة)، وقد رواه ابن أبي عدي من طريقه أيضاً ومن هنا والله أعلم دخل عليه الوهم.

ص: 413

‌الحديث الثاني

(1)

:

957 -

قال الإمام أحمد رحمه الله (3/ 476): ثنا محمد بن أبي عدي عن سليمان يعني التيمي عن أبي عثمان يعني النهدي عن قَبيصة بن مخارق قال:

لما نزلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم {وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ (214)} [الشعراء: 214] انطلق رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى رضمة من جبل فعلا أعلاها ثم نادى أو قال: قال: «يا آل عبد منافاة إني نذير، إن مثلي ومثلكم كمثل رجل رأى العدو فانطلق يربو أهله ينادي أو قال يهتف: يا صباحاه» قال أبي: قال ابن أبي عدي في هذا الحديث عن قبيصة بن مخارق أو وهب بن عَمرٍو وهو خطأ إنما هو زهير بن عَمرو فلما أخطأ تركتُ وهب بن عَمْرٍو.

‌التعليق:

هذا إسناد رجاله كلهم ثقات رجال الشيخين.

وأخرجه عبد الله بن أحمد في العلل (2/ 425): قال: قرأت على أبي: ابن أبي عدي، عن سليمان، عن أبي عثمان، عن قبيصة بن مخارق ووهب بن عمرو قالا: لما نزلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم {وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ (214)} [الشعراء: 214] قال أبي: كذا قال ابن أبي عدي:

(1)

رجال الإسناد:

سليمان بن بلال التيمي مولاهم، أبو محمد أو أبو أيوب المدني، ثقة من الثامنة، مات سنة 177، روى له البخاري ومسلم.

عبد الرحمن بن مل، أبو عثمان النهدي، مشهور بكنيته مخضرم، من كبار الثانية، ثقة ثبت عابد، مات سنة 95 وما بعدها، وعاش 130 سنة وقيل أكثر، روى له البخاري ومسلم.

قبيصة بن مخارق بن عبد الله الهلالي، صحابي سكن البصرة.

ص: 414

وهب بن عمرو وإنما هو زهير بن عمرو.

هكذا قال ابن أبي عدي: (عن سليمان التيمي، عن أبي عثمان النهدي، عن قبيصة بن مخارق أو وهب بن عمرو).

خالفه يزيد بن زريع

(1)

، ومعتمر بن سليمان

(2)

، ويحيى بن سعيد القطان

(3)

، وإسماعيل بن علية

(4)

، وعيسى بن يونس

(5)

، وحماد بن مسعدة

(6)

.

فقالوا: (عن سليمان التيمي، عن أبي عثمان النهدي، عن قبيصة بن مخارق وزهير بن عمرو).

قلب ابن أبي عدي زهير بن عمرو إلى وهب بن عمرو، وزهير بن عمرو هو الهلالي، صحابي له حديث واحد هو هذا الحديث، رواه ابن أبي عدي على الشك ووهم في اسمه ورواه الجماعة عنهما معاً.

(1)

مسلم (207).

(2)

مسلم (207).

(3)

أحمد (5/ 60) والنسائي في الكبرى (10815)(11375) وابن مندة في الإيمان (953) وأبو نعيم في المستخرج على صحيح مسلم (508).

(4)

أحمد (5/ 60) والنسائي (10817) وفي عمل اليوم والليلة (981).

(5)

ابن مندة في الإيمان (956).

(6)

أبو عوانة (265) وابن مندة (953).

ص: 415

‌الحديث الثالث

(1)

:

958 -

قال الإمام الترمذي رحمه الله (1573): حدثنا محمد بن بشار حدثنا ابن أبي عدي عن سعيد عن قتادة عن سالم بن أبي الجعد عن معدان بن أبي طلحة عن ثوبان رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

«مَنْ فارق الروح الجسد وهو بريء من ثلاث: الكنز والغلول والدين دخل الجنة» .

‌التعليق:

هذا إسناد رجاله كلهم ثقات رجال الصحيح.

هكذا قال محمد بن أبي عدي عن سعيد عن قتادة عن سالم، عن معدان عن ثوبان عن النبي صلى الله عليه وسلم:«مَنْ فارق الروح الجسد وهو بريء من ثلاث: الكنز والغلول والدين دخل الجنة» .

خالفه يزيد بن زريع

(2)

، وعبد الوهاب بن عطاء

(3)

، ومحمد بن

(1)

رجال الإسناد:

محمد بن بشار: تقدم.

سعيد بن أبي عروبة: تقدم.

قتادة: تقدم.

سالم بن أبي الجعد: تقدم في باب قتيبة.

معدان بن أبي طلحة، ويقال: ابن طلحة اليعمري، شامي ثقة من الثانية، روى له مسلم.

ثوبان: الهاشمي، مولى النبي صلى الله عليه وسلم صحبه ولازمه ونزل بعده الشام، ومات بحمص سنة 54.

(2)

النسائي (8764) والدارمي (2592).

(3)

أحمد (5/ 281) والحاكم (2/ 26) وقال: صحيح على شرط الشيخين.

ص: 416

بكر

(1)

، وأبو أسامة حماد بن أسامة

(2)

، وخالد بن الحارث

(3)

فرووه عن سعيد بن أبي عروبة بهذا الإسناد وقالوا فيه: (الكبر).

وكذلك رواه أصحاب قتادة فقالوا: (الكبر)، منهم:

شعبة

(4)

، وهمام بن يحيى

(5)

، وأبان العطار

(6)

، وروح بن القاسم

(7)

، وأبو عوانة

(8)

.

قال الترمذي عقب الحديث: «هكذا قال سعيد: (الكنز)، وقال أبو عوانة في حديثه: (الكبر) ولم يذكر فيه عن معدان، ورواية سعيد أصح»

(9)

.

قلت: قول الترمذي رحمه الله هكذا قال سعيد: الكنز، فيه نظر، فإن الذي رواه عنه بلفظ: الكنز إنما هو ابن أبي عدي وخالفه أكثر الرواة كما تقدم فرووه عن سعيد بن أبي عروبة بلفظ: الكبر.

وقول الترمذي: رواية سعيد أصح من حديث أبي عوانة لأنه أخرج برقم (1572) عن قتيبة عن أبي عوانة هذا الحديث ولم يذكر معدان بن أبي طلحة في الإسناد، وذكرناه في باب قتيبة لأن الوهم منه

(1)

أحمد (5/ 281).

(2)

ابن عساكر في تاريخ دمشق (53/ 348).

(3)

ابن ماجه (2412).

(4)

أحمد (5/ 282).

(5)

أحمد (5/ 276، 282، 377) وابن عبد البر في التمهيد (2/ 20).

(6)

أحمد (5/ 276)، وابن عبد البر (2/ 20).

(7)

الطبراني في الأوسط (7751).

(8)

الترمذي (1572) والحاكم (2/ 26) والبيهقي (9/ 101) وفي شعب الإيمان (5540).

(9)

في جامعه (4/ 118).

ص: 417

قد خالفه غيره، فرواه عن أبي عوانة بإثباته، والله أعلم.

قال السندي: قال الحافظ أبو الفضل العراقي: المشهور في الرواية بالباء الموحدة والراء، وذكر ابن الجوزي في جميع المسانيد عن الدارقطني أنه الكنز بالنون والزاي ولذا ذكره ابن مردويه في تفسير { .. وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ

(34)} [التوبة: 34]

(1)

.

وقال أبو أحمد العسكري: وأخبرنا ابن أخي أبي زرعة حدثنا حنبل حدثنا أحمد قال أحمد يعني ابن حنبل: صحف محمد بن جعفر يعني غندراً في حديث شعبة: «مَنْ فارقت روحه جسده وهو بريء من ثلاث دخل الجنة: الكنز والغلول

» صحف فيه قال محمد بن بكر وعبد الوهاب: الكبر

(2)

.

‌علة الوهم:

1 جاء في الحديث ذكر الغلول والدين وهما يتعلقان بالمال وكذلك الكنز، فمن هنا دخل الوهم على الراوي، والله أعلم.

2 التشابه بين كلمتي الكبر والكنز في الرسم ومختلفان في النقط فقط.

(1)

شرح سنن ابن ماجه (1/ 174).

(2)

تصحيفات المحدثين (1/ 140 - 141)، ورواية محمد بن جعفر عند أحمد مقروناً في المسند (5/ 282) إلا أنه لم يسق لفظه.

ص: 418

‌الحديث الرابع

(1)

:

959 -

قال الإمام أحمد رحمه الله (2/ 509): حدثنا ابن أبي عدي عن محمد بن إسحاق عن سعيد بن أبي سعيد المقبري، عن عطاء مولى أم صفية قال عبد الله: قال أبي: وقال يعقوب: صبية وهو الصواب، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

«لولا أن أشق على أمتي لأمرتهم بالسواك عند كل صلاة ولأخرت صلاة العشاء الآخرة إلى ثلث الليل الأول، فإنه إذا مضى ثلث الليل الأول هبط إلى السماء الدنيا إلى طلوع الفجر يقول قائل: ألا داع يجاب ألا سائل يعطيه ألا مذنب يستغفر فيغفر له» .

‌التعليق:

هذا إسناد رجاله ثقات غير عطاء مولى أم صبية مجهول.

هكذا قال محمد بن أبي عدي: (عن محمد بن إسحاق، عن سعيد بن أبي سعيد، عن عطاء مولى أم صفية، عن أبي هريرة).

خالفه إبراهيم بن سعد

(2)

، وأحمد بن خالد الوهبي

(3)

، ومحمد بن

(1)

رجال الإسناد:

محمد بن إسحاق: انظر ترجمته في بابه.

سعيد بن أبي سعيد كيسان المقبري، أبو سعد المدني، ثقة من الثالثة، تغير قبل موته بأربع سنين، مات في حدود سنة 120 وقيل قبلها، روى له البخاري ومسلم.

عطاء المدني مولى أم صبية، مقبول، من الثالثة، روى له النسائي.

(2)

أحمد (1/ 120).

(3)

حديثه عند المزي في تهذيب الكمال (20/ 135)، والدارقطني في العلل تعليقاً (10/ 353).

ص: 419

سلمة

(1)

، وإسماعيل بن علية

(2)

، ومندل

(3)

فقالوا:

(عن محمد بن إسحاق، عن سعيد بن أبي سعيد، عن عطاء مولى أم صبية، عن أبي هريرة).

وهذا هو الذي صوّبه الإمام أحمد فقال: قال يعقوب وهو ابن إبراهيم بن سعد بن إبراهيم، يعني في روايته عن أبيه عن ابن إسحاق صبية وهو الصواب.

وقال أبو أحمد العسكري: قال أحمد: هو خطأ إنما هو أم صبية

(4)

.

وقال الدارقطني: «خالفه إبراهيم بن سعد وأحمد بن خالد الوهبي ومندل وإسماعيل بن علية رووه عن ابن إسحاق عن سعيد المقبري عن عطاء مولى أم صبية عن أبي هريرة.

وكذا قال محمد بن سلمة عن ابن إسحاق

وقال ابن أبي عدي عن ابن إسحاق عن المقبري عن عطاء مولى أم صفية وصحف، والصحيح عن عطاء مولى أم صبية عن أبي هريرة، وهي خولة بنت قيس لها صحبة ورواية عن النبي صلى الله عليه وسلم»

(5)

.

(1)

الخطيب في موضح أوهام الجمع والتفريق (1/ 340).

(2)

الدارقطني في العلل تعليقاً (10/ 353).

(3)

المصدر السابق.

(4)

تصحيفات المحدثين (1/ 106).

(5)

العلل (10/ 352 - 354).

ص: 420

‌محمد بن بشر

‌اسمه ونسبه:

محمد بن بشر بن الفرافصة بن المختار العبدي، أبو عبد الله الكوفي.

روى عن: هشام بن عروة، والأعمش، وإسماعيل بن أبي خالد، وعبيد الله بن عمر العمري، وشعبة، والثوري، وزائدة، ومسعر، وجماعة.

روى عنه: جعفر بن عون رفيقه، وإسحاق، وعلي بن المديني، وابنا أبي شيبة، ومحمد بن عبد الله بن نمير، وعبد بن حميد، وخلق.

وثقه ابن معين والنسائي وابن قانع ومحمد بن سعد.

وقال أبو داود: هو أحفظ مَنْ كان بالكوفة

(1)

.

وقال ابن شاهين في الثقات: قال عثمان بن أبي شيبة: محمد بن بشر ثقة ثبت إذا حدّث من كتابه.

قال أحمد بن حنبل: إن سماع محمد بن بشر من سعيد بن أبي عروبة جيد قبل الاختلاط.

(1)

العلل (1110).

ص: 421

قال ابن حجر: ثقة حافظ، من التاسعة.

ورى له البخاري سبعة أحاديث

(1)

، ومسلم نحو سبع وخمسين حديثاً.

(1)

البخاري (2393، 3479، 4340، 5488، 5841، 6707، 6763، ط البغا).

ص: 422

‌الحديث

(1)

:

960 -

قال ابن أبي شيبة رحمه الله في المصنف (15/ 231): حدثنا محمد بن بشر، قال: حدثنا إسماعيل بن أبي خالد، عن مجالد، عن الشعبي، عن عامر بن شهر رضي الله عنه قال:

سمعت من النبي صلى الله عليه وسلم كلمة، ومن النجاشي كلمة، سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول:«انظروا قريشاً فاسمعوا من قولهم وذروا فعلهم» .

قال: وكنت عند النجاشي إذ جاء ابن له من الكتاب فقرأ آية من الإنجيل ففهمتها فضحكت، فقال: ممّ تضحك؟ من كتاب الله؟ أما والله إنها لفي كتاب الله الذي أُنزل على عيسى أن اللعنة تكون في الأرض إذا كان أمراؤها الصبيان.

‌التعليق:

هذا إسناد رجاله ثقات رجال الشيخين غير مجالد بن سعيد روى له مسلم مقروناً بغيره، ضعّفه يحيى القطان وأحمد بن حنبل وأبو حاتم ويحيى بن معين وغيرهم، ووثقه يحيى بن معين مرة.

(1)

رجال الإسناد:

إسماعيل بن أبي خالد الأحمسي مولاهم البجلي، ثقة ثبت من الرابعة، مات سنة 146، روى له البخاري ومسلم.

مجالد بن سعيد بن عمير الهمداني، أبو عمرو الكوفي، ليس بالقوي وقد تغير في آخر عمره، من صغار السادسة، مات سنة 144، روى له مسلم.

عامر بن شراحيل الشعبي، أبو عمرو، ثقة مشهور فقيه فاضل من الثالثة، قال مكحول: ما رأيت أفقه منه، مات بعد عام 100 وله نحو 80 سنة، روى له البخاري ومسلم.

عامر بن شهر الهمداني، أبو الكنود، صحابي نزل الكوفة، وهو أول مَنْ اعترض على الأسود الكذاب باليمن.

ص: 423

وقال النسائي: ثقة، وقال في موضع آخر: ليس بالقوي.

وهو في مسند ابن أبي شيبة (528).

وأخرجه ابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني (2416) وفي السنة (2/ 641)، وعبد الله بن أحمد في العلل ومعرفة الرجال (3/ 346) من طريق ابن أبي شيبة به.

وأخرجه الطحاوي في شرح مشكل الآثار (3131) وابن قانع في معجم الصحابة (2/ 237) من طرق عن محمد بن بشر به.

هكذا رواه محمد بن بشر (عن إسماعيل بن أبي خالد، عن مجالد، عن الشعبي، عن عامر بن شهر).

خالفه محمد بن مسلم المؤدب

(1)

، وعبيد الله بن عمرو

(2)

، ومحمد بن عبيد

(3)

فرووه (عن إسماعيل بن أبي خالد، عن الشعبي، عن عامر بن شهر).

‌علة الوهم:

هذا الحديث اشترك في روايته عن الشعبي إسماعيل بن أبي خالد ومجالد بن سعيد

(4)

فمن هنا ربما دخل الوهم على محمد بن بشر،

(1)

أحمد (3/ 428 - 429 رقم 15536) مقروناً مع مجالد.

(2)

ابن حبان (4585) والضياء في المختارة (8/ 204).

(3)

أبو نعيم في أخبار أصبهان (1/ 140).

(4)

أبو داود (4736) وأبو يعلى (6864).

ورواه شريك عن إسماعيل، عن عطاء، عن عامر بن شهر، ذكر عطاء بدل الشعبي فوهم فيه. أخرجه أحمد (4/ 260).

ص: 424

فجعل إسماعيل يرويه عن مجالد، وإسماعيل بن أبي خالد لازم الشعبي وكان من أثبت الناس فيه.

قال سفيان الثوري: إسماعيل بن أبي خالد أعلم الناس بالشعبي وأثبتهم فيه.

وقال أحمد بن حنبل: أصح الناس حديثاً عن الشعبي ابن أبي خالد.

وقال يحيى بن معين وقد سئل ابن عون أحب إليك في الشعبي أو إسماعيل؟ قال: إسماعيل أعلم به.

وقال أبو حاتم: لا أقدم عليه أحداً من أصحاب الشعبي وهو ثقة.

ص: 425

‌محمد بن بكر

‌اسمه ونسبه:

محمد بن بكر بن عثمان البرساني، أبو عبد الله، ويقال: أبو عثمان البصري.

روى عن: ابن جريج، وهشام بن حسان، ويونس بن يزيد، وشعبة، وابن أبي عروبة، وحماد بن سلمة، وجماعة.

روى عنه: أحمد، وإسحاق، ويحيى بن معين، وعلي بن المديني، وعبد بن حميد، ومحمد بن يحيى الذهلي وجماعة.

قال ابن معين والعجلي وأبو داود وابن سعد وغيرهم: ثقة.

قال أحمد: صالح الحديث.

قال أبو حاتم: شيخ محله الصدق.

قال ابن حجر: صدوق قد يخطاء، من التاسعة.

روى له البخاري خمسة أحاديث كلها عن ابن جريج

(1)

، وذكره تعليقاً في ثلاثة أحاديث

(2)

.

(1)

البخاري (1657، 4095، 4149، 4155، 6933).

(2)

البخاري (507، 1483، 2/ 582).

ص: 426

‌الحديث الأول

(1)

:

961 -

قال الإمام أحمد رحمه الله (2/ 286): حدثنا محمد بن بكر وعبد الرزاق، قالا: أخبرنا ابن جريج أخبرني عمرو بن دينار، عن يحيى بن جعدة، أخبره عن عبد الرحمن بن عمرو القاري أنه سمع أبا هريرة رضي الله عنه يقول:

ورب هذا البيت ما أنا نهيت عن صيام يوم الجمعة، ولكن محمد صلى الله عليه وسلم نهى عنه.

ورب هذا البيت ما أنا قلت: مَنْ أدركه الصبح جنباً فليفطر، ولكن رسول الله صلى الله عليه وسلم قاله.

قال عبد الرزاق في حديثه إن يحيى بن جعدة أخبره عن عبد الله بن عمرو القاري أنه سمع أبا هريرة يقول.

‌التعليق:

هذا إسناد رجاله ثقات.

(1)

رجال الإسناد:

عبد الملك بن عبد العزيز بن جريج: تقدم انظره في بابه.

عمرو بن دينار المكي، أبو محمد الأثرم الجمحي، مولاهم، ثقة ثبت من الرابعة، مات سنة 126، روى له البخاري ومسلم.

يحيى بن جعدة بن هبيرة بن أبي وهب المخزومي، ثقة وقد أرسل عن ابن مسعود ونحوه، من الثالثة، روى له أبو داود والنسائي وابن ماجه.

عبد الرحمن بن عمرو القاري: لم أجد له ترجمة في التهذيب وفروعه والصحيح أنه عبد الله بن عمرو القاري.

عبد الله بن عمرو بن عبدٍ القاريّ (وقد ينسب إلى جده) مقبول، من الرابعة، روى له مسلم (قلت حديثاً واحداً في قراءة سورة المؤمنين في الصلاة).

ص: 427

هكذا قال محمد بن بكر: (عن ابن جريج، عن عمرو بن دينار، عن يحيى بن جعدة، عن عبد الرحمن بن عمرو القاري، عن أبي هريرة).

خالفه عبد الرزاق

(1)

وأبو عاصم النبيل

(2)

فقالا: (عن ابن جريج، عن عمرو بن دينار، عن يحيى بن جعدة، عن عبد الله بن عمرو القاري، عن أبي هريرة).

وتابعهم سفيان بن عيينة

(3)

فرواه عن عمرو بن دينار فقال: عبد الله بن عمرو القاري.

وقد روى شعبة

(4)

حديثاً آخر عن عمرو بن دينار عن يحيى بن جعدة فقال: عن عبد الله بن عمرو القاري عن أبي طلحة عن النبي صلى الله عليه وسلم.

وكذلك روى محمد بن حجاج عن ابن جريج حديثاً آخر فقال: عن عطاء عن عبد الله بن عمرو القاري

(5)

.

قال الدارقطني: والصحيح ما قاله ابن عيينة

(6)

.

(1)

في مصنفه (7807) وأحمد (2/ 286).

(2)

الدارقطني في العلل تعليقاً (11/ 42) في رواية عنه.

(3)

الشافعي في السنن المأثورة (298) والحميدي (1017) و (1018) وأحمد (2/ 248) والنسائي في الكبرى (2924) وابن ماجه (1702) وابن خزيمة (2157) وابن حبان (3609) مختصراً ومطولاً، وأبو نعيم في الحلية (7/ 316) والفاكهي في أخبار مكة (736).

(4)

الشاشي في مسنده (1078) في الوضوء مما غيرت النار.

(5)

الدورقي في مسند سعد (130).

(6)

العلل (11/ 42).

ص: 428

‌الحديث الثاني

(1)

:

962 -

قال الإمام الترمذي رحمه الله (1365): حدثنا عقبة بن مُكْرَم العَمِّي البصري وغير واحد قالوا: حدثنا محمد بن بكر البُرساني عن حماد بن سلمة عن قَتادة وعاصم الأحول عن الحسن عن سَمُرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:

«مَنْ مَلَكَ ذا رَحِمٍ مَحْرَمٍ فهو حر» .

‌التعليق:

هذا إسناد رجاله كلهم ثقات رجال الشيخين غير عقبة فمن رجال مسلم.

وأخرجه ابن ماجه (2524) عن عقبة بن مكرم وإسحاق بن منصور المروزي.

وأخرجه النسائي في الكبرى (4902) عن عبيد الله بن سعيد ومن طريقه الطحاوي في شرح المشكل (5403).

والطبراني في الأوسط (1438) من طريق محمد بن يحيى القطيعي.

(1)

رجال الإسناد:

عقبة بن مكرم العمي، البصري، ثقة من الحادية عشرة، مات في حدود سنة 250، روى عنه مسلم.

حماد بن سلمة: انظره في بابه.

قتادة: تقدم، انظره في بابه.

عاصم بن سليمان الأحول: تقدم، انظره في بابه.

ص: 429

والروياني في مسنده (822) من طريق القطيعي.

والترمذي تعليقاً في العلل (375).

والحاكم (2/ 214) من طريق إسحاق بن راهويه، وإسحاق بن منصور وأحمد بن حنبل.

والبيهقي (10/ 289) من طريق إسحاق بن منصور.

كلهم عن محمد بن بكر بهذا الإسناد.

هكذا قال محمد بن بكر: (عن حماد، عن قتادة وعاصم الأحول، عن الحسن عن سمرة).

خالفه جمع من أصحاب حماد بن سلمة فقالوا:

(عن حماد، عن قتادة، عن الحسن، عن سمرة) ولم يذكر أحد منهم عاصماً في هذا الحديث، منهم:

عبد الله بن المبارك

(1)

، وموسى بن إسماعيل التبوذكي

(2)

، ويزيد بن هارون

(3)

، وحجاج بن منهال

(4)

، وأبو داود الطيالسي

(5)

، وعبد الله بن

(1)

في مسنده 223) والنسائي في الكبرى (4900).

(2)

أبو داود (3949) ومن طريقه البيهقي (10/ 289).

(3)

أحمد (5/ 15) و (5/ 18) وابن أبي شيبة (6/ 30) والطحاوي في شرح مشكل الآثار (5402).

(4)

النسائي (4898)(4901) والطحاوي في شرح مشكل الآثار (5401) والطبراني في الكبير (6852).

(5)

في مسنده (910) والنسائي (4898) والروياني (818).

ص: 430

معاوية الجمحي

(1)

، ومسلم بن إبراهيم

(2)

، وبهز

(3)

، وأبو كامل

(4)

، وأبو النعمان (عارم)

(5)

، وأسد بن موسى

(6)

، وسريج بن النعمان

(7)

، وعبد الواحد بن غياث

(8)

، وعبيد الله بن عائشة

(9)

، لذا قال الترمذي عقب الحديث: ولا نعلم أحداً ذكر في هذا الحديث عاصماً الأحول عن حماد بن سلمة غير محمد بن بكر.

وقال الطبراني: لم يروِ هذا الحديث عن عاصم الأحول إلا حماد بن سلمة ولا عن حماد إلا محمد، تفرد به محمد بن يحيى (القطيعي)

(10)

، وقد تقدم في باب حماد بن سلمة ح (262) إذ خالفه غيره فرووه موقوفاً.

(1)

الترمذي (1365) وفي العلل الكبير (375).

(2)

أبو داود (3949) والطبراني في الكبير (6852) والبيهقي (10/ 289).

(3)

النسائي (4900) والروياني (818).

(4)

أحمد (5/ 20) واسمه المظفر بن مدرك.

(5)

ابن الجارود (973).

(6)

الطحاوي (5401).

(7)

الطبراني (6852).

(8)

الطبراني (6852).

(9)

الطبراني (6852).

(10)

الأوسط (2/ 118 ح 1438) وقوله تفرد به محمد بن يحيى القطيعي فيه نظر فقد تابعه خمسة كما تقدم في التخريج.

ص: 431

‌محمد بن جعفر

‌اسمه ونسبه:

محمد بن جعفر الهذلي مولاهم أبو عبد الله البصري المعروف بغندر.

روى عن: شعبة فأكثر وكان ربيبه وجالسه نحواً من عشرين سنة، لم يكتب فيها عن أحد غيره، وروى عن سعيد بن أبي عروبة (وروايته عنه بعد الاختلاط) وابن جريج ومعمر وهشام بن حسان والثوري وابن عيينة وغيرهم.

روى عنه: أحمد بن حنبل، وإسحاق بن راهويه، ويحيى بن معين، وعلي بن المديني، وأبو بكر وعثمان ابنا أبي شيبة وغيرهم.

قال عبد الله بن المبارك: إذا اختلف الناس في حديث شعبة فكتاب غندر يحكم بينهم.

وقال الفلاس: كان يحيى وعبد الرحمن ومعاذ وخالد وأصحابنا إذا اختلفوا في حديث شعبة رجعوا إلى كتاب غندر فحكم عليهم

(1)

.

(1)

شرح علل الترمذي (2/ 703).

ص: 432

وقال عبد الرحمن بن مهدي: غندر في شعبة أثبت مني

(1)

.

وقال أبو حاتم: كان صدوقاً وكان مؤدياً وفي حديث شعبة ثقة

(2)

.

وقال ابن مهدي: كنت عند شعبة في أول ما أتيته فحدّث بحديث فتطاول غندر فنظر إليه فقال: فقدتك! قد سمع حديثي كله وهو يتطاول لهذا

(3)

.

قال أبو الحسن الميموني عن الإمام أحمد: سمعت غندراً يقول: لزمت شعبة عشرين سنة لم أكتب فيها عن أحد غيره، وكنت أسمع منه الحديث فأكتبه ثم آتيه به فأعرضه عليه.

قال أحمد: ولا أظن هذا كان منه إلا من بلادته.

وقال ابن معين: قال لي غندر مرة: أنتم تقولون: إن غندراً ضبط هذه الأحاديث عن شعبة لكثرة ما دارت عليه، هذا ابن عيينة قد كتبت جرابين فانظر فيهما فإن أخرجت حديثاً واحداً خطأ فأنت أنت

(4)

.

قال ابن حجر: ثقة صحيح الكتاب إلا أن فيه غفلة، من التاسعة، مات سنة 193 أو 194.

(1)

الجرح والتعديل (7/ 221) وتهذيب الكمال (8/ 25).

(2)

المصدر السابق.

(3)

المعرفة والتاريخ (2/ 156).

(4)

معرفة الرجال (2/ 41).

ص: 433

‌الحديث الأول

(1)

:

963 -

قال الإمام مسلم رحمه الله في صحيحه (2/ 909 رقم 1239): وحدثنا عبيد الله بن مُعاذ حدثنا أبي حدثنا شعبة حدثنا مسلم القري سمع ابن عباس رضي الله عنهما يقول:

أهَلَّ النبي صلى الله عليه وسلم بعمرة وأهَلّ أصحابه بحج فلم يَحِلَّ النبي صلى الله عليه وسلم ولا مَنْ ساق الهَدْيَ من أصحابه وحلّ بقيتهم فكان طلحة بن عبيد الله فيمن ساق الهدي فلم يحل.

وحدثناه محمد بن بشار حدثنا محمد يعني ابن جعفر حدثنا شعبة بهذا الإسناد غير أنه قال:

وكان ممن لم يكن معه الهدي طلحة بن عُبيد الله ورجل آخر فأحَلَّا.

‌التعليق:

هذا إسناد رجاله كلهم ثقات رجال الشيخين.

(1)

رجال الإسناد:

عبيد الله بن معاذ بن معاذ بن نصر بن حسان العنبري، ثقة حافظ، من العاشرة، مات سنة 237، روى له البخاري ومسلم.

معاذ بن معاذ بن نصر بن حسان العنبري، أبو المثنى البصري، ثقة متقن، من كبار التاسعة، مات سنة 196، روى له البخاري ومسلم.

محمد بن بشار بن عثمان العبدي البصري، ثقة، من العاشرة، مات سنة 252، روى له البخاري ومسلم.

شعبة: تقدم، انظره في بابه.

مسلم بن مخراق العبدي القري البصري يكنى أبا الأسود، ويقال: أبو الأسود آخر غيره، صدوق من الرابعة، روى له مسلم.

ص: 434

والحديث الذي نحن بصدده هو الحديث الثاني حديث محمد بن جعفر.

وأخرجه النسائي (5/ 181) وفي الكبرى (3796) عن محمد بن بشار عن محمد بن جعفر به.

وأخرجه ابن حزم في حجة الوداع (1/ 265) من طريق مسلم به.

هكذا قال محمد بن جعفر عن شعبة عن مسلم القري عن ابن عباس أن طلحة بن عبيد الله كان ممن لم يسق الهدي.

وتابعه روح بن عبادة

(1)

فرواه عن شعبة كذلك.

وخالفهما معاذ بن معاذ العنبري

(2)

فرواه عن شعبة بهذا الإسناد فقال: فكان طلحة بن عبيد الله فيمن ساق الهدي.

وجاء في حديث جابر رضي الله عنهما أن طلحة كان ممن ساق الهدي فروى حبيب المعلم عن عطاء بن أبي رباح عن جابر رضي الله عنه قال: أهلّ النبي صلى الله عليه وسلم هو وأصحابه بالحج وليس مع أحد منهم هدي غير النبي صلى الله عليه وسلم وطلحة

(3)

.

وصنيع الإمام مسلم يقتضي ترجيح رواية معاذ فإنه ابتدأ بروايته وأتبعه برواية محمد بن جعفر مقتصراً على موضع الخلاف كأنه يشير إلى وهمه.

(1)

البيهقي (5/ 18).

(2)

مسلم (1239) والبيهقي (5/ 18).

(3)

البخاري (1651) و (1785)(7230).

ص: 435

ومما يؤيد هذا أن الإمام البخاري لم يخرج رواية ابن عباس للاختلاف على شعبة فيها، وأخرج حديث جابر الذي لم يختلف عليه فيه.

وتتأيد رواية معاذ أيضاً أن أكثر الركب لم يسوقوا الهدي فإذا ذكر استثناء فيجب أن يخص ممن خالف أكثر الركب.

وجاء في رواية عائشة رضي الله عنها: وكان مع النبي صلى الله عليه وسلم ورجال من أصحابه ذوي قوة هدي

(1)

.

وفي رواية: فكان الهدي مع النبي صلى الله عليه وسلم وأبي بكر وعمر وذوي اليسار

(2)

.

فهذا يؤيد رواية معاذ لأن طلحة بن عبيد الله كان من أغنياء الصحابة رضي الله عنهم.

لذا أعلّ ابن حزم حديث محمد بن جعفر فقال: عبيد الله بن معاذ عن أبيه قد أثبت الهدي وبندار عن غندر نفاه، والمثبت أوْلى من النافي وكلاهما في شعبة ثقة ومعاذ أحفظ من غندر وأجَل لأن الثقات ذكروا معاذ بن معاذ العنبري في الطبقة الثانية من أصحاب شعبة مع خالد بن الحارث وذكروا محمد بن جعفر في الطبقة الرابعة من أصحاب شعبة رحمة الله على جميعهم.

وأيضاً فقد ذكر الماجشون في حديثه عن عبد الرحمن بن القاسم

(1)

البخاري (1788).

(2)

مسلم (1211).

ص: 436

عن أبيه عن عائشة أن الهدي كان مع ذوي اليسارة، فهذا يؤيد أنه كان من جملتهم في سَوْق الهدي، بل هو داخل في جملة المخبر عنهم بسَوْق الهدي لأنه من ذوي اليسارة، ويرفع الشك في هذا رفعاً جلياً رواية جابر دون أن يضطرب عليه بأن طلحة ساق الهدي، بل في روايته أن هدي طلحة كان أشهر هدي في تلك الجماعة بعد هدي رسول الله صلى الله عليه وسلم

(1)

.

وقد جمع الحافظ بين حديث جابر الذي فيه: (وليس مع أحد منهم هدي غير النبي صلى الله عليه وسلم وطلحة)، وحديث عائشة:(أن الهدي كان مع النبي صلى الله عليه وسلم وأبي بكر وعمر وذوي اليسار) أن كلّاً منهما ذكر ما اطلع عليه

(2)

.

وقال أيضاً: (وقد روى مسلم أيضاً من طريق مسلم القري عن ابن عباس في هذا الحديث: (وكان طلحة ممن ساق الهدي فلم يحل) وهذا شاهد لحديث جابر في ذكر طلحة في ذلك، وشاهد لحديث عائشة في أن طلحة لم ينفرد بذلك وداخل في قولها: وذي اليسار، ولمسلم من حديث أسماء بنت أبي بكر: أن الزبير كان ممن كان معه هدي)

(3)

.

(1)

حجة الوداع ص 265 - 266.

(2)

فتح الباري (3/ 711).

(3)

المصدر السابق.

ص: 437

‌الحديث الثاني

(1)

:

964 -

قال الإمام أحمد رحمه الله (1/ 58): حدثنا محمد بن جعفر وبهز وحجاج قالوا: حدثنا شعبة قال: سمعت علقمة بن مرثد يحدّث عن سعد بن عبيدة، عن أبي عبد الرحمن السلمي، عن عثمان بن عفان رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:

«إن خيركم مَنْ علّم القرآن أو تعلّمه» .

قال أحمد: وقال بهز عن شعبة قال علقمة بن مرثد أخبرني، وقال:«خيركم مَنْ تعلّم القرآن وعلّمه» .

‌التعليق:

هذا إسناد على شرط الشيخين.

هكذا قال محمد بن جعفر عن شعبة عن علقمة بن مرثد

في هذا الحديث: «خيركم مَنْ علّم القرآن أو تعلّمه» .

وتابعه حجاج بن محمد، وعفان عند أحمد (1/ 58 رقم 413).

(1)

رجال الإسناد:

بهز بن أسد العمي، ثقة ثبت، من التاسعة، روى له البخاري ومسلم.

حجاج بن محمد المصيصي الأعور، ثقة ثبت لكنه اختلط في آخر عمره لما قدم بغداد، مات سنة 206، روى له البخاري ومسلم.

علقمة بن مرثد الحضرمي، أبو الحارث الكوفي، ثقة من السادسة، روى له البخاري ومسلم.

سعد بن عبيدة السلمي، أبو حمزة الكوفي، ثقة من الثالثة، روى له البخاري ومسلم.

عبد الله بن حبيب بن رُبيِّعة، أبو عبد الرحمن السلمي الكوفي، المقراء، مشهور بكنيته ولأبيه صحبة، ثقة ثبت، من الثانية، مات بعد السبعين، روى له البخاري ومسلم.

ص: 438

ورواه جماعة من أصحاب شعبة عن علقمة بهذا الإسناد فقالوا: «خيركم مَنْ تعلّم القرآن وعلّمه» بالواو وليس ب (أو)، منهم:

حجاج بن منهال

(1)

، وحفص بن عمر

(2)

، وأبو داود الطيالسي

(3)

، ومسلم بن إبراهيم

(4)

، وأبو الوليد الطيالسي

(5)

، ويحيى بن آدم

(6)

، وآدم بن أبي إياس

(7)

، وعمرو بن عاصم

(8)

، ووهب بن جرير

(9)

، ويعقوب بن موسى الحضرمي

(10)

، وأبو النضر هاشم بن القاسم

(11)

، وعلي بن الجعد

(12)

، ويحيى بن سعيد القطان

(13)

، وعبد الله بن رجاء

(14)

، وخالد بن الحارث

(15)

، وسليمان بن حرب

(16)

، وشبابة بن سوار

(17)

، وأبو عامر العقدي

(18)

، وعبد الله بن يزيد

(1)

البخاري (5027).

(2)

أبو داود (1452) وأبو عوانة (3766) ويعقوب بن سفيان في المعرفة (2/ 340).

(3)

في مسنده (73) والترمذي (2907).

(4)

أبو عوانة (3766) ويعقوب بن سفيان (2/ 340) والبيهقي (2/ 17).

(5)

الطحاوي في شرح المشكل (5117) وأبو عوانة (3766) ويعقوب بن سفيان (2/ 340) والبيهقي (2/ 17).

(6)

البيهقي في السنن الصغرى (1/ 541).

(7)

يعقوب بن سفيان في المعرفة والتاريخ (8/ 34) والبيهقي (2/ 17).

(8)

الطحاوي (5118) وأبو عوانة (3766).

(9)

الطحاوي (5116) وأبو عوانة (3768).

(10)

أبو عوانة (3769).

(11)

أبو عوانة (3770).

(12)

في مسنده (475).

(13)

أحمد (1/ 69) والنسائي في الكبرى (8037) والقضاعي في مسند الشهاب (1240).

(14)

ابن حبان (118).

(15)

النسائي في الكبرى (8036) وفي فضائل القرآن (61).

(16)

أبو نعيم في حلية الأولياء (4/ 193).

(17)

ابن سعد في الطبقات (6/ 172) والبيهقي في شعب الإيمان (1932).

(18)

الطحاوي في شرح المشكل (5117).

ص: 439

المقراء

(1)

، وأبو عاصم الضحاك بن مخلد

(2)

، وعبد الرحمن بن زياد

(3)

، وبشر بن عمر الزهراني

(4)

، وبهز

(5)

.

وكذلك رواه جماعة من أصحاب سفيان الثوري عنه ولم يختلفوا عليه، منهم:

أبو نعيم، وعبد الرحمن بن مهدي، ووكيع، وعبد الله بن المبارك، والفريابي، وعبد الرزاق، ومؤمل بن إسماعيل، وأبو أسامة حماد بن أسامة وغيرهم، انظرهم في باب يحيى القطان.

وكذلك رواه مسعر بن كدام

(6)

، وعمرو بن قيس الملائي

(7)

، وقيس بن الربيع

(8)

، وأبو حنيفة النعمان

(9)

، وأبو اليسع

(10)

، وموسى الفراء

(11)

، ومحمد بن أبان

(12)

، والضحاك الكندي

(13)

، ويحيى بن

(1)

الطحاوي (5119).

(2)

الطحاوي (5119).

(3)

الطحاوي (5120) وسعيد بن منصور في سننه (21).

(4)

الطحاوي (5118) وأبو عوانة (3767).

(5)

أحمد (1/ 58).

(6)

تاريخ بغداد (4/ 109).

(7)

أبو عوانة (3776) والبيهقي في شعب الإيمان (1934) وأبو نعيم في تاريخ أصبهان (1/ 459).

(8)

تاريخ بغداد (4/ 109)(11/ 34).

(9)

تاريخ بغداد (4/ 109).

(10)

أبو عوانة (3774).

(11)

أبو عوانة (3773).

(12)

أبو عوانة (3776).

(13)

البيهقي في شعب الإيمان (2209) وتمام الرازي في الفوائد (209) واللالكائي في اعتقاد أهل السنّة (556).

ص: 440

سعيد

(1)

جميعهم عن علقمة بن مرثد به فقالوا: «تعلّم القرآن وعلّمه» بالواو.

وكذلك روي من حديث علي بن أبي طالب

(2)

، وسعد بن أبي وقاص

(3)

، وعبد الله بن مسعود

(4)

، وعبد الله بن عمرو بن العاص

(5)

رضي الله عنهم بلفظ: «مَنْ تعلّم القرآن وعلّمه» .

ولا شك أن هذه الرواية بلفظ: «مَنْ تعلّم القرآن وعلّمه» أصح من رواية مَنْ قال: «مَنْ علّم القرآن أو تعلّمه» وذلك لكثرة مَنْ رواها عن شعبة، وهي الموافقة لرواية سفيان الثوري ومَن تابعه كما تقدم، وقد عقد عليه البخاري في صحيحه قال:(باب خيركم مَنْ تعلّم القرآن وعلّمه) ثم أورد حديث شعبة وسفيان بهذا اللفظ.

قال الحافظ: كذا ترجم بلفظ المتن، وكأنه أشار إلى ترجيح الرواية بالواو

(6)

.

قلت: وذلك لأن الدارمي رواه في سننه عن الحجاج بن منهال فقال: «إن خيركم مَنْ علّم القرآن أو تعلّمه»

(7)

، إلا أنه ترجم عليه باب (خياركم مَنْ تعلّم القرآن وعلّمه) بالواو.

(1)

تمام الرازي (1751) والخطيب في الفصل للوصل (1/ 252).

(2)

الدارمي (3337) والبزار (698) والشهاب في مسنده (241) وتمام الرازي (211).

(3)

سعيد بن منصور في السنن (20) والبزار (1157) والطبراني في الأوسط (6339) وتمام الرازي في الفوائد (210) والدارمي (3339) وابن ماجه (213) وغيرهم.

(4)

الطبراني في الأوسط (3062) والكبير (10325) وابن حبان في الثقات (9/ 245).

(5)

الخطيب في تاريخ بغداد (4/ 18).

(6)

فتح الباري (9/ 74).

(7)

سنن الدارمي (3338).

ص: 441

قال الحافظ ابن حجر رحمه الله: «قوله: «خيركم مَنْ تعلّم القرآن وعلّمه» كذا للأكثر وللسرخسي أو علمه وهي للتنويع لا للشك وكذا لأحمد عن غندر عن شعبة وزاد في أوله: «إن» ، وأكثر الرواة عن شعبة يقولونه بالواو، وكذا وقع عند أحمد عن بهز وعند أبي داود عن حفص بن عمر كلاهما عن شعبة، وكذا أخرجه الترمذي من حديث علي وهي أظهر من حيث المعنى لأن التي بأو تقتضي إثبات الخيرية المذكورة لمَن فعل أحد الأمرين فيلزم أن مَنْ تعلّم القرآن ولو لم يعلّمه غيره أن يكون خيراً ممن عمل بما فيه مثلاً وإن لم يتعلمه، ولا يقال: يلزم على رواية الواو أيضاً أن مَنْ تعلّمه وعلّمه غيره أن يكون أفضل ممن عمل بما فيه من غير أن يتعلّمه ولم يعلِّمه غيره لأنا نقول: يحتمل أن يكون المراد بالخيرية من جهة حصول التعليم بعد العلم والذي يعلّم غيره يحصل له النفع المتعدي بخلاف مَنْ يعمل فقط، بل من أشرف العمل تعليم الغير، فمعلّم غيره يستلزم أن يكون تعلّمه وتعليمه لغيره عمل وتحصيل نفع متعدٍّ، ولا يقال: لو كان المعنى حصول النفع المتعدي لاشترك كل مَنْ علّم غيره علماً ما في ذلك لأنا نقول: القرآن أشرف العلوم فيكون مَنْ تعلّمه وعلّمه لغيره أشرف ممن تعلّم غير القرآن وإن علّمه فيثبت المدّعي، ولا شك أن الجامع بين تعلُّم القرآن وتعليمه مكمل لنفسه ولغيره جامع بين النفع القاصر والنفع المتعدي ولهذا كان أفضل وهو من جملة مَنْ عني سبحانه وتعالى بقوله:{وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ (33)} [فصلت: 33]، والدعاء إلى الله يقع بأمور شتى من جملتها: تعليم القرآن وهو أشرف الجميع وعكسه الكافر المانع لغيره من الإسلام كما قال تعالى: { .. فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ كَذَّبَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَصَدَفَ عَنْهَا

(157)} [الأنعام: 157]، فإن قيل: فيلزم على هذا أن يكون المقراء أفضل

ص: 442

من الفقيه، قلنا: لا؛ لأن المخاطبين بذلك كانوا فقهاء النفوس لأنهم كانوا أهل اللسان فكانوا يدرون معاني القرآن بالسليقة أكثر مما يدريها من بعدهم بالاكتساب فكان الفقه لهم سجية فمَن كان في مثل شأنهم شاركهم في ذلك لا مَنْ كان قارئاً أو مقرئاً محضاً لا يفهم شيئاً من معاني ما يقرؤه أو يقرئه، فإن قيل: فيلزم أن يكون المقراء أفضل ممن هو أعظم غناء في الإسلام بالمجاهدة والرباط والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر مثلاً، قلنا: حرف المسألة يدور على النفع المتعدي فمَن كان حصوله عنده أكثر كان أفضل، فلعل من مضمرة في الخبر ولا بد مع ذلك من مراعاة الإخلاص في كل صنف منهم، ويحتمل أن تكون الخيرية وإن أطلقت لكنها مقيدة بناس مخصوصين خوطبوا بذلك كان اللائق بحالهم ذلك أو المراد خير المتعلمين مَنْ يعلّم غيره لا مَنْ يقتصر على نفسه، أو المراد مراعاة الحيثية لأن القرآن خير الكلام فمتعلِّمه خير من متعلم غيره بالنسبة إلى خيرية القرآن وكيفما كان فهو مخصوص بمَن علّم وتعلّم بحيث يكون قد علّم ما يجب عليه عيناً»

(1)

.

(1)

فتح الباري (9/ 76).

ص: 443

‌الحديث الثالث

(1)

:

965 -

قال أبو عبد الرحمن النسائي رحمه الله في السنن الكبرى (9865): أخبرنا محمد بن بشار، قال: حدثنا محمد قال: حدثنا شعبة، عن أبي بشر عن أبي المليح، عن أم حبيبة رضي الله عنها عن النبي صلى الله عليه وسلم:

كان إذا سمع المؤذن قال كما يقول حتى يسكت.

‌التعليق:

هذا إسناد رجاله كلهم ثقات رجال الشيخين، وأخرجه أبو يعلى (7141) والنسائي في عمل اليوم والليلة (37) عن محمد بن بشار بهذا الإسناد.

وأخرجه أحمد (6/ 326) عن محمد بن جعفر بهذا الإسناد.

هكذا قال محمد بن جعفر: (عن شعبة، عن أبي بشر، عن أبي المليح، عن أم حبيبة، عن النبي صلى الله عليه وسلم.

خالفه عبد الرحمن بن مهدي

(2)

، وبهز بن أسد

(3)

،

(1)

رجال الإسناد:

محمد بن بشار: تقدم، انظر ترجمته في بابه.

شعبة: تقدم مراراً.

جعفر بن إياس، أبو بشر بن أبي وحشية، ثقة من أثبت الناس في سعيد بن جبير وضعفه شعبة في حبيب بن سالم وفي مجاهد، من الخامسة، مات سنة 125، روى له البخاري ومسلم.

أبو المليح بن أسامة بن عمير، اسمه عامر، وقيل: زيد، وقيل: زيادة، ثقة من الثالثة، مات سنة 98، وقيل: 108، روى له البخاري ومسلم.

(2)

ابن خزيمة (413) وأبو يعلى (7142).

(3)

ابن خزيمة (413) وأبو يعلى (7140).

ص: 444

وعبد الوارث بن سعيد

(1)

، وعمرو بن مرزوق

(2)

، ووهب بن جرير

(3)

، وآدم بن أبي إياس

(4)

، وأبو الوليد الطيالسي

(5)

.

فقالوا: (عن شعبة، عن أبي بشر، عن أبي المليح، عن عبد الله بن عتبة، عن أم حبيبة، عن النبي صلى الله عليه وسلم.

وكذلك رواه هشيم

(6)

، وأبو عوانة

(7)

، وهشام

(8)

عن أبي بشر، فذكروا عبد الله بن عتبة في الإسناد.

أسقط محمد بن جعفر عبد الله بن عتبة من الإسناد، وتابعه في ذلك النضر بن شميل

(9)

فرواه عن شعبة عن أبي بشر عن أبي المليح عن أم حبيبة ولم يذكر عبد الله بن عتبة.

واختلف على وهب بن جرير، فرواه عنه إسحاق ولم يذكر فيه عبد الله بن عتبة، وأثبت ذكره الطحاوي والحاكم وحديثهما من طريق

(1)

إسحاق بن راهويه (2056).

(2)

الطبراني في الدعاء (440).

(3)

الطحاوي في شرح معاني الآثار (1/ 143) والحاكم (1/ 1204) وقال: صحيح على شرط الشيخين.

(4)

الحاكم (1/ 204).

(5)

الطحاوي (1/ 143) والحاكم (1/ 204).

(6)

أحمد (6/ 425) والنسائي (9864) وابن ماجه (719) وابن خزيمة (412) والخطيب في تاريخ بغداد (14/ 213) وابن عساكر في تاريخ دمشق (29/ 399).

(7)

النسائي (9863) وفي عمل اليوم والليلة (38) وابن أبي شيبة (2359) وابن عبد البر في التمهيد (10/ 125).

(8)

ابن عساكر في تاريخ دمشق (29/ 369) كذا في تاريخ ابن عساكر غير منسوب من رواية يحيى بن السري عنه فلم أجد في ترجمة أبي بشر أحداً ممن روى عنه اسمه هشام، والله أعلم.

(9)

إسحاق (2047).

ص: 445

أبي قلابة وابن مرزوق.

وظاهر قول إسحاق والنسائي أن الوهم من شعبة.

قال إسحاق عقب أن أخرج حديث وهب بن جرير والنضر عن شعبة قال: وأدخل أبو عوانة بين أبي المليح وأم حبيبة عبد الله بن عتبة

(1)

.

وقال النسائي: خالفه شعبة، رواه عن أبي بشر جعفر بن إياس عن أبي المليح عن أم حبيبة ولم يذكر عبد الله بن عتبة

(2)

.

وقال المزي: «رواه غندر عن شعبة، عن أبي بشر، عن أبي المليح، ولم يذكر عبد الله بن عتبة

(3)

.

‌أثر الوهم:

انقلب الإسناد من إسناد صحيح على شرط الشيخين، إلى إسناد ضعيف، فعبد الله بن عتبة بن أبي سفيان الأموي المدني تفرد بالرواية عنه أبو المليح، لذا قال عنه الذهبي: لا يكاد يُعرف

(4)

، وقال ابن حجر:«أخرج ابن خزيمة حديثه في صحيحه فهو ثقة عنده، قال: وأخرج أبو يعلى في مسنده من طريق يحيى بن سليم عن محمد بن سعد المؤذن عن عبد الله بن عتبة عن أم حبيبة حديثاً غير هذا»

(5)

.

(1)

مسند إسحاق (4/ 237 ح 2048).

(2)

السنن الكبرى (6/ 14).

(3)

تهذيب الكمال (15/ 268) وتحفة الأشراف (15853).

(4)

ميزان الاعتدال (4/ 144 رقم 4446).

(5)

التهذيب (5/ 271).

ص: 446

لذا قال في التقريب: مقبول، أما الحاكم فقد أخرج حديثه في مستدركه وقال: صحيح على شرط الشيخين، وتعقبه العيني فقال: قوله على شرط الشيخين غير جيد لأن في سنده مَنْ ليس عندهما ولا عند أحدهما وهو عبد الله بن عتبة بن أبي سفيان

(1)

.

‌الخلاصة:

اختلف على شعبة في هذا الإسناد: فرواه عنه محمد بن جعفر والنضر بن شميل بإسقاط عبد الله بن عتبة، وكذا وهب بن جرير فيما رواه عنه إسحاق بن راهويه وهو إمام حافظ ثقة فلعل الوهم فيه من وهب إذ رواه عنه ثقتان بإثبات عبد الله بن عتبة كما تقدم وهما عمرو بن مرزوق وأبو قلابة.

وخالفهم سبعة من أصحاب شعبة، منهم: عبد الرحمن بن مهدي فذكروه في الإسناد مما جعل الوهم من محمد بن جعفر ومَن تابعه، والله تعالى أعلم.

(1)

عمدة القاري (5/ 117).

ص: 447

‌الحديث الرابع

(1)

:

966 -

قال أبو عبد الرحمن النسائي في السنن الكبرى (10281): أخبرنا أحمد بن عبد الله بن الحكم، حدثنا محمد بن جعفر، حدثنا شعبة، عن عمرو بن مرة، عن أبي بردة، قال: سمعت الأغر وكان من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، عن ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

«توبوا إلى ربكم فإني أتوب إليه في اليوم مائة مرة» .

‌التعليق:

هذا إسناد صحيح على شرط مسلم، رجاله كلهم ثقات رجال الشيخين.

والحديث أخرجه النسائي أيضاً بهذا الإسناد في عمل اليوم والليلة (447).

هكذا قال أحمد بن عبد الله: (عن محمد بن جعفر، عن شعبة، عن عمرو بن مرة، عن أبي بردة، عن الأغر، عن ابن عمر، عن النبي صلى الله عليه وسلم.

(1)

رجال الإسناد:

أحمد بن عبد الله بن الحكم بن أبي فروة الهاشمي، يعرف بابن الكردي (وقد ينسب إلى جده)، أبو الحسن البصري، ثقة، من العاشرة، روى له مسلم.

شعبة بن الحجاج: تقدم انظره في بابه.

عمرو بن مرة بن عبد الله بن طارق الجملي المرادي، أبو عبد الله الكوفي الأعمى، ثقة عابد كان لا يدلس ورمي بالإرجاء، من الخامسة، مات سنة 118، روى له البخاري ومسلم.

الأغر المدني، ويقال: الجهني، صحابي من المهاجرين.

ص: 448

خالفه أبو بكر ابن أبي شيبة

(1)

فرواه (عن محمد بن جعفر، عن شعبة، عن عمرو بن مرة، عن أبي بردة، عن الأغر، عن النبي صلى الله عليه وسلم.

وكذلك رواه أصحاب شعبة فلم يذكروا ابن عمر في الإسناد، منهم:

معاذ بن معاذ العنبري

(2)

، وعبد الرحمن بن مهدي

(3)

، وأبو داود الطيالسي

(4)

، ويحيى بن سعيد القطان

(5)

، وعفان بن مسلم

(6)

، ووهب بن جرير

(7)

، وأبو الوليد الطيالسي

(8)

، وحفص بن غياث

(9)

.

فقالوا: (عن شعبة، عن عمرو بن مرة، عن أبي بردة، عن الأغر عن النبي صلى الله عليه وسلم.

وكذلك رواه مسعر بن كدام

(10)

، ويزيد بن عبد الرحمن

(11)

،

(1)

مسلم (2702).

(2)

مسلم (2702).

(3)

مسلم (2702).

(4)

مسلم (2702) والطيالسي (1202) وتصحف عند الطيالسي إلى أن الأغر حدّث عن ابن عمر.

(5)

أحمد (4/ 211) والروياني في مسنده (1489).

(6)

أحمد (4/ 211) وابن سعد في الطبقات (6/ 49).

(7)

أحمد (4/ 260) والبغوي في شرح السنّة (5/ 71).

(8)

ابن قانع في معجم الصحابة (1/ 51).

(9)

البخاري في الأدب المفرد (621) وفي التاريخ الكبير (5/ 43).

(10)

عبد بن حميد (363) والنسائي في عمل اليوم والليلة (445) والطبراني في الكبير (383) وفي الدعاء (1829) وابن حجر في الأمالي المطلقة (1/ 257).

(11)

معجم الصحابة (1/ 51).

ص: 449

وزيد بن أبي أنيسة

(1)

، وأبو خالد الدالاني

(2)

عن عمرو بن مرة فجعلوه من مسند الأغر.

وكذلك رواه ثابت البناني

(3)

، وحميد بن هلال

(4)

، وزياد بن المنذر

(5)

عن أبي بردة، عن الأغر عن النبي صلى الله عليه وسلم.

وصحّح الإمام أحمد أنه مسند الأغر كما سيأتي.

وقال المزي: والصواب يحدّث ابن عمر

(6)

.

‌علة الوهم:

1 أن الأغر المزني وهو صحابي كان يحدّث ابن عمر في مجلسه بهذا الحديث.

هكذا رواه الثقات عن شعبة

(7)

، ووهم أحمد بن عبد الله بن

(1)

الطبراني في الدعاء (1827).

(2)

الطبراني في الدعاء (1827).

(3)

أخرجه أحمد (4/ 211) والبخاري في التاريخ الكبير (2/ 43) وعبد بن حميد (364) وأحمد (4/ 2012) وابن قانع في معجم الصحابة (1/ 51) والطبراني في الدعاء (1833)(1834) والحاكم في معرفة علوم الحديث (1/ 115) وابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني (1127).

(4)

الطبراني في الدعاء (1830).

(5)

الطبراني في الدعاء (1835) والطحاوي في شرح معاني الآثار (4/ 289).

(6)

تحفة الأشراف (5/ 320).

(7)

قال الإمام مسلم في صحيحه (4/ 2075 رقم 2702): حدثنا أبو بكر ابن أبي شيبة، حدثنا غندر، عن شعبة، عن عمرو بن مرة، عن أبي بردة قال: سمعت الأغر وكان من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم يحدّث ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «يا أيها الناس توبوا إلى الله فإني أتوب في اليوم إليه مائة مرة» .

قال مسلم: حدثنا عبد الله بن معاذ، حدثنا أبي، حدثنا ابن المثنى، حدثنا أبو داود وعبد الرحمن بن مهدي كلهم عن شعبة بهذا الإسناد.

ص: 450

الحكم فظنّ أن الأغر يحدّث عن ابن عمر والصحيح أنه يحدّث ابن عمر (وهذا وارد وإن كان الثاني هو الأقرب).

2 إن محمد بن جعفر كان يحدّث به مرة فيجعله من مسند ابن عمر.

قال الإمام أحمد: حدثنا غندر قال: حدثنا شعبة عن عمرو بن مرة، عن أبي بردة يحدّث عن ابن عمر

وقال يحيى بن سعيد: سمعته يحدّث ابن عمر وهو الصواب

(1)

.

قلت: فظهر بهذا أن الوهم إنما هو من محمد بن جعفر

(2)

فكان يهم أحياناً فيجعله من مسند ابن عمر كما رواه عنه أحمد وأحمد بن عبد الله بن الحكم، وربما جاء به على الصواب كما رواه ابن أبي شيبة ومن طريقه مسلم عنه، والله تعالى أعلم.

(1)

العلل ومعرفة الرجال برواية ابنه عبد الله (2/ 163 رقم 1877).

(2)

كنت أظن أن الوهم من أحمد بن عبد الله بن الحكم قبل أن أقف على قول الإمام أحمد رحمه الله.

ص: 451

‌الحديث الخامس

(1)

:

967 -

قال الإمام أحمد بن حنبل (1/ 51): ثنا محمد بن جعفر ثنا شعبة عن سليمان عن إبراهيم التيمي عن الحارث بن سُوَيد قال:

قيل لعلي رضي الله عنه: إن رسولكم كان يخصكم بشيء دون الناس عامة، قال: ما خصّنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بشيء لم يخص به الناس إلا بشيء في قِراب سيفي هذا، فأخرج صحيفة فيها شيء من أسنان الإبل وفيها أن المدينة حَرَمٌ من بين ثور إلى عائر مَنْ أحْدَثَ فيها حَدَثاً أو آوى مُحْدِثاً فإن عليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين لا يُقبل منه يوم القيامة صرف ولا عدل وذمة المسلمين واحدة فمَن أخفر مسلماً فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين لا يُقبل منه يوم القيامة صرف ولا عدل ومَن تولى مولى بغير إذنهم فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين لا يُقبل منه يوم القيامة صرف ولا عدل.

‌التعليق:

هذا إسناد رجاله كلهم ثقات رجال الشيخين، وأخرجه أحمد في فضائل الصحابة (1204) والنسائي في الكبرى (4277) وأبو نعيم في الحلية (4/ 231) من طريق محمد بن جعفر به.

(1)

رجال الإسناد:

سليمان بن مهران: الأعمش، تقدم، وانظر ترجمته في بابه.

إبراهيم بن يزيد بن شريك التيمي، يكنى أبا أسماء الكوفي العابد، ثقة إلا أنه يرسل ويدلس، من الخامسة، مات سنة 92 وله 40 سنة، روى له البخاري ومسلم.

الحارث بن سويد التيمي، أبو عائشة الكوفي، ثقة ثبت، من الثانية، مات بعد سنة سبعين، روى له البخاري ومسلم.

ص: 452

وأشار إليه الترمذي (4/ 438 عقب الحديث 2127).

ورواه ابن جرير في تهذيب الآثار (3/ 197/ 319) من طريق ابن أبي عدي عن شعبة بهذا الإسناد.

هكذا قال غندر: (عن شعبة، عن سليمان، عن إبراهيم التيمي، عن الحارث بن سويد، عن علي) وتابعه ابن أبي عدي.

خالفهما أبو داود الطيالسي

(1)

فقال: (عن شعبة، عن سليمان، عن إبراهيم التيمي، عن أبيه، عن علي).

وهذا هو الصحيح، فقد رواه سفيان الثوري

(2)

، ووكيع

(3)

، وجرير بن عبد الحميد

(4)

، وحفص بن غياث

(5)

، وأبو معاوية

(6)

، وعلي بن مسهر

(7)

، وزيد بن أبي أنيسة

(8)

، ويعلى بن عبيد

(9)

، وعبد الله بن نمير

(10)

، ومالك بن سعير

(11)

، ومحمد بن فضيل

(12)

كلهم عن الأعمش عن إبراهيم التيمي عن أبيه.

(1)

في مسنده (184).

(2)

البخاري (1870) ومسلم (1370).

(3)

البخاري (3172) ومسلم (1370).

(4)

البخاري (6755).

(5)

البخاري (7300).

(6)

مسلم (1370).

(7)

مسلم (1370).

(8)

ابن حبان (3716) وأبو عوانة (4813) والطحاوي في شرح مشكل الآثار (4/ 48).

(9)

أبو عوانة (4815).

(10)

أبو عوانة (4812).

(11)

أبو عوانة (4816) وابن المنذر في الأوسط (3/ 145).

(12)

ذكره الدارقطني في العلل (4/ 154).

ص: 453

قال الدارقطني: يرويه الأعمش، عن إبراهيم التيمي، عن أبيه، حُدث به عنه الثوري وأبو معاوية وابن فضيل ويعلى بن عبيد وزيد بن أبي أنيسة وغيرهم.

وخالفهم شعبة فرواه عن الأعمش عن إبراهيم التيمي عن الحارث بن سويد عن علي، والمحفوظ قول الثوري ومَن تابعه

(1)

.

قلت: لم يشر الدارقطني إلى رواية الطيالسي عن شعبة، والوهم في هذا الحديث إما من شعبة، أو من محمد بن جعفر وابن أبي عدي، فالله تعالى أعلم.

(1)

العلل (4/ 154).

ص: 454

‌الحديث السادس

(1)

:

968 -

قال الإمام أحمد (2/ 78): حدثنا محمد بن جعفر، حدثنا شعبة، سمعت صدقة بن يسار، سمعت ابن عمر يحدّث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم:

أنه وقّت لأهل المدينة ذا الحليفة، ولأهل الشام الجحفة ولأهل نجد قرناً، ولأهل العراق ذات عِرق ولأهل اليمن يلملم.

‌التعليق:

هذا إسناد صحيح رجاله كلهم ثقات رجال الشيخين غير صدقة بن يسار فهو من رجال مسلم.

إلا أن محمد بن جعفر وهم في قوله: (ولأهل العراق ذات عرق).

