المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

بسم الله الرحمن الرحيم وبه توفيقى   ‌ ‌زهدم بن الحارث: كان بدابق حين - بغية الطلب فى تاريخ حلب - ت زكار - جـ ٩

[كمال الدين ابن العديم]

فهرس الكتاب

بسم الله الرحمن الرحيم وبه توفيقى

‌زهدم بن الحارث:

كان بدابق حين ولي عمر بن عبد العزيز الخلافة، وسمع خطبته، ورواها عنه، روى عنه محمد بن عثمان.

أخبرنا أبو نصر محمد بن هبة الله بن الشيرازي-اذنا-قال: أخبرنا أبو القاسم علي بن الحسن قال: أخبرتنا أم البهاء فاطمة بنت محمد قالت: أخبرنا أبو طاهر بن محمود قال: أخبرنا أبو بكر بن المقرئ قال: حدثنا أبو الطيب محمد بن جعفر الزراد المنبجي بمنبج، قال: حدثنا أبو الفضل عبيد الله بن سعد الزهري قال حدثنا عبيد الله بن عمر قال: حدثنا محمد بن عثمان قال: حدثنا زهدم بن الحارث قال: سمعت عمر بن عبد العزيز حين ولي الخلافة خطبنا فقال: اللهم إن كنت تعلم أني لم أسألكها في سر ولا علانية فسلمني منها.

قال الحافظ أبو القاسم: زهدم بن الحارث شهد خطبة عمر بن عبد العزيز حين استخلف روى عنه محمد بن عثمان

(1)

.

‌زهرون بن حسون الحمّال:

المتعبد الإفريقي الاطرابلسي، كان من العباد المجتهدين في العبادة، ودخل الى الشام، وساح في جبل اللكام، وقدم إلى التينات على أبي الخير التيناتي، ذكره أبو بكر عبد الله بن محمد المالكي في كتابه رياض النفوس في طبقات عباد إفريقية، فقال-ونقلت ذلك من نسخة نقلت من خط علي بن عبد الله بن إبراهيم بن محبوب الطرابلسي نقلها (2 - و) من خط أبي بكر المالكي من مسودة الكتاب، فقال في

(1)

-تاريخ دمشق لابن عساكر:6/ 223 - و.

ص: 3867

ذكره-كان شيخا صالحا فاضلا، متعبدا مجتهدا، ناسكا كثير التقفر والسياحة والانفراد ظهرت له براهين وكرامات، وكان أصله رحمه الله من أهل القيروان، وكان مسكنه بالجلود

(2)

جرت له في شبيبته صبوة وفتوة واتباع للشهوات، ثم رجع عن ذلك فتاب وأناب وسبب رجوعه ما حدثني أبو عبد الله محمد بن هيبون الجزيري قال: حدثني بعض شيوخي قال: كان سبب توبة زهرون الطرابلسي أنه شق سوق العطارين بالقيروان فرأى فيه حدثا جميلا، فوقع في نفسه منه شيء، فدخل السوق فباع بدراهم كثيرة، وكان رباعا بباب الغنم، يجلب الغنم الى الداران، فأتى بالدراهم نصف النهار، وقت خلاء الأسواق فالتمس هو تلك الخلوة فأتى فوجد الحدث جالسا وحده في الدكان فصب الدراهم في حجره، قال: فنفضها الحدث من حجره الى الزقاق، قال: فأقبل زهرون يجمعها من الأرض، وهو يقول هذه حيرة الذنوب، قال: فأحدث توبة في الوقت، وترك الدنيا وأقبل على العبادة والتبتل، وحج حججا كثيرة، ذكر عن أبي بكر بن سعدوس المتعبد، وكان من أصحابه، أنه حج سبعا وعشرين حجة، وكان يأخذ طريق تبوك بلا زاد ولا راحلة على طريق القفر والبوادي، وهي طريقة (2 - ظ) معروفة عند أهل الفقر يأخذها منهم أهل الصحة والأكابر من الفقراء، كان بنو أمية يأخذونها من دمشق إلى مدينة الرسول صلى الله عليه وسلم، عفت آثارها، وخربت ديارها وغارت مياهها.

قال: وقال أبو بكر بن سعدوس، قلت لزهرون: أخبرني ما أعجب شيء رأيته بجبل اللكام؟ قال: بينا أنا أمشي فيه إذ أصابني العطش فاذا جحر حية، فرأيت شيئا هالني فقست في عرضه ستة أشبار فقلت هذه حية واردة الماء فتبعت الأثر إلى هبط من الأرض، فإذا بماء في فواره عليه تلك الحية برأس كرأس البقرة وقرنان كقرنيها وعينان كعينيها فأفزعني ذلك فقلت لنفسي: أين ما تدعين من حال التسليم فقلت: لا بد من التمسح بها، فقالت لي نفسي: من جهة ذنبها، فقلت: لا من جهة رأسها، فأقبلت فوضعت مرفقي عليها، وألصقت خدي بخدها، فاذا هي

(2)

-قرية قرب القيروان. معجم البلدان، وجاءت هذه الرواية مطموسة بالأصل، ولم ترد في المطبوع في كتاب رياض النفوس.

ص: 3868

كالترس، وهي تقلب عينيها وتنظر إلي، ثم ملت الى الماء فتوضأت وشربت وقمت.

قال: وحدثني أبو بكر أحمد بن محمد بن يحيى القرشي المتعبد قال: حدثني أبو الحسن علي بن ميمون المؤدب الفقير وكان طالبا لإخائي

(1)

قال: قال أبو بكر ابن سعدوس: قلت لزهرون حدثني كيف قصتك مع الأسد؟ قال: انحدرت مرة من الثغر لمقابلة أبي الخير الأقطع فأخذتني السماء بمطر وابل حتى (3 - و) كدت أهلك، وأنا في الصحراء فأويت الى كهف في سند جبل فلم ألبث إلا قليلا، فإذا بأسد عظيم يزأر، قد سدّ عليّ باب المغارة، ودخل فمدّ يده، وجعل يحرك أذنيه ويبصبص إليّ ويلعقني بلسانه، فكان في ناحية من المغارة وأنا في ناحية حتى أتيت على جزئي من الليل وتهجدي، ولا والله ما عدا علي بمكروه وانه معي في المغارة كالخروف.

فلما كان في اليوم الثاني مررت ببعض القرى فإذا بامرأة ما رأيت قط أجمل منها، ولا أبهى، وقد خرجت من دار فجعلت أنظر إلى شكلها ومشيتها، حتى حاذيت كلبا فهر نحوي ونبح علي، وقام كالأسد العظيم وكبس علي، فخرق لحمي ومزقه، فرجعت على نفسي باللوم والعتاب، وقلت في نفسي: البارحة مع الأسد ولم يعد عليّ، وقد أنس بي، فلما عصيت الله عز وجل في يومي هذا ورميت بصري إلى ما نهاني عنه، سلط علي هذا الكلب اللهم إني تبت إليك وبكيت على نظري اليها زمانا.

ذكر أبو بكر المالكي أنه توفي سنة خمسين وثلاثمائة

(2)

.

‌زهرة بن حوية السعدي:

شهد صفين مع علي رضي الله، وقيل إنه قتل حابس بن سعد الطائي، وكان قد شهد القادسية، وقتل رستم يومئذ، وأدرك صفين شيخا كبيرا، فشهدها مع علي، له ذكر.

(1)

-وردت هذه العبارة مطموسة بالاصل، ولعل هذا وجه الصواب.

(2)

-انظر رياض النفوس. ط. بيروت 1981 ج 2 ص 383 - 388، حيث النص مبتور فيه تصحيفات كثيرة.

ص: 3869

‌ذكر من اسمه زهير

‌زهير بن احمد البغدادي:

صحب أحمد بن حنبل، وروى عن عبد الرزاق بن همام، والحسين بن محمد المروذي، وتوجه من بغداد إلى طرسوس.

أنبأنا أبو محمد عبد الرحمن بن عبد الله بن علوان عن مسعود بن الحسن عن أبي عمرو بن منده قال: أخبرنا حمد بن عبد الله قال: أخبرنا أبو محمد بن أبي حاتم قال: زهير بن أحمد البغدادي صاحب أحمد بن حنبل، روى عن عبد الرزاق والحسين بن محمد المروذي، أدركته ولم أكتب عنه، وكان صدوقا، قدمنا بغداد سنة خمس وخمسين ومائتين، وكان قد خرج إلى طرسوس

(1)

.

‌زهير بن الحارث:

كان بثغر طرسوس، وله، ذكر، وإليه تنسب دار السبيل بطرسوس وتعرف بماء زهير بن الحارث، وكان ينزلها الغزاة بثغر طرسوس، وأظنه جد زهير بن هرون (3 - ظ) ابن موسى بن أبي جرادة جد جد جد أبي، وسيأتي ذكره إن شاء الله تعالى، لأن أمه فاطمة بنت عبد الله بن زهير.

ووقف زهير بن أبي جرادة شيئا من ملكه بحلب على فارس وفرسه يكون مقيما بطرسوس في دار السبيل المعروفة بزهير بن الحارث يجاهد عن زهير ابن هرون.

‌زهير بن حرب بن شداد:

أبو خيثمة النسائي، حدث عن الوليد بن مسلم، وسفيان بن عينيه ووكيع ابن الجراح، وحميد بن تيرويه، وأبي النضر هاشم بن القاسم وبشر بن السري،

(1)

-الجرح والتعديل:3/ 591 وفيه «زهير بن مجد» .

ص: 3870

وأبي معاوية الضرير، وغندر، وهشيم بن بشير، وعبد الرحمن بن مهدي، وأبي محمد بن عبد الله بن إدريس الأودي، واسماعيل بن علية، ويحيى بن سعيد القطان، وجرير بن عبد الحميد، ووهب بن جرير ومحمد بن فضيل، ويعقوب بن إبراهيم ابن سعد، وعلي بن الحسين بن شقيق، ويزيد بن هارون.

روى عنه ابنه أحمد بن زهير، وأبو عبد الله محمد بن اسماعيل البخاري وأبو الحسين مسلم بن الحجاج القشيري، وأبو إبراهيم أحمد بن سعد الزهري، وأبو زرعة الرازي، وأبو القاسم عبد الله بن عبد العزيز البغوي، ويعقوب بن شيبة، وأبو حاتم محمد بن ادريس الرازي، وجعفر بن عمر بن عبيد، وعباس الدوري، وأبو بكر عبد الله بن محمد بن أبي الدنيا، وإبراهيم الحربي، وموسى بن هرون، وجعفر الطيالسي وأبو سعيد عبد الله بن الحسن بن أحمد بن أبي شعيب الحراني، وغيرهم، وكان أشخصه اسحاق بن إبراهيم بن مصعب سابع سبعة إلى الرقة ليمتحنهم المأمون في القول بخلق القرآن، فأجابوه الى ذلك، وأذن لهم في العودة الى بغداد ثم استدعاهم بعد ما رحل من الرقة الى (4 - و) الشام، فلحقوه في الشام في نواحي حلب وساروا معه الى أن ردهم الى بغداد.

أخبرنا أبو هاشم عبد المطلب بن الفضل الهاشمي قال: أخبرنا أبو شجاع عمر بن محمد البسطامي وأبو حفص عمر بن علي، المعروف بشيخ، وأبو علي بن بشير النقاش، وعبد الرشيد بن النعمان الولوالجي قالوا: أخبرنا أبو القاسم الخليلي قال: أخبرنا أبو القاسم الخزاعي قال: أخبرنا الهيثم بن كليب قال: حدثنا أبو عيسى الترمذي قال: حدثنا محمود بن غيلان قال: أخبرنا جعفر بن عمر بن عبيد قال: أخبرنا زهير-أبو خيثمة-عن حميد عن أنس قال: كان خاتم النبي صلى الله عليه وسلم من فضة، فصه منه

(1)

.

أخبرنا أبو سعيد ثابت بن مشرق بن أبي سعد البناء البغدادي قال: أخبرنا أبو بكر أحمد بن المقرّب بن الحسين النسّاج الكرخي قال: أخبرنا أبو الفوارس طراد بن محمد الزينبي، ح.

(1)

-الشمائل النبوية للترمذي-نسخة خطبة بمكتبتي-باب ذكر خاتم رسول الله صلى الله عليه وسلم-الحديث الثالث.

ص: 3871

قال أبو سعد: وأخبرتنا ست الأخوة بنت محمد بن أبي منصور قالت:

أخبرنا أبو الحسين عاصم بن الحسن بن عاصم قالا: أخبرنا أبو الحسين علي بن محمد بن بشران قال: أخبرنا أبو علي الحسين بن صفوان البردعي قال: حدثنا أبو بكر عبد الله بن محمد بن أبي الدنيا القرشي قال: وحدثنا أبو خيثمة قال:

حدثنا جرير عن رقية بن مصقلة عن عبد الله الإفريقي عن القاسم الشامي عن أبي أمامة قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا يحل بيع المغنيات ولا تعليمهن ولا التجارة فيهن، وقال: ثمنهن حرام

(1)

. (4 - ظ).

أنبأنا أبو اليمن زيد بن الحسن الكندي قال: أخبرنا أبو منصور عبد الرحمن ابن زريق قال: أخبرنا أحمد بن علي قال: أخبرنا يوسف بن رباح البصري قال:

أخبرنا أحمد بن محمد بن اسماعيل المهندس بمصر قال: حدثنا أبو بشر الدولابي قال: حدثنا معاوية بن صالح قال: قال يحيى بن معين: وزهير ثقة. يعني، أبا خيثمة.

وقال: أخبرنا أحمد قال أخبرنا البرقاني قال: قرئ على أبي علي بن الصواف وأنا أسمع: حدثكم جعفر بن محمد الفريابي قال: وسألت محمد بن عبد الله بن نمير قلت له: أيما أحب إليك أبو خيثمة أو أبو بكر بن أبي شيبة؟ فقال: أبو خيثمة، وجعل يطري أبا خيثمة، ويضع من أبي بكر.

أخبرنا أبو حفص عمر بن محمد بن طبرزد-مما أجازه لنا-قال: أخبرنا أبو منصور محمد بن عبد الملك قال: أخبرنا أبو بكر بن علي بن ثابت البغدادي قال: أخبرنا هبة الله بن الحسن الطبري قال: أخبرنا محمد بن عبد الله بن القاسم قال: أخبرنا محمد بن أحمد بن يعقوب قال: حدثنا جدي قال: زهير بن حرب أثبت من عبد الله بن محمد-يعني-ابن أبي شيبة، وكان في عبد الله تهاون بالحديث لم يكن يفصل هذه الأشياء يعني بين الألفاظ

(2)

.

أخبرنا أبو القاسم عبد الرحمن بن يوسف بن الطفيل-قراءة عليه وأنا أسمع

(1)

-انظره في كنز العمال:4/ 9394.

(2)

- تاريخ بغداد:8/ 482 - 483.

ص: 3872

بالقاهرة-قال: أخبرنا الحافظ أبو طاهر أحمد بن محمد بن أحمد الأصبهاني قال: سمعت أبو الفتح اسماعيل بن عبد الجبار الماكي يقول: حدثني جدي قال:

حدثنا علي بن مهرويه (5 - و) قال: حدثنا ابن أبي خيثمة قال: حدثنا يحيى بن أيوب قال: سمعت معاذ بن معاذ العنبري يقول: إذا سمعت الحديث من زهير لم أبال أن لا أسمعه من سفيان الثوري.

أنبأنا زيد بن الحسن قال: أخبرنا عبد الرحمن القزاز قال: أخبرنا أبو بكر الخطيب قال: أخبرنا الحسن بن علي الجوهري قال: حدثنا محمد بن العباس قال:

أخبرنا أحمد بن معروف الخشاب قال: حدثني الحسين بن فهم قال: زهير بن حرب ثقة ثبت

(1)

.

أنبأنا سعيد بن هاشم الخطيب عن أبي طاهر بن الفضل قال: أنبأنا عبد الوهاب ابن أبي عبد الله قال: أخبرنا حمد بن عبد الله قال: أخبرنا عبد الرحمن بن محمد قال: حدثنا علي بن الحسين قال: سمعت يحيى بن معين يقول: أبو خيثمة زهير بن حرب يكفي قبيلة.

أخبرنا أبو عبد الله الحسين بن عمر بن باز-في كتابه-قال: أخبرنا عبد الحق بن عبد الخالق قال: أخبرنا أبو الغنائم بن النرسي قال: أخبرنا أبو أحمد الغندجاني قال: أخبرنا أحمد بن عبدان قال: أخبرنا محمد بن سهل قال: أخبرنا محمد بن اسماعيل البخاري قال: زهير بن حرب، أبو خيثمة، أصله من نسا، مات ببغداد في ربيع الآخر سنة أربع وثلاثين ومائتين، سمع ابن عيينة

(2)

.

أنبأنا أبو حفص المكتب قال: أخبرنا أبو منصور بن خيرون قال: أخبرنا أبو بكر الحافظ قال: أخبرنا أحمد بن أبي جعفر قال: أخبرنا محمد بن عدي البصري- في كتابه-قال: حدثنا أبو عبيد محمد بن علي الآجري قال: قلت لأبي داوود سليمان بن (5 - ظ) الأشعث: أبو خيثمة حجة في الرجال؟ قال: ما كان أحسن علمه.

(1)

- الخطيب البغدادي- المصدر نفسه.

(2)

-التاريخ الكبير للبخاري:3/ 429 (1427).

ص: 3873

وقال: أخبرنا أبو بكر الحافظ قال: حدثني الصوري قال أخبرنا الخصيب ابن عبد الله القاضي قال: أخبرنا عبد الكريم بن أحمد بن شعيب النسائي قال:

أخبرني أبي قال: أبو خيثمة زهير بن حرب بن شداد ثقة مأمون.

أنبأنا أبو محمد عبد الرحمن بن عبد الله الأسدي عن أبي الفرج مسعود بن الحسن الثقفي قال: أخبرنا أبو عمرو عبد الوهاب بن محمد بن مندة-إجازة أو سماعا-قال: أخبرنا حمد بن عبد الله قال: أخبرنا أبو محمد بن أبي حاتم الرازي قال: زهير بن حرب أبو خيثمة روى عن هشيم واسماعيل بن علية وجرير، ويحيى ابن سعيد القطان، وعبد الرحمن بن مهدي، وبشر بن السري، روى عنه أبي وأبو زرعة، سئل أبي عن زهير بن حرب فقال صدوق

(1)

.

أخبرنا أبو اليمن زيد بن الحسن الكندي-فيما أذن لنا في روايته عنه- قال: أخبرنا أبو منصور القزاز قال: أخبرنا أبو بكر الخطيب قال: زهير بن حرب ابن شداد، أبو خيثمة النسائي كان اسم جده أشتاك فعرّب وجعل شدادا، سكن أبو خيثمة بغداد وحدث بها عن سفيان بن عينية، وهشيم بن بشير واسماعيل بن علية، وجرير بن عبد الحميد، ويحيى بن سعيد القطان، وعبد الرحمن بن مهدي، وعبد الله بن ادريس، وبشر بن السري والوليد بن مسلم، وأبي معاوية الضرير، ووكيع، روى عنه ابنه أحمد ويعقوب بن شيبه، وأبو ابراهيم أحمد بن سعيد الزهري (6 - و) ومحمد بن اسماعيل البخاري، ومسلم بن الحجاج، وأبو زرعة، وأبو حاتم الرازيان، وعباس الدوري وابراهيم الحربي، وجعفر الطيالسي، وموسى ابن هرون، وأبو بكر بن أبي الدنيا، وخلق لم يتسع ذكرهم، وكان أبو خيثمة ثقة ثبتا حافظا متقنا.

أنبأنا أبو اليمن عن أبي البركات لأنماطي قال: أخبرنا محمد بن طاهر قال:

أخبرنا مسعود بن ناصر قال: أخبرنا عبد الملك بن الحسن الكازروني قال: أخبرنا أبو نصر أحمد بن محمد الكلاباذي قال: زهير بن حرب بن شداد، أبو خيثمة

(1)

-الجرح والتعديل:3/ 591 (2680).

ص: 3874

النسائي، سكن بغداد، سمع جرير بن عبد الحميد، ومحمد بن فضيل، ووهب ابن جرير، ويعقوب بن ابراهيم بن سعد.

روى عنه البخاري في الحج والبيوع، وغير موضع، مات ببغداد في شهر ربيع الآخر سنة أربع وثلاثين ومائتين، قاله البخاري، ويقال مات لثلاث مضين من شعبان، وذكر أبو داوود عن ابن عبيد أنه مات في شعبان من هذه السنة.

أنبأنا أبو حفص عمر بن محمد بن طبرزد قال: أخبرنا أبو منصور بن خيرون قال: أخبرنا أبو بكر الخطيب قال: أخبرنا محمد بن احمد بن رزق قال: أخبرنا أحمد بن اسحاق بن وهب البندار قال: حدثنا أبو غالب علي بن أحمد بن النضر قال:

سنة ثنتين وثلاثين فيها مات أبو خيثمة.

قال الخطيب: هذا القول وهم، والصواب ما أخبرنا محمد بن أحمد بن رزق قال: أخبرنا أحمد بن عيسى بن الهيثم التمار قال: حدثنا عبيد بن محمد بن خلف البزاز، ح.

قال: وأخبرنا محمد بن الحسين (6 - ظ) بن الفضل القطان قال: أخبرنا جعفر بن محمد بن نصير الخلدي قال: حدثنا محمد بن عبد الله بن سليمان الحضرمي قالا: مات أبو خيثمة في سنة أربع وثلاثين ومائتين.

قال الخطيب: وأخبرنا الحسين بن علي الصيمري قال: حدثنا علي بن الحسن الرازي قال: حدثنا محمد بن الحسين الزعفراني قال: حدثنا أحمد بن زهير قال:

ولد أبي زهير بن حرب سنة ستين ومائة، ومات ليلة الخميس لسبع ليال خلون من شعبان سنة أربع وثلاثين ومائتين في خلافة جعفر المتوكل، وهو ابن أربع وسبعين سنة

(1)

.

أخبرنا أبو الغنائم محمد بن محمد بن شهريار-في كتابه-قال: أخبرتنا أم البهاء فاطمة بنت أبي الفضل البغدادي قال: أخبرنا أبو طاهر الثقفي قال:

(1)

- تاريخ بغداد:8/ 482 - 484.

ص: 3875

أخبرنا أبو بكر بن المقرئ قال: وأبو خيثمة-يعني-مات في شعبان يوم الخميس لخمس بقين من سنة أربع وثلاثين ومائتين.

أنبأنا أبو الحسن علي بن المفضل المقدسي عن الحافظ أبي طاهر السلفي قال:

أخبرنا أبو علي البرداني قال: أخبرنا أبو الفضل بن خيرون قال: أخبرنا أبو الحسن العتيقي قال: أخبرنا أبو الحسين محمد بن المظفر الحافظ قال: قال أبو القاسم عبد الله بن محمد بن عبد العزيز البغوي: مات أبو خيثمة زهير بن حرب يوم الخميس لثمان مضت من شعبان سنة أربع وثلاثين ومائتين وكتبت عنه.

أخبرنا الحافظ أبو محمد عبد القادر بن عبد الله الرهاوي-في كتابه-قال:

أخبرنا رجاء بن حامد بن رجاء المعداني عن أبي عبد الله محمد بن محمد العميري قال: أخبرنا أبو يعقوب اسحاق بن ابراهيم (7 - و) القراب-إجازة إن لم يكن سماعا-قال: أخبرنا محمد بن خميرويه قال: أخبرنا عبد الله بن عروة قال:

أبو خيثمة زهير بن حرب بن اشتاك مات سنة أربع وثلاثين ومائتين.

قال القراب: وأخبرنا أبو علي الشيباني قال: أخبرنا الزعفراني قال: حدثنا ابن أبي خيثمة قال: مات محمد بن عبد الله بن نمير مع أبي في شعبان سنة أربع وثلاثين ومائتين.

أنبأنا أحمد بن ازهر بن السباك قال: أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي في كتابه قال: أخبرنا أبو غالب بن بشران-إجازة-قال: أخبرنا أبو الحسين المراعيشي، وأبو العلاء الواسطي قالا: أخبرنا ابراهيم بن محمد بن عرفة قال: ثم دخلت سنة أربع وثلاثين ومائتين، قال: وفي هذه السنة مات جماعة من الحفاظ وحملة العلم، منهم يحيى بن أيوب، وأبو خيثمة زهير بن حرب، وسليمان الشاذكوني، ومحمد بن عبد الله بن نفيل الحراني، وعلي بن جعفر المديني، وأبو الربيع الزهراني، ومحمد بن أبي بكر المقدمي.

أخبرنا أبو علي حسن بن أحمد الأوقي-اذنا-قال: أخبرنا الحافظ أبو طاهر الأصبهاني قال: أخبرنا المبارك بن عبد الجبار الصيرفي قال: أخبرنا أبو الحسن الحربي قال: أخبرنا أبو محمد الصفار قال: أخبرنا عبد الباقي بن قانع قال:

ص: 3876

سنة أربع وثلاثين ومائتين أبو خيثمة زهير بن حرب في شعبان ببغداد ثقة ثبت، يعني مات فيها.

‌زهير بن الحسن بن الفرات:

أبو الحسن البطناني، من قرية بطان حبيب، وإليها ينسب الوادي وادي بطنان، حدث ببزاغا سنة (7 - ظ) تسع وأربعين وثلاثمائة عن عمر بن جعفر ابن محمد الطبري، روى عنه أبو بكر عبد الله بن أحمد بن محمد بن روزبة.

قرأت بخط الحافظ أبي طاهر السلفي، وأنبأنا به، إجازة عنه، أبو القاسم بن رواحة، وابن الطفيل وغيرهما قال: أبو الحسن زهير بن الحسن بن الفرات البطناني، روى عن عمر بن جعفر بن محمد الطبري، وقال: حدثنا بمكة عن محمد ابن القاسم الصدفي عن أحمد بن عبد الوهاب بن خالد الواسطي عن أبيه عن اسحاق بن ابراهيم الموصلي، حدث عنه أبو بكر عبد الله بن أحمد بن روزبة الهمذاني بمصر وقد سمع عليه ببزاعة.

‌زهير بن عبّاد بن مليح بن زهير:

وقيل عباد بن زهير بن عباد بن فضالة بن حكيم بن الحارث بن قيس بن عامر بن عمرو بن عبيد بن رواس بن كلاب، أبو محمد الرواسي الكلابي، وقيل يكنى أبا نعيم، وهو ابن عم وكيع بن الجراح، كوفي الأصل سمع بحلب عطاء بن مسلم الخفاف الحلبي.

وحدث بحلب وغيرها عنه وعن مالك بن أنس، ووكيع بن الجراح وسفيان بن عيينة، وعبد الله بن المبارك، وفضيل بن عياض، ومصعب بن ماهان، ومحمد بن أيوب، وحفص بن ميسرة، عبد الله بن المغيرة، والصلت بن حكيم، وأبي عبد الرحمن المصيصي، وأبي اسحاق ابراهيم بن المصيصي وأبي اسحاق ابراهيم بن المصيصي، ويحيى بن حسان، وأبي بكر الداهري، وداوود بن هلال النصيبي، والمسيب بن شريك، وادريس بن يحيى الخولاني، وأبي عصام رواد بن الجراح، وأبي حفص عمرو بن سلمة التنيسي، وداوود بن أبي شعيب البصري، وأبي عمرو الصنعاني، ورشدين بن (8 - و) سعد، وعبد الله بن وهب ويزيد بن عطاء، وأحمد

ص: 3877

ابن محمد البصري، وأسد بن حمدان، والفضل بن عثمان وعبد العزيز بن محمد الدراوردي، وشهاب بن خراش، ويوسف بن أسباط، ومحمد بن فضيل ورديح ابن عطية، وهارون بن هلال النصيبي، وعيسى بن يونس، وصدقة بن المغيرة، وعتاب بن بشير.

روى عنه طاهر بن عيسى التميمي، وأبو عبد الله محمد بن أحمد العرني، ويحيى بن علقمة، والحسين بن حميد العكي، وأحمد بن عبد الأعلى البغدادي، وأبو حاتم محمد بن ادريس الرازي، ومحمد بن عبد الله بن عمار الموصلي، ومحمد ابن يعقوب بن حبيب، ومحمد بن خلف الحدادي، وأحمد بن يحيى بن خالد الرقي، وأحمد بن أبي الحواري، وأبو قصي العذري، وأبو زرعة الدمشقي، وأبو عبد الملك البسري، وخالد بن روح بن أبي حجر، والحسن بن الفرج العرني، وحرب ابن بيان المقدسي، ويزيد بن أحمد السلمي، وأبو بكر عبد الرحمن بن القاسم ابن الرواس.

أخبرنا الحسن بن أبي بكر بن المبارك الزبيدي-بمكة-وأبو سعد ثابت بن مشرف بن أبي سعد بحلب قالا: أخبرنا أبو الوقت عبد الأول بن شعيب السجزي قال: أخبرنا أبو الفضيل بن يحيى بن الفضيل الفضيلي قال: أخبرنا أبو محمد عبد الرحمن بن أحمد بن محمد بن أبي شريح قال: حدثنا أبو عبد الله عبيد الله بن عبد الصمد الهاشمي قال، حدثنا طاهر بن عيسى (8 - ظ) التميمي قال: حدثنا زهير ابن عباد قال: حدثنا مصعب-يعني-بن ماهان عن سفيان الثوري عن منصور، والأعمش، عن سالم بن أبي الجعد عن ثوبان مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: استقيموا ولن تحصوا، واعلموا أن خير أعمالكم الصلاة، ولا يحافظ على الوضوء إلاّ مؤمن. قال: وقال أحدهما: من خير دينكم

(1)

.

أخبرنا أبو الحسن بن أبي عبد الله بن المقير-اذنا-عن الفضل بن سهل عن أبي بكر الخطيب قال: أخبرنا أبو بكر أحمد بن محمد بن أحمد بن غالب

(1)

-انظره في كنز العمال:3/ 5474.

ص: 3878

البرقاني قال: أخبرنا أبو الفضل بن محمد بن عبد الله الكرابيسي قال: أخبرنا أبو علي الحسين بن ادريس بن (9 - و) المبارك الأنصاري قال: حدثنا محمد بن عبد الله بن عمار الموصلي قال: حدثنا زهير بن عباد الرواسي ابن عم كان لوكيع.

قال ابن عمار: وكان ثقة، قال: سمعت شهاب بن خراش قال: سمعت قتادة يقول في قوله: «واستمع يوم ينادي المنادي من مكان قريب»

(1)

قال من صخرة بيت المقدس.

أنبأنا أبو نصر محمد بن هبة الله القاضي قال: أخبرنا الحافظ أبو القاسم علي ابن الحسن قال: قرأت على أبي القاسم زاهر بن طاهر عن أبي بكر البيهقي قال:

أخبرنا أبو عبد الله الحافظ قال: أخبرنا علي بن محمد الحيني قال: سألته-يعني صالح بن محمد جزرة-عن زهير بن عباد ابن أخت وكيع فقال: صدوق

(2)

.

أنبأنا أبو العباس أحمد بن عبد الله الأسدي عن مسعود بن الحسن الثقفي قال:

أخبرنا أبو عمرو عبد الوهاب بن محمد بن مندة-إجازة إن لم يكن سماعا-قال:

أخبرنا حمد بن عبد الله قال: أخبرنا أبو محمد بن أبي حاتم قال: زهير بن عباد الرواسي، ابن عم وكيع بن الجراح، روى عن عبد العزيز الدراوردي، وعتاب بن بشير، ويزيد بن عطاء اليشكري، وفضيل بن عياض، وابن عيينة وابن وهب، كتب أبي عنه بدمشق وبمصر في الرحلة الأولى، وروى عنه، سئل أبي عنه فقال: أصله كوفي، ثقة

(3)

.

أخبرنا الفقيه أبو حفص عمر بن علي بن محمد بن قشام-إذنا-قال: أخبرنا أبو العلاء الحسن بن أحمد الحافظ -في كتابه-قال: أخبرنا أبو جعفر محمد بن الحسن الهمداني قال: أخبرنا أبو علي الحسن بن محمد الصفار قال: أخبرنا أبو بكر أحمد بن علي بن منجويه قال: أخبرنا الحاكم أبو أحمد محمد بن محمد الحافظ

(1)

- سورة ق-الآية:41.

(2)

-تاريخ دمشق لابن عساكر:6/ 229 - و.

(3)

-الجرح والتعديل:3/ 951 (2679).

ص: 3879

قال: أبو محمد زهير بن عباد (9 - ظ) الرواسي، سكن مصر، سمع أبا عمر حفص ابن ميسرة الصنعاني، ويزيد بن عطاء الواسطي.

حدثني علي بن محمد بن سختويه قال: حدثنا محمد-يعني-أحمد

(1)

بن نصر الترمذي قال: حدثنا زهير بن عباد الرواسي بمصر أبو محمد.

أنبأنا أبو القاسم عبد الصمد بن محمد القاضي عن أبي محمد عبد الكريم بن حمزة عن أبي نصر بن ماكولا قال: أما الرواسي فجماعة ينسبون الى رواس بن كلاب ابن ربيعة، واسم رواس الحارث، منهم: زهير بن عباد الرواس

(2)

.

أنبأنا أبو المحاسن بن الفضل الدمشقي قال: أخبرنا أبو القاسم الحافظ قال:

زهير بن عباد بن مليح بن زهير، أبو محمد الرواسي، ابن عم وكيع بن الجراح، أصله من الكوفة، وحدث بدمشق ومصر عن مالك بن أنس، وسفيان بن عيينة، ووكيع بن الجراح، وابن المبارك، ورشدين بن سعد، وعبد العزيز الدراوردي، وعتاب بن بشير وفضيل بن عياض، ويزيد بن عطاء، وعطاء بن مسلم، وابن وهب، وعبد الله بن المغيرة، وأسد بن حمدان، وصدقة بن المغيرة، ويوسف بن أسباط، وعيسى بن يونس، وحفص بن ميسرة، وهارون بن هلال النصيبي، ورديح بن عطية، والصلت بن حكيم، ومحمد بن فضيل، وادريس بن يحيى الخولاني، وأبي بكر عبد الله بن حكيم الداهري، وشهاب بن خراش الحوشبي، ويحيى بن حسان، والمسيب بن شريك، ومصعب بن ماهان، ورواد بن الجراح، وعمرو بن أبي سلمة.

روى عنه محمد بن عبد الله بن عمار الموصلي، وأبو عبد الملك البسري وأبو حاتم (10 - و) الرازي، وأبو علي الحسين بن حميد العكي، وأبو زرعة الدمشقي، وأبو قصي العذري، وأحمد بن أبي الحواري، وخالد بن روح بن أبي حجر، وأبو بكر عبد الرحمن بن القاسم بن الرواس، وأبو عبد الله محمد بن أحمد العريني، والحسن بن الفرج العرني، ومحمد بن يعقوب بن حبيب، ويزيد بن

(1)

-كذا بالاصل.

(2)

- انظر الاكمال لابن ماكولا:4/ 108 - 109 مع فوارق كبيرة.

ص: 3880

أحمد السلمي، وأحمد بن يحيى الرقي، وحرب بن بيان المقدسي، وأبو الزنباع روح بن الفرج المصري، وقاسم بن عثمان الجوعي، ومحمد بن خلف الحدادي.

قال الحافظ أبو القاسم: كتب إليّ أبو زكريا يحيى بن عبد الوهاب بن مندة، ثم حدثني أبو بكر اللفتواني عنه، قال: أخبرنا عمي عبد الرحمن بن محمد بن اسحاق عن أبيه قال: قال لنا أبو سعيد بن يونس: زهير بن عباد بن زهير بن عباد بن فضالة بن حكيم بن الحارث بن قيس بن عامر بن عمرو بن عبيد بن رواس بن كلاب الرواسي، يكنى أبو محمد الكوفي، قدم مصر وقطنها وحدث بها توفي بمصر في شوال سنة ثمان وثلاثين ومائتين

(1)

.

أنبأنا القاضي أبو القاسم بن محمد الأنصاري عن أبي محمد بن حمزة السلمي عن أبي محمد بن عبد العزيز بن أحمد الكتاني قال: أخبرنا مكي بن محمد بن الغمر قال: أخبرنا أبو سليمان بن زبر قال: قال الحسن بن علي: فيها-يعني سنة ست وثلاثين ومائتين-مات زهير بن عباد.

‌زهير بن عبد الرزاق بن بقاء بن عثمان بن الازهر:

أبو الأزهر الحربي، سمع عبد الله بن أحمد بن أبي المجد الحربي، وحدث عنه، وسافر الى حلب، ذكره لي عمر بن علي بن دهجان البصري-فيمن أفادنيه ممن دخل حلب (01 - ظ) من أهل الحديث، وكتبه لي بخطه-وقال لي: زهير بن عبد الرزاق بن بقاء بن عثمان بن الأزهر الحربي أبو الأزهر، سمع المجلدة الأولى من مسند العشرة رضي الله عنهم من مسند أبي عبد الله أحمد بن محمد بن حنبل من عبد الله بن أحمد بن أبي المجد الحربي، وسمع غير ذلك، وحدث وسافر إلى البلاد، ودخل حلب وهو شيخ حسن خير لا بأس به.

‌زهير بن عوف الكندي:

هو الشاهد على الوليد بن عقبة بن أبي معيط أنه رآه يقيء الخمر، شهد صفين مع علي رضي الله عنه، وقتل بها.

(1)

-تاريخ دمشق لابن عساكر:228، ظ -229، و.

ص: 3881

‌زهير بن محمد بن علي

(1)

:

ابن يحيى بن حسن بن جعفر بن عاصم أبو الفضل الأزدي الكاتب المهلبي المكي، ولد بمكة، ونشأ بالصعيد، الصعيدي، رجل فاضل فقيه مقرئ، شاعر مجيد، تولى كتابة الملك الصالح أيوب بن الملك الكامل محمد بن أيوب، وحظي عنده وتقدم، وقدم حلب مجتازا إلى البلاد الشرقية متوجها الى مخدومه الملك الصالح (13 و) أيوب المذكور، ثم قدم حلب رسولا من الملك الصالح الى الملك الناصر صلاح الدين يوسف بن محمد من مصر، فأكرمه واحترمه وأوسع له في العطاء، وأقام بها مدة تزيد على ثلاثة أشهر، ثم قدم في ذي القعدة من سنة سبع وأربعين وستمائة رسولا عن الملك المعظم توران شاه بن أيوب الى الملك الناصر يوسف معزيا في الملك الصالح أيوب، ومقررا لأمور مرسله، وكنت اجتمعت به بنابلس في سنة سبع وثلاثين وستمائة، بعد أن قبض الملك الناصر داوود صاحب الكرك على مخدومه وسجنه في الكرك، وأنشدني مقاطع من شعره، وشعر غيره وكان كيسا قاضيا لحوائج الناس، ولما ملك الملك الناصر يوسف بن الملك العزيز محمد دمشق، وكان زهير بن محمد بها فأجرى له معلوما حسنا، فأقام مدة سنتين، وكتب إلى عدة أبيات في أمور عرضت له، وصار بيني وبينه مودة، ثم توجه الى مصر وأقام بها الى أن مات.

وكان يكتب خطا حسنا وسألته عن مولده فقال لي: في سنة اثنتين وثمانين -يعني-وخمسمائة بمكة.

أنشدني بهاء الدين أبو الفضل زهير بن محمد لابن الذبروي في ابن بدر الكاتب قال لي زهير وعليه حررت الخط:

يا بن بدر علوت في الخط قدرا

عندما قايسوك بابن هلال

راح يحكي أباه في النقص لما

جئت تحكي أباك عند الكمال

أنشدنا أبو الفضل زهير بن محمد بن علي الكاتب بنابلس لنفسه من لفظه:

(13 - ظ).

(1)

-كتب ابن العديم في الهامش: تقدم قبل ترجمة ابن قمير، فقدمتها.

ص: 3882

وحقكم ما غيّر البعد عهدكم

وان حال حال أو تغير شان

فلا تسمعوا فينا بحقكم الذي

يقول فلان عندكم وفلان

لديّ لكم ذاك الوفاء بحاله

وعندي لكم ذاك الوداد يصان

وما حل عندي غيركم في محلكم

لكل حبيب في الفؤاد مكان

هبوا لي أمانا من عتابكم عسى

تقر جفون أو يقرّ جنان

ومن شغفي فيكم ووجدي أنني

أهوّن ما ألقاه وهو هوان

ويحسن قبح الفعل إن جاء منكم

كما طاب ريح العود وهو دخان

رعى الله قوما شطّ عني مزارهم

وكنت لهم ذاك الوفي وكانوا

وكم عزة لي عاقها الدهر عنهم

وللدهر في بعض الأمور حران

على أنني أنوي وللمرء ما نوى

الى أن يواتي قدرة وزمان

وأنشدني زهير بن محمد الكاتب المهلبي لنفسه:

يا مليحا لي منه

شهرة بين البرايا

سوف تلقى لك في قلبي اذا جئت خبايا

غبت عني وجرت

بعدك والله قضايا

فلقد جرعت من بعدك كاسات المنايا

ولئن مت سيبقى

لك في قلبي بقايا

وأنشدني زهير بن محمد بن علي لنفسه: (14 - و).

أقول إذا أبصرته مقيلا

معتدل القامة والشكل

يا ألفا من قده أقبلت

بالله كوني ألف الوصل

وأنشدني زهير لنفسه:

يا من لعبت به شمول

ما ألطف هذه الشمائل

نشوان يهزه دلال

كالغض مع النسيم مائل

لا يمكنه الكلام لكن

قد حمل طرفه رسائل

ص: 3883

ما أطيب وقتا وأهنا

والعاذل غائب وغافل

عشق ومسرة وسكر

العقل ببعض ذاك زائل

والبدر يلوح في قناع

والغصن يميس في غلائل

والورد على الخدود غصن

والنرجس في الجفون ذابل

والعيش كما أحب صاف

ولأنس بمن أحب كامل

مولاي يحق لي بأني

عن مثلك في الهوى أقاتل

لي فيك وقد علمت عشق

لا يفهم سره العواذل

في حبك قد بذلت روحي

إن كنت لما بذلت قابل

لي عندك حاجة فقل لي

هل أنت إذا سألت باذل

في وجهك للرضا دليل

ما تكذب هذه المخائل

لا أطلب في الهوى شفيعا

لي فيك غنى عن الوسائل (14 - ظ)

ذا العام مضى وليت شعري

هل يحصل لي رضاك قابل

ها عبدك واقفا ذليلا

بالباب يمدّ كف سائل

من وصلك بالقليل يرضى

الطلّ من الحبيب وابل

وأنشدني لنفسه على الوزن والقافية:

ما لي وإلى متى التمادي

قد آن بأن يفيق غافل

ما أعظم حسرتي لعمر

قد ضاع ولم أفز بطائل

قد عزّ عليّ سوء حالي

ما يفعل ما فعلت عاقل

ما أعلم ما يكون مني

والأمر كما علمت هائل

يا رب وأنت بي رحيم

قد جئتك راجيا وآمل

حاشاك بأن ترد ضيفا

قد أصبح في ذراك نازل

يا أكرم من رجاه راج

عن بابك لا يرد سائل

أخبرني أبو الفضل زهير بن محمد قال: كتب إليّ جمال الدين يحيى بن مطروح يطلب مني درج ورق ومدادا، قلت: وأنشدنيها ابن مطروح لنفسه بدمشق:

ص: 3884

أفلست يا سيدي من الورق

فابعث بدرج كعرضك اليقق

(1)

وإن أتى بالمداد مقترنا

فمرحبا بالخدود والحدق

قال لي زهير: ومن طرفه أنه في البيت الأول فتح الراء من الورق

(2)

وكسرها، وكتب عليها معا، قال: فسيرت إليه درجا ويسير مداد كان عندي (15 - و) وكتبت اليه:

مولاي سيرت ما أمرت به

وهو يسير المداد والورق

وعز عندي تسيير ذاك وقد

شبهته بالخدود والحدق

وأنشدني أبو الفضل زهير لنفسه:

ليت شعري ليت شعري

أي أرض هي قبري

ومتى يوم وفاتي

ليتني لو كنت أدري

ضاع عمري في اغتراب

ورحيل مستمر

ليس لي في كل أرض

جئتها من مستقر

بعد هذا ليتني أع

رف ما آخر أمري

ومتى أخلص مما

أنا فيه ليت شعري

فلقد آن بأن أصحو

فما لي طال سكري

أترى تستدرك الفائت

في تضييع عمري

أخبرني الحافظ رشيد الدين يحيى بن علي العطار قال: توفي زهير بن محمد في اليوم الرابع أو الخامس من ذي القعدة من سنة ست وخمسين وستمائة بالقاهرة.

وأخبرني أبو عبد الله محمد بن أحمد بن محمد بن سراقة بالكبش بين مصر والقاهرة قال: توفي بهاء الدين زهير بن محمد بن علي الكاتب بعد صلاة المغرب من ليلة الاثنين ودفن صبيحتها يوم الاثنين السادس (15 - ظ) من شهر ذي قعدة سنة ست وخمسين، ودفن بمقربة من تربة الامام الشافعي رحمه الله، ومولده بالحجاز سنة احدى

(1)

-اليقق: شديد البياض. القاموس.

(2)

-أي من الفضة والورق.

ص: 3885

وثمانين وخمسمائة في الخامس من ذي الحجة بمكة هكذا ذكر لي ابن سراقة.

‌زهير بن محمد بن قمير بن شعبة

(1)

:

أبو محمد المروزي ثم البغدادي، أصله من مرو، وسكن بغداد، ثم انتقل عنها الى طرسوس، وأقام بها مرابطا الى أن مات.

حدث عن زكريا بن عدي، وأحمد بن محمد بن حنبل، وعبد الرزاق بن همام الصنعاني، وعبيد بن عبيدة، والحسن بن موسى الأشيب، والحسين بن موسى العبسي وأبي صالح محبوب بن موسى الأنطاكي الفراء، وعبد الله بن مسلمة، ويعلى بن عبيد، وأبي الجواب أحوص بن جواب، والحسين بن محمد المروذي والضحاك بن مخلد، وصدقة بن سابق، وأبي توبة الربيع بن نافع الحلبي.

روى عنه عبد الله بن أحمد بن حنبل، وأبو عبد الله محمد بن يزيد بن ماجه القزويني، وأبو اسحاق ابراهيم بن حفص بن عمر العسكري وأبو محمد عبد الله ابن جابر بن عبد الله الطرسوسي وجعفر بن محمد بن مغلس وأبو عبد الله الحسين ابن يحيى بن (11 - و) عياش الأعور وأحمد بن عبد الله النيّري، وأبو الحسن علي ابن أحمد الرافقي، وأبو القاسم عبد الله بن محمد بن عبد العزيز البغوي، وأبو محمد يحيى بن محمد بن صاعد، وأحمد بن اسحاق بن البهلول، وأحمد بن محمد ابن اسماعيل الأدمي، وأبو بكر محمد بن نيروز الأنماطي، والقاضي أبو عبد الله المحاملي، واسحاق بن بيان الأنماطي، وجعفر بن محمد الصندلي، وابنه محمد بن ابن زهير بن محمد بن قمير بن شعبة، وآخرون غيرهم.

أخبرنا أبو الحجاج يوسف بن خليل بن عبد الله قال: أخبرنا أبو مسلم المؤيد ابن عبد الرحيم بن الأخوة، وصاحبته عين الشمس بنت أبي سعيد بن الحسن قالا:

أخبرنا أبو الفرج سعد بن أبي الرجاء الصيرفي. قالت: اجازة، قال: أخبرنا أبو طاهر أحمد بن محمود الثقفي، وأبو الفتح منصور بن الحسين قالا: أخبرنا أبو بكر محمد بن ابراهيم بن المقرئ قال: حدثنا أبو عبد الله حسين بن يحيى بن عياش القطان قال: حدثنا زهير بن محمد بن محمد بن قمير قال: حدثنا عبد الرزاق عن سفيان عن

(1)

-كتب ابن العديم في الهامش: تؤخر هذه الترجمة بعد التي تأتي بعدها.

ص: 3886

سماك بن حرب عن موسى بن طلحة عن أبيه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

اذا كان بين يديك مثل مؤخرة الرحل لم يقطع عليك ما مر بين يديك

(1)

.

أنبأنا أبو حفص عمر بن محمد البغدادي قال: أخبرنا محمد بن عبد الملك قال:

أخبرنا أبو بكر بن علي قال: أخبرنا علي بن الحسن بن محمد الدقاق قال: أخبرنا أحمد بن ابراهيم بن الحسن قال: سمعت أبو القاسم بن منيع يقول: ما رأيت بعد أبي عبد الله أحمد (11 - ظ) بن محمد بن حنبل أزهد من زهير بن قمير.

وقال أبو بكر: حدثني الازهري قال: حدثنا محمد بن الحسن الصيرفي قال:

حدثنا عبد الله بن محمد البغوي قال: ما رأيت بعد أحمد بن حنبل أفضل من زهير سمعته يقول: أشتهي لحما من أربعين سنة ولا آكله حتى أدخل الروم فآكله من من مغانم الروم.

أنبأنا زيد بن الحسن الكندي قال: أخبرنا عبد الرحمن بن محمد القزاز قال: أخبرنا أحمد بن علي قال: أخبرني الحسن بن علي التميمي قال: حدثنا عمر ابن أحمد الواعظ قال: حدثنا عبد الله بن محمد قال: حدثني محمد بن زهير بن محمد قال: كان أبي يجمعنا في وقت ختمة القرآن في شهر رمضان، في كل يوم وليلة ثلاث مرات تسعين ختمة في شهر رمضان.

وقال أحمد بن علي: أخبرنا أبو نعيم الحافظ قال: حدثنا ابراهيم بن محمد بن يحيى المزكي قال: أخبرنا محمد بن اسحاق السراج قال: زهير بن محمد بن قمير بن شعبة مأمون ثقة.

أخبرنا أبو حفص المكتب-اذنا-قال: أخبرنا أبو منصور بن خيرون قال:

أخبرنا أبو بكر الخطيب قال: زهير بن محمد بن قمير بن شعبة أبو محمد المروزي الأصل، سمع الحسين بن موسى العبسي، والحسن بن موسى الأشيب، ويعلى ابن عبيد، وأبا صالح الفراء وأبا الجواب أحوص بن جواب، وعبد الله بن مسلمة القعنبي وعبد الرزاق بن همام.

(1)

-في كنز العمال:7/ 19228 (

لم يقطع صلاتك ما مر بين يديك).

ص: 3887

روى عنه عبد الله بن أحمد بن حنبل، وموسى بن هارون، وأبو القاسم البغوي وأحمد بن اسحاق بن البهلول ويحيى بن محمد بن صاعد، وأحمد بن محمد بن اسماعيل الآدمي، وجعفر بن محمد الصندلي، وابن عياش القطان وكان (12 - و) ثقة صدوقا ورعا زاهدا، وانتقل في آخر عمره عن بغداد الى طرسوس، فرابط بها الى أن مات

(1)

.

قرأت بخط الحافظ أبي طاهر أحمد بن محمد السلفي: زهير بن محمد بن قمير ابن شعبة المروزي، روى عن عبد الرزاق بن همام الصنعاني، والضحاك بن مخلد البصري أبي عاصم، وأبي صالح الفراء وصدقة بن سابق وآخرين.

حدث عنه أبو القاسم البغوي، وابن صاعد وابن سرور الأنماطي، وابن بهلول القاضي، والقاضي أبو عبد الله المحاملي وأحمد بن عبد الله النيري، وابن عياش المتوثي، وابراهيم بن حفص بن عمر الحلبي وآخرون.

أنبأنا زيد بن الحسن قال: أخبرنا أبو منصور بن زريق قال: أخبرنا أبو بكر الخطيب قال: أخبرنا الجوهري قال: أخبرنا محمد بن العباس قال: أخبرنا أبو الحسين أحمد بن جعفر بن محمد بن عبيد الله المنادي قال: وزهير بن محمد بن قمير المروذي من أفاضل الناس، وقد كتب الناس عنه حديثا كثيرا، ودفن حين مات في مقابر باب حرب.

قال أبو بكر الخطيب: وهذا القول في مدفنه وهم، والصحيح أنه مات بطرسوس ودفن بها.

قال الخطيب: أخبرنا أحمد بن أبي جعفر قال: أخبرنا محمد بن المظفر قال: قال عبد الله بن محمد البغوي: مات زهير بن محمد بطرسوس في سنة سبع وخمسين في آخرها

(2)

.

أنبأنا أبو علي حسن بن أحمد بن يوسف قال: أخبرنا أبو طاهر الحافظ قال:

(1)

- تاريخ بغداد:8/ 484 - 486.

(2)

- تاريخ بغداد:8/ 485 - 486.

ص: 3888

أخبرنا أبو الحسين المبارك بن عبد الجبار قال: أخبرنا أبو الحسن علي بن خشيش قال (12 - ظ) أخبرنا أبو محمد عبد الله بن عثمان بن محمد الصفار قال: أخبرنا أبو الحسين عبد الباقي بن قانع قال: سنة سبع وخمسين ومائتين زهير بن محمد في ذي الحجة، بطرسوس، وقيل سنة ست، يعني مات.

كتب الينا الحافظ عبد القادر بن عبد الله الرهاوي-من حران-قال: أخبرنا رجاء بن حامد بن رجاء المعداني عن أبي عبد الله محمد بن علي بن محمد العميري قال: أخبرنا أبو يعقوب اسحاق بن ابراهيم القراب-اجازة ان لم يكن سماعا- قال: حدثني الحسين بن الفضل قال: أخبرنا الفضيل بن محمد الفقيه قال: حدثنا أبي قال: سمعت موسى بن هارون يقول: مات زهير بن محمد بن قمير في ذي الحجة سنة سبع وخمسين ومائتين.

أنبأنا أبو جفص عمر بن محمد المؤدب قال: أخبرنا أبو منصور بن عبد الملك قال: أخبرنا أحمد بن علي قال: أخبرني الحسين بن علي الطناجيري قال: حدثنا عمر ابن أحمد الواعظ قال: سمعت أحمد بن محمد بن يزيد الزعفراني يقول: ومات زهير بن محمد بن قمير في سنة ثمان وخمسين ومائتين، كذا بلغنا عنه، مات في الثغر.

‌زهير بن محمد بن يعقوب:

أبو الخير الموصلي، سمع بملطية أبا يعلى محمد بن أحمد بن عبيد الاقطع السّلمي الملطي، وروى عنه وعن أبي عبد الرحمن: أحمد بن شعيب النسائي، وأبي الطيب محمد بن أحمد المروذي، وأبي عبد الله الحسين بن عمر بن أبي الأحوص، روى عنه تمام بن محمد الرازي.

أنبأنا أبو القاسم عبد الصمد بن محمد الأنصاري قال: أخبرنا أبو محمد عبد الكريم بن حمزة السلمي قال: حدثنا عبد العزيز بن أحمد الكتاني قال: حدثنا تمام بن محمد الرازي قال: حدثني أبو الخير زهير بن محمد بن يعقوب الموصلي قال: حدثنا أبو يعلى محمد بن أحمد بن عبيد الأقطع السلمي بملطيه قال: حدثنا محمد بن يحيى بن ضريس العبدي قال: حدثنا يعقوب بن موسى قال: حدثنا

ص: 3889

مسلمة عن راشد أبي محمد عن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

من صام في شهر حرام الخميس والجمعة والسبت كتب له عبادة سبعمائة سنة

(1)

.

أنبأنا أبو نصر محمد بن هبة الله قال: أخبرنا الحافظ أبو القاسم الدمشقي (16 - و) قال: زهير بن محمد بن يعقوب أبو الخير الموصلي، حدث بدمشق عن أبي عبد الله الحسين بن عمر بن أبي الاحوص، وأبي يعلى محمد بن أحمد بن عبيد الاقطع الملطي، وأبي عبد الرحمن النسائي، وأبي الطيب محمد بن أحمد المروزي، روى عنه تمام بن محمد

(2)

.

‌زهير بن محمد ابو المنذر التميمي:

ثم العنبري الخراساني المروزي الخرقي، من خرق قرية من قرى مرو، وقيل انه نيسابوري، وقيل انه هروي، ويقال فيه المكي لانه سكن مكة، ويقال فيه المديني أيضا لانه سكنها.

حدث عن موسى بن وردان، ومحمد بن المنكدر، وجعفر بن محمد، وأبي اسحاق السبيعي، وزيد بن اسلم، والوضين بن عطاء، وحميد الطويل، واسماعيل ابن وردان، وأبان بن ......

(3)

وشرحبيل بن سعد، ويحيى بن سعيد الأنصاري، وهشام بن عروة، والعلاء بن عبد الرحمن، وصالح بن كيسان، وسهيل بن أبي صالح، وعبد الرحمن بن القاسم، والمطلب بن عبد الله بن حنطب، وابن جريج، وعبد الله بن محمد بن عقيل، وعبد العزيز بن محمد الدراوردي، وعبد الرحمن ابن حرملة، وصالح مولى التوأمة، وأبي محمد عبد الله بن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم، وصفوان بن سالم، وأبي حازم سلمة بن دينار الاعرج، ومحمد بن عمرو بن حلحلة.

روى عنه يحيى بن حمزة، والوليد بن مسلم، وعبد الرحمن بن مهدي،

(1)

-انظره في كنز العمال:8/ 24173.

(2)

-تاريخ دمشق لابن عساكر:6/ 230. ظ -231. و.

(3)

-فراغ بالاصل، وهو «أبان أبي عياش». انهر تهذيب الكمال للمزي: 9/ 415.

ص: 3890

واليمان بن عدي الحمصي، وسويد بن عبد العزيز، وعثمان بن الحكم الجذامي، وعبد الملك بن أبي محمد الصنعاني، وعلي بن أبي حملة، وعمرو بن أبي سلمة، ومحمد بن سليمان الحراني بومه (16 - ظ) وعبد الملك بن عبد الرحمن الذماري ومعاذ بن خالد المروزي، وأبو داوود الطيالسي، وعبد الملك بن عمرو العقدي، ومعن بن عيسى القزاز، وأبو حذيفة موسى بن مسعود، وصدقة بن عبد الله السمين.

وقدم الثغور الشامية غازيا.

أخبرنا الشريف أبو هاشم عبد المطلب بن الفضل بن عبد المطلب الهاشمي -بقراءتي عليه بحلب-قال: أخبرنا الخطيب الامام أبو طاهر محمد بن محمد ابن عبد الله السنجي ببلخ قال: أخبرنا الشيخ أبو محمد عبد الرحمن بن حمد بن الحسن الدوني قال: أخبرنا القاضي أبو نصر أحمد بن الحسين بن محمد بن بوان الكسار قال: أخبرنا أبو بكر أحمد بن محمد بن اسحاق السني الحافظ قال: أخبرنا أبو يعلى-يعني-الموصلي قال: أخبرنا أبو خيثمة قال: حدثنا أبو عامر العقدي قال: حدثنا زهير بن محمد عن عبد الله بن محمد بن عقيل عن محمد بن جبير بن مطعم عن أبيه أن رجلا أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله أي البلدان شر؟ قال: لا أدري، فلما جاءه جبريل عليه السلام قال: يا جبريل أي البلدان شر؟ قال: لا أدري حتى أسأل ربي عز وجل، فانطلق جبريل فمكث ما شاء الله ثم جاء فقال: يا محمد انك سألتني أي البلدان شر فقلت لا أدري، واني سألت ربي عز وجل أي البلدان شر، فقال: أسواقها.

أخبرنا أبو نصر محمد بن هبة الله بن الشيرازي-فيما أذن لنا في روايته عنه- قال: أخبرنا الحافظ أبو القاسم علي بن الحسن قال: أخبرنا أبو نصر القشيري قال:

أخبرنا أبو بكر أحمد بن الحسين قال: أخبرنا أبو نصر القشيري قال: أخبرنا أبو بكر أحمد بن الحسين قال: أخبرنا محمد بن عبد الله الحاكم قال: سمعت أحمد بن محمد بن سعيد (17 - و) يقول: سمعت صالح بن محمد الحافظ يقول: زهير

ص: 3891

ابن محمد نيسابوري كان يكون بمكة، وكان يكون في الثغور غازيا، قلت: ويقال له هروي، قال: يقال وهو ثقة صدوق

(1)

.

أنبأنا أبو محمد عبد البر بن الحسن بن أحمد الهمذاني قال: أخبرنا أبو المحاسن نصر بن المظفر البرمكي قال: أخبرنا أبو القاسم الاسماعيلي قال: أخبرنا أبو القاسم السهمي قال: أخبرنا أبو أحمد عبد الله بن عدي قال: سمعت أحمد بن جعفر السعدي يقول: قيل لاحمد بن حنبل وهو حاضر: حديث أبي هريرة: اذا كان النصف من شعبان فلا يصوم أحد حتى يصوم رمضان؟ قال: ذاك خبر ضعيف، ثم قال: حديث العلاء كان يرويه وكيع عن أبي العميس عن العلاء وابن مهدي، وكان يرويه، ثم تركه. قيل: عن من كان يرويه؟ قال: عن زهير، ثم قال: ان رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يصوم شعبان يصله برمضان

(2)

.

أنبأنا سليمان بن الفضل قال: أخبرنا الحافظ أبو القاسم علي بن الحسن قال:

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر قال: أخبرنا أبو بكر البيهقي قال: بلغني عن أبي عيسى الترمذي أنه قال: سألت محمدا-يعني-البخاري عن حديث زهير فقال:

أنا أتقي هذا الشيخ، كان حديثه موضوع، وليس هذا عندي بزهير بن محمد، وكان أحمد بن حنبل يضعف هذا الشيخ، يقول: هذا شيخ ينبغي أن يكون قلبوا اسمه.

وقال أبو القاسم الحافظ: أنبأنا أبو بكر محمد بن الحسين بن الزرقي (17 - ظ) عن أبي جعفر بن المسلمة قال: أخبرنا عبد الرحمن بن عمر بن أحمد ابن حميد الخلال-اجازة-قال: أخبرنا حمزة بن القاسم بن عبد العزيز الهاشمي قال: حدثنا حنبل بن اسحاق بن حنبل قال: سمعت أبا عبد الله يقول: زهير بن محمد خراساني ثقة

(3)

.

أنبأنا عبد البر بن أبي العلاء قال: أخبرنا أبو المحاسن البرمكي قال: أخبرنا

(1)

-تاريخ دمشق لابن عساكر:6/ 232 - ظ.

(2)

-الكامل لابن عدي:3/ 1073.

(3)

-ابن عساكر-المصدر نفسه.

ص: 3892

أبو القاسم الاسماعيلي قال: أخبرنا أبو القاسم السهمي قال: أخبرنا أبو أحمد بن عدي قال: حدثنا الحسن بن سفيان قال: حدثنا ابراهيم بن يعقوب قال: سمعت أحمد بن حنبل يقول: زهير بن محمد الخراساني مستقيم الحديث.

أخبرنا أبو اليمن الكندي قال: أخبرنا أبو البركات الانماطي-اجازة ان لم يكن سماعا-قال: أخبرنا قاضي القضاة أبو بكر محمد بن المظفر قال: أخبرنا أحمد بن محمد بن أحمد قال: أخبرنا يعقوب بن يوسف بن أحمد بن يوسف قال:

أخبرنا محمد بن عمرو بن موسى قال: حدثني محمد بن عبد الرحمن البغدادي قال:

حدثنا عبد الملك الميموني قال: سمعت أحمد بن حنبل قال: زهير بن محمد مقارب الحديث.

أنبأنا أبو الحسن بن أبي عبد الله بن المقير عن أبي الفضل محمد بن ناصر الحافظ قال: أخبرنا أبو الحسين المبارك بن عبد الجبار الصيرفي قال: أخبرنا ابراهيم بن عمر البرمكي قال: أخبرنا محمد بن عبد الله بن خلف بن تجيب الدقاق قال: حدثنا عمر بن محمد الجوهري قال: حدثنا أحمد بن محمد بن هانئ قال:

سمعت أبا عبد الله ذكر رواية الشاميين عن زهير بن محمد قال: يروون عن زهير ابن محمد أحاديث مناكير هؤلاء، ثم (18 - و) قال لي: ترى هذا زهير بن محمد ذاك الذي يروي عنه أصحابنا؟ ثم قال: أما رواية أصحابنا عنه فمستقيمة:

عبد الرحمن بن مهدي، وأبو عامر أحاديث مستقيمة صحاح، قال أبو عبد الله:

وأما أحاديث أبي حفص ذاك التنيسي عنه فتلك بواطيل موضوعة أو نحو هذا، فأما «بواطيل» فقد قاله.

وقال أبو بكر أحمد بن محمد بن الحجاج المروزي: سألت أحمد بن حنبل عن زهير بن محمد الخراساني قال: ليس به بأس.

فهذا قول أحمد بن حنبل قد اضطرب في زهير بن محمد كما تراه، وكذلك اضطرب فيه قول يحيى بن معين أيضا.

(1)

أنبأنا عبد البر بن الحسن قال: أخبرنا أبو المحاسن البرمكي قال: أخبرنا أبو

(1)

-ابن عدي-المصدر نفسه:3/ 1074.

ص: 3893

القاسم الاسماعيلي قال: أخبرنا أبو القاسم السهمي قال: أخبرنا أبو أحمد بن عدي قال: حدثنا ابن حماد قال: حدثنا معاوية عن يحيى قال: زهير بن محمد خراساني ضعيف

(1)

.

أنبأنا عمر بن محمد المؤدب عن أبي الفضل بن ناصر عن جعفر بن يحيى قال:

أخبرنا أبو نصر الوائلي قال: أخبرنا الخصيب بن عبد الله قال: أخبرني عبد العزيز ابن عبد الرحمن قال: أخبرني أبي قال: أخبرنا معاوية بن صالح عن يحيى بن معين قال: زهير بن معاوية خراساني ضعيف.

أنبأنا أبو اليمن الكندي قال: أخبرنا أبو البركات الانماطي قال: أخبرنا أحمد بن الحسن بن خيرون قال: أخبرنا عبد الله بن علي بن يعقوب قال: أخبرنا محمد بن أحمد بن محمد قال: أخبرنا الاحوص بن المفضل قال: حدثنا أبي قال:

قال أبو زكريا زهير (18 - ظ) بن محمد الخراساني التميمي ليس له بأس وليس بالقوي.

قال: وأخبرنا ثابت بن بندار قال: أخبرنا أبو العلاء قال: أخبرنا محمد قال:

أخبرنا الاحوص قال: حدثنا أبي قال: قال يحيى: زهير بن محمد المكي، نزل مكة ثقة.

أنبأنا عمر بن طبرزد قال: أخبرنا أبو عبد الله بن البناء-اجازة-عن أبي تمام علي بن محمد بن الحسن عن أبي عمر بن حيويه قال: أخبرنا محمد بن القاسم ابن جعفر قال: حدثنا أبو بكر بن أبي خيثمة قال: سمعت يحيى بن معين يقول:

زهير بن محمد الخراساني ثقة، وسئل يحيى بن معين: الخراساني مرة أخرى؟ فقال: صالح.

أنبأنا أبو القاسم بن الحرستاني عن أبي الفتح نصر الله بن محمد عن أبي الحسين المبارك بن عبد الجبار الصيرفي قال: أخبرنا أبو محمد الجوهري عن أبي عمر بن حيويه قال: أخبرنا محمد بن القاسم بن جعفر قال: حدثنا ابراهيم بن الجنيد

(1)

-الكامل لابن عدي:2/ 1073.

ص: 3894

قال: سمعت يحيى بن معين يسأل عن زهير بن محمد فقال: ليس به بأس، فقلت ليحيى: مكي؟ قال: كان خراسانيا، وكان بمكة.

أنبأنا أبو المحاسن بن البانياسي قال: أخبرنا أبو القاسم علي بن الحسن قال:

أخبرنا أبو بكر الشحامي قال: أخبرنا أبو صالح المؤذن قال: أخبرنا أبو الحسن ابن السقّاء قال: حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب قال: حدثنا عباس بن محمد قال: سمعت يحيى بن معين يقول: زهير بن محمد الخراساني ثقة

(1)

.

حدثنا يحيى قال: حدثنا عيسى بن يونس قال: حدثنا زهير بن محمد أبو المنذر (19 - و) الخراساني.

وقال الحافظ أبو القاسم: أنبأنا أبو نصر الحسن بن محمد بن ابراهيم اليونارتي قال: أخبرنا المبارك بن عبد الجبار بن أحمد قال: أخبرنا عبد الباقي بن عبد الكريم ابن عمر قال: أخبرنا عبد الرحمن بن عمر بن أحمد الخلال قال: حدثنا أبو بكر محمد بن أحمد بن يعقوب بن نسيبة قال: حدثني جدي قال: حدثني عبد الله بن شعيب قال: قرأ عليّ يحيى بن معين: زهير بن محمد الخراساني صالح لا بأس به.

وقال الحافظ أبو القاسم: أنبأنا أبو نصر القشيري قال: أخبرنا أبو بكر البيهقي قال: أخبرنا أبو عبد الله الحافظ قال: أخبرني محمد بن ابراهيم المروزي قال: حدثنا أحمد بن عمران قال: حدثنا أحمد بن زهير قال: سمعت يحيى بن معين يقول: زهير بن محمد الخراساني صالح

(2)

.

أخبرنا أبو محمد بن أبي العلاء-في كتابه-قال: أخبرنا أبو المحاسن البرمكي قال: أخبرنا أبو القاسم السهمي قال: أخبرنا أبو أحمد بن عدي الحافظ قال: حدثنا محمد بن علي قال: حدثنا عثمان بن سعيد قال: قلت ليحيى: فزهير أبو المنذر؟ قال: ليس به بأس، فقلت: فزهير بن محمد ما حاله؟ قال: ثقة

(3)

.

(1)

-تاريخ دمشق لابن عساكر:6/ 232 - و.

(2)

-تاريخ دمشق لابن عساكر:6/ 232 - و.

(3)

-الكامل لابن عدي:3/ 1074.

ص: 3895

قلت: هذا الكلام يشعر بأن المسؤول عنه أولا غير المسؤول عنه ثانيا، والظاهر أنه هو وقد سأله عنه مرتين، ويحتمل أن المسؤول عنه ثانيا هو زهير بن محمد بن قمير الذي قدمنا ذكره، وقد كان في زمن يحيى وبين موتها نيف وعشرون سنة والله أعلم.

أنبأنا أبو محمد قال: أخبرنا البرمكي قال: أخبرنا الاسماعيلي قال: أخبرنا السهمي قال: أخبرنا أبو أحمد بن عدي قال: حدثنا الجنيدي قال: حدثنا البخاري قال: زهير بن محمد أبو المنذر التميمي الخراساني كناه آدم، سمع عبد الله بن أبي بكر بن حزم، وابن عقيل، وزيد بن أسلم، وموسى بن وردان.

روى عنه ابن مهدي والعقدي وموسى (19 - ظ) بن مسعود، وروى عنه أهل الشام أحاديث مناكير.

قال أحمد: كان الذي روى عنه أهل الشام زهير آخر، وزاد الجنيدي: روى عنه الوليد وعمر بن أبي سلمة مناكير عن ابن المنكدر، وهشام بن عروة، وأبو خازم.

قال أحمد: كان الذي روى عنه أهل الشام زهير آخر فقلب اسمه.

قال ابن عدي: وسمعت ابن حماد يقول: قال البخاري، فذكر هذا الكلام

(1)

.

قلت: قوله: وزاد الجنيدي يعني من قوله: روى عنه الوليد الى قوله: فقلب اسمه، يريد أنها من قول الجنيدي، لا من قول البخاري، وقوله: قال البخاري:

فذكر هذا الكلام يعني كلام البخاري وقع له باسناد آخر عن ابن حماد، والله أعلم.

أنبأنا سليمان بن الفضل البانياسي قال: أخبرنا أبو القاسم علي بن الحسن قال: أخبرنا أبو بكر محمد بن العباس قال: أخبرنا أبو بكر أحمد بن منصور قال:

(1)

-ابن عدي-المصدر نفسه:3/ 1073.

ص: 3896

أخبرنا أبو سعيد بن حمدون قال: أخبرنا مكي بن عبدان قال: سمعت مسلم بن الحجاج يقول: أبو المنذر زهير بن محمد العنبري عن عبد الله بن أبي بكر وابن عقيل، وزيد بن أسلم، روى عنه ابن مهدي والعقدي

(1)

.

أخبرنا ابن المقير اذنا عن أبي الفضل بن ناصر عن جعفر بن يحيى قال: أخبرنا أبو نصر الوائلي قال: أخبرنا الخصيب بن عبد الله قال: أخبرني عبد الكريم بن أبي عبد الرحمن قال: أخبرني أبي قال: أبو المنذر زهير بن محمد الخراساني وليس بالقوي (20 - و).

أنبأنا أبو اليمن الكندي عن أبي البركات الأنماطي قال: أخبرنا أبو الفضل محمد بن طاهر المقدسي قال: أخبرنا مسعود بن ناصر قال: أخبرنا عبد الملك بن الحسن قال: أخبرنا أحمد بن محمد بن الحسين قال: زهير بن محمد، أبو المنذر التميمي العنبري الخراساني سكن مكة، سمع زيد بن أسلم ومحمد بن عمرو بن حلحلة: روى عنه أبو عامر العقدي في كتابه المرض والاستئذان، قال البخاري في التاريخ الصغير: ما روى زهير عن أهل الشام فانه مناكير، وما روى عنه أهل البصرة فانه صحيح الحديث

(2)

.

أنبأنا ابن المقير عن محمد بن ناصر قال: أخبرنا أبو طاهر بن أبي الصقر الانباري-اجازة-قال: أخبرنا أبو القاسم ابراهيم بن عمر قال: حدثنا أبو بكر المهندس قال: حدثنا أبو بشر الدولابي قال: أبو المنذر زهير بن محمد

(3)

.

أنبأنا أبو اليمن الكندي عن أبي البركات الانماطي قال: أخبرنا أبو الحسين ابن الطيوري قال: أخبرنا الحسين بن جعفر قال: أخبرنا أبو العباس الوليد بن مزيد قال: أخبرنا علي بن أحمد بن زكريا قال: أخبرنا صالح بن أحمد قال: حدثني أبي قال: زهير بن محمد جائز الحديث

(4)

(1)

-الكنى والاسماء للامام مسلم:179.

(2)

-لم ترد هذه الرواية في التاريخ للبخاري:2/ 137 - 138، وجاء في التاريخ الكبير:3/ 427: «روى عنه أهل الشام أحاديث مناكير» .

(3)

-الكنى والاسماء للدولابي:2/ 131.

(4)

-تاريخ الثقات للعجلي:166 (464).

ص: 3897

بسم الله الرحمن الرحيم

وبه توفيقي

أنبأنا أبو محمد عبد البر بن الحسن الهمذاني قال: أخبرنا أبو المحاسن نسير ابن المظفر البرمكي قال: أخبرنا أبو القاسم السهمي قال: أخبرنا عبد الله بن عدي قال: حدثنا عمر بن سنان قال: حدثنا يعقوب بن كاسب قال: حدثنا معن بن عيسى عن زهير بن محمد أبو المنذر التميمي.

قال ابن عدي: سمعت الحسين بن أبي معشر يقول: زهير بن محمد خراساني الاصل، سكن مكة، وكان حديثه فوائد.

وقال ابن عدي: حدثنا محمد بن الحسين المروزي-إجازة مشافهة-قال:

حدثنا أبي قال: حدثنا العباس بن مصعب قال: حدثنا زهير بن محمد أبو المنذر العنبري من أهل مرو أصله من خرق سكن مكة لم يرو عنه ابن المبارك ولا ذكر عنه شيء.

قال يحيى بن معين: زهير بن محمد المكي الخراساني ثقه، وقال اسحاق بن محمد راهويه: زهير بن محمد العنبري، من أهل مرو، من أهل خرق.

قال ابن عدي: وقال النسائي فيما أخبرني محمد بن العباس عنه قال:

زهير بن محمد ليس بالقوي

(1)

.

أنبأنا أبو محمد عبد الوهاب بن رواج قال: أخبرنا أبو طاهر السّلفي قال:

أخبرنا أبو صادق مرشد بن يحيى المديني قال: أنبأنا أبو الحسن علي بن منير بن

(1)

-الضعفاء والمتروكين للنسائي-ط. بيروت 112:1987. الكامل لابن عدي:3/ 1073.

ص: 3898

أحمد الخلاّل قال: أخبرنا أبو محمد الحسن بن رشيق قال: حدثنا أبو عبد الرحمن أحمد بن شعيب بن علي سنان (22 - و) النسوي قال: زهير بن محمد أبو المنذر الخراساني ليس بالقوي.

أخبرنا أبو محمد عبد الرحمن بن عبد الله بن علوان-فيما أجازه لي-قال:

أنبأنا الرئيس مسعود بن الحسن الثقفي عن أبي عمرو عبد الوهاب بن محمد قال:

أخبرنا حمد بن عبد الله قال: أخبرنا أبو محمد بن أبي حاتم قال: زهير بن محمد المروزي التميمي العنبري أبو المنذر، كان يكون بمكة والمدينة، روى عن محمد ابن المنكدر وصفوان بن سليم وزيد بن أسلم والعلاء بن عبد الرحمن، وابن عقيل.

روى عنه ابن مهدي، وعامر العقدي، والوليد بن مسلم، وعمر بن أبي سلمة، وأبو حذيفة، سمعت أبي يقول ذلك.

سألت أبي عن زهير بن محمد فقال: محله الصدق، وفي حفظه سوء، كان حديثة بالشام أنكر من حديثه بالعراق لسوء حفظه، وكان من أهل خراسان سكن المدينة، وقدم الشام فما حدث من كتبه فهو صالح، وما حدث من حفظه ففيه أغاليط

(1)

.

أخبرنا أبو القاسم عبد الله بن الحسين بن رواحة الحموي قال: أخبرنا أبو طاهر أحمد بن محمد السّلفي قال: أخبرنا أبو القاسم محمود بن سعادة بن أحمد ابن يوسف قال: حدثنا أبو يعلى الخليل بن عبد الله القزويني قال: حدثنا أبي قال:

حدثنا علي بن ابراهيم بن سلمة القطان قال: حدثنا علي بن أحمد بن الصباح قال:

حدثنا أبو بكر أحمد بن محمد بن هاني الأثرم قال: حدثنا أبو عبد الله (22 - ظ) بحديث زهير بن محمد عن صالح بن كيسان عن عبد الله بن أبي أمامة عن النبي صلى الله عليه وسلم: البذاذة من الإيمان

(2)

، فقال: هذا ليس هو أبو أمامة الباهلي، هذا يقولون أبو أمامة بن ثعلبة الأنصاري، وقال: حدثنا عباد عن محمد بن عمرو عن عبد الله بن أبي أمامة الأنصاري لم يقل عن أبيه.

(1)

-الجرح والتعديل:3/ 589 - 590 (2675).

(2)

-انظره في كنز العمال:5622،3/ 5619.

ص: 3899

أنبأنا أبو محمد بن أبي العلاء الهمذاني قال: أخبرنا أبو المحاسن البرمكي قال: أخبرنا أبو القاسم الإسماعيلي قال: أخبرنا أبو القاسم السهمي قال: أخبرنا أبو أحمد بن عدي قال: زهير بن محمد العنبري الخراساني، مروزي سكن مكة، يكنى أبا المنذر وهذه الأحاديث لزهير بن محمد-يعني أحاديث ذكرها في كتابه- فيه بعض النكرة، ورواية الشامبين عنه أصح من رواية غيرهم، وله غير هذه الأحاديث، ولعل الشاميين حيث رووا عنه خلطوا عليه، فإنه إذا حدث عنه أهل العراق فرواياتهم عنه شبه المستقيم، وأرجو أنه لا بأس به

(1)

.

قلت: كذا وقع في النسخ «ورواية الشاميين» وهو طغيان من القلم والصواب «ورواية العراقيين» .

أخبرنا أبو نصر بن الشيرازي-فيما أجاز لي روايته عنه-قال: أخبرنا الحافظ أبو القاسم: قال: أنبأنا أبو محمد بن الأكفاني قال: حدثنا عبد العزيز الكتاني: قال: أخبرنا أبو نصر بن الجبّان-إجازة-قال: أخبرنا أحمد بن القاسم الميانجي-اجازة-قال: حدثني أحمد بن طاهر بن النجم قال: أخبرنا سعيد بن عمرو البرذعي (23 - و) فيما نسخه من كتاب أبي زرعة الرازي بخطه في أسامي الضعفاء ومن تكلم فيهم من المحدثين: زهير بن محمد أبو المنذر التميمي، كناه آدم.

قال الحافظ أبو القاسم: أخبرنا أبو نصر القشيري قال: أخبرنا أبو بكر أحمد ابن الحسين قال: أخبرنا محمد بن عبد الله الحاكم قال: وسمعت أبا عبد الله الضبي يقول: سمعت أحمد بن محمد بن سعيد يقول: سمعت موسى بن هارون يقول: زهير ابن محمد أبو المنذر الخراساني قالوا: إنه من أهل نيسابور، وقالوا من غيره، أرجو أنه صدوق كثير الخطأ.

وقال الحافظ: أخبرنا أبو الفتح نصر الله بن علي قال: حدثنا نصر بن إبراهيم قال: أخبرنا سليم بن أيوب قال: أخبرنا أبو نصر طاهر بن محمد قال: أخبرنا أبو

(1)

-الكامل لابن عدي:3/ 1073 - 1078.

ص: 3900

القاسم علي بن ابراهيم قال: حدثنا أبو زكريا يزيد بن محمد بن اياس قال: سمعت أحمد بن محمد المقدمي يقول: زهير بن محمد المديني أبو المنذر.

قال الحافظ أبو القاسم: كذا قال: وهو مروزي

(1)

.

قلت: انما نسبه الى المدينة لأنه سكنها كما نسبه غيره الى مكة لأنه يسكنها، فقد ذكر أبو محمد بن أبي حاتم أنه سكن المدينة.

أنبأنا عمر بن طبرزد قال: أخبرنا أبو السعود أحمد بن علي المحلي -إجازة إن لم يكن سماعا-قال: حدثنا أبو الحسين بن المهتدي قال: أخبرنا عبد الرحمن بن عمر الخلال قال: حدثنا أبو بكر محمد بن أحمد بن يعقوب قال:

قال جدي يعقوب: زهير بن محمد الخراساني، صدوق صالح الحديث.

أخبرنا أبو حفص عمر بن علي بن محمد بن قشام-إذنا-عن الحافظ (23 - ظ) أبي العلاء الحسن بن أحمد قال: أخبرنا أبو جعفر محمد بن الحسن قال: أخبرنا أبو علي الحسن بن محمد بن محمد الصفار قال: أخبرنا أبو بكر أحمد بن علي بن منجويه قال: أخبرنا الحاكم أبو أحمد محمد بن محمد الحافظ قال: أبو المنذر زهير ابن محمد التميمي العنبري الخراساني المروزي، روى عن أبي محمد عبد الله بن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم الأنصاري، وأبي أسامة زيد بن أسلم العدوي، في حديثه بعض المناكير، روى عنه عبد الرحمن بن مهدي، وأبو يحيى معن بن عيسى القزاز الأشجعي، وأبو عامر عبد الملك بن عمرو العقدي.

أخبرنا أبو الفتوح محمد بن أبي سعد البكري-فيما أذن لنا في روايته عنه- قال: أخبرنا الحافظ أبو القاسم علي بن الحسن الدمشقي قال: زهير بن محمد، أبو المنذر التميمي ثم العنبري الخراساني المروزي الخرقي، من أهل قرية من قرى مرو تسمى خرق، سمعت بها الحديث، ويقال إنه هروي، ويقال نيسابوري، سكن بمكة، وسكن الشام.

وحدث عن يحيى بن سعيد الأنصاري، وأبي محمد عبد الله بن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم، وزيد بن أسلم، وعبد الله بن محمد بن عقيل، وموسى

(1)

-تاريخ دمشق لابن عساكر:6/ 231 - ظ.

ص: 3901

ابن وردان، وصفوان بن سليم، وهشام بن عروة، وأبي حازم الأعرج، ومحمد ابن المنكدر، وعبد الرحمن بن حرملة وعبد الرحمن بن القاسم، وسهيل بن أبي صالح، والعلاء بن عبد الرحمن، وصالح مولى التوأمة، وجعفر بن محمد الصادق وأبي اسحاق السبيعي وحميد (24 - و) الطويل والوضين بن عطاء، واسماعيل بن وردان، والمطلب بن عبد الله بن حنطب.

روى عنه ابن مهدي وعبد الملك بن عمرو العقدي، وأبو حذيفة موسى بن مسعود، ومعن بن عيسى القزاز، وأبو داوود الطيالسي، ومعاذ بن خالد المروزي، وعبد الملك بن عبد الرحمن الذماري، ومحمد بن سليمان الحراني بومه، وعثمان ابن الحكم الجذامي المصري، واليمان بن عدي الحمصي، واجتاز بدمشق، فروى عنه من أهلها: الوليد بن مسلم ويحيى بن حمزة، وعمرو بن أبي سلمة وأبو الزرقاء عبد الملك بن أبي محمد الصنعاني، وسويد بن عبد العزيز، وعلي بن أبي حملة وصدقة بن عبد الله السمين

(1)

.

‌زهير بن مضرس

ابن منظور بن زبان بن سيار بن عمرو بن جابر بن عقل بن هلال بن سمي بن مازن بن فزارة بن ذبيان بن بغيض بن ريث بن غطفان بن سعد بن قيس بن عيلان بن مضر بن نزار الفزاري شهد وفاة مسلمة بن عبد الملك، وحكى عن هشام والوليد ابن يزيد، وتوفي مسلمة في قرية يقال لها الحانوت من أعمال حلب، وتعرف الآن بالحانوته روى عنه ابنه موسى بن زهير.

أخبرنا أبو القاسم عبد الغني بن سليمان بن بنين المصري بالقاهرة قال: أخبرنا أبو عبد الله محمد بن حمد الأرتاحي قال: أخبرنا أبو الحسن الفراء في كتابه عن أبي اسحاق الحبال، وخديجة المرابطة. قال الحبال: أخبرنا أبو القاسم عبد الجبار ابن أحمد بن عمر المقرئ قال: أخبرنا أبو بكر الحسن بن الحسين بن بندار.

(24 - ظ) وقالت خديجة: أخبرنا أبو القاسم يحيى بن أحمد بن علي بن الحسين بن بندار قال: حدثني جدي علي. قالا: حدثنا محمود بن محمد قال: حدثني أحمد

(1)

-تاريخ دمشق لابن عساكر:6/ 231 - و.

ص: 3902

ابن أبي طاهر قال: حدثنا الزبير بن بكار قال: حدثني موسى بن زهير بن مضرس ابن منظور بن زبان بن سيار بن عمرو بن جابر عن أبيه قال: رأيت هشاما في معسكره يوم مات مسلمة وقد وقف عليه الوليد بن يزيد فقال: يا أمير المؤمنين إن عقبى من بقي لحوق من مضى، وقد أقفر بعد مسلمة الصيد لمن رمى، واختل الثغر فوهى وعلى أثر من سلف يمضي من خلف، ثم مضى.

‌زهير بن هارون

ابن موسى بن عيسى بن عبد الله بن محمد بن عامر أبي جرادة العقيلي الحلبي جد جد جد أبي، وبنوا العديم كلهم من نسله، وأكثر الأملاك التي كانت لسلفنا بحلب: أورم الكبرى ويحمول، وأقذار ولؤلؤه والسبن هو الذي اشتراها، وكان حافظا لكتاب الله تعالى، عنده فضل وأدب وورع وديانة.

ووقفت على كتاب في رق يتضمن وقفا وقفه زهير بن هارون بن موسى: إنه وقف اربع حقال بأورم الكبرى من قرى حلب تصدّق بها على أن تستغل بوجوه غلاتها في كل سنة وحين وزمان، فما فضل بعد النفقة على هذه الصدقة في مصلحتها وعمارتها وما فيه صلاحها اشتري منه فرس بعشرين دينارا، وأقيم بثغر طرسوس في دار السبيل المعروفة بزهير بن الحارث، ودفع إلى رجل من المجاهدين يغزو عليه عن زهير بن هارون، وأجري عليه في (25 - و) كل سنة خمسة عشر دينارا، وما فضل بعد ذلك في كل سنة كان مدخرا لنائبه إن لحقت هذا الفرس من هرم أو عطب أو زمانه فيقام مكان الفرس العاطب أو النافق أو الزمن، ويجري عليه هذا الرزق المذكور في هذا الكتاب في كل سنة من السنين في المستأنف أبدا حتى يرث الله الأرض ومن عليها وهو خير الوارثين ومن ضعف ممن يكون في يديه هذا الفرس عن الغزو أو النفير، دفع هذا الفرس إلى غيره من أهل الجهاد والرد والغناء-من أهل الجهاد والرد والغناء

(1)

-من أهل ثغر طرسوس، ودفع إليه رزق هذا الفرس في كل سنة أبدا حتى يرث الله الأرض ومن عليها وهو خير الوارثين، وجعل ولاية هذه الصدقة بعد موته إلى ابن عمه عبد الله بن محمد بن موسى بن أبي جرادة،

(1)

-كذا بالاصل وقع هذا التكرار.

ص: 3903

وإلى أخيه أحمد بن هارون بن موسى بن أبي جرادة، وإلى أمه فاطمة ابنة عبد الله ابن زهير، والكتاب مؤرخ بشهر ربيع الأول من سنة تسع عشرة وثلاثمائة، ويغلب على ظني أن زهير بن الحارث المنسوب اليه دار السبيل بطرسوس جده لأمّه، وقد ذكرناه، وتوفي زهير بن هارون بحلب في حدود سنة أربعين وثلاثمائة.

‌زهير المجنون الانطاكي

مذكور من عقلاء المجانين، حكى عنه الحسن بن يزيد الأنطاكي حكاية وشعرا.

قرأت في كتاب وقع إليّ من عقلاء المجانين لم يذكر اسم مصنفه قال فيه:

وحدّث الحسن (25 - ظ) بن يزيد الأنطاكي قال: كان عندنا مجنون يقال له زهير، وكان من أحسن الناس وجها وأجودهم شعرا، وكان يألف جارية من بعض بنات القاسم بن الحسن، فعبرت يوما وهو جالس ومعه جوزة يدوّم بها في الأرض فسلست فرد السلام وقال لي: يا حسن أتلعب معي؟ قلت: نعم إن أنشدتني شيئا، فقال: اسمع فقلت: هات فأنشدني هذه الأبيات:

طلع البدر ليلة فرآها

ولقد كان لا يراها حجابا

فبقي مطرقا وقال حياء

لم يكن مطلعي عليك صوايا

أنت بدر السماء لا شك فيه

فاعلمي ذاك واعذريني وغابا

فلما هممت بالقيام قال لي: يا حسن سألت ما لا ينفعك، فاسمع ما ينفعك، قلت:

هات فأنشد هذه الأبيات:

ما أعجل الأيام في الشهر

وأعجل الأشهر في العمر

ليس لمن ليست له حيلة

موجودة خير من الصبر

فاخط مع الدهر إذا ما خطا

واجر مع الدهر كما يجري

ثم زعق، ونزع جبته ورمى بها، وهرول وتركني.

‌زيادة الله بن عبد الله بن ابراهيم

ابن أحمد بن محمد بن الأغلب بن إبراهيم بن الأغلب بن سالم بن عقال بن حذافة بن عباد بن عبد الله بن محارب بن سعد بن حرام بن سعد بن مالك بن سعد

ص: 3904

ابن زيد مناة بن تميم التميمي ثم السعدي، أبو مضر بن أبي العباس بن أبي اسحاق ابن أبي ابراهيم بن أبي عبد الله بن أبي عقال، ملك بن ملك بن ملك بن ملك (26 - و) بن ملك بن ملك بن ملك بن ملك، ملكوا إفريقية والقيروان، وكان أبو مضر هذا آخرهم ملكا، وظهر في أيامه أبو عبد الله الشيعي، فهزم الشيعي جيوشه، وأخذ بلاده فأسلم إفريقية حين عجز عنها، وفرّ بما خف معه من الأموال والذخائر واجتاز بطرابلس المغرب فأقام بها تسعة عشر يوما، وأطلق أبا العباس أخا أبي عبد الله الشيعي من الحبس لاظهاره البراءة من أبي عبد الله، وأنه ليس بأخ له، ثم ندم على اطلاقه، ولما خرج أبو مضر ورقا خطيب القيروان المنبر وخطب ودعا للمهدي فقال:

أبو محمد عبيد الله المهدي بالله أمير المؤمنين، قام جبلة بن حمود الصدفي قائما وكشف رأسه حتى رآه الناس، ومشى من عند المنبر إلى آخر الجامع، وهو يقول:

قطعوها قطعهم الله

(1)

، وقام الفقهاء ووجوه البلد معه، فما حضر الجامع أحد من الأماثل بعد ذلك اليوم، وأخذوا الناس بالعنف فمن أجاب أكرم، ومن أبي أهين وحبس.

وأما أبو مضر فإنه رحل من طرابلس ووصل إلى مصر وعليها النوشري

(2)

فوقع بينه وبينه خلاف ووحشة، ثم أصلح بينهما ابن بسطام، ثم رحل أبو مضر من مصر وتوجه إلى الشام، ونفذ منها إلى الرقة، وكتب إلى الوزير ابن الفرات

(3)

يستأذنه في القدوم على الخليفة المقتدر فلم يؤذن له في الوصول إلى بغداد، وأمره ابن الفرات بالمقام بالرقة، فأقام بها سنة منعكفا على شرب الخمر والفسق، وسعى به قوم الى المقتدر وأشاروا برده الى المغرب، وكان قد تفرق عنه أصحابه عند مقامه بالرقة (26 - ظ) واشتغاله باللهو، فكتب المقتدر الى النوشري كتابا، والى ابن بسطام كتابا الى مصر يأمرهما بمعونة أبي مضر بالرجال والعدد، وأن يعطى من خراج مصر ما يقيم به عسكره، وكتب إليه من بغداد بالعودة الى المغرب ليدرك

(1)

-اي قطعوا الخطبة للعباسيين، ولجبلة بن حمود ترجمة مطولة في رياض النفوس للمالكي:2/ 27 - 45، وقد توفي سنة 297 هـ. هذا واسم المهدي «عبد الله» لا «عبيد الله» انظر كتابي الجامع في اخبار القرامطة:1/ 1978.

(2)

-عيسى النوشري والي مصر آنذاك. أنظر حوله كتاب الولاة للكندي:267.

(3)

-هو علي بن محمد بن موسى من أشهر وزراء الدولة العباسية قتل سنة 312 هـ /924 م. الاعلام للزركلي.

ص: 3905

ثأره، فعاد زيادة الله الى مصر ومشى بها متقلدا بسيفين فأخرجه النوشري الى ذات الحمام

(1)

وهو موضع، وقال له تكون هناك حتى تأتيك الرجال والمال ومطله بذلك حتى أنفق جميع ما كان معه، وباع السلاح والعدد وكثرت به العلل، وقيل إن بعض خدمه سمته في طعامه فوقع شعر لحيته، ثم رجع الى مصر وخرج منها الى بيت المقدس فمات هناك، فدفن بها، وقيل مات بالرملة ودفن بها.

وفي نفوذه من الشام الى الرقة وعوده مرّ بحلب أو ببعض عملها.

وكان له شعر جيد وعنده أدب وفضل، وكان آباؤه يذهبون الى مذهب الامام أبي حنيفة رضي الله عنه، فرجع هو عنه واستهتر بشرب الخمر واللهو والانهماك في المعاصي، وآل به الأمر الى ما آل.

أنبأنا أبو نصر محمد بن هبة الله قال: أخبرنا الحافظ أبو القاسم علي بن الحسن قال: قرأت بخط أبي الحسن رشاء بن نظيف وأنبأنيه أبو القاسم علي بن إبراهيم، وأبو الوحش سبيع بن المسلم عنه قال: أخبرنا أبو الفتح ابراهيم بن علي ابن ابراهيم البغدادي قال: حدثنا محمد بن يحيى الصولي قال: حدثنا أبو الحسن علي بن جعفر الكاتب قال: حدثني أبي قال: كان لزيادة الله بن عبد الله بن إبراهيم ابن أحمد، وهو زيادة الله الأصغر، وكان أميرا بإفريقية غلام فحل (27 - و) صيني يدعى خطاب، وهو الذي اسمه في السكك فسخط عليه وقيده بقيد من ذهب، فدخل يوما من الأيام صاحبه على البريد وهو عبد الله بن الصائغ، فلما رأى الغلام مقيدا تأخر قليلا وعمل بيتين، وكتب بهما الى زيادة الله، وهما:

يا أيها الملك المأمون طائره

رفقا فإن يد المعشوق فوق يدك

كم ذا التجلد والأحشاء راجفة

أعيذ قلبك أن يسطو على كبدك

فأطلق الغلام ورضي عنه، وصل عبد الله بن الصائغ بالقيد الذهب

(2)

.

(1)

-ذات الحمام موضع بين مكة والمدينة. معجم البلدان، ولا أظن أنه المقصود.

(2)

-تاريخ دمشق لابن عساكر:6/ 233 - ظ.

ص: 3906

كتب إلينا أبو روح عبد المعز بن محمد الهروي منها قال: أنبأنا زاهر بن طاهر الشحامي عن أبي القاسم بن البندار عن أبي أحمد القاري قال: أخبرنا أبو بكر محمد بن يحيى الصولي-اجازة-قال: كان العباس بن الحسن يحب أن يري المكتفي أنه فوق القاسم بن عبيد الله تدبيرا، فقال للمكتفي إن ابن الأغلب في دنيا عظيمة، ونعم خطيرة وأريد أن أكاتبه وأرغبه في الطاعة، وأخوفه المعصية، ففعل فأنجح الكتاب ووجه ابن الأغلب برسول له شيخ، ومعه هدايا، ومائتا خادم وخيل وبزّ كثير، وطيب، ومن اللبود المغربية، ومائتان وعشرة آلاف درهم في كل درهم عشرة دراهم، وألف دينار في كل دينار عشرة دنانير وكتب على الدراهم من وجهين على كل وجه منها:

يا سائرا نحو الخليفة قل له

أن قد كفاك الله أمرك كلّه

بزيادة الله بن عبد الله سي

ف الله من دون الخليفة سلّه (27 - ظ)

وفي الجانب الآخر:

ما ينبري لك بالشقاق منافق

إلا استباح حريمه وأذله

من لا يرى لك طاعة فالله قد

أعماه عن سبل الهدى وأضله

ووجه إلى العباس بهدايا جليلة كثيرة، وعرفه أنه لم يزل وآباؤه قبله في طاعة الخلفاء.

قال الصولي: وقد رأيت الشيخ القادم بالهدايا من قبله، وكان عظيم اللحية، وكان معه مال عظيم فاشترى مغنيات بنحو ثلاثين ألف دينار لابن الأغلب تساوي عشرة آلاف دينار، ولعب الناس عليه فيهن وغبنوه، وكان قليل العلم بالغناء، ثم اعتل فمات فأخذ العباس بن الحسن جميع ما كان معه، وورد الخبر بعقب ذلك بمجيء ابن الأغلب منهزما الى مصر، فكتب العباس يتعرف مقدار ابن الأغلب وجيشه وما ورد به مصر معه، فوردت كتب أصحابه بأنه في غاية الترفه والتشاغل بلذته، وأنه لا رأي له ولا حزم عنده، فكتب الى النوشري في إخراجه من مصر الى الحضرة، فلما صار بديار مضر أشار على المكتفي أن لا يقدمه الحضرة إذ كان

ص: 3907

مؤونة لا معونة، وكتب الى ابن بسطام وهو يلي ديار مضر أن يقيمه عنده ويقيم له أنزالا بألف دينار كل شهر، فأقام شهورا ثم توفي.

وابن الأغلب هذا من ولد الأغلب بن عمرو المازني، وكان عمرو من أهل البصرة، وولاه الرشيد المغرب بعد أن مات ادريس بن عبد الله بن حسن بن حسن، فمازال بالمغرب الى أن توفي (28 - و) وخلفه ابنه الأغلب بن عمرو، ثم أولاده الى أن صار الأمر الى زيادة الله هذا. (28 - ظ).

أخبرنا سليمان بن الفضل بن سليمان-فيما أذن لنا في روايته عنه-قال:

أخبرنا الحافظ أبو القاسم علي بن الحسن الدمشقي قال: زيادة الله بن عبد الله ابن ابراهيم بن أحمد بن محمد بن الأغلب بن ابراهيم بن سالم بن عقال بن حذافة ابن عباد بن عبد الله بن محمد بن سعد بن حرام بن سعد بن مالك بن سعد بن زيد مناة بن تميم أبو مضر بن أبي العباس التميمي، صاحب القيروان، قدم دمشق في سنة اثنتين وثلاثمائة مجتازا الى بغداد حين غلب على ملكه بإفريقية، وكان أبوه وجده، ومحمد أخو جد جده وجد أبيه وأخو جد أبيه واسمه زيادة الله كلهم قد ولي إفريقية.

وقال الحافظ أبو القاسم: بلغني أن زيادة الله توفي بالرملة في جمادى الأولى سنة أربع وثلاثمائة، ودفن بالرملة فساخ به قبره، فسقف عليه، وترك مكانه

(1)

.

(1)

-تاريخ دمشق لابن عساكر:6/ 233. ظ -234 - و.

ص: 3908

‌ذكر من اسمه زياد

‌زياد بن الأشهب:

ابن ورد بن عمرو بن ربيعة بن جعدة بن كعب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة الجعدي، قدم صفين ليصلح بين علي ومعاوية، وله ذكر.

قال ابن الكلبي: وكان زياد بن الأشهب قد أتى علي بن أبي طالب يصلح بينه وبين معاوية، فقال النابغة الجعدي يعتد ذلك على بني أمية.

مقام زياد عند باب ابن هاشم

يريد الصلاح بينكم ويقرب

(1)

‌زياد بن ايوب:

أبو هاشم وقيل أبو هشيم المصيصي البغدادي، ويعرف بدلويه حدث (29 - ظ) عن مبشر بن اسماعيل الحلبي وهشيم بن بشير الواسطي، وأبي بكر بن عياش، وعباد بن العوام، ويحيى بن يمان وزياد البكائي، واسماعيل بن عليّة، ومحمد بن يزيد الواسطي، روى عنه أبو القاسم عبد الله بن محمد بن عبد العزيز البغوي، والقاضي أبو عبد الله المحاملي، وأبو حاتم الرازي وأبو بكر عبد الرحمن بن محمد بن الفضل الصيداوي وأحمد بن علي بن العلاء الجوزجاني، وأبو يوسف يعقوب بن سفيان الفسوي، ومحمد بن ابراهيم بن فضّال.

أخبرنا أبو علي حسن بن أحمد بن يوسف الأوقي قال: أخبرنا الحافظ أبو طاهر أحمد بن محمد بن ابراهيم قال: أخبرنا أبو بكر الطريثيثي وأبو سعد ابن خشيش، ح.

وأخبرنا أبو اسحاق ابراهيم بن عثمان الزركشي قال: أخبرنا أبو الفتح

(1)

-ديوان النابغة:9.

ص: 3909

ابن البطي وأبو المظفر الكاغدي. قال ابن البطي: أخبرنا أبو الفضل بن خيرون.

وقال الكاغدي: أخبرنا الطريثيثي قالوا: أخبرنا أبو علي بن شاذان قال: أخبرنا ابن درستويه قال: حدثنا يعقوب بن سفيان قال: حدثنا أبو هاشم زياد بن أيوب قال: حدثنا مبشر بن اسماعيل الحلبي عن تمام بن نجيح عن الحسن عن أنس قال:

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما من حافظين رفعا إلى الله عز وجل ما حفظا من ليل أو نهار فيجد الله في أول الصحيفة خيرا وفي الآخرة خيرا إلاّ قال الله للملائكة:

أشهدكم أني قد غفرت لعبدي ما بين طرفي الصحيفة

(1)

.

أخبرنا أبو محمد عبد الرحمن بن عبد الله بن علوان-فيما أذن لنا فيه- قال: أنبأنا مسعود بن الحسن قال: أخبرنا أبو عمرو بن منده-إجازة إن لم يكن سماعا-قال: أخبرنا أحمد بن عبد الله قال: أخبرنا عبد الرحمن بن أبي حاتم قال: حدثنا أبو بكر الأسدي عبد الرحمن بن محمد بن الفضل الصيداوي وكان من أجله أصحاب أحمد بن حنبل (30 - و) ممن كتب عنه أبي وأبو زرعه قال: سمعت زياد بن أيوب وكان ثقة، قال عبد الرحمن: سئل أبي عن زياد بن أيوب فقال: صدوق.

أنبأنا أبو البركات سعيد بن هاشم قال: أخبرنا أبو طاهر الخضر بن الفضل رجل في كتابه قال: أنبأنا عبد الوهاب بن محمد قال: أخبرنا محمد بن عبد الله قال:

أخبرنا أبو محمد بن أبي حاتم قال: زياد بن أيوب دلّويه، أبو هاشم بغدادي، روى عن هشيم، وأبي بكر بن عياش، واسماعيل بن علية، وعباد بن العوام، وزياد البكائي ومحمد بن يزيد الواسطي، ومبشر بن اسماعيل، ويحيى بن يمان، روى عنه أبي وكتب عنه بطرسوس

(2)

.

أخبرنا أبو اليمن زيد بن الحسن قال: أخبرنا أبو منصور القزاز قال: أخبرنا أبو بكر الخطيب قال

(3)

(30 - ظ).

(1)

-انظره في كنز العمال:7/ 18927.

(2)

-الجرح والتعديل:3/ 525 (2373).

(3)

-لم يكمل ابن العديم روايته عن الخطيب البغدادي، انظر تاريخ بغداد: 8/ 479 - 481.

ص: 3910

أخبرنا أبو عبد الله الحسين بن عمر بن باز-في كتابه-قال: أخبرنا عبد الحق بن عبد الخالق قال: أخبرنا أبو الغنائم بن النرسي قال: أخبرنا أبو أحمد الغندجاني قال: أخبرنا أحمد بن عبدان قال: أخبرنا محمد بن سهل قال: أخبرنا محمد بن اسماعيل البخاري قال: زياد بن أيوب أبو هاشم الطوسي، سكن بغداد، سمع هشيم ومبشر بن اسماعيل، مات ببغداد سنة اثنتين وخمسين ومائتين يقال له دلّوية

(1)

.

‌زياد بن حبيب الجهني:

روى عن عمر بن عبد العزيز، ورجاء بن حيوة، روى عنه عبد الحميد بن عدي الجهني الرملي أبو سنان، وكان على حرس عمر بن عبد العزيز بخناصره.

أنبأنا أبو القاسم عبد الصمد بن محمد الكافي عن أبي الحسن علي بن المسلم السلمي قال: حدثنا أبو محمد عبد العزيز بن أحمد الكتاني الصوفي قال: أخبرنا محمد بن عوف قال: أخبرنا محمد بن موسى قال: أخبرنا محمد بن خريم قال:

حدثنا هشام بن عمار قال: حدثنا عبد الحميد بن عدي قال: حدثنا زياد بن حبيب قال: أمرنا عمر بن عبد العزيز من كان من الحرس إذا دخل عليه رجل من العجم أن يتحفظ منه الحرس الذين معه أن لا يسجد لعمر بن عبد العزيز، فإن غفل الحرس حتى سجد نحاه من الحرس، ويقول: إنما السجود لله عز وجل.

قال: وحدثنا عبد الحميد بن عدي قال: حدثنا زياد بن حبيب قال: (31 - و) جاءت جارية لعمر بن عبد العزيز إلى قصاب وعليه جماعة فقالت: ويحك روحني فإن أمير المؤمنين صائم، ومعها درهم تشتري به لحما.

أنبأنا عمر بن محمد بن طبرزد عن أبي الفضل بن ناصر عن جعفر بن يحيى قال: أخبرنا أبو نصر الوائلي قال: أخبرنا الخصيب بن عبد الله قال: أخبرني عبد الكريم بن أبي عبد الرحمن قال: أخبرني أبي قال: أخبرنا معاوية بن صالح قال:

حدثنا عبد الحميد بن عدي أبو سنان الجهني عن زياد الجهني وكان من حرس عمر

(1)

-التاريخ الكبير 3/ 345 (1168).

ص: 3911

ابن عبد العزيز أن عمر بن عبد العزيز كان يأمر حرسه إذا دخل رجل من أهل الذمة أن يتحفظ منه الحرس الذين معه أن لا يسجد لعمر بن عبد العزيز، فإن غفل حرسي فسجد، فنحاه من الحرس وألحقه بأهله وقال: إنما السجدة لله عز وجل.

أخبرنا أبو نصر محمد بن هبة الله بن الشيرازي-فيما أذن لنا في روايته عنه-قال: أخبرنا الحافظ أبو القاسم علي بن الحسن الدمشقي قال: زياد بن حبيب الجهني كان من حرس عمر بن عبد العزيز روى عن عمر ورجاء بن حيوة قولهما، روى عنه عبد الحميد بن عدي الجهني الرملي أبو سنان.

(1)

‌زياد بن حفص التيمي:

شهد صفين مع علي بن أبي طالب رضي الله عنه، وقتل بها، وكان له ذكر.

أنبأنا أبو الحسن بن أبي عبد الله بن المقير عن أبي محمد عبد الله بن أحمد قال: أخبرنا أبو الحسين بن الفراء قال: أخبرنا أبو غالب الباقلاني قال: أخبرنا أبو علي بن شاذان قال: حدثنا أبو الحسن بن ننجاب الطيبي قال: حدثنا ابراهيم ابن (31 - ظ) الحسين قال: حدثنا يحيى بن سليمان قال حدثنا نصر بن مزاحم قال: حدثنا عمر بن سعد قال: حدثني أبو الصلت التيمي أن زياد بن حفص التيمي قتل مبارزة-يعني-يوم صفين.

(2)

‌زياد بن حنظلة التميمي:

حليف بني عبد بن قصي، له من رسول الله صلى الله عليه وسلم صحبة، ولا يعلم له رواية.

روى عنه ابنه حنظلة بن زياد والعاص بن تمام، وقيل ان النبي صلى الله عليه وسلم بعثه الى قيس بن عاصم المنقري والزبرقان بن بدر ليتعاونوا على مسيلمة وطليحة والأسود، وعمل لرسول الله صلى الله عليه وسلم، وشهد فتح قنسرين، وذكر ذلك في شعره، وشهد مع علي رضي الله عنه صفين وغيرها وله أشعار مروية.

(1)

-تاريخ دمشق لابن عساكر:6/ 235 - ظ.

(2)

- هو في صفين:295 «زياد بن خصفة» .

ص: 3912

أخبرنا

(1)

-قال: أخبرنا أبو القاسم اسماعيل بن أحمد بن السمرقندي قال: أخبرنا أبو الحسن بن النقور قال: أخبرنا أبو طاهر المخلص قال: أخبرنا أحمد بن عبد الله بن سعيد قال: حدثنا السري بن يحيى قال: حدثنا شعيب بن ابراهيم قال: حدثنا سيف بن عمر عن محمد بن عبد الله عن حنظلة بن زياد بن حنظلة عن أبيه قال: مرض أبو بكر فخرج خالد من العراق الى بلاد الشام، وهو في ذلك متماسك أشهرا، ثم ثقل، وجعل يزداد ثقلا.

قال: وحدثنا سيف عن أبي الزهراء القشيري عن رجال من بني قشير قالوا: لما خرج هرقل من الرها واستتبع أهلها قالوا: نحن لك هاهنا خير منا معك، وأبوا (32 - و) أن يتبعوه وتفرقوا عنه وعن المسلمين، وكان أول من أنبح كلابها، وأنفر دجاجها زياد بن حنظلة، وكان من الصحابة، وكان مع عمر بن مالك مساندة، وكان حليفا لبني عبد بن قصي، وقبل ذلك ما قد خرج هرقل حين ينزل بشمشاط، فلما نزل القوم الرها أدرب فأنفد نحو قسطنطينية، ولحقه رجل من الروم قد كان أسيرا في أيدي المسلمين، فأقلت فقال له: أخبرني عن هؤلاء القوم قال: أحدثك كأنك تنظر إليهم: فرسان بالنهار، رهبان بالليل ما يأكلون في ذمتهم إلاّ بثمن ولا يدخلون إلاّ بسلام يتقون على من حاربهم حتى يأتوا عليهم، فقال: لئن كنت صدقتني لترثن ما تحت قدمي هاتين.

قال: وحدثنا سيف قال: وقال زياد بن حنظلة:

سائل هرقلا حيث شبت وقوده

شببنا له حربا تهز القنابلا

ثنينا له من صدر جيش عرمرم

يهزون في المشتى الرماح النواهلا

وكنا لحباش وروم وسقلب

نكالا وأفراسا تسل القبائلا

قتلناهم في كل دار وقيعة

وأبنا بأسراهم تعاني السلاسلا

قال: وقال زياد بن حنظلة:

نحن بقنسرين كنا ولاتها

عشية ميناس نكوس ويعتب

ينوء وتثنيه جوارح جمّة

وحالفه منا سنان وثعلب

(1)

-فراغ بالاصل قرابة السطر.

ص: 3913

وقد هربت ما تنوخ وخاطرت

بحاضرها

(1)

والسمهرية تضرب

(32 - ظ)

فلما اتقونا بالجزاء وهدموا

مدينتهم عدنا هنالك نعجب

قال: وقال أيضا:

وميناس قتلا يوم جاء بجمعه

فصادفه منا قراع مؤزّر

فولت فلولا بالفضاء جموعه

ونازعه منا سنان مذكر

تضمنه لما تراخت خيوله

مناخ لديه عسكر ثم عسكر

وغودر ذاك الجمع تعلو وجوههم

دقاق الحصا والسافيا المغبر

قلت: هذا ميناس الذي ذكره في هاتين المقطوعتين هو ملك الروم، وكان رأس الروم وأعظمهم فيهم بعد هرقل، فالتقى الروم والمسلمون وعليهم ميناس، فقتل ميناس ومن معه مقتله لم يقتلوا مثلها، ومات الروم على دمه حتى لم يبق منهم أحد وذلك حين نزل المسلمون بقنسرين.

وقال: أخبرنا ابن السمرقندي قال: أخبرنا أبو الحسين بن النقور قال: أخبرنا أبو طاهر المخلص قال: أخبرنا أحمد بن عبد الله بن سعد قال: حدثنا السري بن يحيى قال: حدثنا شعيب بن ابراهيم قال: حدثنا سيف بن عمر قال: وقال زياد بن حنظلة في اجنادين

(2)

ويومها:

ونحن تركنا أرطبون مطردا

الى المسجد الأقصى وفيه حسور

عشية أجنادين لما تتابعوا

وقامت عليهم بالعزاء ستور

عطفنا له تحت الغبار بطعنة

لها نشج نائي الشهيق غزير

(33 - و)

فطمنا به الروم العريضة بعده

عن الشام ما أرسى هناك سنير

(3)

(1)

-حاضر قنسرين وكان أشبه بمدينة مستقلة سكنتها تنوخ وطئ وغيرهما من قبائل العرب.

(2)

-وقعت أجنادين ظاهر قرية عجور الشرقي في منطقة الخليل، وكانت معركة أجنادين سنة 13 هـ. معجم بلدان فلسطين.

(3)

-جبل بين حمص وبعلبك. معجم البلدان.

ص: 3914

فولت جموع الروم تتبع إثره

تكاد من الذعر الشديد تطير

وغودر صرعى في المكرّ كثيره

وآب إليه الفل وهو حسير

وقال أيضا:

ولقد شفى نفسي وأبرأ سقمها

شد الخيول على جموع الروم

يضربن سيدهم ولم يمهلنه

وفتكن فلّهم الى أدروم

(1)

وحوين أجنادين في ريعانها

ولحقن الناعل شؤون القوم

فحصرت جمعهم ولم يحفلنه

ونكحت فيهم كل ذات أروم

وقال زياد بن حنظلة:

تذكرت حرب الشام لمّا تطاولت

وإذ نحن في عام كثير تزايله

وإذ نحن في أرض الحجاز وبيننا

مسيرة شهر بينهن بلابله

(2)

وإذا أرطبون الروم بحمى بلاده

يجاوله قرن هناك يساجله

فلما رأى الفاروق أزمان فتحها

سما بجنود الله كيما يصاوله

فلما أحسوه وخافوا صواله

أتوه وقالوا أنت ممن يواصله

وألقت إليه الشام أفلاذ كبدها

وعيشا خصبا ما تعد مآكله

أباح لنا ما بين شرق ومغرب

مواريث أعقاب بيتها قذامله

(3)

وكم مثقل لم نضطلع باحتماله

تحمّل عنا حين شالت

(4)

شوائله

(33 - ظ) وقال أيضا:

سما عمر لما أتته رسائل

كأصيد يحمي صرعة

(5)

الحي أغيدا

(1)

-أرجح أنها الداروم فيما بعد والتي تعرف الآن باسم دير البلح في فلسطين. معجم بلدان فلسطين.

(2)

-البلابل-تفرق الآراء وشدة الهم والوساوس. القاموس.

(3)

-غير واضحة بالاصل ضبطتها على رواية ابن عساكر في تاريخه:6/ 238 - و، والقذامل الواسع. القاموس.

(4)

-شالت الناقة بذنبها: رفعته، والشائلة من الابل ما أتى عليها من حملها او وضعها سبعة أشهر. القاموس.

(5)

-الصرعة المبالغ في الصراع الذي لا يغلب.

ص: 3915

وقد عضلت بالشام أرض بأهلها

يريد من الأقوام من كان أنجدا

فلما أتاه ما أتاه أجابهم

بجيش ترى منه النيازك سجدا

وأقبلت الشام العريضة بالذي

أراد أبو حفص وأزكى وأزيدا

فقسط فيما بينهم كل جزيه

وكل رقاد كان أهنا وأحمدا

أخبرنا أبو الفتوح نصر بن أبي الفرج الحصري-في كتابه إلينا من مكة-قال:

أخبرنا الحافظ أبو محمد عبد الله بن محمد بن علي الأشيري قال: أخبرنا أبو الوليد يوسف بن عبد العزيز بن الدباغ قال: أخبرنا أبو محمد عبد الرحمن بن عبد العزيز ابن ثابت قال: أخبرنا أبو عمر يوسف بن عبد الله بن عبد البر قال: زياد بن حنظلة التميمي له صحبة ولا أعلم له رواية، وهو الذي بعثه الرسول صلى الله عليه وسلم الى قيس بن عاصم والزبرقان بن بدر ليتعاونوا على مسيلمة وطليحة والأسود، وقد عمل لرسول الله صلى الله عليه وسلم، وكان منقطعا الى علي رحمه الله، وشهد معه مشاهده كلها

(1)

.

أنبأنا سليمان بن الفضل قال: أخبرنا أبو القاسم علي بن الحسن قال: زياد بن حنظلة حليف بني عبد بن قصي، له صحبة من رسول الله صلى الله عليه وسلم، شهد اليرموك، وكان أميرا على كردوس، (34 - و) روى عنه ابنه حنظلة بن زياد، والعاص بن تمام

(2)

.

‌زياد بن خصفة التيمي البكري:

شهد صفين مع علي رضي الله عنه، وكان على ربيعة الكوفة ووجهه علي الى معاوية مع عدي بن حاتم، وشبث بن ربعي، ويزيد بن قيس يدعونه الى الجماعة.

أخبرنا أبو البركات الحسن بن محمد الأمين-كتابة-عن أبي محمد عبد الله ابن أحمد بن أحمد بن أحمد بن الخشاب قال: أخبرنا أبو الحسين بن الفراء قال:

أخبرنا أبو غالب الباقلاني قال: أخبرنا أبو علي بن شاذان قال: حدثنا أبو اسحاق ابن ننجاب قال: حدثنا ابراهيم بن ديزيل قال: حدثنا يحيى بن سليمان قال: حدثنا

(1)

- الاستيعاب لابن عبد البر على هامش الاستيعاب:1/ 547 - 548.

(2)

-تاريخ دمشق لابن عساكر:6/ 237 - و.

ص: 3916

نصر بن مزاحم قال: حدثنا عمر بن سعد قال: حدثني رجل عن سعد أبي المجاهد الطائي عن المحلّ بن خليفة قال: فتوادع علي ومعاوية-يعني في المحرم-بصفين، فاختلف الرسل بينهم رجاء الصلح، فأرسل علي عدي بن حاتم، ويزيد بن قيس وشبث بن ربعي وزياد بن خصفة البكري، فدخلوا على معاوية فبدأهم عدي فحمد الله وأثنى عليه، وقال: أما بعد فإنا أتيناك ندعوا الى أمر يجمع الله به كلمتنا، ويحقن به دماء المسلمين الى أفضلها سابقة، وأحسنها في الاسلام أثرا، وقد اجتمع له الناس وأرشدهم-يعني-الله بالدين، ولو أتيته يا معاوية قبل أن يصيبك الله بمثل يوم الجمل، فقال له معاوية: كأنك إنما جئت متهددا ولم تأت مصلحا، هيهات يا عدي (34 - ظ) والله إني لابن الحرب ما يقعقع لي بالشنان، أما والله إنك لمن المجلبين على ابن عفان، وإنك لمن قتلته، واني لأرجو أن تكون ممن يقتله الله، هيهات يا عدي، فقال شبث بن ربعي وزياد بن خصفة: أتيناك لما يصلحنا وأقبلت تضرب لنا الأمثال، دع عنك ما لا ينتفع به، وأجبنا بما يغنينا وإياك نفعه، وتكلم يزيد بن قيس، وذكر تمام الحكاية الى أن قال: وخرج القوم عنه لينصرفوا الى علي فبعث الى زياد بن خصفة التيمي فرده فدخل عليه، فقال له معاوية: يا أخا ربيعة إن عليا قطع أرحامنا، وقتل إمامنا، وآوى قتلة صاحبنا، وإني أسألك النصرة عليه بأسرتك وعشيرتك، ثم إن لك عهد الله أني أوليك إذا ظهرت أحب المصرين أحببت:

الكوفة أو البصرة.

قال أبو المجاهد الطائي: فسمعت زياد بن خصفة يحدث بهذا الحديث، قال:

قال زياد: فلما قضى معاوية كلامه، حمدت الله وأثنيت عليه، ثم قلت: أما بعد فإني على بينة من ربي بما أنعم علي، فلم أكون ظهيرا للمجرمين؟ ثم قمت من عنده، فقال معاوية لعمرو الى جنبه: ما لهم عضبهم

(1)

الله ما في قلوبهم إلا قلب رجل واحد

(2)

.

‌زياد بن الخضر بن زياد بن المغيرة بن زياد البجلي الموصلي:

سمع بالمصيصة محمد بن كثير المصيصي، وحجاج بن محمد الأعور، وروى

(1)

-عضب: قطع.

(2)

- صفين لنصر بن مزاحم:221 - 225 مع بعض الفوارق.

ص: 3917

عنهما وعن آدم بن أبي اياس، وهوذة بن خليفة، وعبد الله بن يوسف التنيسي وأبي اليمان (35 - و) الحكم بن نافع الحمصي، وسلم بن ابراهيم.

‌روى عنه أخوه مغيرة بن الخضر بن زياد.

أخبرنا أبو محمد المعافى بن اسماعيل بن الحسين بن أبي السنان-فيما أذن لنا أن نرويه عنه-قال: أخبرنا أبو منصور بن مكارم بن أحمد المؤدب قال: أخبرنا أبو القاسم نصر بن محمد بن أحمد بن صفوان قال: أخبرنا أبو الفضائل الحسن بن هبة الله الخطيب، وأبو البركات سعد بن محمد بن ادريس قالا: أخبرنا أبو الفرج محمد بن إدريس قال: أخبرنا أبو منصور المظفر بن محمد بن الطوسي قال: أخبرنا أبو زكريا يزيد بن محمد بن إياس الأزدي قال: حدثني مغيرة بن الخضر بن زياد قال: حدثني أخي زياد بن الخضر قال: حدثنا آدم قال: حدثنا شعبة عن سماك قال:

سمعت مرى بن قطن يحدث عن عدي بن حاتم قال: قلت: يا رسول الله إن أبي كان يصل الرحم ويقري الضيف ويفعل كذا فهل ذلك نافعه؟ قال: إن أباك أراد أمرا فأدركه، يعني الذكر قلت: إني سائلك عن طعام لا أدعه إلاّ تحرجا، قال: لا تدع شيئا ضارعت فيه النصرانية

(1)

.

وقال: أخبرنا أبو زكريا الأزدي قال: ومنهم-يعني من الطبقة الثامنة من محدثي الموصل-زياد بن الخضر بن زياد بن المغيرة بن زياد البجلي، روى عنه آدم ابن إياس وأبي اليمان الحكم بن نافع، وعبد الله بن يوسف التنيسي، ومحمد بن كثير المصيصي، وغيرهم من الشاميين: الحجاج بن محمد الأعور، وعن هوذة بن خليفة، وسلم بن ابراهيم ونظرائهم من البصريين، وتوفي قديما سنة (35 - ظ) سبع وأربعين ومائتين

(2)

.

‌زياد بن سليمان:

وقيل ابن سليم، وقيل ابن سلمى، وقيل زياد بن جابر بن عمرو، أبو أمامة المعروف بزياد الأعجم العبدي، مولى عبد القيس، أحد بني عامر بن الحارث، ثم

(1)

-انظره في كنز العمال:6/ 16495.

(2)

-لم يرد ذكره في الجزء المطبوع من تاريخ الموصل للازدي.

ص: 3918

أحد بني مالك بن عامر، وإنما عرف بزياد الأعجم لأنه كان في لسانه عجمة وكان ينزل اصطخر، فغلبت العجمة على لسانه وقيل أن مولده بأصبهان وانتقل إلى خراسان وذكر أبو جعفر محمد بن عثمان في تاريخه

(1)

أن أبا أبامة زياد الأعلم لا الأعجم، والصحيح أن أبا أمامة كنية زياد الأعجم، ويحتمل أن يكون كنية لهما جميعا.

حكى زياد الأعجم عن أبي موسى الأشعري، وعثمان بن أبي العاص، وعبد الله بن عبد الأعلى، حكى عنه هشام ومجبر ابنا قحذم بن سليمان بن ذكوان البصريان وقدم الرصافة على هشام بن عبد الملك، وشهد وفاته بها، وكان شاعرا مجيدا فصيحا في الشعر مع لكنته.

أنبأنا أبو نصر محمد بن هبة الله القاضي قال: أخبرنا الحافظ أبو القاسم بن الحسن قال: أخبرنا أبو غالب الماوردي قال: أخبرنا أبو الحسن السيرافي قال:

أخبرنا أحمد بن اسحاق قال حدثنا أحمد بن عمران قال: حدثنا موسى بن زكريا قال: حدثنا خليفة بن خياط قال: حدثنا الوليد بن هشام القحذمي قال: حدثني أبي وعمي قال: حدثنا زياد الأعجم قال: قدم علينا-يعني-باصطخر (36 - و) أبو موسى بكتاب عمر فقرئ علينا:

من عبد الله عمر أمير المؤمنين الى عثمان بن أبي العاص:

سلام عليك، أما بعد: فقد أمددتك بعبد الله بن قيس، فإذا التقيتما فعثمان الأمير، وتطاوعا، والسلام.

قال زياد: فلما طال حصار اصطخر قال عثمان لأبي موسى: إني أريد أن أبعث أمراء إلى هذه الرساتيق حولنا يغيرون عليها، فما ظفروا به من شيء قاسموه أهل العسكر المقيمين على المدينة، فقال أبو موسى: لا أرى ذلك أن يقاسموهم، ولكن يكون لهم، فقال عثمان: إن فعلت هذا لم يبق على المدينة أحد خفوا كلهم ورجوا الغنيمة، فاجتمع المسلمون على رأي عثمان، قال: فكان يسمي لنا نيف وثلاثين عاملا الى نيف وثلاثين رستاقا

(2)

.

(1)

-لم يصلنا هذا التاريخ.

(2)

-لم يرد هذا الخبر في تاريخ خليفة المطبوع، وكانت غزوة اصطخر سنة ثلاث وعشرين. انظر تاريخ دمشق لابن عساكر:6/ 238 - و.

ص: 3919

أنبأنا أبو حفص عمر بن محمد بن طبرزد قال: أخبرنا أبو السعود بن المجلي- اجازة إن لم يكن سماعا-قال: أخبرنا أبو الحسين بن المهتدي قال: أخبرنا عبد الله بن أحمد الصيدلاني قال: أخبرنا محمد بن مخلد بن حفص قال: قرأت على عبد الله بن عمرو الأنصاري: حدثكم الهيثم بن عدي قال: زياد الأعجم، يكنى أبا أمامة. وقال ابن طبرزد: أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد السمرقندي- إجازة إن لم يكن سماعا-قال: أخبرنا عبد الوهاب بن علي بن عبد الوهاب السكري-قراءة-قال: أخبرنا أبو الحسن علي بن عبد العزيز الطاهري قال:

قرئ على أبي بكر أحمد بن جعفر بن محمد بن سالم الختلي قال: أخبرنا أبو خليفة الفضل بن الحباب الجمحي قال: في الطبقة السابعة من شعراء الاسلام زياد الأعجم، وهو (36 - ظ) زياد بن سليم العبدي

(1)

.

أخبرنا أبو الحجاج يوسف بن خليل بن عبد الله قال: أخبرنا أبو القاسم يحيى بن بوش الأزجي قال: أخبرنا أبو العز أحمد بن عبيد الله بن كادش قال:

أخبرنا محمد بن الحسين الجازري قال: أخبرنا المعافي بن زكريا الجريري قال:

حدثنا أحمد بن العباس بن اسحاق العسكري قال: حدثنا عبد الله بن أبي سعد قال: حدثني أحمد بن عمر الزهري قال: حدثني أبو بركة الأشجعي قال: حضرت امرأة من بني نمير الوفاة فقيل لها: أوصي، فقالت: نعم، خبروني من القائل.

لعمرك مارماح بني نمير

بطائشة الصدور ولا قصار

(2)

قال: فقيل لها زياد الأعجم، فقالت: أشهدكم أن له ثلث مالي، قال: فحمل له من ثلثها أربعة آلاف درهم

(3)

.

أخبرنا أبو علي حسن بن أحمد بن يوسف الصوفي بالمسجد الأقصى قال:

أخبرنا أبو ظاهر أحمد بن محمد السّلفي قال: أخبرنا أبو عبد الله محمد بن أحمد ابن ابراهيم الرازي-بالاسكندرية-قال: أخبرنا أبو عبد الله الحسين بن عبد الله بن الحسين بن محمد بن الشيوخ الأرموي قال: أخبرنا القاضي

(1)

-طبقات الشعراء للجمي:209.

(2)

-ديوان زياد بن الاعجم:119.

(3)

-ليس في المطبوع من كتاب الجليس الصالح.

ص: 3920

أبو القاسم عبد الواحد بن محمد بن سنبك ببغداد قال: حدثنا أبو علي الحسن ابن محمد بن موسى الأنصاري قال: حدثنا أبو بكر عبد الله بن محمد بن أبي الدنيا قال: حدثني الحسين بن عبد الرحمن قال: دخل زياد الأعجم على عبد الله بن عامر ابن كريز فأنشده:

أخ لك لا تراه الدهر إلا

على العلات بساما جوادا

(37 - و)

أخ لك مامودته بمذق

إذا ما عاد فقر أخيه عادا

سألناه الجليل فما تلكا

وأعطى فوق منيتنا وزادا

وأحسن ثم أحسن ثم عدنا

فأحسن ثم عدت له فعادا

مرارا لا أعود إليه إلاّ

تبسم ضاحكا وثنى الوسادا

(1)

وقد روي أن زيادا لأعجم قال هذه الأبيات في عبد الله بن جعفر بن أبي طالب.

أنبأنا أبو المحاسن سليمان بن الفضل قال: أخبرنا الحافظ أبو القاسم علي بن الحسن قال: أخبرنا أبو القاسم نصر بن أحمد بن مقاتل قال: أخبرنا جدي أبو محمد المقرئ قال: حدثنا أبو علي الأهوازي قال: أخبرنا أبو القاسم تمام بن محمد ابن عبد الله بن جعفر الحافظ قال: أخبرنا مزاحم بن عبد الوهاب قال: حدثنا محمد ابن زكريا الغلابي قال: حدثنا ابن عائشة قال: دخل زياد الأعجم على عبد الله بن جعفر فسأله في خمس ديات فأعطاه، ثم عاد فسأله في خمس ديات أخر فأعطاه، ثم عاد فسأله في عشر ديات فأعطاه فانشأ يقول:

سألناه الجزيل فما تلكا

وأعطى فوق منيتنا وزادا

وأحسن ثم أحسن ثم عدنا

فأحسن ثم عدت له فعادا

مرارا لا أعود إليه إلا

تبسم ضاحكا ورمى الوسادا

قال أبو القاسم الحافظ: كذا قال والصواب مزاحم بن عبد الوارث بن اسماعيل، بصري

(2)

.

