المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌ ‌المُلْتَقَطُ من الضَّائِعِ والزِّيادات على الكِتاب نافِذةٌ على هذا الجُزءِ: سَبَقت الإشارَةُ، - بغية الطلب فى تاريخ حلب - ط الفرقان - جـ ١١

[كمال الدين ابن العديم]

فهرس الكتاب

‌المُلْتَقَطُ من الضَّائِعِ والزِّيادات على الكِتاب

نافِذةٌ على هذا الجُزءِ:

سَبَقت الإشارَةُ، في مُقَدِّمةِ الدِّراسَةِ، إلى ضَياع أجْزاءٍ كثيْرةٍ من كتابِ بُغْيَة الطَّلب في تَاريخَ حَلَب، تُنِيفُ على ثُلثَيهِ، وبالتَّالي ضَياعُ الكَثيرِ من التَّراجِم الَّتِي أحَالَ المُؤلِّفُ على بَعضها، وَيَشْمَلُها الجَدْول التَّاليّ، وتَتْميمًا للفَائدةِ، فقد تَتَبْعْنا بعض النُّقُولِ المَأْخُوذهَ من كتاب بُغْيَة الطَّلَب في المَصادِر اللَّاحقة، ممَّا نقَلَه المُعاصِرُون للمُؤلِّف واللَّاحِقُونَ من المُؤرِّخِين والأُدباء والكُتَّاب، وتَحصَّلنا على بعضِها، وأثْبَتنا النُّصُوصَ الَّتِي لَم تَرد في الأجْزَاء المُتَبَقِيّة من البُغْيَة، وتَجَاوَزنا عن تلك الَّتي تَضَمَّنتهَا هذه النَّشْرة، مُدْخَلَةً في هذا الحَيِّز ضمن الأبْواب الَّتي ذَكَرها المُؤلّف فيما يتَّصل بالجُزء الأوَّل، ومُرتَّبَةً على نَسْقِ تَرتيب الحُرُوفِ فيما يَتَّصلُ ببَقيَّةِ النُّصُوص المُتَعلِّقة بالتَّراجِم.

وأكْثرُ النُّصُوصِ الَّتي تحصَّلْنا عليها، كانت من طَريق كَمال الدِّين المُبارِك ابن الشَّعَّار المَوْصِلِيِّ (ت 654 هـ)، وهو صَديقٌ لمُؤلِّفِ الكتاب؛ كان قد تَرَدَّد على حَلَب مَرَّاتٍ عَديْدةٍ

(1)

، واجْتَمعَ بابن العَدِيْم في مَنْزلِهِ في شهر رَبِيْع الثَّاني

(1)

زار ابن الشعار حلب في شهر ربيع الآخر، وجمادى الأوّلى، ورجب، وشعبان، ورمضان، وذي القعدة من سنة 634 هـ (قلائد الجمان 3: 143، 268، 310، 4: 11، 32، 269، 5: 14، 68، 93، 129، 164، 316، 6: 125، 170، 295، 7: 115، 8: 73، 132، 145، 329)، وزارها في شهر ربيع الأوّل، وجمادى الأوّلى، وجمادى الآخرة من سنة 635 هـ (قلائد الجمان 3: 192، 4: 322، 5: 17، 6: 69، 183، 197، 202، 7: 304، 8: 41)، وفي صفر سنة 636 هـ، (قلائد الجمان 6: 175)، وسنة 637 هـ. (قلائد الجمان 3: 339، 4: 140، 4: 240، 376، 7: 184)، وسنة 638 هـ. (قلائد الجمان 3: 94، 4: 145، 149، 169)، وسنة 640 هـ، (قلائد الجمان 6: 238، 240)، وشَوَّال سنة 641 هـ، (قلائد الجمان 6: 208)، وشوال سنة 642 هـ، (قلائد الجمان 7: 264)، وجمادى الأوّلى سنة 643 هـ، (قلائد الجمان 8: 14)، وربيع الآخر سنة 645 هـ، (قلائد الجمان 7: 266)، وذي الحجة سنة 647 هـ، (قلائد الجمان 7: 61، 121)، وسنة 648 هـ، (قلائد الجمان 7: 109)، ومحرم سنة 650 هـ، (قلائد الجمان 6: 270).

ص: 13

سَنَة 634 هـ

(1)

، وفي سَنَة 635 هـ

(2)

، وسَنَة 640 هـ

(3)

، وأخَذَ من كتابِهِ بعْضَ التَّراجِم الَّتي ضَمَّنها كتابَهُ المَخصُوصِ بشُعَراء زَمانهِ من أهْلِ القَرْن السَّابع الهِجْريّ؛ كتاب "قَلائد الجُمَان في فَرَائد شُعَراء هذا الزَّمان"، وأشارَ إلى نُقُوله منه -ومن غَيره ممَّن اجْتَمَعَ به من الكُتَّاب والمُؤلِّفين- على هَيْئةِ المحاوَرةِ والمُحادَثَة والكِتَابُ حاضِرٌ، فيُدَوِّن منه

(4)

، أو يَستَعير الأجْزَاء ويَنقل منها ما يصْلح إثباته في كِتابِهِ

(5)

، وقد تأكَّدَ نقلُهُ من كتابِ ابن العَدِيْم لمُطابَقة نقُولهِ مع النُّصُوص الباقيَة من كتاب بُغْيَة الطَّلَب، وهو يُصَرِّحُ في بعض المواضع بنَقْله من "كتاب التَّاريخ الَّذي صَنَعَهُ لحلب"

(6)

، بقوله: "ذَكَرَ الصَّاحِبُ عُمَر بن أبي جَرَادَة في كتابِه

"

(7)

، أو:"سَاق ذِكره القاضي الإمام أبو القاسم عُمَر بن أحْمَد الفَقيه الحَنَفيَّ، أدَامَ اللهُ أيَّامه، فيمَن قَدِمَ حَلَب؛ من تَصْنِيْفه"

(8)

، أو:"حَدَّثني القاضي الإمامُ أبو القاسِم عُمَر ابن أحمد الفَقِيه الحَنَفيّ المُدَرِّس بحَلَب، أيَّدَهُ اللهُ تعالَى، في تارِيْخِهِ الَّذي صَنّفه لحَلَب المحروسَة"

(9)

.

وجاءَت النُّصُوص الَّتي أوْدَعها ابنُ الشَّعَّار في كِتابِهِ نَقلًا عن ابن العَدِيم طَويلة، تتَضَمَّن قَصَائدَ وأشْعارًا كَثِيرة تُوافِق غَرَضَ الكتاب في التَّعْريفِ بشُعَراءَ القَرْن السَّابع الهِجْريّ. ومن عادَة ابن الشَّعَّار في نُقُوله أنَّهُ لا يُنَبِّه على مَوْضع انْتهاء النَّقل أو يُمَيِّزه، وقد تَحرَّيت -قَدْر الطَّاقَة- أنْ لا أُثْبت إلَّا ما تأكَّد لي أنَّه كَلام ابن العَدِيْم.

(1)

قلائد الجمان 4: 234، 269.

(2)

قلائد الجمان 7: 204.

(3)

قلائد الجمان 3: 27.

(4)

انظر مقدمة كتاب قلائد الجمان 1: 39.

(5)

قلائد الجمان 6: 155.

(6)

قلائد الجمان 4: 233.

(7)

قلائد الجمان 8: 209.

(8)

قلائد الجمان 1: 223.

(9)

قلائد الجمان 1: 235 - 236.

ص: 14

وثمَّة مُلاحَظة تقتَضِي التَّوَقُّف، وهي أنَّ نَقلَ ابن الشَّعَّار عن كتاب بُغْيَة الطَّلَب في سَنَة 634 هـ، يُؤكِّد أنَّ مُسَوَّدةَ الكِتاب كانت ناجِزَةً في تلك المُدَّة، وهذا يُرجِّحُ ما ذَهَبنا إليه من أَنَّ النُّسْخة الَّتي وَصَلتنا منه هي الإبرازَة الثَّانيَة منِ الكتاب، والَّتي أشارَت المَصادِر إليها بالمُبيَّضَة، واسْتَوعَبَت زيادات المُؤلِّف حتَّى الأشْهُر الأخِيرة من حَياتِهِ، ممَّا اسْتَوفَيتُ الكَلام عليه في المُقَدِّمة المَدْخليَّة.

وتَجْدُرُ الإشارَة إلى أنَّ كتاب ابن الشَّعَّار لَم يكُن أحْسَن حالًا من كتاب ابن العَدِيْم؛ فقد ضاعَ منه الجُزآن الثَّاني والثَّامن، ولو سَلمَ كامِلُ كتابهِ من الضَّيَاعَ لوَجَدْنا فيه مادَّةً مُهمَّةً من نُقُولِه الّتي أخَذَها عن ابنِ العَدِيْم، ممَّا يتَّصِل بشُعَراءِ أهْلِ زَمانهما في القَرْن السَّابِع الهِجْريّ.

وكان العِزُّ ابن شَدَّاد (ت 684 هـ) قد أكْثَر النَّقْل عن ابن العَدِيْم، خاصَّة في الجُزء الأوَّل من كتابه "بقِسْمَيه"، والَّذي أفْرَدهُ للتأريخ لمَدِيْنة حَلَب وجُنْد قِنّسْرين. وابنُ شَدَّاد -مُقارنةً بالمقْدَار الكَبِير الَّذي أخَذَهُ عن ابن العَدِيم- فإنَّه قليْلًا ما يُصَرِّح بنَقْلِه عنه، ويتجاوَزُ كَثيرًا عن الإشارة له، ومَن تَتَبَّع الكَلام عندَهمُا وَجَد مِقدارَ ما انْتَزعَهُ ابنُ شَدَّاد من كتاب البُغْيَة

(1)

، ولا يَتَوقَّف ذلك على النُّصُوص التَّاريخيَّة الّتي أثْبَتها؛ بل تَعَدَّاها إلى بعْضِ التَّقْريراتِ الَّتي قَدّمَها ابنُ العَدِيْم، فنَسَبَها ابنُ شَدَّاد لنَفْسِه، مِثَالهُ قَوْلُ ابنُ شَدَّادٍ بعد ذِكره مَقامَ النَّبيّ صالح عليه السلام بجَبَل الطّور

(2)

: "وفي هذا نَظَر لمَن تأمَّلَهُ؛ لأَنَّ قِصَّة صَالِح كانتَ بالحجِر، ويَغْلِبُ على ظَنِّي أنَّ هذا المَشهَد من بناء صالح بن عليّ بن عَبْد الله

(1)

أشارت الباحثة آن ماري إدة في مقدمة دراستها وتحقيقها للقسم الثاني من الجزء الأول من كتاب ابن شداد إلى كثرة ما أخذه ابن شداد من كتاب ابن العديم، خاصة نقوله من الجزء الأول من بغية الطلب. انظر: ابن شداد: الأعلاق الخطيرة 1/ 2: 1.

(2)

الأعلاق الخطيرة 1/ 1: 170.

ص: 15

ابن العبَّاس؛ فإنَّ وِلَاية الشَّام كانت إليه، وله آثارُ بحَلَب وقِنَّسْرِيْن، فنُسِبَ المَشهَدُ إلى صالح عليه السلام".

وهذا ليسَ من قِيْلِهِ ولا من تَنَبُّهاتِه! بل هو كَلامُ ابن العَدِيْم، ونَصُّه بعد التَّعْريف بالمَوْضع ذاته

(1)

: "والصَّحيحُ أنَّ مَوضِعَ النَّاقَةِ بالحِجر من مَدَائِن ثَمُود، والَّذي يَغْلبُ على ظَنِّي أنَّ هذا المَشهَد من بناءَ صالح بن عليّ بن عَبْد الله بن العبَّاس، وكان إليه وِلَاية الشّام، وله آثارُ بحَلَب وقِنَّسْرِين، فنُسِبَ المَشهَدُ إلى صالح عليه السلام".

