المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

الرسالة العاشرة   إتحاف الذكي النبيه بجواب ما يقول الفقيه للعالم العلامة الحبر - إتحاف الذكي النبيه بجواب ما يقول الفقيه - ط إسطنبول

[ابن عابدين]

فهرس الكتاب

الرسالة العاشرة

إتحاف الذكي النبيه بجواب ما يقول الفقيه

للعالم العلامة الحبر البحر الفهامة

السيد محمد امين الشهير بابن عابدين

رحمه الله ونفعنا به

آمين

ص: 253

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله وكفى. وسلام على عباده الذين اصطفى (وبعد) فيقول الفقير إلى عفو مولاه الحفى. محمد امين ابن عابدين الحنفى. هذه رسالة جمعتها لبيان قول القائل

ما يقول الفقيه ايده اللـ

ـه ولازال عنده الإحسان

في فتى علق الطلاق بشهر

قبل ما بعد قبله رمضان

فإن البيت الثاني ينشد على عدة اوجه والحكم فيها مختلف وهو من الالغاز العويصة. والخفيات الغويصة. وقد ذكره بعض علمائنا السادة الحنفية. في الكتب الفقية. فمنهم من اقتصر ومنهم من زاد. ومنهم من اجمل ومنهم من اوضح المراد. وقد رأيت لغير علمائنا زيادة على ما ذكروه. فأردت جمع جميع ما بينوه. راجيا من المولى تعالى خلوص النية. وبلوغ الامنية. وقد سميت هذه الرسالة بإتحاف الذكى النبيه. بجواب ما يقول الفقيه. فأقول وبالله أستعين في كل حين. قال الإمام العلامة خاتمة المحققين. الشيخ محمد كمال الدين الشهير بابن الهمام في شرحه على الهداية المسمى فتح القدير قبيل كنايات الطلاق. ومن مسائل قبل وبعد ما قيل منظوما

رجل علق الطلاق بشهر

قبل ما بعد قبله رمضان

وصورة ثلاث لأنَّه اما أن يكون جميع ما ذكر لفظ قبل أو جميعه بعد اوجمع بينهما ففي الجمع كالبيت يلغى قبل ببعد فيبقى شهر قبله رمضان فيقع في شوال وفى نحوه ثلاث صور أخرى وذلك لأنَّه لا يخلو من أنه إذا كرر لفظة قبل مرة واحدة أن يتخلل بينهما بعد كما في البيت وقد عرفت حكمه أو لا يتخلل بل يكون المذكور محض قبل نحو في شهر قبل ما قبل قبله رمضان فيقع في ذى الحجة ومن أنه إذا كرر لفظة بعد مرة واحدة أن يتخلل بينهما قبل قلب البيت وحكمه أن يلغى بعد بقبل فيبقى شهر بعده رمضان فيقع في شعبان او لا يتخلل بل المذكور محض بعد نحو في شهر بعد ما بعد بعده رمضان فيقع في جمادى الآخرة انتهى وقد نقله عنه العلامة الشيخ على بن غانم المقدسى في شرحه على نظم الكنز لابن الفصيح ثم قال وقد نظمت الجواب عن الكل بقولى

ذاك شهر بعد الصيام فإن جئـ

ـت بقلب فإنه شعبان

أو ببعد صرفا ثاني جمادي

أو بقبل شهر به القربان

ص: 254

وقوله بقلب بتقديم اللام على الباء أي بقلب ما انشد سابقا بأن يقال بعد ما قبل بعده. وقوله شهر به القربان إلى التضحية وهو ذو الحجة قال المقدسى ثم ذكرت القاعدة التي يعرف بها الجواب فقلت

