المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

بسم الله الرحمن الرحيم وبه توفيقى (1)   ‌ ‌الحسين بن عبدالله الخادم: مولى! الحسن بن - بغية الطلب فى تاريخ حلب - ت زكار - جـ ٦

[كمال الدين ابن العديم]

فهرس الكتاب

بسم الله الرحمن الرحيم

وبه توفيقى

(1)

‌الحسين بن عبدالله الخادم:

مولى! الحسن بن عرفة بن يزيد العبدي، رابط بعين زربة مدة مديدة، وروى فيها عن مولاه الحسن بن عرفه.

روى عنه أبو عمر ولاحق بن الحسين بن عمران بن أبي الورد الأندلسي.

أنبأنا أبو نصر بن هبة الله قال: أخبرنا علي بن الحسن قال: أخبرنا أبو محمد هبة الله بن أحمد بن الأكفاني قال: حدثنا أبو محمد عبد العزيز بن أحمد الكتاني قال: أخبرنا أبو العباس الفضل بن سهل بن محمد الصفار المروزي قال: حدثنا أبو عمرو لاحق بن الحسين بن عمران بن أبي الورد الأندلسى قال: حدثنا حسين بن عبد الله الخادم مولى الحسن بن عرفة بن يزيد العبدي بعين زربة، وكان مرابطا بها نحوا من نيف وعشرين سنة، قال حدثنا الحسن بن عرفة قال: قدم عبد الله بن المبارك البصرة فدخلت عليه فسألته أن يحدثني فأبى، وقال: أنت صبي. قال الحسن بن عرفة: فأتيت حماد بن زيد فقلت: يا أبا اسماعيل دخلت على ابن البارك فأبى أن يحدثني فقال: يا جارية هات خفي وطيلساني، وخرج معي يتوكأ على يدي حتى دخلنا على ابن المبارك فجلس معه على السرير فتحدثا ساعة، ثم قال له حماد: يا أبا

(1)

-ترتيب هذا المجلد هو الرابع بين مجلدات مكتبة أحمد الثالث. وجاء على صفحة الغلاف: آ-نوبة فقير عفو الله تعالى محمد بن محمد بن محمد بن السابق الحنفي عفا الله عنهم اجمعين بالقاهرة المحروسة في سنة ست وخمسين وثمانمائة. أحسن الله عاقبتهما في خير آمين، في يوم الاربعاء، تاسع عشر ربيع الاخر.

ب-الحمد لله على نعمه، انها خيرا وسخاء، داعيا لمالكه بطول البقاء ودوام الارتقاء، محمد وعمر بن فهد القاسمي المكي بها سنة 869.

ص: 2511

عبدالرحمن ألا تحدث هذا الغلام؟ فقال ابن المبارك: يا أبا اسماعيل هو صبي لا يفقه ما يحمله، قال حماد: حدثه يا أبا عبد الرحمن، فلعله والله أن يكون آخر من يحدث عنك في الدنيا، قال الحسن بن عرفه: رحم الله حمادا ما كان أحسن فراسته، أنا آخر (2 - -و) من حدث عن ابن المبارك، وذكر تمام الحكاية.

‌الحسين بن عبدالله الصيرفي:

سمع بحلب محمد بن حماد الدوري، روي عنه أبو عبدالله محمد بن عبدالله الحاكم الحافظ.

أخبرنا أبو الحجاج يوسف بن خليل بن عبدالله الدمشقى قال: أخبرنا الإمام أبو الفتوح أسعد بن أبي الفضائل بن خلف العجلي-قراءة عليه وأنا أسمع بأصبهان -قال: أخبرنا أبو القاسم اسماعيل بن محمد بن الفضل-قراءة عليه وأنا أسمع- قال: أخبرنا أبو بكر أحمد بن علي بن عبد الله بن خلف، قال: أخبرنا أبو عبدالله الحافظ قال: حدثني الحسين بن عبد الله الصيرفي قال: حدثني محمد بن حماد الدوري بحلب قال: أخبرني أحمد بن القاسم بن نصر بن دوست قال: حدثنا حجاج ابن الشاعر قال: اجتمع أحمد بن حنبل، ويحيي بن معين، وعلي بن المديني في جماعة منهم، اجتمعوا فتذاكروا أجود الأسانيد الجياد، فقال رجل منهم: أجود الأسانيد سعد عن قتادة عن سعيد بن المسيب عن عامر أخي أم سلمة عن أم سلمة. وقال علي ابن المديني: أجود الأسانيد ابن عون عن محمد عن عبيدة عن علي. وقال: أبو عبد الله الزهري عن سالم عن أبيه. وقال يحيي: الأعمش عن ابراهيم عن علقمة عن عبدالله، فقال له إنسان: الأعمش مثل الزهري؟ فقال: برئت من الأعمش أن يكون مثل الزهري، الزهري يري القرض والاجارة، وكان يعمل لبني أمية، وذكر الأعمش فمدحه، فقال: فقير صبور مجانب للسلطان، وذكر علمه بالقرآن وورعه

(1)

(1)

-الزهري هو محمد بن مسلم بن عبيد الله بن شهاب الزهري (51 - 124 هـ) امام الائمة وسيد كبير من اوائل التابعين، شيخ ابن اسحاق ومالك الاوزاعي، عد بمثابة المستشار التاريخي للخلافة الاموية. انظره حوله مقدمة كتاب المغازي بتحقيقي والاعمش هو سليمان بن مهران (61 - 148 هـ) تابعي مشهور بعلوم القرآن والحديث والفرائض، قبل فيه: لم ير السلاطين والملوك والاغنياء في مجلس أحقر منهم في مجلس الاعمش، مع شدة حاجته وفقره. الاعلام للزركلي.

ص: 2512

‌الحسين بن عبد الله الانطاكي:

حدث

(1)

.

روى عنه أبو عمرو محمد بن علي بن الحسن بن الخليل القطان.

‌الحسين بن عبد الله الارتاحي:

من قرية بين أنطاكية وحلب يقال لها أرتاح بالقرب من ثغر حارم، وهي قرية جامعة، وكان بها حصن مانع.

روي عن عبد الله بن خبيق الانطاكي.

روي عنه عم أبي أبي نعيم أحمد بن عبد الله الحافظ يعقوب.

قرأت في أمالي أبي نعيم الاصبهاني: حدثنا أبي رحمه الله قال: قرأت في كتاب يعقوب أخي جدي حديثا، قال: حدثنا الحسين بن عبد الله الارتاحي قال: حدثنا عبد الله بن خبيق، قال: حدثنا يوسف بن أسباط قال: جاء رجل الي استاذنا سفيان الثوري فقال: إني أريد أن آتي الشام فأقيم في بعض حصونها فأعبد ربي فيه؟ فقال له سفيان: أوصيك بوصية، اذا أتيت الشام واتخذت فيها مائة صديق فاترك تسعة وتسعين وكن في الواحد شاكا.

‌الحسين بن عبد الله البغراسي:

من أهل بغراس حصن مذكور بالقرب من أنطاكية وقد ذكرناه في ديباجة كتابنا هذا

(2)

. روي عن أبي بحر عبد العزيز بن قرة الثغري التميمي، روي عنه القاضي أبو محمد عبد الله بن محمد بن عبد الغفار بن ذكوان البعلبكي.

‌ذكر من اسم أبيه عبد الرحمن ممن اسمه الحسين

‌الحسين بن عبد الرحمن بن طاهر بن محمد بن محمد بن الحسين الكرابيسي:

ابن علي (3 - و) أبو عبد الله بن العجمي الحلبي كان أبوه عبد الرحمن بن

(1)

-فراغ بالاصل.

(2)

-انظر الجزء الاول ص 151 - 152.

ص: 2513

طاهر من أهل نيسابور فاتنقل الي حلب، وأمام بها وعرف بالعجمي، وولد له بها أولاد ثلاثة: طاهر والحسين هذا، والحسن، فأما الحسين وطاهر فلا عقب لهما والعقب من ولده الحسن، وكان أبو عبد الله الحسين من ذوي الزهد والدين والورع وكان يميل الي عقيدة الحنابلة وترك التأويل في أحاديث الصفات وحملها علي ظاهرها ويطعن علي أبي الحسن الاشعري.

رحل الي مصر ولقي بها وبغيرها جماعة من العلماء وحدث بحلب عن الحافظ الشهيد أبي القاسم مكي بن عبد السلام بن الحسين الرميلي المقدسي وأبي أحمد حامد بن يوسف التفليسي البرزندي.

روي عنه أحمد بن أحمد الدندنقاني، وعلي بن مرشد بن علي بن منقذ الكناني وأبو نصر بن ظفر بن أبي محمد القباني المحتسب الحلبي. وله أشعار في الزهد والحكمة فيها لين، ووقفت له علي مجموع بخطه يتضمن فوائد ووفاءات وتواريخ.

أخبرنا تاج الدين أبو الحسن محمد بن أبي جعفر أحمد بن علي قال: أخبرنا أبي أبو جعفر أحمد بن علي بن أبي بكر بن اسماعيل القرطبي قال: أخبرنا أبو نصر عبد الصمد بن ظفر بن أبي محمد الحلبي بها سنة تسع وستين وخمسمائة، قال: أخبرنا الشيخ الإمام الأجل أبو عبدالله الحسين بن عبد الرحمن بن طاهر النيسابوري قال:

أخبرنا الشيخ الحافظ أبو القاسم مكي بن عبد السلام بن الحسين المقدسي قال:

أخبرنا ابراهيم بن عمر البرمكي البغدادي قال: أخبرنا أبو عبدالله عبيدالله بن محمد بن محمد بن حمدان العكبري قال: أخبرنا أبو بكر محمد بن (3 - ظ) الحسين الآجري

(1)

.

نقلت من خط علي بن مرشد بن علي بن منقذ الشيزري قال: حدثني الشيخ أبو عبد الله الحسين بن طاهر بن العجمي الزاهد الفقيه العالم بحلب قال: قرأت علي مقبرة بجبل الطور في أرض بيت المقدس بيتا وهو في شهر ربيع الاول وهو:

أري كل انسان يعلل نفسه

اذا ما مضي عام سلامة قابل

(1)

-تبع هذا فراغ مقداره اربعة اسطر.

ص: 2514

قلت: فمني كان ذلك؟ قال: سنة اثنتين وتسعين، وهي السنة التي أخذ فيها الافرنج لعنهم الله، بيت المقدس، يوم الجمعة سادس وعشرين شهر رمضان من شماليها وشرقيها من برج يقال له برج الطوسي فأجازها كما أنشدني:

تسوفني نفسي ستعمل صالحا

وأعلم أن السوف لا شك قاتلي

فلله قوم فكروا فتيقظوا

ومالوا علي اللذات ميلة قافل

رجال اذا هموا أثاروا وقبلوا

متون مطاياهم صدور المنازل

تزود من الدنيا فانك راحل

ولا تغترر منها بعذب المناهل

فكل نعيم لا محالة زائل

وكل نعيم زال ليس بطائل

شاهدت في جزء بخط أبي المكارم محمد بن عبد الملك بن أحمد بن أبي جرادة أثبت (4 - و) ذكر جماعة من شيوخ حلب وحالهم قال: الشيخان الفقيهان: أبو محمد طاهر وأبو عبد الله الحسين فذكر مولد طاهر ووفاته، ثم قال: ومولد أخيه الحسين في سنة ثمان وأربعين وأربعمائة، وتوفي يوم عرفة سنة أربع وثلاثين وخمسمائة رويا عن الفقيه أبي حامد التفليسي وغيره، ولهما رحلة الي مصر، ولقيا جماعة من العلماء بها وبغيرها.

هكذا وقع بخط أبي المكارم عن الفقيه أبي حامد التفليسي، وهو وهم، وانما هو أبو أحمد حامد بن يوسف، وذكره في عدة مواضع في هذا الخبر علي الوهم، وكأنه علق الجزء من خاطره لبعض المحدثين بدمشق، فوهم في كنية التفليسي، ولم يعرف اسمه واشتبه عليه اسم أبيه بكنيته، والله أعلم.

بلغني أن ختلغ آبه

(1)

أمير حلب اعتقل الشيخ أبا عبد الله بن العجي وابن أخيه أبا طالب عبد الرحمن بن الحسين بن عبد الرحمن بقلعة حلب بسعاية بعض الشيعة بحلب، ونقلوا اليه عنهما أن المجن الفوعي

(2)

أودع عندهما وديعة، وكان ختلغ قد تتبع جماعة من الحلبيين وصادرهم ظلما وعدوانا، وكان الشيخ أبو عبد

(1)

-انظر حوله كتاب زبدة الحلب:2/ 237 - 238.

(2)

-انظر حوله عندما كان مقدما لاحداث حلب ثم مصرعه كتابي مدخل الي تاريخ الحروب الصليبية:243 - 244.

ص: 2515

الله لا يأكل طعاما إلا بملح يقدمه علي طعامه، عملا بالسنة، قالوا: فثقبت كعاب الشيخ أبي طالب ابن أخيه، وأحضر في ذلك اليوم لهما طعام، فقال الشيخ أبو عبد الله لغلامه ما أتيتني بملح؟ فقال: لا، فامتنع عن الاكل الي أن يأتيه بالملح، فقال له ابن أخيه أبو طالب: ما يشغلك ما نحن فيه عن طلب الملح في هذا الوقت فقال له (4 - ظ) أبو عبد الله: ما بقيت أقعد عندك، ولبس ثوبه ورداءه وجلس، قالوا:

فضحك أبو طالب وقال: ان تركوك، قال: فلم يستتم كلامه حتي جاء رسول خلطبا

(1)

وأخرج أبا عبد الله من الاعتقال وترك أبا طالب علي حاله.

وسمعت عمي أبا غانم محمد بن هبة الله بن أبي جرادة يقول: حدثني الخطيب أبو طاهر هاشم بن أحمد بن عبد الواحد بن هاشم قال: كان صاحب حلب قد اعتقل أبا طالب عبد الرحمن بن الحسن بن عبد الرحمن بن العجمي وعمه الشيخ أبا عبدالله ابن عبد الرحمن بقلعة حلب، فرأي أبو عبد الله ابن أخيه أبا طالب قليل الصبر كثير التململ ضيق الصدر، فقال له: يا أبا طالب تصبر أو أخليك وأنزل؟ فقال له: ان تركوك فانزل فما مضي الا هنيئة واذا برسول صاحب حلب قد جاء وأخرج الشيخ أبا عبدالله من الاعتقال، وترك أبا طالب مكانه.

سألت أبا بكر أحمد بن عبد الرحيم بن عبد الرحمن بن العجمي الحلبي عن وفاة عم جده أبي عبد الله بن العجمي، فقال: توفي سنة خمس وثلاثين وخمسمائة بحلب.

ثم وقع إلي بالقاهرة تاريخ لمحمد بن علي العظيمي بخطه فنقلت منه في حوادث سنة أربع وثلاثين وخمسمائة، وأنبأنا أبو اليمن زيد بن الحسن الكندي وغيره عنه قال: مات الشيخ الإمام أبو عبدالله بن العجمي رحمه الله الدين الزاهد

(2)

ورثيته.

قرأت بخط أبي الحسن علي بن مرشد بن علي بن منقذ في تاريخه في حوادث سنة أربع وثلاثين وخمسمائة قال: وفي ثالث (5 - و) ذي الحجة توفي الشيخ أبو عبد الله الزاهد بن العجمي رحمه الله، حدثني من حضره قال: جئت افتقده وهو في آخر قوته، فقلت كيف تجدك؟ وأومأ إلي ايماء، فما شككت أنه تلك الساعة يموت

(1)

-هو نفسه ختلغ آبه.

(2)

-هذا الخبر ليس في تاريخ العظيمي المطبوع.

ص: 2516

فقال: امضوا فعلي مهلة الي بعد غد، وكلا قد عطس ثلاث عطسات كل عطسة ليوم فكان الامر كما ذكره رحمه الله.

‌الحسين بن عبد الرحمن بن مروان:

أبو عبد الله الأسدي وقيل فيه الازدي، القاضي الصابوني الأنطاكي وهو والد أبي عبد الله الحسين بن الحسين قاضي الثغور الذي قدمنا ذكره، ووالد عبيد الله بن الحسين قاضي أنطاكية، وولي هذا القضاء أيضا، وحدث بحلب عن أحمد ابن عبد الله بن محمد الكندي، وروي عن عبد الله بن الحسين العقيلي، روي عنه أبو بكر محمد بن الحسين بن صالح السبيعي ومحمد بن جعفر بن أبي الزبير المنبجي.

أخبرنا عمي أبو غانم محمد بن هبة الله بن محمد بن أبي جرادة، وأبو محمد عبد الرحمن بن عبد الله بن علوان الأسدي وابنه أبو عبد الله محمد بن عبد الرحمن القاضي، ومحمد بن أحمد الطرسوسي قالوا: أخبرنا أبو سالم أحمد بن عبد القاهر ابن الموصول الحلبي قال: أخبرنا أبو الحسن علي بن عبد الله بن محمد بن أبي جرادة الحلبي قال: حدثني أبو الفتح عبد الله بن اسماعيل بن الجلي الحلبي قال:

أخبرنا أبو عبيد الله بن أبي نمير القطبي الحلبي قال: أخبرنا محمد بن الحسين بن صالح السبيعي (5 - ظ) الحلبي الحافظ قال: حدثنا أبو عبد الله الحسين بن عبد الرحمن الصابوني القاضي الانطاكي بحلب، قال: حدثنا أحمد بن عبد الله بن محمد الكندي قال: حدثنا ابراهيم بن الجراح عن أبي يوسف عن أبي حنيفة عن عبد الملك ابن عمير عن عطية القرظي قال: عرضت علي النبي صلي الله عليه وسلم يوم قريظة فقال: انظروا فان كان أنبت فاضربوا عنقه فوجدوني لم أنبت، فخلا سبيلي

(1)

.

قرأت في ديوان شعر العباس بن الوليد الخياط أبي الفضل المصيصي، من نسخة رثة سيرها إلي القاضي أبو محمد بن الخشاب قال فيه: وله في القاضي الصابوني الاعور يمدحه:

(1)

-انظر مغازي الزهري:81 - 83.

ص: 2517

قاض علي الثغر من بني أسد

قد مات حساده من الحسد

لا يشمت البخل بالسماح ولا

تراه والمنكرات في بلد

تري يد الجور من قضيته

بالعدل مقطوعة من العضد

هكذا قال في الشعر من بني أسد بفتح السين ولعله رآه مكتوب في نسبته الأسدي فظنه أسد بتحريك السين، والصحيح أنه أزدي، ويقال فيه الأسدي وأزدي بسكون السين وبالزاي جميعا والله أعلم

(1)

.

والازد بن عمران بن عمرو مزيقياء بن عامر ماء السماء بن حارثة بن الغطريف ابن امرئ القيس البطريق بن ثعلبة بن مازن بن الأزد بن الغوث بن نبت بن مالك ابن الازد أيضا. وأكثر ما ينسب ولد الازد بن عمران بالسين الساكنة، وهم رهط المهلب بن أبي صفرة، وفي الازد أيضا بطن أسديون يقال لهم بنو أسد، بتحريك السين، وهو أسد بن شريك-بضم الشين-بن مالك بن عمرو بن مالك بن فهم، ولهم خطة بالبصرة، يقال لها خطة بني أسد، وليس بالبصرة خطة لبني أسد بن خزيمة

(2)

، وفي الازد: أسد بن الحارث بن العتيك بن ازد بن عمران، فيحتمل أن يكون القاضي الصابوني منهم، فيقال فيه: الأزدي والأسدي والاسدي، والله أعلم.

وقد روي أبو حفص العتكي عن أبيه عبيد الله بن الحسين فقال: أخبرنا عبيد الله بن الحسين القاضي الازدي، وهو أخو الحسين بن الحسين، وسيأتي ذلك في ترجمة عبيد الله بن الحسين ان شاء الله تعالي. (6 - و).

‌الحسين بن عبد الرحمن:

أبو علي قاضي حلب، روي عنه النسائي، وقال: ثقة ويحتمل أن يكون القاضي الصابوني، وكناه أبا علي، والله أعلم.

‌الحسين بن عبد الرحمن الحلبي:

روي عن أبيه، روي عنه محمد بن أحمد الكوفي.

(1)

-انظر كتاب الايناس في علم الانساب للوزير المغربي-ط. الرياض 57:1980.

(2)

-الايناس:77.

ص: 2518

أخبرنا أبو منصور عبد الرحمن بن محمد بن الحسن-فيما اذن لنا في روايته عنه-قال: أخبرنا أبو القاسم علي بن الحسن عمي قال: أخبرنا أبو المعالي الحسين بن حمزة بن الحسين العسكري قال: حدثنا أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت الخطيب قال:

حدثني محمد بن علي بن عبد الله الصوري قال: أخبرنا عبد الرحمن بن عمر التجيبي بمصر قال: أخبرنا أبو هريرة أحمد بن عبد الله بن أبي الحسن بن أبي العصام العدوي قال: حدثنا أبو العباس عيسي بن عبد الرحيم قال: حدثني علي وابن محمد-هو ابن حيون-قال: حدثني محمد بن أحمد الكوفي قال: حدثني الحسين بن عبد الرحمن الحلبي عن أبيه قال: أمر المأمون أن يحمل إليه عشرة من الزنادقة سموا له من أهل البصرة، فجمعوا، فأبصرهم طفيلي فقال: ما اجتمع هؤلاء إلا لصنيع، فانسل فدخل وسطهم، ومضي بهم الموكلون حتي انتهوا بهم إلي زورق أعدلهم فدخلوا الزورق، فقال الطفيلي: هي نزهة، فدخل معهم الزورق، فلم يك بأسرع بأن قيد القوم وقيد معهم الطفيلي، فقال الطفيلي: بلغ تطفيلي إلي القيود، ثم سير بهم إلي بغداد، فدخلوا علي المأمون فجعل يدعو بأسمائهم رجلا رجلا فيأمر بضرب رقابهم حتي وصل (6 - ظ) إلي الطفيلي وقد استوفوا عدة القوم، فقال للموكلين بهم: ما هذا؟ فقالوا والله ما ندري، غير أنا وجدناه مع القوم فجئنا به، فقال المأمون: ما قصتك ويلك؟ فقال يا أمير المؤمنين امرأته طالق ان كان يعرف من أقوالهم شيئا ولا يعرف إلا الله ومحمد النبي صلي الله عليه وسلم، وإنما أنا رجل رأيتهم مجتمعين فظننت صنيعا يغدون إليه، فضحك المأمون وقال: يؤدب.

وكان ابراهيم بن المهدي قائما علي رأس المأمون فقال يا أمير المؤمنين قلت لي:

أدبه، أحدثك بحديث عجيب عن نفسي، فقال: قل يا ابراهيم، قال يا أمير المؤمنين خرجت من عندك يوما في سكك بغداد متطربا حتي انتهيت إلي موضع سماه فشممت يا أمير المؤمنين من جناح أبا زير قدورا قد فاح طيبها، فتاقت نفسي إليها وإلي طيب ريحها، فوفقت علي خياط وقلت له: لمن هذه الدار؟ فقال: لرجل من التجار من البزازين، قلت ما اسمه؟ قال: فلان بن فلان فرميت بطرفي الي الجناح فإذا في بعضه شباك فأنظر إلي كف قد خرج من الشباك قابضا علي بعضه ومعصم

ص: 2519

فشغلني يا أمير المؤمنين الكف والمعصم عن رائحة القدور فبقيت باهتا ساعة ثم أدركني ذهني، فقلت للخياط: هو ممن يشرب النبيذ؟ قال: نعم وأحسب عنده اليوم دعوة، وليس ينادم إلا تجارا مثله مستورين فإني لكذلك إذا قبل رجلان نبيلان راكبان من رأس الدرب، قال الخياط: هؤلاء منادموه، فقلت ما أسماؤهما (7 - و) وما كناهما؟ فقال: فلان وفلان، وأخبرني بكناهما، فحركت دابتي وداخلتهما، وقلت جعلت فداكما قد استبطأ كما أبو فلان أعزه الله، وسايرتهما حتى أتينا الى الباب، فأجلاّني وقدماني فدخلت، ودخلا فلما رآني معهما صاحب المنزل لم يشك أني منهما بسبيل أو قادم قدمت عليهما من موضع، فرحب وأجلسني في أفضل موضع، فجيء يا أمير المؤمنين بمائدة، وعليها خبز نظيف وأتينا بتلك الألوان فكان طعمها أطيب من ريحها، فقلت في نفسي هذه الالوان قد أكلتها، بقيت الكف أصل الى صاحبتها، ثم رفع الطعام وجيء بالوضوء، ثم صرنا إلى منزل المنادمة فإذا أشكل منزل يا أمير المؤمنين، وجعل صاحب المنزل يلاطفني ويقبل علي بالحديث وجعلوا لا يشكون أن ذلك منه لي عن معرفة متقدمة، وإنما ذلك الفعل كان منه لما ظن أني منهما بسبيل حتى إذا شربنا أقداحا خرجت علينا جارية يا أمير المؤمنين كأنها غصن بان يتثنى، فأقبلت تمشي فسلمت غير خجلة، وثنيت لها وسادة فجلست وأتي بعود فوضع في حجرها فجسته فاستبنت في جسها حذقها ثم اندفعت تغني:

توهمهما طرفي فأصبح خدها

وفيه مكان الوهم من نظري أثر

فصافحها قلبي فآلم كفها

فمن مئتن قلبي في أناملها عفر

فهيجت يا أمير المؤمنين بلابلي فطربت لحسن شعرها وحذقها ثم اندفعت تغني:

أشرت إليها هل عرفت مودتي

فردت بطرف العين إني على العهد

(7 - ظ)

فحدت عن الإظهار عمدا لسرها

وحادت عن الإظهار أيضا على عمد

ص: 2520

فصحت: السلاح يا أمير المؤمنين وجاءني من الطرب مالم أملك نفسي، ثم اندفعت تغني الصوت الثالث:

أليس عجيبا أن بيتا يضمني

واياك لا نخلو ولا نتكلم

سوى أعين تشكو الهوى بجفونها

وتقطيع أنفاس على الناي تضرم

إشارة أفواه وغمز حواجب

وتكسير أجفان وكف تسلم

فحسدتها يا أمير المؤمنين على حذقها واصابتها معنى الشعر أنها لم تخرج من الفن الذي ابتدأت فيه فقلت: بقي عليك يا جارية، فضربت بعودها الارض وقالت:

متى كنتم تحضرون مجلسكم البغضاء؟ فندمت على ما كان مني ورأيت القوم كأنهم قد يغيروا لي، فقلت: ليس ثم عود؟ قالوا: بلى والله يا سيدنا، فأتيت بعود وأصلحت من شأني ما أردت ثم اندفعت أغني:

ما للمنازل لا تجيب حزينا

أصممن أم قدم المدى فبلينا

روحوا العشية روحة مذكورة

إن متن متن وإن حيين حيينا

فما استتممت يا أمر المؤمنين حتى خرجت الجارية فأكبت على رجلي فقبلتهما وتقول: معذرة يا سيدي والله ما سمعت من يغني هذا الصوت مثلك أحدا، وقام مولاها وجميع من كان حاضرا فصنعوا كصنيعها، وطرب القوم واستحثوا الشراب فشربوا بالكاسات والطاسات، ثم اندفعت أغني (8 - و):

أفي الله أن تمسين لا تذكرينني

وقد سحمت

(1)

عيناي من ذكرك الدما

الى الله أشكو بخلها وسماحتى

إذا عسل مني وتبدل علقما

فردي مصاب القلب أنت قتلته

ولا تتركيه ذاهب القلب مضرما

الى الله أشكو أنها أجنبية

وأني بها ما عشت بالود مغرما

فجاءنا من طرب القوم يا أمير المؤمنين شيء خشيت أن يخرجوا من عقولهم فأمسكت ساعة حتى هدأوا مما كانوا فيه من الطرب، ثم اندفعوا في الشرب بالصراحيات صرفا على ذلك الطرب فاندفعت أغني الصوت الثالث.

(1)

-السحم: الدم تغمس فيه أيدي المتحالفين. القاموس.

ص: 2521

هذا محبك مطوى على كمده

حري مدامعه تجري على جسده

له يد تسأل الرحمن راحة

مما به ويد أخرى على كبده

يا من رأى أسفا مستهترا أسفا

كانت منيته في عينه ويده

فجعلت الجارية تصيح: هذا والله الغناء يا سيدي، وسكر القوم وخرجوا من عقولهم، وكان صاحب المنزل جيد الشرب، حسن المعرفة، فأمر غلمانه مع غلمانهم بحفظهم وصرفهم الى منازلهم، وخلوت معه فشربنا أقداحا ثم قال لي: يا سيدي ذهب ما كان من أيامي ضائعا إذ كنت لا أعرفك، فمن أنت يا مولاي؟ فلم يزل يلج علي حتى أخبرته، فقام يقبل رأسي وقال: يا سيدي وأنا أعجب يكون هذا الادب الا من مثلك واذا إني مع الخلافة وأنا لا أشعر، ثم سائلني عن قصتي وكيف حملت نفسي على ما فعلت، فأخبرته خبر الطعام، وخبر الكف والمعصم، فقلت: أما الطعام فقد نلت منه حاجتي، فقال: والكف والمعصم، ثم قال: يا فلانة، لجارية له، قولي لفلانة تنزل فجعل (8 - ظ) ينزل لي واحدة واحدة فأنظر الى كفها ومعصمها، فأقول: ليس هي، قال: والله ما بقي غير أختي وأمي والله لانزلهما إليك، فعجبت من كرمه وسعة صدره، فقلت: جعلت فداك إبدأ باختك قبل الامام فعسى أن تكون هي، فقال: صدقت فنزلت فلما رأيت كفها ومعصمها قلت: هي ذه، فأمر غلمانه فصاروا الى عشرة مشايخ من جلة جيرانه في ذلك الوقت، فأحضروا، ثم أمر ببدرتين فيهما عشرون ألف درهم، وقال للمشايخ: هذه أختي فلانه أشهدكم أني قد زوجتها من سيدي ابراهيم بن المهدي وأمهرتها عنه عشرة آلاف درهم، فرضيت وقبلت النكاح ودفع إليها البدرة، وفرق البدرة الاخرى على المشايخ، ثم قال لهم: اعذروا فهذا ما حضر على الحال، فقبضوها، ونهضوا، ثم قال يا سيدي أمهد لك بعض البيوت تنام مع أهلك فأحشمني والله ما رأيت من سعة صدره، وكرم خيمه

(1)

، فقلت: بل أحضر عمارية وأحملها الى منزلي، فقال ما شئت، فأحضرت عمارية فحملتها، وصرت بها الى منزلي فوحقك يا أمير المؤمنين لقد حمل إليّ جهازها ما ضاقت به بعض بيوتنا، فاولدتها هذا القائم على رأس سيدي أمير المؤمنين، فعجب المأمون من كرم ذلك الرجل وسعة صدره وقال: لله أبوه ما سمعت مثله قط، ثم أطلق الرجل الطفيلي

(1)

-الخيم: السجية والطبيعة. القاموس.

ص: 2522

واجازه جائزة سنية وأمر ابراهيم بإحضار الرجل، فكان من خواص المأمون وأهل صحبته

(1)

(9 - و).

‌الحسين بن عبد الواحد بن محمد بن عبد القادر القنسريني:

أبو عبد الله المقرئ النحوي، كان مقرئا مجيدا نحويا، وكان مقيما بحلب يفيد علم القراءات والعربية. قرأ على أبي الحسن أحمد بن رضوان وعبيد الله بن الليث.

قرأ عليه أبو المجد عبيد الله بن محمد بن عبد الباقي بن أبي جرادة، وجد جدي أبو الفضل هبة الله بن أحمد بن أبي جرادة، وصنف لجد جدي كتابا مفيدا في القراءات السبعة، سماه بالتهذيب وكتبه له بخطه، وهو الآن عندي، وقرأ عليه النحو أبو الفرج سعيد بن علي بن محمد بن السلالي بحلب في سنة ثلاثين وأربعمائة، فقد توفي بعد ذلك.

وأخبرنا بكتابه المسمى بالتهذيب شيخنا أبو اليمن الكندي في الاجازة قال:

كتب إلينا أبو الحسن علي بن عبد الله بن أبي جرادة قال: أخبرنا أبي أبو المجد عبد الله قال: أخبرنا أبو عبد الله القنسريني.

أخبرنا عبد الواحد بن عبد الله ابن عمي عبد الصمد قال: سمعت جدي عبد الصمد بن عبد الله، ح.

قال عبد الواحد: وسمعت أبا الفتح يحيى ابن عم أبي أبي غانم محمد بن هبة الله قال: سمعت أبا غانم، قالا: كان القاضي أبو الفضل عبد الله بن أحمد يقرأ على الشيخ أبي عبد الله القنسريني فمضى الى منزله ليلة ليقرأ عليه وكانت ليلة مطيرة، فصادف الشيخ أبا عبد الله يقرأ القرآن، وكان يقرأ قراءة طيبة، فوقف بالباب يسمع قراءته ويلتذ بحسن قراءته وطيب صوته، والمطر ينزل على رأسه، ولم ير أن يقطع عليه قراءته حتى مضى أكثر الليل، وسكت أبو عبد الله فطرق الباب،

(1)

-الحكاية كاملة في مروج الذهب للمسعودي- ط. القاهرة 4/ 9:1958 - 14، ولا توجد ترجمة للحلبي في تاريخ ابن عساكر ولا في تاريخ بغداد للخطيب البغدادي.

ص: 2523

ففتح له فرآه مبتل الثياب، فسأله عن حاله، فأخبره بالصورة، فعظم ذلك عليه، وقال له: كنت دخلت عليّ وكنت أقرأ لك الى الصباح.

قال عماي: وسافر أبو عبد الله القنسريني الى العراق فحضر بعض الشيوخ القراء ببغداد وأصحابه يقرءون عليه فجلس في أخريات الناس، فحين رأوه ازدروه واستبشعوا زيه، وأبو عبد الله ساكت، فلما فرغ أصحابه تقدم أبو عبد الله، وطلب أن يقرأ عليه شيئا، فقال له: اقرأ على بعض الطلبه الى أن تجود، ثم اقرأ عليّ، فقال أشتهي أن أقرأ عليك خمسا، فلم ير الشيخ أن يكسر خاطره، فأذن له، فلما قرأ، قال له: من أين تكون؟ قال: من الشام، قال له: لعلك أبو عبد الله القنسريني؟ قال: نعم فقام له الشيخ وأكرمه وأجلسه الى جانبه، وقال أنا أحق بالقراءة عليك، قال هذا أو معناه، قلت: وأظن هذا الشيخ المقرئ هو أبو الحسن ابن رضوان، والله أعلم.

‌الحسين بن عبيد الله:

ابن الحسين بن ابراهيم بن علي بن عبيد الله بن الحسين الاصغر بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب، أبو علي بن أبي أحمد العلوي النصيبي، أبوه شريف مذكور من أعيان الشرفاء، وقد الى حلب على أميرها سيف الدولة أبي الحسن علي بن عبد الله بن حمدان.

ذكره الحسين بن جعفر بن خداع النسابة في «كتاب المعقبين من ولد الحسن والحسين عليهما السلام» وقال: إنه وفد على سيف الدولة بن أبي الهيجاء بن حمدان الى حلب، وقتل معه في انهزامه في غزاة المصيبة، وذكر أن أمه أم ولد.

وغزاة المصيبة كانت في سنة .... وأربعين وثلاثمائة

(1)

.

‌ذكر من اسم أبيه عبيد ممن اسمه الحسين

(9 - ظ)

‌الحسين بن عبيد الهمذاني:

حدث بطرسوس عن عبد الحميد بن عصام الجرجاني. روى عنه محمد بن

(1)

-فراغ بالاصل، وكانت الغزاة التي نجا فيها سيف الدولة بكل صعوبة سنة 339 هـ انظر زبدة الحلب:1/ 121.

ص: 2524

أيوب بن المعافى العكبري، ويقع في بعض الاصول الحسن بن عبيد، والحسين هو الصحيح.

أخبرنا أبو حفص عمر بن محمد بن معمر بن طبرزد، فيما أذن لنا في روايته عنه، قال: أخبرنا أبو القاسم هبة الله بن أحمد بن عمر الحريري قال: أخبرنا الشيخ أبو اسحاق ابراهيم بن عمر بن أحمد البرمكي قال: أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن خلف بن بخيت الدقاق قال: حدثنا محمد بن أيوب بن المعافى العكبري قال: حدثنا الحسين بن عبيد الهمذاني بطرسوس قال: حدثنا عبد الحميد بن عصام الجرجاني قال: حدثنا محمد بن يوسف الفيريابي قال: حدثنا سفيان الثوري عن سفيان بن عيينه عن ابن ابي نجيح أنه سئل عن السياحين قال هم الصائمون.

‌الحسين بن عبيد المصيصي:

حدث عن عتيق بن عبد الرحمن الاذني. روى عنه عبد الرحمن بن أبي نصر أنبأنا أبو محمد عبد الرحمن بن ابراهيم بن أحمد المقدسي، وقرأته بخطه، قال:

قرأت على أبي الحسن أحمد بن حمزة بن الموازيني بدمشق: أخبركم جدك أبو الحسن علي بن الحسن بن الحسين السلمي المعبر، إجازة، قال: أخبرنا الحافظ عبد العزيز بن أحمد بن محمد الكتاني، إجازة، قال: حدثنا أبو محمد عبد الرحمن بن عثمان بن أبي نصر قال: حدثنا الحسين بن عبيد المصيصي قال: حدثنا عتيق بن عبد الرحمن (10 - و) الاسدي قال: حدثنا أحمد بن حرب الطائي قال كنا عند سفيان ابن عينية فحدثنا حتى ضجر، ثم ألقى الكتاب، فقال: قوموا عني، فقام اليه رجل فقال: أتضجر والله إن أحدنا ليهم بالحج من أقصى خراسان، فإذا ذكرك حج، ولولاك ما حج، فأخذ الكتاب وأنشأ يقول:

خلت الديار فسدت غير مسود

ومن الشقاء تفردي بالسؤدد

ص: 2525

‌ذكر من اسم ابيه على ممن اسمه الحسين

‌الحسين بن علي بن الحسين بن علي:

أبو علي المروزي، حدث بحلب عن محمود بن والان. روى عنه أبو بكر محمد بن الحسين بن صالح السبيعي الحلبي.

أخبرنا عمي أبو غانم محمد بن هبة الله بن أبي جرادة وأبو محمد عبد الرحمن ابن عبد الله بن علوان الاسدي وولده أبو عبد الله محمد بن عبد الرحمن القاضي، وأبو عبد الله محمد بن أحمد الطرسوسي الحلبيون قالوا: أخبرنا الشيخ الامين أبو سالم أحمد بن عبد القاهر بن الموصول الحلبي قال: أخبرنا الشيخ. بو الحسن علي ابن عبد الله بن محمد بن عبد الباقي بن أبي جرادة قال: حدثني الشيخ أبو الفتح عبد الله بن اسماعيل الجلي الحلبي بحلب، قال: أخبرنا الشيخ الزاهد أبو عبد الله عبد الرزاق بن عبد السلام بن أبي نمير العابد الحلبي بحلب، قال: أخبرنا محمد بن الحسين السبيعي بحلب قال: حدثنا أبو علي الحسين بن علي بن الحسين بن علي المروزي بحلب قال: حدثنا أبو حامد محمود بن والان قال: حدثنا علي بن حجر بن اياس (10 - ظ) السعدي قال: حدثنا يوسف بن زياد قال: أخبرنا عبد الرحمن ابن زياد بن أنعم عن الأعرج عن أبي هريرة قال: خضت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم السوق، فقعد على البزازين فاشترى سراويلا بأربعة دراهم، قال: وكان لاهل السوق رجل يزن بينهم الدراهم يقال له فلان الوزان فجيء ليزن ثمن السراويل فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: «أتزن وأرجح» ، فقال الرجل: إن هذا القول ما سمعته من أحد من الناس، فمن هذا الرجل؟ قال أبو هريرة: قلت حسبك من الزهق

(1)

والجفاء في جنبك أن لا تعرف نبيك صلى الله عليه وسلم، فقال الرجل:

أهذا رسول الله؟ وألقى الميزان ووثب الى يد رسول الله يأخذها ويقبلها، فجذبها رسول الله وقال: إنما يفعل هذه الاعاجم بملوكها فإني لست بملك إنما أنا رجل منكم، ثم جلس فاتزن الدراهم وأرجح كما أمره رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلما انصرفنا تناولت السراويل من رسول الله لا حملها عنه فمنعني وقال: صاحب الشيء أحق بحمله إلا أن يكون ضعيفا يعجز فيعينه أخوه المسلم، قلت: يا رسول

(1)

-أي حسبك من الهلاك، النهاية لابن الاثير.

ص: 2526

الله وإنك لتلبس السراويل؟ قال: نعم بالليل والنهار، في السفر والحضر، قال يوسف: وشككت في قولي: ومع أهلي فإني أمرت بالتستر فلم أجد ثوبا أستر من السراويل

(1)

.

‌الحسين بن علي بن الحسين بن حمدان:

ابن حمدون بن الحارث بن لقمان بن راشد (10 - و) التغلبي أبو العشائر الحمداني، وتمام نسبه مذكور في ترجمة أبي فراس.

أمير فارس مشهور شاعر مجيد كان بحلب في خدمة ابن عمه سيف الدولة أبي الحسن علي بن عبد الله بن حمدان، وولاه أنطاكية روى عنه أبو بكر الخالدي وفيه يقول أبو فراس الحارث بن سعيد بن حمدان من قصيدته الرائية التي يذكر فيها مآثر قومه من بني حمدان:

ومنا الحسين القرم شبه جده

حمى نفسه والجيش للجيش غامر

(2)

قال أبو عبد الله الحسين بن خالويه في تفسير هذا البيت وذلك أنه كبسه عسكر الاخشيد مع يانس المؤنسي وهو منصرف من أنطاكية من الميدان، وأصابته نشابة في وجهه أخرج نصلها بعد أيام، فلم يزل يضرب في أوساطهم بالسيف حتى تخلص، وأسر بعد ذلك في دلوك

(3)

، وكان له في بلد الروم أجمل أثر وأشرف فعل في اكرام الأسارى.

قال ابن خالويه: سار سيف الدولة في سنة خمس وأربعين وثلاثمائة الى بلد يانس بن شمشقيق

(4)

لما بلغه حلفه للملك على لقائه وحمل معه الزواريق مخلعة حتى عقدها على أرسناس

(5)

، وخلف بدلوك أبا العشائر الحسين بن علي بن الحسين

(1)

-انظر كنز العمال:4/ 9961.

(2)

-ديوانه:38.

(3)

-بليدة من نواحي حلب بالعواصم. معجم البلدان.

(4)

-من مشاهير القادة البيزنطيين من أصل أرمني، تسلم عرش الامبراطورية وحكم من 969 الى 976 ورسم اسمه بالحروف اللاتينيه. secsimizTnhoj

(5)

- اسم نهر في بلاد الروم يوصف ببرودد الماء. معجم البلدان.

ص: 2527

ابن حمدان ورسم له الزول على حصن عرنداس

(1)

وبناءه، وخلف الأمير أبا فراس ورسم له بناء حصن البرزمان

(2)

، فكلاهما يستعد حتى خرج لاون البطريق في جموع أبيه وسبق الخبر الى أبي العشائر فخرج (11 - ظ) طمعا فيه ليسابق أبا فراس اليه، ولقيه فوجده في عدد عظيم وانكشف عن أبي العشائر أصحابه، وثبت يقاتل حتى أسر وضرب وجها من الارمن يعرف بأبي الاسد فقتله، وبلغ أبا فراس الخبر فنفر في أربعمائة فارس من العرب سوى العجم وأتبعه الى مرعش

(3)

فلم يلحقه، فكتب اليه في قصيدة:

أأبا العشائر ان أسرت فطالما

أسرت لك البيض الرقاق رجالا

لما أجلت المهر فوق رؤوسهم

نسجت له حمر الشعور عقالا

يا من اذا حمل الحصان على الوجى

قال اتخذ حبك التريك بغالا

ألا دعوت أخاك وهو مصاقب

يكفي العظيم ويحمل الاثقالا

ألا دعوت أبا فراس انه

ممن اذا طلب الممنّع نالا

وردت بعيد الفوت أرضك خيله

سرعا كأمثال القطا أرسالا

(4)

قرأت في جزء أحضره إليّ الحافظ عماد الدين أبو القاسم علي بن الحافظ أبي محمد القاسم بن الحافظ أبي القاسم علي بن الحسن يتضمن سيرة سيف الدولة أبي الحسن بن حمدان وأخباره، تأليف أبي الحسن علي بن الحسين الزراد الديلمي ذكر في سنة أربع وأربعين وثلاثمائة قال:

وسار أبو العشائر الحسين بن علي بن حمدان من حلب الى مرعى وسلمها إليهم وسار أبو العشائر الحسين بن علي بن حمدان من حلب الى مرعش وسلممها إليهم وبعض غلمانه، فلم يشعر إلا بالروم قد أقبلوا عليه فركب فرسه وركب أصحابه فطردهم الروم، وكان (12 - و) أبو العشائر قد ثمل من الخمر فغلبه السكر، فسقط عن الفرس، فأدركه الروم فأسروه وحملوه الى قسطنطينية.

(1)

-لم اقف على تعريف له، انظر زبدة الحلب:1/ 126.

(2)

-قلعة من العواصم من نواحي حلب. معجم البلدان.

(3)

-مدينة في الثغور بين الشام وبلاد الروم. معجم البلدان.

(4)

-ديوانه:165 - مع فوارق.

ص: 2528

قرأت في كتاب المفاوضة جمع محمد بن علي بن نصر الكاتب بخطه.

وأخبرنا به اجازة زيد بن الحسن بن زيد الكندي عن أبي بكر محمد بن عبد الباقي الانصاري قال: أخبرنا أبو غالب محمد بن أحمد بن سهل بن بشران النحوي قال: قرأ علينا محمد بن علي بن نصر الكاتب قال: وحدثني أبو الفرج يعني الببغاء قال: هربت وقتا من الاوقات من أبي العشائر، وصرت الى حلب، وسألت سيف الدولة أن يمنعه عني، وقلت: ان أخلاقه لا تلاؤم أخلاقي، وقد ربيتني واصطنعتني، وأريد أن لا أبرح حضرتك ومجلسك، قال: افعل ومضى على هذا مديدة قريبة، فدخلت يوما واذا بين يدي سيف الدولة رجل عربي لا أعرفه عليه جبة ديباج وفرو وعمامة خز بلثامين، متقلدا سيفا محلى، وهو جالس على السرير ورجليه على الأرض وسيف الدولة يقبل عليه يحادثه فاستطرفت ذلك، ولم يكن في العرب كلها من يجلس تلك الجلسة مع سيف الدولة، قال: ونهض فاذا هو أبو العشائر فلما رأيته أسقط في يدي، ودنا مني فقبض عليّ فقلت لسيف الدولة: أيها الامير الذمام، فقال: ليس على أبي العشائر ذمام، ثم قال له: احتفظ به فإنه فرار فلم يبق في موضع للمنازعة (12 - ظ).

فقلت: أيها الامير ما يمكنني الخروج، قال: ولم؟ قلت: علي دين وأحتاج الى ابتياع شعير لدوابي، وحنطة لغلماني، وهذا وجه الشتاء ولابد أن أنظر في أمري فقال: كل هذا يتنجز في الساعة، ووقع الى الداريج

(1)

بكرين شعيرا والى صاحب المنثر بثلاثة أكرار حنطة، وأطلق من خزانته ألفي درهم، وأمر بحمل عشر قطع ثيابا، وحصل جميع ذلك وما تعالى النهار وهو جالس في دار سيف الدولة، فلما حضر صاحبه وعرفه حصول ما عددته كله قال: اركب على اسم الله، فركبت ومضيت معه الى أنطاكية فما كان يخليني من خلعة وبر وتفقد، ورسومي على سيف الدولة مطلقة في أوقاتها غير متأخرة عني بحال، وهذه كانت عادات الرؤساء في الافضال.

(1)

-من الواضح انه من العمال وأن الكلمة مركبة من دار-يج، هذا ولم أهتد الى معناها بدقة لا في المعاجم العربية أو المعربة.

ص: 2529

أنبأنا أحمد بن الازهر بن السباك عن أبي بكر محمد بن عبد الباقي الانصاري عن القاضي أبي علي المحسن بن علي التنوخي قال: وأنشدني أيضا-يعني-أبا الفرج الببغاء، وقال: قلتها بديها في أبي العشائر الحسين بن علي بن الحسين بن حمدان وكنت حاضرا وقد ضرب بسيف كان في يده هامة جمل ففصلها فأنشدته في الحال:

ما الفعل للسيف اذ هزّت مضاربه

فمرّ محتكما في هامة الجمل

لكن كفك أعدته بجرأتها

وفتكها فمضى يهوي على عجل

(13 - و)

ولو سوى كفك المعروف صال به

نبا ولو كان مطبوعا من الاجل

(1)

أخبرنا أبو القاسم عبد الصمد بن محمد بن أبي الفضل، فيما أذن لنا في روايته عنه، قال: أنبأنا أبو القاسم اسماعيل بن أحمد بن عمر بن السمرقندي قال: أخبرنا أبو يوسف يعقوب بن أحمد الاديب في كتابه قال: أخبرنا أبو منصور عبد الملك بن اسماعيل الثعالبي قال: وأنشدني-يعني-أبا بكر الخوارزمي لابي العشائر بن حمدان:

سطا علينا ومن حاز الكمال سطا

ظبي من الجنة الفردوس قد هبطا

له عذاران قد خطّا بوجنته

فاستوقفا فوق خديه وما انبسطا

وظل يخطو وكل قال من شغف:

يا ليته في سواد الناظرين خطا

قال أبو منصور الثعالبي: وقال بعض الرواة: دخلت الى أبي العشائر أعوده من علة هجمت عليه فقلت له: ما يجد الامير فأشار الى غلام قائم بين يديه واسمه نسطوس، كأن رضوان قد غفل عنه فأبق

(2)

منه وأنشد:

(1)

-ترجم الثعالبي ترجمة مطولة لابي الفرج عبد الواحد بن نصر المخزومي النصيبي المعروف بالببغاء، وساق مقطوعات من نثره وشعره. يتيمة الدهر:1/ 252 - 286.

(2)

-أي فرّ.

ص: 2530

أسقم هذا الغلام جسمي

بما بعينيه من سقام

فتور عينيه في دلال

أهدى فتورا الى عظامي

وامتزجت روحه بروحي

تمازج الماء بالمدام

(1)

قرأت في كتاب عنوان السير في محاسن أهل البدو والحضر تأليف أبي الحسن محمد بن عبد الملك الهمذاني: أبو العشائر بن حمدان القائل (13 - ظ):

وما سر قلبي منذ شطّت بك النوى

أنيس ولا كاس ولا متصرّف

وما ذقت طعم الماء الاّ وجدته

كأن ليس بالماء الذي كنت أعرف

ولم أشهد اللذات إلا تكلّفا

وأي سرور يقتضيه التكلف

قال ابن الهمذاني: ولما خرج الحاج في زمن المكتفي كان معهم أبو العشائر بن حمدان، فظفر بهم زكرويه بن مهرويه القرمطي فقطع يدي أبي العشائر ورجليه بز بزبالة، ثم قال ابن الهمذاني بعد ذلك وأخذ الروم حلب وقتلوا أبا العشائر وأخوته في سنة احدى وخمسين وثلاثمائة.

وهذا خطأ من ابن الهمذاني فيما ذكره أولا وثانيا فإن أبا العشائر توفي أسيرا في يد الروم بالقسطنطينية في سنة اثنتين أو ثلاث وخمسين

(2)

.

وقرأت في كتاب أبي الحسن علي بن الحسين الديلمي في أخبار سيف الدولة، قال واجتمع في البلاط بالقسطنطينية من الأسارى الحمدانية نحو ثمانمائة رجل منهم: أبو العشائر وأبو فراس ومحمد بن ناصر الدولة، وذكر جماعة، وقال:

وفادى-يعني-سيف الدولة بأبي فراس وأبي العشائر ورقطاش وغيرهم، يعني سنة أربع وخمسين، وهذا وهم من أبي الحسن الديلمي فإن أبا العشائر توفي بالقسطنطينية في حال الاسر وقال فيه الامير ابو فراس يرثيه.

أأبا العشائر لا محلك دارس

بين الضلوع ولا محلك نازح

(1)

- انظر يتيمة الدهن:1/ 104 - 105.

(2)

-الذي وقع بأسر القرامطة أبو الهيجاء بن حمدان، أسره أبو طاهر. انظر كتابي الجامع في أخبار القرامطة ط. دمشق 2/ 491:1988 - 495.

ص: 2531

إني لأعلم بعد موتك أنه

ما مر للأسراء يوم صالح

(1)

قرأت في تاريخ أبي اسحاق ابراهيم بن حبيب السّقطي صاحب كتاب الرّديف

(2)

في حوادث سنة اثنتين وخمسين وثلاثمائة في ذكر من توفي فيها قال:

وفيها، أو في سنة ثلاث وخمسين مات أبو العشائر الحسين بن علي بن الحسين بن حمدان ببلد الروم في أسره مسموما وكان السبب في سمه أن ملك الطاغية بلغه أن عليّ بن حمدان فسق بابن قسطنطين، كان في أسره فأنفذوا من بلد الروم من سمه فهلك وسمّوا هم أبا العشائر بن حمدان حنقا لما جرى من قتلهم ابن قسطنين، وكان أبو العشائر فارسا شجاعا سخيا ممدّحا.

‌الحسين بن علي بن الحسين

ابن علي بن محمد بن يوسف بن بحر بن بهرام بن المرزبان بن باهان بن باذام ابن بلاش بن فيروز بن يزدجرد بن بهرام بن جور، أبو القاسم بن أبي الحسين بن أبي القاسم بن أبي الحسن المغربي، هكذا قرأت نسبة بخطه وقيل في نسبه من ماهان بن باذان بن ساسان بن الحرون، قيل ساسان هو المعروف بالحرون بن بلاش ابن جانيا سيف بن فيروز بن يزدجرد بن بهرام جور بن يزدجرد، وجد أبيه أبو الحسن هو المغربي عرف بذلك لأنه كان يختلف على ديوان المغرب.

وقرأت بخط الحافظ أبي طاهر أنه نقل من خط عبد الحميد ابنه على ظهر الجزء الأول من رسائل الوزير أنه: الجزء الأول من رسائل أبي القاسم الحسين بن علي ابن الحسين بن علي بن محمد بن يوسف بن بحر بن بهرام بن المرزبان بن ماهان ابن مادان بن ساسان بن الحرون بن فلاش بن جاما سف بن فيروز بن يزدجرد بن بهرام جور. وكتب عبد الحميد.

وأبو القاسم هذا هو الوزير الملقب بالكامل ذي الجلالتين ولد بحلب (14 - ظ) في سنة سبعين وثلاثمائة، وكان أبوه وجده من كتّاب الأمير سيف الدولة، وحصل بعد موت سيف الدولة بين أبيه وبين سعد الدولة أبي المعالي شريف نبوة أوجبت

(1)

-ديوانه:243 مع فوارق.

(2)

-لم أقف على ذكر بوجوده.

ص: 2532

انفصاله عنه، فعوق أبو المعالي أبا القاسم بحلب مع جماعة من أهله، ثم سار أبوه بعد ذلك إلى مصر، فانتقل أبو القاسم بعده وقتل الحاكم أباه وأخوته فهرب أبو القاسم وتوجه إلى العراق، وتقلد وزارة مشرّف الدولة أبي علي بن عضد الدولة ابن بويه في سنة خمس عشرة وأربعمائة، وأقام في وزارته شهورا، وفارقه وانتقل إلى وزارة الأمير أبي المنيع قرواش بن المقلد أمير بني عقيل، ثم وزر لنصر الدولة ابن مروان صاحب ميافارقين ودياربكر

(1)

.

وكان الوزير أديبا فاضلا عارفا باللغة والنحو فصيحا، حسن النظم والنثر عارفا بالحساب، وله كتاب في تفسير

(2)

القرآن أحسن فيه على اختصاره واختصر كتاب إصلاح المنطق

(3)

فأجاد في ذلك وعرضه على أبي العلاء أحمد بن عبد الله بن سليمان، فاستجاده وأثنى عليه، وكتب إليه في ذلك الرسالة الأعريضية التي أولها:

السلام عليك أيتها الحكمة المغربية، والألفاظ العربية، أي هواء رقاك وأي غيث سقاك.

وفضائله جمة، لكنه كان جسورا مهورا، سيء التدبير، متكبرا.

حدث عن الوزير أبي الفضل جعفر بن الفضل بن الفرات، وروى عن أبيه علي بن الحسين، وأبي جعفر الطحاوي، وأبي أسامة جنادة بن محمد، وأبي الحسن محمد بن عيسى النامي العراقي اليشكري وأبي الحسن على بن لؤلؤ الحلبي والقاضي أبي الحسن علي بن محمد بن يزيد الحلبي وأبي عبد الله محمد بن الحسين اليمني وأبي القاسم (15 - و) الميمون بن حمزه الحسيني، وعلي بن منصور الحلبي المعروف بدوخلة، وأبي الحسن علي بن عبد الله الماذرائي، ومحمد بن الحسن التنوخي، والقاضي أبي أحمد محمد بن داود بن أحمد العسقلاني، ومحمد بن إبراهيم التميمي، وعلي بن إبراهيم الدهكي، وأبي جعفر الموسوي قاضي مكة، وابن الكلابي راوية أبي فراس وأبي زكريا يحيى بن علي الأندلسي أمير الغرب،

(1)

-سبق أن ترجم ابن العديم لابن مروان وذكر خلال ذلك علاقة الوزير المغربي به، كما ذكره في ترجمة حسان بن المفرج.

(2)

-لم يصلنا.

(3)

-ليعقوب بن اسحاق بن السكيت (186 - 244 هـ /802 - 858 م) وكان من أعظم علماء عصره في اللغة والادب-الاعلام للزركلي.

ص: 2533

وأبي بكر محمد بن عبد الملك التاريخي وأبي الحسن علي بن نصر بن الصباج وغيرهم.

روى عنه ابنه أبو يحيى عبد الحميد بن الحسين، وأبو الحسن بن الطيب الفارقي وأبو الجوائز الحسن بن باري الواسطي، وأبو محمد رزق الله بن عبد الوهاب التميمي وعلي بن السكن الفارقي وأبو عبد الله محمد بن جردة، وأبو غالب محمد بن أحمد بن سهل بن بشران النحوي، والقاسم بن بابويه.

أخبرنا أبو القاسم عبد الصمد بن أبي الفضل القاضي-فيما أذن لنا أن نرويه عنه-عن أبي الفتح نصر الله بن محمد الفقيه قال: حدثنا نصر بن ابراهيم الزاهد المقدسي قال: قرأت على أبي يحيى عبد الحميد بن الحسين بن علي المغربي عن أبيه أبي القاسم الحسين بن علي قال: أخبرنا أبو الفضل جعفر بن الفضل بن الفرات قال: أخبرنا أبو الحسين محمد بن عبد الرحمن الروذباري قال: حدثنا أبو العباس أحمد بن موسى الرازي قال: أخبرنا أبو زكريا يحيى بن زكريا الطائي النبهاني قال: حدثنا أبو حاتم السجستاني وأبو عبد الله محمد بن حسان الضبي قالا: حدثنا يعقوب بن محمد قال: حدثنا يزيد بن عمر بن مسلم الخزاعي قال:

حدثنا أبي عن أبيه قال: شهدت رسول الله صلى الله عليه وسلم ومنشد ينشده (15 - ظ) قول سويد بن عامر المصطلقي:

لا تأمنن وإن أمسيت في حرم

إن المنايا تجتني كل إنسان

فاسلك طريقك تمشي غير مختشع

حتى تلاقي ما يمنى لك الماني

لكل ذي صاحب يوما مفارقه

وكل زاد وإن أبقيته فان

والخير والشر مجموعان في قرن

بكل ذلك يأتيك الجديدان

فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لو أدركني هذا لأسلم»

(1)

، فبكى أبي، فقلت: يا أبة ما يبكيك من مشرك مات في الجاهلية! قال يا بني ما رأيت مشركة تلقت من مشرك خيرا من سويد.

(1)

-انظره في كنز العمال:14/ 37876.

ص: 2534

قال: قوله «ما يمنى لك» ما يقدر لك القادر الله عز وجل.

قرأت في رسائل الوزير أبي القاسم بن المغربي، نسخة كتاب كتبه ليعرض بالسدة القادرية وقد طعن عليه بالدار الخليفية في مذهبه حيث وزر للملك السعيد شرف الدولة أبي علي، وانكار الاسم المغربي المشهور به، وأنه نسب الى اعتقاد المذهب المصري

(1)

والتدين به فكتب رسالة في ذلك، وكتبها على وجهها وحذفت من آخرها ما لا حاجة لي إليه لما فيها من ذكر نسبه ومنشأه ومذهبه ومبدأ حاله وطلبه للعلم واشتغاله، والرسالة:

الدهر أبو العجائب، وذو الغرائب، إلا أنني ما ظننته يبدع هذه البدعة الشنعاء، ولا ظننته يطرق هذه الظنة النكراء وينبغي (16 - و) أن أنزل عن الاحتجاج للملك أدام الله بقاءه وأعز نصره ولواءه، والمؤتمن على تدبيره والسفير بينه وبين عسكره، أدام الله تمكينه، فإن الله يعلم والناس يعلمون خلوص نياتهما في الطاعة وبعدهما من هذه الشناعة، فإن تشاغلي بما يخصني من هذه الحال التي ظننت أن العرض على الله يسبقها، وأن المعتقد المقدس قد استحكم في الثقة بي استحكاما يقصر أيدي اللئام عن صياغة مثلها لي، فإن كان يظن أن ما وسمت به من النسب المستعار يحملني على الازورار فإن الأمر بضده إذ كان أصلي من البصرة، وانتقل سلفي عنها في فتنة البريدي إلى بغداد، وكان جدّ أبي، وهو أبو الحسن علي بن محمد يخلف على ديوان المغرب، فنسب به إلى المغربي، وولد له جدي الأدنى ببغداد في سوق العطش، ونشأ وتقلد أعمالا كثيرة، منها تدبير محمد بن ياقوت عند استيلائه على أمر المملكة، وكان خال أبي وهو أبو علي هارون بن عبد العزيز الأوارجي المعروف الذي مدحه المتنبي متحققا بصحبة أبي بكر محمد بن رائق، فلما لحق أبا بكر بن رائق ما لحقه بالموصل

(2)

سار جدي وخال أبي الى الشام، والتقيا بالإخشيذ، وأقام والدي وعمي رحمهما الله بمدينة السلام، وهما حدثان إلى أن توطدت أقدام شيوخهما بتلك البلاد، وأنفذ الإخشيذ غلامه المعروف بفاتك المجنون

(1)

-الاسماعيلية عقيدة الخلافة الفاطمية.

(2)

-سبقت الاشارة الى مقتل ابن رائق من قبل ناصر الدولة الحمداني.

ص: 2535

الممدوح المشهور

(1)

فحملها ومن يليهما إنى الرحبة وسار بهما على طريق الشام إلى مصر فأقامت الجماعة (16 - ظ) هناك إلى أن تجددت قوة المستولي على مصر فانتقلوا بكليتهم وحصلوا في حيز سيف الدولة أبي الحسن بن حمدان مدة حياته، واستولى جدي على أمره استيلاء يشهد به مدائح أبي نصر بن نباته فيه، ثم غلب أبي من بعده على أمره وأمر ولده غلبة تدل عليها مدائح أبي العباس النامي فيه، ثم شجر بينهما ما يتفق مثله بين المتصاحبين في الدنيا ففارقه من الرحبة، وانحدر إلى الأنبار قاصدا مدينة السلام، فلما حصل بالأنبار وجد العراق مضطربا، وبهاء الدولة رحمه الله في أول أمره غالبا

(2)

فخوف من المقام، فركب مغررا بنفسه قاصدا الشام ليتمكن من تعرف أخبارنا وافتكاك إسارنا، فإنا كنا بحلب معوقين من بعده، فلقي بمصر الحظوة التي عرفت، وليتها ما اتفقت، فإن ختامها كان سما زعافا وعقباها كان بورا واجتياحا

(3)

، وانتقلت في أثره، وكانت والدتي من أهل العراق، ولنا الى اليوم أملاك بالنعمانية

(4)

موروثة، فكنا بمصر زوارا وبالعراق لما انتقلنا إليها قاطنين وألافا فهذا أولا حديث الأصل الذي وقع الاشتباه، وتم التمويه فيه.

ثم أرجع إلى ذكر الدين فإني نشأت وغذيت بكتب الحديث وحفظ القرآن ومناقبة الفقهاء ومجالسة العلماء، والله ما رأيت قط بتلك البلاد مأدبة ولا وليمة الا لعرس، ولا كنت متشاغلا إلا بعلم أو دين، ولقد سلم لي من جزازات كتبي ما هو اليوم دال على تشاغلي بالدين القيم، واستمراري على النهج الأسلم (17 - و) لأنه ليس كتاب من كتب السنة إلاّ وقد أحطت به رواية ورمته دراية، وها هنا اليوم نسختان من موطأ مالك سماعي من جهتين، وعليهما خطوط الشيخين والصحيحان لمسلم والبخاري، وجامع سفيان ومسانيد عدة عن التابعين، ولي، وأحمد الله، إملاءات عدة في تفسير القرآن وتأويله وتخريجات من الصحاح المذكورة، وسمعت

(1)

-ممدوح المتنبي عندما كان في مصر.

(2)

-انظر حوله كتابي تاريخ العرب والاسلام:321 - 322.

(3)

-في هذا اشارة الى فتك الحاكم بأمر الله بال المغربي.

(4)

-بليدة بين واسط وبغداد على ضفة دجلة. معجم البلدان.

ص: 2536

كتاب المزني

(1)

عن الطحاوي عن المزني، وأما الأحاديث المنثورة التي كنت أبكر بكور الغراب لاستماعها، وأطرح زينة الدنيا في مزاحمة أشياعها فأكثر من أن تحصى، فكيف يظن بمثلي ممن ظهر تماسكه إن كان لم يظهر باطنه تعلق بالهباء المنثور، وتمسك بالضلال والزور.

وذكر باقي الرسالة. أنا اختصرتها.

قرأت بخط أبي المكارم علي بن محمد بن محمد بن المطلب وزير تقي الدين عمر بن شاهنشاه، وذكر أنه نقل عن ظهر النسخة التي اختصر فيها الوزير أبو القاسم ابن المغربي كتاب اصلاح المنطق بخط أبيه أبي الحسن علي بن الحسين بن المغربي:

ولد سلمه الله، وبلغه مبلغ الصالحين، أول وقت طلوع الفجر من ليلة صباحها يوم الأحد الثالث عشر من ذي الحجة سنة سبعين وثلاثمائة، واستظهر القرآن وعدة من الكتب المجردة في اللغة والنحو ونحو خمسة عشر ألف بيت من مختار الشعر القديم، ونظم الشعر وتصرف في النثر، وبلغ من الخط ما يقصر عنه نظراؤه، ومن حساب المولد والجبر والمقابلة وجميع الأدوات الى ما يستقل بدونه (17 - ظ) الكاتب، وذلك كله قبل استكماله أربع عشرة سنة، واختصر هذا الكتاب، فتناهي باختصاره، وأوفى على جميع فوائده حتى لم يفته شيء من ألفاظه، وغيّر من أبوابه ما أوجب التدبير تغييره للحاجة الى الاختصار، وجمع كل نوع إلى ما يليق به، ثم ذكرت له نظمه بعد اختصاره، فابتدأ به وعمل منه عدة أوراق في ليلة، وكان جميع ذلك قبل استكماله سبع عشر سنة، وأرغب الى الله في بقائه وسلامته.

وذكر الصابئ في تاريخه قال: في شهر رمضان من سنة أربع عشرة وأربعمائة قبض على أبي علي الرخجي وتولى وزاره مشرف الدولة أبي علي أبو القاسم الحسين

(1)

-هو اسماعيل بن يحيى، صاحب الامام الشافعي (175 - 264 هـ /791 - 878 م) كان زاهدا عالما من كتبه:«الجامع الكبير» و «الجامع الصغير» و «الترغيب بالعلم» . الاعلام للزركلي.

ص: 2537

ابن علي بن الحسين المغربي، وكان سيء التدبير لنفسه مهوّرا قليل النظر في العواقب، مع ما كان فيه من الفضائل الأدبية

(1)

.

قرأت بخط عبد القوي بن الجليس عبد العزيز بن الحباب في ذكر الوزير أبي القاسم قال: وذكر أن مولده كان بمصر في ليلة الأحد الثالث عشر من ذي الحجة سنة سبعين وثلاثمائة.

قلت: وهذا وهم، ولم يولد بمصر، وإنما ولد بحلب في التاريخ المذكور، لأن أباه في هذا التاريخ كان بحلب في خدمة أبي المعالي شريف بن سيف الدولة.

قرأت في الرسالة التي كتبها أبو الحسن علي بن منصور بن طالب الحلبي، المعروف بدوخلة، إلى أبي العلاء أحمد بن عبد الله بن سليمان، وأجابه عنها أبو العلاء بن سليمان برسالة الغفران، وقد ذكر كلاما قال بعده: ثم سافرت منها-يعني من بغداد-الى مصر، ولقيت أبا الحسن المغربي، فألزمني أن لزمته لزوم الظل، وكنت منه مكان المثل في كثرة الانصاف والحنو والاتحاف، فقال لي سرا: أنا أخاف همة أبي القاسم تنزو به الى أن يوردنا وردا لا صدر عنه، فإن كانت الأنفاس مما تحفظ وتكتب فاكتبها واحفظها وطالعني بها، فقال لي يوما: ما نرضى بالخمول الذي نحن فيه، فقلت له: وأي خمول هنا (18 - و) تأخذون من مولانا خلد الله ملكه في كل سنة ستة آلاف دينار، وأبوك من شيوخ الدولة، وهو معظّم مكرّم، فقال: أريد أن تصار الى ديواننا الكتائب والمواكب والمقانب، ولا أرضى بأن يجري علينا كالولدان والنسوان، فأعدت ذلك على أبيه فقال: ما أخوفني أن يخضب أبو القاسم هذه من هذه، وقبض على لحيته وهامته، وعلم أبو القاسم، فصارت بيني وبينه وقفة.

وذكر دوخلة أيضا في هذه الرسالة أنه دخل أنطاكية، وخرج منها الى ملطية وبها المايسطرية

(2)

خولة بنت سعد الدولة، قال: فأقمت عندها الى أن ورد عليّ كتاب

(1)

-هذا الخبر ليس في تحفة الامراء للصابئ، والذي وصلنا من كتاب التاريخ قطعة صغيرة فيها حتى سنة/293 هـ /.

(2)

-من الالقاب البيزنطية الرفيعة-منها استعيرت في أيامنا رتبة ما جستير-وقد حمل هذا اللقب بعد سيف الدولة عدد من أفراد الاسرة الحمدانية.

ص: 2538

أبي القاسم، فسرت الى ميافارقين، فكان يسر حسوا في ارتغاء

(1)

، قال لي يوما:

لي أيام ما رأيتك؟ قلت: أعرضت حاجة؟ قال: لا، أردت أن ألعنك، قلت فالعني غائبا، قال: لا في وجهك أشفى، قلت: ولم؟ قال: لمخالفتك إياي فيما تعلم، وقلت له: ونحن على أنس بيني وبينه: لي حرمات ثلاثة: البلدية، وتربية أبيه لي، وتربيتي لأخوته، قال: هذه حرم مهتكة: البلدية نسب بين الجيران، وتربية أبي لك منّة عليك، وتربيتك لأخوتي بالدنانير والخلع، أردت أن أقول له: استرحت من حيث تعب الكرام، فخشيت جنونه، لأنه كان جنونه مجنونا، وأصح منه مجنون، وأجنّ منه لا يكون، وأنشد:

جنونك مجنون ولست بواجد

طبيبا يداوي من جنون جنون

بل جن جنانه ورفض شيطانه.

به جنّة مجنونة، غير أنها

إذا حصّلت منه ألبّ وأعقل (18 - ظ)

قال: وكان أبو القاسم ملولا والملول ربما ملّ الملال، وكان لا يملّ أن يمل ويحقد حقد من لا تلين كبده ولا تنحل عقده، قال: وقال لي بعض الرؤساء:

أنت حقود ولم يكن حقودا، فقلت له: أنت لا تعرفه، والله ما كان يحنى عوده، ولا يرجى عوده، وله رأي يزين له العقوق ويمقتّ إليه رعاية الحقوق، بعيد من الطبع الذي هو للصدّ صدود وللتألف ألوف ودود، كأنه من كبره قد ركب الفلك واستوى على ذات الحبك

(2)

، ولست ممّن يرغب في راغب عن وصلته، أو ينزع الى نازع خلته، فلما رأيته ساردا جاريا في قلة انصافي على غلوائه، محوت ذكره عن صفحة فؤادي، واعتددت ودّه فيما سال به الوادي، وأنشدت الرجل أبياتا أعتذر فيها عن قطعي له:

(1)

-مثل يضرب في باب التعريض بالشيء يبديه الرجل وهو يريد غيره، وأصله الرجل يؤتى باللبن فيظهر أنه يريد الرغوة خاصة ولا يريد غيرها، فيشربها وهو في ذلك ينال من اللبن. انظر كتاب الامثال لأبي عبيد القاسم بن سلام:65.

(2)

-ذات الحبك هي السماء. المرصع لابن الاثير-ط. بغداد 151:1971.

ص: 2539

فلو كان منه الخير إذ كان شره

عنيدا لقلنا إنّ خيرا مع الشر

ولو كان إذ لا خير لا شر عنده

صبرنا وقلنا لا يرش ولا يببري

ولكنه شرّ ولا خير عنده

وليس على شر إذا دام من صبر

قال: وبغضي له-شهد الله حيا وميتا-أوجبه أخذه محاريب الكعبة الذهب والفضة وضربها دنانير ودراهم، وسماها الكعبية، وأنهب العرب الرملة وخرّب بغداد، وكم دم سفك، وحريم انتهك، وحرة أرمل وصبي أيتم. هذا ذكره علي بن منصور في رسالته الى أبي العلاء، وقد بلغه أنه ذكر لأبي العلاء فقال: أعرفه خبرا، هو الذي هجا أبا القاسم الحسين (19 - و) بن علي المغربي

(1)

فكتب إليه بذلك إقامة لعذره في هجوه.

وقد كان بين أبي القاسم بن المغربي وبين علي بن منصور ما يوجب أن لا يقبل قوله فيه، وقد ظفرت في بعض ما نقلته من خط بعض الأدباء ما ذكر أنه نقله من خط أبي القاسم الوزير: أنشدني علي بن منصور، إن صدق فيدل على ما ذكرته من حالهما.

قرأت بخط أبي عبد الله محمد بن علي العظيمي، وأنبأنا أبو اليمن الكندي وغيره عنه قال: وزّر ببغداد الوزير أبو القاسم الحسين بن علي بن الحسين بن المغربي في رمضان سنة خمس عشرة وأربعمائة، بغير خلعة ولا لقب، ولا فارق الدراعة، وكان كاتبا مليحا، شاعرا، منجما وفيلسوفا، قيما بعلوم كثيرة، وكان فيه حسد، وجرت له ببغداد أمور أو جبت استيحاشه من الخليفة، فنقل الى أن نزل على أبي نصر بن مروان على سبيل الضيافة، فمات عنده سنة ثماني عشرة وأربعمائة

(2)

.

قرأت بخط عبد القوي بن عبد العزيز بن الحباب في ذكر الوزير أبي القاسم قال وكان ممدحا ومقصودا بالأدب من جميع من يتعلق به من العجم والعرب، مدحه مهيار بن مرزويه في يوم نوروز، وقد أحضرت إليه هدايا من الديلم والأتراك على عادتهم مع الوزراء في مثل اليوم المذكور، واستأذنه في الانشاد فأذن له فأنشده قصيدته اللامية ومنها:

(1)

-تاريخ العظيمي:326 مع بعض الاختصار.

(2)

-تاريخ العظيمي:326 مع بعض الاختصار.

ص: 2540

عسى معرض وجهه يقبل

فيوهب للآخر الأول

فداك وتفعل ما لا تقول

ممن يقول ولا يفعل

يلومك في الجود لمّا عرفت

من شرف الجود ما يجهل (19 - ظ)

سللت على المال سيل العطاء

فلا حيك في الجود مستقتل

ومنها:

أجرني أبت نحوه أن أضيع

وانصر دعائي فلا أخذل

وصن بك وجهي عمن سواك

فما مثل وجهي يستبذل

(1)

فلما انتهى الى آخرها استحسنها وأعجب بها، وأشار إليه الى الناحية التي فيها الدنانير والدراهم، فجلس إليها، وفتح كمه الأيسر وجمع إليه بيده اليمنى حتى ملأه، ثم فتح كمه الأيمن وجمع إليه بيده اليسرى الى أن لم يبق على الأرض دينار ولا درهم، ونهض فقبل الأرض وانصرف، وسئل عما حصل له، فذكر أن مبلغه ألفا ومائة ونيفا وعشرين دينارا، وسبعة آلاف وثلاثمائة درهم، وهذا عطاء ما سمع بمثله ممن جاد في وقته لشاعر سواه.

قال وكان قد عبث به بعض شعراء البغداديين عندما جرى له وهو في الوزارة ما أوجب له الخروج من بغداد، فقال فيه:

ويلي وو يحي وويهي على ملوك بويه

يا ضيعة الملك جدا ويا بكائي عليه

يا مغربي رويدا كيف اهتديت اليه

سلبته كل حلي في جيده ويديه

سياسة الملك ليست ما جاء عن سيبويه

ثم لقيته بميافارقين فأراد أن يستدرك ما فاته، ويعتذر عما سبق منه، فقال فيه:

يا معجز الله الذي حل في أعلى محل

لما رأيت الملك في هون ومضيعة وقل

أكبرت نفسك أن تدبر أمر ملك مضمحل

(1)

-نشر المرحوم محمد كرد علي رسالة ابن القارح في كتابه «رسائل البلغاء» ط. القاهرة 1946: انظر ص 272 - 276. وانظر أيضا ديوان مهيار-ط. القاهرة 3/ 124:1930 - 133 مع فوارق.

ص: 2541

وهذا الشاعر المذكور الذي هجاه ثم مدحه هو أبو عبد الله الخيمي الشاعر وقيل إنه عمل الأبيات اللامية لما حصل أبو القاسم عند قرواش بن مقلد بن مسيب.

وأنه دخل إليه في جملة الشعراء مادحا، فقال بأي وجه تلقاني؟ فقال جوابي لك جواب أبي الهول الحميري الفضل بن يحيى، وقد سأله مثل هذه المسألة فقال:

بالوجه الذي ألقى به ربي وذنوبي إليه أكثر من ذنوبي إليك وأنشده:

«يا معجز الله» -الأبيات، وذكر بيتا ثانيا بعد الأول:

ورأى جميع ممالك الدنيا تعلي مستقل

فقال: قد قبلت عذرك، وأنا فاعل بك ما فعله الفضل بأبي الهول. (20 - و)

أخبرنا القاضي أبو النصر محمد بن هبة الله بن الشيرازي فيما أذن لنا في روايته عنه. قال أخبرنا الحافظ أبو القاسم علي بن الحسن قال: الحسين بن علي بن الحسين ابن محمد المغربي بن يوسف بن بحر بن بهرام بن المرزبان بن ماهان بن باذام بن ساسان الحرون بن بلاش بن خايناشف بن فيروز بن يزدجرد بن بهرام جور بن يزدجرد، أبو القاسم بن أبي الحسن الوزير كان مع أبيه بمصر، فلما قتل الملقب بالحاكم أباه هرب من مصر واستجار بحسان بن المفرج بن دغفل بن الجراح الطائي ومدحه فأجاره وسكن جأشه وأزال خوفه واستيحاشه، فأقام عنده محترما، ثم رحل عنه مكرما وتوجه الى العراق، واجتاز البلقاء من أعمال دمشق، ووزر لقريش أمير عقيل، ووزر لابن مروان صاحب دياربكر.

وكان أديبا مسترسلا، وشاعرا فاضلا، ذا معرفة بصناعتي الكتابة الانشائية والحسابية، وحدّث عن الوزير أبي الفضل جعفر بن الفضل بن الفرات المعروف بابن حنزابه

(1)

، روى عنه ابنه أبو يحيى عبد الحميد بن الحسين، وأبو الحسن بن الطيب الفارقي

(2)

.

قول الحافظ: ووزر لقريش، وهم وإنما هو قرواش.

(1)

-جزر البر لقبت به لقصرها.

(2)

- تاريخ ابن عساكر:5/ 6 - و.

ص: 2542

وقرأت في جزء، سيّره لي الشريف أبو عبد الله محمد بن عبد الرحمن بخطه، وذكر أنه نقله من خط خلف بن عبد الله بن هبة بن جرير السعدي قال: الوزير أبو القاسم الحسين بن علي بن الحسين المغربي، وقال: وكان أبو القاسم عارفا فاضلا وبليغا مترسلا، ومفتنا في كثير من العلوم الدينية والأدبية والنجومية، ومشار إليه في قوة الذكاء والفطنة، وسرعة الخاطر والبديهة. قال: وكان خبيث الباطن، كثير الحيل، شديد الحسد على الفضل وإن أظهر الميل الى أهله.

أخبرنا أبو هاشم عبد المطلب بن الفضل بن عبد المطلب الهاشمي قال: أخبرنا أبو سعد عبد الكريم بن محمد بن منصور السمعاني قال: أنشدني أبو صالح قراطاش بن طنطاش الظفري-إملاء من حفظه-قال: أنشدنا أبو محمد علي بن عبد القاهر بن آسي قال: أنشدني أبو أسامة قال: أنشدني الوزير أبو القاسم المغربي لنفسه. (20 - ظ).

قال: وقد كان بنى دارا جديدة، فاتنقل اليها فما جاءه النوم الليلة الأولى لتغير المكان، فأنشد هذه الأبيات:

إني أبثك من حديثي

والحديث له شجون

فارقت موضع موطني

ليلا ففارقني السكون

قل لي فأول ليلة

في القبر كيف ترى أكون

أخبرني الحافظ محب الدين أبو عبد الله محمد بن محمود بن النجار البغدادي قال: أخبرني أبو الفتح بن عبد الله بن محمد بن علي بن هبة الله بن عبد السلام الكاتب ببغداد قال أخبرني جدي أبو الفتح محمد بن علي قال: أنشدنا أبو محمد رزق الله بن عبد الوهاب التميمي قال: أنشدنا الوزير أبو القاسم الحسين بن علي المغربي لنفسه:

تأمل من أهواه صفرة خاتمي

فقال حبيبي لم تجنبت أحمره

فقلت له من أحمر كان لونه

ولكن غرامي حل فيه فغيره

أخبرنا أبو القاسم عبد الله بن الحسين بن عبد الله بن رواحة الحموي قال:

ص: 2543

أخبرنا الحافظ أبو طاهر أحمد بن محمد بن أحمد السلفي-إجازة إن لم يكن سماعا-قال: أنشدني أبو نصر عبد الله بن عبد العزيز بن المؤمل الرسولي ببغداد قال: أنشدني علي بن السكن الفارقي بميا فارقين قال: أنشدني الوزير أبو القاسم علي بن الحسين المغربي لنفسه:

عزال حبه الصبر غرب

ولكن وجهه للحسن شرق (21 - و)

رددت وقد تبسم عنه طرفي

وقلت له: ترى لي فيك رزق

سأرجو الوصل لا أني جدير

ولا قدري لقدرك فيه رفق

ولكن لست أول من تمنى

من الدنيا الذي لا يستحق

أخبرنا أبو هاشم عبد المطلب بن الفضل قال: أخبرنا أبو سعد السمعاني قال:

أنشدني أبو صالح قراطاش بن طنطاش الظفري-إملاء-قال: أنشدني أبو عبد الله محمد بن جرده قال: أنشدني الوزير أبو القاسم المغربي لنفسه:

من بعد ملكي رمتم أن تغدروا

ما بعد فرقة بائعين تخير

(1)

ردوا الهدو كما عهدت إلى

الحشا والمقلتين الى الكرى ثم اهجروا

أخبرنا أبو يعقوب يوسف بن محمود بن الحسين الساوي بالقاهرة، قال:

أخبرنا أبو طاهر أحمد بن محمد بن أحمد السّلفي قال: أخبرنا أبو علي أحمد بن محمد بن أحمد البرداني قال: أنشدني بعض أصحابنا للوزير أبي القاسم علي بن الحسين بن المغربي وقد اجتاز بهيت فزار قبر عبد الله بن المبارك وقال:

مررت بقبر ابن المبارك زائرا

فأوسعني وعظا وليس بناطق

وقد كنت بالعلم الذي في جوانحي

غنيا وبالشيب الذي في مفارقي

ولكن أرى الذكرى تنبه عبرة

إذ هي جاءت من رجال الحقائق

كذا وقع «أبي القاسم عليّ» وكذا ذكره علي بن السكن الفارقي، وهو خطأ، وعلي أبوه.

(1)

-قصد ما جاء بالحديث النبوي: البيعان بالخيار مالم يتفرقا. كنز العمال: 4/ 9432.

ص: 2544

أخبرنا أبو الحسن علي بن الحسين بن المقير-إذنا وقد سمعت منه غيره-قال:

(21 - ظ) أخبرنا أبو طالب المبارك بن علي بن محمد بن خضير الصيرفي قال: أخبرنا أبو سعد أحمد بن عبد الجبار بن أحمد الصيرفي، قراءة عليه، قال: أنبأنا أبو غالب محمد بن أحمد بن سهل النحوي قال: أنشدنا أبو القاسم الحسين بن علي بن المغربي لنفسه:

ترنم جاري والمدام تهزه

ترنم قمري بفرعة ضال

فجاوبته من زفرتي بمغرّد

وناوبته من أدمعي بسجال

وقلت له يا جار هل أنت آمن

تفرق أحباب وحرب ليال

تهيج لي الذكرى مراحك كلما

هزجت فيشقى في نعيمك بالي

لئن جمعت بيني وبينك حليتي

لقد فرفت بيني وبينك حالي

تذكرت دار الحي إذ أنا باسط

ظلالي ومجموع لديّ رجالي

وإذ أنا بين الناس منزع

آمل لبثّ نوال أو بناء معال

لعمري لقد أسهلت في الارض بعدما

تزحزح عن ريب الزمان جبالي

أخبرنا أبو هاشم الهاشمي قال: أخبرنا أبو سعد عبد الكريم بن محمد بن منصور قال: سمعت أبا القاسم اسماعيل بن أبي بكر السمرقندي، مذاكرة، يقول:

ما بقي في الدنيا من يروي معجم أبي الحسين جميع غيري ولا بدمشق أيضا ولا عن أبي الحسن عبد الدائم بن الحسن الهلالي ثم أنشد:

وأعجب ما في الأمر أني عشت بعدهم

على أنهم ما خلفوا فيّ من بطش

ثم قال: وهذا البيت من قطعة أنشدناها أبو محمد رزق الله بن عبد الوهاب (22 - و) التميمي للوزير أبي القاسم بن المغربي:

وما ظبية أدماء تحنو على طلا

ترى الأنس وحشا وهي تأنس بالوحش

غدت فارتعت ثم انثنت لرضاعة

فلم تلف شيئا من قوائمه الحمش

(1)

فطافت بذاك القاع ولهى فصادفت

سباع الفلا ينهشنه أيمّا نهش

(1)

-الحمش هنا الدقيقة القليلة اللحم. القاموس.

ص: 2545

بأوجع في يوم طلّت أنامل

تودعني بالدّر من شبك النقش

وأحمالهم تحدى وقد خيل الهوى

كأن مطاياهم على ناظري تمشي

وأعجب ما في الأمر أني عشت بعدهم

على أنهم ما خلفوا في من بطش

قرأت في بعض الفوائد أن الوزير أبو القاسم الحسين بن علي بن المغربي أرق ذات ليلة أرقا شديدا، فكان لا يزداد إلاّ فلقا ولا يزداد الليل إلاّ طولا، فقال لبعض ندمائه: أي شيء تعرف من الشعر في طول الليل والسهر والقلوب؟ فقال:

فول بشار بن برد:

جفت عيني عن التغميض حتى

كأن جفونها عنها قصار

أقول وليلتي تزداد طولا

أما لليل عندكم نهار

(1)

فقال: صدقت وأحسنت ثم قال على البديهة:

عهدي به ورداء الوصل يجمعنا

والليل أطوله كاللمح بالبصر

فا لآن ليلي مذ غابوا فديتهم

ليل الضرير وصبحي غير منتظر

نقلت من خط جلال الدولة أبي عبد الله محمد بن علي بن عبّاد الكاتب المصري (22 - ظ) في شكة

(2)

له ما صورته: رأيت في بعض تعاليق الوزير أبي القاسم بن المغربي أبياتا كتب بها الى إلف له في بعض الأغراض وشفعها بأبيات أخرى وقعت مني موقع الاستطراف والاستظراف ونافست نفسي في الانفراد بها عن حضرته العالية، والاستئثار بها دونها، فأثبتها وهي:

يا من لقلب هائم لم يستطع

ذكر اسم من يهواه من إشفاقه

ولعاشق غلبت عليه خجلة

فكأنه المعشوق في اطراقه

ينهي عن البث المريح لسانه

فيموت مطويا على أشواقه

سمع الغناء فرد سيل دموعه

من بعد ما ذابت على آماقه

(1)

-ديوان بشار-ط. القاهرة 1957: ج 3 ص 249.

(2)

-يرجح انه أراد بها ورقة مفردة كتب عليها صاحبها ملاحظة أو نصا ما ثم شكلها في قطعة معدنية أمامه أو الى جانبه. انظر مادة شكك في لسان العرب.

ص: 2546

عبد من الأشواق لو هزت به

أعطاف غصن سل من أوراقه

كتم لهوى من بعد ما نمت به

ريّا كنشر الروض من أخلاقه

ولدى الهوى العذري طيب شمائل

ما مثلها تخفض على ذواقه

وأرى اللقاء مع الحياء مقابلا

مني ومنه مثل بعد فراقه

أو يجمع الشوق المبرح طالبا

ما بين مركز دملجيه

(1)

وساقه

قال وكان بينه وبين الالف الذي كتب هذه الأبيات إليه محالفة لطيفة في الله عز وجل على مذهب التصوف، ثم اعترض الدهر بينهما بقدحه بين القرناء فخافا من اتصال الممازجة قالة الأعداء، فصرم حبله واستبقى بذلك في الباطن وصله، واتفق أن ضاق صدر ذلك الأليف عن هذه السياسة (23 - و) فاعتل ومات، فقال يرثيه ويعرض ببعض الأغراض التي قل ما قيل في مثلها:

لقد بؤت من دين المروءة بالكفر

وأصبحت أغشي صفحة الغدر بالغدر

عصيت الهوى العذري في هجر شادن

أضعت بهجراني له فرصة الدهر

نمى في حجور الملك ثم ملكته

بظل شباب حازه لي وما أدري

فقيد فتكي في هواه إنابة إلى

الله خلت دمعه واكفا يجري

يهون عليه أن تساعفه المنى

وأرجم يوم البعث في لهب الجمر

وما زال هجرانيه حتى تركته

جدثيا برغمي مودعا أضلع القبر

لقد كاد ذاك القبر يوم أزوره

يعلق ثوبي شاكيا ألم الهجر

بنفسي من خوفي من الاثم قادني

إلى الأثم فاستوفيت من قتله وزري

مضى والتقى والحسن حشو ثيابه

وأورثني منه الأسى آخر العمر

وقال في مثل ذلك أيضا:

تركت بشط النيل لي سكنا فردا

جست عليه الدمع أن يطأ الخدا

غزال طواه الموت من بعد هجرة

أطعنا فلا كنا بها الأسد الوردا

فسقيا لمهجور العناء كانني أعد

له ذنبا وأطوي له حقدا

أسميه من فرط الصبابة مضجعا

ولو طاوعت نفسي لسميته لحدا

(1)

-الدملج: المعضد. القاموس.

ص: 2547

وآخر عهدي من حبيبي أنه مضى

يحسب الاعراض عن هجرة قصدا

وزودني يوم الحمام صحيفة

وثنى شعار لاجديدا ولا جردا (23 - ظ)

قال: يصف أن ذلك الأليف، يوم موته، كتب اليه رقعة يستودعه فيها العهد الذي بينه وبينه، ويحتسب الله عليه في هجرانه، وأنفذ إليه معها إزارا كان كثير الالتحاف به على سبيل التذكار:

أداوي به تخفاق قلبي كأنني

أضم اليه صاحب البرد لا البردا

وقد كنت بالتقبيل أمحو رقاعه

فصرت بماء الدمع أغسل وجدا

عدمت فؤادي كم أرجي انصداعه

ويبقى على غدر الزمان صفا صلدا

(1)

بكيت دفينا ليته كان باكيا

علي فقاسى دوني الثكل والفقدا

مضى والتقى والنسك حشو ثيابه

ورحّل عنها الحسن والظرف والحمدا

حرام على أيدي الحرام ممنّع

وإن كان أيدي الحب يشغله وفدا

فياليت شعري عنك والترب بيننا

وذاك وإن قرّبته نازح جدا

منحت الثرى تلك المحاسن أم ترى

غصبت عليها أم سمحت بها عمدا

أبحت الرضاب العذب بعد تمنع

وأبرزت ذاك الجيد والفاحم الجعدا

طوت بعدك الدنيا رداء جمالها

فلا روضها يحلى ولا تربها يندى

ونقلت من خط أبي عبد الله بن عباد الكاتب، ومن خط القاضي الفاضل عبد الرحيم بن علي البيساني واختاره كل واحد منهما لأبي القاسم الحسين بن علي بن المغربي.

يا رب ظبي قد طرقت

وساده في الليل سرا (24 - و)

ففششت قفلا من عقيق

أحمر وسرقت درا

قرأت بخط أبي عبد الله محمد بن علي العظيمي وأنبأنا عنه المؤيد بن محمد الطوسي قال كتب أبو القاسم بن المغربي الى الحاكم يقول:

وأنت وحسبي أنت تعلم أن لي

لسانا وراء المجد يبني ويهدم

(1)

-أى حجرا صلدا.

ص: 2548

وليس حليما من تقبل كفه

فيرضى ولكن من تعص فيحلم

(1)

قلت وهذان البيتان كتبهما الى الحاكم بعد أن قتل الحاكم أباه عليا، وعمه محمد على ما نذكره في ترجمة أبيه علي ان شاء الله، وطلب الحاكم أبا القاسم وأخويه، فظفر بأخويه فقتلهما واستتر أبو القاسم وهرب الى الشام مع بعض العربان، وحصل عند حسان بن المفرج واستجار به، وأشار على حسان بمباينة الحاكم ولقاء يارختكين حين سيره الحاكم الى الشام فالتقاه وأسره وضرب عنقه، ثم اجتمع أبو القاسم بالمفرج وولده وأشار عليهم بمراسلة أبي الفتوح الحسن بن جعفر العلوي أمير مكة ومبايعته، وترسل إليه عنهم بنفسه، وسهل عليه الأمر فطمع وبايعه بنو حسن وتلقب بالراشد، وصعد المنبر وخطب لنفسه وسار ابن المغربي برسالته الى العرب كلها من سليم وهلال وعوف بن عامر وغيرهم ثم سار به وبمن اجتمع إليه الى الشام ودخل به الرملة فتلقاه بنو الجراح وقبلوا الأرض بين يديه، وسلموا عليه بإمرة المؤمنين، وأمر بالمعروف ونهى عن المنكر وخطب بها على المنبر فعظم ذلك على الحاكم فكتب الى حسان (24 - ظ) والى أبيه المفرج وبذل لهما بذولا كثيرة حتى فلهما عن ذلك الجمع، وجعلهما في حيرة وضعف أمر أبي الفتوح، وبان له تغير آل الجراح، فخاف أن تخرج مكة من يده، فاستجار بالمفرج، وطلب منه أن يبلغه مأمنه ويسيره الى وطنه، فحفظ المفرج ذمامه، وسيره مع من أجازه وادي القرى، وتلقاه بنو حسن ومضوا به الى مكة، وكتب الى الحاكم واعتذر اليه فقبل عذره.

قرأت بخط عبد القوي بن القاضي الجليس عبد العزيز بن بن الحباب في جزء جمع فيه شيئا من أحوال أبي القاسم بن المغربي، قال فيه-وأجاز لنا عبد القوي الرواية عنه-: فأما أبو القاسم بن المغربي فانه كتب الى الحاكم كتابا صدره بقوله:

وأنت وحسبي أنت تعلم أن لي

لسانا أمام المجد يبني ويهدم

وليس حليما من تباس يمينه

فيرضى ولكن من تعض فيحلم

فسيّر إليه أمانا بخطه نسخهته.

(1)

-ليسا في تاريخ العظيمي المطبوع.

ص: 2549

بسم الله الرحمن الرحيم هذا كتاب كتبه المنصور أبو علي الإمام الحاكم بأمر الله أمير المؤمنين بن الامام العزيز بالله أمير المؤمنين لحسين بن علي بن حسين المغربي: إنك آمن بأمان الله ورسوله محمد المصطفى وأبينا علي المرتضى والائمة من آلهما مصابيح الدجى صلى الله عليهم وسلم، وأمان أبينا الأقرب نزار أبي المنصور العزيز بالله أمير المؤمنين، قدس الله روحه، وصلى عليه، على النفس والجسم وجميع الجوارح والحواس والمال والحال والأهل والأقارب، والأنساب، أمانا ماضيا (25 - و) لا يتعقب بتأويل ولا يتبع بفسخ ولا تبديل وان الامام الحاكم بأمر الله أمير المؤمنين آمن حسين بن علي بهذا الأمان، بعد أن تحقق له ذنوبا كبيرة، واجراما عظيمة فصفح عن علم، وتجاوز عن معرفة وحلم، وجعل هذا الأمان كالإسلام الذي يمحو ما قبله، ويمهد الخير لما بعده، فكل سعاية ووشاية وذنب وجريمة تنسب الى حسين بن علي هذا، قد تحقق أمير المؤمنين أكثر منها وصفح عنه فلا يدله عليه إلاّ بالاحسان إليه، وإن لحسن بن علي هذا اختياره عند وقوفه على هذا الكتاب في انكفائه الى الباب العزيز والتعرض للخدمة، أو التوفر على العبادة لا يكره على خدمة يستعفي منها، ولا تقبل عليه الأقاويل في خدمة تتعلق بها، وأقسم أمير المؤمنين الحاكم بأمر الله على ذلك بأيمان الله وغليظ مواثيقه، وبيته الحرام، ومشاعره العظام، وآياته الكرام، وحقوق جميع آبائه عليهم السلام، فمتى غيّر أو بدّل، أو أمر، أو أملى أو أسرّ، أو أعلن، أو دس، أو اغتال فجميع المسلمين في شرق الأرض وغربها وفي الموقان

(1)

والري.

وجدة وأذربيجان والدينور وهمذان، والسهل والجبل، والقريب والبعيد، والعراق والشام، وديار ربيعة وديار بكر وديار مضر وحلب، ومصر والحجاز والمغرب، في حل وسعة من بيعته، وقد فسح الله لهم، وفسح أمير المؤمنين في النكث لها، وبرأ نفسه مما أوجبه عليهم والتزموه في أعناقهم، وقد برئ من الله ورسوله، والله ورسوله منه بريئان، وبرئ اليه من حوله وقوته، والتجى الى حول نفسه وقوتها، وأشهد الله وملائكته وصالحي خلقه على نفسه بذلك كله أمانا مؤكدا، وذماما مؤبدا، وعهدا مسئولا، وميثاقا محفوظا مرعيا، وكفى بالله شهيدا. (25 - ظ)

(1)

-ولاية واسعة بأذربيجان. معجم البلدان.

ص: 2550

وكتب المنصور بيده.

وتوجه ابن المغربي قبل وصول هذا الامان اليه الى العراق، وقصد فخر الملك أبا غالب وزير مشرف الدولة أبي علي، وبلغ القادر بالله خبره، فاتهمه بالورود لإفساد الدولة العباسية، وتردد بينه وبين فخر الملك في بابه ما أوجب خروجه الى واسط، وكتب فخر الملك بحراسته هناك ومعرفة حقه، وأقام مدة على هذه الجملة من أمره، حتى إذا توفي فخر الملك شاع في إصلاح القادر بالله، واستعطاف رأيه وابراء ساحته عنده مما كان ظن به وقدر فيه، وعاد الى بغداد وأقام أياما بها، ثم مضى الى قرواش ابن المقلد أمير العرب، وسار معه الى الموصل فأقام بها مدة يسيرة وخافه المعروف بابن أبي الوزير الكافي، وكان إذ ذاك وزيرا لقرواش ومدبرا لأمور دولته، فحمل إليه مالا كثيرا وتقدم له بالرحيل، فسار عنها متوجها الى ديار بكر، وأميرها إذ ذاك نصر الدولة أبو نصر أحمد بن مروان الكردي، فأقام عنده مدة على سبيل الضيافة.

ثم خوطب في التصرف ففعله بعد إباء شديد وامتناع كثير، وكانت لبسته إذ ذاك المرقعة والصوف، ولم تمض إلا مدة يسيرة حتى غير ذلك اللباس، وظهر أمره بعد الالتباس، وانكشفت حاله لجميع الناس، وجرت حاله على ما قال، وقد ابتاع غلاما تركيا كان يهواه قبل أن يبيعه منه مولاه:

تبدل من مرقعة ونسك

بأنواع الممسك والشفوف (26 - و)

وعنّ له غزال ليس يحوي

هواه ولا رضاه بلبس صوف

فعاد أشد ما كان انتهاكا

كذاك الدهر مختلف الصروف

فأقام هناك مدة طويلة في أعلى حال، وأجل رتبة، وأعظم منزلة، ثم كوتب من الموصل بالمسير إليها، وعرض عليه صاحبها وزارته، وذلك بعد وفاة الكافي وزيره، فسار عن ميافارقين وديار بكر على سبيل اعتبار الأعمال، وتصفح العمال، وتمادى به السفر الى أن قرب من الموصل، ثم أسرى في الليل فصبح الموصل، واجتمع بصاحبها وقلده وزارته وتردد في الدخول الى الحضرة، ووساطة ما بين السلطان، وبين معتمد الدولة، واجتمع برؤساء الأتراك والديلم واستمالهم، وكان الملك ببغداد إذ ذاك أبو علي بن سلطان الدولة أبي شجاع بن بهاء الدولة أبي نصر بن

ص: 2551

عضد الدولة أبي شجاع بن ركن الدولة أبي علي، وشرع له أبو منصور قردوست في الوزارة شروعا لم يتم في حياته، وعدل أبو القاسم بعد وفاته الى مراسلة الأمير أبي المسك عنبر واستمالته واعتنق السفارة بينه وبين أبو الحسين بن وصيف فلما قبض على مؤيد الملك كوتب أبو القاسم بالورود، فورد وتقلد الوزارة بغير خلع ولا لقب ولا مفارقة للدراعة، وذلك في شهر رمضان سنة خمس عشرة وأربعمائة، وكان عالما فاضلا وبليغا مترسلا ومفننا في كثير من العلوم الدينية والأدبية والنجومية، ومشارا إليه في قوة الذكاء والفطنة، وسرعة الخاطر والبديهة، وأقام في الوزارة بالحضرة شهورا أوحش (26 - ظ) فيها الأمير أبا المسك من الوافي أبي مقاتل أرسلان الطويل، وأغراه به حتى قبص عليه وقتله، وجرى في أثناء ذلك من الأمور التي دعت مشرف الدولة والأمير أبا المسك الى مفارقة بغداد والخروج الى أو انا

(1)

ما قد شرح في كتب التواريخ

(2)

.

وخرج الوزير أبو القاسم معهما، ثم عرض له من الاشفاق ما حمله على مفارقتهما، وقصد معتمد الدولة أبي المنيع قرواش، وتجدد من سوء رأي الخليفة القادر بالله فيه لما حدث بين الزكي أبي علي بن عمر بن محمد بن الحسن وأبي الحسن علي بن أبي طالب، وبين أبي علي المختار بن عبيد الله والهاشميين بالكوفة من الفتنة التي ذهبت فيها النفوس والأموال، مما جمعت فيه الجموع وعقدت به المحاضر المشتملة على ذمّه، والوقيعة فيه ما أوجب له قصد نصر الدولة أبي نصر بن مروان والبعد الى بلاده فأقام عنده على حكم الضيافة مدة أكرمه فيها نصر الدولة غاية الاكرام، وأقطعه ضياعا جليلة تقوم به، وبمن وصل معه من حاشيته وأتباعه، ولم يزل عنده الى أن كوتب من بغداد بالعود إليها، فاستأذن نصر الدولة على ذلك فلم يمكنه مخالفته.

قلت: وحالت المنية بينه وبين الوصول الى بغداد، على ما نذكره في وفاته إن شاء الله تعالى بميافارقين.

(1)

-بليدة كثيرة البساتين والشجر، نزهة من نواحي دجيل بغداد. معجم البلدان.

(2)

-انظر كتاب الكامل في التاريخ لابن الاثير-ط. القاهرة 7/ 306:1953 - 329.

ص: 2552

أخبرنا أبو القاسم عبد الرحيم بن يوسف بن الطفيل، فيما أذن لنا أن نرويه عنه، قال أخبرنا الحافظ أبو طاهر أحمد بن محمد السّلفي-قراءة عليه وأنا أسمع- (27 - و) قال: أخبرنا أبو الكرم خميس بن علي الحوزي الحافظ قال: سمعت غير واحد من أصحابنا يقول: لما نزل الوزير المغربي بواسط في درب الواسطيين مكث أياما لم يحضر مسجدهم، فدخل عليه أبو بكر هذا، يعني أبا بكر أحمد بن العباس الدونباي، فقال: يا شيخ يا أستاذ يا وزير مهما شئت كن، إن كنت تحضر مسجدنا هذا في الصلوات الخمس وإلاّ فاتنقل عنا، فقال: السمع والطاعة أيها الشيخ، ثم انتقل عنهم من يومه

(1)

. (27 - ظ)

(1)

-انظر كتاب «سؤالات الحافظ السلفي لخميس الحوزي» ط. دمشق 97:1976، وقد اصاب النص تصحيفات كبيرة، تقوم على نص كتابنا هذا.

ص: 2553

بسم الله الرحمن الرحيم

وبه توفيقي.

نقلت من كتاب المفاوضة جمع محمد بن علي بن نصر الكاتب، من خطه، وأخبرنا به أحمد بن أزهر بن السماك في كتابه عن أبي بكر محمد بن عبد الباقي قال: أخبرنا أبو غالب بن بشران-إذنا-قال: حدثنا محمد بن علي قال: حدثني أبو الحسن مهيار الشاعر قال: لما وزر أبو القاسم بن المغربي ببغداد تعظم وتكبر، ورهبته الناس، وانقبضت عن لقائه، ثم خفت عاقبة ذلك، فعملت فيه قصيدتي البائية المشهورة التي أولها:

هل عند عينيك على غرب

..

ودخلت إليه فوقفت بين يديه طمعا في أن يجلسني، فما فعل، فأنشدته:

نعم دموع يكتسي تربه

منها قميص البلد المعشب

فرفع طرفه إليّ وقال: اجلس أيها الشيخ، فجلست ومررت في القصيدة حتى بلغت الى قولي:

جاء بك الله على فترة

بآية من يرها يعجب

لم تألف الأبصار من قبلها

أن تطلع الشمس من المغرب

(1)

فقال أحسنت يا سيدي، فلما فرغت من الانشاد جمع كل ما كان بين يديه من دينار ودرهم، فدفعه إليّ، وكان قدرها مائتي دينار، فقبلت الأرض وانصرفت.

ودخل الصاحب أبو القاسم بن عبد الرحيم رحمه الله، فأعطاه دينارا ودرهما، فصاح بي: أيها الشيخ، فرجعت فسلمها إليّ، وكان في الدينار ثلاثون مثقالا خلاصا، ثم استدعى طستا وغسل كل ما مدح به من الشعر في ذلك اليوم.

(1)

-ديوان مهيار الديلمي-ط. بيروت 1314 هـ:1/ 58 - 67 مع فوارق، وانه أنشده اياها بهنئه بالنيروز وكان ذلك في داره بباب الشعير سنة أربع عشرة وأربعمائة.

ص: 2554

قال أبو الحسن بن نصر. هذا وإن كان احسانا من جانب، فهو سرف من جانب، ولو أحسن الدهر كله ليله ونهاره لمحاه ما استجاره في الصاحب أبي القاسم (29 - و) رضي الله عنه.

أخبرنا أبو نصر محمد بن هبة الله في كتابه قال: أخبرنا أبو القاسم بن أبي محمد قال: وجدت بخط أبي الفضل بن خيرون: الوزير أبو القاسم المغربي بميافارقين يوم الأحد الحادي عشر من شهر رمضان سنة ثمان عشرة وأربعمائة-يعني مات

(1)

.

قرأت بخط عبد القوي بن الحباب في تعليقه الذي ذكر فيه ابن المغربي قال:

وذكر أن بعض وزرائه، يعني أبا نصر بن مروان، ويعرف بأبي الحسن محمد بن القاسم بن صقلاب، من أهل الموصل، قال له: إن هذا رجل عظيم له سياسة وعظم حيلة وقد بلغك ما فعل من الأمور العظام، وأنه دوخ الممالك، وقلب الدول، وقد خبر حال هذا البلد وطال مقاما فيه، وعرف غوامض أسراره، ولست تأمن مكره، فاحتال عليه وسقاه السم في شرابه، وكان مبرزا بأخبيته وفساطيطه بظاهر ميارفارقين، فلما أحس بالموت تقدم برده الى المدينة فرد إليها، وتوفي بها في شهر رمضان سنة ثماني عشرة وأربعمائة، وأوصى أن تحمل جثته الى جوار قبر أمير المؤمنين علي كرم الله وجهه بظاهرة الكوفة، ويدفن في تربة له هناك فحملت، وبين الموضعين مسيرة شهر.

قلت: وذلك حين كوتب من بغداد بالعودة إليها.

قرأت في بعض التواريخ قال: ولما أحس، يعني أبا القاسم بن المغربي، من نفسه بالموت، كتب كتابا الى كل من يصل إليه من الأمراء والرؤساء الذين بينه وبين الكوفة، يعرفهم فيه أن حظية له توفيت، وأن تابوتها يجتاز بهم الى مشهد أمير المؤمنين عليّ عليه السلام، وخاطبهم لمن يصحبه ويحضره، وكان قصده أن لا يتعرض أحد لتابوته، وان ينطوي خبره، فتم له ذلك، وحمل الكتاب مع تابوته، وكل من يجتار به ظن أنه الجارية، حتى وصل ودفن بالمشهد بالكوفة.

(1)

- تاريخ ابن عساكر:5/ 7 - و.

ص: 2555

‌الحسين بن علي بن حماد الموصلي:

أبو بكر، شاعر محسن كان بحلب في عصر أبي عبد الله الحسين بن خالويه وطبقته، وقرأ ولداه عقيل وعمار على أبي عبد الله بن خالويه، قرأت له أبياتا من الشعر بخط أحد ولديه المذكورين، ذكراها في حكاية كانت على ظهر كتاب المعاني للفراء، بخط أبي عبد الله بن خالويه، صورتها: قال ابن خالويه: حضر ذات يوم عندي أبو اسحاق بن شهرام، وأبو العباس ابن كاتب (29 - ظ) البكتمري، وأبو الحسن المعنوي فأنشد عمار بيتا على فص خاتمه وهو:

وكل مصيبات الزمان وجدتها

سوى فرقة الأحباب هينة الخطب

وسأل الجماعة إجازته، فقال أبو اسحاق بن شهرام:

وكل مصيبات الزمان وجدتها

سوى فرقة الأحباب هينة الخطب

وقد قال لي قوم تبدّل سواهم

لعلك تسلو إنما الحب كالحب

ومن لي بسلوى عنهم لو أطقتها

ولكن عذلي ليس يقبله قلبي

فيا حب لا تبخل عليّ بقبلة

تردّ بها نفسي فيغبطني صحبي

فإني وبيت الله فيك معذب ال

فؤاد عليل القلب مختلس اللب

ولي مثل قد قاله قبل شاعر

إذا ازددت منه زدت ضربا على ضرب

خرجت غداة النفر أعترض الدمى

فلم أر أحلى منك في العين والقلب

فو الله ما أدري أحبا رزقته

أم الحبّ أعمى مثل ما قيل في الحب

وقال أبو العباس:

وكل مصيبات الزمان وجدتها

سوى فرقة الأحباب هينة الخطب

فيا أسفي لو كان يغني تأسف

ووا كربتي لو روّحت شدة الكرب

شربت بكأس الهم خمر فراقهم

فأصبحت سكران السرور بلا شرب

وقال أبو الحسن المعنوي:

وكل مصيبات الزمان وجدتها

سوى فرقة الأحباب هينة الخطب (30 - و)

ولم أر هذا الدهر يملك صرفه

سوى الرجل العلامة النجد الندب

ص: 2556

ولست لصرف الدهر بالواهن الذي

يروح على لوم ويغدو على عتب

أنا معنوي الشام قولا وفطنة

ولست هبيري العلاقة والحب

فحدثنا بهذا أبا بكر الحسين بن علي بن حماد فأجازها، وهذا قول ولديه:

وكل مصيبات الزمان وجدتها

سوى فرقة الأحباب هينة الخطب

وقد نالني من ريب دهري مصائب

تعالت تباعا أقصدت حبة القلب

فما جرعتني من كؤوس صروفها

أمر من البين المفرق للصحب

فكم زفرات تعتريني لذكرهم

تقلبني ما بين جنب إلى جنب

تقلقني طورا بشب ضرامها

وتتركني طورا سليبا بلالب

فوا أسفا من فرقة بعد ألفة

ويا حسرات سوف تقضي على نحبي

ويا لوعة في القلب يقدح زندها

تردد ما بين الشراسيف والحجب

أأحبابنا صرف الزمان أصابنا

فمزقنا ما بين شرق إلى غرب

أخلاي إني منذ يوم فراقكم

أروح وأغدو دائم الهم والكرب

ويا حزنا من ريب دهر نبا بنا

وشتتنا بعد التآلف والقرب

فلو كان غير الدهر طال تعتبي

عليه ولكن ما على الدهر من عتب

‌الحسين بن علي بن ذحيم:

الحلبي الطحان، أبو علي، حدث عن أبي بكر الخرائطي، وأبي بكر أحمد بن مسعود بن النضر الوزّا سمع منه أبو القاسم يحيى بن علي بن الطحان الحضرمي وذكره في تاريخه (30 - ظ) الذي ذيل به على تاريخ مصر لابن يونس، فقال في «كتاب الغرباء ممن دخل مصر

(1)

».

الحسين بن علي بن دحيم الحلبي الطحان أبو علي، روى عن الخرائطي، سمعت منه.

قلت: وكان في حلب بيتا يقال لهم بنو دحيم، وكان فيهم العدالة والأمانة

(1)

-هو بحكم المفقود مع تاريخ ابن يونس.

ص: 2557

وكان يضرب المثل بحلب بشاهد منهم. فيقال: كأنه العدل ابن دحيم، وأظن أن هذا المذكور منهم. والله أعلم.

هكذا ذكر الحضرمي نسبه، وهو الحسين بن علي بن محمد بن دحيم.

‌الحسين بن علي بن سعيد:

ابن حامد بن عثمان بن علي بن جار الخير أبو عبد الله بن دبابة البزاز السنجاري، الملقب أمين الدين، وينبز بالبقيرة شاعر حسن الشعر من أهل سنجار، سكن بغداد وقدم حلب لاستخلاص أخيه من أسر الكرج، وكان لأخيه المأسور دين على الأمير سنقر الحلبي، أحد أمراء حلب فقدم أبو عبد الله بن بابة الى حلب، واستخلص دين أخيه لفكاكه من الأسر.

روى لنا شيئا من شعره ولده الفقيه شمس الدين علي بن الحسين، والقاضي أبو علي حسن بن محمد بن اسماعيل القيلوي، وأخبرني ولده علي أن دبابة الذي بنسب إليه رجل من العرب، قال: وجار الخير هو الذي نقل الى سنجار وأقام بها، وقال لي: سمعت ذلك من والدي الحسين بن علي رحمه الله، وكان مولده في سنة أربعين وخمسمائة.

أنشدنا أبو الحسن علي بن الحسين بن علي بن سعيد بن حامد المعروف بابن دبابة السنجاري بها وبحلب، قال: أنشدني أبي لنفسه يمدح الإمام الناصر (31 - و) لدين الله أمير المؤمنين.

بصر هل بذي العلمين نار

أم ابتسمت على أضم نوار

فان تك أو حشت منها ديار

فقد أنست بحلتها ديار

ذراني كي أسيل بها دموعي

وأسألها متى شط المزار

أصبرا بعدهم ولنا ثلاث

عدمت تصبري وهم جوار

أحنّ وما الذي يجدي حنيني

حنين النوق فارقها الحوار

وألتثم الثرى شوقا إليها

ولا صبر لدّي ولا قرار

فان لاح الصّوار ذكرت ليلى

وأذكرها إذا نفح الصّوار

(1)

(1)

-الصوار هنا وعاء المسك. لسان العرب.

ص: 2558

تقول عوادلي والليل داج

وللجوزاء في الأفق انحدار

تمتع من شميم عرار نجد

فما شيم البروق عليك عار

فما تدري أيجمع منك شمل

بعيد اليوم أو تنأى الديار

فإن فراقهم في العين ماء

سفوح وهو في الأحشاء نار

فقلت لهم لئن عز التأسي

وأعوزني على الوجد اصطبار

وفا جأني الزمان بكل خطب

أليم ما لموهنه جبار

فلي بالناصر المنصور دامت

أياديه على الزمن انتصار

إمام للبرية طاب أصلا

وطاب الفرع منه والنجار

له خلقان من أري وشري

(1)

إلى هذا يشار وذا يشار (31 - ظ)

أنشدني أبو علي الحسن بن محمد بن اسماعيل القيلوي من لفظه بمنزلي بحلب، قال: أنشدني أمين الدين الحسين بن دبابة السنجاري البزاز لنفسه بحلب يهجو أبا علي بن الربيع اليهودي رأس المثيبة

(2)

ببغداد وكان يلقب بالبقيرة:

تبصر بقيرة آل الربيع

عدمت البصيرة إثر البصر

سننت لذبحك موسى الهجاء

وموسى الذي سن ذبح البقر

قال لي أبو علي القيلوي لقّب الأمين حسين في سنجار بالبقيرة بقوله هذين البيتين فلا يعرف بسنجار إلاّ بالبقيرة.

أخبرني شمس الدين علي بن الحسين بن دبابة عن والده الحسين قال: كان في أيام شبابه يعتني بشيء من الهجو، قال: فبات ليلة فرأى أسدا عظيما قد أقبل نحوه قال: فخاف خوفا عظيما، قال: فقال له الأسد: تعود تهجو؟ فقال: لا، قال:

فتب، قال: فتاب عن الهجو من ذلك اليوم:

أنشدني أبو الحسن بن الحسين بن دبابة بسنجار قال: كتب إليّ والدي في كتاب هذا الشعر لنفسه:

(1)

-أي من الفة وتثبيت ود، ومماراة ولجاجة. النهاية لابن الاثير.

(2)

-أي رئيس «أكاديمية» اليهود في بغداد. انظر كتابي «يهود في الحياة الاقتصادية والسياسية الاسلامية في العصور الوسطى» ط. بيروت 72:1988 - 175

ص: 2559

أراني أرى سنجار لا در درها

إذا ما أجلت الطرف أرض وبار

جواري بها شرّ الجوار فعلني

أراها وما أنهارها بجوار

وليت الحيا الوكاف

(1)

لا جاد ربعها

وشبت مغانيها الغداة بنار (32 - و)

فليس بها من يرتجى لملمة

وليس بها يوما مقبل عثار

أظل بها حلف الهموم كأنما

سقيت الردى فيها بكاس نوار

أخبرني أبو الحسن علي بن الحسين بن دبابة قال: كان عمي أسرته الكرج، وكان له دين على سنقر الحلبي الأمير بحلب، فسعى والدي في فكاكه، فقطع عليه الكراج أربعة آلاف دينار، فجاء والدي الى حلب واستخلص دين عمي من سنقر الحلبي، وجمع عليه شيئا آخر حتى تكمل أربعمائة

(2)

دينار، وسار بها الى خلاط

(3)

، وكان في صحبته غلام لعمي المأسور فوصل والدي الى خلاط في الشتاء، وكان البرد شديدا، فالتفت الى غلام أخيه في ميدان خلاط، وقال يا فلان بالله لو أبصرت أخي الساعة هاهنا ما كان جيدا ونستريح من الصداع ومقاساة البرد، ومن جمع أربعة آلاف دينار وما معنا غير أربعمائة؟ قال: فما استتم الكلام حتى-رأى شخصا يعرفه من أهل سنجار فسلم عليه وقال: ما رأيت أخاك؟ قال: وأين أراه: قال:

هو في المدينة فقال: لا تفعل، فقال: بلى والله، ودخل إليه وأخرجه من المدينة الى أبي، واجتمعا وقضى أمنية، وكان قد هرب من الأسر واتفق وما اتفق.

قال لي عز الدين أبو علي حسن بن محمد القيلوي: توجه ابن دبابة الى سنجار ثم نوجه منها الى دمشق فمات بها بعد سنة عشر وستمائة، وقال لي أبو الحسن علي ابن الحسين بن دبابة: توفي والدي (32 - ظ) في جمادى الآخرة سنة ست عشرة وستمائة، عن ست وسبعين سنة.

‌الحسين بن علي بن شبل بن طهمان:

ابو بكر الطهماني المعروف بشبل، حدث بحلب عن اسحاق بن شاهين، وروى

(1)

-أي المطر الغزير. النهاية لابن الاثير.

(2)

-أي لم يستطع أن يجمع من كامل المبلغ المطلوب سوى أربعمائة دينار.

(3)

-في تركيا ليس بعيدا عن بحيرة وأن، ما تزال تحمل هذا الاسم، وعلى مقربة منها جرت معركة مناز كرد المشهورة عام 1071 م.

ص: 2560

عن سليمان بن سالم. روى عنه أبو بكر محمد بن الحسين بن صالح السبيعي، وأبو بكر أحمد بن عيسى النحاس.

أخبرنا عمي أبو غانم محمد بن هبة الله بن محمد بن أبي جرادة، وأبو محمد عبد الرحمن بن عبد الله بن علوان، وولده القاضي أبو عبد الله محمد بن عبد الرحمن، وأبو عبد الله محمد بن أحمد بن محمد بن الطرسوسي الحلبيون قالوا:

أخبرنا أبو سالم أحمد بن عبد القاهر بن الموصول الحلبي قال: أخبرنا أبو الحسن علي بن عبد الله بن محمد بن أبي جرادة الحلبي قال: أخبرنا أبو الفتح عبد الله بن اسماعيل بن أحمد بن الجلي الحلبي قال: أخبرنا أبو عبيد الله عبد الرزاق بن عبد السلام بن أبي نمير الأسدي الحلبي قال: أخبرنا أبو بكر السبيعي الحلبي الحافظ قال: حدثنا أبو بكر الحسين بن علي بن شبل بن طهمان، المعروف بشبل الطهماني بحلب قال: حدثنا اسحاق بن شاهين قال: حدثنا خالد بن عبد الله المزني عن داود بن أبي هند عن الشعبي عن عبد الله بن عمرو بن العاص قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: المهاجر من هجر السيئات

(1)

.

‌الحسين بن علي بن العباس:

أبو عبد الله الشطي المعدل. حدث بحلب عن حفص بن عمر بن الصباح الرقي المعروف بسبجة وعبد الملك (33 - و) بن عبد الحميد الميموني، وأبي بكر محمد ابن ابراهيم المروزي. روى عنه أبو الحسين: محمد بن أحمد بن أبي فروة الملطي ومحمد بن أحمد الهاشمي القاضي، وأبو الطيب عبد المنعم بن عبيد بن غلبون، والقاضي أبو الحسن علي بن محمد بن اسحاق الحلبي.

أخبرنا القاضي أبو القاسم عبد الصمد بن محمد بن أبي الفضل الأنصاري بدمشق قال: أخبرنا الفقيه أبو الحسن علي بن المسلم السلمي قال أخبرنا أبو نصر الحسين بن محمد بن أحمد بن طلاب القرشي قال: حدثنا محمد بن أحمد بن جميع قال: حدثنا الحسين بن علي الشطي بحلب قال: حدثني حفص بن عمر بن الصباح قال: حدثنا أبو حذيفة عن سفيان عن اسماعيل بن أبي خالد عن قيس بن أبي حازم

(1)

-انظر كنز العمال 12/ 34106.

ص: 2561

عن جرير قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أسرع الأرض خرابا يسراها ثم يمناها

(1)

.

‌الحسين بن علي بن عبد مناف ابي طالب:

ابن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف أبو عبد الله بن أبي الحسن الهاشمي القرشي، وأمه فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم، سبط رسول الله صلى الله عليه وسلم وريحانته، وأحد سيدي شباب أهل الجنه، ولد في شعبان سنة أربع من الهجرة، وقيل ولد لست سنين وأربعة أشهر من الهجرة، وشهد صفين مع أبيه علي عليه السلام وكان أميرا على القلب يومئذ، وهم همدان (33 - ظ).

وغزا القسطنطينية في الجيش الذي كان يزيد بن معاوية أميره، فقد اجتاز بحلب في طريقه من دمشق إليه

(2)

.

حدث عن جده رسول الله صلى الله عليه وسلم، وعن أبيه علي بن أبي طالب وأمه فاطمة عليهما السلام.

روى عنه ابنه علي بن الحسين زين العابدين وابنه عبد الله بن الحسين وابنتاه فاطمة وسكينة وابن أخيه زيد بن الحسين بن علي، وأبو هريرة، وطلحة بن عبيد الله العقيلي، وعامر الشعبي وعكرمة مولى ابن عباس وعبيد بن حسين، وشعيب ابن خالد ويوسف الصباغ، وزياد بن شابور، وحميد بن سلم، وسنان بن أبي سنان الدئلي، ومحمد بن الصائغ، وهمام بن غالب الفرزدق، وعبد الله بن سليمان بن نافع مولى بني هاشم، والعيزار بن حريث، وأبو سعد الميثمي وأبو هشام وأبو خازم الاشجعي، والمطلب بن عبد الله بن حنطب، وعبيد الله بن أبي يزيد وبشير بن غالب.

أخبرنا عمر بن طبرزد قال: أخبرنا أبو القاسم بن الحسين قال أخبرنا أبو طالب ابن غيلان قال: اخبرنا أبو بكر الشافعي قال: حدثنا أحمد بن الحسين المديني قال:

(1)

-انظره في كنز العمال:14/ 38482.

(2)

-انظر حولها كتابي تاريخ العرب والاسلام:134 - 135.

ص: 2562

حدثنا سفيان بن وكيع قال حدثنا يونس بن بكير بن زياد بن المنذر عن بشير بن غالب عن حسين بن علي قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يشرب قائما.

أخبرنا أبو صادق الحسن بن يحيى بن صباح-قراءة عليه بدمشق-قال:

أخبرنا أبو محمد عبد الله بن رفاعة بن غدير قال: أخبرنا أبو الحسن علي بن الحسن ابن الحسين الخلعي قال: أخبرنا أبو عبدالله محمد بن الفضل بن نظيف الفراء وأبو العباس أحمد بن محمد بن الحاج بن يحيى الشاهد قالا: حدثنا أبو الطاهر محمد بن أحمد قال: حدثنا أبو عمران موسى بن سهل قال: حدثنا عبد الواحد بن غياث قال:

حدثنا فرعة بن سويد السدوسي قال: حدثنا عبيد الله بن عمر عن الزهري عن علي ابن الحسين عن أبيه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من حسن اسلام المرء تركه مالا يعنيه

(1)

.

ورواه يعلى بن عبيد عن حجاج بن دينار عن شعيب بن خالد عن الحسين رضى الله عنه أخبرنا به أبو منصور عبد الرحمن بن محمد بن الحسن قال: أخبرنا عمي الحافظ أبو القاسم قال: أخبرنا الحافظ أبو القاسم اسماعيل بن محمد بن الفضل قال:

حدثنا محمد بن الحسين بن سليم قال: حدثنا احمد بن موسى بن مردويه الحافظ إملاء قال: حدثنا عبد الله بن اسحاق قال: حدثنا محمد بن الجهم السمري قال:

حدثنا يعلى بن عبيد قال: حدثنا حجاج بن دينار عن شعيب بن خالد عن الحسين بن علي رضى الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من حسن اسلام المرء تركه ما لا يعنيه

(2)

(34 - و).

أخبرنا زيد بن الحسن-إذنا-قال: أخبرنا عبد الرحمن بن محمد القزاز قال:

أخبرنا أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت الخطيب قال: أخبرنا أبو القاسم الأزهري

(1)

-انظره في الكامل لابن عدي:3/ 907.

(2)

-لم أجده في ترجمة الحسين بن علي المطبوعة في بيروت عام 1978.

ص: 2563

قال: أخبرنا محمد بن المظفر قال: حدثنا أحمد بن علي بن شعيب المدائني قال:

حدثنا أبو بكر بن البرقي قال: ولد الحسين بن علي بن أبي طالب في ليال خلون من شعبان سنة أربع من الهجرة

(1)

.

أنبأنا أبو محمد الحسن بن علي بن المرتضى العلوي قال: حدثنا أبو الفضل محمد بن ناصر السلامي قال: أخبرنا أبو طاهر محمد بن أبي الصقر قال: أخبرنا أبو البركات أحمد بن عبد الواحد بن الفضل بن نظيف قال: أخبرنا أبو محمد الحسن بن رشيق قال: حدثنا أبو بشر محمد بن أحمد الدولابي قال: حدثني أحمد بن عبد الله بن عبد الرحيم الزهري قال: حدثنا أبو صالح عبد الله بن صالح قال: قال الليث بن سعد: قالت فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم:

الحسين بن علي في ليال خلون من شعبان سنة أربع.

أنبأنا عمر بن الحسن عن أبي القاسم بن عبد الملك قال: أخبرني أبو محمد بن عتاب وأبو عمران بن أبي تليد إجازة، قالا: أخبرنا أبو عمر النمري قال: أخبرنا خلف بن القاسم قال: أخبرنا سعيد بن عثمان قال: أخبرني أبو العباس السرخسي قال: أخبرنا ابن أبي خيمثه عن مصعب الزبيري قال: ولد الحسين لخمس ليال خلون من شعبان سنة أربع من الهجرة

(2)

.

أنبأنا عمر بن محمد بن طبرزد عن أبي غالب بن البناء قال: أخبرنا أبو الغنائم ابن المأمون قال أخبرنا أبو القاسم بن حبابه قال: أخبرنا أبو القاسم البغوي قال:

قال الزبير بن بكار: ولد الحسين بن علي بن أبي طالب لخمس ليال خلون من شعبان سنة أربع من الهجرة.

قال أبو غالب بن البناء: أخبرنا أبو جعفر بن المسلمة قال: أخبرنا أبو طاهر المخلص قال: أخبرنا أحمد بن سليمان قال: حدثنا الزبير بن بكار قال: وحدثني ابراهيم بن المنذر عن عبد الله بن ميمون مولى الحارث بن عبد الله بن أبي ربيعه عن جعفر بن محمد عن أبيه قال: كان (34 - ظ) بين الحسن والحسين طهر واحد

(3)

.

(1)

-لا توجد ترجمة للحسين بن علي في تاريخ بغداد المطبوع.

(2)

-نسب قريش لمصعب الزبيري 400. الاستيعاب-على هامش الاصابة: 1/ 377.

(3)

-هذه الاخبار ليست في القسم المطبوع من جمهرة نسب قريش.

ص: 2564

أخبرنا أبو عبد الله الحسين بن عمر بن باز في كتابه، قال: أخبرنا عبد الحق ابن عبد الخالق قال: أخبرنا أبو الغنائم بن النرسي قال: أخبرنا أبو أحمد عبد الوهاب بن محمد الغندجاني قال: أخبرنا أحمد بن عبدان قال: أخبرنا محمد بن سهل قال: أخبرنا أبو عبد الله محمد بن اسماعيل البخاري قال: قال لنا سعد بن سليمان عن حفص بن غياث عن جعفر بن محمد قال: كان بين الحسن والحسين طهر واحد

(1)

.

أنبأنا أبو نصر محمد بن هبة الله قال: أخبرنا أبو القاسم علي بن الحسن قال:

أخبرنا أبو غالب محمد بن الحسن قال: أخبرنا أبو غالب محمد بن الحسن قال:

أخبرنا محمد بن علي السيرافي قال: أخبرنا أحمد بن اسحاق النهاوندي قال حدثنا أحمد بن عمران الأشناني قال: حدثنا موسى بن زكريا التستري قال: حدثنا خليفة العصفري قال: وفيها، يعني، سنة أربع: ولد الحسين بن علي بن أبي طالب

(2)

.

أنبأنا أبو محمد بن المرتضى العلوي قال: حدثنا محمد بن ناصر قال: أخبرنا أبو طاهر الأنباري قال: أخبرنا أبو البركات بن نظيف قال: أخبرنا أبو محمد بن رشيق قال: حدثنا أبو بشر الدولابي قال: حدثنا أحمد بن المقدام العجلي قال: حدثنا زهير بن العلاء قال: حدثنا سعيد بن أبي عروبة عن قتاده قال: حدثنا فاطمة حسينا بعد الحسن بسنة وعشرة أشهر، فولدته لست سنين وأربع أشهر ونصف من التاريخ.

أخبرنا أبو الغنائم محمد بن محمد بن أبي الرجاء بن شهريار، في كتابه، قال:

أخبرنا أم البهاء فاطمة بنت أبي الفضل قال: أخبرنا أبو طاهر أحمد بن محمود قال:

أخبرنا أبو بكر بن المقرئ قال حدثنا (35 - و) محمد بن عبد الله الطائي قال:

حدثنا عمران بن بكار قال: حدثنا ربيع بن روح قال: حدثنا محمد بن حرب الزبيدي عن عدي بن عبد الرحمن الطائي عن داود بن أبي هند عن سماك عن أم

(1)

-هذا الخبر ليس في تاريخي البخاري الكبير والصغير، انظر الاستيعاب: 1/ 377.

(2)

-هذا الخبر ليس في تاريخ خليفة المطبوع، انظره في تاريخ ابن عساكر- ترجمة الحسين:12.

ص: 2565

الفضل بنت الحارث أنها رأت فيما يرى النائم، أن عضوا من أعضاء النبي صلى الله عليه وسلم في بيتي فقصصتها على النبي صلى الله عليه وسلم فقال: خيرا رأيت، تلد فاطمة غلاما فترضعيه بلبن قثم، قالت: فولدت فاطمة غلاما فسماه النبي صلى الله عليه وسلم حسبنا، دفعه الى أم الفضل فكانت ترضعه بلبن قثم.

أنبأنا أبو نصر بن الشيرازي قال: أخبرنا أبو القاسم الحافظ قال: أخبرنا أبو علي الحداد وجماعة في كتبهم قالوا: أخبرنا أبو بكر بن ريذه قال: أخبرنا سليمان ابن أحمد قال: حدثنا محمد بن عبد الله الحضرمي قال: حدثنا ضرار بن صرد قال:

حدثنا عبد الكريم بن يعفور الجعفي عن جابر عن أبي الشعثاء عن بشر بن غالب قال:

كنت مع أبي هريرة فرأى الحسين بن علي فقال: يا أبا عبد الله لقد رأيتك على يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم، قد خضبتهما دما، حين أتي بك حين ولدت فسررك ولفك في خرقه، ولقد تفل في فيك وتكلم بكلام ما أدري ما هو، ولقد كانت فاطمة سبقته بقطع سرة الحسن فقال: لا تسبقيني بها

(1)

.

أنبأنا عمر بن طبرزد قال: أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي-إجازة ان لم يكن سماعا-قال: أخبرنا أبو الحسين بن النقور قال: أخبرنا عيسى بن علي قال:

أخبرنا عبد الله بن محمد قال: حدثنا أبو سعيد بن سالم الشاشي (35 - ظ) قال:

حدثنا عبيد الله بن عمرو الرقي عن ابن عقيل عن محمد بن علي عن علي بن أبي طالب أنه سمى ابنه الكبير حمزة، وسمي حسينا بعمه جعفر، قال: فدعا رسول الله صلى الله عليه وسلم علي بن أبي طالب فقال اني قد غيرت اسم ابني هذين، قال: فقلت الله ورسوله اعلم قال: فسمي حسنا وحسينا.

وأنبأنا عمر بن طبرزد عن أبي العز بن كادش قال: أخبرنا أبو محمد الجوهري قال: أخبرنا علي بن محمد بن أحمد بن نصير قال: أخبرنا جعفر بن محمد بن عتيب قال: حدثنا محمد بن خالد بن خداش قال: حدثنا سلم بن قتيبة قال أخبرنا يونس ابن أبي اسحاق عن ابيه عن هانيء بن هانيء عن علي قال: لما ولد الحسن سميته حربا فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ما سميت ابني؟ قلت حربا، قال: هو الحسن،

(1)

- تاريخ ابن عساكر-ترجمة الحسين:11.

ص: 2566

فلما ولد الحسين سميته حربا، فقال النبي صلى الله عليه وسلم ما سميت ابني؟ قلت:

حربا قال هو الحسين فلما ولد محسن سميته حربا فقال النبي صلى الله عليه وسلم:

ما سميت أبني؟ قلت حربا قال فهو محسّن

(1)

، ثم قال النبي صلى الله عليه وسلم:

إني سميت بني هؤلاء تسميه هرون بنيه شبر وشبير ومشبر.

أخبرنا أبو القاسم عبد الصمد بن محمد القاضي-اذنا-قال: أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلم-إجازه ان لم يكن سماعا-قال: أخبرنا أبو الحسن أحمد ابن عبد الواحد بن محمد بن أبي الحديد قال أخبرنا جدي أبو بكر محمد بن أحمد ابن عثمان قال: أخبرنا الدحداح أحمد بن محمد بن اسماعيل التميمي قال: أخبرنا عبد الوهاب بن عبد الرحيم الأشجعي قال: حدثنا سفيان بن عيينه عن عمرو عن عكرمة قال: لما ولدت فاطمة (36 - و) الحسن أتت به النبي صلى الله عليه وسلم فسماه حسنا، فلما ولدت حسينا أتت به النبي صلى الله عليه وسلم، فقالت: هذا أحسن من هذا فشق له من اسمه وقال: هذا حسين.

أنبأنا أبو القاسم القاضي قال: أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر الشحامي، كتابة قال: أخبرنا ابو صالح أحمد بن عبد الملك قال: أخبرنا أبو الحسن علي بن محمد وأبو محمد عبد الرحمن بن محمد قالا: حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب قال:

سمعت العباس بن محمد يقول: سمعت يحيى يقول: الحسين بن علي أبو عبد الله.

أنبأنا زيد بن الحسن عن أبي البركات الأنماطي قال: أخبرنا أبو الفضل أحمد ابن الحسن قال: أخبرنا أبو القاسم بن بشران قال: أخبرنا أبو علي محمد بن أحمد ابن الحسن قال: حدثنا محمد بن عثمان بن أبي شيبه قال: قال عمي أبو بكر:

الحسين بن علي أبو عبد الله.

أخبرنا القاضي أبو نصر بن الشيرازي إذنا قال: أخبرنا الحافظ أبو القاسم علي ابن الحسن قال: حدثنا أبو بكر يحيى بن ابراهيم قال: أخبرنا أبو الحسن نعمة الله بن محمد قال: حدثنا أبو مسعود أحمد بن محمد قال: حدثنا محمد بن أحمد ابن سليمان: قال: أخبرنا سفيان بن محمد بن سفيان قال: حدثني الحسن بن سفيان

(1)

-ليس من الثابت ولادته.

ص: 2567

قال: حدثنا محمد بن علي عن محمد بن اسحاق قال: سمعت أبا عمر الضرير يقول:

الحسين بن علي، أبو عبد الله

(1)

.

أنبأنا أبو حفص المكتب قال: أخبرنا اسماعيل بن أحمد، إجازة ان لم يكن سماعا، قال: أخبرنا أبو بكر بن الطبري قال: أخبرنا أبو الحسين بن الفضل قال:

أخبرنا عبد الله بن جعفر قال: حدثنا يعقوب بن سفيان قال: الحسين بن علي يكنى أبا عبد الله

(2)

(36 - ظ).

أنبأنا أبو الحسن بن المقير عن أبي الفضل بن ناصر عن أبي الفضل جعفر بن يحيى قال: أخبرنا عبيد الله بن سعيد قال: أخبرنا الخصيب بن عبد الله قال:

أخبرني عبد الكريم بن أبي عبد الرحمن قال: أخبرني أبي قال: أبو عبد الله حسين ابن علي.

أنبأنا عبد الصمد بن محمد عن أبي الفتح نصر الله بن محمد اللاذقي قال:

أخبرنا نصر بن ابراهيم قال: أخبرنا سليم بن أيوب قال: أخبرنا طاهر بن محمد بن سليمان، قال: حدثنا علي بن ابراهيم الجوزي قال: حدثنا أبو زكريا يزيد بن محمد ابن إياس قال: سمعت محمد بن أحمد المقدمي يقول: الحسين بن علي أبو عبد الله.

أخبرنا أبو اليمن الكندي-إذنا-قال: أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي الأنصاري-إجازة إن لم يكن سماعا-قال: أخبرنا أبو محمد الجوهري قال:

أخبرنا أبو عمر بن حيوية قال: أخبرنا أحمد بن معروف قال: حدثنا الحسين بن الفهم قال: حدثنا محمد بن سعد قال في الطبقة الخامسة: الحسين بن علي بن أبي طالب ابن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي، ويكنى أبا عبد الله، وأمه فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأمها خديجة بنت خويلد بن أسد بن عبد العزى بن قصي، علقت فاطمة بالحسين لخمس ليال خلون من ذي القعدة سنة ثلاث

(1)

- ابن عساكر-ترجمة الحسين:22.

(2)

- المعرفة والتاريخ:3/ 166.

ص: 2568

من الهجرة، فكان بين ذلك وبين ولاد الحسن خمسون ليلة، وولد الحسن في ليال خلون من شعبان سنة أربع من الهجرة

(1)

.

أنبأنا أبو عبد الله الحسين بن عمر بن باز قال: أخبرنا عبد الحق بن عبد الخالق ابن يوسف قال: أخبرنا أبو الغنائم بن النرسي قال: أخبرنا أحمد بن عبدان قال:

أخبرنا محمد بن سهل قال: أخبرنا محمد بن اسماعيل البخاري قال: حسين بن علي ابن أبي طالب، أبو عبد الله الهاشمي، قال أحمد بن سليمان عن عطاء بن مسلم عن الأعمش قال: قتل الحسين وهو ابن تسع وخمسين، وقال أبو نعيم: قتل الحسين يوم عاشوراء، وقال فروة بن أبي المغراء عن القاسم بن مالك عن عاصم بن كليب عن أبيه قال: رأيت النبي صلى الله عليه وسلم، فذكرته لابن عباس فقال: أذكرت حسين ابن علي حين رأيته؟ قلت: نعم والله ذكرته بكفيه

(2)

حين رأيته يمشي، قال: إنّا كنا نشبهه بالنبي صلى الله عليه وسلم، وقال عبد الله بن محمد بن محمد بن الصلت حدثنا سفيان بن عيينة عن جعفر بن محمد (37 - و) عن أبيه قال: قتل حسين بن علي وهو ابن ثمان وخمسين

(3)

.

أنبأنا أبو نصر القاضي قال: أخبرنا أبو القاسم الحافظ قال: أخبرنا أبو بكر محمد بن العباس قال: أخبرنا أبو بكر أحمد بن منصور قال: أخبرنا أبو سعيد بن حمدون قال: أخبرنا مكي بن عبدان قال: سمعت مسلم بن الحجاج يقول: أبو عبد الله الحسين بن علي بن أبي طالب، له رواية من رسول الله صلى الله عليه وسلم

(4)

.

وقال الحافظ أبو القاسم: أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد بن محمد قال:

أخبرنا شجاع بن علي قال: أخبرنا أبو عبد الله بن مندة قال: الحسين بن علي بن أبي طالب أبو عبد الله الهاشمي (37 - ظ) ابن رسول الله صلى الله عليه وسلم وريحانته

(1)

-ليس في المطبوع من طبقات ابن سعد. انظر تاريخ ابن عساكر-ترجمة الحسين:23.

(2)

-في رواية البخاري المطبوعة: ذكرت تكفيه.

(3)

-التاريخ الكبير للبخاري:2/ 381

(4)

-الكنى والاسماء للامام مسلم:135، وفيه «رؤية من رسول الله». تاريخ ابن عساكر-ترجمة الحسين:24.

ص: 2569

وشبهه، ولد لخمس ليال خلون من شعبان سنة أربع من الهجرة، وقتل وهو ابن ثمان وقيل تسع وخمسين، روى عنه أبو هريرة، وابنه علي وفاطمة وسكينه ابنتاه، وعبيد الله بن أبي يزيد والمطلب بن عبد الله بن حنطب، وسنان بن أبي سنان، وأبو حازم الأشجعي وغيرهم

(1)

.

أنبأنا أبو الحسن علي بن المفضل قال: أخبرنا أبو القاسم بن بشكوال في كتابه قال: أخبرني أبو محمد بن عتاب وأبو عمران بن أبي تليد-إجازة-قالا: أخبرنا أبو عمر النمري قال: أخبرنا خلف بن القاسم قال أخبرنا أبو علي بن السكن قال:

والحسين بن علي يكنى أبا عبد الله، بابنه عبد الله، وكان أصغر من الحسن يقال إنه أصيب وهو ابن ست وخمسين، ليس يحفظ عنه سماعا من رسول الله صلى الله عليه وسلم من وجه صحيح، وقد روى عن أمه فاطمة بنت رسول الله، وعن أبيه علي بن أبي طالب، ويقال ولد الحسين في سنة أربع من الهجرة، وأدرك من حياة النبي صلى الله عليه وسلم ست سنين.

وقد روي من وجوه صحاح حضور الحسين بن علي رسول الله ولعبه بين يديه وتقبيله إيّاه، فأما الرواية التي تأتي عن الحسين بن علي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فكلها مراسيل.

قال ابن السكن: حدثنا حاتم بن محبوب قال حدثنا عبد الجبار بن العلاء قال:

حدثنا سفيان قال: سمعت جعفر بن محمد قال: قتل الحسين وهو ابن ثمان وخمسين سنة

(2)

.

أنبأنا أبو الفتوح نصر بن أبي الفرج الحصري قال: أخبرنا الحافظ أبو محمد عبد الله بن محمد بن علي الأشيري الحافظ قال: أخبرنا أبو وليد يوسف بن عبد العزيز بن الدباع قال: أخبرنا أبو محمد عبد الرحمن بن عبد العزيز بن ثابت قال:

أخبرنا أبو عمر يوسف بن عبد الله بن محمد بن عبد الله بن عبد البر النمري قال:

الحسين بن علي بن أبي طالب، أمه فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم، يكنى

(1)

- ابن عساكر-ترجمة الحسين:24.

(2)

-لم ترد هذه الرواية في ترجمة الحسين في الاستيعاب:1/ 377 - 383.

ص: 2570

أبا عبد الله، ولد لخمس خلون من شعبان سنة أربع وقيل سنة ثلاث هذا قول الواقدي وطائفة معه.

قال الواقدي: علقت فاطمة بالحسين بعد مولد الحسن بخمسين ليلة، وروى جعفر بن محمد عن أبيه قال: لم يكن بين الحسن والحسين إلاّ طهر واحد، وقال قتادة: ولد الحسين بعد الحسن بسنة وعشرة أشهر لخمس سنين وستة أشهر من التاريخ وعق عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم كما عق

(1)

عن أخيه، وكان الحسين فاضلا دينا كثير الصوم والصلاة والحج، قتل رحمه الله يوم الجمعة لعشر خلت من المحرم، يوم عاشوراء سنة إحدى (38 - و) وستين بموضع يقال له كربلاء من أرض العراق، وبناحية الكوفة، ويعرف الموضع أيضا بالطف قتله سنان بن أنس النخعي، ويقال له أيضا سنان بن أبي سنان النخعي وهو جد شريك القاضي، ويقال بل الذي قتله رجل من مذحج، وقيل قتله شمر بن ذي الجوشن، وكان أبرص، وأجهز عليه خولي بن يزيد الأصبحي من حمير، حز رأسه، وأتى به عبيد الله بن زياد وقال:

أوقر ركابي فضة وذهبا

إني قتلت الملك المحجّبا

قتلت خير الناس أما وأبا

وخيرهم إذ ينسبون نسبا

وقال يحيى بن معين: أهل الكوفة يقولون: إن الذي قتل الحسين عمر بن سعد ابن أبي وقاص، قال يحيى: وكان ابراهيم بن سعد يروي فيه حديثا أنه لم يقتله عمر بن سعد.

قال أبو عمر بن عبد البر: إنما نسب قتل الحسين الى عمر بن سعد لأنه كان الأمير على الخيل التي أخرجها عبيد الله بن زياد الى قتل الحسين، وأمر عليهم عمر ابن سعد ووعده أن يوليه الري إن ظفر بالحسين وقتله، وكان في تلك الخيل والله أعلم-قوم من مضر من اليمن.

قال أبو عمر: لما مات معاوية وأفضت الخلافة الى يزيد وذلك في سنة ستين وردت بيعته على الوليد بن عقبة بالمدينة ليأخذ البيعة على أهلها، أرسل الى الحسين

(1)

-العقيقة: الذبيحة التي تذبح عن المولود. النهاية لابن الاثير.

ص: 2571

ابن علي والى عبد الله بن الزبير ليلا فأتى بهما فقال: بايعا، فقالا: مثلنا لا يبايع سرا، ولكننا نبايع على رؤوس الناس إذا أصبحنا، فرجعا الى بيوتهما، وخرجا من ليلتهما (38 - ظ) الى مكة، وذلك ليلة الأحد لليلتين بقيتا من رجب، فأقام الحسين بمكة شعبان ورمضان وشوال وذو القعدة، وخرج يوم الترويه يريد الكوفة، فكان سبب هلاكه.

قال أبو عمر: قال مصعب الزبيري حج الحسين بن علي خمسا وعشرين حجة ماشيا

(1)

.

وذكر أسد عن حاتم بن اسماعيل عن معاوية بن أبي مزرد عن أبيه قال: سمعت أبا هريرة يقول: أبصرت عيناي هاتان، وسمعت أذناي رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو آخذ بكفّي حسين، وقدماه على قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يقول: ترق عين

(2)

بقّه، قال: فرقا الغلام حتى وضع قدميه على صدر رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم قال له رسول الله: افتح فاك ثم قبّله، ثم قال: اللهم أحبّه، فإني أحبه.

قال أبو عمر رحمه الله: روى الحسين بن علي عن النبي صلى الله عليه وسلم قوله: «من حسن إسلام المرء تركه مالا يعنيه»

(3)

هكذا حدث به العمري عن الزهري عن علي بن حسين عن أبيه عن النبي صلى الله عليه وسلم، وقد ذكرنا الاختلاف في اسناد هذا الحديث في كتاب التمهيد لحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم في الموطأ.

وروى ابراهيم بن سعد عن ابن اسحاق عن الزهري عن سنان بن أبي سنان الدؤلي عن حسين بن علي عن النبي صلى الله عليه وسلم حديثا في ابن

(4)

صائد:

(1)

-نسب قريش للمصعب الزبيري:25.

(2)

-أي اصعد. النهاية لابن الاثير.

(3)

-لم اجده في المطبوع من كتاب التمهيد، انظر موطا الامام مالك:650 (1629).

(4)

-هو بقية بن الوليد بن صائد الكلاعي، أبو يحمد الحميري (110 - 728/ 197 - 812) محدث الشام في عصره. الاعلام للزركلي.

ص: 2572

«اختلفتم وأنا بين أظهركم فلأنتم بعدي أشد

(1)

اختلافا (39 - و).

أنبأنا أبو نصر محمد بن هبة الله قال: أخبرنا الحافظ أبو القاسم علي بن الحسن الشافعي قال: الحسين بن علي بن أبي طالب بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف، أبو عبد الله سبط رسول الله صلى الله عليه وسلم، وريحانته من الدنيا، حدث عن النبي صلى الله عليه وسلم وعن أبيه، روى عنه ابنه علي بن الحسين وابنته فاطمة، وابن أخيه زيد بن الحسن، وشعيب بن خالد، وطلحة بن عبيد الله العقيلي ويوسف الصباغ وعبيد بن حسين وهمّام بن غالب الفرزدق وأبو هشام. ووفد على معاوية، وتوجه غازيا الى القسطنطينية في الجيش الذي كان أميره يزيد بن معاوية

(2)

.