هكذا قال محمد بن جعفر: (عن شعبة عن صدقة بن يسار، عن ابن عمر وفيه: أن النبي صلى الله عليه وسلم هو الذي وقّت لأهل العراق ذات عرق).

خالفه أبو داود الطيالسي

(2)

فرواه عن شعبة ولم يذكر العراق.

وكذلك رواه سفيان بن عيينة

(3)

وجرير بن عبد الحميد

(4)

عن صدقة بن يسار ولم يذكرا العراق.

(1)

رجال الإسناد:

شعبة بن الحجاج: تقدم.

صدقة بن يسار الجزري نزيل مكة، ثقة، من الرابعة، مات في أول خلافة بني العباس وكان ذلك سنة 132، روى له مسلم.

(2)

في مسنده (1921).

(3)

أحمد (2/ 11).

(4)

أحمد (2/ 140 - 141).

ص: 455

بل جاء في حديثهما قيل له أي: لابن عمر: فالعراق؟ قال: (لا عراق يومئذ)

(1)

.

مما يدل على أن ذكر ميقات أهل العراق ليس محفوظاً في رواية صدقة بن يسار وليس محفوظاً في حديث ابن عمر.

فقد رواه عن ابن عمر ابنه سالم

(2)

ومولاه نافع

(3)

وهما من ألزم الناس له وأرواهم لحديثه، وتابعهما عبد الله بن دينار

(4)

وزيد بن جبير

(5)

وكلهم لم يذكر العراق في حديثه.

وروى نافع عن ابن عمر أن عمر بن الخطاب هو الذي وقّت ذات عرق لأهل العراق

(6)

ولم يخرج البخاري في ميقات أهل العراق حديثاً غيره مما يشعر أنه يرى أن عمر هو الذي وقّتها.

وقد جاء في حديث جابر عند مسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم وقّت ذات عرق لكنه مشكوك في رفعه، فقد أخرجه (1183) من طريق ابن جريج أخبرني أبو الزبير أنه سمع جابراً يسأل عن المهل فقال: سمعت أحسبه رفع إلى النبي صلى الله عليه وسلم فذكره

(7)

.

(1)

ومقصود قوله: أي لم يكن بتلك الجهة ناس مسلمون. الفتح (3/ 390).

(2)

البخاري (1528) ومسلم (1182).

(3)

البخاري (133) و (1525) ومسلم (1182).

(4)

مسلم (1182).

(5)

البخاري (1522).

(6)

البخاري (1521).

(7)

الفتح (3/ 390) قال الشافعي في الأم (2/ 117): لم يسمِّ جابر النبي صلى الله عليه وسلم وقد يجوز أن يكون سمع عمر بن الخطاب. وقال النووي في المجموع (7/ 191): وأما حديث جابر في ذات عرق فضعيف رواه مسلم (في صحيحه) لكنه قال في روايته عن أبي الزبير أنه سمع جابراً يسأل عن المهل فقال: سمعت أحسبه رفع إلى النبي صلى الله عليه وسلم قال: ومهل أهل العراق ذات عرق. فهذا إسناد صحيح لكنه لم يجزم برفعه إلى النبي صلى الله عليه وسلم فلا يثبت رفعه بمجرد هذا.

ص: 456

قال الحافظ في الفتح (3/ 390): روى الشافعي من طريق طاووس قال: لم يوقت رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات عرق، ولم يكن حينئذ أهل المشرق.

وقال في الأم: (لم يثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه حدّ ذات عرق، وإنما أجمع عليه الناس) وهذا كله يدل على أن ميقات ذات عرق ليس منصوصاً وبه قطع الغزالي والرافعي في شرح المسند، والنووي في شرح مسلم وكذا وقع في المدونة لمالك.

وصحح الحنفية والحنابلة وجمهور الشافعية والرافعي في الشرح الصغير والنووي في شرح المهذب أنه منصوص

وقال ابن خزيمة: رويت في ذات عرق أخبار لا يثبت شيء منها عند أهل الحديث.

وقال ابن المنذر: (لم نجد في ذات عرق حديثاً ثابتاً) اه.

‌الخلاصة:

وهم محمد بن جعفر في هذا الحديث في قوله: إن النبي صلى الله عليه وسلم وقّت ذات عرق لأهل العراق من عدة أوجه:

1 خالفه في رواية هذا الحديث عن شعبة أبو داود الطيالسي فلم يذكر ميقات أهل العراق.

2 خالفه في رواية هذا الحديث عن صدقة بن يسار سفيان بن عيينة وجرير بن عبد الحميد فلم يذكراه.

ص: 457

3 أن ابن عمر سئل عن ميقات أهل العراق؟ فقال: لا عراق يومئذ.

4 أن ابن عمر نفسه روى أن الذي وقّت ذات عرق إنما هو أمير المؤمنين عمر إبان خلافته.

5 أنه روى حديث المواقيت عن ابن عمر سالم ابنه ونافع وعبد الله بن دينار وزيد بن جبير وفيهم مَنْ هم أوثق الناس عنه وألزمهم له ولم يذكروا ذلك في حديثهم عنه.

والله تعالى أعلم.

والحديث ذكره العلامة الألباني رحمه الله في الإرواء (4/ 178) وقال: هذا إسناد صحيح موصول على شرط مسلم. ولكن قد يعارضه ما أخرجه أحمد أيضاً من طريق سفيان بن عيينة وجرير بن عبد الحميد فذكرا الحديث دون ذكر التوقيت لأهل العراق.

ثم جمع بينهما أن ابن عمر كان في أول الأمر لم يبلغه عن الرسول صلى الله عليه وسلم الميقات المذكور ثم بلغه بعد ذلك فكان يذكره فسمعه صدقة بن يسار من ابن عمر على الوجهين. هذا حاصل كلامه رحمه الله.

وفيه من التكلف في الجمع ما لا يخفى، وعلى هذا القول فإن شعبة أيضاً كان يحدّث بهذا الحديث على الوجهين وأظن الشيخ رحمه الله لم يقف على رواية الطيالسي.

هذه إضافة إلى أن كل أصحاب ابن عمر الذين رووا عنه أحاديث الميقات لم يذكروها، والله تعالى أعلم.

ص: 458

‌الحديث السابع

(1)

:

969 -

قال أبو داود رحمه الله (94): حدثنا محمد بن بشار حدثنا محمد بن جعفر حدثنا شعبة عن حبيب الأنصاري قال: سمعت عباد بن تميم عن جدتي وهي أم عمارة رضي الله عنها:

أن النبي صلى الله عليه وسلم توضأ فأتي بإناء فيه ماء قدر ثلثَيْ المد.

‌التعليق:

هذا إسناد رجاله كلهم ثقات.

وأخرجه البيهقي (1/ 196) من طريق أبي داود والنسائي (1/ 58) وفي الكبرى (76) من طريق محمد بن بشار به.

هكذا قال محمد بن جعفر: (عن شعبة، عن حبيب، عن عباد بن تميم، عن أم عمارة).

وخالفه يحيى بن أبي زائدة

(2)

، ويحيى بن سعيد القطان

(3)

،

(1)

رجال الإسناد:

محمد بن بشار.

شعبة: تقدم.

حبيب بن زيد بن خلاف الأنصاري المدني وقد نسب إلى جده، ثقة من السابعة، روى له أصحاب السنن الأربعة.

عباد بن تميم بن غزية الأنصاري المازني المدني، ثقة من الثالثة، وقد قيل: إن له رؤية، روى له البخاري ومسلم.

أم عمارة الأنصارية يقال: إن اسمها نسيبة بنت كعب بن عمرو الأنصاري، والدة عبد الله بن زيد، صحابية مشهورة.

(2)

ابن ماجه (443) وابن خزيمة (118) وابن حبان (1083) والروياني في مسنده (1009) والحاكم (1/ 44)(1/ 161) والبيهقي (1/ 196) والضياء في المختارة (332)(333).

(3)

ابن حبان (1082).

ص: 459

وأبو داود الطيالسي

(1)

، ومعاذ بن معاذ العنبري

(2)

، وأبو خالد الأحمر

(3)

فقالوا: (عن شعبة، عن حبيب، عن عباد بن تميم، عن عبد الله بن زيد).

قال البيهقي: هكذا رواه محمد بن جعفر عن شعبة وخالفه غيره في إسناده.

قلت: لكن قال أبو زرعة: الصحيح عندي حديث غندر يعني محمد بن جعفر

(4)

.

والراجح هو رواية الجماعة عن شعبة وذلك لما يلي:

1 قد روي أيضاً من غير هذه الطريق عن عباد بن تميم عن عبد الله بن زيد في وضوء النبي صلى الله عليه وسلم، منها:

ما رواه عبد الله بن أبي بكر بن عمرو بن حزم عن عباد بن تميم عن عبد الله بن زيد أن النبي صلى الله عليه وسلم توضأ مرتين مرتين

(5)

.

وروى مالك عن عمرو بن يحيى المازني عن أبيه عن عبد الله بن زيد وهو جد عمرو بن يحيى حديثاً نحو ذلك

(6)

.

وروى عمرو بن الحارث عن حبان بن واسع عن أبيه عن عبد الله بن زيد نحو ذلك

(7)

.

(1)

في مسنده (1099) ومن طريقه أحمد (2/ 139).

(2)

الطحاوي (1/ 34) والضياء (339).

(3)

البيهقي (1/ 196).

(4)

العلل لابن أبي حاتم (39).

(5)

البخاري (157).

(6)

البخاري (183).

(7)

ابن حبان (1085).

ص: 460

2 أن محمد بن جعفر وإن كان كتابه الحكم في حديث شعبة عند الاختلاف إلا أنه بالاتفاق أوثق الناس في شعبة يحيى القطان كيف وقد تابعه أربعة من الأئمة الثقات.

أما ترجيح أبي زرعة لحديث محمد بن جعفر فربما لأنه لم يذكر من خالفه غير الطيالسي ويحيى بن زكريا وهما ثقتان ولو وقع له رواية من ذكرناهم لما رجح رواية غندر، والله أعلم.

ص: 461

‌الحديث الثامن

(1)

:

970 -

قال عبد الله ابن الإمام أحمد في العلل (2/ 182 رقم 1936): حدثني أبي قال: حدثنا غندر قال: حدثنا شعبة قال: سمعت يونس بن عبيد قال: سمعت يونس بن جبير قال:

سمعت رجلاً سأل ابن عمر أنه نذر أن يصوم كل يوم اثنين.

قال أبي: إنما هو زياد بن جبير، ولكن أخطأ فقال: يونس بن جبير.

قال أبو عبد الرحمن: لا أدري أخطأ فيه شعبة أو غندر.

‌التعليق:

هذا إسناد رجاله كلهم ثقات رجال الشيخين.

هكذا قال محمد بن جعفر: (عن شعبة، عن يونس بن عبيد، عن يونس بن جبير، عن ابن عمر).

خالفه أبو داود الطيالسي

(2)

، وروح بن عبادة

(3)

فقالا: (عن

(1)

رجال الإسناد:

غندر: محمد بن جعفر.

شعبة: تقدم.

يونس بن عبيد بن دينار العبدي، أبو عبيد البصري، ثقة ثبت فاضل ورع، من الخامسة، مات سنة 139، روى له البخاري ومسلم.

يونس بن جبير الباهلي، أبو غلاب البصري، ثقة من الثالثة، مات قبل المائة وأوصى أن يصلي عليه أنس بن مالك. روى له البخاري.

(2)

في مسنده (1922) ومن طريقه أبو القاسم البغوي في الجعديات (1355).

(3)

أبو عوانة (1922).

ص: 462

شعبة، عن يونس بن عبيد، عن زياد بن جبير، عن ابن عمر).

وكذلك رواه يزيد بن زريع

(1)

، وإسماعيل بن علية

(2)

، وهشيم

(3)

عن يونس بن عبيد عن زياد بن جبير.

وكذلك رواه عبد الله بن عون

(4)

عن زياد بن جبير.

وهم غندر فأبدل زياد بن جبير

(5)

بيونس بن جبير وليس هذا من إبدال الأسماء بل من إبدال الرواة فهما شخصان.

لذا أنكر أحمد هذا وذكر أنه خطأ، وقال عبد الله بن أحمد: لا أدري أخطأ فيه شعبة أو غندر، وقد تبين بما ذكرنا أن الخطأ من غندر إذ خالفه اثنان من أصحاب شعبة إلا أن يكون شعبة أخطأ حين حدث غندراً. والله تعالى أعلم.

قال الدارقطني: وسئل عن حديث يروى عن زياد بن جبير عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه أمر بوفاء النذر ونهى عن صوم هذا اليوم يعني يوم عيد فقال: يرويه يونس بن عبيد، واختلف عنه:

فرواه غندر، عن شعبة، عن يونس بن عبيد فقال: عن يونس بن جبير عن ابن عمر.

(1)

البخاري (6706).

(2)

أحمد (2/ 138).

(3)

أحمد (2/ 2).

(4)

البخاري (1994) ومسلم (1139).

(5)

زياد بن جبير بن حية بن مسعود الثقفي البصري ثقة وكان يرسل، من الثالثة، روى له البخاري ومسلم.

ص: 463

وقال أحمد بن حنبل: أخطأ فيه، فقال: يونس بن جبير، وإنما هو زياد بن جبير.

وقال هشيم: عن يونس عن زيد بن جبير، والصحيح زياد بن جبير.

والصواب: فيه زياد بن جبير بن حية الثقفي

(1)

.

‌علة الوهم:

يونس بن جبير وزياد بن جبير كلاهما تابعي وكلاهما يروي عن عبد الله بن عمر ويروي عنهما يونس بن عبيد، إضافة إلى أن كلاً منهما ابن جبير. فمن هنا والله أعلم دخل الوهم على محمد بن جعفر.

(1)

العلل (12/ 426).

ص: 464

‌الحديث التاسع

(1)

:

971 -

قال الإمام أحمد رحمه الله (1/ 29): حدثنا محمد بن جعفر، ثنا سعيد، عن قتادة، عن سليمان، عن جابر رضي الله عنه:

أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: إن نبي الله صلى الله عليه وسلم لم يحرم الضب ولكن قَذِرَه.

وقال غير محمد: عن سليمان اليشكري.

‌التعليق:

هذا إسناد رجاله ثقات.

ورواه في العلل (3/ 187/ 4806) أيضاً وأورد فيه ما حذفه في المسند.

فقال: (عن غندر، عن سعيد، عن سليمان بن يسار، عن جابر به).

هكذا قال غندر (عن سعيد، عن سليمان بن يسار

(2)

، عن جابر، عن عمر).

(1)

رجال الإسناد:

سعيد بن أبي عروبة، أبو النضر البصري، ثقة حافظ له تصانيف، كثير التدليس واختلط، وكان من أثبت الناس في قتادة، من السادسة، مات سنة 156، روى له البخاري ومسلم.

قتادة بن دعامة: تقدم.

سليمان هو ابن قيس اليشكري البصري، ثقة، من الثالثة، مات في فتنة ابن الزبير، روى له الترمذي وابن ماجه.

(2)

سليمان بن يسار الهلالي المدني، مولى ميمونة، وقيل: أم سلمة، ثقة فاضل أحد الفقهاء السبعة، من كبار الثالثة، مات بعد المائة وقيل قبلها، روى له البخاري ومسلم.

ص: 465

خالفه ابن علية

(1)

، وعبد الوهاب بن عطاء

(2)

، وعبد الأعلى

(3)

فقالوا: (عن سعيد، عن قتادة، عن سليمان اليشكري، عن جابر، عن عمر).

وكذلك رواه سعيد بن بشير

(4)

عن قتادة فقال: (سليمان اليشكري).

لذا قال الإمام أحمد: أخطأ غندر في حديث سعيد، عن قتادة، عن سليمان بن يسار، كذا قال غندر، عن جابر أن عمر قال: إن نبي الله صلى الله عليه وسلم لم يحرّم من الضب ولكنه قَذِره، وخالفه ابن علية قال: سليمان اليشكري وهو الصواب، وليس هو سليمان بن يسار

(5)

.

وكذا قال الإمام البخاري: إن سليمان هو اليشكري.

قال الترمذي: «سألت محمداً عن هذا الحديث فقال: قتادة لم يسمع من سليمان اليشكري، سليمان مات قبل جابر بن عبد الله، روى عنه أبو بشر وقتادة وغير واحد، وما لأحد من هؤلاء سماع من سليمان اليشكري إلا أن يكون عمرو بن دينار

(6)

.

فمراد البخاري أن قتادة يرويه عن سليمان اليشكري ولم يسمع منه، فالحديث مرسل.

(1)

ابن ماجه (3239) وأحمد في العلل (3/ 187) إلا أن ابن علية لم يذكر عمر، وانظره في بابه، ح (757).

(2)

ابن عبد البر في التمهيد (19/ 236).

(3)

ابن ماجه (3239) والترمذي في العلل الكبير (550).

(4)

ابن جرير في تهذيب الآثار (1/ 153).

(5)

العلل ومعرفة الرجال (3/ 187/ 4806).

(6)

العلل الكبير (550)، وانظر: الترمذي (3/ 604 عقب الحديث 1312).

ص: 466

وقال البيهقي بعد أن روى حديث أبي الزبير عن جابر عن عمر قال: وكذلك رواه سليمان اليشكري عن جابر عن عمر بن الخطاب

(1)

.

‌فائدة:

1 قال همام بن يحيى: قدمت أم سليمان اليشكري بكتاب سليمان فقراء على ثابت وقتادة وأبي بشر والحسن ومطرف فرووها كلها، وأما ثابت فروى منها حديثاً واحداً

(2)

.

قلت: فعلى هذا رواياتهم عن سليمان اليشكري صحيحة.

2 قتادة لم يسمع أيضاً من سليمان بن يسار كما قال يحيى القطان ويحيى بن معين وأحمد بن حنبل

(3)

.

3 اختصر الإمام أحمد اسم شيخ قتادة في هذا الحديث فقال: سليمان، ولم ينسبه لأن محمد بن جعفر وهم فيه، ثم ذكر عقب الحديث اسمه، وكذلك فعل في حديث عفان حيث روى شعبة عن أبي إسحاق عن البراء رضي الله عنه قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم يوم الأحزاب ينقل التراب وقد وارى التراب بياض بطنه. فاختصره الإمام أحمد في المسند

(4)

، وذكر في العلل أن عفان كان يخطاء ويقول:(إبطه) بدلاً من (بطنه)

(5)

.

(1)

السنن الكبرى (9/ 324).

(2)

الكفاية في علم الرواية (1/ 354) ونحو ذلك قال الإمام أحمد كما في العلل (2/ 487).

(3)

المراسيل لابن أبي حاتم (ص 171) وتهذيب التهذيب (8/ 317) وتاريخ ابن معين (4/ 149) رواية الدوري.

(4)

(4/ 285، 291).

(5)

العلل ومعرفة الرجال (2/ 179/ 929).

ص: 467

وكذلك فعل في حديث ابن أبي عدي حيث روى سليمان التيمي عن أبي عثمان النهدي، عن قبيصة بن مخارق وزهير بن عمرو قالا: لما نزلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم: {وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ (214)} [الشعراء: 214]

الحديث.

فكان ابن أبي عدي يرويه فيقول: (عن قبيصة بن مخارق ووهب بن عمرو) فرواه الإمام أحمد من طريقه مختصراً على قبيصة وقال عقب الحديث: قال ابن أبي عدي في هذا الحديث عن قبيصة بن مخارق ووهب بن عمرو وهو خطأ، إنما هو زهير بن عمرو، فلما أخطأ تركت وهب بن عمرو

(1)

.

وللإمام البخاري صنع مثل هذا في صحيحه جمعته في جزء يسّر الله إتمامه بمنه وفضله وكرمه.

(1)

المسند (3/ 476) وانظره في باب محمد بن أبي عدي، ح (957).

ص: 468

‌الحديث العاشر

(1)

:

972 -

قال الإمام أحمد رحمه الله (3/ 8): حدثنا محمد بن جعفر، حدثنا سعيد، أن محمداً حدّث أن ذكوان أبا صالح حدّث، عن أبي سعيد الخدري وجابر بن عبد الله وأبي هريرة رضي الله عنهم:

أنهم نَهَوْا عن الصرف.

ورفعه رجلان منهم إلى نبي الله صلى الله عليه وسلم.

‌التعليق:

هذا إسناد رجاله كلهم ثقات رجال الشيخين.

ورواه أحمد أيضاً في (3/ 297).

هكذا قال محمد بن جعفر: (عن سعيد، عن محمد بن سيرين، عن ذكوان أبي صالح، عن أبي سعيد وجابر وأبي هريرة).

خالفه عبد الوهاب الخفاف

(2)

، وسعيد بن عامر

(3)

فقالا: (عن

(1)

رجال الإسناد:

محمد بن جعفر: تقدم.

سعيد بن أبي عروبة: تقدم.

محمد بن سيرين الأنصاري، ثقة ثبت عابد كبير القدر، كان لا يرى الرواية بالمعنى، من الثالثة، مات سنة 110، روى له البخاري ومسلم.

ذكوان، أبو صالح السمان الزيات المدني، ثقة ثبت وكان يجلب الزيت إلى الكوفة، من الثالثة، مات سنة 101، روى له البخاري ومسلم.

(2)

أحمد (3/ 8) و (3/ 298) وأبو نعيم في الحلية (3/ 78).

(3)

أبو يعلى (1285) وقال الهيثمي في المجمع (4/ 114) رواه أحمد وأبو يعلى ورجاله رجال الصحيح.

ص: 469

سعيد، عن مطر الوراق، عن محمد بن سيرين، عن ذكوان، عن صالح، عن أبي سعيد وجابر وأبي هريرة).

وكذلك رواه همام

(1)

عن مطر، عن ابن سيرين به.

أسقط محمد بن جعفر مطراً من الإسناد.

‌علة الوهم:

محمد بن جعفر في حديثه عن ابن أبي عروبة كلام، فقد سمع منه بعد الاختلاط.

قال ابن عدي: سمعت عبدان يقول: سمعت عمرو بن العباس يقول: كتبت عن غندر حديثه كله إلا حديث سعيد بن أبي عروبة فإن عبد الرحمن بن مهدي نهاني أن أكتبه وقال: سمع غندر من سعيد بعد الاختلاط

(2)

.

وقد خالفه هنا عبد الوهاب الخفاف وهو من أعلم الناس بحديث سعيد بن أبي عروبة وقد سمع منه قبل الاختلاط.

قال ابن سعد: عبد الوهاب الخفاف لزم سعيد بن أبي عروبة وعُرِف بصحبته وكتب كتبه

(3)

.

(1)

الدولابي في الكنى والأسماء (2/ 660).

(2)

الكامل (3/ 394) وميزان الاعتدال (3/ 221).

(3)

الطبقات الكبرى (7/ 202، 240).

ص: 470

‌الحديث الحادي عشر

(1)

:

973 -

قال الإمام ابن خزيمة رحمه الله في صحيحه (226): حدثنا أبو موسى، نا محمد بن جعفر، نا معمر، عن الزهري قال: أخبرني سهل بن سعد رضي الله عنه قال:

إنما كان قول الأنصار: الماء من الماء رخصة في أول الإسلام ثم أمرنا بالغسل.

‌التعليق:

هذا إسناد رجاله كلهم ثقات رجال الشيخين.

هكذا قال محمد بن جعفر: (عن معمر، عن الزهري قال: أخبرني سهل بن سعد).

خالفه جماعة من أصحاب معمر فقالوا: (عن الزهري، عن سهل بن سعد) رووه بالعنعنة، منهم:

عبد الله بن المبارك

(2)

، وعبد الرزاق

(3)

، وعبد الأعلى بن

(1)

رجال الإسناد:

محمد بن المثنى بن عبيد العنزي، أبو موسى البصري، مشهور بكنيته وباسمه، ثقة ثبت، من العاشرة، روى له البخاري ومسلم.

معمر بن راشد: انظره ترجمته في بابه.

سهل بن سعد: صحابي مشهور ولأبيه صحبة.

(2)

الترمذي (111) وابن خزيمة (225) وأحمد (5/ 116) وابن حبان (1173) والضياء في المختارة (1178) والطحاوي (1/ 57) والبيهقي (1/ 165) والخطيب في تاريخ بغداد (1/ 352) وفي الموضح (1/ 464).

(3)

في مصنفه (951).

ص: 471

عبد الأعلى

(1)

، وعبد الواحد بن زياد

(2)

.

وكذلك رواه يونس بن يزيد

(3)

، وشعيب بن أبي حمزة

(4)

، وابن جريج

(5)

، وعقيل بن خالد

(6)

أربعتهم عن الزهري، عن سهل بن سعد بالعنعنة ولم يذكروا سماعاً للزهري من سهل بن سعد.

وقد رواه عمرو بن الحارث

(7)

عن الزهري قال: أخبرني من أرضى عن سهل بن سعد عن أبي بن كعب فذكره.

وهذا الرجل الذي روى عنه الزهري عن سهل بن سعد قال ابن خزيمة: يشبه أن يكون أبا حازم سلمة بن دينار، واستدل على أن أبا غسان محمد بن مطرف رواه عن أبي حازم عن سهل بن سعد

(8)

.

قال ابن خزيمة عقب الحديث: «في القلب من هذه اللفظة التي ذكرها محمد بن جعفر أعني قوله: أخبرني سهل بن سعد، وأهاب

(1)

ابن أبي شيبة (1/ 85).

(2)

الطبراني في المعجم الكبير (5696).

(3)

ابن ماجه (609) وابن خزيمة (225) وابن الجارود (91) وأحمد (5/ 115).

(4)

أحمد (5/ 116) وابن خزيمة (225) وابن المنذر في الأوسط (1/ 79) والطبراني في مسند الشاميين (2992).

(5)

أحمد (5/ 112).

(6)

الدارمي (765) والطحاوي في شرح معاني الآثار (1/ 57) وابن عبد البر في التمهيد (23/ 107).

(7)

أبو داود (214) وابن خزيمة (226) وأحمد (5/ 116) وفي العلل ومعرفة الرجال (2/ 244) والطحاوي (1/ 57) والبيهقي (1/ 165) وابن شاهين في ناسخ الحديث ومنسوخه (5).

(8)

أبو داود (215) والدارمي (766) وأبو حاتم كما في العلل لابنه (86) وابن حبان (1179) والطبراني في الكبير (538) والضياء في المختارة (1177) والدارقطني (1/ 126)، وابن خزيمة (226).

ص: 472

أن يكون هذا وهماً من محمد بن جعفر أو ممن دونه لأن ابن وهب روى عن عمرو بن الحارث عن الزهري قال: أخبرني مَنْ أرضى عن سهل بن سعد عن أبي بن كعب، هذه اللفظة حدثنيها أحمد بن عبد الرحمن بن وهب، حدثنا عمي قال: حدثني عمرو.

وهذا الرجل الذي لم يسمِّه عمرو بن الحارث يشبه أن يكون أبا حازم سلمة بن دينار لأن ميسرة

(1)

بن إسماعيل روى هذا الخبر عن أبي غسان محمد بن مطرف، عن أبي حازم، عن سهل بن سعد، عن مسلم بن الحجاج وقال: حدثنا أبو جعفر الجمال»

(2)

.

قال الحافظ مؤيداً توجس ابن خزيمة: «أحاديث أهل البصرة عن معمر فيها الوهم»

(3)

.

قال موسى بن هارون: «كان الزهري إنما يقول في هذا الحديث قال: سهل بن سعد ولم يسمع الزهري هذا الحديث من سهل بن سعد، وقد سمع من سهل أحاديث إلا أنه لم يسمع هذا منه»

(4)

.

وقال البيهقي: وهذا الحديث لم يسمعه الزهري من سهل إنما سمعه عن بعض أصحاب سهل»

(5)

.

وكذا جزم الدارقطني بأن الزهري لم يسمعه من سهل

(6)

.

(1)

صوابه مبشر.

(2)

صحيح ابن خزيمة (1/ 113 - 114) وكذا قال ابن حبان: إن الرجل الذي لم يسمَّ هو أبو حازم.

(3)

التلخيص الحبير (1/ 143).

(4)

التمهيد لابن عبد البر (23/ 107).

(5)

السنن الكبرى (1/ 165).

(6)

التلخيص الحبير (1/ 135).

ص: 473

وخالفهم ابن حبان فقال: إن كلا الروايتين صحيحة فيكون الزهري سمعه من سهل بن سعد وسمعه من بعض أصحاب سهل عن سهل.

قال ابن حبان: روى هذا الخبر معمر عن الزهري من حديث غندر فقال: أخبرني سهل بن سعد.

ورواه عمرو بن الحارث عن الزهري قال: حدثني مَنْ أرضى عن سهل بن سعد.

ويشبه أن يكون الزهري سمع الخبر من سهل بن سعد كما قاله غندر

(1)

.

وذكر ابن حجر هذا الاحتمال ولم يجزم به فذكر أن هذا الحديث أخرجه بقي بن مخلد في مسنده والطبري في تهذيبه كلاهما عن أبي كريب، عن عبد الله بن المبارك، عن يونس، عن ابن شهاب حدثني سهل بن سعد، ثم قال:«فإن كان محفوظاً فلعل ابن شهاب سمعه أولاً عن سهل بواسطة ثم لقيه فحدّثه، وسماعه منه ثابت في غير هذا الحديث»

(2)

.

وذكر في موضع آخر رواية بقي بن مخلد وقال: وهي متابعة قوية لمحمد بن جعفر

(3)

.

وقال ابن القطان الفاسي

(4)

: قد تبين عند أبي داود من رواية

(1)

صحيح ابن حبان (3/ 447).

(2)

النكت الظراف (1/ 17).

(3)

إتحاف المهرة (1/ 208).

(4)

بيان الوهم والإيهام (2/ 105).

ص: 474

عمرو بن الحارث عن ابن شهاب أنه منقطع. قال ابن شهاب: أخبرني بعض مَنْ أرضى أن سهل بن سعد أخبره

، وإن صحّ ما ذكر بقي بن مخلد كان الحديث متصلاً، قال: حدثنا أبو كريب محمد بن العلاء قال: حدثنا ابن المبارك عن يونس عن الزهري قال: نبأني سهل بن سعد الساعدي عن أبي بن كعب فذكره.

قلت: «ووجدت متابعاً لأبي كريب وهو ما رواه ابن شاهين قال: حدثنا أحمد بن يونس القطيعي، قال: أخبرنا محمد بن شاذان قال: أخبرنا معلى قال: أخبرنا عبد الله بن المبارك عن يونس عن الزهري قال: حدثني سهل بن سعد عن أبي بن كعب قال: كانت الفتيا الماء من الماء رخصة في أول الإسلام ثم إحكام الأمر ونهي عنه»

(1)

.

فإذاً يكون اختلف على عبد الله بن المبارك على وجهين:

فرواه أبو كريب ومعلى عنه عن يونس عن الزهري بلفظ السماع من سهل بن سعد.

وخالفهم أحمد بن منيع

(2)

، وعلي بن إسحاق

(3)

، والحماني

(4)

، ويحيى بن أيوب

(5)

، والحسن بن عرفة

(6)

، وحبان بن موسى

(7)

هؤلاء

(1)

الناسخ والمنسوخ (1/ 45/ 18) ومن طريقه الخطيب في موضح أوهام الجمع والتفريق (1/ 464).

(2)

الترمذي (110) والضياء في المختارة (1178).

(3)

أحمد (5/ 511).

(4)

الطحاوي (1/ 57) والشاشي (1421).

(5)

الحاكم في علوم الحديث (1/ 72).

(6)

تاريخ بغداد (1/ 352).

(7)

ابن حبان (1173).

ص: 475

الستة رووه عن ابن المبارك عن يونس بالعنعنة.

ومما يؤيد روايتهم أن عثمان بن عمر قد رواه عن يونس بمثل رواية الجماعة عن ابن المبارك بالعنعنة

(1)

.

‌الخلاصة:

روى الزهري عن سهل بن سعد هذا الحديث واختلف عليه.

فرواه عنه: شعيب بن أبي حمزة، وابن جريج، وعقيل بن خالد بالعنعنة بينه وبين سهل بن سعد.

واختلف على معمر، فرواه عنه: عبد الله بن المبارك، وعبد الرزاق، وعبد الأعلى، وعبد الواحد بالعنعنة، وخالفهم محمد بن جعفر فرواه بسماع الزهري هذا الحديث منه.

واختلف على يونس بن يزيد.

فرواه أبو كريب ومعلى عن ابن المبارك عن يونس بالسماع.

وخالفهم أحمد بن منيع، وعلي بن إسحاق، والحماني، ويحيى بن أيوب، والحسن بن عرفة، وحبان بن موسى، فرووه عن ابن المبارك بالعنعنة، وتابعهم عثمان بن عمر فرواه عن يونس بالعنعنة.

وقد رواه عمرو بن الحارث عن الزهري قال: أخبرني مَنْ أرضى عن سهل بن سعد.

فأكد أن الزهري لم يسمعه من سهل بن سعد لذا كانت رواية محمد بن جعفر عن معمر وهم، والله تعالى أعلم.

(1)

ابن خزيمة (225) وابن الجارود (91) وأحمد (5/ 115) وابن ماجه (609).

ص: 476

‌أبو أحمد الزبيري

‌اسمه ونسبه:

محمد بن عبد الله بن الزبير بن عمر الأسلمي، أبو أحمد الزبيري الكوفي، مولى بني أسد.

قال أبو داود: كان يبيع الحبال.

روى عن: أبيه، وعن الثوري، ومالك بن أنس، ومالك بن مغول، ومسعر، وزهير بن معاوية وجماعة.

روى عنه: ابنه طاهر، وأحمد بن حنبل، والقواريري، وأبو بكر ابن أبي شيبة، وابن نمير، وابن المثنى، ونصر بن علي وجماعة.

قال ابن نمير: صدوق، مشهور بالطلب، ثقة صحيح الكتاب.

وقال ابن قانع: ثقة.

وقال ابن معين: ثقة، وقال مرة: ليس به بأس.

وقال أحمد: كان كثير الخطأ في حديث سفيان.

قال نصر بن علي: قال لي أبو أحمد الزبيري: أنا لا أبالي أن

ص: 477

يُسرق مني كتاب سفيان إني أحفظه كله.

قال العجلي: كوفي ثقة يتشيع.

قال بندار: ما رأيت رجلاً قط أحفظ من أبي أحمد الزبيري.

قال أبو زرعة وابن خراش: صدوق.

قال أبو حاتم: حافظ للحديث عابد مجتهد له أوهام.

قال النسائي: ليس به بأس.

مات بالأهواز سنة 203.

قال ابن حجر: ثقة ثبت إلا أنه قد يخطاء في حديث الثوري، من التاسعة.

ص: 478

‌الحديث الأول

(1)

:

974 -

قال الإمام أحمد رحمه الله (4/ 97): حدثنا أبو بكر ابن أبي شيبة، ثنا محمد بن عبد الله الأسدي، عن سفيان، عن جعفر، عن أبيه، عن ابن عباس، عن معاوية رضي الله عنه قال:

رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يقصر بمشقص.

‌التعليق:

هذا إسناد رجاله كلهم ثقات رجال الشيخين غير جعفر من رجال مسلم، وهو إمام ثقة.

وأخرجه ابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني (530) عن ابن أبي شيبة به.

ورواه الدارقطني في العلل (7/ 51) من طريق محمد بن بشار عن أبي أحمد الزبيري به.

ورواه أبو عوانة (3200) وتمام الرازي في الفوائد (77) من طريق بكار بن قتيبة عن أبي أحمد الزبيري به.

(1)

رجال الإسناد:

أبو بكر ابن أبي شيبة: عبد الله بن محمد بن أبي شيبة، ثقة حافظ صاحب تصانيف. انظر ترجمته في بابه.

سفيان الثوري: انظر ترجمته في بابه.

جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب الهاشمي المعروف بالصادق، صدوق فقيه إمام، من السادسة، مات سنة 148، روى له مسلم والبخاري في الأدب المفرد.

محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب، أبو جعفر الباقر، ثقة فاضل، من الرابعة، مات سنة بضع عشرة، روى له البخاري ومسلم.

ص: 479

هكذا رواه أبو بكر ابن أبي شيبة وبكار بن قتيبة ومحمد بن بشار ثلاثتهم عن أبي أحمد الزبيري عن سفيان عن جعفر به فقالوا: (رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يقصر بمشقص).

خالفهم عمرو بن محمد الناقد

(1)

، ومحمد بن علي بن محرز الكوفي

(2)

فروياه عن أبي أحمد الزبيري فقالا: (قصرت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم بمشقص).

وهذا هو الصحيح المحفوظ من حديث ابن عباس عن معاوية أن معاوية هو الذي قصر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم بمشقص.

هكذا رواه أبو عاصم

(3)

عن ابن جريج، عن الحسن بن مسلم عن طاوس عن ابن عباس عن معاوية قال: قصرت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم بمشقص.

وكذلك رواه هشام بن حجير

(4)

عن طاووس، عن ابن عباس، عن معاوية.

ومعمر

(5)

عن ابن طاووس عن أبيه طاووس، عن ابن عباس عن معاوية.

والحارث بن عبد الرحمن

(6)

عن مجاهد، عن ابن عباس، عن معاوية.

(1)

مسند أحمد (4/ 97) زوائد ابنه عبد الله.

(2)

الدارقطني في العلل (7/ 51).

(3)

البخاري (1730).

(4)

مسلم (1246).

(5)

أبو داود (1803) والنسائي (5/ 245) وفي الكبرى (3982).

(6)

النسائي (5/ 245) وفي الكبرى (1803).

ص: 480

وقيس بن سعد عن عطاء، عن معاوية

(1)

.

وهذا الحديث لم يروه عن سفيان عن جعفر إلا أبو أحمد الزبيري وقد اختلف عليه أصحابه كما تقدم فالظاهر أن ذلك منه.

نعم رواه إبراهيم بن عبد الله الواسطي فقال: عن مؤمل وأبي أحمد أو أحدهما عن سفيان

(2)

.

وقد وهم الألباني رحمه الله فقال بعد أن ذكر رواية أبي أحمد الزبيري عن سفيان قال: (خالفه محمد بن عبد الله الأسدي عن سفيان فقال: رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يقصر بمشقص.

أخرجه أحمد، وهذا ظاهر في أن الذي قصر عنه هو غير معاوية)

(3)

يعني خلاف رواية أبي أحمد الزبيري والذي أوقعه في هذا الوهم أنه جاءت الرواية مرة بذكره بكنيته والأخرى باسمه، فأبو أحمد الزبيري هو نفسه محمد بن عبد الله الأسدي.

‌علة الوهم:

روى يحيى بن سعيد القطان

(4)

، ومحمد بن بكر

(5)

، وروح بن عبادة

(6)

عن ابن جريج عن الحسن بن مسلم عن طاووس عن ابن

(1)

النسائي (5/ 245) وفي الكبرى (3984) وأحمد (4/ 92).

(2)

أحمد (4/ 102).

(3)

صحيح سنن أبي داود (6/ 62 - 63).

(4)

مسلم (1246) وأحمد (4/ 98).

(5)

أحمد (4/ 96).

(6)

أحمد (4/ 96).

ص: 481

عباس أن معاوية أخبره قال: قصرت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم بمشقص وهو على المروة، أو رأيته يقصر عنه بمشقص.

ورواه أبو عاصم عن ابن جريج كما تقدم بدون الشك.

فابن جريج كان يرويه على الشك، أما سفيان فلم يقع لنا غير رواية أبي أحمد الزبيري ولم يروه على الشك بل اختلف عليه كما تقدم. والله تعالى أعلم.

ص: 482

‌الحديث الثاني

(1)

:

975 -

قال أبو عيسى الترمذي رحمه الله (2835): حدثنا محمد بن بشار، قال: حدثنا أبو أحمد، قال: حدثنا سفيان، عن أبي الزبير، عن جابر رضي الله عنه، عن عمر بن الخطاب قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

«لأنهين أن يُسَمَّى رافع وبركة ويسار» .

‌التعليق:

هذا إسناد رجاله كلهم ثقات رجال الشيخين.

وأخرجه ابن ماجه (3729) من طريق نصر بن علي، وابن حبان (5841) من طريق عبدة بن عبد الله، والحاكم (4/ 274) من طريق محمد بن المثنى ومحمد بن بشار، وابن جرير الطبري في تهذيب الآثار (1/ 274) من طريق محمد بن بشار، والبزار في مسنده (229) من طريق نصر بن علي وعمرو بن علي، والخطيب في الفصل للوصل (2/ 805) من طريق عبدة بن عبد الله الصفار كلهم عن أبي الزبير به.

(1)

رجال الإسناد:

محمد بن بشار بن عثمان العبدي، البصري، أبو بكر بُندار، ثقة من العاشرة، مات سنة 252 وله بضع وثمانون سنة، روى له البخاري ومسلم.

سفيان: هو الثوري. انظر ترجمته في بابه.

محمد بن مسلم بن تدرس الأسدي مولاهم، أبو الزبير المكي، صدوق إلا أنه يدلس، من الرابعة، مات سنة 126، روى له البخاري ومسلم.

جابر بن عبد الله: صحابي مشهور.

ص: 483

هكذا رواه أبو أحمد فقال: (عن سفيان، عن أبي الزبير، عن جابر بن عبد الله، عن عمر بن الخطاب رضي الله عنهم.

خالفه محمد بن كثير العبدي

(1)

، وأبو حذيفة النهدي

(2)

، ومؤمل بن إسماعيل

(3)

.

فقالوا: (عن سفيان، عن أبي الزبير، عن جابر) ولم يذكروا عمرَ رضي الله عنه.

وروى مسلم في صحيحه من طريق ابن جريج، أخبرني أبو الزبير أنه سمع جابر بن عبد الله يقول:(أراد النبي صلى الله عليه وسلم أن ينهى عن أن يسمى بيعلى وببركة وبأفلح وبيسار وبنافع وبنحو ذلك، ثم رأيته سكت بعد عنها، فلم يقل شيئاً، ثم قبض رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم ينهَ عن ذلك ثم أراد عمر أن ينهى عن ذلك ثم تركه)

(4)

.

قال الترمذي عقب الحديث (4/ 251): (هذا حديث غريب، هكذا رواه أبو أحمد عن سفيان، عن أبي الزبير، عن جابر، عن عمر.

ورواه غيره عن سفيان، عن أبي الزبير، عن جابر، عن النبي صلى الله عليه وسلم، وأبو أحمد ثقة حافظ، والمشهور عند الناس هذا الحديث عن جابر، عن النبي صلى الله عليه وسلم، وليس فيه عن عمر).

(1)

الطحاوي في شرح المشكل (1738) والحاكم (4/ 274) والخطيب في الفصل للوصل (2/ 812) و (2/ 813 - 814).

(2)

الحاكم (4/ 274).

(3)

أحمد (3/ 388) والحاكم (4/ 274) وابن جرير في تهذيب الآثار (1/ 275 رقم 441).

(4)

وأخرجه البخاري في الأدب المفرد (834) وابن حبان (5840) و (5842) والبيهقي (9/ 306) وغيرهم من طريق ابن جريج به.

ص: 484

وقال الحاكم: هذا حديث على شرط مسلم ولم يخرجاه، ولا أعلم أحداً رواه عن الثوري يذكر عمر في إسناده غير أبي أحمد.

قال الدارقطني في العلل (2/ 95): وسئل عن حديث جابر بن عبد الله عن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم: «إن عشت لأخرجن اليهود والنصارى من جزيرة العرب» فقال:

يرويه أبو الزبير ووهب بن منبه عن جابر عن عمر

وروى أبو أحمد الزبيري عن الثوري عن أبي الزبير عن جابر عن عمر هذا الحديث وألحق به كلاماً آخر أدرجه فيه عن النبي صلى الله عليه وسلم: «لأنهين أن يسمى رباحاً ونجيحاً» ووهم في إدراجه هذا الكلام عن عمر، وغيره (يرويه) عن الثوري عن أبي الزبير عن جابر عن النبي صلى الله عليه وسلم وهو الصحيح.

حدثنا ابن صاعد إملاءً قال: ثنا عبدة بن عبد الله الصفار حدثنا أبو أحمد الزبيري حدثنا سفيان عن أبي الزبير عن جابر عن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «لئن عشت لأخرجن اليهود من جزيرة العرب لئن عشت لأخرجن اليهود من جزيرة العرب» .

قال: وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ولأنهين أن يسمى رباحاً ونجيحاً وأفلح ويساراً» . اه.

وروى هذا الحديث الخطيب من طريق الدارقطني إلا أنه حمل الوهم على عبدة الصفار.

قال الخطيب في الفصل للوصل (2/ 806): «هذان حديثان لكل واحد منهما إسناد غير إسناد الآخر، وخلطهما عبدة الصفار في روايته عن أبي أحمد الزبيري عن سفيان الثوري وجعل إسنادهما واحداً.

ص: 485

فأما ذكر اليهود والنصارى فإسناده عن جابر عن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم كما سقناه.

وأما الفصل الآخر في النهي عن التسمية فإنما رواه سفيان عن أبي الزبير عن جابر عن النبي صلى الله عليه وسلم ليس فيه عمر.

ثم قال الخطيب: وروى مؤمل بن إسماعيل

(1)

ومحمد بن كثير العبدي عن سفيان الثوري عن أبي الزبير الحديثين جميعاً حديث عمر وحديث جابر فميزا بينهما وفصلا أحدهما عن الآخر.

‌علة الوهم:

دخل عليه إسناد في إسناد.

فسفيان الثوري يروي عن أبي الزبير، عن جابر، عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:«لئن عشت إلى قابل لأُخرجن اليهود والنصارى من جزيرة العرب حتى لا أترك فيها إلا مسلماً»

(2)

.

وروى سفيان أيضاً عن أبي الزبير، عن جابر رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:«لئن عشت لأنهين أن يسمى رافع وبركة ونافع ونحو ذلك»

(3)

لا يذكر عمر في الإسناد.

(1)

حديث عمر أخرجه أحمد في المسند (1/ 32) وابن حبان (3753).

وحديث جابر أخرجه أحمد (3/ 388) والحاكم (4/ 254) وابن جرير في تهذيب الآثار (1/ 275).

(2)

مسلم (1767).

(3)

أحمد (3/ 388) والطحاوي في شرح مشكل الآثار (1838) والحاكم (4/ 274) والطبري في تهذيب الآثار (1/ 275 رقم 441) والخطيب في الفصل للوصل (2/ 812).

ص: 486

فخلطهما أبو أحمد الزبيري فجعل الحديثين من رواية جابر بن عبد الله عن عمر وكان كلا الحديثين عنده عن سفيان

(1)

.

والله تعالى أعلم.

(1)

روى أحمد (1/ 32) وأبو داود (3031) والبزار (229) والحاكم (4/ 274) كلهم من طريق أبي أحمد الزبيري، عن سفيان، عن أبي الزبير عن جابر عن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:«لئن عشت إن شاء الله لأخرجن اليهود والنصارى من جزيرة العرب» .

ص: 487

‌الحديث الثالث

(1)

:

976 -

قال الإمام أحمد رحمه الله (2/ 50): حدثنا محمد بن عبد الله، حدثنا سفيان، عن أبي الزبير، عن عائشة وابن عمر رضي الله عنهما:

أن النبي صلى الله عليه وسلم زار ليلاً.

‌التعليق:

هذا إسناد رجاله كلهم ثقات رجال الشيخين.

هكذا رواه أبو الزبير فقال: (عن سفيان، عن أبي الزبير، عن عائشة وابن عمر).

خالفه وكيع

(2)

، وعبد الرحمن بن مهدي

(3)

، ونوح بن ميمون

(4)

فرووه عن (سفيان، عن أبي الزبير، عن عائشة وابن عباس).

وكذلك رواه يحيى بن سعيد القطان فقال: (عن سفيان، عن محمد بن طارق، عن طاووس وأبي الزبير، عن عائشة وابن عباس)

(5)

.

(1)

رجال الإسناد:

محمد بن عبد الله بن الزبير.

سفيان بن سعيد بن مسروق الثوري: تقدم.

محمد بن مسلم بن تدرس الأسدي مولاهم، أبو الزبير المكي، تقدم.

(2)

أحمد (6/ 207) و (6/ 215).

(3)

أبو داود (2000) والترمذي (920) وأبو يعلى (2700) والبيهقي (5/ 144) وأحمد (1/ 288) و (1/ 309).

(4)

أحمد (1/ 288).

(5)

ابن ماجه (3059) والطحاوي (2/ 219 - 220) والدارقطني في العلل (5/ 15).

ص: 488

وذكره البخاري في صحيحه معلقاً بصيغة الجزم فقال: وقال أبو الزبير عن عائشة وابن عباس رضي الله عنهم أخّر النبي صلى الله عليه وسلم الزيارة إلى الليل.

قال الدارقطني في العلل (15/ 5) وسئل عن حديث جابر عن عائشة أن النبي صلى الله عليه وسلم زار البيت ليلاً؟

فقال: (رُوي عن الفريابي عن الثوري عن أبي الزبير عن جابر عن عائشة وهو وهم. وإنما رواه الثوري عن أبي الزبير عن عائشة وابن عباس ليس فيه جابر. ورواه أبو أحمد الزبيري عن الثوري فوهم فيه فقال: عن أبي الزبير عن عائشة وابن عمر).

ص: 489

‌الحديث الرابع

(1)

:

977 -

قال البزار في مسنده (1262): حدثنا محمد بن المثنى وعمرو بن علي قالا: حدثنا أبو أحمد، ثنا سفيان، عن حنظلة، عن طاووس، عن ابن عباس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

«المكيال مكيال أهل مكة، والميزان ميزان أهل المدينة» .

‌التعليق:

هذا إسناد رجاله ثقات رجال الشيخين.

ورواه ابن حبان في صحيحه (3283) من طريق نصر بن علي الجهضمي، والبيهقي (6/ 31) من طريق نصر بن علي الجهضمي وعمرو بن علي كلاهما عن أبي أحمد الزبيري بمثل هذا الإسناد.

إلا أنه في رواية ابن حبان عكس ذلك فقال: (الوزن وزن مكة والمكيال مكيال أهل المدينة).

(1)

رجال الإسناد:

محمد بن المثنى بن عبيد العنزي، أبو موسى البصري المعروف بالزمن، مشهور بكنيته وباسمه، ثقة ثبت، من العاشرة، كان هو وبندار كفرسَيْ رهان وماتا في سنة واحدة، روى له البخاري ومسلم.

عمرو بن علي بن بحر بن كثير بنون وزاي، أبو حفص الفلاس الصيرفي الباهلي البصري، ثقة حافظ، من العاشرة، مات سنة 249، روى له البخاري ومسلم.

سفيان الثوري: تقدم.

حنظلة بن أبي سفيان بن عبد الرحمن بن صفوان بن أمية الجمحي المكي، ثقة حجة، من السادسة، مات سنة 151، روى له البخاري ومسلم.

طاووس بن كيسان اليماني، أبو عبد الرحمن الحميري مولاهم الفارسي، يقال: اسمه ذكوان وطاووس لقب، ثقة فقيه فاضل، من الثالثة، مات سنة 106 وقيل بعد ذلك.

ص: 490

وقد وهم أبو أحمد الزبيري في إسناد هذا الحديث ومتنه.

أولاً: فأما في الإسناد ففي جعله الحديث من مسند ابن عباس رضي الله عنه.

خالفه أبو نعيم الفضل بن دكين

(1)

، ومحمد بن يوسف الفريابي

(2)

، وقبيصة بن عقبة

(3)

، وأبو المنذر إسماعيل بن عمر الواسطي

(4)

فرووه هؤلاء الأربعة (عن سفيان، عن حنظلة، عن طاووس، عن ابن عمر رضي الله عنه.

وقال الدارقطني في العلل (13/ 126): (الصحيح حديث ابن عمر) ونقله ابن الملقن في البدر المنير (5/ 563).

وقال ابن كثير في الإرشاد (2/ 19): والصواب حديث ابن عمر.

وقال الألباني في الإرواء (5/ 192) عن رواية أبي أحمد الزبيري: شاذ للمخالفة في السند والمتن، على أنه يبدو أنه كان يضطرب في متنه فتارة يرويه هكذا على القلب، وتارة على الصواب موافقاً لرواية أبي نعيم والفريابي. اه.

وخالفهم جميعاً أبو حاتم فرجح رواية أبي أحمد الزبيري ونقل عنه قوله: (أخطأ أبو نعيم فيما قال عن ابن عمر).

(1)

أخرجه أبو داود (3340) وعبد بن حميد (803) والنسائي (5/ 54)، (7/ 284) وفي الكبرى (2299) و (6186) والطبراني في الكبير (13449) والبيهقي (6/ 31) وأبو نعيم في الحلية (4/ 20) وابن حزم في المحلى (5/ 244).

(2)

الطحاوي في مشكل الآثار (1252) والفاكهي في أخبار مكة (1917) وأبو داود تعليقاً عقب الحديث (3340).

(3)

البيهقي (4/ 170).

(4)

أبو عبيد في الأموال (ص 518) والبغوي في شرح السنّة (2063).

ص: 491

قال ابن أبي حاتم في العلل (1115): وسألت أبي عن حديث رواه أبو نعيم عن سفيان، عن حنظلة، عن طاووس، عن ابن عمر، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:«المكيال مكيال أهل المدينة والوزن وزن أهل مكة» .

ورواه أبو أحمد الزبيري عن سفيان، عن حنظلة، عن طاووس، عن ابن عباس، عن النبي صلى الله عليه وسلم أيهما أصح؟

قال أبي: أخطأ أبو نعيم في هذا الحديث، والصحيح عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم.

أخبرنا أبو محمد قال: (حدثني أبي، قال: حدثنا نصر بن علي الجهضمي قال: قال لي أبو أحمد: أخطأ أبو نعيم فيما قال: عن ابن عمر).

ثانياً: وأما في المتن، فقد اختلف عليه فرواه عنه نصر بن علي الجهضمي موافقاً لرواية الجماعة فقال:(الوزن وزن مكة والمكيال مكيال أهل المدينة)

(1)

.

ورواه عنه محمد بن المثنى وعمرو بن علي فقالا: (المكيال مكيال أهل مكة والميزان ميزان أهل المدينة)

(2)

.

وهذا الاضطراب منه فتارة يروي متنه مثل رواية الجماعة وتارة يخالفهم فيعكس.

قال أبو داود: وكذا رواه الفريابي وأبو أحمد (الزبيري) عن سفيان ووافقهما في المتن، وقال أبو أحمد وأخطأ: عن ابن عباس

(1)

ابن حبان (3283).

(2)

البزار (1262 كشف الأستار) والبيهقي (6/ 30).

ص: 492

مكان ابن عمر ورواه الوليد بن مسلم عن حنظلة قال: وزن المدينة ومكيال مكة

(1)

.

ونقل البيهقي عن الطبراني قوله بعد أن أخرج الحديث من طريقه قال: قال سليمان: هكذا رواه أبو أحمد فقال: عن ابن عباس، فخالف أبا نعيم في لفظ الحديث، والصواب ما رواه أبو نعيم بالإسناد واللفظ.

‌تنبيه:

ذكر الدارقطني في العلل (13/ 126) أن الفريابي قال: (المكيال مكيال أهل مكة والوزن وزن أهل المدينة) والصحيح أن الفريابي يرويه كرواية أبي نعيم وقد تقدم تخريج حديثه.

‌الترجيح:

ما ذهب إليه أبو داود والدارقطني والطبراني والبيهقي ومَن وافقهم هو الصحيح وأن أبا أحمد الزبيري أخطأ في إسناد الحديث واضطرب في متنه وذلك للتالي:

1 أبو نعيم الفضل بن دكين أثبت منه في حديث الثوري إذ هو في الطبقة الأولى من أصحاب الثوري مع يحيى القطان وابن مهدي ووكيع وعبد الله بن المبارك.

بينما يعد أبا أحمد الزبيري في أصحاب الطبقة الثالثة من أصحاب الثوري.

(1)

في سننه (4/ 117 ط. عوامة)، ولم يذكر في طبعة الدعاس (3/ 413) لفظ كلمة وأخطأ، وقد نقل ابن الملقن في البدر المنير (5/ 563) عن أبي داود هذه اللفظة فقال: قال أبو داود: (ورواه بعضهم من رواية ابن عباس فأخطأ).

ص: 493

2 قد تابع أبا نعيم الفريابي وقبيصة بن عقبة وإسماعيل بن عمر.

3 قد تكلم في رواية أبي أحمد عن سفيان. قال أحمد بن حنبل: كان كثير الخطأ في حديث سفيان، لذا قال ابن حجر في التقريب: كان يخطاء في حديث الثوري.

4 أن أهل مكة أهل تجارة والدراهم مختلفة الأوزان فكانوا يستخدمون الميزان فهم به أعرف.

وأما أهل المدينة فهم أهل زرع ونخل فهم إلى الكيل أحوج وهم به أعلم.

قال الخطابي في معالم السنن: وكان أهل المدينة يتعاملون بالدراهم عدًّا وقت مقدم رسول الله صلى الله عليه وسلم إياها، والدليل على صحة ذلك أن عائشة رضي الله عنها قالت فيما روي عنها من قصة بريرة:(إن شاء أهلك أن أعدها لهم عدة واحدة فعلت) تريد الدراهم التي هي ثمنها فأرشدها رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الوزن فيها وجعل العيار وزن أهل مكة دون ما يتفاوت وزنه منها في سائر البلدان.

وقال الخطابي: (معنى هذا الحديث أن الوزن الذي يتعلق به حق الزكاة وزن أهل مكة وهي دار الإسلام) ونحو ذلك قال الطحاوي في شرح مشكل الآثار (3/ 289).

وقال ابن حزم: وبحثت أنا غاية البحث عند كل مَنْ وثقت بتمييزه فكل اتفق لي على أن دينار الذهب بمكة وزنه اثنان وثمانون حبة وثلاثة أعشار حبة بالحب من الشعير المطلق، والدرهم سبعة أعشار المثقال، فوزن الدرهم المكي سبع وخمسون حبة بالحب من

ص: 494

الشعير المطلق والدرهم سبع عشرة حبة، فالرطل مائة درهم واحدة وثمانية وعشرون درهماً بالدرهم المذكور

(1)

.

قال السندي: (وكانت الدراهم مختلفة الأوزان في البلاد وكانت دراهم أهل مكة هي الدراهم المعتبرة في باب الزكاة فأرشد صلى الله عليه وسلم إلى ذلك بهذا الكلام.

وقيل: إن أهل المدينة أهل زراعات فهم أعلم بأحوال المكيال، وأهل مكة أهل تجارات فهم أعلم بالموازين)

(2)

والله تعالى أعلم.

5 عقد النسائي في السنن الكبرى (2/ 484)(باب مكيال أهل المدينة) عن قتيبة بن سعيد عن مالك عن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة عن أنس بن مالك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «اللهم بارك لهم في مكيالهم وبارك لهم في صاعهم وفي مُدِّهم» يعني أهل المدينة.

فهذا متابعة لحديث ابن عمر أن المكيال لأهل المدينة.

قال ابن عبد البر: وفي هذا الحديث دليل على أن الكيل إذا اختلف في البلدان في الكيل والوزن وجب الرجوع فيه إلى أهل المدينة، وترجيح القائل بذلك قوله بدعاء رسول الله صلى الله عليه وسلم في مكيالهم وصاعهم، وفيه دلالة على صحة رواية مَنْ روى عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:«المكيال مكيال أهل المدينة والوزن وزن مكة»

(3)

.

(1)

المحلى (5/ 216).

(2)

حاشية سنن النسائي (5/ 54 - 56).

(3)

التمهيد (1/ 279).

ص: 495

‌الحديث الخامس

(1)

:

978 -

قال الإمام أحمد رحمه الله (5/ 26): حدثنا محمد بن عبد الله بن الزبير، حدثنا الحكم بن عطية، عن أبي الرباب قال: سمعت معقل بن يسار يقول:

كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم في مسير له فنزلنا في مكان كثير الثوم وإن أناساً من المسلمين أصابوا منه ثم جاؤوا إلى المصلّى يصلُّون مع النبي صلى الله عليه وسلم فنهاهم عنها، ثم جاؤوا بعد ذلك إلى المصلى فنهاهم عنها، ثم جاؤوا بعد ذلك إلى المصلى فوجد ريحها منهم فقال:«مَنْ أكل من هذه الشجرة فلا يقربنا في مسجدنا» .

‌التعليق:

هذا إسناد ضعيف لجهالة أبي الرباب، جهّله الحسيني في الإكمال (1071) وأبو زرعة العراقي في ذيل الكاشف (1809) وجاء عند الطبراني أنه مولى معقل بن يسار.

هكذا رواه محمد بن عبد الله بن الزبير فقال: (عن الحكم بن عطية، عن أبي الرباب، عن معقل بن يسار).

خالفه يونس بن محمد

(2)

، وأبو الوليد الطيالسي

(3)

، ومسلم بن

(1)

رجال الإسناد:

الحكم بن عطية العيشي البصري، صدوق له أوهام، من السابعة، روى له الترمذي.

أبو الرباب، مولى معقل بن يسار.

قال في الإكمال (1/ 509 رقم 1071): أبو الرباب عن معقل بن يسار وعنه الحكم بن عطية: مجهول.

(2)

أحمد (5/ 26).

(3)

الطبراني في الكبير (20/ 223) وفي الصغير (2/ 104) والموضح (1/ 205) ويعقوب بن سفيان في المعرفة (1/ 310).

ص: 496

إبراهيم

(1)

، وأبو نعيم الفضل بن دكين

(2)

، وهشام بن عبد الملك

(3)

فقالوا عن (الحكم بن طهمان الدباغ أبي عزة، عن أبي الرباب عن معقل بن يسار).

وكذلك ذكر اسمه البخاري ومسلم وابن حبان والخطيب وابن عدي وغيرهم

(4)

.

قال أبو بكر الأثرم: (قلت لأبي عبد الله أحمد بن حنبل شيخ يقال له: أبو عزة الدباغ يروي حديث معقل بن يسار في الثوم؟ فقال: قال الزبيري الحكم بن عطية وأخطأ، وليس هو الحكم بن عطية كان مرّ بهم بالكوفة فكتبوا عنه ولم يحفظوا اسمه)

(5)

.

قال البخاري: (الحكم بن طهمان وهو الحكم بن أبي القاسم أبو معاذ وهو أبو عزة الدباغ عن أبي الرباب، قاله موسى بن إسماعيل)

(6)

.

وقال مكي بن عبدان: سمعت مسلم بن الحجاج يقول: أبو عزة الحكم بن طهمان الدباغ عن أبي الرباب

(7)

.

(1)

الطبراني في الكبير (20/ 223).

(2)

الطبراني (20/ 223) وجاء عند الخطيب في الموضح عنه أنه قال: (الحكم بن عطية).

(3)

الموضح للخطيب (1/ 206).

(4)

التاريخ الكبير للبخاري (2/ 339) والثقات لابن حبان (8/ 193) والكنى والأسماء (1/ 653) والجرح والتعديل (3/ 118) وتكملة الإكمال (2/ 552) والموضح (1/ 205).

(5)

موضح أوهام الجمع والتفريق للخطيب البغدادي (1/ 207 - 208).

(6)

التاريخ الكبير (2/ 339).

(7)

الموضح (1/ 208).

ص: 497

وقد تابع محمد بن عبد الله بن الزبير في قوله: (الحكم بن عطية) يحيى بن معين

(1)

والفضل بن دكين

(2)

.

‌علة الوهم:

هو ما ذكره الإمام أحمد رحمه الله أن شيخهم الذي رووا عنه ليس من بلدهم بل حدّثوا عنه عند مروره بمصرهم فلم يحفظوا اسمه، والله أعلم.

(1)

الموضح (1/ 203) والكنى والأسماء (2/ 734).

(2)

الموضح (1/ 204).

ص: 498

‌الحديث السادس

(1)

:

979 -

قال الترمذي رحمه الله (2312): حدثنا أحمد بن منيع، قال: حدثنا أبو أحمد الزبيري قال: حدثنا إسرائيل، عن إبراهيم بن المهاجر، عن مجاهد عن مُورِّق، عن أبي ذر رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

«إني أرى ما لا ترون وأسمع ما لا تسمعون أطت السماء وحُقّ لها أن تئط ما فيها موضع أربع أصابع إلا وملك واضع جبهته ساجداً للّه والله لو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلاً ولبكيتم كثيراً وما تلذذتم بالنساء على الفرش ولخرجتم إلى الصعدات تجأرون إلى الله، لوددت أني كنت شجرة تُعضد» .

‌التعليق:

هذا إسناد رجاله كلهم ثقات رجال الشيخين غير إبراهيم بن مهاجر من رجال مسلم.