وابنُ شَدَّاد؛ وهو يَنقُلُ عن بعض أجْزاءَ البُغْيَة الضَّائعة، أو من بعضِ الفُصُول الَّتي ضاعَت من الجُزءَ الأوَّلِ من الكتاب، فيُشِيرُ أحيانًا إلى كتابِ ابن العَدِيْم بعُنْوانِهِ المَعْرُوف "بُغْيَة الطَّلَب في تاريخ حَلَب"، أو "الكتاب الجامع للتَّاريخ"، أو "تاريخ كَمال الدِّين ابن العَدِيْم"، وإذا ما نَقَلَ عن الزُّبْدَة فيُشِير إليه بـ"تاريخِ حَلَب الصَّغِيْر"

(2)

، والَّذي لم يُصَرِّح به ابنُ شَدَّاد فهو كَثيرٌ، بل إنَّ أغْلَب ما أوْدعَهُ في القسْم الأوَّل من كتابه، بمِصْراعَيْهِ الأوَّل والثَّاني، كان نقلًا عن ابن العَدِيْم.

ونَقَلَ ابنُ سَعِيْد الأندَلسُيّ (ت 685 هـ) عن كتاب البُغْيَة، وقد تقَدَّمت الإشارة إلى العَلاقَةِ الَّتي رَبَطتهُ بمُؤلِّفِ الكتاب مُنذ اللِّقاء الأوَّل في القَاهِرة سَنَة 643 هـ، وتأكَّدَت بينهما الصُّحْبةُ والمَوَدَّةُ، وأقامَ ابنُ سَعِيْد بحَلَب نحو ثلاث سَنَواتٍ بإشارةِ ابن العَدِيْم وطَلَبِهِ

(3)

.

وفي نُقُول ابن سَعِيْد، الَّتي أوْدَعها مُؤلَّفاتهِ خاصَّةً كتاب الغُصُون اليانِعَة، فهو يُشيرُ إلى كتاب ابن العَدِيْم كأحَدِ مَصادره، وسَمَّاه:"تاريخ حَلَب"

(4)

، أو "تاريخ

(1)

بغية الطلب 1: 600.

(2)

انظر: الأعلاق الخطيرة 1/ 1 - 134.

(3)

المقّري: نفح الطيب 2: 272 - 273.

(4)

الغصون اليانعة 5، 12، 24، 51، 81، 86، 104، 118، 138، 147.

ص: 16

ابن العَدِيْم"

(1)

، ونقَلَ عنه أيضًا في الكتاب الَّذي أكَمله ابن سَعِيْد فنُسِبَ إليه، وكان قد تَعاوَرَ على تأليْفِهِ ستَّة مُؤلِّفين كان آخِرهُم ابن سَعِيْد ووَسَمَهُ بالمُغْرب في حُلَى المَغْرب.

ولمَّا كانت تَراجِم ابن سَعِيْدٍ مُختَصرة في الغَالِب، فإنَّهُ يُحَوصِلُ -في بَعض الأحْيان- أخْبارَ المُترجم له من مَصَادره الَّتي يُعَدِّدُها في أوَّلِ التَّرْجَمةِ؛ ومن بينها كتاب ابن العَدِيْم، ثُمَ يُوْردُ خَبَره مُلَخَّصًا. وقد أَثْبتُّ نُقُوله إنْ كان نصَّ عليها صَراحَة، أو إنْ كانت مُجَمَّعة من المَصادِر بما فيها كتاب ابن العَدِيم.

أمَّا عَبْدُ القادِر بن مُحمَّد القُرَشيّ (ت 775 هـ)، فقد كانت بينَ يَدَيه نُسخةٌ تامَّةُ من كتاب بُغْيَة الطَّلَب، وسَمَّاه حيثما يَرِد ذِكره:"تاريخ حَلَب"

(2)

، ونَقَلَ عنه في العَدِيد من تراجِم الحَنَفيَّة.

ونَقَل عن كتاب ابن العَديم، سِوَى هؤلاء الأرْبَعة، عَدَدٌ آخر من المُؤرِّخِين والكُتَّاب، كان آخرُهم المُرْتَضى الزَّبيِديّ (ت 1205 هـ)، أخذَ عنْهُ في ثَمانٍ وثلاثينَ مادَّةً من مَوادِّ مُعْجَمِه تاج العَرُوس، والأجْزاءُ الَّتي اطَّلَعَ عليها من كتاب البُغْيَة هي ذاتها الَّتي وَصَلتْنا، وكانت مُتاحَةً للعَديدِ من المُؤرِّخِين، لأنَّ أغْلَبَ الإشَارات الَّتي أوْردها الزَّبيِديُّ هي من الأجْزاءَ الَّتي وَصَلتنا من كتاب ابن العَديْم، ووَرَدت لدَيه بعض النُّصُوص الَّتي لم تَرد في المُتَوفِّر من أجْزاءَ الكتاب، وأَمِيل إلى أنَّها ممَّا ضَاعَ من أوْرَاق الجُزء الأوَّل، ومن بينها نَصُّ من أوَّل هذا الجُزء يَتَعلَّقُ بتَسْميةِ حَلَب، ثُمّ البَقِيَّةُ من آخر الجُزءَ في كَلامه على القَبائِل الَّتي قَطَنَت حَلَب.

(1)

الغصون اليانعة 9.

(2)

الجواهر المضية 1: 90، 208، 237، 304، 424، 462، 474، 2: 47، 66، 199، 292.

ص: 17

التَّراجِمُ الضَّائِعة الَّتي أحالَ عليها المُؤّلِف

المترجَم له

مَوْضع الإحالَة

أَبَان بن قيس

6: 677

أَبان بن مُعاوِيَة بن هِشَام بن عَبْد المَلِك

6: 634

إبراهيم عليه السلام

7: 364، 515

إبراهيم بن أحْمَد الشَّيْبانيُّ

4: 89

إبراهيم بن أدْهَم التَّميميّ

10: 61

إبراهيم بن إسحَاق بن قُضاعَة بن ثُوَيب بن مَحَطَّة التَّنُوخِيّ القِنَّسْرِينيُّ

3: 625

إبراهيم بن إسْمَاعِيْل بن غَازِي بن عَبْدِ الله الحرَانيّ

4: 247

إبراهيم بن الحَسَن البَليغ المَعرِّيّ

10: 565

إبراهيم بن سَعْد بن عبد الرَّحمن الزُّهْرِيّ

5: 378، 9: 240، 251، 512

إبراهيم بن شَاكِر بن عَبْد الله بن مُحَمَّد بن عبد الله بن مُحَمَّد بن عبد الله ابن سُلَيمان، أبو إسحاق بن أبي اليُسر المَعَرِّيّ

4: 91

إبراهيم بن شَاكِر بن عَبْدِ الله بن مُحَمَّد بن عبد الله بن مُحَمَّد بن عبد الله ابن سُلَيمان، أبو العَلَاء بن أبي اليُسر بن أبي مُحَمَّد بن أبي المَجد بن أبي مُحَمَّد، القَاضِي ابن أبي المجد أخي أبي العَلاء التَّنُوخِيُّ المَعَرِّيُّ

2: 218

إبراهيم بن شَيْبَان -- 3: 129

إبراهيم بن صَالح بن علي بن عَبْدِ الله بن العبَّاس بن عبد المُطَّلِب الهاشِميُّ

466:3

إبراهيم بن عليّ بن هَرْمَة الشَّاعر

537:10

إبراهيم بن عُمر بن عَبْد العَزيْز بن مروان بن الحَكَم بن أبي العَاص بن أمية بن عَبْد شَمس الأُمَويُّ

408:3، 4: 506

إبراهيْم بن مُحَمَّد بن الحَارِث، أبو إسحاق الفَزَاريّ

56:10

إبراهيم بن يُوسُف الفُصَيْص بن يَعقُوب التَّنُوخِيّ الفُصَيصِيّ

688:3

أحمد بن الفَضْل، أبو بَكْر الحافِظُ

176:2

أحْمَد بن حَنْبَل، الإمام

440:7

ص: 18

أحْمَد بن عُبَيْد الله المَاهِر الحَلبِيّ

10: 584

أحْمَد بن عُبَيْد الله، أبو بكر، ابنُ بنْت حَامِد

547:10

أحْمد بن عليّ الأُصُولِيِّ، صَاحب بُرْهَان الدِّين البَلْخِيّ

595:1

أحمد بن عليّ بن عُبَيْد الله بن مُحَمَّد بن عَبْد الله بن مُحَمَّد بن بُهْلُول الحَلَبِيّ

681:6

أحْمَد بن عليّ بن مُحَمَّد بن عَبْد اللَّطِيْف بن زُرَيْق المعَرِّيّ

465:2

أحْمَد بن فَارِس الأدِيْب المَنْبِجِيّ، أبو العبَّاس

287:10

أحمد ابن كاتِب البكْتَمُرِيّ

423:2، 60:10

أحمد بن مُحمَّد بن الحسَن الصَّنَوْبَريّ

566:5، 612:10

أحْمَد بن مُحَمَّد بن الدُّوَيْدَة، أبو الحُسَين

344:5

أحْمَدُ بن مُحَمَّد بن جَعْفَر الإسْحَاقيّ، أبو طَالِب الشَّريفُ النَّقِيْبُ

278:10

أحْمَد بن مُحَمَّد بن دَاوُد أبي الفَهْم بن إبْرَاهِيم التنوخي، أبو جَعْفر

718:1

أحْمَدُ بن مُحَمَّد بن شَبُّوَيْه، أبو الحَسَن المَاخُوانِيُّ الخُزَاعِيُّ

221:2

أحْمَد بن مُحَمَّد بن محْرز

20:3

إيلْغَازِي بن أُرْتُق

265:1

أيْمَن بن خُرَيْم بن فَاتِك في الأخْرَم الأسَدِيّ

289:7

أَيُّوب بن سُلَيمان بن عَبْد المَلِك

531:9، 48:10

بَرَكَة بن مُحَمَّد الحَلَبِيّ الأنْصَاريّ

378:6

بَرْمَك بن بَرْمَك، أبو خالد

694:3

بُزَان (بوزان) صَاحِب الرَّهَا

548:4

بِشْرُ بن حَيَّان بن بِشْر بن حَيَّان الأسَدِيّ القَاضِي، أبو المُخَارِق

439:10

بُشْرَى بن عَبْد الله المُقْتَدِريّ

37:2

بِلال بن رَبَاح، مُؤَذِّن النَّبِّي صلى الله عليه وسلم

596:1

بلَكَ بن بَهْرَام بن أُرْتُق

270:5

نُتُش بن ألْب أرَسْلَان، تاجُ الدَّوْلَةِ

545:4

تَمِيْم بن أُبَيّ بن مُقْبِل

530:10

ثَابِت بن نَصْر بن مَالِك بن الهَيْثَم بن عَوْف الخُزَاعِيِّ

342:1

ص: 19

جَابِر بن عَبْدِ الله الأنْصَاريّ، أبو عبد الله

451:10

الحَجَّاف بن حَكِيم السُّلَمِيّ

560:1

جَسَّاس بن مُرَّة بن ذُهْل بن شَيْبَان بن ثَعْلَبَة بن عُكَابَة بن صَعْب بن عليّ بن بَكْر بن وَائِل بن قَاسِط