قابل القبل بالذى هو بعد

وسواه يبنى عليه البيان

وتأمل بفطنة وذكاء

فيه تدرك الوجوه الثمان

انتهى. وقد أشار بقوله الثمان إلى ما ذكره العلامة الشيخ تقي الدين الشمني في شرح النقاية ونقله عنه العلامة الشيخ زين بن نجيم في كتابه البحر الرائق على كنز الدقائق من أن هذا البيت يمكن انشاده على ثمانية اوجه احدها قبل ما قبل قبله ثانيها قبل ما بعد قبله ثالثها قبل ما قبل بعده رابعها بعد ما قبل قبله خامسها بعد ما بعد بعده سادسها بعد ما قبل بعده سابعها بعد ما بعد قبله ثامنها قبل ما بعد بعده والضابط فيما اجتمع فيه القبل والبعد ان يلغى قبل وبعد لأن كل شهر بعد قبله وقبل بعده فيبقى قبله رمضان وهو شوال أو بعده رمضان وهو شعبان انتهى. وقال في النهر الفائق وحاصلها اما أن يكون المذكور محض قبل أو بعد أو الاولين قبل أو بعد أو الأول فقط أو قبل بين بعدين أو عكسه انتهى. قلت وحاصل حكمها أن المراد في محض قبل ذو الحجة وفى محض بعد جمادى الآخرة وفى قبلين معا سابقين أو لاحقين أو مفصولين شوال وفي بعدين كذلك شعبان وقد ظهر أن مدار الجواب على هذه الاشهر الأربعة ونظم ذلك بعض الفضلاء فقال

محض قبل ذو حجة محض بعد

فالجمادى الأخير ذا اعلان

مع قبلين كيف ما كان بعد

فهو شوال عكسه شعبان

فهذا جملة ما رأيته لعلمائنا في جواب هذا السؤال ورأيت مثله في شرح المجموع في الفرائض والحساب للعلامة الاشمونى شارح الالفية حيث قال هذا البيت من نوادر الابيات واشرفها مبنى "وارقها معنى" يشتمل على ثمانية ابيات بالتغيير. والتقديم والتأخير. ويتفرع منه مسائل كثيرة حتى قال بعض الفضلاء أنه يشتمل على نحو مائة ألف مسئلة من المسائل الفقهية والتعاليق اللغوية بشرط التزام عدم الوزن الشعرى والزيادة في عدد الاجزاء شيئا لطيفا ليس بالكثير وقد رفع هذا البيت للعلامة جمال الدين أبي عمرو ابن الحاجب رحمه الله تعالى بأرض الشام وافتى فيه وابدع. واصل وفرع فقال هذا البيت من المعاني الدقيقة التي لا يعرفها في مثل هذا الزمان أحد وقد سئلت عنه بمصر واجبت بما فيه كفاية فقلت هذا البيت ينشد على ثمانية اوجه لأن ما بعد قبل الأولى قد يكون قبلين وقد

ص: 255

يكون بعدين وقد يكونان مختلفين فهذه أربعة اوجه كل منها قد يكون قبله قبل وقد يكون قبله بعد صارت ثمانية فاذكر قاعدة يبتنى عليها تعبير الجميع وهى أن كلما اجتمع فيه منها قبل وبعد فالغهما لأن كل شهر حاصل بعد ما هو قبله وحاصل قبل ما هو بعده ولا يبقى حينئذ إلا بعده رمضان فيكون شعبان أو قبله رمضان فيكون شوالا ولم يبق الا ما جميعه قبل او جميعه بعد فالاول هو الشهر الرابع من رمضان لأن معنى قبل ما قبل قبله رمضان شهر تقدم رمضان قبل شهرين قبله وذلك ذو الحجة والثاني هو الرابع أيضًا ولكن على العكس لأن معنى بعد ما بعد بعده رمضان شهر تأخر رمضان بعد شهرين بعده وذلك جمادى الآخرة فإذا تقرر ذلك فقبل ما قبل قبله رمضان ذو الحجة وقبل ما بعد بعده رمضان شعبان لأن المعنى بعده رمضان وذلك شعبان وقبل ما قبل بعده رمضان شوال لأن المعنى قبله رمضان وذلك شوال وقبل ما بعد قبله رمضان شوال لأن المعنى أيضًا قبله رمضان فهذه أربعة ثم اجر الأربعة الآخر على ما تقدم فإن بعد ما قبل قبله رمضان شوال لأن المعنى قبله رمضان وذلك شوال وبعد ما بعد بعده رمضان جمادي الآخرة لأن ما بعد بعده شعبان وبعده رمضان وهو جمادى الآخرة وبعده ما قبل بعده رمضان شعبان لأن المعنى بعده رمضان وذلك شعبان وبعد ما بعد قبله رمضان شعبان لأن المعنى بعده رمضان وذلك شعبان هذا لفظ ما وجدته منقولا عنه رحمه الله تعالى انتهى كلام الاشموني رحمه الله تعالى.