(1)

رجال الإسناد:

أحمد بن منيع بن عبد الرحمن أبو جعفر البغوي، نزيل بغداد، ثقة حافظ، من العاشرة، مات سنة 244 وله 84 سنة، روى له البخاري ومسلم.

إسرائيل بن يونس بن أبي إسحاق السبيعي، ثقة تكلم فيه بلا حجة، من السابعة، مات سنة 160 وقيل بعدها، روى له البخاري ومسلم.

إبراهيم بن مهاجر بن جابر البجلي الكوفي، صدوق لين الحفظ، من الخامسة، روى له مسلم.

مجاهد بن جبر أبو الحجاج المخزومي مولاهم المكي، ثقة إمام في التفسير وفي العلم، من الثالثة، مات سنة 101 أو بعدها وله 83 سنة، روى له البخاري ومسلم.

مورق بن مشمرج بن عبد الله العجلي، ثقة عابد، من كبار الثالثة، روى له البخاري ومسلم.

ص: 499

وأخرجه البزار (3525) من طريق عمرو بن علي عن أبي أحمد الزبيري به.

هكذا رواه أبو أحمد الزبيري عن إسرائيل.

وخالفه أسود بن عامر

(1)

، وإسحاق بن منصور

(2)

، فرويا عن إسرائيل هذا الحديث وفصلا المرفوع من الموقوف فقالا في آخره:(قال أبو ذر: والله لوددت أني شجرة تعضد).

وهم أبو أحمد فأدرج قول أبي ذر ضمن الحديث المرفوع.

قال البزار عقب الحديث (9/ 358): (وهذا الحديث لا نعلمه يروى عن أبي ذر إلا من هذا الوجه ولا نعلم له طريقاً غير هذا الطريق ولا نعلم روى مجاهد عن مورق عن أبي ذر إلا هذين الحديثين، قال: وأحسب أن هذا الكلام الأخير من قول أبي ذر أعني: لوددت أني شجرة تعضد). اه.

وقد روي هذا القول عن أبي ذر موقوفاً من عدة أوجه وقد سبق هذا الحديث في باب (عبيد الله بن موسى) ح (934) فانظره لزاماً.

(1)

أحمد (5/ 173).

(2)

البيهقي في شعب الإيمان (784).

ص: 500

‌الحديث السابع

(1)

:

980 -

قال أبو عيسى الترمذي رحمه الله (2995): حدثنا محمود بن غيلان، قال: حدثنا أبو أحمد، قال: حدثنا سفيان، عن أبيه، عن أبي الضحى عن مسروق، عن عبد الله رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

«إن لكل نبي ولاة من النبيين، وإن وليي أبي وخليل ربي» ثم قرأ: {إِنَّ أَوْلَى النَّاسِ بِإِبْرَاهِيمَ لَلَّذِينَ اتَّبَعُوهُ وَهَذَا النَّبِيُّ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاللَّهُ وَلِيُّ الْمُؤْمِنِينَ (68)} [آل عمران: 68].

‌التعليق:

هذا إسناد رجاله كلهم ثقات رجال الشيخين.

وأخرجه البزار في مسنده (1973، 1981)، وابن جرير الطبري في تفسيره (7216)، والطحاوي في شرح مشكل الآثار (1009)، وابن أبي شيبة في مسنده (294)، والشاشي (406) من طرق عن أبي أحمد الزبيري بهذا الإسناد.

(1)

رجال الإسناد:

محمود بن غيلان العدوي، مولاهم، أبو أحمد المروزي، نزيل بغداد، ثقة من العاشرة، مات سنة 239 وقيل بعد ذلك، روى له البخاري ومسلم.

سفيان الثوري: تقدم.

سعيد بن مسروق الثوري، والد سفيان، ثقة، من السادسة، مات سنة 126 وقيل بعدها، روى له البخاري ومسلم.

أبو الضحى: مسلم بن صبيح الهمداني، أبو الضحى الكوفي العطار، مشهور بكنيته، ثقة فاضل، من الرابعة، مات سنة 100، روى له البخاري ومسلم.

مسروق بن الأجدع بن مالك الهمداني الوادعي أبو عائشة الكوفي، ثقة فقيه عابد مخضرم، من الثانية، مات سنة 62، ويقال: سنة 63، روى له البخاري ومسلم.

ص: 501

وقد وهم أبو أحمد بذكر مسروق في هذا الإسناد.

خالفه وكيع

(1)

، وعبد الرحمن بن مهدي

(2)

، ويحيى بن سعيد القطان

(3)

، وأبو نعيم الفضل بن دكين

(4)

، ومعاوية بن هشام

(5)

.

فرووه (عن سفيان، عن أبيه، عن أبي الضحى، عن عبد الله) بدون ذكر مسروق منقطعاً فأبو الضحى لم يدرك عبد الله مسعود.

وقال الترمذي: (هذا أصح من حديث أبي الضحى عن مسروق).

وقال البزار: (وهذا الحديث لا نعلم أحداً وصله إلا أبو أحمد عن الثوري، ورواه غير أبي أحمد عن الثوري عن أبيه عن أبي الضحى عن عبد الله)

(6)

.

وقال ابن أبي حاتم في العلل (1677): سألت أبي وأبا زرعة عن حديث رواه أبو أحمد الزبيري وروح بن عبادة عن سفيان الثوري، عن أبيه، عن أبي الضحى عن مسروق عن عبد الله عن النبي صلى الله عليه وسلم: «لكل نبي ولاة من النبيين

» الحديث.

فقالا جميعاً: (هذا خطأ، رواه المتقنون من أصحاب الثوري عن الثوري، عن

(1)

الترمذي (2995) وأحمد (1/ 400 - 401) وابن أبي حاتم في التفسير (2/ 764).

(2)

أحمد (1/ 429) وابن أبي حاتم في تفسيره (2/ 674) وابن عساكر في تاريخ دمشق (6/ 221).

(3)

أحمد (1/ 429).

(4)

الترمذي (2995) وابن جرير الطبري في تفسيره (7217).

(5)

الخطيب في تاريخ بغداد (4/ 222).

(6)

وقد وافقهم أبو أحمد الزبيري في رواية عبد الرحمن بن محمد بن منصور عنه ولم يذكر مسروقاً في الإسناد، كما عند ابن عساكر في تاريخه (6/ 231) والله أعلم.

ص: 502

أبيه، عن أبي الضحى، عن عبد الله عن النبي صلى الله عليه وسلم بلا مسروق).

هذا وقد خالف هؤلاء الأئمة النقاد الشيخ العلامة أحمد شاكر في تعليقه على تفسير الطبري فرجح الرواية المتصلة بذكر مسروق بناءً على أن الزيادة من الثقة مقبولة، وأن الرواية المعلة المنقطعة لا تعل الرواية الموصولة.

ولم ينفرد أبو أحمد الزبيري بذكر مسروق في الإسناد بل تابعه محمد بن عبيد الطنافسي

(1)

وروح بن عبادة

(2)

والواقدي

(3)

فرووه عن سفيان كذلك.

وكذلك رواه أبو الأحوص عن سعيد بن مسروق عن أبي الضحى عن مسروق عن ابن مسعود

(4)

.

وقد ذكر المحقق أن في أصل المخطوط ليس فيه ذكر مسروق وقد أثبته من تفسير ابن كثير.

وهذا إن لم يرجح رواية الجماعة عن سفيان لا يرجح رواية الزبيري.

والواقدي متروك، ورواية روح لم نجدها فلم يتبق إلا متابعة محمد بن عبيد الطنافسي لأبي أحمد الزبيري.

(1)

الحاكم (2/ 292) وقال: (صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه) ووافقه الذهبي.

(2)

ذكره ابن أبي حاتم في العلل (1677).

(3)

أخرجه الحاكم (2/ 553) إلا أن الواقدي متروك.

(4)

أخرجه سعيد بن منصور في سننه (3/ 1047 رقم 501) ونقله عنه ابن كثير في تفسيره (1/ 372).

ص: 503

ورواية الجماعة عن سفيان أوْلى، فهم أحفظ وأكثر، وأبو أحمد الزبيري كثير الغلط في سفيان، كما قال الإمام أحمد بن حنبل، والله تعالى أعلم.

ص: 504

‌الحديث الثامن

(1)

:

981 -

قال الإمام أحمد رحمه الله (3/ 331): حدثنا أبو أحمد، حدثنا سفيان، عن عبد الله بن محمد بن عقيل، عن جابر رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم:

أنه نهى أن يشتمل الرجل الصماء

(2)

، وأن يحتبي في الثوب الواحد ليس على فرجه منه شيء.

‌التعليق:

هذا إسناد رجاله ثقات رجال الشيخين غير عبد الله بن محمد بن عقيل.

هكذا رواه أبو أحمد الزبيري فقال: (عن سفيان، عن عبد الله بن محمد عقيل، عن جابر).

خالفه يحيى بن آدم

(3)

ومصعب بن المقدام

(4)

فقالا: (عن سفيان

(1)

رجال الإسناد:

سفيان الثوري: تقدم في بابه.

عبد الله بن محمد بن عقيل بن أبي طالب الهاشمي، أبو محمد المدني، أمه زينب بنت علي، صدوق في حديثه لين، ويقال: تغير بأخرة، من الرابعة، مات بعد سنة 140، روى له البخاري في الأدب المفرد، وأبو داود والترمذي وابن ماجه.

(2)

اشتمال الصماء: قال الأصمعي: هو أن يشتمل بالثوب حتى يجلل به جسده لا يرفع منه جانباً فلا يبقي ما يخرج منه يده، وهذا يقوله أكثر أهل اللغة. شرح مسلم للنووي (14/ 76).

قال أبو عبيد: أما الفقهاء فيقولون: هو أن يشتمل بثوب ليس عليه غيره ثم يرفعه من أحد جانبيه فيضعه على أحد منكبيه.

(3)

أحمد (3/ 293).

(4)

أبو عوانة (8244) و (8245) و (8689) وابن عساكر في تاريخ دمشق (13/ 110) وقد زاد في المتن (ويمس الرجل ذكره). انظره في بابه.

ص: 505

عن أبي الزبير، عن جابر رضي الله عنه.

وهذا هو المحفوظ في هذا الحديث أنه من حديث أبي الزبير عن جابر، وقد رواه جمع من أصحاب أبي الزبير عنه، منهم: الإمام مالك بن أنس

(1)

، وزهير بن معاوية

(2)

، وابن جريج

(3)

، والليث بن سعد

(4)

، وعبد الله بن أبي الأخنس

(5)

، وأبو خيثمة

(6)

، وهشام الدستوائي

(7)

، وعبد الملك بن أبي سليمان

(8)

، وحماد بن سلمة

(9)

.

(1)

مسلم (2099)(70).

(2)

مسلم (2099)(71).

(3)

مسلم (2099)(73) وأحمد (3/ 297).

(4)

مسلم (2099)(72).

(5)

مسلم (2099)(74).

(6)

مسلم (2099)(71) وابن الجعد في مسنده (2650).

(7)

النسائي (9799) وأبو يعلى (2254) وأبو عوانة (8690).

(8)

أبو عوانة (8156) و (8691).

(9)

أبو داود (4081) وأبو يعلى (1752) والحاكم (4/ 268).

ص: 506

‌الحديث التاسع

(1)

:

982 -

قال النسائي رحمه الله في السنن الكبرى (9803): أخبرنا أبو بكر ابن علي قال: ثنا القواريري قال: ثنا أبو أحمد الزبيري، قال: ثنا سفيان عن أبي إسحاق، عمّن سمع عمرو بن حريث يقول:

رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يصلي في نعلين مخصوفتين.

‌التعليق:

هذا إسناد رجاله كلهم ثقات رجال الشيخين غير أبي بكر ابن علي وهو ثقة حافظ وقد توبع كما سيأتي.

أخرجه أبو يعلى (1466) وفي معجمه (235) عن القواريري، ومن طريقه ابن عساكر في تاريخ دمشق (4/ 207) والذهبي في السير (9/ 531)، وأبو الشيخ في أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم وأدابه (382) من طريق عبد الله بن عمر بن أبان كلاهما (عن أبي أحمد الزبيري بهذا الإسناد).

(1)

رجال الإسناد:

أحمد بن علي بن سعيد بن إبراهيم المروزي، أبو بكر القاضي، ثقة حافظ من الثانية عشرة، مات سنة 272 وله نحو 90 عاماً، روى عنه النسائي.

عبيد الله بن عمر بن ميسرة القواريري، أبو سعيد البصري، نزيل بغداد، ثقة ثبت، من العاشرة، مات سنة 235 على الأصح وله 85 سنة، روى له البخاري ومسلم.

سفيان الثوري: ثقة حافظ فقيه إمام حجة. انظر ترجمته في بابه.

أبو إسحاق السبيعي: عمرو بن عبد الله الهمداني، ثقة مكثر عابد (انظر ترجمته في بابه).

عمرو بن حريث: صحابي.

ص: 507

هكذا قال أبو أحمد الزبيري: (عن سفيان، عن أبي إسحاق، عمّن سمع عمرو بن حريث).

خالفه يحيى بن سعيد القطان

(1)

، وعبد الرحمن بن مهدي

(2)

، ووكيع

(3)

، وأبو نعيم

(4)

، وعبد الرزاق

(5)

، وقبيصة بن عقبة

(6)

، وأبو حذيفة

(7)

فقالوا: (عن سفيان، عن السدي

(8)

، عمّن سمع عمرو بن حريث) وكذلك رواه إسرائيل

(9)

عن السدي.

ورواه الترمذي في الشمائل المحمدية عن أحمد بن منيع قال: ثنا أبو أحمد حدثنا سفيان عن السدي قال: حدثني مَنْ سمع عمرو بن حريث به، فوافق رواية الجماعة

(10)

.

لذا قال النسائي عقب الحديث: هذا خطأ والصواب الذي يليه

(11)

.

(1)

النسائي في الكبرى (9804).

(2)

النسائي في الكبرى (9805) وأحمد (4/ 307) وأبو يعلى في مسنده (1465).

(3)

أحمد (4/ 307) وابن أبي شيبة (7862) وابن قانع في معجم الصحابة (702).

(4)

عبد بن حميد (285) وابن سعد في الطبقات الكبرى (1/ 479).

(5)

في مصنفه (1505).

(6)

ابن سعد في الطبقات (1/ 479).

(7)

ابن قانع في معجم الصحابة (702) والطحاوي في شرح معاني الآثار (1/ 512).

(8)

إسماعيل بن عبد الرحمن بن أبي كريمة السُّدِّي، أبو محمد الكوفي، صدوق يهم، ورمي بالتشيع، من الرابعة.

(9)

ابن سعد (1/ 479).

(10)

الشمائل المحمدية (81).

(11)

السنن الكبرى (5/ 506).

ص: 508

‌الحديث العاشر

(1)

:

983 -

قال الإمام ابن خزيمة رحمه الله في صحيحه (356): نا محمد بن علي بن محرز أصله بغدادي بالفسطاط، نا أبو أحمد الزبيري، نا سفيان، عن ابن جريج، عن عطاء، عن ابن عباس رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:

«الفجر فجران: فجر يحرم فيه الطعام ويحل فيه الصلاة، وفجر يحرم فيه الصلاة ويحل فيه الطعام» .

‌التعليق:

هذا إسناد رجاله ثقات رجال الشيخين غير محمد بن علي بن محرز.

وثقه أبو حاتم وروى عنه وذكر أنه كان صديقاً للإمام أحمد وجاره، وكذلك وثقه أبو سعيد ابن يونس وقال: وكان فهماً.

ورواه أيضاً ابن خزيمة في (1927) والدارقطني (2/ 165) والحاكم (1/ 191) و (1/ 425) والبيهقي (1/ 377)(1/ 457) و (4/ 316) والخطيب في تاريخ بغداد (3/ 58) من طريق محمد بن علي بن محرز، وعمرو بن محمد الناقد.

(1)

رجال الإسناد:

محمد بن علي بن محرز، أبو عبد الله البغدادي نزيل مصر، كان صديقاً لأحمد بن حنبل وجاره فيما ذكر أبو حاتم وثقه أبو حاتم، وأبو سعيد ابن يونس، مات بمصر يوم الخميس الثاني من شهر ربيع الثاني عام 261. (تاريخ بغداد 3/ 270).

سفيان: هو الثوري، تقدم.

ابن جريج: عبد الملك بن عبد العزيز. تقدم انظر ترجمته في بابه.

عطاء بن أبي رباح: تقدم.

ص: 509

هكذا قال أبو أحمد الزبيري: (عن سفيان، عن ابن جريج، عن عطاء، عن ابن عباس، عن النبي صلى الله عليه وسلم.

خالفه عبد الله بن الوليد

(1)

، وحسين بن حفص

(2)

، والفريابي

(3)

، فرووه عن سفيان، عن ابن جريج، عن عطاء، عن ابن عباس مرسلاً.

وكذلك رواه عبد الرزاق عن ابن جريج بمثل رواية الجماعة عن سفيان

(4)

.

ورواه عبد الله بن وهب

(5)

عن ابن جريج مرسلاً.

قال ابن خزيمة عقب الحديث: لم يرفعه في الدنيا غير أبي أحمد الزبيري.

قال الدارقطني: تفرد به أبو أحمد الزبيري عن الثوري عنه متصلاً، ورواه الفريابي عن الثوري عن ابن جريج عن عطاء عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسلاً

(6)

، وكذلك رواه ابن وهب وغيره عن ابن جريج مرسلاً

(7)

.

وقال في السنن: لم يرفعه غير أبي أحمد الزبيري عن الثوري، ووقفه الفريابي وغيره عن الثوري، ووقفه أصحاب ابن جريج عنه أيضاً.

(1)

الحاكم (1/ 191).

(2)

البيهقي (1/ 377).

(3)

الدارقطني (2/ 165).

(4)

في المصنف (4765).

(5)

الدارقطني في أطراف الغرائب والأفراد (3/ 284).

(6)

جاء في المطبوع (متصلاً) وهو خطأ يدل عليه بقية كلامه.

(7)

أطراف الغرائب (3/ 284).

ص: 510

وقال البيهقي: والموقوف أصح.

وقال الخطيب: لم يرفعه عن الثوري غيره يعني أبا أحمد الزبيري.

ونقل الحاكم عن ابن خزيمة قوله: ثنا محمد بن علي بن محرز البغدادي بالفسطاط بخبر غريب ثم أورده

(1)

.

وقال الحاكم: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين في عدالة الرواة ولم يخرجاه وأظن أني قد رأيته من حديث عبد الله بن الوليد عن الثوري موقوفاً، والله أعلم.

وقال الحافظ: «ورواه ابن خزيمة والدارقطني والحاكم من حديث ابن عباس مثله.

قال الدارقطني: لم يرفعه غير أبي أحمد الزبيري عن الثوري.

ورواه الأزهري في كتاب معرفة وقت الصبح من حديث ابن عباس موقوفاً بلفظ ليس الفجر الذي يسطع في السماء ولكن الفجر الذي ينتشر على وجوه الرجال»

(2)

.

(1)

المستدرك (1/ 425).

(2)

التلخيص الحبير (1/ 175).

ص: 511

‌محمد بن عبد الله الأنصاري

‌اسمه ونسبه:

محمد بن عبد الله بن المثنى بن عبد الله بن أنس بن مالك الأنصاري أبو عبد الله البصري القاضي.

روى عن: أبيه، وسليمان التيمي، وحميد الطويل، وابن جريج، وابن عون، والجريري، وابن أبي عروبة، وجماعة.

روى عنه: البخاري وهو أكبر شيوخه، وأحمد، وعلي بن المديني، ويحيى بن معين، وأبو حاتم الرازي، ومحمد بن يحيى الذهلي، وابن أبي شيبة، وقتيبة بن سعيد وجماعة.

قال أبو حاتم: صدوق، وقال أيضاً: لم أرَ من الأئمة إلا ثلاثة: أحمد بن حنبل، وسليمان بن داود الهاشمي، ومحمد بن عبد الله الأنصاري.

وقال ابن معين: ثقة.

وقال النسائي: ليس به بأس.

وقال أبو داود: تغير تغيراً شديداً.

ص: 512

وقال الساجي: رجل جليل عالم لم يكن عندهم من فرسان الحديث، مثل يحيى القطان ونظرائه غلب عليه الرأي.

وقال ابن سعد: كان صدوقاً.

مات سنة 215، وقيل:218.

قال ابن حجر: ثقة من التاسعة.

ص: 513

‌الحديث الأول

(1)

:

984 -

قال الإمام أبو داود رحمه الله (1039): حدثنا محمد بن يحيى بن فارس، حدثنا محمد بن عبد الله بن المثنى، حدثني أشعث، عن محمد بن سيرين، عن خالد يعني الحذاء، عن أبي قلابة، عن أبي المهلب، عن عمران بن حصين رضي الله عنه:

أن النبي صلى الله عليه وسلم صلّى بهم فسها فسجد سجدتين ثم تشهد ثم سلّم.

‌التعليق:

هذا إسناد رجاله كلهم ثقات رجال الصحيح غير أشعث وهو ثقة.

وأخرجه الترمذي (395) والنسائي (3/ 26) وأبو عوانة (1926) وابن خزيمة (1062) وابن المنذر في الأوسط (3/ 306 ح 1712) وابن حبان (2670)(2672) والطبراني (461) والحاكم (1/ 323) والبيهقي

(1)

رجال الإسناد:

محمد بن يحيى بن عبد الله بن خالد بن فارس الذهلي النيسابوري، ثقة حافظ جليل، من الحادية عشرة، مات سنة 258 وله 86 سنة، روى عنه البخاري.

أشعث بن عبد الملك الحمراني، بصري، يكنى أبا هاناء، ثقة فقيه، من السادسة، مات سنة 142، وقيل: 146، روى له أصحاب السنن الأربعة والبخاري تعليقاً.

محمد بن سيرين الأنصاري، ثقة ثبت عابد. انظر ترجمته في بابه.

خالد بن مهران الحذاء. انظر ترجمته في بابه.

أبو المهلب الجرمي البصري عم أبي قلابة، اسمه عمرو أو عبد الرحمن بن معاوية أو ابن عمرو، وقيل: النضر، وقيل: معاوية، ثقة، من الثانية، روى له مسلم.

ص: 514

(2/ 354) والبغوي (761) من طرق عن محمد بن عبد الله، عن أشعث به.

وقال الترمذي حديث حسن غريب وصححه ابن حبان وقال الحاكم: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه، إنما اتفقا على حديث خالد الحذاء، عن أبي قلابة، وليس فيه ذكر التشهد لسجدتَيْ السهو.

هكذا قال محمد بن عبد الله: (عن أشعث، عن محمد بن سيرين، عن خالد الحذاء

فسجد سجدتين ثم تشهد ثم سلّم).

خالفه يحيى بن سعيد القطان

(1)

فرواه عن أشعث به فلم يذكر التشهد في سجود السهو).

ورواه أيوب السختياني

(2)

عن محمد بن سيرين فلم يذكر التشهد.

وكذلك رواه جماعة عن خالد الحذاء بهذا الإسناد فلم يذكروا التشهد، منهم:

إسماعيل بن علية

(3)

، وعبد الوهاب الثقفي

(4)

، وشعبة

(5)

، ويزيد بن زريع

(6)

، وسلمة بن محمد

(7)

، ومعتمر بن سليمان

(8)

، وهشيم

(9)

،

(1)

ذكره ابن رجب في فتح الباري (6/ 480).

(2)

الحميدي (983) والبيهقي (2/ 354).

(3)

مسلم (574)(101).

(4)

مسلم (574)(102) والشافعي (1/ 122).

(5)

أبو عوانة (1924) والطبراني في الكبير (18/ 466).

(6)

أبو داود (1018) والنسائي (3/ 26) وأبو عوانة (1922) والطبراني (18/ 464).

(7)

أبو داود (1018) وأبو عوانة (1922).

(8)

ابن خزيمة (1054) وابن الجارود (245) وابن حبان (2673) وأحمد (4/ 431).

(9)

الطبراني (18/ 465).

ص: 515

ووهيب بن خالد

(1)

، ووهب بن بقية

(2)

.

لذا ضعّف هذا الحديث محمد بن يحيى الذهلي

(3)

، وابن المنذر، وابن عبد البر

(4)

، وابن رجب، وابن حجر وغيرهم.

وأشار البخاري إلى عدم ثبوته فعقد في صحيحه (باب مَنْ لم يتشهد في سجدتَيْ السهو)

(5)

أورد فيه حديثاً من طريق أيوب، عن محمد بن سيرين عن أبي هريرة وفيه: أن النبي صلى الله عليه وسلم سجد للسهو ولم يذكر فيه التشهد.

قال ابن المنذر: وقد تكلم في هذا الحديث بعض أصحابنا، وروى هذا الحديث غير واحد من الثقات عن خالد فلم يقل فيه أحد: ثم تشهد

والتشهد إن ثبت خبر عمران بن حصين فالواجب أن يتشهد من سجد سجدتَيْ السهو فإن لم يثبت لم يجب ذلك ولا أحسب يثبت، والله أعلم

(6)

.

وقد تقدم قول الحاكم أن الحديث في الصحيحين ليس فيه ذكر التشهد.

وقال ابن حبان: تفرد به الأنصاري، ما روى محمد بن سيرين عن خالد غير هذا الحديث

(7)

.

(1)

الطبراني (18/ 467).

(2)

الطبراني (2654)(4671).

(3)

ذكره ابن رجب كما سيأتي.

(4)

ذكره ابن حجر كما سيأتي.

(5)

في صحيحه (3/ 97 ح 1228).

(6)

في الأوسط (3/ 316).

(7)

في صحيحه (6/ 393).

ص: 516

قال ابن حجر معقباً: وهو من رواية الأكابر عن الأصاغر

(1)

.

قال البيهقي: «تفرد به أشعث الحمراني وقد رواه شعبة ووهب وابن علية والثقفي وهشيم وحماد بن زيد ويزيد بن زريع وغيرهم عن خالد الحذاء لم يذكر أحد منهم ما ذكر أشعث عن محمد فيه.

ورواه أيوب عن محمد قال: أخبرت عن عمران فذكر السلام دون التشهد، وفي رواية هشيم ذكر التشهد قبل السجدتين وذلك يدل على خطأ أشعث فيما رواه»

(2)

.

وقال ابن حجر: ضعفه البيهقي وابن عبد البر وغيرهما ووهموا رواية أشعث لمخالفته غيره من الحفاظ عن ابن سيرين، فإن المحفوظ عن ابن سيرين في حديث عمران ليس فيه ذكر التشهد، وروى السراج من طريق سلمة بن علقمة أيضاً في هذه القصة قلت لابن سيرين: فالتشهد؟ قال: لم أسمع في التشهد شيئاً، وقد تقدم من طريق ابن عون عن ابن سيرين قال: نبئت أن عمران بن حصين قال: ثم سلّم

(3)

، وكذا المحفوظ عن خالد الحذاء بهذا الإسناد في حديث عمران ليس فيه ذكر التشهد فصارت زيادة أشعث شاذة

(4)

.

وقد أشار الحافظ ابن رجب إلى أن الوهم في هذا إنما هو من محمد بن عبد الله الأنصاري فقال: (صححه ابن حبان في صحيحه والحاكم وضعّفه آخرون وقالوا: ذكر التشهد فيه غير محفوظ منهم محمد بن يحيى الذهلي والبيهقي ونسبا الوهم إلى أشعث، وعندي أن

(1)

فتح الباري (3/ 98).

(2)

السنن الكبرى (2/ 357).

(3)

البخاري (482).

(4)

فتح الباري (3/ 98 - 99).

ص: 517

نسبة الوهم إلى الأنصاري فيه أقرب وليس هو بذاك المتقن جداً في حفظه وقد غمزه ابن معين وغيره ويدل على هذا أن يحيى القطان رواه عن أشعث عن ابن سيرين عن خالد عن أبي قلابة عن أبي المهلب عن عمران في السلام خاصة كما رواه عنه الإمام أحمد ذكره ابنه عبد الله عنه في مسائله، فهذه رواية يحيى القطان مع جلالته وحفظه وإتقانه عن أشعث إنما فيها ذكر السلام فقط، وأخرجه النسائي

(1)

عن محمد بن عبد الله الأنصاري عن أشعث لم يذكر التشهد، فإما أن يكون الأنصاري اختلف عليه في ذكره وهو دليل على أنه لم يضبطه وإما أن يكون النسائي ترك التشهد عن عمد لأنه استنكره.

وقد روى معتمر وهشيم عن خالد الحذاء حديث عمران بن حصين وذكر فيه أن النبي صلى الله عليه وسلم صلّى ركعة ثم تشهد وسلّم ثم سجد سجدتَيْ السهو ثم سلّم.

فهذا هو الصحيح في حديث عمران ذكر التشهد في الركعة المقضية لا في سجدتَيْ السهو

(2)

.

وكذلك ضعف هذا الحديث شيخ الإسلام ابن تيمية وله كلام جيد فيه فانظره

(3)

.

وقال الألباني: الحديث صحيح دون قوله: ثم تشهد فإنه شاذ تفرد به أشعث دون جماعة من الثقات رووه عن محمد بن سيرين بدون هذه الزيادة وبذلك أعله البيهقي والعسقلاني ومن قبله ابن تيمية

،

(1)

في المجتبى (3/ 26).

(2)

فتح الباري لابن رجب (6/ 480 - 481).

(3)

مجموع الفتاوى (9/ 48 - 51).

ص: 518

بل قد أخرج أبو داود

(1)

ما يدل على أن محمد بن سيرين لا يعرف التشهد في هذا الحديث، فأخرج من حديث سلمة بن علقمة عن محمد عن أبي هريرة قال: صلّى بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم

فذكر حديث ذي اليدين وفيه: قلت: فالتشهد؟ قال: لم أسمع في التشهد وأحب إلى أن يتشهد

(2)

.

ملحوظة:

لم أخرج هذا الحديث في باداء الأمر لظني أن الوهم من أشعث كما ذكر البيهقي وابن حجر ومن بعدهما الألباني ومحققوا مسند الإمام أحمد وذلك لأن أشعث ليس على شرط هذا الكتاب وهو أن يكون من رجال الصحيح، ثم لما وقفت على كلام الحافظ ابن رجب أوردته في الكتاب لأن الأنصاري من رجال الشيخين، والله تعالى أعلم.

‌أثر الوهم:

عقد أبو داود في سننه (باب سجدتَيْ السهو فيهما تشهد وتسليم) والترمذي (باب ما جاء في التشهد في سجدتَيْ السهو) وأوردا فيه هذا الحديث لا غير.

أما ابن خزيمة وتبعه ابن حبان فجعلاه فيمن سجد للسهو بعد السلام أن يتشهد ثم يسلّم، ولم يريا ذلك على مَنْ سجدهما قبل السلام.

(1)

ح (1010).

(2)

ضعيف سنن أبي داود (9/ 293 - 294).

ص: 519

قال ابن خزيمة: باب التشهد بعد سجدتَيْ السهو إذا سجدهما المصلي بعد السلام.

وقال ابن حبان: ذكر البيان بأن الساجد سجدتَيْ السهو بعد السلام عليه أن يتشهد ثم يسلّم ثانياً.

أما البيهقي فقد أورد الحديث في باب مَنْ قال: يتشهد بعد سجدتَيْ السهو ويسلّم، ثم أبان علته، ثم أورد من طريق محمد بن يحيى عن سليمان بن حرب قال:(قال حماد بن زيد: قال سلمة بن علقمة: قلت لمحمد بن سيرين: فيهما تشهد يعني في سجدتَيْ السهو؟ قال: لم أسمعه في حديث أبي هريرة وأحب إليّ أن يتشهد).

أخرجه البخاري في صحيحه عن سليمان بن حرب

(1)

.

وعقد الترمذي في سننه باب ما جاء في التشهد في سجدتَيْ السهو أورد فيه حديث الباب فقط ثم قال عقبه: واختلف أهل العلم في التشهد في سجدتَيْ السهو.

فقال بعضهم: يتشهد فيها ويسلّم.

وقال بعضهم: ليس فيها تشهد وتسليم، وإذا سجدهما قبل السلام لم يتشهد، وهو قول أحمد وإسحاق قالا: إذا سجد سجدتَيْ السهو قبل السلام لم يتشهد.

(1)

إلى قوله: ليس في حديث أبي هريرة، ولم يذكر قوله وأحب إليَّ أن يتشهد، والبيهقي (2/ 355).

ص: 520

وقد جاء عن الإمام أحمد أنه إذا سجد سجدتَيْ السهو بعد السلام تشهد ثم سلّم

(1)

.

وهذا هو المذهب وما عليه أصحابه، واختار ابن تيمية أنه لا يتشهد

(2)

.

وكذا جاء عن الإمام الشافعي: قال المزني: سمعت الشافعي رحمه الله يقول: إذا كانت سجدتا السهو بعد التسليم تشهد لهما وإذا كانتا قبل التسليم أجزأه التشهد الأول

(3)

.

(1)

انظر: مسائل ابنه عبد الله (404) ومسائل إسحاق بن منصور المروزي (204) وابن هانئ في مسائله (1/ 75 رقم 351) وأبو داود في مسائله (ص 73).

(2)

المغني (2/ 34) والفروع (1/ 395، 396) والإنصاف (2/ 159).

(3)

الحاوي الكبير (2/ 231).

ص: 521

‌الحديث الثاني

(1)

:

985 -

قال الإمام أحمد رحمه الله (3/ 235): حدثنا محمد بن عبد الله، حدثنا حميد عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

«قدمت المدينة ولأهل المدينة يومان يلعبون فيهما في الجاهلية فقال: قدمت عليكم ولكم يومان تلعبون فيهما، إن الله أبدلكم بهما خيراً منهما يوم الفِطر ويوم النحر» .

‌التعليق:

هذا إسناد صحيح على شرط الشيخين.

وأخرجه البيهقي في شعب الإيمان (3436) من طريق أبي حاتم الرازي.

هكذا قال محمد بن عبد الله، عن حميد، عن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:«قدمت المدينة ولأهل المدينة يومان .. » فذكر الحديث كله عن النبي صلى الله عليه وسلم.

خالفه أصحاب حميد فرووه عن أنس وجعلوا أول الحديث من قول أنس فقالوا: (حدثنا حميد عن أنس قال: قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة ولهم يومان يلعبون فيهما في الجاهلية، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:«إن الله قد أبدلكما بهما خيراً منهما يوم الفطر ويوم النحر» .

(1)

رجال الإسناد:

حميد بن أبي حميد الطويل، أبو عبيدة البصري، ثقة مدلس، من الخامسة، مات سنة 142 أو 143 وهو قائم يصلي وله 75 سنة، روى له البخاري ومسلم.

ص: 522

هكذا رواه محمد بن أبي عدي

(1)

، وإسماعيل بن علية

(2)

، ويزيد بن هارون

(3)

، وعبد الوهاب الثقفي

(4)

، وسهل بن يوسف المسمعي

(5)

، وحماد بن سلمة

(6)

وهو ابن أخت حميد، ومروان بن معاوية الفزاري

(7)

، وإسماعيل بن جعفر

(8)

، وعبد الله بن بكر السهمي

(9)

.

وكذلك رواه الربيع بن صبيح

(10)

عن الحسن البصري وحميد الطويل عن أنس.

‌تنبيه:

أخرج البيهقي في شعب الإيمان (3436) من طريق أبي حاتم الرازي عن محمد بن عبد الله الأنصاري عن حميد الطويل عن أنس بن مالك بمثل ما رواه الإمام أحمد هنا.

وفي السنن الكبرى (3/ 277) رواه من طريق محمد بن عبد الله

(1)

أحمد (3/ 103) والضياء في المختارة (1900).

(2)

النسائي (3/ 179) وفي الكبرى (1755).

(3)

أحمد (3/ 178) وأبو يعلى (3829) وعبد بن حميد في المنتخب (1390) والطحاوي في شرح المشكل (1/ 270) والضياء في المختارة (1930) والبيهقي (3/ 277).

(4)

أبو يعلى (3808) والضياء (1909).

(5)

أحمد (3/ 178).

(6)

أبو داود (1134) وأحمد (3/ 250) والضياء في المختارة (1912) والحاكم (1/ 294).

(7)

البيهقي (3/ 277) والبغوي في شرح السنة (4/ 292).

(8)

المختارة (1908).

(9)

الطحاوي في شرح المشكل (4/ 131).

(10)

البيهقي في شعب الإيمان (3437).

ص: 523

الأنصاري، ويزيد بن هارون، ومروان بن معاوية الفزاري ثلاثتهم عن حميد، عن أنس، فجمعهم في متن واحد فتساهل حيث أن محمد بن عبد الله الأنصاري يخالفهم في اللفظ، والله أعلم.

‌فائدة:

هذا يسمى الإدراج، والحديث المدرج ما كان فيه زيادة ليست منه سواء في الإسناد أو المتن.

وجاء الإدراج في هذا الحديث في المتن، وقد يكون الإدراج في أول المتن وقد يكون في وسطه وهو قليل، وقد يكون في آخره وهو الأكثر.

أما الإدراج في أول المتن فهو نادر، وقد قال الحافظ ابن حجر: وهذا النوع نادر جداً ولم أجد له مثالاً غير حديث أبي هريرة هذا

(1)

.

وهو ما رواه شبابة بن سوار

(2)

عن شعبة عن محمد بن زياد عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم: «أسبغوا الوضوء، ويلٌ للأعقاب من النار» .

وقد فصله غيره من الرواة عن شعبة فبينوا أن قوله: «أسبغوا الوضوء» إنما جاء في هذه الرواية من قول أبي هريرة والمرفوع فقط قوله: «ويل للأعقاب من النار» .

(1)

النكت (2/ 844) قلت: وهذا مثال آخر، والله أعلم.

(2)

انظر: الفصل للوصل المدرج في النقل (1/ 159).

ص: 524

‌الحديث الثالث

(1)

:

986 -

قال أبو عيسى الترمذي رحمه الله (3/ 147 رقم 776): حدثنا أبو موسى، حدثنا محمد بن عبد الله الأنصاري، عن حبيب بن الشهيد، عن ميمون بن مهران، عن ابن عباس رضي الله عنه:

أن النبي صلى الله عليه وسلم احتجم وهو صائم.

‌التعليق:

هذا إسناد رجاله كلهم ثقات رجال الشيخين غير ميمون بن مهران فهو من رجال مسلم.

وأخرجه أحمد (1/ 315) عن محمد بن عبد الله الأنصاري به. وأخرجه النسائي في الكبرى (3231) والطحاوي (2/ 101) وفي شرح المشكل (5804) والطبراني في الأوسط (2434) وأبو نعيم في الحلية

(1)

رجال الإسناد:

أبو موسى: هو محمد بن المثنى بن عبيد بن قيس بن دينار العنزي، أبو موسى البصري الحافظ المعروف بالزمن، مشهور بكنيته وباسمه، ثقة ثبت، وكان هو وبندار كفرسَيْ رهان وماتا في سنة واحدة 252، روى له البخاري ومسلم.

حبيب بن الشهيد الأزدي، أبو محمد البصري، ثقة ثبت، مات سنة 145 وهو ابن 66 سنة، روى له البخاري ومسلم.

قال أحمد بن حنبل: كان ثقة ثبتاً وهو عندي يقوم مقام يونس وابن عون.

وقال ابن معين وأبو حاتم والنسائي وغيرهم: ثقة.

ميمون بن مهران، أبو أيوب، أصلي كوفي، نزل الرقة، ثقة فقيه، ولي الجزيرة لعمر بن عبد العزيز، مات سنة 117، روى له مسلم والبخاري في الأدب المفرد.

قال أحمد بن حنبل عنه: ثقة أوثق من عكرمة وذكره بخير.

وقيل: إنه صلّى في سبعة عشر يوم سبع عشرة ألف ركعة، فلما كان اليوم الثامن عشر مات.

ص: 525

(4/ 95) والخطيب في تاريخ بغداد (3/ 27) وابن عساكر في تاريخ دمشق (30/ 25) كلهم من طرق عن محمد بن عبد الله به.

ولفظ أحمد: (احتجم وهو صائم) ولفظ النسائي والطبراني: (وهو محرم صائم).

هكذا قال محمد بن عبد الله الأنصاري (عن حبيب بن الشهيد، عن ميمون، عن ابن عباس: أن النبي صلى الله عليه وسلم احتجم وهو صائم).

إلا أن أئمة الحديث ونقاده أنكروا هذا الحديث بهذا الإسناد وقالوا: الصحيح هو ما رواه حماد بن سلمة

(1)

، وسفيان بن حبيب

(2)

، عن حبيب بن الشهيد، عن ميمون بن مهران، عن يزيد بن الأصم، عن ميمونة قالت: تزوجني رسول الله صلى الله عليه وسلم ونحن حلال).

والحديث أعلّه أحمد وابن المديني، ومعاذ بن معاذ العنبري، ويحيى بن سعيد القطان والنسائي وغيرهم.

قال النسائي عقب الحديث: هذا منكر ولا أعلم أحداً رواه عن حبيب غير الأنصاري ولعله أراد أن النبي صلى الله عليه وسلم تزوج ميمونة. اه.

وقال عبد الله ابن الإمام أحمد: قال أبي وقال أبو خيثمة: أنكر معاذ بن معاذ ويحيى بن سعيد القطان حديث الأنصاري عن

(1)

أبو داود (1843) وأحمد (6/ 332، 335) والدارمي (1824) وأبو يعلى (7106) وابن الجارود في المنتقى (445) والطحاوي في شرح مشكل الآثار (5804) والدارقطني (3/ 27) والطبراني في الكبير (23/ 1058) وابن حبان (4137) والبيهقي (7/ 210).

(2)

النسائي في الكبرى (3232) والخطيب في تاريخ بغداد (5/ 410).

ص: 526

حبيب بن الشهيد عن ميمون بن مهران عن ابن عباس: احتجم النبي صلى الله عليه وسلم وهو محرم صائم

(1)

.

وروى الخطيب بسنده عن الأثرم قال: سمعت أبا عبد الله يعني أحمد بن حنبل يقول: ما كان يضع الأنصاري عند أصحاب الحديث إلا الرأي وأما السماع فقد سمع.

وسمعت أبا عبد الله ذكر الحديث الذي رواه الأنصاري عن حبيب بن الشهيد عن ميمون عن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم احتجم وهو صائم فضعّفه وقال: كانت ذهبت للأنصاري كتب فكان بعد يحدّث من كتاب غلامه أبي حكيم أراه قال: فكان هذه من تلك

(2)

.

قال مهنا: وسألت أحمد عن حديث حبيب بن الشهيد، عن ميمون بن مهران، عن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم احتجم وهو صائم محرم؟

فقال: ليس بصحيح، قد أنكره يحيى بن سعيد الأنصاري، إنما كانت أحاديث ميمون بن مهران عن ابن عباس نحو خمسة عشر حديثاً

(3)

.

وقال يعقوب بن سفيان الفسوي: (سئل علي بن المديني عن حديث الأنصاري عن حبيب بن الشهيد عن ميمون بن مهران عن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم احتجم وهو صائم؟

(1)

العلل ومعرفة الرجال رواية عبد الله (1/ 320 رقم 556) والضعفاء للعقيلي (4/ 91).

(2)

تاريخ بغداد (3/ 28) ونقله عنه المزي في تهذيب الكمال (6/ 385) وهو عند العقيلي (4/ 91) والذهبي في ميزان الاعتدال (6/ 209) وتهذيب التهذيب (9/ 245).

(3)

زاد المعاد (2/ 62).

ص: 527

قال: ليس من ذاك شيء، إنما أراد حديث حبيب عن ميمون عن يزيد بن الأصم تزوج النبي صلى الله عليه وسلم ميمونة محرماً)

(1)

.

وقال الخطيب في تاريخه عقب الحديث: لم يروه عن حبيب هكذا غير الأنصاري ويقال: إنه وهم فيه والصواب ما أخبرنا أبو الحسن علي بن إبراهيم بن سعيد الحوفي ثم ذكر بسنده إلى أبي عبد الرحمن النسائي (صاحب السنن) عن حميد بن مسعدة عن سفيان، عن حبيب بن الشهيد عن ميمون بن مهران عن يزيد بن الأصم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم تزوج ميمونة وهو محل.

قال: (وقد روى الأنصاري أيضاً حديث يزيد بن الأصم هذا هكذا، ويقال: إن غلاماً أدخل عليه حديث ابن عباس)

(2)

.

‌علة الوهم:

هو ما ذكره الإمام أحمد أن الأنصاري كان يحدّث من كتاب غلامه بعدما تلفت كتبه ورجح أن هذا هو سبب وهمه في هذا الحديث.

وهذا النوع من العلل يسمى القلب وهو أن يُروى الحديث من مسندين غير أن مسند كل منهما يختلف عن الآخر فيقع الوهم فيحيل متن حديث لآخر.

(1)

المعرفة والتاريخ (3/ 7 - 8) ونقله عنه الخطيب في تاريخ بغداد (3/ 28) والمزي في تهذيب الكمال (6/ 385).

(2)

تاريخ بغداد (3/ 27) ونقله عنه المزي في تهذيب الكمال إلا أنه قال فيه: (تزوج ميمونة وهو محرم) والصواب وهو محل أي حلال كما في تاريخ بغداد.

وذكره ابن أبي حاتم في العلل (832).

ص: 528

قال الحافظ ابن حجر في النكت (2/ 872): (وأما مَنْ وقع منه القلب على سبيل الوهم فجماعة ويوجد بيان ما وقع لهم من ذلك في الكتب المصنفة في العلل).

ص: 529

‌محمد بن الفضل

‌اسمه ونسبه:

محمد بن الفضل السدوسي، أبو النعمان البصري المعروف بعارم.

روى عن: جرير بن حازم، والحمادين، وعبد الواحد بن زياد، وعبد الوارث بن سعيد، ومعتمر، وابن المبارك، وخلق.

روى عنه: البخاري، وأحمد بن حنبل، وعبد بن حميد، والفسوي.

وثقه أبو حاتم والنسائي والذهلي والعجلي والدارقطني وغيرهم.

قال أبو حاتم: إذا حدّثك عارم فاختم عليه، عارم لا يتأخر عن عفان، وكان سليمان بن حرب يقدم عارماً على نفسه إذا خالفه عارم رجع إليه، وهو أثبت أصحاب حماد بن زيد بعد ابن مهدي.

قال الذهلي: حدثنا محمد بن الفضل عارم وكان بعيداً عن العرامة صحيح الكتاب وكان ثقة.

قال العجلي: بصري ثقة رجل صالح وليس يعرف إلا بعارم.

ص: 530

وقال سليمان بن حرب: إذا ذكرت أبا النعمان فاذكر ابن عون وأيوب.

قال أبو حاتم: اختلط عارم في آخر عمره وزال عقله فمَن سمع منه قبل الاختلاط فسماعه صحيح

فمَن سمع منه قبل سنة عشرين فسماعه جيد.

قال البخاري: تغير في آخر عمره وجاءنا نعيه سنة أربع وعشرين.

قال الدارقطني: تغير بآخره وما ظهر له بعد اختلاطه حديث منكر وهو ثقة.

في الزهرة: روى عنه البخاري أكثر من مائة حديث.

قال ابن حجر: ثقة ثبت تغير في آخر عمره، من صغار التاسعة.

ص: 531

‌الحديث الأول

(1)

:

987 -

قال الإمام البخاري رحمه الله (5141): حدثنا أبو النعمان، حدثنا حماد بن زيد عن أبي حازم عن سهل رضي الله عنه:

أن امرأة أتت النبي صلى الله عليه وسلم فعرضت عليه نفسها فقال: «ما لي اليوم في النساء من حاجة» ، فقال رجل: يا رسول الله زوِّجنيها، قال:«ما عندك؟» قال: ما عندي شيء، قال:«أعطها ولو خاتماً من حديد» قال: ما عندي شيء، قال:«فما عندك من القرآن؟» قال: كذا وكذا، قال:«فقد ملكتكها بما معك من القرآن» .

‌التعليق:

هذا إسناد رجاله كلهم ثقات رجال الشيخين، وأخرجه الطبراني في الكبير (5934) من طريق علي بن عبد العزيز عن محمد بن الفضل به.

هكذا قال أبو النعمان محمد بن الفضل عن حماد بن زيد، عن أبي حازم، عن سهل (ملكتكها).

خالفه عمرو بن عون

(2)

، وخلف بن هشام

(3)

، وسليمان بن

(1)

رجال الإسناد:

حماد بن زيد بن درهم الأزدي الجهضمي، أبو إسماعيل البصري، ثقة ثبت فقيه من كبار الثامنة، مات سنة 179 وله 81 سنة، روى له البخاري ومسلم.

سلمة بن دينار، أبو حازم الأعرج التمار المدني القاص مولى الأسود بن سفيان، ثقة عابد، من الخامسة، مات في خلافة المنصور، روى له البخاري ومسلم.

سهل بن سعد بن مالك بن خالد الأنصاري الخزرجي الساعدي له ولأبيه صحبة، مشهور، مات سنة 88 وقيل بعدها وقد جاوز المائة، حديثه في الصحيحين.

(2)

البخاري (5029) والدارمي (2201).

(3)

مسلم (1425).

ص: 532

داود

(1)

فرووه عن حماد بلفظ: (زوجتكها).

وكذلك رواه جماعة عن أبي حازم بهذا اللفظ، منهم:

الإمام مالك بن أنس

(2)

، وفضيل بن سليمان

(3)

، وسفيان بن عيينة

(4)

، وزائدة بن قدامة

(5)

، وعبد العزيز بن محمد الدراوردي

(6)

، وسفيان الثوري

(7)

، وهشام بن سعد

(8)

، ومبشر بن مكسر القيسي

(9)

في رواية، والفضل بن موسى

(10)

.

لذا قال بعض أهل العلم: إن مَنْ قال في هذه الرواية (ملكتكها) وهم.

قال الدارقطني: «رواية مَنْ رواه ملكتكها وهم، ورواية مَنْ قال: زوجتكها الصواب وهم أكثر وأحفظ»

(11)

.

(1)

أبو نعيم في مستخرجه على مسلم (3319) والبيهقي (7/ 144 - 145).

(2)

البخاري (5135).

(3)

البخاري (5132).

(4)

البخاري (5149) من طريق علي بن المديني ولفظه: (أنكحتكها) ولفظ الجماعة عن سفيان: زوجتكها، منهم: الحميدي (928) والنسائي (6/ 362) وابن الجارود (716) من طريق محمد بن عبد الله بن يزيد، وأبو عوانة (4161) من طريق شعيب بن عمرو، والدارقطني (3/ 248) من طريق علي بن شعيب، والبيهقي (7/ 144) من طريق سعدان بن نصر.

(5)

مسلم (1425).

(6)

مسلم (1425).

(7)

ابن ماجه (1889).

(8)

الطحاوي (3/ 17) والطبراني في الكبير (5951).

(9)

الطبراني (5938).

(10)

الدارقطني (3/ 247).

(11)

إكمال المعلم (9/ 122) وفتح الباري (9/ 215) وعمدة القاري (12/ 141) والتنقيح (3/ 171) وشرح مسلم للنووي (9/ 214).

ص: 533

وقال البيهقي: «رواية الجمهور على لفظ التزويج إلا رواية الشاذ منها، والجماعة أولى بالحفظ من الواحد»

(1)

.

وقال ابن التين: أجمع أهل الحديث على أن الصحيح رواية: زوجتكها، وأن رواية: ملكتكها وهم

(2)

.

وقال البغوي: مَنْ روى بخلاف لفظ التزويج لم يراعِ اللفظ الواقع في العقد، ولفظ التزويج رواية الأكثر والأحفظ فهي والله أعلم المعتمدة

(3)

.

وقال ابن الجوزي: إنما روى: ملكتكها ثلاثة أنفس: معمر وكان كثير الغلط، وعبد العزيز بن أبي حازم، ويعقوب الإسكندراني وليسا بحافظين، والأخذ برواية الحفاظ الفقهاء مع كثرتهم أوْلى

(4)

.

وقال الحسين بن مسعود البغوي: الذي يظهر أنه كان بلفظ التزويج على وفق قول الخاطب: زوجنيها، إذ هو الغالب في أمر العقود، إذ قلما يختلف فيه لفظ المتعاقدين، ومَن روى بلفظ غير لفظ التزويج لم يقصد مراعاة اللفظ الذي انعقد به العقد وإنما أراد الخبر عن جريان العقد على تعليم القرآن

(5)

.

وقال العلائي: من المعلوم أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يقل هذه الألفاظ كلها تلك الساعة فلم يبقَ إلا أن يكون قال لفظة منها وعبّر عنه بقية

(1)

السنن الكبرى (4/ 583).

(2)

فتح الباري (9/ 215) إلا أنه ذكر أن هذه مبالغة منه.

(3)

تلخيص الحبير (3/ 153).

(4)

فتح الباري (9/ 215).

(5)

المصدر السابق.

ص: 534

الرواة بالمعنى، فمَن قال بأن النكاح ينعقد بلفظ التمليك ثم احتج بمجيئه في هذا الحديث إذا عورض ببقية الألفاظ لم ينهض احتجاجه .. فلم يبقَ إلا الترجيح بأمر خارجي، ولكن القلب إلى ترجيح رواية التزويج أميل لكونها رواية الأكثرين ولقرينة قول الرجل الخاطب: زوجنيها يا رسول الله

(1)

.

قلت: أما الإمام البخاري رحمه الله فقد أخرج حديث الباب وعقد عليه (باب إذا قال الخاطب للولي: زوجني فلانة، فقال: قد زوجتك بكذا وكذا جاز النكاح) ولم يقل: قد ملكتكها وهو لفظ حديث الباب هنا».

وقد اختلف على سهل في هذا الحديث فقال الجماعة الذين سبق ذكرهم للفظ التزويج.

ورواه جماعة بلفظ التمليك، منهم: يعقوب بن عبد الله القاري

(2)

، وعبد العزيز بن أبي حازم

(3)

، ومعمر بن راشد

(4)

، وأبو غسان محمد بن مطرف

(5)

.

(1)

فتح الباري (9/ 215).

(2)

البخاري (5030) و (5126) ومسلم (1425).

(3)

البخاري (5087)(5871) ومسلم (1425).

(4)

عبد الرزاق (12274) وأحمد (5/ 334) وأبو عوانة (41112).

(5)

البخاري (5131) ولفظه: (أمكناكها) قال الحافظ: إنه تصحيف.

ص: 535

‌الحديث الثاني

(1)

:

988 -

قال أبو داود رحمه الله (2199): حدثنا محمد بن عبد الملك بن مروان ثنا أبو النعمان ثنا حمّاد بن زيد عن أيوب عن غير واحد عن طاووس:

أن رجلاً يقال له: أبو الصهباء كان كثير السؤال لابن عباس قال: أما علمت أن الرجل كان إذا طلّق امرأته ثلاثاً قبل أن يدخل بها جعلوها واحدة على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبي بكر وصدراً من إمارة عمر؟ قال ابن عباس: بلى كان الرجل إذا طلّق امرأته ثلاثاً قبل أن يدخل بها جعلوها واحدة على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبي بكر وصدراً من إمارة عمر فلما رأى الناس قد تتابعوا فيها قال: أجيزهن عليهم.

‌التعليق:

هذا إسناد رجاله ثقات رجال الصحيح غير محمد بن عبد الملك وهو ثقة إلا أنه ضعيف لجهالة الرجل الذي يروي عنه أيوب.

وأخرجه البيهقي (7/ 338) من طريق أبي داود به.

هكذا رواه أبو النعمان (عن حماد بن زيد، عن أيوب، عن غير

(1)

رجال الإسناد:

محمد بن عبد الملك بن مروان الواسطي، أبو جعفر الدقيقي، صدوق من الحادية عشرة، مات سنة 260، روى عنه أبو داود وابن ماجه.

أيوب بن أبي تميمة السختياني، ثقة ثبت حجة من كبار الفقهاء العباد، من الخامسة، مات سنة 131 وله 65 سنة، روى له البخاري ومسلم.

طاووس بن كيسان اليماني، ثقة فقيه فاضل، من الثالثة، مات سنة 106 وقيل بعد ذلك، روى له البخاري ومسلم.

ص: 536

واحد، عن طاووس عن ابن عباس وفيه: إذا طلّق امرأته ثلاثاً قبل أن يدخل بها).

خالفه سليمان بن حرب

(1)

، وعفان بن مسلم

(2)

، ويحيى بن آدم

(3)

، وخالد بن خراش

(4)

، ومحمد بن أبي نعيم

(5)

.

فرووه عن حماد بن زيد، عن أيوب، عن إبراهيم بن ميسرة

(6)

، عن طاووس أن أبا الصهباء قال لابن عباس: ألم يكن الطلاق الثلاث على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبي بكر واحدة

الحديث، وفي بعضها: وصدراً من إمارة عمر.

لم يذكر أحد منهم: (قبل أن يدخل بها).

وهذا التخصيص انفرد به أبو النعمان عن حماد فوهم.

وقد رواه معمر

(7)

وابن جريج

(8)

عن ابن طاووس، عن أبيه، عن ابن عباس قال: كان الطلاق على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبي بكر وسنتين من خلافة عمر الثلاث واحدة، ثم قال عمر:(إن الناس قد استعجلوا في أمر كان لهم فيه أناة فلو أمضيناه عليهم فأمضاه عليهم).

ولم يذكروا التخصيص الذي قاله أبو النعمان.

(1)

مسلم (1472).

(2)

ابن أبي شيبة (17875).

(3)

أبو نعيم في المستخرج على مسلم (3474).

(4)

المصدر السابق.

(5)

الدارقطني (4/ 43).

(6)

إبراهيم بن ميسرة الطائفي، نزيل مكة، ثبت حافظ من الخامسة، مات سنة 132، روى له البخاري ومسلم.

(7)

مسلم (1472).

(8)

مسلم (1472).

ص: 537

وتابعهم عمرو بن دينار عن طاووس عن ابن عباس

(1)

فلم يذكر هذه اللفظة، وهم عارم في هذا الحديث في إسناده ومتنه.

1 -

فأما في الإسناد فلم يحفظ شيخ أيوب.

2 -

وأما في المتن فقوله: (قبل أن يدخل بها).

قال الألباني: هذه زيادة شاذة إن لم نقل: منكرة، تفرد بها عارم، ويؤكد ذلك أن عبد الله بن طاووس قد روى الحديث عن أبيه كما رواه سليمان بن حرب بإسناده عنه دون هذه الزيادة

(2)

.

(1)

عبد الرزاق (11328).

(2)

السلسلة الضعيفة (1134).

ص: 538

‌محمد بن فضيل

‌اسمه ونسبه:

محمد بن فضيل بن غزوان بن جرير الضبي مولاهم، أبو عبد الرحمن الكوفي.

روى عن: أبيه، وحصين بن عبد الرحمن، وإسماعيل بن أبي خالد، وعاصم الأحول، وهشام بن عروة، والأعمش، ويحيى بن سعيد الأنصاري وخلق.

روى عنه: الثوري وهو أكبر منه، وأحمد، وإسحاق، وأبو عبيد، وابنا أبي شيبة وخلق كثير.

وثقه ابن معين، ومحمد بن سعد، وابن المديني، والعجلي، ويعقوب بن سفيان، والدارقطني، وابن حبان.

قال الدارمي عن يحيى بن معين: ثقة.

نقل ابن شاهين عن ابن المديني قوله: ثقة ثبت في الحديث، وما أقل سقطه.

وقال حرب بن إسماعيل عن أحمد بن حنبل: كان يتشيع وكان حسن الحديث.

ص: 539

وقال أبو زرعة: صدوق من أهل العلم.

وقال أبو حاتم: شيخ.

وقال النسائي: ليس به بأس.

قال الآجري عن أبي داود: كان شيعياً محترقاً.

قال الذهبي معقباً: تحرقه على من حارب أو نازع الأمر علياً رضي الله عنه، وهو معظم للشيخين رضي الله عنهما.

قال حسن بن عيسى: سألت ابن المبارك عن أسباط ومحمد بن فضيل؟ فسكت، فلما كان بعد أيام رآني فقال لي: يا حسن صاحباك لا أرى أصحابنا يرضونهما

(1)

.

قال الدارقطني: كان ثبتاً في الحديث، إلا أنه كان منحرفاً عن عثمان.

قال ابن حجر: صدوق عارف رمي بالتشيع، من التاسعة، مات سنة 195.

روى له البخاري ستة وعشرين حديثاً

(2)

.

(1)

العلل ومعرفة الرجال (3/ 485).

(2)

منهج الإمام البخاري في الرواية عن المبتدعة (ص 425).

ص: 540

‌الحديث الأول

(1)

:

989 -

قال الإمام أحمد رحمه الله (6/ 321): حدثنا محمد بن فضيل، حدثنا الشيباني عن يزيد بن الأصم، عن ميمونة رضي الله عنها قالت:

كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي على الخمرة فيسجد فيصيبني ثوبه وأنا إلى جنبه وأنا حائض.

‌التعليق:

هذا إسناد رجاله كلهم ثقات رجال الشيخين.

هكذا رواه محمد بن فضيل فقال: (عن الشيباني، عن يزيد، عن ميمونة).

خالفه شعبة

(2)

، وأبو عوانة

(3)

، وخالد بن عبد الله الواسطي

(4)

،

(1)

رجال الإسناد:

الشيباني: سليمان بن أبي سليمان، أبو إسحاق الشيباني الكوفي، ثقة من الخامسة، مات في حدود سنة 140، روى له البخاري ومسلم.

يزيد بن الأصم، واسمه عمرو بن عبيد البكائي، أبو عوف، كوفي، نزل الرقة وهو ابن أخت ميمونة أم المؤمنين، يقال: له رؤية ولا تثبت، ثقة من الثالثة، مات سنة 103، روى له مسلم والبخاري في الأدب المفرد.

ميمونة بنت الحارث الهلالية، زوج النبي صلى الله عليه وسلم، قيل: كان اسمها برة، فسمّاها النبي صلى الله عليه وسلم ميمونة، وتزوجها بسرف سنة سبع وماتت بها، ودفنت سنة 51 على الصحيح، وحديثها في الصحيحين.

(2)

البخاري (381).

(3)

البخاري (333).

(4)

البخاري (379) ومسلم (513).

ص: 541

وهشيم

(1)

، وعبد الواحد بن زياد

(2)

، وعباد بن العوام

(3)

، وسفيان الثوري

(4)

، وسفيان بن عيينة

(5)

، وجرير بن عبد الحميد

(6)

، وإبراهيم الزبرقان

(7)

، وأبو شهاب الحناط

(8)

، وأسباط بن محمد

(9)

، وعلي بن مسهر

(10)

، وحفص بن غياث

(11)

، وأبو حمزة السكري

(12)

، وزائدة بن قدامة

(13)

، وعلي بن عاصم

(14)

هؤلاء كلهم قالوا: (عن الشيباني، عن عبد الله بن شداد، عن ميونة).

وهم محمد بن فضيل فجعله من رواية يزيد بن الأصم عن خالته ميمونة، والصحيح أنه من رواية عبد الله بن شداد عن خالته لأمه ميمونة.

وهذا الاختلاف لا يضر فكلاهما ثقة من رجال الشيخين

(15)

.

(1)

البخاري (517).

(2)

البخاري (303) و (518).

(3)

مسلم (513).

(4)

أحمد (6/ 335) والبخاري تعليقاً عقب الحديث (303).

(5)

أبو داود (369) وابن ماجه (653) والشافعي (1/ 64) وأحمد (6/ 330) والحميدي (313) وأبو يعلى (7095) وابن الجارود (133) وابن خزيمة (768) وأبو عوانة (1426) وابن حبان (2329).

(6)

الطبراني في الكبير (24/ 10) والإسماعيلي فيما قاله ابن حجر في الفتح (1/ 405).

(7)

أبو عوانة (1427).

(8)

الطبراني في الكبير (24/ 54).

(9)

أحمد (6/ 336) والبيهقي (1/ 311).

(10)

ذكره الدارقطني في العلل (15/ 268)

(11)

ذكره الدارقطني في العلل (15/ 268)

(12)

ذكره الدارقطني في العلل (15/ 268)

(13)

ذكره الدارقطني في العلل (15/ 268)

(14)

ذكره الدارقطني في العلل (15/ 268)

(15)

عبد الله بن شداد بن الهاد الليثي، ولد على عهد النبي صلى الله عليه وسلم وذكره العجلي، من كبار التابعين الثقات وكان معدوداً في الفقهاء، مات بالكوفة مقتولاً سنة 81 وقيل بعدها، روى له البخاري ومسلم.