709:1

جَعْفَر بن كلِّيِد، شُجاع الدَّوْلَة

398:5

جَعْفَر بن مُحَمَّدِ، المُتَوَكِّل على الله ابن المُعْتَصِم

660:3

جُنْدَب بن زُهَيْر

153:7

الحَارِث بن الجُلَاح الحَكَمِّي

246:8

الحَارِث بن رِبْعيِّ بن بَلْدَمة الأنْصَاريّ، أبو قَتَادَة

411:10

الحَارِث بن سَعِيد بن حَمْدَان بن حَمْدُون التَغْلبِيّ، أبو فِرَاس

204:5، 537، 6: 41، 370:10

الحارث بن عَمْرو الأنْصَاريّ

531:9

حَبِيْب بن أَوْسٍ الطَّائيّ، أبو تَمَّام

253:7، 123:10

حُبَيْش بن عَبْد العَزِيْز ابنِ الجُبْرِيّ

316:9

الحَسَن بن أبي حَصِيْن عَبْد الله بن مُحَمَّد بن عَمْرو بن سَعيد بن مُحَمَّد بن دَاوُود بن المُطَهَّر المَعَرِّيّ

197:10

الحَسَن بن أحْمد بن صالح بن إسْمَاعِيْل بن عُمَر بن حَمَّاد بن حَمْزَة السَّبِيْعِيّ الحَلَبِيّ

329:6

الحَسَن بن عليّ بن عُمَر القَحْف

310:6

الحَسَن بن علِيّ، ويُعْرَفُ بكُورَة

300:6

الحَسَن بن مُحَمَّد بن الفَضْل الكَرْمَانيّ السِّيْرَجَانِيّ، أبو عليّ

326:10

الحَسَن بن مُحَمَّد بن مُوسَى، أبو عليّ بن أبي جَعْفَر البُطْنَانيّ الحَلَبِيّ

375:6

الحَسَن بن مَنْصُور البَرْمَكِيّ الحَلَبِيّ، أبو نَصْرٍ

469:10

الحَسَنُ بن هَانئ الحَكَمِيُّ الشَّاعِر، أبو نُوَاس

473:10

الحُسَين بن أحْمَد بن حَمْدَان بن خَالَوَيْه

92:7، 547:10

ص: 20

الحُسين بن الحُسَين بن عَبْد الرَّحْمن بن مَرْوَان، أبو عَبْد الله الأزدِيّ القاضي الصَّابُونِيّ الأنْطَاكِيِّ

6: 27

الحُسَين بن حَمْدَان

9: 576

الحُسَين بن حُمَيْد المَنْبِجِيّ التُّجِيْبِيّ

5: 412

حُسَين بن سُلَيم الأنْطَاكِيِّ

1: 351

الحُسَين بن شَبِيْب، أبو عليّ

10: 197

الحُسَين بن صالِح بن إسْمَاعِيْل بن عُمَر بن حَمَّاد بن حَمْزَة السَّبيْعِيِّ، أبو عَبْد الله الحَلَبِيِّ

6: 329

الحُسَين بن مُحَمَّد النَّحْويّ المَعْرُوف بالمَسْتُور، أبو الفَرَج

10: 374

حَفْصُ بن عُمَر الحَلَبِيّ، قاضي حَلَب

6: 464

أبو الحلَيم الطَّبِيْب

10: 469

دَوقَلَة بن العَبْد

2: 132، 5: 413

ذو القَرْنَيْن بن فلغيُوس بن الإسْكَنْدَر المَقْدُونِيّ اليُوِنَانِيّ

4: 73

زُفَر بن العبَّاس بن زُفَر بن عَاصِم بن عَبْد الله بن يُزِيْد بن عَبْد الله بن الأَصْرَم بن شُعَيْثَة الهِلَالِيّ

1: 704

سَعيد ابن سَعْد الدَّوْلَة شَرِيْف ابن سَيْف الدَّوْلَة عليّ بن عَبْد الله بن حَمْدَان

10: 380

سَعيد بن هاشِم بن وَعْلَة بن عَرَّام بن يَزِيد بن عَبْد الله بن يَثْرِبِيّ بن عَبْد السّلام بن خَالِد العَبْدِيّ، أبو عُثْمان

10: 606

سَلَمَةُ بن دِيْنَار، أبو حَازِم المَدِيْنِيّ الأَعْرَج

10: 142

سُليْمان بن خَلَف البَاجِيّ، أبو الوَلِيد

10: 478

سُلَيْمان بن عبد الرّحْمن بن عَبْدِ المُنْعِم بن المُنْذِر الحَلَبِيّ، أبو المَعَالِي

9: 348

سُلَيْمَان بن بن المَعَرِّيّ، أبو مُرْشِد

10: 441

سُلَيْمان بن قُطَلْمِش

1: 201

سُلَيْمان بن نَافِعٍ العَبْدِيّ 3: 483

ص: 21

سِمَاك بن أوْس بن خَرَشة، أبو دُجَانَة الأنْصَارِيّ

10: 217

سَمْعَان حَوَارِيّ عِيسَى عليه السلام

1: 547

سَنْجَر بن مَلِكْشاه بن ألْب أَرَسْلَان بن جَغْرِي بك بن مِيْكَائِيِل، أبو الحَارِث

2: 218

شَاكِر بن عَبْد اللهِ أبي الحَسَن المَصِّيْصِيّ

1: 344

شَاكِر بن عَبْد الله بن مُحَمَّد بن عَبْد الله بن مُحَمَّد بن عَبْد الله بن سُلَيمان، أبو اليُسْر المَعَرِّيّ

4: 91

شَرَاحِيْل -وقيل: شُرَحْبِيل- أبو الأشْعَث الصَّنْعَانيّ

10: 64

شَرَاحِيْل بن مَرْثَد، أبو عُثْمان الصَّنْعانِيّ

10: 321

شُرَيْح بن مَالِك

10: 421

شُعيب بن أبي الحَسَن بن حُسَين بن أحْمَد الْأَنْدَلُسِيُّ الفَقِيهُ

1: 592

شُقْرَان الثَّغْرِيّ

10: 321

شَقِيْقُ بن سَلَمَة الأسَدِيّ، أبو وَائِل

10: 474

شَمْعُون، أبو رَيْحَانة

10: 229

شَهْر بن حَوْشَب

10: 548

صَاحِب أبي بِشْر الطَّالقانِيّ الصُّوْفِيّ

10: 490

صَالِح بن عليّ العبَّاسِيّ

1: 667

صالِح بن مِرْدَاس بن إدْرِيس بن نَصْر بن حُمَيْد 1: 691، 5: 279، 9: 304

صَخْر بن سُمَيّ

10: 235، 271

صُدَيّ بن عَجْلَان، أبو أُمَامَةَ البَاهِلِيُّ

10: 66

الضَّحَّاك بن قَيْسٍ بن خَالِد بن وَهْب بن ثَعْلَبَة الفِهْريّ

10: 89

طَاهِر بن الحَسَن بن طَاهِر

2: 107، 5: 508

ظَالِمُ بن عَمْرو بن سُفْيان، أبو الأسْوَدِ الدُّؤلِيّ

10: 62

عَاصِم بن زُفَر بن العَبَّاس بن زُفَر بن عَاصِم بن عَبْد الله بن بُرَيْد بن عَبْد الله بن الأصْرَم بن شُعَيْثَة الهِلَالِيّ

1: 704

ص: 22

عَاصِم بن عَبْد الله بن بُرَيْد بن عَبْد الله بن الأصْرَم بن شُعَيْثَة الهِلَالِيّ

1: 704

عَامِر بن سَيَّار التَّمِيْمِيّ

6: 391

عَامِر بن عَبْد الله بن الجَرَّاح، أبو عُبَيْدَة

10: 316

عَامِر بنُ وَاثِلَة، أبو الطُّفَيْل

10: 281

العبَّاس بن زُفَر بن عَاصِم بن عَبْد الله بن بُرَيْد بن عَبْد الله بن الأصْرَم ابن شُعَيْثة الهِلَالِيّ

1: 704

عبَّاسِ بن شَرِيْك

10: 233

عَبْدُ الأعْلَى بن مُسهر الغَسَّانِيّ، أبو مُسْهِر

10: 445

عَبْد البَاقِي بن أبي حَصِيْن، أبو يَعْلَى القاضي

4: 127

عَبْد الحَقِّ الفاسِيّ المَغْربِيّ

1: 596

عَبْد الحَمِيْد بن عليّ بن عَبْد المَلِك بن بَدْر بن الَهْيْثَم بن خَلَف بن خَالد بن رَاشِد بن الضَّحَّاك بن النُّعْمان بن مُحَرِّق بن النُّعْمَانِ بن المُنْذِر اللَّخْمِيُّ

2: 430

عبد الرَّحْمن بن أحْمَد بن عَطِيَّة، أبو سُلَيْمان الدَّارَانِيّ

10: 259

عبد الرحْمن بن جَوْشَن بن مَزْرُوع التَّنُوخِيّ

10: 229

عبد الرَّحْمن بن سَابِط الجُمَحِيّ

10: 515

عبد الرَّحمن بن عَبْد الله بن الحَارِث بن نظَام بن جُشَم بن عَمْرو بن مَالِك بن جُشَم الهَمْدَانِيّ الكُوْفيّ، أَعْشَى هَمْدَان

10: 559

عَبْد الرَّحْمن بن عَبْد الله بن عُلْوَان، أبو مُحمَّد

1: 596

عبد الرَّحْمن بن عليّ بن عَبْد المَلِك بن بَدْر بن الهَيْثَم بن خَلَف بن خَالِد ابن رَاشِد بن الضَحَّاك بن النُّعْمان بن مُحَرِّق بن النُعْمان بن المُنْذِر اللَّخَمِيُّ، أبو الهَيْثَم

2: 430

عبد الرَّحْمن بن عُمَر، أبو عُمَر بن الجَمَّال

7: 647

عبد الرَّحْمن بن عَمْرو بن يَحْمَد، أبو عَمْرو الأوْزَاعِيّ

10: 338، 596

عبد الرَّحْمن بن مُحمَّد النَّحْوِيّ، أبو اللَّيْث

10: 423

عبد الرَّحْمن، أبو أُمَيَّةَ السِّنْدِيُّ

10: 66

ص: 23

عبد الرَّحيم بن عليّ بن الحَسَن بن الحَسَن بن أحْمَد اللَّخَمِيّ، أبو العبَّاس ابن أبي عليّ بن أبي المَجْد البَيْسَانِيّ، القَاضِي الفَاضِل

2: 442

عَبد الرَّزَّاق بن أبي حَصِيْن المَعَرِّيّ

10: 353

عبد الرزَّاق بن عَبْد السَّلام بن عَبْد الوَاحِد بن أبي نُمَيْر العَابِد الأسَدِيّ، أبو عُبَيْدِ الله

1: 593

عَبْد السَّلام بن رَغْبَان الحِمْصِيّ، دِيْك الجِنّ

9: 592

عَبْد العَزِيْز القَبِيْصِيّ، أبو الصَّقْرِ

10: 274

عَبْد العَزِيْز بن الجُبِريّ

9: 316

عَبْد الغَالِب بن عَبْد الله بن المحسِّن بن عَبْد الله بن مُحَمَّد بن عَمْرو بن سَعيد بن مُحَمَّد بن دَاوُود بن المُطَهَّر بن زِيَاد بن رَبِيْعَة بن الحاَرِث بن رَبِيْعَة بن أنْوَر بن أرْقَم بن أسْحَم، أبو سَعْد التَّنُوخِيّ المَعَرِّيِّ