(1)

-ديوانه:104 - 105 مع فوارق.

(2)

-تاريخ تاريخ دمشق:6/ 238 - ظ.

ص: 3921

قرأت بخط بعض الفضلاء في مجموع وقع إلىّ فيه: وقال زياد بن سليمان الأعجم، ويكنى أبا أمامة، وهو رجل من عبد القيس أحد بني عامر بن الحارث (37 - ظ) ثم أحد بني الخارجة يرثي المغيرة بن المهلب:

قل للقوافل والغزّي إذا غزوا

والباكرين وللمجدّ الرائح

إن السماحة والشجاعة

(1)

ضمنا

قبرا بمرو على الطريق الواضح

فإذا مررت بقبره فاعقربه

(2)

كوم الهجان وكل طرف سابح

(3)

قال: فلما أنشد زياد الأعجم المهلب هذا الموضع من القصيدة قال: أعقرت يا أبا أمامة؟ قال: لا والله أصلحك الله، قال: ولم؟ قال: لأني كنت على ابنة الأتان، قال: أما إنك لو عقرت ما بقي بالبصرة طرف عتيق، ولا جمل نجيب إلاّ شد بمربطك أو أنيخ بفنائك.

وانضح جوانب قبره بدمائها

فلقد يكون أخادم وذبائح

وأظهر ببزته وعقد لوائه

واهتف بدعوة مصلتين شرامح

شرامح: طوال.

آب الجنود معقلا أو قافلا

وأقام رهن حفيرة وضرائح

وأرى المكارم حين زيل بنعشه

ذالت بفضل فضائل ومدائح

كذا وجدته، وأظنه: بفضل قصائد

وخلت منابره وحطّ سروجه

عن كل سلهبة وطرف طامح

وكفى لنا حزنا ببيت حله

أخرى المنون فليس عنه ببارح

رجفت لمصرعه البلاد فأصبحت

منا القلوب لذاك غير صحائح

فاذا يناح على امرئ فتعلما

أن المغيرة فوق نوح النائح

(38 - و)

(1)

-كتب ابن العديم في الهامش ما يفيد انه في رواية أخرى: والمروءة.

(2)

-كتب ابن العديم في الهامش ما يفيد انه في رواية أخرى: وأدم.

(3)

-الطرف: الفرس الكريم من طرفي أبيه وأمه.

ص: 3922

يبكي المغيرة ديننا وزماننا

والمعولات برنة وتصايح

يا من بمغدى الشمس من حي إلى

ما بين مسقط قرنها المتنازح

مات المغيرة بعد طول تعرض

للقتل بين أسنة وصفائح

وهي طويلة قال فيها:

يا عين فابكي ذا الفعال وذا الندي

بمدامع سكب تجيء سوافح

وابكيه في الزمن العثور لكلنا

ولكل أرملة ورهب رازح

فلقد فقدت مسودا ذا نجدة

كالبدر أزهر ذا جدا ونوافح

كان الملاك لديننا ورجائنا

وملاذنا في كل خطب فادح

فمضى وخلفنا لكل عظيمة

ولكل أمر ذي زلازل جامح

ما قلت فيك فأنت أهل مقالتي

بل قد يقصر عنك مدح المادح

(1)

كذا وجدته فيما نقلته من المجموع أنه لما أنشدها المهلب قال له ما قال، وروي أن ذلك كان بين زياد الأعجم ويزيد بن المهلب، أخي المغيرة، وهو الصحيح.

أخبرنا بذلك أبو اليمن زيد بن الحسن-فيما أذن لنا في روايته عنه-قال:

أنبأنا أبو الحسين محمد بن كامل بن ديسم قال: أخبرنا أبو جعفر محمد بن أحمد ابن المسلمة-في كتابه-قال: أخبرنا أبو عبيد الله محمد بن عمران بن موسى المرزباني-إجازة-قال: حدثنا أحمد بن محمد الجوهري ومحمد بن أحمد البزاز قالا: حدثنا العنزي قال: حدثنا محمد بن عبد الرحمن الذارع قال: حدثنا ابن عائشة قال: كان المغيرة بن المهلب أبرع ولده وأوفاهم (38 - ظ) وأعفهم او أسخاهم فلما مات رثاه زياد الأعجم بقصيدته تلك.

مات المغيرة بعد طول تعرض

للموت بين أسنة وصفائح

قال ابن عائشة: فسمعت أبي يقول: فأنشدها يزيد بن المهلب فلما انتهى إلى قوله:

(1)

-ديوان زياد الأعجم:84 - 100 مع فوارق.

ص: 3923

وإذا مررت بقبره فاعقربه

أدم الهجان وكل طرف سابح

وانضح جوانب قبره بدمائها

فلقد يكون أخا دم وذبائح

فقال له يزيد: هل عقرت؟ قال: لا، قال: وما منعك؟ قال: كنت على بنت الهمارة-يريد الحمارة-فقال: أما والله لو فعلت ما أصبح في آل المهلب صاهل إلاّ على مزودك.

قال المرزباني: وحدثني أحمد بن محمد الجوهري قال: حدثنا الحسن بن عليل العنزي وأحمد بن محمد بن أبي الذيال قالا: حدثنا القاسم بن محمد بن عباد المهلبي قال: حدثنا أبي قال: قال المأمون: أي قصيدة أرثى؟ قلت: أمير المؤمنين أعلم، قال لي: القصيدة التي قالها زياد الأعجم في المغيرة بن المهلب، ثم قال:

أتحفظها؟ قلت: نعم، قال: فخذها عليّ فأنشدنيها حتى أتى على آخرها، وترك منها بيتا، قلت: يا أمير المؤمنين تركت منها بيتا، قال: وما هو؟ قلت:

هلا ليالي فوقه بزّاته

(1)

يغشى

الأسنة فوق نهد قارح

(2)

قال: هاه هاه يتهدد المنية، الاّ أتتك ذلك الوقت، هذا أجود بيت فيها، ثم استعادنيه حتى حفظته

(3)

.

أنبأنا محمد بن هبة الله قال: أخبرنا أبو القاسم الحافظ قال: أنبأنا خالي أبو المعالي القاضي قال: أخبرنا أبو محمد عبد الله بن (39 - و) عبد الرزاق بن عبد الله الكلاعي قال: أخبرنا محمد بن أحمد بن أبي الصقر قال: أخبرنا محمد بن مغلس قال: أخبرنا الحسن بن رشيق قال: حدثنا يموت بن المزرع قال: حدثنا إبراهيم بن سفيان الزيادي قال: سمعت الأصمعي يقول: لقد بلي هؤلاء القوم من زياد الأعجم بثلاثة لم يمتحن بها أحد من نظرائهم-يعني الأشاقر، بطن من الأزد- فمن ذلك قوله فيهم:

(1)

-السلاح.

(2)

-النهد من الخيل الجسيم المشرف والقارح ما استتم الخامسة ودخل في السادسة.

(3)

-ليس في المطبوع من كتاب بالمرزباني.

ص: 3924

قالوا الأشاقر تهجوهم فقلت لهم

ما كنت أحسبهم كانوا ولا خلقوا

قوم من الحسب الزاكي بمنزلة

كالوّد

(1)

بالقاع لا أصل ولا ورق

لا يكثرون وان طال الزمان بهم

ولو يبول عليهم ثعلب غرقوا

(2)

قال الحافظ أبو القاسم: قرأت بخط أبي عبيد الله محمد بن عمران المرزباني قال: حدثني أبو بكر عبد الله بن محمد بن أبي سعيد البزاز قال: حدثني أبو عبد الله محمد بن القاسم بن خلاّد اليمامي قال: حدثنا جناب بن الخشخاش عن أبيه قال سمعت زياد الأعجم يقول:

ألم تر أنني وترت كوسى

لأنقع من كلاب بني تميم

(3)

يريد القاف في قوسي وأنقع

(4)

.

قال محمد: حدثنا القحذمي عن بعض أشياخه قال: قال جرير لزياد الأعجم:

يا أبا أمامة إنه عسى أن تبلّغ عني، فلا تعجل حتى تبيّن قال: ما شئت إذا كلت كلنا.

قال: وحكى المدائني أن زيادا دعا غلاما له أرسله في حاجة، فأبطأ عليه، فلما جاء قال له: ما لدن دعاك الى أن (39 - ظ) قلت: لبيّ ما كنت تسنا، يريد من لدن دعوتك إلى أن قلت: لبيك، ما كنت تصنع.

أنبأنا أبو روح عبد المعز بن محمد بن أبي الفضل عن زاهر بن طاهر عن أبي القاسم البندار قال: أخبرنا أبو أحمد القارئ-اذنا-قال: أخبرنا أبو بكر الصولي-اجازة-قال: حدثنا محمد بن عبد الله الحزنبل عن ابن الاعرابي قال: قال زياد الأعجم: حضرت جنازة هشام فسمعت أبا عبد الأعلى ينشد:

(1)

-الودّ: الوتد.

(2)

-ديوان زياد الاعجم:147 مع فوارق. تاريخ دمشق لابن عساكر: 6/ 239 - ظ.

(3)

-ديوانه:174 مع فوارق. تاريخ دمشق لابن عساكر:6/ 239 - و.

(4)

-قال هذا ابن العديم وهو لا يشعر أنه كتب لا نقع ولم يكتب «لا نكع» بسبب عجمه الشاعر.

ص: 3925

وما سالم عما قليل بسالم

وإن كثرت أحراسه ومواكبه

وإن كان ذا باب شديد وحاجب

فعما قليل يهجر الباب حاجبه

ويصبح بعد الحجب للناس مفردا

رهينة بيت لم تسترّ جوانبه

فنفسك أكسبها السعادة جاهدا

فكل امرئ رهن بما هو كاسبه

(1)

قلت: وهذه الأبيات تمثّل بها ابن عبد الأعلى عند موت هشام، قد رويت عن زياد الأعجم عنه كما ترى، ورويت عن زيد العمي عنه، ورويت عن أبي زيد الأعمى عنه، وسيأتي ذكر ذلك في كتابنا هذا إن شاء الله تعالى.

أنبأنا أبو المحاسن بن الفضل بن البانياسي قال: أخبرنا الحافظ أبو القاسم علي بن الحسن قال: زياد بن سليم، ويقال ابن سليمان، ويقال ابن سلمى، أبو أمامة العبدي المعروف بزياد الأعجم مولى عبد القيس، ولقب بالأعجم لعجمة كانت في لسانه، أدرك أبا موسى الأشعري وعثمان بن أبي العاص، وشهد معهما فتح اصطخر، وحكى عنهما، حكى عنه هشام ومجبر ابنا قحذم بن سليمان بن ذكوان البصريان ووفد (40 - و) على هشام بن عبد الملك، وشهد وفاته بالرصافة

(2)

.

قرأت بخط علي بن موسى بن اسحاق الرزاز في نوادر أبي بكر الصولي، سماع الرزاز منه، وأنبأنا به أبو القاسم عبد الصمد بن محمد القاضي وغيره عن زاهر بن طاهر عن أبي القاسم البندار عن أبي أحمد القاري قال: أخبرنا أبو بكر الصولي-إجازة-قال: وجدت بخط مصعب الزبيري قالت: ابنة زياد الأعجم ترثيه ويقال قديم:

قد كنت لي جبلا ألوذ بظله

فتركتني أمشي بأدرد ضاحي

(3)

قد كنت ذات حميّة أمشي بها

ما دمت لي حيا وكنت جناحي

فاليوم أخضع للذليل وأتقي

منه وأدفع ظالمي بالراح

وإذا دعت قمرية شجنا لها

صبحا على فنن دعوت مناحي

وأغض من بصري وأعلم أنه

قد بان حدّ فوارسي وسلاحي

(40 - ظ)

(1)

-لم ترد هذه الابيات في ديوان زياد الاعجم المطبوع.

(2)

-تاريخ دمشق لابن عساكر:6/ 238 - و.

(3)

-ناقة مسنة. القاموس.

ص: 3926

بسم الله الرحمن الرحيم وبه تفيقي

‌زياد بن عبد الله الاسوار:

ابن يزيد بن معاوية بن أبي سفيان صخر بن حرب بن أمية بن عبد شمس، أبو محمد الأموي، وكان يقال له البيطار، لأنه كان صاحب صيد، وقيل هو زياد ابن عبد الله بن خالد بن يزيد بن معاوية من فرسان بني أمية ومقدميها، وكان مقيما في قرية من قرى قنسرين، وخرج في أيام أبي العباس السفاح بقنسرين وحلب، ودعا الى نفسه فبايعه ألوف من الناس، وصار معه أبو الورد مجزأة الكلابي، وصار مدبر جيشه، فبلغ ذلك عبد الله بن علي بن عبد الله بن العباس، وهو بدمشق فوجه اليه أخاه عبد الصمد بن علي في زهاء عشرة آلاف فارس، ومعه ذؤيب بن الأشعث على حرسه، والمخارق بن عفان على شرطه، فسار أبو محمد وأبو الورد، والتقوا فكسر عبد الصمد ومن معه، فتوجه عبد الله بن علي الى أبي محمد فاقتتلوا بمرج الأخرم من ناحية قنسرين وكان مع عبد الله بن علي حميد بن قحطبة، فثبت عبد الله وحميد فهزم زياد، وقتل أبو الورد، وهرب زياد ومن معه من الكلبية الى تدمر، ثم خرج الى الحجاز وظفر به هناك، وقتل بالمدينة.

ذكر البلخي في كتاب البدء في خروج السفياني قال: وقد قال بعض الناس ان هذا قد مضى يعني أمر السفياني، وذلك خروج زياد بن عبد الله بن خالد بن يزيد ابن معاوية بن أبي سفيان (42 - و) بحلب، ونصبوا ثيابهم وأعلامهم، وادعوا الخلافة، فبعث أبو العباس عبد الله بن علي بن عبد الله بن عباس أبا جعفر اليهم فاصطلموهم عن آخرهم

(1)

.

(1)

- البدء والتاريخ:1/ 177.

ص: 3927

وذكر أبو بكر أحمد بن يحيى بن جابر البلاذري في كتاب جمل أنساب الأشراف أن اسم أبي محمد زياد بن عبد الله بن يزيد بن معاوية

(1)

، وذكر غيره أنه كان يقال له البيطار، لأنه كان صاحب صيد.

أنبأنا أبو حفص عمر بن محمد بن طبرزد قال: أخبرنا أبو غالب أحمد وأبو عبد الله يحيى ابنا الحسن بن البناء قالا: أخبرنا أبو جعفر بن المسلمة قال: أخبرنا أبو طاهر المخلص قال: حدثنا أحمد بن سليمان الطوسي قال: حدثنا الزبير بن بكار قال: فولد عبد الله الذي يقال له الأسوار بن يزيد بن معاوية أبا محمد قتل بالمدينة في خلافة أمير المؤمنين المنصور، وكان مختفيا بقناة ناحية أحد، فدل عليه زياد بن عبد الله الحارثي وهو يومئذ أمير المدينة، فخرج اليه الناس فخرج عليهم أبو محمد، فقاتلهم، وكان من أرمى الناس، فكثروه فقتلوه، وأمه وأم أخيه أبي معاوية، وأم أخته أم يزيد بنت عبد الله، تزوجها سليمان بن عبد الملك بن مروان، فولدت له، وأختهم أم خالد بنت عبد الله بن يزيد، تزوجها محمد بن الوليد بن عتبة بن أبي سفيان، فولدت له عبد الرحمن وهند ابني محمد بن الوليد، وأمهم جميعا عائشة بنت زياد بن (42 - ظ) أنيف بن عتبة بن مصاد بن كعب بن عليم من كلب

(2)

.

قرأت في كتاب الدولة العباسية

(3)

عن الهيثم بن عدي قال: وكان عبد الله بن علي قد ولىّ على بالس رجلا من أهل خراسان عجميا، وكانت ببالس امرأة من ولد أبي سفيان، ذات جمال ويسار، فوجه الخراساني يخطبها الى نفسها، فعظم ذلك عليها فوجهت الى ابني أخيها فأخبرتهما بما كان وقالت: أنا ان منعته فهو القتل، وان أجبته فهو الفضيحة، فما الذي تريان؟ فقال لها أحدهما: قد رأيت رأيا أعرضه عليك، قالت: قل، قال لها: ان بالقرب منا أبو الورد وبشر ابنا الهذيل بن زفر بن الحارث وهما في عدة من بني كلاب، ولن يتأخر عنهما أحد من قيس لو قد احتاجا اليهم، فأصير اليهما وأستغيث بهما فلعل الله أن يجعل عندهما بعض ما نحب، فقالت له:

(1)

- انساب الاشراف:2/ 72/4.

(2)

-ليس في المطبوع من جمهرة نسب قريش للزبير بن بكار.

(3)

-لم أهتد الى معرفة هذا الكتاب.

ص: 3928

افعل وعجل علي، قال: فخرج الفتى حتى أتاهما فشكا اليهما ما كان من أمر الخراساني، وسألهما النصر والمعونة، فقال أحدهما: وما نحن وهذا والله لقد كنت آتي قومها في الحاجة فأقوم حتى تشتكي رجلي، وان كلبا ليتمرغ على فرشهم، فقال له أخوه: دع هذا عنك فو الله لئن تحدثت العرب بأن هذه المرأة استغاثت بنا فلم نغثها انه للعار الذي لا نغسل رؤوسنا منه، قال: فانطلق إذا أنت الى بالس واخف أمرك، فاني مصبّحكم بمن تسرع معي من بني كلاب وغيرهم، قال: ووجه الى من يليه من قومه، فما أصبح إلاّ في (43 - و) أربعمائة فارس، فركبوا حتى أتوا بالس فدخلوها ضحوة النهار، فأتوا دار الخراساني، فقيل لهم انه في الحمام، فدخلوا عليه الحمام وقتلوه وقتلوا كل من وجدوا من أصحابه، وضبطوا بالس، ووجهوا الى من كان حولهم من وجوه قيس فوجدوهم سراعا، فما أقاموا إلاّ ثلاث حتى صاروا في نحو من أربعة آلاف.

قال: وكان زياد بن عبد الله السفياني من ولد أبي سفيان، وهو أبو محمد زياد بن عبد الله بن يزيد بن معاوية بن أبي سفيان مقيم في قرية من عمل قنسرين فكتبوا اليه ان يكن لك بهذا حاجة فأقبل الينا، فلما أتاه كتابهم دعا كل من كان يليه فاتبعه ناس كثير، وكان ذا بأس وذكر فيهم، فأتى بالس، فخرجوا فلقوه وبايعوه وانتشر الخبر في ديار مضر وجندي حمص وقنسرين، فجعلت قيس وغيرها تقصدهم من كل ناحية حتى صاروا في قريب من عشرة آلاف، وكان عبد الله بن علي قد بلغ الى نهر أبي فطرس

(1)

، فلما أتاه خبر السفياني وما كان من خلاف أهل حمص وقنسرين أمر حينئذ بقتل كل من كان معه من بني أمية.

وكتب أبو العباس الى عبد الله بن علي يأمره أن يرجع الى حمص وقنسرين لحرب السفياني وأصحابه، وكتب الى صالح بن علي يأمره أن يتولى طلب مروان ففعل، وجعل على مقدمته أبا عون.

قال: ورحل عبد الله بن علي راجعا وقد بيض

(2)

أهل حمص وأهل قنسرين،

(1)

-على مقربة من الرملة من أرض فلسطين. معجم البلدان.

(2)

-كان شعار بني أمية البياض.

ص: 3929

ودعوا الى السفياني، فأنفذ اليهم أخاه عبد الصمد بن علي في ستة آلاف (43 - ظ) فلقوه فحاربهم فهزم عبد الصمد بن علي، ورجع ذلك الجيش مفلولا بعد أن قتل منهم خلق كثير، فسار عبد الله بن علي في جميع عسكره من أهل خراسان ومن تبعه من قبائل اليمن حتى لقيهم بين حمص وقنسرين، فثبتوا واشتد القتال وكثر القتل بين الفريقين وانحاز عبد الله بن علي وأصحابه الى سفح جبل كان قريبا منهم، فجعلوه وراء ظهورهم، فكانوا يحملون فيقاتلون ثم يرجعون الى ذلك السفح، فما زالت الحرب بينهم الى غروب الشمس، ثم حمل عليهم عبد الله بن علي بنفسه في خاصة أصحابه، قولوا منهزمين وأخذهم السيف، فقتل منهم من لا يحصى، وانفض من أفلت الى كل ناحية، وقتل السفياني.

قلت: قوله قتل السفياني يوهم أنه قتل في هذه الواقعة، ولم يقتل فيها بل هرب الى المدينة، فقبض عليه وقتل على ما نبينه.

أنبأنا أبو نصر محمد بن هبة الله قال: أخبرنا الحافظ أبو القاسم الدمشقي قال: قرأت على أبي الوفاء حفاظ بن الحسن بن الحسين عن عبد العزيز بن أحمد قال: أخبرنا عبد الوهاب الميداني قال: أخبرنا أبو سليمان بن زبر قال: أخبرنا عبد الله بن أحمد بن جعفر قال: أخبرنا محمد بن جرير قال: حدثني أحمد بن زهير قال: حدثنا علي بن محمد عن عمر بن مرزوق الكلبي قال: حدثني يعقوب بن ابراهيم ابن الوليد أن مولى للوليد لما خرج يزيد بن الوليد خرج على فرس له فأتى الوليد من يومه، فنفق فرسه حين بلغه، فأخبر الوليد فضربه مائة سوط ثم حبسه، ثم دعا أبا محمد بن عبد الله بن يزيد (44 - و) بن معاوية فأجازه ووجهه الى دمشق فخرج أبو محمد، فلما أتى الى ذنبة

(1)

أقام فوجه يزيد بن الوليد الى عبد الرحمن بن مصاد فسالمه أبو محمد وبايع ليزيد بن الوليد، وأتى الوليد الخبر وهو بالاغدف

(2)

.

قال ابن جرير: وحدثني أحمد بن ثابت عن علي بن محمد عن عمر بن مروان الكلبي قال: حدثنا يزيد بن معاذ عن عبد الرحمن بن مصاد قال: بعثني يزيد بن الوليد الى أبي محمد السفياني، وكان الوليد وجهه حين بلغه خبر يزيد بن الوليد

(1)

-موضع من أعمال دمشق. معجم البلدان.

(2)

-زاد بالطبري:7/ 243 والاغدف من عمان.

ص: 3930

واليا على دمشق فأتى ذنبه، فبلغ يزيد خبره، فوجهني اليه فأتيته فسالمني وبايع ليزيد.

قال: فلم نرم حتى رفع لنا شخص مقبل من ناحية البرية فبعثت اليه فأتيت به فإذا هو العزيّل أبو كامل المغني على بغلة للوليد تدعى مريم، فأخبرنا أن الوليد قد قتل فانصرفت الى يزيد فوجدت الخبر قد أتاه قبل أن آتيه

(1)

.

أخبرنا أبو منصور عبد الرحمن بن محمد الفقيه-فيما أذن لنا في روايته عنه، وسمعت منه بعض الكتاب-قال: أخبرنا عمي أبو القاسم علي بن الحسن قال:

قرأت على أبي القاسم الخضر بن الحسين بن عبدان عن عبد العزيز بن أحمد قال:

أخبرنا عبد الوهاب الميداني قال: أخبرنا أبو سليمان بن زبر قال: أخبرنا عبد الله بن أحمد بن جعفر قال: أخبرنا محمد بن جرير قال: حدثني أحمد بن زهير قال: حدثني عبد الوهاب بن ابراهيم قال: حدثني أبو هاشم مخلد بن محمد بن صالح قال: كان أبو الورد وذكر مبايعته عبد الله بن علي وتبييضه بعد ذلك على ما سنورده في ترجمته ان شاء الله (44 - ظ) تعالى.

قال: فلما بلغ عبد الله بن علي تبييض أهل قنسرين خرج متوجها للقاء أبي الورد، وقد كان تجمع مع أبي الورد جماعة من أهل قنسرين، وكاتبوا من يليهم من أهل حمص وتدمر، فقدم منهم ألوف وعليهم أبو محمد بن عبد الله بن يزيد بن معاوية بن أبي سفيان، فرأسوا عليهم أبا محمد ودعوا اليه وقالوا: هو السفياني الذي كان يذكروهم في نحو من أربعين ألفا، فلما دنا منهم عبد الله بن علي، وأبو محمد معسكر في جماعتهم بمرج يقال له مرج الأخرم، وأبو الورد المتولى لأمر العسكر والمدبر له وهو صاحب القتال والوقائع، ووجه عبد الله بن علي أخاه عبد عبد الصمد بن علي في عشرة آلاف من فرسان من معه فناهضهم أبو الورد ولقيهم فيما بين العسكرين واستحر القتل في الفريقين، وثبت القوم وانكشف عبد الصمد، ومن معه وقتل منهم يومئذ ألوف وأقبل عبد الله حيث أتاه عبد الصمد ومعه حميد ابن قحطبة، وجماعة من معه من القواد فالتقوا ثانية بمرج الاخرم، فاقتتلوا قتالا

(1)

- تاريخ الطبري:251،7/ 243، تاريخ دمشق:6/ 240 - و.

ص: 3931

شديدا، فانكشف جماعة ممن كان مع عبد الله، ثم ثابوا وثبت لهم عبد الله وحميد ابن قحطبة فهزموهم، وهرب أبو محمد ومن معه من الكلبية حتى لحقوا بتدمر، وآمن عبد الله أهل قنسرين وسودوا وبايعوه ودخلوا في طاعته ثم انصرف راجعا الى أهل دمشق.

قال: ولم يزل أبو محمد متغيبا هاربا، ولحق (45 - و) بأرض الحجاز وبلغ زياد بن عبيد الله الحارثي عامل أبي جعفر على المدينة مكانه الذي تغيب فيه، فوجه اليه خيلا فقاتلوه حتى قتل وأخذوا ابنين له أسيرين، فبعث زياد برأس أبي محمد وبابنيه الى أبي جعفر، فأمر بتخليه سبيلها وأمنها

(1)

.

أنبأنا سليمان بن الفضل قال: أخبرنا الحافظ أبو القاسم علي بن الحسن قال:

زياد بن عبد الله الأسوار بن يزيد بن معاوية بن أبي سفيان صخر بن حرب بن أمية ابن عبد شمس، أبو محمد القرشي الأموي، كان من وجوه بني حرب، وكانت له دار بدمشق في ربض باب الجابية، ووجهه الوليد بن يزيد الى دمشق حين بلغه خروج يزيد بن الوليد، فأقام بذنبة، ولم يصنع شيئا، ثم مضى الى حمص، وخرج منها في الجيش الى دمشق للطلب بدم الوليد فأخذ وحبس في الخضراء

(2)

الى أن بويع مروان بن محمد، فأطلقه ثم حبسه بحران بعد ذلك، ثم أطلقه، ثم خرج بقنسرين، ودعا الى نفسه فبايعه ألوف، وزعموا أنه السفيان، ثم لقيه عبد الله بن علي فكسره وهرب ولم يزل مستخفيا حتى قتل بالمدينة.

هرب أبو محمد في أول سنة ثلاث وثلاثين ومائة، فقد قتل في هذه السنة أو في التي بعدها.

(3)

.

‌زياد بن عثمان بن زياد:

ويعرف بابن أبي سفيان النصري، روى عن عباد بن زياد، وعبد الرحمن بن أبي بكره، روى عنه حجاج بن حجاج الباهلي، وأبو عمر بن المبارك، وكان بدابق مع سليمان بن عبد الملك، وعزاه بابنه أيوب حين مات.

(1)

- تاريخ الطبري:7/ 443 - 445. تاريخ دمشق لابن عساكر:6/ 240 - و-ظ.

(2)

-قصر الخلافة في دمشق، ويعتقد انه كان مقاما حيث قصر العظم الان.

(3)

-تاريخ دمشق لابن عساكر:6/ 239 - ظ.

ص: 3932

أخبرنا أبو حفص عمر بن محمد بن طبرزد-فيما أجازه لنا-قال: أخبرنا أبو القاسم اسماعيل بن أحمد السمرقندي-إجازة إن لم يكن سماعا-قال: أخبرنا أبو القاسم البسري قال: أخبرنا محمود بن عمر العكبري قال: أخبرنا أبو طالب عبد الله بن محمد بن شهاب قال: أخبرنا الحسن بن علي بن المتوكل قال: أخبرنا علي بن محمد المدائني قال: قال أبو عمر بن المبارك: دخل زياد بن عثمان بن زياد على سليمان بن عبد الملك، وقد توفي ابنه أيوب، فقال: يا أمير المؤمنين إن عبد الرحمن بن أبي بكرة يقول: من أحب البقاء فلوطن نفسه على المصائب.

أنبأنا أبو عبد الله الحسين بن عمر بن باز قال: أخبرنا عبد الحق بن عبد الخالق قال: أخبرنا أبو الغنائم بن النرسي قال: أخبرنا أبو أحمد الغندجاني قال: أخبرنا أحمد بن عبدان قال: أخبرنا محمد بن سهل قال: أخبرنا أبو عبد الله محمد بن اسماعيل البخاري قال: زياد بن عثمان عن عباد بن زياد عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسل، روى عنه حجاج بن الحجاج

(1)

.

أخبرنا أبو محمد عبد الرحمن بن عبد الله بن علوان-إذنا-قال: أنبأنا أبو الفرج مسعود بن الحسن قال: أنبأنا أبو عمرو عبد الوهاب بن محمد بن مندة -إن لم يكن سمعته منه-قال: أخبرنا حمد بن عبد الله قال: زياد بن عثمان، روى عن عباد بن زياد عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسل، روى عنه (46 - ظ) حجاج ابن حجاج سمعت أبي يقول ذلك، ويقول: هو مجهول

(2)

.

أخبرنا القاضي أبو نصر الشيرازي-إذنا-قال: أخبرنا الحافظ أبو القاسم علي بن الحسين قال: زياد بن عثمان المعروف بابن أبي سفيان النصري، حدث عن عمه عباد بن زياد، وعبد الرحمن بن أبي بكرة، ابن عم أبيه لأمه، روى عنه الحجاج ابن الحجاج الباهلي البصري، وأبو عمر بن المبارك

(3)

.

(1)

-التاريخ الكبير للبخاري:3/ 365 (1237).

(2)

-الجرح والتعديل:3/ 539 (2433).

(3)

-تاريخ دمشق لابن عساكر:6/ 256 - و.

ص: 3933

‌زياد بن كعب بن مرحب البجلي:

وقيل الهمداني، شهد صفين مع علي رضي الله عنه، ذكره المدائني في خبر صفين، وذكر أبو مخنف أنه كان على رجالة همدان

(1)

. (45 - ظ).

‌زياد بن ميسرة:

ويكنى ميسرة أبا زياد المديني، مولى عبد الله بن عياش بن أبي ربيعة المخزومي.

حدث عن عبد الله مولاه، وأنس بن مالك، وعراك بن مالك، وعمر بن عبد العزيز وأبي بحرية.

روى عنه محمد بن اسحاق، ومالك بن أنس، وعبد الرحمن محمد بن عبد القارئ، وعمرو بن يحيى، وعمر بن محمد العمري المدني، ومعاوية بن أبي مزرد، وأبو النضر سالم مولى عبيد الله، وبكر بن أبي الفرات، ويقال داوود بن بكر بن أبي الفرات، وأسامة بن زيد واسماعيل بن أبي خالد، ويزيد بن أسامة ابن الهاد.

وقدم دابق أو خناصرة على عمر بن عبد العزيز بعدما تولى الخلافة، وكان عمر يحترمه وله عنده مكانة ومنزلة، وإيّاه عنى الفرزدق بقوله حين حجب عمر الشعراء وغيرهم، ورأى زيادا داخلا إليه:

يا أيها القارئ المرخي عمامته

هذا زمانك إني قد خلا زمني

(2)

وإنما وقع الشك في الراوي عنه بكر بن أبي الفرات، أو داوود بن بكر بن أبي الفرات، لأن أبا عبد الله محمد بن اسماعيل البخاري ذكره في التاريخ الكبير، وقال في ذكره:(47 - و) وقال ابراهيم بن المنذر: حدثنا نافع عن عمر بن ذكوان عن داوود بن أبي بكر عن زياد بن أبي زياد عن أنس قال النبي صلى الله عليه وسلم:

تكون فسقة يصلونها لغير وقتها.

(1)

-أخرت ترتيب هذه الترجمة بناء على طلب المصنف.

(2)

-ليس في ديوان الفرزدق المطبوع.

ص: 3934

قال: وقال أحمد: حدثنا ابراهيم بن المنذر قال: حدثنا معن قال: حدثنا الذكواني عمر عن بكر بن أبي الفرات عن زياد بن أبي زياد عن أنس بن مالك قال:

سمعت النبي صلى الله عليه وسلم مثله

(1)

.

(47 - ظ).

أخبرنا أبو حفص عمر بن محمد بن طبرزد-فيما أذن لنا في روايته عنه-قال:

أخبرنا أبو القاسم اسماعيل بن أحمد بن السمرقندي-إجازة إن لم يكن سماعا- قال: أخبرنا أبو بكر بن الطبري قال: أخبرنا أبو الحسين بن الفضل قال: أخبرنا عبد الله بن جعفر قال: حدثنا يعقوب بن سفيان قال: حدثني عبد العزيز-وهو- ابن عمران قال: حدثنا ابن وهب قال: حدثني يعقوب قال: أراه عن أبيه قال: أذن عمر بن عبد العزيز لزياد بن أبي زياد، والأمويون هناك ينتظرون الدخول عليه، فقال هشام: أما رضي ابن عبد العزيز أن يصنع ما يصنع حتى أذن لعبد ابن عياش يتخطى رقابنا، فقال الفرزدق: من هذا؟ قالوا: رجل من أهل المدينة من القراء عبد مملوك، فقال الفرزدق:

أنه القارئ المقضي حاجته

هذا زمانك إني قد خلا زمني

أخبرنا أبو عبد الله الحسين بن عمر بن باز-في كتابه-قال: أخبرنا عبد الحق بن عبد الخالق قال: أخبرنا أبو الغنائم محمد بن علي النرسي قال: أخبرنا أبو أحمد الغندجاني قال: أخبرنا أحمد بن عبدان قال: أخبرنا محمد بن سهل قال: أخبرنا محمد بن اسماعيل البخاري قال الأويسي عن مالك: كان عمر بن عبد العزيز يكرم زيادا، وكان عبدا فدخل يوما وذلك حين يقول الشاعر:

يا أيها القارئ المرخي عمامته

هذا زمانك إني قد خلا زمني

(2)

أنبأنا أبو حفص المكتب قال: أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي-إجازة إن لم يكن سماعا-قال: أخبرنا محمد بن هبة الله قال: أخبرنا محمد بن الحسين قال:

أخبرنا عبد الله بن جعفر قال: حدثنا (48 - و) يعقوب بن سفيان قال: حدثني محمد بن أبي زكير قال: أخبرنا ابن وهب قال: حدثني مالك أن زيادا مولى ابن

(1)

-التاريخ الكبير للبخاري:3/ 354 - 355.

(2)

-البخاري-المصدر نفسه.

ص: 3935

عياش قدم على عمر بن عبد العزيز، وهو خليفة، فقلت لمالك: وزياد يومئذ عبد؟ فقال: نعم فعرض عليه عمر بن عبد العزيز أن يشتريه من الفيء فيعتقه، فأبى ذلك زياد، قال مالك: فلا أدري لأي شيء ترك ذلك زياد مولى ابن عياش.

أخبرنا أبو روح عبد المعز بن محمد في كتابه عن زاهر بن طاهر قال: أنبأنا أبو بكر البيهقي قال: أخبرنا محمد بن عبد الله الحافظ قال: أخبرني أحمد بن سهل قال: حدثني ابراهيم بن معقل قال: حدثنا حرملة قال: حدثنا ابن وهب قال: حدثنا مالك قال: كان زياد مولى ابن عياش قد أعانه الناس في فكاك رقبته، وأسرع الناس في ذلك، ففضل بعد الذي قوطع عليه مال كثير، فرده زياد الى من كان قد أعانه بالحصص، وكتبهم عنده، فلم يزل يدعو لهم حتى مات.

قال: وكان زياد معتزلا، لا يكاد يجلس مع كل أحد، إنما هو أبدا يخلو وحده بعد العصر وبعد الصبح.

أخبرنا أبو الحسن علي بن المفضل بن علي المقدسي في كتابه قال: أخبرنا أبو طاهر أحمد بن محمد بن أحمد الحافظ قال: أخبرنا الرئيس أبو عبد الله بن الفضل قال: أخبرنا أبو عبد الله الحسين بن الحسن بن محمد قال: أخبرنا أحمد بن سلمان النجاد قال: حدثنا عبد الله بن أحمد قال: حدثني أبي قال: حدثنا يزيد قال: أخبرنا جرير بن عارم قال: أخبرنا زياد بن أبي زياد المدني، مولى عبد الله بن عياش بن أبي ربيعة أنه بعثه الى عمر بن عبد العزيز في حوائج له، قال: فدخل عليه وعنده كاتب يكتب (48 - ظ) فقال: السلام عليكم، فقال: وعليكم السلام، ثم انتبهت فقلت: السلام عليك يا أمير المؤمنين ورحمة الله، قال: يا بن زياد إنا لسنا ننكر الأولى التي قلت، والكاتب يقرأ عليه مظالم جاءت من البصرة، فقال لي: اجلس، فجلست على اسكفة الباب وهو يقرأ عليه، وعمر يتنفس الصعداء، فلما فرغ أخرج من كان في البيت حتى وصيفا كان فيه، ثم قام يمشي إليّ حتى جلس بين يدي، ووضع يده على ركبتي ثم قال: يا بن أبي زياد استدفأت في مدرعتك هذه-قال:

وعلي مدرعة-واسترحت مما نحن فيه، ثم سألني عن صلحاء أهل المدينة: رجالهم ونسائهم، فما ترك منهم أحدا إلاّ سألني عنه، وسألني عن أمور كان أمر بها

ص: 3936

بالمدينة، فأخبرته، ثم قال لي: يا بن أبي زياد ألا ترى ما وقعت فيه؟ قال: قال:

أبشر يا أمير المؤمنين إني لأرجو لك خيرا، قال: هيهات هيهات، قال: ثم بكى حتى جعلت أرثي له، قال: قلت: يا أمير المؤمنين بعض ما تصنع فإني أرجو لك خيرا قال:

هيهات هيهات، أشتم ولا أشتم وأضرب ولا أضرب وأوذي ولا أوذى، قال: ثم بكى حتى جعلت أرثي له، قال: فما قمت حتى قضى حوائجي، وكتب الى مولاي يسأله أن يبيعني منه، ثم أخرج من تحت فراشه عشرين دينارا فقال: استعن بهذه فإنه لو كان لك في الفيء حق أعطيناك حقك، إنما أنت عبد، فأبيت أن آخذها فقال: إنما هي نفقتي، فلم يزل بي حتى أخذتها وكتب الى مولاي يسأله أن يبيعني منه، فأبى وأعتقني.

أنبأنا أبو حفص ابن طبرزد عن أبي غالب (49 - و) بن البناء عن أبي محمد الجوهري قال: أخبرنا أبو عمر بن حيوة-إجازة-قال: أخبرنا سليمان بن اسحاق ابن ابراهيم قال: حدثنا حارث بن أبي أسامة قال: حدثنا محمد بن سعد قال: في الطبقة الثانية من أهل المدينة زياد بن أبي زياد مولى عبد الله بن عياش بن أبي ربيعة ابن المغيرة المخزومي، ولزياد عقب وبقية بدمشق، وروى عنه اسماعيل بن أبي خالد وغيره

(1)

.

أنبأنا أبو عبد الله الحسين بن عمر بن باز الموصلي قال: أخبرنا عبد الحق ابن عبد الخالق قال: أخبرنا أبو الغنائم محمد بن علي النرسي قال: أخبرنا أبو أحمد عبد الوهاب بن محمد الغندجاني قال: أخبرنا أحمد بن عبدان قال: أخبرنا محمد بن سهل قال: أخبرنا أبو عبد الله محمد بن اسماعيل البخاري قال: زياد بن أبي زياد، واسم أبي زياد ميسرة، مولى عبد الله بن عياش بن أبي ربيعة القرشي المدني.

وقال محمد بن عبيد الله: حدثنا ابن وهب، سمع مالكا: قال: لي زياد وكان عابدا، وأنا يومئذ حديث السن: إني أراك تجلس مع ربيعة

(2)

عليك بالحذر.

(1)

- طبقات ابن سعد:5/ 305 - 306.

(2)

-ربيعة الراي من شيوخ الامام مالك.

ص: 3937

وقال ابن أويس: حدثني مالك: كان زياد بن أبي زياد مولى ابن عياش يلبس الصوف، ويكون وحده ولا يجالس أحدا وفيه لكنة

(1)

.

أنبأنا ابن طبرزد عن أبي غالب أحمد بن الحسن عن أبي محمد الجوهري عن أبي عمر بن حيويه قال: أخبرنا سليمان بن اسحاق الجلاّب قال: حدثنا حارث بن أبي أسامة قال: حدثنا محمد بن سعد قال: أخبرنا اسماعيل بن عبد الله بن أبي أويس قال: قال مالك بن أنس: كان زياد مولى ابن عياش رجلا عابدا معتزلا لا يزال يكون وحده يدعو الله، وكانت فيه لكنة، وكان يلبس (49 - ظ) الصوف، ولا يأكل اللحم، وكانت له دريهمات يعالج له فيها، وقال غير اسماعيل: وكان صديقا لعمر ابن عبد العزيز، وقدم عليه وهو خليفة فوعظه وقرّبه عمر وخلا به وكان بينهما كلام كثير

(2)

.

وأنبأنا ابن طبرزد قال: أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي-إجازة إن لم يكن سماعا-قال: أخبرنا محمد بن هبة الله قال: أخبرنا محمد بن الحسين قال: أخبرنا عبد الله بن جعفر بن درستويه قال: حدثنا يعقوب بن أبي سفيان قال: حدثني محمد ابن أبي زكير قال: أخبرنا ابن وهب قال: حدثنا مالك قال: كان زياد مولى ابن عياش يمر بي وأنا جالس، فربما أفزعني حسه من خلفي، فيضع يده بين كتفي فيقول لي: عليك بالجد فإن كان ما يقول أصحابك هؤلاء من الرخص حقا لم يضرك، وإن كان الأمر غير ذلك كنت قد أفدت بالحذر، يريد ما يقول ربيعة وزيد ابن أسلم.

قال مالك: وكان زياد قد أعانه الناس على فكاك رقبته وأسرع إليه في ذلك ففضل بعد الذي قوطع عليه مال كثير، فرده زياد الى من كان أعانه بالحصص، وكتبهم زياد عنده، فلم يزل يدعو لهم حتى مات، قال وكان زياد رجلا معتزلا لا يكاد يجلس معه أحد إنما هو أبدا يخلو وحده بعد العصر وبعد الصبح.

أخبرنا أبو نصر محمد بن هبة الله بن مميل-فيما أجازه لنا-قال: أخبرنا

(1)

-التاريخ الكبير للبخاري:3/ 354.

(2)

-ابن سعد-المصدر نفسه.

ص: 3938

الحافظ أبو القاسم علي بن الحسن الدمشقي قال: زياد بن ميسرة، وهو زياد بن أبي زياد المديني، مولى عبد الله بن عياش بن أبي ربيعة المخزومي، روى عن مولاه ابن عياش، وأنس (50 - و) بن مالك، وعمر بن عبد العزيز، وأبي بحرية، وعراك ابن مالك.

روى عنه مالك بن أنس، وعمرو بن يحيى، وعبد الرحمن بن محمد بن عبد القارئ، ومحمد بن اسحاق، وعمر بن محمد العمري المدني، وبكر بن أبي الفرات، ويقال داوود بن أبي الفرات، ومعاوية بن أبي مزرد، وأسامة بن زيد، ويزيد بن أسامة بن الهاد، وأبو النضر سالم مولى عمر بن عبد الله، واسماعيل بن أبي خالد، وقدم على عمر بن عبد العزيز، وكانت له منه منزلة، وكانت له بدمشق دار بناحية القلانسيين.

أخبرنا أبو بكر عتيق بن أبي الفضل-قراءة عليه وأنا أسمع-قال: أخبرنا أبو القاسم علي بن الحسن، ح.

وحدثنا أبو الحسن بن أبي جعفر قال: أنبأنا أبو المعالي بن صابر قالا: أخبرنا أبو القاسم علي بن ابراهيم العلوي قال: أخبرنا رشاء بن نظيف قال: أخبرنا أبو محمد الحسن بن اسماعيل الغساني قال: حدثنا أحمد بن مروان المالكي قال: حدثنا أحمد بن علي التميمي قال: حدثنا محمد بن الحارث قال: سمعت المدائني يقول:

قال عمر بن عبد العزيز لعبد بني مخزوم: إني أخاف الله فيما دخلت فيه، فقال له:

لست أخاف عليك أن تخاف، ولكن أخاف عليك أن لا تخاف

(1)

.

أخبرنا أبو بكر عبد الله بن عمر بن علي بحلب قال: أخبرنا أبو السعادات المبارك بن عبد الرحمن بن زريق، والكاتبة شهدة بنت أحمد بن الفرج الآبري، ح.

وأخبرنا أبو البقاء يعيش بن علي بن يعيش بحلب قال: أخبرنا الخطيب أبو الفضل عبد الله بن أحمد الطوسي قالا: أخبرنا الحاجب أبو الحسن علي بن محمد (50 - ظ) بن العلاف قال: أخبرنا عبد الملك بن محمد بن بشران قال: حدثنا أحمد ابن ابراهيم قال: أخبرنا محمد بن جعفر الخرائطي قال: حدثنا علي بن داوود قال:

(1)

-تاريخ دمشق لابن عساكر:6/ 262، ط -263. و.

ص: 3939

حدثنا عبد الله بن صالح قال: حدثني يعقوب بن ابراهيم الزهري عن أبيه قال: جلس إليّ يوما زياد مولى ابن عياش قال: يا عبد الله، قال: ما تشاء؟ قال: ما هي إلاّ الجنة والنار، قلت: والله ما هي إلاّ الجنة والنار، قال: وما بينهما منزل ينزله العبّاد، قال: فو الله إن نفسي لنفس أضن بها عن النار والصبر اليوم عن معاصي الله خير من الصبر على الأغلال.

أخبرنا أبو عبد الله محمد بن ابراهيم بن مسلم بن سلمان الإربلي-قراءة عليه-قال: أخبرتنا شهدة بنت أحمد بن الفرج الآبري قالت: أخبرنا أبو الفوارس طراد بن محمد بن علي بن الحسن الزينبي قال: أخبرنا أبو الحسين بن بشران قال:

أخبرنا أبو علي بن صفوان قال: حدثنا عبد الله بن محمد بن أبي الدنيا قال: حدثنا علي بن محمد قال: حدثنا أبو صالح عبد الله بن صالح قال: حدثني يعقوب بن عبد الرحمن القارئ قال: قال محمد بن المنكدر: إني خلفت زياد بن أبي زياد مولى ابن عياش وهو يخاصم نفسه في المسجد يقول: اجلسي أين تريدين أن تذهبين

(1)

، أتخرجين الى أحسن من هذا المسجد، انظري ما فيه تريدين أن تبصري دار فلان ودار فلان.

قال: وكان يقول لنفسه: ما لك من الطعام يا نفس إلاّ هذا الخبز وهذا الزيت، وما لك من الثياب إلاّ هذين الثوبين، وما لك من النساء إلاّ هذه العجوز، أفتحبين أن تموتي؟ فقالت:(51 - و) أنا أصبر على هذا العيش.

أخبرنا أبو المحاسن بن الفضل-إذنا-قال أخبرنا أبو القاسم علي بن الحسن الحافظ قال: أخبرنا أبو الحسن محمد بن مرزوق قال: أخبرنا أبو عمرو بن مندة قال: أخبرنا الحسن بن محمد بن يوسف قال: حدثنا أحمد بن محمد بن عمر قال:

حدثنا ابراهيم بن الأشعث قال: سمعت فضيل بن عياض قال: قال زياد بن أبي زياد: انما قوتي في الدنيا نصف مدّ في اليوم، وإنما لباسي ما ستر عورتي، وإنما بيتي ما أكنّ رأسي، والله لوددت أنه حماني من الآخرة ولا أعذب بالنار.

وقال الحافظ: أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني قال: حدثنا أبو بكر الخطيب، ح.

(1)

-كذا بالاصل.

ص: 3940

قال: وأخبرنا أبو محمد بن طاووس قال: أخبرنا علي بن محمد بن محمد قالا:

أخبرنا أبو الحسين بن بشران قال: أخبرنا الحسين بن صفوان قال: حدثنا أبو بكر ابن أبي الدنيا قال: حدثني محمد بن عبد المجيد التميمي قال: سمعت سفيان بن عيينة يقول: قال زياد مولى ابن عياش لمحمد بن المنكدر، وصفوان بن سليم:

الجدّ الجدّ والحذر الحذر، فان يكن الأمر على ما نرجوه كان ما عملتما فضلا، وإلا لم تلوما أنفسكما.

أخبرنا أبو بكر عتيق بن أبي الفضل السلماني قال: أخبرنا علي بن الحسن، ح.

وحدثنا أبو الحسن محمد بن أحمد بن علي قال: أنبأنا أبو المعالي عبد الله ابن عبد الرحمن بن صابر قالا: أخبرنا أبو القاسم علي بن ابراهيم قال: أخبرنا رشاء بن نظيف قال: أخبرنا أبو محمد الحسن بن اسماعيل (51 - ظ) الضراب قال: أخبرنا أبو بكر أحمد بن مروان قال: حدثنا ابراهيم بن حبيب قال: حدثنا أبو غسان قال: قال زياد بن أبي زياد مولى عبد الله بن عياش بن أبي ربيعة: أنا من أن أمنع الدعاء أخوف من أن أمنع الاجابة

(1)

.

أنبأنا أبو حفص عمر بن محمد بن طبرزد قال: أخبرنا أبو القاسم اسماعيل بن أحمد-إذنا أو سماعا-قال: أخبرنا محمد بن هبة الله قال: أخبرنا محمد بن الحسين قال: أخبرنا عبد الله بن جعفر قال: حدثنا يعقوب بن سفيان قال: حدثني عبد العزيز قال: حدثنا ابن وهب قال: حدثني يعقوب بن عبد الرحمن عن أبيه عن زياد مولى ابن عياش قال: لو رأيتني ودخلت على عمر بن عبد العزيز في ليلة شاتية وفي بيته كانون، وعمر على كتابه فجعلت أصطلي على الكانون، فلما فرغ من كتابه مشى إليّ عمر حتى جلس معي على الكانون، وهو خليفة، فقال زياد بن أبي زياد؟ فقلت:

نعم يا أمير المؤمنين، قال: قص عليّ قلت: يا أمير المؤمنين ما أنا بقاص، قال: فتكلم، قلت: زياد، قال: وما له، قال: لا ينفعه من دخل الجنة غدا اذا دخل النار، ولا يضره من دخل النار غدا اذا دخل الجنة، قال: صدقت والله ما ينفعك من دخل الجنة اذا دخلت النار

(1)

-تاريخ دمشق لابن عساكر:6/ 264 - و-ظ.

ص: 3941

ولا يضرك من دخل النار اذا أنت دخلت الجنة، قال: فلقد رأيت عمر يبكي حتى طفئ بعض ذلك الجمر الذي على الكانون.

أنبأنا أبو نصر محمد بن هبة الله قال: أخبرنا الحافظ أبو القاسم علي بن الحسن قال: أخبرنا أبو البركات محفوظ بن الحسن بن محمد بن صصرى قال أخبرنا (52 - ) أبو القاسم نصر بن أحمد بن أبي الفتح الهمذاني قال أخبرنا أبو بكر الخليل ابن هبة الله بن الخليل قال: أخبرنا أبو علي الحسن بن محمد بن القاسم بن درستويه قال: حدثنا أحمد بن محمد بن اسماعيل أبو الدحداح قال: حدثنا ابراهيم بن يعقوب الجوزجاني قال: حدثنا يحيى بن صالح قال: حدثنا النضر بن عربي قال:

بينا عمر بن عبد العزيز يتغذى اذ بصر بزياد مولى ابن عياش فأمر حرسيا أن يكون معه، فلما خرج الناس وبقي زياد قام اليه عمر فجلس اليه، ثم قال: يا فاطمة هذا زياد مولى ابن عياش فاخرجي فسلمي عليه، ثم قال: يا فاطمة هذا زياد مولى ابن عياش عليه جبة صوف، وعمر قد ولي أمر الأمة، فحاسب نفسه حتى قام الى البيت فقضى عبرته، ثم خرج ففعل ذلك ثلاث مرات، فقالت فاطمة: يا زياد هذا أمرنا وأمره ما فرحنا به ولا قرّت أعيننا منذولي.

أنبأنا ابن طبرزد عن أبي غالب بن البناء قال: أخبرنا أبو محمد الجوهري قال:

أخبرنا محمد بن العباس بن محمد قال: حدثنا ابن أبي داوود قال: قرئ على الحارث بن مسكين وأنا أسمع عن بعض أصحابه عن مالك قال مزاحم مولى عمر بن عبد العزيز: اشتريت لعمر بن عبد العزيز وهو أمير المدينة للوليد كساء خز بستمائة دينار أو بسبعمائة دينار، فجعل بجنبه ويقول: أنه لخشن، فلما ولي الخلافة قال:

اني لأجد البرد بالليل فاشتريت له كساء بعشرة دراهم، فلما أتيته به جعل بجنبه ويقول: انه للين، فضحكت فقال: مم تضحك؟ فقلت: (52 - ظ) أما تذكر حين اشتريت لك كساء بستمائة دينار أو بسبعمائة، فجعلت تقول: انه لخشن، وتقول لهذا إنه للين! فقال: يا مزاحم والله لئن كان عيش سليمان بن عبد الملك وعيش زياد مولى بن عياش واحدا، لأن أعيش في الدنيا بعيش سليمان أحب الي، ولئن كان زيادا مولى ابن عياش صبر في الدنيا على العيش الذي يعيشه ليطيب له العيش في الآخرة، فو الله لأن أصبر على مثل عيش زياد هذه الأيام القلائل ليطيب لي العيش في الآخرة في تلك الأيام الكثيرة أحب إليّ، أو كما قال الحارث.

ص: 3942

‌ذكر من اسم أبيه النضر ممن اسمه زياد

‌زياد بن النضر:

أبو عمرو ويقال أبو الأوبر، ويقال أبو عائشة الحارثي الكوفي. روى عن أبي هريرة. روى عنه الشعبي وعبد الملك بن عمير، وهو أحد من حصر عثمان بن عفان رضي الله عنه وشهد صفين مع علي بن أبي طالب رضي الله عنه وأمرّه على مذحج والأشعريين، وسيره على مقدمته عند توجهه الى صفين.

أخبرنا أبو الحسن المبارك بن محمد بن مزيد بن هلال الأنصاري الخواص، وأبو عبد الله محمد بن نصر بن أبي الفرج الحصري-قراءة عليهما وأنا أسمع ببغداد-قال: أخبرنا أبو محمد عبد الغني بن الحسن بن أحمد الهمذاني قال:

أخبرنا أبو الفرج سعيد بن أبي الرجاء الصيرفي قال: أخبرنا أبو العباس (53 - و) أحمد بن النعمان قال: أخبرنا أبو بكر محمد بن ابراهيم بن علي المقري قال: حدثنا أبو محمد اسحاق بن أحمد بن نافع الخزاعي قال: حدثنا أبو عبد الله محمد بن يحيى بن أبي عمر العدني قال: حدثنا سفيان عن عبد الملك بن عمير عن أبي الأوبر عن أبي هريرة قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي قائما وقاعدا وحافيا ومنتعلا ويتفل عن يمينه وعن شماله.

أخبرنا أبو القاسم عبد الصمد بن محمد-فيما أذن لنا في روايته عنه-قال أخبرنا:

أبو الحسن علي بن أحمد بن منصور بن قبيس-اجازة ان لم يكن سماعا-قال:

أخبرنا أحمد بن عبد الواحد بن أبي الحديد قال: أخبرنا جدي أبو بكر قال: أخبرنا أبو محمد بن زبر قال: حدثنا أحمد بن عبيد بن ناصح قال: حدثنا الأصمعي عن أبي عوانه عن عبد الملك بن عمير قال: حدثني الشعبي أن زياد بن النضر الحارثي حدثه قال: كنا عند غدير لنا في الجاهلية ومعنا رجل من الحي يقال له عمرو ابن مالك معه بنيّة له شابة على ظهرها ذؤابة، فقال لها أبوها: خذي هذه الصحفة وأتي الغدير فجيئينا بشيء من مائه فانطلقت فوافقها عليه جان فاختطفها، فذهب بها، فلما فقدناها نادى أبوها في الحي فخرجنا على كل صعب وذلول وقصدنا كل شعب ونقب، فلم نجد لها أثرا، ومضت على ذلك السنون حتى كان زمن عمر بن الخطاب فاذا هي قد جاءت وقد عفا شعرها وأظفارها وتغيرت حالها، فقال لها (53 - ظ) أبوها:

ص: 3943

أي بنية أين كنت؟ وقام اليها يقبلها ويشم ريحها، فقالت: يا أبة أتذكر ليلة الغدير؟ قال: نعم قالت فانه: واقعني عليه جان فاختطفني فذهب بي، فلم أزل فيهم حتى اذا كان الآن غزا هو وأهله قوما مشركين، أو غزاهم قوم مشركون، فجعل عليه نذرا إن هم ظفروا بعدوهم أن يعتقني ويردني الى أهلي، فظفروا فحملني فأصبحت عندكم، وقد جعل بيني وبينه أمارة ان احتجت اليه أن أولول بصوتي، فانه يحضرني، قال: فأخذ أبوها من شعرها وأظفارها وأصلح من شأنها وزوجها رجلا من أهله، فوقع بينها وبينه ذات يوم ما يقع بين المرأة وبعلها فعيرها وقال: يا مجنونة ان نشأت إلاّ في الجن، فصاحت وولوت بأعلى صوتها، فاذا هاتف يهتف: يا معشر بني الحارث اجتمعوا وكونوا حيا كراما، فاجتمعنا فقلنا: ما أنت رحمك الله فإنّا نسمع صوتا ولا نرى شخصا؟ فقال: أنا رأت فلانة؟ رعيتها في الجاهلية بحسبي، وصنتها في الاسلام بديني والله ما نلت منها محرما قط، واستغاثت في هذا الوقت فحضرتها، فسألتها عن أمرها، فزعمت أن زوجها عيرها بأن كانت فينا، والله لو كنت تقدمت اليه لفقأت عينه، قال: فقلنا يا عبد الله لك الحباء والجزاء والمكافأة، فقال: ذلك اليه، يعني الزوج.

قال: فقامت اليه عجوز من الحي، فقالت: أسألك عن شيء؟ قال: سلي، قالت: ان لي بنية عروسا أصابها حصبة فتمزق (54 - و) رأسها وقد أخذتها حمى الربع فهل لها من دواء؟ قال: نعم اعمدي الى ذبان الماء الطويل القوائم، الذي يكون على أفواه الأنهار، فخذي منها واحدة فاجعليه في سبعة ألوان عهن

(1)

أصفرها وأحمرها وأخضرها وأسودها وأحمرها

(2)

وأبيضها وأكحلها وأزرقها، ثم افتلي ذلك الصوف بأطراف أصابعك، ثم اعقديه على عضدها اليسرى، ففعلت أمها ذلك، فكأنما نشطت من عقال.

أنبأنا أبو المحاسن سليمان بن الفضل قال: أخبرنا الحافظ أبو القاسم علي بن الحسن قال: قرأت بخط أبي الحسين الرازي: أخبرنا أحمد بن عمير قال: حدثنا معاوية بن صالح قال: حدثني عبد الغفار بن اسماعيل بن معاوية عن أبيه عن أبي

(1)

-العهن: الصوف الملون، الواحدة عهنة. النهاية لابن الاثير.

(2)

-كذا بالاصل كرر «أحمرها» .

ص: 3944

يعفور الثقفي عن عبد الملك بن عمير قال: حدثني زياد بن النضر الحارثي قال:

كنت صديقا ليزيد بن معاوية قبل أن تفضي الخلافة اليه فلما أفضت اليه أتيته فأكرمني وأنزلني في الدار معه، فلما كان ذات يوم استحم ثم جاء يخطر في مشيته عليه سبنية

(1)

مضلعة كان جلده يقطر دما، فما رأيت منظرا أحسن منه، فألقي له كرسي فجلس عليه، ثم قال: يا أبا عمر قم فاستحم، ففكرت في نفسي وفي غضون

(2)

جلدي فقلت، لا يراها مني أبدا، فقلت: يا أمير المؤمنين اذا أفضت عليّ الماء أخذتني قشعريرة، قال: فقال: لا عليك، يا جارية اسقيني، قال: فأتته جارية حسناء في يدها إناء فيه شراب، ما رأيت شرابا أحسن منه (54 - ظ) قال: فشرب حتى أتى عليه، فقال: يا جارية اسقي أبا عمر، قال: فقلت في نفسي إنّا لله وإنّا إليه راجعون الخمر ورب الكعبة، قال: فقلت في نفسي أشربه وأتوب، قال: فجاءتني بالقدح، فشربت فو الله ما سلسلت شرابا قط مثله، قال: فلما فرغت قال: أبا عمر، قلت: لبيك يا أمير المؤمنين قال: أتدري ما هذا الشراب؟ قال: قلت: لا والله يا أمير المؤمنين إلاّ أني لم اسلسل شرابا مثله، قال: هذا رمان حلوان بعسل أصبهان، بزبيب الطائف، بسكر الأهواز بماء بردى.

أنبأنا أبو الفتوح محمد بن محمد البكري قال: أخبرنا الحافظ أبو القاسم بن الحسن قال: أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر قال: أخبرنا أبو صالح أحمد بن عبد الملك قال: أخبرنا أبو الحسن بن السقاء قال: حدثنا أبو العباس الأصم قال: حدثنا عباس بن محمد قال: سمعت يحيى بن معين يقول: أبو الأوبر اسمه زياد الحارثي.

وقال: أخبرنا الحافظ قال: أخبرنا أبو بكر الشقاني قال: أخبرنا أبو بكر أحمد ابن منصور قال: أخبرنا أبو سعيد بن حمدون قال: أخبرنا مكي بن عبدان قال:

سمعت مسلم بن الحجاج يقول: أبو الأوبر زياد الحارثي، عن أبي هريرة، روى عنه عبد الملك بن عمير

(3)

.

(1)

-السبنية: أزر سود للنساء وقيل: ثياب من كتان أبيض، وقيل هي من حرير فيها أمثال الأترج. القاموس.

(2)

-الغضن: كل تثن في ثوب أو جلد أو درع. القاموس.

(3)

-الكنى والاسماء للامام مسلم:86. تاريخ دمشق لابن عساكر:6/ 265. و- 266. ظ.

ص: 3945

أخبرنا أبو حفص عمر بن محمد الدارقزي-اذنا-قال: أخبرنا أبو الفضل محمد بن ناصر، وأبو القاسم بن أحمد بن السمرقندي-اجازة ان لم يكن سماعا منهما أو من أحدهما-قال ابن ناصر: أنبأنا جعفر بن يحيى قال: أخبرنا أبو نصر الوائلي قال: أخبرنا الخصيب قال: أخبرني (55 - و) عبد الكريم بن أبي عبد الرحمن قال أخبرني أبي أحمد، ح.

وقال ابن السمرقندي أخبرنا أبو طاهر بن أبي الصقر الأنباري قال: أخبرنا هبة الله بن ابراهيم قال: أخبرنا أحمد بن محمد قال: أخبرنا أبو بشر الدولابي قالا:

أبو الأوبر زياد الحارثي

(1)

.

أخبرنا أبو حفص عمر بن علي بن محمد بن قشام-اذنا-قال: أخبرنا أبو العلاء الحسن بن أحمد الهمذاني-في كتابه-قال: أخبرنا أبو جعفر محمد بن أبي علي قال: أخبرنا أبو علي الحسن بن محمد الصفار قال: أخبرنا أبو بكر بن منجويه الحافظ قال: أخبرنا الحافظ أبو أحمد محمد بن محمد الحاكم قال: أبو الأوبر زياد الحارثي الكوفي عن أبي هريرة عبد الرحمن بن صخر الدوسي، يروي عنه عبد الملك بن عمير أبو عمر القرشي.

أنبأنا أبو حفص المكتب قال: أخبرنا أبو السعود أحمد بن علي بن المجلي- إجازة ان لم يكن سماعا-قال: أخبرنا الشريف أبو الحسين محمد بن أحمد بن محمد بن عبد الله بن عبد الصمد بن المهتدي بالله قال: أخبرنا أبو القاسم عبيد الله بن أحمد بن علي الصيدلاني قال: أخبرنا أبو عبد الله محمد بن مخلد بن حفص العطار قال: قرأت على أبي الحسن علي بن عمرو الأنصاري: قلت له: حدثكم الهيثم بن عدي قال: زياد بن النضر الحارثي، يكنى أبا عائشة.

أخبرنا القاضي أبو نصر محمد بن هبة الله-فيما أذن لنا في روايته عنه- قال: أخبرنا الحافظ أبو القاسم علي بن الحسن بن هبة الله قال: زياد بن النضر أبو الأوبر، ويقال أبو عائشة، ويقال أبو عمر الحارثي، من أهل الكوفة

(1)

-الكنى والاسماء الدولابي:1/ 117.

ص: 3946

(55 - ظ) حدث عن أبي هريرة روى عنه عامر بن شراحيل الشعبي، وعبد الملك ابن عمير، ووفد على يزيد بن معاوية

(1)

.

أنبأنا ابن طبرزد قال: أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي-اجازة ان لم يكن سماعا-قال: أخبرنا أبو الحسين بن النقور قال: أخبرنا أبو طاهر قال: أخبرنا أبو بكر بن سيف قال: أخبرنا السري بن يحيى قال: أخبرنا شعيب بن ابراهيم قال:

أخبرنا سيف بن عمر عن محمد وطلحة وأبي عثمان وأبي حارثة قالوا: خرج أهل الكوفة في أربع رفاق، وعلى الرفاق زيد بن صوحان العبدي، والأشتر النخعي، وزياد بن النضر الحارثي، وعبد الله بن الأصم أحد بني عامر بن صعصعة، فذكر الحديث، وذكر خروجهم الى عثمان وحصره.

أنبأنا أبو الحسن بن أبي عبيد الله بن المقير عن أبي محمد عبد الله بن أحمد ابن أحمد بن الخشاب قال: أخبرنا أبو الحسين بن الفراء قال: أخبرنا أبو طاهر أحمد بن الحسن بن أحمد بن الحسن الباقلاني قال: أخبرنا أبو علي الحسن بن أحمد بن شاذان قال: أخبرنا أبو الحسن أحمد بن ننجاب قال: حدثنا أبو اسحاق ابن ديزيل قال: حدثنا يحيى بن سليمان قال: حدثنا نصر بن مزاحم قال: أخبرنا عمر بن سعد عن خالد بن قطن قال: لما قطع عليّ الفرات دعا زياد بن النضر الحارثي وشريح بن هانيء فسرحهما أمامه نحو معاوية على حالهما التي كانا عليه حين خرجا من الكوفة، في اثني عشر ألفا وقد كانا حيث سرحهما على من الكوفة أخذا على شاطئ الفرات من قبل البر مما يلي الكوفة حتى بلغا عانات، فبلغهما أنه أخذ عليّ على طريق الجزيرة (56 - و) وبلغهما أن معاوية قد أقبل في جنود من الشام لاستقبال علي، فقال: والله ما هذا لنا برأي أن نسير وبيننا وبين أمير المؤمنين هذا البحر وما لنا خير في أن نلقى جموع الشام بقلة من معنا، وذهبوا ليعبروا من عانات فمنعهم أهل عانات وحبسوا عنهم السفن، فأقبلوا راجعين حتى عبروا من هيت ثم لحقوا عليا دون قرقيسيا، وأرادوا أهل عانات، فلما لحقت عليا مقدمته، قال: مقدمتي تأتي من ورائي؟ فأخبروه بالذي رأيا، فقال: أصبتما، فلما عبر الفرات قدمها أمامه نحو معاوية.

(1)

-تاريخ دمشق لابن عساكر:6/ 265 - و.

ص: 3947

أنبأنا علي بن محمود بن أحمد الصابوني عن أبي محمد الأديب قال: أخبرنا محمد بن محمد بن الحسين قال: أخبرنا أحمد بن الحسن قال: أخبرنا الحسين ابن أحمد قال: حدثنا أحمد بن اسحاق قال: حدثنا ابراهيم بن الحسين قال: حدثنا يحيى بن سليمان قال: حدثني نصر قال: حدثنا عمر بن سعد عن خالد بن قطن أن عليا قدم زياد بن النضر وشريح بن هاني أمامه نحو معاوية في اثنى عشر ألفا، فلما انتهوا الى معاوية وهو بصفين لقيهم أبو الأعور السلمي في جند من أهل الشام فدعاهم الى الدخول في طاعة علي فأبوا، فبعثوا الى علي عليه السلام: إنّا قد لقينا أبا الأعور السلمي في جند من أهل الشام فدعوناه وأصحابه الى الدخول في طاعتك فأبوا علينا، فمرنا بأمرك، فأرسل علي الى الأشتر فقال له: يا مالك ان زياد بن النضر وشريحا أرسلا الي بكذا وكذا، ونبأني الرسول أنه تركهم متواقفين فالنجاء النجاء انى أصحابك، فاذا (56 - ظ) أتيتهم فأنت عليهم وإياك أن تبدأ القوم بقتال حتى يبدأوك حتى تلقاهم فتدعوهم، فتسمع منهم، ولا يجر منكم شنآنهم على قتالهم قبل دعائهم والاعذار إليهم مرة بعد مرة، واجعل على ميمنتك زياد بن النضر، وعلى ميسرتك شريح بن هانيء، وقدم أصحابك وسطا، ولا تدنو منهم دنو من يريد أن ينشب الحرب، ولا تباعد عنهم بعد من يهاب البأس حتى أقدم عليك فاني حثيث السير اليك ان شاء الله

(1)

.

‌زياد بن النضر الطرسوسي:

حدث بطرسوس عن يزيد بن أبي حكيم العدني. سمع منه أبو حاتم محمد بن ادريس الرازي.

أنبأنا أبو العباس أحمد بن عبد الله الأسدي قال: أخبرنا مسعود بن الحسن الثقفي-في كتابه-قال: أخبرنا أبو عمرو عبد الوهاب بن محمد بن مندة-اجازة ان لم يكن سماعا-قال: أخبرنا أحمد بن عبد الله قال: أخبرنا أبو محمد بن أبي حاتم قال: زياد بن النضر الطرسوسي، روى عن يزيد بن أبي حكيم العدني، كتب عنه أبي بطرسوس

(2)

.

(1)

- صفين لنصر بن مزاحم:170 - 171.

(2)

-الجرح والتعديل:3/ 548 (2473).

ص: 3948

‌زياد بن أبي حسان النبطي:

أبو عمار البصري، روى عن أنس بن مالك، وأبي عثمان النهدي، وعمر بن عبد العزيز.

روى عنه اسماعيل بن علية، ومسلمة بن الصلت، وعبد العزيز بن عبد الصمد العمي ومعدّ بن الفضل الأزدي، وقرة بن حبيب، وعبد الحكم بن منصور الواسطي، وعون بن عمارة، وأبو عبيدة عبد المؤمن بن عبد الله السدوسي، وقدم خناصرة على عمر بن عبد العزيز، وشهد دفن ابنه عبد الملك. (57 - و).

أخبرنا أبو الحجاج يوسف بن خليل بن عبد الله-اذنا-قال: أخبرنا أبو المكارم اللبان قال: أخبرنا أبو علي الحداد قال: أخبرنا أبو نعيم الحافظ قال:

حدثنا أحمد-يعني-بن جعفر بن حمدان قال: حدثنا عبد الله-يعني-بن أحمد ابن حنبل قال: حدثني أبي قال: حدثنا اسماعيل بن ابراهيم قال: حدثني زياد بن أبي حسان أنه شهد عمر بن عبد العزيز حيث دفن ابنه عبد الملك قال: لما دفنه وسوى عليه، وقبره بالأرض، وضعوا عنده خشبتين من زيتون إحداهما عند رأسه والأخرى عند رجليه، ثم جعل قبره بينه وبين القبلة، واستوى قائما وأحاط به الناس فقال: رحمك الله يا بني لقد كنت بارا بأبيك، والله ما زلت منذ وهبك الله لي مسرورا بك، ولا والله ما كنت قط أشد بك سرورا، أو لأرجى لحظي من الله فيك منذ وضعتك في (57 - ظ) هذا المنزل الذي صيرك الله اليه، فرحمك الله وغفر لك ذنبك، وجزاك بأحسن عملك، ورحم الله كل شافع يشفع لك بخير من شاهد أو غائب، رضينا بقضاء الله، وسلمنا لأمره والحمد لله رب العالمين، ثم انصرف.

أنبأنا أبو اليمن زيد بن الحسن عن أبي البركات الأنماطي قال: أخبرنا أبو الفضل بن خيرون قال: أخبرنا أبو العلاء الواسطي قال: أخبرنا أبو بكر محمد بن أحمد البابسيري بواسط قال: حدثنا الأحوص بن الفضل بن عيان قال: أخبرنا أبي قال: قال يحيى بن معين: ويذكر عن شعبه أنه قال: كان زياد بن أبي حسان النبطي نصرانيا في حياة أنس بن مالك.

ص: 3949

أنبأنا أبو الفتوح محمد بن أبي سعد التيمي قال: أخبرنا علي بن أبي محمد بن هبة الله قال: أنبأنا أبو محمد بن الأكفاني قال: حدثنا عبد العزيز الكتاني قال:

أخبرنا أبو نصر بن الجبان-اجازة-قال: حدثنا أحمد بن القاسم بن يوسف قال: حدثنا أحمد بن طاهر بن النجم قال: حدثني سعيد بن عمرو البرذعي قال: قال لي أبو زرعة: ذكرت ليحيى بن معين حديث زياد-يعني-بن أبي حسان عن أبي عثمان عن أسامة فأنكره وقال: من رواه؟ قلت: محمد بن عبد الله الزري، قال:

ما حدثنا ابن علية عن زياد بن أبي حسان إلاّ حديثا واحدا عن عمر بن عبد العزيز ثم قال له الزري لا ندري هو بالنيل أو بالكوفة، قال أبو زرعة: قلت يقال أن منصور ابن أبي مزاحم رواه؟ فقال: لو ثبت.

قال: (58 - و) وحدثني أبو عثمان البرذعي قال: وقال لي أبو حازم-وكان حاضرا هذا زياد الجصاص: روى هذا الحديث محمد بن خالد الوهبي عن زياد الجصاص.

قال: وحدثنا أحمد بن القاسم-اجازة-قال: أخبرنا أحمد بن طاهر قال:

حدثني سعيد بن عمرو قال: أخرج إليّ أبو زرعة كتابه بخطه فدفعه إليّ من يده فيه أسامي الضعفاء ومن تكلم فيهم من المحدثين فنسخت هذه الأسامي من كتابه الذي ناولني من يده بخطه، ولم أسمعه منه، فكان منهم زياد بن أبي حسان.

أخبرنا أبو عبد الله الحسين بن عمر بن باز-في كتابه-قال: أخبرنا عبد الحق بن عبد الخالق قال: أخبرنا أبو الغنائم محمد بن علي النرسي قال: أخبرنا أبو أحمد عبد الوهاب بن محمد الغندجاني قال: أخبرنا أحمد بن عبدان قال: أخبرنا محمد بن سهل قال: أخبرنا محمد بن اسماعيل البخاري قال: زياد بن أبي حسان، سمع أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم: من أغاث ملهوفا غفر له سبعين مغفرة، لا يتابع عليه.

ورواه عبد العزيز بن عبد الصمد قال: حدثنا زياد بن أبي حسان عن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم.

ص: 3950

وقال محمد بن عقبة: حدثنا مسلمة بن الصلت قال: حدثنا زياد بن أبي زياد، سمع أنسا بالمدينة عن النبي صلى الله عليه وسلم: من أغاث ملهوفا

(1)

.

هكذا وقع في غير (58 - ظ) نسخة من كتاب البخاري زياد بن أبي زياد، وكأنه ابن أبي حسان والله أعلم.

أنبأنا أبو البركات سعيد بن هاشم عن أبي طاهر الخضر بن الفضل قال: أنبأنا أبو عمرو بن مندة قال: أخبرنا أحمد بن عبد الله قال: أخبرنا أبو محمد بن أبي حاتم قال: زياد بن أبي حسان النبطي روى عن أنس، وأبي عثمان النهدي، وعمر بن عبد العزيز.

روى عنه ابن علية، وعبد العزيز العمي، وقرة بن حبيب، سمعت أبي يقول ذلك، وسمعته يقول كان شعبة يتكلم فيه، فقلت لأبي: ما تقول فيه؟ فقال: شيخ منكر الحديث، يكتب حديثه ولا يحتج به

(2)

.

أخبرنا محمد بن محمد البكري-من كتابه-قال: أخبرنا الحافظ أبو القاسم علي بن الحسن قال: أخبرنا أبو القاسم يحيى بن بطريق بن بشرى قال: أخبرنا علي ابن محمد بن الحسن الواسطي، ومحمد بن علي بن علي الدجاجي في كتابيهما عن أبي الحسن الدارقطني، ح.

قال الحافظ: وأخبرنا أبو عبد الله البلخي قال: أخبرنا أبو ياسر محمد بن عبد العزيز بن عبد الله الخياط قال: أخبرنا أبو بكر البرقاني-اجازة-قال: هذا ما وافقت عليه أبا الحسن الدارقطني: زياد بن أبي حسان، أبو عمار بصري عن أنس، زاد ابن بطريق: وعن عمر بن عبد العزيز متروك.

وقال الحافظ أبو القاسم: أنبأنا أبو سعد المطرز، وأبو علي الحداد قالا:

أخبرنا أبو نعيم قال: زياد بن أبي حسان، روى عن أنس وغيره بالمناكير، حدث عنه ابن علية، وعبد العزيز العمي، لا شيء

(3)

.

(1)

-التاريخ الكبير للبخاري:3/ 350 (1184).

(2)

-الجرح والتعديل:3/ 350 (2393).

(3)

-تاريخ دمشق لابن عساكر:6/ 236. و-237. و.

ص: 3951

أنبأنا أبو محمد (59 - و) بن أبي العلاء الهمذاني قال: أخبرنا أبو المحاسن البرمكي قال: أخبرنا أبو القاسم الاسماعيلي قال: أخبرنا أبو القاسم السهمي قال:

أخبرنا أبو أحمد بن عدي قال: زياد بن أبي حسان النبطي سمع عمر بن عبد العزيز قوله.

روى عنه ابن علية، كان شعبة يتكلم فيه، سمعت ابن حماد يذكره عن البخاري.

قال ابن عدي: وحدثنا الجنيدي قال: حدثنا البخاري قال: زياد بن أبي حسان النبطي، كان شعبة يتكلم فيه لا يتابع في حديثه.

قال أبو أحمد بن عدي: زياد بن أبي حسان هذا قليل الحديث، ولم أر له عن أنس إلا ما ذكره، وما لم أذكره لعل الى تمام خمسة أحاديث، والبخاري إنما أنكر عليه سمع عمر بن عبد العزيز قوله، قال: روى عنه ابن عليه، وكان البخاري لم يعرف له حديثا مسندا

(1)

.

قلت: ليس الأمر كما ظنه ابن عدي، فإن البخاري قد حكى عن عون ابن عمارة، وعبد العزيز بن عبد الصمد ومسلمة بن الصلت أنهم رووا عن زياد بن أبي حسان أنه سمع أنسا عن النبي صلى الله عليه وسلم: من أغاث ملهوفا وقال: لا يتابع عليه، فكيف يجعله ابن عدي فيما رواه عن عمر بن عبد العزيز من قوله خاصة، ويقول: كان البخاري لم يعرف له حديثا مسندا.

أخبرنا القاضي أبو نصر محمد بن هبة الله بن مميل الشيرازي-فيما أذن لي في روايته عنه-قال: أخبرنا الحافظ أبو القاسم علي بن الحسن قال: زياد بن أبي حسان أبو عمار النبطي من أهل (59 - ظ) البصرة روى عن أنس بن مالك، وأبو عثمان النهدي، وعمر بن عبد العزيز، وقدم عليه وشهد دفن ابنه عبد الملك بن عمر ابن عبد العزيز.

روى عنه ابن عليّة، وعبد العزيز بن عبد الصمد العمي، وقرة بن حبيب،

(1)

-الكامل لابن عدي:3/ 1051 - 1052.

ص: 3952

وعون بن عمارة، ومسلمة بن الصلت، وعبد الحكم بن منصور الواسطي وأبو عبيدة عبد المؤمن بن عبد الله السدوسي، ومعد بن الفضل الأزدي

(1)

.

‌زياد بن أبي الورد الكاتب المشجعي:

له ذكر، وولاه مروان بن محمد بن مروان بنيان مرعش بعد أن خربها الروم.

أنبأنا أبو الفتوح محمد بن محمد البكري قال: أخبرنا علي بن أبي محمد قال:

أنبأنا أبو محمد بن الأكفاني قال: حدثنا عبد العزيز الكتاني قال: أخبرنا أبو محمد ابن أبي نصر قال: أخبرنا أبو القاسم بن أبي العقب قال: أخبرنا أحمد بن ابراهيم القرشي قال: حدثنا محمد بن عائذ قال: قال الوليد بن مسلم قال: اختلف الناس على مروان بن محمد وبلغ طاغية الروم، فنزل على مرعش، وبلغ مروان وهو نازل على حمص، فكتب الى أهل مرعش يعلمهم ما بلغه من نزوله عليهم، ويأمرهم بالصبر وأنه قد وجه اليهم فلانا في كذا، وفلانا في كذا، وأن قد أتوكم وبعث بكتابه رجلا من الطلائع، وأمره أن يتصدّ لأهل مرعش حيث يراه الروم، وتطمع فيه، فإذا رآها خارجة إليه، ولى عنها وألقى الكتاب، ففعل وأخذته الروم، وأتت به (60 - و) طاغيتها فكان سببا لإجابته أهل مرعش على أمانه على دمائهم وأموالهم وأهليهم، فكاتبوه على ذلك، وفتحوا مدينتهم وقد استووا على دوابهم وحملوا أهليهم، وقد أوقف طاغية الروم صفين قد سلوا سيوفهم، وقربوا بعضها الى بعض ومر المسلمون تحتها حتى نفذوا، يقول: إنا قدرنا ووفينا، ثم خلوا عن المسلمين وخربوا حصن مرعش، وقفلوا الى بلادهم، ولما فرغ مروان من أهل حمص قطع بعثا على أهل الشام الى بنيان مرعش، وولى عليهم الوليد بن هشام المعيطي، وولى بناءها زياد بن أبي الورد الدمشقي.

أنبأنا أبو نصر محمد بن هبة الله القاضي قال: أخبرنا أبو القاسم علي بن الحسن الحافظ قال: زياد بن أبي الورد المشجعي الكاتب، ذكره أبو الحسين الرازي في تسمية كتاب أمراء دمشق، وذكر أنه عمل لمروان بن محمد، ولأبي جعفر المنصور

(2)

.

(1)

-تاريخ دمشق لابن عساكر:6/ 236 - و.

(2)

-تاريخ دمشق لابن عساكر:6/ 266 - و.

ص: 3953

‌زياد ابو عبد الله:

من حرس عمر بن عبد العزيز، ويحتمل أن يكون زياد بن حبيب الجهني الذي قدمنا ذكره، وجهه عمر بن عبد العزيز الى الرقة بمال حمله الى سالم بن وابصة الرقي ليقسمه على الفقراء، فقد كان معه بخناصرة أو بغيرها من أعمال حلب، وان لم يكن، فقد اجتاز بها أو ببعض عملها في طريقه الى الرقة.

حكى عن عمر بن عبد العزيز، روى عنه عبيد الله بن عمرو الرقي (60 - ظ).

أنبأنا أبو القاسم عبد الصمد بن محمد بن أبي الفضل عن أبي الفتح نصر الله ابن محمد بن عبد القوي الفقيه اللاذقي قال: أنبأنا الفقيه نصر بن ابراهيم المقدسي الزاهد قال: أخبرنا عبد الله بن الوليد الأندلسي قال: أخبرنا محمد بن أحمد-فيما كتب إليّ -قال: أخبرني جدي عبد الله بن محمد بن علي اللخمي قال: حدثنا عبد الله بن يونس قال: أخبرنا بقي بن مخلد قال: حدثنا أحمد بن ابراهيم الدورقي قال:

حدثنا عبد الله بن جعفر الرقي والوليد بن صالح قالا: حدثنا عبيد الله بن عمرو، ح.

قال: وحدثني الهيثم بن جميل قال: حدثني عبيد الله بن عمرو-ويزيد بعضهم على بعض-قال: حدثني زياد أبو عبد الله-رجل من حرس عمر بن عبد العزيز- قال: بعث إليّ عمر بن عبد العزيز ذات ليلة، فدخلت عليه وعنده شمعة وتحته شاذكونة

(1)

وسخة، لا أدري أوسخها أغلظ أو ثوبها بساطها من عباءة من مشاقة

(2)

الصوف في ليلة قرة، وعليه كساء أنبجاني

(3)

سمل، وعليه قلنسوة بيضاء مضرّبة غسيل قد تنحى قطنها في ناحيتها، فنظرت الى جسده فكأني لم أر بين عظمه وجلده شيئا من اللحم.

قال: ومال معبأ، وكتاب مختوم، فقال لي: خذ هذا المال، وهذا الكتاب فانطلق به الى سالم بن وابصة، وكان على الرقة، فمره فليقسمه على فقراء المسلمين

(1)

-الشاذكونة: ثياب غلاظ مضربة تعمل باليمن. القاموس.

(2)

-المشاقة: ما سقط من الشعر أو الكتان عند المشط. القاموس.

(3)

-نسبة الى منبج فقد قيل: منبجاني وقيل احيانا انبجاني. معجم البلدان- مادة منبج.

ص: 3954

ومره أن لا يقسمه إلاّ على نهر جار، أو سوق جامعة فإني (61 - و) أخاف أن يعطشوا.

قال: وكتب الى ابن وابصة: نأمرك بأشراط تذب الناس بعضهم عن بعض، لا يزدحموا فيصيبهم شيء.

قال: فأخذته، ثم خرجت ورجعت، فقلت لغلامه: استأذن لي، فقال: قد دخل الى أهله وليس هاهنا أحد يستأذن لك.

قال: فقام على الباب، ثم قال: الرجل الذي خرج من عند أمير المؤمنين آنفا يريد الدخول، قال: فسمعته يقول: ادخل فإذا الشمعة قد رفعت وإذا عنده سراج، قلت: قلّ من ولي هذا الأمر إلاّ حضره المحقّ وغير المحقّ، فترى أن نستقصي حتى نوصله الى أهله أو نعطيه من حضرنا، وقد يحضر الغني والفقير؟ قال: فنكت بشيء في يده مليا، ثم رفع رأسه فقال: من مدّ يده اليك فأعطه.

فلما خرجت قلت لغلامه: ما بال تلك الساعة شمعة والساعة سراج؟ فقال: تلك الساعة كان في شيء من أمر المسلمين فكانت عنده شمعة، والساعة قد صار الى بيته فيكفيه سراج.

أنبأنا أبو نصر محمد بن هبة الله بن مميل قال: أخبرنا الحافظ أبو القاسم علي ابن الحسن الدمشقي قال: زياد أبو عبد الله من حرس عمر بن عبد العزيز، إن لم يكن ابن حبيب فهو غيره، حكى عن عمر، حكى عنه عبيد الله بن عمرو الرقي

(1)

.

‌زياد الصقلبي:

أحد الصقالبة الذين رتبهم مروان بن محمد بالثغور، واليه ينسب حصن زياد من حصون الثغور، له ذكر وجهاد. (61 - ظ).

(1)

-تاريخ دمشق لابن عساكر:6/ 266 - ظ.

ص: 3955

‌ذكر من اسمه زيد

‌زيد بن ابراهيم بن عبد الملك بن زيد الخلقاني:

أبو الحسن الملطي من أهل ملطية، وسكن حران، حدث عن الحسن بن عرفة والحسن بن محمد الزعفراني، وسليمان بن سيف، ومحمد بن يزيد أخي كرخويه.

روى عنه الحفاظ: أبو بكر محمد بن الحسين السبيعي الحلبي، وأبو الحسين محمد بن المظفر، وأبو أحمد عبد الله بن عدي، وأبو بكر محمد بن ابراهيم المقرئ وغيرهم.

أخبرنا عمي أبو غانم محمد بن هبة الله بن أبي جرادة، وأبو محمد عبد الرحمن ابن عبد الله بن علوان الأسدي، وابنه أبو عبد الله محمد بن عبد الرحمن، وأبو عبد الله محمد بن أحمد بن محمد بن الطرسوسي، قالوا: أخبرنا أبو سالم أحمد بن عبد القاهر بن الموصول قال: أخبرنا أبو الحسن علي بن عبد الله بن محمد بن أبي جرادة الحلبي قال: أخبرنا أبو الفتح عبد الله بن اسماعيل بن الجلي الحلبي قال:

أخبرنا أبو عبيد الله عبد الرزاق بن عبد السلام بن أبي نمير القطبي الحلبي قال:

أخبرنا أبو بكر محمد بن الحسين السبيعي الحلبي قال: حدثنا أبو الحسن زيد بن عبد الملك بن زيد الملطي الخلقاني بحران قال: حدثنا الحسن بن عرفة العبدي قال:

حدثنا يحيى بن اليمان العجلي عن سفيان الثوري عن ابراهيم بن محمد بن المنتشر عن أبيه عن مسروق عن عبد الله بن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

من قال لا إله إلاّ الله لم تضرّه معها خطيئة كما لو أشرك بالله لم تنفعه (62 - و) معها حسنة

(1)

.

أخبرنا أبو الحجاج يوسف بن خليل بن عبد الله قال: أخبرنا أبو مسلم المؤيد ابن عبد الرحيم بن الأخوة وصاحبته عين الشمس بنت أبي سعيد بن الحسن قالا:

(1)

-انظره في كنز العمال:1/ 209.

ص: 3956

أخبرنا أبو الفرج سعيد بن أبي الرجاء الصيرفي-قالت: اجازة-قال: أخبرنا أبو طاهر أحمد بن محمود الثقفي وأبو الفتح منصور بن الحسين قالا: أخبرنا أبو بكر محمد بن ابراهيم بن المقرئ قال: حدثنا أبو الحسن زيد بن عبد الملك بن زيد الملطي الخلقاني، جليس أبي عروبة، بحران قال: حدثنا محمد بن يزيد أخو كرخويه قال:

لا أقول لكم إلاّ ما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: اللهم إني أعوذ بك من الفقر والكسل والجبن والبخل والهرم، وعذاب القبر، اللهم آت نفسي تقواها أنت خير من زكاها، أنت وليها ومولاها، اللهم إني أعوذ بك من علم لا ينفع، ومن قلب لا يخشع، ومن نفس لا تشبع، ومن دعوة لا تستجاب

(1)

.

أسقط ابن المقرئ ذكر أبيه ابراهيم، ونسبه الى جده.

وقال: حدثنا زيد قال: حدثنا ابن عرفة قال: قال ابن المبارك: نظر الثوري بمكة الى السودان فقال: إن ذبوبا سلط علينا بها هؤلاء لذنوب عظام

(2)

. (62 - ظ)

(1)

-انظر كنز العمال:2/ 3746 - 3748.

(2)

-نظرا لما كان-وما زال-يصدر عنهم من عنف ولعدم تقيد نسائهم بما يستر العورة.

ص: 3957

بسم الله الرحمن الرحيم

وبه توفيقي

‌زيد بن احمد بن عبيد الله بن فضال الحلبي:

أبو القاسم بن أبي الفتح الماهر، من أهل حلب، وسكن مع أبيه دمشق، فعرف بالدمشقي ثم انتقل الى طرابلس، وأقام بها.

وهو شاعر في شعره تكلف ويعتمد فيه التجنيس. روى عن أبيه شيئا من شعره روى عنه الشريف النسيب أبو القاسم علي بن ابراهيم العلوي، وأبو الحسن علي بن يحيى بن هبة الله الكتامي.

أنبأنا أبو منصور عبد الرحمن بن محمد وغيره قالوا: أخبرنا أبو القاسم علي ابن الحسن الحافظ -اجازة ان لم يكن سماعا-قال: أنبأنا أبو القاسم علي بن ابراهيم العلوي قال: أنشدنا أبو القاسم زيد بن أحمد بن الماهر قال: أنشدنا أبي أبو الفتح لنفسه:

له موضع في القلب ليس بمشترك

وإن كان منه آخذا فوق ما ترك

غرير يصيد القلب قبل يصيدة

من اللحظ منصوب الحبائل والشرك

أقول لطرفي فيه عرّضتني

لمن أذاب فؤادي في هواه وأسهرك

وقلت لليل مؤنس من صباحه

أطالك من لو شاء عندي لقصرك

وحتى من أرعى نجومك لابسا

دجاك إذا ما صرع النوم سمّرك

وما ذاك من حالي عن النجم خافيا

ولو قد سألت النجم عني لأخبرك

وللدمع في جفني مجال وللجوى

وللصبر ما بين الجوانح معترك

(1)

(1)

-تاريخ دمشق لابن عساكر:6/ 267 - و.

ص: 3958

قرأت بخط الحافظ أبي طاهر أحمد بن محمد بن أحمد السّلفي-وأجاز لنا جماعة من شيوخنا عنه-قال: أنشدني الناهض أبو الحسن علي بن يحيى بن هبة الله الكتامي بالاسكندرية قال: أنشدني أبو القاسم زيد بن أحمد بن عبد الله الدمشقي بطرابلس الشام قال: أنشدني أبي الفتح أحمد بن عبيد الله الملقب بالماهر بدمشق في علي بن أحمد الجراجرائي وزير مصر

(1)

.

يا جرجرائي استمع

وأفق ودع عنك المخارق

قدمت نفسك في الثقا

ت وهبك فيما قلت صادق

أعلى الأمانة والتقى

قطعت يديك من المرافق

قال: وأنشدني زيد قال: أنشدني أبي لنفسه بدمشق في علي بن أحمد الجرجرائي وزير مصر بعد أن قطعت يداه:

لعن الله جرجرايا ومن قد

ضررا طوّحت به في البلاد

تربة تنبت الخبيث بأيد

ربما قطعت من الأزناد

أخبرنا أبو اليمن زيد بن الحسن الكندي-فيما أذن لي في روايته عنه-قال:

أخبرنا أبو عبد الله محمد بن نصر بن صغير القيسراني-في كتابه-قال: وقال لي أبو عبد الله-يعني-ابن الخياط: رأيت ابن الماهر بطرابلس وهو يعمل اشعارا ضعيفة ركيكة، وكان يعتمد الجناس المركب فلا يأتي بشيء، فعمل أبياتا يهنئ بها انسانا تولى الخطابة، فقال بعد ذكر المنبر (64 - ظ):

أترى ضم خطيبا منك أم ضمخ طيبا

فأحسن والله وأتى بالعجب، قال أبو عبد الله-يعني-ابن الخياط: فلما لقيت أبا الفتيان

(2)

بحلب حكيت له الحكاية وأنشدته هذا البيت، فقال لي: والله ان عمري أسلك هذه الطريقة ما وقع لي مثله.

(1)

-وزر للخلفاء الفاطميين من سنة 418 هـ وحتى وفاته سنة 436 هـ. انظر حوله الوزارة والوزراء في العصر الفاطمي لمحمد حمدي المناوي ط. دار المعارف:253.

(2)

-أبو الفتيان هو الشاعر ابن حيوس أعظم شعراء الشام مكانة في القرن الخامس للهجرة.

ص: 3959

قلت: البيت الذي فيه ذكر المنبر:

قد زها المنبر عجبا

إذ ترقيت خطيبا

أخبرني أبو عبد الرحمن محمد بن الخطيب هاشم بن أحمد بن عبد الواحد الخطيب قال: أخبرني والذي الخطيب هاشم قال: لما وليت الخطابة بجامع حلب وخطبت ونزلت أنشدني أبو عبد الله محمد بن نصر القيسراني:

قد زها المنبر عجبا

إذ ترقيت خطيبا

أترى ضم خطيبا

منك أم ضمخ طيبا

وقع إليّ كراسة بخط أبي النجم بن بديع، الوزير الأصبهاني، وزير رضوان بن تتش، من كتاب جمعه في الشعراء، فذكر في الشعراء الحلبيين فيه زيد بن أحمد ابن الماهر وقال انه توفي بطرابلس وشعره من جملة السفساف ومات وقد نيف على السبعين وأورد له:

نعيّ أتى من كفر طاب تخبّثا

به العيش ليت العيش كن ترّبثا

فيا ليت في فئ فاجئ فاجع به

طرابلسا بلسا وكلسا وكثكثا

البلس: غرائر من مسوح يجعل فيها التبن، والكثكث: فتات الحجارة والتراب.

قال أبو النجم: وشعره من هذا النمط وله (65 - و):

شريف طرا طرابلسا

وطربل إذ طرابلسا

وطربل: اسم جبل.

قال: ومن جيد شعره قوله وضمّن البيت الأخير:

فارقتهم فأرقت هما

ورمى الهوى قلبي فأصمى

وذكرت أنسهم ولما أن

سهم وشدوت نظما

أتراك تحسب أنني

يا بين من حجر أصمّا

ص: 3960

أنبأنا أبو البركات الحسن بن محمد عن عمه الحافظ أبي القاسم قال: زيد بن أحمد بن عبد الله بن فضال أبو القاسم بن أبي الفتح الماهر شاعر وابن شاعر، روى عن أبيه شيئا من شعره

(1)

.

‌زيد بن أحمد بن عجل أبو الغنائم:

الكاتب الحلبي كاتب الأمير ناصر الدولة بن ناصر الدولة بن حمدان، كان شاعرا ممدحا: ذكره الوزير أبو النجم بن بديع في كتابه الذي جمعه في الشعراء، وقرأت ذكره في الكراسة التي وقعت إليّ بخطه من هذا الكتاب.

قال في ذكره: أبو الغنائم زيد بن أحمد بن عجل الكاتب الحلبي من أعمال حلب، وكتب للأمير ناصر الدولة بن حمدان، ومدحه ابن حيوس بقصيدة أولها:

دعو القول فيمن جاد منا ومن ضنّا

(2)

.

وقال: قدم دمشق مع ناصر الدولة لما وليها، وله أشعار سهلة الكلام من خسيس أشعار الكتّاب، وله وقد ولد له ابنه أبو المعالي هبة الله:

أبو المعالي هبة الله

قد زاد لما جاء في جاهي (65 - ظ)

ونحمد الله على أنه

هو الذي قد جاءنا لا هي

قال: وكانت عمامته عظيمة جدا، فكان يتنادر على نفسه وينشد:

عمامة الشيخ أبي الفضل

عمامة تصلح للحلّ

من غير ما سوء ولكن لكي

تخفّف الحمل عن البغل

ظفرت لأبي الغنائم الكاتب هذا بأبيات في مجموع لبعض الحلبيين وهي:

لقيت من الأيام ما لو بثثته

لشارك فيه كل خلق عرفته

ولم أشك والشكوى تذل ونفعها

قليل وقد جربته وعلمته

وللهم وقت والمسرة مثله

فخذ منهما بالشكر ما جاء وقته

فيا لائمي في أن صبرت على أذى

قدرت على إلقائه وحبسته

(1)

- تاريخ دمشق لابن عساكر:6/ 267 - و.

(2)

-ديوان ابن حيوس:2/ 633.

ص: 3961

ويا عاذلي في أن قعدت عن العلى

ولو شئت منها ما أردت بلغته

دعاني ورأي في اليقين فإنه

متى كان لي في الغيب شيء أخذته

نقلت من كتاب «جامع الفنون وسلوة المحزون»

(1)

تأليف أبي الحسين بن الطحان، وهو كتاب في ذكر الغناء والمغنين ذكر فيه في باب ما مدح به المغنون في زماننا هذا، يعني زمانه قال: وكتب إليّ الشيخ أبو الغنائم زيد بن أحمد من قطعة طويلة:

ذاك البنان إذا كتبت

كتب الغرائب أو ضرب

ما إن رأينا قبل رؤ

تيه خطيبا من خشب (66 - و)

ونقلت من هذا الكتاب المذكور قال: وكتب إليّ الشيخ أبو الغنائم زيد بن أحمد كاتب الأمير ناصر الدولة وسيفها.

يا أوحد الفضلاء إن شفّعتني

فيمن تهذ به غدا بك أو حدا

لجمعت بين فصاحة وملاحة

فرأى الورى بى في زمانى معبدا

‌زيد بن أحمد أبو الحسين الحلبي:

روى عن الأستاذ الأديب هبة الله بن جعفر المؤدب الحلبي بعض شعره، روى عنه الاستاذ أبو عبد الله محمد بن علي العظيمي.

قرأت بخط أبي عبد الله العظيمي، وأنبأنا به أبو اليمن الكندي، والمؤيد بن علي ابن محمد الطوسي، قالا: أجاز لنا العظيمي وقال: حدثني الشيخ أبو الحسين زيد ابن أحمد الحلبي قال: كنت صغيرا بمكتب الاستاذ الأديب هبة الله بن جعفر، في هذه السنة، يعني سنة ثمان وستين وأربعمائة قبل مقتل نصر بن محمود

(2)

وكان هذا الاستاذ شاعرا مليحا فمدح نصر بن محمود قبل قتله بقصيدة أولها:

أما الأنام فمرزوق ومحروم

كذا المحبون موصول ومحروم

(1)

-لم أستطع التعرف اليه.

(2)

-قتله الغز الذين وفدوا الى حلب صباح ثاني أيام عيد الفطر الموافق 9 أيار 1076. أنظر تفاصيل ذلك في كتابي أمارة حلب:150 - 151.

ص: 3962

وأنبأنا الكندي والطوسي عن العظيمي، ونقلته من خطه قال: أنشدني أبو الحسين زيد بن أحمد الحلبي لابن مقلة

(1)

-يعني-لما قطعت يده:

قد تحرجت ما استطعت بجهدي

حفظ أموالهم فما حفظوني

ليس بعد اليمين لذة عيش

يا حياتي بانت يميني فبيني (66 - ظ)

‌زيد بن أرقم:

ابن زيد بن قيس بن النعمان بن مالك الأعز بن ثعلبه بن كعب بن الخزرج بن الحارث بن الخزرج الأنصاري، أبو كعب، وقيل أبو عامر، وقيل أبو برزة، وقيل أبو سعد، وقيل أبو سعيد، وقيل أبو أنيسة، الخزرجي.

صحب النبي صلى الله عليه وسلم، وروى عنه وعن أبي بكر الصديق. روى عنه أبو اسحاق السبيعي وأبو عمرو الشيباني، وعبد الرحمن بن أبي ليلى، والنضر ابن أنس بن مالك، وثمامة بن عقبة، ويزيد بن حيان التيمي، وأبو سعيد الأزدي، وأبو مسلم البجلي، وأبو المنهال عبد الرحمن بن مطعم وحبيب بن يسار، وأبو وقاص وأبو الخليل وأبو سليمان، وطاووس وأبو حمزة طلحة بن يزيد، ومحمد بن كعب وابنته أنيسة بنت زيد.

وشهد صفين مع علي رضي الله عنه وغيرها.

أخبرنا أبو الفتوح محمد بن محمد بن سعيد البكري بدمشق قال: أخبرنا أبو عبد الله الحسين بن محمد بن خميس، ح.

وأخبرنا أبو علي حسن بن أحمد بن يوسف الأوقي بالمسجد الأقصى، وأبو عبد الله محمد بن داوود الدربندي بمسجد الخليل صلى الله عليه وسلم، وأبو القاسم عبد الله بن الحسين بن عبد الله بن رواحه بحلب قالوا: أخبرنا الحافظ أبو طاهر أحمد بن محمد السّلفي قالا: أخبرنا أبو الخطاب نصر بن أحمد بن البطر قال:

أخبرنا أبو محمد عبد الله بن عبيد الله بن البيّع قال: حدثنا القاضي أبو عبد الله الحسين بن اسماعيل المحاملي قال: حدثنا يعقوب الدورقي قال: حدثنا مروان الفزاري قال: حدثنا اسماعيل بن أبي خالد عن الحارث بن أبي شبيل عن أبي عمرو الشيباني

(1)

-من أشهر وزراء الدولة العباسية، شهر بجودة خطه وادبه وشعره مات سنة 328 هـ /940 م. انظره في أعلام الزركلي-مادة محمد بن علي-.

ص: 3963

عن زيد بن أرقم قال: كنا نتكلم في الصلاة على عهد النبي صلى الله عليه وسلم يكلم أحدنا صاحبه في الحاجة فيما بينه وبينه فلما نزلت (67 - و): «حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى»

(1)

أمرنا بالسكوت.

هكذا قال في هذه الرواية عن الحارث بن أبي شبيل، وقد رواه محمد بن عبيد عن اسماعيل بن أبي خالد عن الحارث بن شبيل عن أبي عمرو الشيباني عن زيد.

أخبرنا بذلك أبو الحسن علي بن محمد بن عبد الكريم الجزري وأبو البقاء يعيش بن علي بن يعيش النحوي جميعا بحلب قالا: أخبرنا أبو الفضل الخطيب عبد الله بن أحمد بن محمد الطوسي قال: أخبرنا أبو محمد جعفر بن أحمد بن الحسين السراج قال: أخبرنا الحسن بن أحمد قال: أخبرنا عثمان بن أحمد قال: حدثنا يحيى بن جعفر قال: حدثنا محمد بن عبيد قال: حدثنا اسماعيل بن أبي خالد عن الحارث بن شبيل عن أبي عمرو الشيباني عن زيد بن أرقم قال: كنا في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا كنا في الصلاة فأراد أحدنا حاجة الى أحد منا ساره فنزلت هذه الآية: «حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى وقوموا لله قانتين» فأمرنا بالسكوت.

قال أبو محمد جعفر بن أحمد السراج-فيما خرجه له الخطيب، أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت-هذا حديث صحيح من حديث أبي عمرو الشيباني واسمه سعد بن اياس عن أبي عمرو زيد بن أرقم الأنصاري، ومن رواية الحارث بن شبيل عن أبي عمرو.

ورواه البخاري عن ابراهيم بن موسى عن عيسى بن يونس وعن مسدّد عن يحيى، ورواه مسلم عن يحيى بن يحيى عن هشيم، وعن أبي بكر عن ابن نمير ووكيع وعن اسحاق بن ابراهيم عن عيسى بن يونس خمستهم عن اسماعيل، فكأن شيخنا سمعه من البخاري (67 - ظ) ومسلم.

أخبرنا أبو هاشم عبد المطلب بن الفضل بن عبد المطلب الهاشمي قال: أخبرنا الشيخ الخطيب أبو بكر محمد بن نصر بن منصور بن علي بن محمد بن محمد العامري قال: أخبرنا السيد الإمام أبو المعالي محمد بن محمد بن زيد الحسني-املاء

(1)

- سورة البقرة-الآية:238. وانظر جامع الاصول لابن الأثير:5/ 485.

ص: 3964

بسمرقند-قال: أخبرنا عبد الملك بن محمد العدل قال: أخبرنا أبو سهل بن زياد القطان قال: حدثنا محمد بن الحسين الحنيني قال: حدثنا عبد الله بن رجاء قال:

حدثنا اسرائيل عن أبيه عن أبي اسحاق عن زيد بن أرقم قال: أصابني رمد فعادني رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: أرأيت لو أن عينيك لما بهما ما كنت صانعا؟ قال: كنت أصبر وأحتسب قال: أما والله لو كانت عيناك لما بهما ثم صبرت واحتسبت ثم مت لقيت الله ولا ذنب لك.

أخبرنا أبو حفص عمر بن محمد بن معمر بن طبرزد البغدادي-بقراءتي عليه بحلب-قال: أخبرنا الرئيس أبو القاسم هبة الله بن محمد بن عبد الواحد بن الحصين الشيباني قال: قال أخبرنا أبو طالب محمد بن محمد بن ابراهيم بن غيلان قال حدثنا أبو بكر محمد بن عبد الله الشافعي قال: حدثنا محمد بن سليمان بن الحارث قال:

حدثنا عبيد الله بن موسى قال: حدثنا أبو اسرائيل الملائي عن الحكم عن أبي سليمان المؤذن عن زيد بن أرقم أن عليا أنشد الناس: من سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: من كنت مولاه فعلي مولاه، اللهم والي من والاه، وعاد من عاداه، فقام ستة عشر رجلا فشهدوا بذلك وكنت فيهم. (68 - و).

أخبرنا أبو الحسن علي بن محمد بن عبد الكريم الجزري، وأبو البقاء يعيش ابن علي بن يعيش الحلبي-بحلب، قراءة عليهما-قالا: أخبرنا الخطيب أبو الفضل عبد الله بن أحمد بن محمد قال: أخبرنا أبو محمد جعفر بن أحمد بن الحسين السراج.

قال: أخبرنا القاضي أبو الحسن محمد بن اسماعيل بن عمر بن محمد بن ابراهيم بن سنبك قال: أخبرنا أبو حفص عمر بن أحمد بن عثمان قال: حدثنا عبد الله بن محمد قال: حدثنا عبد الله بن عمر القواريري قال: حدثنا يحيى بن سعيد-يعني-القطان ويوسف بن سعيد قالا: حدثنا يحيى بن سعيد-يعني-أبا حيان التيمي عن يزيد بن حياّن عن زيد بن أرقم قال: بعث إليّ عبيد الله بن زياد فقال: ما أحاديث تحدث بها لا نجدها في كتاب الله؟ قال: يوسف تحدث بها. قال يحيى: تزعم أن له حوضا في الجنة، قال: قد حدثناه رسول الله صلى الله عليه وسلم ووعدناه، قال: كذبت ولكنك شيخ قد خرفت، قال: أما إنّه سمعته أذناي ووعاه قلبي يقول: من كذب

ص: 3965

عليّ متعمدا-قال يوسف: فليتبوا مقعده من جهنم. وقال يحيى: من النار

(1)

وما كذبت على رسول الله صلى الله عليه وسلم.

أخبرنا أبو محمد عبد اللطيف بن يوسف بن علي البغدادي بحلب قال: أخبرنا أبو زرعة طاهر بن محمد بن طاهر المقدسي الصوفي قال: أخبرنا أبو منصور محمد بن الحسين المقومي قال: أخبرنا أبو طلحة القاسم بن أبي المنذر الخطيب قال: أخبرنا أبو الحسن علي بن ابراهيم بن سلمة بن بحر الدقاق قال: حدثنا أبو عبد الله محمد ابن يزيد بن ماجة قال: حدثنا (68 - ظ) أبو بكر بن أبي شيبة قال: حدثنا غندر عن شعبه، ح.

قال ابن ماجة: وحدثنا محمد بن يسار قال: حدثنا عبد الرحمن بن مهدي قال:

حدثنا شعبة عن عمرو بن مرة عن عبد الرحمن بن أبي ليلى قال: قلنا لزيد بن أرقم:

حدثنا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: كبرنا ونسينا والحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم شديد.

أخبرنا أبو الفتوح محمد بن محمد البكري-فيما أذن لنا في روايته عنه- قال: أخبرنا الحافظ أبو القاسم علي بن الحسن قال: أخبرنا أبو القاسم بن الحصين قال: أخبرنا أبو علي بن المذهب قال: أخبرنا أحمد بن جعفر قال: حدثنا عبد الله بن أحمد قال: حدثني أبي قال: حدثنا محمد بن جعفر قال: حدثنا شعبة عن الحكم عن محمد بن كعب القرظي عن زيد بن أرقم قال: كنت مع النبي صلى الله عليه وسلم في غزوة فقال عبد الله بن أبيّ: لئن رجعنا الى المدينة ليخرجن الأعز منها الأذل، قال:

فأتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبرته، قال: فحلف عبد الله بن أبيّ أنه لم يكن شيء من ذلك، قال: فلامني قومي وقالوا: ما أردت الى هذا؟ فانطلقت قمت كئيبا أو حزينا قال: فأرسل إليّ رسول الله صلى الله عليه وسلم، أو أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: إن الله قد أنزل عذرك وصدقك، قال: فنزلت هذه الآية: «هم الذين يقولون لا تنفقوا على من عند رسول الله حتى ينفضوا» حتى بلغ «لئن رجعنا الى المدينة ليخرجن الأعز منها الأذل»

(2)

.

(1)

-انظر كنز العمال:10/ 29229 - 29236.

(2)

- سورة المنافقون-الآيتان:7 - 8.

ص: 3966

قال الحافظ أبو القاسم: ورواه أبو سعيد الأزدي عن زيد بمعناه (69 - و).

أخبرناه أبو عبد الله الخلال قال: أخبرنا ابراهيم بن منصور قال: أخبرنا أبو بكر بن المقرئ قال: أخبرنا أبو يعلى قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة قال: حدثنا عبيد الله بن موسى قال: حدثنا اسرائيل عن السدي عن أبي سعيد الأزدي قال:

حدثنا زيد بن أرقم قال: غزونا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومعنا ناس من العرب، وكنا نبتدر الماء، وكان الأعراب يسبقوننا، ويسبق الأعرابي أصحابه فيملأ الحوض، ويجعل حوله حجارة ويجعل عليه نطعا، قال: فجاء رجل من الأنصار فأرخى زمام ناقته لتشرب فأبى أن يدعه فانتزع حجرا، ففاض الماء، فرفع الأعرابي خشبة فضرب بها رأس الأنصاري، فشجه، فأتى عبد الله بن أبيّ رأس المنافقين، وكان من أصحابه، فغضب عبد الله بن أبيّ، وقال:«لا تنفقوا على من عند رسول الله حتى ينفضوا» ، يقول: من حوله من الأعراب، وكانوا يحضرون رسول الله صلى الله عليه وسلم عند الطعام، فقال عبد الله لأصحابه: إذا انفضوا من عند محمد فائتوا محمدا بالطعام فليأكل هو ومن عنده، ثم قال لأصحابه:«إذا رجعتم الى المدينة فليخرج الأعز منها الأذل» .

قال زيد: وأنا رديف عمي قال: فسمعت عبد الله، وكنا أخواله، فاخترت عمي، فانطلق فأخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: فأرسل رسول الله صلى الله عليه وسلم إليه فحلف وجحد قال: فصدقه رسول الله صلى الله عليه وسلم وكذبني، قال فجاء عمي (69 - ظ) فقال: ما أردت الى أن مقتك رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكذبك وكذبك المسلمون؟ فوقع عليّ من الهمّ ما لم يقع على أحد قط.

قال: فبينما أنا أسير مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر إذ خفقت برأسي من الهم، إذ أتاني رسول الله صلى الله عليه وسلم فعرك أذني وضحك في وجهي، فما كان يسرني أن لي به الخلد أقيم في الدنيا، ثم إن أبا بكر لحقني فقال: ما قال لك رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال: قلت: ما قال لي شيئا إلاّ أنه عرك أذني وضحك في وجهي، قال: أبشر، قال: ولحقني عمر، فقلت له قولي لأبي بكر، فلما أصبحنا قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم سورة المنافقين

(1)

. (70 - و).

(1)

-تاريخ دمشق لابن عساكر:6/ 272 - و. ظ.

ص: 3967

أنبأنا أبو حفص عمر بن محمد قال: أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي-إجازة إن لم يكن سماعا-قال: أخبرنا أبو الحسين بن النقور قال: أخبرنا عيسى بن علي قال: أخبرنا أبو القاسم البغوي قال: حدثني سعيد بن يحيى الأموي قال: حدثني أبي عن ابن اسحاق قال: حدثني عبد الله بن أبي بكر عن بعض قومه عن زيد بن أرقم قال: كنت يتيما لعبد الله بن رواحة فخرج بي معه-يعني-الى مؤتة مردفي على حديبة رحلة فقال ليلة:

إذا أذيتني وحملت رحلي

مسيرة أربع بعد الحساء

وجاء المؤمنون وغادروني

بأرض الروم مشهور الثواء

وردك كل ذي نسب قريب

الى الرحمن وانقطع الإخاء

(صوابه: منقطع)

هنالك لا أبالي سقي بعل

ولا نخل بساقية رواء

فشأنك أنعم وخلاك ذمّ

ولا أرجع الى أهلي ورائي

فلما سمعته يتمثل بهذه الأبيات بكيت فخفقني بالدرة، فقال: ما يضرك أن يرزقني الله الشهادة فأستريح من الدنيا وأهلها وترجع بين شعبتي رحلي!

أخبرنا أبو منصور عبد الرحمن بن محمد بن الحسن-اذنا-قال: أخبرنا عمي أبو القاسم علي بن الحسن قال: أخبرنا أبو بكر اللفتواني قال: أخبرنا أبو عمرو بن مندة قال: أخبرنا الحسن بن محمد بن يوسف قال: أخبرنا أحمد بن محمد ابن عمر قال: أخبرنا أبو بكر بن أبي الدنيا قال: حدثنا محمد بن سعد قال: زيد بن أرقم بن بكر، أحد بني الحارث بن الخزرج، يكنى أبا سعيد، وقال الهيثم بن عدي:

يكنى أبا أنيسة، توفي زمن (70 - ظ) المختار بالكوفة سنة ثمان وستين، وله بقية وعقب وأول مشاهده المر يسيع

(1)

.

أنبأنا أبو اليمن زيد بن الحسن قال: أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي الأنصاري-اجازة ان لم يكن سماعا-قال: أخبرنا الحسن بن علي قال: أخبرنا

(1)

-هذا الخبر منقول عن الطبقات الصغرى لابن سعد، انظر الطبقات الكبرى: 4/ 349 - 450. تاريخ دمشق لابن عساكر:6/ 269 - و.

ص: 3968

محمد بن العباس قال: أخبرنا أحمد بن معروف قال: حدثنا الحسين بن الفهم قال:

حدثنا محمد بن سعد قال: في الطبقة الثالثة زيد بن أرقم بن زيد بن قيس بن النعمان ابن مالك الأعز بن ثعلبة بن كعب بن الخزرج بن الحارث بن الخزرج، ولم يسم لنا أمه.

قال: أخبرنا محمد بن عمر قال: كان زيد بن أرقم يكنى أبا سعد، وقال غيره:

يكنى أبا أنيسة، وتوفي بالكوفة زمن المختار بن أبي عبيد سنة ثمان وستين

(1)

.

أنبأنا أبو اليمن عن أبي البركات الأنماطي قال: أخبرنا أبو طاهر أحمد بن الحسن بن أحمد، وأبو الفضل بن خيرون قالا: أخبرنا محمد بن الحسن قال:

أخبرنا أبو الحسين محمد بن أحمد بن اسحاق قال: حدثنا عمر بن أحمد الأهوازي قال: حدثنا خليفة بن خياط قال: زيد بن أرقم بن زيد بن قيس بن النعمان بن مالك الأعز بن ثعلبة يكنى أبا عامر مات بالكوفة أيام المختار سنة ست وستين

(2)

.

أنبأنا أبو الفتوح محمد بن محمد البكري قال: أخبرنا الحافظ أبو القاسم علي بن الحسن قال: أخبرنا أبو محمد عبد الله بن علي بن عبد الله في كتابه، ثم أخبرنا أبو الفضل بن ناصر عنه قال: أخبرنا أبو محمد الجوهري قال: أخبرنا أبو الحسين بن المظفر قال: أخبرنا أبو علي أحمد بن علي المدائني قال: حدثنا أحمد بن عبد الله بن البرقي قال ومن بني الحارث بن الخزرج (71 - و) -يعني-ابن حارثة ابن ثعلبة بن عمرو بن عامر: زيد بن أرقم بن زيد بن قيس بن النعمان بن مالك ابن ثعلبة بن كعب بن الخزرج بن الحارث بن الخزرج، يكنى أبا عامر، مات بالكوفة أيام المختار سنة ست وستين

(3)

.

أنبأنا أبو عبد الله الحسين بن عمر بن باز قال: أخبرنا عبد الحق بن عبد الخالق قال: أخبرنا أبو الغنائم محمد بن علي النرسي قال: أخبرنا أبو أحمد الغندجاني قال: أخبرنا أحمد بن عبدان قال: أخبرنا محمد بن سهل قال: أخبرنا

(1)

- طبقات ابن سعد:6/ 18 مع فوارق ويلاحظ أن ابن سعد قال في الرواية المتقدمة: «يكنى أبا سعيد» وهنا «أبا سعد» .

(2)

-طبقات خليفة:1/ 212.

(3)

-تاريخ دمشق لابن عساكر:6/ 269 - ظ.

ص: 3969

محمد بن اسماعيل البخاري قال: زيد بن أرقم من بني الحارث بن الخزرج الأنصاري، سكن الكوفة أبو عمرو، نسبه ابن اسحاق.

قال: أبو نعيم: حدثنا زهير عن ابن اسحاق قال: سألت زيد بن أرقم: كم غزوت مع النبي صلى الله عليه وسلم؟ قال: سبع عشرة غزوة، وغزا النبي صلى صلى الله عليه وسلم تسع عشرة، وقال: ابن أبي أويس عن اسماعيل بن ابراهيم ابن عقبة عن موسى بن عقبة قال: حدثني عبد الله بن الفضل، سمع أنس بن مالك سئل عن زيد فقال: هو الذي يقول له رسول الله صلى الله عليه وسلم: هذا الذي أوفى الله باذنه.

وقال لي قيس بن حفص: حدثنا معتمر قال: سمعت ثابت بن زيد عن أزهر عن أنيسة أن زيدا دخل على المختار فقال له: يا أبا عامر، قال: وسمعت ثابت بن زيد عن رجل عن أبي ليلى أن عليا قال لزيد: يا أبا عامر

(1)

.

أنبأنا أبو منصور عبد الرحمن بن محمد بن الحسن قال: أخبرنا عمي الحافظ أبو القاسم علي بن الحسن قال: أخبرنا أبو بكر محمد بن العباس قال: أخبرنا أبو بكر أحمد بن منصور بن خلف قال: أخبرنا أبو سعيد بن حمدون قال: أخبرنا مكي بن (71 - ظ) عبدان قال سمعت مسلم بن الحجاج يقول: أبو عمرو زيد بن أرقم الخزرجي له صحبة

(2)

.

وقال الحافظ: أخبرنا أبو الفتح نصر الله بن محمد قال: أخبرنا أبو الفتح نصر بن إبراهيم قال: أخبرنا سليمان بن أيوب قال: أخبرنا طاهر بن محمد بن سليمان قال: حدثنا علي بن ابراهيم بن أحمد قال: حدثنا يزيد بن محمد بن اسحاق قال: سمعت محمد بن أحمد المقدمي يقول: زيد بن أرقم الأنصاري يكني أبا عمرو

(3)

.

أخبرنا أبو حفص عمر بن محمد-فيما أذن لنا في روايته عنه-قال: أخبرنا أبو القاسم اسماعيل بن أحمد بن السمرقندي-اجازة إن لم يكن سماعا-قال:

أخبرنا أبو الحسين بن النقور قال: أخبرنا عيسى بن علي قال: أخبرنا عبد الله بن

(1)

-التاريخ الكبير للبخاري:3/ 385 (1283).

(2)

-الكنى والاسماء للامام مسلم 151.

(3)

-تاريخ دمشق لابن عساكر:6/ 270 - و.

ص: 3970

محمد قال: حدثني اسماعيل بن اسحاق قال حدثنا مسدد قال: حدثنا يحيى عن شعبة عن عمرو بن مرة عن عبد الرحمن بن أبي ليلى قال: قلنا لزيد بن أرقم: يا أبا عمرو.

قال ابن السمرقندي: أخبرنا أبو الفضل بن البقال قال: أخبرنا أبو الحسن ابن الحمامي قال: أخبرنا أبو اسحاق ابراهيم بن أحمد بن الحسن قال: أخبرنا ابراهيم بن أبي أمية قال: سمعت نوح بن حبيب يقول: زيد بن أرقم الأنصاري، يكنى أبا عامر.

وقال ابن السمرقندي: أخبرنا أبو بكر محمد بن هبة الله قال: أخبرنا أبو الحسين بن الفضل قال: أخبرنا عبد الله بن جعفر بن درستويه قال: حدثنا يعقوب ابن سفيان قال: زيد بن أرقم أبو عمرو.

قال ابن السمرقندي: أخبرنا أبو الحسين بن النقور قال: أخبرنا عيسى بن علي قال: أخبرنا عبد الله (72 - و) بن محمد قال: في كتاب عميّ. مما سمعنا منه في المسند: زيد بن أرقم بن زيد بن قيس بن النعمان بن مالك بن ثعلبة بن الخزرج، قال عبد الله بن محمد: زيد بن أرقم أبو عمرو الأنصاري، سكن الكوفة، وشهد مع علي المشاهد.

أخبرنا أبو الحسن بن أبي عبد الله كتابة عن أبي الفضل محمد بن ناصر عن جعفر بن يحيى قال: أخبرنا أبو نصر الوائلي قال: أخبرنا الخصيب بن عبد الله قال عبد الله بن محمد: زيد بن أرقم أبو عمرو الأنصاري، سكن الكوفة وشهد قال:

(1)

.

أخبرنا أبو العباس أحمد بن عبد الله بن علوان-اذنا-قال: أخبرنا أبو الفرج مسعود بن الحسن في كتابه قال: أخبرنا أبو عمرو عبد الوهاب بن محمد -اجازة ان لم يكن سماعا-قال: أخبرنا حمد بن عبد الله قال: أخبرنا أبو محمد ابن أبي حاتم قال: زيد بن أرقم من بني الحارث بن الخزرج الأنصاري أبو عمرو، سكن الكوفة ومات بها، روى عنه أبو اسحاق ومحمد بن كعب، وأبو حمزة مولى الأنصار سمعت أبي يقول ذلك

(2)

.

(1)

-لم يكمل ابن العديم الرواية وترك فراغا مقداره سطر واحد، انظر ابن عساكر المصدر نفسه.

(2)

-الجرح والتعديل:3/ 554 (2508).

ص: 3971

أنبأنا أبو حفص عمر بن علي بن قشام عن أبي العلاء الحسن بن أحمد الحافظ قال: أخبرنا أبو جعفر محمد بن الحسن الهمداني قال: أخبرنا أبو علي الحسن بن محمد بن محمد الصفار قال: أخبرنا أبو بكر أحمد بن علي بن منجويه قال: أخبرنا أبو أحمد محمد بن محمد بن اسحاق الحاكم قال: أبو عمرو، ويقال أبو عامر، ويقال أبو سعيد (72 - ظ) ويقال أبو أنيسة، زيد بن أرقم بن زيد بن قيس بن النعمان بن مالك الأعز بن ثعلبة الأنصاري أخو بني الحارث بن الخزرج، له صحبة من النبي صلى الله عليه وسلم، وغزا معه سبع عشرة غزوة، وسكن الكوفة، ومات بها، ويقال أول مشاهده مع رسول الله صلى الله عليه وسلم المريسيع، ابتنى دارا بالكوفة في كندة.

أنبأنا أبو اليمن الكندي عن أبي البركات الأنماطي قال: أخبرنا أبو الفضل محمد بن طاهر المقدسي قال: أخبرنا مسعود بن ناصر قال: أخبرنا عبد الملك بن الحسن قال: أخبرنا أحمد بن محمد بن الحسين الكلاباذي قال: زيد بن أرقم، أبو عمرو، ويقال أبو عامر، وقال الواقدي: يكنى أبا سعيد، وقال الهيثم: يكنى أبا أنيسة الأنصاري الخزرجي الكوفي، سكن الكوفة، سمع النبي صلى الله عليه وسلم، روى عنه اسحاق السبيعي، وأبو عمرو الشيباني، ومحمد بن كعب وأبو حمزة طلحة بن يزيد في المغازي وغير موضع، قال الهيثم بن عدي: توفى سنة ثمان وستين زمن المختار بالكوفة.

أنبأنا أبو الفضل أحمد بن محمد بن الحسن قال: أخبرنا عمي أبو القاسم بن الحسن: قال أخبرنا أبو عبد الله محمد بن غانم قال: أخبرنا عبد الرحمن بن مندة قال: أخبرنا أبي أبو عبد الله قال: زيد بن أرقم بن قيس بن النعمان بن مالك الأعز من بني الحارث بن الخزرج الأنصاري، سكن الكوفة، يكنى أبا عمرو، وقيل أبو عامر، روى عنه ابن عباس، وأنس بن مالك، وأبو اسحاق السبيعي وابن أبي ليلى، ويزيد بن حيان. (73 - و).

(1)

قال: أخبرنا أبو علي الحسن بن أحمد الحداد قال: أخبرنا أبو نعيم أحمد بن عبد الله الحافظ قال: حدثنا أبو حامد بن جبلة قال: قال: حدثنا محمد بن

(1)

-فراغ بالاصل مقداره نصف سطر.

ص: 3972

اسحاق قال: أخبرني أبو يونس المدني قال: حدثنا ابراهيم بن المنذر قال: زيد بن أرقم بن بلحارث بن الخزرج، توفى سنة ثمان وستين بالكوفة.

وقال: وحدثنا أبو حامد بن جبلة قال: حدثنا محمد بن اسحاق قال: حدثنا محمد بن عثمان قال: حدثنا أبو اسامة قال حدثنا الأعمش عن عمرو بن مرة قال:

حدثني طلحة مولى آل قرظة بن كعب قال: قلت لزيد بن أرقم: يا أبا عمرو.

وقال: حدثنا سليمان بن أحمد قال: حدثنا محمد بن عبد الله الحضرمي قال:

حدثنا علي بن المنذر قال: حدثنا محمد بن فضيل عن الأعمش عن حبيب بن أبي ثابت عن يحيى بن جعفر قال: قلت لزيد: يا أبا عامر.

أخبرنا أبو الفتوح نصر بن أبي الفرج الحصري-فيما كتب إليّ من مكة-قال أخبرنا الحافظ أبو محمد عبد الله بن محمد بن علي الأشيري قال: أخبرنا أبو الوليد يوسف بن عبد العزيز بن الدّباغ قال: أخبرنا أبو محمد عبد الرحمن بن عبد العزيز ابن ثابت قال: أخبرنا أبو عمر يوسف بن عبد الله بن محمد بن عبد البر قال: زيد ابن أرقم بن زيد بن قيس بن النعمان بن مالك الأعز بن ثعلبة الأنصاري الخزرجي من بني الحارث بن الخزرج، اختلف في كنيته اختلافا كثيرا فقيل: أبو عمرو، وقيل أبو سعد وقيل أبو سعيد، وقيل أبو أنيسة، قاله الواقدي والهيثم بن عدي، وروينا عنه من وجوه (73 - ظ) أنه قال: غزا رسول الله صلى الله عليه وسلم تسع عشرة غزوة غزوت منها معه سبع عشرة غزوة، ويقال أن أول مشاهدة المريسيع، يعد في الكوفيين، نزل الكوفة وسكنها، وابتنى بها دارا في كندة، وبالكوفة كانت وفاته في سنة ثمان وستين.

وزيد بن أرقم هو الذي رفع الى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن عبد الله ابن أبيّ بن سلول قوله: «لئن رجعنا الى المدينة ليخرجن الأعز منها الأذل» فأكذبه عبد الله بن أبيّ وحلف، فأنزل الله تصديق زيد بن أرقم، فتبادر أبو بكر وعمر الى زيد ليبشراه فسبق أبو بكر فأقسم عمر ألا يبادره بعدها الى شيء، وجاء النبي صلى الله عليه وسلم فأخذ بأذن زيد وقال: وفت أذنك يا غلام.

ص: 3973

من تفسير ابن جريج، ومن تفسير الحسن من رواية معمر وغيره، قيل كان ذلك في غزوة بني المصطلق، وقيل في تبوك، وشهد زيد بن أرقم مع علي رحمه الله صفين، وهو معدود في خاصة أصحابه.