ص: 542

قال الدارقطني عندما سئل عن حديث عبد الله بن شداد عن ميمونة عن النبي صلى الله عليه وسلم: كان فراشي حيال مصلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فربما سجد فيصيبني ثوبه وكان إذا كانت إحدانا حائضاً أمرها فاتزرت، وكان يصلي على الخمرة. فقال: يرويه الشيباني، واختلف عنه:

فرواه هشيم، وعلي بن عاصم، وعباد بن العوام، وعلي بن مسهر، وابن عيينة، والثوري، وحفص بن غياث، وأسباط بن محمد، وأبو حمزة السكري، وزائدة عن الشيباني، عن عبد الله بن شداد، عن ميمونة.

ورواه أبو معاوية (عن الشيباني، عن عبد الله بن شداد، عن عائشة

(1)

.

والصحيح عن ميمونة)

(2)

.

‌علة الوهم:

الراويان يزيد بن الأصم وعبد الله بن شداد من طبقة واحدة، وقد اشتركا في الشيوخ والتلاميذ، فكلاهما يروي عن أم المؤمنين ميمونة وكلاهما يروي عنهما الشيباني.

(1)

ابن حبان (1368). انظره في باب أبي معاوية محمد بن خازم ح (392).

(2)

العلل (15/ 268 رقم 4121).

ص: 543

‌الحديث الثاني

(1)

:

990 -

قال الإمام أحمد رحمه الله (6/ 32): حدثنا محمد بن فضيل، قال: حدثنا الأعمش عن عمارة بن عمير، عن أبي عطية قال: قالت عائشة رضي الله عنها:

إني لأعلم كيف كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يلبِّي، قال: ثم سمعتها تلبي تقول: لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك، إن الحمد والنعمة لك والملك لا شريك لك.

‌التعليق:

هذا إسناد صحيح على شرط الشيخين.

قد وهم فيه محمد بن فضيل على الأعمش فزاد في آخره قول: (والملك لا شريك لك).

هكذا رواه محمد بن فضيل، عن الأعمش، عن عمارة، عن أبي عطية، عن عائشة أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول في تلبيته:«لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك، إن الحمد والنعمة لك والملك لا شريك لك» .

(1)

رجال الإسناد:

الأعمش: تقدم.

عمارة بن عمير التيمي، كوفي، ثقة ثبت، من الرابعة، مات بعد المائة وقيل قبلها بسنتين، روى له البخاري ومسلم.

أبو عطية الوادعي الهمداني، اسمه مالك بن عامر، أو ابن أبي عامر، أو ابن عوف، أو ابن حمزة، أو ابن أبي حمزة، ثقة، من الثانية، مات في حدود السبعين، روى له البخاري ومسلم.

ص: 544

خالفه سفيان الثوري

(1)

، وشعبة

(2)

، وأبو معاوية محمد بن خازم

(3)

، وعبد الله بن نمير

(4)

.

فرووه عن الأعمش بهذا الإسناد وأن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول في تلبيته: «لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك، إن الحمد والنعمة لك» .

زاد ابن فضيل: (والملك لا شريك لك).

قال الإمام أحمد: «وهم ابن فضيل في هذه الزيادة، ولا تعرف هذه عن عائشة إنما تعرف عن ابن عمر»

(5)

.

‌علة الوهم:

ابن عمر رضي الله عنه كان يقول في تلبيته التي حفظها عن النبي صلى الله عليه وسلم: (إن الحمد والنعمة لك والملك لا شريك لك)

(6)

وذلك مروي عنه في الصحيحين.

(1)

البخاري (1550).

(2)

الطيالسي (1513) وأحمد (6/ 100) و (6/ 181) وإسحاق (1592) والبيهقي (4/ 44).

(3)

أحمد (6/ 229) والبخاري تعليقاً (3/ 408 عقب الحديث 1550).

(4)

أحمد (6/ 230) وأبو يعلى (4671).

(5)

شرح علل الترمذي لابن رجب (2/ 633).

(6)

البخاري (1549) و (5915) ومسلم (1184) وأبو داود (1812) والترمذي (825) و (826) والنسائي (5/ 160) وابن ماجه (2918) ومالك (1/ 331) والشافعي (1/ 510) وأحمد (2/ 3، 28، 34) والحميدي (660) وابن خزيمة (2621)(2622) وغيرهم.

ص: 545

وعائشة كانت تقول في تلبيتها: (إن الحمد والنعمة لك) ولا تزيد: (والملك لا شريك لك).

فوهم ابن فضيل فأدخل هذه الزيادة المحفوظة في حديث ابن عمر في حديث عائشة كما قال الإمام أحمد، ولم أجد مَنْ ذكرها غير الإمام أحمد رحمه الله وفي هذا دلالة واضحة على مدى دقته وتحرِّيه وعلمه رحمه الله.

ص: 546

‌الحديث الثالث

(1)

:

991 -

قال الإمام أحمد رحمه الله (2/ 232): حدثنا محمد بن فضيل، حدثنا الأعمش عن أبي صالح، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

«إن للصلاة أولاً وآخراً، وإن أول وقت الظهر حين تزول الشمس وإن آخر وقتها حين يدخل وقت العصر.

وإن أول وقت العصر حين يدخل وقتها، وإن آخر وقتها حين تصفر الشمس».

وإن أول وقت المغرب حين تغرب الشمس، وإن آخر وقتها حين يغيب الأفق.

وإن أول وقت العشاء الآخرة حين يغيب الأفق، وإن آخر وقتها حين ينتصف الليل.

وإن أول وقت الفجر حين يطلع الفجر، وإن آخر وقتها حين تطلع الشمس.

‌التعليق:

هذا إسناد رجاله كلهم ثقات رجال الشيخين.

إلا أنه معلول أعله كبار أئمة الحديث ونقاده مثل البخاري وابن

(1)

رجال الإسناد:

الأعمش: تقدم.

ذكوان، أبو صالح السمان الزيات المدني، ثقة ثبت، كان يجلب الزيت إلى الكوفة، مات سنة 101، روى له البخاري ومسلم.

ص: 547

معين وأبي حاتم والدارقطني وغيرهم.

والحديث أخرجه كذلك الترمذي (151) وفي العلل (82) وابن أبي شيبة (1/ 317 - 318) والطحاوي في شرح معاني الآثار (1/ 149)، والدارقطني (1/ 262) والبيهقي (1/ 375 - 376) والعقيلي في الضعفاء (4/ 119) وابن حرب في أخبار المكيين (118)، والطوسي في مختصر الأحكام (136) كلهم من طرق عن محمد بن فضيل بهذا الإسناد.

قال الترمذي عقب الحديث: سمعت محمداً يعني البخاري: يقول: حديث الأعمش عن مجاهد في المواقيت أصح من حديث محمد بن فضيل عن الأعمش وحديث محمد بن فضيل خطأ، أخطأ فيه محمد بن فضيل.

وقال الدارقطني: هذا لا يصح مسنداً، وهم في إسناده ابن فضيل وغيره يرويه عن الأعمش عن مجاهد مرسلاً.

وقال الدوري في تاريخه (2/ 534): سمعت يحيى بن معين يضعِّف حديث محمد بن فضيل عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة، وأحسب يحيى يريد:«أن للصلاة أولاً وآخراً» وقال: إنما يروي عن الأعمش عن مجاهد.

وقال في موضع آخر من التاريخ (4/ 66): حديث الأعمش، عن أبي صالح عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن للصلاة أولاً وآخراً» رواه الناس كلهم عن الأعمش عن مجاهد مرسلاً

(1)

.

(1)

ونقله عنه البيهقي في السنن الكبرى (1/ 376) وفي الخلافيات (مختصر 1/ 453)، وانظر: تاريخ يحيى بن معين من رواية الدوري (2/ 534).

ص: 548

وقال أبو حاتم كما في العلل لابنه (1/ 101): هذا خطأ، وهم فيه ابن فضيل، يرويه أصحاب الأعمش عن الأعمش عن مجاهد قوله.

وقال الحاكم: يقال: إن محمد بن فضيل بن غزوان واهم فيه، وإنما هو عن الأعمش عن مجاهد أنه كان يقال

(1)

.

وقال ابن عبد البر في التمهيد (8/ 87): (هذا الحديث عند جميع أهل الحديث حديث منكر وهو خطأ ولم يروه أحد عن الأعمش بهذا الإسناد إلا محمد بن فضيل وقد أنكروه عليه). ثم ذكر بإسناده عن ابن نمير أنه قال عن هذا الحديث: (خطأ ليس له أصل).

وخالف هؤلاء الأئمة النقاد بعض أهل العلم بدعوى أن ابن فضيل ثقة، وجوّزوا أن يكون لهذا الحديث عند الأعمش طريقان.

فقال ابن الجوزي في التحقيق: ابن فضيل ثقة، فيجوز أن يكون الأعمش قد سمعه من مجاهد مرسلاً وسمعه من أبي صالح مسنداً

(2)

.

ورجح ذلك ابن حزم في المحلى (3/ 168).

وقال ابن القطان: لا يبعد أن يكون عند الأعمش في هذا طريقان: إحداهما: مرسلة، والأخرى: مرفوعة والذي رفعه صدوق من أهل العلم وثقه ابن معين وهو محمد بن فضيل

(3)

.

وقال الشيخ أحمد شاكر في تعليقه على الترمذي: (

والذي

(1)

مختصر خلافيات البيهقي (1/ 451).

(2)

تنقيح التحقيق لابن عبد الهادي (1/ 250).

(3)

نصب الراية (1/ 231).

ص: 549

اختاره أن الرواية المرسلة أو الموقوفة تؤيد الرواية المتصلة المرفوعة ولا تكون تعليلاً لها أصلاً).

قلت: ربما كان ذلك لو كان بنفس الإسناد، كأن يكون الأعمش أحياناً يرسل الحديث وأحياناً يوقفه لكن هنا اختلاف في شيخ الأعمش.

ص: 550

‌الحديث الرابع

(1)

:

992 -

قال الإمام أحمد رحمه الله (1/ 78): حدثنا محمد بن فضيل، عن عاصم بن كليب، عن أبي بردة بن أبي موسى، عن أبي موسى، عن علي رضي الله عنه قال:

نهاني رسول الله صلى الله عليه وسلم أن أجعل خاتمي في هذه السباحة أو التي تليها.

‌التعليق:

هذا إسناد صحيح على شرط مسلم رجاله كلهم ثقات رجال الشيخين غير عاصم فهو من رجال مسلم.

هكذا قال محمد بن فضيل: (عاصم بن كليب، عن أبي بردة بن أبي موسى، عن أبي موسى، عن علي رضي الله عنه.

خالفه سفيان بن عيينة

(2)

، وشعبة

(3)

، وعبد الله بن إدريس

(4)

، وأبو

(1)

رجال الإسناد:

عاصم بن كليب بن شهاب بن المجنون الجرمي الكوفي، وثقه ابن معين والنسائي، وقال أحمد: لا بأس بحديثه، وقال أبو حاتم: صالح، وقال أبو داود: كان أفضل أهل الكوفة، وقال في موضع آخر: كان من العباد، وذكر من فضله فقيل له: كان مرجئاً؟ قال: لا أدري، وقال شريك النخعي: كان مرجئاً، وفي التقريب: صدوق رمي بالتشيع، توفي سنة 137، روى له مسلم والبخاري تعليقاً.

أبو بردة ابن أبي موسى الأشعري، قيل: اسمه عامر، وقيل: الحارث، تابعي، كان على قضاء الكوفة بعد شريح وكاتبه سعيد بن جبير، ثقة، توفي سنة 104 وله 82 سنة، روى له البخاري ومسلم.

أبو موسى الأشعري، صحابي جليل اسمه عبد الله بن قيس وحديثه في الصحيحين.

(2)

مسلم (3/ 1659 رقم 2078) والترمذي (1786) وأبو يعلى (419).

(3)

مسلم (3/ 1659 رقم 2078).

(4)

مسلم (2078) والنسائي (8/ 219) وابن ماجه (3648).

ص: 551

الأحوص

(1)

، وسفيان الثوري

(2)

، وبشر بن المفضل

(3)

، وصالح بن عمر

(4)

، وعلي بن عاصم

(5)

، وأبو عوانة وضاح اليشكري

(6)

، وعمار بن زريق

(7)

هؤلاء كلهم قالوا: (عن عاصم بن كليب، عن أبي بردة بن أبي موسى، عن علي رضي الله عنه لم يذكروا بينهما أبا موسى الأشعري رضي الله عنه وهم: محمد بن فضيل في ذكره، فقد جاء في رواية أبي عوانة اليشكري وعلي بن عاصم ما يدل على أن أبا بردة سمع هذا من علي رضي الله عنه في حضور أبيه.

قال: كنت جالساً مع أبي فجاء علي فقام علينا فسلّم ثم أمر أبا موسى بأمور من أمر الناس ثم قال علي: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: «سل الله الهدى وأنت تعني بذلك هداية الطريق، واسأل الله السداد وأنت تعني بذلك تسديدك السهم» .

ونهاني رسول الله صلى الله عليه وسلم أن أجعل خاتمي في هذه أو هذه السبابة والوسطى.

قال: ونهاني رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الميثرة وعن القسية.

قلنا له: يا أمير المؤمنين وأي شيء الميثرة؟ قال: شيء كان يصنعه النساء لبعولتهن على رحالهن.

(1)

مسلم (2078).

(2)

النسائي في الكبرى (9538) وأبو يعلى (281) وأبو عوانة (8652) تعليقاً.

(3)

أبو داود (4225) والنسائي (8/ 178).

(4)

أبو يعلى (606)(607).

(5)

أحمد (1/ 134).

(6)

أحمد (1/ 154) وأبو عوانة (8654).

(7)

أبو عوانة (8650).

ص: 552

قلنا: وما القسية؟ قال: ثياب تأتينا من قبل الشام مضلعة فيها أمثال الأترج

(1)

.

قال الإمام الدارقطني في العلل (4/ 170): (قال خالد الواسطي

(2)

ومحمد بن فضيل عن عاصم بن كليب عن أبي بردة عن أبي موسى، عن علي، ووهما في قولهما:(أبي موسى) لأن أبا بردة سمع هذا الحديث من علي وأبو موسى حاضر، بيّن أبو زرعة ذلك في روايته عن عاصم بن كليب

والصواب: عن أبي بردة عن علي).

قلت: وتابعهما أبو يحيى التميمي وحديثه عند البزار (475) قال البزار: «رواه جماعة عن عاصم عن أبي بردة عن علي، ولا نعلم أحداً قال: عن أبي بردة عن أبيه عن علي إلا أبا يحيى التميمي» .

‌الخلاصة:

محمد بن فضيل وهم في ذكر أبي موسى الأشعري في هذا الإسناد، والصحيح أن ابنه أبا بردة سمع هذا الحديث من علي رضي الله عنه بحضور أبيه أبي موسى الأشعري رضي الله عنه.

وأما متن الحديث فصحيح وقد أودعه الإمام مسلم في صحيحه بإسناده عن عاصم بن كليب عن أبي بردة عن علي رضي الله عنه.

وبالله التوفيق.

(1)

أخرجه أحمد (1/ 134) من طريق علي بن عاصم.

وأما لفظ مسلم في صحيحه (3/ 1659 ح (2078)(64) قال: حدثني محمد بن عبد الله بن نمير وأبو كريب جميعاً عن ابن إدريس (واللفظ لأبي كريب) حدثنا ابن إدريس قال: سمعت عاصم بن كليب عن أبي بردة عن علي قال: نهاني يعني النبي صلى الله عليه وسلم أن أجعل خاتمي في هذه أو التي تليها لم يدرِ عاصم في أي الثنتين ونهاني عن لبس القسي وعن الجلوس على المياثر).

(2)

أحمد (1/ 88 رقم 664) وانظره في بابه.

ص: 553

‌الحديث الخامس

(1)

:

993 -

قال الإمام أبو عبد الرحمن النسائي في السنن الكبرى (4924): أخبرنا واصل بن عبد الأعلى، عن ابن فضيل، عن الحسن بن عمرو، عن مجاهد، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:

«لا يدخل ولد زنية الجنة» .

‌التعليق:

هذا إسناد رجاله كلهم ثقات رجال الصحيح.

ورواه أبو نعيم في الحلية (3/ 307) من طريق عبد الله بن عمر بن أبان عن محمد بن فضيل بهذا الإسناد.

هكذا رواه محمد بن فضيل فقال: (عن الحسن بن عمرو، عن مجاهد، عن أبي هريرة).

خالفه مروان بن معاوية الفزاري

(2)

، وفضيل بن سليمان

(1)

رجال الإسناد:

واصل بن عبد الأعلى بن هلال الأسدي، أبو القاسم أو أبو محمد الكوفي، ثقة، من العاشرة، مات سنة 244، روى عنه مسلم.

الحسن بن عمرو الفُقَيمي، الكوفي، ثقة ثبت، من السادسة، مات سنة 142، روى له البخاري.

مجاهد بن جبر، أبو الحجاج المخزومي، مولاهم المكي، ثقة إمام في التفسير وفي العلم، من الثالثة، مات سنة 101 أو 102، 103 أو 104 وله 83 سنة، روى له البخاري ومسلم.

(2)

النسائي في الكبرى (4925) والبخاري في التاريخ الكبير (5/ 132) والطحاوي في شرح مشكل الآثار (913) وأبو نعيم في الحلية (3/ 307).

ص: 554

النميري

(1)

فقالا: (عن الحسن بن عمرو، عن مجاهد، عن عبد الله بن عبد الرحمن بن سعد بن أبي ذياب، عن أبي هريرة).

وهم محمد بن فضيل فأسقط عبد الله بن أبي ذياب.

ومروان الفزاري ثقة ثبت فروايته مقدَّمة على محمد بن فضيل خاصة أنه ذكر قصة لمجاهد في روايته هذا الحديث عن ابن أبي ذياب وقد تابعه غير واحد كما سيأتي.

قال النسائي: أخبرنا عبد الرحمن بن إبراهيم بن دحيم الدمشقي، قال: ثنا مروان بن معاوية الفزاري، قال: ثنا الحسن، قال: سمعت مجاهداً قال: كنت نازلاً عند عبد الله بن عبد الرحمن بن سعد بن أبي ذياب بالمدينة فأبطأ ليلة ثم أتانا وهو يقول: شغلني عنكم أبو هريرة، ثكلت منبوذاً أمه إن كان ما قال أبو هريرة.

فقلت: وما حدثكم أبو هريرة؟

فقال: حدثنا الليلة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم حديثين: أما أحدهما فزعم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «لا يدخل الجنة ولد زنية» .

وهذا إسناد رجاله ثقات رجال الصحيح، فعبد الرحمن بن إبراهيم ثقة حافظ متقن من رجال البخاري، ومروان بن معاوية الفزاري ثقة حافظ من رجال الشيخين.

وقد توبع الحسن بن عمرو الفقيمي في روايته عن مجاهد بذكر ابن أبي ذياب بين مجاهد وأبي هريرة.

(1)

الطحاوي (913).

وانظر: الإجابة لما استدركته عائشة (1/ 120).

ص: 555

فروى النسائي في الكبرى (4926) من طريق زيد بن المنهال بن عمرو عن مجاهد، عن ابن أبي ذياب، عن أبي هريرة.

قال مجاهد: كنت نازلاً على ابن أبي ذياب فسمعته يقول، فذكر الحديث.

ثم قال النسائي (4927): أخبرنا محمد بن بشار قال: ثنا محمد قال: ثنا

وذكر شعبة عن الحكم عن مجاهد أنه كان نازلاً على عبد الله وعنده غلام يقال له: منبوذ فقال: ثكلتك أمك منبوذاً إن كان أبو هريرة صادقاً، قال له مجاهد: وما ذاك؟ قال: يقول: لا يدخل الجنة ولد زنا.

وروى البخاري في التاريخ الكبير (5/ 123): قال ابن أبي شيبة، ثنا وكيع، ثنا الأعمش، عن مجاهد: سمعت عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي ذياب قال: فقال أبو هريرة: لا يدخل الجنة ولد زنا.

‌علة الوهم:

من المحتمل أنه وقع لمحمد بن فضيل الوهم في هذا الإسناد لاقتصاره على ذكر الحديث المرفوع دون ذكر القصة التي تبين أن مجاهداً إنما يروي هذا الحديث عن ابن أبي ذياب لا عن أبي هريرة مباشرة، والله أعلم.

ص: 556

‌الحديث السادس

(1)

:

994 -

قال الإمام النسائي رحمه الله (4/ 142): أخبرنا زكريا بن يحيى قال: حدثنا أبو بكر بن خلاد قال: حدثنا محمد بن فضيل، قال: حدثنا يحيى بن سعيد عن أبي سلمة، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

«تسحّروا فإن في السحور بركة» .

‌التعليق:

هذا إسناد رجاله كلهم ثقات رجال الصحيح غير شيخ النسائي زكريا وهو ثقة وهو عند النسائي أيضاً في الكبرى (2461).

ورواه أبو عوانة (2744) عن عبد الله بن أحمد بن حنبل وداود بن محمد عن محمد بن خلاد، ورواه الذهبي في السير (9/ 175) من طريق الحسن بن سفيان عن محمد بن خلاد بهذا الإسناد.

ورواه أبو يعلى في معجمه (193) فقال: أخبرنا سهل بن زنجلة الرازي أبو عمرو عن محمد بن فضيل بهذا الإسناد.

(1)

رجال الإسناد:

زكريا بن يحيى بن إياس بن سلمة السجزي، أبو عبد الرحمن نزيل دمشق يعرف بخياط السنة، ثقة حافظ، من الثانية عشرة، مات سنة 289 وله 94 سنة، روى له النسائي.

أبو بكر بن خلاد: محمد بن خلاد بن كثير الباهلي أبو بكر البصري، ثقة من العاشرة، مات سنة 240 على الصحيح، روى له مسلم.

يحيى بن سعيد بن قيس الأنصاري المدني، أبو سعيد القاضي، ثقة ثبت، من الخامسة، مات سنة 144 أو بعدها، روى له البخاري ومسلم.

أبو سلمة بن عبد الرحمن بن عوف الزهري المدني، ثقة مكثر، من الثالثة، مات سنة 94 أو 104، روى له البخاري ومسلم.

ص: 557

هكذا قال محمد بن فضيل: (عن يحيى بن سعيد، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة).

ورواه عبد الملك بن أبي سليمان

(1)

، وابن أبي ليلى

(2)

، ويعقوب بن عطاء

(3)

ثلاثتهم عن عطاء بن أبي رباح، عن أبي هريرة).

هكذا رواه الثقات منهم سفيان الثوري وأبو أسامة حماد بن أسامة ويحيى بن سعيد القطان ويزيد بن هارون وغيرهم

لذا قال النسائي عقب الحديث: حديث يحيى بن سعيد هذا إسناده حسن وهو منكر وأخاف أن يكون الغلط من محمد بن فضيل.

وسئل الدارقطني عن حديث عطاء بن أبي رباح عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم: «تسحّروا فإن في السحور بركة» فقال:

يرويه محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى، ويعقوب بن عطاء عن عطاء عن أبي هريرة مرفوعاً، واختلف عن عبد الملك بن أبي سليمان فرواه منصور بن أبي الأسود عن عبد الملك عن عطاء عن أبي هريرة مرفوعاً، ووقفه أبو حمزة عن عبد الملك عن عطاء عن أبي هريرة ورفعه صحيح

(4)

.

وقال أبو نعيم: «غريب من حديث عطاء عن أبي هريرة، ولا

(1)

النسائي (4/ 141) وفي الكبرى (2457) و (2358) وأبو عوانة (2751)(2752) والطبراني في الأوسط (4990).

(2)

النسائي (4/ 141) وفي الكبرى (2456)(2457) وعبد الرزاق (7601) وأحمد (2/ 377) و (2/ 477) وأبو يعلى (6366) وأبو عوانة (2751)(2753) والخطيب في الموضح (1/ 418).

(3)

الطبراني في الأوسط (9405).

(4)

العلل (11/ 104).

ص: 558

أعلم له راوياً غير محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى»

(1)

.

كذا قال، وقد تابع ابن أبي ليلى عبد الملك ويعقوب كما سبق.

وحديث الباب متفق عليه من حديث أنس بن مالك رضي الله عنه

(2)

.

والله تعالى أعلم.

وقد سبقهم إلى إعلال هذا الحديث علي بن المديني وهو إمام هذا الفن فقال: حدّث سليمان عن محمد بن فضيل عن يحيى بن سعيد عن أبي سلمة عن عائشة

(3)

عن النبي صلى الله عليه وسلم: «تسحروا فإن في السحور بركة» فقال: هذا كذب لم يروِ يحيى بن سعيد عن أبي سلمة غير حديثين حديث أبي قتادة: كنت أرى الرؤيا، وحديث عائشة: إني لأقضي رمضان في شعبان

(4)

.

(1)

حلية الأولياء (3/ 322).

(2)

البخاري (1923) ومسلم (1095).

(3)

كذا ورد ولعله وهم.

(4)

التعديل والتجريح لمَن خرج له البخاري في الصحيح (3/ 127).

ص: 559

‌الفريابي

‌اسمه ونسبه:

محمد بن يوسف بن واقد بن عثمان الضبي، مولاهم أبو عبد الله الفريابي نزيل قيسارية من أرض فلسطين.

روى عن: سفيان الثوري ولازمه فأكثر عنه، وجرير بن حازم، ونافع مولى ابن عمر، والأوزاعي، وجماعة.

روى عنه: البخاري، وأحمد بن حنبل، ومحمد بن يحيى، وإسحاق الكوسج، وأبو محمد الدارمي، وجماعة.

قال أحمد: كان رجلاً صالحاً.

وقال البخاري: حدثنا محمد بن يوسف وكان من أفضل أهل زمانه.

وقال أبو حاتم: صدوق ثقة.

وقال النسائي: ثقة.

وسئل ابن معين عن أثبت أصحاب الثوري فقال: هم خمسة: القطان ووكيع وابن المبارك وابن مهدي وأبو نعيم، وأما الفريابي وأبو

ص: 560

حذيفة وقبيصة وعبيد الله بن أبي موسى وأبو أحمد الزبيري وعبد الرزاق وأبو عاصم فهم كلهم في سفيان قريب من بعض وهم ثقات كلهم دون أولئك في الضبط والمعرفة.

مات سنة 212 ومولده سنة 120.

قال ابن حجر: ثقة فاضل، يقال: أخطأ في شيء من حديث سفيان وهو مقدّم فيه مع ذلك عندهم على عبد الرزاق، من التاسعة.

ص: 561

‌الحديث

(1)

:

995 -

قال الطبراني في الكبير (12/ 2701 رقم 13085): حدثنا عبد الله بن محمد بن سعيد بن أبي مريم ثنا محمد بن يوسف الفريابي ثنا سفيان عن يحيى بن سعيد عن سعيد بن المسيِّب عن ابن عمر قال:

كنا إذا فقدنا الرجل في الفجر والعِشاء أسأنا به الظن.

‌التعليق:

هذا إسناد ضعيف لضعف عبد الله بن محمد.

ورواه الدارقطني في العلل (13/ 181) من طريق عبد الله بن محمد به.

هكذا قال الفريابي: (سفيان، عن يحيى بن سعيد، عن سعيد بن المسيب، عن ابن عمر).

خالفه قبيصة

(2)

فقال: (عن سفيان، عن يحيى بن سعيد، عن نافع، عن ابن عمر).

(1)

رجال الإسناد:

عبد الله بن محمد بن سعيد بن أبي مريم المصري، روى عنه الطبراني والطحاوي. قال ابن عدي: يحدّث عن الفريابي وغيره بالبواطيل فإما أن يكون مغفلاً لا يدري ما يخرج من رأسه أو يتعمد فإني رأيت غير حديث غير محفوظ. الكامل (4/ 255) لسان الميزان (3/ 337) المغني والضعفاء (1/ 353).

سفيان: هو الثوري. تقدم، انظر ترجمته في بابه.

يحيى بن سعيد الأنصاري: انظر ترجمته في بابه.

سعيد بن المسيب بن حزن القرشي المخزومي أحد العلماء الأثبات والفقهاء الكبار، من كبار التابعين، روى له البخاري ومسلم.

(2)

البيهقي في شعب الإيمان (2857).

ص: 562

وكذلك رواه جماعة عن يحيى بن سعيد عن نافع عن ابن عمر، منهم:

عبد الوهاب الثقفي

(1)

، مروان بن معاوية الفزاري

(2)

، أبو معاوية

(3)

، أبو خالد الأحمر

(4)

، معاوية بن صالح

(5)

.

قال الدارقطني: وهم يعني الفريابي في ذكر سعيد بن المسيب، والمحفوظ عن يحيى بن سعيد عن نافع، عن ابن عمر.

وكذا رواه عبيد الله بن عمر، وموسى بن عقبة، وإسماعيل بن أمية عن نافع عن ابن عمر وهو الصواب

(6)

.

(1)

ابن خزيمة (1485) والحاكم (1/ 211).

(2)

ابن حبان (2099).

(3)

البيهقي (3/ 59).

(4)

ابن أبي شيبة (1/ 332).

(5)

ابن عبد البر في التمهيد (20/ 12).

(6)

العلل (13/ 181) قال: يرويه يحيى بن سعيد الأنصاري، واختلف عنه فرواه الفريابي عن الثوري عن يحيى بن سعيد عن سعيد بن المسيب عن ابن عمر ووهم في ذكر سعيد بن المسيب، والمحفوظ

هكذا حمل الوهم فيه على الفريابي والله أعلم.

ص: 563

‌مخلد بن يزيد

‌اسمه ونسبه:

مخلد بن يزيد القرشي، أبو يحيى وقيل غير ذلك الحراني.

روى عن: يحيى بن سعيد الأنصاري، وابن جريج، والأوزاعي، وسفيان الثوري وجماعة.

روى عنه: أحمد، وإسحاق، وابنا أبي شيبة، وجماعة.

وثقه يحيى بن معين وأبو داود ويعقوب بن سفيان، وقال أبو حاتم: صدوق.

وقال أحمد بن حنبل: لا بأس به، وكان يهم.

مات سنة 193.

قال ابن حجر: صدوق له أوهام، من كبار التاسعة.

روى له البخاري ثلاثة عشر حديثاً كلها عن محمد بن سلام، عن

ص: 564

مخلد عن ابن جريج

(1)

وكلها فيها التصريح بسماع ابن جريج من شيخه عدا حديثاً واحداً بالعنعنة.

وروى له مسلم حديثاً واحداً عن ابن جريج

(2)

.

(1)

البخاري (869، 1956، 2233، 2605، 3037، 3052، 3330، 5328، 5484، 5576، 5859، 5878، 6073).

(2)

مسلم (1536).

ص: 565

‌الحديث الأول

(1)

:

996 -

قال أبو عبد الرحمن النسائي (1/ 171): أخبرنا عمرو بن هشام قال: حدثنا مخلد عن سفيان عن أيوب عن أبي قلابة عن عمرو بن بجدان عن أبي ذر رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

«الصعيد الطيب وضوء المسلم وإن لم يجد الماء عشر سنين» .

‌التعليق:

هذا إسناد رجاله كلهم ثقات رجال الشيخين غير عمرو بن هشام وهو ثقة وقد تابعه غير واحد، وغير عمرو بن بجدان، تفرد بالرواية عنه أبو قلابة، ووثقه العجلي وابن حبان، وصحح حديثه هذا الترمذي وابن حبان والحاكم وغيرهم (وقد سبق الحديث في باب قبيصة ح (950) فانظره.

وأخرجه النسائي في الكبرى (311) بهذا الإسناد.

ورواه ابن حبان (1313) والدارقطني (1/ 186) من طريق

(1)

رجال الإسناد:

عمرو بن هشام الحراني أبو أمية، ثقة، من العاشرة، مات سنة 245، روى له النسائي.

سفيان: هو الثوري. انظر ترجمته في بابه.

أيوب بن أبي تميمة السختياني: ثقة ثبت حجة من كبار الفقهاء العباد، من الخامسة، مات سنة 130 وله 65 سنة، روى له البخاري ومسلم.

عبد الله بن زيد بن عمرو أو عامر الجرمي، أبو قلابة البصري، ثقة فاضل كثير الإرسال والتدليس من الثالثة، مات سنة 104 وقيل بعدها، روى له البخاري ومسلم.

عمرو بن بُجدان العامري بصري تفرد عنه أبو قلابة، من الثانية، لا يعرف حاله، روى له أصحاب السنن.

ص: 566

عبد الحميد بن محمد المستام، والبيهقي (1/ 212) من طريق عمرو بن هشام وأحمد بن بكار ثلاثتهم عن مخلد بن يزيد عن سفيان، عن أيوب وخالد الحذاء، عن أبي قلابة عن عمرو بن بجدان عن أبي ذر.

ووهم مخلد بن يزيد في كلا الإسنادين:

إذ هذا الحديث يرويه سفيان عن أيوب السختياني وخالد الحذاء.

فرواه سفيان: (عن أيوب عن أبي قلابة، عن رجل من بني عامر، عن أبي ذر).

كذلك رواه أصحاب سفيان عنه، منهم:

عبد الرزاق

(1)

، وأبو نعيم الفضل بن دكين

(2)

، وإبراهيم بن خالد

(3)

، ووكيع

(4)

، والفريابي

(5)

، وأبو حذيفة

(6)

، وأبو أحمد الزبيري

(7)

.

وكذلك رواه أصحاب أيوب، منهم:

حماد بن سلمة

(8)

، وحماد بن زيد

(9)

، وعبد الوهاب الثقفي

(10)

،

(1)

في مصنفه (913) ومن طريقه أحمد (5/ 155) والطوسي (104).

(2)

البزار (3985).

(3)

ذكره الدارقطني في العلل (6/ 253).

(4)

ذكره الدارقطني (6/ 254).

(5)

المصدر السابق.

(6)

المصدر السابق.

(7)

أحمد (5/ 155) والطوسي في مختصر الأحكام (104) والمحاملي في أماليه (81).

(8)

أبو داود (333) والطيالسي (484).

(9)

الطيالسي (484).

(10)

البخاري في التاريخ الكبير (6/ 317).

ص: 567

وإسماعيل بن علية

(1)

، ومعمر

(2)

، ووهيب

(3)

، وعبيد الله بن عمرو

(4)

، وشعبة

(5)

هؤلاء كلهم تابعوا سفيان فقالوا: (عن أيوب، عن أبي قلابة، عن رجل من بني عامر، عن أبي ذر).

قال الترمذي في السنن (1/ 212): (وقد روى هذا الحديث أيوب عن أبي قلابة عن رجل من بني عامر، عن أبي ذر لم يسمِّه).

ورواه سفيان عن خالد، عن أبي قلابة، عن عمرو بن بجدان، عن أبي ذر هكذا رواه عبد الرزاق

(6)

، وأبو أحمد الزبيري

(7)

عن سفيان فقالا: (عن سفيان، عن خالد، عن أبي قلابة، عن عمرو بن بجدان، عن أبي ذر) وقد تابع سفيان على ذلك أصحاب خالد الحذاء، منهم:

خالد الواسطي

(8)

ويزيد بن زريع

(9)

.

ورواه مخلد بن يزيد فحمل إسناد حديث أيوب على حديث خالد فقال: (عن سفيان، عن أيوب وخالد، عن أبي قلابة، عن عمرو بن

(1)

أحمد (5/ 146) وابن أبي شيبة (1/ 156 - 157) والدارقطني (1/ 187).

(2)

عبد الرزاق (912) إلا أنه قال: (عن رجل من بني قشير) قال الشيخ أحمد شاكر في حاشية الترمذي (1/ 215): وهذا الرجل هو الأول نفسه لأن بني قشير من بني عامر كما في الاشتقاق لابن دريد ص 181 وهو عمرو بن بجدان نفسه.

(3)

ذكره الدارقطني في العلل (6/ 253).

(4)

المصدر السابق.

(5)

أحمد (5/ 146) وقال: (عن رجل من بني قشير) مثل معمر.

(6)

في المصنف (913).

(7)

الترمذي (134) وأحمد (5/ 180).

(8)

أبو داود (332) وابن حبان (1311) والحاكم (1/ 176) والبيهقي (1/ 220).

(9)

ابن خزيمة (2292) وابن حبان (1312) والدارقطني (1/ 187) والبيهقي (1/ 212، 220).

ص: 568

بجدان، عن أبي ذر) فوهم لأن أيوب لم يقل في إسناده: عمرو بن بجدان.

وقد رواه عبد الرزاق عن الثوري فبيّن إسناد كل واحد منهما

(1)

.

وكذلك رواه إبراهيم بن خالد

(2)

عن الثوري فذكر قول كل واحد منهما على الصواب.

قال البيهقي (1/ 212): (تفرد به مخلد هكذا، وغيره يرويه عن الثوري عن أيوب السختياني، عن أبي قلابة، عن رجل عن أبي ذر، وعن خالد، عن أبي قلابة، عن عمرو بن بجدان، عن أبي ذر كما رواه سائر الناس).

وقال الدارقطني في العلل (6/ 252): (رواه مخلد بن يزيد عن الثوري عن أيوب وخالد عن أبي قلابة عن عمرو بن بجدان عن أبي ذر.

وأحسبه حمل حديث أيوب على حديث خالد لأن أيوب يرويه عن أبي قلابة عن رجل لم يسمِّه عن أبي ذر.

ورواه عبد الرزاق عن الثوري عنهما فضبطه وبيَّن قول كل واحد منهما من صاحبه وأتى بالصواب.

وتابعه على ذلك إبراهيم بن خالد عن الثوري عن أيوب وخالد، بيّن قول كل واحد على الصواب) اه.

(1)

قال الإمام أحمد في المسند (5/ 155): حدثنا عبد الرزاق أخبرنا سفيان عن أيوب السختياني وخالد الحذاء عن أبي قلابة كلاهما ذكره خالد عن عمرو بن بجدان، وأيوب عن رجل، عن أبي ذر .. الحديث.

(2)

ذكره الدارقطني في العلل (6/ 252).

ص: 569

‌علة الوهم:

كان سفيان الثوري وهو أمير المؤمنين في الحديث جمع إسناد أيوب وخالد الحذاء وبيَّن قول كل واحد منهما فضبط ذلك عنه عبد الرزاق الصنعاني صاحب المصنف وإبراهيم بن خالد الصنعاني المؤذن ولم يضبطه مخلّد بن يزيد وكما قال أحمد بن حنبل والساجي: له أوهام، والله تعالى أعلم.

ص: 570

‌الحديث الثاني

(1)

:

997 -

قال الإمام النسائي رحمه الله (3/ 235): أخبرنا علي بن ميمون قال: حدثنا مَخلد بن يزيد عن سفيان عن زبيد عن سعيد بن عبد الرحمن بن أبزى عن أبيه عن أُبَيِّ بن كعب:

أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يوتر بثلاث ركعات يقرأ في الأولى: ب {سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى (1)} ، وفي الثانية: ب {قُلْ يَاأَيُّهَا الْكَافِرُونَ (1)} وفي الثالثة ب {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ (1)} ويقنت قبل الركوع فإذا فرغ قال عند فراغه: «سبحان الملك القدوس» ثلاث مرات يطيل في آخرهن.

‌التعليق:

هذا إسناد رجاله ثقات رجال الشيخين (وقد تقدم في باب عيسى بن يونس).

وأخرجه أيضاً النسائي في الكبرى (1432) و (10570) وفي عمل اليوم والليلة (7309) وابن ماجه (1182) والضياء في المختارة (1221) من طريق علي بن ميمون، والطحاوي في شرح مشكل الآثار (4503) من طريق محمد بن موسى الحراني، وإسحاق بن زريق،

(1)

رجال الإسناد:

علي بن ميمون الرقي العطار، ثقة، من العاشرة، مات سنة 246، روى عنه النسائي وابن ماجه.

سفيان الثوري: تقدم، انظر ترجمته في بابه.

زبيد بن الحارث اليامي، أبو عبد الرحمن الكوفي، ثقة ثبت عابد، من السادسة، مات سنة 122 أو بعدها، روى له البخاري ومسلم.

سعيد بن عبد الرحمن بن أبزى الخزاعي الكوفي، ثقة من الثالثة، روى له البخاري ومسلم.

عبد الرحمن بن أبزى الخزاعي، صحابي صغير.

ص: 571

والطوسي في مختصر الأحكام (444) من طريق محمد بن علي الجرجاني ثلاثتهم عن مخلد بن يزيد عن سفيان به.

هكذا قال مخلد عن سفيان عن زبيد في هذا الحديث: (ويقنت قبل الركوع).

خالفه عبد الرزاق

(1)

، ووكيع

(2)

، وأبو نعيم الفضل بن دكين

(3)

، والقاسم بن يزيد

(4)

، ومحمد بن عبيد

(5)

، وعبيد الله بن موسى

(6)

، وقبيصة بن عقبة

(7)

، وحسين بن حفص

(8)

.

ولم يذكروا القنوت قبل الركوع.

وكذلك رواه الأعمش

(9)

، وشعبة

(10)

، وجرير بن حازم

(11)

، ومالك بن مغول

(12)

، ومحمد بن جحادة

(13)

، وعبد الملك بن أبي

(1)

في مصنفه (4696) وأحمد (3/ 406).

(2)

أحمد (3/ 407) وابن أبي شيبة (2/ 295).

(3)

النسائي (3/ 250) والطحاوي (1/ 292).

(4)

النسائي (3/ 249).

(5)

النسائي (3/ 250) وفي الكبرى (1433) وفي عمل اليوم (735).

(6)

ابن أبي غرزة في مسنده (38).

(7)

المصدر السابق.

(8)

البيهقي في الدعوات الكبير (384).

(9)

أبو داود (1423) وابن ماجه (1171) والنسائي (3/ 244) وابن حبان (2435) والشاشي (1433) والدارقطني (2/ 31) والبيهقي (3/ 38).

(10)

الطيالسي (546) وأحمد (3/ 406) والنسائي (3/ 244 - 245).

(11)

النسائي (3/ 250) وفي الكبرى (1448)(10567) وفي عمل اليوم (731).

(12)

النسائي في عمل اليوم (732) وفي المجتبى (3/ 246).

(13)

النسائي (3/ 246) وفي الكبرى (1434) والبيهقي في الدعوات (385).

ص: 572

سليمان

(1)

، ومحمد بن طلحة بن مصرف

(2)

، وفطر بن خليفة

(3)

.

لذا قال أبو داود في ذكر الاختلاف في ذكر القنوت قبل الركوع في الوتر: وحديث زبيد رواه سليمان الأعمش، وشعبة، وعبد الملك بن أبي سليمان، وجرير بن حازم كلهم عن زبيد لم يذكر أحد منهم القنوت إلا ما روي عن حفص بن غياث

(4)

، عن مسعر، عن زبيد فإنه قاله، قال في حديث: إنه قنت قبل الركوع.

قال أبو داود: وليس هو بالمشهور من حديث حفص نخاف أن يكون عن حفص عن غير مسعر

(5)

وانظر بقية كلامه في باب عيسى بن يونس ح (826).

وقال النسائي في الكبرى: وقد روى هذا الحديث غير واحد عن زبيد فلم يذكر أحد منهم فيه: ويقنت قبل الركوع.

‌فائدة:

قال ابن القيم: ولم يحفظ عنه أنه قنت في الوتر إلا في حديث رواه ابن ماجه عن علي بن ميمون الرقي حدثنا مخلد بن يزيد عن سفيان .. الحديث.

(1)

النسائي (3/ 245) وفي الكبرى (1433).

(2)

الطحاوي (1/ 292).

(3)

ابن أبي غرزة في مسنده (39).

(4)

الشاشي (1432) والطحاوي في شرح المشكل (4501) والبيهقي (3/ 40) من طريق عمر بن حفص بن غياث عن أبيه به، ولم أجد مَنْ خالفه ولم يتبين لي ممن الوهم فلم أذكره في باب حفص أو غيره.

(5)

سنن أبي داود (2/ 64 عقب الحديث 1427).

ص: 573

وقال أحمد في رواية ابنه عبد الله اختار القنوت بعد الركوع إن كان شيء ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم في القنوت إنما هو في الفجر لما رفع رأسه من الركوع، وقنوت الوتر اختاره بعد الركوع ولم يصح عن النبي صلى الله عليه وسلم في قنوت الوتر قبل أو بعد شيء.

وقال الخلال: أخبرني محمد بن يحيى الكحال أنه قال لأبي عبد الله في القنوت في الوتر؟ فقال: ليس يروي فيه عن النبي صلى الله عليه وسلم شيء ولكن كان عمر يقنت من السنة إلى السنة

(1)

.

(1)

زاد المعاد (1/ 334).

ص: 574

‌مسكين بن بكير

‌اسمه ونسبه:

مسكين بن بكير، أبو عبد الرحمن الحذاء من أهل حران.

روى عن: شعبة، ومالك، والأوزاعي، وجعفر بن برقان وجماعة.

روى عنه: أحمد بن حنبل، والنفيلي.

قال الأثرم: سمعت أحمد يحسِّن أمره.

وقال مرة: قدّمه أبو عبد الله على مخلد بن يزيد وقال: حدّث عن شعبة بأحاديث لم يروها أحد.

وقال أبو داود: سمعت أحمد يقول: لا بأس به، ولكن في حديثه خطأ.

وقال ابن معين: لا بأس به، وكذا قال أبو حاتم وزاد: كان صالح الحديث، يحفظ الحديث.

مات سنة 198.

قال ابن حجر: صدوق يخطاء وكان صاحب حديث.

روى له البخاري حديثاً واحداً عن شعبة (4271).

وروى له مسلم حديثاً واحداً عن الأوزاعي في المتابعات (309).

ص: 575

‌الحديث الأول

(1)

:

998 -

قال الطحاوي رحمه الله (2/ 387): حدثنا أبو أمية ثنا الخَضِر بن شجاع ثنا مسكين بن بُكير ثنا شعبة عن الحكم عن سعيد بن جُبَيْر عن ابن عباس عن النبي عليه السلام قال:

«نُصرت بالصبا وأُهلكت عاد بالدبور» .

‌التعليق:

هذا إسناد رجاله ثقات.

وأخرجه أبو الحسين محمد بن المظفر البغدادي في حديث شعبة (7) من طريق الخضر عن مسكين به.

هكذا قال مسكين: (عن شعبة، عن الحكم، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس).

خالفه جماعة من أصحاب شعبة فقالوا: (عن شعبة، عن الحكم، عن مجاهد، عن ابن عباس)، منهم:

(1)

رجال الإسناد:

محمد بن إبراهيم بن مسلم الخزاعي، أبو أمية الطرسوسي، بغدادي الأصل، مشهور بكنيته، صدوق صاحب حديث يهم، من الحادية عشرة، مات سنة 273، روى عنه النسائي.

الخضر بن محمد بن شجاع الجزري، صدوق، من العاشرة، روى له النسائي.

مسكين بن بكير الحراني أبو عبد الرحمن الحذاء، صدوق يخطاء وكان صاحب حديث، من التاسعة، مات سنة 198، روى له البخاري ومسلم.

الحكم بن عتيبة، أبو محمد الكندي الكوفي، ثقة ثبت فقيه إلا أنه ربما دلس، من الخامسة، مات سنة 113 أو بعدها وله نيف وستون سنة، روى له البخاري ومسلم.

سعيد بن جبير: تابعي مشهور، تقدم.

ص: 576

يحيى بن سعيد القطان، وآدم بن إياس، ومسلم بن إبراهيم، ومحمد بن عرعرة، ومحمد بن جعفر، وأبو النضر هاشم بن القاسم، ووكيع، وأبو داود الطيالسي، وعمرو بن مرزوق، وأبو نعيم الفضل بن دكين، وبشر بن عمر الزهراني، وحجاج بن محمد، وأبو عامر العقدي.

ومن هذا الوجه أخرجه البخاري ومسلم

(1)

في الصحيح، وقد سبق الحديث في باب عثمان بن عمر ح (939) فانظره.

قال أبو الحسين البغدادي عقب الحديث: والمحفوظ عن الحكم عن مجاهد.

(1)

البخاري (1035)(3205)(3343)(4105) ومسلم (900).

ص: 577

‌الحديث الثاني

(1)

:

999 -

قال أبو يعلى رحمه الله في مسنده (3560، 3561): حدثنا ابن أبي شعيب الحراني حدثنا مسكين بن بكير عن الأوزاعي عن ابن شهاب عن أنس:

أن النبي صلى الله عليه وسلم شرب قائماً.

وحدثناه مرة أخرى حدثنا مسكين بن بكير عن الأوزاعي عن ابن شهاب عن أنس:

أن النبي صلى الله عليه وسلم شرب قائماً وعلى يمينه أعرابي وعن شماله أبو بكر فأعطاه الأعرابي وقال: «الأيمن فالأيمن» .

‌التعليق:

هذا إسناد رجاله كلهم ثقات رجال الشيخين غير مسكين من رجال البخاري.

وأخرجه البزار (2899 كشف) وأبو الشيخ في أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم (713) وأبو عوانة (8224) وتمام الرازي في الفوائد (158) والضياء في المختارة (2635)(2636) والبغوي في شرح السنّة (11/ 385) وابن عدي في الكامل (1/ 203) وأبو نعيم في الحلية (6/ 146) والمحاملي في أماليه (394) وأبو نعيم في تاريخ أصبهان (2/ 28) والدارقطني في أطراف الغرائب (2/ 185) وابن عساكر في تاريخ دمشق

(1)

رجال الإسناد:

أحمد بن عبد الله بن أبي شعيب مسلم الحراني، أبو الحسن مولى قريش، ثقة، من العاشرة، مات سنة 233 وقيل غير ذلك، روى له البخاري.

ص: 578

(58/ 16) كلهم من طريق (أحمد بن أبي شعيب، والحسن بن أحمد بن أبي شعيب، وسفيان بن محمد الفزاري) عن مسكين به.

هكذا قال مسكين عن الأوزاعي عن الزهري عن أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم شرب قائماً.

خالفه بشر بن بكر

(1)

، وأبو المغيرة

(2)

، والوليد بن مسلم

(3)

، وعمر بن عبد الواحد

(4)

فرووه عن الأوزاعي بهذا الإسناد فقالوا: (شرب لبناً).

وكذلك رواه جماعة من أصحاب الزهري فقالوا: لبناً، منهم:

الإمام مالك بن أنس

(5)

، وشعيب بن أبي حمزة

(6)

، ويونس بن يزيد

(7)

، وسفيان بن عيينة

(8)

، والزبيدي

(9)

، ويوسف بن الماجشون

(10)

، وزمعة بن صالح

(11)

، وابن جريج

(12)

، وصالح بن كيسان

(13)

، وعقيل بن خالد

(14)

، وعبد الرحمن بن عباد

(15)

،

(1)

أبو عوانة (8222).

(2)

الدارمي (2/ 118) وأبو عوانة (8222).

(3)

ابن حبان (5336) وأبو عوانة (8222).

(4)

ذكره الدارقطني في العلل (2581).

(5)

البخاري (5619) ومسلم (2029).

(6)

البخاري (2352).

(7)

البخاري (5612).

(8)

مسلم (2029).

(9)

النسائي في الكبرى (6860) وأبو عوانة (8222).

(10)

النسائي (6862) وأحمد (3/ 231).

(11)

الطيالسي (2094).

(12)

أبو عوانة (8222).

(13)

أبو عوانة (8222).

(14)

أبو عوانة (8222).

(15)

أبو يعلى (3564).

ص: 579

وسفيان بن حسين

(1)

، وأشعث بن سوار

(2)

وغيرهم

(3)

.

وقد أشار إلى وهم مسكين الدارقطني فقال: وهم في قوله: قائماً، وخالفه أصحاب الأوزاعي منهم: الوليد بن مسلم، وعمر بن عبد الواحد، وبشر بن بكر، فرووه عن الأوزاعي عن الزهري عن أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم شرب لبناً، وهو الصواب.

وكذلك رواه ابن عيينة عن الزهري وزاد فيه ألفاظاً، وتابعه شعيب بن أبي حمزة، وأشعث بن سوار، وإسماعيل بن مسلم عن الزهري وقالوا فيه: إن النبي صلى الله عليه وسلم شرب لبناً وأبو بكر عن شماله وأعرابي عن يمينه، فقال عمر: أعطِ أبا بكر

(4)

.

وقال في أطراف الغرائب: تفرد به مسكين بن بكير عن الأوزاعي بقوله: شرب قائماً

(5)

.

وقال ابن صاعد: وهذا لا يحفظ إلا من حديث مسكين

(6)

.

وقال أبو نعيم: تفرد به مسكين بن بكير عن الأوزاعي

(7)

.

(1)

أبو يعلى (3562).

(2)

أبو نعيم في الحلية (3/ 374).

(3)

قرة وعثمان وأسامة عند أبي عوانة، وانظر: الحلية (3/ 274).

(4)

العلل (2581).

(5)

أطراف الغرائب والأفراد (2/ 185).

(6)

تاريخ دمشق (58/ 16).

(7)

الحلية (6/ 146).

ص: 580

‌مسلم بن إبراهيم

‌اسمه ونسبه:

مسلم بن إبراهيم الأزدي الفراهيدي، مولاهم أبو عمرو البصري الحافظ مسند البصرة.

روى عن: عبد الله بن عون، وقرة بن خالد، ومالك بن مغول، وسعيد بن أبي عروبة، وهشام الدستوائي، وشعبة، وهمام، وجماعة.

روى عنه: البخاري، وأبو داود، وابن معين، والدارمي، وأبو حاتم، وجماعة.

قال ابن معين: ثقة مأمون.

وقال أبو حاتم: ثقة صدوق.

وقال أبو داود: كتب مسلم عن قريب من ألف شيخ.

وقدّمه ابن معين على معاذ بن هشام وقال: لا أجعل رجلاً لم يروِ إلا عن أبيه كرجل روى عن الناس.

وقال ابن سعد: ثقة كثير الحديث.

ص: 581

وقال ابن حبان: كان من المتقنين.

مات سنة 222 وكان مولده سنة 130.

قال ابن حجر: ثقة مأمون مكثر عمي بآخره، من صغار التاسعة، وهو أكبر شيخ لأبي داود.

ص: 582

‌الحديث

(1)

:

1000 -

قال الإمام أبو داود رحمه الله (3863): حدثنا مسلم بن إبراهيم، حدثنا هشام، عن أبي الزبير، عن جابر رضي الله عنه:

أن رسول الله صلى الله عليه وسلم احتجم على وركه

(2)

من وثءٍ

(3)

كان به.

‌التعليق:

هذا إسناد رجاله كلهم ثقات رجال الشيخين.

ورواه البيهقي (9/ 339) من طريق إسماعيل بن إسحاق وأبي مسلم كلاهما عن مسلم به.

هكذا قال مسلم بن إبراهيم، عن هشام، عن أبي الزبير، عن جابر أن النبي صلى الله عليه وسلم احتجم على وركه من وثء كان به.

خالفه جماعة من أصحاب هشام فرووه عنه بهذا الإسناد فقالوا: احتجم من وثء كان بوركه أو بظهره، منهم:

خالد بن الحارث

(4)

، وعبد الأعلى بن عبد الأعلى

(5)

، وبشر بن

(1)

رجال الإسناد:

هشام بن أبي عبد الله الدستوائي، ثقة ثبت، من كبار السابعة، مات سنة 154 وله 78 سنة، روى له البخاري ومسلم.

محمد بن مسلم بن تدرس الأسدي مولاهم أبو الزبير المكي، صدوق إلا أنه يدلس، من الرابعة، مات سنة 126، روى له البخاري ومسلم.

(2)

الورك: ما فوق الفخذ وهي مؤنثة (5/ 167).

(3)

الوثء: وجع يصيب العضو من غير كسر، وثئت اليد والرجل، أي: أصابها وجع دون الكسر فهي موثوءة وقد يترك همزه فيقال: وثي (من هامش المنذري)(5/ 346).

(4)

ابن خزيمة (2660) والنسائي في الكبرى (3234) وعند النسائي (من وثء حجم بظهره أو بوركه) وعند ابن خزيمة من وثء كان بظهره أو بوركه).

(5)

ابن خزيمة (2660).

ص: 583

المفضل

(1)

، وأبو قطن عمرو بن الهيثم

(2)

، وروح بن عبادة

(3)

، وكثير بن هشام

(4)

، وعبد الوهاب الثقفي

(5)

، وأبو داود الطيالسي

(6)

.

ورواه يزيد بن إبراهيم

(7)

عن أبي الزبير به فقال: احتجم وهو محرم من وثء كان به.

تفرد مسلم بن إبراهيم بقوله: احتجم على وركه، والصحيح أنه احتجم من علة كانت بوركه أو بظهره.

قال البيهقي: كذا قال مسلم بن إبراهيم: على وركه.

ثم أورده من طريق أبي داود الطيالسي كما تقدم في رواية الجماعة، ثم قال مضعفاً رواية مسلم بن إبراهيم: (فكأنه صلى الله عليه وسلم احتجم في رأسه وهو محرم من وثء كان به أو صداع كما رويناه في حديث ابن عباس رضي الله عنهما

(8)

.

قلت: ويؤيد ما ذكره البيهقي أن الحجامة كانت في الرأس وليس في الورك ما جاء في حديث ابن بحينة رضي الله عنه قال: احتجم النبي صلى الله عليه وسلم وهو محرم بلحى جمل في وسط رأسه

(9)

.

(1)

ابن خزيمة (2660).

(2)

أحمد (3/ 305) و (3/ 382).

(3)

أحمد (3/ 305).

(4)

أحمد (3/ 382).

(5)

أحمد (3/ 357).

(6)

في مسنده (1747) ومن طريقه البيهقي (9/ 340).

(7)

النسائي (5/ 193) وفي الكبرى (3830) وأحمد (3/ 363).

(8)

السنن الكبرى (9/ 340).

(9)

البخاري (1836) ومسلم (1203).

ص: 584

وما رواه ابن عباس قال: احتجم رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو محرم في رأسه من أذى كان به

(1)

وفي رواية مما يقال له: لحى جمل

(2)

.

‌علة الوهم:

أن العلة التي احتجم منها رسول الله صلى الله عليه وسلم كانت بوركه فمن هنا دخل الوهم على مسلم.

(1)

البخاري (5700)(5701) ومسلم (1202).

(2)

مسلم (2087) وأحمد (2/ 409) وإسحاق بن راهويه (70) والنسائي في الكبرى (9723).

ص: 585

‌معاذ بن معاذ

‌اسمه ونسبه:

معاذ بن معاذ بن نصر بن حسان العنبري، أبو المثنى البصري، قاضي البصرة.

روى عن: سليمان التيمي، وابن عون، وحميد الطويل، وشعبة، والثوري، وجماعة.

روى عنه: أحمد، وإسحاق، وابن معين، وابن المديني، وابناه عبيد الله والمثنى، وابنا أبي شيبة وجماعة.

قال أحمد: إليه المنتهى في التثبت بالبصرة.

وقال أيضاً: معاذ بن معاذ قرة عين في الحديث.

وقال ما رأيت أحداً أعقل من معاذ بن معاذ.

وقال ابن معين وأبو حاتم والنسائي وابن سعد: ثقة، وزاد النسائي: ثبت.

وقال يحيى القطان وهو من أقرانه: ما بالبصرة ولا بالكوفة ولا بالحجاز أثبت من معاذ بن معاذ.

ص: 586

وقال يحيى العطار: ولدت سنة 120 في أولها وولد معاذ سنة 119 في آخرها، كان أكبر مني بشهرين، مات سنة 196.

قال ابن حجر: ثقة متقن، من كبار التاسعة.

ص: 587

‌الحديث

(1)

:

1001 -

قال الإمام مسلم في صحيحه (2087): حدثنا عبيد الله بن معاذ، حدثنا أبي، حدثنا شعبة عن محمد وهو ابن زياد قال: سمعت أبا هريرة ورأى رجلاً يجر إزاره فجعل يضرب الأرض برجله وهو أمير على البحرين وهو يقول: جاء الأمير جاء الأمير، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

«إن الله لا ينظر إلى مَنْ يجر إزاره بطراً» .

‌التعليق:

هذا إسناد صحيح على شرط الشيخين.

هكذا رواه معاذ العنبري عن شعبة وذكر فيه أن أبا هريرة كان أميراً على البحرين.

خالفه محمد بن جعفر

(2)

، وابن أبي عدي

(3)

، والنضر بن شميل

(4)

، ويزيد بن هارون

(5)

، ووهب بن جرير

(6)

، ويحيى بن سعيد

(1)

رجال الإسناد:

عبيد الله بن معاذ بن معاذ بن نصر بن حسان العنبري، أبو عمرو البصري، ثقة حافظ، من العاشرة، مات سنة 237، روى له البخاري ومسلم.

شعبة: تقدم. انظر ترجمته في باب شعبة.

محمد بن زياد الجمحي مولاهم أبو الحارث المدني، نزيل البصرة، ثقة ثبت ربما أرسل، من الثالثة، روى له البخاري ومسلم.

(2)

مسلم (2087) وأحمد (2/ 409) وإسحاق (70) والنسائي في الكبرى (9723).

(3)

مسلم (2087).

(4)

إسحاق بن راهويه (71).

(5)

أبو نعيم في الحلية (7/ 192).

(6)

أبو عوانة في مسنده (8560، 8570).

ص: 588

القطان

(1)

فقالوا: (كان مروان يستعمل أبا هريرة على المدينة فكان إذا رأى إنساناً يجر إزاره

) الحديث، وهو الصحيح.

فإن مروان بن الحكم كان أميراً على المدينة

(2)

وكان إذا غادر المدينة يستخلف أبا هريرة، وقد جاء في غير هذا الحديث ذكر استخلاف مروان لأبي هريرة على المدينة.

روى مسلم في صحيحه من طريق الزهري عن أبي سلمة ابن عبد الرحمن أن أبا هريرة كان حين يستخلفه مروان على المدينة إذا قام للصلاة المكتوبة كبّر فذكر حديثاً في صفة صلاة النبي صلى الله عليه وسلم

(3)

.

وروى مسلم من طريق سليمان بن بلال عن جعفر عن أبيه عن ابن أبي رافع قال: استخلف مروان أبا هريرة على المدينة وخرج إلى مكة فصلّى لنا أبو هريرة الجمعة فقرأ بعد سورة الجمعة في الركعة: {إِذَا جَاءَكَ الْمُنَافِقُونَ

(1)}

}

(4)

.

‌علة الوهم:

ولي أبو هريرة إمارة البحرين لأمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه، أما مروان فإنه ولي إمارة المدينة بعد ذلك لمعاوية رضي الله عنه وكان إذا غاب ولى أبا هريرة، والله تعالى أعلم.

(1)

أحمد (2/ 430) وقد روى غير هؤلاء الحديث عن شعبة مختصراً عن الحديث المرفوع بدون ذكر القصة.

(2)

البخاري (1825) ط. البغا.

(3)

مسلم (392).

(4)

مسلم (877).

ص: 589

‌معاذ بن هشام

‌اسمه ونسبه:

معاذ بن هشام بن أبي عبد الله سنبر الدستوائي البصري.

روى عن: أبيه هشام فأكثر، وروى اليسير عن ابن عون وشعبة، وأشعث بن عبد الملك.

روى عنه: أحمد، وإسحاق، وابن المديني، وإسحاق الكوسج، وجماعة.

قال عباس الدوري عن يحيى بن معين: صدوق وليس بحجة.

وقال ابن محرز عن يحيى بن معين: هشام ثقة، أما ابنه معاذ بن هشام فلم يكن بالثقة، إنما رغب فيه أصحاب الحديث للإسناد، وليس عند الثقات الذين حدّثوا عن هشام هذه الأحاديث، وزعموا أن حديث هشام عشرة آلاف.

قال ابن أبي خيثمة عن ابن معين: ليس بذاك القوي.

وقال الآجري: قلت لأبي داود: معاذ بن هشام عندك حجة؟ قال: أكره أن أقول شيئاً، كان يحيى لا يرضاه، قال أبو عبيد: لا

ص: 590

أدري مَنْ يحيى، يحيى بن معين أو يحيى القطان وأظنه يحيى القطان.

قال ابن عدي: أرجو أنه صدوق.

قال ابن حجر: صدوق ربما وهم، من التاسعة.

روى له البخاري نحو سبعة أحاديث كلها عن أبيه، ومسلم نحو خمسة وخمسين حديثاً.

ص: 591

‌الحديث الأول

(1)

:

1002 -

قال البزار في المسند (2613): حدثنا عمرو بن علي قال: أخبرنا معاذ بن هشام قال: أخبرنا همام عن قتادة عن عزرة عن الشعبي قال: أخبرني أسامة بن زيد أنه كان رديف رسول الله صلى الله عليه وسلم من جمع فما رفعت يديها عادية حتى رمى الجمرة.

‌التعليق:

هذا إسناد رجاله كلهم ثقات رجال الشيخين غير عزرة من رجال مسلم.

وفيه علتان، الأولى: في إسناده، والثانية: في متنه.