أخبرنا أبو محمد عبد العزيز بن الحسين بن هلالة الأندلسي قال: أخبرنا أسعد ابن أبي سعيد بن روح قال: أخبرتنا فاطمة بنت عبد الله الجوزجانية قال: أخبرنا أبو بكر بن ريذة قال: أخبرنا أبو القاسم سليمان بن أحمد الطبراني قال: حدثنا محمد بن أحمد بن الوليد البغدادي قال: حدثنا محمد بن أبي السري العسقلاني قال: حدثنا الوليد بن مسلم عن زهير بن محمد عن محمد بن المنكدر عن جابر بن عبد الله أن رسول الله صلى الله عليه وسلم عق عن الحسن والحسين وختنهما لسبعة أيام.

قال الطبراني لم يروه عن ابن المنكدر إلا زهير ولم يقل أحد ممن روى هذا الحديث عن زهير وختنهما لسبعة أيام الا الوليد بن مسلم

(3)

(39 - ظ).

أخبرنا أبو حامد محمد بن عبد الله بن علي بن زهرة الحسيني الحلبي قال:

أخبرنا أبو المكارم حمزة بن علي بن زهرة الحسيني الحلبي عمي بها قال: أخبرنا أبو الحسن علي بن عبد الله بن أبي جرادة قال: أخبرنا أبو الفتح عبد الله بن اسماعيل ابن الجلي قال: حدثنا أبو الحسن علي بن أحمد بن الطيوري الحلبي قال: حدثنا أبو القاسم عبد الرحمن بن منصور بن سهل الحلبي قال: حدثنا أبو عثمان الوراق قال:

(1)

-الاستيعاب على هامش الاصابة:377 - 383.

(2)

- تاريخ ابن عساكر-ترجمة الحسين:5.

(3)

-المعجم الصغير:2/ 45.

ص: 2573

حدثنا أبو وهب الحراني قال: حدثنا مخلد عن محمد بن عبد الله عن أبي اسحاق عن الحارث عن علي عليه السلام قال: كان الحسن أشبه الناس برسول الله ما بين الذقن الى الرأس، وكان الحسين أشبه الناس برسول الله من الذقن الى القدم وفيهما شبه رسول الله عليهم السلام.

أخبرنا أبو اليمن زيد بن الحسن الكندي قال: أخبرنا أبو القاسم هبة الله بن أحمد بن عمر الحريري قال: أخبرنا أبو طالب محمد بن علي بن الفتح العشاري قال:

حدثنا أبو الحسين محمد بن أحمد بن اسماعيل المعروف بابن سمعون قال: أخبرنا أحمد بن سليمان الكندي قال: حدثنا ابن أبي ليلى عن أخيه عيسى بن عبد الرحمن عن أبيه عن جده قال: كنا عند النبي صلى الله عليه وسلم فجاء الحسين بن علي عليهما السلام يحبو حتى صعد على صدره فبال عليه، فابتدرناه لنأخذه فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ابني ابني، قال: ثم دعا بماء وصبه عليه.

أخبرنا ابن طبرزد قال: أخبرنا ابن الحصين قال: أخبرنا ابن عيلان قال: أخبرنا الشافعي قال: حدثنا محمد بن غالب قال: حدثنا محمد بن يزيد الآدمي قال: حدثنا محمد بن موسى البصري قال: حدثني حاتم بن عبد الله عن يحيى بن عبد الله بن الحسين عن (40 - و) أبيه عن جده الحسين بن علي قال: حياني رسول الله صلى الله عليه وسلم بالورد بكلتي يديه، فلما أدنيته من أنفي قال: أما إنه سيد ريحان الجنة بعد الآس.

أخبرنا أبو القاسم عبد الصمد بن محمد بن أبي الفضل القاضي قال أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلم السلمي قال: أخبرنا أبو نصر الحسين بن محمد بن طلاب قال:

أخبرنا أبو الحسين محمد بن أحمد بن جميع قال: حدثنا حفص بن عبد الله الأبلي بالأبلّة

(1)

قال حدثنا محمد بن اسحاق الصغاني قال: حدثنا يزيد بن موهب قال: حدثنا أبو شهاب عن سفيان الثوري عن أبي الزبير عن جابر قال: دخلت على النبي صلى الله عليه وسلم وهو يصلي على أربع والحسن والحسين رضي الله عنهما على ظهره، وهو يقول: نعم الجمل جملكما ونعم العدلان أو الحملان أنتما

(2)

.

(1)

-عند مصب شط العرب ليس بعيدا عن البصرة.

(2)

-انظره في كنز العمال:37689،13/ 37687.

ص: 2574

أخبرنا أبو علي حسن بن أحمد بن يوسف الأوقي بالمسجد الأقصى قال: أخبرنا أبو طاهر بن محمد السّلفي قال: أخبرنا أبو بكر أحمد بن علي بن الحسين بن زكريا الطريثيثي، ح.

وأخبرنا أبو اسحاق ابراهيم بن عثمان بن يوسف الكاشغري-قدم علينا حلب- قال: أخبرنا أبو المظفر أحمد بن محمد بن علي بن صالح الكاغدي، وأبو الفتح محمد بن عبد الباقي بن أحمد بن سلمان. قال أبو المظفر: أخبرنا أبو بكر أحمد ابن علي بن الحسين بن زكريا. وقال أبو الفتح: أخبرنا أبو الفضل أحمد بن الحسن ابن خيرون قالا: أخبرنا أبو علي الحسن بن أحمد بن ابراهيم بن شاذان قال: أخبرنا أبو محمد عبد الله بن جعفر بن درستويه قال: أخبرنا أبو يوسف يعقوب بن سفيان الفسوي قال: حدثنا حسن بن زريق أبو علي الطهوي قال: حدثنا أبو بكر عن عاصم عن زر عن ابن مسعود قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم يصلي والحسن والحسين (40 - ظ) يلعبان ويصعدان على ظهره، وأخذ المسلمون يميطونهما، فلما انصرف قال: من أحبني فليحب هذين

(1)

.

أخبرنا أبو هاشم عبد المطلب بن الفضل الهاشمي قال: أخبرنا أبو سعد عبد الكريم بن محمد السمعاني قال: أخبرنا أبو عبد الله محمد بن أحمد بن العباس الخلال المعروف باسلام بمرو قال: أخبرنا أبو الفضل محمد بن الحسين الشيرنخشيري وأبو عبد الله محمد بن الحسن المهربيذقشاي

(2)

قالا: أخبرنا أبو العباس عبد الله بن محمد بن هرون الطيسفوني قال: أخبرنا أبو بكر أحمد بن جعفر ابن حمدان القطيعي ببغداد قال: حدثنا العباس بن ابراهيم القراطيسي قال: أخبرنا محمد بن اسماعيل الأحمسي قال: حدثنا أسباط -يعني-ابن محمد عن كامل أبي العلاء عن أبي صالح عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي صلاة العشاء وكان الحسن والحسين رضي الله عنهما يثبان على

(1)

-ليس في المطبوع من كتاب المعرفة والتاريخ، انظر تاريخ ابن عساكر-ترجمة الحسين:85.

(2)

-كذا بالاصل وهو تصحيف صوابه: «المهر بندقشاي» بباء موحدة، ونون ودال والقاف والشين، قرية على بعد ثلاثة فراسخ من مرو. معجم البلدان.

ص: 2575

ظهره، فلما صلى قال أبو هريرة رضي الله عنه: ألا أذهب بهما الى أمهما؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا، فبرقت برقة، فما زالا في ضوئها حتى دخلا على أمهما

(1)

.

أخبرنا أبو القاسم عبد الصمد بن محمد بن أبي الفضل الحرستاني قال: أخبرنا علي بن المسلم الفقيه قال: أخبرنا أبو نصر بن طلاب قال: أخبرنا أبو الحسين محمد ابن جميع قال: حدثنا أبو بكر الغزال ببغداد-درب السقائين-قال: حدثنا أحمد ابن محمد بن معاوية عن عمرو ومحمد بن اسحاق الصغاني قال: حدثنا أبو غسان قال:

حدثنا (41 - و) أسباط عن السدي عن صبح مولى أم سلمة عن زيد بن أرقم قال:

قال النبي صلى الله عليه وسلم لعلي وفاطمة والحسن والحسين: أنا حرب لمن حاربكم، سلم لن سالمكم

(2)

.

أخبرنا أبو القاسم أحمد بن عبد الله بن عبد الصمد السلمي، وأبو سعد ثابت ابن مشرف بن أبي سعد البناء وأبو الحسن علي بن أبي بكر بن عبد الله بن روزبة البغداديون قال: أخبرنا أبو الوقت عبد الأول بن عيسى بن شعيب قال: أخبرنا أبو الحسن عبد الرحمن بن محمد الداودي قال: أخبرنا أبو محمد عبد الله بن أحمد الحموي قال: أخبرنا أبو عبد الله محمد بن يوسف الفربري قال: حدثنا أبو عبد الله محمد بن اسماعيل البخاري قال: حدثنا موسى بن اسماعيل قال: حدثنا مهدي قال: حدثنا ابن أبي يعقوب عن ابن أبي نعم قال: كنت شاهدا لابن عمر وسأله رجل عن دم البعوض فقال: ممن أنت؟ فقال: من أهل العراق، قال: انظروا الى هذا يسألني عن دم البعوض وقد قتلوا ابن النبي صلى الله عليه وسلم، وسمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: هما ريحانتي من الدنيا

(3)

.

أخبرنا أبو القاسم عبد الله بن الحسين بن عبد الله الحموي قال: أخبرنا الامام أحمد بن محمد الحافظ -إجازة إن لم يكن سماعا-قال: أخبرنا أبو الحسين بن

(1)

- انظر تاريخ ابن عساكر-ترجمة الحسين:103 - 107.

(2)

-انظره في كنز العمال:12/ 34159.

(3)

- انظر تاريخ ابن عساكر-ترجمة الحسين-:36 - 39. جامع الاصول لابن الاثير:9/ 30.

ص: 2576

الطيوري قال: أخبرنا احمد بن محمد بن أحمد قال: حدثنا علي بن ابراهيم بن موسى السكوني المؤدب قال: أخبرنا أبو يعلى أحمد بن علي بن المثنى الموصلي قال:

حدثنا عبد الله بن محمد بن أسماء قال: حدثنا مهدي بن ميمون قال: حدثنا محمد ابن عبد الله بن أبي يعقوب عن ابن أبي نعيم قال: كنت جالسا عند ابن (41 - ظ) عمر فسأله رجل عن دم البعوض فقال: يسألوني عن دم البعوض وهم قتلوا ابن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقد سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: هما ريحانتي من الدنيا.

وقال: حدثنا محمد بن اسماعيل البخاري قال: حدثني محمد بن بشار قال:

حدثنا غندر قال: حدثنا شعبة عن محمد بن أبي يعقوب قال سمعت ابن أبي نعم يقول: سمعت عبد الله بن عمرو-وسأله عن المحرم-قال شعبه: أحسبه يقتل الذباب فقال: أهل العراق يسألون عن الذباب، وقد قتلوا ابن بنت رسول الله، وقال النبي صلى الله عليه وسلم: هما ريحانتاي من الدنيا.

أخبرنا أبو القاسم العطار وأبو سعد البناء، وأبو الحسن بن روزبة البغداديون قالوا: أخبرنا أبو الوقت عبد الأول بن عيسى قال: أخبرنا أبو الحسن الداودي قال: أخبرنا أبو محمد الحموي قال: حدثنا أبو عبد الله الفربري قال: حدثنا أبو عبد الله البخاري قال: حدثني محمد بن الحسين بن ابراهيم قال: حدثني حسين بن محمد قال: حدثنا جرير عن محمد عن أنس بن مالك قال: أتي عبيد الله بن زياد برأس الحسين فجع في طست، فجعل ينكث وقال: في حسنه شيئا

(1)

فقال أنس: كان أشبههم برسول الله صلى الله عليه وسلم، وكان مخضوبا بالوسمة.

أخبرنا أبو علي حسن بن أحمد بن يوسف الأوقي بالمسجد الأقصى قال:

أخبرنا أبو طاهر السلفي قال: أخبرنا أبو بكر أحمد بن علي بن الحسين بن زكريا، ح وأخبرنا أبو اسحاق ابراهيم بن عثمان بن يوسف الكاشغري-قدم علينا حلب-

(1)

-يروى أنه قال: انه كان لحسن الثغر أو: ان كان لصبيحا. انظر تاريخ ابن عساكر-ترجمة الحسين-:257 - 258 والوسمة شجر باليمن يضخب بورقه الشعر-أسود. النهاية لابن الاثير.

ص: 2577

قال: أخبرنا أبو المظفر أحمد بن محمد (42 - و) بن علي بن صالح الكاغدي، وأبو الفتح محمد بن عبد الباقي بن أحمد بن سلمان. قال أبو المظفر: أخبرنا أبو بكر أحمد بن علي بن الحسين بن زكريا. وقال أبو الفتح: أخبرنا أبو الفضل أحمد بن الحسن بن خيرون. قالا: أخبرنا أبو علي الحسن بن أحمد بن ابراهيم بن شاذان قال: أخبرنا أبو محمد عبد الله بن جعفر بن درستويه قال: أخبرنا أبو يوسف يعقوب بن سفيان الفسوي قال: حدثنا عبد الحميد بن بحر-سمعته بالبصرة- قال: أخبرنا منصور بن أبي الأسود عن الأعمش عن ابراهيم عن علقمة بن قيس عن عبد الله بن مسعود قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة

(1)

.

أخبرنا أبو الفضائل عبد الرزاق بن عبد الوهاب بن علي بن سكينة، وأبو اسحاق ابراهيم بن عثمان بن يوسف البغداديان-قدما علينا حلب-قالا أخبرنا أبو الفتح محمد بن عبد الباقي بن البطي قال: أخبرنا أبو محمد رزق الله بن عبد الوهاب بن عبد العزيز قال: أخبرنا أبو الحسين بن بشران قال: حدثنا أبو جعفر محمد بن عمرو بن البختري قال: حدثنا ابراهيم بن عبد الرحيم بن عمر قال: حدثنا فيض بن وثيق قال: حدثنا عثمان بن مطر قال: حدثنا ثابت عن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة.

أخبرنا الشيخ الصالح أبو الحسن محمد بن محمد بن يحيى بن حكيم الحلبي بها، قال: أخبرنا أبو الفرج يحيى بن ياقوت بن عبد الله الفراش قال: أخبرنا أبو القاسم اسماعيل بن أحمد بن عمر السمرقندي الحافظ قال: أخبرنا أبو الحسين ابن النقور قال: حدثنا (42 - ظ) القاضي أبو عبد الله الحسين بن اسماعيل الضبي قال: حدثنا أبو الحسين عبد الله بن محمد بن شاذان قال: حدثنا محمد بن سهل ابن الحسن قال: حدثنا محمد بن حسان قال: حدثنا عبد الله بن الأشرس قال:

حدثنا علي بن موسى الرضا عن أبيه عن جده عن أبي جده محمد بن علي عن أبيه عن جده عن علي بن أبي طالب عليه السلام أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أخذ

(1)

- المعرفة والتاريخ:2/ 644.

ص: 2578

بيد الحسن والحسين فقال: من أحبني وأحب هذين وأبا هما وأمهما كان معي في الجنة، المرء مع من أحب، المرء مع من أحب، المرء مع من أحب

(1)

.

أخبرنا أبو محمد عبد العزيز بن الحسين بن هلالة الأندلسي قال: أخبرنا أسعد ابن سعيد بن روح قال: أخبرتنا فاطمة بنت عبد الله الجوزجانية قال: أخبرنا أبو بكر بن ريذة قال: أخبرنا أبو القاسم سليمان بن أحمد الطبراني قال: حدثنا محمد ابن محمد بن خلاد الباهلي البصري قال. حدثنا نصر بن علي الجهضمي قال: حدثنا علي بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي عن أخيه موسى بن جعفر عن أبيه جعفر بن محمد عن أبيه محمد بن علي عن علي بن الحسين عن أبيه عن علي بن أبي طالب أن النبي صلى الله عليه وسلم أخذ بيد الحسن والحسين فقال: من أحب هذين وأباهما وأمهما فإنه معي في درجتي يوم القيامة. قال الطبراني: لم يروه عن موسى ابن جعفر إلاّ أخوه علي بن جعفر، تفرد به نصر بن علي

(2)

.

قلت: وقد رواه علي بن موسى الرضا رضي الله عنه عن موسى بن جعفر كما أوردناه قبله (43 - و).

أخبرنا أبو عبد الله محمد بن أبي القاسم بن محمد بن تيمية الحراني، خطيبها بها، وأبو محمد عبد اللطيف بن يوسف بن علي البغدادي، وأبو اسحاق ابراهيم ابن عثمان بن يوسف، بحلب، قالوا: أخبرنا أبو الفتح محمد بن عبد الباقي بن البطي قال: أخبرنا أبو بكر أحمد بن عمر بن أبي الأشعث السمرقندي قال: أخبرنا أبو عبد الله الحسين بن محمد بن أحمد الحلبي قال: حدثنا أبو عبد الله أحمد بن عطاء الروذباري قال: حدثني علي بن محمد بن عبيد قال: حدثنا جعفر بن أبي عثمان الطيالسي قال: حدثنا يحيى بن معين قال: حدثنا أبو عبيدة عبد الواحد ابن واصل قال: حدثنا طريف بن عيسى قال: حدثني يوسف بن عبد الحميد قال:

قال لي ثوبان مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: أجلس رسول الله صلى الله عليه وسلم الحسن والحسين على فخذيه، وفاطمة في حجره واعتنق عليا، ثم قال: اللهم هؤلاء أهل بيتي

(3)

.

(1)

-انظر في كنز العمال:25552،9/ 24684.

(2)

-المعجم الصغير:2/ 70 - 71.

(3)

-انظره في كنز العمال:13/ 36496.

ص: 2579

أخبرنا الشريف أبو حامد محمد بن عبد الله بن علي الحسيني قال: أخبرنا عمي أبو المكارم حمزة بن علي بن زهرة الحسيني قال: أخبرنا أبو الحسن علي بن عبد الله بن محمد بن أبي جرادة قال: أخبرنا أبو الفتح عبد الله بن اسماعيل بن الجلي قال: حدثنا أبو الحسن بن الطيوري الحلبي قال: حدثنا أبو القاسم عبد الرحمن بن منصور بن سهل قال حدثنا أبو يعقوب الوراق قال: حدثنا محمود بن غيلان قال: حدثنا أبو أحمد قال: حدثنا سفيان عن زبيد عن شهر بن حوشب عن أم سلمة أن النبي صلى الله عليه وسلم جلل عليا والحسن والحسين وفاطمة كساء وقال: هؤلاء أهل (43 - ظ) بيتي وخامتي، اللهم أذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا، قالت أم سلمة: وأنا معهم يا رسول الله؟ قال: انك الى خير

(1)

.

أخبرنا أبو اليمن زيد بن الحسن بن زيد الكندي قال: أخبرنا أبو القاسم هبة الله بن أحمد بن عمر الحريري قال: أخبرنا أبو طالب العشاري قال: حدثنا أبو الحسين محمد بن أحمد بن اسماعيل بن سمعون-إملاء-قال: حدثنا أبو بكر محمد ابن جعفر الصيرفي قال: حدثنا أبو اسامة الكلبي قال: حدثنا علي بن ثابت قال:

حدثنا أسباط بن نصر عن السدي عن بلال بن مرداس عن شهر بن حوشب عن أم سلمة قالت: جاءت فاطمة الى رسول الله صلى الله عليه وسلم بخزيرة

(2)

فوضعتها بين يديه، فقال: ادعي زوجك وابنيك، فدعتهم وطمعوا وعليهم كساء خيبري، فجمع الكساء عليهم ثم قال: هؤلاء أهل بيتي وخامتي فأذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا قالت أم سلمة: فقلت يا رسول الله ألست من أهل البيت؟ قال: انك على خير والى خير

(3)

.

قال: وحدثنا محمد قال: حدثنا أبو أسامة قال: حدثنا علي بن ثابت عن أبي اسرائيل عن زبيد عن شهر عن أم سلمة مثل ذلك.

أخبرنا أبو محمد بن الحسين الأندلسي قال: أخبرنا أسعد بن أبي سعيد

(1)

- انظر تاريخ ابن عساكر-ترجمة الحسين-:66.

(2)

-الخزيرة لحم يقطع صغارا ويصب عليه ماء كثير فاذا نضج ذر عليه الدقيق. النهاية لابن الاثير.

(3)

- ابن عساكر-ترجمة الحسين-:62.

ص: 2580

الأصبهاني قال: أخبرتنا فاطمة بنت عبد الله قالت: أخبرنا أبو بكر بن ريذة قال:

أخبرنا أبو القاسم الطبراني قال: حدثنا أحمد بن مجاهد الأصبهاني قال: حدثنا عبد الله بن عمر بن أبان قال: حدثنا زافر بن سليمان عن طعمة بن عمرو (24 - و) الجعفري عن أبي الجحاف داود بن أبي عوف عن شهر بن حوشب قال: أتيت أم سلمة أعزيها على الحسين بن علي فقالت: دخل عليّ رسول الله صلى الله عليه وسلم فجلس على منامة لنا فجاءته فاطمة رضوان الله عليها بشيء فوضعته، فقال ادع لي حسنا وحسينا وابن عمك عليا، فلما اجتمعوا عنده قال: اللهم هؤلاء خامتي وأهل البيت فأذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا. قال الطبراني لم يروه عن طعمه إلاّ زافر تفرد به عبد الله بن عمر بن مشكدانة.

(1)

.

أخبرنا عتيق بن أبي الفضل السلماني-قراءه عليه وأنا أسمع-بدمشق قال: أخبرنا الحافظ أبو القاسم علي بن الحسن، ح.

وحدثنا أبو الحسن محمد بن أحمد بن علي-قراءة علينا من لفظه-قال:

أنبأنا أبو المعالي عبد الله بن عبد الرحمن بن صابر قالا: أخبرنا الشريف النسيب أبو القاسم علي بن ابراهيم الحسيني قال: أخبرنا أبو الحسن رشاء بن نظيف قال:

أخبرنا الحسن بن اسماعيل الضراب قال: أخبرنا أحمد بن مروان قال: حدثنا أبو يوسف القلوسي قال: حدثنا سلمان بن داود قال: حدثنا عمار بن محمد قال:

حدثني سفيان الثوري عن أبي الجحاف عن أبي سعيد قال: نزلت «انما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت

(2)

» في خمسة، في رسول الله صلى الله عليه وسلم وعليّ وفاطمة والحسن والحسين.

(3)

.

أخبرنا أبو حامد محمد بن عبد الله الاسحاقي الحلبي بها، قال: أخبرنا عمي أبو المكارم حمزة بن علي الحلبي بها قال: أخبرنا (44 - ظ) أبو الحسن علي بن عبد الله بن أبي جراده الحلبي بها، قال: حدثني أبو الفتح عبد الله بن اسماعيل بن الجلى الحلبي بها قال: حدثنا أبو الحسن بن الطيوري الحلبي بها قال: حدثنا أبو

(1)

-المعجم:1/ 65.

(2)

- سورة الاحزاب-الآية:33.

(3)

- تاريخ ابن عساكر-ترجمة الحسين-:75.

ص: 2581

القاسم بن منصور قال: حدثنا عمر بن سنان قال: حدثنا أبو عبد الغني الحسن بن علي الأهوازي قال: حدثنا عبد الرزاق عن أبيه عن ميناء بن ميناء مولى عبد الرحمن ابن عوف أنه قال: ألا تسألون قبل ان تشاب الأحاديث بالأباطيل قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أنا شجرة وفاطمة أصلها وفرعها، وعلي لقاحها والحسن والحسين ثمرها وشيعتنا ورقها، والشجرة وأصلها في عدن، والأصل والفرع واللقاح والورق والثمرة في الجنة.

(1)

.

أنبأنا عمر بن محمد بن طبرزد قال: أخبرنا أبو بكر بن عبد الباقي-اذنا ان لم يكن سماعا-قال: حدثنا أبو محمد الجوهري-املاء-قال: أخبرنا أبو بكر بن مالك القطيعي قال: حدثنا عبد الله بن أحمد قال: حدثنا عفان قال: حدثنا وهيب قال: حدثنا عبد الله بن عثمان بن خثيم عن سعد بن أبي راشد عن يعلى العامري أنه خرج مع رسول الله صلى الله عليه وسلم الى طعام دعوا له، قال:

فاستمثل رسول الله صلى الله عليه وسلم. قال عفان: قال وهيب: فاستقبل رسول الله صلى الله عليه وسلم أمام القوم وحسين مع غلمان يلعب فأراد رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يأخذه. قال: فطفق الصبي يفرّ هاهنا مرة وهاهنا مرة، فجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم يضاحكه حتى أخذه (45 - و) قال: فوضع احدى يديه تحت قفاه والأخرى تحت ذقنه فوضع فاه على فيه فقبله، وقال: حسين مني وأنا من حسين، أحب الله من أحب حسينا، حسين سبط من الأسباط

(2)

. أخبرنا أبو الحسن المبارك بن أبي بكر محمد بن مزيد الخواص، وأبو الفتوح نصر بن أبي الفرج الحصري البغداديان بها قالا: أخبرنا أبو محمد عبد الغنى بن الحسين بن أحمد الهمذاني قال: أخبرنا أبو الفرج سعيد بن أبي الرجاء الصيرفي قال: أخبرنا أبو العباس أحمد بن النعمان قال: أخبرنا أبو بكر بن المقتدي قال: أخبرنا أبو محمد اسحاق بن أحمد بن شافع الخزاعي قال: حدثنا أبو عبد الله محمد بن يحيى العدني قال حدثنا يوسف بن خالد عن ابن خثيم عن سعد بن راشد الحمصي عن يعلى بن مرّة أن حسين بن علي أقبل فأراد النبي صلى الله عليه وسلم أن يأخذه

(1)

- تاريخ ابن عساكر-ترجمة الحسين-:123 - 124.

(2)

- تاريخ ابن عساكر-ترجمة الحسين-79 - 80.

ص: 2582

ولاوذه النبي صلى الله عليه وسلم حتى أخذه فوضع احدى يديه تحت ذقنه والأخرى على فأس رأسه، ثم قبله، ثم قال: اللهم أحب حسينا، اللهم أحب من يحب حسين، حسين سبط من الأسباط.

أخبرنا أبو علي حسن بن أحمد بن يوسف الأوقي، بالمسجد الأقصى، قال:

أخبرنا أبو طاهر أحمد بن محمد بن ابراهيم الحافظ قال: أخبرنا أبو بكر أحمد بن علي بن الحسين بن زكريا، ح.

وأخبرنا أبو اسحاق ابراهيم بن عثمان بن يوسف الكاشغري-قدم علينا حلب-قال: أخبرنا أبو المظفر أحمد بن محمد بن علي بن صالح الكاغدي وأبو الفتح محمد بن عبد الباقي بن أحمد بن سلمان. قال أبو المظفر: أخبرنا أبو بكر أحمد بن علي بن الحسين بن زكريا، وقال أبو الفتح: أخبرنا أبو الفضل أحمد بن الحسن بن خيرون قالا: أخبرنا أبو علي الحسن بن أحمد بن ابراهيم بن شاذان قال: أخبرنا أبو محمد عبد الله بن جعفر بن درستويه قال: أخبرنا أبو يوسف يعقوب بن سفيان الفسوي قال: حدثنا محمد بن عبد الله بن نمير قال: حدثنا أبي، قال حدثنا ربيع بن سعد عن عبد الرحمن بن سابط قال: كنت مع جابر، فدخل حسين بن علي رضي الله عنهما، فقال جابر: من سره أن ينظر الى رجل من أهل الجنة فلينظر الى هذا، فأشهد لسمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقوله

(1)

.

أخبرنا عتيق بن أبي الفضل السلماني قال: أخبرنا أبو القاسم علي بن الحسن الحافظ، ح.

وحدثنا أبو الحسن محمد بن أحمد بن علي قال: (45 - ظ) أنبأنا أبو المعالي ابن صابر قالا: أخبرنا الشريف أبو القاسم النسيب قال: أخبرنا رشاء بن نظيف قال: أخبرنا الحسن بن اسماعيل قال: أخبرنا أبو بكر أحمد بن مروان المالكي قال: حدثنا محمد بن غالب قال: حدثنا زكريا بن عدي قال: حدثنا ابن نمير عن الربيع بن سعد الجعفي عن ابن سابط عن جابر قال: دخل حسين بن علي المسجد

(1)

-لم أقف على هذا الخبر في كتاب المعرفة والتاريخ المطبوع.

ص: 2583

من باب بني فلان، فقال جابر: من سره أن ينظر الى رجل الجنة

(1)

، فلينظر الى هذا، سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقوله.

أخبرنا أبو الحجاج يوسف بن خليل قال: أخبرنا أبو القاسم بن بوش قال:

أخبرنا أبو العز بن كادش قال: أخبرنا أبو علي محمد بن الحسين الجازري قال:

أخبرنا أبو الفرج المعافى بن زكريا قال: حدثنا محمد بن يحيى الصولي قال: حدثنا الغلابي قال: حدثنا ابن عائشة قال: حدثنا حسن بن حسين الفزاري قال: حدثنا قطري الحساب عن مدرك بن عمارة قال: رأيت ابن عباس آخذا بركاب الحسن والحسين، فقيل له: أتأخذ بركابيهما وأنت أسنّ منهما؟ فقال: ان هذين ابنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، أو ليس من سعادتي أن أخذ بركابيهما.

(2)

.

أخبرنا أبو الفضل مرجا بن أبي الحسن بن هبة الله بن غزال التاجر الواسطي قال: أخبرنا العدل أبو طالب محمد بن علي بن أحمد بن الكتاني قال: أخبرنا أبو الفضل محمد بن أحمد بن عبد الله العجمي-قراءة عليه-قال أخبرنا أبو الحسن محمد بن محمد بن مخلد البزاز-قراءة عليه-قال: أخبرنا أبو الحسن علي بن الحسن الصلحي (46 - ) قال: أخبرنا أبو بكر محمد بن عثمان بن سمعان قال:

حدثنا أبو الحسن أسلم بن سهل بحشل قال: حدثنا سعد بن وهب قال: حدثنا حماد ابن زيد عن يحيى بن سعد عن عبيد بن حنين قال: حدثني الحسين بن علي رضوان الله عليه قال: أتيت عمر بن الخطاب رضوان الله عليه وهو على المنبر، فقلت: انزل عن منبر أبي فاذهب الى منبر أبيك، فقال عمر رضوان الله عليه: أن أبي لم يكن له منبر، ثم أخذني فاجلسني معه، فلما نزل نزل بي معه الى منزله فقال يا بني اجعل تغشانا اجعل تأتينا، فجئت يوما وهو خال بمعاوية رضي الله عنه، فجاء عبد الله ابن عمر فلم يؤذن له، فرجع فرجعت فلقيني، فقال: مالي لم أرك؟ فقلت: قد جئت وكنت خاليا بمعاوية وابن عمر على الباب فرجع ورجعت، فقال: أنت أحق بالاذن من ابن عمر انما أنبت ما ترى في رأسي من الشعر الله ثم أنتم

(3)

.

(1)

- في ابن عساكر-ترجمة الحسين-58 «رجل من أهل الجنة» .

(2)

-الجليس الصالح:2/ 218.

(3)

- تاريخ واسط:203.

ص: 2584

أخبرنا أبو علي حسن بن أحمد بن يوسف، اذنا عن أبي طاهر السلفي قال:

أخبرنا ثابت بن بندار قال: أخبرنا الحسين بن جعفر قال: أخبرنا الوليد بن بكر قال: حدثنا علي بن أحمد بن زكريا قال: حدثنا أبو مسلم صالح بن أحمد بن عبد الله العجلي قال: حدثني أبي أحمد قال: حدثنا سليمان بن حرب قال: حدثنا حماد ابن زيد عن يحيى بن سعيد عن عبيد بن حنين عن حسين بن علي قال: صعدت الى عمر رضي الله عنه وهو على المنبر فقلت: انزل عن منبر أبي، واذهب الى منبر أبيك، فقال: من علمك هذا؟ قلت: ما علمنيه أحد، قال منبر أبيك والله منبر أبيك، والله هل أنبت على رؤوسنا الشعر إلا أنتم، جعلت تأتينا، جعلت تغشانا

(1)

(46 - ظ).

أخبرنا أبو الفضل المرجا بن أبي الحسن بن هبة الله بن غزال قال: أخبرنا أبو طالب محمد بن علي بن أحمد الكتاني قال: أخبرنا محمد بن أحمد بن عبد الله العجمي قال: أخبرنا الحافظ أبو الحسن محمد بن محمد بن محمد بن مخلد قال: أخبرنا أبو الحسن علي بن الحسن بن علي قال: أخبرنا أبو بكر محمد بن عثمان بن سمعان قال: أخبرنا أبو الحسن أسلم بن سهل بن أسلم بحشل قال: حدثنا محمد بن عبد الله ابن سعيد قال: حدثنا أبي قال: حدثنا الحسن بن عماره عن زياد الحارثي قال:

سمعت الحسين بن علي رضوان الله عليه يقول: من أتى مسجدا لا يأتيه إلا لله تعالى فذاك ضيف الله تعالى حتى يخرج منه

(2)

(50 - و).

أخبرنا أبو علي الحسن بن أحمد بن يوسف-بالبيت القدس-قال: أخبرنا الحافظ أبو طاهر أحمد بن محمد بن أحمد السلفي قال: أخبرنا أبو عبد الله القاسم ابن الفضل بن أحمد الثقفي قال: حدثنا أبو عبد الله محمد بن ابراهيم الجرجاني قال: حدثنا أبو علي الحسين بن عبد الله العسكري قال: حدثنا محمد بن زكريا الغلابي قال: حدثنا العباس بن بكار قال: حدثنا أبو بكر الهذلي (47 - و) عن عكرمة عن ابن عباس أنه بينما هو يحدث الناس إذ قام اليه نافع بن الأزرق فقال له:

(1)

-الثقات للعقيلي:119 - 120.

(2)

-ليس في تاريخ واسط المطبوع. وورد هذا الخبر في آخر الجزء بعد أربع ورقات من الخبر الوارد من قبل، وكان المصنف قد كتب يطلب نقل هذا الخبر من هنا ونقل خبر من (47 - و) ليحل محله.

ص: 2585

يا بن عباس تفتي الناس في النملة والقمله صف لي إلهك الذي تعبد، فأطرق ابن عباس اعظاما لقوله، وكان الحسين بن علي بن أبي طالب رضي الله عنهما جالسا ناحية، فقال: إلي يا بن الأزرق، قال: لست إياك أسأل، قال ابن عباس: يا بن الأزرق إنه من أهل بيت النبوة وهم ورثة العلم، فأقبل نافع نحو الحسين فقال له الحسين:

يا نافع إنه من وضع دينه على القياس لم يزل الدهر في الالتباس سائلا ناكبا عن المنهاج، طاعنا بالاعوجاج، ضالا عن السبيل قائلا غير الجميل، يا بن الأزرق:

أصف إلهى بما وصف به نفسه، أعرفه بما عرف به نفسه، لا يدرك بالحواس، ولا يقاس بالناس، قريب غير ملتصق، وبعيد غير منتقص، يوجد ولا يبعض، معروف بالآيات، موصوف بالعلامات، لا إله إلا هو الكبير المتعال، فبكى ابن الأزرق، وقال: يا حسين ما أحسن كلامك، قال له الحسين: بلغني أنك تشهد على أبي وعلى أخي بالكفر وعليّ؟ قال ابن الأزرق: أما والله يا حسين لئن كان ذاك لقد كنتم منار الاسلام، ونجوم الأحكام، فقال الحسين: إنى سائلك عن مسألة، فقال:

سل، فسأله عن هذه الآية: «وأما الجدار فكان لغلامين يتيمين في المدينة

(1)

» يا بن الأزرق من حفظ في الغلامين؟ قال ابن الأزرق: أبوهما، قال الحسين فأبوهما خير أم رسول الله (47 - و) صلى الله عليه وسلم؟ قال ابن الأزرق: قد أنبأنا الله أنكم قوم خصمون

(2)

.

أنبأنا القاضي أبو نصر محمد بن هبة الله الشيرازي قال أخبرنا الحافظ أبو القاسم علي بن الحسن قال: أخبرنا خالي أبو المعالي محمد بن يحيى القاضي قال:

أخبرنا سهل بن بشر الأسفراييني قال: أخبرنا محمد بن الحسين بن أحمد بن السري قال: أخبرنا الحسن بن رشيق قال: حدثنا يموت بن المزرع قال: حدثنا محمد بن الصباح السماك قال: حدثنا بشر بن طابخة عن رجل من همدان قال: خطبنا الحسين ابن علي غداء اليوم الذي استشهد فيه فحمد الله وأثنى عليه، ثم قال: عباد الله اتقوا الله وكونوا من الدنيا على حذر، فإن الدنيا لو بقيت لاحد وبقي عليها أحد، كانت الانبياء أحق بالبقاء، وأولى بالرضا وأرضى بالقضاء، غير أن الله تعالى خلق

(1)

- سورة الكهف-الآية:81.

(2)

- انظر تاريخ ابن عساكر-ترجمة الحسين-:157 - 158.

ص: 2586

الدنيا للبلاء، وخلق أهلها للفناء فجديدها بال ونعيمها مضمحل، وسرورها مكفهر، والمنزل بلغة والدار قلعه، «فتزودوا فإن خير الزاد التقوى» «واتقوا الله لعلكم تفلحون»

(1)

.

أخبرنا عمر بن محمد المكتب-فيما أذن لنا في روايته عنه-قال: أخبرنا أبو السعود أحمد بن محمد بن المجلي-إجازة إن لم أكن سمعته منه-قال: أخبرنا محمد بن محمد بن أحمد قال: حدثنا عبد الله بن علي بن أيوب قال: أخبرنا أبو بكر أحمد بن محمد بن الجراح قال: أخبرنا أبو بكر بن دريد قال: لما استكف الناس الحسين ركب فرسه، ثم استنصت الناس

(2)

فأنصتوا له، فحمد الله وأثنى عليه وصلى على النبي صلى الله عليه وسلم ثم قال: تبا لكم (48 - و) أيتها الجماعة وبرحا أحين استصرختمونا ولهين، فأصرخناكم موجعين شحذتم علينا سيفا كان في أيماننا، وحششتم علينا نارا اقتدحناها على عدوكم وعدونا، فأصبحتم إلبا على أوليائكم، ويدا عليهم لأعدائكم بغير عدل رأيتموه وتره

(3)

فيكم، ولا أصل أصبح لكم فيهم، ومن غير حدث كان منا، ولا رأي يقبل فينا، فهلا لكم الويلات إذ كرهتموها تركتمونا والسيف مشيم

(4)

، والجاش ضامن والرأي لم يستخف، ولكن استضرعتم الينا نظيرة الدبا

(5)

، وتداعيتم الينا كتداعي الفراش قيحا وحكة وهلوعا وذلة لطواغيت الامة، وشذاذ الأحزاب، ونبذة الكتاب، وعصبة الآثام، وبقية الشيطان ومحرافي الكلام ومطفي السنن وملحقي العهرة بالنسب

(6)

، وأسف المؤمنين، ومزاح المستهزئين «الذين جعلوا القرآن عضين»

(7)

«لبئسما قدمت لهم أنفسهم أن سخط الله عليهم وفي العذاب هم خالدون

(8)

فهؤلاء يعضدون وعما

(1)

- سورة البقرة الآية:197. سورة البقرة الآية:189. تاريخ ابن عساكر -ترجمة الحسين:215.

(2)

-كان ذلك قبيل مقتله في كربلاء.

(3)

-التره: النقص والاباطيل. النهاية لابن الاثير.

(4)

-أي مغمد. النهاية لابن الاثير.

(5)

-الدبا: الجراد قبل أن يطير. النهاية لابن الاثير، وفي روايات الاخرى «كطيرة الدبا» وهو أفضل.

(6)

-في هذا إشارة الى استلحاق معاوية زياد بن أبيه بنسبه.

(7)

- سورة الحجر-الآية:91.

(8)

- سورة المائدة-الآية:80.

ص: 2587

يتخاذلون، أجل والله الخذل فيكم معروف، وشجت عليه عروقكم واستازرت عليه أصولكم بأفرعكم فكنتم أخبث ثمرة شجرة للناس، وأكلة لغاصب، الافلعنة الله على الناكثين الذين ينقضون الأيمان بعد توكيدها، وقد جعلوا الله عليهم كفيلا، ألا وإن البغي قد ركن بين اثنين، بين: المسألة والذلة وهيهات منا الدنية، ابى الله ذلك ورسوله والمؤمنون، وحجور طابت، وظهور طهرت، وأنوف حمية ونفوس أبيه (48 - ظ) تؤثر مصارع الكرام على ظئار

(1)

اللئام، ألا وإني زاحف بهذه الأسرة على قل العدد، وكثرة العدو وخذلة الناصر.

فإن نهزم فهزامون قدما

وإن نهزم فغير مهزمينا

وما إن طبنا جبن ولكن

منا يانا وطعمه آخرينا

ألا ثم لا تلبثوا إلا ريث ما يركب فرس تدار بكم دور الرحا، ويغلق بكم فلق المحور عهدا عهده إليّ أبي عن أبي فأجمعوا أمركم وشركاءكم، ثم لا يكن أمركم عليكم غمة، ثم اقضوا إلي ولا تنظرون الآية والآية الأخرى

(2)

.

أخبرنا أبو حفص عمر بن محمد بن معمر بن طبرزد البغدادي بحلب قال:

أخبرنا أبو القاسم اسماعيل بن أحمد بن عمر السمرقندي قال: أخبرنا الشيخان أبو القاسم علي بن أحمد بن محمد بن البسري، وأبو الحسن علي بن محمد بن الخطيب الأنباري، ح.

وأخبرنا أبو محمد عبد الرحمن بن ابراهيم بن أحمد بن عبد الرحمن المقدسي بنابلس، وأبو محمد عبد الله بن أحمد بن محمد بن أحمد بن قدامة وأبو اسحاق ابراهيم بن عبد الله بن علي بن سرور المقدسيان بدمشق، وأبو بكر محمد بن عمر بن يوسف بن محمد بن بهروز البغدادي بمعرة النعمان، وأبو عبد الله محمد بن ابراهيم ابن مسلم بن سلمان الإربلي بحلب، قالوا: أخبرتنا شهدة بنت أحمد بن الفرج الآبري الكاتبة قالت: أخبرنا أبو الفوارس طراد بن محمد بن علي الزينبي قالوا:

(1)

-الظئر المرضعه، ويراد به هنا العطف-النهاية لابن الاثير.

(2)

-انظر الخبر نفسه في تاريخ ابن عساكر-ترجمة الحسين-:216 - 218 مع عدد كبير من التصحيفات.

ص: 2588

أخبرنا أبو الحسين علي بن محمد بن عبد الله بن بشران العدل، قال: أخبرنا أبو علي الحسين بن صفوان البردعي قال: حدثنا عبد الله بن محمد بن أبي الدنيا (49 - و) قال: حدثنا محمد بن عباد بن موسى عن محمد بن مسعر اليربوعي قال: قال علي بن ابي طالب رضى الله عنه للحسين بن علي رضي الله عنه: كم بين الإيمان واليقين؟ قال: أربع أصابع، قال: بيّن، قال: اليقين ما رأته عينك، والإيمان ما سمعت أذنك وصدقت به، قال: أشهد أنك ممن أنت منه ذرية بعضها من بعض.

أخبرنا أبو الحسن محمد بن محمد بن يحيى بن حكيم قال: أخبرنا أبو الفرج يحيى بن ياقوت بن عبد الله قال: أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي قال: أخبرنا أبو الحسين بن النقور قال: أخبرنا أبو عبد الله الحسين بن اسماعيل الضبي قال:

وجدت في كتاب والدي رحمه الله. حدثني أبو الحسن علي بن جعفر بن زيد، من ولد عقيل بن أبي طالب، قال: قيل للحسين بن علي عليه السلام: كيف أصبحت يا بن رسول الله؟ قال: أصبحت كثير الذنوب قبيح العيوب، فلا أدري أيهما أشكر أقبيح ما يستر، أم عظيم ما يغفر.

قال أبو عبد الله وفيه-يعني كتاب والده-حدثنا أبو بكر يوسف بن يعقوب الواسطي قال: حدثني أحمد بن أبي القاسم عن أبيه قال: كتب اخ للحسين بن علي عليه السلام الى الحسين كتابا يستبطئه في مكاتبته قال: فكتب إليه الحسين: يا أخي ليس تأكيد المودة بكثرة المزاورة، ولا بمواترة المكاتبة ولكنها في القلب ثابتة وعند النوازل موجودة وقد قال في ذلك أوس بن حجر.

وليس اخوك الدائم الوصل بالذي

يذمك إن ولى ويرضيك مقبلا

(49 - ظ)

ولكنه النائي إذا كنت آمنا

وصاحبك الأدنى إذا الأمر أعضلا

(1)

أخبرنا أبو الفضل بن أبي الحسن التاجر قال: أخبرنا محمد بن علي الكتاني قال: أخبرنا أبو الفضل بن أحمد قال: أخبرنا أبو الحسن بن مخلد قال: أخبرنا أبو

(1)

-شعراء النصرانيه للويس شيخو:496.

ص: 2589

الحسن بن الحسن قال: أخبرنا أبو بكر بن عثمان الحافظ قال: حدثنا أبو الحسن بحشل الرزاز قال: حدثنا محمد بن عبد الله بن سعيد قال: حدثنا أبي قال: حدثنا الحسن بن عمارة عن زياد الحارثي قال: أبو الحسن-وهو-زياد بن شابور عم بقية بن عبيد-قال: سمعت الحسين بن علي رضوان الله عليه يقول: من أتى مسجدا لا يأتيه إلا لله تعالى، فذاك ضيف الله تعالى حتى يخرج منه

(1)

.

أخبرنا أبو جعفر يحيى بن جعفر بن عبد الله الصوفي قال: أخبرنا أبو العز محمد بن المختار قال: أخبرنا أبو علي بن المذهب قال: أخبرنا أبو بكر محمد بن جعفر القطيعي قال: حدثنا أبو عبد الرحمن بن أحمد قال: حدثني أبو جعفر محمد بن الحسين بن ابراهيم بن اشكاب قال: حدثنا جعفر بن عون قال مسعر: أخبرناه قال:

مر حسين بن علي عليه السلام على مساكين، فجلس إليهم ثم قال: «إنه لا يحب المستكبرين

(2)

».

(1)

-لم يروه بحشل في تاريخ واسط المطبوع.

(2)

- سورة النحل-الآية:23.

ص: 2590

بسم الله الرحمن الرحيم

وبه توفيقي

أخبرنا عتيق بن أبي الفضل السلماني قال: أخبرنا الحافظ أبو القاسم علي بن الحسن، ح.

وحدثنا أبو الحسن محمد بن أحمد قال: أنبأنا أبو المعالي بن صابر. قالا:

أخبرنا أبو القاسم علي بن ابراهيم العلوي قال: أخبرنا رشاء بن نظيف قال: أخبرنا الحسن بن اسماعيل الضراب قال: أخبرنا أحمد بن مروان المالكي قال: حدثنا محمد ابن يونس قال: حدثنا الأصمعي عن ابن عون قال: كتب الحسن الى الحسين يعيب عليه اعطاء الشعراء، قال: فكتب إليه: إن خير المال ما وقى العرض

(1)

.

أخبرنا أبو القاسم عبد الصمد بن محمد القاضي قال: أخبرنا أبو الحسن علي ابن أحمد الفقيه قال: أخبرنا أبو الحسن بن أبي الحديد قال: أخبرنا جدي أبو بكر ابن أبي الحديد قال: أخبرنا أبو بكر الخرائطي قال: سمعت عمر بن شبه يقول:

سمعت أبا الحسن المدائني يقول: جرى بين الحسن بن علي وأخيه الحسين كلام حتى تهاجرا، فلما أتى على الحسن ثلاثة أيام تأثم من هجر أخيه فأقبل الى الحسين وهو جالس فأكب على رأسه فقبله، فلما جلس الحسن قال له الحسين: إن الذي منعني ابتدائك والقيام إليك أنك أحق بالفضل مني، فكرهت أن أنازعك ما أنت أحق به

(2)

.

أنبأنا عمر بن طبرزد قال: أنبأنا أبو غالب بن البناء عن أبي محمد الجوهري قال:

أخبرنا أبو عمر بن حيويه قال أخبرنا أحمد بن معروف قال: حدثنا الحسين بن الفهم

(1)

- ابن عساكر-ترجمة الحسين-:153.

(2)

- انظر ابن عساكر-ترجمة الحسين-1152.

ص: 2591

قال: حدثنا محمد بن سعد قال: أخبرنا محمد بن عمر قال: حدثني عبد الله بن جعفر عن ابن عون قال: لما خرج الحسين بن علي من المدينة يريد مكة مر بابن مطيع وهو يحفر بئره، فقال له: أين فداك (50 - و) أبي وأمي؟ قال: أردت مكة، قال: وذكر أنه كتب إليه شيعته بها، فقال له ابن مطيع: إن بئري هذا قد رشحتها، وهذا اليوم أوان ما خرج إلينا في الدلو شيء من ماء، فلو دعوت الله لنا فيها بالبركة قال: هات من مائها، فأتي من مائها في الدلو، فشرب منه ثم تمضمض، ثم رده في البئر، فأعذب وأمهى

(1)

.

أنبأنا أبو نصر محمد بن هبة الله بن الشيرازي قال: أخبرنا أبو القاسم علي ابن الحسن الحافظ قال: أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي قال: أخبرنا أبو محمد الشيرازي قال: أخبرنا أبو عمر الخزاز قال: أخبرنا أبو الحسن الخشاب قال:

أخبرنا الحسين بن محمد قال: حدثنا محمد بن سعد قال: أخبرنا علي بن محمد عن أبي الأسود العبدي عن الأسود بن قيس العبدي قال: قيل لمحمد بن بشير الحضرمي قد أسر ابنك بثغر الري، قال: عند الله أحتسبه ونفسي ما كنت أحب أن يؤسر، ولا أن أبقى بعده، فسمع قوله الحسين فقال له: رحمك الله أنت في حل من بيعتي فاعمل في فكاك ابنك، قال: أكلتني السباع حيا ان فارقتك، قال: فأعط ابنك هذه الاثواب البرود يستعين بها في فداء أخيه، فأعطاه خمسة أثواب، قيمتها ألف دينار

(2)

أنبأنا أبو نصر قال: أخبرنا الحافظ أبو القاسم قال: أخبرنا أبو البركات محفوظ بن الحسن بن محمد بن صصري قال: أخبرنا أبو القاسم نصر بن أحمد الهمذاني قال: أخبرنا رشاء بن نظيف المقرئ-اجازة-قال: حدثني القاضي أبو الحسن علي بن محمد بن اسحاق بن يزيد الحلبي قال: (50 - ظ) حدثنا أبو الحسن أحمد بن عبد الله الناقد قال: حدثني أبو القاسم مسعود-يعني-ابن عبد الله قال حدثني حميد بن ابراهيم المعافري قال: سمعت عبد الله بن عبد الله المديني،

(1)

-أمهى السمن والشراب: أكثر ماءه. القاموس. وانظر طبقات ابن سعد: 5/ 144. ابن عساكر-ترجمة الحسين-155.

(2)

- تاريخ ابن عساكر-ترجمة الحسين-:154.

ص: 2592

يذكر عن أبيه عن جده، وكان مولى للحسين بن علي بن أبي طالب أن سائلا خرج ذات ليلة يتخطى، ح.

قال الحافظ أبو القاسم: وأخبرنا أبو القاسم بن السوسي قال: أخبرنا أبو أحمد بن علي بن الفرات-قراءة عليه-قال: أخبرنا أبي-إجازة-قال: أخبرنا أبو القاسم عبد الجبار بن أحمد بن عمر بن الحسن الطرسوسي-بمصر-قال:

أخبرنا أبو محمد الحسن بن ابراهيم الليثي الشافعي قال: حدثنا محمد بن أحمد قال: حدثنا هرون بن محمد قال: حدثنا قعنب بن المحرز قال: حدثنا الاصمعي عن أبي عمرو بن العلاء عن الذيال بن حرملة قال: خرج سائل يتخطى أزمة

(1)

المدينة حتى أتى باب الحسين بن علي فقرع الباب وأنشأ يقول:

لم يخب اليوم من رجاك ومن

حرك من خلف بابك الحلقة

وأنت جود وأنت معدنه

أبوك ما كان قاتل الفسقة

(2)

قال: وكان الحسين بن علي واقفا يصلي فخفف من صلاته، وخرج الى الاعرابي فرأى عليه أثر ضر وفاقة فرجع ونادى بقنبر فأجابه: لبيك يا بن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: ما تبقى معك من نفقتنا؟ قال: مائتا درهم أمرتني بتفرقتها في أهل بيتك، قال: فهاتها فقد أتى من هو أحق بها منهم، فأخذها، وخرج، فدفعها الى الاعرابي وأنشأ يقول:(52 - و).

خذها واني اليك معتذر

واعلم بأني عليك ذو شفقة

لو كان في سيرنا عصا تمد اذا

كانت سمانا عليك مندفقة

لكن ريب المنون ذو نكد

والكف منا قليلة النفقة

(3)

قال: فأخذها الاعرابي وولى وهو يقول:

(1)

-في ابن عساكر: أزقة، وهو أوضح.

(2)

-في ابن عساكر:

وأنت ذو الجود أنت معدنه

أبوك قد كان قاتل الفسقة.

(3)

-الفوارق شديدة بين ماورد هنا وماورد لدى ابن عساكر.

ص: 2593

مطهرون نقيات جيوبهم

تجري الصلاة عليهم أينما ذكروا

فأنتم أنتم الاعلون عندكم

علم الكتاب وما جاءت به السور

من لم يكن علويا حين تنسبه

فما له في جميع الناس مفتخر

لفظهما متقارب

(1)

.

أخبرنا أبو الحجاج يوسف بن خليل بن عبد الله الدمشقي الحافظ قال: أخبرنا أبو الحسن مسعود بن أبي منصور بن محمد بن الحسن الحمال قال: أخبرنا أبو منصور محمود بن اسماعيل الصيرفي قال: أخبرنا أبو الحسين أحمد بن محمد بن الحسين بن فاذشاه قال: أخبرنا أبو القاسم سليمان بن أحمد بن أيوب الطبراني اللخمي قال: حدثنا أبو شعيب الحراني قال: حدثنا عمر بن شبة قال: حدثنا أبو نعيم قال: حدثنا عمرو بن ثابت قال: سمعت سكينة بنت الحسين تقول: عوتب أبي الحسين بن علي في أميّ، فقال أبي الحسين:

لعمرك انني لاحب دارا تضي

فها سكينة والرباب

أحبهم وأبذل جلّ مالي

وليس للائم فيها عتاب

(52 - ظ)

ولست لهم وان غضبوا

مطيعا حياتي أو بغيبني التراب

(2)

وقد ذكرنا في ترجمة الرباب في آخر الكتاب أنها كانت مع الحسين رضي الله عنه يوم الطف، وأنها رجعت الى المدينة مصابة مع من رجع، فخطبها الاشراف من قريش فقالت: والله لا يكون لي حمو آخر بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم، فعاشت بعده سنة لم يظلها سقف بيت حتى بليت وماتت كمدا.

أنبأنا القاضي أبو نصر محمد بن هبة الله الشيرازي قال: أخبرنا الحافظ أبو القاسم علي بن الحسن قال: قرأت بخط أبي الحسن رشاء بن نظيف، وأنبأنيه أبو القاسم علي بن ابراهيم، وأبو الوحش سبيع بن المسلّم عنه قال: أخبرنا

(1)

- تاريخ ابن عساكر-ترجمة الحسين:160 - 161.

(2)

-لم ترد هذه الرواية في المعجم الصغير للطبراني، المصدر الذي اعتمده ابن العديم.

ص: 2594

أبو الفتح ابراهيم بن يسبخت قال: حدثنا أبو بكر محمد بن يحيى الصولي قال:

حدثنا محمد بن يونس الكديمي قال: حدثنا محمد بن المؤمّل الحارثي قال: حدثنا الأعمش أن الحسين بن علي قال:

كلما زيد صاحب المال مالا

زيد في همه وفي الأشغال

قد عرفناك يا منغصة العي

ش ويا دار كل فان وبال

لبس يصفو لزاهد طلب الزه

د إذا كان مثقلا بالعيال

(1)

وأنبأنا القاضي أبو نصر قال: أخبرنا الحافظ أبو القاسم قال: أخبرنا أبو بكر ابن المزرقي قال: أخبرنا أبو منصور محمد بن محمد بن عبد العزيز العكبري قال:

أنشدني القاضي عبد الله بن علي بن أيوب قال: أنشدنا القاضي أبو بكر بن كامل (53 - و) قال: أنشدني عبد الله بن ابراهيم وذكر أنه للحسين بن علي:

اغن عن المخلوق بالخالق

تعن عن الكاذب والصادق

واسترزق الرحمن من فضله

فليس غير الله من رازق

من ظن أن الناس يغنونه

فليس بالرحمن الواثق

أو ظن أن المال من كسبه

زلّت به النعلان من حالق

(2)

أنبأنا أبو الحسن بن المقير عن أبي المعمر المبارك بن أحمد بن عبد العزيز قال:

أنشدنا المبارك بن عبد الجبار الصيرفي قال: أنشدنا محمد بن علي الصوري قال:

أنشدني أبو القاسم علي بن محمد بن شهدك الأصبهاني بصور للحسين بن علي:

لئن كانت الدنيا تعد نفيسة

فدار ثواب الله أعلى وأنبل

وان كانت الأبدان للموت أنشئت

فقتل في سبيل الله أفضل

وإن كانت الأزرق شيئا مقدارا

فقلة سعي المرء في الكسب أجمل

وإن كانت الأموال للترك جمعت

فما بال متروك به المرء يبخل

(3)

(1)

- تاريخ ابن عساكر-ترجمة الحسين:162.

(2)

-المصدر نفسه.

(3)

- المصدر نفسه:163 - 164.

ص: 2595

أنبأنا أبو نصر القاضي قال: أخبرنا الحافظ أبو القاسم قال: أخبرنا أبو الفتوح عبد الخالق بن عبد الواسع بن عبد الهادي بن عبد الله الهروي ببغداد قال: أخبرنا أبو عبد الله محمد بن علي بن محمد بن علي بن عمير العميري قال: حدثنا أبو زكريا يحيى بن عمار بن يحيى بن عمار الشيباني إملاء قال: سمعت أبا بكر هبة الله بن الحسن القاضي بفارس قال: قرأت على الحارث بن عبيد الله عن اسحاق بن ابراهيم (53 - ظ) قال: بلغني أن الحسين بن علي أتى مقابر الشهداء بالبقيع فطاف بها وقال:

ناديت سكان القبور فاسكتوا

وأجابني عن صمتهم ندب الجثا

قالت أتدري ما صنعت بساكني

مزقت ألحمهم وخرقت الكسا

وحشوت أعينهم ترابا بعدما

كانت تأذى باليسير من القذي

أما العظام فإنني فرقتها حتى

تباينت المفاصل والشوا

قطعت ذا من ذا ومن هذا كذا

فتركتها رمما يطول بها البلى

(1)

أنبأنا أبو حفص عمر بن محمد بن طبرزد عن أبي غالب بن البناء قال: أخبرنا أبو الغنائم بن المأمون قال: أخبرنا أبو القاسم بن حبابة قال: أخبرنا أبو القاسم البغوي قال: حدثني يوسف بن موسى القطان قال: حدثنا محمد بن عبيد قال:

حدثنا شرحبيل بن مدرك الجعفي عن عبد الله بن نجي عن أبيه أنه سار مع علي بن أبي طالب، وكان صاحب مطهرته، فلما حاذوا نينوى وهو منطلق الى صفين نادى علي: صبرا أبا عبد الله، صبرا أبا عبد الله بشط الفرات، قلت: ومن ذا أبا عبد الله؟ قال: دخلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم وعيناه تفيضان، فقلت: يا نبي الله أغضبك أحد ما شأن عينيك تفيضان؟ قال بل قام من عندي جبريل قبل فحدثني أن الحسين يقتل بشط الفرات، وقال: هل لك أن أشمك من تربته؟ قال: قلت:

نعم، فمد يده فقبض قبضة من تراب فأعطانيها فلم-يعني-أملك عيني أن فاضتا.

(2)

أخبرنا أبو حفص عمر بن محمد المكتب قال: أخبرنا أبو القاسم بن الحصين

(1)

- المصدر نفسه:163.

(2)

- ابن عساكر-ترجمة الحسين:165.

ص: 2596

قال: أخبرنا أبو طالب بن غيلان قال: أخبرنا أبو بكر الشافعي قال: حدثنا محمد ابن شداد المسمعي قال: حدثنا أبو نعيم قال: حدثنا عبد الله بن حبيب بن أبي ثابت عن أبيه عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال: أوحى الله تعالى الى محمد صلى الله عليه وسلم: إني قد قتلت بيحيى بن زكريا سبعين ألفا، وإني قاتل بابن ابنتك سبعين ألفا، وسبعين ألفا

(1)

.

أخبرنا أبو القاسم عبد الرحيم بن يوسف بن الطفيل بالقاهرة (54 - و) قال:

أخبرنا أحمد بن محمد بن أحمد بن ابراهيم الأصبهاني قال: سمعت القاضي أبا الفتح اسماعيل بن عبد الجبار بن محمد المكي من أصله العتيق بقزوين يقول: سمعت أبا يعلى الخليل بن عبد الله بن أحمد الخليلي الحافظ يقول: أخبرنا محمد بن الحسن ابن الفتح الصوفي قال: حدثنا أبو عروبة الحراني قال: حدثنا حنبل بن اسحاق قال:

حدثنا ابن عمي أحمد قال: حدثنا وكيع عن عبد الله بن سعد بن أبي هند عن عائشة وأم سلمة أن النبي صلى الله عليه وسلم دخل عليهما وهو يبكي، قالتا: فسألناه عن ذلك فقال: إن جبريل أخبرني أن ابني الحسين يقتل، وبيده تربة حمراء، فقال:

هذه تربة تلك الارض.

أخبرنا أبو محمد عبد الرحمن بن عبد الله بن علوان الأسدي قال: أخبرنا محمد بن محمد بن عبد الرحمن الكشميهني، ح.

وأخبرنا علي بن عبد المنعم بن علي بن الحداد قال: أخبرنا يوسف بن آدم المراغي قالا: أنبأنا أبو بكر محمد بن منصور بن محمد السمعاني قال: أخبرنا الشيخ أبو غالب محمد بن الحسن قال: أخبرنا أبو علي بن شاذان قال: أخبرنا عبد الخالق ابن الحسن السقفي قال حدثنا اسحاق بن الحسن الحربي قال: حدثنا يحيى الحماني قال: حدثنا سليمان بن بلال عن عمرو بن أبي عمرو عن المطلب بن حنطب عن أم سلمة قالت: دخل علي النبي صلى الله عليه وسلم فقال لي: احفظي الباب لا يدخل علي أحد فسمعت نحيبه، فدخلت فإذا الحسين بين يديه، فقلت: والله يا رسول الله

(1)

-المصدر نفسه:241. هذا وكتب ابن العديم في الهامش: مكرر، وبالفعل سيكرر ابن العديم رواية هذا الحديث في (78 - ظ).

ص: 2597

ما رأيته حين دخل، فقال: إن جبريل كان عندي آنفا، فقال لي يا محمد أتحبه؟ فقلت: يا جبريل أما من حب الدنيا فنعم، قال: فإن أمتك ستقتله (54 - ظ).

بعدك، تريد أريك تربته يا محمد؟ فدفع إلى هذا التراب، قالت أم سلمة: فأخذته فجعلته في قارورة، فأصبته يوم قتل الحسين وقد صار دما.

قالا: أنبأنا أبو بكر السمعاني قال: أخبرنا أبو سعد محمد بن محمد بن محمد المطرز قال: أخبرنا أبو نعيم الحافظ قال: حدثنا جعفر بن محمد بن محمد بن عمرو قال: حدثنا أبو حصين محمد بن الحسين قال: حدثنا يحيى بن عبد الحميد قال:

حدثنا سليمان بن بلال عن كثير بن زيد عن المطلب بن عبد الله بن حنطب عن أم سلمة قالت: كان النبي صلى الله عليه وسلم جالسا ذات يوم فقال: لا يدخلن علي أحد فانتظرت فدخل الحسين، فسمعت نشيج النبي صلى الله عليه وسلم يبكي فاطلعت فإذا الحسين في حجره، أو الى جنبه يمسح رأسه وهو يبكي، فقلت: والله ما علمت به حتى دخل، قال النبي صلى الله عليه وسلم: إن جبريل كان معنا في البيت، فقال:

أتحبه؟ فقلت: من حب الدنيا فنعم، فقال: إن أمتك ستقتل هذا بأرض يقال لها كربلاء، فتناول جبريل من ترابها فأراه النبي صلى الله عليه وسلم، فلما أحيط بالحسين حين قتل قال: ما اسم هذه الأرض؟ قالوا: أرض كربلاء، قال: صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم أرض كرب وبلاء.

أخبرنا أبو القاسم عبد الرحيم بن الطفيل قال: أخبرنا الحافظ أبو طاهر الأصبهاني قال: أخبرنا أبو الحسين المبارك بن عبد الجبار الطيوري قال: أخبرنا أبو عبد الله الحسين بن جعفر قال: أخبرنا أبو أحمد الدهان قال: حدثنا أبو علي الحافظ قال: حدثنا محمد بن علي قال: حدثنا سليمان بن عمر قال: حدثنا أبي عن أبي المهاجر عن عباد بن اسحاق عن هاشم (55 - و) بن هاشم عن عبد الله بن وهب عن أم سلمة قالت: دخل علي رسول الله صلى الله عليه وسلم بيتي فقال: لا يدخل علي أحد، فسمعت صوته، فدخلت فإذا عنده حسين بن علي، وإذا هو حزين يبكي فقلت: ما لك يا رسول الله؟ قال: أخبرني جبريل عليه السلام أن أمتي تقتل هذا بعدي، فقلت: ومن يقتله، فتناول مدرة، فقال: أهل هذه المدرة يقتلونه.

ص: 2598

أخبرنا أبو سعد ثابت بن مشرف البغدادي قال: أخبرنا أبو الوقت عبد الأول ابن عيسى بن شعيب السجزي قال: أخبرنا أبو الحسن عبد الرحمن بن محمد الداوودي قال: أخبرنا أبو محمد عبد الله بن أحمد بن حموية السرخسي قال: أخبرنا أبو اسحاق ابراهيم بن خريم الشاشي قال: حدثنا عبد بن حميد قال: أخبرنا عبد الرزاق قال: أخبرنا عبد الله بن سعيد بن أبي هند عن أبيه قال: قالت أم سلمة:

كان النبي صلى الله عليه وسلم نائما في بيتي، فجاء حسين يدرج، قالت: فقعدت على الباب فأمسكته مخافة أن يدخل فيوقظه قالت: ثم غفلت في بيتي، فدب فدخل فقعد على بطنه، قالت: فسمعت نحيب رسول الله صلى قلت:

والله يا رسول الله ما علمت به، فقال إنما جاءني جبريل عليه السلام وهو على بطني قاعد، فقال لي: أتحبه؟ فقلت: نعم، قال: إن أمتك ستقتله، ألا أريك التربة التي يقتل بها؟ قال: فقلت: بلى، قال: فضرب بجناحه فأتاني بهذه التربة، قالت: وإذا في يده تربة حمراء وهو يبكي ويقول: يا ليت شعري من يقتلك بعدي؟.

أنبأنا أبو المحاسن سليمان بن البانياسي (55 - ظ) قال: أخبرنا أبو القاسم الحافظ قال: أخبرنا أبو علي الحداد وغيره، إجازة، قالوا: أخبرنا أبو بكر بن ريذة قال: حدثنا سليمان بن أحمد قال: حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل قال: حدثني عبادة بن زياد الأسدي قال: حدثنا عمر بن ثابت عن الاعمش عن أبي وائل شقيق بن سلمة عن أم سلمة قالت: كان الحسن والحسين يلعبان بين يدي النبي صلى الله عليه وسلم في بيتي فنزل جبريل فقال: يا محمد إن أمتك تقتل ابنك هذا من بعدك، وأومأ بيده الى الحسين، فبكى رسول الله صلى الله عليه وسلم، وضمه الى صدره ثم قال رسول الله صلى عليه وسلم وديعة عندك هذه التربة فشمها رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقال: ريح كرب وبلاء، قال: وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا أم سلمة إذا تحولت هذه التربة دما فاعلمي أن ابني قد قتل، قال: فجعلتها أم سلمة في قارورة، ثم جعلت تنظر إليها كل يوم تعني وتقول: إن يوما تحولين دما ليوم عظيم

(1)

.

(1)

- انظر تاريخ ابن عساكر-ترجمة الحسين:172 - 179.

ص: 2599

وقلت: وقد ذكر أبو حاتم بن حبان حديث إخبار ملك القطر عليه السلام النبي صلى الله عليه وسلم بقتل الحسين في المسند الصحيح على التقاسيم والأنواع.

ورفعه الى أنس بن مالك رضي الله عنه.

أخبرنا به أبو روح عبد المعز بن محمد بن أبي الفضل في كتابه إلينا من هراة غير مرة قال: أخبرنا أبو القاسم تميم بن أبي سعيد بن أبي العباس الجرجاني قال:

أخبرنا الحاكم أبو الحسن علي بن محمد بن علي البحاثي قال: أخبرنا أبو الحسن محمد بن أحمد بن هرون قال: أخبرنا أبو حاتم محمد بن حبان البستي قال: أخبرنا الحسن (56 - و) بن سفيان قال: حدثنا شيبان بن فروخ قال: حدثنا عمارة بن زاذان قال: حدثنا ثابت عن أنس بن مالك قال: استأذن ملك القطر ربه أن يزور النبي صلى الله عليه وسلم، فأذن له، فكان في يوم أم سلمة فقال النبي صلى الله عليه وسلم: احفظي علينا الباب لا يدخل علينا أحد، فبينا هي على الباب إذ دخل الحسين ابن علي فطفر

(1)

فاقتحم ففتح الباب فدخل فجعل يتوثب على ظهر النبي صلى الله عليه وسلم وجعل النبي صلى الله عليه وسلم يتلثمه ويقبله، فقال له الملك: أتحبه؟ فقال نعم، قال أما إن أمتك ستقتله إن شئت أريتك المكان الذي يقتل فيه؟ قال:

نعم، فقبض قبضة من المكان الذي قتل فيه فأراه إياه، فجاءه بسهلة أو تراب أحمر فأخذته أم سلمة فجعلته في ثوبها، قال: ثابت كنا نقول إنها كربلاء.

أخبرنا أبو القاسم عبد الغني بن بنين قال: أخبرنا أبو عبد الله محمد بن أحمد ابن حامد الأرتاحي قال: أخبرنا أبو الحسن علي بن الحسين الفراء-إجازة لي- قال: أنبأنا أبو اسحاق ابراهيم بن سعيد الحبال، وست الموفق خديجة مولاة أبي حفص عمر بن محمد بن ابراهيم المرابطة. قال أبو اسحاق. أخبرنا أبو القاسم عبد الجبار بن أحمد الطرسوسي-قراءة عليه وأنا أسمعه-قال: أخبرنا أبو بكر الحسن بن الحسين بن بندار، قراءة عليه.

وقالت خديجة: قرئ على أبي القاسم يحيى بن أحمد بن أحمد بن علي بن الحسن بن بندار الأذني، وأنا أشاهده أسمع، قال: أخبرني جدي القاضي أبو

(1)

-طفر: قفر.

ص: 2600

الحسن علي بن الحسين، قالا: حدثنا أبو العباس محمود بن محمد بن الفضل الأديب، قال: حدثنا الكزبراني قال: حدثنا عبد الله بن رجاء قال: حدثنا عمارة بن زاذان عن ثابت عن أنس أن ملك القطر استأذن أن يزور رسول الله صلى الله عليه وسلم وذلك يوم أم سلمة، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: أنظر أن لا يدخل علينا أحد حتى يخرج فجاء الحسين فدخل فجعل مرة يثب على ظهر رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يقبله ويلثمه، فقال له الملك، أتحبه؟ قال: نعم، قال: أما إن أمتك ستقتله وإن شئت أريتك المكان الذي يقتل فيه، فقبض كفه فإذا تربة حمراء.

وقال: حدثنا محمود قال: حدثنا الكزبراني قال: حدثنا غسان بن مالك قال:

حدثنا عمارة بن زاذان عن ثابت عن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم بمثله.

أنبأنا أبو نصر القاضي قال: أخبرنا أبو القاسم الحافظ قال: أنبأنا أبو علي الحداد وجماعة قالوا: أخبرنا أبو بكر بن ريذة قال: أخبرنا سليمان بن أحمد قال:

حدثنا علي بن سعيد الرازي قال: حدثنا اسماعيل بن ابراهيم بن مغيرة المرزوي قال: حدثنا علي بن الحسن بن واقد قال: حدثني أبي قال: حدثنا أبو غالب عن أبي أمامة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لنسائه لا تبكوا هذا الصبي -يعني حسينا-قال: فكان يوم أم سلمة فنزل جبريل، فدخل رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال لأم سلمة: لا تدعي أحدا يدخل علي فجاء الحسين فلما نظر الى النبي صلى الله عليه وسلم في البيت أراد أن يدخل فأخذته أم سلمة فاحتضنته وجعلت (56 - ظ) تناغيه ومسكته، فلما اشتد في البكاء حلت عنه فدخل حتى جلس في حجر رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال جبريل للنبي صلى الله عليه وسلم: إن أمتك ستقتل ابنك هذا، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: يقتلونه وهم مؤمنون بي؟ قال: نعم يقتلونه، فتناول جبريل تربة فقال: بمكان كذا وكذا، فخرج رسول الله قد احتضن حسينا كاسف البال مهموما فظنت أم سلمة أنه غضب من دخول الصبي عليه، فقالت: يا نبي الله جعلت لك الفداء إنك قلت لنا: لا تبكوا هذا الصبي وأمرتني أن لا أدع أحدا يدخل عليك فجاء فخليت عنه، فلم يرد عليها، فخرج الى أصحابه وهم جلوس، فقال لهم: أن أمتي يقتلون هذا، وفي القوم أبو بكر

ص: 2601

وعمر، وكانا أجرأ القوم عليه، فقالا: يا نبي الله يقتلونه وهم مؤمنون؟ قال: نعم هذه تربته فأراهم إياها

(1)

.

وقال: أخبرنا سليمان بن أحمد قال: حدثنا علي بن عبد العزيز قال: حدثنا أبو نعيم قال: حدثنا عبد الجبار بن العباس عن عمار الدهني قال: مر عليّ على كعب فقال: يقتل من ولد هذا رجل في عصابة لا يجف عرق خيولهم حتى يردوا على محمد صلى الله عليه وسلم، فمر حسن فقالوا: هذا يا أبا اسحاق؟ قال: لا، فمر حسين، فقالوا: هذا؟ قال: نعم.

قال: وحدثنا سليمان قال: حدثنا محمد بن محمد التمار البصري قال: حدثنا محمد بن كثير العبدي قال: حدثنا سليمان بن كثير عن حصين بن عبد الرحمن عن العلاء بن أبي عائشة عن أبيه عن رأس الجالوت قال: كنا نسمع أنه يقتل بكر بلاء ابن نبي، فكنت اذا دخلتها ركضت فرسي حتى أجوز عنها (57 - و) فلما قتل حسين جعلت أسير بعد ذلك على هينتي.

أنبأنا سليمان البانياسي قال: أخبرنا الحافظ أبو القاسم قال: أخبرنا أبو غالب أحمد بن الحسن قال: أخبرنا أبو الغنائم عبد الصمد بن علي قال: أخبرنا أبو القاسم عبد الله بن محمد بن اسحاق قال: أخبرنا عبد الله بن محمد البغوي قال: حدثني محمد بن ميمون الخياط قال: حدثنا سفيان عن عبد الجبار بن العباس سمع عون بن أبي جحيفة قال: إنا لجلوس عند دار أبي عبد الله الجدلي فأتانا مالك بن صحار الهمداني قال: دلوني على منزل فلان، قال: قلنا: ألا نرسل اليه فيجيء، اذ جاء فقال: أتذكر اذ بعثنا أبو مخنف الى أمير المؤمنين وهو بشاطئ الفرات فقال: ليحلن ها هنا ركب من آل رسول الله صلى الله عليه وسلم يمر بهذا المكان فيقتلونهم فويل لكم منهم وويل لهم منكم.

قال الحافظ أبو القاسم قال: أخبرنا أبو طالب علي بن عبد الرحمن قال: أخبرنا أبو الحسن الخلعي قال: أخبرنا أبو محمد بن النحاس قال: أخبرنا أبو سعيد بن الاعرابي قال: حدثنا أبو علي الحسن بن علي بن محمد بن قاسم الاسدي النحاس

(1)

- تاريخ ابن عساكر-ترجمة الحسين:176 - 179.

ص: 2602

قال: حدثنا منصور بن واقد الطنافسي قال: حدثنا عبد الحميد الحماني عن الاعمش عن أبي اسحاق عن كدير الضبي قال: بينا أنا مع علي بكر بلاء بين أشجار الحرمل أخذ بعرة ففركها ثم شمها، ثم قال: ليبعثن الله من هذا الموضع قوما يدخلون الجنة بغير حساب

(1)

.

أنبأنا أحمد بن أزهر بن السباك في كتابه عن أبي بكر محمد عبد الباقي الانصاري قال: أخبرنا أبو محمد الجوهري قال: أخبرنا أبو عمر بن حيويه قال: أخبرنا أحمد ابن معروف قال: حدثنا (57 - ظ) الحسين بن الفهم قال: أخبرنا محمد بن سعد قال: أخبرنا عبد الله بن موسى قال: أخبرنا اسرائيل عن أبي اسحاق عن هانئ بن هانئ عن علي قال: ليقتلن الحسين بن علي قتلا، واني لأعرف تربة الارض التي يقتل بها، يقتل بقرية قريب من النهرين.

أنبأنا أبو الحسن علي بن المفضل قال: أخبرنا الحافظ أبو طاهر أحمد بن محمد السلفي قال: أخبرنا أبو عبد الله الحسين بن علي بن أحمد بن البسري قال: أخبرنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن عبد الله السكري قال: أخبرنا اسماعيل بن محمد الصفار قال: حدثنا أحمد بن منصور الرمادي قال: حدثنا عبد الرزاق قال: حدثنا ابن عيينة عن ابراهيم بن ميسره عن طاوس قال: سمعت ابن عباس يقول: استشارني الحسين بن علي عليهما السلام بالخروج بمكة، قال: فقلت: لولا أن يزرئ بي أو بك لنشبت يدي في رأسك قال: فقال: ما أحب أن تستحل بي، يعني مكة، قال:

يقول طاووس: وما رأيت أحدا أشد تعظيما للمحارم من ابن عباس، لو أشاء أن أبكي لبكيت.

أخبرنا أبو القاسم عبد الصمد بن محمد، اجازة، قال: أخبرنا أبو عبد الله الفراوي في كتابه، قال: أخبرنا أبو بكر البيهقي قال: أخبرنا أبو الحسن علي بن محمد بن علي المقرئ قال: أخبرنا الحسن بن محمد بن اسحاق الأسفراييني قال:

حدثنا يوسف بن يعقوب القاضي قال: حدثنا محمد بن عبد الملك بن زنجويه قال:

حدثنا شبابة بن سوار قال: حدثنا يحيى بن سالم الاسدي قال: سمعت الشعبي يقول

(1)

- ابن عساكر-ترجمة الحسين:165 - 189،167.

ص: 2603

كان ابن عمر قدم المدينة فأخبر أن الحسين بن علي قد توجه (58 - و) الى العراق فلحقه على مسيرة ليلتين أو ثلاث من المدينة فقال: أين تريد؟ قال: العراق، ومعه طوامير وكتب، فقال: لا تأتهم، فقال: هذه كتبهم وبيعتهم، فقال: ان الله عز وجل خير نبيه بين الدنيا والآخرة، فاختار الآخرة، ولم يرد الدنيا، وانكم بضعة من رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يليها أحد منكم أبدا، وما صرفها الله عز وجل عنكم إلا للذي هو خير لكم، فارجعوا، فأبى وقال: هذه كتبهم وبيعتهم، قال: فاعتنقه ابن عمر، وقال استودعك الله من قتيل.

أخبرنا أبو نصر محمد بن هبة القاضي، فيما أذن لنا في روايته عنه، قال: أخبرنا الحافظ أبو القاسم علي بن الحسن الدمشقي قال: أخبرنا أبو محمد بن طاووس قال:

أخبرنا أبو القاسم بن أبي العلاء قال: أخبرنا أبو الحسن محمد بن عوف بن أحمد المزي قال: أخبرنا أبو القاسم الحسن بن علي، ح.

قال: وأخبرنا ابن أبي العلاء قال: أخبرنا أبو عبد الله محمد بن حمزة بن محمد ابن حمزة الحراني، قال: حدثنا سليم بن حيان، وقال الحراني، سليمان عن سعيد ابن ميناء قال: سمعت عبد الله بن عمرو يقول: عجل حسين قدره، عجل حسين قدره لو ادركته ما كان ليخرج إلا أن يغلبني، ببني هاشم فتح، وببني هاشم ختم، فاذا رأيت الهاشمي قد ملك فقد ذهب الزمان

(1)

.

أنبأنا أبو حفص عمر بن محمد عن أبي غالب أحمد وأبي عبد الله يحيى ابني الحسن بن البناء قالا: أخبرنا أبو جعفر بن المسلمة قال: أخبرنا محمد بن عبد الرحمن بن العباس قال: أخبرنا أحمد بن سليمان قال حدثنا الزبير بن بكار قال:

حدثني عمي مصعب بن عبد الله قال أخبرني من سمع (58 - ظ) هشام بن يوسف الصنعاني يقول: عن معمر قال: وسمعت رجلا يحدث عن الحيسن بن علي قال:

سمعته يقول لعبد الله بن الزبير أتتني بيعة أربعين ألفا يحلفون لي بالطلاق والعتاق من أهل الكوفة أو قال من أهل العراق، فقال له عبد الله بن الزبير: أتخرج الى قوم قتلوا أباك وأخرجوا أخاك؟ قال هشام بن يوسف فسألت معمرا عن الرجل،

(1)

- ابن عساكر-ترجمة الحسين:190 - 193.

ص: 2604

فقال: هو ثقة، قال عمي: وزعم بعض الناس أن عبد الله بن العباس هو الذي قال هذا.

أخبرنا أبو هاشم عبد المطلب بن الفضل الهاشمي قال: أخبرنا أبو سعد عبد الكريم بن محمد بن منصور السمعاني قال: أخبرنا أبو النجح يوسف بن شعيب القاضي قال: أخبرنا أبو الغنائم بن هبة الله الرندي قال: أخبرنا عبد الرحمن بن محمد الفارسي قال: أخبرنا محمد بن عبد الله البيع قال: أخبرنا أبو محمد الحسن ابن محمد بن يحيى العلوي العقيلي قال: حدثني جدي يحيى بن الحسين قال:

حدثني الزبير بن بكار قال: حدثني محمد بن فضالة عن أبي مخنف قال: حدثني عبد الملك بن نوفل بن مساحق عن أبي سعيد المقبري قال: والله لرأيت الحسين بن على وانه ليمشي بين رجلين يعتمد على هذا مرة وعلى هذا مرة حتى دخل مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يقول متمثلا.

لا ذعرت السوام في فلق

الصبح مغيرا ولا دعيت يزيدا

يوم أعطى مخافة الموت ضيما

والمنايا يرصدنني أن أحيدا

قال: فعلمت عند ذلك أنه لا يلبث إلا قليلا حتى يخرج فما لبث أن خرج حتى لحق بمكة

(1)

.

أنبأنا أحمد بن أزهر بن السباك قال: أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي الانصاري (59 - و) في كتابه قال: أخبرنا الحسن بن علي الشاهد قال: أخبرنا محمد ابن العباس الخزاز قال: أخبرنا أحمد بن معروف قال: حدثنا الحسين بن فهم الفقيه قال: حدثنا محمد بن سعد قال: أخبرنا محمد بن عمر قال: حدثنا ابن أبي ذئب قال: حدثني عبد الله بن عمير مولى أم الفضل، ح.

قال: وأخبرنا عبد الله بن محمد بن عمر بن علي عن أبيه، ح.

قال: وأخبرنا يحيى بن سعيد بن دينار السعدي عن أبيه ح.

(1)

- تاريخ ابن عساكر-ترجمة الحسين:195.

ص: 2605

قال: وحدثني عبد الرحمن بن أبي الزناد عن أبي وجرة السعدي عن علي بن حسين، قال: وغير هؤلاء أيضا قد حدثني.

قال محمد بن سعد: وأخبرنا علي بن محمد عن يحيى بن اسماعيل بن أبي المهاجر عن أبيه، وعن لوط بن يحيى الغامدي عن محمد بن بشير الهمداني وغيره، وعن محمد بن الحجاج عن عبد الملك بن عمير وعن هرون بن عيسى عن يونس ابن أبي اسحاق عن أبيه وعن يحيى بن زكريا بن أبي زائدة عن مجالد عن الشعبي.

قال ابن سعد: وغير هؤلاء أيضا قد حدثني في هذا الحديث بطائفة، فكتبت جوامع حديثهم في مقتل الحسين رحمة الله عليه ورضوانه وصلواته وبركاته قالوا:

لما بايع معاوية بن أبي سفيان الناس ليزيد بن معاوية كان حسين بن علي بن أبي طالب ممن لم يبايع له وكان أهل الكوفة يكتبون الى حسين يدعونه الى الخروج إليهم في خلافة معاوية كل ذلك يأبى، فقدم منهم قوم الى محمد بن الحنفيه فطلبوا اليه أن يخرج معهم فأبى وجاء الى الحسين فأخبره بما عرضوا عليه، وقال: إن القوم انما يريدون أن يأكلوا بنا ويشيطوا دماءنا فأقام حسين على ما (59 - ظ) هو عليه من الهموم مرة يريد أن يسير اليهم، ومرة يجمع الاقامة، فجاءه أبو سعيد الخدري فقال: يا أبا عبدالله إني لكم ناصح واني عليكم مشفق وقد بلغني أنه كاتبك قوم من شيعتكم بالكوفة يدعونك الى الخروج اليهم، فلا تخرج فإني سمعت أباك يقول بالكوفة: والله لقد مللتهم وأبغضتهم وملوني وأبغضوني وما بلوت منهم وفاء ومن فاز بهم فاز بالسهم الأخيب، والله مالهم نيات ولا عزم أمر، ولا صبر على السيف.

قال: وقدم المسيب بن نجبة الفزاري

(1)

وعدة معه الى الحسين بعد وفاة الحسن فدعوه الى خلع معاوية، وقالوا: قد علمنا رأيك ورأي أخيك، فقال: إني أرجو أن يعطي الله أخي على نيته في حبه الكف، وأن يعطيني على نيتي في حبي جهاد الظالمين، وكتب مروان بن الحكم الى معاوية: اني لست آمن أن يكون حسين مرصدا للفتنة، وأظن يومكم من حسين طويلا، فكتب معاوية الى الحسين ان من أعطى الله صفقة يمينه وعهده لجدير بالوفاء، وقد انبئت أن قوما من أهل الكوفة

(1)

-من زعماء شيعة الكوفة، كان أحد قادة التوابين وقتل فيمن قتل في معركة عين الوردة. انظر كتابي تاريخ العرب والاسلام:144 - 148.

ص: 2606

قد دعوك الى الشقاق، وأهل العراق من قد جربت قد افسدوا على أبيك وأخيك فاتق الله واذكر الميثاق، فانك متى تكدني أكدك.

فكتب اليه الحسين: أتاني كتابك وأنا بغير الذي بلغك عني جدير، والحسنات لا يهدي لها إلاّ الله وما أردت لك محاربة، ولا عليك خلافا، وما أظن لي عند الله عذرا في نرك جهادك، وما أعلم (60 - و) فتنة أعظم من ولايتك أمر هذه الأمة، فقال معاوية: ان أثرنا بأبي عبد الله إلا أسدا.

وكتب اليه معاوية أيضا في بعض ما بلغه عنه: إني لأظن أن في رأسك نزوة فوددت أن أدركها فأغفرها لك.

قال: وأخبرنا علي بن محمد عن جويريه بن أسماء عن نافع بن شيبة قال: لقي الحسين معاوية بمكة عند الردم فأخذ بخطام راحلته فأناخ به، ثم ساره حسين طويلا وانصرف، فزجر معاوية راحلته: فقال له يزيد: لا يزال رجل قد عرض لك فأناخ بك، قال: دعه لعله يطلبها من غيري فلا يسوغه فيقتله.

رجع الحديث الى الأول، قالوا: ولما حضر معاوية دعا يزيد بن معاوية فأوصاه بما أوصاه به، وقال له: انظر حسين بن علي ابن فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم فإنه أحب الناس الى الناس، فصل رحمه، وارفق به يصلح لك أمره، فإن يك منه بشيء فإني أرجو أن يكفه الله بمن قتل أباه وخذل أخاه، وتوفي معاوية ليلة النصف من رجب سنة ستين، وبايع الناس ليزيد، فكتب يزيد مع عبد الله بن عمرو بن أوس العامري-عامر بن أوفى-الى الوليد بن عتبة بن أبي سفيان وهو على المدينة أن أدع الناس فبايعهم. وابدأ بوجوه قريش، ولكين أول من تبدأ به الحسين بن علي، فان أمير المؤمنين رحمه الله عهد إليّ في أمره الرفق به واستصلاحه، فبعث الوليد من ساعته نصف الليل الى الحسين بن علي وعبد الله ابن الزبير (60 - ظ) فأخبرهما بوفاة معاوية ودعاهما الى البيعة ليزيد، فقال: نصبح وننظر ما يصنع الناس، ووثب الحسين فخرج وخرج معه ابن الزبير وهو يقول: هو يزيد الذي نعرف، والله ما حدث له حزم ولا مروءة، وقد كان الوليد أغلظ للحسين فشتمه الحسين وأخذ بعمامته فنزعها من رأسه فقال الوليد: ان هجنا بأبي عبد الله

ص: 2607

إلاّ أسدا، فقال له مروان: وبعض جلساته: اقتله، قال: ان ذلك لدم مضنون في بني عبد مناف، فلما صار الوليد الى منزله قالت له امرأته أسماء ابنة عبد الرحمن ابن الحارث بن هشام: أسببت حسينا؟! قال: هو بدأ فسبني، قالت: وان سبك حسين تسبه، وان سب أباك تسب أباه؟ قال: لا، وخرج الحسين وعبد الله بن الزبير من ليلتهما الى مكة، وأصبح الناس فغدوا على البيعة ليزيد، وطلب الحسين وابن الزبير فلم يوجدا، فقال المسور بن مخرمة: عجل

(1)

عبد الله، وابن الزبير الآن يلفته ويرجيه الى العراق ليخلو بمكة.

فقدما

(2)

مكة، فنزل الحسين دار العباس بن عبد المطلب، ولزم ابن الزبير الحجر، ولبس المعافري وجعل يحرض الناس على بني أمية، وكان يغدو ويروح الى الحسين ويشير عليه أن يقدم العراق، ويقول: هم شيعتك وشيعة أبيك، فكان عبد الله بن عباس ينهاه عن ذلك ويقول: لا تفعل، وقال له عبدالله بن مطيع: أي فداك أبي وأمي متعنا بنفسك ولا تسر الى العراق، فو الله لئن قتلك هؤلاء القوم ليتخذنا خولا وعبيدا، ولقيهما عبد الله بن (61 - و) عمر وعبد الله بن عياش بن أبي ربيعة بالأفواء

(3)

منصرفين من العمرة، فقال لهما ابن عمر: اذكر كما الله، إلاّ رجعتما فدخلتما في صالح ما يدخل فيه الناس، وتنظرا، فان اجتمع الناس عليه لم نشذا، وان أفترق عليه كان الذي تريدان.

وقال ابن عمر لحسين: لا تخرج فان رسول الله صلى الله عليه وسلم خيره الله بين الدنيا والآخرة فاختار الآخرة، وانك بضعة منه، ولا تنالها-يعني الدنيا- فاعتنقه وبكى وودعه، فكان ابن عمر يقول: غلبنا حسين بن علي بالخروج، ولعمري لقد رأى في أبيه وأخيه عبرة، ورأى من الفتنة وخذلان الناس لهم ما كان ينبغي له أن لا يتحرك ما عاش، وأن يدخل في صالح ما دخل فيه الناس، فان الجماعة خير.

وقال له ابن عباس: أين تريد يا بن فاطمة؟ قال: العراق وشيعتي، فقال: اني

(1)

-كذا بالاصل ولعل الارجح «أبا عبد الله» يعني الحسين.

(2)

-نسبة الى المعافر وهي قبيلة من اليمن. معجم البلدان.

(3)

-كذا بالاصل، وهي الابواء قرية من أعمال المدينة بها قبر آمنة بنت وهب أم النبي صلى الله عليه وسلم. معجم البلدان.

ص: 2608

لكاره لوجهك هذا، تخرج الى قوم قتلوا أباك وطعنوا أخاك حتى تركهم سخطة وملة لهم، أذكرك الله أن تغرر بنفسك.

وقال أبو سعيد الخدري: غلبني الحسين بن علي على الخروج وقد قلت له:

اتق الله في نفسك، والزم بيتك، فلا تخرج على إمامك.

وقال أبو واقد الليثي: بلغني خروج حسين فأدركته بملل

(1)

، فناشدته الله أن لا يخرج، فانه يخرج في غير وجه خروج، انما يقتل نفسه، فقال: لا أرجع.

وقال جابر بن عبد الله: كلمت حسينا فقلت: اتق الله ولا تضرب الناس بعضهم ببعض، فو الله ما حمدتم ما صنعتم فعصاني. وقال سعيد بن المسيب: لو أن حسينا (61 - ظ) لم يخرج لكان خيرا له.

وقال أبو سلمة بن عبد الرحمن: قد كان ينبغي لحسين أن يعرف أهل العراق ولا يخرج اليهم، ولكن شجعه على ذلك ابن الزبير.

وكتب إليه المسور بن مخرمة: اياك أن تغتر بكتب أهل العراق ويقول لك ابن الزبير: الحق بهم، فانهم ناصروك، إياك أن تبرح الحرم فانهم إن كانت لهم بك حاجة فسيضربون آباط الابل حتى يوافوك فتخرج في قوة وعدّة، فجزاه خيرا، وقال: أستخير الله في ذلك.

وكتبت إليه عمرة بنت عبد الرحمن تعظم عليه ما يريد أن يصنع، وتأمره بالطاعة ولزوم الجماعة وتخبره أنه إنما يساق الى مصرعه، وتقول أشهد لحدثتني عائشة أنها سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: يقتل حسين بأرض بابل، فلما قرأ كتابها قال: فلا بد إذا من مصرعي، ومضى.

وأتاه أبو بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام فقال: يا بن عم ان الرحم تظأرني

(2)

عليك، وما أدري كيف أنا عندك في النصيحة لك؟ قال: يا أبا بكر ما أنت ممن يستغش ولا يتهم فقل، قال: قد رأيت ما صنع أهل العراق بأبيك وأخيك،

(1)

-ملل: موضع في طريق مكة بين الحرمين، وهو منزل على طريق المدينة الى مكة على ثمانية وعشرين ميلا من المدينة. معجم البلدان.

(2)

-أي أعطف عليك وأرعاك.

ص: 2609

وأنت تريد أن تسير اليهم، وهم عبيد الدنيا فيقاتلك من قد وعدك أن ينصرك، ويخذلك من أنت أحبّ اليه ممن ينصره، فأذكرك الله في نفسك، فقال: جزاك الله يا بن عم خيرا، فقد اجتهدت، ومهما يقض الله من أمر يكن، فقال أبو بكر:

إنا لله، عند الله نحتسب أبا عبد الله.

وكتب عبد الله بن جعفر بن أبي طالب اليه كتابا يحذره أهل الكوفة ويناشده (62 - و) الله أن يشخص اليهم، فكتب اليه الحسين: إني رأيت رؤيا ورأيت فيها رسول الله، وأمرني بأمر أنا ماض له ولست بمخبر بها أحد حتى ألا قي عملي.

وكتب إليه عمرو بن سعيد بن العاص: اني أسأل الله أن يلهمك رشدك وأن يصرفك عما يرديك، بلغني إنك قد اعتزمت على الشخوص الى العراق، فإني أعيذك بالله من الشقاق، فان كنت خائفا فأقبل إلي، فلك عندي الأمان والبر والصلة، فكتب إليه الحسين: ان كنت أردت بكتابك إلي بري وصلتي فجزيت خيرا في الدنيا والآخرة، وانه لم يشاقق من دعا الى الله وعمل صالحا وقال انني من المسلمين، وخير الأمان أمان الله، ولم يؤمن بالله من لم يخفه في الدنيا، فنسأل الله مخافة في الدنيا توجب لنا أمان الآخرة عنده.

وكتب يزيد بن معاوية الى عبد الله بن عباس يخبره بخروج حسين الى مكة ويحسبه جاءه رجال من أهل هذا المشرق فمنوه الخلافة، وعندك منهم خبرة وتجربة، فان كان فعل فقد قطع واشج القرابة، وأنت كبير أهل بيتك، والمنظور اليه فاكففه عن السعي في الفرقة، وكتب بهذه الأبيات اليه والى من بمكة والمدينة من قريش:

يا أيها الراكب الغادي لطيته

على عذافرة

(1)

في سيرها قحم

أبلغ قريشا على نأي المزار بها

بيني وبين حسين الله والرحم

وموقف بفناء البيت أنشده

عهد الإله وما توفى به الذمم (62 - ظ)

عنيتم قومكم فخرا بأمكم

أم لعمري حصان برة كرم

هي التي لا يدانى فضلها أحد

بنت الرسول وخير الناس قد علموا

(1)

-العذافرة: الناقة الصلبة القوية. النهاية لابن الاثير.

ص: 2610

وفضلها لكم فضل وغيركم

من قومكم لهم في فضلها قسم

إني لأعلم أو ظنّا كعالمه

والظن يصدق أحيانا فينتظم

أن سوف يترككم ما تدعّون بها

قتلى تهاداكم العقبان والرخم

يا قومنا لا تشبوا الحرب اذ سكنت

ومسّكوا بحبال السلم واعتصموا

قد غرت الحرب من قد كان قبلكم

من القرون وقد بادت بها الأمم

فأنصفوا قومكم لا تهلكوا بذخا

فرب ذي بذخ زلت به القدم

قال: فكتب إليه عبد الله بن عباس: إني لأرجو أن لا يكون خروج الحسين لأمر تكرهه، ولست أدع النصيحة له في كل ما يجمع الله به الألفة ويطفئ به النائرة.

ودخل عبد الله بن عباس على الحسين فكلمه ليلا طويلا، وقال: أنشدك الله أن تهلك غدا بحال مضيعة لا تأتي العراق، وان كنت لا بد فاعلا فأقم حتى ينقضي الموسم وتلقى الناس وتعلم على ما يصدرون، ثم ترى رأيك، وذلك في عشر ذي الحجة سنة ستين، فأبى الحسين إلاّ أن يمضي الى العراق، فقال له ابن عباس:

والله إني لأظنك ستقتل غدا بين نسائك وبناتك كما قتل عثمان بين نسائه وبناته، والله إني لأخاف أن تكون الذي يقاد به عثمان، فإنا لله وإنا اليه راجعون، فقال:

أبا العباس، إنك شيخ قد كبرت، فقال ابن عباس: لولا أن (63 - و) يزري ذلك بي أو بك لنشبت يدي في رأسك، ولو أعلم أنا إذا تناصينا

(1)

أقمت لفعلت، ولكن لا أخال ذلك نافعي، فقال له الحسين: لأن أقتل بمكان كذا وكذا أحب إليّ أن تستحل بي-يعني-مكة، قال: فبكى ابن عباس وقال: أقررت عين ابن الزبير فذاك الذي يسلي

(2)

بنفسي، ثم خرج عبد الله بن عباس من عنده وهو مغضب، وابن الزبير على الباب، فلما رآه قال: يا بن الزبير قد أتى ما أحببت، قرت عينك هذا أبو عبد الله يخرج ويتركك والحجاز.

يا لك من قبّرة بمعمر

خلا لك الجو فبيضي واصفري

ونقري ما شئت أن تنقري

(1)

-أي أخذ كل منا بناصية الاخر. النهاية لابن الاثير.

(2)

-أي يسليني عن الهم. النهاية لابن الاثير.

ص: 2611

وبعث حسين الى المدينة فقدم عليه من خفّ معه من بني عبد المطلب، وهم تسعة عشر رجلا ونساء وصبيان من أخوانه وبناته ونسائهم، وتبعهم محمد بن الحنفية فأدرك حسينا بمكة، وأعلمه أن الخروج ليس له برأي يومه هذا، فأبى الحسين أن يقبل، فحبس محمد بن علي ولده، فلم يبعث معه أحدا منهم حتى وجد حسين في نفسه على محمد، وقال: ترغب بولدك عن موضع أصاب فيه، فقال محمد:

وما حاجتي أن تصاب ويصابون معك، وان كانت مصيبتك أعظم عندنا منهم.

وبعث أهل العراق الى الحسين الرسل والكتب يدعونه اليهم فخرج متوجها الى العراق في أهل بيته وستين شيخا من أهل الكوفة، وذلك يوم الاثنين في عشر ذي الحجة سنة ستين، فكتب مروان الى عبيد الله بن زياد: أما بعد فإن الحسين بن علي قد توجه إليك (63 - ظ) وهو الحسين بن فاطمة، وفاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم وتالله ما أحد يسلمه الله أحبّ الينا من الحسين، فإياك أن تهيج على نفسك ما لا يسده شيء، ولا تنساه العامة ولا تدع ذكره، والسلام عليك.

وكتب اليه عمرو بن سعيد بن العاص، أما بعد: فقد توجه اليك الحسين وفي مثلها تعتق أو تكون عبدا يسترق كما تسترق العبيد

(1)

.

أخبرنا أبو القاسم عبد الله بن الحسين بن رواحة الحموي، اجازة أو سماعا، قال: أخبرنا أبو طاهر أحمد بن محمد بن أحمد الحافظ قال: أخبرنا أبو عبد الله الحسين بن علي بن أحمد بن البسري، قرأت عليه، وقرئ عليه وأنا أسمع، قال:

أخبرنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن عبد الله السكري قال: أخبرنا اسماعيل بن محمد بن اسماعيل الصفار قال: حدثنا أحمد بن منصور الرمادي قال: حدثنا عبد الرزاق-يعني-ابن همام الصنعاني قال: أخبرنا ابن عيينة قال: أخبرني لبطة ابن الفرزدق عن أبيه قال: خرجت أريد الحج، فلما أتيت الصفاح

(2)

اذا بقوم عليهم هذه اليلامق

(3)

وعليهم درق، واذا جماعة، واذا ركبان قال: فنزلت عن راحلتي

(1)

- انظر تاريخ ابن عساكر-ترجمة الحسين:196 - 205.

(2)

-الصفاح: موضع بين حنين وانصاب الحرب على يسرة الداخل الى مكة من مشاش. معجم البلدان.

(3)

-الاردية.

ص: 2612

فقلت لبعضهم: ما هذا؟ قالوا: الحسين بن علي رضي الله عنهما يريد العراق قال:

فسيبت راحلتي ثم مشيت اليه حتى أخذت بالخطام، أو قال بالزمام، فقلت: أبو عبد الله؟ قال: أبو عبد الله فما وراءك؟ قال: قلت وصوابه أنت أحب الناس الى الناس والسيوف مع بني أمية، والقضاء من السماء، قال: فو الله لقد امتعض منها وما أعجبته، قال: ثم مضى ومضيت فلما كان يوم النفر مررت بسرادق (64 - و) فإذا بفنائه صبيان سود فطس، قال: فأخذت بقفا صبي منهم فقلت: لمن أنت؟ قال:

لعبد الله بن عمرو، قال: فقلت: فأين هو؟ قال: في السرادق، قال: فدخلت فسلمت فقلت: ما قولك في الحسين بن علي عليهما السلام؟ قال: لا يحيك فيه سلاحهم

(1)

، قال:

فخرجت، قال: فبينا أنا على ماء بين الكوفة ومكة اذا إنسان يوضع على بعيره، قال: فقلت: من أين؟ قال: من الكوفة، قال: قلت: ما فعل الحسين بن علي؟ قال:

قتل قال: فرفعت يدي فقلت: اللهم افعل بعبد الله بن عمرو ان كان يسخر بي.

قال سفيان بن عيينه في غير هذه الرواية: ذهب الفرزدق الى غير المعني، أو قال: الوجه، انما هو لا يحيك فيه السلاح لا يضره القتل مع ما قد سبق له

(2)

.

أنبأنا أبو علي الحسن بن هبة الله بن الحسن بن علي الدوامي قال: أخبرنا القاضي محمد بن عمر بن يوسف الأرموي قال: أخبرنا الشريف أبو الغنائم عبد الصمد بن علي بن المأمون قال: أخبرنا الشريف أبو الفضل محمد بن الحسن بن الفضل بن المأمون قال: حدثنا أبو بكر محمد بن القاسم الأنباري قال: حدثنا محمد ابن يونس قال: حدثنا أبو عبيدة معمر بن المثنى التيمي قال: حدثني لبطة بن الفرزدق عن أبيه قال: حججت فلما كنت بذات عرق

(3)

لقيني الحسين بن علي يريد الكوفة، فقصدته فسلمت عليه فقال لي: ما خلفت لنا وراءك بالبصرة؟ فقلت: قلوب القوم معك وسيوفهم مع بني أمية، فقال: ما أشك في أنك صادق، الناس عبيد الدنيا، والدين لغو على ألسنتهم يحوطونه ما درت به معائشهم فإذا استنبطوا قلّ الديّانون.

(1)

-في مصادرنا ما يشير الى أن عبد الله بن عمرو بن العاص كان عنده علم بما سيكون من ملاحم وفتن.

(2)

- ابن عساكر-ترجمة الحسين:205 - 206.

(3)

-مهل أهل العراق وهو الحد بين نجد وتهامة-معجم البلدان.

ص: 2613

وقال ابن المأمون: حدثنا أبو بكر محمد بن القاسم الأنباري قال: حدثنا أبي قال: حدثنا أبو سعيد الغاضري قال: حدثنا أبو عثمان المازني قال: حدثنا الأصمعي عن أعين بن لبطة بن الفرزدق عن أبيه (64 - ظ) قال: رأيت أبي في النوم بعد موته، فقلت له: ما فعل الله بك؟ فقال غفر لي بقصدي الحسين وسلامي عليه.

أخبرنا أبو حفص الدارقزي، فيما أذن لنا فيه، قال: أخبرنا أبو غالب أحمد ابن الحسن-إجازة إن لم يكن سماعا-قال: أخبرنا أبو الحسين بن الآبنوسي قال:

أخبرنا عبيد الله بن عثمان بن خنيقاء الدقاق قال: أخبرنا اسماعيل بن علي الخطبي قال: وكان مسير الحسين بن علي بن أبي طالب-ويكنى بأبي عبد الله، وأمه فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم-من مكة الى العراق بعد أن بايع له من أهل الكوفة اثنا عشر ألفا على يدي مسلم بن عقيل بن أبي طالب، وكتبوا إليه في القدوم عليهم فخرج من مكة قاصدا الى الكوفة، وبلغ يزيد خروجه فكتب الى عبيد الله بن زياد وهو عامله على العراق يأمره بمحاربته وحمله اليه ان ظفر به، فوجه اللعين عبيد الله بن زياد الجيش اليه مع عمر بن سعد بن أبي وقاص، وعدل الحسين الى كربلاء، فلقيه عمر بن سعد هناك، فاقتتلوا فقتل الحسين رضوان الله عليه ورحمته وبركاته، ولعنة الله على قاتله، وكان قتله في اليوم العاشر من المحرم يوم عاشوراء من سنة احدى وستين.

وقال أبو غالب: أخبرنا أبو الغنائم بن المأمون قال: أخبرنا عبيد الله بن محمد ابن اسحاق قال: أخبرنا عبد الله بن محمد قال: حدثني عمي قال: حدثنا الزبير قال:

حدثني محمد بن الضحاك عن أبيه قال: خرج الحسين بن علي الى الكوفة ساخطا لولاية يزيد، فكتب يزيد الى ابن زياد، وهو واليه على العراق: انه قد بلغني أن حسينا قد صار الى الكوفة (65 - و) وقد ابتلي به زمانك من بين الأزمان وبلدك من بين البلدان، وابتليت به أنت من بين العمال، وعندها تعتق أو تعود عبدا كما يعتبد العبيد، فقتله ابن زياد وبعث برأسه اليه.

أخبرنا عمر بن محمد المكتب قال: أخبرنا أبو القاسم اسماعيل بن أحمد- اجازة ان لم يكن سماعا-قال: أخبرنا أبو بكر بن الطبري قال: أخبرنا أبو الحسين

ص: 2614

ابن الفضل قال: أخبرنا عبد الله بن جعفر قال: حدثنا يعقوب قال: حدثنا أبو بكر الحميدي قال: حدثني سفيان قال: حدثني رجل من بني أسد يقال له بجير بعد الخمسين والمائة، وكان من أهل الثعلبية

(1)

ولم يكن في الطريق رجل أكبر منه، فقلت: مثل من كنت حين مرّ بكم حسين بن علي؟ قال: غلام قد أيفعت، قال:

فقام اليه أخ لي كان أكبر مني يقال له زهير، قال: أي ابن بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم، إني أراك في قلة من الناس فأشار بسوط في يده هكذا فضرب حقيبة وراءه، فقال ها ان هذه مملوءة كتبا فكأنه شدّ من منّة أخي، قال سفيان فقلت له: ابن كم أنت؟ قال: ابن ست عشرة ومائة، قال سفيان: وكنا استودعناه طعاما لنا ومتاعا فلما رجعنا طلبناه منه، فقال ان كان طعاما فلعل الحي قد أكلوه، فقلنا:

إن لله، ذهب طعامنا، فاذا هو يمزح معي، فأخرج إلينا طعامنا ومتاعنا.

وقال حدثنا يعقوب قال: حدثنا أبو بكر-يعني الحميدي-قال: حدثنا سفيان قال: حدثنا شهاب بن خراش عن رجل من قومه قال: كنت في الجيش الذي بعثه عبيد الله بن زياد الى حسين بن علي وكانوا (65 - ظ) أربعة آلاف يريدون الديلم، فصرفهم عبيد الله بن زياد الى حسين بن علي، فلقيت حسينا، فرأيته أسود الرأس واللحية، فقلت له: السلام عليك يا أبا عبد الله، فقال: وعليك السلام، وكانت فيه غنه، فقال: لقد باتت منكم فينا سلة منذ الليلة، يعني سرق. قال شهاب:

فحدثت به زيد بن علي فأعجبه، وكانت فيه غنة، قال سفيان: وهي في الحسينيين.

أخبرنا أبو محمد عبد الرحمن بن عبد الله بن علوان قال: أخبرنا أبو عبد الرحمن محمد بن محمد بن عبد الرحمن، ح.

وأخبرنا أبو الحسن علي بن أبي المعالي بن الحداد قال: أخبرنا يوسف بن آدم المراغي قال: أنبأنا أبو بكر محمد بن منصور السمعاني قال: أخبرنا الشيخ أبو طالب محمد بن الحسن بن أحمد قال: أخبرنا أبو علي الحسن بن أحمد بن شاذان قال: أخبرنا عبد الخالق بن الحسن قال: حدثنا اسحاق بن الحسن الحربي قال: حدثنا عفان قال: حدثنا جعفر بن سليمان قال: حدثني يزيد الرشك قال:

(1)

-من منازل طريق مكة من الكوفة وهي ثلثا الطريق. معجم البلدان.

ص: 2615

حدثني من شافه الحسين بهذا الكلام قال: حججت فأخذت ناحية الطريق أتعسف الطريق، فدفعت الى أبنية وأخبية فأتيت أدناها فسطاطا، فقلت: لمن هذا؟ فقالوا:

للحسين بن علي رضي الله عنه، فقلت: ابن فاطمة بنت رسول الله؟ قالوا: نعم، قلت: في أيها هو؟ فأشاروا الى فسطاط، فأتيت الفسطاط فاذا هو قاعد عند عمود الفسطاط، واذا بين يديه كتب كثيرة يقرأها، فقلت بأبي أنت وأمي ما أجلسك في هذا الموضع الذي ليس فيه أنيس ولا منفعة؟ قال: ان هؤلاء-يعني السلطان- أخافوني، وهذه كتب أهل الكوفة إلي (66 - و) وهم قاتلي، فاذا فعلوا ذلك لم يتركوا لله حرمة إلاّ انتهكوها، فسلط الله عليهم من يذلهم حتى يتركهم أذل من من فرم الأمة. قال جعفر: فسألت الأصمعي عن ذلك قال: هي خرقة الحيضة اذا ألقتها النساء.

أنبأنا أبو حفص بن طبرزد قال: أخبرنا أبو غالب أحمد بن الحسن-اجازة ان لم يكن سماعا-قال: أخبرنا عبد الصمد بن علي قال: أخبرنا عبيد الله بن محمد بن اسحاق قال: أخبرنا عبد الله بن محمد بن عبد العزيز قال: حدثني أحمد بن محمد ابن عيسى قال: حدثنا عمرو بن عون قال: أخبرنا خالد عن الجريري عن عبد ربه أو غيره، أن الحسين لما أرهقه السلاح، وأخذ له السلاح قال: ألا تقبلون مني ما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقبل من المشركين؟ قالوا: وما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقبل من المشركين؟ قال: كان اذا جنح أحدهم قبل منه، قالوا: لا، قال: فدعوني أرجع، قالوا: لا، قال: فدعوني آتي أمير المؤمنين، فأخذ له رجل السلاح، فقال له: أبشر بالنار، فقال: بل ان شاء الله برحمة ربي عز وجل وشفاعة نبيي صلى الله عليه وسلم، فقتل وجيء برأسه حتى وضعه في طست بين يدي ابن زياد فنكته بقضيب، وقال: لقد كان غلاما صبيحا، ثم قال: أيكم قاتله؟ فقام الرجل، فقال: أنا قتلته، فقال: ما قال لك؟ فأعاد الحديث، فاسود وجهه قال عبد الله بن محمد: وحدثني عمي قال: حدثني القاسم بن سلام قال:

حدثني حجاج بن محمد عن أبي معشر عن بعض مشيخته قال: قال الحسين بن علي حين نزلوا كربلاء: ما اسم هذه الأرض؟ قالوا: كربلاء، قال: كرب وبلاء، وبعث (66 - ظ) عبيد الله بن زياد عمر بن سعد فقاتلهم فقال الحسين: يا عمر اختر مني أحد

ص: 2616

ثلاث خصال: إما أن تتركني أرجع كما جئت، فإن أبيت هذه فصيرني إلى يزيد فأضع يدي في يده فيحكم في ما رأى، فإن أبيت هذه فسيربي إلى الترك فأقاتلهم حتى أموت، فأرسل إلى ابن زياد بذلك، فهم أن يسيره الى يزيد، فقال له شمر ابن جوشن: لا إلا أن ينزل على حكمك، فأرسل اليه بذلك، فقال الحسين: والله لا أفعل، وأبطأ عمر عن قتاله، فأرسل اليه ابن زياد شمر بن جوشن فقال: إن تقدم عمر يقاتل، وإلاّ فاقتله وكن أنت مكانه، وكان مع عمر قريب من ثلاثين رجلا من أهل الكوفة، فقالوا: يعرض عليكم ابن بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاث خصال، فلا تقبلون منها شيئا، فتحولوا مع الحسين فقاتلوا.

وقال: أخبرنا أبو القاسم البغوي قال: حدثنا اسحاق بن اسماعيل الطالقاني سنة خمس وعشرين قال: حدثنا جرير عن ابن أبي ليلى قال: قال الحسين بن علي حين أحس بالقتل: ابغوني ثوبا لا يرغب فيه أجعله تحت ثيابي لا أجرّد، فقيل له:

تبان؟ فقال: ذلك لباس من ضربت عليه الذلة، فأخذ ثوبا فخزقه فجعله تحت ثيابه، فلما قتل جرد صلوات الله عليه ورضوانه.

أنبأنا أبو نصر القاضي قال: أخبرنا الحافظ أبو القاسم قال: أخبرنا أبو محمد ابن الأكفاني قال: حدثنا عبد العزيز الكتاني قال: أخبرنا أبو الميمون بن راشد قال: حدثنا أبو زرعة قال: حدثنا سعد بن سليمان عن عباد بن العوام عن حصين قال: أدركت ذاك حين مقتل الحسين قال: فحدثني سعيد بن عبيدة قال: (67 - و) فرأيت الحسين وعليه جبة برود، ورماه رجل يقال له عمرو بن خالد الطهوي بسهم فنظرت الى السهم معلقا بجبته

(1)

.

أخبرنا أبو الفضل رجاء بن أبي الحسن بن هبة الله بن غزال التاجر الواسطي قال: أخبرنا العدل أبو طالب محمد بن علي بن أحمد بن الكتاني-قراءة عليه- قال: أخبرنا أبو الفضل محمد بن أحمد بن عبد الله العجمي-قراءة عليه-قال:

أخبرنا أبو الحسن محمد بن مخلد البزاز-قراءة عليه-قال: أخبرنا أبو الحسن علي بن الحسن الصلحي قال: أخبرنا أبو بكر محمد بن عثمان بن سمعان الحافظ قال: حدثنا أسلم بن سهل بن أسلم بن حبيب الرزاز الواسطي المعروف بحشل قال:

(1)

- تاريخ ابن عساكر-ترجمة الحسين:221 - 222.

ص: 2617

حدثنا زكريا بن يحيى قال: حدثنا الهيثم بن غالب الشيباني قال: سمعت أبا اسحاق الشيباني-وأتاه رجل من آل حوشب بن يزيد-فقال له: إن مالك بن حوشب ابن يزيد قتل وعليه جبّة خز، فقال له أبو اسحاق الشيباني: وإن الحسين بن علي رضوان الله عليهما قتل وعليه جبة خز، وقد نصل

(1)

خضابه، وكان يخضب بالسواد فدفن في ثيابه

(2)

.

وقال: حدثنا بحشل قال: حدثنا زكريا بن يحيى بن صبيح قال: حدثنا هشيم قال: أخبرنا زاذان أبو منصور قال: رأيت الحسين بن علي رضوان عليه مخضوب الرأس واللحية بالوسمة

(3)

.

أخبرنا أبو القاسم عبد الغني بن سليمان بن بنين قال: أخبرنا أبو عبد الله محمد بن حمد بن حامد الأرتاحي قال: أخبرنا أبو الحسن علي بن الحسين الفراء- إجازة لي-قال: أنبأنا أبو اسحاق ابراهيم بن سعيد الحبال، وست الموفق خديجة مولاة أبي حفص عمر بن محمد الصقلي (67 - ظ) المرابطة قال: أبو اسحاق أخبرنا أبو القاسم عبد الجبار بن أحمد بن عمر بن الحسن الطرسوسي-قراءة عليه وأنا أسمع-قال: أخبرنا أبو بكر الحسن بن الحسين بن بندار الأنطاكي-قراءة عليه- وقالت خديجة: قرئ على أبي القاسم يحيى بن أحمد بن علي بن الحسين بن بندار ابن عبد الله بن خير الأذني الأنطاكي-وأنا شاهدة أسمع-قال: أخبرني جدي القاضي أبو الحسن علي بن الحسين بن بندار قالا: حدثنا أبو العباس محمود بن محمد بن الفضل الأديب قال: حدثنا عبيد الله بن محمد قال: حدثنا محمد بن خلف قال: حدثنا نصر بن مزاحم العطار عن أبي مخنف قال: حدثني سليمان بن أبي راشد عن حميد بن مسلم قال: سمعت الحسين بن علي وقد أحاطوا به يقول: اللهم احبس عنهم قطر السماء، وامنعهم بركات الأرض، وإن متعتهم الى حين، ففرقهم فرقا، ومزقهم مزقا، واجعلهم طرائق قددا، ولا ترض عنهم الولاة أبدا، فإنهم دعونا لينصرونا فعدوا علينا فقتلونا. وضارب حتى كفهم عنه، ثم تغاووا عليه فقتلوه

(4)

(68 - و).

(1)

-خرج من الخضاب. القاموس.

(2)

- تاريخ واسط لبحشل:104.

(3)

-المصدر نفسه:80.

(4)

-انظر كتاب مقتل الحسين لابي مخنف-ط. بيروت 125:1983.

ص: 2618

بسم الله الرحمن الرحيم

وبه توفيقي

أنبأنا أبو اليمن زيد بن الحسن الكندي عن أبي بكر محمد بن عبد الباقي الأنصاري قال: أخبرنا الحسن بن علي الجوهري قال: أخبرنا محمد بن العباس قال: أخبرنا أحمد بن معروف قال: حدثنا الحسين بن الفهم قال: حدثنا محمد بن سعد قال: أخبرنا علي بن محمد عن عامر بن أبي محمد عن الهيثم بن موسى قال:

قال العريان بن الهيثم: كان أبي يتبدّى فينزل قريبا من الموضع الذي كان فيه معركة الحسين فكنا لا نبدوا إلاّ وجدنا رجلا من بني أسد هناك فقال له أبي: أراك ملازما هذا المكان؟ قال: بلغني أن حسينا يقتل هاهنا، فأنا أخرج لعلي أصادفه فأقتل معه، فلما قتل الحسين قال أبي: انطلقوا ننظر هل الأسدي فيمن قتل، فأتينا المعركة، فطوفنا فإذا الأسدي مقتول.

أنبأنا أبو الحسن بن المقير عن الفضل بن سهل الحلبي قال: أخبرنا أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت-إذنا-قال: أخبرنا عبد الكريم بن محمد بن أحمد الضبي قال: أخبرنا علي بن عمر الحافظ قال: حدثنا محمد بن نوح الجنديسابوري قال:

حدثنا علي بن حرب الجنديسابوري قال: حدثنا اسحاق بن سليمان قال: حدثنا عمرو ابن أبي قيس عن يحيى بن سعيد أبي حيان عن قدامة الضبي عن جرداء بنت سمير عن زوجها هرثمة بن سلمى قال: خرجنا مع علي في بعض غزوه، فسار حتى انتهى إلى كربلاء، فنزل الى شجرة يصلي إليها فأخذ تربة من الأرض فشمها ثم قال: واها لك تربة ليقتلن بك قوم يدخلون الجنة بغير حساب قال: (69 - و) فقفلنا من غزاتنا، وقتل علي ونسيت الحادث. قال: فكنت في الجيش الذين ساروا الى الحسين، فلما انتهيت إليه نظرت الى الشجرة فذكرت الحديث فتقدمت على فرس لي فقلت:

أبشرك ابن بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم وحدثته الحديث، قال: معنا

ص: 2619

أو علينا؟ قلت: لا معك ولا عليك وتركت، قال أمّا لا فولّ في الأرض، فو الذي نفس حسين بيده لا يشهد قتلنا اليوم رجل إلاّ دخل جهنم، فانطلقت هاربا موليا في الأرض حتى خفي عليّ مقتله

(1)

.

أخبرنا مرجا بن أبي الحسن التاجر قال: أخبرنا محمد بن علي بن أحمد قال:

أخبرنا أبو الفضل بن أحمد بن عبد الله قال: أخبرنا محمد بن محمد بن مخلد قال:

أخبرنا علي بن الحسن قال: أخبرنا أبو بكر بن عثمان الحافظ قال: حدثنا يزيد ابن هرون قال: أخبرتني أمي عن جدتها قالت: أدركت قتل الحسين بن علي رضوان الله عليه، فلما قتل خرج ناس الى إبل كانت معه فانتهبوها، فلما كان الليل رأيت فيها النيران تلتهب، فاحترق كل ما أخذ من عسكره.

أخبرنا أبو محمد عبد الرحمن بن ابراهيم بن أحمد المقدسي بنابلس، وأبو المظفر حامد بن العميد بن أميري القزويني بحلب قالا. أخبرتنا شهدة بنت أحمد بن الفرج الآبري قالت: أخبرنا أبو الفوارس طراد بن محمد بن علي الزينبي قال:

أخبرنا أبو الحسين علي بن محمد بن بشران قال: أخبرنا أبو علي الحسين ابن صفوان البردعي قال: حدثنا عبد الله بن محمد بن عبيد بن أبي الدنيا (69 - ظ) القرشي قال: أخبرني العباس بن هشام بن محمد الكوفي عن أبيه عن جده قال:

كان رجل من بني أبان بن دارم يقال له زرعة شهد قتل الحسين رضي الله عنه، فرمى الحسين بسهم فأصاب حنكه فجعل يلتقي الدم، ثم يقول هكذا إلى السماء، فيرمي به، وذلك أن الحسين رضي الله عنه دعا بماء ليشرب فلما رماه حال بينه وبين الماء، فقال: اللهم ظمئه، اللهم ظمئه، قال: فحدثني من شهده وهو يموت وهو يصيح من الحرّ في بطنه، والبرد في ظهره، وبين يديه المراوح والثلج، ومن خلفه الكانون، وهو يقول اسقوني أهلكني العطش، فيؤتى بالعسّ العظيم فيه السويق أو الماء واللبن، لو شربه خمسة لكفاهم، قال فيشربه، ثم يعود فيقول اسقوني أهلكني العطش. قال: فانقد بطنه كانقداد البعير.

(2)

.

أخبرنا أبو العباس أحمد بن مسعود بن شداد الصفار الموصلي بحلب قال:

(1)

- ابن عساكر-ترجمة الحسين:235 - 236.

(2)

- ابن عساكر-المصدر نفسه:237.

ص: 2620

أخبرنا أبو جعفر أحمد بن أحمد بن عبد العزيز بن القاص بالموصل قال: أخبرنا الرئيس أبو علي محمد بن سعيد بن ابراهيم بن نبهان قال: أخبرنا أبو علي الحسن ابن أحمد بن ابراهيم بن شاذان قال: أخبرنا أبو سهل أحمد بن محمد بن عبد الله ابن زياد قال: حدثني أبو يوسف يعقوب بن خضر المتطبب قال: حدثنا أبو نعيم قال:

حدثنا ابن عيينة عن أبيه قال: أدركت من قتلة الحسين رضي الله عنه رجلين، أما أحدهما فإن الله طول ذكره، فكان يحمله على عاتقه، وأما الآخر فكان يأتي عزلاء

(1)

الراوية فيضعها على فيّه حتى يستفرغها (70 - و) ويصيح: العطش العطش، ويدور الى الجانب الآخر من الراوية فيستفرغها، ولا يروى، وذلك أنه نظر الى الحسين وقد أهوى الى فيه وهو يشرب فرماه بسهم، فقال الحسين، مالك لا أرواك الله من الماء في دنياك ولا آخرتك.

أخبرنا أبو المظفر حامد بن العميد بحلب وأبو محمد عبد الرحمن بن ابراهيم المقدسي بنابلس، ومحفوظ بن هلال الرسعني برأس عين، قالوا: أخبرتنا شهدة بنت أحمد بن فرج الكاتبة. قال محفوظ: إجازة. قالت: أخبرنا طراد بن محمد الزينبي قال: أخبرنا أبو الحسن بن بشران قال: أخبرنا أبو علي بن صفوان قال:

حدثنا أبو بكر بن أبي الدنيا قال: حدثنا اسحاق بن اسماعيل قال: أخبرنا سفيان قال: حدثتني جدتي أم أبي قالت: أدركت رجلين ممن شهد قتل الحسين، فأما أحدهما فطال ذكره حتى كان يلفه، وأما الآخر فكان يستقبل الراوية فيشربها حتى يأتي على آخرها. قال سفيان: أدركت ابن أحدهما به خبل أو نحو هذا.

قرأت في الأخبار الطوال تأليف أبي حنيفة أحمد بن داود الدينوري، وذكر خبر خروج الحسين عليه السلام من مكة إلى أن قتل فأحببت إيراد ذكر قتله، ومن قتل معه من أهله لأنه استوعب ذكره مع الاختصار، ونقله عن رواة السير، قال بعدما أورده من تسيير مسلم بن عقيل بن أبي طالب إلى الكوفة وأخذه البيعة على ثمانية عشر ألف من أهل الكوفة، ونكثهم والظفر به وقتله، قال: قالوا: ولما رحل الحسين من زرود

(2)

تلقاه رجل من بني أسد فسأله عن الخبر فقال لم أخرج من (70 - ظ) الكوفة

(1)

-عزلاء الراوية: مصب الماء. القاموس.

(2)

-رمال بين الثعلبية والخزيمية بطريق الحاج من الكوفة، معجم البلدان.

ص: 2621

حتى قتل مسلم بن عقيل وهانيء بن عروة، ورأيت الصبيان يجرون بأرجلهما، فقال:

إنا لله وانا اليه راجعون، عند الله نحتسب أنفسنا، فقيل له: ننشدك الله يا بن رسول الله في نفسك، وأنفس أهل بيتك هؤلاء الذين تراهم معك، انصرف إلى موطنك، ودع المسير الى الكوفة، فو الله مالك بها ناصر، فقال بنو عقيل-وكانوا معه-: مالنا في العيش بعد أخينا مسلم حاجة، ولسنا براجعين حتى نموت، فقال الحسين: فما خير في العيش بعد هؤلاء، وسار، فلما وافى زبالة

(1)

وافاه بها رسول محمد بن الأشعت وعمر بن سعد بما كان سأله مسلم أن يكتب به إليه من أمره، وخذلان أهل الكوفة إياه بعد أن بايعوه، وقد كان مسلم سأل محمد بن الأشعت ذلك-يعني حين ظفر به ابن زياد سأل ابن الأشعت، وعمر بن سعد، أن يكتبا الى الحسين بذلك-فلما قرأ الكتاب استيقن بصحة الخبر، وأقطعه قتل مسلم بن عقيل وهانئ بن عروة، ثم أخبره الرسول بقتل قيس بن مسهر رسوله الذي وجهه من بطن

(2)

الرقة، وقد كان صحبه قوم من منازل الطريق، فلما سمعوا خبر مسلم، وقد كانوا ظنوا أنه يقدم على أنصار وعضد، تفرقوا عنه ولم يبق معه إلا خاصته، فسار حتى انتهى الى بطن العقيق

(3)

فلقيه رجل من بني عكرمة، فسلم عليه وأخبره بتوطيد ابن زياد الخيل ما بين القادسية الى العذيب

(4)

رصدا له، ثم قال له: انصرف بنفسي أنت، فو الله ما تسير إلا الى الأسنة والسيوف، ولا تتكلن على الذين كتبوا اليك فإن أولئك أول الناس مبادرة الى حربك (71 - و) فقال له الحسين: قد ناصحت وبالغت فجزيت خيرا، ثم سلم عليه، ومضى حتى نزل بسراة بات بها ثم ارتحل وسار، فلما انتصف النهار، واشتد الحر، وكان ذلك في القيظ تراءت لهم الخيل، فقال الحسين لزهير بن القين: أما هاهنا مكان نلجأ اليه أو شرف نجعله خلف ظهورنا ونستقبل القوم من وجه واحد؟ قال له زهير: بلى هذا جبل ذي

(5)

جشم يسره عنك، فمل بنا إليه، فان سبقت اليه فهو كما تحب، فسار

(1)

-زبالة منزل معروف بطريق مكة من الكوفة. معجم البلدان.

(2)

-واد معروف بعالية نجد. معجم البلدان.

(3)

-من منازل الحاج ومنه يحرم أهل العراق، معجم البلدان.

(4)

-ماء لبني تميم على مرحلة من الكوفة، معجم البلدان.

(5)

-مرتفع بالقرب من عسفان. معجم البلدان.

ص: 2622

حتى سبق اليه وجعل ذلك الجبل وراء ظهره، وأقبلت الخيل، وكانوا ألف فارس مع الحر بن يزيد التميمي ثم اليربوعي، حتى اذا دنوا أمر الحسين عليه السلام فتيانه أن يستقبلوهم بالماء فشربوا، وتغمرت خيلهم، ثم جلسوا جميعا في ظل خيولهم وأعنتها في أيديهم حتى اذا حضر الظهر قال الحسين عليه السلام للحر أتصلّي معنا، أو تصلي بأصحابك وأصلي بأصحابي؟ قال الحر: بل نصلي جميعا بصلاتك فتقدّم الحسين عليه السلام، فصلى بهم جميعا، فلما انفتل من صلاته حولّ وجهه إلى القوم، ثم قال: أيها الناس، معذرة إلى الله، ثم اليكم اني لم آتكم حتى أتتني كتبكم، وقدمت عليّ رسلكم، فإن أعطيتموني ما أطمئن به من عهودكم ومواثيقكم دخلنا معكم مصركم، وإن تكن الأخرى انصرفت من حيث جئت فأسكت القوم، فلم يردّوا عليه شيئا حتى إذا جاء وقت العصر نادى مؤذّن الحسين، ثم أقام، وتقدم الحسين عليه السلام فصلى بالفريقين ثم انفتل اليهم، فأعاد مثل القول الأول.

فقال الحر بن يزيد: والله ما ندري ما هذه الكتب التي تذكر، فقال الحسين عليه السلام: ائتني بالخرجين اللذين فيهما كتبهم (71 - ظ) فأتي بخرجين مملوءين كتبا، فنثرت بين يدي الحر وأصحابه، فقال له الحر: يا هذا، لسنا ممن كتب إليك شيئا من هذه الكتب، وقد أمرنا أن لا نفارك اذا لقيناك أو نقدم بك الكوفة على الأمير عبيد الله بن زياد، فقال الحسين عليه السلام: الموت دون ذلك، ثم أمر بأثقاله، فحملت، وأمر أصحابه، فركبوا، ثم ولى وجهه منصرفا نحو الحجاز، فحال القوم بينه وبين ذلك، فقال الحسين للحر: ما الذي تريد؟ قال: أريد والله أن أنطلق بك الى الامير عبيد الله بن زياد، قال الحسين: إذن والله أنا بذاك الحرب، فلما كثر الجدال بينهما قال الحر: إني لم أؤمر بقتالك، وإنما أمرت أن لا أفارقك، وقد رأيت رأيا فيه السلامة من حربك، وهو أن تجعل بيني وبينك طريقا، لا تدخلك الكوفة، ولا تردك الى الحجاز، تكون نصفا بيني وبينك حتى يأتينا رأي الأمير، قال الحسين: فخذ هاهنا، وآخذ متياسرا من طريق العذيب

(1)

، ومن ذلك المكان الى العذيب ثمانية وثلاثون ميلا، فسارا جميعا حتى انتهوا الى عذيب الحمامات، فنزلوا حتى انتهوا الى عذيب الحمامات، فنزلوا جميعا، وكل فريق منهما على غلوة

(2)

من الآخر.

(1)

-العذيب ماء قرب القادسية، بينه وبينها اربعة أميال.

(2)

-أي قدر رمية سهم.

ص: 2623

ثم ارتحل الحسين من موضعه ذلك متيامنا عن طريق الكوفة حتى انتهى الى قصر بني مقاتل

(1)

، فنزلوا جميعا هناك، فنظر الحسين الى فسطاط مضروب، فسأل عنه، فأخبر أنه لعبيد الله بن الحر الجعفي، وكان من أشراف أهل الكوفة، وفرسانهم، فأرسل الحسين إليه بعض مواليه يأمره بالمصير اليه، فأتاه الرسول، فقال: هذا الحسين بن علي يسألك أن تصير إليه، فقال عبيد الله: والله ما خرجت من الكوفة إلا لكثرة (72 - و) من رأيته خرج لمحاربته وخذلان شيعته، فعلمت أنه مقتول ولا أقدر على نصره، فلست أحب أن يراني ولا أراه، فانتعل الحسين حتى مشى، ودخل عليه قبته، ودعاه الى نصرته، فقال عبيد الله: والله إني لأعلم أن من شايعك كان السعيد في الآخرة، ولكن ما عسى أن أغني عنك، ولم أخلّف لك بالكوفة ناصرا، فأنشدك الله أن تحملني على هذه الخطة، فإن نفسي لم تسمح بعد بالموت، ولكن فرسي هذه الملحقة، والله ما طلبت عليها شيئا قط إلا لحقته، ولا طلبني وأنا عليها أحد قط إلا سبقته، فخذها، فهي لك، قال الحسين: أما إذ رغبت بنفسك عنا فلا حاجة بنا الى فرسك.

وسار الحسين عليه السلام من قصر بني مقاتل، ومعه الحر بن يزيد، كلما أراد أن يميل نحو البادية منعه، حتى انتهى الى المكان الذي يسمى كربلاء

(2)

فمال قليلا متيامنا حتى انتهى الى نينوى

(3)

، فإذا هو براكب على نجيب، مقبل من القوم، فوقفوا جميعا ينتظرونه، فلما انتهى إليهم سلم على الحر، ولم يسلم على الحسين، ثم ناول الحر كتابا من عبيد الله بن زياد، فقرأه، فإذا فيه:

أما بعد، فجعجع

(4)

بالحسين بن علي وأصحابه بالمكان الذي يوافيك كتابي، ولا تحلّه إلا بالعراء على غير خمر

(5)

ولا ماء، وقد أمرت حامل كتابي هذا أن يخبرني بما كان منك في ذلك، والسلام.

(1)

-قصر كان بين عين التمر والشام قرب القطقطانة. معجم البلدان.

(2)

-موضع في طرف البرية على مقربة من الكوفة. معجم البلدان.

(3)

-بسواد الكوفة-المنطقة التي قامت فيها كربلاء. معجم البلدان.

(4)

-أي سر به في الارض الصعبة.

(5)

-بدون شجر وظل.

ص: 2624

فقرأ الحر الكتاب ثم ناوله الحسين، وقال: لا بد من إنفاذ أمر الأمير عبيد الله بن زياد، فانزل بهذا المكان، ولا تجعل للأمير علي علّة، فقال الحسين عليه السلام: تقدم بنا قليلا الى هذه القرية التي هي منا (72 - ظ) على غلوة وهي الغاضرية

(1)

أو هذه الأخرى التي تسمى السقية، فننزل في إحداهما، قال الحر:

إن الأمير كتب إلي أن أحلك على غير ماء، ولا بد من الانتهاء الى أمره، فقال زهير بن القين للحسين: بأبي وأمي يا بن رسول الله، والله لو لم يأتنا غير هؤلاء لكان لنا فيهم كفاية، فكيف بمن سيأتينا من غيرهم؟ فهلم نناجز هؤلاء، فإن قتال هؤلاء أيسر علينا من قتال من يأتينا من غيرهم، قال الحسين عليه السلام: فإني أكره أن أبدأهم بقتال حتى يبدأوا، فقال له زهير: فهاهنا قرية بالقرب منا على شط الفرات، وهي في عاقول

(2)

حصينة، الفرات يحدق بها إلا من وجه واحد، قال الحسين: وما اسم تلك القرية؟ قال العقر

(3)

، قال الحسين: نعوذ بالله من العقر، فقال الحسين للحر: سر بنا قليلا، ثم ننزل، فسار معه حتى أتوا كربلاء، فوقف الحر وأصحابه أمام الحسين ومنعوهم من المسير، وقال: انزل بهذا المكان، فالفرات منك قريب، قال الحسين: وما اسم هذا المكان؟ قيل له: كربلاء، قال:

ذات كرب وبلاء، ولقد مر أبي بهذا المكان عند مسيره الى صفين، وأنا معه، فوقف، فسأل عنه، فأخبر باسمه، فقال: هاهنا محط ركابهم، وهاهنا مهراق دمائهم، فسئل عن ذلك، فقال: ثقل لآل بيت محمد، ينزلون ها هنا، ثم أمر الحسين بأثقاله، فحطّت بذلك المكان يوم الاربعاء غرّة المحرم من سنة إحدى وستين

(4)

، وقتل بعد ذلك بعشرة أيام، وكان قتله يوم عاشوراء، فلما كان اليوم الثاني من نزوله كربلاء وافاه عمر بن سعد في أربعة آلاف فارس.

وكانت قصة خروج عمر بن سعد، أن (73 - و) عبيد الله بن زياد ولاه الري وثغر دستسبي

(5)

والديلم، وكتب له عهده عليها، فعسكر للمسير إليها، فحدث

(1)

-قرية قريبة من الكوفة.

(2)

-عاقول النهر ما اعوج منه.

(3)

-قرب كربلاء من نواحي الكوفة.

(4)

-تشرين أول 685 م.

(5)

-كورة بين الري وهمذان. معجم البلدان.

ص: 2625

أمر الحسين، فأمر ابن زياد أن يسير الى محاربة الحسين، فإذا فرغ منه سار الى ولايته، فتلكأ عمر بن سعد على ابن زياد، وكره محاربة الحسين، فقال له ابن زياد فاردد علينا عهدنا، قال: فأسير إذا، فسار في أصحابه أولئك الذين ندبوا معه الى الري ودستبي، حتى وافى الحسين، وانضم اليه الحر بن يزيد فيمن معه، ثم قال عمر بن سعد لقرة بن سفيان الحنظلي: انطلق الى الحسين، فسله ما أقدمك، فأتاه فأبلغه، فقال الحسين: أبلغه عني أن أهل المصر كتبوا إلي يذكرون ألا إمام لهم، ويسألوني القدوم عليهم، فوثقت بهم، فغدروا بي، بعد أن بايعني منهم ثمانية عشر ألف رجل، فلما دنوت، فعلمت غرور ما كتبوا به إلي أردت الانصراف الى حيث منه أقبلت، فمنعني الحر بن يزيد، وسار حتى جعجع بي في هذا المكان، ولي بك قرابة قريبة، ورحم ماسة، فأطلقني حتى أنصرف، فرجع قرة الى عمر بن سعد بجواب الحسين بن علي، فقال عمر: الحمد لله، والله إني لأرجو أن أعفى من محاربة الحسين، ثم كتب الى ابن زياد يخبره ذلك.

فلما وصل كتابه الى ابن زياد كتب إليه في جوابه: قد فهمت كتابك، فاعرض على الحسين البيعة ليزيد، فإذا بايع في جميع من معه، فأعلمني ذلك ليأتيك رأيي، فلما انتهى كتابه الى عمر بن سعد قال: ما أحسب ابن زياد يريد العافية، فأرسل عمر بن سعد بكتاب ابن زياد الى الحسين، فقال الحسين للرسول: لا أجيب ابن زياد الى ذلك أبدا، فهل (73 - ظ) هو إلا الموت، فمرحبا به، فكتب عمر بن سعد الى ابن زياد بذلك، فغضب، فخرج بجميع أصحابه الى النخيلة

(1)

.

ثم وجه الحصين بن نمير، وحجّار بن أبجر، وشبث بن ربعي، وشمر بن ذي جوشن، ليعاونوا عمر بن سعد على أمره، فأما شمر فنفذ لما وجهه له، وأما شبث فاعتل بمرض، فقال ابن زياد: أتتمارض؟ إن كنت في طاعتنا فاخرج الى قتال عدونا، فلما سمع شبث ذلك خرج، ووجه أيضا الحارث بن يزيد بن رويم، قالوا:

وكان ابن زياد إذا وجه الرجل الى قتال الحسين في الجمع الكثير، يصلون الى كربلاء، ولم يبق منهم إلا القليل، كانوا يكرهون قتال الحسين، فيروغون ويتخلفون فبعث ابن زياد سويد بن عبد الرحمن المنقري في خيل الى الكوفة، وأمره أن يطوف

(1)

-معسكر لاهل الكوفة خارجها.

ص: 2626

جاء فمن وجده قد تخلف أتاه به، فبينا هو يطوف في أحياء الكوفة إذ وجد رجلا من أهل الشام قد كان قدم الكوفة في طلب ميراث له، فأرسل به الى ابن زياد، فأمر به، فضربت عنقه، فلما رأى الناس ذلك خرجوا.

قالوا: وورد كتاب ابن زياد على عمر بن سعد، أن امنع الحسين وأصحابه الماء، فلا يذوقوا منه حسوة

(1)

كما فعلوا بالتقي عثمان بن عفان، فلما ورد على عمر بن سعد ذلك أمر عمرو بن الحجاج أن يسير في خمسمائة راكب، فينيخ على الشريعة، ويحولوا بين الحسين وأصحابه، وبين الماء، وذلك قبل مقتله بثلاثة أيام، فمكث أصحاب الحسين عطاشى.

قالوا: ولما اشتد بالحسين وأصحابه العطش أمر أخاه العباس بن علي-وكانت أمه من بني عامر بن صعصعة-أن يمضي في ثلاثين فارسا وعشرين راجلا، مع كل رجل قربة حتى يأتوا الماء، فيحاربوا (74 - و) من حال بينهم وبينه.

فمضى العباس نحو الماء وأمامهم نافع بن هلال حتى دنوا من الشريعة، فمنعهم عمرو بن الحجاج، فجالدهم العباس على الشريعة بمن معه حتى أزالوهم عنها، واقتحم رجّالة الحسين الماء، فملأوا قربهم، ووقف العباس في أصحابه يذبون عنهم حتى أوصلوا الماء الى عسكر الحسين.

ثم إن ابن زياد كتب الى عمر بن سعد: أما بعد، فإني لم أبعثك الى الحسين لتطاوله الأيام، ولا لتمنيه السلامة والبقاء، ولا لتكون شفيعه إلي، فاعرض عليه، وعلى أصحابه النزول على حكمي، فإن أجابوك فابعث به وبأصحابه إلي، وإن أبوا فازحف إليه، فإنه عاق شاق، فإن لم تفعل فاعتزل جندنا، وخل بين شمر بن ذي الجوشن وبين العسكر، فإنا قد أمرناه بأمرنا، فنادى عمر بن سعد في أصحابه أن انهدوا الى القوم، فنهض إليهم عشية الخميس وليلة الجمعة لتسع ليال خلون من المحرم، فسألهم الحسين تأخير الحرب الى غد، فأجابوه.

قالوا: وأمر الحسين أصحابه أن يضموا مضاربهم بعضهم من بعض، ويكونوا

(1)

-أي جرعة بقدر ما يحسوه المرء بيده مرة واحدة.

ص: 2627

أمام البيوت، وأن يحفروا من وراء البيوت أخدودا، وأن يضرموا فيه حطبا وقصبا كثيرا، لئلايؤتوا من أدبار البيوت، فيدخلوها.

قالوا: ولما صلى عمر بن سعد الغداة نهد بأصحابه وعلى ميمنته عمرو بن الحجاج، وعلى ميسرته شمر بن ذي الجوشن-واسم شمر شرحبيل بن عمرو بن معاوية، من آل الوحيد، من بني عامر بن صعصعة-وعلى الخيل عروة بن قيس، وعلى الرجّالة شبث بن ربعي، والراية بيد زيد مولى (74 - ظ) عمر بن سعد.

وعبا الحسين عليه السلام أيضا أصحابه، وكانوا اثنين وثلاثين فارسا وأربعين راجلا، فجعل زهير بن القين على ميمنته، وحبيب بن مطهر على ميسرته، ودفع الراية الى أخيه العباس بن علي، ثم وقف، ووقفوا معه أمام البيوت، وانحاز الحر ابن يزيد الذي كان جعجع بالحسين الى الحسين، فقال له: قد كان مني الذي كان، وقد أتيتك مواسيا لك بنفسي، أفترى ذلك لي توبة مما كان مني؟

قال الحسين: نعم، انها لك توبة، فابشر، فأنت الحر في الدنيا، وأنت الحر في الاخرة، إن شاء الله.

قالوا: ونادى عمر بن سعد مولاه زيدا أن قدم الراية، فتقدم بها، وشبت الحرب، فلم يزل أصحاب الحسين يقاتلون ويقتلون، حتى لم يبق معه غير أهل بيته، فكان أول من تقدم منهم، فقاتل علي بن الحسين، وهو علي الأكبر فلم يزل يقاتل حتى قتل، طعنه مرة بن منقذ العبدي، فصرعه، وأخذته السيوف فقتل، ثم قتل عبد الله بن مسلم بن عقيل، رماه عمرو بن صبح الصيداوي، فصرعه، ثم قتل عدي ابن عبد الله بن جعفر الطيار، قتله عمرو بن نهشل التميمي، ثم قتل عبد الرحمن بن عقيل بن أبي طالب، رماه عبدالله بن عروة الخثعمي بسهم، فقتله، ثم قتل محمد بن عقيل بن أبي طالب، رماه لقيط بن ناشر الجهني بسهم، فقتله، ثم قتل القاسم بن الحسين بن علي بن أبي طالب، ضربه عمرو بن سعد بن مقبل الأسدي، ثم قتل أبو بكر بن الحسن بن علي، رماه عبد الله بن عقبة الغنوي بسهم، فقتله.

ولما: رأى ذلك العباس بن (75 - و) علي قال لإخوته عبد الله، وجعفر، وعثمان، بني علي، عليه وعليهم السلام، وأمهم جميعا أم البنين العامرية من آل

ص: 2628

الوحيد: تقدموا، بنفسي أنتم، فحاموا عن سيدكم حتى تموتوا دونه، فتقدموا جميعا، فصاروا أمام الحسين عليه السلام، يقونه بوجوههم ونحورهم، فحمل هانئ بن ثويب الحضرمي على عبد الله بن علي، فقتله، ثم حمل على أخيه جعفر ابن علي، فقتله أيضا، ورمى يزيد الاصبحي عثمان بن علي بسهم، فقتله، ثم خرج إليه، فاحتز رأسه، فأتى به عمر بن سعد، فقال له: أثبني، فقال عمر: عليك بأميرك -يعني عبيد الله بن زياد-فسله ان يثيبك، وبقي العباس بن علي قائما أمام الحسين يقاتل دونه، ويميل معه حيث مال، حتى قتل، رحمة الله عليه.

وبقي الحسين وحده، فحمل عليه مالك بن بشر الكندي، فضربه بالسيف على رأسه، وعليه برنس خز، فقطعه، وأفضى السيف الى رأسه، فجرحه، فألقى الحسين البرنس، ودعا بقلنسوة، فلبسها، ثم اعتم بعمامة، وجلس فدعا بصبي له صغير، فأجلسه في حجره، فرماه رجل من بني أسد، وهو في حجر الحسين بمشقص

(1)

، فقتله، وبقي الحسين عليه السلام مليّا جالسا، ولو شاؤوا أن يقتلوه قتلوه، غير أن كل قبيلة كانت تتكل على غيرها، وتكره الاقدام على قتله، وعطش الحسين، فدعا بقدح من ماء، فلما وضعه في فيه رماه الحصين بن نمير بسهم، فدخل فمه، وحال بينه وبين شرب الماء، فوضع القدح من يده.

ولما رأى القوم قد (75 - ظ) أحجموا عنه قام يتمشى على المسناة

(2)

نحو الفرات فحالوا بينه وبين الماء، فانصرف الى موضعه الذي كان فيه، فانتزع له رجل من القوم بسهم، فأثبته في عاتقه، فنزع عليه السلام السهم، وضربه زرعة بن شريك التميمي بالسيف، واتقاه الحسين بيده، فأسرع السيف في يده، وحمل عليه سنان بن أوس النخعي، فطعنه، فسقط، ونزل اليه حولي بن يزيد الأصبحي ليحز رأسه، فأرعدت يداه، فنزل أخوه شبل بن يزيد، فاحتز رأسه، فدفعه الى أخيه حولي، ثم مال الناس على ذلك الورس الذي كان أخذه من العير، والى ما في المضارب فانتهبوه.

يعني بذلك أن الحسين عليه السلام لما فصل من مكة سائرا ووصل الى التنعيم

(1)

-المشقص: نصل السهم اذا كان طويلا غير عريض.

(2)

-سد صغير يبنى لمنع السيل.

ص: 2629

لحق عيرا مقبلة من اليمن عليها ورس وحناء ينطلق به الى يزيد بن معاوية، فأخذها وما عليها.

عدنا الى الحديث، قالوا: ولم ينج من أصحاب الحسين عليه السلام وولده وولد أخيه إلا بناه، علي الأصغر، وكان قد راهق، والا عمر، وقد كان بلغ أربع سنين.

ولم يسلم من أصحابه الا رجلان أحدهما المرقع بن ثمامة الأسدي، بعث به عمر بن سعد الى ابن زياد فسيره الى الربذة

(1)

، فلم يزل بها حتى هلك يزيد، وهرب عبيدالله الى الشام، فانصرف المرقع الى الكوفة، والاخر مولى لرباب، أم سكينة، أخذوه بعد قتل الحسين، فأرادوا ضرب عنقه، فقال لهم: إني عبد مملوك فخلوا سبيله.

وبعث عمر بن سعد برأس الحسين من ساعته الى عبيد الله بن زياد مع حولى ابن يزيد الأصبحى.

وأقام عمر بن سعد بكربلاء بعد (76 - و) مقتل الحسين يومين، ثم أذن في الناس بالرحيل وحملت الرءوس على أطراف الرماح، وكانت اثنين وسبعين رأسا، جاءت هوازن منها باثنين وعشرين رأسا، وجاءت تميم بأربعة عشر رأسا مع الحصين ابن نمير، وجاءت كندة بثلاثة عشر رأسا مع قيس بن الأشعث، وجاءت بنو أسد بستة رؤوس مع هلال الأعور، وجاءت الأزد بخمس رؤس مع عيهمة بن زهير، وجاءت ثقيف باثني عشر رأسا مع الوليد بن عمرو.