ذكر ابن اسحاق عن عبد الله بن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم قال: كان زيد بن أرقم يتيما في حجر عبد الله بن رواحة، فخرج إلى مؤته يحمله على حقيبة رحله، فسمعه زيد بن أرقم من الليل وهو يتمثل أبياته التي يقول فيها:

اذا أديتني وحملت رحلي

مسيرة أربع بعد الحساء

فشأنك فأنعمي وخلاك ذمى

ولا أرجع إلى أهلي ورائي (74 - و)

وجاء المؤمنون وغادروني

بأرض الشام مستلهى الثواء

فبكى زيد بن أرقم فخفقه بالدرة عبد الله بن رواحة، وقال: ما عليك يالكع أن يرزقني الله الشهادة، وترجع بين شعبتي الرحل، ولزيد بن أرقم يقول عبد الله ابن رواحة:

يا زيد اليعملات الذبل

تطاول الليل هديت فانزل

وقيل: بل قال ذلك في غزوة مؤته لزيد بن حارثة.

روى عن زيد بن أرقم جماعة منهم أبو اسحاق السبيعي ومحمد بن كعب وأبو حمزة مولى الأنصار

(1)

.

أنبأنا أبو اليمن الكندي قال: أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي-اجازة- ان لم يكن سماعا-قال: أخبرنا الحسن بن علي قال: أخبرنا أبو عمر بن حيويه قال: أخبرنا أحمد بن معروف قال: حدثنا الحسين بن الفهم قال: حدثنا محمد ابن سعد قال: أخبرنا محمد بن سماعة قال: حدثنا أبو يوسف يعقوب بن ابراهيم القاضي عن عثمان بن عبد الله بن زيد بن جارية عن عمه عمر بن زيد بن جارية عن جارية قال: استصغر النبي صلى الله عليه وسلم يوم أحد سبعة فردهم: عبد الله

(1)

- الاستيعاب على هامش الاصابة:1/ 537 - 538.

ص: 3974

ابن عمر، وزيد بن أرقم، والبراء بن عازب، وأبا سعيد الخدري، وجابر بن عبد الله، وليس بالذي يروى عنه الحديث وزيد بن جارية وسعد بن حبته

(1)

.

أنبأنا ابن طبرزد عن أبي القاسم بن السمرقندي قال: أخبرنا أبو الحسين بن النقور قال: أخبرنا عيسى بن علي قال: أخبرنا عبد الله بن محمد (74 - ظ) البغوي قال: حدثني جدي قال: حدثنا عمرو بن الهيثم أبو قطن قال: حدثنا شعبة عن أبي اسحاق قال: سألت زيد بن أرقم: كم غزا رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال:

تسع عشرة غزوة، قلت: فما أول ما غزا؟ قال: ذو العشير أو ذا العشر، قلت كم غزوت معه؟ قال: سبع عشرة غزوة.

أنبأنا أبو منصور عبد الرحمن بن محمد بن الحسن قال: أخبرنا أبو القاسم ابن أبي محمد قال: أخبرنا أبو عبد الله محمد بن غانم قال: أخبرنا عبد الرحمن بن محمد بن اسحاق قال: أخبرنا أبي قال: أخبرنا خيثمة بن سليمان قال: حدثنا أبو قلابة عبد الملك بن محمد الرقاشي قال: حدثنا بشر بن عمر قال: حدثنا شعبة عن أبي اسحاق قال: خرجت بين البراء وزيد بن أرقم، فكنت بينهما فقلت لزيد بن أرقم:

يا أبا عمرو كم غزا رسول الله صلى الله عليه وسلم من غزوة؟ قال: تسع عشرة قلت: ما أولهن؟ قال: ذات العشير أو العشر، قلت: كم كنت معه؟ قال: سبع عشرة غزوة.

قال الحافظ: أخبرناه عاليا أبو عبد الله الخلال قال: أخبرنا ابراهيم بن منصور قال:

أخبرنا أبو بكر بن المقرئ قال: أخبرنا أبو يعلى قال: حدثنا مسروق بن المرزبان أبو سعيد قال: حدثنا أبو بكر بن عياش عن أبي اسحاق عن زيد بن أرقم قال:

غزا رسول الله صلى الله عليه وسلم تسع عشرة غزوة، غزوت منها معه خمس عشرة غزوة.

أنبأنا أبو اليمن الكندي عن أبي البركات الأنماطي قال: أخبرنا ثابت بن بندار قال: أخبرنا أبو العلاء الواسطي قال: أخبرنا (75 - و) أبو بكر البابسيري قال:

أخبرنا الأحوص بن المفضل قال: حدثنا أبي قال، وقد أنكر هذا الخبر عبد الله

(1)

-لم ترد هذه الرواية في اخبار احد في طبقات ابن سعد.

ص: 3975

ابن جعفر المخرمي، وقال: أول غزوة غزاها زيد بن أرقم المريسيع وهو غلام صغير، ما غزا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إلاّ ثلاث غزوات أو أربعا، وشهد مؤته رديف عبد الله بن رواحة.

نقلت من تاريخ محمد بن أحمد بن مهدي، من نسخة كتبت للقادر أمير المؤمنين قال في حوادث سنة ثمان وستين: ومات أبو كعب زيد بن أرقم بن زيد بن قيس بن النعمان بن مالك الأغر

(1)

بن ثعلبة بن كعب بن الخزرج بن الحارث بن الخزرج.

وقد قيل أن وفاة زيد سنة ست وستين بالكوفة، زمن المختار بن أبي عبيد، وان عقبه بها، ويقال أن كنيته أبو أنيس، ويقال أبو عمرو، ويقال أبو عامر.

وقال: روي عن أبي اسحاق قال: قلت لزيد بن أرقم يوم فطر وهو الى جنبي:

كم غزوت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال سبع عشرة غزوة، قلت: كم غزا رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال: تسع عشرة غزوة.

أنبأنا أبو الفتوح البكري قال: أخبرنا الحافظ أبو القاسم علي بن الحسن قال:

أخبرنا أبو غالب وأبو عبد الله يحيى ابنا الحسن بن البناء قالا: أخبرنا أبو الحسين بن الآبنوسي قال: أخبرنا أحمد بن عبيد بن الفضل بن بيرى-اجازة- قال أخبرنا محمد بن الحسين بن محمد الزعفراني قال: حدثنا أبو بكر بن أبي خيثمة قال: ذكر لي أن زيد بن أرقم مات بعد الحسن بن علي بقليل وقبل الحسين.

أخبرنا أبو منصور عبد الرحمن بن محمد بن الحسن-فيما أذن لنا في روايته عنه-قال: أخبرنا عمي الحافظ أبو القاسم الدمشقي قال: زيد بن أرقم بن قيس ابن النعمان بن مالك الأعز بن كعب بن الخزرج بن الحارث بن الخزرج، أبو عمرو، ويقال أبو عامر، ويقال أبو سعد، ويقال أبو سعيد، ويقال أبو أنيسة الأنصاري، له صحبة، سكن الكوفة، روى عن النبي صلى الله عليه وسلم أحاديث، روى عنه عبد الرحمن بن أبي ليلى وأبو اسحاق السبيعي، ويزيد بن حيان التيمي، وطاووس وأبو الخليل، وحبيب بن يسار وأبو عمرو الشيباني، وأبو سلمة، وأبو وقاص

(1)

-هو الاعز في جميع الروايات المتقدمة.

ص: 3976

وأبو المنهال عبد الرحمن بن مطعم، والنضر بن أنس بن مالك، وأبو مسلم البجلي وأبو سعيد الأزدي، وثمامة بن عقبه، وشهد غزوة مؤته. (75 - ظ).

قال الحافظ أبو القاسم: وهذا وهم.

وقال الحافظ: أخبرنا أبو عبد الله محمد بن غانم الحداد قال: أخبرنا عبد الرحمن بن مندة قال: أخبرنا أبي محمد بن اسحاق قال: أخبرنا أحمد بن الحسن ابن عتبه قال: حدثنا عبد الله بن عيسى المديني قال: حدثنا ابراهيم بن المنذر قال:

وزيد بن أرقم من بني الحارث بن الخزرج، توفي سنة ثمان وستين بالكوفة.

(1)

أخبرنا أبو علي حسن بن أحمد بن يوسف الأوقي-بالبيت المقدس أذنا مشافهة-قال: أخبرنا أبو طاهر أحمد بن محمد السّلفي قال: أخبرنا أبو الحسين المبارك بن عبد الجبار الصيرفي قال: أخبرنا أبو الحسن علي بن محمد بن قشيش قال: أخبرنا أبو محمد عبد الله بن عثمان بن محمد الصفار قال: أخبرنا أبو الحسين عبد الباقي بن قانع قال: سنة ست وستين زيد بن أرقم أبو عامر الأنصاري، ويقال سنة ثمان وستين، يعني مات.

أنبأنا القاضي أبو القاسم عبد الصمد بن محمد الحرستاني عن أبي محمد عبد الكريم بن حمزة السلمي عن عبد العزيز بن أحمد الكتاني قال: أخبرنا مكي بن محمد قال: أخبرنا أبو سليمان بن زبر قال: قال المدائني: وفيها-يعني-سنة ست وستين مات زيد بن أرقم، وقال ابن زبر: قال الواقدي: وفي سنة ثمان وستين مات زيد بن أرقم بن ثابت، ويكنى أبا سعد قال الهيثم: يكنى أبا أنيسه، وذكر ابن زبر أن أباه أخبره عن أحمد بن عبيد بن ناصح عن المدائني بذلك.

أنبأنا أبو الفضل أحمد بن محمد بن الحسن قال: أخبرنا أبو القاسم علي بن الحسن قال: أخبرنا أبو غالب الماوردي قال: أخبرنا أبو الحسن محمد بن علي (76 - و) قال: أخبرنا أبو عبد الله محمد بن اسحاق قال: حدثنا أحمد بن عمران قال: حدثنا موسى بن زكريا قال: حدثنا خليفة بن خياط قال: وفيها-يعني-

(1)

-تاريخ دمشق لابن عساكر:6/ 268 - ظ،273 - و.

ص: 3977

سنه ست وستين مات زيد بن أرقم الأنصاري من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم

(1)

.

‌زيد بن اسلم الاسود:

أبو أسامة، وقيل أبو عبد الله بن أبي خالد العدوي المدني، مولى عمر بن الخطاب رضي الله عنه، روى عن عبد الله بن عمر، وجابر بن عبد السلمي، وأنس ابن مالك، وأبيه أسلم الاسود، وعطاء بن يسار وأبي صالح السمان، وعبد الرحمن ابن عطاء، وعبيد بن جريج، وعبد الله بن أبي قتادة، وعلي بن الحسين بن علي، وعبد الرحمن بن أبي سعيد، ومالك بن أنس، وزياد بن سهل، وأبي النواس، وأبي سنان يزيد بن أمية الدؤلي.

روى عنه مالك بن أنس، وهو شيخه، وسفيان الثوري، والزهري وسفيان بن عيينة، وأيوب السختياني، وعبيد الله بن عمر، وعبد الله بن جعفر المديني، وهشام ابن سعد، ومحمد بن عجلان، ومحمد بن اسحاق، وسعيد بن أبي هلال، وحفص ابن عمر، وروح بن القاسم، وسليمان بن بلال، وداوود بن عطاء مولى الزبير، ومحمد بن مطرف وزيد بن أبي أنيسة، والسري بن يحيى، وفليح بن سليمان، وحفص بن ميسرة، وعبد العزيز بن محمد الدراوردي وأبو خالد الدالاني، وابن أبي الزناد وعيسى بن عبد الرحمن، واسماعيل بن جعفر، وداوود بن قيس الفراء، وعبد الرحمن بن عبد الله بن يسار، ومعمر ومقاتل بن سليمان، وزهير بن محمد، ويعقوب بن زيد بن طلحة، والقاسم بن عبد الله العمري، وأولاده: عبد الله، وعبد الرحمن، وأسامة بنو زيد بن أسلم.

وغزا الصائفة مع عبد الرحمن بن خالد-وليس بابن الوليد

(2)

-وكان معه في الغزاة أبو خازم سلمة بن دينار. (76 - ظ).

أخبرنا أبو حفص عمر بن محمد بن معمر بن طبرزد-بقراءتي عليه بحلب-

(1)

- تاريخ خليفة:1/ 333. تاريخ دمشق لابن عساكر:6/ 273 - و.

(2)

-كذا بالاصل ولم أقف على من ذكر غير عبد الرحمن بن خالد بن الوليد، تولى اعمال الغزو في الاراضي البيزنطية، وعلى الاخص في خلافة معاوية. انظر تاريخ خليفة:1/ 240 - 241.

ص: 3978

قال: أخبرنا أبو القاسم هبة الله بن محمد بن الحصين الشيباني قال: أخبرنا أبو طالب محمد بن محمد بن ابراهيم بن غيلان البزاز قال: أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن ابراهيم الشافعي قال: حدثنا ابراهيم بن الهيثم البلدي قال: حدثنا علي بن عياش قال: حدثنا محمد بن مطرف عن زيد بن أسلم عن عطاء بن يسار عن عائشة عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: طهور كل أديم دباغه

(1)

.

أخبرنا أبو سعد ثابت بن مشرف بن أبي سعد البناء البغدادي قال: أخبرنا أبو القاسم نصر بن نصر بن علي بن يونس العكبري، وأبو بكر محمد بن عبيد الله بن نصر بن الزاغوني قالا: أخبرنا الشيخ أبو القاسم علي بن أحمد البسري قال: أخبرنا أبو طاهر محمد بن عبد الرحمن بن العباس البزاز قال: حدثنا أبو حامد محمد بن هارون الحضرمي قال: حدثنا أبو يعقوب اسحاق بن ابراهيم بن أبي اسرائيل قال: حدثنا عبد الله بن جعفر المديني قال: أخبرني زيد بن أسلم عن عطاء ابن يسار عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: بينما رجل مستلقي ينظر في النجوم والى السماء، فقال والله اني لأعلم لذلك خالقا وربا اللهم اغفر لي، قال: فنظر الله تعالى اليه فغفر له

(2)

. (77 - و).

أخبرنا أبو الحجاج يوسف بن خليل قال: أخبرنا أبو المكارم أحمد بن محمد ابن اللبان قال: أخبرنا أبو علي الحسن بن أحمد الحداد قال: أخبرنا أبو نعيم أحمد بن عبد الله الحافظ قال: حدثنا سليمان بن أحمد قال: حدثنا اسحاق بن ابراهيم قال: أخبرنا عبد الرزاق عن معمر بن زيد بن أسلم أن رجلا كان في الأمم الماصية يجتهد في العبادة ويشدد على نفسه ويقنط الناس من رحمة الله، ثم مات، فقال: أي ربّ مالي عندك؟ قال: النار، قال: يا رب فأين عبادتي واجتهادي؟ فقيل له: انك كنت تقنط الناس من رحمتي في الدنيا، وأنا أقنطك اليوم من رحمتي.

أخبرنا أبو محمد عبد اللطيف بن يوسف بن علي البغدادي قال: أخبرنا يحيى ابن ثابت بن بندار بن ابراهيم قال: أخبرنا أبي قال: أخبرنا أبو الحسن أحمد ابن محمد بن أحمد العتيقي قال: أخبرنا أبو بكر أحمد بن منصور النوشري قال:

(1)

-انظره في كنز العمال:/16765.

(2)

-لم اجده في مصدر اخر بهذا اللفظ.

ص: 3979

أخبرنا أبو عبد الله أحمد بن سليمان بن داود الطوسي قال: حدثنا أبو عبد الله الزبير بن بكار قال: وحدثني محمد بن اسماعيل عن أبي زيد محمد بن زيد الأنصاري عن مجمع بن يعقوب قال: أدنى عمر بن عبد العزيز زيد بن أسلم دون الاحوص فقال الاحوص:

خليلي أبا حفص هل أنت مخبّري

أفي الحق أن أقصى ويدنى ابن أسلما؟

فقال عمر: نعم ذلك الحق.

أخبرنا أبو محمد عبد الرحمن بن عبد الله بن (77 - ظ) علوان الأسدي قال:

أخبرنا أبو طالب عبد الرحمن بن الحسن بن عبد الرحمن بن العجمي قال: أخبرنا أبو الغنائم محمد بن علي بن النرسي قال: أخبرنا الشريف أبو عبد الله محمد بن علي بن الحسن قال: أخبرنا أبي قال: أخبرنا أبو العباس أحمد بن علي بن محمد المرهبي قال: حدثنا علي بن الحسن المقرئ قال: حدثنا أحمد بن الحسن بن محمد الأزدي قال: حدثنا عيسى بن عبد الله عن سليمان بن بلال قال: كان علي بن الحسين يدخل المسجد فلا تبقى حلقة من حلق قريش إلاّ أو سعت له، فلا يجلس اليهم حتى يجلس الى زيد بن أسلم، فيقال له: أي أبا الحسن مررت فأوسعنا لك، فلم تجلس الينا، وجلست الى زيد بن أسلم الأسود؟ فيقول لهم: اني وجدته أنفع لي في ديني.

أخبرنا أبو سعد ثابت بن مشرف بن أبي سعد البناء قال: أخبرنا أبو الفتح محمد بن عبد الباقي بن سلمان بن البطي، وأبو بكر محمد بن عبيد الله بن نصر ابن الزاغوني، ح.

وأخبرنا الخطيب أبو عبد الله محمد بن أبي القاسم بن تيمية الحراني بها قال:

أخبرنا أبو الفتح محمد بن عبد الباقي بن سلمان قالا: أخبرنا أبو الحسن علي بن محمد بن محمد بن محمد بن الخطيب الأنباري، ح.

قال ابن الزاغوني: وأخبرنا ابن البسري-اجازة-قالا: أخبرنا أبو عمر عبد الواحد بن محمد بن عبد الله بن مهدي الفارسي قال: أخبرنا أبو عبد الله محمد ابن مخلد بن حفص العطار قال: حدثنا أبو ابراهيم الزهري-يعني-أحمد بن

ص: 3980

سعد قال: ذكر علي بن بحر القطان قال: سمعت ابن أبي حازم يقول: رأيت زيد ابن أسلم قائما على رأس مالك بن أنس يسأله. (78 - و).

أنبأنا أبو حفص عمر بن محمد بن طبرزد عن أبي القاسم بن السمرقندي قال:

أخبرنا أبو بكر بن الطبري قال: أخبرنا أبو الحسين بن الفضل قال: أخبرنا عبد الله بن جعفر قال: حدثنا يعقوب قال: حدثني محمد بن أبي زكير قال: أخبرنا ابن وهب قال: حدثني مالك قال: سمعته وسئل: هل كنتم تقايسون في مجلس ربيعة ويحيى بن سعيد، أو يكسر بعض على بعض؟ قال: لا والله، قال مالك: وأما مجلس زيد بن أسلم فلم يكن فيه شيء من هذا إلاّ أن يكون يبتدي هو شيئا يذكره قال ابن وهب: حدثني مالك قال: كان ابن عجلان يقول: ما هبت أحدا هيبتي زيد بن أسلم.

وقال أبو القاسم بن السمرقندي: أخبرنا أبو بكر الطبري قال: أخبرنا أبو الحسين بن الفضل قال: أخبرنا عبد الله بن جعفر قال: حدثنا يعقوب قال: حدثنا زيد بن بشر قال: أخبرني ابن وهب قال: حدثني ابن زيد قال: قال لي أبو خازم: لقد رأيتنا في مجلس أبيك أربعين حبرا فقيها أدنى خصلة منا التواسي بما في أيدينا، فما رؤي فيها متمارين ولا متنازعين في حديث لا ينفعهما قط.

قال أبو خازم: كم بين قوم كانوا يفتحوني وأنا منغلق وبين قوم يغلقوني وأنا منفتح.

قال: وحدثنا يعقوب قال: حدثنا زيد بن بشر قال: أخبرني ابن وهب-يعني- حدثنا ابن زيد بن اسلم قال: كان أبو خازم يقول لهم: لا يريني الله يوم زيد، وقدمني بين يدي زيد بن أسلم اللهم انه لم يبق أحد أرضى لنفسي وديني غير ذلك، قال: فأتاه نعي زيد فعقر فما قام وما شهده فيمن شهده.

قال: وكان (78 - ظ) أبو خازم يقول لنا: اللهم انك تعلم أني أنظر الى زيد فأذكر بالنظر إليه القوة على عبادتك، فكيف بملاقاته وبمحادثته.

ص: 3981

قال: وحدثنا يعقوب قال: حدثنا زيد قال: أخبرني ابن وهب قال: حدثني ابن زيد قال: كان أبي له جلساء، فربما أرسلنى الى الرجل منهم، قال: فيقبل رأسي ويمسحه، ويقول: والله لأبوك أحب إليّ من ولدي وأهلي، والله لو خيرني الله عز وجل أن يذهب به أو بهم لاخترت أن يذهب بهم ويبقى لي زيد.

أنبأنا أبو منصور عبد الرحمن بن محمد بن الحسن قال: أخبرنا عمي أبو القاسم علي بن الحسن قال: أخبرنا أبو محمد بن طاووس قال: أخبرنا أبو الغنائم بن أبي عثمان قال: أخبرنا أبو عمر بن مهدي قال: أخبرنا محمد بن أحمد بن يعقوب بن شيبة قال: حدثنا جدي يعقوب قال: حدثنا الحارث بن مسكين قال: حدثنا ابن وهب قال: قال عبد الرحمن بن زيد بن أسلم: قال يعقوب بن عبد الله بن الأشج:

اللهم انك تعلم أنه ليس من الخلق أحد أمنّ عليّ من زيد بن أسلم، اللهم فزد في عمر زيد من أعمار الناس، وابدأ بي وبأهل بيتي وبأعمارنا، فربما قال له زيد بن أسلم:

أرأيت الذي طلبت من حياتي لي أو لنفسك؟ قال: لنفسي، قال: فأي شيء تمن علي في شيء طلبته لنفسك

(1)

! وقال: حدثنا جدي قال: حدثنا الحارث بن مسكين قال:

حدثنا ابن وهب قال: وحدثني عبد الرحمن بن زيد قال: قال لي جدي: قال لي عبد الله بن عمر: لما ولد زيد بن أسلم: ما سميت ابنك يا أبا خالد؟ قال: قلت زيد، قال: بأي الزيديين: زيد بن حارثة أم زيد بن ثابت؟ قال قلت زيد بن حارثة وكنيته (79 - و) بكنيته، قال: أصبت، وكانت كنيته أبو اسامة.

أنبأنا أبو اليمن زيد بن الحسن الكندي قال: أخبرنا أبو البركات عبد الوهاب بن

(2)

الأنماطي-اجازة إن لم يكن سماعا-قال: أخبرنا أحمد بن الحسن بن أحمد بن يوسف بن رباح قال: أخبرنا أحمد بن محمد بن اسماعيل قال: حدثنا أبو بشر الدولابي قال: حدثنا معاوية بن صالح قال: سمعت يحيى بن معين يقول في تسميه تابعي أهل المدينة ومحدثيهم: زيد بن أسلم.

وقال أبو البركات الأنماطي: أخبرنا أبو الفضل بن خيرون قال: أخبرنا أبو القاسم بن بشران قال: أخبرنا أبو علي بن الصواف قال: أخبرنا أبو جعفر محمد

(1)

-تاريخ دمشق لابن عساكر:6/ 275، ظ -276. و.

(2)

-فراغ بالاصل مقدار كلمة.

ص: 3982

ابن عثمان قال: حدثنا هاشم بن محمد قال: حدثنا الهيثم بن عدي قال: حدثنا صالح بن حيان وغيره في: الطبقة الثالثة زيد بن أسلم مولى عمر بن الخطاب، وأهل بيته يزعمون أنه من الاشعريين.

أنبأنا الكندي قال: أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي-إجازة إن لم يكن سماعا-قال: أخبرنا الحسن بن علي الجوهري قال: أخبرنا أبو عمر بن حيويه قال: أخبرنا سليمان بن اسحاق بن إبراهيم قال: حدثنا الحارث بن أبي أسامة قال: حدثنا محمد بن سعد قال: في الطبقة الرابعة من أهل المدينة زيد بن أسلم مولى عمر بن الخطاب ويكنى أبا أسامة.

أخبرنا محمد بن عمر قال: سمعت مالك بن أنس يقول: كانت لزيد بن أسلم حلقة في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد روى عن ابن عمر وعن أبيه وعطاء بن يسار، وعبد الرحمن بن أبي سعيد الخدري، وكان ثقة كثير الحديث (79 - ظ).

قال محمد بن عمر: مات زيد بن أسلم بالمدينة قبل خروج محمد بن عبد الله ابن حسن بسنتين، وخرج محمد بن عبد الله سنة خمس وأربعين ومائة

(1)

.

أنبأنا أبو القاسم عبد الصمد بن محمد القاضي قال: أنبأنا أبو بكر وجيه بن طاهر الشحامي قال: أخبرنا أبو صالح أحمد بن عبد الملك قال: أخبرنا علي بن محمد بن السقاء وعبد الرحمن بن محمد بن بالويه قالا: حدثنا أبو العباس محمد ابن يعقوب قال: سمعت عباس بن محمد يقول سمعت يحيى بن معين يقول: قد سمع زيد بن أسلم من ابن عمر، ولم يسمع زيد بن أسلم من جابر بن عبد الله، ولم يسمع من أبي هريرة.

قلت: يريد يحيى بن معين أنه لم يسمع من جابر بن عبد الله بن عمرو الأنصاري، وقد سمع من جابر بن عبد الله بن رئاب بن النعمان السلمي حديثا أخرجه النسائي في حديث مالك عن قتيبة وعن هارون الجمال عن معروف عن مالك عن زيد بن أسلم عن جابر بن عبد الله.

(1)

-سقطت هذه الرواية من المطبوع من طبقات ابن سعد.

ص: 3983

أخبرنا به المؤيد بن محمد بن علي الطوسي النيسابوري، في كتابه إلينا من نيسابور قال: أخبرنا أبو محمد بن هبة الله بن سهل بن عمر السيّدي قال: أخبرنا أبو عثمان البحيري قال: أخبرنا زاهر بن أحمد قال: أخبرنا إبراهيم بن عبد الصمد قال: حدثنا أبو مصعب الزهري قال: حدثنا مالك عن زيد بن أسلم عن جابر بن عبد الله السلمي قال: خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوة بني أنمار.

قال جابر: فبينا أنا نازل تحت شجرة إذا رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: فقلت: يا رسول الله هلم إلى الظل، قال: فنزل رسول الله (80 - و) صلى الله عليه وسلم، قال جابر: فقمت إلى غرارة لنا فالتمست فيها فوجدت جرو

(1)

قثاء، فكسرته ثم قربته الى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: من أين لكم هذا؟ فقلت: خرجنا به يا رسول الله من المدينة.

قال جابر: وعندنا صاحب لنا نجهزه يذهب يرعى ظهرنا، قال فجهزته ثم أدبر يذهب الى الظهر وعليه ثوبان قد خلقا، قال: فنظر إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: أماله ثوبان غير هذين؟ قال: قلت: بلى يا رسول الله، له ثوبان في العبية كسوته إياهما، قال: فادعه فامره بلبسهما.

قال: فدعوته فلبسهما، ثم ولى يذهب، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ماله ضرب الله عنقة أليس هذا خير؟ قال: فسمعه الرجل فقال: يا رسول الله في سبيل الله، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: في سبيل الله، فقتل الرجل في سبيل الله.

أخبرنا أبو الفتوح محمد بن محمد البكري-فيما أذن لنا أن نرويه عنه- قال أخبرنا أبو القاسم الحافظ قال: أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني شفاها قال:

حدثنا عبد العزيز بن أحمد قال: أخبرنا علي بن الحسن بن علي الرّبعي، ورشاء ابن نظيف قالا: أخبرنا أبو الفتح محمد بن ابراهيم بن محمد بن الطرسوسي قال:

أخبرنا محمد بن محمد بن داوود قال: حدثنا عبد الرحمن بن يوسف بن سعيد (80 - ظ) بن خراش قال: زيد بن أسلم ثقة لم يسمع من سعد شيئا.

(1)

-الجرو: صغير كل شيء حتى الحنظل والبطيخ ونحوه. القاموس.

ص: 3984

وقال الحافظ أبو القاسم: أخبرنا أبو محمد بن طاوس قال: أخبرنا أبو الغنائم بن أبي عثمان قال أخبرنا أبو عمر بن مهدي قال: أخبرنا محمد بن أحمد ابن يعقوب بن شيبة قال: حدثنا جدي قال: حدثنا الحارث بن مسكين قال: حدثنا ابن وهب قال: حدثنا عبد الرحمن بن زيد قال: أدرك أبي نفرا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم.

وقال: حدثنا جدي يعقوب قال: وزيد بن أسلم ثقه من أهل الفقه والعلم، وكان عالما بتفسير القرآن له كتاب فيه تفسير القرآن

(1)

.

أنبأنا أبو عبد الله الحسين بن عمر بن باز قال: أخبرنا عبد الحق بن عبد الخالق قال: أخبرنا أبو الغنائم بن النرسي قال: أخبرنا أبو أحمد بن عبد الوهاب ابن محمد قال: أخبرنا أحمد بن عبدان قال: أخبرنا محمد بن سهل قال: أخبرنا أبو عبد الله محمد بن اسماعيل البخاري قال: زيد بن أسلم أبو أسامة، مولى عمر ابن الخطاب العدوي القرشي، سمع ابن عمر، وقال زكريا بن عدي: حدثنا هشيم عن محمد بن عبد الرحمن القرشي قال: كان علي بن الحسين يجلس الى زيد بن أسلم ويتخطى مجالس قومه، فقال له نافع بن جبير بن مطعم: تخطىّ مجالس قومك إلى عبد عمر بن الخطاب؟ فقال: إنما يجلس الرجل الى من ينفعه في دينه

(2)

.

أنبأنا أبو منصور بن محمد قال: أخبرنا أبو القاسم بن أبي محمد قال:

أخبرنا أبو بكر محمد بن العباس (81 - و) قال: أخبرنا أحمد بن منصور قال:

أخبرنا أبو سعيد بن حمدون قال: أخبرنا مكي بن عبدان قال: سمعت مسلم ابن الحجاج يقول: أبو أسامة زيد بن أسلم، مولى عمر بن الخطاب، سمع ابن عمر، وأباه، روى عنه الثوري، وأيوب السختياني ومالك، وابن عيبنة

(3)

.

أنبأنا أبو الحسن بن أبي عبد الله قال: أخبرنا أبو الفضل محمد بن ناصر في كتابه عن جعفر بن يحيى قال: أخبرنا أبو نصر الوائلي قال: أخبرنا الخصيب بن

(1)

-تاريخ دمشق لابن عساكر:6/ 275 - و. ظ. وهذه من أقدم الاشارات الى تصنيف كتاب بالتفسير.

(2)

-التاريخ الكبير للبخاري:3/ 387 (1287).

(3)

-كتاب الكنى والاسماء للأمام مسلم:85.

ص: 3985

عبد الله قال: أخبرني أبو موسى عبد الكريم بن أبي عبد الرحمن النسوي قال:

أخبرني أبي قال: أبو أسامة زيد بن أسلم مدني ثقة، أخبرنا معاوية بن صالح عن يحيى بن معين قال: زيد بن أسلم مدني ثقة.

أنبأنا أبو القاسم عبد الصمد بن محمد عن أبي الفتح نصر الله بن محمد قال:

أخبرنا أبو الفتح نصر بن إبراهيم قال: أخبرنا سليم بن أيوب قال: أخبرنا طاهر ابن محمد بن سليمان قال: حدثنا علي بن ابراهيم بن أحمد قال: حدثنا يزيد بن محمد بن محمد بن إياس قال: سمعت محمد بن أحمد بن أبي بكر المقدمي يقول زيد بن أسلم يكنى أبا أسامة.

أخبرنا أبو حفص المكتب مشافهة قال: أخبرنا أبو القاسم اسماعيل بن أحمد قال: أخبرنا أبو طاهر محمد بن أحمد بن محمد بن أبي الصقر قال: أخبرنا هبة الله بن إبراهيم بن عمر قال: حدثنا أحمد بن محمد بن اسماعيل المهندس قال:

حدثنا أبو بشير محمد بن أحمد بن حماد قال: أبو أسامة زيد بن أسلم.

أنبأنا أبو البركات سعيد بن هاشم عن مسعود بن الحسن عن أبي عمرو بن مندة (81 - ظ) قال: أخبرنا حمد بن عبد الله قال: أخبرنا أبو محمد بن أبي حاتم قال: زيد بن أسلم، أبو أسامة مولى عمر بن الخطاب، روى عن ابن عمر وأنس وأبيه، روى عنه يحيى بن سعيد الأنصاري، وعبيد الله بن عمر والثوري، ومالك ومعمر، سمعت أبي يقول ذلك.

وقال: أخبرنا عبد الله بن أحمد-فيما كتب إليّ -قال: سئل أبي عن زيد بن أسلم فقال: ثقة، وقال: وسمعت أبي يقول: زيد بن أسلم ثقة، وقال:

سئل أبو زرعة عن عبد الرحمن بن زيد بن أسلم فقال: أبوه زيد بن أسلم ثقة

(1)

.

أخبرنا أبو حفص عمر بن علي بن محمد بن قشام-فيما أذن لي أن أرويه عنه-قال: أخبرنا الحافظ أبو العلاء الحسن بن أحمد-في كتابه-قال: أخبرنا أبو جعفر محمد بن الحسن الهمذاني قال: أخبرنا أبو علي الحسن بن محمد بن محمد الصفار قال: أخبرنا أبو بكر أحمد بن علي بن منجويه قال: أخبرنا الحاكم أبو

(1)

-الجرح والتعديل:3/ 555 (2511).

ص: 3986

أحمد محمد بن محمد الحافظ قال: أبو أسامة زيد بن أسلم القرشي العدوي مولى عمر بن الخطاب المديني، سمع أبا عبد الرحمن عبد الله بن عمر بن الخطاب العدوي، وأبا حمزة أنس بن مالك الأنصاري، وعن أبي عبد الله جابر بن عبد الله السّلمي وربيعة بن عباد الدؤلي، وسلمه بن الأكوع أبي اياس الأسلمي.

روى عنه أبو بكر أيوب بن أبي تميمة السختياني، وأبو عثمان عبيد الله بن عمر بن حفص العدوي، ومحمد بن عجلان القرشي، ويحيى بن سعيد الأنصاري، ومالك بن أنس، وأبو عبد الرحمن زياد بن أسد (82 - و) الخراساني، وأبو الوليد عبد الملك بن عبد العزيز بن جريج القرشي، وأبو بكر محمد بن اسحاق بن يسار المخرمي، وأبو محمد سعيد بن عبد العزيز التنوخي، وأبو عتّاب روح بن القاسم العنبري، وأبو عبد العزيز موسى بن عبيدة الربذي، وأبو بشر ورقاء بن عمر اليشكري، وأبو عبد الله يزيد بن عبد الله بن أسامة بن الهاد الليثي وأبو أيوب عبد الله بن علي الإفريقي، وأبو الهيثم السري بن يحيى المحلمي، ويروى عن الزهري محمد بن مسلم بن شهاب عنه إن كان محفوظا.

قال: وأخبرنا أبو أحمد الحاكم قال: أخبرنا أبو جعفر محمد بن عبد الرحمن الضبي قال: قرأت على أحمد-يعني-ابن محمد بن الحجاج قال: سمعت يحيى ابن بكير يقول: كنية زيد بن أسلم أبو أسامة. (82 - ظ).

ص: 3987

بسم الله الرحمن الرحيم

وبه توفيقي

أخبرنا أبو حفص بن طبرزد-اذنا عن أبي غالب بن البناء-قال: أخبرنا أبو الغنائم بن المأمون قال: قال أبو الحسن الدارقطني: أبو اسامة، ويقال أبو عبد الله زيد بن أسلم.

أخبرنا أبو محمد عبد البر بن أبي العلاء بن أحمد في كتابه قال: أخبرنا أبو المحاسن البرمكي قال: أخبرنا أبو القاسم الاسماعيلي قال: أخبرنا أبو القاسم السهمي قال: أخبرنا أبو أحمد عبد الله بن عدي قال: حدثنا عبد الملك بن محمد قال: حدثنا أبو حاتم قال: حدثنا محمد بن عيسى بن الطباع قال: حدثنا حماد بن زيد قال: قدمت المدينة وأهل المدينة يتكلمون في زيد بن أسلم، فقلت لعبيد الله:

ما تقول في مولاكم هذا؟ قال: ما نعلم به بأس إلاّ أنه يفسر القرآن برأيه.

قال ابن عدي: وزيد بن أسلم هذا من الثقات، ولم يمتنع أحد من الأئمة من أن يروى عنه.

وقال ابن عدي: حدثنا زكريا بن يحيى البستي ببيت المقدس قال: حدثنا أبو عمرو بن هانئ قال حدثنا ضمرة قال: حدثنا عطاف بن خالد قال: حدّث زيد بن أسلم بحديث فقال له رجل: يا أبا أسامة عن من هذا؟ قال: يا بن أخي ما كنا نجالس السفهاء

(1)

.

أنبأنا أبو اليمن الكندي قال: أخبرنا أبو البركات الأنماطي-اذنا أو سماعا- قال: أخبرنا أبو الفضل محمد بن طاهر قال: أخبرنا مسعود بن ناصر قال: أخبرنا عبد الملك بن الحسن (84 - و) قال: أخبرنا أحمد بن محمد بن الحسين الكلاباذي

(1)

-الكامل لابن عدي:4/ 1064.

ص: 3988

قال: زيد بن أسلم أبو أسامة المدني مولى عمر بن الخطاب القرشي العدوي، سمع ابن عمر وأباه، وعطاء بن يسار والأعرج.

روى عنه مالك بن أنس، وسليمان بن بلال، والثوري، وأبو غسان في النكاح، وغير موضع، مات سنة استخلف أبو جعفر في العشر الأول من ذي الحجة سنة ست وثلاثين ومائة، وقال عمرو بن علي: مات سنة ست وثلاثين ومائة.

قال الواقدي: توفي في خلافة أبي جعفر قبل خروج محمد بن عبد الله بسنتين، وخرج محمد بن عبد الله سنة خمس وأربعين ومائة، وقال أبو عيسى مثل عمرو.

أخبرنا أبو الحجاج يوسف بن خليل بن عبد الله-قراءة عليه وأنا أسمع- قال: أخبرنا أبو المكارم أحمد بن محمد اللبّان قال: أخبرنا أبو علي الحسن بن أحمد الحداد قال: أخبرنا الحافظ أبو نعيم أحمد بن عبد الله الأصبهاني قال في حلية الأولياء: ومنهم الحليم الأحلم والسلم الأسلم أبو أسامة زيد بن أسلم، كان بالعدل قائلا، وبالفضل عاملا، وعن الجهل عادلا.

أدرك زيد بن أسلم جماعة من الصحابة، وسمع من عبد الله بن عمر بن الخطاب وأنس بن مالك، وروى عنه من التابعين والأئمة والأعلام: الزهري، وأيوب السختياني، وعبيد الله بن عمر، ومحمد بن عجلان، وروح بن القاسم، ومحمد بن اسحاق، والثوري ومالك بن أنس، وابن عينيه، وسليمان بن بلال، وأولاده: عبد الله، وعبد الرحمن (84 - ظ) وأسامة بنو زيد

(1)

.

أنبأنا أبو الفضل أحمد، وأبو منصور عبد الرحمن ابنا محمد بن الحسن قالا:

أخبرنا عمنا الحافظ أبو القاسم علي بن الحسن بن هبة الله قال: زيد بن أسلم أبو أسامة، ويقال أبو عبد الله العدوي، مولى عمر بن الخطاب المدني.

روى عن ابن عمر، وأنس بن مالك، وأبيه أسلم، وأبي صالح ذكوان السان، وعلي بن الحسين بن علي، وعبيد بن جريج وعطاء بن يسار المدنيين.

روى عنه الزهري وخارجة بن مصعب، وأيوب السختياني، ويحيى بن سعيد

(1)

-حلية الأولياء:224،3/ 221.

ص: 3989

الأنصاري، ومالك بن أنس، وعبيد الله بن عمر وسفيان الثوري، ومعمر بن راشد وسليمان بن بلال وسفيان بن عينيه، وبنوه: عبد الله، وعبد الرحمن وأسامة، وهشام بن سعد، وعبد الرحمن بن عبد الله بن دينار، وأبو غسان محمد بن مطرف، وعبيد الله بن أبي جعفر، والحارث بن يعقوب، ومحمد بن عجلان، وروح بن القاسم.

وكان مع عمر بن عبد العزيز في خلافته، واستقدمه الوليد بن يزيد في جماعة من فقهاء المدينة، مستفتيا لهم في الطلاق قبل النكاح.

قال الحافظ أبو القاسم: قرأت على أبي القاسم بن عبدان عن أبي عبد الله محمد بن جعفر السنائي المقرئ قال: أخبرنا سهل بن بشر قال: أخبرنا علي بن منير ابن ابراهيم الطرسوسي قال: أخبرنا محمد بن محمد بن داوود قال: حدثنا عبد الرحمن بن يوسف بن سعيد بن خراش قال: زيد بن أسلم صدوق ثقة.

وقال الحافظ: أنبأنا أبو عبد الله محمد بن (85 - و) أحمد بن ابراهيم الرازي قال: أخبرنا محمد بن الحسين بن محمد، ح.

قال: وأخبرنا أبو محمد عبد الوهاب بن أبي الحسن بن وهب، وأبو عبد الله محمد بن جعفر السناني المقرئ قال: أخبرنا سهل بن بشر قال: أخبرنا علي بن منير ابن أحمد قالا: أخبرنا القاضي أبو الطاهر محمد بن أحمد بن عبد الله الذهلي قال:

حدثنا موسى بن هارون قال سمعت مصعبا يقول: حدثني رجل عن عبد الرحمن بن أسلم، قال مصعب وقد جالست عبد الرحمن بن زيد قال: أصبحنا ذات يوم فقالت أمي لأبي: والله ما في بيتك شيء يأكله ذو كبد، فقام فتوضأ، ثم لبس ثيابه ثم صلى في بيته، فأقبلت عليّ أمي فقلت: إن أباك ليس يزيد على ما ترى، فلبست ثيابي وخرجت فخطر ببالي صديق لي أو لأبي تمار، فجئت أتخطى حتى آتى حانوت الرجل قصاح بي انسان فإذا أنا بصاحبي، فقال: تعال أعني على هذا التمر، فجعلنا نحمل ونفرغ ونعبّيه قال: اذهب بنا الى المنزل، فدخل فإذا مائدة عليها أقراص ولحم، فأكلت حتى إذا فرغ ومسح يده، فأخرج إليّ صرة فقال: أقر أباك السلام، وقل له إنا جعلنا لك شركا وهذا نصيبك، فطرح لي صرة فإذا فيها ثلاثون

ص: 3990

دينارا، ثم أخرج أخرى فقال: اذهب بها الى أبي حازم، ثم أخرج أخرى فقال اذهب بها الى محمد بن المنكدر فخرجت فأجد أبي في مصلاه، فسلمت وجلست فأخبرته، فأخرج عشرة فقال اذهب بها الى أبي حازم، وأخرج عشرة فقال: اذهب بها الى محمد بن المنكدر فقلت: قد أتاهما مثل ما أتاك فقال إذا ادفعها الى أمك، فذهبت (85 - ظ) الى أبي حازم فكأنه سمع قول أبي، وذهبت الى ابن المنكدر فكأنه سمع قول أبي، إنهما فعلا مثل ما فعل أبوه.

(1)

.

أخبرنا أبو الحجاج يوسف بن خليل قال: أخبرنا أبو المكارم أحمد بن محمد اللبان قال: أخبرنا أبو علي الحسن بن أحمد الحداد قال: أخبرنا أبو نعيم الحافظ قال: حدثنا عبد الله بن محمد بن جعفر قال: حدثنا عبد الله بن محمد بن العباس قال: حدثنا سلمة بن شبيب قال: حدثنا سهل بن عاصم قال: حدثنا أبو توبة قال:

حدثنا أبو عمر الصنعاني عن زيد بن أسلم قال: من يكرم الله بطاعته يكرمه الله عز وجل بجنته، ومن يكرم الله بترك معصيته أكرمه الله بأن لا يدخله النار، وقال استعن بالله يغنك عما سواه، ولا يكونن أحد أغنى بالله منك ولا يكونن أحد أفقر الى الله منك

(2)

.

أخبرنا أبو علي حسن بن أحمد بن يوسف الأوقي بالمسجد الأقصى قال: أخبرنا أبو عبد الله محمد بن علي الرحبي قال: أخبرنا أبو صادق المديني قال: أخبرنا أبو القاسم علي بن محمد قال: أخبرنا الحسن بن رشيق قال: حدثنا محمد بن أحمد الوكيعي قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة قال: حدثنا الفضل بن دكين قال: حدثنا هشام بن سعد عن زيد بن أسلم قال: لا بد لأهل هذا الدين من أربع: دخول في دعوة الإسلام، ولا بد من الإيمان وتصديق بالله وبالمرسلين أولهم وآخرهم، وبالجنة وبالنار، وبالبعث بعد الموت، ولا بد من أن تعمل عملا تصدق به إيمانك ولا بد من أن تعلم علما يحسن به عملك، ثم قرأ:«وإني لغفار لمن تاب وآمن وعمل صالحا ثم اهتدى»

(3)

. (86 - و).

(1)

-تاريخ دمشق لابن عساكر:6/ 273. و،26. و.

(2)

-حلية الأولياء:3/ 221.

(3)

- سورة طه: الآية:82.

ص: 3991

أخبرنا أبو بكر عتيق بن أبي الفضل السلماني-قراءة عليه وأنا أسمع-ح.

وحدثنا أبو الحسن محمد بن أبي جعفر القرطبي-من لفظه-قال: أنبأنا أبو المعالي عبد الله بن عبد الرحمن بن صابر قالا: أخبرنا أبو القاسم علي بن ابراهيم العلوي قال: أخبرنا أبو الحسن رشاء بن نظيف، ح.

وأخبرنا أبو القاسم عبد الغني بن سليمان بن بنين قال: أخبرنا أبو عبد الله محمد بن أحمد الأرتاحي قال: أخبرنا أبو الحسن الفراء-اجازة-قال: أخبرنا أبو القاسم عبد العزيز بن الحسن قالا: أخبرنا أبو محمد الحسن بن اسماعيل الضراب قال: حدثنا أبو بكر أحمد بن مروان المالكي قال: حدثنا عامر بن عبد الله الزبيري قال: حدثنا أبي قال: كان زيد بن أسلم يقول: وكان من الخاشعين: يا بن آدم أمرك ربك أن تكون كريما، وتدخل الجنة ونهاك أن تكون لئيما وتدخل النار.

أخبرنا يوسف بن خليل قال: أخبرنا أبو المكارم بن اللبان قال: أخبرنا أبو علي الحداد قال: أخبرنا أبو نعيم الحافظ قال: حدثنا محمد بن أحمد بن محمد قال: حدثنا الحسن بن محمد قال: حدثنا أبو زرعة قال: حدثنا زيد بن بشر الحضرمي قال: حدثنا ابن وهب قال: حدثني عبد الرحمن بن زيد بن أسلم قال:

كان أبي يقول: أي بني وكيف تعجبك نفسك وأنت لا تشاء أن ترى من عباد الله من هو خير منك إلاّ رأيته، يا بني لا ترى أنك خير من أحد يقول لا إله إلاّ الله حتى تدخل الجنة، ويدخل النار، فإذا دخلت الجنة، ودخل النار تبيّن لك أنك خير منه

(1)

.

وقال: أخبرنا أبو نعيم قال: حدثنا محمد بن علي قال: حدثنا (86 - ظ) أبو العباس بن قتيبة، ومحمد بن زبان قالا: حدثنا أبو الطاهر قال: حدثنا ابن وهب قال: أخبرنا مالك بن أنس عن زيد بن أسلم قال: يقال: من اتقى الله أحبه الناس وإن كرهوا

(2)

.

أخبرنا أبو بكر عتيق بن أبي الفضل السلماني. وحدثنا أبو الحسن محمد بن أحمد بن علي. قال أبو بكر: أخبرنا الحافظ أبو القاسم علي، وقال أبو الحسن:

(1)

-حلية الأولياء:3/ 222.

(2)

-حلية الأولياء:6/ 222.

ص: 3992

أنبأنا أبو المعالي بن صابر قالا: أخبرنا أبو القاسم علي بن ابراهيم العلوي قال:

أخبرنا رشاء بن نظيف قال: أخبرنا الحسن بن اسماعيل قال: أخبرنا أحمد بن مروان قال: حدثنا أحمد بن خالد الآجري قال: حدثنا مصعب بن عبد الله عن أبيه عن جده قال: سمعت زيد بن أسلم يقول: انظر من كان رضاه عنك في احسانك الى نفسك وكان سخطه عليك في اساءتك الى نفسك فكيف تكون مكافأتك

(1)

.

أخبرنا أبو الحجاج يوسف بن خليل قال: أخبرنا أبو المكارم اللبان قال: أخبرنا أبو علي الحداد قال: أخبرنا أبو نعيم الحافظ قال: حدثنا ابراهيم بن عبد الله قال:

حدثنا محمد بن اسحاق قال: حدثنا قتيبة بن سعيد قال: حدثنا الليث بن سعد، قال:

حدثنا هشام بن سعد عن زيد بن أسلم قال: يقال إن لله عبادا مفاتيح للخير مغاليق للشر، ولله عباد مغاليق للخير مفاتيح للشر.

وقال: أخبرنا أبو نعيم قال: حدثنا ابراهيم بن عبد الله قال: حدثنا محمد بن اسحاق قال: ثنا قتيبة بن سعيد قال: حدثنا يعقوب بن عبد الرحمن القارئ قال:

سألت زيد بن أسلم عن المستغفرين بالأسحار قال: هم الذين يحضرون للصبح.

وقال: أخبرنا (87 - و) أبو نعيم قال: حدثنا محمد بن علي قال: حدثنا أحمد بن علي بن المثنى قال: حدثنا سعيد بن عبد الجبار قال: حدثنا مالك بن أنس عن زيد بن أسلم في قوله: «سواء علينا أجزعنا أم صبرنا

(2)

، قال: جزعوا مائة سنة وصبروا مائة سنة.

وقال أخبرنا أبو نعيم قال: حدثنا أبو محمد بن حمدان قال: حدثنا أحمد بن سهل الأشناني قال: حدثنا داوود بن رشيد قال: حدثنا بقيه عن ميسر بن عبيد عن زيد بن أسلم في قوله: وقالوا لجلودهم لم شهدتم علينا

(3)

، قال: قالوا لفروجهم: لم شهدتم علينا.

قال: أخبرنا أبو نعيم قال: حدثنا محمد بن علي قال: حدثنا موسى بن الحسن

(1)

-تاريخ دمشق لابن عساكر:6/ 277 - وفيه «مكافأتك إياه» .

(2)

- سورة ابراهيم-الآية:21.

(3)

- سورة فصلت-الآية:21.

ص: 3993

ابن موسى قال: حدثنا الحارث بن مسكين قال: حدثنا ابن القاسم عن مالك عن زيد ابن أسلم قال: سكن رجل المقابر، فعوتب في ذلك، فقال: جيران صدق ولي فيهم عبرة.

(1)

.

أنبأنا أبو اليمن الكندي عن أبي البركات الأنماطي قال: أخبرنا علي بن الحسين ابن علي قال: أخبرنا محمد بن عمر بن محمد قال: حدثنا محمد بن عبد الله بن محمد قال: قرأت على محمد بن أحمد بن هارون قلت له: أخبرك ابراهيم بن الجنيد قال:

حدثنا الصلت بن مسعود الجحدري قال: حدثنا حماد بن زيد قال: قلت لعبد الله ابن عمر: زيد بن أسلم؟ فأثنى عليه خيرا، قال: وقال: غير أنه يفسر القرآن برأيه.

وقال أبو البركات الأنماطي: أخبرنا أحمد بن الحسن بن خيرون قال: أخبرنا محمد بن علي بن يعقوب قال: أخبرنا (87 - ظ) محمد بن محمد البايسيري قال:

أخبرنا الأحوص بن المفضل قال: حدثنا أبي قال: أخبرنا محمد بن سليمان عن الليث قال: قال بكير بن الأشج في زيد بن أسلم: بينا هو معلم كتاب إذ صار يفسر القرآن.

أخبرنا القاضي أبو نصر محمد بن هبة الله بن الشيرازي-فيما أذن لنا في روايته عنه-قال: أخبرنا الحافظ أبو القاسم علي بن الحسن قال: أخبرنا أبو عبد الله الخلال قال: أخبرنا ابراهيم بن منصور قال: أخبرنا أبو بكر بن المقرئ قال:

أخبرنا المفضل بن محمد بن ابراهيم قال: حدثنا صامت بن معاذ قال: حدثنا عبد المجيد عن عبد الرحمن بن زيد بن أسلم عن أبيه قال: ألا أحدثك حديثا تسرّ به ويسر به صديقك؟ قال: قلت: بلى قال: غزوت الاسكندرية فأصابتني فيها شكاة فأخذت فرطاسا ودواة لأن أكتب وصيتي، فوجدت في يدي وصبا

(2)

شديدا، فقلت لو أني استرحت قليلا، قال: فجعلت القرطاس تحت رأسي والدواة تحت رجلي، ثم نمت، فرأيت في منامي كان معي في البيت رجلا مبيضا، فقلت له: من أنت يرحمك الله؟ قال: أنا ملك الموت قال: فذكرت الجنة والنار وما أعد الله فيها، فأدركتني رقة

(1)

-حلية الأولياء:3/ 223.

(2)

-الوصب: المرض. القاموس.

ص: 3994

فبكيت، فقال: ما يبكيك يا عبد الله، إني لم أومر بقبض روحك، فقلت: أي رحمك الله، إني ذكرت الجنة والنار، وما أعد الله فيها فأدركتني رقة، فبكيت، فقال لي: أفلا أكتب لك براءة من النار؟ (88 - و) فقلت: بلى، قال: فدفعت إليه القرطاس من تحت رأسي والدواة من تحت رجلي، واستمد وكتب حتى ملأ القرطاس، ثم دفعه إليّ فإذا فيه مكتوب: بسم الله الرحمن الرحيم، استغفر الله، أستغفر الله، حتى ملأ القرطاس، فقلت: أي رحمك الله أين تراني من النار؟ قال: فقال لي: فأي براءة تريد أوثق من براءتك هذه؟ ثم استيقظت من نومي فعمدت الى القرطاس الذي جعلته تحت رأسي في اليقظة، فنظرت فيه فإذا فيه كتاب ملك الموت عليه السلام، الذي رأيت في المنام، فإذا فيه: بسم الله الرحمن الرحيم، استغفر الله، استغفر الله حتى ملأ القرطاس.

قال الحافظ أبو القاسم: وقد رويت من وجه آخر عن زيد بن أسلم عن أبيه، وهي عن زيد أصح.

وقال: أخبرنا الحافظ قال: حدثنا أبو القاسم اسماعيل بن محمد بن الفضل -املاء-قال: أخبرنا عمر بن أحمد الفقيه قال: أخبرنا أبو بكر بن أبي علي قال:

أخبرنا أبو القاسم الطبراني قال: حدثنا بكر بن سهل قال: حدثنا أصبغ بن الفرج قال: سمعت عبد الرحمن بن زيد بن أسلم يقول: رأيت أبي في المنام وعليه قلنسوة طويلة فقلت: يا أبة من أنت

(1)

، ما فعل الله بك؟ قال: زينني بزينة العلم، قلت:

فأين مالك بن أنس؟ فقال: مالك فوق فوق، فلم يزل يقول فوق، ويرفع رأسه حتى سقطت القلنسوة عن رأسه

(2)

.

أنبأنا ابن طبرزد عن أبي القاسم اسماعيل بن أحمد قال: أخبرنا أبو بكر محمد ابن هبة الله الطبري قال: (88 - ظ) أخبرنا محمد بن الحسين قال: أخبرنا عبد الله بن جعفر قال: حدثنا يعقوب بن سفيان قال: حدثنا زيد بن بشر قال: أخبرنا ابن وهب قال: حدثني ابن زيد قال: قال رجل: رأيت الناس في أزقة ضيقة وغبار، ورأيت قصرا مرشوشا حوله لا يقربه من الغبار قليل ولا كثير، فقلت: ما منع الناس أن يمروا في تلك الطريق؟ فقيل لي: ليست لهم فقلت: لمن هي؟ قالوا: لذلك

(1)

-كتب ابن العديم في الهامش: اظنه «من أين أتيت» .

(2)

-تاريخ دمشق لابن عساكر:6/ 277، ط -278. و.

ص: 3995

الرجل الذي يصلي الى جانب القبر، قلت: من ذاك؟ قال: زيد بن أسلم، قلت: بأي شيء أعطي ذلك؟ قال: لأن الناس سلموا منه وسلم منهم.

أنبأنا أبو المحاسن سليمان بن الفضل قال: أخبرنا أبو القاسم علي بن الحسن قال: أخبرنا أبو الحسن بن قبيس قال: حدثنا وأبو النجم بدر بن عبد الله قال:

أخبرنا أبو بكر الخطيب، ح.

وأخبرنا أبو محمد بن طاووس قال: أخبرنا أبو الغنائم بن أبي عثمان قال:

أخبرنا أبو الحسين بن بشران قال: أخبرنا أبو علي بن صفوان قال: حدثنا أبو بكر ابن أبي الدنيا قال: حدثني الحسن بن عبد العزيز قال: حدثني الحارث بن مسكين قال: أخبرنا ابن وهب قال: حدثنا عبد الرحمن بن زيد قال: جاء رجل من الأنصار الى أبي فقال: يا أبا أسامة إني رأيت النبي صلى الله عليه وسلم وأبا بكر وعمر خرجوا من هذا الباب فأرى-وفي حديث الحارث: فإذا-النبي صلى الله عليه وسلم يقول: انطلقوا بنا الى زيد-زاد الحارث: ابن أسلم-نجالسه ونسمع من حديثه، فجاء النبي صلى الله عليه وسلم حتى جلس الى جنبك فأخذ بيدك (89 - و) قال:

فلم يكن بقاء أبي بعد هذا إلاّ قليلا.

أنبأنا أحمد بن محمد بن الحسن قال: أخبرنا عمي أبو القاسم قال: كتب إلي أبو زكريا يحيى بن عبد الوهاب بن مندة-وحدثني أبو بكر اللفتواني عنه وقال:

أخبرنا عمي أبو القاسم عن أبيه عن أبي عبد الله قال: قال لنا أبو سعيد بن يونس:

زيد بن أسلم مولى عمر بن الخطاب، يكنى أبو أسامة، قدم الاسكندرية، روى عنه من أهل مصر عبيد الله بن أبي جعفر، والحارث بن يعقوب، توفي بالمدينة في ذي الحجة سنة ست ومائة.

قال الحافظ أبو القاسم الدمشقي: وهذا وهم، وقد اسقط منه: وثلاثين.

وقال الحافظ: أخبرنا أبو القاسم علي بن ابراهيم قال: حدثنا أبو بكر الخطيب، ح.

قال الحافظ: وأخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي قال: أخبرنا محمد بن هبة

ص: 3996

الله قالا: أخبرنا أبو الحسين بن الفضل قال: أخبرنا عبد الله بن جعفر قال: حدثنا يعقوب بن سفيان قال: سمعت ابن بكير يقول: مات زيد بن أسلم سنة ثلاثين أو احدى وثلاثين ومائة.

قال الحافظ: وهذا وهم

(1)

.

قلت: وقد ذكرنا عن محمد بن عمر الواقدي أنه مات قبل خروج محمد بن عبد الله بن حسن بسنتين، وخرج محمد سنة خمس وأربعين ومائة فتكون وفاته على ما ذكر سنة ثلاث وأربعين ومائة وهذا وهم أيضا.

وذكر أبو عبيد القاسم بن سلاّم أنه توفي سنة ثلاث وثلاثين ومائة.

أخبرنا بذلك أبو حفص المكتب قال: أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي قال:

أخبرنا أبو القاسم علي بن أحمد بن محمد بن علي قال: أخبرنا أبو طاهر المخلص -اجازة-قال: حدثنا عبيد الله بن عبد الرحمن قال: أخبرني عبد الرحمن بن محمد ابن المغيرة قال: أخبرني أبي قال: حدثني أبو عبيد القاسم بن سلاّم قال: سنة ثلاث وثلاثين ومائة فيها توفي زيد بن أسلم.

والصحيح أنه توفي سنة ست وثلاثين ومائة.

أخبرنا أبو عبد الله الحسين بن عمر بن باز-في كتابه-قال: أخبرنا عبد الحق ابن عبد الخالق قال: أخبرنا أبو الغنائم بن النرسي قال: أخبرنا أبو أحمد الغندجاني (89 - ظ) قال: أخبرنا أحمد بن عبدان قال: أخبرنا محمد بن سهل قال: أخبرنا أبو عبد الله محمد بن إسماعيل البخاري قال: قال ابن المنذر عن زيد بن عبد الرحمن: توفي-يعني-زيد بن أسلم سنة استخلف أبو جعفر في ذي الحجة في العشر الأول سنة ست وثلاثين ومائة

(2)

.

أنبأنا أبو اليمن زيد بن الحسن عن أبي البركات الأنماطي قال: أخبرنا أبو الفضل بن خيرون قال: أخبرنا أبو القاسم بن بشران قال: أخبرنا أبو علي بن

(1)

-تاريخ دمشق لابن عساكر:6/ 278 - و. ظ.

(2)

-التاريخ الكبير للبخاري:3/ 387.

ص: 3997

الصواف قال: حدثنا محمد بن عثمان بن أبي شيبة قال: حدثنا هاشم بن محمد قال: حدثنا الهيثم بن عدي قال: مات زيد بن أسلم، مولى عمر بن الخطاب، في خلافة أبي جعفر في أولها.

وقال أبو البركات الأنماطي: أخبرنا أحمد بن الحسن بن أحمد، وأبو الفضل ابن خيرون قالا: أخبرنا أبو الحسين محمد بن الحسين قال: أخبرنا أبو الحسين محمد بن أحمد بن اسحاق قال: أخبرنا عمر بن أحمد الأهوازي قال: حدثنا خليفة ابن خياط قال: وزيد بن أسلم مولى عمر بن الخطاب توفي سنة ست وثلاثين ومائة، أو نحوها، يكنى أبو أسامة

(1)

.

أنبأنا أبو حفص بن طبرزد قال: أخبرنا أبو القاسم اسماعيل بن أحمد بن السمرقندي قال: أخبرنا أبو بكر بن اللالكائي قال: أخبرنا أبو محمد عبد الله بن جعفر قال: حدثنا يعقوب بن سفيان قال: حدثنا ابراهيم بن المنذر قال: حدثنا زيد ابن عبد الرحمن بن زيد بن أسلم أن جدّه زيد بن أسلم توفي سنة استخلف أبو جعفر في ذي الحجة في العشر الأول سنة (90 - و) ست وثلاثين ومائة.

أنبأنا أبو الفتوح محمد بن محمد البكري قال: أخبرنا الحافظ أبو القاسم علي بن الحسن قال: أخبرنا أبو الأعز قراتكين بن الأسعد قال: أخبرنا أبو محمد الجوهري قال: أخبرنا أبو الحسن بن لؤلؤ قال: أخبرنا أبو بكر محمد بن الحسين ابن شهريار قال: حدثنا أبو حفص الفلاس قال: ومات زيد بن أسلم سنة ست وثلاثين ومائة، ويكنى أبو أسامة مولى لعمر بن الخطاب

(2)

.

أخبرنا أبو علي حسن بن أحمد الأوقي-فيما أذن لنا أن نرويه عنه-قال:

أخبرنا أبو طاهر السّلفي قال: أخبرنا أبو الحسين بن الطيوري قال: أخبرنا أبو الحسن الحربي قال: أخبرنا أبو محمد الصفار قال: أخبرنا عبد الباقي بن قانع قال: سنة ست وثلاثين ومائة زيد بن أسلم مولى عمر بن الخطاب-يعني- مات فيها.

(1)

-طبقات خليفة:2/ 657.

(2)

-تاريخ دمشق لابن عساكر:6/ 278 ظ.

ص: 3998

‌زيد بن جارية بن عامر بن مجمع بن العطاف:

الأنصاري العمري الأوسي، وقيل فيه زيد بن حارثة، والصحيح بالجيم والياء، له صحبة من النبي صلى الله عليه وسلم وعرض عليه يوم أحد فاستصغره ورده، وكان أبوه أحد المنافقين. روى عن زيد ابناه: عمر، ومجمع ابنا زيد وأبو الطفيل، وموسى بن طلحة بن عبيد الله، وقيل إن موسى بن طلحة روى عن أبيه عنه، وشهد زيد بن جارية صفين مع علي بن أبي طالب رضي الله عنه.

أنبأنا أبو منصور عبد الرحمن بن محمد بن الحسن قال: أخبرنا عمي الحافظ أبو القاسم علي بن الحسن قال: أخبرنا أبو الحسن علي بن محمد بن أحمد بن عبد الله الخطيب قال: (90 - ظ) أخبرنا محمد بن الحسن بن محمد بن يونس قال: حدثنا أحمد بن الحسين النهاوندي قال: أخبرنا عبد الله بن محمد بن عبد الرحمن قال:

حدثنا محمد بن اسماعيل البخاري قال: حدثنا أحمد بن آدم قال: حدثنا منصور ابن سلمة الخزاعي قال: حدثنا عثمان بن عبيد الله بن زيد بن جارية الأنصاري عن عمر بن زيد بن جارية قال: حدثني أبي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم استصغر ناسا يوم أحد منهم زيد بن جارية-يعني نفسه-والبراء عازب وزيد بن أرقم وسعد ابن حبته، وأبو سعيد الخدري، وعبد الله بن عمر، وجابر بن عبد الله. قال منصور أخاف أن لا يكون حفظ جابرا

(1)

.

قلت: ظن منصور بن سلمة أن المراد جابر بن عبد الله الأنصاري ولم يرده وإنما هو جابر بن عبد الله السلمي.

أنبأنا أبو عبد الله الحسين بن عمر بن باز قال: أخبرنا عبد الحق بن عبد الخالق قال: أخبرنا أبو الغنائم بن النرسي قال: أخبرنا أبو أحمد الغندجاني قال: أخبرنا أحمد بن عبدان قال: أخبرنا محمد بن سهل قال: أخبرنا أبو عبد الله محمد بن اسماعيل البخاري قال: زيد بن جارية العمري الأوسي.

قال عبيد: حدثنا يونس بن بكير قال: أخبرنا ابراهيم بن اسماعيل بن مجمع عن

(1)

-سقطت ترجمة زيد بن جارية من مخطوط تاريخ ابن عساكر، ووردت ترجمته مقتضية في التاريخ الكبير 3/ 1286 (1286).

ص: 3999

عمه يعقوب بن مجمع عن أبيه مجمع بن زيد عن جده زيد بن جارية: بعنا سهامنا من خيبر بحلّة حلّة

(1)

.

أنبأنا أبو العباس أحمد بن عبد الله بن علوان عن أبي الفرج مسعود بن الحسن الثقفي قال: أخبرنا أبو عمرو عبد الوهاب بن محمد (91 - و) بن مندة -إجازة إن لم يكن سماعا-قال: أخبرنا حمد بن عبد الله قال: أخبرنا أبو محمد ابن أبي حاتم قال: في باب الحاء في باب من اسمه زيد من كتاب الجرح والتعديل زيد بن حارثة العمري الأوسي له صحبة مديني، روى عنه زيد، سمعت أبي يقول ذلك وسمعته يقول: لا أعرفه

(2)

.

وهذا وهم وتصحيف وقع من أبي محمد عبد الرحمن بن أبي حاتم.

أخبرنا بركات بن ظافر بن عساكر بن عبد الله الأنصاري في كتابه قال: أخبرنا أبو عبد الله محمد بن حامد الأرتاجي قال: أنبأنا أبو الحسن علي بن عمر الفراء قال: أخبرنا أبو زكريا عبد الرحيم بن أحمد البخاري قال: أخبرنا أبو محمد عبد الغني بن سعيد بن علي الأزدي الحافظ قال في باب جارية بالجيم، وحارثة من كتاب المؤتلف والمختلف: زيد بن جارية عن النبي صلى الله عليه وسلم.

أخبرنا أبو الفتوح نصر بن أبي الفرج الحصري-فيما كتب إلينا من مكة- قال: أخبرنا الحافظ أبو محمد عبد الله بن محمد بن علي الأشيري قال: أخبرنا أبو الوليد يوسف بن عبد العزيز بن الدبّاغ قال: أخبرنا أبو محمد عبد الرحمن بن عبد العزيز بن ثابت قال: أخبرنا أبو عمر يوسف بن عبد الله بن عبد البر النمري قال:

زيد بن جارية الأنصاري العمري، وقد قيل فيه زيد بن حارثة، كان ممن استصغر يوم أحد، وهو من بني عمرو بن عوف.

كان زيد بن جارية، وأبو سعيد الخدري، والبراء بن عازب، وزيد بن أرقم وسعد بن حبته ممن استصغر يوم أحد.

(1)

-الامام البخاري. المصدر نفسه.

(2)

-الجرح والتعديل:3/ 560 (2531).

ص: 4000

وروى أبو سلمة منصور بن سلمة الخزاعي قال: حدثنا عثمان بن عبيد الله بن زيد بن جارية الأنصاري عن عمر بن زيد (91 - ظ) بن جارية الأنصاري قال:

حدثني زيد بن حارثة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم استصغره يوم أحد، والبراء ابن عازب، وزيد بن أرقم، وسعد بن حبته، وأبا سعيد الخدري.

قال أبو عمر: هو زيد بن جارية بن عامر بن مجمع بن العطاف الأنصاري من الأوس، وكان أبوه جارية من المنافقين أهل مسجد الضرار، كان يقال له حمار الدار، شهد زيد بن جارية هذا صفين مع علي رضي الله عنه، وهو أخو مجمع بن جارية.

روى عنه أبو الطفيل حديثه عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إن أخاكم النجاشي قد مات فصلوا عليه، قال: فصفنا صفين.

قال أبو عمر رحمه الله: وذكره أبو حاتم الرازي في باب من اسم أبيه على حاء من باب زيد، وقال: زيد بن حارثة العمري الأوسي، له صحبة، وقال: سمعت أبي يقول ذلك، وقال: لا أعرفه.

وذكر أبو يحيى الساجي قال: حدثني زياد بن عبيد الله المزني قال: حدثني مروان بن معاوية قال: حدثنا عثمان بن حكيم عن خالد بن سلمة القرشي عن موسى ابن طلحة بن عبيد الله قال حدثني زيد بن حارثة أخو بني الحارث بن الخزرج قال:

قلت يا رسول الله قد علمنا كيف السلام عليك، فكيف نصلي عليك؟ قال: صلوا عليّ وقولوا: اللهم بارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على ابراهيم وآل ابراهيم، إنك حميد مجيد.

هكذا رواه خالد بن سلمة عن موسى بن طلحة، ورواه اسرائيل عن عثمان بن عبد الله بن موهب عن موسى بن طلحة عن أبيه، وربما قال فيه: أراه عن أبيه، قال: قلت يا رسول الله (92 - و) قد علمنا السلام عليك، فذكره

(1)

.

(1)

- الاستيعاب على هامش الاصابة:1/ 536 - 537.

ص: 4001

‌زيد بن الحسن بن زيد:

ابن الحسن بن زيد بن سعيد بن عصمة بن حمير بن الحارث ذي رعين الأصغر، أبو اليمن الكندي، اللغوي النحوي، القارئ، البغدادي، تلميذ أبي محمد عبد الله بن علي البغدادي وخريجه، هذا

(1)

رأيت نسبه في غير موضع، وقد سقط من نسبه ذكر جماعة، فإنه لا يتصور أن يكون بينه وبين حمير بن ذي رعين سبعة لا غير.

حمله والده الى الشيخ أبي محمد المقرئ سبط أبي منصور الخياط، فلقنه القرآن، وجوّده عليه، وقرأ عليه بالروايات وله عشر سنين، وكان سألني وأنا أقرأ عليه: كم كان عمرك حين ختمت القرآن؟ فقلت له: تسع سنين فتعجب من ذلك وقال: كذلك أنا ختمته ولي تسع سنين، وأخرج إليّ مفردات للشيخ أبي محمد وعليها خطه بقراءته عليها، وأراني خط الشيخ أبي محمد له على بعضها أنه ختم القرآن عليه وهو ابن تسع، وجمعه بالعشر وهو ابن عشر، فذكرت له أني جمعته بالعشر ولي عشر سنين، وشاهدت بخط الشيخ أبي محمد الدعاء له بطول العمر، فاستجاب الله دعاءه له، فعاش أربعا وتسعين سنة.

وكان الشيخ أبو محمد اعتنى به فأقرأه القرآن على أبي القاسم هبة الله بن أحمد المعروف بابن الطبر، وأبي بكر محمد بن الخضر خطيب المحوّل، وأبي منصور محمد بن عبد الملك بن خيرون، وأبي الفضل محمد بن عبد الله بن المهتدى، وأقرأه اللغة والنحو على الشيخ أبي منصور موهوب بن أحمد (92 - ظ) الجواليقي، والشريف أبي السعادات هبة الله بن علي الحسني المعروف بابن الشجري، فلازمهما حتى برع في علم النحو واللغة، وقرأ عليهما وعلى أبي محمد عبد الله بن أحمد بن أحمد بن الخشاب، وعلى مجد الاسلام عبيد الله بن القاسم الحريري كتبا كثيرة من كتب الأدب، وأسمعه الحديث فسمع بافادته وبنفسه من هؤلاء ومن القاضي أبي بكر محمد بن عبد الباقي الأنصاري، وأبي القاسم اسماعيل بن أحمد بن السمرقندي، وأبي منصور عبد الرحمن بن محمد القزاز، وأبي البركات عبد الوهاب بن المبارك الأنماطي، وأبي الفتح عبد الملك بن أبي القاسم الكروخي، وأبي الحسن علي بن

(1)

-كذا بالأصل وكان من المفترض أن يقول: هكذا.

ص: 4002

هبة الله بن عبد السلام وأبي عبد الله الحسين بن علي بن أحمد المقرئ أخي شيخه أبي محمد، وأبي منصور عبد الجبار بن أحمد بن محمد الأسدي، وأبي الفضل محمد بن ناصر السلامي، وأبي الحسن محمد بن محمد بن عبد الجبار العكبري، وأبي الفتح عبد الله بن محمد بن محمد البيضاوي، وأبي محمد يحيى بن علي بن الطراح، وأبي الحسن محمد بن أحمد بن توبة، وشيخ الشيوخ أبي البركات اسماعيل بن أبي سعد الصوفي، وأبي محمد طلحة بن أبي طالب الرماني، وأبي السعادات المبارك بن الحسين بن عبد الوهاب بن نغوبا الواسطي، وأبي الحسن محمد بن أحمد بن ابراهيم الصايغ، وأبي القاسم علي بن أبي نصر عبد السيد بن محمد بن عبد الواحد بن الصباغ، وأبي الفضل محمد بن عمر بن يوسف الأرموي، وأبي الفضل أحمد بن طاهر بن سعيد الميهني، وأبي الحسن سعد الخير بن محمد ابن سهل الأندلسي، وأبي القاسم (93 - و) عبد الله بن أحمد بن عبد القادر بن محمد بن يوسف، وأبي الفرج عبد الخالق بن أحمد، وأبي الحسن علي بن أبي عمرو البزار، وأبي اسحاق ابراهيم بن محمد بن نبهان الرقي، والحافظ أبي العلاء الحسن بن أحمد بن الحسن الهمذاني، وأبي عبد الله عيسى بن هبة الله بن النقاش، وأبي بكر محمد بن عبيد الله بن الزاغوني، وأبي المعمر المبارك بن أحمد بن عبد العزيز الأنصاري، وأبي منصور أنوشتكين بن عبد الله الرضواني، وأبي بكر عبد الله بن محمد بن النقور، سمع من هؤلاء كلهم ببغداد ما خلا الحافظ أبا العلاء فإنه سمعه بهذان، وكان رحل إليها وتفقه بها على مذهب الامام أبي حنيفة رضي الله عنه على سعد الرازي رحمه الله.

وسمع بدمشق من الخطيب أبي الحسين عبد الرحمن بن عبد الله بن الحسن بن أبي الحديد، وأبي العباس أحمد بن عبد الله بن مرزوق الأصبهاني واجتمع بمصر مع أبي محمد عبد الله بن بري، وتكلم معه، وأعجبه كلام ابن بري، واعترف بعلمه.

وكان شيخه أبو محمد قد رباه تربية الأولاد، وكان يكرمه ونفعه الله ببركته، ووهب له كثيرا من كتبه التي قرأها عليه، وتفرّد برواية كتب كثيرة.

ورحل إليه الناس من البلاد لقراءة القرآن واللغة والنحو والحديث والأشعار،

ص: 4003

وقرأ عليه الملك المعظم عيسى بن الملك العادل أبي بكر بن أيوب، وانتفع به، ومهر في النحو وكان ينزل ماشيا إليه من قلعة دمشق الى داره، وقرأ عليه جماعة من الشيوخ العلماء، وكان قدم حلب وسكنها مدة واتصل بها بالأمير حسن ابن الداية، ثم سافر عن حلب الى دمشق وخدم بها عز الدين فرخشاه بن شاهنشاه بن أيوب بن شاذي، فنفق عليه (93 - ظ) واستوزره، وكان يقارضه بالشعر، ثم اتصل بأخيه تقي الدين عمر بن شاهنشاه بعد موته بالديار المصرية، ثم عاد الى دمشق، فأقام بها واتخذ بها دارا وبستانا وملكا يعود عليه نفعه.

وكان حسن الأخلاق، جميل الصورة، تام الخلق والخلق، وكان يكتب خطا حسنا، دخلت إليه داره بدمشق في سنة ثلاث وستمائة مع والدي، وقرأت عليه المقامات الحريرية وغيرها من كتب الأدب، ولما شرعت في فراءة المقامات عليه أعجبته قراءتي وسألني: أتحفظها فقلت له: لا، فمال إليّ واعتنى بأمري، وكان يأذن لي كلما جئت إليه، ولما عزمت على العود الى حلب قال لي: اجعل نفسك أن تعود إلينا، فأثر كلامه عندي، وآثرت الرحلة إليه، وكان والدي رحمه الله لا يسمح بمفارقتي، الى أن سمح بأن يزور البيت المقدس فاستصحبني معه، ووصلت معه الى دمشق، ودخلت الى الشيخ رحمه الله فقرأت عليه عدة من كتب الأدب والحديث في سنة ثمان وستمائة، ثم عدت من البيت المقدس، وكنت أتردد إليه وأسمع منه بقراءتي عليه وقراءة غيري في سنة تسع وستمائة، وسألته عن مولده فقال-وكتبه لي بخطه- في سنة عشرين وخمسمائة في شعبانها.

وقال لي أبو الحسين يحيى العطار أنه قال له: في الخامس والعشرين منه.

أخبرنا الإمام العلامة أبو اليمن زيد بن الحسن الكندي-بقراءتي عليه- قال: أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي الأنصاري قال: أخبرنا أبو الحسن علي ابن (94 - و) ابراهيم بن عيسى الباقلاني المقرئ قال: حدثنا أبو بكر أحمد ابن جعفر بن حمدان بن مالك القطيعي قال: حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل قال:

حدثني أبي قال: حدثنا محمد بن جعفر قال: حدثنا شعبه عن إسماعيل بن أبي خالد قال: سمعت قيس بن أبي حازم يحدث عن جرير رضي الله عنه قال: كنا عند رسول

ص: 4004

الله صلى الله عليه وسلم ليلة البدر فقال: إنكم سترون ربكم عز وجل كما ترون القمر لا تضامون في رؤيته، فإن استطعتم أن لا تغلبوا على هاتين الصلاتين قبل طلوع الشمس وقبل غروبها، ثم تلا هذه الآية «فسبح بحمد ربك قبل طلوع الشمس وقبل الغروب

(1)

» قال شعبة: لا أدري قال: فإن استطعتم أو لم يقل.

أخبرنا أبو اليمن الكندي-بقراءتي عليه في منزله بدمشق-قال أخبرنا أبو القاسم هبة الله بن أحمد بن الطبر قال: أخبرنا أبو طالب محمد بن علي بن الفتح العشاري قال: أخبرنا أبو الحسين محمد بن أحمد بن إسماعيل بن سمعون قال:

حدثنا محمد بن محمد بن أبي حذيفة قال: حدثنا أحمد بن أبي الخناجر قال: حدثنا العباس بن الوليد البصري قال: حدثنا حماد بن سلمة عن عاصم عن أبي صالح عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إن العبد لترفع له الدرجة فيقول: أي رب أنىّ لي هذه؟ فيقول: باستغفار ولد ولدك من بعدك

(2)

. (94 - ظ)

أخبرنا أبو اليمن زيد بن الحسن قال: أخبرنا الشيخ الإمام أبو محمد عبد الله ابن علي بن أحمد المقرئ قال: أخبرنا الشيخ أبو منصور محمد بن محمد بن أحمد ابن الحسين بن عبد العزيز قال: أخبرنا أبو الطيب محمد بن خلف بن خاقان البيع قال: أخبرنا أبو بكر محمد بن الحسن بن دريد الأزدي، ح.

قال: وقال أبو منصور محمد بن محمد: وحدثنا القاضي أبو محمد عبد الله بن علي بن أيوب الشافعي قال: أخبرنا أبو بكر أحمد بن محمد بن الجراح الخزاز قال: أخبرنا أبو بكر محمد بن الحسن بن دريد-واللفظ للقاضي-قال: أخبرنا أبو حاتم عن الأصمعي قال: كان أبو بكر إذا مدح قال: اللهم أنت أعلم بي من نفسي وأنا أعلم بنفسي منهم، اللهم اجعلني خيرا مما يحسبون، واغفر لي، واجعلني خيرا مما يعلمون، ولا تؤاخذني بما يقولون

(3)

.

وقالا: أخبرنا أبو بكر محمد قال: أخبرنا أبو حاتم عن الأصمعي عن العباس بن

(1)

- سورة ق-الآية:39. وانظر كنز العمال:14/ 39207.

(2)

-لم أجده بهذا اللفظ.

(3)

-المجتنى لابن دريد:36.

ص: 4005

بكار الضبي عن عقبة الأصم عن عطاء بن أبي رياح عن ابن عباس قال: سمعت أبا بكر يقول:

إذا أردت شريف الناس كلّهم

فانظر الى ملك في زي مسكين

ذاك الذي حسنت في الناس سيرته

وذاك يصلح للدنيا وللدين

(1)

ولشيخنا أبي اليمن رحمه الله أشعار لم أسمع منه شيئا لاشتغالي عليه بما هو أهمّ

(2)

بها، وقد أجاز لنا روايتها عنه فمنها ما أنشده لنفسه في أرمد مليح.

(95 - و).

بكل صباح لي وكلّ عشية

وقوف على أبوابكم وسلام

وقد قيل لي يشكو سقاما بجفنة

تغيّض بي وجد وخفّ غرام

فغير غرب في المناصل حمرة

وغير بديع في الجفون سقام

وقدما شكونا وضيمت قلوبنا

فها أنت منها تشتكي وتضام

ومن ذلك ما أنشده لنفسه، وكان قد شرب دواء فمرض منه.

تداويت لا من علّة خوف علة

فأصبح داء في حشاي دوائي

فيا عجب الأقدار من متحذلق

يحاول بالتدبير رد قضاء

ومن ذلك ما قرأته بخطه قال: هذه قصيدة ألتمس وزنها ورويها المولى معز الدين فرخشاه رحمه الله، ونحن إذ ذاك بمصر، وأنشدنيها رفيقنا أبو الفتح نصر الله ابن أبي العزّ بن أبي طالب الشيباني الصفار، من لفظه بدمشق، قال: أنشدنا أبو اليمن زيد بن الحسن بن زيد الكندي لنفسه وأثبتّها بكمالها وهي:

هل أنت راحم عبرة وتوله

ومجير صب عند مأمنه دهي

هيهات يرحم قاتل مقتوله

وسنانه في القلب غير منهنه

من بلّ من داء الغرام فإنني

مذحلّ بي مرض الهوى لم أنقه

(1)

-ابن دريد-المصدر نفسه:37.

(2)

-كذا بالاصل ولو قال: «منها» لكان أقوم.

ص: 4006

إني بليت بحب أغيد ساحر

بلحاظه رخص البنان لزهره

أبغي شفاء تدلّهي من دلّه

ومتى يرقّ مدلّل لمدلّه

(95 - ظ)

كم آهة لي في هواه وأنّة

لو كان ينفعني عليه تأوهي

ومآرب في وصله لو أنها

تقضى لكانت عند مبسمه الشهي

يا مفردا بالحسن إنك منته

فيه كما أنا في الصبابة منتهى

قد لام فيك معاشر أفأنتهي

باللوم عن حب الحياة وأنت هي

أبكي لديه فإن أحس بلوعة

وتشوق أو ما بطرف مقهقه

أنا من محاسنه وحالي عنده

حيران بين نفكّه وتفكّه

ضدان قد جمعا بلفظ واحد

لي في هواء بمعنيين موجّه

لأجردن من اصطباري ماء

ريهّا في محفل بمسفّه

أو لست رب فضائل لو حاز أد

ناها وما أزهى بها غيري زهي

شهدت لها الأعداء واستشفت بها

عينا حسود بالغباوة أكمه

أنا عبد من علم الزّمان بعجزه

عن أن يجيء له بندّ مشبه

عبد لعز الدين ذي الشرف الذي

ذل الملوك لعزه فرّخشه

الموقد الحرب العوان ببأسه

والأسد بين مغرّد وموهوه

المفحم الفصحاء فصل خطابه

من ذي الروّية فيهم والمبده

فكأن قرنا تبتلى بنزاله

يرمي بطود فوقه متدهده

وكذا البليغ ملجلج في نطقه

حصرا كألكن في الحوار منهنه

فلتنجح العلياء منه بمحرب

عند الجلاد وفي الجدال بمدره

(96 - و)

هر غرّة الزمن البهيم وعصمة

الملك العقيم وغوث كل مؤيه

ص: 4007

ملك همام حازم يقظ رضى

بحر غمام عالم ندس

(1)

نه

فطن لأخذ محامد خفيت على

فطن الألى

(2)

فلمثها لم يؤبه

متنبه للمكرمات ولم يكن

عنها ينام فيبتدى بتنبّه

يعدى على جور الزمان بدله

ويجيز بالنعماء كلّ مولّه

واذا استغاث إليه منه ماله

كانت إغاثته له: صمه أو مه

وعلى شمائل مجده وروائه

للمجد أبّهة بغير تأبّه

ما الليث أوغل في الترائب نابه

سغبا يصول بأهرت متكهكه

(3)

يوما بأسفك الدماء لدى الوغى

منه وأقتل للعداة وأعضه

تعبت أسنته على عليائه

حتّى نفرّد بالمحل الأنوه

فغدا وراح به رعايا ملكه

في راحة تبهو بسؤدده البهي

كم في غناء المتعبين على العلا

من مترف بعنائهم مترفه

أنظر إذا ازدحم الوفود ببابه

من كل ذي أمل به متوجه

إن شطّ لم يشطط رضاه وإن جفا

فيما يحاول عنده لم ينجه

طابت موارده فغصّ فناؤه

وشدا الحداة بذكره في المهمه

كالماء عند وروده ما لم يكن

عذبا نميرا سائغا لم يشفه

يا خير بان بالشجاعة والندى

مجدا يهي عمر الزمان ولا يهي

(4)

(96 - ظ)

يفديك كّل مملك متتايه

أبدا بألسنة الرعاع ممدّه

لا يفقه النجوى إذا حدثته

وإذا بدا بحديثه لم يفقه

(1)

-الندس: الطعن، والرجل السريع الاستماع للصوت الخفي، والفهم، ونه: متناهي العقل. القاموس.

(2)

-كتب ابن العديم بالهامش: بخطه: الاولى، مقلوب الأول، وبخطه: الورى.

(3)

-الهرت: الطعن، وكهكهة الاسد: زئيره. اللسان.

(4)

-اي اذا ضعف أو تخرق عمر الزمان لا يضعف أو يتخرق. اللسان.

ص: 4008

إنيّ على شرف القريض لهاجر

للنظم هجرة آنف متنزّه

أضحى وأهلوه كمهد وحيهم

في جهل ذي الحجى والأوره

(1)

أبدا عرائس مدحه تجلى على

دنس الخبيئة بالعيوب مشوّه

قلّ المميّز سامعا أو منشدا

في الناس بين مفهّه ومفوّه

(2)

آليت لا أوليت غيرك مدحة

شعرا وإن أفعل فمدحة مكره

أصبحت من نعماك صاحب أنعم

ترجى نوافلها وعيش أبله

وبدا لديك صريح فضلي مثلما

لا يستسر لديك نقص مموه

حزت السعادة من إلهك ما سرت

في الليل دعوة عابد متأله

أنشدني أبو الحسين يحيى بن علي بن عبد الله العطار بمصر قال: أنشدنا الشيخ أبو اليمن الكندي لنفسه:

أرى المرء يهوى أن تطول حياته

وفي طولها ارهاق نفس وازهاق

تمنيت في شرخ الشبيبة أنني

أعمرّ والأعمار لا شك أرزاق

فلما أتاني ما تمنيت ساءني

من العمر ما قد كنت أهوى وأشتاق

عرتني أعراض شديد مراسها

عليّ وهمّ ليس لي منذ افراق

وها أنا في احدى وتسعين حجة

لها فيّ ارعاد مخوف وابراق

يخيل لي فكري إذا كنت خاليا

ركوبي على الأعناق والسير إعناق

ويذكرني بعد النسيم وروحه

حفائر يعلوها من الترب أطباق

يقولون درياق لمثلك نافع

ومالي إلاّ رحمة الله درياق

وكان لشيخنا أبي اليمن نوادر مستحسنه وملح مستطرقه منها ما حكاه لي الشيخ الفقيه أبو الحسن علي بن هبة الله بن سلامة المعروف بابن الجميزيّ قال:

(1)

-الاوره: الذي تعرف وتنكر وفيه حمق ولكلامه مخارج، وقيل: هو الذي لا يتمالك حمقا. اللسان.

(2)

-المفهه: العي والمفوه عكسه.

ص: 4009

كان تاج الأمناء وزين الأمناء أخوين من بني عساكر، وكان تاج الامناء يلقب خرابدبس، وكان أكبر من زين الأمناء في السن، فحضر جماعة عند الشيخ تاج الدين الكندي، وتنازعوا في تاج الأمناء وزين الأمناء أيهما أسن من صاحبه، وكان يظهر للرائي أن زين الأمناء أسن، فابتدر الكندي من غير روية وقال: تاج الامناء في سن زين الأمناء، وهذا من أحسن النوادر والتورية (97 - و).

وسمعت رفيقنا النجيب أبو الفتح ابن الصفار قال: كان الشيخ تاج الدين الكندي يجلس في اللبادين بدمشق على حانوت بالقرب من دارة يجلس فيها بعض الكحالين، فاتفق يوما أن جاءت امرأة الى الكحال والشيخ تاج الدين جالس عنده فذكرت للكحال مرضا بعينها وأطالت الكلام معه إلى أن أضجرته فقال لها: والله قد أخذت مخي، فقال له تاج الدين الكندي في الحال: نعم لتطعمه زوجها.

وحكي لي من نوادره أنه أهدي له جديان، فدخل بهما عتيقه ياقوت، الذي سمي بعد ذلك يعقوب، وقد وضع أحدهما تحت ابطه الأيمن والآخر تحت ابطه الأيسر، وعند الشيخ جماعة فقال له حين رآه: يعيشون لك.

وبلغني أنه دخل إليه طبيبان: أحدهما كحال، والآخر طبائعي، فقال للكحال:

كم فرقت اليوم عصا؟ فقال الطبائعي كثير، فقال للطبائعي: أنت مستريح خصومك الموتى.

ومن مهاتراته المستملحة أنه حضر بدمشق في مجلس الوزير ابن شكر، وفي المجلس أبو الخطاب بن دحية، وهو ينتسب إلى كلب، فأورد ابن دحية حديث الشفاعة وقال فيه: ولكني كنت من وراء وراء بالفتح، فأنكره الكندي وقال:

هو بالضم من وراء وراء لا غير فجرى بينهما كلام آل بهما أن سفه عليه ابن دحيه فقال له الشيخ الكندي: نسبت الى كلب فنبحت.

(1)

قرأت في التاريخ المجدد لمدينة السلام، الذي ذيل به رفيقنا الحافظ أبو عبد الله تاريخ بغداد للخطيب وأجاز لنا روايته عنه (97 - ظ) قال: زيد بن الحسن بن

(1)

-انظر كنز العمال:14/ 39058،39057،12/ 34179،10/ 28171 - 39059.

ص: 4010

زيد بن الحسن بن زيد بن الحسن بن سعيد بن عصمة بن حمير بن الحارث ذي رعين الأصغر، أبو اليمن الكندي، من ساكني دار الخلافة أسلمه والده في صغره إلى الشيخ أبي محمد عبد الله بن علي المقرئ سبط الشيخ أبي منصور الخياط، فلقنهّ القرآن، وجوّد عليه قراءته، ثم حفظه القراءات فقرأ عليه بالروايات العشر وعمره عشر سنين، ثم إنه أقرأه أيضا على مشايخ أقدم أسناد منه كأبي القاسم هبة الله بن أحمد الحريري، وأبي الفضل محمد بن عبد الله بن المهتدي وأبي منصور محمد بن عبد الملك بن خيرون، وأبي بكر محمد بن الخضر خطيب المحوّل، ثم إنه اشغله بالنحو واللغة وأمره بملازمة الشريف أبي السعادات بن الشجري، وأبي منصور الجواليقي، لقراءة الأدب، فقرأ عليهما حتى برع في النحو ومعرفة العربية.

وأسمعه الحديث الكثير من الشيوخ الكبار كأبي بكر محمد بن عبد الباقي الأنصاري، وأبي القاسم هبة الله بن أحمد الحريري وأبي منصور عبد الرحمن بن محمد بن عبد الواحد القزاز، وأبي القاسم اسماعيل بن أحمد بن عمر السمرقندي وأبي البركات عبد الوهاب بن المبارك الأنماطي، وأبي الحسن علي بن هبة الله بن محمد بن البيضاوي، وأبي محمد يحيى بن علي بن الطراح، وأبي الحسن محمد ابن أحمد بن توبه، وأبي عبد الله الحسين بن علي بن أحمد الخياط، ومن جماعة غيرهم.

وقرأ بنفسه على المشايخ كثيرا، وكان الشيخ أبو محمد المقرئ يعزه ويقريه كثيرا ورباه أحسن تربية، ووهب له كثيرا من الكتب والأصول التي قرأها عليه، وكانت همته إليه مصروفة، فعادت بركته عليه فعمر عهدا طويلا وانتشرت عنه الرواية، ورحل اليه طلاب العلم من الأقطار، لقراءة القرآن عليه والحديث والأدب وتفرد بأكثر مروياته، وكان يروي كثيرا من كتب الأدب ودواوين الشعر، ويكتب خطا مليحا.

ولما مات شيخه أبو محمد قام مقامه في مسجده وأم الناس فيه أياما، وله نيف وعشرون سنة، ثم انه سافر عن بغداد في سنة ثلاث وأربعين، ودخل همذان، وأقام بها سنين يتفقه على مذهب أبي حنيفة على سعد الرازي بمدرسة السلطان طغرل،

ص: 4011

ثم ان والده حج في سنة أربع وأربعين فمات في الطريق، فلما بلغه خبره عاد الى بغداد وأقام بها مديدة.

ثم توجه الى الشام واتصل بالملك عز الدين فرخ شاه بن أيوب، أخي صلاح الدين ملك الشام ومصر، ونال منه منزلة رفيعة واستوزره، فلما توفي فرخ شاه اتصل بأخيه تقي الدين عمر صاحب حماه، واختص به ودخل ديار مصر ورأى من الجاه والتعظيم ما لم يره أحد، وكثرت أمواله، ثم انه سكن في آخر عمره بدمشق الى حين وفاته، وكان الملك المعظم عيسى بن الملك العادل أبي بكر بن أيوب صاحب دمشق يقرأ عليه الأدب ويقصده في منزله، ويعظمه ويبجله.

رحلت اليه قاصدا من مكة، وكنت بها مجاورا، وقرأت عليه كثيرا من الحديث والأدب، وكان يواصلني بما أنفقه، ويجلس لي خاليا للقراءة عليه (98 - ظ) وكانت هذه عادته في اكرام الغرباء، وما رأيت شيخا أكمل منه فضلا، ولا أتم منه عقلا ونبلا، وثقة وصدقا وتحقيقا وتثبيتا ورزانة، مع دماثة أخلاقه، ولطف عشرته، وكرم تواضعه، وطيب مجالسته، وحسن نشواره

(1)

، وكان مهيبا وقورا أشبه بالوزراء من العلماء لجلالته وعلو منزلته عند الملوك والأعيان وسائر الناس، وكان أعلم أهل زمانه بالنحو، وأظنه كان يحفظ كتاب سيبويه، لأني ما دخلت عليه قط إلاّ وهو في يده يطالعه، وكانت له به نسخة في مجلدة واحدة بخط الدقاق النحوي دقيقة الخط، فكان يراها بلا كلفة وقد بلغ التسعين، وكان قد متعه الله بسمعه وبصره وقوته، وكان مليح الصورة طريفا اذا تكلم ازداد حلاوة، وله النظم والنثر المليح والبلاغة الكاملة

(2)

.

توفي شيخنا أبو اليمن الكندي في ضحوة نهار الاثنين سادس شوال سنة ثلاث عشرة وستمائة، ووصل الينا الخبر بذلك في ذي القعدة من السنة الى حلب، ثم أخبرني بوفاته جماعة على ما ذكرته.

ودفن بجبل قاسيون.

(1)

-حسن محاضرة وبديهة.

(2)

-لا ترجمة لأبي اليمن الكندي في المستفاد من تاريخ بغداد لابن النجار.

ص: 4012

سمعت أبا

(1)

الحسين بن ابراهيم الإربلي بدمشق يقول لي عشية ليلة الاثنين الرابعة من شهر ربيع الآخر من سنة احدى وأربعين وستمائة قال: رأيت ليلة الأحد الثالثة من الشهر المذكور الشيخ تاج الدين أبا اليمن الكندي وهو على أحسن هيئة، وقد جاءه انسان يطلب منه الدعاء لولده (99 - و) فقال قائل: وأين بلدك؟ فقال: في بلد الروم فاستدار الشيخ رحمه الله تعالى جهة الشمال ودعا لولد ذلك ذلك الانسان، فقال قائل: أفلح جميع من في بلد الروم بدعاء الشيخ، وكان هذا بعد أن طرق التتار بلاد الروم، فوقع الصلح وسكنت البلاد بعد ذلك ببلاد الروم.

‌زيد بن حصن الطائي:

شهد صفين مع علي رضي الله عنه، وله ذكر.

ذكر المدائني في كتاب صفين أنه شهدها مع علي، وقيل إنّه أمّره على طيء.

‌زيد بن الحواري البصري:

أبو الحواري العمّي القاضي، ويقال انه مولى زياد بن سمية، وقيل ان مولى زياد غيره.

روى عن أنس بن مالك، وأبي الصديق الناجي، والحسن البصري، ومعاوية ابن قرة وأبي العالية الرياحي ويزيد بن أبان وسعيد بن المسيب، وقتادة، ونافع مولى عبد الله بن عمر، وجعفر بن زيد العبدي وأبي وائل شقيق بن سلمة، وعبد الله بن عبد الأعلى.

روى عنه سفيان الثوري وسليمان بن مهران الأعمش، وشعبة ومسعر بن كدام، ووكيع بن محرز بن وكيع النبال، وأبو اسحاق السبيعي، ومحمد بن الفضل بن عطية، وسلام بن سليم الطويل، وأبو اسحاق الفزاري، وأيوب بن موسى المكي، وعمارة بن أبي حفصة، ومطرف بن طريف وعمران بن زيد، وموسى بن عبد الله الجهني، ويحيى بن العلاء الرازي، وهشيم بن بن بشير، ونوح بن أبي مريم وابناه عبد الرحيم وعبد الرحمن (99 - ظ) ابنا زيد.

(1)

-فراغ بالاصل مقداره كلمة واحدة.

ص: 4013

وولي القضاء بهراة، ووفد على سليمان بن عبد الملك وشهد وفاته بمرج دابق وقيل انه وفد على هشام بن عبد الملك بالرصافة وشهد وفاته أيضا وعرف بالعمّي، لأنه كان اذا سئل عن شيء قال: حتى أسأل عمي، فلقب بالعمي.

أخبرنا أبو حفص عمر بن محمد بن طبرزد-قراءة عليه-قال: أخبرنا أبو القاسم هبة الله بن الحصين قال: أخبرنا أبو طالب بن غيلان قال: أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الله الشافعي قال: حدثنا أبو علي بشر بن موسى بن صالح الأسدي قال: حدثنا خلاد بن يحيى عن مسعر عن زيد العمي عن أبي الصديق الناجي-أراه عن أبي سعيد الخدري-أن رجلا ضرب على عهد النبي صلى الله عليه وسلم في شراب بنعلين.

أخبرنا أبو القاسم الحسين بن هبة الله بن محفوظ بن الحسن بن صصرى بدمشق قال: أخبرنا أبو الحسن علي بن عساكر بن سرور المقدسي الخشاب قال: أخبرنا أبو عبد الله الحسن بن أحمد بن عبد الواحد بن أبي الحديد قال: أخبرنا أبو المعمر الأملوكي قال: حدثنا أبو القاسم اسماعيل بن القاسم بن اسماعيل الحلبي قال: حدثنا علي بن عبد الحميد الغضائري قال: حدثنا عبد الله بن عمران قال: حدثنا عبد الرحيم بن زيد العمي عن أبيه عن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من مشى لأخيه المسلم في حاجة، كتب الله له بكل خطوة سبعين حسنة ومحا عنه بكل خطوة سبعين سيئة منذ يبتدئ في الحاج الى أن تقضى، فان قضيت الحاجة خرج من ذنوبه كيوم ولدته أمه، فان مات قبل ذلك (00 - و) دخل الجنة.

(1)

.

قرأت على أبي محمد عبد الرحمن بن عبد الله بن علوان بحلب قلت له: أخبركم أبو الفضل بن بنيمان-في كتابه-قال: أخبرنا جدي لأمي أبو العلاء حمد بن نصر الحافظ قال: حدثنا علي بن أبي الفتح الحاجي قال: حدثنا أحمد بن محمد بن حامد قال: حدثنا خالد بن محمد قال: حدثنا سهل بن شاذويه قال: حدثنا نصر بن الحسين قال: حدثنا عيسى بن موسى عن محمد عن زيد العمّي قال: وفدت الى

(1)

-انظر كنز العمال:6/ 16479.

ص: 4014

هشام بن عبد الملك فشهدت وفاته ودفنه قال: فسمعت عبد الله بن عبد الأعلى النوفلي يتمثل بهذه الأبيات وهي:

وما سالم عما قليل بسالم

ولو كثرت حراسه وكتائبه

ومن بك ذاباب شديد وصاحب

فعما قليل يهجر الباب صاحبه

ويصبح مسرورا به كل شامت

وأسلمه أحبابه وحبائبه

فنفسك فاكسبها السعادة جاهدا

فكل امرئ رهن بما هو كاسبه

وقد روى ابن الأعرابي هذه القصة لزياد الأعجم، وقد ذكرناها في ترجمته،

(1)

ورواها غيره عن أبي زيد الأعمى.

ويروى أن زيدا العمي سمع باكية تنشد هذه الأبيات عند دفن سليمان بن عبد الملك.

أخبرنا بذلك أبو القاسم عبد الصمد بن محمد بن أبي الفضل-فيما أذن لنا أن نرويه عنه-عن أبي الفتح نصر الله بن محمد اللاذقي قال: حدثنا نصر بن ابراهيم-إملاء-قال: قرأت على أبي سعيد عبد الكريم بن علي القزويني عن أبي أسامة محمد بن أحمد المنقري قال: حدثنا الحسن بن رشيق (100 - ظ) قال:

حدثنا علي بن سعيد بن بشران الرازي قال: حدثنا يريد بن سنان قال: حدثني عمرو ابن الحصين قال: حدثني يحيى بن العلاء الرازي قال: حدثنا زيد العمّي قال:

شهدت سليمان بن عبد الملك فلما فرغوا من دفنه سمعت باكية تقول:

وما سالم عما قليل بسالم

ولو كثرت أحراسه وكتائبه

ومن يك ذاباب شديد وحاجب

فعما قليل يهجر الباب صاحبه

ويصبح بعد الحجب للناس مقصيا

رهينة بيت لم تسد جوانبه

فما كان إلاّ الدفن حتى تفرقت

الى غيره أجناده ومواكبه

وأصبح مسرورا به كل كاشح

وأسلمه أحبابه وأقاربه

فنفسك فاكسبها السعادة جاهدا

فكل امرئ رهن بما هو كاسبه

(1)

-انظر ما تقدم في هذا الجزء ص:3925 - 3926.

ص: 4015

أنبأنا أبو منصور عبد الرحمن بن محمد بن الحسن قال: أخبرنا الحافظ أبو القاسم علي بن الحسن بن هبة الله قال: أنبأنا أبو الفرج غيث بن علي-ونقلته من خطه-قال: أخبرنا أبو الفرج سهل بن بشر بن أحمد الأسفراييني قال: أخبرنا أبو الفرج محمد بن عبد العزيز الجرجاني والقاضي أبو الفضل محمد بن أحمد بن عيسى بن عبد الله السعدي قال: حدثنا أبو بكر محمد بن أحمد بن محمد الجرجرائي قال: حدثنا عبد الرحمن بن أحمد بن محمد بن الحجاج المهري بمصر ومحمد بن عبيد الأزدي بعكا قالا: حدثنا يزيد بن سنان قال: حدثنا عمرو بن الحصين قال: حدثنا يحيى بن العلاء الرازي قال: حدثنا زيد العمّي قال: شهدت جنازة سليمان بن عبد الملك، فسمعت كاتبة

(1)

(101 - و) تقول:

وما سالم عما قليل بسالم

ولو كثرت أحراسه وكتائبه

ومن يك ذا باب شديد وحاجب

فعما قليل يهجر الباب حاجبه

ويصبح بعد الحجب للباس موبقا

رهينة بيت لم تسترّ جوانبه

فما كان إلاّ الدفن حتى تفرقت

الى غيره أجناده ومواكبه

وأصبح مسرورا به كل كاشح

وأسلمه أحبابه وأقاربه

فنفسك فأكسبها السعادة جاهدا

فكل امرئ رهن بما هو كاسبه

أنبأنا زيد الحسن عن أبي البركات عبد الوهاب بن المبارك الأنماطي قال: أبو طاهر أحمد بن الحسن قال: أخبرنا يوسف بن رباح قال: أخبرنا أحمد بن محمد بن اسماعيل قال: حدثنا محمد بن أحمد بن حماد قال: حدثنا معاوية بن صالح قال:

سمعت يحيى بن معين يقول في تسمية أهل البصرة: زيد العمي.

وقال أبو البركات الأنماطي: أخبرنا أبو المعالي ثابت بن بندار قال: أخبرنا أبو العلاء محمد بن علي قال: أخبرنا أبو بكر محمد بن أحمد قال: أخبرنا أبو أمية الأحوص بن المفضل قال: حدثنا أبي قال: قال يحيى أبو الحواري زيد العي، وقال في موضع آخر: زيد العمي صالح عن ابن المبارك.

(1)

-كتب ابن العديم في الهامش: والصواب باكية، وفي ابن عساكر:6/ 304 - و «كاتبه يقول» .

ص: 4016

أنبأنا أبو محمد عبد البر بن أبي العلاء الهمذاني قال: أخبرنا أبو المحاسن البرمكي قال: أخبرنا أبو القاسم الاسماعيلي قال: أخبرنا أبو القاسم السهمي قال:

أخبرنا عبد الله بن عدي قال: حدثنا ابن العراد قال: حدثنا يعقوب بن شيبة قال:

حدثني محمد اسماعيل (101 - ظ) عن أبي داوود قال: سمعت يحيى بن معين يقول:

زيد العمي هو زيد بن الحواري، أبو الحواري.

وقال: أخبرنا ابن عدي قال: سمعت أبا يعلى يقول سئل يحيى بن معين- وهو حاضر-عن زيد العمي، فضعفه.

وقال: أخبرنا ابن عدي حدثنا ابن العراد قال: حدثنا يعقوب بن شيبة قال:

حدثني عبد الله بن شعيب قال: قرأ على يحيى بن معين: زيد العمي، فضعفه

(1)

.

أنبأنا أبو القاسم عبد الصمد بن محمد القاضي قال: أخبرنا أبو بكر وجيه ابن طاهر الشحامي قال: أخبرنا أبو صالح أحمد بن عبد الملك قال: أخبرنا أبو الحسن بن السقاء قال: حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب قال: سمعت يحيى بن معين يقول: قد روى شعبة عن زيد بن الحواري، وهو زيد العمي، قيل ليحيى:

زيد العمي هو زيد أبو الحواري؟ فقال: ما أشبه أن تكون هذه كنيته، ثم قال في موضع آخر: سمعت يحيى يقول: زيد بن الحواري، هو زيد أبو الحواري، وهو زيد العمّي.

أنبأنا أبو الفتوح نصر بن أبي الفرج بن علي الحصري وأبو محمد عبد القادر بن عبد الله الرهاوي قالا: أخبرنا أبو الخير أحمد بن اسماعيل بن يوسف الطالقاني قال: أخبرنا زاهر بن طاهر بن محمد قال: أخبرنا أبو عثمان اسماعيل بن عبد الرحمن الصابوني وأبو بكر أحمد بن الحسين بن علي البيهقي وأبو عثمان سعيد بن محمد البحيري وأبو بكر محمد بن عبد العزيز الحيري-إجازة منهم-قالوا: أخبرنا الحاكم أبو عبد اله محمد بن عبد الله الحافظ قال: حدثنا أبو العباس (102 - و) محمد بن يعقوب قال: حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل قال: قلت لأبي: زيد العمي؟

(1)

-الكامل لابن عدي:3/ 1055.

ص: 4017

قال: صالح روى عنه الثوري وشعبة، وهو فوق يزيد الرقاشي، وفضل بن عيسى، وقد جرحه يحيى بن معين وغيره.

أنبأنا أبو الفضل أحمد بن محمد قال: أخبرنا الحافظ أبو القاسم علي بن الحسن قال: أخبرنا أبو عبد الله البلخي قال: أخبرنا أبو الفضل بن خيرون قال:

أخبرنا محمد بن عمر بن بكير أبو بكر البخاري المقرئ قال: أخبرنا أبو عمرو عثمان ابن أحمد بن سمعان الرزاز قال: حدثنا الهيثم بن خلف بن محمد الدوري قال: حدثنا محمود بن غيلان قال: سمعت حسين الجعفي يقول: زيد العمي أبو الحواري.

أنبأنا أبو محمد عبد البر بن أبي العلاء قال: أخبرنا أبو المحاسن البرمكي قال: أخبرنا الاسماعيلي قال: أخبرنا السهمي قال: أخبرنا أبو أحمد بن عدي قال:

حدثنا ابن أبي عصية قال: حدثنا أحمد بن أبي يحيى قال: سمعت علي بن المديني يقول: زيد العمي، زيد بن الحواري، وهو أبو الحواري.

وقال: أخبرنا ابن عدي قال: سمعت ابن حماد يقول: قال السعدي: زيد العمي متماسك.

(1)

.

أنبأنا عمر بن طبرزد عن أبي غالب بن البناء عن أبي محمد الحسن بن علي الجوهري قال: أخبرنا أبو عمر بن حيوية قال: أخبرنا أحمد بن معروف قال:

حدثنا الحسين بن الفهم قال: حدثنا محمد بن سعد قال: في الطبقة الثالثة من أهل البصرة زيد الحواري العمي، ويكنى أبا الحواري، وكان ضعيفا في الحديث

(2)

.

(1)

-الكامل لابن عدي:3/ 1055.

(2)

- طبقات ابن سعد:7/ 240.

ص: 4018

بسم الله الرحمن الرحيم

وبه توفيقي

أنبأنا أبو حفص عمر بن محمد بن طبرزد عن أبي القاسم بن السمرقندي قال:

أخبرنا أبو طاهر محمد بن أحمد بن أبي الصقر قال: أخبرنا هبة الله بن ابراهيم بن عمر قال: أخبرنا أبو بكر أحمد بن محمد المهندس قال: حدثنا أبو بشر الدولابي قال:

حدثنا العباس-يعني-الدوري قال: سمعت يحيى يقول: أبو الحواري مولى لولد زياد بن أبي سفيان

(1)

.

أخبرنا أبو عبد الله الحسين بن عمر بن باز-في كتابه-قال: أخبرنا عبد الحق بن عبد الخالق قال: أخبرنا أبو أحمد الغندجاني قال: أحمد بن عبدان قال:

أخبرنا محمد بن سهل قال: أخبرنا أبو عبد الله محمد بن اسماعيل البخاري قال:

زيد بن الحواري أبو الحواري العمي البصري عن أنس ومعاوية بن قرة وأبي الصديق، روى عنه الثوري وشعبة

(2)

.

أخبرنا أبو الفضل أحمد بن محمد بن الحسن-فيما أذن لي في روايته عنه- قال: أخبرنا عمي الحافظ أبو القاسم قال: أخبرنا أبو بكر محمد بن العباس قال:

أخبرنا أحمد بن منصور قال: أخبرنا أبو سعد بن حمدون قال: أخبرنا مكي بن ابن عبدان قال: سمعت مسلم بن الحجاج يقول: أبو الحواري زيد بن الحواري العمي عن أنس، ومعاوية بن قرة، روى عنه هشيم وشعبة

(3)

.

(1)

-الكنى للدولابي:1/ 160.

(2)

-التاريخ الكبير للبخاري:3/ 392 (1304).

(3)

-كتاب الكنى والاسماء للامام مسلم:105. تاريخ ابن عساكر:6/ 304 - ظ.

ص: 4019

أنبأنا أبو حفص المكتب عن أبي القاسم بن السمرقندي قال: أخبرنا محمد بن هبة الله قال: أخبرنا محمد بن الحسين قال: أخبرنا عبد الله بن جعفر قال: حدثنا يعقوب بن سفيان قال: وزيد بن الحواري وهو العمي، روى عنه الأعمش (104 - و) قال ابن السمرقندي: أخبرنا أبو طاهر محمد بن أحمد بن أبي الصقر قال: أخبرنا هبة الله بن ابراهيم بن عمر قال: حدثنا أحمد بن محمد بن اسماعيل قال: حدثنا أبو بشر محمد بن أحمد بن حماد قال: أبو الحواري زيد بن الحواري عن أبي الصديق.

أخبرنا أبو القاسم عبد الصمد بن محمد عن أبي الفتح نصر الله بن محمد قال:

أخبرنا نصر بن ابراهيم قال: أخبرنا سليمان بن أيوب قال: حدثنا أبو نصر طاهر بن محمد بن سليمان قال: حدثنا علي بن ابراهيم بن أحمد قال: حدثنا يزيد بن محمد ابن إياس قال: سمعت محمد بن أحمد المقدمي قال: زيد العمي هو ابن الحواري أبو الحواري.

أنبأنا أبو الحسن علي بن أبي عبد الله بن المقير قال: أخبرنا أبو الفضل محمد ابن ناصر السلامي-اجازة-عن جعفر بن يحيى قال: أخبرنا أبو نصر الوائلي قال:

أخبرنا الخصيب بن عبد الله قال: أخبرنا عبد الكريم بن أبي عبد الرحمن النسوي قال: أخبرني أبي قال: أبو الحواري زيد بن الحواري بصري.

قرأت على أبي محمد بن رواج الاسكندراني قلت له: أخبركم أبو طاهر السّلفي قال: أخبرنا أبو صادق المديني قال: أنبأنا أبو الحسن علي بن منير بن أحمد الخلال قال: أخبرنا أبو محمد الحسن بن رشيق قال: حدثنا أبو عبد الرحمن النسوي قال: زيد العمي ضعيف

(1)

.

أنبأنا أبو البركات سعيد بن هاشم الخطيب عن مسعود بن الحسن الثقفي قال:

أخبرنا أبو عمرو بن مندة-إجازة أو سماعا-قال: أخبرنا أحمد بن عبد الله قال (104 - ظ): أخبرنا أبو محمد بن أبي حاتم قال: زيد بن الحواري أبو الحواري العمي البصري، قاضي هراة، روى عن أنس مرسل، وعن معاوية بن قرّة، روى عنه الأعمش ومسعر والثوري وشعبة، وموسى الجهني، سمعت أبي يقول ذلك.

(1)

-الضعفاء والمتروكين للنسائي:111 (226).

ص: 4020

ذكره أبي عن اسحاق بن منصور عن يحيى بن معين أنه قال: زيد العمي لا شيء.

وقال: سمعت أبي يقول: زيد العمي ضعيف الحديث يكتب حديثه ولا يحتج به، وكان شعبة لا يحمد حفظه.

وقال: سمعت أبا زرعة يقول: زيد العمي ليس يقوي، واهي الحديث ضعيف.

وقال: حدثنا أبو الفضل الهروي محمد بن الحسين قال: حدثنا محمد بن عبد الله بن ابراهيم الهروي قال: سمعت أبي يقول: قال علي بن مصعب: سمي زيد العمي لأنه كلما سئل عن شيء، قال: حتى أسأل عمي

(1)

.

أخبرنا أبو حفص عمر بن علي بن قشام-اذنا-عن الحافظ أبي العلاء الحسن ابن أحمد قال: أخبرنا أبو جعفر محمد بن أبي علي قال: أخبرنا أبو علي الحسن بن محمد بن محمد الصفار قال: أخبرنا أبو بكر بن منجويه الحافظ قال: أخبرنا أبو أحمد محمد بن محمد الحاكم قال: أبو الحواري زيد بن الحواري العمي البصري عن أنس بن مالك، روى عنه هشام بن حسان والثوري وشعبة.

أنبأنا أبو حفص المكتب عن أبي غالب بن البناء عن أبي الفتح بن المحاملي قال:

أخبرنا أبو الحسن الدارقطني قال: وزيد بن الحواري العمي يروي عن أنس بن مالك والحسن ومعاوية بن قرة وغيرهم (105 - و).

روى عنه الأعمش وابناه: عبد الرحمن وعبد الرحيم ابنا زيد، وأبو اسحاق السبيعي ومحمد بن الفضل بن عطية، وسلام الطويل وغيرهم.

كتب الينا أبو محمد عبد البر بن أبي العلاء الحسن بن أحمد قال: أخبرنا أبو المحاسن البرمكي قال: أخبرنا أبو القاسم الاسماعيلي قال: أخبرنا أبو القاسم السهمي قال: أخبرنا الحافظ أبو أحمد عبد الله بن عدي قال: زيد بن الحواري العمي، بصري ثم ذكر له أحاديث لا يتابع عليها وقال: ولزيد العمي غير ما ذكرت أحاديث كثيرة فبعضها يرويها عنه قوم ضعفاء مثل سلام الطويل، ومحمد بن الفضل ابن عطية، وابنه عبد الرحيم وغيرهم فيكون البلاء منهم لا منه، وهو في جملة

(1)

-الجرح والتعديل:3/ 560 - 561 (2535).

ص: 4021

الضعفاء، ويكتب حديثه على ضعفه، وقد حدث عنه شعبة والثوري على أن ما يرويه عنه الضعفاء هو وهم، على أن شعبة لم يرو عن أضعف منه

(1)

.

أخبرنا أبو الفضل أحمد بن محمد تاج الأمناء-فيما أذن لنا في روايته عنه- قال: أخبرنا الحافظ أبو القاسم علي بن الحسن قال: أخبرتنا أم الخير فاطمة بنت علي ابن المظفر بن الحسن بن زعبل البغدادية بنيسابور قالت: أخبرنا عبد القادر بن محمد ابن عبد الغافر الفارسي قال: أخبرنا أبو عمرو بن حمدان قال: قال أبو العباس الحسن بن سفيان: عبد الوهاب بن عطاء ثقة، وزيد العمي ثقة، وعبد الرحيم ابنه لين، وقال أبو عبد الله محمد بن ابراهيم الأصبهاني الكتاني: قلت: لأبي حاتم: ما تقول في (105 - ظ) زيد العمي؟ قال: كان شعبة يحدث عنه ويبخسه قليلا.

أنبأنا أبو حفص المكتب عن أبي البركات عبد الوهاب بن المبارك الأنماطي قال:

أخبرنا أبو بكر محمد بن المظفر قال: أخبرنا يوسف بن أحمد بن يوسف قال: أخبرنا محمد بن عمرو بن موسى قال: حدثنا عبد الله بن أحمد قال: حدثنا زياد بن أيوب قال: حدثنا علي بن محمد قال: سمعت وكيع يقول: حديث زيد العمي عن أبي الصديق الناجي ليس بشيء.

قال: وأخبرنا محمد بن عمرو قال: حدثني جعفر بن أحمد قال: حدثنا محمد ابن ادريس عن كتاب أبي الوليد بن أبي الجارود عن يحيى بن معين قال: زيد العمي وأبو الصديق الناجي يكتب حديثهما، وهما ضعيفان

(2)

.

أنبأنا أبو الحسن بن المقير عن الفضل بن سهل قال: أخبرنا أبو بكر أحمد بن علي-اذنا-قال: أخبرنا أبو بكر البرقاني قال: أخبرنا محمد بن عبد الله بن خميرويه قال: حدثنا الحسين بن ادريس قال: أخبرنا محمد بن عبد الله بن عمار قال:

زيد العمي ضعيف إلاّ أنه قد روي عنه وهو ضعيف.

أنبأنا سليمان بن الفضل قال: أخبرنا علي بن الحسن الحافظ قال: أخبرنا

(1)

-الكامل لابن عدي:3/ 1055 - 1058.

(2)

-تاريخ دمشق لابن عساكر:6/ 305 - و.

ص: 4022

أبو القاسم يحيى بن بطريق بن بشرى قال: أخبرنا محمد بن علي بن علي الدجاجي، وعلي بن محمد بن الحسن في كتابيهما عن أبي الحسن الدارقطني، ح.

قال الحافظ: وأخبرنا أبو عبد الله البلخي قال: أخبرنا أبو ياسر محمد بن عبد العزيز قال: أحمد بن محمد بن غالب قال: هذا ما وافقت عليه أبا الحسن الدارقطني من المتروكين (106 - و) عبد الرحيم بن زيد العمي بصري، زاد ابن بطريق:

ضعيف، وقالا عن أبيه: وأبوه صالح، زاد ابن بطريق: الحديث.

وقال الحافظ: أخبرنا أبو محمد الأنطاكي-شفاها-قال: حدثنا عبد العزيز ابن أحمد قال: أخبرنا عبد الوهاب بن جعفر قال: أخبرنا أبو هاشم عبد الجبار بن عبد الصمد قال: أخبرنا أبو بكر القاسم بن عيسى القصار قال: حدثنا ابراهيم بن يعقوب الجوزجاني السعدي قال: عبد الرحيم بن زيد العمي غير ثقة، وأبوه زيد العمي متماسك

(1)

.

أنبأنا القاضي جمال الدين أبو القاسم عبد الصمد بن محمد عن أبي محمد عبد الكريم بن حمزة السلمي قال: أنبأنا أبو نصر علي بن هبة الله بن ماكولا قال: وأما الحواري-بحاء مهملة فذكرهم-وقال: وزيد بن الحواري العمي، يروى عن أنس والحسن ومعاوية بن قرة وغيرهم.

روى عنه الأعمش والسبيعي ومحمد بن الفضل بن عطية، وسلام الطويل وغيرهم.

وقال ابن ماكولا: أبو الحواري مولى زياد بن أبي سفيان، روى عن أنس بن مالك، روى عنه المنهال بن بحر

(2)

.

هكذا ذكر ابن ماكولا وفرق بينهما.

أخبرنا أبو نصر محمد بن هبة الله بن مميل الشيرازي-فيما أذن لنا في روايته

(1)

-أحوال الرجال للجوزجاني-ط. بيروت 197:1985. تاريخ دمشق لابن عساكر:6/ 305 - ظ.

(2)

- الاكمال لابن ماكولا:3/ 216 - 217.

ص: 4023

عنه-قال: أخبرنا الحافظ أبو القاسم الدمشقي قال: زيد بن الحواري، أبو الحواري العمي البصري، يقال انه مولى زياد بن أبيه، روى عن أنس بن مالك وأبي الصديق الناجي، ومعاوية بن قرة، ويزيد بن أبان الرقاشي، والحسن البصري، وقتادة، وأبي العالية الرياحي، وسعيد بن المسيب، ونافع مولى ابن عمر، وشقيق ابن سلمة، وجعفر بن زيد العبدي.

روى (106 - ظ) عنه الأعمش، ومسعر بن كدام، وشعبة والثوري، وأيوب ابن موسى المكي، ووكيع بن محرز بن وكيع النبال، وسلام بن سليم الطويل، وأبو اسحاق الفزاري، ومحمد بن الفضل بن عطية، وعمارة بن أبي حفصة، ومطرّف بن طريف، ويحيى بن العلاء الرازي، وموسى بن عبد الله الجهني، وهشيم بن بشير، وعمران بن زيد، وابنه عبد الرحيم بن زيد بن الحواري.

ووفد على سليمان بن عبد الملك، وشهد وفاته بمرج دابق، وكان قاضيا بهراة في ولاية قتيبة بن مسلم.

وقال الحافظ أبو القاسم: وفرق ابن ماكولا بينه وبين أبي الحواري مولى زياد ابن أبي سفيان، وقال: روى عن أنس بن مالك، روى عنه المنهال بن بحر، وجمع بينهما أبو بشر-يعني-الدولابي، وعندي انهما واحد، والله أعلم.

(1)

‌زيد بن شجاع:

أبو أحمد الحموي القاضي، حدث بشيء من حديثه، وكان من أهل حماة، روى عنه أبو القاسم الحسين بن ابراهيم بن هبة الله بن مسلمة التنوخي الدمشقي.

‌زيد بن عبد الواحد:

ابن عبد الله بن سليمان بن محمد بن سليمان بن أحمد، أبو نصر بن أبي الهيثم ابن أبي محمد بن أبي الحسن بن أبي بكر بن أبي الحسن التنوخي المعري، ابن أخي أبي العلاء، وتمام نسبه ذكرناه في ترجمة عمه أبي العلاء، وكان أبوه شاعرا، وابنه شاكر بن زيد شاعرا، وله ذكر وفضيلة، والظاهر أنه كان يقول الشعر، فإن أباه أبا

(1)

-تاريخ دمشق لابن عساكر:6/ 303 - ظ.

ص: 4024

الهيثم توفي فكفله عمه، وقرأ على عمه، وتخرج به، وجمع له عنه شعر أبيه أبي الهيثم، وكان أبو العلاء ينشده شعر والده.

أنشدني أبو اسحاق ابراهيم بن شاكر بن عبد الله بن محمد بن عبد الله بن سليمان قال: أنشدني أبي شاكر قال: أنشدني جدي أبو المجد قال: سمعت الشيخ أبا العلاء ينشد (107 - و) زيد بن عبد الواحد بن عبد الله بن سليمان من شعر والده، أخيه أبي الهيثم، وكان جمع له شعر والده-أخيه-وكان أخوه مرّ على سياث، وهي قرية الى جانب معرة النعمان خراب، فوجد بها رجلا يهدم أبنية بها ويستخرج منها حجارة فكتب على حائط من حيطانها بمعول:

مررت بربع في سياث فراعني

به زجل تحت المعاول

تناولها عبل الذراع كأنما

جنى الدهر فيما بينهم حرب وائل

أمتلفها شلت يمينك خلها

لمعتبر أو زائر أو مسائل

منازل قوم حدثتنا حديثهم فلم

أر أحلى من حديث المنازل

قرأت بخط بعض المعريين على ظهر كتاب: ولد الشيخ أبو نصر زيد بن عبد الواحد بن عبد الله بن سليمان سنة ثمان وتسعين وثلاثمائة، وتوفي سنة اثنتين وأربعمائة، فيكون عمره أربعا وأربعين سنة.

‌زيد بن عتاهية الفقيمي:

شاعر كان مع علي رضي الله عنه بصفين، فانهزم عنها.

قال ابن الكلبي: لما عظم البلاء بصفين انهزم زيد بن عتاهية الفقيمي، وكان قد قدم على علي رضي الله عنه وأرضاه، وسمع أنه يعطي أصحابه كل رجل خمسمائة درهم من بيت مال البصرة، فلما قدم على أهله قالت له ابنته: أين خمس المائة؟ قال:

ان أباك فرّ يوم صفين

لما رأى عكا والأشعريين

(107 - ظ)

وقيس عيلان الهوازنيين

وذا الكلاع سيد اليمانيين

وحابسا يستنّ في الطائيين

قال لنفس السوء: هل تقرين

ص: 4025

لا خمس إلاّ جندل الآخرين

والخمس قد جشّمك الأمرين

‌زيد بن عدي بن حاتم:

الجواد بن عبد الله بن سعد بن الحشرج بن امرئ القيس بن عدي بن أخزم ابن أبي أخزم بن ربيعة بن جرول بن ثعل بن عمرو بن الغوث بن طيءّ الطائي، شهد صفين مع علي رضي الله عنه، وقيل انه أمرّه على طيء، ثم انه تحول بعد ذلك الى معاوية، له ذكر.

وذكره المدائني.

ويروى لزيد شعر قرأته في كتاب صفين، من نسخة قديمة لم أظفر باسم جامعها، قال في اليوم السادس من صفين: واختلط القوم فحمل رجل من بني حنظلة، ثم أحد بني يربوع على حابس بن سعد فقتله، وقال بعضهم: بل قتله زهرة بن حوية السعدي وهو الذي قتل رستم يوم القادسية، وأدرك صفين شيخا كبيرا، فمرّ زيد بن عدي ابن حاتم بحابس قتيلا مسلوبا، فقال: من قتل هذا، وهو ابن عمه لحاّ، فقال من قتل هذا، عدو الله، قال الحنظلي: الله قتله ثم أنا، فعلاه زيد بالسيف في العجاجة فقتله، ولحق بمعاوية، ففرح به وقربه، ثم ندم على فعله فقال في ذلك:

تطاول ليلي لاعتراك الوساوس

وبيعي الهدى بالنرهات البسابس

وتركي عديا في جماعة مذحج

وقتلي أخا مرّ بمصرع حابس

(108 - و)

أنفت له لما رأيت سلاحه

يبز فيا لهفا لسوءة تاعس

فيا ليت شعري هل لي اليوم توبة

أنا صح فيها الله لست بآيس

فإن تطمعوني أرجع اليوم تائبا

والا ففي الاصرار احدى الدهارس

(1)

قال: فأجابه أبوه عدي بهذه الأبيات، وبعث بها اليه وهي:

أيا زيد قد عصبتني بعصابة

وما كنت للثوب المدنس لابسا

(1)

-الدهارس: الدواهي. القاموس.

ص: 4026

فليتك لم تخلق وليتك لم تكن

وليتك إذ قد كنت لم تلق حابسا

الآن إذ أحيى عدي بن حاتم

أباه وأمسى بالعراقين رائسا

وحامت عليه طيء ابنة مذحج

وأصبحت الأعداء فينا فرائسا

نكصت على العقبين يا زيد ردة

فأصبحت قد جدعت منا المعاطسا

قتلت امرأ من خير حي بحابس

وأصبحت مما كنت آمل آيسا

(1)

فلما انتهت هذه الأبيات الى زيد من أبيه قال: لا أرى لي مقاما مع معاوية ولا طاقة لي فلحق بالجبلين من طيء.

‌زيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب بن عبد المطلب:

أبو الحسين القرشي الهاشمي العلوي الحسيني المدني وإليه تنسب الزيدية نسبا ومذهبا

(2)

.

روى عن أبيه زين العابدين علي بن الحسين، وأخيه محمد بن علي الباقر، وأبان بن عثمان بن عفان، وعروة بن الزبير.