أولاً: في الإسناد:

التصريح بسماع الشعبي من أسامة بن زيد، وقد ذكر ابن معين وأحمد بن حنبل وابن المديني وأبو حاتم الرازي والحاكم وغيرهم أن الشعبي لم يسمع من أسامة بن زيد، وذكر لهم ما جاء في الحديث فقالوا: لا شيء.

(1)

رجال الإسناد:

عمرو بن علي الصيرفي، أبو حفص الفلاس البصري، ثقة حافظ، من العاشرة، مات سنة 249، روى له البخاري ومسلم.

همام بن يحيى بن دينار العوذي البصري، ثقة ربما وهم، من السابعة، مات سنة 164، 165، روى له البخاري ومسلم.

قتادة: تقدم. انظر ترجمته في بابه.

عزرة بن عبد الرحمن بن زرارة الخزاعي الكوفي الأعور، ثقة من السادسة، روى له مسلم.

عامر بن شراحيل الشعبي، ثقة مشهور فقيه فاضل، من الثالثة، تقدم.

ص: 592

والوهم فيه من همام، إذ تابع معاذ بن هشام عفان بن مسلم وعبد الصمد بن عبد الوارث وأبو داود الطيالسي وغيرهم، فانظره في باب همام، ح (716).

ثانياً: في المتن:

قوله: إن أسامة بن زيد كان رديف رسول الله صلى الله عليه وسلم من جمع يعني مزدلفة حتى رمى الجمرة يعني إلى منى.

هكذا قال معاذ بن هشام.

وخالفه أبو داود الطيالسي

(1)

، وعفان بن مسلم

(2)

، وهدبة بن خالد

(3)

، وعبد الصمد بن عبد الوارث

(4)

، وعاصم بن علي

(5)

، وعبد الله بن يزيد المقراء

(6)

، والعباس بن الفضل الأزرق

(7)

فقالوا: إن الفضل بن عباس كان رديف النبي صلى الله عليه وسلم من جمع حتى رمى الجمرة.

وهذا هو المحفوظ من حديث أسامة بن زيد، والفضل بن عباس، وعبد الله بن عباس من طرق عنهم أن أسامة بن زيد كان رديف النبي صلى الله عليه وسلم من عرفة إلى مزدلفة وأن الفضل بن العباس كان رديف النبي صلى الله عليه وسلم من مزدلفة إلى منى حتى رمى جمرة العقبة وهو في الصحيحين وغيره.

(1)

في مسنده (635).

(2)

البيهقي (5/ 127).

(3)

أبو يعلى (6721) والطبراني في الكبير (462/ 764).

(4)

أحمد (5/ 206).

(5)

الطبراني (764) وأبو نعيم في الحلية (4/ 332).

(6)

البيهقي (5/ 127).

(7)

أبو نعيم (4/ 332).

ص: 593

وكذلك جاء في حديث جابر رضي الله عنه الطويل في حجة النبي صلى الله عليه وسلم.

وقد أشار الإمام البخاري في تاريخه إلى وهم هذا القول وقد استوفيناه في باب جرير بن عبد الحميد ح (867)، وبهز ح (857)، فانظره لزاماً.

ص: 594

‌الحديث الثاني

(1)

:

1003 -

قال ابن جرير الطبري في تهذيب الآثار (1/ 83 الجزء المفقود رقم 108): حدثنا ابن المثنى، قال: حدثنا معاذ بن هشام قال: حدثني أبي عن يحيى بن أبي كثير قال: حدثني الحضرمي بن إسحاق أن سعيد بن المسيب حدّثه عن سعد بن أبي وقاص قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:

«إذا سمعتم الطاعون في أرض فلا تهبطوا عليه، وإذا وقع بأرض وأنتم بها فلا تخرجوا منها» .

‌التعليق:

هذا إسناد رجاله كلهم ثقات رجال الشيخين غير الحضرمي بن لاحق من رجال أبي داود والنسائي ولا بأس به.

وهو في تهذيب الآثار (3/ 10 رقم 17، 3/ 21 رقم 48) عن ابن المثنى عن معاذ، وقال الحضرمي ولم ينسبه.

(1)

رجال الإسناد:

محمد بن المثنى بن عبيد العنزي، أبو موسى البصري المعروف بالزمن، مشهور بكنيته وباسمه، ثقة ثبت من العاشرة، روى له البخاري ومسلم.

هشام بن أبي عبد الله الدستوائي البصري، ثقة ثبت وقد رمي بالقدر، من كبار السابعة، مات سنة 154 وله 78 سنة، روى له البخاري ومسلم.

يحيى بن أبي كثير الطائي مولاهم أبو نصر اليمامي، ثقة ثبت لكنه يدلس ويرسل، من الخامسة، مات سنة 132 وقيل قبل ذلك، روى له البخاري ومسلم.

حضرمي بن لاحق التميمي اليامي القاضي، لا بأس به، من السادسة، وفرق ابن المديني بين الحضرمي شيخ سليمان التيمي وبين ابن لاحق، روى له أبو داود والنسائي.

ص: 595

وأخرجه ابن أبي عاصم في السنة (266) عن ابن المثنى ولم ينسبه.

هكذا قال معاذ بن هشام: (عن أبيه هشام، عن يحيى بن أبي كثير، عن الحضرمي بن إسحاق، عن سعيد بن المسيب .. ).

خالفه إسماعيل بن علية

(1)

، وعيسى بن يونس

(2)

، ويحيى بن سعيد القطان

(3)

، ووهب بن جرير

(4)

، وعبد الصمد بن عبد الوارث

(5)

، وحفص بن عمر

(6)

، وأبو عامر العقدي

(7)

، ومحمد بن أبي عدي

(8)

، ومسلم بن إبراهيم

(9)

.

فقالوا: (عن هشام، عن يحيى بن أبي كثير، عن الحضرمي بن لاحق، عن سعيد بن المسيب .. ).

وكذلك رواه أبان بن يزيد

(10)

، والأوزاعي

(11)

، وحجاج

(1)

أحمد (1/ 180) والدورقي في مسند سعد (95) وابن جرير في تهذيب الآثار (3/ 10، 21).

(2)

ابن حبان (6127).

(3)

الطحاوي في شرح معاني الآثار (4/ 305) وابن عبد البر في التمهيد (24/ 194) ولم ينسبه الطحاوي ونسبه ابن عبد البر.

(4)

الشاشي (153) والخطيب في موضح أوهام الجمع والتفريق (1/ 217).

(5)

المصدر السابق.

(6)

المصدر السابق.

(7)

أبو يعلى (798) والشاشي (153) والضياء في المختارة (959).

(8)

ابن أبي عاصم في السنة (265) وابن جرير (3/ 10، 3/ 21).

(9)

الخطيب في الموضح (1/ 217).

(10)

أبو داود (3921) وأحمد (1/ 174، 186) وأبو يعلى (766) والطحاوي (7/ 326).

(11)

ابن جرير في تهذيب الآثار (3/ 11) و (3/ 21) وابن عساكر في تاريخ دمشق (8/ 171).

ص: 596

الصواف

(1)

عن يحيى بن أبي كثير فقالوا: (الحضرمي بن لاحق).

ورواه شيبان عن يحيى بن أبي كثير فقال: (الحضرمي) ولم ينسبه

(2)

.

وممن روى عن يحيى بن أبي كثير غير هذا الحديث فسمّاه الحضرمي بن لاحق: حرب بن شداد

(3)

، والمعتمر بن سليمان

(4)

، وزياد بن الربيع

(5)

، وشيبان النحوي

(6)

، وعلي بن مبارك

(7)

، وأبو إسماعيل القناد

(8)

، وهمام

(9)

.

لذا قال البخاري: «حضرمي بن لاحق الأعرج من بني سعيد التميمي سمع سعيد بن المسيب، نسبه حرب بن شداد عن يحيى بن أبي كثير. وقال الدستوائي: حضرمي بن إسحاق وهو وهم»

(10)

.

قلت: إنما هذا من رواية ابنه معاذ عنه، وخالفه الباقون فحمل الوهم على هشام فيه نظر.

(1)

ابن جرير (3/ 11، 21).

(2)

البزار (1082).

(3)

أحمد (6/ 75) والبخاري في التاريخ الكبير (1/ 27) والنسائي في الكبرى (10797) والحاكم (1/ 562).

(4)

الحاكم (2/ 193 - 194).

(5)

الحاكم (4/ 265).

(6)

ابن حبان (6822).

(7)

ابن أبي شيبة (7487).

(8)

ابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني (2781).

(9)

المطالب العالية (11/ 685 رقم 2658).

(10)

التاريخ الكبير (3/ 125).

ص: 597

وقال ابن حبان: حضرمي بن لاحق التميمي الأعرج، روى عنه يحيى بن أبي كثير، ومَن قال: إنه حضرمي بن إسحاق فقد وهم

(1)

.

(1)

الثقات (6/ 249).

ص: 598

‌معاوية بن عمرو

‌اسمه ونسبه:

معاوية بن عمرو بن المهلب بن عمرو بن شبيب الأزدي، أبو عمرو البغدادي، كوفي الأصل، أخو الكرماني بن عمرو.

روى عن: إبراهيم بن محمد الفزاري، وإسرائيل بن يونس، وزهير بن معاوية وغيرهم.

روى عنه: البخاري، ومحمد بن يحيى الذهلي، وأحمد بن منصور الرمادي، وأحمد بن منيع، وزائدة.

قال أحمد بن حنبل: صدوق ثقة.

وقال أبو حاتم: ثقة.

وقال عباس الدوري: عن يحيى بن معين: معاوية بن عمرو صاحب زائدة رجل شجاع لا يبالي بلقاء رجل أو عشرين، قلت ليحيى: كان شديداً، قال: نعم، قال يحيى: وكان يقال له: ابن الكرماني.

ذكره ابن حبان في الثقات، وقال: مات سنة (213)، وقيل: سنة 214.

قال ابن حجر: ثقة من صغار التاسعة.

ص: 599

‌الحديث

(1)

:

1004 -

قال الإمام أحمد رحمه الله (6/ 70): حدثنا معاوية بن عمرو قال: حدثنا زائدة، عن أشعث بن أبي الشعثاء، عن مسروق، عن عائشة رضي الله عنها قالت:

سألت النبي صلى الله عليه وسلم عن التلفت في الصلاة؟ فقال: «اختلاس يختلسه الشيطان من صلاة العبد» .

‌التعليق:

هذا إسناد رجاله كلهم ثقات رجال الشيخين.

هكذا قال معاوية بن عمرو: (عن زائدة، عن أشعث، عن مسروق، عن عائشة).

خالفه عبد الرحمن بن مهدي

(2)

، وموسى القاري

(3)

، وأبو سعيد مولى بني هاشم

(4)

فقالوا: (عن زائدة، عن أشعث بن أبي الشعثاء، عن أبيه أبي الشعثاء، عن مسروق، عن عائشة).

(1)

رجال الإسناد:

زائدة بن قدامة الثقفي، أبو الصلت الكوفي، ثقة ثبت صاحب سنّة، من السابعة، مات سنة 160 وقيل بعدها، روى له البخاري ومسلم.

أشعث بن أبي الشعثاء المحاربي الكوفي، ثقة من السادسة، مات سنة 125، روى له البخاري ومسلم.

مسروق بن الأجدع بن مالك الهمداني الوادعي أبو عائشة الكوفي، ثقة فقيه عابد مخضرم، من الثانية، مات سنة 62، وقيل: 63، روى له البخاري ومسلم.

(2)

النسائي (3/ 8) وفي الكبرى (1119) و (525) وأبو نعيم في الحلية (9/ 23).

(3)

إسحاق بن راهويه (1473).

(4)

أحمد (6/ 106).

ص: 600

أسقط معاوية أبا الشعثاء من الإسناد.

وكذلك رواه أبو الأحوص سلام بن سليم

(1)

، وعمر بن عبيد الطنافسي

(2)

، وشيبان بن عبد الرحمن النحوي

(3)

، ومسعر بن كدام

(4)

، وإسرائيل بن يونس

(5)

في إحدى الروايتين عنه، وأبو حمزة السكري

(6)

، وعمار بن رزيق

(7)

.

فقالوا: (عن أشعث، عن أبيه، عن مسروق، عن عائشة).

قال الدارقطني في العلل (14/ 280): والصحيح عن أشعث بن أبي الشعثاء عن أبيه، عن مسروق، عن عائشة.

وكذلك قال الحافظ في الفتح (2/ 234).

وسبق الحديث في باب إسرائيل ح (615).

(1)

البخاري (751) و (3291).

(2)

إسحاق بن راهويه (1474).

(3)

ابن خزيمة (484) و (931).

(4)

ابن حبان (2287).

(5)

ابن خزيمة (484).

(6)

ذكره الدارقطني في العلل (14/ 279).

(7)

ذكره الدارقطني في العلل (14/ 279).

ص: 601

‌معتمر بن سليمان

‌اسمه ونسبه:

معتمر بن سليمان بن طرخان التيمي، أبو محمد البصري، وهو من موالي بني مرة ونسب إلى تيم لنزوله فيهم هو وأبوه.

روى عن: أبيه، وحميد الطويل، وإسماعيل بن أبي خالد، وأيوب، ومنصور، وجماعة.

روى عنه: الثوري وهو أكبر منه، وابن المبارك وعبد الرزاق وابن مهدي وهم من أقرانه، وأحمد، وإسحاق، وابن المديني، ومسدد، وابن أبي شيبة، وجماعة.

قال ابن معين وأبو حاتم: ثقه، زاد ابن حاتم: صدوق.

قال الآجري عن أبي داود: قال أحمد: ما كان أحفظ معتمر بن سليمان قلّ ما كنا نسأله عن شيء إلا عنده منه شيء.

وقال عبد الله بن أحمد: قال أبي: ولم يكن معتمر بجيد الحفظ

(1)

.

(1)

العلل (5175).

ص: 602

وقال عبد الله بن أحمد: حدثني محمد بن أبي بكر المقدمي قال: سمعت معاذ بن معاذ وذكر عنده معتمر فقال: ما هو عندنا بدون أبيه في الفضل

(1)

.

قال ابن حجر: ثقة من كبار التاسعة، مات سنة 187 وقد جاوز الثمانين.

روى له البخاري خمسين حديثاً منها خمسة وثلاثين حديثاً عن أبيه

(2)

ومسلم نحو خمسين حديثاً والله أعلم.

(1)

العلل (3065).

(2)

البخاري (129، 305، 485، 577، 738، 807، 975، 1028، 1813، 2042، 2103، 2312، 2545، 2668، 2960، 3388، 3435، 3518، 3528، 3730، 3747، 3806، 3834، 3894، 4203، 4219، 4467، 4513، 4695، 4928، 5067، 5188، 5260، 5299، 5492، 6843، 6994، 7069، 7099، 7114).

ص: 603

‌الحديث الأول

(1)

:

1005 -

قال الإمام مسلم رحمه الله (2741): حدثنا عبيد الله بن معاذ العنبري وسويد بن سعيد ومحمد بن الأعلى جميعاً عن المعتمر قال ابن معاذ: حدثنا المعتمر بن سليمان قال: قال أبي: حدثنا أبو عثمان عن أسامة بن زيد بن حارثة وسعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل أنهما حدّثا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال:

«ما تركت بعدي فتنة أضَر على الرجال من النساء» .

‌التعليق:

هذا إسناد رجاله كلهم ثقات رجال الشيخين.

وأخرجه الترمذي (2780) والبزار (1255) وأبو يعلى (972) والطحاوي في شرح مشكل الآثار (4323) و (4324) والخطيب في تاريخ بغداد (12/ 328) وأبو بكر الشافعي في الغيلانيات (145) كلهم

(1)

رجال الإسناد:

عبيد الله بن معاذ بن معاذ بن نصر بن حسان العنبري، أبو عمرو البصري، ثقة حافظ من العاشرة، مات سنة 237، روى له البخاري ومسلم.

سويد بن سعيد بن سهل الهروي الأصل ثم الحدثاني، أبو محمد، صدوق في نفسه إلا أنه عمي فصار يتلقن ما ليس من حديثه فأفحش فيه ابن معين القول، من قدماء العاشرة، مات سنة 240 وله 100 سنة، روى له مسلم.

محمد بن عبد الأعلى الصنعاني البصري، ثقة، من العاشرة، مات سنة 245، روى له مسلم.

سليمان بن طرخان التيمي أبو المعتمر البصري، نزل في التيم فنسب إليهم، ثقة عابد، من الرابعة، مات سنة 143 وله 97 سنة، روى له البخاري ومسلم.

عبد الرحمن بن ملّ، أبو عثمان النهدي، مشهور بكنيته، مخضرم من كبار الثانية، ثقة ثبت عابد، مات سنة 95 وقيل بعدها وعاش 135 وقيل أكثر، روى له البخاري ومسلم.

ص: 604

من طرق عن المعتمر بهذا الإسناد.

هكذا قال معتمر: (عن سليمان التيمي، عن أبي عثمان النهدي، عن أسامة بن زيد وسعيد بن زيد عن النبي صلى الله عليه وسلم.

خالفه أصحاب أبيه سليمان التيمي فرووه عنه عن أبي عثمان عن أسامة بن زيد وحده عن النبي صلى الله عليه وسلم، منهم:

شعبة

(1)

، وسفيان بن عيينة

(2)

، وأبو خالد الأحمر

(3)

، وهشيم

(4)

، وجرير بن عبد الحميد

(5)

، وسفيان الثوري

(6)

، وعبد الوارث بن سعيد

(7)

، ويزيد بن زريع

(8)

، ويحيى بن سعيد القطان

(9)

، وعبد الله بن المبارك

(10)

، وعبد الوهاب بن عطاء

(11)

، وهوذة بن خليفة

(12)

، ومعمر

(13)

، ومروان بن

(1)

البخاري (5096).

(2)

مسلم (2740) والترمذي (2780).

(3)

مسلم (2740) وابن حبان (5969) وابن أبي شيبة (17641) و (37282) وفي مسنده (154) وابن أبي الجوزي من طريق مسلم في ذم الهوى (1/ 152).

(4)

مسلم (2740) وأحمد (1/ 200).

(5)

مسلم (2740).

(6)

ابن حبان (5969) وأبو عوانة (4024).

(7)

النسائي في الكبرى (9153) وابن ماجه (3998).

(8)

النسائي (9270).

(9)

النسائي (9270) وأحمد (5/ 210) والبزار (2596) وأبو بكر الشافعي في الغيلانيات (142).

(10)

ابن ماجه (3998).

(11)

الطحاوي في شرح المشكل (4322) وأبو عوانة (4023) والبيهقي (7/ 91).

(12)

أبو عوانة (4023) والطبراني في الكبير (415) وابن قانع في معجم الصحابة (1/ 10) والطحاوي (4322) والشهاب في مسنده (784) وإبراهيم الحربي في غريب الحديث (3/ 930) وأبو بكر الشافعي في الغيلانيات (137)(138) وابن عساكر في تاريخ دمشق (8/ 47).

(13)

عبد الرزاق (20608).

ص: 605

معاوية

(1)

، وإسماعيل بن علية

(2)

، ومرزوق أبو بكر

(3)

، وأبو جعفر الرازي

(4)

، ويوسف بن يعقوب السلفي

(5)

، وزهير بن معاوية

(6)

، والقاسم بن معن

(7)

، وأنيس بن سوار الجرمي

(8)

، وقريش بن أنس

(9)

، هؤلاء كلهم رووه عن سليمان التيمي بدون ذكر سعيد بن زيد.

وكذلك رواه المغيرة بن قيس

(10)

وعاصم الأحول

(11)

كلاهما عن أبي عثمان النهدي عن أسامة وحده.

وقد رواه المعتمر كذلك عن أسامة بن زيد وحده في رواية سعيد بن منصور عنه

(12)

.

قال الترمذي: «وقد روى هذا الحديث غير واحد من الثقات عن سليمان التيمي عن أبي عثمان عن أسامة بن زيد عن النبي صلى الله عليه وسلم، ولم يذكروا فيه عن سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل، ولا نعلم أحداً قال:

(1)

الحميدي (546) مقروناً مع ابن عيينة.

(2)

أحمد (5/ 210).

(3)

الغيلانيات (144).

(4)

الغيلانيات (145).

(5)

أبو نعيم في حلية الأولياء (3/ 35).

(6)

الحلية (3/ 35) تعليقاً.

(7)

حلية الأولياء (3/ 35) تعليقاً.

(8)

ابن حبان في الثقات (6/ 82).

(9)

ابن عساكر في تاريخ دمشق (8/ 461).

(10)

الطبراني في الأوسط (564).

(11)

البزار (2598) والشهاب (785) وقال البزار: وهذا الحديث لا نعلم رواه عن عاصم عن أبي عثمان عن أسامة إلا مندل وإنما يعرف من حديث التيمي عن أبي عثمان عن أسامة.

(12)

مسلم (2741) مقروناً مع ابن عيينة.

ص: 606

عن أسامة بن زيد وسعيد بن زيد غير المعتمر»

(1)

.

وقال البزار: «وهذا الحديث لا نعلمه يروى عن سعيد بن زيد إلا من هذا الوجه وإنما يحفظ هذا الحديث عن أبي عثمان عن أسامة بن زيد، فجمعهما المعتمر عن أبيه عن أبي عثمان عن أسامة وسعيد بن زيد»

(2)

.

وقال الدارقطني: «هو حديث يرويه معتمر بن سليمان عن أبيه عن أبي عثمان عن أسامة بن زيد وسعيد بن زيد عن النبي صلى الله عليه وسلم.

وخالفه أصحاب التيمي، منهم: سفيان الثوري وشعبة ويزيد بن زريع وغيرهم فأسندوه عن أسامة بن زيد وحده عن النبي صلى الله عليه وسلم، وهو أحَب إليّ»

(3)

.

‌تنبيه:

جاء في المطبوع من صحيح مسلم حديث أبي خالد الأحمر وهشيم وجرير عقب حديث المعتمر وقال مسلم فيه: (كلهم عن سليمان التيمي بهذا الإسناد مثله).

ظاهره أنه بمثل إسناد المعتمر، وأبو خالد الأحمر وهشيم كما في مصادر التخريج الأخرى لا يرويانه إلا عن أسامة وحده، وقد تقدم قول الترمذي والبزار أنه لم يقل: أسامة بن زيد وسعيد بن زيد إلا المعتمر وحده.

(1)

في سننه (4/ 483) عقب الحديث (2780).

(2)

في المسند (4/ 86) عقب الحديث (1255).

(3)

العلل (4/ 420).

ص: 607

فالواجب أن يكون حديث أبي خالد الأحمر وهشيم وجرير عقب حديث سفيان بن عيينة لأن إسنادهما واحد بدون ذكر سعيد بن زيد، ولا يكون عقب حديث المعتمر إذ أنه يرويه عن أسامة وسعيد بن زيد وهم يخالفونه وأظن أن هذا الوهم إنما هو خطأ من النسّاخ، والله تعالى أعلم.

ص: 608

‌الحديث الثاني

(1)

:

1006 -

قال الإمام أبو عبد الرحمن النسائي في الكبرى (3237): أنبأ إسحاق بن إبراهيم بن مخلد بن إبراهيم قال: أنبأ المعتمر قال: سمعت حميداً عن أبي المتوكل عن أبي سعيد رضي الله عنه قال:

رخص النبي صلى الله عليه وسلم في القبلة للصائم ورخص في الحجامة.

‌التعليق:

هذا إسناد رجاله كلهم ثقات رجال الشيخين.

وأخرجه البزار (1019 كشف الأستار) من طريق بشر بن معاذ العقدي ومحمد بن يزيد بن الرواس، وابن خزيمة (1968) من طريق محمد بن عبد الأعلى الصنعاني وبشر بن معاذ، والطبراني في الأوسط (2725) من طريق أمية بن بسطام أربعتهم عن المعتمر به.

(1)

رجال الإسناد:

إسحاق بن إبراهيم بن مخلد الحنظلي، أبو محمد ابن راهويه المروزي، ثقة حافظ مجتهد، قرين أحمد بن حنبل، مات سنة 238 وله 72 سنة، روى له البخاري ومسلم.

حميد بن أبي حميد الطويل، اختلف في اسم أبيه على نحو عشرة أقوال، ثقة مدلس وعابه زائدة لدخوله في شيء من أمر الأمراء، من الخامسة، مات سنة 141، ويقال: 142، وهو قائم يصلي وله 75 سنة، روى له البخاري ومسلم.

علي بن داود، ويقال: ابن دؤاد أبو المتوكل الناجي مشهور بكنيته، ثقة، من الثالثة، مات سنة 108 وقيل قبل ذلك، روى له البخاري ومسلم.

أبو سعيد الخدري: صحابي جليل.

ص: 609

هكذا قال المعتمر: (عن حميد، عن أبي المتوكل، عن أبي سعيد، عن النبي صلى الله عليه وسلم.

خالفه أصحاب حميد فرووه عنه موقوفاً على أبي سعيد رضي الله عنه لم يذكروا النبي صلى الله عليه وسلم، منهم:

بشر بن المفضل

(1)

، ومحمد بن أبي عدي

(2)

، وإسماعيل بن جعفر

(3)

، وأبو بحر البكراوي

(4)

، وحماد بن سلمة

(5)

، ومحمد بن عبد الله الأنصاري

(6)

، وشعبة

(7)

، وعبد الله بن المبارك

(8)

، وأبو خالد الأحمر سليمان بن حبان

(9)

، وإسماعيل بن علية

(10)

.

وكذلك رواه قتادة

(11)

، وخالد الحذاء

(12)

، وسليمان الناجي

(13)

،

(1)

النسائي (3238).

(2)

النسائي (3239).

(3)

النسائي (3240).

(4)

ابن خزيمة (1970) وتصحف في المطبوع من صحيح ابن خزيمة إلى (ابن يحيى) وصوابه كما ذكرنا كما في إتحاف المهرة (5/ 362) والدارقطني في العلل (11/ 347).

(5)

البزار (1013) وابن خزيمة (1970).

(6)

ابن خزيمة (1979).

(7)

الدارقطني في العلل (11/ 347) تعليقاً.

(8)

المصدر السابق.

(9)

ابن أبي شيبة (9322).

(10)

الترمذي في العلل الكبير (1/ 368).

(11)

النسائي (3244) وابن خزيمة (1971) والبزار (1010) والطحاوي (2/ 100) والبيهقي (4/ 439).

(12)

النسائي (3242) و (3243) والبزار (1012) وابن خزيمة (1969) والدارقطني (2/ 162) والطبراني في الأوسط (7797).

(13)

ابن خزيمة (1982).

ص: 610

والضحاك بن عثمان

(1)

عن أبي المتوكل عن أبي سعيد موقوفاً.

وقال أبو حاتم وأبو زرعة وقد سئلا عن حديث معتمر:

«هذا خطأ إنما هو عن أبي سعيد قوله، رواه قتادة وجماعة من الحفاظ عن حميد عن أبي المتوكل قوله.

قلت: إن إسحاق الأزرق رواه عن الثوري عن حميد عن أبي المتوكل عن أبي سعيد عن النبي صلى الله عليه وسلم

(2)

.

قالا: وهم إسحاق في الحديث، قلت: قد تابعه معتمر؟ قالا: وهم فيه أيضاً معتمر»

(3)

.

وأنكر كذلك البزار والطبراني رفع هذا الحديث.

قال البزار: لا نعلمه بهذا الإسناد إلا عن معتمر

(4)

.

وقال الطبراني: وغير معتمر يرويه موقوفاً

(5)

.

وقال الدارقطني: «يرويه حميد الطويل وخالد الحذاء وقتادة عن أبي المتوكل واختلف عنهم:

فأما خالد فرواه إسحاق الأزرق عن الثوري عن خالد مرفوعاً،

(1)

ابن خزيمة (1970).

(2)

النسائي (3241) والبزار (1012) كشف الأستار، والترمذي في العلل الكبير (1/ 366) والدارقطني (2/ 161) والبيهقي (4/ 439) قال البزار: لا نعلم أحداً رفعه إلا إسحاق عن الثوري.

(3)

العلل لابن أبي حاتم (676).

(4)

كشف الأستار للهيثمي (1/ 480).

(5)

الأوسط (3/ 137 - 138).

ص: 611

ورواه الأشجعي عن الثوري فنحا به نحو الرفع

(1)

وغيرهما يرويه عن الثوري موقوفاً.

فأما حميد الطويل فأسنده عنه معتمر بن سليمان ونحا به أبو شهاب عن حميد نحو الرفع، ورواه إسماعيل بن جعفر وحماد بن سلمة وابن المبارك وشعبة وأبو بحر البكراوي عن حميد موقوفاً

».

وقد روي عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنهم ما يدل على وهم مَنْ رفع الحديث عنه قال ابن خزيمة رحمه الله:

وقد روي عن معتمر بن سليمان عن حميد عن أبي المتوكل عن أبي سعيد الخدري رخص رسول الله صلى الله عليه وسلم في القبلة للصائم والحجامة للصائم، حدثنا يعقوب بن إبراهيم الدورقي حدثنا المعتمر.

ثم قال: وقد حدثنا أيضاً محمد بن عبد الله بن بزيع حدثنا أبو يحيى، حدثنا حميد الطويل والضحاك بن عثمان، عن أبي المتوكل الناجي، عن أبي سعيد الخدري أنه قال: إنما كانوا يكرهون أو قال يخافون الضعف.

وحدثنا بندار أخبرنا محمد، أخبرنا شعبة عن قتادة عن أبي المتوكل الناجي عن أبي سعيد الخدري قال: إنما كرهت الحجامة للصائم مخافة الضعف.

قال ابن خزيمة: (فخبر قتادة وخبر أبي يحيى عن حميد والضحاك بن عثمان دالان على أن أبا سعيد لم يحكِ عن النبي صلى الله عليه وسلم

(1)

ابن خزيمة (1969) والدارقطني (2/ 162) والبيهقي (4/ 440).

ص: 612

الرخصة في الحجامة للصائم إذ غير جائز أن يروي أبو سعيد أن النبي صلى الله عليه وسلم رخص في الحجامة للصائم ويقول: كانوا يكرهون ذلك مخافة الضعف، إذ ما أباحه النبي صلى الله عليه وسلم مطلقاً لا استثناء ولا شريطة فمباح لجميع الخلق غير جائز أن يقال: أباح النبي صلى الله عليه وسلم الحجامة للصائم وهو مكروه مخافة الضعف ثم لم يستثنِ النبي صلى الله عليه وسلم في إباحتها مَنْ يأمن الضعف دون مَنْ يخافه، فإن صحّ عن أبي سعيد أن النبي صلى الله عليه وسلم رخص في الحجامة للصائم كان مؤدى هذا القول أن أبا سعيد قال: كره للصائم ما رخص النبي صلى الله عليه وسلم له فيها وغير جائز أن يتأول هذا على أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يرووا عن النبي صلى الله عليه وسلم رخصة في الشيء ويكرهونه)

(1)

.

(1)

صحيح ابن خزيمة (3/ 231 - 232).

ص: 613

‌الحديث الثالث

(1)

:

1007 -

قال أبو داود رحمه الله (807): حدثنا محمد بن عيسى، ثنا المعتمر بن سليمان، ويزيد بن هارون، وهشيم عن سليمان التيمي، عن أمية، عن أبي مجلز، عن ابن عمر رضي الله عنه:

أن النبي صلى الله عليه وسلم سجد في صلاة الظهر ثم قام فركع فرأينا أنه قرأ: تنزيل السجدة.

قال ابن عيسى: لم يذكر أمية أحد إلا معتمر.

‌التعليق:

هذا إسناد رجاله كلهم ثقات رجال الشيخين غير محمد بن عيسى وهو ثقة، قال البخاري: سمعت علياً أي: ابن المديني قال:

(1)

رجال الإسناد:

محمد بن عيسى بن نجيح البغدادي، أبو جعفر ابن الطباع، ثقة فقيه كان من أعلم الناس بحديث هشيم، من العاشرة، مات سنة 224 وله 74 سنة، روى له البخاري تعليقاً، وأبو داود والنسائي وابن ماجه. التقريب (6250). وقال في التهذيب: وفي الزهرة، روى عنه البخاري ستة أحاديث.

يزيد بن هارون بن زاذان السلمي أبو خالد الواسطي، ثقة متقن عابد، من التاسعة، مات سنة 206 وقد قارب 90 عاماً، روى له البخاري ومسلم.

هشيم بن بشير بن القاسم بن دينار السلمي، الواسطي، ثقة ثبت كثير التدليس والإرسال الخفي، من السابعة، مات سنة 183، روى له البخاري ومسلم.

سليمان بن بلال التيمي، مولاهم، أبو محمد أو أبو أيوب المدني، ثقة من الثامنة، روى له البخاري ومسلم.

أمية عن أبي مجلز، مجهول، من السادسة، روى له أبو داود (هذا الحديث).

أبو مِجلز: لاحق بن حُميد بن سعيد السدوسي البصري أبو مجلز، مشهور بكنيته، ثقة، من كبار الثالثة، مات سنة 106 أو 109 وقيل قبل ذلك، روى له البخاري ومسلم.

ص: 614

سمعت يحيى وعبد الرحمن يسألان محمد بن عيسى عن حديث هشيم، وما أعلم أحداً أعلم به منه.

وقال أبو حاتم: ثقة مأمون ما رأيت في المحدثين أحفظ للأبواب منه، وغير أمية وهو مجهول.

وأخرجه البيهقي في السنن الكبرى (2/ 322) وفي معرفة السنن والآثار (3/ 259) من طريق يحيى بن معين عن معتمر بن سليمان عن أبيه عن رجل يقال له أمية عن أبي مجلز عن ابن عمر به، ومن طريق أخرى عن يحيى بن معين عن معتمر عن أبيه عن مية عن أبي مجلز، وقال عقبه: كذا قال مية، وقال غيره: أمية.

هكذا قال معتمر بن سليمان: (عن سليمان، عن أمية، عن أبي مجلز، عن ابن عمر).

خالفه يزيد بن هارون

(1)

، وهشيم

(2)

، ويحيى بن سعيد القطان

(3)

، وعبد الرزاق

(4)

، وأبو زبيد عبثر بن القاسم

(5)

.

فقالوا: (عن سليمان، عن أبي مجلز، عن ابن عمر) لم يذكروا أمية.

(1)

أبو داود (807) وأحمد (2/ 83) وأبو يعلى (5743) وابن أبي شيبة (2/ 202) والطحاوي (1/ 207، 208) والبيهقي (2/ 322) وفي الصغرى (906).

(2)

أبو داود (807).

(3)

الحاكم (1/ 221) وقال: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه وهو سنّة صحيحة غريبة أن الإمام يسجد فيما يسر بالقرآن مثل سجوده فيما يعلن، ووافقه الذهبي.

(4)

في المصنف (2678) إلا أنه رواه مرسلاً لم يذكر ابن عمر.

(5)

الخطيب في تاريخ بغداد (12/ 310) وذكره المزي في تهذيب الكمال (3/ 342).

ص: 615

قال أبو داود عقب الحديث: قال ابن عيسى وهو شيخه في هذا الحديث: لم يذكر أمية أحد إلا معتمر.

قال ابن حجر في التهذيب: قال أبو داود في رواية الرملي: أمية هذا لا يعرف ولم يذكره إلا المعتمر

ثم قال: ويحتمل أن هذا تصحيف من أحد الرواة كان عن المعتمر عن أبيه

(1)

فظنه عن أمية، ثم كرر ذكر أبيه، والله أعلم.

لكن وقع عند أحمد عن يزيد بن هارون عن سليمان عن أبي مجلز به ثم قال: قال سليمان: ولم أسمعه من أبي مجلز

(2)

.

وحكى الدارقطني أن بعضهم رواه عن المعتمر فقال: عن أبيه عن أبي أمية وزيّفه، ثم جوّز إن كان محفوظاً أن يكون المراد به عبد الكريم بن أبي المخارق فإنه يكنى أبا أمية وهو بصري والله أعلم. انتهى كلامه.

قلت: أخرجه البيهقي من طريق معتمر بن سليمان عن أبيه، عن مية عن أبي مجلز به.

وقال عقبه: كذا قال: مية، وقال غيره: أمية

(3)

.

وأخرجه ابن أبي شيبة (2/ 22) عن معتمر بن سليمان، عن أبيه قال: بلغني عن أبي مجلز أن النبي صلى الله عليه وسلم، فذكره أيضاً مرسلاً.

(1)

قلت: يرد هذا قول أبي داود قال ابن عيسى: لم يذكر أمية أحد إلا المعتمر ولم يقل: لم يذكر سليمان أحد إلا المعتمر.

(2)

مسند أحمد (2/ 83) فيكون بهذا الإسناد منقطع، وقد قال التيمي: عن أبي مجلز ولم أسمعه من أبي مجلز كما عند أحمد والبيهقي في الصغرى.

(3)

السنن الكبرى (2/ 322).

ص: 616

والحديث ضعّفه الشيخ أحمد شاكر في تعليقه على المسند (7/ 264 - 265).

‌الخلاصة:

إسناد هذا الحديث ظاهره صحيح متصل من طريق يزيد بن هارون وهشيم فرجاله كلهم ثقات.

وقد أخرجه أحمد عن يزيد بن هارون عن سليمان التيمي، عن أبي مجلز عن ابن عمر، وهذا إسناد رجاله كلهم ثقات رجال الشيخين.

وكذلك أخرجه الحاكم من طريق يحيى القطان وصححه على شرط الشيخين ووافقه الذهبي إلا أن الصحيح أنه منقطع.

فقد ذكر أحمد عقب الحديث عن سليمان التيمي قوله: (ولم أسمعه من أبي مجلز).

وكذا عند ابن أبي شيبة قال: بلغني عن أبي مجلز، والظاهر أن المعتمر وهو أقرب الناس إلى أبيه علم منه الواسطة الذي بينه وبين أبي مجلز وهو أمية فذكره ولم يهم فيه، والله تعالى أعلم.

‌الدلالة الفقهية:

لم يرَ بأساً بعض أهل العلم للإمام أن يسجد في الصلاة السرية إن قرأ آية فيها سجدة استدلالاً بهذا الحديث، وكرهه بعض أهل العلم لما فيه من تشويش على المصلِّين.

قال ابن قدامة في المغني (1/ 627): (قال بعض أصحابنا: يكره للإمام قراءة السجدة في صلاة لا يجهر فيها، وإن قرأ لم يسجد وهو

ص: 617

قول أبي حنيفة لأن فيها إيهاماً على المأموم، ولم يكرهه الشافعي لأن ابن عمر روى عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه سجد في الظهر ثم قام فركع فرأى أصحابه أنه قرأ سورة السجدة. رواه أبو داود، واحتج أصحابنا بأن فيه إبهاماً على المأموم واتباع النبي صلى الله عليه وسلم أوْلى).

قال النووي في المجموع (4/ 59): قال أصحابنا: ولا يكره له أي: للإمام قراءة آية السجدة في الصلاة سواء كانت صلاة جهرية أو سرية هذا مذهبنا

وقال أيضاً (4/ 72): قال أصحابنا: لا يكره قراءة السجدة عندنا للإمام كما لا يكره للمنفرد سواء كانت صلاة سرية أو جهرية ويسجد متى قرأها، وقال مالك: يكره مطلقاً، وقال أبو حنيفة: يكره في السرية دون الجهرية.

قال صاحب البحر: وعلى مذهبنا يستحب تأخير السجود حتى يسلم لئلا يشوش على المصلين).

قال أبو حمزة: والذي يظهر لي أنه إذا خشي الإمام أن يوهم المصلين ويشوش عليهم فيكره له والحالة هذه أن يقرأها في الصلاة السرية، وهكذا فيما كل من شأنه أن يوهم المصلين، وقد حدث مرة في صلاة التراويح في الحرم المكي وكان إمامنا آنذاك الشيخ عبد الله الخليفي رحمه الله أن قرأ آية السجدة التي في سورة ص ولم يسجد عندها وكبّر للركوع بعد الآية التي بعدها مباشرة فوهم كثير من المصلِّين فسجدوا ثم قاموا من السجدة مع تكبيرة الإمام للرفع من الركوع وفاتهم الركوع مع الإمام، والله تعالى أعلم.

ص: 618

‌مكي بن إبراهيم

‌اسمه ونسبه:

مكي بن إبراهيم بن بشير بن فرقد، ويقال: جده فرقد بن بشير الإمام الحافظ مسند خراسان أبو السكن التميمي الحنظلي البلخي.

روى عن: مالك، وابن جريج، وهشام الدستوائي، وهشام بن حسان، وجماعة.

روى عنه: البخاري، وأحمد، وابن معين، ويحيى بن يحيى، وعبيد الله بن عمر القواريري وجماعة.

وقال أبو حاتم: محله الصدق.

وقال النسائي: ليس به بأس.

وقال الدارقطني: ثقة مأمون.

وقال الخليلي: ثقة متفق عليه.

مات سنة 214 أو 215 وكان مولده سنة 126.

قال ابن حجر: ثقة ثبت، من التاسعة.

ص: 619

‌الحديث

(1)

:

1008 -

قال الإمام ابن ماجه رحمه الله (1538): حدثنا سهل بن أبي سهل، ثنا مكي بن إبراهيم أبو السكن، عن مالك، عن نافع، عن ابن عمر رضي الله عنه:

أن النبي صلى الله عليه وسلم صلّى على النجاشي فكبّر أربعاً.

‌التعليق:

هذا إسناد رجاله كلهم ثقات رجال الشيخين غير شيخ ابن ماجه سهل بن أبي سهل وهو صدوق وقد توبع.

فقد أخرجه الخليلي في الإرشاد (1/ 275) من طريق محمد بن عمار بن الحارث وعبد الكريم القزويني في أخبار قزوين (2/ 483) من طريق أبي حجر عمرو بن نافع كلاهما عن مكي بهذا الإسناد.

وأخرجه الخطيب في تاريخ بغداد (13/ 118) وابن عساكر في تاريخ دمشق (60/ 240) من طريق سهل بن أبي سهل به.

هكذا قال مكي: (عن مالك، عن نافع، عن ابن عمر عن

(1)

رجال الإسناد:

سهل بن زنجلة بن أبي الصفدي، ويقال:(سهل بن أبي سهل) الرازي أبو عمرو الخياط الأشتر الحافظ، صدوق، لم يخرج له من أصحاب السنن الأربعة غير ابن ماجه، وروى عنه أبو حاتم وأبو يعلى، قال أبو حاتم: صدوق، وذكره ابن حبان في الثقات.

مالك بن أنس: تقدم انظره في بابه.

نافع أبو عبد الله المدني، مولى ابن عمر، ثقة ثبت فقيه مشهور، مات سنة 117، روى له البخاري ومسلم.

ص: 620

النبي صلى الله عليه وسلم، وقد وهم مكي في هذا الإسناد وإنما هو (مالك، عن الزهري، عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم.

كذا هو في الموطأ لمالك (1/ 226) وفي الصحيحين.

وقد رواه عن مالك كذلك عامة أصحابه منهم: الشافعي

(1)

، وإسماعيل بن علية

(2)

، وعبد الله بن يوسف

(3)

، ويحيى بن يحيى

(4)

، ويحيى بن سعيد القطان

(5)

، وعبد الله بن مسلمة القعنبي

(6)

، وعبد الله بن المبارك

(7)

، وقتيبة بن سعيد

(8)

، وبشر بن عمر

(9)

، وأحمد بن أبي بكر

(10)

، وخالد بن مخلد القطواني

(11)

، وعبد الله بن وهب

(12)

وغيرهم.

وقد تابع مالكاً عن الزهري بهذا الإسناد كلٌّ من:

معمر

(13)

، وعقيل بن خالد

(14)

، وصالح بن كيسان

(15)

، وعبيد الله بن

(1)

في مسنده (1/ 28) والبيهقي (4/ 35).

(2)

البخاري (1245).

(3)

البخاري (1333).

(4)

مسلم (951).

(5)

أحمد (2/ 438) والدارقطني في العلل (9/ 360).

(6)

أبو داود (3204) وابن عبد البر في التمهيد (6/ 322).

(7)

النسائي (4/ 69 - 70).

(8)

النسائي (4/ 72).

(9)

ابن الجارود في المنتقى (543).

(10)

ابن حبان (3068) و (3098).

(11)

ابن عبد البر في التمهيد (6/ 324).

(12)

الدارقطني في العلل (9/ 359).

(13)

البخاري (1318).

(14)

البخاري (1327)(1328) ومسلم (951).

(15)

البخاري (3880) و (3881) ومسلم (951).

ص: 621

عمر

(1)

، وإبراهيم بن سعد

(2)

، ومحمد بن عبد الله الليثي

(3)

، وعمرو بن قيس

(4)

، ومحمد بن إسحاق

(5)

وغيرهم، فرووه عن الزهري عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم.

وهو كذلك في كتاب مكي عن مالك إلا أنه لما حدّث من حفظه وهم.

قال ابن أبي حاتم في العلل (1091): وسألت أبا زرعة عن حديث رواه مكي، عن مالك، عن نافع عن ابن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم صلّى على النجاشي فكبّر أربعاً.

فقال: هذا خطأ، إنما هو مالك عن الزهري عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم، وهم فيه مكي.

وروى الخطيب في تاريخ بغداد (13/ 117) بسنده عن علي بن الحسين بن حبان قال: وجدت في كتاب أبي بخط يده وسألته يعني يحيى بن معين عن حديث حدّث به مكي عن مالك عن نافع عن ابن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم صلّى على النجاشي؟

فقال يحيى: هذا باطل وكذب.

قلت: وهذا الحديث؟

فقال: إن مكي بن إبراهيم رواه هكذا بالري، وهو جاءني من

(1)

الطيالسي (2296) وابن حبان (3100).

(2)

أبو الحسين الصيداوي في معجم الشيوخ (165).

(3)

المصدر السابق.

(4)

المصدر السابق.

(5)

ابن عدي في الكامل (6/ 18).

ص: 622

خراسان يريد الحج فلما رجع من حجِّه سئل عنه فأبى أن يحدّث به.

ثم روى الخطيب عن عبد الصمد بن الفضل يقول: سألنا مكي بن إبراهيم عن حديث مالك عن نافع عن ابن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم كبّر على النجاشي أربعاً؟ فحدثنا من كتابه عن مالك عن الزهري عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة وقال: هكذا في كتابي

(1)

. اه.

قلت: فظهر من هذا أنه سلك به الجادة لما حدّث به من حفظه، وأما ما في كتابه فهو على الصحيح.

وروى ابن عساكر في تاريخ دمشق (60/ 240) من طريق أبي يعلى الموصلي قال: سمعت سهل بن زنجلة الرازي سئل عن حديث ابن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم صلّى على النجاشي؟ فقال: هذا حديث منكر.

وقال الحافظ في التهذيب في ترجمة سهل بن زنجلة: سئل أبو إسحاق الحربي عن حديث رواه سهل بن زنجلة، عن مكي بن إبراهيم، عن مالك، عن نافع، عن ابن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم صلّى على النجاشي فأنكره.

ثم قال: قال الخطيب: وقد قال مكي: حدثتهم بالبصرة عن مالك عن نافع، يعني بهذا الحديث وهو خطأ، إنما حدثنا مالك عن الزهري، عن سعيد، عن أبي هريرة.

وروى الخطيب أيضاً (9/ 117): عن إبراهيم الحربي أنه سئل عن

(1)

ورواه من طريقه ابن عساكر في تاريخ دمشق (60/ 240) وذكره الحافظ في التهذيب (10/ 261) والمزي في تهذيب الكمال (28/ 480) ولم يتفطن الشيخ العلامة الألباني رحمه الله إلى علة الحديث فأورده في القسم الصحيح من سنن ابن ماجه.

ص: 623

هذا الحديث؟ فقال: ما خلق الله من هذا شيئاً، لو كان من هذا شيء كان في الموطأ.

وقال الخليلي في الإرشاد (1/ 275): وهذا أخطأ فيه مكي من حفظه بالري. قاله أبو زرعة الرازي، وصوابه مالك، عن الزهري، عن سعيد بن المسيب، عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم.

وقال ابن عبد البر في التمهيد (6/ 325): وقد روى مكي بن إبراهيم وحباب بن جبلة

(1)

في هذا الحديث إسناداً آخر عن مالك عن نافع عن ابن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كبّر على النجاشي أربعاً وليس هذا الإسناد في الموطأ لهذا الحديث ولا أعلم أحداً حدّث به هكذا عن مالك غيرهما، والله أعلم.

ثم روى بسنده عن أبي يعلى قال: سمعت سهل بن زنجلة الرازي يسأل ابن أبي سمينة عن حديث ابن عمر هذا؟ قال: هذا منكر، وقال له ابن أبي سمينة من رواه عن نافع فقال ابن زنجلة: مالك عن نافع عن ابن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى على النجاشي، فقال ابن أبي سمينة: عمّن حملته عن مالك، قال: حدثنا مكي بن إبراهيم قال: أنبأنا مالك فسكت ابن أبي سمينة.

‌علة الوهم:

التحديث من الحفظ وقد وجد في كتابه خلاف ما حدّث به، والله أعلم.

(1)

حديثه عند تمام الرازي في الفوائد (1/ 79).

وقد روى إبراهيم بن إسماعيل بن مجمع عن يحيى بن سعيد عن نافع عن ابن عمر هذا الحديث كما عند تمام الرازي في الفوائد (1/ 123) وقال الدارقطني (3/ 513): تفرد به إبراهيم بن إسماعيل بن مجمع عن يحيى بن سعيد.

ص: 624

‌موسى بن إسماعيل (التبوذكي)

‌اسمه ونسبه:

موسى بن إسماعيل المنقري، أبو سلمة التبوذكي البصري.

روى عن: جرير بن حازم، وحماد بن زيد، وابن المبارك، وهمام، وحماد بن سلمة وجماعة.

روى عنه: البخاري، وأبو داود، ويحيى بن معين، وأبو زرعة، وأبو حاتم، وخلق كثير.

قال ابن معين: ثقة مأمون.

وقال أبو الوليد الطيالسي: ثقة صدوق.

وقال أبو حاتم: كان ثقة لا أعلم أحداً بالبصرة ممن أدركناه أحسن حديثاً منه.

وقال ابن حبان: كان من المتقدمين.

وقال العجلي: بصري ثقة.

قال ابن حجر: ثقة ثبت من صغار التاسعة، ولا التفات إلى قول ابن خراش، تكلم الناس فيه.

ص: 625

‌الحديث الأول

(1)

:

1009 -

قال الإمام البخاري رحمه الله (2412): حدثنا موسى بن إسماعيل حدثنا وهيب حدثنا عمرو بن يحيى عن أبيه عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال:

بينما رسول الله صلى الله عليه وسلم جالس جاء يهودي فقال: يا أبا القاسم ضرب وجهي رجل من أصحابك.

فقال: «مَن؟» .

قال: رجل من الأنصار.

قال: «ادعوه» فقال: «أضربته؟» .

قال: سمعته بالسوق يحلف والذي اصطفى موسى على البشر.

قلت: أي خبيث على محمد صلى الله عليه وسلم، فأخذتني غضبة ضربت وجهه.

فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «لا تخيِّروا بين الأنبياء فإن الناس يصعقون يوم القيامة فأكون أول مَنْ تنشق عنه الأرض، فإذا أنا بموسى آخذ بقائمة من قوائم العرش، فلا أدري أكان فيمن صعق أم حوسب بصعقة الأولى» .

(1)

رجال الإسناد:

وهيب بن خالد بن عجلان الباهلي، ثقة ثبت لكنه تغير بآخره، من السابعة، مات سنة 165 وقيل بعدها، روى له البخاري ومسلم.

عمرو بن يحيى بن عمارة بن أبي حسن المازني المدني، ثقة من السادسة، مات سنة 130، روى له البخاري ومسلم.

يحيى بن عمارة بن أبي حسن الأنصاري المدني، ثقة من الثالثة، روى له البخاري ومسلم.

ص: 626

‌التعليق:

هذا إسناد رجاله كلهم ثقات رجال الشيخين.

هكذا قال موسى بن إسماعيل، عن وهيب، عن عمرو بن يحيى عن أبيه عن أبي سعيد الخدري عن النبي صلى الله عليه وسلم:«فأكون أول مَنْ تنشق عنه الأرض» .

خالفه أحمد بن إسحاق

(1)

فرواه عن وهيب بهذا الإسناد فقال فيه: «فأكون أول مَنْ يفيق» .

وكذلك رواه سفيان الثوري

(2)

، وورقاء بن عمر اليشكري

(3)

عن عمرو بن يحيى فقالا: (أول مَنْ يفيق).

وكذلك رواه إبراهيم بن سعد

(4)

، وشعيب بن أبي حمزة

(5)

، ومحمد بن أبي عتيق

(6)

، والنعمان بن راشد

(7)

عن الزهري، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن، وعبد الرحمن الأعرج، عن أبي هريرة فقالوا:(أول مَنْ يفيق).

في رواية شعيب ومحمد بن أبي عتيق عن الزهري عن أبي سلمة وسعيد بن المسيب عن أبي هريرة.

(1)

ابن أبي شيبة (11/ 526).

(2)

البخاري (3398) و (4638) و (6917) و (7427) ومسلم (2374)(162).

(3)

أحمد (3/ 40) ولفظه: «فأكون أول مَنْ يرفع رأسه من التراب» .

(4)

البخاري (2411) و (6517)(7472) ومسلم (2373)(160) وأبو داود (4671) وأحمد (2/ 264).

(5)

البخاري (3408) ومسلم (2373)(161).

(6)

البخاري (7472).

(7)

الطحاوي في شرح مشكل الآثار (3/ 44) و (13/ 385).

ص: 627

وفي رواية النعمان بن راشد عن الزهري عن سعيد وحده عن أبي هريرة.

ورواه إسماعيل بن جعفر عن محمد بن عمرو بن علقمة عن أبي سلمة عن أبي هريرة

(1)

ولفظه (فأكون أول من رفع رأسه).

ورواه شعيب

(2)

عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة مختصراً وفيه: «فأكون أول مَنْ قام» .

فتبين مما سبق أن الصحيح من حديث عمرو بن يحيى المازني قول مَنْ قال: «فأكون أول مَنْ يفيق» فإن ذكر الإفاقة هو المناسب بعد قوله: «يصعقون» أما ذكر البعث فإنه إنما يكون بعد الموت فتنبّه.

قال الحافظ: «أما ما وقع في حديث أبي سعيد: «فإن الناس يصعقون فأكون أول مَنْ تنشق عنه الأرض» ، قد استشكل، وجزم المزي فيما نقله عنه ابن القيم في كتاب الروح أن هذا اللفظ وهم من راويه وأن الصواب ما وقع في رواية غيره فأكون أول مَنْ يفيق.

وأن كونه أول مَنْ تنشق عنه الأرض صحيح لكنه في حديث آخر ليس فيه قصة موسى، انتهى»

(3)

.

قال ابن أبي العز الحنفي: فإن قيل: كيف تصنعون بقوله في الحديث: «إن الناس يصعقون يوم القيامة فأكول أول مَنْ تنشق عنه الأرض فأجد موسى باطشاً بقائمة العرش» ؟

(1)

الطحاوي (13/ 385).

(2)

البخاري (6518).

(3)

فتح الباري (6/ 444).

ص: 628

قيل: لا ريب أن هذا اللفظ قد ورد هكذا ومنه نشأ الإشكال ولكنه دخل فيه على الراوي حديث في حديث فركّب بين اللفظين فجاء هذان الحديثان هكذا، أحدهما: أن الناس يصعقون فأكون أول مَنْ يفيق كما تقدم، والثاني:«أنا أول مَنْ تنشق عنه الأرض يوم القيامة» فدخل على الراوي هذا الحديث في الآخر.

وممن نبّه على هذا أبو الحجاج المزي وبعده الشيخ شمس الدين ابن القيم وشيخنا الشيخ عماد الدين بن كثير رحمهم الله

(1)

.

وقال ابن الملقن:

«وقوله: «فأكون أول مَنْ يفيق» وفي لفظ: «أول مَنْ تنشق عنه الأرض» هو مشكل، كما قال القرطبي بالمعلوم من الأحاديث الدالة على أن موسى قد توفي وأنه عليه السلام رآه في قبره.

ووجه الإشكال أن نفخة الصعق إنما يموت بها مَنْ كان حيًّا في هذه الدار، وأما مَنْ مات فيستحيل أن يموت ثانياً، وإنما ينفخ في الموتى نفخة البعث، وموسى قد مات، فلا يصح أن يموت مرة أخرى، ولا يصح أن يكون مستثنى من نفخة الصعق؛ لأن الأنبياء أحياء لم يموتوا ولا يموتون، ولا يصح استثناءهم من الموتى، وقد قال بعضهم: يحتمل أن يكون موسى ممن لم يمت من الأنبياء وهو باطل.

ويحتمل كما قال القاضي: أن يكون المراد بهذه الصعقة صعقة فزع بعد النشر حين تنشق السماوات والأرض، ويحتمل كما قال النووي: أنه عليه السلام قال هذا قبل أن يعلم أنه أول مَنْ تنشق عنه

(1)

شرح العقيدة الطحاوية (1/ 468).

ص: 629

الأرض إن كان هذا اللفظ على ظاهره، وإن كان نبينا أول مَنْ تنشق عنه الأرض فيكون موسى من تلك الزمرة وهي والله أعلم زمرة الأنبياء

(1)

.

فإن قلت: إذا جعلت له تلك عوضاً من الصعقة فيكون حيًّا حالة الصعق وحينئذ لم يصعق.

فالجواب: أن الموت ليس بعدم، إنما هو انتقال من دار إلى دار، بيانه أن الشهداء بعد قتلهم ودفنهم أحياء عند ربهم، وإذا كان هذا للشهداء، كان الأنبياء بذلك أحق وأولى مع أنه قد صحّ عنه عليه السلام أن الأرض لا تأكل أجساد الأنبياء، وأنه اجتمع بهم ليلة الإسراء ببيت المقدس والسماء خصوصاً موسى، فتحصل من جملة هذا القطع، بأنهم غيّبوا عنا بحيث لا ندركهم وإن كانوا موجودين أحياء، وذلك كالحال في الملائكة، فإنهم موجودون أحياءً ولا يراهم أحد من نوعنا إلا مَنْ خصّه الله بكرامته، فإذا تقرر أنهم أحياء فيما بين السماوات والأرض، وإذا نفخ في الصور نفخة الصعق صعق مَنْ في السماوات والأرض إلا مَنْ شاء الله، وأما صعق غير الأنبياء فموت، وأما صعق الأنبياء فالأظهر أنه غشي، فإذا نفخ ثانياً، فمَن مات حَيي ومَن غشي عليه أفاق، ويحصل من هذا أن نبينا تحقق أنه أول من يُفِيق، وأول مَنْ يخرج من قبره قبل الناس كلهم الأنبياء وغيرهم إلا موسى، فإنه حصل له فيه تردد، هل بعث قبله أو بقي على الحالة التي كان عليها؟ وعلى أي الحالتين فهي فضيلة عظيمة لموسى ليست لغيره»

(2)

.

(1)

صحيح مسلم بشرح النووي (15/ 131 - 132) وانظر: عمدة القاري (12/ 251).

(2)

التوضيح لشرح الجامع الصحيح (15/ 475 - 476).

ص: 630

‌علة الوهم:

دخل عليه حديث في حديث، فحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم أول مَنْ تنشق عنه الأرض ثابت وصحيح من حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه

(1)

نفسه، ومن حديث أبي بكر الصديق

(2)

وابن عباس

(3)

وابن عمر

(4)

وواثلة بن الأسقع

(5)

وأبي هريرة

(6)

رضي الله عنهم إلا أنه ليس في هذا الحديث الذي فيه قصة الأنصاري مع اليهودي في شأن النبي صلى الله عليه وسلم وموسى صلى الله عليه وسلم.

‌الخلاصة:

خالف موسى بن إسماعيل فقال في هذا الحديث: «فأكون أول مَنْ تنشق عنه الأرض» أحمد بن إسحاق فرواه بنفس الإسناد فقال: «أول مَنْ يفيق» وهو الصحيح الذي يناسب المعنى فإنه بعد الصعقة تكون الإفاقة، وقد أخرج الإمام البخاري هذا اللفظ «أول مَنْ تنشق عنه الأرض» مرة واحدة، وأخرج هذا الحديث بلفظ:«أول مَنْ يفيق» في سبعة مواضع، ومسلم اكتفى بإخراجه باللفظ الصحيح، والله تعالى أعلم.

(1)

الترمذي (3148) و (3615) وابن ماجه (4308) وأحمد (3/ 2)(3/ 33) وقال الترمذي: حسن صحيح.

(2)

أحمد (1/ 4) وأبو يعلى (56) وابن حبان (6476) والضياء في المختارة (39) وأبو عوانة (443).

(3)

أحمد (1/ 281) و (1/ 295) وعبد بن حميد (695) وابن أبي عاصم في الأوائل (9).

(4)

الترمذي (3692) وابن حبان (6899) وإسناده ضعيف.

(5)

ابن حبان (6475).

(6)

ابن أبي عاصم في الأوائل (7)(13) و (15).

ص: 631

‌تنبيه:

روى وكيع عن

(1)

سفيان الثوري عن عمرو بن يحيى هذا الحديث بلفظ: «أول مَنْ تنشق عنه الأرض» فوهم والصحيح هو ما رواه البخاري عن محمد بن يوسف عن سفيان الثوري بلفظ: «أول مَنْ يفيق»

(2)

.

وروى الطبراني

(3)

عن أبي زرعة عن أبي اليمان عن شعيب عن الزهري هذا الحديث كذلك فوهم أبو زرعة فيه إذ أن البخاري يرويه عن أبي اليمان عن شعيب بلفظ: «أول مَنْ يفيق»

(4)

.

والله تعالى أعلم.

(1)

أخرجه أحمد (3/ 33)، وانظره في بابه ح (348).

(2)

سبق تخريجه.

(3)

مسند الشاميين (3027).

(4)

البخاري (7472).

ص: 632

‌الحديث الثاني

(1)

:

1010 -

قال الإمام البخاري رحمه الله (13/ 281 رقم 7306): حدثنا موسى بن إسماعيل حدثنا عبد الواحد حدثنا عاصم قال: قلت لأنَس: أحرَّم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة؟ قال: نعم ما بين كذا إلى كذا لا يُقطع شجرها مَنْ أحدث فيها حَدَثاً فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين.

قال عاصم: فأخبرني موسى بن أنس أنه قال: أو آوى محدثاً.

‌التعليق:

هذا إسناد رجاله كلهم ثقات رجال الشيخين.

وقوله: قال عاصم هو موصول بنفس السند.

هكذا قال موسى بن إسماعيل: (عن عبد الواحد، عن عاصم، عن موسى بن أنس).

خالفه مسدد

(2)

فرواه (عن عبد الواحد، عن عاصم، عن النضر بن أنس).

(1)

رجال الإسناد:

عبد الواحد بن زياد العبدي، مولاهم البصري، ثقة، في حديثه عن الأعمش وحده مقال، من الثامنة، مات سنة 176 وقيل بعدها، روى له البخاري ومسلم.

عاصم بن سليمان الأحول، أبو عبد الرحمن البصري، ثقة، من الرابعة، لم يتكلم فيه إلا القطان، وكأنه بسبب دخوله في الولاية، مات بعد سنة 140، روى له البخاري ومسلم.

(2)

في مسنده كما في الفتح (13/ 281) ومن طريقه أبو نعيم في مستخرجه (3170).

ص: 633

ورواه حامد بن عمر

(1)

فقال: (عن عبد الواحد، عن عاصم، عن ابن أنس).

ورواه شريك

(2)

، وعمرو بن أبي قيس

(3)

فقالا: (عن عاصم، وفي آخره: عن النضر بن أنس).

قال الدارقطني في التتبع: هذا وهم من البخاري أو من أبي سلمة لأن مسلماً أخرجه عن حامد عن عبد الواحد فقال: فيه النضر بن أنس وهو الصواب»

(4)

.

قلت: مسلماً لم يقل: فيه (النضر بن أنس) إنما قال: (ابن أنس).

وقال الدارقطني في العلل: رواه عبد الواحد بن زياد عن عاصم الأحول فقال في آخره: قال موسى بن أنس: إذا آوى محدثاً، ووهم في قوله عن موسى بن أنس، والصحيح ما رواه شريك، وعمرو بن أبي قيس عن عاصم الأحول، عن أنس وفي آخره فقال النضر بن أنس:(أو آوى محدثاً)

(5)

.

قال الحافظ:

(1)

مسلم (1366).