وأمر عمر بن سعد بحمل نساء الحسين وأخواته وبناته وجواريه وحشمه في المحامل المستورة على ابل، وكانت بين وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم وبين قتل الحسين خمسون عاما.

قالوا: ولما أدخل رأس الحسين عليه السلام على ابن زياد فوضع بين يديه جعل ابن زياد ينكت بالخيزرانة ثنايا الحسين، وعنده زيد بن أرقم، صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال له: مه، ارفع قضيبك عن هذه الثنايا، فلقد رأيت

(1)

-من قرى المدينة اليها نفي أبو ذر الغفاري.

ص: 2630

رسول الله صلى الله عليه وسلم يلثمها، ثم خنقته العبرة، فبكى، فقال له ابن زياد:

مم تبكى؟ أبكى الله عينيك، والله لولا أنك شيخ قد خرفت لضربت عنقك.

قالوا: وكانت الرءوس قد تقدم بها شمر بن ذي الجوشن أمام عمر بن سعد.

قالوا: واجتمع أهل الغاضرية فدفنوا أجساد القوم.

وروي عن حميد بن مسلم قال: كان عمر بن سعد لي صديقا، فأتيته عند منصرفه من قتال الحسين، فسألته عن حاله، فقال: لا تسأل عن حالي، فإنه ما رجع غائب الى منزله بشر مما رجعت به (16 - ظ) قطعت القرابة القريبة، وارتكبت الامر العظيم.

قالوا: ثم ان ابن زياد جهز علي بن الحسين ومن كان معه من الحرم، وجه بهم الى يزيد بن معاوية مع زحر بن قيس ومحقن بن ثعلبة، وشمر بن ذي الجوشن، فساروا حتى قدموا الشام، ودخلوا على يزيد بن معاوية بمدينة دمشق، وأدخل معهم رأس الحسين، فرمي بين يديه، ثم تكلم شمر بن ذي الجوشن، فقال: يا أمير المؤمنين، ورد علينا هذا في ثمانية عشر رجلا من أهل بيته، وستين رجلا من شيعته، فسرنا إليهم، فسألناهم النزول على حكم أميرنا عبيد الله بن زياد أو القتال، فغدونا عليهم عند شروق الشمس، فأحطنا بهم من كل جانب، فلما أخذت السيوف منهم مأخذها جعلوا يلوذون الى غير وزر

(1)

، لوذان الحمام من الصقور، فما كان إلا مقدار جزر جزور، أو نوم قائل حتى أتينا على آخرهم، فهاتيك أجسادهم مجردة، وثيابهم مرملة، وخدودهم معفرة، تسفى عليهم الرياح، زوارهم العقبان، ووفودهم الرخم

(2)

فلما سمع ذلك يزيد دمعت عينه وقال: ويحكم، قد كنت أرضى من طاعتكم بدون قتل الحسين، لعن الله ابن مرجانة، أما والله لو كنت صاحبه لعفوت عنه رحم الله أبا عبد الله، ثم تمثل:

نفلق هاما من رجال أعزة

علينا، وهم كانوا أعق وأظلما

(1)

-مجلأ.

(2)

-طائر موصوف بالغدر.

ص: 2631

ثم أمر بالذّرية فأدخلوا دار نسائه وكان يزيد إذا حضر غداؤه دعا علي بمن الحسين وأخاه عمر فيأكلان معه، قال: ثم أمر بتجهيزهم بأحسن جهاز (77 - و) وقال لعلي بن الحسين: انطلق مع نسائك حتى تبلغهن وطنهن، ووجه معه رجلا في ثلاثين فارسا يسير أمامهم، وينزل حجزة عنهم، حتى انتهى بهم إلى المدينة

(1)

.

أخبرنا أبو عبد الله محمد بن خلف بن راجح المقدسي قال: أخبرنا أبو الحسين عبد الحق بن عبد الخالق بن يوسف قال: أخبرنا أبو غالب محمد بن الحسن بن أحمد الباقلاني قال: أخبرنا أبو علي الحسن بن أحمد بن شاذان قال: أخبرنا أبو سهل أحمد بن محمد بن زياد القطان قال: حدثنا عبد الكريم بن الهيثم قال: حدثنا سليمان بن حرب قال: حدثنا حماد بن يزيد عن هشام عن محمد عن أنس قال: شهدت عبيد الله بن زياد حيث أتي برأس الحسين عليه السلام قال: فجعل ينكث بقضيب في يده، قال: فقلت: أما إنه كان أشبههم بالنبي صلى الله عليه وسلم.

(2)

.

أخبرنا أبو الفضل مرجا بن أبي الحسن التاجر الواسطي بحلب قال: أخبرنا العدل أبو طالب محمد بن علي بن الكتاني قال: أخبرنا أبو الفضل محمد بن أحمد قال: أخبرنا أبو الحسن محمد بن مخلد قال: أخبرنا أبو الحسن علي بن الحسين الصلحي قال: أخبرنا أبو بكر محمد بن عثمان بن سمعان الحافظ قال: حدثنا، أسلم بن سهل بحشل قال: حدثنا حسين بن عبدالله قال: حدثنا النضر بن شميل قال:

حدثنا هشام بن حسان قال: حدثتني حفصة بنت سيرين قالت: حدثني أنس بن مالك قال: كنت عند عبيد الله بن زياد إذ جيء برأس الحسين بن علي رضوان الله عليه، فوضعه بين يديه فجعل يقول بقضيبه في أنفه ويقول: ما رأيت مثل هذا حسنا، فقلت: إنه كان أشبههم برسول الله صلى الله عليه وسلم

(3)

(77 - ظ).

أخبرنا أبو الفرج بن القبيطي-في كتابه-قال: أخبرنا أبو الكرم بن الشهرزوري قال: أخبرنا أبو القاسم الاسماعيلي-اجازة إن لم يكن سماعا-قال: أخبرنا أبو عمر الفارسي قال: أخبرنا أبو أحمد بن عدي قال: حدثنا محمد بن عثمان بن أبي

(1)

- الاخبار الطوال- ط. القاهرة 243:196 - 261.

(2)

- انظر ابن عساكر-ترجمة الحسين:257 - 258.

(3)

- تاريخ واسط:220.

ص: 2632

سويد قال: حدثنا سليمان بن حرب قال: حدثنا حماد بن سلمة عن علي بن زيد عن أنس بن مالك قال: شهدت رأس الحسين بن علي حين جئ به إلى عبيد الله بن زياد، فجعل ينكت ثناياه بقضيب ويقول: إن كان لحسن الثغر! قال: قلت: والله لأسوءنك لقد رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقبل موضع قضيبك من فيه

(1)

.

أنبأنا علي بن المفضل المقدسي الحافظ عن أبي القاسم خلف بن عبد الملك بن السكن قال: حدثنا محمد بن زهرون الحضرمي قال: حدثنا اسحاق بن ابراهيم المروزي قال: حدثنا أبو عبيدة الحداد قال: حدثنا الحسن بن أبي الحسن النبال قال: حدثنا أبو العاليه البدّاء قال: لما قتل الحسين بن علي أرسل عبيد الله بن زياد الى أبي برزة فقال: كيف ترى شأني وشأن حسين يوم القيامة؟ قال: وما علمي بما يصنع الله يوم القيامة؟ فقال: لك الأمان أن لا أضيرك، ولكن أخبرني برأيك، فقال: أما إذ سألتني عن رأيي فإن رأي أن يشفع لحسين رسول الله صلى الله عليه وسلم ويشفع لك زياد، فقال: أخرج أخرج، فلما بلغ باب الدار قال: ردوه، فقال:

لئن لم تغد إليّ (78 - و) وتروح ضربت عنقك.

أبو برزة هذا هو نضلة بن عبيد الأسلمي، من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم.

أخبرنا أبو اليمن زيد بن الحسن عن أبي بكر محمد بن عبد الباقي قال: أخبرنا الحسن بن علي قال: أخبرنا محمد بن العباس قال: أخبرنا أحمد بن معروف قال:

حدثنا الحسين بن الفهم قال: حدثنا محمد بن سعد قال: حدثنا علي بن محمد عن عثمان بن مقسم عن المقبري عن عائشة قال: بينا رسول الله صلى الله عليه وسلم راقدا إذ جاء الحسين يحبو إليه، فنحيته عنه، ثم قمت لبعض أمري، فدنا منه، فاستيقظ يبكي، فقلت: ما يبكيك؟ قال: إن جبريل أراني التربة التي يقتل عليها الحسين، فاشتد غضب الله على من يسفك دمه، وبسط يده فإذا فيها قبضة من

(1)

- الكامل لابن عدي:5/ 1842.

ص: 2633

بطحاء، فقال: يا عائنة، والذي نفسي يبده إنه ليحزنني، فمن هذا من أمتي يقتل حسينا بعدي؟!

أخبرنا أبو حفص عمر بن محمد بن معمر بن طبرزد-قراءة مني عليه بحلب- قال: أخبرنا القاسم هبة الله بن محمد بن الحصين قال: أخبرنا أبو طالب محمد ابن محمد بن ابراهيم بن غيلان قال: حدثنا أبو بكر محمد بن عبد الله الشافعي قال: حدثنا محمد بن شداد المسمعي قال: حدثنا نعيم قال: حدثنا عبد الله ابن حبيب بن أبي ثابت عن أبيه عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال: أوحى الله تعالى إلى محمد صلى الله عليه وسلم: إني قد قتلت بيحيى بن زكريا سبعين ألفا، وإني قاتل بابن ابنتك سبعين ألفا وسبعين ألفا.

أنبأنا أبو نصر بن هبة الله الشافعي قال: أخبرنا الحافظ أبو القاسم قال: أخبرنا أبو عبد الله الخلال قال: أخبرنا سعيد بن أحمد العيار قال: حدثنا أبو بكر محمد ابن عبد الله (78 - ظ) بن محمد بن زكريا الشيباني قال: حدثنا عمر بن الحسين بن علي بن مالك الشيباني القاضي قال: حدثنا أحمد بن الحسن الخزاز قال: حدثنا أبي قال: حدثنا حصين بن مخارق عن داود بن أبي هند عن ابن سيرين قال: لم تبك السماء على أحمد بعد يحيى بن زكريا إلاّ على الحسين بن علي.

أخبرنا أبو العباس أحمد بن مسعود بن شداد الموصلي قال: أخبرنا أبو جعفر أحمد بن أحمد بن القاص قال: أخبرنا أبو علي بن نبهان قال: أخبرنا أبو علي بن شاذان قال: أخبرنا أبو سهل أحمد بن محمد بن عبد الله بن زياد القطان قال:

حدثنا اسحاق بن الحسن الحربي قال: حدثنا عفان بن مسلم قال: حدثنا حماد بن زيد عن عمار بن أبي عمار عن ابن عباس قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم في المنام، وأنا قائل بنصف النهار على سريري، أشعت أغبر ومعه قارورة، فقلت: ما هذا بأبي أنت وأمي؟ قال: قال: هذا دم الحسين وأصحابه، التقطه فاجعله في القارورة. قال: فحسب فوجدناه قت في ذلك اليوم.

أخبرنا أبو القاسم عبد الغني بن بنين قال: أخبرنا أبو عبد الله محمد بن حمد الأرتاحى قال: أخبرنا أبو الحسن على بن الحسين بن عمر الفراء-اجازة لي-قال:

ص: 2634

أنبأنا أبو اسحاق ابراهيم بن سعيد بن عبد الله الحبال وست الموفق خديجة مولاة أبي حفص عمر بن محمد بن ابراهيم المرابطة. قال أبو اسحاق: أخبرنا أبو القاسم عبد الجبار بن أحمد بن عمر بن الحسن الطرسوسي-قراءة عليه وأنا أسمع-قال:

أخبرنا أبو بكر الحسن بن الحسين بن بندار الأنطاكي-قراءة عليه-وقالت خديجة:

فرئ على أبي القاسم يحيى بن أحمد بن علي بن الحسين بن بندار الأنطاكى، وأنا شاهدة أسمع، قال: أخبرني جدي القاضي أبو الحسن علي بن الحسين قالا: حدثنا أبو العباس محمود بن محمد بن الفضل الأديب قال: حدثنا الكزبراني قال: حدثنا غسان بن مالك قال: حدثنا عتبان بن مالك قال: حدثنا حماد عن عمار بن أبي عمار عن ابن عباس قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم في النوم، أشعث أغبر، وفي يده قارورة فيها دم، فقلت: بأبي أنت وأمي، ما هذا؟ قال: هذا دم الحسين ابن علي، لم أزل التقطه منذ اليوم، فأحصي ذلك اليوم فوجدوه يوم قتل الحسين رحمه الله.

أخبرنا أبو يعقوب يوسف بن محمود بن الحسين الساوي، بالقاهرة المعزية، قال: أخبرنا أبو علي أحمد بن محمد بن أحمد بن البرداني الشيخ الحافظ قال:

حدثنا أبو الحسن علي بن عمر بن محمد بن الحسن القزويني العابد الزاهد املاء، قال: حدثنا عمر بن محمد بن علي الزيات قال: حدثنا أبو عبيدة محمد بن عبدة بن حرب القاضي قال: حدثنا ابراهيم بن الحجاج قال: حدثنا حماد بن سلمة عن عمار ابن أبي عمار ان ابن عباس قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم (79 - و) فيما يرى النائم نصف النهار، أشعث أغبر، في يده قارورة فيها دم، فقلت: بأبي أنت وأمي يا رسول الله، ما هذا؟ فقال: هذا دم الحسين، فلم أزل التقطه منذ اليوم فوجدوه قتل ذلك اليوم.

أخبرنا أبو هاشم عبد المطلب بن الفضل بن عبد المطلب الهاشمي قال: حدثنا أبو شجاع عمر بن أبي الحسن بن نصر البسطامي قال: أخبرنا أبو اسحاق ابراهيم بن محمد بن ابراهيم التاجر الأصبهاني قال: أخبرنا أبو الفضل منصور بن نصر الكاغذي قال: حدثنا أبو جعفر محمد بن محمد بن عبد الله البغدادي الجمال قال: حدثنا بشر بن موسى الأسدي قال: حدثنا خالد قال: حدثنا جعفر عن أم سالم خالة لجعفر

ص: 2635

ابن سليمان قالت: لما قتل الحسين بن علي رضي الله عنه مطرنا مطرا على البيوت والحيطان كالدم، فبلغني أنه كان بالبصرة والكوفة وبالشام وبخراسان حتى كنا لا نشك أنه سينزل عذاب.

أنبأنا أبو حفص المكتب قال: أخبرنا أبو غالب بن البناء-إجازة إن لم يكن سماعا-قال: أخبرنا أبو الغنائم بن المأمون قال: أخبرنا أبو القاسم بن حبابة قال:

أخبرنا أبو القاسم البغوي قال: حدثني أحمد بن محمد بن يحيى بن سعد قال:

حدثنا زيد بن الحباب قال: حدثني أبو يحيى مهدي بن ميمون قال: سمعت مروان مولى هند بنت المهلب قال: حدثني بوّاب عبيد الله بن زياد أنه لما جئ برأس الحسين، فوضع بين يديه، رأيت حيطان دار الامارة تسايل دما.

أخبرنا أبو الحسن علي بن أبي عبد الله بن أبي الحسن بن المقيّر البغدادي النجار بالقاهرة المعزية قال: أخبرنا أبو الفضل محمد بن ناصر بن محمد (79 - ظ) -إجازة-قال: أنبأنا أبو اسحاق ابراهيم بن سعيد بن عبد الله الحبال الحافظ قال:

أنبأنا أبو عبد الله محمد بن الحسن بن عمر الناقد قال: أخبرنا أبو عبد الله الحسين بن أحمد بن سليمان-المعروف بالطبري الأنصاري-قال: حدثنا أبو علي-يعني- هرون بن عبد العزيز بن هاشم الأنباري-المعروف بالأوارجي-قال: حدثنا عمر ابن سهل قال: حدثنا أحمد بن محمد الجمال قال: قرأت على أحمد بن الفرات قال:

حدثنا محمد بن الصلت عن مسعدة عن جابر عن قرط بن عبد الله قال: مطرت ذات يوم بنصف النهار، فأصاب ثوبي فإذا دمّ، فذهبت بالابل الى الوادي، فإذا دم، فلم تشرب وإذ هو يوم قتل الحسين رحمة الله عليه.

أنبأنا أبو محمد الحسن بن علي بن المرتضى العلوي قال: حدثنا محمد بن ناصر قال: أخبرنا أبو طاهر بن أبي الصقر قال: أخبرنا أبو البركات بن نظيف قال:

حدثنا أبو بشر الدولابي قال: أخبرني أبو عبد الله الحسين بن علي قال: حدثنا أبو محمد الحسن بن يحيى بن زيد بن الحسين بن زيد بن علي بن حسين قال: حدثنا حسن بن حسين الأنصاري عن أبي القاسم مؤذن بني مازن، عن عبيد المكتب عن

ص: 2636

ابراهيم النخعي قال: لما قتل الحسين، احمرت السماء من أقطارها، ثم لم تزل حتى تقطرت فقطرت دما.

(1)

.

أخبرنا أبو الحسن محمد بن أحمد بن علي-فيما أذن لي في روايته-قال:

أخبرنا أبو طاهر بركات بن ابراهيم بن طاهر الخشوعي قال: أخبرنا أبو الحسن علي بن المشرف (80 - و) بن المسلّم بن مسلم بن حميد الأنماطي-إجازة-قال:

أخبرنا القاضي أبو الحسين محمد بن حمود الصواف قال: حدثنا أبو بكر محمد بن أحمد بن محمد الواسطي قال: حدثنا أبو حفص عمر بن الفضل بن المهاجر الربعي قال: حدثنا أبي قال: حدثنا الوليد الرملي قال: حدثنا أبو نصر محمد قال: حدثنا سلاّم بن سليمان الثقفي عن زيد بن عمرو الكندي قال: حدثني أم حبّان قال:

يوم قتل الحسين رضي الله عنه أظلمت علينا ثلاثا، ولم يمس أحد من زعفرانهم شيئا إلاّ احترق، ولم يقلب حجر ببيت المقدس إلاّ أصبح عنده دما عبيطا.

وقال: حدثنا أبو حفص قال: حدثنا أبي قال: حدثنا الوليد قال: حدثني عبيد الله بن محمد الفريابي قال: حدثنا محمد بن شعيب السنجي عن عيسى بن يونس عن أبي بكر الهذلي عن الزهري قال: لما قتل الحسين بن علي رضي الله عنهما لم ترفع ببيت المقدس حصاة إلا وجد تحتها دم عبيط.

أنبأنا عمر بن محمد المؤدب قال: أخبرنا أبو القاسم اسماعيل بن أحمد-إجازة إن لم يكن سماعا-قال: أخبرنا محمد بن هبة الله قال: أخبرنا محمد بن الحسين قال: أخبرنا عبد الله بن جعفر قال: حدثنا يعقوب-يعني-ابن سفيان قال: حدثنا سليمان بن حرب قال: حدثنا حماد بن زيد عن معمر قال: أول ما عرف الزهري، تكلم في مجلس الوليد بن عبد الملك، فقال الوليد: أيكم يعلم ما فعلت أحجار بيت المقدس يوم قتل الحسين بن علي؟ فقال الزهري: بلغني أنه لم تقلب حجر إلاّ وجد تحته دم عبيط.

وقال: (80 - ظ) أخبرنا عبد الله بن جعفر قال: حدثنا يعقوب قال: حدثنا مسلم

(1)

-لم أقف على هذا الخبر في كتاب الكنى للدولابي. انظر تاريخ ابن عساكر- ترجمة الحسين:260 - 262.

ص: 2637

ابن ابراهيم قال: حدثتنا أم شوق العبديه قالت: حدثتني نصرة الأزدية قالت: لما أن قتل الحسين بن علي مطرت السماء دما، فأصبحت وكل شيء ملآن دما.

أخبرنا أبو القاسم عبد الغني بن سليمان بن بنين المصري بالقاهرة، قال: أخبرنا أبو عبد الله محمد بن حمد بن حامد الأرتاحي قال: أخبرنا أبو الحسن علي بن الحسين الفراء-إجازة لي-قال: أنبأنا أبو اسحاق ابراهيم بن سعيد الحبال، وست الموفق خديجة مولاة أبي حفص عمر بن محمد بن ابراهيم الصقلي المرابطة. قال أبو اسحاق: أخبرنا أبو القاسم عبد الجبار بن أحمد بن الحسن المقرئ الطرسوسي -قراءة عليه، وأنا أسمع-قال: أخبرنا أبو بكر الحسن بن الحسين بن بندار الأنطاكي-قراءة عليه. وقالت خديجة: قرئ على أبي القاسم يحيى بن أحمد بن علي بن الحسين بن بندار بن عبد الله بن خير الأذني الأنطاكي، وأنا شاهدة أسمع قال: أخبرني جدي القاضي أبو الحسن علي بن الحسين بن بندار قالا: حدثنا أبو العباس محمود بن محمد بن الفضل الأديب بأنطاكية قال: حدثنا الكزبراني قال:

حدثنا أبو ربيعة فهد بن محمود العامري قال: حدثنا أبو عوانه عن حصين بن عبد الرحمن قال: لا خرجت جيوش ابن زياد مع عمر بن سعد الى الحسين بن علي عليه السلام، توجه الحسين يريد الشام، فتلقته خيولهم، فنزل عند كربلاء فناشده الله والاسلام (81 - و) أن سيرونا الى أمير المؤمنين يزيد فأضع يدي في يده، فأبوا عليه إلاّ حكم ابن زياد.

قال حصين: فحدثني سعد بن عبيدة السلمي قال: إني لأنظر إلى الحسين يكلمهم، واني لأنظر إليه وعليه جبة من برود، فلما كلمهم انصرف فرماه عمير الطهاوي بسهم، فإني لأنظر إلى السهم بين كتفيه متعلقا في جبته، ورجع إلى مصافه، وانهم لقريب من مائة رجل فيهم لصلب علي خمسة، ومن بني هاشم ستة عشر، ومنهم حليف لهم من بني سليم.

قال: فحدثني سعد بن عبيدة قال: إنا لمستنقعون في الماء مع عمر بن سعد، أتاه رجل فسارّه، فقال: قد أرسل إليك حوثر بن بدر التميمي، وأمره ابن زياد إن لم تقاتل يضرب عنقك، فوثب الى فرسه يقاتلهم فجاء برأس الحسين عليه السلام إلى ابن زياد، فوضع بين يديه، فجعل يقول بقضيب معه: أرى أبا عبد الله قد شمط،

ص: 2638

وانطلق ابنان لعبد الله بن جعفر، فلجآ إلى رجل من طيئ فذبحهما وجاء برءوسهما حتى وضعهما بين يدي ابن زياد، فأمر بضرب عنقه، وأمر بداره فهدمت.

قال حصين: لبثوا شهرين أو ثلاثة، كأنما تلطخ الحيطان بالدماء ساعة تطلع الشمس حتى ترتفع.

قرأت بخط أبي عبد الله الحسين بن خالويه في بعض أماليه: حدثنا البعراني- يعني أبا حامد محمد بن هارون الحضرمي قال: حدثنا هلال-يعني-ابن بشر قال: حدثنا عمر بن حبيب القاضي عن هلال بن ذكوان قال: لما قتل الحسين مطرنا مطرا بقي أثره في ثيابنا مثل الدم.

وقرأت أيضا بخط ابن خالويه حدثنا هلال قال: حدثنا معدي بن سليمان الخياط (81 - ظ) قال: حدثنا محمد بن مقبل قال: حدثنا يحيى بن السري قال:

حدثنا روح بن عبادة عن ابن عون عن محمد بن سيرين قال: لم نكن نرى هذه الحمرة في السماء حتى قتل الحسين بن علي.

أنبانا أبو القاسم عبد الصمد بن محمد قال: أخبرنا أبو الحسن بن قبيس قال: أخبرنا أبو بكر أحمد بن علي الحافظ قال: أخبرنا أبو نعيم الحافظ قال:

حدثنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن جعفر بن حيان قال: حدثنا محمود بن أحمد بن الفرج قال: حدثنا محمد بن المنذر البغدادي قال: حدثنا سفيان بن عيينه قال:

حدثتني جدتي أم عيينه

(1)

أن جمالاّ كان يحمل ورسا فهوي قتل الحسين بن علي فصار ورسه دما.

أنبأنا ابن طبرزد قال: أخبرنا ابن السمرقندي قال: أخبرنا أبو بكر بن الطبري قال: أخبرنا أبو الحسين القطان قال: أخبرنا عبد الله بن جعفر قال:

حدثنا يعقوب بن سفيان قال: حدثنا ابو بكر الحميدي قال: حدثنا سفيان قال:

حدثتني جدتي قالت: لقد رأيت الورس عاد رمادا، ولقد رأيت اللحم كأن فيه النار حين قتل الحسين.

وقال: حدثنا يعقوب قال: حدثنا أبو نعيم قال: حدثنا عقبه بن أبي حفصة

(1)

-كتب ابن العديم في الهامش «أم غنية» ومعها علامة التصحيح.

ص: 2639

السلولي عن أبيه قال: إن كان الورس من ورس الحسين يقال به هكذا فيصير رمادا.

أخبرنا مرجا بن الحسن الواسطي قال: أخبرنا أبو طالب محمد بن علي بن علي قال: أخبرنا محمد بن عمار بن سمعان قال: حدثنا أسلم بن سهل قال: حدثنا اسماعيل بن عيسى قال: حدثنا يزيد بن هرون قال: حدثتني أمي عن جدتها قالت:

أدركت قتل الحسين بن علي رضي الله عنه، فلما قتل خرج ناس إلى إبل كانت معه فانتهبوها، فلما كان الليل رأيت فيها النيران تلتهب كلما أخذ من عسكره

(1)

.

أنبأنا أبو نصر القاضي قال: أخبرنا علي بن الحسن الحافظ قال: أنبأنا أبو علي الحداد وغيره قالوا: أخبرنا محمد بن عبد الله بن محمد بن ابراهيم قال: أخبرنا سليمان بن أحمد قال: حدثنا محمد بن عبد الله الحضرمي قال: حدثنا أحمد ابن شعيب عن أبي حميد الطحان قال: كنت في خزاعة فجاؤوا بشيء من تركة الحسين فقيل لهم: نتجر أو نبيع فنقسم؟ قالوا: اتجروا

(2)

. قال فجعل على جفنه فلما وضعت فارت نارا.

أخبرنا أبو القاسم عبد الغني بن سليمان بن بنين المصري بالقاهرة قال: أنبأنا أبو القاسم بن محمد بن حسين قال أخبرنا أبو الفتح محمد بن عبد الله بن الحسن ابن النخاس قال: أخبرنا أبو الحسن أحمد بن عبد الواحد بن محمد بن أبي الحديد قال أخبرنا جدي أبو بكر محمد بن أبي الحديد قال: أخبرنا خيثمه قال:

حدثنا أحمد بن العلاء أخو هلال بالرقة قال: حدثنا عبيد بن جنّاد قال: حدثنا عطاء بن مسلم عن ابن السدي عن أبيه قال: كنا غلمه نبيع البز في رستاق كربلاء، قال: فنزلنا برجل من طيء قال: فقرب إلينا العشاء. قال: فتذاكرنا قتلة الحسين، قال: فقلنا: ما بقي أحمد ممن شهد قتلة الحسين إلا وقد أماته الله ميتة سوء أو بقتلة سوء، قال: فقال ما أكذبكم يا أهل الكوفة تزعمون أنه ما بقي أحد ممن شهد قتل الحسين إلاّ وقد أماته ميتة سوء أو بقتله سوء وأنه لممن شهد قتلة الحسين

(1)

-لم أقف على هذا الخبر في تاريخ واسط. قالوا: انحروا».

(2)

- في ابن عساكر-ترجمة الحسين:249 «فقيل لهم ننحر أو نبيع فنقسم؟

ص: 2640

وما بها أكثر مال منه، قال: فنزعنا أيدينا عن الطعام، قال: وكان السراج يوقد قال:

فيذهب ليطفأ، قال: فيذهب ليخرج الفتيلة باصبعه، قال: فأخذت النار باصبعه، قال: فمدها إلى فيه فأخذت بلحيته، قال: فأحضر إلى الماء حتى القى نفسه، قال: فرأيته يتوقد فيه حتى صار حممة.

أخبرنا مرجا بن الحسن التاجر قال: أخبرنا محمد بن علي قال: أخبرنا أبو الفضل بن أحمد قال: أخبرنا محمد بن محمد بن مخلد قال: أخبرنا علي بن الحسن قال: أخبرنا أبو بكر عثمان قال: حدثنا أبو الحسن بن سهل قال: حدثنا أحمد بن اسماعيل بن عمر قال: حدثنا سليمان بن منصور قال: حدثنا علي بن عاصم عن حصين قال: كنت بالكوفة فجاءنا قتل الحسين بن علي رضوان الله عليه فمكثنا ثلاثا كأن وجوهنا طليت رمادا، قال على بن عاصم: قلت لحصين: مثل من كنت يومئذ؟ قال: رجل متأهل. (83 - ظ)

أنبأنا أبو القاسم عبد الصمد بن محمد قال: أخبرنا أبو عبد الله محمد بن الفضل الفراوي وأبو محمد عبد الكريم بن حمزه السلمي وأبو القاسم اسماعيل ابن السمرقندي في كتبهم إليّ. قال الفراوي: أخبرنا أبو بكر البيهقي، وقال السلمي: حدثنا أبو بكر الخطيب. وقال ابن السمرقندي: أخبرنا أبو بكر بن اللالكاي. قالوا: أخبرنا محمد بن الحسين بن الفضل قال: أخبرنا عبد الله بن جعفر قال: حدثنا يعقوب قال: حدثنا سليمان بن حرب قال: حدثنا حماد بن زيد قال: حدثنا جميل بن مرة قال: أصابوا إبلا في عسكر الحسين يوم قتل فنحروها وطبخوها قال: فصارت مثل العلقم فما استطاعوا أن يسيغوا منها شيئا.

أخبرنا أبو محمد عبد الرحمن بن عبد الله بن علوان الأسدي-قراءة عليه- قال: أخبرنا أبو العباس أحمد بن محمد بن عبد العزيز العباسي ببغداد قال: حدثنا أبو علي الحسن بن عبد الرحمن قال: أخبرنا أبو الحسن أحمد بن ابراهيم بن أحمد قال: حدثنا أبو جعفر محمد بن إبراهيم بن عبد الله المكي قال: حدثنا محمد ابن زنبور قال: حدثنا أبو بكر-يعني-بن عياش، قال الكلبي: رأيت سنان بن أوس الذي قتل الحسين عليه السلام يحدث في المسجد شيخ كبير قد ذهب عقله.

ص: 2641

أنبأنا أبو نصر القاضي قال: أخبرنا الحافظ أبو القاسم قال: أخبرنا جدي القاضي أبو المفضل يحيى بن علي بن عبد العزيز قال: أخبرنا أبو القاسم علي بن محمد بن أبي العلاء قال: أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن محمد بن داود الرزاز قال:

حدثنا أبو عمرو عثمان بن أحمد بن عبد الله بن السماك قال: حدثنا أبو قلابة قال: حدثنا أبو عاصم وأبو عامر (84 - و) قالا: حدثنا قره بن خالد السدوسي قال: سمعت أبا رجاء العطاردي يقول لا تسبوا أهل هذا البيت، أو أهل بيت النبي صلى الله عليه وسلم فإنه كان لنا جار من بلهجيم، قدم علينا من الكوفة، قال: ما ترون الى هذا الفاسق بن الفاسق، قتله الله، يعني الحسين، فرماه الله بكوكبين من السماء فطمس بصره، قال أبو رجاء: فأنا رأيته.

أنبأنا أبو اليمن زيد بن الحسن قال: أخبرنا أبو عبد الله يحيى بن البناء، إجازة إن لم يكن سماعا، قال: أخبرنا أبو بكر أحمد بن محمد بن سياوش الكازروني قال: حدثنا أبو أحمد عبيد الله بن محمد بن أحمد بن أبي مسلم الفرضي المعري قال: قرئ على أبي بكر محمد بن القاسم بن بشار الأنباري النحوي وأنا حاضر قال: حدثنا أبو بكر موسى بن اسحاق الأنصاري قال: حدثنا هرون بن حاتم أبو بشر قال: حدثنا عبد الرحمن بن أبي حماد عن ثابت بن اسماعيل عن أبي النضر الجرمي قال: رأيت رجلا سمج العمى فسألته عن سبب ذهاب بصره، فقال: كنت ممن حضر عسكر عمر بن سعد فلما جاء الليل رقدت فرأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم في المنام بين يديه طست فيها دم وريشة في الدم، وهو يؤتى بأصحاب عمر بن سعد فيأخذ الريشة فيخط بها بين أعينهم، فأتي بي فقلت: يا رسول الله والله ما ضربت بسيف ولا طعنت برمح ولا رميت بسهم، قال: أفلم تكثر عدونا وأدخل اصبعيه في الدم السبابة والوسطى، وأهوى بها إلى عيني فأصبحت وقد (84 - ظ) ذهب بصري.

قال: حدثنا عبد الرحمن بن أبي حماد قال: حدثنا الفضيل بن الزبير قال:

كنت جالسا فأقبل رجل فجلس إليه، رائحته رائحة القطران، فقال له: يا هذا أتبيع القطران؟ قال: ما بعته قط، قال: ما هذه الرائحة؟ قال: كنت ممن شهد عسكر عمر بن سعد وكنت أبيعهم أوتاد الحديد فلما جن عليّ الليل رقدت فرأيت في نومي

ص: 2642

رسول الله صلى الله عليه وسلم ومعه عليّ، وعليّ يسقي القتلى من أصحاب الحسين فقلت له: اسقني، فأبى، فقلت: يا رسول الله مره يسقني، فقال: ألست ممن عاون علينا؟ فقلت: يا رسول الله والله ما ضربت بسيف ولا طعنت برمح، ولا رميت بسهم، ولكنني أبيعهم أوتاد الحديد، فقال: يا عليّ اسقه فناولني قعبا مملوء قطرانا، فشربت منه قطرنا، ولم أزل أبول القطران أياما، ثم انقطع ذلك البول عني، وبقيت الرائحة في جسمي، فقال له السدي: يا عبد الله كلّ من برّ العراق واشرب من ماء الفرات فما أراك تعاين محمدا أبدا.

(1)

أنبأنا ابن طبرزد عن أبي غالب أحمد بن الحسن بن البناء قال: أخبرنا عبد الصمد بن علي قال: أخبرنا عبيد الله بن محمد بن اسحاق قال: أخبرنا عبد الله بن محمد قال: حدثنا عمي قال: حدثنا ابن الأصبهاني قال: حدثنا شريك عن عطاء بن السائب عن علقمة بن وائل أو وائل بن علقمة أنه شهد ما هناك، قال: قام رجل، فقال: أفيكم الحسين؟ قالوا: نعم قال: أبشر بالنار، قال: أبشر بربّ رحيم وشفيع مطاع، من أنت؟ قال: أنا حويزة، قال: اللهم حزه إلى النار، فنفرت به الداية (85 - و) فتعلقت به رجله في الركاب، فو الله ما بقي عليها منه إلاّ رجله.

أخبرنا القاضي أبو نصر بن الشيرازي-فيما أذن لنا أن نرويه عنه-قال:

أخبرنا علي بن أبي محمد قال: أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني، شفاها، قال: حدثنا عبد العزيز بن أحمد قال: حدثنا أسد بن القاسم الحلبي قال: رأى جدي صالح بن الشحام بحلب، رحمه الله، وكان صالحا دينا، في النوم كلبا أسود، وهو يلهث عطشا ولسانه قد خرج على صدره، فقلت: هذا كلب عطشان دعني أسقه ماء أدخل فيه الجنة، وهممت لأفعل ذلك، فإذا بهاتف يهتف من ورائه وهو يقول:

يا صالح لا تسقه، يا صالح لا تسقه، هذا قاتل الحسين بن علي أعذبه بالعطش الى يوم القيامة.

أخبرنا أبو نصر، إذنا، قال: أخبرنا علي قال: أخبرنا أبو سهل محمد بن ابراهيم قال: أخبرنا أبو الفضل الرازي قال: أخبرنا جعفر بن عبد الله قال: حدثنا محمد بن هرون قال: حدثنا محمد بن اسحاق قال: أخبرنا العباس بن محمد مولى

(1)

-ابن عساكر-ترجمة الحسين بن علي:251.

ص: 2643

بني هاشم قال: حدثنا يحيى بن أبي بكير قال: حدثنا علي-ويكنى أبا اسحاق- عن عامر بن سعد البجلي قال: لما قتل الحسين بن علي رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم في المنام فقال: إن رأيت البراء بن عازب فأقره مني السلام وأخبره أن قتلة الحسين بن علي في النار، وإن كاد الله يسحت أهل الأرض منه بعذاب أليم، فقال فأتيت البراء فأخبرته، فقال صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من رآني في المنام فقد رآني فإن الشيطان لا يتصور بي

(1)

.

أنبأنا أبو نصر قال أخبرنا: علي قال: (85 - ظ) أبو الفتح محمد بن علي بن عبد الله بن عبد الله المضري وأبو بكر ناصر بن أبي العباس بن علي الصيدلاني بهراة قالا: أخبرنا أبو عبد الله محمد بن عبد العزيز بن محمد الفارسي قال: أخبرنا أبو محمد بن أبي شريح قال: حدثنا يحيى بن محمد بن صاعد قال: حدثنا أبو سعيد الأشج قال: حدثنا أبو خالد الأحمر قال: حدثني رزيق قال: حدثتني سلمى قالت: دخلت على أم سلمة وهي تبكي فقلت: ما يبكيك؟ قالت: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم في المنام وعلى رأسه ولحيته التراب، فقلت: مالك يا رسول الله؟ قال: شهدت قتل الحسين آنفا. قال علي: رواه الترمذي عن الأشج إلا أنه قال رزين وهو الصواب.

أخبرنا عتيق بن أبي الفضل السلماني قال اخبرنا الحافظ ابو القاسم الدمشقي، ح.

وحدثنا أبو الحسن محمد بن أحمد بن علي قال: أخبرنا أبو المعالي بن صابر، قالا: أخبرنا الحسن بن اسماعيل قال: أخبرنا أحمد بن مروان قال: حدثنا نظيف قال: أخبرنا الحسن بن اسماعيل قال: أخبرنا أحمد بن مروان قال: حدثنا أحمد بن محرز قال: حدثنا الحماني قال: قال الاعمش: أحدث رجل من أهل الشام على قبر الحسين بن علي فابرص من ساعته

(2)

.

(1)

-انظره في كنز العمال:15/ 41480.

(2)

- تاريخ ابن عساكر-ترجمة الحسين:274.

ص: 2644

أخبرنا أبو بكر عتيق بن أبي الفضل بن سلامة قال: أخبرنا أبو القاسم علي ابن الحسن الحافظ، ح.

وحدثنا أبو الحسن بن أبي جعفر عن عبد الله بن عبد الرحمن قالا: أخبرنا أبو القاسم النسيب قال: أخبرنا رشاء بن نظيف، ح.

وأخبرنا أبو عبد الله بن الملثم قال: أخبرنا أبو عبد الله محمد بن حمد الأرتاحي قال: أخبرنا أبو الحسن علي بن الحسن بن الفراء، إجازة، قال: أخبرنا عبد العزيز بن (86 - و) الحسن بن اسماعيل الضراب قالا: أخبرنا الحسن بن اسماعيل الضراب قال: حدثنا أحمد بن مروان قال: حدثنا يوسف بن عبد الله الحلواني قال: حدثنا عثمان بن الهيثم قال: كان رجل بالبصرة من بني سعد، وكان قائدا من قواد عبيد الله بن زياد، فسقط من السطح فانكسرت رجلاه، فدخل عليه أبو قلابة فعاده فقال له: أرجو أن يكون ذلك خيرة، فقال له: يا أبا قلابة وأي خير في كسر رجليّ جميعا؟ فقال: ما ستره الله عليك أكثر، فلما كان بعد ثلاث ورد عليه كتاب ابن زياد يسأله الخروج فيقاتل الحسين بن علي عليهما السلام، قال: فقال له: قد أصابني ما أصابني، قال ذلك الرسول: فما كان إلاّ سبعا حتى وافى الخبر بقتل الحسين رضي الله عنه، فقال الرجل: رحم الله أبا قلابة لقد صدق إنه كان كان خيرا لي.

أخبرنا أبو محمد عبد الرحمن بن عبد الله بن علوان الأسدي قال: أخبرنا أبو عبد الرحمن محمد بن محمد بن عبد الرحمن قال: أخبرنا أبو بكر محمد بن منصور بن محمد السمعاني، ح.

وأخبرنا علي بن عبد المنعم بن الحداد قال: أخبرنا يوسف بن آدم المراغي قال: أخبرنا أبو بكر السمعاني إجازة، قال: أخبرنا أبو عبد الله اسماعيل بن عبد الغافر بن محمد قال: أخبرنا أبو محمد الحسن بن محمد الصفار قال: أخبرنا الوليد ابن العمري قال: أخبرنا علي بن أحمد بن زكريا قال: حدثنا أبو مسلم صالح بن أحمد عبد الله العجلي قال: حدثني أبي قال: ويروى عنه-يعني عبد الملك بن

ص: 2645

عمير-أنه قال: رأيت عجبا رأيت رأس الحسين رضي الله عنه أني به حتى وضع بين يدي عبيد الله بن زياد ثم رأيت

(1)

(86 - ظ).

أخبرنا أبو القاسم عبد الغني بن سلمان بن بنين المصري-بالقاهرة-قال:

أخبرنا أبو عبد الله محمد بن حمد بن حامد الأرتاحي قال: أخبرنا أبو الحسن علي ابن الحسين بن عمر الموصلي الفراء-اجازة لي-قال: أنبأنا أبو أسحق ابراهيم بن سعيد الحبال وست الموفق خديجة مولاة أبي حفص عمر بن الحسن الطرسوسي أبو اسحاق: أخبرنا أبو القاسم عبد الجبار بن أحمد بن عمر بن الحسن الطرسوي -قراءة عليه وأنا أسمع-قال: أخبرنا أبو بكر الحسن بن الحسين بن بندار الأنطاكي قراءة عليه. وقالت خديجة: قرئ على أبي القاسم يحيى بن أحمد بن علي بن الحسين ابن بندار الأذني الأنطاكي، وأنا شاهدة أسمع قال: أخبرني جدي القاضي أبو الحسن علي بن الحسين بن بندار. قالا: حدثنا أبو العباس محمود بن محمد بن الفضل الأديب بأنطاكية قال: حدثنا أبو فروة قال: حدثنا أبو الجواب قال: حدثنا يونس بن أبي اسحاق عن أبي اسحاق عن عمرو بن نعجة قال: أول ذل دخل على الاسلام قتل الحسين وادعاء معاوية زيادا.

وقال: حدثنا محمود قال: حدثنا محمد بن موسى بن داود قال: وحدثني محمد ابن سعد قال: حدثني الواقدي قال: حدثنا عيسى بن عبد الرحمن السّلمي عن الشعبي قال: أول رأس حمل في الاسلام على خشبة رأس الحسين بن علي.

أنبأنا أبو بكر عبد الله بن عمر بن علي، وعبد الرحمن بن عمر بن أبي نصر قالا:

أخبرنا أبو الخير القزويني قال: أخبرنا زاهر بن طاهر عن أبوي بكر البيهقي والحيري وأبو عثمان الصابوني والبحيري قالوا: أخبرنا أبو عبد الله الحاكم قال: حدثنا أبو محمد العلوي-يعني-يحيى بن محمد بن أحمد بن (87 - و) زبارة قال:

حدثنا أبو محمد العلوي صاحب «فاخر النسب» ببغداد قال: حدثنا أبو محمد

(1)

-سقط من الاصل ما لا يقل عن ورقة، وموضوع هذه الرواية يتعلق بروية رأس الحسين بين يدي ابن زياد، ثم رؤية رأس ابن زياد بن يدي المختار بن أبي عبيد الثقفي، ثم رؤية رأس المختار بين يدي مصعب بن الزبير، ثم رؤية رأس مصعب بين يدي عبد الملك بن مروان. انظر تاريخ الطبري:6/ 160 - 161.

ص: 2646

ابراهيم بن علي الرافقي-من ولد أبي رافع مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: حدثنا الحسن بن علي الحلواني عن علي بن معمر عن اسحاق بن عباد عن المفضل بن عمر الجعفي قال: سمعت جعفر بن محمد يقول: حدثني أبي محمد بن علي قال: حدثني أبي علي بن الحسين قال: لما قتل الحسين بن علي عليهما السلام جاء غراب فوقع في دمه وتمرغ ثم طار فوقع بالمدينة على جدار فاطمة بنت الحسين ابن علي بن أبي طالب، وهي الصغرى، ولعب فرفعت رأسها فنظرت إليه، فبكت بكاء شديدا وأنشأت تقول:

نعب الغراب فقلت من

تنعاه ويلك يا غراب

قال الإمام فقلت من

قال الموفق للصواب

إن الحسين بكربلا بين

الأسنة والضراب

فابك الحسين بعبرة

ترضي الإله مع الثواب

ثم استقل به الجناح

فلم يطق رد الجواب

فبكيت مما حل بي

بعد الوصي المستجاب (97 - ظ)

ص: 2647

بسم الله الرحمن الرحيم

وبه توفيقي

أخبرنا أبو المظفر حامد بن أبي العميد بن أميري القزويني قال: حدثنا أبو العباس أحمد بن اسماعيل بن يوسف بن محمد القزويني قال: أخبرني أبو نصر محمد بن عبد الله الأرغياني-إذنا-قال: أخبرنا القاضي الشهيد أبو المحاسن عبد الواحد بن اسماعيل الروياني قال: أخبرنا جدي قال: أخبرنا أبو العباس أحمد بن الحسين الفقيه قال: أخبرنا أبو العباس عبيد الله بن جعفر الحضري قال: أخبرنا عبد الله بن محمد أبو محمد الأنصاري قال: أخبرنا عمارة بن زيد قال: أخبرنا بكر ابن حارثة عن محمد بن اسحاق عن عيسى بن عمر عن عبد الله بن عمرو الخزاعي عن هند بنت النجود قالت: نزل رسول الله صلى الله عليه وسلم بخيمة خالته أم معبد ومعه أصحاب له، فكان في أمره في الشاة

(1)

ما قد عرفه الناس، فقال

(2)

في الخيمة هو وأصحابه حتى أبرد، وكان يوم قائظ شديد حره، فلما قام من رقدته دعا بماء فغسل يديه فأنقاهما، ثم مضمض فاه ومجّه إلى عوسجه كانت إلى جنب خالته ثلاث مرات، فاستنشق واستنثر ثلاثا ثلاثا إلى أن قالت: ثم مسح رأسه ما أقبل منه وأدبر مرة واحدة، ثم غسل رجليه ظاهرهما وباطنهما، والله ما عاينت

(1)

-لا توجد ادنى اشارة تفيد ان أم معبد كانت خالة للنبي صلى الله عليه وسلم، واسم ام معبد عاتكة بنت خالد إحدى بنى كعب من خزاعة، وقصة الشاة أنها كانت جافة الضرع فحلبها النبي صلى الله عليه وسلم ما أشبعه وأصحابه، وحدث مروره بخيمة أم معبد في طريق مهاجره من مكة الى المدينة. انظر الروض الانف للسهيلي ط. مصورة دار فكر بيروت:2/ 234 - 237.

(2)

-أي امضى فترة القيلولة.

ص: 2648

أحدا فعل ذلك قبله وقال: ان لهذه العوسجة لشأنا، ثم فعل ذلك من كان معه من أصحابه مثل ذلك، ثم قام فصلى ركعتين فعجبت وفتيات الحي من ذلك، وما كان عهدنا بالصلاة ولا رأينا مصليا قبله، فلما كان من الغد أصبحنا وقد علت العوسجة حتى صارت كأعظم دوحة عادية قامتها (89 - و) وخضد الله شوكها وساخت عروقها وكثرت أفنانها، واخضرت ساقها وورقها وأثمرت بعد ذلك واينعت بثمر كاعظم ما يكون من الكمأة في لون الورس المسحوق ورائحة العنبر وطعم الشهد والله ما أكل منه-يعني-جائع إلاّ شبع ولا ظمآن إلاّ روي، ولا سقيم إلا برئ ولا ذو حاجة وفاقة إلا استغنى ولا أكل من ورقها ناقة ولا شاة إلا درّ لبنها، ورأينا النماء والبركة في أموالنا منذ يوم نزل بنا، وأخصبت بلادنا وأمرعت، فكنا نسمي تلك الشجرة «المباركة» ، وكان ينتابنا من حولنا من أهل البوادي يستشفون بها ويتزودون في الأسفار، ويحملون معهم في الأرضين القفار فتقوم لهم مقام الطعام والشراب، فلم تزل كذلك على ذلك حتى أصبحنا ذات يوم وقد تساقط واصفر ورقها، فأحزننا ذلك وفزعنا له، فما كان إلا قليل حتى جاء نعي رسول الله صلى الله عليه وسلم، فإذا هو قد قبض في ذلك اليوم، وكانت بعد ذلك تثمر ثمرا دون ذلك العظم والطعم والرائحة، وأقامت على ذلك ثلاثين، فلما كان ذات يوم أصبحنا فإذا هي قد أشوكت من أولها الى آخرها، وذهبت غضارة عيدانها وتساقط جميع ثمرها، فما كان إلا يسيرا حتى بلغنا مقتل أمير المؤمنين علي بن أبي طالب فما أثمرت بعد ذلك قليلا ولا كثيرا فانقطع ثمرها، فلم نزل ومن حولنا نأخذ من ورقها ونداوي به مرضانا ونستشفي به من أسقامنا، فأقامت على ذلك مدة وبرهة طويلة، ثم أصبحنا يوما وإذا بها قد أنبعت من ساقها دما عبيطا جاريا وورقها ذابل (89 - ظ) يقطر ماء كما اللحم، فعلمنا أن قد حدث حدث عظيم فبتنا ليلتنا فزعين مهمومين نتوقع الداهية، فلما أظلم الليل علينا سمعنا نداء وعويلا من تحتها وجلبة شديدة وضجة وسمعنا صوت باكية تقول:

يا بن الوصي ويا بن البتول

ويا بقية السادة الأكرمينا

ثم كثرت الرنات والأصوات فلم نفهم كثيرا مما كانوا يقولون، فأتانا بعد ذلك

ص: 2649

قتل الحسين بن علي عليهما السلام، ويبست الشجرة، وجفت وكسرنها الرياح والأمطار بعد ذلك، فذهبت واندرس أثرها.

(1)

.

قال أبو محمد الأنصاري فلقيت دعبل بن علي الخزاعي بمدينة الرسول صلى الله عليه وسلم فحدثته هذا الحديث فلم ينكره، وقال: حدثني أبي عن جدي عن أمه سعدى بنت مالك الخزاعية انها ادركت تلك الشجرة وأكلت من ثمرها على عهد علي بن أبي طالب وانها سمعت في تلك الليلة نوح الجن فحفظت من قول جنية منهن قالت:

يا بن الشهيد ويا شهيد عمّه

خير العمومة جعفر الطيار

عجب لمصقول أصابك حدّه

في الوجه منك وقد علاك غبار

أنبأنا أبو حفص عمر بن محمد بن طبرزد قال: أخبرنا أبو السعود بن المجلي -إجازة إن لم يكن سماعا-قال: حدثنا عبد المحسن بن محمد لفظا قال: أخبرنا أبو أحمد عبد الله بن محمد بن محمد الدهان قال: حدثنا أبو جعفر أحمد بن الحسن البردعي قال: حدثنا أبو هريرة أحمد بن عبد الله بن أبي العصام العدوي قال: حدثنا ابراهيم بن يحيى بن يعقوب أبو الطاهر (90 - و) البزاز قال: حدثنا ابن لقمان قال:

حدثنا الحسين بن ادريس قال: حدثنا هاشم عن أمه عن أم سلمة قالت: سمعت الجن تنوح على الحسين يوم قتل وهن يقلن:

أيها القاتلون ظلما حسينا

أبشروا بالعذاب والتنكيل

كل أهل السماء يدعو عليكم

من نبي ومرسل وقتيل

قد لعنتم على لسان ابن داو

د وموسى وصاحب الإنجيل

(2)

أنبأنا أبو نصر محمد بن هبة الله بن الشيرازي قال: أخبرنا أبو القاسم علي بن الحسن الدمشقي قال: أنبأنا أبو علي الحداد وجماعة قالوا: أخبرنا أبو بكر بن

(1)

-لم ترد هذه الرواية في كتاب دلائل النبوة لابي نعيم الاصبهاني، ولم يذكرها صاحب الروض الانف.

(2)

- ابن عساكر-ترجمة الحسين:268.

ص: 2650

ريذة قال: أخبرنا سليمان بن أحمد قال: حدثنا القاسم بن عباد الخطابي قال:

حدثنا سويد بن سعيد قال: حدثنا عمرو بن ثابت عن حبيب بن أبي ثابت قال:

قالت أم سلمة: ما سمعت نوح الجن منذ قبض النبي صلى الله عليه وسلم إلاّ الليلة وما أرى ابني إلاّ قد قتل، يعني الحسين، فقالت: لجارتها: اخرجي فسلي فأخبرت أنه قتل وإذا جنية تنوح:

الا يا عين فا حتفظي بجهد

ومن تبكي على الشهداء بعدي

على رهط تقودهم المنايا

الى متجبر في ملك عبد

(1)

أخبرنا أبو القاسم عبد الغني بن سليمان بالقاهرة قال: أخبرنا أبو عبد الله محمد ابن حمد الأرتاحي قال: أخبرنا أبو الحسن بن الفراء-إجازة لي-قال: أنبأنا أبو اسحاق الحبال وست الموفق خديجة المرابطة. قال أبو اسحاق: أخبرنا أبو القاسم عبد الجبار بن أحمد الطرسوسي-قراءة عليه وأنا أسمع-قال: أخبرنا أبو بكر الحسن بن الحسين بن بندار (90 - و) قراءة عليه. وقالت خديجة: قرئ على أبي القاسم يحيى بن أحمد بن علي بن الحسين بن بندار وأنا شاهدة أسمع قال:

أخبرني جدي أبو الحسن علي بن الحسين قالا: أخبرنا محمود، يعني ابن محمد الأديب، قال: حدثنا الحنفي قال: حدثنا صلت بن مسعود عن سيفان قال: أخبرنا أبو جناب قال: حدثنا الجصاصون أنهم سمعوا الجن تنوح على الحسين رضي الله عنه.

مسح النبي جبينه

فله بياض في الخدود

ابواه من عليا معد

جدّه خير الجدود

أنبأنا أبو منصور عبد الرحمن بن محمد عن عمه علي بن الحسن قال: أخبرنا أبو بكر محمد بن شجاع قال: أخبرنا عبد الوهاب بن محمد قال: أخبرنا الحسن بن محمد قال: أخبرنا أحمد بن محمد قال: حدثنا عبد الله بن محمد قال: حدثني أبو عبد الله التيمي قال: حدثنا علي بن عبد الحميد السمعاني عن أبي مزيد الفقيمي

(1)

-ابن عساكر-المصدر نفسه.

ص: 2651

قال: كان الجصاصون اذا خرجوا في السحر سمعوا نوح الجن على الحسين:

مسح الرسول جبينه

فله بريق في الخدود

أبواه في عليا قريش

جدّه خير الجدود

قال: فأجبتهم:

خرجوا به وفدا إليه

فهم له شر الوفود

قتلوا ابن بنت نبيهم

سكنوا به نار الخلود

(1)

أنبأنا أبو اليمن زيد بن الحسن الكندي قال: أخبرنا أبو البركات الأنماطي إجازة (91 - و) إن لم يكن سماعا، قال: أخبرنا ثابت بن بندار قال: أخبرنا محمد ابن علي الواسطي قال: أخبرنا محمد بن أحمد البابسيري قال: أخبرنا الأحوص ابن المفضل بن غسان قال: حدثنا أبي قال: حدثنا عفاف بن مسلم قال: حدثنا حماد ابن سلمة قال: حدثنا عمار بن أبي عمار عن أم سلمة قالت: سمعت الجن تنوح على الحسين.

قال: وأخبرنا أبي قال: وسمعت الواقدي قال: لم تدرك أم سلمة قتل الحسين، ماتت سنة ثمان وخمسين.

أنبأنا أبو نصر محمد بن هبة الله بن الشيرازي قال: أخبرنا الحافظ أبو القاسم علي بن الحسن قال: أخبرنا أبو علي الحسن بن أحمد وجماعة، إذنا، قالوا أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن ريذة قال: أخبرنا سليمان بن أحمد قال: حدثنا زكريا بن يحيى الساجي قال: حدثنا محمد بن عبد الرحمن بن صالح الأزدي قال:

حدثنا السري بن منصور بن عمار عن أبيه عن ابن لهيعة عن أبي قبيل قال: لما قتل الحسين بن علي احتزوا رأسه وقعدوا في أول مرحلة يشربون النبيذ ويتحفون الرأس فخرج عليهم قلم حديد من حائط فكتب بسطر دم:

أترجو أمة قتلت حسينا

شفاعة جده يوم الحساب

(2)

(1)

- ابن عساكر-المصدر نفسه:269 - 270.

(2)

- ابن عساكر-المصدر نفسه:273.

ص: 2652

وقد قيل إن هذا البيت قيل قبل مبعث النبي صلى الله عليه وسلم.

أخبرنا بذلك أبو اليمن زيد بن الحسن الكندي-اجازة-قال: أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي الأنصاري، اجازة ان لم يكن سماعا، قال: حدثنا أبو محمد الجوهري-إملاء-قال: أخبرنا أبو عبد الله الحسين (91 - ظ) بن محمد بن عبيد العسكري قال: حدثنا محمد بن عثمان بن أبي شيبة قال: حدثنا محمد بن الجنبد قال: حدثنا أبو سعيد التغلبي قال: حدثنا يحيى بن يمان قال: أخبرني امام مسجد بني سليم قال: غزا أشياخ لنا الروم فوجدوا في كنيسة من كنائسهم:

كيف ترجو أمة قتلت حسي

نا شفاعة جده يوم الحساب

فقالوا منذكم وجدتم هذا الكتاب في هذه الكنيسة؟ قالوا: قبل أن يخرج نبيكم بستمائة عام.

(1)

وأنبأنا أبو نصر القاضي قال: أخبرنا أبو القاسم بن أبي محمد قال: أخبرنا أبو المعالي عبد الله بن أحمد الحلواني قال: أخبرنا أبو بكر بن خلف قال: أخبرنا السيد أبو منصور ظفر بن محمد بن أحمد الحسيني قال: أخبرنا أبو الحسين علي ابن عبد الرحمن بالكوفة قال: حدثنا أبو عمرو أحمد بن حازم الغفاري قال: أخبرنا أبو سعيد التغلبي قال: حدثنا أبو اليمان عن إمام لبني سليم عن أشياخ له قالوا:

غزونا بلاد الروم فوجدنا في كنيسة من كنائسها مكتوبا:

أترجو أمة قتلت حسينا

شفاعة جده يوم الحساب

فقلنا للروم من كتب هذا في كنيستكم؟ قالوا: قبل مبعث نبيكم بثلاثمائة عام.

قال أبو القاسم بن أبي محمد: كذا قال، وإنما هو يحيى بن اليمان.

أخبرنا أبو محمد عبد الرحمن بن عبد الله بن علوان الأسدي قال: أخبرنا الحافظ أبو القاسم علي بن الحسن قال: أخبرنا أبو طاهر محمد بن الحسين بن الحنائي قال:

أخبرنا أحمد ومحمد ابنا عبد الرحمن بن أبي نصر قالا: أخبرنا يوسف بن القاسم الميانجي قال: حدثنا (92 - و) أبو الوليد بشر بن محمد بن بشر التيمي الكوفي بالكوفة

(1)

- ابن عساكر-ترجمة الحسين:271.

ص: 2653

قال: حدثني أحمد بن محمد المصقلي قال: حدثني أبي قال: لما قتل الحسين بن علي سمع مناد ينادي ليلا يسمع صوته ولا يرى شخصه:

عقرت ثمود ناقة فاستوصلوا

وجرت سوانحهم بغير الأسعد

فبنو رسول الله أعظم حرمة

وأجل من أم الفصيل المقصد

عجبا لهم ولما أتو لم يمسخوا

والله يملي للطغاة الجحّد

(1)

أنبأنا أحمد بن أزهر بن السباك قال: أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي الأنصاري في كتابه عن أبي القاسم علي بن المحسن التنوخي عن أبيه أبي علي قال:

حدثني أبي قال: خرج الينا أبو الحسن الكرخي يوما فقال: تعرفون ببغداد رجلا يقال له ابن أصدق، فلم يعرفه من أهل المجلس غيري، وقلت: أعرفه فكيف سألت عنه؟ قال: أي شيء يعمل؟ قلت: ينوح على الحسين بن علي عليهما السلام، قال:

فبكى أبو الحسن وقال: عندي عجوز تزينني من أهل كرخ جدان

(2)

يغلب على لسانها النبطية

(3)

، ولا يمكنها أن تقيم كلمة عربية، فضلا عن أن تحفظ شعرا، وهي من صوالح النساء وتكثر من الصلاة والصوم والتجهد، وانتبهت البارحة في جوف الليل، ومنامها قريب من منامي، فصاحت: أبو الحسن، أبو الحسن، قلت:

مالك؟ قالت: الحقني، فجئتها ووجدتها ترعد وقلت: ما أصابك؟ قالت: رأيت في منامي وقد صليت وردي ونمت، كأني في درب من دروب الكرخ فيه حجرة محمرة بالساج

(4)

(92 - ظ) مبيضة بالإسفيداج

(5)

مفتوحة الباب وعليه نساء وقوف فقلت لهم: ما الخبر؟ فأشاروا الى داخل الدار وإذا امرأة شابة حسناء بارعة الجمال والكمال وعليها ثياب بياض مرويّة من فوقها إزار شديد البياض قد

(1)

-المصدر نفسه:270.

(2)

-هو كرخ واسط ويعرف أيضا باسم «كرخ با جدا» معجم البلدان.

(3)

-النبطية هي لغة سكان سواد العراق، وهي منحدرة من اللغة الارامية او هي الارامية.

(4)

-أي الجدران أو الستائر، والساج ضرب عظيم من الشجر يجلب من الهند يشبه الابنوس انما أقل سوادا منه. القاموس. تاج العروس.

(5)

-تلفظها الآن «سبيداج» وهي مادة بيضاء.

ص: 2654

لتفت به وفي حجرها رأس يشخب دما، ففزعت، وقالت: لا عليك، أنا فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهذا رأس الحسين صلوات الله على الجماعة فقولي لابن أصدق حتى ينوح:

لم أمرضه فأسلو

لا ولا كان مريضا

وانتبهت مذعورة.

قال أبو الحسن: وقالت العجوز: «أمرظه» بالظاء لانها لا تتمكن من اقامة الضاد فسكنت منها الى أن عاودت نومها.

وقال أبو القاسم: ثم قال لي مع معرفتك بالرجل فقد حملتك الامانة في هذه الرسالة، فقلت: سمعا وطاعة لأمر سيدة النساء رضوان الله تعالى عليها.

قال: وكان هذا في شعبان والناس في إذ ذاك يلقون أذى شديدا، وجهدا جهيدا من الحنابلة، وإذا أرادوا زيارة المشهد بالحائر

(1)

، خرجوا على استتار ومخافة، فلم أزل أتلطف في الخروج حتى تمكنت منه وحصلت في الحائر ليلة النصف من شعبان، وسألت عن أصدق فدللت عليه، ودعوته وحضرني، فقلت له: إن فاطمة عليها السلام تأمرك أن تنوح بالقصيدة التي فيها:

لم أمرضه فأسلوا

لا ولا كان مريضا

فانزعج من ذلك وقصصت عليه وعلى من كان معه عندي الحديث، فأجهشوا (93 - و) بالبكاء وناح بذلك طول ليلته وأول القصيدة:

أيها العينان فيضا

واستهلا لا تغيضا

وهذه الحكاية ذكرها غرس بالنعمة أبو الحسن محمد بن هلال بن المحسن بن ابراهيم المعروف بابن الصابئ في كتاب «الربيع»

(2)

وذكر أن أباه الرئيس هلال ابن المحسن ذكرها في كتاب «المنامات»

(3)

من تأليفه وقال: حدث القاضي أبو علي

(1)

-مدفن الحسين وآله عليهم السلام. معجم البلدان.

(2)

-لم يصلنا هذا الكتاب.

(3)

-هو بحكم المفقود.

ص: 2655

التنوخي قال: حدثني أبي، يعني أبا القاسم، وذكر الحكاية.

أنبأنا بذلك أبو محمد عبد اللطيف بن يوسف بن علي عن أبي الفتح محمد بن عبد الباقي بن سلمان عن أبي عبد الله الحميدي قال: أخبرنا غرس النعمة، وأبو الحسن الكرخي المذكور هو من كبار أصحاب أبي حنيفة وله من المصنفات مختصر الكرخي في الفقه.

وقريب من هذه الحكاية ما قرأت بخط أبي غالب عبد الواحد بن مسعود بن الحصين في تاريخه، وأخبرنا أبو عبد الله محمد بن محمود بن هبة الله بن النجار عنه قال: حدثني الشيخ نصر الله بن مجلي مشارف الصناعة بالمخزن، وكان من الثقات الامناء، أهل السنة، قال: رأيت في المنام علي بن أبي طالب عليه السلام، فقلت: يا أمير المؤمنين تفتحون مكة فتقولون: من دخل دار أبو سفيان فهو آمن، ثم يتم على ولدك الحسين يوم الطف ما تم؟ فقال لي علي عليه السلام: أما سمعت أبيات الجمال ابن الصيفي في هذا؟ فقلت: لا، فقال: اسمعها منه، ثم استيقظت، فباكرت الى دار الحيص

(1)

بيص فخرج إلى فذكرت له الرؤيا فشهق وأجهش بالبكاء، وحلف بالله إن كانت خرجت من فمي أو خطي الى أحد وان كنت (93 - ظ) نظمتها الا في ليلتي هده:

ملكنا فكان العفو منا سجية

فلما ملكتم سال بالدم أبطح

وحللتم قتل الاسير وطالما

غدونا عن الاسرى نعف ونصفح

ولا غرو فيما بيننا من تفاوت

فكل إناء بالذي فيه ينضح

وأخبرنا أبو الطليق معتوق بن أبي السعود البغدادي المقرئ قال: أنشدني الوزير أبو غالب بن الحصين هذه الابيات للحيص بيص.

أخبرنا أبو القاسم عبد الله بن الحسين بن عبد الله الانصاري قال: أخبرنا أبو الحسين المبارك بن عبد الجبار الصيرفي قال: سمعت أحمد بن محمد العتيقي يقول:

(1)

-الحيص هو سعد بن محمد بن سعد بن الصيفي، شاعر مشهور من أهل بغداد توفي سنة 574 هـ عن اثنين وثمانين سنة. الاعلام للزركلي.

ص: 2656

سمعت أبا عبد الله بن عبيد العسكري يقول: سمعت أبا الفضل العباس بن عبد السميع المنصوري يقول: سمعت الفتح بن شرف بقول: كنت أفت للنمل الخبز كل يوم، فلما كان يوم عاشوراء لم يأكلوه.

أخبرنا محمد بن هبة الله القاضي، فيما أذن لنا أن نروبه عنه-قال: أخبرنا أبو الفضل أحمد بن منصور بن بكر بن محمد بن حيد قال: أخبرنا جدي أبو منصور قال: حدثنا أبو بكر أحمد بن محمد بن عبدوس الحيري-إملاء-قال: أخبرنا الحسن بن محمد الأسفراييني قال: حدثنا محمد بن زكريا الغلابي قال: حدثنا عبد الله بن الضحاك قال: حدثنا هشام بن محمد قال: لما أجري الماء على قبر الحسين نضب بعد أربعين يوما وامتحى أثر القبر، فجاء أعرابي من بني أسد فجعل يأخذ قبضة قبضة ويشمه حتى وقع على قبر الحسين وبكى وقال: بأبي وأمي ما كان أطيبك وأطيب تربتك ميتا ثم بكى وأنشأ يقول:

أرادوا ليخفوا قبره عن عدوه

فطيب تراب القبر دل على القبر

(1)

أخبرنا أبو القاسم عبد الله بن الحسين قال: أخبرنا أبو طاهر السلفي-اجازة إن لم يكن سماعا-قال: أخبرنا أبو الحسين بن الطيوري قال: سمعت أحمد -يعني-ابن محمد العتيقي يقول: سمعت أبا بكر محمد بن الحسن بن عبدان الصيرفي يقول: سمعت جعفرا الخلدي يقول: كان بي جرب عظيم كثير فتمسحت بتراب قبر الحسين، قال: فغفوت فانتبهت وليس علي منه شيء.

أخبرنا أبو اليمن زيد بن الحسن الكندي-فيما أذن لنا أن نرويه عنه-قال:

أخبرنا أبو منصور بن زريق القزاز قال: أخبرنا أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت الخطيب قال: أخبرنا أبو بكر البرقاني قال: حدثني أبو عمر محمد بن العباس الخزاز قال: أخبرنا مكرم بن أحمد قال: حدثنا أحمد بن سعيد الجمال قال: سألت أبا نعيم عن زيارة قبر الحسين، فكأنه أنكر أن يعلم أين قبره.

وقال: أخبرنا أبو بكر أحمد بن علي الخطيب قال: أخبرنا محمد بن الحسين

(1)

- تاريخ ابن عساكر-ترجمة الحسين:275.

ص: 2657

الازرق قال: أخبرنا جعفر بن محمد الخلدي قال: حدثنا محمد بن عبد الله بن سليمان قال: حدثنا أحمد بن يحيى بن زكريا قال: حدثنا اسماعيل بن أبان قال:

أخبرنا حبان بن علي عن سعد بن طريف عن أبي جعفر عن أم سلمة قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يقتل حسين على رأس ستين من مهاجري

(1)

.

وقال: أخبرنا أبو بكر الخطيب قال: أخبرنا عبيد الله بن عمر الواعظ قال:

حدثني أبي قال: حدثنا عبد الله بن محمد قال: حدثني هرون بن عبد الله قال:

سمعت أبا نعيم يقول: (94 - ظ) قتل الحسين بن علي سنة ستين يوم السبت يوم عاشوراء وقتل وهو ابن خمس وستين أو ست وستين.

وقال الخطيب: أخبرنا عبيد الله بن عمر قال: قال أبي: وهذه الرواية لابي نعيم وهم من جهتين في القتل والمولد، فأما مولد الحسين عليه السلام فانه كان بينه وبين أخيه الحسن طهر، وولد الحسن للنصف من شهر رمضان سنة ثلاث من الهجرة، وأما الوهم في تاريخ موته، فأجمع أكثر أهل التاريخ أنه قتل في المحرم سنة احدى وستين الا هشام بن الكلبي فإنه قال: سنة اثنتين وستين، وهو وهم أيضا

(2)

.

أنبأنا أبو القاسم عبد الصمد بن محمد قال: كتب الينا ابو القاسم زاهر بن طاهر قال: أخبرنا أبو بكر البيهقي قال: أخبرنا أبو عبد الله الحافظ قال: أخبرنا أبو اسحاق ابراهيم بن محمد بن يحيى قال: حدثنا محمد بن اسحاق الثقفي قال: حدثنا أبو الاشعث قال: حدثنا زهير بن العلاء قال: أخبرنا سعد بن أبي عروبه عن قتاده قال: قتل الحسين بن علي يوم الجمعة يوم عاشوراء لعشر مضين من المحرم سنة احدى وستين وهو ابن أربع وخمسين سنة وستة أشهر ونصف.

أخبرنا أبو حفص الكاتب-إذنا-قال: أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي قال:

أخبرنا الحسن بن علي الجوهري قال: أخبرنا محمد بن العباس قال: أخبرنا أحمد ابن معروف قال: أخبرنا الحسين بن الفهم قال: حدثنا محمد بن سعد قال: قال أبو عبد الله الواقدي: قتل الحسين بن علي في صفر سنة احدى وستين وهو يومئذ ابن

(1)

- تاريخ بغداد:1/ 142.

(2)

- الخطيب البغدادي- المصدر نفسه.

ص: 2658

خمس وخمسين، حدثني بذلك أفلح بن سعيد عن ابن كعب القرظي (95 - و) قال:

وأخبرنا محمد بن عمر عن أبي معشر قال: قتل الحسين بن علي لعشر خلون من المحرم قال الواقدي: وهذا أثبت.

أنبأنا أبو اليمن زيد بن الحسن قال: أخبرنا أبو منصور القزاز قال: أخبرنا أبو بكر الخطيب قال: أخبرنا ابن بشران قال: أخبرنا الحسين بن صفوان قال: حدثنا ابن أبي الدنيا قال: حدثنا محمد بن سعد قال: الحسين بن علي قتل بنهر كربلاء يوم عاشوراء في المحرم سنة احدى وستين وهو ابن ست وخمسين سنة.

وقال: أخبرنا الخطيب قال: أخبرنا علي بن أحمد الرزاز قال: أخبرنا محمد ابن أحمد بن الحسن الصواف قال: حدثنا بشر بن موسى قال: حدثنا عمرو بن علي قال: وقتل الحسين بن علي، كان يكنى بأبي عبد الله، سنة احدى وستين وهو يومئذ ابن ست وخمسين سنة في المحرم يوم عاشوراء

(1)

.

أنبأنا أبو الحسن بن أبي عبد الله بن المقير عن أبي الفضل محمد بن ناصر قال:

أخبرنا أبو محمد بن الآبنوسي قال: أخبرنا أبو محمد الجوهري قال: أخبرنا أبو الحسين بن المظفر قال: أخبرنا أبو علي المدائني قال: أخبرنا أحمد بن عبد الله بن البرقي قال: الحسين بن علي بن أبي طالب، وابن فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم يكنى أبا عبد الله، ولد في ليال خلون من شعبان سنة أربع من الهجرة، وقتل بالطف يوم عاشوراء سنة احدى وستين، وهو ابن خمس وخمسين وستة أشهر وكان قبره بكربلاء من سواد الكوفة، قتله سنان بن أنس النخعي، ويقال: قتله ابن ذي الجوشن الضبابي.

أنبأنا أبو اليمن زيد بن الحسن الكندي قال: أخبرنا أبو منصور بن زريق قال أخبرنا (95 - ظ) أبو بكر الخطيب قال: أخبرنا ابن بشران قال: أخبرنا الحسين ابن صفوان قال: حدثنا ابن أبي الدنيا قال: حدثنا محمد بن سعد قال: أخبرت عن ابن عيينة قال: سمعت الهذلي يسأل جعفر بن محمد فقال: قتل الحسين وهو ابن ثمان وخمسين سنة

(2)

.

(1)

- تاريخ بغداد:1/ 143.

(2)

- الخطيب البغدادي- المصدر نفسه.

ص: 2659

أنبأنا محمد بن هبة الله قال: أخبرنا أبو القاسم بن أبي محمد قال: أخبرنا أبو محمد بن الاكفاني قال: حدثنا عبد العزيز الكتاني قال: أخبرنا أبو محمد بن أبي نصر قال: أخبرنا أبو الميمون بن راشد قال: حدثنا أبو زرعة قال: قال محمد ابن أبي عمر عن ابن عيينة عن جعفر بن محمد قال: قتل حسين وهو ابن ثمان وخمسين سنة، قال: أبو نعيم في يوم سبت يوم عاشوراء

(1)

.

أنبأنا ابن طبرزد قال: أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي-إجازة إن لم يكن سماعا-قال: أخبرنا أبو بكر بن الطبري قال: أخبرنا أبو الحسين بن الفضل قال: أخبرنا عبد الله بن جعفر قال: حدثنا يعقوب قال: حدثنا محمد بن يحيى قال:

حدثنا سفيان عن جعفر بن محمد عن أبيه قال: وقتل لها الحسين، يعني لثمان وخمسين.

قال ابن السمرقندي: أخبرنا عمر بن عبيد الله قال: أخبرنا علي بن محمد بن بشران قال: أخبرنا أبو عمرو بن السماك قال: حدثنا حنبل بن اسحاق قال: حدثنا الحميدي قال: حدثنا سفيان قال: حدثنا جعفر بن محمد عن أبيه قال: قتل علي وهو ابن ثمان وخمسين، ومات لها حسن وقتل حسين لها.

قال: وأخبرنا الخطبي قال: حدثنا محمد بن عثمان قال: حدثنا اسماعيل بن بهرام قال: حدثنا محمد بن جعفر بن محمد عن أبيه ان الحسين عمر سبعا وخمسين سنة.

أنبأنا أبو اليمن الكندي عن أبي البركات عبد الوهاب بن (96 - و) المبارك قال: أخبرنا أحمد بن الحسن بن خيرون قال: أخبرنا عبد الملك بن محمد بن بشران قال: أخبرنا محمد بن أحمد بن الصواف قال: حدثنا محمد بن عثمان بن أبي شيبة قال: حدثنا اسماعيل بن ابراهيم قال: حدثنا محمد بن جعفر بن محمد عن أبيه أن الحسين عمر سبعا وخمسين أو ثمان وخمسين.

أنبأنا أبو حفص عمر بن محمد الدارقزي قال: أنبأنا أبو غالب وأبو عبد الله

(1)

- انظر ابن عساكر-ترجمة الحسين:277.

ص: 2660

ابنا البناء قالوا: أخبرنا أبو جعفر بن المسلمة قال: أخبرنا أبو طاهر المخلص قال:

أخبرنا أحمد بن سليمان الطوسي قال: حدثنا الزبير بن بكار قال: حدثني سفيان ابن عيينة عن جعفر بن محمد قال: قتل حسين وهو ابن ثمان وخمسين، قال: والحديث الاول في سنة أثبت، يعني ابن ست وخمسين.

أنبأنا أبو نصر القاضي قال: أخبرنا أبو القاسم علي بن الحسن قال: أخبرنا أبو الفضل محمد بن اسماعيل الفضيلي قال: أخبرنا أبو القاسم أحمد بن محمد الخليلي قال: أخبرنا أبو القاسم الخزاعي قال: أخبرنا أبو سعيد الهيثم بن كليب قال: سمعت محمد بن صالح يقول: سمعت عثمان يقول: سمعت الفضل يقول:

مات الحسين بن علي يوم السبت، يوم عاشوراء سنة ستين.

وقال أبو القاسم بن الحسن: أخبرنا أبو البركات-يعني-ابن المبارك قال:

أخبرنا أبو الفضل-يعني-ابن خيرون قال: أخبرنا أبو العلاء قال: حدثنا أبو بكر البابسيري قال: أخبرنا الأحوص بن المفضل قال: أخبرنا أبي قال نعيم قال:

وقتل الحسين بن علي في سنة ستين في آخرها يوما.

وقال: أخبرنا أبو الفضل بن خيرون قال: أخبرنا أبو القاسم بن بشران قال:

أخبرنا أبو علي (96 - ظ) بن الصواف قال: حدثنا محمد بن عثمان بن أبي شيبة قال: قال أبي: وقتل الحسين يوم عاشوراء أول سنة ستين: وقال عمي أبو بكر:

قتل الحسين بن علي في سنة إحدى وستين يوم عاشوراء وقتله سنان بن أبي أنس وجاء برأسه خولي بن يزيد الأصبحي جاء به إلى عبيد الله بن زياد

(1)

.

أنبأنا أبو حفص المؤدب قال: أخبرنا أبو الفضل محمد بن ناصر-إجازة إن لم يكن سماعا-قال: أخبرنا أبو الفضل بن خيرون قال: أخبرنا القاضي أبو العلاء محمد بن علي قال: أخبرنا علي بن الحسن بن علي، ح.

قال: وأخبرنا ابن خيرون قال: أخبرنا الحسن بن الحسين النعالي قال:

حدثني جدي لأمي اسحاق بن محمد النعالي قالا: أخبرنا عبيد الله بن اسحاق قال:

حدثنا قعنب بن المحرز قال: وقتل الحسين سنة ستين يوم عاشوراء.

(1)

- ابن عساكر-ترجمة الحسين:278 - 283.

ص: 2661

وأنبأنا أبو حفص المؤدب قال: أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي-اجازة إن لم يكن سماعا-قال: أخبرنا عمر بن عبيد الله قال: أخبرنا أبو الحسين بن بشران قال: أخبرنا عثمان بن أحمد قال: أخبرنا حنبل بن اسحاق قال حدثنا أبو نعيم قال: وحسين بن علي يوم السبت يوم عاشوراء سنة ستين، وهذا وهم.

أنبأنا أبو اليمن زيد بن الحسن بن زيد الكندي قال: أخبرنا أبو منصور عبد الرحمن بن محمد القزاز قال: أخبرنا أبو بكر الخطيب قال: أخبرنا ابن رزق قال:

أخبرنا محمد بن عمر الحافظ قال: حدثنا هيثم بن خالد قال: حدثنا ابن زنجويه قال: حدثنا أبو الاسود قال: قتل الحسين سنة ستين.

وقال الخطيب: أخبرنا أبو الفضل قال: أخبرنا عبد الله بن جعفر قال: حدثنا عيسى (97 - و) بن عبد الله قال: قتل الحسين بن علي سنة ستين.

وقال الخطيب: أخبرنا أبو الفضل قال: أخبرنا عبد الله بن جعفر قال: حدثنا قال الخطيب وقول من قال سنة احدى وستين أصح.

وقال الخطيب: أخبرنا أبو الفضل قال: أخبرنا عبدالله بن جعفر قال: حدثنا يعقوب بن سفيان قال: حدثنا سلمة عن أحمد-يعني-ابن حنبل عن اسحاق بن عيسى، ح.

قال: وأخبرنا ابن رزق قال: أخبرنا عثمان بن أحمد قال: حدثنا حنبل قال:

حدثني أبو عبدالله عن إسحاق بن عيسى عن أبي معشر.

قال حنبل: وحدثنا عاصم بن علي قال: حدثنا أبو معشر قال: وقتل الحسين ابن علي لعشر ليال خلون من المحرم سنة احدى وستين، واللفظ لحديث سلمة

(1)

.

أنبأنا عمر بن طبرزد قال: أخبرنا أبو غالب بن البناء-إجازة إن لم يكن سماعا- قال: أخبرنا أبو الحسين بن الآبنوسي قال: أخبرنا عبيد الله بن عثمان بن خنيقاء قال: أخبرنا اسماعيل بن علي قال: حدثنا موسى بن اسحاق قال: حدثنا محمد بن عبد الله بن نمير قال: حدثني من سمع أبا معشر السندي عن أصحاب المغازي أن الحسين بن علي قتل لعشر ليال خلون من المحرم سنة احدى وستين.

(1)

- تاريخ بغداد:1/ 143.

ص: 2662

وقال: ابن طبررزد: أنبأنا أبو البركات الانماطي قال: أخبرنا أبو الفضل بن خيرون قال: أخبرنا أبو العلاء الواسطي قال: أخبرنا أبو بكر البابسيري قال:

حدثنا الأحوص بن المفضل الغلابي قال: حدثنا أبي قال: قال الواقدي: وقتل الحسين بن علي يوم عاشوراء في سنة إحدى وستين.

أنبأنا أبو محمد الحسن بن علي المرتضى قال: حدثنا أبو الفضل محمد بن ناصر قال: أخبرنا ابو طاهر بن أبي الصقر (97 - ظ) قال أخبرنا أبو البركات بن نظيف قال: أخبرنا الحسن بن رشيق قال: حدثنا أبو بشر الدولابي قال: حدثني أبو عبدالله جعفر بن علي الهاشمي، ثم العباسي قال: حدثنا محمد بن محمد بن أيوب قال: قتل الحسين بن علي بن ابي طالب يوم عاشوراء، وهو يوم الاحد لعشر مضين من المحرم بكربلاء سنة إحدى وستين، قتل معه من أخوته وولده وأهل بيته ثلاثة وعشرون رجلا.

أنبأنا زيد بن الحسن عن أبي غالب وأبي عبد الله ابني البناء قالا: أخبرنا أبو طاهر المخلص قال: أخبرنا أحمد بن سليمان قال: حدثنا الزبير بن بكار قال: وقتل الحسين بن علي يوم عاشوراء سنة إحدى وستين بالطف بكربلاء وعليه جبة خز دكناء وهو صابغ بالسواد وهو ابن ست وخمسين.

وقال الزبير في موضع آخر: والحسين بن علي ولد لخمس ليال خلون من شعبان سنة أربع من الهجرة، وقتل يوم الجمعة يوم عاشوراء في المحرم سنة إحدى وستين، قتله سنان بن أبي أنس النخعي، وأجهز عليه خولي بن يزيد الأصبحي من حمير وحز رأسه وأتى به عبيد الله بن زياد فقال:

أوقر ركابي فضة وذهبا

أنا قتلت الملك المحجبا

قتلت خير الناس أما وأبا

أخبرنا أبو حفص المكتب-فيما أذن لنا فيه-قال: أخبرنا أبو القاسم اسماعيل بن أحمد-إجازة إن لم يكن سماعا-قال: أخبرنا أبو بكر الطبري قال: أخبرنا أبو

ص: 2663

الحسين بن الفضل قال: أخبرنا عبد الله بن جعفر قال: حدثنا يعقوب بن سفيان قال: حدثنا ابن بكير عن (98 - و) الليث بن سعد قال: وفي سنة إحدى وستين قتل الحسين بن علي وأصحابه لعشر ليال خلون من المحرم يوم عاشوراء يوم السبت وقال: أبو القاسم اسماعيل بن أحمد أخبرنا أبو الفتح نصر بن أحمد بن نصر الخطيب قال: أخبرنا محمد بن أحمد بن عبد الله قال: أخبرنا محمد عن زيد بن علي قال: أخبرنا محمد بن محمد الشيباني قال: حدثنا هرون بن حاتم قال: حدثنا أبو بكر بن عياش قال: وقتل الحسين بن علي لعشر ليال خلون من المحرم سنة إحدى وستين.

قال أبو القاسم: أخبرنا علي بن أحمد بن محمد قال: أخبرنا أبو طاهر محمد ابن عبد الرحمن، إجازة، قال: أخبرنا عبيد الله بن عبد الرحمن قال: أخبرني أبو الحسن عبد الرحمن بن محمد بن المغيرة قال: أخبرني أبي قال: حدثني أبو عبيد القاسم بن سلام قال: سنة إحدى وستين أصيب فيها الحسين بن علي يوم عاشوراء.

وقال أبو القاسم: أخبرنا محمد بن أحمد بن محمد قال: أخبرنا أبو علي بن شاذان قال: أخبرنا أبو بكر الشافعي قال: حدثنا أبو بكر عمر بن حفص قال: حدثنا محمد ابن يزيد قال: وقتل الحسين بن علي يوم عاشوراء في المحرم سنة إحدى وستين بكربلاء، وهو ابن سبع وخمسين سنة.

أخبرنا أبو علي حسن بن أحمد بن يوسف الاوقي-إجازة-قال: أخبرنا أبو طاهر السلفي الحافظ قال: أخبرنا أبو الحسين بن الطيوري قال: أخبرنا أبو الحسين بن قشيش قال: أخبرنا أبو محمد الصفار قال: أخبرنا عبد الباقي بن قانع قال: سنة إحدى وستين: الحسين بن علي بن أبي طالب أبو عبد الله عليه السلام يوم عاشوراء، يعني قتل، (98 - ظ).

كتب إلينا أبو الحسن علي بن المفضل الحافظ أن أبا القاسم خلف بن عبد الملك بن بشكوال أجاز لهم: وقال: أخبرنا أبو محمد بن عتاب وأبو عمران بن أبي تليد، اجازة، قالا: أخبرنا أبو عمر بن عبد البر النمري قال: أخبرنا أبو القاسم خلف ابن القاسم قال: أخبرنا أبو علي سعيد بن عثمان بن السكن قال: والحسين بن علي

ص: 2664

ابن أبي طالب استشهد بكربلاء من ناحية الكوفة يوم عاشوراء ليلة جمعة، سنة احدى وستين

(1)

.

وقال أبو نعيم: قتل علي مع أبيه يوم عاشوراء في سنة ستين رضي الله عنه.

أنبأنا محمد بن هبة الله بن الشيرازي قال: أخبرنا الحافظ أبو القاسم علي بن الحسن قال: أخبرنا أبو غالب الماوردي قال: أخبرنا محمد بن علي السيرافي قال:

أخبرنا أحمد بن اسحاق النهاوندي قال: أخبرنا أحمد بن عمران الأشناني قال: حدثنا موسى بن زكريا قال: حدثنا خليفة بن خياط قال: قتل الحسين بن علي يوم الاربعاء وهو ابن ثمان وخمسين لعشر خلون من المحرم يوم عاشوراء سنة احدى وستين.

قال خليفة بن خياط: حدثني محمد بن معاوية عن سفيان عن أبي موسى قال:

سمعت الحسن البصري يقول: أصيب مع الحسين ستة عشر رجلا من أهل بيته ما على وجه الارض يومئذ اهل بيت بهم شبيهون. الذي ولي قتل الحسين شمر بن ذي الجوشن، وأمير الجيش عمر بن سعد بن مالك. قال سفيان: قال جعفر بن محمد:

قتل الحسين وهو ابن ثمان وخمسين

(2)

.

أنبأنا أبو نصر القاضي قال: أخبرنا أبو القاسم علي بن الحسن الحافظ قال: أخبرنا أبو بكر محمد بن شجاع قال: أخبرنا أبو عمرو بن مندة قال: أخبرنا الحسن بن محمد قال: أخبرنا (99 - و) أحمد بن محمد قال: حدثنا أبو بكر بن أبي الدنيا قال: حدثنا محمد بن سعد قال: في الطبقة الثانية الحسين بن علي بن أبي طالب، ويكنى أبا عبد الله وأمه فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم، قتل رحمه الله بنهر كربلاء يوم عاشوراء في المحرم سنة إحدى وستين وهو ابن ست وخمسين سنة

(3)

.

(1)

-انظر الاستيعاب-على هامش الاصابة:1/ 377 - 378.

(2)

-تاريخ خليفة بن خياط:1/ 284 - 285. تاريخ ابن عساكر-ترجمة الحسين:290.

(3)

- تاريخ ابن عساكر-ترجمة الحسين:292.

ص: 2665

أنبأنا أبو نصر قال: أخبرنا الحافظ: قرأت على أبي محمد السلمي عن أبي محمد التميمي، ح.

وأنبأنا أبو القاسم عبد الصمد بن محمد بن الحرستاني عن أبي محمد السلمي عن أبي محمد التميمي قال: أخبرنا مكي بن محمد بن الغمر قال: أخبرنا أبو سليمان ابن زبر قال: حدثنا الهروي قال: حدثنا محمد بن صالح قال: قتل الحسين بن علي سنة إحدى وستين يوم عاشوراء يوم السبت وهو ابن ست وخمسين سنة، وقد قيل إنه قتل سنة اثنتين وستين.

أنبأنا أبو اليمن بن الحسن بن زيد الكندي قال: أخبرنا أبو منصور عبد الرحمن بن محمد القزاز قال: أخبرنا أبو بكر الخطيب قال: أخبرنا عبيد الله، يعني، ابن عمر بن شاهين قال: حدثني يحيى بن محمد قال: حدثنا محمد بن موسى بن حماد عن ابن أبي السري عن هشام بن الكلبي قال: وفي سنة اثنتين وستين قتل الحسين بن علي رضي الله عنهما يوم عاشوراء.

وقد ذكرنا عن الخطيب أنه قال: أجمع أكثر أهل التاريخ أنه قتل في المحرم سنة إحدى وستين إلا هشام بن الكلبي فإنه قال: سنة اثنتين وستين، وأوردنا عن ابن أبي السري عنه ما أوردناه، وقد نقل عن علي بن المديني أنه قتل سنة اثنتين وستين.

أخبرنا (99 - ظ) بذلك أبو حفص عمر بن محمد الدارقزي-اذنا-قال:

أخبرنا أبو القاسم اسماعيل بن أحمد بن السمرقندي-إجازة إن لم يكن سماعا- قال: أخبرنا أبو الفضل عمر بن عبيد الله بن عمر قال أخبرنا عبد الواحد بن محمد ابن عثمان قال: أخبرنا الحسن بن محمد بن اسحاق قال: حدثنا اسماعيل بن اسحاق ابن اسماعيل قال: سمعت علي بن المديني قال: مقتل حسين سنة اثنتين وستين.

انبأنا أبو القاسم عبد الصمد بن محمد عن أبي محمد عبد الكريم بن حمزة السلمي قال: حدثنا أبو بكر الخطيب قال: أخبرنا محمد بن الحسين القطان قال:

أخبرنا عبد الله بن جعفر بن درستويه قال: حدثنا يعقوب بن سفيان قال: قال ابن لهيعة: كان قتل الحسين بن علي، وقتل عقبة بن نافع وحريق الكعبة في سنة واحدة سنة ثنتين أو ثلاث وستين

(1)

.

(1)

- تاريخ بغداد:1/ 141 - 143.

ص: 2666

أنبأنا ابن طبرزد عن أبي غالب بن البناء قال: أخبرنا أبو الحسين بن الآبنوسي قال: أخبرنا أبو القاسم بن خنيقاء قال: أخبرنا أبو محمد الخطبي قال: حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل قال: حدثني أبو نعيم قال: قتل الحسين بن علي يوم السبت، يوم عاشوراء، وقيل يوم الاثنين.

أخبرنا القاضي أبو نصر بن الشيرازي-فيما أذن لنا فيه-قال: أخبرنا الحافظ أبو القاسم علي بن الحسن قال: أخبرنا أبو البركات الأنماطي قال: أخبرنا محمد بن طاهر قال: أخبرنا مسعود بن ناصر قال: أخبرنا عبد الملك بن الحسن قال: أخبرنا أحمد بن محمد بن الحسن الكلاباذي قال: الحسين بن علي بن أبي طالب، أبو عبد الله، أخو أبي محمد الحسن بن علي الهاشمي المديني، وأمهما فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال الواقدي:(100 - و) وماتت ليلة الثلاثاء لثلاث خلون من شهر رمضان سنة إحدى عشرة من الهجرة، وهي ابنة تسع وعشرين سنة أو نحوها، سمع أباه علي بن أبي طالب، روى عنه ابنه علي بن الحسين الأصغر في التهجد والخمس وغير موضع، ولد سنة أربع من الهجرة بعد أخيه الحسن، وولد أخوه سنة ثلاث من الهجرة، قال خليفة: وقتل يوم عاشورا، يوم الاربعاء سنة إحدى وستين.

قاله خليفة ومسدد.

ويروى عن جعفر عن أبيه قال: لم يكن بين الحسن والحسين إلا طهر، ومات الحسن في شهر ربيع الاول سنة تسع وأربعين وهو ابن سبع وأربعين وكان قد سقي السم

(1)

.

قال الواقدي وابن نمير مثله. قال الواقدي: وفيها-يعني في سنة ثلاث- ولد الحسن بن علي في النصف من شهر رمضان، وفيها علقت فاطمة بالحسين، بين علوقها وبين ولاد الحسن خمسين ليلة، وقال الواقدي: وفيها: ولد الحسين-يعني في سنة أربع من الهجرة-في ليال خلون من شعبان.

(1)

-يقال سقته زوجته-ابنة الاشعث بن قيس-السم بتحريض من معاوية.

ص: 2667

وقال ابن أبي شيبة: قتل يوم عاشوراء سنة احدى وستين.

قال ابن نمير: قتل في عشر من المحرم سنة احدى وستين، وهو ابن خمس وخمسين سنة.

وقال محمد بن سعد: قال الواقدي: قتل بنهر كربلاء، يوم عاشوراء سنة احدى وستين، وهو ابن ست وخمسين سنة.

وقال الذهلي: قال: قال يحيى بن بكير: قتل في صفر سنة احدى وستين، وسنه ست وخمسون سنة.

وقال ابن بكير مرة أخرى في سنة: ثمان وخمسون، وقال ابن أبي شيبة: مات في سنه (100 - ظ) ثمان وخمسين، ويقال: مات وهو ابن خمس وستين، ويقال:

ابن سبع وخمسين.

وقال الواقدي: والثبت عندنا أنه قتل في المحرم يوم عاشوراء، وهو ابن خمس وخمسين سنة وأشهر.

وقال أبو عيسى: قتل يوم السبت يوم عاشوراء سنة ستين.

وقال الواقدي: حدثني أفلح بن سعيد عن ابن كعب القرظي قال: قتل الحسين في صفر سنة احدى وستين

(1)

.

أخبرنا أبو محمد عبد الرحمن بن عبد الله بن علوان قال: أخبرنا محمد بن محمد بن عبد الرحمن الخطيب، ح.

وأخبرنا علي بن عبد المنعم بن الحداد قال: أخبرنا يوسف بن آدم المراغي قالا: أنبأنا محمد بن منصور السمعاني قال: أخبرنا الشيخ أبو نصر محمد بن أحمد بن علي الصيرفي-إذنا ومشافهة-أن القاضي أبا بكر أحمد بن الحسين الخرشي، أجاز لهم، قال: أخبرنا الحسن بن محمد بن اسحاق قال: حدثنا محمد بن زكريا بن دينار قال: حدثنا ابن عائشة قال وقف سليمان بن قنة بمصارع الحسين وأصحابه بكربلاء فاتكأ على قوسه وجعل يبكي ويقول:

إن قتيل الطف من آل هاشم

أذلّ رقابا من قريش فذلت

(1)

- تاريخ ابن عساكر-ترجمة الحسين:281 - 287.

ص: 2668

مررت على أبيات آل محمد

فلم ارها أمثالها يوم حلّت

فلا يبعد الله الديار وأهلها

وإن أصبحت منهم برغمي تخلّت

ألم تر أن الأرض أمست مريضة

لفقد حسين والبلاد اقشعرت

وكانوا رجاء ثم عادوا رزية

لقد عظمت تلك الرزايا وجلّت

(1)

(101 - و) أخبرنا أبو هاشم عبد المطلب بن الفضل قال: أخبرنا أبو سعد عبد الكريم بن محمد بن منصور السمعاني قال: أنشدنا محمد بن محمد الدهقان الامام بجامع بلخ، قال: أنشدت لسليمان بن قنه:

مررت إلى أبيات آل محمد

فلم أرها أمثالها يوم حلّت

فلا يبعد الله الديار وأهلها

وان أصبحت منها برغي تخلّت

ألا إن قتلى الطف من آل هاشم

أذلت رقاب المسلمين فذلّت

وكانوا غياثا ثم أضحوا رزية

لقد عظمت تلك الرزايا وجلّت

أخبرنا أبو المفضل مرجا بن محمد بن هبة الله بن شقره-قراءة عليه-قال:

أنبأنا القاضي أبو طالب محمد بن علي الكتاني عن أبي منصور عبد المحسن بن محمد بن علي قال: أنشدنا القاضي أبو القاسم علي بن المحسن التنوخي قال أنشدنا أبو بكر أحمد بن القاسم بن نصر بن زياد النيسابوري قال: أنشدنا أبو علي الحسن بن علي الخزاعي دعبل لنفسه:

مدارس آيات خلت من تلاوة

ومنزل وحي مقفز العرصات

لآل رسول الله بالخيف من منى

وبالبيت والتعريف

(2)

والجمرات

قفا نسأل الدار التي خف أهلها

متى عهدها بالصوم والصلوات

قال فيها:

فأما المصيبات التي لست بالغا

مبالغها مني بكنه صفاتي (101 - ظ)

(1)

- انظر الاستيعاب- على هامش الاصابة:1/ 378 - 379.

(2)

-الوقوف بعرفات.

ص: 2669

قبور لدى النهرين من بطن

كربلاء معرسهم منها بشط فرات

أخاف بأن أزدارهم ويشوقني

معرّسهم

(1)

بالجزع

(2)

ذي النخلات

تقسّمهم ريب المنون فما ترى

لهم عقوة

(3)

مغشية الحجرات

خلا أن منهم بالمدينة عصبة

مذودون أنضاء

(4)

من الأزمات

قليلة زوّار خلا أن زورا

من الضبع والعقبان والرخمات

(5)

وكيف أداوي من جوى بي

والجوى أمية أهل الكفر واللعنات

(6)

وآل زياد في الحرير مصونة

وآل رسول الله في الفلوات

وآل رسول الله نحف جسومها

وآل زياد غلظ الرقبات

ألم تر أني من ثلاثون حجة أروح

وأغدو دائم الحسرات

أرى فيئهم في غيرهم متقسما

وأيديهم من فيئهم صفرات

إذا وتروا مدوا إلى واتريهم

أكفا عن الأوتار

(7)

منقبضات

وهذه قصيدة شاعرة طويلة تزيد على خمسين بيتا سنوردها ان شاء الله تعالى بكاملها في ترجمة دعبل بن علي الخزاعي

(8)

.

أخبرنا أبو هاشم عبد المطلب بن الفضل قال: أخبرنا أبو سعد السمعاني قال:

سمعت أبا السعادات المبارك بن الحسين بن عبد الوهاب الواسطي بالنعمانية

(9)

-مذاكرة من حفظه-يقول: سمعت القاضي أبا يوسف عبد السلام بن محمد القزويني يقول: اجتمعت-يعني-بأبي العلاء أحمد بن عبد الله بن سليمان المعري (102 - و)

(1)

-التعريس: النزول في آخر الليل لاستراحة القافلة. النهاية لابن الاثير.

(2)

-الجزع منعطف الوادي حيث ينبت الشجر.

(3)

-العقوة: الساحة حول الدار أو في المحلة.

(4)

-أنضاء: جمع نضو وهو المهزول.

(5)

-الرخم: طائر يشبه النسر.

(6)

-لم يرد هذا البيت في ديوان دعبل.

(7)

-أي عن الثار والانتقام.

(8)

-ديوان دعبل بن علي الخزاعي-ط. دمشق 71:1964 - 77 مع فوارق.

(9)

-بليدة بين واسط وبغداد.

ص: 2670

فجرى بيننا كلام، فقال أبو العلاء: ما سمعت في مراثي الحسين بن علي رضي الله عنهما مرثية تكتب، قال: فقلت له: قد قال رجل من فلاحي بلدنا أبياتا يعجز عنها شيخ تنوخ فقال لي: أنشدنيها، فأنشدته:

رأس ابن بنت محمد ووصيه

للمسلمين على قناة يرفع

والمسلمون بمنظر وبسمع

لا جازع فيهم ولا متفجع

كحلت بمنظرك العيون عماية

وأصمّ رزؤك كل أذن تسمع

أيقظت أجفانا وكنت أنمتها

وأنمت عينا لم تكن بك تهجع

ما روضة إلاّ تمنت أنها لك

تربة ولخط قبرك مضجع

فقال أبو العلاء: والله ما سمعت أرق من هذا.

قلت قد رثي الحسين رضوان الله عليه بأشعار كثيرة لو بسطت يدي الى إيراد جملة منها لطال ذكرها، وامتنع حصرها، فاقتصرت منها على هذا القليل خوفا من الاكثار، وتجنبا للتطويل.

‌الحسين بن علي بن عبيد الله:

ابن محمد بن عبد الله، أبي أسامة بن محمد بن بهلول أبي أسامة، أبو القاسم الأسامي الحلبي، من ولد أسامة بن زيد، من بيت مشهور بحلب، كان فيهم الفضلاء والخطباء والمحدثون، وأبو القاسم هذا كان أديبا فاضلا، شاعرا محدثا.

أخذ الأدب عن أبي عبد الله الحسين بن أحمد بن خالويه النحوي، وأبي العباس أحمد بن فارس الأديب المنبجي (102 - ظ) وأبي الحسين سعيد بن زيد الحمصي، وأبي العباس أحمد بن محمد النامي المصيصي.

وروى الحديث عن القاضي أبي محمد عبيد الله بن الحسين بن عبد الرحمن الصابوني الأنطاكي، وأبي الحسن أحمد بن محمد بن أحمد بن سلاّم، وأبي عبد الله محمد بن عيسى بن اسحاق التميمي البغدادي-نزيل حلب-وأبوي بكر محمد ابن الحسين بن صالح السبيعي، ومحمد بن ابراهيم بن أبي أمية الطرسوسي، وأبي عمران موسى بن القاسم بن موسى بن الحسن بن موسى الأشيب، وأبي الحسين

ص: 2671

محمد بن عثمان الذهبي، وأبي القاسم يعقوب بن أحمد بن يعقوب بن ثوابة الحمصي وأبي علي عبد الصمد بن محمد بن عبد الرحمن بن يزيد، وأبي عبد الله محمد بن أحمد بن عبد الصمد بن محمد بن شيبان الموصلي المعروف بابن عنزة، وأبي الحسن محمد بن جعفر بن محمد بن الحسن بن المستفاض الفريابي.

روى عنه أبو سعد اسماعيل بن علي السمان الحافظ، وأبو علي الحسن بن على ابن محمد بن أحمد الوخشي القاضي، وأبو خازم محمد بن الحسين بن محمد بن خلف بن الفراء، وأبو القاسم الحسين بن علي المغربي الوزير، وأبو الفتح أحمد بن علي النخاس المدائني، ومشرق بن عبد الله الفقيه العابد.

أخبرنا أبو هاشم عبد المطلب بن الفضل بن عبد المطلب الهاشمي قال: أخبرنا القاضي أبو سعد عمر بن علي بن الحسين المحمودي ببلخ، قال: حدثنا القاضي أبو علي الحسن بن علي بن محمد بن أحمد بن جعفر الوخشي الحافظ، من (03 - و) حفظه في صفر سنة احدى وسبعين وأربعمائة قال: أخبرنا أبو القاسم الحسين ابن علي بن عبيد الله بن محمد بن محمد بن أبي أسامة الحلبي قال: أخبرنا القاضي أبو علي الحسن بن علي بن محمد بن أحمد بن جعفر الوخشي الحافظ، من (103 - و) قال: حدثنا أحمد بن شيبان الرملي قال: حدثنا سفيان بن عيينة عن الزهري عن السائب بن يزيد رضي الله عنه قال: أذكر اذ غزا النبي صلى الله عليه وسلم تبوكا خرجنا مع الصبيان تتلقى الى ثنية الوداع

(1)

-زاد غيره في الحديث:

طلع البدر علينا من ثنيات الوداع.

وجب الشكر علينا ما دعا لله داع.

أخرجه البخاري عن علي

(2)

.

أخبرنا الحرة زينب بنت عبد الرحمن الشعري-في كتابها الينا غير مرة من نيسابور-قالت: أخبرنا الامام أبو القاسم محمود بن عمر بن محمد الزمخشري- اجازة-قال: حدثني الاستاذ الأمين أبو الحسن علي بن الحسين بن مزدك قال:

(1)

-في شامي المدينة بين مسجد الراية ومشهد النفس الزكية. انظر أثار المدينة المنورة لعبد القادر الانصاري-ط. دمشق 102:1935 - 104.

(2)

-انظر التاج الجامع للاصول ط. بيروت 4/ 348:1975.

ص: 2672

أخبرنا الشيخ الحافظ أبو سعد اسماعيل بن علي بن الحسين السمان-اجازة- قال: حدثنا الحسين بن علي بن عبيد الله بن محمد بن أبي أسامة عبد الله بن محمد ابن أبي أسامة الحلبي-بها، لفظا-قال: أخبرنا أبو الحسن أحمد بن محمد بن أحمد بن سلام الطرسوسي، فذكر حديثا.

نقلت مما علقته من بعض الكتب من الفوائد، قال أبو خازم محمد بن الحسين ابن الفراء: أنشدني أبو القاسم الحسين بن علي بن أسامة بحلب في منزله بدرب الحطابين (103 - ظ) قال: أنشدنا أبو بكر محمد بن الحسين بن صالح السبيعي:

لم نكن نعرف العناق فلما

كان يوم الفراق أبدوا عناق

وإذا كان في الفراق عناق

جعل الله كل يوم فراقا

قلت: درب الحطابين نافذ من محال حلب، بالقرب من باب أنطاكية، بها كانت منازل بني أبي أسامة.

قرأت في أثناء رسالة من رسائل الوزير أبي القاسم الحسين بن علي بن المغربي قال: «وعلى ذكر التجني» فأنشدوني لشيخ لنا بحلب أعرفه، وما كان يفارق دارنا، ولم أسمع الشعر منه، وهو أبو القاسم بن أبي أسامة الحلبي:

يا من إذا تجنى خلت من حذر

على مودته أني تجنيت

ثم سير إلى صديقنا ورفيقنا في السماع القاضي ضياء الدين أبو عبد الله محمد ابن اسماعيل بن أبي الحاج المقدسي ثم المصري يذكر لي أنه وقف على بعض تعاليق نقلت من خط الوزير أبي القاسم بن المغربي فشاهد فيها: أنشدني بعض أصدقائنا عن صديقنا أبي القاسم الحسين بن علي بن أبي أسامة الحلبي لنفسه:

يا من إذا تجنى خلت من حذر

على مودته أني تجنبيت

لا تحسبني وإن طال التهاجر بي

أني مللت ولا أني تناسيت

إذا الكريم رأى مالا يلائمه

فخير ماصان فيه نفسه البيت (104 - و)

‌الحسين بن علي بن عبيد الله بن محمد:

أبو علي الرهاوي المقرئ، من أهل الرها، اشتغل بالقراءات، وسافر للقراءة على الشيوخ، فقرأ القرآن بحلب على أبي الطيب محمد بن الحسن الزّعري المقرئ،

ص: 2673

برواية أبي محمد اليزيدي وسنذكر اسناد قراءته في ترجمة أبي الطيب الزعري-ان شاء الله تعالى-وقرأ أيضا على أبي عليّ أحمد بن محمد بن أحمد بن الحسن الأصبهاني، وعلى أبي بكر محمد بن أحمد الضرير، وعلى أبي العباس أحمد بن سعيد، وحدث عن أحمد بن صالح بن عمر بن القاسم البغدادي. روى عنه شيخه أبو علي أحمد بن محمد الأصبهاني، وأبو محمد عبد العزيز الكتاني، وأبو علي الحسن بن القاسم الواسطي، وقرأ عليه، وله تصنيف في القراءات.

أنبأنا أبو نصر محمد بن هبة الله القاضي قال: أخبرنا الحافظ أبو القاسم علي ابن الحسن الدمشقي-قراءة عليه وأنا أسمع-قال: الحسين بن علي بن عبيد الله بن محمد، أبو علي الرهاوي المقرئ، قرأ القرآن على أبي علي أحمد بن محمد ابن أحمد بن الحسن الأصبهاني برواية الحلواني عن هشام بن عمار، وقرأ على أبي بكر محمد بن أحمد الضرير بحرف حمزة، وعلى أبي العباس أحمد بن سعيد، وكان مصنفا في القراءات، وحدث بدمشق وغيرها عن أحمد بن صالح بن عمر ابن القاسم البغدادي، وقرأ عليه أبو الحسن بن القاسم بن علي الواسطي، المعروف بغلام الهراس (104 - ظ) المقرئ، وروى عنه أبو علي أحمد بن محمد، وهو شيخه، وحكى عنه عبد العزيز الكتاني وفاة بعض شيوخ أهل دمشق.

أنبأنا أبو المحاسن سليمان بن الفضل قال: أخبرنا علي بن أبي محمد الشافعي قال: أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني قال: حدثنا عبد العزيز الكتاني قال: توفي أبو علي الحسين بن عبيد الله المقرئ استاذ أبي طاهر الخياط، يوم الخميس لاثنتي عشرة ليلة خلت من شهر رمضان سنة أربع عشرة وأربعمائة.

‌الحسين بن علي بن عمر بن عيسى:

أبو القاسم الحلبي، المعروف بابن كوجك العبسي القمي الأصل، شاعر مجيد من أهل حلب، وكان يورق حسنا. روى عن أبي مسعود كاتب حسنون المصري، وعن أبيه علي بن عمرو، وأبي بكر أحمد بن محمد الصنوبري الحلبي الشاعر، وأبي سعيد النصيبي، وأبي جعفر بن خلادة الانطاكي، وأبي القاسم بن المنتاب العراقي، وأبي فراس الحارث بن سعيد بن حمدان الحمداني. روى عنه ولده علي بن الحسين وغيره ولأبي بكر الصنوبري إليه أبيات.

ص: 2674

قرأت في شرح شعر أبي فراس الحارث بن سعيد بن حمدان، الذي جمعه وشرحه أبو عبد الله بن خالويه أبياتا لأبي القاسم الحسين بن علي بن كوجك العبسي الحلبي، قالها في سيف الدولة أبي الحسن علي بن عبد الله بن حمدان، لما بنى الحدث، وسكن أهلها بها، وقصدها نقفور ملك الروم في جموع عظيمة، ونفر اليه (105 - و) سيف الدولة، فهرب عند اشرافه عليه، قبل اللقاء، وخلى أصحابه السلاح، فاشتد على سيف الدولة قرب نقفور، وذكر أبو عبد الله بن خالويه بعض القصيدة، وقال:

انها قصيدة يصف فيها الحال، كثيرة المحاسن، والأبيات التي ذكرها:

رام هدم الاسلام بالحدث المؤذن

بنيانها بهدم الضلال

نكلت عنك منه نفس ضعيف

سلبته القوى رؤوس العوالي

فتوقى الحمام بالنفس والمال

وباع المقام بالارتحال

ترك الطير والوحوش سغابا

بين تلك السهول والأجبال

ولكم وقفة قريت عفاة

الطير فيها جماجم الأبطال

أخبرنا أبو المحاسن سليمان بن الفضل بن سليمان قال: أخبرنا أبو القاسم علي ابن الحسن الحافظ قال: الحسين بن علي بن كوجك أبو القاسم الكوجكي، حدث بطرابلس سنة تسع وخمسين وثلاثمائة عن أبي مسعود كاتب حسون المصري وعن أبيه علي، وأبي سعيد النصيبي، وأبي جعفر بن خلادة الأنطاكي، وأبي بكر أحمد ابن محمد الصنوبري الشاعر، وأبي القاسم بن المنتاب العراقي وغيرهم. كتب عنه بعض أهل الادب، وأنشد له بعض هذه الأبيات:

وما ذات بعل مات عنها فجأة

وقد وجدت حملا دوين الترائب

بأرض نأت عن والديها كلاهما

تعاورها الوراث من كل جانب

فلما استبان الحمل منها تنهنهوا

قليلا وقد دبّوا دبيب العقارب

(105 - ظ)

فلما غدا للمال ربا ونافست

لاعجابها فيه عيون الكواعب

وكاد يطول الدرع في القد جسمه

وقارب أسباب النهى والتجارب

ص: 2675

وأصبح مأمولا يخاف ويرتجى

جميل المحيا ذا عذار وشارب

أتيح له عبل الذراعين محذر

جرى على أقرانه غير هائب

فلم يبق منه غير عظم مجزر

وجمجمة ليست ذات ذوائب

بأوجع مني يوم ولت حدوجهم

يؤم بها الى دون وادي غباغب

(1)

وقع إلي جزء في مدائح الشيخ أبي جعفر محمد بن الحسين بن المهذب الكاتب كاتب العزيز والمعتز الفاطميين بمصر فقرأت فيه قصيدتين من شعر الحسين بن علي بن كوجك يمدح بهما أبا جعفر المذكور إحداهما نقلت منها:

ما وقوفي بمربع مجهول

وسؤالي لرسم دار محيل

درست آيه فأصبح

كالوحي لنشر الصبا وطي القبول

فتعفى فما به غير نوئي

لائح في مجال رمل مهيل

يفتق البرق ما تنسج كف

الرعد بين الربى وبين السهول

بعد أنس من الأنيس وأوقات

سرور في ظل عيش ظليل

إذ شبابي رهن المجون لدى

الحانة لا أرعوني لعذل عذول

ساحبا بردة الصبى خالعا

فيه عذاري الى وصال الشمول

يا ليالي الهوى سقيت فكم

واصلت فيك المنى بخل وصول

(106 - و)

ابكر الراح بكرة في ندامي

واصلوها في بكرة وأصيل

يترك العاقل اللبيب إذا

واصل أقداحها بلا معقول

دع صفات اللذات وإله

عن اللهو بمدح المسود البهلول

بأبي جعفر محمد الفاضل

بابن المهذب المأمول

طاب فرعا ولم نزل نعرف

الفرع قديما يزكو لطيب الأصول

ترب مجد سما باكليل فخر

طال حتى علا على الاكليل

حسن البشر طيب النشر محمود

السجايا مؤمل في المحول

كاتب ينثر البلاغة كالدر

نظيما ما بين نظم الفصول

(1)

-تاريخ دمشق لابن عساكر:5/ 47 - و. وغباغب قرية في حوران قريبة من دمشق.

ص: 2676

قلم في يمينه يقلم الخطب

ويأتي على الزمان المهول

بين سنيه للوفود هبات

ناطقات بصحة التأميل

يستقي الفهم عن فؤاد صحيح

الرأي لا ذاهل ولا معلول

مرهف الحد مقبل الجدا

مضى في الملمات من حسام صقيل

وأما القصيدة الاخرى فأولها:

نمت بمكنون الأسى أشجانه

فغدت شهودا في الهوى أجفانه

وتذكر الأوطان حين نأت به

عن قربها أيامه وزمانه

(106 - ظ)

شوق أمر من الفراق يشوقه

وجوى يهيج وهجه نيرانه

غربت به أيامه فطوته عن

خلانه فبكى له أخوانه

وغدا وريعان الشباب يروعه

بفراقه لما ارعوى ريعانه

لاح المشيب بعارضيه فصده

فغدا قصيرا في المجون عنانه

وطوى الهوى طي المشيب شبابه

فجفا حبائبه وهم أشجانه

قال في المدح يصف كتابته:

وإذا الصوارم والأسنة أرهفت

فابن الدواة حسامه وسنانه

وإذا ثلاث بنانه ارتحلته في

طرس أتى بالسحر منه بنانه

يدع الطروس إذا علاها نزهة

من نظم نثر خطّه عقيانه

‌الحسين بن علي بن محمد بن اسحاق:

ابن محمد بن أحمد بن اسحاق بن عبد الرحمن بن يزيد بن موسى، أبو العباس ابن أبي الحسن الحلبي، من بيت العلم والحديث والقضاء بحلب. حدث هو وأبوه وجده وعم أبيه.

روى عن جده محمد وعم أبيه أبي جعفر قاضي حلب، وأبي القاسم القاسم بن ابراهيم الملطي، وعبد الرحمن بن اسماعيل الشاعر، والحسن بن رشيق، وأحمد بن محمد بن سعيد، والحسن بن يوسف بن مليح الطرائفي، وأبي بكر أحمد بن عمر

ص: 2677

ابن جابر الرملي ويعقوب (107 - و) بن المبارك ومحمد بن موسى بن يعقوب بن المأمون الهاشمي، والقاضي المحاملي، وأبي زرعة أحمد بن محمد بن عمران الرازي، والحافظ أبي سعيد عبد الرحمن بن أحمد بن يونس بن عبد الأعلى وحاتم بن عبد الله الجهازي المصري، وعلي بن عبد الله بن أبي مطر الاسكندراني وأبي العباس ابن عقدة، وأبي بكر محمد بن عبد الرحمن بن السندي الهمذاني، وسمع منه بحلب.

روى عنه أبو العلاء محمد بن علي بن يعقوب الواسطي، وأبو عبد الله محمد ابن أحمد بن محمد بن عمرو بن شاكر، وعلي بن أحمد النعيمي، وأبو عبد الله بن بكر، وأبو اسحاق ابراهيم بن أحمد الطبري.

قرأت بخط الامام أبي طاهر أحمد بن محمد الحنفي الحافظ، وأخبرنا به أبو علي حسن بن أحمد بن يوسف الصوفي وغيره-إجازة عنه-قال: أخبرني أبو غالب محمد بن الحسن بن أحمد الكرخي ببغداد قال: أنبأنا أبو العلاء محمد بن علي بن يعقوب الواسطي قال: حدثنا أبو العباس الحسن بن علي بن محمد بن اسحاق الحلبي -قدم علينا-قال: حدثنا محمد بن عبد الرحمن بن السندي أبو بكر الهمذاني بحلب قال: حدثنا محمد بن سليمان بن فارس النيسابوري صاحب التاريخ، قال:

حدثنا رجاء بن عبد الكريم قال: حدثنا القعنبي عن مالك بن أنس عن زيد بن أسلم عن أبيه عن عمر بن الخطاب عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إن من الشعر حكمة

(1)

.

أنبأنا أبو اليمن الكندي قال: أخبرنا أبو منصور القزاز قال: أخبرنا أبو بكر الخطيب قال: أخبرنا أبو العلاء محمد بن علي قال: أخبرنا أبو العباس الحسين بن علي بن محمد الحلبي ببغداد قال: حدثنا قاسم بن ابراهيم قال: (107 - ظ) حدثنا أبو أمية المختط قال: حدثني مالك بن أنس عن الزهري عن أنس بن مالك عن عمر ابن الخطاب قال: حدثني أبو بكر الصديق قال: سمعت أبا هريرة يقول: جئت الى النبي صلى الله عليه وسلم وبين يديه تمر، فسلمت عليه فرد عليّ وناولني من التمر

(1)

-انظره في كنز العمال:8009،3/ 7989.

ص: 2678

ملء كفه فعددته ثلاثا وسبعين تمرة، ثم مضيت من عنده الى علي بن أبي طالب وبين يديه تمر، فسلمت عليه، فرد علي وضحك إليّ وناولني من التمر ملء كفه، فعددته فإذا هو ثلاث وسبعون تمرة، فكثر تعجبي من ذلك، فرجعت الى النبي صلى الله عليه وسلم، فقلت: يا رسول الله جئتك وبين يديك تمر فناولتني ملء كفك، فعددته ثلاثا وسبعين تمرة، ثم مضيت الى علي بن أبي طالب وبين يديه تمر، فناولني ملء كفه فعددته ثلاثا وسبعين تمرة، فعجبت من ذلك، فتبسم النبي صلى الله عليه وسلم وقال: يا أبا هريرة أو ما علمت أن يدي ويد علي بن أبي طالب في العدل سواء

(1)

.

قال الخطيب: حديث باطل بهذا الاسناد تفرد بروايته قاسم الملطي، وكان يضع الحديث.

أنبأنا أبو اليمن قال: أخبرنا عبد الرحمن بن زريق قال: أخبرنا أبو بكر الخطيب قال: الحسين بن علي بن محمد بن اسحاق بن محمد بن أحمد بن اسحاق بن عبد الرحمن بن يزيد بن عبد الرحمن، أبو العباس الحلبي، قدم بغداد، وحدث بها عن قاسم بن ابراهيم الملطي، والقاضي المحاملي، وأبي العباس بن عقدة، وحاتم بن عبد الله الجهازي المصري، وعلي بن عبد الله بن أبي مطر الاسكندراني (108 - و) وفي حديثه غرائب مستطرفة.

كتب عنه ابراهيم بن أحمد، أبو اسحاق الطبري المقرئ، وأبو عبد الله بن بكير، وحدثنا عنه القاضي أبو العلاء الواسطي، وعلي بن أحمد النعيمي، وما علمت من حالة إلاّ خيرا، وكان يوصف بالحفظ والمعرفة

(2)

.

أنبأنا أبو الحسن علي بن أبي عبد الله بن المقير قال: أخبرنا أبو الفضل بن ناصر في كتابه قال: كتب إلينا أبو اسحاق الحبال سنة ثمان وثلاثمائة-يعني-مات أبو العباس بن القاضي أبي الحسن بن يزيد الحلبي يوم الاحد، وأخرج يوم الاثنين لسبع خلون من جمادى الآخرة، حدث (108 - ظ).

(1)

- تاريخ بغداد:8/ 76.

(2)

- تاريخ بغداد:8/ 76 - 77.

ص: 2679

‌الحسين بن علي بن محمد بن دحيم بن طبس الحلبي:

بسم الله الرحمن الرحيم

وبه توفيقي

أبو علي الطحان، قد تقدم ذكره، على ما نسبه أبو القاسم يحيى بن علي بن الطحان الحضرمي في كتابه الذي ذيل به على تاريخ ابن يونس وقال فيه: الحسين بن علي بن دحيم الحلبي الطحان، أبو علي، يروي عن الخرائطي، سمعت منه، وذكر أبو يعقوب القراب نسبه، كما أورده ها هنا.

روى عنه أبو سعد بن محمد الماليني.

أخبرنا الحافظ أبو محمد عبد القادر بن عبد الله الرهاوي-في كتابه-قال:

أخبرنا رجاء بن حامد بن رجاء المعداني عن أبي عبد الله محمد بن علي بن محمد العميري قال: أخبرنا أبو يعقوب القراب قال: أخبرنا أبو سعد-يعني الماليني- قال: وأبو علي الحسين بن علي بن محمد بن دحيم بن طبس الحلبي، كتبت عنه بمصر، توفي في صفر سنة ست وثمانين وثلاثمائة.

‌الحسين بن علي بن محمد بن جعفر:

أبو عبد الله الفقيه القاضي الصيمري الحنفي، من كبار الحنفيين وأعيانهم المصنفين.

سمع أبا الحسن علي بن عمر الدارقطني، وأبا حفص بن شاهين، وأبا حفص الكتاني، وأبا عبيد الله محمد بن عمران المرزباني، والحسين بن محمد بن سليمان الكاتب، وأبا الفرج المعافى بن زكريا الجريري، وأبا بكر هلال بن محمد بن أخي هلال الرازي، وأبا الحسن أحمد بن محمد بن عمران بن الجندي، وأبا بكر محمد

ص: 2680

ابن عدي بن زحر المنقري، وأبا بكر بن شاذان، وأبا بكر محمد بن أحمد المفيد الجرجرائي، وأبا الفتح (110 - و) يوسف بن عمر بن مسرور القواس، وعلي بن حسان الدممّي، وعيسى بن علي بن عيسى الوزير، وأبا عبد الله الحسين بن محمد ابن أحمد بن القاسم الدهقان، وأبا الفضل الزهري.

روى عنه أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت الخطيب، وقاضي القضاة أبو عبد الله محمد بن علي الدامغاني، وأبو محمد عبد العزيز بن الكتاني، وعلي بن أبي الهول، وأبو الحسن الحنائي، وأبو الوليد سليمان بن خلف الباجي، وله كتاب مصنف في مناقب أبي حنيفة رضي الله عنه

(1)

، وشرح مختصر أبي جعفر الطحاوي، واجتاز بحلب، أو ببعض عملها حاجا على طريق الشام.

أنبأنا شيخنا العلامة أبو اليمن زيد بن الحسن الكندي قال: أخبرنا أبو منصور القزاز قال: أخبرنا الخطيب أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت قال: أخبرني الحسين ابن علي الصميري قال: حدثنا عبد الله بن محمد بن عبد الله الحلواني قال: حدثنا أبو العباس أحمد بن محمد بن سعيد قال: حدثني أحمد بن يوسف بن يعقوب قال:

حدثنا محمد بن بنان-وهو-ابن حمدان المدائني قال: حدثنا أبي ومروان بن شجاع، وسعيد بن مسلمة عن أبي حنيفة عن محمد بن المنكدر عن عثمان بن محمد عن طلحة بن عبيد الله قال: تذاكرنا لحم الصيد يأكله المحرم والنبي صلى الله عليه وسلم نائم فارتفعت أصواتنا فاستيقظ فقال: فيما تتنازعون؟ قلنا في لحم الصيد فأمرنا بأكله

(2)

.

قال: وحدثنا أبي قال: حدثنا ابن جريح وسفيان الثوري عن ابن المنكدر عن عثمان بن عبد الرحمن بن عثمان عن أبيه عن طلحة بن عبيد الله (110 - ظ) عن النبي صلى الله عليه وسلم مثله.

أنبأنا الكندي قال: أخبرنا القزاز قال: أخبرنا الخطيب قال: الحسين بن علي ابن محمد بن جعفر أبو عبد الله القاضي الصيمري قدم بغداد وكان أحد الفقهاء

(1)

-طبع بعنوان «اخبار أبي حنيفة وأصحابه» في حيدر أباد الدكن 1974.

(2)

- تاريخ بغداد:2/ 97.

ص: 2681

المذكورين من العراقيين، حسن العبارة جيد النظر، ولي قضاء المدائن في أول أمره، ثم ولي بآخره القضاء بربع الكرخ

(1)

، ولم يزل يتقلده الى حين وفاته، وحدث عن أبي بكر المفيد الجرجرائي، وأبي الفضل الزهري، وأبي بكر بن شاذان، وعلي بن حسان الدممي، وأبي حفص بن شاهين، والحسين بن محمد بن سليمان الكاتب، وأبي حفص الكتاني، وأبي عبيد الله المرزباني، وعيسى بن علي بن عيسى الوزير، وغيرهم.

كتبت عنه وكان صدوقا وافر العقل جميل المعاشرة عارفا بحقوق أهل العلم، وسمعته يقول: حضرت عند أبي الحسن الدارقطني وسمعت منه أجزاء من كتاب السنن الذي صنفه، قال: فقرئ عليه حديث غورك السعدي عن جعفر بن محمد، الحديث المسند في زكاة الخيل، وفي الكتاب غورك ضعيف، فقال أبو الحسن: ومن دون غورك ضعفاء، فقيل له: الذي رواه عن غورك هو أبو يوسف القاضي، فقال:

أعور بين عميان، وكان أبو حامد الأسفراييني حاضرا، فقال: الحقوا هذا الكلام في الكتاب. قال الصميري: فكان ذلك سبب انصرافي عن المجلس ولم أعد الى أبي الحسن بعدها، ثم قال: ليتني لم أفعل وإيش ضر أبا الحسن انصرافي، أو كما قال.

أنبأنا سليمان بن الفضل بن سليمان قال: أخبرنا أبو القاسم بن أبي محمد قال:

أنبأنا أبو عبد الله محمد بن علي بن (111 - و) أبي العلاء وغيره قال: أخبرنا أحمد ابن سليمان بن خلف بن سعد الباجي قال: قال أبي أبو الوليد: أبو عبد الله الصيمري إمام الحنيفة ببغداد، وكان قاضيا عاقلا خيرا

(2)

.

أخبرنا أبو نصر محمد بن هبة الله القاضي-فيما أذن لنا في روايته عنه-قال:

أخبرنا الحافظ أبو القاسم علي بن الحسن الدمشقي قال: الحسين بن علي بن محمد ابن جعفر، أبو عبد الله القاضي الحنيفي، الفقيه المعروف بالصيمري سمع أبا بكر هلال بن محمد بن أخي هلال الرائي، وأبا بكر محمد بن عدي بن زحر المنقري، وأبا بكر محمد بن أحمد المفيد، وأبا الفرج المعافى بن زكريا الجريري، وأبا الحسن

(1)

-كرخ مدينة بغداد.

(2)

- تاريخ بغداد:8/ 78 - 79.

ص: 2682

أحمد بن محمد بن عمران بن الجندي، وأبا الفتح يوسف بن عمر بن مسرور القواس وأبا عبد الله الحسين بن محمد بن أحمد بن القاسم الدهقان، وأبا حفص بن شاهين، وأبا الحسن علي بن عمر الحزمي.

وقدم دمشق حاجا، وحدث بها، فروى عنه من أهلها علي بن أبي الهول، وعلي الحنائي، وعبد العزيز الكتاني، ومن غيرهم أبو بكر الخطيب، وقاضي القضاة أبو عبد الله محمد بن علي الدامغاني

(1)

.

أنبأنا أبو اليمن الكندي قال: أخبرنا أبو منصور القزاز قال: أخبرنا أبو بكر الخطيب قال: مات مات الصيمري في ليلة الاحد الحادي والعشرين من شوال سنة ست وثلاثين وأربعمائة، وكان مولده في سنة احدى وخمسين وثلاثمائة

(2)

.

‌الحسين بن علي بن محمد بن عبد الصمد:

أبو اسماعيل الدئلي المنشئ الطغرائي (111 - ظ) الاصبهاني من ولد أبي الاسود الدئلي، كان كاتبا شاعرا حسن النظم والنثر، عارفا باللغة والأدب، وعلوم الاوائل، خدم السلطان ملكشاه، ووصل صحبته الى حلب في سنة تسع وسبعين وأربعمائة، ثم كتب بعده لابنه السلطان محمد على ديوان الانشاء والطغراء، فعرف بالطغرائي لذلك، وولاه الاشراف على المملكة ثم عزله، ثم كتب الطغراء للسلطان غياث الدين مسعود بن محمد، ثم استوزره بعد ذلك، وأسر معه في الوقعة التي كانت بينه وبين أخيه محمود

(3)

، فقتله محمود، وكان مولده بعد الخمسين والاربعمائة.

روى بحلب شيئا من شعر غيره، رواه عنه أبو المظفر أسامة بن مرشد بن علي ابن منفذ، وروى عن أبي نصر الكشاني المقرئ شيئا من الحديث، رواه عنه الحافظ أبو طاهر السّلفي الاصبهاني، وروى عنه من شعره جماعة منهم أبو الفتح محمد بن علي بن محمد النطنزي، وأبو بكر محمد بن القاسم بن المظفر الشهرزوري، وأبو

(1)

- تاريخ دمشق:5/ 47 و- ظ.

(2)

- تاريخ بغداد:8/ 79.

(3)

- انظر تاريخ دولة آل سلجوق:158 - 207.

ص: 2683

الحسن علي بن الدردائي، وأبو السعادات هبة الله بن علي بن حمزة بن السجزي وأبو الفضل هبة الله بن الحسين الدباس، وأبو طاهر محمد بن الفضل بن محمد بن منصور العروضي الأصبهاني، وأبو المظفر محمد بن أسعد بن الحليم الحنفي، وعبد الرحمن بن الأخوة، وولده محمد بن الحسين بن علي.

قرأت بخط الحافظ أبي طاهر أحمد بن محمد السّلفي الأصفهاني في تعليق له ذكر فيه أبا اسماعيل الطغرائي، وأبا نصر بن أبي حفص قال فيه: ونذكر الآن ما سبق به الوعد من إيراد شيء من شعر الرئيسين أبي نصر بن أبي حفص (112 - و) وأبي اسماعيل الأصبهانيين، إذ كان يضرب بالعراقين بهما المثل في عصريهما، فضلا عن أصبهان مصرهما، وقد رأيتهما، ولم أسمع من أبي نصر شيئا من الحديث لا الشعر، كان يرويه عن أبي نصر الكشايي المقرئ.

أخبرنا القاضي أبو محمد الحسن بن ابراهيم بن سعيد بن الخشاب الحلبي قال:

حدثني الوزير نظام الدين أبو المؤيد محمد بن الحسين بن محمد بن الحسين بن علي، ح.

وأخبرنا أبو علي الحسن بن محمد بن اسماعيل القيلوي العراقي قال: أخبرني عضد الدين مرهف بن أسامة بن مرشد بن منقذ، والوزير نظام الدين محمد بن الحسين بن محمد بن الحسين قالا: حدثنا مؤيد الدولة أسامة بن مرشد بن علي ابن منفذ قال: وردت مع أبي الى السلطان ملكشاه وهو نازل بقرا حصار من أرض حلب، قال: فذكر لأبي أن الهذيل بن محمد، ناظر الموصل والجزيرة مريض قال:

فدخلنا الى خيمته نعوده، فوجدنا عنده مؤيد الدين أبا اسماعيل الطغرائي، وجرى بحضرته ذكر الشيب والشباب فأنشد مؤيد الدين أبو اسماعيل الطغرائي:

أقول ونوّار المشيب بعارضي

قد افتر لي عن لون أسود سالخ

أشيب وحاجات النفوس كأنما

يجيش بها في الصدر مرجل طابخ

وما كلّ همي للمشيب وإن هوى

بي الشيب عن طود من العزّ باذخ

(112 - ظ)

ولكن قول الناس شيخ وليس

لي على حادثات الدهر صبر المشايخ

ص: 2684

قال: فسأله أبي وقال: يا سيدي هذه الأبيات لك؟ فقال: لا ولكنها لبعض شعراء خراسان.

قال أسامة. فأخذ والدي بكتفي وقدمني اليه، فلم يزل يكررها عليّ حتى حفظتها.

قال لي بهاء الدين أبو محمد بن الخشاب: قال لي الوزير نظام الدين: قال لي أسامة بن منقذ: فاسمع هذه الأبيات مني واروها عني عن جدك.

قلت: وهذه الأبيات لأبي أحمد محمد بن أحمد التمامي البوشنجي.

أخبرنا أبو هاشم عبد المطلب بن الفضل بن عبد المطلب الهاشمي-قراءة عليه وأنا أسمع-قال: أنشدنا أبو سعد عبد الكريم بن محمد بن منصور السمعاني قال: أنشدني أبو طاهر محمد بن الفضل بن محمد بن منصور العروضي الأصبهاني -املاء من حفظه ببلخ-قال: أنشدني الاستاذ أبو اسماعيل المنشئ الكاتب لنفسه من لفظه بأصبهان.

ولقد أقول لمن يسدد سهمه

نحوي وأطراف المنية شرع

والموت من لحظات أخزر طرفه

يرنو وقلبي دونه يتقطع

تالله فتش عن فؤادي أولا

هل فيه للسهم المسدّد موضع

أهون به لو لم يكن في طيه

عهد الحبيب وسره المستودع

(1)

وقال: أنشدنا أبو سعد السمعاني قال: أنشدني أبو بكر محمد بن القاسم بن المطرز (113 - و) الشهرزوري-املاء من حفظه-بالموصل قال: أنشدنا الاستاذ أبو اسماعيل المنشئ لنفسه بأصبهان:

لا تجزعن إذا ما الهمّ ضقت به

ذرعا ونم وتودع فارغ البال

فبين غفوة عين وانتباهها

تنقل الدهر من حال إلى حال

وما اهتمامك بالمجدي عليك

وقد جرى القضاء بأرزاق وآجال

(2)

(1)

-ديوان الطغرائي-ط. بغداد 249:1976 - 250.

(2)

-ديوانه:313 مع فوارق واضحة وزيادة البيت الثالث.

ص: 2685

أنشدنا عبد المطلب بن أبي المعالي بن عبد المطلب-قراءة عليه وأنا أسمع- قال: أخبرنا عبد الكريم بن محمد بن أبي المظفر قال: أنشدنا أبو السعادات هبة الله بن علي بن حمزة بن الشجري النحوي-من حفظه في دار الوزير الزينبي ببغداد وأبو الفضل هبة الله بن الحسين الدباس-املاء بالحلة السيفية، ح.

وأنشدنا أبو الحسن محمد بن أحمد بن علي القرطبي الأصل قال: كتب إليّ أبو الفتح عثمان بن عيسى البلطي: أنشدني الفقيه زين الدين بن الحليم قالوا:

أنشدنا الاستاذ أبو اسماعيل المنشئ لنفسه:

إذا ما لم تكن ملكا مطاعا

فكن عبدا لمالكه مطيعا

وإن لم تملك الدنيا جميعا

كما تهواه فاتركها جميعا

هما سببان من ملك ونسك

ينيلان الفتى الشرف الرفيعا

فمن يقنع من الدنيا بشيء

سوى هذين يحس بها وضيعا

(1)

قرأت بخط الحسن بن جعفر بن عبد الصمد بن المتوكل على الله البغدادي (113 - ظ) وأنبأنا عنه أبو الحسن علي بن أبي عبد الله بن المقير البغدادي قال:

حدثني أبو المحاسن أحمد بن محمد بن عبد السلام بن محمد بن حفص الكاتب قال: أنشدني المولى عز الدين أحمد بن حامد المستوفي، ونحن على مسرّة قال كتبها إليّ أبو اسماعيل الطغرائي وهو على مسرّة:

فديتك قد تنبهنا لدهر

عيون صروفه عنّا نيام

وجاد لنا الزمان بجمع شمل

تألف بعدما انقطع النظام

مدام يشبه التفاح ذوبا

وتفاح كما جمد المدام

ومن نسج الربيع محبرات

تأنق في حواشيها الغمام

وريان الصبى للحسن فيه

بدائع لا يحيط بها الكلام

لنا من فتل صدغيه نجاد

ومن ألحاظ مقتله حسام

ومجلسنا على ما فيه يومي

بنقصان وأنت له تمام

فلا تعتل بالأشغال واحضر

على عجل وإلا والسّلام

(2)

(1)

-ديوانه:245 مع فوارق.

(2)

-ديوانه:354 - 355.

ص: 2686

قرأت

(1)

بخط الامام أبي طاهر السلفي، وأنبأنا به عنه أبو القاسم عبد الرحيم بن يوسف بن الطفيل وغيره قال: ومن شعر الاستاذ أبي اسماعيل ما أنشدني محمد بن أبي القاسم البلخي قال: أنشدني محمد بن الفضل الحنيفي ببلخ قال:

أنشدني الاستاذ أبو اسماعيل المنشئ الأصبهاني لنفسه:

ولقد أقول لمن يسدد سهمه

نحوي وأطراف المنية شرع (114 - و)

والموت من لحظات أخزر طرفه

يرنو وقلبي دونه يتقطع

تالله فتش عن فؤادي أولا

هل فيه للسهم المسدد موضع

أهون به لو لم يكن في طيه

عهد الجيب وسره المستودع

قال السلفي: وقد أعارني أبو الحسن المالكي كتابا لمحمد بن محمود النيسابوري بخطه وفيه شيء من بديع شعر الاستاذ أبي اسماعيل ومليحه الذي ظهرت مهارته فيه، وفي تنقيحه ومن ذلك قوله:

خليليّ هل بالأجرع الفرد وقفة

عسى يلتقي مستودع ومضيع

فإن به فيما عهدناه سرحة

يفئ لديها بالعشيّ قطيع

أيا ليت لي تعريجة تحت ظلها

ولو أنني أعرى بها وأجوع

أضعت بها قلبا صحيحا فليتني

يرد عليّ اليوم وهو صديع

وإني لأستحيي من الشوق أن يرى

فؤادي سليما ليس فيه صدوع

(2)

وقوله:

يظنون ما بي من هوى مثل ما بهم

وهيهات إني في الهوى أمّة وحدي

وكيف تساوى الحال بيني وبينهم

وأبرح ما يشكون أيسر ما عندي

ومن طول عشقي للهوى ورياضتي

لنفسي على قرب الأحبة والبعد

أذم جفونا ليس يقرحها البكا

وأمقت قلبا لا يذوب من الوجد

(3)

قلت: وهذا الكتاب لأبي العلاء محمد بن محمود سماه «سر السرور» .

(1)

-كتب ابن العديم بالهامش: مكرر.

(2)

-ديوانه:247.

(3)

-ديوانه:140 مع فوارق.

ص: 2687

قرأت بخط قوام الاسلام أبي سعد السمعاني ما أخبرنا به شيخنا أبو هاشم (114 - ظ) الهاشمي قال أنشدنا أبو سعد السمعاني قال: أنشدني اسماعيل بن أحمد بن اسماعيل الباخرزي إملاء من حفظه في دارنا بمرو للأستاذ أبي اسماعيل المنشئ.

بالله ياريح إن مكنت ثانية من

صدغه فأقيمي فيه واستتري

وراقبي غفلة منه لتنتهزي لي

فرصة وتعودي منه بالظفر

ولو قدرت على تشويش طرّته

فشوشيها ولا تبقي ولا تذري

ولا تمسّى عذاريه فتفتضحي

بنفحة المسك بين الورد والصدر

وباكري بين ورد من مقبله

مقابل الطعم بين الطيب والخصر

ثم اسلكي بين برديه على عجل

واستبضعي الطيب وائتنى على قدر

ونبهيني دون القوم وانتفضي

عليّ والليل في شك من السحر

لعل نفحة طيب منك ثانية

تقضي لبانة قلب عاقر الوطر

(1)

أخبرنا عبد المطلب بن الفضل الهاشمي قال: أنشدنا أبو سعد بن أبي بكر المروزي قال: أنشدني أبو الفتح محمد بن علي بن محمد بن ابراهيم الأصبهاني بمرو قال: أنشدني الأستاذ أبو اسماعيل المنشئ لنفسه في غلام له اسمه أللمش، وكان واقفا بين يديه، وكنت أخالسه النظر، فالتفت إليّ وقال: فهل طرق سمعك ما قلت فيه:

إيها فإني لا أطيق محرّشي

وألمح جوابي في عذار أللمش

(115 - و)

وأنظر إليه ساخطا أو راضيا

وإن استطعت القول فيه فخرّش

لم أنس والميدان نهب حسنه

نظاره إذ لاح فوق الأبرش

والريح تطرد عن مسيل عذاره

صدغيه بين مسلسل ومشوش

في جانبي حسن ووشي فاخر

من لم يغض الطرف دونهما عشي

ركض الجواد فأي قلب لم يطر

شققا وأية مقلة لم تدهش

ورمى فنازعها الاصابة مقله

من أقصدته سهامها لم تنعش

(1)

-ديوانه:168 - 169.

ص: 2688

ثم أنثني جذلان يفضح وشيه

ديباج خد بالعذار منقّش

ريان من ماء الصبى شرق به

سكران من خمر الملاحة منتش

(1)

وأخبرنا أبو هاشم بن أبي المعالي قال: أنشدنا أبو سعد بن أبي بكر. قلت:

ونقلته من خطه قال: أنشدني أبو الحسن علي بن أبي طاهر التاجر الأصبهاني من لفظه بسمرقند للأستاذ أبي اسماعيل المنشئ في مرثية غلامه أللمش التركي:

يا أرض تيها فقد ملكت به

أعجوبة من محاسن الصّور

إن قذيت مقلتي فلا عجب

فقد حثوا تربه على بصري

لا غرو إن أشرقت مضاجعه

فإنها من منازل القمر

(2)

قال: وقال فيه يرثيه:

أخي ماذا دهاك وما أصابك

دعوتك ثم لم أسمع جوابك

هب الأيام لم ترحم عويلي

ولا حزني ألم ترحم شبابك

(3)

(115 - ظ) أنشدنا أبو علي حسن بن محمد بن اسماعيل القيلوي للاستاذ أبي اسماعيل الطغرائي.

وقال لي أنشدنيها نظام الدين محمد بن الحسين بن محمد بن الحسين قال:

أنشدني أبي الحسين قال: أنشدني أبي محمد قال: أنشدني أبو اسماعيل لنفسه:

ويا جيرتي بالجزع جسمي بعدكم نحيل

وطرفي بالسهاد كحيل

عهدت بكم عصر الشبيبة مونقا

فخان وخنتم والوفاء قليل

وأودعتكم قلبي فلما طلبته مطلتم

وشر الغارمين مطول

فإن عدتم يوما تريدون مهجتي

تمنعت إلا أن يقام كفيل

(4)

(1)

-ديوانه:205 - 206.

(2)

-ديوانه:197 مع فوارق.

(3)

-ليسا في ديوانه المطبوع.

(4)

-ديوانه مع فوارق.

ص: 2689

أخبرنا أبو هاشم الصالحي قال: أخبرنا عبد الكريم بن أبي بكر بن أبي المظفر قال: أنشدني أبو الفتح محمد بن علي بن محمد النطنزي-إملاء بمرو-وقال:

أنشدني الاستاذ أبو اسماعيل المنشئ لنفسه:

هي العيس قودا في الأزمة تنفخ

تمطى بها من عجمه الرمل برزخ

فلين الدجى عن غرة الصبح فاغتدت

بحيث التقى منها وقوف ونوخ

كأن اللغام الجعد طار نساله

على الجدل المرخاة برس مسبخ

(1)

عليها قطاف

(2)

المشي أطول خطوها

قذى الفتر

(3)

إذ أدنى خطاهن فرسخ

بدور أكنتها خدور يجنها جناح

خدارى من الليل أفتخ

(4)

فياظعنات الحي بالله عرجي

على سلسل من عبرتي يتنضخ

(5)

ويا نسمات الريح رفقا بمهجتي

ففي القلب نار كلما هجت تنفخ

ويا نار قلبي ما لجمرك كلما

نضحت عليه الماء لا يتبوخ

(6)

(116 - و)

لكم في جنوب العرض مسرى ومسرح

للحب في جنبي مرسى ومرسخ

فمن مبلغ عني عداي ألوكة

(7)

تؤم بها هام الا عادي وتشدخ

أفي كل يوم جلبة من عداوة

تقرف أو شوك من الضغن تنتخ

(8)

ولسعة كيد لو يرام بنفثها

مناكب رضوى أو شكت تتفسخ

تطاولني قعس الضراب سفاهة

وقد قصرت عني شماريخ بذخ

وما راعني هدر

(9)

الفحالة قبلكم

فارتاع من رز البكارة تقلخ

(10)

(1)

-الذي عناه بهذا البيت هو: كأن زبد البعير الكثير الوبر المتطاير من فمه على زمامه قطن مبلل.

(2)

-القطاف: تقارب الخطو في سرعة.

(3)

-ضعف بالعين ومرض.

(4)

-النتخ: استرخاء المفاصل ولينها.

(5)

-نضخ الماء: اشتد فورانه ورشه.

(6)

-باخ النار والغضب: سكن.

(7)

-رسالة.

(8)

-نتخ: نزع وقنع.

(9)

-كتب ابن العديم قبالتها في الهامش: تهدر.

(10)

-رزت الجرادة: غرزت ذنبها في الارض لتبيض والرجل طعنه، والبكارة: المرأة والناقة اذا ولدت بطنا واحدا. وقلخ: هدر وضرب يابسا على يابس. انظر ديوانه:115 - 117.

ص: 2690

قلت: وهذه القصيدة مدح بها السلطان محمود بن محمد في أيام أبيه السلطان محمد عارض بها قصيدة ابن هانئ المغربي التي أولها:

سرى وجناح الليل أقتم أفتخ

(1)

مهاد ضجيع بالعبير مضمخ

(2)

وأخبرنا الشريف أبو هاشم الهاشمي قال: أنشدنا أبو سعد السمعاني قال:

أنشدني أبو بكر محمد بن القاسم بن المظفر القاضي املاء بجامع الموصل قال:

أنشدني الاستاذ أبو اسماعيل المنشئ لنفسه:

تمنيت أن ألقاك في الدهر مرة

فلم أك من ذاك التمني بمرزوق

سوى ساعة التوديع دامت فكم منى

أنالت وما قامت بها أملا سوقي

فياليت أن الدهر كل زمانه

وداع ولكن لا يكون بتفريق

(3)

وقال: أنشدنا أبو سعد السمعاني قال: أنشدني أبو الفتح محمد بن علي بن النطنزي-إملاء من حفظه بهمذان-قال: أنشدنا الاستاذ أبو اسماعيل المنشئ (116 - ظ) لنفسه من فلق فيه:

ملومكما فيما يقال مريب

وحالكما في اللائمين عجيب

وإن الذي أسرفتما في ملامه

به من قراع الحادثات ندوب

فما سمعه للعاذلات بفرضة

ولا قلبه للظاعنين جبيب

إذا ما أتيت الغور غور تهامة

تطلع نحوي كاشح ورقيب

يقولون من هذا الغريب وماله

وفيم أتانا والغريب مريب

غدا في بيوت الحي ينشد نضوه

ونحن نرى أن المضل كذوب

وما راعهم إلا شمائل ماجد

طروب ألا إن الكريم طروب

ولو نام بعض الحي أو غاب ليلة

لقرت عيون واطمأن جنوب

خليلي بالجرعاء من أيمن الحمى

هل الجزع مرهوم الرياض مصوب

وهل نطفة زرقاء ينقشها الصبا

هنالك سلسال المذاق شروب

(1)

-الافتخ: الفاتر، المسترخي.

(2)

-ديوانه ابن هانئ-ط. دار صادر بيروت:82.

(3)

-ليست في ديوانه المطبوع.

ص: 2691

فعهدي به والدهر أغيد والهوى

بما صباه والزمان قشيب

بالسفح موشي الحدائق آهل

وبالجزع مولى الرياض مصوب

بأبطح معشاب كأن نسيمه

ثناء لمجد الملك فيه نصيب

هو الازهر الوضاح أما مهزه

فلدن وأما عوده فصليب

(1)

وقال: أنشدنا أبو سعد السمعاني قال: أنشدت القاضي أبو بكر محمد بن القاسم بن المظفر الاربلي بالموصل قال: أنشدني مؤيد الدين أبو اسماعيل المنشئ (117 - و) لنفسه في الشمعة. وأنبأنا أبو الفتوح داود بن المعمر الواعظ به عن أبي بكر بن الشهرزوردي:

ومساعد لي بالبكا مساهر

بالليل يؤنسني بطيب لقائه

هامي المدامع أو يصاب بعينه

حامي الاضالع أو يموت بدائه

يحيى بما يفني به من جسمه

فحياته مرهونة بفنائه

ساوتيه في لونه ونحوله

وفضلته في بؤسه وشقائه

هب أنه مثلي لحرقة قلبه

وسهاده جنح الدجى وبكائه

أفوادع طول النهار مرفه

كمعدب بصباحه ومسائه

(2)

قال: وأنشدنا أبو سعد السمعاني قال: أنشدني أبو الفضل هبة الله بن الحسين الدباس-إملاء من حفظه بالحلة في رحبة جامعها قبل رحيل الحاج-قال:

أنشدنا أبو اسماعيل الكاتب لنفسه:

أصالة لرأي صانتني عن الخطل

وحلية العلم زانتني عن الخلل

ومنها:

أريد بسطة كف أستعين بها

على قضاء حقوق للعلى قبلي

قال أبو سعد السمعاني: وقرأت في كتاب «وشاح دمية القصر» يعني لأبي الحسن البيهقي للأستاذ أبي اسماعيل تمام هذه القصيدة بعد البيت الأول:

(1)

-ديوانه:52 - 54.