روى عنه ابن أخيه جعفر بن محمد الصادق، ومحمد بن مسلم بن شهاب الزهري، وعبد الرحمن بن الحارث بن عياش، وسعيد بن منصور المشرقي الكوفي، وهاشم بن البرند، وبسام الصيرفي وعبد الرحمن بن أبي الزناد، وعبد الحميد بن الحارث، وعبد الله بن مروان (108 - ظ) وأبو خالد عمرو بن خالد الواسطي، ومحمد بن سالم، وأبو بسطام شعبة بن الحجاج، وآدم بن عبد الله الخثعمي، وأبو سلمة راشد بن سعد الصائغ الكوفي، وأبو اسماعيل كثير النواء وسوار بن مصعب وعبيد بن أصطفى، وأبو الزناد موج بن علي، والأجلح بن عبد الله والسّدي، ومولاه سالم مولى زيد بن علي.

(1)

- انظر الفتوح لابن الاعثم الكوفي بتحقيقي:1167 - 1169 مع فوارق، والمعنى بالجبلين: اجا وسلمى قرب المدينة.

(2)

-مذهبا نعم، أما نسبا فالمسألة فيها نظر، فائمة اليمن الزيود-مثلا-من أبناء الحسن بن علي ولم يكونوا حسينية.

ص: 4027

وكان قدم الرصافة على هشام بن عبد الملك، ومعه محمد بن عمر بن علي يخاصم الحسن بن الحسن بن علي في صدقه رسول الله صلى الله عليه وسلم، فوصلت كتب يوسف بن عمر الى هشام بأن يزيد بن خالد القسري ادعى مالا قبل زيد بن علي، ومحمد بن عمر، وداود بن علي بن عبد الله بن العباس، وابراهيم بن سعد بن عبد الرحمن، وقيل سعد بن ابراهيم والد ابراهيم بن سعد الزهري، وأيوب بن سلمة بن عبد الله بن المغيرة المخزومي، وكان زيد بن علي بالرصافة إذ ذاك.

وقيل إن هشاما أحضره من المدينة بسبب كتاب يوسف بن عمر فجفا هشام عليه وتجهمه، فكان ذلك سببا لخروج زيد بالكوفة، وطلبه الخلافة، فقتله يوسف ابن عمر وصلبه وسير برأسه الى هشام بن عبد الملك، وقد ذكرنا قصة دخوله الرصافة في ترجمة ابراهيم بن سعد من هذا الكتاب

(1)

. (109 - و)

أخبرنا ثابت بن مشرف بن أبي سعد البناء بحلب، وأبو محمد الحسن بن المبارك بن محمد بن يحيى الزبيدي البغدادي بمكة قالا: أخبرنا أبو الوقت عبد الأول بن عيسى السجزي قال: أخبرنا أبو عبد الله محمد بن عبد العزيز الفارسي قال: أخبرنا أبو محمد عبد الرحمن بن أبي شريح قال: أخبرنا أبو القاسم عبد الله ابن محمد البغوي قال: حدثنا أبو الجهم العلاء بن موسى قال: حدثنا سوار بن مصعب عن زيد بن علي عن آبائه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: القلس حدث

(2)

.

أنبأنا أبو روح عبد المعز بن محمد الهروي، أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر الشحامي-إذنا إن لم يكن سماعا-قال: أخبرنا أبو سعد محمد بن عبد الرحمن قال: أخبرنا أبو الحسن محمد بن علي بن الحسين بن الحسن بن محمد بن (109 - ظ) القاسم قدم علينا قال: حدثنا علي بن محمد بن عامر النهاوندي-وأنا سألته-

(1)

-لم تصلنا هذه الترجمة بل ضاعت مع ما ضاع من كتاب بغية الطلب.

(2)

-القلس: ما خرج من الحلق ملء الفم وليس بقيء. انظر مسند الامام زيد ط. بيروت 57:1983.

ص: 4028

قال: حدثنا أحمد بن حيان الرقي بمصر قال: حدثنا عبد الرحمن بن القاسم قال:

حدثني نصر بن مزاحم عن شريك بن عبد الله النخعي قال: حدثنا مخارق عن طارق بن شهاب عن حذيفة بن اليمان أن النبي صلى الله عليه وسلم نظر يوما الى زيد بن حارثة وبكى وقال: المظلوم من أهل بيتي سميّ هذا، والمقتول في الله والمصلوب من أمتي سميّ هذا، وأشار الى زيد بن حارثة ثم قال: أدن مني يا زيد زادك الله حبا عندي، فإنك سميّ الحبيب من ولدي زيد

(1)

.

أنبأنا تاج الأمناء أبو الفضل أحمد بن محمد قال: أخبرنا عمي أبو القاسم الحافظ قال: أخبرنا أبو القاسم هبة الله بن عبد الله بن أحمد قال: أخبرنا أبو بكر الخطيب قال: حدثنا محمد بن الحسين القطان قال: أخبرنا جعفر الخلدي قال:

حدثنا قاسم بن محمد الدلال قال: حدثنا ابراهيم بن الحسن التغلبي قال: حدثنا شعيب بن راشد عن محمد بن سالم عن جعفر أنه ذكر زيدا فقال: رحم الله عمي كان والله سيدا، لا والله ما ترك فينا لدنيا ولا آخرة مثله.

وقال: أخبرنا عمي أبو القاسم الحافظ قال: أخبرنا أبو الغنائم محمد بن علي ابن ميمون-في كتابه-قال: أخبرنا أبو علي محمد بن أحمد بن عبيد الله بن بره قال: أخبرنا أبو الطيب محمد بن الحسين بن جعفر بن النحاس البيملي قال: حدثنا أبو جعفر محمد بن الحسين بن حفص بن عمر الخثعمي الاشناني قال: حدثنا أبو سعيد عباد بن يعقوب الاسدي (110 - و) قال: أخبرنا عمرو بن القاسم قال:

دخلت على جعفر بن محمد وعنده أناس من الرافضة فقلت: إن هؤلاء يبرؤون من عمك زيد، قال: يبرؤون من عمي زيد؟ قلت: نعم، قال: برئ الله ممن تبرأ منه، كان والله أقرأنا لكتاب الله، وأفقهنا في دين الله، وأوصلنا للرحم والله ما ترك فينا لدنيا ولا آخرة مثله

(2)

.

أنبأنا سليمان بن الفضل قال: أخبرنا أبو القاسم بن أبي محمد قال: أنبأنا أبو القاسم العلوي وأبو الوحش المقرئ عن رشاء بن نظيف قال: أخبرنا أبو شعيب

(1)

-انظره في كنز العمال:13/ 37068.

(2)

-تاريخ دمشق لابن عساكر:6/ 324 - و.

ص: 4029

عبد الرحمن بن محمد، وأبو محمد عبد الله بن عبد الرحمن قالا: أخبرنا الحسن ابن رشيق قال: أخبرنا أبو بشر الدولابي قال: حدثني أبو داوود وهو السجستاني قال: حدثنا اسماعيل بن بهرام قال: حدثني رجل أن زيد بن علي ولد سنة ثمان وسبعين.

أنبأنا أبو حفص عمر بن محمد بن طبرزد عن أبي غالب أحمد بن الحسن بن البناء عن أبي محمد الحسن بن علي الجوهري عن أبي عمر بن حيويه قال: أخبرنا سليمان بن اسحاق الجلاب قال: حدثنا حارث بن أبي أسامة قال: حدثنا محمد بن سعد قال: فولد علي الأصغر بن حسين بن علي: عمر، وزيد المقتول بالكوفة، وقتله يوسف بن عمر الثقفي في خلافة هشام بن عبد الملك، وصلبه، وعلي بن علي وخديجة، وأمهم أم ولد

(1)

.

قال: وأخبرنا أبو عمر بن حيويه قال: أخبرنا سليمان قال: حدثنا حارث قال:

حدثنا محمد قال في الطبقة الثالثة: زيد بن علي بن حسين بن علي بن أبي طالب (110 - ظ) ابن عبد المطلب، وأمه أم ولد، وقتل زيد بن علي يوم الاثنين لليلتين خلتا من صفر سنة عشرين ومائة، ويقال اثنتين وعشرين ومائة، وكان له يوم قتل اثنان وأربعون سنة، وسمع زيد بن علي من أبيه، وروى عن زيد عبد الرحمن بن الحارث بن عبد الله بن عياش بن أبي ربيعة، وروى عنه بسام الصيرفي، وعبد الرحمن بن أبي الزناد وغيرهما

(2)

.

أنبأنا أبو عبد الله الحسين بن عمر بن باز قال: أخبرنا عبد الحق بن عبد الخالق قال: أخبرنا أبو الغنائم بن النرسي قال: أخبرنا أبو أحمد الغندجاني قال: أخبرنا أحمد بن عبدان قال: أخبرنا محمد بن سهل قال: أخبرنا أبو عبد الله محمد بن اسماعيل البخاري قال: زيد بن علي بن حسين بن علي بن أبي طالب الهاشمي، عن أبيه عن جده، روى عنه عبد الرحمن بن الحارث، ويقال كنيته أبو الحسين، أخو محمد بن علي، وحسين بن علي، قتل سنة ثنتين وعشرين ومائة

(3)

.

(1)

- طبقات ابن سعد:5/ 211.

(2)

- طبقات ابن سعد:5/ 325 - 326.

(3)

-التاريخ الكبير للبخاري:3/ 403 (1341).

ص: 4030

أنبأنا أحمد بن محمد بن الحسن قال: أخبرنا أبو القاسم علي بن الحسن قال:

أخبرنا أبو بكر محمد بن العباس قال: أخبرنا أبو بكر أحمد بن منصور قال:

أخبرنا أبو سعيد بن حمدون قال: أخبرنا أبو حاتم مكي بن عبدان قال: سمعت مسلم بن الحجاج يقول: أبو الحسين زيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب، عن أبيه، روى عنه عبد الرحمن بن الحارث والأجلح

(1)

.

وقال أبو القاسم: أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني-شفاها-قال: حدثنا عبد العزيز بن أحمد قال: أخبرنا علي بن الحسين الربعي ورشاء بن نظيف (111 - و) قالا: أخبرنا محمد بن ابراهيم بن محمد قال: أخبرنا محمد بن محمد بن داوود قال: حدثنا عبد الرحمن بن يوسف بن سعيد بن خراش قال: زيد بن علي بن حسين بن علي بن أبي طالب، وهو الذي صلب رحمة الله عليه.

وقال أبو القاسم: أنبأنا أبو القاسم علي بن ابراهيم قال: حدثنا عبد العزيز بن أحمد قال: أخبرنا تمام بن محمد قال: أخبرنا أبو الميمون-إجازة-قال: حدثنا أبو زرعة قال في ذكر الأخوة من ولد علي بن الحسين قال: وزيد بن علي بن الحسين المقتول في خلافة هشام، يحدث عنه عبد الرحمن بن الحارث بن عياش بن أبي ربيعة

(2)

.

أخبرنا أبو البركات سعيد بن هاشم-فيما أذن لنا في روايته عنه-قال:

أنبأنا مسعود بن الحسن قال: أخبرنا أبو عمرو بن مندة-إجازة إن لم يكن سماعا- قال: أخبرنا حمد بن عبد الله قال: أخبرنا عبد الرحمن بن أبي حاتم قال: زيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب، روى عن أبيه، روى عنه عبد الرحمن بن الحارث سمعت أبي يقول ذلك.

قال ابن أبي حاتم: روى عنه جعفر بن محمد

(3)

.

أنبأنا أبو حفص بن طبرزد عن أبي القاسم بن السمرقندي قال: أخبرنا أبو

(1)

- كتاب الكنى والاسماء للامام مسلم:104.

(2)

-تاريخ دمشق لابن عساكر:6/ 323 - ظ.

(3)

-الجرح والتعديل:3/ 568 - 569 (2587).

ص: 4031

طاهر محمد بن أحمد بن محمد بن أبي الصقر قال: أخبرنا هبة الله بن ابراهيم بن عمر قال: أخبرنا أحمد بن محمد بن اسماعيل قال: حدثنا أحمد بن محمد بن حماد قال: أبو الحسين زيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب.

أنبأنا ابن طبرزد عن أبي الفضل محمد بن ناصر عن جعفر بن يحيى قال: أخبرنا أبو نصر الوائلي قال: أخبرنا (111 - ظ) الخصيب بن عبد الله قال: أخبرني عبد الكريم بن أبي عبد الرحمن النسوي قال: أخبرني أبي أبو عبد الرحمن أحمد بن شعيب قال: أبو الحسين زيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب.

أنبأنا أبو حفص عمر بن علي بن محمد بن قشام قال: أخبرنا الحافظ أبو العلاء الحسن بن أحمد قال: أخبرنا أبو جعفر محمد بن أبي علي قال: أخبرنا أبو علي الحسن بن محمد الصفار قال: أخبرنا أبو بكر محمد بن علي بن منجويه قال:

أخبرنا الحاكم أبو أحمد محمد بن محمد النيسابوري قال: أبو الحسين زيد بن علي بن أبي طالب، وأمه فتاة، أخو محمد، وعمر وعبد الله، والحسين، سمع أباه، وعروة بن الزبير، روى عنه عبد الرحمن بن الحارث أبو الحارث، وأبو حجية الأجلح بن عبد الله الكندي.

أنبأنا القاضي أبو نصر محمد بن هبة الله قال: أخبرنا الحافظ أبو القاسم علي بن الحسن قال: زيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب، أبو الحسين الهاشمي، من أهل المدينة، وفد على هشام بن عبد الملك، فرأى منه جفوة، فكان ذلك سبب خروجه وطلب الخلافة، وخرج بالكوفة، فكان من أمره ما سنذكره.

روى عن أبيه وأخيه، وأبان بن عثمان بن عفان، روى عنه جعفر بن محمد الصادق، وعبد الرحمن بن الحارث بن عياش بن أبي ربيعة، ومحمد بن مسلم الزهري، وسعيد بن منصور الشرقي الكوفي، وأبو خالد عمرو بن خالد الواسطي، ومحمد بن سالم، وأبو سلمة راشد بن (112 - و) سعد الصائغ الكوفي، وأبو الزناد موج بن علي، وعبيد بن أصطفى، وعبد الرحمن بن أبي الزناد، وبسام الصيرفي، والأجلح بن عبد الله، وشعبة بن الحجاج، وسالم مولى زيد بن علي.

ص: 4032

وقال: أخبرنا الحافظ أبو القاسم قال: أخبرنا أبو الفتوح نصر بن أحمد بن محمد الفابقاباذي الطوسي بطابران قال: أخبرنا أبو تراب عبد الباقي بن يوسف المراغي-إملاء بنيسابور-قال: أخبرنا محمد بن عبد الملك بن بشران ببغداد قال: أخبرنا محمد بن المظفر الحافظ قال: حدثنا محمد بن جعفر الأشجعي قال:

حدثنا عباد بن يعقوب قال: حدثنا يونس بن أبي يعفور عن الزهري قال: كنت على باب هشام بن عبد الملك، قال: فخرج من عنده زيد بن علي وهو يقول: والله ما كره قوم الجهاد في سبيل الله إلاّ ضربهم الله بالذل.

وقال: أخبرنا الحافظ أبو القاسم قال: قرأت على أبي محمد عبد الله بن أسد ابن عمار عن عبد العزيز الكتاني قال: أخبرنا عبد الوهاب الميداني قال: حدثني أبو بكر محمد بن سليمان بن يوسف الربعي السمسار في سنة ستين وثلاثمائة قال:

حدثنا محمد بن عمر بن حفص الحافظ قال: حدثنا مسبّح بن حاتم العكلي قال:

حدثنا عبد الجبار بن عبد الله عن عبد الأعلى بن عبد الله الشامي قال: لما قدم زيد ابن علي الى الشام كان حسن الخلق، حلو اللسان، فبلغ ذلك هشام بن عبد الملك فاشتد عليه (112 - ظ) فشكا ذلك الى مولى له فقال له: ائذن للناس إذنا عاما، واحجب زيدا، ثم ائذن له في آخر الناس، فإذا دخل عليك فسلم فلا ترد عليه، ولا تأمره بالجلوس، فإذا رأى أهل الشام هذا سقط من أعينهم، ففعل فأذن للناس إذنا عاما، وحجب زيدا وأذن له في آخر الناس فدخل فقال: السلام عليك يا أمير المؤمنين، فلم يرد عليه، فقال: السلام عليك يا أحول إذ لم تر نفسك أهلا لهذا الاسم، فقال له هشام: أنت الطامع في الخلافة وأمك أمة؟ فقال: إن لكلامك جوابا، قال: وما جوابك؟ قال: لو كان في أم الولد تقصير لما بعث الله اسماعيل نبيا وأمه هاجر، فالخلافة أعظم أم النبوة؟ فأفحم هشام، فلما خرج قال لجلسائه:

أنتم القائلون إن رجالات هاشم هلكت، والله ما هلك قوم هذا منهم، فرده وقال:

يا زيد ما كانت أمك تصنع بالزوج ولها ابن مثلك؟ قال: أرادت آخر مثلي، قال:

ارفع إلى حوائجك، فقال: أما وأنت الناظر في أمور المسلمين فلا حاجة لي، ثم قام فخرج، فأتبعه رسولا وقال: اسمع ما يقول: فتبعه فسمعه يقول: من أحب الحياة ذل، ثم أنشأ يقول:

ص: 4033

مهلا بني عمّنا عن نحت أثلتنا

سيروا رويدا كما كنتم تسيرونا

لا تطمعوا أن تهينونا ونكرمكم

وأن نكف الأذى عنكم وتؤذونا

الله يعلم أنا لا نحبكم

ولا نلومكم أن لا تحبونا (113 - و)

كل امرئ مولع في بغض صاحبه

فنحن والله نقلوكم وتقلونا

ثم حلف أن لا يلقى هشاما ولا يسأله صفراء ولا بيضاء فخرج في أربعة آلاف بالكوفة، فاحتال عليه بعض من كان يهوى هشاما ورحلوا

(1)

عليه فقالوا: ما تقول في أبي بكر وعمر؟ فقال: رحم الله أبا بكر وعمر صاحبي رسول الله صلى الله عليه وسلم، أين كنتم قبل اليوم؟ قالوا: ما نخرج معك أو تتبرأ منهما، قال: لا أفعل هما إماما عدل، فتفرقوا عنه، وبعث هشام إليه فقتلوه، فقال الموكل بخشبته:

رأيت النبي صلى الله عليه وسلم في النوم وقد وقف على الخشبة وقال: هكذا يصنعون بولدي من بعدي، يا بني يا زيد قتلوك قتلهم الله، سلبوك سلبهم الله، فخرج هذا في الناس، وكتب يوسف بن عمر الى هشام أن عجّل الى العراق فقد فتنهم، فكتب إليه: أحرقه بالنار، فأحرقه رحمة الله عليه.

أنبأنا ابن طبرزد عن أبي غالب بن البناء عن أبي محمد الجوهري قال: أخبرنا أبو عمر بن حيوية قال: أخبرنا سليمان بن اسحاق الجلاب قال: حدثنا حارث بن أبي أسامة قال: حدثنا محمد بن سعد قال: أخبرنا محمد بن عمر قال: أخبرنا عبد الله بن جعفر قال: دخل زيد بن علي على هشام بن عبد الملك فرفع دينا كثيرا وحوائج فلم يقض له هشام حاجة، وتجهمه وأسمعه كلاما شديدا.

(2)

قال عبد الله بن جعفر: فأخبرني سالم مولى هشام وحاجبه أن زيد بن علي خرج (113 - ظ) من عند هشام وهو يأخذ شاربه ويفتله ويقول: ما أحب الحياة أحد قط إلاّ ذلّ، ثم مضى فكان وجهه الى الكوفة، فخرج بها ويوسف بن عمر الثقفي عامل لهشام بن عبد الملك على العراق فوجه الى زيد بن علي من يقاتله فاقتتلوا وتفرق عن زيد من خرج معه، ثم قتل وصلب.

(1)

-كذا بالأصل وهو طغيان من القلم صوابه كما في ابن عساكر «فدخلوا» .

(2)

-تاريخ دمشق لابن عساكر:6/ 3222. و،327 و-ظ.

ص: 4034

قال سالم: فأخبرت هشاما بعد ذلك بما قال زيد يوم خرج من عنده فقال:

ثكلتك أمك ألا كنت أخبرتني بذلك قبل اليوم وما كان يرضيه، إنما كانت خمسمائة ألف، فكان ذلك أهون مما صار إليه

(1)

.

أنبأنا أبو القاسم عبد الصمد بن محمد بن أبي الفضل قال: أخبرنا أبو الفتح نصر الله بن محمد الفقيه اللاذقي-إجازة إن لم يكن سماعا-عن أبي الفتح نصر بن ابراهيم الزاهد عن أبي الحسن السمسار قال: أخبرنا أبو الحسن محمد بن يوسف البغدادي قال: حدثنا الحسن بن رشيق قال: حدثنا يموت بن المزرع قال: حدثنا محمد بن حميد اليشكري قال: أخبرنا عمي معاذ بن أسد قال: أقرّ ابن لخالد بن عبد الله القسري على زيد بن علي، وداوود بن علي بن عبد الله بن العباس، وأيوب ابن سلمة المخزومي، ومحمد بن عمر بن علي، وسعد بن ابراهيم بن عبد الرحمن بن عوف أنهم قد أزمعوا على خلع هشام بن عبد الملك، فقال هشام لزيد: قد بلغني كذا وكذا؟ قال: ليس كما بلغك يا أمير المؤمنين، قال: بلى قد صح عندي ذلك، قال:

أحلف لك، فقال: وإن حلفت فأنت غير (114 - و) مصدق فقال زيد: إن الله لم يرفع من قدر أحد أن يحلف له بالله فلا يصدّق، ولا وضع من قدر أحد أن يحلف بالله فلا يصدّق، فقال له هشام: أخرج عني، قال إذا لا تراني إلاّ حيث تكره، فلما خرج من بين يدي هشام قال: من أحب الحياة ذلّ فقال له الحاجب: أبا الحسين لا يسمعن هذا منك أحد فقال محمد بن عمر: إن أبا الحسين لما رأى الأرض قد أطرقت جورا قبله

(2)

الأعوان وتخاذل الناس كانت الشهادة أحب الميتات إليه، فخرج وهو يتمثل بهذين البيتين.

إنّ المحلّم ما لم يرتقب حسدا

أو يرهب السيف أو وخز القنا هتفا

من عاذ بالسيف لاقى فرجة عجبا

موتا على عجل أو عاش فانتصفا

أخبرنا ابن طبرزد-أذنا-قال: أخبرنا أبو غالب وأبو عبد الله ابنا البناء قالا:

أخبرنا أبو جعفر بن المسلمة قال: أخبرنا أبو طاهر المخلص قال: حدثنا أحمد بن

(1)

- طبقات ابن سعد:5/ 325 - 326.

(2)

-كذا بالاصل ولعل الاقوم «قلة» .

ص: 4035

سليمان قال: حدثنا الزبير بن بكار قال: قال عمي مصعب بن عبد الله: كان هشام بعث إليه فأخذ بمكة هو وداوود بن علي واتهمهما أن يكون عندهما مال لخالد بن عبد الله القسري حين عزل خالدا، فقال كثير بن كثير بن المطلب بن أبي وداعة السهمي حين أخذ داوود بن علي وزيد بن علي بمكة:

يأمن الظبي والحمام

ولا يأمن آل النبي عند المقام

(114 - ظ)

طبت بيتا وطاب أهلك أهلا

أهل بيت النبي والإسلام

رحمة الله والسلام عليكم

كلما قام قائم بسلام

حفظوا خاتما وجروا رداء

وأضاعوا قرابة الأرحام

قال: ويقال أن زيدا بينما هو على باب هشام في خصومة عبد الله بن حسن في الصدقة، ورد كتاب يوسف بن عمر في زيد وداوود بن علي بن عبد الله بن العباس، ومحمد بن عمر بن علي بن أبي طالب، وأيوب بن سلمة، فحبس زيد وبعث الى أولئك فقدم بهم ثم حملهم الى يوسف بن عمر غير أيوب بن سلمة فإنه أطلقه لأنه من أخواله.

قال: وبعث بزيد الى يوسف بن عمر بالكوفة فاستحلفه ما عنده لخالد وخلى سبيله، حتى إذا كان بالقادسية لحقته الشيعة وسألوه الرجوع معهم والخروج ففعل، ثم تفرقوا إلاّ نفر يسير فنسبوا الى الزيدية، ونسب من تفرق عنه الى الرافضة.

قال: يزعمون أنم سألوه عن أبي بكر وعمر فتولاهما فرفضه الرافضة، وثبت معه قوم فسموا الزيدية، فقتل زيد، وانهزم أصحابه، وفي ذلك يقول سلمة بن الحر ابن يوسف بن الحكم.

رامتنا

(1)

جحاجح من قريش

فأمسى ذكرهم كحديث أمس

وكنا أسّ ملكهم قديما

وما ملك يقوم بغير أسّ

(1)

-كذا بالأصل وفي كتاب نسب قريش للمصعب: وامتنا، وهو أقوم للوزن.

ص: 4036

ضمنا منهم نكالا وحربا

ولكن لا محالة من تأسّ

(1)

(115 - و) هكذا قال: في خصومة عبد الله بن حسن، وقد ذكرنا في ترجمة ابراهيم بن سعد أن زيدا كان يخاصم الحسن بن الحسن في الصدقة

(2)

.

أخبرنا أبو القاسم عبد الصمد بن محمد-فيما أذن لنا في روايته عنه-قال:

أخبرنا أبو الفتح نصر الله بن محمد اللاذقي-إجازة إن لم يكن سماعا-عن أبي الفتح نصر بن ابراهيم المقدسي عن أبي خازم محمد بن الحسين بن محمد بن الفراء قال: أخبرنا منير بن أحمد بن الحسن قال: أخبرنا علي بن أحمد بن اسحاق قال:

حدثنا أبو مسهر أحمد بن مروان الرملي قال: حدثنا الوليد بن طلحة قال: حدثنا ضمرة بن ربيعة قال: إنما كان سبب زيد بالعراق أنه-يعني يوسف بن عمر- سأل القسري وابنه عن ودائعهم، فقالوا لنا عند داوود بن علي وديعة، وعند زيد بن علي وديعة، فكتب بذلك الى هشام بن عبد الملك، فكتب هشام الى صاحب المدينة في إشخاص زيد بن علي، وكتب الى صاحب البلقاء في إشخاص داوود بن علي، فقدما على هشام، فأما داوود بن علي فحلف لهشام: انه لا وديعة لهم عندي فصدّقه، وأذن له بالرجوع الى أهله، وأما زيد بن علي فأبى أن يقبل منه وأنكر أن يكون لهما عنده شيء، فقال أقدم على يوسف، فقدم على يوسف فجمع بينه وبين يزيد وخالد فقال: إنما هو شيء تبردت به، مالي عنده شيء، فصدّقه وأجازه يوسف، وخرج يريد المدينة، فلحقه رجال من الشيعة فقالوا له: أرجع فإن لك عندنا الرجال والأموال.

فرجع وبلغ ذلك يوسف.

قال ضمرة (115 - ظ) فسمعت مهلبا يقول: أمر يوسف بالصلاة جامعة فمن لم يحضر المسجد فقد حلت عليه العقوبة، قال: فاجتمع الناس وقالوا ننظر ما هذا الأمر، ثم نرجع، قال فاجتمع الناس فأمر بالأبواب فأخذ بها فبنى عليهم.

قال: وأمر الخيل فجالت في أزّقة الكوفة، قال: فمكث الناس ثلاثة أيام وثلاث ليال في المسجد يؤتى الناس من منازلهم بالطعام يتناوبهم الشرط والحراس.

(1)

-كتاب نسب قريش للمصعب الزبيري:59 - 61 مع فوارق.

(2)

-في المسؤولية عن صدقة علي بن أبي طالب.

ص: 4037

قال: فخرج زيد على تلك الحال فلم يلبث أن ترتفع الشمس حتى قتل من يومه، لم يخرج معه إلاّ جميع، فأخذه رجل في بستان له وصرف الماء عن الساقية، وحفر له تحت الساقية ودفنه، وأجرى عليه الماء قال: وغلام له سندي في بستان له ينظر، فذهب الى يوسف فأخبره فبعث فاستخرجه ثم صلبه.

قال ضمرة: فمن يومئذ سميت الرافضة، أتوا الى زيد فقالوا: سب أبا بكر وعمر نقوم معك وننصرك فأبى فرفضوا ذلك فسوا يومئذ روافض، فالزيدية لا تستحل الصلاة خلف الشيعة.

قرأت على أبي اليمن زيد بن الحسن الكندي قلت له: أخبركم أبو القاسم هبة الله بن أحمد بن عمر الحريري، فاقرّ به قال: أخبرنا أبو طالب محمد بن علي بن الفتح العشاري قال: حدثنا أبو الحسين محمد بن أحمد بن سمعون قال: حدثنا عمر بن علي بن مالك قال: أخبرني محمد بن سليمان بن الحارث قال: حدثنا عمرو بن حماد قال: حدثنا أسباط بن نصر عن السدي قال: قال زيد بن علي: الرافضة حربي وحرب أبي في الدنيا والآخرة، مرقت (116 - و) الرافضة علينا كما مرقت الخوارج على عليّ عليه السلام.

أنبأنا عمر بن طبرزد قال: أخبرنا أبو القاسم اسماعيل بن أحمد السمرقندي -إجازة إن لم يكن سماعا-قال: أخبرنا أبو الحسين بن النقور قال: أخبرنا أبو الحسن أحمد بن محمد بن موسى بن الصلت وأبو بكر محمد بن علي بن النضر الديباجي-فرقهما-قالا: حدثنا أحمد بن محمد بن سعيد بن عقدة قال: حدثنا الحسن بن علي بن عفان قال: حدثنا أسباط قال: حدثنا كثير النواء أبو اسماعيل قال: سألت زيد بن علي عن أبي بكر وعمر، فقال: تولّهما قال: قلت: كيف نقول فيمن تبرأ منهما؟ قال: أبرأ منه حتى يموت.

أنبأنا أبو نصر محمد بن هبة الله القاضي قال: أخبرنا الحافظ أبو القاسم علي ابن الحسن قال: أخبرنا أبو عبد الله محمد بن ابراهيم النسائي قال: أخبرنا أبو الفضل أحمد بن عبد المنعم قال: أخبرنا أبو الحسن بن محمد بن أحمد العتيقي قال: أخبرنا

ص: 4038

أبو الحسن الدارقطني قال: حدثنا أحمد بن عبد الله الوكيل قال: حدثنا عباد بن الوليد قال: حدثنا الحسن بن عينيه، ح.

قال العتيقي: وأخبرنا أبو بشر عيسى بن ابراهيم التستري بالبصرة قال:

حدثنا أبو يوسف القلوسي قال: حدثنا محمد بن سعيد الباهلي، قالا: حدثنا علي ابن هاشم عن أبيه قال: سمعت زيد بن علي يقول: البراءة من أبي بكر وعمر، البراءة من علي، فإن شئت فتقدم، وإن شئت فتأخر

(1)

.

أخبرنا أبو اليمن الكندي-إجازة-قال: أخبرنا أبو منصور القزاز قال:

أخبرنا أبو بكر الخطيب قال: أخبرنا أبو سعيد محمد بن موسى بن الفضل بن شاذان الصيرفي بنيسابور (116 - ظ) قال: أخبرنا محمد بن عبد الله الصفار الأصبهاني قال: حدثنا أحمد بن مهران الأصبهاني قال: حدثنا محمد بن بشر بن مروان -ببغداد-قال: حدثنا علي بن هاشم بن البرند عن أبيه عن زيد بن علي قال:

البراءة من أبي بكر وعمر وعثمان البراءة من علي، والبراءة من علي البراءة من أبي بكر وعمر وعثمان.

أنبأنا الكندي قال: أخبرنا أبو عبد الله يحيى بن الحسن بن البناء-إجازة إن لم يكن سماعا-عن أبي الحسين الأبنوسي قال: أخبرنا أحمد بن عبيد بن الفضل عن محمد بن مخلد قال: أخبرنا علي بن محمد بن خزفة قال: أخبرنا محمد بن الحسين قال: حدثنا ابن أبي خثيمة قال: حدثنا الحسن بن حماد قال: حدثنا المطلب بن زياد عن السدي قال: أتيت زيد بن علي، وهو في بارق، حي من أحياء الكوفة، فقلت:

أنتم سادتنا، وأنتم ولاة أمرنا، ما تقول في أبي بكر وعمر؟ قال: تولّهما.

أنبأنا أحمد بن محمد بن الحسن قال: أخبرنا عمي أبو القاسم الحافظ قال:

أخبرنا أبو عبد الله محمد بن ابراهيم النسائي قال: أخبرنا أبو الفضل أحمد بن عبد المنعم قال: أخبرنا أبو الحسن أحمد بن محمد العتيقي قال: أخبرنا الدارقطني قال:

حدثنا أحمد بن محمد بن اسماعيل السوطي قال: حدثنا أحمد بن ملاعب قال: حدثنا عمرو بن حماد بن طلحه قال: حدثنا حسين بن عيسى بن زيد عن أبيه قال: قال زيد

(1)

-تاريخ دمشق لابن عساكر:6/ 325 - و.

ص: 4039

ابن علي: انطلقت الخوارج فبرئوا ممن دون أبي بكر وعمر ولم يستطيعوا أن يقولوا فيهما شيئا، وانطلقتم أنتم فطفرتم

(1)

فوق ذلك فبرئتم منهما فمن بقي، فو الله ما بقي أحدّ إلاّ برئتم منه.

أخبرنا أبو منصور (117 - و) عبد الرحمن بن محمد بن الحسن الفقيه بدمشق قال: أخبرنا أبو محمد عبد الرحمن بن أبي الحسن بن ابراهيم الداراني قال: أخبرنا سهل بن بشر قال: أخبرنا علي بن محمد الفارسي قال: أخبرنا محمد بن أحمد الذهلي قال: حدثنا أبو أحمد بن عبدوس قال: قال: حدثنا هارون بن حاتم البزاز قال: حدثنا ابن فضيل عن عمار بن زريق عن هشام بن البرند عن زيد بن علي في قوله: «وسيجزي الله الشاكرين

(2)

» قال كان أبو بكر رضي الله عنه إمام الشاكرين.

هكذا وقع، وهو من طغيان القلم والصواب: هاشم بن البرند.

أنبأنا أبو نصر بن الشيرازي قال: أخبرنا الحافظ أبو القاسم قال: أخبرنا أبو غالب وأبو عبد الله ابنا البناء قالا: أخبرنا أبو سعد محمد بن الحسين بن عبد الله ابن أبي علاثه قال: أخبرنا أبو طاهر المخلص قال: حدثنا ابراهيم بن محمد بن اسحاق قال: حدثنا عمي اسماعيل بن اسحاق، ح.

قال الحافظ وأخبرنا أبو عبد الله الفراوي، قال: أخبرنا أبو بكر البيهقي قال:

أخبرنا محمد بن عبد الله الحافظ قال: أخبرنا أبو عبد الله الصفار قال: حدثنا اسماعيل بن اسحاق، ح.

قال: وأخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر قال: أخبرنا أبو بكر البيهقي قال:

أخبرنا أبو عبد الله الحافظ قال: أخبرنا أبو عبد الله محمد بن عبد الله الصفار، قال:

حدثنا اسماعيل بن اسحاق القاضي قال: حدثنا نصر بن علي قال: حدثنا ابن داود عن فضيل بن مرزوق قال: قال زيد بن علي بن الحسين بن علي: أما أنا فلو كنت بمكان

(1)

-طفر: قفز. القاموس.

(2)

- سورة آل عمران-الآية:144.

ص: 4040

أبي حكمت-وقال الفراوي: لحكمت-بمثل ما حكم به أبو بكر في فدك

(1)

.

(117 - ظ)

أخبرنا أبو علي حسن بن أحمد بن يوسف الأوقي-بالبيت المقدس-قال:

أخبرنا أبو طاهر أحمد بن السّلفي قال: أخبرنا أبو الفتح عمر بن محمد بن عمر بن علكوية البقال قال: حدثنا أبو بكر محمد بن عبد الرحمن بن محمد بن عمر المزكي قال: حدثنا أبو بكر محمد بن عمر الجعابي قال: حدثني محمد بن القاسم بن زكريا قال: حدثنا حسين بن نصر بن مزاحم قال: حدثنا أبي عن أبي خالد وهو عمر بن خالد قال: كان في خاتم زيد بن علي: اصبر تؤجر: اصدق تنج.

أخبرنا أبو العباس أحمد بن مسعود بن شداد قال: أخبرنا أبو جعفر أحمد ابن أحمد بن عبد العزيز بن القاص قال: حدثنا الشيخ أبو بكر أحمد بن علي بن بدران بن علي الحلواني قال: أخبرنا أبو محمد الحسن بن علي بن الحسن الجوهري رحمه الله قال: حدثنا أبو الحسن بن لولو الوراق قال: حدثنا حسين بن الحسن الأشقر قال: حدثنا صباح بن يحيى قال: سمعت زيد بن علي يقول: «فلما جن عليه الليل رأى كوكبا

(2)

» قال: الزهرة.

أظنه سقط من الاسناد شيء.

أنبأنا سليمان بن الفضل قال: أخبرنا أبو القاسم بن أبي محمد قال: أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر قال: أخبرنا أبو بكر البيهقي قال: أخبرنا أبو عبد الله الحافظ قال: أخبرني أبو بكر محمد بن أحمد الربعي قال: حدثنا أبو عبد الله محمد ابن عبدوس نيسابوري قال: حدثنا قطن بن ابراهيم قال: حدثنا عمرو بن عون الواسطي قال: حدثنا خالد بن عبيد الله عن عبيد الله بن محمد بن عمر بن علي قال:

قال زيد بن علي: إني لأستحي من عظمته أن أفضي إليه بشيء استخفيه من غيره.

(1)

-انطلق الصديق في حكمه من قاعدة: الأنبياء لا يورثون ما تركوه فهو صدقة، وكانت فدك مما افاءه الله على نبيه صلى الله عليم وسلم. انظر تاريخ دمشق لابن عساكر:6/ 325 - ظ.

(2)

-سورة الأنعام-الآية:6.

ص: 4041

أخبرنا أحمد بن محمد-كتابة-قال: أخبرنا علي بن الحسن قال: أخبرنا أبو نصر بن رضوان قال: أخبرنا أبو محمد الجوهري قال: أخبرنا أبو عمر بن حيّويه قال: أخبرنا محمد بن خلف بن المرزبان قال: حدثني الحسين بن عمر المازني قال: حدثني سعيد بن مقاتل الكوفي قال: كان زيد بن علي يقول: المروءة إنصاف من دونك والسمع الى من فوقك والجزاء بما أتي إليك من خير أو شر.

أخبرنا أبو بكر عتيق بن أبي الفضل السلماني-قراءة- (118 - و) عليه وأنا أسمع بدمشق-قال: أخبرنا الحافظ أبو القاسم علي بن الحسن، ح.

وحدثنا أبو الحسن محمد بن أبي جعفر بن علي من لفظه بدمشق قال: أنبأنا أبو المعالي عبد الله بن عبد الرحمن بن صابر قالا: أخبرنا أبو القاسم علي بن ابراهيم العلوي قال: أخبرنا أبو الحسن رشاء بن نظيف قال: أخبرنا الحسن بن اسماعيل الضراب قال: أخبرنا أحمد بن مروان قال: حدثنا أحمد بن محمد البرتي قال:

سمعت الحمامي يقول: قال زيد بن علي بن الحسين لابنه يحيى: إن الله تعالى لم يرضك لي فأوصاك بي ورضيني لك فلم يوصني بك

(1)

.

أخبرنا أبو نصر محمد بن هبة الله-فيما أذن لنا في روايته عنه-قال أخبرنا أبو القاسم بن أبي محمد قال: أنبأنا أبو القاسم علي بن ابراهيم، وأبو الوحش سبيع بن المسلم عن أبي الحسن رشاء بن نظيف قال: أخبرنا ابراهيم بن علي بن ابراهيم بن سيبخت قال: حدثنا أبو بكر محمد بن يحيى الصولي قال: حدثني جعفر ابن علي العلوي قال: حدثني علي بن العباس الكوفي عن سعيد بن خثيم الهلالي قال: قال زيد بن علي بن الحسين:

لو يعلم الناس ما في العرف من شرف

لشرفوا العرف في الدنيا على الشرف

وبادروا بالذي تحوي أكفّهم

من الخطير ولو أشفوا على التلف

أخبرنا أبو القاسم عبد الغني بن سليمان بن بنين المصري-بالقاهرة-قال:

أخبرنا أبو عبد الله محمد بن حمد الأرتاحي قال: أخبرنا أبو الحسن الفراء-في

(1)

-تاريخ دمشق لابن عساكر:6/ 326 - و.

ص: 4042

كتابه-قال: أنبأنا أبو اسحاق الحبال وخديجة المرابطة. قال الحبال: أخبرنا أبو القاسم (118 - ظ) الطرسوسي قال: أخبرنا أبو بكر بن الحسين بن بندار.

وقالت خديجة: أخبرنا أبو القاسم الأذني قال: حدثني جدي علي بن الحسين بن بندار قالا: حدثنا محمود بن محمد الأديب قال: حدثنا حبش قال: أخبرنا المدائني قال: لما رمي زيد بن علي بن حسين قال لابنه عيسى بن زيد:

أبني إمّا أهلكنّ فلا تكن

دنس الفعال مبيّض الأثواب

واحذر مصاحبة اللنام فإنما

يردي الكرام فسولة الأصحاب

أنبأنا تاج الأمناء أبو الفضل بن محمد قال: أخبرنا عمي أبو القاسم قال: أخبرنا أبو علي الحداد في كتابه عن أبي نعيم الحافظ قال: حدثنا علي بن محمد بن سعيد الموصلي قال: حدثنا الحسن بن علي المعمري قال: حدثني زكريا بن يحيى بن زكريا ابن أبي زائدة قال: سمعت عمتي غزوة بنت زكريا بن أبي زائدة قالت: سمعت أبي يقول: لما حججت مررت بالمدينة، فقلت لو دخلت على زيد بن علي بن الحسين فسلمت عليه فدخلت عليه فسمعته يتمثل بأبيات وهو يقول:

ومن يطلب المال الممنع بالقنا

يعش ماجدا أو تخترمه المخارم

متى تجمع القلب الذكي وصارما

وأنفا حميا تجتنبك المظالم

وكنت إذا قوم غزوني غزوتهم

فهل أنا في ذايال همدان ظالم

(1)

فخرجت من عنده فمضيت فقضيت حجي ثم انصرفت الى الكوفة فبلغني قدومه، فأتيته فسلمت عليه وسألته عما قدم له، فأخبرني بكتب من كتب إليه (119 - و) يسأله القدوم عليه، فأشرت عليه بالانصراف فلحقه القوم فردوه

(2)

.

أنبأنا أبو حفص بن طبرزد عن أبي غالب وأبي عبد الله ابني البناء قالا: أخبرنا محمد بن أحمد بن المسلمة قال: أخبرنا محمد بن عبد الرحمن قال: أخبرنا أحمد

(1)

-الابيات من قصيدة لعمرو بن براقة الهمداني. انظر الاكليل للهمداني ط. القاهرة 1368 هـ:10/ 248 - 251.

(2)

- ابن عساكر-المصدر نفسه:6/ 326 ظ -327 و.

ص: 4043

ابن سليمان قال: حدثنا الزبير بن بكار قال: وحدثني عبد الرحمن بن عبد الله الزهري قال: دخل زيد بن علي مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم نصف النهار في يوم حار من باب السوق فرأى سعد بن ابراهيم في جماعة من القرشيين قد حان قيامهم، وقاموا فأشار إليهم، فقال لهم سعد بن ابراهيم: هذا زيد يشير إليكم فقوموا له، فقاموا فجاءهم فقال: أي قوم، أنتم أضعف من أهل الحرة؟ فقالوا: لا، فقال: فأنا أشهد أن يزيدا ليس شرا من هشام بن عبد الملك فما لكم؟ فقال سعد لأصحابه: مدة هذا قصيرة فلم يثبت أن خرج فقتل.

قال: وحدثنا الزبير قال: حدثني محمد بن يحيى عن عبد الكريم بن شعيب الحجبي قال: أقبل زيد بن علي بن حسين فدخل المسجد وفيه نفر من قريش قد لحقتهم الشمس في مجلسهم، فقاموا يريدون التحول فلما توسط زيد المسجد خاف أن يفوتوه فحصبهم فوقفوا، فقال لهم: أقتل يزيد بن معاوية حسين بن علي؟ قالوا:

نعم، قال: ثم مات يزيد؟ قالوا: نعم، قال فكأن حياة ما بينهما لم تكن، قال: فعلم القوم أن زيدا يريد أمرا.

أنبأنا ابن طبرزد قال: أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي-إجازة إن لم يكن سماعا-قال: أخبرنا محمد بن هبة الله قال (119 - ظ): أخبرنا محمد بن الحسين قال: أخبرنا عبد الله بن جعفر بن درستويه قال: حدثنا يعقوب بن سفيان قال: حدثنا ابن ادريس عن القاسم بن معن قال: خرج أبو حصين-وفي نسخة أخرى أبو كبير-وهو يضرب بغله وهو يقول: الحمد لله الذي سار بي تحت رايات الهدى.

قال: وحدثنا يعقوب قال: حدثنا عثمان بن أبي شيبة قال: حدثنا جرير عن مغيرة قال: كان سلمة بن كهيل من أشد الناس قولا لزيد بن علي ينهاه عن الخروج.

أنبأنا سليمان بن الفضل قال: أخبرنا الحافظ أبو القاسم علي بن الحسن قال:

أخبرنا أبو القاسم نصر بن أحمد قال: أخبرنا سهل بن بشر قال: أخبرنا أحمد بن محمد بن عيسى السعدي قال: حدثنا موسى بن محمد بن جعفر بن عرفة السمسار قال: حدثنا محمد يوسف بن يعقوب المقرئ الواسطي قال: حدثنا الكديمي قال:

ص: 4044

حدثنا عبد الله بن داوود عن أم داوود الوالشية قالت: مرّ زيد بن علي بن الحسين على حمار قد خولف بوجهه على شيوخ كندة، فقاموا إليه يبكون فقال: يا أخابث خليفة الله أسلمتموني للقتل ثم تبكون عليّ

(1)

.

أنبأنا ابن طبرزد عن ابن السمرقندي قال: أخبرنا أبو محمد الصريفيني قال:

حدثنا أبو عبد الله أحمد بن سليمان بن داوود الطوسي قال: حدثنا الزبير بن بكار قال: حدثني صدقة بن بشر قال: سمعت حسين بن زيد يمزح مع جعفر بن محمد فيقول له: خذلت شعيتك أبي حتى قتل، فقال له جعفر: إن أباك اشتهى البطيخ بالسكر.

أنبأنا عمر بن محمد بن طبرزد عن أبي غالب بن البناء قال: أخبرنا أبو جعفر ابن المسلمة قال: أخبرنا أبو طاهر المخلص قال: حدثنا أحمد بن سليمان قال: حدثنا الزبير بن بكار قال: وكان مقتل زيد بن علي يوم الاثنين لليلتين خلتا من صفر سنة عشرين ومائة وهو يومئذ ابن اثنتين وأربعين سنة وسمع زيد بن علي من أبيه، وروى عنه (120 - و).

أنبأنا أبو القاسم بن الحرستاني عن أبي الفتح نصر الله بن محمد الفقيه قال:

أخبرنا أبو الحسين بن الطيوري قال: أخبرنا عبد الباقي بن عبد الكريم قال: أخبرنا عبد الرحمن بن عمر بن أحمد قال: حدثنا أبو بكر محمد بن أحمد بن يعقوب قال:

حدثنا جدي قال: واختلفوا علينا في مقتل زيد بن علي، قال مصعب الزبيري: فبلغني عن الواقدي أنه قال: مثله كان مقتل زيد بن علي يوم الاثنين لليلتين خلتا من صفر سنة عشرين ومائة وقتل وهو ابن اثنتين وأربعين سنة، وقال غيرهما: قتل في سنة اثنتين وعشرين ومائة.

أنبأنا أبو الحسن بن أبي عبد الله بن المقيّر عن أبي الفضل بن ناصر عن محمّد ابن عبد السلام بن محمد قال: أخبرنا علي بن محمد بن خزفة قال: حدثنا محمد ابن الحسين قال: حدثنا ابن أبي خيثمة قال: أخبرنا مصعب قال: زيد بن علي قتل بالكوفة قتله يوسف بن عمر في زمن هشام بن عبد الملك، وقتل يوم الاثنين لليلتين

(1)

-تاريخ دمشق لابن عساكر:6/ 328 - و.

ص: 4045

خلنا من صفر من سنة عشرين ومائة، وهو يوم قتل ابن ثنتين وأربعين سنة، وقد سمع زيد بن علي من أبيه، وروى عنه.

أخبرنا عمر بن طبرزد عن أبي القاسم بن السمرقندي قال: أخبرنا أبو بكر ابن الطبري قال: أخبرنا أبو الحسين بن الفضل قال: أخبرنا عبد الله بن جعفر قال: حدثنا يعقوب قال: وفي هذه السنة-يعني-سنة إحدى وعشرين ومائة قتل زيد ابن علي بن الحسين، دخل على هشام بن عبد الملك فكلمه في دين عليه ومعونة، فأبى أن يفعل ذلك وغلظ في (120 - ظ) الجواب فخرج زيد وهو يقول: لا يحب الحياة أحد إلاّ ذل، فقدم الكوفة، وخرج فقتل في صفر، وهرب يحيى بن زيد فلحق بخراسان، وكانوا صلبوا زيدا بالكناسة

(1)

ثم أحرقوه وذلك في ولاية يوسف بن عمر.

أنبأنا أبو اليمن زيد بن الحسن بن زيد الكندي قال: أخبرنا أبو البركات عبد الوهاب بن المبارك الأنماطي-إجازة إن لم يكن سماعا-قال: أخبرنا أبو طاهر أحمد بن الحسن وأبو الفضل بن خيرون قالا: أخبرنا محمد بن الحسن بن أحمد بن محمد قال: أخبرنا أبو الحسين محمد بن أحمد بن اسحاق قال: أخبرنا عمر بن أحمد بن اسحاق قال: حدثنا خليفة بن خياط قال: زيد وعمر ابنا علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب، أمهما فتاة، زيد يكنى أبا الحسين قتل بالكوفة سنة إحدى وعشرين ومائة

(2)

.

أنبأنا أبو القاسم بن محمد القاضي عن أبي محمد عبد الكريم بن حمزة السلمي عن أبي محمد بن عبد العزيز بن أحمد الكتاني قال: أخبرنا مكي بن محمد بن الغمر قال: أخبرنا أبو سليمان بن زبر قال: وفيها-يعني سنة إحدى وعشرين ومائة-قتل زيد بن علي بن حسين بن علي بن أبي طالب بالكوفة في صفر رحمة الله عليه، وهكذا قال الواقدي.

أنبأنا أحمد بن محمد بن الحسين قال: أخبرنا الحافظ أبو القاسم علي بن

(1)

-ساحة بالكوفة.

(2)

-طبقات خليفة:1/ 645.

ص: 4046

الحسن قال: قرأت في كتاب أظنه من تصنيف الصولي: وفي سنة إحدى وعشرين ومائة: قتل زيد بن علي بن الحسين في صفر بالكوفة وصلب في الكناس، وكان الذي ظفر به يوسف بن عمر، ثم أحرقه بالنار، وسمي زيد النار، وإنما سميت الرافضة ذلك اليوم

(1)

.

أخبرنا أبو علي بن أحمد الصوفي (121 - و) -فيما أذن لنا في روايته عنه- قال: أخبرنا أبو طاهر أحمد بن محمد الحافظ قال: أخبرنا المبارك بن عبد الجبار الصيرفي قال: أخبرنا أبو الحسن الحربي قال: أخبرنا أبو محمد الصفار قال: أخبرنا عبد الباقي بن قانع قال: سنة إحدى وعشرين ومائة، أبو الحسين زيد بن علي بن الحسين، قتل بالكوفة في صفر، ويقال سنة اثنتين وعشرين في صفر، ولزيد اثنتان وأربعون سنة، أخبرني حسن عن أبيه عن جده عن الحسن بن يحيى بن الحسن ابن زيد بن مالك.

أنبأنا أبو اليمن الكندي قال: أخبرنا أبو البركات عبد الوهاب بن المبارك الأنماطي-إجازة إن لم يكن سماعا-قال: أخبرنا أبو المعالي ثابت بن بندار قال: أخبرنا أبو العلاء محمد بن علي قال: أخبرنا أبو بكر محمد بن أحمد البابسيري قال: أخبرنا الأحوص بن المفضل قال: حدثنا أبي قال: حدثنا أحمد قال: وقتل زيد بن علي سنة اثنتين أو احدى وعشرين ومائة.

أنبأنا أبو حفص المكتب عن أبي غالب أحمد بن الحسن قال: أخبرنا أبو الحسين ابن الآبنوسي قال: أخبرنا أبو القاسم بن خنبقاء قال: حدثنا اسماعيل بن علي الخطبي قال: وقد كان زيد بن علي بن الحسين بن علي، وكنيته أبو الحسين، وأمه أم ولد يقال لها جيداء، ظهر الكوفة في خلافة هشام بن عبد الملك في سنة إحدى وعشرين ومائة، وقتل ليومين خلوا من صفر من سنة اثنتين وعشرين ومائة، وهو ابن اثنتين وأربعين سنة، وصلب بالكوفة، وفي تاريخ قتله خلاف ولم يزل مصلوبا الى سنة ست وعشرين ثم أنزل بعد أربع سنين من صلبه.

قلت: والأكثرون (121 - ظ) على أنه قتل سنة اثنتين وعشرين ومائة، وقد

(1)

- تاريخ ابن عساكر:6/ 326. ظ -327. و.

ص: 4047

ذكر ذلك البخاري، ونقل عن سفيان بن عيينة أنه قتل سنة ثلاث وعشرين.

أنبأنا أبو اليمن زيد بن الحسن الكندي قال: أخبرنا أبو القاسم اسماعيل بن أحمد السمرقندي وأبو البركات عبد الوهاب بن المبارك-إجازة إن لم يكن سماعا-منهما أو من أحدهما-قال ابن السمرقندي: أخبرنا أبو الفتح نصر بن أحمد بن نصر قال: أخبرنا أحمد بن محمد بن عبد الله، ح.

وقال الأنماطي: أخبرنا أبو الحسين المبارك بن عبد الجبار الطيوري وأبو طاهر أحمد بن علي بن سوار قالوا: أخبرنا الحسين بن علي بن عبيد الله قالا: أخبرنا محمد بن زيد بن علي قال: أخبرنا محمد بن محمد بن عقبة قال: حدثنا هارون بن حاتم قال: حدثنا رباح-يعني-بن خالد قال: سألت سفيان بن عيينة: متى مات الزهري؟ قال: سنة ثلاث وعشرين ومائة، وفيها قتل زيد بن علي.

أخبرنا أبو اليمن-اذنا-قال: أخبرنا أبو غالب أحمد، وأبو عبد الله يحيى ابنا البناء-في كتابيهما-قالا: أخبرنا أبو جعفر بن المسلمة قال: أخبرنا أبو طاهر المخلص قال: حدثنا أحمد بن سليمان قال: حدثنا الزبير بن بكار قال: وقال محمد ابن الحسن: قتل زيد بن علي بن الحسين بالكوفة في زمن هشام بن عبد الملك يوم الاثنين ليومين خلوا من صفر سنة اثنتين وعشرين ومائة، وهو ابن اثنتين وأربعين سنة.

أنبأنا ابن طبرزد عن أبي القاسم بن السمرقندي قال: أخبرنا أبو بكر بن الطبري قال: أخبرنا أبو الحسين بن الفضل قال: أخبرنا عبد الله بن جعفر قال: حدثنا يعقوب بن سفيان قال: قال ابن بكير: قال الليث بن سعد: وفي سنة اثنتين وعشرين ومائة قتل زيد بن علي الهاشمي.

أنبأنا أبو نصر محمد بن هبة الله قال: (122 - و) أخبرنا الحافظ أبو القاسم علي بن الحسن قال: أخبرنا أبو الحسن علي بن محمد بن أحمد قال: أخبرنا أبو منصور محمد بن الحسن قال: حدثنا أبو العباس أحمد بن الحسين قال: أخبرنا عبد الله بن عبد الرحمن قال: حدثنا محمد بن اسماعيل قال: قال يحيى بن بكير

ص: 4048

عن الليث قال: في سنة اثنتين وعشرين ومائة، قتل زيد بن علي الهاشمي وفيها قتل عبد الرحمن بن عبد الله الغافقي أمير الأندلس

(1)

.

وقال أخبرنا الحافظ: أنبأنا أبو سعد محمد بن محمد، وأبو علي الحسن بن أحمد، وأبو القاسم غانم بن محمد بن عبيد الله، ثم أخبرنا أبو المعالي عبد الله بن أحمد بن محمد قال: أخبرنا أبو علي قالوا: أخبرنا أبو نعيم قال: حدثنا أبو علي محمد بن أحمد بن الحسن قال: حدثنا محمد بن عثمان بن أبي شيبة قال: حدثنا هاشم بن محمد قال: حدثنا الهيثم بن عدي قال: ومات سلمة بن كهيل الحضرمي سنة اثنتين وعشرين ومائة أيام قتل زيد بن علي.

وقال أخبرنا الحافظ قال: أخبرنا أبو غالب محمد بن الحسن قال: أخبرنا محمد بن علي بن أحمد قال: أخبرنا أحمد بن اسحاق قال: حدثنا أحمد بن عمران قال: حدثنا موسى بن زكريا قال: حدثنا خليفة بن خياط قال: حدثني أبو اليقظان عن جويرية بن أسماء وغيره أن زيد بن علي قدم على يوسف بن عمر الحيرة، فأجازه وأحسن إليه، ثم شخص الى المدينة فأتاه ناس من أهل الكوفة فقالوا له: ارجع فليس يوسف بشيء، ونحن نأخذ لك الكوفة فرجع فبايعه ناس كثير، فخرج وخرج معه ناس كثير، فاقتتلوا فقتل زيد فيها، يعني، سنة اثنتين وعشرين ومائة

(2)

.

(122 - ظ)

(1)

-كذا، وكان مقتل عبد الرحمن الغافقي سنة 114 هـ. انظر كتابي تاريخ العرب والاسلام:440.

(2)

- تاريخ خليفة:2/ 526. تاريخ دمشق لابن عساكر:6/ 329 و. ظ.

ص: 4049

بسم الله الرحمن الرحيم

وبه توفيقي

أنبأنا أبو محمد عبد الرحمن بن عبد الله بن علوان عن الحافظ أبي القاسم علي ابن الحسن قال: قرأت بخط أبي الحسن رشاء بن نظيف، وأنبأنيه أبو القاسم العلوي، وأبو الوحش المقرئ عنه قال: أخبرنا ابراهيم بن علي بن ابراهيم قال:

حدثنا أبو العباس أحمد بن بكران بن شاذان قال: حدثنا الحسين بن علي قال:

حدثني محمد بن سلام قال: حدثنا اسماعيل عن الحسن بن محمد بن معاوية البجلي قال: كان زيد بن علي حيث صلب يوجه وجهه ناحية الفرات فيصبح وقد دارت خشبته ناحية القبلة مرارا، وغدت العنكبوت حتى نسج على عورته، وقد كانوا صلبوه عريانا

(1)

.

أخبرنا أبو يعقوب يوسف بن محمود بن الحسين الساوي على بركة الفيل بين مصر والقاهرة قال: أخبرنا الحافظ أبو طاهر أحمد بن محمد السلفي قال: أخبرنا أبو علي أحمد بن محمد بن أحمد البرداني قال: أخبرنا يوسف-يعني-ابن محمد الصوفي قال: أخبرنا ابن بشران قال: حدثنا الحسين بن صفوان قال: حدثنا ابن عبيد-يعني-أبا بكر بن أبي الدنيا قال: حدثني محمد بن ادريس قال:

حدثنا عبد الله بن أبي بكر بن الفضل العتكي قال: حدثنا جرير بن حازم أنه رأى النبي صلى الله عليه وسلم متساندا الى جذع زيد بن علي وهو مصلوب، وهو يقول للناس: هكذا تفعلون بولدي!.

أخبرنا أبو الحجاج يوسف بن خليل-اذنا-قال: أخبرنا أبو الفرج بن كليب قال: أخبرنا أبو علي بن نبهان قال: أخبرنا أبو علي بن شاذان قال: أخبرنا أبو بكر

(1)

-تاريخ دمشق لابن عساكر:6/ 329 - ظ.

ص: 4050

محمد بن الحسن مقسم المقرئ قال: حدثنا أبو العباس (12 - و) أحمد بن يحيى ثعلب قال: وسمع هشام بن عبد الملك زيد بن علي يقول: ما أحب الحياة أحد قط إلا ذلّ، قال: فخافة منذ سمع ذلك منه، قال: وكان الحسين بن زيد بن علي يلقب ذا الدمعة، وذلك لكثرة بكائه، فقيل له في ذلك، فقال: وهل تركت النار والسهمان فيّ مضحكا، يريد السهمين اللذين أصابا زيد بن علي ويحيى بن زيد، وقتل بخراسان.

أنبأنا زيد بن الحسن قال: أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر قال: أخبرنا أبو صالح أحمد بن عبد الملك قال: أخبرنا أبو الحسن بن السقاء وأبو محمد بن بالويه قالا: حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب قال: حدثنا عباس بن محمد قال: سمعت يحيى بن معين يقول: حدثنا جرير عن مغيرة قال: كنت أكثر الضحك فما قطعه عني إلا قتل زيد بن علي.

‌زيد بن علي بن عبد الله الفارسي:

أبو القاسم الفسوي النحوي اللغوي، كان فاضلا عالما عارفا بعلوم كثيرة، وشرح ايضاح أبي علي الفارسي وحماسة أبي تمام الطائي وأقرأ النحو بحلب، وروى بها الايضاح عن أبي الحسين بن أخت أبي علي الفارسي عن خاله أبي علي، قرأه عليه بحلب الشريف أبو البركات عمر بن ابراهيم بن محمد بن محمد الحسيني الزيدي الكوفي في سنة خمس وخمسين وأربعمائة.

وروى الحديث عن أبي الحسن بن أبي الحديد الدمشقي، وأحمد بن أبي الفضل السلمي وأبي عبيد نعيم بن مسعود الهروي، سمع منه القاضي أبو المفضل القرشي وعمر بن أبي الحسن الدهستاني، وأبو الحسن علي بن طاهر النحوي بدمشق، وأبو محمد (124 - ظ) عبد الله بن محمد بن سعيد بن سنان الخفاجي الحلبي بميافارقين.

قرأت بخط عمر بن أبي الحسن الدهستاني الحافظ، في جزء ذكر فيه شيوخه الذين أخذ عنهم بدمشق على حروف المعجم، وأنبأنا به أبو محمد عبد الرحمن بن عبد الله بن علوان عن أبي عبد الله محمد بن حمزة بن محمد بن أبي الصقر عن أبي محمد عبد الله بن أحمد بن عمر السمرقندي عن أبي الفتيان قال: أخبرنا زيد بن علي

ص: 4051

ابن عبد الله الفسوي أبو القاسم الفارسي بدمشق قال: أخبرنا أحمد بن أبي الفضل السّلمي قال: أخبرنا أبو بكر محمد بن أحمد بن الوليد قال: أخبرنا محمد بن يوسف بن بشر الهروي الامام بدمشق، قال: حدثنا النجاحي بمكة، وهو يوسف بن يعقوب، قال:

حدثنا سفيان بن عيينة عن الزهري عن أبي سلمة عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من صام رمضان ايمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه ومن قام ليلة النصف ايمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر

(1)

.

قرأت بخط الحافظ أبي طاهر السّلفي قال: ذكر غيث بن علي الارمنازي الصوري، ونقلته من كتابه، ح.

وأخبرنا أبو الحسن علي بن المفضل المقدسي الحافظ قال: أخبرنا أبو طاهر السلفي، ح.

قال أبو الحسن المقدسي: وأخبرنا أبو الحسين بن حمزة الموازيني-كتابة- قال: أجاز لنا غيث الارمنازي، ح.

وأخبرنا أبو نصر محمد بن هبة الله القاضي قال: أخبرنا الحافظ أبو القاسم علي ابن الحسن قال: (125 - و) أنبأنا أبو الفرج غيث بن علي قال: أنشدنا أبو الحسن علي بن طاهر الاديب-زاد الحافظ أبو القاسم: بمقرى من عمل دمشق-ثم اتفقوا وقالوا: قال: أنشدني زيد بن علي. وقال السلفي: أبو القاسم زيد بن علي الفارسي النحوي. وقالوا: لأبزون الفارسي:

إلزم جفاءك في ولو فيه الضنا

وارفع حديث البين عما بيننا

فسموم هجرك في هواجره الأذى

ونسيم وصلك في أصايله المنى

مالي إذا مارمت عتبا رمت لي

ذنبا جديدا من هناك ومن هنا

مثن عليك وما استفاد رغيبة

عجبا ومعتذر إليك وما جنى

ليس التلون من أمارات الرضا

لكن إذا مل الحبيب تلونا

ما جر هذا الخطب غير تغرّبي

لعن التغرّب ما أذل وأهونا

(1)

-انظر كنز العمال:8/ 23678 - 23731،23679.

ص: 4052

أنبأنا أبو الفضل أحمد بن محمد بن الحسن قال: أخبرنا عمي الحافظ أبو القاسم علي بن الحسن قال: قرأت بخط أبي الحسن علي بن طاهر قال: سمعت من شيخنا في العربية أبي القاسم الفارسي النحوي غير مرة الانكار لصحة أحكام المنجمين واستسخاف عقل المصدق بها، وكان زيد اطلع على كل علم ومقالة، رحمه الله.

وقال: أخبرنا عمي الحافظ أبو القاسم قال: زيد بن علي بن عبد الله أبو القاسم الفسوي الفارسي النحوي اللغوي، سكن دمشق مدة، وأقرأ بها النحو واللغة وأملى بها شرح إيضاح أبي علي الفارسي وشرح الحماسة وحدث عن أبي الحسن بن أبي الحديد الدمشقي، وسمع منه جدي (125 - ظ) القاضي أبو المفضل، وعمر بن أبي الحسن الدهستاني، وأبو الحسن بن طاهر النحوي

(1)

.

أخبرنا أبو هاشم عبد المطلب بن الفضل قال: أخبرنا أبو سعد عبد الكريم بن محمد السمعاني قال في ذكر أبي البركات عمر بن إبراهيم بن محمد الحسيني: قرأ بحلب في سنة خمس وخمسين وأربعمائة على زيد بن علي الفارسي كتاب الايضاح لأبي علي، وكان يرويه عن أبي الحسين ابن أخت أبي علي الفارسي عن خاله أبي علي.

أنبأنا أبو المحاسن بن البانياسي قال: أخبرنا أبو القاسم الحافظ قال: قال لنا أبو محمد بن الأكفاني سنة سبع وستين وأربعمائة فيها: توفي أبو القاسم زيد بن علي الفارسي النحوي بطرابلس، على ما بلغني في ذي الحجة، وكان فهما عالما بعلم اللغة والنحو

(2)

.

وقع لي كتاب بخط بعض العلماء على السنين فذكر في سنة سبع وستين وأربعمائة قال: وفي هذه السنة توفي أبو القاسم زيد بن علي الفارسي النحوي بطرابلس في ذي الحجة.

قرأت بخط الحافظ أبي طاهر السّلفي-وأخبرنا به الحافظ أبو الحسن

(1)

-تاريخ دمشق لابن عساكر:6/ 330 - و.

(2)

-ابن عساكر-المصدر نفسه.

ص: 4053

المقدسي في كتابه-قال: أخبرنا الحافظ أبو طاهر قال: ذكر غيث بن علي الأرمنازي الصوري-ونقلته من كتابه-قال: حدثني أبو محمد السميسر أنّ أبا القاسم زيد بن علي الفارسي النحوي توفي بطرابلس في ذي القعدة سنة سبع وستين وأربعمائة (126 - و).

‌زيد بن علي بن أبي خداش بن يزيد الاسدي الموصلي:

حدث عن المعافى بن عمران وعيسى بن يونس وغيرهما.

روى عنه ابن أخيه عبد الله بن عبد الصمد بن أبي خداش، وقدم ملطية وتوفي بها.

أخبرنا أبو محمد المعافى بن اسماعيل بن الحسين بن أبي السنان قال: أخبرنا أبو منصور بن مكارم بن أحمد المؤدب الموصلي قال أخبرنا أبو القاسم نصر بن محمد بن أحمد بن صفوان قال: أخبرنا أبو الفضائل الحسن بن هبة الله الخطيب، وأبو البركات سعد بن محمد بن ادريس قالا: أخبرنا أبو الفرج محمد بن ادريس قال: أخبرنا أبو منصور المظفر بن محمد الطوسي قال: أخبرنا أبو زكريا يزيد بن محمد اياس قال: حدثنا علي بن جابر الأزدي قال: حدثنا عبد الله بن عبد الصمد ابن أبي خداش قال: حدثنا عمي زيد قال: حدثنا المعافى عن أبي سعيد عن هاشم ابن كليب عن أبيه عن ابن عباس قال: جاء رجل الى النبي صلى الله عليه وسلم قد رمى امرأته فتنزلت آية اللعان فأرسل الى الرجل فقال: ان الله قد أنزل فيك آية من كتابه أن تشهد أربع شهادات بالله أنك لمن الصادقين، فشهد وشهدت المرأة أربع شهادات بالله إنه لمن الكاذبين، ثم أمر بها فأخذ بنيها وقال: ويحك إن كل شيء أهون من غضب الله تبارك وتعالى.

(1)

.

وقال: أخبرنا أبو زكريا يزيد بن محمد بن اياس الأزدي قال: ومنهم-يعني من الطبقة الرابعة من أهل الموصل-زيد بن علي بن أبي خداش (126 - ظ) بن يزيد الأسدي، روى عن المعافى بن عمران، وعيسى بن يونس، وأكثر عنهما، وروى عن غيرهما، وكان رجلا من أهل المعروف، ومن ذوي الثبات، وبلغني-

(1)

- انظر كتاب أقضية رسول الله صلى الله عليه وسلم للقرطبي 90 - 92.

ص: 4054

أن المعافى كان يقول: ليس باب خير إلاّ ولزيد فيه حظ، وكان من أصحاب المعافى وتوفي بملطية سنة سبع ومائتين.

‌زيد بن عمرو بن نفيل:

ابن عبد العزى بن رباح بن قرط بن رزاح بن عدي بن كعب القرشي العدوي، كان قد طلب دين ابراهيم صلى الله عليه وسلم قبل مبعث النبي صلى الله عليه وسلم، وترك عبادة الأوثان، وأكل ما ذبح على النصب، وترك الاستقسام بالأزلام

(1)

وخرج من مكة الى الشام، ثم أتى الموصل والجزيرة كلها، ثم عاد الى الشام وجال في بلادها جميعها، يسأل الأحبار والرهبان عن دين ابراهيم عليه السلام، ودخل حلب وعملها، وآمن بالنبي صلى الله عليه وسلم قبل أن يبعث، ورأى النبي صلى الله عليه وسلم قبل نبوته، ونها النبي صلى الله عليه وسلم عن الأصنام والذبح لها فامتنع عنها الى أن نبئ، حكى عنه صلى الله عليه وسلم وقال فيه يبعث أمة وحده

(2)

.

وحكى عنه عبد الله بن عمر، وعامر بن ربيعة العنزي، وزيد بن حارثة، وحجير ابن أبي اهاب، وأسماء بنت أبي بكر الصديق. (127 - و).

‌زيد بن محمد بن زيد بن محمد بن محمد بن عبيد الله:

أبو عبد الله بن أبي منصور بن أبي طاهر الحسيني، النقيب بالموصل، ابن النقيب بها، ورد حلب مجازا رسولا من الموصل وهو من أكابر أهل الموصل وأعيانها (128 - ظ).

‌زيد بن نصر بن تميم بن شجاع الحموي:

أبو أحمد القاضي الفقيه الأديب الشافعي، من أهل حماة، ولي الحسبة بدمشق وبمصر، وحدث عن أبي محمد بن عبد الكريم بن حمزة السلمي، وأبي الحسن بن أبي الفضل السلمي روى عنه الحافظ أبو المواهب الحسن بن هبة الله بن صصرى، وخرّج عنه حديثين في معجمه قال في أحدهما: أخبرنا الشيخ أبو أحمد الناظر. وقال في

(1)

-قدح من خشب أو سهم لا ريش له كانوا يأتون بعدة منها بشارات أو بدون ذلك ويطمرونها تحت الرمل يستقسمون بها في الجاهلية. القاموس.

(2)

-انظر تفاصيل لقائه بالنبي صلى الله عليه وسلم في سيرة ابن اسحاق بتحقيقي 115 - 120.

ص: 4055

الآخر: وأخبرنا القاضي أبو أحمد، وشاهدت الترجمة بخط أبي المواهب في معجمه، وقال: توفي القاضي رحمه الله يوم الجمعة، ودفن بعد الصلاة للنصف من شعبان سنة أربع وسبعين وخمسمائة بمقبرة باب الفراديس شهدت دفنه والصلاة عليه، ومات وقد جاوز السبعين، وكانت لديه فنون من العلوم الدينية والرياضية، وولي الحسبة بدمشق وبمصر بعدما افتتحها الترك، وكان فيها حاذقا حسن التدبير لها.

رحمه الله وإيانا.

‌زيد بن وهب أبو سليمان الجهني:

أسلم على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، وتوجه اليه فأدركته وفاته في الطريق، وشهد مع علي رضي الله عنه صفين، وروى عنه، وعن عمر بن الخطاب وعبد الله بن مسعود، وعن عبد الله بن بديل، وعمار بن ياسر.

روى عنه حبيب بن أبي ثابت، ومنصور بن المعتمر، وسليمان الأعمش، ومالك ابن أعين، وأبو جعفر عبد الله بن محمد بن علي المنصور، ويحيى بن مسلم، والحكم ابن عتيبة، وعدي بن ثابت.

أخبرنا أبو عبد الله الحسين بن عمر بن باز الموصلي-في كتابه-قال: أخبرنا عبد (129 - و) الحق بن عبد الخالق بن يوسف قال: أخبرنا أبو الغنائم محمد بن علي قال: أخبرنا أبو أحمد الغندجاني قال: أخبرنا أحمد بن عبدان قال: أخبرنا محمد بن سهل قال: أخبرنا أبو عبد الله محمد بن اسماعيل البخاري قال: زيد ابن وهب، أبو سليمان الهمداني الجهني، سمع عمر وعبد الله.

روى عنه منصور والأعمش، وعدي بن ثابت، والحكم بن عتيبة.

وقال أبو حفص بن علي: حدثنا عبد الله بن داوود عن يحيى بن مسلم عن زيد ابن وهب: رحلت الى النبي صلى الله عليه وسلم، فقبض وأنا في الطريق

(1)

.

أنبأنا أبو العباس أحمد بن عبد الله بن علوان عن مسعود بن الحسن الثقفي قال: أخبرنا أبو عمرو بن مندة-إجازة أو سماعا-قال: أخبرنا حمد بن عبد الله

(1)

-التاريخ الكبير للبخاري:3/ 407 (1352).

ص: 4056

قال: أخبرنا أبو محمد بن أبي حاتم قال: زيد بن وهب أبو سليمان الهمداني، ثم الجهني، جاهلي، قال: رحلت الى النبي صلى الله عليه وسلم فقبض وأنا في الطريق روى عن عمر وعلي وابن مسعود روى عنه حبيب بن أبي ثابت، ومنصور والأعمش سمعت أبي يقول ذلك.

وقال: أخبرنا ابن أبي حاتم قال: حدثنا علي بن الحسن الهسنجاني قال: حدثنا عمرو بن خالد-يعني-الحراني قال: حدثنا زهير قال: حدثنا الأعمش قال:

كنت اذا حدثك زيد بن وهب عن أحد فكأنك سمعت من الذي يحدثك عنه.

ذكره أبي عن اسحاق بن منصور عن يحيى بن معين أنه قال: زيد بن وهب ثقة

(1)

.

أخبرنا أبو الفتوح نصر بن أبي الفرج الحصري-في كتابه الينا من مكة- قال: أخبرنا الحافظ أبو محمد عبد الله بن محمد (129 - ظ) الأشيري قال أخبرنا أبو الوليد يوسف بن عبد العزيز بن الدباغ قال أخبرنا أبو محمد عبد الرحمن بن عبد العزيز قال أخبرنا أبو عمر بن عبد البر النمري قال زيد بن وهب الجهني أدرك الجاهلية يكنى أبا سليمان وكان مسلما على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم ورحل إليه طائفة من قومه فتلقته وفاته في الطريق وهو معدود في كبار التابعين

(2)

.

أنبأنا أبو البركات الحسن بن محمد عن أبي محمد عبد الله بن أحمد قال:

أخبرنا أبو الحسين بن الفراء قال: أخبرنا أبو غالب الباقلاني قال: أخبرنا أبو علي ابن شاذان قال: حدثنا أبو الحسن بن ننجاب قال: أخبرنا أبو اسحاق بن ديزيل قال:

حدثنا يحيى بن سليمان قال: حدثنا نصر بن مزاحم قال: حدثنا عمر بن سعد قال:

حدثني مالك بن أعين عن زيد بن وهب الجهني أن عليا عليه السلام خرج اليهم فلما استقبلهم قال: اللهم رب هذا السقف المحفوظ المكفوف الذي جعلته مغيضا لليل والنهار، وجعلت فيه مجرى الشمس والقمر، ومنازل الكواكب والنجوم، وجعلت سكانه سبطا من الملائكة لا يسأمون من عبادتك، ورب هذه الأرض التي جعلتها قرارا للأنام والهوام والأنعام وما لا يحصى مما يرى ومما لا يرى من خلقك العظيم

(1)

-الجرح والتعديل:3/ 574 (2600).

(2)

- الاستيعاب على هامش الاصابة:1/ 544.

ص: 4057

ورب الفلك التي تجري في البحر بما ينفع الناس، ورب السحاب المسخر بين السماء والأرض، ورب البحر المسجور المحيط بالعالمين، ورب الجبال الرواسي التي جعلتها للأرض (130 - و) أوتادا وللخلق منعا، ان أظهرتنا على عدونا فجنبنا البغي، وسددنا للحق، وان أظهرتهم علينا فارزقنا الشهادة، واعصم باقي أصحابي من الفتنة.

فلما رأوه أهل الشام قد أقبل خرجوا إليه بزخرفهم، وجعل علي على ميمنته يومئذ عبد الله بن بديل بن ورقاء، وعلى ميسرته عبد الله بن عباس، وجعل قراء أهل العراق مع ثلاثة نفر: عمار بن ياسر، وقيس بن سعد بن عبادة مع ابن بديل والناس على راياتهم، وعلي في القلب في أهل المدينة، وأهل الكوفة، وأهل البصرة، وكان عظم من معه من أهل المدينة الأنصار، وكان معه من خزاعة عدد حسن، ومن كنانة وغيرهم خلق كثير، وكان علي رجلا دحداحا ربعه.

قال: فزحف علي بالناس اليهم، ورفع معاوية على قبة له عظيمة قد ألقي عليها الكرابيس

(1)

.

فزحف عبد الله بن بديل في الميمنة نحو حبيب بن مسلمة، فلم يزل نحوه ويكشف خيله من الميسرة حتى اضطرهم الى قبة معاوية عند الظهر.

وقال زيد بن وهب الجهني: أن عبد الله بن بديل قام يومئذ في أصحابه فخطبهم فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: ألا ان معاوية ادعى ما ليس له، ونازع الأمر أهله ومن ليس هو مثله، وجادل بالباطل ليدحض به الحق، ومال عليكم بالأعراب، والأحزاب وزين لهم الضلالة وزرع في قلوبهم حب الفتنة، ولبّس عليهم الأمر وزادهم رجسا الى رجسهم، وأنتم والله على الحق، وعلى نور من ربكم وبرهان مبين فقاتلوا الطغاة الجفاة، قاتلوهم (130 - ظ) ولا تخشوهم «فالله أحق أن تخشوه ان كنتم مؤمنين

(2)

» وقد قاتلتهم مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فو الله ما هم في هذه بأزكى ولا أبّر، قوموا الى عدو الله وعدوكم

(3)

.

(1)

-الكرابيس: ثياب من القطن الابيض. القاموس.

(2)

- سورة التوبة-الآية:13.

(3)

- صفين لنصر بن مزاحم:261 - 264، مع فوارق واضحة.

ص: 4058

‌زيد بن يزيد بن أبي الزرقاء التغلبي الموصلي:

حدّث عن سفيان الثوري وابراهيم بن نافع، ومسعر بن كدام وهشام بن سعد وشريك بن عبد الله وبحر السقاء وعبد الله بن لهيعة والليث بن سعد وفتح الموصلي وعبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان، والأوزاعي، وأبي المورع الموصلي، روى عنه محمد بن عمار الموصلي، وسعيد بن أسد، وبشر بن الحارث، وعلي بن حرب، وابراهيم بن سعيد الجوهري، وأبو حفص عمر بن الحسن الحلبي، ويحيى بن عثمان العابد، وابراهيم بن موسى وقاسم بن يزيد الجرمي، وابنه هارون بن زيد، وكان بينه وبين المعافى بن عمران أنس ومخالطه وود واتحاد، رحل من الموصل الى الشام في طلب العلم، وخرج الى الجهاد فأسرته الروم، ومات في الأسر واجتاز بحلب أو ببعض أعمالها في طريقه الى الشام وفي غزوه.

أخبرنا أبو محمد المعافى بن اسماعيل بن الحسين-فيما أذن لنا في روايته عنه- قال: أخبرنا أبو منصور بن مكارم المؤدب قال: أخبرنا أبو القاسم نصر بن محمد قال: أخبرنا الحسن بن هبة الله الخطيب، وأبو البركات سعد بن محمد قالا: أخبرنا أبو الفرج محمد بن ادريس قال: أخبرنا أبو منصور المظفر بن محمد بن الطوسي قال: أخبرنا أبو زكريا يزيد بن محمد بن إياس الأزدي قال: حدثنا عمران بن أبي عمران (131 - و) قال: حدثنا يحيى بن عثمان-وكان من العبّاد-قال: حدثنا زيد ابن أبي الزرقاء عن أبي ثابت بن ثوبان عن أبيه عن جبير بن نفير عن مالك بن يخامر عن معاذ بن جبل قال: ان آخر كلمة فارقت عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم، قلت: يا رسول الله ما خير ما تقرب به العبد الى الله عز وجل؟ قال يموت ولسانه رطب من ذكر الله عز وجل

(1)

.

وقال: أخبرنا أبو زكريا الأزدي قال: أنبأني عبد الله بن أبي داوود الأصبهاني قال: سمعت علي بن حرب قال: كان زيد بن أبي الزرقاء ينتمي الى بني تغلب، كان جده نبطي وأضاف علي بن أبي طالب رحمة الله عليه مسيره الى صفين.

وقال: أخبرنا أبو زكرياء قال: أخبرنا عبد الله بن أبان عن أحمد بن أبي نافع قال: كان زيد يلقي ما في الحديث من غلط وشك ويحدث بما لا شك فيه.

(1)

-لم أجده بهذا اللفظ.

ص: 4059

وقال أبو زكريا قال: حدثني عبد الله بن المغيرة-مولى بني هاشم-عن بشر بن الحارث قال: سمعت زيد بن أبي الزرقاء يقول: ما سألت انسانا شيئا منذ خمسين سنة.

وقال: أخبرنا الازدي قال: أخبرنا عبد الله بن المغيرة عن بشر قال: سمعت زيد ابن أبي الزرقاء يقول: اذا كان للرجل عيال فخاف على دينه فليهرب.

وقال: أخبرنا الأزدي قال: حدثنا عبد الله بن أبان قال: حدثنا ابن مثنى قال:

سمعت بشر بن الحارث يقول: حدثني ابن زيد: قال: كان المعافى يأتي زيدا فيصلي معه المغرب بلا أن يدعوه، ثم يدخل داره فيتعشى عنده أنسا منه به وسرورا يدخله عليه، ويحب أن يؤجر، وكان زيد أيضا يفعل (131 - ظ) مثل ذلك.

وقال: أخبرنا أبو زكريا قال: أخبرنا عبد الله بن المغيرة، مولى بني هاشم، قال: حدثنا محمد قال: سمعت بشر بن الحارث يقول: سألت زيد بن أبي الزرقاء قلت: المحراب يكون فيه الكتاب فأقرأه؟ قال: اذا تمت حرفا فاستقبل الصلاة.

أخبرنا أبو محمد عبد الرحمن بن عبد الله بن علوان-فيما أذن لي في روايته عنه-قال: أخبرنا مسعود بن الحسن-في كتابه-عن أبي عمرو بن مندة قال:

أخبرنا محمد بن عبد الله قال: أخبرنا أبو محمد بن أبي حاتم الرازي قال: زيد ابن يزيد، وهو زيد بن أبي الزرقاء الموصلي، روى عن سفيان الثوري، وابراهيم ابن نافع، وهشام بن سعد، روى عنه سعيد بن أسد وابراهيم بن موسى وابنه هارون بن زيد، سمعت أبي يقول ذلك.

وقال: أخبرنا أبو محمد بن أبي حاتم قال: حدثنا صالح بن أحمد بن محمد ابن حنبل قال: قال أبي: زيد بن أبي الزرقاء الموصلي صالح ليس به بأس.

وقال: أخبرنا أبو محمد قال: سمعت أبي يقول زيد بن أبي الزرقاء ثقة

(1)

.

أنبأنا أبو محمد بن الحدوس قال: أخبرنا أبو منصور المؤدب قال: أخبرنا أبو القاسم ابن محمد قال: أخبرنا الحسن بن هبة الله وسعد بن محمد قالا: أخبرنا محمد

(1)

-الجرح والتعديل:3/ 575 (2605).

ص: 4060

ابن ادريس قال: أخبرنا أبو منصور بن محمد قال: أخبرنا أبو زكريا يزيد بن محمد ابن اياس الأزدي قال: ومنهم-يعني من الطبقة الثالثة من أهل الموصل-زيد ابن يزيد بن أبي الزرقاء التغلبي من أهل الفضل والنسك، خرج من الموصل الى الرملة مهاجرا لفتنة كانت فيها سنة ثلاث وتسعين ومائة، ومات هناك (132 - و) ورحل في طلب العلم الى الأمصار، وروى عن سفيان بن سعيد الثوري، ومسعر بن كدام، وشريك بن عبد الله، ونظرائهم من الكوفيين، وروى عن الشاميين: ابن لهيعة وعبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان وغيرهم، وروى عن البصريين وتوفي سنة أربع وتسعين ومائة.

وقال أبو زكريا: أخبرني عبد الله بن أبان عن أحمد بن أبي نافع أو غيره، قال: أخذ يزيد بن أبي الزرقاء أسيرا في الجهاد، فمات في الأسر سنة ثلاث أو أربع وتسعين ومائة.

‌زيد المصيصي:

حدث عن عبد الواحد بن زيد، روى عنه عبد الرحمن بن يوسف.

أخبرنا أبو الحجاج يوسف بن خليل-اذنا-قال أخبرنا أبو المحاسن بن الأصفهبذ قال: أخبرنا أبو الفضل الثقفي قال: أخبرنا أبو القاسم الذكواني قال:

حدثنا أبو محمد بن حيان قال: سمعت أبا صالح الخطيب غير مرة يحكي عن محمد ابن ابراهيم الحافظ قال: حدثني حفص بن معدان قال: حدثني عبد الرحمن بن يوسف قال: حدثني زيد المصيصي عن عبد الواحد بن زيد في قوله تعالى: «وامتازوا اليوم أيها المجرمون»

(1)

قال: يابذ مرد أمان وناكاران أز ميان أنيكان بايذ.

‌زيد العابد:

رجل من أهل الدين والمكاشفات والزهد والعبادة، كان بحلب بعد الخمسمائة، وهو مقبور الى جانب أبي الحسين الزاهد المقدسي من جهة القبلة، بمقابر مقام ابراهيم عليه السلام في بريه ابن الحداد (132 - ظ) وبلغني أن زيد العابد لما قدم حلب نزل عند أبي الحسين الزاهد.

(1)

-سورية ياسين-الآية:59.

ص: 4061

أخبرني أبو الطيب أحمد بن أبي عبد الله محمد بن يوسف بن الخضر قال: سمعت أبي-ويغلب على ظني انني سمعت أباه رحمه الله-يقول: كان زيد هذا من الزهاد وكان له تلميذ يخدمه، فمرض الشيخ زيد فلما دنت وفاته رأى تلميذه ذلك، وهو يبكي فقال له: لا تجزع ولا تحزن فإنك تلحقني في الجمعة الآتية، ففرح تلميذه واستبشر وأظهر السرور، فلما مات الشيخ زيد أخذ تلميذه المذكور في تجهيزه ودفنه وهو مستبشر بما ذكره له، فلم يمر عليه الا يومان أو ثلاثة حتى مرض ومات في الجمعة الآتية ودفن إلى جانب الشيخ زيد، وقبراهما إلى جانب قبر الشيخ أبي الحسين بحلب في تربة الشيخ أبي محمد بن الحداد، جعل عليهما حجارة شبيهة بالحوض، وزرتهما غير مرة.

‌زيد الحوراني:

الأسود المعتوه كان عندنا بحلب، وكان رجلا كهلا، وكان لا يؤذي أحدا، وكان أكثر مقامه في أتونات الحمامات، وينام في بعض الأوقات على قارعة الطريق، وكان يلعب مع الصبيان ويميلون إليه، وكنت ألعب معه وأنا صبي، وكان يترنم ويقول لنا ونحن صبيان يا زيد الدقيق، بالقاف المعقودة، وكان حسن الأخلاق، وكان عمي أبو غانم يعتقد فيه فسألته عن سبب اعتقاده فيه فقال: كنت يوما عند الشيخ علي الفاسي في زاويته خارج باب الأربعين، فتحادثنا حديث الملائكة والاختلاف في المفاضلة (133 - و) بينهم وبين بني آدم، فقلت أنا: قد ذكر الحكيم أبو عبد الله-يعني-محمد بن علي الترمذي أن بني آدم أفضل من الملائكة وجعلت أرجح ذلك، وانفض المجلس، ودخلت المدينة بعد انفصالي عن الشيخ، فلما صرت تحت القلعة من غربيها، وجدت زيدا الحوراني جالسا على شفير الخندق، فقام ومشى إليّ وتلقاني وقال لي: أنتم خير منهم فأنا أعتقد فيه من ذلك اليوم، وتوفي زيد الحوراني في حدود الستمائة، أو قبلها أو بعدها، وكان له جنازة مشهودة، رحمه الله.

ص: 4062

‌حرف السين

‌ذكر من اسمه سابق

‌سابق بن عبد الله:

أبو المهاجر، وقيل أبو أمية، وقيل أبو عبد الله وقيل أبو زكريا، وقيل أبو سعيد البربري الرقي، من أهل حران، وسكن الرقة ويعرف بسابق البربري، شاعر مجيد له أشعار حسنة في الزهد والمواعظ، وله كلام في الحكم، وكان قاضيا بالرقة، وكان بدابق وقدم على عمر بن عبد العزيز، وأنشده أشعارا في الزهد وغزا الصائفة.

روى عن ربيعة بن أبي عبد الرحمن، وعبد الله بن سعيد بن أبي هند، ومكحول وداوود بن أبي هند، وأبي حنيفة النعمان بن ثابت، وشعبة بن الحجاج، وعمرو بن أبي عمرو، وأبي خلف حازم بن عطاء خادم أنس بن مالك، ومطرف (133 - ظ) بن طريف، والعلاء بن عبد الرحمن، وعاصم بن كليب واسماعيل بن أمية، وأبي يحيى عمرو بن عمارة المازني، ويزيد بن خصفة واسماعيل بن أبي خالد، وعلي بن بذيمة، وسعيد بن سمعان، وحصيف.

روى عنه محمد بن يزيد بن سنان الرهاوي، وعبد الرحمن بن عمرو الأوزاعي، وأبو بدر شجاع بن الوليد السكوني، وعبيد الله بن يزيد القردواني، ومحمد ابن سليمان بن أبي داوود القرشي، وموسى بن أعين والمعافى بن عمران الموصلي، وعثمان بن عبد الرحمن الطرائفي وفهد بن بشير الداماني، وأبو كامل مولى الغاز ابن ربيعة، وميمون بن مهران، وأبو الوليد رباح بن الجراح الموصلي ومحمد ابن عيسى، وأحمد بن شبّان الموصلي، قيل هو مولى الوليد، وقيل مولى عمر ابن عبد العزيز.

أخبرنا أبو القاسم عبد الصمد بن محمد بن أبي الفضل الحرستاني قال:

ص: 4063

أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلم الفقيه قال: أخبرنا أبو نصر الحسين بن محمد بن أحمد بن جميع الغساني قال: حدثنا محمد بن ابراهيم بن أبي الرجال الصلحي قال: أخبرنا إبراهيم بن أحمد الحربي قال: حدثنا محمد بن سليمان بن أبي داوود القرشي قال: حدثنا سابق البربري عن ربيعة بن أبي عبد الرحمن عن أنس بن مالك أن النبي صلى الله عليه وسلم كان ربعة من القوم، ليس بالقصير ولا بالطويل البائن، كان رجل الشعر ليس بالسبط ولا الجعد القطط كان أزهر ليس بالأحمر ولا بالأبيض الأمهق، بعث على رأس أربعين فأقام بمكة عشرا وبالمدينة عشرا، وتوفي وهو ابن (134 - و) ستين سنة، وليس في رأسه ولحيته عشرون شعرة بيضاء

(1)

.

أخبرنا أبو القاسم عبد الرحيم بن يوسف الدمشقي بالقاهرة قال: أخبرنا أبو طاهر أحمد بن محمد الحافظ الأصبهاني قال: أخبرنا أبو الحسين المبارك بن عبد الجبار الصيرفي قال: أخبرنا الحسين بن جعفر قال: أخبرنا محمد بن عبد الله الدهان قال: أخبرنا الحافظ أبو علي محمد بن سعيد بن عبد الرحمن القشيري قال: حدثنا هلال بن العلاء قال: حدثنا عمرو بن عثمان قال: حدثنا موسى بن أعين قال: حدثنا سابق أبو سعيد، قال عمرو: وكان امام الرقة قبل أجلح عن العلاء بن عبد الرحمن عن أبيه عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: اذا مات الانسان انقطع عمله إلاّ من ثلاث: إلا من الصدقة، وعلم ينتفع به، وولد صالح يدعو له

(2)

.

أنبأنا أبو حفص عمر بن محمد المؤدب قال:

(3)

أخبرنا أبو القاسم اسماعيل بن أحمد ابن السمرقندي-إجازة إن لم يكن سماعا-قال: أخبرنا أبو محمد بن أبي عثمان، وعاصم بن الحسن قالا: أخبرنا القاضي أبو القاسم الحسن بن الحسين بن علي بن المنذر قال: أخبرنا أبو علي بن صفوان قال: حدثنا أبو بكر بن أبي الدنيا قال: حدثنا

(1)

-انظر كتاب الشمائل للامام الترمذي حيث أورد روايات مماثلة في اول فصل من فصول كتابه، ورجل الشعر: أي بين السبوطه والجعودة، والأمهق: الابيض لا يخالطه حمرة. القاموس.

(2)

-تاريخ الرقة:123 - 124.

(3)

-انظر كنز العمال:3/ 7964.

ص: 4064

رباح بن الجراح قال: حدثنا سابق بن عبد الله-وكان من البكائين-عن أبي خلف عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إذا مدح الفاسق غضب الله عز وجل (134 - ظ).

أنبأنا أبو عبد الله الحسين بن عمر بن باز قال: أخبرنا عبد الحق بن عبد الخالق قال: أخبرنا أبو الغنائم بن النرسي قال: أخبرنا عبد الوهاب بن محمد بن أحمد الغندجاني قال: أخبرنا أحمد بن عبدان قال: أخبرنا محمد بن سهل قال: أخبرنا محمد بن اسماعيل البخاري قال: سابق البربري روى عنه الأوزاعي مرسل، يعد في الشاميين

(1)

.

أنبأنا عمر بن طبرزد عن أبي الفضل بن ناصر عن جعفر بن يحيى قال: أخبرنا أبو نصر الوائلي قال: أخبرنا الخصيب بن عبد الله قال: أخبرني عبد الكريم بن أبي عبد الرحمن النسوي قال: أخبرني أبي قال أبو سعيد: سابق البربري، وقال في موضع آخر: أبو عبد الله سابق البربري.

أخبرنا أبو القاسم عبد الرحيم بن يوسف بن الطفيل-بالقاهرة-قال: أخبرنا أبو طاهر أحمد بن محمد الحافظ قال: أخبرنا أبو الحسين بن الطيوري قال: أخبرنا الحسين بن جعفر قال: أخبرنا محمد بن عبد الله الدهان قال: أخبرنا الحافظ أبو علي القشيري قال: سمعت ابراهيم بن أحمد بن عبد الكريم الحراني بن أبي حميد يقول: سألت محمد بن سليمان عن سابق البربري فقال: هذا كان قاضيا بالرقة.

وقال: أخبرنا الحافظ القشيري قال: سابق بن عبد الله الرقي يكنى أبا سعيد، حدث عنه من أهل حران عثمان بن عبد الرحمن الطرائفي قال: حدثنا سابق البربري، وحدّث عنه محمد بن سليمان بن أبي داوود، وحدث عنه عبيد الله بن يزيد بن ابراهيم أبو ابن القرداواني، وحدث عنه محمد بن يزيد (135 - و) بن يزيد بن سنان الرهاوي نسخه عن أبي حنيفة، وحدث عنه شجاع بن الوليد فقال: حدثنا أبو سعيد الجزري

(2)

.

(1)

-التاريخ الكبير للبخاري:4/ 201 - 202.

(2)

-تاريخ الرقة:123 - 127.

ص: 4065

أنبأنا أبو اليمن الكندي قال: أخبرنا أبو البركات بن المبارك-إجازة إن لم يكن سماعا-قال: أخبرنا ثابت بن بندار قال: أخبرنا محمد بن علي بن يعقوب قال:

حدثنا محمد بن أحمد بن محمد قال: حدثنا الأحوص بن المفضل بن غسان قال:

أبو زكريا، سابق البربري، مولى عمر بن عبد العزيز.

أنبأنا أبو الفضل عبد الواحد بن هاشم قال: أخبرنا أبو الفرج مسعود بن الحسن الثقفي-في كتابه-عن أبي عمرو بن مندة قال: أخبرنا حمد بن عبد الله قال: أخبرنا أبو محمد بن أبي حاتم قال: سابق البربري، روى عن مكحول، روى عنه الأوزاعي، سمعت أبي يقول ذلك.

قال أبو محمد بن أبي حاتم بعده: سابق الرقي، روى عن العلاء بن عبد الرحمن، وخصيف وأبي خلف، روى عنه موسى بن أعين والمعافى بن عمران الموصلي، وعثمان بن عبد الرحمن الطرائفي، سمعت أبي يقول ذلك

(1)

.

هكذا فرق أبو محمد بينهما وهما واحد، وقد صرح عثمان بن عبد الرحمن الطرائفي، فيما حكاه الحافظ أبو علي القشيري عنه فقال: حدثنا سابق البربري، وأبو محمد جعل الذي يروي عنه الطرائفي غير البربري وهو وهم، وقد تابعه أبو أحمد بن عدي فأشار الى الفرق بينهما بطريق الظن.

أنبأنا أبو محمد عبد البر بن الحسن العطار قال (135 - ظ) أخبرنا أبو المحاسن البرمكي قال: أخبرنا اسماعيل بن مسعدة قال: أخبرنا أبو القاسم السهمي قال: أخبرنا أبو أحمد عبد الله بن عدي قال: سابق بن عبد الله الرقي يكنى أبا عبد الله، ويقال أبو سعيد، ويقال أبو المهاجر أخبرنا أبو يعلى ومحمد بن الحسن بن بديناء وجعفر بن محمد بن دبيس ومحمد بن أحمد البوراني قالوا: حدثنا رباح ابن الجراح بن عباد أبو الوليد الموصلي قال: حدثنا أبو عبد الله سابق بن عبد الله عن أبي خلف خادم أنس عن أنس قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: إذا مدح الفاسق اهتز العرش وغضب منه الرب عز وجل.

وقال ابن عدي: حدثنا عبد العزيز بن سفيان الموصلي قال: حدثنا أحمد بن

(1)

-الجرح والتعديل:4/ 307 - 308.

ص: 4066

شيبان الموصلي قال: حدثنا سابق عبد الله الحجام عن أبي خلف عن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إذا مدح الفاسق اهتز العرش وغضب منه الرب.

وقال: أخبرناه ابن بديناء قال: أخبرنا محمد بن عبد الله بن عماّر قال: حدثنا معافى عن سابق عن أبي خلف عن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم نحوه.

وقال ابن عدي: وهذا يعرف بسابق، هذا عن أبي خلف عن أنس.

وقال: حدثنا علي بن الحسن بن سليمان قال: حدثنا أبو حميد محمد بن يوسف قال: حدثنا محمد بن عيسى قال: حدثنا سابق أبو سعيد عن ربيعة عن أنس وأبي سلمة أنهما سما أنسا

(1)

يقول: بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم على رأس أربعين الحديث.

قال: وحدثنا محمد بن سعيد الحراني عن محمد بن عبيد الله القردواني عن أبيه عن (136 - و) سابق بنسخه مقدار ثلاثين حديثا.

وقال: حدثنا عبد الله بن محمد الحراني قال: حدثنا ابن القردواني قال:

حدثني أبي قال: حدثنا سابق بن عبد الله الرقي وكنيته أبو المهاجر.

قال ابن عدي: أظن أن سابق صاحب حديث «إذا مدح الفاسق» ليس هو الرقي، لأن للرقي أحاديث مستقيمة عن مطرف وأبي حنيفة، وكان يروي عن غيرهما، فلا أدري سابق هذا الذي ذكر في هذه النسخة هو الذي روى حديث إذا مدح الفاسق أو غيره، والله أعلم، وسابق الذي يذكر هو غير ما ذكرت، وهو سابق البربري إنما له كلام في الحكمة والزهد وغيره.

(2)

أنبأنا أبو نصر بن الشيرازي قال: أخبرنا الحافظ أبو القاسم الدمشقي قال بعد ذكر كلام ابن عدي هذا قلت: هما واحد

(3)

.

قلت: وقول ابن عدي: إنما له كلام في الحكمة والزهد، يعني سابق البربري

(1)

-كذا بالاصل وفي الكامل لابن عدي: «انهما سمعا انسانا أو انسا» .

(2)

-الكامل في ضعفاء الرجال لابن عدي:3/ 1307 - 1308.

(3)

-تاريخ دمشق لابن عساكر:6/ 1. و-2. ظ.

ص: 4067

ليس كما زعم بل له رواية، فإن الحديث الذي افتتحنا به هذه الترجمة قال فيه الراوي عنه، وهو محمد بن سليمان بن أبي داوود القرشي: حدثنا سابق البربري، وقال الحافظ أبو علي القشيري-فيما حكاه عن عثمان بن عبد الرحمن الطرائفي- قال: حدثنا سابق البربري، وفيما أوردناه من كلامه وكلام غيره كفاية في الدلالة على أنهما واحد.

أنبأنا ابن طبرزد عن ابن السمرقندي قال: أخبرنا أبو طاهر محمد بن أحمد قال: أخبرنا هبة الله بن ابراهيم بن عمر قال: حدثنا أحمد بن محمد بن اسماعيل قال: حدثنا محمد بن أحمد بن حماد قال: أبو سعيد سابق (136 - ظ) البربري.

(1)

أخبرنا أبو حفص عمر بن علي بن قشام-فيما أذن لنا في روايته عنه-قال:

أخبرنا الحافظ أبو العلاء الحسن بن أحمد-في كتابه-قال: أخبرنا أبو جعفر محمد بن أبي علي الهمذاني قال: أخبرنا أبو علي الصفار قال: أخبرنا أبو بكر بن منجويه قال: أخبرنا الحاكم أبو أحمد الحافظ: أبو سعيد سابق بن عبد الله البربري، إمام مسجد الرقة وقاضي أهلها.

سمع أبا عثمان ربيعه بن أبي عبد الرحمن التيمي، وأبا شبل العلاء بن عبد الرحمن بن يعقوب الحرقي.

روى عنه أبو عمرو عبد الرحمن بن عمرو الأوزاعي وأبو عبد الله محمد بن سليمان بن أبي داوود الحراني، يعد في الشاميين.

هكذا قال: يعد في الشاميين، وتابع في هذا القول أبا عبد الله محمد بن اسماعيل البخاري، وإنما قالا ذلك لأنه أقام بالشام كثيرا، وكان انقطع الى عمر بن عبد العزيز، وله معه أخبار، وغزا في أيام سليمان بن عبد الملك، وكان يكون بدابق.

قال: أخبرنا أبو بكر الخطيب قال: سابق بن عبد الله الرقي المعروف بالبربري يكنى أبا سعيد.

حدث عن عمرو بن أبي عمرو، والعلاء بن عبد الرحمن، ومطرف بن طريف، وعاصم بن كليب، ويزيد بن خصفه، واسماعيل بن أمية، واسماعيل بن أبي خالد،

(1)

-سبق هذا سطر فراغ فيه اسناد ابن العديم هنا عن الخطيب البغدادي.

ص: 4068

وعمرو بن يحيى المازني، وعلي بن بذيمة، وخصيف بن عبد الرحمن، وأبي حنيفة الفقيه.

روى عنه موسى بن أعين وابو بدر شجاع بن الوليد وعثمان (137 - و) بن عبد الرحمن الطرائفي وغيرهم.

وقال أبو بكر الخطيب: أخبرنا أحمد بن أبي جعفر القطيعي قال: أخبرنا محمد ابن عبد الله بن محمد الشيباني قال: حدثنا عبد الله بن سعيد بن يحيى القاضي الكريزي قال: حدثنا الفتح بن سلومة قال: حدثنا فهر بن بشر الداماني قال: حدثني سابق أبو سعيد البربري، إمامنا بالرقة، قال: حدثنا عمرو أبو يحيى بن عمارة المازني

(1)

، بحديث ذكره. (137 - ظ)

(1)

-لا ترجمة لمن اسمه سابق في تاريخ بغداد المطبوع.

ص: 4069

بسم الله الرحمن الرحيم

وبه توفيقي

أخبرنا أبو القاسم عبد الصمد بن محمد-فيما أذن لنا في روايته عنه-عن أبي محمد عبد الكريم بن حمزة السلمي عن أبي نصر بن هبة الله بن ماكولا قال:

سابق بن عبد الله، أبو سعيد المعروف بالبربري حدث عن عمرو بن أبي عمرو، والعلاء ابن عبد الرحمن، ومطرف بن طريف، وعاصم بن كليب، ويزيد بن خصفة، وأبي حنيفة النعمان بن ثابت، واسماعيل بن أمية، واسماعيل بن أبي خالد. روى عنه موسى بن أعين، وشجاع بن الوليد وعثمان بن عبد الرحمن الطرائفي وغيره

(1)

.

أخبرنا تاج الأمناء أبو الفضل أحمد بن محمد بن الحسن-في كتابه-قال:

أخبرنا الحافظ أبو القاسم علي بن الحسن قال: سابق بن عبد الله، أبو سعيد، ويقال أبو أمية، ويقال أبو المهاجر، الرقي المعروف بالبربري، الشاعر، قدم على عمر بن عبد العزيز، وأنشده أشعارا في الزهد.

روى عنه ربيعة بن عبد الرحمن، وداوود بن أبي هند، ومكحول، وشعبة، وعبد الله بن سعيد بن أبي هند، ومطرف بن طريف، والعلاء بن عبد الرحمن، وعمرو ابن أبي عمرو وعاصم بن كليب، ويزيد بن خصفة، واسماعيل بن أمية، واسماعيل ابن أبي خالد، وعلي بن بذيمة، وعبد الله بن سعيد بن أبي هند.

روى عنه الأوزاعي، ومحمد بن يزيد بن سنان الرهاوي، وعبيد الله بن يزيد القردواني، ومحمد بن سليمان بن أبي داوود، وأبو بدر شجاع بن الوليد السكوني، وموسى بن أعين، وعثمان بن عبد الرحمن الطرائفي، وفهر بن بشر (139 - و) الداماني والمعافى بن عمران، ورباح بن الجراح الموصليان

(2)

.

(1)

- الاكمال لابن ماكولا:1/ 398.

(2)

-تاريخ دمشق لابن عساكر:7/ 1 - ظ.

ص: 4070

أنبأنا أبو اليمن زيد بن الحسن عن أبي محمد الجوهري قال: أجاز لنا أبو عبيد الله محمد بن عمران بن موسى المرزباني قال: سابق البربري، مولى الوليد، يكنى أبا عبد الله، ويقال أبو أمية، أحد الزهاد المشهورين، وله مع عمر بن عبد العزيز أخبار وهو القائل:

وللموت تغذو الوالدات سخالها

كما لخراب الدهر تبنى المنازل

وله:

أموالنا لذوي الميراث نجمعها

ودورنا لخراب الدهر نبنيها

والنفس تكلف بالدنيا وقد علمت

أن السلامة فيها ترك ما فيها

وله:

وكائن ترى من صامت لك معجب

زيادته أو نقصه في التكلم

وله:

يخادع ريب الدهر عن نفسه الفتى

سفاها وريب الدهر عنها يخادعه

ويطمع في سوف ويهلك دونها

وكم من حريص أهلكته مطامعه

(1)

أنبأنا أبو حفص عمر بن محمد بن طبرزد عن أبي غالب بن البناء قال: أخبرنا أبو الحسين بن الأبنوسي قال: أخبرنا إبراهيم بن محمد قال: حدثنا محمد بن سفيان قال: حدثنا سعيد بن رحمة قال: سمعت ابن المبارك عن الأوزاعي عن سابق البربري قال: كتب مكحول إلى حسن البصري فجاءنا كتابه، ونحن بدابق: في الرجل يطلب (139 - ظ) عدوّه وهم منهزمون، فحضرت الصلاة أيصلي على ظهر فرسه؟ قال: بل ينزل فيستقبل القبلة، وان كان عدوهم يطلبهم فليصل على ظهر فرسه إيماء.

أخبرنا أبو القاسم عبد الرحيم بن يوسف بن هبة الله بن الطفيل-قراءة عليه- قال: أخبرنا أبو طاهر أحمد بن محمد الأصبهاني قال: أخبرنا أبو الحسن المبارك بن عبد الجبار الصيرفي قال: أخبرنا أبو عبد الله الحسين بن جعفر بن السلماسي قال:

(1)

-ليس لسابق ذكر في معجم الشعراء للمزباني.

ص: 4071

أخبرنا أبو أحمد محمد بن عبد الله بن أحمد الدهان قال: أخبرنا أبو علي محمد بن سعيد بن عبد الرحمن قال: حدثنا علي بن عثمان النفيلي قال: حدثنا أبو مسهر قال: حدثنا أبو كامل مولى الغاز بن ربيعة قال: سمعت سابقا البربري ينشد مكحولا وهو في الغزو:

يا نفس كل قابر مقبور

ويهلك الزائر والمزور

ويقبض العارية المعير

ليس على صرف الدّوا عمور

كم من غنيّ مكثر فقير

حتى انتهى إلى قوله:

والصدق برّ والتقى نظير

والبرّ معروف به المبرور

وذو الهوى يسوقه المقدور

فقال مكحول: لا.

أخبرنا أبو محمد عبد الرحمن بن عبد الله بن علوان الأسدي-قراءة عليه وأنا أسمع بحلب-قال: أخبرنا أبو عبد الرحمن محمد بن محمد بن عبد الرحمن الخطيب، ح.

وأخبرنا علي بن عبد المنعم بن علي المنبجي، ثم الحلبي بها، قال: أخبرنا يوسف بن آدم المراغي قالا: أنبأنا أبو بكر محمد بن منصور بن محمد (140 - و) السمعاني قال: أخبرنا الشيخ أبو محمد جعفر بن أبي طالب قال: أخبرنا أبو علي بن شاذان قال: أخبرنا أبو جعفر بن بريه قال: حدثنا ابن أبي الدنيا قال حدثني محمد بن الحسين قال: حدثنا حماد بن الوليد الحنظلي قال: سمعت عمر بن ذر يذكر أنه بلغه عن ميمون بن مهران أنه قال: دخلت على عمر بن عبد العزيز يوما وعنده سابق البربري الشاعر وهو ينشده شعرا فانتهي في شعره إلى هذه الأبيات:

ص: 4072

وكم من صحيح بات للموت آمنا

أتته المنايا بغتة بعدما هجع

فلم يستطع إذ جاءه الموت بغتة

فرارا ولا منه بقوّته امتنع

فأصبح تبكيه النساء مقنّعا

ولا يسمع الداعي وإن صوته رفع

وقرب من لحد فصار مقيله

وفارق ما قد كان بالأمس قد جمع

فلا يترك الموت الغني لماله

ولا معدما في المال ذا حاجة يدع

فلم يزل يبكي ويضطرب حتى غشي عليه.

أخبرنا أبو بكر عتيق بن أبي الفضل السلماني-قراءة عليه وأنا أسمع-قال:

أخبرنا أبو القاسم علي الحسن، ح.

وحدثنا أبو الحسن محمد بن أحمد بن علي-من لفظه-قال: أنبأنا أبو المعالي عبد الله بن عبد الرحمن قالا: أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم العلوي قال: أخبرنا رشاء بن نظيف قال: أخبرنا الحسن بن اسماعيل بن محمد، ح.

وأخبرنا أبو القاسم عبد الغني بن سليمان بن بنين قال: أخبرنا أبو عبد الله محمد بن حمد الأرتاحي قال: أخبرنا أبو الحسن علي بن الحسين الفراء-إجازة- قال: أخبرنا أبو القاسم عبد العزيز بن الحسن بن اسماعيل الضراب قال: أخبرنا أبي قال (140 - ظ) أخبرنا أحمد بن مروان قال: أنشدنا اسماعيل بن اسحاق السراج قال: أنشدني أبو زيد النميري لسابق:

وكم من صحيح بات للموت آمنا

أتته المنايا بغتة بعدما هجع

فلم يستطع إذ جاءه الموت بغتة

فرارا ولا منه بقوته امتنع

وأصبح تبكيه النساء مقنّعا

ولا يسمع الداعي وإن صوته رفع

وقرب من لحد فصار مقيله

وفارق ما قد كان بالأمس قد جمع

ولا يترك الموت الغني لماله

ولا معدما في المال ذا حاجة يدع

أخبرنا أبو هاشم عبد المطلب بن الفضل الهاشمي-قراءة عليه وأنا أسمع- قال: أخبرنا أبو سعد عبد الكريم بن محمد بن منصور قال: أخبرنا خليفة بن محفوظ المؤدب بالأنبار، في الرحلة الأولى إليها، قال: حدثنا أبو طاهر محمد بن أحمد بن أبي الصقر العدل-إملاء من لفظه-قال: أخبرنا محمد بن المغلس البزاز، ح.

ص: 4073

وأخبرنا أبو علي حسن بن أحمد بن يوسف الأوقي قال: أخبرنا الحافظ أبو طاهر أحمد بن محمد بن أحمد السّلفي قال: أخبرنا أبو عبد الله محمد بن أحمد بن ابراهيم الرازي عن أبيه أبي العباس الفقيه أن أبا الحسن محمد بن الغلس بن جعفر البزاز أخبرهم بمصر قال: أخبرنا أبو محمد الحسن بن رشيق المعدّل العسكري. وقال ابن أبي الصقر: الحسن بن رشيق المصري قال: حدثنا أحمد بن جعفر بن محمد السامري بالرملة قال: حدثنا العباس بن محتاج قال: قال سابق البربري: (141 - و)

العلم زين وتشريف لصاحبه

فاطلب هديت فنون العلم والأدبا

يا جامع العلم نعم الذخر تجمعه

لا تعدلن به درّا ولا ذهبا

قد يجمع المرء مالا ثم يتلفه

عما قليل فيلقى الذل والحربا

وجامع العلم مغبوط به بهج

ما إن يحاذر فوتا لا ولا سلبا

أخبرنا أبو الفضل أحمد بن محمد-في كتابه-قال: أخبرنا الحافظ أبو القاسم عمي قال: أخبرنا أبو بكر محمد بن شجاع قال: أخبرنا أبو عمرو بن مندة قال:

أخبرنا الحسن بن محمد بن أحمد بن يوه قال: أخبرنا أبو الحسن اللبناني قال:

حدثنا أبو بكر بن أبي الدنيا قال: حدثني محمد بن الحسين قال: حدثنا اسحاق بن يحيى العبدي قال: حدثنا عثمان بن عبد الحميد قال: دخل سابق البربري على عمر ابن عبد العزيز فقال له عمر: عظني يا سابق وأوجز، قال: نعم يا أمير المؤمنين وأبلغ إن شاء الله، قال: هات، فقال: هات، فأنشده:

إذا أنت لم ترحل بزاد من التقى

ووافيت بعد الموت من قد تزودا

ندمت على أن لا تكون شركته

وأرصدت قبل الموت ما كان أرصد

فبكى عمر حتى سقط مغشيا عليه.

وقال: أخبرنا الحافظ عمي قال: أخبرنا أبو محمد هبة الله بن أحمد بن محمد قال: أخبرنا أبو بكر الخطيب قال: أخبرنا أبو الحسين بن بشران قال: أخبرنا أبو علي بن صفوان قال: أخبرنا أبو بكر بن أبي الدنيا قال: حدثني أبو عبد الله محمد بن أيوب قال: حدثني عبد الله بن حماد-وكان ثقة-أن عمر بن عبد العزيز كتب الى سابق البربري أن عظني، فكتب إليه بهذه:(141 - ظ)

ص: 4074

بسم الذي أنزلت من عنده السور

والحمد لله أما بعد يا عمر:

إن كنت تعلم ما تأتي وما تذر

فكن على حذر قد ينفع الحذر

واصبر على القدر المحتوم وارض به

وإن أتاك بما لا يشتهي القدر

فما صفا لامرئ عيش يسرّ به

إلا سيتبع يوما صفوه كدر

(1)

أخبرنا أبو هاشم عبد المطلب بن الفضل الهاشمي قال: أخبرنا أبو الفتح أحمد ابن محمد بن أحمد الخلمي قال: أنشدنا أبو المعين ميمون بن محمد بن محمد بن معتمد المكحولي النسفي-إملاء-قال: أنشدوا لسابق البربري:

ألم تر أن الحلم زين مسوّد

لصاحبه والجهل للمرء شائن

ومن لا يزال يوما مع الجهل مذعنا

يقده إلى حين وذو الجهل حائن

ومن هذه الأبيات ما أنبأنا به أبو حفص عمر بن محمد بن طبرزد قال: أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي-إجازة إن لم يكن سماعا-قال: أخبرنا أبو الحسين ابن النقور، وأبو القاسم بن البسري وأبو محمد بن أبي عثمان قالوا: أخبرنا أحمد ابن محمد بن موسى بن القاسم بن الصلت المجبر قال: أخبرنا أبو بكر محمد بن القاسم قال: حدثنا أحمد بن محمد الأسدي قال: أنشدنا الرياشي لسابق البربري رحمه الله:

ألا ربما صار البغيض مصافيا

وحال عن العهد الصديق المتاقن

فلا تغترر ما عشت من متجمل

بظاهر ود قد تغطى البطائن

قال الرياشي: المتاقن المؤانس المعاشر، وأنشد لابن مقبل:(142 - و)

يقول الذي أمسى إلى الحزن أهله

بأي الحشى أمسى الخليط المتاقن

أخبرنا أبو بكر عتيق بن أبي الفضل السلماني قال: أخبرنا الحافظ أبو القاسم علي بن الحسن الدمشقي، ح.

وحدثنا أبو الحسن محمد بن أحمد بن علي-من لفظه-قال: أنبأنا أبو المعالي

(1)

-تاريخ دمشق لابن عساكر:7/ 3. و-4. و.

ص: 4075

عبد الله بن عبد الرحمن بن صابر قالا: أخبرنا الشريف أبو القاسم علي بن ابراهيم العلوي قال: أخبرنا أبو الحسن رشاء بن نظيف، ح.

وأخبرنا أبو القاسم عبد الغني بن سليمان بن بنين قال: أخبرنا أبو عبد الله محمد بن حمد الأرتاحي قال: أخبرنا أبو الحسن علي بن الحسين الفراء-إجازة- قال: أخبرنا أبو القاسم عبد العزيز بن الحسن قال: أخبرنا أبو محمد الحسن بن اسماعيل بن محمد الضراب قال: أخبرنا أحمد بن مروان قال: أنشدنا عمرو بن محمد البصري قال: أنشدنا أبو الفضل الرياشي قال: أنشدني بعض أصحابنا لسابق البربري:

إن كنت متخذا خليلا

فتنق وانتقد الخليلا

من لم يكن لك منصفا

في الود فابغ به بديلا

وعليك نفسك فارعها

واكسب لها عملا جميلا

ومن استخف بنفسه

زرعت له قالا وقيلا

وأقل ما تجد اللئي

م عليك إلا مستطيلا

وقال ابن بنين: ولقلّ (معا).

والمرء إن عرف الجمي

ل وجدته يأتي الجميلا

(142 - ظ)

ولربما سئل البخيل الشيء

لا يسوي فتيلا

فيقول لا أجد السبيل

إليه يكره أن ينيلا

فكذا لا جعل الإله له

إلى خير سبيلا

يا مبتني الدار الذي هو

مسرع عنها الرّحيلا

إن لم تنل خيرا أخاك

فكن له عبدا ذليلا

وتجنّب الشهوات

واحذر أن تكون لها قتيلا

فلرب شهوة ساعة قد

أورثت حزنا طويلا

(1)

(1)

-لم ترد هذه الأبيات في تاريخ ابن عساكر.

ص: 4076

‌سابق

(1)

بن محمود بن نصر بن صالح بن مرداس:

ابن ادريس بن نصر أبو الفضائل الكلابي، وتمام نسبه نذكره في ترجمة جد أبيه صالح بن مرداس إن شاء لله تعالى، وأمه بنت الملك أبي طاهر بن فناخسرو بن بويه.

ملك حلب في الليلة الثانية من شوال سنة ثمان وستين وأربعمائة، وكان أخوه

(2)

قد قتل يوم عيد الفطر بعد العصر على ما ذكرناه في ترجمته، وكان قد فوض نصر أموره الى سديد الملك أبي الحسن علي بن منقذ بعد عوده من طرابلس، وفوض إليه أموره، وكان الوزير ابن النحاس بقلعة حلب، وفي القلعة وال يقال له ورد، وعندهما جماعة من الخواص، فلما علموا بقتل نصر استدعوا أخاه سابق بن محمود، وكان ساكنا في العقبة في الدار التي تنسب الى عزيز الدولة فاتك، وكان قد شرب فيها وسكر، فحمل من العقبة وهو سكران، ورفع من السور (143 - و) بحبل الى القلعة وهو سكران، ونادوا بشعاره وأطاعه الأجناد، وأشاروا عليه باطلاق أحمد شاه من الاعتقال، وكان نصر اعتقله، فأطلقه، وخلع عليه، فنزل أحمد شاه إلى العسكر بالحاضر فسكن الفتنة.

واستقرت قاعدة سابق، ولقب عز الملك أبو الفضائل، ودخل عليه أبو الفتيان ابن حيوس، فمدحه بقصيدته التي أولها:

عليّ لها أن احفظ العهد والودّا

وإن لم تفد إلا القطيعة والصدا

(3)

فأطلق له سابق ألف دينار، وجعل له كل شهر ثلاثين دينارا.

وكان سابق من متخلفي بني مرداس، كان ينظم الشعر، فإنني وقفت في ديوان شعر ابن النحاس على أبيات يخاطب لها سابق بن محمود، وقد أنشده شعرا لنفسه فيه:

كنت أنشدتني من الشعر نظما

بحتريا يفوق لفظا ومعنى

(1)

-سبق لي نشر هذه الترجمة في ملاحق كتابى مدخل الى تاريخ الحرب الصليبية:397 - 404.

(2)

-اخوه نصر بن محمود بن نصر بن صالح، انظر تفاصيل خبر قتله مع احداث عصره في كتابي امارة حلب:149 - 152.

(3)

-ديوانه:1/ 144.

ص: 4077

ولما مات سابق وعرف بنو كلاب تخلفه اجتمعوا الى أخيه وثاب، وحسنوا له أخذ حلب، وانضاف إليه أخوه شبيب بن محمود، ومبارك بن شبل ابن خالهما؛ فسير سابق واستدعى أحمد شاه أمير الأتراك، وكان في ألف فارس، واستعان به، فأنفذ الى رجل من الأتراك يعرف بمحمد بن دملاج كان نازلا في طريق بلد الروم في خمسمائة فارس، وضمن له مالا، فوصل ابن دملاج في يوم الأربعاء مستهل ذي القعدة من سنة ثمان (143 - ظ) وستين وأربعمائة، وتحالفوا، وخرجوا الى وثاب وبني كلاب في يوم الخميس مستهل ذي الحجة، وكان بنو كلاب في جمع يقارب سبعين ألف فارس وراجل، وكانوا بقنسرين فعندما عاينوا الأتراك، انهزموا من غير قتال، وخلفوا حللهم، وأموالهم، ونسائهم وأموالهم، فغنم أحمد شاه وابن دملاج وأصحابهما جميع ذلك، فيقال إنهم أخذوا لهم مائة ألف جمل، وأربعمائة ألف شاة، وسبوا من حرمهم الحرائر، وإمائهم وعبيدهم مالا يحصى كثرة، وعادوا بالأسرى الى حلب، فأطلقهم سابق، وأنزل أخته زوجة مبارك بن شبل في دار وأكرمها.

فسار وثّاب ومبارك بن شبل الى السلطان ملك شاه بن ألب أرسلان، وشكوا حالهم، وسألوا منه أن يعينهم على سابق، فوعدهم وأقطعهم في الشام، وأقطع الشام أخاه تتش، فسار ومعه جموع الترك ووثّاب ومبارك بن شبل، وصل إليه بنو كلاب، فنزل على حلب سنة إحدى وسبعين وأربعمائة، ووصل إليه أبو المكارم مسلم بن قريش، ونزل معه عليها، وكان هواه مع سابق، فكان يسيّر إليه بما يقوي نفسه، وينكر على بني كلاب خلطنهم، ودام الحصار ثلاثة أشهر. وأحس أبو المكارم بتغير النية فيه، وتحقيق التهمة به من مراسلة سابق وأهل حنب، فاستأذن تاج الدولة في الرحيل، ورحل وجعل رحيله وعبوره وبعسكره على باب حلب، وباع (144 - و) أصحابه أهل حلب كلما كان في عسكره عصبية وتقوية لهم، وقوى نفوسهم ونفس سابق، وسار بعد أن قوي أهل حلب بما ابتاعوه من عكسره بعد الضعف الشديد الى بلاده، ورحل معظم بني كلاب، وبقي مع تاج الدولة تتش من بني كلاب وثّاب وشبيب أخو سابق ومبارك بن شبل في عدد يسير، فأشار عليهم أبو المكارم بن قريش بالاحتياط على أنفسهم أو الهرب الى حلب، وكاتبهم سابق،

ص: 4078

وتألقهم، وقال لهم: إنما أذب وأحامي عن بلادكم وعزكم، ولو صار هذا البلد الى تتش، أزال ملك العرب وذلوا، واستوحشوا من الأتراك، فهربوا الى حلب، وصاروا الى سابق، وكتب سابق الى الأمير أبي زائدة محمد بن زائدة قصيدة من شعر وزيره أبي نصر النحاس يعرفه ما هو فيه من الضيق، ويسأله الاقبال عليه، والقيام بمعونته، ويحذره من التخلف عنه فيكون ذلك سببا لزوال ملك العرب، ويعيب عليه في التوقف عنه، والقصيدة:

دعوت لكشف الخطب والخطب معضل

فلبيّتني لما دعوت مجاوبا

ووفّيت بالعهد الذي كان بيننا

وفاء كريم لم يخن قط صاحبا

وما زلت فرّاجا لكل ملمة

إذا المحرب الصنديد ضجّع هايبا

فشمر لها وانهض نهوض مشيّع

له غمرات تستقل النوائبا

وقل لكلاب بدد الله شملكم

أو يحكم ما تتقون المعائبا (144 - ظ)

أتستبدلون الذل بالعز ملبسا

وتسون أذنابا وكنم ذوائبا

وما زلتم الآساد تفترس العدى

فما بالكم مع هؤلاء ثعالبا

ثبوا وثبة تشفي الصدور من الصدا

ولا تخجلوا أحسابنا والمناقبا

ولا بد من يوم نحكم بيننا

وبين العدى فيه القنا والقواضبا

أرى الثغر روحا أنتم جسد له

إذا الروح زالت أصبح الجسم عاطبا

وقد ذدت عنه طالبا حفظ عزكم

إباء ولافيت المنايا الشواغبا

وها أنا لا أنفك أبذل في حمى

حماكم مجدا مهجتي والرغائبا

أاذخر مالي عنكم وذخائري

إذا بتَّ عن طرق المكارم عازبا

شكرت صنيع ابن المسيب إذ أتى

يجر مغاوير تسد السباسبا

منها:

أيا راكبا يطوي الفلاة بحسرة

هملعة

(1)

لقيت رشدك راكبا

ألا أبلغ أبا الريان عني أوكه

(2)

تربح من الإيلاف ما كان واجبا

(1)

-الهلمع: السريع البكاء. القاموس.

(2)

-الالوكه: الرسالة.

ص: 4079

أخا شخصه لا يبرح الدهر حاضرا

تمثله عيني وإن كان غائبا

متى تجمع الأيام بيني وبينه

أشد عليه ما حييت الرواجبا

(1)

وأهد انى شبل سلامي وقل له:

لك الخير دع ما قد تقدم جانبا

فتلك حقود لو تكلم صامت

لجاء إليها الدهر منهن تائبا

وقد أمكنتكم فرصة فانهضوا لها

عجالا وإلا أعوز الدر جالبا (145 - و)

فإني رأيت الموت أجمل بالفتى

وأهون أن يلقى المنايا مجاوبا

وكان قد بلغ سابقا أن أميرا من أمراء خراسان يقال له تركمان التركي، قد توجه منجدا تاج الدولة تنش ومعه عسكر، فأخرج سابق منصور بن كامل الكلابي، أحد أمراء بني كلاب، من حلب ليلا، وأعطاه كتابه الى أبي زائدة، وفيه هذه الأبيات، ومعه بعض أصحاب سابق، ومعهم مال، فاتفق مع منصور ونائب سابق، وجمعوا ما يزيد على ألف فارس وخمسمائة راجل من بني نمير وقشير، وكلاب، وعقيل، بتدبير أبي المكارم بن قريش، والتقوا تركما التركي في أرض الفايا

(2)

، فكبسوا عسكره، وقتلوه.

وبلغ ذلك تاج الدولة تتش فرحل عن حلب الى الفرات، وشتى بديار بكر، ثم عاد الى حلب، وافتتح منبج في طريقه وبزاعا وعزاز، وصبح حلب صباحا، فخرج عسكر حلب، فالتقوا على الخناقية، وانهزم عسكر تتش بغير قتال.

وكان أبو زائدة وابن عمه شبل بن جامع بن زائدة في قدر خمسين فارسا مقابلهم فحملوا عليه، واتفقت هزيمتهم فقتلوا من الغزّ جماعة وغنموا، وتقدم محمد بن زائدة الى الشيخ أبي نصر منصور بن تميم السرميني المعروف بابن زنكل أن يجيب أبا الفضائل سابق بن محمود عن القصيدة التي أنفذها إليه، ويعرفه ما لبني كلاب من الأيام المعروفة، ويذكر هذه الوقائع، فعمل:

(1)

-الرواجب: مفاصل اصول الاصابع، أبو بواطن مغاصلها، أو هى فصب الاصابع أو مفاصلها، أو ظهور السلاميات. القاموس.

(2)

-الغايا كورة بين حلب ومنبج قرب وادي بطنان. معجم البلدان.