{فصل} هذا كله مبنى على أن ما ملغاة لا محل لها من الاعراب ويحتمل أن تكون موصولة أو نكرة موصوفة فتكون في محلّ جرّ بإضافة الظرف الذي قبلها إليها وفيها ثمانية اوجه أيضًا الأول قبل ما بعد بعده الثاني عكسه أي بعد ما قبل قبله الثالث قبل ما قبل قبله الرابع عكسه أي بعد ما بعد بعده الخامس قبل ما قبل بعده السادس عكسه أي بعد ما بعد قبله السابع قبل ما بعد قبلها ثامن عكسه أي بعد ما قبل بعده واحكام هذه الثمانية تخالف احكام الثمانية السابقة فإنه هنا يقع الطلاق في الأول في جمادى الاخيرة وفى الثانى في ذى الحجة وفى الثالث والسادس والثامن في شوال وفى الرابع والخامس والسابع في شعبان فالاربعة الاخيرة على تقدير الموصولية أو الموصوفية بعكس احكامها على تقدير الالغاء كما سيأتي بيانه وقد ذكر الستة عشر وجها العلامة شيخ الإسلام خاتمة الحفاظ الشيخ محمد بدر الدين الغزى العامرى مفتى السادة الشافعية في دمشق المحمية وبين احكامها بنظم لطيف. وذكر اوجه ما الملغاة مفرعة من بيتين كما رأيت ذلك بخطه الشريف. وصورته

ص: 256

ما يقول الفقيه ايده اللـ

ـه ولازال عنده الإحسان

في فتى علق الطلاق بشهر

قبل ما قبل قبله رمضان. ذو الحجة

في فتى علق الطلاق بشهر

قبل ما بعد بعده رمضان. شعبان

في فتى علق الطلاق بشهر

قبل ما قبل بعده رمضان. شوال

في فتى علق الطلاق بشهر

قبل ما بعد قبله رمضان. شوال

في فتى علق الطلاق بشهر

بعد ما قبل قبله رمضان. شوال

في فتى علق الطلاق بشهر

بعد ما بعد بعده رمضان

جمادى الآخرة

في فتى علق الطلاق بشهر

بعد ما قبل بعده رمضان. شعبان

في فتى علق الطلاق بشهر

بعد ما بعد قبله رمضان. شعبان

ثم قال وللسبكى في هذه المسئلة مؤلف هو عندى بخطه وله جواب عن البيتين منظوم جمع ما قيل فيه ثم ذكر نظم الإمام السبكي نقلا عن خطه ولكن فيه تحريف واختلال نظم ثم قال واجاب فقير عفو الله تعالى محمد ابن الغزى العامرى لطف الله تعالى به بقوله

هاك منى جواب ما قيل نظما

من سؤال يحفه الإتقان

عن فتى علق الطلاق بشهر

قبل ما قبل قبله رمضان

موضحا ما أجاب عنه به ابن الـ

حاجب الحبر ذو التقى عثمان

حكمه ان تمحضت بعد فيه

في جمادى الأخرى يرى الفرقان

ثم ذو الحجة الحرام إذا ما

محضت قبل للطلاق زمان

وإذا ما جمعت ذين الغ قبلا

مع بعد وما بقى الميزان

مع قبل المراد شوال فاعلم

ومن البعد قصدنا شعبان

كل ذا حيث الغيت ما وهذا

بسط ذاك الجواب والتبيان

واذا ما وصلتها فجماد

قبل ما بعد بعده رمضان

ثم ضد بحجة محض قبل

فيه شوال عندهم ابن

ولضد شعبان ثم سوى ذا

عكس ما مر في الزمان بيان

ثم ما ان وصفتها فكوصل

خذ جوابا قد عمه الإحسان

انتهى جواب البدر الغزى

(أقول) وبيانه أن ما الواقعة في السؤال على ثلاثة

اوجه لأنها اما أن تكون زائدة أو موصولة أو نكرة موصوفة فإن كانت زائدة فالجواب ما مر مصورا مفصلا وإن كانت موصولة أو موصوفة ففى قبل ما بعد بعده رمضان يقع في جمادى الآخرة لأن الشهر الذى بعد بعده رمضان هو رجب