(2)

-ديوانه:42 مع فوارق واضحة.

ص: 2692

مجدي أخيرا ومجدي أولا شرع

والشمس رأد

(1)

الضحى كالشمس في الطفل

فيما الاقامة بالزوراء لا سكني

بها ولا ناقتي فيها ولا جملي (117 - ظ)

فلا صديق إليه مشتكى حزني

ولا أنيس إليه منتهى جذلي

أريد بسطة كف أستعين بها

على قضاء حقوق للعلى قبلي

والدهر يعكس آمالي ويقنعني

من الغنيمة بعد الكد بالقفل

حب السلامة يثني هم صاحبها

عن المعالي ويرضي المرء بالكسل

إن العلى حدثتني وهي صادقة

فيما تحدث إن العز في النفل

لو أن في شرف الثاوي بلوغ على

ما جاوز الشمس يوما نقطة الحمل

أعلل النفس بالآمال أرقبها

ما أضيق العيش لولا فسحة الأمل

لم أرتض العيش والأيام مقبلة

فكيف أرضى وقد ولت على عجل

غالى بنفسي عرفاني بقيمتها

فصنتها عن رخيص القدر مبتذل

وعادة النصل أن يزهى بجوهره

فليس يعمل إلا في يدي بطل

ما كنت أؤثر أن يمتد بي زمن

حتى أرى دولة الأوغاد والسفل

تقدمتني أناس كان شيوطهم

ورا خطوي لو أمشي على مهل

هذا جزاء امرئ أقرانه درجوا

(2)

من قبله فتمنى فسحة الأجل

وإن علاني من دوني فلا عجب

لي أسوة في انحطاط الشمس عن زحل

فاصبر لها غير محتال ولا ضجر

في حادث الدهر ما يغني عن الحيل

أعدى عدوك أدنى من وثقت به

فحاذر الناس واصحبهم على دخل

(3)

فإنما رجل الدنيا وواحدها

من لا يعول في الدنيا على رحل

غاض الوفاء وفاض العذر وانفرجت

مسافة الخلف بين القول والعمل

(118 - و)

وشان صدقك عند الناس كذبهم

وهل يطابق معوج بمعتدل

إن كان ينجع شيء في ثباتهم

على العهود فسبق السيف للعذل

يا واردا سور عيش كله كدر

أنفقت صفوك في أيامك الأوّل

(1)

-الرأد: ارتفاع الشمس، الطفل: قرب الغروب.

(2)

-ماتوا.

(3)

-الدخل: المكر والخديعة.

ص: 2693

ملك القناعة لا يخشى عليه ولا

يحتاج فيه الى الأنصار والخول

ترجو البقاء بدار لا ثبات لها

فهل سمعت بظل غير منتقل

ويا خبيرا على الأسرار مطلعا

اصمت ففي الصمت منجاة عن الذلل

قد رشحوك لأمر فطنت له

فاربأ بنفسك أن ترعى مع الهمل

(1)

قلت: وهذه القصيدة من محاسن قصائدة لا بل من محاسن شعر أهل عصره يسميها الناس لامية العجم تفضيلا لها على غيرها من أشعار العجم كما سموا قصيدة الشنفرى التي أولها:

أقيموا بني أمي صدور مطيكم

فإني الى قوم سواكم لأميل

(2)

لامية العرب تفضيلا لها على غيرها من أشعار العرب، نظمها ببغداد في سنة خمس وخمسمائة يفتخر فيها ويشكو الاغتراب وأورد فيها من الحكم ما لا يخفى على المتأمل من ذوي الألباب.

أخبرنا أبو هاشم قال: أخبرنا أبو سعد قال: سمعت اسماعيل بن أحمد بن اسماعيل الباخرزي-إملاء-يقول: دخل الأستاذ أبو اسماعيل المنشئ على بعض أكابر الدولة في مجلس الأنس فقدم إليه ثيابا رفيعة كرامة له، فكره ذلك حتى عرف فيه وأنشأ (118 - ظ) مرتجلا:

وما ساقني فقر إليك وإنما

أبي لي عزوف النفس أن أعرف الفقرا

ولكنني أبغي التشرف إنه سجية

نفس حرة ملئت كبرا

أخبرنا أبو هاشم الهاشمي قال: أخبرنا أبو سعد السمعاني قال: الحسين بن علي بن عبد الصمد الدئلي المنشئ أبو اسماعيل صدر العراق وشهرة الآفاق، غزير الفضل لطيف الطبع، جواد الخاطر، حسن المعرفة باللغة والأدب، أقوم أهل عصره بصنعة الشعر وإنشاء الرسائل، وكان محترما كبير الشأن جليل القدر، ورد بغداد

(1)

-الطغرائي-حياته-شعره-لاميته لعلي جواد الطاهر-ط. بغداد 84:1963 - 94. ولم أستطع الوقوف على وشاح دمية القصر ولا على ترجمته في دمية القصر.

(2)

- انظر وفيات الاعيان:1/ 159. الانساب للسمعاني:543.

ص: 2694

وأقام بها مدة طويلة، وكان يسافر مع العسكر الى الجبال والري وأصبهان الى أن شرق بفضله وكماله وقتل رحمه الله.

كذا ذكره وأسقط اسم جده محمد.

أخبرنا أبو عبد الله محمد بن اسماعيل بن أبي الحجاج المقدسي الصويتي -إجازة-قال: أخبرنا عماد الدين أبو حامد محمد بن محمد بن أخي العزيز قال في كتاب خريدة القصر: الأستاذ مؤبد الدين أبو اسماعيل الطغرائي المنشئ، الحسين بن علي بن محمد بن عبد الصمد الدئلي، من ولد أبي الأسود الدئلي من أهل أصبهان، الكبير الشأن، الصدر الوسيع الصدر، الرفيع القدر، الجزيل الفضل الجليل المحل، خدم السلطان العادل ملكشاه بن ألب أرسلان، وكان منشئ السلطان محمد مدة مملكته متولي ديوان (119 - و) الطغراء، ومالك قلم الإنشاء والفارع ذروة العلاء، والمقترع عذرة البيان، والمخترع فطرة المعاني الحسان، والمصرف يراعة البراعة، والمبرز في صياغة أبرز الصناعة، تشرفت به الدولة السلجوقية، وتشوقت إليه المملكة النبوية، وتنقل في المناصب، وتوقل في مراقب المراتب، وتولى الاستيفاء، وترشح للوزارة، واستبد بالحكم، وتوشح بالكفاية.

قال والدي رحمه الله: هو نسيبنا من قبل الأخوال، والمناسب بمناقبه حوالي الأحوال، لم يكن للدولتين الامامية والسلجوقية من يضاهيه في الترسل والانشاء سوى أمين الملك أبي نصر بن أبي حفص من أهل أصفهان، المنشئ في عهد نظام الملك، والفضل له لتقدمه، لكن برز هذا عليه في فنون العلم وحسن الاستعارة في النثر والنظم، وراض في العربية المصعب، فأصحب وسلك المذهب المذهب وأبدع المعنى المهذّب، وله معجز البلاغة المعجب، ومعرب الفصاحة المغرب، وشعره عبر الشعرى العبور علو عبارة وسمو استعارة، وسموق راية، وشروق آية، وتناسق مقصد وغاية وتناسب بداية ونهاية.

وأما نثره، فنثره الدراري ونثر الدرر، ومنثور الزهر، وأما خلائقه فمفطورة على الكرم موفورة بحسن الشيم، متأرجة بعرف العرف متموجة بماء اللطف متبلجة بنور الظرف، متوهجة بنار الحسن مبهجة بنور اليمن.

ص: 2695

حدثني الأديب الامام (119 - ظ) محمد بن الهيثم بأصبهان عنه، وهو الذي سمعت شعره منه أنه كشف بذكائه سر الكيمياء المرموز، وعدم من عروس صنعته النشوز، واستخرج من معماه الكنوز، لم يزل مدة حياته مصدّرا في الدسوت موقرا بالنعوت حليفا بل جليسا أنيسا للسلاطين والملوك، محبرا بنظمه ونثره الوشي المحوك، فلما انتهت الأيام الغياثية المحمدية، واستوفت مدتها استأنفت الدولة المغيثية المحمودية جدتها، واستقر الشهاب أسعد في مكانه، وانتصب في منصب ديوانه، وكان السلطان مسعود بن محمد ملكا صغيرا، فاستوزر أبا اسماعيل، وروض به روض ملكه المحيل، وأصبح بالمؤيد مؤيدا، وبسداده مسددا حتى اتفقت بينه وبين أخيه السلطان محمود الحرب التي أودعت أهل الفضل الحرب، وفلت العلم والأدب، ولما مس عود مسعود العجم انكسر وأحجم مقدم جيوشه جيوشبك، وألقى قناع الهزيمة، وانحسر وأدرك الاستاذ رحمه الله فأسر، وطغى رأي الطغرائي في حقه، فسعى في حتفه خوفا على منصبه، فاحتال في نصبه وأعطى الرضا بعطبه، وفتك به وقت أسره، بل قدم قسرا وقتل صبرا قبل أن ينبئه بأمره وينوه بقدره، وآزر الطغرائي الوزير وعانده التقدير، ففاز بالشهادة وختم له بالسعادة وذلك (120 - و) في سنة خمس عشرة وخمسمائد فهذا من جملة من قتله فضله، ورماه بنبل الهلك نبله وألحفه رداء الردى علمه، وشامه الأدب فهام به في تيه الحيرة فهمه وحسده الدهر فاغتاله وقلص بعد السبوغ ظلاله، بل غار الزمان على مثله بين بنيه الجهال فاسترده، وأخلق من الابتهاج بفضله ما أجده، هو لا يعد في الشعراء، فهل أجل، والخاطر الآخذ في وصف جودة خاطره، ومدح أزاهيره وزواهره أكل، وإنما هو معدود من الوزراء العظماء والصدور الكبراء الذين حازوا الأقاليم بالاقلام، وزلزلوا الأقدام بالإقدام وحاطوا الممالك من المهالك، وأطلعوا سناء النصر من سماء السنابك ونالوا الآراب بالآباء، وسألوا الأولياء بالآلاء، وقادوا الكتائب بالكتب، وجادوا برواتب العوارف في عواري الرتب لا جرم لما أتلفوا عارية الثراء وتوطنوا الثراء عارين من المعاء كاسين من الفخار اعتاضوا بالثناء، وملكوا القبول من قلوب الفضلاء، وتخلدت مآثرهم مأثورة ومفاخرهم مذكورة وفضائلهم باقية ومناقبهم في أفق البقاء بعد فنائهم متلالية، فكم شاد أبو اسماعيل

ص: 2696

أس معيل بالغنى هدم الفقر منه البنى، وأعدم الزمان منه المنى وهو الحسين الشهيد ربّ كرب وبلاء مثل سميه عليه السلام بكربلاء فلا جرم قاتله في النار والمشارك في دمه من الأشقياء (120 - ظ) الأشرار خاف أهل النقص والنفاق من نفاق سوق فضله فقتلوه وأهدروا دمه المعصوم حسدا لطوله وطوله وطلوّه، وسنبين لك من أشعاره حقيقة شعاره، لقد أثار الدهر لإبقاء ثاره بقبح آثاره عثير عثاره، وأي كريم جرى القدر في إيراده على إيثاره، فلم يتطرق الكدر الى إصداره، وأي قمر لم يحظ بإبداره، فلم يحطّ به المحاق الى بيت سراره، وأي فاضل فاض له الحظ فما غاض، وأي كامل لم تصبه عين الكمال فاستكمل الأغراض جاه الجاهل كأنفاض الفاضل في نمو، وحظ العالم كلحظ الظالم في عتو والرجا ما له رواج والاقبال ما له على ذي الكرم معاج، ما تولى الإنشاء بعده في المملكة السلطانية من طول باعه وأهل رباعه، وإنما تولاه ذو النقص للنفص ولما عزّ الرأس رضعوا بالأخمص.

وذكر بعد هذا شيئا من شعره قد ذكرنا بعضه.

وذكره صديقنا ورفيقنا الحافظ أبو عبد الله محمد بن محمود بن النجار في التاريخ المجدد لمدينة السلام، وأجاز لنا الرواية عنه، وقال: الحسين بن علي بن عبد الصمد الدئلي أبو اسماعيل المنشي المعروف بالطغرائي، من أهل أصبهان كان يتولى الطغراء للسلطان محمد بن ملكشاه، وهي علامة تكتب على التوقيعات، ثم ولاه الاشراف على المملكة في بعض الاوقات، ثم عزله وأمره بلزوم منزله، وكان ابنه أبو المؤيد (121 - و) محمد بن الحسين يلي الطغراء للسلطان أبي الفتح مسعود بن محمد بن ملكشاه، فلما قوي أمر مسعود في سنة ثلاث عشرة وخمسمائة قصده الاستاذ أبو اسماعيل ولجأ إليه فتلقاه بالإكرام، وولاه الوزارة في شهر ربيع الأول من السنة المذكورة، ولقبه قوام الدين وسار في الجيش مع مسعود الى باب همذان لقتال محمود، فانهزم المعسكر المسعودي، وأخذ أبو اسماعيل الوزير أسيرا الى حضرة السلطان محمود بن محمد بن ملكشاه، فقتله، وكان من أفراد الدهر، ومن أعيان العصر، غزير الفضل كامل العقل، حسن المعرفة باللغة والأدب، أقوم أهل عصره بقراءة الشعر وكتابة الرسائل، وشعره ألطف من النسيم، وأرق من حواشي النعيم، وكان أطرف أهل زمانه قدم بغداد، وأقام بها مدة طويلة وجالس

ص: 2697

فضلاءها وروى بها شيئا من شعره، روى عنه من أهلها الشريف أبو السعادات ابن الشجري وعلي بن أحمد الدردائي ومحمد بن أسعد بن الحليم الفقيه الحنفي وعبد الرحمن بن محمد بن الاخوة.

وقال: كانت الوقعة بين السلطان محمود بن محمد بن ملكشاه، وأخيه مسعود ابن محمد بن ملكشاه بباب همذان في عصر يوم الخميس تاسع عشر ربيع الاول من سنة أربع عشر وخمسمائة فانهزم مسعود وعسكره، وأخذ من جملتهم الوزير أبو اسماعيل الطغرائي مأسورا الى حضرة السلطان محمود، فأمر بقتله فقتل وقد جاوز الستين من عمره رحمه الله.

(1)

.

كذا قال في نسبه أيضا الحسين بن علي بن عبد الصمد، وأسقط اسم جده محمد، وإنما نقله كذلك من المذيل لأبي سعد السمعاني، والصحيح ما ذكرناه في أول الترجمة (121 - ظ).

أنبأنا أبو الحسن علي بن محمد الشيباني المعروف بابن الاثير الجزري قال في تاريخه: كان الأستاذ أبو اسماعيل الحسين بن اسماعيل الطغرائي الأصبهاني قد اتصل بالملك مسعود فاستوزره فأشار على جيوشبك في جميع الجيوش لمحاربته، وبلغ ذلك الى السلطان محمود، فأرسل إليه والى أخيه مسعود يرغبهما ويعدهما الاحسان إن عاودا الطاعة ويتهددهما إن أصرا على المعصية، فلم يفعلا وسارا في العساكر الى السلطان ينتهزان الفرصة بقلة عسكره وتفرقهم، فجمع من قرب إليه من عساكره، فبلغت عدتهم نحو خمس عشرة ألف فارس والتقوا عند عقبة أسد

(2)

أباذ في ربيع الاول من سنة أربع عشرة وخمسمائة فدام القتال بينهم الى الليل، ثم انهزم الملك مسعود وجيوشبك ومن معهما وأسر جماعة من أمراء عسكرهما والأعيان منهم الأستاذ أبو اسماعيل الطغرائي وزير مسعود فقتله السلطان وقال: قد صح عندي فساد اعتقاده ودينه وكان قد جاوز ستين سنة

(3)

.

(1)

-انظر المستفاد من ذيل تاريخ بغداد لابن النجار:225 - 227.

(2)

-مدينة بينها وبين همذان مرحلة واحدة نحو العراق. معجم البلدان.

(3)

- الكامل لابن الاثير- ط. القاهرة-مطبعة الاستقامة:8/ 291 - 292.

ص: 2698

قرأت بخط أبي سعد عبد الكريم بن محمد بن منصور السمعاني وأخبرنا الشريف أبو هاشم عبد المطلب بن الفضل الهاشمي قال: أخبرنا أبو سعد قال: سمعت أبا شجاع كيخسره بن يحيى بن الحسين بن باكير الشيرازي يقول: قتل الأستاذ أبو اسماعيل المنشئ في أواخر سنة ثلاثة أو أربعة عشرة وخمسمائة: قال أبو سعد هكذا ذكر أبو شجاع. قال: ورأيت في بعض تعاليقي القديمة (122 - و) عن أبي الفتح محمد بن علي النطنزي أن الأستاذ أبا اسماعيل المنشئ قتل في سنة ثماني عشرة وخمسمائة.

وقال: أخبرنا أبو سعد السمعاني-وشاهدته أنا بخطه-قال: سمعت أبا الفرج مسعود بن أبي الرجاء المقرب بن محمد الأصفهاني التميمي يقول: قتل الأستاذ أبو اسماعيل سنة خمس عشرة وخمسمائة قتله محمود السلطان.

قلت: والصحيح أنه قتل في سنة أربع عشرة وخمسمائة.

قرأت بخط الوزير أبي غالب عبد الواحد بن مسعود بن الحصين في التاريخ الذي جمعه وذيل به مختصر

(1)

الطبري قال: في حوادث سنة أربع عشرة وخمسمائة في هذه السنة قتل الأستاذ أبو اسماعيل الطغرائي، وكان وزير السلطان مسعود أسرفي الكسرة المذكورة، وكانت فضائله في الشعر والرسائل والحكمة مشهورة.

ذكر ذلك بعد ذكر كسرة السلطان محمود بن محمد أخاه مسعودا.

وفي حاشية الكتاب بخط الوزير نظام الدين أبي المؤيد محمد بن الحسين بن محمد بن الأستاذ أبو اسماعيل المنشئ ما صورته: وكان يتولى لأبيه السلطان محمد ديواني الإنشاء والطغراء، وكان ممن أسر في هذه الوقعة، وقتل صبرا، وكان من الفضلاء المتقدمين بالشعر والكتابة وغيرهما.

أخبرنا أبو هاشم عبد المطلب بن الفضل قال: أخبرنا أبو شجاع عمر بن أبي الحسن بن نصر البسطامي ببلخ قال: سمعت محمد بن علي الإبريسمي الطبيب يقول لي وهو عند السلطان طغرل بن محمد بن ملكشاه (122 - ظ) وقد نزل مريضا من

(1)

-هو بحكم المفقود.

ص: 2699

سفره حين ورد بلخ بقرية طغاباذ، فعالجه من مرض حاد قال: قال لي: أنا أتأذى من أصوات العصافير في هذه الدويرة، فقلت له: مر بعض الغلمان يصيدهم بقوس الجلاهق، فقال: بل أحتمل فإنها سكنتها وتوطنتها، فتبسمت فقال لي: ما هذا التبسم؟ قلت: سبحان من جعلك بمرضك الى هذا الحد من الرقة، وقد قتلت مثل الأستاذ أبي اسماعيل الكاتب في فضله وغزارة علمه وكفايته! قال: فتوردت وجنتاه وقال: الفضل الخالي من الفضول ممدوح.

قلت: هكذا قال أبو شجاع البسطامي وأورده في كتاب «أدب المريض والعائد

(1)

» سماع شيخنا أبي هاشم منه، والمشهور أن الذي قتل أبا اسماعيل السلطان محمود علي ما ذكرناه عن العماد الكاتب وغيره، وهو الذي كانت الوقعة بينه وبين أخيه مسعود وأسر فيها أبو اسماعيل، ويحتمل أن السلطان طغرل قتله بأمر أخيه محمود قبل أن تفضي إليه السلطنة أو أنه سعى في قتله، فقال له الطبيب ما قال، والله أعلم.

نقلت من خط أبي سعد السمعاني: وأخبرنا شيخنا أبو هاشم قال: أخبرنا أبو سعد قال: سمعت أبا شجاع عمر بن أبي الحسن البسطامي الإمام ببخارى مذاكرة يقول: قال شافع الطبيب الجرجاني: ودخلت على السلطان طغرل بن محمد ابن محمد «ملك شاه» بهراة، وكان مريضا، فقال لي: يا فلان أنا تحت شجرة وعليها عصافير تؤذيني بصياحها، فقلت له: يا مولانا تأمر الغلمان ومعهم (123 - و) قوس البندق يضربونها ويفرقونها فقال: لا يجوز هذا أن أنفرها من أوكارها وآثم بذلك، فتبسمت، فقال لي: لم تبتسم؟ فقلت يا مولانا تقتل الأستاذ أبا اسماعيل المنشئ مع ما فيه من الفضل، والساعة تحترز من تنفير العصافير! فقال لي يا شافع الفضل ينبغي أن لا يكون معه الفضول، فإذا كان في الفاضل الفضول يهلكه.

قال: ثم سمعت اسماعيل بن أحمد بن اسماعيل الباخرزي أن الأستاذ أبا اسماعيل قتله محمود بن محمد بن ملكشاه قال: وأنا لا أشك فيه.

قلت: هكذا ذكر السمعاني في المذيل عن أبي شجاع البسطامي قال شافع الطبيب الجرجاني، وأن ذلك بهراة، وأخبرنا شيخنا عن أبي شجاع وذكره في

(1)

-لم أستطع الوقوف عليه.

ص: 2700

«المريض والعائد» قال: سمعت محمود بن علي الابريسمي الطبيب، وذكر أن ذلك بقرية طغاباذ من عمل بلخ، والظاهر أن الوهم وقع من أبي سعد، وأنه كتبه من حفظه واشتبه عليه والله أعلم.

‌الحسين بن علي بن محمد:

ابن علي بن اسماعيل بن الحسين بن زيد بن الحسين بن علي بن أبي طالب أبو عبد الله الحسني القمي المعروف باميركا، قدم حلب وافدا على الأمير سيف الدولة أبي الحسن بن حمدان، وكان شيخا مسنا، له ذكر، ويعرف أبوه بشكنبه، ذكره الحسين بن جعفر بن خداع النسابه في كتاب «المعقبين من ولد الحسن والحسين رضوان الله عليهما

(1)

» فقال: وكان الحسين بن علي بفرغانة، وأمه أم ولد، قدم أبو عبد الله المعروف (123 - ظ) باميركا وهو الحسين بن علي بن محمد بن علي بن اسماعيل بن الحسن بن زيد بن الحسن الى حلب وأنا بها في سنة سبع وأربعين وثلاثمائة، ثم توجه الى مصر فقدمها، وهو بها يعرف بالقمي، فأقام بها نحوا من أربع سنين، وخرج الى الشام متوجها الى بلده.

قرأت بخط محمد بن أسعد الجواني في ذكره الحسين بن علي بن محمد بن علي ابن اسماعيل بن الحسن بن الحسن بن أمير المؤمنين علي ابن عم رسول الله صلى الله عليه وسلم، أبو عبد الله أميركا القمي قدم حلب في أيام سيف الدولة أبي الحسن علي بن حمدان سنة سبع وأربعين وثلاثمائة، وهو أول من أذن في الليل وقال في أذانه: محمد وعلي خير البشر، فتوفي بمنبج سنة أربع وثمانين وثلاثمائة وله فوق المائة سنة أبوه علي يعرف بشكنبه تفسيره بالعربية الكرش هكذا وجدته في هذا الموضع بخط ابن أسعد، وقد أسقط زيدا بين الحسن والحسين وهو وهم، ثم قرأت بخطه في كتاب «الجوهر المكنون

(2)

» من تأليفه: شكنبة في بني الحسن ابن علي، ولد علي شكنبه ومن الناس من يقول إشكنبه وهو اسم عجمي، وهو اسم الكرش، وهو علي بن محمد بن علي بن اسماعيل بن الحسن بن زيد بن الحسن بن

(1)

-هو بحكم المفقود.

(2)

-لم أقف على ذكره موجودا.

ص: 2701

علي بن علي بن أبي طالب عليه السلام، ومن ولده الحسين المعروف باميركا بن شكنبه فذكره ها هنا على الصحة في نسبه فبان أن ذلك كان سهوا من القلم، والله أعلم.

لا نعلم أن الأذان المشروع غير في أيام سيف الدولة، وإنما كان ذلك في أيام ولده سعد الدولة أبي المعالي شريف، فقد كان أميركا أول من أذن في أيام سعد الدولة.

(124 - و).

‌الحسين بن علي بن محمد بن يوسف بن بحر بن بهرام بن المرزبان:

أبو القاسم بن أبي الحسن الكاتب، جد أبي القاسم الوزير، وعرف أبوه أبو الحسن بالمغربي لأنه كان يختلف على ديوان المغرب، فنسب إليه، ولد ببغداد ونشأ بها، وقدم حلب واستكتبه سيف الدولة أبو الحسن بن حمدان، وحظي عنده، ومات في أيامه بحلب، وكان كاتبا مجيدا شاعرا حسن النظم والنثر، روى عن أبيه وعن الأمير محمد بن ياقوت. روى عنه ابنه أبو الحسن علي بن الحسين، وقد استقصينا نسبه في ترجمة ابن ابنه أبو القاسم الوزير، وذكرنا ما وقع فيه من الخلاف قرأت بخط الوزير نظام الدين محمد بن الحسين بن محمد بن أبي اسماعيل المنشئ قال الوزير-هو-أبو القاسم المغربي: أنشدني أبي قال: أنشدني أبي قال: أنشدني محمد بن ياقوت الأمير الذي كان بالعراق:

كأن الثريا راحة تشبر الدجى

لتدري أطال الليل لي أم تقوضا

فأعجب بليل بين شرق ومغرب

يقاس بشبر كيف يرجى له انقضا

وجدت بخط الوزير أبي القاسم الحسين بن علي بن الحسن بن علي المغربي ما صورته: قول في النخلة لجدي أبي القاسم الحسين بن علي بن محمد بن يوسف ابن بحر بن بهرام بن المرزبان بن ماهان بن باذام بن بلاش بن فيروز بن يزدجرد بن بهرام جور رضي الله عنه: فأما ذات الطول المديد، والقوام بغير تأويد

(1)

، المخصوصات (124 - ظ) بالطلع النضيد، والمزينات بالسعف والجريد، الممنوحات عمومة الأنساب الباقيات على مرور الأحقاب، المطعمات في المحل أنواع الرطاب، فبدو خلقها من التراب، وفيها معتبر لذوي الألباب، تبدو من نواة عابسة، ضئيلة

(1)

-أي بغير اعوجاج-القاموس.

ص: 2702

يابسة، ثم من خوصة مهينة ضعيفة غير متينة، حتى اذا برزت من الأرض، وظهرت للهواء المحض، ونشأت فيها صنعة التلوين بتقدير ذي القوة المتين، نهضت نهوض المسرع الحثيث وعدت من الودي والجثيث

(1)

، ثم انثعلت بالكرب

(2)

وأنسغت بالقلب، وانتشرت بخضر العواهن

(3)

، وقعدت في أزكى الأماكن، ثم ألمت، وتزعزعت واهتجنت وأينعت، واشتملت بملاحف الليف، وسهلت سبيل ممتاحها بدرج الكرانيف

(4)

، وصارت من الصنوان وغير الصنوان، وظهرت في أحسن القوام والألوان، وأبرزت طلعها الهضيم فتبسم عن اللؤلؤ النظيم، وتدلت عثاكيل الاعريض وشماريخ الغضيض في العراجين المخضرة والأهن المصفرة

(5)

، فتغير بالهواء كونها، وحال عن البياض لونها، وأجنت طلعها غضة مهوة

(6)

، وبدلتها بيضاء معوة

(7)

، ثم أتت بالعجب العجاب، وتضوعت عن ريا الشباب، وتراءت خاضبه في أحسن منظر، وتشبهت ناصعة بالزبرجد الأخصر حتى اذا ما الصيف منحها أرواحه، ونقل عليها مساءه وصباحه، وطبخها (125 - و) حر الهجير، ولونها صنع القمر المنير تهادت في حللها المصفرة، ورياطها المحمرة، وتبرجت بغرائد عقودها، وأذنت بانجاز موعودها، وأظهرت الزهو بعد الشقح

(8)

، وتزعفرت غبّ اخضرار البلح، وتنقلت بلطيف التدبير في بديع التصوير، وتجلت في حليها بحلى العرائس، ولبست من ثمارها أزين الملابس، وراقت عيون الناظرين، ووعدت أنامل الخارفين

(9)

، وفاخرت طيب الأكال، وشارفت غاية الكمال، فلان من ثمرها ما كان صلبا، وسهل منه ما كان صعبا، وساغ لمجتنيه وأنعم قرى متضيفيه، وصارت من أكرم الزاد، وعدت من

(1)

-كتب ابن العديم في الهامش: هما الفسيل.

(2)

-الكرب: أثارة الارض للزراعة-القاموس.

(3)

-العواهن: السعفات التي يلين القلب، والقلب الخوص الابيض-القاموس التلخيص للعسكري:1/ 487.

(4)

-أصول الكرب تبقى في الجذع بعد قطع السعف. القاموس.

(5)

-العثكول: العذق أو الشمراخ. وهو ما يتعلق عليه البسر، والعرجون أصل ذلك، وفي أصل العذق الاهان. القاموس. التلخيص للعسكري:1/ 487.

(6)

-المهو: الرطب. القاموس.

(7)

-المعو: الرطب أو البسر عمه الارطاب.

(8)

-اذا تغيرت البسرة قيل هذه شقحة قد بدت، فاذا ظهرت الحمرة والصفرة قيل: قد ظهر الزهو. التلخيص للعسكري:1/ 487.

(9)

-خرف الثمار: جناها.

ص: 2703

الرزق الحسن للعباد، وكثرت أخواتها من منن الخالق الجواد، فو كنت وذنّت

(1)

وجزعت وحلقت واهصرت، وانخضدت وعمها الترطيب فانسبتت وانسكبت فيها ينابيع الضرب في أظرف ظروف وأرق أهب ثم قبّت

(2)

وجمدت وانتهت فهمدت، وبلغت أجل التمام وأذنت بالجذاذ والصرام، فماحت ممتارها، وأكرمت زوارها، وصارت عصمة للحاضر وثباتا للمسافر فبالها من ثمرة ما أكرمها، ومن موهبة ما أعظمها ومن دلالة على الصانع القديم ما أحكمها، ولو لم تكن كذلك لما كرر الله وصفها ولا أعاد في الكتاب ذكرها، ولا اعتد على عباده بما رزقهم منها، يقول جل من قائل:

«{وَمِنْ ثَمَراتِ النَّخِيلِ} (125 - ظ){وَالْأَعْنابِ تَتَّخِذُونَ مِنْهُ سَكَراً وَرِزْقاً حَسَناً إِنَّ فِي ذلِكَ لَآيَةً لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ}

(3)

» وفي قوله عز اسمه «{وَفِي الْأَرْضِ قِطَعٌ مُتَجاوِراتٌ وَجَنّاتٌ مِنْ أَعْنابٍ وَزَرْعٌ وَنَخِيلٌ صِنْوانٌ وَغَيْرُ صِنْوانٍ يُسْقى بِماءٍ واحِدٍ وَنُفَضِّلُ بَعْضَها عَلى بَعْضٍ فِي الْأُكُلِ إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ 4}» وفي قوله عز اسمه: «{فَأَنْبَتْنا بِهِ جَنّاتٍ وَحَبَّ الْحَصِيدِ وَالنَّخْلَ باسِقاتٍ لَها طَلْعٌ نَضِيدٌ رِزْقاً لِلْعِبادِ}

(5)

» وفي قوله حكاية عن نبيه صالح عليه السلام في معاتبته لأسرته واعتداده على عترته: «{أَتُتْرَكُونَ فِي ما هاهُنا آمِنِينَ فِي جَنّاتٍ وَعُيُونٍ وَزُرُوعٍ وَنَخْلٍ طَلْعُها هَضِيمٌ}

(6)

ولما جعلها في رتبة جنته ولا أعدها من جزاء أهل طاعته، وفي قوله تبارك وتعالى حين وصف الجنتين فقال جل ذكره: «{فِيهِما فاكِهَةٌ وَنَخْلٌ وَرُمّانٌ فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُما تُكَذِّبانِ}

(7)

» ولما جعل اسمها طيبا في الأسماء أصلها ثابت وفرعها في السماء، ولا ضرب الله بها الأمثال وأثنى عليها في كل حال فقال تقدست أسماؤه: «{ضَرَبَ اللهُ مَثَلاً كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُها ثابِتٌ وَفَرْعُها فِي السَّماءِ تُؤْتِي أُكُلَها كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّها وَيَضْرِبُ اللهُ الْأَمْثالَ لِلنّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ}

(8)

» فأعلمنا تبارك وتعالى

(1)

-كذا بالاصل وفي التلخيص للعسكري: فاذا بدأ نقط من الارطاب قيل: وكتت فهي موكته، فاذا أتاها التوكيت من قبل ذنبها فهي مذنبة وتذنوب.

(2)

-القاب من التمر: اليابس. التلخيص 489.

(3)

- سورة الرحمن-الآية:68.

(4)

- سورة الرعد-الآية:4.

(5)

- سورة ق-الآية-10.

(6)

- سورة الرحمن-الآية:68.

(7)

- سورة الرحمن-الآية:68.

(8)

- سورة ابراهيم-الآيتان:24 - 25.

ص: 2704

أنها تطعم في الشتاء طلعا هنيا، وفي الصيف رطبا جنيا، ولما كرم الله بها خير نساء العالمين حين نزل عليها الروح الأمين فقال: «{وَهُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ} (126 - و){تُساقِطْ عَلَيْكِ رُطَباً جَنِيًّا فَكُلِي وَاشْرَبِي وَقَرِّي عَيْناً}

(1)

» فجعل للبكر البتول بها أعظم الآيات وفي فنائها أكبر البينات، فتبارك الله أحسن الخالقين، والحمد لله رب العالمين، وصلى الله على سيد المرسلين محمد وآله الطاهرين.

نقلت من خط ابن صاعد الكاتب، ما ذكر أنه نقله من خط الوزير أبي القاسم ابن المغربي قال: ولجدي أبي القاسم الحسين بن علي رضي الله عنه:

إن شكوى المرء فيما نابه

خور في نفسه مما نزل

واطراح الفكر في دفع الأذى

خور في عقل من عنه عدل

فانف عنك الهم بالعزم ودع

عقلك الجم معدّا للحيل

قرأت في رسالة من رسائل الوزير أبي القاسم الحسين بن علي بن الحسين بن علي ذكر فيها أن أصله من البصرة، وانتقل سلفه عنها في فتنة البريديين، قال: وكان جد أبي، وهو أبو الحسن علي بن محمد يخلف على ديوان المغرب، فنسب به الى المغربي، وولد جدي الأدنى ببغداد في سوق العطش ونشأ وتقلد أعمالا كثيرة منها تدبير محمد بن ياقوت عند استيلائه على أمر المملكة، وكان خال أبي، وهو أبو علي هرون بن عبد العزيز الاوارجي المعروف الذي مدحه المتنبي محققا بصحبة أبي بكر محمد بن رائق، فلما لحق ابن رائق ما لحقه بالموصل سار جدي وخال أبي الى الشام والتقيا (126 - ظ) بالإخشيد وأقام والدي وعمي رحمهما الله بمدينة السلام وهما حدثان الى أن توطدت أقدام شيوخهما بتلك البلاد، وأنفذ الإخشيد غلامه المعروف بفاتك المجنون الممدوح المشهور فحملهما ومن يليهما الى الرحبة، وسار بهما على طريق الشام الى مصر، وأقامت الجماعة هناك الى أن تجددت قوة المستولي على مصر فانتقلوا بكليتهم وحصلوا في حيزّ سيف الدولة أبي الحسن علي ابن حمدان مدة حياته، واستولى جدي على أمره استيلاء تشهد به مدائح لأبي

(1)

- سورة مريم-الآية:25.

ص: 2705

نصر ابن نباتة فيه، ثم غلب أبي من بعده على أمره وأمر ولده غلبة تدل عليها مدائح أبي العباس النامي، وذكر تمام الرسالة.

وذكر أبو غالب همام بن المهذب المعري في تاريخه انه لما عقد سيف الدولة الفداء مع الروم واشترى أسرى المسلمين بجميع ما كان معه من المال واشترى الباقين، رهن عليهم أبا القاسم الحسين كاتبه وبدنته الجوهر المعدومة المثل وكان ذلك سنة أربع وخمسين وثلاثمائة، فقد توفي على ما ذكره في هذه السنة أو في التي بعدها، فان سيف الدولة توفي سنة ست وخمسين وثلاثمائة، وقد أشار أبو القاسم الوزير في رسالته الى ما يدل على أن جده توفي في حياة سيف الدولة وأن أباه غلب من بعد جده على أمره.

‌الحسين بن علي بن نصر:

أبو المحاسن الاستاذ شاعر مدح نظام الملك بحلب أو ببعض عملها فانه مدحه بالشام

(1)

ولم يجاوز نظام الملك عمل حلب (127 - و) من الشام، ذكره أبو الطيب الباخرزي في دمية القصر فقال: الأستاذ أبو المحاسن الحسين بن علي بن نصر خدم المجلس العالي يعنى نظام الملك بهذه اللامية التي أولها:

لو ساعفتني سلوة تتعلل

لفككت نفسي من وثاق العذل

ولرحت عن ثقل الغرام مرفها

ولكنت من حمل الكلام بمعزل

منها:

حدث إذا افتتح الكلام حسبته

يتلو عليك من الكتاب المنزل

منها:

قال الذي من قبل هذا لم يقل

فقل الذي من قبله لم يفعل

(1)

-ذكر الباخرزي في دمية القصر-ط. حلب 1/ 256:1971. أنه مدحه لناب تبريز ولم يمدحه بالشام، غير أن محتويات القصيدة تؤيد ما ذهب اليه ابن العديم من أن المدح كان بالشام.

ص: 2706

فالشرق يشكره بأعذب منطق

والغرب يذكره بأفصح مقول

أوطأت أرض الشام جيشا مقبلا

لا يسألون عن السواد المقبل

من كل ملتهب العرام مجادل

ركب الحصان كأجدل في مجدل

(1)

قال الباخرزي: قلت: انظر كيف جمع بين المجادل والأجدل والمجدل. ومنها:

فكما أردت سل البرايا واحتكم

وكما اشتهيت سق القضايا وافعل

(2)

‌الحسين بن علي بن يزيد بن داود بن يزيد

أبو علي الصائغ النيسابوري الحافظ، رحل في طلب الحديث وطاف البلاد ودخل الشام في طلب (127 - ظ)، الحديث والاسناد، وسمع بحلب يحيى بن علي بن محمد الحلبي ابن بنت أبي سكينة وبأنطاكية محمد بن عبد الرحمن بن سهم الأنطاكي، والفضل بن محمد الأنطاكي، وبدمشق أبا الحسن أحمد بن عمير بن جوصاء واسماعيل بن محمد بن اسحاق العذري، وبغزه الحسن بن الفرج الغزي صاحب أبي بكر، وببغداد عبد الله بن محمد بن ناجيه وقاسم بن زكريا المطرز، وبالموصل أبا يعلى الموصلي، وبمكة المفضل بن محمد الجندي، وبمصر أبا عبد الرحمن أحمد بن شعيب النسائي وببلده نيسابور جعفر بن أحمد بن نصر الحافظ، وإبراهيم بن أبي طالب وعبد الله بن محمد بن شيرويه، وعلي بن الحسن الصفار، وبهراة أبا علي الحسن بن ادريس الأنصاري ومحمد بن عبد الرحمن السامي وبنسا الحسن بن سفيان، وبالري إبراهيم بن يوسف الهسنجاني وعلي بن الحسن بن سالم الأصبهاني، وبمرو عبد الله بن محمود السعدي، وبجرجان عمران بن موسى ابن مجاشع الجرجاني وبأصبهان محمد بن نصير، وبالكوفه محمد بن جعفر الفتات وأبا العباس بن عقده، وبالبصرة أبا خليفة القاضي ومحمد بن عثمان بن أبي سويد

(1)

-الاجدل: الصقر والمجدل القلعه أو القصر.

(2)

- دمية القصر:1/ 256 - 260 مع فوارق.

ص: 2707

الذارع البصري وبواسط جعفر بن أحمد بن سنان وبتستر أحمد بن يحيى بن زهير، وبالأهواز عبدان بن أحمد العسكري وبمرو الروذ يوسف بن موسى المرورودي، وبالرقة محمد بن علي بن الحسن الرقي.

روى عنه الحفاظ أبو محمد يحيى بن صاعد، وأبو الحسن بن جوصاء وأبو (128 - و) العباس بن عقده، وأبو عبد الله محمد بن اسحاق بن مندة، وأبو عبد الله محمد بن ابراهيم بن جعفر الجرجاني وأبو أحمد العسال، وإبراهيم بن محمد حمزة، وأبو طالب أحمد بن نصر والحاكم أبو عبد الله محمد بن عبد الله البيع، وأبو عبد الرحمن السلمي، وأبو بكر أحمد بن اسحاق بن أيوب وأبو الوليد حسان بن محمد الفقيه وأبو طاهر محمد بن محمد بن محمش الزيادي، وأبو عبد الله محمد بن أحمد بن محمد بن يعقوب وأبو سليمان بن زبر وأبو بكر محمد بن ابراهيم المقرئ (128 - ظ).

***

ص: 2708

بسم الله الرحمن الرحيم

وبه توفيقي

أخبرنا والدي أبو الحسن احمد وعمي أبو غانم محمد ابنا هبة الله بن أبي جرادة، وأبو عبد الله محمد بن الحسين بن المجاور بحلب، وأبو البركات الحسن ابن محمد بن الحسن وأبو عبد الله محمد بن غسان بن غافل الأنصاري بدمشق، والسلار بهرام بن محمود بن بختيار الأتابكي وولده محمد بالمزة، قالوا: أخبرنا أبو المظفر سعيد بن سهل بن محمد الفلكي قال حدثنا أبو الحسن علي بن أحمد ابن محمد المديني قال: أخبرنا أبو عبد الرحمن محمد بن الحسين بن موسى السّلمي قال: أخبرنا أبو علي الحسين بن علي الحافظ قال: أخبرنا محمد بن علي بن الحسن الرقي قال: حدثنا سليمان بن عمر الرقي قال: حدثنا اسماعيل بن عليّة قال: حدثنا روح بن القاسم عن العلاء عن أبيه عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا اله إلاّ الله ويرضوا بي وبما جئت به فإذا فعلوا ذلك عصموا مني دماءهم وأموالهم إلاّ بحقها وحسابهم على الله عز وجل

(1)

.

أخبرنا أبو الحجاج يوسف بن خليل بن عبد الله الدمشقي قال: أخبرنا الامام أبو الفتوح أسعد بن أبي الفضائل بن خلف العجلي قال: أخبرنا الحافظ أبو القاسم اسماعيل بن محمد بن الفضل، قراءة عليه وأنا أسمع، ح.

وأخبرنا أبو المظفر عبد الرحيم بن عبد الكريم بن محمد السمعاني، في كتابه إلينا من مرو (130 - و)، قال: أخبرنا أبو البركات عبد الله بن محمد بن الفضل الفراوي، ح.

(1)

-انظره في كنز العمال:1/ 370 - 372.

ص: 2709

وأخبرنا القاسم بن عبد الله بن عمر الصفار في كتابه الينا من نيسابور قال:

أخبرتنا عمة والدي عائشة بنت أحمد بن منصور قالوا: أخبرنا أبو بكر أحمد بن علي ابن عبد الله بن خلف قال: أخبرنا الحافظ أبو عبد الله محمد بن عبد الله بن محمد بن حمدويه النيسابوري قال: أخبرني أبو علي الحافظ قال: حدثني يحيى بن علي بن محمد الحلبي-بحلب-قال: حدثني جدي محمد بن ابراهيم بن أبي سكينة قال:

حدثنا محمد بن الحسن الشيباني قال: حدثنا أبو حنيفة عن محمد بن شهاب الزهري عن سبرة بن الربيع الجهني عن أبيه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عن متعه النساء يوم فتح مكة.

(1)

وقال الحاكم: سمعت أبا علي يقول صحف فيه أبو حنيفة لإجماع أصحاب الزهري على روايته عنه عن الربيع بن سبره عن أبيه.

قلت: هذا القول تحامل من أبي علي الحافظ ومن الحاكم أبي عبد الله على أبي حنيفة رضي الله عنه، حيث نسب الخطأ في ذلك إلى أبي حنيفه، ولم ينسبه الى من هو دونه فإن يحيى بن علي بن محمد الحلبي رواه عن جده محمد بن ابراهيم بن أبي سكينة الحلبي عن محمد بن الحسن عن أبي حنيفة، فلم اختص أبو حنيفه بالخطإ دون هؤلاء، وقد ذكر أبو محمد بن حيان البستي أن محمد بن ابراهيم بن أبي سكينة ربما أخطأ، فكان نسبة الخطأ إليه أولى من نسبته الى امام من أئمة المسلمين، وقد نظرت في مسانيد أبي حنيفة رضي الله عنه وهي مسنده الذي جمعه الحافظ أبو أحمد بن عدي، ومسنده الذي (130 - ظ) جمعه الحافظ أبو الحسين بن المظفر، ومسنده الذي جمعه أبو القاسم طلحة بن محمد بن جعفر الشاهد، ومسنده الذي جمعه أبو نعيم الحافظ ومسنده الذي جمعه أبو عبد الله الحسين بن محمد بن خسرو البلخي وذكر في كل منها ما أسنده أبو حنيفة رضي الله عنه عن محمد بن مسلم بن شهاب الزهري، وذكروا حديث متعة النساء، فمنه ما هو مروي عن محمد بن الحسن عن أبي حنيفة عن الزهري عن محمد بن عبيد الله عن سبرة الجهني عن النبي صلى الله عليه وسلم، ومنه ما رواه أيوب بن هانئ وشعيب

(1)

-انظر كنز العمال:16/ 45737.

ص: 2710

ابن اسحاق والصلت بن الحجاج كلهم عن أبي حنيفة عن الزهري عن محمد بن عبيد الله عن سبرة عن النبي صلى الله عليه وسلم، ومنه ما رواه القاسم بن الحكم عن أبي حنيفة عن الزهري عن ابن سبرة عن أبيه عن النبي صلى الله عليه وسلم، ومنه ما رواه سعيد بن سالم عن أبي حنيفة عن الزهري عن رجل من آل سبرة عن سبرة، ولم يذكر أحد منهم في طريق من طرق الحديث المشار إليه رواية أبي حنيفة عن سبرة بن الربيع عن أبيه فبان بذلك أن الخطأ إنما وقع من محمد بن ابراهيم أو من ابن بنته يحيى أو أنه وقع الخطأ من كاتب النسخة التي لأبي علي الحافظ فنسبة ذلك الى أبي حنيفة رضي الله عنه تحامل وظلم وعدوان.

أخبرنا أبو الفضل جعفر بن علي بن يحيى الهمداني، في كتابه إلينا من الاسكندرية، قال: أخبرنا الحافظ أبو طاهر أحمد بن محمد بن أحمد السّلفي قال:

سمعت أبا سهل غانم بن أحمد بن محمد الحداد الأصبهاني ببغداد يقول: سمعت أبا بكر احمد بن (131 - و) الفضل المقرئ الباطرقاني بأصفهان يقول: سمعت أبا عبد الله محمد بن اسحاق بن منده الحافظ يقول: سمعت ابا علي الحسين بن علي النيسابوري، وما رأيت أحفظ منه، يقول: ما تحت أديم السماء كتاب أصح من كتاب مسلم بن الحجاج.

أخبرنا أبو القاسم عبد الرحيم بن يوسف بن الطفيل-قراءة عليه بالقاهرة-قال:

أخبرنا الحافظ أبو طاهر أحمد بن محمد بن أحمد السّلفي قال: سمعت القاضي أبا الفتح اسماعيل بن عبد الجبار بن محمد الماكي يقول: سمعت أبا يعلى الخليل بن عبد الله بن أحمد الخليلي الحافظ يقول، يعني في ذكر أبي علي الحافظ: سمعت الحاكم يقول: لست أقول تعصبا لانه أستاذي، ولكن لم أر مثله قط.

أنبأنا أبو القاسم عبد الصمد بن محمد الانصاري قال: أنبأنا أبو المظفر القشيري عن أبي سعيد محمد بن علي بن محمد الخشاب قال: أخبرنا أبو عبد الرحمن السلمي قال: وسألته-يعني الدارقطني-عن أبي علي الحافظ النيسابوري فقال:

مهذب امام.

أنبأنا أبو نصر محمد بن هبة الله القاضي قال: أخبرنا الحافظ أبو القاسم علي

ص: 2711

ابن الحسن قال: كتب إليّ أبو نصر بن القشيري قال: أخبرنا أبو بكر البيهقي قال:

أخبرنا أبو عبد الله الحافظ قال: سمعت أبا بكر محمد بن عمر القاضي ابن الجعابي الحافظ يقول: أبو علي استاذي في هذا العلم.

قال: وسمعت أبا زكريا السكري وهو يحيى بن أحمد الفقيه يقول: سمعت أبا يعلى حمزه بن محمد العلوي يقول: ما رأيت بخراسان أحفظ للحديث من أبي علي ولقد جهدت به أن ينشط في الخروج الى بلادنا ليقضي (131 - ظ) الواجب من حق علم، فلم يفعل.

أنبأنا أبو الحسن علي بن عبد الله بن المقير قال: أخبرنا أبو المعمر المبارك بن أحمد بن عبد العزيز الأنصاري في كتابه قال: حدثنا محمد بن طاهر المقدسي قال:

سمعت أبا زكريا الحافظ يقول سمعت عمي أبا القاسم الحافظ يقول: سمعت أبي عبد الله بن منده الحافظ يقول: ما رأيت في اختلاف الحديث والاتقان أحفظ من أبي علي الحسين بن علي بن داود النيسابوري.

أخبرنا أبو القاسم بن الطفيل قال: أخبرنا أبو طاهر السلفي قال: سمعت أبا الفتح الماكي يقول: سمعت أبا يعلى الخليلي الحافظ يقول: سمعت من يحكي عنه، يعني عن أبي علي الحسين بن علي، قال: دخلت الكوفة فدققت على ابن عقده بابه، فقال: من؟ فقلت: أبو علي النيسابوري الحافظ، فلما دخلت عليه ذاكراني وقال:

أنت الحافظ؟ فقلت: نعم قال: لعلك تحفظ ثيابك، فلما رجعت من الشام لقيته فذاكرني، ثم قال: أنت والله اليوم أبو علي الحافظ قد غلبتني.

أنبأنا أبو اليمن زيد بن الحسن الكندي قال: أخبرنا أبو منصور القزاز قال:

أخبرنا أبو بكر أحمد بن علي الخطيب قال: حدثت عن أبي عبد الله محمد بن عبد الله الحافظ النيسابوري قال: سمعت أبا علي الحافظ يقول: كتب عني أبو محمد ابن صاعد غير حديث في المذاكرة، وكتب عني أحمد بن عمير جملة من الحديث.

وقال أبو عبد الله: وسمعت أبا بكر بن أبي دارم الكوفي الحافظ بالكوفة يقول:

وسألني عن أبي علي الحافظ، ثم قال: ما رأيت أبا العباس بن عقده يتواضع لأحد من حفاظ الحديث كتواضعه لأبي علي النيسابوري (132 - و) وقال أبو عبد الله:

ص: 2712

سمعت أبا علي يقول: اجتمعت ببغداد مع أبي احمد العسال وابراهيم بن حمزة، وأبي طالب، وأبي بكر بن الجعابي، وأبي أحمد الزيدي فقالوا: يا أبا علي تملي علينا من حديث نيسابور مجلسا نستفيده عن آخرنا، فامتنعت فما زالوا بي حتى أمليت عليهم ثلاثين حديثا، ما أجاب واحد منهم في حديث إلاّ ابراهيم بن حمزه في حديث واحد، أمليت عليهم عن أبي عمرو الحيري عن اسحاق بن منصور عن أبي داود عن شعبة عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:

من أطاعني فقد أطاع الله

(1)

، الحديث، فقال: إبراهيم حدثنا عن يونس بن حبيب عن أبي داود فقلت: لا تبعد أن تجيب في حديث من حديث أهل بلدك

(2)

.

أنبأنا أبو روح عبد المعز بن محمد بن أبي الفضل عن أبي القاسم زاهر بن طاهر الشامي قال: أخبرنا أبو بكر البيهقي-إجازة-قال: أخبرنا أبو عبد الله الحافظ قال: وسمعت أبا عمرو بن أبي عثمان العدل يقول: رأيت أحمد بن عمر الدمشقي ينتخب من حديث أبي علي ويقرأ عليه، قال: وسمعت أبا عبد الله الزبير ابن عبد الواحد الحافظ بأسد أباذ يقول: كنا في السفر أسنّ من أبي علي، وهو أحفظ منا، وكنا نكتب بانتخابه وما رأيت لأبي علي زلة قط إلاّ روايته عن عبد الله بن وهب الدينوري وابن جوصاء وقال: سمعت أبا علي يقول: وردت على عبدان الأهوازي فأكرم موردي وكان يتبجح بي ويبالغ في تقريبي وإعزازي واكرام موردي ويجيبني الى كل ما (132 - ظ)، ألتمسه من حديثه الى ان ذاكرته غير مرة واستقصيت عليه في المذاكرة والمطالبة، فتغير لي، وقد عرف من أخلاقه أنه كان يحسد كل من يحفظ الحديث.

وسمعت أبا علي يقول: قال لي أبو بكر بن عبدان غير مرة: يا أبا علي قد رزقت من قلب هذا الشيخ ما لم يرزق غيرك فلا تستقص عليه في المذاكرة وارفق به فقد طعن في السن، فكنت أتكلف أن اسامح في المذاكرة، فذكر ما عند حبيب بن أبي ثابت عن سعيد بن جبير عن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم سمع رجلا يلبي عن شبرمة، فقلت: من عن حبيب؟ قال: ليث بن أبي سليم، فقلت: يا أبا

(1)

-انظره في كنز العمال:14854،6/ 14808.

(2)

- تاريخ بغداد:8/ 71 - 72.

ص: 2713

محمد هذا حبيب بن أبي عمرة وليس بابن أبي ثابت، فتغير وأسمعني، وقال لي:

تواجهني بمثل هذا، فقمت وقلت لأصحابنا: والله لأطعمنه من لحمه في ذكر حبيب ابن أبي ثابت، فلما كان يوم مجلسه ابتدأت أذاكره حبيب بن أبي ثابت فخرج إلي وامتنع في أحاديث كنت سألته عنها من سؤالاته، فقضي أن ابا العباس بن سريح ورد العسكر وأنا بها فقصدته وأخبرته حالي، فقال: من عزمي أن أدخل علي أبي محمد، فإذا دخلت عليه فسله بحضرتي، فدخل عليه القاضي أبو العباس فسألته عن حديث ابن عون عن الزهري، وسأله أبو العباس فأخرج الاصل وحدثنا به قال:

حدثنا محمد بن يحيى القطعي قال: حدثنا محمد بن بكر البرساني قال: حدثنا ابن عون عن الزهري عن سالم عن أبيه أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا افتتح الصلاة كبر ورفع يديه وإذا ركع وإذا رفع رأسه من الركوع (133 - و). قلت لأبي علي: ايش علة هذا الحديث؟ قال: لا أعرف له علة، قلت: يقال إنه عن محمد ابن يحيى القطعي عن محمد بن بكر البرساني عن ابن جريج فقال أبو علي: ليس هذا الحديث عند البرساني، عن ابن جريج وعبدان ثبت حافظ، وإنما حدثنا به من أصل كتابه. قال أبو علي: فلما منّ الله علي بسماع هذا لم أبال بغيره، قلت لأبي علي: قد حدث به غير عبدان عن محمد بن يحيى القطعي، قال: من؟ قلت: حدثناه عمر البصري قال: حدثنا الحسن بن عثمان التستري قال: حدثنا محمد بن يحيى القطعي، فقال أبو علي: ألا يستحي عمران يحدث عن هذا التستري، هذا كذاب يسرق، وإنما سرقه من عبدان.

قال: وسمعت أبا علي يقول: أتيت أبا بكر بن عبدان فقلت: الله الله، تحتال في حديث سهل بن عثمان العسكري عن جنادة عن عبيد الله بن الفضل عن عبيد الله ابن أبي رافع عن علي حديث افتتاح الصلاة، فقال: يا أبا علي قد حلف الشيخ أن لا يحدث بهذا الحديث وأنت بالأهواز، فشق علي ذلك، فأصلحت أسبابي للخروج، ودخلت عليه وودعته وشيعني جماعة من أصحابنا ثم انصرفت واختفيت في موضع الى يوم المجلس، وحضرته متنكرا من حيث لم يعلم بي أحد، فخرج وأملى الحديث من أصل كتابه، وكتبته، وأملى غير حديث مما كان امتنع علي فيها، ثم بلغني بعد ذلك أن عبدان قال: لبعض أصحابه: فوتنا أبا علي النيسابوري تلك

ص: 2714

الأحاديث، فقيل له: يا أبا محمد إنه كان في المجلس، وقد سمع الأحاديث فتعجب من ذلك (133 - ظ).

أنبأنا أبو بكر عبد الله بن عمر القرشي قال: أخبرنا أبو الخير القزويني قال:

أخبرنا زاهر بن طاهر عن أبوي عثمان الصابوني والبحيري، وأبوي بكر البيهقي والحيري قالوا: أخبرنا أبو عبد الله الحافظ محمد بن عبد الله قال: حضرنا مجلس الشيخ أبي بكر بن اسحاق، وأبو عبد الله محمد بن يعقوب الأخرم وأبو علي الحافظان حاضران فأملى علينا الشيخ أبو بكر عن ابراهيم بن يوسف الهسنجاني عن أبي الطاهر عن ابن وهب عن يونس عن الزهري عن أبي سلمة عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: من أدرك من الصلاة ركعة فقد أدركها كلها

(1)

.

فقال أبو علي: هذا لا نحفظه الاّ من حديث عبيد الله بن عمر عن الزهري فقال أبو عبد الله: بلى في حديث حرملة عن ابن وهب عن يونس: فقد أدركها كلها، فقال أبو علي: حدثنا ابن قتيبة عن حرملة ولم يقل فيه «كلها» ، فقال أبو عبد الله: حدث به مسلم بن الحجاج عن حرملة وقال فيه: «كلها» ، وجرى بينهما كلام كثير، وقام أبو عبد الله، وكان أبو علي: يهابه هيبة الولد لأبيه، فلما كان المجلس الثاني عند الشيخ حضرا جميعا، وقعد أبو عبد الله عن يمينه وأبو علي عن يساره، فأخرج أبو عبد الله كتاب مسلم بن الحجاج بخط مسلم عن حرمله وفيه «كلها» فقال أبو علي من لا يحفظ الشيء فإنه يعذر، فقال أبو عبد الله: من ينكر مثل هذا تعرك اذنه، وتفك أسنانه، فامتلأ أبو علي من ذلك غيظا، وهم أبو عبد الله بالقيام (134 - و) فقال له أبو علي: اقعد فإن بيننا حساب آخر، قال: وما هو؟ قال: حدثت عن كشمرد عن حفص عن ابراهيم بن طهمان بالحديثين، وقد تفرد بهما أحمد بن حفص عن أبيه فقال أبو عبد الله: لم أحدث، قال: بلى، أبو القاسم وأبو حفص ابنا عمر ثقتان، وقد سمعاه منك، فقال أبو عبد الله: إن كنت حدثت به فقد رجعت عنه، فقال: لك غير هذا، قال: مثل ماذا؟ قال: حديث في تخريجك القديم على كتاب مسلم عن أحمد بن سلممة عن محمد بن المثني عن محمد بن جهضم عن اسماعيل بن جعفر عن خبيب بن عبد الرحمن عن حفص بن عاصم عن أبي هريرة عن النبي صلى

(1)

-انظر جامع الاصول لابن الاثير:629،5/ 251.

ص: 2715

الله عليه وسلم: إذا قال المؤذن الله أكبر الله أكبر، والآن فقد حدثت به عن علي ابن الحسن عن محمد بن جهضم، فقال أبو عبد الله: كلاهما عندي، وقد حدثت بهما، وهذا حديثي إن شئت حدثت بالنزول وإن شئت بالعلو، فقال أبو علي:

لا يرتقى من النزول الى العلو، وأنت تحفظ حديثك، أخرج إلينا حديث علي بن الحسن ثم تفرقا، وصحبت أبا عبد الله بن يعقوب، فسمعته غير مرة في الطريق يقول: هذا جزاء من لم يمت مع أقرانه، وكنت أرى أبا علي بعد ذلك نادما على ما قال في ذلك اليوم.

أنبأنا أبو القاسم عبد الصمد بن محمد عن أبي القاسم الشحامي قال: أخبرنا أبو بكر البيهقي-اجازة-قال: سمعت أبا عبد الله الحافظ قال: سمعت أبا علي الحسين بن علي الحافظ (134 - ظ) يقول: كنت أختلف الى الصاغة وفي جوارنا بباب معمر فقيه كراميّ يعرف بالولي، فكنت أختلف اليه بالغداوات، وآخذ عنه الشيء بعد الشيء من مسائل الفقه، فقال لي أبو الحسن الشافعي: يا أبا علي لا تضيع أيامك، ما تصنع بالاختلاف الى الولي وبنيسابور من العلماء والأئمة عدة، فقلت:

الى من أختلف؟ فقال: الى ابراهيم بن أبي طالب، فأول ما اختلفت في طلب العلم إلى ابراهيم بن أبي طالب سنة أربع وتسعين ومائتين، فلما رأيت شمائله وسمته، وحسن مذاكرته للحديث، حلا في قلبي، فكنت أختلف إليه وأكتب عنه الأمالي، فحدث يوما عن محمد بن يحيى عن اسماعيل بن أبي أويس، فقال لي بعض أصحابنا:

لم لا تخرج الى هراة فإن بها شيخا ثقة يحدث عن اسماعيل بن أبي أويس، فوقع ذلك في قلبي، فخرجت إلى هراة وذلك في سنة خمس وتسعين ومائتين.

قال: وسمعت أبا علي الحافظ يقول: استأذنت أبا بكر محمد بن اسحاق بن خزيمة في الخروج الى العراق سنة ثلاث وثلاثمائة فقال: توحشنا مفارقتك يا أبا علي، وقد رحلت وأدركت الأسانيد العالية، وتقدمت في حفظ الحديث ولنا فيك فائدة وأنس فلو أقمت؟ فمازلت به حتى أذن لي فخرجت الى الري وبها علي بن الحسن بن سلم الأصبهاني وكان من أحفظ مشايخنا وأثبتهم وأكثرهم فائدة، فأفادني عن ابراهيم بن يوسف الهسنجاني وغيره من مشايخ الري ما لم أكن أهتدي أنا إليه ودخلت (135 - و) بغداد وجعفر الفريابي حيّ وقد أمسك عن التحديث ودخلت عليه

ص: 2716

غير مرة وبكيت بين يديه، وكنا ننظر اليه حسرة، ومات وأنا ببغداد سنة أربع وثلاثمائة، وصليت على جنازته.

قال الحاكم: انصرف أبو علي من مصر الى بيت المقدس ثم حج حجة أخرى، ثم انصرف الى بيت المقدس وانصرف على طريق الشام الى بغداد وهو باقعة

(1)

في الحفظ لا يطيق مذاكرته أحد ثم انصرف الى خراسان، ووصل الى وطنه ولا يفي بمذاكرته أحد من حفاظنا.

قال: وسمعت أبا علي يقول: قال لي أبو بكر محمد بن اسحاق: يا أبا علي لقد أصبت في خروجك الى العراق والحجاز، فإن الزيادة على حفظك وفهمك ظاهرة، ثم إن أبا علي أقام بنيسابور الى سنة عشر وثلاثمائة يصنف ويجمع الشيوخ والأبواب وجوّدّها، ثم حملها الى بغداد سنة عشر ومعه أبو عمرو الصغير فأقام ببغداد وليس بها أحفظ منه إلاّ أن يكون أبو بكر بن الجعابي فإني سمعت أبا علي يقول:

ما رأيت من البغداديين أحفظ منه، ثم إن أبا علي خرج الى مكة ومعه أبو عمرو، فحج وخرج الى الرملة وأبو العباس محمد بن الحسن بن قتيبة حي ثم انصرف أبو علي إلى دمشق، ثم إن أبا علي جاء الى حران وانتخب على أبي عروبة، ثم ان أبا علي انصرف الى بغداد فأقام بها حتى نقل ما استفاد من تصنيفاته في تلك الرحلة وذاكر الحافظ بها، ثم ان أبا علي انصرف من العراق، ولم يرحل بعدها إلاّ الى سرخس وطوس ونسا (135 - ظ).

أنبأنا أبو المظفر عبد الرحيم بن أبي سعد عبد الكريم بن محمد بن منصور السمعاني والقاسم بن عبد الله بن عمر الصفار. قال السمعاني: أخبرنا أبو البركات عبد الله بن محمد بن الفضل الفراوي، وقال الصفار: أخبرتنا عمة والدي عائشة بنت أحمد بن منصور. قالا: أخبرنا أبو بكر أحمد بن علي بن خلف قال: أخبرنا أبو عبد الله محمد بن عبد الله البيع قال: سمعت الفقيه أبا بكر الأبهري يقول:

سمعت أبا بكر بن أبي داود يقول لأبي علي النيسابوري الحافظ: يا أبا علي ابراهيم عن ابراهيم عن ابراهيم من هم؟ قال: أبو علي ابراهيم بن طهمان عن ابراهيم بن عامر البجلي عن ابراهيم النخعي، قال: أحسنت يا أبا علي.

(1)

-الباقعة: الرجل الداهية، والذكي العارف لا يفوته شيء ولا يدهى. القاموس.

ص: 2717

أخبرنا أبو القاسم عبد الرحيم بن يوسف بن الطفيل بالقاهرة المعزية قال: أخبرنا الحافظ أبو طاهر أحمد بن محمد الأصبهاني قال: سمعت القاضي أبا الفتح اسماعيل ابن عبد الجبار بن محمد الماكي يقول: سمعت أبا يعلى الخليل بن عبد الله بن أحمد الخليلي الحافظ يقول: أبو علي الحسين بن علي بن يزيد النيسابوري الحافظ الكبير، إمام في وقته متفق عليه تلمّذ عليه الحفاظ، وارتحل الى العراقين والشام ومصر أدرك أبا خليفة وابن قتيبة العسقلاني، وأبا عبد الرحمن النسائي وأقرانهم، كتب عن قريب من ألفي شيخ، ولقب في صباه بالحافظ. وقال ابن المقرئ: الأصبهاني أدعو له في أدبار الصلوات لأني كنت أتبعه في شيوخ الشام ومصر حتى حصلت على ما أرويه.

أنبأنا أبو بكر عبد الله بن عمر القرشي (136 - و) وأبو محمد عبد الرحمن بن عمر بن أبي نصر قالا: أخبرنا أبو الخير القزويني قال: أخبرنا زاهر بن طاهر عن أبوي عثمان الصابوني والبحيري وأبوي بكر البيهقي والحيري قالوا: أخبرنا أبو عبد الله محمد بن عبد الله الحافظ قال: الحسين بن علي بن يزيد بن داود بن يزيد الحافظ أبو علي النيسابوري، واحد عصره في الحفظ والورع والرحلة، ذكره بالشرق كذكره بالغرب، مقدم في مذاكرة الأئمة وكثرة التصنيف وكان مع تقدمه في هذه العلوم أحد المعدلين المقبولين في البلد، سمع بنيسابور ابراهيم بن أبي طالب وعلي بن الحسين الصفار صاحب يحيى بن يحيى، وأبا يحيى البزاز، وجعفر بن أحمد بن نصر الحافظ، وعبد الله بن شبرويه، وابراهيم بن اسحاق الأنماطي، وأقرانهم وبهراة، وهي أول رحلته، أبا جعفر محمد بن عبد الرحمن الشامي وأبا علي الحسين بن ادريس الأنصاري وأقرانهما وبنسا الحسن بن سفيان، وبجرجان عمران ابن موسى وأقرانه وبمرو عبد الله بن محمود وأقرانه وبالري ابراهيم بن يوسف الهسنجاني وأقرانه وببغداد عبد الله بن ناجية والقاسم بن زكريا، وأقرانهما وبالكوفة محمد بن جعفر وعبد الله بن سوّار وأقرانهما وبواسط جعفر بن أحمد بن سنان الحافظ وأقرانه، وبالاهواز عبد الله بن أحمد عبدان الحافظ، والحسين بن داود الصواف وأحمد بن يحيى بن زهير التستري وأقرانهم، وبأصبهان أبا عبد الله (136 - ظ) محمد بن نصير صاحب اسماعيل بن عمرو البجلي وأقرانه، وسمع

ص: 2718

بالجزيرة من أبي يعلى الموصلي المسند من أوله الى آخره، وكتبه بخطه، ودخل الشام فكتب بها عن أصحاب ابراهيم بن أبي العلاء وسليمان بن عبد الرحمن ابن ابنة شرحبيل والمعافى بن سليمان، وسمع بمصر أبا عبد الرحمن النسائي والعباس ابن محمد وسمع بغزة الموطأ من الحسين بن الفرج عن يحيى بن بكير، وكتب بمكة عن المفضل بن محمد الجندي وأقرانه، وعقد له مجلس الاملاء سنة سبع وثلاثين وثلاثمائة، وهو ابن ستين سنة، فإن مولده رحمه الله كان سنة سبع وسبعين، ثم لم يزل يحدث بالمصنفات والشيوخ بقية عمره.

أخبرنا أبو اليمن زيد بن الحسن الكندي-إذنا وكتبه لي بخطه-قال: أخبرنا أبو منصور القزاز قال: أخبرنا أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت الخطيب قال: الحسين ابن علي بن يزيد بن داوود بن يزيد أبو علي الحافظ النيسابوري، كان واحد عصره في الحفظ والإتقان والورع مقدما في مذاكرة الأئمة، كثير التصنيف، ذكره الدارقطني فقال: إمام مهذب، وكان مع تقدمه في العالم أحد الشهود المعدلين بنيسابور، ورحل في الحديث الى الآفاق البعيدة بعد أن سمع بنيسابور ابراهيم بن أبي طالب وعلي بن الحسن الصفار صاحب يحيى بن يحيى، وجعفر بن أحمد الحصيري، وعبد الله بن محمد بن شيرويه وأقرانهم، وسمع بهراة محمد بن عبد الرحمن الشامي والحسين بن إدريس الأنصاري وبنسا الحسن بن سفيان، وبجرجان عمران بن (137 - و) موسى بن مجاشع وبمرو عبد الله بن محمود، وبالري ابراهيم بن يوسف الهسنجاني وببغداد عبد الله بن محمد بن ناجية وقاسم بن زكريا المطرز، وبالأهواز عبدان بن أحمد وأحمد بن يحيى بن زهير، وبأصبهان محمد بن زهير صاحب اسماعيل بن عمرو، وبالموصل أبا يعلى أحمد بن علي، وكتب بالشام عن أصحاب ابراهيم بن العلاء وسليمان بن عبد الرحمن وهشام بن عمار والمعافى بن سليمان، وسمع بمصر أبا عبد الرحمن النسائي، وسمع بغزة الموطأ من الحسن بن الفرج عن يحيى بن بكير عن مالك، وكتب بمكة عن المفضل بن محمد الجندي، وحدث ببغداد أحاديث كتبها عنه الشيوخ

(1)

.

(1)

- تاريخ بغداد:8/ 71 - 72.

ص: 2719

أنبأنا القاضي أبو نصر محمد بن هبة الله بن الشيرازي قال أخبرنا الحافظ أبو القاسم علي بن الحسن الشافعي قال: الحسين بن علي بن يزيد بن داوود بن يزيد، أبو علي النيسابوري الصايغ الحافظ رحل في طلب الحديث وطوّف وجمع فيه وصنف وسمع بدمشق أبا الحسن بن جوصاء واسماعيل بن محمد بن اسحاق العذري، وبغيرها ابراهيم بن أبي طالب وجعفر بن أحمد بن نصر الحافظ وعبد الله ابن شيرويه والفضل بن محمد الأنطاكي ومحمد بن عثمان بن أبي سويد الزارع البصري وأبا جعفر محمد بن عبد الرحمن الشامي وأبا علي الحسين بن ادريس، والحسن بن سفيان وعمران بن موسى الجرجاني، وعبد الله بن محمود المروزي وابراهيم بن يوسف الهسنجاني، وعبد الله بن ناجية، والقاسم بن زكريا وأبا خليفة (137 - ظ) وزكريا الساجي، وعبدان الجواليقي، وأبا يعلى الموصلي، والحسن بن الفرج الغزي، وأحمد بن يحيى بن زهير التستري، وجعفر بن سنان الواسطي وخلقا سواهم.

كتب عنه أبو الحسن بن جوصاء وأبو محمد بن صاعد، وأبو العباس بن عقدة، وابراهيم بن محمد بن حمزة، وأبو أحمد العسال، وأبو طالب أحمد بن نصر الحافظ وهم من شيوخه. وروى عنه أبو عبد الله الحافظ وأبو عبد الرحمن السّلمي، وأبو عبد الله بن منده وأبو بكر أحمد بن اسحاق بن أيوب الصبغي، وهو من أقرانه، وأبو سليمان بن زبر، وأبو طاهر محمد بن محمد بن محمش الزيادي، وأبو الوليد حسان بن محمد الفقيه

(1)

.

أنبأنا أبو بكر عبد الله بن عمر وعبد الرحمن بن عمر قال: أخبرنا أبو الخير القزويني قال: أخبرنا زاهر بن طاهر عن أبوي بكر البيهقي والحيري، وأبوي عثمان الصابوني والبحيري قال: أخبرنا الحافظ أبو عبد الله الحاكم قال: توفي أبو علي الحافظ رحمه الله عشية الأربعاء ودفن عشية الخميس الخامس عشر من جمادي الأولى من سنة تسع وأربعين وثلاثمائة، وغسله أبو عمرو بن مطر وصلى عليه أبو بكر بن المؤمل، ودفن في مقبرة باب معمر.

(1)

- تاريخ دمشق:5/ 49 - و. ط.

ص: 2720

أنبأنا أبو اليمن الكندي قال: أخبرنا أبو منصور القزاز قال: أخبرنا أبو بكر الخطيب قال: أخبرني محمد بن أحمد بن يعقوب قال: أخبرنا محمد بن نعيم الضبي قال: توفي أبو علي الحافظ عشية الأربعاء ودفن عشية الخميس الخامس عشر من جمادى الأولى (138 - و) سنة تسع وأربعين وثلاثمائة، وكان مولده سنة سبع وسبعين ومائتين.

(1)

.

‌الحسين بن علي بن أبي مروان:

أبو عبد الله المصري، حدث بحلب عن الربيع بن سليمان، وبمنبج عن محمد ابن الأشعث الأشعثي. روى (عنه) محمد بن جعفر بن أبي الزبير قاضي منبج، وأبو الحسين الرازي.

أنبأنا المؤيد بن محمد الطوسي قال: أخبرنا أبو الحسن علي بن عبد الله الحلبي في كتابه قال: حدثني عبد الله بن اسماعيل الجلي الحلبي قال: حدثني أبي قال:

أخبرنا محمد بن جعفر قال: حدثنا أبو عبد الله الحسين بن علي المصري بمنبج قال:

حدثنا محمد بن الأشعث من ولد الأشعث بن قيس قال: حدثنا أبي عن أبيه عن يزيد بن سنان عن جعفر بن محمد عن أبيه عن جده قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لعلي: يا علي من انتمى إلينا فطالبوه بست قال: وما هن يا رسول الله؟ قال: الصباحة والفصاحة والسماحة والشجاعة، والحلم والعلم، فقال عمار: يا أبا الحسن سل النبي صلى الله عليه وسلم، فمن لم يكن فيه شيء من هذه الخصال؟ فبادر النبي قبل أن يسأله علي فقال: فليس مني، فليس مني، فليس مني

(2)

.

أخبرنا أبو القاسم عبد الله بن الحسين بن رواحة قال: أخبرنا الحافظ أبو طاهر السّلفي-إجازة إن لم يكن سماعا-قال: أخبرنا أبو محمد هبة الله بن أحمد بن الاكفاني قال: وحدثنا عبد العزيز الكتاني أن تمام بن محمد بن عبد الله الحافظ، أذن لهم في الرواية، قال: حدثنا أبي أبو الحسين محمد بن عبد الله بن جعفر الرازي (138 - ظ) قال: حدثني أبو عبد الله الحسين بن علي بن أبي مروان المصري بحلب

(1)

- تاريخ بغداد:8/ 72.

(2)

-لم أجده بهذا اللفظ أو ما يقاربه، وآثار الصنعة بادية عليه.

ص: 2721

قال: حدثنا الربيع بن سليمان قال: حدثنا الشافعي قال: سمعت مالك بن أنس يقول: الساعي يقتل نفسه ومن سعى به ومن سعى إليه.

‌الحسين بن علي العطار المصيصي:

حدث عن خليفة بن خياط شباب العصفري روى عنه أبو القاسم سليمان بن أحمد الطبراني.

حدثنا أبو محمد عبد العزيز بن الحسين بن هلالة الأندلسي قال: أخبرنا أسعد ابن أبي سعيد الأصبهاني قال: أخبرتنا فاطمة بنت عبد الله الجوزدانية قالت: أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن ريذة قال: أخبرنا أبو القاسم سليمان بن أحمد بن أيوب قال: حدثنا الحسين بن علي العطار المصيصي قال: حدثنا شباب العصفري قال: حدثنا بكر بن سليمان صاحب المغازي عن محمد بن اسحاق قال: حدثني بقية ابن وهب عن أبي عزيز بن عمير أخي مصعب بن عمير قال: كنت في الأسارى يوم بدر فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: استوصوا بالأسارى خيرا، وكنت من نفر من الأنصار، فكانوا إذا قدموا غداءهم وعشاءهم أكلوا التمر وأطعموني الخبز لوصية رسول الله صلى الله عليه وسلم إياهم.

قال الطبراني لا يروى عن عزيز بن عمير إلا بهذا الإسناد تفرد به ابن اسحاق.

كذا وقع في النسخة بقية، والصواب نبيه بن وهب

(1)

.

‌الحسين بن علي أبو عبد الله العلوي الطبري:

حدث بطرسوس سنة (139 - و) ست وثلاثين وثلاثمائة عن أبي روق الهزاني.

روى عنه القاضي أبو عمرو عثمان بن عبد الله بن ابراهيم الطرسوسي، قاضي معرة النعمان، وذكره أيضا في كتاب سير الثغور

(2)

فيما قرأته بخطه، وذكر أنه كان يسكن دار سلسبيل بطرسوس مع جماعة من المستورين الصالحين، وقال: كان أعجمي اللسان ستيرا نبيلا.

(1)

-المعجم الصغير للطبراني:1/ 146.

(2)

-لم يصلنا، توفي مؤلفه في حدود سنة أربعمائة، أكثر ابن العديم النقل عنه في الجزء الاول.

ص: 2722

‌الحسين بن علي الناصح:

حدث بحلب في صفر سنة سبع وسبعين وثلاثمائة، عن أبي القاسم عبد العزيز ابن عبد الله بن يونس الموصلي وأبي الفتح المطردي، وأبي حفيص عمر بن الحسن القاضي، ومحمد بن جرير الطبري، وأبي الفرج محمد بن عبدان البزار، واسماعيل ابن محمد الصفار، وأحمد بن هلال، وأحمد بن موسى بن عامر الجوهري البغدادي سمعه بطبرية، وأكثر أحاديثه غرائب، سمع منه بحلب رجل اسمه علي بن ابراهيم ابن يوسف الحلبي.

‌الحسين بن علي الاصبهاني:

أبو عبد الله نزيل طرسوس، حدث بها، روى عنه أبو محمد عبد الله بن محمد ابن اسماعيل بن يوسف الطرسوسي المعلم النسائي.

‌الحسين بن علي النسوي:

أبو عبد الله الفقيه، حدث بمعرة النعمان سنة اثنتين وأربعين وأربعمائه عن أبي القاسم سعيد بن محمد بن الحسن الادريسي، وببالس سنة أربع وأربعين وأربعمائة عن أبي محمد الحسن بن محمد بن أحمد بن جميع الغساني، وبدمشق عن أبي الفضل أحمد بن محمد بن أحمد بن أبيّ الفراتي وغيره.

روى عنه قاضي بالس أبو التمام عبد العزيز بن محمد بن الياس، وأبو غانم عبد الرزاق (139 - ظ) بن عبد الله بن المحسّن التنوخي وعلي بن الخضر بن الحسن العثماني الحاسب.

أنبأنا أبو اليمن زيد بن الحسن الكندي عن أبي البيان محمد بن عبد الرزاق ابن أبي حصين قاضي حمص قال: أخبرنا أبي القاضي أبو غانم عبد الرزاق قال:

حدثنا أبو عبد الله الحسين بن علي النسوي الفقيه بمعرة النعمان سنة اثنتين وأربعين وأربعمائة قال: حدثنا أبو القاسم سعيد الإدريسي قال: حدثنا الحسن بن أحمد بن ابراهيم البزار البغدادي المعروف بابن شاذان قال: حدثنا الفقيه أحمد بن سليمان قال: حدثنا عبد الله بن محمد

ص: 2723

أبي عبد الرحمن الحبلى عن الصنابحي عن معاذ بن جبل قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: إني لأحبك، فقل اللهم أعني على شكرك وذكرك وحسن عبادتك

(1)

أخبرنا أبو هاشم عبد المطلب بن الفضل قال: أخبرنا أبو سعد السمعاني قال:

أخبرنا أبو البيان محمد بن عبد الرزاق بن عبد الله التنوخي قاضي حمص بها، قال: أخبرنا أبو غانم بن أبي حصين بمعرة النعمان قال: حدثنا أبو عبد الله الحسين بن علي النسوي قال: أخبرنا أبو الفضل أحمد بن محمد بن أحمد الفراتي -اجازة-قال: حدثنا أبو الحارث محمد بن عبد الرحيم بن الحسين الحافظ قال:

أخبرنا أبو عبد الله محمد بن أحمد بن عبد الاعلى المقرئ الأندلسي قال: حدثنا أبو القاسم بكر بن أحمد (140 - و) الخباز بواسط قال: حدثنا أبو يوسف يعقوب ابن نجيّة قال: حدثنا يزيد بن هارون عن حميد عن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من أكرم ذا شيبه فكأنما أكرم نوحا في قومه وكأنما أكرم الله عز وجل

(2)

.

أنبأنا أبو نصر بن الشيرازي قال: أخبرنا الحافظ أبو القاسم علي بن الحسن الشافعي قال: قرأت بخط الحسين بن علي النسوي على جزء: لعلي بن الخضر العثماني:

قد جاف جنبي عن الرقاد

خوفا من الموت والمعاد

من خاف من سكرة المنايا

لم يدر ما لذة الرقاد

قد بلغ الزرع منتهاه

لا بد للزرع من حصاد

وقال أخبرنا الحافظ أبو القاسم قال: الحسين بن علي أبو عبد الله النسوي الفقيه، حدث بدمشق سنة أربعين وأربعمائة، وبالمعرة عن أبي محمد الحسن بن محمد بن أحمد بن جميع الصيداوي، وأبي القاسم سعيد بن محمد بن الحسن الادريسي، وأبي الفضل أحمد بن محمد بن أحمد بن أبيّ الفراتي كتب عنه

(1)

-انظر كنز العمال:2/ 4970.

(2)

-ويروى من أكرم «ذا سن في الاسلام كأنه قد أكرم نوحا .. » كنز العمال: 9/ 25504.

ص: 2724

علي بن الخضر بن الحسن العثماني الحاسب، وأبو غانم عبد الرزاق بن عبد الله ابن المحسن التنوخي.

توفي أبو عبد الله النسوي في سنة أربع وأربعين وأربعمائة، أو بعدها فإن أبا التمام قاضي بالس سمع منه في بعض شهور هذه السنة

(1)

.

‌الحسين بن علي ويعرف بكورة

وقيل اسمه الحسن، وقد قدمنا ذكره، والصحيح أن اسمه الحسين، كان يتولى الري من قبل صاحب خراسان، فاستأمن إلى المعتضد، فلما صالح المعتضد (140 - ظ) هرون بن خمارويه بن أحمد بن طولون على أن سلم إليه حلب والعواصم، ولاها المعتضد ولده المكتفي، وولى فيها المكتفي في أيامه من قبله الحسين بن علي كورة، وإليه تنسب دار كورة داخل باب الجنان

(2)

.

سير إليّ القاضي بهاء الدين أبو محمد الحسن بن ابراهيم بن الخشاب بخطه ما ذكر لي أنه نقله من خط الشيخ أبي الحسن علي بن عبد الله بن أبي جرادة رحمه الله في جزء ذكر فيه ولاة حلب وأمراءها، فنقلته وذكر فيه وقال: ولم تزل حلب في أيدي بني طولون إلى أن ملك هرون بن خمارويه بن أحمد طولون وصالح المعتضد في جمادى الأولى سنة ست وثمانين ومائتين، وقلدها لابنه أبي محمد المنعوت بالمكتفي بالله مضافة إلى ديار مضر وديار بكر، وكان مقامه بالرقة، ووليها في أيام المكتفي وأيام أخيه المقتدر بالله جماعة منهم الحسين بن علي كورة الذي كان يلي الري من قبل صاحب خراسان، واستأمن إلى المعتضد، وإليه تنسب الدار المعروفة بدار كورة بحلب، والحمام المجاور لها.

وقرأت بخط أبي منصور هبة الله بن سعد الله بن سعيد بن الجبراني في تعليق ذكر فيه ولاة حلب، فذكر مثل ما ذكر أبو الحسن بن أبي جرادة، وقد ذكرنا في باب من اسمه الحسن بن علي في ترجمته شيئا من أحواله مختصرا.

(1)

-تاريخ دمشق لابن عساكر:5/ 53 - و-ظ.

(2)

-انظر الاعلاق الخطيرة لابن شداد-قسم حلب:151.

ص: 2725

‌الحسين بن علي الفقيه

حكى عنه عمارة بن (علي) اليمني الشاعر في تاريخ اليمن

(1)

. (141 - و)

‌الحسين بن علي، أبو طالب التميمي النقاش الانطاكي:

شاعر محسن متقدم على عصر سيف الدولة أبي الحسن بن حمدان، روى عنه أبو القاسم علي بن الحسين بن جعفر العلوي، وأبو الحسين الحراني المعروف بالكمدي شيئا من شعره، وذكر له أبو الحسن علي بن حمد بن المطهر الشمشاطي مقاطيع كبيرة في كتابه الموسوم «بالتنزه والابتهاج» وفي كتابه الموسوم «بالأنوار» وفي كتاب «الديرة»

(2)

.

وقال في كتاب الديرة: دير مارة مروثا، ويعرف بالبيعتين بظاهر حلب في سفح جبل جوشن، مطل على العوجان، وهو نهر قويق، للرجال والنساء قال:

أنشدني أبو الحسين الحراني للحسين بن علي الأنطاكي التميمي:

يا دير مارة مروثا

سقيت غيثا مغيثا

فأنت جنّة حسن

قد حزت روضا أثيثا

مجمعا في القلالي

وفي الذرى مبثوثا

يهدي النسيم إلى

سكانه ملبوثا

زرناه في فتية ما

ترى بهم تمكيثا

عن الخلاعات حتى

يقبلوا الصلبوثا

وذكر تمام القطعة، وأضربنا عن ذكره لما فيه من الألفاظ المستهجنة وذكر الخلاعة التي ليست بحسنه، وإنما ذكرناها لما فيها من دخول صاحب الترجمة حلب.

وأورد له الشمشاطي في كتاب الأنوار أبياتا كتبها إلى أبي حفص عمر بن موسى الكاتب يستدعيه:

(1)

-زيد ما بين الحاصرتين وكان فراغا بالاصل. انظر تاريخ اليمن لعمارة بن علي اليمني-ط. بيروت 274،270:1979.

(2)

-وصلنا من هذه الكتب كتاب الانوار ومحاسن الاشعار، وقد طبع بالكويت عام 1977 - 1978 في جزئين.

ص: 2726

يا خليلي الذي تخلل روحي

بهوى نازح عن الاختلال

(141 - ظ)

إن عندي فدتك نفسي

غزالا فلك الشمس وجهه والهلال

جملة الأمر أنه سلس التكة

والخلق فاتك بالجمال

وشرابا كأنما فرقته لك

من خدها فتاة الحجال

وغناء كأنه فرحة الأنفس

سرّت بصحة الآمال

فاتنا مسرعا فذا يوم

دجن

(1)

غريت مزنه بانهمال

لا تخلف عني فلست بحي

إن تخلفت بعد هذي الخصال

(2)

وقرأت لأبي طالب بيتا حسنا في صفة الدولاب ذكره في كتاب الأنوار وهو:

بمشمر في السير إلاّ أنه

يسري فيمنعه السرى أن يبعدا

(3)

قال الشمشاطي: ويدخل في هذا الباب ما جاء في العروب

(4)

والأرحية فمن ذلك ما أنشدناه أبو القاسم العلوي لأبي طالب الحسين بن علي الأنطاكي:

وابنة بر لم تبن عن زهد

أضحى بها البحر قريب عهد

تعافه وهو زلال الورد

فليس نحبؤه

(5)

بصفو الودّ

إلا بربط عنده وشد

لما نضت ملاحق الإفرند

واتشحت من الدجى ببرد

توسّطت سكر صفيح صلد

(1)

-غيمه مطبق. القاموس.

(2)

-ليست هذه الابيات بالمطبوع من كتاب الانوار.

(3)

- كتاب الانوار:2/ 8.

(4)

-العربات: سفن رواكد كانت في دجلة واحدتها عربة.

(5)

- في كتاب الانوار: «تحبوه» .

ص: 2727

فأشبهت واسطة في عقد

مطلة على ركاب الوفد

كأنها أم النعام الربد

(1)

عجاجها شيب بينها المرد

واجدة بالبر أي وجد

تذكرت طيب ثراه الجعد

(142 - و)

أيام تغذى بحيا

(2)

كالشهد

ولمع برق وحين رعد

فهي تعيد أنّة ونئدي

(3)

كما يئن موثق في القدّ

لولا امتداد الطنب الممتد

لشمرت تشمير ذات الجد

وصافحت خد الثرى بخد

(4)

قال الشمشاطي: وأنشدنا أبو القاسم العلوي قال: وأنشدني الأنطاكي من قصيدة:

وللماء من حولنا ضّجة

إذا الماء كافح تلك العروبا

حبال تؤلفها حكمة

فتمحو

(5)

البحار بها لا السهوبا

تقابلنا في قميص الدجى

إذا الأفق أصبح منه سليبا

حيازيمها الدهر منصوبة

تعانق للماء وفدا غريبا

عجبت لها شاحبات الخدو

دلم يذهب الري عنها الشحوبا

إذا ما هممنا بغشيانها

ركبت لها ولدا أو نسيبا

يجاورها كل ساع يرى

وإن جدّ في السير منها قريبا

(1)

-المغبر-القاموس.

(2)

- في كتاب الانوار «بجنى» .

(3)

-الناد: الحسد والداهية. القاموس وفي كتاب الانوار «وتبدي» .

(4)

- كتاب الانوار:2/ 10 - 11.

(5)

- في كتاب الانوار «فتمخر» .

ص: 2728

خليّ الفؤاد ولكنه

يحن فيشجي الفؤاد الطروبا

(1)

وقال: وله أيضا:

وزنجية عرفت بالإباق

فليس لها راحة في الوثاق

إذا اضطرب الماء من حولها

رأيت الحبال بها في تلاق

يثور بها قسطل أبيض

على القوم غير كثيف الرواق

(142 - ظ)

وأبناؤها المرد شيب الرءوس

وأبناؤها السود بيض التراقي

ركبنا إليها غداة الصّبوح

مطايا تخب كدهم العتاق

فظلنا نميت لديها الزّفاق

الى أن حيينا بموت الزّقاق

(2)

وقال في كتاب الأنوار أيضا وللحسين بن علي:

قالت وقد رحت في ثوب البلى أصلا

وعدت أمرح في برد الصبى جذلا

أزارك الليل شعري فاغتديت به

مزور اللون أم عوضته بدلا

هبك استعرت خماري فاختمرت به

فمن يعيرك فيه اللهو والغزلا

ما اعتضت يا عم من بيض الحجال وقد

سودت بيضك إلاّ الصد والعذلا

فقمت في لونها من عتبها خجلا

وظلت أطلب ظلا للصبى أفلا

(3)

وقرأت في الحماسة العراقية جمع محمد بن علي العراقي ما أورده فيها للحسين ابن علي الأنطاكي:

بأبي والله من طرقا

كابتسام البرق إذ خفقا

زارني وجدا برؤيته

وملأ قلبي به حرقا

زارني طيف الحبيب

فما زاد أن أغرى بي الأرقا

ومما أورده أيضا في الحماسة المذكورة للحسين بن علي المذكور:

(1)

- كتاب الانوار:2/ 13.

(2)

- كتاب الانوار:2/ 14.

(3)

-ليست في المطبوع من كتاب الانوار.

ص: 2729

طيف ألم به حياه وانصرفا

ماذا عليه وماذا كان لو وقفا

أتى فأهدى إلى هادي الحشا قلقا

وسالم القلب من حر الهوا شغفا

(143 - و)

يا طيف أروى فقد هيجت لي كمدا

مدى الليالي وأذكرت الذي سلفا

‌الحسين بن عمر بن نصر بن الحسن بن سعد بن عبد الله بن باز:

أبو عبد الله الموصلي، من أهل الموصل، سمع ببلده أباه عمر، وخطيب الموصل أبا الفضل عبد الله بن أحمد بن الطوسي، وأبا الفرج يحيى بن محمود الثقفي ورحل الى بغداد فسمع بها من أبي الحسين عبد الحق بن عبد الخالق بن يوسف، وأبي عبد الله المظفر بن أبي نصر البواب وأبي محمد لاحق بن علي بن كاره، وأبي منصور محمد بن أحمد بن الفرج الدقاق، وأبي الحسن علي بن عبد الرحيم بن العصار وأبي شاكر عيسى بن أحمد وأبي هاشم الدوشابي، وشهدة بنت أحمد بن الفرج الآبري، ثم رحل الى الشام ومصر تاجرا، فسمع في طريقه بحلب من شيخنا أبي الحسن علي بن أبي بكر الهروي ثم عاد الى الموصل، وحدث بها، وتولى دار الحديث المظفرية بها، وأجاز لنا الرواية عنه، وروى عنه الحافظ أبو عبد الله محمد بن محمود بن النجار، وأبو البركات بن المستوفي، وأخبرني أبو الفضل عباس بن بزوان الإربلي أنه سأله عن مولده فقال في ذي الحجة سنة اثنتين وخمسين وخمسمائة بالموصل.

أخبرنا أبو عبد الله الحسين بن عمر بن باز الموصلي في كتابه إلينا غير مرة قال: أخبرتنا الكاتبة شهدة بنت أحمد بن الفرج-قراءة عليها-قالت: أخبرنا النقيب أبو الفوارس طراد بن محمد بن علي الزينبي قال: أخبرنا علي بن محمد بن بشران قال: أخبرنا اسماعيل بن محمد الصفار قال: حدثنا أحمد بن منصور قال: حدثنا عبد الرزاق قال: أخبرنا معمر عن همام أنه سمع أبا هريرة يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (143 - ظ): لا يقل أحدكم اللهم اغفر لي إن شئت، اللهم

ص: 2730

ارحمني إن شئت، اللهم ارزقني إن شئت ليعزم مسألته فإنه يفعل ما يشاء لا مكره له

(1)

.

قرأت بخط الحسين بن عمر بن باز في مجموع علقه في الأسفار وأجاز لنا الرواية عنه قال: أنشدني الشيخ الامام تقي الدين علي بن أبي بكر الهروي بظاهر مدينة حلب حرسها الله، ونقلتها من ظهر كتاب الوصية الهروية له قال: أنشدني الشيخ الامام العارف، لسان الزمان، وسيد أهل الطريقة علاء الدين عبيد الأعلى علي بن المجري لنفسه بمدينة حلب سنة خمس وتسعين وخمسمائة.

من خص بالمدح الصديق فإنني

أحبو بصالح مدحي الأعداء

أهدوا إليّ معائبي فرفضتها

ونفيت عن أخلاقي الأقذاء

وتنافسوا في المكرمات فنلتها

حتى امتطيت بأخمصي الجوزاء

ونقلت من خط ابن باز: وأنشدني أيضا الشيخ علي بن الهروي لنفسه، وأجازه لنا ابن الهروي:

إذا ما يسرك

(2)

يوما سمحت

فغيرك عندي به أسمح

لئن كان في الناس مستقبحا

ففعلك من قبله أقبح

ونقلت من خطه في هذا المجموع: ولبعضهم علقها بحلب حرسها الله:

كتبت والكأس في يمناي مترعة

وأملح الناس يسقينا ويلهينا

ونحن في مجلس حل السرور به

خلوين من ثالث حتى يوافينا

(144 - و)

فكن جواب كتابي والسلم

فما أراك تلحقنا إلاّ مجانينا

قال لي رفيقنا أبو الفضل عباس بن بزوان الإربلي: الحسين بن عمر بن نصر ابن الحسن بن سعد المعروف بابن الموصلي، سمع ببلده-يعني الموصل-أباه، وأبا الفضل عبد الله بن أحمد الطوسي، وأبا الفرج الثقفي وغيرهم، وسمع ببغداد من لاحق بن كاره، وشهدة بنت أحمد بن الفرج الكاتبة، وعبد الحق بن عبد الخالق

(1)

-انظره في كنز العمال:2/ 3253.

(2)

-بسر: أعجل، وعبس وقهر. القاموس.

ص: 2731

ابن يوسف، وأبي منصور محمد بن أحمد بن الفراج الدقاق، وأبي عبد الله المظفر ابن أبي نصر البواب، وأبي هاشم الدوشابي، روى لنا عنهم وعن علي بن الهروي، ذكر أنه سمع منه بحلب بعض مصنفاته في اجتيازه الى مصر، وعاد الى الموصل، فتولى دار الحديث المظفرية بها، ولم يزل شيخا ومستمعا الى أن توفي، وكان ثقة حسن الخط والقراءة.

أنبأنا أبو عبد الله محمد بن محمود بن النجار الحافظ قال: الحسين بن عمر ابن نصر بن الحسن بن سعد بن عبد الله، أبو عبد الله المعروف بابن الباز، من أهل الموصل، قدم بغداد شابا طالبا للحديث في سنة اثنتين وسبعين وخمسمائة، وسمع بها من أبي الحسين عبد الحق بن عبد الخالق بن أحمد بن يوسف، وأبي محمد لاحق ابن علي بن كاره، والكاتبة شهدة بنت الآبري وجماعة غيرهم، وكتب بخطه كثيرا من الكتب والأجزاء، وعاد الى الموصل فأقام بها يسمع من شيوخها كالخطيب أبي الفضل عبد الله بن أحمد بن الطوسي ومن دونه، ثم قدم علينا بغداد في سنة ستمائة، وسمع من شيوخنا وسمعنا (144 - ظ) بقراءته، وسمع بقراءتنا، واصطحبنا في الطلب والتحصيل، وكان ذاهمة حسنة وجد واجتهاد ومحبة لهذا الشأن، ومعرفة لطرف صالح، وسمع منه شيئا وسمع مني شيئا، وكان صدوقا وفاضلا، يخضب بالسواد، وترك الخضاب في آخر عمره.

وقال: سألت أبا عبد الله بن باز عن مولده فقال: في يوم الثلاثاء خامس عشري ذي الحجة من سنة اثنتين وخمسين وخمسمائة بالموصل، وبلغنا أنه توفي في ليلة السبت مستهل ربيع الآخر سنة اثنتين وعشرين وستمائة بالموصل

(1)

(145 - و).

أنبأنا الحافظ عبد العظيم المنذري قال: وفي ليلة الثاني من شهر ربيع الآخر توفي الشيخ الأجل أبو عبد الله الحسين بن عمر بن نصر بن الحسن بن سعد بن باز الموصلي بها، ومولده بها في يوم الثلاثاء الخامس والعشرين من ذي الحجة سنة اثنتين وخمسين وخمسمائة، سمع بالموصل من والده ومن أبي الفضل عبد الله بن أحمد بن محمد الخطيب، وسمع ببغداد من أبي محمد لاحق بن علي بن كاره، وأبي

(1)

-لم يرد ذكره في المستفاد من ذيل تاريخ بغداد لابن النجار.

ص: 2732

أحمد أسعد بن يلدرك الجبريلي، وأبي عبد الله المظفر بن أبي نصر البواب، وأبي الحسن عبد الحق بن عبد الخالق اليوسفي، وأبي شاكر عيسي بن أحمد، وأبي منصور محمد بن أحمد بن الفرج الدقاق، وأبي الحسن علي بن عبد الرحيم السلمي وفخر النساء شهدة بنت الآبري، وجماعة سواهم.

دخل الشام ومصر، وما علمته سمع بمصر ولا حدث بها، والظاهر أنه قدمها للتجارة، وحدث بالموصل واربل، وولي دار الحديث المظفرية بالموصل

(1)

.

‌الحسين بن عمر ابو عبد الله المعروف بالقحف:

وهو الحسن بن علي بن عمر القحف الذي روى عن أبي العلاء بن سليمان، وقد تقدم ذكره، وبعضهم يسميه الحسين.

وقد ذكر صديقنا ورفيقنا الحافظ أبو عبد الله بن النجار في التاريخ المجدد لمدينة السلام وقال: الحسين بن عمر أبو عبد الله القاص المصري، يعرف بالقحف

(2)

.

هكذا رأيته بخط أبي علي بن البرداني، فلعله غير أبي محمد الحسن بن علي ابن عمر القحف الذي ذكرناه آنفا، والله أعلم.

أنبأنا أبو عبد الله بن (145 - ظ) النجار قال: قرأت في كتاب أبي علي أحمد ابن محمد بن البرداني بخطه، وقرأته على محمد بن محمد بن الحسن عن أحمد بن المقرب عنه قال: أنشدنا أبو عبد الله الحسين بن عمر القاص المصري-يعرف بالقحف-من لفظه لنفسه، يرثي القاضي أبا الحسن-يعني-ابن المهتدي.

إنما العيش والحياة غرور

كل حي الى الممات يصير

ذهب الأول العزيز من الناس

ويتلوه في الذهاب الأخير

حكم الموت بينهم حكم عدل

فتساوى غنّيهم والفقير

(1)

-لا يحتوي المطبوع من كتاب التكملة لوفيات النقلة على وفيات سنة 622 هـ.

(2)

-لا ترجمه له في المستفاد من ذيل تاريخ بغداد لابن النجار.

ص: 2733

رحّلتهم عن الديار المنايا

فحوتهم بعد القصور القبور

نزلوا منزلا هم فيه شرع

لا أمير فيه ولا مأمور

وإذا كان غاية الحي موت

فطويل الحياة عندي قصير

كل شيء يفنيه كرّ الليالي

ليس يبقى إلاّ اللطيف الخبير

يصدع الدهر فيه للجبل الص

لد فتهوى أحجاره والصخور

لا كبير يهابه حادث الموت

ولا من يديه ينجو الصغير

كم الى كم نلهو ونطمع

بالعيش وللموت روحة وبكور

يسلب المرء من أخيه فلا

يستطيع دفعا له ولا يستشير

فتراه يلفى لديه صريعا

قد علاه بعد الحراك الفتور

كل هذا وعظ لنا غير أنا

في غرور والخاسر المغرور (146 - و)

غير أن الفراق صعب على الأ

حباب مستكره الفراق مرير

سيما فرقة بغير اجتماع

ما توالت أزمانها والدهور

قل صبري أبا الحسين وإني

لجليد على الخطوب صبور

فجع المسلمين فيك زمان

يعتري صفو عيشه تكدير

عدموا والدا شفيقا عليهم

وهو في دينه سراج منير

سيد ما جد له الحنم والعلم

وفيه السداد والتدبير

دين خيرّ تقي نقي ذو

عفاف برّ صبور شكور

كاظم راحم شريف عطوف

بين عينيه للديانه نور

كل شيء يستكثر الناس في الد

نيا قليل في ناظريه يسير

صائم قائم إذا جنّ ليل

ذاكر ربه حيي وقور

شهد الله والعباد بأنيّ

لا كذوب فيه ولا مستعير

وأصبنا فيه وأي مصاب

ور زيناه وهو رزء كبير

أيها الراحل الذي سار بالأمس

ووارته في الصعيد القبور

هل تجيب الندا فهذا عليّ

نجلك السيد الخطيب الستير

قائلا كيف بت في منزل

الوحدة بيت مهدم مهجور

وا فؤادي قرح على إثر قرح

ناصري فيه عبرة وزفير

ص: 2734

طال ليلي لما فقدتك حتى

وقف النجم حائرا لا يغور

(146 - ظ)

وعرتني الهموم والحزن حتى

ضاق صدري وكاد قلبي يطير

وعدمت العزاء والصبر فالن

ار بقلبي وماء جفني غزير

أظلمت بعدك المحاريب إذ أن

ت لعقر المحراب في الليل نور

أتراني أنساك كلاّ ولكن

أنا ما طالت الحياة ذكور

كيف أنسى من شخصه

طول دهري محي فؤادي وناظري مقبور

لا هناني من بعدك العيش

يوما ولا عاد لي يسير السرور

أي عيش لموجع القلب باك

سلبت منه نعمة وحبور

ورأى لحظ عينه بحر علم

وهو في ضيق لحده مأسور

ليتني متّ قبل موتك حتى

لا يراني عند العزاء الحضور

معشر المسلمين عوذوا بصبر

لا يحوز الثواب إلاّ الصبور

وحرف الغين والفاء والقاف والكاف واللام في آباء الحسين فارغ

‌حرف الميم في آباء الحسين

‌الحسين بن المبارك بن محمد:

ابن يحيى بن مسلم الربعي الزبيدي الأصل، البغدادي، أبو عبد الله الحنبلي، أصلة من زبيد من اليمن، وولد ببغداد ونشأ بها وهو أخو شيخنا أبي علي الحسن ابن المبارك، سمع ببغداد أبا الوقت عبد الأول بن عيسى السجزي، وأبا زرعة طاهر ابن محمد بن طاهر المقدسي، وأبا جعفر محمد بن محمد الطائي، وأبا حامد محمد ابن عبد الرحيم الغرناطي.

حدث ببغداد وتوجه منها (147 - و) الى الشام، واجتاز بحلب وهو قاصد دمشق في سنة ثلاثين وستمائة، ولم يقم بها أكثر من يوم واحد، ولم نعلم به، لأنه طلب الى دمشق للسماع عليه، فأخفى أمره لئلا يمسك في حلب للسماع، وحدث بها بشيء يسير من حديثه وسار الى دمشق فحدث بها بصحيح البخاري عن أبي الوقت وبشيء كثير غيره، وحضر السماع عليه الملك الأشرف موسى بن الملك العادل أبي

ص: 2735

بكر بن أيوب وخلق كثير غيره، وحصل له من الملك الأشرف وغيره جملة حسنة من المال، اتسع بها، ووفى عنه ديونا كانت عليه بعد فقر واملاق، وعاد الى بغداد، فلم يقم بها إلا قليلا ومات.

روى عنه أبو عبد الله محمد بن محمود بن النجار وغيره، وأجاز لنا أن نروي عنه ما يرويه، وكان ثقة متدينا صالحا فقيها.

أنبأنا أبو عبد الله الحسين بن المبارك بن محمد الزبيدي، وأخبرنا أخوه أبو علي الحسن بن المبارك بمكة شرفها الله، وأبو سعد ثابت بن مشرف بن أبي سعد بحلب قالوا: أخبرنا أبو الوقت عبد الأول بن عيسى الهروي قال: أخبرنا أبو عبد الله محمد بن عبد العزيز الفارسي قال: حدثنا أبو محمد عبد الرحمن بن أحمد بن محمد الأنصاري قال: أخبرنا أبو القاسم عبد الله بن محمد البغوي قال: حدثنا أبو الجهم العلاء بن موسى الباهلي قال: حدثنا الليث بن سعد المصري عن أبي الزبير المكي عن جابر بن عبد الله الأنصاري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

لا يدخل أحد ممن بايع تحت الشجرة النار.

أخبرنا الحافظ أبو عبد الله محمد بن محمود بن النجار قال: الحسين بن المبارك بن (147 - ظ) محمد بن يحيى بن مسلم الزبيدي أبو عبد الله، من ساكني باب البصرة، وهو أخو أبي علي الحسن الذي قدمنا ذكره، وهو الاصغر سمع أبا الوقت عبد الاول بن عيسى بن شعيب السجزي وغيره، وقرأ طرفا صالحا من الفقه على مذهب أبي عبد الله أحمد بن حنبل وله معرفة حسنة بالأدب، ولديه فضل وافر، كتبت عنه وهو صدوق حسن الطريقة جميل السيرة متدين صالح، سألت أبا عبد الله بن الزبيدي عن مولده فقال في سنة ست-أو سبع-وأربعين وخمسمائة -الشك منه-وسافر الى الشام، وحدث بدمشق بصحيح البخاري عن أبي الوقت مرات، وسمعه منه خلق كثير، وحصل له شيء من الدنيا بعد فقر وضيق حال كان فيه، وعاد الى بغداد فوصلها مريضا، وأقام بها أياما وتوفي يوم الاثنين الثالث

ص: 2736

والعشرين من صفر سنة احدى وثلاثين وستمائة، ودفن من الغد بمقبرة جامع المنصور عند أهله

(1)

.

أخبرنا الحافظ عبد العظيم المنذري قال: وفي الثالث والعشرين من صفر -يعني-من سنة احدى وثلاثين وستمائة توفي الشيخ الثقة أبو عبد الله الحسين بن المبارك بن محمد بن يحيى بن مسلم الربعي، الزبيدي الاصل، البغدادي المولد والدار، الحنبلي، ببغداد، ودفن بمقبرة جامع المنصور.

سمع من أبي الوقت عبد الأول بن عيسى الهروي، وأبي جعفر محمد بن محمد الطائي، وأبي حامد الغرناطي، وأبي زرعة طاهر بن محمد بن طاهر المقدسي وغيرهم، وحدث ببغداد ودمشق وحلب وغيرها من البلاد، ولنا منه إجازة، كتب بها إلينا من بغداد غير (148 - و) مرة منها ما هو في سنة احدى وعشرين وستمائة، وكان فقيها حافظا

(2)

.

أخبرني أبو حفص عمر بن علي بن دهجان البصري ببغداد قال: كان رجل من أهل البصرة قد أودع وديعة عند الحسين الزبيدي، وقال له: اذا بلغ أولادي سلمها إليهم، ولم يعلم بها أحد فاحتاج الحسين إليها فأنفقها وسار الى الشام، وحدث بها وحصل له بالشام ذهب، فعزل الوديعة واتفق أنه قدم بغداد من الشام وهو مريض فقال لولده عمر: في عنقي أمانة أريد أن أنزعها من عنقي وأجعلها في عنقك، فقال:

وما هي؟ قال لبني فلان البصري عندي مائتا دينار، وهي هذه لا يعلم بها أحد إلا الله توصلها إليهم، وأخاف أن لا أصح، فتسلمها ابنه منه، ومات الحسين في تلك الليلة، فمضى ولده وسأل عن أولاد ذلك الشخص المودع، فوجد عليهم ديونا قد لزهم الخصوم فيها ولهم آدر قد عزموا على بيعها ووجدهم متودرين من الخصوم فقال لبعض الجيران حين سأل عنهم: إن لهم عندي ذهبا، فاجتمعوا به وسلم إليهم الوديعة فوفوا دينهم، وسلمت أملاكهم.

قال لي ابن دهجان: فاجتمعت بابنه وسألته عن ذلك، فشق عليه سؤالي، ثم أخبرني به، قال: وكان الحسين كثيرا ما يدعو اللهم أدّ عني أمانتي، (148 - ظ).

(1)

-لا ترجمة له في المستفاد من ذيل تاريخ بغداد لابن النجار.

(2)

-وقف المطبوع من كتاب التكملة لوفيات النقلة للمنذري مع سنة 616 هـ.

ص: 2737

‌ذكر من اسم أبيه محمد ممن اسمه الحسين:

‌الحسين بن محمد بن ابراهيم:

بسم الله الرحمن الرحيم

وبه توفيقي

سمع بتل منّس المسيب بن واضح السلمي التل منسي، روى عنه أبو القاسم الفضل بن جعفر التميمي مؤذن مسجد دمشق.

أخبرنا أبو الحسن علي بن شجاع بن سالم القرشي بالقاهرة، قال: أخبرنا أبو عبد الله محمد بن عبد المولى بن محمد اللبني قال: أخبرنا أبي عبد المولى قال:

حدثنا أبو خلف عبد الرحيم بن محمد بن المدبر قال: أخبرنا النقاش، يعني الفقيه أبا اسحاق ابراهيم بن عبد الله بن أحمد قال: حدثنا أبو عبد الله الجرجاني، يعني الحسن بن جعفر بن محمد قال: حدثنا أبو القاسم الفضل بن جعفر التميمي مؤذن مسجد دمشق قال: حدثنا الحسين بن محمد بن ابراهيم قال: حدثنا المسيب بن واضح قال: حدثنا اسماعيل بن عياش عن عطاء بن عجلان عن أنس بن مالك قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: شفاعتي لأهل الكبائر من أمتي

(1)

.

‌الحسين بن محمد بن أحمد بن محمد بن الحسين بن عيسى بن ماسرجس:

الحافظ أبو علي النيسابوري الماسرجسي رحل الى الشام، وسمع بحلب من أبي الحسن علي بن عبد الحميد الغضائري الزاهد، ويحيى بن علي بن محمد الكندي الحلبيين وسمع بدمشق من أبي الحسين محمد بن عبد الله الرازي، وبصيدا من أبي الحسن محمد بن الفتح، وبمصر من عبد العزيز بن أحمد بن الفرج الغافقي، وعلي ابن اسحاق القيسراني (150 - و) وأبي عبد السلام عبد الله بن عبد الرحمن الرحبي،

(1)

-انظره في كنز العمال:39751،14/ 39055.

ص: 2738

ومحمد بن سفيان، وبتينس من أبي جعفر عمر بن ابراهيم الكلابي، وبنيسابور من أبيه محمد ومن جده أبي العباس أحمد بن محمد بن الحسين الماسرجسي، وأبي العباس السراج وأبي بكر بن خزيمة.

روى عنه أبو عبد الرحمن محمد بن الحسين السلمي، والحاكم أبو عبد الله محمد بن عبد الله البيّع الحافظ.

أنبأنا أبو نصر محمد بن هبة الشيرازي قال: أخبرنا أبو القاسم علي بن الحسن الحافظ قال: أخبرنا خالي القاضي أبو المعالي محمد بن يحيى قال: أخبرنا أبو روح (150 - ط) ياسين بن سهل بن محمد قال: سمعت أبا منصور محمد بن أحمد بن أحمد بن منصور القاضي يقول: قال الحاكم: قد كان في عصرنا جماعة بلغ المسند المصنف على تراجم الرجال لكل واحد منهم ألف جزء، منهم أبو اسحاق ابراهيم بن محمد بن حمزة الاصبهاني، وأبو علي الحسين بن محمد بن أحمد الماسرجسي.

أنبأنا أبو بكر عبد الله بن عمر وأبو محمد عبد الرحمن بن عمر بن أبي نصر قالا: أخبرنا أبو الخير القزويني قال: أخبرنا زاهر بن طاهر عن أبوي عثمان الصابوني والبحيري، وأبوي بكر البيهقي والحيري قالوا: أخبرنا أبو عبد الله الحافظ قال:

الحسين بن محمد بن أحمد بن محمد بن الحسين الحافظ أبو علي الماسرجسي سيفنّه

(1)

عصره في كثرة الكتابة والسماع والرحلة، وأثبت أصحابنا في السماع والأداء ومن بيت الحديث.

سمع بنيسابور أبا بكر بن خزيمة، وأبا العباس الثقفي، وأكثر عن جماعتهم، وسمع جده وكان أسند أهل عصره، وأباه وكان من أصحاب مسلم بن الحجاج، ورحل الى العراق سنة إحدى وعشرين، فسمع أبا عبد الله بن مخلد وطبقتهم، ثم خرج الى الشام فكتب عن أصحاب هشام بن عمار وأقرانهم، ثم دخل مصر وأكثر المقام بها، وسمع أصحاب المزني وأقرانهم، وصنف المسند الكبير في ألف وثلاثمائة جزء مهذبا بالعلل، وجمع حديث الزهري جمعا لم يسبقه إليه أحد، وكان يحفظ

(1)

-اسم طائر بمصر لا يقع على شجرة الا أكل جميع ورقها، لقب به لانه كان اذا أتى محدثا كتب جميع حديثه. القاموس.

ص: 2739

حديث الزهري مثل الماء، وصنف المغازي والقبائل، وكان عارفا بها، وصف أكثر المشايخ والأبواب، وخرّج على كتاب البخاري ومسلم في الصحيح، ولم يبلغ وقت الحاجة إليه، نظرت أنا له في الزهري (151 - و) وفي الفوائد ومقدار مائة وخمسين جزءا من المسند، وأدركته المنية رضي الله عنه، قبل الحاجة الى إسناده، توفي رحمه الله يوم الثلاثاء التاسع من رجب وقت الظهر، ودفن يوم الاربعاء العاشر منه بعد العصر من سنة خمس وستين وثلاثمائة، شهدت جنازته، وصلى عليه الفقيه أبو الحسن الماسرجسي ابن أخيه في ميدان الحسين، ودفن بداره وهو ابن ثمان وستين سنة، فان مولده كان سنة ثمان وتسعين ومائتين، ودفن علم كثير بدفنه.

وزاد غير زاهر بن طاهر عن البيهقي عن الحاكم قال: وشيخنا أبو علي سمع بنيسابور من جده أبي العباس، وأبي بكر بن اسحاق وأقرانهما، ثم دخل العراقين والحجاز ومصر والشام، وانصرف على طريق الأهواز، وجوّد عن مشايخ عصره في هذه الديار، وجمع حديث الزهري حتى زاد فيه على محمد بن يحيى وكان محمد بن يحيى يعرف بالزهري، فصار الماسرجسي الزهري الصغير، ثم أفنى عمره في جمع المسند الكبير، وعندي أنه لم يصنف في الاسلام أكبر منه، فإنه وقع بخطه في ألف وثلاثمائة جزء، وقد قلت على التحقيق إنه يقع بخطوط الوراقين في أكثر من ثلاثة آلاف جزء، فإن أبا محمد بن زياد العدل عقد له مجلسا لقراءته على الوجه، وكان مسند أبي بكر الصديق بخط الحسين في بضعة عشر جزءا بعلله وشواهده، فكتبه الوراقون في نيف وستين جزءا.

أنبأنا أبو نصر القاضي قال: أخبرنا الحافظ أبو القاسم علي بن الحسن الدمشقي قال (151 - ظ) الحسين بن محمد بن أحمد بن محمد بن الحسين بن عيسى بن ماسرجس أبو علي النيسابوري الحافظ الماسرجسي، له رحلة الى الشام ومصر والعراق، سمع فيها أبا الحسين الرازي بدمشق، وأبا الحسن محمد بن الفتح بصيدا، وأبا عبد السلام عبد الله بن عبد الرحمن الرحبي، وعلي بن اسحاق القيسراني، ومحمد بن سفيان، وعبد العزيز بن أحمد بن الفرج الغافقي بمصر، وأبا حفص عمر بن ابراهيم الكلابي بتنيس، وسمع بخراسان أباه وجده أبا العباس أحمد بن

ص: 2740

محمد الماسرجسي وابا العباس السراج، وأبا بكر بن خزيمة، روى عنه الحاكم أبو عبد الله، وأبو عبد الرحمن السلمي

(1)

.

‌الحسين بن محمد بن احمد أبو عبد الله العينزربي:

أصله من عين زربة بلدة بالثغور الشامية، قد ذكرناها في مقدمة كتابنا

(2)

هذا، ونزل دمشق وأظن أنه خرج من عين زربة حين استولى عليها الكفار، حكى عن أبي بكر بن أحمد بن علي الحبال الحلبي، حكى عنه أبو الحسن علي بن محمد الحنائي.

أخبرنا أبو نصر محمد بن هبة الله الشيرازي-إذنا-قال: أخبرنا علي بن الحسن الدمشقي قال: قرأت بخط أبي الحسن علي بن محمد الحنائي سمعت أبا عبد الله الحسين بن محمد بن أحمد العينزربي يقول: سمعت أبا علي أحمد بن علي الحبال الصوفي يقول: دخلت على سيف الدولة فقال: من أين المطعم؟ فقلت: لو كان من أين فني.

قال الحافظ: الحسين بن محمد بن أحمد أبو عبد الله بن العينزربي، حكى عن أبي بكر أحمد بن علي الحبال حكى عنه علي الحنائي. وقال الحافظ: قرأت بخط عبد المنعم بن علي بن النحوي (152 - و) مات أبو عبد الله العينزربي في يوم الجمعة لسبع عشرة ليلة خلت من شوال سنة اثنتين وتسعين وثلاثمائة

(3)

.

‌الحسين بن محمد بن أحمد الانصاري:

أبو عبد الله الحلبي البزاز الشاهد المعروف بابن المنيقير حدث عن أبي عبد الله أحمد بن عطاء الروذباري، روى عنه أبو بكر أحمد بن عمر بن أبي الأشعت السمرقندي، والفقيه أبو الفتح نصر بن ابراهيم بن نصر المقدسي، وأبو عثمان اسماعيل بن عبد الرحمن الصابوني، ومحمد بن عبد الرحمن بن محمد النهاوندي المعروف بمدّوس، وأبو صالح أحمد بن عبد الملك النيسابوري المؤذن، ونجا بن أحمد العطار، وأبو الفتح محمد بن الحسين بن محمد الأسد أبا ذي، وأبو القاسم

(1)

- تاريخ دمشق:5/ 55 ظ.

(2)

-انظر الجزء الاول:167 - 168.

(3)

- تاريخ دمشق لابن عساكر:5/ 56 - و. ظ.

ص: 2741

ابن أبي العلاء، وعبد العزيز الكتاني، وأبو عبد الله محمد بن ابراهيم الشيرازي، وأبو البركات ابراهيم بن الحسن بن محمد بن طلحة الصيداوي المقرئ، وأبو محمد الحسين بن محمد بن أحمد النيسابوري الواعظ.

أخبرنا أبو عبد الله محمد بن أبي القاسم بن محمد بن تيمية الحراني بها، وأبو محمد عبد اللطيف بن يوسف بن محمد البغدادي، وأبو اسحاق ابراهيم بن عثمان بن يوسف الكاشغري بحلب قالوا: أخبرنا أبو الفتح محمد بن عبد الباقي ابن أحمد بن سلمان قال: أخبرنا أبو بكر أحمد بن عمر بن أبي الأشعت السمرقندي قال: أخبرنا أبو عبد الله الحسين بن محمد بن أحمد الحلبي قال: حدثنا أبو عبد الله الحسين بن محمد بن أحمد الحلبي

(1)

قال: حدثنا أبو عبد الله أحمد بن عطاء الروزباري الصوفي بصور قال: حدثنا أبو عبد الله (152 - ظ) محمد بن مخلد الدوري قال: حدثنا أبو حذافة أحمد ابن اسماعيل السهمي قال: حدثنا سعد بن سعيد بن أبي سعيد المقبري عن أخيه عبد الله بن سعيد عن أبيه عن أبي هريرة قال: قال: رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا سهم في الاسلام لمن لا صلاة له، ولا صلاة لمن لا وضوء له، ولا وضوء لمن لم يذكر اسم الله عليه وثلاث منجيات وثلاث مهلكات، فأما المنجيات فخشية الله في السر والعلانية، والاقتصاد في الفقر والغنى والحكم بالعدل عند الغضب والرضا، والمهلكات شح مطاع، وهوى متبع، واعجاب المرء بنفسه

(2)

.

أخبرنا أبو هاشم عبد المطلب بن الفضل بن عبد المطلب الهاشمي قال: أخبرنا أبو سعد عبد الكريم بن محمد السمعاني قال: أخبرنا أبو بكر عبد الغفار بن محمد ابن الحسين الشيروي-قراءة عليه بنيسابور وأنا حاضر-قال: حدثنا أبو عثمان اسماعيل بن عبد الرحمن الصابوني يقول: سمعت الحسين بن محمد بن أحمد الحلبي بدمشق، ح.

وأخبرناه عاليا أبو عبد الله محمد بن أبي القاسم بن تيمية بحران، وأبو اسحاق ابراهيم بن عثمان بن يوسف الزركشي، وأبو محمد عبد اللطيف بن يوسف بن محمد البغداديان بحلب قالوا: أخبرنا أبو الفتح محمد بن عبد الباقي البطي

(1)

-كذا بالاصل: وهو تكرار بلا انتباه.

(2)

-انظره في كنز العمال:7/ 19098.

ص: 2742

قال: أخبرنا أبو بكر أحمد بن عمر بن الأشعث السمرقندي قال: حدثنا الحسين بن محمد بن أحمد الحلبي قال: حدثنا أبو عبد الله أحمد بن عطاء الروذباري قال:

سمعت أبا صالح عبد الله بن صالح الصوفي يقول: رؤي بعض أصحاب الحديث في المنام (153 - و) فقيل له ما فعل الله بك؟ قال: غفر لي، قال: بأي شيء؟ قال:

بصلاتي في كتبي على رسول الله صلى الله عليه وسلم.

أخبرنا أبو نصر محمد بن الشيرازي-فيما أذن لنا فيه-قال: أخبرنا الحافظ أبو القاسم علي بن الحسن قال: الحسين بن محمد بن أحمد أبو عبد الله الأنصاري الحلبي الشاهد البزاز، المعروف بابن المنيقير، سكن دمشق وحدث بها عن أبي عبد الله أحمد بن عطاء الروذباري الصوفي، روى عنه الفقيه أبو الفتح نصر بن ابراهيم وأبو صالح أحمد بن عبد الملك النيسابوري المؤذن، ونجا بن أحمد، وعبد العزيز الكتاني، وأبو الفتح محمد بن الحسن بن محمد الأسد أباذي، وأبو القاسم بن أبي العلاء.

وقال الحافظ: أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني قال: حدثنا عبد العزيز الكتاني قال: حدثني نجا بن أحمد العطار قال: توفي أبو عبد الله الحسين بن محمد الحلبي البزاز في سنة ست وثلاثين وأربعمائة، حدث عن أبي عبد الله أحمد بن عطاء الروذباري الصوفي، وذكر الحداد أنه ثقة مأمون شاهد

(1)

.

‌الحسين بن محمد بن أحمد بن الحسين:

أبو محمد النيسابوري الواعظ، سمع بمعرة النعمان أبا العلاء أحمد بن عبد الله ابن سليمان، وأبا علي الحسن بن علي بن عنبسة الكفرطابي، وأبا علي المهذب بن علي بن المهذب التنوخي المعري، وبدمشق أبا الحسن بن السمسار، وبنيسابور أبا طاهر محمد بن محمد بن محمش الزيادي، وأبا حازم عمر بن أحمد (153 - ظ) بن ابراهيم بن عبدويه النيسابوري، وروى عن أبي الحسن العتيقي، وأبي عبد الرحمن السلمي وأبي بكر محمد بن عبد الله الفارسي، والقاضي أبي محمد عبد الوهاب

(1)

-تاريخ دمشق لابن عساكر:5/ 56 - ظ.

ص: 2743

ابن علي بن نصر البغدادي ومحمد بن الحسين بن خلف البغدادي، وأبي الحسن محمد بن القاسم الفارسي، وأبي سعد محمد بن أحمد العميدي، وأبي الحسن عليّ ابن محمد بن ابراهيم المقرئ، وأبي علي الحسن بن عدي بن محمد الأديب الفقيه، وأبي منصور عبد الملك بن اسماعيل الثعالبي وأبي سهل سعيد بن عبد العزيز النيلي، والحافظ أبي عثمان اسماعيل بن عبد الرحمن وأبي عبد الله الحسين بن محمد ابن أحمد الأنصاري المعروف بابن المنيقير الحلبي.

روى عنه أبو الحسن علي بن المؤمل بن غسان الكاتب المصري وأبو الفتيان عمر ابن أبي الحسن الرواسي، وأبو عبد الله محمد بن أحمد بن الحطاب الرازي.

أخبرنا يونس بن خليل وأبو

(1)

بن عزون قالا: أخبرنا أبو القاسم البوصيري قال: أخبرنا أبو عبد الله محمد بن أحمد بن ابراهيم الرازي قال: أخبرنا أبو محمد الحسين بن محمد بن أحمد النيسابوري الواعظ، وأبي أحمد بن ابراهيم ابن أحمد الرازي الفقيه بمصر قالا: حدثنا أبو الحسن علي بن موسى بن الحسين الدمشقي بها قال: أخبرنا أبو عبد الله محمد بن ابراهيم بن مروان قال: حدثنا الحسن بن خلف قال: حدثنا سليمان بن عبد الرحمن بن عيسى قال: حدثنا ابن عياش قال: حدثنا الأوزاعي وسعيد بن يوسف عن يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة عن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: لا تنكح الثيب حتى تستأمر، ولا البكر حتى تستأذن واذنها الصمت

(2)

.

أخبرنا أبو الحسن علي بن المفضل المقدسي في كتابه قال: أخبرنا أبو طاهر أحمد بن محمد السّلفي قال: أخبرنا أبو الحسن علي بن المؤمل بن غسان المصري قال: حدثنا أبو محمد الحسين بن محمد بن أحمد النيسابوري الواعظ بمصر قال:

أنشدنا أبو العلاء أحمد بن عبد الله بن سليمان لنفسه:

نوائب إن حلت تجلت سريعة

وإما توالت في الزمان تولّت

ودنياك إن قلّت أقالت وإن

قلت فمن قلت في الدين لحتّ وعلّت

غلت وأغالت ثم غالت وأوحشت

وجشت وجاشت واستمالت وملت

(1)

-فراغ بالاصل.

(2)

-انظره في كنز العمال:16/ 44658.

ص: 2744

وصلّت بنيران وصلّت سيوفها

وسلت حساما من أذاة وسلّت

(154 - و)

ازالت وزالت بالفتى من مقامه

وحلّت فلما أحكم العقد حلّت

أخبرنا أبو هاشم عبد المطلب بن الفضل قال: أخبرنا أبو سعد عبد الكريم بن محمد السمعاني قال: الحسين بن محمد بن أحمد بن الحسين الواعظ أبو محمد من أهل نيسابور، كان واعظا سمع ببلده أبا طاهر محمد بن محمد محمش الزيادي وحدث عنه بشيء يسير، ورد بغداد إن شاء الله، ثم خرج منها الى مصر، وحدث بها عن ابن محمش، كتب عنه أبو الفتيان عمر بن أبي الحسن الرواسي وقال: أخبرنا أبو محمد الواعظ بمصر في تاج الجوامع، وروى حديثا عن الصحيفة لهمام بن منبه، وهو في معجم شيوخ الرواسي.

أخبرنا يونس بن خليل بن عبد الله، وأبو

(1)

بن عزون قالا: أخبرنا أبو القاسم البوصيري قال: أخبرنا أبو عبد الله محمد بن أحمد بن ابراهيم الحطاب الرازي قال: أبو محمد الحسين محمد بن أحمد النيسابوري الواعظ، كان يكتب الى أن توفي، وسمع معنا على محدثي مصر، وقد أدرك بخراسان أبا عبد الرحمن السّلمي وطبقته، وبالشام علي بن موسى بن السمسار وغيره، وكان من رفقاء أبي بدمشق في طلب الحديث، وعندي عنه جزء من فوائد أبي عبد الله بن مروان سمعت عليه وعلى والدي، وكانا قد سمعاه معا على ابن السمسار الدمشقي بها.

أنبأنا أبو نصر محمد بن هبة الله قال: أخبرنا أبو القاسم الحافظ الدمشقي قال:

الحسين بن محمد بن أحمد، أبو محمد النيسابوري الواعظ سمع بدمشق أبا الحسن (154 - ظ) ابن السمسار، وأبا عبد الرحمن محمد بن الحسين الصوفي بنيسابور، وأبا الحسن العتيقي روى عنه أبو عبد الله بن الحطاب.

‌الحسين بن محمد بن أسعد بن حليم الحنفي:

الفقيه المعروف بالنجم، قرأ الادب على ملك النحاة أبي نزار والفقه على أبيه محمد بن أسعد وسمع منه ومن الامير مجد الدين محمد بن محمد بن نوشتكين المعروف بابن الداية بحلب، وولي التدريس بالمدرسة المعروفة بالحدادين بحلب،

(1)

-فراغ بالاصل.

ص: 2745

وله تصانيف في الفقه، شرح الجامع الصغير لمحمد بن الحسن، وفرغ من تصنيفه بمكة حرسها الله، وله كتاب الفتاوى والواقعات وكان فقيها عالما فاضلا متدينا.

سمعت القاضي الخطيب عماد الدين عبد الكريم بن شيخنا أبي القاسم عبد الصمد بن محمد بن الحرستاني يقول: أخبرني القاضي شرف الدين الموصلي قال:

حضر نجم الدين بن الحليم يوما عند نور الدين محمود بن زنكي، فأخرج خاتما من يده، وكان فيه لوزات ذهب، فقال له: يجوز لبس هذا؟ قال: فدفع بيده في صدر نور الدين، وقال تتحرج في لبس هذا الخاتم وفيه مقدار يسير من الذهب لا يبلغ وزنه ثمن مثقال أو أقل، ويحمل الى خزانتك كل يوم من المال الحرام كذا كذا ألف درهم! فقال له نور الدين: كيف تقول هذا ومن أين يحمل الى خزانتي من المال الحرام ما تقول؟ فقال يحمل اليك من مؤونة النقل كذا، ومن مؤونة الدواب ومن مؤونة كذا ومؤونة كذا، وكل هذه أموال حرام، قال: فاستدعى نور الدين صاحب (155 - و) ديوانه وسأله عن ذلك، فقال: نعم هو صحيح، وهذا قد جرت عادة الملوك به، فقال نور الدين: لا حاجة لي فيه وأمر بتبطيله.

‌الحسين بن محمد بن الياس البالسي:

روى عن أبي عثمان سعيد بن يحيى بن حمامة الطرسوسي.

‌الحسين بن محمد بن الحسين بن صالح:

ابن اسماعيل بن عمر بن حماد بن حمزة السبيعي، أبو عبد الله بن أبي بكر ابن أبي عبد الله الحلبي، محدث بن محدث بن محدث، من بيت العلم والحديث، انتقل أبوه وجده الى حلب وبهم يعرف درب السبيعي بحلب، وقد ذكرنا جده الحسين بن صالح وابن عم أبيه الحسن بن أحمد بن صالح الحافظ وسنذكر أباه الحافظ أبا بكر في المحمدين إن شاء الله تعالى.

حدث أبو عبد الله عن أبيه أبي بكر محمد بن الحسين الحافظ، وأبي علي الحسن بن علي التنوخي المعروف بابن النقوذي، قاضي جبلة، وعبد الله بن الحسن ابن أبي الأصبغ القاضي التنوخي، روى عنه القاضي أبو القاسم علي بن المحسن التنوخي.

ص: 2746

أخبرنا أبو اليمن زيد بن الحسن بن زيد الكندي قال: أخبرنا أبو منصور عبد الرحمن بن محمد القزاز قال: أخبرنا أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت الخطيب قال:

أخبرنا التنوخي-يعني-علي بن المحسن قال: حدثنا أبو عبد الله الحسين بن محمد بن صالح السبيعي الحلبي قال: حدثنا أبو علي الحسن بن علي التنوخي المعروف بابن النقوذي، قاضي جبلة بها، قال: حدثنا أحمد بن خليد بن يزيد عن عبد الله الكندي بحلب. وأخبرني علي بن أحمد الرزاز، (155 - ظ) قال: أخبرنا علي بن أحمد بن علي الوراق المصيصي قال: حدثنا أحمد بن خليد الكندي قال:

حدثنا يوسف بن يونس الأفطس، زاد السبيعي: أبو يعقوب، ثم اتفقا قال: حدثنا سليمان بن بلال عن عبد الله بن دينار عن ابن عمر قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: اذا كان يوم القيامة دعا الله عبدا-وقال المصيصي: بعبد- من عبيده فيوقف بين يديه فيسأله عن حاجته كما يسأله عن ماله.

قال الخطيب هذا الحديث غريب جدا لا أعلمه يروى إلاّ بهذا الاسناد، تفرد به أحمد بن خليد.

وقال الخطيب: الحسين بن محمد بن الحسين بن صالح أبو عبد الله السبيعي الحلبي، قدم بغداد وحدث بها عن أبيه، وعن عبد الله بن الحسن بن أبي الأصبغ القاضي التنوخي، والحسن بن علي المعروف بابن النقوذي، حدثنا عنه علي بن المحسن التنوخي، وقال: قال لي التنوخي: قدم الحسين بن محمد السبيعي علينا بغداد في سنة احدى وسبعين وثلاثمائة، وسمعته يقول: ولدت بحلب في شوال سنة سبع عشرة وثلاثمائة، وأول ما كتبت الحديث في سنة ست وعشرين أو سبع وعشرين:

قال: وولد أبي في الكوفة وانتقل الى حلب فولدت له بها، قال التنوخي: ورجع الى حلب فمات بها.

(1)

.

‌الحسين بن محمد بن الحسين:

أبو عبد الله الضراب الصوري النحوي، قدم حلب سنة سبعين وثلاثمائة، وقرأ بها على الاستاذ أبي عبد الله الحسين بن أحمد بن خالويه النحوي، وحدث

(1)

- تاريخ بغداد:8/ 99 - 100.

ص: 2747

عن عمر بن علي ويوسف الميانجي، روى عنه الحافظ (156 - و) أبو زكريا عبد الرحيم بن أحمد الحافظ البخاري.

أنبأنا أبو نصر محمد بن هبة الله بن مميل الدمشقي قال: أخبرنا أبو القاسم علي بن الحسن الحافظ قال: قرأت بخط أبي الفرج غيث بن علي، وأجازه لي، قال: ذكر لي عبد السلام أن أبا عبد الله النحوي توفي سنة أربع عشرة، وأنه كان في وقته نحوي البلد ومدرسه، وكانت له حال واسعة حسنة، ومذهبه حسن في السنة. وقال لي عبد السلام حدثنا أنه حج فدخل على رجل يقرئ، فأبي أن يأخذ عليه وكذلك في اليوم الثاني، وفي اليوم الثالث، فتقدم اليه وقال: ان كنت تقرئ لله فخذ عليّ وإن كنت تقرئ للدنيا فمعي ما أعطيك، فأذن له فلما قرأ الفاتحة فسّرها له وذكر ما فيها من الإعراب، فقام الشيخ من مكانه وجلس بين يديه وقال:

أنت أحق مني بهذا الموضع، أو كما قال.

وقال الحافظ أبو القاسم: الحسين بن محمد بن الحسين أبو عبد الله الصوري الضراب النحوي، حدث عن يوسف الميانجي وأبي حفص عمر بن علي، روى عنه أبو زكريا عبد الرحيم بن أحمد البخاري الحافظ

(1)

.

قلت: عبد السلام الذي حكى عنه غيث بن علي الأرمنازي يغلب على ظني أنه ولده عبد السلام بن غيث والله أعلم.

‌الحسين بن محمد بن الحسين الخواص المعري الطرسوسي:

أبو عبد الله، حدث بطرسوس عن أبي بكر محمد بن سفيان صاحب المزني، ويونس بن عبد الأعلى الصدفي، روى عنه أبو بكر أحمد بن محمد بن عبدوس النسوي الحافظ (156 - ظ).

‌الحسين بن محمد بن الحسين:

ابن علي بن محمد بن عبد الصمد الدئلي، أبو اسماعيل الأصفهاني، الوزير، حفيد أبي اسماعيل الحسين بن علي الطغرائي قدمنا ذكره، ووالد الوزير نظام الدين محمد بن الحسين وزير الملك الظاهر غازي بن يوسف بن أيوب، كان

(1)

- تاريخ دمشق لابن عساكر:5/ 60 - و.

ص: 2748

كاتبا حسن الكتابة، وينظم الشعر، وتولى الوزارة بمدينة إربل في عهد الأمير مجاهد الدين قابماز بن عبد الله، مولى الأمير زين الدين علي بن بكتكين، ثم عزل عن الوزارة، وتوجه الى حلب فتوفي بها.

روى عن أبيه شيئا من شعر جده أبي اسماعيل المنشئ، روى عنه ابنه نظام الدين أبو المؤيد محمد بن الحسين، والبديع يوسف بن القاسم الاصطرلابي.

أخبرنا أبو علي حسن بن اسماعيل القيلوي قال: أنشدني نظام الدين محمد بن الحسين بن محمد بن الحسين بن علي قال: أنشدني أبي الحسين بن محمد قال:

أنشدني أبي محمد بن الحسين قال: أنشدني أبي أبو اسماعيل الطغرائي لنفسه، وقد تقدمت في ترجمته:

ويا جيرتي بالجزع جسمي بعدكم

نحيل وطرفي بالسهاد كحيل

عهدت بكم عصر الشبيبة غضة

فخان وخنتم والوفاء قليل

وأودعتكم قلبي فلما طلبته مطلتم

وشر الغارمين مطول

فإن عدتم يوما تريدون مهجتي

تمنعت إلاّ أن يقام كفيل

قرأت بخط أبي البركات المبارك بن أحمد المستوفي-وأجازه لنا، وأخبرنا به أبو البركات المبارك بن أبي بكر بن حمدان سماعا عنه-قال: حدثني البديع يوسف بن القاسم (157 - و) الاصطرلابي قال: كنت أعمل صنعة بدار أبي اسماعيل الحسين بن محمد سنة سبعين وخمسمائة وعنده أبو اسحاق ابراهيم بن محمد المشرف الإربلي، فعلا شيء من الدخان، فتأذى به أبو اسحاق، وكانت عينه الصحيحة مريضة، فنهض خارجا، وحضر الوزير أبو اسماعيل وطلبه، فأخبرته القصة، فأنفذ في طلبه، فكتب اليه:

لولا الدخان لما فارقت

مجلسكم فإنه مجلس الانعام والجود

فكتب اليه الوزير أبو اسماعيل يداعبه ويستدعيه:

ذاك الدخان الذي شاهدت بدده

يد الشمال جهارا أي تبديد

فاحضر لنعتاض عنه مع مروّقة

يا سيدي بدخان الند والعود

ص: 2749

قال لي أبو البركات بن أبي بكر بن حمدان: قال لي أبو البركات بن المستوفي:

أخبرني ولده محمود بن الوزير أبي اسماعيل أن والده توفي بحلب في سنة اثنتين وتسعين وخمسمائة، ونقلت ذلك من خط ابن المستوفي، ولنا منه اجازة.

‌الحسين بن محمد بن داود بن سليمان بن حيان:

أبو القاسم القيسي المصري الحافظ، المعروف بمأمون، دخل طرسوس، واجتمع بها مع أبي عبد الرحمن أحمد بن شعيب النسائي، وعبد الله بن أحمد بن حنبل، ومحمد بن ابراهيم مربع الحافظ وجماعة من العلماء، وقد ذكرنا ذلك في ترجمة

(1)

.

حدث عن محمد بن هشام بن أبي خيره السدوسي بمسنده، وعن يحيى بن معين (157 - ظ) وابراهيم بن علي بن عبد الجبار الأزدي، وعيسى بن حماد زغبة والمزني صاحب الشافعي، وسلمة بن شبيب.

روى عنه أبو القاسم الطبراني، وأبو حفص عمر بن عيسى الدينوري، وأبو الحسين عبد الكريم بن أحمد بن أبي جدار، وأبو بكر بن المقرئ، وأبو بكر أحمد بن محمد بن اسحاق السني الحافظ، وأبو طهر بن أبي حرب البلخي، وأبو عبد الله الحسين بن أحمد الثقفي.

أخبرنا أبو محمد عبد العزيز بن الحسين بن هلالة الأندلسي قال: أخبرنا أسعد بن أبي سعيد الأصبهاني قال: أخبرتنا فاطمة بنت عبد الله الجوزجانيه قالت:

أخبرنا أبو بكر بن ريذة قال: أخبرنا أبو القاسم الطبراني قال: حدثنا الحسين بن محمد داود المصري مأمون قال: حدثنا عيسى بن حماد زغبة قال: حدثنا الليث بن سعد قال: حدثني محمد بن عجلان عن سهيل بن أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: لا يجتمعان في النار اجتماعا يضر أحدهما صاحبة: مسلم قتل كافرا، ثم سدد المسلم وقارب، ولا يجتمعان في جوف مؤمن:

(1)

-فراغ بالاصل.

ص: 2750

غبار في سبيل الله، وقيح جهنم، ولا يجتمعان في جوف مؤمن: الايمان والحسد.

لم يروه عن ابن عجلان إلاّ الليث

(1)

.

أخبرنا يوسف بن خليل قال: أخبرنا أبو مسلم بن الأخوة وصاحبته عين الشمس قالا: أخبرنا أبو الفرج بن أبي الرجاء-قالت إجازة-قال: أخبرنا أبو طاهر الثقفي ومنصور بن الحسين قالا: أخبرنا أبو بكر بن المقرئ قال: حدثنا الحسين (158 - و) بن محمد بن داوود مأمون المصري-بمصر-قال: حدثنا محمد ابن هشام بن أبي خبرة قال: حدثنا بكر بن عبد الله الليثي، قال: حدثنا روح ابن القاسم عن عبد الله بن عمارة بن خثيم عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال:

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من خير ثيابكم البياض فألبسوه أحياءكم، وكفنوا فيها موتاكم، وإن من خير كحالكم الإثمد يجلي البصر وينبت الشعر

(2)

.

أخبرنا أبو هاشم بن الفضل قال: أخبرنا أبو طاهر بن محمد السنجي قال:

أخبرنا عبد الرحمن بن حمد الدوني قال: أخبرنا أبو نصر الكسار قال: أخبرنا أبو بكر أحمد بن محمد السني قال: حدثنا الحسين بن محمد مأمون قال: حدثنا محمد بن هشام بن أبي خبرة. وحدثنا عمرو بن علي المقدمي قال: حدثنا حريز بن عثمان عن سلمان بن شمير عن كثير بن مرة الحضرمي أنه قال لابنه: يا بني لا تحدث بالحكمه عند السفهاء فيكذبونك، ولا بالباطل عند الحكماء فيمقتونك، ولا تمنع العلم أهله فتأثم، ولا تبذله لغير أهله فتجهل، واعلم أن عليك في علمك حقا كما أن عليك في مالك حقا.

أخبرنا أبو حفص عمر بن محمد بن طبرزد قال: أخبرنا أبو القاسم علي بن طراد الزينبي-قراءة عليه وأنا أسمع-وأخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، وأبو السعود بن المجلي وغيرهما-اجازة إن لم يكن سماعا منهم أو من أحدهم -قالوا: أخبرنا أبو القاسم اسماعيل بن مسعدة الاسماعيلي قال: سمعت أبا القاسم حمزة بن يوسف السهمي قال: سألت الدارقطني عن الحسين بن محمد مأمون أبي القاسم القيسي بمصر، فقال: ثقة. (158 - ظ)

(1)

-المعجم الصغير للطبراني:1/ 146.

(2)

-انظر كنز العمال:15/ 41107.

ص: 2751

قرأت بخط الحافظ أبي طاهر السلفي، وأنبأنا به أبو القاسم بن رواحة وابن الطفيل عنه، قال: قرأت-يعني-على الحسن بن بركات القرشي الخشوعي وعبد الكريم بن حمزة، ح.

وأنبأنا أبو القاسم بن الحرستاني عن عبد الكريم بن حمزة عن أبي زكريا عبد الرحيم بن أحمد بن نصر الحافظ البخاري قال: مأمون المصري اسمه الحسين بن محمد بن داود القيسي، ومأمون لقب، حدث عن المزني وغيره.

أخبرنا أبو الفضل ذاكر بن اسحاق قال: أخبرنا أبو سهل بن أبي الفرج قال:

أخبرنا أبو منصور شهردار بن شيروية قال: أخبرنا أبو بكر البيع قال: أخبرنا أبو غانم بن المأمون قال: أخبرنا أبو بكر أحمد بن عبد الرحمن الشيرازي في كتاب الألقاب قال: مأمون الحسين بن محمد بن داود بن سليمان المصري، يكنى أبا القاسم. أخبرنا أبو حفص عمر بن عيسى الدينوري-املاء-ببخارى قال:

حدثنا أبو القاسم الحسين بن محمد بن داود بن سليمان المصري، مأمون، قال:

حدثنا عيسى بن حماد، فذكره.

أخبرني أبو بكر محمد بن عبد العظيم المنذري قال: وكانت وفاة مأمون الحافظ سنة ثلاث وعشرين وثلاثمائة، وهي من الغرائب المستفادة

(1)

(159 - و).

‌الحسين بن محمد بن صالح

ابن عبد الله بن صالح بن علي بن عبد الله بن العباس بن عبد المطلب، أبو عبد الله الهاشمي الصالحي.

قرأت بخط القاضي أبي طاهر صالح بن

(2)

.. الهاشمي في كتاب وقع إليّ في أنساب بني صالح بن علي قال في ذكر الحسين بن محمد بن صالح: وكان أجل أخوته وأعلاهم قدرا، وقد كان المعروف بأحمد المولّد وهو محاصر لأهل حلب في فتنة المستعين جعله سفيرا بينه وبينهم، وداخلا بالصلح، فلم يجبه أهل حلب

(1)

-بدأ المطبوع من كتاب التكملة لوفيات النقلة للمندري بوفيات سنة 582 هـ، ولذلك قال ابن العديم: وهي من الغرائب المستفادة.

(2)

-فراغ بالاصل.

ص: 2752

إلى ما أراد فلما بايعوا بعد ذلك للمعتز، وانقضى أمر المستعين، ولاه أحمد جند قنسرين، فأقام مدة يسيرة ثم انصرف الى سليمة

(1)

.

قلت: وكان جده عبد الله بن صالح بن علي قد نزل سلمية، واتخذ فيها الضياع، وأقام فيها، وخط فيها منازله، وبقي أولاده بها بعده إلى حدود الأربعمائة.

‌الحسين بن محمد بن الصقر

أبو عبد الله الكاتب المعلثاوي الموصلي، كان أبو محمد بن الصقر عاملا لسيف الدولة بن حمدان على أنطاكية، وكان الحسين هذا أديبا، اجتمع بأبي العباس أحمد بن محمد النامي بحلب، وحكى عنه. روى عنه أبو علي المحسن بن علي التنوخي.

أنبأنا أبو حفص عمر بن محمد بن طبرزد عن أبي بكر محمد بن عبد الباقي الأنصاري قال: أخبرنا أبو القاسم علي بن المحسن-اجازة-قال: أخبرني أبي أبو علي قال: حدثني أبو عبد الله الحسين بن محمد بن الصقر الكاتب-رجل من أهل معلثايا، وممن (159 - ظ) نشأ بالموصل، وكان أبوه عاملا لسيف الدولة على أنطاكية، وهو من أهل الأدب، قال: جرى ذكر أبي الطيب بين يدي أبي العباس النامي المصيصي، فذكر حكاية قد ذكرناها في ترجمة المتنبي.

‌الحسين بن محمد بن عبادة بن البختري الواسطي:

رحل وسمع بالرقة هلال بن العلاء الرقي، ودخل الشام فسمع بالمصيصة وافد ابن موسى المصيصي ومحمد بن علي بن كيسان المصيصي، وسمع بأنطاكية أبا عمرو عثمان بن خرزاد الأنطاكي، روى عنه الحافظ سعيد بن عثمان بن السكن البغدادي.

نقلت من خط الحافظ أبي طاهر السلفي، وأنبأنا به عنه أبو محمد عبد الرحمن

(1)

-لمزيد من التفاصيل انظر كتاب زبدة الحلب:1/ 73 - 74، حوادث سنة 252 هـ.

ص: 2753

وأبو العباس أحمد ابنا عبد الله بن علوان الأسديان، قال: الحسين بن محمد بن عبادة الواسطي يروي عن أبي عمر هلال بن العلاء القتبي الرقي، وأبي سعيد وافد ابن موسى المصيصي الذارع، وأبي بكر محمد بن علي بن كيسان البصري ثم المصيصي وعثمان بن خرزاد الأنطاكي، روى عنه سعيد بن عثمان بن السكن البغدادي الحافظ، وعبادة بفتح العين لا شك فيه، رأيته في كتاب عبد الغني بخطه عن سعيد بن السكن مضبوطا وأبوه محمد بن عبادة بن البختري، أبو جعفر العجلي واسطي مشهور بالرواية، روى عن أبي أسامة وطبقته، روى عنه أبو جعفر بن الحضرمي مطين وأسلم ابن سهل الواسطي وآخرون (160 - و) وأخوه يحيى بن عبادة، روى عن زيد بن هارون يروى عنه أسلم بن سهل.