ص: 4080

دعوت مجيبا ناصحا لك مخلصا

يرى ذاك فرضا لا محالة واجبا

فلبيت لا مستنكفا جزعا ولا

هدانا اذا خاض الكريهة هائبا

قال فيها في ذكر هذه الوقائع:

ولما دعاني المدركي ابن صالح

شققت ولم أرهب اليه الكرائبا

أسابق صرف الدهر في نصر سابق

الى تركمان الترك أزجي النجائبا

فلما التقيناهم غدا البعض سالبا

لانفسهم والبعض للمال ناهبا

فيا لك من يوم سعيد بيمنه

عن الثغر أضحى عسكر الضد هاربا

وكان يرى في كفه الشام حاصلا

ويوم بزاعا رد ما ظن خائبا

وفي يوم خناقيه قد خنقتهم

بعثير ذل رد ذا الشرخ شائبا

عطفت لهم اذ خام من خام منهم

بفتيان كالعقبان شامت توالبا

(1)

فلله قومي الصادرون لو انثنوا

معي أو فريق كنت للجمع ناكبا

فولوا وقضبان المخافة فيهم

مسابقة أرماحنا والقواضبا

فكم فارسا منهم تركنا مجدلا

يباشر ترب القاع منه الترائبا

وإذ ايقنوا أن ليس للكسر جابر

تولو وعن جبرين حثوا الركائبا

وخلنوا بها كسبا حووه وأبصروا

سلامتهم منا أجل مكاسبا

ورحل تاج الدولة تتش من جبرين، وكان نازلا بعسكره عليها الى دمشق.

ولما جرى هذا الحادث طمع شرف الدولة، أبو المكارم، مسلم بن قريش في الشام، وكاتبه سابق بن محمود يبذل له تسليم حلب اليه، ووفدت (146 - و) عليه بنو كلاب بأسرها، فتوجه الى حلب، ونزل عليها في السادس عشر من ذي الحجة من سنة اثنتين وسبعين وأربعمائة، فغلقت أبوابها في وجهه، وكان عند سابق أخواه شبيب ووثاب بحلب، فلم يمكناه من التسليم، فلم يقاتلها، وأهلها يحرصون على التسليم اليه لما هم فيه من الجوع، وعدم القوت، وسلم البلد اليه ولد الشريف الحتيتي، على ما نذكره في ترجمة أبي المكارم مسلم بن قريش فانحاز سابق الى القلعة. وأخواه شبيب ووثاب في القصر لضيق القلعة، وحصر أبو المكارم القلعة

(1)

-التولب: الجحش. القاموس.

ص: 4081

الى أن دبر شبيب ووثاب وهما في القصر على سابق، وقفرا في القلعة وصاح الاجناد بها شبيب يا منصور، وقبض سابق وحبس، وتسلم شبيب ما كان بها من المال، وسفر سديد الملك أبن منقذ بين مسلم بن قريش وبين شبيب الى أن تسلم القلعة في شهر ربيع الآخر من سنة ثلاث وسبعين وأربعمائة، وانقضى أمر سابق بعد حصار للقلعة أربعة أشهر، وانقضت دولة آل مرداس.

دفع إلى القاضي أبو محمد بن الخشاب جزءا بخطه وذكر لي أنه نقله من خط أبي الحسن علي بن عبد الله بن أبي جراده في ذكر ملوك حلب. وكتب إلينا المؤيد ابن محمد بن علي الطوسي عن أبي الحسن قال بعد ذكر نصر بن محمود وقتله بظاهر حلب ثاني عيد الفطر من سنة ثمان وستين: بعد أخوه سابق بن محمود أقام أربع سنين، وسلم البلد إلى شرف الدولة أبي المكارم مسلم (146 - ظ) بن قريش العقيلي سنة اثنتين وسبعين وأربعمائة-يريد البلد دون القلعة.

قرأت بخط أبي عبد الله العظيمي، وأنبأنا به أبو اليمن الكندي وغيره عنه؛ سنة ثماني وستين وأربعمائة فيها: قتل نصر بن محمود صاحب حلب يوم الأحد، يوم عيد الفطر. وجلس سابق بن محمود مكانه.

قال: وفي هذه السنة، يعني سنة اثنين وسبعين وأربعمائة. وصل شرف الدولة إلى حلب وتسلمها من سابق بن محمود، وامتنعت القلعة عليه، وكان بالقلعة سابق وأخوه شبيب، فقبض شبيب على سابق يوم السبت ثاني عشر صفر، وتولى الأمر بنفسه يوما واحدا، ثم عاد سابق فقبض على أخيه شبيب وتولى الأمر كما كان أولا، وبقي الحصار أربعة أشهر، ثم سلم القلعة سابق إلى شرف الدولة يوم الأحد عاشر ربيع الآخر، وقيل جمادى الآخر، وهو الأصح، يعني من سنة ثلاث وسبعين وأربعمائة

(1)

.

نقلت من خط أبي الحسن علي بن مرشد بن علي بن منقذ في تاريخه قال:

وأقام نصر مالكا إلى سنة ثمان وستين، فلما كان يوم عيد الأضحى عيّد وخرج العصر لنهب الأتراك ابن خان وأصحابه، ويأخذ نساءهم فإنه قال: «نريد الوجوه

(1)

-تاريخ العظيمى:351.

ص: 4082

الملاح» فضربه واحد فقتله، واختبطت حلب، وقفلت أبوابها، وقفل باب القلعة، فجاء الأمير أبو الحسن سديد الملك، وكان قد نزل لما مات محمود، وقال له نصر:

«ما يرّب هذه الدولة غيرك» ؛ فلما قتل نصر لم يجسر أن يذكر للوزير ابن النحاس-وكان صديقه-ذلك ظاهرا، فقال له وهو في القلعة من تحت السور:

الأمير نصر (147 - و) سالم كما تحب، ولكن سألتني عن شيء قبل خروجي وهو:

القيل فاد، معناه: القيل الملك، وفاد مات.

فاحتفظ ابن النحاس بن القلعة، وأجلسوا بعده أخاه سابقا، وكان سابق كما قيل لي من أحسن الناس محاضرة، وأصبحهم وجها، وأسوأهم فعلا في نفسه وأفعاله.

حدثني مولاي رحمه الله قال: من طريف عمله أنه مدحه الشريف أبو المجد بثلاث قصائد، فتأخرت الجائزة، فكتب إليه، وقد ضاع له دنانير ثم وجدها.

قل للأمير أبي الفضائل سابق

قولا يفوه به لسان الناطق

فبحق من رد الدنانير التي

ضاعت بتقدير الإله الخالق

أردد علي مدائحا أنشدتها

ذهبت لديك ذهاب خلّب بارق

قال: فأنفذ له قصيدة وكتب إليه على ظهرها: نحن نسأل عن الباقي وننفذه إليك.

وأقام بحلب مستضعفا بغير بنو كلاب على باب حلب، تأخذ منه الغسالات والقوافل، ولا يخرج أحد إلاّ بخفارة، ولا يدخل إلا كذلك.

والأمير سديد الملك مقيم بالجسر لعلمه أن الداء قد أعضل؛ قال: فاشتغل عنهم بحصنه وبلده كفر طاب، يشتو بالجسر، ويصيف بكفر طاب، إلى أن

ص: 4083

غلب سابق، واستحكم يأسه، أنفذ إليه وقال: أشتهى أن تحضر، تفصل بيني وبين أخوتي، وما قد دهمنا من شرف الدولة، فمضى حينئذ وقد أمن غائلتهم.

وقال: سنة ثلاث وسبعين وأربعمائة؛ فيها تسلم شرف الدولة (147 - ظ) قلعة حلب، شهر ربيع الآخر ولم يكن فيها ما يؤكل.

قلت انقطع ذكر سابق بعد أخذ حلب منه، فلم نقع له على ذكر ولا خبر والظاهر أنه تطل مدته، وأنه توفي بعد ذلك بقليل.

‌السابق بن أبي مهزول المعري:

واسمه محمد بن الخضر، السابق لقب اشتهر به، وربما يلتبس بأنه اسمه، وسنذكره في المحمدين فيما يأتي إن شاء الله تعالى.

ص: 4084

‌ذكر من اسمه سابور

‌سابور بن أزدشير:

بابكان الملك بن ساسان بن بابك بن ساسان بن بابك بن ساسان بن بهمن الملك، وهو سابور الجنود، ملك بعد أبيه أزدشير، ملك احدى وثلاثين سنة ونصف، وثمانية عشر يوما، هكذا نقلت نسبه من خط عبد السلام بن الحسين البصري المعروف بالواجكا في كتاب ذكر فيه فضائل الفرس وملوكهم وأنسابهم وأخبارهم.

ونقلت من خط المذكور في هذا الكتاب، قال سابور بن أزدشير الملك يوم ملك: لا يتعقبن أحد أمرنا ونهينا ما لم يعرف أسبابهما.

قال: وبنى سابور الجنود الملك: جندي سابور، وبنى بفارس مدينة سابور، وقد كان في موضع مدينة سابور مدينة بناها طهمورث الملك، وبنى سابور أيضا بميسان مدينة سماها شاذ سابور وبالنبطية تسمى ويها.

قيل إن سابور بن أزدشير افتتح الرقة، ودخل إلى بلاد الروم فقتل منهم وسبى وانتهى إلى القسطنطينية، ففي دخوله من الرقة إلى بلاد الروم اجتاز بحلب أو عملها.

وكان له كلام حكمة.

قرأت في كتاب وقع إليّ يتضمن أخبار ملوك الفرس: ثم ملك من بعده (148 - و) يعني أزدشير بن سابور بن أزدشير فعقد التاج على رأسه وهو ابن عشرين سنة، وقد كان الناس آنسوا منه في حياة أبيه فضلا في إصابة رأيه وصحة عقله وعمورة حلمه وشدة بطشه، وبلاغة منطقه مع حزمه ورأيه ويمن نقيبته، وعظم رأفته ورحمته وأمر بما في الخزائن من الأموال والجوهر والأمتعة، ففرق

ص: 4085

أكثر ذلك فيمن قبله من الجنود والرعية، ووصل إلى كل منهم بقدر ما هو أهله ومستحقه وقدر حاجته إليه، حتى وصل ذلك إلى الخاص والعام ونالت منفعته القريب والبعيد، والشريف والوضيع، وساس ملكه بأحسن السياسة، ووصل إلى رعيته من اللين والرفاهية في ولايته ما اشتدت مودته لهم ورغبتهم فيه، وحسن سماعه في الناس، فلما مضى من ملكه إحدى عشرة سنة سار بجنوده إلى الجزيرة فنزل على نصيبين فافتتحها، ثم افتتح الرقة وأوغل في بلاد الروم، فقتل منهم مقتلة عظيمة وسبى سبايا كثيرة، ثم انصرف إلى مملكته بغنائم كثيرة، وقد كان انتهى في مسيره إلى القسطنطينية، وبنى ثلاث مدائن منهن جندي سابور، وسابور التي بفارس وتستر بالأهواز، واستقبل السيرة في مملكته ورعيته بأحسن ما كان عليه من الجود بالأموال، والتخفيف عن الخراج والرحمة للضعفاء، والرقة عليهم والشدة على أهل الريب والتحري للعدل (148 - ظ) وكان جميع ما ملك ثلاثين سنة وشهرا إلاّ يومين.

‌سابور بن علي بن هلال بن حبيش بن عبد العزيز:

أبو طاهر بن أبي الحسين بن أبي البدر الحلبي المؤدب المعروف بابن الجبري شاعر بن شاعر بن شاعر بن شاعر بن شاعر، وقد ذكرنا لكل واحد منهم في ترجمته شعرا.

وأصلهم من جبرين قورسطايا من ناحية اعزاز، وسكنوا حلب.

روي عنه شيئا من شعره أبو عبد الله بن الملحيّ، وأبو نضر أحمد بن محمد الطوسي.

أخبرنا أبو الفضل تاج الامناء أحمد بن محمد بن الحسن قال: أخبرنا عمي الحافظ أبو القاسم علي بن الحسن قال: سابور بن الجبري المعلم، شاعر قدم دمشق ذكره لي أبو عبد الله بن الملحي فيمن لقيه بدمشق من أهل الأدب.

فحدثنا أبو عبد الله محمد بن المحسن بن أحمد بن الملحي من لفظه، وكتبه لي بخطه قال: سابور بن الجبري المعلم، شاعر مجيد وأبوه كذلك، مترسل له مقامات

ص: 4086

ورسائل يشبه بعضها بعضا في الجودة، وهو القائل في مقلد بن قريش وأسامة بن مبارك:

كنا نعدّ مقلدا في

بخله ربّ الملامه

وإذا مقلد حين جا

ء أسامة كعب بن مامه

رأيته في رواية أخرى:

وإذا به كعب بن مامه

حين عاينا أسامة

(1)

أخبرنا أبو المظفر حامد بن أميري القزويني-فيما أجاز لنا روايته عنه-قال:

(149 - و) أجاز لنا خطيب الموصل أبو الفضل عبد الله بن أحمد بن محمد الطوسي قال: أخبرنا والدي قال: أنشدنا أبو طاهر سابور لنفسه في الكذب:

المين يجمع كل شيء طالح

من خصلة مبغوضة لا تحسن

فتوقه إن كنت مرءا صالحا

قد يتقيه على الصلاح المؤمن

وقال: أنشدنا أبو طاهر، يعني لنفسه:

من كان يكذب ما يقول فلا تكن

منه قريبا انه لك مفسد

هي خصلة لا ترتضى فتوقّها

إن كنت مرءا في الديانة تحمد

وقال: أنشدنا أبو طاهر:

وقد كنت حرا غير أن مطامعي

تركن إبائي عند عزته عبدا

ومن تابع الاطماع ضلّ برأيه

وحلّ مريرا كان أحكمه عقدا

نقلت من بعض تعاليقي مما نقلته من خط بعض الحلبيين لأبي طاهر الجبري الحلبي:

مدحناكم ظنا بأن مديحنا

يقربنا منكم فنظفر بالبذل

(1)

-ليس لسابور ترجمة في تاريخ دمشق لابن عساكر، ومقلد وأسامة كانا من امراء بني عقيل في الموصل.

ص: 4087

ولم ندر أن الجود لم يلق عندكم

عصاه ولم تثبت لكم قدم الفضل

لنا من قاصدي غير أهله

رواها لكم لما عكفتم عن البخل

نقلت من خط محمد بن علي العظيمي في تاريخه-وأنبأنا عنه أبو اليمن زيد ابن الحسن الكندي، والمؤيد بن محمد بن علي الطوسي-قال: سنة إحدى وثلاثين وخمسمائة، فيها مات سابور بن علي الجبري الشاعر وعمره ثمانون سنة ثم ذكر (149 - ظ) في سنة ثلاث وثلاثين وخمسمائة مات سابور أول ربيع الأول في يوم مطير، وقد ذكر في السنة الحالية موته وهذا هو الصحيح

(1)

.

‌سابور بن هرمز:

الملك بن نرسي الملك بن بهرام الملك، ويقال له الملك شاهنشاه بن بهرام الملك بن هرمز البطل الملك بن سابور الجنود الملك بن أزدشير بن بابك بن ساسان بن بابك ابن ساسان بن بابك بن ساسان بن بهمن الملك، وهو سابور ذو الأكتاف، هكذا نقلت نسبه من خط عبد السلام بن الحسين بن محمد البصري في الكتاب المتضمن ذكر فضائل الفرس وذكر طبقات ملوكهم.

وذكر غيره أنه سابور بن هرمز بن نرسي بن بهرام بن سابور وأن بهرام شاهنشاه أخو نرسي بن بهرام، قيل انه دخل الشام وقصد ملك الروم أبو الياس الى أنطاكية فقبض عليه وحبسه بأنطاكية.

قرأت بخط عبد السلام البصري: وكان سابور حملا يوم مات أبوه هرمز الملك، فعقد التاج على بطن أمه، وكان الملك يوم يملك يتكلم بكلام يرغب الناس ويرهبهم، ويعدهم العدل وحسن السيرة، فاذا قعد على سرير الملك ووضع التاج على رأسه، يحمد الله ثم يتكلم بذلك، فإن كان الملك صغيرا لا يحتمل أن يعلق التاج على رأسه، وضع التاج على كرسي ويتكلم عنه وزيره والموابذة والهرابذة

(2)

فإذا كان صبيحة اليوم الذي يدرك فيه وضع التاج على رأسه، وجلس مجلس الملوك ثم تكلم هو (150 - و) وإنما سمي سابور ذو الأكتاف لأنه كان يخلع أكتاف العدو، وهو الذي قتل ايادا، وانما كان جرم اياد عنده ان شاة لرجل من أهل

(1)

-لم يرد هذا الخبر في المطبوع من تاريخ العظيمي.

(2)

-اعلى رجال الدين الزرادشت مكانة.

ص: 4088

السواد سرقت فاتهم بها رجلا من اياد، كان دخل السواد في حاجة له فقتل سابور ايادا، وهربت بقية منهم فدخلت بلاد الروم، فخلع سابور أكتاف من بقي منهم.

ومن خط عبد السلام: وبلغنا أن معاوية بن أبي سفيان كتب الى بني تميم يأمرهم بالوثوب على علي بن أبي طالب عليه السلام، فأجابه الى ذلك قوم منهم وعلي عليه السلام يومئذ بالبصرة فبلغه ذلك فصعد المنبر فخطب الناس ثم قال:

إن حيا يرى الصلاح فسادا

ويرى الغي للشقاء رشادا

لقريب من الهلاك كما أهلك

سابور بالسواد ايادا

(1)

قال: وبلغنا أن سابور ذا الأكتاف الملك أقام بجندي سابور ثلاثين سنة من ملكه، ثم تحول الى المدائن وهي دار الملك في القديم فتحول عن جانب المدائن التي كانت الملوك تنزله وبنى الإيوان الذي بالمدائن اليوم والقصر في الجانب الآخر.

فلم تزل الملوك بعد سابور ذي الأكتاف الى أن خرج الملك من أيديهم ينزلون الإيوان الذي بالمدائن والقصر الذي الإيوان فيه، وملك سابور اثنتين وسبعين سنة فحين حضرته الوفاة كان ابنه سابور بن سابور ذي الاكتاف صغيرا، فأوصى بالملك لأخيه أزدشير بن هرمز الملك.

ومن خط عبد السلام: وبنى سابور ذو الأكتاف الإيوان الذي بالمدائن والقصر (150 - ظ) الذي فيه الإيوان، وبنى بالأنبار وسماها فيروز سابور وبنى مدينة السوس بالأهواز، وبنى مدائن بسجستان، وبنى مدينة الكرج، وبنى مدينة بآجر وسماها جندي سابور أسكن فيها سبيا سباهم من الروم وبنى مدينة نيسابور بأرض خراسان وبنى مدائنا بالسند.

هذا ما نقلته من خط عبد السلام البصري المعروف بالواجكا.

وذكر في غير هذا الكتاب أن أبو الياس

(2)

ملك الروم، وكان ينزل أنطاكية قصده

(1)

-لم يرد هذان البيتان في ديوان الامام علي المطبوع.

(2)

-أرجح أنه يريد به الامبراطور جوليان (361 - 363) ومن أجل حروب سابور انظر. 420 - 418 pp 1 lov،sykes .p yB ،aisrep ،fo yrotsiH :

ص: 4089

سابور ذو الأكتاف فظفر به أبو الياس إما في حربه، واما لان سابور-كما يقال-.

مضى الى أرض الروم ليقتص أمرها. ففطن له وقبض عليه، فكيف ما كان فقد دخل أنطاكية.

وقيل أن أبو الياس سار الى أرض العجم حتى بلغ جندي سابور فحصرها فاستصعب عليه فتحها، وكان سابور محبوسا في قصر أبو الياس فعشقته ابنة الملك، فخلصته فطوى البلد متخفيا الى أن وصل جنديسابور، فدخلها وقويت نفوس من بها من أصحابه وخرجوا من فورهم فأوقعوا بالروم تفاؤلا بخلاص سابور، فأسروا أبو الياس فقتله سابور ذو الاكتاف، واختلفت الروم فيمن يولونه وضعفوا عن مقاومته وكان لسابور عناية بقسطنطين فولاه على الروم، ومنّ عليهم بسببه وجعل لهم طريقا الى الخروج من بلاده، بعد أن شرط على قسطنطين بأن يغرس إزاء كل نخلة قطعت من أرض السواد وبلاده شجرة زيتون، وأن ينفذ إليه من ببلاد الروم فوفى له (151 - و).

وقع إليّ كتاب يتضمن أخبار الفرس لم يذكر اسم مؤلفه، فنقلت منه: فلما بلغ سابور ست عشرة سنة واشتد عظمه، وقوي على حمل السلاح، جمع اليه عظماء أهل مملكته، ثم قام وخطبهم وحمد الله ووعظهم، ثم أمرهم أن يختاروا نجدائهم وأهل البأس منهم ألف أسوار، ففعلوا، وعرضوا عليه بأسلحتهم وكراعهم، فأقام لهم ما يكفيهم وأولادهم من الارزاق والاطعمة، ثم جمع الألف إليه وحثهم على القيام بحفظ البلاد، وكانت الاحوال بسبب صغر سنه قد اختلت فأجابوه بما يؤثره، ثم سار الى النواحي التي كانت العرب فيها فقتل من قدر عليه منهم وهرب بقيتهم حتى لحقوا ببلادهم فقطع البحر حتى أتى الخط

(1)

، ثم غزا بلاد البحرين فجعل لا يبقي على شيء قتلا واخرابا، غير أنه لم يكن يأخذ لهم سلبا ولا مالا، ثم مضى الى هجر فأعظم المقتلة فيهم، ثم أتى عبد القيس ففعل بهم مثل ذلك حتى أبادهم، وفعل ذلك باليمامة وما يليها، وقتل بالمدينة وخيبر ثم هبط الى ما يلي الشام من بلادهم ففعل مثل ذلك بهم وقال: هذا جزاؤكم بما كان من بغيكم علينا وافسادكم في بلادنا

(1)

-الخط هو خط عمان أي ساحل بحر عمان، معجم البلدان.

ص: 4090

بعد ما شرطتم لدارا بن دارا الملك من الكف عن بلاده والتشبه بالنساء في اطالة الشعر واتخاذ الأزر، وكان دارا بن دارا الملك ابن عم بابك بن ساسان والد أزدشير.

فلما بلغ سابور ما في نفسه، وأدرك منهم ثأره، قال لمن معه من الجنود: اني أريد دخول أرض الروم ومستخف فيها (151 - ظ) حتى أبحث عن أسرارهم وأعرف عدة جنودهم ومسالك بلادهم حتى إذا بلغت نهمتي من ذلك، وحاجتي انصرفت الى مملكتي، فسرت إليهم بمن احتاج إليه من الجنود فحذره الجنود التغرير بنفسه فلم يقبل، وانصرف متنكرا حتى دخل أرضهم فمكث فيها حينا يجول فيها، فبينما هو كذلك إذ بلغه ان ابن قيصر أعرس فأولم وليمة لسفلة الناس ومساكينهم، وأمر أن يجمعوا له ويحضروا طعامه بعد فراغه من طعام الأشراف، فانطلق سابور متهيئا بهيئة السؤّال حتى شهد ذلك الجمع، لينظر الى قيصر ويعرف هيئته في مجلسه وطعامه فبينما هو كذلك إذ أتي قيصر باناء يشرب فيه من آنية سابور منقوش فيه تمثال سابور فجعلوا يسقون به قيصر ومن حوله، حتى انتهى الاناء الى حكيم من حكمائهم الذين ينظرون في النجوم، ويعرفون الفراسة فنظر في التمثال الذي فيه، وقبل ذلك ما قد كان أبصر وجه سابور وهو جالس في رفقة المساكين، فأمسك الاناء وقال: اني لارى أمرا معجبا قال قيصر: وما ذلك؟ قال الحكيم: أرى في الجلساء رجلا شبيه الصورة بهذا التمثال، فان لم يكن ذلك سابور فما في الأرض أحد أشبه منه به، فأمر قيصر فدعا سابور اليه فسأله عن أمره، فقال:

أنا رجل مسكين من أهل فارس، وكان سابور جميل الوجه حسن الصورة، معتدل القامة، تام الخلق، فازداد قيصر لما رأى من حاله في ذلك ارتيابا (152 - و) في أمره وأحس بأنه لم يصدقه عن نفسه، فألح عليه في السؤال وقال ما صدقتنا عن خبرك، فقال سابور: أما إذا أبيتم إلاّ التقصي عن أمري فاني لا أجد من صدقكم بدا، أنا من أساورة فارس، وكان والذي قد أجرم الى ملكنا جرما عظيما فقتله واستصفى ماله فتخوفته على نفسي، فلحقت بكم وقد أصابني فقر ومسكنة، فأتيت هذا الموضع لما بي من الجوع والجهد والفاقة، فرقوا له وظنوا أن قد صدقهم عن نفسه، فهموا بتخلية سبيله، فأبى ذلك العالم عليهم أن يخلوه، ونظر في حسابه فأتاه في ذلك ما وافق ظنه، وقال: اعلموا ان هذا سابور نفسه فاستوثقوا منه واشتدوا

ص: 4091

عليه حتى يعلمكم أمره، فاشتد عليه قيصر عند ذلك وتوعده بالقتل وجعل له الامان على أن يحقق له الخبر عن أمره، فقال لهم سابور: عجبا لكم ومن طمعكم بي أن يؤثر سابور الجهد والحاجة والجوع في بلادكم على المقام في ملكه ونعمته، فلم يقبلوا ذلك منه ولم يخلوا عنه حتى اعترف لهم سابور، فاشتد فرح قيصر وجنوده وقالوا: قد أعظم الله علينا النعمة فساق الينا عدونا وأمكننا منه فنحن منتقمون منه ومنزلون به وبأرضه ما أجرم الينا سابور الاول، فأمر قيصر بسابور فجعل في نقرة جوفاء من جلود البقر، ثم أطبق عليه وألزمه الرقباء والحفظة (152 - ظ).

وسار بجنوده الى أرض فارس، ثم أرسل اليهم: اني قد أخذت ملككم فاما أن تفتدوه واما ان أقتله، وأمر سابور أن كتب الى أهل أرضه، فيرسل أهل كل مدينة بما يسألهم، فجعل لا ينزل بأرض الا أخربها، وجعلت الاعاجم تتقيه بكل ما قدرت عليه، فكثر منه القتل والاخراب في مدائنهم وقراهم والعقر في نخلهم وشجرهم وسابور معه يسير به حيث ما توجه، حتى انتهى الى جنديسابور، وكان قد تحصن جنود فارس وعظماؤهم، فنصب عليهم المجانيق حتى هدم نصفها، ولم يستطع دخولها فبينا هو كذلك إذ غفل حراس سابور من الروم ذات ليلة فلم يغلقوا الباب الذي كان يلقى اليه الطعام في النقرة، وكانت ليلة مقمرة، وكان حول النقرة ممن غنمت الروم من سبي الأهواز أناس كثير، فرفع سابور رأسه وقبل ذلك ما سمع كلامهم وعرف لغتهم، وكان عندهم زقاق زيت فدعا سابور بعضهم فقال: خذوا من هذه الزقاق فأفرغوه على رأسي ففعل ذلك فابتل القد ولأن، وكان قد نحل جسمه فلم يلبث أن أسبل يديه ورجليه من الوثاق وخرج من النقرة يدب على قوائمه شبه الدابة حتى اذا جاء من باب المدينة رآه الحراس فصاحوا به، فأشار اليهم ان اصمتوا وأخبرهم باسمه، فعرفوا صوته ففتحوا له باب المدينة، فلما دخل (153 - و) على أهلها اشتد سرورهم به ورفعوا أصواتهم بحمد الله وتسبيحه.

فاستنبه قيصر وأصحابه بأصواتهم، وظنوا أنه أتاهم مدد من ورائهم، ثم قال لهم سابور: استعدوا وثعبوا فاذا سمعتم صوت ناقوس الروم فاركبوا خيولكم، فإذا ضرب به الثانية فواقفوهم فإني أرجو أن يفتح الله لكم عليهم، ويفل حدهم ففعلوا ذلك بهم، فقتلوا الروم أبرح القتل، وأمرهم سابور أن يأخذوا قيصرا أسيرا ولا

ص: 4092

يقتلوه، فأسروا قيصر واستباحوا ما كان معه من أمواله وأمتعته ونسائه، فأمر بكل ما كان معه من السبي فرد الى بلادهم وأرضهم، وبما كانوا أصابوا أن يدفع الى من كان له.

وأوثق قيصر حديدا وقال: إني مكافئك بما أوليتني كما أحببتني، وآخذك باصلاح ما أفسدت وعمارة ما أخربت من أرضي، فلست ببارح حتى تغرس مكان كل نخلة اقتلعتها أو شجرة عقرتها زيتونة، وحتى تبني كل مدينة أخربتها أو بناء هدمته بنفقتك وعمالك.

وكتب قيصر الى الروم يسألهم أن يفدوه بذلك، فحملوا التراب من أرض الشام حتى عمروا به المدائن، فبنوا له المدينة العتيقة، وبنوا ما هدموا من جنديسابور بالآجر والجص، فصار سور تلك المدينة نصفا آجر ونصفا لبن، وغرسوا الزيتون بأرض فارس والاهواز والسواد، ولم يكن قبل ذلك بها زيتون، فلما قضى سابور حاجته من قيصر سأله أن (153 - ظ) يخلي سبيله، ورغب اليه في ذلك، فقطع عقيبه وكفه، وقال: هذا جزاؤك بما ابتدأت به من الظلم والعدوان والبغي، ثم حمله على حمار وبعثه الى الروم فلذلك ما تركت الروم اتخاذ الاعقاب للخفاف وركوب الدواب.

ثم أقام سابور في ملكه، وأقبل على عمارة بلاده واصلاحه مملكته ومكث بذلك حينا، ثم سار الى أرض الروم فقتل فيهم مقتلة عظيمة، وسبى منهم سبايا كثيرة، وبنى بالسوس مدينة وسماها أبر أبحره سابور، وعمد الى السبي الذين جاء بهم من الروم فأسكنهم تلك المدينة، ثم عفا عن العرب واستصلحهم وأسكن ما أصاب من سبايا العرب من بني تغلب براري وسماهيج

(1)

والخط، ومن سبى من عبد القيس وأفخاذ من تميم بهجر

(2)

، ومن سبى من بكر بن وائل بكرمان، ومن سبى من بني حنظلة وتنوخ بالاهواز، وانما كان يسكن كل قوم ممن يسبي فيما يوافق بلادهم من الارضين، وبنى مدينة أخرى بنيسابور ومدائن أخر بالسند

(1)

-سماهيج اسم جزيرة في وسط البحر بين عمان والبحرين. معجم البلدان.

(2)

-هجر حاضرة البحرين. معجم البلدان.

ص: 4093

وسجستان وذلك سوى أنهار كثيرة احتفرها، وقناطر وجسور عقدها وقرى أسسها وعمرها.

قلت: الذي أظنه أن هذه الحكاية عن سابور مصنوعة والله أعلم، والى سابور هذا أو الى سابور الجنود جد جد جده الذي قدمنا ذكره أشار عدي بن زيد العبادي بقوله:(154 - و).

أين كسرى كسرى الملوك أنوشر

وان أم أين قبله سابور

(1)

‌سارية بن محمد:

وقيل سارية بن عبد بن سارية أبو الحسن البغدادي ثم الطرسوسي الحافظ، بغدادي سكن طرسوس وحدث بها عن أبي سعيد الاشج، والحسن بن الصباح الواسطي، وسلمان بن توبة النهرواني روى عنه سعيد بن الفتح وأبو حفص عمر ابن جعفر الطبري، وأبو بكر محمد بن أحمد بن اسماعيل المصيصي.

قرأت بخط الحافظ أبي طاهر أحمد بن محمد السلفي: أبو الحسن سارية ابن محمد بن سارية البغدادي الحافظ، روى عن أبي علي الحسن بن الصباح البزاز الواسطي، وأبي سعيد عبد الله بن سعيد الاشج الكوفي وغيرهما. روى عنه أبو بكر محمد بن أحمد بن اسماعيل المعيطي المصيصي بمصر، وأبو حفص عمر بن جعفر ابن محمد الطبري بمكة، في حرف السين المهملة من معجم شيوخه، وذكر أنه كتب عنه سنة خمس وتسعين ومائتين.

أخبرني أبو بكر محمد بن عبد العظيم بن عبد القوي المنذري-من لفظه- قال: نقلت من خط الحافظ أبي الحسن علي بن المفضل المقدسي بالاسكندرية، ونقله من خط الحافظ أبي طاهر السلفي رضي الله عنهما: أبو الحسن سارية بن عبد ابن سارية الطرسوسي روى عن سلمان بن توبة بن زياد النهرواني سنة اثنتين وتسعين ومائتين، وعن غيره، حدث عنه سعيد بن الفتح مولى محمد بن العلاء بأنطاكية، وكتب عن سعيد هذا محمد بن المحسن بن الحسين الأذني بأنطاكية، وروى عنه بمصر

(2)

. (154 - ظ).

(1)

-شعراء النصرانية للويس شيخو:456.

(2)

-لا ذكر لساربة في التكملة لوفيات النقلة.

ص: 4094

‌ساطع بن عبد الباقي:

ابن المحسن بن عبد الباقي بن عبد الله بن المحسن بن عبد الله بن محمد بن عمرو بن سعيد بن أحمد بن داوود أبو ....

(1)

التنوخي المعري شاعر مجيد من بني أبي حصين، بيت القضاء والفضل والعلم، وكان ساطع هذا من أعيان أهل المعرة، وكان يتردد الى حلب، واجتمعت به مرارا متعددة بمعرة النعمان وبحلب، وسمعت منه مقاطيع من شعره، وقصائد مدح بها الملك الظاهر غازي بن يوسف بن أيوب، وكان قد نفق عليه ومال اليه، فمما سمعته من لفظه قصيدة أنشدها بقلعة حلب بين يديه، وذلك في بعض ليالي شهر رمضان من سنة اثنتي عشرة وستمائة، وذكر فيها ولده الملك العزيز محمد بعد أن ولد، فاستحسنها الملك الظاهر، واستعاد منه أبياتا منها، وذلك بمحضر رسول الملك الاشرف موسى بن الملك العادل أبي بكر بن أيوب وهو المجد البهنسي، وأثبت هاهنا القصيدة بكمالها:

سمعت القاضي ساطع بن أبي حصين ينشد الملك الظاهر لنفسه:

أما لحج تلاقي الحيّ

ولا لرمي جمار الهجر أوقات

لعل في عرفات من عوارفكم

وصلا لصب له بالخبت أخبات

(2)

وليت يجمعنا جمع ويشعرنا

سعيا بمشعر تلك الدار ساعات

كيما أقوم مقاما لا أخاف به

نوى وتشرح من حالي مقامات

فهمتي في أسار الهم موثقة

ما سرت عنكم سرت عني المسرات

(155 - و)

ولي اليكم ومن ظمئاكم ظمأ

مبرح والى لبنى لبانات

أحنوا اليكم حنينا كلما نسمت

صبا ويعتادني منكم صبابات

يا راحلين وقلبي في رحالهم

تجدوه وان غفل الحادون روعات

عودوا والا عدوا حسنا بقربكم

فللجميل وللاحسان عودات

عسى يبين لعيني بعد ما بنيت

عليه أنماطكم

(3)

للبين بانات

(1)

-فراغ بالاصل.

(2)

-الخبت: سهل في حرة المدينة وقيل علم لصحراء بين مكة والمدينة، والاخبات: الخشوع. القاموس. معجم البلدان.

(3)

-النمط: جماعة أمرهم واحد، وثوب صوف يطرح على الهودج. القاموس.

ص: 4095

حفظتكم وأضعتم ما أمنتكم

له ومن مثلكم ترعى الامانات

فيا عذولي أقل اللوم وابق فما

يفيد عذلي ولا تغني الملامات

عهدي بنا قبل وشل

(1)

البين يجمعنا

ظل ظليل وروضات أريضات

في سرحة سرحت أنهارها وزهت

أزهارها وبها للهو لدات

سماؤها الدوح تبدي الزهر من زهر

وأرضها كيف سار الطرف روضات

تدير فيها شموس الراح في فلك

من الزجاجة أقمار منيرات

ياقوتة تجتلى من درة ولها

لآلئ من حباب مستديرات

رقت وقد سفك الراووق من دمها

الحرام ما حللت منه الاراقات

من حيث حلت عقال العقل قيدها

التحريم وانطلقت عنها الاباحات

دارت عليها رحا الادوار جاهلة

منها بما عملت منها الديارات

كرميه كرمت صوتا متى فقدت

حشا الاباريق صانتها الحشاشات

لو أنها كنيت من حيث ما اعتصرت

أم العناصر لم تخط الكنايات

(155 - ظ)

هوى وماء ونار والاناء لها

من جوهر الترب فهي الاستقصات

متى أغار عليها الماء غار لها

من سخطها زرد تحكيه ميمات

تجلا على الشرب في شرب تمزقه

الأفواه وهو بأعلى الجام جامات

يحنى عليها فنحبى من لذاذتها

موتا ونشرا فاحياء وأموات

ونحن في جنة ما فات ساكنها

فيها نعيم ولا تعروه آفات

قد أبدع الله فيها كل رائقة

تناوحت فنواحيها بديعات

نمارق وزرابي مفوفة

نسج الربيع لرائيها أنيقات

حبا يطيب وورد يانع شبم

وجنة أمنت فيها الجنايات

للعين من عينها مستوقف بهج

وللمسامع ألحان وأصوات

ما أعربت قينة إلاّ شدا طربا

من أعجم الورق في الأوراق قينات

وللنفوس لما تختار أنفسه

من صالح لا تدانيه الدنيات

كأنها دولة الغازي التي كملت

وصفا وعمت رعاياه الرعايات

(1)

-الوشل: الماء القليل، والقليل من الدمع والكثير منه والهيبة والخوف. القاموس.

ص: 4096

الظاهر الملك المخلوق من ملك

ومن أياديه أنواء مطيرات

تخافه الأسد في الأخياس

(1)

مشبلة

وتستحي من حياة المستهلات

تاهت بدولته الدنيا وجمّلها

اثاره ومساعيه الأبيات

يمحو ويثبت أرزاق الورى بيد

لا زال فينا لها محو واثبات

عدل وحلم ورأي ثاقب وسطا

تغنى بتدبيرها في الروع رايات

(156 - و)

وهمة هامة الجوزاء تحسدها

وعزمة تتوقاها المنيات

مناقب لوحوتها الشهب ما خفيت

وأظهرت ما أجنته الظهيرات

وطيب نشر به الأقطار في قطر

تراوح الريح طيبا منه فوحات

لا غرو يأسف عصر قد خلا أسفا

عصرا بنوه الخلال اليوسفيات

اذ بدا الليل نقعا والرعود صهيل

الجرد والبرق بيض مشرفيات

والسمهرية كالأشطان واردة

خرصاتها

(2)

شرع والسحب هامات

أبدا محياه بدرا والملوك له

أهلة تجتلى واللثم هالات

من أخوة يتوخى أن يعود لهم

إشراق ملك له في الغرب عادات

هم الملوك وأبناء المليك واخو

ان المليك وحسبي والتحيات

يتلوهم أمراء كالليوث لها

في موقف الروع وقفات ووثبات

أسد لها السرد لبد والظبى عوض

من البراثن والأرماح غابات

علام لا يعجز الوصاف وصفهم

وهم بملكك في الدنيا علامات

ما يممت بلواء منك دار عدى

إلاّ وسام لها التدبير شيمات

وما الشآم الذي جملت بل لك من

حسن المساعي بوجه الأرض شامات

يا أيها الملك السلطان لا برحت

تهدى اليك التهاني والمسرات

(1)

-الخيس: الشجر الملتف. القاموس.

(2)

-الخرص: ما على الجبة من السنان أو الحلقة تطيف بأسفله.

ص: 4097

هنيت بالناصر

(1)

ودمت له

ما دامت الأرض تسمو بالسموات

ملك أبى الله إلاّ أن يكون له

جد كجديه تتلوه السيادات (156 - ظ)

تاهت بمولده التيجان وابتهجت

أسرة الملك والجرد الصفيات

ماذا يقول الذي يتلو مآثرها

في مشهد الحمد ما تبنى المقالات

جدوده أم أبوه أم عمومته

أم الخؤولة إن لم تسم حالات

استعادة الملك الظاهر هذا البيت تنبيها للبهنسي على ذكر جده لأمه الملك العادل، وذكر أخواله الذين الملك الأشرف أحدهم:

لا زلت في دولة بالسعد دائلة

جديد عمر تواليك السعادات

ما أسفر الصبح عن لألاء داجية

وأظلمت وتلت ضوءا دجنات

وسمعت ساطع بن عبد الباقي ينشد الملك الظاهر لنفسه، أول يوم من شهر رمضان من سنة اثنتي عشرة وستمائة بدار العدل قصيدة منها:

تحية ممنوع لذيذ حياته

مشوق إلى حي الحيا وحياته

سليم أسى قد أسلمته أساته

فمن لعليل داؤه من أساته

أسأتم به ظنا وأحسن ظنه

باحسانكم والعفو عن سيئاته

لئن حسرت أيدي الملاك قناعه

فقد نشر المطويّ من حسراته

يواصل بالشكر الجزيل صلاتكم

ويدعو لكم في صومه وصلاته

وفي فيه من ذكراكم ما تعمرت

فيافي الفلا طيبا لطيب شذاته

هو الدهر أصماه بسهم بعاده

وأخنى عليه عامدا بهناته

فحيوه من انعامكم لا عدمتم

حيا منبت للحمد طول حياته

(157 - و)

فقد فاء اذ كادت تفوت حياته

الى ملك يحييه بعد وفاته

(1)

-كتب ابن العديم في الهامش: يريد ابنه الملك العزيز.

ص: 4098

أنشدنا ساطع بن عبد الرزاق بن أبي حصين لنفسه في الحاضر السليماني بظاهر حلب:

دعاها فبرق الأبرقين دعاها

أيا حادييها والغرام دعاها

ذراها تباري الريح نحو مرامها

فجذب البرا عما تروم براها

ولا تلوياها أن تحاول باللّوى

ديونا لها بعد المزار لواها

ألم ترياها كالحنايا وفي السّرى

سهاما ورام بالجنين رماها

مرض ساطع بن أبي حصين بحلب في بعض شهور سنة احدى وعشرين وستمائة وحمل الى معرة النعمان فمات في الطريق بين معرة النعمان وحلب في السنة المذكورة رحمه الله.

ص: 4099

بسم الله الرحمن الرحيم

وبه توفيقي

‌ساعد بن فضائل بن ساعد:

أبو محمد المنبجي من بيت معروف بمنبج، روى عن أبي الفضل يحيى بن سلامة بن الحسين بن محمد الحصكفي، والقاضي أبي أحمد بن الشهرزوري ورئيس بن عبد الله النميري. وسمع من أبي عبد الله محمد بن الفضل الفراوي وأبي المعالي محمد بن نصر بن منصور المديني. روى عنه أبو سعد عبد الكريم بن محمد بن منصور السمعاني.

أخبرنا أبو هاشم عبد المطلب بن الفضل بن عبد المطلب الهاشمي قال: أخبرنا أبو سعد عبد الكريم بن محمد بن منصور السمعاني قال: أنشدني ساعد بن فضائل التاجر-إملاء بسمرقند-قال: أنشدني القاضي أبو أحمد بن الشهرزوري بالموصل قال: أنشدني والدي لنفسه:

حسبي ذلي وعزكم يكفيكم

ربي ببلائي قط لا يبليكم

من يعرفكم يبسط عذري فيكم

أنتم ثمري فكيف لا أجنيكم

أخبرنا الشريف أبو هاشم قال: أخبرنا أبو سعد السمعاني قال: ساعد بن فضائل بن ساعد المنبجي أبو محمد من أهل منبج، بلدة بالشام، أحد التجار المعروفين، كان يسافر الى العراق وخراسان والبلاد البعيدة، سمع بنيسابور أبا عبد الله محمد ابن الفضل الفراوي، وبسمرقند أبا لمعالي محمد بنصر بن نصر بن منصور المديني وغيرهما، لقيته أولا بنيسابور سنة ثلاثين، ثم لقيته بسمرقند في سنة تسع وأربعين (159 - و) وكتبت عنه قطاعا من الشعر بنيسابور وسمرقند، وكانت ولادته تقديرا قبل سنة خمسمائة بمنبج وقال لي بنيسابور بيني وبين الامام أبي علي الحسن بن ساعد المنبجي قرابة قريبة.

نقلت ذلك من خط الامام أبي سعد السمعاني من المذيل.

ص: 4100

‌ذكر من اسمه سالم

‌سالم بن اسحاق بن الحسين البزاز

أبو الغنائم المعري ثم الدمشقي ثم البغدادي، من معرة النعمان، وسكن دمشق وبغداد فنسب اليهما. روى عن أنوشتكين بن عبد الله الرضواني، روى عنه أبو المواهب الحسن بن هبة الله بن صصرى الحافظ وخرج عنه إنشادا في معجم شيوخه.

قرأت في معجم شيوخ أبي المواهب بن صصرى وشاهدته بخطه: سالم بن اسحاق بن الحسين المعري البزاز، ثم الدمشقي، ثم البغدادي، أنشدنا أبو الغنائم رحمه الله-وكتبه لي بخطه-قال: أنشدنا أبو منصور أنوشتكين بن عبد الله الرضواني-وأذن لنا فيه الرضواني-قال: أنشدنا الامام أبو اسحاق ابراهيم ابن علي الشيرازي الفيروزباذي لنفسه.

سألت الناس عن خل وفي

فقالوا ما إلى هذا سبيل

تمتع ما استطعت بودّ حر

فإن الحر في الدنيا قليل

قال أبو المواهب: توفي رحمه الله في شهور من سنة ست وسبعين وخمسمائة (159 - ظ) بدمشق وقد جاز الخمسين وكان قد سمع قبل الخمسين وبعدها بالعراق

‌سالم بن تميم الحلبي

وهو سالم بن علي بن تميم اشتهر بالنسبة الى جده، وسنذكره فيما يأتي فيمن اسم أبيه على حرف العين ان شاء الله تعالى.

‌سالم بن الحسن بن علي

أبو الرضا المعدل الحلبي، وهو ابن أخت الوزير أبي نصر محمد بن الحسن بن النحاس الحلبي، روى عنه أبو عبد الله محمد بن المحسن بن الملحي وعلي بن أحمد

ص: 4101

ابن علي الأسدي، وكان أديبا فاضلا من أعيان الحلبيين المعدلين بها، وذكره أبو العلاء أحمد بن عبد الله بن سليمان في مقدمة شرح خطبة أدب الكاتب

(1)

وله شعر جيد وقد ذكرناه في الكنى لشهرته بالكنية.

أخبرنا أبو هاشم عبد المطلب بن الفضل بن عبد المطلب الهاشمي قال: أخبرنا أبو سعد عبد الكريم بن محمد بن منصور السمعاني قال: أخبرنا أبو القاسم اسماعيل بن أحمد بن السمرقندي بقراءتي عليه بجامع القصر قال: أخبرنا علي بن أحمد بن علي الأسدي-اجازة-قال: أنشدني أبو الرضا سالم بن الحسن بن علي الحلبي بها:

أيا مقبل والدهر عني معرض

تقسّم لحمي بين ناب وأظفار

ويا مرسل النعمى على كل حالة

إليّ قريبا كنت أو نازح الدار

ويا من يراني حيث كنت بقلبه

وكم من أناس لا يروني بإبصار

(160 - و) أخبرنا أبو الحسن محمد بن أحمد بن علي-اذنا-وسمعت منه اسناده قال: أخبرنا أبو محمد القاسم بن الحافظ أبي القاسم علي بن الحسن-إجازة إن لم يكن سماعا-ح.

وأخبرنا أبو محمد القاسم في الإجازة العامة قال: حدثنا أبو عبد الله محمد ابن المحسّن بن أحمد بن الملحي السلمي-بلفظه وكتبه لأبي بخطه وسمعته منه معه-قال: أبو الرضا بن النحاس شيخ حلبي هو ابن اخت أبي نصر الوزير العالم المفيد الكاتب الشاعر المجيد، وكان أبو الرضا وصل الى دمشق عند القبض على خاله لأخذ ماله فاجتمعت به، وتحدثت معه، وأنشدني أبو الرضا لخاله:

يا قلب أنت أذنت لي في هجرة

وزعمت أنك قاصر عن ذكره

وضمنت إنجادي عليه بسلوة

لا أتقي فيها عواقب غدره

ورجعت تطلبه وأنت أضعته

هيهات فان الحزم فارط أمره

فاستحسنت هذه الأبيات حتى غنّى بها القيان، وهام بها الشيوخ والشبان، فعمل أبو الرضا:

(1)

-هو بحكم المفقود.

ص: 4102

يا طرف أنت طرحتني في حبه

وزعمت قلبك في هواه كقلبه

حتى إذا لفحتك نيران الجوى

فحرمت ما أمّلته من قربه

أنشات تنكر ما جنيت وقلت خذ

قلبي المعنى في هواه بذنبه

ذق مرّ ما استحليته وجنيته

لا ينكر المغرور صرعة عجبه

واغرف بدمعك في البكاء فربما

قتل المتيم نفسه من كربه (160 - ظ)

وذكر ابن الملحي له أبياتا أخر أثبتناها في الكنى فيمن كنيته أبا الرضا، ولم يعرف ابن الملحي ولا الحافظ أبو القاسم ولا ابنه اسمه.

قرأت في مقدمة شرح خطبة أدب الكاتب لابن قتيبة تأليف أبي العلاء أحمد بن عبد الله بن سليمان المعري قال: ذكر لي بعض الشبان أنه تستعجم عليه مواضع في الكتاب المعروف بأدب الكاتب، فلم ألتفت الى كلامه، وبلغني أن مولاي الشيخ الجليل أبا الرضا سالم بن الحسن بن علي جمل الله الأدب ببقائه رسم لي إجابة تلك الطبقة، وعلمت أنه غني بأدبه لا يرغب فيه لنفسه، وإنما غرضه أن ينتفع به سواه، فأجبته الى ما سأل.

وتكفيه شهادة هذا الفاضل بما شهد له به.

‌سالم بن الحسن بن هبة الله

ابن محفوظ بن الحسن بن محمد بن الحسن بن صصرى التغلبي الدمشقي أبو المرّجا، وأبو الغنائم بن الحافظ أبي المواهب بن أبي الغنائم من بيت الحديث والعدالة بدمشق، شيخ حسن من المعدلين وأمناء القضاء بدمشق، اجتمعت به بدمشق، وسمعت منه شيئا من الحديث وقال لي: دخلت حلب مع والدي في سنة ثمان وسبعين وخمسمائة وسمعت بها من جماعة، ورحلت معه إلى بغداد، وكان مولده بدمشق في أواخر جمادى الآخرة من شهور سنة ثلاث وسبعين وخمسمائة.

سمّعه أبوه بدمشق من أبي المجد الفضل بن الحسين بن إبراهيم البانياسي، وأبي محمد عبد الرزاق بن نصر النجار وأبي الحسين أحمد بن حمزة بن (161 - ) على السلمي وأبي الفرج يحيى بن محمود الثقفي ومن نفسه-أعني أباه، أبا المواهب-ورحل به الى حلب وبغداد، فسمع بحلب من القاضي أبي الحسن أحمد بن محمد

ص: 4103

ابن الطرسوسي والشريف أبي طالب النقيب أحمد بن محمد الحسيني، وشيخنا أبي محمد عبد الرحمن، وأخيه أبي بكر محمد ابني عبد الله بن علوان الأسدي، وببغداد من أبي الفتح عبيد الله بن عبد الله بن نجا بن شاتيل وغيرهم، وحدّث بدمشق عن جماعة من شيوخه، سمعت منه في سنة ثلاث وعشرين وستمائة، وأجاز لي رواية ما يجوز له روايته، وكان حسن الأخلاق جميل المنظر رحمه الله.

أخبرنا أبو المرّجا سالم بن الحسن بن هبة الله صصرى-قراءة عليه بدمشق بحانوت الأيتام بالسوق-قال: أخبرنا جدي أبو الحسن علي بن الحسن بن الحسين السلمي قال: أخبرنا أبو الحسين محمد بن عبد الرحمن بن عثمان بن القاسم ابن أبي نصر قال: أخبرنا القاضي أبو بكر يوسف بن فارس الميانجي قال: أخبرنا أبو يعلى أحمد بن علي بن الميني الموصلي قال: حدثنا عبيد بن جناد الحلبي قال: حدثنا عبيد الله بن عمرو عن زيد بن أبي أنيسه عن زيد بن رفيع عن حزام بن حكيم بن حزام عن حكيم بن حزام قال: خطب النبي صلى الله عليه وسلم ذات يوم النساء فوعظهن وأمرهن بتقوى الله والطاعة لأزواجهن وأن يتصدقن، قال: وإن منكن من يدخل الجنة، وجمع بين أصابعه فكلكن حطب جهنم وفرق بين أصابعه، فقالت الماردة (161 - ظ) -أو الماردية-شك أبو يعلى: وبم ذلك يا رسول الله؟ قال: تكفرن العشير وتكثرن اللعن وتسوفن الخير.

أخبرنا سالم بن الحسن بن صصري قال: أخبرنا أبو الحسن أحمد بن محمد ابن الطرسوسي الحلبي-بحلب-قال: أخبرنا أبو طالب عبد الكريم بن عبد المنعم الفقيه قال: أخبرنا أبي عبد المنعم قال: حدثنا أبو صالح محمد بن المهذب بن علي، ح.

وأخبرناه عاليا أبو اسحاق إبراهيم بن شاكر بن عبد الله بن سليمان وغيره قالوا: أخبرنا أسامة بن مرشد بن علي بن منقذ قال: أخبرني علي بن سالم بن الأغر، ح.

وقال لنا أبو اسحاق: حدثنا أبي شاكر بن عبد الله قال: حدثني جدي أبو المجد محمد بن عبد الله بن سليمان قالا: أخبرنا أبو صالح محمد بن المهذب بن علي

ص: 4104

قال: حدثني جدي أبو الحسين علي بن المهذب التنوخي قال: حدثنا جدي أبو حامد محمد بن همام قال: حدثنا محمد بن سليم القرشي قال: حدثنا إبراهيم بن هدبه عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن أقواما يزخرفون مساجدهم ويطولون منابرهم ويميتون أفئدتهم، وا عجباه كيف ضيعوا دينهم

(1)

.

أخبرني أبو حامد محمد بن علي بن الصابوني قال: توفى سالم بن الحسن بن صصرى يوم السبت ثالث جمادى الآخرة من سنة سبع وثلاثين وستمائة ودفن من الغد بسفح قاسيون ظاهر دمشق، ثم أخبرني ولده .....

(2)

بن سالم أنه توفي يوم السبت ثالث جمادى الآخرة من السنة.

وأنبأنا الحافظ عبد العظيم بن عبد القوي المنذري قال في كتاب (162 - و) التكملة لوفيات النقله: وفي الثالث من جمادى الآخرة-يعني-من سنة سبع وثلاثين وستمائة، توفي الشيخ الأجل الأصيل أبو الغنائم سالم بن الشيخ الحافظ أبي المواهب الحسن بن الشيخ أبي الغنائم هبة الله بن الشيخ أبي البركات محفوظ ابن الحسن بن محمد بن الحسن بن صصرى التغلبي البلدي الأصل الدمشقي الدار، المنعوت بالأمين بدمشق، ودفن من الغد بتربته بسفح قاسيون.

سمع ببغداد عن أبي الفتح عبيد الله بن عبد الله بن نجا بن شاتيل وغيره، وبدمشق من أبي محمد عبد الرزاق بن نصر النجار وأبي المجد الفضل بن الحسين ابن ابراهيم البانياسي، وأبي الفرج يحيى بن محمد الثقفي وغيرهم، وحدث، ولنا منه إجازة، وهو من بيت الحديث

(3)

.

‌سالم بن سعادة بن عبد الله بن أحمد بن علي الحمصي

وقيل في أبيه سعيد، شاعر مجيد، ويعرف بالمهذب، وكان عارفا بالأدب، يكتب القصيدة من أولها إلى آخرها ويعربها فلا يوجد فيها لحنه، فإذا أوردها لا يأتي بحرف منها صحيحا، لأنه كان أقلف اللسان لا يستطيع تصحيح الكلام بلسانه، وكان قد أوطن حلب، وخدم الملك الظاهر غازي بن يوسف بن أيوب، وأجرى له معلوما مع الشعراء الذين في خدمته، وكان أمثل الشعراء عنده بعد راجح الحلي.

(1)

-لم أجده بهذا اللفظ.

(2)

-فراغ بالاصل.

(3)

-ليس في المطبوع من كتاب التكملة.

ص: 4105

روى لنا عن أبيه شيئا من شعره، وعن قاضي حمص أبي البيان محمد بن عبد الرزاق بن أبي حصين، وعبد الله بن أسعد الموصلي، نزيل حمص، وأنشدنا من شعره (162 - ظ) عدة مقاطيع وقصائد، وكان وعدني أن يحمل مسودات شعره إلي جميعها خوفا أن يموت وتصير في أيدي الناس فيدعيها غيره، ومات ولم يحمل شيئا، وسألته عن مولده فقال: يكون لي إلى اليوم أربعة وخمسون أو خمسة وخمسون سنة وكان سؤالي إياه في شهر ربيع الآخر من سنة أربع عشرة وستمائة، فيكون مولده تقديرا بحمص في سنة ستين أو سنة تسع وخمسين وخمسمائة.

أنشدني سالم بن سعادة الحمصي لنفسه بحلب:

هل الطرف من فيض الدموع جريح

أم النوم ما بين الجفون ذبيح

وهل نار ليلى أم تألق بارق

دجى الليل يخبو نارة ويلوح

فتاة بها علّقت في كبدي أسى

تسربلت منه السقم وهو صحيح

وبان فؤادي يوم بان فريقها

ودمعي على سفح الكثيب سفوح

فأنشدت قلبي والدموع لدى النوى

أفي كل يوم غربة ونزوح

وما أنا صاح من سلاف صبابة

بها لي غبوق دائم وصبوح

وكم هب ينشئ مزنة من مدامعي

غرام له بين الجوانح لوح

على دارسات طال في عرصاتها

بكاء جفوني والحمام تنوح

وقفت بها إذ مالعافي رسومها

كجسمي من البين المشتّ وضوح

ومن جفن عيني لا تغب سحابة

ومن زفراتي ليس تركد ريح

(163 - و)

ولله برق فيه برؤ حشاشتي

وريح لقلبي من جواه تريح

فهل لصبا نجد على ذي صبابة

هبوب وهل برق الحجاز لموح

ويا حبذا الروض الذي نفحاته

بسرّ شذاه المندلي تبوح

وقد دّبجته للغيوث أنامل

فهل هو في الغازي الغياث مديح

وأنشدني سالم بن سعادة أيضا لنفسه:

ص: 4106

باح من الدمع بأسراري

ماء مرته

(1)

نار أفكاري

وطار من جفني محمرة

شرار زند الكمد الواري

وشادن شيمة ألحاظه

سفك دم القسورة الضاري

عزولي ذل فهيهات أن

أدرك يوما عنده ثاري

وكل ما عاينته خاطرا

غرقت في لجّه أخطار

فياله من حاكم في الهوى

كم جار في الحب على جار

خو فؤادي خده واكتسى

صبغته من دمه الجاري

خد يرينا الصبح تحت الدجى

عليه بين الماء والنار

وحبذا مسك العذار الذي

فيه تمسكت بأعذاري

عذار من لولاه ما هتّكت

يستهل الدمع أستاري

لم أنس لما زارني والدجى

قد حار فيه النجم يا حار

وقد سعى بالبدر من قدّه

غصن على دعص نقا هار

(2)

(163 - ظ)

وطاف بالصبح الذي في الدجى

أطلعه من غسق القار

بقهوة أنجم كاساتها

دائرة ما بين أقمار

في مونق ينثر در الحيا

عليه في أصداف أزهار

أبدى من النور كنوزا بها

أغنى الثرى من بعد إقتار

سمعت المهذب سالم بن سعادة الحمصي ينشد الملك الظاهر غازي قصيدة في مستهل شهر رجب من سنة اثنتي عشرة وستمائة وهو واقف بين يديه:

عسى ينطوي بالوصل نشر صدوده

ويفضي إلي ريّ أوام

(3)

عميده

ويا ليت ينأى بالرضا قرب سخطه

وتطفى بماء الوعد نار وعيده

ويصبح قلبي نافرا من همومه

وقد بات جفني آنسا بهجوده

وإني لعان قيدته صبابة

سيقضي ولا تقضي بفك قيوده

(1)

-مرت: ملس. القاموس.

(2)

-الدعص: قطعة من الرمل مستديرة، والنقا من الرمل: القطعة تنقاد محدودبة. القاموس.

(3)

-الاوام: العطش. القاموس.

ص: 4107

وعقد اصطباري حلّه بطلوعه

هلال بدا في هالة من عقوده

ومن ثغره المعسول نظما حشاشتي

إلى برد من لي برشف بردوه

تديرّ نجدا بعد منعرج اللوى

وبدّل من واديه سقط زروده

فكاد الى اجراع نجد يطير بي

هبوب نسيم الشوق بعد ركوده

ولما مضى أبقى له بجوانحي

لهيب غرام شبّ بعد خموده

وأجريت نفسي بالتنفس أدمعا

تحدرها يوم النوى بصعوده

ويا حبذا لو عاد عيشي كما بدا

رطيبا ولهوي في نضارة عوده

(164 - ظ)

ولم يرد ضرغام العرين على النقا

سوى رشأ ما بين أسراب غيده

بذي كحل يضحي السديد مجدلا

إذا ما رمى ريم النقا بسديده

وما طرف الخطى بالطعن في الطلا

(1)

بأفتك من طرف الغزال وجيده

وذي أمل أدمى مناسم عنسه

(2)

يجوب الفلا من نصّه ووخيده

(3)

ترامى بها شرقا وغربا وقد أبى

ترجّله حطّا لرفع قيوده

وصار من الغازي الى الملك الذي

تخر الملوك الصيد دون وصيده

فتى شام من دون الشآم اعتزامه

فأغناه عن تجريد ما في غموده

تدفق بحرا إذ علا أفق دسته

تألق بدرا في سماء سعوده

يقيسون بالبحر الغطامط

(4)

جوده

وهيهات أين البحر من فيض جوده

أبيّ له الجد الذي حاز إرثه

عن الصيد من آبائه وجدوده

نشا ولواء السمهري قماطه

(5)

وليس ظهور الخيل غير مهوده

به آل أيوب حللن من العلى

ذرى باذخ نائي المحل بعيده

وكل ملوك الخافقين صعودها

الى الشرف السامي بلثم صعيده

وما فخرها إلاّ بغازي بن يوسف

إذا ما دعا أحرارها من عبيده

(1)

-الطلا: الاعناق-النهاية لابن الاثير.

(2)

-العنس: الناقة الصلبة والعقاب.

(3)

-الوخذ للبعير: الاسراع أوسعه الخطو، ونص ناقته: استخرج أقصى ما عندها من السير. القاموس.

(4)

-الغطمطة: اضطراب موج البحر. القاموس.

(5)

-قمط: شد يديه ورجليه كما يفعل بالصبي في المهد. القاموس.

ص: 4108

وأقصى مناها لو تكون أمامه

قياما على الهامات عند قعوده

له الجيش مهما جاش في الروع بحره

تلاطم بالشجعان موج حديده

ومهما سرى في البر خلت رعاله

(1)

رعانا

(2)

على أنجاده ووهوده

(164 - ظ)

يشنّ به الغارات يقظان

يصادم رضوى

(3)

هدّ ركن مشيده

وأين غدا قلنا لصدر خميسه

وقد نشرت بالنصر حمر بنوده

ترى لطيور الجو فوق لوائه

عليه ازدحام كازدحام وفوده

وفوق متون الفتخ

(4)

من مقرباته

عرين قنا آساده من جنوده

خيول إذا ما النقع أبرق مزنه

سيوفا غدا تصهالها من رعوده

هنالك يردي الليث بالحتف صاديا

وقد ورد الهندي ماء وريده

وقد أصبح الإيمان للكفر صادعا

كما صدع الصبح الدجى بعموده

فيا ملكا عم الأنام سماحة

بطارفه يوم الندى وتليده

وزهّد أبناء القريض بقصدها

الى كل منزور النوال زهيده

سلمت فأنت الأريحي الذي به

هلاك معاديه وكبت حسوده

وهنيت في الشهر الأصم بما ضفا

عليك بأيدي يمنه من بروده

ودمت دوام المدح فيك فإنه

سيبقى ويفنى الدهر طول خلوده

وسمعت سالم بن سعادة ينشد الملك الظاهر لنفسه:

غزانا بسيف المقلتين المهند

غزال نقا أعيا على المتصيد

من الغيد لا يرعى الخزامى تنزها

وأين الخزامى من قلوب وأكبد

نصبت حبالات الكرى لاقتناصه

فعاقب جفني بالسهاد المؤبد

خليلي عقلي يوم برقة عاقل

عليه كدمعي يوم برقة ثهمد

(5)

(165 - و)

(1)

-الرعال: العيال، والقطعة من الخيل القليلة. القاموس.

(2)

-الرعن: أنف يتقدم الجبل، والجبل الطويل. القاموس.

(3)

-رضوى: جبل في منطقة المدينة قرب ينبع. معجم البلدان.

(4)

-الفتخ: استرخاء المفاصل ولينها. القاموس.

(5)

-الثهمد: العظيمة السمينة. القاموس.

ص: 4109

فهذا طليق من قيود شؤونه

وهذا أسير في قيود التبلد

فيا فرقد الحي الذي مذ هويته

تكفل طرفي رعي نسر وفرقد

تأن فلو أرسلت سهمك في الصفا

غدا مارقا من كل صماء جلمد

وبادية باتت سماء بيوتهم

بكاظمة تبدي كواكب خرّد

وأقمار تم في سماء ذوائب

تطالعنا من كل أفق بأسعد

وقفن بنا في موقف البين حشّرا

ينشّرن ريحان الأثيث

(1)

المجعّد

ويسترن بالعناب وردا يصونه

حيا لؤلؤ يرفضّ من نرجس ند

وموماة قفر بت أجزع مرتها

(2)

بلا جزع في متن وجناء جلعد

(3)

إذا نست عند الكلال وقد ونت

نسيم غياث الدين قلت لها خدي

(4)

الى ملك نيطت حمائل سيفه

تعانق سيف مصلت غير مغمد

قال فيها:

وفي حلب لما أفاض على الورى

غيوث ندى تنهل من كفه الندي

دعا لورود الجود كل مفوّه

بتحبير ألفاظ القريض المجوّد

فجبت إليه البيد فوق شملة

مضبرة

(5)

الضبعين مفتولة اليد

وجئت كما جاء ابن حيوس مادحا

لأعظم ممدوح وأكرم موفد

وسمعته ينشد أيضا لنفسه:

عسى ظبية الوعساء

(6)

تدنى مزارها

وتطوى بنشر الأنس عنا نفارها

(165 - ظ)

مضى حيها تحت الدجنة ظاعنا

وأبقى لنفسي وجدها وادّكارها

(1)

-أثيث: كثير عظيم ملتف. القاموس.

(2)

-الموماة: الفلاة. جزع الارض والوادي قطعه. المرت: المفازة بلا نبات أو الارض لا يجف ثراها ولا ينبت مرعاها. القاموس.

(3)

-الجلعد: الصلب، الشديد. القاموس.

(4)

-خدي: اسرعي، اي أنه قال لناقته، وقد نالها التعب الشديد، اسرعي، وذلك عند ما شمت رائحة غياث الدين.

(5)

-الشملة: الناقة، والتضبير: الجمع وشدة تلزيز العظام واكتناز اللحم. القاموس.

(6)

-الوعساء: رابية من رمل لينة تنبت أحرار البقول. القاموس.

ص: 4110

ولمّا بها شط الفريق عن الحمى

وأبعد عن اجراعه الميث

(1)

دارها

ولم أر منها جوّه وهو مشرق

بشمس ضحى يحكى الهلال سوارها

أطلت وقوفي في الطلول ولو عتى

يضرم ماء الدمع في الصدر نارها

ديار على آثارها لي تشوق

أجد صباباتي بها وأثارها

عهدت بها الشمس التي لو جمالها

تغير به شمس الضحى لأغارها

فتاة فتات المسك تهتك في الدجى

إذ زارت الصب الكئيب استتارها

تشد على البدر المنير نقابها

وترخي على الغصن النضير إزارها

ومن بعد أيام أطال وصالها

إليّ بها روحاتها وابتكارها

وجدت الليالي بالهموم طويلة

على مهجتي لما عدمت قصارها

ومن لي بأن يعتاد طرفي رقاده

عسى طيفها في النوم يدني مزارها

ويا حبذا بالرقمتين خمائل

همي الغيث فيها ليلها ونهارها

وأضحى بها مرّ النسيم مريحا

بدار الندى حوذانها

(2)

وعرارها

وخلنا بها دارين إذ بهبوبه

من الزهر المطلول فتق فارها

وضوّع فيها ذلك الروح مندلا

فهل مدح الغازي الغياث استعارها

توفي سالم بن سعادة بحلب في سادس عشر جمادى الأولى من سنة (166 - و) ثمان عشرة وستمائة.

‌سالم بن سلمان بن عبد الله الحموي:

أبو المحاسن الشافعي روى عنه الحافظ أبو المواهب الحسن بن صصرى انشادا خرجه في معجم شيوخه الذي شاهدته بخطه، وقال: أنشدنا أبو المحاسن الشافعي رحمه الله وغيره لبعضهم:

أمر على أبوابكم أرتجي الشفا

وأندب ربعا للطلول وقد عفا

وأندب أياما لنا ولياليا

وأبكي عليها حسرة وتلهفا

وكان سراج الوصل يزهر بيننا

فهبت به ريح من البين فانطفا

(1)

-يقال مثت الشيء: اذا خلطته في الماء. النهاية لابن الأثير.

(2)

-الحوذان نبت واحدتها حوذانة، والحوذانة بقلة من بقول الرياض لها نور أصغر طيب الرائحة. معجم أسماء النباتات.

ص: 4111

قال أبو المواهب بن صصرى: توفى أبو المحاسن هذا رحمه الله بعد الستين وخمسمائة بدمشق، وكان فقيرا صالحا مقبلا على شأنه وعياله ومات كهلا.

‌سالم بن صالح:

شاعر من شعراء حلب، أو معرة النعمان، فإن الرشيد بن الزبير المصري ذكره في كتاب جنان الجنان ورياض الأذهان بين شعراء حلب ومعرة النعمان وأورد له هذه الأبيات الحسان:

وما أنا إلا المسك ظل لديكم

يضيع وعند الأكرمين يضوع

وكالماء أما في السباخ فضائع

وفي المنبت الزاكي حيا وربيع

وكالدر في التيجان يعرف قدره

ويدفنه تحت التراب مضيع

(166 - ظ) وذكر لي أن البيت الأول يروى لمسكويه.

‌سالم بن ظافر بن ابراهيم بن رافع:

أبو الرجاء السروجي كان مقيما بحلب، وحكى بها حكاية عن سليمان بن عبد الرحمن بن عبد المنعم بن المنذر الحلبي، رواها عنه أبو الخطاب عمر بن محمد العليمي.

قرأت بخط أبي الخطاب عمر بن محمد العليمي، وأخبرنا به عنه أبو عبد الله محمد ابن أحمد بن محمد بن الحسن بدمشق قال: سمعت أبا الرجاء سالم بن ظافر بن ابراهيم بن رافع السروجي-املاء من حفظه في منزلي بحلب-يقول: عدنا أبا المعالي سليمان بن عبد الرحمن بن عبد المنعم بن المنذر في مرضه الذي مات فيه، وقد اعتقل لسانه فأخذ طرسا وقلما وكتب من قبله:

لهفي على غصن شباب ذوت

أوراقه من أول الغرس

ومنزل أملت بنيانه

فصار في جانبه رمسي

كل يلي نفسه جهده

إلاّ أنا جهدي على نفسي

ثم فاظت نفسه:

ص: 4112

قلت: وهذا سليمان كان أبوه بنى له دارا ليزوجه فيها فاخترم قبل ذلك، فأوصى أن يدفن بها وقال هذه الأبيات، وسنذكر قصته في ترجمته ان شاء الله تعالى.

‌ذكر من اسمه سالم بن عبد الله

(167 - و)

‌سالم بن عبد الله بن عمر بن الخطاب:

ابن نفيل بن عبد العزى بن قرظ بن رياح بن عبد الله بن رزاح بن عدي بن كعب بن لؤي بن غالب، أبو عمر، وقيل أبو عبد الله، وقيل أبو عبيد الله القرشي العدوي المدني، كان بدابق حين ولي عمر بن عبد العزيز، وقيل أن عمر أرسل اليه وأحضره إليه من المدينة، وغزا الروم مرات منها مع مسلمة بن عبد الملك ومنها في خلافة عمر بن عبد العزيز، ومنها غزاة غزاها هو وعمر بن عبد العزيز مع الوليد ابن هشام بن معاوية بن هشام بن عقبة.

روى عن أبيه عبد الله بن عمر، وأبي أيوب الأنصاري وأبي هريرة وعائشة والقاسم بن محمد بن أبي بكر الصديق، وعبد الله بن محمد بن أبي بكر.

روى عنه حميد بن تيرويه الطويل والفضل بن عطيه ومحمد وعبد الله ابنا مسلم بن شهاب الزهريين، ونافع مولى أبيه عبد الله بن عمر، وعمرو بن دينار، وعبد الله بن اسحاق الزهري، والعلاء بن عبد الرحمن، وعمر بن محمد بن زيد، وعقبة بن أبي الصهباء الباهلي، وعبد الله بن عبد الرحمن، وعلي بن زيد، وابراهيم ابن أبي عبلة ومحمد بن أبي حرملة، وخالد بن أبي عمران، ويزيد بن أبي مريم، ومحمد بن اسحاق، وعبد الله بن عمران بن أبي فروة، وموسى بن عقبة، ومحمد ابن عجلان، وأبو سلمة الدوسي، والفضل بن عطية وحنظلة بن أبي سفيان، وصالح ابن محمد بن أبي زائدة الدراوردي ويحيى المديني، والوضين بن عطاء، ويزيد بن عبد الرحمن بن مالك، ومروان بن جبر البزاز، وأبو بكر بن عمر بن عبد الرحمن (167 - ظ) بن عبد الله بن عمر، وأشعب الطمع.

أخبرنا أبو اليمن زيد بن الحسن بن زيد الكندي-قراءة عليه-قال:

أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي الأنصاري قال: حدثنا أبو الحسن علي بن ابراهيم بن عيسى الباقلاني قال: حدثنا أبو بكر أحمد بن جعفر بن حمدان بن مالك

ص: 4113

القطيعي قال: حدثنا محمد بن يونس بن موسى القرشي قال: حدثنا حماد بن عيسى الجهني قال: حدثنا حنظلة بن أبي سفيان عن سالم بن عبد الله بن عمر بن الخطاب عن أبيه عن جده عمر بن الخطاب قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم اذا دعا رفع يديه واذا فرغ ردهما على وجهه

(1)

.

أخبرنا أبو حفص عمر بن محمد بن طبرزد-بقراءتي عليه-قال: أخبرنا أبو القاسم هبة الله بن محمد بن عبد الواحد بن الحصين قال: أخبرنا أبو طالب محمد بن محمد بن غيلان البزاز قال: حدثنا أبو بكر محمد بن ابراهيم الشافعي قال: حدثنا محمد بن سليمان عن عبيد الله بن عمر عن الزهري عن سالم عن ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا تأكلوا بالشمال فان الشيطان يأكل بشماله.

(2)

.

أخبرنا أبو الحجاج يوسف بن خليل بن عبد الله قال: أخبرنا أبو المكارم أحمد ابن محمد اللبان قال: أخبرنا أبو علي الحسن بن أحمد الحداد قال: أخبرنا أبو نعيم أحمد بن عبد الله الحافظ قال: حدثنا محمد بن عبد الله قال: حدثنا الحسن ابن علي بن نصر قال: حدثنا محمد بن عبد الكريم قال: حدثنا الهيثم بن عدي قال:

حدثنا يونس بن يزيد قال: حدثنا (168 - و) الحكم بن عبد الله الأيلي قال: قدم سليمان بن عبد الملك المدينة فدخل عليه القاسم وسالم بن عبد الله، قال: واذا سالم أحسنهما كدنة

(3)

فقال: يا أبا عمر؟ قال: الخبز والزيت، قال: وتشتهبه؟ قال:

أدعه حتى أشتهيه، قال: ثم دعا لهما بغالية، وجاءت جارية وضيئة الوجه مديدة القامة فذهبت تغليهما فقال: تنحي عنا، ثم تناولا المدهن فلعقا منه ثم أدهنا، ثم قالا:

إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا أتي بالدهن الطيب لعق منه، ثم أدهن

(4)

.

أخبرنا أبو الحسن المبارك بن محمد بن مزيد الخواص، وأبو الفتح بن أبي الفرج بن أبي الفرج الحصري البغداديان-قراءة على كل واحد منهما بانفراده وأنا

(1)

-انظره في كنز العمال:2/ 4892.

(2)

-انظره في كنز العمال:15/ 40872.

(3)

-كتب ابن العديم في الهامش: الكدنة: الشحم واللحم.

(4)

-انظره في كنز العمال:7/ 18289.

ص: 4114

أسمع ببغداد-قالا: أخبرنا أبو محمد عبد الغني بن أبي العلاء الحسن بن أحمد ابن العطار الهمذاني وقال أبو الفرج: وأنا حاضر، قال: أخبرنا أبو الفرج سعيد ابن أبي الرجاء الصيرفي قال: أخبرنا أبو العباس أحمد بن النعمان قال: أخبرنا أبو بكر محمد بن ابراهيم بن علي بن المقرئ قال: أخبرنا أبو محمد اسحاق بن أحمد بن نافع الخزاعي بمكة قال: أخبرنا أبو عبد الله محمد بن يحيى بن أبي عمر العدني قال: حدثنا عبد العزيز بن محمد عن صالح بن محمد بن زائدة قال: كنت مع مسلمة بن عبد الملك في الغزو، فوجد انسانا قد غل، فدعا سالم بن عبد الله فسأله عن أمره، فقال سالم: حدثني أبي عن جدي عمر بن الخطاب أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: من وجدتموه قد غل فاضربوه واحرقوا متاعه

(1)

، قال:

فوجد في رحله مصحف قال: فسأل (168 - ظ) سالما عنه، فقال: بعه وتصدق بثمنه أخبرنا أحمد بن شاكر بن عبد الله-فيما أذن لنا في روايته عنه-قال: أخبرنا الحافظ أبو القاسم علي بن الحسن قال: أخبرنا أبو محمد بن طاووس قال: أخبرنا أبو الغنائم بن أبي عثمان: أخبرنا أبو عمر بن مهدي قال: حدثنا أبو بكر محمد بن أحمد بن يعقوب بن شيبه قال: حدثنا جدي قال: حدثنا معاوية بن عمرو عن أبي اسحاق قال: أخبرني صالح بن محمد قال: غزونا مع الوليد بن هشام، ومعنا سالم ابن عبد الله، وعمر بن عبد العزيز، ومكحول فغل رجل منا متاعا، فأمر الوليد بمتاعه فحرق وضرب ولم يعط سهمه.

أخبرنا أبو محمد عبد القادر بن عبد الله الرهاوي-في كتابه-قال أخبرنا القاضي أبو عبد الله محمد بن نصر بن الحسن البوسنجي قال: أخبرنا حنبل بن علي الصوفي قال: أخبرنا أحمد بن محمد قال: أخبرنا أبو عبيد الله أحمد بن محمد ابن محمد الشروطي قال: أخبرنا أبو حاتم محمد بن حيان البستي قال: أخبرنا ابن جوصاء قال: حدثنا أبو عمير النحاس قال: حدثنا ضمرة عن ابراهيم بن أبي عبلة قال: رأيت سالم بن عبد الله وعمر بن عبد العزيز يتسايران بأرض الروم، فأبال أحدهما دابته فأمسك عليه الآخر حتى لحقه.

(1)

-انظره في كنز العمال:4/ 110052.

ص: 4115

أنبأنا أبو حفص بن طبرزد عن أبي غالب بن البناء عن أبي محمد الجوهري قال: أخبرنا أبو عمر بن حيويه قال: أخبرنا أحمد بن معروف قال حدثنا الحسين بن الفهم، ح.

قال: وقرئ على سليمان بن اسحاق بن الخليل قال: حدثنا الحارث بن أبي اسامة قالا: حدثنا محمد بن سعد (169 - و) قال: سالم بن عبد الله بن عمر بن الخطاب بن نفيل بن عبد العزى بن رباح بن قرظ

(1)

بن عدي بن كعب بن لؤي وأمه أم ولد، ويكنى سالم أبا عمر.

قال محمد بن عمر: وروى سالم عن أبي أيوب الأنصاري، وأبي هريرة، وعن أبيه، وسمع عبد الله بن محمد بن أبي بكر يخبر أباه عن عائشة عن النبي صلى الله عليه وسلم في بناء الكعبة، وكان ثقة كثير الحديث عاليا من الرجال ورعا

(2)

.

وقال ابن طبرزد: أخبرنا أبو غالب أحمد وأبو عبد الله يحيى ابنا الحسن بن البناء-اذنا ان لم يكن سماعا، قالا: أخبرنا أبو الحسين بن الآبنوسي قال: أخبرنا أحمد بن عبيد-اجازة-قال: حدثنا الزعفراني قال: حدثنا ابن أبي خيثمة قال:

سمعت أبي يقول: سالم بن عبد الله أبو عمر.

قال ابن طبرزد: أخبرنا أبو القاسم اسماعيل بن أحمد بن عمر السمرقندي- إجازة إن لم يكن سماعا-قال: أخبرنا أبو الفضل بن البقال قال: حدثنا أبو الحسن الحمامي قال: حدثنا أبو اسحاق ابراهيم بن أحمد بن الحسن بن مهران قال: أخبرنا أبو اسحاق ابراهيم بن أبي أميه قال: سمعت نوح بن أبي حبيب يقول:

وسالم بن عبد الله بن عمر يكنى أبا عمر.

أنبأنا أبو الفضل أحمد بن محمد بن الحسن قال: أخبرنا عمي الحافظ أبو القاسم علي بن الحسن قال: أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر قال: أخبرنا أبو صالح أحمد بن عبد الملك قال: أخبرنا أبو الحسن بن السقاء وأبو محمد بن بالويه قالا:

حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب قال: حدثنا عباس بن محمد قال: سمعت يحيى

(1)

-كتب ابن العديم في الهامش: سقط منه رزاح.

(2)

- طبقات ابن سعد:5/ 195.

ص: 4116

ابن معين يقول: سالم بن عبد الله كنيته أبو عمر (169 - ظ).

وقال: أخبرنا عمي الحافظ قال: أخبرنا أبو الفتح نصر الله بن محمد قال:

أخبرنا نصر بن ابراهيم قال: أخبرنا سليم بن أيوب قال: أخبرنا طاهر بن محمد بن سليمان قال: حدثنا علي بن ابراهيم بن أحمد قال: حدثنا يزيد بن محمد بن اياس قال: سمعت محمد بن أحمد المقدمي يقول: سالم بن عبد الملك بن عمر بن الخطاب أبو عمر

(1)

.

أنبأنا أبو اليمن زيد بن الحسن قال: أخبرنا أبو البركات عبد الوهاب بن المبارك الأنماطي-اجازة ان لم يكن سماعا-قال: أخبرنا أبو الفضل أحمد بن الحسن ابن خيرون قال: أخبرنا عبد الملك بن محمد قال: أخبرنا محمد بن أحمد قال: أخبرنا محمد بن عثمان بن أبي شيبة قال: سالم بن عبد الله بن عمر أبو عمر.

أخبرنا أبو عبد الله الحسين بن عمر بن باز-في كتابه-قال: أخبرنا عبد الحق بن عبد الخالق بن يوسف قال: أخبرنا أبو الغنائم محمد بن علي النرسي قال: أخبرنا محمد بن اسماعيل البخاري قال: سالم بن عبد الله بن عمر بن الخطاب أبو عمر القرشي العدوي المديني.

قال الحسن بن واقع عن ضمرة بن ربيعة: مات سنة ست ومائة

(2)

.

أنبأنا أبو نصر محمد بن هبة الله قال: أخبرنا أبو القاسم بن أبي محمد قال:

أخبرنا أبو بكر محمد بن العباس قال: أخبرنا أبو بكر أحمد بن منصور بن خلف قال: أخبرنا أبو سعد بن حمدون قال: أخبرنا مكي بن عبدان قال: سمعت مسلم ابن الحجاج يقول: أبو عمر سالم بن عبد الله بن عمر بن الخطاب، سمع أباه، روى عنه الزهري ونافع

(3)

.

أنبأنا أبو البركات سعيد بن (170 - و) هاشم بن أحمد الخطيب قال:

أخبرنا أبو الفرج بن الحسن في كتابه قال: أخبرنا أبو عمرو بن مندة-إجازة إن لم يكن سماعا-قال أخبرنا حمد بن عبد الله قال: أخبرنا أبو محمد بن عبد الرحمن

(1)

- تاريخ دمشق لابن عساكر:7/ 13 - ظ.

(2)

-التاريخ الكبير للبخاري:4/ 115 (2155).

(3)

-الكنى والاسماء للامام مسلم:146.

ص: 4117

ابن أبي حاتم قال: سالم بن عبد الله بن عمر بن الخطاب، أبو عمر، روى عن أبيه وأبي هريرة، وعائشة، روى عنه الزهري، ونافع، سمعت أبي يقول ذلك

(1)

.

أنبأنا أبو اليمن الكندي عن أبي البركات الأنماطي قال: أخبرنا أبو الفضل محمد بن طاهر المقدسي قال: أخبرنا مسعود بن ناصر قال: أخبرنا عبد الملك بن الحسن قال: أخبرنا أحمد بن محمد بن الحسين الكلاباذي: قال سالم بن عبد الله ابن عمر بن الخطاب، أبو عمر القرشي العدوي المدني، سمع أباه وأبا هريرة، روى عنه الزهري، ونافع وموسى بن عقبة، وحنظلة بن أبي سفيان في الايمان وغير موضع.

قال الواقدي: قال أبو نعيم: مات سنة ست ومائة. قال الذهلي-وفيما كتب إليّ أبو نعيم-في آخرها، وقال ابن أبي شيبة، توفي سنة ست ومائة في آخرها- وقال عمرو بن علي: مات سنة ست ومائة، بعقب ذي الحجة، وقال الواقدي مثل عمرو بن علي، قال صلى عليه هشام بعد انصرافه من الحج وقال الذهلي:

حدثنا يحيى بن بكير قال: مات في ذي القعدة سنة ست ومائة، وصلى عليه هشام بن عبد الملك، وقال الهيثم: توفي سنة ثمان ومائة.

أنبأنا أبو حفص عمر بن علي بن محمد بن قشام قال: أخبرنا الحافظ أبو العلاء الحسن بن أحمد الهمذاني-في كتابه-قال: أخبرنا أبو جعفر محمد بن أبي علي الهمذاني قال أخبرنا (170 - ظ) أبو علي الحسن بن محمد بن محمد الصفار قال:

أخبرنا أبو بكر بن منجويه، الحافظ قال: أخبرنا الحاكم أبو أحمد محمد بن محمد الحافظ قال: أبو عمر سالم بن عبد الله بن عمر بن الخطاب القرشي العدوي المدني، وأمه أم سالم، وهي أم ولد، أخوته: عبيد الله، وحمزة وزيد وواقد، وبلال، وعمر، سمع أباه، وأبا هريرة، روى عنه نافع مولى ابن عمر، وابن شهاب وعمر بن محمد بن زيد، وعمرو بن دينار.

أنبأنا ابن طبرزد قال: أخبرنا أبو الفضل بن ناصر-اجازة ان لم يكن سماعا- عن أبي الفضل المكي قال: أخبرنا عبيد الله بن سعيد بن حاتم قال: أخبرنا الخصيب

(1)

-الجرح والتعديل:4/ 184 (797).

ص: 4118

ابن عبد الله قال: أخبرني عبد الكريم بن أبي عبد الرحمن أحمد بن شعيب النسائي قال: أخبرني أبي قال: أبو عبد الله سالم بن عبد الله بن عمر، وقيل أبو عمر.

وقال أبو الفضل بن ناصر: أنبأنا أبو الطاهر بن أبي الصقر قال: أخبرنا أبو القاسم الصواف قال: أخبرنا أبو بكر المهندس قال: حدثنا أبو بشر الدولابي قال:

أبو عبد الله، ويقال أبو عمر سالم بن عبد الله بن عمر بن الخطاب

(1)

.

أنبأنا أبو القاسم بن محمد القاضي قال: أخبرنا أبو الفضل بن البقال قال: أخبرنا أبو الحسين بن بشران قال: أخبرنا أبو عمرو بن السماك قال: حدثنا حنبل بن اسحاق قال: قال علي بن المديني: سالم بن عبد الله أبو عبيد الله.

أخبرنا أبو الفضل أحمد بن محمد بن الحسن-في كتابه-قال: أخبرنا الحافظ أبو القاسم علي بن الحسن الدمشقي قال: سالم بن عبد الله بن عمر بن الخطاب بن نفيل بن عبد العزى (171 - و) بن قرظ بن رياح بن عبد الله بن رزاح ابن عدي بن كعب بن لؤي، أبو عبد الله، ويقال أبو عبيد الله، ويقال أبو عمر، العدوي المدني الفقيه.

روى عن أبيه وأبي هريرة، وأبي أيوب الأنصاري، وعائشة، والقاسم بن محمد بن أبي بكر الصديق.

روى عنه الزهري، وحميد الطويل، ونافع مولى ابن عمر، ومحمد بن أبي حرملة، والعلاء بن عبد الرحمن، وخالد بن أبي عمران، ويزيد بن أبي مريم الدمشقي، وعقبة بن أبي الصهباء الباهلي، ويحيى بن الحارث، وعمرو بن الوليد الدمشقي، والوضين بن عطاء، ويزيد بن عبد الرحمن بن أبي مالك، وقدم الشام على عبد الملك بن مروان، بكتاب أبيه بالبيعة له، وعلى الوليد بن عبد الملك، وعلى عمر بن عبد العزيز

(2)

.

أخبرنا أبو الحجاج يوسف بن خليل بن عبد الله-قراءة عليه وأنا أسمع-

(1)

-الكنى للدولابي:2 - 56.

(2)

-تاريخ دمشق لابن عساكر 7/ 12 - ظ.

ص: 4119

قال: أخبرنا أبو المكارم أحمد بن محمد اللبان قال: أخبرنا أبو علي الحسن بن أحمد الحداد قال: أخبرنا أبو نعيم أحمد بن عبد الله الحداد قال: ومنهم-يعني- من الطبقة الاولى من التابعين الفقيه المتخشع الرهاب أبو عمر سالم بن عبد الله ابن عمر بن الخطاب، كان لله خاشعا وفي نفسه خاضعا، وبما يدفع به وقته قانعا، وقد قيل ان التصوف لزوم الخضوع والقنوع، والتبرؤ من الجزوع الهلوع، أسند سالم مالا يعد كثرة عن أبيه وعن جلة الصحابة

(1)

.

أنبأنا أبو حفص بن طبرزد قال: أخبرنا أبو القاسم اسماعيل بن أحمد بن السمرقندي-اجازة ان لم يكن سماعا-قال: أخبرنا محمد بن هبة الله قال:

أخبرنا محمد بن الحسين قال: (171 - ظ) أخبرنا عبد الله بن جعفر قال: حدثنا يعقوب بن سفيان قال: حدثني يونس بن عبد الأعلى قال: أخبرني أشهب عن مالك قال: قال سعيد بن المسيب: كان عبد الله أشبه ولد عمر به، وكان سالم أشبه ولد عبد الله، وكان سالم بن عبد الله أشبه ولد عبد الله به.

قال مالك، ولم يكن أحد في زمن سالم بن عبد الله أشبه بمن مضى من الصالحين في الزهد والقصد والعيش منه، كان يلبس الثوب بدرهمين، ويشتري السماك يحملها، وقال سليمان بن عبد الملك لسالم-وراه حسن السحنة: أي شيء تأكل؟ قال: الخبز والزيت، واذا وجدت اللحم أكلته، فقال عمر له: أو تشتهيه؟ قال: اذا لم أشتهه تركته حتى أشتهيه.

هكذا قال هاهنا وفي الخبر الذي رواه الهيثم بن عدي، وقد قيل ان الذي قال له ذلك الوليد بن عبد الملك.

أخبرنا بذلك أبو الحجاج يوسف بن خليل قال: أخبرنا أبو المكارم اللبان قال:

أخبرنا أبو علي الحداد قال: أخبرنا أبو نعيم الحافظ، وأخبرنا أبو هاشم عبد المطلب بن الفضل قال: أخبرنا أبو شجاع عمر بن أبي الحسن البسطامي قال: أنبأنا محمد بن محمد بن محمد الأصبهاني أن أحمد بن عبد الله الحافظ أخبرهم قال:

حدثنا أبو محمد قال: حدثنا أبو محمد بن حيان قال: حدثنا ابراهيم بن محمد بن

(1)

- حلية الاولياء:2/ 193.

ص: 4120

الحسن قال: حدثنا محمد بن أبي صفوان قال يحيى بن كثير قال: حدثنا عبد الله ابن اسحاق الزهري قال: سمعت سالم بن عبد الله يقول: دخلت على الوليد بن عبد الملك فقال: ما أحسن جسمك فما طعامك؟ قلت: الكعك والزيت، قال:

وتشتهيه؟ قلت: أدعه حتى أشتهيه فاذا اشتهيته أكلته.

قال أحمد بن عبد الله الحافظ: وروى مالك بن أنس أن هشام بن عبد الملك قال لسالم فذكر (172 - و) نحوه

(1)

.

أخبرنا أبو هاشم قال: أخبرنا أبو شجاع قال: وقصته ما ذكر الصولي قال.

حدثنا الغلابي، ح.

وأنبأنا أبو روح عبد المعز بن محمد الهروي عن أبي القاسم زاهر بن طاهر قال: أنبأنا أبو القاسم البندار عن أبي أحمد القارئ قال: أخبرنا أبو بكر الصولي -إجازة-قال: حدثنا الغلابي قال: حدثنا العباس بن بكار قال: حدثنا عبد الله ابن عياش قال: لما حج هشام بن عبد الملك فمرّ بالمدينة قال لرجل من أصحابه: انظر من ترى في المسجد، قال: أرى رجلا طوالا أدلم

(2)

، قال: هذا بقية الناس، هذا سالم بن عبد الله بن عمر، علي به، فجاء في ثوبين، فقال: أتدخل على أمير المؤمنين في هذا الزي؟ فقال: ألا أدخل عليه في زي أقوم في مثله بين يدي رب العالمين، فدخل فسلم فرفعه وقربه، وقال: كم سنك يا أبا عمر؟ قال: ستون سنة، قال: ما رأيت ابن ستين أتم كدنه منك ما أكلك؟ قال: الخبز والزيت، قال: فإذا أجمته

(3)

؟ قال: أدعه حتى أشتهيه، قال: فخرج من بين يديه فحمّ، فقال:

لقعنى

(4)

الأحول بعينه فاعتل ومات فصلى عليه، وكان هشام يقول: ما أدري بأيهما اشد فرحا بحجتي أم بصلاتي على سالم.

أخبرنا أبو بكر عتيق بن أبي الفضل السلماني قال: أخبرنا أبو القاسم بن الحسن بن أبي الحسن، ح.

(1)

-أبو نعيم-المصدر نفسه:2/ 193 - 194.

(2)

-الادلم: الشديد السواد. القاموس.

(3)

-أجم الطعام وغيره: كرهه ومله. القاموس.

(4)

-لقع بعينه: أصاب بها. القاموس.

ص: 4121

وحدثنا أبو الحسن محمد بن أحمد بن علي قال: أنبأنا عبد الله بن عبد الرحمن السلمي قالا: أخبرنا الشريف (172 - ظ) أبو القاسم علي بن ابراهيم العلوي قال: أخبرنا أبو الحسن رشاء بن نظيف قال: أخبرنا الحسن بن اسماعيل الضراب قال: حدثنا أحمد بن مروان المالكي قال: حدثنا أحمد بن داوود قال:

حدثنا المازني عن الأصمعي عن أبي الزناد قال: كان أهل المدينة يكرهون اتخاذ أمهات الاولاد حتى نشأ فيهم الغرّ السادة: علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب، والقاسم بن محمد بن أبي بكر الصديق، وسالم بن عبد الله بن عمر بن الخطاب فقهاء، ففاقوا أهل المدينة علما وتقى وعبادة وورعا، فرغب الناس حينئذ في السراري.

أخبرنا أبو محمد بن رواج-إجازة أو سماعا-قال: أخبرنا أبو الطاهر السلفي قال: أخبرنا أبو صادق المديني قال: أنبأنا أبو الحسن علي بن منير بن أحمد الخلال قال: أخبرنا أبو محمد الحسن بن رشيق قال: حدثنا أبو عبد الرحمن النسوي قال في تسمية فقهاء أهل المدينة من التابعين: سعيد بن المسيب، وعروة بن الزبير، وأبو سلمة بن عبد الرحمن، وعبيد الله بن عبد الله بن عتبة، وسليمان بن يسار، وخارجة بن زيد، وأبو بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام، وعلي ابن الحسين، والقاسم بن محمد بن أبي بكر الصديق، وسالم بن عبد الله بن عمر، وأبو جعفر محمد بن علي، وعمر بن عبد العزيز.

أخبرنا أبو القاسم أحمد بن عبد الله بن عبد الصمد العطار قال: أخبرنا أبو الوقت عبد الاول (173 - و) بن عيسى بن شعيب السجزي قال: أخبرنا أبو الحسن عبد الرحمن بن محمد الداوودي قال: أخبرنا أبو محمد عبد الله بن أحمد ابن حمّوية السرخسي قال: أخبرنا أبو عمران عيسى بن عمر بن العباس السمرقندي قال أخبرنا أبو محمد عبد الله بن عبد الرحمن الدارمي قال: أخبرنا عفان قال:

حدثنا يحيى بن سعيد القطان قال: حدثنا سفيان عن منصور قال: قلت لابراهيم:

ان سالما أتم منك حديثا؟ قال: ان سالما كان يكتب.

ص: 4122

أنبأنا أبو علي حسن بن أحمد الأوقي قال: أخبرنا أبو طاهر السّلفي-اجازة ان لم يكن سماعا-قال: أخبرنا ثابت بن بندار البقال قال: أخبرنا الحسين بن جعفر قال: أخبرنا الوليد بن بكر قال: حدثنا علي بن أحمد بن زكريا قال: حدثنا أبو مسلم صالح بن أحمد بن عبد الله العجلي قال: حدثنا أبي قال: سالم بن عبد الله بن عمر، مدني، تابعي، ثقة

(1)

.

أنبأنا أبو نصر الشيرازي قال: أخبرنا علي بن أبي محمد قال: أخبرنا أبو سعد اسماعيل بن أحمد، وأبو الحسن مكي بن أبي طالب قالا: أخبرنا أبو بكر أحمد بن علي بن خلف قال: أخبرنا أبو عبد الله الحافظ قال: سمعت أبا الوليد الفقيه غير مرة يقول: سمعت سليمان بن محمد بن خلف الميداني يقول: سمعت اسحاق بن ابراهيم الحنظلي يقول: أصح الاسانيد كلها الزهري عن سالم عن أبيه.

أنبأنا أبو حفص المكتب قال: أخبرنا أبو غالب أحمد وأبو عبد الله يحيى ابنا الحسن-إجازة ان لم يكن سماعا منهما أو من أحدهما-قالا: أخبرنا محمد بن أحمد (173 - ظ) بن المسلمة قال: أخبرنا محمد بن عبد الرحمن قال: حدثنا أحمد بن سليمان قال: حدثنا الزبير بن بكار قال: حدثني عثمان بن عبد الرحمن عن أبي بكر بن عبد العزيز بن عبد الله بن عبد الله بن عمر قال: جاء بدوي الى عبد الله ابن عبد الله، وهو جالس في مجلسهم، حوله ولده وأصحابه، فاستفتاه في مسألة فقال: تريد أبا عمر؟ وأقبل على بعض بنيه فقال: اذهب الى عمك فقل له: هذا مسترشد، فدخل على سالم فوجده جالسا في دار عبد الله بن عمر بين رجليه رحا ينقشها فقال له: يقول لك أخوك: هذا مسترشد فسأله عما يريد، فذكر ذلك، فأجابه فخرج البدوي وهو يرى شرف عبد الله فقال: لم أر كاليوم فقيها ولا مفقوها.

أنبأنا أبو القاسم عبد الصمد بن محمد عن أبي القاسم بن السمرقندي قال:

أخبرنا أبو بكر بن الطبري قال: أخبرنا أبو الحسين بن الفضل قال: أخبرنا عبد الله ابن جعفر قال: حدثنا يعقوب بن سفيان قال: قال ابن بكير وقدم مقدم بن علي

(1)

-تاريخ الثقات للعجلي:714 (499).

ص: 4123

وجماعة من المصريين المدينة فأتوا باب سالم بن عبد الله، فسمعوا رغاء بعير، فبينما هم كذلك خرج عليهم رجل آدم شديد الأدمة مئتزر بكساء صوف الى ثندوته

(1)

فقالوا له: مولاك داخل؟ فقال: من تريدون؟ قالوا: سالم بن عبد الله، قال: ابن بكير فلما كلمهم جاء شيء غير المنظر، قال: من أردتم؟ قالوا: سالم، قال: ها أنذا فما جاء بكم؟ قالوا: أردنا أن نسألك، قال: سلوا عن ما (174 - و) شئتم وجلس ويده ملطخ بالدم والقيح الذي أصابه من البعير فسألوه.

أخبرنا أبو يوسف بن خليل الآدمي قال: أخبرنا أبو المكارم اللبان قال: أخبرنا أبو علي الحداد قال: أخبرنا أبو نعيم الحافظ قال: حدثنا أبو محمد بن حيان قال:

حدثنا ابراهيم بن محمد بن الحسن قال: حدثنا محمد بن أبي صفوان قال: حدثنا يحيى بن كثير قال: حدثنا عبد الله بن اسحاق قال: سمعت سالم بن عبد الله يقول:

إياكم وإدامة اللحم، فإن له ضراوة كضراوة الشراب.

وقال: أخبرنا أبو نعيم الحافظ قال: حدثنا أبي قال: حدثنا ابراهيم بن محمد ابن الحسن قال: حدثنا أحمد بن سعيد قال: حدثنا ابن وهب قال: حدثني حنظلة قال: رأيت سالم بن عبد الله بن عمر يخرج إلى السوق فيشتري حوائج نفسه

(2)

.

أخبرنا أبو الحجاج الدمشقي-قراءة عليه وأنا أسمع-قال: أخبرنا أبو القاسم يحيى بن أسعد بن بوش قال: أخبرنا أبو العز أحمد بن عبيد الله بن كادش قال: أخبرنا أبو علي محمد بن الحسين الجازري قال: أخبرنا المعافى بن زكريا النهرواني القاضي قال: حدثنا الحسين بن القاسم الكوكبي قال: حدثنا أبو سعيد الحارثي قال: حدثنا العتبي عن أبيه قال: دخل سالم بن عبد الله بن عمر على سليمان بن عبد الملك وعلى سالم ثياب غليظة رئة، فلم يزل سليمان يرحب به ويرفعه حتى أفعده معه على سريره، وعمر بن عبد العزيز في المجلس فقال له رجل من أخريات الناس: أما استطاع خالك أن يلبس ثيابا فاخرة (174 - ظ) أحسن من هذه فدخل فيها على أمير المؤمنين وعلى المتكلم ثياب سرية لها قيمة؟ فقال له عمر: ما رأيت هذه

(1)

-الثندوة: لحم الثدي أو أصله.

(2)

- حلية الاولياء:2/ 194.

ص: 4124

الثياب التي على خالي وضعته في مكانك هذه، ولا رأيت ثيابك هذه رفعتك الى مكان خالي ذلك.

قال القاضي: لقد أحسن عمر في جوابه وأجاد في الذب عن خاله، وقد أنشدنا ابن دريد في خبر قد ذكرته في غير هذا الموضع لبعض الاعراب:

يغايظونا بقمصان لهم جدد

كأننا لا نرى في السوق قمصانا

ليس القميص وإن جددت رقعته

بجاعلي رجلا إلا كما كانا

وأنشدنا أيضا لاعرابي قصد باب بعض الملوك فحجبه الآذن وجعل يستأذن لغيره ممن له بزة:

رأيت آذننا يستام بزتنا

وليس للحسب الزاكي بمستام

فلو دعينا على الأحساب قدمنا

مجد تليد وجد راجح نامي

ولقد أحسن الذي قال:

قد يدرك الشرف الفتى وإزاره

خلق وجيب قميصه مرقوع

(1)

أخبرنا أبو منصور عبد الرحمن بن محمد بن الحسن قال: أخبرنا أبو محمد عبد الرحمن بن أبي الحسن بن ابراهيم الداراني قال: أخبرنا سهل بن بشر قال:

أخبرنا أبو الحسن محمد بن الحسين بن محمد الطفال قال: أخبرنا أبو الطاهر محمد ابن أحمد بن عبد الله القاضي قال: حدثنا موسى بن هارون قال: حدثنا شيبان قال:

حدثنا جرير بن حازم قال: أتي سالم (175 - و) بقدح مفضض فلما ذهب ليتناوله رأى الفضة التي فيه فتركه، فقال رجل لنافع: ما منعه أن يشرب فيه؟ فقال: ما سمع في آنية الفضة.

أنبأنا أبو اليمن الكندي عن أبي البركات بن المبارك قال: أخبرنا أبو الحسين ابن الطيوري قال: أخبرنا أبو الحسن العتيقي قال: أخبرنا الوليد بن بكر قال:

أخبرنا علي بن أحمد بن زكريا قال: أخبرنا صالح بن أحمد قال: حدثني أبي أحمد

(1)

-لم يرد هذا الخبر في المطبوع من كتاب الجليس الصالح.

ص: 4125

قال: حدثني أبي عبد الله قال: كان عبد الله بن عمر يقبل ابنه سالما ويقول: شيخ يقبل شيخا، ويقول: إني أحبك حبين: حب الاسلام وحب القرابة

(1)

.

أنبأنا أبو حفص المكتب عن أبي غالب وأبي عبد الله ابني البناء قالا: أخبرنا أبو جعفر بن المسلمة قال: أخبرنا أبو طاهر المخلص قال: أخبرنا أحمد بن سليمان الطوسي قال: حدثنا الزبير بن بكار قال: ولعبد الله بن عمر سوى هؤلاء سالم وكان من خيار الناس، ومن حملة العلم، وفيه يقول عبد الله بن عمر:

يديرونني عن سالم وأديرهم

وجلدة بين العين والانف سالم

(2)

أخبرنا أبو نصر بن الشيرازي-فيما أذن لنا في روايته عنه-قال: أخبرنا أبو القاسم علي بن الحسن قال: أخبرنا أبو محمد بن طاووس قال: أخبرنا أبو الغنائم ابن أبي عثمان قال: أخبرنا أبو عمر بن مهدي قال: أخبرنا أبو بكر محمد بن أحمد ابن يعقوب بن شيبة قال: حدثنا جدي قال: حدثنا أبو بكر بن أبي الأسود قال:

أخبرنا الاصمعي قال: أوصى ابن عمر الى عبد الله بن عبد الله، وترك سالما، وكان (175 - ظ) أسن منه فقيل له: أتدع سالما؟ فقال: أو تعلمون بعبد الله بأسا؟ قال: فلما وضع على سريره قال عبد الله لسالم: تقدم قال: ما كنت لأتقدم وقد قدمك أبي.

قال يعقوب: وسمعت في حديث أن ابن عمر قيل له في ذلك، فقال: إني أكره أن أدنس سالما بوصية، وأشغله عما هو فيه، يريد العبادة

(3)

.

أخبرنا أبو الحجاج يوسف بن خليل قال: أخبرنا أبو المكارم اللبان قال: أخبرنا أبو علي الحداد قال: أخبرنا أبو نعيم الحافظ قال: حدثنا محمد بن علي بن حبيش قال: حدثنا أحمد بن يحيى الحلواني قال: حدثنا أحمد بن يونس قال: حدثنا زهير ابن معاوية قال: حدثنا موسى بن عقبة أنه رأى سالما بن عبد الله بن عمر لا يمر بقبر

(1)

-العجلي: المصدر نفسه.

(2)

-ليس في المطبوع من جمهرة نسب قريش للزبير بن بكار.

(3)

-تاريخ دمشق لابن عساكر:7/ 15 - ظ،16 - و.

ص: 4126

لا بليل ولا نهار إلا سلم عليه، يقول: السلام عليكم، فقلت له في ذلك، فأخبرني عن أبيه أنه كان يفعل ذلك

(1)

.

أخبرنا أبو محمد عبد الرحمن بن عبد الله بن علوان-قراءة عليه وأنا أسمع- قال: أنبأنا أبو عبد الرحمن محمد بن محمد بن عبد الرحمن الخطيب، ح.

وأخبرنا علي بن عبد المنعم المنبجي الحلبي قال: أخبرنا يوسف بن آدم المراغي قالا: أخبرنا أبو بكر محمد بن منصور بن محمد السمعاني-اجازة-قال:

أخبرنا أبو العباس الفضل بن عبد الواحد بن الفضل التاجر، وأبو عبد الله اسماعيل ابن عبد الله بن عبد الرحمن الخشاب قالا: أخبرنا أبو سعيد محمد بن موسى الصيرفي قال: أخبرنا أبو عبد الله محمد بن عبد الله الصفار الزاهد قال: حدثنا اسحاق بن ابراهيم بن سنين قال: حدثنا نصر بن حريش الصامت قال: حدثنا أبو سهل سلم الخراساني (176 - و) عن سفيان الثوري عن مجالد عن عامر الشعبي أنه قال: كان عبد الله بن عمر وابنه سالم بن عبد الله جلوسا عند الحجاج إذ جاؤوا برجل يريد أن يقتله الحجاج، فقال لسالم: قم الى هذا الرجل فاقتله، قال: فقام سالم فسل سيفه، ودنا منه، وابن عمر ينظر اليه ويقول: أتراه فاعلا، فلما دنا منه قال له: يا هذا صليت اليوم الغداة؟ قال: نعم قد صليت الغداة، فغمد سيفه، ثم رجع الى الحجاج فقال له الحجاج: ما لك لم تقتله؟ قال: سمعت أبي هذا يحدث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: من صلى الغداة فهو في ذمة الله حتى يمسي، فلا يطلبنكم الله بشيء من ذمته

(2)

، قال: فسكت الحجاج ولم يرد عليه شيئا.

أخبرنا أبو عبد الله محمد بن محمود بن عبد الله بن محمد المعروف بالملثم بالقاهرة قال: أخبرنا أبو القاسم هبة الله بن علي بن مسعود البوصيري قال: أخبرنا أبو الحسن علي بن الحسين بن عمر الفراء، ح.

قال شيخنا أبو عبد الله: وأخبرنا أبو عبد الله محمد بن حمد بن حامد الأرتاحي

(1)

-أبو نعيم: المصدر نفسه:2/ 195.

(2)

-انظر في كنز العمال:7/ 190306.

ص: 4127

قال: أخبرنا أبو الحسن بن الفراء-اجازة-قال: أخبرنا أبو القاسم عبد العزيز ابن الحسن بن اسماعيل بن محمد الغساني، ح.

وأخبرنا أبو بكر عتيق بن أبي الفضل السلماني-قراءة عليه وأنا أسمع- قال: أخبرنا أبو القاسم علي بن الحسن الحافظ، ح.

وحدثنا أبو الحسن محمد بن أبي جعفر بن علي-من لفظه بدمشق-قال:

أنبأنا أبو المعالي بن عبد الرحمن بن صابر قالا: أخبرنا أبو القاسم علي بن ابراهيم العلوي قال: أخبرنا أبو الحسن رشاء بن نظيف بن ما شاء الله قالا: أخبرنا أبو محمد الحسن بن اسماعيل الغساني قال: حدثنا (176 - ظ) أبو بكر أحمد بن مروان المالكي قال: حدثنا عمير بن مرداس قال: حدثنا الحميدي قال: سمعت سفيان بن عيينة يقول: دخل هشام بن عبد الملك الكعبة فإذا هو بسالم بن عبد الله ابن عمر بن الخطاب، فقال له: يا سالم سلني حاجة فقال: اني لاستحي من الله تبارك وتعالى أن أسال في بيت الله غير الله، فلما خرج، خرج في إثره فقال له الآن قد خرجت فسلني حاجة، فقال له سالم: من حوائج الدنيا أم من حوائج الآخرة؟ فقال: من حوائج الدنيا، فقال له سالم: أما والله ما سألت الدنيا من يملكها فكيف أسأل من لا يملكها

(1)

!

أخبرنا أبو حفص عمر بن محمد بن طبرزد-بقراءتي عليه-قال: أخبرنا أبو القاسم هبة الله بن محمد بن الحصين قال: أخبرنا أبو طالب محمد بن محمد بن ابراهيم بن غيلان قال: أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الله الشافعي قال: حدثنا عفيف قال: أخبرني ابراهيم بن أبي حنيفة اليمامي عن سالم بن عبد الله قال: بلغني أن الرجل يسأل يوم القيامة من فضل علمه كما يسأل عن فضل ماله.

قلت: عفيف هذا هو عفيف بن سالم.

(1)

-تاريخ دمشق لابن عساكر:7/ 17 - و.

ص: 4128

أخبرني أبو محمد عبد الرحمن بن عبد الله بن علوان الأسدي قال: أخبرنا أبو طالب عبد الرحمن بن الحسن بن عبد الرحمن بن العجمي قال: أخبرنا أبو الغنائم محمد بن علي بن ميمون النرسي قال: أخبرنا الشريف أبو عبد الله محمد بن علي بن الحسن العلوي قال: أخبرنا أبي قال: أخبرنا أبو العباس أحمد بن علي المرهبي قال:

حدثنا أحمد بن عبد الرحمن بن يحيى (177 - و) الصيداوي قال: حدثنا المفضل -يعني-ابن غسان قال: أخبرني عبد الله بن صالح قال: قال سالم بن عبد الله لعمر بن عبد العزيز: اجعل الدنيا يوما واحدا صمته عن شهواتك، كان آخر فطرك فيه الموت، فكأن قد (177 - ظ).

ص: 4129

بسم الله الرحمن الرحيم

وبه توفيقي

أخبرنا أبو الحجاج يوسف بن خليل بن عبد الله قال: أخبرنا أبو المكارم أحمد بن محمد اللبان قال: أخبرنا أبو علي الحسن بن أحمد الحداد قال: أخبرنا أبو نعيم أحمد بن عبد الله الحافظ قال: حدثت عن عبد الله بن محمد بن عبد العزيز قال:

حدثنا شريح بن يونس قال: حدثنا اسحاق بن سليمان قال: حدثنا حنظلة بن أبي سفيان قال: كتب عمر بن عبد العزيز الى سالم بن عبد الله أن: اكتب إلي بشيء من رسائل عمر بن الخطاب، فكتب: أن يا عمر اذكر الملوك الذين تفقأت أعينهم التي كانت لا تنقضي لذتهم، وانفقأت بطونهم التي كانوا لا يشبعون بها، وصاروا جيفا في الارض تحت آكامها أن لو كانت الى جنب مسكين لأذي بريحهم

(1)

.

أخبرنا أبو القاسم عبد الغني بن سليمان بن بنين قال: أخبرنا أبو عبد الله محمد بن حمد الأرتاحي قال: أخبرنا أبو الحسن الفراء-فيما أجازه لي-قال:

أنبأنا أبو اسحاق الحبال، وست الموفق خديجة المرابطة، قال أبو اسحاق: أخبرنا أبو القاسم عبد الجبار بن أحمد الطرسوسي قال: أخبرنا أبو بكر الحسن بن الحسين ابن بندار، وقالت خديجة: قرئ على أبي القاسم يحيى بن أحمد بن علي بن الحسين بن بندار قال: حدثني جدي أبو الحسن علي بن الحسين بن بندار قالا:

حدثنا أبو العباس محمود بن محمد الأديب بأنطاكية قال: حدثنا ابن جبلة وعبيد الله قالا: حدثنا منصور بن أبي مزاحم عن شعيب بن صفوان قال: كتب سالم بن عبد الله بن عمر (180 - و) الى عمر بن عبد العزيز: أما بعد يا عمر فانه قد ولي قبلك أقوام فماتوا على ما قد رأيت، ولقوا الله فرادى بعد الجموع والحفدة

(1)

-أبو نعيم-المصدر نفسه:2/ 194 - وعنده «لتأذى بريحهم» .

ص: 4130

والحشم، وعالجوا نزع الموت الذي كانوا منه يفرون، فانفقأت أعينهم التي كانت لا تفنى لذاتها، واندقت رقابهم غير موسدين بعد تظاهر الفرش والمرافق والسرر والخدم وانشقت بطونهم التي كانوا لا يشبعون فيها من كل نوع من الطعام، وصاروا جيفا حتى لو كانوا الى جانب مسكين ممن كانوا يحقرونه وهم أحياء لتأذى بهم بعد إنفاق الاموال على أغراضهم من الطيب والكسوة الفاخرة اللينة أنفقوا الاموال اسرافا وفتروا عن حق الله، فإنا لله وإنا إليه راجعون ما أعظم ما ابتليت به يا أمير المؤمنين فإن استطعت أن تلقاهم يوم القيامة وهم يحبسون بما عليهم ولا تحبس بشيء فافعل.

أخبرنا أبو الحجاج بن خليل قال: أخبرنا أبو المكارم اللبان قال: أخبرنا أبو علي الحداد قال: أخبرنا أبو نعيم الحافظ قال: حدثنا سليمان بن أحمد قال: حدثنا ابن ناجيه قال: حدثنا محمد بن عباد بن موسى قال: حدثنا أبي عن غياث بن ابراهيم قال: حدثنا أشعب بن أم حميدة قال: أتيت سالم بن عبد الله وهو يقسم صدقة عمر فسألته فأشرف علي من خوخه فقال: ويحك يا أشعب لا تسأل.

وقال: أخبرنا أبو نعيم قال: حدثنا محمد بن علي قال: حدثنا محمد بن عبد الله مكحول قال: حدثنا عثمان بن طبرزد قال: حدثنا ابراهيم بن عرعرة قال: حدثنا أبو عاصم قال: حدثنا جويرية بن أسماء قال: حدثني (180 - ظ) أشعب قال: قال لي سالم بن عبد الله: لا تسل أحدا غير الله

(1)

.

أخبرنا أبو هاشم عبد المطلب بن الفضل الهاشمي قال: أخبرنا أبو سعد عبد الكريم بن محمد بن منصور السمعاني قال: أخبرنا أبو منصور عبد الرحمن بن أبي غالب القزاز، ح.

وأنبأنا أبو اليمن زيد بن الحسن قال: أخبرنا أبو منصور القزاز قال: أخبرنا أبو بكر أحمد بن علي الحافظ قال: أخبرنا علي بن أبي علي البصري قال: أخبرنا علي بن محمد بن أحمد بن لؤلؤ الوراق قال: حدثنا أبو بكر عبد الله بن سليمان بن الأشعث قال: حدثنا أبو داوود السنجي قال: حدثنا الأصمعي عن أشعب الطمع قال: دخلت

(1)

-أبو نعيم-المصدر نفسه:2/ 194.

ص: 4131

على سالم بن عبد الله فقال لي: يا أشعب حمل إلينا جفنة من هريسة وأنا صائم فاقعد فكل، قال: فحملت على نفسي فقال: لا تحمل على نفسك، ما يبقى يحمل معك قال: فلما رجعت إلى منزلي قالت لي امرأتي: يا مشوم بعث عبد الله بن عمرو ابن عثمان يطلبك، ولو ذهبت إليه لحباك، قال: فما قلت له؟ قال: قلت له أنك مريض، قال: أحسنت فاخذت قارورة دهن وشيئا من صفرة فدخلت الحمام، ثم تمرخت به فعصبت رأسي بعصابة، وأخذت قصبة فاتكأت عليه، فأتيته وهو في بيت مظلم فقال لي: أشعب؟ فقلت: نعم جعلني الله فداءك ما رفعت جنبي من الأرض منذ شهرين، قال: وسالم في البيت وأنا لا أعلم فقال لي سالم: ويحك يا أشعب! قال: فقلت لسالم: نعم جعلني الله فداءك منذ شهرين ما رفعت ظهري من الأرض، قال: فقال سالم: ويحك يا أشعب، قال: فقلت: نعم جعلت فداءك مريض منذ (181 - و) شهرين ما خرجت، قال: فغضب سالم، قال: فقال لي عبد الله بن عمرو، ويلك يا أشعب ما غضب خالي إلاّ من شيء، قال: قلت: نعم جعلت فداءك غضب من أني أكلت اليوم جفنه من هريسة، قال: فضحك عبد الله وجلساؤه وأعطاني، ووهب لي، قال: فخرجت وإذا سالم بالباب فلما رآني قال: ويحك يا أشعب ألم تأكل عندي؟ قال: بلى جعلت فداءك، قال: فقال سالم: والله لقد شككتني.

أنبأنا ابن طبرزد عن أبي القاسم اسماعيل بن أحمد قال: أخبرنا أبو محمد الصريفيني قال: أخبرنا أبو طاهر المخلص قال: أخبرنا أحمد بن سليمان بن داوود قال: حدثنا الزبير بن بكار قال: حدثني محمد بن حسن المخزومي عن القاسم بن عبد الله بن عمر بن حفص عن أبي بكر بن عمر بن عبد الرحمن بن عبد الله بن عمر ابن الخطاب قال: حضرت سالم بن عبد الله بن عمر وأشعب يسأله بالله أن يعطيه من صدقة عبد الله بن عمر وهو يجذها بالغابة

(1)

، وكان سالم لا يعطي أشعب شيئا، وكان سالم لما سأله بالله قال له سالم: أقلّ ولا تكثر ويحك فلم يسأله شيئا إلاّ أعطاه.

قال: وحدثنا الزبير قال: حدثني أبو عروبه محمد بن موسى الأنصاري قال:

(1)

-الغابة موضع قرب المدينة على بريد منها على طريق الشام. معجم البلدان.

ص: 4132

حدثني عبد الرحمن بن أبي الزناد عن إبراهيم بن عقبة قال: كان سالم بن عبد الله ابن عمر إذا خلا حدثنا حديث الفتيان.

أخبرنا أبو الحجاج يوسف بن خليل بن عبد الله قال: أخبرنا أبو الحسن مسعود بن أبي منصور محمد بن الحسين قال: أخبرنا أبو منصور محمود بن اسماعيل الصيرفي (181 - ظ) قال: أخبرنا أبو الحسين أحمد بن محمد بن الحسين ابن فاذشاه قال: أخبرنا أبو القاسم سليمان بن أحمد بن أيوب الطبراني قال: حدثنا أحمد بن يحيى ثعلب قال: حدثنا الزبير بن بكار عن يعقوب بن محمد الزهري عن اسحاق بن عبد الله الفروي قال: بينا سالم بن عبد الله بن عمر يرمي الجمار إذ نظر إلى امرأة ترمي الجمار، فجاءت حصاة فصكت يدها فولولت وألقت بالحصا، فقال سالم: تعودين صاغرة فتأخذين حصاك، فقالت: يا عم أنا والله:

من اللائي لم يحججن يبغين حسبة

ولكن ليقتلن البريء المسلما

فقال: صان الله هذا الوجه عن النار

(1)

.

وقد رواه ابن شاذان عن أبي علي الطوماري عن ثعلب بالاسناد وقال: قال:

قد قبحك الله.

أخبرنا به أبو الحسن بن أبي عبد الله بن أبي الحسن بن المقير-قراءة عليه، بالقاهرة وأنا اسمع-قال: أنبأنا أبو الفضل محمد بن ناصر بن علي السلامي قال:

أخبرنا أبو الحسن علي بن أيوب البزاز وأبو الفضل أحمد بن الحسن بن خيرون قالا: أخبرنا أبو علي الحسن بن أحمد بن إبراهيم بن الحسن بن محمد بن شاذان قال: أخبرنا أبو علي عيسى بن محمد بن أحمد بن عمر بن عبد الملك بن جريج، المعروف بالطوماري، قال: حدثنا أبو العباس أحمد بن يحيى قال: حدثنا زبير قال: حدثني يعقوب بن محمد بن عيسى عن اسحاق بن محمد الفروي قال: أقبل سالم بن عبد الله بن عمر يرمي الجمرة يوم النحر فأطلعت امرأة كفا خضيبا من خدرها لترمي، فجاءت حصاة فصكت كفها فولولت (182 - و) وطرحت حصاها

(1)

-لم يرد هذا الخبر في المعجم الصغير للطبراني.

ص: 4133

فقال لها سالم: ترجعين صاغرة قمئة فتأخذين حصاك من بطن الوادي فترمين به حصاة حصاة، فقالت: يا عم أنا والله:

من اللائي لم يحججن يبغين حسبة

ولكن ليقتلن البريء المغفلا

قال: قد قبحك الله.

أخبرنا أبو بكر عبد الله بن عمر بن علي بن الخضر القرشي قال: أخبرنا أبو السعادات المبارك بن عبد الرحمن بن محمد بن زريق، والكاتبة شهدة بنت أحمد ابن الفرج، ح.

وأخبرنا أبو البقاء يعيش بن علي بن يعيش النحوي قال: أخبرنا الخطيب أبو الفضل عبد الله بن أحمد بن محمد الطوسي قالوا: أخبرنا الحاجب أبو الحسن علي بن محمد بن علي بن العلاف قال: أخبرنا أبو القاسم عبد الملك بن محمد بن عبد الله بن بشران قال: أخبرنا أبو العباس أحمد بن ابراهيم بن علي الكندي قال:

حدثنا أبو بكر محمد بن جعفر بن سهل قال: حدثني يموت بن المزرّع قال:

حدثنا محمد بن حميد شجن قال: حدثنا محمد بن مسلمة قال: حدثني أبي قال: أتيت عبد العزيز بن عبد المطلب أسأله عن بيعة الجن للنبي صلى الله عليه وسلم بمسجد الأحزاب ما بدؤها فوجدته مستلقيا وقد رحلّ رجليه برادوف باصبعه على صدره وهو يتغنى:

فما روضة بالحزن طيبة الثرى

يمج الندى جثجاثها

(1)

وعرارها

بأطيب من أردان عزه موهنا

وقد وقدت بالمندل الرطب نارها

من الخفرات البيض لم تلق شقوة

وبالحسب المكنون صاف نجارها

(182 - ظ)

وإن برزت كانت لعينيك قرة

وإن غبت عنها لم يعمك عارها

فقلت له: أتغني أصلحك الله وأنت في جلالك وشرفك، أما والله لأحدون بها ركبان نجد، قال: فو الله ما اكترث بي وعاود يتغنى:

(1)

-نبات له زهرة صفراء طيبة الريح. معجم أسماء النباتات.

ص: 4134

فما ظبية أدماء خفاقة الحشا

تجوب بظلفيها متون الخمائل

بأحسن منها إذ تقول تدللا

وأدمعها يذرين حشو المكاحل

تمتع بذا اليوم القصير فإنه

رهين بأيام الشهور الأطاول

قال: فندمت على قولي له، فقلت: أصلحك الله تحدثني في هذا بشيء؟ فقال: نعم حدثني أبي قال: دخلت على سالم بن عبد الله بن عمر وأشعب يغنيه.

مغيرية كالبدر سّنه وجهها

مطهرة الأثواب والعرض وافر

لها حسب زاك وعرض مهذّب

ومن كل مكروه من الأمر زاجر

من الخفرات البيض لم تلق ريبة

ولم يستملها عن تقى الله شاعر

فقال له سالم: زدني، فغناه.

ألمت بنا والليل داج كأنه

جناح غراب عنه قد نفض القطرا

فقلت أعطّار ثوى في رحالنا

وما احتملت ليلي سوى طيبها عطرا

فقال سالم: والله لولا أن تداوله الرواة لأجزلت جائزتك، فإنك من هذا الأمر بمكان.

أنبأنا أبو الفضل أحمد بن محمد بن الحسن قال: أخبرنا عمي الحافظ أبو القاسم علي بن الحسن قال: قرأت على أبي غالب بن البناء عن أبي محمد (183 - و) الجوهري قال أخبرنا أبو عمر بن حيوية قال: أخبرنا أبو أيوب سليمان بن اسحاق الجلاب قال: حدثنا الحارث بن أبي أسامة قال: حدثنا محمد بن سعد قال: أخبرنا محمد بن عمر قال: حدثني عبد الله بن عمر بن حفص قال: نظر هشام بن عبد الملك الى سالم بن عبد الله يوم عرفة في ثوبين متجردا، فرأى كدنة حسنة، فقال: يا أبا عمر ما طعامك؟ قال: الخبز والزيت فقال هشام: كيف تستطيع الخبز والزيت؟ قال أخمره فإذا اشتهيته أكلته، قال: فوعك سالم ذلك اليوم فلم يزل موعوكا حتى قدم المدينة

(1)

.

وقال: أخبرنا عمي أبو القاسم قال: أخبرنا أبو غالب وأبو عبد الله ابنا أبي علي

(1)

- طبقات ابن سعد:5/ 200 - 201.

ص: 4135

قالا: أخبرنا أبو جعفر بن المسلمة قال: أخبرنا أبو طاهر الذهبي قال: أخبرنا أحمد بن سليمان قال: حدثنا الزبير بن بكار قال: وقال أبو ضمرة أنس بن عياض الليثي: حج هشام بن عبد الملك فجاءه سالم بن عبد الله، فأعجبته سحنته، فقال له: أي شيء تأكل؟ قال: الخبز والزيت، قال: فإذا لم تشتهيه؟ قال: أخمره متى أشتهيته، فعانه هشام فمرض ومات فشهده هشام، وأجفل الناس في جنازته فرآهم هشام: فقال إن أهل المدينة كثير فضرب عليهم بعثا أخرج فيه جماعة منهم فلم يرجع منهم أحد فتشاءم أهل المدينة فقالوا: عان فقيهنا وعان أهل بلدنا. قال الزبير ولم أسمعه من أبي ضمرة حدثنيه عنه ابراهيم بن المنذر الخزامي

(1)

.

أنبأنا أبو نصر محمد بن هبة الله (183 - ظ) قال أخبرنا أبو القاسم بن أبي محمد قال: قرأت على أبي غالب عن أبي محمد الجوهري قال: أخبرنا أبو عمر ابن حيويه قال: أخبرنا أحمد بن معروف قال: حدثنا الحسين بن الفهم، ح.

قال: وقرئ على سليمان بن اسحاق بن الخليل قال: حدثنا الحارث بن أبي أسامة قالا: حدثنا محمد بن سعد قال: مات سالم بن عبد الله سنة ست ومائة في آخر ذي الحجة، وهشام بن عبد الملك يومئذ بالمدينة، وكان حج بالناس تلك السنة ثم قدم المدينة فوافق موت سالم بن عبد الله فصلى عليه.

قال

(2)

: وأخبرنا محمد بن سعد قال: أخبرنا محمد بن عمر عن أفلح وخالد بن القاسم قالا: صلى هشام بن عبد الملك على سالم بن عبد الله بالبقيع لكثرة الناس، فلما رأى هشام كثرتهم بالبقيع قال لابراهيم بن هشام المخزومي: اضرب على الناس بعث أربعة آلاف، فسمي عام أربعة آلاف قال: فكان الناس إذا دخلوا الصائفة خرج ألف من المدينة الى السواحل فكانوا هناك الى انصراف الناس وخروجهم من الصائفة

(3)

.

أنبأنا عمر بن محمد بن طبرزد قال: أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي-إجازة

(1)

-تاريخ دمشق لابن عساكر:7 - 18 - و.

(2)

-كتب ابن العديم في الهامش: الصواب: قالا.

(3)

- طبقات ابن سعد:5/ 200 - 201.

ص: 4136

إن لم يكن سماعا-قال: أخبرنا محمد بن هبة الله قال: أخبرنا محمد بن الحسين قال: أخبرنا أبو محمد عبد الله بن جعفر بن درستويه قال: حدثنا يعقوب بن سفيان قال: حدثني حيوة قال حدثنا ضمرة عن ابن شوذب قال: مات سالم بن عبد الله سنة ست ومائة فصلى عليه هشام، وصلى هشام على (184 - و) طاووس بين الركن والمقام في هذه السنة قبل التروية بيوم أو يومين.