9: 398، 10: 239

عَبْد القَاهِر بن عَبْد الله السُّهرَورْدِيّ الفَقِيه الوَاعِظ الصُّوْفِيّ، أبو النَّجِيْب

10: 468

عَبْد القَاهِر بن عُبَيْد الله بن الحُسَين الهِلَالِيّ النَّحْوِيّ الحَلَبِيّ، أبو الفرج الوَأْوَاء

10: 373، 591

عَبْد القَاهِر بن عليّ، أبو البَرَكَات بن أبي جَرَادَة الحَلَبِيِّ

10: 74

عَبْدُ الله بن إسْحَاق الصُّفْرِيّ الحَلَبِيّ

10: 612

عَبْد الله بن الحَجَّاج الأزْدِيّ

10: 540

عَبْد الله بن السَّرِيّ الأنْطَاكِيّ

7: 433

عَبْد الله بن أوْفَى، ابن الكَوَّاء

10: 528

عَبْدُ اللهِ بن ثُوَب الخَوْلَانِيّ، أبو مُسْلِم

10: 442

عَبْد الله بن حَبِيْب، أبو عَبْدِ الرَّحمن السُّلَمِيّ

10: 312

عَبْد الله بن خَلَف بن عَبْد الله النَّحْوِيّ المَعْرُوف بسَطِيْح

4: 403

عَبْد الله بن خَلِيفَة الطَائِيّ

6: 608

عَبْدُ الله بن ذَكْوَان، أبو الزَّنَادِ

10: 232

عَبْد الله بن سُلَيمان المَعَرِّيّ

91:4

عَبْد الله بن عَبْد الحَلِيْف

10: 64

ص: 24

عَبْدُ الله بن عبد الرَّحْمن، أبو رُوَيْحَة الخَثْعَمِيِّ

10: 228

عَبْدُ الله بن عُبَيْد الله بن عَبْد الله، أبو العبَّاس الصُّفْرِيّ

10: 612

عَبْد الله بن عُلْوَان

1: 596

عَبْدُ الله بن عَمْرو الدَّوْسِيِّ، أبو هُرَيْرَة

10: 483

عَبْدُ اللهِ بن قَيْسٍ الأَشْعَرِيّ، أبو مُوسَى

10: 465

عَبْد الله بن مُحَمَّد (المُحَسِّن)، أبو حَصِيْن المَعَرِّيّ

10: 195

عَبْدُ الله بن مُحَمَّد البَيْزُوربِيّ المَغْرِبِيّ المُقْرِئُ الحِمْصِيّ، أبو مُحَمَّد

10: 597

عَبْد الله بن مُحَمَّد بن بُهلُول الحَلَبِيّ، أبو أسامَة

6: 681

عَبْد الله بن مُحمَّد بن سِنَان الخَفَاجِيّ الحَلَبِيّ، أبو مُحمَّد

1: 392

عَبْد الله بن مُحَمَّد بن شهرَام الكاتب

10: 58

عَبْد الله بن مُحَمَّد بن عبد الله الأحْوَص الذُّفَافِيّ، المُخْتَزر

10: 558

عَبْد الله بن مُحَمَّد بن عَبْد الله بن سُلَيمان المَعَرِّيّ

4: 91

عَبْدُ الله بن مُحَمَّد بن عَبْدِ الله بن عَاصِم الأحْوَص الأَنْصَارِيّ

3: 394، 10: 558

عَبْد الله بن مُحَمَّد بن عَبْد الله بن مُحَمَّد بن عَبْد الله بن سُلَيمان المَعَرِّيّ

4: 91

عَبْد الله بن مُحَمَّد، أبو بَكْر بن أبي مَرْيَم الغَسَّانِيّ

10: 109

عَبْد الله بن مُحَمَّد، أبو حُمَيْدِ المَصِّيْصِيّ

10: 198

عَبْدُ الله بن مَعْمَعَة الكِنْدِيُّ المَنْبِجِيّ، أبو مُحمَّد

10: 432

عَبْد الله بن نُجَيّ بن سَلَمَة بن جُشَم بن أسَد الصَّدَفِيّ

6: 392

عَبْد المجيْد بن إسْمَاعيل بن مُحَمَّد القَيْسِيُّ الحَنَفِيُّ، أبو سعد 2: 465

عَبْدُ المُحْسِن بن حَديْد المَعَرِّيّ

10: 192

عَبْدُ الوَاحِد بن نَصْر المَخْزُومِيّ البَبَغَاء، أبو الفَرَج

10: 374، 559

عُبَيْدِ الله بن أبي زِيَاد الرُّصَافِيّ

5: 98

عُبَيْد الله بن أحْمَد بن عَبْد الأعْلَى الفَقِيه الرَّقِيّ، أبو القَاسِم

4: 127

عُبَيد الله بن الحُسَين بن عَبْد الرَّحْمن بن مَرْوَان، الأزْدِيّ القَاضِي الصَّابُونِيّ الأنْطَاكِيّ

6: 29

عُبَيْد الله بن عُمَر بن الخَطَّاب

5: 225

ص: 25

عُبَيْد بن الحُصَيْن الرَّاعِيِّ، أبو جَنْدَل

7: 288، 10: 571

عُبَيْد بن يَعْلَى

10: 537

عُثْمَان بن خَطَّاب بن عَبْدِ اللهِ بن عَوَّام البَلَوِيّ، أبو الدُّنْيا الأَشَجُّ

10: 218

عُثْمانُ بن عَبْدِ الله الطَّرَسُوسِيّ الكَرْجِيّ، أبو عَمْرو

10: 339

عُثْمانُ بن مُحَمَّد العُثْمَانِيّ، أبو عَمْرو

10: 338

عُثْمانُ بن مُحَمَّد بن الحُسَين، أبو بَكْر، صَاحِب الكَتَّانِيّ

10: 322

عُجَيْف بن عَنْبَسَة القَائِد

1: 343، 3: 360

عِكْرِشَة بن أَرْبَد العَبْسِيّ

1: 271

عَلاء الدِّين السَّمَرْقَنْدِيّ

1: 594

العَلَاءُ بن عَاصِم، أبو السَّمْرَاءِ الغَسَّانِيّ

10: 265

عَلْقَمَة بن يَزِيد الحَضْرمِيّ

7: 25

عليّ الحَلَبِيِّ الصُّوْفيّ، أبو حَلَمَان، وأبو الحَسَن

10: 196

عليّ بن أبي المُتَوَّج مُقَلَّد بن مُنْقِذ الكِنَانِيّ، الأَمِير سَدِيْدُ المُلْك أبو الحَسَن

1: 609، 7: 336

عليّ بن أحْمَد بن مُحَمَّد بن الدّوَيْدَة

10: 149

عليّ بن الحَسَن بن علِيّ العَلَّافُ الشَّاعِر، أبو الفَرَج بن أبي بَكْر

2: 302، 10: 371

عليّ بن الحُسَيْن بن حَرْب، أبو عُبَيْد بن حَرْبُوَيه

10: 317

عليّ بن الحُسَين بن عليّ بن مُحَمَّد بن يُوسُف بن بَحْر بن بَهْرَام بن المَرْزُبَان بن مَاهَان بن بَاذَام بن بَلاش بن فَيْرُوز بن يَزْدَجِرْد بن بَهْرَام جُوْر، أبو الحُسَين المَغْربِيّ

6: 69

عليّ بن جَلَبَات المَعَرِّيّ، أبو القَاسِم

10: 392، 583

عليّ بن خُلَيْد

10: 287

عليّ بن سُلَيمان المُرَاديّ، أبو الحَسَن

1: 596

عليّ بن عَبْد الحَمِيْد الغَضَائِرِيّ، أبو الحَسَن

1: 592

عليّ بن عَبْد الله بن وَصِيْف النَّاشِئ الصَّغير

10: 589

عليّ بن عَبْد الله، أبو الحَسَن بن أبي جَرَادَة الحَلَبِيّ

10: 159

ص: 26

عليّ بن عَبْد المَلِك بن بَدْر بن الهَيْثَم بن خَلَف بن خَالِد بن رَاشِد بن الضَّحَّاك

2: 430، 10: 194

ابن النّعْمان بن مُحَرِّق بن النُّعْمان بن المُنْذِر اللَّخْمِيُّ، أبو حَصِيْن القَاضِي الرَّقِّيّ عليّ بن عُبَيْد الله المَلَطِيّ

3: 76

عليّ بن عبيد الله بن أحْمَد العَجَمِيّ البَزَّاز، أبو الحَسَن

10: 252

عليّ بن مُحَمَّد التِّهَامِيِّ، أبو الحَسَن

10: 157

عليّ بن مُحمَّد بن دَاوُد أبي الفَهْمِ بن إبْرَاهِيم التنوخِيّ، أبو القَاسِم

1: 718

عليّ بن مُحَمَّد بن عليّ الزَّيْدِيّ الحَرَّانِيّ الشَّريف، أبو القَاسِم

10: 404

عليّ بن مُحَمَّد بن كاَسيْبَوَيه، أبو عليّ

5: 359

عليّ بن مُحَمَّد بن هَمَّام التَّنُوخِيّ

2: 364

عليّ بن مُحَمَّد بن يُوسُف الفَاسِيّ، أبو الحَسَن

1: 596، 10: 158

عليّ بن هِشَام بن فرخُسْرُو المَرْوَزيّ

6: 398

عليّ بن هِلَال بن حُبَيْش بن عَبْد العَزِيْز، أبو الحُسَين ابنِ الجُبْرِيّ

9: 316

عليّ بن يُوسُف ابن أبي الثُّرَيَّا، أبو الحَسَن

10: 82

عُمَر بن الحَسَن القَاضِيّ، أبو حُفَيْص، وأبو الحسَن

10: 196

عُمَر بن الخَطَّاب رضي الله عنه

6: 573

عُمَر بن سُلَيمان الشَّرَابِيّ، أبو حَفْص

1: 319

عُمَر بن عَبْد العَزِيْز بن مَرْوَان بن الحَكَم الأُمَوِيّ

6: 468، 10: 259

عِمْرَان، وقيل: مُحَمَّد بن عِمْران الحَلَبِيّ

10: 604

عَمْرو بن سَعيد الأشْدَق

7: 234

عَمْرو بن سُفيَان، أبو الأعْوَر السُّلَمِيّ

10: 65

عَمْرو بن ظَرِب بن حَسَّان بن أُذَيْنَة بن السَّمَيْدَع بن عَامِلَةَ العَمليقيّ

1: 673

عَمْرو بن هَوْبَر بن مُعَاذ البُرَيْدِيّ

1: 712

عُمَيْرُ بن سَعْد بن شُهَيد بن قَيْس بن النُّعْمان الأَوْسِيّ الأنْصارِيّ

1: 457

عُوَيْمر بن زَيْدٍ، أبو الدَّرْدَاء

10: 217

عَيَّاش بن شَرِيك

4: 409

عِيسَى بن سَابِق الرَّافِقِيّ، أبو المُغِيْثِ

10: 454

ص: 27

عِيسَى بن صالِح بن عليّ العَبَّاسيّ

1: 669

غَوْث بن سُلَيمان بن زِيَاد، قاضي مِصْر

1: 592

غياث بن غَوْث، الأَخْطَلُ التَّغْلِبِيُّ الشَّاعِرُ

1: 248، 10: 559

فَرْدَك المَجْنُون

10: 466

الفَضْل بن عَبْد القَاهِر المُرَصَّع المَعَرِّيّ، أبو المَكَارِم

10: 587

الفَضْلُ بن قُدَامَة الرَّاجِز، أبو النَّجْم

10: 467

فَيْض بن الخَضِر بن أحمد التَّمِيْمِيّ الأُوْسيّ، أبو الحَارِث

1: 347، 10: 141

القَاسِمُ بن أبي دَاوُد الطَّرَسُوسِيّ، أبو عَمْرو

1: 326

القَاسِم بن أحْمَد بن مُحَمَّد البَغْدَاديّ

10: 91

القَاسِم بن سَلَّام، أبو عُبَيْد

10: 318

القاسم بن هِبَةِ الله بن مُحَمَّد بن مُحمَّد بن الحُسَين بن أبي الحَدِيْدِ، أبو المَعَالِي المَدَائِنِيُّ