ص: 257

فالذى قبله جمادى الآخرة. وفى عكس هذه الصورة نحو بعد ما قبل قبله رمضان يقع في ذى الحجة لأن الشهر الذى قبل قبله رمضان هو ذو القعدة فالذي بعده ذو الحجة وفى محض قبل يقع في شوال لأن الشهر الذي قبل قبله رمضان هو ذو القعدة كما مر فالذي قبله شوال. وفى عكسه يعنى محض بعد يقع في شعبان لأن الشهر الذي بعد بعده رمضان هو رجب فالذي بعده شعبان فهذه أربع صور. وبقى أربع سواها. الأولى قبل ما قبل بعده الثانية عكسها أعني بعد ما بعد قبله. الثالثة قبل ما بعد قبله. الرابعة عكسها أعني بعد ما قبل بعده. وحكم الاربع عكس ما مر فيما إذا الغيت ما. ففى الصورة الأولى من هذه الاربع إذا كانت ما ملغاة يقع في شوال كأنه قال قبل قبل بعده رمضان فرمضان مبتدأ واول الظروف المضاف بعضها إلى بعض خبره والجملة صفة لشهر الواقع في السؤال وضمير بعده عائد على شهر فيلغى قبل مع ما اضيف إليه وهو بعد لأنَّه هو عين المراد من الضمير المضاف إليه بعد فيصير كأن قبلا الأول قد اضيف إلى ذلك الضمير فكأنه قال بشهر قبله رمضان وذلك شوال. وعلى هذا الوجه يكون الظرف الواقع بعدما مجرورا. وإذا كانت موصولة أو موصوفة يقع في شعبان كأنه قال بشهر قبل شهر قبل بعده رمضان أو بشهر قبل الشهر الذى قبل بعده رمضان فقبل المضاف إلى ما صفة لشهر الواقع في السؤال وضميره المستقر فيه عائد إلى الموصول وقبل المضاف إلى بعد خبر مقدم وضميره المستقر فيه عائد على رمضان ورمضان مبتدأ مؤخرو الجملة من المبتدأ والخبر صلة او صفة لما والضمير المضاف إليه بعد عائد على ما والمعنى علق الطلاق بشهر موصوف بكونه قبل الشهر الآخر الذى رمضان استقر قبل بعد ذلك الشهر الآخر فيلغى قبل ببعد كما مر لأن الشهر الذى قبل بعده رمضان هو رمضان نفسه فبقيت ما حالة كونها موصولة أو موصوفة عبارة عن رمضان فباضافة قبل إليها يصير كأنه قال علقه بشهر قبل رمضان وذلك هو شعبان. وهكذا الكلام في الصور الثلاث الباقية ففى كل صورة منها كان الجواب فيها شوالا او شعبان على تقدير إلغاء ما يكون الجواب فيها بالعكس على تقدير موصوليتها أو موصوفيتها ففى الصورة الثانية منها أعني بعد ما بعد قبله رمضان على الالغاء يقع في شعبان لأن المعنى بعده رمضان وذلك شعبان كما مرو على تقديرها موصولة يقع في شوال لأن الذى بعد قبله رمضان هو رمضان نفسه فالذي بعده هو شوال. وفى الثالثة أعني قبل ما بعد قبله رمضان على الالغاء يقع في شوال لأن المعنى قبله رمضان وذلك شوال كما مر وعلى الموصولية يقع في شعبان لأن الذى بعد قبله رمضان هو رمضان نفسه كما مر