(2)

ذكره الدارقطني في العلل وهو عند الطحاوي في شرح معاني الآثار (4/ 193) ولكن بدون هذه الزيادة، وقد نص الحافظ في الإتحاف (2/ 65) أنه عند الطحاوي بدون هذه الزيادة، فلعلها في مصدر آخر فالله أعلم، وقد ذكر الحافظ أنه رواه أبو الشيخ في الترهيب أيضاً كما سيأتي.

(3)

أبو عوانة كما في الإتحاف (2/ 64 - 65).

(4)

الإلزامات والتتبع (ص 476)(رقم 159) وصوّب قوله الشيخ مقبل الوادعي.

(5)

العلل (12/ 108 رقم 2488).

ص: 634

قال عاصم: «فأخبرني هو موصول بالسند المذكور قوله: موسى بن أنس ذكر الدارقطني أن الصواب عن عاصم عن النضر بن أنس لا عن موسى قال: والوهم فيه من البخاري أو شيخه، قال عياض: وقد أخرجه مسلم على الصواب، قلت: إن أراد أنه قال عن النضر فليس كذلك فإنه إنما قال لما أخرجه عن حامد بن عمير عن عبد الواحد عن عاصم عن ابن أنس فإن كان عياض أراد أن الإبهام صواب فلا يخفى ما فيه والذي سماه النضر هو مسدد عن عبد الواحد كذا أخرجه في مسنده وأبو نعيم في المستخرج من طريقه وقد رواه عمرو بن أبي قيس عن عاصم فبيّن أن بعضه عنده عن أنس نفسه وبعضه عن النضر بن أنس عن أبيه أخرجه أبو عوانة في مستخرجه وأبو الشيخ في كتاب الترهيب جميعاً من طريقه عن عاصم عن أنس قال عاصم: ولم أسمع من أنس: أو آوى محدثاً، فقلت للنضر: ما سمعت هذا يعني القدر الزائد من أنس، قال: لكني سمعته منه أكثر من مائة مرة وقد تقدم شرح حديثَيْ علي وأنس في أواخر الحج في أول فضائل المدينة في باب حرم المدينة وذكرت هناك رواية مَنْ روى هذه الزيادة عن عاصم عن أنس بدون الواسطة وأنه مدرج وبالله التوفيق»

(1)

.

وقال الحافظ في النكت الظراف: (بعد أن ذكر روايتَيْ البخاري ومسلم: وزعم عياض في المشارق

(2)

أن مسلماً قال في هذه الرواية: (عن النضر بن أنس) ولم نره في الأصل قال: وقال الدارقطني: الصواب عن عاصم: عن النضر، قال عياض: والوهم

(1)

فتح الباري (3/ 281).

(2)

مشارق الأنوار (1/ 184).

ص: 635

فيه من موسى شيخ البخاري وهو الراوي عن عبد الواحد أو من البخاري كذا قال: ولم نقف عليه مسمى بالنضر في رواية عبد الواحد، وإنما سمي في رواية عمرو بن أبي قيس عن عاصم أخرجه أبو عوانة من طريق عبد الله بن الجهم وأبو الشيخ في الترهيب من طريق هارون بن المغيرة كلاهما عن عمرو بن أبي قيس عن عاصم، عن أنس، قال عاصم: فذكر لي النضر بن أنس ولم أسمعه من أنس قال: (أو آوى محدثاً) فقلت له: ما سمعته منه؟ قال: لكني سمعته منه أكثر من مائة مرة)

(1)

.

(1)

النكت الظراف (1/ 247 - 248) بهامش التحفة.

ص: 636

‌الحديث الثالث

(1)

:

1011 -

قال أبو داود رحمه الله (2426): حدثنا موسى بن إسماعيل، حدثنا مهدي حدثنا غيلان، عن عبد الله بن معبد الزماني، عن أبي قتادة بهذا الحديث زاد:

قال: يا رسول الله أرأيت صوم يوم الإثنين والخميس؟ قال: «فيه ولدت وفيه أُنزل عليّ القرآن» .

‌التعليق:

هذا إسناد رجاله كلهم ثقات رجال الشيخين غير عبد الله بن معبد الزماني من رجال مسلم، وقد أودعه مسلم في صحيحه (1162) من طرق عن شعبة عن غيلان به.

وأخرجه أبو عوانة في مسنده (2926، 2950) عن أبي داود به.

هكذا رواه موسى بن إسماعيل، عن مهدي عن غيلان، عن عبد الله بن معبد، عن أبي قتادة عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه سئل عن صوم (يوم الإثنين والخميس).

خالفه عبد الرحمن بن مهدي

(2)

، ووكيع بن الجراح

(3)

،

(1)

رجال الإسناد:

مهدي بن ميمون الأزدي المعولي، أبو يحيى البصري، ثقة من صغار السادسة، مات سنة 172، روى له البخاري ومسلم.

غيلان بن جرير المعولي الأزدي البصري، ثقة من الخامسة، مات سنة 129، روى له البخاري ومسلم.

عبد الله بن معبد الزماني، بصري، ثقة، من الثالثة، روى له مسلم.

(2)

مسلم (1162)(198).

(3)

أبو نعيم في المسند المستخرج على صحيح مسلم (2546) وابن خزيمة في صحيحه (2117).

ص: 637

ومحمد بن الفضل عارم

(1)

، وحجاج بن منهال

(2)

.

فرووه عن مهدي بن ميمون بهذا الإسناد وقالوا فيه: أنه سئل عن صوم يوم الإثنين ولم يذكروا الخميس.

وكذلك رواه غير واحد عن غيلان فذكروا صوم يوم الإثنين.

ورواه شعبة عن غيلان فقال: (الإثنين والخميس) وذكر مسلم في صحيحه أن هذا وهم وقد سبق في باب شعبة ح (55) فانظره لزاماً. وانظر ح (1394).

(1)

البيهقي (4/ 293).

(2)

البيهقي (4/ 293).

ص: 638

‌النضر بن شميل

‌اسمه ونسبه:

النضر بن شميل المازني، أبو الحسن النحوي البصري، نزيل مرو.

روى عن: هشام بن عروة، وحميد الطويل، وابن عون، وشعبة، وحماد بن سلمة، وجماعة.

وعنه: يحيى بن معين، وعلي بن المديني، وإسحاق بن راهويه، ويحيى بن يحيى النيسابوري وجماعة.

قال علي بن المديني، ويحيى بن معين، والنسائي وأبو حاتم: ثقة، زاد أبو حاتم: صاحب سنّة، وسئل ابن المبارك عنه فقال: درة بين مَرْوين ضائعة، وقال أيضاً: وذاك أحد الأحدين، لم يكن أحد من أصحاب الخليل يدانيه.

قال العباس بن مصعب المروزي: كان النضر إماماً في العربية والحديث، وهو أول مَنْ أظهر السنّة بمرو وجميع خراسان، وكان أروى الناس عن شعبة، وخرّج كتباً كثيرة لم يسبقه إليها أحد، ولي قضاء مرو.

قال ابن حجر: ثقة ثبت من كبار التاسعة، مات سنة 204 وله 82 سنة.

ص: 639

‌الحديث

(1)

:

1012 -

قال الإمام إسحاق بن راهويه (1165): أخبرنا النضر، نا شعبة، نا جبر بن حبيب قال: سمعت أم كلثوم بنت علي تحدّث عن عائشة رضي الله عنها:

أن أبا بكر دخل على رسول الله صلى الله عليه وسلم ليكلمه في حاجة وعائشة تصلي فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «يا عائشة عليك بالجوامع والكوامل، قولي: اللهم إني أسألك من الخير كله عاجله وآجله ما علمت منه وما لم أعلم، اللهم إني أسألك الجنة وما قرب إليها من قول أو عمل، وأعوذ بك من النار وما قرب إليها من قول أو عمل، اللهم إني أسألك مما سألك منه محمد وأعوذ بك مما استعاذ منه محمد صلى الله عليه وسلم اللهم ما قضيت لي من قضاء فاجعل عاقبته لي رشداً» .

‌التعليق:

هذا إسناد رجاله كلهم ثقات، وأخرجه الطحاوي في شرح مشكل الآثار (6024) من طريق إسحاق بهذا الإسناد.

(1)

رجال الإسناد:

شعبة: تقدم.

جبر بن حبيب: ثقة عارف باللغة، من السادسة، روى له البخاري في الأدب المفرد، وابن ماجه.

أم كلثوم بنت علي: ليس لها ترجمة في كتب السنة، وهي صحابية تزوجها عمر بن الخطاب رضي الله عنهم أجمعين ومات عنها.

أم كلثوم بنت أبي بكر الصديق توفي أبوها وهي حمل، ثقة، من الثانية، روى لها مسلم والبخاري في الأدب والمفرد.

ص: 640

هكذا قال النضر: (عن شعبة، عن جبر بن حبيب، عن أم كلثوم بنت علي عن عائشة).

خالفه عبد الصمد بن عبد الوارث

(1)

، ومحمد بن جعفر

(2)

فقالا: (عن شعبة، عن جبر، عن أم كلثوم بنت أبي بكر، عن عائشة).

ورواه الطيالسي

(3)

(عن شعبة عن جبر عن أم كلثوم عن عائشة) ولم ينسبها.

ورواه حماد بن سلمة

(4)

عن جبر بن حبيب فقال: (أم كلثوم بنت أبي بكر).

ورواه أيضاً حماد

(5)

عن سعيد بن إياس الجريري فقال: (أم كلثوم بنت أبي بكر).

ورواه الطحاوي أيضاً من طريق إبراهيم بن أبي داود، عن يزيد بن عبد ربه عن بقية بن الوليد عن شعبة عن جبر بن حبيب قال: نزلت على فاطمة بنت أبي بكر بالمدينة فحدثتني عن عائشة .. فذكر الحديث

(6)

.

(1)

أحمد (6/ 147).

(2)

أحمد (6/ 146) ومن طريقه الحاكم (1/ 522) وعند أحمد (أم كلثوم) ولم ينسبها، وعند الحاكم أم كلثوم بنت أبي بكر، وكذا ذكرها الحافظ في أطراف المسند (9/ 341) ورواه ابن عساكر في تاريخ دمشق (54/ 112) من طريق محمد بن المثنى عن محمد بن جعفر ولم ينسبها.

(3)

في مسنده (1565).

(4)

ابن ماجه (3846) وابن أبي شيبة (10/ 263) والطحاوي (6027) وأبو يعلى (4473).

(5)

البخاري في الأدب المفرد (635) وأبو يعلى (4425) والطحاوي في شرح مشكل الآثار (6027) وابن حبان (865).

(6)

في شرح مشكل الآثار (6023).

ص: 641

وهم في قوله: (فاطمة).

قال الطحاوي: الصواب فيما اختلف فيه النضر وبقية عن شعبة في اسم هذه المرأة أنها ابنة أبي بكر لا ابنة علي.

‌الخلاصة:

وهم النضر في اسم المرأة التي حدّث عنها جبر بن حبيب هذا الحديث فقال: (أم كلثوم بنت علي) رضي الله عنها أمها فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم ولدت في حياة النبي صلى الله عليه وسلم فهي صحابية، خطبها عمر رضي الله عنه إلى أبيها في خلافته فقال له علي: إنها صغيرة، فقال له: زوِّجنيها فإني أرصد من كرامتها ما لا يرصده أحد، فأجابه إلى ذلك

(1)

فولدت له زيداً ورقية وماتت هي وولدها زيد في يوم واحد

(2)

وصلّى عليهما عبد الله بن عمر قدّمه الحسن بن علي.

(1)

وفي البخاري (2725 ط. البغا) أن عمر رضي الله عنه قسم مروطاً بين نساء المدينة فبقي مرط جيد فقال له بعض مَنْ عنده: يا أمير المؤمنين أعطِ هذا ابنة رسول الله صلى الله عليه وسلم التي عندك يريدون أم كلثوم.

(2)

انظر: النسائي (4/ 71) وعبد الرزاق (6336) والدارقطني (2/ 79) والبخاري في التاريخ الأوسط (1/ 102).

ص: 642

‌هاشم بن القاسم

‌اسمه ونسبه:

هاشم بن القاسم بن مسلم بن مقسم الليثي، أبو النضر البغدادي الحافظ، خراساني الأصل، ولقبه قيصر من بني ليث كنانة من أنفسهم ويقال: بل هو تميمي.

روى عن شعبة، وابن أبي ذئب، وعكرمة بن حماد، وشيبان النحوي، والليث وجماعة. سمع من شعبة ما أملاه ببغداد وهو أربعة آلاف حديث.

روى عنه: أحمد، ويحيى بن معين، وعلي بن المديني، وإسحاق، وابن أبي شيبة وجماعة.

قال أحمد بن حنبل: أبو النضر من مثبتي بغداد، وقال أيضاً: أبو النضر أثبت من شاذان.

وقال أيضاً: أبو النضر شيخنا من الآمرين بالمعروف والناهين عن المنكر.

وقال ابن معين وابن المديني وابن سعد وأبو حاتم: ثقة.

ص: 643

وقال العجلي: صاحب سنّة كان أهل بغداد يفخرون به.

قال النسائي: لا بأس به.

قال الحاكم: حافظ ثبت في الحديث.

قال ابن حجر: ثقة ثبت، من التاسعة.

ص: 644

‌الحديث

(1)

:

1013 -

قال الإمام مسلم رحمه الله (3/ 1687 ح 2142 (19): حدثنا عمرو الناقد، حدثنا هاشم بن القاسم، حدثنا الليث، عن يزيد بن أبي حبيب عن محمد بن عمرو بن عطاء قال:

سميت ابنتي برة، فقالت لي زينب بنت أبي سلمة: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عن هذا الاسم، وسميت برة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:«لا تزكُّوا أنفسكم، الله أعلم بأهل البر منكم» فقالوا: بمَ نسمِّيها؟ قال: «سمُّوها زينب» .

‌التعليق:

هذا إسناد رجاله كلهم ثقات رجال الشيخين.

هكذا قال هاشم بن القاسم: (عن الليث، عن يزيد بن أبي حبيب، عن محمد بن عمرو بن عطاء، عن زينب بنت أبي سلمة).

(1)

رجال الإسناد:

عمرو بن محمد بن بكير الناقد أبو عثمان البغدادي، نزل الرقة، ثقة حافظ وهم في حديث، من العاشرة، مات سنة 232، روى له البخاري ومسلم.

الليث بن سعد بن عبد الرحمن الفهمي أبو الحارث المصري، ثقة ثبت فقيه إمام مشهور، من السابعة، مات سنة 175، روى له البخاري ومسلم (انظره في بابه).

يزيد بن أبي حبيب المصري، أبو رجاء، ثقة فقيه وكان يرسل، من الخامسة، مات سنة 128 وقد قارب الثمانين، روى له البخاري ومسلم.

محمد بن عمرو بن عطاء القرشي العامري المدني، ثقة من الثالثة، مات في حدود سنة 120 ووهم مَنْ قال: إن القطان تكلم فيه أو أنه خرج مع محمد بن عبد الله بن حسن فإن ذلك هو محمد بن عمرو بن علقمة، روى له البخاري ومسلم.

ص: 645

خالفه عيسى بن حماد

(1)

، وابن أبي مريم

(2)

، وعبد الله بن صالح كاتب الليث

(3)

، ويحيى بن بكير

(4)

فقالوا:

(عن الليث، عن يزيد بن أبي حبيب، عن محمد بن إسحاق، عن محمد بن عمرو بن عطاء، عن زينب بنت أبي سلمة).

أسقط هاشم بن القاسم محمد بن إسحاق من الإسناد.

قال رشيد الدين العطار: «وذكر بعض الحفاظ أنه قد سقط من هذا الإسناد رجل بين يزيد ومحمد بن عمرو وهو محمد بن إسحاق بن يسار المطلبي، وكذلك رواه المصريون عن الليث.

ثم قال: وقد وجدته كما قال في حديث غير واحد من أهل مصر، منهم: يحيى بن بكير، وعيسى بن حماد زغبة. وأخرجه أبو داود في سننه عن عيسى بن حماد عن الليث، كذلك وأثبت في إسناده محمد بن إسحاق.

وذكر بعض العلماء أن غسان بن الربيع الكوفي رواه عن الليث كذلك أيضاً، وهذا إنما أورده مسلم بهذا الإسناد استشهاداً وإلا فقد أورده قبل هذا بإسناد متصل

وقد رأيت في بعض النسخ من كتاب الأطراف لأبي مسعود الدمشقي أن مسلماً أخرج هذا الحديث عن عمرو الناقد عن هاشم بن القاسم عن الليث بن يزيد، عن محمد بن إسحاق، عن محمد بن

(1)

أبو داود (4953).

(2)

ابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني (3203).

(3)

ابن أبي عاصم (3203) والطبراني في الكبير (24/ 280).

(4)

غرر الفوائد المجموعة (394).

ص: 646

عمرو كما رواه المصريون عن الليث فلعله كذلك في أصل مسلم وسقط من بعض النسخ ذكر ابن إسحاق، والله عز وجل أعلم

(1)

.

قلت: وكذلك ذكر الحافظ المزي في تحفة الأشراف

(2)

أن مسلماً رواه من طريق عمرو الناقد بإثبات محمد بن إسحاق.

قال الدكتور بشار في حاشية التحفة: (كذا قال المزي، ووقع في النسخ المطبوعة من صحيح مسلم ليس فيه محمد بن إسحاق وكذلك في الأصول القديمة وآية ذلك ما صنعه ابن منجويه في كتابه رجال صحيح مسلم لما ترجم ليزيد بن أبي حبيب فإنه لم يذكر محمد بن إسحاق فيمن روى عنهم يزيد، وذكر محمد بن عمرو بن عطاء ثم عزى إخراجه إلى كتاب الأدب في مسلم وليس لمسلم رواية بهذا السياق سوى هذا الحديث

بل إن المزي نفسه رقّم برقم مسلم برواية يزيد بن أبي حبيب عن محمد بن عمرو بن عطاء بدون واسطة محمد بن إسحاق في ترجمة ليزيد من تهذيب الكمال فتبين أن المزي وهم هنا).

والله تعالى أعلم.

(1)

غرر الفوائد ص 393 - 394.

(2)

(11/ 104 ترجمة 15884).

ص: 647

‌هدبة بن خالد

‌اسمه ونسبه:

هدبة بن خالد بن الأسود بن هدبة القيسي، أبو خالد البصري الحافظ، يقال له: هداب.

روى عن: جرير بن حازم، وحماد بن سلمة، وحماد بن زيد، وأبان بن يزيد وجماعة.

روى عنه: البخاري، ومسلم، وأبو داود، وأبو حاتم، وأبو زرعة، وأبو يعلى، وابن أبي عاصم، والبزار، وجماعة.

وثقه ابن معين، وقال أبو حاتم: صدوق، وثقه النسائي مرة، ومرة قال: ضعيف.

قال ابن عدي: سمعت أبا يعلى وسئل عن هدبة وشيبان أيهما أفضل؟ فقال: هدبة أفضلهما وأوثقهما وأكثرهما حديثاً، وكان حديث حماد بن سلمة عنده نسختين: نسخة على الشيوخ ونسخة على المصنفين.

ص: 648

وقال الآجري عن أبي داود: هدبة أعلى عندنا من شيبان.

مات سنة 238 أو 239.

قال ابن حجر: ثقة عابد، تفرد النسائي بتليينه، من صغار التاسعة.

روى عنه البخاري ثمانية عشر حديثاً كلها من حديثه عن همام عن قتادة إلا حديثاً واحداً عن همام عن أبي جمرة

(1)

. وروى عنه مسلم ثلاثة وثلاثين حديثاً يسميه فيها كلها هداب عشرين حديثاً عن همام وعشرة أحاديث عن حماد بن سلمة وثلاثة أحاديث عن سليمان ابن المعتمر

(2)

.

(1)

البخاري (548، 1688، 2901، 3035، 3213، 3247، 3674، 3917، 4732، 5105، 5622، 5912، 5950، 6092، 6135، 6191، 6210، 7121).

(2)

مسلم (30، 192، 635، 684، 797، 799، 1116، 1161، 1235، 1447، 1671، 1672، 1789، 1821، 1854، 2024، 2025، 2079، 2224، 2315، 2375، 2379، 2473، 2514، 2615، 2683، 2736، 3004، 3005).

ص: 649

‌الحديث

(1)

:

1014 -

قال ابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني (2752): حدثنا هدبة بن خالد نا حماد بن سلمة عن الجريري عن أبي نضرة عن الطفاوي رضي الله عنه قال:

قدمت المدينة فثويت عند أبي هريرة رضي الله عنه شهراً فأخذته الحمّى فوعك فدخل رسول الله صلى الله عليه وسلم المسجد فقال: «أين الغلام الدوسي؟» فقلنا: هو ذاك هو موعوك في ناحية المسجد، فجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال لي معروفاً فقال:«إن أنساني الشيطان من صلاتي شيئاً فليسبِّح الرجال وليصفِّق النساء» ثم قام في الصلاة وخلفه صف من النساء وصف من الرجال أو صفّان من الرجال وصف من النساء، قال: فلما قضى صلاته قال: «ألا هل رجل يغلق باباً ويرخي ستراً فيقول: فعلت بامرأتي وفعلت» فقامت جارية فقالت: أي والله ليقولون ذاك والله إنهن ليقلن، قال:«أفلا أحدثكم بمثل ذلك؟» قالوا: وما مثله؟ قال: «كمثل شيطان لقي شيطانة في الطريق فوقع عليها والناس ينظرون» وقال: «لا تباشر المرأة المرأة ولا يباشر الرجل إلا الوالد والولد» ثم قال: «ألا إن طيب الرجل ريح لا لون له وطيب النساء لون لا ريح له» وكان لأبي هريرة رضي الله عنه مكوك نوى يسبِّح به.

(1)

رجال الإسناد:

حماد بن سلمة: تقدم.

سعيد بن إياس الحريري. انظره في باب هشيم.

أبو نضرة: المنذر بن مالك. انظره في باب هشيم.

الطفاوي: شيخ لأبي نضرة لم يسم، من الثالثة، لا يعرف، روى له أبو داود (التقريب 8579).

ص: 650

‌التعليق:

هذا إسناد رجاله ثقات رجال الصحيح غير الشيخ الطفاوي فهو مجهول.

وأخرجه أبو نعيم في حلية الأولياء (1/ 375) من طريق الحسن بن سفيان، وابن عساكر في تاريخ دمشق (67/ 326) من طريق عبد الله بن محمد بن عبد العزيز كليهما عن هدبة بهذا الإسناد.

هكذا قال هدبة بن خالد: (عن حماد، عن الجريري، عن أبي نضرة، عن الطفاوي، عن النبي صلى الله عليه وسلم.

خالفه أبو سلمة موسى بن إسماعيل التبوذكي

(1)

فقال: (عن حماد، عن الجريري، عن أبي نضرة، عن الطفاوي، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم.

وكذلك رواه جماعة عن الجريري بهذا الإسناد، منهم:

سفيان الثوري

(2)

، وإسماعيل بن إبراهيم (ابن علية)

(3)

، وبشر بن المفضل

(4)

، ومروان بن معاوية الفزاري

(5)

، ويزيد بن زريع

(6)

، ويزيد بن هارون

(7)

.

(1)

أبو داود (2174).

(2)

الترمذي (2787) والنسائي (8/ 151) وفي الكبرى (9408)(9409) وأحمد (2/ 447) وإسحاق (124) وعبد بن حميد (1456).

(3)

أبو داود (2174) وأحمد (2/ 540).

(4)

أبو داود (2174)(4019) والترمذي (2787) وأحمد (2/ 540) والبيهقي (7/ 98).

(5)

ابن أبي شيبة (17594).

(6)

البيهقي (7/ 194) وفي شعب الإيمان (7809).

(7)

ابن عساكر في تاريخ دمشق (67/ 328).

ص: 651

أسقط هدبة بن خالد أبا هريرة من الإسناد وجعل الطفاوي صحابياً.

ولفظ الحديث عن أبي نضرة: حدثني شيخ من طفاوة قال: ثويت عند أبي هريرة بالمدينة فلم أرَ رجلاً من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم أشد تشميراً وأقْوَم على ضيف منه، فبينما أنا عنده يوماً وهو على سرير له ومعه كيس فيه حصى أو نوى وأسفل منه جارية له سوداء وهو يسبِّح بها حتى إذا أنفذ ما في الكيس ألقاه إليها فجمعته فأعادته في الكيس فدفعته إليه، فقال: ألا أحدثك عني وعن رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال: قلت: بلى، قال: بينا أنا أوعك في المسجد إذ جاء رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى دخل المسجد فقال: «مَنْ أحسّ الفتى الدوسي» ثلاث مرات، فقال رجل: هوذا يوعك في جانب المسجد

الحديث.

وقد سبق هذا الحديث في باب هشيم ح (710).

ص: 652

‌أبو الوليد الطيالسي

‌اسمه ونسبه:

هشام بن عبد الملك الباهلي، مولاهم أبو الوليد الطيالسي الحافظ الإمام الحجة.

ولد سنة 133 وهو أكبر من عبد الرحمن بن مهدي بثلاث سنين.

روى عن: شعبة، وعكرمة بن عمار، وهشام الدستوائي، وحماد بن سلمة، ومالك، والليث، وجماعة.

روى عنه: البخاري، وأبو داود، وإسحاق بن راهويه، ومحمد بن سعد، والذهلي، وأبو زرعة، وأبو حاتم، وعبد بن حميد، والدارمي، وجماعة.

قال الإمام أحمد: أبو الوليد شيخ الإسلام، ما أقدم اليوم عليه أحداً من المحدثين، وقال أيضاً: متقن.

وقال أبو زرعة: أدرك نصف الإسلام، وكان إمام زمنه جليلاً عند الناس.

ص: 653

وقال أبو حاتم: إمام فقيه عاقل ثقة حافظ ما رأيت بيده كتاباً قط.

وقال أيضاً: ما رأيت أصح من كتاب أبي الوليد.

وقال ابن وارة: قال لي علي بن المديني: اكتب عن أبي الوليد الأصول، وقد قال لي أبو نعيم: لولا أبو الوليد ما أشرت عليك أن تدخل البصرة.

وقال العجلي: ثقة ثبت في الحديث وكانت الرحلة إليه بعد أبي داود.

قال ابن سعد: ثقة ثبت حجة.

وقال ابن قانع: ثقة مأمون ثبت.

وقال في الزهرة: روى عنه البخاري مئة وسبعة أحاديث.

قال ابن حجر: ثقة ثبت من التاسعة، مات سنة 227 وله 94 سنة.

ص: 654

‌الحديث الأول

(1)

:

1015 -

قال الإمام أحمد رحمه الله (2/ 535): حدثنا هشام بن عبد الملك الطيالسي، حدثنا أبو عوانة، عن عبد الملك، عن حميد بن عبد الرحمن، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:

«أفضل الصلاة بعد المفروضة صلاة الليل، وأفضل الصيام بعد رمضان شهر الله الذي تدعونه المحرّم» .

‌التعليق:

هذا إسناد رجاله كلهم ثقات رجال الشيخين.

هكذا قال أبو الوليد الطيالسي: (أبو عوانة، عن عبد الملك، عن حميد، عن أبي هريرة).

وخالفه عفان بن مسلم

(2)

، ويزيد بن عوف

(3)

، ومسدد

(4)

،

(1)

رجال الإسناد:

وضّاح اليشكري الواسطي البزاز، أبو عوانة، مشهور بكنيته، ثقة ثبت، من السابعة، مات سنة 175 أو 167، روى له البخاري ومسلم.

عبد الملك بن عمير بن سويد اللخمي حليف بني عدي الكوفي، ثقة فصيح عالم تغير حفظه وربما دلس، من الرابعة، مات سنة 136 وعمره 103 سنة، روى له البخاري ومسلم.

حميد بن عبد الرحمن الحميري البصري، ثقة فقيه، من الثالثة (كان ابن سيرين يقول: هو أفقه أهل البصرة)، روى له البخاري ومسلم.

(2)

أحمد (2/ 342) والبيهقي في فضائل الأوقات (231) وابن عساكر في تاريخه (20/ 274).

(3)

الدارمي (1476)(1757).

(4)

البيهقي (4/ 291) والبخاري في التاريخ الكبير (2/ 45).

ص: 655

والحجبي

(1)

، وقتيبة بن سعيد

(2)

، وخلف بن هشام

(3)

، ومحمد بن أبي بكر المقدمي

(4)

فقالوا: (أبو عوانة، عن عبد الملك بن عمير، عن محمد بن المنتشر، عن حميد بن عبد الرحمن، عن أبي هريرة).

وكذلك رواه جرير بن عبد الحميد

(5)

، وزائدة بن قدامة

(6)

، وشيبان بن عبد الرحمن النحوي

(7)

، وسفيان الثوري

(8)

، وأبو حفص الأبار

(9)

، وأبو حمزة السكري

(10)

، وعبد الحكيم بن منصور

(11)

، وعكرمة بن إبراهيم

(12)

كلهم عن عبد الملك بن عمير، عن محمد بن المنتشر، عن حميد بن عبد الرحمن، عن أبي هريرة.

أسقط أبو الوليد الطيالسي محمد بن المنتشر

(13)

من الإسناد بين عبد الملك بن عمير وحميد بن عبد الرحمن.

(1)

البيهقي (4/ 290).

(2)

النسائي في الكبرى (2907) وأبو نعيم في المستخرج على صحيح مسلم (2645).

(3)

أبو نعيم في مستخرجه (2645).

(4)

أبو نعيم (2645) وابن عساكر في تاريخ دمشق (20/ 274).

(5)

مسلم (1163).

(6)

مسلم (1163).

(7)

أبو يعلى (6392).

(8)

الدارقطني في العلل (9/ 89) تعليقاً.

(9)

المصدر السابق.

(10)

المصدر السابق.

(11)

المصدر السابق.

(12)

المصدر السابق.

(13)

محمد بن المنتشر بن الأجدع الهمداني الكوفي، ثقة من الرابعة، روى له البخاري ومسلم.

ص: 656

وعبد الملك بن عمير لا يعرف له رواية عن حميد بن عبد الرحمن وكلاهما من التابعين، وإن كان عبد الملك قد روى عن غير واحد من الصحابة ورأى علي بن أبي طالب وأبا موسى الأشعري.

قال الدارقطني وسئل عن حديث حميد بن عبد الرحمن الحميري عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم: «أفضل الصلاة بعد المكتوبة

».

فقال: «اختلف فيه على حميد بن عبد الرحمن، فرواه عبد الملك بن عمير واختلف عنه:

فرواه زائدة بن قدامة، وأبو حفص الأبار، والثوري، وشيبان، وأبو حمزة، وأبو عوانة، وعبد الحكيم بن منصور، وعكرمة بن إبراهيم، وجرير بن عبد الحميد، عن عبد الملك عن محمد بن المنتشر عن حميد بن عبد الرحمن عن أبي هريرة.

وخالفهم عبيد الله بن عمرو الرقي رواه عن عبد الملك بن عمير عن جندب بن سفيان عن النبي صلى الله عليه وسلم ووهم فيه، والذي قبله أصح عن عبد الملك»

(1)

.

وسئل أبو حاتم وأبو زرعة عن حديث عبد الله بن عمرو الرقي السابق هذا فقالا: أخطأ فيه عبد الله، والصحيح ما رواه زائدة وأبو عوانة وجرير عن عبد الملك بن عمير عن محمد بن المنتشر عن حميد بن عبد الرحمن عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم

(2)

.

وكذلك صححه الحافظ المزي

(3)

.

(1)

العلل (9/ 89 - 90).

(2)

العلل لابن أبي حاتم (751) و (770).

(3)

تحفة الأشراف (3266).

ص: 657

‌علة الوهم:

أبو عوانة روى هذا الحديث أيضاً عن أبي بشر عن حميد بن عبد الرحمن عن أبي هريرة فلم يكن بين شيخه وحميد واسطة

(1)

.

لكن شيخه الثاني في هذا الحديث عبد الملك بن عمير لا يرويه مباشرة عن حميد بينهما واسطة فمن هنا والله أعلم دخل الوهم على أبي الوليد.

(1)

مسلم (1163)، ورواه أيضاً أبو الوليد عن أبي عوانة وعبد بن حميد (1423).

ص: 658

‌الحديث الثاني

(1)

:

1016 -

قال الدارمي رحمه الله (2445): أخبرنا أبو الوليد، ثنا شعبة، حدثنا أبو إسحاق، قال: سمعت البراء بن عازب رضي الله عنه يقول:

كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ينقل معنا التراب يوم الأحزاب وقد وارى التراب بياض إبطيه وهو يقول:

«اللهم لولا أنت ما اهتدينا ولا تصدقنا ولا صلينا

فأنزلن سكينة علينا وثبِّت الأقدام إن لاقينا

إن الأولى قد بغوا علينا وإن أرادوا فتنة أبينا»

ويرفع بها صوته.

‌التعليق:

هذا إسناد رجاله كلهم ثقات رجال الشيخين.

وأخرجه البخاري (2836) قال: حدثنا أبو الوليد، حدثنا شعبة، عن أبي إسحاق، سمعت البراء كان النبي صلى الله عليه وسلم ينقل التراب ويقول:«لولا أنت ما اهتدينا» هكذا رواه مختصراً (حذف الوهم).

وأخرجه ابن حبان (4535) والبيهقي في دلائل النبوة (3/ 413)

(1)

رجال الإسناد:

شعبة: تقدم. انظر ترجمته في بابه.

عمرو بن عبد الله بن عبيد الهمداني، أبو إسحاق السبيعي، ثقة مكثر عابد، من الثالثة، اختلط بأخرة، مات سنة 129، روى له البخاري ومسلم.

ص: 659

والسبكي في طبقات الشافعية (5/ 272) ثلاثتهم من طريق أبي خليفة الفضل بن الحباب عن أبي الوليد وفيه: (بطنه).

وأخرجه البيهقي (7/ 43) من طريق الفضل بن محمد الشعراني عن أبي الوليد مختصراً وأحال على ما قبله.

هكذا قال أبو الوليد (عن شعبة، عن أبي إسحاق، عن البراء): (بياض إبطيه).

خالفه جماعة فرووه عن شعبة فقالوا: (بطنه)، منهم:

حفص بن عمر

(1)

، ومسلم بن إبراهيم

(2)

، وأبو عبدان عثمان بن جبلة

(3)

، ومحمد بن جعفر

(4)

، وعبد الرحمن بن مهدي

(5)

، وأمية بن خالد

(6)

، وسعيد بن الربيع

(7)

، وعبد الوهاب بن عطاء

(8)

، وأبو داود الطيالسي

(9)

.

وكذلك رواه يوسف بن إسحاق بن أبي إسحاق السبيعي

(10)

، وأبو الأحوص

(11)

، وإسرائيل بن يونس بن أبي إسحاق

(12)

،

(1)

البخاري (2837).

(2)

البخاري (4104).

(3)

البخاري (7236).

(4)

مسلم (1803) وأحمد (4/ 291).

(5)

مسلم (1803) ولم يسق لفظه بل أحال على ما قبله.

(6)

النسائي في الكبرى (8857).

(7)

أبو عوانة (6922).

(8)

ابن سعد في الطبقات (2/ 70).

(9)

في مسنده (712) ورواه أبو عوانة (6921) عن يونس بن حبيب عن أبي داود وفيه: إبطيه، والصواب ما في المسند.

(10)

البخاري (4105).

(11)

البخاري (3034) وقال: (صدره).

(12)

أحمد (4/ 300) وقال في (4/ 302): صدره.

ص: 660

وشريك

(1)

، وجرير بن حازم

(2)

، عن أبي إسحاق السبيعي فقالوا:(بطنه) وقال بعضهم: (صدره)، وهو الصحيح وقد تابعهم أبو الوليد في رواية أبي خليفة الفضل بن الحباب عنه وهو ليس من رجال التهذيب (لم يخرج له أصحاب الكتب الستة) وسيأتي القول في روايته.

وقد تابع عفان بن مسلم أبو الوليد فرواه عن شعبة فقال: (إبطه).

قال الإمام أحمد بعد أن ذكر حديث محمد بن جعفر عن شعبة كما رواه الجماعة عن شعبة قال: «وقال عفان: إبطه، وهو خطأ، أخطأ فيه إنما هو بياض بطنه»

(3)

.

‌تنبيه:

روى هذا الحديث عن أبي الوليد الطيالسي أربعة أنفس:

1 الإمام البخاري واختصر الحديث ولعله عمداً ولم يذكر هذه اللفظة.

2 الإمام الدارمي: أثنى عليه الإمام أحمد وأبو حاتم وابن نمير وغيرهم كثير (ذكر هذه اللفظة).

(1)

الروياني في مسنده (317).

(2)

الخطيب في تاريخ بغداد (11/ 289) وأخرجها البخاري وليس فيها موطن الشاهد.

(3)

العلل ومعرفة الرجال (2/ 179 رقم 1929).

وحديث عفان أخرجه الإمام أحمد في المسند (4/ 285) ولم يذكر هذه اللفظة حذفها عمداً للوهم فيها، وقد تقدم في باب محمد بن أبي عدي مثل صنيعه هذا وهو ما رواه (3/ 476) من طريق ابن أبي عدي من حديث قبيصة بن مخارق وزهير بن عمرو فكان ابن أبي عدي يخطاء ويقول: وقبيصة ووهب بن عمرو فاقتصر الإمام أحمد على ذكر قبيصة وحده.

ص: 661

قال الإمام أحمد رحمه الله عنه: إمام، وقال لآخر: عليك بذاك السيد يكررها يقصد الدارمي.

وقال أبو حاتم: إمام أهل زمانه.

وقال ابن نمير: غلبنا بالحفظ والورع.

وقال محمد بن بشار: حفاظ الدنيا أربعة: أبو زرعة الرازي بالري، ومسلم بن الحجاج بنيسابور، وعبد الله بن عبد الرحمن (الدارمي) بسمرقند، ومحمد بن إسماعيل ببخارى.

وقال ابن حبان: كان من الحفاظ المتقنين وأهل الورع في الدين ممن حفظ وتفقه وصنّف وحدّث وأظهر السنّة في بلده ودعا إليها وذبّ عن حريمها وقمع مَنْ خالفها.

وقال ابن حجر في التقريب: صاحب المسند، ثقة فاضل متقن (34304) روى عنه مسلم في صحيحه ثلاثة وسبعين حديثاً.

3 الفضل بن محمد الشعراني وحديثه مختصر ليس فيه موضع الشاهد.

4 أبو خليفة الفضل بن الحباب روى عنه فقال: (بطنه) خلاف ما روى الدارمي عنه.

قال فيه الخليلي: احترقت كتبه، منهم مَنْ وثقه ومنهم مَنْ تكلم فيه وهو إلى التوثيق أقرب، وذكره ابن حبان في الثقات وأثنى عليه الذهبي.

ص: 662

وقال الألباني: ليس من رجال الشيخين ولا بقية الستة وهو مختلف فيه، فمنهم مَنْ وثقه ومنهم مَنْ تكلم فيه، وقد ساق له الحافظ في اللسان حديث جابر واستظهر أن الغلط فيه من أبي خليفة .. وقال: لعله حدّث به بعد احتراق كتبه (انظر: تراجم شيوخ الطبراني ص 460).

فإذا قارنا بعد ذلك بين الشيخين الدارمي وأبي خليفة لا شك أن الدارمي أعلى منه بمراحل، والله تعالى أعلم.

ص: 663

‌وهب بن جرير

‌اسمه ونسبه:

وهب بن جرير بن حازم بن زيد الأسدي، أبو العباس البصري.

روى عن: والده فأكثر، وعن ابن عون، وهشام بن حسان، وشعبة، وحماد بن زيد، وهشام الدستوائي وغيرهم.

روى عنه: أحمد، وإسحاق، وابن معين، وابن المديني، وخلق.

قال الذهبي: أمر أحمد بالكتابة عنه، وأكثر عنه في مسنده.

قال ابن أبي حاتم: سألت أبي عنه، فقال: صدوق، فقيل له: وهب وروح وعثمان؟ فقال: وهب أحب إليّ منهما وهو صالح الحديث.

قال النسائي: ليس به بأس.

وقال عثمان بن سعيد عن يحيى بن معين: وهب بن جرير ثقة.

وقال العجلي: بصري ثقة

قال ابن حجر: ثقة من التاسعة، مات سنة 206.

ص: 664

‌الحديث الأول

(1)

:

1017 -

قال الإمام مسلم في صحيحه (954)(69): وحدثنا إسحاق بن إبراهيم وهارون بن عبد الله جميعاً عن وهب بن جرير، عن شعبة، عن إسماعيل بن أبي خالد عن الشعبي عن ابن عباس رضي الله عنه:

أن النبي صلى الله عليه وسلم صلّى على قبر بعدما دُفِن.

‌التعليق:

هذا إسناد رجاله كلهم ثقات رجال الشيخين.

هكذا قال وهب: (عن شعبة، عن إسماعيل بن أبي خالد، عن الشعبي، عن ابن عباس).

خالفه أصحاب شعبة فقالوا: (شعبة، عن الشيباني، عن الشعبي، عن ابن عباس)، منهم:

(1)

رجال الإسناد:

إسحاق بن إبراهيم بن مخلد الحنظلي، المعروف بإسحاق بن راهويه، ثقة حافظ مجتهد، قرين أحمد بن حنبل، مات سنة 283 وله 72 سنة، روى له البخاري ومسلم.

هارون بن عبد الله بن مروان البغدادي، أبو موسى الجمال، البزار، ثقة، مات سنة 243 وقد ناهز الثمانين، روى له مسلم.

شعبة: تقدم، انظره في بابه.

إسماعيل بن أبي خالد الأحمسي مولاهم البجلي، ثقة ثبت، مات سنة 146، روى له البخاري ومسلم.

الشعبي: عامر بن شراحيل الشعبي، أبو عمرو، ثقة مشهور فقيه فاضل، قال مكحول: ما رأيت أفقه منه، مات بعد المائة وله نحو 80 سنة، روى له البخاري ومسلم.

ص: 665

محمد بن جعفر

(1)

، وحجاج بن المنهال

(2)

، وسليمان بن حرب

(3)

، ومسلم بن إبراهيم

(4)

، ومعاذ بن معاذ

(5)

، وأبو داود الطيالسي

(6)

، وخالد بن الحارث

(7)

، وأبو الوليد الطيالسي هشام بن عبد الملك

(8)

.

وهم وهب بن جرير فخالفهم فجعله من حديث إسماعيل بن أبي خالد عن الشعبي، وهذا الحديث معروف لأبي إسحاق الشيباني

(9)

وقد رواه جماعة من الأئمة الثقات عنه أيضاً، منهم:

عبد الواحد بن زياد

(10)

، وجرير بن عبد الحميد

(11)

، وزائدة بن قدامة

(12)

، وأبو معاوية محمد بن خازم

(13)

، وسفيان الثوري

(14)

،

(1)

البخاري (857) ومسلم (954).

(2)

البخاري (1336).

(3)

البخاري (1322).

(4)

البخاري (1319).

(5)

مسلم (954).

(6)

في مسنده (2647) وأبو نعيم في مستخرجه على مسلم (2138) وفي الحلية (4/ 330).

(7)

النسائي (4/ 85) وفي الكبرى (2150).

(8)

ابن حبان (3088).

(9)

سليمان بن أبي سليمان أبو إسحاق الشيباني الكوفي، ثقة، قال العجلي: ثقة من كبار أصحاب الشعبي، وقال ابن عبد البر: هو ثقة حجة عند جميعهم، روى له الجماعة.

(10)

البخاري (1321) ومسلم (954).

(11)

البخاري (1340) ومسلم (954).

(12)

البخاري (1326).

(13)

البخاري (1247).

(14)

مسلم (954).

ص: 666

وعبد الله بن إدريس

(1)

، وهشيم بن بشير

(2)

، وهريم بن سفيان

(3)

، وشريك

(4)

، وإسماعيل بن زكريا

(5)

، وجعفر بن الحارث

(6)

، وأبو عوانة

(7)

هؤلاء كلهم رووه عن الشيباني عن الشعبي، وتفرد وهب بن جرير فجعله من رواية إسماعيل بن أبي خالد عن الشعبي، ووهب وإن كان ثقة لكن أنكر عليه هذا الإسناد خاصة أن في روايته عن شعبة مقال.

قال أبو داود: «سمعت أحمد قيل له: وهب بن جرير عن شعبة عن إسماعيل يعني ابن خالد عن الشعبي عن ابن عباس صلّى يعني النبي صلى الله عليه وسلم على قبر؟ فأنكره وقال: ليس هذا من حديث إسماعيل»

(8)

.

وقال ابن عدي: وكل مَنْ روى هذا الحديث عن شعبة فقال: حدثنا شعبة عن الشيباني عن الشعبي عن ابن عباس وهو مشهور عن شعبة هكذا

(9)

.

ونقل الحافظ في ترجمته في التهذيب عن العقيلي قال: قال أحمد بن حنبل، قال عبد الرحمن بن مهدي: هاهنا قوم يحدثون عن شعبة ما رأيناهم عنده يُعرض بوهب.

قال: وقال أحمد: ما روى وهب قط عن شعبة، ولكن كان

(1)

مسلم (954).

(2)

مسلم (954).

(3)

الدارقطني (2/ 78).

(4)

الدارقطني (2/ 77).

(5)

الطبراني في الأوسط (802).

(6)

الطبراني في الكبير (12583).

(7)

الدارقطني (2/ 77).

(8)

مسائل الإمام أحمد لأبي داود (1997).

(9)

الكامل (2/ 154).

ص: 667

وهب صاحب سنّة حدّث زعموا عن شعبة بنحو أربعة آلاف حديث.

قال عفان: (هذه أحاديث عبد الرحمن الرصاصي شيخ سمع من شعبة كثيراً ثم وقع إلى مصر).

وقال أبو نعيم في الحلية (7/ 193): تفرد به وهب عن شعبة.

وقال الإمام أحمد كما في رواية ابنه عبد الله: (ما رئي وهب عند شعبة، ولكن كان صاحب سنّة، حدّث زعموا عن شعبة نحواً من أربعة آلاف حديث، قال عفان: هذه أحاديث الرصاصي.

قال عبد الله: قلت لأبي: ما هذا الرصاصي؟

قال: كان إنسان بالبصرة يقال له: الرصاصي وكان قد سمع من شعبة حديثاً كثيراً واسمه عبد الرحمن بن زياد وقع إلى مصر)

(1)

.

لكن ذكر الإمام أحمد ما أثبت سماع وهب من شعبة فقال: قال وهب بن جرير: (كتب لي أبي إلى شعبة فكنت أجيء فأسأله)

(2)

فعلى كل تفرد وهب عن شعبة بما يخالف أصحابه الثقات الملازمين له مرجوح مع ما تقدم بيانه، والله أعلم.

(1)

العلل ومعرفة الرجال (2/ 313 رقم 2387).

(2)

المصدر السابق.

ص: 668

‌الحديث الثاني

(1)

:

1018 -

قال الإمام إسحاق (1114): أخبرنا وهب بن جرير نا شعبة عن سعد بن إبراهيم عن نافع عن عائشة أم المؤمنين عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:

«إن للقبر لضغطة لو نجا منها أحد لنجا منها سعد بن معاذ» .

‌التعليق:

هذا إسناد على شرط الشيخين.

وأخرجه الطحاوي في شرح مشكل الآثار (1/ 248) من طريق إبراهيم بن مرزوق عن وهب بهذا الإسناد.

هكذا قال وهب: (عن شعبة، عن سعد، عن نافع، عن عائشة .. ).

خالفه آدم بن أبي إياس

(2)

، وعبد الملك بن الصباح

(3)

، وعلي بن

(1)

رجال الإسناد:

شعبة: تقدم.

سعد بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف الزهري ولي قضاء المدينة وكان ثقة فاضلاً عابداً، من الخامسة، مات سنة 125 وقيل بعدها وله 72 سنة، روى له البخاري ومسلم.

نافع مولى ابن عمر: تقدم كثيراً.

(2)

ابن جرير الطبري في تهذيب الآثار (897) مسند عمر، والبيهقي في إثبات عذاب القبر (106).

(3)

ابن حبان (3112).

ص: 669

الجعد

(1)

، وهاشم بن القاسم

(2)

، وعاصم بن علي

(3)

، وعبد الرحمن بن زياد

(4)

، ويحيى بن أبي بكير الكرماني

(5)

، وابن أبي عدي

(6)

، وأبو عتاب سهل بن حماد

(7)

.

فقالوا: (عن شعبة، عن سعد، عن نافع، عن امرأة ابن عمر، عن عائشة).

وذكر بعضهم أنها صفية.

وتابعهم محمد بن جعفر لكنه أبهم اسمها فقال: (عن إنسان).

ووهم يحيى القطان فأسقط امرأة ابن عمر من الإسناد.

وقد صوّب الدارقطني رواية الجماعة عن شعبة.

قال: وسئل عن حديث صفية امرأة ابن عمر عن عائشة عن النبي صلى الله عليه وسلم: «إن للقبر ضغطة

».

فقال رحمه الله: يرويه شعبة عن سعد عن إبراهيم واختلف عنه:

فرواه يزيد بن أبي زياد الخراساني، ليس بمعروف، ما روى عنه إلا زنبقة عن شعبة عن سعد عن نافع عن ابن عمر عن عائشة.

(1)

في مسنده (1548).

(2)

البيهقي في شعب الإيمان (396) وفي إثبات عذاب القبر (107).

(3)

الحارث في مسنده (279 زوائد الهيثمي) وابن عساكر في تاريخ دمشق (43/ 187) وتحرف شعبة إلى (شبيب) عند الحارث.

(4)

الطحاوي في شرح مشكل الآثار (1/ 248).

(5)

الطحاوي (1/ 248).

(6)

الذهبي في سير أعلام النبلاء (1/ 291).

(7)

البيهقي في إثبات عذاب القبر (107) وتحرف أبو عتاب إلى أبي عائشة.

ص: 670

وخالفه علي بن الجعد وعاصم بن علي رووه عن شعبة عن سعد عن نافع عن صفية بنت أبي عبيد امرأة ابن عمر عن عائشة.

وقال غندر: عن شعبة عن سعد عن نافع عن إنسان عن عائشة.

وقال وهب بن جرير وحماد بن مسعدة: عن شعبة عن سعد بن إبراهيم عن نافع عن عائشة.

والصواب قول مَنْ قال: عن صفية عن عائشة

(1)

.

قلت: ورواه سفيان الثوري عن سعد عن نافع عن ابن عمر سلك به الجادة والله تعالى أعلم، ولم يروه عنه إلا أبا حذيفة ولعل الوهم منه.

وقال الطحاوي: فقد اختلف سفيان وشعبة فيمن بعد نافع فقال شعبة: امرأة ابن عمر عن عائشة، وفي حديث سفيان ابن عمر نفسه ولم يترجح أحدهما على الآخر فصار مضطرباً

(2)

.

(1)

العلل (14/ 442 رقم 3791).

(2)

الطحاوي (1/ 248) والبيهقي في إثبات عذاب القبر (110).

ص: 671

‌الحديث الثالث

(1)

:

1019 -

قال الإمام ابن خزيمة رحمه الله في صحيحه (490): حدثنا محمد بن يحيى، نا وهب بن جرير، نا شعبة عن العلاء بن عبد الرحمن عن أبيه عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

«لا تجزاء صلاة لا يقرأ فيها بفاتحة الكتاب» .

قلت: فإن كنت خلف الإمام؟ فأخذ بيدي وقال: اقرأ بها في نفسك يا فارسي.

‌التعليق:

هذا إسناد رجاله كلهم ثقات رجال الصحيح.

وأخرجه ابن حبان في صحيحه (1789)(1794) والبيهقي في القراءة خلف الإمام (24).

(1)

رجال الإسناد:

محمد بن يحيى بن عبد الله بن خالد بن فارس بن ذؤيب الذهلي النيسابوري، ثقة حافظ جليل، من الحادية عشرة، مات سنة 258 على الصحيح وله 86 سنة، روى له مسلم.

شعبة: تقدم، وانظره في بابه.

العلاء بن عبد الرحمن بن يعقوب الحُرقي، المدني، صدوق ربما وهم، من الخامسة، مات سنة بضع وثلاثين، روى له مسلم.

عبد الرحمن بن يعقوب الجهني المدني مولى الحرقة، ثقة من الثالثة، روى له مسلم.

ص: 672

هكذا قال وهب عن شعبة عن العلاء، عن أبيه، عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم:«لا تجزاء صلاة لا يقرأ فيها بفاتحة الكتاب» .

خالفه وكيع

(1)

، ومحمد بن جعفر

(2)

، وسعيد بن عامر الضبعي

(3)

، وعبد الله بن المبارك

(4)

.

فرووه عن شعبة بهذا الإسناد فخالفوه في المتن فقالوا: «مَنْ صلّى صلاة لم يقرأ فيها بأم القرآن فهي خداج» .

وكذلك رواه جمع من أصحاب العلاء بن عبد الرحمن عنه بهذا اللفظ، منهم:

سفيان بن عيينة

(5)

، ومالك

(6)

، وابن جريج

(7)

، وأبو أويس

(8)

، وعبد العزيز بن محمد الدراوردي

(9)

، والحسن بن حر

(10)

، وسعد بن سعيد الأنصاري

(11)

، وعبد الله بن جعفر

(12)

، وابن عجلان

(13)

،

(1)

أحمد (2/ 478) وأبو عوانة (8676).

(2)

أحمد (2/ 457).

(3)

أبو يعلى (6454) وأبو عوانة (1677) و (1678) والطحاوي في شرح مشكل الآثار (3/ 122).

(4)

ابن عدي في الكامل (5/ 218).

(5)

مسلم (395).

(6)

مسلم (395).

(7)

مسلم (395).

(8)

مسلم (395).

(9)

الترمذي (2953) والحميدي (974) وابن حبان (1795) وأبو عوانة (1680).

(10)

ابن حبان (776) والبيهقي في القراءة خلف الإمام (75).

(11)

ابن حبان (1788).

(12)

سعيد بن منصور في سننه (168).

(13)

ابن عبد البر في التمهيد (20/ 188) وذكره الدارقطني تعليقاً (1/ 312).

ص: 673

وعبد العزيز بن أبي حازم

(1)

، وعبد الله بن زياد بن سمعان

(2)

، ومحمد بن إسحاق

(3)

، وإسماعيل بن جعفر

(4)

، وروح بن القاسم

(5)

، والوليد بن كثير

(6)

، وورقاء بن عمر اليشكري

(7)

، وأبو غسان محمد بن مطرف

(8)

وغيرهم.

وكذلك رواه عبد الملك بن المغيرة بن نوفل

(9)

، وأبو سلمة

(10)

، وعطاء

(11)

عن أبي هريرة بهذا المتن.

وهم وهب بن جرير في متن هذا الحديث فرواه بلفظ: «لا تجزاء صلاة لا يقرأ فيها بفاتحة الكتاب» والمحفوظ من حديث العلاء من طريق شعبة وغيره فرووه بلفظ: «مَنْ صلّى صلاة» أو بلفظ: «كل صلاة لا يقرأ فيها بفاتحة الكتاب فهي خداج» .

لذا قال ابن حبان: لم يقل في خبر العلاء هذا: لا تجزاء صلاة إلا شعبة ولا عنه إلا وهب بن جرير ومحمد بن كثير

(12)

.

(1)

الحميدي (974) وأبو عوانة (1680) والبخاري في القراءة (75).

(2)

أبو يعلى (6522) والدارقطني (1/ 312) والبيهقي (2/ 40).

(3)

ابن عبد البر في التمهيد تعليقاً (20/ 188) والبيهقي (2/ 39).

(4)

الترمذي تعليقاً (2953) والبخاري في القراءة خلف الإمام (76) والبيهقي في القراءة (69).

(5)

الدارقطني (1/ 312) والبيهقي (2/ 40) تعليقاً.

(6)

المصدر السابق.

(7)

الطيالسي (2651) وتاريخ بغداد (6/ 302) وتاريخ أصبهان (1/ 256).

(8)

الطحاوي في شرح مشكل الآثار (3/ 123).

(9)

أحمد (2/ 290) والبخاري في القراءة خلف الإمام (85).

(10)

تاريخ أصبهان (1/ 220).

(11)

تاريخ أصبهان (2/ 39).

(12)

في صحيحه (5/ 91 عقب الحديث 1789).

ص: 674

وقال الحافظ: ومن الأحاديث التي رواها بعض الرواة بالمعنى الذي وقع له وحصل من ذلك الغلط لبعض الفقهاء بسببه ما رواه العلاء بن عبد الرحمن عن أبيه عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: إن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «كل صلاة لا يقرأ فيها بأم القرآن فهي خداج

» الحديث.

ورواه عنه سفيان بن عيينة وإسماعيل بن جعفر وروح بن القاسم وعبد العزيز الدراوردي وطائفة من أصحابه.

وهكذا رواه عنه شعبة في رواية حفاظ أصحابه وجمهورهم، وانفرد وهب بن جرير عن شعبة بلفظ:«لا تجزاء صلاة لا يقرأ فيها بفاتحة الكتاب» حتى زعم بعضهم أن هذه الرواية مفسرة للخداج الذي في الحديث وأنه عدم الإجزاء.

وهذا لا يتأتى له إلا لو كان مخرج الحديث مختلفاً، فأما والسند واحد فلا ريب في أنه حديث واحد اختلف لفظه فتكون رواية وهب بن جرير شاذة بالنسبة إلى ألفاظ بقية الرواة لاتفاقهم دونه على اللفظ الأول لأنه يبعد كل البعد أن يكون أبو هريرة سمعه باللفظين ثم نقل عنه ذلك فلم يذكره العلاء لأحد من رواته على كثرتهم إلا لشعبة، ثم لم يذكره شعبة لأحد من رواته على كثرتهم إلا لوهب بن جرير

(1)

.

‌أثر الوهم:

استدل بهذا الحديث بعض أهل العلم على أن الصلاة التي لا يقرأ فيها بفاتحة الكتاب لا تجزاء.

(1)

النكت على كتاب ابن الصلاح (2/ 271 - 273).

ص: 675

قال ابن خزيمة رحمه الله في صحيحه (1/ 247): (باب ذكر الدليل على أن الخداج الذي أعلم النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الخبر هو النقص الذي لا تجزاء الصلاة معه.

إذ النقص في الصلاة يكون نقصين، أحدهما: لا تجزاء الصلاة مع ذلك النقص، والآخر: تكون الصلاة جائزة مع ذلك النقص لا يجب إعادتها، وليس هذا النقص مما يوجب سجدتَيْ السهو مع جواز الصلاة).

ثم أورد حديث الباب.

وقال ابن حبان في صحيحه (5/ 91): ذكر البيان بأن الخداج الذي قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في هذا الخبر هو النقص الذي لا تجزاء الصلاة معه دون أن يكون نقصاً تجوز الصلاة به.

ص: 676

‌الحديث الرابع

(1)

:

1020 -

قال الإمام إسحاق بن راهويه (1554): أخبرنا وهب بن جرير، نا شعبة عن أبي إسحاق، عن الأسود، عن عائشة رضي الله عنها قالت:

ما شبع آل محمد من خبز الشعير يومين حتى قبض.

‌التعليق:

هذا إسناد رجاله ثقات رجال الشيخين.

هكذا قال وهب بن جرير: (عن شعبة، عن أبي إسحاق، عن الأسود، عن عائشة).

خالفه محمد بن جعفر

(2)

، وأبو داود الطيالسي

(3)

، وعبد الصمد بن عبد الوارث

(4)

، ويزيد بن زريع

(5)

، وعبد الملك الحراني

(6)

فقالوا: (عن شعبة، عن أبي إسحاق، عن عبد الرحمن بن يزيد، عن الأسود بن يزيد، عن عائشة).

(1)

رجال الإسناد:

شعبة: تقدم، انظره في بابه.

أبو إسحاق السبيعي: عمرو بن عبد الله بن عبيد، ثقة مكثر عابد، انظره في بابه.

الأسود بن يزيد بن قيس النخعي أبو عمرو أو أبو عبد الرحمن، مخضرم ثقة مكثر فقيه، من الثامنة، مات سنة 74 أو 75، روى له البخاري ومسلم.

(2)

مسلم (2970)(22).

(3)

في مسنده (1492).

(4)

أبو يعلى (4541).

(5)

الدارقطني في العلل تعليقاً (14/ 260).

(6)

المصدر السابق.

ص: 677

وكذلك رواه زهير بن معاوية وإسرائيل عن أبي إسحاق وهذا الوجه صححه الدارقطني في العلل وقد تقدم بيانه في باب معمر بن راشد ح (210)، والله تعالى أعلم.

ص: 678

‌يحيى بن آدم

‌اسمه ونسبه:

يحيى بن آدم بن سليمان القرشي الأموي، أبو زكريا الكوفي، صاحب التصانيف، من موالي خالد بن عقبة بن أبي معيط.

ولد بعد عام 130 ولم يدرك والده، كأنه توفي وهو حمل.

روى عن: الثوري وابن عيينة وحماد بن سلمة وجرير بن حازم ويونس بن أبي إسحاق وجماعة.

روى عنه: أحمد وإسحاق وابن معين وابن المديني وابن أبي شيبة وجماعة.

وثقه يحيى بن معين والنسائي وأبو حاتم.

قال أبو حاتم: كان يتفقه، وهو ثقة.

وسئل أبو داود عن معاوية بن هشام ويحيى بن آدم فقال: يحيى واحد الناس.

وقال العجلي: كوفي ثقة جامعاً للعلم عاقلاً ثبتاً في الحديث.

وقال عثمان بن أبي شيبة: ثقة صدوق ثبت حجة ما لم يخالفه مَنْ هو فوقه مثل جرير ووكيع، توفي سنة 203.

قال ابن حجر: ثقة حافظ فاضل.

ص: 679

‌الحديث الأول

(1)

:

1021 -

قال ابن حبان في صحيحه (5/ 105/ 1802): أخبرنا محمد بن أحمد بن أبي عون، قال: حدثنا هارون بن عبد الله الحمال، قال: حدثنا يحيى بن آدم قال: حدثنا سفيان عن خالد الحذاء، عن أبي قلابة، عن أنس قال:

كان رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو بكر وعمر لا يجهرون ببسم الله الرحمن الرحيم.

‌التعليق:

هذا إسناد رجاله كلهم ثقات رجال الشيخين غير شيخ ابن حبان وهو ثقة.

هكذا قال يحيى بن آدم: (عن سفيان، عن خالد، عن أبي قلابة، عن أنس).

(1)

رجال الإسناد:

محمد بن أحمد بن أبي عون النسائي يعرف بابن زاذبة، روى عنه ابن حبان نحواً من تسعين حديثاً، وانظر: تاريخ جرجان (1/ 414) ومعجم شيوخ أبي بكر الإسماعيلي (1/ 435).

هارون بن عبد الله بن مروان البغدادي، أبو موسى الحمّال، البزاز، ثقة، مات سنة 243 وقد قارب الثمانين، روى له مسلم.

سفيان بن سعيد بن مسروق الثوري، ثقة حافظ فقيه عابد إمام حجة، مات سنة 161 وله 74 سنة، روى له البخاري ومسلم.

خالد بن مهران، أبو المنازل البصري الحذاء قيل له ذلك لأنه كان يجلس عندهم، ثقة، روى له البخاري ومسلم.

أبو قلابة: عبد الله بن زيد بن عمرو، أبو قلابة البصري، ثقة فاضل كثير الإرسال، مات بالشام هارباً من القضاء سنة 104 وقيل بعدها، روى له البخاري ومسلم.

ص: 680

خالفه عبد الله بن الوليد العدني

(1)

، وعمر بن سعد

(2)

، ومحمد بن يوسف

(3)

فقالوا: (عن سفيان، عن خالد، عن أبي نعامة، عن أنس).

وهم يحيى فقال: (أبو قلابة) والصحيح (أبو نعامة).

وقد رواه من حديث أبي نعامة أيضاً كلّاً من: عثمان بن غياث

(4)

، والجريري

(5)

، وشقيق البلخي

(6)

فقالوا: عن أبي نعامة، عن ابن عبد الله بن مغفل عن عبد الله بن مغفل).

وصحح هذا الوجه البخاري في تاريخه الكبير

(7)

.

قال ابن رجب في فتح الباري (4/ 373): قد روى سفيان الثوري عن خالد الحذاء عن أبي نعامة عن أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يكن ولا أبو بكر ولا عمر يجهرون ببسم الله الرحمن الرحيم.

كذا رواه غير واحد عن سفيان.

وخالفهم يحيى بن آدم فرواه عن سفيان، عن خالد عن أبي قلابة عن أنس ووهم فيه، وإنما هو أبو نعامة، قاله الإمام أحمد.