3: 251

قُسّ بن سَاعِدَة الإيَادِيّ

1: 596

كَعْب بن إسْحاق الحَلِبِيُّ الأنْطَاكِيُّ

3: 626

كَوْثَر بن حَكِيم بن أَبَان بن عَبْد الله بن العبَّاس الهَمْدانِيُّ

3: 32

كَيْكَاوُس بن كَيْخُسْرُو بن قِلِيْج أَرَسْلَان، مَلِك الرُّوم

1: 450

لُؤْلُؤ، غُلام أحْمَد بن طُوْلُون 2: 272

مَالِك بن الحَارِث بن عَبْد يَغُوث بن مَسْلَمَة بن رَبِيْعَة بن الحَارِث بن جَذِيْمَة النَّخَعِيّ، الأشْتَر

4: 440

مَالِك بن يَحْيَى التَّنُوخِيّ

4: 347

مَجْزَأَة بن الكَوْثَر بن زُفَر بن الحَارِث الكِلَابيّ، أبو الوَرْد

9: 108، 10: 475

المُحَسِّن بن أبي النَّدَى المَعَرِّيّ، أبو العَلَاء

10: 121، 348

مُحَلَّم بن سوار، أبو الشِّيَابِ

10: 269

مُحَمَّد -وقيل: أحْمَد- ابن المُسْتَنِيْر المَصِّيْصيّ، أبو الخَصِيْب

10: 202

مُحمَّد المُعْتَصم بالله ابن هارُون الرَّشِيد

8: 306

مُحَمَّدُ بن إبْراهيم، أبو أُمَيَّةَ الطَّرَسُوسِيُّ

10: 67

مُحَمَّد بن أبي الخَصِيْب المَصِّيْصيّ

10: 106

ص: 28

مُحَمَّد بن أبي الفَرَج البُزَاعِيّ، أبو الفَوَارِس

10: 386

مُحَمَّد بن أحمد الشَّريف أبو إبْراهيم العَلَويّ الحَرَّانيّ

10: 47

مُحَمَّد بن أحْمَد بن الحَسَن الكَاتِب الوَزِير، أبو الفَرَج

2: 351 - 352

مُحَمَّد بن أحْمَد بن عَبْد الله الأقْطَع السُّلَمِيّ المَلَطِيّ، أبو يَعْلَى

10: 491

مُحَمَّد بن أحْمَد بن مُحَمَّد المَعَرِّيّ، أبو البَرَكَات بن الدُّوَيْدَة

10: 74

مُحَمَّد بن أحْمَد، أبو عَبْد الله الوَاسِطِيّ الكَاتِب

3: 120

مُحَمَّد بن إِدْرِيس، أبو حَاتِم الرَّازِيّ

10: 141

مُحَمَّد بن أَسْعَد الجَوَّانِيّ

3: 401، 408

مُحَمَّد بن إسْمَاعِيْل المَغْرِبيّ الزَّاهِد، أبو عَبْدِ الله

10: 303

مُحَمَّد بن الحَسَن الزُّعريّ المُقْرِئ، أبو الطَّيِّب

6: 232

مُحَمَّد بن الحُسَينُ الحَلَبِيُّ، أبو عَبْد الله

6: 408

مُحَمَّد بن الحُسَين الزَّيَّات

8: 165

مُحمَّد بن الحُسَين بن أَسْعَد بن عبد الرَّحْمن بن الحَسَن بن العَجَمِيُّ

4: 28

مُحَمَّد بن الحُسَين بن صالح بن إسْمَاعِيْل بن عُمَر بن حَمَّاد بن حَمْزَة السَّبِيْعِيّ، أبو بَكْر الحَلَبِيّ

6: 329

مُحَمَّد بن الحُسَين بن صَعْصَعَة

10: 408

مُحَمَّد بن الخَضِر المعريّ

9: 313، 10: 574

مُحمَّد بن الرَّبِيْع بن عَامِر بن الرَّبِيْع بن عَبْد المُجِيْب بن مُحمَّد بن العبَّاس، ويُعرف بالصَّامِت

1: 719

مُحَمَّد بن المُنْذِر بن سَعيد بن عُثْمان، شَكَّر الحافِظ

10: 575

مُحَمَّدُ بنُ أَيُّوبَ الأنْمَاطِيّ

10: 337

مُحَمَّد بن أَيُّوب بن شَاذِي، المَلِك العادِل سَيْف الدِّين

10: 88

مُحَمَّد بن بُهْلُول الحَلَبِيّ

6: 681

مُحَمَّد بن حِبَّان البُسْتِيّ، أبو حَاتِم

10: 141

مُحَمَّد بن حَسَّان المَغْرِبيّ، أبو عَبْدِ الله

10: 293

مُحَمَّد بن حَسَّان، أبو عُبَيْدٍ البُسْرِيّ الزَّاهِد

10: 317

ص: 29

مُحَمَّد بن حَمْدُون، أبو الحُسَين المَعَرِّيّ، المَعْرُوف بالقَنُوع

3: 131 - 132

مُحمّد بن حَمْزَة بن مُحَمَّد بن أبي سَلَمَة الحَرَّانيّ الحَلَبِيّ

6: 615

مُحَمَّد بن دَاوُد، أبو بَكْر الدُّقِّيّ

10: 89

مُحَمَّد بن ذُؤَيْب العُمَانِيّ الشَّاعِر الرَّاجِز النَّهْشَلِيّ

10: 614

مُحَمَّد بن زَنْكِي بن آقْ سُنْقُر، أمِير أميْرَان المُلَقَّب نُصْرَة الدِّين

4: 633

مُحَمَّد بن سُلْطان، أبو الفِتْيَان بن حَيُّوس الشَّاعِرُ

10: 370

مُحمَّد بن صَالِح بن عبد الرَّحْمن، أبو بَكْر الصُّوْفيّ الحافِظُ الأنْمَاطِيُّ، المَعْرُوف بكِيْلَجَة

2: 232

مُحمَّد بن طُغْج، الإخْشِيْذ

2: 304

مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمن الهَمَذَانيّ

10: 338

مُحمَّد بن عبد الرَّحيم التُّرَيْكِيُّ الزَّاهِدُ المُطَّوّعيُّ، أبو عَبْد الله النَّيْسَابُوريّ 6: 620

مُحَمَّد بن عَبد الرَّزَّاقِ بن عَبْد الله بن أبي حَصِيْن، أبو البَيَان 10: 538

مُحَمَّد بن عَبْد الله بن سُلَيمان المَعَرِّيّ

4: 91

مُحمَّد بن عَبْد الله بن شَهْرَام الكَاتِب

10: 58

مُحَمَّد بن عَبْد الله بن طَاهِر

8: 294

مُحَمَّد بن عَبْد الله بن مُحَمَّد بن عَبْد الله بن سُلَيمان المَعَرِّيّ

4: 91

مُحَمَّد بن عَبْد، كاتِب ابن طُوْلُون

10: 540

مُحمّد بن عليّ بن ياسر الحَافِظ الجَيَّانِيّ، أبو بَكْر

1: 595

مُحَمَّد بن عُمَر الزَّاهِي

10: 573

مُحَمَّد بن عِيسَى النَّامِيّ اليَشْكُرِيّ العِرَاقِيّ

10: 589

مُحَمَّد بن كَعْب القُرَظِيّ

10: 259

مُحَمَّد بن مَانَك، أبو عَبْدِ الله

10: 293

مُحمَّد بن مُحمّد -وقيل: ابن صالِح- الشَّريف العبَّاسيّ، أبو يَعْلَى ابن الهَبَّارِيَّة

5: 615

مُحَمَّد بن مُحَمَّد القَاضِي، أبو نَصْر البِنْصُ

10: 566

مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن نُشْتِكِيْن، أبو بَكْر ابن الدَّايَة، الأَمِير مَجْد الدِّين

10: 121

مُحمَّد بن مُحمّد، رَضِي الدِّين السَّرْخَسِيّ

10: 98

ص: 30

مُحمَّد بن مَحْمُود بن الحُسَين بن السِّنْدِيّ بن شَاهَك بن زَاذَان بن شَهْرَيَار، أبو نَصْر بن أبي الفَتْح الكَاتِب، المَعْرُوف والدُه بكَشَاجِم

3: 135

مُحَمَّد بن مُسْلِم بن شِهَاب الزُّهْرِيّ

10: 608

مُحَمَّد بن هاشِم بن وَعْلَة بن عَرَّام بن يَزِيد بن عَبْد الله بن يَثْرِبِيّ بن عَبْد السَّلام بن خَالِد العَبْدِيّ، أبو بَكْر

10: 606

مُحمَّد بن هِبة الله بن أحْمد ابن العَدِيم القاضي أبو غانم (جدّ أبي المؤلِّف)

1: 595

مُحمّد بن هِبَة الله بن مُحَمّد ابن العَدِيْم، أبو غانِم الزَّاهِد (عمّ المؤلِّف)

1: 595، 10: 354

مَحْمُود بن الحُسَين كَشَاجِم، أبو الفَتْح

10: 554، 583

مِخْنَف بن سُلَيم الغَامِدِيّ

9: 523، 10: 70، 235

المُسْتَهل بن الكُمَيْت بن زَيْد

4: 83

المُسْتَورِد العُقَيْليّ، جِرَان العَوْد

10: 568

مَسْعُود بن أبي الفَضْل، ويُلَقَّبُ بالتَّاج، أبو الفَتْح النَّقَّاش الحَلَبِيّ

10: 367

مُسْلِم بن قُرَيْش العُقَيليّ، أبو المَكَارِم

9: 310

مُسْلِم بن نُجَيّ بن سَلَمَة بن جُشَم بن أسَد الصَّدَفِيّ

6: 392

مُشْرِق بن عَبْد الله العَابِد الحَنَفِيّ

1: 594

المُعَافَى بن عِمْران بن نُفَيْل بن جَابِر الأزْدِيُّ المَوْصِلِيُّ

7: 118

مُعاوِيَة بن حُدَيْج

10: 557

مُعاوِيَةُ بن هِشَام بن عَبْد المَلِك

10: 580

مَعْيُوف بن يَحْيَى

6: 500

مُفْلِح بن عَبْدِ اللهِ، أبو صالِح المُتَعَبِّد الدِّمَشقيّ

10: 272

مَكْحُول الشَّاميّ، أبو عبد الله

10: 271

مَنْصُور بن المُسَلَّم بن أبي الخُرْجَين الدُّمَيْك النَّحْوِيُّ الحَلَبِيُّ الشَّاعر