ص: 258

فالذي قبله هو شعبان. وفى الرابعة أعني بعد ما قبل بعده رمضان على الالغاء يقع في شعبان لأن المعنى بعده رمضان وذلك شعبان وعلى الموصولية يقع في شوال لأن الذي قبل بعده رمضان هو رمضان نفسه فالذي بعده شوال. وهكذا تقول على تقديرها نكرة موصوفة فحكمها حكم الموصولة (والحاصل) أن ما الواقعة موصولة أو موصوفة في هذه الصور الاربع عبارة عن رمضان لأن ضابطها أن يقع بعدما ظرفان مختلفان فتكون صلتها أو صفتها قبل بعده رمضان أو بعد قبله رمضان وكل شهر واقع قبل بعده وبعد قبله فيلغى أحد الظرفين بمقابله فتكون ما عبارة عن رمضان كما قلنا وحينئذ فتنظر إلى الظرف الأول الذى اضيف إلى ما في هذه الصور الأربعة فإن كان لفظ قبل كان المعنى قبل رمضان وهو شعبان وإن كان لفظ بعد كان المعنى بعد رمضان وهو شوال. وإنما كانت هذه الصور الأربعة على تقدير الموصولية أو الموصوفية عكس الأحكام التي جرت فيها على تقدير الغاء ما لأن ما الملغاة حرف زائد لا محل له من الاعراب فلا يكون الظرف الذي قبلها مضافا إليها أو لا يضاف إلى الحرف فإذا اسقطنا أحد الظرفين المتكررين بمقابله يبقى الظرف الآخر مضافا إلى ضمير الموصوف فإذا كان الظرف الباقي هو لفظ قبل صار المعنى بشهر قبله رمضان وذلك شوال وإن كان لفظ بعد صار المعنى بشهر بعده رمضان وذلك شعبان (وإذا) علمت ما قررناه فنقول الضابط الحاصر لصور الموصولية أو الموصوفية الثمانية أنه اما أن تتمحض قبل أو بعد أو يختلطا وعلى الاختلاط فاما أن يكون الظرفان المتأخران اللذان بعد ما متحدين أي قبلين أو بعدين واما أن يكونا مختلفين اما التمحض فالمراد في تمحض قبل شوال وفى تمحض بعد شعبان واما القسم الثاني وهو الاختلاط فإن كان الاخيران فيه متحدين فإن كانا قبلين فالمراد ذو الحجة وإن كانا بعدين فالمراد جمادى الآخرة ومجموع هذه أربعة صور. وإن كانا مختلفين وتحتهما أربعة صور تتمة الثمانية تنظر فيهما إلى الظرف الذي قبل ما فإن كان لفظ قبل فالمراد شعبان أو لفظ بعد فالمراد شوال (وبعبارة أخرى) لا يخلو المتأخران اما أن يتحدا أو يختلفا فإن اتحدا فلو قبلين والسابق عليهما قبل أيضًا فشوال أو بعد فذو الحجة ولو بعدين والسابق عليهما بعد أيضًا فشعبان أو قبل فجمادى الآخرة وإن اختلفا والسابق عليهما قبل فشعبان أو بعد فشوال (وبعبارة أخرى) ان صدر تقبل والاخيران مثله فشوال أو عكسه فجمادي أو مختلفان فشعبان وإن صدر يبعد والاخيران مثله فشعبان أو عكسه فذو الحجة أو مختلفان فشوال (وبعبارة أخرى) ان وقع قبل

ص: 259

قبل بعدين فجمادي أو بعد بعدين أو بعد قبلين أو بين بعدين فشوال وان وقع بعد قبل قبلين فذو الحجة أو بعد بعدين أو بعد قبلين أو بين قبلين فشعبان والله تعالى أعلم (وهذا) ما ظهر لفكرى الفاتر. ونظرى القاصر. في حل هذا المحل. بما تندفع به الشبه وتنحل. مبينا موضحا بعون العليم الفتاح. احسن بيان واكمل ايضاح. بما لم اره مسطورا في كتاب. ولا سمعته بخطاب. والحمد لله الملك الوهاب. الذى الهم الصواب (وهذه) صورة تفريع الثمانية على تقدير الموصولية أو الموصوفية نظير الصورة السابقة التي ذكرها البدر الغزى على تقدير الالغاء

* في فتى علق الطلاق بشهر. قبل ما قبل قبله رمضان.

* في فتى علق الطلاق بشهر. قبل ما بعد بعده رمضان.