قال: وحدثنا يعقوب قال: حدثنا ابن بكير قال: حدثني عطاف بن خالد أن سالم ابن عبد الله توفي وهشام بالمدينة فلما صلى عليه ورأى كثرة من شهد جنازة سالم ضرب على أهل المدينة البعث وقال: ما كنت أظن أن بالمدينة كل هذا الناس.

قال: وحدثنا يعقوب قال: حدثنا سعد بن راشد قال: حدثنا ضمرة عن ابن شوذب قال: حج هشام بن عبد الملك سنة ست مائة فمر بالمدينة فعاد سالم بن عبد الله بن عمر، وكان مريضا، ثم انصرف فوجده حين مات فصلى عليه، ومات سنة ست ومائة.

أنبأنا أبو اليمن الكندي عن أبي البركات بن المبارك قال: أخبرنا أبو الحسين ابن الطيوري وأبو طاهر أحمد بن علي المقرئ قالا: أخبرنا الحسين بن علي الطناجيري قال: أخبرنا أبو عبد الأنصاري قال: أخبرنا محمد بن محمد بن عقبة قال: حدثنا هارون بن حاتم قال: حدثنا محمد بن كثير القرشي عن ليث قال: مات طاووس وسالم بن عبد الله سنة ست ومائة، وصلى عليهما هشام بن عبد الملك.

أنبأنا تاج الأمناء أحمد بن محمد قال: أخبرنا عمي الحافظ أبو القاسم قال:

أخبرتنا أم البهاء فاطمة بنت محمد قالت أخبرنا أبو طاهر أحمد بن محمود قال:

أخبرنا أبو بكر بن المقرئ قال: حدثنا محمد بن جعفر قال: حدثنا عبد الله بن سعد الزهري (184 - ظ)، ح.

قال الحافظ: وأخبرنا أبو بكر بن المزرفى قال: أخبرنا أبو بكر الخطيب قال:

أخبرنا أبو الحسن بن رزقويه قال: أخبرنا أبو عمرو بن السماك قال: حدثنا حنبل ابن اسحاق قالا: حدثنا هارون بن معروف قال: حدثنا ضمرة عن ابن شوذب قال:

ص: 4137

مات سالم بن عبد الله سنة ست ومائة، زاد عبد الله قال: عاده هشام في بدءته، قال: وعاد من الحج الى المدينة فمات سالم فصلى عليه هشام.

وقال الحافظ: أخبرنا أبو الحسن بن قبيس قال: أخبرنا أبو الحسن بن أبي الحديد قال: أخبرنا جدي قال: أخبرنا أبو محمد بن زيد قال: حدثنا اسماعيل بن اسحاق قال: حدثنا نضر بن علي قال: أخبرنا الأصمعي قال: توفي سالم بن عبد الله في سنة خمس ومائة

(1)

.

قلت: تفرد الأصمعي بهذا القول، وقد روي أنه توفي سنة سبع، وقيل سنة ثمان، والأكثرون على أنه توفى سنة ست ومائة.

أنبأنا عمر بن طبرزد قال: أخبرنا أبو غالب أحمد وأبو عبد الله يحيى ابنا الحسن-إجازة ان لم يكن سماعا منهما أو من أحدهما-قالا: أخبرنا أبو الحسن ابن مخلد-إجازة-قال: أخبرنا علي بن محمد بن خرقة قال: أخبرنا محمد بن الحسين الزعفراني قال: حدثنا ابن أبي خيثمة قال: حدثنا أحمد بن حنبل قال: حدثني حماد ابن خالد الخياط قال: زعم عبد الله العمري أن القاسم وسالما مات أحدهما في سنة ست، والآخر في سنة خمس ومائة، قال أحمد: سالم سنة ست ومائة، يعني مات.

ولعل كلام العمري (185 - و) هو الذي أوجب أن الأصمعي قال انه توفي سنة خمس ومائة، لأنه بدأ يذكر القاسم، ثم بسالم وقال: أحدهما سنة ست والآخر في سنة خمس، فظن أن الذي قدمه في الذكر هو الذي قدمه في الوفاة، والله أعلم.

وقال ابن طبرزد: أخبرنا أبو البركات الأنماطي قال: أخبرنا ثابت بن بندار قال: أخبرنا أبو العلاء الواسطي قال: أخبرنا أبو بكر البابسيري قال: أخبرنا الأحوص بن المفضل قال: حدثنا أبي قال: حدثنا أبو نعيم قال: وسالم بن عبد الله سنة ست ومائة، قال الأحوص: قال أبي: قال الواقدي: مات سالم سنة ست ومائة

(1)

-تاريخ دمشق لابن عساكر:7/ 18. و-19. و.

ص: 4138

أخبرنا أبو المظفر عبد الرحيم بن عبد الكريم-في كتابه الينا من مرو-قال:

أخبرنا أبو البركات الفراوي، ح.

وأنبأنا القاسم بن عبد الله قال: أخبرتنا عمة أبي عائشة قالا: أخبرنا أبو بكر ابن خلف قال: أخبرنا أبو عبد الله الحاكم قال: أخبرنا أبو عبد الله الصفار قال:

حدثنا أبو اسماعيل السّلمي قال: سمعت أبا نعيم الفضل بن دكين يقول: وسالم ابن عبد الله بن عمر سنة ست ومائة، يعني مات.

أنبأنا أبو نصر بن الشيرازي قال: أخبرنا أبو القاسم علي بن الحسن قال:

أخبرنا أبو الأعز قراتكين بن الأسعد قال: أخبرنا أبو محمد الجوهري قال: أخبرنا أبو الحسن بن لولو قال: أخبرنا أبو بكر محمد بن الحسين بن شهريار قال:

حدثنا أبو حفص الفلاس قال: ومات سالم بن عبد الله بن عمر سنة ست ومائة بعقب ذي الحجة، ويكنى أبا عمر. (185 - ظ).

أنبأنا القاضي أبو القاسم عبد الصمد بن محمد بن أبي الفضل عن أبي محمد عبد الكريم بن حمزة السلمي عن عبد العزيز بن أحمد الكتاني قال: أخبرنا أبو الحسن المؤدب قال: أخبرنا أبو سليمان الربعي قال: قال: فيها-يعني-سنة ست ومائة مات سالم بن عبد الله في ذي الحجة يكنى أبا عمر.

قال: وأخبرنا أبو سليمان قال: أخبرنا أبي أبو محمد قال: حدثنا محمد بن علي بن زيد قال: حدثنا ابراهيم بن المنذر قال: حدثنا محمد بن الضحاك بن عثمان عن مالك بن أنس قال: هلك سالم سنة ست ومائة، وصلى عليه هشام بن عبد الملك.

أنبأنا القاضي أبو القاسم أيضا عن أبي المظفر بن القشيري قال: أخبرنا أبو بكر البيهقي قال: أخبرنا علي بن محمد بن عبد الله قال: حدثنا عثمان بن أحمد قال: حدثنا حنبل بن اسحاق قال: حدثني أبو عبد الله-فيما بلغه-قال: مات سالم بن عبد الله سنة ست ومائة.

أخبرنا أبو اليمن زيد بن الحسن-فيما أذن لي في روايته عنه-عن أبي

ص: 4139

البركات الأنماطي قال: أخبرنا أبو الفضل بن خيرون قال: أخبرنا أبو القاسم بن بشران قال: أخبرنا أبو علي بن الصواف قال: أخبرنا محمد بن عثمان بن أبي شيبة قال:

قال أبي وعمي أبو بكر: مات سالم بن عبد الله سنة ست ومائة في آخرها.

أخبرنا أبو الحسن بن أبي عبد الله بن المقير-اذنا-قال أنبأنا أبو الفضل محمد بن نصر قال: أخبرني ابن خيرون قال: أخبرنا محمد بن علي بن يعقوب قال:

أخبرنا علي بن الحسن الجراحي، ح.

قال ابن خيرون: وأخبرنا الحسن بن الحسين بن العباس بن دوما قال: أخبرنا جدي لأمي اسحاق بن محمد قالا: أخبرنا عبد الله بن اسحاق المدائني (186 - و) قال: حدثنا قعنب بن المحرز الباهلي قال: ومات سالم بن عبد الله بن عمر بالمدينة، وطاووس سنة ست ومائتين

(1)

في آخرها.

أنبأنا ابن طبرزد عن أبي القاسم اسماعيل بن أحمد قال: أخبرنا علي بن أحمد ابن محمد قال: أخبرنا أبو طاهر-إجازة-قال حدثنا عبيد الله بن عبد الرحمن قال: أخبرني عبد الرحمن بن محمد بن المغيرة قال: أخبرني أبي محمد بن المغيرة قال: حدثني أبو عبيد القاسم بن سلام قال: سنة ست ومائة فيها مات سالم بن عبد الله بن عمر بالمدينة، ويقال سنة سبع، ويكنى أبا عمر.

أنبأنا الكندي عن أبي البركات بن المبارك قال: أخبرنا أبو طاهر أحمد بن الحسن وأبو الفضل بن خيرون قالا: أخبرنا الحسين بن محمد بن الحسن قال:

أخبرنا أبو الحسين محمد بن أحمد بن اسحاق قال: حدثنا خليفة بن خياط قال:

سالم بن عبد الله بن عمر بن الخطاب بن نفيل أمه أم ولد، يكنى أبا عمر توفي سنة سبع ومائة.

(2)

.

أنبأنا أحمد بن محمد قال: أخبرنا عمي الحافظ أبو القاسم قال: أخبرنا أبو غالب الماوردي قال: أخبرنا أبو الحسن محمد بن علي قال: أخبرنا أحمد بن اسحاق قال: حدثنا أحمد بن عمران قال: حدثنا موسى بن زكريا قال: حدثنا خليفة بن

(1)

-كذا بالاصل وهو طغيان من القلم صوابه «ومائة» .

(2)

-طبقات خليفة بن خياط:2/ 614.

ص: 4140

خياط قال: سنة سبع ومائة، مات سالم بن عبد الله بن عمر في أول السنة وصلى عليه هشام بن عبد الملك

(1)

.

وقال: أخبرنا عمي الحافظ قال: أخبرنا أبو الحسن الخطيب قال: أخبرنا أبو منصور النهاوندي قال: أخبرنا أحمد بن الحسين قال: أخبرنا عبد الله (186 - ظ) ابن محمد بن عبد الرحمن قال: حدثنا محمد بن اسماعيل البخاري قال: وكنيته اسماعيل بن يعلى الثقفي أبو أمية، قال زيد بن حباب حدثنا اسماعيل بن يعلى قال:

شهدت جنازة سالم بن عبد الله سنة سبع ومائة.

وقال: أخبرني عمي الحافظ قال: أخبرنا أبو بكر محمد بن شجاع قال: أخبرنا أبو عمرو بن مندة قال: أخبرنا أبو محمد الحسن بن محمد بن يوسف قال: أخبرنا أحمد بن محمد بن عمر قال: أخبرنا أبو بكر بن أبي الدنيا قال: حدثنا محمد بن سعد قال: سالم بن عبد الله بن عمر بن الخطاب أحد بني عدي بن كعب، ويكنى أبا عمر، قال الهيثم بن عدي: توفي سنة ثمان ومائة، وقال الواقدي: حدثني عبد الحكم بن عبد الله بن أبي فروة قال: مات سالم سنة ست ومائة في عقب ذي الحجة وصلى عليه هشام بن عبد الملك بالبقيع، وقد كان حج تلك السنة وروى عن أبي أيوب.

أخبرنا أبو علي حسن بن أحمد بن يوسف-فيما أجازه لنا-قال: أخبرنا الحافظ أبو طاهر أحمد بن محمد السلفي قال: أخبرنا المبارك بن عبد الجبار الطيوري قال: أخبرنا أبو الحسن الحربي قال: أخبرنا أبو محمد الصفار قال:

أخبرنا عبد الباقي بن قانع قال: سنة ست ومائة سالم بن عبد الله بن عمر في ذي الحجة، ويقال سنة ثمان أيضا، مديني، يعني مات، قال ابن قانع: سنة سبع ويقولون: سالم بن عبد الله، يعني مات فيها.

أنبأنا ابن طبرزد قال: أخبرنا أبو السعود بن المجلي-إجازة ان لم يكن سماعا- قال: أخبرنا أبو الحسين بن المهتدي (187 - و) قال: أخبرنا عبد الله بن أحمد بن علي قال: أخبرنا أبو عبد الله محمد بن مخلد قال: قرأت على علي بن عمرو الأنصاري

(1)

- تاريخ خليفة بن خياط:2/ 493، ولم يذكر صلاة هشام عليه.

ص: 4141

حدثكم الهيثم بن عدي قال: ومات سالم بن عبد الله بن عمر سنة ثمان وستمائة.

أخبرنا أبو نصر بن الشيرازي-فيما أجازه لي-قال أخبرنا الحافظ أبو القاسم علي بن الحسن قال: حدثنا أبو بكر يحيى بن ابراهيم قال: أخبرنا نعمة الله بن محمد قال: أخبرنا أحمد بن محمد بن عبد الله قال: حدثنا محمد بن أحمد ابن سليمان قال: حدثنا سفيان بن محمد بن سفيان قال: حدثني عمي الحسن بن سفيان قال: حدثنا محمد بن علي عن محمد بن اسحاق قال: سمعت أبا عمر الضرير قال: توفي سالم بن عبد الله سنة ثمان ومائة.

وقال: أخبرنا عمي قال: أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي قال: أخبرنا أبو الفضل بن البقال قال: أخبرنا أبو الحسن الحمامي قال: أخبرنا ابراهيم بن أحمد ابن الحسن قال: أخبرنا ابراهيم بن أبي أمية قال: سمعت نوح بن حبيب قال:

ومات القاسم بن محمد، وسالم سنة حج هشام بن عبد الملك وأظنه سنة سبع عشرة ومائة.

قال الحافظ هذا: وهم والصواب ما تقدم.

وقال: أخبرنا عمي الحافظ قال: أنبأنا أبو القاسم تمام بن عبد الله بن المظفر المقرئ قال: أخبرنا عبد الله بن الحسن بن حمزة بن أبي مجريه البعلبكي-قراءة عليه-قال أخبرنا أبو نصر بن الجبان-إجازة-قال: أخبرنا أبو سليمان بن زبر قال: أخبرنا أبي قال: حدثنا أحمد بن عبيد قال: حدثنا الهيثم بن عدي عن عبد الرحمن بن محمد عن عبد الرحمن بن القاسم قال (187 - ظ) كان أبي لا يدخل منزله إلاّ تأوه، فقلت: يا أبة انك لتصنع شيئا ما كنت تصنعه وما كنت أسمعه منك وما أخرج ذلك منك إلاّ جوى قال أبي: بني ما انتفعت بنفسي منذ مات سالم قال الهيثم: الجوى داء باطن يقال منه: رجل جو، وامرأة جوية

(1)

.

‌سالم بن عبد الله المدني:

مولى محمد بن كعب القرظي، كان عمر بن عبد العزيز قد واخاه في الله، وحضر عنده حين استخلف ووعظه، وأظنه كان مع مولاه محمد بن كعب بخناصره عند عمر.

(1)

-تاريخ دمشق لابن عساكر:7/ 18. و-19. ظ.

ص: 4142

أنبأنا أبو الحجاج يوسف بن خليل قال: أخبرنا أبو المكارم بن محمد اللبان قال: أخبرنا أبو علي الحداد قال: أخبرنا أبو نعيم الحافظ قال: حدثنا ابراهيم بن عبد الله وأحمد بن محمد بن سنان قالا: حدثنا أبو العباس السراج قال: حدثنا قتيبة بن سعيد قال: حدثنا النضر بن زرارة عن الثقة قال: كان لعمر بن عبد العزيز أخ وأخاه في الله، عبد مملوك يقال له سالم، فلما استخلف دعاه ذات يوم فأتاه فقال له: يا سالم إني أخاف أن لا أنجو؟ قال: إن كنت تخاف فنعما، ولكني أخاف أن لا تخاف، قال سالم: ان الله أسكن عبدا دارا فأذنب فيها ذنبا واحدا فأخرجه من تلك الدار، ونحن أصحاب ذنوب كبيرة نريد أن نسكن تلك الدار.

وأخبرنا يوسف بن خليل-قراءة عليه وأنا أسمع-قال: أخبرنا أبو المكارم قال:

أخبرنا أبو علي قال: أخبرنا أبو نعيم قال: حدثنا محمد بن علي قال: حدثنا محمد ابن الحسن بن قتيبة قال: حدثنا ابراهيم بن هشام بن يحيى الغساني قال: حدثني أبي عن جدي قال: كتب عمر بن عبد العزيز الى محمد بن كعب يسأله أن يبيعه غلامه سالما، وكان عابدا خيرا (188 - و) فقال: اني قد دبرته، قال: فأزرنيه، قال:

فأتاه سالم فقال عمر: إني قد ابتليت بما ترى، وأنا والله أتخوف أن لا أنجو، فقال له سالم عبد الله: إن كنت كما تقول فهذا نجاتك، وإلا فهو الأمر الذي تخاف، قال: يا سالم عظنا، قال: آدم صلى الله عليه وسلم على خطيئته واحدة خرج بها من الجنة، وأنتم تعملون الخطايا ترجون تدخلون بها الجنة

(1)

، ثم سكت.

‌سالم بن عبد الله:

ويقال ابن عبد الرحمن، أبو العلاء الأموي، كاتب هشام بن عبد الملك ومولاه وقيل مولى سعيد بن عبد الملك وقيل مولى المنذر بن عبد الملك، كان مع هشام بن عبد الملك بالرصافة من عمل قنسرين، وكان يكتب له، وشهد وفاته بالرصافة وكان على ديوان رسائله ورسائل الوليد بن يزيد، حكى عن هشام بن عبد الملك والأبرش الكلبي. روى عنه عمرو بن طليع، ومحمد بن شهاب الزهري، وعبد الله بن جعفر المخرمي، وقيل انه كان استاذ عبد الحميد بن يحيى كاتب مروان ابن محمد في الكتابة.

(1)

-حلية الاولياء:5/ 329.

ص: 4143

أنبأنا أبو القاسم عبد الصمد بن محمد القاضي قال: أخبرنا أبو القاسم اسماعيل ابن أحمد بن السمرقندي قال: أخبرنا عمر بن عبيد الله بن عمر المقرئ قال:

أخبرنا أبو الحسين بن بشران قال: أخبرنا أبو عمرو بن السماك قال: حدثنا حنبل ابن اسحاق قال: حدثني أبو عبد الله قال: حدثنا نوح بن يزيد قال: حدثنا ابراهيم ابن سعد قال: (188 - ظ) سمعت ابن شهاب يحدث قال لقيني سالم كاتب هشام فقال لي ان أمير المؤمنين يأمرك أن تكتب لولده حديثك، فقلت له: لو سألني عن حديثين أتبع أحدهما الآخر ما قدرت على ذلك، ولكن ابعث لي كاتبا أو كاتبين فإنه قل يوم إلاّ يأتيني فيه قوم يسألوني عن مالم أسأل عنه بالأمس، فبعث إليّ بكاتبين فاختلفا إلي سنة قال: ثم لقيني فقال: يا أبا بكر ما أرانا إلا قد أنفضناك؟ فقال:

فقلت: كلاّ إنما كنت في عزاز الأرض والآن قد هبطت بطون الأودية.

أخبرنا أبو الحسن علي بن أبي عبد الله بن أبي الحسن بن المقير عن أبي الفضل محمد بن ناصر السلامي قال: أنبأنا أبو اسحاق ابراهيم بن سعيد الحبال، ح.

وأخبرنا أبو القاسم عبد الغني بن سليمان بن بنين قال: أخبرنا أبو عبد الله محمد بن حمد الارتاحي قال: أخبرنا أبو الحسن علي بن الحسين الفراء-فيما أجازه لي قال: أنبأنا أبو اسحاق الحبال وست الموفق خديجة المرابطة. قال الحبال:

أخبرنا أبو القاسم عبد الجبار بن أحمد بن عمر الطرسوسي قال: أخبرنا أبو بكر الحسن بن الحسين بن بندار، ح.

وقالت خديجة: قرئ على أبي القاسم يحيى بن أحمد بن علي بن الحسين بن بندار قال: حدثني جدي أبو الحسن علي بن الحسين بن بندار قالا: حدثنا أبو العباس محمود بن محمد بن الفضل الأديب قال: أخبرنا حبش بن موسى قال:

أخبرنا المدائني عن شبةّ بن عبيدة قال: أخبرني عمر بن طليع قال: حدثني سالم أبو العلاء قال: خرج علينا هشام يوما وهو (189 - و) كئيب تعرف الكآبة فيه يجرّ ثيابه، فقال له الأبرش الكلبي: لقد رأينا منك يا أمير المؤمنين أمرا غمنا؟ قال: وكيف لا اكتئب وزعم أهل أهل العلم أني ميت إلى ثلاثة وثلاثين يوما! قال سالم: فرجعت الى منزلي فكتبت في قرطاس زعم أمير المؤمنين أنه يسافر إلى ثلاثة

ص: 4144

وثلاثين يوما سفرا، فأقمت أياما فإذا خادم يدق الباب، فقال أجب وأحمل معك دواء الذبحة، وقد كانت أصابته فعولج بذلك الدواء فبرأ، وخرجت مع الخادم ومعي الدواء فتغر غربه، فقال: يا سالم قد خف عني ما كنت أجد فانصرف إلى أهلك وخلف الدواء عندي، فانصرفت، فما كان بأسرع من أن سمعت الواعية، فقالوا مات أمير المؤمنين لتمام ثلاثة وثلاثين يوما. قال أبو العلاء سالم:

وما سالم عما قليل سالم

ولو كثرت احراسه ومواكبه

ومن كان ذا باب شديد وحاجب

فعما قليل يهجر الباب حاجبه

وما كان الا الموت حتى تفرقت

إلى غيره أحراسه وكتائبه

وأصبح مسرورا به كل كاشح

وأسلمه أحبابه وحبائبه

وقد ذكرنا أن هذه الأبيات تمثل بها ابن عبد الأعلى في موت هشام

(1)

.

أنبأنا عمر بن محمد بن طبرزد قال: أخبرنا أبو السعود بن المجلي-إجازة إن لم يكن سماعا-قال: أخبرنا أبو الحسين بن المهتدي قال: أخبرنا عبيد الله بن أحمد الصيدلاني (189 - ظ) قال: أخبرنا محمد بن مخلد بن حفص قال: قرأت على علي بن عمرو الأنصاري: حدثكم الهيثم بن عدي قال: قال ابن عياش: سالم كاتب هشام بن عبد الملك يكنى أبا العلاء.

أنبأنا أبو اليمن زيد بن الحسن الكندي عن أبي البركات الأنماطي قال: أخبرنا أبو الفضل بن خيرون قال: أخبرنا أبو القاسم بن بشران قال: أخبرنا أبو علي بن الصواف قال: حدثنا محمد بن عثمان بن أبي شيبة قال: سالم كاتب هشام أبو العلاء.

أنبأنا القاضي أبو نصر محمد بن هبة الله قال: أخبرنا علي بن أبي محمد قال:

أخبرنا أبو غالب الماوردي قال: أخبرنا محمد بن علي السيرافي قال: أخبرنا أحمد ابن اسحاق قال: حدثنا أحمد بن عمران قال: حدثنا موسى بن زكريا قال: حدثنا

(1)

-انظر ما تقدم في هذا الجزء ص:4015.

ص: 4145

خليفة قال: في تسمية عمال هشام: كاتب الرسائل سالم مولى سعيد بن عبد الملك

(1)

، ثم كتب له ابنه عبد الله بن سالم.

أخبرنا تاج الأمناء أبو الفضل أحمد بن محمد بن الحسن-في كتابه-قال:

أخبرنا عمي أبو القاسم علي بن الحسن الحافظ قال: سالم بن عبد الله، ويقال ابن عبد الرحمن، أبو العلاء مولى هشام بن عبد الملك وكاتبه، ويقال مولى سعيد بن عبد الملك، ويقال مولى المنذر بن عبد الملك، كان على ديوان الرسائل لهشام بن عبد الملك وللوليد بن يزيد ومنزله بدمشق في سوق أم حكيم المعروف اليوم بالعلبيين

(2)

، روى عنه عمرو بن وكيع، روى عنه الزهري، وعبد الله بن جعفر المخرمي (190 - و) الزهري، وذكره أبو الحسين الرازي في تسمية كتاب أمراء دمشق، فقال: كان سالم بن عبد الله مولى هشام كاتبه، وكان منزله بدمشق في سوق أم حكيم، وكان سالم أستاذ عبد الحميد بن يحيى في الكتابة، وكان عبد الحميد كاتب مروان بن محمد

(3)

.

‌سالم بن عبد الجبار بن محمد بن المهذب

ابن علي بن المهذب بن محمد بن همّام بن عامر بن عامر بن محارب بن نعيم ابن عدي بن عمرو بن عدي بن الساطع بن عدي بن عبد غطفان بن عمرو بن بريح ابن جذيمة بن تيم الله وهو مجتمع تنوخ، أبو المعافى وقيل أبو المعالي التنوخي المعري، من أكابر بيوت معرة النعمان، وسلفهم مشهورون بالفضل والعلم ورواية الحديث والشعر، وكانوا يتمذهبون بمذهب الامام أبي حنيفة رضي الله عنه.

وسالم هذا كان شاعرا مجيدا فاضلا، وكان بينه وبين الأمراء بني منقذ مودة واختلاط، وله فيهم مدائح، وروى عن سديد الملك أبي الحسن علي بن منقذ شيئا من شعره. روى عنه أبو المنجا طاهر بن أحمد بن محمد بن عبد الأعلى التنوخي، والأمير أبو سلامة مرشد بن علي بن منقذ الكناني.

أخبرنا أبو الحسن محمد بن أبي جعفر مشافهة قال: أنبأنا أبو المظفر أسامة

(1)

- تاريخ خليفة:2/ 545.

(2)

- انظر تاريخ ابن عساكر: ج 2 ص 60.

(3)

-تاريخ دمشق لابن عساكر:7/ 20 - ظ.

ص: 4146

ابن مرشد بن علي بن منقذ في كتابه الذي سيرّه الى الرشيد بن الزبير في ذكر جماعة من الشعراء سأله عنهم، ليودعه كتابه الذي وسمه بجنان (190 - ظ) الجنان ورياض الأذهان، قال أسامة: ومن شعراء الشام الشيخ أبو المعافى سالم بن عبد الجبار بن المهذب من أهل المعرة موسوم بالعدالة والأمانة، مشهور الفضل والديانة، وله شعر جيد، لا يفد به ولا يسترفد، وكان بينه وبين جدي سديد الملك رحمه الله مودة، وكان أكثر زمانه عنده رغبة في مؤانسته وعشرته، فإذا اشتاق أهله مضى الى المعرة أقام بها بقدر ما يقضي مأربه ثم يعود والمعرة اذ ذاك لشرف الدولة مسلم بن قريش، وكان نازل جدي رحمه الله وهو بشيزر وحاصره مدة، ونصب عليه عدة مجانيق، وقاتل حصنا له يسمى الجسر، ورحل عنه ولم يبلغ غرضا فعمل فيه الشيخ أبو المعافى بن المهذب.

أمسلم لا سلّمت من حادث الردى

وزرت وزيرا ماشددت به أزرا

ربحت ولم تخسر بحرب ابن منقذ

من الله والناس المذمة والوزرا

فمت كمدا بالجسر لست بجاسر

عليه وعاين شيزرا أبدا شزرا

فلما بلغت الأبيات الى شرف الدولة قال: من يقول هذا القول فينا؟ قالوا:

رجل يعرف بابن المهذب من أهل المعرة قال: ما لنا ولهذا الرجل اكتبوا إلى الوالي بالمعرة يكف عنه ويحسن إليه فربما يكون قد جار عليه فأحوجه أن قال ما قال، وهذا من حلم شرف الدولة المشهور

(1)

.

هكذا ذكر أسامة الأبيات، وقرأت في بعض تعاليقي من الفوائد (191 - و):

لما عزم أبو العز بن صدقة وزير مسلم بن قريش على حصار شيزر وأخذها من سديد الملك بن منقذ قال: فيه سالم بن عبد الجبار بن المهذب.

أمسلم لا سلمت من حادث الردى

تخذت وزيرا ما شددت به أزرا

كسبت ولم تربح بحرب ابن منقذ

من الله والناس المذمة والوزرا

فمت كمدا بالجسر لست بجاسر

عليه وعاين شيزرا أبدا شزرا

(1)

-لمزيد بن التفاصيل حول حصار مسلم بن قريش لشيزر انظر كتابي أمارة حلب:165 - 166.

ص: 4147

فلما سمع شرف الدولة مسلم بن قريش هذه الأبيات قال: من هذا الرجل؟ فقيل له من أهل المعرة رعيتك، فقال: أوصوا به الوالي ليحسن اليه، وحذروه أن يجنى عليه فهذا ما يعرفنا، ولو لم يكن له شكايه من والينا لما قال هذا.

أنبأنا أبو البركات الحسن بن محمد قال: أخبرنا عمي أبو القاسم علي بن الحسن-اجازة إن لم يكن سماعا-قال قرأت بخط أبي القاسم بن صابر قال:

أنشدنا أبو المنجا طاهر بن أحمد بن محمد بن عبد الأعلى التنوخي قال: أنشدنا أبو المعالي سالم بن المهذب التنوخي قال: أنشدنا أبو الحسن الكناني لنفسه، يعني الأمير علي بن منقذ:

يا من جعلت إذا خطا

خدي له أرضا ليرضى

إن العيون إذا نظرن

اليك لم يطعمن غمضا

(1)

ذكر أبو عبد الله محمد بن يوسف بن المنيرة الكفر طابي في كتاب البديع في نقد الشعر، وشاهدته بخطه: لأبي المعافى سالم بن عبد الجبار (191 - ظ) أبياتا في ابي المرهف بن منقذ:

أبا المرهف الباني من المجد منزلا

منيفا له طلب على النجم ممدود

ومن بات للعافين من جود كفه

خضم ندى عذب المشارب مورود

لقد ضيم إلاّ في جنابك قاطن

وأعوز إلاّ من أناملك الجود

أنشدني أبو البركات الفضل بن سالم بن مرشد بن المهذب بحماة قال:

أنشدني والدي للشيخ أبي المعافى سالم بن عبد الجبار بن محمد بن المهذب.

طوبى لمن ملكت يداي مصاحبا

في الناس يصبر لي على ما أصبر

يصل المودة ما وصلت حباله

أبدا ويهجر أي وقت أهجر

لو يشترى لشريت ذاك بمقلتي

وبقيت بالأخرى إليه أنظر

وأنشدني أبو البركات قال: أنشدني والدي لسالم أيضا:

لمن جيرة حكمتهم فيّ فاشتطوا

لهم منزل بين الجوانح مختط

يزيد بهم وجدي على القرب والنوى

وسيان عندي منهم القرب والسخط

(1)

-ليس لسالم بن عبد الجبار ترجمة في تاريخ ابن عساكر.

ص: 4148

وقال ومنها:

أأحبابنا رفقا بنا وتعطفا

علينا فما من شأن مثلكم القسط

هجرتم على قرب المزار وجرتم

بلا سبب ما هكذا بيننا الشرط

أنبأنا أبو محمد عبد الرحمن بن عبد الله بن علوان الأسدي عن أبي المظفر أسامة بن مرشد بن علي منقذ قال: ومن شعره، يعني أبا المعافى سالم (192 - و) بن عبد الجبار:

ومهفهف كالغصن في حركاته

متهضم في خصره المهضوم

يهتز من نفس المشوق قوامه

لينا كما هزّ القضيب نسيم

يحلو ويمرر وصله وصدوده

وكذا الهوى شقا ونعيم

كن كيف شئت فإن وصلي ثابت

تتصرم الأيام وهو مقيم

غيري لديك حباله موصولة

أبدا وحبل مودتي مصروم

قلبي الذي جلب الغرام لنفسه

فلمن أعاتب غيره وألوم

قال: ومن شعره في والدي على منهاج النسبي:

لأبي سلامة مرشد بين الورى

خلق يكل الناس عن أوصافه

ملك إذا علق المخوف بحبله

أمن الخطوب فواله أوصافه

ومما وقع لي من شعره في الخيري:

انظر الى الخيري ما بيننا

مقمصا بالطل قمصانا

كأنما صاغته أيدي الحيا

من أحمر الياقوت صلبانا

وله يصف الوباء والأفرنج بالشام:

ولقد حللت من الشآم ببقعة

أعزز بساكن ربعها المسكين

وبئت وجاورها العدو فأهلها

شهداء بين الطعن والطاعون

(1)

توفي أبو المعافى سالم في سنة اثنتي عشرة وخمسمائة أو بعدها (192 - ظ) فإن عبد الواحد بن عبد الله ابن عمي عبد الصمد بن أبي جرادة أخبرني أنه نقل من

(1)

-في الحقيقة هذا الوصف للوباء بشيزر.

ص: 4149

خط عبد الله بن علي بن أحمد بن جعفر التنوخي المعري، وذكر جماعة من مشايخ معرة النعمان وقال: ما بقي منهم الى سنة اثنتي عشرة وخمسمائة إلا أبو العلاء المحسن بن الحسين بن محمد بن أحمد بن جعفر بن أحمد بن سليمان بن داوود، وأبو المعافى، وأبو المنجا ابنا عبد الجبار بن محمد بن المهذب بن علي بن المهذب، فتكون وفاته بعد ذلك.

‌سالم بن عبد الرحمن:

هو أبو العلاء الكاتب، كاتب هشام، ذكر في التاريخ أنه كان بالرصافة حين مات هشام، فكتب الى الوليد بن يزيد بن عبد الملك يعلمه بذلك، وقد تقدم ذكره فيمن اسم أبيه عبد الله.

‌سالم بن عبد الغالب:

ابن عبد الله بن المحسّن بن عبد الله بن محمد بن عمرو بن سعيد بن محمد بن داوود بن المطهر بن زياد بن ربيعة بن الحارث بن ربيعة بن أنور بن أرقم بن أسحم، أبو المنجا بن القاضي أبي سعيد بن أبي حصين بن أبي القاسم التنوخي المعري، القاضي من بيت القضاء والعلم والرواية والشعر بمعرة النعمان، وكان أبوه قاضي معرة النعمان، وقد ذكرناه، وذكرنا منهم جماعة.

وكان سالم هذا قد سافر الى الديار المصرية، وولى بها قضاء دمياط، ثم جاور بمكة الى أن مات، روى عن (193 - و) أبيه أبي سعد شيئا من شعره، وروى عن الحافظ أبي طاهر السّلفي بمكة، كتب عنه شيخه أبو طاهر السلفي بالاسكندرية، وعبد الرحيم بن محمد بن كلي الاصبهاني بمكة.

أخبرنا أبو القاسم عبد الله بن الحسين بن رواحة الحموي عن الامام الحافظ أبي طاهر أحمد بن محمد السلفي قال: أنشدني القاضي أبو سعد عبد الغالب بن عبد الله ابن المحسن بن عمرو التنوخي لنفسه بالمعرة:

قلت وقلب في يديك معذّب ومنعّم

ظمآن يطلب قطرة تشفي صداه ومفعم

هكذا أنشد الحافظ أبا طاهر هذين البيتين، ولم يذكر أن قائلهما أبوه، لأن أباه

ص: 4150

سعد قال البيتين في امرأة اسمها عاتكة، وجرى له معها قصة عزل عن قضاء المعرة بسببها، وقد ذكرنا القصة في ترجمة أبي سعد عبد الغالب، فيقع لي أنه لم يذكر أنه أبوه لذلك، والله أعلم.

أخبرنا أبو القاسم بن أبي علي الانصاري قال: أنبأنا الحافظ أبو طاهر السّلفي قال: رأيت بخط عبد الرحيم بن محمد بن كلي الأصبهاني، وهو من أهل الفضل، قال: أنشدنا أبو الفرج ثابت بن محمد بن أبي الفرج المديني من لفظه قال: أنشدنا أبو المعالي مجلي بن جميع بن نجا المخزومي بمكة، وذكر (193 - ظ) أنه من ولد خالد بن الوليد قال: أنشدنا أبو عبد الله محمد بن أحمد بن ابراهيم الرازي بمصر قال: أنشدني أبو طاهر أحمد بن محمد بن أحمد السّلفي الأصبهاني بالاسكندرية من قبله.

دين الرسول وشرعة أخباره

وأجل علم يقتنى آثاره

من كان مشتغلا بها وببثّها

بين البرية لا عفت آثاره

قال عبد الرحيم: ثم لقيت بمكة في ذي الحجة من سنة احدى وأربعين أبا الغنائم سالم بن عبد الغالب بن عبد الله المعري، فأنشدني قال: أنشدني أبو الطاهر السّلفي فذكر البيتين.

أخبرني أبو القاسم بن رواحة الحموي عن أبي طاهر السّلفي قال: سالم هذا كان من شهود ديار مصر، وخطب بها، وولي قضاء دمياط، وكان من أهل السنة، شافعي المذهب، ترك ذلك كله وجاور بمكة الى أن توفي بها سنة اثنتين وأربعين، وكان قد سمع عليّ وروى عني.

يعني سنة اثنتين وأربعين وخمسمائة وفاته.

‌سالم بن عبيد الأشجعي:

صحب النبي صلى الله عليه وسلم، وروى عنه، وكان من أصحاب الصفة، وحكى عن علي رضي الله عنه، وشهد معه صفين. روى عنه خالد بن عرفطة ونبيط ابن شريط، وأبو مالك الاشجعي، وقيل روى عنه هلال بن يساف والصحيح أن هلالا روى عن (194 - و) خالد بن عرفطة عنه.

ص: 4151

أخبرنا أبو حفص بن طبرزد قال: أخبرنا أبو القاسم بن الحصين قال: أخبرنا أبو طالب بن غيلان قال: أخبرنا أبو بكر الشافعي قال: حدثنا محمد بن غالب قال: حدثني عبد الصمد قال: حدثنا ورقاء عن منصور عن هلال عن خالد بن عرفطة قال: كنا في مسير فعطس رجل من القوم فقال: السلام عليكم، فقال له سالم بن عبيد الاشجعي وعليك وعلى أمك، قال: ثم قال له: لعله ساءك ما قلت؟ قال: ما يسرني أن تذكر أمي بخير ولا شر قال: أما إني لا أقول الا كما قال النبي صلى الله عليه وسلم وعطس رجل من القوم فقال: السلام عليكم فقال: عليك وعلى أمك، ثم قال:

اذا عطس أحدكم فليقل: الحمد لله رب العالمين، وليقل من عنده: يرحمك الله، وليقل هو: غفر الله لي ولكم

(1)

.

أخبرنا أبو محمد عبد الرحمن بن عبد الله بن علوان قال: أخبرنا أبو الفتح عمر بن علي بن محمد بن حموية قال: أخبرنا عبد الوهاب بن اسماعيل بن عمر الصيرفي قال: أخبرنا أبو بكر أحمد بن علي بن عبد الله بن خلف الشيرازي قال:

أخبرنا أبو عبد الرحمن محمد بن الحسين السلمي قال: حدثنا عبيد الله بن محمد بن محمد بن حمدان الحنبلي قال: أخبرنا ابن منيع قال: حدثنا وهب بن بقية قال:

حدثنا اسحاق الازرق عن سلمة بن نبيط عن نعيم بن أبي هند عن نبيط بن شريط عن سالم بن عبيد-وكان من أهل الصفة-أن النبي صلى الله عليه وسلم لما اشتد (194 - ظ) مرضه أغمي عليه، كلما أفاق قال: مروا بلالا فليؤذن ومروا بلالا فليصل بالناس، وذكر الحديث.

أخبرنا أبو الحجاج يوسف بن خليل قال: أخبرنا أبو المكارم اللبان قال: أخبرنا أبو علي الحداد قال: أخبرنا أبو نعيم الحافظ قال: حدثنا أبو بكر الطلحي قال:

حدثنا سلمة بن نبيط عن نعيم بن أبي هند عن نبيط بن شريط عن سالم بن عبيد-وكان من أهل الصفة-أن النبي صلى الله عليه وسلم لما أشتد مرضه أغمي عليه، فلما أفاق قال: مروا بلالا فليؤذن، ومروا أبا بكر فليصل بالناس قال: ثم أغمي عليه،

(1)

-أنظر كنز العمال:9/ 25773.

ص: 4152

فقالت عائشة: إن أبي أسيف فلو أمرت غيره قال: إنكن صواحبات يوسف مروا بلالا، ومروا أبا بكر فليصل بالناس

(1)

.

أخبرنا أبو منصور عبد الرحمن بن محمد بن الحسن-فيما أجازه لي-قال:

أخبرنا عمي أبو القاسم علي بن الحسن قال: أخبرنا أبو عبد الله الحسين بن محمد بن خسرو البلخي قال: أخبرنا أبو الحسن علي بن الحسين بن أيوب قال: أخبرنا أبو علي بن شاذان قال: أخبرنا أبو الحسن أحمد بن اسحاق بن ننجاب الطيبي قال:

حدثنا أبو اسحاق ابراهيم بن الحسين بن علي الكسائي الهمداني قال: حدثنا يحيى ابن سليمان أبو سعيد الجعفي قال: حدثنا عبد الله بن ادريس قال: سمعت أبا مالك الأشجعي ذكر عن رجل من أشجع يقال له سالم بن عبيد الأشجعي قال (195 - و) قال: رأيت عليا يوم صفين وهو آخذ بيدي ونحن نمشي في القتلى فجعل علي يستغفر لهم حتى بلغ قتلى أهل الشام، فقلت له: يا أمير المؤمنين إنّا في أصحاب معاوية فقال علي: إنما الحساب عليّ وعلى معاوية.

أخبرنا أبو منصور عبد الرحمن بن محمد بن الحسن-فيما أجازه لي-قال:

عبد الخالق بن يوسف قال: أخبرنا أبو الغنائم محمد بن علي بن النرسي قال: أخبرنا أبو أحمد الغندجاني قال: أخبرنا أحمد بن عبدان قال: أخبرنا محمد بن سهل قال:

أخبرنا محمد بن اسماعيل البخاري قال: سالم بن عبيد الأشجعي، له صحبة، قال لنا علي: حدثنا جرير عن منصور عن هلال بن يساف قال: كنا مع سالم بن عبيد فعطس رجل، فذكر عن النبي صلى الله عليه وسلم فذكرته لابن مهدي فقال: حدثنا أبو عوانة عن منصور عن هلال عن رجل من آل عرفطة عن سالم، فذكرته لابن داوود فقال: حدثنا ورقاء عن منصور عن هلال عن خالد بن عرفطة عن سالم، فذكرته ليحيى بن سعيد قال: حدثنا سفيان عن منصور عن هلال عن رجل عن سالم.

وروى هاشم بن القاسم عن أبي جعفر الرازي عن منصور عن هلال: كنا مع سالم

(2)

.

أنبأنا أبو العباس أحمد بن عبد الله بن علوان عن مسعود بن الحسن الثقفي

(1)

-انظر مغازي الزهري:130 - 132.

(2)

-التاريخ الكبير للبخاري:4/ 106 - 107.

ص: 4153

قال: أخبرنا أبو عمرو بن مندة-إجازة أو سماعا-قال: أخبرنا محمد بن عبد الله قال: أخبرنا أبو محمد بن أبي حاتم قال: سالم بن عبيد الأشجعي، كوفي له صحبة، روى عنه نبيط بن شريط، وهلال بن يساف سمعت أبي (195 - ظ) يقول ذلك، روى عنه خالد بن عرفطة

(1)

.

هكذا قال والحديث الذي يرويه عنه خالد بن عرفطة هو الذي يرويه هلال بن يساف عن خالد عنه، والظاهر أن الذي رواه عن هلال عن سالم أسقط خالدا والله أعلم.

أنبأنا الحافظ أبو الحسن علي بن المفضل عن أبي القاسم بن بشكوال قال:

أخبرنا أبو محمد بن عتاب وأبو عمران بن أبي تليد-إجازة-قال: أخبرنا أبو عمر النمري قال: أخبرنا أبو القاسم خلف بن القاسم قال: أخبرنا أبو علي سعيد ابن عثمان بن السكن قال في كتاب الحروف ومعرفة الصحابة: وسالم بن عبيد الأشجعي حديثه في الكوفيين، روى عنه نبيط بن شريط، وروى هلال بن يساف عن رجل عنه، واختلف أصحاب منصور عنه في رواية حديث بلال. (196 - و).

أخبرنا أبو محمد عبد الرحمن بن عبد الله بن علوان قال: أخبرنا أبو الفتح عمر ابن علي قال: أخبرنا عبد الوهاب بن اسماعيل الصيرفي قال: أخبرنا أبو بكر أحمد ابن علي بن عبد الله قال: أخبرنا أبو عبد الرحمن السلمي قال: سالم بن عبيد رضي الله عنه من أهل الصفة، قاله ابن منيع، وهو سالم بن عبيد الأشجعي، سكن الكوفة.

أخبرنا أبو الحجاج يوسف بن خليل قال: أخبرنا أبو علي الحداد قال: أخبرنا أبو نعيم الحافظ قال: سالم بن عبيد الأشجعي سكن الصفة، ثم انتقل الى الكوفة ونزلها

(2)

.

أخبرنا أبو الفتوح نصر بن أبي الفرج الحصري-فيما كتب إلينا به من مكة- قال: أخبرنا الحافظ أبو محمد عبد الله بن محمد بن علي الأشيري قال: أخبرنا أبو الوليد يوسف بن عبد العزيز بن الدباغ قال: أخبرنا أبو محمد عبد الرحمن بن عبد

(1)

-الجرح والتعديل:4/ 183.

(2)

- حلية الأولياء:2/ 371.

ص: 4154

العزيز قال: أخبرنا أبو عمر يوسف بن عبد الله بن عبد البر قال: سالم بن عبيد الأشجعي كوفي، له صحبة، وكان من أهل الصفة، روى عنه خالد بن عرفطة، وروى عن نبيط بن شريط، ويقال ابن يساف

(1)

.

‌سالم بن علي بن تميم الكفرطابي:

أبو الحسن الحلبي النحوي المعروف بابن الحمامي، أصله من كفر طاب، وسكن حلب، ويقال فيه سالم بن تميم، كان رجلا فاضلا عارفا بالعربية، وكان سني المذهب، سمع بحلب الشريف أبا علي محمد بن محمد بن هارون الهاشمي الحلبي والشيخ أبا عبيد الله عبد الرزاق بن عبد السلام بن أبي نمير والشيخ مشرق ابن عبد الله العابدين

(2)

(196 - ظ).

وكان فقيها حسنا ونحويا مفيدا، وكان إمام سديد الملك علي بن منقذ وجليسه، ومن وجوه الحلبيين، وإياه عنى أبو محمد الخفاجي بقوله في القصيدة التي سيرها من قسطنطينية الى جماعة أهله وأصدقائه:

أبلغ أبا الحسن السلام وقل له

هذا الجفاء عداوة للشيعة

فلأطرفن بما صنعت مكابرا

وأبث مالا قيت منك لبنكه

ولأجلسنّك للقضية بيننا

في يوم عاشوراء بالشرقية

حتى أثير عليك فيها فتنة

تنسيك يوم خزانة الصوفية

(3)

قرأت بخط أبي الحسن علي بن عبد الله بن أبي جرادة قال: هو الفقيه أبو الحسن سالم بن تميم، وبخطه مكابر وبنكة من غوغاء الشيعة.

أخبرنا بهذه الأبيات أبو عبد الرحمن محمد بن هاشم بن أحمد بن عبد الواحد قال: أنشدنا والدي قال: أنشدني أبي عن قائلها أبي محمد، أو عن عمه أبي نصر عن أبي محمد.

(1)

- الاستيعاب على هامش الاصابة:2/ 70.

(2)

-فراغ بالاصل حيث لم يتابع ابن العديم التعريف به.

(3)

-سبق لي قراءة هذه الابيات في ديوان ابن سنان والافادة منها، غير انني عندما حاولت مجددا تخريجها على هذا الديوان أخفقت لأنني لم أستطع الوقوف على نسخة منه في دمشق، ومكابر وبنكة المشار اليهما كانا من زعماء احداث حلب، وبالنسبة للحادثة التي أشار اليها انظر حولها كتابي امارة حلب:214،206.

ص: 4155

وخزانة الصوفية هي خزانة الكتب التي بالشرقية من جامع حلب، وأشار بذلك إلى قضية وقعت لسالم بن علي مع الشيعة بحلب في يوم عاشوراء عند خزانة الكتب، أدت الى فتنة بين السنة والشيعة، وكان سالم بن علي بن تميم سني المذهب.

وسببها ما أنبأنا به أبو القاسم عبد الله بن الحسين بن عبد الله بن رواحة، وأبو القاسم عبد الرحيم بن يوسف بن الطفيل قالا: أخبرنا أبو طاهر أحمد بن محمد بن أحمد السلفي-إجازة إن لم يكن سماعا لهما أو لاحدهما- (197 - و) قال:

أخبرنا أبو الحسن يحيى بن علي بن عبد اللطيف التنوخي المعري بدمشق، قال: سمعت أخي أبا الفضل يقول: سمعت الناظر التنوخي يقول: طلبت من ابن تميم الفقيه بحلب شيئا فامتنع عليّ، فعملت فيه قطعة على سبيل المناكدة وأنشدتها للشيعة، يوم عاشوراء، فرأى منهم كل مكروه، وكان الناظر وابن تميم جميعا سنيين والأبيات هذه:

لابن تميم في الكفر معضلة

لم يأتها قبله من البشر

لقوله في الامام جعفر الصادق

زين الأئمة الزّهر

بأنه كان في إمامته يوقع

مثل القيان بالوتر

بذا برى

(1)

الله قبح صورته

فأصبحت عبرة من العبر

بلحية غثة النبات حكت

شعر است من قد خصي على كبر

يود من بغضه الوصي بأن

تغرق للنسك في خرا عمر

وجدت في بعض كتب الأملاك شهادة سالم بن علي بن تميم بخطه، وكان من المعدلين بحلب، وتاريخ الشهادة في ذي الحجة من سنة خمس وستين وأربعمائة:

فقد توفي بعد ذلك.

‌سالم بن علي بن محمد:

أبو المرجا الحموي، من أهل حماة، كتب عنه الحافظ أبو محمد عبد العظيم ابن عبد القوي المنذري إنشادا، وخرجه عنه في معجم شيوخه.

أنبأنا أبو محمد عبد العظيم بن عبد القوي قال: أنشدنا الأمير أبو المرجا

(1)

-برى السهم يبريه بريا: نحته. القاموس.

ص: 4156

(197 - ظ) سالم بن علي بن محمد قبالة رأس العين، ضيعة من أعمال الرها.

رزقي تشتت في البلاد وإنني

أسعى لجمع شتاته وأطوف

فكأنني قلم بإصبع كاتب

وكان رزقي في البلاد حروف

قال لي: وسميت رأس العين لأن رأس النهر الذي يروح إلى الجلّماني وسند عربين

(1)

وغيرها منها وليست برأس العين المدينة المشهورة.

‌سالم بن مالك بن بدران

(2)

:

ابن مقلد بن المسيب بن رافع بن مقلد بن جعفر بن عمرو بن المهيّا بن زيد ابن عبد الله بن زيد بن قيس بن جوثة بن طخفة بن ربيعة بن حزن بن عبادة بن عقيل بن كعب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة بن معاوية بن بكر بن هوازن بن منصور بن خصفة بن عكرمة بن قيس بن الياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان، أبو الذمام.

وقيل أبو الزمّام، العقبلي الأمير، كان أبو المكارم مسلم بن قريش حين ملك حلب، ولاه زعامتها بحكم ما بينهما من النسب، فلما قتل أبو المكارم ولي حلب مع الشريف الحتيتي في سنة ثمان وسبعين وأربعمائة

(3)

.

وأقام سالم بالقلعة والشريف بالمدينة، واتفقا على أن كاتبا السلطان ملك شاه يبذلان له تسليم حلب ويحثانه على الوصول، أو وصول نجده تدفع سليمان بن قطلمش.

ونزل سليمان على حلب وطال انتظار السلطان، فاتفق الشريف الحتيتي ومبارك ابن شبل الكلابي على استدعاء تاج الدولة تنش، فوصل، والتقى بسليمان وقتله، ونزل على حلب، وفتحها، وعصى (198 - و) سالم في القلعة، فوصل الخبر بوصول ملك شاه، فتوجه تتش الى دمشق، ووصلت مقدمة عسكر ملك شاه، فسارع سالم بن مالك إلى طاعة الواصل وخدمته.

(1)

-لست متأكدا من ضبط هذا الاسم انظر الاعلاق الخطيرة-قسم الجزيرة 270 - 273.

(2)

-سبق لي نشر هذه الترجمة في ملاحق كتابي مدخل الى تاريخ الحروب الصليبية:405 - 407.

(3)

-انظر ملابسات هذا الموضوع في كتابي امارة حلب:176 - 181.

ص: 4157

ووصل ملك شاه الى قلعة جعبر بن سابق القشيري، فتسلمها منه وقتله، ووصل إنى حلب، فتسلم حلب وقلعتها من سالم بن مالك سنة تسع وسبعين وأربعمائة وعوض سالم بن مالك بقلعة جعبر، وأقطعه الرقّة وعدة ضياع.

ويقال إن سالم بن مالك لم يذكرها للسلطان، وإنما سير إليه يقول: إن لي ولدا وعائلة كبيرة وقد أردت أن ينظر السلطان لهم فوق نظري لهم، فشاور في ذلك نظام الملك، فقال له: إن قلعة جعبر تريد منا في كل عام جملة من المال، وليس لها عمل جيد، وهو يرضى بها، فكتب نظام الملك يعرف سالم بن مالك ما جرى، فطار سالم فرحا بما سمع، فبعث الى نظام الملك بخادمه إقبال وكان أحسن خادم يكون له في الفروسية اسم وفي الكتابة يد طولى، الى خط بديع من طريقة ابن البواب، يترسل عن مولاه وفي صحبته خمسون ألف درهم، فقال نظام الملك ما أسديت إليك شيئا تعتاض به عن إقبال. ورد الدراهم عليه، وبعث بجاريتين بكرين إحداهما أفرنجية والأخرى أندلسية، ليس لهما نظير في الحسن والجمال والأدب، والصنائع الحسنة، فبعث بهما نظام الملك مع إقبال الخادم الى السلطان، فلما دخل بهما على السلطان قال للحاجب: رد إقبال (198 - ظ) لا يدخل علي، فعجب منه بطانته، واستحسن ذلك منه، فبلغ نظام الملك قوله، فبعث به في عشرة من الخدم، فقبلهم إلاّ إقبال فإنه أعاده بعد أن رمى بين يديه، وكتب وتبذل في الحوائج، فقال: إن بنظام الملك إليك أشد حاجة، فخدم إقبال وأجاب السلطان أحسن جواب عن قوله، وانصرف.

فقلت من خط الرئيس أبي عبد الله بن علي بن نزار العظيمي في حوادث سنة تسع عشرة وخمسمائة قال: وفي يوم الاربعاء العشرين من شوال مات شمس الدولة سالم بن مالك بقلعة جعبر.

قرأت بخط حمدان بن عبد الرحيم: رأيت في بعض التعاليق بحلب أن الأمير سراج الدين سالم بن مالك بن بدران العقيلي مالك الدوسرية، وهي قلعة جعبر، كانت وفاته فيها في العشرين من شهر شعبان سنة تسع عشرة-يعني- وخمسمائة

(1)

.

(1)

-تاريخ العظيمي:375 - 376.

ص: 4158

أنبأنا أبو الحسن محمد بن أبي جعفر عن أبي المظفر أسامة بن مرشد بن منقذ قال: إن الأمير شمس الدولة كان نائبا للأمير شرف الدولة مسلم بن قريش في قلعة حلب، فلما قتل شرف الدولة في ربيع الأول سنة ست وثمانين وأربعمائة حفظ الأمير شمس الدولة قلعة حلب وقال: لا أسلمها إلاّ بأمر ملكشاه، فسار إليها السلطان من خراسان فسلمها إليه، وكان السلطان لما اجتاز بقلعة جعبر وفيها سابق الدين جعبر القشيري فقبضة (199 - و) السلطان وقتله لما بلغه عنه من الفساد، فلما سلم شمس الدولة سالم بن مالك قلعة حلب الى السلطان عوضه عنها قلعة جعبر، فأقام مالكها إلى أن توفي فيها يوم الأربعاء العشرين من شوال سنة تسع عشرة وخمسمائة. (199 - ظ).

ص: 4159

بسم الله الرحمن الرحيم

وبه توفيقي

‌سالم بن المحسن بن محمد بن علي الربعي:

أبو الغنائم المعري، شاعر من أهل معرة النعمان نزل الاسكندرية، وأوطنها الى أن مات، روى عنه الحافظ أبو طاهر أحمد بن محمد بن أحمد السّلفي.

أخبرنا أبو القاسم عبد الله بن الحسين بن رواحة الحموي، عن أبي طاهر السّلفي، قال أنشدني أبو الغنائم سالم بن المحسن بن محمد بن علي الربعي المعري لنفسه بالثغر، يعني بالاسكندرية:

أنت بالوصل إذا لم تجد

فبه قلبي علّل وعد

قد تمادى طول هجرانك

لي وانتظاري كل يوم لغد

يا جميل الوجه ماذا حسن

منك أن تقتلني بالكمد

مقلتي سلها عن النوم فقد

أنست من بعده بالسّهد

ما على مالك مهجتي حرج

أنا سلمت فؤادي بيدي

قال الحافظ أبو طاهر: سالم هذا شاعر مقدم في الأدب، استوطن الاسكندرية، ومولده بالمعرة، وتوفي في رمضان سنة تسع عشرة وخمسمائة بالثغر.

أنبأنا أبو الحسن علي بن المفضّل المقدسي الحافظ قال: سنة ثمان عشرة أو تسع عشرة أبو الغنائم سالم بن محسّن المعري، في أواخر رمضان بالاسكندرية.

(201 - و).

‌سالم بن مرشد بن سالم بن عبد الجبار بن محمد بن المهذب:

أبو المعافى المعري، حدث عن أبي المجد عبد الواحد بن المهذب بن الفضل

ص: 4160

المعري، روى لنا عنه ولده أبو البركات الفضل بن سالم بن مرشد الكاتب، وأبو الفتح اسماعيل بن محمد بن مرشد بن سالم، وأبو محمد الحسن بن محمد بن عبد الواحد بن المهذب المعريون.

أخبرنا أبو البركات بن سالم، وأبو الفتح بن محمد، وأبو محمد الحسن بن محمد بمعرة النعمان قالوا: أخبرنا أبو المعافى سالم بن مرشد بن سالم قال: أخبرنا أبو المجد عبد الواحد بن المهذب قال: حدثنا والدي الشيخ أبو الحسن المهذب بن المفضل قال: حدثنا جدي الشيخ أبو صالح محمد بن المهذب قال: حدثنا جدي الشيخ أبو الحسين علي بن المهذب قال: حدثنا جدي أبو حامد محمد بن همّام قال:

حدثنا محمد بن سليم القرشي قال: حدثنا ابراهيم بن هدبة عن أنس بن مالك أن رجلا أتى النبي صلى الله عليه وسلم وهو يقول: بأبي يا رسول الله علمني أبواب التوبة: قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ألا من شهد أن لا إله إلاّ الله تائبا أوجب الله تعالى له الجنّة، قال: يا رسول الله ومن زنا وسرق؟ قال: نعم ومن زنا وسرق ثلاث مرات

(1)

.

‌سالم بن مستفاد:

أبو المرجا الحمداني وأبوه مستفاد أحد غلمان سيف الدولة أبي الحسن علي ابن عبد الله بن حمدان، وسالم أحد الأعيان (201 - ظ) الممدّحين والقواد المشهورين، وداره بحلب بالزجاجين شرقي المدرسة، وإليه تنسب الحمام الى جانبها المعروفة بحمام ابن مستفاد وهي داثرة، وداره المذكورة هي الدار المعروفة بدار ابن الرومي وهو مساور بن محمد بن الرومي ممدوح المتنبي.

وكان صالح بن مرداس نزل على حلب وحصرها وبها سديد الملك أبو الحارث ثعبان بن محمد بن ثعبان في القصر الذي كان ملاصقا القلعة، وفي القلعة موصوف الخادم الصقلبي، وهما في حلب من قبل الظاهر بن الحاكم، فوقع بين سالم بن مستفاد وبين موصوف خلف، وكان سالم متمكنا بحلب، وللحلبيّين إليه ميل، فعزم موصوف على قتل سالم، فجمع سالم جمعا من الحلبيين، وفتح باب قنسرين، وخرج

(1)

-لم أجده بهذا اللفظ.

ص: 4161

الى صالح فأخذ منه أمانا لنفسه ولأهل حلب، وسلم المدينة الى صالح يوم السبت لثلاث عشرة ليلة خلت من ذي القعدة من سنة خمس عشر وأربعمائة، واحتمى ثعبان في القصر وموصوف في القلعة، ونصبت العرادات والمنجنيقات عليهما، وولى صالح سالما حلب وجعل إليه الرئاسة بها، وتقدمة الأحداث، ورتبه وكاتبه سليمان ابن طوق على قتال القلعة والقصر، وسار صالح الى قتال أنوشتكين الدزبري، فقل الماء بالقلعة، وعمل عليها رجل أسود يعرف بأبي جمعة، وكان عريف المصامدة

(1)

، وكان ينزل الى المدينة، ويصعد الى القلعة، فأفسده سالم بن مستفاد، وسليمان ابن طوق (202 - و) فلما جاء أبو جمعة ليصعد الى القلعة في بعض الأيام، تقدم موصوف الخادم برد الباب في وجهه فرد، فصاح الى أصحابه فالتقت المصامدة والعبيد ونصبوا الصلبان ثلاثة أيام، ودعوا لملك الروم ولعنوا الظاهر، وقاتلوا القلعة، ثم نفروا وحملوا المصاحف على أطراف الرماح في الاسواق ونادوا النفير، ووقع الصوت الى الحلبيين، فنفروا من كل جانب وزحفوا الى القلعة من كل جانب واستأمن جماعة من المغاربة الذين كانوا في القلعة، وطيف بهم في المدينة، وبسطت ثياب الديباج والسقلاطون

(2)

وبذر المال مقابل القلعة، وبذل ذلك لمن ينزل الى ابن مستفاد وابن طوق، فطلعوا الى القلعة من كل مكان، ودخل ابن مستفاد وابن طوق القلعة يوم الأربعاء مستهل جمادى الأولى سنة ست عشرة وأربعمائة وقبض على موصوف وثعبان وبقيا الى أن وصل صالح وفعل بهما ما سنذكره فيما بعد إن شاء الله تعالى

(3)

.

ودام ابن مستفاد في الكرامة وعلو المرتبة في أيام صالح وبعد موته الى أن استوحش سالم بن مستفاد من شبل الدولة نصر بن صالح في سنة ثلاث وعشرين وأربعمائة فاستنفر عليه سالم أحداث حلب ورعاعها، ولبسوا السلاح وعولوا على محاربة القلعة، وكان يتردد بين سالم وبين نصر كاتب نصراني يعرف بتوما، وكان

(1)

-نسبة الى قبيلة مصمودة المغربية، وذلك أن الخلافة الفاطمية اعتمدت على عناصر من كتامة ومن مصمودة وقبائل مغربية أخرى.

(2)

-من الأقمشة الحريرية الرفيعة الثمن.

(3)

-أطلق صالح سراح ثعبان مقابل فدية وقتل موصوفا: انظر كتابي امارة حلب:78 - 81.

ص: 4162

يحرف ما ينقله عن ابن مستفاد الى نصر ويزيد في التجني، ويسوم شططا لا يمكن إجابته إليه، وذلك من غير علم من ابن مستفاد (202 - ظ) فلما رأى نصر كثرة تعديه حمل نفسه على محاربته، وركب إليه، فلما رآه الحلبيون دعوا له وانقلبوا إليه، وقاتلوا دار ابن مستفاد، فطلب الأمان، فحلف له بأنه لا يجري له دما وحبسه بالقلعة ونهبت داره، ثم خاف استبقاءه فقتله خنقا ليخرج عن يمينه بأنه لم يجر له دما، وتبين لنصر بعد قليل كذب ذلك النصراني الكاتب، وما كان يحرفه في رسالته، فقبض عليه وطالبه بمال، فلما استصفى ماله، دخل عليه بعض أجناد القلعة فخنقه.

كذا ذكره أبو همّام بن المهذب في تاريخه.

قرأت بخط أبي عبد الله محمد بن علي العظيمي في تاريخه-وأخبرنا به أبو اليمن زيد بن الحسن الكندي، والمؤيد بن محمد بن علي الطوسي، إجازة من كل واحد منهما، عن أبي عبد الله العظيمي-قال: سنة خمس وعشرين وأربعمائة، وفيها: قبض نصر بن صالح على سالم بن المستفاد، وقتله برأي دوقس أنطاكية، وكان قد عصى وقام أحداث حلب معه، فقبض عليه يوم الجمعة حادي عشر ذي القعدة، وقتله ليلة الأحد، وقيل ليلة الاثنين ثاني عشر ذي الحجة من السنة

(1)

.

‌سالم بن المفرج بن عشائر بن المعلى:

التنوخي المعري، أبو الغنائم الحصيني، شاعر مجيد، كان بمصر، وأظن أنه كان متصلا بأبي الفتح بن أبي حصينة، أبو بولده، فنسب إليه، روى عن أبي الذواد المفرج بن أبي حصينة المعري، وأبي الحسن علي بن ابراهيم بن العلاني المعري. روى عنه أبو طاهر أحمد بن محمد (203 - و) السّلفي الأصبهاني.

أنبأنا أبو البركات بن هاشم وغيره قالوا: أخبرنا أبو طاهر السّلفي-في كتابه-قال: أنشدني الشيخ أبو الغنائم سالم بن المفرح بن عشائر المعري الحصيني لنفسه بمصر:

(1)

-تاريخ العظيمي:330.

ص: 4163

طال التمادي على الذنوب ولا

يرد عنا الوعظ وهو معترض

وفي خطوب الزمان معتبر

لو كان يشفى لمدنف مرض

ينقرض العمر بالزمان وسو

ء الطبع بالنفس ليس ينقرض

والدهر يرمي بنبله أبدا

وكل نفس لوقعها غرض

فكن عفيفا ما شئت معتبرا

واعلم بأن العفاف مفترض

أخبرنا أبو القاسم عبد الله بن الحسين بن رواحة-قراءة مني عليه-قال:

أخبرنا أبو طاهر أحمد بن محمد بن أحمد السّلفي-إذنا-قال: سالم هذا كان من حذّاق الشعراء، وعندي من شعره مقطعات وتوفي بمصر، ومما أنشدني من شعره قوله:

طال ما أصبحت تنادى الحتوف

لا شريف يبقى ولا مشروف

فتأمّل تنقل الدهر وانظر

كيف يفنى بعد الألوف ألوف

وأجل طرفك الطموح فهل

تبصر إلاّ ما غيرته الصّروف

تنقضي أيامنا ولياليها

ويبلى قوينا والضعيف

(203 - ظ)

‌سالم بن مفرح بن الحسن:

ابن عبد الله بن أحمد بن عبد الجبار بن أبي حصينة أبو ....

(1)

بن أبي الذواد بن أبي الفتح السلمي المعري، شاعر من أهل معرة النعمان، أقام بمصر، ومدح بها الملوك والوزراء، واستوطن بها، وولد له بها أولاد بقي نسلهم الى زمننا، وكان أحدب ويلقب بالرضي.

قرأت بخط ولده يحيى بن سالم من شعر أبيه سالم يعاتب:

ما كنت أحسب أنّ حظّي ما نع

صوب الغمام الجون أن يتدفّقا

حتى مدحت ممدحا لو صافحت

عودا ذوى يمنى يديه الأورقا

أعطى ولم يسأل فزاد تعجبي

أنّي سألت فقد ظمئت وما سقا

(1)

-فراغ بالاصل.

ص: 4164

نقلت من خط يحيى بن سالم لأبيه:

ليس في كل ساعة وأوان

تتهيأ صنائع الاحسان

فإذا أمكنت فبادر إليها

حذرا من تعذر الامكان

ونقلت من خطه لوالده:

تساوى الناس في طرق المنايا

فما سلم الصّريح ولا الهجين

تديّنا البقاء من الليالي

ومن أرواحنا توفى الديون

وذكره الرشيد بن الزبير في كتاب جنان الجنان ورياض الأذهان، وأورد له قوله:

له راحة ينهلّ من فيضها الندى

فنهل في معروفها البدو والحضر

(204 - و)

ووجه يضيء البدر في قسماته

وأحسن ما في أوجه البشر البشر

أنشدني عبد الرحمن بن عوض المعري لسالم بن مفرج بن أبي حصينة، وكان أحدب وتحاكم هو وابن المنجم علي بن مفرج الشاعر بمصر عند القاضي صدر الدين الكردي الماراني، فحكم صدر الدين على ابن المنجم، فعمل ابن المنجم:

تعصّب صدر الدين للأحدب الذي

عدا يدّعي شعرا وليس بذي شعر

فقلت معاذ الله يصلح في الورى

تعصّب هذا الصدر إلاّ لذا الظهر

‌سالم بن مكي بن محمد بن ثوابة بن عمرون:

أبو المرجا الكلاعي الحمصي، شاعر جيد، عارف بالنحو، كان يتجر في الكتب، وقدم حلب، ذكره الحافظ أبو عبد الله محمد بن محمود النجار في تاريخه المجدد لمدينة السلام-بما أجازه لنا-وقال: سالم بن مكي بن محمد بن ثوابة بن عمرون الكلاعي، أبو المرجا، من أهل حمص، أديب فاضل يقول الشعر الجيد، ويعرف طرفا من العربية، وكان يقدم علينا بغداد كثيرا، يقيم بها ويشتري الكتب ويسافر بها الى الشام للتجارة، علقت عنه شيئا من شعره، وكان متدينا حسن الطريقة طيب الأخلاق كيّسا.

ص: 4165

وقال: أنشدني سالم بن مكي الحمصي لنفسه ببغداد:

كم لي أكتم حاسديك وأنكر

والدمع يفضح ما أجن وأستر

وكذا المحبّ يذيع ما في قلبه

فرط الغرام الى الوشاة ويظهر

لا تحسبي دمعي كما زعم الورى

ماء يرقرقه البكا المثعنجر

(1)

(204 - ظ)

بل مهجة سلكت باثناء الحشا

فغدت تفيض من الشؤون وتقطر

يا حرة الأبوين لا تتعمدّي قتلي

فسفك دمي بطرفك منكر

أنسيت ليلتنا بمنعرج اللوى

والليل من صفحات وجهك مقمر

وجناؤنا ثمر الحديث وبينا

عتب تراح به القلوب وتحضر

وإذا الصبا عبثت بخلقك

رنحت غصنا يميل به كثيب موقر

شجب العفاف علي منك مآربا

عزت ومحض هواك لا يتغير

وثقيلة الأرداف مخطفة الحشا

خود تقرّ بها العيون وتسهر

قالت وقد سفحت بساحة خدها

دمعا تزال به الذنوب وتغفر

أنسيت ما كنا به ويد الصبى

تطوي لنا برد الوصال وتنشر

أيام همك أهيف متجاذب

ومقبّل عطر وطرف أحور

فأجبتها كفي فهمّي سابق

ومهنّد عضب ولدن أسمر

شغلي بإدراك العلى وطلابه

عن حب غانية تذل وتحقر

وقال: سألت سالم بن مكي عن مولده، فقال: في مستهل شوال سنة اثنتين وخمسين وخمسمائة بحمص، وتوفي ببغداد في رجب أو شعبان من سنة اثنتي عشرة وستمائة.

‌سالم بن منصور:

أبو الغنائم الشاعر الحلبي، ويعرف بالفاخر، روى عن أبي عبد الله محمد بن سلامة القضاعي حكاية سمعها منه، وكتبها (205 - و) عنه أبو شجاع فارس بن الحسين الشهرزوري.

أنبأنا أبو أحمد عبد الوهاب بن علي الأمين، عن سعيد بن أحمد بن الحسين

(1)

-المثعجنر: السائل من ماء أو دمع. القاموس.

ص: 4166

الفقيه، عن أبي شجاع فارس بن الحسين قال: حدثني أبو الغنائم سالم بن منصور الشاعر المعروف بالفاخر من أهل حلب قال: سمعت القاضي أبا عبد الله القضاعي بمصر، يقول: انه حضر قسطنطينية رسولا أنفذه صاحب مصر، فذكر أنه حضر الطعام مع الملك، فلما رفع تساقط شيء من فتات الخبز، قال: فتتبعته لقطا وأكلته، قال: فأشار الملك الى الحشم برد الطبق، وقال: كل، قلت: ما بي حاجة اليه، فقال:

وما حاجتك في لقط الفتات؟ قلت: نحن نروي عن نبينا وصاحب شريعتنا أن ذلك مهور الحور العين، وأمان من الفقر في الدنيا، فقال: مليح واستحسنه، وأمر بجائزة سنيّة، وضعت بين يدي من عين

(1)

وثياب، قال: فقال القضاعي: أيها الملك وهذا أيضا من بركة النبي صلى الله عليه وسلم، فكاشرني كالكاره لما قلت، ولولا ذلك لزادني صلة.

‌سالم بن مؤمن المصري:

قدم حلب حين ملكها الملك الناصر صلاح الدين يوسف بن أيوب، في سنة تسع وسبعين وخمسمائة وله شعر حسن.

قرأت بخط يحيى بن ظافر النجار الحلبي في مجموع له ذكر فيه أن سالما هذا ورد حلب حين ملكها الملك الناصر صلاح الدين، وأورد له هذه الأبيات (205 - ظ):

غرام الصب ليس له نفاذ

وكيف وبالفؤاد له ازدياد

ومن ملك الغرام له قيادا

بعيد أن يفك له قياد

اذا ما رام صبرا عن مراد

ففي ذاك المراد له مراد

وليس لقلبه منه سلوّ

ولا للطرف منه به رقاد

سعود الصبّ وصل من سعاد

وشقوته متى هجرت سعاد

وأورد له أيضا في انسان كبير الأنف:

ان كنت مفتخرا بأنف

ك فهو قد بلغ السّماء

لو كنت تصلح للإمارة

لم يكن إلاّ لواء

(1)

-العين النقود، غالبة من الذهب.

ص: 4167

‌سالم بن وابصة بن معبد:

الأسدي الرقي، ولي إمرة الرقة، وخرج منها الى دمشق واجتاز بحلب أو ببعض عملها، وحدث عن أبيه وابصة، روى عنه ابن أخيه صخر بن عبد الرحمن بن وابصة وجعفر بن برقان، وفضيل بن عمرو.

أخبرنا أبو القاسم عبد الرحيم بن يوسف بن الطفيل الدمشقي-بالقاهرة- قال: أخبرنا أبو طاهر أحمد بن محمد بن أحمد الحافظ قال: أخبرنا أبو الحسين المبارك بن عبد الجبار الصيرفي قال: أخبرنا الحسين بن جعفر قال: أخبرنا محمد بن عبد الله الدهان قال: أخبرنا الحافظ أبو علي محمد بن سعيد بن عبد الرحمن بن ابراهيم بن عيسى بن مرزوق القشيري الحراني، قال: حدثنا هلال بن العلاء قال: حدثنا عمرو بن عثمان قال: حدثنا أصبغ بن محمد قال: حدثنا جعفر بن برقان عن شداد (206 - و) مولى عياض العامري عن وابصة أنه كان يقوم في الناس يوم الأضحى ويوم الفطر فيقول: إني شهدت رسول الله صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع وهو يقول: أيها الناس أي يوم أحرم؟ قال الناس: هذا اليوم، وهو يوم النحر، قال: أي شهر أحرم؟ قال الناس: هذا الشهر، قال: فإن دماءكم وأموالكم وأعراضكم محرمة عليكم كحرمة يومكم هذا في بلدكم هذا الى يوم تلقونه، ألا هل بلغت؟ قال الناس: نعم، فرفع يديه الى السماء: اللهم أشهد، يقولها ثلاثا، ثم قال ليبلغ الشاهد منكم الغائب، قال وابصة: وإنّا شهدنا وغبتم، ونحن نبلغكم

(1)

.

قال عمرو بن عثمان: وزادني في هذا الحديث أبو سلمة الحذاء، يعني الحكم ابن الحكم بن أبي تحية أن جعفرا حدّث بمثل هذا الحديث قال: صلى بنا سالم بن وابصة يوم جمعة بالرقة، فذكر حديث وابصة، فقال: ونشهد عليكم كما أشهد عليه.

أنبأنا أبو نصر محمد بن هبة الله قال: أخبرنا الحافظ أبو القاسم علي بن الحسن قال: أخبرنا أبو محمد هبة الله بن أحمد قال: حدثنا عبد العزيز بن أبي طاهر قال: أخبرنا أبو محمد بن أبي نصر قال: أخبرنا أبو الميمون بن راشد قال: حدثنا أبو زرعة قال: حدثني عبد السلام بن عبد الرحمن القاضي قال: حدثنا أبي عن جدي

(1)

-انظر تاريخ الرقة:42.

ص: 4168

قال: كان سالم بن وابصة والي الرقة ثلاثين سنة، فكان يمر بنا ونحن صبيان على بغلة شهباء عليه رداء أصفر يصلي بالناس الجمعة

(1)

(206 - ظ).

أنبأنا عمر بن محمد بن طبرزد قال: أخبرنا أبو القاسم اسماعيل بن أحمد بن عمر السمرقندي-اجازة إن لم يكن سماعا-قال: أخبرنا أحمد بن محمد البزاز قال: أخبرنا عيسى بن علي الكاتب قال: حدثنا أبو القاسم البغوي قال: سالم بن وابصة سكن الكوفة.

أخبرنا المبارك بن مزيد الخواص-ببغداد-قال: أخبرنا أبو السعادات نصر الله بن عبد الرحمن بن محمد القزاز قال: أخبرنا أبو الحسين بن الطيوري قال:

أخبرنا علي بن عمر بن محمد قال: أخبرنا محمد بن عبد الله الأبهري قال: أخبرنا أبو عروبة الحراني قال في الطبقة الاولى من التابعين من أهل الجزيرة: سالم بن وابصة بن معبد حدث عن أبيه.

أنبأنا أبو العباس أحمد بن عبد الله بن علوان عن مسعود بن الحسن الثقفي قال: أخبرنا أبو عمرو بن منده-اجازة ان لم يكن سماعا-قال: أخبرنا حمد بن عبد الله قال: أخبرنا أبو محمد بن أبي حاتم قال: سالم بن وابصة بن معبد، روى عن أبيه وابصة، روى عنه جعفر بن برقان

(2)

.

أخبرنا أبو القاسم عبد الرحيم بن يوسف بن الطفيل-بالقاهرة-قال: أخبرنا أبو طاهر أحمد بن محمد بن أحمد السّلفي قال: أخبرنا أبو الحسين بن الطيوري قال: أخبرنا الحسين بن جعفر قال: أخبرنا أبو أحمد محمد بن عبد الله الدهان قال:

حدثنا أبو علي محمد بن سعيد بن عبد الرحمن قال: سالم بن وابصة بن معبد حدث عن أبيه (207 - و).

أنبأنا أبو المحاسن بن الفضل قال: أخبرنا أبو القاسم بن أبي محمد قال: أخبرنا أبو يعقوب يوسف بن أيوب قال: أخبرنا أبو طاهر عبد الكريم بن الحسين بن رزمة قال:

(1)

-تاريخ أبي زرعة الدمشقي:2/ 686. تاريخ دمشق لابن عساكر: 7/ 22 - و.

(2)

-الجرح والتعديل:4/ 188.

ص: 4169

أخبرنا أبو الحسين بن بشران قال: أخبرنا أحمد بن محمد بن جعفر الجوزي قال:

حدثنا ابن أبي الدنيا قال: وقال سالم بن وابصة الأسدي:

أرى الحلم في بعض المواطن ذلة

وفي بعضها عز يشرف فاعله

إذا أنت لم تدفع بحلمك جاهلا

سفيها ولم تقرن به من تجاهله

لبست له ثوب المذلة صاغرا

وأصبحت قد أودى بحقك باطله

فابق على جهّال قومك إنّه

لكل جهول موطن هو جاهله

أخبرنا القاضي أبو نصر بن الشيرازي-فيما أذن لنا في روايته عنه-قال:

أخبرنا علي بن الحسن بن أبي الحسين قال: أنبأنا أبو محمد بن صابر وغيره قالا:

أخبرنا أبو القاسم بن أبي العلاء قال: أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن الحسين الدوري-إجازة-قال: حدثني محمد بن القاسم قال: حدثنا ابن دريد عن شيوخه قال: كان سالم بن وابصة الأسدي رجلا حليما، وكان له ابن عم سفيه يحسده، ولم يكن يبلغ في الشرف مبلغه، فكان يتنقصه، فقال سالم ذلك لأخوانه وخاصته من بني عمه، فقال رجل منهم: تعهدّ أهله وولده بالصلة ودعه فإنه سيصلح، ففعل فأتاه ابن عمه ذلك فقال: أنت أحق الناس بما صنعت وأنت أولى بالكرم مني، والله لا أعود (207 - ظ) لشيء تكرهه أبدا مني، فقال سالم في ذلك:

ذو نيرب من موالي السوء ذو حسد

يقتات لحمي فما يشفيه من قرم

كقنفذ الرمل ما يخفى مدارجه

خب إذا نام عنه الناس لم ينم

محتضنا ظربانا ما يزايله

يبدي لي الغش والعوراء في الكلم

داويت قلبا طويلا غمره فرحا

منه وقلمت أظفارا بلا جلم

بالرفق والحلم أسديه وألحمه

بقيا وحفظا لما لم يرع من رحمي

كأنّ سمعي إذا ما قال محفظة

يصم عنها وما بالسمع من صمم

حتى اطّبى ودّه رفقي به ولقد

أنسيته الحقد حتى عاد كالحلم

فأصبحت قوسه دوني موتّرة

يرمي عدوي جهارا غير مكتتم

إنّ من الحلم ذّلا أنت عارفه

والحلم عن قدرة ضرب من الكرم

(1)

(1)

-تاريخ دمشق لابن عساكر:7/ 220 - و. ظ.

ص: 4170

النيرب الداهية، والظربان الدويبة الكثيرة الفسو.

ذكر أبو بكر أحمد بن يحيى بن جابر البلاذري في كتاب جمل أنساب الاشراف قال يفاخر معاوية بن مروان بن الحكم-وكان مائقا

(1)

-وخالد بن يزيد بن معاوية، فقال سالم بن وابصة:

إذا افتخرت يوما أمية أطرقت

قريش وقالوا معدن الفضل والكرم

فإن قيل هاتوا خيركم اطبقوا معا

على أن خير الناس كلهم الحكم

ألستم بني مروان غيث بلادنا

إذا السنّة الشهباء سدت على الكظم

(208 - و) أنبأنا تاج الأمناء أبو الفضل أحمد بن محمد بن الحسن قال: أخبرنا عمي الحافظ أبو القاسم علي بن الحسن قال: سالم وابصة بن معبد الأسدي الرقي، حدث عن أبيه، روى عنه جعفر بن برقان، وابن أخيه صخر بن عبد الرحمن بن وابصة، وفضيل بن عمرو، وقدم دمشق، وكانت داره فيها بقنطرة سنان ناحية باب توما، وكان شاعرا وولي إمرة الرقة.

وقال: أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني قال: حدثنا عبد العزيز الكتاني قال: أخبرنا أبو محمد بن أبي نصر قال: أخبرنا أبو الميمون قال: حدثنا أبو زرعة قال: سألت عبد السلام بن عبد الرحمن بن محمد بن عبد الرحمن بن وابصة الأسدي القاضي عن ولده وابصة بن معبد فقال لي: كان ولد وابصة: عقبة، وسالم، وعبد الرحمن، وعمرو، فأكبرهم عقبة وسالم. قال: ومات سالم في آخر خلافة هشام وكان غلاما شابا في خلافة عثمان.

قال الحافظ كان في النسخة العتيقة في أول خلافة هشام بدل آخر فالله أعلم بالصواب

(2)

.

(1)

-أي أحمق. القاموس.

(2)

-تاريخ أبي زرعة الدمشقي:2/ 686، وفيه «في آخر». تاريخ دمشق لابن عساكر:7/ 22 - ظ.

ص: 4171

‌سالم بن هبة الله بن علي بن المبارك

أبو المجد الهاشمي الحارثي الحلبي من ولد الحارث بن عبد المطلب، ولد بحلب، وكان مقيما بها الى أن مات، وكانت له حرمة عند ملوكها، وقد ذكرنا في ترجمة سابق بن محمود حكاية عنه، وكان فيه هزل ومزح، والوقف الذي في قرية عناذان على مقربة من حلب على بني الحسن والحسين وقفه، وقفه وغيره من الحوانيت بحلب (208 - ظ) على أولاده وشرط أنهم متى انقرضوا عاد ذلك وقفا على بني الحسن والحسين بحلب، فانقرض عقبه، وعاد الوقف الى أولاد الحسن والحسين عليهما السلام، وهو الآن جار عليهم في يد من يتولى نقابة العلويين بحلب.

وكان هذا الكتاب عندي من جملة كتب الوقوف، التي كانت في سلة الحكم عند سلفي من قضاة حلب، فطلبه مني الشريف النقيب أبو علي بن زهرة، فدفعته اليه، وكان الشريف أبو المجد هذا ممولا فاضلا، أديبا، شاعرا مجيدا.

روى عنه أبو سلامة مرشد بن علي شيئا من شعره، وكان بينه وبينه مودة وممازحة، وكذلك بينه وبين أبيه سديد الملك أبي الحسن علي بن منقذ، ووقع الي جزء بخط أبي المغيث منقذ بن مرشد بن علي بن مقلد بن منقذ جمع فيه كتبا وردت الى والده أبي سلامة مرشد من جماعة كاتبوه، وفيه صدر كتاب من الشريف أبي المجد سالم هذا، فنقلت ما ذكره من هذه المكاتبة وهو:

وأدنيتني حتى اذا ما ملكتني

بقول يحل العصم سهل الأباطح

تجافيت عني حيث لا لي حيلة

وغادرت ما غادرت بين الجوانح

طي هذه المكاتبة، أدام الله أيام الحضرة، رقعة بخط المولى سديد الملك قدس الله روحه، الى عبدك، والذي تتضمن استقالته من مخاطبته إياه بما سوف يقف عليه، ويبين فيها معتقده في هذا (209 - و) البيت صلوات الله على السلف منه، ورحمة الله وبركاته، ونحن الخلف الذي أنا والطوير يلي، وأبو طالب الرخمة من جملتهم، وبالله ما كان أحدهما يعتقد في صاحبه ما أظنك يا مولاي تعتقده فيّ واعتقده فيك من الولاء، وأكون بالصفة التي تفهم، وكتبي اليك تتردد سرا وجهرا لا تردّ علي جوابا يرد رمقي، وأتعلل به ولا قولا ولا فعلا ولا شاباش:

ص: 4172

فإن تك مثل ما زعموا ملولا

كما تهوى سريع الانتقال

صبرت على ملالك لي برغمي

وقلت عسى يملّ من الملال

ثم ذكر فصل معاتبة، وقال فيه، والشعر له:

رشتم جناحي وأعناني نوالكم

واشتد أزري بكم يا أفضل الناس

فإن سعى الدهر في حال تشاب

بها تلك الأيادي فمحمول على الراس

أنبأنا أبو العباس أحمد بن عبد الله بن علوان عن أبي المظفر أسامة بن مرشد ابن علي بن مقلد بن منقذ قال: ومن شعراء الشام المعارضين هذه الطبقة، يعني:

الخفاجي وابن سمان وغيرهما، الشريف أبو المجد سالم بن هبة الله الهاشمي، من ولد الحارث بن عبد المطلب، مولده بحلب وكان محترما عند ولاة حلب، له الميزة والفضل، وكان بينه وبين جدي ووالدي رحمهم الله مودة وخلطة، وكان كثير الدعابة والهزل (209 - ظ) وله أشعار حسنة، حرصت على جمعها وكاتبته في آخر عمره، وصدر عمري، وأسأله إثباتها وإنفاذها، وهو اذ ذاك بحلب، فاعتذر بأنه ما عني بجمعها ولا دوّنها، ولم أجد منه سوى ما نقلته من خط والدي رحمه الله يقول:

أنشدنيه بشيزر سنة تسع وسبعين وأربعمائة:

أثر بتمادي شدّها المتدارك

دجى كل يوم أغبر اللون حالك

وشم لطلاب العزّ عزمة مقدم

على الهول خواض غمار المهالك

فإما علا تضفو عليّ ظلالها

وإما ردى بين القنا والسنابك

فحتّام تمسي حائر العزم خاملا

سمير الأماني والهموم النواهك

ويمطلك الحظ الحرون مسوّفا

نبيل العلى مطل الغريم المماحك

ويا نفس ما بالي أراك مقيمة

على الضّيم لا يجري الاباء ببالك

إذا عنك ضاقت بلدة فتبدلي

بأخرى تروضي جامحا من رجائك

إلام طلاب الفضل بين معاشر

أبوا أن يكونوا أهله لا أبالك

قال أسامة: ومن شعره في جدي سديد الملك أبي الحسن علي بن منقذ:

يا من حماه من النوائب موئلي

وعليه إن جار الزمان معوّلي

ص: 4173

ومعيد أيامي الذواهب بعدما

هرمت تبختر في الشباب المقبل

حتام في ربع الهوان إقامتي

ومعرّسي بالمنزل المستوبل

(1)

أفضاق ظهر الأرض أم قصرت

يدا عزمي أم انقطعت ظهور الذمّل

(2)

(210 - و)

فلأرحلن العيس في طلب العلى

محثوثة وأسأت إن لم أفعل

ولا نظرّن الى الحوادث من عل

وقد اعتلقت بحبل جود من علي

قرأت بخط المفضّل بن موهب بن أسد الفارزي، أنه كتب اليه الشريف أبو المجد سالم ثلاثة أبيات يداعبه، فأجابه والأبيات هذه:

أنا لولا أنّ عقلي قد فسد

ما تعرضت بحب ابن أسد

جائر في الحكم ما أنصفني

بزّني روحا وخلاّ لي جسد

وأنا المحسود فيه عجبا

ليته يرضى فأرضى بالحسد

فقال المفضّل ارتجالا:

ملأت قلبي سرورا رقعة

لو بدت لابن هلال لسجد

ضمنت حسن اعتقاد من فتى

لا عدمنا منه حسن المعتقد

جمع الله به شمل العلى فهي

أمّ برّة وهو الولد

لا خلت نعمته من حاسد

فلقد عظّمها أهل الحسد

غصن من دوحة طاهرة

ليس من أغصانها من لم يسد

المعيّ غلب النور على قلبه

فيما يعاني فاتقد

أنا عبد لكريم جوده

ما خلا في عصره منه أحد

أبدا تجحده معتذرا

وشهود الجود تبدي ما جحد

قرأت في كتاب جنان الجنان ورياض الأذهان تأليف الرشيد بن الزبير (210 - ظ) لأبي المجد سالم بن هبة الله في حريق جامع دمشق:

فأتته النيران شرقا وغربا

عن يمين ونارة عن يسار

(1)

-استوبل الارض: اذا لم توافقه وان كان محبا لها. القاموس.

(2)

-الذمل: النوق يسرن سيرا لينا. القاموس.

ص: 4174

ثم مرت على حدائق نخل

وإذا الجمر موضع الجمّار

(1)

فكأن الجنان قد عصت

الله فولّى عذابها للنّار

أخبرني الشريف أبو المحاسن عبد الله بن محمد بن عبد الله الهاشمي قال:

نقلت من خط ابن شرارة الحلبي النصراني في تعليق له: توفي الشريف أبو المجد سالم بن هبة الله في ليلة يوم الخميس سادس عشر جمادى الأولى سنة اثنتي عشر وخمسمائة بحلب.

وقرأت بخط الأستاذ أبي عبد الله محمد بن علي العظيمي، وأجازه لي المؤيد ابن محمد بن علي وأبو اليمن الكندي عنه، قال في حوادث اثنتي عشرة وخمسمائة في تاريخه: وفي ليلة الخميس سادس عشر جمادى الأولى توفي الشريف جمال الشرف أبو المجد سالم بن هبة الله الهاشمي الحارثي، وكان من ظراف الناس، وطرف الزمان خلقا وخلقا، وأدبا ودعابة وشعرا

(2)

.

‌سالم بن لاوي:

أبو صالح الرومي الطرسوسي، أصله رومي، وكان بطرسوس، وروى عن عبيد الله بن لؤلؤ الساجي.

قرأت بخط الحافظ أبي طاهر أحمد بن محمد السّلفي: أبو صالح سالم بن لاوي الرومي الطرسوسي، روى عن عبيد الله بن لؤلؤ بن جعفر بن حمويه الساجي عن عمر (211 - و) بن واصل الصخري عن أبي محمد سهل بن عبد الله ابن يونس بن سوار التستري معاني القرآن له.

‌سالم بن يحيى بن علي بن محمد بن عبد اللطيف:

المعري التنوخي، روى عنه القاضي عبد القاهر بن علوي بن المهنّا المعري، قاضي معرة مصرين.

قرأت في كتاب نزهة الناظر وروضة الخاطر، تأليف عبد القاهر بن علوي:

(1)

-قلب النخلة:.

(2)

-لا ذكر له في تاريخ العظيمي المطبوع.

ص: 4175

وأنشدني الشيخ الفقيه زين الدين أبو علي سالم بن يحيى بن علي بن محمد بن عبد اللطيف في يوم عيد الفطر من سنة اثنتين وثمانين وخمسمائة للناظر أبي نصر المهنّا بن علي بن المهنّا في الحمام التي بناها أحمد بن الدويدة:

إن حمامك هذا

غير مأمون الجوار

ما رأينا قبل هذا

جنة في وسط نار

‌سالم الثقفي:

شهد وفاة سليمان بن عبد الملك، وله ذكر في بيعة عمر بن عبد العزيز بدابق، وكان قريبا منه، ويعد من أخواله.

أخبرنا أبو الفضل أحمد بن محمد بن الحسن في كتابه قال: أخبرنا عمي الحافظ أبو القاسم علي بن الحسن قال: قرأت على أبي غالب بن البناء عن أبي محمد الجوهري قال: أخبرنا أبو عمر بن حيويه قال: أخبرنا أحمد بن معروف-إجازة- قال: حدثنا الحسين بن الفهم قال: حدثنا محمد بن سعد قال: أخبرنا علي بن محمد عن يعقوب بن داوود الثقفي عن أشياخ من ثقيف قال: قرئ عهد عمر بعد وفاة سليمان بالخلافة (211 - ظ) وعمر ناحية، وهو بدابق، فقام رجل من ثقيف يقال له سالم من أخوال عمر، فأخذ بضبعيه فأقامه، فقال عمر: أما والله ما الله أردت بهذا، ولن تصيب بها مني دنيا.

أم عمر بن عبد العزيز، أم عاصم بنت عاصم، أمها ثقفية.

أنبأنا سليمان بن الفضل قال: أخبرنا الحافظ أبو القاسم قال: سالم الثقفي، شهد وفاة سليمان بن عبد الملك، وبيعة عمر بن عبد العزيز، له ذكر

(1)

.

‌سالم البرنسي السندي:

وليّ المصيصة في أيام المهدي، وكان من الشجعان المذكورين في الحرب، وألي الآراء والغناء، ولم يزل ساكنا في الثغور مجاهدا في سبيل الله، وكان مخلد بن

(1)

- تاريخ دمشق لابن عساكر:7/ 23 - ظ.

ص: 4176

الحسين، وأبو اسحاق الفزاري يعتمدان عليه، وله خبر مع الرشيد في الغزاة التي غزاها وهو خليفة

(1)

.

ذكر أبو بكر أحمد بن يحيى البلاذري في كتاب البلدان قال: ولم تزل الطوالع تأتيها-يعني المصيصة-من أنطاكية في كل عام، حتى وليها سالم البرنسي، وفرض معه لخمسمائة مقاتل على خاصة عشرة دنانير عشرة دنانير، فكثر من بها وقووا، وذلك في خلافة المهدي رحمة الله عليه

(2)

.

وذكر أبو موسى هارون بن محمد بن اسحاق بن عيسى الهاشمي في كتاب النسب

(3)

، وقرأته في كتابه قال: حدثني محمد بن حماد المصيصي، مولى المهدي، قال: حدثنا ابراهيم بن عثمان بن زياد المصيصي عن أبيه قال: خرجنا مع أمير المؤمنين رضوان الله عليه غزاة من المصيصة، فلما صرنا في غمار (212 - و) عسكره كان يبلغه اخلاطنا بالجند ومنازعتنا إياهم في المنازل، فعزل عسكرنا من عسكره، وعرضنا فبلغ أهل المصيصة ومن ضوى إليهم ألفين وثمانمائة ونيفا على السبعين، وبلغ أهل أذنه ثمانمائة ونيفا على الثمانين، وبلغ أهل طرسوس ألف وستمائة ونيفا وأربعين، فعزلنا من عسكره، ونزلنا طوانة

(4)

، وأقمنا بها ثلاثة أيام حتى صار إليه عيونه، فأخبروه خبر الطاغية، وأنه لا جمع له، فسرنا حتى انتهينا الى أدرولية

(5)

، فأقمنا بمرج أدرولية أربع ليال، والرشيد لا يستشير أحدا من أهل الثغور وفتحنا ثلاثة وعشرين حصنا من حصون العدو، وذلك أن الطاغية وجه الى البطارقة الذين في ناحية الضواحي فجمعهم ورجالهم، حتى عسكروا على خليج القسطنطينية، والناس يتحدثون أن الطاغية يريد لقاء هرون.

وعزم أمير المؤمنين على لقاء الطاغية حيث كان، فتوجه من أدرولية حتى دخل

(1)

-كان ذلك سنة 190 انظر تاريخ خليفة:1/ 737.

(2)

- فتوح البلدان:170.

(3)

-هو بحكم المفقود.

(4)

-الطوانة: بلد من ثغر المصيصة. معجم البلدان.

(5)

-لم يذكرها ياقوت في معجمه، والتفاصيل الواردة هنا ليست موجودة في مصدر آخر.

ص: 4177

القفل، والقفل شعب مسيرته أربعة أميال، ثم يفضي الى مرج رحب فسيح، يليه خليج قسطنطينية، فنزل على نهر عظيم كثير الماء، والعدو نزول على ذلك النهر، فكتب الطاغية الى بطارقته، أن انزلوا القفل، ولتكن الرجالة منتظمة حتى تملأ القفل، والعدو يحول بين المسلمين وبين أن ينالوا شيئا من العلوفة، وقد ضيق على المسلمين (212 - ظ) غاية التضييق وليس لهم ملجأ ولا مسلك، فلما اشتد بالمسلمين ما هم فيه من الجهد، كتب أمير المؤمنين كتابا الى الطاغية يطلب المهادنة، وبذل له كل أسير وأسيرة، وأنه يبني ما هدم من الحصون التي خرّبها في مسيره، فأبى عليه، واشتدت شوكة العدو، وطمعوا كل مطمع، وضعفت خيول المسلمين، ونخبت قلوبهم، فلما رأى الرشيد ذلك، فزع الى الأشياخ من أهل الثغور، فجمع ابراهيم بن محمد الفزاري، ومخلد بن الحسين، ولم يكن في أيامهما لهما نظير في الديانة والفضل والعلم، فقال له ابراهيم بن محمد: يا أمير المؤمنين خلّفت الرأي خلف القفل، ولكل مقام مقال، ومخلد يصير الى أمير المؤمنين، وتفرق القوم على ذلك، فلما كان في الليل صار أمير المؤمنين الى مخلد بن الحسين معظما له، وكان مخلد من عقلاء الرجال، فقال: يا أمير المؤمنين أصير إليك في ليلتنا إن شاء الله، ومضى مخلد الى ابراهيم بن محمد الفزاري فأرسلا الى سالم البرنسي، من أشجع أهل زمانه من السند، فخليا به، واستعلما ما عنده من الرأي، فأعلمهم أنه لا يجتمع معهما عند أمير المؤمنين، وأنه يحتاج الى ما كان في خزائن أمير المؤمنين من كسوة وطيب وطعام ومال، وأنه يحتاج أن يظهر العصيان والمحاربة هو وأهل الثغور لأمير المؤمنين ولأصحابه، فما كان عند أمير المؤمنين من عدة، وأنه يحمل أصحابه على صدق المحاربة، فمضى مخلد بن الحسين الى أمير المؤمنين بذلك، فأجابه الى ما سأل، ودفع إليه (213 - و) ما أراد، وباكر سالم القتال، واعتزل أهل الثغور عن قرب أمير المؤمنين، وتلاحم القوم بينهم الحرب، وغرقت

(1)

دواب وخرّقت مضارب وزحف سالم البرنسي بمن معه من أهل الثغور، حتى نزل بالقرب من معسكر الروم، وبعث يطلب منهم الأمان، ويطمعهم في أمير المؤمنين ومن معه، وفي كل ذلك تجيء الرسل الى سالم يسألونه الرجوع الى أمير المؤمنين، وتحمل إليه

(1)

-كتب ابن العديم في الهامش: صوابه «وعرقبت» .

ص: 4178

الجوائز والخلع، فكل ذلك يردها، وبطارقة الطاغية ورؤساؤهم ينظرون الى ذلك، وكتب الى البطارقة كتابا وألطفهم، ووجه إليهم بمال وكساء وطيب، ودعاهم الى طعامه في مضربه، فأجابه العدو ووجهت البطارقة بكتابه الى الطاغية، فكتب إليهم أن يقبلوا من سالم ولا يعرضوا له إلا بسبيل خير، ولا لأحد ممن تبعه، فإنهم أهل الثغور ورجال الحرب، صبر عند اللقاء، وشوكتهم الشوكة الصعبة فآنسوه وآنسهم، وحلف لهم وحلفوا له، وقال: إن في أصحابي من لا أثق به، لحداثة سنه وقلة حنكته، وفي أصحابكم كذلك فقالوا: نعم، فقال: تكون طائفة مكان كذا، وطائفة مكان كذا، فرتب سالم أصحابه في الدرب كله، وصار في يديه وأيدي المسلمين، وتميل طائفة على ساقه سالم، فقتل من المسلمين ثلاثة نفر، وأخذ العدو من ثقلة سالم بعضها، ويميل سالم بمن معه من أهل الثغور على العدو، فقتل من العدو نيف على سبعين ألف رجل، وأسر من العدو زهاء (213 - ظ) ثلاثين ألف، وغنم المسلمون من الدواب والبغال والدروع والسيوف ما لا يحصى ونادت رجال من النصرانية بسالم: يا سالم ارحم النصرانية، ابق منهم بقية، فجمع الغنائم وأجازها الجبل، وضرب القباب لأمير المؤمنين رحمة الله عليه، ونضّد جيف القتلى على الطريق يمنة ويسرة، واستنقذ ما كان من عطاياه للبطارقة، ووجه الى أمير المؤمنين فأقبل، وحلف سالم لا يركب ولا يفارق ركاب أمير المؤمنين حتى يجيزه الدرب، فلما نزل المسلمون منزلهم أمر أمير المؤمنين بضرب أعناق الأسارى، فلم يستبق منهم أحدا، ولم يمر أمير المؤمنين بحصن إلاّ فتحه الله عليه حتى قدم المأمن.

‌سالم خادم ذي النون المصري:

صحبه إلى الشام ودخل معه المواضع التي دخلها من الشام، وساح فيها، وقد دخل ذو النون منبج وجبل الدلكام.

حكى عن ذي النون، وروى عنه يعقوب بن نصر الفسوي، ومحمد بن أحمد ابن سلمة.

أنبأنا أبو روح عبد المعز بن محمد بن أبي الفضل عن أبي القاسم زاهر بن طاهر قال: أخبرنا أبو عثمان اسماعيل بن عبد الرحمن الصابوني-إجازة-قال: أخبرنا

ص: 4179

أبو القاسم بن حبيب المفسر قال: سمعت أبا بكر أحمد بن عبد الرحمن المروزي يقول: سمعت يعقوب بن نصر الفسوي يقول: سمعت سالما خادم ذي النون المصري يقول: بينا أنا أسير مع ذي النون في جبل لبنان، إذ قال لي: مكانك يا سالم (214 - و) لا تبرح حتى أعود إليك، فغاب عني ثلاثة أيام، وأنا أنقمش من نبات الأرض وبقولها، وأشرب من غدر الماء ثم عاد بعد ثلاث متغير اللون خاثرا

(1)

، فلما أتى ثابت إليه نفسه، فقلت له: أين كنت؟ فقال: إني دخلت كهفا من كهوف الجبل، فرأيت رجلا أغبر أشعث نحيفا نحيلا، كأنما أخرج من حفرته، وهو يصلي، فلما قضى صلاته سلمت عليه، فرد علي وقام إلى الصلاة، فما زال يركع ويسجد حتى قرب العصر فصلى العصر، واستند إلى حجر بحذاء المحراب يسبح، فقلت له: رحمك الله توصيني بشيء، أو تدعو لي بدعوة، فقال يا بني أنسك الله بقربه وسكت، فقلت: زدني، فقال: يا بني من آنسه الله بقربه أعطاه أربع خصال: عزا من غير عشيرة، وعلما من غير طلب، وغناء من غير مال، وأنسا من غير جماعه. ثم شهق شهقة فلم يفق إلى الغد، حتى توهمت أنه ميت، ثم أفاق فقام وتوضأ ثم قال: يا بني كم فاتني من الصلوات؟ قلت: ثلاث، فقضاها، ثم قال، إن ذكر الحبيب هيج شوقي، وأزال عقلي قلت: إني راجع فزدني، قال: حبّ مولاك ولا ترد بحبه بدلا فإن المحبين لله هم تيجان العباد وزين العباد، ثم صرخ صرخة فحركته فإذا هو ميت، فما كان إلاّ بعد هنيهة إذا بجماعة من العباد منحدرين من الجبل، فصلوا عليه، وواروه فقلت: ما أسم هذا الشيخ؟ قالوا: شيبان المجنون.

قال سالم: فسألت أهل الشام عنه فقالوا: كان مجنونا هرب من أذى الصبيان، قلت: فهل تعرفون من كلامه شيئا؟ قالوا: نعم (214 - ظ) كلمة، كان إذا خرج إلى الصحارى يقول: فإذا لم أجنّ بإلهي فبمن، وربما قال: فإذا لم أجنّ بك ربي فبمن

(2)

.

(1)

-خثرت نفسه: غثت وأخلطت، وتركه خاثرا: يضرب للمتحير المتردد. القاموس.

(2)

-انظر عقلاء المجانين لابي القاسم الحسن بن محمد حبيب النيسابوري-ط. بيروت. دار الكتب العلمية:106 - 107.

ص: 4180

‌سالم الشيزري:

من أهل شيزر، وانتقل إلى دمشق، وكان حسن الطريقة، ذكره شيخنا أبو محمد عبد الرحمن بن نجم بن عبد الوهاب بن الحنبلي في كتابه الذي وسمه «بكتاب الاستسعاد بمن لقيت من صالحي العباد في البلاد» .

قرأت بخط شيخنا ناصح الدين أبي محمد بن الحنبلي الأنصاري قال: الشيخ سالم الشيزري من أهل شيزر، قدم دمشق قريب الستين والخمسمائة، ونزل عندنا في المدرسة، واشتغل بالفقه على والدي رحمه الله، فحفظ كتاب الإيضاح تأليف جد أبي الشيخ أبي الفرج، وقرأ عليه أيضا كتاب التبصرة في الأصول تصنيف الشيخ أبي الفرج، من حفظه، وحفظ كتاب الفصيح، وكان يكرر عليّ محفوظاته إلى أن مات، وكان شجاعا كريما، وكنت أنا أقرأ عليه من كتاب الإيضاح، وكان كثير الملازمة لصلاة الجماعة في حلقة الحنابلة، وكان لا ينام كل ليلة حتى يقرأ سورة يس والواقعة وتبارك والسجدة، وعمرّ إلى أن قدمت من بغداد، وسمع درسي في المدرسة، والحلقة سنين، ومات قريب العشر بعد الستمائة.

ص: 4181

‌ذكر من اسمه السّائب

(215 - و)

‌السائب بن بشر بن عمرو الكلبي:

شهد الجمل وصفين مع علي رضي الله عنه، وله فيهما ذكر.

‌السائب بن حنبيش الكلاعي الشامي:

كان على دواوين قنسرين في أيام بني مروان، وحدث عن معدان بن أبي طلحة اليعمري، روى عنه حفص بن رواحة الأنصاري الحلبي، وزائدة بن قدامه.

أنبأنا أحمد بن محمد بن الحسن قال: أخبرنا الحافظ أبو القاسم علي بن الحسن قال: أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر، قال: أخبرنا أحمد بن عبد الملك قال:

أخبرنا أبو الحسن بن السقاء وأبو محمد بن بالويه قالا: حدثنا أبو العباس محمد ابن يعقوب قال: حدثنا عباس بن محمد قال: سمعت يحيى بن معين يقول: قد روى زائدة عن السائب بن حبيش. (215 - ظ) قال يحيى: وينبغي أن يكون شاميا.

أنبأنا أبو عبد الله الحسين بن عمر بن باز قال: أخبرنا عبد الحق بن عبد الخالق ابن يوسف قال: أخبرنا أبو الغنائم بن النرسي قال: أخبرنا أبو أحمد الغندجاني قال: أخبرنا أحمد بن عبدان قال: أخبرنا محمد بن سهل قال: أخبرنا أبو عبد الله محمد بن اسماعيل البخاري قال: السائب بن حبيش الكلاعي روى عنه زائدة

(1)

.

أنبأنا أبو اليمن زيد بن الحسن عن أبي البركات عبد الوهاب بن المبارك قال:

أخبرنا أبو الحسين المبارك بن عبد الجبار الصيرفي قال: أخبرنا الحسين بن جعفر ومحمد بن الحسن قالا: أخبرنا أبو العباس الوليد بن بكر قال: أخبرنا علي بن أحمد ابن زكريا قال: أخبرنا صالح بن أحمد بن عبد الله العجلي قال: حدثني أبي أحمد قال: السائب بن حبيش الكلاعي، شامي ثقة

(2)

.

(1)

-التاريخ الكبير للبخاري:4/ 153 (2296).

(2)

-تاريخ الثقات للعجلي:175 (504).

ص: 4182

أنبأنا أبو البركات سعيد بن هاشم بن أحمد عن أبي طاهر الخضر بن الفضل المعروف برحل، قال: أخبرنا أبو عمرو عبد الوهاب بن محمد بن مندة-اذنا- قال: أخبرنا حمد بن عبد الله قال: أخبرنا أبو محمد بن أبي حاتم قال: سائب بن حبيش الكلاعي، روى عن معدان بن أبي طلحة، روى عنه زائدة بن قدامة، سمعت أبي يقول ذلك.

قال أبو محمد: أخبرنا عبد الله بن أحمد بن حنبل-فيما كتب إلي-قال:

سألت أبي عن السائب بن حبيش قلت له: هو ثقة؟ قال: لا أدري

(1)

.

أنبأنا سليمان بن الفضل قال: أخبرنا علي بن أبي محمد قال: أخبرنا أبو بكر اللفتواني قال: أخبرنا محمد بن أحمد بن جعفر الأصبهاني قال: أخبرنا أحمد بن محمد بن زنجويه قال: أخبرنا أبو أحمد العسكري (216 - و) قال: فأما حبيش: الحاء مضمومة، غير معجمة، وتحت الباء نقطة، والشين منقوطة:

السائب بن حبيش الكلابي، روى عن معدان بن أبي طلحة، روى عنه زائدة.

كذا قال وإنما هو الكلاعي بالعين.

أنبأنا أبو حفص المكتب قال: أنبأنا أبو غالب بن البناء عن أبي الفتح بن المحاملي قال: أخبرنا أبو الحسن علي بن عمر الدارقطني، قال: السائب بن حبيش الكلاعي، روى عن معدان بن أبي طلحة. روى عنه زائدة بن قدامة، حدثناه ابن القاسم الهاشمي قال: حدثنا حنبل بن اسحاق قال: حدثنا أبو عبد الله أحمد بن حنبل قال:

حدثنا معاوية بن عمرو وأبو سعيد-يعني-مولى بني هاشم قالا: حدثنا زائدة قال: حدثنا السائب بن حبيش الكلاعي، قال أبو عبد الله: قال عبد الرحمن بن مهدي: عن السائب بن حبيش، أخطأ فيه-يعني-أن عبد الرحمن رواه عن زائدة عن السائب

(2)

.

قلت: هكذا ذكر الدارقطني، وقد رواه أبو عبد الله أحمد بن حنبل في المسند عن عبد الرحمن بن مهدي عن زائدة بن قدامة عن السائب.

(1)

-الجرح والتعديل:4/ 244 (1051).

(2)

- المؤتلف والمختلف للدارقطني:2/ 688.

ص: 4183

أخبرنا به عمر بن محمد بن طبرزد قال: أخبرنا أبو القاسم هبة الله بن محمد ابن الحصين-إجازة إن لم يكن سماعا-قال: أخبرنا أحمد بن جعفر بن مالك القطيعي قال: حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل قال: حدثني أبي قال: حدثنا عبد الرحمن بن مهدي عن زائدة بن قدامة ووكيع قال: حدثني زائدة بن قدامة عن السائب قال وكيع: ابن حبيش الكلاعي عن معدان بن أبي طلحة اليعمري (216 - ظ) قال:

قال لي أبو الدرداء: أين مسكنك قال: قلت في قرية دون حمص، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ما من ثلاثة في قرية لا يؤذن ولا يقام فيهم إلا استحوذ عليهم الشيطان، عليك بالجماعة فإنما يأكل الذئب القاصية

(1)

.

قال ابن مهدي: قال السائب: يعني بالجماعة، الجماعة في الصلاة.

فهذا أبو عبد الله روى الحديث عن عبد الرحمن بن مهدي، ووكيع عن زائدة عن السائب، وأظن الدارقطني رأى أبا عبد الله قال في تفسير الجماعة: قال ابن مهدي:

قال السائب، فظن أن ابن مهدي رواه عن السائب، وليس الأمر كذلك، بل روى أبو عبد الله الحديث عن ابن مهدي ووكيع كليهما عن زائدة عن السائب، وجاء التفسير لمعنى الجماعة في رواية ابن مهدي، فقال أبو عبد الله: قال ابن مهدي: قال السائب: فبين أن هذا الكلام من قول السائب، وأن ابن مهدي تفرد في روايته بهذا التفسير دون وكيع، لكن عن زائدة عن السائب ولا وجه لتخطئة أبي عبد الله في ذلك، بل الخطأ وقع من الدارقطني، والله أعلم.

أنبأنا أبو نصر محمد بن هبة الله قال: أخبرنا أبو القاسم بن أبي محمد قال:

أخبرنا أبو عبد الله البلخي قال: أخبرنا أبو منصور محمد بن الحسين بن عبد الله البزاز قال: أخبرنا أبو بكر أحمد بن محمد بن غالب البرقاني، قال: وسألته، يعني

(1)

-انظره في الجامع الصغير للسيوطي عن أحمد في مسنده وأبي داوود وابن حبان في صحيحه والحاكم في مستدركه:2/ 511.

ص: 4184

الدارقطني، عن السائب بن حبيش فقال (217 - و): من أهل الشام صالح الحديث حدّث عنه زائدة، لا أعلم حدث عنه غيره.

قلت: قد حدث عنه حفص بن رواحة الأنصاري الحلبي أيضا.

أنبأنا أبو الفضل أحمد بن محمد بن الحسن قال: أخبرنا الحافظ أبو القاسم علي بن الحسن عمي قال: السائب بن حبيش الكلاعي، حدث عن معدان بن أبي طلحة، روى عنه زائدة بن قدامة، وحفص بن رواحة الأنصاري الحلبي، وذكر أبو الحسين الرازي في تسمية أمراء دمشق، وقال: كان على دواوين قنسرين في خلافة بني مروان

(1)

.

(1)

-تاريخ دمشق لابن عساكر:7/ 24 - ظ.

ص: 4185

‌سبيع بن يزيد الحضرمي:

وقيل الأنصاري، شهد صفين مع معاوية وكان من وجوه أصحابه الذين شهدوا على كتاب الحكمين بين علي ومعاوية.

أخبرنا أبو نصر محمد بن هبة الله فيما أذن لنا أن نرويه عنه-قال: أخبرنا الحافظ أبو القاسم علي بن الحسن قال: أخبرنا أبو عبد الله البلخي قال: أخبرنا أبو الحسن علي بن الحسين بن أيوب قال: أخبرنا أبو علي بن شاذان قال: أخبرنا أبو الحسن أحمد بن اسحاق بن ننجاب الطيبي قال: حدثنا ابراهيم بن الحسين بن علي الكسائي قال: حدثنا يحيى بن سليمان الجعفي قال: حدثنا أحمد بن بشير عن عوانة ابن الحكم قال أحمد: وسمعت غيره ذكره قال: تسمية من شهد على كتاب الحكمين بصفين، بين علي ومعاوية: عبد الله بن العباس بن عبد المطلب، الأشعث بن قيس الكندي، سعيد بن قيس الهمداني، عبد الله بن الطفيل (217 - ظ) العامري، حجر ابن يزيد الكندي، ورقاء بن سميّ العجلي، وعبد الله بن فلان العجلي، وعقبة بن زياد الأنصاري، ويزيد بن حجية التيمي، ومالك بن كعب الهمداني.

قال: هؤلاء شهود علي عشرة من أهل العراق.

قال: وشهود معاوية عشرة من أهل الشام: أبو الأعور عمرو بن سفيان السلمي، حبيب بن مسلمة الفهري، عبد الرحمن بن خالد بن الوليد المخزومي، مخارق بن الحارث الزبيدي، زامل بن عمرو العذري، علقمة بن يزيد الحضرمي، حمزة بن مالك الهمداني، سبيع بن يزيد الحضرمي، عتبة بن أبي سفيان بن حرب بن أمية، يزيد بن الحرّ العبسي، وكتبوا كتاب شهود الحكومة سنة سبع وثلاثين.

أنبأنا أبو الفضل أحمد بن محمد قال: أخبرنا عمي أبو القاسم الحافظ قال:

سبيع بن يزيد الحضرمي، ويقال الأنصاري، من وجوه أصحاب معاوية، وهو ممن شهد في الصحيفة التي كتبها بينه وبين علي في الرضا بتحكيم الحكمين، له ذكر في كتاب أبي مخنف لوط بن يحيى وغيره، وذكر أبو مخنف أنه أنصاري، والله تعالى أعلم

(1)

.

(1)

-تاريخ دمشق لابن عساكر:7/ 35 - و.

ص: 4186

‌سحاج الموصلي:

كان بدابق، وحقه أن لا يذكر، لأنه ليس من العلماء، ولا من الأماثل، لكن الحافظ أبا القاسم علي بن الحسن، ذكره في كتابه فجعل له ذكرا، وإن لم يكن من شرط كتابه، لأنه وفد من الموصل إلى دابق، ولم يكن بدمشق، وليس من الأماثل، ومثله إنما يذكر في الملح فذكرنا (218 - و) ترجمته على ما ذكرها الحافظ رحمه الله.

أنبأنا تاج الأمناء أبو الفضل أحمد بن محمد بن الحسن قال: أخبرنا عمي الحافظ أبو القاسم علي بن الحسن قال: سحاج الموصلي، وفد على سليمان بن عبد الملك.

أخبرنا أبو القاسم نصر بن أحمد بن مقاتل قال: حدثنا جدي أبو محمد قال:

حدثنا أبو علي الأهوازي قال: حدثنا القاضي أبو العباس أحمد بن محمد بن أحمد ابن أبي سعيد الكرجي بمكة، قال: حدثنا أبو محمد جعفر بن محمد بن نصير قال: حدثنا عبد الله بن المبارك عن الضحاك قال: قام السحاج الموصلي إلى سليمان ابن عبد الملك بدابق فقال: يا أمير المؤمنين إنّ أبينا هلك، فوثب أخانا فأخذ ما لنا فاقتطعه، فقال: لا رحم الله أباك، ولا عافى أخاك، ولا رد عليك مالك ولا حياك

(1)

.

‌سحيم بن المهاجر:

ولي إمرة طرابلس في أيام عبد الملك بن مروان، وتوجه منها إلى ناحية أنطاكية والجبل الأسود في مكيدة كادها فلقط البطريق فقتله، وولاه الوليد بن عبد الملك غزو البحر.

أنبأنا القاضي أبو القاسم عبد الصمد بن محمد قال: أخبرنا أبو الحسن علي ابن المسلم السلمي الفقيه-إجازة إن لم يكن سماعا-قال: أخبرنا أبو القاسم علي ابن محمد بن علي قال: أخبرنا أبو نصر محمد بن أحمد بن هرون قال: أخبرنا أبو

(1)

-تاريخ دمشق لابن عساكر:7/ 35 - و.

ص: 4187

القاسم علي بن يعقوب بن (218 - ظ) أبي العقب قال: أخبرنا أبو عبد الملك أحمد ابن ابراهيم قال: حدثنا محمد بن عائذ قال: قال الوليد: وأخبرني غير واحد أن طاغية الروم لما رأى ما صنع الله للمسلمين منعه مدائن الساحل، كاتب أنباط جبل لبنان، واللكام، فخرجوا جراجمة، فعسكروا بالجبل، ووجه طاغية الروم فلقط البطريق في جماعة من الروم في البحر، فسار بهم حتى أرسى بهم بوجه الحجر، وخرج بمن معه حتى علا بهم على جبل لبنان، وبثّ قواده في أقصى الجبل، حتى بلغ أنطاكية وغيرها من الجبل الأسود، فأعظم ذلك المسلمون بالساحل، حتى لم يكن أحد يقدر يخرج في ناحية من رحا ولا غيرها إلاّ بالسلاح.

قال الوليد: فأخبرنا غير واحد من شيوخنا أن الجراجمة، غلبت على الجبال كلها من لبنان وسنير وجبل الثلج وجبال الجولان، فكانت باسنبل

(1)

مسلحة لباقي الزهاد، وعقربا الجولان مسلحة حتى جعلوا ينادون عبد الملك بن مروان، من جبل دير المران

(2)

من الليل، حتى بعث إليهم عبد الملك بالأموال ليكفوا حتى يفرغ لهم، وكان مشغولا بقتال أهل العراق، ومصعب بن الزبير وغيره.

قال: ثم اكتب عبد الملك الى سحيم بن المهاجر في مدينة اطرابلس، يتواعده ويأمره بالخروج اليهم، فلم يزل سحيم ينتظر الفرصة منهم، ويسأل عن خبرهم وأمورهم، حتى بلغه أن فلقط في جماعة من أصحابه في قرية من قرى الجبل، فخرج سحيم في عشرين رجلا، من جلداء أصحابه، وقد تهبأ بهيئة الروم في لباسه وهيئته، وشعره وسلاحه، متشبها ببطريق من بطارقة (219 - و) الروم، بعثه ملك الروم الى جبل الكلام في جماعة من الروم، فغلب على ما هنالك، فلما دنا من القرية خلّف أصحابه وقال: انتظروني إلى مطلع كوكب الصبح، فدخل على فلقط وأصحابه، وهم في كنيسة يأكلون ويشربون، فمضى الى مقدم الكنيسة، فصنع

(1)

-في معجم البلدان: سنبل وسنبلان: من بلاد الروم.

(2)

-دير مران قرب خانق الربوة خارج دمشق حيث بناء قصر تشرين الحديث.

ص: 4188

ما يصنعه النصارى من الصلاة والقول عند دخولها كنائسها، ثم جلس الى فلقط فقال له: من أنت؟ فانتمى الى الرجل الذي يتشبه به، فصدقه وقال له: إني إنما جئتك لما بلغني من جهاز سحيم، وما أجمع به من الخروج إليك، لأخبرك به وأكفيك أمره إن أتاك، ثم تناول من طعامهم، ثم قال لفلقط وأصحابه: إنكم لم تأتوا هنا للطعام والشراب، ثم قال لفلقط: ابعث معي عشرة من هؤلاء من أهل النجدة والبأس، حتى نحرسك الليلة، فإني لست آمن أن يأتيك ليلا، فبعث معه عشرة، وأمرهم بطاعته، فخرج بهم الى أقصى القرية، وقام بهم على الطريق الذي يتخوفون أن يدخل عليهم منه، فأقام حارسا منهم، وأمر أصحابه فناموا، وأمر الحارس إذا هو أراد النوم، أن يوقظ حارسا منهم وينام هو، فحرس الأول ثم أقام الثاني، ثم قام سحيم الثالث ثم قال: أنا أحرس فنم، فلما استثقل

(1)

نوما، قتلهم بذبابة سيفه رجلا رجلا، فاضطرب التاسع فأصاب العاشر برجله، فوثب الى سحيم فاتخذا وصرعه الرومي، وجلس على صدره، واستخرج سحيم سكينا في خفة، فقتله بها ثم أتى الكنيسة، فقتل فلقط وأصحابه، رجلا رجلا، ثم خرج إلى أصحابه العشرين، فجاء بهم فأراهم قتله من قتل من الحراس وفلقط، ومن في (219 - ظ) الكنيسة ووضعوا سيوفهم فيمن بقي، فندر بهم من بقي منهم، وخرجوا هرابا حتى أتوا سفنهم بوجه الحجر، فركبوها ولحقوا بأرض الروم، ورجع أنباط جبل لبنان الى قراهم.

أنبأنا أبو المحاسن سليمان بن الفضل قال: أخبرنا علي بن الحسن قال: أنبأنا أبو محمد بن الأكفاني قال: حدثنا عبد العزيز بن أحمد قال: أخبرنا أبو محمد بن أبي نصر قال: أخبرنا أحمد بن ابراهيم قال: حدثنا محمد بن عائذ قال: حدثنا

(1)

-في الهامش تصحيح بخط ابن العديم «صوابه: استثقلوا» .

ص: 4189

الوليد قال: لما ولي الوليد بن عبد الملك، ولّى غازية البحر ثلاثة نفر من الموالي:

سحيم بن المهاجر، وأبا خراسان، وسفيان الفارسي.

أخبرنا أبو الفضل أحمد بن محمد بن الحسن في كتابه قال: أخبرنا عمي الحافظ أبو القاسم قال: سحيم بن المهاجر من سكان طرابلس، وولي إمرتها في أيام عبد الملك بن مروان، وكتب إليه عبد الملك أن يكيد بعض الروم وولاه الوليد غزو البحر

(1)

.

كذا قال، ولم يكتب إليه عبد الملك أن يكيد، وإنما كتب إليه يأمره بالخروج، فدبر هو برأيه ما دبره (220 - و).

(1)

-تاريخ دمشق لابن عساكر:7/ 35. ظ -36. و.

ص: 4190

بسم الله الرحمن الرحيم

وبه توفيقي

‌سداد بن ابراهيم بن محمد:

أبو النجيب، وقيل أبو السداد الجزري ويعرف بالظاهر، وقيل في اسمه شداد بالشين المعجمة، والصحيح أنه بالسين المهملة المكسورة. من أهل جزيرة ابن عمر، وله بها مسجد يعرف بمسجد الظاهر، وكان شاعرا مطبوعا، حلو الألفاظ سهلها، لطيف المعاني. دخل حلب ومدح بها الأمير سيف الدولة أبا الحسن علي بن عبد الله بن حمدان، وظفرت له بأبيات يتشوق فيها حلب، ومدح عضد الدولة ابن بويه.

وذكر لي أبو السعادات بن المرحل أنه بالسين المهملة، وأنه نقله من خط الشيخ أبي محمد عبد الله بن أحمد بن أحمد بن أحمد بن الخشاب كذلك، وكذلك ذكره رفيقنا الحافظ محب الدين أبو عبد الله محمد بن محمود النجار في حرف السين المهملة في التاريخ الذي ذيل به تاريخ أبي بكر الخطيب، وشاهدت اسمه بخط الحافظ أبي طاهر السلفي مضبوطا بالشين المعجمة في بعض تعاليقه.

روى عنه أبو الحسن علي بن منصور المعروف بدوخله، وأبو الفتح أحمد بن علي بن النحاس المدائني الحلبيان، وأبو القاسم علي بن المحسّن بن علي التنوخي، وأبو علي محمد بن وشاح الزينبي، وأبو نصر أحمد بن عبد الله بن أحمد الثابتي.

قرأت بخط عبد المنعم بن الحسن بن الحسين بن اللعيبة أبي الفضل الحلبي قال: لأبي السداد الظاهر الجزري أنشدنيها الشيخ الأديب (221 - و) أبو الفضل جامع بن علي بالجزيرة، في جمادى الأولى من سنة خمس عشرة وخمسمائة:

ص: 4191

أيا حلب الغراء والمنزل الرحب

ويا بلدا قلبي بتذكاره صب

لئن بان جسمي عن معالم ربعها

فما بان عن أطلال ساحتها القلب

علام أسلي النفس عنك وفيك لي

علائق منها هدّ مهجتي الحب

هواؤك لولا صحة في هبوبه

وماؤك لولا أنه بارد عذب

نقلت من خط الحافظ أبي طاهر السلفي، وأنبأنا به عنه أبو القاسم عبد الله ابن رواحة وغيره، قال: قرأت على أبي الحسن علي بن عبد الجبار التونسي اللغوي بالاسكندرية لأبي النجيب شداد بن ابراهيم الجزري الملقب بالظاهر، وقد استدعاه الوزير

(1)

المهلبي، وضبطه السلفي في خطه بالشين المعجمة:

عبدك تحت الحبل عريان

كأنه لا كان شيطان

يغسل أثوابا كأن البلى

فيها خليط وهي أوطان

أرق من ديني إن كان لي

دين كما للناس أديان

كأنها حالي من قبل أن

يصح عندي لك إحسان

يقول من يبصرني معرضا

فيها والأقوال برهان

هذا الذي قد نسجت فوقه

عناكب الحيطان إنسان

قرأت في مجموع أظنه بخط بعض الحلبيين أو المعريين: حدث أبو النجيب سداد بن ابراهيم الجزري الشاعر، الملقب بالظاهر قال: كنت كثير الملازمة (221 - ظ) للوزير أبي محمد المهلبي فاتفق أن غسلت ثيابي يوما وأنفذ يدعوني فاعتذرت بعذر لم يقبله، وألح في استدعائي فكتبت إليه:

عبدك تحت الحبل عريان

كأنه لا كان شيطان

يغسل أثوابا كأنّ البلى

فيها خليط وهي أوطان

أرق من ديني إن كان لي

دين كما للناس أديان

كأنها حالي من قبل أن

يصبح عندي لك إحسان

(1)

-هو الحسن بن محمد يرقى بنسبه الى المهلب بن أبي صفرة الأزدي، كان من كبار الوزراء، الادباء الشعراء، وزر لمعز الدولة البويهي وللخليفة المطيع توفي سنة 352 هـ /963 م. الاعلام للزركي.

ص: 4192

يقول من يبصرني معرضا

فيها للأقوال برهان

هذا الذي قد نسجت فوقه

عناكب الحيطان إنسان

فأنفذ له جبة وقميصا وعمامة وسراويل، وكيسا فيه خمسمائة درهم، وقال:

قد أنفذت إليك ما تلبسه وتدفعه الى الخياط ليصلح لك الثياب على ما تريده، فإن كنت غسلت التكة واللالكة عرفني لأنفذ عوضها.

قرأت بخط الشريف محمد بن الحسن بن محمد بن أبي القاسم الأقساسي:

أنشدني أبو الحسين عاصم الأديب الشاعر للظاهر الجزري، واسمه شداد بن ابراهيم عند وداعه لأبي غالب محمد بن خلف فخر الملك، وكان قصده وامتدحه:

ختم النبيين النبي محمد

ومحمد بن عليّ الوزراء

والظاهر الشعراء وهو مودع

من حضرة ابن علي العلياء

(222 - و)

سأسير عنك ولي إليك تلفت

فيكون قدامي إليك وراء

قرأت في رسالة أبي الحسن علي بن منصور بن القارح الحلبي التي كتبها إلى أبي العلاء بن سليمان، وأجابه عنها برسالة الغفران: أنشدني الظاهر الجزري لنفسه.