وقال الحافظ في النكت (2/ 751) عن الخلال في العلل أن مهنا بن يحيى سأل أحمد عنه أي: حديث أنس من طريق أبي قلابة فقال: هو وهم حدثني يحيى بن آدم فقال: عن أبي نعامة قيس بن

(1)

أحمد (3/ 216) والبيهقي في السنن الكبرى (2/ 52).

(2)

أبو يعلى (4205).

(3)

البخاري في التاريخ الكبير (8/ 442).

(4)

البيهقي (2/ 52) والروياني في مسنده (884) والبخاري في التاريخ (8/ 442).

(5)

ذكره البيهقي تعليقاً (2/ 52) وفي المعرفة (1/ 525).

(6)

طبقات المحدثين بأصبهان (3/ 7) إلا أنه أسقط ابن عبد الله بن مغفل.

(7)

(8/ 421).

ص: 681

عباية عن أنس بدل أبي قلابة، قال: وكذا هو في كتاب الأشجعي عن سفيان، قال: وكذلك بلغني عن العدني عن سفيان.

وكذا قال علي بن المديني في العلل: أن يحيى بن آدم قد حدّث به على الوهم ولم يخرجه أحمد في مسنده من هذا الوجه.

وقال الدارقطني في أطراف الغرائب (2/ 265): هكذا قال يحيى بن آدم في هذا الحديث وقيل ذلك عن أبي حذيفة، والمحفوظ عن خالد عن أبي نعامة عن أنس.

ص: 682

‌الحديث الثاني

(1)

:

1022 -

قال الإمام أحمد رحمه الله (6/ 391): حدثنا يحيى بن آدم قال: ثنا شريك عن عاصم بن عبيد الله، عن علي بن حسين، عن أبيه عن أبي رافع عن النبي صلى الله عليه وسلم:

أنه كان إذا سمع المؤذن قال مثل ما يقول، فإذا قال: حيّ على الصلاة قال: «لا حول ولا قوة إلا بالله» .

‌التعليق:

هذا إسناد ضعيف لضعف شريك وشيخه عاصم، وقد خالفه سفيان الثوري، وتقدم في باب شريك.

هكذا قال يحيى بن آدم: (عن شريك، عن عاصم، عن علي بن حسين عن أبيه، عن أبي رافع.

خالفه علي بن حجر

(2)

، وأحمد بن سليمان

(3)

، وأبو نعيم

(1)

رجال الإسناد:

شريك بن عبد الله النخعي الكوفي القاضي بواسط ثم الكوفة، أبو عبد الله، صدوق يخطاء كثيراً. انظر ترجمته في بابه.

عاصم بن عبيد الله بن عاصم بن عمر بن الخطاب العدوي المدني، ضعيف من الرابعة، مات سنة 132، روى له أبو داود والترمذي وابن ماجه.

علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب زين العابدين، ثقة ثبت عابد فقيه فاضل مشهور، مات سنة 93 وقيل غير ذلك، روى له البخاري ومسلم.

الحسين بن علي بن أبي طالب الهاشمي أبو عبد الله المدني، سبط رسول الله صلى الله عليه وسلم وريحانته، حفظ عنه، استشهد يوم عاشوراء سنة 61 وله 56 سنة وحديثه في الصحيحين.

(2)

النسائي في السنن الكبرى (9869) وعمل اليوم والليلة (41).

(3)

المصدر السابق.

ص: 683

الفضل بن دكين

(1)

، وعلي بن الجعد

(2)

، وأسود بن عامر

(3)

، وحسين بن محمد

(4)

، وزكريا بن يحيى (زحمويه)

(5)

فرووه عن شريك فقالوا: عن شريك، عن عاصم بن عبيد الله، عن علي بن الحسين، عن أبي رافع).

زاد يحيى بن آدم حسين بن علي بن أبي طالب في الإسناد وإنما حسين بن علي يرويه عن أبي رافع ليس بينهما أحد، وانظر ح (1212).

(1)

في كتابه الصلاة (196).

(2)

في مسنده (2267).

(3)

أحمد (6/ 9).

(4)

أحمد (6/ 9) والبزار (3868).

(5)

الطبراني في الكبير (924) وفي كتاب الدعاء (443).

ص: 684

‌يحيى بن حسان

‌اسمه ونسبه:

يحيى بن حسان بن حيان التنيسي البكري، أبو زكريا البصري، سكن تنيس فنسب إليها ويقال: إن أصله من دمشق.

روى عن: حماد بن سلمة، وعبد العزيز الماجشون، والليث بن سعد، ومالك وجماعة.

روى عنه: الشافعي ومات قبله، وأحمد بن صالح، والدارمي، ويونس بن عبد الأعلى وجماعة.

قال الشافعي وأحمد: ثقة، وزاد أحمد رجل صالح.

وقال النسائي: ثقة.

وقال أبو حاتم: صالح الحديث.

وقال العجلي: كان ثقة مأموناً عالماً بالحديث.

مات سنة 208 وكان مولده سنة 144.

قال ابن حجر: ثقة من التاسعة.

ص: 685

‌الحديث

(1)

:

1023 -

قال ابن خزيمة رحمه الله في صحيحه (1644): حدثنا بحر بن نصر بن سابق الخولاني، نا يحيى بن حسان، نا معاوية بن سلام، أخبرني يحيى بن أبي كثير، أخبرني عبد الله بن أبي قتادة أن أباه أخبره قال:

بينما نحن مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ سمع جلبة فقال: «ما شأنكم؟» قالوا: يا رسول الله استعجلنا إلى الصلاة، قال:«فلا تفعلوا، إذا أقيمت الصلاة فلا تقوموا حتى تروني وعليكم السكينة فما أدركتم فصلُّوا وما فاتكم فأتِمُّوا» .

‌التعليق:

هذا إسناد رجاله كلهم ثقات رجال الشيخين غير بحر بن نصر وهو ثقة، وثقه يونس بن عبد الأعلى وابن أبي حاتم وابن خزيمة وغيرهم.

هكذا رواه يحيى بن حسان عن معاوية بن سلام.

خالفه محمد بن المبارك الصوري

(2)

، ومروان بن محمد

(3)

قالا:

(1)

رجال الإسناد:

بحر بن نصر بن سابق الخولاني، مولاهم المصري، أبو عبد الله، ثقة من الحادية عشرة، مات سنة 267 وله 87 سنة، روى له النسائي في مسند مالك.

معاوية بن سلام بن أبي سلام، أبو سلام الدمشقي، وكان يسكن بحمص، ثقة من السابعة، مات في حدود سنة 170، روى له البخاري ومسلم.

عبد الله بن أبي قتادة الأنصاري المدني، ثقة من الثالثة، مات دون المائة، سنة خمس وتسعين روى له البخاري ومسلم.

(2)

مسلم (603)(155).

(3)

أبو نعيم في المستخرج على مسلم (1339).

ص: 686

عن معاوية بن سلام، عن يحيى بن أبي كثير، عن عبد الله بن أبي قتادة، أن أباه أخبره قال: بينما نحن نصلي مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فسمع جلبة فقال: «ما شأنكم؟» قالوا: استعجلنا إلى الصلاة، قال:«فلا تفعلوا، إذا أقيمت الصلاة فعليكم بالسكينة فما أدركتم فصلُّوا وما فاتكم فاقضوا» .

ولم يذكرا ما ذكره يحيى بن حسان: «إذا أقيمت الصلاة فلا تقوموا حتى تروني» .

وكذلك رواه البخاري ومسلم

(1)

في صحيحيهما من طريق شيبان بن عبد الرحمن النحوي عن يحيى بن أبي كثير بمثل رواية محمد بن المبارك ومروان عن معاوية بن سلام.

‌علة الوهم:

روى يحيى بن أبي كثير عن عبد الله بن أبي قتادة، عن أبي قتادة حديثين:

1 الأول: قوله صلى الله عليه وسلم: «إذا نودي للصلاة فلا تقوموا حتى تروني» وزاد في رواية: «وعليكم السكينة»

(2)

.

2 الثاني: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سمع جلبة فقال: «ما شأنكم؟»

(1)

البخاري (635) ومسلم (603).

(2)

البخاري (909، 638) ومسلم (604) وأبو داود (540) والترمذي (592) والنسائي (2/ 31) والشافعي (158) وأحمد (5/ 296، 311) وأبو نعيم في مستخرجه (1350) وأبو عوانة (1337، 1338، 1339) وابن خزيمة (1526) وغيرهم، من طريق شيبان، وحجاج الصواف، ومعمر، وأيوب السختياني.

ص: 687

قالوا: استعجلنا إلى الصلاة، قال:«فلا تفعلوا، إذا أقيمت الصلاة فعليكم بالسكينة فما أدركتم فصلُّوا وما فاتكم فاقضوا»

(1)

.

فروى الحديث الثاني يحيى بن حسان وخلطه بالحديث الأول، والله تعالى أعلم.

(1)

سبق تخريجه.

ص: 688

‌يحيى بن حماد

‌اسمه ونسبه:

يحيى بن حماد بن أبي زياد الشيباني، مولاهم أبو محمد وأبو بكر البصري ختن أبي عوانة.

روى عن: أبي عوانة، وشعبة، وجرير بن حازم، وحماد بن سلمة، وغيرهم.

روى عنه: البخاري، وإسحاق بن راهويه، والدارمي، ومحمد بن المثنى وجماعة.

وثقه أبو حاتم وابن سعد والعجلي وابن حبان.

وقال العجلي: كان من أروى الناس عن أبي عوانة.

قال ابن حجر: ثقة عابد من صغار التاسعة.

ص: 689

‌الحديث

(1)

:

1024 -

قال الإمام أحمد رحمه الله (4/ 188): ثنا يحيى بن حماد، أنا شعبة عن يزيد بن خُمير، عن عبد الله بن بسر، عن أبيه رضي الله عنه:

أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نزل فذكروا رطبة وطعاماً وشراباً فكان يأكل التمر ويضع النوى على ظهر أصبعيه ثم يرمي به ثم قام فركب بغلة له بيضاء فأخذت بلجامها فقلت: يا نبي الله ادعُ الله لنا، فقال:«اللهم بارك لهم فيما رزقتهم واغفر لهم وارحمهم» .

‌التعليق:

هذا إسناد رجاله ثقات رجال الصحيح غير الصحابي بسر بن أبي بسر.

وأخرجه النسائي في الكبرى (10123) عن حميد بن مخلد زنجويه وأبو عوانة (8329) عن عباس الدوري، وابن قانع في معجم الصحابة (1/ 97) من طريق إبراهيم بن هاناء ثلاثتهم عن يحيى بن حماد به.

(1)

رجال الإسناد:

يحيى بن حماد بن أبي زياد الشيباني مولاهم البصري ختن أبي عوانة، ثقة عابد، من صغار التاسعة، مات سنة 215، روى له البخاري ومسلم.

شعبة: تقدم. انظر ترجمته في بابه.

يزيد بن خمير الرحبي، أبو عمر الحمصي، صدوق، من الخامسة، روى له مسلم والبخاري في الأدب المفرد.

عبد الله بن بسر المازني، صحابي صغير ولأبيه صحبة، مات سنة 86، وقيل: 96، وهو آخر مَنْ مات بالشام من الصحابة، وحديثه في الصحيحين.

بسر بن أبي بسر المازني والد عبد الله، صحابي له ذكر في مسلم بلا رواية، روى له النسائي.

ص: 690

هكذا قال يحيى بن حماد: (عن شعبة، عن يزيد بن خمير، عن عبد الله بن بسر، عن أبيه).

خالفه جماعة من أصحاب شعبة فجعلوه من مسند عبد الله بن بسر ولم يذكروا أباه في الإسناد، منهم:

محمد بن جعفر

(1)

، محمد بن أبي عدي

(2)

، وأبو داود الطيالسي

(3)

، وبهز بن أسد

(4)

، وأبو الوليد الطيالسي

(5)

، وحفص بن عمر

(6)

، وعفان بن مسلم

(7)

، والنضر بن شميل

(8)

، ومسلم بن إبراهيم

(9)

، وسليمان

(10)

.

فقالوا: (عن شعبة، عن يزيد بن خمير، عن عبد الله بن بسر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم.

لذا قال النسائي عقب الحديث: خالفه أبو داود وبهز بن أسد.

(1)

مسلم (2042).

(2)

مسلم (2042) وابن حبان (5298) والبزار (3497).

(3)

النسائي (10124) والبزار (3498).

(4)

النسائي (10125) وأحمد (4/ 188).

(5)

ابن حبان (5297) وعبد بن حميد (507) ويعقوب بن سفيان في المعرفة والتاريخ (2/ 247) وابن قانع في معجم الصحابة (1/ 99) وابن السني في عمل اليوم والليلة (476).

(6)

أبو داود (3729) والبيهقي في شعب الإيمان (458) ويعقوب بن سفيان (2/ 247).

(7)

أحمد (4/ 188).

(8)

أبو عوانة (8330).

(9)

البخاري في الأدب المفرد (1177) والطبراني في الدعاء (920).

(10)

يعقوب بن سفيان في المعرفة والتاريخ (2/ 247) ط. دار الكتب العلمية.

هكذا جاء غير منسوب، وممن روى عنه سليمان بن حرب، وسليمان بن داود أبو داود الطيالسي، وسليمان بن مهران شيخه الأعمش.

ص: 691

وقال ابن قانع: رواه أبو الوليد ولم يذكر أباه وهو الصحيح

(1)

.

وقد تابع يحيى بن حماد روح بن عبادة

(2)

.

ومما يدل على صحة رواية الجماعة عن شعبة أن هشام بن يوسف

(3)

، وصفوان بن عمرو

(4)

روياه عن عبد الله بن بسر، يحدث أن أباه صنع طعاماً لرسول الله صلى الله عليه وسلم فجعلوه من مسند عبد الله بن بسر.

وقد تابع يحيى بن حماد الجماعة في رواية محمد بن المثنى عنه.

قال الإمام مسلم عقب حديث محمد بن جعفر: وحدثناه محمد بن بشر، حدثنا ابن أبي عدي ح، وحدثنيه محمد بن المثنى حدثنا يحيى بن حماد كلاهما عن شعبة بهذا الإسناد، ولم يشكا في إلقاء النوى بين الإصبعين

(5)

.

(1)

معجم الصحابة (1/ 990).

(2)

أحمد (4/ 190) وأبو عوانة (8330).

(3)

النسائي (10126) والطبراني في الدعاء (921) وأحمد (4/ 187).

(4)

أحمد (4/ 188) وابن حبان (5299).

(5)

مسلم (3/ 1616 ح 2042).

ص: 692

‌يحيى بن زكريا

‌اسمه ونسبه:

يحيى بن زكريا بن أبي زائدة، واسمه خالد بن ميمون بن فيروز الهمداني الوادعي مولاهم أبو سعيد الكوفي.

روى عن: أبيه، والأعمش، وابن عون، وهشام بن عروة، ويحيى بن سعيد الأنصاري، وعبيد الله بن عمر وجماعة.

روى عنه: يحيى بن آدم، وأحمد بن حنبل، ويحيى بن معين، وعلي بن المديني، وابنا أبي شيبة، ويحيى بن يحيى النيسابوري وجماعة.

قال أحمد وابن معين والنسائي: ثقة زاد النسائي: ثبت.

وقال أبو حاتم: مستقيم الحديث، ثقة، صدوق، وذكر أنه أول مَنْ صنّف الكتب بالكوفة.

وقال العجلي: ثقة وهو ممن جمع له الفقه والحديث، ويعد من حفاظ الكوفيين للحديث، متقناً ثبتاً.

قال ابن عيينة: ما قدم علينا مثل ابن المبارك ويحيى بن أبي زائدة.

ص: 693

وقال يحيى القطان: ما خالفني أحد بالكوفة أشد عليّ من ابن أبي زائدة.

وقال ابن المديني: هو من الثقات، لم يكن بالكوفة بعد الثوري أثبت منه.

قال ابن حجر: ثقة متقن من كبار التاسعة، مات سنة 183 أو 184 وله 63 سنة.

ص: 694

‌الحديث الأول

(1)

:

1025 -

قال أبو داود رحمه الله (3461): حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، عن يحيى بن زكريا عن محمد بن عمرو، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم:

«مَنْ باع بيعتين في بيعة فله أوكسهما أو الربا»

(2)

.

‌التعليق:

هذا إسناد رجاله كلهم ثقات رجال الشيخين (وحديث محمد بن عمرو في الصحيحين مقرون).

وهو في المصنف لابن أبي شيبة (6/ 120) ومن طريقه أخرجه ابن حبان في صحيحه (4974) والحاكم (2/ 45) والبيهقي (3/ 343) وابن عبد البر في التمهيد (24/ 389) وابن حزم في المحلى (9/ 6).

هكذا قال يحيى بن زكريا عن محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن

(1)

رجال الإسناد:

أبو بكر بن أبي شيبة: ثقة حافظ صاحب تصانيف. انظر ترجمته في بابه.

محمد بن عمرو بن علقمة بن وقاص الليثي المدني، صدوق له أوهام من السادسة، مات سنة 145 على الصحيح، روى له البخاري ومسلم.

أبو سلمة بن عبد الرحمن بن عوف الزهري المدني، ثقة مكثر من الثالثة، مات سنة 94 أو 104 وكان مولده سنة بضع وعشرين، روى له البخاري ومسلم.

(2)

قال الترمذي: فسر بعض أهل العلم قالوا بيعتين في بيعة أن يقول: أبيعك هذا الثوب بنقد بعشرة وبنسيئة بعشرين ولا يفارقه على أحد البيعين فإذا فارقه على أحدهما فلا بأس إذا كانت العقدة على أحد منهما. قال الشافعي: ومن معنى نهي النبي صلى الله عليه وسلم عن بيعتين في بيعة أن يقول: أبيعك داري هذه بكذا على أن تبيعني غلامك بكذا فإذا وجب لي غلامك وجب لك داري، وهذا تفارق عن بيع بغير ثمن معلوم ولا يدري كل واحد منهما على ما وقعت عليه صفقته (3/ 533).

ص: 695

أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم: «مَنْ باع بيعتين في بيعة فله أوكسهما أو الربا» .

خالفه جماعة فرووه عن محمد بن عمرو بهذا الإسناد فقالوا: (نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن بيعتين في بيعة)، منهم:

يحيى بن سعيد القطان

(1)

، وعبدة بن سليمان

(2)

، ويزيد بن هارون

(3)

، وعبد الوهاب بن عطاء

(4)

، وعبد العزيز الدراوردي

(5)

، وإسماعيل بن جعفر

(6)

، ومعاذ بن معاذ

(7)

.

وكذلك رواه بلفظ النهي عن بيعتين في بيعة: عبد الله بن مسعود

(8)

، وعبد الله بن عمرو بن العاص

(9)

، وابن عمر

(10)

.

لذا قال الخطابي في معالم السنن: «لا أعلم أحداً من الفقهاء قال بظاهر هذا الحديث أو صحح البيع بأوكس الثمنين إلا شيء يحكى عن الأوزاعي وهو مذهب فاسد وذلك لما يتضمنه هذا العقد من الغرر

(1)

النسائي (7/ 295) وأحمد (2/ 432) و (2/ 475) وابن الجارود (600) والبيهقي (5/ 343).

(2)

الترمذي (1231) وابن حبان (4973).

(3)

أحمد (2/ 503).

(4)

أبو يعلى (6124) والبيهقي (5/ 343).

(5)

البيهقي في معرفة السنن والآثار (8/ 156) وابن عبد البر في التمهيد (44/ 389).

(6)

ذكره البيهقي في السنن الكبرى (5/ 343) تعليقاً.

(7)

المصدر السابق.

(8)

أحمد (1/ 393) وابن خزيمة (176) وابن حبان (1053).

(9)

النسائي في الكبرى (6227) والبيهقي (5/ 343) وأحمد (2/ 174).

(10)

ابن الجارود (599) والبيهقي (6/ 70).

ص: 696

والجهالة، وإنما المشهور من طريق محمد بن عمرو بن أبي سلمة عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن بيعتين في بيعة».

وقال المنذري: «في إسناده محمد بن عمرو بن علقمة وقد تكلم فيه غير واحد، والمشهور عن محمد بن عمرو من رواية الدراوردي ومحمد بن عبد الله الأنصاري أنه صلى الله عليه وسلم نهى عن بيعتين في بيعة»

(1)

.

وقال صاحب عون المعبود تعليقاً على قول المنذري: وبهذا يعرف أن رواية يحيى بن زكريا فيها شذوذ كما لا يخفى

(2)

.

وقال الشوكاني: في إسناده محمد بن عمرو بن علقمة وقد تكلم فيه غير واحد، ثم ساق كلام المنذري: والمشهور عنه من رواية الدراوردي ومحمد بن عبد الله الأنصاري أنه صلى الله عليه وسلم نهى عن بيعتين في بيعة

(3)

.

وقال المباركفوري: «وقد تفرد هو بهذا اللفظ، وقد روي هذا الحديث عن عدة من الصحابة رضي الله عنهم من طرق ليس في واحد منها هذا اللفظ.

فالظاهر أن هذه الرواية بهذا اللفظ ليست صالحة للاحتجاج، والله أعلم»

(4)

.

(1)

مختصر السنن (5/ 98).

(2)

عون المعبود (9/ 239).

(3)

نيل الأوطار (5/ 249).

(4)

تحفة الأحوذي (4/ 359).

ص: 697

‌علة الوهم:

روي هذا اللفظ عن القاضي شريح وهو ما رواه عبد الرزاق عن معمر، والثوري عن أيوب عن محمد بن سيرين عن شريح قال: مَنْ باع بيعتين فله أوكسهما أو الربا

(1)

.

ورواه إسماعيل بن مسلم المكي (عنه وهو ضعيف) عن محمد بن سيرين عن أنس

(2)

.

(1)

في المصنف (14629) ورواه المروزي في السنّة (194) من طريق عبد الوهاب الثقفي، ومحمد بن خلف بن حبان في أخبار القضاة (2/ 337) من طريق وهب.

(2)

العقيلي في الضعفاء (1/ 92) وانظر: ميزان الاعتدال (1/ 409) قال أحمد: منكر الحديث، وقال النسائي: متروك.

ص: 698

‌الحديث الثاني

(1)

:

1026 -

قال أبو داود رحمه الله (2698): حدثنا صالح بن سهيل، ثنا يحيى يعني ابن أبي زائدة، عن عبيد الله، عن نافع عن ابن عمر رضي الله عنه:

أن غلاماً لابن عمر أبق إلى العدو فظهر عليه المسلمون فرده رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى ابن عمر ولم يقسم.

قال أبو داود: وقال غيره: رده عليه خالد بن الوليد.

‌التعليق:

هذا إسناد رجاله كلهم ثقات رجال الشيخين غير صالح بن سهيل قال الحافظ: مقبول (وتعقبه الألباني فقال: بل هو ثقة، وثقه ابن حبان وأبو زرعة بروايته عنه) كما في صحيح سنن أبي داود، وقد توبع، فقد أخرجه البيهقي (9/ 110) من طريق محمد بن سليمان لوين عن يحيى بن زكريا وهو ثقة.

هكذا قال يحيى بن أبي زائدة عن عبيد الله، عن نافع، عن ابن عمر أن الغلام رده النبي صلى الله عليه وسلم إلى ابن عمر.

(1)

رجال الإسناد:

صالح بن سهيل النخعي، أبو أحمد الكوفي مولى ابن أبي زائدة، مقبول، من كبار الحادية عشرة، روى عنه أبو داود.

عبيد الله بن عمر بن حفص بن عاصم بن عمر بن الخطاب العمري المدني، أبو عثمان، ثقة ثبت قدّمه أحمد بن صالح على مالك في نافع، من الخامسة، مات سنة بضع وأربعين، روى له البخاري ومسلم.

نافع أبو عبد الله المدني مولى ابن عمر، ثقة ثبت فقيه مشهور، من الثالثة، مات سنة 117 أو بعد ذلك، روى له البخاري ومسلم.

ص: 699

خالفه عبد الله بن نمير

(1)

فرواه بهذا الإسناد فقال: ذهب فرس لابن عمر فأخذه العدو فظهر عليه المسلمون فردّ عليه في زمن رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبق عبد له فلحق بالروم فظهر عليهم المسلمون فرده عليه خالد بن الوليد بعد النبي صلى الله عليه وسلم.

وتابعه يحيى القطان فرواه عن عبيد الله فقال: «إن عبداً لابن عمر أبق فلحق بالروم فظهر عليه خالد بن الوليد فرده على عبد الله»

(2)

.

وأن فرساً لابن عمر غار فلحق بالروم فظهر عليه فردوه على عبد الله، وتابعه أيضاً إسماعيل بن زكريا

(3)

فرواه عن عبد الله بمثل رواية ابن نمير، ورواه موسى بن عقبة

(4)

مختصراً على قصة الفرس عن نافع عن ابن عمر أنه كان على فرس يوم لقي المسلمون وأمير المسلمين يومئذ خالد بن الوليد بعثه أبو بكر فأخذه العدو، فلما هزم العدو رد خالد فرسه.

هذا لفظ البخاري، وذكره البيهقي بأطول منه.

فقال: إنه كان على فرس له يوم لقي المسلمون طيئاً وأسداً وأمير المسلمين خالد بن الوليد بعثه أبو بكر فاقتحم الفرس بعبد الله بن عمر

(1)

البخاري (3067) تعليقاً، ووصله أبو داود (2669) وابن ماجه (2847) وابن الجارود (1068) والبيهقي (9/ 110) وابن حجر في تعليق التغليق (3067).

(2)

البخاري (3068).

(3)

الإسماعيلي في مستخرجه على البخاري كما في الفتح (6/ 181).

(4)

البخاري (3069)، وقال ابن الملقن في التوضيح (18/ 316): صحح الداودي أنه في زمن رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنه كان في غزوة مؤتة، قال: وعبيد الله أثبت في نافع من موسى.

ص: 700

جرفاً فصرعه وسقط عبد الله فغار الفرس فأخذه العدو فلما هزم الله العدو رد خالد على عبد الله فرسه

(1)

.

ورواه أبو معاوية

(2)

عن عبيد الله بن عمر عن نافع عن ابن عمر أن غلاماً له لحق بالعدو على فرس له فظهر عليها خالد بن الوليد فردهما عليه.

قال البيهقي: كذا قال أبو معاوية وقد بيّن عبد الله بن نمير عن عبيد الله ما كان منه على عهد النبي صلى الله عليه وسلم وما كان بعده.

مما سبق يظهر أنه اختلف على عبيد الله بن عمر:

فقال: ابن نمير ويحيى القطان وإسماعيل بن زكريا أن العبد رده على ابن عمر خالد بن الوليد.

وخالفهم يحيى بن أبي زائدة فقال: إن العبد رده على ابن عمر النبي صلى الله عليه وسلم.

قال الزرقاني: وافق ابن نمير غير إسماعيل بن زكريا عن عبيد الله عند الإسماعيلي، وصححه الداودي وأنه كان في غزوة مؤتة وكذا صححه ابن عبد البر

(3)

.

قلت: ومما يؤيد رواية الجماعة ووهم ابن أبي زائدة ما رواه عبد الرزاق عن معمر عن أيوب عن نافع عن ابن عمر قال: أبق لي غلام يوم اليرموك ثم ظهر عليه المسلمون فردوه إليّ

(4)

.

(1)

البيهقي (9/ 110).

(2)

البيهقي (9/ 110).

(3)

شرح الزرقاني (3/ 25).

(4)

المصنف (9353).

ص: 701

ومعركة اليرموك كانت في عهد عمر رضي الله عنه سنة خمس عشرة للهجرة

(1)

.

وما رواه ابن أبي شيبة قال: حدثنا علي بن مسهر عن عبيد الله عن نافع عن ابن عمر أن عبداً له أبق وذهب له بفرس فدخل أرض العدو فظهر عليه خالد بن الوليد فرد أحدهما عليه في حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم ورد الآخر بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم

(2)

.

وانظر: فتح الباري (6/ 182 - 183).

وهناك نكتة أخرى: فالظاهر أن قوله: (ولم يقسم) مدرج من قول أحد الرواة وأظنه يحيى إذ لم يذكره بقية أصحاب عبيد الله بن عمر ونافع، والله أعلم.

وسبق في باب أبي معاوية فقد رواه عن عبيد الله بن عمر أن الغلام لحق بالعدو على فرس لابن عمر فظهر عليهما خالد فردهما عليه، انظر ح (406).

(1)

البداية والنهاية (9/ 546).

(2)

في مصنفه (33356).

ص: 702

‌الحديث الثالث

(1)

:

1027 -

قال الطحاوي في شرح معاني الآثار (2/ 30): حدثنا أحمد بن داود قال: ثنا عبد الرحمن بن صالح قال: ثنا ابن أبي زائدة عن إسرائيل بن يونس عن إبراهيم بن مهاجر البجلي عن عَمرو بن حُرَيث عن سعيد بن زيد بن عمرو بن نُفَيل قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

«يا معشر العرب احمدوا الله إذ رفع عنكم العُشُور» .

‌التعليق:

هذا إسناد رجاله كلهم ثقات.

هكذا قال يحيى بن زكريا: (عن إسرائيل، عن إبراهيم بن مهاجر، عن عمرو بن حريث، عن سعيد بن زيد، عن النبي صلى الله عليه وسلم.

(1)

رجال الإسناد:

أحمد بن داود بن موسى أبو عبد الله، ويقال: أبو نعيم السدوسي البصري المكي، قال ابن يونس وتبعه ابن الجوزي: كان ثقة، مات سنة 282 بمصر ليلة الجمعة لثمان عشرة خلت من صفر. تاريخ الرازي (2/ 607) بغية الطلب (2/ 238) المنتظم (2/ 340) تاريخ الإسلام (21/ 57).

عبد الرحمن بن صالح الأزدي العتكي الكوفي نزيل بغداد، صدوق يتشيع من العاشرة، مات سنة 235، روى له النسائي.

إسرائيل بن يونس بن أبي إسحاق السبيعي الهمداني الكوفي، ثقة تكلم فيه بلا حجة، من السابعة، مات سنة 160 وقيل بعدها، روى له البخاري ومسلم.

إبراهيم بن مهاجر بن جابر البجلي الكوفي، صدوق لين الحفظ، من الخامسة، روى له مسلم.

عمرو بن حريث بن عمرو بن عثمان المخزومي القرشي، صحابي صغير، مات سنة 58، روى له البخاري ومسلم.

سعيد بن زيد: صحابي معروف.

ص: 703

خالفه أبو نعيم الفضل بن دكين

(1)

، وأبو أحمد الزبيري

(2)

فقالا: (عن إسرائيل، عن إبراهيم بن مهاجر، عن رجل، عن عمرو بن حريث، عن سعيد، عن النبي صلى الله عليه وسلم.

أسقط يحيى الرجل المجهول من الإسناد.

قال الهيثمي: رواه أحمد وأبي يعلى والبزار وفيه رجل لم يسم وبقية رجاله موثقون

(3)

.

قال الدارقطني وقد ذكر حديث أبي أحمد الزبيري وهو أصح من الأول، يعني حديث يحيى بن زكريا

(4)

.

(1)

أحمد (1/ 190) وابن أبي شيبة (3/ 197) والفسوي في المعرفة والتاريخ (1/ 292).

(2)

الطحاوي (2/ 31) والبزار (1254) وأبو يعلى (964).

(3)

مجمع الزوائد (3/ 87).

(4)

العلل (4/ 408).

ص: 704

‌الطائفي

‌اسمه ونسبه:

يحيى بن سليم القرشي الطائفي الآدمي الحذاء الخراز نزيل مكة.

روى عن: عبيد الله بن عمر، وإسماعيل بن أمية، وابن جريج، والثوري، وجماعة.

روى عنه: الشافعي، وأحمد، وإسحاق، ووكيع وهو من أقرانه، وابن المبارك ومات قبله، وجماعة.

قال ابن معين: ثقة، وقال مرة: ليس به بأس يكتب حديثه.

وقال محمد بن سعد: ثقة كثير الحديث.

وقال النسائي: ليس به بأس، وهو منكر الحديث عن عبيد الله بن عمر، قلت: أوردت هنا ثلاثة أحاديث وهم فيها على عبيد الله بن عمر.

وقال أحمد: سمعت منه حديثاً واحداً.

وقال أيضاً: رأيته يخلط في الأحاديث فتركته.

وقال أبو حاتم: شيخ صالح محله الصدق ولم يكن بالحافظ، يكتب حديثه ولا يحتج به.

ص: 705

وقال البخاري: يحيى بن سليم رجل صالح صاحب عبادة، يهم في الكثير من الحديث إلا أحاديث كان يسأل عنها، فأما غير ذلك فيهم في الكثير، روى عن عبيد الله بن عمر أحاديث وهم فيها.

وقال في تاريخه في ترجمة عبد الرحمن بن نافع: ما حدّث الحميدي عن يحيى بن سليم فهو صحيح.

قال ابن حجر: صدوق سياء الحفظ، من التاسعة.

مات سنة 193.

روى له البخاري حديثاً واحداً عن إسماعيل بن أمية ذكره في موضعين ح (2114)(2150).

ومسلم حديثاً واحداً في المتابعات (2293).

ص: 706

‌الحديث الأول

(1)

:

1028 -

قال أبو داود رحمه الله (3815): حدثنا أحمد بن عبدة، حدثنا يحيى بن سليم الطائفي، حدثنا إسماعيل بن أمية، عن أبي الزبير، عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

«ما ألقى البحر أو جزر عنه فكلوه، وما مات فيه وطفا فلا تأكلوه» .

‌التعليق:

هذا إسناد رجاله كلهم ثقات رجال الصحيح.

وأخرجه ابن ماجه (3247) والطحاوي في شرح مشكل الآثار (4028) والطبراني في الأوسط (2859) والدارقطني (4/ 268) والبيهقي (9/ 255 - 256) وابن عبد البر في التمهيد (16/ 225) من طريق أحمد بن عبدة عن يحيى بن سليم به، وتابعه محمد بن عبد العزيز بن أبي رزمة كما في ميزان الاعتدال (7/ 188).

هكذا قال يحيى بن سليم (عن إسماعيل بن أمية عن أبي الزبير،

(1)

رجال الإسناد:

أحمد بن عبدة بن موسى الضبي، أبو عبد الله البصري، ثقة رمي بالنصب، من العاشرة، مات سنة 245، روى له مسلم.

إسماعيل بن أمية بن عمرو بن سعيد بن العاص بن أمية الأموي، ثقة ثبت، من السادسة، مات سنة 144 أو قبلها، روى له البخاري ومسلم.

محمد بن مسلم بن تدرس الأسدي مولاهم أبو الزبير المكي، صدوق إلا أنه يدلس، من الرابعة، مات سنة 126، روى له البخاري ومسلم

ص: 707

عن جابر عن النبي صلى الله عليه وسلم: «ما ألقى البحر أو جزر عنه فكلوه، وما مات فيه وطفا فلا تأكلوه» .

خالفه إسماعيل بن عياش

(1)

فرواه (عن إسماعيل بن أمية، عن أبي الزبير، عن جابر موقوفاً عليه من قوله) قال الدارقطني: وهو الصحيح.

وكذلك رواه أيوب السختياني

(2)

وسفيان الثوري

(3)

وحماد بن سلمة

(4)

وعبيد الله بن عمر

(5)

وابن جريج

(6)

وزهير بن معاوية

(7)

. عن أبي الزبير به موقوفاً على جابر.

لذا قال أبو داود عقب الحديث: «روى هذا الحديث سفيان الثوري وأيوب وحماد عن أبي الزبير أوقفوه على جابر، وقد أسند هذا الحديث أيضاً من وجه ضعيف عن ابن أبي ذئب

(8)

عن أبي الزبير عن جابر عن النبي صلى الله عليه وسلم»

(9)

.

وقال الدارقطني: «رواه أيوب السختياني وعبيد الله بن عمر وابن

(1)

الدارقطني (4/ 268).

(2)

ابن أبي شيبة (19760).

(3)

ذكره أبو داود تعليقاً (3815).

(4)

المصدر السابق.

(5)

البيهقي (9/ 255).

(6)

ذكره الدارقطني (4/ 268) والبيهقي (9/ 255).

(7)

المصدر السابق.

(8)

الطبراني في الأوسط (5656) والخطيب في تاريخ بغداد (10/ 148) والترمذي في العلل الكبير (2/ 636).

(9)

سنن أبي داود (3/ 358).

ص: 708

جريج وزهير وحماد بن سلمة وغيرهم عن أبي الزبير موقوفاً

ولا يصح رفعه، رفعه يحيى بن سليم عن إسماعيل بن أمية ووقفه غيره

(1)

.

وقال البيهقي: قال أبو داود: روى هذا الحديث سفيان وأيوب وحماد ووقفوه على جابر

ثم قال: يحيى بن سليم الطائفي كثير الوهم سياء الحفظ وقد رواه غيره عن إسماعيل بن أمية موقوفاً

(2)

.

‌أثر الوهم:

احتج بحديث الباب وبأحاديث أخرى لا تخلو من مقال الإمام أبو حنيفة

(3)

، وذهب الجمهور المالكية والشافعية والحنابلة

(4)

إلى جواز ميتة البحر مستدلين بالأحاديث الصحيحة في هذا منها قوله صلى الله عليه وسلم في البحر: «هو الطهار ماءه الحِل ميتته» .

وحديث جابر رضي الله عنه قال: غزونا جيش الخبط وأُمِّرَ أبو عبيدة فجعنا جوعاً شديداً فألقى لنا البحر حوتاً ميتاً لم نرَ مثله يقال له: العنبر فأكلنا منه نصف شهر فأخذ أبو عبيدة عظماً من عظامه فمرّ الراكب تحته. قال أبو عبيدة: كلوا، فلما قدمنا المدينة ذكرنا ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم فقال:«كلوا رزقاً أخرجه الله أطعمونا إن كان معكم» فأتاه بعضهم بعضو فأكله

(5)

.

(1)

في سننه (4/ 268).

(2)

السنن الكبرى (9/ 255).

(3)

شرح مشكل الآثار (10/ 201).

(4)

التمهيد (16/ 256) وزاد المعاد (4/ 341) وتحفة الأحوذي (7/ 146).

(5)

البخاري (5493) واللفظ له، ومسلم (1935).

ص: 709

‌الحديث الثاني

(1)

:

1029 -

قال الإمام الترمذي رحمه الله (544): حدثنا عبد الوهاب بن عبد الحكم الوراق البغدادي قال: حدثنا يحيى بن سليم، عن عبيد الله، عن نافع، عن ابن عمر رضي الله عنه قال:

سافرت مع النبي صلى الله عليه وسلم وأبي بكر وعمر وعثمان فكانوا يصلُّون الظهر والعصر ركعتين لا يصلُّون قبلها ولا بعدها.

‌التعليق:

هذا إسناد رجاله رجال الشيخين غير عبد الوهاب بن عبد الحكم وهو ثقة وقد توبع.

وأخرجه الترمذي في العلل الكبير (159) وابن خزيمة (947) عن عبد الوهاب بهذا الإسناد، وأخرجه البغوي في شرح السنة (1031) أيضاً من طريق عبد الوهاب.

وأخرجه الرافعي القزويني في التدوين في أخبار قزوين (1/ 202) و (3/ 6) من طريق محمد بن عبد العزيز (وهو ابن أبي رزمة) عن يحيى به، وتصحف فيه يحيى بن سليم إلى يحيى بن سليمان.

(1)

رجال الإسناد:

عبد الوهاب بن عبد الحكم بن نافع أبو الحسن الوراق البغدادي، ثقة من الحادية عشرة، مات سنة 250 وقيل بعدها، روى عنه أبو داود والترمذي والنسائي.

عبيد الله بن عمر بن حفص بن عاصم بن عمر بن الخطاب، المدني، ثقة ثبت، قدّمه أحمد بن صالح على مالك في نافع، من الخامسة، مات سنة بضع وأربعين ومئة، روى له البخاري ومسلم.

ص: 710

هكذا قال يحيى بن سليم عن عبيد الله، عن نافع، عن ابن عمر.

خالفه أبو أسامة حماد بن أسامة فقال: عن عبيد الله بن عمر عن رجل من آل سراقة، عن ابن عمر.

وقد أنكره الإمامان أحمد والبخاري.

قال البخاري: هذا حديث خطأ وإنما هو عبيد الله بن عمر، عن رجل من آل سراقة عن ابن عمر

(1)

.

وقال في التاريخ الكبير: «وقال أبو أسامة عن عبيد الله عن رجل من آل سراقة عن ابن عمر رضي الله عنهما.

وقال يحيى بن سليم: عن عبيد الله عن نافع عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم ولا يصح فيه نافع

(2)

.

قال المروذي: وقال يعني الإمام أحمد في حديث يحيى بن سليم عن عبيد الله عن نافع عن ابن عمر قال: سافرت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبي بكر

الحديث.

فأنكره إنكاراً شديداً وقال: هذا من قبل يحيى بن سليم

(3)

.

قلت: لو كان هذا الحديث عند عبيد الله عن نافع لما رغب عنه أبو أسامة فرواه عن رجل مجهول.

‌علة الوهم:

(1)

علل الترمذي الكبير (159).

(2)

(6/ 230).

(3)

من كلام أحمد بن حنبل في علل الحديث ومعرفة الرجال (1/ 107 رقم 254).

ص: 711

1 سلوك الجادة.

2 روى نحو هذا الحديث عن عبيد الله، عن نافع، عن ابن عمر موقوفاً عليه وهو ما رواه ابن أبي شيبة قال: حدثنا هشيم عن عبيد الله عن نافع عن ابن عمر رضي الله عنه أنه كان لا يتطوع في سفر قبل الصلاة ولا بعدها وكان يصلي من الليل

(1)

.

وروى مالك عن نافع عن ابن عمر نحوه

(2)

.

ورواه معمر عن قتادة وأيوب، عن نافع عن ابن عمر

(3)

.

وروي من طرق أخرى عن ابن عمر موقوفاً عليه

(4)

.

وروى هذا الحديث مرفوعاً لكن من طريق حفص بن عاصم عن ابن عمر رضي الله عنه قال: صحبت رسول الله صلى الله عليه وسلم فكان لا يزيد في السفر على ركعتين وأبا بكر وعمر وعثمان كذلك، وفي رواية: فلم أره يسبِّح في السفر

(5)

.

والله تعالى أعلم.

(1)

في مصنفه (3829).

(2)

الموطأ (1/ 150) ومن طريقه البيهقي (3/ 158).

(3)

عبد الرزاق (4447).

(4)

مصنف عبد الرزاق (4445)(4446) وابن أبي شيبة (3828).

(5)

البخاري (1101) و (1102) ومسلم (689).

ص: 712

‌الحديث الثالث

(1)

:

1030 -

قال ابن حبان في صحيحه (3727): أخبرنا صالح بن الأصبغ بن عامر التنُّوخي بِمَنْبِج حدثنا أحمد بن حرب الطائي حدثنا يحيى بن سُلَيم حدثنا عبيد الله بن عمر عن نافع عن ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

«إن الإيمان ليأرز إلى المدينة

(2)

كما تأرِز الحية إلى جُحْرِها».

‌التعليق:

هذا إسناد رجاله كلهم ثقات، ورواه البزار (182 كشف الأستار) عن الحسن بن يونس عن يحيى به.

هكذا قال يحيى: (عن عبيد الله، عن نافع، عن ابن عمر).

خالفه أنس بن عياض

(3)

، وعبد الله بن نمير

(4)

، وأبو أسامة حماد بن أسامة

(5)

، وعقبة بن خالد

(6)

، .... ، وسليمان بن بلال

(7)

،

(1)

رجال الإسناد:

صالح بن الأصبغ بن عامر أبو الفضل التنوخي المنبجي، حدّث عن أبي شعيب صالح بن زياد السوسي، ومحمد بن عوف الحمصي، حدّث عنه أبو بكر ابن المقراء وأبو الحسين محمد بن المظفر (تكملة الإكمال 2/ 80).

أحمد بن حرب بن محمد بن علي الطائي الموصلي، صدوق، من العاشرة، مات سنة 263 وله 90 سنة، روى له النسائي.

أحمد بن حرب بن محمد بن علي الطائي الموصلي، صدوق، من العاشرة، مات سنة 263 وله 90 سنة، روى له النسائي.

(2)

ليأرز إلى المدينة: أي: ينضم إليها ويجتمع بعضه إلى بعض فيها. تفسير غريب ما في الصحيحين (1/ 201) والنهاية (1/ 37).

(3)

البخاري (1876).

(4)

مسلم (147) وأحمد (2/ 496).

(5)

مسلم (147) وأحمد (2/ 286).

(6)

أبو عوانة (295).

(7)

أبو عوانة (297) وابن مندة (420).

ص: 713

ومحمد بن عبيد

(1)

، ويحيى بن سعيد الأموي

(2)

، وعبد العزيز بن محمد الدراوردي

(3)

فقالوا: (عن عبيد الله، عن خبيب، عن حفص بن عاصم، عن أبي هريرة).

لذا أعلّ الحديث أبو زرعة والدارقطني والبزار وابن حجر.

قال أبو زرعة: هذا خطأ إنما هو عبيد الله عن خبيب عن حفص بن عاصم عن أبي هريرة

(4)

.

وقال البزار: تفرد به يحيى بن سليم عن عبيد الله، ورواه غيره عن عبيد الله عن خبيب عن حفص عن أبي هريرة وهو الصواب»

(5)

.

وقال الحافظ معقباً: «وهو كما قال وهو يعني يحيى بن سليم ضعيف في عبيد الله بن عمر»

(6)

.

وقال الدارقطني عن رواية الجماعة: وهي أصح

(7)

.

(1)

ابن مندة (420).

(2)

أحمد (2/ 422).

(3)

يعقوب بن سفيان في المعرفة والتاريخ (1/ 167) ط. العلمية، وقال: هذا حديث صحيح جيد الإسناد.

(4)

علل الحديث (1974).

(5)

كما في كشف الأستار (2/ 50).

(6)

فتح الباري (4/ 12).

(7)

العلل (12/ 324).

ص: 714

‌الحديث الرابع

(1)

:

1031 -

قال ابن ماجه رحمه الله (2748): حدثنا محمد بن عبد الملك بن أبي الشوارب، ثنا يحيى بن سليم الطائفي، عن عبيد الله بن عمر، عن نافع، عن ابن عمر رضي الله عنه قال:

نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن بيع الولاء وهبته.

‌التعليق:

وهذا إسناد رجاله كلهم ثقات رجال الشيخين غير محمد بن عبد الملك فهو من رجال مسلم.

وأخرجه الترمذي في العلل الكبير (318) بنفس الإسناد.

هكذا قال يحيى بن سليم: (عن عبيد الله بن عمر، عن نافع، عن ابن عمر).

خالفه عبد الوهاب الثقفي

(2)

، وخالد بن الحارث

(3)

، وعبد الله بن

(1)

رجال الإسناد:

محمد بن عبد الملك بن أبي الشوارب الأموي البصري، صدوق، من كبار العاشرة، مات سنة 244، روى له مسلم.

يحيى بن سليم، تقدم.

عبيد الله بن عمر بن حفص بن عاصم بن عمر بن الخطاب العمري المدني، أبو عثمان، ثقة ثبت، من الخامسة، مات سنة بضع وأربعين ومئة، روى له البخاري ومسلم.

نافع أبو عبد الله المدني، مولى ابن عمر، ثقة ثبت، فقيه مشهور، من الثالثة، مات سنة 117 أو بعد ذلك، روى له البخاري ومسلم.

(2)

مسلم (1506).

(3)

النسائي (7/ 306) وفي الكبرى (6253).

ص: 715

نمير

(1)

، ويعقوب بن إبراهيم

(2)

، وشجاع بن الوليد

(3)

، وعبد الله بن المبارك

(4)

، وسعيد بن يسار

(5)

، وسعد بن بشير

(6)

، وعبد الرحمن بن سليمان

(7)

.

فقالوا: (عن عبيد الله بن عمر، عن عبد الله بن دينار، عن ابن عمر).

وهذا هو المحفوظ في هذا الحديث وهو في الصحيحين وغيرهما بهذا الإسناد.

وكذلك رواه شعبة

(8)

، وسفيان الثوري

(9)

، وسفيان بن عيينة

(10)

، وسليمان بن بلال

(11)

، وإسماعيل بن جعفر

(12)

، والضحاك بن عثمان

(13)

، ومالك

(14)

، وابن جريج

(15)

، والحسن بن صالح

(16)

،

(1)

ابن أبي حاتم في العلل (1645) والترمذي تعليقاً.

(2)

ابن حبان (4950).

(3)

البيهقي (10/ 293)، وأبو عوانة (4806).

(4)

في مسنده (223).

(5)

تمام الرازي في الفوائد (27).

(6)

ابن عساكر في تاريخ دمشق (13/ 21).

(7)

النسائي في الكبرى (6416).

(8)

البخاري (2535) ومسلم (1506).

(9)

البخاري (6756) ومسلم (1506).

(10)

مسلم (1506).

(11)

مسلم (1506).

(12)

مسلم (1506).

(13)

مسلم (1506).

(14)

في الموطأ (2/ 712).

(15)

أبو عوانة (4808).

(16)

تاريخ أصبهان (1/ 298) وتاريخ دمشق (5/ 207) والأمالي والقراءة (28).

ص: 716

وعبد الرحمن بن عبد الله بن دينار

(1)

، ويحيى بن العلاء

(2)

هؤلاء كلهم رووه عن عبد الله بن دينار، عن ابن عمر رضي الله عنه.

قال الحافظ: «وقد اعتنى أبو نعيم الأصبهاني بجمع طرقه عن عبد الله بن دينار فأورده عن خمسة وثلاثين نفساً ممن حدّث به عن عبد الله بن دينار منهم من الأكابر يحيى بن سعيد الأنصاري وموسى بن عقبة ويزيد بن الهاد وعبد الله العمري وهؤلاء من صغار التابعين»

(3)

.

لذا حكم الإمام البخاري والترمذي وغيرهم على يحيى بن سليم بالوهم في هذا الحديث.

قال البيهقي: «قال أبو عيسى الترمذي فيما بلغني عنه: سألت عنه البخاري فقال: يحيى بن سليم أخطأ في حديثه إنما هو عن عبد الله بن دينار عن ابن عمر، وعبد الله بن دينار تفرد بهذا الحديث يعني باللفظ المشهور»

(4)

.

ثم قال البيهقي: ويحيى بن سليم كان سياء الحفظ كثير الخطأ.

قال الترمذي: «وقد روى يحيى بن سليم هذا الحديث عن عبيد الله بن عمر عن نافع عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه نهى عن بيع الولاء وهبته وهو وهم، وهم فيه يحيى بن سليم.

وروى عبد الوهاب الثقفي وعبد الله بن نمير وغير واحد عن

(1)

الكامل لابن عدي (4/ 298).

(2)

تاريخ دمشق (22/ 176).

(3)

فتح الباري (12/ 44).

(4)

السنن الكبرى (10/ 293).

ص: 717

عبيد الله بن عمر عن عبد الله بن دينار عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم، وهذا أصح من حديث يحيى بن سليم»

(1)

.

وقال الإمام مسلم: «الناس كلهم عيال على عبد الله بن دينار في هذا الحديث»

(2)

.

وقال الترمذي أيضاً: حديث حسن صحيح لا نعرفه إلا من حديث عبد الله بن دينار، رواه عنه سعيد وسفيان ومالك.

ويروى عن شعبة أنه قال: وددت أن عبد الله بن دينار لما حدّث بهذا الحديث أذن لي حتى كنت أقوم إليه فأقبّل رأسه.

وقال ابن رجب في شرح علل الترمذي (1/ 415): (حديث عبد الله بن دينار عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم في النهي عن بيع الولاء وهبته فإنه لا يصح عن النبي صلى الله عليه وسلم إلا من هذا الوجه ومَن رواه من غيره فقد وهم وغلط).

قلت: وأحاديث يحيى بن سليم عن عبيد الله بن عمر قد تكلم فيها كما هو في ترجمته من التهذيب.

قال البخاري: يحيى بن سليم يروي أحاديث عن عبيد الله يهم.

وقال في موضع آخر: يحيى بن سليم رجل صالح صاحب عبادة يهم الكثير في حديثه إلا أحاديث كان يسأل عنها، فأما غير ذلك فيهم الكثير، روى عن عبيد الله بن عمر أحاديث يهم فيها.

(1)

في الجامع الصحيح عقب الحديث (1436) ونحوه عقب الحديث (2126) وفي العلل الكبير ص 192.

(2)

في صحيحه (2/ 1145) عقب الحديث (1506).

ص: 718

وقال النسائي: ليس به بأس، وهو منكر الحديث عن عبيد الله بن عمر.

‌تنبيه:

وردت أحاديث أن نافعاً قد رواه أيضاً عن ابن عمر إلا أن فيها وهماً، منها:

ما رواه أبو عوانة (4809) من طريق أبي ضمرة عن عبيد الله بن عمر عن نافع وعبد الله بن دينار عن ابن عمر.

قال أبو حاتم وأبو زرعة (1130): هذا خطأ، وهم فيه أبو ضمرة الناس يقولون: عبيد الله عن عبد الله بن دينار، ويروون عن نافع عن ابن عمر موقوف:«الولاء لحمة» وهذا هو الصحيح.

وقال أبو حاتم في موضع آخر (1107): نافع أخذ عن عبد الله بن دينار هذا الحديث، ولكن هكذا قال.

وقد سبق قول غير واحد من الأئمة أن الناس عالة في هذا الحديث على عبد الله بن دينار وأن كل مَنْ رواه من غير طريقه فهو واهم، والله أعلم.

ص: 719

‌يزيد بن هارون

(1)

‌اسمه ونسبه:

يزيد بن هارون بن زاذي، ويقال: زاذان بن ثابت السلمي مولاهم أبو خالد الواسطي، ويقال: أصله من بخارى.

جده زاذي أعتقته امرأة عتبة بن فرقد.

ولد سنة 118 ومات سنة 206 وقد قارب التسعين عاماً.

روى عن: يحيى بن سعيد الأنصاري، وسليمان التيمي، وعاصم الأحول، وحميد الطويل، وعبد الله بن عون، وشعبة، وحماد بن زيد، وحماد بن سلمة وخلق.

روى عنه: أحمد بن حنبل، وإسحاق بن راهويه، ويحيى بن معين، وعلي بن المديني، وابنا أبي شيبة، وخلق.

(1)

مصادر الترجمة:

تاريخ بغداد (14/ 337 وما بعده)، الجرح والتعديل (9/ 295)، تهذيب الكمال (22/ 261)، رجال صحيح البخاري (2/ 811)، تاريخ واسط (1/ 142).

ص: 720

‌ثناء أهل العلم:

قال هشيم: ما بالمصْرين مثل يزيد.

وقال أحمد بن حنبل: كان حافظاً للحديث.

وقال ابن معين: ثقة.

وقال ابن المديني: لم أرَ أحفظ من يزيد بن هارون، وقال في موضع آخر: ما رأيت أحداً أحفظ عن الصغار والكبار من يزيد بن هارون.

وقال محمد بن قدامة: سمعت يزيد بن هارون يقول: أحفظ خمسة وعشرين ألف إسناد ولا فخر، وأنا سيد مَنْ روى عن حماد بن سلمة ولا فخر.

وقال الفضل بن زياد: سمعت أبا عبد الله، وقيل له: يزيد بن هارون له فقه؟ قال: نعم ما كان أفطنه وأذكاه وأفهمه

ما كان أجمع أمر يزيد صاحب صلاة حافظ متقن للحديث صرامة وحسن مذهب.

وقال أبو حاتم: ثقة إمام صدوق في الحديث لا يُسأل عن مثله.

قال يحيى بن يحيى: كان بالعراق أربعة من الحفاظ وذكر منهم يزيد بن هارون.

وسئل يحيى بن معين عن يزيد بن هارون: هو مثل هشيم وإسماعيل بن علية؟ قال: نعم، إلا أنهم أقل خطأ منه.

وذكر الأثرم أن الإمام أحمد ذكر سماع يزيد بن هارون من سعيد بن أبي عروبة فضعّفه.

ص: 721

وقال أحمد بن زهير: سمعت أبي يقول: كان يعاب على يزيد بن هارون حيث ذهب بصره أنه ربما سئل عن الحديث لا يعرفه فيأمر جارية له فتحفظه من كتابه.

قال الخطيب معقباً: قد وصف غير واحد من الأئمة حفظ يزيد بن هارون لحديثه وضبطه له ولعله ساء حفظه لما كُفّ بصره وعلت سنُّه فكان يستثبت جاريته فيما شكّ فيه ويأمرها بمطالعة كتابه لذلك.

قال ابن حجر: ثقة متقن عابد، من التاسعة.

روى له البخاري ستة عشر حديثاً

(1)

مع المكرر، وعلق له أربعة أحاديث

(2)

وروى له مسلم نحو (57) حديثاً

(3)

.

(1)

البخاري (148، 179، 371، 631، 1532، 1655، 1833، 2530، 2834، 3506، 3666، 4060، 5153، 5696، 6715، 7035) عن يحيى بن سعيد الأنصاري، وحميد، وإسماعيل بن أبي خالد، وشعبة، ومحمد بن مطرف، والعوام بن حوشب، وعبد الله بن عون.

(2)

البخاري (248، 250، 1269، 6931).

(3)

مسلم (23، 181، 330، 421، 461، 476، 657، 669، 710، 939، 952، 1068، 1097، 1161، 1199، 1284، 1286، 1337، 1366، 1441، 1485، 1488، 1547، 1584، 1653، 1684، 1808، 1812، 1885، 1928، 1965، 1997، 2037، 2052، 2017، 2144، 2152، 2201، 2223، 2252، 2312، 2326، 2373، 2387، ...... 2934، 2939، 2984).

ص: 722

‌الحديث الأول

(1)

:

1032 -

قال أبو عبد الرحمن النسائي (7/ 90): أخبرنا عبدة، قال: أنبأنا يزيد، قال: أنبأنا شعبة عن عاصم، عن أبي وائل عن عبد الله قال: سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم: أي الذنب أعظم؟ قال:

«الشرك أن تجعل للّه ندًّا، وأن تزاني بحليلة جارك، وأن تقتل ولدك مخافة الفقر أن يأكل معك» .

ثم قرأ عبد الله: {وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلهًا آخَرَ

(68)} [الفرقان: 68].

‌التعليق:

هذا إسناد على شرط البخاري رجاله كلهم ثقات رجال الشيخين غير عبدة فمن رجال البخاري.

وأخرجه النسائي في الكبرى (3478) عن عبدة بن عبد الله به.

هكذا قال يزيد: (عن شعبة، عن عاصم، عن أبي وائل، عن عبد الله بن مسعود).

(1)

رجال الإسناد:

عبدة بن عبد الله الصفار الخزاعي، أبو سهل البصري، كوفي الأصل، ثقة من الحادية عشرة، مات سنة 258، روى له البخاري.

شعبة بن الحجاج: انظر ترجمته في بابه.

عاصم بن بهدلة وهو ابن النجود الأسدي، مولاهم الكوفي، أبو بكر المقراء، صدوق له أوهام، حجة في القراءة وحديثه في الصحيحين مقرون، من السادسة، مات سنة 128، روى له البخاري ومسلم.

شقيق بن سلمة الأسدي، أبو وائل الكوفي، ثقة من الثانية، مخضرم، مات في خلافة عمر بن عبد العزيز وله 100 سنة، روى له البخاري ومسلم.

ص: 723

خالفه محمد بن جعفر

(1)

، وسعيد بن الربيع أبو زيد

(2)

، وعمرو بن مرزوق

(3)

، وأبو داود الطيالسي

(4)

، وبهز بن أسد

(5)

.

فقالوا: (عن شعبة، عن واصل

(6)

، عن أبي وائل، عن عبد الله بن مسعود).

وكذلك رواه سفيان الثوري

(7)

ومالك بن مغول

(8)

عن واصل.

لذا قال النسائي: حديث يزيد هذا خطأ، إنما هو واصل ولا نعلم أحداً تابع يزيد عليه.

وانظره في باب عبد الرحمن بن مهدي، ح (358).

‌علة الوهم:

عاصم يروي أيضاً هذا الحديث عن أبي وائل عن ابن مسعود

(9)

.

والله تعالى أعلم.

(1)

الترمذي (3183) وأحمد (1/ 434)(1/ 464).

(2)

الترمذي (3183).

(3)

أبو نعيم في حلية الأولياء (4/ 146) والخطيب في الفصل للوصل (2/ 834).

(4)

في مسنده (264) والخطيب (2/ 833).

(5)

أحمد (1/ 434) والخطيب (2/ 834).

(6)

واصل بن حبان الأحدب الأسدي الكوفي، ثقة ثبت من السادسة.

(7)

النسائي في الكبرى (3477) وأحمد (1/ 434) والخطيب (2/ 834) وابن أبي شيبة في مسنده (362).

(8)

النسائي (7125).

(9)

الطيالسي (265) والخطيب في الفصل (2/ 837).

ص: 724

‌الحديث الثاني

(1)

:

1033 -

قال أبو داود (2110): حدثنا إسحاق بن جبريل البغدادي أخبرنا يزيد أخبرنا موسى بن مسلم بن رومان عن أبي الزبير عن جابر بن عبد الله أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:

«مَنْ أعطى في صَداق امرأة مِلء كفيه سَوِيقاً أو تمراً فقد استَحَلَّ» .

‌التعليق:

هذا إسناد رجاله كلهم ثقات رجال الصحيح غير موسى بن مسلم بن رومان وهو ضعيف.

وأخرجه الخطيب في تاريخ بغداد (6/ 346) من طريق أبي داود به.

وأخرجه الدارقطني (3/ 242) من طريق أحمد بن سنان، وأحمد بن منصور، والبيهقي (7/ 238) من طريق أحمد بن سنان كليهما عن يزيد بهذا الإسناد.

هكذا قال يزيد: (عن موسى بن مسلم بن رومان، عن أبي الزبير، عن جابر).

(1)

رجال الإسناد:

إسحاق بن جبريل البغدادي، ويقال: إنه ابن أبي عيسى، صدوق، من الحادية عشرة، روى عنه البخاري.

موسى بن مسلم بن رومان، كذا وقع، والصواب: صالح بن مسلم بن رومان، وقد ينسب لجده، ضعيف، من السادسة، روى له أبو داود.

أبو الزبير: تقدم.

ص: 725

خالفه يونس بن محمد

(1)

، وموسى بن إسماعيل

(2)

فقالا: (عن صالح بن مسلم بن رومان، عن أبي الزبير، عن جابر عن النبي صلى الله عليه وسلم.

ورواه عبد الرحمن بن مهدي

(3)

فقال: (عن صالح بن رومان، عن أبي الزبير، عن جابر موقوفاً).

وكذلك رواه أبو عاصم

(4)

فقال: (عن صالح بن رومان، عن أبي الزبير، عن جابر قال: كنا على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم نستمتع بالقبضة من الطعام على معنى المتعة).

وهم يزيد بن هارون في اسم شيخه فقال: (موسى بن مسلم بن رومان) والصحيح (صالح بن مسلم بن رومان).

قال الآجري: «سمعت أبا داود يقول: أخطأ يزيد بن هارون في اسمه فقال: موسى بن رومان»

(5)

.

وكذلك جاء اسمه في كتب التاريخ والرجال.

قال يحيى بن معين: صالح بن مسلم بن رومان، مكي يروي عنه ابن مهدي ويونس بن محمد

(6)

.

ونحو ذلك قال الإمام البخاري

(7)

، وابن أبي حاتم

(8)

،

(1)

أحمد (3/ 355) والدارقطني (3/ 243) والبيهقي (7/ 238).

(2)

العقيلي في الضعفاء (2/ 205).

(3)

أبو داود تعليقاً (2110).

(4)

المصدر السابق.

(5)

تهذيب الكمال (9/ 150) وتهذيب التهذيب (10/ 331).

(6)

تاريخ ابن معين (3/ 70).

(7)

التاريخ الكبير (4/ 289).

(8)

الجرح والتعديل (4/ 414).

ص: 726

والعقيلي

(1)

، وابن حبان

(2)

.

وهناك علة أخرى ذكرها أبو داود عقب الحديث فقال: «رواه عبد الرحمن بن مهدي عن صالح بن رومان، عن أبي الزبير عن جابر موقوفاً.

ورواه أبو عاصم عن صالح بن رومان، عن أبي الزبير عن جابر قال: كنا على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم نستمتع بالقبضة من الطعام، على معنى المتعة.

قال أبو داود: رواه ابن جريج، عن أبي الزبير عن جابر على معنى أبي عاصم»

(3)

.