10: 570

مَنْصُور بن عَبْد الله الهَرَويّ

10: 111، 621

مُهَنَّا بن عَلَوِيّ النَّاظِر المَعَرِّيّ

10: 589

ص: 31

مَوْدُود بن التُّورتِكِيْن

3: 367

مُوسَى ابن المَلِك العادِل، المَلِك الأشْرَف

1: 450

مُوسَى بن إبْراهيم بن سَابِق الرَّافِقِيّ، أبو المُغِيْث

10: 454

مُوسَى بن أحمد ابن الزُّكُوْرِيَّة الأنْطَاكِيّ، أبو أحْمَد

3: 117

نَافِع بن أبي الفَرَج بن نَافِع الحَلَبِيُّ، الحَكِيم

3: 180

أبو النَّجْم الدُّكَّانيّ

10: 468

نَصْرُ بن الحَسَن بن إبْراهيم، أبو الفَتْحِ البَالِسِيُّ المُلَقَّب جَمال الدِّين 10: 368

نَصْر بن خَالِد الشَّيْظَمِيّ، أبو القَاسِم

10: 395

نَصْر بن مَحْمُود بن نَصْر بن صالِح بن مِرْدَاس بن إِدْرِيس بن نَصْر الكِلَابيّ 9: 304

نَصر بن مَنْصُور بن الحَسَن بن جَوْشَن بن مَنْصُور النُّميْرِيّ 1: 246، 702

هِبَة الله بن مُحمَّد بن عَبْد البَاقِي بن الرَّعْبَانِيّ، سَدِيْد الدَّوْلَة أبو القَاسِم

1: 385

هِبَة الله بن مُيَسّر بن مِسْعَر التَّنُوخِيّ المَعَرِّيّ، أبو المُنَجَّى

10: 457

هِلَال بن حُبَيْش بن عَبْد العَزِيْز، أبو البَدْر ابنِ الجُبْرِيّ

9: 316

هَمَّام بنُ غالب الفَرَزْدَق الشَّاعر

10: 581

هَمَّام بن قَبِيْصَة

5: 274

هَوْبَر بن مُعَاذ البُرَيْدِيّ

1: 712

الهَيْثَم بن جَمِيل الأنْطَاكِيّ

3: 116

الوَلِيد بن عُبَيْد البُحْتُرِيّ، الشّاعر أبو عُبَادَة

10: 597

يَحْيَى بن [. .] بن كَمَد الحَرَّانيّ الكَمَدِيّ

10: 619

يَحْيَى بن أكْثَم

2: 37

يَحْيَى بن أبي عَمْرو زُرْعَة، أبو زُرْعَةَ السَّيْبَانِيّ

10: 231

يَحْيَى بن المَنْصُور المَغْربيّ، أبو زَكَريَّاء

1: 601

يَحْيَى بن الوَلِيدِ بن عُبَيْد البُحْتُرِيّ، أبو الغَوْث

10: 243

يَحْيى بن سُلَيمان بن عليّ الحَسَنيّ، المُحنَّك بُرهان الدِّين التَّلمسانيّ، أبو مُحمّد

3: 399

يَحْيَى بن عليّ بن مُحَمَّد بن هاشِم الخَفَّاف الكِنْدِيّ الحَلَبِيّ، أبو القاسم

4: 279

يَحْيَى بن مُحمَّد بن المُسَلَّم بن الحَلَاوِيّ الشَّاعِرُ الحَلَبِيُّ، أبو غَانِم

10: 354

ص: 32

يَسَار بن سبْع، أبو عَادِيَة الجُهَنِيّ

10: 284

يَسَار بن عبوة بن بُلَيْل بن بِلَال بن أُحَيْحَة الأنْصَاريّ الأَوْسِيُّ، أبو لَيْلَى

7: 569

اليَمَان الأسْوَد الزَّاهِد، أبو مُعاوِيَة

10: 453

اليَمَان بن سَعِيْد المَصِّيْصي المُؤدِّب، أبو رِضْوَان

10: 226

يُوحنا بن مَاسُوَيْه الطَّبِيْب

10: 529

يُوسُف بن المُنَيِّرة الكَفْرطَابِيّ

10: 497

يُوسُف بن عَبْد الوَاحِد بن يُوسُف، أبو الفَتْح الأنْصَاريّ الحَلَبِيّ .... 3: 321

يُوسُف بن يَعْقُوب السُّوْسِيّ، أبو القَاسِم

10: 159

يُونُس بن عَبْدِ الله بن نَانَا المُلَقَّب بالسَّدِيْد، أبو صالِح

10: 273

ص: 33

تَراجِم النِّساء

المُتَرجَم لها

مَوْضِع الإحالَة

امْرأةٍ خَرَجَت إلى الغَزَاة

10: 454

امْرأة قُنْزَع الشَّاعِر المَعَرِّيّ

10: 581

الرَّباب بنت امْرئ القَيْس بن عَدِيّ الكَلْبيّ، زوْجَة الحسَيْن بن عليّ

6: 128

غَيْطة (أو: غيْظَة) مَوْلَاة منْصُور النَّسِيمِيّ الخَادِم

2: 132

فاطِمَة بنت عَلاء الدِّين السَّمَرْقَنْدِيّ

1: 594، 10: 94

فاطِمَة بِنْت مُحَمَّد بن أحْمَد بن مُحَمَّد بن الشَّبيْهِ العَلَويَّة

2: 125، 10: 334

قَطْر النَّدَى بنت خُمَارَوَيْه

7: 496

نَائِلَة بنْتُ عَمْرو بن ظَرِب، الزَّبَّاء

1: 673

المَجاهِيل

المُتَرجَم له

مَوْضِع الإحالَة

أبناء عَبْد الرَّحمن بن عبْد المَلِك بن صَالِح العبَّاسيّ

1: 669.

رَجُل (حَكَى لابن أبى حَامِد الكَاتِب عن شَابٍّ عِرَاقيّ كَتَبَ أبْيَاتًا على حائط)

10: 546.

شيخ الشُّيُوخ بالمَوْصِل

1: 596.

مَمْلُوك (حَكَى عنه أبو عَبْدِ اللهِ المَصِّيْصيّ)

10: 305.

ص: 34

===

‌الضَّائِعُ من الجُزْء الأوَّل

‌بابٌ في تَسْمِيَةِ حَلَب

"حَلَب: وفي تاريْخ ابن العَدِيْم: سُمِّيَت باسْم تَلِّ قَلْعَتِها، قِيل: سُمِّيَتْ بمَن بَناها من العَمالِقَةِ، وهُم ثلاثةُ إخْوةٍ: حَلَب وبَرْدَعَةُ وحِمْصٌ؛ أوْلاد المهْر ابن خيض ابن عِمْلِيقَ، فكلٌّ مِنْهُم بَنى مَدِينَة سُمِّيَت باسْمِه. مِنْهَا إلى قِنَّسْرِينَ يَومٌ، وإلى المَعَرَّةِ يَومانِ، وإلى مَنْبِجَ وبَالِسَ يَوْمانِ"

(1)

.

* * *

"وأمّا حُدُوده [أي الشَّام] فإنَّ الصَّاحِب كَمال الدِّين أبا القَاسِم عُمَر بن أحْمَد بن هبَة الله

(2)

بن أبي جَرَادَة الحَلَبِيّ العُقَيْليّ المَعْرُوف بابن العَدِيْم رَوَى في كِتابِهِ المُسَمّى ببُغْيَة الطَّلَب في تاريخ حَلَب حَدِيثًا رَفَعهُ إلى النَّبيّ صلى الله عليه وسلم أنّه سُئل عن البَرَكَةِ الَّتي بُورك في الشَّام، أين مَبْلغ حَدِّه؟ قال: أوَّل حُدُوده عَريش مِصْر، والحدّ الآخر طَرف الثَّنية، والحدّ الآخر الفُرَات، والحدّ الآخر جَبَل فيه قَبْر هُود النَّبيّ عليه السلام"

(3)

.

* * *

"قال كَمالُ الدِّين ابن العَدِيْم: قرأتُ في الكتاب الجامِع للتَّاريخ، المُتَضمِّن ذِكْر مَبْدأ الدُّوَل، ومَنْشأ المَمالِك، ومَوالِيد الأنْبِياء، وأوْقاتِ بناء المُدن، وذِكْر الحَوَادِث المَشْهُورة، ممَّا عني بجَمْعِهِ أبو نَصْر يَحْيَى بن جَرِيْر الطَّبِيْب التَّكْريتيّ

(1)

الزبيدي: تاج العروس، مادة: حلب. يضاف ضمن باب في تسمية حلب.

(2)

جاء اسمه في نشرة الأعلاق الخطيرة: "عمر بن أحمد بن [محمد بن] بن هبة الله

"، أضاف اسم محمد من بعض النسخ، وهو اسم أبي جده، فهو: عمر بن أحمد بن أبي الفضل هبة الله بن أبي غانم مُحمّد بن هبة الله .... ".

(3)

الأعلاق الخطيرة 1/ 1: 26.

ص: 35

===

النَّصْرَانيّ، من عَهْدِ آدَم إلى دَوْلةِ بَني مَرْوَان، ونَقَلْتُ ذلك من خَطِّهِ، قال: ذُكِرَ أنَّ في دَوْلَة المَواصِلةِ أنّ بلُوكُوْس المَوْصِليّ مَلَك خَمْسًا وأرْبَعين سَنةً، وأوَّل مُلْكِهِ في سَنَة ثلاثة آلاف وتِسْعمائة وتسْعِ وثَمانين لآدَم عليه السلام. قال: وكان في سَنَة تِسْع وعِشْرين من مُلكِه، وهي سَنَة أرْبَعة آلاف وثَماني عَشرة لآدَم، مَلَكت أَطُوسَا المُسَمَّاة سَمِيْرَم مع بلُوكُوس أبِيها. وبلُوكُوْس هذا الَّذي تُسَمِّيه اليُونانيُّون سَرْدنيبلُوس، وهو الَّذي بنى مَدِيْنة حَلَب"

(1)

.

* * *

"قال ابنُ العَدِيْم: ونَقَلْتُ من خَطِّ إدْرِيْس بن حَسَن الإدْرِيْسيّ ما ذَكَرهُ أنَّهُ نَقَلَهُ من تاريخ أنْطَاكِيَة؛ قال صاحِبُ تاريخ أنْطَاكِيَة؛ وهو أحَد المَسِيحيَّة السُّرْيانيَّة: أنَّ الَّذي مَلَكَ حَلَب بعد الإسْكَنْدر هو بَطْلَمْيُوس الأرِيْب وهو الَّذي بَنى أَفَامِيَة وحَلَب واللَّاذِقيَّة والرُّها. وبَطْلَمْيُوس الأَريْب هو سلُوقُوس. لكن اليُونانيُّون كانوا يُسَمُّون كُلّ مَن مَلَكَ تلك النَّاحِية بَطْلَمْيُوس، كما يُسَمِّي الفُرْس كُلَّ مَن مَلَكَ عليهم كِسْرى، وكما يُسَمِّي الرُّوم كُلَّ مَن مَلَكَ عليهم قَيْصَر.

وقد قيل: إنَّ حَلَب بَناهَا حَلَبُ بن المهر بن حيص بن عِمْلِيق من بَني جان ابن مكنّف؛ فسُمِّيَت باسْمِه"

(2)

.

* * *

"قال ابنُ العَدِيْم في تاريخ حَلَب: كان فيها (أي حَلَب) مَقام إبْرَاهيم الخَلِيْل واسْتَوطَنها، وكانت له، ثُمّ أُمِرَ بالمُهاجَرَة إلى الأرْضِ المُقَدَّسَةِ، فخَرَجَ عنها، فلمَّا بَعُدَ عنها مِيْلًا نَزَلَ وصَلَّى هُناك، وهو إلى الآن يُعْرف ذلك المكان بمَقام إبْرَاهيم الخَلِيْل، قَبْل حَلَب، فلمَّا أرادَ الرَّحِيل، الْتَفَت إلى مَكان اسْتِيطانهِ كالحَزين الباكِي لفِرَاقِها، ثُمَّ رَفَعَ يَديه وقال: اللَّهُمَّ طَيِّب ثَراها وهَواءها وحَبِّبها

(1)

الأعلاق الخطيرة 1/ 1: 42 - 43.