وقرأت بخط أبي الفتح أحمد بن علي المدائني، في مجموع وهبنيه والدي رحمه الله بخط المذكور: أنشدني الظاهر الجزري لنفسه:

أرى جيل التصوف شرّجيل

فقل لهم وأهون بالحلول

أقال الله حين عشقتموه

كلوا أكل البهائم وارقصوا لي

(1)

ونقلت أيضا من خط أبي الفتح المدائني للظاهر في المجموع المذكور:

لا تثق بالسكوت من كل صوفي

واحترز منهم وكن في سدف

(2)

بالعكاكيز والمحابر والصحف

وجمع كمثل جمع الزحوف

(1)

-انظر رسائل البلغاء:262.

(2)

-أي في ستر. القاموس.

ص: 4193

ويل داعيهم وحق له الويل

إذا ما أتى بألفي خروف

وصنان فإن هم بايتوه

أكلوا بيته بحشو السقوف

أترى ربهم يقول ارقصوا لي

واتركوا ما افترضت من معروف

شرجيل تراه في عالم الحشر

إذا أوقفوا ليوم مخوف

نقلت من خط بعض الأدباء وقيل انه من بني أبي حصينة للظاهر الجزري:

يا دهر إنك أنت نابذ ريقه

خمرا وغارس خده تفاحا

وغزلت من غزل شباك جفونه

ونصبتها فتصيدت أرواحا

(222 - ظ) وله ونقلته من خط المذكور:

أبايعت أهل البيعة اليوم في دمي

غلبت فخذ أخطارهم وتقدم

ولا تورثن عينيك سقمي فإنه

حرام على الذمّي ميراث مسلم

وهذان البيتان يرويان لعبد المحسن الصوري وهو أصح.

ومما نقلته من تعليقي من الفوائد مما أنشده الظاهر لنفسه:

أدر المدامة يا بن شبل واسقني

فيها نسيئة ريقك المتعذر

فاذا رأيت من الندامى صاحيا

فينا فلاحظه بطرفك يسكر

ومن شعره أيضا قوله، وقيل انها للوزير أبي نصر بن النحاس الحلبي والصحيح أنها للظاهر:

انظر الى حظ ابن شبل في الهوى

إذ لا يزال لكل قلب شائقا

شغل النساء عن الرجال وطالما

شغل الرجال عن النساء مراهقا

عشقوه أمرد فالتحى فعشقته

الله أكبر ليس يعدم عاشقا

ومن شعره المستحسن يصف قوس قزح:

ألست ترى الجو مستعبرا

يضاحكه برقه الخلّب

ص: 4194

وقد لاح من قزح قوسه

بعيدا وتحسبه يقرب

كطاقي عقيق وفيروزج

وبينهما آخر مذهب

وقال في الأمير سيف الدولة علي بن عبد الله بن حمدان:

وحاجة قيل لي نبه لها عمرا

ونم فقلت عليّ قد تنبه لي (223 - و)

حسبي عليان إن ناب الزمان

وان جاء المعاد بها في القول والفعل

فلي عليّ بن عبد الله منتجع

ولي عليّ أمير المؤمنين ولي

أنبأنا عيسى بن عبد العزيز اللخمي قال: أخبرنا أبو طاهر السّلفي قال: أخبرنا المبارك بن عبد الجبار قال: أخبرنا القاضي أبو القاسم علي بن المحسّن بن علي التنوخي قال: أنشدني أبو النجيب سداد بن ابراهيم الجزري المعروف بالظاهر لنفسه:

أفسدتم نظري عليّ فما أرى

مذغبتم حسنا الى أن تقدموا

فدعو غرامي ليس يمكن أن ترى

عين الرضا والسخط أحسن منكم

أنبأنا أبو عبد الله محمد بن محمود بن النجار، قال في تاريخه: سداد بن ابراهيم، أبو النجيب الجزري، الملقب بالظاهر، شاعر مليح الشعر، قدم بغداد ومدح بها أبا محمد المهلبي، وزير معز الدولة أحمد بن بويه، ومدح عضد الدولة أيضا، روى عنه أبو القاسم علي بن المحسن التنوخي، وأبو علي محمد بن وشاح الزينبي، ورأيت اسمه مقيدا، بالسين المهملة بخط أبي الحسين هلال بن المحسن ابن الصابئ الكاتب.

قال ابن النجار قرأت في كتاب أبي نصر أحمد بن عبد الله بن أحمد بن محمد ابن يوسف بن ثابت الثابتي الفقيه بخطه قال: أنشدني أبو النجيب شداد بن ابراهيم الظاهر، بمدينة السلام-يعني-لنفسه:

ص: 4195

لا تسألن عن الخليط المنزلا

في العقل ما ينهاك عن أن تسألا

كم معقل في شط ريحان عفا

فرميت بالاعراض ذاك المعقلا

وطويته حتى كأني لم أكن

من ساكنيه مشيعا مستقبلا

قال ابن النجار: وذكر قصيدة طويلة، في الرد على أبي حنيفة رضي الله عنه، هكذا رأيته مقيدا بخط الثابتي «شدّاد» ، بفتح الشين المعجمة وتشديد الدال، والله أعلم بالصواب. (223 - ظ).

ص: 4196

‌سراج بن ادريس بن عيسى الحلبي:

شاعر كتب عنه رفيقنا أبو عبد الله محمد بن يوسف البرزالي.

نقلت من خط أبي عبد الله البرزالي، وأجاز لنا رواية ما يجوز له روايته، في السنة توفي فيها: أنشدني سراج ابن ادريس بن عيسى الحلبي الأصل الشافعي، مولده سنة اثنتين وثمانين بحلب، وتأدب بها، قرأ القرآن على الحاج علي اليمني، وعلى العلم اللورقي، والفقه على شمس الدين محمد الجزري:

أمين الدين لم ترق المعالي

برافعة أجل من السخاء

ومن أدب تراضعني ولاه

فما أحلى مراضعة الولاء

وأبعد عنه خوف ندى جميل

لعجزي عن ملاحظة الوفاء

وفي الافراط بالاحسان شرّ

يراه أولو العقول من العناء

وها أنا قد أشرت ومن بعيد

يشار الى الكواكب في السماء

ومن ترك الهدى بالنجم ضلت

ركائبه عن السبل السواء

ص: 4197

‌سراقة بن عبد الرحمن:

كان أميرا على الثغور الشامية، ذكره الحافظ أبو القاسم، بما أخبرنا به ابن أخيه، أبو الفضل أحمد بن محمد بن الحسن-إذنا-قال: أخبرنا عمي قال:

سراقة بن عبد الرحمن وجهه عمر بن عبد العزيز، من دمشق أميرا على الثغور، بعد خروج مسلمة بن عبد الملك من القسطنطينية، وذكر ذلك في كتاب غزوة القسطنطينية، الذي ذكر عن عبد الله بن سعيد بن قيس (224 - و) الهمداني، وقد تقدم ذكر اسناده في ترجمة الأصبع بن الأشعث الكندي

(1)

.

هكذا قال الحافظ أبو القاسم: وجّهه عمر بن عبد العزيز، أميرا على الثغور بعد خروج مسلمة بن عبد الملك وذكر ذلك في غزوة القسطنطينية، الذي ذكر عن عبد الله بن سعيد بن قيس الهمداني، وغزوة القسطنطينية التي رواها عبد الله بن قيس، كانت في زمن عبد الملك بن مروان، أغزى ابنه مسلمة الى القسطنطينية في جيش ضخم، كان فيه البطال، وعبد الله بن سعيد الهمداني، وعرض عليه أن يجعل فيها أميرا على همدان فلم يفعل، وغزا مسلمة هذه الغزاة، وعاد في أيام أبيه، ولم يكن لعمر بن عبد العزيز ولاية على الثغور، والغزاة التي رجع فيها مسلمة، والخلافة الى عمر بن عبد العزيز، هي الغزاة التي أغزاه أخوه سليمان بن عبد الملك وتوفي سليمان ومسلمة محاصر القسطنطينية، فلما وليّ عمر بن عبد العزيز، سيرّ الى مسلمة وأمره بالقفول فعاد من القسطنطينية، وليست هذه الغزاة، الغزوة التي رواها عبد الله بن سعيد الهمداني، فلا أدري كيف ذكر الحافظ أبو القاسم ذلك

(2)

.

(1)

- تاريخ دمشق لابن عساكر:7/ 37 - ظ.

(2)

-هذا التعقيب صحيح، انظر تاريخ خليفة:1/ 381 حوادث سنة ست وثمانين، و:1/ 432 حوادث سنة تسع وتسعين.

ص: 4198

‌سرايا بن هبة الله بن الحسن بن أحمد بن الطاش:

وقيل سرايا بن هبة الله بن الحسن بن ابراهيم أبو الغنائم الحرّاني، تاجر مشهور جوال، دخل بلاد الشام ومصر واليمن والهند وخراسان وجال في البلاد في (224 - ظ) تجارته، وسكن دمياط بأهله، ودخل حلب في طريقه، وترداده في تجارته، وكان راغبا في العلم وسماع الحديث سمع ببلخ: أبا شجاع عمر بن أبي الحسن البسطامي، وعثمان بن أحمد بن الشريك ومحمد بن عمر الأشبهي، وأبي محمد الحسن بن علي، وبنيسابور: أبا عبد الله محمد بن الفضل بن أحمد الفراوي، وببغداد: أبا محمد رزق الله بن عبد الوهاب بن عبد العزيز التميمي، وبدمشق القاضي أبا طالب علي بن عبد الرحمن بن عياض الصوري، وبدمياط:

الأمير مقلد بن أبي الحسن بن منقذ الشيزري، وحدّث عن أبي محمد الحسن بن علي بن أبي طالب العلوي، روى عنه الحافظ أبو طاهر أحمد بن محمد بن أحمد بن ابراهيم السّلفي، وسمع منه بالاسكندرية، وتاج الاسلام أبو سعد عبد الكريم ابن محمد بن منصور السمعاني وكتب عنه بنيسابور.

قرأت بخط الحافظ أبي طاهر أحمد بن محمد بن أحمد الأصبهاني، وأخبرنا به اجازة عنه: أبو القاسم عبد الله بن الحسين بن رواحة، وعبد الرحيم بن يوسف ابن الطفيل، وغيرهم قال: أخبرني أبو الغنائم سرايا بن هبة الله بن الحسن بن الطّاش الحراني بالاسكندرية قال: أخبرنا أبو محمد الحسن بن علي بن أبي طالب العلوي ببلخ قال: أخبرنا أبو علي الحسن بن علي الحافظ قال: أخبرنا أبو صالح العنبر بن الطيب بن محمد بن عبد الله بن العنبر بن صالح بن عبد الله بن محمد بن نغوان العنبري النيسابوري قال: أخبرنا جدي أبو محمد يحيى بن منصور الحاكم قال: حدثنا أبو الفضل أحمد بن سلمة بن عبد الله الحافظ قال: حدثنا اسحاق بن ابراهيم (225 - و) ومحمد بن رافع، ومحمد بن يحيى، قال اسحاق: أخبرنا، وقال

ص: 4199

الآخران: حدثنا عبد الرزاق قال: أخبرنا معمر عن الزهري عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: من صلى على جنازة فله قيراط ومن انتظرها حتى توضع في اللحد قيراطان والقيراطان مثل الجبلين العظيمين

(1)

أخبرنا أبو هاشم عبد المطلب بن الفضل قال: أخبرنا أبو سعد السمعاني قال:

أنشدنا أبو الغنائم سرايا بن هبة الله بن الحسن الحراني-املاء في مسجد عقيل بنيسابور-قال: أنشدني الأمير مقلد بن أبي الحسن بن منقذ الشيزري لنفسه بدمياط:

لي حرمة الضيف والجار القديم

ومن أتاكم وكهول الحي أطفال

والله لولا قيود في قوائمنا

من الجميل وفي الأعناق أغلال

لكان لي في بلاد الله متسع

وللملوك لبانات وأشغال

قلت: هذه الأبيات لحسان بن الحباب رواها ابن الخياط عنه، وقد تقدمت في ترجمته.

وقال أبو سعد: أنشدني سرايا بن هبة الله الحراني، من أهل دمياط، إملاء، قال: أنشدني أبو الحسن بن الرّءّايين بكتبايت من أرض الهند:

وما وجد أعرابية قذفت به

صروف النوى من حيث لم تك ظنت

تمنت أحاليب اللقاح وخيمة

بنجد فلم يقضى لها ما تمنت

اذا ذكرت ماء العذيب وطيبه

وبرد حصاها آخر الليل أنّت

لها أنّه عند العشاء وأنة

سحيرا فلولا أتيتها لجنّت

قال السمعاني: قال لي سرايا بن هبة الله: فأجزتها أنا بأبيات من عند نفسي كما جاءت (225 - ).

كوجدي اذا ماتت أرعى نجومها

وأطوي الفيافي حيث ما هي حلت

بنفسي أفدي من بها طاب مجلسي

وغاب سروري حين ماهي ولت

(1)

-انظره في كنز العمال:15/ 42314.

ص: 4200

فيارب يا رحمان تجمع بيننا

وأبلغ مناي ادخل حفرتي

وأشكو اليها مالقيت من الضنا

ودمعي على الخدين يجري لغربتي

قرأت بخط الحافظ السّلفي، سرايا هذا ولد بحران سنة أربع وستين وأربعمائة في صفر، على ما ذكره لي، ودخل ديار مصر في تجارة، ثم أقام بدمياط مدة، ودخل على الكبر خراسان، فسمع ببلخ عمر بن أبي الحسن البسطامي، وعثمان بن أحمد بن الشريك، ومحمد بن عمر الأشهبي، وغيرهم، وذكر لي أنه سمع أبا محمد التميمي ببغداد وآخرين بدمشق، وغيرها من البلدان، وكان حريصا على الحديث وسماعه، نفعه الله بذلك، وقد دخل الحجاز واليمن وبلاد الهند، قدم علينا الاسكندرية سنة أربع وأربعين وخمسمائة في جمادي الأولى.

أخبرنا أبو هاشم عبد المطلب بن الفضل الهاشمي قال: أخبرنا أبو سعد عبد الكريم بن محمد السمعاني قال سرايا بن هبة الله بن الحسن بن ابراهيم الحراني أبو الغنائم، شيخ صالح من أهل حران، سكن دمياط من أرض مصر، وهو متودد كثير الرغبة في الخير، وسماع الحديث والعلم، وقال لي: سمعت ببغداد من الشيخ أبي محمد رزق الله بن عبد الوهاب بن عبد العزيز التميمي وسنه كان يحتمل ذلك ولكن ما وجدنا أصل سماعه، وسمع على كبر سنّه، بقراءتي الكثير بنيسابور من محمد بن الفضل بن أحمد الصاعدي، ثم رأيته ببغداد في سنة أربع وثلاثين، وسمع بقراءتي أيضا بها، وآخر عهدي به، أني رأيته بدمشق في سنة ست وثلاثين عازما على الرجوع الى ديار مصر، وتجديد العهد بأولاده وكانوا بدمياط، وسمع بقراءتي شيئا عن القاضي أبي طالب علي بن عبد الرحمن بن عياض الصوري بدمشق وكنت قد علقت عنه مقطعات من الشعر بنيسابور. (226 - و).

ص: 4201

‌سرخاب بن الحسن بن الحسين:

وقيل سرخاب بن أبي الغريب بن يحيى بن الحسن أبو الفضل الأرموي الشافعي كان من أهل أرمية

(1)

، وكان شافعي المذهب، فقيها متكلما مفتيا، صحب أبا سعد عبد الله بن محمد بن أبي عصرون وتفقه عليه وتولى التدريس بحلب، بالمدرسة النورية المسندة الى بني أبي عصرون، وكان ينوب فيها عن القاضي نجم الدين عبد الرحمن بن أبي سعد، وكان يتولى تربية أولاده، ويعلمهم الفقه، وكان محترما بحلب عند الملك الظاهر غازي بن يوسف بن أيوب، الى أن اتفق منه أمر، تغير قلب السلطان، فخرج عن حلب في سنة خمس وستمائة.

وسمع بحلب شيخنا أبا الحسن علي بن أبي بكر الهروي، وكان لي به اجتماع في المحافل، ولا أعلم أنه حدّث بشيء، ولم يكن له اعتناء بالحديث، وكان دمث الاخلاق، حسن المناظرة والكلام، إلا أنه يؤذي في المناظرة من يتكلم معه كثيرا، وتوفي رحمه الله بإربل سنة سبع وستمائة، وبلغتنا وفاته فعقد له العزاء بحلب، في المدرسة التي كان يدرس بها، وحضر عزاه الأئمة والقضاة وأعيان البلد.

قرأت من خط أبي البركات المبارك بن أحمد بن المستوفي، في تاريخ إربل وأجازه لنا، قال: الامام سرخاب المدرس هو أبو الفضل سرخاب بن أبي الغريب ابن يحيى الأرموي من أرمية، إمام عالم فاضل فقيه على مذهب الشافعي، إن شاء الله، أقام بحلب مدة يدرس بها، وكان سبب خروجه منها، أنه كان بمدرسة فيها بركة ماء فيها سمك، فغسل الفقهاء يوما ثيابهم، وألقوا ماء الصابون في البركة فمات السمك، فأخبر بذلك، فضرب الفقهاء (226 - ظ) وأخرجهم، فبلغ ذلك الملك

(1)

-مدينة عظيمة قديمة بأذربيجان بينها وبين تبريز ثلاثة أيام وبين اربل سبعة أيام. معجم البلدان.

ص: 4202

الظاهر غازي بن يوسف، فأخرجه، ورد إربل، ونزل وهو مريض بالمدرسة المظفرية، ورأيته بها، فلم ير الفقهاء والمدرس بها مقامه بينهم، فنقلوه الى دار الضيف، وعاده الفقير الى رحمة الله، أبو سعيد كوكبوري بن علي بن بكتكتين، وأمره أن يوصي في ماله، وأن يتصدق به، فقال: يكون إن شاء الله، ولم يوص بشيء وتوفي، وخلّف جملة وخلّف كتبا، ولم يكن له وارث، غير أنه أعتق جارية وغلاما، ووصلهما من ماله، وتوفي في حادي عشر جمادى الآخرة من سنة سبع وستمائة، بإربل بدار الضيف.

ص: 4203

‌ذكر من اسمه سري:

‌السري بن أحمد بن السري:

أبو الحسن الكندي المعروف بالرفاء الموصلي، شاعر مجيد، حسن اللفظ، حلو المعاني، قدم حلب ومدح بها الأمير سيف الدولة أبا الحسن علي بن عبد الله بن حمدان في سنة خمس وأربعين وثلاثمائة، وسمع منه بها شيئا من شعره، أبو بكر محمد بن العباس الخوارزمي، وأبو الحسن الحلبي، ورويا عنه وروى عنه أيضا أبو علي أحمد بن علي المدائني المعروف بالهائم، والحسين بن محمد بن جعفر الخالع، وأبو علي المحسّن بن علي بن محمد التنوخي، وأبو الحسن أحمد بن محمد بن الصلت المجبر، ونصر بن أحمد بن يعقوب، وأبو اسحاق ابراهيم بن هلال الصابئ وابنه أبو علي المحسن بن ابراهيم الصابئ، وجمع كتابا سماه (221 - و)(المحب والمحبوب والمأكول والمشروب)

(1)

وهو مجموع حسن.

وبلغني أنه لما قدم حلب، قاصدا سيف الدولة بن حمدان، وقف على بابه يلتمس الوصول إليه، وعلى بابه جماعة من الشعراء، قد كتبوا إليه رقعة، يسألونه فيها أن يسمع أشعارهم، فوقع فيها: أنتم غثاء، فقال السري وأنفذها الى سيف الدولة:

هذا اليقين المحض لا التوهم

هم غثاء أحوى ولست منهم

وللقوافي مجهل ومعلم

وهنّ إما صارم أو لهذم

تكاد تجري من حواشيه الدم

وأنت بالجود لها مستلئم

(1)

-طبع في دمشق من قبل مجمع اللغة العربية 1986 - 1987 في أربعة أجزاء.

ص: 4204

إذ كل من همت به مستسلم

يا بن أبي الهيجا أنت العلم

أناف حتى كللته الأنجم

من الغمام الجود أنت أكرم

وما الظبى عزمك منها أصرم

الشعر كالحلي وأنت معصم

منه الجني الحلو ومنه العلقم

لا يستوي فصيحه والأعجم

يوما ولا ديناره والدرهم

(1)

فدعاه دونهم وسمع منه.

أخبرني أبو الدر ياقوت بن عبد الله الحموي قال: نقلت من خط أبي علي المحسّن بن ابراهيم الصابئ: سمعت السري بن أحمد الشاعر يقول لوالدي أبي اسحاق ونحن على شرب: اشتهي يا سيدي أن أملك ألف درهم وأموت، فقال له:

اعمل قصيدة طويلة تمدح بها الوزير، يعني أبا الفضل العباس بن الحسين (227 - ظ) الشيرازي، فعمل قصيدة طويلة ميمية، فأنشدها والدي الوزير، وقال له: هذا شاعر يشتهر شعره، ويبقى على الايام ذكره، وله فيك آمال، وخاطبه ونازله الى أن أطلق له ثلاثة آلاف درهم قيمتها مائتا دينار، فقبضتها أنا، وكان السري نازلا عليّ وساكنا معي في داري، ولم أعلمه بحصولها، فلما اجتمعنا على الشرب رسم لي والدي، احضار الكيس فأحضرته، فلما رآه كاد يموت فرحا، ولم ينم تلك الليلة سرورا، فلما أصبح، أخذ الدراهم ومضى، وغاب أياما ثم جاءني، وعليه ثياب جدد فاخرة، من جملتها عمامة طولها نحو مائة ذراع، ودراعة واسعة الأكمام، تنجر في الأرض، وخلفه غلام أمرد بثياب مثل ثيابه، فضحكنا ضحكا، خرجنا فيه عن الحد، وتوفي بعد ذلك بأيام يسيرة

(2)

.

(1)

-طبع ديوان السري من قبل القدسي سنة 1355، ولم أستطع الوقوف على نسخة منه.

(2)

-لم يرد هذا الخبر في ترجمة السري في معجم الادباء.

ص: 4205

وفي شدة فاقة السري وفقره، قال ما أخبرنا به أبو هاشم عبد المطلب بن الفضل ابن عبد المطلب الهاشمي قال: أخبرنا أبو سعد عبد الكريم بن محمد بن منصور السمعاني، ح.

وأخبرناه أبو حفص عمر بن محمد بن طبرزد كتابة-قالا: أخبرنا أحمد ابن عبيد الله العكبراوي-إجازة-قال: أنشدنا أبو الفضل عبد الكريم بن اسماعيل بن عمر بن سنبك الشافعي الفقيه الأزجي قال: أنشدني أبو الحسن أحمد ابن محمد بن الصلت المجبر قال: أنشدنا السري الرفاء لنفسه:

يكفيك من جملة اخباري

يسري في الحب واعساري

وكانت الابرة فيما مضى

تصون وجهي ثم اشعاري

(228 - و)

فأصبح الرزق بها ضيقا

كأنه من ثقبها جاري

نقلت من كتاب المفاوضة، تأليف محمد بن علي بن نصر بخطه، وأخبرنا به -إجازة-أبو اليمن زيد بن الحسن الكندي وغيره، عن أبي محمد بن عبد الباقي الأنصاري قال: أنبأنا أبو غالب محمد بن أحمد بن سهل بن بشران النحوي قال: قرأ علينا أبو الحسن محمد بن علي بن نصر الكاتب قال: حدثني أبو القاسم الرقي المنجم قال: كان السري بن أحمد الرّفاء يوما جالسا معنا، في دهليز سيف الدولة، فوصف له دعوة كان فيها، فقال: وكان فيها هريسة، بكسر الهاء، ثم أنشدنا قصيدة له أولها:

أأقحوانا أرته أم بردا

غيداء يهتز عطفها غيدا

حتى قال فيها:

لو وجدت للفراق ما وجدا

لافتقدت نومها كما افتقدا

ثم خرج الآذن، فدخلنا الى سيف الدولة، وتفاوضنا الحديث، وأنشده الشعر السري، فاستطابه واستحسنه، قال: فحلف بعض الحاضرين، قال: وأظنه الفصيصي، أن سريا الساعة كان يحدثنا حديث دعوة فقال: وكان فيها هريسة

ص: 4206

بكسر الهاء، فقال سيف الدولة: ويلك من يقول هريسة يقول مثل هذا الشعر، وفي هذه الأبيات:

لا تلح صبا على صبابته

إذ وجد الغيّ في الهوى رشدا

(228 - ظ)

فلم تزل للفراق عادته

تكدر المورد الذي وردا

سرنا بآمالنا إلى ملك

يسرّ بالآمل الذي وفدا

مستيقظ الرأي والعزيمة

ما استيقظ طرف الزمان أو رقدا

قال أبو الحسن محمد بن علي بن نصر: وأنشدني له في الكانون، ووجدت القصيدة في سلامة بن فهد:

وأزهر وضّاح يروق عيوننا

إذا ما رميناه بلحظ النواظر

له أربع تأبى السرى غير أنها

تصافح وجه الأرض مثل الحوافر

تقلّ جسوما بعضها في مورد

وسائرها في مثل صبغ الدياجر

تواصله أيام للقرّ صولة

وتهجره أيام لفح الهواجر

(1)

أخبرنا أبو هاشم بن أبي المعالي قال: أخبرنا عبد الكريم بن أبي بكر المروزي قال: أنشدنا أبو بكر يحيى بن عبد الرحيم المقرئ وأبو الحسن علي بن الحسين القطني، وأبو سعد عبد الله بن أسعد بن حيّان النسائي بنيسابور، وأبو صالح عبد الملك بن عبد الواحد بن القشيري بالطابران

(2)

في النوبة الخامسة، قالوا:

أنشدنا اسماعيل بن زاهر النوقاني قال: أنشدنا أبو عبد الرحمن محمد بن الحسين السلمي قال: أنشدنا نصر بن أحمد بن يعقوب قال: أنشدني السري بن أحمد الموصلي لنفسه:

شباب المرء ثوب مستعار

وأيام الصبى أبدا قصار

طوى الدهر الجديد من التصابي

فليس لما طوى الدهر انتشار

(229 - و)

(1)

-انظر كتاب المحب والمحبوب والمشموم والمشروب للرفاء:4/ 236 مع فوارق.

(2)

-احدى مدينتي طوس-مشهد الحالية في ايران-لأن طوس عبارة عن مدينتين أكبرهما طابران، والاخرى نوقان-معجم البلدان.

ص: 4207

أخبرني ياقوت بن عبد الله الأديب مولى الحموي، قال: قرأت بخط أبي علي المحسّن بن ابراهيم الصابئ قال: أنشدني والدي أبو اسحاق قال: أنشدت السري الرّفاء لبعضهم:

(1)

أبوك الذي لما أتى مرج راهط

وقد ألبوا للشر فيمن تألبا

تشنّا إلى الاعداء حتى إذا انتهوا

إلى أمره طوعا وكرها تحببا

فلما كان بعد أيام أنشدني قصيدة يمدحني بها يقول فيها:

تشنّا إلى الدهر قبل لقائه

فلما تنافرنا إليه تحببا

وتبسم عند إنشاده هذا البيت.

(2)

قال لي ياقوت: ونقلت من خط المحسّن بن ابراهيم الصابئ، حدثني السري ابن أحمد قال: مدحت في الحداثة رجلا، فدفع لي شيئا قليلا وأنشدني بديها:

أسري شعرك بارد

يوفى على برد الدّمق

فإذا حبيت فلا تماكس

خذ ولو ثمن الورق

(3)

قرأت بخط مظفر الفارقي، في كتاب محمد بن اسحاق النديم، الذي وسمه بالفهرست، وذكر أنه نقله من خطه قال: السري بن أحمد الكندي، من أهل الموصل، كثير السرقة عذب الألفاظ، مليح المآخذ، كثير الافتنان في التشبيهات والأوصاف طالب لها، ولم يكن له رواء ولا منظر، ولا يحسن من العلوم غير قول الشعر وقد عمل هو شعر نفسه قبل موته (229 - ظ) نحو ثلاثمائة ورقة، ثم زاد بعد ذلك، وقد عمله بعض المحدّثين على الحروف

(4)

.

أنبأنا أبو حفص المكتب عن أبي غالب بن البناء عن أبي غالب بن بشران قال:

قرأ علينا محمد بن علي بن نصر قال: حدثني أبو الحسن الحلبي، وكان شيخا

(1)

-أي أغار. القاموس.

(2)

-الدمق: ريح وثلج. القاموس.

(3)

-لم يرد هذا الخبر في ترجمة السري في معجم البلدان.

(4)

-الفهرس للنديم-ط. طهران:195.

ص: 4208

يعرف أخبار سيف الدولة قال: كنا مجتمعين يوما في دهليز سيف الدولة، وجماعة من الشعراء والشيوخ المتقدمين، كأبي العباس النامي، وأبي بكر الصنوبري، ومن النشء اللاحقين كأبي الفرح الببغاء، والخالديين، والسري، فتذاكروا الشعر، وأنشدت قصيدة المتنبي التي أولها:

فديناك من ربع وإن زدتنا كربا

فاستحسن الجماعة قوله في إعظام الربع:

نزلنا عن الاكوار نمشي كرامة

لمن بان عنه أن نلم به ركبا

(1)

فقال السري: لولا أنكم إذا سمعتم ما قلته بعد هذا، ادعيتم أنني سرقته منه لأمسكت، وأنشد قصيدة لاميّة قال فيها:

نحفى وننزل وهو أعظم حرمة

من أن يدال

(2)

براكب أو ناعل

فحكم الجماعة له بالزيادة في قوله: نحفى وننزل.

قرأت في كتاب لوامع الأمور، تأليف أبي اسحاق ابراهيم بن حبيب السقطي، صاحب كتاب الرديف قال في حوادث سنة أربع وأربعين وثمانمائة: وفيها مات السري ابن أحمد الرفاء الكندي، من أهل الموصل الشاعر، جيد الشعر، جيد المعاني له ديباجة (230 - و) تستحلى، فصيح مطبوع، ذو أوصاف أعجزت غيره من أهل عصره، أن يأتي بمثلها، وكان رائق الشعر حسنه، كثير التقلب في بديع التشبيهات والمعاني.

وهذا وهم في وفاته، فإنه قدم على سيف الدولة في سنة خمس وأربعين وثلاثمائة، وجدته كذلك في نسخة قديمة من ديوان شعره، وبقي مدة في باب سيف الدولة، وخرج بعد ذلك الى بغداد، ومدح بعد ذلك الوزير المهلبي، وتوفي في أيام الوزير أبي الفضل العباس بن الحسين الشيرازي، والصحيح في وفاته، أنه توفي سنة اثنتين وستين وثلاثمائة، كذا وقع إلي في بعض تعليقاتي.

(1)

-ديوان المتنبي:35.

(2)

-ذل: صار له ذيل-القاموس.

ص: 4209

أخبرنا أبو حفص عمر بن محمد بن طبرزد، فيما أذن لي في روايته عنه، قال:

أخبرنا أبو منصور محمد بن عبد الملك بن الحسن بن خيرون قال: أخبرنا أبو بكر أحمد بن علي الخطيب قال: السري بن أحمد بن السري أبو الحسن الكندي الرفاء الموصلي، شاعر مجود حسن المعاني، وله مدائح في سيف الدولة وغيره من أمراء بني حمدان، وكان بينه وبين أبي بكر وأبي عثمان محمد وسعيد ابني هاشم الخالديين، حالة غير جميلة، ولبعضهم في بعض أهاجي كثيرة، فآذاه الخالديان أذا شديدا، وقطعا رسمه من سيف الدولة وغيره، فانحدر الى بغداد ومدح بها الوزير أبا محمد المهلبي، فانحدر الخالديان وراءه ودخلا الى المهلبي وثلبا سريا عنده، فلم يحظ منه بطائل، وحصلا في جملة المهلبي ينادمانه وجعلا هجيراهما ثلب سريّ، والوقيعة فيه، ودخلا الى (230 - ظ) الرؤساء والأكابر ببغداد، ففعلا به مثل ذلك عندهم، وأقام ببغداد يتظلم منهما ويهجوهما، ويقال أنه عدم القوت فضلا عن غيره، ودفع الى الوراقة، فجلس يورّق شعره ويبيعه، ثم نسخ لغيره بالأجرة، وركبه الدين، ومات ببغداد على تلك الحال، بعيد سنة ستين وثلاثمائة، وكان الحسين بن محمد بن جعفر الخالع، يزعم أنه سمع منه ديوان شعره، وقد روى عنه أحمد بن علي، المعروف بالهائم وغيره

(1)

.

‌السري بن اسحاق الحلبي:

روى عن أبي مالك النخعي، روى عنه أبو بكر محمد بن جعفر الخرائطي.

أخبرنا أبو بكر عبد الله بن عمر بن علي بن الخضر-قراءة عليه مني بحلب- قال: أخبرنا أبو السعادات المبارك بن محمد بن عبد الواحد القزاز، وشهدة بنت أحمد بن الفرج الآبري ببغداد، ح.

وأخبرنا أبو البقاء يعيش بن علي بن يعيش بحلب قال: أخبرنا الخطيب أبو الفضل عبد الله بن أحمد بن محمد الطوسي قالوا: أخبرنا الحاجب أبو الحسن علي ابن محمد بن علي العلاف قال: أخبرنا أبو القاسم عبد الملك بن محمد بن عبد الله ابن بشران قال: أخبرنا أبو العباس أحمد بن ابراهيم بن علي الكندي قال: أخبرنا

(1)

- تاريخ بغداد:9/ 194.

ص: 4210

أبو بكر محمد بن جعفر بن سهل الخرائطي قال: حدثني السري بن اسحاق الحلبي قال: حدثني أبو مالك النخعي عن الاصمعي قال: اجتمع مشيخة الحي الى الملوّح أبي قيس المجنون، فقالوا له: لو حججت بولدك فلاذ بالبيت، لعل الله أن يشفيه مما به (231 - و) ففعل به ذلك قال: فبينا هو بمنى، اذ سمع صائحا من تلك الخيام:

يا ليلى، فأنشأ يقول:

وداع دعا إذ نحن بالخيف من منى

فهيج أحزان الفؤاد وما يدري

دعا باسم ليلى غيرها فكأنما

أطار بقلبي طائرا كان في صدري

ثم صاح صيحة، فغشي عليه، فجعل أبوه يرش على وجهه الماء، حتى أفاق من غشيته، فأنشأ يقول:

دعا المحرمون الله يستغفرونه

بمكة شعثا أن تمحّى ذنوبها

وناديت يا رباه أوّل ساءلتي

لنفسي ليلى ثم أنت حسيبها

فإن أعط ليلى في حياتي لم يتب

الى الله عبد توبة لا أتوبها

‌السري بن عاصم:

أبو سهل الطرسوسي الهمداني، حدّث عن حفص بن غياث وحرمى بن عمارة، روى عنه ابنه أبو محمد ناعم بن السري الطرسوسي، واسحاق بن عبد الله الكوفي.

أنبأنا أبو محمد عبد البر بن الحسن بن أحمد قال: أخبرنا أبو المحاسن البرمكي قال: أخبرنا أبو القاسم اسماعيل بن مسعدة الاسماعيلي قال: أخبرنا أبو القاسم حمزة بن يوسف السهمي قال: أخبرنا أبو أحمد عبد الله بن عدي قال: حدثنا اسحاق بن عبد الله الكوفي قال: حدثنا السري بن عاصم قال: حدثنا حرمى بن عمارة قال: حدثنا شعبة عن قتادة عن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:

(231 - ظ)«من كذب عليّ متعمدا فليتبوأ مقعده من النار» .

قال ابن عدي: وحدثناه عن حرمي جماعة من الثقات: القواريري، وأبو قدامة السرخسي، ومحمد بن عبد الرحمن العنبري، وأحمد بن صالح المصري،

ص: 4211

وسرقه منهم السري بن عاصم، مع جماعة ضعفاء مثله، وللسري غير حديث سرقه من الثقات، وحدّث به عن مشايخهم.

وقال: السري بن عاصم، يكنى أبا سهل يسرق الحديث

(1)

.

‌السري بن المفلس السقطي:

أبو الحسن البغدادي الصوفي، كان أحد الأولياء المشهورين بالعبادة، والمعروفين بالورع والزهادة، وكان أستاذ الجنيد وخاله، صحب معروفا الكرخي، وروى عنه، وعن هشيم بن بشير وسفيان بن عيينة، ومروان بن معاوية، وأبي بكر ابن عياش، ويحيى بن اليمان، ويزيد بن هارون، ومحمد بن معن الغفاري، وعلي ابن غراب، وأبي أسامة حماد بن أسامة، ومحمد بن فضيل الضبي وأحمد بن أبي الحواري، وحبى الجرجاني.

روى عنه ابن أخته الجنيد بن محمد، وابنه إبراهيم بن السري وأبو الحسين أحمد بن محمد النوري، وأبو الفضل العباس بن أحمد المذكّر، وأبو العباس بن مسروق الطوسي وأبو بكر محمد بن خالد بن يزيد الرازي، ومحمد بن ثور الصوفي، ومحمد بن الفضل بن جابر السقطي، وسعيد بن عثمان الحناط، وابراهيم ابن عبد الله بن أيوب المخرمي، وأحمد بن علي بن خلف، وأبو عبد الله محمد بن عبد الله البغدادي تلميذ بشر الحافي، والعباس بن يوسف الشكلي، والحسن بن علي بن شهريار (232 - و)، وأحمد بن اسحاق، وأبو عثمان سعيد بن عبد العزيز، وعلي بن عبد الحميد الغضائري الحلبيان، وأحمد بن ابراهيم بن عنبر، وعلي بن الحسين بن حرب القاضي، وأبو بكر محمد بن عبد الله الاشناني.

وأقام بطرسوس، وغزا الروم غزوات متعددة، وجال في الثغور والعواصم.

أخبرنا أبو علي حسن بن أحمد بن يوسف الأوقي-بالمسجد الأقصى قراءة مني عليه-قال: أخبرنا أبو طاهر أحمد بن محمد السّلفي الأصبهاني قال: أخبرني أبو بكر أحمد بن علي بن الحسين بن زكريا قال: أخبرنا والدي أبو الحسن علي

(1)

-الكامل لابن عدي:3/ 1298.

ص: 4212

ابن الحسين بن زكريا الطريثيثي قال: حدثنا أبو سعد أحمد بن محمد بن عبد الله ابن حفص الماليني قال: أخبرنا أبو بكر محمد بن خلف بن محمد بن حيان الفقيه قال: أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن ابراهيم بن ثابت قال: حدثنا السري ابن المغلس السقطي قال: حدثنا أبو أسامة عن مسعر عن ابراهيم السكسكي عن عبد الله بن أبي أوفى قال:

رأيت النبي صلى الله عليه وسلم متكئا على علي، فإذا أبو بكر وعمر قد أقبلا، فقال: يا أبا الحسن حبّهما فبحبهما تدخل الجنة

(1)

(232 - ظ).

أخبرنا أبو المظفر عبد الرحيم بن عبد الكريم بن محمد السمعاني-في كتابه إلينا من مرو-قال: أخبرنا أبو سعد محمد بن منصور الحرضي قال: حدثنا أبو بكر محمد بن يحيى بن ابراهيم المزكي-اجازة-قال: أخبرنا أبو عبد الرحمن محمد بن الحسين السلمي قال: سري بن المغلس السقطي، كنيته أبو الحسن، يقال إنه كان خال الجنيد واستاذه، صحب معروف الكرخي ويسميه الاستاذ، أول من من أظهر ببغداد لسان التوحيد، وتكلم في علوم الحقائق، وهو إمام البغداديين في الاشارات، وله حكايات تكثر، يستغنى بشهرته عن ذكره والاطناب فيه، وكان يلزم بيته ولا يخرج منه لا يراه إلاّ من يقصده إلى بيته، انقطع عن الناس وعن أسبابهم، أسند الحديث. (233 - و)

أخبرنا أبو حفص عمر بن محمد بن طبرزد-فيما أذن لي في روايته عنه- قال: أخبرنا أبو منصور بن خيرون قال: أخبرنا أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت الخطيب قال: السري بن المغلس أبو الحسن السقطي، كان من المشايخ المذكورين، وأحد العباد المجتهدين، صحب معروفا الكرخي، وحدث عن هشيم بن بشير، وأبي بكر بن عياش وعلي بن غراب، ويحيى بن يمان ويزيد بن هارون وغيرهم.

روى عنه أبو العباس بن مسروق الطوسي، والجنيد بن محمد وأبو الحسين النوري، ومحمد بن الفضل بن جابر السقطي، وابراهيم بن عبد الله بن أيوب المخرمي، والعباس بن يوسف الشكلي في آخرين

(2)

.

(1)

-لم أجده بهذا اللفظ.

(2)

- تاريخ بغداد:9/ 187.

ص: 4213

أخبرنا عمي أبو غانم محمد بن هبة الله بن أبي جرادة-قراءة مني عليه- قال: أخبرنا أبو الفتح عمر بن علي بن محمد بن حمويه، ح.

وأنبأتنا الحرة زينب بنت عبد الرحمن بن الحسن قالا: أخبرنا أبو الفتوح عبد الوهاب (233 - ظ) بن شاه الشاذياخي، ح.

وأخبرنا أبو النجيب اسماعيل بن عثمان القارئ-في كتابه-قال: أخبرنا أبو الأسعد هبة الرحمن بن عبد الواحد بن عبد الكريم بن هوازن القشيري قالا:

أخبرنا أبو القاسم عبد الكريم بن هوازن القشيري قال: ومنهم: يعني من مشايخ الصوفية-أبو الحسن سري بن المغلس السقطي، خال الجنيد وأستاذه، وكان تلميذ معروف الكرخي وكان أوحد أهل زمانه في الورع والأحوال السنية وعلوم التوحيد

(1)

.

أخبرنا أبو الحسن المؤيد بن علي الطوسي-في كتابه إلينا من نيسابور- قال: أخبرنا أبو الأسعد هبة الرحمن بن عبد الواحد بن عبد الكريم القشيري قال:

أخبرنا أبو صالح أحمد بن عبد الملك المؤذن قال: ومنهم-يعني من مشايخ الصوفية من القرن الأول، والطبقة العليا-سري بن المغلس السقطي، إمام البغداديين، أبو الحسن صحب معروفا الكرخي، وكان خال الجنيد وأستاذه، وهو أول من تكلم ببغداد على لسان التوحيد، مات سنة إحدى وخمسين وقيل ثلاث وخمسين.

أخبرنا أبو الفضل أحمد بن الحسن في كتابه قال أخبرنا عمي الحافظ أبو القاسم علي بن الحسن قال: السري بن المغلس أبو الحسن السقطي البغدادي الصوفي أحد الزهاد الأتقياء العباد، قدم دمشق، وحدث عن مروان بن معاوية، ويحيى بن اليمان ومحمد بن معن الغفاري، ويزيد بن هارون وسفيان بن عيينة (234 - و) وهشيم ومحمد بن فضيل الضبي وأبي أسامة حماد بن أسامة الكوفي.

حكى عنه ابنه ابراهيم بن السري، وأبو الفضل العباس بن أحمد القرشي المذكر، وأبو بكر محمد بن خالد بن يزيد الرازي، والجنيد بن محمد، ومحمد بن ثور الصوفي وسعيد بن عثمان الحناط، وأحمد بن اسحاق، ومحمد بن الفضل بن

(1)

- الرسالة القشيرية:10.

ص: 4214

جابر السقطي والعباس بن يوسف الشكلي، وأحمد بن علي بن خلف، والحسن ابن علي بن شهريار، وأبو عبد الله محمد بن عبد الله البغدادي تلميذ بشر الحافي

(1)

.

أخبرنا أبو هاشم عبد المطلب بن الفضل-قراءة مني عليه-قال: أخبرنا أبو شجاع عمر بن أبي الحسن البسطامي قال أخبرنا أبو سعد بن أبي صادق قال:

أخبرنا أبو عبد الله بن باكوي قال: حدثنا أبو العباس محمد بن الحسن الخشاب قال: حدثنا جعفر الخلدى قال: حدثني ابن مذار الضراب قال: قال سري: اعتللت بطرسوس علة قيام، فعادني ناس من الفقراء، فجلسوا وأطالوا الجلوس، فقلت لهم: أبسطوا أيديكم حتى ندعو، فبسطوا وبسطت فقلت: اللهم علمنا كيف نعود المرضى، ومسحت يدي على وجهي، فعلموا أنهم قد أطالوا الجلوس، فقاموا وانصرفوا.

أنبأنا أبو الحجاج يوسف خليل قال أخبرنا

(2)

قال: أخبرنا أبو علي الحداد قال: أخبرنا أبو نعيم الحافظ قال: سمعت أبا علي الحسن البزاز يقول: سألت أبا عبد الله أحمد بن حنبل (234 - ظ) عن السري بعد قدومه من الثغر فقال أبو عبد الله: أليس الشيخ الذي يعرف بطيب الغذاء؟ قلت: بلى قال: هو على ستره عندنا قبل أن يخرج، وكان السري يكثر من ذكر طيب الغذاء وتصفية القوت، وشدة الورع حتى انتشر ذلك عنه، وبلغ ذلك أحمد ابن حنبل، فقال: الشيخ الذي يعرف بطيب الغذاء

(3)

.

أخبرنا أبو حفص عمر بن محمد المكتب قال: أخبرنا محمد بن عبد الملك قال: أخبرنا أحمد بن علي قال أخبرنا سلامة بن عمر النصيبي قال: أخبرنا سعيد بن عثمان قال: سمعت سري بن مغلس يقول: غزونا أرض الروم فمررت بروضة خضراء فيها الخباز

(4)

وحجر منقور فيه ماء المطر، فقلت في نفسي: لئن كنت آكل

(1)

- تاريخ دمشق لابن عساكر:7/ 39 - ظ.

(2)

-فراغ بالاصل لم يكمل الرواية.

(3)

-حلية الأولياء:10/ 126.

(4)

-بقلة عريضة الورق لها ثمرة مستديرة. معجم أسماء النباتات.

ص: 4215

يوما حلالا فاليوم، فنزلت عن دابتي وجعلت آكل من ذلك الخباز، وشربت من ذلك الماء واذا هاتف يهتف بي: يا سري بن المغلس النفقة التي بلغت بها الى هذا من أبن؟.

أنبأنا أبو نصر محمد بن هبة الله بن الشيرازي قال: أخبرنا الحافظ أبو القاسم علي بن الحسن قال: أخبرنا أبو محمد السيدي، وأبو المظفر بن القشيري قالا:

أخبرنا أبو عثمان البحيري قال: أخبرنا أبو بكر محمد بن أحمد بن عقيل القطان، قال: أخبرنا أبو محمد الحسن بن محمد بن اسحاق الأزهر الأسفراييني قال:

سمعت أبا عثمان سعيد بن عثمان الحناط البغدادي (235 - و) يقول: سمعت سري السقطي يقول: قفلت من غزوة كنت غزوتها فأتيت على ماء صافي وعشب أخضر، قال: فقلت في نفسي: يا سري إن كنت آكلا يوما حلالا فيومك هذا، قال:

فنزلت عن دابتي وربطتها وأنا على أن آكل من ذلك العشب، وأشرب من ذلك الماء، قال: فإذا بهاتف أسمع صوته ولا أرى شخصه وهو يقول: يا سري النفقة التي بلغتك هذا الموضع من أين هي؟ فعلمت أني في لا شئ

(1)

.

أخبرنا أبو القاسم عبد الصمد بن محمد بن أبي الفضل-قراءة مني عليه بدمشق-قال أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلم السلمي قال: أخبرنا أبو نصر بن طلاب قال: أخبرنا أبو الحسين بن جميع قال: سمعت أحمد بن الحسين-يعني- أبا علي الحافظ بالبصرة يقول: سمعت سعيد بن عثمان الحناط يقول: سمعت سري بن مغلس السقطي يقول: خرجت من الرملة، الى بيت المقدس فمررت بمشرفة وغدير ماء مطر وعشب نابت فجلست آكل من الحشيش وأشرب من الماء، فقلت:

يا نفس إن كنت أكلت أكلة حلال أو شربت شربة حلال قط فاليوم، قال: فإذا بهاتف يهتف بي: يا سري فالنفقة التي بلغت بك الى هاهنا من أين؟.

أخبرنا عمي أبو غانم محمد بن هبة الله-بقراءتي عليه-قال: أخبرنا أبو الفتح عمر بن علي بن حموية، ح.

(1)

- ابن عساكر-المصدر نفسه:7/ 41 - ظ.

ص: 4216

وأخبرتنا زينب بنت عبد الرحمن-في كتابها-قالا: أخبرنا أبو الفتوح الشاذياخي، ح.

وأنبأنا أبو النجيب القارئ قال: أخبرنا أبو الاسعد القشيري (235 - ظ) قالا: أخبرنا أبو القاسم القشيري قال: سمعت محمد بن الحسين يقول: سمعت عبد الله بن علي الطوسي يقول: سمعت أبا عمرو بن علوان يقول: سمعت أبا العباس ابن مسروق يقول: بلغني أن سري السقطي كان يكون في السوق، وهو من أصحاب معروف الكرخي، فجاءه معروف يوما ومعه صبي يتيم، فقال: أكس هذا اليتيم، قال سري: فكسوته، ففرح به معروف، وقال: بغّض الله إليك الدنيا، وأراحك مما أنت فيه، فقمت من الحانوت، وليس شئ أبغض إليّ من الدنيا، وكل ما أنا فيه من بركات معروف.

وقالا: أخبرنا أبو القاسم القشيري قال: سمعت الاستاذ أبا علي الدقاق رحمه الله يحكي عن الجنيد أنه قال: سألني السري يوما عن المحبة فقلت: قال قوم: هي الموافقة، وقال قوم: الإيثار، وقال قوم: كذا وكذا، فأخذ السري جلدة ذراعه، ومدها فلم تمتد، ثم قال: وعزته لو قلت إن هذه الجلدة يبست على هذا العظم من محبته لصدقت، ثم غشي عليه فدار وجهه كأنه قمر مشرق، وكان السري به أدمة.

قالا: قال ويحكى عن السري أنه قال: وقع ببغداد حريق، فاستقبلني واحد فقال لي: نجا حانوتك فقلت: الحمد لله، فمنذ ثلاثين سنة، أنا نادم على ما قلت، حيث أردت لنفسي خيرا مما للمسلمين.

قال أبو القاسم القشيري: أخبرني عبد الله بن يوسف قال: (236 - و) سمعت أبا بكر الرازي يقول: سمعت أبا بكر الحريمي يقول: سمعت السري يقول ذلك

(1)

.

أخبرنا أبو القاسم عبد الصمد بن محمد بن الحرستاني قال: أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلم السلمي قال: أخبرنا أبو نصر بن طلاب قال: أخبرنا أبو

(1)

- الرسالة القشيرية:10.

ص: 4217

الحسين محمد بن أحمد بن جميع قال: حدثني محمد بن يوسف قال: سمعت جعفر الخلدي يقول: سمعت الجنيد يقول: سمعت سري السقطي يقول: أشتهي أن لا أموت في بلدي أفزع أن لا تقبلني الارض فأفتضح.

أخبرنا محمد بن أبي الفضل قال: أخبرنا عمر بن علي قال: أخبرنا عبد الوهاب ابن شاه قال: أخبرنا أبو القاسم القشيري قال: سمعت عبد الله بن يوسف الاصبهاني رحمه الله يقول: سمعت أبا نصر السراج الطوسي يقول: سمعت جعفر بن محمد بن نصير يقول: سمعت الجنيد يقول: سمعت السري يقول: أشتهي أن أموت ببلد غير بغداد، فقيل له: ولم ذلك؟ قال: أخاف أن لا يقبلني قبري فأفتضح.

قال أبو القاسم القشيري: ويحكى عن السري أنه قال: أنا أنظر في أنفي كذا مرة في اليوم، مخافة أن يكون قد اسود، خوفا من الله أن يسود صورتي لما أتعاطاه

(1)

.

أنبأنا أبو اليمن زيد بن الحسن الكندي قال: أخبرنا أبو منصور القزاز قال:

أخبرنا أبو بكر الخطيب قال: أخبرنا عبد العزيز بن علي الوراق قال: أخبرنا علي ابن عبد الله الهمذاني-بمكة-قال: حدثنا مظفر بن سهل المقرئ قال: سمعت علان الخياط، وجرى بيني وبينه مناقب سري (236 - ظ) السقطي فقال لي علان:

كنت جالسا مع سري يوما، فوافته امرأة فقالت: يا أبا الحسن أنا من جيرانك، أخذ ابني الطائف البارحة، وكلم ابني الطائف، وأنا أخشى أن يؤذيه، فإن رأيت أن تجيء معي، أو تبعث إليه، قال علان: فتوقعت أن يبعث إليه، فقام فكبر وطوّل في صلاته، فقالت المرأة، يا أبا الحسن الله الله فيّ، هو ذا أخشى أن يؤذيه السلطان، فسلم وقال لها: أنا في حاجتك، قال علان: فما برحت حتى جاءت امرأة الى المرأة فقالت: الحقي قد خلوا ابنك.

قال أبو طالب: قال لي علان: وايش تعجب من هذا، اشتري منه كر لوز بستين دينارا، وكتب رزمانجه ثلاثة دنانير ربحه، فصار اللوز بتسعين دينارا، فأتاه الدلال فقال: إن ذلك اللوز أريده، فقال له: خذه، قال: بكم، قال: بثلاثة

(1)

- الرسالة القشيرية:10 - 11.

ص: 4218

وستين دينارا، فقال له الدلال: إن اللوز قد صار الكر

(1)

بتسعين، قال له: قد عقدت بيني وبين الله عقدا لا أحله، ليس أبيعه إلا بثلاثة وستين دينارا، فقال له الدلال: إني قد عقدت بيني وبين الله عز وجل، أن لا أغش مسلما، لست آخذه منك إلا بتسعين، فلا الدلال اشترى منه، ولا سري باعه.

قال أبو الطيب: قال لي علان: كيف لا يستجاب دعاء من كان هذا فعله

(2)

؟.

أخبرنا عمي أبو غانم قال: أخبرنا أبو الفتح بن حمويه، ح.

وأخبرتنا زينب بنت الشعري في كتابها قال: أخبرنا أبو الفتوح الشاذياخي ح.

وأنبأنا أبو النجيب بن عثمان قال: أخبرنا أبو الاسعد القشيري قالا: أخبرنا أبو القاسم القشيري قال: سمعت الشيخ (237 - و) أبا عبد الرحمن السلمي رحمه الله يقول: سمعت أبا العباس البغدادي يقول: سمعت جعفر بن نصير يقول:

سمعت الجنيد يقول: سمعت السري يقول: إن نفسي تطالبني منذ ثلاثين سنة أو أربعين سنة أن أغمس جزرة في دبس فما أطعمتها.

وقالا: أخبرنا أبو القاسم القشيري قال: سمعت أبا حاتم السجستاني يقول:

سمعت أبا نصر السراج يقول: أخبرني جعفر بن محمد قال: حدثني الجنيد قال:

دخلت على السري يوما، فقال لي: عصفور كان يجيئني كل يوم فأفت له الخبز فيأكل من يدي، فنزل وقتا من الاوقات فلم يسقط على يدي، فتذكرت في نفسي:

ايش السبب فذكرت أني أكلت ملحا بابزار

(3)

، فقلت في نفسي: لا آكل بعدها وأنا تائب منه، فسقط على يدي وأكل

(4)

.

وقالا: أخبرنا أبو القاسم القشيري قال: وسمعت عبد الله بن يوسف الأصفهاني يقول: سمعت أبا بكر الرازي يقول: سمعت الجزيري يقول: سمعت الجنيد

(1)

-الكد مكيال للعراق، يساوي ستة أوقار حمار، أو ستون قفيزا، أو أربعون أردبا. القاموس.

(2)

- تاريخ بغداد:9/ 188 - 189.

(3)

-التوابل.

(4)

-لم يرد هذا الخبر في ترجمة السري في الرسالة القشيرية.

ص: 4219

يقول: دخلت يوما على السري وهو يبكي فقلت: ما يبكيك؟ فقال: جاءتني البارحة الصبية فقالت: يا أبت هذه ليلة حارة، وهذا الكوز أعلقه هاهنا، ثم إنه حملتني عيناي فنمت، فرأيت جارية من أحسن الخلق، قد نزلت من السماء، فقلت:

لمن أنت؟ قالت: لمن لا يشرب الماء المبرد في الكيزان، وتناولت الكوز فضربت به الارض، قال الجنيد: فرأيت الخزف المكسور لم يرفعه ولم يمسه حتى عفا عليه التراب

(1)

.

وقالا: أخبرنا أبو القاسم القشيري قال: (3376 - ظ) سمعت الشيخ أبا عبد الرحمن السلمي يقول: سمعت أبا العباس البغدادي يقول: سمعت جعفر يقول: سمعت الجنيد يقول: سمعت السري يقول: يا معشر الشباب جدّوا قبل أن تبلغوا مبلغي فتضعفوا وتقصروا كما قصرت، وكان في ذلك الوقت، لا يلحقه الشباب في العبادة.

أخبرنا أبو القاسم عبد الله بن الحسين الأنصاري قال: أخبرنا أبو طاهر أحمد ابن محمد بن أحمد-إجازة ان لم يكن سماعا-قال: أخبرنا أبو الحسين عبد الجبار قال: قال لنا أبو الحسن العتيقي: قال لنا محمد بن العباس بن حيويه:

قال لنا علي بن الحسين بن حرب القاضي: قال لي سري السقطي: لا يقوى على ترك الشبهات إلا من ترك الشهوات.

أخبرنا أبو علي حسن بن أحمد بن يوسف الأوقي قال: أخبرنا أبو طاهر السلفي قال: أخبرني أبو بكر أحمد بن علي بن الحسين بن زكريا الصوفي قال:

أخبرنا والدي أبو الحسن علي بن الحسين قال: حدثنا أبو أسعد أحمد بن محمد الماليني قال: سمعت أبا حفص عمر بن أحمد بن عثمان يقول: سمعت علي بن الحسين بن حربويه يقول: سمعت السري السقطي يقول: لا يقوى على ترك الشهوات إلا بترك الشبهات.

أخبرنا عمر بن محمد الدارقزي-فيما أذن لنا في روايته عنه-قال: أخبرنا محمد بن عبد الملك قال: أخبرنا أحمد بن علي قال: أخبرنا سلامة بن عمر النصيبي

(1)

- الرسالة القشيرية:11.

ص: 4220

قال: أخبرنا أحمد بن جعفر القطيعي قال: حدثنا العباس بن يوسف قال: حدثني سعيد بن عثمان قال: سمعت السري بن مغلس قال: غزوت راجلا، فنزلنا خربة للروم، فألقيت نفسي على ظهري ورفعت (238 - و) رجلي على جدار، فإذا هاتف يهتف بي: يا سري بن مغلس هكذا تجلس العبيد بين يدي أربابها.

أنبأنا أبو اليمن الكندي قال: أخبرنا أبو منصور القزاز قال: أخبرنا أبو بكر الخطيب قال: أخبرنا أبو نعيم الحافظ قال: سمعت محمد بن علي بن حبيش يقول:

سمعت عبد الله بن شاكر يقول: قال سري السقطي: صليت وردي ليلة ومددت رجلي في المحراب، فنوديت: يا سري كذا تجالس الملوك؟ قال: فضمت إليّ رجلي ثم قلت: وعزتك لا مددت رجلي أبدا

(1)

.

أخبرنا أبو علي حسن بن أحمد-قراءة مني عليه-قال أخبرنا أحمد بن محمد الاصبهاني قال: أخبرنا أبو بكر بن أبي الحسن الصوفي قال: أخبرنا والدي أبو الحسن بن الحسين قال: حدثنا أحمد بن محمد الهروي قال: سمعت أبا بكر محمد بن أحمد بن الفيض يقول: سمعت علي بن عبد الحميد الغضائري يقول:

جئت الى سري بن المغلس السقطي لأقرأ عليه شيئا، فدققت عليه الباب، فسمعته من داخل وهو يقول: اللهم من شغلني عنك فاشغله بك ثم فتح الباب وقعد، فأخذت أقرأ عليه، فقال: إن هذه أغلال، إن هذه أغلال.

وفي غير هذه الرواية قال علي بن عبد الحميد: كان من بركة دعائه أني حججت أربعين حجة على رجلي من حلب ذاهبا وراجعا.

أخبرنا عمي أبو غانم محمد بن هبة الله قال: أخبرنا أبو الفتح بن حمويه، ح.

وأنبأتنا زينب بنت عبد الرحمن قالا: أخبرنا أبو الفتوح الشاذياخي، ح.

وأخبرنا أبو النجيب بن عثمان-مكاتبة-قال: أخبرنا أبو الاسعد بن عبد الواحد قالا: أخبرنا أبو القاسم (238 - ظ) القشيري قال: سمعت محمد بن الحسين رحمه الله يقول: سمعت محمد بن الحسين الخشاب يقول: سمعت جعفر

(1)

- تاريخ بغداد:9/ 187 - 188.

ص: 4221

ابن محمد بن نصير يقول: سمعت الجنيد يقول: سمعت السري يقول: أعرف طريقا مختصرا، قصدا الى الجنة، فقلت له: ما هو؟ فقال: لا تسل من أحد شيئا، ولا تأخذ من أحد شيئا، ولا يكون معك شيء تعطي أحدا

(1)

.

قال أبو القاسم القشيري: وسمعته-يعني أبا عبد الرحمن-يقول: سمعت سعيد بن أحمد يقول: سمعت عباس بن عصام يقول: سمعت الجنيد يقول: سمعت السري يقول: إن الله سلب الدنيا عن أوليائه، وحماها عن أصفيائه، وأخرجها من قلوب أهل وداده، لأنه لم يرضها لهم.

وقال القشيري: سمعت أبا عبد الله الصوفي يقول: سمعت أبا الطيب السامري يقول: سمعت الجنيد يقول: سمعت السري يقول: مارست كل شيء من أمر الزهد، فنلت منه ما أريد، إلا الزهد في الناس، فإني لم أبلغه ولم أطقه

(2)

.

أخبرنا أبو القاسم عبد الله بن الحسين الانصاري قال: أخبرنا أحمد بن محمد ابن أحمد الحافظ -إذنا إن لم أكن سمعته منه-قال: أخبرنا أبو الحسين المبارك ابن عبد الجبار الصيرفي، بانتخابي من أصول سماعه قال: سمعت أبا الحسن أحمد ابن محمد بن أحمد العتيقي يقول: سمعت محمد بن العباس بن حيويه يقول:

سمعت القاضي أبا عبيد بن حربويه يقول: سمعت السري السقطي يقول: من أحسن ظنه بالله استراح قلبه.

أخبرنا الشريف أبو هاشم (239 - و) عبد المطلب بن الفضل-قراءة عليه وأنا أسمع-قال: أخبرنا أبو سعد السمعاني-إجازة إن لم يكن سماعا-قال:

أخبرنا أبو مطيع أحمد بن محمد القاضي بمرو قال: أخبرنا عبد الرحمن بن محمد السرخسي قال: حدثنا أبو بكر محمد بن القاسم الصفار-إملاء-قال: سمعت الاستاذ أبا سعيد عبد الملك بن أبي عثمان الواعظ قال: سمعت أبا الحسن علي بن محمد بن يزيد الحلبي القاضي بمصر قال: سمعت عمي يقول: سمعت الغضائري

(1)

- الرسالة القشيرية:10.

(2)

-ليس بالرسالة القشيرية المطبوعة.

ص: 4222

يقول: قال السري بن المغلس: ترى أنت ترجو، ولو رجوت لطلبت، ترى أنك تخاف، ولو خفت لهربت.

أخبرنا أبو علي حسن بن ابراهيم بن دينار المنادي بالقاهرة قال: أخبرنا أبو طاهر السلفي عن أبي بكر الشيروي قال: حدثنا أبو عبد الله محمد بن ابراهيم بن عبدان الكرماني قال: سمعت أبا عبد الله محمد بن عبد الله الصوفي بشيراز يقول:

سمعت الكناني يقول: سمعت الجنيد يقول: سألت السري السقطي: متى ينتفع المتعلم بعلمه؟ قال: إذا طلب من عين الصفا، قلت للجنيد: ما عين الصفا؟ قال:

لا يريد به غير معرفة الله وطاعته.

أخبرنا أبو محمد عبد الرحمن بن عبد الله بن علوان الاسدي عن أبي عبد الرحمن بن محمد الكشميهني، ح.

وأخبرنا علي بن عبد المنعم بن علي بن بركات قال: أخبرنا يوسف بن آدم المراغي قالا: أخبرنا أبو بكر محمد بن منصور السمعاني الامام قال: أخبرنا أبو الحسن علي بن عبد الملك بن محمد بن شاذان الأنصاري قال: أخبرنا والدي قال:

سمعت (239 - ظ) أبا نصر السراج الصوفي يقول: سمعت جعفر بن نصير يقول:

سمعت الجنيد يقول: سمعت السري السقطي يقول: احذر أن لا تكون ثناء منشورا، وعيبا مستورا.

أخبرنا أبو هاشم عبد المطلب بن الفضل الهاشمي قال: أخبرنا أبو شجاع عمر ابن أبي الحسن البسطامي قال: حدثنا أبو عبد الله يحيى بن أحمد البنّاء من لفظه قال: أبو عبد الله محمد بن فاشاذة

(1)

القاضي الأصبهاني، ح.

وأخبرنا أبو علي حسن بن أحمد الأوقي-قراءة مني عليه-قال: أخبرنا الحافظ أبو طاهر أحمد بن محمد السّلفي قال: أخبرنا أبو بكر أحمد بن علي بن الحسين بن زكريا الطريثيثي قال: أخبرنا والدي قالا: أخبرنا أبو سعد أحمد بن محمد بن عبد الله الماليني. قال الطريثيثي: لفظا. قال: سمعت أبا الحسن علي بن ابراهيم البغدادي يقول: سمعت الجنيد-وزاد ابن فاذشاه: ابن محمد يقول:

(1)

-كذا وأورده من قبل ثم من بعد «فاذشاه» .

ص: 4223

دخلت على سري السقطي فقال لي: يا أبا القاسم حتى متى لا تطوي فرش المرضى- وزيد الطريثيثي: عنك فرش المرضى-وحتى متى لا تستريح من عبادة الهلكى، وحتى متى لا تنفع فيك أدوية الأطباء، يا أبا القاسم اجعل قبرك خزانتك، وقدم إليها أحسن ما تقدر عليه حتى إذا دخلت الى الخزانة، سرّك ما قدمت إليها.

أخبرنا أبو القاسم الحسين بن هبة الله بن صصرى الدمشقي بها قال: أخبرنا أبو يعلى بن كروّس السّلمي قال: حدثنا أبو الفتح نصر بن ابراهيم (240 - و) المقدسي قال: أخبرنا أبو منصور خزرون بن الحسن الرملي قال: حدثنا أبو بكر محمد بن بكر: أن الطرسوسي قال: حدثنا أحمد بن محمد بن زكريا قال: حدثنا أبو طاهر بن كثير قال: حدثنا أحمد بن ابراهيم بن عنبر قال: سمعت سري بن المغلس يقول: العلم يهتف بالعمل فإن أجابه وإلاّ ارتحل.

أخبرنا أبو القاسم بن رواحة قال: أخبرنا أبو طاهر السّلفي-إجازة إن لم يكن سماعا-قال: أخبرنا أبو الحسين بن الطيوري قال: سمعت أبا الحسن -يعني العتيقي-يقول: سمعت أبا عمر-يعني ابن حيّويه-يقول: سمعت أبا عبيد بن حربويه يقول: سمعت سري السقطي يقول: من مرض فلم يتبب فهو كمن عولج فلم يبرأ.

ص: 4224

بسم الله الرحمن الرحيم

وبه توفيقي

:

أخبرنا عمي أبو غانم محمد بن هبة الله بن أبي جرادة قال: أخبرنا أبو الفتح عمر بن علي بن حمويّه، ح.

وأنبأتنا زينب بنت عبد الرحمن قالا: أخبرنا أبو الفتوح الشاذياخي، ح.

وأخبرنا أبو النجيب القارئ مكاتبة قال: أخبرنا أبو الأسعد بن عبد الواحد قالا: أخبرنا أبو القاسم القشيري قال: سمعت الشيخ أبا عبد الرحمن السّلمي رحمه الله يقول: سمعت أبا عمر الأنماطي يقول: سمعت الجنيد يقول: ما رأيت أعبد من السري، أتت عليه ثمان وتسعون سنة، ما رؤي مضطجعا ولا في علة الموت، ويحكى عن السري أنه قال: التصوف اسم لثلاثة معان: وهو الذي لا يطفئ نور معرفته ونور ورعه، ولا يتكلم بباطن في علم ينقضه عليه ظاهر الكتاب ولا تحمله الكرامات على هتك أستار محارم الله

(1)

.

أخبرنا والدي أبو الحسن أحمد، وعمي أبو غانم محمد ابنا هبة الله بن محمد، وأبو عبد الله محمد بن غسان بن غافل بن نجاد الأنصاري، وأبو البركات الحسن ابن محمد بن الحسن، والسالار بهرام بن محمود بن بختيار الأتابكي، وولده محمد قالوا: أخبرنا أبو المظفر سعيد بن سهل بن محمد الفلكي قال: حدثنا أبو الحسن علي بن أحمد بن محمد المديني قال: سمعت الامام (242 - و) أبا منصور عبد القاهر بن طاهر بن محمد التميمي البغدادي رحمه الله يقول: سمعت أبي يقول:

سمعت جعفر بن محمد يقول: سمعت الجنيد يقول: سمعت السري السقطي يقول:

وسئل عن التصوف فقال: الإعراض عن الخلق، وترك الاعتراض على الحق.

(1)

- الرسالة القشيرية:10.

ص: 4225

أخبرنا أبو علي حسن بن أحمد الصوفي قال: أخبرنا أحمد بن محمد الحافظ قال: أخبرني أبو بكر أحمد بن علي بن الحسين الطريثيثي قال: أخبرنا أبي قال:

حدثنا أبو سعد أحمد بن محمد الهروي قال: أخبرنا أبو الحسن علي بن الحسين ابن بندار قال: أخبرنا علي بن عبد الحميد قال: سمعت السري السقطي يقول:

عجبت لمن ينشد ضالته وقد أضل نفسه، وعجبت لمن سافر في طلب الارباح، ولن يربح تاجر مثل نفسه.

وقال: حدثنا أبو سعد الهروي قال: أخبرنا أبو العباس أحمد بن محمد بن هارون البرذعي قال: سمعت المرتعش يقول: قال لي الجنيد: قال لي سري:

احفظ عني يا غلام: إن المعرفة ترفرف على القلب، فإن كان فيه الحياء وإلاّ ارتحلت.

أخبرنا علي بن عبد المنعم بن علي بن بركات المنبجي قال: أخبرنا أبا يوسف بن آدم المراغي، ح.

وأخبرنا أبو محمد عبد الرحمن بن عبد الله بن علوان الأسدي قال: أخبرنا أبو عبد الرحمن محمد بن محمد الكشميهني-إجازة-قالا أنبأنا أبو بكر محمد بن منصور السمعاني قال: أخبرنا أبو القاسم علي بن الحسين بن عبد الله الربعي قال: أخبرنا أبو الحسن محمد بن محمد بن مخلد قال: حدثنا جعفر بن محمد بن نصير الخلدي قال: حدثنا الجنيد (242 - ظ) بن محمد قال:

أرسلني سري رحمه الله في حاجة، فأبطأت عليه، فقال لي: إذا أرسلك من يتكلم في موارد القلوب في حاجة فلا تبطئ عليه، فإن قلوبهم لا تحتمل الانتظار.

أنبأنا أبو اليمن زيد بن الحسن قال: أخبرنا أبو منصور القزاز قال: أخبرنا أبو بكر أحمد بن علي الخطيب قال: أخبرنا أبو نعيم الحافظ قال: أخبرنا جعفر الخلدي-في كتابه-قال: سمعت الجنيد بن محمد يقول: كنت يوما عند السري بن المغلس، وكنا خاليين، وهو متزر بمئزر، فنظرت الى جسده كأنه جسد سقيم دنف مضنى، كأجهد ما يكون، فقال: انظر الى جسدي هذا، لو شئت أن أقول أن ما بي هذا من المحبة، كان كما أقول، وكان وجهه أصفر ثم أشرق حمرة،

ص: 4226

حتى تورد، ثم اعتلّ فدخلت عليه أعوده، فقلت له كيف تجدك؟ فقال:

كيف أشكوا الى طبيبي ما بي

والذي بي أصابني من طبيبي

فأخذت المروحة أروّحه، فقال لي: كيف يجد روح المروحة، من جوفه يحترق من داخل ثم أنشأ يقول:

القلب محترق والدمع مستبق

والكرب مجتمع والصبر مفترق

كيف القرار على من لا قرار له

مما جناه الهوى والشوق والقلق

يا رب إن كان شيء فيه لي فرج

فامنن عليّ به ما دام بي رمق

(1)

أخبرنا أبو هاشم عبد المطلب بن الفضل الهاشمي-بقراءتي عليه-قال: أخبرنا عمر بن أبي (243 - و) الحسن البسطامي قال: قرأت على أبي بكر الشيروي أخبركم أبو سعيد بن أبي الخير قال: سمعت أبا علي زاهر قال: سمعت أبا الحسن علي بن المثنى بأستراباذ

(2)

يقول: سمعت جعفر بن محمد بن نصير الخلدي يقول:

سمعت الجنيد يقول: دخلت على السري في مرضه الذي مات فيه فقلت له: كيف تجدك يا شيخ؟ قال: عبد مملوك لا يقدر لنفسه شيئا، فأخذت المروحة لأروحه فقال: دعني كيف أتروح بريح المروحة، فأحشائي تحترق، فقلت له، أوصني أيها الشيخ قال إياك وصحبة العوام فقلت له: زدني، قال: فرفع رأسه إليّ بعد ما طأطأه وقال: لا تشتغل عن صحبة الله بصحبة الأخيار فقلت له: لو سمعت منك هذه الكلمة من قبل لما صحبتك.

وأخبرنا أبو هاشم بن الفضل أيضا قال: أخبرنا أبو سعد عبد الكريم بن محمد السمعاني قال: أخبرنا أبو حفص عمر بن علي بن البختري بنوقان قال: حدثنا أبو على اسماعيل بن علي الجاجرمي بنيسابور قال: سمعت أبا سعيد بن أبي الخير، شيخ زمانه، يقول: سمعت أبا الحسن علي بن المثنى بأستراباذ فذكر مثله.

(1)

-لم يرد هذا الخبر والشعر في حلية الأولياء، انظر تاريخ بغداد:19/ 191.

(2)

-بلدة كبيرة مشهورة أخرجت خلقا كثيرا من أهل العلم وهي من أعمال طبرستان. معجم البلدان.

ص: 4227

أخبرنا أبو هاشم بن أبي المعالي قال: أخبرنا أبو شجاع عمر بن أبي الحسن البسطامي، ح.

وأنبأنا أبو حفص عمر بن محمد بن طبرزد قالا: أخبرنا أبو منصور محمد بن عبد الملك قال: أخبرنا أبو بكر أحمد بن علي الحافظ قال: أخبرنا أبو نعيم قال:

أخبرنا جعفر الخلدي في كتابه قال: سمعت الجنيد بن محمد يقول: كنت أعود السري، في كل ثلاثة أيام، عيادة السنّة، فدخلت عليه وهو يجود بنفسه، فجلست عند رأسه فبكيت وسقط (243 - ظ) من دموعي على خده، ففتح عينيه ونظر إليّ، فقلت له: أوصني، فقال: لا تصحب الاشرار، ولا تشتغل عن الله بمجالسة الأخيار.

وقال: أخبرنا أبو شجاع البسطامي قال: أخبرنا أبو سعد بن أبي صادق قال:

أخبرنا أبو عبد الله بن باكويه قال: أخبرنا أبو الطيب بن الفرخان قال: أخبرنا الجنيد قال: دخلت على سري السقطي وهو في النزع، فجلست عند رأسه، فوضعت خدي على خده فدمعت عيناي، فوقع دمعي على خده، ففتح عينيه، فقال: من أنت؟ قلت: خادمك الجنيد، فقال: مرحبا، فقلت له: أيها الشيخ أوصني بوصية أنتفع بها بعدك، فقال: إياك ومصاحبة الأشرار، وأن لا تنقطع عن الله بصحبة الأخيار.

أخبرنا أبو المظفر عبد الكريم بن محمد-في كتابه إلينا من مرو-قال: أخبرنا أبو سعد محمد بن منصور الحرضي قال: حدثنا أبو بكر محمد بن يحيى المزكيّ قال: حدثنا أبو عبد الرحمن السلمي قال: سمعت أبا الحسن بن مقسم المقرئ ببغداد يقول: مات سري سنة إحدى وخمسين ومائتين.

أخبرنا حسن بن أحمد بن يوسف الأوقي-بالمسجد الأقصى-قال: أخبرنا أبو طاهر السّلفي قال: أخبرني أبو بكر أحمد بن علي الطريثيثي قال: أخبرنا أبي قال: حدثنا أبو سعد الماليني قال: سمعت أبا حفص عمر بن أحمد بن عثمان قال: أخبرنا أبو عبيد علي بن الحسين القاضي: توفي سري المغلس يوم الثلاثاء

ص: 4228

لثلاث خلون من شهر رمضان سنة ثلاث وخمسين ومائتين بعد أذان الفجر، ودفن بعد العصر.

أخبرنا زيد بن الحسن-إذنا-قال أخبرنا أبو منصور بن (244 - و) زريق قال: أخبرنا أبو بكر الخطيب قال: أخبرني الأزهري قال: قال لنا أبو عمر محمد بن العباس بن حيويه: قال لنا أبو عبيد علي بن الحسن بن حرب القاضي:

توفي أبو الحسن السري بن المغلس السقطي يوم الثلاثاء لست ليال خلون من شهر رمضان، سنة ثلاث وخمسين ومائتين، بعد أذان الفجر، ودفن بعد العصر.

قال الخطيب: وكان دفنه في مقبرة الشونيزي، وقبره ظاهر معروف والى جنبه قبر الجنيد

(1)

.

أخبرنا عمي أبو غانم محمد بن هبة الله بن أبي جرادة قال أخبرنا أبو الفتح عمر بن علي قال: أخبرنا أبو الفتوح بن شاه الشاذياخي قال: أخبرنا أبو القاسم عبد الكريم بن هوازن القشيري قال: مات السري سنة سبع وخمسين ومائتين

(2)

.

أخبرنا أبو المظفر عبد الرحيم بن أبي سعد في كتابه قال: أخبرنا أبو سعد الحرضي قال: حدثنا أبو بكر محمد بن يحيى المزكي-إجازة-قال: حدثنا أبو عبد الرحمن السلمي قال: أخبرني أبو زرعة-إجازة-قال: سألت الخلّدي قال:

سألت الجنيد عن موت السري، فقال: مات سنة سبع وخمسين ومائتين.

أخبرنا أبو اليمن زيد بن الحسن قال: أخبرنا أبو منصور القزاز قال: أخبرنا أبو بكر الخطيب قال: أخبرنا البرقاني قال: أخبرنا محمد بن العباس قال: سمعت أبا الحسين بن النرسي صديقنا قال: سمعت أبا عبيد بن حربويه يقول: حضرت جنازة سري السقطي، فسررت فحدثنا رجل عن آخر أنه حضر جنازة سري فلما كان في بعض الليالي رآه في النوم فقال: ما فعل الله بك؟ قال: غفر لي ولمن حضر جنازتي (244 - ظ) وصلى عليّ. قلت فإني ممن حضر جنازتك وصلى عليك، قال:

فأخرج درجا فنظر فيه، فلم ير لي فيه اسما، فقال: فقلت: بلى قد حضرت، قال:

فنظر فإذا اسمي في الحاشية

(3)

.

(1)

- تاريخ بغداد:9/ 129.

(2)

- الرسالة القشيرية:10.

(3)

- الخطيب البغدادي- المصدر نفسه.

ص: 4229

‌ذكر من اسمه سعادة

‌سعادة بن عبد الله بن أحمد بن علي:

أبو اليمن الحمصي الضرير، وكان يسمى أيضا سعيد، شاعر مجيد الشعر، سهل الألفاظ عذبها، قرأ الأدب بحمص على القاضي أبي البيان محمد بن عبد الرزاق ابن أبي حصين المعري، قاضي حمص، وسمع منه، وورد حلب في أوائل دولة الملك الظاهر غازي بن يوسف.

كتب عنه أبو اليسر شاكر بن عبد الله بن سليمان المعري الكاتب، وروى عنه ولده سالم بن سعادة الشاعر، شيئا من شعره، وأخبرني سالم بما يدل على أن مولد أبيه سعادة، في سنة تسع وعشرين وخمسمائة أو نحوها، وذكر لي أنه سمع بحمص من القاضي أبي البيان المعري، واشتغل عليه بالأدب قال: وصنف له أبو البيان مقدمة في النحو، وقدم حلب في أوائل دولة الملك الظاهر ومدحه بها.

أنشدني المهذب سالم بن سعادة بن عبد الله الحمصي بحلب قال: أنشدني أبي أبو اليمن سعادة بن عبد الله الحمصي لنفسه، في الملك الناصر صلاح الدين:

حيّتك أعطاف القدود ببابها

لما انثنت تيها على كشانها

(1)

وبما وقى العنّاب من تفاحها

وبما حماه اللاذ من رمانها

(245 - و)

من كل رانية بمقلة جؤذر

يبدو لنا هاروت من أجفانها

وافتك حاملة الهلال بصعدة

جعلت لواحظها مكان سنانها

حورية تسقيك جنة ثغرها

من كوثر أجرته فوق جمانها

نزلت بواديها منازل جلق

فاستوطنت في الفيح من أوطانها

(1)

-الكشنى: الكرسنة. القاموس.

ص: 4230

فالقصر فالشرفين فالمرج الذي

تحدو محاسنه على استحسانها

فجنات برزتها فيا طوبى لمن

أمسى وأصبح ساكنا بجنانها

بحدائق نظمت حلا أثمارها

نظم الحلي على طلى أغصانها

فكأنهن عرائس مجليّة

وكأنها الأقراط في آذانها

ومرابع تهدي الى سكانها

طيبا إذا نفحت على سكانها

أرجا لدى الغدوات تحسب أنه

مسك إذا وافاك من أردانها

فالنّور تيجان على هاماتها

والنور أثواب على أبدانها

والورق قينات على أوراقها

تفتن بالألحان في أفنانها

أحنوا الى الهضبات من أنشازها

لا بل الى الوهدات من غيطانها

وأحن من شوق الى ميطورها

(1)

وأهيم من توق الى لوّانها

وأبيت من وله وفرط صبابة

أبكي على ما فات من أزمانها

أيام كنت بها وكانت عيشتي

كالروضة الميثاء في أبّانها

والربوة الشماء جنتي التي

رضوان منسوب الى رضوانها

(245 - ظ)

دار هي الفردوس إلاّ أنها

أشهى من الفردوس عند غيابها

لنهود بركتها قدود رقصها

أبدا على المزموم من ألحانها

ومعاطف عطف النسيم قسيها

فهوت بنادقها على ثعبانها

دحيت كراة مياهها بصوالج

جالت فوراسهن في ميدانها

واعتد شاذروانها بعساكر

لمعت حواشيها على فرسانها

وتقلدت أجيادها بقلائد

نثرت نظائمهن فوق جرانها

وتضاحكت أفواهها بمباسم

تروى مراشفها صدى ظمآنها

بمروق صاف كأنّ زلاله

متدفق من راحتي سلطانها

(1)

-الميطور من قرى دمشق. معجم البلدان.

ص: 4231

قرأت بخط أبي اليسر شاكر بن عبد الله بن سليمان الكاتب، مما أنشده إياه سعادة الضرير بدمشق، للقاضي أبي البيان المعري، وكتبها إلى سعادة، وأخبرنا بها أبو اليمن زيد بن الحسن الكندي وغيره، عن القاضي أبي البيان محمد بن عبد الرزاق المعري، أنه كتب من شعره إلى سعادة الضرير يمدحه:

هم يحسدون سعيدا في قصائده

وليس يعزى إلى عى وتقصير

هو المفوّه والمنطيق واللسن

الفصيح في كل منظوم ومنثور

والمدره الحسن الألفاظ ضمنها

المعنى اللطيف صفا من كل تكدر

وليس أعمى الذي أضحت بصائره

تبدي له كل مخفي ومستور

سألت سالم بن سعادة عن وفاة أبيه فقال: في سنة إحدى وتسعين (246 - و) وخمسمائة، وبعد وفاة الملك الناصر بسنتين، وكان له من العمر اثنان وستون سنة.

‌سعادة بن عبد الله الخادم:

اللحياني المعروف بالقلانسي وبلقب يمن الدولة، وكان ذا لحية بيضاء ولهذا عرف باللحياني، وكأنه خصي بعد نبات لحيته، وكان فاضلا عالما دينا، ولي قلعة حلب في أيام الظاهر بن الحاكم، بعد أن قتل عزيز الدولة فاتك، في سنة ثلاث عشرة وأربعمائة.

قرأت في تاريخ أبي غالب همام بن المهذب المعري قال: وفيها يعني سنة ثلاث عشرة وأربعمائة وردت عساكر مصر، وزعيمهم سديد الدولة علي بن أحمد الضيف، فتسلم حلب من وفي الدولة بدر وولي صفى الدولة أبو عبد الله محمد بن علي بن جعفر بن فلاح، حلب ووليت القلعة خادما له بلحية بيضاء، لقبه يمن الدولة، وكان من أفاضل المسلمين فيه الدين والعلم

(1)

.

(1)

-انظر حول ولاية عزيز الدولة فاتك لحلب ثم مقتله سنة 413 هـ /1022 م كتابي أمارة حلب:50 - 55.

ص: 4232

‌ذكرى من اسمه سعد الله

‌سعد الله بن أسلم

أبو منصور الرحبي، أظنه من أهل الأدب، وكان بحلب، كتب عنه بعض أهلها بيتين من الشعر، فلا أدري هماله أو لغيره.

ظفرت بمجموع لبعض الحلبيين، وأظنه-والله أعلم-بخط أبي غانم بن الأغر فقرأت فيه: أنشدني أبو منصور سعد الله بن أسلم الرحبي بحلب، في رجب سنة اثنتين (246 - ظ) وسبعين-يعني-وأربعمائة:

يا ذا الذي بعذابي ظل مفتخرا

هل كنت إلاّ مليكا جار إذ قدرا

لولا الهوى لتجارينا على قدر

وان أفق منه يوما ما فسوف ترا

‌سعد الله بن صاعد

ابن المرّجا بن الحسين بن الخلاّل، أبو المرجّا، الكاتب الرحبي، من أهل رحبة مالك بن طوق، وكان كاتبا حسنا، من البيوت المشهورة بالرحبة، وتوجه منها إلى دمشق، وولي بها الوزارة للشيخ ناصر الدولة أبي محمد الحسن بن الحسين بن الحسن بن عبد الله بن حمدان، وقدم حلب معه حين قدمها ناصر الدولة وعاد معه إلى دمشق، فلما قبض المستنصر المستولي على مصر، على ناصر الدولة ابن حمدان، توجّه أبو المرجا إلى بغداد، وأقام بها.

وكان قد سمع بالرحبة أبا عبد الله محمد بن علي الصوري الحافظ، وبدمشق أبا الحسن محمد بن عوف بن أحمد بن محمد، وأبا المعمر المسدد بن علي الأملوكي، وأبا الحسن علي بن محمد بن ابراهيم الحنّائي وأبا القاسم عبد الرحمن بن عبد العزيز بن الطبيز الحلبي.

روى عنه أبو القاسم اسماعيل بن أحمد بن عمر بن السمرقندي، وأبو

ص: 4233

البركات هبة الله بن المبارك السقطي، وابن ابن أخته أبو القاسم هبة الله بن المسلم ابن نصر بن الخلال الرحبي، وسعد الخير بن محمد.

أخبرنا أبو المحاسن سليمان بن الفضل-في كتابه-قال: أخبرنا الحافظ أبو القاسم علي بن الحسن قال: أخبرنا أبو القاسم هبة الله بن المسلّم بن نصر الخلاّل (247 - و) الرحبي بها، وبدمشق، قال: أخبرنا خال أبي الشيخ أبو المرجا سعد الله بن صاعد بن المرجا بن الحسين الرحبي، قراءة عليه في ذي الحجة سنة سبع وثمانين وأربعمائة قال: أخبرنا أبو الحسن محمد بن عوف بن أحمد بن محمد ابن عبد الرحمن بن أبي عوف قال: حدثنا الحسن بن منير قال: حدثنا جعفر بن أحمد بن عاصم قال: حدثنا هشام بن عمّار قال: حدثنا شعيب-يعني-بن اسحاق قال: حدثنا سعيد عن قتادة عن أنس بن مالك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يضحي بكبشين أملحين أقرنين، يذبحهما بيده ويطأ على صفاحهما ويسمي ويكبر

(1)

.

أنبأنا أبو القاسم عبد الصمد بن محمد القاضي عن أبي القاسم بن السمرقندي قال: أنشدنا أبو المرجا سعد الله بن صاعد بن المرجا الرحبي، ويعرف بعميد الرؤساء، ببغداد قال: أنشدنا أبو عبد الله محمد بن علي الصوري الحافظ قال:

أنشدنا أبو العباس أحمد بن محمد بن زكريا النسوي قال: أنشدنا أبو الفضل عبيد الله بن عبد الرحمن قال: أنشدني أبو علي الحسن بن مالك التغلبي:

فلو أنني أخلصت لله نيتي

لأسعفني في كل أمر أريده

على أنني أصبحت بالله مؤمنا

وقد صح عندي وعده ووعيده

ولست بكفار أثيم بربه

ولكن مقرا زال عنه جحوده

فان ينتقم مني فأهل انتقامه

وان يعفو عني عفوه لا يؤوده

(247 - ظ) أنبأنا الحافظ أبو عبد الله محمد بن محمود بن النجار قال: قرأت بخط أبي عامر العبدري قال: سعد الله بن صاعد الرحبي، حدثنا عن ابن أبي عوف الصوري،

(1)

-أنظره في كنز المال:7/ 18116. تاريخ ابن عساكر:7/ 48 - و. ظ.

ص: 4234

وأبي الحسن الحنائي، وأبي معمر المسدد، وفي سماعه منهم عندي نظر، وفي القلب منه شيء، وما أراه يكذب أن شاء الله.

أخبرنا تاج الأمناء أبو الفضل أحمد بن محمد بن الحسن في كتابه قال: أخبرنا الحافظ أبو القاسم علي بن الحسن عمي قال: سعد بن صاعد بن المرجا بن الحسين أبو المرجا بن الخلال الرحبي، سمع بدمشق سنة ست وعشرين وأربعمائة، أبا الحسن محمد بن عوف وأبا القاسم عبد الرحمن بن عبد العزيز بن الطبيز، وأبا المعمر المسدد بن علي الأملوكي وأبا الحسن علي بن محمد بن ابراهيم الحنائي وبالرحبة أبا عبد الله محمد بن علي بن عبد الله الصوري الحافظ، وكانت له بدمشق دار في قصر النفيس، وهي المدرسة التي وقفها نور الدين رحمه الله، داخل باب الفرج على أصحاب الشافعي، وكان له حمام القصر أيضا، ودار أخرى خلف حمام العقيقي، حدثنا عنه ابن ابن اخته أبو القاسم هبة الله بن المسلم بن نصر الخلال

(1)

.

أجاز لنا أبو عبد الله محمد بن محمود بن النجار، الرواية عنه، وقال في تاريخه المجدد لمدينة السلام: سعد الله بن صاعد بن المرجا بن الحسين الخلال الرحبي أبو المرجا، الكاتب من أهل رحبة الشام، سمع بها أبا عبد الله محمد بن علي بن عبد الله الصوري، في سنة ثمان عشرة وأربعمائة، وسمع بدمشق في سنة ست وعشرين (248 - و) وأربعمائة من أبي الحسن محمد بن عوف بن أحمد بن محمد ابن عبد الرحمن بن أبي عوف، وأبي القاسم عبد الرحمن بن عبد العزيز بن الطبيز وأبي المعمر المسدد بن علي بن عبد الله الأملوكي، وأبي الحسن علي بن محمد بن محمد بن ابراهيم الحنائي، وكان كاتبا بليغا سديدا نبيلا بقية بيته.

ولي الوزارة لناصر الدولة أبي محمد الحسن بن حمدان فلما تم عليه من صاحب مصر ما تم، وهرب بأسبابه، ورد ابن صاعد هذا لبغداد واستوطنها الى حين وفاته، وكان ينزل بباب المراتب وحدّث، فروى عنه من أهل بغداد أبو البركات هبة الله ابن المبارك السقطي، وأبو القاسم اسماعيل بن أحمد بن السمرقندي.

(1)

-تاريخ دمشق لابن عساكر:7/ 48 - و.

ص: 4235

أنبأنا أبو اليمن زيد بن الحسن عن أبي الحسن سعد الخير بن محمد الأنصاري الأندلسي قال: أخبرني سعد الله بن صاعد أن مولده سنة خمس وأربعمائة.

أنبأنا أبو عبد الله بن النجار قال: قرأت بخط أبي عامر العبدري قال: توفي سعد الله بن صاعد ودفن يوم الاثنين الخامس والعشرين من شهر ربيع الآخر من سنة اثنتين وتسعين وأربعمائة بباب المراتب.

‌سعد الله بن عبد الله بن فائق:

أبو القاسم الحلبي الاستاذ، كان معلما بحلب وكان شاعرا، مدح نصر بن صالح في سنة ثمان وستين وأربعمائة، ذكر ذلك أبو عبد الله محمد بن علي العظيمي ولم أظفر (248 - ظ) بشئ من شعره.

‌سعد الله بن غنائم بن علي بن قانت:

أبو سعد الحموي المقرئ النحوي الضرير، رجل فاضل عارف بالقرآن والنحو قدم حلب وصحب بها الشيخ أبا الأصبغ عبد العزيز بن الطحان، وقرأ عليه القرآن ومهر في علم العربية، وصنف فيه كتابين أحدهما التبصرة والآخر

(1)

وقرأتهما عليه بحماة وكان قد تصدر بحماة لاقراء القرآن العظيم وعلم النحو، قال لي:

ونزلت بحلب في مدرسة ابن أبي عصرون النورية.

أنشدنا أبو سعد سعد الله بن غنائم النحوي الحموي بها لبعض الشعراء هذه الأبيات وهي تجمع العلل التسع المانعة من الصرف:

شيئان من تسعة في اسم اذا اجتمعا

لم يصرفاه وبعض القول تهذيب

جمع ووصف وتأنيث ومعرفة

وعجمة ثم عدل ثم تركيب

والنون زائدة من قبلها ألف

ووزن فعل وهذا القول تقريب

ووقع إليّ من شعر الشيخ أبي سعد النحوي هذه الأبيات، ولي منه إجازة:

إذا رزق الله الفتى ما يقوته

وسلّمه من فتنة وضلال

(1)

-فراغ بالاصل.

ص: 4236

وعافاه عن سقم وأصبح شاكيا

لرقة حال أو لقلة مال

فقل نعمه ان أنت أحكمت قيدها

بشكر وإلاّ آذنت بزوال

أخبرنا شيخنا أبو القاسم عبد الله بن رواحة أن الشيخ أبا سعد النحوي (249 - و) توفي ببعلبك ولم يذكر لي تاريخ وفاته، ثم أخبرني غيره أنه توفي في بعلبك في سنة أربع عشرة وستمائة تقديرا.

‌سعد الله-وقيل سعد أيضا-بن محمد:

ابن باقي بن عدي بن عمر، أبو القاسم بن أبي عبد الله العمري الحلبي من بيوت حلب التناء المعروفين بذلك، وكان يروي الحديث وله معرفة بالتاريخ، روى عنه الاستاذ أبو عبد الله محمد بن علي العظيمي.

قرأت بخط أبي عبد الله العظيمي، في حوادث سنة اثنتين وأربعين وأربعمائة، فيها مولد العمري الحلبي أبو القاسم سعد بن أبي عبد الله محمد بن باقي بن عدي ابن عمر لحقته في سنة أربع وثلاثين وخمسمائة، وهو يومئذ عمره نيفا وتسعين سنة، ويروى حزءا من الحديث عارف بالتواريخ قال: وعاش والده محمد أربعين سنة قال:

وعاش جده باقي مائة وعشرة، وجده عدي مائة وعشرة، وأخذ أملاكهم منهم.

وقرأت بخط العظيمي قال لي العمري سعد الله قال: مات جدي باقي، في دولة سابق بن محمود وعمره يومئذ مائة وعشرة سنين وله قد مات الى يومنا هذا وهو سنة أربع وثلاثين وخمسمائة، نيف وستين سنة، قال: كان عمري يومئذ نيف وثلاثين سنة قال: وكنت متزوجا ورزقت عدة أولاد وقال: حدثني هذا جدي أن والده عدي عاش أيضا مائة وعشر سنين وكذلك عاش والده عمر العمري (249 - ظ) مائة وعشرة وهو الذي قتله سيف الدولة بن حمدان وأخذ أملاكه، يعني الذي قتله سيف الدولة جده عدي، وكان لباقي سنتان وهو يرضع، وقال العظيمي: ونقلته من خطه الاملاك التي أخذها من العمري: الكدينة والبويبيه واصعى والزّغنة، وهذه الاملاك قرى بحلب ونقلته هكذا من خط العظيمي على لفظه العامي ولحن فيه.

ص: 4237

‌سعد الله-وقيل سعد-بن هبة الله بن نصر:

أبو الرجاء بن السرطان التغلبي الوزير الرحبي، من بني تغلب بن وائل، والسرطان الذي ينسب اليه هو جشم بن نائل بن زياد التغلبي، ويعرف بالسرطان وهو جدّ بيته، وكان مع علي عليه السلام بصفين، وقتل معه ودفن بالرقة.

وسعد الله هذا من بيت مشهور برحبة الشام، وأخوه أبو المجد كان من رؤساء هذا البيت، وتولى سعد وزارة حلب لأبي العز لؤلؤ الملكي لما استولى على حلب، وعزل ابن الموصول عن الوزارة.

قرأت بخط الرئيس حمدان بن عبد الرحيم الاثاربي، في أوراق وقعت إليّ من تاريخه قال: وفي آخر صفر، يعني من سنة سبع عشرة وخمسمائة، سلم بدر الدولة تدبير الوزارة بحلب الى الوزير شرف الدين أبي الرجاء سعد الله بن هبة الله بن نصر المعروف بابن السرطان، من أهل الرحبة، وهو من بني تغلب بن وائل من ولد نائل.

قلت: وهذا بدر الدولة هو سليمان بن عبد الجبار بن أرتق، كان عمه ايلغازي قد جعله نائبه في حلب فلما مات عمه استمر في مملكة حلب (250 - و) في سنة ست عشرة الى أن انتزعها منه ابن عمه بلك بن بهرام بن أرتق في سنة سبع عشرة، وهي السنة التي ولى فيها الوزارة أبا الرجاء بن السرطان وهذه الولاية، ولاية ثانية غير الاولى التي من لؤلؤ الملكي.

قرأت بخط عبد المنعم بن الحسن بن الحسين بن اللعيبه: حدثني الشيخ أبو الحسن علي بن ابراهيم الناتلي ببغداد، قال: كان شرف الدولة أبو المكارم مسلم ابن قريش نضر الله وجهه وروى رمسه، أخذ رهائن أهل الرحبة وحملهم الى الموصل وفي جملتهم أبو المجد بن سرطان، وتخلف بها أخوه أبو الرجاء سعد، فأنشدني أبو محمد بن ظافر بن البناء الرحبي لنفسه:

ما نلت مذ غاب أبو المجد

سعدا سوى التقبيل من سعد

وخلت أني مشتف باللما

فزادني وجدا على وجد

من منصفي منه وأخواله

قواعد للحلّ والعقد

ص: 4238

وجده القاضي فمن ذا الذي

يعدى اذا ما جئت استعدي

أبو الرجا أرجوه على جوره

والجور شأن الغلمة المرد

‌سعد الله بن أبي الفتح بن معالي بن الحسين:

أبو الفتح الطائي المنبجي، من أهل منبج وسكن حلب وصحب بها الشيخ أبا الحسن علي بن يوسف بن السكاك الفاسي مدة وانتفع بصحبته، ثم سافر من حلب الى خراسان واشتغل بشيء من علوم الأوائل، وخالط بها من أفسد حاله، ثم وصل الينا الى حلب وقد عاد الى (250 - ظ) الطريقة المثلى من الصلاح والخير، فأقام عندنا بحلب مدة، ثم توجه الى دمشق، فنفق على الملك الاشرف موسى بن الملك العادل أبي بكر بن أيوب، وخالطه وعمل فيه أشعارا كثيرة، وعمل كتابا يتضمن فصولا من كلامه في الحقيقة والحكمة، كتبته له بخطي وقرأته عليه، وأهداه الى الملك الاشرف، وعاد بعد توجهه الى دمشق، الى حلب سنة سبع وعشرين وستمائة ثم عاد الى دمشق وانقطع في المسجد الجامع، يعبد الله في المنارة الشرقية، الى أن احترقت، فانتقل الى مقصورة الحنفية التي في شمالي الجامع وشرقيه، فأقام فيها يعبد الله تعالى الى أن مات.

اجتمعت به بحلب وبدمشق، وأنشدني من شعره كثيرا، وسمعت منه فصولا من كلامه، وكان سمع بهراة أبا روح عبد المعز بن محمد بن أبي الفضل الهروي، وحدث عنه بدمشق بأجزاء من مسند أبي يعلى، وكان فاضلا عالما حسن الاخلاق قال لي: لما سافرت الى العجم خرجت عن الدين بالكلية، وكنت قد اشتغلت بشيء من علوم الاوائل، ثم منّ الله عليّ بعد ذلك، ببركة صحبتي الشيخ أبا الحسن الفاسي رحمه الله فعدت الى الاسلام ولله الحمد.

وكان قد روى أبياتا ببغداد، عن الشيخ أبي الحسن، كتبها عنه رفيقنا أبو عبد الله بن النجار، ذكرناها في ترجمة علي فيما يأتي ان شاء الله تعالى، أنشدنا الشيخ سعد الله بن أبي الفتح بن معالي المنبجي لنفسه في الزهد:

ص: 4239

ذكّر النفس بالمعاد وخذها

في طريق سهل قريب تذكر

لا تريها شيئا سوى الله فيها

إنها إن رأت سوى الله تخمر

وإذا ما رأت كبيرا سواه

يطبيها فقل لها الله أكبر

(251 - و)

لا يغرنك كثرة الضعف منها

في ثلاث سبعون في الضعف أكثر

إنما الشيخ والصبي إناء فيه

ماء صاف وماء مكدر

غيّر الشيخ صورة الحق فيه

وهي عند الصبي لم تتغير

هوّن الامر وابسط الكف بسطا

وسطا صالحا وخذ ما تيسر

واشكر الله في القليل تكن في

عقب الأمر بالكثير مظفّر

(251 - ظ) وذكر الحافظ أبو عبد الله محمد بن محمود بن النجار في تاريخه المجدد لمدينة السلام، الذي ذيل به تاريخ أبي بكر الخطيب، وأجاز لي روايته عنه، قال: سعد الله ابن أبي الفتح بن معالي بن الحسين الفقير، من أهل منبج، قدم علينا بغداد حاجا في صفر سنة خمس وستمائة، ورأيته عند شيخ الشيوخ عبد الواحد بن سكينة، وهو شاب له أكثر من ثلاثين سنة، على هيئة الفقراء، وقدم التجريد، وله كلام حسن، وفيه ظرف ولطف وحسن أخلاق، وقد خدم (252 - و) المشايخ والصالحين، وتخلق بأخلاقهم، فاستنشدته شيئا، فأنشدني مقطعات علقتها عنه وعاد وخالط الملك الاشرف موسى بن الملك العادل أبي بكر بن أيوب، قال: أنشدني سعد الله ابن أبي الفتح المنبجي ببغداد، في رباط أبي سعد الصوفي قال: أنشدني أبو الحسن ابن السكّاك الفاسي، فذكر إنشادا عن شيخه ابن العريف المغربي.

توفي سعد الله المنبجي في يوم الثلاثاء، السابع والعشرين من ذي الحجة من سنة احدى وخمسين وستمائة بدمشق، ودفن بمقابر الصوفية على الشرف القبلي وكان قد قارب الثمانين.

ص: 4240

‌ذكر من اسمه سعد:

‌سعد بن ابراهيم بن عبد الرحمن بن عوف:

ابن عبد عوف بن عبد بن الحارث بن زهرة بن كلاب، أبو اسحاق، وقيل أبو ابراهيم القرشي الزهري المدني، قاضي المدينة، قدم الرصافة على هشام بن عبد الملك، مع جماعة سيّرهم إليه يوسف بن عمر بسبب مال ادعاه عليهم يزيد بن خالد بن عبد الله القسري، لما نكب هشام خالدا، وذكر أن لخالد القسري عندهم ودائع، وكان بالرصافة في سنة إحدى وعشرين ومائة.

وقد قيل إن الذي سيّره يوسف بن عمر، ابراهيم بن سعد بن عبد الرحمن وقد تقدم ذكره.

حدّث سعد عن أبيه ابراهيم وعن أنس بن مالك وعبد الله بن عمر، وعبد الله ابن جعفر، وأبي أمامة بن سهل بن حنيف وعمّه حميد بن عبد الرحمن بن عوف، وعروة بن الزبير، وابراهيم بن عبد الله (252 - ظ) بن قارظ وحفص بن عاصم بن عمر بن الخطاب، والحكم بن مينا، ومحمد بن حاطب بن أبي بلتعة، ونافع مولى عبد الله بن عمر، وعبيد الله بن عبد الله بن عتبة، وأبي عبيدة بن عبد الله بن مسعود، وسعيد بن المسيب، وأبي سلمة بن عبد الرحمن، والقاسم بن محمد بن أبي بكر الصديق.

روى عنه ابنه ابراهيم بن سعد، وسفيان بن سعيد الثوري، وسفيان بن عيينة، وشعبة بن الحجاج، ومسعر بن كدام، وأيوب السختياني ومنصور بن المعتمر، وعبد الله بن جعفر المخرمي، ويحيى بن سعيد الأنصاري وقيس بن عبد الرحمن بن أبي صعصعة، وموسى بن عقبة الأسدي، وأخوه صالح بن ابراهيم، ومحمد بن عجلان، ومالك بن أنس وابراهيم بن الجنيد.

وولي شرطة المدينة وقضاءها، وأمه أم كلثوم بنت سعد بن أبي وقاص.

ويعرف بسعد الأكبر.

أخبرنا أبو اليمن زيد بن الحسن الكندي-قراءة عليه وأنا اسمع-قال:

ص: 4241

أخبرنا أبو الحسن طلحة بن عبد السلام سبط أبي القاسم المهرواني قال: أخبرنا القاضي أبو يعلى محمد بن الحسين بن محمد بن الفراء قال: أخبرنا أبو الحسن علي ابن معروف بن محمد البزاز قال: حدثنا ابراهيم بن عبد الصمد قال: حدثنا محمد ابن الوليد قال: حدثنا يعقوب بن ابراهيم قال: حدثنا أبي عن أبيه عن عبد الله بن جعفر قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يأكل القثاء بالرطب

(1)

. (253 - و)

أنبأنا أبو علي حسن بن أحمد بن يوسف قال: أخبرنا أبو طاهر أحمد بن محمد السّلفي قال: أخبرنا المبارك بن عبد الجبار قال: أخبرنا أبو الحسن الحربي قال:

أخبرنا أبو محمد الصفار قال: أخبرنا عبد الباقي بن قانع قال: سنة خمس وخمسين وفيها ولد سعد بن ابراهيم بن عبد الرحمن بن عوف. (254 - و).

(1)

-انظر كنز العمال:7/ 18196.

ص: 4242

بسم الله الرحمن الرحيم

وبه توفيقي

‌سعد بن ابراهيم الشيباني:

الأسعردي الكاتب، وتلقب بالمجد، شاعر مجيد قدم حلب وحماة وذكره العماد أبو عبد الله محمد بن محمد الكاتب في ذيل الخريدة، وروى عنه شيئا من شعره.

قرأت بخط أبي عبد الله محمد بن محمد الكاتب: المجد، الكاتب الأسعردي سعد بن ابراهيم الشيباني، كان يتردد الى الشام مع أمراء ديار بكر عند وصولهم في نجدة الإسلام، ثم انقطع عنهم بدمشق الى ظل الملك الناصر صلاح الدين، وأهدى إليه قصائد، وهدى بها مقاصد، وأمر باستخدامه في بعض مهامه، وهو الى سادس شهر ربيع الآخر سنة سبع وثمانين وخمسمائة، عند تعليقي هذه اللمعة، وتشنيفي من إحسان بلاغته هذه السمعة، مقيم بالعسكر المنصور على عكا، وهو أحدّ خاطرا من أهل مدرته وأحكى، ومما أنشدنيه لنفسه في جامع دمشق:

لما رأى الجامع أمواله

مأكولة ما بين نوابه

جن فمن خوف عليه غدا

مسلسلا في كل أبوابه

قال: وانشدني في ذمّ حمّام:

رأيت لحمامكم سّتة

يظل لها كل طلق عبوسا

هواء تجمد منه الرءوس

وماء يذيب الكلى والنفوسا

(259 - و)

وسقف يدرّ كفيض الغمام

وأرض تمانع عنها الجلوسا

وطين تغرغر منه الحلوق

وعشوا يمنح روحا خسيسا

ص: 4243

وقد كان في العرف سمط الج

داء فلم صرتم تسمطون التيوسا

قال: وأنشدني لنفسه في البراغيث:

لو تراني والبراغيث بجنبي يعبثونا

خلت أني نائم في بيدر البزر قطونا

وقال: وكتب إلي بخطه من جملة قصيدة كتبها الى بعض أصدقائه الحكماء بديار بكر وهو بحماه:

شائم برقكم بأرض الشآم

ذو هيام بكم ودمع هام

ذاكر في حماة إلفا حماه

بعده أن يذوق طعم المنام

كلما عنّ ذكركم وجرى

العاصي حكاه بأدمع في السجام

ومنها:

ساعدونا ولو بطيف خيال

إن سمحتم لمقلة بمنام

فعسانا نشكو الى الطيف في

الا لمام منا لواعج الآلام

لا وحق الوصال بعد صدود

وعتاب في حبكم وملام

وليال ولّت وولّت على

الأجسام حكم الغرام والأسقام

لا رنا ناظري ولا مال سمعي

لسواكم ولا الى اللوام (259 - ظ)

حبّذا أنتم إذ العيش صاف

والجفا غير نافذ الاحكام

‌سعد بن الحارث بن الصمة:

ابن عمرو بن عتيك بن عمرو بن مبذول، وهو عامر بن مالك بن النجار الأنصاري النجاري، صحب النبي صلى الله عليه وسلم، وشهد يوم حنين والمشاهد كلها بعدها، وشهد صفين مع علي رضي الله عنه فقتل بها، وكان أبوه الحارث بن الصمّة من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، وأمه أم الحكم، وهي أخت خولة بنت عقبة بن رافع الأوسي.

أنبأنا أبو اليمن زيد بن الحسن قال: أخبرنا أبو بكر محمد عبد الباقي الأنصاري-إجازة إن لم يكن سماعا-قال: أخبرنا أبو محمد الجوهري قال:

أخبرنا أبو عمر بن حيوية قال: حدثنا أبو الحسن بن معروف قال: أخبرنا الحسين

ص: 4244

ابن فهم قال: حدثنا محمد بن سعد قال: وكان للحارث بن الصمّة من الولد:

سعد، قتل يوم صفين مع علي بن أبي طالب رحمة الله عليه، وأمه أم الحكم، وهي أخت خولة بنت عقبة بن رافع بن امرئ القيس بن زيد بن عبد الأشهل بن جشم من الأوس.

وقال محمد بن سعد: وقد صحب سعد بن الحارث أيضا النبي صلى الله عليه وسلم، وشهد مع علي بن طالب صفين وقتل يومئذ

(1)

.

أخبرنا أبو الحسن علي بن المفضل المقدسي الحافظ في كتابه عن أبي القاسم بن بشكوال قال: أخبرنا أبو محمد بن عتاب وأبو عمران بن أبي تليد-إجازة- قالا: أخبرنا أبو عمر بن عبد البر قال: أخبرنا خلف بن القاسم (260 - و) قال:

أخبرنا سعيد بن عثمان بن السكن قال في ذكر أبي جهيم بن الحارث بن الصمة ابن عمرو بن عتيك بن عمرو بن مبذول الأنصاري له صحبة ورواية، وأخوه سعد ابن الحارث شهد صفين مع علي وقتل يومئذ والله أعلم.

أخبرنا أبو الفتوح نصر بن أبي الفرج الحصري-في كتابه إلينا من مكة-قال:

أخبرنا أبو محمد عبد الرحمن بن عبد العزيز بن ثابت قال: أخبرنا أبو عمر يوسف ابن عبد الله بن عبد البر النمري قال: سعد بن الحارث بن الصمة قد ذكرنا نسبه في باب أبيه، صحب النبي صلى الله عليه وسلم، وشهد مع علي صفين وقتل يومئذ وهو أخو أبي جهيم بن الحارث بن الصمة.

وقال أبو عمر في نسب أبيه: الحارث بن الصمة بن عمرو بن عتيك بن عمرو بن عامر، وعامر هذا يقال له مبذول بن مالك بن النجار

(2)

.

‌سعد بن حماد:

أبو العلاء المعري، شاعر كان بمعرة النعمان، وقفت له في مراثي بني المهذب على أبيات يرثي بها أخت الشيخ أبي صالح محمد بن المهذب وهي:

(1)

- طبقات ابن سعد:3/ 508.

(2)

- الاستيعاب لان عبد البر على هامش الاصابة:2/ 39،1/ 298.

ص: 4245

عجبت وما يأتي به الدهر أعجب

لصرف زمان بالورى يتقلب

شباب وشيب واكتهال وصبوة

وكل لعمري لا محالة يذهب

(260 - ظ)

وإن المنايا غاية الناس كلهم

وليس لمن خلف المنيّة مهرب

وإن التي في الترب غيب شخصها

لها في نصاب المجد فرع ومنصب

توت حين ترجى أن تعيش بغبطة

وفاتت فلم يدرك لها الدهر مطلب

فإن بعدت عن قرب عهد فإنها

إلى الله بالتقوى وبالخير تقرب

سقى الغاديات الغر ماء لقبرها

وصلى عليها الله ما لاح كوكب

ووقت بها الأيام من طارق الردى

أباها ومن يدعى إليه وينسب

فليس يحل الدهر يوما بأهله

إذا سيّد أودى وعاش المهذب

‌سعد بن زيد بن وديعة:

ابن عمرو بن قيس بن جزي بن عدي بن مالك بن سالم الحبلى بن غنم بن عوف بن الخزرج الأنصاري الخزرجي من بني الحبلى، قيل إن له صحبة، وأنه شهد خيبر مع النبي صلى الله عليه وسلم والمشاهد بعدها. وكان مع علي رضي الله عنه بصفين.

أنبأنا أبو حفص عمر بن محمد بن طبرزد قال: أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي الأنصاري-إجازة إن لم يكن سماعا-قال: أخبرنا أبو محمد الجوهري قال: أخبرنا أبو عمر بن حيويه قال: حدثنا أبو الحسن بن معروف الخشاب قال:

حدثنا محمد بن سعد في تسمية الأنصار الذين شهدوا بدرا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم: زيد بن وديعة بن عمرو بن قيس بن جزي بن عدي بن مالك بن سالم الحبلى، وكان سعد بن زيد بن وديعة قد قدم العراق في خلافة عمر بن الخطاب ونزل بعقر قوف (261 - و) هذه، فصار ولده بها يقال لهم: بنو عبد الواحد بن بشير ابن محمد بن موسى بن سعد بن زيد بن وديعة وليس بالمدينة منهم أحد

(1)

.

(1)

- طبقات ابن سعد:3/ 543.

ص: 4246

أنبأنا أبو اليمن زيد بن الحسن قال: أخبرنا أبو منصور القزاز قال: أخبرنا أبو بكر الخطيب قال: سعد بن زيد بن وديعة بن عمرو بن قيس الأنصاري الخزرجي، أحد بني الحبلى، قدم العراق في خلافة عمر بن الخطاب ونزل عقر قوف، وهي قرية من بغداد على نحو فرسخين

(1)

.

‌سعد بن طارق بن شقارة:

أبو غانم الأسدي الحلبي، من أعيان حلب الممدّحين وأولي الهيئات والفضل والجود والكرم، وهو جدّ والدتي لأمها، ومدحه أبو عبد الله محمد بن نصر القيسراني بعدة قصائد، فأطلق له فدانين أو ثلاثة على مقربة من حلب، بقرية يقال لها التياره، وهي أول ملك اقتناه أبو عبد الله بحلب، وتكملت هذه القرية لابنه خالد بن محمد، وكان أبو غانم هذا مموّلا من التنّاء بحلب، وتوفي بها ولم يخلف ولدا ذكرا، فانقرض نسله إلاّ من نسل الاناث.

قرأت بخط أبي عبد الله محمد بن نصر بن صغير القيسراني من شعره، يمدح أبا غانم سعد بن طارق بن شقارة، وأخبرنا بها-إجازة-أبو اليمن زيد بن الحسن الكندي عن القيسراني من قصيدة أولها:

لكم من فؤادي ما أباحكم الوجد

فهلاّ حماني من وعيدكم وعد

أأحبابنا سرتم على القرب سيرة

من الغش جلّى عن ضمائرها البعد

(261 - ) قال فيها:

ولي عند أعضاد المهاري لبانه

إذا ما اقتضاها الوجد قام بها الوخد

(2)

فما أتشكّى البعد إلاّ تعرضت

لي الحرّة الوخباء والفرس النهد

وعزم يسامي النيران كأنما

سما بجناحيه أبو غانم سعد

جواد تمادى دون لاحقه المدى

وعدّ تناهى دون إحسانه العدّ

(1)

- تاريخ بغداد:9/ 122.

(2)

-الوخد: الاسراع، او سعة الخطو. القاموس.

ص: 4247

كأن اللهى في راحتيه ودائع

لكل فقير ولعطاء لها ردّ

مواهب شتى بين جود ورحمة

إذا ما ادعاها الاجر نازعه الحمد

تملّك أعناق المكارم واجتنى

ثنائي منه المال والجاه والودّ

يد ضمنت وردي وأخرى تدلّ بي

فسائقة تبدو وسائقة تحدو

وأين ثنائي منه وهو نسيئة

يسامحني فيه وإحسانه نقد

تمهل منه في مساعي خزيمة

عريق العلى ينميه من أسد أسد

بنى الهضبة العليا إذا النار أخمدت

ورى لهم في كل شاهقة زند

إذا طارف منهم تقبل تالدا

سما الجدّ من آلائهم ونمى الجدّ

أبا غانم إن السماحة منهل

بكفّيك منها كل شارقة ورد

تفرغت شغلا بالمعالي وإنما

تروح لتشييد المكارم أو تغدو

إذا ما علت يمناك كفا حسبتها

من البر أمّا تحت كلكها مهد

وكنت إذا راهنت قوما إلى العلى

تخوّنهم بعد المدى فأتوا بعد

(262 - و)

وحالفت ما بين المناقب في العلى

فجاءت وكل اثنين بينهما عقد

ففي قربك الزلفى وفي وعدك الغنى

وفي بشرك الحسنى وفي رأيك الرشد

ومثلك من ساق الثناء سماحة

وتيمّة بالنائل الوجد لا الوجد

وفكّ يدي أمواله من ختومها

فكاك الأسارى قد أضربها القدّ

فدم للمعالي كلما ذرّ شارق

جرى بالذي تهواه طائرك السعد

وقرأت بخط أبي عبد الله القيسراني، يمدح الشيخ أبا غانم بن طارق بن شقارة من قصيدة، وأنبأنا بها المؤيد بن محمد بن علي الطوسي وغيره عنه قال فيها:

كأن عينيّ في فضل انسكابهما

يدا أبي غانم جادت بأفضال

وتلك مزنة جود كلما ابتسمت

تبجست بملّث الفضل هطال

غمز يصدّك عن تكذيب مادحه

ما عند كفيه من تصديق آمال

ص: 4248

يثري فلا يستقر المال في يده

كأنه عذل في سمع مختال

متيّم ببنات الحمد وهي به

مفتونة فهو لا شاك ولا سال

تداركت حاله ودّا ومحميه

ما غيرّت غير الأيام من حالي

ألهى توالي دهري عن أوائله

حتى تسليت بالباقي عن الخالي

غارت حميّته مني على حكم

في الشعر يجري عليها حكم جهّال

ريعوا لها وهي أعمار مخلدة

كأنني زرتهم منها بآجال

فافتك بالجود ما في غلّ باخلهم

منها وحقق أقوالا بأفعال

(262 - ظ)

وابتز ما لملوك العصر من فكري

وللأماثل من مضمار أمثالي

أرخصت ودّي لمن يغلي مساومتي

سماحة فأنا المسترخص الغالي

يا من يزار فيلفى عنده كرم

بلا حجاب ومجد بالعلى خال

تواضعا في علو زاده شرفا

ما أحسن الشرف الداني من العالي

أنت الجواد الذي ممن يماثله

في غربة من الآلاء في آل

ما قال رأي القوافي منك في رجل

يرى نداء اسمه ضربا من الفال

من كان من عرب أو كان من عجم

فأنت يا سعد من سعد واقبال

ولأبي عبد الله القيسراني فيه من قصيدة قرأتها بخطه:

هبوا أنّ حاجبه حاجب

بدا في شعار بني هاشم

فمن أين صار الى ثغره

بياض أبي غانم

مواهب تحسر عن شأوها

مذاكى سنا البارق الساجم

تراقت سموا الى واجد

وصابت حنوا على عادم

كفيض البحار يمد الغمام

وينقع من غلة الحائم

إذا لاح في زمن عابس

أراك ثنايا الثنا الباسم

محامد من دون اعراضه

قطعن الطريق على الشاتم

ص: 4249

وفالوا السماحة طائية

وكم في خزيمة من حاتم

يردّ فراه على الطارقين

رأد

(1)

الضحى في الدجى العاتم

(263 - و)

اذا أسلمتك الذرى فاستجر

بني أسد عصمة العاصم

أعز منالا على أعجم

وأصلب عودا على عاجم

لهم من حديث العلى في

القديم ما ليس للطارق القادم

تنوب المغارم أموالهم

فتنشط عقلا على الغارم

نجوم العلى غربت في العلى

وأوصت الى سعدها الناجم

‌سعد بن عبد الله الازدي:

شهد صفير مع علي رضي الله عنه، وقتل بها، وكان من رهط جندب بن زهير وله ذكر في حديث صفين ولأخيه عجل، وقد ذكرناه في ترجمة مخنف بن سليم الغامدي فيما يأتي من كتابنا هذا ان شاء الله تعالى.

‌سعد بن عبد الله الحلبي:

روى عن عبد الصمد بن مغفّل، روى عنه علي بن محمد بن جميل الرافقي.

أخبرنا أبو محمد صقر بن يحيى بن صقر الحلبي القاضي-قراءة مني عليه بحلب-قال: أنبأنا أبو طاهر هاشم بن أحمد بن عبد الواحد بن هاشم الخطيب بحلب قال: أخبرنا أبو الأسوار عمر بن المنخل الدربندي بحلب قال: حدثنا محمد ابن أبي نصر بن أبي بكر اللفتواني بأصبهان قال: أخبرنا أحمد بن عبد الغفار وتميم بن عبد الواحد وعمر بن أحمد بن عمر الاصبهانيون قالوا: أخبرنا أبو سعيد محمد بن علي بن عمرو بن مهدي قال: أخبرنا أبو القاسم الحسن بن محمد بن حبيب قال: حدثنا (263 - ظ) ابراهيم بن عبد الله بن موسى البصري قال: حدثنا علي بن محمد بن جميل الرافقي قال: حدثنا سعد بن عبد الله الحلبي عن عبد الصمد بن مغفل عن وهب بن منبه قال: رأيت اسقف قيسارية في الطواف، فسألته

(1)

-الراد: الضيق. القاموس.

ص: 4250

عن اسلامه، فقال: ركبت سفينة أقصد بعض المدن في جماعة من الناس فانكسرت السفينة وبقيت على خشبة، تضربني الأمواج ثلاثة أيام ولياليها، ثم قذف بي الموج الى غيضة، فيها أشجار يقال لها الريق

(1)

، ونهر مطرد فشربت الماء وأكلت من ذلك الثمر فلما جن الليل، صعد من الماء شخص عظيم وحوله جماعة لم أر على صورتهم أحدا، فصاح بأعلى صوته: لا إله إلا الله الملك الجبار محمد رسول الله النبي المختار، وأبو بكر الصديق صاحب الغار، وعمر بن الخطاب مفتاح الأمصار، وعثمان ابن عفان الحسن الجوار، وعلي بن أبي طالب قاصم الكفار، على باغضيهم لعنة الله ومأواهم جهنم وبئس الدار، ثم غاب.

فلما كان بعد مضي أكثر الليل، صعد ثانيا في أصحابه ونادى: لا إله إلا الله القريب المجيب محمد رسول الله النبي الحبيب، أبو بكر الصديق الشفيق الرفيق، عمر بن الخطاب ركن من حديد، عثمان بن عفان الحيي الحليم، علي بن أبي طالب الكريم المستقيم، ثم بصر بي أحدهم فقال: جنّي أم أنسي؟ قلت: أنسي قال:

ما دينك؟ قلت النصرانية قال: أسلم تسلم أما علمت «ان الدين عند الله الاسلام

(2)

» فقلت له: من هذا الشخص العظيم الذي نادى؟ فقال هو التيار ملك (64 - 2 و) البخار هذا دأبه على كل ليلة في بحر من الأبحر.

قال: غدا يمر بك مركب فصح بهم أو سر اليهم يحملوك الى بلد الاسلام، فلما كان من الغدّ مرّ مركب، فأشرت اليهم وكانوا نصارى، فحملوني وقصصت عليهم قصتي فأسلموا كما أسلمت، وضمنت الله أن لا أكتم هذا الحديث.

‌سعد بن علي بن قاسم بن علي:

أبو المعالي الحظيري الكتبي، وسماه بعضهم معالي، من أهل الحظيرة، من نواحي دجيل من سواد بغداد، توطن بغداد وقرأ الادب على أبي السعادات هبة الله بن علي بن حمزة بن الشجري، وأبي منصور موهوب بن أحمد بن الجواليقي، وأبي محمد عبد الله بن أحمد بن أحمد بن الخشاب، وأبي القاسم علي بن أفلح

(1)

-ارجح انه الريرق، وهو عنب الثعلب. معجم اسماء النباتات.

(2)

- سورة آل عمران-الآية:19.

ص: 4251

وروى عنه شيئا من شعره، وأخذ عن غير هؤلاء، وصحب العبّادي الواعظ وكتب عنه شيئا من محاسن كلامه في الوعظ، واختار منها ما استحسنه وسماه: النور البادي من كلام العبادي، وصحب شيخ الشيوخ أبا البركات اسماعيل بن أبي سعد النيسابوري، وحدث عنه بشيء يسير، وتفقه على مذهب الامام أبي حنيفة رضي الله عنه.

ثم انه خرج عن بغداد على قدم الزهد والانقطاع والسياحة، فقدم حلب والعواصم، واجتمع ببالس بأبي عبد الله محمد بن نصر بن صغير القيسراني، وسمع منه بها شيئا من شعره، وله (264 - ظ) ديوان شعر لطيف النظم صغير الحجم، ومصنفات حسنة المباني جيدة المعاني منها: زينة الدهر في محاسن شعراء العصر، سلك فيه مسلك الثعالبي في اليتيمة، وكتاب: لمح الملح في التجنيس من النثر والنظم على حروف المعجم، وكتاب: الاعجاز في معرفة الألغاز، ألفه باسم مجاهد الدين قايماز الموصلي، وكتاب: حاطب ليل، ضمنه فوائد ونوادر.

روى عنه الحافظ أبو محمد عبد الخالق بن أسد بن ثابت، وأبو الحسين أحمد ابن حمزة بن علي السلمي الدمشقيان، وأبو المعالي بن صاعد الواعظ، وأبو بكر عبيد الله بن علي المارستاني وأبو البركات محمد بن علي الأنصاري قاضي سيوط وغيرهم.

أنشدنا اسماعيل بن سليمان بن أيداش، بدمشق قال: أنشدنا عبد الخالق بن أسد بن ثابت الفقيه قال: أنشدني معالي بن قاسم البزاز الحظيري في العشر الأول من ذي الحجة، سنة سبع وثلاثين وخمسمائة بحضرة مشهد الحسين رضي الله عنه بكربلاء قال: أنشدني أبو القاسم علي بن أفلح العبسي لنفسه:

ما تحيّلت في رضاك وبالغت

بفن إلاّ سخطت بفنّ

لست تصغي الى هداية نصحي

أنت أهدى الى صلاحك مني

ما أتاني منك الغرام بأمري

وكذا لا يجيء السلو بإذني

هكذا ذكره عبد الخالق في معجم شيوخه معالي بن قاسم وقد اشتبه عليه

ص: 4252

(265 - و) كنيته باسمه وكذا اسقط اسم أبيه ونسبه الى جده، والصحيح ما ذكرناه في اسمه وكنيته ونسبه.

أنبأنا أبو نصر محمد بن هبة بن محمد بن مميل الشيرازي وولده أبو المعالي أحمد-فيما أذنا لي في روايته عنهما، وقد سمعت منهما بدمشق-قالا: أخبرنا أبو الحسين أحمد بن حمزة بن علي السلمي قال: أنشدني أبو المعالي سعد بن علي الحظيري في حانوته ببغداد لنفسه:

بدا الشيب في فودي فأقصر باطلي

وأيقنت قطعا بالمصير الى قبري

أتطمع في تسويد صحفي يد الصبى

وقد بيضت كف النهى حسبة العمر

قال السلمي: وأنشدني لنفسه في ليلة ماطرة:

أقول والليل في امتداد

وأدمع الغيث في انسفح

أظنّ ليلي بغير شك

قد بات يبكي على الصباح

أخبرني أبو الربيع سليمان بن بنيمان الإربلي قال: أنشدني أبو المعالي بن صاعد الواعظ قال: أنشدني أبو المعالي الحظيري لنفسه في الوزير ابن هبيرة، وقد منع جائزته رجلا مدحه بأبيات رديئة باردة:

لم يحبس المولى الوزير نواله

أبدا وليس على الندى بالقاسط

نظمت في علياه شعرا باردا

والبرد يقبض كل كف باسط

كتب الينا يوسف بن جبريل القيسي وأخبرنا أبو عبد الله محمد بن محمود النجار (265 - ظ) عنه قراءة عليه عن القاضي أبي البركات محمد بن علي الأنصاري قال: أنشدني أبو المعالي سعد بن علي بن قاسم الحظيري الكتبي لنفسه بدكانه بين الدربين من مدينة السلام وهي لا تنطبق الشفتان عند قراءتها:

ها أنا ذا عاري الجلد

أسهراني الذي رقد

آه لعين نظرت

الى غزال ذي غيد

أريتني يا ناظري

صيد الغزال للأسد

ص: 4253

ان الضنا لهجره

يا عاذلي هدّ الجسد

حشا حشاي اذ نأى

نار الغضاحين شرد

يا غادرا غادرني

على لظى نار تقد

ألا اصطنعت ناحلا

لا يشتكي الى أحد

قال: وأنشدني لنفسه:

يقولون وافاك عيد السرور

وأنت حزين كثير البكاء

فقلت وكيف أهنى به

اذا كنت فيه قليل الثراء

سمعت القاضي أبا علي الحسن بن محمد بن اسماعيل القيلوي يقول: سمعت أهل بغداد يقولون: ان أبا المعالي الحظيري تزهد ولبس الصوف وعبد الله تعالى في الشمس عشر سنين، وخرج من بغداد، وقدم العواصم وساح في بلادها، ثم رجع الى بغداد في الأيام المقتفوية، وصنف بها كتبا كثيرة منها: لمح الملح (266 - و) وحاطب ليل، وزينة الدهر، ولما حج مجاهد الدين قايماز من الموصل، اجتمع به وأودع عنده ذهبا ليشتري له به كتبا.