* في فتى علق الطلاق بشهر. قبل ما قبل بعده رمضان.

* في فتى علق الطلاق بشهر. قبل ما بعد قبله رمضان.

* في فتى علق الطلاق بشهر. بعد ما قبل قبله رمضان.

* في فتى علق الطلاق بشهر. بعد ما بعد بعده رمضان.

* في فتى علق الطلاق بشهر. بعد ما قبل بعده رمضان.

* في فتى علق الطلاق بشهر. بعد ما بعد قبله رمضان.

(وقد تبعت) البدر الغزى فنظمت جميع هذه الاقسام بالتمام. مع بيان هذه الأحكام. بنظم رشيق. وجيزانيق. فقلت وبالله التوفيق. وبيده ازمة التحقيق

خذ جوابا عقوده المرجان. فيه عما طلبته تبيان

فجمادى الأخير في محض بعد. ولعكس ذو حجة ابان

ثم شوال لو تكرر قبل. مع بعد وعكسه شعبان

ذاك ان تلغ ما واما إذا ما. وصلت او وصفتها فالبيان

جاء شوال في تمحض قبل. ولعكس شعبان جاء الزمان

وجمادى لقبل ما بعد بعد. ثم ذو حجة لعكس اوان

وسوى ذا بعكس الغائها افهم. فهو تحقيق من هم الفرسان

{فصل} قد علمت أن الذى اقتصر عليه علماؤنا مبنى على الغاء ما والذي ذكر هنا هو التحقيق في المسئلة ولا ادرى لاى شيء اقتصروا عليه ان ذلك أمر راجع إلى العربية والأصل عدم الالغاء على ان اللفظ مختلف باختلاف التقدير لأنَّه ان جر الظرف المتوسط كالا خير يتعين تقدير الالغاء لأنَّه يكون مضافا إلى الظرف الأول لأن ما الزائدة الداخلة بين المضاف والمضاف إليه وكذا الداخلة بين الجار والمجرور كعن والباء ومن لا تبطل عمله نحو ايما الاجلين ولاسيما يوم

ص: 260

وغير ما رجل ونحو عما قليل فيما رحمة مما خطيئاتهم وان نصب يتعين تقدير كونها موصولة أو موصوفة والظرف الذى قبلها مضاف إليها فينبغي أن يراعى لفظه فيجاب بحسبه (وقد) عرضت المسئلة على العلامة التحرير والفقيه الشهير السيد أحمد الطحطاوى صاحب الحاشية الفائقة على الدر المختار في عام تسعة وعشرين ومائتين والف بعد تحريرى لهذه الرسالة فارسل إلى رسالة لبعض تلامذته في هذه المسئلة متضمنة للاحتمالات التي ذكرتها والصور التي قررتها. وفيها ان التحقيق ان هذا حكم يؤوب إلى العربية وانه يؤاخذ بمقتضى لفظه كما في مسئلة الكسائي لمحمد بن الحسن الشهيرة انتهى. واراد بمسئلة الكسائي ما ذكره في الدر المختار

بقوله وسأل الكسائي محمدا عمن قال لامرأته

فإن ترفقي يا هند فالرفق ايمن

وإن تخرقى يا هند فالخرق اشأم

فانت طلاق والطلاق عزيمة

ثلاث ومن يخرق اعق واظلم

كم يقع فقال ان رفع ثلاثا فواحدة وان نصبها فثلاث انتهى (واقول) نظيره أيضًا ما في متن التنوير لو قال أنا سارق هذا الثوب قطع أن اصناف وان نونه فلا وهذا هو المنقول وإن بحث فيه بعضهم بأنه ينبغي أن يفرق بين العالم والجاهل نعم لم يعتبروا الاعراب في مسائل زلة القارى وان غير المعنى على أحد القولين المصححين ولكن ذلك للضرورة والحرج صونا للصلاة عن الفساد والله ولي التوفيق والسداد.