‌الحسين بن محمد بن عبد الله بن ابراهيم:

أبو يعلى الروذراوري الوزير والد الوزير أبي شجاع محمد بن الحسين وكان صحب الامير أبا كاليجار كرشاسف بن علاء الدولة أبي جعفر محمد بن دسمن صاحب همذان وأصفهان، ونظر في أعماله، وكان ينقاد له في جميع ما يدبره، ويتصرف فيه ثم صحب الامير أبا كاليجار هزارسب بن ينكير بن عياض أمير خوزستان والبصرة وواسط، ودبر بلاده مع سعتها ومجاورة الاعداء لها أحسن تدبير، ثم وزر ببغداد في سنة ستين وأربعمائة بعد عزل أبي نصر بن جهير، فلم تطل مدته وتوفي.

وكان بحلب فانني عثرث على دخوله حلب في حكاية وقعت إليّ وعلقتها وشذت عن يدي.

قرأت بخط العماد أبي عبد الله محمد بن محمد بن أخي العزيز الكاتب في تاريخ بخطه قال في حوادث سنة ستين وأربعمائة، قال: وفي ليلة الثلاثاء من ذي القعدة، وهي ليلة المهرجان خرج توقيع الخليفة إلى فخر الدولة أبي نصر بن جهير بعزله وذلك بمحضر من قاضي القضاة أبي عبد الله الدامغاني، ونزل من باب اليسرى وهو

ص: 2754

يبكي والعامة تبكي لبكائه، وسار الى نور الدولة دبيس، وكان نازلا بالفلوجة وتقررت الوزارة لأبي يعلى والد الوزير أبي شجاع، وكان قبل ذلك يكتب لهزارسب ابن ينكير، وكوتب، وورد الخبر بوفاته في ساعة وصول فخر الدولة الى القلعة ومرضه وقت عزله

(1)

.

أنشدني أبو السعادات المبارك بن أبي بكر بن حمدان الموصلي قال: نقلت من (160 - ظ) خط أبي الفضل محمد بن عبد الملك بن الهمذاني لأبي يعلى الحسين بن محمد بن عبد الله والد الوزير أبي شجاع من قصيدة في القائم بأمر الله أمير المؤمنين رضوان الله عليه يقول فيها:

فحين جد زماني في إساءته

وقام عندي ببلواه على قدم

رحلت عنه بخوف من نوائبه

حتى نزلت بأمن في حمى الحرم

حمى الامام الذي أبقى النبي

(2)

له

تراثه فاصطفاه الله للأمم

ذاك الذي فرض الرحمن طاعته

على الخلائق من عرب ومن عجم

بيت الرسالة والتنزيل منشؤه

فهل مزيد على هذا الذي كرم

بنوره في الدياجي نهتدي أبدا

بوجهه السعد يستسقي حيا الديم

من دوحة فرعها فوق السماء علا

وأصلها قدرسا في الأرض عن قدم

أبان هدى رسول الله مجتهدا

حتى غدا الحق صفوا عن أذى التهم

فمنذ قام بأمر الله قد حرست

جوانب الدين والدنيا من الثلم

لا زالت الأرض من نعماه ناضرة

ما اخضر من ورق غصن من السلم

ذكر أبو الفضل محمد بن عبد الملك بن الهمذاني في ذيل كتاب الوزراء

(3)

أن أبا يعلى توفي في ذي القعدة سنة ستين وأربعمائة

(4)

.

(1)

-كتاب التاريخ الذي نقل عنه هو «نصرة الفترة وعصرة الفطرة في أخبار الوزراء السلجوقية» وقد هذبه الفتح البنداري، وطبع بالقاهرة سنة 1900، انظر ص: 33 - 34.

(2)

-كتب ابن العديم فوقها صلى الله عليه وسلم.

(3)

-هو بحكم المفقود.

(4)

-الترجمة التالية هي ترجمة الحسين بن محمد بن عبد الوهاب، وقد كتب ابن العديم في الهامش: ها هنا ترجمة الحسين بن محمد بن عبد العزيز بن الجباب، وبناء عليه وضعتها مكانها.

ص: 2755

‌الحسين بن محمد بن عبد العزيز بن الحسين:

ابن عبد الله بن الحسين بن أحمد بن الفضل بن جعفر بن الحسين بن أحمد ابن محمد بن أبي مضر زيادة الله بن أبي العباس عبد الله بن أبي إسحاق ابراهيم بن أبي ابراهيم أحمد بن أبي العباس محمد بن أبي عقال الأغلب بن أبي اسحاق ابراهيم ابن أغلب بن سالم بن عقال بن خفاجه بن عباد بن عبد الله بن محارب بن سعد بن حرام بن سعد بن مالك بن سعد بن زيد مناة بن تميم بن مرّ بن أد بن طابخة بن الياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان، أبو علي بن أبي عبد الله بن أبي المعالي المعروف بابن الجباب

(1)

، والمعروف بالجباب هو جعفر بن الحسين الأغلبي التميمي المصري، من بني زيادة الله

(2)

آخر ملوك بني الأغلب بالمغرب، وجده أبو المعالي هو المعروف بالقاضي الجليس كان جليسا لخليفة عصره من الفاطميين، ولقب بالجليس، وأبوه يلقب بالقاضي المرتضى، وهو من بيت الملك والرئاسة والتقدم والأدب والعلم والرواية، وهو أخو شيخنا فخر القضاة أبي الفضل أحمد بن محمد

هكذا ذكر (171 - ظ) لي نسبه ابن عمه أبو المعالي عبد العزيز بن عبد القوي ابن عبد العزيز بن الحسين، وكتبه لي بخطه، سمع أباه وعمه أبا البركات عبد القوي، والشريف أبا محمد يونس بن يحيى بن أبي الحسن والشريف أبا المفاخر سعيد بن الحسين بن محمد المأموني الهاشميين، والحافظ أبا طاهر بن محمد السّلفي، والحافظ أبا محمد القاسم بن علي بن الحسن بن هبة الله المعروف بابن عساكر، وأبا محمد عبد الله بن بري النحوي، وأبا منصور محمد بن أبي المكارم مكرم بن شعبان الشيباني الكرماني القاضي، وأبا عمرو عثمان بن الفرج العبدري، وأبا الفرج بن الدهان، وأبا عبد الله محمد بن اسماعيل بن علي بن محمد بن أبي الضيف اليماني، ولبس خرقة التصوف من جماعة من مشايخ الصوفية، وأجاز له أبو طاهر اسماعيل بن عوف ودخل الى الحجاز واليمن والشام وهاجر الى حلب الى الملك الظاهر غازي بن يوسف بن أيوب في سنة ثمان وتسعين وخمسمائة، ثم اتصل

(1)

-كتب ابن العديم في الهامش: هذه الترجمة تقدم قبل ترجمة البارع بن الدباس فقدمتها.

(2)

-هرب من رقاد قرب القيروان عند ما استولى أبو عبد الله الداعي الفاطمي عليها سنة 298 هـ.

ص: 2756

بخدمة أخيه الملك الأفضل علي بن يوسف بسميساط، ثم بخدمة الملك الأشرف موسى بن أبي بكر بن أيوب بحران، ثم عاد الى مصر فتوفي بها، وكان أولا ينوب عن أبيه القاضي المرتضى في ولايته بمصر.

روى لنا عنه عمه أبو المعالي بن الجباب، وأبو بكر محمد بن عبد العظيم ابن عبد القوي.

حدثنا أبو المعالي عبد العزيز بن عبد القوي بن عبد العزيز بن الجباب بمدينة بلبيس بظاهرها قال: أخبرني أبو علي الحسين بن محمد بن عبد العزيز بن الحسين ابن عبد الله بن الجباب بقراءتي عليه قال: أخبرني الشريف أبو محمد يونس بن يحيى بن أبي الحسن بن أبي البركات الهاشمي تجاه البيت المعظم زاده الله شرفا (172 - و) قال: أخبرنا أبو الوقت عبد الأول بن عيسى بن شعيب، ح.

وأخبرنا أبو سعد ثابت بن مشرف بن أبي سعد البغدادي قال: أخبرنا أبو الوقت قال: أخبرنا أبو عاصم الفضيل بن أبي يحيى بن الفضيل الهروي الفضيلي قال:

أخبرنا أبو محمد عبد الرحمن بن أحمد بن محمد الأنصاري قال: أخبرنا أبو القاسم عبد الله بن محمد بن عبد العزيز البغوي المنيعي قال: حدثنا مصعب بن عبد الله الزبيري قال: حدثني مالك بن أنس عن حبيب بن عبد الرحمن عن حفص بن عاصم عن أبي سعيد الخدري، أو عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلاّ ظله: امام عادل وشاب نشأ بعبادة الله عز وجل، ورجل قلبه معلق بالمسجد اذا خرج منه حتى يعود اليه، ورجلان تحابا في الله فاجتمعا على ذلك وتفرقا، ورجل ذكر الله خاليا ففاضت عيناه، ورجل دعته ذات حسب وجمال فقال: اني أخاف الله عز وجل، ورجل تصدق بصدقة فأخفاها حتى لا تعلم شماله ما تنفق يمينه

(1)

.

أخبرنا عبد العزيز بن عبد القوي من لفظه قال: أخبرني أبو علي الحسين بن محمد قال: أخبرني الإمام الحافظ بهاء الدين أبو محمد القاسم بن علي بن الحسن ابن هبة الله بن عبد الله بن الحسن الشافعي بقراءتي عليه قال: أخبرني القاضي

(1)

-انظره في الموطأ:679 (1733).

ص: 2757

المنتجب أبو المعالي محمد بن يحيى بن علي القرشي قال: أخبرنا القاضي أبو الحسن علي بن الحسن بن الحسين الخلعي قال: أخبرنا أبو محمد عبد الرحمن بن عمر ابن النحاس التجيبي قال: أخبرنا أبو الطاهر (172 - ظ) أحمد بن محمد بن عمر المديني قال: حدثنا أبو موسى يونس بن عبد الأعلى الصدفي قال: حدثنا عبد الله ابن وهب قال: أخبرني يونس بن يزيد عن ابن شهاب عن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: والله إني لاستغفر الله وأتوب اليه في اليوم أكثر من سبعين

(1)

مرة.

قال لي أبو المعالي عبد العزيز بن عبد القوي: أبو علي الحسين بن القاضي المرتضى أبي عبد الله محمد بن القاضي الأمين جليس أمير المؤمنين، أبي المعالي عبد العزيز بن الحسين بن عبد الله بن الحسين بن أحمد بن الفضل بن جعفر عرف بالجباب وكان من الصالحين وإنما عرف بالجبّاب لأنه كان ناظرا على الجباب التي تصنع للخليفة، وذكر تمام النسب كما ذكرناه، وقال: حدث بمصر، ودخل الشام وحلب، وخدم الملوك، وكان يخف على الملك الناصر صلاح الدين يوسف بن أيوب وينوب بين يديه عن والده القاضي المرتضى أبي عبد الله محمد، وهو أكبر أولاد أبيه ودخل الحجاز واليمن، وهاجر الى الملك الظاهر غازي، صاحب حلب في سنة ثمان وتسعين وخمسمائة، ثم الى الملك الأفضل نور الدين أخيه بسميساط، وخدم في آخر أمره الملك الأشرف موسى بن الملك العادل سيف الدين أبي بكر بن أيوب بحران من بلاد الجزيرة ثم عاد الى مصر، وتوفي بها في السابع عشر من ذي القعدة سنة ثلاث وعشرين وستمائة، وكان مولده رحمه الله في سنة ستين وخمسمائة.

وقال لي شيخنا فخر القضاة أبو الفضل أحمد بن محمد بن عبد العزيز بن الجباب: أخي أبو علي الحسين (173 - و) بن محمد الملقب عز القضاة سمع صحيح مسلم من الشريف أبي المفاخر المأموني، وسمع أبي عمرو عثمان بن الفرج العبدري ومن أبي محمد بن برى، ومن أبي الفرج بن الدهان، وحدث، ودخل دمشق وحلب وحرّان، قال: ومولده سنة ثمان وخمسين وخمسمائة تقريبا، وتوفي رحمه الله بمصر سنة ثلاث وعشرين وستمائة.

(1)

-انظره في كنز العمال:/2070.

ص: 2758

أنشدنا الرشيد أبو عبد الله محمد بن عبد العظيم بن عبد القوي المنذري بالقاهرة قال: أنشدنا أبو علي الحسين بن محمد بن الجباب التميمي بمنزله بفسطاط مصر قال: أنشدني أبي لنفسه لغزا في هدهد:

ولا بس حلة قوهيه

يسحب منها فضل أردان

نجاه من سطوة سلطانه

لسان صدق غير خوّان

تراه ذا تاج وما قومه

في حالة أرباب تيجان

أربعة أحرفه وهي إن

حققتها بالعدّ حرفان

قال لي محمد بن عبد العظيم: الحسين بن محمد بن عبد العزيز بن الحسين بن عبد الله أبو علي بن أبي عبد الله بن أبي المعالي التميمي السعدي الأغلبي المعروف بابن الجبّاب، أخو شيخنا فخر القضاة وأبي الفضل أحمد، سمع من أبيه القاضي المرتضى أبي عبد الله محمد ومن الشريف أبي المغافر سعيد بن الحسين المأموني، ومن أبي عمرو عثمان بن فرج بن سعيد العبدري وتأدب وقال الشعر الحسن وجميع مجاميع (173 - ظ) وترسل عن السلطان الملك الكامل الى بلاد الاسماعيلية، وحدث سمعت منه، وسئل عن مولده فقال: في ذي القعدة سنة ثمان وخمسين وخمسمائة، وتوفي بمصر في سحر السادس عشر من ذي القعدة سنة ثلاث وعشرين وستمائة.

‌الحسين بن محمد بن عبد الوهاب بن أحمد:

ابن محمد بن الحسين بن عبيد الله بن القاسم بن عبد الله بن سليمان بن وهب ابن سعيد بن عمرو بن الحصين بن قيس بن (161 - و) قنان بن سلمة بن وهب بن عبد الله بن ربيعة بن الحارث بن كعب الحارثي أبو عبد الله البغدادي المعروف بالبارع ابن الدباس من أولاد القاسم بن عبيد الله بن سليمان الوزير بن الوزير، مقرئ مجود شاعر محسن فاضل أديب، قرأ القرآن على أبي بكر بن الخياط وأبي علي بن البناء وأحمد بن اللحياني، ويوسف الغوري وغيرهم.

وروى الحديث عن أبي علي الحسن بن غالب بن المبارك الحربي المقرئ، والقاضي أبي يعلى محمد بن الحسين بن الفراء، وأبي جعفر محمد بن أحمد بن محمد بن المسلمة، وأحمد بن محمد بن أحمد البزاز وأبي الجوائز الحسين بن علي

ص: 2759

ابن باري الواسطي، وأبي الحسين محمد بن أحمد بن حسنون، وأبي الحسن علي ابن أحمد الملطي، وأبي القاسم عبد الواحد بن علي بن برهان الاسدي وغيرهم، وكان عارفا باللغة والأدب متميزا فيهما.

روى عنه الحافظان أبو القاسم علي بن الحسن الدمشقي وأبو الفرج عبد الرحمن ابن علي الجوزي، وأبو مضر أحمد بن ابراهيم بن عبد العزيز الطبري، وأبو المعمر المبارك بن أحمد بن عبد العزيز الأنصاري وأبو الفضل عبد الرحيم بن أحمد بن محمد بن محمد البغداديان وأبو الفتح محمد بن أحمد بن بختيار بن علي بن المندائي الواسطي، والحسن بن جعفر بن عبد الصمد بن المتوكل الهاشمي، وحامد بن أبي الفتح المديني وأبو الحسن سعد الله بن محمد بن علي بن طاهر الدقاق، وأبو محمد عبد الله بن أحمد بن أحمد بن الخشاب البغدادي النحوي وغيرهم، ودخل شيزر سنة خمس وثمانين وأربعمائة، ومدح بها عز الدولة نصر بن علي بن منقذ، واجتاز في طريقه بحلب.

أخبرنا أبو هاشم عبد المطلب بن الفضل الهاشمي قال: حدثنا أبو سعد (161 - ظ) عبد الكريم بن محمد بن منصور السمعاني قال: حدثنا أبو القاسم علي بن الحسن ابن هبة الله الحافظ بدمشق لفظا قال: أخبرنا أبو عبد الله البارع الأديب المقرئ بقراءتي عليه ببغداد قال: أخبرنا أبو علي بن المبارك الحربي قال: أخبرنا أبو الفضل عبيد الله بن عبد الرحمن الزهري قال: حدثنا أبو بكر جعفر بن محمد بن الحسن ابن المستفاض الفيريابي قال: حدثنا محمد بن عثمان بن خالد أبو مروان العثماني، ومنصور بن أبي مزاحم قالا: حدثنا ابراهيم بن سعد عن ابن شهاب عن عبيد الله ابن عبد الله بن عتبة عن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم أجود بالخير، وكان أجود ما يكون في رمضان حين يلقاه جبريل، وكان يلقاه جبريل كل ليلة في رمضان حتى ينسلخ، يعرض عليه النبي صلى الله عليه وسلم القرآن، فاذا لقيه جبريل كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أجود بالخير من الريح المرسلة

(1)

.

(1)

-لم أجده بهذا اللفظ ولم يترجم له ابن عساكر.

ص: 2760

أخبرنا أبو هاشم الهاشمي قال: أخبرنا أبو سعد المروزي قال: حدثنا أبو الفضل عبد الرحيم بن أحمد بن محمد بن محمد البغدادي بأصبهان، وكتب لي بخطه، قال: حدثنا أبو عبد الله الحسين بن محمد بن عبد الوهاب البارع ببغداد قال: حدثني أبو الجوائز الحسن بن علي بن باري الواسطي الكاتب قال: حججت في بعض السنين فبينا أنا في الطواف إذ لمحت جارية لم أر كحسنها، فتعلقها قلبي فسألتها عن اسمها فقالت: نعم وانتسابي الى بني فهم، فلم أزل أستمتع بالنظر اليها مدة (162 - و) اقامتنا بمكة، فلما فارقنا مكة لم أدر أي صوب سلكت فقلت:

قل للظلوم ألا هلمي لل

حكم إن أنكرت ظلمي

ومن البلية أن يبيت

حبيب نفسي وهو خصمي

أو أن أرى نجمي وقد

ناديته مغرى برجمي

أر كائب الأحباب ليتك

بالمحصب لم ترمى

حقا لقد نعمت ظهورك

إذ سرت بحدوج نعم

خود تصيب سواد قلبي

وهي للجمرات ترمي

وكم التقت أنفاسنا في

حومة الحجر الأحم

عند استلام الركن آونة

وسحب الدمع تهمي

فمحوت ما سطرت ملاثمها

على عمد بلثمي

يا غرة السروات من فهم

لقد أضللت فهمي

أثبت يوم النفر سهمك

في الفؤاد وطاش سهمي

وازداد وجدي بها وكلفي بحبها، فقال لي بعض من آنس به: لو تزوجت يسكن ما بك، فتأبيت ثم ملت الى ما قال رجاء الافاقة، فاستعنت بامرأة على ارتياد امرأة أتزوجها، فجاءتني بعد أيام وقالت: قد حصلت لك امرأة تلائم مرادك حسنا وبيتا، فاستحضرت وليها وتزوجتها، فلما زفت إليّ تأملتها فإذا هي صاحبتي، فقضيت العجب من حسن الاتفاق (162 - ظ).

أنشدنا الحافظ أبو عبد الله محمد بن محمود بن الحسن بن النجار البغدادي بحلب قال: أنشدنا أبو الفتح محمد بن أحمد بن بختيار بن علي الماندائي ببغداد

ص: 2761

قال: أنشدنا أبو عبد الله الحسين بن محمد بن عبد الوهاب الدباس النحوي المعروف بالبارع-بقراءة والدي عليه-يمدح عز الدولة نصر بن منقذ الكناني بشيزر، وذلك في سنة خمس وثمانين:

علا الشيب فاستولى على الهزل جدّه

وأقمر في داج من ألغى رشده

وودعني البيض الأوانس والصبا

عزيز عليّ فقدهن وفقده

وفين لسود حلن بيضا فحلن عن

هواي وهل يصبو إلى الشيء ضده

أشرخ الشباب ابن حميدا فإنني

رزئتك لا أسلم النصل غمده

لقد سل منك الشيب أبيض صارما

على مفرقي يسعى بحقفي فرنده

يمينا لجهلي فيك أشهى من النهى

إليّ مع الشيب الذي جار قصده

أقبل حلول الأربعين تسرعت

طلائعه نحوي وطبّق رفده

أرى كل يوم مرّ من عمر الفتى

إذا ما تقضى أعجز المرء ردّه

وكل نعيم ناله في شبابه

يشاب إذا ما شاب بالصاب شهده

فلا نبعدا عهد الشباب إذ الهوى

عليّ أمير والغواية جنده

وإذ مركبي طرف من الجهل جامح

على الحلم في مضماره ما يصده

وإذ صارم الأفراح واللهو منتضى

على الهمّ في يمناي لم ينب حده

(163 - و)

أروح وأغدو بين كأس وقينة

وخل ومعشوق الدلال أوده

أمامي الهوى يدعو إلى الغي والصبا

ورائي على الزلات يسحب برده

سقى الله يوما لو يحدّ إذا انقضى

سرور لقلنا ذلك اليوم حدّه

سحبنا فضول الربط فيه إلى الصبا

ندامى صفاء ما يكدر ورده

يدير علينا الكأس أهيف مخطف

إذا ما تثنى أخجل الغصن قده

حكى ما حوت يمناه بالطعم ريقه

وبالفعل عيناه وباللون خده

إذا انجاب عنا غيهب السكر فان

جلى أدار لنا من لحظه ما يمده

إلى أن دجا ليل لصدغيه وان

قضى كبهجته يوم به تمّ سعده

فبتنا نرى أن النجوم بكفه تدا

ر وإن البدر في الحسن عبده

طوى الدهر ذاك العيش إلاّ إذ كاره

وهل ذكر ما أبلى الزمان يجدّه

ص: 2762

فدعه وعدّ لقول في مدح من خدى

(1)

ركابك من أقصى العراقين قصده

أبي المرهف المأمول نصر بن منقذ

الكناني مجد الدين لا زال مجده

إذا تجد الاحسان يملي ثناه على

خاطر مدح اللئام يكدّه

حقيق بعز الدولة المدح إنه

أتى فيه حقا ليس يمكن جحده

فإن أوله مني الثناء فأهله

وإني وشعري للمقل وجهده

ليهن عقيلاتي الكرام صونها

عن الهون نصر واحد العصر فرده

تمنّت جوادا يحمل المدح برهة

فهذا أو ان أدركت ما توده (163 - ظ)

ظويت بها الأحياء حتى وردته

فألقيته كالغيث للناس رفده

تفيض يداه بالسماح سجية

بها كان معروفا أبوه وجده

فلا طرف إلاّ نحو نعماه طامح

ولا قلب إلاّ كامن فيه وده

جزى الله نصرا عن كنانة خير ما

جزى سيدا للحمد يشريه صمده

(2)

أتاف بها فخرا على النجم وابتنى

لها شرفا يبقى وذلك وكده

أقام بثغر الشام يحميه بالقنا وقد

فغرت أفواهها فيه ربده

فشاد منار الدين بالعدل والهدى

وسد الذي أعيى على الخلق سده

وساس به الله الأمور فأصبحت

شوا مسها واستنفذ الهزل جدّه

فأضحى الورى في سيرة عمرية

وأضحى بحمد الله يقرن حمده

وأسفر وجه الدهر بعد قطوبه

وعزّ به الاسلام واشتد عضده

أغر كريم الصفح ينسى وعيده

حياء ولكن نصب عينيه وعده

نهاه النهى أن يحمل الضغن قلبه

له الله مأمونا على الغيظ حقده

قلى ما له المحبوب مذ عشق العلى

فليس لشيء ما خلا الحمد كدّه

أرى الشام أضحى في الممالك شامة

بسيرة سعد الملك أسعد جده

جلا بضياء العدل نصر بن منقذ

دجى الظلم عنه إذ ورى فيه زنده

ومنعّه بالبيض تعرى متونها

وبالبيض تغشى منهم الروع أسده

(1)

-خدى البعير والفرس: أسرع وزج بقوائمه. القاموس.

(2)

-الصمد: القصد، والمكان المرتفع، والسيد لانه يقصد، والدائم والرفيع القاموس.

ص: 2763

من آل علي بن المقلد فتية

بهم حلّه في النائبات وعقده

(164 - و)

جسومهم شتى وأرواحهم معا

كما ضم شمل الدر في السلك عقده

علوا فكنصر والمقلد مرشد

وسلطان كل في العلى

(1)

ليس ندّه

ومنهم وإن لم يبلغ الحلم شافع

ألا إن المجد كالشيب مرده

أآل علي أي عقد مكارم

لكم تفخر الدنيا بكم إذ نعدّه

وأي ثناء في الزمان وسؤدد لكم

جلّ حتى ليس يدرك حدّه

خلقتم لهذا الأمر حتى كأنما

وليدكم دست الإماره مهدة

وأنتم سداد الثغر للدين جنة

ببأسكم الاسلام أرهف حده

لكم في ذرى العلياء أرفع منزل

فويق مناط النجم في الأفق بعده

فلا زلتم ظلا على الخلق وارفا

ووارى الذي يبغيكم الشرّ لحده

أنشدنا محمد بن محمود بن الحسن قال: أنشدنا أبو الفتح بن أحمد الواسطي قال: أنشدنا أبو عبد الله الحسين بن محمد البارع لنفسه:

أللبارق العلوي أنت طروب

ألا كل نجدي إليّ حبيب

تألق وجدا فاستشف به الجوى

جوانح ما يخبو لهن لهيب

فأقصد قلبي بينهن ولم تكن

سهام الهوى إلاّ الكرام تصيب

أأحبابنا لا القرب يرجى لديكم

ولا النفس عنكم بالبعاد تطيب

أبى الشوق إلاّ أن قلبي لذكركم

يقلقله بين الضلوع وجيب

وأنّ صبا نجد اليكم تهزني

كما اهتز من مرّ النسيم قضيب

(164 - ظ)

وإني لورقاء الغصون اذا دعت

هديلا بمرفض الدموع مجيب

غنينا معا ثم افترقنا كأنما بنا

وبكم ريب الزمان لعوب

أخبرنا عبد المطلب بن أبي المعالي قال: أنشدنا عبد الكريم بن أبي بكر المروزي قال: أنشدنا أبو المعمر المبارك بن أحمد بن عبد العزيز الأنصاري من لفظه، ح.

(1)

-كتب ابن العديم في الهامش ما يفيد أنه في رواية أخرى «الورى» .

ص: 2764

وأنبأنا أبو الحسن بن المقير قال: كتب إلينا أبو المعمر الأنصاري قال: أنشدنا أبو عبد الله الحسين بن محمد بن عبد الوهاب بن الدباس البارع لنفسه، وهو مما قاله بالحجاز في سنة ثلاث وسبعين وأربعمائة.

ذكر الأحباب والوطنا

والصبى والإلف والسكنا

فبكى شجوا وحق له

مدنف بالشوق حلف ضنا

أبعدت مرمى يد رجمت

من خراسان به اليمنا

خلست من بين أضلعه

بالنوى قلبا له ضمنا

من لمشتاق تميله ذات

سجع ميّلت فننا

كلما هاج الهديل لها

طربا هاجت له شجنا

لم تعرض في الحنين بمن

مسعد إلاّ وقال أنا

لك أنسي مثل أنسك

بي فتعالي نبد ما كمنا

نتشاكى ما نجّن إذا

بحت شجوا صحت وا حزنا (165 - و)

غير أني منك أعذر إن

عاد سري في الهوى علنا

أنا لا أنت البعيد هوى

أنا لا أنت الغريب هنا

أنا فرد يا حمام وها أنت

والإلف القرين ثنا

أسرحا رأد النهار

(1)

معا

واسكنا جنح الدجى غصنا

وابكيا يا جارتي لما لعبت

أيدي الفراق بنا

واعلما أن قد مللت وأم

للت من تطوافي المدنا

كم ترى أشكوا البعاد وكم

أندب الأطلال والد منا

ذبت حتى لو أخو رمد

ضمّنى جفناه ما فطنا

لو رآني حاسدي لبكى

رحمة لي أو عليّ حنا

لي عين دمعها دررّ خل

قت أجفانها مزنا

وحشا أنفاسه شرر محر

قات من إليّ دنا

(1)

-أي ارتفاع النهار. القاموس.

ص: 2765

أين قلبي ما صنعت به لا

أرى صدري له وطنا

ما جنى جسمي فعاقبه

إنما طرفي عليه جنا

خان يوم النفر وهو معي

فأبى أن يصحب البدنا

أبه حادي الرفاق حدا

أم له داعي الفراق عنا

أم أصاب البين ما ظهر

اليوم من شملي وما بطنا

ليت أني قد صممت فلم

أصغ للداعي به أذنا (165 - ظ)

إن عناني بالمسير فعن

سير قلبي من حشاي كنا

راح بي نضوا وخلفه

بالهوى في الحي مرتهنا

لست بالله أتهم

في شأنه إلا ثلث منا

خلسته لا أبريها عين

ريم الخيف حين رنا

ضمّنا رمي الجمار فما راح

حتى رحت ممتحنا

بينما نقضي مناسكنا

إذ لقينا دونها الفتنا

رفعت سجف القباب

فلا الفرض أدينا ولا السننا

سفرت تلك الوجوه

فأغشين بالأنوار أعيننا

ثم صينت بالأكف سوى

مقل تستخون الأمنا

رشقتنا عن حواجبها

بسهام تنفذ الجننا

فاحتسبنا الاجر في نظر

آد

(1)

بالأوزار أظهرنا

كم أخي نسك وذي ورع

جاء يبغي الحج فافتتنا

أنصفونا يا بني حسن

ليس هذا منكم حسنا

لم أحلّت محرماتكم

بالعيون النجل أنفسنا

قد سمحنا بالقلوب لكم

ليس نبغي منكم ثمنا

فاغفروها باللحاظ اذا

شئتم أن تعقروا البدنا

نحن وفد الله عندكم

ما لكم جيرانه ولنا (166 - و)

لم يجرنا منكم حرم من

أتاه خائفا أمنا

دون هذا ما بنا رمق

حسبكم ما شفنا وعنا

(1)

-آد: بلغ منه المجهود. القاموس.

ص: 2766

أنصفونا أو فسابغ

عدل معين الدين يشملنا

ملك حاز العلى وأذ

لّ العدى واستعبد الزمنا

أنشدنا أبو هاشم الصالحي قال: أنشدنا أبو سعد المروزي قال: أنشدني أبو الحسن سعد الله محمد بن علي بن طاهر الدقاق المقرئ من لفظه، وكتب لي بخطه، ح.

وأنبأنا أبو القاسم الحسين بن هبة الله الشاهد عن أبي الحسن سعد الله بن محمد المقرئ قال: أنشدني أبو عبد الله البارع لنفسه:

إن قلب عاشقنا عندنا نقلبه

إن شكى نعاتبه أو بكى نعذبه

دأبنا نبعده والهوى يقربه

ليس هجرنا عجب بل رضاه أعجبه

والهوى إذ صدق العزم فيه صاحبه

فالبعاد أقربه والعذاب أعذبه

أنشدنا المحب بن محمود البغدادي قال: أنشدنا محمد بن أحمد قاضي واسط قال: أنشدنا أبو عبد الله البارع لنفسه:

أميم هل الدهر الذي مر راجع

لنا بالذي تطوى عليه الصحائف

ليالي إذ شملي وشملك والهوى

جميع ولم يهتف ببينك هاتف

وإذ أنت كالشعرى ضياء وبهجة

وإذ شعري كالليل أسحم واحف

(1)

ونحن كغصني بانه طلها الندى

وريحت فلانت بعد منها المعاطف

(166 - ظ)

كلانا إذا ما أينعت ثمر المنى

له في غراس الحب بالوصل قاطف

يود وصالي من أود وصاله

ويشغف قلبي من أنا له شاغف

فلم ليلة بتنا ضجيعين لم أخف

رقيبا ولم أحفل بما قال قاذف

لهوت بخود منك خمصانة الحشا

تكاد تهي

(2)

بالخصر منها الروادف

وقبلت ثغرا منك عذبا مجاجه

برودا أمالته إلي السوالف

(1)

-الوحف: الشعر الكثير الاسود. القاموس.

(2)

-أي يهوى. القاموس.

ص: 2767

سكرت فما أدري وللحب سورة

أبا لراح أم ما ضمنته المراشف

وقد لف عطفينا العناق كما لوى

بعضنا بالبعض للشوق عاطف

عففت عن الفحشاء فيها وإنني

لما دونها من زلة لمقارف

الى أن بدا نور من الشرق ساطع

أضاء سناه فهو للشهب كاسف

أخبرنا أبو هاشم عبد المطلب بن الفضل قال: حدثنا أبو سعد السمعاني قال:

سمعت أبا عبد الله حامد بن أبي الفتح المديني يقول: سمعت أبا عبد الله البارع النحوي يقول: ولدت في سنة ثلاث وأربعين وأربعمائة في صفر.

أنبأنا أبو عبد الله محمد بن محمود النجار قال: قرأت بخط محمد بن ناصر اليزدي قال لي-يعني-البارع، أبا عبد الله بن الدباس: ولدت سنة أربع وأربعين -يعني-وأربعمائة.

قرأت بخط قوام الدين، تاج الاسلام عبد الكريم بن أبي بكر بن أبي المظفر.

وأخبرنا به أبو هاشم الهاشمي قال: حدثنا عبد الكريم قال: سمعت أبا العباس الخضر بن ثروان (167 - و) الفارفي المقرئ مذاكرة ليلا بمرو يقول: دخلت ببغداد على أبي عبد الله البارع الأديب لأقرأ عليه القرآن، فصادفت عنده أضرّاء يقرءون عليه القرآن، ومن عجزه وشيخوخته ينام ويغفل وهم يضربون الحصير بالعصي التي بأيديهم، فقلت: ما تصنعون؟ قالوا: نقرأ على البارع، قلت: وهذا الضرب بالخشب كما يفعل الصوفية حالة الرقص لا قراءة القرآن؟ فقالوا: إنما نفعل هذا لكي لا ينام، قال: فخرجت وتركتهم ولم أقرأ عليه.

وقال: أخبرنا عبد الكريم قال: سألت أبا القاسم الدمشقي الحافظ عنه -يعني البارع-فقال: ما كأن به بأسا.

أنبأنا أبو عبد الله محمد بن محمود بن النجار قال: قرأت بخط أبي الفضل بن شافع قال شيخنا ابن ناصر: البارع فيه تساهل وضعف.

وقال ابن النجار: قرأت بخط أبي محمد عبد الله بن أحمد بن الخشاب النحوي

ص: 2768

قال: أخبرنا شيخنا الامام أبو عبد الله البارع بكتاب اصلاح المنطق لابن السكيت، بقراءتي عليه من أصل سماعه، بخط أبي الحسن الرزاز قال: أخبرنا أبو جعفر محمد بن أحمد بن المسلمة-بقراءة أخي أبي الكرم المبارك بن فاخر النحوي عليه في ذي الحجة من سنة ثلاث وخمسين وأربعمائة-قال: أخبرنا أبو القاسم بن سويد قال: أخبرنا أبو بكر بن الأنباري قال: أخبرنا أبي قال: أخبرنا ابن رستم قال:

أخبرنا ابن السكيت، ونسخة أبي علي بن البناء مجلدتان وفي (167 - ظ) آخر الثانية منهما بخطه: قرأ إسناد هذا الكتاب علينا الشيخ الجليل أبو جعفر بن المسلمة قال: أخبرنا بجميع هذا الكتاب أبو القاسم بن سويد، وذكر إسناده، وسمعت ذلك وأولادي: أبو نصر، وأبو غالب، وأبو عبد الله، وذكر جماعة في جمادى الآخرة سنة سبع وخمسين، فبابن البناء كان اقتداؤه وأثره اتبع في سماع هذا الكتاب، والحق أبلج والباطل لجلج، وعلى الصدق نور، ومن حمله حسده على تكذيب الصادقين فهو أكذب الكاذبين، وفضوح الدنيا أهون من فضوح الآخرة، وعند الله يجتمع الخصوم، «{وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ}»

(1)

.

قلت هذا الكلام من ابن الخشاب كأنه رد على طعن طاعن قدح في رواية كتاب إصلاح المنطق بهذا الطريق، وتكلم في صحة إسناد البارع، والظاهر عندي أنه أبو الفضل بن ناصر والله أعلم.

أخبرنا الشريف أبو هاشم عبد المطلب بن الفضل قال: أخبرنا أبو سعد عبد الكريم بن محمد السمعاني قال: الحسين بن محمد عبد الوهاب بن أحمد بن محمد ابن الحسن بن عبد الله بن القاسم بن عبيد الله بن سليمان بن وهب الدباس أبو عبد الله المعروف بالبارع، أديب فاضل حسن المعرفة باللغة والأدب، وكان مقرئا قرأ جماعة عليه القرآن، وكان يسكن البدرية احدى المحال الشرقية (168 - و) مما يلي دار الخلافة والشط، سمع أبا علي الحسن بن غالب بن علي بن المبارك المقرئ، وأبا جعفر محمد بن أحمد بن محمد بن المسلمة، وجماعة سواهما، روى لنا عنه جماعة من أصحابنا (168 - ظ).

(1)

- سورة الشعراء-الآية:227.

ص: 2769

بسم الله الرحمن الرحيم

وبه توفيقي

أخبرنا أبو عبد الله محمد بن محمود بن النجار-فيما أذن لنا فيه-قال:

الحسين بن محمد بن عبد الوهاب بن أحمد بن محمد بن الحسن بن قاسم بن عبيد الله بن سليمان بن وهب الحارثي، أبو عبد الله المقرئ، المعروف بالبارع بن الدباس، من أولاد الوزراء والأكابر-هكذا رأيت نسبه بخط أبي محمد بن الخشاب النحوي-قرأ القرآن بالروايات على أبي بكر محمد بن علي الخياط، وأبي علي الحسن بن أحمد بن البناء، ويوسف الغوري، وأحمد بن اللحياني وغيرهم، سمع الحديث بإفادة أخيه لأمه المبارك بن فاخر النحوي من القاضي أبي يعلى محمد بن الحسين بن الفراء، وأبي الحسين محمد بن أحمد بن محمد بن حسنون النرسي وأبي القاسم عبد الواحد بن علي بن برهان الأسدي، وأبي جعفر محمد بن أحمد بن المسلمة، وأبي علي الحسن بن غالب بن المبارك المقرئ، وأبي الحسين أحمد بن محمد بن النقور وجماعة غيرهم، وقرأ اللغة والادب حتى برع فيهما وقال الشعر الكثير الجيد الجزل، ومدح الأئمة الخلفاء: المقتدي بأمر الله وابنه المستظهر بالله، وابنه المسترشد بالله، وجماعة من الوزراء والكبراء والأمراء وسافر الى العراق، فمدح نظام الملك بزنجان

(1)

وغيره بأصبهان، ودخل خراسان، ومدح جماعة بمرو وغيرها ودخل بلاد اليمن، ومدح بها، وكذلك الشام، وكان يعاشر الشباب، ويحضر مجالس اللهو والقصف واللذات (170 - و) رأيت ذلك بخط يده في ديوان شعره، ثم إنه حسنت طريقته في آخر عمره، وقد جمع له الشيخ أبو محمد عبد الله بن علي بن أحمد المقرئ سبط أبي منصور الخياط طرقا لقراءاته وأسانيد

(1)

-بلد كبير مشهور من نواحي الجبال بين أذربيجان وبينها، وهي قريبة من أبهر وقزوين. معجم البلدان.

ص: 2770

رواياته في كتاب سماه «الشمس المنيرة في القراءات الشهيرة» سمعناه من القاضي أبي الفتح الواسطي عنه، قرأ عليه القرآن خلق كثير، وأقرأوا عنه، وروى عنه الحديث جماعة من القدماء، وحدثنا عنه أبو الفرج بن الجوزي، وأبو الفتح محمد ابن أحمد بن المندائي قاضي واسط.

وقال ابن النجار: قرأت بخط الحافظ أبي البركات عبد الوهاب بن المبارك الأنماطي قال: توفي أبو عبد الله الحسين بن محمد بن عبد الوهاب الدباس في ليلة الثلاثاء السابع عشر من جمادى الآخرة من سنة أربع وعشرين وخمسمائة، ودفن يوم الثلاثاء بباب حرب.

أخبرنا أبو هاشم الهاشمي قال: أخبرنا أبو سعد السمعاني قال: قرأت بخط أبي عبد الله الحسين بن خسرو البلخي رحمه الله بالري: مات البارع أبو عبد الله بن الدباس يوم الثلاثاء سابع عشر جمادى الآخرة، ودفن يوم الاربعاء ثامن عشر جمادى الآخرة من سنة اربع وعشرين وخمسمائة، وكان قد أضر في آخر عمره.

‌الحسين بن محمد بن علي:

أبو العباس الحلبي، روى عن قاسم بن ابراهيم الملطي، روى عنه أبو العلاء محمد بن علي الواسطي هكذا رأيته في إسناد ذكره أبو بكر (170 - ظ) الخطيب، ويغلب على ظني أنه الحسين بن علي بن محمد بن اسحاق أبو العباس، وقد قدم ذكر الجد على الأب، وقد قدمنا ذكره.

أنبأنا زيد بن الحسن الكندي قال: أخبرنا أبو منصور القزاز قال: أخبرنا أبو بكر الخطيب قال: أخبرنا القاضي أبو العلاء محمد بن علي الواسطي قال:

حدثنا أبو الحسن علي بن عمر بن محمد الحربي، وأبو العباس الحسين بن محمد ابن علي الحلبي قالا: حدثنا قاسم بن ابراهيم الملطي قال: حدثنا لوين قال: حدثنا مالك بن أنس عن نافع عن ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من قرأ ثلث القرآن أعطي ثلث النبوة، ومن قرأ ثلثي القرآن أعطي ثلثي النبوة، ومن قرأ القرآن كله أعطي النبوة كلها، ويقال له يوم القيامة: اقرأ وارقى بكل آية درجة ويصعد حتى ينجز ما معه من القرآن، ثم قال له اقبض فيقبض بيده، ثم

ص: 2771

يقال له: هل تدري ما تبذل فإذا في يده اليمنى الخلد وفي الأخرى النعيم

(1)

.

‌الحسين بن محمد بن عمرو بن ابراهيم:

ابن اسحاق بن أحمد بن جعفر الطائي المنجي، أبو الخطاب من أهل منبج، حدث عن يوسف بن القاسم الميانجي، روى عنه الحافظ أبو زكريا عبد الرحيم بن أحمد البخاري.

أنبأنا الحافظ أبو محمد عبد العظيم بن عبد القوي بن عبد الله المنذري قال:

أخبرنا أبو عبد الله محمد بن حمد بن حامد الأرتاحي-قراءة عليه بمصر وأنا أسمع-قال: أخبرنا أبو الحسن علي بن الحسين بن عمر الموصلي-إجازة- قال: أخبرنا الحافظ (171 - و) أبو زكريا عبد الرحيم بن أحمد البخاري قال:

أخبرنا أبو الخطاب الحسين بن محمد بن عمرو بن ابراهيم بن اسحاق بن أحمد بن جعفر الطائي المنبجي قال: حدثنا يوسف بن القاسم الميانجي قال: أخبرنا أبو خليفة قال: أخبرنا أبو الوليد قال: حدثنا شعبة قال: أنبأنا أبو اسحاق قال: سمعت عاصم بن ضمرة يقول: سمعت عليا رضي الله عنه يقول: من كل الليل قد أوتر رسول الله صلى الله عليه وسلم من أوله، وأوسطه وآخره، وانتهى وتره الى آخره

(2)

.

‌الحسين بن محمد بن غويث:

وقيل ابن غوث أبو عبد الله التنوخي الدمشقي، رحل وسمع بمصر والسواحل وسمع بطرسوس أبا أمية محمد بن ابراهيم الطرسوسي، وحدث عنه وعن الحسن ابن عبد الله بن منصور البالسي و

(3)

المزني والعباس بن الوليد البيروتي، ويونس بن عبد الاعلى الصدفي، وابراهيم بن أبي سفيان القيسراني، ومحمد بن عزيز الأيلي ومحمد بن عبد الله بن عبد الحكم، وعلي بن عبد العزيز البغوي وبكار ابن قتيبة، وابراهيم بن مرزوق، ويزيد بن سنان البصري، وأحمد بن يحيى

(1)

-أنظر كنز العمال:1/ 2348.

(2)

-أنظر كنز العمال:8/ 21895 - 21896.

(3)

-فراغ بالاصل.

ص: 2772

الصوفي وعبد الله بن القداح المصري، وبحر بن نصر الخولاني، والحسن بن نصر المروزي، والربيع بن سليمان، وعبد الرحمن بن الجارود وعبد الله بن القداح المصري، ومالك بن سيف التجيبي.

روى عنه أبو بكر المقرئ، وأحمد بن عبد الله البرامي، وأبو الحسين عبد الوهاب الكلابي، والحسن بن منير التنوخي وأبو سليمان بن زبر، وأبو الحسين محمد بن عبد الله الرازي، وأحمد بن عبد الله بن أبي دجانة.

أخبرنا أبو الحجاج يوسف بن خليل قال أخبرنا أبو مسلم المؤيد بن عبد الرحيم (174 - و) بن أحمد بن الأخوة وصاحبته عين الشمس قالا: أخبرنا أبو الفرج سعيد بن أبي الرجاء الصيرفي-قالت: اجازة-قال: أخبرنا أبو الفتح منصور بن الحسين بن علي وأبو طاهر أحمد بن محمود قالا: أخبرنا أبو بكر بن المقرئ قال:

حدثنا أبو عبد الله حسين بن محمد بن غوث الدمشقي قال: حدثنا الحسن بن عبد الله البالسي قال: حدثنا اسحاق بن ابراهيم الحنيني عن عبد الله بن عمر العمري ومالك بن أنس عن نافع عن ابن عمر قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم اذا افتتح الصلاة رفع يديه حذو منكبيه وإذا أراد أن يركع رفعهما

(1)

.

أنبأنا أبو نصر محمد بن هبة الله بن مميل قال: أخبرنا الحافظ أبو القاسم علي ابن الحسن قال: الحسين بن محمد بن غويث، ويقال غوث، أبو عبد الله التنوخي رحل وسمع وحدث عن المزني ومحمد بن عزيز الأيلي وابراهيم بن أبي سفيان القيسراني، والحسن بن عبد الله بن منصور البالسي، ويزيد بن سنان البصري وعبد الله بن القداح المصري ويونس بن عبد الأعلى وأحمد بن يحيى الصوفي وبحر بن نصر الخولاني، ومحمد بن عبد الله بن عبد الحكم والحسن بن نصر المروزي، وعبد الرحمن بن الجارود ومالك بن سيف التجيبي والربيع بن سليمان، وعلي بن عبد العزيز البغوي، وأبي أمية الطرسوسي، والعباس بن الوليد بن مزيد وبكار بن قتيبة، وابراهيم بن مرزوق.

(1)

-أنظر كنز العمال:8/ 22046.

ص: 2773

روى عنه أبو الحسين الرازي، وعبد الوهاب الكلابي، وأبو سليمان بن زبر وأبو بكر أحمد بن عبد الله بن أبي دجانه وأبو بكر (174 - ظ) بن المقرئ والحسن ابن منير التنوخي، وأبو بكر أحمد بن عبد الله بن الفرج البرامي.

وقال: قرأت على أبي محمد السلمي عن أبي محمد عبد العزيز بن أحمد قال:

أخبرنا مكي بن محمد بن الغمر قال: أخبرنا أبو سليمان بن زبر قال: توفي أبو علي الحسين بن غويث ليلة الاحد لعشر بقين من ذي الحجة-يعني-من سنة سبع عشرة وثلاثمائة، خالفه أبو الحسين الرازي قال: قرأت بخط أبي الحسين نجا ابن أحمد الشاهد-فيما نقله من خط أبي الحسين الرازي في تسمية من كتب عنه بدمشق: أبو علي الحسين بن محمد بن غوث التنوخي، مات سنة ثمان عشرة وثلاثمائة.

قال الحافظ: وكان قول أبي سليمان أولى لأنه قيد بالشهر

(1)

.

‌الحسين بن محمد بن فيره بن حيون:

أبو علي السرقسطي المعروف بابن سكّرة الأندلسي الحافظ إمام كبير حافظ فقيه، سمع الحديث ببلاد المغرب، ثم دخل ديار مصر فسمع بالاسكندرية ومصر من شيوخها، ثم حج وسمع بمكة حرسها الله، ثم توجه من الحج الى البصرة، فسمع بها من جماعة من الشيوخ، ثم توجه الى واسط، ثم قدم بغداد وأقام بها خمس سنين يشتغل بالحديث والفقه وتحصيل الفوائد، ثم دخل الشام فسمع فيها وفي طريقه اليها جماعة من الشيوخ، واجتاز بحلب في طريقه أو ببعض عملها، ثم عاد الى المغرب، وتصدر بها، وقصده الناس، واستفادوا منه، وتولى القضاء بمرسيه

(2)

وشرق الأندلس (175 - و) ثم استقال وعزل نفسه، ثم خرج الى الغزو فأدركته الشهادة رحمه الله، وقد استقصى الحافظ أبو عبد الله بن النجار في ترجمته ذكره وتعداد أكثر شيوخه، فاستغنينا بايراد ما ذكره عن ذكر شيوخه، لكنه لم يسند عنه حديثا، فأوردنا شيئا مما وقع الينا من روايته.

(1)

-تاريخ دمشق لابن عساكر:5/ 62 - ظ -63 - و.

(2)

-مدينة من أعمال تدمير اختطها عبد الرحمن بن الحكم بن هشام، وهي ذات أشجار وحدائق محدقة بها. معجم البلدان.

ص: 2774

أخبرنا الشيخ أبو محمد عبد الرحمن بن عبد الله بن علوان الأسدي-قراءة عليه وأنا أسمع-قال: أخبرنا الامام الحافظ أبو محمد عبد الله بن محمد الأشيري قال: أنبأني القاضي أبو الفضل عياض بن موسى بن عياض قال: حدثنا القاضي الشهيد أبو علي بقراءتي عليه قلت له: حدثكم أبو الحسين بن عبد الجبار وأبو الفضل أحمد بن خيرون قالا: حدثنا أبو يعلى أحمد بن عبد الواحد عن أبي علي الحسن بن محمد السنجي عن أبي العباس محمد بن أحمد بن محبوب قال:

حدثنا أبو عيسى محمد بن سورة الحافظ قال: حدثنا محمد بن يحيى قال: حدثنا محمد بن يوسف عن ابن ثوبان-هو عبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان-عن حسان ابن عطية عن أبي كبشة السلولي عن عبد الله بن عمرو قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: بلغوا غني ولو آية، وحدثوا عن بني اسرائيل ولا حرج ومن كذب عليّ متعمدا فليتبوأ مقعده من النار

(1)

.

أخبرنا أبو القاسم بن أبي محمد الزاهد قال: أخبرنا أبو محمد الأندلسي عن أبي الفضل بن موسى اليحصبي قال: حدثنا القاضي الشهيد-يعني-أبا علي ابن سكّرة (175 - ظ) سماعا من لفظه قال: أخبرنا العذري أبو العباس قال:

أخبرنا أبو ذر الهروي قال: سمعت أبا زرعة عبيد الله بن عثمان يقول: سمعت أبا بكر النقاش يدعو بهذا الدعاء، اذا فرغنا وانصرفنا: عمر الله قلوبكم بذكره وألسنتكم بشكره وجوارحكم بخدمته، ولا جعل على قلوبكم ربانية لأحد من خليقته.

أخبرنا أبو عبد الله محمد بن محمود النجار قال: الحسين بن محمد بن فيّرة ابن حيون أبو علي الصدفي المعروف بابن سكرة، من أهل سرقسطه من بلاد الأندلس، قرأ بها القرآن على أبي علي الحسن بن محمد بن مبشر المقرئ المعروف بابن الامام، صاحب أبي عمرو الداني، وسمع الحديث من أبي محمد عبد الله بن اسماعيل بن محمد بن فورتش، وأبي الوليد الباجي، وأبي عبد الله محمد بن عبد الله بن محمد بن الصراف امام الجامع بها، وجال في الاندلس فسمع ببلنسية أبا

(1)

-انظره في كنز العمال:10/ 29175.

ص: 2775

العباس أحمد بن عمر بن أنس العذري وبالمريّة

(1)

أبا عبد الله محمد بن سعدون ابن بلال، وبالمهدية

(2)

أبا محمد سلمان بن العباس بن سليمان القروي، ثم دخل ديار مصر فسمع بالاسكندرية أبا العباس أحمد بن ابراهيم الرازي، وأبا جعفر أحمد بن يحيى بن علي بن الجارود المصري، وأبا محمد عبد الله بن الحسن بن مسلّم الصقلي المقرئ وبمصر أبا اسحاق ابراهيم بن سعيد الحبال، وأبا الحسن علي بن الحسن الخلعي، وأبا الحسن محمد بن عبد الله بن داود الفارسي وبتنيس أبا القاسم عبد المحسن بن عثمان بن غانم الشافعي وحج وسمع بمكة (176 - و) أبا عبد الله الحسين بن علي الطبري، وأبا بكر الطرطوشي، وتوجه الى البصرة وسمع بها أبا يعلى المالكي، وأبا القاسم عبد الملك بن خلف بن شغبة الحافظ، وجعفر بن محمد العباداني، وأبا الفرج محمد بن عبيد الله قاضي البصرة، وأبا العباس أحمد ابن محمد الجرجاني، وسمع بواسط أبا المعالي محمد بن عبد السلام بن شاندة الأصبهاني، وأبا الحسن علي بن محمد بن المغازلي، وأبا عبد الله محمدا، وأبا الفضل محمدا بنى محمد بن علي بن عبيد الله بن علي بن السوادي ودخل بغداد في منتصف جمادى الآخرى سنة اثنتين وثمانين وأربعمائة، فأقام بها مدة بها خمس سنين حتى علق عن أبي بكر الشاشي الفقيه الشافعي تعليقته الكبرى في مسائل الخلاف وتفقه عليه، وسمع الحديث الكثير من النقيب أبي الفوارس طراد بن محمد ابن علي الزينبي وأبي الغنائم محمد بن علي عثمان وأبي الحسين عاصم بن الحسن بن عاصم، وأبي عبد الله مالك بن أحمد بن علي البانياسي، وأبي الحسن علي بن محمد بن الخطيب الأنباري، وأبي الخطاب نصر بن أحمد بن البطر، وأبي عبد الله الحسن بن محمد بن طلحة، وأبي سعد أحمد بن علي بن تحريش القزاز، وأبي محمد رزق الله بن عبد الوهاب التميمي، وأبي الغنائم حمزة بن محمد بن الحسن الزبيري، وأبي الفضل أحمد بن الحسن بن خيرون، وأبي طاهر أحمد بن الحسن الكرجي، وأخيه أبي غالب محمد بن الحسن، وأبي الحسين أحمد بن عبد القادر بن محمد بن يوسف، وأبي بكر أحمد بن عمر بن أبي الأشعث (176 - ظ)

(1)

-مدينة كبيرة من مدن الاندلس من كورة البيرة. معجم البلدان.

(2)

-أسسها عبد الله المهدي أول خلفاء الدولة الفاطمية واتخذها عاصمة لدولته وهي الان من أمهات مدن تونس.

ص: 2776

السمرقندي، وأبي طاهر أحمد بن علي بن سوار المقرئ، وأبي بكر أحمد بن علي الطريثيثي، وأبي المعالي ثابت بن بندار البقال، وأبوي عبد الله الحسين بن أحمد ابن ايوب العكبري، والحسين بن علي بن التستري، وأبي يعلى محمد بن أحمد الأنصاري، وأبي الوفاء محمد بن عبد السلام بن عفان الواعظ، وأبي محمد عبد الله بن جابر بن ياسين، وأبي عبد الله محمد بن أبي نصر الحميدي، وخلق كثير غيرهم، وحصل الكتب والفوائد، ثم إنه دخل الشام في سنة تسع وثمانين، فسمع بها الفقيه نصر بن ابراهيم المقدسي، وأبا المعالي سهل بن بشر الأسفراييني، وأبا اسحاق ابراهيم بن يونس بن محمد بن يونس المقرئ خطيب دمشق، ومقاتل بن مطكود السوسي، وعاد الى بلاد المغرب، فأقام بها، وأخذ الناس عنه علما كثيرا، حدث ببغداد بحديث واحد على ما ذكره في مشيخته، فإنه قال في مشيخته: علي بن هبة الله بن عبد السلام أبو الحسن، بغدادي سمع معنا، أخذت عنه خمسة أحاديث، وأخذ عني حديثا واحدا.

أنبأنا أبو نصر محمد بن هبة الله القاضي قال: أخبرنا الحافظ أبو القاسم علي ابن الحسن الدمشقي قال: الحسين بن محمد بن فيره بن جيون أبو علي الصدفي الأندلسي الحافظ الفقيه من أهل سرقسطه

(1)

رحل وسمع بدمشق نصر بن ابراهيم المقدسي وسهل بن بشر، وابراهيم بن يونس، ومقاتل بن مطكود، وببغداد أبا القاسم عبد الله بن طاهر التميمي البلخي المعروف بشاهفور، وأبا الغنائم (177 - و) ابن أبي عثمان، وعلي بن محمد بن محمد الأنباري، وعاصم بن الحسن، ومالك بن أحمد البانياسي، وأبا الفضل بن خيرون، وأبا طاهر الباقلاني، وأبا الخطاب بن البطر، وأبا محمد التميمي، وطراد بن محمد الزينبي، وأبا طاهر جعفر بن محمد بن الفضل القرشي العبّاداني، وأبا الفرج محمد بن عبيد الله بن الحسن القاضي، وأبا القاسم عبد الواحد بن علي بن فهد العلاف، وأبا الفضيل أحمد بن أحمد بن الحسن الأصبهاني الفقيه، وبالبصرة أبا القاسم عبد الملك بن علي بن خلف بن شغبة، وبواسط أبا المعالي محمد بن عبد السلام بن محمد الواسطي، سمع منه بدمشق أبو القاسم

(1)

-في شمال بلاد الاندلس-اسبانيا-اسمها الآن سيرا كوزه.

ص: 2777

وأبو محمد ابنا صابر، وخالي القاضي أبو المعالي وأبو الحسن علي بن زيد بن علي

(1)

.

أنبأنا أبو محمد عبد الرحمن بن عبد الله بن علوان عن الحافظ أبي محمد عبد الله بن محمد الأشيري قال: أنبأني القاضي أبو الفضل عياض بن موسى بن عياض اليحصبي قال: أبو علي حسين بن فيرة بن حيون الصدفي السرقسطي يعرف بابن سكّرة، مولده في نحو أربع وخمسين وأربعمائة بمدينة سرقسطة، قرأ القرآن بها، وسمع من أبي محمد بن فورتش، وأبي الوليد الباجي، وغيرهما وذاكرهما في الفقه، وذكر أن ابتداءه للسماع كان عند الباجي في شوال سنة إحدى وسبعين، ثم خرج عن سرقسطة سنة ثلاث وسبعين فسمع ببلنسية والمرية من جماعة، ولقي جلة من فقهاء الأندلس ورواتها (177 - ظ).

أخذ عن أبي العباس العذري ببلنسية وبالمرية ابن المرابط وابن سعدون، وعني بالحديث والضبط وحفظ أسماء الرجال، وكان مع هذا موصوفا بالفضل والدين والعفة والصدق، ثم رحل الى المشرق أول محرم سنة إحدى وثمانين وأربعمائة في البحر، فلقي بمكة أبا عبد الله الطبري وأبا بكر الطرطوشي وسار الى البصرة ولقي أبا يعلى المالكي، وأبا العباس الجرجاني، وأبا القاسم بن شغبة الحافظ، وخرج عنها الى بغداد، فسمع في طريقه بواسط، ودخل بغداد منتصف جمادى الآخرة سنة اثنتين وثمانين، فأطال المقام بها خمس سنين كاملة حتى كتب عن الامام أبي بكر الشاشي تعليقته الكبرى في مسائل الخلاف وتفقه عنده، ولازم السماع عند من أدرك بها من جلة البغداديين ولقي بها جماعة من الخراسانيين وغيرهم من الطارئين عليها للحج من أئمة أهل المشرق والقاطنين بها منهم، ثم رحل عنها في جمادى الآخرة سنة تسع وثمانين فسمع بدمشق وغيرها في طريقه من نصر الفقيه وغيره، وحصلت عنده عوالي نفيسة وفوائد جمة، ووصل الى الأندلس في صفر سنة تسعين وأربعمائة، واستقر سكناه بمدينة مرسية، وواظب الجلوس للاسماع والاملاء والرواية، والمذاكرة في مسائل (178 - و)

(1)

- تاريخ دمشق لابن عساكر:5/ 63 - و.

ص: 2778

المدونة

(1)

على طريقة أهل المغرب من المالكية، فرحل الناس للسماع منه من أقطار الأندلس والمغرب.

وتوفي على إثر ذلك كنيّه وسميّه أبو علي حسين بن محمد الغساني الحافظ المعروف بالجيّاني، شيخنا وآخر المسندين بقرطبة، وأضبط الناس لكتاب ورواية، فانفرد بعد وفاته بالامامة في الحديث بالأندلس، وكثر الراحلون إليه، وغص مجلسه واستوفت نوب السامعين منه أجزاء نهاره وكثيرا من ليله، وتنافس الناس في الأخذ منه، والحمل عنه، وشارك فيه الأكابر الأصاغر، وكان صابرا على ذلك محتسبا فيه، ولم يزل يزداد على مرّ الأيام معرفة وحفظا وورعا وجلالة ومنزلة من قلوب الناس مع حسن خلقه وتواضعه وجميل عشرته، حتى بذّ ذكره جميع طبقات الأجلاء، وأقرّ بفضله جميع الفضلاء، وبعد صيته من بين العلماء.

ثم طلب أهل مرسية وشرق الأندلس من أمير المسلمين أبي الحسن علي بن يوسف بن تاشفين أن يقلده قضاءهم فقلده ذلك في ربيع الآخر سنة خمس وخمسمائة فامتنع منه وخرج الى المرية فارا بنفسه، وترددت اليه كتب أمير المسلمين ورسله، وألزم إشخاصه الى مرسية، وشدد في الأمر فنهض إليها على كره متقلدا قضاءها وقضاء قضاة الشرق بها، فلزم هذا العمل محمود السيرة قائما (178 - ظ) بالحق الى أن عزل عن القضاء نفسه، واختفى ووردت كتب السلطان برجوعه الى القضاء وهو يأبى، وبقيت الحال هكذا شهرا، وكتب الطلاب والرحالون كتابا يشكون فيه الى أمير المسلمين حالهم ونفاد نفقاتهم وانقطاع آمالهم فسعى له قاضي الجماعة عند أمير المسلمين وبين له وجه عذره الى أن أسعف رغبته، وظهر للناس.

ولما وجه أمير المسلمين الجيوش الى الثغر مع أخيه ابراهيم سنة أربع عشرة، خرج فيمن خرج من المطوعة، فلما جرت على المسلمين الهزيمة المشهورة بقتنده

(2)

كان فيمن فقد فختم له بالشهادة، وكانت هذه الوقعة بقتنده من ثغر سرقسطة يوم الخميس لست بقين لربيع الاول من السنة المذكورة.

(1)

-مدونة الامام سحنون الاساس المعتمد في فقه المالكية في الغرب الاسلامي.

(2)

-انظر مادة «قتنده» في معجم البلدان حيث تحدث عن استشهاده وبعض سيرته.

ص: 2779

قال القاضي عياض: ولقد حدثني الفقيه أبو اسحاق ابراهيم بن جعفر أنه قال له: خذ الصحيح فاذكر أي متن شئت منه أذكر لك سنده، أو أي سند أذكر لك متنه.

‌الحسين بن محمد بن مودود:

ابن حماد بن داود بن علي بن عبد الله السلمي مولاهم أبو عروبة الحراني الحافظ وليّ قضاء حران وسافر في طلب العلم الى الشام والثغور والحجاز والعراق وفي عبوره من حران الى الشام اجتاز بحلب أو ببعض نواحيها.

حدث عن فضاله بن الفضل الكندي، وأبي رفاعة عبد الله بن محمد، والمغيرة ابن عبد الرحمن الحراني، وعلي بن سعيد (179 - و) بن شهريار، وعبد الوهاب ابن الضحاك العرضي وعمرو بن هشام الحراني، والمسيب بن واضح السّلمي، وسليمان بن سلمة، ومحمد بن المصفى الحمصي، وسلمة بن

(1)

وأبي كريب، ومحمد ابن يحيى بن كثير، ومحمد بن المثنى، ومحمد بن بشار، وعمرو بن عثمان، وعبد الوارث بن عبد الصمد بن عبد الوارث، وجميل بن الحسين، ومحمد بن عوف الحمصي، وأبي الخطاب زياد بن يحيى الحساني وعبد الرحمن بن عمرو البجلي، وعمرو بن عثمان، ومحمد بن زياد بن عبد الله بن عيسى، وأبي داوود سليمان بن سيف الحراني، وعلي بن منصور العطار، وأحمد بن بزيع الآدمي، وابراهيم بن سعيد الجوهري، وعباد بن يعقوب، ومخلد بن مالك وغيرهم.

روى عنه الحفاظ: أبو أحمد عبد الله بن عدي الجرجاني، وأبوا بكر: محمد بن ابراهيم بن المقرئ، وأحمد بن محمد بن اسحاق السني.

أخبرنا أبو هاشم عبد المطلب بن الفضل الهاشمي قال: أخبرنا أبو طاهر محمد ابن محمد بن عبد الله السنجي قال: أخبرنا أبو محمد عبد الرحمن بن حمد الدوني قال: أخبرنا أبو نصر الكسار قال: أخبرنا أبو بكر أحمد بن محمد بن اسحاق السني الحافظ قال: أخبرني أبو عروبه قال: حدثنا ابراهيم بن سعيد الجوهري قال:

(1)

-كذا بالاصل، ولم أقف لابي عروبة على ترجمة في مصدر اخر حتى أوضح هذا الامر.

ص: 2780

حدثنا شبابة بن سوار عن أبي بكر الهذلي عن محمد بن سيرين عن أبي هريرة قال:

رخص رسول الله صلى الله عليه وسلم في شعر الجاهليه إلا قصيدة أمية بن أبي الصلت في أهل بدر وقصيدة الأعشى في ذكر عامر وعلقمة

(1)

(179 - ظ).

أخبرنا أبو الفرج بن القبيطي في كتابه قال: أخبرنا أبو الحسن بن الآبنوسي قال: أخبرنا أبو القاسم الاسماعيلي قال: أخبرنا أبو القاسم السهمي قال: أخبرنا أبو أحمد بن عدي قال: الحسين بن محمد بن مودود أبو عروبة الحراني كان عارفا بالحديث والرجال، وكان مع ذلك مفتي أهل حران، أشفاني حين سألته عن قوم من رواتهم وذكرت ذلك في ذكر أساميهم

(2)

(180 - و).

‌الحسين بن محمد بن موسى:

أبو علي بن أبي جعفر البطناني الحلبي، وقيل فيه الحسن، والصحيح الحسين، وقد ذكرناه فيمن اسمه الحسن، وقد ذكره أبو بكر محمد بن الحسين السبيعي في معجم شيوخه فيمن اسمه الحسين، وهو حلبي وينسب الى بطنان قرية من قرى حلب، بينها وبين منبج وإليها يضاف وادي بطنان، وهو وادي بزاعا، وهي الى جانب بزاعا وتعرف ببطنان حبيب.

حدث بحلب عن عبد الله بن أبي بكر العتكي، وأحمد بن محمد بن أبي عقبة الأنصاري، وأبي الوليد الطيالسي، ويحيى بن عبد الحميد الحماني، واسماعيل بن عبد الله بن زرارة العبدري قاضي دمشق.

روى عنه أبو بكر محمد بن الحسين بن صالح السبيعي الحلبي، ومحمد بن عبد الرحمن الأصبهاني، ومحمد بن أحمد بن عبد الله بن موسى الرافقي، وأبو عبد الله جعفر بن محمد بن سعيد بن شعيب وأبو جعفر أحمد بن اسحاق بن محمد ابن يزيد الحلبي، وأبو حفص عمر بن أحمد العطار البغدادي.

أخبرنا عمي أبو غانم محمد بن هبة الله بن أبي جرادة وأبو محمد عبد الرحمن ابن عبد الله بن علوان، وولده القاضي أبو عبد الله محمد بن عبد الرحمن، وأبو

(1)

-لم أجده بهذا اللفظ في مصدر آخر متوفر.

(2)

-لا ترجمة لابي عروبة في كتاب الكامل في الضعفاء لابن عدي.

ص: 2781

عبد الله محمد بن أحمد بن محمد بن الطرسوسي قالوا: أخبرنا أبو سالم أحمد بن عبد القاهر بن هبة الله بن الموصول الحلبي بها قال: أخبرنا أبو الحسن علي بن عبد الله ابن أبي جرادة الحلبي قال: حدثني أبو الفتح عبد الله بن اسماعيل الجلي الحلبي قال: أخبرنا أبو عبيد الله بن أبي نمير العابد الحلبي قال: أخبرنا أبو بكر محمد ابن (180 - ظ) الحسين بن صالح السبيعي قال: حدثنا الحسين بن محمد بن موسى البطناني بحلب سنة تسعين ومائتين قال: حدثنا عبد الله بن أبي بكر العتكي، ح.

وأخبرنا يوسف بن خليل بن عبد الله قال: أخبرنا أبو طاهر بركات بن ابراهيم ابن طاهر القرشي قال: أخبرنا أبو محمد عبد الكريم بن حمزة بن الخضر السلمي قال: أخبرنا أبو محمد عبد العزيز بن أحمد الكتاني الحافظ قال: أخبرنا أبو القاسم تمام بن محمد بن عبد الله الرازي قال: أخبرنا أبو جعفر أحمد بن اسحاق بن محمد ابن يزيد الحلبي القاضي قال: حدثنا أبو علي الحسن بن أبي جعفر البطناني بحلب قال: حدثنا أبو عبد الرحمن عبد الله بن أبي بكر العتكي، واللفظ للسبعي، قال:

حدثنا شعبه عن هارون المعلم عن بديل بن ميسرة عن عبد الله بن شقيق عن عائشة قالت: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ: «{فَرَوْحٌ وَرَيْحانٌ}»

(1)

.

قال أبو عبد الرحمن: فلقيت هارون المعلم فسألته عن الحديث فحدثنيه كما حدثني شعبة.

وهذه القراءة، بضم الراء، من فروخ قرأ بها يعقوب بن اسحاق الحضرمي.

أخبرنا أبو عبد الله محمد بن غسان بن غافل الأنصاري الحمصي بدمشق ومكرم بن محمد بن حمزه بن أبي الصقر بحلب قالا: أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد الحرستاني قال: أخبرنا القاضي أبو عبد الله الحسن بن أحمد بن أبي الحديد قال: أخبرنا أبو المعمر المسدد بن علي الحمصي قال: أخبرنا (181 - و) أبو بكر أحمد بن عبد الكريم قال: أخبرنا أبو الحسن محمد بن أحمد الرافقي قال: حدثنا الحسين بن أبي جعفر قال: حدثنا يحيى بن عبد الحميد قال: حدثنا حاتم بن اسماعيل

(1)

- سورة الواقعة-الآية:89.

ص: 2782

عن ابن أبي أسباط عن يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة عن أبي هريرة. وحاتم بن اسماعيل عن ابن أبي أسباط عن يحيى بن أبي كثير عن عكرمة عن ابن عباس قالا: كان النبي صلى الله عليه وسلم: إذا خطبت إليه بعض بناته أتى الخدر فقال: إن فلانا يخطب فلانة، فإن طعنت في الخدر لم يزوجها، وإن لم تطعن في الخدر أنكحها

(1)

.

أخبرنا أبو الحسن علي بن شجاع بن سالم القرشي المقرئ قال: أخبرنا أبو عبد الله محمد بن أبي محمد عبد المولى بن محمد بن عبد الله اللخمي قال: أخبرنا أبي أبو محمد عبد المولى قال: أخبرنا أبو خلف عبد الرحيم بن محمد بن المدبّر قال:

أخبرنا أبو اسحاق ابراهيم بن عبد الله بن أحمد قال: أخبرنا أبو عبد الله الحسين ابن جعفر بن محمد الجرجاني قال: حدثنا أبو حفص عمر بن أحمد العطار البغدادي بمصر قال: حدثنا أبو علي الحسين بن جعفر البطناني قال: حدثنا اسماعيل بن عبد الله بن زرارة قال: حدثنا محمد بن ربيعة الكلابي قال: حدثنا أبو الحسن العسقلاني عن أبي جعفر محمد بن ركانة عن أبيه ركانة قال: صارعت النبي صلى الله عليه وسلم فصرعني. قال ركانة: وسمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: فرق بيننا وبين المشركين لبس العمائم على القلانس

(2)

(181 - ظ).

قرأت في تاريخ الثقات تأليف الحافظ أبي حاتم محمد بن حبان البستي في الطبقة الرابعة وهم تباع أتباع التابعين قال: حسين بن أبي جعفر البطناني من أهل حلب، كنيته أبو علي، يروي عن أبي الوليد الطيالسي وعبد الله بن أبي بكر العتكي. حدثني عنه محمد بن عبد الرحمن الأصبهاني

(3)

.

قلت: سمع أبو بكر السبيعي منه سنة تسعين، فقد توفي بعد ذلك.

‌الحسين بن محمد الحلبي الأنصاري:

ويلقب بركة، روى عن يوسف بن أسباط، روى عنه موسى بن محمد الأنطاكي والحسن بن علي المعمري، وأبو محمد عبد الله بن زياد بن خالد بن أبي

(1)

-لم أجده بهذا اللفظ.

(2)

-انظر دلائل النبوة لابي نعيم الأصبهاني-ط. حيدر أياد الدكن 1950: 337 - 340.

(3)

-تاريخ الثقات:8/ 192.

ص: 2783

زياد بن أبان بن المغيرة، وأحمد بن عبد الله بن سابور وأبو يعقوب المنجنيقي، والحسن بن علي القاضي، وكان يضع الحديث، وقد ذكرناه في حرف الباء فيمن اسمه بركة لاشتهاره بذلك وغلبته على حسين.

‌الحسين بن محمد أبو يعلى الملطي:

حدث بملطيه عن الحسن بن زيد روى عنه جابر بن عبد الله بن المبارك الجلاب الموصلي، وقد سقنا عنه حديثا في ترجمة الحسن بن زيد.

‌الحسين بن محمد أبو القاسم الهبيري:

الفزاري الحلبي، من ولد عمر بن هبيرة

(1)

ومن مذكوري التناء

(2)

بحلب وأرباب النعم المشهورة بجند قنسرين والعواصم، وأهل بيته يقال لهم الهبيريون، بيت قديم من بيوت حلب ومن (182 - و) أهل المروءة والمعروف والتقدم عند الخلفاء والوزراء والملوك، وولوا ولايات بالعراق والشام، وقد ذكر أبو القاسم ذلك في رسالة من رسائله وقفت عليها، وكان أبو القاسم هذا شاعرا مجيدا وكاتبا بليغا وله معرفة تامة باللغة والأدب، وكان بينه وبين أبي عبد الله الحسين بن أحمد بن خالويه مكاتبة ومشاعرة، وله الى الامير سيف الدولة أبي الحسن علي بن عبد الله ابن حمدان رقاع حسنة تشتمل على نثر ونظم، طالعت ذلك في مجلدة وقعت إلي من رسائله. روى عنه أبو عبد الله بن خالويه.

قرأت بخط أبي الفتح أحمد بن علي بن النخاس المدائني الحلبي في مجموع وهبنيه والدي رحمه الله: حدثنا الشيخ ابو الحسين أحمد بن علي بن عبد الله بن أبي أسامة رحمه الله قال: أملى علينا ابن خالويه قال: كتب أبو القاسم الهبيري الى وكيل له في القرية: إذا قرأت كتابي هذا فاحمل إليّ حنزابا

(3)

هنديا تختبره وتنتضيه أو قبرسيا تختاره وترتضيه، أبيض عاجيا، أو أسود دجوجيا، فإن لم تجده أسود حالكا، ولا أبيض يققا فليكن موشحا بلقا، ذا خلق مدمج وجنب كنفج،

(1)

-من كبار شخصيات القادة والولاة في العصر الاموي. انظر تاريخ خليفة: 1/ 423 - 425.

(2)

-أي ملاك الاراضي الزراعية.

(3)

-سيرد شرح الغريب بعد قليل.

ص: 2784

مبرنس الرأس متوجه، مدبّج الظهر مخرفجه، بادي المنقار مونّفه، زمّجي الوجه مفوّفه، مد ملك الهامة محدرج الحلقوم، مستجاف الحوصلة والبلعوم، رحيب المبرج والمنخرين، (182 - ظ) بارز الصماخين، مقلّص الرعثين كأنهما قرطان معلقان أو مصباحان يقدان، أو مدهنتا عقيق، أو وردتا شقيق، ذا عنق أغلب أعنق، وعرف قانئ أفرق، كأن ملكا ألحفه ديباجه وألبسه تاجه، فهو يزفّ عليه مائلا، ويشف ماثلا، تحسبه المريخ إذا طلع، أو الرطب إذا أينع أو سطور جلّنار، أو لهيب النار، أو حماض البراري، فإذا نظر برشم وجمّح من مقلة خدره المحجّج يطرف عن فصوص الياقوت الأحمر ونور الرياض الأزهر، له زور مولع رحيب، وجؤجؤ تارّ غير سليب، وجناح مؤجّد التركيب، مؤزّر الزفّ والانبوب كهيئة الطيلسان، أو رياط العصب اليمان، أو رياض البستان، كأنما حفت قوادمه بقواطع الأقلام أو حواشي الأعلام، أو مصاريب العيدان، أو رخص البنان، وذنب ناشر شايل، وسروال ضاف سائل، وركبه مركبة في ساق درماء كأنها قناة خط صماء أصفر الظنبوب والشراك محسر الصيصة عند العراك شر نبث شوك الرجل، ششن الأصابع كأنها براثن ضبع أو مخالب سبع إن بحث نبث أو ركل ضبث، كأنما ينقر بنيازك الرماح، أو يناضل بنضال القداح، حسن الاشراف والايفاد والزيفان عند السفاد، ولا يكون أشغى ولا أورق، ولا أضجم ولا أجوق ولا أحص الجناح، ولا أبح الصياح، إن صاح خلت جوادا صهل، أو زاف قلت سترا (183 - و) سدل يزهي على الطاووس شكلا وحسنا، ويوفي عليه قدرا ووزنا، إن قاتل عترفانا بذّه وفاقه، أو رآه ناظر أعجبه وراقه، يتوقد زغلا وذكاء، ويجري لونه ماء وضياءا حتى إذا انتصب فاخزأل، وصفق فاستقل، وارتاح فأعجب، وصوت فأجلب، وعلا الجدار خاطبا وسبح معلنا، وقام مؤذنا أيقظ الى الصلاة غابقا، وأذكر ناسيا، وبشر بهجة الإصباح وحث على الصبوح، ومعاطاة الأقداح فيعجب ويروق من رآه فيسبح ويقول «{فَتَبارَكَ اللهُ أَحْسَنُ الْخالِقِينَ}»

(1)

فإذا جئت به ملائما لهذه الهيئة حويت قصب السبق وحققت مخيلة الظن، واستوجبت حسن النظر إن شاء الله.

فأجابه الوكيل:

(1)

- سورة المؤمنين-الآية:14.

ص: 2785

بسم الله الرحمن الرحيم قرات كتابك وفهمت بعضه وأكثره لم أفهمه، والصواب أن تطلب هذه الصفة من ربك فعسى أن يعطيك ديك العرش «{إِنَّهُ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ}»

(1)

.

وبخط المدائني تفسير الغريب عن ابن خالويه: الحنزاب: الديك، وتنتضيه:

تختاره، أبيض عاجيا: شديد البياض يضرب الى الصفرة، وأسود دجوجيا: شديد السواد، وكذلك الحالك، واليقق: الشديد البياض، والمومج: المفتول الخلق، والكنفج المنتفخ، والمبرنس: كأنه لابس برنس، والمدبج: كأنه لابس ديباج، والمخرفج: السمين المحسن الغذاء، والبادي: الظاهر.

قلت: وهذا في رواية ابن خالويه، ووقع إلي في غير هذه الرواية بازي (183 - ظ) المنقار، أي شبيه بمنقار البازي.

عدنا الى كلام ابن خالويه: مونف: مرتفع، وقوله زمجي الوجه أي شبيه بالزمج

(2)

، كما تقول وجه متترك يشبه الأتراك، ومفوفه: فيه سواد وبياض، مدملك: مدور، ومحدرج الحلقوم: أملس، مستجاف الحوصله: واسع، رحيب المبرج: واسع البرج، يعني نظر عينيه، وبارز الصماخين أي ظاهر الأذنين، والرعثان ماتدلى من حنكه ومذابحه، شبهه بقرطين، لأن القرط يقال له الرعثة، وقوله عنق أغلب، يعني غليظ، وأعنق: طويل، وقانئ: شديد الحمرة، والمائل: القائم، والمريخ: نجم، وأينع: نضج، والحماض: نبات أحمر شبه به عرفه، برشم وحمج:

أدام النظر، وخدرة: غليظة، والمحجج من الحجاجين وهي عظام المقلة، ويطرف:

من فصوص الياقوت: شبه حمرة حدقته بذلك، والزور والجؤجؤ: الصدر، مولع:

منقش، والتار: السمين، والمؤجد: الشديد، والزف: الريش، والعصب: ثياب اليمن، والرباط: البيض، وقوادمه: ريشه، والسروال يعني الريش الذي على ساقه شبهه بالسروال، والضافي: السابغ، والدرماء: الكثيرة اللحم، وقناة الخط منسوب الى الخط وهي قرية على شاطئ البحر، والظنبوب: عظم الساق، عند

(1)

- سورة فصلت-الآية:39.

(2)

-الزمج طائر دون العقاب في قمته حمرة غالبة. اللسان.

ص: 2786

العراك: يعني القتال، والشرنبث والششن يعني الغليظ، ونبث: أخرج التراب، وخبث: علق، والنيازك: الرماح القصار، وأصله بالفارسية، والايفاد: الاشراف والارتفاع، والأشغى: المختلف المنقار، والأورق الطويل، والأجوق: المعوج، وكذلك الأضجم، والأحص: القليل الريش، وسدل: أسبل، والعترفان: الديك، وبذه: سبقه، وراقه: أعجبه، والرغل. النشاط، واحزأل: ارتفع، وارتاح: نشط، والغابق: الذي يشرب الغبوق، وهو شرب العشي ومعاطاة: مناولة، وناولته وعاطيته واحد.

وقد وقع إلي في بعض مطالعاتي هذه الرسالة لأبي القاسم الهبيري، وذكر أن ابن خالويه اقترح عليه انشاءها.

قرأت في جزء وقع إلي من كلام أبي القاسم الهبيري نظما ونثرا أبياتا له كتبها الى أبي عبد الله بن خالويه وقد سار الى ميافارقين:

على أن صبري أضيق ساحة

وأقصر خطوا عن مصاحبة البعد

عزيز على عيني وقد غبت لحظها

وإن كان مطوي الجفون على السهد

وان رحيلا حال دون لقائنا لأقسى

بنا قلبا من الحجر الصلد

لقد كان قلبي من يد الشوق مطلقا

فأوقعته في قبضة الشوق والوجد

وقد كنت في دولة القرب سلوة

عن السكن الجافي والأمل المكدي

بمن أعد الايام برء سقامها

الى من على الأفهام بعدك أستعدي

وما زال قلبي مذ صحبت الهوى عالقا

على طرق الهجران والبين والصد

ومن عادة الايام إخلاف وعدها

فهل تنجز الايام فيك من وعد

(184 - ظ) ومما قرأته من شعره في هذا الجزء، وكتبه الى الأمير سيف الدولة:

وكيف احتمالي للزمان ظلامة

وأنت على عين الزمان رقيب

وفي كل أرض من سمائك صيب

وفي كل روض من نداك جنوب

وكل غريب في جنابك آهل

وكل قريب لم تصله غريب

إذا مرضت حال امرئ لم يكن

لها سوى فضل إنعام الأمير طبيب

ص: 2787

ومنه أيضا وكتبها الى بعض اخوانه:

لو سلمنا من فرقة الاخوان

لسمحنا لنائبات الزمان

أعلن البين كل سرو أبدى

خفرات الدموع للأجفان

ما فراق الأحباب عندي إلا

كفراق الأرواح للأبدان

‌الحسين بن محمد الهاشمي:

شاعر نزل دير محلى، وهو دير بنواحي المصيصة على ساحل جيحان، وقال فيه أبياتا من الشعر وهي:

لست أنسى يوما بدير محلى

لم ندعه يوما من الدهر عطلا

شغلتنا فيه اللذاذات حتى لم

نجد غيرها لما فيه شغلا

في ربى دبج الربيع ثراها وك

ساها مطارفا ثم حلا

فهي تجلي على العيون كما عاينت

في حسنها العرائس كحلا

ما رأى الناس مثل ذا الدير ديرا

لا ولا عاينوا لذا المثل مثلا

خيل هذا زبر جدا وعقيقا

والثرى عنبرا بمسك يعلا

(185 - و)

صاهرت زهرة الغوادي فأهدين

الى كل كاعب منه بعلا

ويباري جيحان ذا الدير

في سقياه سقي المدام علا ونهلا

يرضع الروض خلف هذا وهذاك

فقد شبّ بعد ما كان طفلا

‌الحسين بن محمد المعري:

المعروف بالزاهد الدوسي شاعر من أهل معرة النعمان، ظفرت له بقطعتين من الشعر في مراثي بني المهذب المعريين يرثي بهما أبا الحسن المهذب بن علي بن المهذب التنوخي المعري، إحداهما قوله:

تجدد حزني بعد ما كان قد مضى

بقائلة ان المهذب قد مضى

كريم غدا في كل قلب محببا اذا

ما سواه كان فيه مبغضا

به كان ركن المكرمات مشيدا

فغير عجيب ان عفا وتقوضا

يحرضني قوم على الحزن بعده ولست

بمحتاج الى أن أحرضا

ص: 2788

وقد أمرضتني الحادثات لفقده

فتالله لا أنفك ما عشت ممرضا

فلا يك انسان حليف رضى به

ففي مثل هذا الخطب لا يحسن الرضا

وأقرضني دهري أسى وصبابة

فيا ليته استوفى الذي كان أقرضا

أيومض برق الجود بعد مهذب

وما كان الا من اياديه مومضا

وما بت الا بالهمام محمد مدى الدهر

عن أفضاله متعوضا

وان أبا تمام ركني ومثله أبو

اليسر ان صرف الردى بي تقوضا

فداموا على النعماء في ظل نعمة ولا

زال من عاداهم الدهر مدحضا

(185 - ظ) وأما الاخرى فيقول فيها:

نار الاسى بقلوبنا تتلهب

لما ثوى شيخ العلاء مهذب

أراده صرف الحادثات وانما

أردى قلوبا بعده تتقلب

ما زال يعذب في الحياة ثناؤه

وثناه بعد الموت منها أعذب

كالمسك يؤخذ غير أن نسيمه

أذكى وأعذب في النفوس وأطيب

ولئن تسربل بالنعيم فاننا من

بعده بلظى الجحيم نعذب

فسقى ثراه الغيث يهطل صوبه

أبدا عليه ويستهل ويسكب

توفي المهذب بن علي سنة ثمان وعشرين وأربعمائة، فقد توفي الزاهد بعد ذلك.

‌ذكر من اسم أبيه منصور ممن اسمه الحسين

‌الحسين بن منصور بن ابراهيم:

أبو علي الشطوي ويعرف بأبي علّؤية، سمع بالمصيصة حجاج بن محمد الأعور، وروى عنه وعن سفيان بن عيينة وحماد بن الوليد، والحارث بن النعمان، ووكيع بن الجراح روى عنه محمد بن اسحاق السراج، ومحمد بن مخلد وغيرهما.

وبعضهم يسميه الحسين.

أخبرنا أبو القاسم عبد الله بن الحسين بن عبد الله بن الحسين بن عبد الله الانصاري عن الحافظ أبي طاهر أحمد بن محمد السلفي قال: أخبرنا أبو الحسين

ص: 2789

المبارك بن عبد الجبار الصيرفي قال: أخبرنا أبو اسحاق ابراهيم بن عمر البرمكي قال:

أخبرنا أبو يعقوب اسحاق بن سعد بن الحسن بن سفيان النسوي قال: أخبرنا محمد ابن اسحاق السراج قال: حدثنا (186 - و) الحسين بن منصور أبو علوية قال:

حدثنا حجاج بن محمد الاعور بالمصيصة عن يونس بن أبي اسحاق عن أبي اسحاق عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال: ولد رسول الله صلى الله عليه وسلم عام الفيل

(1)

.

أنبأنا أبو اليمن زيد بن الحسن الكندي قال: أخبرنا أبو منصور القزاز قال:

أخبرنا أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت الخطيب قال: الحسين بن منصور بن ابراهيم أبو علي الصوفي ويعرف بأبي علوية، حدث عن سفيان بن عيينة وحماد بن الوليد ووكيع، وحجاج بن محمد الأعور والحارث بن النعمان البندار، روى عنه محمد ابن مخلد وجماعة، الا أنهم سموه الحسن، وقد أسلفنا ذكر ذلك، وكان ثقة

(2)

.

‌الحسين بن منصور بن عبد الرحمن الرماني:

أبو علي المصيصي حدث بها عن داوود بن معاذ المصيصي والمعافى بن سليمان.

روى عنه أبو القاسم الطبراني وعبد الله بن عمر بن علي الجوهري.

أخبرنا أبو عبد الله محمد بن عبد الرحمن بن عبد الله بن علوان قال: أخبرنا أبو الفرج يحيى بن محمود الثقفي قال: أخبرنا أبو علي الحسن بن أحمد الحداد قال:

حدثنا أبو نعيم الحافظ قال: حدثنا أبو القاسم سليمان بن أحمد قال: حدثنا الحسين ابن منصور الرماني بالمصيصة قال: حدثنا داود بن معاذ قال: حدثنا عبد الوارث عن أبي عمرو بن العلاء عن محمد بن أبي ليلى عن يحيى بن عبيد البهراني عن ابن عباس:

ان النبي صلى الله عليه وسلم كان ينبذ له فيشر به في اليوم وليلته والغدو وليلته (186 - ظ) فاذا كان اليوم الثالث أمر أن يهراق، أو يسقى الخدم.

حدثنا أبو محمد عبد العزيز بن الحسين الاندلسي قال: أخبرنا أسعد بن أبي سعيد الاصبهاني قال: أخبرتنا فاطمة بنت عبد الله الجوزدانية قالت: أخبرنا أبو بكر

(1)

- انظر تاريخ خليفة:1/ 9 - 11.

(2)

- تاريخ بغداد:8/ 111.

ص: 2790

محمد بن ريذة قال: أخبرنا أبو القاسم سليمان بن أحمد بن أيوب الطبراني قال:

حدثنا الحسين بن منصور الرماني المصيصي قال: حدثنا المعافى بن سليمان قال:

حدثنا حكيم بن نافع عن يحيى بن سعيد الانصاري عن سعيد بن المسيب عن عمر بن الخطاب قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أول ما يرفع من الناس الامانة وآخر ما يبقى الصلاة ورب مصل لا خير فيه. لم يروه عن يحيى الا حكيم تفرد به المعافى، لا يروى عن عمر الا بهذا الاسناد

(1)

.

‌الحسين بن منصور بن عمرو بن جبلة:

وأظن أنه مصيصي، حدث عن محمد بن سليمان لوين المصيصي، وعفان بن مسلم، وأبي حذيفة. روى عنه أبو الحسن محمد بن أحمد بن عبد الله بن موسى الرافقي الحلبي.

أخبرنا أبو الفضل مكرم بن محمد بن حمزة بن أبي الصقر بحلب وأبو عبد الله محمد بن غسان الانصاري بدمشق قالا: أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن جعفر الحرستاني قال: أخبرنا الخطيب أبو عبد الله الحسن بن أحمد بن أبي الحديد قال: أخبرنا أبو المعمر المسدد بن علي الاملوكي قال: أخبرنا أبو بكر أحمد بن عبد الكريم -يعني-الحلبي قال: أخبرنا أبو الحسن محمد بن أحمد الرافقي قال: حدثنا الحسين بن منصور (187 - و) بن عمرو بن جبلة قال: حدثنا محمد بن سليمان الاسدي قال: حدثنا ابن أبي زائدة قال: أخبرنا عبيد الله بن عمر عن نافع عن ابن عمر ان غلاما لابن عمر أبق الى العدو، ثم ظهر المسلمون عليه، فرده النبي صلى الله عليه وسلم، ولم يكن قسمة

(2)

.

‌الحسين بن موسى بن عمران:

أبو الطيب الرقي، وقيل هو بغدادي، نزيل أنطاكية حدث بها عن عامر بن سيار النحلي الحلبي وموسى بن مروان الرقي، روى عنه الحاكم أبو أحمد محمد بن محمد الحافظ وأبو حفص عمر بن علي العتكي.

(1)

-رواه عنه الطبراني في المعجم الصغير:1/ 138، غير أنه لم يذكر الحديث الاول. انظر كنز العمال:5/ 13817.

(2)

-لم أجده بهذا اللفظ.

ص: 2791

أخبرنا أبو روح عبد المعز بن محمد بن أبي الفضل في كتابه الينا من هراة والحرة أم المؤيد زينب بنت أبي القاسم عبد الرحمن بن الحسن بن أحمد الشعري النيسابورية في كتابها الينا من نيسابور قالا: أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر الشحامي قال: أخبرنا أبو سعد محمد بن عبد الرحمن الكنجرودي قال: أخبرنا الحاكم أبو أحمد محمد بن محمد بن أحمد بن اسحاق الحافظ قال: أخبرنا أبو الطيب الحسين بن موسى الرقي بأنطاكية قال: حدثنا عامر-يعني ابن سيار-قال: حدثنا عبد الحميد-يعني-ابن بهرام قال: حدثنا شهر بن حوشب قال: حدثني جندب بن سفيان رجل من بجلة قال: اني لعند رسول الله صلى الله عليه وسلم حين جاءه بشير سرية بعثها، فأخبر بنصر الله الذي نصر سريته وبفتح الله الذي فتح لهم قال: يا رسول الله بينما نحن نطلب القوم وقد هزمهم الله عز وجل إذ لحقت رجلا بالسيف، فلما أحس أن السيف مواقعه التفت وهو يسعى فقال:(187 - ظ) إني مسلم إني مسلم، قال: قتلته؟ قال:

يا رسول الله نعم، قال: فهلا شققت عن قلبه فنظرت أصادق هو أو كاذب؟ قال:

لو شققت عن قلبه ما كان يعلمني ما قلبه إلاّ قطعة من لحم، قال: فأنت قتلته لا ما في قلبه تعلم ولا لسانه صدقته، فأنت قاتلة. قال يا رسول الله استغفر لي، فقال:

لا أستغفر لك فمات ذلك الرجل فدفنوه فأصبح على وجه الأرض ثلاث مرات، فلما رأى ذلك القوم استحيوا وحزنوا أو حربوا-الشك من أبي محمد-فاحتملوه فألقوه في تلك الشعاب

(1)

.

أنبأنا أبو الحسن علي بن أبي عبد الله بن أبي الحسن بن المقير قال: أخبرنا الحافظ أبو العلاء الحسن بن أحمد الهمذاني في كتابة قال: أخبرنا أبو جعفر محمد ابن الحسن قال: أخبرنا أبو علي بن محمد بن محمد الصفار قال: أخبرنا أبو بكر ابن منجويه قال أخبرنا الحاكم أبو أحمد محمد بن محمد بن أحمد الحافظ قال:

أبو الطيب الحسين بن موسى بن عمران الرقي، سكن أنطاكية عن عامر بن سيار التميمي وموسى بن مروان الرقي فيه نظر.

(1)

-انظر كنز العمال:29928.

ص: 2792

أنبأنا أبو عبد الله محمد بن محمود بن النجار قال: الحسين بن موسى بن عمران البغدادي حدث عن عامر بن سيار، شيخ مجهول، عن محمد بن عبد الملك بن أبي أيوب المديني الطويل، روى عنه عمر بن علي العتكي.

هكذا ذكر ترجمته، ولعله بغدادي الاصل ونزل الرقة ثم سكن أنطاكية، أو رقي نزل بغداد ثم أنطاكية والعجب من أبي عبد الله بن النجار حيث يقول: حدث عن عامر بن سيار شيخ مجهول، وعامر بن سيار شيخ معروف تميمي من أهل نحليني

(1)

من جبل السماق، كتب عنه جماعة من العلماء، وستأتي ترجمته في حرف العين ان شاء الله تعالى.

‌حرف النون في آباء من اسمه الحسين

‌الحسين بن نجي بن سلمة بن جشم:

ابن أسد بن خليبة بن شاجي بن موهب بن أسد بن جعشم بن حذيم بن الصدف ابن شهال بن عمرو بن دعمى بن زيد بن حضر موت، وقيل دعمى بن حضر موت، وقيل الصدف هو أسلم بن زيد بن مالك (188 - و) بن زيد بن حضرموت الاكبر الصدفي، شهد صفين مع علي رضي الله عنه، وقتل بها يومئذ.

قرأت بخط أبي سعيد السكري في نسب حضر موت مما رواه عن محمد بن حبيب قال في نسب الصدف: فولد نجي بن سلمة بن جشم بن أسد بن خليبة بن شاجي بن موهب بن أسد بن جعشم بن حذيم بن الصدف: عبد الله بن نجي، ومسلم بن نجي، والحسين بن نجي، قتل مع علي بصفين، وحمزة بن نجي قتل بصفين مع علي وذكر أخوته وأنهم قتلوا بصفين

(2)

، وسنذكر كل واحد منهم في موضعه ان شاء الله تعالى (188 - ظ).

***

(1)

-هي نحلين عند ياقوت في معجم البلدان.

(2)

-لم يرد ذكر هم في كتاب مختلف القبائل ومؤتلفها لمحمد بن حبيب.

ص: 2793

‌الحسين بن هبة الله بن محفوظ

بسم الله الرحمن الرحيم

وبه توفيقي

ابن الحسن بن محمد بن أحمد بن الحسين بن صصرى أبو القاسم بن أبي الغنائم بن أبي البركات بن أبي محمد بن أبي الحسين الربعي التغلبي، العدل الرضا من بيت الحديث والأمانة والدين، حدث هو وأبوه وجده وأخوه الحافظ أبو المواهب الحسن.

رحل معه الى حلب وسمع بإفادته بها من أبي طالب عبد الرحمن بن الحسن ابن العجمي وأحمد بن أبي الوفاء البغدادي إمام الحنابلة، والخطيب أبي طاهر هاشمب بن أحمد بن عبد الواحد، والقاضي أبي المفاخر عبد الغفور بن لقمان بن لقمان الكردري، والحافظ أبي محمد عبد الله بن محمد الأشيري، وأبي المكارم محمد بن عبد الملك بن أحمد بن أبي جرادة، وأبي نصر عبد الصمد بن ظفر المحتسب، وأبي الحسن أحمد بن محمد بن الطرسوسي القاضي، وأبي حامد محمد ابن عبد الرحيم الغرناطي وسمع بدمشق من أبيه هبة الله وجده أبي البركات محفوظ، وأخيه أبي المواهب الحسن، وأبي القاسم الحسين بن الحسن بن محمد بن البنّ والقاضي أبي سليمان داود بن محمد الخالدي، وأبي محمد عبدان بن زرين بن محمد المقرئ، وأبي القاسم نصر بن أحمد بن مقاتل بن مطكود، وأخيه علي بن أحمد السوسيّين، وأبوي يعلى حمزة بن علي الحبوبي، وحمزة بن أحمد بن كروس (190 - و) والحافظين: أبي الحسين هبة الله، وأبي القاسم علي ابني الحسن بن هبة الله، وأبي النجيب السهروردي، وأبي الندى حسان بن تميم والشريف أبي طالب علي بن حيدرة وأبي محمد عبد الرحمن بن أبي الحسن الداراني، وعبد الواحد بن عبد الماجد بن عبد الواحد القشيري، وابنه أبي المحاسن عبد العزيز،

ص: 2794

وأبي المظفر محمد بن أسعد بن الحليم، وأبي سعد عبد الله بن محمد بن أبي عصرون، وأبي الفرج يحيى بن محمود الثقفي، وأبي القاسم علي بن الحسن الكلابي المعروف بابن الماسح، وأبي محمد عبد الله بن محمد بن سعد الله الحنفي، والقاضي أبي الفضل محمد بن عبد الله بن الشهرزوري قاضي الشام، وأبي عبد الرحمن محمد بن محمد بن عبد الرحمن الكشميهني، وولده أبي البدائع محمود، وأبي الفضل عبد المحسن بن عبد المنعم بن علي بن مثيب الكفرطابي، وشيخ الشيوخ عبد الرحيم بن اسماعيل النيسابوري، وأبي طالب الخضر بن هبة الله بن طاووس، وأبي عبد الله محمد بن حمزة بن أبي الصقر، وأبي المعالي مسعود بن محمد النيسابوري، وأبي الحسن علي بن أحمد الحرستاني، وأبي المعالي محمد بن حمزة بن الموازيني، وأبي محمد عبد الرحمن بن علي بن المسلم الخرقي، وأبي الغنائم مطهر بن خلف بن عبد الكريم الشحامي وأبي اليسر شاكر بن عبد الله بن سليمان، وأبي المظفر أسامة بن منقذ، وأبي بكر عبد الله بن محمد النوقاني، وأبي الفضل عبد الواحد بن إبراهيم بن المقرئ الحلبي، وجماعة يطول ذكرهم ويكثر تعدادهم، وأجاز له جماعة من المشايخ المعتبرين (190 - ظ).

وحدث بالكثير، وروى عنه أخوه الحافظ أبو المواهب في معجم شيوخه واجتمعت به بدمشق في سنتي تسع وستمائة وأربع عشرة وستمائة، وعند توجهي إلى الحج في سنة ثلاث وعشرين وستمائة، وسمعت عليه أجزاء من الحديث، وكان ثقه مأمونا دينا صالحا كيسا حسن الأخلاق، سألته عن مولده فقال: لا أدري إلاّ أن ابن عبدان أخذ لي إجازة في سنة إحدى وأربعين، فيكون مولدي في الأربعين أودونها-يعني-وخمسمائة.

أخبرنا أبو القاسم الحسين بن هبة الله بن محفوظ بن صصرى التغلبي قال:

أخبرنا جدي لأمي أبو المكارم عبد الواحد بن محمد بن المسلم بن هلال الأزدي قال: أخبرنا أبو الفضل عبد الكريم بن المؤمل بن الحسن الكفرطابي-قراءة عليه وأنا حاضر-قال: أخبرنا أبو محمد عبد الرحمن بن عثمان بن القاسم بن أبي نصر التميمي قال: أخبرنا أبو الحسن خيثمة بن سليمان بن حيدرة قال: حدثنا اسحاق بن سيار قال: حدثنا عبيد الله وهو ابن موسى عن الحسن بن صالح عن

ص: 2795

الأسود بن قيس عن نبيح عن أبي سعيد رضي الله عنه قال: نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن صيام هذين اليومين يوم الأضحى ويوم الفطر

(1)

.

أخبرنا أبو القاسم بن صصرى قال: أخبرنا أبو القاسم الحسين بن الحسن بن محمد الأسدي-بقراءة والدي-قال: أخبرنا الفقيه أبو القاسم علي بن محمد بن علي بن أبي العلاء-قراءة عليه وأنا أسمع-قال: قرئ على أبي القاسم عمر بن أحمد ابن الوليد (191 - و) بن الأصبغ المنبجي بها قال: حدثنا عبد الرحمن بن عيسى بن محمد بمنبج قال: حدثنا أحمد بن يوسف قال: حدثنا سهل-يعني-ابن صالح قال:

حدثنا قبيصة عن سفيان الثوري عن الأعمش عن عمارة بن عمير عن حريث بن ظهير وعبد الرحمن بن مرثد عنهما جميعا أو عن إحداهما قال: قال عبد الله: انه أتى علينا زمان لسنا نقضي ولسنا هناك، وان الله بلغنا من الأمور ما ترون، فمن عرض له فيكم بعد اليوم قضاء فليقض بما في كتاب الله، فإن جاءه بما ليس في كتاب الله وما لم يقض به نبيه فليقض بما قضى الصالحون به فإن جاءه ما ليس في كتاب الله ولم يقض به نبيه ولم يقض به الصالحون فليجتهد رأيه ولا يقولن: إني أرى كذا وكذا فإن الحلال بين والحرام بين وبين ذلك أمور مستبهمة، فدع ما يريبك الى ما لا يريبك.

أخبرنا الحسين بن هبة الله قال: أخبرنا أبو الحسن علي بن عساكر بن سرور الخشاب المقدسي قال: أخبرنا القاضي أبو عبد الله الحسن بن أحمد بن عبد الله ابن أبي الحديد قال: أخبرنا أبو المعمر المسدد بن علي الأملوكي قال: أخبرنا أبو القاسم اسماعيل الحلبي-يعني-ابن القاسم بن اسماعيل قال: أنشدنا ابن أبي خيرة الرقي قال: أنشدونا لأبي عمرو بن العلاء:

أبني إنّ من الرجال بهيمة

في صورة الرجل السميع المبصر

فطن بكل مصيبة في ماله

وإذا يصاب بدينه لم يشعر

(191 - ظ) بلغنا أن شيخنا أبا القاسم الحسين بن صصرى توفي بكرة يوم السبت الثالث

(1)

-انظر كنز العمال:23919.

ص: 2796

والعشرين من محرم سنة ست وعشرين وستمائة وصلي عليه بجامع دمشق بعد صلاة العصر ودفن بسفح جبل قاسيون.

وأخبرني بذلك جمال الدين محمد بن علي بن الصابوني وأخبرني شرف الدين .... بن

(1)

شيخنا أبي الغنائم سالم بن الحسن بن صصرى أن عم أبيه أبا القاسم الحسين بن صصرى توفي في أوائل محرم سنة ست وعشرين وستمائة.

أنبأنا الحافظ أبو محمد عبد العظيم بن عبد القوي المنذري، قال في ذكر من مات سنة ست وعشرين وستمائة: وفي الثالث والعشرين من المحرم توفي الأصيل أبو القاسم الحسين بن الشيخ الأجل أبي البركات محفوظ بن أبي محمد الحسن بن أبي الحسين محمد بن الحسن بن الحسن بن أحمد بن الحسين بن صصرى الربعي التغلبي البلدي الأصل، الدمشقي المولد والدار، الشافعي، العدل بدمشق، وصلي عليه بجامع دمشق وبظاهر المدينة، ودفن من يومه بسفح قاسيون، ومولده قبل الأربعين وخمسمائة.

سمع من آباء القاسم: الحسين بن الحسن بن محمد الأسدي المعروف بابن البن، ونصر بن محمد بن مقاتل السوسي، وعلي بن الحسن بن هبة الله الحافظ وأبي يعلى حمزة بن فارس بن أحمد بن كروس، والفقيه أبي الحسين هبة الله بن الحسن القرشي وغيرهم، وأجاز له الفقيه أبو الفتح نصر الله بن محمد بن عبد القوي اللاذقي وغيره من الدمشقيين، وأبو محمد عبد الله بن علي المقرئ المعروف بابن بنت الشيخ، والشريف أبو السعادات هبة الله بن (192 - و) محمد بن علي النحوي المعروف بابن الشجري، وأبو الفتح عبد الملك بن أبي القاسم الكروخي، وأبو بكر محمد بن عبيد الله بن نصر بن الزاغوني وغيرهم من البغداديين، وأبو عبد الله الحسين بن خميس الموصلي وحدث بالكثير، لقيته بدمشق وسمعت منه، وهو من بيت الحديث والعدالة.

‌الحسين بن هشام بن فرخسرو المروزي:

أخو علي بن هشام، وكانا من أعيان قواد المأمون، وعلي هو الأكبر منهما، سخط عليهما المأمون، فأقدمهما عليه وهو بأذنه سنة سبع عشرة ومائتين فضرب

(1)

-فراغ بالاصل.

ص: 2797

عنقيهما بأذنة، وسنذكر خبريهما مستقصى في ترجمة علي بن هشام ان شاء الله تعالى.

قرأت بخط أبي عبد الله محمد بن علي العظيمي الحلبي في تاريخه، وأخبرنا به اجازة عنه المؤيد بن محمد الطوسي قال: سنة سبع عشرة ومائتين: وفيها قتل المأمون ابني هشام: عليا وحسينا بأذنة، أشخصهما اليه عجيف بن عنبسة، بعثه اليهما ثم بعث برأسيهما الى بغداد وخراسان فطيف بهما وطيف بهما الى الجزيرة إلى بغداد الى مصر الى دمشق حتى أقطار الأرض ثم رميا في البحر وكتب في أذن علي بن هشام رقعة يذكر فيها أمره ويعذر به الناس

(1)

.

‌الحسين بن الهيثم بن ماهان الكسائي:

أبو الربيع الرازي دخل الشام وسمع بتل منس المسيب بن واضح السلمي التلمنسي وبدمشق من عمار (192 - ظ) وعثمان بن اسماعيل الهذلي، وهشام بن خالد الأرزق، وبالعراق محمد بن الصباح الجرجرائي، ومالك بن يحيى التنوخي، وبمصر حرملة بن يحيى، وخالد بن عبد السلام الصدفي.

روى عنه أبو سهل بن زياد القطان، وأبو الحسين عبد الصمد بن علي بن محمد الطستي، وأبو بكر أحمد بن سلمان النجاد، وأبو هرون موسى بن محمد بن هارون الأنصاري، وأبو عمران موسى بن سعيد، وأحمد بن الفضل بن خزيمة، وأبو بكر أحمد بن يوسف بن خلاد النصيبي.

أنبأنا أبو القاسم بن الحرستاني عن أبي عبد الله الفراوي قال: أنبأنا أبو بكر البيهقي قال: أخبرنا محمد بن عبد الله الحافظ قال: سمعت علي بن عمر الدارقطني يقول: أبو الربيع الحسين بن الهيثم الرازى حدث ببغداد يعرف بالكسائي لا بأس به. (193 - و).

أنبأنا أبو نصر محمد بن هبة الله بن محمد القاضي قال: أخبرنا أبو القاسم بن

(1)

-ذكر العظيمي في تاريخه المطبوع:249 خبر القاء القبض عليهما في حوادث ست عشرة ومائتين، فقط.

ص: 2798

أبي محمد بن أبي الحسين قال: الحسين بن الهيثم بن ماهان، أبو الربيع الرازي الكسائي، سمع بدمشق هشام بن عمار، وهشام بن خالد الأزرق، وعثمان بن اسماعيل الهذلي، وبمصر زكريا بن يحيى كاتب العمري، وحرملة بن يحيى، وخالد ابن عبد السلام، وبالشام المسيب بن واضح وبالعراق محمد بن الصباح الجرجرائي، ومالك بن يحيى التنوخي.

روى عنه عبد الصمد بن علي الطستي، وأبو بكر بن سلمان وأبو سهل بن زياد القطان، وأحمد بن الفضل بن خزيمة، وأبو هارون موسى بن محمد بن هارون الأنصاري الزرقي، وأبو بكر أحمد بن يوسف بن خلاد النصيبي وأبو عمران موسى بن سعيد.

أنبأنا أبو اليمن زيد بن الحسن الكندي قال: أخبرنا أبو منصور القزاز قال:

أخبرنا أبو بكر الخطيب قال: الحسين بن الهيثم بن ماهان أبو الربيع الكسائي الرازي، سكن بغداد وحدث بها عن محمد بن الصباح الجرجرائي، وهشام بن عمار الدمشقي، وحرملة بن يحيى وخالد بن عبد السلام المصريين، روى عنه عبد الصمد ابن علي الطستي، وأحمد بن الفضل بن خزيمة، وأحمد بن سلمان النجاد، وأبو سهل بن زياد القطان قال ابن سعيد: وكان ثقة، وقال بدر: وذكره الدارقطني فقال: لا بأس به

(1)

.

‌حرف الياء في آباء من اسمه الحسين

‌الحسين بن يعقوب بن داود:

ولاه يحيى بن خاقان بريد قنسرين والعواصم، وديار مضر، وخرج الى ولايته، وله شعر حسن حكى أبو بكر وأبو عثمان (193 - ظ) ابنا هاشم الخالديان عنه حكاية في كتاب الديارات

(2)

.

(1)

- تاريخ بغداد:8/ 145.

(2)

-لم يصلنا كتاب الديارات، ويبدو أن ابن العديم كان سيورد هذه الحكاية حيث معظم الصفحة فارغا.

ص: 2799

‌الحسين بن يوسف بن محمد بن علي بن زر الحجبي:

أبو عبد الله القاص، حدث بحلب عن أبيه يوسف بن محمد بن علي وأحمد ابن المعلّى الدمشقي. روى عنه أبو بكر محمد بن الحسين السبيعي، وأبو الطيب عبد المنعم بن عبيد الله (19 - و) بن غلبون الحلبيان.

أخبرنا عمي أبو غانم محمد بن هبة الله بن أبي جرادة، والشيخ أبو محمد عبد الرحمن بن عبد الله بن علوان الأسدي، وابنه أبو عبد الله محمد بن أحمد بن محمد ابن الطرسوسي قالوا: أخبرنا أمين الدولة أبو سالم أحمد بن عبد القاهر بن الموصول الحلبي قال: أخبرنا أبو الحسن علي بن عبد الله بن أبي جرادة قال:

حدثني الشيخ أبو الفتح عبد الله بن اسماعيل الحلبي المعروف بابن الجلي قال:

أخبرنا الشيخ أبو عبيد الله عبد الرزاق بن عبد السلام بن أبي نمير الأسدي العابد قال: أخبرنا أبو بكر محمد بن الحسين السبيعي قال: حدثنا أبو عبد الله الحسين ابن يوسف بن محمد بن علي بن زر الحجبي القاص بحلب قال: حدثني أبي يوسف ابن محمد بن علي زر الحجبي قال: حدثنا أحمد بن عبد الله بن يونس قال:

حدثنا أحمد بن محمد بن عبد الله بن الهيثم قال: حدثنا عبد الله بن ميمون قال:

حدثنا جعفر بن محمد عن أبيه قال: دخلت على جابر بن عبد الله الأنصاري، وقد ذهب بصره، فسلمت عليه، فقال لي: من أنت؟ فقلت: محمد بن علي، فقال: ومن محمد بن علي؟ فقلت: ابن الحسين بن علي، فقال: وا بأبي أنت وأمي، ثم فتح جربّان قميصي الأعلى، فقال: وجعل يقبل عنقي ويقول لي: ان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرئك السلام، قلت: وكيف قلت ذلك؟ قال: لأني دخلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم، فقال لي: يا جابر عسى أن يطول بك عمر، فإن لقيت رجلا من ولدي يقال له محمد بن (194 - ظ) علي بن الحسين، فاقره مني السلام

(1)

، فقد بلغت رسالة رسول الله صلى الله عليه وسلم.

(1)

-لم أجده بهذا اللفظ.

ص: 2800

‌ذكر الكنى في آباء من اسمه الحسين

‌الحسين بن أبي طالب المصيصي:

روى عن محمد بن هارون الدمشقي، روى عنه أبو القاسم زيد بن عبد الله ابن عبد الكبير البصري.

أخبرنا أبو علي حسن بن أحمد الأوقي بالمسجد الأقصى بالقدس الشريف قال:

أخبرنا الحافظ أبو طاهر أحمد بن محمد بن أحمد الأصبهاني قال: أخبرنا أبو طالب أحمد بن أبي هاشم محمد بن أحمد بن محمد بن عبد الرحمن القرشي المعروف بالكندلاني قال: حدثنا الشيخ أبو سعيد محمد بن علي بن عمرو بن مهدي النقاش الحافظ -إملاء-قال: أخبرنا أبو القاسم زيد بن عبد الله بن عبد الكبير البصري برامهرمز

(1)

قال: حدثنا الحسين بن أبي طالب المصيصي قال: سمعت محمد بن هارون الدمشقي ينشد:

لمحبرة تجالسني نهاري أحب

إليّ من أنس الصديق

ورزمة كاغد في البيت عندي

أحب إلي من عدل الدقيق

ولطمة عالم في الخدّ مني ألذّ

لدي من شرب الرحيق

‌الحسين بن أبي علي

أبو عبد الله القائد الصقلّي، أديب فاضل شاعر سافر الى العراق، وعاد ومرّ في طريقه بحلب، واجتمع بأبي العلاء أحمد بن عبد الله بن سليمان المعري، ذكره أبو القاسم علي بن جعفر بن القطاع السعدي (195 - و) في كتابه فقال: الحسين بن أبي علي القائد أبو عبد الله الصقلي من أبناء قواد السلطان وشجعان الفرسان وكان مع ذلك من آدب الناس وأظرفهم وأحلاهم وألطفهم، وسافر الى العراق واجتمع في رجوعه بأبي العلاء المعري بمعرة النعمان وأنشده له أشعارا في غاية الاحسان فأعجب بها وأثنى عليه، فمن شعره قوله يصف العود من أبيات يقول فيها:

ومعاهد آنستني بأوانس

يدنو السرور بها وفنه شطون

(2)

(1)

-مدينة مشهورة بنواحي خوزستان، معجم البلدان.

(2)

-أي حبال-أوتار-طويلة. القاموس.

ص: 2801

خمص البطون صدورها أفواها

جعلت لها بدل العيون عيون

وذوات ألسنة أسر حديثها

الشجي وأفصح قولها الملحون

يصدرن عنها عن صدور ما بها

مما يثير من الحديث دفين

مضمومة ضم الحبيب مخمس منها

صدور تارة وقرون

يضربن عند عناقهن فمن رأى

أنّ العقاب مع العناق يكون

فكما ضربن وما لهنّ جناية

وكذا لهنّ وما أثمن يمين

تدعو بألسنها السرور كما

دعا حسن الثناء بجوده شروين

قال وقوله في موسى الحطمة وكان كبير الأنف:

كنت في مجلس قوم

رسلا منهم بموسى الحطمه

فأتى الأنف الينا بكرة

وأتى موسى إلينا العتمه

قال: وقوله فيه أيضا: (195 - ظ).

وإذا أقبل موسى

خلته يحمل قبرا

بات موسى داخل البيت

وبات الأنف برّا

‌الحسين بن أبي الفضل بن الحسن الحسيني:

المصري، شريف من أهل البيوتات المشهورة بمصر.

قرأت في بعض تعاليقي أنه حين جرى على الدولة المصرية ما جرى واستولى الملك الناصر صلاح الدين يوسف بن أيوب رحمه الله على الديار المصرية، وأقام بها الخطبة لبني العباس، توجه الحسين هذا الى الشام، ثم أقام بحلب أياما في دولة الملك الصالح اسماعيل بن نور الدين محمود بن زنكي رحمه الله، وتوفي الملك الصالح وملك حلب ابن عمه عز الدين مسعود بن مودود بن زنكي، فاستخدم الحسين بن أبي الفضل هذا بسوق الخيل، وكان شاعرا حسن الشعر وقفت له على أبيات من قصيدة يمدح بها مجاهد الدين قايماز الزيني أولها:

ص: 2802

جفا الطيف لكن بعد ما بعد المسرا

وهاب الفجاج الغر واللّحج الخضرا

أأحبابنا إن ساءني بعد داركم

فقد عشت مسرورا بقربكم دهرا

ومنها:

وكنّا معا كالراحتين تظافرا

فإن نأت اليمنى لما نأت اليسرا

غنيت على فقري إليكم عن الورى

وصاحبت في عسري لفقدكم اليسرا

‌الحسين ابن العطار المصيصي:

حدث عن خليفة بن خياط العصفري المعروف بشباب. روى عنه أبو القاسم الطبراني (196 - و).

أخبرنا أبو محمد عبد العزيز بن حسين بن هلالة الأندلسي قال: أخبرنا أسعد ابن أبي سعيد قال: أخبرتنا فاطمة الجوزجانية قال: أخبرنا أبو بكر بن ريذة قال:

أخبرنا أبو القاسم الطبراني قال: حدثنا الحسين بن العطار المصيصي قال حدثنا شباب العصفري قال: حدثنا بكر بن سليمان صاحب المغازي قال حدثنا محمد بن اسحاق قال: حدثني نبيه بن وهب عن أبي عزيز بن عمير أخي عزيز بن عمير أخي مصعب بن عمير قال: كنت في الأسارى يوم بدر فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: استوصوا بالأسارى خيرا، قد كنت في نفر من الأنصار، فكانوا اذا قدموا غداءهم وعشاءهم أكلوا الثمر وأطعموني الخبز لوصية رسول الله صلى الله عليه وسلم.

قال الطبراني: لا يروى عن أبي عزيز بن عمير إلاّ بهذا الاسناد تفرد به اسحاق

(1)

.

‌الحسين أخو زيدان الكوفي:

صحب وكيع بن الجراح، وكان معه في المصيصة وطرسوس، وحكى عنه، روى عنه أبو هشام محمد بن يزيد الرفاعي.

أنبأنا أبو المحاسن سليمان بن الفضل بن سليمان البانياسي قال: أخبرنا أبو

(1)

-المعجم الصغير للطبراني:1/ 146، وفيه «تفرد به محمد بن اسحاق» وهو الصحيح.

ص: 2803

القاسم علي بن الحسن قال: قرأنا على أبي غالب، وأبي عبد الله ابني الحسن بن البناء، ح.

وأنبأنا عمر بن محمد المكتب عنهما عن أبي تمام علي بن محمد الواسطي عن أبي عمر بن حيوية قال: أخبرنا أبو الطيب محمد بن القاسم بن جعفر الكوكبي قال:

كنت مع وكيع حين رجع من مكة حتى مات، قال: فقال لي بفيد

(1)

: أنا في السوق ولكن أقطع نفسي مخافة أن يغتم ابني هذا، يعني أحمد، ثم قال: يا أحمد بقي علينا من السنة باب لم ندخل فيه، اخضبني.

قال: وأقبلنا جميعا من المصيصة أو طرسوس، فأتينا الشام، فما أتينا بلدا الا استقبلنا واليها وشهدنا الجمعة في مسجد دمشق، فلما سلم الامام أطافوا بوكيع، فلما انصرف الى أهله فحدثت به مليح ابنه فقال: رأيت في جسده آثارا مما زحم ذلك اليوم.

‌الحسين مولى عمر بن عبد العزيز:

كان معه بخناصرة ودابق، وكان يتولى الأذن عليه.

أخبرنا أبو حفص بن طبرزد-اجازة عن أبي السعود بن المجلي-قال: حدثنا أبو الحسين بن المهتدي قال: أخبرنا أبو القاسم عبيد الله بن أحمد بن علي المقرئ قال: حدثنا محمد بن مخلد بن حفص قال: قرأت على علي بن عمرو الأنصاري:

حدثكم الهيثم بن عدي عن ابن عياش قال: وكان عمر بن عبد العزيز يأذن عليه مولاه حسين.

أنبأنا سليمان بن الفضل قال: أخبرنا الحافظ أبو القاسم علي بن الحسن قال:

الحسين مولى عمر بن عبد العزيز وآذنه، له ذكر

(2)

.

‌الحسين الحلبي أبو محمد:

حكى عن الفضل بن اسماعيل بن صالح بن علي الحلبي حكاية حضرها معه

(1)

-فيد: منزل بطريق مكه. معجم البلدان.

(2)

-تاريخ دمشق لابن عساكر:5/ 71 - ظ.

ص: 2804

بأنطاكية بدير بولس وروى عنه شيئا من شعره روى عنه ابنه أبو عبد الله محمد ابن الحسين وقد ذكرنا الحكاية (197 - و) في ترجمة ابنه محمد، وسيأتي ذكره في كتابنا هذا إن شاء الله تعالى.

‌حسين الفوعي:

شاعر مجيد من أهل الفوعة، قرية كبيرة من ناحية الجزر من عمل حلب، ويروي له هذان البيتان:

إن كتمت الهوى جهلت الذي بي

وأخاف العيون حين أبوح

لا أرى خلوة إليك فأشكو

ما بقلبي لعله يستريح

وقيل إن الرشيد لما سمع هذين البيتين أقدمه عليه، فلما دخل إليه أنشده قصيدة أولها:

بالإمام المطهر الآصار

(1)

ضاع نشر الايمان في الأقطار

فأعطاه عشرة آلاف درهم وأقطعه الفوعة.

‌حسين ويلقب باقي الدولة

(2)

:

كان تاج الدولة تتش بن ألب أرسلان قد ولاه حلب ومكنه فيها واستولى عليها حين قتل تاج الدولة

(3)

، فلما بلغ خبر قتله رضوان بن تتش وكان متوجها الى أبيه عاد الى حلب فسلمها إليه وتسلمها رضوان منه ومن وزير أبيه أبي القاسم بن بديع في سنة ثمان وثمانين وأربعمائة.

أنبأنا أبو نصر القاضي قال: أخبرنا أبو القاسم علي بن الحسن قال: كان بدمشق يعني، رضوان بن تتش عند توجه أبيه الى ناحية الري، فكتب إليه يستدعيه،

(1)

-الآصرة: الرحم والقرابة. القاموس.

(2)

-سبق لي نشر هذه الترجمة في ملاحق كتابي مدخل الى تاريخ الحروب الصليبية:376 - 379.

(3)

-حول مقتل تتش انظر كتابي مدخل الى تاريخ الحروب الصليبية:221 - 232.

ص: 2805

فخرج إليه فلما كان بالأنبار بلغه قتله، فرجع الى حلب فتسلمها من الوزير أبي القاسم وكان المستولي على أمرها باقي الدولة (197 - ظ) حسين في سنة ثمان وثمانين وأربعمائة

(1)

.

هكذا ذكر الحافظ الدمشقي، وهو حسين جناح الدولة، صاحب حمص، أتابك

(2)

رضوان بن تتش ومدبره، كان تاج الدولة تتش حين قتل قسيم الدولة آق سنقر

(3)

وتسلم البلاد سلم حمص الى جناح الدولة حسين، وجعله أتابك عسكر ولده رضوان فلما قتل تاج الدولة تتش كان حسين يدبر أمر رضوان وهو صبي بحلب فاستشعر جناح الدولة حسين من رضوان فهرب وانفصل عنه، ومضى الى حمص ومعه زوجته أم الملك رضوان، وعند هربه في الليل كسر باب العراق

(4)

وخرج منه، وبعد وصوله الى حمص كبس عسكر رضوان على سرمين وأسر أرباب دولته وديوانه ووزيره أبا الفضل بن الموصول، ومات صاحب الرحبة زوج آمنة بنت قيماز فخرج جناح الدولة إليها ليأخذها، فوجد دقاق وقد سبقه إليها في سنة ست وتسعين، فعاد منها ونزل نقرة بني أسد وخرج إليه رضوان الى النقرة واصطلحا وأخذه معه الى ظاهر حلب وضرب له خياما وأقام في ضيافته عشرة أيام، ولم يصف قلب أحد منهما لصاحبه وسار جناح الدولة حسين الى حمص، وأقام بها الى أن نزل يوما لصلاة الجمعة فهجم عليه جماعة من الاسماعيلية فقتلوه، وكان ذلك بتدبير أبي

(1)

-لا يوجد في تاريخ ابن عساكر ترجمة لجناح الدولة حسين أو لرضوان بن تتش، وهناك ترجمة لرضوان في كتابنا بغية الطلب سترد فيما بعد، وقد سبق لي نشرها في كتابي مدخل الى تاريخ الحروب الصليبية:387 - 396.

(2)

-كان من عادة أمراء السلاجقة وسلاطينهم تطليق زوجاتهم لاسباب دينية سياسية، وعند ما كانت احدى الزوجات تطلق كان ينعم بها على أحد رجالات الدولة لا سيما العسكريين منهم، لتوثيق صلاته بالاسرة الحاكمة ثم ليقوم بتربية أبن الامير أو السلطان من هذه المطلقة، وصار الزوج الجديد يعرف باسم أتابك، وكلمة أتابك كلمة مركبة من: أتا ومعناها أب أو عم، وبك التي تعني أمير او مقدم او ما يعادل ذلك من القاب الزعامة، ولقد كان هذا أصل منصب الاتابكية الذي تطور فيما بعد كثيرا، هذا وتمكن عدد من الاتابكة من تأسيس دول خاصة بهم كما فعل عماد الدين زنكي في الموصل، وطغتكين في دمشق.

(3)

-انظر كتابي مدخل الى تاريخ الحروب الصليبية:225 - 227.

(4)

-من أبواب مدينة حلب.

ص: 2806

طاهر الصائغ رئيس الاسماعيلية تقربا الى الملك رضوان لما كان قد تجدد بينه وبينه من الوحشة، وكان حسين رجلا باسلا ذا رأي سديد وفيه دين وخير.

أنبأنا أبو الحسن محمد بن أبي جعفر بن علي عن الامير مؤيد الدولة أسامة بن مرشد بن منقذ قال: وتسلم قسيم الدولة آق سنقر مدينة حمص يعني من خلف بن ملاعب

(1)

وقلعتها، فلما قتل قسيم الدولة قتله تاج الدولة وتسلم البلاد وسلم حمص الى جناح الدولة وهو أتابك عسكر ولده الملك رضوان، فلما قتل تاج الدولة بالري استشعر جناح الدولة حسين من الملك رضوان وانفصل عنه، ووصل الى حمص فنزل من القلعة الى الجامع يوم الجمعة للصلاة فلما وصل مصلاه أتاه ثلاثة نفر من عجم (198 - و) الباطنية في زي الصوفية يستميحونه فوعدهم فهجموا عليه بسكاكينهم فقتلوه رحمه الله وقتلوا معه قوما من أصحابه، وقتلوا وقتل نقر كانوا في الجامع من الصوفية العجم بالتهمة وهم أبرياء وذلك يوم الجمعة الثاني والعشرين من رجب سنة ست وتسعين وأربعمائه واختبط البلد، وخافوا من الافرنج، فراسلوا شمس الملوك دقاق يلتمسون منه انفاذ من يتسلم حمص وقلعتها قبل أن يخرج إليها ويتسلمها الافرنج من تمتد أطماعهم، فتوجه شمس الملوك إليها وتسلمها وأحسن الى أولاد جناح الدولة وسار بهم الى دمشق فأقر عليهم اقطاع أبيهم.

قرأت في تاريخ أبي المغيث منقذ بن مرشد بن منقذ: وفيها يعني سنة ست وتسعين وأربعمائة وثب قوم من الباطنية على جناح الدولة حسين فقتلوه، وذلك يوم الجمعة ثامن وعشرين رجب، وكان ذلك من تدبير أبي طاهر الصائغ وخدمة للملك رضوان، واستولى بعده قراجا على حمص.

قرأت في مدرج وقع إلي بالقاهرة بخط العضد مرهف بن أسامة بن مرشد بن منقذ يتضمن ذكر واقعات وقعت ذكرها: سنة ست وتسعين-يعني-وأربعمائة، فيها: قتل جناح الدولة بحمص في يوم الجمعة.

(1)

-لخلف بن ملاعب ترجمة جيدة في كتابنا هذا بغية الطلب، سبق لي نشرها في ملاحق كتابي مدخل الى تاريخ الحروب الصليبية:380 - 385.

ص: 2807

قلت وكان قتله في الثاني والعشرين من شهر رجب بتدبير الحكيم أبي الفتح المنجم الباطني ورفيقه أبي طاهر، وقيل كان ذلك بأمر رضوان ورضاه وبقي المنجم الباطني بعده أربعة وعشرين يوما ومات.

أنبأنا أبو اليمن الكندي عن أبي عبد الله العظيمي، ونقلته من خطه، قال:

سنة ست وتسعين وأربعمائة: فيها قتل الباطنية جناح الدولة بحمص في الجامع يوم الجمعة ستة نفر أحدهم يعرف من أهل سرمين.

وفيها مات الحكيم العجمي المنجم الباطني بحلب

(1)

(198 - ظ).

‌حسنون بن محمد بن الفرج بن عبد الله.

أبو القاسم العطار حدث بعين زربة من الثغور الشامية عن أبي فروة يزيد بن محمد الرهاوي، روى عنه أبو الحسين محمد بن أحمد بن محمد بن جميع الغساني الصيداوي، وأبو نصر منصور بن محمد بن أحمد بن حرب البخاري القاضي.

أخبرنا القاضي جمال الدين أبو القاسم عبد الصمد بن محمد بن أبي الفضل الحرستاني بقراءتي عليه بدمشق قال: أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلم السلمي الفقيه قال: أخبرنا أبو نصر بن طلاب الخطيب قال: أخبرنا أبو الحسين محمد بن أحمد بن جميع قال: حدثنا حسنون بن محمد بن الفرج بعين زربة قال: حدثنا أبو فروة يزيد بن محمد قال: حدثني أبي عن أبيه عن سليمان بن مهران عن أبي سفيان عن جابر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من ضحك منكم في الصلاة فليعد الوضوء وليعد الصلاة

(2)

.

‌حصين:

رجل من أصحاب سليمان بن عبد الملك، غزا الصائفة، وكان بدابق، وحكى موت سليمان وسببه، روى عنه ابن عياش.

(1)

-تاريخ العظيمي:361.

(2)

-انظر كنز العمال:9/ 26281.

ص: 2808

قرأت في كتاب الوصايا لأبي حاتم سهل بن محمد السجستاني قال: وحدثونا عن ابن عياش قال: خبرني حصن قال: كان ابن

(1)

سليمان غزا معنا الصائفة، قال: فما رأينا رجلا كان أورع ولا أحسن صلاة ولا أكثر صدقة منه قال: فو الله إني لقائم على رأس سليمان أذب عنه بمنديل (199 - و) إذ تشمم فوجد رائحة فقال: ائتوني من هذا الخبز فأتي بثلاثة أرغفة عظام من خبز الفرني فقال: يا غلام انطلق الى المطبخ فانظر هل تصيب لي مخا، فانطلق فنكت عظما مما طبخ ثم أقبل به في شيء، فلما رآه قال: ويلك ما هذا، فانصرف الغلام فما ترك في المطبخ عظما إلا نكته، ثم أتى به في صحفة، قال: فو الله إن وضعه على خوان، وما وضعه إلا على الارض فأكل تلك الارغفة الحارة بذلك المخ، ثم وثب فدخل على أم سلمة بنت عمر بن سهل، فما نزل عن بطنها إلا وهو مغشي عليه فأقام يوما وليلة، ثم أفاق، فقال: هو الموت علي برجاء بن حيوة الكندي، وكان من أخص الناس

(2)

، وذكر تمام الحكاية في وصية سليمان وموته

(3)

.

‌حصين بن جندب:

ابن عمرو بن الحارث بن وحشي بن مالك بن ربيعة بن منبه بن يزيد بن حرب ابن علة بن خالد بن مالك بن أدد بن يشجب، أبو ظبيان الجنبي، ويزيد بن حرب هو جنب، سمع علي بن أبي طالب، وعبد الله بن عباس، وعمار بن ياسر، وجرير ابن عبد الله البجلي، وسلمان الفارسي، وأسامة بن زيد.

روى عنه ابنه قابوس بن أبي ظبيان وأبو اسحاق السبيعي، وسليمان بن مهران الأعمش، وأبو عمران ابراهيم بن يزيد النخعي وأبو زيد وفاء بن إياس الأسدي الوالبي الكوفي وسلمة بن كهيل وسماك بن حرب وحصين بن عبد الرحمن (199 - ظ) الكوفي وغزا الصائفة مع يزيد بن معاوية سنة خمسين حين غزا قسطنطينية، واجتاز بحلب أو ببعض عملها.

(1)

-في رواية كتاب المعمرين والوصايا «كان سليمان» وهو الصواب.

(2)

-زاد في كتاب «المعمرين والوصايا» «به» وذلك أقوم.

(3)

-كتاب المعمرين والوصايا:165 - 168.

ص: 2809

أنبأنا أبو اليمن زيد بن الحسن الكندي عن أبي البركات الأنماطي قال: أخبرنا أبو طاهر الباقلاني قال: أخبرنا محمد بن الحسن الأصبهاني قال: أخبرنا محمد بن أحمد ابن اسحاق الأهوازي قال: أخبرنا عمر بن أحمد بن اسحاق قال: حدثنا خليفة بن خياط (200 - و) قال في تسمية أهل الكوفة: أبو ظبيان الجنبي، اسمه حصين بن جندب بن عمرو بن الحارث بن وحشي بن مالك بن ربيعة بن منبه بن يزيد بن حرب ابن علة بن خالد بن مالك بن أدد بن يشجب، ويزيد بن حرب هم

(1)

جنب مات سنة تسعين، ويقال خمس وثمانين

(2)

.

وقال: أخبرنا أبو طاهر الباقلاني قال: أخبرنا يوسف بن رباح قال: أخبرنا أحمد بن محمد بن اسماعيل قال: حدثنا أبو بشر محمد بن أحمد بن حماد قال:

حدثنا معاوية بن صالح قال: في تسمية أهل الكوفة: أبو ظبيان الجنبي أدرك عليا، اسمه حصين بن جندب.

أنبأنا أبو القاسم عبد الصمد بن محمد بن الحرستاني عن أبي بكروجيه بن طاهر الشحامي قال: أخبرنا أحمد بن عبد الملك قال: أخبرنا أبو الحسن بن السقاء قال: حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب قال: سمعت عياش بن محمد يقول سمعت يحيى بن معين يقول اسم أبي ظبيان حصين بن جندب

(3)

، وقال: في موضع آخر سمعت يحيى يقول في حديث عبد الرزاق عن سفيان عن قابوس عن أبي ظبيان عن علي قال: أتاه رجلان وقعا على امرأة في طهر واحد، قال يحيى: هذا أبو ظبيان يعني والد قابوس واسمه حصين بن جندب. قال: وسمعت يحيى يقول: وأبو ظبيان الجنبي صاحب الأعمش، وليس في الدنيا أبو ظبيان إلا هذا إلا رجل يروي عنه مسعر في حديث عن أبي ظبيان أن عمر قال: له ما مالك؟ هذا أبو ظبيان آخر قلت ليحيى: من هو؟ قال: لا أدري.

أنبأنا سليمان بن الفضل قال: أخبرنا أبو القاسم علي بن الحسن الحافظ قال:

أخبرنا أبو يعلى حمزة بن الحسن بن المفرج (200 - ظ) قال: أخبرنا سهل بن بشر

(1)

-سبق أن روى «يزيد بن حرب هو جنب» ، وفي طبقات خليفه «هو جنب» .

(2)

-طبقات خليفة بن خياط:1/ 364 - 365 (1152).

(3)

-معرفة الرجال عن يحيى بن معين:2/ 94 (243).

ص: 2810

الأسفراييني وأحمد بن محمد بن سعيد الطريثيثي قالا: أخبرنا محمد بن أحمد السعدي قال: أخبرنا منير بن أحمد بن الحسن الخلال قال: أخبرنا جعفر بن أحمد ابن ابراهيم قال: حدثنا أحمد بن الهيثم البلدي قال: قال أبو نعيم الفضل بن دكين أبو ظبيان حصين بن جندب.

وقال: أخبرنا الحافظ أبو القاسم قال: أخبرنا أبو الأعز قراتكين بن الاسعد قال: أخبرنا الحسن بن علي الجوهري قال: أخبرنا علي بن محمد بن أحمد بن لؤلؤ قال: أخبرنا أبو بكر محمد بن الحسين بن شهريار قال: حدثنا عمرو بن علي ابن بحر قال في تسمية من روى عن ابن عباس من أهل الكوفة: أبو ظبيان الجنبي، حصين بن جندب، سمعت وكيعا يقول: حدثنا الأعمش عن أبي ظبيان بن جندب

(1)

.

أخبرنا القاضي أبو القاسم بن الحرستاني فيما أذن لنا في روايته عنه قال: أخبرنا أبو المظفر بن القشيري قال: أخبرنا أبو بكر البيهقي قال: أخبرنا أبو عبد الله الحافظ قال: حدثنا أبو بكر بن المؤمل قال: حدثنا الفضل بن محمد قال: حدثنا أحمد بن حنبل قال: أبو ظبيان حصين بن جندب.

أنبأنا أبو نصر محمد بن هبة الله قال: أخبرنا علي بن أبي محمد قال: حدثنا أبو بكر يحيى بن ابراهيم السلماسي قال: أخبرنا أبو الحسن نعمة الله بن محمد المرندي قال: حدثنا أبو مسعود أحمد بن محمد بن عبد الله البجلي قال: حدثنا محمد بن أحمد بن سليمان قال: أخبرنا أبو الحسن سفيان بن محمد بن سفيان قال: حدثني عمي أبو بكر الحسن بن سفيان بن موسى قال: حدثنا محمد بن علي ابن عم رواد بن الجراح عن محمد بن اسحاق (201 - و) قال: سمعت أبا عمر الضرير يقول: أبو ظبيان حصين بن جندب.

أنبأنا أبو نصر قال: أخبرنا علي قال: أخبرنا أبو بكر محمد بن شجاع قال:

أخبرنا أبو عمرو بن مندة قال: أخبرنا الحسن بن محمد بن يوسف قال: أخبرنا أحمد بن محمد بن عمر قال: أخبرنا أبو بكر بن أبي الدنيا قال: أخبرنا محمد بن

(1)

-تاريخ دمشق لابن عساكر:5/ 74 - و. ظ.

ص: 2811

سعد قال: في الطبقة الثانية من تابعي أهل الكوفة أبو ظبيان الجنبي من مذحج واسمه حصين بن جندب توفي سنة تسعين

(1)

.

أنبأنا أبو اليمن الكندي عن أبي البركات الأنماطي قال أخبرنا ثابت بن منصور قال: أخبرنا أبو العلاء محمد بن علي بن يعقوب قال: أخبرنا أبو بكر محمد بن أحمد ابن محمد البابسيري قال: أخبرنا الأحوص بن المفضل بن غسان الغلابي حدثنا أبي قال: وأبو ظبيان الجنبي، حي من مذحج، اسمه سعيد بن جبير، قال في هذا الموضع هكذا، وقال في موضع آخر حصين بن جندب، وقال في موضع آخر وأبو ظبيان الجنبي من مذحج وهو حصين بن جندب بن عمرو بن الحارث بن مالك ابن وحشي بن مالك بن ربيعة بن جنب.

أنبأنا عمر بن محمد بن طبرزد قال: أخبرنا أبو الفضل محمد بن ناصر-إجازة إن لم يكن سماعا-قال: أخبرنا أبو الفضل بن خيرون قال: أخبرنا القاضي أبو العلاء محمد بن علي الواسطي قال: أخبرنا أبو الحسن علي بن الحسن الجراحي، ح.

قال: وأخبرنا ابن خيرون قال: أخبرنا الحسن بن الحسين النعالي قال: حدثني جدي لأمي اسحاق بن محمد، قال: أخبرنا عبد الله بن اسحاق قال: حدثنا قعنب بن المحرر قال: أبو ظبيان الجنبي حصين بن جندب (201 - ظ).

وقال ابن ناصر: أنبأنا جعفر بن يحيى التميمي قال: أخبرنا عبيد الله بن سعيد الوائلي قال: أخبرنا الخصيب بن عبد الله قال: أخبرني أبو موسى بن أبي عبد الرحمن قال: أخبرني أبي-يعني النسائي-قال: أبو ظبيان، حصين بن جندب.

وقال ابن ناصر: أنبأنا أبو طاهر محمد بن أحمد بن أبي الصقر قال: أخبرنا هبة الله بن ابراهيم بن عمر الصواف قال: أخبرنا أبو بكر أحمد بن محمد بن اسماعيل ابن الفرج المهندس قال: أخبرنا أبو بشر محمد بن أحمد بن حماد الأنصاري الدولابي قال: أبو ظبيان حصين بن جندب

(2)

.

أخبرنا أبو عبد الله الحسين بن عمر بن باز-في كتابه إلينا من الموصل-قال:

(1)

- انظر طبقات ابن سعد:6/ 224.

(2)

-الكنى والاسماء للدولابي:2/ 19.

ص: 2812

أخبرنا عبد الحق بن عبد الخالق قال: أخبرنا أبو الغنائم بن النرسي قال: أخبرنا أبو أحمد عبد الوهاب بن محمد الغندجاني قال: أخبرنا أحمد بن عبدان قال:

أخبرنا محمد بن سهل قال: أخبرنا أبو عبد الله محمد بن اسماعيل البخاري قال:

حصين بن جندب أبو ظبيان الجنبي الكوفي سمع سلمان وعليا، سمع منه ابراهيم والأعمش

(1)

.

أنبأنا سليمان بن الفضل بن سليمان قال: أخبرنا أبو القاسم علي بن الحسن الحافظ قال: أخبرنا أبو الحسن علي بن محمد بن أحمد قال: أخبرنا أبو منصور محمد بن الحسن قال: حدثنا أحمد بن الحسين النهاوندي قال: أخبرنا عبد الله بن محمد بن عبد الرحمن قال: حدثنا محمد بن اسماعيل قال: اسم أبي ظبيان حصين ابن جندب الجنبي، سمع سلمان وعليا، سمع منه ابراهيم والأعمش ووفاء بن إياس، وكان يحيى ينكر أن يكون سمع من سلمان.

وقال: أخبرنا أبو القاسم الحافظ قال: أخبرنا أبو بكر محمد بن العباس (202 - و) قال: أخبرنا أحمد بن منصور قال: أخبرنا محمد بن عبد الله قال:

أخبرنا مكي بن عبدان قال: سمعت مسلم بن الحجاج يقول: أبو ظبيان حصين بن جندب الجنبي سمع عليا وعمارا، روى عنه الأعمش وابنه قابوس

(2)

.

أنبأنا القاضي أبو القاسم عبد الصمد بن محمد قال: أخبرنا أبو الفتح نصر الله بن محمد اللاذقي-إجازة إن لم يكن سماعا-قال: أخبرنا نصر بن ابراهيم قال: أخبرنا سليم بن أيوب قال: أخبرنا طاهر بن محمد بن سليمان قال: حدثنا علي بن ابراهيم بن أحمد قال: حدثنا يزيد بن محمد بن إياس قال: سمت محمد بن أحمد المقدمي يقول: أبو ظبيان الجنبي حصين بن جندب.

أخبرنا أبو حفص عمر بن محمد بن قشام وأبو الحسن علي بن أبي عبد الله ابن المقير-إجازة-قالا: أنبأنا الحافظ أبو العلاء الحسن بن أحمد الهمداني قال:

أخبرنا أبو جعفر محمد بن الحسن قال: أخبرنا أبو علي الحسن بن محمد بن محمد

(1)

-التاريخ الكبير:3/ 3.

(2)

-الكنى والاسماء للامام مسلم:135. تاريخ دمشق لابن عساكر:5/ 75 ظ

ص: 2813

الصفار قال: أخبرنا أبو بكر بن منجويه قال: أخبرنا الحاكم أبو أحمد محمد بن محمد بن الحافظ قال: أبو ظبيان حصين بن جندب بن عمرو بن الحارث بن وحشي ابن مالك بن ربيعة بن منبه بن يزيد بن حرب بن علة بن خالد بن مالك بن أدد بن زيد بن يشجب بن يزيد بن حرب وهو جندب الجنبي، من مذحج، الكوفي، سمع علي بن أبي طالب وعمار بن ياسر وعبد الله بن عباس.

روى عنه ابراهيم بن يزيد النخعي وسليمان بن مهران الكاهلي وسماك بن حرب الذهلي.

أنبأنا أبو اليمن زيد بن الحسن الكندي عن أبي البركات الأنماطي قال: أخبرنا (202 - ط) محمد بن طاهر قال: أخبرنا مسعود بن ناصر قال: أخبرنا عبد الملك ابن الحسن قال: أخبرنا أحمد بن محمد الكلاباذي قال: حصين بن جندب أبو ظبيان الجنبي المذحجي الكوفي، وهو والد قابوس حدث عن ابن عباس وأسامة بن زيد، وجرير بن عبد الله. روى عنه حصين بن عبد الرحمن، والأعمش في القراءات وتفسير سورة الحجر. قال عمرو بن علي: مات سنة تسعين، وقال أبو عيسى مثله، وقال ابن سعد كاتب الواقدي مثله.

أنبأنا أبو القاسم عبد الله بن الحسين بن رواحة عن الحافظ أبي طاهر السلفي قال: أخبرنا ثابت بن بندار قال: أخبرنا الحسين بن جعفر قال: أخبرنا الوليد بن بكر قال: حدثنا علي بن أحمد قال: حدثنا أبو مسلم-يعني-صالح بن أحمد بن عبد الله العجلي قال: حدثني أبي أحمد بن صالح العجلي قال: وأبو ظبيان الجنبي تابعي ثقة

(1)

.

أنبأنا أبو نصر محمد بن هبة الله القاضي قال: أخبرنا أبو القاسم علي بن الحسن قال: في نسخة ما شافهني به أبو عبد الله الخلال قال: أخبرنا أبو القاسم بن مندة قال: أخبرنا أبو علي حمد بن عبد الله-إجازة-ح.

قال وأخبرنا أبو طاهر بن سلمة قال: أخبرنا أبو الحسن الفأفاء قالا: أخبرنا

(1)

-تاريخ الثقات للعجلي:122.

ص: 2814

أبو محمد بن أبي حاتم قال: ذكره أبي عن اسحاق بن منصور عن يحيى بن معين أنه قال: أبو ظبيان ثقة.

وسئل أبو زرعة عن أبي ظبيان فقال: كوفي ثقة

(1)

.

وذكر أبو محمد بن أبي حاتم قبل هذا الكلام في كتاب الجرح والتعديل وقال:

حصين بن جندب أبو ظبيان الجنبي كوفي، روى عن علي وسلمان وابن عباس (203 - و) وجرير بن عبد الله، روى عنه ابراهيم النخعي وأبو اسحاق السبيعي وسلمة بن كهيل، وابنه قابوس، وسماك والأعمش وحصين ووفاء بن إياس، سمعت أبي يقول ذلك، ثم قال بعده: ذكره أبي

(2)

، الى آخر ما ذكره الحافظ، والظاهر ان هذا الكلام سقط من النسخة التي نقل منها الحافظ من كتاب الجرح والتعديل.

أنبأنا سليمان بن الفضل قال: أخبرنا الحافظ أبو القاسم قال: أخبرنا أبو عبد الله البلخي قال: أخبرنا أبو منصور محمد بن الحسن البندار قال: أخبرنا أحمد بن محمد البرقاني قال: سألته-يعني-الدارقطني عن حصين بن جندب أبي ظبيان فقال: ثقة. وقال في موضع آخر قلت له: الأعمش عن أبي ظبيان هو والد قابوس؟ قال: نعم، قلت: اسمه؟ قال: حصين بن جندب ثقة

(3)

.

أنبأنا أبو نصر القاضي قال: أخبرنا الحافظ أبو القاسم علي بن الحسن قال:

حصين بن جندب أبو ظبيان الجنبي الكوفي، سمع علي بن أبي طالب وعمار بن ياسر وسلمان الفارسي وعبد الله بن عباس وأسامة بن زيد الكلبي، وجرير عبد الله البجلي، روى عنه ابنه قابوس بن أبي ظبيان وأبو عمران ابراهيم بن يزيد النخعي، وسليمان ابن مهران الأعمش وسماك بن حرب، وأبو اسحاق السبيعي، وحصين بن عبد الرحمن ووفاء بن إياس أبو يزيد الأسدي الوالبي الكوفيون، وذكر الواقدي أنه غزا الصائفة مع يزيد بن معاوية في غزوة القسطنطينية سنة خمسين

(4)

.

(1)

-تاريخ دمشق لابن عساكر:5/ 76 - و.

(2)

-الجرح والتعديل:3/ 190.

(3)

-تاريخ دمشق لابن عساكر:5/ 76 - و.

(4)

- ابن عساكر-المصدر نفسه:5/ 74 - و. ظ.

ص: 2815

أخبرنا أبو علي حسن بن أحمد الأوقي-فيما أذن لي فيه-قال: أخبرنا الحافظ أبو طاهر (203 - ظ) أحمد بن محمد السلفي قال: أخبرنا أبو الحسين المبارك بن عبد الجبار الصيرفي قال: أخبرنا أبو الحسن الحربي قال: أخبرنا أبو محمد الصفار قال: أخبرنا عبد الباقي بن قانع قال: سنة تسعين، حصين بن جندب الجنبي، من سعد العشيرة-يعني مات-.

أنبأنا عمر بن طبرزد قال: أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي-إجازة إن لم يكن سماعا-قال: أخبرنا أبو القاسم بن البسري قال: أخبرنا أبو طاهر محمد بن عبد الرحمن المخلص-إجازة-قال: أخبرنا أبو محمد السكري قال: أخبرني عبد الرحمن بن محمد بن المغيرة عن أبيه قال: أخبرنا أبو عبيد قال: سنة تسعين فيها مات أبو ظبيان الجنبي حصين بن جندب.