قال لي أبو علي القيلوي: حكى لي الحاجب ابن الكرخي حاجب الخليفة قال:

لما أودع مجاهد الدين ثمن الكتب عند أبي المعالي الكتبي، سرق الذهب ابن امرأته فجاء أبو المعالي يطلبه فلم يجد شيئا فجلس مفكرا متحيرا في الدكان، فسألته عن ذلك فقال لي: ما بي شيء فقلت: بلى فقال: كان عندنا ذهب وضاع، فسألته عن مقداره فلم يذكر فقلت لغلامه: ايش مقدار الذهب؟ فقال: مائة وعشرين دينارا لمجاهد الدين، وقد أخذه ابن امرأته، فقلنا له: الذهب أخذه ابن امرأتك فقال: أنا أغرمه ولا تتهمون أحدا فقلت: ما التفت الى كلامه، ومضيت الى حاجب الباب، فأحضر ابن امرأته وهدده بالعصر فاعترف بالذهب وأحضره وقد نقص خمسة عشر دينارا فردها عليه.

قال لي القيلوي: وحكى لي العفيف ابن أخي الدوري الواعظ قال: لما قدم مجاهد الدين الى الحج، ركب وأتى دكان أبي المعالي الحظيري، فوقف بين يدي

ص: 4254

الدكان وعلامه يلبسه مداسه، فسأل رجلا عن الشيخ أبي المعالي، وأبو المعالي يكتب، فأشار اليه فجعل مجاهد الدين ينظر اليه ويتأمله وقال وهو ينزل عن فرسه:

لأن تسمع بالمعيدي خير من أن تراه، وكان الشيخ قصيرا، طويل اللحية على آذانه شعر ونزل اليه وتحدث معه فعظم في عينه (266 - ظ) ولما عاد من الحج سأله أن يذكر له شيئا من الألغاز، فصنف له كتاب الألغاز لقايماز.

أجاز لي الرواية عنه رفيقنا وصديقنا الحافظ أبو عبد الله محمد بن محمود بن النجار، وقال: سعد بن علي بن القاسم بن علي الحظيري أبو المعالي الكتبي من أهل الحظيرة، ناحية بدجيل من سواد بغداد مجاورة لعكبرا، قدم بغداد واستوطنها وصحب أبا القاسم علي بن أفلح الشاعر، وجالس الشريف أبا السعادات هبة الله بن علي بن حمزة بن الشجري النحوي وأبا منصور موهوب بن أحمد بن الجواليقي وأبا محمد بن عبد الله بن أحمد بن الخشاب وغيرهم، وتفقه على مذهب أبي حنيفة، ثم انه أحبّ الخلوة والانقطاع، فخرج سائحا وطاف بلاد الشام، ومضى الى مكة فحج وعاد الى بغداد، فجلس في دكان بين الدربين، يبيع فيه كتب العلم للناس واشتهر بالديانة والثقة والأمانة، وصار دكانه مجمعا لأهل العلم، ومناخا لأهل انفضل، وكان أديبا فاضلا بليغا حسن النظم والنثر، وله مصنفات لطيفة منها «كتاب لمح الملح في التجنيس» وكتاب «الإعجاز في معرفة الألغاز» وكتاب «زينة الدهر في محاسن شعراء العصر» وله ديوان شعر وقد روى عنه جماعة شيئا من شعره، وذكر أبو بكر عبد الله بن علي المارستاني أنه حدّث بيسير عن شيخ الشيوخ أبي البركات اسماعيل بن أبي سعد (267 - و) النيسابوري، وأنه سمع منه ولم يرو لي عنه أحد شيئا.

وقال ابن النجار: أنبأنا أبو البركات الحسيني عن أبي الفرج صدقة بن الحسين بن الحداد الفقيه قال: سنة ثمان وستين وخمسمائة في يوم الاثنين خامس عشري صفر مات أبو المعالي الكتبي الحظيري، ودفن بقبر أحمد، وكان يقول الشعر ويصنف.

ص: 4255

‌سعد بن عقبة:

له ذكر، وكان بدابق مع سليمان بن عبد الملك، وقد ذكرنا في ترجمة أيوب بن سليمان بن عبد الملك، أنه دخل سليمان على أيوب وهو يجود بنفسه، ومعه عمر بن عبد العزيز وسعد بن عقبة ورجاء بن حيوة فخنقته العبرة، وذكر تمام الخبر.

‌سعد بن عمرو الانصاري:

وهو أخو الحارث بن عمرو الذي قدمنا ذكره، قيل ان له صحبة وشهد صفين مع علي رضي الله عنه.

أخبرنا أبو الفتوح نصر بن أبي الفرج الحصري-في كتابه الينا من مكة- قال: أخبرنا الحافظ أبو عبد الله محمد بن علي الأشيري قال: أخبرنا أبو الوليد يوسف بن عبد العزيز الدباغ قال: أخبرنا أبو محمد عبد الرحمن بن عبد العزيز بن ثابت قال: أخبرنا أبو عمر يوسف بن عبد الله بن محمد بن عبد الله بن عبد البر النمري قال: سعد بن عمرو الأنصاري شهد هو وأخوه الحارث بن عمرو صفين مع علي بن أبي طالب، ذكرهما الكلبي وغيره فيمن شهد صفين من الصحابة

(1)

.

(267 - ظ).

‌سعد بن محمد بن جعفر بن ابراهيم الاسداباذي:

ثم الحلواني ثم الآمدي، أبو نصر الصوفي ولد بأسد أباذ

(2)

، ونشأ بحلوان، وسكن آمد، صحب الشيخ أبا طالب يحيى بن علي الدسكري وخدمه وسمع منه الحديث، ثم رحل وطاف البلاد وسمع الحديث الكثير، وخرج من آمد الى الشام ووصل الى سواحلها، واجتاز في طريقه بحلب أو ببعض عملها.

سمع بآمد: أبا منصور محمد بن أحمد بن القاسم الأصبهاني، وبميا فارقين:

أبا الطيب سلامة بن اسحاق بن محمود بن داوود الآمدي، وأبا مسعود أحمد بن محمد بن عبد الله بن عبد العزيز بن شاذان، وسلامة بن علي المقرئ.

(1)

- الاستيعاب على هامش الاصابة:2/ 45 - 46.

(2)

-مدينة بينها وبين همذان مرحلة نحو العراق. معجم البلدان.

ص: 4256

وبعسقلان: أبا الحسن علي بن صالح بن أحمد الطلانسي وأبا سعد اسماعيل ابن علي بن الحسن بن المثنى الاستراباذي.

وبصور أبا الفرج عبد الوهاب بن الحسين بن عمر بن برهان الغزّال.

وبالرملة: أبا الحسين محمد بن الحسين بن علي بن الترجمان الصوفي شيخ الصوفية.

وسمع بنيسابور: أبا نصر عبد الله بن محمد بن أحمد الطوسي، وأبا حفص عمر بن أحمد بن مسرور الماوردي، وأبا الحسين عبد الغافر بن محمد الفارسي، وأبا عثمان اسماعيل، وأبا يعلى اسحاق ابني عبد الرحمن بن أحمد الصابوني، وأبا سعيد فضل الله بن أبي الخير الميهني، وأبا سعيد محمد بن علي الخشاب، وأبا أحمد الحسين بن محمد بن الحسين بن هارون النيسابوري، وأبا القاسم عبد الكريم بن هوازن القشيري.

وبأسترآباذ: أبا عبد الله عبد الرحمن (268 - و) بن محمد بن علي الصيرفي وأبا الفضل أحمد بن محمد، وأبا نصر عبد الواسع بن عبد الله الاستراباذي.

وبالري: أبا علي أحمد بن العباس بن ابراهيم العصّاري، وبدهستان:

قاضيها أبا سعيد بن محمد بن اسماعيل، وأبا أحمد عبد الحليم بن محمد بن عبد الحليم بن أحمد بن يوسف المعلم، وبقزوين: أبا يعلى الخليل بن عبد الله بن أحمد الخليلي الحافظ، وبالدامغان: أبا عمر عبد الرحمن بن محمد التاجر، وبفارس: عبد الرحمن بن أحمد بن الحسن الرازي، وأبا الفتح ناصر بن الخضر الصوفي، وأبا مسلم فارس بن المظفر بن غالب، وببسطام: ظفر بن نوح بن اسماعيل الجرجاني، وأبا زيد صالح بن محمد بن الحسين الخطيب، وبأصبهان: أبا عبد الله محمد بن علي المؤذن الأصبهاني، وأبا طاهر عبد الكريم بن عبد الواحد الحسناباذي، وبخوي: أبا الفرج سعد بن أحمد بن علي بن ميمون الدينوري.

وبطبرستان: أبا جعفر محمد بن منصور القواريري، وبشيراز: أبا بكر أحمد ابن محمد بن سلمة الصوفي، وأبا الوفاء المسيّب بن أبي الحسين الكرميني الصوفي، وبجرجان: أبا سعد محمد بن الحسين بن علي بن بهاره البكر أباذي.

ص: 4257

وبتنيس: الحسن بن محمد بن الحسن المروالروذي الصوفي.

وبجدة: محمد بن ابراهيم بن محمد بن محمد الكازروني.

سمع منه الحافظ عمر بن أبي الحسن الرواسي، وخرج له أربعين حديثا عن كل شيخ حديثا، وروى عنه ابنه أبو الفتح محمد (268 - ظ) بن سعد، وأبو الفتوح عبد الوهاب بن اسماعيل بن عمر الصيرفي، وأبو حفص عمر بن محمد بن الحسن بن محمد بن ابراهيم الفرغولي، وأبو منصور عبد الخالق بن زاهر بن طاهر الشحامي، وأبو صالح عبد الملك بن أبي سعيد القشيري، وأبو عبد الله محمد بن عبد الواحد الدقاق الحافظ.

أخبرنا أبو هاشم عبد المطلب بن الفضل الهاشمي-قراءة عليه وأنا اسمع- قال: حدثنا أبو سعد عبد الكريم بن محمد بن منصور السمعاني، قال: حدثنا أبو منصور عبد الخالق بن زاهر الشاهد بنيسابور-من لفظه، وكتب لي بخطه-قال:

أخبرنا سعد بن محمد بن جعفر الصوفي-قدم علينا-قال: أخبرنا أبو طالب يحيى ابن علي بن الطيب الدسكري الصوفي بحلوان قال: حدثنا محمد بن أحمد العبدي الدهستاني قال: حدثنا الحسن بن سفيان قال: حدثنا قتيبة بن سعيد عن مالك بن أنس عن زيد بن أسلم عن عطاء بن يسار عن عبد الله الصنابحي رضي الله عنه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: اذا توضأ العبد المؤمن فمضمض، خرجت الخطايا من فمه، فإذا استنثر خرجت الخطايا من أنفه، فاذا غسل وجهه خرجت الخطايا من وجهه حتى تخرج من تحت أشفاره، فاذا غسل يديه خرجت الخطايا من يديه حتى تخرج من تحت أظفار يديه، فاذا مسح برأسه خرجت الخطايا من رأسه حتى تخرج من أذنيه، فاذا غسل رجليه خرجت الخطايا من رجليه حتى تخرج من تحت أظفار رجليه، ثم كان مشيه الى المسجد (269 - و) وصلاته نافلة له

(1)

.

أخبرنا أبو علي حسن بن أحمد بن يوسف الأوقي الصوفي-قراءة مني عليه بالمسجد الأقصى من البيت المقدس-قال: أخبرنا أبو عبد الله محمد بن أبي القاسم عبد الرحمن بن محمد الجويني-بالقاهرة برباط الصوفية، سنة ثمان وسبعين

(1)

-انظره في الموطا:31 (حديث رقم 59).

ص: 4258

وخمسمائة-قال: أخبرنا أبو الفتوح عبد الوهاب بن اسماعيل بن عمر الصيرفي القشيري، ح.

وأخبرنا أبو هاشم الحلبي قال: حدثنا أبو سعد بن أبي بكر قال: أخبرنا أبو الفتح محمد بن سعد بن محمد بن جعفر الأسد أباذي: قال أبو الفتوح: أخبرنا أبو نصر سعد بن محمد بن جعفر بن ابراهيم الأسد أباذي. وقال أبو الفتح: أخبرنا والدي-قراءة عليه-قال: أخبرنا أبو الفرج عبد الوهاب بن الحسين بن عمر بن برهان الغزّال بصور قال: أخبرنا أبو يعقوب اسحاق بن سعد بن الحسن بن سفيان النسوي قال: حدثني جدي الحسن بن سفيان قال: حدثنا هدبة بن خالد قال:

حدثنا همّام عن يحيى بن أبي كثير عن عبد الله بن أبي قتادة عن أبيه أنه شهد النبي صلى الله عليه وسلم صلى على جنازة قال: فسمعته يقول: اللهم اغفر لحينا وميتنا وشاهدنا وغائبنا وصغيرنا وكبيرنا وذكرنا وأنثانا. وحدّث بهؤلاء الكلمات وزاد معهن: اللهم من أحييته منا فأحيه على الاسلام، ومن توفيته منا فتوفه على الإيمان

(1)

(269 - ظ).

أخبرنا أبو هاشم عبد المطلب بن الفضل الهاشمي قال: سمعت أبا سعد عبد الكريم بن محمد بن أبي المظفر يقول: سمعت أبا عبد الله محمد بن عبد الواحد بن محمد الدقاق الحافظ -بمرو لفظا-يقول: سمعت أبا نصر سعد بن محمد الأسد أباذي الصوفي عند قبر أبي يزيد البسطامي رحمه الله يقول: سمعت اسماعيل بن علي بعسقلان يقول: سمعت طاهر بن محمد يقول: حدثنا الحسن بن حبيب الدمشقي يقول: حدثني الربيع بن سليمان قال: رأيت الشافعي رضي الله عنه في المنام فقلت:

يا أبا عبد الله ما صنع الله بك؟ قال: أجلسني على كرسي من ذهب ونثر عليّ اللؤلؤ الرطب.

أخبرنا عبد المطلب بن أبي المعالي قال: أخبرنا عبد الكريم بن أبي بكر لفظا قال: سمعت أبا الفتح محمد بن سعد بن محمد الأسد أباذي-بمرو مذاكرة- يقول: سمعت والدي رحمه الله يذكر بنسا في الشيب:

(1)

-انظره في كنز المال:15/ 42300.

ص: 4259

يا شيبتي دومي ولا تترحلي

وتيقني أني بوصلك مولع

قد كنت أفزع من حلولك مرة

فالآن من خوف الترحل أفزع

قال أبو الفتح وسمعته ينشد:

واخجلتني من وقوفي بباب دارهم

يقول ساكنها من أنت يا رجل

قال أبو الفتح: كان والدي يردد هذا البيت ويبكي.

أخبرنا أبو هاشم بن الفضل قال: قال لنا تاج الاسلام أبو سعد عبد الكريم بن محمد السمعاني: سعد (270 - و) بن محمد بن جعفر بن ابراهيم الأسد أباذي أبو نصر، ولد بأسد أباذ، ونشأ بحلوان في خدمة الشيخ أبي طالب يحيى بن علي الدسكري، ثم سافر الكثير ورحل في طلب الحديث الى العراق والشام ومصر، وحج تسمع حجج، ذكر لي ابنه أبو الفتح ذلك، وتعب في جمع الحديث وأكثر منه، وخرّج لنفسه الفوائد والأربعين.

سمع بنيسابور أبا حفص عمر بن أحمد بن مسرور الماوردي، وأبا الحسين عبد الغافر بن محمد الفارسي، وأبا عثمان اسماعيل بن عبد الرحمن الصابوني، وأخاه أبا يعلى اسحاق بن عبد الرحمن، وأبا القاسم عبد الكريم بن هوازن القشيري، وأبا سعيد فضل الله بن أبي الخير الميهني، وبحلوان أبا الطيب يحيى بن علي بن الطيب الدسكري، وبميا فارقين أبا الطيب سلامة بن اسحاق بن محمد الآمدي، وأبا مسعود أحمد بن محمد بن عبد الله البجلي الرازي، وبعسقلان أبا سعد اسماعيل ابن علي بن الحسن بن المثنى الأستراباذي، وأبا الحسن علي بن صالح بن أحمد الطلانسي، وبصور أبا الفرج عبد الوهاب بن الحسين بن عمر بن برهان الغزال، وبشيراز أبا بكر أحمد بن محمد بن سلمة الصوفي، وأبا الوفاء المسيب بن أبي الحسين الكرميني، وبالرملة أبا الحسين محمد بن الحسين بن علي بن الترجمان الصوفي، وبتنيس الحسن بن محمد بن الحسن المروالروذي، وبقزوين أبا يعلى الخليل بن عبد الله بن أحمد الحافظ، وبالري أبا علي أحمد بن العباس بن ابراهيم العصّاري، وبخوي أبا الفرج سعد بن أحمد بن علي بن ميمون الدينوري، وبدهستان أبا أحمد عبد الحليم (270 - ظ) بن محمد بن عبد الحليم بن أحمد بن

ص: 4260

يوسف المعلم، وبأصبهان أبا طاهر عبد الكريم بن عبد الواحد الحسنأباذي، وبفارس أبا الفتح ناصر بن الخضر الصوفي، وأبا الفضل عبد الرحمن بن أحمد بن الحسن الرازي، وبجرجان أبا سعد محمد بن الحسين بن علي بن بهارة البكر أباذي، وبثغر آمد أبا منصور محمد بن أحمد بن القاسم الأصبهاني، وببسطام أبا الفرج صالح بن محمد بن الحسين الخطيب، وجماعة سواهم.

روى لنا عنه ابنه أبو الفتح محمد بن سعد بمرو، وأبو منصور عبد الخالق ابن زاهر بن طاهر الشحامي بنيسابور، وأبو صالح عبد الملك بن أبي سعيد القشيري بطوس، وغيرهم.

سألت أبا الفتح محمد بن سعد بن محمد بن جعفر الأسد أباذي عن مولد أبيه أبي نصر، فقال: كان والدي ابن سبع وتسعين سنة، ففي التقدير مولده سنة سبع وثلاثمائة بأسد أباذ.

وقال: سألت أبا الفتح بن أبي نصر الأسداباذي عن وفاة والده، فقال: توفي في شعبان سنة أربع وتسعين وأربعمائة ببشخوان، احدى قرى نسا رحمه الله.

ص: 4261

‌سعد بن محمد بن سعد بن الصيفي:

أبو الفوارس التميمي المعروف بالحيص بيص، ولد بكرخ بغداد، واشتغل بالفقه والادب، ونظم الشعر، وسافر الى الشام، وقيل انه دخل حلب، وكان يتعاظم في نفسه، ويترفع على أبناء جنسه، ويرى أنه يستحق أكثر مما يعامل به، ولقب الحيص بيص لأنه قال لانسان خاطبه: وقعت منك في حيص بيص، وذكر ذلك في شعره، فغلب عليه. وكان عفيفا مجانبا ما يقدح في الدين والمروءة.

اشتغل بالفقه على محمد بن عبد الكريم بن الوزان الشافعي، وأسعد الميهني، وسمع الحديث من أبي طالب الحسين بن محمد الزينبي، والوزير علي بن طراد الزينبي، وأبي المجد محمد بن محمد بن عيسى بن جهور الواسطي.

وحدث بشيء يسير، روى عنه شيخ الشيوخ أبو محمد عبد الوهاب بن علي ابن علي المعروف بابن سكينة، واسماعيل بن محمد بن يحيى المؤدب، وأحمد ابن عمر بن أحمد بن بكرون، وقيصر بن المظفر بن يلدرك، وأبو غالب عبد الواحد بن مسعود بن الحصين الشيباني، وتاج الاسلام أبو سعد عبد الكريم بن محمد السمعاني، وأبو الغنائم محمد بن علي بن المعلم، ونصر الله بن مجلي مشارف الصناعة بالمخزن، وأبو بكر عبيد الله بن علي بن المارستاني، وروى لنا عنه قاضي القضاة أبو المحاسن يوسف بن رافع بن تميم، وأبو عبد الله محمد بن عبد اللطيف بن زريق.

أنبأنا أبو عبد الله محمد بن محمود بن النجار البغدادي قال: أخبرني اسماعيل ابن محمد بن يحيى المؤدب قال: أخبرنا أبو الفوارس سعد بن محمد بن سعد بن الصيفي-قراءة عليه-قال: أخبرنا أبو المجد محمد بن محمد بن عيسى بن جهور الواسطي بها قال: أخبرنا أبو غالب محمد بن سهل النحوي قال: أخبرنا علي بن محمد بن دينار الكاتب قال: حدثنا محمد بن الحسن بن يعقوب بن مقسم المقرئ قال: حدثنا محمد بن الليث الجوهري قال: حدثنا جبارة بن المغلس قال:

ص: 4262

حدثنا عبد الكريم بن عبد الرحمن الخزاز العجلي عن أبي اسحاق عن عمرو بن ميمون عن عمر بن الخطاب قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما ساء عمل قوم قط إلاّ زخرفوا مساجدهم.

(1)

(271 - ظ).

أنشدنا قاضي القضاة بهاء الدين أبو المحاسن يوسف بن رافع بن تميم قال:

أنشدني الحيص بيص لنفسه وقد حضرت عنده، وجلست بين يديه على بعد، هو متصدر وقد سألته أن ينشدني شيئا من شعره:

لا تضع من عظيم قدر وإن كن

ت مشارا إليه بالتعظيم

فالخطير العظيم يصغر قدرا

بالتعدي على الخطير العظيم

ولع الخمر بالعقول رمى الخم

ر بتنجيسها وبالتحريم

أنشدني عفيف الدين أبو عبد الله محمد بن أبي سالم محمد بن عبد اللطيف ابن زريق قال: أنشدني الحيص بيص لنفسه ببغداد في زعيم الدين صاحب المخزن يحيى بن جعفر.

لكل زمان من أماثل أهله

برامكة يمتاحهم كل معسر

أبو الفضل يحيى مثل يحيى بن خالد

ووالد يحيى جعفر مثل جعفر

قال: وقال لي الحيص بيص عقيب انشادها: ما هذا من جيكاتكم

(2)

.

أنشدنا أبو هاشم عبد المطلب بن الفضل الهاشمي-قراءة عليه وأنا أسمع- قال: أنشدنا أبو سعد عبد الكريم بن محمد بن منصور السمعاني قال: أنشدني أبو الفوارس التميمي لنفسه وكتب لي بخطه.

لا تلبس الدهر على غرة

فما لموت الحي من بد

ولا يخادعك طويل البقا

فتحسب الطول من الخلد

(272 - و)

ينفذ ما كان له آخر

ما أقرب المهد من اللحد

(1)

-انظره في كنز العمال:7/ 20828.

(2)

-الجكجكة: صوت الحديد بعضه على بعض. القاموس.

ص: 4263

وأخبرنا أبو هاشم قال: أخبرنا أبو سعد قال: وأنشدني أبو الفوارس التميمي لنفسه من قصيدة يمدح فيها الوزير الزينبي، وأنشدنيها في دار الوزير على الشط:

مقامك الأشرف المحسود من مضر

إذا تنازعت العلياء عدنان

حيث الأكف سباط

(1)

في عوارفها

والعز أقعس والأحساب غرّان

(2)

عمائم القوم بيض يوم حربهم

من الحديد ويوم السلم تيجان

وما على الذي

(3)

شادوه من شرف

مرعى خصيب ولكن أنت سعدان

(4)

وجه وكف مضيء عند مندفق

يبدو لرأيهما حسن واحسان

لا تذكرن عكاظا وابن ساعدة

(5)

وتطبيك مقال القوم سبحان

(6)

وانظر إلى ساحة العلياء آهلة

بسيف

(7)

دجله فيها منك ثهلان

(8)

وما أصوغ بها من كل قافية

غرّاء فيها لمن يبغى العلى شان

فبين جنبيّ قول لو أرحت له

من الهموم تمنى القول غيلان

(9)

أخبرني نجيب الدين داوود بن أحمد بن سعيد بن خلف الطيبي التاجر- بجامع حلب، وكتبه لي بخطه-قال: وحدثني رحمه الله-يعني-أبا الغنائم محمد ابن علي بن المعلم الهرثي بواسط سنة اثنتين وثمانين وخمسمائة وأنا أقرأ عليه شيئا من شعره قال: كان الأمير شهاب الدين الحيص بيص في الحلة المزيدية (272 - ظ)

(1)

-أي طويلة كريمة. القاموس.

(2)

-واضحة سليمة. القاموس.

(3)

-كتب ابن العديم في الهامش: ينبغي أن يكون «على ذا» وانما هو بخط السمعاني هكذا وعليه ضبة.

(4)

-نبت في سهول الارض من أفضل لابل من أطيب مراعي الابل. معجم أسماء النباتات.

(5)

-قس بن ساعدة الايادي الخطيب المشهور، رآه النبي صلى الله عليه وسلم يخطب قبل الاسلام في عكاظ.

(6)

-سحبان وائل خطيب يضرب به المثل في البيان توفي سنة 54 هـ /674 م. الاعلام للزركي.

(7)

-بشاطئ دجلة.

(8)

-ثهلان: جبل، أو من أسماء الباطل. القاموس.

(9)

-هو ذو الرمة الشاعر المشهور (77 - 117 هـ /696 - 735 م) واسمه غيلان ابن عقبة بن نهيس ابن مسعود العدوي، من مضر. الاعلام للزركلي.

ص: 4264

عند الأمير مهلهل الجاواني، وخرج منها قاسدا الأمير فخر الدين هندي الزهيري فلما قرب من حلّته وهو نازل في بلاد الزاب، علم هندي به فخرج إليه مستقبلا له فلما نزل واستراح وحضر الطعام ورفع من بين أيدي الحاضرين التفت إليه الأمير فخر الدين وقال له: أيها الأمير شهاب الدين ما الأمر الذي أوجب الحضور هاهنا؟ قال: أتيتك مادحا، ففرح الأمير فخر الدين بقوله ذلك، وقال له: يا شهاب الدين كلما تريده عندي إلاّ من يعلم ما تقول ويفهم ما تأتي به ليس عندي، بلى إن أنعم الأمير وصبر حتى أنفذ إلى الهرث

(1)

أحضر ابن المعلم، وإلى واسط استحضر منها الفضلاء، وكذلك من الحلة والنيل فعل منعما؟ قال: قد صبرت.

قال: فنفذّ الأمير فخر الدين هندي إليّ فارسا قطع المسافة وهي مسيرة ثلاثة أيام بيوم وليلة واستدعاني، وعرّفني الخبر فركبت معه وحثثنا أنفسنا أيضا بيوم وليلة وأصبحنا عنده، وكان قد أوقف على دجلة من يستحضر المنحدرين والمصعدين ممن له ميزة ونباهة، وحضر من الفضلاء من أهل واسط والحلة والنيل جمع كثير، وضرب خيمة كبيرة وطرح فيها طراحة ومسندا جلس الأمير شهاب الدين على الطراحة واستند إلى المسند، وأخرج الورقة من كمه وأنشد القصيدة وأولها:

أأجا وسلمى أم بلاد الزاب

وأبو المهند أم غضنفر غاب (273 - و)

فلما فرغ من إنشاده قلت له: يا مولانا ما رأيت مجلسا أشبه بمجلس طاهر العلوي لما امتدحه المتنبي من هذا المجلس، ثم أمر الأمير فخر الدين هندي فأحضر ما كان قد أعده له، فكان عينا ثلاثمائة دينار مصرية وفرسا عربية عليه سرج ولجام ومقود مضروب على السيور، كلها دنانير مصرية، وثيابا وعبيدا وإماء قوّم ذلك كله بألف دينار مصرية، ثم اعتذر إليه وقال: أيها الأمير شهاب الدين أتيتني وأنا مملق ما أملك والله شيئا، سوى ما قد دفعته لك ولم يتخلف لي إلاّ الحلة، وهي بمن فيها موهوبة مني لك فقال له: يا فخر الدين لا تعتذر فقد أكرمت وبالغت في الاكرام، والله لقد أجزتني أكثر من إجازة ابن ملكشاه، يعني السلطان

(2)

سنجر.

(1)

-الهرث قرية من أعمال واسط. معجم البلدان.

(2)

-أعظم سلاطنة السلاجفة بعد ملكشاه انظر حوله كتابي تاريخ العرب والاسلام: 334 - 335.

ص: 4265

قال ابن المعلم: وفي تلك المرة جعلني راوية له، فكان نجم الدين أبو الغنائم يقول: إنني احفظ جميع شعر الحيص بيص ورسائله.

قلت: يريد بقوله: ما رأيت مجلسا أشبه بمجلس طاهر العلوي لما امتدحه المتنبي من هذا المجلس، يريد أن المتنبي لما قصد طاهر العلوي ممتدحا، أجلسه طاهر في الدست وجلس بين يديه حتى فرغ من إنشاد مدحته.

أخبرنا أبو هاشم عبد المطلب بن الفضل الهاشمي قال: أخبرنا أبو سعد عبد الكريم بن محمد بن منصور السمعاني قال: سمعت أبا العباس الخضر بن (273 - ظ) ثروان المقرئ الضرير ببلخ يقول: سمعت أن حيص بيص انحدر إلى أبي المظفر بن حمّاد بالبطائح فخطر له في الطريق قصد هندي رجل من أمراء الاكراد ينزل الزابات فمدحه بقصيدة أولها:

أجأ وسلمى أم بلاد الزاب

وأبو المظفر أم غضنفر غاب

رفع المنار بنو زهير بالعلى

بالفارس المتغطرف الوثّاب

فأعطاه فرسين منسوبين وخمسمائة دينار وفرقا من الغنم، ولكل واحد من غلمانه قباء من الإبريسم

(1)

وقلنسوة، ووقف بين يديه وهو ينشده، وقال: والله لا أقعد فإني أعلم أن اليوم قد علا نسبي وارتفع شأني وقدري، وعاد من عنده ولم يتم قصده الى ابن حماد، وقال: عوّلنا على قصد أبي المظفر فأمجدنا هندي ذهبا وخيلا وغنما وثيابا.

قرأت بخط أبي غالب بن الحصين في تاريخه، وقرأته على رفيقنا أبي عبد الله محمد بن محمود البغدادي عنه، قال: حدثني الشيخ نصر الله بن مجلي مشارف الصناعة بالمخزن، وكان من الثقات الأمناء أهل السنة، قال: رأيت في المنام علي بن أبي طالب عليه السلام فقلت: يا أمير المؤمنين تفتحون مكة فتقولون من دخل دار أبي سفيان فهو آمن، ثم يتم على ولدك الحسين يوم الطف ما تم؟ فقال لي عليه السلام، أما سمعت أبيات (274 - و) الجمال بن الصيفي في هذا؟ فقلت: لا، فقال:

اسمعها منه، ثم استيقظت فباكرت الى دار الحيص بيص، فخرج إليّ فذكرت له

(1)

-أي الحرير.

ص: 4266

الرؤيا، فشهق وأجهش بالبكاء، وحلف بالله إن كانت خرجت من فمي أو خطي الى أحد، وإن كنت نظمتها إلاّ في ليلتي هذه وهي:

ملكنا فكان العفو منا سجية

فلما ملكتم سال بالدم أبطح

وحلّلتم قتل الأسير وطالما

غدونا عن الأسرى نعفّ ونصفح

ولا غرو فيما بيننا من تفاوت

فكل إناء بالذي فيه ينضح

أنشدني هذه الأبيات الثلاثة أبو الطليق معتوق بن أبي السعود المقرئ البغدادي قال: أنشدنيها جمال الدين أبو غالب بن الحصين قال: أنشدنيها الحيص بيص لنفسه.

سمعت القاضي شمس الدين أبا نصر محمد بن هبة الله بن الشيرازي الدمشقي بها قال: سمعت ملك النحاة أبا نزار يقول للحيص بيص بيتان من الشعر، وددت أنهما لي بجميع شعري وهما:

سأرحل عن بغداد لا عن ملالة

الى بلد يحنو عليّ أميرها

الى بلدة فيها الكلاب بحالها

كلاب وما ردّت إليها أمورها

أخبرني بعض أهل الأدب في المذاكرة وأنسيته قال: طلب بعض الوزراء ببغداد إما علي بن طراد أو ابن هبيرة الحيص بيص ليحضر طبقه (274 - ظ) وقت الافطار في شهر رمضان، فكره ذلك كيلا يترفع عليه أحد في مجلس الوزير، فكتب الى الوزير بهذه الأبيات:

يا باذل الجود في عدم وفي سعة

ومطعم الزاد في صبح وفي غسق

وما شر الناس أغنتهم مواهبه

الى مزيد من النعماء مندفق

في كل بيت خوان من فواضله

يميزهم وهو يدعوهم الى الطبق

فاض النوال فلولا خوف مفعمه

من بأس عدلك نادى الناس بالغرق

فكل أرض بها صوب وساكبه

حتى الوغى من نجيع الخيل والعرق

صن منكبي عن زحام ان غضبت

له تمكن الطعن من عقلي ومن خلقي

وإن رضيت به فالذل منقصة

وكم تكلفته حملا فلم ألحق

ص: 4267

أنا المريض باحداثي وسورتها

وليس غير إبائي حافظ رمقي

فهبه لي كعطاياك التي كثرت

فالجود بالعرض فوق الجود بالورق

أنّ اصفرار مجن الشمس عن حزن

على علاها لمرماها الى الأفق

فإن توهم قوم أنه حمق فطالما

اشتبه التوقير بالحمق

نقلت من خط تاج الاسلام أبي سعد السمعاني وأخبرنا به أبو هاشم عبد المطلب ابن الفضل الهاشمي-قراءة عليه وأنا أسمع-قال: حدثنا أبو سعد عبد الكريم ابن محمد السمعاني-قراءة علينا من لفظه-قال: سمعت أبا العباس الخضر بن ثروان الفارقي-مذاكرة ببلخ-يقول: دخل (275 - و) حيص بيص على الوزير علي بن طراد الزينبي فقال: يا علي بن طراد، يا رفيع العماد، يا أخا الأجواد انغصّ المجلس، فأين أجلس؟ فقال الوزير: مكانك فقال: أعلى قدري أم على قدرك فقال: لا على قدري ولا على قدرك، ولكن بقدر الوقت.

وقرأت في بعض الكتب أنه دخل إليه فوجد المجلس غاصا بأهله، فقال: يا سيد الأجواد علي بن طراد، غصّ المجلس فأين أجلس؟ فأوسع له الى جنبه وقال:

هاهنا وأجلسه الى جنبه.

سمعت القاضي شمس الدين أبا عبد الله محمد بن يوسف بن الخضر مذاكرة يقول: مدح الحيص بيص الخليفة بقصيدة، وكتب معها رقعة يطلب جائزة القصيدة بعقوبا، وهي قرية عظيمة كانت تكون اقطاع الخلفاء في أيام السلجوقية، فكتب الخليفة على مطالعته «لو» ، فخرجت المطالعة فلم يفهم أحد معنى «لو» ، فأفكر الوزير ابن هبيرة في ذلك فقال: أراد أمير المؤمنين:

لو أن خفة رأسه في كعبه

لحق الغزال ولم يفته الأرنب

أخبرنا أبو هاشم عبد المطلب بن الفضل قال: قال لنا أبو سعد عبد الكريم بن محمد بن منصور السمعاني: سعد بن محمد بن سعد بن الصيفي التميمي أبو الفوارس المعروف بحيص بيص، شاب فاضل له معرفة تامة بالأدب واللغة حسن الشعر مليح الخط فصيح اللهجة (275 - ظ) سمعت أنه تفقه على القاضي محمد بن عبد الكريم الوزان بالري وكان يحضر معنا في دار الوزير علي بن طراد الزينبي،

ص: 4268

وسمع بقراءتي عليه الحديث، وكتب لي بخطه شيئا من شعره بسؤالي إياه، وسمعته منه، وسألته عن مولده فما ذكر، وقال: إني أعيش جوافا.

ذكر رفيقنا الحافظ أبو عبد الله محمد بن محمود بن النجار في التاريخ المجدد لمدينة السلام، وأجاز لنا الرواية عنه، قال: سعد بن محمد بن سعد بن الصيفي التميمي، أبو الفوارس، الشاعر المعروف بالحيص بيص، كان جده لأبيه قد فارق قومه بني تميم، ونزل كرخ بغداد، وولد أبوه بها ببركة زلزل

(1)

، ولهذا يقول ولده في قصيدة له مفتخرا:

ملك ثوى بالجاهلية رمسه

فبعثته مني ببركة زلزل

ولد سعد بالكرخ بدرب المنصور، وطلب العلم وهو ابن ثلاث عشرة سنة، وسافر الى الري، وقرأ المذهب والخلاف هناك على رئيسها محمد بن عبد الكريم ابن الوزان الشافعي، وتكلم في مسائل الخلاف، وناظر فيها الفقهاء، قرأ على أسعد الميهني أيضا، ثم إنه قرأ الأدب، وقال الشعر، وأعطي حظا من الفصاحة في النظم والنثر، ومدح الخلفاء والملوك والوزراء والكبراء، وقال الشعر في جميع الفنون فأجاد، واتفق الخاص والعام على تفضيله على شعراء وقته، ولزم قانونا من الوقار لم يكن لأحد من أبناء جنسه (276 - و) وكان وافر الحرمة عند الخاص والعام، ولقب بملك الشعراء، وكان يلبس القباء والعمامة، ويتزيا بزي العرب الغرباء ويتقعر في كلامه، وقيل: إن سبب تلقيبه بالحيص بيص أنه قال لبعض أصدقائه بأصبهان في جملة عتاب عاتبه في جمع من الناس: وقعت منك في حيص بيص، أي في شدة، وتلى ذلك أن قال في أبيات ذم فيها الزمان:

لئن أصبحت بينكم مضاعا

أبيع الفضل مجانا رخيصا

وعاقني الزمان عن المعالي

فصرت إلى حبائله قنيصا

فإني سوف أوقعكم ببأسي

وإن طال المدى في حيص بيصا

فلقب الحيص بيص، وصار لا يعرف إلاّ به، سمع شيئا من الحديث من الشريف أبي طالب الحسين بن محمد بن علي الزينبي ببغداد، وأبي المجد محمد بن

(1)

-بركة زلزل: ببغداد بين الرخ والسراة وباب المحول وسويقة أبي أورد. معجم البلدان.

ص: 4269

محمد بن عيسى بن جهور المعدل الواسطي بواسط، روى لنا عنه عبد الوهاب بن علي الأمين، وأحمد بن عمر بن أحمد بن بكرون الشاهد، واسماعيل بن محمد بن يحيى المؤدب، وصاحبه قيصر بن المظفر بن يلدرك وغيرهم.

أخبرنا أبو هاشم عبد المطلب بن الفضل قال: أخبرنا أبو سعد عبد الكريم بن محمد السمعاني-قراءة علينا من لفظه-قال: سمعت أبا اسحاق ابراهيم بن سعيد ابن عبد الله البغدادي التاجر يقول بسمرقند: سمعت ببغداد أن والد حيص بيص قال: ما عرفت قط أني من بني تميم حتى أخبرني ابني بذلك في شعره (276 - ظ) أنّا من تميم.

أنبأنا أبو عبد الله بن النجار قال: قرأت في كتاب أبي بكر عبد الله بن علي بن المارستاني بخطه قال: كان الحيص بيص يدّعي أنه من تميم، حتى قال في قصيدته التي مدح بها ابن الأنباري كاتب الانشاء:

خلّفته والصباغض النسيم

كامل الوفرة من آل تميم

فبلغ ذلك ابن الفضل الشاعر، فمضى الى أبيه، وكان طوائيقيا، فحكى له قول ولده فقال: والله ما عرفت أنه من تميم حتى أخبرني بذلك ولدي، فعمل فيه ابن الفضل أبياتا أنشدنيها:

كم تبادى وكم تطيل الطراطير

وما فيك شعرة من تميم

فكل الضب وأبلع الحنظل اليابس

واشرب ما شئت بول الظليم

ليس ذا وجه من يضيف ولا

يقري ولا يدفع الأذى عن حريم

أخبرنا أبو هاشم عبد المطلب بن الفضل قال: أخبرنا أبو سعد السمعاني -قراءة علينا من لفظه-قال: وسمعت أبا الخير دلف بن عبد الله بن التبان الفقيه بسمرقند يقول: لحيص بيص أخ يلقب بهرح مرج، ولهما أخت لقّبها مجان بغداد بدخل خرج.

ذكر صديقنا ياقوت بن عبد الله الحموي-وأظن أني سمعته منه في المذاكرة- قال: حدثني حسين بن حراز الشاعر قال: حدثني خالي محمد بن علي بن المعلم الشاعر قال: أرسل إليّ الحيص بيص يوما، وكان قد رأى في رأسه شعرة بيضاء:

ص: 4270

أدركني فقد نازلني الوقار، وأشر عليّ بمن أستنيبه (227 - و) في إيراد شعري، فما يجمل بمثلي إيراده بعد الوقار.

أخبرني عز الدين أبو حفص عمر بن علي بن دهجان البصري المالكي ببغداد قال: حدثني أبو محمد عبد الله بن عبد الرحمن بن محمد بن أبي سعيد الأنباري بالبصرة، أن أبا الفوارس الحيص بيص قال: إنه دخل حلب، وأنه مضى إلى بعض نواحيها يمدح أميرا من أمراء العجم، وكان لا يعرف الأمير بالعربية، فمدحه مع جماعة من الشعراء، وحضروا عنده وحضر معهم رجل ادعى أنه شاعر، فلما أنشد الجماعة أشار الحاجب إلى ذلك الرجل أن ينشد، فأدخل يده في كمه وأوهم أن فيه قصيدة، وأنها سقطت منه، فقال له الحاجب: أما معك شيء تنشده؟ فأنشد:

قفا نبك من ذكرى حبيب وأخواجا

بسقط اللوى بين الدخول وأخواجا

ومضى على أبيات منها ختم كل بيت بقوله أخواجا، والحاجب يستحسن ذلك منه في كل بيت، والأمير يزهزه له ويفهم منه أن أخواجا هو السيد، فلما فرع من الانشاد قال يخاطب الحاجب:

ألا أيها الآتي بخير ونعمة

لك النصف لا تحرد فيفطن أخواجا

فقال الحاجب: بل تضاعف لك الجائزة، وأمر له الآمير بجائزة حسنة فقاسه عليها الحاجب.

أنبأنا أبو عبد الله بن النجار قال: قرأت في كتاب أبي بكر عبيد الله بن علي بن المارستاني بخطه قال: مات الحيص بيص يوم الثلاثاء خامس من شعبان سنة أربع وسبعين وخمسمائة وصلي عليه من الغد بالنظامية (227 - ظ) ولم يعقب، وكان مولده في سنة اثنتين وتسعين وأربعمائة.

قال ابن النجار: سمعت أبا الفتوح بن الحصري بمكة يقول: توفي ابن الصيفي في ليلة الأربعاء سادس شعبان سنة أربع وسبعين وخمسمائة، ودفن في مقابر قريش

ص: 4271

‌سعد بن محمد بن علي بن الحسن بن معبد:

ابن مطر بن مالك بن الحارث بن سنان بن خزاعة بن حيي، الأزدي، أبو طالب، الشاعر المعروف بالوحيد، كان شاعرا مجيدا، قدم الشام واجتاز بحلب، ومدح بني حمدان، وتوجه الى مصر، وكان عارفا باللغة والمعاني، ونكّت على شعر المتنبي، وأصلح في شعره مواضع.

روى عنه أبو غالب محمد بن أحمد بن سهل بن بشران، وأبو علي المحسن ابن علي بن محمد التنوخي، وأبو الخطاب الجبّليّ، ذكره الوزير أبو سعد محمد بن الحسين بن عبد الرحيم في كتابه في ذكر الشعراء، فقال: حدثني الخالع-يعني- محمد بن الحسين قال: كان الوحيد من أهل البصرة، وانتقل الى جبّل

(1)

وكانت بضاعته في الأدب قوية، ومعرفته بالشعر جيدة، يجمع اللغة والنحو والقوافي والعروض، متقدما فيه كله، وقد رد على المتنبي عدة مواضع أخطأ فيها، وكان مع هذه الحال ضيق الرزق نزره، محارفا، يمدح بالشيء اليسير ولا يبالي، وسافر إلى مصر، ومدح بني حمدان، وعمرّ زيادة على ثمانين سنة وتوفي سنة خمس وثمانين وثلاثمائة.

قال أبو سعد الوزير: وقد شاهدت خطه في النسخ، وكان مليحا صحيح النقل، وديوانه غير مجموع ولا موجود.

وقال أبو سعد: أنشدني أبو الخطاب (278 - و) الجبلي قال: أنشدني الوحيد لنفسه:

يعدد لوّامي علي ذنوبها

ويأبى شفيع الحسن أن يحسب الذنب

وقالوا إذا شطت نوى دارها

سلا وماشط من أمسى ومنزله القلب

أنبأنا أبو اليمن زيد بن الحسن الكندي عن أبي بكر محمد بن عبد الباقي

(1)

-جبل، بليدة بين النعمانية وواسط في الجانب الشرقي. معجم البلدان.

ص: 4272

الأنصاري قال: أخبرنا أبو القاسم علي بن المحسّن بن علي التنوخي-إجازة- قال: أنشدني أبي قال: أنشدني سعد بن محمد الأزدي، المعروف بالوحيد:

كانت على رغم النوى أيامنا

مجموعة النشوات والاطراب

ولقد عتبت على الزمان لبينهم

ولعلّه سيمنّ بالاعتاب

ومن الليالي إن علمت أحبة

وهي التي تأتيك بالأحباب

قال أبو علي التنوخي: وأنشدني أبو طالب الوحيد لنفسه:

إن راعني منك الصدود

فلعلّ أيامي تعود

إذ لا تناولنا يد النع

ماء إلاّ ما نريد

ولعل عهدك باللوى يحيى

فقد تحيى العهود

فالغصن ييبس تارة

وتراه مخضرا يميد

إني لأرجو عطفة يبكي

لها الواشي الحسود

فرحا تقر به العيون

فينجلي عنها السهود

قال: وأنشدني سعد بن محمد لنفسه: (278 - ظ).

لا يوحشنّك من جميل تصبر

خطب فإن الصبر فيه أحزم

العسر أكرمه ليسر بعده

ولأجل عين ألف عين تكرم

لم تشك مني عسرة ألبستها

لوما ولا جورا على ما تحكم

المرء يكره بؤسه ولعله

تأته فيه سعادة لا تعلم

قال: وأنشدني الوحيد لنفسه:

أتحسب أن البؤس للمرء دائم

ولو دام شيء عدّه الناس في العجب

لقد عرفتك الحادثات نفوسها

وقد أدّبت إن كان ينفعك الأدب

ولو طلب الانسان من صون دهره

دوام الذي يخشى لأعياه ما طلب

أنبأنا عمر بن محمد بن طبرزد عن أبي غالب بن البناء قال: كتب إليّ أبو غالب

ص: 4273

محمد بن أحمد بن سهل الواسطي قال: أنشدنا أبو طالب سعد بن محمد الوحيد، قدم علينا واسطا، لنفسه:

بلوت من الدهر ما أقنعا

وكشفت أحواله أجمعا

زمانك ذا مثل أبنائه

فلا تحفلن بمن ودّعا

اذا واصلوك فصل حبلهم

وإن قاطعوك فكن مقطعا

ومن ودّ من لا يجازي الوداد

مثالا بمثل فقد ضيّعا

وكنت اذا صاحب ملني

ولم أر في ودّه مطمعا

غسلت بماء القلى شخصه

وكبرت من فوقه أربعا (279 - و)

وكان التغافل أكفانه

وترب التناسي له مضجعا

فإن قالت النفس صل حبله

أقل إن من مات لن يرجعا

أنبأنا أبو القاسم عبد الصمد بن محمد بن أبي الفضل قال: أخبرنا أبو القاسم اسماعيل بن أحمد بن السمرقندي في كتابه قال: أخبرنا أبو غالب محمد بن أحمد ابن بشران-اجازة-قال: أنشدني سعد بن محمد بن علي الوحيد لنفسه:

لو تخليت للزمان للاقى

مسمعيه مني عتاب طويل

إنما تكثر الملامة للدهر

لأن الكرام فيه قليل

أنبأنا أبو عبد الله محمد بن محمود بن النجار قال: سعد بن محمد بن علي بن الحسن بن معبد بن مطر بن مالك بن الحارث بن سنان بن خزاعة بن حيي الأزدي، أبو طالب الشاعر المعروف بالوحيد، ذكر أبو غالب بن بشران أنه بغدادي، ورد واسطا وقال: قرأت عليه شرح المتنبي له، وروى عنه كثيرا من شعره، وروى عنه أيضا القاضي أبو علي المحسن بن علي بن محمد التنوخي وأبو الخطاب الجبلي.

‌سعد بن مسعود الثقفي الكوفي:

شهد صفين مع علي رضي الله عنه، وكان من أمراء الأساع من أهل الكوفة، على قيس وعبد القيس. (279 - ظ).

ص: 4274

بسم الله الرحمن الرحيم

وبه توفيقي

:

‌سعد بن مظفر بن المطهر:

أبو طالب اليزدي الصوفي، شيخ رباط السلجوقية بالجانب الغربي من بغداد، قدم من يزد،

(1)

ونزل بغداد وسكن المدرسة النظامية، وتفقه بها، وصحب شيخنا شهاب الدين أبا نصر عمر بن محمد السهروردي وتخرج به، وسافر معه الى الشام في سنة تسع وتسعين وخمسمائة، حين سيره الإمام الناصر أحمد رسولا الى الملك العادل أبي بكر بن أيوب، وقدم معه حلب في أيام الملك الظاهر غازي، ثم قدم حلب رسولا من الامام المستنصر المنصور الى الملك الناصر يوسف بن محمد، وعاد الى بغداد ورتب شيخا برباط الأرجوانية، وبرباط السلجوقية المجاور لقبرها، الذي أنشأه الامام الناصر.

وأخبرني أبو حفص عمر بن دهجان البصري، أو غيره، أنه كان شيخا خيرا معروفا بالخير والصلاح، حافظا للقرآن، كثير التلاوة له، وحج مرارا راجلا على قدم التجريد، وعاد الى بغداد وسكن رباط الزوزني، فأقام به مدة في صحبة شيخنا السهروردي، وأرسل من بغداد الى جماعة من الملوك، وتوفي يوم السبت خامس عشري محرم من سنة سبع وثلاثين وستمائة بالرباط السلجوقي، ودفن بمقبرة الشونيزي وشيعه جمع كثير من الصوفية والغرباء رحمه الله.

وذكره رفيقنا أبو عبد الله محمد بن محمود بن النجار في تاريخه الذي ذيل به تاريخ

(2)

فقال: سعد بن مظفر بن المطهر أبو طالب الصوفي من أهل يزد، قدم بغداد

(1)

-يزد: مدينة متوسطة بين نيسابور وشيراز وأصبهان. معجم البلدان:.

(2)

-كذا بالاصل، ونسي ابن العديم كلمة-بغداد.

ص: 4275

ونزل بالمدرسة (281 - و) النظامية وتفقه بها على مذهب الشافعي، ثم انه صحب شيخنا عمر بن محمد السهروردي، وسكن برباط الزوزني وترك الفقه وسلك طريق الزهد والخلوة والرياضة والمجاهدة وأقام على ذلك مدة ثم أنه سافر مع شيخه الى الشام لما أرسل اليها من الديوان، واتصلت له معرفة بالوزير ابن مهدي العلوي، فندبه الى خدمته، فرفض ما كان فيه، وصار وكيلا له على أمواله، ولبس الحرير وارتفعت درجته وعلا جاهه، ولم يزل على ذلك الى أن صرف ابن مهدي عن الوزارة فعاد الى صحبه الصوفية ولباسهم، الى أن ندب للتنفيذ في الرسائل من الديوان العزيز الى الملوك والأطراف، فأنفذ الى خوارزم شاه محمد بالعراق، ورأيته بأصبهان ثم نفذ الى الشام ومصر وبلاد الروم مرات، والى بلاد فارس، ورتب شيخا برباط الأرجوانية بدرب زاخي، ثم بالرباط الناصري المجاور لتربة الجهة السلجوقية، وكان رجلا من الرجال فيه فضل، وله معرفة وأخلاق حسنة، ومرض وطال مرضه، وضعفت قواه ولم تفته صلاة الى حين وفاته، توفي ليلة السبت السادس والعشرين من المحرم سنة سبع وثلاثين وستمائة وصلى عليه من الغد بالرباط، ودفن بالشونيزية، وأظنه بلغ الستين أو جاوزها بقليل ولم تكن له رواية للحديث ولا عناية به.

قلت: وقد حدث بدمشق عن الحافظ أبي موسى محمد بن عمر الأصبهاني، وأبي الفرج ثابت بن محمد بن أبي الفرج البديلي الحافظ.

‌سعد بن أبي سالم الحلبي:

شاعر من أهل حلب ظفرت له بقصائد (281 - ظ) يمدح بها أهل البيت رضوان الله عليهم، منها:

هم قصد منهاج السراط المقوم

ونفس نفيس العلم من كل محكم

هم العالم العلوي والجوهر الذي

تصفى وبسط النور في العالم العمي

وخزّان علم الله والنبأ الذي

تضمنه وصف الكتاب المكرّم

صفوا من صفا ماء الصّفا

وتجوهروا فليس لهم في عالم الكون من سمي

ص: 4276

فهم فيض ماء المزن لذّ طهارة

وقصد وجود الماء عند التيمم

وهم سر لطف الله والخلق والهدى

وطود الحجى والعلم للمتعلم

وهم فلك النور المحيط شعاعه

وكنه بسيط الحق للمتفهم

لهم طود فخر من ذرى المجد شامخ

وهيهات طول النجم يرقى بسلم

سما مجدهم فوق السماك جلالة

الى جهة الرحمن بالذكر ينتمي

فهم قدو وهم الدين الحنيفي في الورى

ومهيع

(1)

ارشاد الطريق المقوم

وهم حجج الله الذين يفضلوا

وصيب ماء القطر في المحل ينهمي

‌سعد أبو الحسن:

مولى الحسن بن علي رضوان الله عليه، شهد صفين مع علي، وحكى عن علي والحسن عليهما السلام، روى عنه ابنه الحسن بن سعد الكوفي، وعبد الله بن محمد بن عقيل.

أنبأنا أبو حفص عمر بن محمد بن طبرزد عن أبي غالب أحمد بن الحسن بن البناء عن أبي محمد الجوهري قال: أخبرنا أبو عمر بن حيويه قال: أخبرنا أحمد بن معروف قال: حدثنا الحسين بن الفهم قال: حدثنا محمد بن سعد قال:

أخبرنا محمد بن عمر قال: (282 - و) حدثني عمر بن محمد بن عمر عن عبد الله بن عقيل عن سعد أبي الحسن مولى الحسن بن علي قال: خرجت مع الحسن بن علي ليلة بصفين في خمسين رجلا من همدان نريد أن نأتي عليا، وكان يومنا يوما قد عظم فيه الشر بين الفريقين فمررنا برجل أعور من همدان يدعى وذكورا، قد شد مقود فرسه برجل رجل مقتول، فوقف الحسن بن علي على الرجل فسلم، ثم قال:

من أنت؟ فقال: رجل من همدان، فقال له الحسن: ما تصنع هاهنا؟ قال: أضللت أصحابي في هذا المكان في أول الليل فأنا انتظر رجعتهم، قال: ما هذا القتيل قال:

لا أدري غير أنه كان شديدا علينا يكشفنا كشفا شديدا، وبين ذلك يقول: أنا الطيب بن الطيب، واذا ضرب قال: أنا ابن الفاروق، فقتله الله بيدي، فنزل

(1)

-المهيع للطريق: الواسع الواضح. القاموس.

ص: 4277

الحسن اليه فاذا عبيد الله بن عمر، واذا سلاحه بين يدي الرجل، فأتى به عليا فنفله علي سلبه، قوّمه أربعة آلاف درهم.

أخبرنا أبو عبد الله بن عمر بن باز-في كتابه-قال: أخبرنا عبد الحق بن عبد الخالق بن يوسف قال: أخبرنا أبو الغنائم محمد بن علي بن النرسي قال: أخبرنا أبو أحمد عبد الوهاب بن محمد الغندجاني قال: أخبرنا أحمد بن عبدان قال:

أخبرنا محمد بن سهل قال: أخبرنا أبو عبد الله محمد بن اسماعيل البخاري قال:

سعد مولى الحسن بن علي سمع عليّ، روى عنه ابنه الحسن الكوفي القرشي

(1)

.

أنبأنا أبو محمد عبد الرحمن بن عبد الله بن علوان عن أبي الفرج مسعود بن (282 - ظ) الحسن الثقفي قال: أخبرنا أبو عمرو عبد الوهاب بن محمد بن مندة -إجازة ان لم يكن سماعا-قال: أخبرنا حمد بن عبد الله قال: أخبرنا أبو محمد ابن أبي حاتم قال: سعد مولى الحسن بن علي، روى عن علي، روى عنه ابنه الحسن الكوفي القرشي، سمعت أبي يقول ذلك

(2)

.

‌سعد أبو بذال بن سعد:

له ذكر وخرج مع المأمون غازيا بلاد الروم، وكان معه بحلب في دخوله الغزاة.

أنبأنا أبو حفص عمر بن محمد المؤدب عن أبي القاسم بن السمرقندي قال:

أخبرنا أبو القاسم الإسماعيلي قال: أخبرنا أبو القاسم حمزة بن يوسف السهمي قال: أخبرنا أبو أحمد عبد الله بن عدي قال: سمعت بذال بن سعد يقول: كان أبي خرج الى الروم مع المأمون، وكنت حملا فأوصى ان كان لي ابن أن يسمى بذّالا، وان كانت ابنة تسمى بذالة، وذلك أنه كان فتح فتح من الفتوح على يدي رجل يسمى بذّالا

(3)

.

(1)

-التاريخ الكبير:4/ 55 (1941).

(2)

-الجرح والتعديل:4/ 98 (437).

(3)

-ليس لسعد بن بذال أو ابنه ترجمة في الكامل لابن عدي.

ص: 4278

‌ذكر من اسمه سعدان

‌سعدان بن يحيى الحلبي:

محدّث تكلموا فيه، ذكره الحاكم أبو عبد الله الحافظ في سؤالاته الدارقطني وقال: قلت له، يعني الدارقطني: فسعدان بن يحيى الحلبي فقال: ليس بذاك (283 - و).

‌سعدان بن يزيد البزاز:

حدث عن الهيثم بن جميل الأنطاكي، وسمع منه بأنطاكية وعن أحمد بن يوسف بن أسباط، وعلي بن عاصم ومحمد بن المبارك الصوري، ويزيد بن هارون، وعمر ابن شبيب المسلي، واسحاق بن يوسف الأزرق ومحمد بن عبيد الطنافسي، وعبيد الله بن موسى، والفضل بن دكين، وسلمة بن غفار، واسماعيل بن علية، ومحمد ابن ربيعة، وسهل بن محمود، وشجاع بن الوليد، روى عنه أبو بكر الخرائطي، وأحمد بن عبيد الطوابيقي الطرسوسي، وأبو حاتم محمد بن ادريس الرازي، وابنه أبو محمد.

أخبرنا أبو القاسم عبد الصمد بن محمد بن أبي الفضل الحرستاني-قراءة مني عليه-قال: أخبرنا أبو الحسن بن قبيس الغساني قال: أخبرنا أبو الحسن ابن أبي الحديد قال: أخبرنا جدي أبو بكر قال: أخبرنا محمد بن جعفر الخرائطي قال: حدثنا سعدان بن يزيد قال: حدثنا الهيثم بن جميل قال: حدثنا حماد بن سلمة، وأبو عوانة عن عطاء بن السائب عن حكيم بن يزيد قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: دعوا عباد الله فليصب بعضهم من بعض واذا استنصح أحدكم أخوه فلينصحه

(1)

.

(1)

-انظر كنز العمال:4/ 9541.

ص: 4279

أخبرنا أبو القاسم عبد الله بن الحسين-فيما أذن لي في روايته عنه-قال:

أخبرنا أبو طاهر السلفي-إجازة إن لم يكن سماعا-قال: أخبرنا أبو طاهر محمد ابن الحسين قال: كتب إلي القاضي أبو الفضل محمد بن عيسى السعدي من مصر:

أخبرنا أبو محمد عبد الغني بن سعيد قال: حدثنا أبو طالب عمر بن محمد المصيصي قال: حدثنا أحمد بن محمد بن عبيد الطوابيقي عن سعدان بن يزيد قال: حدثنا الهيثم بن جميل قال: سألت زهيرا في ثلاثة أحاديث مسندة فقال (283 - ظ): تسأل عن ثلاثة أحاديث مسندة في موضع واحد عزمت عليك إلاّ فرقها.

أنبأنا الخطيب أبو البركات سعيد بن هاشم بن أحمد بن هاشم عن مسعود ابن الحسن قال: أخبرنا أبو عمرو بن منده-إجازة ان لم يكن سماعا-قال:

أخبرنا حمد بن عبد الله قال: أخبرنا عبد الرحمن بن أبي حاتم قال: سعدان بن يزيد البزاز، أبو محمد نزيل سامراء، روى عن اسماعيل بن عليه، واسحاق بن يوسف الأزرق ومحمد بن ربيعة، وسلمة بن غفار، وشجاع بن الوليد وسهل بن محمود، كتبت عنه مع أبي وهو صدوق، سئل أبي عنه، فقال: صدوق.

(1)

.

(1)

-الجرح والتعديل:4/ 290 (1255).

ص: 4280

‌ذكر من اسمه سعيد

‌سعيد بن أحمد بن سعيد بن سنان الطائي المنبجي:

حدث عن عيسى بن يونس، روى عنه ابنه ابو بكر عمر بن سعيد بن أحمد المنبجي.

أخبرنا أبو روح عبد المعز بن محمد بن أبي الفضل الهروي، قال: أخبرنا أبو القاسم تميم بن أبي سعد بن أبي العباس الجرجاني قال: أخبرنا أبو الحسن البحاثي قال: أخبرنا أبو الحسن محمد بن أحمد بن هارون قال: أخبرنا أبو حاتم ابن حبان قال: أخبرنا عمر بن سعيد قال: حدثنا أبي قال: حدثنا عيسى بن يونس عن يحيى بن سعيد الأنصاري عن محمد بن ابراهيم التيمي عن علقمة بن وقاص عن عمر بن الخطاب قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: الاعمال بالنية، ولكل امرئ ما نوى فمن كانت هجرته الى الله ورسوله فهجرته الى الله ورسوله، ومن كانت هجرته لدنيا يصيبها (284 - و) وامرأة يتزوجها فهجرته الى ما هاجر إليه

(1)

.

‌سعيد بن اسماعيل الاسدي:

رجل من المجاهدين، قدم دابق وبها مسلمة بن عبد الملك معسكر، ودخل معه الغزاة المعروفة التي أغزاه فيها أبوه عبد الملك بن مروان، وهو أحد الفتية الذين تابوا وخرجوا الى الغزو ولحقوا مسلمة بدابق، وقتل هو وأصحابه بطوانة شهداء، ذكر حديثهم ابن الأعثم

(2)

.

‌سعيد بن بريد:

أبو عبد الله التميمي النباجي: قدم العواصم والثغور غازيا، وأقام بطرسوس،

(1)

-انظر كنز العمال:3/ 8781.

(2)

-انظر فتوح ابن الاعثم بتحقيقي:1872 - 1883.

ص: 4281

وكان من أقران ذي النون المصري، وله كلام حسن في الرقائق والحقائق، وكان كثير العبادة، وساح، حكى عن الفضيل بن عياض وأبي خزيمة العابد، حكى عنه عبد الله بن خبيق الأنطاكي، وسهل بن عاصم وأحمد بن أبي الحواري، وعمر بن محمد بن بحير البحيري، وأبو عبد الله محمد بن معاوية الصوري، والوليد بن عتبة، وأبو عبد الله الأصبحي، وأحمد بن محمد بن بكر القرشي، وأبو الحسن محمد بن أبي الورد، وداوود بن محمد، والنضر بن عيسى بن يحيى، ولا أعلم له حديثا عن النبي صلى الله عليه وسلم مسندا.

أخبرنا أبو الحجاج يوسف بن خليل بن عبد الله قال أخبرنا

(1)

.

قال: أخبرنا أبو علي الحسن بن أحمد الحداد قال: أخبرنا أبو نعيم أحمد بن (284 - ظ) عبد الله الحافظ قال: سمعت أبي يقول: سمعت خالي أحمد بن محمد ابن يوسف يقول: سمعت محمد بن يوسف يقول: كان أبو عبد الله النباجي مجاب الدعوة له آيات وكرامات، بينما هو في بعض أسفاره إما حاجا، وإما غازيا على ناقة، وكان في الرفقة رجل عاين قل ما نظر الى شيء إلا أتلفه وأسقطه، وكانت ناقة أبي عبد الله ناقة فارهة فقيل له: احفظها من العائن، فقال أبو عبد الله: ليس له الى ناقتي سبيل، فأخبر العائن بقوله، فتحين غيبة أبي عبد الله فجاء الى رحله فعاين ناقته فاضطربت ناقته وسقطت تضطرب فأتى أبو عبد الله فقيل له: إن العائن قد عان ناقتك وهي كما تراها تضطرب فقال: دلوني على العائن فدل عليه، فوقف عليه وقال: بسم الله حبس حابس وشهاب قابس، رددت عين العائن عليه وعلى أحب الناس إليه في كلوتيه رشيق وفي ماله يليق، «فارجع البصر هل ترى من فطور ثم ارجع البصر كرتين ينقلب إليك البصر خاسئا وهو حسير

(2)

»، فخرجت حدقتا العائن وقامت الناقة لا بأس بها.

أنبأنا تاج الأمناء أبو الفضل أحمد بن محمد بن الحسن قال: أخبرنا أبو القاسم علي بن الحسن الحافظ عمي قال: أخبرنا أبو بكر محمد بن أحمد بن الحسن

(1)

-فراغ بالاصل قدر ثلاث كلمات.

(2)

- سورة الملك-الآية:67.

ص: 4282

البروجردي قال: أخبرنا أبو عطاء عبد (285 - و) الاعلى بن عبد الواحد بن أحمد ابن أبي القاسم المليحي بهراة قال: أخبرنا أبو محمد اسماعيل بن ابراهيم بن محمد ابن عبد الرحمن الفقيه المقرئ القراب قال: أخبرنا أبو يعلى الحسين بن محمد الزهري قال: أخبرنا محمد بن المسيب قال: حدثنا عبد الله بن خبيق قال: سمعت أبا عبد الله النباجي يقول: كتب عبد الله بن داوود الى أخ له: أما آن لك أن تستوحش من الناس

(1)

.

أخبرنا أبو اليمن زيد بن الحسن الكندي قال: أخبرنا أبو منصور القزاز قال: أخبرنا أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت الخطيب قال: حدثني مسعود بن ناصر السجزي قال: أخبرنا أبو سعيد عثمان بن محمد بن أحمد الصوفي ببست

(2)

قال:

حدثنا والدي قال: حدثنا أبو الحسن محمد بن الحسين بن علي الجرجاني قال:

حدثنا أحمد بن محمد بن ابراهيم الأزدي قال: حدثنا عبد الله بن الحكم المخرمي الطيالسي قال: سمعت أبا عبد الله الأصبحي يقول: سمعت سعيد بن بريد النباجي يقول: بينا نحن صافون نقاتل العدو بأرض الروم، فإذا أنا بغلام كأحسن من رأيت من الغلمان وعليه طرة وقفا

(3)

، وعليه حلة ديباج وهو يقاتل قتالا شديدا وهو يقول:

أنا في أمري رشاد

بين غزو وجهاد

بدني يغزو عدوي

والهوى يغزو فؤادي

قال: فدنوت منه فقلت: يا غلام هذا القتال وهذه المقالة والطرة (285 - ظ) والقفا والحلة لا يشبه بعضها بعضا فقال الغلام: أحببت ربي فشغلني بحبه عن حب غيره فتزيت لحور العين لعلها تخطبني الى مولاها

(4)

.

أخبرنا أبو محمد عبد القادر بن عبد الله الرهاوي-في كتابه إلينا غير مرة-

(1)

-تاريخ دمشق لابن عساكر:7/ 105 - ظ.

(2)

-بست: مدينة بين سجستان وغزنين وهراة. معجم البلدان.

(3)

-الطرة-بالضم-جانب الثوب الذي لا هدب له، والناصية، وأراد هنا أن ناصيته كانت طويلة وكذلك شعر قفاه. القاموس.

(4)

-لم أقف على هذا الخبر في تاريخ بغداد.

ص: 4283

قال: أخبرنا أبو الفضل عبد الله بن أحمد بن محمد الطوسي قال: أخبرنا أحمد بن عبد القادر بن يوسف قال: أخبرنا عبد العزيز بن علي الآزجي، ح.

وأخبرنا أبو علي حسن بن أحمد بن يوسف-فيما أذن لنا أن نرويه عنه- قال: أخبرنا أبو طاهر السلفي-إجازة إن لم يكن سماعا-قال: أخبرنا عبد العزيز الآزجي قال: أخبرنا أبو الحسن علي بن عبد الله بن جهضم قال: حدثني عبد السلام -يعني-ابن محمد المخزومي قال: حدثني أبو العباس أحمد بن عبيد عن محمد ابن أبي الورد قال: صلى أبو عبد الله النباجي بأهل طرسوس صلاة الغداة، فوقع النفير وصاحوا، فلم يخفف الصلاة، فلما فرغوا قالوا له: أنت جاسوس، قال:

وكيف ذاك؟ فقالوا: صاح النفير وأنت في الصلاة لم تخفف، قال: إنما سميت صلاة لأنها اتصال بالله، وما حسبت أن أحدا يكون في الصلاة فيقع في سمعه غير ما يخاطب الله به.

كتب إلينا أبو المظفر عبد الرحيم بن أبي سعد السمعاني من مرو غير مرة قال:

أخبرنا أبو سعد محمد بن منصور الحرضي قال: أنبأنا أبو بكر محمد بن يحيى المزكي قال: أخبرنا أبو عبد الرحمن محمد بن الحسين السلمي قال: أبو عبد الله النباجي من أقران ذي النون المصري له كلام حسن في المعرفة وغيرها، وكان من أستاذي أحمد بن أبي (286 - و) الحواري: واسم أبي عبد الله سعيد بن بريد كذلك ذكره عمر بن محمد بن بجير فيما حدثنا عنه علي بن أحمد بن سعيد الجوزجاني قال: حدثنا محمد بن عمر قال: حدثنا أبي قال: حدثنا أبو عبد الله سعيد بن بريد النباجي.

أخبرنا أبو العباس أحمد بن عبد الله بن علوان-فيما أذن لنا في روايته عنه عن مسعود بن الحسن الثقفي-قال: أخبرنا أبو عمرو عبد الوهاب بن محمد- إجازة إن لم يكن سماعا-قال: أخبرنا حمد بن عبد الله قال: أخبرنا أبو محمد بن أبي حاتم قال: سعيد بن بريد أبو عبد الله النباجي الزاهد روى عن ....

(1)

روى عنه أحمد بن أبي الحواري.

(1)

-فراغ بالاصل، وكذلك في المطبوع من كتاب الجرح والتعديل:4/ 8 (26).

ص: 4284

كذا وقع في أعمل الكتاب مبيضا.

أنبأنا أبو المحاسن بن الفضل قال: أخبرنا أبو القاسم بن أبي محمد قال:

قرأت على أبي محمد السلمي عن أبي زكريا البخاري قال: حدثنا عبد الغني بن سعيد، ح.

قال: وقرأت على أبي محمد السلمي عن أبي نصر بن ماكولا قالا في باب بريد بالباء والراء: سعيد بن بريد أبو عبد الله النباجي الزاهد

(1)

.

أنبأنا أبو القاسم الحرستاني عن أبي محمد عبد الكريم بن حمزة عن أبي نصر علي بن هبة الله بن ماكولا قال: أبو عبد الله النباجي سعيد بن بريد أحد الزهاد يحكي عنه أحمد بن أبي الحواري حكايات

(2)

.

أخبرنا زيد بن الحسن-إذنا-قال: أخبرنا أبو منصور بن زريق القزاز قال: أخبرنا أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت الخطيب قال: أبو عبد الله سعيد بن بريد النباجي، كان أحد عباد الله الصالحين يحكى عنه حكايات أحمد بن (286 - ظ) أبي الحواري الدمشقي وغيره

(3)

.

أنبأنا تاج الأمناء أبو الفضل أحمد بن محمد بن الحسن قال: أخبرنا عمي أبو القاسم علي بن الحسن الحافظ قال: سعيد بن بريد أبو عبد الله التميمي النباجي الزاهد، حكى عن الفضيل بن عياض وأبي خزيمة العابد، حكى عنه أحمد ابن أبي الحواري والوليد بن عتبة الدمشقيان، وعمر بن محمد بن بحير البحيري، وأبو عبد الله الأصبحي، وأبو الحسن محمد بن أبي الورد، وأحمد بن محمد بن بكر القرشي، وأبو عبد الله محمد بن معاوية الصوري، وسهل بن عاصم وعبد الله ابن خبيق الأنطاكي، وكان عابدا سياحا

(4)

.

أخبرنا عمي أبو غانم محمد بن هبة الله بن أبي جرادة قال: أخبرنا أبو الفتح

(1)

- الاكمال لابن ماكولا:1/ 231.

(2)

- ابن ماكولا-المصدر نفسه:7/ 372.

(3)

-لا ترجمة له في المطبوع من تاريخ بغداد.

(4)

- تاريخ دمشق لابن عساكر:7/ 104 - و.

ص: 4285

عمر بن علي بن حموية قال: أخبرنا أبو الفتوح بن شاه الشاذياخي قال: أخبرنا أبو القاسم عبد الكريم بن هوازن القشيري قال: سمعت محمد بن الحسين يقول:

سمعت أبا جعفر الرازي يقول: سمعت عباس بن حمزة يقول: حدثنا أحمد بن أبي الحواري قال: سمعت النباجي يقول: أس العبادة في ثلاثة أشياء: لا ترد من أحكامه شيئا، ولا تدخر عنه شيئا، ولا يسمعك تسأل غيره حاجة

(1)

.

أخبرنا المؤيد بن علي الطوسي-في كتابه إلينا من نيسابور-قال: أخبرنا أبو الأسعد هبة الرحمن بن عبد الواحد بن عبد الكريم القشيري قال: أخبرنا أبو صالح أحمد بن عبد الملك بن علي المؤذن النيسابوري قال: أخبرنا الشيخ أبو القاسم عبيد الله بن أحمد الصيرفي ببغداد قال: أخبرنا عبيد الله بن عثمان قال (287 - و): حدثنا محمد بن ادريس قال: حدثنا أحمد بن أبي الحواري عن أبي عبد الله النباجي قال: إن أحببتم أن تكونوا أبدالا فأحبوا ما شاء الله، ومن أحب ما شاء الله لم ينزل به من مقادير الله وأحكامه شيء إلاّ حبّه.

كتب إلينا أبو المظفر بن أبي سعد قال: أخبرنا أبو سعد الحرضي قال: أنبأنا أبو بكر المزكي قال: أخبرنا أبو عبد الرحمن السلمي قال: سمعت أبا العباس بن الخشاب البغدادي يقول: سمعت عبد السلام بن محمد يقول: سمعت أبا علي الروذباري يقول: سمعت أبا العباس بن عبد الله يقول: سمعت ابن أبي الورد يقول:

قال أبو عبد الله النباجي: من خطرت الدنيا بباله لغير القيام بأمر الله حجب عن الله.

قال: وأخبرنا أبو عبد الرحمن قال: أخبرنا أبو جعفر الرازي قال: حدثنا العباس بن حمزة قال: سمعت أحمد بن أبي الحواري يقول: سمعت أبا عبد الله النباجي يقول: إن أعطاك أغناك وإن منعك أرضاك.

أنبأنا أبو اليمن زيد بن الحسن الكندي قال: أخبرنا أبو منصور بن زريق قال: أخبرنا أبو بكر الخطيب قال: أخبرنا أبو القاسم عبد العزيز بن محمد بن نصر السيوري قال: حدثنا جعفر بن محمد بن نصير الخلدي قال: سمعت أبا نصر

(1)

-لا ترجمة للنباجي في الرسالة القشيرية.

ص: 4286

السمرقندي بمكة يقول: سمعت أحمد بن أنس بن مالك يقول: سمعت الوليد بن عتبة يقول: سمعت أبا عبد الله النباجي يقول: أصابتني ضيقة شديدة، فبت وأنا أتفكر في المصير إلى بعض اخواني فسمعت قائلا يقول لي في النوم: أيجمل بالحر المريد (287 - ظ) إذا وجد عند الله ما يريد أن يميل بقلبه إلى العبيد، فانتبهت وأنا من أغنى الناس.

أخبرنا أبو نصر محمد بن هبة الله بن الشيرازي-إذنا-قال: أخبرنا أبو القاسم علي بن الحسن الحافظ قال: أخبرنا أبو عبد الله محمد بن الفضل قال: أخبرنا بشر بن محمد المزني قال: أخبرنا محمد بن ابراهيم قال: حدثنا عبد الله بن محمد بن عبيد قال: حدثنا داوود بن محمد أنه سمع أبا عبد الله النباجي يقول: خمس خصال فيها تمام العمل: معرفة الله، ومعرفة الحق، واخلاص العمل لله، والعمل علي السنة، وأكل الحلال، فإن فقدت واحدة لم يرتفع العمل، وذلك أنك إذا عرفت الله، ولم تعرف الحق لم تنتفع وإذا عرفت الحق ولم تعرف الله لم تنتفع، وإذا عرفت الله، وعرفت الحق ولم تخلص العمل لم تنتفع، وإن عرفت الله وعرفت الحق وأخلصت العمل، ولم يكن العمل على السنة لم تنتنفع، وإن تمت الأربع ولم يكن الأكل من الحلال لم تنتفع.

وقال: أخبرنا الحافظ قال: أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر قال: أخبرنا أبو بكر البيهقي قال: أخبرنا أبو عبد الله الحافظ قال: حدثنا علي بن جمشاد قال: حدثنا أحمد بن محمد بن سالم قال: حدثني ابراهيم بن الجنيد قال: حدثني النضر بن عيسى بن يحيى قال: قال رجل لأبي عبد الله النباجي وأنا أسمع: يا أبا عبد الله الراضي يسأل؟ قال: يعرض، قال: مثل أي شيء؟ قال: مثل قول أيوب:

«مسني الضر وأنت (288 - و) أرحم الراحمين»

(1)

.

أخبرنا أبو اسحاق ابراهيم بن ازريق-فيما أجازه لنا وسمعنا منه-قال:

أخبرنا أبو الفتح محمد بن عبد الباقي بن البطي قال: أخبرنا أحمد بن عبد القادر ابن يوسف قال: أخبرنا عبد العزيز الآزجي، ح.

(1)

- سورة الأنبياء-الآية:83.

ص: 4287

وأخبرنا حسن الأوقي-اذنا عن أبي طاهر الآزجي-قال: أخبرنا الآزجي قال: أخبرنا علي بن عبد الله بن جهضم قال: حدثنا أبو بكر محمد بن عيسى بن هارون قال: حدثنا العباس بن حمزة قال: حدثنا أحمد بن أبي الحواري قال: سمعت أبا عبد الله النباجي يقول: إن لله عز وجل عبادا يستحيون من الصبر يسلكون مسلك الرضا، وله عباد لو يعلمون ما ينزل من القدر لاستقبلوه استقبالا حبا لربهم ولقدره عندهم، فكيف يكرهونه بعد ما وقع!

وقال: أخبرنا ابن جهضم قال: حدثنا أبو القاسم علي بن يعقوب الزاهد قال:

حدثنا أبو عمر بن خلف قال: حدثنا أحمد بن أبي الحواري قال: سمعت أبا عبد الله النباجي يقول: تدري ما أراد عبيد أهل الدنيا من مواليهم أن يرضوا عنهم، وأراد الله من عبيده أن يرضوا عنه وما رضوا عنه، حتى كان رضاه عنهم قبل رضاهم عنه.

وقال: أخبرنا ابن جهضم قال: حدثنا عبد الرحمن بن مهران قال: حدثنا أحمد ابن محمد بن سهل بن حسان-فيما قرأت عليه ببلخ-قال: حدثنا يوسف بن موسى ابن عبد الله قال: حدثني محمد بن سلام قال: حدثنا محمد بن عمرو الغزي: أن أبا عبد الله النباجي سأل الله عز وجل أن يجعل (288 - ظ) رزقه في الماء، ثم سأل الله عز وجل أن يقطع عنه شرب الماء فأري في منامه: إنك خلق أجوف فكان غذاؤه الماء.

أخبرنا أبو اليمن زيد بن الحسن الكندي-فيما أذن لنا أن نرويه عنه-قال:

أخبرنا أبو منصور القزاز قال: أخبرنا أبو بكر الخطيب قال: أخبرنا علي بن أحمد الرزاز قال: حدثنا أبو بكر محمد بن الحسن بن زياد النقاش قال: حدثنا جعفر بن عاصم بدمشق، ويوسف بن الحسين بالري، وابن أبي حسان الأنماطي قالوا: حدثنا ابن أبي الحواري قال: سمعت أبا عبد الله النباجي يقول: تدري أي شيء قلت البارحة، وبارحة الأولى؟ قلت: قبيح بعبيد ذليل مثلي يعلم عظيما مثلك ما لا يعلم، إنك تعلم أني لو خيرت بين أن تكون لي الدنيا منذ يوم خلقت أتنعم فيها حلالا لا أسأل عنه يوم القيامة، وبين أن تخرج نفسي الساعة، لاخترت أن تخرج نفسي الساعة، ثم قال: إنا نحب أن نلقى من يطيع.

ص: 4288

‌سعيد بن جباءة:

أبو محمد المعري التنوخي من أهل معرة النعمان، هكذا وجدته بخط شيخنا أبي اسحاق ابراهيم بن أبي اليسر، فلا أدري نسبه إلى جده الأعلى الذي ينتسب إليه بنو جباءة، أو أن أباه كان اسمه جباءة باسم جده الأعلى، وهو من بني أبي الأسد محمد بن سلامة بن المثنى بن جباءة، وإليه ينتسب بيتهم بمعرة النعمان، ابن سليمان بن زرعة بن سلامة بن نبيل بن الصباح بن مقاتل بن زيد بن ذهل بن زرعة بن ثعلبة بن مالك بن فهم بن (289 - و) تيم الله بن أسد بن وبرة ويعرف بالضّياء، وهو من بيت معروف بمعرة النعمان فيه جماعة من العلماء والشعراء، ولسعيد هذا شعر، وروى عن أبي الحسن بن المؤيد بن أحمد بن حواري شيئا من شعره، روى عنه أبو اسحاق بن أبي اليسر.

أنبأنا أبو اسحاق ابراهيم بن شاكر بن عبد الله بن سليمان-ونقلته من خطه- قال: أنشدني الشيخ الضياء أبو محمد سعيد بن جباءة المعري رحمه الله سنة سبع وثمانين وخمسمائة بداره بباب حجي قال: أنشدني أبو الحسن علي بن المؤيد بن حواري لنفسه:

من عزيري من عذارى قمر

عرّض القلب لأسباب التلف

عرف الشعر الذي عارضه

(1)

أنه جار عليه فوقف

وقرأت في مجموع وقع إليّ هذه الأبيات لسعيد بن جباءة:

أنا من عرفت جلادة وحزامة

لكني ذهبت من الهوى بمغرّر

إن كنت لم تخبر غرامي باللوى

فاستخبر الأحياء عني تخبر

كم نظرة أبدت أسى أخفيته

عن ناظر الواشي بما لم ينظر

لو كنت أملك أمر قلبي لم أكن

ألقى الهوى إلا بحكم مخبّر

يا صاح كم صاح تداخل قلبه

سكر الغرام وودّ إن لم يسكر

ظن الهوى سهلا فوافق صعبه

مع زلة الشعر التي لم تغفر

(289 - ظ)

(1)

-كتب ابن العديم في الهامش: كذا بخطه «عاجله» .

ص: 4289

‌سعيد بن الحاضن الغساني الحلبي:

قيل أنه هو القائل في الحسين بن حمدان حين كتب إليه المقتدر في انجاد ذكا الأعور علي بني تميم حين عاثوا في بلد حلب وأفسدوا فسادا كثيرا، فأسرى إليهم من الرحبة، وواقعهم على خناصرة وأسر منهم جماعة، وقد ذكرنا ذلك في ترجمة الحسين بن حمدان فقال سعيد بن الحاضن:

أصلح ما بين تميم وذكا

أبلج يشكي بالرماح من شكا

يدل بالجيش إذا ما سلكا

كأنه سليكة بن السلكا

‌سعيد بن حذيفة بن اليمان:

حسيل-وقيل حسل-بن جابر بن عمرو بن ربيعة بن جروة بن الحارث بن مازن بن قطيعة بن عيسى العبسي القطعي الأنصاري، بايع علي بن أبي طالب هو وأخوه صفوان بن حذيفة بوصية أبيهما إياهما بذلك، وشهدا معه صفين فقتلا بها، له ذكر.

‌سعيد بن حرب البغراسي:

أبو عثمان الحافظ الأنطاكي، سكن بغراس، حصن قريب من أنطاكية من الحصون المنيعة، روى عن عثمان بن خرزاد الأنطاكي، وأحمد بن علي بن سعيد القاضي المروزي، روى عنه أبو القاسم الحسن بن منصور بن النّمس، وأبو المفضل محمد بن عبد الله الشيباني الكوفي، وذكر أنه سمع منم ببغراس.

أخبرنا المؤيد بن محمد الطوسي في كتابه إلينا من نيسابور قال: أنبأنا أبو أبو الحسن علي بن عبد الله بن محمد بن أبي جرادة الحلبي قال: أخبرنا أبو الفضل أحمد بن علي بن (290 - و) عبد اللطيف المعري بحلب قال: حدثني الشيخ أبو العلاء أحمد بن عبد الله بن سليمان المعري قال: حدثني أبي قال: حدثنا أبو القاسم الحسن بن منصور بن النّمس قال: حدثنا أبو عثمان سعيد بن حرب الحافظ الأنطاكي قال: حدثنا أحمد بن علي بن سعيد القاضي المروزي قال: حدثنا محمد ابن حسان السمتي قال: حدثنا أبو عثمان عبد الله بن يزيد الحمصي قال: حدثني الأوزاعي عن عبدة بن أبي لبابة عن عبد الله بن عمر قال: قال رسول الله صلى الله

ص: 4290

عليه وسلم: إن لله قوما يخصهم بالنعم لمنافع الناس يقرها فيهم ما بذلوها، فإذا منعوها حوّلها إلى غيرهم.

‌سعيد بن حمدان بن حمدون:

ابن الحارث بن لقمان بن الرشيد بن المثنى بن رافع بن الحارث بن عطيف بن مجرية بن جارية بن مالك بن عبيد بن

(1)

بن عدي بن أسامة بن مالك بن بكر بن حبيب بن عمرو بن غنم بن تغلب، واسم تغلب دثار بن وائل، هكذا نقلت نسبه من خط الوزير أبي القاسم الحسين بن علي بن الحسين المغربي وجعل بياضا بين عبيد بن، وبين ابن عدي، وهو أبو العلاء التغلبي الحمداني، والد الأمير أبي فراس الحارث بن سعيد، ولي ملطية وسميساط في سنة تسع عشرة وثلاثمائة، ذكر ذلك السليل بن أحمد بن عيسى في تاريخه، وولي الموصل أيضا وغزا الروم في سنة تسع عشرة وثلاثمائة فأوغل وقتل وسبى وغنم، وكان شاعرا مجيدا، وإياه عنى أبو فراس ولده في قصيدته الرائية التي يذكر فيها مآثر أجداده وأهله:

(290 - ظ)

(2)

أولئك أعمامي ووالدي الذي حمى

جنبات الملك والملك شاغر

بحيث نساء الغادرين طوالق

حيث إماء الناكثين حرائر

وقع إليّ نسخة من شعر أبي فراس، بخط أبي المجد عبد الله بن محمد بن أبي جرادة، شرح أبي عبد الله بن خالويه، وعليها بخط ابنه أبي الحسن علي بن عبد الله: هذه النسخة قابل عليها والدي رحمه الله من أربع نسخ وصحّت بنهاية الممكن، وهي بخطه، وقابلت أنا عليها من نسخة خامسة كثيرة الشرح، وقد خرجت ما وجدت من الزيادة بخطي في حواشيها، وها أنا أذكر من الأبيات والشرح في هذه القصيدة ما تضمن ذكر أبي العلاء سعيد على صورته، قال بعد هذين البيتين، أعني ابن خالويه:

أبو العلاء سعيد بن حمدان كان ملازما حضرة المقتدر، فكانت أكثر مواقفه على بابه، ولما عظم أمر الرجّالة ساروا الى دار المقتدر في أربعين ألفا، فهزموا ابن ياقوت

(1)

-انظر كنز العمال:16464،6/ 16007 - 16465.

(2)

-كذا بالاصل، وسيعلل ذلك ابن العديم.

ص: 4291

الحاجب والساجية والحجرية، وكان أبو العلاء في دار الخليفة على غير أهبة، فأمره بالخروج إليهم، ودفع إليه جوشن المعتضد، ودرع وصيف الخادم، فظاهر بينهما، وخرج فضرب فيهم بالسيف وغشوه من كل جانب وأثخنوه بالجراح فثبت حتى هزمهم، فلم تقم لهم قائمة إلى اليوم.

وبخط أبي الحسن من الحاشية فقال فيه: هوبر الكناني من ولد هوبر صاحب تغلب في حرب قيس وتغلب قصيدة يمدحه فيها منها: (291 - و)

يبرزون الوجوه تحت ظلال الموت

والموت منهم يستظل

كرماء إذا الظبى واجهتهم

منعتهم أحسابهم أن يولوا

وقال ابن خالويه: وكانت له-يعني أبا العلاء-بالجند والقواد وقعة في دار ابن مقلة الوزير أعظم من الأوله، جمع له الخليفة بعدها ما بين السريرين من بغداد إلى ملطية مع طريق خراسان.

عاد إلى القصيدة:

له بسليم وقعة جاهلية

تقرّ بها فيد وتشهد حاجر

قال ابن خالويه: عارضت بنو سليم الحاج، وكان الأمير حاجا متطوعا، فأوقع بهم وهزمهم، فكتب إليه أخوه أبو السرايا نصر بن حمدان وكان هو وأبو العلاء شاعر بني حمدان:

جاء لي المخبر الخبير بأن قد

زأرت حولك الأسود زئيرا

حوطت غارة عليك سليم

فثنيت العنان فيهم مغيرا

لم تزل بالحسام تبرى رؤوسا

وبحد السنان تقري النحورا

وبودي أني حضرت فأغنيتك

عن أن ترى لغيري حضورا

كنت بالصارم الحسام أوقيك

وما كنت أحذر المحذورا

قال: ولم يذهب للحاج الذين كانوا معه عقال.

عاد إلى القصيدة:

ص: 4292

وأذكت مذاكيه بشرج فارضها

من الضرب نارا جمرها متطاير

شفت من عقيل أنفسا شفها السرى

فهوّر عجلان وهوّم ساهر

(291 - ظ)

وأول من شد المجيد بعينه

وأول من مد الكمي المظاهر

قال: أوقع أبو العلاء بن حمدان ببني عقيل وقعة بموضع وراء نجد يقال له:

شرج من أرض العالية فقتل فرسانهم وملك حريمهم وأموالهم وأنشأ يقول:

نبئتها تسأل عن موقفي

بأرض شرج والقنا شرع

وعن عقيل إذ صبحناهم وقد

تلاقى الحسر والدرع

شددت فيهم شدّذي صولة

قد جربته الحرب لا يخدع

عاد إلى القصيدة:

يقصّر عمر الحقد في ظل غزوه

بصولة نائي الخوف والموت حاضر

رمى الله منه الروم في كل معقل

يستيقظ أسراره وهو ساهر

فلم يستتر خاف ولم ينج هارب

ولم يمتنع حصن ولم يهد حائر

وكلّ مشيد ردّ كسرا بحسرة

فبطنانه للمسلمين ظواهر

كأنّ الثريا في يلامق

(1)

أهله

تشاكلها في لمعها وتحاور

وقرأت في غير النسخة المذكورة، شرح هذه الأبيات، قال ابن خالويه: غزا أبو العلاء سعيد بن حمدان وسيف الدولة أبو الحسن علي بن عبد الله بن حمدان من ملطية حتى أغارا على مدائن الروم: ونلفيد

(2)

وسمندو، وأغارا على الصفصاف ووادي سابور، فأحرقا المدائن، وسبيا الذراري وقتلا (292 - و) الحماة وفتحا الحصون وكانت غزاة عظيمة جليلة.

عاد الى القصيدة:

غزا الروم لم يقصد جوانب غرّة

ولا سبقته بالمراد النذائر

(1)

-اليلامق: الأردية، أو الأقبية.

(2)

-لم يرد ذكر هذه المدينة في معجم البلدان، ولم يضبطها ابن العديم بالأصل.

ص: 4293

فلم تر إلا فالقا هام فيلق

ونحرا له تحت العجاجة ناحر

وأبيض ماضي العزم فيهم يقدّه

بأبيض ماضي العزم أبيض زاهر

ونسمع من جرس الحديد بسوقهم

غناء غوان ما لهن مزاهر

قصرن خطى صهر الدمستق وابنه

وفيهن عن سعي الضلالة قاصر

رأى الثغر مثغورا فسد بسيفه

فم الدهر عنه وهو سغبان فاغر

مساع يضل الشعر فيهن جهده

وتهلك في أوصافهن الخواطر

ومستردفات من نساء وصبية

تثنى على أكتافهن الغدائر

بنيات أملاك أتين فجاءة

فهنّ وفي أعناقهن الجواهر

(1)

قال: ذكر غزاة أبي العلاء بن حمدان، وقد دخل من نواحي ملطية في سنة تسع عشرة وثلاثمائة، فأوغل في بلد الروم، وقتل وسبى وغنم، وكان معه خمسة آلاف فارس من العرب كل ألف بلون من العذب والرايات على رماحهم.

قال ابن خالويه: ومآثر أبي العلاء أكثر من أن تحصى وهو الذي ضمن عن بني البريدي

(2)

ستمائة ألف دينار ثم أمرهم بالهرب ودارى السلطان عنهم حتى صلح أمرهم، وأقرهم على أعمالهم فما دخلوا مدينة السلام إلاّ مالكيها وأهدوا الى أبي العلاء هدية بألف ألف درهم فلم يقبل (292 - ظ) منها إلاّ عمامة خز، وله مثل ذلك كثير.

نقلت من كتاب المأثور من ملح الخدور، تأليف الوزير أبي القاسم بن المغربي وذكر بخطه نسب أبي العلاء كما أوردناه، وكتب بعده: وبعض حساد هؤلاء القوم يرميهم بالدعوة، ويقول إنهم موالى اسحاق بن أيوب التغلبي، وذلك باطل وأصله أن كثيرا منهم أسلموا على يد اسحاق هذا، فتطرق القول عليهم لاجل ذلك، وقد قال الشاعر:

(1)

-انظر ديوان أبي فراس:25 - 38 مع فوارق.

(2)

-ثار البريديون في البصرة وسعوا للتحكم بالخلافة في بغداد، وهكذا اصطدموا بالحمدانيين الذين كانوا يسعون نحو الهدف نفسه. انظر كتابي تاريخ العرب والاسلام:358 - 359.

ص: 4294

إن العرانين تلقاها محسّدة

ولن ترى للئام الناس حسادا

قال الوزير أبو القاسم، ونقلته من خطه: كان أبو العلاء سعيد بن حمدان ملازما بغداد، وخاصا بحضرة المقتدر، قالوا: فكانت أكثر مواقفه على بابه، وكانوا في بعض الأوقات ساروا الى قصر المقتدر مشغبين عليه، فهزموا محمد بن ياقوت والحجرية والساجية، وكان أبو العلاء بن حمدان في دار المقتدر على غير أهبة، فأمره بالخروج اليهم ودفع اليه جوشن المعتضد بالله، ودرع وصيف الخادم، فظاهر بينهما، وخرج مع من حضر من غلمانه، فضرب فيهم بالسيف وغشوه من كل جانب وأثخنوه بالجراح، فثبت حتى هزمهم، فقال فيه هوبر الكناني من ولد هوبر صاحب تغلب في حرب قيس وتغلب قصيدة يمدحه فيها منها:

يبرزون الوجوه تحت ظلال الموت

والموت منهم يستظل (293 - و)

كرماء إذا الظبى وواجهتهم

منعتهم أحسابهم أن يزلّوا

قال الوزير أبو القاسم، ونقلته من خطه: وكان أبو العلاء شاعرا، يعد من شعراء بني حمدان، وكان أوقع ببني عقيل بموضع يقال له شرج من أرض العالية وراء نجد، فظفر بهم بعد قتال شديد وقال:

نبئتها تسأل عن موقفي

بأرض شرج والقنا شرع

وعن عقيل إذ صبحناهم

وقد تلاقى الحمر والدرع

وقد أتانا منهم فيلق

حام حماه ماله مدفع

شددت فيهم شد ذي صولة

قد جربته الحرب لا يخدع

إذ فلقت هام أسود الوغا

وقطّت الأسوق والأذرع

ووجدت في هذه الأبيات زيادة قرأتها بخط الوزير أبي غالب عبد الواحد بن مسعود بن الحصين وهي بعد البيت الثالث:

حتى إذا ما كثرت نابها

وعيف كاس الموت لا يكرع

نجني نفوسا بين سمر القنا

فهي ككّر الطرف أو أسرع

ص: 4295

وبعد بقية الأبيات ختمها بقوله:

لا تزجريني عن طلاب العلا

ما أن ينال المر من يضرع

أنا سعيد وأبي أحمد

بالسيف ضرّي وبه أنفع

أراد بقوله: وأبي أحمد، حمدان، لأن اشتقاقهما واحد (293 - ظ).

ونقلت من خط الوزير أبي القاسم، وغزا أبو العلاء سنة تسع عشرة وثلاثمائة فأوغل في بلاد الروم وقتل وسبى وغنم، وكان معه خمسة آلاف فارس من العرب كل ألف بلون من الرايات والعذب على أرماحهم. وهذا منظر عجب إذا تصورته، وأبو العلاء فيما قالوا ضمن عن بني البريدي ستمائة ألف دينار، ثم أمرهم بالهرب، ودارى السلطان عنهم حتى أصلح أمرهم وأقرهم على أعمالهم، فما دخلوا مدينة السلام إلاّ مالكيها، وأهدوا الى أبي العلاء هدية بألف ألف درهم فلم يقبل منها إلاّ عمامة خز.

ذكر محمد بن عبد الملك الهمذاني في كتاب عنوان السير قال: أبو العلاء سعيد ابن حمدان، وكان في عسكر المقتدر بالله خمسة آلاف من السودان ومنازلهم بدرب عمار فكثر تحكمهم وشغبهم فأوقع بهم أبو العلاء بن حمدان في سنة ثمان عشرة وثلاثمائة وأحرق منازلهم، وبطل أمرهم من الدواوين والدنيا، وتقدم أبو العلاء عند الراضي بالله لانه نصر أباه في حربه، واغتاله ابن أخيه أبو محمد ناصر الدولة، وقتل بالموصل سنة أربع وعشرين وثلاثمائة.

‌سعيد بن حمزة بن مالك:

الهمداني الأرذي، من الغزاة المذكورين، غزا الروم واجتاز بحلب في غزواته.

ذكر أبو محمد عبد الله بن سعيد القطربلي عن الواقدي قال: قال مشيخة من أهل الشام: كان سفيان (294 - و) بن عوف الأزدي قد اتخذ من كل جند من أجناد الشام رجالا أهل فروسية ونجدة وعفاف وسياسة للحرب، وكانوا عدة له قد عرفهم وعرفوا به، فسمى لنا منهم من جند الأردن: سعيد بن حمزة بن مالك الهمداني، وحبيش بن دلجة القيسي، وعبد الله بن مكشوح المرادي، وذكر غيرهم.

ص: 4296

أنبأنا أبو الفضل أحمد بن محمد بن الحسن قال: أخبرنا عمي الحافظ أبو القاسم قال: سعيد بن حمزة بن مالك الهمداني، من أهل الاردن، كان غزاء يغزو الروم ويجتاز بدمشق

(1)

.

‌سعيد بن حمزة بن أحمد:

ابن الحسن بن محمد بن منصور بن الحارث بن سارخ أبو الغنائم النيلي الكاتب، حدّث عن أبي عبد الله محمد بن عبد الله بن الحراني، وأبي المظفر هبة الله بن أحمد بن الشبلي، وكان شاعرا من أهل النيل، من عمل الحلة المزيدية، يشتمل على قرى كثيرة، قدم حلب ودخل منها الى بلد الروم، روى عنه رفيقنا الحافظ محب الدين أبو عبد الله محمد بن محمود بن النجار.

أنبأنا أبو عبد الله بن النجار قال: أخبرنا سعيد بن حمزة الكاتب-بقراءتي عليه-قال: أخبرنا أبو عبد الله بن الحراني قال: أخبرنا الحسين بن طلحة قال:

أخبرنا علي بن محمد بن عبد الله بن بشران قال: أخبرنا محمد بن عمرو بن البختري قال: حدثنا أحمد بن الوليد الفحام قال: حدثنا أبو أحمد الزبيري (294 - ظ) قال:

حدثنا خلف بن طهمان أبو العلاء الخفاف قال: حدثني رافع بن أبي نافع عن معقل بن يسار عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: من قال حين يصبح: أعوذ بالسميع العليم من الشيطان الرجيم، وقرأ الثلاث من آخر سورة الحشر وكل الله به سبعين ألف ملك يصلون عليه حتى يمسي، ومن قالها مساء فمثل ذلك

(2)

.

وقال: أنشدنا أبو الغنائم سعيد بن حمزة الكاتب لنفسه:

لقد هجرتني أم هاجر وابتدت

تقول لقد خابت لنا فيك آمال

رأت رجلا أعشى مسنّا وما به

حراك وقد أرداه بؤس وإقلال

ومن جاوز التسعين عاما تعد له

برود قواه رثة وهي أسمال

ولما رأت شيبتي وفقري تنكرت

وصدّت ومالت حين مال بي الحال

(1)

-تاريخ دمشق لابن عساكر:7/ 111 - ظ.

(2)

-انظر كنز العمال:3597،2/ 3491.

ص: 4297

وماذا على مثلي محب وماله

شفيع إليها لا شفيع ولا مال

أنبأنا أبو عبد الله محمد بن اسماعيل بن أبي الحجاج قال: أخبرنا أبو عبد الله محمد بن محمد بن حامد الكاتب قال

(1)

.

أخبرنا أبو عبد الله بن النجار كتابة قال: سعيد بن حمزة بن أحمد بن الحسن ابن محمد بن منصور بن الحارث بن سارخ، أبو الغنائم الكاتب من ساكني (295 - و) قراح بن أبي الشحم، كان كاتبا يتصرف في الاعمال الديوانية وفيه فضل وأدب، ويقول الشعر الحسن ويترسل، وقد سمع شيئا من الحديث من أبي عبد الله بن عبد الحميد بن الحراني الشاهد وأبي المظفر هبة الله بن أحمد بن محمد ابن الشبل، كتبنا عنه، وكان حسن الاخلاق لطيف الطبع كيسا.

وقال: سألت أبا الغنائم عن مولده فقال: ولدت بالنيل لثلاث خلون من شهر ربيع الاول من سنة ثمان عشرة وخمسمائة، ودخلت بغداد بعد عشرين سنة من عمري، وتوفي في شهر رمضان سنة ثلاث عشرة وستمائة يوم الجمعة لعشر خلون منه، ودفن بمقابر قريش.

أنبأنا الحافظ أبو محمد عبد العظيم بن عبد القوي المنذري قال في ذكر من مات في سنة ثلاث عشرة وستمائة: وفي شهر رمضان توفي الشيخ أبو الغنائم سعيد ابن حمزة بن أحمد بن الحسن بن سارخ النيلي الكاتب ببغداد، ومولده بالنيل لثلاث خلون من شهر ربيع الاول سنة ثمان عشرة وخمسمائة.

سمع ببغداد من أبي عبد الله محمد بن عبد الله بن الحراني، وأبي المظفر هبة الله ابن أحمد بن الشبلي، وحدّث، وكان له شعر ومدح جماعة من الامراء والولاة، ودخل الى بلاد الروم والشام

(2)

.

‌سعيد بن رحمة بن نعيم:

أبو عثمان الأصبحي المصيصي، من أهل (295 - ظ) المصيصة، حدّث عن

(1)

-فراغ بالاصل مقدار ثلاثة اسطر.

(2)

- التكملة لوفيات النقلة:4/ 246 - 247 (1495).

ص: 4298

أبي اسحاق الفزاري وعبد الله بن المبارك، ومحمد بن خمير، ومحمد بن شعيب ابن شابور، وعلي بن بكار المصيصي، واسماعيل الجعفري الكوفي.

روى عنه أبو يوسف محمد بن سفيان بن موسى الصفار، وعبد الله بن أحمد ابن معدان الغزّاء، ومحمد بن حماد، ومحمد بن عثمان المصيصيّون، وعمير بن يوسف بن جوصاء، وموسى بن عبد الرحمن الفلاّ الحلبي، وابراهيم بن متوية الأصبهاني، ومحمد بن المبارك بن حماد الضبّي، وأبو بشر محمد بن أحمد بن حماد وأبو محمد عبد الله بن بشر الطالقاني.

أخبرنا أبو عبد الله محمد بن أحمد بن محمد بن الحسن قال: أخبرنا عم أبي الحافظ أبو القاسم علي بن الحسن قال: أخبرنا أبو غالب أحمد بن الحسن بن البناء قال: أخبرنا أبو الحسين بن الآبنوسي قال: أخبرنا أبو اسحاق إبراهيم بن محمد بن الفتح الجلي قال: حدثنا أبو يوسف محمد بن سفيان بن موسى المصيصي قال: حدثنا سعيد بن رحمة بن نعيم قال: سمعت عبد الله بن المبارك عن عبد الحميد بن بهرام عن شهر بن حوشب عن عبد الرحمن بن غنم عن معاذ بن جبل عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: والذي نفس محمد بيده ما شحب وجه ولا اغبرت قدم في عمل يبتغي به درجات الجنة، بعد الصلاة المفروضة، كجهاد في سبيل الله عز وجل، ولا ثقل ميزان عبد كدابة تنفق له في سبيل الله أو يحمل عليها في سبيل الله عز وجل

(1)

. (296 - و).

أخبرنا أبو محمد عبد العزيز بن الحسين بن هلالة الأندلسي قال: أخبرنا أسعد بن أبي سعيد الأصبهاني قال: أخبرتنا فاطمة بنت عبد الله بن أحمد بن القاسم بن عقيل الجوزدانّية قال: أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن ريذه قال:

أخبرنا أبو القاسم سليمان بن أحمد الطبراني قال: أخبرنا ابراهيم بن متويه الأصبهاني قال:

(2)

أنبأنا يوسف بن خليل قال: أخبرنا أبو جعفر محمد بن اسماعيل الطرسوسي-

(1)

-لم أجده بهذا اللفظ.

(2)

-فراغ بالاصل مقدار أربعة أسطر.

ص: 4299

اجازة عن أبي الفضل محمد بن طاهر المقدسي-قال في الأحاديث التي رواها الكذبة والمجروحون والضعفاء والمتروكون حديث: من أكل درهما من ربا فهو مثل ستة وثلاثين زنية، قال: سعيد بن رحمة بن نعيم المصيصي، وسعيد هذا ليس بحجة

(1)

.

وقال في حديث من أعان ظالما ليدفع بباطله حقا: فيه سعيد بن رحمة المصيصي ليس بحجة في الحديث منكره

(2)

.

‌سعيد بن زيد بن خالد:

أبو عثمان الهاشمي مولاهم الحمصي، شاعر من أهل حمص، حدث عن ديك الجن عبد السلام بن رعبان الحمصي بحديث (296 - ظ) قد سقناه عنه عن ديك الجن في ترجمته فيما يأتي بعد في كتابنا هذا إن شاء الله تعالى، رواه عنه عبد الله بن محمد الفارسي الشاعر، قدم حلب وسمع منه بها أبو القاسم الحسين وأبو الحسين أحمد ابنا علي بن أبي أسامة الحلبيان.

أخبرنا الخطيب أبو القاسم عبد المحسن بن عبد الله بن أحمد بن محمد بن الطوسي-في كتابه إلينا من الموصل غير مرة-قال: أخبرنا عمي عبد الرحمن بن محمد-بقراءتي عليه يوم الثلاثاء تاسع عشر رمضان سنة إحدى وستين وخمسمائة- قال: أخبرنا أبو منصور عبد المحسن بن علي بن محمد التاجر قال: أنشدني أحمد ابن علي المدائني بحلب.

قلت: ونقلته أيضا من خط المدائني في مجموع وهبنيه والدي قال: حدثني أبو الحسين أحمد بن أبي أسامة قال: أنشدني سعيد بن زيد الحمصي قال: أنشدنا ديك الجن لنفسه:

وعزيز بين الدلال وبين ال

ملك فارقته على رغم أنفي

لم أكن أعلم الزمان يحبيه

فيجني فيه عليّ بصرف

صنت عن أكثري هواه فما

يعلم ما بي إلاّ فؤادي وطرفي

(3)

(1)

-تذكرة الموضوعات للمقدسي:77.

(2)

-تذكرة الموضوعات للمقدسي:79.

(3)

-ديوان ديك الجن:67 - 68.

ص: 4300

والذي نقلته من خط المدائني:

وعزير بين النعيم وبين الملك.

‌سعيد بن سعيد الفارقي:

أبو القاسم النحوي أديب فاضل عارف بالعربية وقفت له على مصنف فيه تقسيمات العوامل وعللها في النحو، وله كتاب تفسير المسائل المشكلة في أول المقتضب لأبي العباس المبردّ (297 - و).

قرأ العربية على علي بن عيسى الربعي، وسمع بحلب أبا عبد الله الحسين بن أحمد بن خالويه، وروى عن عبد الله بن أحمد العجمي خبرا رواه عنه أبو محمد الحسن بن محمد الخلاّل الحافظ.

أخبرنا به أبو المظفر عبد الرحيم بن عبد الكريم بن محمد السمعاني-في كتابه عن أبي المعالي عبد الله بن أحمد البزاز-قال: أخبرنا أبو سعد محمد بن عبد الملك الأسدي قال: أخبرنا أبو محمد الحسن بن محمد الخلاّل الحافظ قال: حدثنا أبو القاسم سعيد بن سعيد الفارقي النحوي-املاء في جامع المدينة، وما كتبته إلاّ عنه، وليس عندي عنه غيره، في رجب سنة خمس وسبعين وثلاثمائة-قال:

أخبرنا عبد الله بن أحمد العجمي قال: حدثنا ابن دريد عن عبد الرحمن عن عمه قال:

سمعت يونس بن حبيب يقول: كان ينادم المنذر بن ماء السماء جد النعمان بن المنذر ابن المنذر رجلان من بني أسد يقال لأحدهما خالد بن المطل والآخر عمرو بن مسعود ابن كلدة، وهما اللذان عناهما الشاعر بقوله:

ألا بكر الناعي بخيري بني أسد

لعمرو بن مسعود بالسيد الصمد

فشرب ليلة معهما، فراجعاه الكلام، فأغضباه فأمر أن يحفر لكل واحد منهما حفيرة بظهر الكوفة، ويجعلان في تابوتين ثم يدفنان في الحفيرة، ففعل بهما ذلك، فلما أصبح سأل عنهما فأخبروه بهلاكهما، فركب حتى نظر إليهما فأمر ببناء الغريين

(1)

فبني عليهما، ثم جعل لنفسه يومين (297 - ظ) في السنة يجلس فيهما

(1)

-الغريان: بناء ان مشهوران كانا بالقرب من الحيرة، والغري البناء الجيد، ولعل المراد بهما ضريحان مغريان أي مطليان بالدماء.

ص: 4301

عند القبرين سمى أحدهما يوم نعيم والآخر يوم بؤس فكان يوضع سريره بينهما فأول من يطلع عليه في يوم نعيمه وهو على سريره يعطيه مائة من الإبل سهما وهي السود وكانت مما يقتنيها الملوك وكان أول من يشرف عليه في يوم بؤسه يعطيه رأس ضربان

(1)

، ثم يأمر به فيذبح ويغري بدمه الغريين، فلبث بذلك برهة من دهره يعطي ويقتل ويغرّي بدماء القتلي الغريين.

فبينما هو ذات يوم من أيام بؤسه إذ طلع عليه عبيد بن الأبرص الأسدي أول من أشرف عليه، فقال له المنذر: هلا كان الذبح لغيرك يا عبيد؟ قال: أتتك بحائن رجلاه فأرسلها مثلا، فقال المنذر: أو أجل بلغ أناه

(2)

، قال: أنشدني يا عبيد شعرك فإنه يعجبني، فقال: حال الجريض دون القريض وبلغ الحزام الطبيين

(3)

الجريض غصة الموت فأرسلها مثلا، فقال له المنذر: اسمعني، فقال له عبيد المنايا على الحوايا، فأرسلها مثلا، فقال له بعض القوم: أنشد الملك هبلتك أمك قال: وما قول قائل مقتول! فقال له آخر: ما أشد جزعك من الموت يا عبيد؟ قال:

لا يرحل رحلك من ليس معك، فأرسلها مثلا، أي لا يدخل في أمرك من لا يهتم بك، قال له المنذر: قد أمللتني فأرحني قبل أن آمر بك، قال عبيد: من عزّ بزّ، أي من غلب سلب، فأرسلها مثلا، فقال له المنذر: أنشدني:

أقفر من ساكنه ملحوب.

فقال عبيد:

أقفر من أهله عبيد

فاليوم لا يبدي ولا يعيد

(298 - و) فقال له المنذر: أسمعني قبل أن آمر بذبحك، فأنشأ يقول:

لا غرو من عيشه نافده.

وفي أخرى:

(1)

-أي ناقة حلوب. القاموس.

(2)

-بلغ غايته ومنتهاه.

(3)

-أي اشتد الامر وتفاقم. القاموس.

ص: 4302

لا خير في عيشة ناكدة

وهل غير ما سنّة واحدة

فابلغ بنيّ وأعمامهم

بأن المنايا هي الراصدة

لها مدة فنفوس العباد

إليها وإن كرهت قاصدة

فلا تجزعوا بحمام بنا

فللموت ما تلد الوالدة

فقال له المنذر: يا عبيد لا بد من الموت، وقد علمت أن أبي لو عرض علي في هذا اليوم لم أجد بدا من ذبحه، فأما إذ كنت لها وكانت لك، فاختر إحدى ثلاث خصال: إن شئت من الأكحل، وإن شئت من الأبجل، وإن شئت من الوريد

(1)

، فقال له عبيد: أبيت اللعن ثلاث خصال كسحاب عاد ورّادها شرّ ورّاد ومقادها شرّ مقاد ولا خير فيها لمرتاد، ولكن إن كان ولا بد فاسقني الخمر حتى إذا ماتت لها مفاصلي وذهلت لها ذواهلي فشأنك وما تريد، فأمر المنذر بالخمر فسقي منها حاجته حتى إذا أخذت منه، وطابت نفسه دعا به ليذبحه فأمر بقتله فقال:

وخيرني ذو البؤس في يوم بؤسه

خصالا أرى في كلها الموت قد برق

كما خيرت عاد من الدهر مرة

سحائب ما فيها لذي خيرة أنق

(298 - ظ)

سحائب لم توكل ببلدة

فتتركها إلاّ كما ليلة طلق

(2)

فأمر المنذر به ففصد حتى مات وغرّي بدمه الغربين.

قرأت بخط بعض الفضلاء في مجموع، وأظنه بخط الشريف ادريس بن الحسن ابن علي الإدريسي المصري قال من جزء ضخم جمع كاتبه أو مصنفه فيه تواريخ الوفاة منذ سنة ثلاث وستين وثلاثمائة إلى آخر سنة اثنتين وتسعين وأربعمائة: قتل الفارقي أبو القاسم سعيد بن سعيد في الموكب بعد المغرب عند بستان الخندق-يعني- بالقاهرة، يوم الجمعة لسبع بقين من جمادى الأولى سنة احد وتسعين وثلاثمائة ودفن مكانه.

(1)

-الاكحل: عرق في الذراع، والابجل عرق غليظ في الرجل أو اليد، والوريد في العنق.

(2)

-ديوان عبيد بن الابرص-ط. دار صادر بيروت:7 - 99،55،13.

ص: 4303

‌سعيد بن سهل بن محمد بن عبد الله:

أبو المظفر النيسابوري، ويعرف بالفلكي، حدّث عن أبي الحسن علي بن أحمد بن محمد المديني وأبي علي نصر الله بن عثمان الخشناميّ، وهو من أهل نيسابور، وسكن خوارزم وكان كاتبا متصرفا، ثم وزر لصاحب خوارزم، وتمكن عنده ثم خاف منه فخرج إلى الحج وقيل إنه خرج من خوارزم أيام فتنة الغزّ، ووصل إلى الشام وقدم حلب وحدث بها بجزء من حديث أبي الحسن المديني ومجلس من املاء نفسه، ثم صعد إلى دمشق وحدّث بذلك الجزء، وأقبل عليه نور الدين محمود بن زنكي وانزله خانقاه السميساطي، وطلب زيارة البيت المقدس، فأخذ نور الدين له إذنا من الفرنج، فزاره وعاد إلى دمشق فأمسكه نور الدين بدمشق وجعله شيخ رباط السميساطي فأثر آثارا جميلة وأقام بدمشق (299 - و) إلى أن مات.

روى عنه الحافظ أبو القاسم علي بن الحسن الدمشقي، والحافظ أبو المواهب الحسن بن هبة الله بن صصرى، وأبو علي الحسين بن عبد الله بن رواحة، وأبو الحسن أحمد بن محمد بن الطرسوسي الحلبي، وعمر بن محمد العليمي أبو الخطاب، وكان قد سمع منه بخوارزم، وروى عنه تاج الإسلام أبو سعد عبد الكريم ابن محمد السمعاني بالإجازة.

روى لنا عنه عمي ووالدي أبو غانم وأبو الحسن، وأخبراني أنه نزل بحلب بمدرسة الحلاويين عند مدرسها علاء الدين عبد الرحمن بن محمود وأنه أملى عليهم هذا الجزء في سنة ثلاث وخمسين وخمسمائة، وروى لنا عنه من الدمشقيين أبو عبد الله محمد بن حسين بن المجاور، وأبو البركات الحسن بن محمد بن الحسن ابن هبة الله زين الأمناء، ومحمد بن غسان بن غافل الأنصاري، والسلار بهرام بن محمود بن بختيار الأتابكي، وولده محمد بن بهرام.

أخبرنا عمي أبو غانم محمد ووالدي أبو الحسن أحمد ابنا أبي الفضل هبة الله ابن محمد بن أبي جرادة-قراءة مني عليهما بحلب-قالا: حدثنا أبو المظفر سعيد ابن سهل الفلكي-املاء بحلب-قال: حدثنا أبو الحسن علي بن أحمد بن محمد

ص: 4304

ابن أحمد بن عبيد الله المديني قال: أخبرنا الشيخ أبو زكريا يحيى بن إبراهيم بن محمد المزكي رحمه الله قال: أخبرنا عبد الباقي بن قانع الحافظ قال: أخبرنا عبد الوارث بن ابراهيم العسكري قال: حدثنا سيف بن مسكين قال: حدثنا المبارك بن فضالة عن الحسن قال: قال عتي: خرجت في طلب العلم فقدمت الكوفة فإذا أنا يعبد الله بن مسعود (299 - ظ) رضي الله عنه، فقلت: يا أبا عبد الرحمن هل للساعة من علم يعرف به؟ قال: سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ذلك فقال:

من أعلام الساعة أن يكون الولد غيظا والمطر قيظا، ويفيض الأشرار فيضا ويصدّق الكاذب، ويكذّب الصادق، ويؤتمن الخائن، ويخون الأمير، ويسود كل قبيلة منافقوها، وكل سوق فجارها، وتزخرف المحاريب، وتخرب القلوب ويكتفي الرجال بالرجال والنساء بالنساء وتخرّب عمران الدنيا ويعمر خرابها، وتظهر الفتنة، وأكل الربا، وتظهر المعازف والطبول وشرب الخمر، وتكثر الشرط والغمازون والهمازون

(1)

.

أخبرنا أبو القاسم عبد الله بن الحسين بن عبد الله بن رواحة قال: أخبرنا أبي أبو علي الحسين بن عبد الله بن رواحة قال: أخبرنا الصدر الكبير الوزير الزاهد زين الدين أبو المظفر سعيد بن سهل بن محمد الفلكي، بقراءتي عليه يوم عيد الفطر سنة ثلاث وخمسين وخمسمائة، بين حران والفرات، عند وصوله من مكة حرسها الله إلى الشام، ح.

وأخبرنا عمي أبو غانم ووالدي أبو الحسن، وأبو عبد الله محمد بن حسين بن المجاور بحلب، وأبو البركات الحسن بن محمد بن الحسن بن هبة الله، ومحمد بن غسان بن غافل الأنصاري بدمشق، والسلار بهرام بن محمود بن بختيار الأتابكي، وولده محمد بالمزّة من غوطة دمشق، قالوا: أخبرنا. وقال عمي ووالدي: حدثنا

(1)

-انظر كنز العمال:14/ 38408 - 38528،38520،38426 - 38529، 38574.

ص: 4305

سعيد بن سهل الفلكي قال: حدثنا أبو الحسن علي بن أحمد بن محمد قال: أخبرنا (300 - و) الشيخ أبو القاسم عبد الرحمن بن محمد السراج قال: أخبرنا أحمد ابن محمد بن عبدوس الطرائفي قال: أخبرنا عثمان بن سعيد الدارمي قال: أخبرنا سعيد بن أبي مريم قال: حدثنا أبو غسان قال: حدثني أبو حازم عن سهل بن سعد رضي الله عنه أن رجلا كان من أعظم المسلمين غناء عن المسلمين في غزوة غزاها مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، فنظر إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: من أحب أن ينظر الى رجل من أهل النار فلينظر الى هذا، فاتبعه رجل من القوم وهو على تلك الحال من أشد الناس على المشركين حتى جرح. فاستعجل الموت فجعل ذبابة سيفه بين ثدييه حتى خرج من بين كتفيه، فأقبل الرجل الذي كان معه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم مسرعا، فقال: إني أشهد أنك رسول الله، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: وما ذلك؟ قال: قلت من أحب أن ينظر إلى رجل من أهل النار فلينظر إلى هذا، فكان من أعظمنا غناء عن المسلمين، فقلت إنه لا يموت على ذلك، فلما جرح استعجل الموت فقتل نفسه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن العبد ليعمل عمل أهل الجنة، وإنه لمن أهل النار، ويعمل بعمل أهل النار وإنه لمن أهل الجنة، وإنما الأعمال بالخواتيم

(1)

.

أخبرنا أبو هاشم عبد المطلب بن الفضل الهاشمي-قراءة عليه وأنا أسمع- قال: حدثنا أبو سعد عبد الكريم بن محمد السمعاني-قراءة علينا من لفظه- قال: أخبرنا سعيد بن سهل الفلكي إجازة، ح.

وأخبرنا والدي وعمي قالا: أملى علينا (300 - ظ) أبو المظفر سعيد بن سهل بحلب، ح.

وأخبرنا أبو عبد الله محمد بن حسين المجاور بحلب، وبدمشق، وزين الأمناء

(1)

-انظر كنز العمال:1574،1/ 590.

ص: 4306

أبو البركات ومحمد بن غسان بدمشق قالوا: أخبرنا أبو المظفر سعيد بن سهل قال: حدثنا نصر الله بن أحمد بن عثمان الخشنامي-إملاء-قال: أخبرنا أبو سعيد محمد بن موسى بن الفضل الصيرفي قال: حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب الأصم قال: حدثنا محمد بن سنان القزاز قال: حدثنا محبوب بن الحسن الهاشمي قال: حدثنا يونس عن الحسن عن عمران بن حصين رضي الله عنهما أن رجلا اعتق ستة مملوكين له عند موته لم يكن له مال غيرهم، فبلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم فجزأهم ثلاثة، ثم أقرع بينهم، وأعتق اثنين وأرقّ أربعة

(1)

.

أخبرنا عمي ووالدي وأبو عبد الله بن المجاور، وأبو البركات بن عساكر، ومحمد بن غسان الأنصاري وبهرام بن محمود، وابنه محمد قالوا: أخبرنا أبو المظفر سعيد بن سهل الفلكي-قال عمي ووالدي إملاء بحلب-قال: أنشدنا علي بن أحمد المديني قال: أنشدنا أبو سعد بن عليّك الحافظ قال: أنشدنا محمد بن أحمد بن حمدان قال: أنشدنا الصولي قال: أنشدنا إبراهيم بن المعلى قال: أنشدنا علي بن عبد الله الطوسي لنفسه:

هجم البرد والشتاء وما

أملك إلاّ رواية العربية

وقميصا لو هبت الريح لم

يبق على عاتقي منه بقيّة

ويقل الغناء عني فنون العلم

إن عصفت شمال عرية (301 - و)

أخبرنا تاج الامناء أحمد بن محمد بن الحسن-في كتابه-قال: أخبرنا أبو القاسم علي بن الحسن عمي قال: سعيد بن سهل بن محمد بن عبد الله أبو المظفر النيسابوري المعروف بالفلكي، سمع بنيسابور أبو الحسن المديني وأبا علي الخشنامي، وقد كان وزر لصاحب خوارزم، ثم خافه فخرج عن خوارزم وحج

(1)

- انظر اقضية رسول الله صلى الله عليه وسلم للقرطبي:128.

ص: 4307

وتصدق بالحجاز بصدقات كثيرة، ثم قدم دمشق في سنة ثلاث وخمسين وخمسمائة واستوطن دويرة أبي القاسم السميساطي، وجدّد بها للصفة الغربية والبركة التي تقابلها، وجدّد فناتها من ماله، ولم يأخذ من الشركاء في القناة شيئا تصدق بذلك عليهم لما رأى من سوء مشاركتهم وقلة انصافهم فيما يلزمهم، وتفقد أحوال الصوفية ونظر في أوقافهم، واحتاط عليها، وأثر فيها أثرا حسنا وكان شيخا مسنا، ثقة، حسن الاعتقاد، متواضعا رحمه الله، كتبت عنه شيئا يسيرا

(1)

(301 - ظ).

(1)

-تاريخ دمشق لابن عساكر:7/ 126 - ظ.

ص: 4308

بسم الله الرحمن الرحيم

وبه توفيقي

:

أخبرنا أبو هاشم عبد المطلب بن الفضل الهاشمي قراءة عليه وأنا اسمع قال:

قال لنا تاج الاسلام أبو سعد عبد الكريم بن محمد بن منصور السمعاني قال:

سعيد بن سهل بن محمد الفلكي أبو المظفر من أهل نيسابور، سكن خوارزم وولي بها أعمالا سنية الى أن صار المتصرف فيها، وكان يصدر صاحب خوارزم عن رأيه ويشاوره في مهماته، واستوزره وكان حسن التدبير ذا رأي وكفاية وشهامة، ومع هذه الكفاية في الأمور الدنياوية خيرّ حسن السيرة كثير البذل والانفاق على أهل القرآن والصلاح، يشتغل في أكثر أوقاته بقراءة القرآن والعبادة ويجهد أن يأكل من الحلال ورد بغداد حاجا نوبا عدة منها في سنة خمس وثلاثين وخمسمائة وكنت بها ولقيته.

سمع بنيسابور أبا الحسن علي بن أحمد بن محمد المديني، وأبا علي نصر الله ابن أحمد بن عثمان الخشنامي وغيرهما، وكنت قد نفذت إليه جزؤا من سمرقند إلى خوارزم من مسموعاته، وكان يقرأ الحلية واستجزت منه، وظني أنه أجاز لي لأني لما رأيته ببغداد ما عرفت أنه سمع شيئا من الحديث حتى أكتب عنه أو استجيز، وكان يسألني الرجوع إلى خراسان والمصاحبة في الطريق فلم يتفق ذلك.

ذكر رفيقنا الحافظ أبو عبد الله محمد بن محمود بن النجار في التاريخ (203 - و) المجدد لمدينة السلام وأجاز لنا روايته عنه قال: سعيد بن سهل بن محمد بن عبد الله، أبو المظفر المعروف بالفلكي من أهل نيسابور، سمع أبا الحسن علي بن أحمد ابن عثمان الخشنامي وغيرهما، ثم انه سكن خوارزم وولي الوزارة لأميرها، ودخل بغداد مرارا، وحدّث بها.

ص: 4309

فروى لنا عنه عبد الوهاب بن علي الأمين وابن أخيه عبد السلام بن عبد الرحمن وأبو محمد بن الأخضر، ثم انه سافر الى الشام لزيارة بيت المقدس، فوردها في أيام الملك نور الدين محمود بن زنكي، فأكرم مورده، وطلب له اذنا من الفرنج حتى زار بيت المقدس وعاد الى دمشق، وطلب العود الى بلاده، فلم يسمح نور الدين بفراقه وأمسك بدمشق، وأنزله في خانكاه السميساطي، وجعله شيخا بها، فأقام بها مدة لا يتناول من وقفها شيئا ونصيبه من الخانكاه يجمعه عنده الى أن صار بيده منه جملة حسنة، فعمر بها الإيوان الذي في الخانكاه والسقاية، وأقام هناك الى حين وفاته وحدّث، روى عنه الحافظ أبو القاسم علي بن الحسن بن هبة الله الشافعي، وروى لنا عنه جماعة بدمشق والقدس ومصر.

حدثني شيخنا معين الدين أبو عبد الله محمد بن حسين بن المجاور قال: قدم هذا الشيخ-يعني-أبا المظفر الفلكي الشام في أيام الملك العادل نور الدين محمود بن زنكي، فأكرمه وطلب زيارة البيت المقدس فطلب له إذنا من (303 - ظ) الفرنج فزاره وعاد على حمار وحش في غاية العلو، وطيب العود الى بلاده، فلم يسمح به الملك العادل، وأمسكه بدمشق وأنزله خانقاه السميساطي وجعله شيخها، فأقام بها مدة، ولم يكن يتناول من وقفها شيئا، ونصيبه من الخانقاه يجمعه عنده الى أن صار عنده منه جملة حسنة، فعمر به الايوان في الخانقاه والسقاية، وأقام بها الى أن مات.

قرأت بخط عمر بن أسعد بن عمار الموصلي: الشيخ سعيد بن سهل بن محمد الفلكي النيسابوري كان أولا من أهل الكتابة، ووزر لخوارزمشاه مدة ثم انه خرج من خراسان أيام فتنة الغزّ وترك الدنيا وأسبابها، وانعكف على الزهد وطريق الآخرة، وصار شيخا للصوفية مقدما عليهم مسلّكا لهم، وله كلام حسن في الطريق، مات سنة ستين وخمسمائة.

قرأت على ظهر الجزء الذي أملاه سعيد بن سهل الفلكي بحلب على عمي ووالدي وغيرهما بخط النجيب سعد الله بن محمد بن الوزان، وكان كاتب الحكم بحلب،

ص: 4310

واحد من سمع الجزء من الفلكي: سئل أبو المظفر الفلكي عن مولده، فقال: في شوال سنة سبع وسبعين وأربعمائة بنيسابور.

أنبأنا أبو عبد الله بن النجار قال: قرأت بخط سعيد بن سهل الفلكي: المولد بنيسابور في شهر شوال سنة ثمان وسبعين وأربعمائة.

أخبرنا أبو المحاسن سليمان بن الفضل بن سليمان-في كتابه-قال: أخبرنا الحافظ أبو القاسم علي بن الحسن قال: مات سعيد الفلكي عصر يوم الاحد، ودفن يوم (304 - و) الاثنين الحادي والعشرين من شوال سنة ستين وخمسمائة بعد صلاة الظهر بمقبرة الصوفية المقابلة للميدان الاخضر

(1)

.

‌سعيد بن سلام:

وقيل سعيد بن سلم أبو عثمان بن أبي سعيد المغربي الصوفي العارف، دخل التينات، وصحب بها أبا الخير التيناتي، وصار من كبار مشايخ الصوفية.

(304 - ظ).

(1)

- تاريخ دمشق لابن عساكر:8/ 126 - ظ.

ص: 4311