(تنبيه) ظهر لك مما تقرر سابقا أن المعتبر في صورة اجتماع قبل وبعد الغاء أحد المتكررين مع غير المتكرر واعتبار أحد المتكررين الاخر سواء كان اولا او وسطا أو آخرا هذا هو صريح الكلام السابق وكلام البحر يخالفه حيث قال بعد ذكر كلام الشمنى الذى ذكرناه سابقا وحاصله أن المذكور أن كان محض قبل وهو الأول وقع في ذى الحجة وإن كان محض بعد وقع في جمادى الآخرة وهو الخامس ويقع في الوجه الثاني والرابع والسابع في شوال لأن قبله رمضان بإلغاء الطرفين الأولين ويقع في الثالث والسادس والثامن في شعبان لأن بعده رمضان بالغاء الطرفين الأولين انتهى فإن مقتضاه ان المعتبر في صورة الاجتماع هو الأخير المضاف إلى الضمير كما هو صريح تمثيله بالثاني والرابع والسابع بناء على ترتيب الشمني فإن في هذه الوجوه الثلاثة الظرف الأخير هو لفظ قبله فلهذا أوقعه في شوال وفى الثالث والسادس والثامن الظرف الأخير هو لفظ بعده فلهذا اوقعه في شعبان وحكم بان الملغى هو الظرفان الأولأن ايا كانا قبلين أو بعدين أو مختلفين ولا يخفى أنه مناقض لما نقله عن الشمنى ولما قدمناه عن الفتح

ص: 261

وغيره فإنه على ما ذكره لا يكون الملغى قبل وبعد وبه يختلف الحكم فإنه يقع على ما ذكره الشمنى وغيره في الوجه الثانى والثالث والرابع في شوال وفي السادس والسابع والثامن في شعبان. ولهذا قال الشيخ علاء الدين الحصكفى في الدر المختار فيقع بمحض قبل في ذى الحجة وبمحض بعد في جمادى الأخرى وبقبل اولا او وسطا أو آخرا في شوال وببعد كذلك في شعبان لالغاء الطرفين فيبقى قبله أو بعده رمضان انتهى، فصرح بان المعتبر أحد المتكررين بعد الغاء الآخر بمقابله في أي مكان كان. نعم قوله اولا في شوال وثانيا في شعبان صوابه العكس ومراده بالطرفين قبل وبعد اطلق عليهما ذلك لما بينهما من التقابل.

(خاتمة) يشبه ما نحن فيه في بعض اوجهه ما ذكره العلامة الأشموني في شرح المجموع أنه جاءه ورقة فيها هذه الأبيات

ماذا يقول ذو الفؤاد المنتبه

ومن رقى في الفضل اسمى رتبه

في تارك اخا شقيقا وفتى

(1)

قال أنا أبو ابن أبي ابن ابه

وادام كل ارثه وقد غدت

نسبة ذا الثاني علينا تشتبه

فامنن بكشف اللبس عن نسبته

لكى تبين حكمه من نسبه

قال فكتبت

الحمد لله على ما من به

جدا به يكشف لبس المشتبه

هذا الفتى القائل للميت اب

يحوى الذي خلفه من نشبه

فإن ترم طريق كشفه لكى

تلفى على بصيرة من نسبه

فأسقط الضد بضد ينتهى

هنا بك الحال إلى لفظ ابه

أي تسقط أبا في مقابلة ابن مرتين يبقى من المكررات لفظ ابه الذي في آخر البيت فتجيب به. وهذا آخر ما يسره المولى لعبده الضعيف ذى القريحة القريحة. والفكرة الجريحة. في هذه الرسالة الفائقة في بابها. البارزة لخطابها. المغنية لطلابها * بفصيح خطابها. صانها الله تعالى من غمر حسود يقدح في مبانيها. أو يطعن في معانيها. والحمد لله اولا وآخرا وظاهرا وباطنا وصلى الله تعالى على رسوله وعبده * وآله وصحبه وجنده آمين

(1)

هذا الشطر الرابع لا يتزن نظمه إلا باثبات ألف أنا ونقل حركة الهمزة من أبى إلى نون ابن قبلها وقطع همزة ابن المضاف إلى ابه بدون ياء على لغة النقص في الأسماء الخمسة ويتزن أيضًا بحذف همزة أنا والفها وهمزة أبو مع قطع الهمزات الثلاث التى بعدها وهذا أولى لكونه اخف على اللسان منه

ص: 262