وقال ابن طبرزد: أنبأنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي قال: أخبرنا أبو محمد الجوهري-سماعا أو إجازة-قال: أخبرنا أبو الحسن بن لؤلؤ قال: أخبرنا أبو بكر بن شهريار قال: حدثنا أبو حفص عمرو بن علي قال: مات أبو ظبيان سنة تسعين.

أنبأنا الحافظ أبو محمد عبد القادر بن عبد الله الرهاوي قال: أخبرنا رجاء بن حامد بن رجاء المعداني عن أبي عبد الله محمد بن علي بن محمد العميري قال: أخبرنا أبو يعقوب اسحاق بن ابراهيم بن عبد الرحمن الهروي أن أبا ظبيان حصين بن جندب مات سنة تسعين.

أنبأنا أبو البركات الحسن بن محمد عن عمه الحافظ أبي القاسم قال: أخبرنا أبو غالب الماوردي قال: أخبرنا أبو الحسن السيرافي قال: أخبرنا أحمد بن اسحاق قال: حدثنا موسى بن زكريا قال: حدثنا خليفة بن خياط قال: سنة تسعين (204 - و) فيها مات أبو ظبيان الجنبي

(1)

.

قال الحافظ أبو القاسم: أخبرنا أبو سعد المطرز، وأبو علي الحداد، وأبو القاسم الرحبي في كتبهم، ثم أخبرنا أبو المعالي المروزي قال: أخبرنا أبو علي الحداد

(1)

- تاريخ خليفة:1/ 402.

ص: 2816

قال: أخبرنا أبو نعيم قال: حدثنا محمد بن أحمد بن الحسن قال: حدثنا محمد بن عثمان بن أبي شيبة قال: حدثنا هاشم بن محمد قال: حدثنا الهيثم بن عدي قال:

مات أبو ظبيان حصين بن جندب الجنبي-في الأصل اللخمي-زمن الحجاج سنة خمس وتسعين

(1)

.

أنبأنا ابن طبرزد قال: أخبرنا أبو السعود بن المجلي قال: حدثنا أبو الحسين ابن المهتدي قال: أخبرنا عبيد الله بن أحمد بن علي قال: أخبرنا محمد بن مخلد بن حفص قال: قرأت على علي بن عمرو الأنصاري حدثكم الهيثم بن عدي قال: أبو ظبيان حصين بن جنب اللخمي-أظنه الجنبي-زمن الحجاج سنة ست وتسعين أو نحوها.

قلت: كذا وقع في الاصل، وهو ابن جندب الجنبي لا شك، وهذا تصحيف من الكاتب، والله أعلم.

‌الحصين بن الحارث بن عبد المطلب

ابن عبد مناف بن قصي بن كلاب القرشي، وقيل الحصين بن الحارث بن المطلب، شهد بدرا مع النبي صلى الله عليه وسلم، وشهد صفين مع علي رضي الله عنه ومشاهده كلها، وقيل إنه كان أحد شهود الحكميين بين علي ومعاوية.

أنبأنا أبو الحجاج يوسف بن خليل بن عبد الله الدمشقي قال: أخبرنا محمد بن أبي زيد قال: أخبرنا محمود الصيرفي قال أخبرنا ابن فاذ شاه قال أخبرنا أبو القاسم (204 - ظ) سليمان بن أحمد الطبراني قال: حدثنا محمد بن عثمان بن أبي شيبة قال: حدثنا ضرار بن صرد قال: حدثنا علي بن هاشم عن محمد بن عبد الله بن ابي رافع عن أبيه في تسمية من شهد مع علي: حصين بن الحارث، بدري، شهد معه كل مشاهده، من بني عبد المطلب بن عبد مناف

(2)

.

كتب إلينا أبو الفتوح نصر بن أبي الفرج الحصري من مكة شرفها الله قال:

أخبرنا أبو محمد عبد الله بن محمد الاشيري قال: أخبرنا أبو الوليد يوسف بن عبد

(1)

-تاريخ دمشق لابن عساكر:5/ 76 - و. ظ.

(2)

-لم يرد في المعجم الصغير.

ص: 2817

العزيز بن الدباغ قال: أخبرنا أبو محمد عبد الرحمن بن عبد العزيز بن ثابت قال:

أخبرنا أبو عمر بن عبد البر قال: الحصين بن الحارث بن المطلب بن عبد مناف بن قصي القرشي المطلبي، هو أخو عبيدة بن الحارث، شهد بدرا هو وأخوه عبيدة، والطفيل والحارث وقتل عبيدة ببدر شهيدا، ومات الحصين والطفيل جميعا سنة ثلاثين

(1)

.

‌حصين بن خليد:

ابن جزء بن الحارث بن زهير بن جذيمة بن رواحة بن ربيعة بن مازن بن الحارث بن قطيعه بن عيسى بن بغيض بن ريث بن غطفان بن سعد بن قيس عيلان، العبسي، كان ينزل مع بني عبس بناحية قنسرين، وهو من سادات بني عبس أخوال الوليد وسليمان ابني عبد الملك، وأخوه القعقاع بن خليد.

أنبأنا سليمان بن الفضل قال: أخبرنا أبو القاسم علي بن الحسن الدمشقي قال: حصين بن خليد بن جزء بن الحارث، وذكر نسبه كما ذكرناه الى قيس عيلان وقال: العبسي (205 - و) أخو القعقاع بن خليد، وكان من سادات عبس بالشام له ذكر

(2)

.

‌حصين بن نمير:

ابن نائل بن أسد بن جعثنة بن الحارث بن سلمة بن شكامة بن شبيب بن السكون بن أشرس بن كندة، الكندي أبو عبد الرحمن الكندي السكوني الحمصي روى عن بلال بن حمامة، روى عنه ابنه يزيد بن حصين، وكان مع معاوية بصفين وولى الصائفة لابنه يزيد، واجتاز بحلب، ونزل دابق في خروجه الى الغزاة وكان أميرا على حمص (205 - ظ).

أنبأنا عمر بن طبرزد قال: أخبرنا ابن المجلي-إجازة إن لم يكن سماعا- قال: حدثنا أبو الحسين بن المهتدي قال: أخبرنا عبيد الله بن علي المقرئ قال:

(1)

- الاستيعاب لابن عبد البر على هامش الاصابه:1/ 231.

(2)

-تاريخ دمشق لابن عساكر:5/ 76 - ظ.

ص: 2818

أخبرنا محمد بن مخلد قال: قرأت على علي بن عمرو الأنصاري حدثكم الهيثم بن عدي قال: قال ابن عياش: حصين بن نمير الكندي، يكنى أبا عبد الرحمن.

أنبأنا أبو اليمن الكندي عن أبي البركات الأنماطي قال: أخبرنا أحمد بن الحسن بن خيرون قال: أخبرنا أبو القاسم بن بشران قال: أخبرنا أبو علي بن الصواف قال: حدثنا أبو جعفر محمد بن عثمان بن أبي شيبة قال: حصين بن نمير أبو عبد الرحمن.

أخبرنا أبو عبد الله الحسين بن عمر بن باز في كتابه قال: أخبرنا عبد الحق بن عبد الخالق قال: أخبرنا أبو الغنائم بن النرسي قال: أخبرنا أبو أحمد الغندجاني قال: أخبرنا أحمد بن عبدان قال: أخبرنا محمد بن اسماعيل قال: حصين عامل عمر بن الخطاب، والد يزيد بن حصين، ثم قال محمد بن اسماعيل: حصين بن نمير قال حبان: حدثنا عبد الوارث قال: حدثنا محمد بن الزبير قال: حدثنا يزيد ابن حصين عن أبيه قال: شهدت بلالا خطب على أخيه، وكان عمر استعمله على الاردن، فزوجوه عربية، ويقال إنه فيمن أحرق الكعبة ولم يصح اسناده

(1)

.

ذكر البخاري ترجمتين كما أوردنا فيدل ذلك على أنهما اثنان في زعمه وهما واحد بغير شك

(2)

.

أنبأنا

(3)

القاضي أبو نصر محمد بن هبة الله قال: أخبرنا الحافظ أبو القاسم علي بن الحسن الدمشقي قال: حصين بن نمير بن نائل بن لبيد بن جعثنة بن الحارث ابن سلمة بن شكامة بن حبيب بن السكون بن أشرس بن كندة، وهو ثور بن عفير ابن عدي بن الحارث أبو عبد الرحمن الكندي ثم السكوني، من أهل حمص روى عن (208 - ظ) بلال، روى عنه ابنه يزيد بن حصين، وكان بدمشق حين عزم معاوية على الخروج الى صفين وخرج معه، وولي الصائفة ليزيد بن معاوية، وكان أميرا على جند حمص، وكان في الجيش الذي وجهه يزيد الى أهل المدينة من دمشق

(1)

-التاريخ الكبير:3/ 3 - 5 (12،9).

(2)

-كتب ابن العديم في الهامش: ها هنا يقدم أنبأنا القاضي أبو نصر المكتب في آخر الجزء، فقدمته.

(3)

-كتب ابن العديم في الهامش: يقدم قبل قولنا: أنبأنا عمر بن طبرزد.

ص: 2819

لقتال أهل الحرة، واستخلفه مسلم بن عقبة المعروف بمسرف على الجيش، وقاتل ابن الزبير، وكان بالجابية حين عقدت لمروان الخلافة (209 - و).

أنبأنا عمر بن طبرزد قال: أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي-إجازة إن لم يكن سماعا-قال: أخبرنا أبو الحسين بن النقور قال: أخبرنا المخلص أخبرنا أبو بكر (206 - و) بن سيف قال: حدثنا السري بن يحيى قال: حدثنا شعيب بن ابراهيم قال: حدثنا سيف بن عمر بن محمد بن سوقة عن رجل قال: مرت السكون مع أول كندة مع حصين بن نمير السكوني ومعاوية بن حديج في أربعمائة، فاعترضهم عمر فإذا فيهم فتية دلم

(1)

سباط مع معاوية بن حديج، فأعرض عنهم ثم أعرض ثم أعرض فقيل له: مالك ولهؤلاء؟ قال: إني عنهم لمتردد وما مربي قوم من العرب أكره إليّ منهم، ثم أمضاهم فكان بعد يكثر أن يتذكرهم بكراهية، ويعجب الناس من رأي عمر حين تعقبوه بعد ما كان من أمر الفتنة الذي كان، وإذا هم رؤوس تلك الفتنة فكان منهم من غزا عثمان، وكان منهم رجل يقال له سودان بن حمران قتل عثمان ابن عفان وإذا منهم رجل حليف لهم يقال له خلد بن ملجم

(2)

قتل علي بن أبي طالب، وإذا منهم معاوية بن حديج فنهض في قوم منهم يتتبع قتلة عثمان يقتلهم، وإذا منهم قوم يهوون قتل عثمان.

أخبرنا سليمان بن الفضل-إجازة-قال: أخبرنا الحافظ أبو القاسم علي بن الحسن قال: أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي قال: أخبرنا أبو الحسين بن النقور فذكره، وقال الحافظ رحمه الله: وكان فيهم حصين، وهو الذي حاصر ابن الزبير بمكة ورمى الكعبة بالمنجنيق فسترت بالخشب فاحترقت

(3)

.

أنبأنا عمر بن طبرزد عن أبي غالب أحمد وأبي عبد الله (206 - ظ) ابني الحسن بن البناء قالا: أخبرنا أبو الحسين بن الآبنوسي قال: أخبرنا أحمد بن عبيد

(1)

-دلم: سود، ورجل سناط: لا لحية له، النهاية لابن الاثير، ووردت هذه الرواية بالاسناد نفسه في مفازي ابن جيش ط. بيروت 1/ 492:1988 «زلم أسناط» أي بهم خفة وظرف مع قصر وخفة في العوارض.

(2)

-كذا والمعروف أن اسمه عبد الرحمن بن ملجم.

(3)

-تاريخ دمشق لابن عساكر:5/ 79 - ظ.

ص: 2820

ابن الفضل-إجازة-قالا: وأخبرنا أبو تمام علي بن محمد الواسطي-إجازة- قال: أخبرنا أبو بكر بن بيري قراءة قال: أخبرنا محمد بن الحسين بن محمد بن سعيد قال: حدثنا أبو بكر بن أبي خيثمة قال: حدثنا أبي قال: حدثنا وهب بن جرير قال: حدثنا جويرية قال: سمعت أشياخ أهل المدينة قالوا: سار مسرف بن عقبة بالناس وهو ثقيل في الموت نحو مكة حتى إذا صدر عن الأبواء

(1)

هلك الى النار، فلما عرف الموت دعا حصين بن نمير الكندي فقال: إنك أعرابي جلف فسر بهذا الجيش، فمضى حصين بن نمير من وجهه ذلك، فلم يزل محاصرا لأهل مكة حتى هلك يزيد قال: فبلغت ابن الزبير وفاة يزيد قبل أن تبلغ حصين بن نمير، فناداهم عبد الله بن الزبير: لم تقاتلون فقد مات صاحبكم؟ قالوا: نقاتل لخليفته، قالوا:

فقد هلك خليفته الذي استخلفه، قالوا: فنقاتل لمن استخلف بعده قال: فإنه لم يعهد الى أحد قال: ابن نمير إن يك ما تقول حقا فما أسرع الخبر إلينا.

أنبأنا أبو اليمن زيد بن الحسن قال: أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي الأنصاري-إجازة إن لم يكن سماعا-قال: أخبرنا الحسن بن علي الجوهري قال: أخبرنا أبو عمر بن حيوية قال: أخبرنا أحمد بن معروف قال: حدثنا الحسين ابن الفهم قال: حدثنا محمد بن سعد قال: أخبرنا محمد بن عمر قال: حدثني عبد الله بن جعفر (207 - و) عن عمته أم بكر بنت المسور بن مخرمة قال: وحدثني شرحبيل بن أبي عون عن أبيه قال: وحدثني عبد الرحمن بن أبي الزناد قال: غيره عن أبيه وغيرهم أيضا قد حدثني بطائفة من هذا الحديث-قال: أمر يزيد مسلم بن عقبة وقال: إن حدث بك حدث فحصين بن نمير على الناس، فورد مسلم بن عقبة المدينة فمنعوه أن يدخلها فأوقع بهم وأنهبها ثلاثا، ثم خرج يريد ابن الزبير، فلما كان بالمشلل

(2)

نزل به الموت فدعا حصين بن نمير فقال له: يا برذعة الحمار لولا عهد أمير المؤمنين إلي فيك ما عهدت إليك، اسمع عهدي لا تمكن قريشا من أذنك ولا تزدهم

(1)

-قرية من أعمال المدينة فيها قبر آمنة بنت وهب أم النبي صلى الله عليه وسلم. معجم البلدان.

(2)

-جبل يهبط منه الى قديد من ناحية البحر. معجم البلدان.

ص: 2821

على ثلاث الوقاف ثم الثقاف

(1)

، ثم الانصراف، وأعلم الناس أن الحصين واليهم، ومات مكانه فدفن على ظهر المشلل لسبع ليال بقين من المحرم سنة أربع وستين، ومضى حصين بن نمير في أصحابه حتى قدم مكة فنزل بالحجون

(2)

الى بئر ميمون

(3)

، وعسكر هناك فكان يحاصر ابن الزبير، فكان الحصر أربعة وستين يوما يتقاتلون فيها أشد القتال، ونصب الحصين المنجنيق على ابن الزبير وأصحابة ورمى الكعبة، ولقد قتل من الفريقين بشر كثير وأصاب المسور فلقة من حجر المنجنيق، فمات ليلة جاء نعي يزيد بن معاوية، وذلك لهلال شهر ربيع الآخر سنة أربع وستين، فكلم حصين بن نمير ومن معه من أهل الشام عبد الله بن الزبير أن يدعهم يطوفوا بالبيت وينصرفوا عنه فشاور في ذلك أصحابه ثم أذن (207 - ظ) لهم فطافوا وكلم ابن الزبير الحصين بن نمير وقال له: قد مات يزيد وأنا أحق الناس بهذا الامر لان عثمان عهد إلي في ذلك عهدا، صلى به خلفي طلحة والزبير وعرفته أم المؤمنين، فبايعني وادخل فيما يدخل فيه الناس-يعني يكن لك ما لهم وعليك ما عليهم-فقال له:

الحصين بن نمير: أي والله يا أبا بكر لا أتقرب إليك بغير ما في نفسي، أقدم الشام فإن وجدتهم مجتمعين لك أطعتك وقاتلت من عصاك، وإن وجدتهم مجتمعين على غيرك أطعته وقاتلتك، ولكن سر أنت معي الى الشام أملكك رقاب العرب، فقال ابن الزبير أو أبعث رسولا، قال: تبا لك سائر اليوم إن رسولك لا يكون مثلك، وافترقا وأمن الناس ووضعت الحرب أوزارها، وأقام أهل الشام أياما يبتاعون حوائجهم ويتجهزون، ثم انصرفوا راجعين الى الشام، فدعا ابن الزبير يومئذ الى نفسه.

أخبرنا أبو البركات سعيد بن هاشم بن أحمد-إذنا-قال: أخبرنا علي بن أبي محمد-في كتابه-أخبرنا أبو غالب الماوردي قال: أخبرنا أبو الحسن السيرافي قال: أخبرنا أحمد بن اسحاق قال: حدثنا أحمد بن عمران قال: حدثنا موسى بن زكريا قال: حدثنا خليفة بن خياط قال: وكان حصار حصين بن نمير خمسين يوما

(1)

-الوقاف والموافقة أن تقف معه ويقف معك في حرب أو خصومة، والثقاف: الخصام والجلاد. القاموس.

(2)

-الحجون: جبل بأعلى مكة. معجم البلدان.

(3)

-من آبار مكة. معجم البلدان.

ص: 2822

حتى مات يزيد ونصب حصين المجانيق على الكعبة وحرقها يوم الثلاثاء لخمس خلون من شهر ربيع الآخر سنة أربع وستين

(1)

(208 - و).

أنبأنا أبو حفص عمر بن محمد قال: أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي -إجازة إن لم يكن سماعا-قال: أخبرنا أبو بكر بن الطبري قال: أخبرنا أبو الحسين بن الفضل قال: أخبرنا عبد الله بن جعفر بن درستويه قال: حدثنا يعقوب ابن سفيان قال: وقال ابن بكير: قال الليث: وفي سنة خمسين غزوة ابن قحذم وفضالة بن عبيد وأبي سمرة والحصين بن نمير حرقه الاولى

(2)

.

أنبأنا سليمان بن الفضل بن البانياسي قال: أخبرنا أبو القاسم علي بن الحسن قال: أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني-بقراءتي عليه-قال: حدثنا عبد العزيز بن أحمد قال: أخبرنا أبو محمد بن أبي نصر قال: أخبرنا أبو القاسم بن أبي العقب قال:

أخبرنا أحمد بن ابراهيم قال: حدثنا ابن عائذ قال: حدثنا الوليد قال: حدثني ابن غلاق عن يزيد بن عبيدة قال: وفي سنة ثمان وخمسين شتا عمرو بن مره المندرون، وأعاد الحصين بن نمير صائفة الروم، قال: وقال الوليد بن مسلم: وفي سنة اثنتين وستين غزا حصين بن نمير الصائفة وهي غزوة سورية

(3)

.

***

(1)

- في تاريخ خليفه:1/ 318 «يوم السبت لثلاث خلون من شهر ربيع الآخر.

(2)

-لم يرد هذا الخبر في كتاب المعرفة والتاريخ للفسوي، ويبدو أن المقصود هنا اسم موقع في الاراضي البيزنطية مع أن ياقوت قال: «حرقه

ناحية بعمان». هذا ولم يرد هذا الخبر في مصدر آخر حتى أراجعه، وقد ورد مبتورا في تاريخ ابن عساكر.

(3)

-لم يتفق الجغرافيون العرب على تحديد موقع سورية، وقال اكثرهم: موضع بين خناصرة وسلمية، وحدده بعضهم بالاندرين، لكن المقصود هنا مكان وراء الثغور الشامية. انظر تاريخ خليفه:1/ 288. تاريخ ابن عساكر:5/ 79 - ظ - 80 - و.

ص: 2823

بسم الله الرحمن الرحيم

وبه توفيقي

أخبرنا أبو نصر محمد بن هبة الله في كتابة قال: أخبرنا أبو القاسم بن الحسن قال: أخبرنا أبو غالب الماوردي قال: أخبرنا أبو الحسن السيرافي قال: أخبرنا أحمد ابن اسحاق قال: أخبرنا أحمد بن عمران قال: حدثنا موسى بن زكريا قال: حدثنا خليفة بن خياط قال: وفيها-يعني-سنة اثنتين وستين كانت صائفة عليها حصين ابن نمير اليشكري فغزا سورية.

كذا قال: والصواب السكوني

(1)

.

قرأت بخط أبي عبد الله محمد بن علي العظيمي الحلبي-وأخبرنا به اجازة المؤيد الطوسي عنه-قال: سنة ثلاث وستين، وفيها كانت غزاة الحصين بن نمير أرض الروم حتى بلغ مرج الحمام

(2)

.

وقال العظيمي، ونقلته من خطه: سنة ست وستين فيها: قتل عبيد الله بن زياد والحصين بن نمير يوم الخازر وبعث ابراهيم بن الاشتر برءوسهم الى المختار بن أبي عبيد فبعث بها الى ابن الزبير فنصبت بالمدينة وبمكة

(3)

.

أنبأنا أبو القاسم عبد الصمد بن محمد قال: أخبرنا أبو محمد عبد الكريم بن حمزة السلمي-إجازة عن أبي محمد التميمي-قال أخبرنا مكي بن محمد بن الغمر

(1)

- في تاريخ خليفة:1/ 288 - الذي حققته «السكوني» .

(2)

-في تاريخ العظيمي:186 «مرج الخيام» ولعل المراد مرج الديباج من نواحي المصيصة.

(3)

-تاريخ العظيمي:188، وأرض الخازر قرب الموصل وكان ابن الاشتر آنذاك يعمل لصالح المختار بن أبي عبيد في الكوفة، انظر تاريخ الطبري:6/ 81 - 93.

ص: 2824

قال: أخبرنا أبو سليمان بن زبر قال: سنة ست وستين قالوا: قتل فيها عبيد الله بن زياد والحصين بن نمير، ولي قتلهما ابراهيم بن الاشتر فبعث برءوسهم الى المختار فبعث به

(1)

الى ابن الزبير فنصبت بالمدينة ومكة (210 - و).

أخبرنا أبو حفص المكتب قال: أخبرنا أبو القاسم اسماعيل بن أحمد بن السمرقندي قال: أخبرنا أبو بكر بن اللالكاي قال: أخبرنا أبو الحسين بن الفضل قال: أخبرنا أبو محمد عبد الله بن جعفر بن درستويه قال: حدثنا يعقوب بن سفيان قال: وقتل في هذا اليوم حصين بن نمير-يعني في سنة سبع وستين

(2)

.

أنبأنا سليمان بن الفضل قال: أخبرنا علي بن أبي محمد بن أبي الحسين قال:

أخبرنا أبو القاسم هبة الله بن عبد الله قال: أخبرنا أبو بكر أحمد بن علي قال:

أخبرنا أحمد بن محمد العتيقي قال: أخبرنا محمد بن الحسين بن عمر اليمني بمصر، ح.

قال: وأخبرنا القاضي أبو القاسم التنوخي قال: أخبرنا محمد بن المظفر قالا:

حدثنا بكر بن أحمد بن حفص الشعراني قال: حدثنا أبو بكر أحمد بن محمد بن عيسى البغدادي قال: سنة ست وستين عام الخازر قتل عبيد الله بن زياد، وحصين ابن نمير، وجرير بن شراحيل الكندي في آخرين سموا لنا.

أخبرنا أبو نصر بن هبة الله-فيما أذن لنا في روايته-قال: أخبرنا أبو القاسم علي بن الحسن الحافظ قال: أخبرنا أبو طالب الحسين بن محمد الزينبي في كتابه قال: أخبرنا أبو القاسم علي بن المحسن التنوخي قال: أخبرنا أبو الحسين محمد بن المظفر قال: أخبرنا أبو محمد بكر بن أحمد بن حفص قال: حدثنا أحمد بن محمد بن عيسى البغدادي بحمص قال: في طبقة قديمة أدركت أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، منهم: حصين بن نمير السكوني، استعمله الخلفاء وأصحاب النبي صلى الله عليه وسلم أحياء، قتل في سنة ست وستين عام الخازر (210 - ظ) مع عبيد الله بن زياد.

(1)

-كذا بالاصل والاقوم «بها» .

(2)

-ليس في المطبوع من كتاب المعرفة والتاريخ.

ص: 2825

أنبأنا أبو نصر قال: أخبرنا أبو القاسم الحافظ قال: أخبرنا أبو الحسن علي بن محمد بن أحمد قال: أخبرنا أبو منصور محمد بن الحسن قال: حدثنا أبو العباس أحمد بن الحسين قال: أخبرنا عبد الله بن محمد بن عبد الرحمن قال: حدثنا محمد ابن اسماعيل قال: ثم أحرق مصعب بن الزبير المختار، وأحرق ابراهيم بن الأشتر عبيد الله بن زياد وحصين بن نمير السكوني، فقال عبد الملك بن عمار

(1)

: وأتي بجسد ابن الأشتر لمولى لحصين بن نمير: حرقه كما

(2)

حرق مولاك.

‌حصين المؤدب المعري:

شاعر كان بمعرة النعمان، وقفت له على أبيات رثى بها المفضل بن محمد بن المهذب وعزى بها أباه أبا صالح عنه قرأتها في جزء دفعه إلي بعض آل المهذب في مراثيهم والابيات:

تخيّر منا الموت واسطة العقد

أما كان منه أيها الموت من بدّ

ترى كان هذا الاختيار تعمّدا

وقصدا أم لم يكن منك عن عمد

لقد جل رزء حلّ بالأمس عندنا فما

بال هذا الموت للحي لا يفدى

مضى بهجة الدنيا وجلّ نعيمها فيا

جفن جد بالدمع في ساحه الخدّ

وقد خلّف الأهلين يبكون حسّرا

وكم أصبحوا في ظل عيش به رغد

لقد حملوا الارض منه هدية

تسرّبها لكنها ساءت المهدي

وقالوا سلام الله منا تحية عليك

فهذا باللقاء آخر العهد

فلو طاوعته نفسه قال معلنا

أتمضون عني ثم أبقى هنا وحدي

(211 - و)

فلو كان ميت يفتدى لفديته

بروحي وما أحوي ومن لي بأن أفدي

اذا ما سلا سال فقيدا فانني

أرى ذلك السلوان عندي لا يجدي

أبا صالح يا سيد الناس كلهم

ومن فاق في أعلى محل من الزهد

(1)

-كذا بالاصل وفي ابن عساكر «ابن مروان» وهو الصواب.

(2)

-تاريخ دمشق لابن عساكر:5/ 80 - ظ.

ص: 2826

عزاء فما الأيام إلاّ معارة

ومن ذا الذي يبقى وليس به تردي

ولله أحكام إذا نزلت بنا

فليس لمرء أن يعيد ولا يبدي

‌حضين بن المنذر

ابن الحارث بن وعله بن المجالد بن اليثربي بن الريان بن الحارث بن مالك بن شيبان بن ذهل بن ثعلبة بن عكابة بن صعب بن علي بن بكر بن وائل، أبو محمد وقيل أبو ساسان الرقاشي الربعي البصري، وقيل أبو ساسان لقب وليس بكنية.

روى عن عثمان بن عفان، وعلي بن أبي طالب، ومجاشع بن مسعود، وأبي موسى الأشعري، والمهاجر بن قنفذ.

روى عنه الحسن البصري وابنه يحيى بن الحضين، وعبد الله بن فيروز الداناج وعبد العزيز بن معمر اليشكري، وعلي بن سويد بن منجوف، وداود بن أبي هند.

وشهد صفين مع علي رضي الله عنه، وجعله أميرا على بكر البصرة، وكان صاحب رايته يومئذ وفيه يقول:

لمن راية سوداء يخفق ظلها

إذا قيل قدمها حضين تقدّما

(1)

وكان حضين فارسا شجاعا مبخلا شاعرا، وولاه علي رضي الله عنه اصطخر، وقال فيه أبو عبد الرحمن النسائي في «كتاب التمييز في أحوال الرجال

(2)

» حضين بن المنذر ثقة. (211 - ظ).

أخبرنا أبو حفص عمر بن محمد بن معمر بن طبرزد قال: أخبرنا أبو القاسم هبة الله بن محمد بن الحصين قال: أخبرنا أبو طالب بن غيلان قال: أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الله الشافعي قال: حدثنا أبو جعفر محمد بن مسلمة الواسطي قال:

حدثنا يزيد بن هارون قال: أخبرنا ابن أبي عروبة، ح.

وقال أبو طالب بن غيلان: أخبرنا أبو اسحاق ابراهيم بن محمد بن يحيى

(1)

-ديوان الامام علي:86 مع فوارق وحيث أثبت القصيدة بمجملها.

(2)

-لم أستطع الوقوف عليه.

ص: 2827

المزكي قال: أخبرنا محمد بن اسحاق بن خزيمة قال: حدثنا علي بن حجر قال: حدثنا اسماعيل بن عليّة عن سعيد بن أبي عروبة-واللفظ ليزيد بن هارون-قال:

أخبرنا ابن أبي عروبة عن عبد الله الداناج عن حضين بن المنذر قال: صلى الوليد ابن عقبة أربعا وهو سكران، ثم انفتل وقال: أزيدكم فرفع ذلك إلى عثمان، فقال له علي بن أبي طالب: اضربه الحد، فأمر بضربه فقال علي للحسن: قم فاضربه، قال: فما أنت وذاك؟ قال: إنك ضعفت ووهنت وعجزت ووهنت، ثم قال: قم يا عبد الله بن جعفر فقام عبد الله بن جعفر فجعل يضربه وعلي يعد حتى إذا بلغ أربعين قال: كيف أو اكفف، ثم قال: ضرب رسول الله صلى الله عليه وسلم أربعين قال: كف أو اكفف، ثم قال: ضرب رسول الله صلى الله عليه وسلم وكل سنّة.

وقال اسماعيل بن عليّة في رواية المزكي: وقد سمعت حديث الداناج منه ولم أحفظه عنه.

أخبرنا أبو بكر عبد الله بن عمر بن علي قال: أخبرنا أبو السعادات بن عبد الرحمن بن محمد وشهدة بنت أحمد الآبري، ح.

وأخبرنا أبو البقاء يعيش بن علي بن يعيش (212 - و) المعدل قال: أخبرنا الخطيب أبو الفضل عبد الله بن أحمد بن محمد الطوسي قالوا: أخبرنا الحاجب أبو الحسن بن العلاف قال: أخبرنا أبو القاسم بن بشران قال: أخبرنا أبو العباس الكندي قال: حدثنا محمد بن جعفر قال: سمعت المبرد يقول: كان الحضين بن المنذر إذا رأى زوج ابنته أو أخته زال عن مجلسه، وقال: مرحبا بمن ستر العورة وكفى المؤونة.

أخبرنا أبو بكر عتيق بن أبي الفضل بن سلامة السلماني قال: أخبرنا الحافظ أبو القاسم علي بن الحسن بن هبة الله، ح.

وحدثنا أبو الحسن محمد بن أحمد بن علي بدمشق-من لفظه-قال:

أنبأنا أبو المعالي عبد الله بن عبد الرحمن بن صابر قالا: أخبرنا الشريف النسيب أبو القاسم علي بن ابراهيم العلوي قال: أخبرنا رشاء بن نظيف، ح.

ص: 2828

وأخبرنا أبو القاسم عبد الغني بن سليمان بن بنين الشافعي بالقاهرة قال:

أخبرنا أبو عبد الله محمد بن حمد بن حامد بن مفرج الأرتاحي قال: أخبرنا أبو الحسن علي بن الحسين بن عمر الفراء-إجازة-قال: أخبرنا أبو القاسم عبد العزيز بن الحسن بن اسماعيل قالا: أخبرنا أبو محمد الحسن بن اسماعيل بن محمد الضراب قال: أخبرنا أبو بكر أحمد بن مروان المالكي قال: حدثنا محمد بن داوود قال: حدثنا المازني قال: قيل للحضين بن المنذر الرقاشي: بأي شيء سدت قومك؟ قال: بحسب لا يطعن فيه ورأي لا يستغنى عنه، ومن تمام السؤدد أن يكون الرجل ثقيل السمع عظيم الرأس

(1)

.

أخبرنا أبو حفص عمر بن محمد بن معمر بن طبرزد-ان لم يكن سماعا فإجازة-قال: أخبرنا أبو بكر (212 - ظ) محمد بن عبد الباقي البزاز قال: أخبرنا القاضي الشريف أبو الحسين محمد بن علي بن محمد بن عبيد الله بن المهتدي بالله قال: أخبرنا الشريف أبو الفضل محمد بن الحسين بن المأمون الهاشمي قال: حدثنا أبو بكر محمد بن القاسم بن بشار الأنباري قال: حدثني أبي قال: حدثنا عامر بن عمران أبو عكرمة الضبي قال: حدثني سليمان بن أبي شيخ قال: لما فتح قتيبة بن مسلم سمرقند أمر بأفرشته ففرشت، وأجلس الناس على مراتبهم، وأمر بقدور الصفر فنصبت فلم ير الناس على مثلها في الكبر، إنما يرقى إليها بالسلالم، قال:

فالناس منها متعجبين، وأذن للعامة، فاستأذنه أخوه عبد الله بن مسلم في أن يكلم الحضين بن المنذر الرقاشي على جهة التعبث به، وكان عبد الله بن مسلم يحمّق، فنهاه قتيبة عن كلام الحضين وقال: هو باقعة

(2)

العرب وداهية الناس، ومن لا تطيقه فخالفه، وأبى إلا كلامه، فقال للحضين: يا أبا ساسان أمن الباب دخلت؟ فقال له: ما لعمك بصر يتصور الجدران، قال: أفرأيت القدور؟ قال: هي أعظم من أن لا ترى، قال: أفتقدّر أن رقاش رأت مثلها؟ قال: ولا رأى مثلها عيلان ولو رأى مثلها عيلان لسمى شبعان ولم يسم عيلان، قال: أفتعرف الذي يقول:

(1)

-تاريخ دمشق لابن عساكر:5/ 84 - ظ.

(2)

-الباقعة: الرجل الداهية، والذكي العارف لا يفوته شيء ولا يدهى. القاموس

ص: 2829

عز لنا وأمرنا وبكر بن وائل

تجرّ خصاها تبتغي من تحالف

قال: نعم وأعرف الذي يقول: (213 - و)

فخيبة من يخيب على غنيّ

وباهلة ويعصر والرباب

والذي يقول:

إن كنت تهوى أن تنال رغيبةّ

في دار باهلة بن يعصر فارحل

قوم قتيبة أمهم وأبوهم

لولا قتيبة أصبحوا في مجهل

فقال عبد الله بن مسلم فهو الذي يقول:

سدّ حضين بابه خشية القرى

باصطخر والكبش السمين بدرهم

ثم قال عبد الله: يا أبا ساسان دعنا من هذا، هل تقرأ من القرآن شيئا؟ قال إني لأقرأ منه الكثير الطيب:«{هَلْ أَتى عَلَى الْإِنْسانِ حِينٌ مِنَ الدَّهْرِ لَمْ يَكُنْ شَيْئاً مَذْكُوراً}»

(1)

فاغتاظ عبد الله وقال: لقد بلغني أن امرأتك زفت إليك وهي حامل، فقال الحضين يكون ماذا تلد غلاما فيقال فلان بن الحضين كما قيل عبد الله بن مسلم، فقال له قتيبة: أكفف لعنك الله فأنت عرضت نفسك لهذا.

وأنبأنا ابن طبرزد قال: أخبرنا أبو غالب بن البناء قال: أخبرنا محمد بن أحمد ابن الآبنوسي قال: أخبرنا عبد الله بن محمد بن سعيد بن محارب بن عمرو الأنصاري الإصطخري قال: حدثنا أبو يحيى زكريا بن يحيى الساجي بالبصرة قال:

حدثنا أبو عامر حمزة بن علي الصنعاني عن أبي حاتم عن عبيدة عن يونس قال:

وفد الحضين بن المنذر إلى بعض الخلفاء فكأن الآذن أبطأ في الإذن، فسبقه القوم لتباطئه فقال له الخليفة: مالك يا أبا ساسان تدخل علي في آخر الناس؟ فقال:

(213 - ظ).

وكل خفيف الشأن مشمرا

إذا فتح البوّاب بابك إصبعا

ونحن الجلوس الماكثون رزانة

وحلما إلى أن يفتح الباب أجمعا

(1)

- سورة الانسان-الآية:1.

ص: 2830

أنبأنا أحمد بن عبد الله الأسدي وغيره عن أبي طاهر السلفي قال: أخبرنا أبو الحسين بن الطيوري-إجازة إن لم يكن سماعا-قال: أخبرنا أبو بكر عبد الباقي بن عبد الكريم الشيرازي قال أخبرنا عبد الرحمن بن عمر بن أحمد بن حمّة الخلال قال: أخبرنا محمد بن أحمد بن يعقوب بن شيبة قال: حدثني يعقوب بن شيبة قال: حدثني جدي يعقوب قال: حضين بن المنذر هو الذي يؤثر عنه أن ختنه على ابنته أو أخته كان إذا دخل عليه تنحى له حضين عن مجلسه، ثم قال: مرحبا بمن كفى المؤونة وستر العورة، وكان الحضين بخراسان أيام قتيبة بن مسلم فيقال:

إنه كان عنده فدخل على قتيبة مسعود بن حراش العبسي، والحضين شيخ كبير معتم بعمامة، فقال مسعود لقتيبة: من هذه العجوز المعتمةّ عند الأمير؟ فقال قتيبة:

بخ هذا حضين بن المنذر فقال حضين: من هذا أيها الأمير؟ قال: مسعود بن حراش العبسي فقال حضين: أنا والله من لم يمجد قومه في الجاهلية عبد حبشي-يعني عنترة-ولا في الإسلام امرأة بغي، قال: فسكت عنه مسعود بن حراش.

وشهد الحضين صفين مع علي وبقي بعد ذلك إلى أيام معاوية، فوفد على معاوية وكان لا يعطي البواب ولا الحاجب شيئا، فكان لا يأذن له الحاجب إلاّ آخر الناس، فدخل يوما فقام حيال معاوية وقال:(214 - و).

وكل خفيف الشأن يسعى مشمرا

إذا فتح البواب بابك اصبعا

ونحن الجلوس الماكثون رزانة

حياء إلى أن يفتح الباب أجمعا

قال: فأوما إليه معاوية بيده أن أعطهم شيئا، فإنك لا تعطي أحدا شيئا.

قرأت بخط أبي عبد الله الحسن بن علي بن مقلة: أنشدني أبو الحسن الأسدي قال: أنشدني أبو عبد الله محمد بن عمرو بن أبي صفوان من ولد عثمان ابن أبي العاص الثقفي لأبي ساسان الحضين بن المنذر الرقاشي، لما قتل قتيبة بن مسلم:

ألم تر زحرا وابن نجد تعاورا

بسيفيهما رأس الهمام المتوّج

وما أدركت في قيس عيلان وترها

بنو منقر إلاّ بأسياف مذجح

ص: 2831

عشيّة جئنا بابن نجد وجئتم

بأدعج

(1)

مرقوم

(2)

الذراعين ديزج

(3)

أسك غدافي كأن جبينه

(4)

مجاجة

(5)

نفس في أديم ممجمج

(6)

أنبأنا أبو البركات الحسن بن محمد بن الحسن عن أبي محمد بن الخشاب قال: أخبرنا أبو الحسين بن الفراء قال: أخبرنا أبو طاهر الباقلاني قال: أخبرنا أبو علي بن شاذان-قال: حدثنا أبو الحسن بن ننجاب قال: حدثنا ابراهيم بن ديزيل قال: حدثنا يحيى بن سليمان قال: حدثني نصر بن مزاحم قال: حدثنا عمر ابن سعد عن سويد بن حبّة البصري عن الحضين بن المنذر أن ناسا أتوا عليا بصفين فقالوا له: إنّا لا نرى خالد بن المعمرّ إلاّ وقد كاتب معاوية، وقد خشينا أن يبايعه فبعث إليه علي والى رجال من أشرافنا فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: أما (214 - ظ) بعد يا معشر ربيعة فأنتم أنصاري ومجيبوا دعوتي ومن أوثق حي العرب في نفسي، وقد بلغني أن معاوية كاتب صاحبكم خالد بن المعمر وقد جمعتكم لأشهدكم عليه ولتسمعوا أيضا مني ومنه، ثم أقبل عليه علي فقال: يا خالد بن المعمر إن كان ما بلغني عنك حقا فإني أشهد الله ومن حضر أنك آمن حتى تلحق بالعراق أو بالحجاز أو بأرض لا سلطان لمعاوية فيها وإن كنت مكذوبا عليك فأبرّ صدرونا بالإيمان، فحلف بالله عز وجل أنه ما فعل، وقال رجال منا كثير: لو نعلم أنه فعل لقتلناه:

وقال شقيق بن ثور البكري: والله ما وفق الله خالدا إن نصر معاوية وأهل الشام على علي وربيعة فلما كان يوم الخميس وخرج الناس للقتال وانهزم أصحاب علي من قبل الميمنة، فقال الحضين بن المنذر فجاءنا علي ومعه بنوه فنادى بصوت له عال جهير: لمن هذه الرايات؟ فقلنا رايات ربيعة فقال علي: بل هي رايات الله عصمهم الله وصبرهم وثبت أقدامهم، قال الحضين: ثم قال لي: يا فتى ألا تدني رايتك ذراعا؟ قلت: بلى يا أمير المؤمنين وعشرة أذرع فحملت بها وأدنيتها من القوم، فقال لي مكانك.

(1)

-الادعج: الاسود. القاموس.

(2)

-مرقوم: مخطط. القاموس.

(3)

-الديزج: لون بين لونين غير خالص. النهاية لابن الاثير.

(4)

-أي أصم أسود. القاموس.

(5)

-المجاج: الريق ترميه من فيك، والعسل يقال مجاج النحل. القاموس.

(6)

-مسترخي مرتخ. القاموس.

ص: 2832

وقال: حدثنا نصر بن مزاحم قال: حدثنا عمرو بن شمر عن جابر باسناده أن الحضين بن المنذر أقبل يومئذ وهو غلام يزحف برايته، قال السدي: وكانت راية حمراء فقال:

لمن راية حمراء يخفق ظلها

إذا قلت قدمها حضين تقدما

(215 - و)

ويدنو بها في الصف حتى يزيرها

حمام المنايا تقطر الموت والدما

تراه إذا كان يوم عظيمة

أبى فيه إلاّ عزّة وتكرما

جزى الله قوما صابروا في لقائهم

لدى البأس خيرا ما أعف وأحزما

وأكرم صبرا حين تدعى الى الوغى

إذا كان أصوات الكماة تغمغما

ربيعة أعني إنهم أهل نجدة

وبأس إذا لاقوا خميسا عرمرما

وقد صبرت عكّ ولخم وحمير

ومذحج حتى لم يفارق دم دما

ونادت جذام كلها: يا لمذحج جزى

الله شرا أينا كان أظلما

أما تتقون الله في حرماتكم

وما قرب الرحمن منها وعظّما

أذقنا ابن حرب طعننا وضرابنا

بأسيافنا حتى تولى وأحجما

وحتى ينادى الزبرقان ابن أظلم

ونادى الكلاع يا كريب وأنعما

وعمرو وسفيان وجهم ومالك وحوشب

والراعي ربيعا وأظلما

وكرز بن نبهان وابنا مخارق

وصباح والقيني عتيكا وأسلما

(1)

والمشهور أن هذا الشعر لعلي بن أبي طالب رضي الله عنه.

أنبأنا عمر بن محمد بن طبرزد قال: أخبرنا أبو غالب أحمد بن الحسن بن البناء كتابة قال: أخبرنا أبو غالب بن بشران-إجازة-قال: أخبرنا أبو الحسين المراعيشي وأبو العلاء علي بن عبد الرحيم الواسطي قالا: أخبرنا أبو عبد الله ابراهيم بن محمد عرفة نفطوية قال: ومما يروى لعلي رحمة الله: (215 - ظ).

لمن راية سوداء يخفق ظلها

إذا قيل قدمها حضين تقدما

فيوردها في الصف حتى يردها

حياض المنايا تقطر الموت والدما

(1)

- صفين:323 - 326. مع فوارق واضحة.

ص: 2833

جزى الله قوما قاتلوا في لقائهم

لدى الموت يوما ما أعز واكرما

وأطيب أخبارا واكرم شيمة

إذا كان اصوات الرجال تغمغما

ربيعة اعني إنهم أهل نجدة

وبأس إذا لا قوا خميسا عرمرما

قال أبو عبد الله نفطويه: قوله «إذا قيل قدمها حضين» يعني حضين بن المنذر أبا ساسان، وكانت معه راية قومه يوم صفين وعاش بعد ذلك دهرا طويلا.

أخبرنا أبو الفضل المرجا بن محمد بن هبة الله الواسطي-إذنا-وقرأت عليه بهذا الاسناد قال: أخبرنا القاضي أبو طالب محمد بن علي الكتابي الواسطي -إجازة-قال: أنبأنا أبو الحسين المبارك بن عبد الجبار الصيرفي قال: أخبرنا أبو بكر عبد الباقي بن عبد الكريم قال: أخبرنا عبد الرحمن بن عمر قال: أخبرنا محمد ابن أحمد بن يعقوب بن شيبة قال: وحدثني يعقوب قال: وحدثني خلف بن سالم قال: حدثنا وهب بن جرير عن أبي الخطاب-يعني-محمد بن سواء عن أبي جعفر محمد بن مروان أن عليا قال:

لمن راية سوداء يخفق ظلها

إذا قيل قدمها حضين تقدما

فيوردها في الصف حتى يقيلها

حياض المنايا تقطر الموت والدما

جزى الله قوما قاتلوا في لقائهم

لدى الموت قدما ما أعز وأكرما

(216 - و)

وأطيب أخبارا وأكرم شيمة إذا

كان أصوات الرجال تغمغما

ربيعة أعني إنهم أهل نجدة

وبأس إذا لا قوا خميسا عرمرما

أخبرنا أبو محمد عبد اللطيف بن يوسف البغدادي قال: أخبرنا أبو زرعة طاهر ابن محمد بن طاهر المقدسي قال: أخبرنا أبو منصور محمد بن الحسين المقومي قال:

أخبرنا أبو طلحة القاسم بن أبي المنذر قال: أخبرنا أبو الحسن علي بن ابراهيم قال:

حدثنا أبو عبد الله بن ماجه القزويني قال: حدثنا اسماعيل بن محمد الطلحي وأحمد ابن سعيد الدارمي قالا: حدثنا روح بن عبادة عن سعيد عن قتاده عن الحسن عن الحضين بن المنذر بن الحارث بن وعلة أبي ساسان الرقاشي عن المهاجر بن قنفد بن عمرو بن جدعان، فذكر حديثا.

ص: 2834

أنبأنا سليمان بن الفضل قال: أخبرنا أبو القاسم علي بن الحسن الحافظ قال:

أخبرنا أبو بكر اللفتواني قال: أخبرنا أبو صادق محمد بن أحمد بن محمد قال:

أخبرنا أحمد بن محمد بن زنجويه قال: أخبرنا الحسن بن عبد الله بن سعيد العسكري قال: وأما حضين-الحاء مضمومة غير معجمة والضاد معجمة ونون- فمنهم حضين بن المنذر أبو ساسان الرقاشي، من سادات ربيعة، وكان صاحب راية أمير المؤمنين يوم صفين، وفيه يقول أمير المؤمنين:

لمن راية سوداء يخفق ظلها

إذا قيل قدمها حضين تقدما

ثم ولاه اصطخر، وكان يبخل ففيه يقول زياد الاعجم:

يسد حضين بابه خشية القرى

باصطخر والشاة السمين بدرهم

(1)

وفيه يقول الضحاك بن هشام:

أنت امرؤ منا خلقت لغيرنا

حياتك لا نفع وموتك فاجع

وقد روى الحديث عن عثمان وعلي، ومجاشع بن مسعود، ومهاجر بن قنفذ.

روى عنه الحسن وعبد الله الداناج، وعبد العزيز بن معمر، وعلي بن مسعود بن منجوف، ولا أعرف من يسمى حضينا بالضاد والنون غيره، وغير من ينسب إليه من ولده

(2)

.

قرأت بخط الحافظ أبي طاهر السلفي، وأخبرنا إجازة عنه أبو القاسم (216 - ظ) عبد الرحيم بن يوسف المعري قال: أخبرنا الشيخ أبو القاسم يوسف ابن ابراهيم بن يوسف الحجاجي قال: أخبرنا أبو الحسين ابراهيم بن حمكان بن محمد النشوي قال: سمعت أبا الحسين-يعني-أحمد بن فارس النحوي يقول:

حضين بن المنذر أبو ساسان صاحب راية علي، هو بالضاد المعجمة، وربما صحف المصحف فقال بالصاد.

(1)

-ليس في ديوانه المطبوع.

(2)

-تاريخ دمشق لابن عساكر:5/ 82 - ظ -83 - و.

ص: 2835

أنبأنا عمر بن طبرزد قال: أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي-إجازة إن لم يكن سماعا-قال: أخبرنا أبو بكر بن الطبري قال: أخبرنا أبو الحسين بن بشران قال: أخبرنا عثمان بن أحمد قال: أخبرنا محمد بن أحمد بن البراء قال: قال علي ابن المديني: أبو ساسان حضين بن المنذر.

وقال ابن السمرقندي: أخبرنا عمر بن عبيد الله بن عمر قال: أخبرنا أبو القاسم عبد الواحد بن محمد بن عثمان بن ابراهيم قال: أخبرنا الحسن بن محمد بن اسحاق قال: حدثنا اسماعيل بن اسحاق بن اسماعيل بن حماد قال: سمعت علي بن المديني يقول حضين بن المنذر بن الحارث بن وعلة الرقاشي.

وقال ابن السمرقندي: أخبرنا أبو الفضل بن البقال قال: أخبرنا أبو الحسن الحمامي قال: أخبرنا ابراهيم بن أحمد بن الحسن قال: أخبرنا ابراهيم بن أبي أمية قال: سمعت نوح بن أبي حبيب يقول: حضين بن المنذر الرقاشي يكنى أبا ساسان سمع من أبي موسى، وروى عن علي وعثمان.

أنبأنا أبو اليمن زيد بن الحسن عن أبي بكر وجيه بن طاهر الشحامي قال: أخبرنا موسى بن عمران الصوفي قال: أخبرنا الحافظ أبو عبد الله محمد بن عبد الله الحاكم قال: أخبرنا أبو (217 - و) العباس السياري قال: حدثنا عيسى بن محمد الكاتب قال: حدثنا العباس بن مصعب عن شيوخه أن الحضين بن المنذر لما نزل مرو وكان قتيبة بن مسلم يستشيره في أموره، كان الحضين ينطوي على بغض قتيبة.

قال الحاكم: حضين بن المنذر بن الحارث بن وعلة بن ذهل بن شيبان، أبو ساسان الرقاشي وكنيته أبو محد وأبو ساسان لقب، سمع عثمان وعلي بن أبي طالب روى عنه الحسن بن أبي الحسن البصري وعبد الله الداناج.

قال شيخنا الكندي: أخبرنا أبو البركات عبد الوهاب بن المبارك الأنماطي -إجازة إن لم يكن سماعا، وقد سمعت عليه الكثير-قال: أخبرنا أبو طاهر أحمد ابن الحسن وأبو الفضل احمد بن الحسن قالا: أخبرنا محمد بن الحسن بن احمد قال: أخبرنا محمد بن أحمد بن اسحاق قال: أخبرنا أبو حفص الاهوازي قال: أخبرنا خليفة بن خياط قال: الحضين بن المنذر بن الحارث بن وعلة بن مجالد بن يثربي بن

ص: 2836

الريان بن الحارث بن مالك بن شيبان بن ذهل بن ثعلبه، يكنى أبا ساسان، ويكنى أبا محمد، مات في خلافة سليمان بن عبد الملك

(1)

.

أنبأنا أبو نصر محمد بن هبة الله القاضي قال: أخبرنا علي بن أبي محمد قال:

أخبرنا أبو الاعز قراتكين بن الاسعد قال: أخبرنا أبو محمد الحسن بن علي قال:

أخبرنا أبو الحسن بن لؤلؤ قال: أخبرنا محمد بن الحسين بن شهريار قال: حدثنا أبو حفص القلاس قال: حضين بن المنذر بن الحارث، هو ابن وعلة، أبو ساسان، هو رجل من بني رقاش.

أنبأنا أبو نصر قال: أخبرنا علي قال: أخبرنا أبو بكر محمد بن شجاع قال:

أخبرنا أبو عمرو بن منده قال: أخبرنا الحسن بن محمد بن يوسف قال: أخبرنا (217 - ظ) أحمد بن محمد بن عمر قال: أخبرنا أبو بكر بن أبي الدنيا قال: أخبرنا محمد بن سعد قال: في الطبقة الثالثة من أهل البصرة حضين بن المنذر الرقاشي

(2)

.

أنبأنا أبو نصر قال: أخبرنا علي قال: أخبرنا أبو الحسن علي بن محمد الخطيب قال: أخبرنا محمد بن الحسن قال: أخبرنا أحمد بن الحسين قال: أخبرنا عبد الله ابن محمد قال: حدثنا محمد بن اسماعيل قال حدثني علي بن ابراهيم قال: حدثنا روح قال: حدثنا علي بن سويد بن منجوف قال: تعشينا مع يزيد بن المهلب ومعنا حضين ابن المنذر فقلت: يا أبا محمد-وقال غيره كنيته أبو ساسان-الرقاشي، ويقال حضين ابن الحارث بن وعلة.

أنبأنا أبو اليمن الكندي قال: أخبرنا أبو البركات الأنماطي-إجازة إن لم يكن سماعا-قال: أخبرنا أبو الحسين بن الطيوري قال: أخبرنا الحسين بن جعفر ومحمد بن الحسن وأحمد بن محمد العتيقي قالوا: أخبرنا الوليد بن بكر قال: أخبرنا علي بن أحمد بن زكريا قال: أخبرنا صالح بن أحمد بن صالح قال: حدثني أبي أحمد قال: أبو ساسان حضين بن المنذر السدوسي بصري تابعي ثقة وكان على راية عليّ يوم صفين.

(1)

-طبقات خليفه:1/ 474 (1605).

(2)

-يرجح أن هذه الترجمه وردت في الطبقات الصغرى لابن سعد.

ص: 2837

قال: أبو البركات الأنماطي أخبرنا أحمد بن الحسن بن خيرون قال: أخبرنا أبو القاسم بن بشران قال: أخبرنا أبو علي الصواف قال: أخبرنا محمد بن عثمان ابن أبي شيبة قال: أخبرنا أبي قال: حدثنا وكيع عن الاعمش عن أبي اسحاق عن حضين، وكان صاحب شرطة علي.

أنبأنا أبو نصر القاضي قال: أخبرنا الحافظ أبو القاسم الدمشقي قال: أنبأنا أبو محمد بن الأكفاني قال: حدثنا عبد العزيز الكتاني قال: أخبرنا أبو الحسن علي بن الحسن ورشاء بن نظيف قالا: أخبرنا محمد (218 - و) بن ابراهيم بن محمد قال:

أخبرنا محمد بن محمد بن داوود بن عيسى قال: حدثنا عبد الرحمن بن يوسف بن خراش قال: حضين بن المنذر أبو ساسان الرقاشي صدوق.

أنبأنا سليمان بن الفضل قال: أخبرنا علي بن الحسن الحافظ قال: أخبرنا أبو غالب الماوردي قال: أخبرنا أبو الحسن السيرافي قال: أخبرنا أحمد بن اسحاق قال:

حدثنا أحمد بن عمران قال: حدثنا موسى بن زكريا قال: حدثنا خليفة بن خياط قال:

قال أبو عبيدة في تسمية الامراء من أصحاب علي يوم صفين: وعلى بكر البصرة حضين ابن المنذر الرقاشي أبو ساسان

(1)

.

أخبرنا الحسين بن عمر بن باز الموصلي في كتابه قال: أخبرنا عبد الحق بن عبد الخالق بن يوسف قال: أخبرنا أبو الغنائم محمد بن علي بن النرسي قال: أخبرنا أبو أحمد الغندجاني قال: أخبرنا أحمد بن عبدان قال: أخبرنا محمد بن سهل قال:

أخبرنا أبو عبد الله محمد بن اسماعيل البخاري قال: حضين بن المنذر أبو ساسان الرقاشي، ويقال حضين بن الحارث بن وعلة، سمع عثمان وعليا وعن مهاجر بن قنفذ. روى عنه الحسن وعبد الله الداناج البصري. قال علي بن ابراهيم: حدثنا روح قال: حدثنا علي بن سويد بن منجوف: تعشينا مع يزيد بن المهلب ومعنا حضين ابن المنذر فقلت: يا أبا محمد

(2)

.

أنبأنا سليمان بن الفضل قال: أخبرنا أبو القاسم علي بن الحسن قال: أخبرنا أبو

(1)

- تاريخ خليفه:1/ 221. تاريخ دمشق لابن عساكر:5/ 82 - و. ظ.

(2)

-التاريخ الكبير للبخاري:3/ 128 - 129 (431).

ص: 2838

بكر الشقاني قال: أخبرنا أبو بكر المغربي قال: أخبرنا أبو سعيد بن حمدون قال:

أخبرنا مكي بن عبدان قال: سمعت مسلم بن الحجاج يقول أبو ساسان حضين بن المنذر الرقاشي (218 - ظ) سمع عثمان وعليا والمهاجر بن قنفذ. روى عنه الحسن وعبد الله الداناج

(1)

.

أنبأنا عمر بن طبرزد قال: أخبرنا أبو الفضل بن ناصر قال: أخبرنا أبو طاهر ابن سوار المقرئ وأبو الحسن المبارك بن عبد الجبار بن الطيوري قالا: أخبرنا الحسين بن علي الطناجيري قال: حدثنا أبو حكيم محمد بن ابراهيم الكوفي قال:

حدثنا عبد الملك بن بدر بن الهيثم القاضي قال: حدثنا أحمد بن هارون بن روح البرديجي قال: في الطبقة الثانية من الاسماء المنفردة حضين بن المنذر، وهو أبو ساسان، يروي عن علي وأبي موسى بصري.

أخبرنا أبو القاسم عبد الصمد بن محمد بن الحرستاني-فيما أجاز لنا روايته عنه-قال: أخبرنا أبو الفتح نصر الله بن محمد الفقيه اللاذقي-إجازة إن لم يكن سماعا-قال: أخبرنا نصر بن ابراهيم قال: أخبرنا سليم بن أيوب قال: أخبرنا أبو نصر طاهر بن محمد بن سليمان قال: حدثنا علي بن ابراهيم قال: حدثنا يزيد بن محمد بن إياس قال: سمعت محمد بن أحمد المقدمي يقول: حضين بن المنذر يكنى أبا ساسان.

أنبأنا ابن طبرزد عن أبي غالب بن البناء قال: أنبأنا أبو الفتح بن المحاملي قال:

أخبرنا أبو الحسن الدارقطني قال: وأما حضين، بالضاد المعجمة، فهو حضين بن المنذر (219 - و) بن الحارث بن وعلة الرقاشي، أبو ساسان، روى عن علي بن أبي طالب وعثمان بن عفان وأبي موسى الاشعري، ومهاجر بن قنفذ. روى عنه عبد الله الداناج، وعلي بن سويد بن منجوف، والحسن البصري، وهو الذي قال فيه الشاعر:

(1)

-الكنى والالقاب للامام مسلم:127.

ص: 2839

لمن راية سوداء يخفق ظلها

إذا قيل قدمها حضين تقدما

(1)

أنبأنا ابن الحرستاني عن عبد الكريم بن حمزة السلمي عن عبد الرحيم بن أحمد البخاري قال: حدثنا عبد الغني بن سعيد قال: وحضين-بالحاء المهملة والضاد المعجمة والنون واحد-وهو حضين بن المنذر الرقاشي أبو ساسان، روى عن علي.

أخبرنا القاضي أبو نصر محمد بن هبة الله-أذنا-قال: أخبرنا الحافظ أبو القاسم علي بن الحسن بن هبة الله قال: حضين بن المنذر بن الحارث بن وعلة بن المجالد بن اليثربي بن الحارث بن مالك بن شيبان بن ذهل بن ثعلبة بن عكابة بن صعب بن علي بن بكر بن وائل، أبو ساسان، وهو لقب وكنيته أبو محمد الرقاشي البصري، روى عن عثمان وعلي، والمهاجر بن قنفذ، ومجاشع بن مسعود، روى عنه الحسن وعبد الله بن فيروز الداناج، وعلي بن سويد بن منجوف، وعبد العزيز ان معمر اليشكري، وداود بن أبي هند، وابنه (يحيى بن)

(2)

الحضين بن المنذر ووفد على معاوية.

أنبأنا أبو القاسم بن محمد الأنصاري عن أبي محمد عبد الكريم بن حمزة السلمي عن الأمير أبي نصر علي بن ماكولا قال: وأما حضين-بضم الحاء المهملة وفتح الضاد المعجمه-فهو حضين بن المنذر بن الحارث (219 - ظ) بن وعلة بن مجالد بن يثربي بن ريان بن الحارث بن مالك بن شيبان بن ذهل أحد بني رقاش شاعر فارس، يكنى أبا ساسان، روى عن عثمان وعلي وغيرهما، روى عنه عبد الله بن الداناج وعلي بن سويد بن منجوف، والحسن البصري، وابنه يحيى بن

(1)

- المؤتلف والمختلف:2/ 553 - 554.

(2)

-أضيف ما بين الحاصرتين من تاريخ ابن عساكر:5/ 81 - و.

ص: 2840

حضين سمع أباه، روى عنه سلم بن قتيبة الباهلي، وكان اثيرا عند بني أمية فقتله أبو مسلم الخرساني

(1)

.

يريد ابن ماكولا ابنه يحيى.

أنبأنا سليمان بن الفضل قال: أخبرنا أبو غالب الماوردي قال: أخبرنا محمد بن علي السيرافي قال: أخبرنا أبو عبد الله النهاوندي قال: أخبرنا أحمد بن عمران قال:

حدثنا خليفة بن خياط قال: وحضين أبو ساسان أدرك خلافة سليمان بن عبد الملك.

وذكر خليفة أن سليمان بويع سنة ست وتسعين، وقال خليفة في موضع آخر: إنه مات في خلافة سليمان بن عبد الملك

(2)

وقد قدمنا ذكره.

***

(1)

-الاكمال لابن ماكولا:2/ 481 - 482.

(2)

-طبقات خليقه:474 (1605)،487 (1661). تاريخ خليفة:1/ 433.

ص: 2841

‌ذكر من اسمه حطان

‌حطان بن خفاف

أبو الجويريه الجرمي، غزا الروم مع معن بن يزيد السّلمي وأصاب جرة فيها دنانير، وأتاه بها فخمسها، وعرض عليه من نصيبه منها فقال حطان: لا حاجة لي فيه.

روى عن معن بن يزيد السلمي، وقد ذكرناه في المعروفين بالكنى لاشتهاره بأبي الجويرية وسيأتي ذكره إن شاء الله تعالى، وقد سقنا عنه حديثا رواه عن معن بن يزيد. (220 - و).

‌حطان بن كامل بن علي بن منقذ

الكناني الشيرزي أمير شجاع شاعر، ولد بشيزر، وخدم الملك الناصر صلاح الدين يوسف بن أيوب، وحظي عنده فسيره إلى اليمن، وولي زبيد، وحصل بينه وبين عثمان بن الزنجاري باليمن خلاف، وكان صارم الدين خطلبا بزبيد فتوفي فحصل حطان بن منقذ بها في نحو ثلاثمائة فارس فوصل عثمان محاصرا لها في تسعمائة فارس، وكان الملك الناصر قد تخيل من حطان، وكتب إلى عثمان بالتحيل على حطان والقبض عليه، فعرض الكتاب على الأمراء باليمن فامتنع قايماز وياقوت واليا الجبل، وامتنع صارم الدين خطلبا والي زبيد، وغلبه دقش أحد أمراء الجند، وكان سير مع خطلبا وخدعه لمرضه حتى أدخل حطان الى زبيد ومكنه منها ودخل اليها يوم ثامن صفر سنة تسع وسبعين-يعني-وخمسمائة ومات خطلبا في تاسعه، واتفق دقش ومن معه مع حطان على العصيان والتحصن بزبيد ونزل عثمان على زبيد فحصرها، وكتب عثمان بذلك إلى الملك الناصر، وكتب دقش إلى الملك الناصر يذكر أنه كان سير رسولا إلى عثمان يسأله في الصلح والرجوع الى بلده فامتنع من ذلك، وأن عثمان قد كان حصر زبيد قبل موت خطلبا، فما وجدوا حيله إلاّ أن صدروا له حطان لأمور أعظمها أن معه مالا ينفقه، وترك حطان على أنه مطيع يحضر الى الخدمة ويحاسب على المال، والرجل وأمراء العسكر محصورون، وانهم متماسكون إن وصلتهم نجدة

ص: 2842

عاجلة أو أمر يشغل عثمان، وأن دقش وقرا سليمان وحطان قالوا لهذا الرسول المسيّر:

(220 - ظ) أخرج الى عثمان في المصالحة على أمر السلطان مهما وصل به امتثل.

وقرأت في تاريخ القاضي الفاضل عبد الرحيم

(1)

بن علي الذي علق فيه الحوادث في كل يوم، قال فيه: وذكر الرسول أنه اجتمع بياقوت في تعز، وكان سار اليه رسولا من عثمان ان ينزل ويكون في خدمته فقال ما أفعل الا بكتاب من السلطان، وانه ارتهن عياله وخدعه سمين الله والطلاق، فركبت اليه وتسلم بلادي واقطع زبيد، وذكر الرسول أن خطلبا قال له: إني سقيت

(2)

وتم علي الردى واني تالف لا محالة وما اشار الى احد، وكان رسول عثمان قد ذكر مثل ذلك واسند الفعل الى حطان.

قال القاضي الفاضل: وسيرت كتب إلى الملك الناصر وإلى الملك العادل وغيرهما من حطان وأخيه محمد ودقش وقرا سليمان وياقوت المعظمي، وتنوخ بن عبد المجيد تتضمن القضية المتفق على شرحها أن عثمان بن الزنجاري ما زال يخادع ياقوت وقايماز ويلاطفهما حتى انخدع له قايماز، وتراسلا في المصاهرة وتقرر المهر عشرة آلاف دينار مصرية، وأحضر الشهود، وكتب الكتاب، ونزل قايماز من حصنه ليعقد عقدة النكاح، فلما صار في خيمة عثمان سلسله وضايقه على تسليم ما بيده من البلاد والقلاع فتسلمها بأسرها وحاصر الجند

(3)

، وحلف لأهلها على أمانهم منه ومن عسكره، فلما فتحوا الأبواب هجم بعسكره وأباحهم دماء أجنادها وأموال أهلها ونساءهم حتى حكى أنه افتض في البلد سفاحا نحو ثلاثمائة بكر فضلا عن الثيب وقتل (221 - و) في المسجد نفران من الفقهاء في المدافعة عن حريمهما، وأن مسجدها الأعظم مسجد معاذ بن جبل انتهكت حرمته وهدمت جدرانه عند الهجمة وانصرف عنها، وحاصر قلاع ياقوت، واستخلص بعضها، وسار الى زبيد في أوائل المحرم سنة تسع وسبعين، فحاصرها وقاتلها قتالا شديدا، ونصب عليها السلاليم، واتفق مرض صارم الدين خطلبا وضعف منّته وإفلاسه مما ينفقه في العسكر، واختلاف وجوه الناس عليه، وضعف قلوب أهل زبيد بقوة عثمان بالمال والرجال

(1)

-هو بحكم المفقود.

(2)

-أي سقي السم.

(3)

-حاضرة الاسلام الاولى في اليمن.

ص: 2843

وفتكه فيما استعصى عليه من البلاد وإتلافه أموالهم الظاهرة وموادهم من النخيل والكروم والأشجار، وتخريب الضياع وتعطيل المزارع، فجمع خطلبا أمراء المصريين الذين معه: قرا سليمان ودقش وغيرهما، وقال: ترون ما نزل بنا وما نحن عليه من عدم المال والرجال، ومتى ملك هذا الطاغية زبيد ملك اليمن كلها، وإني أرى أن نراسل حطان ونستحلفه على بذل جهده من المال والرجال والنفس في المدافعة عن هذا البلد ودفع هذا الرجل عنه، فرأى الجماعة ذلك الرأي، وراسلوا حطان بن منقذ وعرفوه الأمر، وكان قد أنجدهم قبل ذلك بأخيه محمد بن كامل في فرسان عدة، وكذلك أنجدهم ياقوت بعسكر، ولم يزل التردد بينهم وبين حطان حتى استوثق بعضهم من بعض بالأيمان، ودخل حطان زبيد في ثامن صفر، ومات خطلبا في عاشره، وأطلق حطان الأموال والخلع في العسكر، وتألف القلوب وتجرد (221 - ظ) لقتال عثمان وأصحابه ومنعهم من الخروج من خيامهم، ثم أشار الأمراء المصريون بمراسلة عثمان بن الزنجاري والتلطف له في الكلام، وأن يقال له: هذه البلاد في أيدينا أمانة للسلطان، وما نسلمها دون أن يقتل منا ومن جماعتك خلق كثير، فان رأيت أن تربح دماء الفريقين ونكاتب السلطان وننتظر أمره فالى من رسم بتسليم البلاد سلمت إليه بغير حرب، فنفر عثمان وقال: إنني أنا الملك العثماني المذكور في سير اليمن وملاحمها أنه يملك ما بين حضر موت ومدينة الرسول صلى الله عليه وسلم ولا أبرح على زبيد دون فتحها عنوة، وسلخ جلدي قرا سليمان ودقش، وصلب حطان، وإباحة نهبها وقتل مقاتلتها عشرة أيام، كما وعدت عسكري، وكما فعلت في الجند، فتجرد حينئذ من بزبيد لقتاله وفتحوا في سادس شهر ربيع الأول ثلاثة أبواب من أبواب زبيد والفترقوا ثلاث فرق وكبسوا عسكر عثمان بغتة فتقابض الفريقان باللحى، وتجالدوا بالسيوف، فانهزم عثمان وأسلم عسكره، فكثر فيهم القتل، وتبع الجند والراجل من انهزم منهم، وغنم عسكر زبيد منهم سبعمائة خيمة وألفي جمل، ونكسوا من فرسانهم ثلاثمائة فارس، ولم يسلم مع عثمان سوى ستة فرسان لا غير، وكتب حطان يبذل من نفسه الطاعة، ويسأل الصفح عما كان قذف به، وما تقوّل في حقه من قد ظهرت منافقته وكفرانه نعمة الاصطناع ويسأل إعلامه بما يعمل من المقام فتقرر له قاعدة أو الاستدعاء، فيتوثق بالأيمان

ص: 2844

ليصل ويكاتب الى من يتسلم البلاد، ويسأل (222 - و) يمين السلطان وخطه ويمين الملك العادل وتشريفا من لباس السلطان وتشريفا من الملك العادل، وتشريفين من الملكين العزيز عثمان والظاهر غازي وأمرا صريحا بما يعتمده من تسليم البلاد الى من يعين عليه، وكذلك حصن قوارير

(1)

، أو تقرير قاعدة له يخدم هناك بها، وبذل من نفسه موجب ما استقر بينه وبين خطلبا واستحلفه عليه، أن يحمل الى الخزانة الناصرية عشرة آلاف دينار، وان رسم استخدامه باليمن فهو يكفل بفتح كل ما كان في يد الملك المعظم

(2)

ويوفر الغلات التي في الأهراء بزبيد على العسكر المصري ليتسفّر بها الى مصر في عوده.

قال القاضي الفاضل: وتحقق السلطان أمر هذه الكسرة وطاعة حطان، وأما ما كان من عثمان فإنه وصل الى جهة من أعمال التعكر

(3)

، واستقر بها لأن الجند خراب، فلما علم من ياقوت عجزه عنه وضعفه رجع الى الجند وعمّرها وصار يغير منها الى بلاد الأمير المذكور، ونزل على حصن من حصونه يقال له الحريم

(4)

فاتصل الخبر بقحطان فجمع له وتجهز للطلوع، فلما علم بذلك رحل من الموضع، وأغار على جهة من جهات ياقوت يقال لها جبأ

(5)

. (222 - ظ)

‌حظي بن أحمد بن محمد بن القاسم السّلمي:

أبو هانئ الصوري، سمع بطرسوس أبا عبد الله محمد بن فريد بن ابراهيم الدرقي وبحمص أبا زكريا يحيى بن زكريا بن حيويه النيسابوري، وبصور أبا عبد الملك محمد بن أحمد بن عبد الواحد بن عبدوس، وبالرملة أبا الحسن أحمد بن داود بن أبي صالح الحراني المصري.

(1)

-من حصون زبيد باليمن-معجم البلدان.

(2)

-الملك المعظم توران شاه بن أيوب، أخو صلاح الدين أرسله للاستيلاء على اليمن وأفضل المصادر التي تحدثت عن الحكم الايوبي لليمن كتاب السمط الغالي الثمن في أخبار الملوك من الغز باليمن لمحمد بن حاتم اليامي-ط. بيروت 1974: 15 - 42.

(3)

-من أقدم حصون اليمن وأعلاها شأنا هو اليوم خراب. انظر صفة الجزيرة للهمداني-ط. بيروت 103:1974 - 104.

(4)

-انظر حوله صفة الجزيرة:196.

(5)

-جبأ: جبل باليمن قرب الجند. معجم البلدان.

ص: 2845

وحدث ببيت المقدس، روى عنه أبو العباس أحمد بن محمد بن الجراح الأسلمي.

أنبأنا أحمد بن أزهر بن السباك عن أبي بكر محمد بن عبد الباقي الأنصاري قال: أخبرنا أبو اسحاق ابراهيم بن سعيد بن عبد الله الحافظ المصري في كتابه إليّ من مصر قال: أخبرنا أبو العباس أحمد بن محمد بن الحاج بن يحيى الاشبيلي -قراءة عليه-قال: أخبرنا أبو هانئ حظي بن أحمد بن محمد بن القاسم السلامي السلمي الصوري-قراءة عليه ببيت المقدس-قال: حدثنا أبو الحسن أحمد بن داود بن أبي صالح الحراني المصري بالرملة قال: حدثنا أبو مصعب قال:

حدثنا مالك عن يحيى بن سعيد عن عروة بن الزبير عن عائشة قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: وجبت محبة الله على من غضب فحلم

(1)

.

أنبأنا سليمان بن الفضل قال: أخبرنا الحافظ أبو القاسم علي بن الحسن قال:

حظي بن أحمد بن محمد بن القاسم، أبو هانئ السلامي الصوري، سمع أبا عبد الملك محمد بن أحمد بن عبد الواحد بن عبدوس بصور، وأبا زكريا يحيى بن زكريا ابن حيّويه النيسابوري بحمص، وأبا عبد الله محمد بن يزيد بن ابراهيم الدرقي بطرسوس، وأبا الحسن أحمد بن داود بن أبي صالح (223 - و) الحراني المصري بالرملة، روى عنه أبو العباس الاشبيلي واجتاز بدمشق أبو بساحلها عند مضيه الى حمص وطرسوس

(2)

.

***

(1)

-انظر كنز العمال:3/ 5826.

(2)

-تاريخ دمشق لابن عساكر:5/ 85 - و.

ص: 2846

‌ذكر من اسمه حفص

‌حفص بن أحمد الكمدي:

أبو الحسين الحراني، روى عن علي بن سليمان الهاشمي وأبي القاسم الأنطاكي.

روى عنه في شعر ديك الجن، وروى عنه الخالديان وأبو الحسن الشمشاطي في كتابي الديرة، عن أبي بكر الصنوبري.

‌حفص بن عمر بن رواحة:

الحلبي الأنصاري، روى عن السائب بن حبيش الكلاعي، وخالد بن معدان روى عنه ابنه أبو سعيد بن حفص الحلبي، وقيل أبو سعد، وعبد الرحمن المحاربي.

أنبأنا تاج الأمناء أبو الفضل أحمد بن محمد بن الحسن الدمشقي قال: أخبرنا عمي أبو القاسم علي بن الحسن الحافظ قال: أخبرنا أبو القاسم الخضر بن الحسين ابن عبدان قال: أخبرنا أبو عبد الله محمد بن علي بن أحمد بن المبارك الفراء.

قال: أخبرنا عبد الله بن الحسين بن عبد الله الصفار قال: أخبرنا عبد الوهاب قال: أخبرنا أبو الجهم قال: حدثنا هشام بن عمارة قال: حدثنا أبو سعيد بن حفص ابن رواحة الأنصاري عن أبيه أنه حدثه عن السائب بن جبيش عن معدان بن أبي طلحة قال: لقيت أبا الدرداء فسألني عن منزلي فأخبرته، فقال أبو الدرداء: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ما من ثلاثة في قرية ولا في بدو لا يقيمون الصلاة إلا استحوذ عليهم الشيطان، فعليكم بالجماعة فانما يأكل الذئب القاصية

(1)

.

(223 - ظ).

(1)

-لم أقف على ترجمته في تاريخ ابن عساكر، ولم أجد الحديث بلفظه، انظر كنز العمال:16/ 44188.

ص: 2847

أنبأنا أحمد بن عبد الله الاسدي عن الحافظ أبي القاسم قال في نسخه ما شافهني به أبو عبد الله الحسين بن عبد الملك الخلال قال: أخبرنا أبو القاسم بن مندة قال: أخبرنا أحمد بن عبد الله اجازه، ح.

قال: وأخبرنا أبو طاهر بن سلمة قال: أخبرنا علي بن محمد قالا: أخبرنا أبو محمد محمد بن أبي حاتم قال: حفص بن عمر الأنصاري روى عن خالد بن معدان، روى عنه ابنه أبو سعد عمر بن حفص المعروف بابن رواحة، سمعت أبي يقول ذلك.

روى عن من حدثه عن مكحول روى عنه عبد الرحمن المحاربي.

كذا وقع حفص بن رواحة، وأظنه حفص بن عمر قاضي حلب الآتي ذكره، فإن الحاكم أبا احمد محمد بن محمد بن اسحاق الحافظ ذكر في الكنى ابنه أبا سعيد بن حفص الحلبي، وذكر أنه من رهط عبد الله بن رواحة الأنصاري، فنسبه هشام بن عمار الى جده الأعلى رواحة الأنصاري.

وقد ذكرنا ذلك في ترجمة عمر بن حفص.

‌حفص بن عمر بن ثابت بن زرارة

وقيل ابن ثابت بن الحارث، وقيل ثابت بن محمد الأنصاري الحلبي القاضي قاضي حلب، أصله من الكوفة، وسكن حلب وولي قضاءها، حدث عن عبد الملك ابن عمير وقيس بن مسلم. وأبي الحارث صالح بن حسان الأنصاري، وحماد بن أبي سليمان، والفضل بن عيسى الرقاشي، والحجاج بن فرافصه، وموسى بن حبيب وأبي الربيع الدمشقي، والعلاء بن اللجلاج وأبان ومحمد بن اسحاق وأبي اسحاق الهمداني، وأبيه عمر بن ثابت الكوفي، ويحيى بن عباد بن عبد الله بن الزبير، والمختار بن فلفل وابن أبي غنية.

(1)

روى عنه محمد بن عبد الرحمن بن طلحة القرشي، ومحمد بن بكار بن الريان، ويحيى بن صالح الوحاظي، وعامر بن سيار الحلبي النحلي، ويحيى بن عبد الملك، وابنه أبو سعيد عمر بن حفص بن عمر، ومحمد بن المتوكل العسقلاني، وعبد الرحمن المحاربي وعبيد بن جناد الحلبي وداود بن رشيد

(2)

.

(1)

-الجرح والتعديل:3/ 178 - 179.

(2)

-كتب ابن العديم قبالة الرواية التالية في الهامش: تؤخر، فأخرتها.

ص: 2848

أخبرنا

(1)

القاضي أبو القاسم عبد الصمد بن محمد الحرستاني قال: أخبرنا أبو محمد طاهر بن سهل قال: أخبرنا ابو بكر احمد بن علي بن ثابت قال: أخبرني السكري قال: أخبرنا محمد بن عبد الله الشافعي قال: حدثنا جعفر بن محمد بن الأزهر قال: حدثنا المفضل بن غسان الغلابي قال: حدثنا يحيى بن صالح الوحاظي عن حفص بن عمر قال: حدثنا صالح بن حسان عن محمد بن كعب عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا تأخذوا الحديث إلا عمن تجيزون شهادته.

قال الخطيب: رواه أبو حفص الأبار عن صالح فاختلف عليه في رفعه ووقفه على ابن عباس، ورواه أبو داوود الحفري عن صالح عن محمد بن كعب عن النبي صلى الله عليه وسلم ولم يذكر فيه ابن عباس ولا نعلم رواه عن محمد بن كعب غير صالح

(2)

.

ذكر الحافظ أبو الفضل محمد بن طاهر المقدسي هذا الحديث في الأحاديث التي رواها الكذبة والمجروحون والضعفاء والمتروكون، وقال فيه: حفص بن عمر قاضي حلب كان يوصف بوضع الحديث

(3)

.

أنبأنا بذلك يوسف بن خليل قال: أنبأنا أبو جعفر محمد بن اسماعيل الطرسوسي عن محمد بن طاهر أنبأنا عبد البر بن الحسن العطار الهمذاني قال: أخبرنا أبو المحاسن البرمكي قال: أخبرنا أبو القاسم الاسماعيلي قال: أخبرنا أبو القاسم السهمي قال أخبرنا (224 - ظ) عبد الله بن عدي الحافظ قال: حفص بن عمر يقال له قاضي حلب وروي أحاديث عنه منها هذا الحديث، وقال: وهذا الحديث رفعه عن صالح حفص ووقفه أبو حفص الابار عن صالح بن حسان وأبو حفص أوثق من حفص بن عمر، قال: ولحفص بن عمر أحاديث غير ما ذكرته ولم أجد له أنكر مما ذكرته

(4)

.

أخبرنا أبو الحجاج يوسف بن خليل قال: أخبرنا أبو عبد الله محمود بن أحمد ابن عبد الرحمن قال: أخبرنا أبو الفرج سعيد بن أبي الرجاء الصيرفي قال: أخبرنا أبو طاهر أحمد بن محمود بن أحمد قال: أخبرنا أبو بكر محمد بن ابراهيم قال: حدثنا

(1)

-كتب ابن العديم قبالة هذه الرواية في الهامش: تقدم، فقدمتها.

(2)

- تاريخ بغداد:6/ 301.

(3)

-اذكر كتاب تذكرة الموضوعات للمقدسي:103.

(4)

-الكامل لابن عدي:2/ 798.

ص: 2849

صدقة بن منصور قال: حدثنا محمد بن بكار قال: حدثنا حفص بن عمر قاضي حلب عن عبد الملك (224 - و) بن عمير قال: ذهبت انظر الى علي رضي الله عنه فسمعته يقول: إن من كان قبلكم يبعرون بعرا وانتم تثلطون ثلطا فاتبعوا الحجارة الماء

(1)

.

أخبرنا أبو محمد عبد الوهاب بن ظافر بن علي-قراءة عليه-قال: أخبرنا أبو طاهر احمد بن محمد السّلفي قال: أخبرنا أبو صادق مرشد بن يحيى قال: أنبأنا أبو الحسن علي بن منير بن أحمد الخلال قال: أخبرنا أبو محمد الحسن بن رشيق قال: حدثنا أبو عبد الرحمن بن أحمد بن شعيب بن علي النسوي قال: حفص بن عمر كوفي ضعيف.

أخبرنا أبو الحسن علي بن المفضل المقدسي في كتابه قال: أخبرنا أبو طاهر السلفي-إجازة ان لم يكن سماعا-قال: أخبرنا أبو غالب الكرخي قال: أخبرنا أبو بكر أحمد بن محمد البرقاني قال: سألته-يعني أبا الحسن الدارقطني-عن حفص بن عمر الحلبي، فقال: أصله كوفي ثم ولي قضاء حلب، صالح يعتبر به.

أنبأنا أبو القاسم بن أبي محمد الاسدي وغيره عن أبي القاسم علي بن الحسن قال: في نسخة ما شافهني به أبو عبد الله الحسين بن عبد الملك الخلال قال: أخبرنا أبو القاسم بن مندة قال: أخبرنا أحمد بن عبد الله اجازة، ح.

قال: وأخبرنا أبو طاهر بن سلمة قال: أخبرنا علي بن محمد قالا: اخبرنا أبو محمد بن أبي حاتم قال: حفص بن عمر بن ثابت بن زرارة الأنصاري روى عن الجلاء بن اللجلاج، روى عنه محمد بن المتوكل العسقلاني، سمعت علي بن الحسين ابن الجنيد يقول: هو منكر الحديث.

وقال ابن أبي حاتم ايضا: حفص بن عمر الحلبي قاضي حلب روى عنه المختار ابن فلفل ويحيى بن عباد بن عبد الله بن الزبير وابن أبي عيينة.

روى عنه محمد بن بكار وعبيد بن جناد، وداود بن رشيد، ومحمد بن المتوكل، سمعت أبي يقول ذلك، روى عنه عبد الرحمن بن محمد المحاربي، وروى

(1)

-أي كانوا يتغوطون يابسا كالبعر لانهم كانوا قليلي الاكل والمأكل، وأنتم تثلطون رقيقا وهو اشارة الى كثرة المآكل وتنوعها. النهاية لابن الاثير.

ص: 2850

هو عن صالح بن حسان، سألت أبي عنه فقال: هو ضعيف الحديث، هو دون حفص ابن سليمان في الضعف، سئل أبو زرعة عنه، فقال: منكر الحديث

(1)

.

قلت هكذا فرق بينهما ابن أبي حاتم وهما واحد، بل الثلاثة المذكورون واحد.

وقد ذكر الكلاباذي في رجال مسلم أباه، فقال عمر بن ثابت بن الحارث الأنصاري، من بني بلحارث بن الخزرج.

‌حفص بن عمر بن عبد العزيز بن مروان بن الحكم

الأموي، كان مع أبيه بخناصرة، وشهد وفاته بدير سمعان.

وسنذكر في ترجمة عمر ما يدل على ذلك إن شاء الله تعالى.

أنبأنا أبو نصر محمد بن هبة الله قال: أخبرنا الحافظ أبو القاسم علي بن الحسن قال: حفص بن عمر بن عبد العزيز بن مروان بن الحكم الأموي، له ذكر

(2)

.

‌حفص بن الوليد بن سيف بن عبد الله

ابن الحارث بن جبل بن جبل (225 - و) بن كليب بن عوف بن عوف بن معاهر بن عمرو بن زيد بن مالك بن زيد بن الحارث بن عمرو بن حجر بن قيس ابن كعب بن سهل بن زيد بن حضر موت الحضرمي أبو بكر المعاهري، حدث عن الزهري، وأظنه سمع منه برصافة هشام فانه وفد على هشام بن عبد الملك.

وروى عن هلال بن عبد الرحمن أيضا، روى عنه عمر بن الحارث والليث بن سعد وعبد الله بن لهيعة ويزيد بن حبيب.

وولاه هشام الصائفه، فغزا الروم، ثم ولاه غزو البحر على أهل مصر، وولاه مصر فبقي واليها الى أيام مروان بن محمد.

أنبأنا أبو نصر محمد بن هبة الله قال: أخبرنا الحافظ أبو القاسم علي بن الحسن قال: كتب إلي أبو محمد عبد الرحمن بن حمد بن الحسن بن عبد الرحمن الدوني، وحدثني أبو الحسن سعد الخير بن محمد بن سهل الأنصاري عنه قال: أخبرنا

(1)

-الجرح والتعديل:3/ 179 - 180.

(2)

-تاريخ دمشق لابن عساكر:5/ 91 - ظ.

ص: 2851

القاضي أبو نصر أحمد بن الحسين بن محمد الكسار قال: أخبرنا أبو بكر أحمد بن محمد بن اسحاق الدينوري الحافظ قال: حدثنا أبو عبد الرحمن أحمد بن شعيب النسائي قال: أخبرنا عبد الملك بن شعيب بن الليث بن سعد قال: حدثني أبي عن جدي عن ابن أبي حبيب-يعني يزيد-عن حفص بن الوليد عن محمد بن مسلم عن عبيد الله بن عبد الله حدثه أن ابن عباس قال: أبصر رسول الله صلى الله عليه وسلم شاة ميتة لمولاة لميمونة، وكانت من الصدقة فقال: لو نزعوا جلدها فانتفعوا به، قال: إنها ميتة، قال: إنما حرم أكلها.

قال أبو سعيد (225 - ظ) بن يونس: لم يسند حفص غير هذا الحديث، وقال ابن أبي حاتم عن أبيه: حديثه عن ابن شهاب مرسل

(1)

.

أنبأنا الحسين بن عمر بن باز قال: أخبرنا عبد الحق بن عبد الخالق بن يوسف قال: أخبرنا أبو الغنائم بن النرسي قال: أخبرنا أبو أحمد الغندجاني قال: أخبرنا أحمد بن عبدان قال: أخبرنا محمد بن سهل قال: أخبرنا أبو عبد الله محمد بن اسماعيل البخاري قال: حفص بن الوليد الحضرمي أمير مصر عن ابن شهاب، روى عنه الليث ويزيد بن أبي حبيب

(2)

.

أنبأنا عمر بن طبرزد قال: أخبرنا أبو القاسم اسماعيل بن أحمد بن السمرقندي قال: أخبرنا عبد الله بن جعفر بن درستويه قال: حدثنا يعقوب بن سفيان قال: قال ابن بكير: قال الليث بن سعد: وفي سنة أربع وعشرين ومائة قتل كلثوم أمير إفريقية ومن صبر معه قتلهم ميسرة

(3)

وأصحابه، وأمّر حنظلة بن صفوان على أهل إفريقية، وخرج من مصر في شهر ربيع الآخر، وأمّر حفص بن الوليد على أهل مصر، وفيها نزع القاسم بن عبيد الله من مصر وجمع لحفص عربها وعجمها.

وفيها-يعني-سنة تسع عشرة غزا حفص بن الوليد البحر على أهل مصر يحملون الخشب وعلى الجماعة ابن أبي مريم-يعني-عبد الله.

(1)

-الجرح والتعديل:3/ 188. تاريخ دمشق لابن عساكر:5/ 96 - ظ.

(2)

-التاريخ الكبير للبخاري:2/ 369.

(3)

-ميسرة المدغري، انظر حول ثورته كتابي تاريخ العرب والاسلام:443.

ص: 2852

وفي سنة إحدى وعشرين ومائة غزا حفص بن الوليد البحر، وكان بالشام حتى قفل منه، والأسود بن بلال على الجماعة.

وفي سنة اثنتين وعشرين ومائة (226 - و) غزا حفص بن الوليد البحر على أهل مصر وعلى الجماعة أسود بن بلال فصلوا من الاسكندرية فأصابوا إقريطية

(1)

فلقوا الجمع فهزمهم الله ووطئوا إقريطية، وأصابوا رقيقا.

وفي سنة ثلاث وعشرين ومائة غزا حفص بن الوليد على أهل البحر فلم يكن لهم خروج عامئذ غير أنه اتبع العديد الذين كانوا نزلوا البرلس

(2)

حتى بلغوا سرطابس

(3)

فلم يدركهم حفص في قبرس، فرجع.

قال ابن بكير: قال الليث: وفي سنة ثمان وعشرين ومائة أمر حوثرة بن سهيل على مصر في المحرم، ونزع حفص بن الوليد وجعل معه عيسى بن أبي عطاء على أهل الأرض، وقدم معه أهل الشام، فأخذ حفص بن الوليد، وقتل ناسا من أهل مصر.

قال: وفيها سنة سبع وعشرين ومائة أمر أمير المؤمنين مروان حسان-يعني- ابن عتاهية على أهل مصر ونزع حفص في ثمان ليال بقين من جمادى الآخرة ثم نزا بحسان أهل مصر فنزعوه وأمروا عليهم حفص بن الوليد مستهل رجب، ثم أمر حنظلة على مصر فمنعه حفص وأصحابه ذلك.

أنبأنا أبو نصر القاضي قال: أخبرنا الحافظ أبو القاسم علي بن الحسن قال:

كتب إليّ أبو محمد حمزة بن العباس، وأبو الفضل أحمد بن محمد بن الحسن ابن محمد بن سليم، وحدثني أبو بكر اللفتواني قال: أخبرنا أبو الفضل بن سليم قالا: أخبرنا أبو بكر الباطرقاني قال: أخبرنا أبو عبد الله بن مندة قال: حدثنا أبو سعيد بن يونس (226 - ظ) قال حدثني أبي عن جدي أنه حدثه قال: حدثنا ابن وهب قال حدثني الليث أن حفص بن الوليد أول ولايته بمصر أمر بقسم مواريث

(1)

-أقدر أنه يريد أقريطش أي جزيرة كريت.

(2)

-بليدة على شاطئ نيل مصر قرب البحر من جهة الاسكندرية. معجم البلدان.

(3)

-لم أتمكن من التعرف الى هذا الموقع، ويبدو أنه اما بقبرص أو على مقربة منها

ص: 2853

أهل الذمة على قسم مواريث المسلمين، وكانوا قبل حفص يقسمون مواريثهم بقسم أهل دينهم.

قال: وقال لنا أبو سعيد بن يونس: حفص بن الوليد بن سيف بن عبد الله ابن الحارث بن جبل بن كليب بن عوف بن عوف بن معاهر بن عمرو بن زيد بن مالك بن زيد بن الحارث بن عمرو بن حجر بن قيس بن كعب بن سهل بن زيد بن حضرموت الحضرمي، ثم من بني عوف بن معاهر، كان من أشرف حضرمي بمصر في أيامه ولم يكن خليفة من بعد الوليد إلا وقد استعمله، وكان هشام بن عبد الملك قد شرفه ونوّه بذكره وولاه مصر بعد الحرّ بن يوسف بن يحيى بن الحكم نحوا من شهر ثم عزله، ثم وفد على هشام فألفاه في التجهيز الى الترك فولاه الصائفة فغزا ثم رجع فولي بحر مصر سنة تسع عشرة ومائة، وسنة عشرين ومائة، وسنة احدى وعشرين ومائة، وسنة اثنتين وعشرين ومائة، فلما قتل كلثوم بن عياض القشيري عامل هشام على إفريقية، وكان قتله في ذي الحجة سنة ثلاث وعشرين ومائة كتب هشام الى حنظلة بن صفوان الكلبي وكان عامله على جند مصر بولاية إفريقية، فشخص اليها، وكتب الى حفص بن الوليد بولاية جند مصر وأرضها، فولي حفص عليها بقية خلافة هشام وخلافة الوليد بن يزيد (227 - و) ويزيد بن الوليد وابراهيم بن الوليد ومروان بن محمد الى سنة ثمان وعشرين ومائة.

حدث عنه يزيد بن أبي حبيب وعمرو بن الحارث والليث بن سعد وعبد الله ابن لهيعة وغيرهم، وكان ممن خلع مروان بن محمد مع رجاء بن الأشيم الحميري وثابت بن نعيم بن يزيد بن روح بن سلامة الجذامي، وزامل بن عمرو الجذامي في عدد من أهل مصر والشام، قتله حوثرة بن سهيل بمصر في شوال سنة ثمان وعشرين ومائة، وخبر مقتله يطول

(1)

.

وقال المسور الخولاني يحذر ابن له من مروان، ويذكر قتل مروان حفص بن الوليد ورجاء بن الأشيم ومن قتل معهما من أشراف أهل مصر وحمص:

(1)

-لمزيد من التفاصيل انظر كتاب الولاة للكندي:82،74 - 92.

ص: 2854

وإنّ أمير المؤمنين مسلّط

على قتل أشراف البلادين فاعلم

فإياك لا تجني من الشرّ غلطة

فتودي كحفص أو رجاء بن أشيم

ولا خير في الدنيا ولا العيش بعدهم

وكيف وقد أضحوا بسفح المقطم

قرأت في كتاب الجرح والتعديل تأليف أبي محمد عبد الرحمن بن أبي حاتم وأخبرنا به أبو محمد عبد الرحمن بن عبد الله-اجازة-قال أنبأنا مسعود بن الحسن الثقفي عن أبي عمرو بن منده قال: أخبرنا أحمد بن عبد الله قال: أخبرنا عبد الرحمن قال: حفص بن الوليد الحضرمي أمير مصر روى عن ابن شهاب مرسل، روى عنه يزيد بن أبي حبيب والليث بن سعد، سمعت أبي يقول ذلك

(1)

.

أخبرنا أبو المحاسن سليمان بن الفضل بن سليمان في كتابه قال: أخبرنا الحافظ أبو القاسم علي بن الحسن قال: حفص بن الوليد بن سيف بن عبد الله بن الحارث (227 - ظ) ابن جبل بن كليب بن عوف بن عوف بن معاهر بن عمرو بن زيد بن مالك بن زيد بن الحارث بن عمرو بن حجر بن قيس بن كعب بن سهل بن زيد بن حضرموت أبو بكر الحضرمي المصري أمير مصر من قبل هشام بن عبد الملك، وليها جمعتين ثم وليها مرة أخرى باستخلاف حنظلة بن صفوان له عليها فأقره الوليد بن يزيد ثم وليها مرة ثالثة في خلافة مروان بن محمد أكرهه الجند على ولايتها، وأخرجوا حسان بن عتاهية عامل مروان عليها.

روى عن الزهري وهلال بن عبد الرحمن القرشي، روى عنه يزيد بن أبي حبيب، والليث بن سعد وعمرو بن الحارث، وعبد الله بن لهيعة، ووفد على هشام بن عبد الملك، والوليد بن يزيد وولاه هشام الصائفة، وقتل الوليد وحفص بدمشق فأمره يزيد بن الوليد على مصر.

(2)

.

أنبأنا ابن طبرزد قال: أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي قال: أخبرنا أبو بكر ابن الطبري قال: أخبرنا أبو الحسين بن الفضل قال: أخبرنا عبد الله بن جعفر قال:

(1)

-الجرح والتعديل:3/ 188.

(2)

- تاريخ دمشق لابن عساكر:5/ 96 - و.

ص: 2855

حدثنا يعقوب قال: الليث: قال ابن بكير: وفيها يعني سنة ثمان وعشرين- يعني-ومائة قتل حفص بن الوليد.

وذكر أبو محمد بن يوسف الكندي أن الحوثرة بن سهيل قتل حفص بن الوليد يوم الثلاثاء لليلتين خلتا من شوال

(1)

.

‌حفص الحلبي

مولى السكوني، حدث عن علي بن زيد بن (228 - و) جدعان، روى عنه أبو بدر شجاع بن الوليد.

أنبأنا أبو حفص عمر بن محمد بن طبرزد عن أبي الفضل محمد بن ناصر قال:

أخبرنا أبو الحسن بن أحمد السمرقندي-اجازة-قال: أخبرنا القاضي أبو بكر محمد بن أحمد الوازعي قال: أخبرنا أبو حامد أحمد بن الوليد بن أحمد الزوزني قال: أخبرنا عبد الرحمن بن أبي حاتم قال حدثنا أحمد بن يحيى السوسي قال:

حدثنا أبو بدر شجاع بن الوليد قال: حدثنا حفص الحلبي مولى السكوني عن علي بن زيد بن جدعان عن أبيه عن عائشة: أعطيت تسعا لم تعطه شيئا من النساء بعد مريم بنت عمران: نزل جبريل بصورتي في كفه، وأمر رسول الله صلى الله عليه بتزويجي، الحديث

(2)

. (228 - ظ).

(1)

- الولاة للكندي:88 - 92.

(2)

-لم اجده لا في الجرح والتعديل ولا في علل الحديث.

ص: 2856

‌حفص العابد المصيصي:

بسم الله الرحمن الرحيم

وبه توفيقي

كان من العلماء العباد المذكورين بالشام المشهورين بالعبادة والاجتهاد وكان يطوي الأيام الكثيرة.

‌حفص الاموي:

شاعر مجيد مشهور من شعراء بني أمية، قدم الرصافة على هشام بن عبد الملك ومدحه واستخصه هشام، وكان يهجو بني هاشم وبقي حتى أدرك دولتهم ولحق بعبد الله بن علي فاستأمن اليه فآمنه بعد أن هجا بني أمية.

كتب الينا أبو روح عبد المعز بن محمد بن أبي الفضل الهروي منها قال: أنبأنا أبو القاسم زاهر بن طاهر الشحامي قال: أخبرنا أبو القاسم علي بن أحمد البندار- اذنا-قال: أنبأنا أبو أحمد عبد الله بن محمد بن أحمد بن أبي مسلم المقرئ قال:

أخبرنا أبو بكر محمد بن يحيى الصولي-اجازة-قال: حدثنا أبو العباس محمد بن يزيد المبرد قال: حدثنا ابراهيم بن سفيان الزيادي قال: كان حفص الأموي هجّاء لبني هاشم فطلبه عبد الله بن علي فلم يقدر عليه، ثم جاء فقال: عائذ بالأمير منه، قال: ومن أنت؟ قال: حفص الأموي، فقال: ألست الهجاء لبني هاشم قال: أنا الذي أقول أعز الله الأمير (230 - و):

وكانت أمية في ملكها

تجور وتكثر عدوانها

فلما رأى الله أن قد طغت

ولم يطق الناس طغيانها

رمّاها بسفاح آل الرسول

فجذ بكفيه أعيانها

ولو آمنت قبل وقع العذاب

لقد قبل الله إيمانها

فقال: اجلس، فجلس فتغدى بين يديه، ثم دعا خادما له فسارّه بشيء، ففزع

ص: 2857

حفص وقال: أيها الأمير قد تحرمت بك وبطعامك، وفي أقل من هذا كانت العرب تهب الدماء، فقال: ليس ما ظننت فجاء الخادم بخمسمائة دينار فقال: خذها ولا تقطعنا وأصلح ما شعثت منا

(1)

.

وحكى عيسى بن لهيعة بن عيسى بن لهيعة بن عقبة الحضرمي المصري عن خالد ابن كلثوم عن عوانه بن الحكم ومحمد بن السائب الكليبيين قالا: قال هشام يوما لجلسائه وقوّامه على خيله: كم أكثر ما ضمت عليه حلبة من الخيل في اسلام أو جاهلية؟ فقيل له ألف فرس، وقيل ألفان، فأمر أن يؤذن الناس بحلبة أربعة ألاف فرس، فقيل له: يا أمير المؤمنين يحطم بعضها بعضا فلا تتسع لها طريق فقال نطلقها ونتوكل على الله والله الصانع فجعل الغاية خمسين ومائة غلوة، والقصب مائة والمقوس ستة أسهم

(2)

، وقاد اليه الناس من كل أوب، ثم برز هشام الى دهناء الرصافة قبيل الحلبة بأيام، فأصلح طريقا واسعا لا يضيق بها فلما أرسلت يوم الحلبة (230 - ظ) بين يديه وكان ينظر اليها تدور حتى ترجع فجعل الناس يترأونها حتى أقبل الذائد كأنه ريح لا يتعلق به شيء حتى دخل سابقا وأخذ القصبة، ثم جاءت الخيل بعد لأي أفذاذا وأفواجا، ووثب الرجاز يرتجزون منهم المادح للذائد ومنهم المادح لفرسه ومنهم المادح لخيل قومه فوثب مولاهم حفص الأموي فقام مرتجزا يقول:

إن الجواد السابق الإمام

خليفة الله الرضا الهمام

أنجبه السوابق الكرام

من منجبات ما بهن ذام

كرائم يجلى بها الظلام

أم هشام جدّها القمقام

وعائش تسمو بها الأقوام

خلائف من نجلها أعلام

إن هشاما جده هشام

مقابل مدابر هضّام

جرى به الأخوال والأعمام

نجل لنجل كلهم قدّام

سنّو اله السبق وما استناموا

حتى استقامت حيث ما استقاموا

(1)

-الفاضل للمبرد-ط. القاهرة 1955 ص 57 - 58.

(2)

-أي جعل الغاية للسباق المستقيم طولها مائة قصبة، وللدائري ما يعادل رمية السهم لسبت مرات أي قرابة الثلاثمائة متر.

ص: 2858

وأحرز المجد الذي أقاموا

أطلق وهو يفع غلام

في حلبة تم لها التمام

من آل فهر وهم السّنام

فبذّهم سبقا وما ألاموا

كذلك الذائد يوم قاموا

أتى ببدء الخيل ما يرام

مجليا كأنه حسام

سباق غايات لها ضرام

لا يقبل العفو ولا يضام (231 - و)

ويل الجياد منه ماذا راموا

سهم تعزّ دونه السهام

فأعطاهم هشام يومئذ ثلاثة آلاف درهم وخلع عليه حلل من جيد وشي اليمن وحمله على فرس له من خيله السوابق وانصرف معه ينشده هذا الرجز حتى قعد في مجلسه وأخذه بملازمته فكان أثيرا عنده، وأعطى أصحاب الخيل المقصبة يومئذ عطايا كثيرة، فقال الكلبي: لا نعلم لتلك الحلبة نظيرا في الحلائب.

***

ص: 2859

‌ذكر من اسمه الحكم

‌الحكم بن أزيهر الحميري:

شهد صفين مع علي رضي الله عنه، ذكره المدائني في وقعة صفين.

‌الحكم بن جرو:

أو حزن القيني، قدم الرصافة على هشام بن عبد الملك في الوفد الذي أو فده اليه يوسف بن عمر من العراق.

أنبأنا أبو نصر محمد بن هبة الله قال: أخبرنا الحافظ أبو القاسم الدمشقي قال:

الحكم بن جرو أو حزن القيني، قدم على هشام بن عبد الملك في وفد أوفده إليه يوسف بن عمر من العراق، وهو من أهل الاردن، له ذكر.

‌الحكم بن خلف الجزري:

أبو مروان المنجي، حدث عن الهيثم بن جميل الأنطاكي، وأبي عبد الرحمن عبد الله بن جعفر الرقي، روى عنه أبو بكر عبد الله بن محمد بن مسلم الأسفرائيني (231 - ظ).

أخبرنا أبو الحسن بن أبي عبد الله بن المقير في كتابه عن الحافظ أبي العلاء الهمذاني قال: أخبرنا أبو جعفر الهمذاني قال: أخبرنا أبو علي الصفار قال: أخبرنا ابن منجويه قال: أخبرنا الحاكم أبو أحمد محمد بن محمد بن اسحاق الحافظ قال:

أبو مروان الحكم بن خلف الجزري المنجي سمع أبا عبد الرحمن عبد الله بن جعفر الرقي والهيثم بن جميل الأنطاكي، كناه لنا أبو بكر عبد الله بن محمد بن مسلم الأسفراييني.

‌الحكم بن عبد الله بن مروان:

ابن محمد بن مروان بن الحكم بن أبي العاص الاموي، كان مع جده مروان

ص: 2860

حين عبر بمنبج هاربا من بني العباس بعد الكسرة بالزاب

(1)

ووصل معه الى مصر وأسربها وحمل أسيرا الى أبي العباس السفاح فحبسه، فلما انتهت الخلافة الى هارون الرشيد أطلقه، ثم حبس مع أبيه عبد الله بن مروان.

أنبأنا أبو نصر بن الشيرازي قال: أخبرنا أبو القاسم علي بن الحسن الحافظ قال: الحكم بن عبد الله بن مروان بن محمد بن الحكم بن أبي العاص كان مع أبيه وجده حين قدما دمشق هاربين من بني العباس، وأسر بمصر وحمل الى السفاح فحبسه ثم أطلقه هارون الرشيد ثم حبس بعد ذلك بعد أن قدم أبوه عبد الله من أرض الحبشة مع أبيه

(2)

.

‌الحكم بن عبد الرحمن بن أبي العصماء

الخثعمي الفرعي، أدرك عصر النبي صلى الله عليه وسلم، روى عنه أبو هزان يزيد بن سمرة الرهاوي وشهد (232 - و) فتوح الشام، فقد حضر فتح قنسرين وحلب.

أخبرنا أبو المحاسن سليمان بن الفضل بن سليمان في كتابه قال: أخبرنا الحافظ أبو القاسم علي بن الحسن قال: أخبرنا أبو الحسن بن أبي الحديد قال:

أخبرنا جدي أبو عبد الله قال: أخبرنا محمد بن عوف المزني قال أخبرنا أبو العباس محمد بن موسى بن الحسين بن السمسار قال: أخبرنا أبو بكر محمد بن حزيم قال: حدثنا هشام بن عمارة قال: حدثنا يزيد بن سمره قال: حدثنا الحكم ابن عبد الرحمن بن أبي العصماء الفرعي من خثعم، وكان ممن شهد قيسارية، قال:

حاصرها معاوية سبع سنين إلا أشهر، ومقاتلة الروم الذين يرزقون فيها مائة ألف، وسامرتها ثمانون ألفا ويهودها مائتا ألف فدلهمّ لنطاق على عورة، وكان من الرهون، فأدخلهم من قناة يمشي فيها الجمل بالمحمل، وكان ذلك يوم الاحد، فلم يعلموا وهم في الكنيسة إلا وبالتكبير على باب الكنيسة، فكانت بوارهم.

(1)

-المعركة الفاصلة التي أدت الى دمار الدولة الاموية سنة 132 هـ. انظر تاريخ خليفه:2/ 611.

(2)

-كان قد توغل مع بعض بني أمية الى قلب السودان، انظر تاريخ دمشق لابن عساكر 5/ 106 - ظ. تاريخ دولة الكنوز الاسلامية-لعطية القوصي-ط. القاهرة 28:1976.

ص: 2861

قال أبو بكر: قال لنا هشام بن عمار: قال يزيد بن سمرة: وبعثوا بفتحها الى عمر تميم بن ورقاء عريف خثعم فقام عمر على المنارة فنادى: ألا إن قيسارية فتحت قسرا.

قال الحافظ أبو القاسم: الحكم بن عبد الرحمن بن أبي العصماء الخثعمي ثم الفرعي، شهد فتوح الشام وحضر حصار، قيسارية، وهو ممن أدرك عصر النبي صلى الله عليه وسلم. روى عنه أبو هزان يزيد بن سمرة الرهاوي المذحجي

(1)

.

(232 - ظ).

‌الحكم بن عمر

وقيل عمرو، أبو سليمان، وقيل أبو عيسى الرعيني الحمصي.

سمع عبد الله بن بسر صاحب النبي صلى الله عليه وسلم، وقتادة بن دعامة، واسماعيل بن معديكرب، وعمر بن عبد العزيز بن مروان، ومسلمة بن عبد الملك ابن مروان الأمويين، وخالد عبد الله القسري.

روى عنه خالد بن مرداس السراج وبسرة بن صفوان اللخمي ومنصور بن أبي مزاحم وشبابة بن سوار وخلف بن عمرو الأموي ويحيى بن صالح الوحاظي ويحيى بن سعيد العطار وكان في صحابة عمر بن عبد العزيز بدابق وبخناصرة وبالناعورة من أرض حلب، وكان من المعمرين.

أخبرنا أبو اليمن زيد بن الحسن الكندي-فيما أذن لنا في روايته عنه-قال:

أخبرنا أبو الفتح عبد الله بن محمد بن محمد بن محمد بن عبد الله البيضاوي قال:

أخبرنا أبو الحسين أحمد بن محمد بن النقور قال: أخبرنا أبو القاسم عبد الله بن محمد البغوي قال: حدثنا أبو الهيثم خالد بن مرداس قال: حدثنا الحكم بن عمر قال: بعثني خالد بن عبد الله القسري وصاحب لي إلى قتادة بن دعامة الأعمى ليسأله عن ثمانية عشر مسألة من القرآن، فسألناه: عن الأرض وما طحاها

(2)

.

(1)

-تاريخ دمشق لابن عساكر:65 - و.

(2)

- سورة الشمس-الآية:6.

ص: 2862

قال: طحوها سعتها، وهذه من لغة قوم من اليمن، قال: وسألناه عن «{فَتُوبُوا إِلى 1 بارِئِكُمْ فَاقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ}» قال: اقتلوا أنفسكم وتوبوا الى بارئكم، قال:

وسألناه عن قوله تبارك وتعالى: «{وَلا تَيْأَسُوا مِنْ رَوْحِ 2 اللهِ}» ، قال لا: ولكن من روح الله، قال:(233 - و) وسألناه عن قوله عز وجل «{تَغْرُبُ فِي عَيْنٍ حَمِئَةٍ}» قال: لا «{فِي عَيْنٍ حَمِئَةٍ}»

(3)

. قال: وسألناه عن النصارى واليهود والصابئين والمجوس والذين أشركوا قال: هم الزنادقة، وأنتم تدعونهم بالشام المنانية.

أنبأنا عبد الوهاب بن علي الأمين قال: أخبرنا عبد الله بن محمد قال: أخبرنا أحمد بن محمد قال: أخبرنا عيسى بن علي قال: أخبرنا عبد الله بن محمد قال:

حدثنا أبو الهيثم خالد بن مرداس قال: حدثنا الحكم بن عمر الرعيني وكنيته أبو سليمان، من أهل الشام قال: شهدت عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه في زمانه وأنا ابن عشرين، وقد هلك عمر بن عبد العزيز منذ اثنتين وسبعين سنة، قال: وصليت مع عمر بن عبد العزيز فكان يجهر ببسم الله الرحمن الرحيم في كل سورة يقرأها.

أنبأنا أبو اليمن قال: أخبرنا أبو الفتح البيضاوي قال: أخبرنا ابن النقور قال:

أخبرنا ابن الجراح قال: أخبرنا البغوي قال: حدثنا خالد مرداس قال: حدثنا الحكم قال صليت مع عمر بكنيسة بخناصرة فيها تماثيل يتيمّم تجاه القبلة وسائرها كما هي.

وقال: حدثنا خالد قال: حدثنا الحكم قال: شهدت مسلمة بن عبد الملك يخاصم أهل دير اسحاق عند عمر بن عبد العزيز بالناعورة، فقال عمر لمسلمة:

لا تجلس على الوسائد وخصماؤك بين يديّ، ولكن وكل لخصومتك من شئت وإلاّ فجاثي القوم بين يدي، فوكل مولى له بخصومته فقضى عليه بالناعورة.

قلت: (233 - ظ) دير اسحاق الى جانب القرية وبعضهم في زماننا يسميه دير الزبيب وليس به، ودير الزبيب تجاه دير اسحاق من الغرب.

(1)

-كذا بالاصل والآية: «فَتُوبُوا إِلى بارِئِكُمْ فَاقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ» سورة البقرة- الآية 54.

(2)

- سورة يوسف-الآية:87.

(3)

- سورة الكهف-الآية:86.

ص: 2863

أنبأنا أبو عبد الله الحسين بن عمر بن باز قال: أخبرنا عبد الحق بن عبد الخالق ابن يوسف قال: أخبرنا أبو الغنائم بن النرسي قال: أخبرنا أبو أحمد الغندجاني قال: أخبرنا أحمد بن عبدان قال: أخبرنا محمد بن سهل قال: أخبرنا محمد بن اسماعيل البخاري قال: الحكم بن عمرو رأى عبد الله بن بسر وعمر بن عبد العزيز

(1)

.

أنبأنا عبد البر بن الحسن العطار الهمذاني قال: أخبرنا أبو المحاسن البرمكي قال: أخبرنا أبو القاسم الاسماعيلي قال: أخبرنا أبو القاسم السهمي قال: أخبرنا عبد الله بن عدي الحافظ قال: حدثنا أحمد بن علي قال: حدثنا عبد الله بن أحمد الدورقي عن يحيى بن معين قال: الحكم بن عمرو الرعيني ليس بشيء.

وحدثنا ابن عدي قال: حدثنا ابن حماد، وأخبرنا ابن أبي بكر قالا: حدثنا عباس عن يحيى قال: الحكم بن عمرو الرعيني ضعيف.

وحدثنا ابن عدي قال: حدثنا علي بن أحمد بن سليمان قال: حدثنا أحمد بن سعد بن أبي مريم قال: سألت يحيى بن معين عن الحكم بن عمرو الرعيني فقال:

ضعيف لا يكتب حديثه.

قال ابن عدي: والحكم بن عمرو هذا-وقيل ابن عمر-الرعيني هو قليل الرواية عمن يروى عنه

(2)

.

أنبأنا أبو اليمن زيد بن الحسن: الكندي قال: أخبرنا أبو البركات الأنماطي -إجازة إن لم يكن سماعا-قال: أخبرنا أبو طاهر أحمد بن الحسن، وأبو الفضل بن خيرون قالا: أخبرنا أبو الحسين محمد بن الحسن قال: أخبرنا أبو الحسين (234 - و) محمد بن أحمد قال: أخبرنا أبو حفص عمر بن أحمد قال حدثنا خليفة بن خياط قال في الطبقة السادسة من أهل الشامات: الحكم بن عمرو، رعيني دمشقي

(3)

.

(1)

- التاريخ الكبير:2/ 325.

(2)

-الكامل لابن عدي:2/ 625. وكتب ابن العديم بالاصل فوق كلمة سعد «كذا».

(3)

-طبقات خليفة:2/ 814 (3050).

ص: 2864

أخبرنا أبو نصر محمد بن هبة الله-إذنا-قال: أخبرنا الحافظ أبو القاسم علي بن الحسن قال: أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني قال: حدثنا عبد العزيز بن أحمد قال: أخبرنا تمام بن محمد قال: أخبرنا جعفر بن محمد بن جعفر قال حدثنا أبو زرعة قال في تسمية نفر يحدثون عن عمر بن عبد العزيز: الحكم بن عمر الرعيني.

أنبأنا أبو اليمن الكندي عن أبي البركات الأنماطي قال: أخبرنا ثابت بن بندار قال: أخبرنا محمد بن أحمد قال: أخبرنا الأحوص بن المفضل قال: حدثنا أبي قال:

سألت أبا زكريا عن أبي عيسى الحكم بن عمرو قد سمع منه الهروي؟ فقال: ليس بشيء، وقد حدثنا عنه الوحاظي قال: نقشت خاتم عمر بن عبد العزيز «كفى الله بعزته عمر» ، وقال في موضع آخر: الحكم بن عمر الرعيني ضعيف.

أنبأنا سعيد بن هاشم بن أحمد قال: أخبرنا أبو الفرج مسعود بن الحسن الثقفي في كتابه عن أبي عمرو عبد الوهاب بن محمد بن اسحاق بن مندة قال: أخبرنا أبو علي حمد بن عبد الله قال: أخبرنا عبد الرحمن بن أبي حاتم الرازي قال:

الحكم بن عمر الرعيني قدم بغداد، رأى عبد الله بن بسر وعمر بن عبد العزيز وقتادة.

روى عنه منصور بن أبي مزاحم، وخالد بن مرداس وبسرة بن صفوان ويحيى ابن صالح (234 - ظ) الوحاظي قال: كتبت عنه ببغداد، سمعت أبي يقول ذلك، وسئل أبي عنه فقال: ضعيف الحديث

(1)

.

أنبأنا عمر بن طبرزد قال: أخبرنا أبو القاسم اسماعيل بن أحمد بن السمرقندي قال: أخبرنا أبو بكر بن الطبري قال: أخبرنا أبو الحسين بن الفضل قال: أخبرنا عبد الله بن جعفر قال: حدثنا يعقوب قال: والحكم بن عمرو الرعيني شامي ضعيف.

أنبأنا القاضي أبو القاسم عبد الصمد بن محمد بن أبي الفضل الحرستاني قال: أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلم-اذنا-قال: أخبرنا سهل بن بشر قال:

(1)

-الجرح والتعديل:2/ 123.

ص: 2865

أخبرنا علي بن منير قال: أخبرنا الحسن بن رشيق قال: حدثنا أبو عبد الرحمن النسائي قال: حكيم بن عمرو الرعيني ضعيف.

أخبرنا أبو نصر محمد بن هبة الله الشيرازي-فيما أجازه لنا-قال: أخبرنا الحافظ أبو القاسم علي بن الحسن قال: الحكم بن عمر، ويقال ابن عمرو، أبو سليمان، ويقال أبو عيسى الرعيني الحمصي، قيل إنه دمشقي سمع عبد الله بن بسر وقتادة، وعمر بن عبد العزيز، ومسلمة بن عبد الملك، واسماعيل بن معديكرب

روى عنه خالد بن مرداس السراج ومنصور بن أبي مزاحم وبسرة بن صفوان اللخمي، ويحيى بن صالح الوحاظي، وشبابه بن سوار، ويحيى بن سعيد العطار، وخلف بن عمرو الأموي، ووفد على عمر بن عبد العزيز، ثم سكن بغداد ولم يذكره الخطيب

(1)

.

‌الحكم بن المطلب بن عبد الله بن المطلب بن حنطب

ابن الحارث بن عبيد بن (235 - و) عمر بن مخزوم بن يقظة بن مرة، أبو مروان القرشي المخزومي المديني وأمه السيدة بنت جابر بن الأسود بن عون الزهري روى عن أبيه وأبي سعيد المقبري. روى عنه أخوه عبد العزيز بن المطلب، وابنا أخيه المذكور: اسماعيل وموسى ابنا عبد العزيز، ومحمد بن عبد الله الشعيثي، وسليمان بن عطاء، والهيثم بن عمران، وسعيد بن عبد العزيز التنوخي، والهيثم ابن عمران ومعيوف بن يحيى الحمصي، وكان أجود قريش في زمانه وكان يلي المساعي، ثم تزهد وترك الدنيا، وقدم منبج وسكنها مرابطا إلى أن مات بها، وكان من أهل المدينة، وكان من الممدحين مدحه ابراهيم بن هرمة بأشعار كثيرة (235 - ظ).

أخبرنا أبو البركات محمد بن الحسين بن عبد الله بن رواحة الحموي بها قال:

أخبرنا أبو الطاهر اسماعيل بن مكي بن اسماعيل بن عوف قال: أخبرنا أبو عبد الله محمد بن أحمد بن ابراهيم الرازي قال: أخبرنا أبو القاسم علي بن محمد بن علي الفارسي بمصر قال أخبرنا أبو أحمد عبد الله بن محمد بن عبد الله بن الناصح قال:

حدثنا أبو بكر أحمد بن علي بن سعيد بن ابراهيم القاضي قال: حدثنا أبو زكريا

(1)

-تاريخ دمشق لابن عساكر:5/ 108 - و.

ص: 2866

يحيى بن معين قال: حدثنا جرير عن مغيرة قال: كان الحكم إذا قدم المدينة أخلوا له سارية النبي صلى الله عليه وسلم يصلي إليها.

أخبرنا أبو الفضل مرجا بن أبي الحسن بن هبة الله الواسطي-قراءة عليه بحلب-قال: أنبأنا أبو طالب محمد بن علي الكتاني عن أبي الحسين بن الطيوري قال: أخبرنا أبو القاسم علي بن المحسن التنوخي قال: أخبرنا أبي قال: حدثنا أحمد ابن عبد الله بن أحمد الوراق في نسب قريش للزبير بن بكار قال: حدثنا أحمد بن سليمان الطوسي قال: حدثنا الزبير بن بكار قال: أخبرني عمي مصعب بن عبد الله عن مصعب بن عثمان عن نوفل بن عمارة أن رجلا من قريش من بني أمية له قدر وخطر لحقه دين وكان له مال من نخل وزرع، فخاف أن يباع عليه فشخص من المدينة يريد الكوفة يعمد خالد بن عبد الله القسري، وكان واليا لهشام بن عبد الملك على العراق، وكان يبر من قدم عليه من قريش، فخرج الرجل يريده، فأعد له هدايا من طرف المدينة حتى قدم فيد ونظر إلى فسطاط (236 - و) عنده جماعة، فسأل فقيل له الحكم بن المطلب-يعني ابن عبد الله بن المطلب بن حنطب بن الحارث بن عبيد بن عمر بن مخزوم-وكان يلي المساعي، فلبس نعليه وخرج حتى دخل عليه فلما رآه قام إليه فتلقاه وسلم عليه وأجلسه في صدر فراشه، ثم سأله عن مخرجه، فأخبره بدينه وما أراد من اتيان خالد بن عبد الله القسري فقال له الحكم: انطلق بنا إلى منزلك فلو قد علمت مقدمك لسبقتك إلى اتيانك، فمضى معه حتى أتى منزله، فرأى الهدايا التي أعد لخالد، فتحدث معه ساعة ثم قال: إن منزلنا أحضر عدة وأنت مسافر، ونحن مقيمون فأقسمت عليك إلاّ قمت معي إلى المنزل وجعلت لنا من هذه الهدايا نصيبا، فقام معه الرجل وقال: خذ منها ما أحببت فأمر بها فحملت كلها إلى منزله وجعل الرجل يستحي أن يمنعه منها شيئا حتى صار إلى المنزل، فدعا بالغداء وأمر بالهدايا ففتحت فأكل منها ومن حضره ثم أمر ببقيتها فرفعت إلى خزانته، وقام وقام الناس، ثم أقبل على الرجل فقال أنا أولى بك من خالد وأقرب إليك رحما ومنزلا، وهاهنا مال الغارمين أنت أولى الناس به ليس لأحد عليك فيه منة إلاّ لله جل وعز فتقضي به دينك، ثم دعا له بكيس فيه ثلاثة آلاف دينار فدفعه إليه ثم قال: قد قرب الله عليك الخطوة، فانصرف إلى أهلك

ص: 2867

مصاحبا محفوظا، فقام الرجل من عنده يدعو له ويتشكر، ولم يكن له همة إلا الرجوع الى أهله وانطلق (236 - ظ) الحكم يشيعه، فسار معه شيئا، ثم قال له: كأني بزوجتك قد قالت لك: أين طرف العراق وبزها وخزها وعراضتها أما كان لنا معك نصيب؟ ثم أخرج صرة قد كان حملها معه فيها خمسمائة دينار، فقال:

أقسمت عليك إلا جعلت هذه عوضا من هدايا العراق وانصرف.

وأخبرنا بهذه الحكاية أبو حفص عمر بن طبرزد-إجازة-قال: أخبرنا أبو غالب أحد وأبو عبد الله يحيى ابنا الحسن-إجازة ان لم يكن سماعا، منهما، أو من أحدهما-قالا: أخبرنا محمد بن أحمد بن محمد قال أخبرنا محمد بن عبد الرحمن بن العباس قال: أخبرنا أحمد بن سليمان بن داوود قال: حدثنا الزبير بن بكار بن عبد الله قال: ومن ولده الحكم بن المطلب بن عبد الله بن المطلب بن حنطب، كان من سادة قريش ووجوهها، وكان ممدوحا وله يقول ابن هرمة في شعر كثير مدحه به:

لا عيب فيك يعاب إلا أنني

أمسي عليك من المنون شفيقا

إن القرابة منك يأمل أهلها

صلة ويأمن غلظة وعقوقا

يجدون وجهك يا ابن فرعي مالك

سهلا إذا غلظ الوجوه طليقا

وقال أيضا ابن هرمة يمدح الحكم بن المطلب:

فإن معشر بخلوا والتووا

عليّ فرأيهم لم يصب

فإن الإله كفاني التي

تهمّ وسيب بني المطلب

وكنت إذا جئتهم راغبا

مجيء المصاب الى المحتسب

(237 - و)

أقروا بلا خلف حاجتي

ألا مثل سائلهم لم يخب

وكان يلي المساعي.

قال الزبير فأخبرني عمي مصعب بن عبد الله عن مصعب بن عثمان، وذكر

ص: 2868

الحكاية كما سقناها وقال في آخرها: قال الزبير: وأتوّهم أن أكون سمعته من مصعب بن عثمان.

قال: وحدثنا الزبير قال: قال عمي مصعب بن عبد الله: وكان الحكم بن المطلب من أبر الناس بأبيه، وكان أبوه المطلب بن عبد الله يحب ابنا له يقال له الحارث حبا شديدا مفرطا، وكانت با لمدينة جارية مشهورة بالجمال والفراهة فاشتراها الحكم ابن المطلب من أهلها بمال كثير، فقال له أهلها-وكانت مولدة عندهم-: دعها عندنا حتى نصلح من أمرها، ثم نزفها إليك بما تستأهل الجارية منا فإنما هي ولد، فتركها عندهم حتى جهزوها وبيتوها وفرشوها، ثم نقلوها كما تهيأ تزف العروس الى زوجها، وتهيأ الحكم بأجمل الثياب وتطيب، ثم انطلق فبدأ بأبيه ليراه في تلك الهيئة ويدعو له تبركا بدعاء أبيه، حتى دخل عليه في تلك الهيئة وعنده الحارث بن المطلب، فأقبل عليه أبوه فقال: إن لي إليك حاجة، فما تقول؟ قال: يا أبت انما أنا عبدك فمر بما أحببت، قال: تهب جاريتك هذه للحارث أخيك، وتعطيه ثيابك هذه التي عليك وتطيبه من طيبك وتدعه يدخل على هذه الجارية، فإني لا أشك أن نفسه قد تاقت إليها، قال الحارث: لم تكدر (237 - ظ) على أخي وتفسد قلبه عليّ، وذهب يريد يحلف، فبدره الحكم فقال: هي حرة إن لم تفعل ما آمرك أبي فإن قرّة عينه أحب إليّ من هذه الجارية، وخلع ثيابه فألبسه إياها وطيبه من طيبه فخلاه فذهب إليها.

قال: وحدثنا الزبير قال: حدثني محمد بن الضحاك قال: جلس المطلب بن عبد الله ليلة يتعشى مع ابراهيم بن هشام ومعه عدة من ولده فيهم الحكم والحارث وغير هما، فجعل المطلب يأخذ الطعام الطيب من بين يدي ابنه-الذي لم يسمّ لي- فيضعه بين يدي حارث فجزع الفتى وقال: ما رأيت كما تصنع بنا قط وكما تستهيننا! فأمر بغلمانه فأدخلوا، وأمر بابنه ذلك فجر برجله حتى أخرجوه من الدار، فقال له الحكم: ما آثرت، إلا أحسننا وجها وإنه لأهل للإثرة، فقال له أبوه:

لك فلان وفلان حتى وهب له خمسة من رقيقه، فلما خرجوا قال أخو الحكم له:

لا جزاك الله خيرا ما ظننتك إلا ستغضب لي ويخرج بك على مثل حالي، فقال له الحكم: ما أحسنت في قولك ولا غبطتك بما صرت إليه فأقول مثل ما قلت.

ص: 2869

قال: وحدثنا الزبير قال: وحدثني عبد الرحمن بن عبد الله بن عبد العزيز عن عميه موسى واسماعيل ابني عبد العزيز قالا: كان القرشي إذا انقطع شسعه خلع النعل الأخرى، فانقطع شسع الحكم بن المطلب فخلع النعل الأخرى ومضى فأخذ نعليه انسان نوبي فسوى الشسع (238 - و) وجاء بالنعلين في منزله فقال له:

سويت الشسع؟ قال: نعم، فدعا جاريته بثلاثين دينارا فدفعها الى النوبي، وقال:

ارجع بالنعلين فهما لك.

قال: وحدثنا الزبير قال: حدثني محمد بن يحيى الكناني قال: استعمل بعض ولاة المدينة الحكم بن المطلب المخزومي على بعض المساعي، فلم يرفع شيئا، فقال له الوالي: أين الإبل والغنم؟ فقال: أكلنا لحومها بالخبز، قال: فأين الدنانير والدراهم؟ قال: أعتقدنا بها الصنائع في رقاب الرجال فحبسه، فأتاه وهو في الحبس بعض ولد نهيك بن إساف الأنصاري فمدحه فقال:

خليلي إن الجود في السجن فابكيا

على الجود إذا سدت علينا مرافقه

نرى عارض المعروف كل عشية

وكل ضحى يستن في السجن بارقه

إذا صاح كبلاه طفا فيض بحره

لزواره حتى تعوم غرانقه

(1)

فأمر له بثلاثة آلاف درهم وهو محبوس.

قال: وحدثنا الزبير قال: وأخبرني نوفل بن ميمون قال: أنشدني أبو مالك محمد بن مالك بن علي بن هرمة لعمه ابراهيم بن علي بن هرمة يمدح الحكم بن المطلب:

تصبّح أقوام عن المجد والعلى

فأضحوا نياما وهو لم يتصبح

إذا كدحت أعراض قوم بلومهم

نجا سالما من لومهم لم يكدّح

ليهنك إن المجد أطلق رحله

لديك على خصب خصيب ومسرح

(238 - ظ)

(1)

-الغرانيق: الشباب البيض ذوي الجمال. القاموس.

ص: 2870

قال وحدثنا الزبير قال: قال عمي مصعب بن عبد الله: كان الحكم بعد حاله هذه قد تخلى من الدنيا ولزم الثغور حتى مات بالشام، وأمه السيدة بنت جابر بن الأسود بن عوف الزهري.

قال: وحدثنا الزبير قال: وحدثني يحيى بن محمد قال: حدثني إسحاق بن محمد المسيبي قال: أخبرني من رأى الحكم بن عبد المطلب حين صار الى منبج وتزهد وإنه ليحمل زيتا في يده ولحما.

قال: وحدثنا الزبير قال: حدثني محمد بن الضحاك قال: ذكر رجل أنه رأى الحكم بن المطلب بعد أن تزهد بثغر منبج مسمطا لحما يحمله

(1)

.

أخبرنا أبو بكر عتيق بن أبي الفضل بن سلامة السلماني قال: أخبرنا الحافظ أبو القاسم علي بن الحسن، ح.

وحدثنا أبو الحسن محمد بن أحمد بن علي عن أبي المعالي عبد الله بن عبد الرحمن بن صابر قالا: أخبرنا الشريف النسيب أبو القاسم علي بن ابراهيم العلوي قال: أخبرنا رشاء بن نظيف بن ما شاء الله، ح.

وأخبرنا أبو القاسم عبد الغني بن سليمان بن بنين قال: أخبرنا أبو القاسم البوصيري وأبو عبد الله بن حمد الأرتاحي قالا: أخبرنا أبو الحسن بن الفراء. قال الأرتاحي-إجازة-، قال: أخبرنا عبد الله بن الحسن بن اسماعيل الضراب قالا:

أخبرنا أبو محمد الحسن بن اسماعيل الضراب قال: حدثنا أبو بكر أحمد بن مروان المالكي قال: حدثنا علي بن الحسن الربعي-وقال ابن بنين: الحسن بن علي الربعي-قال: حدثنا (239 - و) أبي عن العتبي، قال: قيل لنصيب: هرم شعرك، قال: لا، ولكن هرم الجود والمعروف، لقد مذحت الحكم بن المطلب بقصيدة فأعطاني أربعمائة شاة وأربعمائة دينار وأربعمائة ناقة، قال العتبي: فأخبرني رجل من منبج قال: قدم علينا الحكم وهو مملق لا شيء معه فأغنانا، قيل: كيف أغناكم

(1)

-لم يصلنا كتاب جمهرة نسب قريش للزبير بن بكار كاملا، ولم ترد هذه الاخبار في القسم المطبوع، وورد معظمها في كتاب نسب قريش للمصعب الزبيري عم الزبير ومصدره:339 - 342.

ص: 2871

وهو مملق لا شيء معه؟ قال: علمنا المكارم، فعاد أغنياؤنا على فقرائنا، فاستوت الحال، قال العتبي: وأعطى الحكم بن المطلب كل شيء يملكه حتى إذا نفد ما عنده ركب فرسه وأخذ رمحه يريد الغزو، فمات بمنبج، وفي ذلك يقول الشاعر ابن هرمه:

سألا عن الجود والمعروف أين هما

فقيل إنهما ماتا مع الحكم

ماذا بمنبج لو تنبش مقابرها

من التقدم بالمعروف والكرم

قرأت بخط الأستاذ أبي الحسن علي بن هلال المعروف با بن البواب، حدث ثعلب عن رجل من أهل منبج قال: قدم علينا الحكم بن المطلب بن عبد الله بن المطلب ابن حنطب وفقراؤنا كثيرون فأغنانا كلنا، فقلت: كيف ذلك؟ قال: علمنا مكارم الأخلاق، فعاد غنيّنا على فقيرنا فغنينا كلنا.

نقلت من نوادر أبي بكر الصولي بخط علي بن موسى بن اسحاق الرزاز وسماعه منه، وأنبأنا أبو روح عبد المعز بن محمد بن أبي الفضل الهروي عن زاهر ابن طاهر قال: أخبرنا أبو القاسم (239 - ظ) البندار في كتابه عن أبي أحمد المقرئ قال: أخبرنا أبو بكر محمد بن يحيى الصولي-إجازة-قال: حدثنا محمد بن زكريا الغلابي قال: حدثنا العتبي عن أبيه قال: قيل لنصيب: هرم شعرك، قال: ما هرم إلا عطاؤكم من يعطيني كما أعطاني الحكم بن المطلب، خرجت إليه وهو ساع على بعض صدقات المدينة فلما رأيته قلت:

أبا مروان لست بخارجي

وليس قديم مجدك بانتحال

أغرّ إذا الرواق انجاب عنه

بدا مثل الهلال على المثال

تراءاه العيون كما تراءى

عشية فطرها وضح الهلال

فأعطاني أربعمائة ضائنة ومائة بقجة وقال: ارفع فراشي فخذ ما تحته فأخذت مائين دنانبر.

قرأت في كتاب طبقات الشعراء المحدثين تأليف عبد الله بن المعتز في أخبار

ص: 2872

ابراهيم بن هرمة قال: وكان مدح الحكم-وكان من أسخياء أهل زمانه-وقيل له: هرمت أشعارك، قال: كلا ولكن هرمت مكارم الأخلاق بعد الحكم

(1)

.

أنبأنا أبو عبد الله الحسين بن عمر بن باز قال: أخبرنا عبد الحق بن عبد الخالق قال: أخبرنا أبو الغنائم محمد بن علي النرسي قال: أخبرنا أبو أحمد الغندجاني قال: أخبرنا أحمد بن عبدان قال: أخبرنا محمد بن سهل قال: أخبرنا أبو عبد الله محمد بن اسماعيل (240 - و) البخاري قال الحكم بن المطلب بن عبد الله بن حنطب المخزومي مديني سمع أباه، روى عنه أخوه عبد العزيز

(2)

.

أنبأنا أحمد بن عبد الله الأسدي عن مسعود بن الحسن الثقفي قال: أنبأنا أبو عمرو عبد الوهاب بن محمد بن اسحاق بن مندة قال: أخبرنا أبو علي حمد بن عبد الله قال: أخبرنا عبد الرحمن بن أبي حاتم قال: الحكم بن المطلب بن عبد الله بن حنطب المخزومي المديني أخو عبد العزيز بن المطلب، روى عن أبيه وأبي سعيد المقبري، روى عنه محمد بن عبد الله الشعيثي وسليمان بن عطاء والهيثم بن عمران العبسي، وأخوه عبد العزيز بن المطلب، سمعت أبي يقول ذلك، وروى عنه سعيد ابن عبد العزيز

(3)

.

أخبرنا أبو الحسن علي بن المفضل المقدسي الحافظ في كتابه قال: أخبرنا الحافظ أبو طاهر أحمد بن محمد السّلفي-سماعا أو إجازة-قال: أخبرنا أبو غالب محمد بن الحسن بن أحمد الكرخي قال: أخبرنا أبو بكر أحمد بن محمد بن أحمد بن غالب البرقاني قال: سألته-يعني الدارقطني-عن عبد العزيز بن المطلب فقال: شيخ مدني يعتبر به وأبوه المطلب بن عبد الله بن حنطب، ثقة وأخوه الحكم بن المطلب يقار به يعتبر به.

قرأت في كتاب الأخوة الذين رووا الحديث تأليف أبي بكر الجعابي الحافظ وذكر أخاه عبد العزيز وقال: الحكم بن المطلب بن عبد الله بن حنطب قالوا: كان من

(1)

-لم يرد هذا في ترجمة ابن هرمة في كتاب طبقات الشعراء لابن المعتز-ط. القاهرة 1968 ص 21.

(2)

- التاريخ الكبير:2/ 336.

(3)

-الجرح والتعديل:3/ 128.

ص: 2873

سادات قريش، لهما رواية قالوا: والحكم مات بالشام قال: واسماعيل (240 - ظ) وموسى ابنا عبد العزيز-يعني-ابن المطلب يحدث عنهما عبد الرحمن بن عبيد الله الزهري، وهما من أهل المدينة عند هما حكايات عن الحكم بن المطلب.

أنبأنا القاضي أبو نصر محمد بن هبة الله بن الشيرازي قال: أخبرنا الحافظ أبو القاسم علي بن الحسن قال: الحكم بن المطلب بن عبد الله بن المطلب بن حنطب ابن الحارث بن عبيد بن عمر بن مخزوم بن يقظة بن مرة القرشي المخزومي من أجواد قريش من أهل المدينة، قدم منبج وسكنها مرابطا الى أن مات بها، واجتاز بدمشق حدث عن أبيه وأبي سعيد المقبري، روى عنه أخوه عبد العزيز بن المطلب، ومحمد ابن عبد الله الشعيثي، وسليمان بن عطاء والهيثم بن عمران، وسعيد بن عبد العزيز الدمشقيين

(1)

.

أخبرنا أبو الحجاج يوسف بن خليل بن عبد الله الدمشقي قال أخبرنا أبو القاسم يحيى بن أسعد بن بوش الآزجي قال: أخبرنا أبو العز أحمد بن عبيد الله بن محمد ابن كادش العكبري قال: أخبرنا أبو علي محمد بن الحسين بن محمد الجازري قال:

أخبرنا القاضي أبو الفرج المعافى بن زكريا بن يحيى الجريري قال حدثنا محمد بن الحسن بن دريد قال: أخبرنا أبو عثمان قال: أخبرني رجل من قريش بمكة أحسبه من ولد عبد الرحمن بن عوف قال: حدثني حميد بن معيوف الحمصي عن أبيه قال:

كنت فيمن حضر الحكم بن المطلب بن عبد الله بن المطلب بن حنطب بن الحارث بن عبيد بن عمر بن مخزوم، وهو يجود بنفسه بمنبج، قال: ولقي من الموت شدة فقال رجل ممن حضر وهو في غشية له: اللهم هون عليه (241 - و) فانه كان وكان فلما أفاق قال: من المتكلم؟ قال المتكلم: أنا، قال ان ملك الموت يقول لك: الي بكل سخي رفيق

(2)

، قال: وكأنما كانت فتيلة أطفئت، فلما بلغ موته ابن هرمة قال:

سألا عن الجود والمعروف أين هما

فقلت انهما ماتا مع الحكم

ماتا مع الرجل الموفى بذمّته

يوم الحفاظ اذا لم يوف بالذمم

ماذا بمنبج لو تنبش مقابرها

من التهدم بالمعروف والكرم

(1)

-تاريخ دمشق لابن عساكر:5/ 109 - ظ.

(2)

-في الجليس الصالح للجريري: «اني» وهو أقوم.

ص: 2874

قال ابن دريد: فسألت أبا حاتم عن قوله «لو تنبش» لم جزم؟ فقال: قال قوم من النحويين كراهة لكثرة الحركات كما قال الراجز:

اذا اعو تججن قلت صاحب قومّ

بالدو

(1)

أمثال السّفين العوّم

وقال له: لو قال نبشت مقابرها لاستراح من اللبس، وكان كلاما فصيحا

(2)

.

أنبأنا أبو القاسم عبد الصمد بن محمد عن أبي المظفر بن القشيري قال: أخبرنا أبو الفضل جعفر بن الحسين وأبو أسعد عبد الرحمن بن منصور قالا: أخبرنا عبد الله بن يوسف قال: أخبرنا أبو سعيد بن الاعرابي قال: حدثنا أبو سعيد السكري قال: حدثنا الزبير بن أبي بكر قال: حدثني القاسم ابن معتمر قال: حدثني ابن معيوف عن أبيه قال: كنت فيمن حضر وفاة الحكم بن المطلب بمنبج فشد عليه فقال انسان: اللهم هون عليه، فأفاق فقال: من المتكلم؟ فقالوا: فلان، فقال هذا ملك الموت يقول: اني بكل سخي رفيق، قال: ثم لم يتكلم بعدها حتى مات (241 - ظ).

قلت: وهذا القاسم بن المعتمر، هو القاسم بن محمد بن المعتمر بن عياض بن حمنن بن عوف، وحمنن أخو عبد الرحمن بن عوف، وهو الرجل الذي روى عن حميد بن معيوف، وسنذكر ذلك مبينا ان شاء الله تعالى في ترجمة معيوف بن يحيى، وقد قيل ان الرجل الذي قال: اللهم هون عليه، هو ابراهيم بن هرمة، فانني قرأت في كتاب طبقات الشعراء تأليف عبد الله بن المعتز قال: ولما حضر الحكم الوفاة قام الخلق على رأسه يبكون وفيهم ابراهيم بن هرمة فقال: اللهم هون عليه، فانه كان وكان، ففتح عينيه وقال: ان ملك الموت يقول: اني بكل سخي رفيق، ثم صار كأنه سراج انطفأ ومات

(3)

.

وقيل ان الابيات الثلاثة الميمية للراتجي يرثي بها الحكم.

(1)

-الدو: الفلاة. القاموس.

(2)

-الجليس الصالح للجريري:1/ 574 - 575.

(3)

-ليس في المطبوع من كتاب طبقات الشعراء لابن المعتز.

ص: 2875

أنبأنا أبو حفص بن طبرزد عن أبي غالب أحمد وأبي عبد الله يحيى ابني الحسن ابن البناء قالا: أخبرنا أبو جعفر بن المسلمة قال: أخبرنا أبو طاهر المخلص قال:

أخبرنا أحمد بن سليمان قال: حدثنا الزبير بن بكار قال: حدثني مصعب بن عثمان وغيره أن الراتجي قال يرثي الحكم بن المطلب:

ماذا بمنبج لو تنبش مقابرها

من التهدم بالمعروف والكرم

سألوا عن الجود والمعروف ما فعلا

فقلت: انهما ماتا مع الحكم

ماتا مع الرجل الموفى بذمته قبل

السؤال اذا لم يوف بالذمم

قال الزبير: وقال عبابه الراتجي يبكي عبد الله بن معاوية بن عبد الله بن جعفر بن أبي طالب والحكم بن المطلب: (242 - و)

أمسى رجال السماح قد هلكوا

فنحن نبكي بقية الرمم

للهاشمي الذي ثوى بلوا مرو

عقيد السماح والحكم

هذا بأرض العراق في رجم

ثاو وهذا بالشام في رجم

حلت بهذا مصيبة وبذا ان

أبك هذا وذاك لم ألم

كنت اذا جئت زائرا لهما

وجدت فضل السماح والكرم

فاشتبه الناس بعد فقد هما

فذو الغنى منهم كذا العدم

اخبرني الشيخ علي بن أبي بكر الهروي في كتاب الزيارات: مدينة منبج بها الحكم بن المطلب بن عبد الله بن المطلب بالمقبرة العتيقة قد اندرس قبره

(1)

.

‌الحكم بن موسى بن أبي زهير أبو صالح،

واسم أبي زهير شيرزاد البغدادي الزاهد القنطري، سمع بحلب مبشر بن اسماعيل الحلبي وبدمشق الوليد بن مسلم وشعيب بن اسحاق، وعبد الله بن عبد الرحمن بن يزيد بن جابر، وصدقه بن خالد، والوليد بن مسلم، ويحيى بن حمزه، وعبد الرزاق بن عمير، ويحيى بن حمزه والهيثم بن حميد، وبحمص اسماعيل بن عياش، وبحران محمد بن سلمة الحراني، وروى عنهم وعن عبد الرحمن بن أبي

(1)

- الاشارات الى معرفة الزيارات ط. دمشق 61:1953.

ص: 2876

الرجال، والوليد بن محمد الموقري، وعيسى بن يونس، وعطاف بن خالد المخزومي.

روى عنه احمد بن محمد بن حنبل ومسلم بن الحجاج، وأبو داود سليمان بن الأشعث، وأحمد بن ابراهيم الدورقي، وأبو قدامة السرخسي، ومحمد ابن يحيى الذهلي، وعبد الله بن المبارك وهقل بن زياد، وأبو القاسم (242 - ظ) عبد الله بن محمد البغوي، وأبو بكر محمد بن هارون بن عيسى الأزدي وعبد الله ابن عبد الرحمن الدارمي، وموسى بن نصير القنطري، وأبو يعلى الموصلي، والحسن بن محمد الزعفراني وعلي بن المديني، ومحمد بن اسحاق الصغاني، وموسى ابن هارون الحافظ، وأحمد بن الحسن بن عبد الجبار الصوفي، وأبو بكر عبد الله ابن محمد بن أبي الدنيا، وأبو الاحوص محمد بن الهيثم القاضي، والحارث بن أبي اسامة وعباس الدوري، وأحمد بن أبي خيثمة، وحماد بن المؤمل الكلبي وأبوا زرعة الدمشقي والرازي، وأحمد بن منصور الرمادي، ومحمد بن يوسف التركي، وأبو حاتم الرازي وعبد الله بن أحمد، وحامد بن محمد بن شعيب، ومحمد بن يحيى بن سليمان المروزي، وأبو قصي اسماعيل بن محمد العذري، ومحمد بن بشر ابن مطر، وأبو بكر محمد بن هارون بن عيسى الأزدي، وعلي بن داود القنطري، وأبو الأصبغ محمد بن عبد الرحمن بن كامل القرقساني، وأبو عمرو عثمان بن خرزاد الأنطاكي، وأبو اسماعيل محمد بن اسماعيل الترمذي، وعلي بن عبد الرحمن ابن المغيرة، وزهير بن محمد بن قمير، ومحمد بن اسماعيل بن عليه القاضي، وأبو بكر أحمد بن علي بن سعيد القاضي، واسحاق بن ابراهيم بن محمد عرعرة وابراهيم ابن أبي داود البرلسي (243 - و).

أخبرنا أبو حفص عمر بن محمد طبرزد البغدادي بقراءتي عليه قال: أخبرنا أبو القاسم بن الحصين قال: أخبرنا أبو طالب بن غيلان قال: أخبرنا أبو بكر الشافعي قال: حدثنا أبو بكر محمد بن هارون بن عيسى الأزدي سنة ست وسبعين ومائتين قال: حدثني الحكم بن موسى قال: حدثنا محمد بن سلمة الحراني عن الفزاري عن محمد بن المنكدر عن جابر بن عبد الله قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم

ص: 2877

يعجبه أن يفطر على الرطب ما دام الرطب، وعلى التمر اذا لم يكن رطب، ويختم بهن ويجعلهن وترا ثلاثا أو خمسا أو سبعا

(1)

.

أخبرنا أبو القاسم أحمد بن عبد الله بن عبد الصمد بن عبد الرزاق العطار البغدادي-قراءة عليه-قال: أخبرنا أبو الوقت عبد الاول بن عيسى بن شعيب السجزي قال: أخبرنا أبو الحسن عبد الرحمن بن محمد بن المظفر الداوودي قال:

أخبرنا أبو محمد عبد الله بن أحمد بن حمويه السرخسي قال: أخبرنا أبو عمران عيسى بن عمر بن العباس قال: أخبرنا أبو محمد عبد الله بن عبد الرحمن بن بهرام الدارمي قال: أخبرنا الحكم بن موسى قال: حدثنا الوليد بن مسلم عن الاوزاعي عن يحيى بن أبي كثير عن عبد الله بن أبي قتاده عن أبيه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أسوأ الناس سرقة الذي يسرق صلاته، قالوا: يا رسول الله وكيف يسرق صلاته؟ قال: لا يتم ركوعها ولا سجودها

(2)

.

أخبرنا أبو اليمن زيد بن الحسن فيما أذن لن أن نرويه عنه قال: أخبرنا أبو بكر أحمد بن (243 - ظ) علي بن ثابت الخطيب قال: أنبأنا محمد بن أحمد بن رزق قال: أخبرنا محمد بن العباس بن أبي ذهل الهروي قال: حدثنا أحمد بن محمد بن يوسن الحافظ قال: حدثنا عثمان بن سعيد الدارمي قال: قدم علي بن المديني بغداد فحدثه الحكم بن موسى بحديث أبي قتادة «ان أسوأ الناس سرقة» ، فقال له علي: لو غيرك حدث به كنا نصنع به، أي لانك ثقة، ولا يرويه غير الحكم، وكذلك حديث يحيى بن حمزة عن سليمان بن داوود، حديث

(3)

عمرو بن حزم عن النبي صلى الله عليه وسلم في الصدقات

(4)

.

أخبرنا أبو حفص بن محمد المؤدب-فيما أذن أن نرويه عنه-قال: أخبرنا محمد بن عبد الملك قال: أخبرنا أبو بكر بن علي قال: حدثني الازهري عن عبيد الله بن عثمان بن يحيى قال: أخبرنا أحمد بن جعفر المنادي-اجازة-قال: حدثني

(1)

-انظره في كنز العمال:7/ 18081.

(2)

-انظره في كنز العمال:7/ 20001.

(3)

- في تاريخ بغداد: بحديث.

(4)

- تاريخ بغداد:8/ 227.