(2)

الأعلاق الخطيرة 1/ 1: 46 - 48.

ص: 36

===

لأبْنائها، فاسْتَجابَ اللهُ دُعاءه فيها، فصارَ كُلّ مَن أقام في بُقَعةِ حَلَب ولو مُدَّة يَسِيرة أحَبَّها، وإذا فارَقَها الْتَفَت وبَكَى، انْتَهَى"

(1)

.

* * *

"ونَقَلْتُ من تاريخ كَمال الدِّين ما ذَكَرَهُ أنَّهُ قَرَأهُ بخَطِّ الشَّريْف إدْرِيْس بن حَسَن بن عليّ بن عِيْسَى الإدْرِيْسيّ، وكان له مَعْرفةٌ بالتَّاريخ، قال: أمَّا اسْم حَلَب فسَمِعْتُ فيه كَلامًا من أفْواهِ الرِّجال وأرَانيه الشَّريْفُ أبو طالِب النَّقِيبُ، أمين الدِّينُ أحْمَد بن مُحَمَّد الحُسَينيّ الإسْحَاقيّ، بخَطِّ القاضِي السَّيِّد الجَليل أَبي الحَسَن عليّ بن أبي جَرَادَة، وكان مُتَفنِّنًا، في تَعْليقٍ له، قال: إنَّ اسْم حَلَب لا شَكَّ فيه عَرَبيٌّ، وهو لَقَبٌ لتَلِّ القَلْعَة. قال: كان إبْرَاهيم الخَلِيْل عليه السلام إذا اشْتَمَل من الأرْضِ المُقَدَّسَة يَنْتَهي إلى هذا التَّلِّ، فيَضَعُ فيه أثْقالَهُ ويَبُثُّ رِعَاءَهُ إلى أرْضِ نَهْر الفُرَات، وإلى الجَبَل الأَسْوَد، وكان مقامه بهذا التَّلِّ؛ يَحْبس فيه بعض الرِّعَاء بما معَهم من الأغْنام والمَعْزِ والبَقَر. وكان الضُّعَفاء إذا سَمِعُوا بمَقْدَمِه أتَوْهُ من كُلِّ وَجْهٍ من بلاد الشَّمَال، فيَجْتَمعُون مع مَن اتَّبَعَهُ من الأَرْضِ المُقَدَّسَة ليَنالُوا من بِرِّهِ. فكان يأمُر الرِّعاء بحَلْبِ ما مَعهم طَرَفَي النَّهار، ويأمُر ولَدَهُ وعَبِيدَهُ باتِّخاذِ الطَّعَام، فإذا فُرِغ لهُ منه، أمَرَ بحَمْلهِ إلى الطَّريْق المُخْتَلفة بإزاء التَّلِّ، فيَتَنادَى الضُّعَفاءُ: إبْرَاهيم حَلَبَ، فيُبَادرُونَ إليه. فغَلَبَتْ هذه اللَّفْظةُ لطُول الزَّمان على التَّلِّ كما غَلَبَ غيرُها من الأسْماء على ما هو مُسَمّى به، فصارَ علَمًا له بالغَلَبَةِ"

(2)

.

* * *

"وقال كَمال الدِّين: سَمِعْتُ من القاضِي شَمْس الدِّيِن أبي عَبْد الله مُحَمَّد بن يُوسُف بن الخَضِر، قال: كان جامِع حَلَب يُضاهِي جَامِع دِمشْق في الزَّخْرَفةِ والرُّخَامِ والفُسَيْفِسَاءِ.

(1)

السويدي: النفحة المسكية في الرحلة المكية 202.

(2)

الأعلاق الخطيرة 1/ 1: 54 - 55، ونقله عنه ابن الشحنة في كتابه الدر المنتخب 26 - 27.

ص: 37

===

وبَلَغني أنَّ سُلَيمان بن عَبْد المَلِك هو الَّذي بَناه وتأنَّق في بِنائهِ ليُضاهِي بهِ ما عَمِله أخُوه الوَلِيْد في جامِع دِمَشْق. وقيل إنَّه من بناءِ الوَلِيد، وإنَّهُ نَقَلَ إليه آلة كَنِيْسَة قُورُص، وكانت هذه الكَنِيْسَة من عَجائِب الدُّنْيا. ويُقال إنَّ مَلِكَ الرُّوم بَذَل في ثلاثة أعْمدةٍ كانت فيها سَبْعين ألف دِيْنار، فلم يَسْمح الوَلِيْد لهم بها.

ويُقال إنَّ بَني العبَّاس نقَلُوا ما كان فيه من الرُّخَام والآلات إلى جامِع الأنْبار لمَّا نَقَضُوا آثار بَني أُمَيَّة من بلادِ الشَّامِ وعَفوها، ولم يَزَل على هذه الصِّفَةِ إلى أنْ دَخَل نقَفُور حَلَب في سَنَة إحْدَى وخَمْسِين وثلاثمائة فأحْرقه.

ولمَّا عادَ سَيْفُ الدَّوْلَةِ إلى حَلَب، رَمَّ بعض ما تَهَدَّم من الجامِع. ولمَّا مات سَيْف الدَّوْلَة، وتَوَلَّى وَلده أبو المَعالِي سَعْد الدَّولَة شَرِيف بَنى فيه. وبنى فيه قَرْعُويه مَوْلَى سَيْف الدَّوْلَة قُبَّة الفَوَّارة الَّتي في وسطه، طَوَّل عمُودها سَبْعة أشْبار.

وفي هذه القُبَّة جُرْن رُخَام أبْيَض في غاية الكبر والحُسْن؛ يُقال إنَّه كان مَذْبحًا لبَعْضِ الكنائِس الَّتي كانت بحَلَب، وفي دور حافَّاتهِ مَكْتُوب: هذا ما أمَرَ بعَمَلهِ قَرْعُويه؛ غُلَام سَيْف الدَّوْلَة ابن حَمْدَان، في سَنَةِ أرْبَعٍ وخَمْسِين وثلاثمائة.

وبَنى فيه الجِهَةِ الشَّرقيّة القُضَاة بَنوا عَمَّار الَّذين كانوا أصْحاب طَرابُلُس الشَّام"

(1)

.

* * *

"حَكَى كَمال الدِّين ابن العَدِيْم في تارِيْخِهِ: أنَّ وَالده وعمّه أبا غانِم قالا: كان بَعْضُ السَّلَف من أهْلِ حَلَب وأعْيَانها -قال وَالدِي: من الأجْدَاد، وقال عمِّي: من الأقَارِب- مُتَولِّيًا أوْقاف المَسْجِد الجامِع بحَلَب، فجاءَهُ إنْسانٌ لا يَعْرفه، فطَرَقَ عليه الباب ليلًا، ودفَعَ إليه ألف دِيْنار، وقال: اصْرف هذا في وَجْهِ برٍّ ومَعْرُوف، فأخَذَها وأفْكَرَ في وَجْه برٍّ يَصْرِفُ ذلك المال فيه، فوقَع له أنْ يَصْرِفَهُ في عِمارة مَصْنَع لخَزْنِ الماءِ من القَناة، فإنَّ مَنابِعَ حَلَب ماؤها مِلْحٌ، وقد كان العَدُوُّ يَطْرِقُ مَدِيْنة حَلَب كَثيرًا،

(1)

الأعلاق الخطيرة 1/ 1: 104 - 105، ولم يعين ابن شداد موضعًا لانتهاء النقل، فاكتفيت بإثبات هذا القدر.

ص: 38

===

فإنْ قَطَعَ منها ماء قَناة حَيْلان تضَرَّرَ أهْلها تَضَرُّرًا عَظِيمًا، فرَأى أنْ يَصْنَعَ ويَعْمل مَصْنعًا في صَحْنِ الجَامِع مَدْفُونًا تحت أرْضه، وأنْ يُوَسِّعه بحيث أنْ يكُون فيه ماءٌ كثيرٌ، فشرَع في ذلك، وحَفَرَ حَفِيرةً عظيمةً، واشْتَرى الحِجَارة والكِلْس، وعَقَدَ المَصْنَع.

وفَرغ الذَّهَب الَّذي حُمِلَ إليه، ولم يتمّ المَصْنَع، فضاقَ صَدْرُهُ، وتقَسَّم فِكْرُهُ في الطَّريْق الَّذي يَتَوصَّل بهِ إلى إتْمام المَصْنَع، فطَرَقَ عليه طارِقٌ في اللَّيْل، فخرَجَ إليه، فوَجَدَ ذلك الإنْسَان بعَيْنهِ، فدَفَع إليه ألف دِيْنار أُخْرَى، وقال: أَتْمِمْ عَمَلكَ بهذه. فأخَذَها، وتَمَّمَ بها عَمَل ذلك المَصْنَع، فجاءَ في غاية السَّعَة والرَّكانة. فيُقال: إنَّهُ مُنذ عُمِل لم يُعْرف أنّه فَرَغ ماؤه، ويَسْتَعمل منه السَّقَّاءون والنَّاس.

قال: فجَعَلَ أهْلُ حَلَب يَطْعنُونَ على المُتَولِّي للوَقْفِ، ويَقُولُون: ضَيَّعَ أمْوَال الجامِع! ويَسْعونَ فيه إلى صاحِب حَلَب، ويقولُون: إِنَّهُ قد أضاعَ مال الوَقْف، وأنْفَقَ منهُ في عِمَارةِ مَصْنعٍ جُمْلَةً وافِرةً! فطَالَبهُ بحِسَاب وَقْف الجامِع، فرَفَعه إليه، فتأمَّلهُ فلم يَجِد ذِكْر دِرْهَمٍ وَاحدٍ ممَّا غَرم على المَصْنعَ! فقال له صاحِبُ حَلَب: الغَرامَة الَّتي غَرمْتَ على هذا المَصْنَع ما أرَى لها ذِكْرًا!؟ فقال: واللهِ ما غَرمْتُ من مالِ الجامِع عليه شَيئًا أصْلًا، وإنَّما هذا ممَّن قَصَدَ به وَجْهِ الله تعالَى بما فَعَل. وقَصَّ عليه القِصَّة"

(1)

.

(1)

الأعلاق الخطيرة 1/ 1: 108 - 110، وأورد سبط ابن العجمي حكاية عمل المصنع (الصهريج) لجمع الماء، ونسبها إلى شَيْخ يعرف بابن الأيسر، قال: "وفي أرض الجامع حاصل للماء صنع قبل مجيء الماء الحلو من القناة إلى حلب وكان ابن الأيسر متوليًا على الجامع فطرق عليه شخص الباب ودفع إليه ألف دينار. وقال: اصرف هذا في وجه من وجوه البر. ففكّر فوقع له أن يصرفه في عمارة مصنع لخزن الماء، فشرع في ذلك. وفرغ المال فضاق صدره لذلك، فجاءه أيضًا ودفع إليه ألف دينار، فطعن عليه؛ وقالوا: ضيع مال الجامع. وسعوا به إلى صاحب كذا .. فطالبه بالحساب. فأجابه. فلم ير فيه درهمًا واحدًا مما صرفه. على ذلك فسأله عن ذلك فأخبره بالقصة.

وفي تاريخ ابن العديم أن الذي فعل ذلك من أجداده وأقاربه. وابن الأيسر لم يكن من أقاربه فحصل في ذلك قولان". انظر: سبط ابن العجمي: كنوز الذهب 1: 218 - 219.