وقد رجح الوقف عبد الحق الإشبيلي

(4)

، والطحاوي

(5)

فيما نقله عنه ابن التركماني أن أصله موقوف على جابر.

والعلة التي أشار إليها أبو داود هو أن أبا عاصم رواه عن صالح بن رومان في زواج المتعة وليس النكاح.

وكذلك رواه ابن جريج عن أبي الزبير عن جابر رضي الله عنه قال: كنا نستمتع بالقبضة من التمر والدقيق الأيام على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبي بكر حتى نهى عنه عمر

(6)

.

(1)

الضعفاء (2/ 207).

(2)

الثقات (6/ 464) والمجروحين (1/ 366).

(3)

سنن أبي داود (2/ 236 ح 2110).

(4)

الأحكام الوسطى (3/ 146) فقال: لا يعول على مَنْ أسنده. نصب الراية (3/ 200).

(5)

حاشية السنن الكبرى (7/ 127).

(6)

مسلم (1405).

ص: 727

لذا قال ابن التركماني: خبر منكر.

وقال ابن القطان: إنما روى هذا الحديث ابن جريج عن أبي الزبير، وأبو عاصم عن صالح بن رومان عن أبي الزبير عن جابر قال: كنا نستمتع بالقبضة من الطعام على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، فهذا معنى آخر من باب المتعة لا من باب الصداق، ورواه ابن مهدي عن صالح بن رومان عن أبي الزبير عن جابر بالمعنى الأول لكن موقوفاً من قول جابر لم يذكر على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم.

هذا معنى ما ذكره أبو داود إثر الحديث المذكور ولم يوصل به الأسانيد فاعلم ذلك

(1)

.

(1)

الوهم والإيهام (3/ 503).

ص: 728

‌الحديث الثالث

(1)

:

1034 -

قال الإمام أحمد رحمه الله (1/ 37): حدثنا وكيع، حدثنا سفيان وعبد الرحمن عن سفيان، عن زبيد الإيامي، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن عمر رضي الله عنه قال:

صلاة السفر ركعتان، وصلاة الأضحى ركعتان، وصلاة الفطر ركعتان، وصلاة الجمعة ركعتان، تمام غير قصر، على لسان محمد صلى الله عليه وسلم.

قال سفيان: وقال زبيد: أراه عن عمر، قال عبد الرحمن على غير وجه الشك.

وقال يزيد يعني ابن هارون: ابن أبي ليلى قال: سمعت عمر.

‌التعليق:

هذا حديث صحيح رجاله كلهم ثقات رجال الشيخين.

(1)

رجال الإسناد:

وكيع بن الجراح: تقدم انظره في بابه.

عبد الرحمن بن مهدي: تقدم انظره في بابه.

زبيد بن الحارث بن عبد الكريم بن عمرو بن كعب اليامي، أبو عبد الرحمن الكوفي، ثقة ثبت عابد، من السادسة، مات سنة 122 أو بعدها، روى له البخاري ومسلم.

عبد الرحمن بن أبي ليلى الأنصاري المدني ثم الكوفي، ثقة، من الثامنة، اختلف في سماعه من عمر، مات بوقعة الجماجم سنة 83، وقيل: إنه غرق، روى له البخاري ومسلم.

ص: 729

وأخرجه أبو خيثمة في مسنده كما في التهذيب لابن حجر (6/ 235) عن يزيد بن هارون.

ورواه الإمام أحمد من طريق وكيع وعبد الرحمن بن مهدي ويزيد بن هارون ثلاثتهم عن سفيان الثوري، عن زبيد الإيامي، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن عمر.

وقد وهم يزيد بن هارون في قوله: (عن عبد الرحمن بن أبي ليلى سمعت عمر).

إذ أن عبد الرحمن بن أبي ليلى لم يسمع من عمر كما رجحه المحققون من أئمة الحديث

(1)

.

وقد روى أصحاب الثوري هذا الحديث عنه فلم يذكروا سماعاً لعبد الرحمن بن أبي ليلى عن عمر.

قالوا: (عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن عمر)، منهم:

(1)

ولد ابن أبي ليلى لست بقين من خلافة عمر، أي: أنه أدركه وعمره نحو ست سنوات.

قال ابن المديني: كان شعبة ينكر أن يكون سمع من عمر.

وكذا قال الترمذي في العلل الكبير وابن خزيمة.

وقال يعقوب بن شيبة: قال ابن معين لم يسمع من عمر شيئاً ولا من عثمان.

وقال ابن أبي حاتم: قلت لأبي: يصح لعبد الرحمن بن أبي ليلى سماع من عمر؟ قال: لا. المراسيل (125).

وقال في موضع آخر: روي عن عبد الرحمن أنه رأى عمر وبعض أهل العلم يدخل بينه وبين عمر البراء بن عازب، وبعضهم كعب بن عجرة.

وقال ابن أبي خيثمة في تاريخه: وقد روى سماعه من عمر من طرق ليست صحيحة.

وقال الخليلي في الإرشاد: الحفاظ لا يثبتون سماعه من عمر.

انظر ترجمته في: تهذيب الكمال (3931).

ص: 730

وكيع

(1)

، وعبد الرحمن بن مهدي

(2)

، ويزيد بن زريع

(3)

، وعبد الرزاق

(4)

، وأبو داود الطيالسي

(5)

، ومحمد بن أبي كثير

(6)

، وأبو نعيم الفضل بن دكين

(7)

، وزائدة بن قدامة

(8)

، وأبو عامر العقدي

(9)

، ويحيى بن سعيد القطان

(10)

، وروح بن عبادة

(11)

، ومعاذ بن معاذ العنبري

(12)

، وعبد الله بن العدني

(13)

، ومهران بن أبي عمر

(14)

، وأبو حمزة السكري

(15)

وغيرهم، رووه عن الثوري بالعنعنة بين ابن أبي ليلى وعمر ولم يذكروا سماعاً.

ورواه القواريري عن يحيى القطان، عن الثوري، عن زبيد، عن ابن أبي ليلى، عن الثقة، عن عمر

(16)

.

ورواه يزيد بن زياد بن أبي الجعد، عن زبيد الإيامي، عن

(1)

أحمد (1/ 37) وأبو يعلى (241) وابن حبان (2783).

(2)

أحمد (1/ 37).

(3)

النسائي (3/ 183) وفي الكبرى (1771).

(4)

في المصنف (4278).

(5)

في مسنده (48).

(6)

البيهقي (3/ 200) وابن عبد البر في التمهيد (16/ 296).

(7)

البيهقي (3/ 200).

(8)

الطبراني في الأوسط (5010).

(9)

الطحاوي في شرح معاني الآثار (1/ 421).

(10)

النسائي في الكبرى (491) و (1734) من طريق إبراهيم بن محمد.

(11)

الطحاوي (10/ 421).

(12)

الطبراني في الأوسط (8528).

(13)

الدارقطني في العلل تعليقاً (2/ 116).

(14)

المصدر السابق.

(15)

المصدر السابق.

(16)

الطحاوي (1/ 422) والبيهقي (3/ 304) وغيرهم. انظره في باب القواريري.

ص: 731

عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن كعب بن عجرة عن عمر به

(1)

.

وكذلك روى هذا الحديث: شريك

(2)

، وشعبة

(3)

، ومحمد بن طلحة

(4)

عن زبيد الإيامي عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن عمر ولم يذكروا سماعاً.

قال الدارقطني في العلل (2/ 116): (وقال يزيد بن هارون عن الثوري، عن ابن أبي ليلى سمعت عمر، ولم يتابع يزيد بن هارون على قوله هذا.

رواه شعبة وعمرو بن قيس الملائي، وشريك بن عبد الله، ومحمد بن طلحة، وقيس بن الربيع، وأبو وكيع الجراح بن مليح، وعلي بن صالح بن حي، وسعيد بن سماك بن حرب، وعبد الله بن ميمون الطهوي، وياسين الزيات عن زبيد، عن ابن أبي ليلى، عن عمر).

قال ابن عبد البر في التمهيد (16/ 296): روى هذا الحديث يزيد بن هارون عن الثوري، عن زبيد، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، قال: سمعت عمر، فخطؤوه فيه لقوله: سمعت عمر)

(5)

.

(1)

ابن ماجه (1064) والنسائي في الكبرى (490) وابن خزيمة (1425) والبيهقي (3/ 199).

(2)

النسائي (3/ 111) وابن ماجه (1063).

(3)

أبو نعيم في الحلية (7/ 187) وتاريخ أصبهان (1/ 190).

(4)

أبو نعيم (4/ 353 - 354).

(5)

ثم قال ابن عبد البر: (وقد رواه محمد بن طلحة قال: حدثنا زبيد، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، قال: خطبنا عمر فقال:

الحديث، فوهم أيضاً فيه.

قلت: قوله: خطبنا، أي: خطب أهل المدينة وله نظائر

ولم يصرح بالسماع).

ص: 732

قال الحافظ ابن حجر في التهذيب (6/ 261): قال أبو خيثمة في مسنده حدثنا يزيد بن هارون، أخبرنا سفيان الثوري، عن زبيد وهو الإيامي، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى سمعت عمر يقول فذكر الحديث، قال أبو خيثمة: تفرد به يزيد بن هارون هكذا ولم يقل أحد: سمعت عمر غيره

)

(1)

.

وقال النسائي في المجتبى (3/ 111): عبد الرحمن بن أبي ليلى لم يسمع من عمر.

ونقل ابن الملقن «عن علي بن المديني قوله: لم يثبت عندنا من جهة صحيحة أن ابن أبي ليلى سمع من عمر، وقال: وكان شعبة ينكر سماعه منه، وقال ابن معين: لم يره، وسئل عن حديثه هذا فقال: ليس بشيء»

(2)

.

‌الخلاصة:

متن الحديث صحيح.

ووهم يزيد بن هارون على سفيان الثوري في إسناد هذا الحديث في قوله (عن عبد الرحمن بن أبي ليلى: سمعت عمر) وخالفه أصحاب سفيان فلم يقولوا: سمعت.

(1)

وقال ابن أبي حاتم: قلت لأبي: يصح لأبي ليلى سماع من عمر؟ قال: لا، قال أبو حاتم: روى عن عبد الرحمن أنه رأى عمر وبعض أهل العلم يدخل بينه وبين عمر البراء بن عازب، وبعضهم كعب بن عجرة.

(2)

البدر المنير (4/ 648).

ص: 733

وكذلك كل مَنْ شارك سفيان في روايته هذا الحديث عن زبيد لم يذكروا هذا فدلّ على وهم يزيد فيما ذكر من سماع عبد الرحمن بن أبي ليلى من عمر بن الخطاب.

فإن قيل: فإن مسلماً ذكر في مقدمة صحيحه سماع ابن أبي ليلى من عمر حيث قال (ص 34): (وأسند عبد الرحمن بن أبي ليلى، وقد حفظ عن عمر بن الخطاب).

فالجواب: إن صحّ سماعه (والصحيح خلافه كما قال ابن معين وأبو حاتم والنسائي وغيرهم)، فرواية سفيان الثوري هذه لم يذكر فيها سماعاً كما ذكره أصحابه عنه ومخالفته له جميعاً دلّ على وهمه في هذا، والله أعلم

(1)

.

(1)

واحتج الألباني رحمه الله في الإرواء (3/ 106) بتصريح يزيد بن هارون سماع ابن أبي ليلى هذا الحديث عن عمر وصححه على شرط الشيخين، ولم يلتفت لمخالفة يزيد بن هارون وكيعاً وابن مهدي.

وقد ضعّف هذا الحديث الشيخ أحمد شاكر لانقطاعه في تعليقه على المسند فأصاب، والله تعالى أعلم.

ص: 734

‌الحديث الرابع

(1)

:

1035 -

قال الإمام أحمد رحمه الله (3/ 453): حدثنا يزيد، قال: أخبرنا يحيى بن سعيد أن محمد بن يحيى بن حبان أخبره أن عمه أبا صرمة كان يحدّث:

أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول: «اللهم إني أسألك غناي وغنى مولاي» .

‌التعليق:

هذا إسناد رجاله كلهم ثقات رجال الشيخين غير الصحابي روى له مسلم.

هكذا رواه يزيد بن هارون فقال: (عن يحيى بن سعيد، عن محمد بن يحيى، عن أبي صرمة).

خالفه الليث بن سعد

(2)

، وزهير بن معاوية

(3)

، وسليمان بن

(1)

رجال الإسناد:

يحيى بن سعيد بن قيس الأنصاري المدني، أبو سعيد القاضي، ثقة ثبت، من الخامسة، مات سنة 144 أو بعدها، روى له البخاري ومسلم.

محمد بن يحيى بن حبان بن منقذ بن عمرو الأنصاري المزني المدني، ثقة فقيه من الرابعة، مات سنة 120 وله 74 سنة، روى له البخاري ومسلم.

أبو صرمة المازني الأنصاري، صحابي اسمه مالك بن قيس، وقيل: قيس بن صرمة، وكان شاعراً، روى له مسلم والبخاري في الأدب المفرد.

(2)

أحمد (3/ 453) والبخاري في الأدب المفرد (662) والطبراني في الكبير (22/ 828).

(3)

البخاري في الأدب المفرد (662).

ص: 735

بلال

(1)

فرووه (عن يحيى بن سعيد، عن محمد بن يحيى، عن لؤلؤة، عن أبي صرمة) إلا أن زهير قال: (عن مولى لهم) بدل لؤلؤة.

وقد قال أبو حاتم كما في العلل لابنه (2096): إنما يروونه، عن محمد بن يحيى بن حبان، عن لؤلؤة، عن أبي صرمة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال وهو الصحيح، وقد تقدم هذا الحديث في بابَيْ (يحيى القطان ح (383)، وأبو عبيد القاسم بن سلام ح (1396).

(1)

ابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني (2170) والدولابي في الكنى (1/ 40).

ص: 736

‌الحديث الخامس

(1)

:

1036 -

قال قال عبد بن حميد في مسنده (109): أخبرنا يزيد بن هارون أنا بقية عن بجير بن سعد، عن خالد بن معدان، عن معاذ بن جبل رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:

«الغزو غزوان فأما مَنْ ابتغى به وجه الله وأطاع الإمام وأنفق الكريمة وياسر الشريك واجتنب الفساد فإن نومه ونبهه أجر كله، وأما مَنْ غزا غزو فجر ورياء وسمعة وعصى الإمام وأفسد في الأرض فإنه لن يرجع بالكفاف» .

‌التعليق:

هذا إسناد رجاله كلهم ثقات رجال الصحيح غير بجير بن سعد وهو ثقة ثبت.

قال أحمد: ليس بالشام أثبت من حريز إلا أن يكون بجير.

هكذا رواه عبد بن حميد عن يزيد بن هارون فقال: (عن بقية، عن بجير بن سعد، عن خالد بن معدان، عن معاذ بن جبل).

(1)

رجال الإسناد:

بقية بن الوليد بن صائد بن كعب الكلاعي، أبو يحمد، صدوق كثير التدليس عن الضعفاء، من الثامنة، مات سنة 197 وله 87 سنة، روى له مسلم والبخاري تعليقاً.

بجير بن سعد السحولي، أبو خالد الحمصي، ثقة ثبت من السادسة، روى له البخاري في الأدب المفرد وأصحاب السنن.

خالد بن معدان الكلاعي الحمصي، أبو عبد الله، ثقة عابد ويرسل كثيراً، من الثالثة، مات سنة 103 وقيل بعد ذلك، روى له البخاري ومسلم.

معاذ بن جبل بن عمرو بن أوس الأنصاري الخزرجي، أبو عبد الرحمن، مشهور من أعيان الصحابة، شهد بدراً وما بعدها، وكان إليه المنتهى في العلم بالأحكام والقرآن، مات بالشام سنة 18، حديثه في الصحيحين.

ص: 737

خالفه حيوة بن شريح الحضرمي

(1)

، وعمرو بن عثمان

(2)

، ونعيم بن حماد

(3)

، وإسحاق بن راهويه

(4)

، ونجدة الحوطي

(5)

، وثوابة بن دهيم البصري

(6)

، ويزيد بن عبد ربه الجرجسي

(7)

، وعبد الله بن المبارك

(8)

، وعلي بن حجر

(9)

، ومحمد بن مصفى الحمصي

(10)

، وأبو عتبة أحمد بن الفرج الحجازي

(11)

، ومحمد بن وهب

(12)

هؤلاء كلهم رووه عن بقية بن الوليد فقالوا: (عن بقية، عن بجير بن سعد، عن خالد بن معدان، عن أبي بحرية، عن معاذ بن جبل رضي الله عنه.

أسقط يزيد بن هارون (أو عبد بن حميد) أبو بحرية

(13)

من الإسناد.

قال الدارقطني في العلل (6/ 84): وسئل عن حديث أبي بحرية

(1)

أبو داود (2515) وأحمد (5/ 234) والحاكم (2/ 85) والبيهقي (9/ 168) وصححه الحاكم على شرط مسلم.

(2)

النسائي (6/ 49) و (7/ 155) وفي الكبرى (4397، 7818، 8730).

(3)

الدارمي (2417).

(4)

الطبراني في الكبير (176) وفي مسند الشاميين (1159).

(5)

الطبراني في الكبير (176) وابن أبي عاصم في الجهاد (133).

(6)

الشاشي في مسنده (1394).

(7)

أحمد (5/ 234) والطبراني في مسند الشاميين (1159).

(8)

ابن أبي عاصم في الجهاد (134) وابن عدي في الكامل (2/ 79) وابن عساكر في تاريخه (27/ 43).

(9)

أبو نعيم في الحلية (5/ 220).

(10)

أبو نعيم في الحلية (5/ 220).

(11)

تاريخ دمشق (27/ 43).

(12)

البيهقي في السنن الكبرى (9/ 168).

(13)

أبو بحرية: هو عبد الله بن قيس الكندي السكوني التراغمي حمصي مشهور بكنيته، مخضرم ثقة، من الثانية، مات سنة 97، روى له أصحاب السنن.

ص: 738

عن معاذ عن النبي صلى الله عليه وسلم: «الغزو غزوان

».

فقال: يرويه بجير بن سعد عن خالد بن معدان عن أبي بحرية، عن معاذ قاله ابن المبارك عن بقية بن الوليد وخالفه عبد الرحمن بن الحارث فرواه عن بقية ولم يذكر أبا بحرية فيه والقول قول ابن المبارك).

ص: 739

‌الحديث السادس

(1)

:

1037 -

قال الإمام أحمد رحمه الله (4/ 422): حدثنا يزيد بن هارون، حدثنا عيينة عن أبيه، عن أبي برزة الأسلمي رضي الله عنه قال:

خرجت يوماً أمشي فإذا أنا بالنبي صلى الله عليه وسلم متوجهاً، فظننته يريد حاجة فجعلت أخنس عنه وأعارضه فرآني فأشار إليّ فأتيته فأخذ بيدي فانطلقنا نمشي جميعاً فإذا نحن برجل يصلي يكثر الركوع والسجود فقال النبي صلى الله عليه وسلم:«أتراه مُرائياً؟» فقلت: الله ورسوله أعلم، فأرسل يدي ثم طبق بين كفيه فجمعهما ثم جعل يرفعهما بحيال منكبيه ويضعهما ويقول:«عليكم هدياً قاصداً ثلاث مرات فإنه مَنْ يشاد الدين غلبه» .

‌التعليق:

هذا إسناد رجاله كلهم ثقات، وحسّن إسناده الحافظ في الفتح (1/ 94).

هكذا قال يزيد بن هارون (عن عيينة، عن أبيه، عن أبي برزة الأسلمي).

(1)

رجال الإسناد:

عيينة بن عبد الرحمن بن جَوْشَن الغطفاني، صدوق من السابعة، مات في حدود الخمسين، روى له البخاري في الأدب المفرد وأصحاب السنن الأربعة.

عبد الرحمن بن جوشن الغطفاني، بصري ثقة، من الثالثة، روى له البخاري في الأدب المفرد وأصحاب السنن.

أبو برزة الأسلمي: نضلة بن عبيد صحابي مشهور بكنيته أسلم قبل الفتح وغزا سبع غزوات ثم نزل البصرة وغزا خراسان ومات بها بعد سنة 65 على الصحيح، وحديثه في الصحيحين.

ص: 740

خالفه وكيع

(1)

، وإسماعيل بن إبراهيم

(2)

(ابن علية)، ومحمد بن بكر البرساني

(3)

، وابن أبي عدي

(4)

، والطيالسي

(5)

، وأشهل بن حاتم

(6)

، وروح بن عبادة

(7)

، وأبو عاصم

(8)

.

هؤلاء كلهم رووه (عن عيينة بن عبد الرحمن، عن أبيه، عن بريدة الأسلمي).

وقد رواه يزيد بن هارون أيضاً بمثل رواية الجماعة.

رواه عنه أبو بكر ابن أبي شيبة

(9)

، وأبو عبيد القاسم بن سلام

(10)

.

وقد ذكر الإمام أحمد عقب الحديث أن يزيد بن هارون رجع عن خطئه فرواه على الصواب.

قال الإمام أحمد: (وقال يزيد ببغداد: بريدة الأسلمي، وقد كان قال عن أبي برزة ثم رجع إلى بريدة).

وانظر ح (592).

(1)

أحمد (4/ 422)(5/ 361) والخطيب في تاريخ بغداد (8/ 91).

(2)

أحمد (5/ 350) وابن خزيمة (1179) وابن المنذر في الأوسط (5/ 161 - 162) والحاكم (1/ 312) والبغوي (936).

(3)

أحمد (4/ 422) مقروناً مع وكيع.

(4)

ابن أبي عاصم في السنّة (96) والروياني (48).

(5)

في مسنده (847) ط. التركي.

(6)

البيهقي (3/ 18).

(7)

الطحاوي في شرح مشكل الآثار (1235).

(8)

القضاعي في مسند الشهاب (398).

(9)

ابن أبي عاصم في السنّة (95).

(10)

البغوي في شرح السنّة (936) مقروناً مع ابن علية.

ص: 741

‌الحديث السابع

(1)

:

1038 -

قال الإمام أحمد رحمه الله (6/ 139): حدثنا يزيد بن هارون، أخبرنا محمد بن إسحاق، عن عبد الرحمن بن القاسم بن محمد، عن أبيه، عن عائشة رضي الله عنها قالت:

إنما هي سهيلة بنت سهل وأن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمرها بالغُسل لكل صلاة، فلما شقّ ذلك عليها أمرها أن تجمع الظهر والعصر بغسل واحد وبين المغرب والعشاء بغسل واحد، وأن تغتسل للصبح.

‌التعليق:

هذا إسناد رجاله كلهم رجال الصحيح.

ورواه الدارمي (777) عن يزيد بن هارون به.

هكذا قال يزيد بن هارون: (عن محمد بن إسحاق، عن عبد الرحمن بن القاسم، عن أبيه عن عائشة) أن سهيلة بنت سهل.

خالفه محمد بن سلمة

(2)

، وأحمد بن خالد الوهبي

(3)

، وهناد بن

(1)

رجال الإسناد:

محمد بن إسحاق: انظره في بابه.

عبد الرحمن بن القاسم بن محمد بن أبي بكر الصديق، ثقة جليل، قال ابن عيينة: كان أفضل أهل زمانه، من السادسة، مات سنة 126 وقيل بعدها، روى له البخاري ومسلم.

القاسم بن محمد بن أبي بكر الصديق، ثقة أحد الفقهاء بالمدينة، قال أيوب: ما رأيت أفضل منه، من كبار الثالثة، مات سنة 106 على الصحيح، روى له البخاري ومسلم.

(2)

أبو داود (295) وأحمد (6/ 119) والبيهقي (1/ 352) وابن الأثير في أسد الغابة (7/ 155) وابن بشكوال في غوامض الأسماء المبهمة (2/ 648) والخطيب في الأسماء المبهمة (2/ 127).

(3)

الدارمي (787) والطحاوي في شرح معاني الآثار (1/ 101).

ص: 742

السري

(1)

، والعلاء بن هارون

(2)

.

فرووه عن محمد بن إسحاق بهذا الإسناد وقالوا فيه: (إن سهلة بنت سهيل).

وهو الصحيح، وسهلة بنت سهيل بن عمرو القرشية من بني عامر بن لؤي، وهي امرأة أبي حذيفة بن عتبة بن ربيعة وهاجرت معه إلى الحبشة وهي من السابقين إلى الإسلام، وولدت له بالحبشة محمد بن أبي حذيفة، وهي التي أرضعت سالم مولى أبي حذيفة وهو كبير وذلك لما كره أبو حذيفة دخوله عليها أمرها النبي صلى الله عليه وسلم أن ترضعه فأرضعته فذهب ما في نفس أبي حذيفة

(3)

.

أما سهيلة بنت سهل فليس لها ذكر في تراجم الصحابة، وهو وهم من يزيد بن هارون.

قال الدارمي عقب الحديث: الناس يقولون: سهلة بنت سهيل، قال يزيد بن هارون: سهيلة بنت سهل.

(1)

البيهقي (1/ 352).

(2)

الطبراني في الصغير (486) والأوسط (4197) وعلاء هذا هو أخو يزيد بن هارون. قال الطبراني: وهو ثقة.

(3)

انظر: أسد الغابة (7/ 154 - 155) والإصابة (4/ 337).

وانظر حديثها في: البخاري (5088) باب الإكفاء في الدين، ومسلم (1453).

ص: 743

‌الحديث الثامن

(1)

:

1039 -

قال الإمام أحمد رحمه الله (6/ 237): حدثنا يزيد، قال: أنا محمد يعني ابن إسحاق عن الزهري، عن عروة عن عائشة رضي الله عنها:

أن زينب بنت جحش استحيضت على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فأمرها رسول الله صلى الله عليه وسلم بالغسل لكل صلاة، فإن كانت لتدخل المركن مملوء ماء فتغتمس فيه ثم تخرج منه وإن الدم لغالبه فتخرج فتصلي.

‌التعليق:

هذا إسناد رجاله كلهم ثقات رجال الصحيح.

ورواه الدارمي (777) عن يزيد بن هارون به وفيه: (ابنة جحش).

هكذا قال يزيد (عن محمد بن إسحاق، عن الزهري، عن عروة عن عائشة: إن زينب بنت جحش استحيضت).

خالفه محمد بن سلمة الحراني

(2)

، وعبدة بن سليمان

(3)

، وأحمد بن خالد

(4)

فرووه عن محمد بن إسحاق عن الزهري به فقالوا:

(1)

رجال الإسناد:

الزهري: انظر ترجمته في بابه.

عروة بن الزبير بن العوام، ثقة فقيه مشهور، من الثالثة، مات سنة 94 على الصحيح ومولده في أوائل خلافة عثمان، روى له البخاري ومسلم.

(2)

أحمد (6/ 434) وابن حزم في المحلى (2/ 212).

(3)

ابن حزم في المحلى (2/ 212).

(4)

الدارمي (785).

ص: 744

(أم حبيبة بنت جحش) وهي أخت زينب بنت جحش أم المؤمنين رضي الله عنها.

وكذلك رواه أصحاب الزهري فقالوا: (أم حبيبة بنت جحش)، منهم:

ابن أبي ذئب

(1)

، والليث بن سعد

(2)

، وعمرو بن الحارث

(3)

، وإبراهيم بن سعد

(4)

، وسفيان بن عيينة

(5)

وغيرهم، وقد استوفيناه في باب أبي داود الطيالسي

(6)

فانظره لزاماً.

وقد رواه يزيد بن هارون عن ابن أبي ذئب عن الزهري به فقال: (أم حبيبة بنت جحش)، فلعله وهم في حديثه عن ابن إسحاق أو أن ابن إسحاق وهم في حديثه له. وقد سبق في باب محمد بن إسحاق

(7)

وهو قوله: (فأمرها بالغسل لكل صلاة) فجعله من أمر النبي صلى الله عليه وسلم لها، والصحيح أنها فعلته من تلقاء نفسها فانظره لزاماً.

(1)

البخاري (327).

(2)

مسلم (334).

(3)

المصدر السابق.

(4)

المصدر السابق.

(5)

المصدر السابق.

(6)

ح (458).

(7)

ح (309).

ص: 745

‌الحديث التاسع

(1)

:

1040 -

قال الشاشي في مسنده (154): حدثنا عيسى العسقلاني، أخبرنا يزيد بن هارون، أخبرنا هشام بن أبي عبد الله الدستوائي عن يحيى بن أبي كثير عن سعيد بن المسيب قال:

سألت سعداً عن الطيرة فغضب وانتهرني وقال: مَنْ حدثك؟ فكرهت أن أحدثه مَنْ حدثني، قال سعد: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:

«لا عدوى ولا هامة ولا طيرة، إن تكون الطيرة في شيء فهو في الفرس والمرأة والدار وإذا سمعتم بالطاعون بأرض ولستم بها فلا تهبطوا عليه وإذا كان بأرض وأنتم بها فلا تخرجوا فراراً منه» .

‌التعليق:

هذا إسناد رجاله كلهم ثقات رجال الشيخين غير عيسى العسقلاني وهو ثقة، وثقه النسائي، وقال أبو حاتم: صدوق، وذكره ابن حبان في

(1)

رجال الإسناد:

عيسى بن أحمد بن عيسى بن وردان العسقلاني، من عسقلان بلخ، ثقة يغرب، من الحادية عشرة، مات سنة 268 وقد قارب التسعين، روى عنه الترمذي والنسائي.

هشام بن عبد الله الدستوائي، ثقة ثبت وقد رمي بالقدر، من السابعة، مات سنة 154 وله 78 سنة، روى له البخاري ومسلم. انظر ترجمته في بابه.

يحيى بن أبي كثير الطائي مولاهم، أبو نصر اليمامي، ثقة ثبت لكنه يدلس ويرسل، من الخامسة، مات سنة 132 وقيل قبل ذلك، روى له البخاري ومسلم. انظر ترجمته في بابه.

ص: 746

الثقات، وقال الخليلي: كان ثقة كبيراً في العلماء يعرف بابن البغدادي وله أحاديث ينفرد بها.

وأخرجه الضياء في المختارة (96) من طريق أحمد بن منيع عن يزيد بن هارون بهذا الإسناد.

هكذا قال يزيد: (عن هشام، عن يحيى بن أبي كثير، عن سعيد بن المسيب، عن سعد).

خالفه إسماعيل بن علية

(1)

، وعيسى بن يونس

(2)

، ويحيى بن سعيد القطان

(3)

، ووهب بن جرير

(4)

، وعبد الصمد بن عبد الوارث

(5)

، وحفص بن عمر

(6)

، وأبو عامر العقدي

(7)

، ومحمد بن أبي عدي

(8)

، ومعاذ بن هشام

(9)

، ومسلم بن إبراهيم

(10)

فقالوا: (عن هشام، عن يحيى بن أبي كثير، عن الحضرمي بن إسحاق، عن سعيد بن المسيب عن سعد).

(1)

أحمد (1/ 180) وابن جرير الطبري في تهذيب الآثار (3/ 10) و (3/ 21 مسند علي) والدورقي في مسند سعد بن أبي وقاص (95).

(2)

ابن حبان (6127).

(3)

الطحاوي في شرح معاني الآثار (4/ 305) وابن عبد البر في التمهيد (24/ 194).

(4)

الشاشي (153) والخطيب في موضح أوهام الجمع والتفريق (1/ 217).

(5)

الشاشي (153) والخطيب في الموضح (1/ 217).

(6)

الشاشي (153) والخطيب (1/ 217).

(7)

الشاشي (153) والضياء في المختارة (959) وأبو يعلى (798).

(8)

ابن أبي عاصم في السنّة (266) وابن جرير في تهذيب الآثار (3/ 10) و (3/ 21).

(9)

السنّة لابن أبي عاصم (267) وابن جرير في تهذيب الآثار (3/ 10) و (3/ 21).

(10)

الخطيب في الموضح (1/ 217).

ص: 747

وكذلك رواه أبان بن يزيد العطار

(1)

، والأوزاعي

(2)

، وحجاج الصواف

(3)

، وشيبان بن عبد الرحمن النحوي

(4)

عن يحيى بن أبي كثير، عن الحضرمي بن إسحاق، عن سعيد بن المسيب، عن سعد، أسقط يزيد بن هارون الحضرمي بن إسحاق من الإسناد.

قال الدارقطني: «هو حديث يرويه يحيى بن أبي كثير واختلف عنه: فرواه يزيد بن هارون عن هشام عن يحيى، عن سعيد بن المسيب، عن سعد، وخالفه معاذ بن هشام ومحمد بن أبي عدي فروياه عن هشام، عن يحيى عن الحضرمي عن سعيد بن المسيب وهو الصواب»

(5)

.

(1)

أبو داود (3921) وأحمد (1/ 174، 176) وأبو يعلى (766) والطحاوي في شرح مشكل الآثار (7/ 326) والضياء في المختارة (958)(960).

(2)

ابن جرير في تهذيب الآثار (3/ 11) و (3/ 21) وابن عساكر في تاريخ دمشق (8/ 171).

(3)

ابن جرير (3/ 11، 21 مسند علي).

(4)

البزار (1082).

(5)

العلل (4/ 370) وعنه الضياء في المختارة (3/ 164).

ص: 748

‌الحديث العاشر

(1)

:

1041 -

قال ابن سعد في الطبقات الكبرى (8/ 133): أخبرنا يزيد بن هارون، أخبرنا جرير بن حازم، حدثنا أبو فزارة، عن يزيد بن الأصم، عن أبي رافع.

أن رسول الله صلى الله عليه وسلم تزوج ميمونة حلالاً وبنى بها حلالاً بسرف

(2)

.

‌التعليق:

هذا إسناد على شرط مسلم (من حيث عدالة الرواة).

هكذا رواه يزيد بن هارون فقال: (عن جرير بن حازم، عن أبي فزارة، عن يزيد بن الأصم، عن أبي رافع).

خالفه يحيى بن آدم

(3)

، وعبد الله بن وهب

(4)

، ووهب بن

(1)

رجال الإسناد:

جرير بن حازم: تقدم، انظره في بابه.

أبو فزارة: راشد بن كيسان العبسي، أبو فزارة الكوفي، ثقة، من الخامسة، روى له مسلم والبخاري في الأدب المفرد.

يزيد بن الأصم، واسمه عمرو بن عبيد بن معاوية البكائي، كوفي نزل الرقة وهو ابن أخت ميمونة أم المؤمنين، يقال: له رؤية ولا تثبت، ثقة، من الثالثة، مات سنة 103، روى له مسلم والبخاري في الأدب المفرد.

أبو رافع القبطي مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم واسمه إبراهيم، وقيل: أسلم أو ثابت أو هرمز، مات في أول خلافة علي رضي الله عنه على الصحيح، روى له البخاري ومسلم.

(2)

بسَرِف: بفتح أوله وكسر ثانيه، موضع على ستة أميال من مكة. معجم البلدان (3/ 212).

(3)

مسلم (1411).

(4)

الطحاوي (2/ 270) وفي شرح مشكل الآثار (5802).

ص: 749

جرير

(1)

فرووه (عن جرير بن حازم، عن أبي فزارة، عن يزيد بن الأصم، عن ميمونة) جعلوه من مسند ميمونة وجعله يزيد بن هارون من مسند أبي رافع.

وكذلك رواه ميمون بن مهران

(2)

عن يزيد بن الأصم عن ميمونة.

وهم يزيد بن هارون في قوله عن أبي رافع.

قال الترمذي في العلل الكبير (1/ 380): سألت محمداً يعني البخاري عن حديث يزيد بن الأصم فقال: إنما رُوي هذا عن يزيد بن الأصم أن النبي صلى الله عليه وسلم تزوج بميمونة وهو حلال ولا أعلم أحداً قال عن يزيد بن الأصم عن ميمونة غير جرير بن حازم.

قال: فقلت له: فكيف جرير بن حازم؟

قال: هو صحيح الكتاب إلا أنه ربما وهم في الشيء. اه.

قلت: لم ينفرد جرير في ذلك بل تابعه ميمون بن مهران كما سبق، وإنما حكمنا هنا بوهم يزيد لمخالفته أصحاب جرير والله أعلم.

‌علة الوهم:

قد جاء ذكر أبي رافع في كراهية زواج المحرم في غير هذا

(1)

الترمذي (845) وأبو يعلى (3091) وابن حبان (4134) والدارقطني (3/ 361) والحاكم (4/ 31) وإسحاق بن راهويه (2031) وابن سعد في الطبقات (8/ 133).

(2)

أحمد (6/ 332) وأبو داود (1843) وابن الجارود (445) وأبو يعلى (7106) والطحاوي في شرح معاني الآثار (2/ 270) وفي شرح المشكل (5804) والبيهقي (5/ 66) وابن حبان (4137، 4138) والدارقطني (3/ 262).

ص: 750

الحديث، ومن هنا ربما دخل الوهم على يزيد بن هارون.

فقد روى مطر الوراق، عن ربيعة بن أبي عبد الرحمن، عن سليمان بن يسار، عن أبي رافع قال: تزوج رسول الله صلى الله عليه وسلم ميمونة وهو حلال وبنى بها وهو حلال وكنت أنا الرسول فيما بينهما

(1)

.

(1)

رواه أحمد (6/ 392) والترمذي (841) والنسائي في الكبرى (5402) وابن حبان (4130) والدارقطني (3/ 262) والبيهقي (7/ 211) وقال الترمذي: هذا حديث حسن.

ص: 751

‌الحديث الحادي عشر

(1)

:

1042 -

قال البيهقي رحمه الله في السنن الكبرى (2/ 35): أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، أنبأ محمد بن عبد الله الصفار، ثنا الحارث بن محمد، ثنا يزيد بن هارون، ثنا مسعر وشعبة فذكره.

‌التعليق:

هذا إسناد رجاله كلهم ثقات غير عاصم العنزي، وقد تقدم في باب (حصين بن عبد الرحمن).

هكذا قال يزيد بن هارون عن مسعر وشعبة عن عمرو بن مرة سمع عاصماً العنزي يحدّث عن ابن جبير بن مطعم عن أبيه أن النبي صلى الله عليه وسلم لما دخل في الصلاة كبّر قال: «الله أكبر كبيراً» قالها ثلاثاً «والحمد للّه كثيراً» قالها ثلاثاً «وسبحان الله بكرةً وأصيلاً» قالها ثلاثاً «أعوذ بالله من نفخه ونفثه وهمزه» .

(1)

رجال الإسناد:

محمد بن عبد الله بن محمد بن حمدويه، أبو عبد الله النيسابوري الحاكم الشافعي، إمام أهل الحديث في عصره، تحمل عنه البيهقي المستدرك وتاريخ نيسابور ومعرفة علوم الحديث وغيرهما، مات في صفر 405.

محمد بن عبد الله بن عمرويه البغدادي الصفار، قال الخطيب: لم أسمع أحداً يقول فيه إلا خيراً وجميع ما عنده جزء، مات سنة 249. السير (15/ 544).

الحارث بن محمد بن أبي أسامة التميمي أبو محمد زاهر بن يزيد بن عدي، قال الدارقطني: صدوق، وقال إبراهيم الحربي: ثقة، توفي ليلة عرفة ودفن يوم عرفة 282 وله 96 سنة. تاريخ بغداد (8/ 218).

مسعر بن كدام بن ظهير الهلالي، أبو سلمة الكوفي، ثقة ثبت فاضل، من السابعة، مات سنة 153 أو 155، روى له البخاري ومسلم.

شعبة: تقدم، انظر ترجمته في بابه.

ص: 752

جمع يزيد بن هارون إسناد شعبة مع إسناد مسعر، والصحيح أن مسعر لم يسمِّ الرجل الذي يروي عنه عمرو بن مرة بل يقول:(رجل من عنزة) هكذا رواه عنه يحيى بن سعيد القطان

(1)

، ووكيع بن الجراح

(2)

، ومحمد بن بشر

(3)

.

أما شعبة فهو الذي يسميه عاصماً العنزي كما رواه عن جماعة من أصحابه.

أما حصين بن عبد الرحمن فيسميه عباد العنزي، وقيل عنه: عمار العنزي وقد سبق في باب حصين ح (515) فانظره.

‌علة الوهم:

جمع الأسانيد، فشعبة يقول في حديثه:(عاصم العنزي) ومسعر يقول في حديثه: (رجل من عنزة) ولم يسمِّه فساق يزيد حديثهما معاً ولم يميز إسناديهما، والله أعلم.

(1)

أحمد (4/ 80).

(2)

أحمد (4/ 80) وابن جرير في تهذيب الآثار (2/ 644 - 951).

(3)

ابن جرير (2/ 644 - 954).

ص: 753

‌الحديث الثاني عشر

(1)

:

1043 -

قال البيهقي رحمه الله (1/ 21): أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، أنا أبو عبد الله محمد بن يعقوب، نا إبراهيم بن عبد الله، نا يزيد بن هارون، أنا شعبة، عن يزيد الرشك، عن أبي المليح عن أبيه رضي الله عنه قال:

نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن جلود السباع أن تفرش.

‌التعليق:

هذا إسناد رجاله ثقات.

هكذا قال يزيد بن هارون: (عن شعبة، عن يزيد الرشك، عن أبي المليح، عن أبيه، عن النبي صلى الله عليه وسلم.

(1)

رجال الإسناد:

محمد بن عبد الله بن محمد بن حمدويه، أبو عبد الله النيسابوري الحاكم الشافعي المعروف بابن البيع صاحب المستدرك وغيره، إمام أهل الحديث في عصره. انظر: السير (17/ 163).

محمد بن يعقوب بن يوسف أبو عبد الله ابن الأخرم الشيباني النيسابوري، حافظ متقن حجة، ولد سنة 250 وتوفي سنة 344. (السير 15/ 466) رجال المستدرك للوادعي ص 172.

إبراهيم بن عبد الله السعدي، توفي سنة 267. (السير 12/ 595، 15/ 467).

شعبة: تقدم. انظر ترجمته في بابه.

يزيد بن أبي يزيد الضبعي مولاهم أبو الأزهر البصري يعرف بالرشك، ثقة عابد، وهم من لينه، من السادسة، مات سنة 130 وله مائة سنة، روى له البخاري ومسلم.

أبو المليح ابن أسامة بن عمير الهذلي، ثقة من الثالثة، مات سنة 98 وقيل 108 وقيل بعد ذلك، روى له البخاري ومسلم.

أسامة بن عمير بن عامر الهذلي البصري، صحابي والد أبي المليح، تفرد عنه ولده، روى له أصحاب السنن الأربعة.

ص: 754

خالفه محمد بن جعفر

(1)

فقال: (عن شعبة، عن يزيد الرشك، عن أبي المليح، عن النبي صلى الله عليه وسلم.

وكذلك رواه معمر

(2)

، وإسماعيل بن إبراهيم

(3)

(ابن علية) عن يزيد بن الرشك، عن أبي المليح، عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسلاً.

زاد يزيد أسامة بن عمير والد أبي المليح في الإسناد.

لذا قال البيهقي عقب الحديث: كذا أخبرناه، ورواه غيره عن شعبة، عن يزيد، عن أبي المليح مرسلاً دون ذكر أبيه.

قال الترمذي: وروى شعبة هذا الحديث عن يزيد الرشك عن أبي المليح أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن جلود السباع ولم يذكر فيه عن أبيه

(4)

.

‌علة الوهم:

هذا الحديث يرويه سعيد بن أبي عروبة عن قتادة عن أبي المليح، عن أبيه، عن النبي صلى الله عليه وسلم

(5)

.

ورواه يزيد بن هارون

(6)

عن سعيد بن أبي عروبة، فكأنه أدخل إسناد حديث سعيد بن أبي عروبة في حديث شعبة، والله أعلم.

(1)

الترمذي (1771) ومن طريقه ابن الأثير في أسد الغابة (6/ 315).

(2)

عبد الرزاق (215) ومن طريقه الطبراني في الكبير (510) على وهم فيه.

(3)

ابن أبي شيبة (36420) والبزار (2330).

(4)

علل الترمذي الكبير (536).

(5)

أبو داود (4132) والترمذي (1770) والنسائي (7/ 176) وابن الجارود (875) والدارمي (1983) وأحمد (5/ 75) والطحاوي (8/ 294) والضياء في المختارة (1395) وغيرهم.

(6)

ابن أبي شيبة (36417) ومن طريقه الطبراني في الكبير (508) والطحاوي في شرح مشكل الآثار (8/ 294).

ص: 755

‌الحديث الثالث عشر

(1)

:

1044 -

قال ابن ماجه رحمه الله (3264): حدثنا أبو بكر ابن أبي شيبة، حدثنا يزيد بن هارون، عن هشام الدستوائي، عن بديل بن ميسرة، عن عبد الله بن عبيد بن عمير، عن عائشة رضي الله عنها قالت:

كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يأكل طعاماً في ستة نفر من أصحابه فجاء أعرابي فأكله بلقمتين، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:«أما إنه لو كان قال: بسم الله لكفاكم، فإذا أكل أحدكم طعاماً فليقل: بسم الله، فإن نسي أن يقول: بسم الله في أوله فليقل: بسم الله في أوله وآخره» .

‌التعليق:

هذا إسناد رجاله كلهم ثقات رجال الصحيح، وأخرجه أحمد (6/ 143) والدارمي (2020) عن يزيد بن هارون به، وأخرجه ابن حبان (5214) من طريق عيسى بن أحمد عن يزيد به.

هكذا قال يزيد: (عن هشام، عن بديل بن ميسرة، عن عبد الله بن عبيد بن عمير، عن عائشة).

(1)

رجال الإسناد:

أبو بكر ابن أبي شيبة: عبد الله بن محمد بن أبي شيبة، ثقة حافظ صاحب تصانيف. انظر ترجمته في بابه.

هشام بن أبي عبد الله الدستوائي، تقدم انظر ترجمته في بابه.

بديل بن ميسرة البصري، ثقة من الخامسة، مات سنة 125 أو 130، روى له مسلم.

عبد الله بن عبيد بن عمير الليثي المكي، ثقة من الثالثة، استشهد غازياً سنة 113، روى له مسلم.

ص: 756

خالفه معاذ بن هشام

(1)

، وإسماعيل بن إبراهيم (ابن علية)

(2)

، ووكيع

(3)

، وعفان بن مسلم

(4)

، وأبو داود الطيالسي

(5)

، وروح بن عبادة

(6)

، وعبد الوهاب بن الخفاف

(7)

، والمعتمر بن سليمان

(8)

فقالوا: (عن هشام، عن بديل بن ميسرة، عن عبد الله بن عبيد بن عمير، عن امرأة يقال لها: أم كلثوم، عن عائشة).

أسقط يزيد أم كلثوم من الإسناد.

‌علة الوهم:

عبد الله بن عبيد بن عمير تابعي أدرك بعض الصحابة، وروى عن ابن عمر وابن عباس، وروى له ابن خزيمة

(9)

وغيره أحاديث عن عائشة وذكر ابن جريج أنه لم يسمع من عائشة، والله أعلم.

(1)

الدارمي (2021) وإسحاق (1288).

(2)

أبو داود (3767).

(3)

الترمذي (1858) وأحمد (6/ 207) وإسحاق (1289).

(4)

الحاكم (4/ 108).

(5)

في مسنده (1671 ط. التركي) ومن طريقه الترمذي في الشمائل (189) والطحاوي في شرح المشكل (1084) والبيهقي (7/ 276) وفي شعب الإيمان (5832).

(6)

أحمد (6/ 246) والبيهقي (7/ 276) وفي الدعوات الكبير (446).

(7)

أحمد (6/ 265).

(8)

النسائي (10112) وفي عمل اليوم والليلة (281) والطبراني في مسند الشاميين (407).

(9)

ابن خزيمة في صحيحه (294)(295) وأحمد (6/ 126) وإسحاق (1185) وابن سعد (3/ 374) والبغوي في شرح السنّة (11/ 287) وابن أبي شيبة (2347) حديثاً في سلت المذي من الثوب، وحديثاً في موت الفجاءة، وحديثاً في نعي عمر بن الخطاب، وحديثاً في الأكل متكئاً.

ص: 757

‌أثر الوهم:

ظاهر إسناد يزيد صحيح رجاله كلهم ثقات رجال الصحيح، لكن رواية الجماعة زادوا أم كلثوم فيها، وأم كلثوم هذه اختلف فيها فقال الترمذي في سننه: إنها بنت محمد بن أبي بكر الصديق ونصره الحافظ في التهذيب، لكن قال المنذري في مختصر سنن أبي داود: «ووقع في بعض روايات الترمذي أم كلثوم هي بنت أبي بكر الصديق رضي الله عنه، وقال غيره فيها: أم كلثوم الليثية وهو الأشبه لأن عبيد بن عمير ليثي، ومثل بنت أبي بكر لا يكنى عنها بامرأة ولا سيما مع قوله:(منهم) وقد سقط هذا من بعض نسخ الترمذي وسقوطه الصواب، والله عز وجل أعلم.

وقد ذكر الحافظ أبو القاسم الدمشقي في إشرافه، لأم كلثوم بنت أبي بكر عن عائشة أحاديث، وذكر بعدها أم كلثوم الليثية، ويقال: المكية وذكر لها هذا الحديث».

وقد رجح المزي أيضاً أنها الليثية لأن عبد الله بن عبيد بن عمير ليثي وأخرج حديثها في تحفة الأشراف بعد أن أخرج أحاديث أم كلثوم بنت أبي بكر ثم أم كلثوم بنت عمرو بن أبي عقرب القرشية ثم أم كلثوم الليثية أو المكية.

فيكون الإسناد ضعيف لجهالة أم كلثوم تفرد في الرواية عنها عبد الله بن عبيد، لكن الحديث حسن لشواهده لذلك قال الترمذي هذا حديث حسن صحيح، وقال الحاكم حديث صحيح الإسناد، والله تعالى أعلم.

ص: 758

‌يعلى بن عبيد

(1)

‌اسمه ونسبه:

يعلى بن عبيد بن أبي أمية الإيادي، ويقال: الحنفي مولاهم أبو يوسف الطنافسي الكوفي مولى زياد.

روى عن: إسماعيل بن أبي خالد ويحيى بن سعيد الأنصاري والأعمش ويزيد بن كيسان ومحمد بن إسحاق وسفيان الثوري وغيرهم.

روى عنه: إسحاق بن راهويه وابنا أبي شيبة وعبيد بن حميد وعلي بن محمد الطنافسي وهو ابن أخيه وأخوه محمد بن عبيد ومحمد بن يحيى الذهلي وغيرهم.

ثناء العلماء عليه:

قال يحيى بن معين: ثقة.

(1)

مصادر الترجمة:

تهذيب الكمال (32/ 390)، تهذيب التهذيب (4/ 450)، الطبقات الكبرى (6/ 397)، تاريخ الدارمي (ص 63، 156)، تاريخ بغداد (2/ 368)، معرفة الثقات للعجلي (2/ 370)، الجرح والتعديل (4/ 2/ 305)، هدي الساري (ص 454)، سير أعلام النبلاء (9/ 477).

ص: 759

وقال أحمد بن حنبل: كان صحيح الحديث وكان صالحاً في نفسه.

وقال ابن سعد: كان ثقة كثير الحديث.

وقال محمد بن عثمان بن أبي شيبة: سمعت يحيى بن معين وسئل عن ولد عبيد الطنافسي عمر ومحمد ويعلى يقول: كانوا ثقات وأثبتهم يعلى بن عبيد.

وقال أبو حاتم: صدوق وكان أثبت أولاد أبيه في الحديث.

وقال العجلي: كوفي ثقة

وكان حديثه أربعة آلاف يحفظها.

وقال الدارقطني: يعلى ومحمد وعمر وإدريس وإبراهيم بنو عبيد الطنافسي كلهم ثقات.

وذكره ابن حبان في الثقات.

وقال الذهبي: ثقة عابد.

المآخذ التي أُخذت عليه:

ضعفه في سفيان الثوري:

قال ابن معين: ضعيف في سفيان، ثقة في غيره.

وقال الذهبي: قيل: لم يكن يعلى بالمتقن لما حمل عن سفيان الثوري.

وقال ابن حجر: أحد الثقات

وما له في الصحيحين عن سفيان الثوري شيء، واحتج به الجماعة.

روى له البخاري أربعة أحاديث عن الأعمش وإسماعيل بن أبي

ص: 760

خالد وسفيان بن زياد العصفري، وعبد العزيز بن سياه وهي كالتالي:(2133، 3952، 4495، 4563). وروى له مسلم حديثاً واحداً في المتابعات عن الأعمش (2165).

ص: 761

‌الحديث

(1)

:

1045 -

قال البيهقي في السنن الكبرى (5/ 230): أخبرنا أبو طاهر الفقيه، أنا أبو عثمان البصري والعباس بن محمد بن قوهياز قالا: ثنا محمد بن عبد الوهاب، أنا يعلى بن عبيد، ثنا سفيان، عن منصور، عن مقسم، عن ابن عباس رضي الله عنه قال:

ساق رسول الله صلى الله عليه وسلم مائة بدنة فيها جمل لأبي جهل.

‌التعليق:

هذا إسناد رجاله كلهم ثقات.

(1)

رجال الإسناد:

أبو طاهر الفقيه: محمد بن محمد بن محمش بن علي الزيادي الشافعي النيسابوري، أكثر البيهقي من الرواية عنه، نعته الذهبي فقال: الفقيه العلامة القدوة شيخ خراسان

، وكان إمام أصحاب الحديث ومسندهم ومفتيهم، مات سنة 411. السير (17/ 276 - 278).

عمرو بن عبد الله بن درهم، أبو عثمان النيسابوري المطوعي الغازي، المعروف بالبصري، الإمام القدوة الصالح الزاهد. سير أعلام النبلاء (15/ 364).

العباس بن محمد بن معاذ، ابن قوهياز النيسابوري، نعته الذهبي فقال: المسند الجليل، توفي سنة 332.

محمد بن عبد الوهاب بن حبيب بن مهران العبدي، أبو أحمد الفراء النيسابوري، ثقة عارف، من الحادية عشرة، مات سنة 272 وله 95 سنة، روى له النسائي.

يعلى بن عبيد بن أمية الكوفي، ثقة إلا في حديثه عن الثوري ففيه لين، من كبار التاسعة، مات سنة بضع ومائتين وله 90 سنة، روى له البخاري ومسلم.

سفيان: هو الثوري. انظره في بابه.

منصور بن المعتمر بن عبد الله السلمي، أبو عتاب الكوفي، ثقة ثبت وكان لا يدلس، من طبقة الأعمش، مات سنة 132، روى له البخاري ومسلم.

مقسم بن بُحرة، ويقال: بجرة أبو القاسم مولى عبد الله بن الحارث، ويقال له: مولى ابن عباس للزومه له، صدوق وكان يرسل، من الرابعة، مات سنة 101، روى له البخاري حديثاً واحداً.

ص: 762

هكذا قال يعلى عن سفيان، عن منصور، عن مقسم، عن ابن عباس.

خالفه وكيع

(1)

، ومؤمل بن إسماعيل

(2)

، وعبد الله بن داود

(3)

، وأبو نعيم الفضل بن دكين

(4)

، وأبو عاصم الضحاك بن مخلد

(5)

، وقبيصة

(6)

فقالوا: (عن سفيان، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن الحكم، عن مقسم عن ابن عباس).

وكذلك رواه هشيم

(7)

وزهير بن محمد

(8)

عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن الحكم عن مقسم، عن ابن عباس.

قال ابن أبي حاتم: «وسئل أبو زرعة عن حديث رواه يعلى بن عبيد عن سفيان عن منصور فذكر الحديث.

فقال أبو زرعة: هذا خطأ، إنما هو الثوري عن ابن أبي ليلى، عن الحكم، عن مقسم، عن ابن عباس، والخطأ من يعلى»

(9)

.

(1)

ابن ماجه (3100) وأحمد (1/ 234) وابن أبي شيبة (13814).

(2)

أحمد (1/ 269).

(3)

ابن ماجه (3076).

(4)

الطبراني في الكبير (12057) والبيهقي (5/ 230) وابن عبد البر في التمهيد (17/ 414).

(5)

والطحاوي في شرح مشكل الآثار (1405) والطبراني في الكبير (12057) والبيهقي (5/ 230) و (9/ 272).

(6)

أبو نعيم في الحلية (7/ 97).

(7)

البيهقي (5/ 230) والمحاملي في أماليه (25).

(8)

أحمد (1/ 314) والبيهقي (5/ 230).

(9)

العلل لابن أبي حاتم (883) وذكره ابن حجر في النكت على ابن الصلاح (2/ 874) مثالاً للمقلوب.

ص: 763

‌علة الوهم:

ضعف يعلى بن عبيد في الثوري، قال: عثمان بن سعيد الدارمي عن يحيى بن معين: يعلى ضعيف في سفيان ثقة في غيره.

والله تعالى أعلم.

ص: 764

‌يونس بن محمد

‌اسمه ونسبه:

يونس بن محمد بن مسلم البغدادي، أبو محمد الحافظ المؤدب.

روى عن: حماد بن سلمة، وحماد بن زيد، والليث، وشيبان، ومعتمر بن سليمان وجماعة.

وعنه: ابنه إبراهيم، وأحمد، وابن المديني، وابنا أبي شيبة، وعبد بن حميد، وأبو خيثمة، وجماعة.

وثقه ابن معين ويعقوب بن شيبة، وقال أبو حاتم: صدوق، وذكره ابن حبان في الثقات.

مات سنة 207، وقيل:208.

قال ابن حجر: ثقة ثبت من صغار التاسعة.

ص: 765

‌الحديث الأول

(1)

:

1046 -

قال الإمام أحمد رحمه الله (4/ 29): حدثنا يونس، حدثنا شيبان، عن قتادة، وحسين في تفسير شيبان عن قتادة، قال: وحدثنا أنس بن مالك رضي الله عنه أن أبا طلحة رضي الله عنه قال:

غشينا النعاس ونحن في مصافنا يوم بدر، قال أبو طلحة: كنت فيمن غشيه النعاس يومئذ، فجعل سيفي يسقط من يدي وآخذه ويسقط وآخذه.

‌التعليق:

هذا إسناد صحيح على شرط الشيخين.

وأخرجه ابن حبان (7180) من طريق محمد بن عبيد الله بن المنادي عن يونس به، وفيه أنه أيضاً يوم بدر.

خالفه حسين بن محمد المروذي

(2)

فرواه (عن شيبان، عن قتادة، عن أنس) وقال فيه (يوم أحد).

(1)

رجال الإسناد:

يونس بن محمد بن مسلم البغدادي، أبو محمد المؤدب، ثقة ثبت من صغار التاسعة، مات سنة 207، روى له البخاري ومسلم.

شيبان بن عبد الرحمن التميمي مولاهم النحوي، أبو معاوية البصري، نزيل الكوفة، ثقة صاحب كتاب، يقال: إنه منسوب إلى نحوة بطن من الأزد لا إلى علم النحو، من السابعة، مات سنة 164، روى له البخاري ومسلم.

قتادة بن دعامة، ثقة ثبت. انظر ترجمته في بابه.

(2)

البخاري في صحيحه (4562) قال: حدثني إسحاق بن إبراهيم بن عبد الرحمن أبو يعقوب حدثنا حسين بن محمد حدثنا شيبان، عن قتادة حدثنا أنس أن أبا طلحة قال: غلبنا النعاس ونحن في مصافنا يوم أحد فجعل سيفي يسقط من يدي وآخذه، ويسقط وآخذه.

ص: 766

وكذلك رواه سعيد بن أبي عروبة

(1)

، وعمران القطان

(2)

، والحكم بن عبد الملك

(3)

عن قتادة، عن أنس، عن أبي طلحة وقالوا:(يوم أحد).

وروى الترمذي من طريق حماد بن سلمة، عن ثابت البناني، عن أنس، عن أبي طلحة رضي الله عنه قال: رفعت رأسي يوم أحد فجعلت انظر وما منهم يومئذٍ إلا يميد تحت حَجَفته من النعاس فذلك قوله عز وجل: {ثُمَّ أَنْزَلَ عَلَيْكُمْ مِنْ بَعْدِ الْغَمِّ أَمَنَةً نُعَاسًا

(154)} [آل عمران: 154]، وقال الترمذي:(حسن صحيح)

(4)

.

وكذلك رواه حميد الطويل

(5)

، والربيع

(6)

، عن أنس عن أبي طلحة ووقع فيه:(يوم أحد).

‌علة الوهم:

تشابه أحداث وقعة بدر مع أحد وقرب زمانهما.

قال ابن كثير في البداية والنهاية (4/ 28): والمقصود أن أحداً

(1)

البخاري (4068).

(2)

الشاشي (1060) والطبراني في الكبير (4699) والأوسط (2517).

(3)

ابن أبي حاتم في تفسيره (4359) ولم يذكر الحكم أنه يوم أحد لكن سياق الحديث يدل عليه.

قال أبي طلحة: كنت أحداً ممن أنزل الله فيه ثم أنزل عليكم من بعد الغم أمنة نعاساً.

(4)

الترمذي (3008) والنسائي في الكبرى (1198) وأبو يعلى (1422) وغيرهم.

(5)

النسائي في الكبرى (11080) و (11199) وأبو يعلى (1428) والطبري في تفسيره (8074) والطبراني (4708) وابن أبي شيبة (19396) و (36776) وابن سعد في الطبقات الكبرى (3/ 505).

(6)

الطبري في تفسيره (8078).

ص: 767

وقع فيها أشياء مما وقع في بدر منها حصول النعاس حال التحام الحرب .. وقد تقدم الكلام على قوله تعالى في غزوة بدر: {إِذْ يُغَشِّيكُمُ النُّعَاسَ أَمَنَةً مِنْهُ

(11)} [الأنفال: 11] الآية، وقال هاهنا: {ثُمَّ أَنْزَلَ عَلَيْكُمْ مِنْ بَعْدِ الْغَمِّ أَمَنَةً نُعَاسًا يَغْشَى طَائِفَةً مِنْكُمْ

(154)} [آل عمران: 154].

ومن ذلك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم استنصر يوم أحد كما استنصر يوم بدر.

قلت: ومن هنا دخل الوهم على يونس.

وكذلك قال حسين بن محمد كما في إسناد هذا الحديث لكن رواه البخاري عنه في صحيحه أنه يوم أحد.

فلعل الوهم حصل في جمع إسناد يونس وحسين، والله تعالى أعلم، وسيأتي برقم (1383).

ص: 768

‌الحديث الثاني

(1)

:

1047 -

قال الإمام أحمد رحمه الله (5/ 181): حدثنا يونس، ثنا ليث عن محمد يعني ابن عجلان، عن سعيد بن أبي سعيد عن أبيه، عن عبد الله بن وديعة الخدري، عن أبي ذر رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:

«مَنْ اغتسل يوم الجمعة فأحسن الغسل ثم لبس من صالح ثيابه ثم مسّ من دهن بيته ما كتب أو من طيبه ثم لم يفرق بين اثنين كفّر الله عنه ما بينه وبين الجمعة.

قال محمد: فذكرت لعبادة بن عامر بن عمرو بن حزم فقال: صدق وزيادة ثلاثة أيام.

‌التعليق:

هذا إسناد رجاله كلهم ثقات رجال الصحيح.

هكذا قال يونس عن الليث عن محمد بن عجلان، عن سعيد بن

(1)

رجال الإسناد:

الليث بن سعد: ثقة حافظ فقيه. انظر ترجمته في بابه.

محمد بن عجلان المدني، صدوق من الخامسة، مات سنة 148، روى له مسلم واستشهد به البخاري في الصحيح. انظر ترجمته في بابه.

سعيد بن أبي سعيد كيسان المقبري، أبو سعد المدني، ثقة من الثالثة، مات في حدود سنة 120، روى له البخاري ومسلم.

كيسان، أبو سعيد المقبري المدني، مولى أم شريك، ثقة ثبت من الثالثة، مات سنة 100، روى له البخاري ومسلم.

عبد الله بن وديعة بن جذام الأنصاري المدني، مختلف في صحبته، قتل بالحرة، روى له البخاري.

ص: 769

أبي سعيد

قال محمد: فذكرت لعبادة بن عامر بن عمرو بن حزم.

خالفه شعيب بن الليث

(1)

، فقال: (عن الليث، عن محمد بن عجلان، عن سعيد بن أبي سعيد قال سعيد: فذكرتها لعمارة بن عمرو بن حزم

وهو الصحيح فإن عمارة بن عمرو بن حزم الأنصاري المدني ثقة استشهد بالحرة، وقيل: مع ابن الزبير، والحرة كانت سنة ثلاث وستين وابن الزبير سنة 73 وهو أخو محمد بن عمرو بن حزم).

أما عبادة بن عامر فلم أقف على ترجمة أو ذكر له إلا ما جاء في رواية المسند هذه، والله تعالى أعلم.

(1)

ابن خزيمة (1763).

ص: 770