ص: 2878

أبو عيسى محمد بن ابراهيم القرشي قال: سمعت أبا جعفر محمد بن عبد الرحمن الصيرفي يقول: بعث الى الحكم بن موسى في أيام عيد أنه يحتاج الى نفقة، ولم يك عندي الا ثلاثة الاف درهم، فوجهت اليه بها فلما صارت في قبضه وجه اليه خلاد بن أسلم أنه محتاج الى تفقة، فوجه بها كلها اليه، رأيتها مصوررة في خرقها وهي الدراهم بعينها أنكرت ذلك، فبعثت الى خلاد: حدثني بقضية هذه الدراهم، فأخبرني أن الحكم بن موسى بعث بها اليه. فوجهت الى الحكم منها بألف ووجهت الى (244 - و) خلاد منها بألف وأخذت أنا منها ألفا.

أنبأنا أبو القاسم عبد الصمد بن محمد القاضي عن أبي القاسم اسماعيل بن أحمد قال: أخبرنا أبو الحسن بن النقور وأبو القاسم بن البسري وأبو نصر الزينبي قالوا: أخبرنا أبو طاهر المخلص، ح.

قال اسماعيل بن احمد: وأخبرنا أبو الحسين بن النقور قال: أخبرنا أبو الحسين محمد بن عبد الله بن الحسين الدقاق قالا: حدثنا أبو القاسم البغوي قال:

حدثنا أبو صالح الشيخ الصالح الحكم بن موسى فذكر حديثا.

وأنبأنا أبو اليمن زيد بن الحسن قال: أخبرنا أبو منصور بن زريق قال أخبرنا أبو بكر أحمد بن علي قال: أخبرنا علي بن محمد بن عبد الله المعدل قال: أخبرنا دعلج بن أحمد قال: حدثنا موسى بن هارون قال: حدثنا الحكم بن موسى أبو صالح الشيخ الصالح.

وقال أبو بكر: أنبأنا ابن رزق قال: أخبرنا محمد بن عمر بن غالب قال:

أخبرنا موسى بن هارون قال: الحكم بن موسى أبو صالح الشيخ الصالح، بلغني أن علي بن المديني حدث عنه قبل موته بمدة، فقال حدثنا: أبو صالح الشيخ الصالح.

وقال: أخبرنا الجوهري قال: حدثنا محمد بن العباس قال: أخبرنا أحمد بن معروف الخشاب قال: حدثنا الحسين بن فهم قال: الحكم بن موسى كان رجلا صالحا ثبتا في الحديث.

أنبأنا أبو حفص المؤدب عن أبي غالب أحمد بن الحسن بن البناء عن أبي محمد

ص: 2879

الجوهري قال: أخبرنا أبو عمر بن حيوية قال: أخبرنا أحمد بن معروف قال: حدثنا الحسين بن الفهم قال: حدثنا محمد بن سعد قال في تسمية أهل بغداد: الحكم بن موسى البزاز، ويكنى أبا صالح (244 - ظ) ثقة كثير الحديث، وكان من أهل خراسان من أهل نسا، وروى عن الشاميين عن يحيى بن حمزة وهقل بن زياد وغيرهما من أهل الشام، وكان رجلا صالحا ثبتا في الحديث، وتوفي ببغداد في شوال سنة اثنتين وثلاثين ومائتين

(1)

.

أنبأنا أبو اليمن زيد بن الحسن قال: أخبرنا عبد الرحمن بن محمد بن زريق قال: أخبرنا أبو بكر الخطيب قال: أخبرني محمد بن أحمد بن يعقوب قال: أخبرنا محمد بن نعيم الضبي قال: أخبرني أبو أحمد علي بن محمد الحنيني بمرو، قال:

سألت أبا علي صالح بن محمد جزرة الحافظ عن شريح بن يونس فقال ثقة ثقة ثقة لو رأيته لقرت عينك، وسألته عن يحيى بن أيوب فقال: ثقة ثقة ثقة لو رأيته لقرت عينك به قال أبو علي: وثالثهم الحكم بن موسى القنطري الثقة المأمون، هؤلاء الثلاثة تقطعوا من العبادة.

وقال الخطيب: أخبرنا أبو بكر أحمد بن محمد الأشناني قال: سمعت أحمد ابن محمد بن عبدوس الطرائفي يقول سمعت عثمان بن سعيد الدارمي يقول: سمعت يحيى بن معين يقول: الحكم بن موسى ثقة.

وقال: أخبرنا الصيمري قال: حدثنا علي بن الحسن الرازي قال: حدثنا محمد بن الحسين قال: حدثنا أحمد بن زهير قال: سئل يحيى بن معين عن الحكم ابن موسى فقال: ثقة.

وقال: أخبرنا حمزة بن محمد بن طاهر قال: حدثنا الوليد بن بكر الأندلسي قال: حدثنا علي بن أحمد زكريا الهاشمي قال: حدثنا أبو مسلم صالح بن أحمد بن عبد الله العجلي قال: حدثني أبي قال: أبو صالح الحكم بن موسى ثقة

(2)

(245 - و).

(1)

-لم يرد ذكره في المطبوع من طبقات ابن سعد.

(2)

-تاريخ الثقات للعجلي:127. تاريخ بغداد:8/ 228 - 229.

ص: 2880

أنبأنا أبو الحسن بن أبي عبد الله بن المقير عن أبي الفضل بن ناصر قال: أخبرنا أبو الفضل بن الحكاك-إجازة-قال: أخبرنا عبيد الله بن سعيد قال: أخبرنا الخصيب بن عبد الله قال: أخبرني عبد الكريم بن أبي عبد الرحمن قال: أخبرني أبي قال: أخبرنا عبد الله بن أحمد قال: سمعت يحيى يقول: الحكم بن موسى ليس به بأس.

أنبأنا سليمان بن الفضل قال: أخبرنا علي بن أبي محمد قال: قرأنا على أبي عبد الله يحيى بن الحسن عن أبي تمام علي بن محمد عن أبي عمر بن حيوية قال:

أخبرنا محمد بن القاسم قال: حدثنا ابن أبي خيثمة قال: سئل يحيى بن معين عن الحكم بن موسى فقال: كان ثقة من أهل نسا.

أنبأنا أبو عبد الله الحسين بن عمر بن باز قال: أخبرنا عبد الحق بن عبد الخالق ابن يوسف قال: أخبرنا أبو الغنائم محمد بن علي بن النرسي قال: أخبرنا عبد الوهاب ابن محمد قال: أخبرنا أحمد بن عبدان قال: أخبرنا محمد بن سهل قال: أخبرنا أبو عبد الله محمد بن اسماعيل البخاري قال: الحكم بن موسى أبو صالح البغدادي، سمع يحيى بن حمزة.

(1)

أنبأنا أبو نصر محمد بن هبة الله بن الشيرازي قال: أخبرنا الحافظ أبو القاسم علي بن الحسن قال: أخبرنا أبو بكر محمد بن العباس قال: أخبرنا أحمد بن منصور ابن خلف قال: أخبرنا أبو سعيد بن حمدون قال: أخبرنا مكي بن عبدان قال: سمعت مسلم بن الحجاج يقول: أبو صالح الحكم بن موسى البغدادي سمع يحيى بن حمزة وهقل بن زياد

(2)

.

أنبأنا أبو حفص عمر بن محمد بن طبرزد قال: أخبرنا أبو القاسم اسماعيل (245 - ظ) بن أحمد بن السمرقندي قال: أخبرنا عبد الباقي بن محمد بن غالب ابن العطار قال: أخبرنا أحمد بن محمد بن عمران قال حدثنا عبد الله بن سليمان بن

(1)

-التاريخ الكبير للبخاري:2/ 344.

(2)

-الكنى والاسماء للامام مسلم:131. تاريخ دمشق لابن عساكر:5/ 114 - ظ.

ص: 2881

الاشعث قال: وأبو صالح الحكم بن موسى حدث عن يحيى بن حمزة والهقل بن زياد.

أنبأنا أحمد بن عبد الله الاسدي عن أبي الفرج مسعود بن الحسن الثقفي قال:

أخبرنا أبو عمرو بن مندة-اجازة-قال: أخبرنا أبو علي أحمد بن عبد الله قال:

أخبرنا عبد الرحمن بن أبي حاتم قال: الحكم بن موسى أبو صالح البغدادي، روى عن يحيى بن حمزة وصدقة بن خالد والهيثم بن حميد، سمعت أبي يقول ذلك.

أخبرنا ابن أبي خيثمة في كتابه إليّ قال: سمعت يحيى بن معين يقول: الحكم ابن موسى ثقة، روى عنه أبي وابو رزعه سئل أبي عنه فقال صدوق

(1)

.

أنبأنا أبو اليمن زيد بن الحسن قال: أخبرنا أبو البركات عبد الوهاب الانماطي -اجازة ان لم يكن سماعا-قال: أخبرنا محمد بن طاهر قال: أخبرنا مسعود بن ناصر قال: حدثنا عبد الملك بن الحسن قال: أخبرنا أبو نصر الكلاباذي قال:

الحكم بن موسى ابو صالح بغدادي سمع يحيى بن حمزة، روى عنه البخاري قال:

وقال الحكم بن موسى لم يوذ

(2)

عليه، قال البخاري: مات في شهر رمضان أو شوال سنة ثنتين وثلاثين ومائتين.

(3)

.

أنبأنا أبو اليمن زيد بن الحسن قال: أخبرنا أبو منصور عبد الرحمن بن محمد قال: أخبرنا أبو بكر احمد بن علي بن ثابت الخطيب قال: الحكم بن موسى ابن أبي زهير أبو صالح القنطري، وهو نسائي الاصل، رأى مالك بن أنس، وسمع يحيى بن حمزة الحضرمي، واسماعيل بن عياش، وعبد الله بن المبارك وعيسى ابن يونس والوليد بن مسلم وهقل بن زياد، وصدقة بن خالد والهيثم بن حميد.

روى عنه أحمد بن حنبل وعلي بن المديني، والحسن بن محمد الزعفراني، ومحمد بن اسحاق الصغاني، وعباس الدوري، وحماد بن المؤمل الكلبي والحارث ابن أبي اسامة، وأحمد بن أبي خيثمة وأبو الأحوص محمد بن الهيثم القاضي، وأبو

(1)

-الجرح والتعديل:3/ 128 - 129.

(2)

-أي لم يعب-النهاية لابن الاثير.

(3)

- التاريخ الصغير:2/ 332.

ص: 2882

بكر بن أبي الدنيا، وموسى بن هارون الحافظ (246 - و) واحمد بن الحسن ابن عبد الجبار الصوفي، وأبو القاسم البغوي

(1)

.

أخبرنا القاضي أبو نصر محمد بن هبة الله بن مميل-فيما أذن لنا فيه-قال:

أخبرنا الحافظ أبو القاسم علي بن الحسن الشافعي قال: الحكم بن موسى بن أبي زهير، واسمه شيرزاد أبو صالح البغدادي القنطري الزاهد، أصله من نسامن قرية من رستاق ابناه، وولد بساريه من أعمال طبرستان، وسمع بدمشق عبد الله بن عبد الرحمن بن يزيد بن جابر ويحيى بن حمزة، والهيثم بن حميد وصدقة بن خالد وعبد الرزاق بن عمير الدمشقي والوليد بن مسلم وشعيب بن اسحاق، وبغيرها الوليد ابن محمد الموقري، ومبشر بن اسماعيل الحلبي، واسماعيل بن عياش، وعيسى ابن يونس، ومحمد بن سلمة الحراني، وعبد الرحمن بن أبي الرجال، وعطاف بن خالد المخزومي.

روى عنه أحمد بن حنبل، وأحمد بن ابراهيم الدورقي، وعبد الله بن عبد الرحمن الدارمي، ومحمد بن يحيى الذهلي، ومسلم بن الحجاج في صحيحه، وأبو داوود في سننه، وأبو قدامة السرخسي، والحسن بن محمد الزعفراني، وعباس الدوري، وأحمد بن منصور الرمادي، وأبوا زرعة الدمشقي، والرازي، وأبو حاتم وأبو قصي اسماعيل بن محمد العذري، وعلي بن داود القنطري، وأبو اسماعيل محمد بن اسماعيل الترمذي، وزهير بن محمد بن قمير، ومحمد بن اسماعيل بن عليّة قاضي دمشق، وأبو بكر أحمد بن علي بن سعيد القاضي، وأبو يعلى الموصلي، وعبد الله بن محمد البغوي (246 - ظ) ومحمد بن اسحاق الصغاني، وابراهيم بن أبي داود البرلسي، وعثمان بن خرزاد، واسحاق بن ابراهيم بن محمد بن عرعرة، وعلي ابن عبد الرحمن بن المغيرة وأبو الاصبغ محمد بن عبد الرحمن بن كامل الاسدي القرقساني، وأبو بكر محمد بن هارون بن عيسى الازدي، ومحمد بن بشر بن مطر وعبد الله بن أحمد ومحمد بن يحيى بن سليمان المروزي والحارث بن محمد بن أبي أسامة، وحامد بن محمد بن شعيب البلخي ومحمد بن يوسف التركي وغيرهم

(2)

.

(1)

- تاريخ بغداد:8/ 226.

(2)

- تاريخ دمشق لابن عساكر:5/ 113 - و. ظ.

ص: 2883

أخبرنا أبو المظفر عبد الرحيم بن عبد الكريم السمعاني-في كتابه-قال:

أخبرنا أبو البركات عبد الله بن محمد بن الفضل الفراوي، ح.

وأخبرنا القاسم بن عبد الله بن عمر الصفار كتابة قال: أخبرتنا عمة والدي عائشة بنت أحمد بن منصور قالا: أخبرنا أبو بكر أحمد بن علي بن عبد الله بن خلف قال: أخبرنا أبو عبد الله الحافظ قال: أخبرني عبد العزيز بن عبد الملك الاموي قال:

حدثنا أبو بكر محمد بن العباس بن فضل البغدادي بحلب قال: حدثنا أحمد بن الحسن بن عبد الجبار قال: مات الحكم بن موسى سنة اثنتين وثلاثين ومائتين.

أنبأنا أبو القاسم عبد الصمد بن محمد القاضي قال: أخبرنا أبو محمد عبد الكريم بن حمزة السلمي-اجازة ان لم يكن سماعا-عن عبد العزيز التميمي قال:

أخبرنا مكي بن محمد بن الغمر قال: أخبرنا أبو سليمان بن زبر قال: سنة اثنتين وثلاثين ومائتين فيها مات الحكم بن موسى يوم السبت ليومين خليا من شوال (247 - و).

أنبأنا أبو اليمن زيد بن الحسن قال: أخبرنا أبو منصور بن زريق قال: أخبرنا أبو بكر الخطيب قال: أخبرنا أحمد بن أبي جعفر قال: أخبرنا محمد بن المظفر قال:

قال البغوي: ومات أبو صالح الحكم بن موسى ليومين من شوال سنة اثنتين وثلاثين وقد كتبت عنه.

وقال أخبرنا الخطيب قال: أخبرنا محمد بن الحسين القطان قال: أخبرنا جعفر ابن محمد الخلدي قال: حدثنا محمد بن عبد الله بن سليمان الحضرمي قال: سنة اثنتين وثلاثين ومائتين فيها مات الحكم بن موسى أبو صالح البغدادي

(1)

.

أنبأنا ابن المقيّر عن أبي الفضل بن ناصر عن أبي الفضل بن الحكاك قال:

أخبرنا أبو نصر عبيد الله بن سعيد قال: أخبرنا الخصيب بن عبد الله قال: أخبرني عبد الكريم بن أبي عبد الرحمن النسوي قال: أبو صالح الحكم بن موسى بغدادي أخبرنا عبد الله بن أحمد بن عبد السلام عن محمد بن اسماعيل قال: مات الحكم ابن موسى أبو صالح بغدادي سنة ثنتين وثلاثين ومائتين.

(1)

- تاريخ بغداد:8/ 228 - 229.

ص: 2884

أنبأنا أبو نصر القاضي قال: أخبرنا أبو القاسم الحافظ قال: أخبرنا أبو سعد المطرز وأبو علي الحداد وأبو القاسم غانم بن محمد في كتبهم. ثم أخبرنا أبو المعالي عبد الله بن أحمد بن محمد قال: أخبرنا أبو علي قالوا: أخبرنا أبو نعيم أحمد بن عبد الله قال: حدثنا أبو القاسم بن أحمد بن أبي حصين قال: حدثنا محمد ابن عبد الله بن سليمان الحضرمي قال: ومات الحكم بن موسى أبو صالح سنة خمس وثلاثين ومائتين.

قلت هكذا روى أبو القاسم بن أبي حصين عن محمد بن عبد الله بن سليمان الحضرمي في (247 - ظ) وفاة الحكم وقد روى جعفر الخلدي والحسن بن محمد السكوني كلاهما عن محمد بن عبد الله بن سليمان الحضرمي أن وفاته كانت سنة اثنتين وثلاثين. وقد ذكرنا رواية جعفر الخلدي عن الحضرمي.

وأما رواية السكوني عنه فقد أخبرنا بها عمر بن محمد بن طبرزد اجازة عن أبي القاسم بن السمرقندي قال: أخبرنا أبو علي بن المسلمة وأبو القاسم عبد الواحد بن علي بن محمد بن فهد قالا: أخبرنا أبو الحسن الحمامي قال: أخبرنا الحسن بن محمد السكوني قال: حدثنا محمد بن عبد الله بن سليمان قال: وفيها-يعني- سنة اثنتين وثلاثين ومائتين مات الحكم بن موسى أبو صالح البغدادي.

وقد حكي عن حامد بن شعيب أن الحكم توفي سنة خمس وثلاثين.

أخبرنا بذلك محمد بن محمد بن شهريار-في كتابه-قال: أخبرتنا أم البهاء فاطمة بنت أبي الفضل البغدادي قال: أخبرنا أبو طاهر الثقفي قال: أخبرنا أبو بكر محمد بن ابراهيم المقرئ قال: سمعت حامد بن شعيب يقول: مات الحكم بن موسى سنة خمس وثلاثين ومائتين.

‌الحكم بن نميلة الخراساني:

قائد مذكور كان مع عمر بن هبيرة فلما انهزم ابن هبيرة عن قحطبة سار الحكم مع جماعة من العرب الخراسانيين وتوجهوا يريدون مروان بن محمد حتى أتوا عانة

ص: 2885

وعليها صاعد بن عبيد فاحتبسهم عنده وكتب الى مروان يخبره فكتب مروان الى صاعد يأمره بالاحسان اليهم، وان يولي عليهم الحكم بن نميلة فلما انهزم مروان (248 - و) عن الزاب كتب الى الخراسانية الذين بعانة أن يوافوه بمنبج ففعلوا.

وقدموا عليه منبج ومعهم الحكم بن نميلة واليا عليهم، ومضوا مع مروان بن محمد الى مصر والحكم بن نميلة معهم

(1)

(248 - ظ).

***

(1)

-كان هذا أثناء هزيمة الجيوش الاموية على أيدي قوات الثورة العباسية.

ص: 2886

‌الحكم بن الوليد بن يزيد:

بسم الله الرحمن الرحيم

وبه توفيقي

ابن عبد الملك بن مروان بن الحكم بن أبي العاص بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف القرشي الاموي، جعل أبوه الوليد بن يزيد له ولاية العهد من بعده، ثم من بعده لاخية عثمان بن الوليد فلما قتل الوليد بالبخراء

(1)

قيل ان يزيد بن الوليد جسهما بقلعة قنسرين، وقيل ان عبد العزيز بن الحجاج ويزيد بن خالد القسري ومن تابعهما بقنسرين قتلوهما بقنسرين وقيل بدمشق، وكان الحكم شاعرا.

أنبأنا أبو اليمن زيد بن الحسن الكندي عن أبي محمد بن عبد الباقي الأنصاري قال: أنبأنا أبو محمد الجوهري عن أبي عبيد الله محمد بن عمران المرزباني قال في معجم الشعراء: الحكم بن الوليد بن يزيد بن عبد الملك كان ولي عهد أبيه ثم أخوه بعده، فقتلا في الحبس وهو القائل:

أتنزع بيعتي من أجل أمي

وقد بايعتم بعدي هجينا

فإن أهلك أنا وولي عهدي

فمروان أمير المؤمنينا

فاحتج مروان بهذا البيت في طلب الخلافة فأقبل الى الشام فغلب عليها.

(2)

أنبأنا أبو حفص عمر بن محمد بن طبرزد عن أبي غالب وأبي عبد الله ابني أبي علي بن البناء قالا: أخبرنا أبو جعفر بن المسلمة قال: أخبرنا أبو طاهر المخلص قال:

(1)

-قرب تدمر ما تزال تحمل الاسم نفسه، انظر تاريخ خليفة:2/ 559.

(2)

-ليس في المطبوع من معجم المرزباني، وكان من عادة بني أمية عدم تولية الخلافة أبناء الاماء.

ص: 2887

أخبرنا أحمد بن سليمان قال: حدثنا الزبير بن بكار قال: فولد الوليد بن يزيد بن عبد الملك (250 - و): يزيد والحكم المذبوح في السجن. قال الحكم بن الوليد ابن يزيد المقتول في السجن هو وأخوه-يعني-عثمان وهو ولي عهد أبيه ثم أخوه من بعده:

أتنزع بيعتي من أجل أمي

وقد بايعتم بعدي هجينا

ومروان بأرض ابني نزار

كليث الغاب مفترشا عرينا

وان أهلك أنا وولي عهدي

فمروان أمير المؤمنينا

فأخبرني عمي مصعب بن عبد الله ومحمد بن الضحاك قالا: بهذا البيت الأخير احتج مروان في طلب الخلافة فأقبل الى الشام حتى أخذها وأما قوله:

أتنزع بيعتي من أجل أمي

وقد بايعتم بعدي هجينا

فانه ابن أم ولد ويزيد بن الوليد الذي بايعوا ابن ام ولد وكان بنوا مروان يرون أن ذهاب ملكهم على يد خليفة منهم ابن أم ولد

(1)

.

قرأت بخط أبي عبد الله محمد بن علي بن العظيمي الاستاد في تاريخه. وأخبرنا به-اجازة عنه-شيخنا أبو اليمن زيد بن الحسن الكندي وغيره قال: سنة سبع وعشرين ومائة فيها أقبل مروان بن محمد بن مروان من الجزيرة حتى وصل دمشق لست ليال خلون من صفر فلما نزل نهض عبد العزيز بن الحجاج ويزيد بن خالد بن عبد الله القسري بقنسرين ومن تابعهما على ذلك الى الحكم وعثمان ابني الوليد وهما محبوسان في الحصن، وكان يزيد بن الوليد حبسهما فقتلوهما، وقتلوا يوسف بن عمر الثقفي، وأخذ عبد العزيز بن الحجاج فقتل (250 - ظ) وصلب، وقتل يزيد ابن خالد بن عبد الله، وصلبا على باب الجابية مع ناس كثير، ولما بايع الناس مروان نزل على حلب وكان على قنسرين بشر بن الوليد بن عبد الملك فأخذه وأخذ مسرور

(1)

-ليس في المطبوع من جمهرة نسب قريش للزبير بن بكار.

ص: 2888

ابن الوليد، وكان معهما ابراهيم بن عبد الحميد بن عبد الرحمن فحبسهما، وقتل ابراهيم بن عبد الحميد، وكان عبد العزيز بن الحجاج محاصرا لاهل حمص يرميهم بالمجانيق، فلما بلغه مسير مروان رحل عنهم وسار مروان الى سليمان بعين

(1)

الجر، فاقتتلوا أياما وقتل من الفريقين خلق حتى انهزم سليمان وأصحابه ومواليه الذكوانية فدخل سليمان دمشق وعندها يقال انه قتل الحكم وعثمان ابنا الوليد بن يزيد

(2)

.

أنبأنا سليمان بن الفضل قال: أخبرنا الحافظ أبو القاسم علي بن الحسن قال:

قرأت على أبي الوفاء حفاظ بن الحسن بن الحسين عن أبي محمد عبد العزيز بن أبي طاهر قال: أخبرنا أبو سليمان بن زبر قال: أخبرنا عبد الله بن أحمد بن جعفر قال: أخبرنا محمد بن جرير قال: حدثني أحمد بن زهير قال: حدثنا عبد الوهاب بن ابراهيم قال: حدثنا أبو هاشم مخلد بن محمد مولى عثمان بن عفان قال: لما أتى مروان موت يزيد بن الوليد شخص الى ابراهيم بن الوليد فسار في جند الجزيرة، ووجه ابراهيم الجيوش مع سليمان بن هشام، فسار بهم حتى نزل عين الجر فالتقيا بها فدعاهم مروان الى الكف عن قتاله والتخلية عن ابني الوليد: الحكم وعثمان، وهما في سجن دمشق محبوسان فأبوا عليه، وجدوا في قتاله (251 - و) فاقتتلوا فكانت هزيمتهم، فقتلوا منهم نحوا من سبعة عشر أو ثمانية عشر ألفا، وأتوا مروان من أسراهم بمثل عدة القتلى أو أكثر، فأخذ مروان عليهم البيعة للغلامين: الحكم وعثمان، وكان يزيد بن عبد الله القسري معهم فهرب فيمن هرب مع سليمان بن هشام الى دمشق، ومضى سليمان ومن معه من الفل حتى أصبحوا دمشق، واجتمع اليه والى ابراهيم والى عبد العزيز بن الحجاج رؤوس من معهم وهم: يزيد بن خالد القسري وأبو علاقة السكسكي وأبو دؤالة ونظراؤهم فقال بعضهم لبعض: ان بقي الغلامان ابنا الوليد حتى يقدم مروان فيخرجهما من الحبس ويصير الامر اليهما لم يستبقيا أحدا ممن قتل أباهما، فالرأي أن نقتلهما، فولوا ذلك يزيد بن خالد، ومعهما في الحبس أبو محمد السفياني، ويوسف بن عمر فأرسل اليهما يزيد مولى لخالد يكنى أبا الاسد في عدة من أصحابه، فدخل السجن فشدخ الغلامين بالعمد، وأخرج

(1)

-هي بلدة عنجر الحالية في لبنان على مقربة من الحدود مع سورية.

(2)

-انظر تاريخ العظيمي:212 - 213.

ص: 2889

يوسف بن عمر فضرب عنقه، وأرادوا أبا محمد ليقتلوه فدخل بيتا من بيوت السجن فأغلقه وألقى خلفه الفرش والوسائد واعتمد على الباب فلم يقدروا على فتحه ودعوا بنار ليحرقوه فلم يؤتوا بها حتى قيل قد دخلت خيل مروان المدينة، وهرب ابراهيم ابن الوليد وتغيب، وأنهب سليمان ما كان في بيت المال من المال وقسمه فيمن معه من الجنود وخرج من المدينة، وثار من فيها من موالي الوليد بن يزيد الى دار عبد العزيز بن الحجاج فقتلوه ونبشوا قبر (251 - ظ) يزيد بن الوليد وصلبوه على باب الجابية، ودخل مروان دمشق فنزل عالية وأتي بالغلامين مقتولين ويوسف بن عمر فأمر بهم فدفنوا وأتي بأبي محمد محمولا في كبوله فسلم عليه بالخلافة، ومروان يسلم عليه يومئذ بالإمرة، فقال له: مه فقال: انهما جعلاها لك بعدهما وأنشده شعرا قاله الحكم في السجن.

قال: وكانا قد بلغا، ولد لأحدهما وهو الحكم، وكان أكبرهما والآخر قد احتلم قبل ذلك بيسير، فقال: قال الحكم:

الا من مبلغ مروان عني

وعقبى العمر طال بذي حنينا

بأني قد ظلمت وصار قومي

على قتل الوليد متشايعينا

أيذهب كلبهم بدمي ومالي

فلاغثا أصبت ولا سمينا

ومروان بأرض بني نزار

كليث الغاب مفترش عرينا

ألا يحزنك قتل فتى قريش

وشقهم عصا للمسلمينا

ألا واقر السلام على قريش

وقيس بالجزيرة أجمعينا

وسار الناقص

(1)

القدري فينا

وألقى الحرب بين بني أبينا

فلو شهد الفوارس من سليم

وكعب لم أكن لهم رهينا

ولو شهدت ليوث بني تميم

لما بعنا تراث بني أبينا

أتنكث بيعتي من أجل أمي

وقد بايعتم قبلي هجينا

(1)

-الوليد بن يزيد سمي بالناقص لانه نقص الاعطيات.

ص: 2890

فليت خؤولتي في غير كلب

وكانت في ولادة آخرينا (252 - و)

فان أهلك أنا وولي عهدي

فمروان أمير المؤمنينا

قال: ابسط يدك أبايعك، وسمع من مع مروان من أهل الشام فكان أول من نهض معاوية بن يزيد بن حصين بن نمير ورؤوس أهل حمص فبايعوه، فأمرهم أن يختاروا لولاية أجنادهم فاختار أهل دمشق زامل بن عمرو الحبراني، وأهل حمص عبد الله ابن شجرة الكندي، وأهل الأردن الوليد بن معاوية بن مروان، وأهل فلسطين ثابت بن نعيم الجذامي الذي كان استخرجه من سجن هشام وغدر به بأرمينية، فأخذ عليهم العهود المؤكدة والأيمان المغلظة على بيعته وانصرف الى منزله من حران.

ولما استوت لمروان الشام وانصرف الى منزله من حران طلب الأمان منه ابراهيم ابن الوليد، وسليمان بن هشام فأمنهما، فقدم عليه سليمان وكان يومئذ بتدمر فيمن معه من أخوته وأهل بيته ومواليه الذكوانيه فبايعوا مروان

(1)

.

أخبرنا عمر بن طبرزد قال: أخبرنا أبو القاسم اسماعيل بن أحمد-إجازة إن لم يكن سماعا-قال: أخبرنا أبو بكر محمد بن هبة الله بن الطبري قال: أخبرنا أبو الحسين محمد بن الحسين بن الفضل قال: أخبرنا أبو محمد عبد الله بن جعفر ابن درستويه قال: حدثنا يعقوب بن سفيان قال: وعقد-يعني الوليد-لابنه الحكم بن الوليد واستعمله على دمشق، وعهد من بعد الحكم لابنه عثمان بن الوليد واستعمله على حمص.

وقال: حدثنا يعقوب بن سفيان قال: قال ابن بكير: قال الليث: وفي سنة سبع وعشرين ومائة قتل الحكم، يعني ابن

(2)

الوليد (252 - ظ).

‌الحكم بن هشام بن عبد الرحمن:

أبو محمد الثقفي العقيلي، من آل أبي عقيل، الثقفي الكوفي، حدث عن عبد الملك ابن عمير، ويونس بن عبيد، وعباد بن منصور، ويحيى بن سعيد بن أبان، وقتاده

(1)

- تاريخ الطبري:7/ 311 - 312. مع فوارق.

(2)

-ليس في المطبوع من كتاب المعرفة والتاريخ للفسوي.

ص: 2891

وحمّاد بن أبي سليمان، وسفيان الثوري، وشيبه بن المساور، وأبي اسحاق الهمداني، وهشام بن عروة، ومنصور بن المعتمر.

روى عنه عبد الله بن صالح بن مسلم العجلي وعبد الله بن عبد الملك الجمحي، وهشام بن عمار، ومحمد بن عائذ، ويحيى بن يمان، واسحاق بن منصور، والوليد ابن مسلم، ويوسف بن أبي أمية الثقفي، وكثير بن هشام، وعبد الله بن يوسف والهيثم بن خارجة، وأبو مسهر ومحمد بن الصلت وعبد الرحمن بن علقمة المروزي ويعقوب القمحي، وأبو النضر اسحاق بن ابراهيم القرشي، وكان مؤاخيا لأبي حنيفة رضي الله عنه، وكان يتجر من الكوفة الى الشام، وقدم حلب وحكى حكاية جرت له بها مع رجل سأله عن أبي حنيفة (253 - و).

قال: أخبرنا أبو محمد الجوهري قال: أخبرنا أبو حفص بن شاهين قال: حدثنا محمد بن محمد بن سليمان الباغندي قال: أخبرنا هشام بن عمار قال: حدثنا الحكم ابن هشام قال: حدثنا عبد الملك بن عمير عن أبي برده بن أبي موسى، وأبي بكر ابن أبي موسى عن أبي موسى الأشعري قال: سافرنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة فعرس

(1)

فعرسنا فتعار

(2)

من الليل فأتيت مضجعه وجاء رجل آخر من المسلمين فالتقينا عند مضجعه فلم نره، فشق ذلك الأمر علينا فاذا نحن بهزيز كهزيز الرحا، قال فأتيناه فلقينا النبي صلى الله عليه وسلم فقال: ما شأنكم؟ فقلنا: يا رسول الله تعارنا من الليل فأتينا مضجعك فلم نرك فيه، فشق ذلك علينا فخشينا أن يكون قد عضتك هامة أو سبع قال: فقال أتاني آت من ربي عز وجل فخيرني أن يدخل نصف أمتي الجنة وبين الشفاعة فاخترت الشفاعة، فقلنا يا رسول الله اجعلنا ممن تشفع له، فقال: أنتم-يعني-ممن أشفع له، قلنا: أو لا تبشر الناس، بها يعني؟ قال: فبشّر الناس وابتدروا الرجال فلما كثر (253 - ظ) على رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: هي لمن مات لا يشرك بالله شيئا.

(3)

.

قال ابن شاهين: تفرد بهذا الحديث الحكم بن هشام عن عبد الملك بن عمير،

(1)

-أي نزل آخر الليل للاستراحة. القاموس.

(2)

-أي ذهب عنا النوم. القاموس.

(3)

-انظره في كنز العمال:14/ 39752.

ص: 2892

وهو حديث غريب ما سمعناه إلا منه، والحكم بن هشام رجل من أهل الكوفة كان يتجر الى الشام، وهو ثقة كذلك. حدثنا الاصطخري عن عباس قال: سمعت يحيى ابن معين يقول: الحكم بن هشام كوفي ثقة.

أنبأنا أبو مسلم الهمداني قال: أجاز لنا جدي شهردار بن شيرويه الديلمي، أبو منصور قال: أخبرنا أبو الفرج الأصبهاني-بها إذنا-قال: أخبرنا أبو الحسين الإسكاف قال: أخبرنا أبو عبد الله محمد بن اسحاق بن مندة قال: أخبرنا الإمام أبو محمد الحارثي قال: حدثنا محمد-يعني-ابن منصور قال: حدثنا محمد بن ابراهيم قال: حدثنا علي بن عيسى عن عبد الله بن صالح عن الحكم بن هشام قال:

قدمت حلب فجاءني رجل، فقال لي: صف أبا حنيفة فاني لا أزال أرى رجلا يمدحه وآخر يذمه، فقلت لأصفن لك صفته ان شاء الله، كان أبو حنيفة لا يكفر أحداً حتى يخرج من الباب الذي دخل فيه، وكان ناصحا لمن كان له محباً أو مبغضاً، وكان عظيم الأمانة مات وعنده من الودائع ما لا يحصى، وخيّره السلطان على أن يوجع ظهره وبطنه أو يجعل مفاتيح خزائن الأموال بيده، فاختار عذابه على عذاب الآخرة.

أنبأنا أبو حفص المكتب عن أبي القاسم بن السمرقندي قال: أخبرنا أبو بكر (254 - و) بن الطبري قال: أخبرنا أبو الحسين محمد بن الحسين قال: أخبرنا عبد الله بن جعفر قال: حدثنا يعقوب بن سفيان قال: حدثنا عبد الله بن يوسف قال:

حدثنا الحكم بن هشام الثقفي من آل أبي عقيل شامي

(1)

.

قلت: هو كوفي-انما قال انه شامي لأنه سكن دمشق.

وقال شيخنا أبو حفص أخبرنا أبو عبد الله بن الحسن بن البناء عن علي بن ابن محمد عن محمد بن العباس قال: أخبرنا محمد بن القاسم قال: حدثنا ابن أبي خيثمة قال: أخبرنا سليمان-يعني-ابن أبي شيخ عن عبد الله بن صالح بن مسلم قال: كان الحكم بن هشام كوفياً يخرج الى دمشق ويأخذ عطاءه فيما هناك، ثم يرجع الى الكوفة. قال: وسمعت يحيى بن معين يقول: الحكم بن هشام الذي يروى عن عبد الملك كوفي ثقة

(2)

.

(1)

- المعرفة والتاريخ للفسوي:2/ 463.

(2)

-انظر تاريخ الثقات للعجيلي:127 - 128.

ص: 2893

أنبأنا أبو القاسم بن محمد القاضي قال: كتب الينا أبو بكر وجيه بن طاهر الشحامي قال: أخبرنا أحمد بن عبد الملك قال: أخبرنا أبو الحسن بن السقاء وأبو محمد بن بالوية قالا: حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب الأصم قال: سمعت عباس ابن محمد يقول: سمعت يحيى بن معين يقول: الحكم بن هشام كوفي يحدث عن عبد الملك بن عمير وهو ثقة.

قال: وأخبرنا أبو الحسن بن السقاء-وحده-قال: حدثنا أبو العباس قال:

سمعت العباس يقول: سمعت يحيى يقول: الحكم بن هشام ثقفي من آل أبي عقيل، يروي عنه أبو مسهر وغيره. (254 - ظ).

أنبأنا أبو البركات سعيد بن هاشم الخطيب قال: أنبأنا أبو الفرج مسعود بن الحسن الثقفي عن عبد الوهاب بن محمد بن اسحاق بن منده قال: أخبرنا أبو علي حمد بن عبد الله قال: أخبرنا عبد الرحمن بن أبي حاتم قال: الحكم بن هشام الثقفي العقيلي، من آل أبي عقيل كوفي، وقع الى دمشق، أبو محمد، روى عن قتادة، وحماد بن أبي سليمان وعبد الملك بن عمير، وهشام بن عروة.

روى عنه يعقوب القمي، ويحيى بن اليمان، وكثير بن هشام، واسحاق بن منصور وعبد الله بن يوسف وأبو النضر الدمشقي وعبد الرحمن بن علقمة المروزي وهشام ابن عمار.

سمعت أبي يقول ذلك، وروى عن أبي اسحاق الهمداني ومنصور بن معتمر ويونس بن عبيد وسفيان الثوري.

أخبرنا ابن أبي خيثمة في كتابه إليّ قال: سمعت يحيى بن معين يقول: الحكم أبن هشام الذي يروي عن عبد الملك بن عمير كوفي ثقة، سئل أبو زرعة عن الحكم ابن هشام فقال: لا بأس به

(1)

.

وقال مسعود بن الحسن الثقفي عن أبي بكر الخطيب قال: الحكم بن هشام أبو أحمد الثقفي من آل أبي عقيل، كوفي وقع الى دمشق، وحدث عن أبي اسحاق السبيعي وقتادة وعبد الملك بن عمير، والثوري.

(1)

-الجرح والتعديل:3/ 130.

ص: 2894

روى عنه يعقوب القمي ويحيى بن يمان، وكثير بن هشام وعبد الله بن يوسف التنيسي، وهشام بن عمار وغيرهم

(1)

(255 - و).

أنبأنا أبو القاسم بن الحرستاني عن عبد الكريم بن حمزة عن أبي نصر بن ماكولا قال: أما العقيلي-بفتح العين-فهو الحكم بن هشام، أبو أحمد الثقفي من آل أبي عقيل، كوفي، وذكر كما قال الخطيب سواء، غير أنه قال بدل: روى عنه، حدث عنه

(2)

.

أنبأنا ابن طبرزد عن أبي القاسم بن السمرقندي قال: أخبرنا عمر بن عبيد الله ابن عمر قال: أخبرنا أبو الحسين بن بشران قال: أخبرنا عثمان بن أحمد قال:

حدثنا حنبل بن اسحاق قال: حدثنا الهيثم بن خارجة قال: حدثنا الحكم بن هشام الكوفي قال: كان سعيد بن العاص يقول لبنيه: تعلموا الشعر، قال الهيثم: وكان الحكم بن هشام من ولد سعيد بن العاص، قال: وكان يقول: ومن مثل الحجاج تزوج أربعين من قريش.

أخبرنا أبو القاسم بن الحرستاني-فيما أذن لنا أن نرويه عنه-قال: أنبأنا أبو محمد عبد الكريم بن حمزة السّلمي عن أبي محمد الكتاني قال: أخبرنا أبو محمد بن أبي نصر قال حدثني محمد بن هارون الأنصاري قال حدثنا حويت بن سليمان قال: حدثنا محمد بن وهب قال: حدثنا الوليد بن مسلم قال: حدثنا الحكم ابن هشام العقيلي، وكان من الثقات. قال: حدثنا عبد الملك بن عمير فذكر حديثا.

وقال أبو عبد الله محمد بن ابراهيم الأصبهاني قلت لأبي حاتم: ما تقول في الحكم بن هشام يحدث عن عبد الملك بن عمير؟ قال: هو ثقفي كوفي يكتب حديثه ولا يحتج به. (255 - ظ).

أخبرنا القاضي أبو نصر محمد بن هبة الله-إذنا-قال: أخبرنا الحافظ أبو القاسم علي بن الحسن قال: الحكم بن هشام بن عبد الرحمن أبو محمد الثقفي العقيلي، من آل أبي عقيل الثقفي الكوفي، سكن دمشق وحدث عن قتادة وعبد الملك بن عمير، وحماد بن أبي سليمان، وأبي اسحاق الهمداني ومنصور بن المعتمر، وسفيان

(1)

-لا ترجمة للحكم بن هشام في تاريخ بغداد المطبوع.

(2)

- الاكمال:6/ 340 - 341.

ص: 2895

الثوري، وهشام بن عروة، ويونس بن عبيد، ويحيى بن سعيد بن أبان، وشيبه ابن المساور، وعباد بن منصور.

روى عنه عبد الله بن عبد الملك الجمحي، وعبد الله بن يوسف، وأبو النضر اسحاق بن ابراهيم القرشي، وهشام بن عمار، وسليمان بن عبد الرحمن، ومحمد ابن عائذ ويعقوب القمي، ويحيى بن يمان وكثير بن هشام، واسحاق بن منصور، وعبد الرحمن بن علقمة المروزي، والوليد بن مسلم ومحمد بن الصلت، ويوسف ابن أبي أمية الثقفي، والهيثم بن خارجة.

وقال أخبرنا الحافظ أبو القاسم قال: قرأنا على أبي غالب وأبي عبد الله ابني البناء عن علي بن محمد عن أبي عمر محمد بن العباس قال: حدثنا محمد بن القاسم قال: أخبرنا ابن أبي خيثمة قال: حدثنا سليمان-يعني-ابن أبي شيخ، ح.

وأخبرنا أبو بكر محمد بن محمد بن علي بن كرتيلا قال: أخبرنا أبو بكر محمد ابن علي بن محمد الخياط قال أخبرنا أبو الحسين أحمد بن عبد الله السوسجردي قال: أخبرنا أبو جعفر أحمد بن أبي طالب علي بن محمد بن أحمد قال: أخبرنا أبي قال: أخبرنا أبو عمرو محمد بن مروان بن عمر السعدي قال: حدثنا محمد (256 - و) ابن أحمد بن سليمان أن سليمان بن أبي شيخ حدثه قال: حدثنا عبد الله بن صالح العجلي قال: أقبل الحكم بن هشام الثقفي يريد مندلا فلما دنا منه، قال أصحاب مندل: تكلمه؟ قال: دعوه فلما جلس قالوا له: يا أبا محمد ما تقول في عثمان؟ قال: كان والله خيار الخيرة أمير البررة قتيل الفجرة، منصور النصرة مخذول الخذلة أما خاذله فقد خذله الله، وأما قاتله فقد قتله الله، وأما ناصره فقد نصره الله ما تقولون أنتم؟ قالوا: فعليّ خبر أم-وقال ابن كرتيلا: أو-معاوية؟ فقال: بل علي خير من معاوية، قالوا: فأيهما كان أحق بالخلافة؟ قال: من جعله الله خليفة فهو أحق

(1)

.

أنبأنا أبو اليمن الكندي قال: أخبرنا أبو البركات الأنماطي-إجازة إن لم يكن

(1)

-تاريخ الثقات للعجلي:127 - 128 مع فوارق. تاريخ دمشق لابن عساكر: 5/ 123 و-124 ظ.

ص: 2896

سماعا-قال: أخبرنا أبو الحسين بن الطيوري قال: أخبرنا الحسين بن جعفر ومحمد ابن الحسن، ح.

وأنبأنا أبو الحسن علي بن المفضل المقدسي الحافظ قال: أخبرنا الحافظ أبو طاهر السلفي-سماعا أو إجازة-قال: أخبرنا ثابت بن بندار قال: أخبرنا الحسين ابن جعفر قالا: أخبرنا الوليد بن بكر قال: حدثنا علي بن أحمد قال: حدثنا صالح ابن أحمد قال: حدثني أبي أحمد قال: حدثني أبي عبد الله قال: قال رجل للحكم ابن هشام: ما تقول في معاوية؟ قال: ذاك خال كل مؤمن، قال: ما تقول في عثمان؟ قال: كان والله منصور النصرة مخذول الخذلة مقتول القتلة أمير النور.

قال: حدثني أبي أحمد قال: حدثني أبي عبد الله قال: جاء يوما يشتري سمكا فاستعان برجل يشتري له، فقال له السماك: انظر (256 - ظ) أصلحك الله أي شحم في بطنها، قال: ظلم تقول إنا استعنا بهذا عليك ليكفينا مؤوتنك، وكان فقيرا، وكان يدعى الى الطعام وهو جائع، فيلبس مطرف خز له قديم ثم يدخل العرس فيبارك ولا يأكل عزة نفس.

وكان الحكم بن هشام عسرا في الحديث، فلما جاءه ابن المبارك انبسط اليه وحدثه، وكان مؤاخيا لأبي حنيفة. قال صالح: قال أبي الحكم بن هشام الثقفي من أنفس ثقيف وكان ثقة وكان يقول: انما كان هذا المنبر مجلس الحي-يعني

(1)

مسير الكوفة-لكثرة من وليه من ثقيف، وروى عن قتادة وعبد الملك بن عمير

(2)

أخبرنا أحمد بن أزهر بن عبد الوهاب السباك في كتابه-قال: أنبأنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي عن أبي بكر أحمد بن علي الخطيب قال: أخبرنا أبو منصور محمد بن أحمد بن شعيب الروياني قال: أخبرنا محمد بن أحمد بن يعقوب قال:

حدثنا محمد بن السمط بن الحسن الأسدي قال: حدثنا أبو نصر رجاء بن سهل الصغاني قال: حدثنا أبو مسهر قال: كنا عند الحكم بن هشام العقيلي، وعنده جماعة من أصحاب الحديث، قال: فقال: انه من أغرق في الحديث فليعد للفقر جلبابا

(1)

-في تاريخ الثقات-منبر-وهو الاقوم.

(2)

-العجلي-المصدر نفسه.

ص: 2897

فليأخذ أحدكم من الحديث بقدر الطاعة وليحترف حذرا من الفاقة

(1)

.

أخبرنا أبو محمد عبد الرحمن بن ابراهيم بن أحمد المقدسي بنابلس قال: أخبرتنا الكاتبة شهدة بنت أحمد الآبري قال: أخبرنا طراد بن محمد قال: أخبرنا أبو الحسين ابن بشران علي بن محمد بن عبد الله قال: أخبرنا (257 - و) أبو الحسين أحمد بن محمد بن جعفر الجوزي قال: حدثنا ابن أبي الدنيا قال: حدثني القاسم بن هاشم قال: حدثني محمد بن عبد الحميد الطائي قال: حدثنا هشام بن الكلبي قال: قال الحكم بن هشام لابن ابن له-وكان يتعاطى الشراب: أي بني إياك والنبيذ فانه قيء في شدقك وسلح على عقبك وحد في ظهرك، وتكون ضحكة للصبيان وأميرا للذبان.

‌الحكم والد شعيب بن الحكم:

كان بدابق حين ولي عمر بن عبد العزيز الخلافة، حكى عن عمر، روى عنه ابنه شعيب بن الحكم الشاعر.

أخبرنا أبو جعفر يحيى بن أبي منصور جعفر بن عبد الله الدامغاني-إذنا، وقرأت عليه اسناده-قال: أخبرنا أبي قال: أخبرنا الشريف أبو العز محمد بن المختار بن محمد بن المؤيد قال: أخبرنا أبو علي الحسن بن علي بن المذهب قال:

أخبرنا أبو بكر أحمد بن جعفر القطيعي قال: حدثنا أبو عبد الرحمن عبد الله بن أحمد بن محمد بن حنبل قال: حدثني الوليد بن شجاع قال: حدثني مبشر-يعني الحلبي-قال: حدثني شعيب بن الحكم الشاعر عن أبيه قال: رأيت عمر بن عبد العزيز رحمه الله بمسجد دابق حين دعي ليبايع له فمر الى جانبي وان عليه لمطرف خز وكساء خز وهو يقول: الله المستعان، الله المستعان.

‌حكيم بن حزام

ابن خويلد بن أسد بن عبد العزي بن قصي بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي ابن غالب، أبو خالد القرشي الأسدي، صحب النبي صلى الله (257 - ظ) وعليه

(1)

-ليس للحكم بن هشام ترجمة في تاريخ بغداد المطبوع.

ص: 2898

وسلم وروى عنه سعيد بن المسيب ومحمد بن سيرين، وعروة بن الزبير، وعطاء بن أبي رباح، وموسى بن طلحة، والمطلب بن حنطب المخزومي، وعبد الله بن عروة ابن بنته، وصفوان بن محرز، وعراك بن مالك، وسليمان بن أبي خيثمة، ويوسف ابن ماهك، ويوسف بن مهران، وعبد الله بن الحارث، وأبو حبيبة مولى الزبير، وقيل إنه شهد صفين مع علي رضي الله عنه، وقيل إنه غزا القسطنطينية في زمن معاوية مع ابنه يزيد بن معاوية.

أخبرنا القاضي أبو القاسم عبد الصمد بن محمد بن أبي الفضل الأنصاري الحرستاني-بقراءتي عليه-قلت له: أخبركم أبو محمد طاهر بن سهل بن بشر الأسفرائيني فأقر به قال: أخبرنا أبو الحسين محمد بن مكي بن عثمان بن عبد الله الأزدي المصري قال: حدثنا أبو الحسين محمد بن أحمد بن العباس الاخميمي، بانتقاء أبي محمد عبد الغني بن سعيد بن علي الأزدي الحافظ قال: حدثنا محمد ابن الوليد القرشي قال: حدثنا عبد الوهاب قال: حدثنا خالد عن عطاء بن أبي رباح عن حكيم بن حزام قال: كنت أشتري الطعام فنهاني رسول الله صلى الله عليه وسلم أن أبيع الطعام حتي أقبضه

(1)

.

أخبرنا أبو حفص ابن طبرزد-بقراءتي عليه-قال: أخبرنا أبو القاسم هبة الله بن محمد بن الحصين قال: أخبرنا أبو طالب بن غيلان قال: أخبرنا أبو بكر الشافعي قال: وحدثنا معاذ بن المثنى قال: حدثنا سيف بن مسكين قال: حدثنا شعبة قال: أخبرني جعفر بن اياس قال: سمعت يوسف بن مهران محدث عن حكيم بن حزام قال: قلت: يا رسول الله (258 - و) يأتيني الرجل يطلب مني البيع وليس عندي أفأشتريه له؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لاتبع ما ليس عندك

(2)

.

هكذا قال يوسف بن مهران.

وقال: أخبرنا أبو بكر الشافعي قال: حدثنا ابن ياسين قال: حدثنا بندار قال:

(1)

-لم أجده بهذا اللفظ انظر التاريخ الكبير للبخاري:1/ 260/4.

(2)

-أنظره في كنز العمال:10057،4/ 9459.

ص: 2899

حدثنا محمد قال: حدثنا شعبة عن أبي بشر قال: سمعت يوسف بن ماهك يحدث عن حكيم بن حزام قال: بايعت رسول الله صلى الله عليه وسلم على أن لا أخرّ إلاّ قائما، قال: قلت يا رسول الله الرجل يسألني البيع وليس عندي أفأبيعه قال:

لا تبع ما ليس عندك. (258 - ظ).

أنبأنا أبو حفص عمر بن محمد بن طبرزد عن أبي غالب أحمد وأبي عبد الله يحيى ابني الحسن بن البناء قالا: أخبرنا أبو جعفر بن المسلمة قال: أخبرنا أبو طاهر المخلص قال: أخبرنا أحمد بن سليمان قال: حدثنا الزبير بن بكار قال:

وولد حزام بن خويلد حكيما وخالد وهشاما، وأمهم فاخته بنت زهير بن الحارث ابن اسد بن عبد العزى

(1)

.

وقال ابنا البناء: أخبرنا أبو الحسين بن الآبنوسي قال: أخبرنا احمد بن عبيد -اجازة-قال: حدثنا محمد بن الحسين قال: حدثنا ابن أبي خيثمه قال: أخبرنا مصعب بن عبد الله قال: حكيم بن حزام بن خويلد بن أسد بن عبد العزى، أسلم يوم الفتح، وشهد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم حنينا مسلما، وكان حكيم ابن حزام نجا يوم بدر، فكان حكيم إذا حلف بيمين قال: لا والذي نجاني يوم بدر

(2)

.

أنبأنا الحافظ أبو الحسن علي بن المفضل المقدسي قال: أخبرنا أبو القاسم عبد الملك بن بشكوال-في كتابه-قال: أخبرني أبو محمد بن عتاب وأبو عمران ابن أبي تليد-إجازة-قالا: أخبرنا أبو عمر النمري قال: أخبرنا أبو القاسم خلف ابن القاسم قال: أخبرنا أبو علي سعيد بن عثمان بن السكن قال: حدثنا علي بن محمد قال: حدثنا عباس الترفقي قال حدثنا محمد بن عمر عن أبيه عن المنذر بن عبد الله عن موسى بن عقبة عن أبي حبيبة مولى الزبير قال: سمعت حكيم بن حزام يقول: ولدت قبل الفيل بثلاثة عشر سنة

(3)

.

(1)

- جمهرة نسب قريش:353.

(2)

- نسب قريش:231.

(3)

- الاستيعاب:1/ 319 والاقوم قوله: بثلاث عشرة سنة.

ص: 2900

أخبرنا القاضي أبو نصر محمد بن هبة الله-إذنا-قال: أخبرنا الحافظ أبو القاسم علي بن الحسن قال: أنبأنا أبو سعد المطرز وأبو علي (259 - و) الحداد قالا: أخبرنا أبو نعيم الحافظ قال: حدثنا أبو حامد بن جبلة قال: حدثنا أبو العباس السراج قال: أخبرني أبو يونس قال: حدثنا ابراهيم بن المنذر قال:

حكيم بن حزام بن خويلد بن أسد بن عبد العزى وأمه فاخته بنت زهير بن الحارث ابن أسد بن عبد العزى، يكنى أبا خالد مات سنة أربع وخمسين وهو ابن مائة وعشرين، ولد قبل الفيل بثلاث عشرة سنة ومات بالمدينة

(1)

.

أنبأنا أبو اليمن زيد بن الحسن قال: أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي -إجازة إن لم يكن سماعا-قال: أخبرنا الحسن بن علي قال: أخبرنا أبو عمر ابن حيوية قال: أخبرنا أحمد بن معروف قال: حدثنا الحسين بن الفهم قال: حدثنا محمد بن سعد قال: في الطبقة الرابعة من بني أسد بن عبد العزى: حكيم بن حزام بن خويلد بن أسد بن عبد العزى بن قصي، وأمه أم حكيم بنت زهير بن الحارث بن أسد بن عبد العزى بن قصي.

وقال محمد بن عمر: وشهد حكيم بن حزام مع أبيه الفجار، وقتل أبوه حزام ابن خويلد في الفجار الآخرة

(2)

وكان حكيم يكنى أبا خالد وقدم حكيم بن حزام المدينة ونزلها وبنى بها دارا عند بلاط الفاكهة عند زقاق الصواغين، ومات بالمدينة سنة أربع وخمسين في خلافة معاوية بن أبي سفيان، وهو ابن عشرين ومائة سنة

(3)

.

أنبأنا أبو العباس أحمد بن عبد الله بن علوان قال: أخبرنا أبو الفرج مسعود ابن الحسن الثقفي في كتابه عن أبي عمر وعبد الوهاب بن محمد بن اسحاق بن مندة قال: أخبرنا الحسن بن محمد بن يوسف قال: أخبرنا أحمد بن محمد بن عمر قال:

أخبرنا أبو بكر (259 - ظ) بن أبي الدنيا قال: حدثنا محمد بن سعد قال: في الطبقة الرابعة ممن لقي النبي صلى الله عليه وسلم بالطريق وأسلم قبل أن يدخل مكة -يعني عام الفتح-حكيم بن حزام بن خويلد بن أسد بن عبد العزى بن قصي-يكنى

(1)

-تاريخ دمشق لابن عساكر:5/ 125 - ظ.

(2)

-من أيام قريش قبل الاسلام سميت بالفجار لوقوعها في الاشهر الحرم.

(3)

-لا ترجمة له في الطبقات الكبرى لابن سعد.

ص: 2901

أبا خالد-مات بالمدينة سنة أربع وخمسين وهو ابن مائة وعشرين سنة وله دار بالمدينة عند بلاط الفاكهة عند زقاق الصواغين.

أخبرنا أبو الحسن علي بن المفضل المقدسي في كتابه إليّ من الاسكندرية عن أبي القاسم بن بشكوال قال: أخبرني أبو محمد بن عتاب، وأبو عمران بن أبي تليد-إجازة-قالا: أخبرنا أبو عمر النمري قال: أخبرنا أبو القاسم خلف بن القاسم قال: أخبرنا أبو علي سعيد بن عثمان بن السكن قال: حكيم بن حزام بن خويلد بن أسد بن عبد العزى بن قصي بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب أبو خالد الأسدي حجازي، مديني يقال إنه عاش في الجاهلية ستين سنة وفي الإسلام ستين سنة، أمه فاخته بنت زهير بن الحارث بن أسد مات سنة أربع وخمسين.

أخبرني محمد بن أبي عوانه قال: حدثنا سليمان بن سيف قال: حدثنا سعيد ابن بزيع عن محمد بن اسحاق قال: ومنهم حكيم بن حزام بن خويلد بن أسد بن عبد العزى بن قصي بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك ابن النضر بن كنانة.

قال ابن السكن: وكان اسلامه في سنة ثمان من الهجرة ويقال هو من مسلمة الفتح، وكان لحكيم من الولد: عبد الله، وخالد ويحيى وهشام، أدركوا النبي صلى الله عليه وسلم كلهم وأسلموا يوم الفتح وصحبوا (260 - و) رسول الله صلى الله عليه وسلم.

وقال ابن اسحاق: كان حكيم من المؤلفة، فأعطاه رسول الله صلى الله عليه وسلم من غنائم خبير مائة من الابل.

وقال ابن السكن: أخبرنا الحسين بن اسماعيل بن محمد قال: حدثنا يوسف ابن موسى القطان قال: حدثنا أبو أسامة قال: حدثنا هشام بن عرون قال: أخبرني أبي أن حكيم بن حزام أعتق في الجاهلية مائة رقبة وحمل على مائة بعير، فلما أسلم حمل على مائة بعير وأعتق مائة رقبة، قال: فسألت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت: يا رسول الله أشياء كنت أصنعها في الجاهلية أتحنث بها-يعني أتبرّر

ص: 2902

بها-فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أسلمت على ما سلف لك من خير

(1)

.

أنبأنا أبو اليمن الكندي قال: أخبرنا أبو البركات الأنماطي-إجازة إن لم يكن سماعا-قال: أخبرنا أبو الحسين بن الطيوري قال: أخبرنا الحسين بن جعفر ومحمد بن الحسن، ح.

وأخبرنا الحافظ أبو الحسن علي بن المفضل في كتابه من الإسكندرية، قال:

أخبرنا الحافظ أبو طاهر أحمد بن محمد الأصبهاني قال: أخبرنا ثابت بن بندار قال:

أخبرنا الحسين بن جعفر قالا: أخبرنا الوليد بن بكر قال: أخبرنا علي بن أحمد ابن زكريا قال: أخبرنا صالح بن أحمد بن صالح قال: حدثني أبي أحمد قال: حكيم ابن حزام بن خويلد الأسدي من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، وعمته خديجة وابنه هشام بن حكيم

(2)

.

أنبأنا أبو نصر محمد بن هبة الله القاضي قال: أخبرنا الحافظ أبو القاسم علي بن الحسن قال: أنبأنا أبو محمد عبد الله بن علي بن الآبنوسي (260 - ظ)

وأخبرني أبو الفضل بن ناصر عنه قال: أخبرنا أبو محمد الجوهري، ح.

وأنبأنا أبو اليمن الكندي عن أبي بكر محمد بن عبد الباقي عن أبي محمد الجوهري قال: أخبرنا الحسين بن المظفر قال: أخبرنا أحمد بن علي بن الحسن قال: أخبرنا أحمد بن عبد الله بن عبد الرحيم قال: ومن بني أسد بن عبد العزى ابن قصي بن كلاب بن مرة: حكيم بن حزام بن خويلد بن أسد بن عبد العزى، وأمه زينب، ويقال فاخته بنت زهير بن الحارث بن أسد، وأمها سلمى بنت عبد مناف بن عبد الدار بن قصي، يكنى أبا خالد، وكان اسلامه يوم الفتح، وكان من المؤلفة، أعطاء النبي صلى الله عليه وسلم من غنائم حنين مائة بعير فيما ذكر ابن اسحاق، ولد حكيم بن حزام: أم هشام، وهشام، وخالد ويحيى، وعبد الله وأم سمية، وأم عمرو، فذلك، ومات سنة أربع وخمسين بالمدينة وهو ابن عشرين ومائة ويروى عنه أنه قال: ولدت قبل الفيل بثلاث عشرة.

(1)

- انظر الاستيعاب على هامش الاصابة:1/ 319 - 320.

(2)

-تاريخ الثقات للعجلي:128/ 129.

ص: 2903

أخبرنا أبو الفتوح نصر بن أبي الفرج الحصري في كتابه من مكة قال: أخبرنا الحافظ أبو محمد عبد الله بن محمد بن علي الأشيري قال: أخبرنا أبو الوليد يوسف بن عبد العزيز بن الدباغ قال: أخبرنا أبو محمد عبد الرحمن بن عبد العزيز بن ثابت قال: أخبرنا أبو عمر يوسف بن عبد الله بن عبد البر قال: حكيم ابن حزام بن خويلد بن أسد بن عبد العزى بن قصي القرشي الأسدي يكنى أبا خالد، هو ابن أخي خديجة بنت خويلد زوج النبي صلى الله عليه وسلم، ولد في الكعبة وذلك أن أمه دخلت الكعبة في نسوة (261 - و) من قريش وهي حامل، فضربها المخاض، فأتيت بنطع فولد حكيم بن حزام عليه، وكان من أشراف قريش ووجوهها في الجاهلية والاسلام، كان مولده قبل الفيل بثلاث عشرة سنة أو اثنتي عشرة سنة على اختلاف في ذلك وتأخر إسلامه الى عام الفتح فهو من مسلمة الفتح هو، وبنوه: عبد الله وخالد ويحيى وهشام وكلهم صحب النبي صلى الله عليه وسلم، وعاش حكيم بن حزام في الجاهلية ستين سنة، وفي الإسلام ستين سنة، وتوفي بالمدينة في داره بها عند بلاط الفاكهة، وزقاق الصواغين في خلافة معاوية سنة أربع وخمسين، وهو ابن مائين وعشرين سنة، وكان عاقلا سويا فاضلا تقيا سيدا بما له غنيا.

قال مصعب: جاء الاسلام ودار الندوة بيد حكيم بن حزام فباعها بعد من معاوية بمائة ألف درهم، فقال له ابن الزبير: بعت مكرمة قريش، فقال حكيم:

ذهبت المكارم إلا التقوى، وكان من المؤلفة قلوبهم وممن حسن اسلامه منهم، أعتق في الجاهلية مائة رقبة، وحمل على مائة بعير، ثم أتى النبي صلى الله عليه وسلم بعد أن أسلم فقال: يا رسول الله أرأيت أشياء كنت أفعلها في الجاهلية أتحنث بها ألي فيها أجر؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أسلمت على ما سلف لك من خير، وحج في الاسلام ومعه مائة بدنة قد جللها بالحبرة وكفها (261 - ظ) عن أعجازها ووقف بمائة وصيف بعرفة في أعناقهم أطواق الفضة منقوش فيها: عتقاء الله عن حكيم بن حزام، وأهدى ألف شاة

(1)

.

أخبرنا أبو بكر السلماني قال: أخبرنا أبو القاسم الحافظ، ح.

(1)

- الاستيعاب على هامش الاصابة:1/ 319 - 320.

ص: 2904

وحدثنا أبو الحسن بن أبي جعفر قال: أنبأنا أبو المعالي بن صابر قالا: أخبرنا أبو القاسم العلوي قال: أخبرنا أبو الحسن المعري، ح.

وأخبرنا عبد الغني بن سليمان قال: أخبرنا أبو عبد الله بن حمد قال: أخبرنا أبو الحسن الفراء-إجازة-قال: أخبرنا عبد العزيز بن الحسن قالا: حدثنا الحسن بن اسماعيل قال: حدثنا أحمد بن مروان قال: حدثنا أحمد بن عباد التميمي قال: حدثنا الزيادي عن محمد بن عبد الله القرشي عن أبيه عن جده قال: قال حكيم بن حزام: ما أصبحت صباحا قط فلم أر أحدا ببابي طالب حاجة إلا عددتها مصيبة أرجو ثوابها من الله تعالى (262 - و).

أخبرنا الحافظ أبو الحسن المقدسي في كتابه عن أبي القاسم بن بشكوال قال:

أخبرني أبو محمد بن عتاب وأبو عمران بن أبي تليد-إجازة-قال: أخبرنا أبو عمر النمري قال: أخبرنا أبو القاسم خلف بن القاسم قال: أخبرنا أبو علي سعيد بن عثمان بن السكن قال: حدثني محمد بن سعد قال: حدثنا محمد بن عبد الله قال:

سمعت ابن نمير يقول: مات حكيم بن حزام أبو خالد سنة أربع وخمسين. قال ابن السكن: وأظن أن الصواب في موت حكيم ما ذكره ابن نمير والله أعلم.

قال: وقال الواقدي كما قال ابن نمير

(1)

.

أخبرنا أبو الغنائم محمد بن محمد بن شهريار الأصبهاني، في كتابه إلينا منها، قال: أخبرتنا أم البهاء فاطمة بنت أبي الفضل البغدادي قال: أخبرنا أبو طاهر الثقفي قال: أخبرنا أبو بكر بن المقرئ قال: سمعت أبا عبد الرحمن محمد بن عبد الله بن عبد السلام مكحول البيروتي قال: سمعت عثمان بن خرزاد يقول: سمعت مصعب الزبيري يقول: مات حكيم بن حزام في زمن معاوية

(2)

.

***

(1)

-لم ترد هذه الروايات في الاستيعاب.

(2)

-لم يرد هذا الخبر في كتاب نسب قريش للمصعب الزبيري.

ص: 2905

‌حلبس بن زبار بن غطيف:

ويقال حلبس بن عطيف بن حارثة بن سعد بن الخزرج بن امرئ القيس بن أخزم بن أبي أخزم بن جرول بن ثعل بن عمرو بن الغوث بن طيء الطائي أخو عدي ابن حاتم بن عبد الله بن سعد بن الخزرج لأمه، شهد صفين وأخوه ملحان، مع معاوية له ذكر.

ذكر ذلك الحافظ أبو القاسم علي بن الحسن الدمشقي في تاريخ دمشق، وأخبرنا به القاضي أبو نصر محمد بن هبة الله بن الشيرازي-فيما أذن لنا فيه- قال: أخبرنا أبو القاسم (262 - ظ) الحافظ.

وذكر أبو محمد بن حزم نسب بني غطيف، وقال: حلبس بن غطيف، وقال كما قال الحافظ أبو القاسم، ولم يذكر في نسبه زبارا

(1)

.

***

(1)

-جمهرة أنساب العرب لابن حزم-ط. القاهرة 402:1962.

ص: 2906

‌ذكر من اسمه حماد

‌حماد بن أحمد بن محمد:

ابن بركة بن أحمد بن صديق بن صروف أبو الثناء الحراني، روى عن أبي الفتح أحمد بن أبي الوفاء البغدادي، نزيل حران، دخل حلب مرارا متعددة، ولم يتفق لي الاجتماع به، وكان شيخا صالحا ورعا من أهل حران مشهورا بالدين والصلاح والصبر على البلاء، سمعت رفيقنا أبا محمد عبد الرحمن بن شجانة الحراني يقول لي عند وصولي الى حران في العشر الوسط من شوال سنة أربع وعشرين وستمائة: كان الشيخ حماد بن صديق من عمال الله والمنقطعين إليه، ولم يكن في زماننا أكثر اجتهادا ولا أشد صبرا على البلاء مع قلة الشكوى منه، كان قد تفتح جسمه كله ومات وهو صائم بحران في العشر الأول منه في سنة أربع وعشرين وستمائة.

قلت وكان ذلك قبل وصولي بأيام فأسفت على عدم لقائه والتبرك بزيارته.

قرأت في تاريخ حران جمع أبي المحاسن بن سلامة الحراني، سيره لي هدية الخطيب الفاضل عبد الغني بن شيخنا أبي عبد الله محمد بن تيمية، وذكر أنه نقله بخطه من خطه قال: فيه: وفي سنة أربع وعشرين وستمائة في ليلة السبت خامس شوال مات الشيخ الزاهد الناسك المبتلي الراضي الصابر أبو الثناء حماد بن الشيخ (263 - و) أحمد بن محمد بن بركة بن صديق النجار الحراني بعد مرض طويل تفتح فيه بدنه مدة اثنتي عشرة سنة، وهو مقيم على ذكر الله وطاعته وشكره صابرا محتسبا ذلك في ثواب الله ومرضاته، وكان قد لقي الشيخ حياة بن قيس وعاهد ولده عمر، وأقام بزاوية في مسجد لله يعرف ببيت الزجاج معلق داخل باب من يزيد، مدة من السنين منقطعا الى عبادة الله سبحانه وتعالى، وترك المعاش، وقد كان نجارا

ص: 2907

من قبل، وكان له ملك فجعل يؤجره ويأكل من أجرته، وبنى لله تعالى مسجدا قريبا من داره، ولم يتزوج قط، وكان عمره نيف وسبعين سنة وكان صبيح الوجه دمث الاخلاق، سلس الانقياد طيب المعاشرة والمحاضرة.

أنبأنا عبد العظيم بن عبد القوي المنذري قال: وفي الخامس من شوال يعني من سنة أربع وعشرين وستمائة توفي الشيخ الصالح أبو الثناء حماد بن أحمد بن محمد بن صديق الحراني الحنبلي بحران، سمع بحران من أبي الفتح أحمد بن أبي الوفاء البغدادي، وأجاز له جماعة، وحدث، ولنا منه إجازة كتب بها الينا

(1)

.

‌حماد بن حامد بن أحمد العرضي:

أبو المكارم التاجر، تاجر معروف من أهل عرض بلدة من المناظر من أعمال حلب بالقرب من الرصافة، طاف البلاد في التجارة، وسمع الحديث بنيسابور من المؤيد بن محمد الطوسي، وأبي بكر القاسم بن أبي سعد الصفار، وزينب بنت عبد الرحمن الشعري، وحدث بسنجار بشيء من حديثه، روى لنا عنه

ابن الصفار .........

(2)

.

أخبرنا .........

(3)

بن الصفار بسنجار قال: قرأت على الأجلّ أبي المكارم حماد بن حامد بن أحمد العرضي بسنجار قلت له: أخبركم الإمام أبو بكر القاسم بن أبي سعد بن عمر الصفار-قراءة عليه-وأنتم تسمعون، وزينب بنت أبي القاسم (263 - ظ) الشعري-قراءة عليها بنيسابور-قلت: وأخبرنا أبو علي، وزينب في كتابهما إلينا من نيسابور-غير مرة-قالا: أخبرنا الإمام أبو بكر وجيه بن طاهر الشحامي قال: أخبرنا أبو حامد أحمد بن الحسن الأزهري-قراءة عليه- قال: حدثنا أبو محمد الحسن بن أحمد المخلدي قال: حدثنا أبو العباس محمد بن اسحاق الثقفي السراج في ربيع الأول سنة اثنتي عشرة وثلاثمائة قال: حدثنا اسحاق بن ابراهيم قال: أخبرنا سفيان بن عيينة عن أبي يعقوب عن مسلم بن صبيح عن

(1)

-ليس في المطبوع من كتاب التكملة لوفيات النقلة.

(2)

-ليس في المطبوع من كتاب التكملة لوفيات النقلة.

(3)

-فراغ بالاصل مع انه ذكر الاسم الكامل للصفار أعلاه.

ص: 2908

مسروق عن عائشة رضي الله عنها قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا دخل العشر أحيا الليل وأيقظ أهله وجدّ وشد المئزر

(1)

.

قال لي ابن الصفار: توفي حماد العرضي بسنجار سنة أربع وأربعين وستمائة، ودفن بها رحمه الله.

‌حماد بن حمزة بن حماد المعري:

شاعر من أهل معرة النعمان، كان في عصر أبي العلاء أحمد بن عبد الله بن سليمان، وقفت على ذكره في رسالة لأبي العلاء وأحسن الثناء عليه فيها (264 - و).

‌حماد بن عبد الله الاقطع:

أبو الخير التيناتي، من أهل المغرب وسكن التينات بلدة بالقرب من أنطاكية، وقد ذكرناها في مقدمة الكتاب، وكان أبو الخير أحد أولياء الله تعالى المعروفين بالكرامات الظاهرة، المشهورين بالعبادة الوافرة، حكى عنه ابنه عيسى، وحمزة بن عبد الله العلوي، وقد ذكرناه في باب الكنى فيما يأتي من كتابنا هذا لشهرته بالكنية.

‌حماد بن عبد الرحمن:

أبو عبد الرحمن الكلبي القنسري من أهل قنسرين، وقيل هو حمصي حدث عن سماك بن حرب، وخالد بن الزبرقان، ومحمد بن أبي ليلى، وادريس بن يزيد الأودي روى عنه هشام بن عمار والوليد بن مسلم.

أنبأنا عبد البر بن أبي العلاء الحسن الهمذاني قال: أخبرنا أبو المحاسن البرمكي قال: أخبرنا أبو القاسم الاسماعيلي قال: أخبرنا أبو القاسم السهمي قال:

أخبرنا أبو أحمد بن عدي الحافظ قال: حدثنا جعفر بن أحمد بن عاصم قال: حدثنا هشام بن عمار قال: حدثنا حماد بن عبد الرحمن قال: حدثنا محمد بن أبي ليلى عن رافع عن ابن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم اتخذ خاتما من فضة، فصّه منه، وكان يلبسه في خنصره اليسرى، ويجعل فصّه مما يلي كفه.

قال الحافظ بن عدي: حماد بن عبد الرحمن الكلبي من أهل حمص يكنى أبا

(1)

-انظره في كنز العمال:24478،8/ 24470.

ص: 2909

عبد الرحمن وروي من حديثه هذا الحديث وحديثا آخر، وقال: وهذان الحديثان لا أعلم يرويهما (264 - ظ) غير حماد بن عبد الرحمن وهو قليل الرواية

(1)

.

أنبأنا سعيد بن هاشم وأبو البركات خطيب حلب قال: كتب إلينا أبو الفرج مسعود بن الحسن الثقفي أن أبا عمرو بن مندة أخبره قال: أخبرنا أبو علي حمد بن عبد الله قال: أخبرنا أبو محمد عبد الرحمن بن أبي حاتم قال: حماد بن عبد الرحمن الكلبي القنسري، سألت أبي عنه فقال: هو شيخ مجهول منكر الحديث ضعيفه، قال: وسئل أبو زرعة الرازي عن حماد بن عبد الرحمن فقال: يروي أحاديث مناكير، روى عنه الوليد بن مسلم وهشام بن عمار

(2)

.

‌حماد بن محمد بن جساس:

أبو الشكر البوازيجي أحد عباد الله الصالحين، وله كرامات ظاهرة، وكان صحب الشيخ عدي بن مسافر، ثم اشتهر بعد ذلك، قدم حلب، وذكر لي عمي أبو غانم أنه اجتمع به بمنبج.

سمعت شيخنا قاضي القضاة أبا المحاسن يوسف بن رافع بن تميم يقول: كان الشيخ حماد البوازيجي رجلا صالحا فاشتهى مظفر الدين كوكبوري صاحب إربل أن يراه ويتبرك به فأرسل إليه من إربل الى البوازيج

(3)

وقال له: لو أمكنني أن أسعى اليك جئت لزيارتك وطلب منه أن يأتي الى إربل، فأجابه الى ذلك وقدم عليه الى إربل، فخرج مظفر الدين والتقاه واجتمع به، وطلب منه شيئا من أثره ليتبرك به، فأعطاه مئزرا له، قال: فذلك المئزر لم يطرحه مظفر الدين عن رأسه أبدا ويلبسه فوق الشربوش الى اليوم.

وحدثني عمي أبو غانم محمد بن هبة الله بن أبي جرادة قال: بلغني عن المخزومي (265 - و) وكان من الصالحين أنه رأى النبي صلى الله عليه وسلم في النوم فقال:

أأنت قلت يا رسول الله: من أكل مع مغفور له؟ غفر له

(4)

؟ فقال: نعم أنا قلت ذلك،

(1)

-الكامل لابن عدي:2/ 659.

(2)

-الجرح والتعديل:3/ 143.

(3)

-بلد قرب تكريت على فم الزاب الاسفل حيث يصب في دجلة. معجم البلدان.

(4)

-لم أجده بهذا اللفظ، أنظر كنز العمال:15/ 40744.

ص: 2910

قال عمي: واتفق أني حججت وحج المخزومي ذلك العام فقمت أنا وأحمد بن الأستاذ وجماعة ومضينا الى زيارته لنسأله عن ذلك، فدخلنا عليه وسألناه عن ذلك فقال:

نعم رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم في المنام وسألته فقلت: أأنت قلت يا رسول الله: من أكل مع مغفور له غفر له؟ فقال: نعم أنا قلت من أكل مع مغفور له غفر له، قال لي عمي: ثم اجتمعنا بعد ذلك بمنبج عند الشيخ عبد الحق المغربي، وكان رجلا صالحا، وكان معنا الشيخ أبو الحسن علي الفاسي، فذكرنا له هذه الحكاية والمنام، فلما فرغنا دخل علينا عقيب ذلك الشيخ حماد البوازيجي، وكنا قد سمعنا عنه أنه ما رؤي وهو يأكل، فأحضر شيء من الطعام فقلنا له: تأكل معنا؟ فقال: نعم من أكل مع مغفور له غفر له، بصوت عال مرتفع، فقال الشيخ علي الفاسي: هذه والله كرامة للشيخ حماد.

نقلت من خط أبي البركات ابن المستوفي في تاريخ إربل الذي جمعه: حماد بن محمد بن جساس البوازيجي، أبو الشكر من المشهورين أقام بالبوازيج ومات بها وقبره فيها، شيخ البوازيج في الانقطاع من أصحاب عدي بن مسافر، إلا أنه اشتهر، فترك النسبة الى عدي وأصحابه، فصار بينه وبين أصحاب عدي مباينة عظيمة ومنافرات أدت كثيرا الى وقائع وفتن، تردد كثيرا الى إربل، وكان الناس يتلقونه من فراسخ ويغشاه الأكابر، ويتردد إليه السلطان أبو سعيد كوكبوري بن علي، وكان من يتولى البوازيج يتأذى به لانقياد الناس العامة إليه، وكان كثير من البوازيجيين يرمونه بكثرة المال، حدثت أنه في مبدأ عمره التام كان يقطع الطريق، قال: وكان من دخل عليه زاويته في البوازيج يحضر له ما تيسر من مأكول، وكان الناس يهدون له في كل سنة هدايا كثيرة من بقر وغنم وغير ذلك فيطعمها من حضره في نصف شعبان.

أجاز لنا أبو السعادات بن أحمد بن المستوفي-ونقلته من خطه-قال: وحدثت أنه كان إذا رقا أحدا قال: اللهم إنك تعلم أني عبد لا أضر ولا أنفع، وعن أذى بقة لا أدفع، اللهم فتحسن ظنهم فينا، عافيهم وعافينا.

قال: وأنشدني غير مرة ولم يسم قائلهما، ووجدتهما لأبي سعد بن دوست:

عليك بالحفظ دون الكتب

تجمعها فإن للكتب آفات تفرقها

ص: 2911

الماء يغرقها والنار تحرقها

واللص يسرقها والفأر يخرقها

قال: وكان كثير الدعابة سريع الغضب، سريع الرضا، وتوفي رحمه الله في ثاني عشر رجب من سنة ثمان وستمائة.

‌حماد بن منصور بن حماد بن خليفة بن علي:

وقيل علوان أبو الثناء البزاعي الاستاذ من أهل بزاعا، قرأت نسبه هكذا بخط أبي غالب بن الحصين، وقال في جد جده علي،: وأخبرني علي بن محمود بن علي البزاعي، وذكر لي أنه نسيب لحماد أن جد جده اسمه علوان، بدل علي، وكان الاستاذ حماد شاعرا مجيدا فاضلا (265 - ظ) عارفا بالقرآن وعلومه واللغة والنحو، حسن الخط دينا، سمع الحافظ أبا بكر محمد بن علي بن ياسر الجياني. روى عنه شيئا من شعره الحافظ أبو محمد القاسم بن الحافظ أبي القاسم علي بن الحسن وأبو عبد الله محمد بن حمزه بن أبي الصقر القرشي الدمشقي وذكره في معجم شيوخه، وعماد الدين أبو عبد الله محمد بن محمد الكاتب، وسمعوا منه كلهم بحلب.

وروى لنا عنه أبو الحسن علي بن فضل الله الدقاق، وأبو الفتح بن بيان بن علي، وأبو الفضل عبد الرحمن بن أبي غانم بن ابراهيم بن سندي، وهبة الله بن أحمد بن جعفر البزاعي وأبو عبد الله محمد بن أبي سعد الحلبي، والقاضي أبو محمد الحسن بن ابراهيم بن الخشاب، وكان يعلم الصبيان بحلب، وانتفع به جماعة من الحلبيين.

قرأت بخط الوزير جمال الدين أبي غالب عبد الواحد بن مسعود بن الحصين البغدادي في كتابة في ذكر الشعراء على حروف المعجم

(1)

، وأنبأنا به إجازة عنه أبو عبد الله محمد بن محمود النجار البغدادي قال: حماد بن منصور بن حماد بن خليفة ابن علي البزاعي، مولده بحلب في سنة ثمان عشرة وخمسمائة، وكان رجلا صالحا، كثير العبادة، قيما بتلاوة القرآن، وخبيرا بالقراءات ووجوهها وتعليلها، وله أشعار كثيرة مشحونة بالحكمة والواعظ والآداب لم يسأل قط في شعره ولا رغب به الى ملك ولا سوقة

(2)

.

(1)

-لم أقف له على ذكر.

(2)

-لم يرد ذكره في المستفاد من تاريخ ابن النجار.

ص: 2912

سمعت مهذب الدين أبا الحسن علي بن فضل الله بن الدقاق الحلبي يثني على حماد البزاعي كثيرا، ويقول: كان حماد مكملا قد جمع بين حسن الكتابة والشعر والنحو والقرآن (266 - و) واللغة، وأخذ من كل علم بطرف حسن، وكان عنده دين متين، وله بركة على من يعلمه، ونفس صالح رحمه الله.

سمعت الشريف شمس الدين أبا علي الحسن بن زهرة العلوي الحلبي النقيب بها يقول: لما قدم القاضي-يعني-عبد الرحيم بن علي البيساني حلب اجتمع به الاستاذ حماد البزاعي وامتدحه، ورأى ما عنده من الفضائل فاحترمه وأكرمه وعظمه، وتظلم الدهر له كيف ألجأه الى التعليم وخلع عليه ووصله صلة أعانته على دهره وعاش بها مدة.

سألت الشيخ أبا عبد الله محمد بن أبي سعد الحلبي الزاهد عن الاستاذ حماد ابن منصور البزاعي فقال: هو مؤدبي تأدبت به، وكان عقله يغلب عليه، وذكر لي كلاما معناه أنه كان ينسب الى التشيع.

أخبرنا أبو عبد الله محمد بن اسماعيل بن أبي الحجاج الصويتي-إجازة- قال: أخبرنا عماد الدين أبو عبد الله محمد بن محمد الكاتب قال في خريدة القصر:

حماد الخراط، وهو حماد بن منصور البزاعي، وبزاعا بين حلب ومنبج ليس بالشام في عصرنا هذا مثله رقة شعر وسلاسة نظم، وسهولة عبارة ولفظ، ولطافة ومعنى وحلاوة مغرى بأسلوب سالب للب، خالب للخلب وصنعة عارية عن التكلف، باينة من التعسف، تترنح له أعطاف السامعين وتتبع رقته في رياض اللطف للماء المعين، لما كنت بحلب وعند ترددي إليها في عهد نور الدين سقاه الله عهاد (266 - ظ) الرحمة ما زلت اسمع من شعره ما يزيدني طربا ويفيدني عجبا وعجبا، وذكر له أشعار حسنة

(1)

.

أنشدني مهذب الدين أبو الحسن علي بن فضل الله بن الدقاق الحلبي بمنزله بها قال: أنشدني الاستاذ حماد بن منصور بن حماد البزاعي لنفسه:

يا ضرة القمر المدلّه

بجمالها بالله بالله

جودي فليس البخل حل

ية من الحسن جله

(1)

- خريدة القصر- قسم شعراء الشام-:2/ 130 - 152.

ص: 2913

وتعطفي عطف الكر

يم على معنّاك المدله

ويلاه كم تتقلدي

ن دماءنا يا مستحله

وبأي حكم شريعة

لك سفكها أم أي مله

يا شمس حسن بين أت

راب حففن بها أهله

تغدو بملك الحسن

فيهم والملاحة مستقله

لولا هواك لما تح

ول عزه المشتاق ذله

ولكل شيء كائن

سبب يقوم به وعله

أنشدني زكي الدين أبو الفضل عبد الرحمن بن أبي غانم بن ابراهيم بن سندي الحلبي قال: أنشدني الاستاذ حماد البزاعي لنفسه:

واقلقي وأناريه

تهتكت أستاريه

قلبي قليب

(1)

طافح

والعين عين جاريه (267 - و)

ساروا بمن أهوى

فويلي للحمول الساريه

كيف احتيالي إن نأت

ديارهم عن داريه

واحربا أقضي أسى

وما انقضت أوطاريه (267 - ظ)

***

(1)

-أي بئر.

ص: 2914

بسم الله الرحمن الرحيم

وبه توفيقي

أنشدني تاج الدين أبو الفتح بن بيان بن علي الحلبي بياقد قرية من جبل سمعان قال: أنشدني حماد البزاعي لنفسه:

لي مالك كل من يراه

يقول سبحان من براه

أمير حسن وحاجباه

في سدة الملك حاجباه

أسقمني سقم ناظريه

وذوبتني ذؤ ابتاه

جبينه صبحه إذا ما

بدا وأصداغه دجاه

وا بأبي وجهه المفدا

وأي شيء ترى فداه

فاه بعذلي عليه من لم

يذق وذاك الحياء فاه

يا غصنا هان ما جناه

على محب له جناه

سواي يسلو وأنت حقا

من كل شيء يسلى سواه

أنشدني أبو الفضل هبة الله بن أحمد بن حامد الكلابي العباسي البزاعي بحلب قال: أنشدني الاستاذ حماد البزاعي بحلب لنفسه في مكتبه بالقرب من درب الديلم:

تعلموا الجود تسودوا به

ما الجود موقوف على حاتم

وبادروا والحال معمورة

قبل تفاجئها يد الهادم

فالدهر دوّال وأيامه

تدول والناس مع القائم (269 - و)

لا تخدعوا باليوم واخشوا غدا

ما أقرب العرس من المأتم

ص: 2915

سمعت الشيخ الصالح أبا عبد الله محمد بن أبي سعد الحلبي يقول: أرسلني والدي الى الاستاذ حماد البزاعي وقال له على لساني: إنني قد عملت منطقه لداري وأريد أن أكتب عليها أبياتا من الشعر فأكتب لي شيئا تقوله على البديهه حاضر الوقت قال: فكتب في رقعة هذه الابيات وأنفذها، قال لي أبو عبد الله وأخذتها عنه:

يا عامر الدار الذي قلبه

فيها بذكر الله معمور

بمثل ما اسست منها

على التقوى بحق ترفع الدور

أوضحت في الدنيا طريقا الى

الاخرى به سعيك مشكور

فاسعد ودم وابق مهنا

بها دار لها البهجة والنور

محروسة بالخير مأنوسة

من رحمة الله لها سور

سمعت القاضي أبا محمد الحسن بن ابراهيم بن الخشاب يقول لي: مدح الاستاذ حماد البزاعي والدك لما ولي قضاء حلب بقصيدة ضاديه، ودخل الى والدي وعرضها عليه بعد أن أنشدها والدك، فأخذها والدي منه وهي بخطه فناولينها لا كتب على خطه وأنا إذ ذاك صبي، وسمعتها من لفظه وهو ينشدها والدي، فلم يبق على خاطري منها غير بيت واحد وهو يقول.

وغدا بنجم الدين وابن جماله

متوليا أمر الثريعة والقضا

(269 - ظ) قرأت بخط غالب بن الحصين، وأنبأنا به عنه أبو عبد الله بن النجار قال:

ووفاته بها-يعني وفاة حماد بحلب-في سنة ثمانين وخمسمائه.

وقال لي نسيب حماد المهذب علي بن محمود بن علي البزاعي: مات حماد بعله السل.

‌حماد بن هبة الله بن حماد بن الفضيل:

أبو الثناء الفضيلي الحراني الحافظ التاجر، رحل الى البلاد في التجارة، وطلب الحديث، وسمع الكثير بالعراق والجزيرة والشام وخراسان والديار المصرية.

فسمع بمصر أبا محمد عبد الله بن رفاعه السعدي وأبا محمد بن بري وبالاسكندرية أبا طاهر السلفي، وأبا طاهر بن عوف، وعبد الواحد بن عسكر

ص: 2916

النجار، وبدمشق أبا القاسم علي بن الحسن الشافعي، وأبا عبد الله بن صدقة الحراني، وأبا سعد بن أبي عصرون، وبحران أبا الفتح أحمد بن أبي الوفاء البغدادي، وببغداد أبا القاسم بن السمرقندي، وأبا بكر عبد الله بن النقور. وأبا الفتح بن البطي، وأخاه أبا عبد الله أحمد، وأبا القاسم بن أبي شريك الحاسب، وأبا الوقت عبد الاول بن شعيب السجزي، وأبا محمد الموصلي، وأبا محمد عبد الله بن أحمد بن الخشاب، وأبا بكر محمد بن عبيد الله بن الزعفراني، وأبا القاسم سعى ابن أحمد بن البناء ويحيى بن ثابت بن بندار، وسعد الخير الانصاري، وأبي الفضل محمد بن ناصر وغيرهم وبنيسابور عمر بن أحمد الصفار، وبهراة أبا المحاسن مسعود بن محمد بن ناصر وغيرهم وبنيسابور عمر بن أحمد بن اسماعيل الاسكاف وأبا الفتح سالم بن عبد الله بن عمر العمري وسمع بغير (270 - و) هذه البلاد وكتب بخطه الكثير، وجمع تاريخا لبلده حران، وذكر فيه من بناها، وما جاء في ذكرها ومن دخلها من العلماء والشعراء والفضلاء ودخل حلب مرارا في التجارة وأقام بها مدة، وكان يتردد اليها وسكن بلده حران آخر عمره الى أن مات.

روى عنه الحافظ عبد القادر بن عبد الله الرهاوي، والحافظ عبد الغني المقدسي، والحافظ أبو الحسن علي بن المفضل المقدسي، وأبو الخطاب العليمي، روى لنا عنه أبو الحسين يحيى بن علي بن عبد الله القرشي العطار بمصر والقاهرة، وكان له شعر حسن، وعنده فضائل عديدة.

أخبرنا الحافظ رشيد الدين أبو الحسين يحيى بن علي بن عبد الله القرشي قال: أخبرنا الشيخ الأجل العال الأديب الفاضل الأمين رضي الدين أبو الثناء حماد بن هبة الله بن حماد بن الفضيل الحراني-قراءة عليه ونحن نسمع غير مرة-قال: أخبرنا الصائن ابو الفتح عبد السلام بن أحمد بن اسماعيل بن محمد المقرئ الهروي المعروف ببكبرة-قراءة مني عليه بهراة-قال: أخبرنا الشيخ أبو عبد الله محمد بن أبي مسعود عبد العزيز بن محمد الفارسي الفقيه -قراءة عليه-قال: أخبرنا أبو محمد عبد الرحمن بن أحمد بن محمد الأنصاري -المعروف بابن أبي شريح-قال: أخبرنا أبو القاسم عبد الله بن محمد بن عبد العزيز البغوي ببغداد قال: حدثني مصعب بن عبد الله بن مصعب-إملاء في

ص: 2917

شعبان سنة ثمان وعشرين ومائتين قال: حدثني مالك عن نافع ابن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم (270 - ظ) كان إذا قفل منغزو أو حج أو عمرة يكبر على كل شرف ثلاث تكبيرات، ثم يقول لا إله إلاّ الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير، آئبون تائبون عابدون ساجدون لربنا حامدون.

صدق الله وعده ونصر عبده، وهزم الأحزاب وحده

(1)

.

أنشدنا أبو الحسين يحيى بن علي القرشي قال: أنشدنا أبو الثناء حماد ابن هبة الله الأديب لنفسه:

لما بدت في ثياب من ملابسها

خفيفة انسيج لا يعبأ بها النظر

خاف عيونا فغطت وجهها خجلا

بكمها وعلاها الدل والخفر

فخلت اثوابها اللاتي بها استترت

غيما يلوح لنا من دونه القمر

أنشدنا أبو الحسين قال: أنشدنا حماد لنفسه

تنقل المرء في الآفاق يكسبه

محاسنا لم تكن فيه ببلدته

أما ترى بيذق الشطرنج أكسبه

حسن التنقل فيها فوق رتبته

وأنشدنا قال: أنشدنا حماد لنفسه

ما الناس إلاّ امرؤ ذو ثروة وغنى

يبني به شرفا يبقى على الأبد

أو ذو علوم وآداب يسود بها

وما سوى ذين لا يعتد من أحد

قال لي رشيد الدين أبو الحسين يحيى بن علي: روى لنا شيخنا أبو الثناء هذا عن جماعة آخرين منهم أبو المحاسن الغانمي، وأبو بكر الزاغوني، وأبو محمد (271 - و) بن رفاعه الفرضي المصري والحافظ أبو الخطاب العليمي وشهدة الكاتبة وغيرهم، وروى لنا أيضا عن شجاع البسطامي بالاجازة، وبلغني أن له إجازة من القاضي أبي بكر الأنصاري، قال لي: وكان ثقة فاضلا، وكان شيخنا أبو الحسن المقدسي يثني عليه وحدت عنه في تخاريجه وتواليفه، وكان مولده في سنة احدى عشرة وخمسمائة.

(1)

-انظره في الجامع الصغير للسيوطي:2/ 346 (6777).

ص: 2918

أنبأنا أبو عبد الله محمد بن محمود بن النجار قال: قرأت بخط حماد بن هبة الله الحراني: مولدي بعد ستين يوما من سنة احدى عشرة وخمسمائة.

قرأت في تسميه مشايخ أبي عبد الله محمد بن ساكن الحميري بخطه: الشيخ الأجل أبو الثناء حماد بن هبة الله بن حماد بن الفضيل الحراني قدم علينا بعد سنة ثلاث وسبعين وخمسمائة، سألته عن مولده فقال سنة احدى عشرة وخمسمائة، روى عن الشيخ أبي القاسم السمرقندي ببغداد، وسعد الخير الأندلسي الصيني المالكي، وأبي القاسم يحيى بن ثابت بن بندار، وأبي الفضل بن ناصر، وأبي المعمر النقيب العلوي. والقاضي كمال الدين بن الشهرزوري والقاضي المارستاني، وأبي الوقت عبد الأول بهراة، وعبد الرحمن القلعي، واسماعيل بن بكير، وأبي المحاسن المسعودي، وابن عصرون بدمشق، وعمر الصفار بنيسابور، وفي شيوخه كثرة سمعت عليه اجزاء وأجازني. (271 - ظ)

أنبأنا الحافظ أبو عبد الله محمد بن محمود بن النجار قال: حماد بن هبة الله ابن حماد بن الفضيل أبو الثناء التاجر من أهل حرّان رحل في طلب الحديث وسمع الكثير بالعراق والشام ومصر وخراسان وكتب بخطة وحصل النسخ، وكان فيه فضل وأدب ويقول الشعر سمع ببغداد أبا القاسم اسماعيل بن أحمد بن السمرقندي وأبا بكر محمد بن عبيد الله بن نصر بن الزاغوني وأبا القاسم سعيد بن أحمد بن البناء وأبا الفتح محمد بن عبد الباقي بن البطي وجماعة دونهم، وبمصر أبا محمد عبد الله بن رفاعة بن غدير السعدي، وبالاسكندرية أبا طاهر أحمد بن محمد السّلفي، وبهراة أبا المحاسن مسعود بن محمد بن مسعود الغانمي وعبد السلام ابن أحمد بن اسماعيل الاسكاف وأبا الفتح سالم بن عبد الله بن عمر العمري، وأبا النضر عبد الرحمن بن عبد الجبار الفامي وغيرهم، وقدم بغداد مرارا كثيرة، وحدث بها بيسير، وقد حدث بحران وديار مضر بالكثير، وكان صدوقا، حسن الطريقة متدينا، وقد كتب إليّ من حران برواية جميع مروياته، وخطه عندي بذلك.

قرأت على الشيخ الحافظ أبي الحسين يحيى بن علي القرشي-فيما انتقيته من معجم شيوخه-قال بعد حديث رواه عنه الشيخ أبو الثناء الحراني: من أعيان

ص: 2919

المحدثين والفضلاء المتأدبين، سمع الكثير ورحل في طلب الحديث إلى العراق (272 - و) والشام ومصر، وحدث عن جماعه منهم أبو القاسم بن السمرقندي، وأبو المحاسن الغانمي، وأبو بكر بن الزاغوني، وعبد السلام بن أحمد الهروي، وعبد الله بن رفاعة الفرضي المصري، وروى لنا عن هؤلاء المسمين وعن غيرهم، وصنف تاريخا لبلده حران، وكان صدوقا، حدث عنه شيخنا الحافظ أبو الحسن المقدسي وسمعته يثني عليه، وكان أديبا وله شعر جيد، وقال لي: ولد شيخنا أبو الثناء الحراني في سنة احدى عشرة وخمسمائة، وتوفي رحمه الله في ذي الحجة سنة ثمان وتسعين وخمسمائة.

سمعت رفيقنا أبا محمد عبد الرحمن بن شجانه الحراني بها يقول: توفي حماد بن هبة الله الحراني بحران سنة تسع وتسعين وخمسمائة، ودفن بظاهر البلد في الجبانة رحمه الله.

وهذا وهم، والصحيح ما ذكرناه عن أبي الحسين القرشي.

أنبأنا أبو عبد الله محمد بن محمود بن النجار قال: وتوفي بحران-يعني- حماد بن هبة الله في يوم الأربعاء الثاني والعشرين من ذي الحجة من سنة ثمان وتسعين وخمسمائة.

قرأت في تاريخ أبي المحاسن بن سلامة الحراني بخط أبي محمد عبد الغني ابن محمد بن تيمية خطيب حران، وذكر لي أنه نقله من خط أبي المحاسن قال: وفي الأربعاء ثاني عشر ذي الحجة سنة ثمان وتسعين وخمسمائة، مات الشيخ الحافظ رضي الدين أبو الثناء حماد بن هبة الله بن فضيل الحراني من أهل العلم والحديث، سمع من السّلفي (272 - ظ) أبي طاهر وغيره، وسافر فغاب عن حران ستين سنة يتجر ويكتب الحديث، وألف لحران تاريخا لمن دخلها ومن كان منها وبها من أهل العلم والحديث وغير ذلك.

ص: 2920

‌حماد العدوي:

شهد وفاة سليمان بن عبد الله الملك بدابق، روى عنه يعقوب بن جعدة.

أنبأنا أبو حفص عمر بن محمد الدارقزي قال: أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي -إجازة إن لم يكن سماعا-قال: أخبرنا أبو بكر الطبري قال: أخبرنا أبو الحسين ابن الفضل قال: أخبرنا عبد الله بن جعفر قال: حدثنا يعقوب بن سفيان قال: حدثنا الربيع بن روح قال: حدثنا عثمان بن عبد الرحمن عن يعقوب بن جعدة عن حماد العدوي قال: سمعت صوتا عند وفاة سليمان بن عبد الملك يقول:

اليوم حلت واستقر قرارها

على عمر المهدي قام عمودها

(1)

‌الحمارس:

رجل له ذكر شهد صفين مع علي رضي الله عنه. (273 - و).

***

(1)

- المعرفة والتاريخ للفسوى:1/ 611.

ص: 2921

‌حمد بن أحمد بن محمد بن بركة

ابن أحمد بن صديق بن صرّوف القاضي، أبو عبد الله الحراني، أخو حماد بن أحمد الذي قدمنا ذكره، كان فقيها حسنا، تفقه ببغداد على مذهب أبي عبد الله أحمد ابن حنبل على أبي الفتح بن النيّ، وأبي الفرج بن الجوزي، وسمع الحديث ببلده حران من أبي ياسر بن أبي حبة، وأبي الفتح أحمد بن أبي الوفاء البغدادي، وسمع ببغداد أبا الفرج بن الجوزي، وأبا الفتح عبيد الله بن عبد الله بن شاتيل وأبا الحسين عبد الحق بن يوسف وأبا محمد شافع بن صالح الجيلي، وعبد المغيث بن زهير الحربي، وحدث بدمشق وحران وقدم علينا حلب حين أجفل أهل حران من ملك الروم كيكاوس بن كيخسرو

(1)

، ولم يتفق لي به اجتماع، وأظن أنه حدث بحلب في تلك المرة، وكان قد ندب الى القضاء بحران فامتنع منه ثم عزم عليه مظفر الدين كوكبوري بن علي كوجك صاحب اربل في ولاية قضاء شهرزور، فولي القضاء بها وسار اليها، وتولى قضاءها ثم تركه وعاد الى حران ثم توجه الى دمشق وتوفي بها، وكتب لي ولده محمد بن حمد بخطه يذكر أن أباه توفي في سابع عشر صفر من سنة أربع وثلاثين وستمائة، قال: وذكر رحمه الله أنه بلغ عمره الى سبعة وسبعين سنة أو ثمانية وسبعين.

أخبرني أبو عبد الله محمد بن يوسف البرزالي قال: وفي يوم الأحد سادس عشر صفر توفي القاضي أبو عبد الله حمد بن أحمد بن محمد بن صديق الحراني، ودفن بسفح جبل قاسيون، وذلك سنة أربع وثلاثين (273 - ظ) وستمائة.

أنبأنا الحافظ أبو محمد عبد العظيم بن عبد القوي المنذري قال: وفي السادس عشر من صفر-يعني-من سنة أربع وثلاثين وستمائة: توفي الشيخ الفقيه أبو عبد

(1)

-كان ذلك سنة 632 هـ. انظر الاعلاق الخطيرة «قسم الجزيرة» :1/ 59.

ص: 2922

الله حمد بن أحمد بن محمد بن بركة بن أحمد بن صديق بن صروف الحراني الحنبلي بدمشق، ودفن بسفح جبل قاسيون.

تفقه ببغداد على مذهب الإمام أحمد بن حنبل رضي الله عنه على أبي الفتح نصر ابن فتيان بن مطر المعروف بابن المنيّ، وأبي الفرج عبد الرحمن بن علي بن الجوزي، وسمع بها من أبي الحسين عبد الحق بن عبد الخالق، وأبي الفتح عبيد الله بن عبد الله بن محمد بن شاتيل وأبي العز عبد المغيث بن زهير الحربي، وأبي محمد شافع ابن صالح بن شافع الجيلي وغيرهم، وسمع بحران من أبي ياسر عبد الوهاب بن هبة الله بن عبد الوهاب المعروف بابن أبي حبّة وأبي الفتح أحمد بن أبي الوفاء، وحدث بحران، وأعاد بالمدرسة بها مدة، وحدث بدمشق، لقيته بحران وسمعت منه، وسألته عن مولده فذكر ما يدل تقريبا أنه سنة ثلاث أو أربع وخمسين وخمسمائة، وصديق بضم الصاد وفتح الدال المهملتين، وياء ساكنة آخر الحرف

(1)

وبعدها قاف، وصرّوف بفتح الصاد المهملة، وتشديد الراء المهملة وضمها وبعدها واو ساكنة

(2)

وفاء.

***

(1)

-كذا بالاصل والاقوم «الحروف» .

(2)

-ليس في المطبوع من كتاب التكملة لوفيات النقلة.

ص: 2923

‌ذكر من اسمه حمدان

‌حمدان بن الحسن بن عبد الله بن حمدان بن حمدون التغلبي:

أبو المظفر (274 - و) بن الأمير ناصر الدولة أبي محمد بن أبي الهيجاء، قدم مع أبيه ناصر الدولة حلب الى عمه الأمير سيف الدولة في سنة

(1)

وثلاثمائة، حين قصد معز الدولة بن بويه أباه ناصر الدولة وكانت الرقة لأبي المظفر حمدان بن ناصر الدولة فاجتمع أخوته لحصاره بالرقة فكتب أبو فراس الحارث بن سعيد بن حمدان اليهم:

المجد بالرقة مجموع

(2)

.

قرأت في كتاب عنوان السير تأليف محمد بن عبد الملك الهمذاني: قال: وكان لناصر الدولة أبي محمد بن حمدان أولاد منهم أبو المظفر حمدان وهو مذكور في التاريخ وفي مدح ابن بناته.

‌حمدان بن حمدون بن الحارث:

ابن لقمان بن الرشيد بن المثنى بن رافع بن الحارث بن غطيف بن مجربه بن جارية ابن مالك بن عبيد بن

(3)

بن عدي بن أسامة بن مالك بن بكر بن حبيب بن عمرو بن غنم بن تغلب، واسم تغلب دبار بن وائل واليه ينتسب بنو حمدان كلهم وحمدان هذا كان بملطية، وهو الذي بنى سورها.

ونقلت نسبه هكذا من خط الوزير أبي القاسم الحسين بن علي المغربي وبيض ما بين «عبيد بن» وبين «ابن عدي» وضبب عليه، إما لأنه لم يعرف اسم من بينهما واما لأنه شك في ذلك، ووقع إليّ نسبه بغير خط الوزير (274 - ظ) أبي القاسم وذكر نسبه متصلا الى عبيد بن عدي بن أسامة هكذا الى تغلب، قال الوزير أبو

(1)

-فراغ بالاصل وكان هذا سنة 347. وتحدث ابن العديم من قبل عن هذا الموضوع في ترجمة ناصر الدولة التي سلفت في المجلدة المتقدمة. انظر أيضا زبدة الحلب:1/ 348.

(2)

-انظر ديوان أبي فراس:121.

(3)

-فراغ بالاصل.

ص: 2924

القاسم-ونقلته من خطه: وبعض حساد هؤلاء القوم يرميهم بالدعوة، ويقول انهم موالي اسحاق بن أيوب التغلبي وذلك باطل، وأصله أن كثيرا منهم أسلموا على يد اسحاق هذا فتطرق القول عليهم لأجل ذلك، وقد قال الشاعر:

إن العرانيين

(1)

تلقاها محسدة

ولن ترى للئام الناس حسّادا

قال الوزير: وحدثني أبي قال: سألت الحسين بن بكر الكلابي النسابة-قال:

وكان أحفظ خلق الله لأنساب العرب وأخبارها ومثالبها ومناقبها-عن السبب في استرذال العرب غنيا وباهلة فقال: والله ان فيهما لفضلا غزيرا وفخرا كثيرا، غير أنه غمرهما فضل أخويهما: فزارة وذبيان من غطفان بن سعد بن قيس عيلان، وكذلك أصغر من في ولد حمدان أكبر من كبراء غيرهم.

قلت: من قال انهم موالي اسحاق بن أيوب فالظاهر أراد أنهم موالي الموالاه لأن الذين أسلموا على يده موالي موالاة لا موالي عتاقة.

قلت: وكان حمدان بن حمدون من الكرماء الأجواد، والشجعان الشداد، وممن له ذكر في الغزو والجهاد، وقد بنى سور ملطية وأنفق عليه سبعين ألف دينار، وقد ذكره أبو الحسن محمد بن عبد الملك الهمذاني المؤرخ في «كتاب عنوان السير في محاسن أهل البدو والحضر» فقال: تغلبّ حمدان بن حمدون بن حارث بن لقمان ابن راشد التغلبي (275 - و) على دارا

(2)

ونصيبين، وتحصن بقلعة ماردين، فخرج اليه المعتضد بالله، ووقف على بابها وقال: يا حمدان افتح الباب ففتحه وجلس المعتضد بالله، فأمر بنقل ما فيها وهدمها، ثم رضي عن حمدان وأمّرّه على ما تغلب عليه، وكان أهل الموصل وديار بكر قد عمهم الغلاء ثلاثة أعوام، فحمل اليهم حمدان من الأقوات ما أرخص أسعارهم، وانفق على سور ملطية سبعين ألف دينار ووقف أربعمائة فرس عليهم وتوفي في سنة اثنتين وثمانين ومائتين (275 - ظ).

(1)

-أي السادة الاشراف.

(2)

-بلدة في لحف جبل بين نصيبين وماردين. معجم البلدان.

ص: 2925

‌حمدان بن عبد الرحيم بن حمدان بن علي:

ابن خلف بن هلال بن نعمان بن داود، أبو الفوارس ابن أبي الموفق التميمي الأثاربي، ثم الحلبي، من ولد حاجب بن زرارة التميمي، أصله من قرية من قرى حلب يقال لها معراثا الأثارب، وكانت جارية في ملكة ومن أولاده انتقلت الى ملاكها الآن، ثم انتقل هو وأبوه الى الأثارب فسكناها، وكان أكثر مقامه بالجزر

(1)

يتردد في الدولتين الاسلامية والفرنجية، وولي في الجزر أعمالا للديوان في دولة أتابك زنكي بن آق سنقر.

وحكى لي الصدر بهاء الدين أبو محمد الحسن بن ابراهيم بن الخشاب أنه لما كان الجزر في أيدي الفرج ولوا حمدان بن عبد الرحيم فيه أعمالا وصادروه بعد ذلك،.

وحكى لي حمدان بن عبد الرحيم بن سعيد بن عبد الرحيم أن عم أبيه حمدان ابن عبد الرحيم تولى ديوان معرة النعمان في بعض السنين، ووهبه صاحب الأثارب الفرنجي قرية تعرف بمعربونية من ناحية معرة مصرين ودامت في يده بعد أخذ المسلمين البلاد من أيدي الفرنج، وسنذكر سبب تمليك القرية اياه في أثناء هذه الترجمة، وما زالت معربونية في أيدي أهله الى زمننا.

قلت: وسكن حمدان حلب وسير رسولا الى الفرنج، وسيّر الى مصر الى الآمر الفاطمي، وسير أيضا إلى دمشق رسولا الى طغتكين أتابك، ودخل بغداد.

وكان هذا حمدان بن عبد الرحيم خليعا، كثير الانهماك في الشرب في قرى الجزر ونواحيها (276 - و) والديرة والمنتزهات في جبل سمعان والجبل الأعلى، وكان قد شذا

(2)

طرفا من الادب واطلع على التواريخ وأيام العرب وحصل قطعة صالحة من معرفة النجوم والطب، وصنف كتابا في أخبار بني تميم وأيامهم جمع فيه فوائد كثيرة وأشعارا حسنة وضمنه ذكر مآثرهم وأخبارهم ووقائعهم وأشعارهم، وانتسب فيه الى بني تميم «ووسمة بالمصباح» ووضع كتابا في تاريخ حلب من سنة تسعين

(1)

-كورة من كور حلب وقعت بينها وبين أنطاكية. معجم البلدان.

(2)

-أي علم وفهم-القاموس.

ص: 2926

وأربعمائة ضمنه أخبار الفرنج وأيامهم وخروجهم الى الشام من السنة المذكورة وما بعدها وسماه «المفوّف»

(1)

، وله شعر حسن لطيف الألفاظ عذب المجاجة، وربما يقع فيه ألفاظ ملحونة، وقع الى ديوان شعره بخطه وقد سقط منه شيء، وكان مولده في حدود الستين والأربعمائة.

وقرأ الأدب على الشيخ أبي الحسن علي بن عبد الله بن أبي جرادة، وروى عن أبي نصر بن الخيشي وعن أبيه عبد الرحيم، روى عنه أبو عبد الله محمد بن المحسن الملحي، وابن أخيه عبد الرحيم بن سعيد بن عبد الرحيم وسعيد ابن أخت نعمان رئيس معرة النعمان.

أخبرنا أبو الحسن محمد بن أحمد بن علي القرطبي بدمشق، قال: أخبرنا أبو محمد القاسم بن علي بن الحسن بن هبة الله قال: حدثنا أبو عبد الله محمد بن المحسن ابن أحمد الملحي لفظا قال: حمدان بن عبد الرحيم الطبيب الأثاربي (276 - ظ) وصل الى دمشق رسولا الى أتابك طغتكين، وكان رجلا وسيما متشبثا بأهداب الأدب في طلب العلم، كثير الدؤوب، كريم النفس، له بجميع من يمر به من الادباء صحبة وأنس اجتاز به في بعض السنين الأمير مهند الدولة أبو نصر الخيشي، فأنزله بداره في الأثارب وأقام عنده أشهرا فأنشدني ما عمله الخيشي وقد وافى هلال شهر رمضان

لله من قمر رآني معرضا

عنه واعراضي حذار وشاته

طلع الهلال فقمت أعمل حيلة

في قبلة تجني جنا وجناته

فمضى وقال تصد عن قمر الهوى

لترى الهلال أرقأ إلى رجاته

فأنا وحق هواك أبعد مرتقى

منه وتأثيري كتأثيراته

أنا كامل أبدا وذلك ناقص

فاعزم بوصفي جاهدا وصفاته

(2)

قرأت في بعض تعليقاتي من الفوائد أن حمدان مضى الى بغداد في سنة أربعين وخمسمائة وعمل بها وأظنني نقلتهما من خطه:

(1)

-لم يصلنا أيا من كتب حمدان.

(2)

-تاريخ دمشق لابن عساكر:5/ 144 - ظ.

ص: 2927

ان بغداد لمن أبصرها ورآ

ها طرفة بين البلاد

فتأملها تراها عجبا نعم

بيض على قوم سواد

لو قال: تجدها، كان أجود.

سمعت بعض بني عبد الرحيم يقول لي: إن حمدان كان سير من حلب رسولا الى مصر في أيام الآمر بن المستعلي، وكان من عادة الرسل أنهم يجتمعون بالآمر ويجلسون بين يديه فلم يستحضر (277 - و) حمدان لأنه نقل اليه انه حشيشي

(1)

فكتب اليه أبيات يطلب الحضور وتنصل مما قرف به عنده، فأذن له الآمر فلما مثل بين يديه ارتجل وقال:

سلام ورضوان وروح ورحمة

على الآمر الطهر الذكي المناسب

إمام إذا جاد الحجاب لنابه

أثرنا ثرى أقدامه بالحواجب

أخبرنا أبو الفوارس حمدان بن عبد الرحيم بن سعيد بن عبد الرحيم قال:

حدثني والدي عبد الرحيم بن سعيد قال: كان عمي الرئيس أبو الفوارس حمدان قد قرأ على الشيخ أبي الحسن بن أبي جرادة النحو واللغة وعلم الهندسة والنجوم وغير ذلك، واتفق له أن خرج الى معراثا الأثارب، وهي ملكه وكانت في يد الفرنج اذ ذاك فمرض صاحب الأثارب سير منويل، وهو ابن أخت صاحب أنطاكية، فدخل اليه وعالجه حتى برأ، فلما أبل من مرضه سيّر سير منويل الى حمدان وقال له:

تمنّ، فطلب منه قرية، فأعطاه معربونية، فسكن فيها مدة ثلاثين سنة وعمرها واتخذها منزلا، فأرسل اليه الشيخ أبو الحسن بن أبي جراده يعتبه على مقامه تحت أيدي الفرنج ويلومه على ذلك فكتب اليه:

وقائل عائب لي إذ رأى شغفي بقرية

ليس سكناها من الشرف

ماذا دعاك الى هذا فقلت له

صروف دهر وصرف الدهر غير خفي

(1)

-أي من أتباع الدعوة الاسماعيلية الجديدة التي أسسها حسن الصباح وكانت معادية للفاطميين المستعلية في القاهرة تمارس ضدهم وضد سواهم الاغتيال السياسي الطفوسي. انظر حولهم كتاب الدعوة الاسماعيلية الجديدة الذي ترجمته الى العربية ط. بيروت 1971.

ص: 2928

بخل الوفي وإعراض الرضي وتق

صير الصفي وظلم المشرف الحنفي

فإن أقمت بها فالمسك موطنه

في جلدة ومقر الدر في الصدف

(277 - ظ) قال: فهجرته زوجته بنت المعمّم وامتنعت من الخروج إليه الى القرية، فكتب الى ابن أخيه المنتجب أبي سالم بن أبي الحسن بن عبد الرحيم:

يا أبا سالم سلمت على م

رّ الليالي وزادك الله قدرا

وأرتني فيك الأماني وفي صن

ويك ما أبرق الغمام ودرا

خذ حديثي واعرفه لا تعدم

حرفا حرفا وسطرا سطرا

أنا شيخ همّ وقد أكل الده

ر شبابي واعتضت باليسير عسرا

ساكن في خرابة بين قوم

دأبهم كلهم حراث الصحرا

لا أراهم ولا يروني إلاّ

مثل غمر الأحباب بالجفن سرّا

واذا ما جلست فيهم فما أس

مع منهم إلاّ كلاما هجرا

قاس زرعي وخاس قطني

وقد أعنب ثوري ومشفني قد تفرا

هذه ألفاظ يستعملها الفلاحون فيما بينهم

ثم أنتم كنتم جواري وسما

ري فبنتم لسوء حظي طرا

والتي كانت القرينة من خمسين

عاما أبدت فراقا وهجرا

تركتني أدور في الدار كالحي

ران وحدي أكابد العيش ضرا

أكنس الدار أضرم النار أجلو

القدر اطهي أدق للقدر بزرا

واقتراحي عليك أيدك الل

هـ بفخر منه وزادك فخرا (278 - و)

أن تقضي حوائجي قبل أقضي

وتداري ما أربى قبل أدرا

وإذا أنت نمت عنها وما أعددت

للخطب قبل يسرك يسرا

هات قل لي فمن لها غيركم عو

نا حلا الدهر في فمي أو أمرّا

فاشتروا لي وصيفة أو غلاما

أو فردوا قرينة العمر قسرا

وكأني بكم وأنتم تقولو

ن ترى عمنا يحاول أمرا

ص: 2929

بعد عمرين عاد يهوى التصابي

ويرجّي لبقله له أن يطرّا

ذهب الأطيبان هيهات أن

يشمخ مهرا من كان برذون كسرا

وكانت هذه القرية معربونيه حين وهبه إياها صاحب الاثارب في أواخر سنة احدى وعشرين وخمسمائة داثرة موحشه الصّوى، فنزلها وأحضر إليها أهله وعمر بها دارا وأحضر اليها فلاحين وأكرة، وعمر غامرها وزرعه واستغله.

وسير إليّ الصدر أبو محمد الحسن بن ابراهيم بن الخشاب كراريس من شعر حمدان بن عبد الرحيم بخطه فقرأت فيها أبياتا كتبها بعد خروجه من معربونية الى جيرانه بها وهي:

اسكان عرشين القصور عليكم

سلامي ما هبّت صبا وقبول

ألا هل إلى حث المطايا إليكم

وشمّ خزامي حربنوش سبيل

وهل غفلات العيش في دير

مرقس تعود وظل اللهو فيه ظليل

إذا ذكرت لذاتها النفس عندكم

تلاقى عليها زفرة وعويل (278 - ظ)

بلاد بها أمسى الهوى غير أنني

أميل مع الأقدار حيث تميل

أنشدنا أبو الفوارس حمدان بن عبد الرحيم بن سعيد بن عبد الرحيم قال:

أنشدني والدي أبو الموفق عبد الرحيم بن سعيد قال: أنشدني عمي حمدان بن عبد الرحيم لنفسه:

دير عمان ودير سابان هج

ن غرامي وزدن أشجاني

إذا تذكرت فيهما زمنا

قضيته في عرام ريعاني

يا لهف نفسي مما أكابده

إن لاح برق من دير حشيان

وإن بدت نفحة من الجانب

الغربي فاضت غروب أجفاني

وما سمعت الحمام في فنن

إلاّ وخلت الحمام فاجاني

ما اعتضت مذ غبت بدلا حاشى

وكلا ما الغدر من شاني

كيف سلويّ أرضا نعمت بها

أم كيف أنسى أهلي واخواني

(1)

(1)

-كتب ابن العديم في الهامش «في نسخة: أوطاني» .

ص: 2930

لا جلق

(1)

رقن لي معالمها

ولا أطبتني أنهار بطنان

ولا ازدهتني في منبج فرص

راقت لغيري من آل حمدان

يعني أبا فراس بن حمدان وكان يتشوق منازله بمنبج في شعره:

لكن زماني بالجزر أذكرني

طيب زماني به فأبكاني

يا حبذا الجزر كم نعمت به

بين جنان ذوات أفنان

بين جنان قطوفها ذلل

والظل واف وطلعها دان (279 - و)

قلت: وهذان الديران دير عمان ودير سابان هما خربان وفيهما بناء عجيب وصور مشرقة، وبينهما قرية تعرف بترمانين

(2)

من قرى جبل سمعان أحد الديرين من قبلي القرية والآخر من شماليها، وقد ذكر الخالديان: أبو بكر وأبو عثمان، وأبو الحسن الشمشاطي في كتابي الديرة دير رمانين قالوا: ويقال له دير سابان، وذكروا قصة جرت فيه لعمر بن الخطاب رضي الله عنه في الجاهلية سنذكرها في ترجمة عمر رضي الله عنه ان شاء الله تعالى، وقد غير اسم القرية لطول الزمان ودير سابان ودير عمان باللسان السرياني ومعنى دير عمان باللسان السرياني: دير الجماعة، ودير سابان معناه دير الشيخ لأن سابا بالسرياني الشيخ، فعربا فقيل:

سابان وعمان.

أخبرني أبو الفوارس بن أبي الموفق بن سعيد الحلبي قال: أخبرني سعيد بن أخت نعمان رئيس المعرة بقلعة حلب قال: قدم الرئيس حمدان بن عبد الرحيم معرة النعمان فجلس هو والرئيس نعمان رئيس المعرة خالي، وجماعة من أهل المعرة على مجلس لهو وشرب بمعرة النعمان، وكان عندهم مغنية تدعى ست النظر، فافترقوا بعد هزيع من الليل وقام حمدان بن عبد الرحيم سكران وفرش له فراش بقبة الامير أبي الفتح بن أبي حصينة

(3)

بمعرة النعمان، وكانت قبة عالية، ونام وقام ليقضي حاجة وهو في سكره، فسقط من أعلى القبة الى الدار فعلم به الرئيس نعمان وأصحابه

(1)

-كتب ابن العديم في الهامش «في نسخة لا حلب» .

(2)

-ما تزال تحمل هذا الاسم نفسه وتتبع الآن محافظة ادلب-منطقة حارم، وتبعد عن ادلب مسافة/76/كم.

(3)

-الشاعر المشهور، سلفت ترجمته في المجلدة السابقة فيمن اسمه الحسن.

ص: 2931

فبادروا اليه وحملوه، وأقسم نعمان على أصحابه أن لا يعلموه. (279 - ظ) بما جرى، ووضعوه على فراشه وسكنوه ساعة، ثم أرسلوا خلف ست النظر المغنية واحضروها فجلست عند رأسه وغنت فهب من رقدته وجلس واستطاب وقته، فسألوه أن ينظم في ذلك شيئا فعمل:

أيا صاح قد صاح ديك الصباح

وهبت تغنيك ست النظر

بلفظ هو السحر سحر الحلال

ووجه حوى الحسن مثل القمر

وتشدوك قم وتنبه لها

وباكر صبوحك قبل البكر

أفق كم تنام وهات المدام

ورقرق لنا الجام وقيت شر

أما تنظر الفجر خلف الظلام

محثا وأعلامه قد نشر

وقد سامحتك صروف الزمان

وكفت أكف القضاء والقدر

فما العذر في ترك شرب المدام

ونهب الأباريق كرا وفر

فحث الشمول بخفق الطبول

ونفخ الزنامي وقرع الوتر

فما رونق الدهر باق عليك

فخذ ما صفا واجتنب ما كدر

قال سعيد: فبقي حمدان مدة لا يعلم بما جرى الى أن خطر لي أن قلت له:

ما تقول يا مولاي فيمن سقط من هذا المكان الى أسفل؟ فقال: ما يجمع الله به شملا، فقلت: أما تذكر ليلة «أيا صاح قد صاح ديك الصباح» ؟ فقال: ما جرى؟ فقصصت عليه القصة، فقال: لهذا تؤلمني أعضائي من ذلك اليوم، ثم ألقى نفسه مريضا فبقي على الفراش مطروحا شهرين (280 - و).

أخبرني حمدان بن عبد الرحيم بن سعيد بن عبد الرحيم أن عمّ أبيه حمدان ابن عبد الرحيم توفي سنة اثنتين وأربعين وخمسمائة وقد جاوز الثمانين.

‌حمدان بن عبد الرحيم بن سعيد:

ابن عبد الرحيم بن حمدان بن علي التميمي، أبو الفوارس بن أبي الموفق ولد ابن أخي الذي قدمنا ذكره، شيخ حسن مستور يحفظ أشعارا كثيرة ونوادر مستملحة، روى عن أبيه وعن سعيد ابن اخت نعمان و

(1)

(1)

-كذا بالاصل.

ص: 2932

علقت عنه فوائد تتعلق بالحلبيين منها ما قد رويناه عنه في ترجمة عم أبيه المقدم ذكره.

أخبرنا أبو الفوارس حمدان بن عبد الرحيم بن سعيد-املاء من لفظه، بمعراثا عملس قرية على مقربة من حلب-كان شريكا فيها-قال: حدثني أبي أن عمه حمدان بن عبد الرحيم كان ذات يوم بحلب في حجرة له بباب أنطاكية جالسا على شراب وعنده ندماؤه، فخرج ابن أبي جرادة (280 - ظ) -اما أبو الحسن أو أحد ولديه-من دار، وكانت مجاورة لدار حمدان فجلس على سور المدينة يتفرج على المارة تحته تحت الطيارة

(1)

التي لحمدان، فعلم حمدان بذلك، فسكت وأسكت من حوله وأخفى نفسه، وأطال ابن أبي جرادة الجلوس، فأخذ حمدان رقعة وكتب اليه هذه الأبيات:

عبدك في بيته على صفة

للسكر فيها حظ وللطرب

ووقته يقتضي حضورك يا

أكرم بيت في العجم العرب

لكنما الاحتشام يمنعه

أن يجمع الجد فيه باللعب

فأنعم وجمّل أو فانصرف

فلقد خفناك لما خفنا على الأدب

قال: فقام ابن أبي جرادة وانصرف الى داره.

توفي أبو الفوارس بن عبد الرحيم هذا بحلب في سنة احدى وثلاثين وستمائة، وكانت وفاته ليلة الأحد حادي وعشرين من شهر رمضان من السنة أخبرني بذلك ولده.

‌حمدان بن علي بن محمد بن حمدان الشيباني:

أبو يعلي الموصلي ثم الحلبي الصوفي حدث بحلب عن أبي العباس أحمد بن بنان بن العباس القرميسيني، وبالرملة عن يحيى بن مسعر بن محمد المعري، روى عنه الحافظ أبو سعد اسماعيل بن السمان، وأبو القاسم عبد الرحمن بن محمد بن النجار.

أخبرتنا الحرة زينب بنت عبد الرحمن الشعري في كتابها الينا من نيسابور قالت:

(1)

-غرفة ذات شرفة تكون في أعلى المنزل.

ص: 2933

أنبأنا أبو القاسم محمود بن عمر الزمخشري قال: حدثني أبو علي الحسين بن علي ابن مردك قال: أخبرنا أبو سعد السمان-اجازة- (281 - و) قال: حدثنا أبو يعلي حمدان بن علي بن محمد بن حمدان الشيباني الموصلي ثم الحلبي الصوفي-بقراءتي عليه بالرملة-قال: حدثنا يحيى بن مسعر بن محمد التنوخي قال: حدثنا أبو عروبة الحسين بن محمد بن أبي معشر قال: حدثنا اسماعيل بن موسى قال أخبرنا علي بن عابس عن الحسن بن عبيد الله عن أبي الضحى عن زيد بن أرقم قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لعلي يوم غدير خم: اللهم من كنت مولاه فعلي مولاه، اللهم وال من والاه-وأحسبه قال-وعاد من عاداه

(1)

.

‌حمدان بن غارم بن نيار:

وقيل نبار، أبو حامد البخاري الزندني من قرية يقال لها زندنه، وحمدان لقب له، واسمه أحمد وغلب لقبه على اسمه.

سمع بدمشق هشام بن عمار وصفوان بن صالح ودحيما، وبعسقلان محمد بن أبي السري العسقلاني، وبحمص اسحاق بن ابراهيم بن العلاء بن زبريق الحمصي، وبحران معلل بن نفيل الحراني وبالعراق أبا بكر بن أبي شيبة، وأبا كريب، وخلف ابن هشام، واجتاز بحلب في ما بين حران وحمص، أو ببعض عملها.

روى عنه أبو علي الحسن بن الحسين البزاز، وأبو الحارث أسد بن حمدويه النسفي، وأبو القاسم عبد الله بن محمد بن اسحاق بن سويد بن نصر بن مهران المروزي وعبد الله بن حمدويه النسفي ومحمد بن أحمد السعداني البخاري، وأبو ذر القاضي (281 - ظ).

‌حمدان بن يوسف بن محمد البابي:

الضرير من أهل باب

(2)

بزاعا، قرية جامعة من عمل حلب، شاعر مجيد قد ذكرنا له القصيدة اليائية التي يذكر فيها قرى وادي بزاعا وغيرها من قرى حلب في مقدمة الكتاب

(3)

اجتمعت به في مجلس شيخنا افتخار الدين أبي هاشم عبد

(1)

-انظره في كنز العمال:10 - 11،32904،31662 - 32946 - 32951.

(2)

-ما تزال بلدة الباب تحمل هذا الاسم نفسه وهي تتبع محافظة حلب.

(3)

-انظر الجزء الاول من كتابنا:273 - 277.

ص: 2934

المطلب بن الفضل الهاشمي في شهر رجب من سنة ثلاث عشرة أو أربع عشرة وستمائة وأنشده قصيدة في مدحه وسمعتها من لفظه فأوردتها ها هنا بكمالها وهي:

إن تمادت في تجنيها نوار

فبها منها إليها المستجار

أو رأت وصلي حراما في الهوى

فلها فيما تريد الاختيار

ليس لي عنها وإن فندني عاذل

باللوم والعذل اصطبار

طار نومي عن جفوني مذ جفت

ففؤادي مستهام مستطار

غادة تطمع في الأنس وما شا

نها إلاّ التنائي والنفار

للورى من فرعها الداجي ومن

وجهها الوضاح ليل ونهار

وإذا ما ست دلالا ورنت

كلّت السمر العوالي والشفار

طرفها يفعل في عشاقها

مثل ما تفعل في العقل العقار

(1)

فكأن الراح من مبسمها وثنا

ياها على الصبّ تدار

كم جوى خامرني شوقا إلى

ما حوى منها نقاب وخمار (282 ظ)

يا لها من كاعب حوراء في

لحظها غنج وسحر واحوار

أين من يأخذ باثأر فلي

عند تلك الظبية الأدماء

(2)

ثار

في جفوني من دموعي لحج

(3)

وبقلبي من لظى الوجد شرار

واذا ما ضنت السحب ففي

مقلتي سحب من الدمع غزار

من سناها تخجل الشمس ومن

قدها الغصن اذا ما مالت يغار

فضياء البدر من بهجتها

وقضيب البان ما ضم الا زار

أكتم الحبّ ولكن الهوى

سره المكتوم في القلب جهار

غادرتني مثلا بين الورى

ليس لي غمض ولا عندي قرار

عيرتني بهواها أسرة

قلت مهلا ما على العاشق عار

لو رأيتم وجه من همت بها

لعلمتم أن لي فيه اعتذار

كملت في حسنها الموفى كما

كمل الفخر الشريف الافتخار

(1)

-العقار هنا الخمرة.

(2)

-أي لونها مشرب بياضا. القاموس.

(3)

-لحجة: ضربه وبعينه أصابه بها. القاموس.

ص: 2935

الامام الأروع الصدر الذي

قد كفاه المدح علم ونجار

نسب منه على البدر سرار

وعلى الشمس شعار ودثار

وعليه كلما بينته من

رسول الله سيما ووقار

تقصر الألباب عن ادراكه

فإذا ما حاولوا الادراك حاروا

وكأن الناس في أحوالهم

كنقود بهرجت وهو نضار

ظهرت بين الورى سيرته

وتبدتّ مثل ما يبدو النهار (283 و)

كل فخر حازه أهل النهى

فهو جزء من علاه مستعار

كلم تسمع من أيسرها

حكما فيهن للدر احتقار

كلم تسمع من أيسرها

حكما فيهن للدر احتقار

أبدا ما قاله ممتثل في الدنا

يومي اليه ويشار

يعذب الاسهاب من ألفاظه

ومن الغير يملّ الاختصار

من أياديه لنا سحب غزار

أبدا تترى إذا ضنّ القطار

وبجنبيه من الحليم جبال

راسيات ومن العلم بحار

كل يوم لثغور الدين من

علمه الجم ابتسام وافترار

وبأغصان الاماني أبدا لذوي

البؤس من النجح ثمار

أيها المولى الذي عن طوله

في مساعيه لا عداه اقتصار

يا شريفا شرف الدهر به

فهو للدنيا وللدين منار

أنت من قوم اذا ما شفعوا

لا مرئ في الحشر لم تمسسه نار

زرت مغناك الذي إن زاره

مستميح لم يرعه الافتقار

راجيا صرفك جيش البؤس

عن ريع مسكين له فيه مغار

وانتصاري بك يا من لم يزل

أبدا منه لراجيه انتصار

جاء بالاقبال يسعى رحب

بعد بعد ودنا منه المزار

رجب الله تعالى شهره فله

بين الشهور الاشتهار

فابق مسرورا مهنّا بالعلى

أبدا ما طرد الليل النهار (283 - ظ)

‌حمدون بن اسماعيل بن داود:

أبو عبد الله الكاتب النديم روى عن المعتصم، وقيل عن أبيه عن المعتصم، روى عنه ابنه أبو عبد الله محمد بن حمدون ومحمد بن نعيم، وقدم حلب صحبة المتوكل

ص: 2936

سنة أربع وأربعين ومائتين، حين توجه الى دمشق، وكان جوادا شاعرا وفات أبا بكر الخطيب ذكره، مع أنه وقع اليه حديثه ورواه في ترجمة غيره.

أخبرنا أبو اليمن زيد بن الحسن الكندي-فيما أذن لنا أن نرويه-قال:

أخبرنا أبو منصور بن زريق قال: أخبرنا أبو بكر الخطيب قال: أخبرنا أبو نعيم الحافظ قال: حدثنا محمد بن اسحاق بن ابراهيم القاضي بالاهواز قال حدثنا محمد ابن نعيم قال حدثنا حمدون بن اسماعيل قال حدثنا أبي عن المعتصم عن المأمون عن الرشيد عن المهدي عن المنصور عن محمد بن علي بن عبد الله بن عباس عن أبيه عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: لا تحتجموا يوم الخميس فانه من يحتجم فيه فيناله مكروه فلا يلومن إلاّ نفسه

(1)

.

كذا رواه محمد بن نعيم عن حمدون عن أبيه اسماعيل عن المعتصم، ورواه أبو عبد الله محمد بن حمدون بن اسماعيل عن أبيه حمدون عن المعتصم نفسه ولم يذكر أباه.

أخبرنا بذلك أحمد بن أزهر بن السباك في كتابه عن أبي بكر محمد بن عبد الباقي عن أبي القاسم علي بن المحسن التنوخي قال: حدثنا أحمد بن عبد الله بن جلّين الدوري قال: حدثنا القاضي أحمد بن اسحاق بن ابراهيم الملحمي قال: حدثنا أحمد بن الطيب (282 - و) السرخسي قال: حدثني أبو عبد الله بن حمدون بن اسماعيل عن أبيه قال: سمعت المعتصم بالله يحدث عن المأمون عن الرشيد عن المهدي عن المنصور عن أبيه عن جده عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم ذكر الحجامة يوم الخميس وكرهها، قال: فدخلت على المعتصم بعد مدة بعيدة في يوم خميس وهو يحتجم، فلما رأيته وقفت واجما وتبين ذاك في وجهي فقال: يا حمدون لعلك ذكرت الحديث الذي حدثتك به عن المأمون عن آبائي في حجامة الخميس، والله ما ذكرت ذلك حتى شرط الحجام، قال فحجم من عشيته وكانت المرضة التي مات فيها.

وهذه الرواية أشبه بالصحة لانه قال فيها حكاية عن المعتصم ويحتمل أن المعتصم حدث بالحديث حمدون وأباه اسماعيل بن داود فنسي حمدون صيغة اللفظ المنقول

(1)

- تاريخ بغداد:3/ 344.

ص: 2937

عن النبي صلى الله عليه وسلم فرواه عن أبيه عن المعتصم وذكر الحكاية عن المعتصم في كونه احتجم وقد كان روى له الحديث فنسي لفظه، وذكر معناه المشعر بالكراهية ولهذا قال فيه ذكر الحجامة يوم الخميس وكرهها، ولم يأت فيها بصيغة لفظه صلى عليه وسلم الذي رواه عن أبيه عن المعتصم والله أعلم.

وقد روى هذا الحديث أبو حامد أحمد بن جعفر الاشعري عن أبي الطيب السرخسي عن أبي عبد الله محمد بن حمدون عن أبيه عن المعتصم، وقد ذكرناه.

أنبأنا أبو روح عبد المعز بن محمد بن أبي الفضل قال: أخبرنا أبو القاسم زاهر ابن طاهر الشحامي أن أبا بكر البيهقي أخبره قال: سمعت أبا عبد الله الحافظ يقول سمعت (284 - ظ) أبا اسحاق ابراهيم بن محمد بن يحيى يقول: سمعت أبا العباس السراج يقول: سمعت عبد الله بن محمد يقول: عزّى حمدون بن اسماعيل اسحاق ابن ابراهيم بعبد الله بن طاهر فقال:

لم تصب أيها الأمير بعبد الله

لكن به أصيب الأنام

وسيكفيكم البكاء عليه

أعين المسلمين والإسلام

ذكر أبو عبد الله محمد بن داوود بن الجراح الكاتب في كتاب «الورقة في أخبار شعراء المحدثين» قال: حمدون بن اسماعيل النديم بغدادي ينزل عبرتا أديب كاتب شاعر، ممن نادم المعتصم ومن بعده من الخلفاء الى ان توفي في خلافة المعتز وكان جوادا وولاه المتوكل موضع الزنبق وهو الشيز من أذربيجان:

(1)

.

ولاية الشيز عزل

والعزل عنها ولاية

فولني العزل عنها إن

كنت بي ذا عناية (285 - و)

ذكر أبو الحسن محمد بن أبي الفوارس الوراق أن حمدون بن اسماعيل بن داود مات في ذي الحجة سنة أربع وخمسين ومائتين بسر من رأى.

(1)

-كذا بالاصل دون قوله: قال أو ما يشبه ذلك، وليس لحمدون ترجمة في كتاب الورقة المطبوع.

ص: 2938

‌حمرة بن مالك بن سعد:

ابن حمرة بن مالك بن شعيرة بن منبه بن سلمة بن مالك بن عذر بن سعد ابن مالك بن دافع بن جشم بن حاشد بن جشم بن الحيران بن نوف بن همدان الهمداني، وسماه بعضهم حمزة، والصواب حمرة، وقال بعضهم حيوان بن نوف بدل حيران بن نوف، وكان حمرة من وجوه أهل الشام وأولي الهيآت منهم، ووفد على النبي صلى الله عليه وسلم، وحكى عن أبي بكر الصديق رضي الله عنه.

روى عنه عمرو بن محصن الأزدي، وكان أبو بكر الصديق رضي الله عنه قد وجهه الى الشام، وشهد صفين مع معاوية، وكان أميرا على همدان الأردن، وكان من شهوده يوم الحكمين حين صالح عليا رضي الله عنه. (285 - ظ).

***

ص: 2939

‌ذكر من اسمه حمزة

‌حمزة بن أحمد بن الحسين بن علي:

بسم الله الرحمن الرحيم

وبه توفيقي

ابن محمد السكران بن عبد الله بن الحسين بن الحسن الافطس بن علي بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب، أبو يعلى بن أبي القاسم العلوي الحسيني الأفطسي الأنطاكي، وأمه فاطمة بنت محمد بن أحمد بن الشبيه بن زيد الحسيني الزيدي، كان مع أبيه وأمه بحلب عند الأمير سيف الدولة أبي الحسن علي بن عبد الله بن حمدان، روى عن أبي الحسن محمد بن عبد الله بن زكريا بن حيويه النيسابوري، روى عنه أبو طاهر محمد بن أحمد بن محمد بن أبي الصقر الانباري.

أخبرنا الشيخان أبو عبد الله محمد بن أبي المعالي بن البناء وأبو سعد ثابت ابن مشرف بن أبي سعد البناء البغداديان-أبو عبد الله بدمشق وأبو سعد بحلب-قالا:

أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن الزاغوني قال: أخبرنا أبو طاهر محمد بن أحمد ابن محمد بن أبي الصقر الأنباري قال: أخبرنا أبو يعلى حمزة بن أحمد بن الحسين الحسيني الأفطسي رحمه الله-قراءة عليه في منزله بزقاق القناديل-قال: حدثنا أبو الحسن محمد بن عبد الله بن زكريا بن حيويه النيسابوري قال: حدثنا أبو بكر أحمد بن عمرو بن عبد الخالق البزاز قال: حدثنا أحمد بن عبدة قال: أخبرنا عبد العزيز بن محمد قال: (287 - و) حدثنا العلاء بن عبد الرحمن عن أبيه عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إذا مضى النصف من شعبان فأمسكوا عن الصوم حتى يدخل رمضان، أو الى رمضان

(1)

.

(1)

-لم أجده بهذا اللفظ.

ص: 2940

‌حمزة الاصبغ بن ذؤالة الكلبي:

له ذكر، وكان في صحبة مروان بن الحكم بعد ما بويع له بالخلافة حين قدم رصافة هشام وهو متوجه الى الرقة لتوجيه ابن هبيره الى العراق وحمزة معه، وكان بتدمر مع أبيه الاصبغ منا بذا لمروان، فسار إليهم الأبرش بن الوليد الكندي يدعوهم الى الطاعة فأجابه منهم الأصبغ وابنه حمزة، وهرب الباقون فانصرف الأبرش بمن بايعه الى مروان وساروا في صحبته الى الرصافه، وقد ذكرنا الأصبع أباه في باب الألف.

‌حمزة بن بيض بن نمر بن عبد الله:

ابن شمر بن عبد الله بن عمرو بن عبد العزى بن سحيم بن مرة بن الدؤل بن حنيفة، الحنفي، شاعر مذكور مشهور فصيح.

روى عن الشعبي، روى عنه ولده مخلد بن حمزة، ومجفر والد عبيد بن مجفر قدم حلب واحتال حتى دخل على يزيد بن المهلب بن أبي صفرة وهو في حبس عمر ابن عبد العزيز بها فامتدحه.

وقد ذكرناه فيمن يعرف باسم أبيه في آخر الكتاب.

قرأت في أخبار ابن بيض عن الزبير بن بكار بخط ابن الحداد الوراق فيما حكاه عن ابن الاعرابي قال: دخل ابن بيض على يزيد بن المهلب وهو في حبس عمر ابن عبد العزيز وقال: إن لي عليه دينا، فأدخلوه إليه فأنشده:(287 - ظ)

قد قلت لما رأيت مجلسه

والدمع مني إذ ذاك ينتسب

أغلق دون السماح والعز

والنجدة باب مفتاحه آشب

(1)

أصبح في قيدك السماحة وال

حامل والمضلعات والحسب

إن مت مات الندى أبا خالد

والبحر بحر الفواضل الحدب

ابن ثلاث وأربعين خلت

لا ضرع واهل ولا تلب

(2)

(1)

-أي مختلط أو عائب ملام. القاموس.

(2)

-التلب: الخسارة. القاموس.

ص: 2941

لا بطر إن تتابعت نعم

وصابر في البلاء محتسب

بذذت

(1)

سبق الحياد في مهل

وقصرت دون سعيك العرب

فقال له يزيد: كيف وصلت إلي؟ قال: ادعيت دينا، قال هو علي.

ومما نقلته من خط المذكور من هذا الكتاب، قال أبو الحسن-يعني-المدائني:

كان حمزة بن بيض الحنفي شاعرا طريفا، فشاتم حماد بن الزبرقان، وكان من طرفاء أهل الكوفه وكلاهما صاحب شراب، وكان حماد يتهم بالزندقة فمشى الرجال بينهم حتى اصطلحا، فدخلا يوما على والي الكوفة فقال لابن بيض: أراك قد صالحت حمادا فقال ابن بيض: نعم أصلحك الله على أن لا آمره بالصلاة ولا ينهاني عنها.

نقلت من خط توزون ابراهيم بن محمد الطبري في أمالي أبي عمر محمد بن عبد الواحد الزاهد صاحب ثعلب، باستملائه منه في سنة ثماني وعشرين وثلاثمائة قال، فيما رواه عن ثعلب: وقال-يعني-ثعلب: اجتمع يزيد بن الحكم وحمزة بن بيض في حبس فقال (288 - و) له يزيد-وهو يهزأ به: إنك لأستاذ بالشعر يا بن بيض، قال أي لعمري إني لأدق الغزل، وأصفق النسج وأرق الحاشية.

أخبرنا أبو العباس أحمد بن عبد الله بن علوان الأسدي قال: أخبرنا أبو البركات محمد بن حمزة بن الحسن العرقي-إجازة-وأخبرنا أبو محمد عبد الدائم جعفر بن القطاع قال: أخبرنا أبو بكر بن البر اللغوي قال: أخبرنا أبو محمد اسماعيل بن محمد النيسابوري قال: أخبرنا أبو نصر اسماعيل بن حماد الجوهري قال: وقوله: سدّ ابن بيض الطريق، قال الأصمعي: هو رجل كان في الزمن الاول يقال له ابن بيض عقر ناقته على ثنية فسد بها الطريق ومنع الناس من سلوكها، قال الشاعر:

سددنا كما سد ابن بيض طريقه

فلم يجدوا عند الثنية مطلعا

وكتب أبو سهل الهروي في حاشية الصحاح هكذا رأيته بخط الجوهري ابن

(1)

-أي غلبت. القاموس.

ص: 2942

بيض مفتوح الباء، وكذلك رواه أبو ابراهيم اسحاق بن ابراهيم الفارابي في «كتاب ديوان الادب» بفتح الباء والذي قرأته على شيخنا أبي أسامة رحمه الله ابن بيض بكسر الباء وكذا رأيته ايضا عند جماعة من العلماء باللغة بكسر الباء (288 - ظ).

‌حمزة بن سعيد المروزي:

حدث بطرسوس عن علي بن عاصم، روى عنه أحمد بن النضر العسكري.

أنبأنا أبو الحجاج يوسف بن خليل بن عبد الله الدمشقي قال: أخبرنا أبو سعيد خليل بن أبي الرجاء الرازاني قال: أخبرنا الحسن بن أحمد الحداد قال:

أخبرنا أبو نعيم الحافظ قال: حدثنا أبو القاسم سليمان بن أحمد الطبراني قال:

حدثنا أحمد بن النضر قال: حدثنا حمزة بن سعيد المروزي بطرسوس قال: حدثنا علي بن عاصم عن عبيد الله بن عمر عن القاسم عن عائشة قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: كل مسكر حرام

(1)

.

‌حمزة بن السيّد بن فارس:

وقيل أبي الفوارس بن أحمد الانصاري أبو يعلى بن أبي الفضل الصفار الدمشقي، ويعرف بابن أبي لقمه، حدثني بدمشق عن أبي القاسم الخضر بن الحسين ابن عبدان الازدي-وسألته عن مولده-فقال: لا أدري، ثم قال تقديرا سنة ثمان وعشرين وخمسمائة، وذكر لي أنه دخل حلب تاجرا ثلاث مرات في أيام محمود بن زنكي، وكان شيخا لا بأس به صحيح السماع.

أخبرنا أبو يعلى حمزة بن السيّد بن فارس الانصاري الصفار المعروف بابن أبي لقمة-بقراءتي عليه بدمشق في الرابع من صفر سنة أربع عشرة وستمائة بمقصورة الخضر في الجامع-قال: أخبرنا أبو القاسم الخضر بن الحسين (289 - ظ) بن عبدان الأزدي في سنة ست وثلاثين وخمسمائة قال: أخبرنا الفقيه ابو القاسم علي بن محمد بن علي المصيصي قال: حدثنا أبو الحسن محمد بن صدقة بن الحسين بن سلامة التميمي قال: حدثنا أبو بكر بن ابراهيم بن محمد بن عبد العزيز العدوي قال:

(1)

-لم أجد الحديث في المعجم الصغير للطبراني انظره في كنز العمال:13275/ 5.

ص: 2943

حدثنا أبو بكر جعفر بن محمد بن الحسن الفريابي قال حدثنا سويد بن سعيد قال:

حدثنا حفص بن ميسرة عن موسى بن عقبة عن ناقع وعبد الله بن دينار عن ابن عمر قال: بينما نحن في صلاة الصبح إذ جاءهم رجل فقال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم نزل عليه الليلة قرآن وقد أمر أن يستقبل الكعبة فاستقبلوها، وكانت وجوههم الى الشام فاستداروا الى الكعبه.

قرأت في بعض تعاليقي من الفوائد أن شيخنا أبا يعلى بن أبي لقمه الصفار توفي يوم الاربعاء ثامن عشر شهر رمضان من سنة ست عشرة وستمائة ودفن بمقبرة باب الفراديس.

ثم أخبرني رفيقنا وصاحبنا جمال الدين محمد بن علي بن الصابوني أنه توفي يوم الاربعاء ثامن عشرين شهر رمضان-يعني-من سنة ست عشرة وستمائة.

أنبأنا الحافظ أبو محمد عبد العظيم بن عبد القوي المنذري في كتاب التكملة لوفيات النقله قال: وفي الثامن عشر من شهر رمضان-يعني-من سنة ست عشرة وستمائة توفي الشيخ أبو يعلى حمزه بن أبي الفضل السيّد بن أبي الفوارس الأنصاري (290 - و) الدمشقي الصفار المعروف بابن أبي لقمه بدمشق ودفن من يومه بباب الفراديس، حدث عن أبي القاسم الخضر بن الحسين بن عبدان

(1)

.

‌حمزة بن طالب بن حمزة:

أبو الحسين المنبجي القاضي سمع بدمشق عبد الوهاب الكلابي، روى عنه أبو مسلم محمد بن علي بن محمد بن طلحة الاصبهاني.

قاله: الحافظ أبو القاسم علي بن الحسن بن هبة الله في تاريخ دمشق أخبرنا به القاضي أبو نصر محمد بن هبة الله بن محمد بن الشيرازي، فيما أذن لنا أن نرويه عنه قال: أخبرنا الحافظ أبو القاسم

(2)

.

(1)

- التكملة لوفيات النقلة:2/ 412 (1698).

(2)

-تاريخ دمشق لابن عساكر:5/ 154 - و.

ص: 2944

‌حمزة بن عبد الله العلوي:

الصوفي كان من مشاريخ الصوفيه، ودخل التينات واجتمع بأبي الخير حماد التيناتي المغربي وحكى عنه، روى عنه عبد الله بن علي الصوفي.

أخبرنا عمي أبو غانم محمد بن هبة الله بن محمد بن أبي جرادة-بقراءتي عليه-قال: أخبرنا أبو الفتح عمر بن علي بن حموية قال: أخبرنا أبو الفتوح الشاذياخي، ح.

وأنبأتنا الحرة زينب بنت عبد الرحمن النيسابوريه قالت: أخبرنا الشاذياخي، ح.

وأخبرنا أبو النجيب القارئ في كتابه قال: أخبرنا أبو الاسعد القشيري قالا:

أخبرنا أبو القاسم عبد الكريم بن هوازن القشيري قال: سمعت محمد بن أحمد ابن محمد التميمي يقول: سمعت عبد الله بن علي الصوفي يقول: سمعت حمزه بن عبد الله العلوي يقول: دخلت على أبي الخير (290 - ظ) التيناتي، وكنت اعتقدت في نفسي أن أسلم عليه وأخرج ولا آكل عنده طعاما، فلما خرجت من عنده ومشيت قدرا فإذا به يأتي خلفي وقد حمل طبقا عليه طعام فقال: يافتى كل هذا فقد خرجت الساعة من اعتقادك

(1)

(291 - و).

‌حمزة بن علي بن حمزة بن أبي الحجاج العدوي:

أبو يعلى الدمشقي قدم حلب وتفقه معنا على شيخنا قاضي القضاة أبي المحاسن يوسف بن رافع بن تميم، وسمع منه الحديث ومن شيخنا أبي هاشم عبد المطلب بن الفضل الهاشمي، وأبي محمد عبد الرحمن بن عبد الله بن علوان وغيرهم، وحدث بدمشق ببعض حديثة.

وأخبرني عبد المؤمن بن خلف الدمياطي أنه أخبره أن مولده في العشرين من سنة ست وثمانين وخمسمائة وتوفي وأنا بدمشق ليلة الاربعاء الثامن والعشرين من

(1)

-ترجم القشيري في رسالته ص 26 للتيناتي ولم يترجم لحمزة بن علي، ولم اقف في الرسالة على هذا الخبر.

ص: 2945

صفر سنة ست وحمسين وستمائة، ودفن يوم الاربعاء بمقبرة باب الصغير بدمشق.

‌حمزة بن علي بن زهرة:

ابن علي بن محمد بن محمد بن أحمد بن محمد بن الحسين بن اسحاق بن جعفر الصادق بن محمد الباقر بن علي زين العابدين بن الحسين بن على بن أبي طالب الحسيني الاسحاقي أبو المكارم بن أبي سالم بن أبي الحسن الحلبي المعروف بالشريف الطاهر، كان شريفا فاضلا عالما فقيها من فقهاء الشيعة ومتكلميهم، وله تصانيف على مذهب الامامية ورأيهم منها كتاب «غنيه النزوع الى علم الاصول والفروع

(1)

»، ووقفت له على مقدمة مختصرة في النحو وسمها بكتاب «النكت» .

حدث بحلب عن أبي الحسن علي بن عبد الله بن أبي جراده، وأبي الحسن بن طارق بن الحسن الحلبي روى عنه بمصر أبو ....

(2)

بن الارفادي وروى لنا (291 - ظ) عنه بحلب ابن أخيه الشريف أبو حامد محمد بن عبد الله بن علي الحسيني.

أخبرنا الشريف أبو حامد محمد بن عبد الله-قراءة عليه-قال: أخبرنا عمي أبو المكارم حمزة بن علي بن زهرة الحسيني قال: أخبرنا أبو الحسن علي بن عبد الله بن أبي جرادة الحلبي قال: أخبرنا أبو الفتح عبد الله بن اسماعيل بن الجلي الحلبي قال

(3)

.

سألت شيخنا أبا حامد محمد بن عبد الله بن زهرة من مولد عمه أبي المكارم حمزة فأخبرني أنه ولد في سنة احدى عشرة وخمسمائة.

وقرأت بخط الشريف ادريس بن حسن الإدريسي في نسب بني اسحاق المؤتمن، قال: أبو المكارم حمزة الفقيه رأيته وناظرته على مذهبه وقال: ولد الفقيه أبو المكارم (292 - و) حمزة في شهر رمضان سنة احدى عشرة وخمسمائة.

(1)

-رتبه على ثلاثة أقسام، ثالثها في التكليف السمعي، وقد وصفه آقا بزرك وتحدث عن الموجود من نسخه في الذريعة:16/ 69.

(2)

-فراغ بالاصل، وذكر صاحب الذريعة ص 69: أنه روى عنه بمصر تلميذه معين الدين سالم بن بدران بن علي المازني المصري.

(3)

-فراغ بالاصل قدر تسعة اسطر.

ص: 2946

نقلت من خط محمد بن أسعد الجواني النسابة، وأخبرنا إجازة عنه أبو الحسن محمد بن أحمد بن علي وغيره قال: ومن البيت يعني بيت الشريف أبي ابراهيم محمد بن أحمد الإسحاقي: الشريف القاضي الأجل الإمام الفقيه الصدر العالم الطاهر عز الدين أبو المكارم حمزة بن علي بن أبي الحسن زهرة بن علي بن محمد بن أبي ابراهيم الممدوج محمد بن أحمد بن محمد بن الحسين بن اسحاق الثقة المؤتمن بن الإمام جعفر الصادق عليه السلام.

قرأت في تعليقي من الفوائد: تو في الشريف أبو المكارم حمزة بن علي بن زهرة بحلب في سنة خمس وثمانين وخمسمائة وأظن أني علقته من خط شيخنا أبي حامد.

‌حمزة بن علي بن عثمان بن يوسف:

ابن ابراهيم بن يوسف بن ابراهيم بن أحمد بن يعقوب بن مسلم بن منبه أبو القاسم بن أبي الحسن بن أبي عمرو القرشي المخزومي المغيري، من ولد عبد الله بن أبي ربيعة المخزومي، الكاتب المصري، ويلقب بالأشرف كاتب حسن الإنشاء، شاعر مجيد عارف بعلوم الحديث، قد أخذ من كل علم بطرف قوي، ولي الديوان في دولة الملك الناصر صلاح الدين يوسف بن أيوب حين استولى على الديار المصرية، وولي ديوان الأحباس تارة، وكان أبوه يلي الديوان في دولة المصريين، سمع بمصر من أبي القاسم عبد الرحمن بن محمد المصّيني، وأبي عبد الله محمد بن عبد الرحمن الفنجديهي، وأبي الحسن علي بن هبة الله الصوري (292 - ظ) وأبي عبد الله محمد بن علي الرحبي، وأبي محمد عبد الله بن بري النحوي، وسمع بالإسكندرية من الحافظ أبي طاهر أحمد بن محمد السّلفي، وأبي محمد عبد الله بن عبد الرحمن العثماني وأبي الطاهر اسماعيل بن مكي بن عوف، وأبي الحسين يحيى بن محمد بن أحمد الرازي، وسمع بدمشق من جماعة لا يحضرني ذكرهم.

وحدث بمصر وبغداد والاسكندرية والشام، وكان الوزير عبد الله بن علي بن شكر قد قصده وعاداه وأهانه وآذاه، فهرب من الديار المصرية، وقدم حلب وافدا على الملك الظاهر غازي بن يوسف بن أيوب، فأكرم مثواه وأحسن قراه ورتّب له معلوما يرضاه، وحدث بحلب، ولم يتفق لي سماع شيء منه لأنني ما كنت.

ص: 2947

اشتغلت بطلب الحديث حينئذ، وسيّره الملك الظاهر رسولا عنه الى بغداد مرتين، فحدث بها وكتب عنه شيء من شعره، ثم عاد من حلب الى الديار المصرية فصلح ما بينه وبين ابن شكر، ومات بها في مجلسه فجأة، وكتب إلي الإجازة من مصر في سنة أربع عشرة وستمائة، وروى لنا عنه الحافظ رشيد الدين أبو الحسين يحيى بن علي القرشي، وكان بعين واحدة رحمه الله.

أنبأنا القاضي الأشرف أبو القاسم حمزة بن علي بن عثمان وأخبرنا به عنه سماعا أبو الحسين يحيى بن علي القرشي قال: أخبرنا الحافظ أبو طاهر السّلفي، ح.

وأخبرنا أبو علي حسن بن أحمد بن يوسف بالمسجد الأقصى قال: أخبرنا أبو طاهر السّلفي قال: أخبرنا الرئيس أبو عبد الله القاسم بن الفضل بن أحمد (293 - و) الثقفي قال: حدثنا أبو عبد الرحمن أحمد بن الحسين السّلمي -إملاء-قال: حدثنا محمد بن محمد بن يعقوب الحافظ قال: حدثنا أيوب بن يوسف البزاز أن جعفر بن نوح حدثهم قال: حدثنا محمد بن عيسى الطباع قال:

حدثنا عبثر بن القاسم-والصواب عبيد بن القاسم-عن العلاء بن ثعلبة عن طاووس عن واثلة بن الأسقع قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: دع ما يريبك الى ما لا يريبك

(1)

.

قرأت بخط سليمان بن عبد الله بن الحسن بن علي التميمي الدارمي المكي المعروف بابن الريحاني نزيل القاهرة ما صورته: يقول الفقير الى رحمة الله تعالى سليمان بن عبد الله بن الحسن بن علي التميمي الدارمي المكي المعروف بابن الريحاني عفا الله عنه وهذا خطه.

بلغني عن سيدنا وشيخنا القاضي الأجل العالم الفاضل البارع المكين الأشرف جمال الدين أمين المسلمين ثقة الثقات علم الرواة صفي أمير المؤمنين أبي القاسم حمزة ابن القاضي السعيد الأثير أبي الحسن علي بن عثمان القرشي المخزومي رضي الله عنه وعن سلفه الكرام أنه يبتدئ في كتابة الدرج بالحسبلة ويبني عليها الى أن

(1)

-انظر في كنز العمال:3/ 7308.

ص: 2948

يختم بالبسملة، فمثلت في خدمته وأخي شقيقي سلامة في يوم السبت سلخ شهر ربيع الآخر الذي من سنة احدى عشرة وستمائة، فسألته عن ذلك فقال لي: من أخبرك بهذا عني؟ قلت: أخبرني من أخبره عن سيدنا مخبر، فقال: هذا طويل (293 - ظ) فهل لك في مشاهدة ذلك مني وتكون كمخبر من أخبرك في الرواية عني، فشكرت من إنعامه وسألته المن بإتمامه فقال: أقترح ما أضمنه ما أكتبه ليعلم أنني اقتضبته فقلت له استدعاء إجازة فاستمد وكتب كما أخبرت عنه من غير ريث ولا وجازة وكان الاستدعاء الذي كتبه من آخره الى أوله وأملاه على ما هذه نسحته:

بسم الله الرحمن الرحيم المسؤول من إنعام سيدنا أن يلحق عبده فلان بن فلان بمن تشرف بالرواية عن جلاله، واغترف من بحره الفائق في كماله في الفضل الذي شمل كافة مريديه، وعم جميع طالبيه أن يجيز لكاتبه جميع ما يرويه من مروي ومسموع ومستجاز ومعقول ومجموع، ليحصل له الجمال في الانتساب إليه والاعتماد في الرواية عليه، لأنه الصدر الذي حمّل الخلف وسد ثلمة الماضين من السلف، فلا برح ينعم به لسائله عينا ويكسب به علما وعينا، ولا زال يفيد وفده ويولي من نعمتي العلم والبر رفده إن شاء الله تعالى.

وبخط الريحاني: وأنشدني أيضا لنفسه-قلت: وهو إجازة لي منه:

إذا غاب عن غاب المناصب ليثها

تسامى إليها ابن الحصين وسامها

كذاك نجوم الليل تبدو طوالعا

إذا فارقت شمس الأصيل مقامها

وبخطه وأنشدني لنفسه وقد أجازه لي أيضا:

لئن حالت الأحوال دون لقائنا

فحال صفاء الود ليس يحول

(294 - و)

وما بعد دار الخلّ تبعد أنسه

إذا كان في القلب المشوق يجول

قال: وأنشدني لنفسه-قلت: وهو لي إجازة منه:

ص: 2949

تواضعت حتى ظن بي كل صاحب

سقوط مقام أو مذلة خاضع

وما ذاك إلا أن نفسي كريمة

ترى الكبر عن كبر يرى في المجامع

وكل على القدر تكبر نفسه عن

الكبر إذ معنى العلى في التواضع

قال: وأنشدني لنفسه، وأجازه لي:

ادأب لنفسك في التعلّم جاهدا

إن التعلّم يرفع الأقواما

كم من وضيع يكرم أصله قد

حلّ بالعلم الذرى وتساما

وترى الذكي الأصل يصغر

أمره بالجهل حتى ما يعار سلاما

والكلب لما إن تعلّم صائدا

أضحى بذاك يسوّغ الإكراما

أخبرنا أبو الحسين يحيى بن علي القرشي بعد ما قرأت عليه الحديث الذي رواه لنا عنه، وقد قدمناه، قال: القاضي أبو القاسم بن عثمان من أعيان أهل هذا الشأن ومن بيت الرفعة والرئاسة، سمع الكثير وحصل الأصول، وانتقل إليه أكثر أجزاء الحافظ السّلفي التي بخطه وخط غيره، ودخل الشام والعراق وحدث بهما، وكانت له عناية بالحديث ومعرفة بالشيوخ، وكان ثبتا متحريا في الرواية، روى لنا عن الشريف أبي محمد العثماني وأبي طاهر السّلفي وأبي عبد الله بن الرحبي وأبي القاسم (294 - ظ) ابن جاره الفقيه وسالم بن اسحاق المعري وأبي القاسم المصيني وغيرهم، سألته عن مولده فقال في العاشر من شعبان سنة سبع وأربعين وخمسمائة، وتوفي رحمه الله فجأة، في سلخ ذي الحجة سنة خمس عشرة وستمائة بالقاهرة.

أنبأنا أبو عبد الله محمد بن محمود بن النجار قال: حمزة بن علي بن عثمان بن يوسف بن ابراهيم بن أحمد بن يعقوب بن مسلم بن منبه القرشي المخزومي، أبو القاسم الكاتب من ولد عبد الله بن أبي ربيعة المخزومي، ويلقب بالأشرف من أهل مصر كان والده صاحب ديوان مصر في أيام المصريين، ولي هو الديوان في أيام صلاح الدين، وكان كاتبا سديدا، حاذقا بليغا له الإنشاء الحسن والنظم والنثر الجيدان، وكان ينشئ الكتاب من أسفله الى رأسه على أحسن قانون من غير توقف، اشتهر عنه ذلك، وكان قد اشتغل بالحديث فسمع منه الكثير على أبي طاهر السّلفي ومن دونه بالديار المصرية، وحصل الأصول الملاح، وفهم منه طرفا حسنا،

ص: 2950

وخاف من ابن شكر ورير الملك العادل أن يقصده بأدى، فإنه كان مغرى بقلع البيوت الأصيلة في التقدم، فهرب الى الشام واتصل بخدمة الملك الظاهر صاحب حلب، فأحسن قراه وأكرمه، وكان يراسل به الأطراف وأرسله مرتين الى بغداد الى الديوان العزيز، الأولى في أواخر سنة اثنتين وستمائة فنزل بالجانب الغربي (295 - و) وقصدناه للسماع عليه، فوجدنا شيخا فاضلا حسن المعرفة بالحديث ذا أخلاق رضية وسيرة مرضية سمعنا منه كتاب الدعاء للمحاملي عن السّلفي، ولم ألقه بعد ذلك، وكان صدوقا.

قال لي الرشيد أبو عبد الله محمد بن عبد العظيم بن عبد القوي المنذري:

كان ابن عثمان بعد عوده الى الديار المصرية أكرمه الوزير ابن شكر، وزال ما كان في نفسه منه، فحضر ذات يوم مجلسه وهو جالس الى جنبه وحادثه، فأطرق ابن عثمان ومات فجأة، فأحضر ابن شكر جماعة وأشهدهم على ذلك خوفا من أن ينسب إليه أنه تسبب الى ذلك.

قال لي الرشيد محمد بن عبد العظيم: سمعت والدي يقول: توفي أبو القاسم حمزة بن أبي الحسن علي بن عثمان القرشي فجأة في سلخ ذي الحجة سنة خمس عشرة وستمائة، قال: وسمعته يقول: مولدي في العاشر من شوال سنة سبع وأربعين وخمسمائة.

أنبأنا الحافظ عبد العظيم بن عبد القوي المنذري قال، في كتاب التكملة لوفيات النقلة: وفي سلخ ذي الحجة-يعني-من سنة خمس عشرة وستمائة توفي القاضي الأجل أبو القاسم حمزة بن القاضي الأجل أبي الحسن علي بن أبي عمرو عثمان بن يوسف بن ابراهيم بن أحمد بن يعقوب القرشي المخزومي الشافعي، العدل، الكاتب المنعوت بالأشرف، فجأة بالقاهرة، ودفن بتربتهم المعروفة بهم بقرب ضريح الإمام الشافعي رضي الله عنه. (295 - ظ).

سمع بمصر من أبي القاسم عبد الرحمن بن محمد المصيني وغيره، ورحل الى الاسكندرية فسمع بها من الحافظ أبي طاهر أحمد بن محمد الأصبهاني، وأبي محمد عبد الله بن عبد الرحمن العثماني وأبي الطاهر اسماعيل بن مكي بن عوف الزهري،

ص: 2951

وأبي الحسين يحيى بن أبي عبد الله محمد بن أحمد بن ابراهيم الرازي وجماعة سواهم وعاد الى مصر فسمع بها من أبي الحسن علي بن هبة الله الصوري، وأبي عبد الله محمد بن علي الرحبي والعلامة أبي محمد عبد الله بن بري النحوي، وأبي سعيد محمد بن عبد الرحمن الفنجديهي، وخلق كثير من أهل البلد والقادمين عليه، وسمع بدمشق من جماعة، وحدث بالاسكندرية ومصر وبغداد ودمشق وغيرها وحصل الأصول، وكتب بخطه وكان عنده بخط الحافظ أبي طاهر الأصبهاني قطعة صالحة وكان له أنس بهذا الشأن، وله شعر وولي ديوان الأحباس بالديار المصرية وغير ذلك، سمعت منه، وسمعته يقول مولدي في العاشر من شعبان سنة سبع وأربعين وخمسمائة وحدث من بيته غير واحد

(1)

.

‌حمزة بن علي بن العين زربي:

أبو يعلى، قيل انه من عين زربة، بلدة من الثغور الشامية، شاعر حسن الشعر، روى عنه غيث بن عبد السلام السّلمي الأرمنازي.

أخبرنا أبو الحسن محمد بن أحمد بن علي القرطبي (296 - و) بدمشق قال: أخبرنا الحافظ أبي القاسم علي بن الحسن قال: ومنها-يعني من عين زربة- أبو يعلى حمزة بن علي بن العين زربي

(2)

.

كذا قال إنه من عين زربة، وأظن المنسوب الى عين زربة أباه أوجده ويحتمل أن يكون منها.

أخبرنا أبو الحسن قال: أخبرنا أبو محمد الحافظ قال: قرأت بخط أبي الفرج غيث بن علي السلمي لأبي يعلى حمزة بن العين زربي من جملة رسالة له:

يا راكبا يقطع عرض الفلا

بلّغ أحبائي الذي تسمع

قل لهم ما جفّ لي مدمع ولا

هنأني بعدكم مضجع

ولا لقيت الطيف مذ غبتم

وإنما يلقاه من يهجع

(1)

- التكملة لوفيات النقلة:4/ 362 - 363 (1642).

(2)

-تاريخ دمشق لابن عساكر:5/ 157 - و.

ص: 2952

أخبرنا أبو الحسن قال: أخبرنا الحافظ أبو محمد قال: وقرأت بخط أبي الفرج-يعني غيث بن علي-ناولني أبو يعلى حمزة بن علي بدمشق بخطه لنفسه من قصيدة، قال الحافظ أبو محمد: قال أبي: وقرأت أنا ذلك بخط حمزة:

تناسيتم عهد الهوى بعد تذكار

فأجرى حديثي عنكم مدمعي الجاري

وأنكرنم بعد اعتراف مودتي

فهيجتم وجدي وأضرمتم ناري

وهل دام في الأيام وصل لهاجر

وودّ لخوان وعهد لغدار

أما حاكم لي في هواكم يقيلني

أما آخذ لي بعد سفك دمي ثاري

وإني لصبّار على ما ينوبني

ولكن على هجرانكم غير صبّار

‌حمزة بن علي بن هبة الله

ابن الحسن بن علي أبو يعلي الثعلبي المعروف (296 - ظ) بابن الحبوبي الدمشقي البزاز، سمع بدمشق من أبي القاسم علي بن محمد بن أبي العلاء المصيصي، وأبي الفتح نصر بن ابراهيم المقدسي، وأبي الفرج سهل بن بشر الأسفراييني.

روى عنه ابنه أحمد بن حمزة، والحافظ أبو القاسم علي بن الحسن بن هبة الله الشافعي وأبو سعد عبد الكريم بن محمد بن منصور السمعاني، وأبو المحاسن عمر ابن علي القرشي، وأبو محمد عبد الخالق بن أسد بن ثابت الحنفي الدمشقي، وأبو المواهب الحسن بن هبة الله بن صصرى، وأخوه شيخنا أبو القاسم الحسين بن هبة الله.

وروى لنا عنه مكرم بن محمد بن حمزة بن محمد بن أبي الصقر القرشي، وقدم حلب مجتازا إلى بغداد في تجارة بعد العشرين والخمسمائة.

أخبرنا أبو هاشم عبد المطلب بن الفضل بن عبد المطلب الهاشمي، قال: أخبرنا أبو سعد عبد الكريم بن محمد بن منصور السمعاني، قال: أخبرنا حمزة بن علي الحبوبي-بقراءة عليه بجامع دمشق، ح.

وأخبرنا به عاليا أبو المفضل مكرم بن محمد بن حمزة-قراءة عليه وأنا أسمع- قال: أخبرنا حمزة بن علي الحبوبي، قال: أخبرنا علي بن محمد بن علي الفقيه

ص: 2953

-قراءة عليه-قال: أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن عمر بن حفص بن الحمامي ببغداد قال: أخبرنا أبو بكر أحمد بن سلمان بن الحسن النجاد قال: أخبرنا يحيى بن جعفر قال: حدثنا عبد الوهاب بن عطاء قال: أخبرنا سعيد بن إياس عن أبي معشر عن ابراهيم عن الأسود عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت: كنت أفرك بيدي فركا من ثوب رسول الله صلى الله عليه وسلم، فإذا رأيته فأغسله، فإن خفي عليك فرّششه أو انضح حياله أو نحوه، شك سعيد

(1)

(297 - و).

أخبرنا مكرم بن محمد-قراءة عليه وأنا أسمع-وأبو القاسم الحسين بن هبة الله بن صصرى-إجازة إن لم يكن سماعا-قال: أخبرنا أبو يعلي حمزة بن علي بن هبة الله بن الحسن المعروف بابن الحبوبي قال: أخبرنا الفقيه أبو القاسم علي المصيصي قال: أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن عمر بن حفص الحمامي قال:

أخبرنا أبو بكر أحمد بن الحسن النجاد قال: قريء على الحسن بن مكرم، وأنا اسمع، قال: حدثنا علي بن عاصم قال: حدثنا الحذاء وهشام بن حسان عن محمد ابن سيرين عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إذا جاء أحدكم إلى الصلاة فلا يسع ولكن ليمشى وعليه السكينة والوقار فليصل ما أدرك وليقض ما سبقه

(2)

.

قال شيخنا أبو القاسم: وكان-يعني ابن الحبوبي-لا بأس به.

أنبأنا أبو نصر محمد بن هبة الله بن الشيرازي قال: أخبرنا الحافظ أبو القاسم علي بن الحسن قال: حمزة بن علي بن هبة الله بن الحسن بن علي أبو يعلي الثعلبي البزاز المعروف بابن الحبوبي، سمع أبا القاسم بن أبي العلاء وأبا الفتح نصر بن ابراهيم، وأبا الفرج سهل بن بشر، كتبت عنه شيئا يسيرا، وكان شيخا لا بأس به، سمّعه عمه أبو المجد معالي بن هبة الله

(3)

.

(1)

-لم أقف على هذا الحديث بهذا اللفظ، وقد ترجم السمعاني في كتابه التحبير لابي يعلى الثعلبي دون أن يذكر ما رواه عنه:1/ 253.

(2)

-انظر كنز العمال أ 7/ 20016.

(3)

-تاريخ دمشق لا بن عساكر 5/ 157 - و.

ص: 2954

أخبرنا أبو هاشم عبد المطلب بن الفضل قال: أخبرنا أبو سعد السمعاني قال:

حمزة بن علي بن هبة الله الحبوبي أبو يعلي من أهل دمشق قدم بغداد تاجرا بعد العشرين وخمسمائة. (297 - ظ).

سمع أبا القاسم بن أبي العلاء المصيصي، كتبت عنه أربعة أحاديث يرويها ابن أبي العلاء من الحمامي المقرى

(1)

.

قلت: ولم يرو ابن العلاء عن الحمامي غير هذه الأحاديث الأربعة، وهذان الحديثان منها.

أنبأنا أبو المحاسن سليمان بن الفضل بن سليمان قال: أخبرنا علي بن الحسن الحافظ قال: سمعت أبا يعلى يقول: مولدي في آخر سنة اثنتين وسبعين وأربعمائة، ومات أبو يعلى ليلة الخميس، ودفن يوم الخميس بعد صلاة الظهر الثالث من جمادى الأولى سنة خمس وخمسين وخمسمائة عند مسجد شعبان بسفح جبل قاسيون، وحضرت الصلاة عليه.

قرأت في معجم شيوخ أبي المحاسن عمر بن علي القرشي ببغداد بخطه، وأخبرنا به إجازة ولده عبد الله قال: أخبرنا أبي قال: توفي-يعني-أبا يعلى بن الحبوبي ليلة الخميس ثالث جمادى الأولى سنة خمس وخمسين وخمسمائة بدمشق بعد انتقالي منها وسألته عن مولده فقال سنة اثنتين وتسعين وأربعمائة في آخرها.

أخبرنا أبو الفضل اسماعيل بن سليمان بن ايداش المعروف بابن السلار في منزله قال: أخبرنا الحافظ أبو محمد عبد الخالق بن أسد بن ثابت الحنفي قال: سألت أبا يعلي حمزة بن علي بن هبة الله عن مولده فقال في ذي الحجة سنة اثنتين وسبعين وأربعمائه، وتوفي ليلة الخميس الثالث من جمادى الأولى سنة خمس وخمسين وخمسمائة (298 - و) ودفن من الغد بجبل مغارة الدم بظاهر دمشق

(2)

.

(1)

-التحبير للسمعاني:1/ 253.

(2)

-أي في سفح جبل قاسيون.

ص: 2955

‌حمزة بن القاسم

أبو محمد الشامي، وأظنه من أهل طرابلس، وأنه يقال له ابن الشامّ ويقال ابن الشامّ يده، وهو لقب جده، وهم أهل بيت بطرابلس يعرفون بذلك ومنهم جماعة من الأدباء والفضلاء، حكى عنه أبو الفرج الأصبهاني أنه قرأ على حائط بستان بالماطرون شعرا، والماطرون بدمشق

(1)

وحكى عنه أيضا أنه اجتاز بالرها عند مسيره إلى العراق ذكر ذلك في كتاب آداب الغرباء، فقد اجتاز بحلب في طريقه أو ببعض عملها

(2)

(298 - ظ).

‌حمزة بن مالك الهمداني

من وجوه أصحاب معاوية بصفين، وقيل إنه جعله على همدان دمشق بها، وهو ممن شهد في الصحيفه التي كتبها بينه وبين علي رضي الله عنهما في الرضا بتحكيم الحكمين وهو عندي حمرة بن مالك بن سعد بن حمرة الهمداني، وقد قدمنا ذكره، لكن قيل فيه حمزة بالزاي فأوردنا ذكره فيمن اسمه حمزة، وذكرناه أيضا في ترجمة عبد الله بن خليفة الطائي.

ومما وقع إليّ من شعره ما ذكره أبو البختري وهب بن وهب بن كثير عن جعفر ابن محمد عن أبيه قال: قالوا: وخرج يومئذ حمزه بن مالك الهمذاني الشامي في همدان، وكانوا يطلبون في طيء دما، فلما وقف موقفا يسمع النداء من صف أهل العسكر، نادى: من يخرج إليّ من طيء، فخرج عبيد الله بن أبي الجوشاء في طيء وهو رئيسها، فقال حمزه: من أنتم؟ قالوا: نحن الغوث وجديلة، فقال حمزة:

هل فيكم من أهل الجزيرة أحد؟ قالوا: لا، قالوا: نحن طيء الجبلين

(3)

وسهلهما، قالوا: فقطع عليهم ابن أبي الجوشاء كلامهم ثم برز فنادى: من يبارز، وطفق يقول:

إن تك تسمع بفخار معشري

فاقدم علينا في العجاج الأكدر

قالوا: فبرز له حمزة بن مالك وهو يقول:

(1)

-انظر كتاب ادب الغرباء-ط. بيروت 94:1972، وكان الماطرون ديرا.

(2)

-أدب الغرباء:36.

(3)

-أجأ وسلمى ليس بعيدا عن المدينة المنورة، انظر هما في معجم البلدان.

ص: 2956

نحن النجيبون وفينا المفخر

لا طئ الأجبال حين نذكر (299 - و)

قالوا: فاقتتلوا قتالا شديدا ففقئت عين ابن أبي بشر، فذكر أبياتا له نذكرها إن شاء الله تعالى في ترجمته، قال: وقال حمزة بن مالك:

ونحن ولاة الروم والروم مفعم

(1)

يسيل عليها بالكماة جوانبه

ونحن ولاة الروم والروم مفعم

(2)

هنالك حتى ابصر الحق شاعبه

أقمنا لهم صدر النهار سلاحنا

وقد ناب من أمر الخليل نوائبه

‌حمزة بن محمد بن علي بن محمد بن العباس

أبو القاسم الكناني المصري الحافظ، أحد الحفاظ المشهورين والعلماء المذكورين، رحل في طلب الحديث، ودخل حلب وسمع بها من قاضيها في سنة خمس وثلاثمائة أبي عبيد الله محمد بن أحمد بن حمزه بن سعيد الدمشقي، وبمصر بلده من أبي عبد الرحمن أحمد بن شعيب النسائي، وأحمد بن محمد بن عبد العزيز، وعمران بن موسى بن حميد الطبيب، وببغداد من أبي القاسم عبد الله بن محمد بن عبد العزيز البغوي، والعباس بن أحمد بن محمد بن عيسى البغدادي، وبالكوفة من علي بن العباس الكوفي وعلي بن أحمد بن الحسين الكوفي، وبالبصرة من العباس بن حماد بن حماد بن فضالة، ومحمد بن علي بن القاسم البصريين، وبالموصل من أبي يعلى أحمد بن علي بن المثنى الموصلي.

وروى عنهم وعن محمد بن جعفر بن الإمام البغدادي، والقاسم بن الليث، وعبد السلام بن أحمد بن سهل، (299 - ظ) البصري الشيخ الصالح، وأحمد بن عيسى بن عبد الجبار، وأبي العباس محمد بن الحسن العسقلاني، والهيثم بن خلف الدوري، وأبي جعفر أحمد بن هارون بن زيد المكي، وأبي بكر وراق ابن أبي الدنيا ومحمد بن سعيد بن عثمان بن عبد السلام السراج، ومحمد بن عون الكوفي، وجماعة يطول ذكرهم.

روى عنه الحفاظ أبو الحسن علي بن عمر بن أحمد بن مهدي الدارقطني، وأبو محمد عبد الغني بن سعيد الأزدي، وأبو عبد الله محمد بن اسحاق بن منده

(1)

-أفعم الاناء: ملأ، القاموس.

(2)

-أفعم الاناء: ملأ، القاموس.

ص: 2957

الأصبهاني، والفقيه أبو الحسن علي بن محمد بن خلف المعافري المعروف با بن القابسي، وأبو محمد عبد الرحمن بن عمر بن النحاس المصري، وأبو الحسن أحمد ابن محمد بن مرزوق الأنماطي، وأبو الحسن علي بن عبد الله بن جهضم، وأبو عبد الله شعيب بن عبد الله بن المنهال، وأبو النعمان تراب بن عمر بن عبيد وأبو الفرج جعفر بن أحمد بن لقمان، وأبو الحسن علي بن عمر بن محمد الحراني الصواف المعروف با بن حمصة، وهو آخر من روى عنهم، ولم يكن عنده عن حمزة ولا عن غيره سوى مجلس البطاقة والسجلات، وهو آخر مجلس أملاه حمزة، وإنما سمي مجلس البطاقة والسجلات لسبب معروف، سنذكره عند ايراد الحديث إن شاء الله تعالى، ولحمزه الكناني أمالي من الحديث غير المجلس المذكور، وكان حافظا متقنا ثقة صدوقا، وكان مولده في شعبان سنة خمس وسبعين ومائتين.

وذكر الحافظ أبو عبد الله (300 - و) محمد بن عبد الله بن البيع الحاكم في «كتاب معرفة علوم الحديث» أنه أحد الحفاظ الأربعة المشار اليهم بالحفظ في زمانه

(1)

.

أخبرنا الشيخ أبو عبد الله محمد بن أبي المعالي بن البناء، وأبو سعد ثابت بن مشرف بن أبي سعد البناء البغداديان قالا: أخبرنا أبو بكر محمد بن عبيد الله بن الزاغوني قال: أخبرنا الشيخ أبو طاهر محمد بن أحمد بن ابي الصقر قال: أخبرنا أبو عبد الله شعيب بن عبد الله بن المنهال قال: أخبرنا أبو القاسم حمزه بن محمد بن علي بن العباس الكناني الحافظ قال: حدثنا أبو بكر وراق ابن أبي الدنيا قال:

حدثنا عبد الرحمن بن يونس قال: حدثنا بقية بن الوليد عن عبيد الله بن عمر عن نافع عن ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من أصابه جهد في رمضان فلم يفطر فمات دخل النار

(2)

.

أخبرنا أبو الطاهر اسماعيل بن عبد القوي بن أبي العز بن داود بن عزّون بالقاهرة، ورشيد الدين أبو الحسين يحيى بن علي العطار بمصر وأبو محمد يونس

(1)

-كتاب معرفة علوم الحديث-ط. بيروت المكتب التجارى للطباعة والتوزيع والنشر:52.

(2)

-أنظره في كنز العمال:8/ 23954.

ص: 2958

ابن خليل بن عبد الله بحلب قالوا: أخبرنا أبو الطاهر اسماعيل بن صالح بن ياسين المقرئ قال: أخبرنا أبو عبد الله الرازي، ح.

وأخبرنا أبو القاسم عبد الله وأبو البركات محمد ابنا الحسين بن عبد الله بن رواحة الحمويان بها قالا: أخبرنا أبو طالب أحمد بن المسلم اللخمي، ح.

وأخبرنا أبو علي حسن بن أحمد بن يوسف الاوقي بالبيت المقدس قال: أخبرنا الحافظ أبو طاهر السّلفي، وأبو طالب أحمد بن المسلم اللخمي.

قال السلفي (300 - ظ) أخبرنا أبو عبد الله الرازي، وأبو صادق مرشد المديني، وقال أبو طالب اللخمي أخبرنا أبو عبد الله الرازي، ح.

وأخبرنا أبو سعد عبد القاهر بن محمد بن الطرسوسي الحلبي بها قال: أخبرنا أبو حامد محمد بن عبد الرحيم الغرناطي، بحلب، ح.

وأخبرنا أبو الخطاب عمر بن ايلملك، وأبو طالب محمد بن عبد الله بن صابر -قراءة عليهما بالبيت المقدس-قالا: حدثنا أبو القاسم البوصيري، ح.

وأخبرنا أبو علي الأوقى وعمر بن ايلملك بالقدس، وأبو عبد الله محمد بن داود الدربندي بحبرى عند قبر الخليل عليه السلام، وأبو القاسم هبة الله بن محمد ابن الحسين المقدسي بمكة حرسها الله، وأبو الحسن علي بن عبد الرحمن بن مساور المخيلي بمنبج وبحلب، وأبو القاسم عبد الله بن رواحة الحموي بها، وأبو الفضل يوسف بن عبد المعطي بن المخيلي الاسكندراني، وأبو محمد عبد العزيز بن عبد المنعم بن النقار المصري بالقاهرة قالوا: أخبرنا أبو طاهر أحمد بن محمد الأصبهاني الحافظ بالاسكندرية قالوا: أخبرنا أبو صادق مرشد بن يحيى المديني قالا: أخبرنا أبو الحسن علي بن عمر بن محمد الصواف الحراني بمصر قال: حدثنا أبو القاسم حمزة بن محمد بن علي الكناني الحافظ -املاء-قال: أخبرنا عمران بن موسى ابن حميد الطبيب قال: حدثنا يحيى بن عبد الله بن بكير قال: حدثني الليث بن سعد عن عامر بن يحيى المعافري عن أبي عبد الرحمن الحبلى أنه قال: سمعت عبد الله ابن عمر يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يصاح برجل (301 - و) من أمتي على رؤوس الخلائق يوم القيامة فينشر له تسعة وتسعون سجلا، كل سجل

ص: 2959

منها مد البصر، ثم يقول الله عز وجل: أتنكر من هذا شيئا؟ فيقول: لا يا رب، فيقول عز وجل ألك عذر أو حسنة؟ فيهاب الرجل فيقول: لا يا رب، فيقول عز وجل: بلى إن لك عندنا حسنات، وإنه لا ظلم عليك فتخرج له بطاقة فيها: أشهد أن لا إله إلاّ الله وأن محمدا عبده ورسوله، فيقول: يا رب ما هذه البطاقة مع هذه السجلات؟ فيقول عز وجل: إنك لا تظلم، قال: فتوضع السجلات في كفة والبطاقة في كفة فطاشت السجلات وثقلت البطاقة

(1)

قال حمزه ولا نعلمه روى هذا الحديث غير الليث بن سعد وهو من أحسن الحديث.

قالا: قال لنا شيخنا أبو الحسن الحراني: لما أملى علينا حمزة هذا الحديث صاح غريب من الحلقة صيحة فاضت نفسه معها، وأنا ممن حضرت جنازته وصلى عليه.

قرأت في كتاب قضاة مصر تأليف أبي محمد الحسن بن إبراهيم بن زولاق مما رواه الشريف القاضي أبو ابراهيم اسماعيل بن علي بن اسماعيل بن محمد بن موسى الحسيني عن أبي الحسن علي بن عبد الله الدينوري عنه، قال ابن زولاق:

وحدثني أبو القاسم حمزة بن محمد الحافظ قال: رحلت في طلب الحديث سنة خمس وثلاثمائة، فدخلت حلب، وأبو عبد الله بن عبده قاضيها فلزمته وكتبت عنه، وكنت أحادثه، وكان يقول لي لو عرفتك بمصر (301 - ظ) لملأت ركائبك ذهبا وأغنيتك، قال: وقيل ان أبا عبيد الله دفع الى حمزة عند وداعه للمسير الى العراق مائتي دينار، وبها قوي حمزة على سفره

(2)

.

أخبرني أبو الفضل عباس بن بزوان الاربلي قال: نقلت من خط عبد الوهاب ابن عتيق بن هبة الله بن وردان على جزء البطاقة: وكتب الينا ابن وردان بذلك، قال رأيت بخط القضاعي ما صورته: وكتب الينا أحمد بن أزهر بن عبد الوهاب بن السباك عن أبي بكر محمد بن عبد الباقي عن القضاعي: أبو القاسم حمزة بن محمد الكناني الحافظ المحدث توفي بمصر سنة سبع وخمسين وثلاثمائة وقبره عند المصلى الجديد بالجبانة المعروفة بمصلى العيد، وكان أحد الحفاظ المبرزين، وسافر الى العراق وغيرها، وسمع كثيرا وحدث عنه بمصر جماعة ممن أدركناهم وآخر من حدث

(1)

-انظره في كنز العمال:1/ 110.

(2)

-لم يصلنا كتاب ابن زولاق. انظر كتاب الولاة والقضاة للكندي:555.

ص: 2960

عنه ابن حمصة الحراني الراوي لهذا المجلس وهو أول ماله عن حمزة الكناني وآخره وكان ينزل القلوص، توفي سنة احدى وأربعين وأربعمائة، وكان مولده سنة ثلاث وأربعين وثلاثمائة وكان مولد حمزة الكناني في شعبان سنة خمس وسبعين ومائتين.

أخبرنا الحافظ أبو محمد عبد القادر بن عبد الله الرهاوي في كتابه قال: أخبرنا رجاء بن حامد بن رجاء المعداني عن أبي عبد الله محمد بن علي بن محمد العميري قال: أخبرنا أبو يعقوب القراب الهروي، قال: أخبرنا أحمد بن محمد الماليني قال:

سمعت ابراهيم بن نصر-مصري-يقول: قال لي حمزة بن محمد الكناني الحافظ:

ولدت في شعبان سنة (302 - و) خمس وسبعين ومائتين.

قال القراب: وأخبرنا أحمد-يعني الماليني-قال: سمعت أبا القاسم ميمون بن حمزة العلوي يقول:

توفي أبو القاسم حمزة بن محمد الكناني في ذي الحجة سنة سبع وخمسين وثلاثمائة.

‌حمزة بن محمد بن أبي سلمة:

أبو سالم الحراني، ثم الحلبي أصله من حران، ولد بحلب وسكنها وولد له بها ولده محمد بن حمزة، وسنذكره ان شاء الله تعالى في باب المحمدين، وكان أبو سالم هذا تاجرا كتب عنه أبو سعد السمعاني أبياتا رواها عن ابن منير، وروى عنه ولده عبد الرحيم السمعاني.

كتب الينا أبو المظفر عبد الرحيم بن عبد الكريم بن محمد السمعاني من مرو غير مرة قال: أبو سالم حمزة بن محمد بن أبي سلمة الحراني، ثم الحلبي شاب متميز من أهل حلب، قدم مرو تاجرا، ودخل دارنا مع الشريف أبي العباس بن المؤيد بالله الهاشمي فكتب عنه والدي أبياتا من الشعر بحضوري وكانت ولادته بحلب في سنة اثنتي عشرة وخمسمائة، قال عبد الرحيم: أنشدنا حمزة بن محمد الحراني في دارنا بمرو-إملاء من حفظه-قال: أنشدنا أبو الحسين أحمد بن منير الطرابلسي لنفسه بحلب:

عاتبته فاستطالا

وصدّ عني دلالا

ما هكذا من تعالى

في حسنه يتغالا

ص: 2961

مولاي قد ذبت شوقا

فكم تذيب مطالا

(302 - ظ)

ما كان وعدك إلا

مثل السّلو محالا

سبكت حبّة قلبي

وصغتها لك خالا

فقد كستني نحولا

كما كستك جمالا

يا كاملا حسنه علّ

م البدور كمالا

أما تعلمت شيئا

من الكلام سوى لا

(1)

‌حمزة بن نجي بن سلمة:

ابن جشم بن أسد بن خليبة بن شاجي بن موهب بن أسد بن جعشم بن خريم ابن الصدف الصدفي، شهد مع علي رضي الله عنه صفين هو وأخوته السبعة، وقتلوا كلهم وقد سبق ذكر الحسين منهم وسنذكر الباقين في مواضعهم.

‌حمزة بن يوسف بن ابراهيم:

ابن موسى بن ابراهيم بن محمد بن أحمد، وقيل ابراهيم بن أحمد بن محمد ابن عبد الله بن هشام بن العاص بن وائل السهمي، أبو القاسم الجرجاني الحافظ، رحل وطاف وسمع بالشام وبالجزيرة وبالعراق وغير ذلك من البلاد واجتاز بحلب، أو بعملها في طريقه من الجزيرة الى الشام.

سمع أبا الحسن علي بن عمر الدارقطني، وأبا بكر بن عبدان وأبا بكر محمد ابن اسماعيل بن العباس الاسماعيلي، وأبا محمد الحسن بن علي بن عمرو القطان، وأبوي زرعة محمد بن يوسف الجرجاني الكشي، وأحمد بن الحسين الرازي، وأبا بكر محمد بن ابراهيم بن عاصم بن المقرئ، وأبا محمد بن غلام الزهري، وأبا بكر محمد بن عدي المنقري، وأحمد بن عبد الرحمن الشيرازي، وأبا الفضل جعفر بن الفضل بن حنزابة الوزير، وأبا عمر بن حيوية، وأبا الحسين محمد بن المظفر الحافظ وأبا الحسين يعقوب بن موسى الفقيه، والحافظ أبا مسعود الدمشقي، وأبا ذر محمد

(1)

-ديوان ابن منير الطرابلسي-ط. طرابلس 87:1986. مع فوارق.

ص: 2962

ابن محمد بن المنذر الحافظ، وأبا الحسن محمد بن أحمد بن سفيان بن حماد، وأبا الحسن بن لؤلؤ وأبا شجاع فارس بن (303 - و) موسى الفرضي.

أخبرنا أبو حفص عمر بن محمد بن طبرزد-قراءة عليه وأنا أسمع-قال:

أخبرنا أبو القاسم علي بن طراد بن محمد الزينبي قراءة عليه وأنا اسمع وأبو القاسم ابن السمرقندي، وابن المجلي وغيرهم-اجازة ان لم يكن سماعا، منهم أو من واحد منهم-قالوا: أخبرنا أبو القاسم اسماعيل بن مسعدة الاسماعيلي الجرجاني قال:

أخبرنا أبو القاسم علي بن طراد بن محمد الزينبي-قراءة عليه وأنا اسمع-وأبو القاسم الرازي قال: حدثنا عبد الله بن محمد بن يعقوب الحارثي ببخارى قال: حدثنا داود ابن أبي العوام قال: حدثنا الحارث بن مسلم قال: حدثنا الهيثم بن حكيم عن حسان عن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: طالب العلم بين الجهال كالحي بين الاموات.

وأخبرنا أبو حفص المكتب قال: أخبرنا أبو القاسم الوزير قال: أخبرنا أبو القاسم الجرجاني قال: سمعت الشيخ أبا القاسم حمزة بن يوسف السهمي قال: كنت ببغداد في أيام الامير أبي شجاع فنا خسرو وكان الملقب بجعل المعتزلي يدعو الناس الى الاعتزال، وقد افتتن كثير من المتفقهه به، فرأيت في المنام ان جماعة من الفقهاء والمتفقهة في بيت مجتمعين، فدخل النبي صلى الله عليه وسلم ذلك (303 - ظ) البيت وأشار الى كل واحد منهم يقول: فلان على الطهارة، وفلان ليس على الطهارة، فقلت: هذا دليل على نبوته، يعلم من هو على الطهارة ومن ليس على الطهارة، وكنت أكرر القول، وأقول هذا دليل على نبوته ورسالته، ووقع لي في المنام أن الذي يقول ليس هو على الطهارة انه معتزلي، ومن على الطهارة هو على السنة.

***

ص: 2963

‌حمش بن عبد الرحيم التريكي:

بسم الله الرحمن الرحيم

وبه توفيقي

الزاهد المطوّعي أبو عبد الله النيسابوري، واسمه محمد، وحمش لقب له غلب على اسمه، سمع أحمد بن عبد الله بن يونس ويحيى بن يحيى، وأبا خالد يزيد ابن صالح الفراء، وأحمد بن أبي الجواري وحامد بن يحيى البلخي، وهشام بن عمار الدمشقي وكثير بن عبيد المذحجي، ومحمد بن المصفى الحمصيين وأحمد بن حرب وعبيد بن آدم العسقلاني، روى عنه مكي بن عبدان وزنجويه بن محمد وأبو عمرو ....

(1)

المستملي.

وكان كثير المقام بطرسوس وسنذكره أيضا في المحمدين فيما يأتي ان شاء الله تعالى.

وقد ذكره الحاكم أبو عبد الله بن عبد الله الحافظ في تاريخ نيسابور بما أخبرنا به الحافظان أبو الفتوح نصر بن أبي الفرج الحصري، وأبو محمد عبد القادر بن عبد الله الرهاوي في كتابيهما قالا: أخبرنا أبو الجنيد أحمد بن اسماعيل ابن يوسف القزويني ببغداد قال: أخبرنا زاهر بن طاهر الشحامي قال: أخبرنا أبو عثمان اسماعيل بن عبد الرحمن الصابوني، وأبو بكر أحمد بن الحسين بن علي البيهقي، وأبو عثمان سعيد بن محمد البحيري، وأبو بكر محمد بن عبد العزيز الحيري-اجازة منهم-قالوا: أخبرنا الحاكم أبو عبد الله محمد بن عبد الله الحافظ قال: حمش بن عبد الرحيم التريكي الزاهد أبو عبد الله المطوعي النيسابوري صاحب الصومعة والمسجد اللذين يتبرك بهما وبالصلاة فيهما.

(1)

-فراغ بالاصل.

ص: 2964

سمع أحمد بن عبد الله بن يونس، ويحيى بن يحيى، وأبا خالد يزيد بن صالح الفراء وكان اسمه محمد، وحمش لقب، وبه يعرف، وكان من المرابطين ويكثر المقام بطرسوس، فسمع على كبر سنه من حامد بن يحيى البلخي، وعبيد بن آدم العسقلاني ومحمد بن المصفى، وكثير بن عبيد المذحجي (305 - و) وهشام بن عمار، واحمد ابن أبي الحواري وطبقتهم وكان من قدماء أصحاب أبي عبد الله أحمد بن حرب الزاهد من الملازمين له، وقد روى عنه أبو عمرو المستملي وزنجويه بن محمد ومكي ابن عبدان.

قال الحاكم: قرأت بخط أبي عمرو سماعه منه عن جماعة هؤلاء الشيوخ يوم الجمعة الثاني عشر من ذي الحجة سنة اثنتين وسبعين ومائتين، قال: وقال لي في هذا اليوم: جاوزت الثمانين.

أنبأنا أبو روح عبد المعز بن محمد بن أبي الفضل الهروي عن زاهر بن طاهر عن أبي بكر البيهقي قال: أخبرنا الحافظ أبو عبد الله قال: حدثني أبو سعيد عن أبي حامد أحمد بن حمدويه قال: سمعت أبي يقول: توفي حمش التريكي الزاهد في شوال سنة خمس وسبعين ومائتين.

***

ص: 2965

‌ذكر من اسمه حمل

حمل بن سعدانة بن حارثة بن معقل بن كعب بن عليم الكلبي العليمي وفد على النبي صلى الله عليه وسلم وشهد صفين مع معاوية بن أبي سفيان، ويغلب على ظني انه كان من جبل بني عليم الكلبيين من ناحية معرة النعمان.

أنبأنا أبو حفص عمر بن محمد المكتب عن أبي بكر محمد بن عبد الباقي الانصاري قال: أخبرنا الحسن بن علي قال: أخبرنا أبو عمر بن حيوية قال: أخبرنا أحمد بن معروف الخشاب قال: أخبرنا الحارث بن أبي أسامة قال: حدثنا محمد بن سعد قال: أخبرنا هشام بن محمد قال: حدثني ابن أبي صالح رجل من بني كنانة عن ربيعة بن ابراهيم الدمشقي قال: (305 - ظ) وفد حارثة بن قطن بن زائر بن حصن ابن كعب بن عليم الكلبي، وحمل بن سعدانة بن حارثة بن معقل بن كعب بن عليم الى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأسلما، فعقد لحمل بن سعدانة لواء، فشهد بذلك اللواء صفين مع معاوية

(1)

.

أنبأنا أبو نصر محمد بن هبة الله القاضي قال: أخبرنا الحافظ أبو القاسم علي ابن الحسن قال: حمل بن سعدانة بن حارثة بن معقل بن كعب بن عليم الكلبي

(2)

.

‌حمل بن عبد الله الخثعمي:

شهد صفين مع معاوية وكان يومئذ أميرا على خثعم.

أنبأنا القاضي أبو نصر الشيرازي قال: أخبرنا أبو القاسم علي بن الحسن بن

(1)

- طبقات ابن سعد:1/ 334 - 335.

(2)

-تاريخ دمشق لابن عساكر:5/ 166 - و-ظ.

ص: 2966

هبة الله الحافظ قال: أبو غالب محمد بن الحسين قال: أخبرنا أبو الحسن السيرافي قال: أخبرنا أحمد بن اسحاق قال: أخبرنا أحمد بن عمران قال: حدثنا موسى بن زكريا قال: حدثنا خليفة بن خياط قال: وقال أبو عبيدة: وكان على خثعم ولفها حمل ابن عبد الله الخثعمي

(1)

. قال الحافظ أبو القاسم

(2)

.

‌حميدان بن نصر بن خضير:

أبو جعفر البغدادي كان بحران، ودخل دمشق وحدث بها، فقد اجتاز بحلب أو ببعض عملها (306 - و).

***

(1)

- تاريخ خليفة بن خياط:1/ 222 وفيه «فلان بن عبد الله الخثعمي» .

(2)

-فراغ بالاصل. انظر تاريخ ابن عساكر:5/ 166 - ظ حيث لم يرد فيه سوى رواية واحدة هي التي أثبتت أولا.

ص: 2967

‌ذكر من اسمه حميد

‌حميد بن جعفر بن زهير المعري:

كان من أهل الادب والفضل، وكتب الكثير وسمع بحلب أبا عبد الله الحسين ابن خالويه وأكثر عنه، وروى عن أبي عيسى الطيب بن محمد بن الحسن الهاشمي، ووقفت على رسالة كتبها أبو العلاء أحمد بن عبد الله بن سليمان المعري الى أبي اليمن المسلم بن الحسن النصراني ناظر الديوان بحلب على يد أبي العلاء زهير بن حميد بن زهير ذكر فيها حميدا أباه فقال في الرسالة: وتصل هذه السطور من يد أبي العلاء زهير بن حميد بن زهير وكان والده رحمه الله ممن طلب الادب في فطانه من شبابة الحملة ومسانه

(1)

، والتمسه في نجد وغور واستكثر من زهره والنور

(2)

.

وقرأت بخط جعفر بن أحمد بن (306 - ظ) صالح كاتب أبي العلاء المعري وصاحبه ونسيبه ما صورته: حميد بن جعفر بن زهير، وكان غلام ابن خالويه، وقرأ عليه وأكثر.

‌حميد بن حامد بن مغيث بن منقذ:

الكناني الشيزري، الامير من وجوه بني منقذ، وله ذكر.

قرأت في تاريخ أبي المغيث منقذ بن مرشد قال: سنة تسعين وأربعمائة: وفيها مات الامير أبو الغنائم حميد بن حامد بن مغيث بن منقذ رحمهم الله، وكان موته يوم الاربعاء ثاني عشر جمادى الآخرة.

(1)

-أي من شباب وشيوخ العلماء.

(2)

-النور الزهر خاصة الابيض منه-القاموس.

ص: 2968

‌حميد بن الحسن بن عبد الله:

أبو الحسن الوراق، سمع بمنبج أبا الفضل صالح بن الاصبغ بن عامر المنبجي وبحمص أبا الخليل العباس بن الخليل الحمصي، وروى عنهما، وعن أحمد بن ابراهيم ابن الحسن بن حبيب الزراد، وأبي جعفر محمد بن عبد الحميد وجعفر بن محمد الخطيب بقزوين، وأبي هاشم محمد بن عبد الاعلى بن عليل، وأبي العباس محمود ابن محمد بن الفضل الرافقي، وجعفر بن محمد الجروي، والحسن بن حبيب الحضائري، ومحمد بن يوسف الهروي، ومحمد بن خريم وأبي عبد الله أحمد بن هشام بن عمار، وابراهيم بن عبد الرحمن بن مروان، ومحمد بن حامد اليحياوي، وأحمد بن سعيد بن عتيب الصوري.

روى عنه أبو القاسم تمام بن محمد الرازي وأبو الحسن بن السمسار، والحافظ عبد الغني بن سعيد المصري، وعبد الوهاب الميداني، وأبو نصر بن الجبان ومكي بن محمد بن الغمر، وعبد الله بن محمد بن أيوب القطان

(1)

(307 - و).

‌حميد بن حريث بن بحدل بن أنيف بن دلجه الكلبي:

له ذكر، وغزا مع يزيد بن معاوية القسطنطينية حين أغزاه معاوية اياها في خلافته وقدم حلب مع عبد الملك بن مروان حين توجه لقتال مصعب بن الزبير، فلما كان ببطنان حبيب، ورجع عنه عمرو بن سعيد الاشدق خالعا له ومضى الى دمشق مضى معه حميد بن حريث بن بحدل ورجاء بن سراج وجماعة من أهل الشام حتى صاروا الى دمشق ودخلوها، وملكها عمرو بن سعيد، وكان من أمره ما عرف

(2)

.

‌حميد بن زنجويه:

واسم زنجويه مخلد بن قتيبة بن عبد الله، أبو أحمد الازدي الخراساني النسائي، وزنجويه لقب لابيه غلب على اسمه.

(1)

-لم يكمل ابن العديم هذه الترجمة فقد جاءت الصفحة التالية فارغة.

(2)

-قتله عبد الملك بيده في دمشق.

ص: 2969

رحل الى الشامات والعراق والحجاز ومصر، وسمع الكثير ودخل حلب أو عملها وكان فقيها محدثا. روى عن النضر بن شميل، ومحمد بن يوسف الفريابي ووهب بن جرير ومؤمل بن اسماعيل وجعفر بن عون واسماعيل بن أبي أويس وعبيد الله بن موسى العبسي، وعثمان بن عمر بن فارس البصري، ويزيد بن هارون وعلي ابن الحسين بن واقد المروزي.

روى عنه أبو عبد الله محمد بن اسماعيل البخاري ومسلم بن الحجاج، وعبد الله بن أحمد بن حنبل، وأبو محمد يحيى بن صاعد، وابراهيم بن اسحاق الحربي، والقاضي أبو عبد الله الضبي المحاملي (308 - و).

أنبأنا أبو اليمن زيد بن الحسن الكندي قال: أخبرنا أبو منصور بن زريق قال: أخبرنا أحمد بن علي بن ثابت قال: قرأت على الحسن بن أبي القاسم عن أبي سعيد أحمد بن محمد بن رميح النسوي قال: سمعت أحمد بن محمد بن عمر بن بسطام يقول: سمعت أحمد بن سيار يقول: حميد بن زنجويه بن قتيبة بن عبد الله، أبو أحمد الازدي كان لا يخضب، وكان حسن الفقه، وقد كتب الحديث، وقد رحل الى الشامات، وكان رأسا في العلم حسن الموقع عند أهل بلده وكان بنسا كهل يقال له حميد بن أفلح حسن صاحب سنة وجماعة قد جالس ابن أبي أويس، وكتب عن أبي عبيد وذكر أن ابن أبي أويس سأله عن حميد بن زنجويه فقال: أخرجت مسائل لمالك كنت أحب أن ينظر فيها من أهل خراسان أحمد بن شبويه وحميد بن زنجويه (308 - ظ).

قلت: الشامات خمسة احداها الشام الخامسة وهي قنسرين وحلب، وقد ذكرنا ذلك في مقدمة الكتاب.

أنبأنا الكندي قال: أخبرنا أبو منصور القزاز قال: أخبرنا أحمد بن علي قال: أخبرنا أحمد ابن محمد بن عبد الله الكاتب قال: أخبرنا ابراهيم بن محمد بن يحيى المزكي قال:

حدثنا أبو العباس محمد بن عبد الرحمن الدغولي قال: سمعت محمد بن زياد النسوي قال: سمعت القاسم بن سلام قال: ما قدم علينا من قبل خراسان مثل ابن

ص: 2970

وقال أخبرنا أحمد بن علي قال: أخبرني الصوري قال: حدثنا عبيد الله بن القاسم الحمداني باطرابلس قال: أخبرنا عبد الرحمن بن اسماعيل الخشاب قال:

حميد بن مخلد نسائي ثقة. (309 - و).

أخبرنا أبو اليمن زيد بن الحسن-اذنا-قال: أخبرنا عبد الرحمن بن محمد ابن زريق قال: أخبرنا أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت الخطيب البغدادي قال: حميد ابن زنجويه أبو أحمد الأزدي، وزنجويه لقب واسمه مخلد بن قتيبة بن عبد الله خراساني من أهل نسا كثير الحديث، قديم الرحلة فيه الى العراق والحجاز والشام ومصر، وسمع النضر بن شميل المازني، وجعفر بن عون العمري، وعبيد الله بن موسى العبسي ويزيد بن هارون الواسطي، ووهب بن جرير، وعثمان بن عمر بن فارس البصريين وعلي بن الحسين بن واقد المروزي واسماعيل بن أبي أويس ومؤمل بن اسماعيل، ومحمد بن يوسف الفريابي وغيرهم من طبقتهم.

روى عنه محمد بن اسماعيل البخاري، ومسلم بن الحجاج النيسابوري، وعامة الخراسانيين، وقدم بغداد وحدث بها فروى عنه من أهلها: ابراهيم بن اسحاق الحربي وعبد الله بن أحمد حنبل، ويحيى بن صاعد، والقاضي المحاملي، وكان ثقة ثبتا حجة وقال الخطيب: أخبرني الصوري قال: أخبرنا محمد بن عبد الرحمن الأزدي قال: حدثنا عبد الواحد بن محمد بن مسرور قال: حدثنا أبو سعيد بن يونس قال:

حميد بن مخلد، ويعرف مخلد بزنجويه بن قتيبة، نسوي قدم الى مصر وحدث بها، وخرج عن مصر فتوفي سنة احدى وخمسين ومائتين.

(1)

.

‌حميد بن سفيح بن ابراهيم بن سفيح:

أبو العباس سمع (309 - ظ) بأنطاكية أبا طاهر الحسن بن أحمد بن ابراهيم بن فيل البالسي الأنطاكي، وبالمصيصة أبا معشر ابراهيم بن اسحاق بن ابراهيم، وأبا يوسف محمد بن سفيان الصفار المصيصيين، وبأذنه على بن يزيد الطائي الأذني.

وروى عنهم وعن عبد الله بن أحمد بن حنبل وأبي جعفر أحمد بن عيسى الخشاب وعمر بن ابراهيم بن سليمان، ونصر بن عبد الملك السنجاري، وأحمد

(1)

- تاريخ بغداد:8/ 160 - 162.

ص: 2971

ابن اسحاق وسعيد بن خليفة، ومحمد بن محمد الجذوعي البصري، ومحمد بن ابراهيم بن سليمان الخوارزمي، ومحمد بن هشام المروروذي، ونصر بن الحارث ابن أبي الفتح وغيرهم.

روى عنه أبو منصور محمد بن الحسين بن الصباح البلدي.

‌حميد بن الظريف:

أبو المكارم الواعظ القرشي شريف فاضل، واعظ شاعر حكى عنه أبو المظفر أسامة بن مرشد بن علي بن منقذ، وقدم حلب ووعظ بها في المسجد الجامع، وحضر مجلسه الأكابر.

أخبرنا أبو الحسن محمد بن أبي جعفر أحمد بن علي الامام، أذنا عن أبي المظفر أسامة بن مرشد بن علي بن منقذ قال: اجتاز بي الأمير السيد الشريف العالم الواعظ، نظام الدين أبو المكارم حميد بن الظريف بحماة، فنزل بالقرب مني، ثم اجتمعت به بمدينة حلب فذكرني على الكرسي بمجلسه بالجامع، وشكر وأطنب، ثم كتب إليّ رقعة عنوانها الله قابل عذر العباد (310 - و) وفي ذيلها: بعض خدمه حميد بن الظريف، وفيها هذه الأبيات:

أعف عن الخادم فيما قصرا

من مدحك الواجب حين أظهرا

غرست فضلا فربا وأثمرا

شكرا على مرّ المدى معمّرا

لكنني سترته فاستترا

سلبته النقط فصار سكرا

قال أسامة: فكتبت إليه:

يا أوحد العصر علا وعنصرا

وبحر فضل بالعلوم زخرا

أفحمني شكرك عن أن أشكرا

نثرت من ذكري عليّ جوهرا

طوّقتني درا وفاح عنبرا

وطاب من فيك فصار سكّرا

‌حميد بن عبد الرحمن الرواسي:

الكلابي الكوفي له ذكر في التاريخ، وهو الذي حمل رأس زيد بن علي بن الحسين رضي الله عنه الى هشام بن عبد الملك، فجاءه به وهو بالرصافة فأجاز حميد

ص: 2972

ابن عبد الرحمن عشرة آلاف درهم، وبعث بالرأس مع رجل من بني عبس شامي الدار من جند قنسرين، فطاف به في أجناد الشام، ثم الى مصر والمدينة، ثم رده الى جسده.

(1)

كذا نقلته في بعض ما علقته من الكتب من الفوائد.

‌حميد بن علي الحتاني:

المعري من أهل حتّان قرية من قرى معرة النعمان، شاعر حسن الشعر مطبوع وقع إليّ من شعره ما نقلته من خط أبي المجد محمد بن عبد الله بن محمد بن عبد الله بن سليمان قال:(310 - ظ) دخل لص على حميد بن علي الحتاني فسرقه ولم يعلم الوالي: فلما علم استدعاه وحبسه اذ لم يعلمه فعمل هذه الأبيات:

قل للأمير ابن كثير الذي

فاق الورى في العلم والعقل

وفارس الخيلين يوم الوغى

ومغرس الاحسان والفضل

جرت أمور ما سمعنا بها

في زمن الانصاف والعدل

اللصّ في منزله آمن

والحبس فيه صاحب الرحل

لو جاز هذا الحكم بين الورى

لطولب المقتول بالقتل

فلما أنشده اياها أطلقه:

ولحميد بن علي الحتاني، ونقلته من خط أبي المجد بن سليمان، أيضا:

هجوتكم رغبة فيكم

وذلك للتاجر الحازم

يذمّ البضاعة من حذقه

ليدفع عنها يد السّائم

‌حميد بن قحطبة:

واسم قحطبة اياد بن شبيب بن خالد بن معدان بن شمس بن قيس بن كلب ابن سعد بن عمرو بن غنم بن مالك بن نبهان الطائي، قائد مذكور من قواد بني العباس، وكان أحد السبعين الذين هم دعاة الدعاة الذين اختارهم الشيعة لإقامة

(1)

-ثار بالكوفة سنة 122 هـ /740 م وقتل. أنظر حول ذلك كتابي: تاريخ العرب والاسلام:163 - 157.

ص: 2973

الدعوة العباسية بخراسان بعد العشرين الذين هم بعد النقباء الاثني عشر، وكان أبوه قحطبة بن شبيب أحد النقباء الاثني عشر، والسبعون هم دعاة الدعاة (311 - و) وكان حميد مع عبد الله بن علي بن العباس حين توجه الى الشام لقتال مروان بن محمد بن مروان، وكان أحد قواده وكان على ميسرته حين قدم قنسرين في سنة اثنتين وثلاثين ومائة، بعد أن بيض

(1)

أبو الورد مجزأة بن الكوثر بن زفر بن الحارث الكلابي، وأظهر الخلع للسفاح، ودعا أهل قنسرين الى ذلك فأجابوه ووجه عبد الله بن علي قبل ذلك أخاه عبد الصمد بن علي في زهاء عشرة آلاف فنا هضهم أبو الورد ولقيهم بين العسكرين فهزم عبد الصمد ومن معه، فلما قدم عبد الصمد على أخيه عبد الله أقبل ومعه حميد بن قحطبة، فالتقوا واقتتلوا بمرج الأجم بالقرب من قنسرين، وثبت لهم عبد الله بن علي وحميد بن قحطبة فهزموهم، وقتل أبو الورد.

ثم إن حميد بن قحطبة بعد موت السفاح بايع عبد الله بن علي مع غيره من القواد، فلما قدم أبو مسلم لقتال عبد الله بن علي وكان زفر بن عاصم الهلالي بحلب يومئذ من قبله، وكان عبد الله بن علي بحران، فوجه حميد بن قحطبة وكتب له كتابا الى زفر بن عاصم وفيه: اذا ورد عليك حميد فاضرب عنقه، فعلم بذلك وهرب وعاد الى أبي مسلم خوفا من عبد الله بن علي، ثم ان المنصور ولى حميد بن قحطبة الجزيرة وكان حميد قد نزل بعد هزيمة أبي الورد مع عبد الله بن علي على دابق فسيره عبد الله الى أبان بن معاوية بن هشام بن عبد الملك، وقد قرب منه يريد بياته فلقيه حميد فهزمه وسار أبان الى سميساط وقد ذكرنا (311 - ظ) ذلك في في ترجمة أبان.

قال أبو علي أحمد بن محمد مسكويه في كتاب تجارب الأمم: وكان أبو مسلم استخلف على خراسان خالد بن ابراهيم أبا داود، وكان عبد الله بن علي خشي أن لا يناصحه أهل خراسان فقتل منهم نحوا من سبعة عشر ألفا ضروب القتل وكتب لحميد بن قحطبة كتابا وجهه الى حلب وعليها زفر بن عاصم، وفي الكتاب:

اذا ورد عليك حميد بن قحطبة فاضرب عنقه، فسار اليه ثم فكر حميد في كتابه فلم ير من الصواب له أن يوصله ولم يقرأه ففك الطومار وقرأه فلما عرف ما فيه دعا قوما

(1)

-كان شعار بني أمية البياض وكان شعار الدولة العباسية السواد.

ص: 2974

من خاصته فأفشى اليهم أمره، وشاورهم وقال: من أراد أن ينجو ويهرب فليسر معي فإني أريد أن آخذ طريق العراق، ومن لم يحمل نفسه على السير فلا يفشين سري وليذهب حيث أحب واتبعه قوم وفوّز بهم

(1)

ونجا.

قرأت في تاريخ مختار الملك المسبحي قال: في سنة تسع وخمسين ومائة وفيها مات حميد بن قحطبة

(2)

.

أنبأنا أبو روح عبد المعز بن محمد بن أبي الفضل قال: أنبأنا زاهر بن طاهر عن أبي القاسم البندار قال: أنبأنا أبو أحمد القاري قال: أخبرنا أبو بكر محمد بن يحيى الصولي اجازة قال: وفيها-يعني-سنة تسع وخمسين ومائة مات حميد بن قحطبة.

‌حميد بن مالك بن مغيث:

ابن نصر بن منقذ بن محمد بن منقذ بن نصر بن هاشم أبو الغنائم بن أبي الفياض الملقب بمكين الدولة الكناني، الأمير كان شاعرا مجيدا وفارسا شديدا، وكان ولد بشيزر ومات بحلب، روى عنه مؤيد الدولة أبو الفضل أسامة بن مرشد بن علي ابن منقذ، وأبو علي الحسين بن رواحة.

قرأت بخط أبي المظفر أسامة بن مرشد بن منقذ: أنشدني الأمير مكين الدولة أبو الغنائم حميد بن مالك بن حميد لنفسه ونحن على جسور كامد بالبقاع، وأنبأنا أبو الحسن محمد بن أحمد عن أسامة:

من لم يحمد لم يجد وإن شرفت

همته واعتلى به النّسب

فا علم يقينا وكن على ثقة

أنّ ملاك المروءة الذّهب

قال أسامة: فقلت في الوقت هذين البيتين وأنشدته اياهما:

الجود والبخل في النفوس ولا

تظن أن المروءة الذّهب

كم من غني يداه خامدة

ومن فقير نداه مكتسب (312 - و)

(1)

-فوز نجا، وهنا قطع المفازة. القاموس. هذا ولم تطبع الاجزاء الاولى من كتاب تجارب الامم.

(2)

-لم يصلنا منه سوى قطعة صغيرة فيها حوادث/414 - 416 هـ.

ص: 2975

قرأت بخط العماد أبي عبد الله محمد بن محمد بن حامد الكاتب في كتابه الذي وسمه بذيل الخريدة وسيل الجريدة قال: الأمير مكين الدولة أبو الغنائم حميد بن أبي الفياض بن مالك بن منقذ من بني عم مؤيد الدولة: ذكره الفقيه ابن رواحه الشاعر وقال: انه مات بحلب بعد الزلزلة سنة ثمان وخمسين وخمسمائة قال: وأنشدني لنفسه بيتين قالهما في أهله حيث وقعت قلعة شيزر بالزلزلة عليهم وهما:

من سره أن يرى من دهره عجبا

فليأتنا وظلام الليل مسدول

يرى الأحبة صرعى والديار على

عروشها ونطاق المجد محلول

قال: وله الى مؤيد الدولة أسامة:

بنو منقذ عقد المكارم والعلى

وأنت على التحقيق واسطة العقد

فغيرك نال السعي بالسّعد وادعا

وأنت امرؤ بالسعي ضرب إلى السعد

أأحبابنا عز اللقاء وما أرى

تمادي هذا البين يفضي الى جدّ

إذا قلت قد آن التداني تجددت

خطوب من الأيام تحكم بالبعد

ولست ألوم الدهر فيما أصابني

لأن التنائي كان مني على عمد

وبعدك مجد الدين أعظم خطة

لقيت وما حال المفارق للمجد

ولو قيل لي اختر ما تشاء من المنى لما

كان لي في غير رؤياك من قصد

وقوله:

يقولون لو كان الهوى منه صادقا

لأصبح مغرا بالفراق وذمه

ولولا احتجاجي بالتفرق والنوى

لما فزت يوم الوداع بلثمة

وقوله:

ولم أنس يوم البين حسن اعتذاره

إليّ وشكواه صروف زمانه

وأودعني نار الأسى ببيانه

وودعني خوف العدا ببنانه

هكذا رأيته بخط العماد الكاتب: حميدين بن أبي الفياض بن مالك، وأبو الفياض كنيته مالك

(1)

.

(1)

-لم استطع الوقوف على نسخة من كتاب العماد هذا.

ص: 2976

أنبأنا

(1)

قال: حميد بن مالك بن مغيث بن نصر بن منقذ بن محمد بن منقذ بن نصر بن هاشم أبو الغنائم الملقب بمكين الدولة الكناني، ولد بشيزر في تاسع جمادى الآخرة سنة احدى وتسعين وأربعمائة ونشأ بها، وانتقل الى دمشق فسكنها مدة طويلة، واكتتب في العسكر، وكان يحفظ القرآن، وله شعر جيد (312 - ظ) وفيه شجاعة وعفاف ومات في نصف شعبان سنة أربع وستين وخمسمائة بحلب.

‌حميد بن مخلد بن قتيبة بن عبد الله:

أبو أحمد بن زنجويه النسائي وزنجويه لقب مخلد قد ذكرناه.

روى عنه أبو عبد الرحمن النسائي وقال: ثقة.

‌حميد بن هرون المصيصي:

هو أحمد بن هرون الذي قدمنا ذكره في الاحمدين، وأظن حميدا تصغير اسمه، فعرف به، والله أعلم.

حدث عن محمد بن كثير المصيصي، روى عنه عمر بن القاسم بن محمد بن بندار السباك.

أخبرنا أبو الفرج بن القبيطي في كتابه قال: أخبرنا أبو الحسن بن الآبنوسي قال: أخبرنا أبو القاسم الاسماعيلي قال: أخبرنا أبو القاسم السهمي قال: أخبرنا أبو أحمد بن عدي قال: حدثنا عمر بن القاسم بن محمد بن بندار السباك قال:

حدثنا حميد بن هارون المصيصي قال: حدثنا محمد بن كثير عن الأوزاعي عن الزهري عن أبي سلمة عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم. قال: الزهري: وحدثني أبي عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: اذا استيقظ أحدكم من نومه فلا يدخل يده في الإناء حتى يغسلها ثلاثا فإنه لا يدري أين باتت يده.

قال الشيخ-يعني-ابن عدي: وهذا الحديث بالإسناد الثاني، قال الزهري:

«وحدثني أبي عن أبي هريرة» ، لم يحدث به غير أحمد بن هارون (313 - و)

(1)

-فراغ بالاصل قدر سطر كامل.

ص: 2977

هذا، وهو غير محفوظ ولم أجد لأحمد هذا أشنع من هذين الحديثين

(1)

، يعني هذا وحديثا قد سقناه في ترجمته المتقدمة فيمن اسمه أحمد.

‌حميد أبو قلابة:

كان مع عمر بن عبد العزيز بدابق حين استخلف، وحكى عنه، روى عنه حماد.

أخبرنا أبو جعفر يحيى بن جعفر بن عبد الله الدامغاني-فيما أذن لي في روايته، وقرأت عليه إسناده-قال: أخبرنا أبي أبو منصور جعفر قال: أخبرنا أبو العز محمد بن المختار بن المؤيد قال: أخبرنا أبو علي بن المذهب قال: أخبرنا أبو بكر ابن جعفر القطيعي قال: حدثنا أبو عبد الرحمن عبد الله بن أحمد بن محمد بن حنبل قال: حدثني أبي قال: حدثنا أبو كامل قال: حدثنا حماد عن حميد قال: لما استخلف عمر بن عبد العزيز، بكى وقال: يا أبا قلابة هل تخشى علي؟ قلت: كيف حبك للدرهم؟ قال: لا أحبه، قال: لا أحبه، قال: لا تخف إن الله سيغنيك.

***

(1)

-الكامل لابن عدي:1/ 197.

ص: 2978

‌حنبل بن عبد الله بن الفرج بن سعادة:

أبو عبد الله البغدادي الرصافي المكبّر بجامع الرصافة ببغداد، كان دلالا في بيع الأملاك ببغداد، وسمع في صباه مسند أبي عبد الله أحمد بن محمد بن حنبل كاملا من أبي القاسم بن الحصين، وسمع أبا اسماعيل بن احمد بن عمر السمرقندي وأبا الفضل محمد بن ناصر السلامي، وأبا الحسن علي بن عبيد الله بن الزاغوني، وأبا المعالي أحمد بن منصور الغزال.

وحدث ببغداد وإربل والموصل وحلب ودمشق، وكان مظفر الدين كوكبوري بن علي، (313 - ظ) صاحب إربل بنى دار الحديث بإربل وكتب الى الخليفة الناصر أبي العباس أحمد في انفاذه وانفاذ عمر بن طبرزد إلى اربل ليسمع منهما، وسير لكل منهما نفقة، فأنفذا إلى إربل، وحدث حنبل باربل بمسند أحمد، وسمع الملك المحسن أبو العباس أحمد بن صلاح الدين يوسف بن أيوب بخبرهما فكاتب صاحب إربل في طلبهما إليه الى دمشق، فاستأذن الخليفة في ذلك، وسير حنبل أولا إلى دمشق، وسمع منه المسند مع جماعة كثيرة بدمشق، واجتاز بحلب في طريقه فلم يقم بها إلاّ ليلة واحدة، وظفر به بعض طلبة الحديث بحلب فسمعوا منه أربعين حديثا خرّجت له من المسند ولم يتفق لي السماع معهم، ودخلت دمشق زائرا البيت المقدس في سنة ثلاث وستمائة وحنبل بها فلم أسمع منه شيئا لأنني لم أكن طلبت الحديث حينئذ لأن أول طلبي الحديث كان سنة أربع وستمائة، وعاد حنبل على طريق البرية إلى بغداد ولم يمر بحلب ففاتني السماع منه.

وروى لنا عنه أبو الحجاج يوسف بن خليل بن عبد الله الدمشقي بحلب، وأبو بكر عبد الله بن الخضر الحلبي بالعلا في طريق مكة، وأبو عبد الله محمد ابن عبد الملك بن عثمان المقدسي بغزة وأبو البركات عبد السلام بن عبد الله بن تيمية الحراني بنصيبين، وأبو محمد عبد الله بن محمد بن عطاء الأذرعي بدمشق.

ص: 2979

أخبرنا أبو بكر عبد الله بن عبد الواحد الحلبي بالعلا عند فقولنا من الحج والقاضي أبو محمد عبد الله بن محمد بن عطاء الأذرعي الطريفي بدمشق قالا:

أخبرنا (314 - و) حنبل بن عبد الله بن الفرج المكبر الرصافي بحلب، وقال أبو محمد: بدمشق، قال: أخبرنا أبو القاسم هبة الله بن محمد بن عبد الواحد قال:

أخبرنا أبو علي الحسن بن علي بن المذهب قال: أخبرنا أبو بكر أحمد بن جعفر ابن حمدان بن مالك القطيعي قال: حدثنا أبو عبد الرحمن عبد الله بن أحمد بن محمد بن حنبل قال: حدثني أبي أبو عبد الله أحمد بن محمد بن حنبل قال: حدثنا عباد المهلبي عن هشام بن زياد عن عثمان بن أرقم بن أبي الارقم المخزومي عن أبيه- وكان من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم-أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إن الذي يتخطى رقاب الناس يوم الجمعة، ويفرق بين الاثنين بعد خروج الامام كالجار قصبه في النار

(1)

.

أخبرنا أبو الحجاج يوسف بن خليل بن عبد الله الدمشقي-قراءة عليه بحلب-قال: أخبرنا أبو عبد الله حنبل بن عبد الله بن الفرج بن سعادة الآمدي المكبر بقراءتي عليه بجامع المهدي بالرصافة، ح.

وأخبرنا أبو محمد عبد الله بن محمد قال: أخبرنا حنبل بدمشق قال: أخبرنا أبو القاسم هبة الله بن محمد بن عبد الواحد الكاتب قال: أخبرنا أبو علي الحسن ابن المذهب قال: أخبرنا أبو بكر أحمد بن جعفر بن حمدان بن مالك القطيعي قال:

حدثنا أبو عبد الرحمن عبد الله بن أحمد بن محمد بن حنبل قال: حدثني أبي رحمه الله قال: حدثنا هشيم قال: أخبرنا حميد عن أنس بن مالك قال: ان كانت الأمة من أهل المدينة لتأخذ بيد رسول الله صلى الله عليه وسلم، فتنطلق به في حاجتها

(2)

. (314 - ظ)

(1)

-لم أجده بهذا اللفظ في مسند الامام أحمد بل جاء فيه:3/ 437 «من تخطى المسلمين يوم الجمعة اتخذ جسرا الى جهنم» وفي 4/ 190 كنت جالسا مع عبد الله ابن بسر يوم الجمعة فجاء يتخطى رقاب اناس ورسول الله صلى الله عليه وسلم يخطب فقال: «اجلس فقد آذبت وآنيت» .

(2)

-لم أقف عليه في مسند الامام أحمد.

ص: 2980

أنبأنا أبو البركات بن المستوفي قال: وطالما سمعته-يعني حنبل المكبر- يقول يا رب ارددني إلى بغداد، ولا تمتني حتى أكبر على الدكة التي كنت أكبر عليها، فعاد إلى بغداد ومات بها، فيما بلغني، في سنة أربع وستمائة، إن شاء الله.

قال: ونقلته من خطه وكان مع ابن طبرزد جزء ظهر فيه سماع حنبل بن الفرج على بعض مشايخ بغداد وسمعه ابن طبرزد على عدة مشايخ، وأرادوا أن يجمعوا بينهما للسماع عليها وكان ابن طبرزد لا يفعل، فقلت: نحضر على العادة للسماع ثم نقرأ عليهما ولا ينكر ابن طبرزد ذلك، فعرف حنبل هذه القضية فحضر فقلت: أخبر كما شيخكما فلان-وسميته-ثم قلت لابن طبرزد: وأخبرك مشايخك وهم فلان وفلان، فلما قال حنبل: نعم جذب الجزء ابن طبرزد ونفر وقال:

يا حنبل أين سمعت هذا الجزء؟ فقال: في موضع كذا بمحلة كذا، على الشيخ فلان، أنت أين سمعته؟ وطال الخصام بينهما زمانا حتى سكتا، وسمعنا عليهما بعد ذلك.

وقال لي الملك المحسن أحمد بن يوسف: اجتهدت جهدي كله أن أجد لحنبل حديثا واحدا غير المسند فلم أجده.

قلت: سمع غير المسند من الشيوخ الذين ذكرناهم، وكان سماعه قليلا ولعله لم يحضر معه إلى دمشق شيئا من مسموعاته، فلهذا لم يظفر بشيء منها.

أنبأنا أبو عبد الله بن الدبيثي قال: سئل حنبل عن مولده فذكر ما يدل أنه في سنة عشر وخمسمائة أو سنة احدى عشرة، وتوفي ببغداد بعد عوده (315 - و) من الشام في ليلة الجمعة رابع عشر محرم سنة أربع وستمائة، ودفن يوم الجمعة بالجانب الغربي بمقبرة باب حرب عن غير عقب ولا أهل، وقد جاوز التسعين، قال: وكان دلال الدور ببغداد وهو من أهلها كان يسكن الرصافة، ويؤذن في جامع المهدي.

أنبأنا الحافظ أبو عبد الله محمد بن محمود النجار البغدادي قال: حنبل بن عبد الله بن الفرج بن سعادة أبو عبد الله من أهل الرصافة سمع في صباه مسند أبي عبد الله أحمد بن حنبل كاملا من أبي القاسم بن الحصين، وسمع أيضا من أبي الحسن علي بن عبيد الله بن الزاغوني، وأبي القاسم بن السمرقندي، وأبي

ص: 2981

الفضل محمد بن ناصر الحافظ، وحدث بالمسند ببغداد وبلاد الجزيرة والشام، وهو آخر من رواه عن ابن الحصين كاملا ببغداد، كتبت عنه وكان شيخا صالحا حسن الأخلاق يكبر بجامع المهدي.

قال ابن النجار: أخبرني أبو الحسن بن القطيعي قال: سألت حنبل بن عبد الله الرصافي عن مولده فقال: ولدت سنة سبع عشرة وخمسمائة. قال: توفي حنبل ابن عبد الله يوم الخميس الثالث عشر من المحرم سنة أربع وستمائة، وصلي عليه من الغد بباب ترب الخلفاء بالرصافة، ودفن بباب حرب.

أنبأنا الحافظ أبو محمد عبد العظيم بن عبد القوي المنذري قال: وفي ليلة الرابع عشر من المحرم-يعني-من سنة أربع وستمائة توفي الشيخ المسند أبو علي وأبو عبد الله حنبل بن عبد الله بن فرج بن سعادة الواسطي الأصل البغدادي المولد (315 - ظ) والدار، الرصافي المكبر ببغداد، ودفن من الغد بباب حرب، وسئل عن مولده فقال: سنة أربع عشرة أو خمس عشرة وخمسمائة، وسئل مرة أخرى فذكر ما يدل على أنه ولد في سنة عشر أو احدى عشرة وخمسمائة.

سمع مسند الامام أحمد رضي الله عنه من أبي القاسم هبة الله بن محمد بن الحصين، وسمع أيضا من الحافظ أبي القاسم اسماعيل بن أحمد السمرقندي، وأبي المعالي أحمد بن منصور الغزّال، وحدث ببغداد ودمشق والموصل وغير ذلك في طريقه ذاهبا وراجعا ولنا منه اجازة كتب بها الينا من دمشق.

والرصافة التي نسب إليها هي رصافة بغداد، وكان يكبر بجامع المهدي، وكان دلالا في بيع الآدر والاملاك

(1)

.

***

(1)

-التكملة لوفيات النقلة:3/ 194 - 195 (998).

ص: 2982

‌ذكر من اسمه حنش

‌حنش بن عبد الله بن عمرو بن حنظلة

ابن نهد بن قيان بن ثعلبة بن عبد الله بن ثامر السبائي أبو رشدين الصنعاني غزا الصائفة مع فضالة بن عبيد واجتاز بحلب أو ببعض عملها معه في غزاته وصحب علي بن أبي طالب، وروى عنه وعن فضالة بن عبيد وعبد الله بن عباس وأبي هريرة، وأبي سعيد الخدري ورويفع بن ثابت.

روى عنه ابنه الحارث وقيس بن الحجاج وخالد بن أبي عمران وسلامان بن عامر، وعامر بن يحيى، وسيار بن عبد الرحمن وربيعة بن سليم وأبو مرزوق حبيب بن الشهيد.

أخبرنا أبو القاسم أحمد بن عبد الله بن عبد الصمد العطار البغدادي قال:

(316 - و) أخبرنا أبو الوقت عبد الأول بن عيسى بن شعيب السجزي قال أخبرنا أبو الحسن عبد الرحمن بن محمد بن المظفر الداوودي قال أخبرنا أبو محمد عبد الله بن أحمد بن حموية السرخسي قال: أخبرنا أبو عمران عيسى بن عمر بن العباس قال: أخبرنا أبو محمد عبد الله بن عبد الرحمن الدارمي قال: أخبرنا أحمد ابن خالد قال: حدثنا محمد بن اسحاق عن يزيد بن أبي حبيب عن أبي مرزوق-مولى لتجيب-قال: حدثني حنش الصنعاني قال: غزوت المغرب وعلينا رويفع بن ثابت الأنصاري فافتتحنا قرية يقال لها جزية

(1)

فقام فينا رويفع بن ثابت الأنصاري خطيبا فقال إني لا أقوم فيكم إلاّ ما سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم: قام فينا يوم خيبر حين افتتحناها: من كان يؤمن بالله واليوم والآخرة فلا يأتين شيئا من السبي حتى يستبريها (316 - ظ).

(1)

-كذا بالاصل وهو تصحيف صوابه «جربة» الجزيرة المشهورة في تونس وقد وردت رواية فتحها مع خطبة رويفع في معجم البلدان لياقوت «مادة جربة» .

ص: 2983

‌حنش بن علي الهمداني:

الصنعاني صنعاء

(1)

الشام قيل هو الذي يروي عن فضاله بن عبيد حديث القلادة، فان كان كما قيل فقد غزا معه الصائفة، ويكون قد دخل حلب أو بعض عملها.

أنبأنا أبو حفص عمر بن محمد بن طبرزد قال: أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي قال: أخبرنا عمر بن عبيد الله بن عمر بن علي بن محمد قال: أخبرنا أبو القاسم عبد الواحد بن محمد بن عثمان بن سنبك قال: أخبرنا أبو علي الحسن بن محمد ابن موسى بن اسحاق الانصاري قال: حدثنا اسماعيل بن اسحاق بن اسماعيل قال:

سمعت علي بن المديني يقول: حنش-يعني-الذي روى عن فضاله بن عبيد: هذا حنش بن علي الصنعاني صنعاء الشام بها قرية يقال لها صنعاء وأبو الاشعث الصنعاني منها، قال: ليس هذا حنش بن المعتمر الكناني صاحب علي، ولا حنش ربيعة الذي صلى خلف علي صلاة الكسوف، ولا حنش صاحب التيمي.

‌حنظلة بن خويلد:

العنزي أو الغنوي، شهد صفين مع الفريقين وروي عن عبد الله بن عمرو بن العاص روى عنه أسود بن مسعود.

أخبرنا أبو عبد الله محمد بن خلف بن راجح بن بلال المقدسي بجبل قاسيون قال: أخبرنا الاسعد بن يلدرك بن أبي اللقاء قيل له: أخبركم أبو الخطاب علي بن عبد الرحمن بن عيسى بن الجراح قال: أخبرنا أبو القاسم عبد الملك بن محمد بن عبد الله بن بشران قال: أخبرنا أبو علي أحمد بن الفضل بن العباس بن خزيمة (317 - ظ) قال: حدثنا عيسى بن عبد الله زعاث قال: حدثنا ابن الاصبهاني قال: حدثنا محمد ابن أبي شيبة عن العوام بن حوشب قال: حدثني أسود بن مسعود عن حنظلة بن خويلد العنزي قال: وكان آمنا في الفريقين في أصحاب علي واصحاب معاوية، قال:

اني لجالس مع معاوية وعمرو بن العاص وعندهما عبد الله بن عمرو اذ أقبل رجلان

(1)

-كانت صنعاء الشام خارج دمشق ربما في المنطقة التي تقوم فيها الابنية حول الجامعة القديمة، أي ما بين دمشق والمزة، غوطة دمشق:174.

ص: 2984

يختصمان في رأس عمار، قال: فقال عبد الله بن عمرو: ليطب به أحدكما نفسا لصاحبه فاني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «انه تقتله الفئة الباغية»

(1)

قال: فقال معاوية لعمرو: ألا ترى ما يقول هذا المجنون؟ قال: فما لك معنا؟ قال:

فقال: إن عمر شكاني إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أطع أباك»

(2)

فأنا معكم ولست أقاتل.

ورواه أحمد بن محمد بن سلام عن عبد الرحمن بن محمد بن سلام عن يزيد عن العوام بن حوشب عن أسود بن مسعود عن حنظلة بن خويلد الغنوي-بدل العنزي- فذكر نحوه.

أخبرنا بذلك المؤيد بن محمد الطوسي في كتابه قال: أخبرنا محمد بن كامل بن ديسم-اجازة-قال: أنبأنا أبو صالح محمد بن المهذب قال: حدثنا أبو عمرو عثمان بن عبد الله الطرسوسي قال: حدثنا أحمد بن محمد بن سلام قال: حدثنا عبد الرحمن بن محمد بن سلام قال: حدثنا يزيد قال: أخبرنا العوام بن حوشب قال:

حدثني أسود بن مسعود عن حنظله بن خويلد الغنوي فذكر نحوه.

‌حنين بن اسحاق العبادي:

أبو زيد الحكيم والعباد من نصارى (318 - و) الحيرة، أنفذه بنو موسى ابن شاكر مع غيره الى بلد الروم فجاءهم بطرائف الكتب وغرائب المصنفات في الفلسفة والهندسة والموسيقى والارثماطيقا والطب، واجتاز بحلب أو ببعض عملها في دخوله الى الروم، ان لم يكن أقام بها، وكان عارفا بهذه العلوم وترجم كتبا كثيرة من اليونانية والسريانية الى العربية، وصنف كتبا كثيرة.

قرأت في كتاب الفهرست تأليف أبي الفرج محمد بن اسحاق النديم بخط مظفر ابن الفارقي، وذكر أنه نقله من خط مؤلفه أبي الفرج قال: حنين بن اسحاق العبادي ويكنى أبا زيد والعباد من نصارى الحيرة، وكان فاضلا في صناعة الطب فصيحا باللغة

(1)

-قال النبي صلى الله عليه وسلم: «عمار تقتله الفئة الباغية» . كنز العمال 15/ 41132.

(2)

-انظره في كنز العمال:16/ 45508،31698،11/ 31270.

ص: 2985

اليونانية والعربية والسريانية دار البلاد في الكتب القديمة ودخل بلد الروم وأكثر نقوله لبني موسى، وتوفي يوم الثلاثاء لست خلون من صفر سنة ستين ومائتين، وهو أول يوم من كانون الاول سنة ألف ومائة وخمس وثمانين للاسكندر الرومي، وله من الكتب التي ألفها سوى ما نقل من كتب القدماء:«كتاب احكام الاعراب على مذاهب اليونانيين مقالتان» ، «كتاب المسائل في الطب للمتعلمين وزاد فيها حبيش الاعسم تلميذه مع كتاب الحمام مقالة» «كتاب اللبن مقالة» «كتاب علاج العين عشر مقالات لطيف» «كتاب الاغذية ثلاث مقالات» (318 - ظ)«كتاب تقاسم علل العين مقالة» «كتاب علاج أمراض العين مقالة» ، «كتاب الات الغذاء ثلاث مقالات» ، «كتاب الاسنان واللثة مقالة» ، «كتاب للباه مقالة» ، «كتاب تدبير الناقة مقالة» ، «كتاب معرفة أوجاع المعدة وعلاجها مقالتان» ، «كتاب في المدو الجزر مقالة» ، «كتاب السبب الذي صارت مياه البحر مالحة مقالة» ، «كتاب المولودين لثمانية أشهر مقالة» عمله لام ولد المتوكل، «كتاب الترياق مقالة» ، «كتاب العين على طريق المسألة والجواب ثلاث مقالات» ، «كتاب ذكر ما ترجم من الكتب مقالتان» ، «كتاب قاطاغورياس على رأي ثامسطيوس مقالة» ، «كتاب رسالة الى الطيفوري في مرض الورد» ، «كتاب القروح وتولده مقالة» ، «كتاب الآجال مقالة» ، «كتاب تولد النار بين الحجرين مقالة» ، «كتاب تولد الحصاة مقالة» ، «كتاب اختيار الادوية المحرقة مقالة» ، «كتاب الى ابن المنجم في استخراج كيميه كتب جالينوس»

(1)

.

***

(1)

-الفهرس للنديم-ط طهران 352:1971 - 353.

ص: 2986

‌ذكر من اسمه الحواري

‌الحواري بن حطان:

ابن المعلى بن حطان بن سعد بن زيد بن لوذان بن غنم بن (319 - و) الساطع التنوخي، واليه ينتسب بنو الحواري بمعرة النعمان فكان من الرجال المذكورين المقدمين، وهو الذي خرج بحاضر قنسرين على عبد الله المأمون ثم ظفر به، فعفا عنه.

قرأت في كتاب مشاكلة الناس لزمانهم تأليف أحمد بن أبي يعقوب بن جعفر بن وهب بن واضح، أبي العباس العباسي مولاهم في ذكر من عفا عنه المأمون، قال:

وعن الحواري بن حطان التنوخي الخارج بحاضر تنوخ

(1)

.

‌الحواري ويسمى أيضا خير بن محمد:

ابن علي بن محمد بن أحمد بن محمد بن أحمد بن الحواري بن حطان بن المعلى أبو بشر التنوخي العميد المعري، قيل ان بني الحواري ينتسبون اليه، والصحيح أنهم ينتسبون الى المذكور أولا.

وكان أبو بشر هذا شاعرا مجيدا، وقع إلي من شعره هذه الابيات قالها وقد وقف على داره بمعرة النعمان بعد هجوم الفرنج المعرة فرآها وقد خرجت

(2)

:

أهذه بين النكاري وعرفاني

مسارب الوحش أم داري وأوطاني

جهلتها ولقد أبدت ملاعبها

عهد الصبى بين اخواني وخلاني

فعجت أسألها والدمع منسكب

والقلب في لوعة من وجده عان

يا دار مالي أرى الايام قد حكمت

فينا وفيك بحكم الجائر الجاني

فلو أجابت لقالت هكذا فعلت

قدما بحيرة نعمان ونغمان

(319 - ظ)

وفي مدائن أنو شروان معتبر

للسائلين وفي سيف وغمدان

فاذهب لشأنك فالدنيا لها دول

تمضي وتأتي وكل بينها فان

(1)

-مشاكلة الناس لزمائهم-ط. بيروت 29:1980.

(2)

-دمرت المعرة من قبل الحملة الصليبية الاولى.

ص: 2987

‌حوثرة بن سهل بن العجلان:

ابن سهيل بن كعب بن عامر بن عمر بن رباح بن عبد الله بن عبد بن فراض بن باهلة الباهلي أبو المثنى القنسريني، من أهل قنسرين، وهو أخو عجلان بن سهيل الباهلي، كان أمير مصر لمروان بن محمد، وكان معه يوم غلب على دمشق وكان سيء السيرة (340 - و).

أنبأنا أبو البركات سعيد بن هاشم عن مسعود بن الحسن الثقفي قال: أنبأنا أبو عمرو عبد الوهاب بن محمد بن اسحاق بن مندة عن أبيه قال: أخبرنا أبو سعيد ابن يونس قال: حوثرة بن سهيل بن العجلان، كان أمير مصر لمروان بن محمد، وكان رجل سوء سفاكا للدماء تحكى عنه حكايات في خطبه.

***

ص: 2988

‌حوشب ذو ظّليّم:

بالضم والفتح، والضم أشهر قيل هو ابن طخية، وقيل ابن التباعي بن غسان ابن ذي ظليم بن ذي الاستار ميسان، وقيل حوشب ذو ظليم بن عمرو بن شرحبيل بن عبيد بن عمرو بن حوشب الأظلوم بن ألهان بن شداد بن زرعة بن قيس بن صنعاء بن سبأ الاصغر بن كعب بن زيد بن سهل بن عمرو بن قيس بن معاوية بن جشم بن عبد شمس بن وائل بن غوث بن حمير بن قطن بن عوف، وقيل عريب بن زهير بن أيمن ابن حمير بن سبأ الالهاني الحميري أبو مر، والالهان والاوزاع أخوان، روى حوشب عن النبي صلى الله عليه وسلم حديثا في فضل من مات له ولد، وفي حديث اسلامه حديثا.

روى عنه حسان بن كريب، وولده عثمان بن ذي ظليم.

وشهد صفين مع معاوية بن أبي سفيان، وكان على رجالة أهل حمص، وحكى أبو البختري وهب بن وهب أن معاوية جعل حوشبا على كندة أهل حمص، وكان رئيسا في قومه متبوعا (320 - ظ).

أنبأنا أبو الحسن علي بن محمود بن أحمد الصابوني عن أبي محمد عبد الله بن أحمد بن أحمد بن الخشاب قال: أخبرنا أبو الحسين بن الفراء قال: أخبرنا أبو غالب الباقلاني قال: أخبرنا أبو علي الحسن بن أحمد قال: أخبرنا أبو الحسن بن ننجاب قال: أخبرنا ابراهيم بن الحسين قال: حدثنا يحيى بن سليمان قال: حدثنا نصر بن مزاحم قال: حدثنا عمرو بن شمر عن جابر الجعفي عن عامر الشعبي عن صعصعة بن صوحان، والحارث بن أدهم قال: وخرج حوشب ذو ظليم-يعني-بصفين، فجعل يقاتل وهو يقول:

يا أيها الفارس ادن لا ترع

أنا أبو مرّ وهذا ذو كلع

مسوّد بالشام ما شاء صنع

قد أكثر العذر لديكم لو نفع

ص: 2989

فأجابه الاشعث أو رجل من كندة:

أبلغ عني حوشبا وذا كلع

وشرحبيل اذ هوى به الطمع

قوم جفاة لا حياء ولا ورع

يقودهم ذاك السفيه المدرع

(1)

(321 - و) أنبأنا علي بن المفضل المقدسي قال: أخبرنا أبو القاسم بن بشكوال في كتابه قال: أخبرني أبو محمد بن عتاب، وأبو عمران بن أبي تليد-اجازة-قالا: أخبرنا أبو عمر النمري قال: أخبرنا أبو القاسم خلف بن القاسم قال: أخبرنا أبو علي سعيد ابن عثمان بن السكن قال: وحوشب ذكر في حديثه ان له صحبة، وليس بمشهور، لم يروه غير ابن لهيعة، وروى عن حوشب أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول: لو أن جريح الراهب فقيها عالما لعلم أن اجابته أمه من عبادة ربه

(2)

.

ذكره ابن السكن في حرف الحاء من «كتاب الحروف» ثم قال: في حرف الذال: وذو ظليم روي عنه في قضية اسلامه، حديثه عند بعض ولده وفيه نظر.

هكذا ذكر ابن السكن وفرق بين حوشب وذي ظليم وجعلهما اثنين ولم ينسب واحدا منهما وهما واحد.

قال ابن السكن في ترجمة حوشب: أخبرنا بكر بن المرزبان قال: حدثنا عبد ابن حميد قال: حدثنا يحيى بن اسحاق، ح.

قال: وأخبرنا أبو العباس محمد بن عبد الرحمن الدغولي قال: حدثنا محمد ابن أحمد بن حكيم قال: حدثنا عبد الله بن يزيد المقرئ قالا: حدثنا ابن (322 - و) لهيعة قال: أخبرني عبد الله بن هبيرة السبأي عن حسان بن كريب أن غلاما منهم توفي بحمص فوجد عليه أبوه أشد الوجد، فقال له حوشب صاحب النبي صلى الله عليه وسلم: ألا أخبرك ما سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول في مثل ابنك:

ان رجلا من أصحابه كان له ابن وأدرك، فكان يأتي مع أبيه الى النبي صلى الله عليه

(1)

- صفين:203 - 204.

(2)

-الرواية عن ابن عبد البرهنا ليست من كتاب الاستيعاب، انظره:1/ 391 - 392.

ص: 2990

وسلم، ثم انه توفي فوجد عليه، فقال له نبي الله صلى الله عليه وسلم لما رآه: أتحب لو ان ابنك كان كأشد الصبيان شطاطة وأكيسه، أتحب لو ان ابنك كأجرأ الفتيان جرأة، أتحب لو أن عندك ابنك كهلا كأفضل الكهول وأسراه، أو يقال لك ادخل الجنة بثواب ما أخذنا منك

(1)

؟.

وقال ابن السكن في ترجمة ذي ظليم: حدثني ابراهيم بن أحمد بن شريف الرملي قال: حدثنا عيسى بن غيلان السوسي قال: حدثنا عاصم بن هاشم بن مسعود بن عبد الله بن عبد خير الطائي الحمصي قال: حدثني محمد بن عثمان بن ذي ظليم عن أبيه عن جده ذي ظليم أنه لما أظهر الله نبيه ندب الناس اليه، فندب عبد خير في أربعين فارسا، فأتاه وهو جالس وأبو بكر وعمر، فقال: أيكم رسول الله؟ فقالوا: هذا فقال: ما الذي جئتنا به ان يك حقا اتبعناك؟ قال: تشهد أن لا اله الا الله وأني رسول الله وتقيم الصلاة وتؤتي الزكاة، وتأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر، قال: ان هذا لحسن جميل، آمنت بما آمنت به، أشهد أن لا اله الا الله وأنك رسول الله، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم:(322 - ظ) ما اسمك قال: عبد شر، قال: أنت عبد خير، ادن يا عبد خير فقبل يد النبي صلى الله عليه وسلم وأعطاه كتابه الى ذي ظليم، فآمن ذو ظليم

(2)

.

***

(1)

-انظره في كنز العمال:42960،15/ 42619.

(2)

-انظر كنز العمال:1/ 1375 - 13/ 36865،1381،1376.

ص: 2991

بسم الله الرحمن الرحيم

وبه توفيقي

أنبأنا أبو الفتوح نصر بن أبي الفرج الحصري قال: أخبرنا الحافظ أبو محمد عبد الله بن محمد بن علي الاشيري قال: أخبرنا أبو الوليد يوسف بن عبد العزيز بن الدباغ قال: أخبرنا أبو محمد عبد الرحمن بن عبد العزيز بن ثابت قال: أخبرنا أبو عمر بن عبد البر قال: حوشب بن طخية الحميري ويقال الالهاني، ذو ظليم أسلم على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقيل انه قدم على النبي صلى الله عليه وسلم، واتفق أهل العلم بالسير والمعرفة بالخبر أن النبي صلى الله عليه وسلم كتب الى حوشب ذي ظليم الحميري كتابا، وبعث به اليه مع جرير البجلي ليتعاون هو وذو الكلاع-رئيسين في قومهما متبوعين

(1)

-وهما كانا ومن معهما من اليمن القائمين بحرب صفين مع معاوية، وقتلا جميعا بصفين، قتل حوشبا سليمان بن صرد الخزاعي وقتل ذا الكلاع حريث بن جابر، وقيل قتله الاشتر.

حدثت عن أبي نعيم بن عبد الله بن أحمد بن اسحاق الاصبهاني قال: حدثنا أحمد بن محمد بن موسى قال: حدثنا علي بن أحمد بن أبي يزيد قال: حدثنا نصر ابن مزاحم قال: حدثني أبي قال: حدثنا عمرو بن شمر عن محمد بن سوقه عن عبد الواحد الدمشقي قال: نادى حوشب الحميري عليا يوم صفين، فقال: انصرف عنا يا ابن أبي طالب فانا ننشدك الله في دمائنا ودمك، ونخلي بينك وبين عبدّانك وتخلي بيننا (324 - و) وبين شائنا

(2)

، ونحقن دماء المسلمين، قال علي: هيهات يا بن أم ظليم، والله لو علمت أن المداهنة تسعني في دين الله لفعلت، ولكان أهون علي في

(1)

- الاستيعاب لابن عبد البر على هامش الاصابة:1/ 391 - 392.

(2)

-رواية الاستيعاب: «ونخلي بينك وبين عراقك وتخلي بيننا وبين شامنا» .

ص: 2992

المؤونة، ولكن الله لم يرض من أهل القرآن بالسكوت والادهان اذا كان الله يعصى وهم يطيقون الدفاع والجهاد حتى يظهر أمر الله.

قال: وقد روي عن حوشب الحميري حديث مسندا في فضل من مات له ولد رواه ابن نبيط عن عبد الله بن ميسرة عن حسان بن كريب عن حوشب الحميري عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: من مات له ولد فصبر واحتسب قيل له ادخل الجنة بفضل ما أخذنا منك

(1)

.

قرأت في كتاب صفين عن أبي البختري وهب بن وهب قال: أخبرنا أحمد بن ابراهيم بن شاذان قال: حدثنا اسماعيل بن عنان بن عبد الرحمن قال: حدثنا أحمد أبي خيثمة قال: حدثنا المدائني قال في خبر صفين: ثم حمل صاحب اللواء حوشب ذو ظيلم وهو يقول:

أهل العراق ناسبوا وانتسبوا

نحن اليمانيون فينا حوشب

وذو ظليم ذا كم المجرب

فينا الصفيح والفتى المغلب

أهل العراق كلههم مذبذب

في قتل عثمان وكل مذنب

إن عليا فيكم محبّب

فحمل عليه سليمان بن صرد الخزاعي وهو يقول:

يا لك يوما كاسفا عصبصبا

يا لك يوما لا يواري مركبا

يا أيها الحي الذي تذبذبا

لسنا نخاف ذا ظليم حوشبا (324 - ظ)

لأن فينا بطلا مجربا

ابن بديل كالهزبر مغضبا

أمسى علي عنده محببا

يفديه بالأم ولا يبقى الأبا

ثم طعنه سليمان فقتله:

وقيل قتله الصرادق، حكى ذلك أبو البختري وهب بن وهب في خبر صفين عن جعفر بن محمد عن أبيه قال: فنهدت حمير ورأسها حوشب ذو ظليم ونهدت ربيعة

(1)

- الاستيعاب على هامش الاصابة:1/ 291 - 292.

ص: 2993

ورأسها خالد بن المعمر فاضطربوا بالسيوف حتى قتل من الفريقين قتل ذريع، وبرز الصرادق وذو ظليم فاطعنا واختلفا فقتله الصرادق وفي ذلك يقول الصرادق:

جهدتم علينا آل حمير ضله

ونحن أناس نعتلي في الوقائع

وحوشب قد لاقى وذاق وباله

كما ذاق فيها ذو الكلاع صنائعي

أنبأنا أبو القاسم عبد الصمد بن محمد القاضي قال: كتب الينا أبو القاسم بن السمرقندي قال: أخبرنا أبو محمد وأبو الغنائم ابنا علي بن الحسن بن أبي عثمان وأبو القاسم علي بن أحمد بن البسري وأبو الحسن الأخضر وأبو طاهر القصاري قالوا: أخبرنا أبو عمر بن مهدي قال: أخبرنا محمد بن أحمد بن يعقوب بن شيبة قال: حدثنا جدي قال: حدثنا يزيد بن هارون قال: أخبرنا العوام بن حوشب عن عمرو بن مرة عن أبي وائل قال: أبو ميسرة عمرو بن شرحبيل وكان من أفاضل أصحاب عبد الله قال: رأيت في المنام كأني دخلت الجنة فاذا قباب مضروبة فقلت لمن هذه؟ فقالوا: لذي الكلاع وحوشب، وكانا ممن قتل مع معاوية، قلت: فأين عمار وأصحابه؟ قالوا: أمامك، قلت: وقد قتل بعضهم بعضا؟! قيل: إنهم وجدوا الله واسع المغفرة.

***

ص: 2994

‌ذكر من اسمه حوي

‌حوي بن حوي الكندي:

شهد صفين مع معاوية، وجعله على كندة دمشق، له ذكر في كتاب صفين.

‌حويّ بن مانع بن زرعة:

ابن محصن بن حبيب بن ثور بن خداش، من بني عامر بن السكاسك، شهد صفين مع معاوية بن أبي سفيان، وقيل هو الذي قتل عمار بن ياسر.

أخبرنا أبو نصر محمد بن هبة الله-فيما أذن لنا أن نرويه عنه-قال: أخبرنا أبو غالب الماوردي قال: أخبرنا محمد بن علي قال: أخبرنا (325 - و) أحمد بن اسحاق قال: حدثنا أحمد بن عمران قال: حدثنا موسى بن زكريا قال: حدثنا خليفة بن خياط قال: قال أبو عبيدة: كان على كندة دمشق-يعني-حوي بن مانع، وهو قاتل عمار بن ياسر

(1)

.

‌حوي بن أبي عمرو:

وقيل حيّ، وقيل حينيّ، أبو عبيد القرشي، مولى سليمان بن عبد الملك وحاجبه، وكان معه بدابق.

سمع أبا يزيد عطاء بن يزيد الليثي، وعبادة بن نسيّ الكندي، وروى عن داود بن الحضرمي وسالم بن عبد الله، والقاسم بن محمد بن أبي بكر، ونعيم بن سلامة وسعيد بن عبد الملك بن مروان، وصالح بن جبير الصدائي وعقبة بن وساج.

(1)

-في تاريخ خليفة المطبوع/222 «ابن حوي السكسكي» دون الاشارة الى قتله عمار بن ياسر.

ص: 2995

روى عنه أبو عبد الله محمد بن عجلان القرشي، وأبو عبد الله مالك بن أنس ورجاء والأوزاعي، وصالح بن أبي الأخضر اليمامي، وسهيل بن أبي صالح وأبو رزين.

أخبرنا أبو حفص عمر بن محمد بن معمر بن طبرزد، قال: أخبرنا أبو القاسم هبة الله بن محمد بن الحصين قال: أخبرنا أبو طالب بن غيلان قال: أخبرنا أبو بكر الشافعي قال: حدثنا قاسم بن زكريا قال: حدثنا أبو أحمد هرون بن حميد قال:

حدثنا أبو داود عن صالح بن أبي الأخضر قال: حدثنا أبو عبيد صاحب سليمان بن عبد الملك قال: حج سليمان بن عبد الملك ومعه عمر بن عبد العزيز، فدخل عليه داود بن الحضرمي، وكان عامله على مكة (325 - ظ) وقد تطيب ولم يكن طاف طواف الزيارة، فقال له سليمان انفرت بعد؟ قال: لا، قال: فما لك والطيب؟ قال: يا أمير المؤمنين ان عائشة كانت تذكر أنها طيبت النبي صلى الله عليه وسلم، قال أبو عبيدة: فأمرني فأرسلت الى سالم والقاسم

(1)

، فدخلا عليه فسألهما عن ذلك، فقال سالم: يا أمير المؤمنين أما عمر بن الخطاب فكان يقول: اذا رميتم الجمرة فقد حل كل شيء الا الطيب وأما القاسم بن محمد فقال: يا أمير المؤمنين أخبرتني عائشة أنها طيبت رسول الله صلى الله عليه وسلم عند احلاله وعند احرامه.

أنبأنا أبو القاسم عبد الصمد بن محمد بن أبي الفضل الحرستاني قال: أخبرنا أبو الفرج سعيد بن أبي الرجاء الصيرفي في كتابه قال: أخبرنا أبو بكر أحمد بن الفضل الباطرقاني-قراءة عليه-قال: أخبرنا أبو اسحاق ابراهيم بن أحمد بن محمد بن ابراهيم الفارسي قال: حدثنا أبو عبد الله محمد بن مخلد العطار الخضيب

(1)

-سالم بن عبد الله بن عمر بن الخطاب، والقاسم بن محمد بن أبي بكر الصديق ماتا سنة سبع ومائة. تاريخ خليفة:2/ 493.

ص: 2996

قال: قرأت على عليّ بن عمرو الأنصاري قلت: حدثكم الهيثم بن عدي عن يونس ابن يزيد عن الزهري قال: وكان سليمان يأذن عليه مولاه أبا عبيد.

أخبرنا أبو حفص عمر بن محمد بن قشام اجازة عن الحافظ أبي العلاء الحسن ابن أحمد الهمذاني قال: أخبرنا أبو جعفر محمد بن الحسن قال: أخبرنا أبو علي الحسن بن محمد بن محمد الصفار قال: أخبرنا أبو بكر بن منجويه قال: أخبرنا الحاكم أبو أحمد محمد بن محمد (326 - و)

(1)

.

***

(1)

-لم يكمل ابن العديم هذا الخبر، فقد ترك بضعة أسطر فراغ لاكماله لكن لم يتح له ذلك.

ص: 2997

‌ذكر من اسمه حيان

‌حيان بن أبجر:

له صحبة، وشهد مع علي بن أبي طالب رضي الله عنه صفين، روى عنه ابناه:

عبد الملك وجبلة

(1)

.

أنبأنا نصر بن أبي الفرج الحصري قال: أخبرنا أبو محمد عبد الله بن محمد الأشيري قال: أخبرنا أبو الوليد بن الدباغ قال: أخبرنا أبو محمد عبد الرحمن بن عبد العزيز بن ثابت قال: أخبرنا أبو عمر بن عبد البر الحافظ قال: حيان بن الأبجر له صحبة يعدّ في (326 - ظ) الكوفيين، شهد مع علي صفين

(2)

.

‌حيان بن بشر بن حيان:

ابن بشر بن حيان، وقيل بشر بن المخارق بن شبيب بن حيان بن سراقة بن مرثد ابن حميري بن عتبة بن جذيمة بن الصيداء بن عمرو بن قعين بن الحارث بن ثعلبة ابن ذودان بن أسد بن خزيمة بن مدركة بن الياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان أبو بشر بن أبي المخارق بن أبي بشر الأسدي القاضي قاضي المصيصة، وكان من بيت القضاء والعلم ولي جدّه حيان بن بشر بن المخارق القضاء بأصبهان في أيام المأمون، وولي قضاء الشرقية ببغداد في أيام المتوكل، وولي من بيته قضاء القضاة ببغداد عمر بن أكثم بن أحمد بن حيان بن بشر أبو بشر، وولي أبوه وجده وجد أبيه القضاء.

حدّث بالمصيصة عن أحمد بن حرب الطائي، ويحيى بن آدم، وسليمان بن عبد الخير. روى عنه أحمد بن علي بن عبد الله، محتسب المصيصة، وعمر بن مؤمل، وأبو يعلى الموصلي، وبسام بن الفضل البغدادي وأبو الحسين محمد بن أحمد بن

(1)

-تبع هذا مقدار تسعة أسطر فراغ.

(2)

- الاستيعاب على هامش الاصابة:1/ 362 - 363.

ص: 2998

ابن جميع الصيداوي، وأبو القاسم فرج بن ابراهيم بن عبد الله النصيبي، وأبو علي سعيد بن عثمان بن السكن.

أخبرنا القاضي جمال الدين أبو القاسم عبد الصمد بن أبي الفضل الحرستاني قال: أخبرنا علي بن المسلم الفقيه قال: أخبرنا أبو نصر بن طلاّب قال: حدثنا أبو الحسين محمد بن أحمد بن جميع الصيداوي قال: حدثنا حيان بن بشر الأسدي بالمصيصة قال: حدثنا أحمد بن حرب قال: حدثنا عبد المجيد بن عبد العزيز بن أبي رواد (327 - و) قال: حدثنا ابن جريج عن حبيب بن أبي ثابت عن عاصم بن ضمرة عن علي بن أبي طالب قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم، من أحب أن يمد في عمره ويبسط له في رزقه ويستجاب له دعاؤه وتصرف عنه ميتة السوء فليتق الله وليصل رحمه

(1)

.

قرأت في كتاب القضاة للحافظ عبد الغني بن سعيد قال: حيان بن بشر بن حيان ابن بشر بن حيان، يكنى أبا بشر قال لي عمر بن مؤمل: هو من رهط بشر بن موسى ابن صالح بن شيخ بن عميرة بن حيان، وكان في الزهد على غاية، وكان يخرج وهو قاض الى الباقلاني فيشتري الباقلاء في قصعة ويرجع الى بيته، وجئت يوما الى حيان بن بشر في علة موته وقد بقي عليّ من كتاب وكيع

(2)

شيء واذا هو يطلب قارورة البول فلما رآني قال: ناولني إياها فناولته فتذمم لي فقال: ما جاء بك؟ قلت أريد تمام كتاب وكيع، فقال: اقرأ فقرأت جميع ما بقي علي، فلما أردت أن أقوم قلت له: يا سيدي لك حاجة؟ قال: نعم، قلت: ما هي؟ قال: لا ترني وجهك بعد اليوم، قلت: نعم، فما رآني حتى مات.

قال عبد الغني: وقال لي عمر بن المؤمل: جاء رجل الى حيان بن بشر ونحن عنده لنسمع منه تاريخ يحيى بن معين، فقال له: ما اسمك؟ قال: محمد، قال:

ابن من؟ قال: ابراهيم قال: ابن من؟ قال: ابن محمد، قال: ابن من؟ قال: ابن ابراهيم، قال: وايش صنعتك؟ قال: بيطار قال: وأبوك؟ قال: بيطار، قال:

(1)

-انظر كنز العمال:6972،3/ 6928.

(2)

-أخبار القضاة مطبوع-عالم الكتب-بيروت بدون تاريخ في ثلاثة مجلدات.

ص: 2999

وجدك؟ قال: بيطار، قال: وجد أبيك؟ قال: بيطار، قال: أنت (327 - ظ) بيطار ابن بيطار بن بيطار، وأنا قاض بن قاض بن قاض بن قاض: حيان بن بشر بن حيان ابن بشر.

قال عبد الغني: قال لي عمر بن المؤمل: كنا عنده يوما فأقبل فتى حسن الوجه فدخل الى منزله فقال لي: ما تعرف هذا؟ قلت لا، قال هذا هرم بن حيان وليس بصاحب أويس، هذا هرم ابني.

قلت: قول عمر بن المؤمل هو من رهط بشر بن موسى بن صالح بن شيخ ابن عميرة بن حيان يشير الى أنهما يجتمعان في حيان بن سراقة بن مرثد الأسدي وكان بشر بن موسى ابن أخت جده حيان، وكان أصبهانيا، وكان من جلة أصحاب الحديث، روى عنه ابن اخته بشر بن موسى، وذكره أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد بما أنبأنا به أبو اليمن الكندي قال: أخبرنا أبو منصور القزاز قال: أخبرنا أبو بكر الخطيب قال: حيان بن بشر بن المخارق الأسدي، أبو بكر.

وقال الخطيب: أخبرنا علي بن المحسن قال: أخبرنا طلحة بن محمد بن جعفر قال: وحيان رجل من جلة المسلمين تقلد القضاء في نواح كثيرة، وتقلد أصبهان، ثم قلد الشرقية

(1)

.

ونسب الخطيب جده هكذا فقال: حيان بن بشر بن المخارق، وخالف عبد الغني فان عبد الغني سمى جد جده حيان، والصحيح ما ذكره الخطيب وجده كان أصبهانيا.

‌حيان بن قيس بن عبد الله بن وحوح:

وقيل بدل وحوح عمرو: ابن عدس بن ربيعة بن جعدة بن كعب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة بن بكر بن هوازن بن

(2)

(328 - و).

وكان مغالبا

(3)

.

(1)

- تاريخ بغداد:8/ 284 - 285.

(2)

-يبدو ان ورقة فقدت من الاصل، وربما أكثر، والترجمة هنا للنابغة الجعدي الشاعر، وبقية نسبة «منصور بن عكرمة بن خصفة بن قيس بن عيلان بن مضر» انظر مقدمة ديوانه-ط دمشق 1964 ص-ز-.

(3)

-غلبت عليه ليلى الاخيلية وأوس بن مغراء القريعي وعقال بن خويلد العقيلي.

ص: 3000

وقال أبو عبيدة معمر بن المثنى كان النابغة الجعدي ممن ذكر الجاهلية، وأنكر الخمر والسكر، وما يغير العقل، وهجر الأزلام

(1)

والأوثان وقال في الجاهلية:

الحمد لله لا شريك له

من لم يقلها فنفسه ظلما

(2)

وكان يذكر دين ابراهيم عليه السلام والحنيفية ويصوم ويستغفر ويتوقى أشياء لغوا فيها، ووفد على رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال له:

أتيت رسول الله إذ جاء بالهدى

ويتلو كتابا بالمحرم نيّرا

وجاهدت حتى ما أحس ومن

معي سهيلا إذا ما راح ثمت عفرا

أقيم على التقوى وأرضى بفعلها

وكنت من النار المخوفة أزجرا

(3)

وحسن اسلامه، وأنشد النبي صلى الله عليه وسلم، فقال له: لا يفضفض الله فاك.

وروى عمر بن شبه قال: حدثني بعض أصحابنا عن ابن داب قال: لما خرج علي عليه السلام الى صفين خرج معه نابغة بني جعدة فساق به يوما فقال:

قد علم المصران والعراق

أنّ عليا فحلها العناق

أبيض جحجاح

(4)

له رواق

وأمّه غالى بها الصداق

أكرم من شد به نطاق

إن الأولى جاؤوك لا أفاقوا

سقتم إلى نهج الهدى وساقوا

إلى التي ليس لها عراق

في ملة عادتها النفاق

(5)

(328 - ظ)

فلما قدم معاوية الكوفة قام النابغة بين يديه فقال:

(1)

-الازلام قطع خشبية كانوا يستقسمون بها في الجاهلية. القاموس.

(2)

-ديوانه:132.

(3)

-ديوانه:36 - 59، مع فوارق شديدة.

(4)

-الجحجاح: السيد. القاموس.

(5)

-ديوانه:192، وفي روايتنا مزيد من الابيات.

ص: 3001

ألم تأت أهل المشرقين رسالتي

فإني نصيح لا يبيت على عتب

هلكتم وكان الشر آخر عهدكم

لئن لم تدارككم حلوم بني حرب

(1)

وقد كان معاوية كتب إلى مروان في النابغة، فأخذ مروان أهله وماله، فدخل النابغة على معاوية وعنده عبد الله بن عامر، ومروان، فأنشده:

من راكب يأتي ابن هند لحاجتي

بكوفان والأنباء تنمي وتجلب

ويخبر عني ما يقول ابن عامر

ونعم الفتى يأوي إليه المغضب

فإن تأخذوا مالي وأهلي بظنة

فإني لجواب الرجال مجرب

صبور على ما يكره المرء كله

سوى الظلم إني إن ظلمت سأغضب

(2)

فالتفت معاوية إلى مروان فقال: ما ترى؟ قال: أرى أن لا ترد عليه شيئا، فقال: ما أهون والله عليك أن ينجر هذا في غار، ثم يتقطع عرضي عليّ، ثم تأخذه العرب فترويه، أم والله إن كنت لممن يرويه، اردد عليه كل شيء أخذته له.

أخبرنا عتيق بن أبي الفضل السلماني قال: أخبرنا الحافظ أبو القاسم علي ابن الحسن، ح.

وحدثنا أبو الحسن محمد بن أحمد بن علي عن أبي المعالي عبد الله بن عبد الرحمن بن صابر قالا: أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم النسيب قال: أخبرنا أبو الحسن رشاء بن نظيف، ح.

وأخبرنا أبو عبد الله محمد بن محمود بن عبد الله بن الملثم قال: أخبرنا أبو عبد الله محمد حمد الأرتاحي قال: أخبرنا أبو الحسن علي بن الحسين الفراء -اجازة-قال: حدثنا عبد العزيز بن الحسن بن إسماعيل قالا أخبرنا أبو محمد

(1)

-ديوانه:214.

(2)

-ديوانه:7 - 8.

ص: 3002

الحسن بن اسماعيل الضراب قال: حدثنا أبو بكر أحمد بن مروان المالكي قال:

أنشدنا اسماعيل بن اسحاق السراج قال: أنشدنا محمد بن سلام الجمحي لنابغة الجعدي.

الحمد لله لا شريك له

من لم يقلها فنفسه ظلما

المولج الليل في النهار وفي

الليل نهارا يعرّج الظلما

الخافض الرافع السماء على ال

ارض ولم يبن تحتها دعما

الخالق البارئ المصور في

الأرحام ماء حتى يحور دما

ثم عظاما أقامها عصب

ثمت لحما كساه فالتأما

ثم كسا الريش والعقائب

أبشارا وجلدا تخاله أدما

من نطفة قرها

(1)

مقدرها

يخلق منها الانسان والنسما

واللون والصوت (والمعايش)

(2)

والخلائق شتى وفرق الكلما

ثم لا بد أن سيجمعكم

والله جهرا شهادة قسما

فائتمروا ما بدا لكم رشدا

واعتصموا إن وجدتم عصما

في هذه الأرض والسما ولا

عصمة منه إلا لمن رحما

يا أيها الناس هل ترون

إلى فارس بادت وأنفها رغما

أمسوا عبيدا يرعون شاءكم

كأنما كان ملكهم حلما

أو سبأ الحاضرون مأربا

إذ يبنون من دون سيله العرما

فغر قوافي البلاد واغترفوا

الذل وذاقوا البأساء أو العدما

وبدلوا السدر والأراك به

الخمط وأضحى البنيان منهدما

(3)

(1)

-كتب ابن العديم فوقها ما يفيد أنه في رواية أخرى: قدها.

(2)

-أضيف ما بين الحاصرتين من ديوان النابغة حتى يستقيم الوزن.

(3)

-ديوانه:132 - 135 مع فوارق.

ص: 3003

أنبأنا أبو روح عبد المعز بن محمد بن أبي الفضل عن زاهر بن طاهر قال:

أخبرنا أبو القاسم البندار-اجازة-قال: أنبأنا أبو أحمد القارئ عن أبي بكر الصولي عن أبي العيناء عن الأصمعي قال: أنشدت الرشيد أبيات النابغة الجعدي من قصيدته الطويلة:

فتى تم فيه ما يسر صديقه

على أن فيه ما يسوء الأعاديا

(329 - و)

فتى كملت أعراقه غير أنه

جواد فلا يبقى من المال باقيا

أشم طويل الساعدين شمردل

(1)

إذا لم يرح في للمجد أصبح غاديا

(2)

فقال الرشيد: ويله ولم لم يروحه في المجد كما أغداه؟ ألا قال: «إذا راح للمعروف أصبح غاديا» فقلت: أنت والله يا أمير المؤمنين في هذا أعلم منه بالشعر.

أنبأنا أحمد بن أزهر بن السباك عن أبي بكر بن عبد الباقي قال: أنبأنا أبو محمد الجوهري قال: أخبرنا أبو عبيد الله محمد بن عمران المرزباني-إجازة- قال حدثنا علي بن سليمان الأخفش عن أبي العباس ثعلب قال: قال الأصمعي: قلت لبعضهم: ما تقول: في شعر الجعدي: قال صاحب خلقان: عنده مطرف بألف، وخلق بدرهم.

قال المرزباني: وحدثني عبد الله بن يحيى العسكري قال: حدثني إبراهيم ابن عبد الصمد قال: حدثنا الكراني قال: حدثني العباس بن ميمون طائع قال:

حدثني الأصمعي قال حدثني أبو عمرو بن العلاء قال: سئل الفرزدق عن الجعدي فقال: صاحب خلقان: يكون عنده مطرف بألف، وخمار بواف

(3)

، قال

(1)

-الفتى السريع من الابل وغيره، الحسن الخلق. القاموس.

(2)

-ديوانه:173 - 175 مع فوارق.

(3)

-أي بدرهم وثلث.

ص: 3004

الأصمعي: وصدق الفرزدق: بينا النابغة في كلام أسهل من الزلال وأشد من الصخر إذ لان، فذهب، ثم أنشدنا له:

سما لك همّ ولم تطرب

وبتّ ببثّ ولم تنصب

وقالت سليمى أرى رأسه

كناصية الفرس الأشهب

وذلك من وقعات المنون

ففيئي إليك ولا تعجبني

(329 - ظ)

أتين على أخوتي سبعة

وعدن على ربعي الأقرب

وبعده أبيات، ثم يقول بعدها:

فأدخلك الله برد الجنان

جذلان في مدخل طيب

(1)

فلان كلامه حتى لو أن أبا الشمقمق

(2)

قال هذا البيت لكان رديئا ضعيفا.

قال الأصمعي: وطريق الشعراء إذا أدخلته في باب الخير لان ألا ترى أن حسان بن ثابت كان علا في الجاهلية والإسلام فلما دخل شعره في باب الخير من مراثى النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم وحمزة وجعفر عليهما السلام وغيرهم لان شعره وطريق الشعر هي طريق الفحول مثل امرئ القيس وزهير، والنابغة من صفات الديار والرحل والهجاء والمديح والتشبيب بالنساء وصفة الخمر والخيل والحروب فإذا أدخلته من باب الخير لان.

قال المرزباني: وحدثني إبراهيم بن شهاب قال: حدثنا الفضل بن الحباب عن محمد بن سلام قال: كان الجعدي مختلف الشعر مغالبا، قال الفرزدق: مثله مثل صاحب الخلقان يرى عنده ثوب خز أو عصب، والى جانبه سمل كساء، وإذا قالت

(1)

-ديوانه:12 - 33.

(2)

-هو مروان بن محمد، شاعر هجاء من أهل البصرة، خراساني الاصل، له اخبار مع شعراء عصره، توفي حوالي سنة 200 هـ /815 م. الاعلام للزركلي.

ص: 3005

العرب: مغلّب فهو مغلوب وإذا قالوا: غلّب فهو غالب، غلّبت ليلى على الجعدي وغلب عليه أوس بن مغراء القريعي، ولم يكن إليه في الشعر ولا قريب، وغلّب عليه عقال بن خويلد العقيلي وكان مفحما بكلام بلا شعر، وهجاه سوار ابن أوفى وفاخره وهجاه (320 - و) الأخطل بآخرة

(1)

.

قال المرزباني: أخبرنا ابن دريد قال: أخبرنا أبو حاتم قال: حدثنا الأصمعي قال: أفحم النابغة ثلاثين سنة بعد قوله الشعر، ثم نبغ فقال، والشعر الأول من قوله جيد، والآخر كأنه مسروق وليس بجيد، قال أبو حاتم: قال النابغة الجعدي وهو ابن ثلاثين سنة فقال: ثلاثين سنة ثم أفحم ثلاثين سنة، ثم نبغ فقال ثلاثين سنة أو قرابتها.

قال المرزباني: حدثني أبو عبد الله الحكيمي قال: حدثني محمد بن موسى البربري قال: حدثنا محمد بن سلام قال: قال النابغة لعقال بن خويلد، ح.

قال المرزباني: وحدثني علي بن عبد الرحمن قال: أخبرني يحيى بن علي بن يحيى المنجم عن أبيه قال: حكى أبو الورد الكلابي قال: قال النابغة لعقال بن خويلد العقيلي وكان أجاربني وائل بن معن بن مالك بن أعمر وكانوا قتلوا رجلا من بني جعدة وكانوا يطالبونهم بدمه فحذّر النابغة عقالا أن يصيبه في ظلمه ما أصاب كليب ووائل في تعديه عليهم، وأن يقع بينهم ما وقع بين عبس وذبيان في حرب داحس والغبراء من الشر فقال:

أبلغ عقالا أنّ غاية داحس

بكفيك فاستأخر لها أو تقدّم

فقال عقال: لابل أتقدم يا أبا ليلى. قال النابغة:

(1)

- طبقات الشعراء لابن سلام،43 - 44.

ص: 3006

يجير علينا وائلا في دمائنا

كأّنك مما نال أشياعها عم

فقال عقال: بل على عمد يا أبا ليلى، فقال النابغة:(330 - ظ)

كليب لعمري كان أكثرنا ناصرا

وأيسر جرما منك ضرج بالدم

رمى ضرع ناب فاستمّر

(1)

بطعنة

كحاشية البرد اليماني المسهّم

وما علم الرمح الأصم كعوبه

بثروة رهط الأبلخ

(2)

التظلّم

(3)

فقال عقال: لكن أست حامله تعلم، وقال يحيى في حديثه: لكن حامله يعلم فغلب عليه عقال بهذا الكلام.

قال المرزباني: حدثني إبراهيم بن شهاب قال: حدثنا الفضل بن الحباب عن محمد بن سلاّم قال: حدثني أبو الغرّاف قال: قال النابغة الجعدي: إني وأوس ابن مغراء لنبتدر بيتا ما قلناه بعد لوقد قاله أحدنا لقد غلّب على صاحبه.

قال ابن سلاّم: وكانا يتهاجيان ولم يكن أوس إلى النابغة في قريحة الشعر، وكان النابغة فوقه، فقال أوس بن مغراء:

فلست بعاف عن شتيمة عامر

ولا حابسي عما أقول وعيدها

ترى اللؤم ما عاشوا جديدا عليهم

وأبقي ثياب اللابسين جديدها

لعمرك ما تبلى سرابيل

(4)

عامر

من اللؤم ما دامت عليها جلودها

فقال النابغة: هذا البيت الذي كنا نبتدر، وغلّب الناس أوسا على النابغة.

‌حيان بن هوذة النخعي

شهد صفين مع علي رضي الله عنه، وكانت معه راية علي ليلة الهرير

(5)

، وقتل

(1)

-كتب ابن العديم في الهامش ما يفيد أنه في رواية أخرى: وما يشعر.

(2)

-كتب ابن العديم في الهامش: الابلخ: المتكبر.

(3)

-ديوانه:142 - 144 مع فوارق.

(4)

-السربال: القميص أو الدرع أو كل ما لبس.

(5)

-هي الليلة التي شهدت أعنف قتال في صفين.

ص: 3007

يومئذ هو وأخوه بكر بن هوذة، وقد ذكرنا (331 - و) ذلك في ترجمة أبان ابن قيس.

أنبأنا أبو الحسن بن أبي عبد الله بن المقير عن أبي محمد عبد الله بن أحمد النحوي قال: أخبرنا أبو الحسين بن الفراء قال: أخبرنا أبو طاهر الباقلاني قال:

أخبرنا أبو علي بن شاذان قال: حدثنا ابن ننجاب قال: حدثنا ابراهيم بن ديزيل قال:

حدثنا يحيى بن سليمان قال: حدثنا نصر بن مزاحم قال: حدثنا عمر بن سعد بإسناده الأول في خبر صفين يعني عن الحارث بن حضيرة عن أبي الكنود وغيره، قال:

فاجتلدوا بالسيوف من صلاة الغداة الى نصف الليل والأشتر في ميمنة الناس وابن عباس في الميسرة وعلي عليه السلام في القلب، والناس يقتتلون فجعل علي يزحف بأصحابه ويقول لهم: ازحفوا قيد رمحي هذا، فإذا فعلوا سألهم مثل ذلك، حتى التقوا ثم دعا علي عليه السلام نفر يسير

(1)

، وركز رايته، وكانت مع حيان بن هوذة النخعي، فاقتتلوا الى نصف الليل لم يصلوا لله عز وجل صلاة إلا تكبيرا فافترقوا على سبعين ألف قتيل، قال: وهي ليلة الهرير وجعل يهر بعضهم الى بعض ويكدم بعضهم بعضا. قال: وخرج علي يومئذ وهو يسير على فرسه في كيانته فقال: من يشري نفسه لله عز وجل

(2)

***

(1)

-كذا بالاصل وفي صفين «ثم دعا بفرسه وركز رايته» .

(2)

- صفين:543 - 544 مع تباين واضح.

ص: 3008

‌ذكر من اسمه حيدرة

‌حيدرة بن أحمد بن عمر بن موسى:

أبو تراب الربعي الحراني، ويعرف بابن قطرميز، رجل فاضل أديب شاعر، كان مبرزا في علم القرآن العظيم وله اطلاع على سائر العلوم وله (331 - ظ) شعر لا بأس به، كان منقطعا الى الأمير شرف الدولة مسلم بن قريش

(1)

، جليسه ومحادثه، وانقطع بعده الى أبي سلامة مرشد بن منقذ، روى عنه مرشد.

قرأت بخط أبي المظفر أسامة بن مرشد بن منقذ في جزء كتبه لابن الزبير جوابا عن أسماء جماعة من الشعراء فكتب له في الجزء المذكور جماعة وشيئا من أشعارهم ليودعه في كتاب جنان الجنان.

وأنبأنا به أبو الحسن محمد بن أحمد بن علي قال: أجاز لنا أسامة بن مرشد وقال: الرئيس أبو تراب حيدرة بن أحمد بن عمر بن موسى رجل عالم قد خاض في كل العلوم، ونال منها حظا جسيما، وبرز في قراءة القرآن وعلومه، ولم يكن مشتهرا بالشعر، وكان أقل فضائله، وليس هو من أهل الشام وإنما ورد إليه من الشرق خاطرا فتمسك به والدي أبو سلامة مرشد بن علي رحمه الله، وترك له ما اقترح، وقرأ عليه القرآن والنحو وعلم النجوم، وكان هذا الرجل يعرف بابن قطرميز وسبب ذاك أن رجلا من أماثل أهل الجزيرة يعرف بابن قطرميز تزوج والدته، وكان له ولد

(1)

-أمير الموصل ثم الموصل وحلب، قتل أثناء الدفاع عن بلاد الشام ضد الغزّ الاتراك، أنظر كتابي امارة حلب-ط دمشق 160:1988 - 177.

ص: 3009

في عمر أبي تراب، فألزمه بقراءة العلوم وأبو تراب معه، فمهر أبو تراب وبلغ ما لم يبلغه ولده، واشتهر فنسب الى زوج أمه.

قال أسامة: شاهدت منه كتابا الى والدي رحمه الله يقول فيه: وقد كنت بحسن رأيه وبدوام علائه رضي البال بالغ الآمال، فحين علم الزمان ذلك من عيشتي الراضية رماني بسهام قاضية فأعادت الصفاء رنقا

(1)

والعذاب طرقا.

فلو كان قلبي كالقلوب أذابه

فراقكم لكنه جلمد صخر

(332 - و)

أقول إذا اشتد اشتياقي إليكم

ودون لقائي مسلك فدفد

(2)

وعر

الى الله أشكو ما جنته يد النوى

على مدنف أحشاؤه حشوها جمر

خليليّ مالي والليالي كأنما على

الدهر من تفريق إلفتنا نذر

فوا لهفي حتام ألقاه عاتبا

ووا اسفا كم أرتجي نفد العمر

فلو كان للأيام عهد عتبتها

ولكنها الأيام شميتها الغدر

وحتى متى أدعو الزمان وأين من

أنادي كأن الدهر في أذنه وقر

فإن كان لي زين الدولة الملك حافظا

عهودي فما آسي على ما حمى الدهر

همام أعاد الدهر طوع إرادتي

فليس له نهي عليّ ولا أمر

فتى شرّفته نفسه وجدوده

وبيض المواضي والمثقفة السمر

وقال أسامة-ونقلته من خطه في الكتاب المذكور-وصنف لوالدي كتابا في النجوم سماه «المنهاج» أحسن فيه افتتحه بقصيدة لم أحفظ منها سوى هذين البيتين:

(1)

-رنق: كدر. القاموس.

(2)

-الفدفد: الفلاة. القاموس.

ص: 3010

فأفّ من الحياة وأفّ مني

فكم أغضي على قهر وقسر

فطورا في كفر طاب وطورا

الى حرّان أنضيها وأسري

قال أسامة: وكان له أهل بحرّان وأهل بشيزر، فإن كان هذا المذكور هو الذي اشتمل عليه الرقم ووسم بأبي تراب الربعي فذاك، وإلا فما أعرف سواه.

قرأت في مجموع جمعه بعض أهل حلب قال: حيدرة (332 - ظ) ابن أحمد ابن عمر بن موسى أبو تراب الربعي، من أهل الشرق، ورد الى حلب، ثم انقطع الى ابن منقذ، وكان عنده أنواع من العلوم، وذكر له الأبيات الرائية المرفوعة.

‌حيدرة بن اسماعيل بن سالم:

الكاتب كان أحد كتاب الوزير أبي العز بن صدقة وزير أبي المكارم مسلم بن قريش، وكان ذا أدب وافر وعلم ظاهر، وفخر سني وكتابة حسنة وكان بليغا.

قرأت في المجموع الذي جمعه بعض أهل حلب وقدمت ذكره في الترجمة المتقدمة قال: وقيل-يعني-لحيدرة بن اسماعيل لما أراد الاتصال بخدمة ابن الفرات: بماذا تخدم الوزير؟ قال: بأن لا أكذبه إذا سأل، ولا أصدقه إذا سكت، ولا أخونه إذا ولّى، ولا أذمه إذا عزل، ولا أساعد له عدوا، ولا أجالس من كان عنده ظنينا، ولا أسأله عما لم ينله نظري، ولا أرتفع فوق قدري، ولا أكتسب من غيره، ولا أشكر على نعمته سواه، وإن حسن موقعي منه شكرته للزيادة فيما فزت به، وإن جرى المقدار بخلاف ذلك، كنت غير لائم لنفسي ولا أعتب على فعلي، قال: ومن شعره:

إن كنت في الحق لا تجوزني

فإنني قد أجوز في الغلط

إن لم أكن من خيار ما ضمّه ال

عدل فهبني لفاقه السقط

ص: 3011

كذا كان في المجموع المشار إليه لما أراد الاتصال بخدمة ابن الفرات، ويغلب (333 - و) على ظني أنه تصحف عليه أبي العز بابن الفرات، وأظن أن آخر البيت الثاني:«فهبني نفاية السقط» والله أعلم.

‌حيدرة بن الحسن بن أحمد:

ابن علي بن عبيد الله بن محمد بن عبد الله بن محمد بن بهلول الحلبي، أبو تراب العدل الخطيب ابن أبي أسامة، من ولد أسامة بن زيد من بيت مشهور بحلب، وفيهم جماعة من أهل العلم والحديث والأدب والخطابة بحلب، وقد ذكرنا جده أحمد وعم أبيه أبا القاسم الحسين، وسنذكر جد جد جده الخطيب أبا أسامة عبد الله، وأباه محمد بن بهلول، وكان أبو تراب هذا خطيبا بليغا له ديوان خطب حسنة الإنشاء، وله شعره، وكان إمامي المذهب، خطب بجامع حلب سنة ثلاث وستين وأربعمائة وقت حصار العادل ألب أرسلان بحلب محمود بن نصر بن صالح، ثم عزل، ثم خطب ثانيا بحلب للمصريين حين خطب الملك رضوان بن تتش للمصريين وقطع خطبة بني العباس، وعزل جدّ أبي القاضي أبا غانم عن القضاء والخطابة في سنة تسعين وأربعمائة

(1)

، وقيل إن أبا تراب لم يعش بعد ذلك إلا مدة يسيرة، ومات وكان قد أسنّ، ووقفت على شهادته في كتاب من كتب أوقاف الحلبيين مؤرخة بسنة خمس وثلاثين وأربعمائة، فيدل على أن مولده كان في حدود الأربعمائة بعدها.

وذكر لي بعض بني أسامة الحلبيين أنه ما زال مستمرا في الخطابة للمصريين بالبياض الى آخر سنة خمس وسبعين وأربعمائة وليس كذلك، بل خطب لبني العباس بالسواد في (333 - ظ) سنة اثنتين وستين وأربعمائة في أيام محمود ثم أعاد الخطبة للمصريين حين حصره ألب أرسلان، ثم أعادها لبني العباس في سنة

(1)

-هناك ترجمة وافية لرضوان بن تتش ستمر بنا.

ص: 3012

ثلاث وستين حين خرج الى ألب أرسلان وأطاعه، واستمرت الخطبة لبني العباس الى زمن رضوان كما ذكرناه.

وسمع أبو تراب الخطيب الحديث من أبي عبيد الله عبد الرزاق بن أبي نمير العابد الأسدي، سمع منه ولداه: أبو القاسم عبد الله بن حيدرة، وأبو الفرج عبد الواحد بن حيدرة، وعبد الله بن عبد السلام النائب بحلب.

قرأت بخط أبي عبد الله محمد بن علي العظيمي، وأخبرنا به أبو اليمن الكندي -إذنا عنه-قال: وفي هذه السنة-يعني-سنة تسعين وأربعمائة خطب الملك رضوان بحلب للمصريين، وكان الخطيب أبو تراب له حكاية معروفة، وكان هذا الخطيب رأى مناما أنه لا يموت حتى يعود يخطب للمصريين دفعة ثانية، لأنه خطب لهم بحلب في حصار السلطان العادل فكان كذلك

(1)

.

قرأت في خطب أبي تراب حيدرة من نسخة بخط ولده، وقرأها عليه:

أيها الناس العجل العجل قبل مرافصة

(2)

الأجل وظهور القلق والوجل ومقام التوبيخ والخجل عند الوقوف بين يدي الله عز وجل، فكأنكم بطارق المنية قد قطع الأمنية، ونزل الحق الصراح، فنادى بعز لا براح، فلو أن له ما في الأرض جميعا ومثله معه ما دفع عنه ما نزل به ولا نفعه، فعلت الضجة عند تلف المهجة، وأرملت الصاحبة وندبت (334 - و) النادبة ووجبت نقلته من منزله وإزعاجه، وقال أحب الناس إليه: كرامته اخراجه فأصابه من جميع ما ملكه أكفانه وما حوته من الطيب أجفانه، وشيعه الأماثل الى أن أودعوه لحده وخلفوه مفردا وحده فعاين هنالك أحواله، فإذا كل ما هو فيه عليه لا له، فرحم الله امرءا سمع فوعى، وكان بما يسمعه

(1)

-انظر تاريخ العهيمي:359 مع فوارق بالتفاصيل.

(2)

-الرفصة: النوبة. القاموس.

ص: 3013

منتفعا قبل فوت الإمكان، واشتمال الندامة على ما أسلفه من عمله ورآه قدامه.

ومن خطبة أخرى:

أيها الناس ما للقلوب حائدة عن سبل الخشوع وما للأبصار جامدة عن فيض الدموع، وما للأنصار قد أهلكها طول الهجوع، أتحققتم النجاة في المآب، أم تيقنتم الأمان في معادكم من العقاب، أم رضيتم بأعمالكم لمسائلة رب الأرباب، أم عدلتم على بصيرة عن نهج السبيل، أم رضيتم بالحياة الدنيا من الآخرة، «وما متاع الحياة الدنيا في الآخرة إلا قليل»

(1)

.

ومن أخرى:

أيها الناس، إن بقاءكم في هذه الدنيا الفانية قطع مسافة الى مدى واشتغالكم بجمع حطامها إقدام على مرافصة الردى، وإهمالكم طاعة ربكم في يومكم أمان مما يحدث غدا، كأنكم لا تعلمون أن أرواحكم لدعوة الحمام صدى، أو تجهلون أن الموت يبقى منكم أحدا.

أنبأنا أبو اليمن زيد بن الحسن الكندي عن أبي الحسن علي بن عبد الله بن أبي جرادة قال: أنشدني القاضي أبو الفضل هبة الله بن أحمد بن يحيى بن أبي جرادة لنفسه من أبيات كتبها الى الخطيب أبي تراب حيدرة بن أبي أسامة:

يا أوحد الخطباء غير منازع

وجمال منبره وعالم عصره

ومهجّن الفصحاء في أقوالهم

ومصرّف الكلم الفصاح بأمره

عزّت على طلابها فكأنها

جعلت حبائس نظمه أو نثره

تهدي لسامعها لشدة عجبه

سكرا وفيها صحوة من سكره

سلب البلاغة كل نطق

فاغتدى ربّا لها لما غدت في أسره

(1)

- سورة التوبة-الآية:38.

ص: 3014

وسما فحط الشهب في أفلاكها

نثرا فنظمها طرائق شعره

ضلّ الذي جاراه في علمه

يرجو اللحاق به ولا في قدره

هنّاه من أعطاه بارع فضله

وأبان كل غريبة من فكره

توفي أبو تراب الخطيب في سنة تسعين وأربعمائة، أو بعدها بقليل على ما ذكرناه. (334 - ظ)

‌حيدرة بن علي بن محمود:

ابن ابراهيم بن الحسين، أبو المنجا بن أبي تراب الأنطاكي القحطاني عابر الأحلام المالكي، أصله من أنطاكية، وسكن دمشق، وأظنه كان بأنطاكية بعد أن فتحها سليمان بن قطلمش

(1)

.

سمع أبا علي الحسن بن علي بن الحسن الكفرطابي، وأبا محمد عبد الرحمن ابن عثمان بن أبي نصر، والقاضي أبا العباس أحمد بن محمد البسطامي، وأبا الحسن رشاء بن نظيف، والقاضي أبا محمد عبد الوهاب بن علي بن أبي نصر المالكي، وأبا عمر وعثمان بن خلف الأندلسي، وعلي بن حمدان بن محمد البلخي، وأبا الحسن ابن عوف، وأبا القاسم عبد العزيز بن علي الشهرزوري المالكي، وعنه أخذ علم تعبير الرؤيا.

روى عنه الأمير أبو نصر علي بن هبة الله بن ماكولا الحافظ، وأبو الحسن علي بن المسلم الفقيه، والقاضي أبو المفضل يحيى بن علي القرشي، وأبو الحسن علي بن أحمد بن قبيس الغساني، وأبو الفتيان عمر بن أبي الحسن الدهستاني، أبو محمد بن الأكفاني. (335 - و)

(1)

-كان هذا سنة 477 هـ /1084 م، انظر تفاصيل الخبر في كتابي امارة حلب: 174 - 175.

ص: 3015

‌حيدرة بن أبي القاسم بن أبي تراب:

أبو تراب الأستاذ الكفر طابي الناسخ كان علما بحلب، وأظن والدي وعمي كتبا عليه بحلب، وكان يكتب خطا لا بأس به.

حدّث عن أبي الحسن بن أبي الفضل السلمي الفرضي. روى عنه الحافظ أبو المواهب الحسن بن هبة الله بن صصرى، وخرج عنه في معجم شيوخه.

أخبرنا أبو الغنائم سالم بن الحسن بن هبة الله بن صصرى-إذنا-قال:

أخبرنا أبي أبو المواهب الحافظ قال: أخبرنا الشيخ أبو تراب المكتب وجماعة قال:

أخبرنا أبو الحسن بن أبي الفضل السلمي الفرضي-قراءة عليه ونحن نسمع- قال: حدثنا عبد العزيز بن أحمد الصوفي-وأذن لنا فيه غير واحد عن الصوفي- قال: أخبرنا أبو تغلب محمد بن الأغلب قال: حدثنا عبيد الله بن محمد بن محمد بن بطة قال: حدثنا أبو بكر محمد بن محمود السراج قال: أخبرنا أبو هشام الرفاعي قال: حدثنا حفص بن غياث عن الحجاج عن أبي جعفر محمد بن علي عن جابر بن عبد الله أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يلبس برده الأحمر وعمامته السوداء في العيدين والجمعة

(1)

.

‌حيوبل بن ناشرة:

ابن عبد عامر بن أيم بن الحارث الكنعي، أبو ناشرة المصري الأعور، كان من أشراف أهل مصر، روى عن عمرو بن العاص، روى عنه جماعة من أهل الشام ومصر، وشهد مع معاوية صفين

(2)

. (336 - و).

***

(1)

-انظره في كنز العمال:7/ 18281.

(2)

-انظره في تاريخ ابن عساكر:5/ 302 و.

ص: 3016