ص: 39

===

" وحَكَى كَمال الدِّين ابن العَدِيْم في تارِيْخِهِ، قال: أنْبَأنا شَيْخُنا العَلَّامَة أبو اليُمْن زَيْد بن الحَسَن الكِنْدِيّ، عن أبي عَبْد اللهَ مُحَمَّد بن عليّ العُظَيْمِيّ، قال في حَوَادِث سَنَة اثْنَتَين وثَمانين وأرْبَعمائة: فيها أُسِّسَت مَنارَة جامِع حَلَب، وعُمرت على يَدِ القاضِي أبي الحَسَن مُحَمَّد بن يَحْيَى بن مُحَمَّد بن الخَشَّاب. وكان بحَلَب مَعْبدٌ للنَّار، قَديم العِمَارة وقد تَحَوَّل إلى أنْ صارَ أَتُّون حَمّام، فاضْطرَّ القاضِي إلى أخْذِ حِجَارته لعِمَارة هذه المَنارة. فوَشَى بعضُ حُسَّادِ القاضِي خَبَره إلى الأمِيْر قَسِيم الدَّوْلَة، فاسْتَحْضَرهُ، وقال: هَدَمْتَ مَوْضعًا وهو لِي ومُلْكِي؟ فقال: أيُّها الأمِيْر، هذا مَعْبدٌ للنَّارِ، وقد صارَ أتُّونًا، وقد أخَذْتُ حِجارَته عَمَّرتُ بها مَعْبدًا للإسْلام، يُذْكَرُ الله عليها وَحْده لا شَريكَ له، وكَتَبْتُ اسْمكَ عليه، وجَعَلْتُ الثَّوابَ لك، فإنْ رسَمْتَ لي أنْ أغْرم ثَمنه لكَ، فَعَلْتُ، ويكُون الثَّوابُ لي! فأَعْجَبَ الأمِيرَ كَلامُه واسْتَصْوَبَ رَأيَهُ، وقال: بل الثَّوَاب لي، وافْعَل أنتَ ما تُرِيد.

وكَتَبَ ابنُ العَدِيْم في الحاشِيَة أنَّ الوَاشِي أبو نَصْر ابنُ النَّحَّاس ناظِرُ حَلَب"

(1)

.

* * *

"وذَكَرَ كَمالُ الدِّين ابن العَدِيْم في تارِيْخِهِ أنَّ المَلِكَ العادِل نُور الدِّين ابن عِمَاد الدِّين زَنْكِي جَدَّدَ عِمَارته (أي جَامِع القَلْعَة) "

(2)

.

* * *

"قَصْرُ النُّعْمانِ: يُنْسَبُ إليه مُحَدِّثٌ، وهو عندَ كَمال الدِّين بن [أبي] جَرَادَة دَامَ عِزّهُ"

(3)

.

(1)

الأعلاق الخطيرة 1/ 1: 111 - 112.

(2)

الأعلاق الخطيرة 1/ 1: 123.

(3)

معجم البلدان 4: 364.

ص: 40

===

‌بابٌ في مَدْحِ حَلَب

قال الصّنَوبَريُّ

(1)

: [من مجزوء الرمل]

احْبسا العيْسَ احْبسَاها

وسَلا الدَّار سَلاها

واسْألا أين ظِباءُ الـ

ـدَّار أم أين مَهَاها

أين قُطَّانٌ مَحَاهُم

رَيْبُ دَهْرٍ ومَحَاهَا

صَمَّت الدَّارُ عن السَّا

ئِل لا صمّ صَداها

بَليَتْ بعْدَهُم الدَّا

رُ وأبْلَاني بَلاها

أيَّةً شَطَّتْ نَوَى الأظْـ

ـعان لا شَطَّت نَواها

من بُدُور من دُجَاها

وشُمُوس من ضُحَاها

ليسَ يَنْهى النَّفْس ناهِ

ما أطاعَت مَن عَصَاها

بأبي من عُرْسها سُخطي

ومن عرسي رِضَاها

دُمْيَةٌ إن حُلِّيَتْ كا

نت حُلَى الحُسْنِ حُلاها

دُميَةٌ ألْقَت إليها

ربّة الحُسْن دُماها

دُمْيةٌ تسقيك عَيْنَا

ها كما تسقي يَدَاها

أُعْطِيَتْ لَوْنًا من الوَرْ

دِ وَزِيدَتْ وَجْنتاهَا

حبَّذا البَاءات باءا

تُ قُوَيْقٍ ورُبَاها

بانَقُوسَاها بها با

هي المباهي حين باهَى

وبَبَاصَفْرا وبَابِـ

ـلَّا ربا مثلي وتاها

(1)

ذكر ابن العديم هذه القصيدة وأحال عليها في الباب المذكور "باب في مدح حلب"، وأورد أبياتًا منها في أثناء الكلام على جبل بانقوسا (الجزء الأول)، قال:"ويدُلّ على ذلك وَصْف الصَّنَوْبَريّ حَلَب بكَثْرة السَّرْو كما في قَوله في القَصِيدَة الهائيَّة التي يأتي ذِكْرُها في باب مَدْح حَلَب إنْ شَاءَ اللهُ"، وقد استدركناها عن ديوان الصنوبري 456 - 460.

ص: 41

===

لا قلى صَحراءَ بافر قـ

ل شَوْق لا قَلاها

لا سَلا أجْبالَ باسلـ

ــين قلبي لا سَلَاهَا

وبباسلّين فلْيَبـ

_________

غ رِكَابي مَن بَغَاهَا

وإلى باشلّقيشا

ذو التَّنَاهي يَتَنَاهَي

وبَعاذينَ فواها

لبَعاذِين ووَاهَا

بين نَهْرٍ وقَنَاةٍ

قد تَلتَه وتَلاها

ومجاري برك يجـ

ــلو هُمُومي مُجتلاها

ورِيَاض تلتقي آ

مالنا في مُلْتقاها

زاد اْعْلَاها عُلوًّا

جَوْشَنٌ لمّا عَلَاهَا

وازدَهَتْ بُرْج أبي الحا

رِث حُسْنًا وازْدَهاهَا

واطَّبت مسْتَشرفَ

الحصْنِ اشْتياقًا واطّباها

وأرَى المنيّة فازَت

كُلّ نَفس بمُنَاها

إذ هَوَاي العَوَجان السَّا

لبُ النَّفْس هَوَاهَا

ومَقيِلي بِرْكَةُ التَّ

تلَ وسيبات رَحَاها

بِركةٌ تُربَتها الكافو

رُ والدُّرُّ حَصَاها

كم غزا بي طَربي

حِيتانَها لمَّا غَزَاهَا

إذْ تَلا مُطَّبَخُ

الحِيتِان منها مُشْتَواها

بمُرُوج اللَّهْوِ ألقَت

عير لَذّاتى عَصَاهَا

وبمَغنى الكامِليّ اسْتكـ

ــمَلت نفِسي مُنَاها

وعَرَتْ ذا الجَوهَريّ

المُزْنُ غَيْثًا وعَراها

كَلَّا الرَّامُوسَة

الحَسْناءَ رِبّي وكلاهَا

وجَزَى الجنَّات بالسّـ

ــعْديّ نُعْمَى وجَزَاها

ص: 42

===

وفَدَى البُسْتَانَ من فا

رسَ صبّ وفَدَاها

وعرت ذا الجَوهرىِ

المزن مَحْلُولًا عراها

واذكُرا دار السُّليما

نيَّةِ اليَوْمَ اذكراها

حيثُ عُجنَا نَحوها

العِيسَ تبارى في براها

وصفا العافية المَوْ

سُومة الوصف صَفاها

فهي في مَعنى اسْمها حَذْ

وٌ بحَذوٍ وكَفَاهَا

وصلا سطحي وأحْوَا

ضي خَلِيْليّ صلاها

وردا سَاحَة صهر

يجي على شَوْقٍ ردَاهَا

وامزُجا الرَّاحَ بماءٍ

منه أو لا تَمزجاها

حَلَبٌ بَدرُ دُجًا

أنجُمُها الزُّهْرُ قُرَاها

حبَّذا جَامِعها الجا

مع للنَّفْس تقاها

مَوْطِن يُرسي ذوو

البرِّ بمرْسَاه الجباها

شَهَوات الطّرْف فيْه

فَوْقَ ما كان اشْتَهاهَا

قبلهَ كَرَّمَها اللهُ

بنورٍ وحَبَاها

ورآها ذَهَبًا فِي

لازَوَرْد مَن رآها

ومَرَاقي منْبر

اعظَمُ شيء مُرتَقَاها

وذُرَى مئْذَنةٍ طَا

لَتْ ذُرَى النّجْم ذراها

للنواريّة ما

لم تَرَيَاه لسِوَاها

قصعة ما عدت الـ

ـكعبَ ولا الكعبُ عَدَاها

أبدًا تَستَقبل السُّـ

ــحبَ بسُحبٍ من حَشَاها

في تَسقِي الغَيْثَ إنْ

لم يَسقها أو إنْ سَقاهَا

كَنَفَتْها قُبَّةٌ

يضحك عنها كَنَفَاها

ص: 43

===

قُبَّة أبْدَعِ بانيهـ

ـ ـا بناء إذ بَناهَا

ضاهَت الوَشْيَ نُقُوشًا

فحكَتْه وحَكاها

لو رآها مُبْتَني قُبَّة

كِسْرَى ما ابتَناها

فبذا الجامع سَرْوٌ

يَتَبَاهي مَن تَبَاها

حييا السَّارِيَة

الخَضْرَاء منه حيياها

قبْلَهَ المُسْتَشْرف

الأعْلَى إذا قابلتماها

حيثُ يأتي حَلْقة الآ

داب منها مَن أتَاهَا

من رجالات حبِّىً لم

يحلُل الجَهل حُباها

مَن رآهُم من سَفيهٍ

باعِ بالعِلْم السّفاها

وعلي حال سُرُور الـ

ــنَّفسِ منّي وأساها

شَجْوُ نَفسِي بابُ قِنَّسـ

ـــرينَ وهنًا وشجاها

جدث أبْكي الَّتي فيه

ومثْلي مَن بَكَاهَا

أنا أحْمِي حَلَبًا دَا

رًا وأحْمي من حَمَاهَا

أي حُسن ما حَوَتْه

حَلَبٌ أو ما حَوَاها

سَرْوها الدَّانِي كما تَدْ

نو فَتَاة من فَتَاهَا

آسُها الثَّاني القُدُو

دَ الهِيفَ لمّا أن ثَناها

نَخْلها زَيتُونها أو

لا فأرطاها غضاها

قبجُها دُرَّاجُها أو

فخَبَاراها قَطَاها

ضَحِكَت دُبسيّتاها

وبَكتْ قُمريتاها

بين أفْنانٍ ينِاجي

طائريها طائراها

تدرُجاها حُبرُجاها

صُلصُلاها بُلْبُلاها

رُبَّ مُلقي الرُّحل منها

حيث تُلفَى بِيِعَتاهَا

ص: 44

===

طيَّرتْ عنه الكرى طا

شرة طار كَراها

ودّ إذ فاهَت بشَجْو

أنّه قَبَّلَ فاهما

صَبَّة تندُبُ صَبّا

قد شَجَتْه وشَجاها

زُيِنَت حتَّى انتَهَت في

زينة في مُنْتهاهَا

فَهْي مرجان شَوَاها

لازَوَردُ دَفَّتاها

وهي تِبْرٌ مُنْتهَاها

فِضَّة قِرْطِمتاها

قلّدت بالجَزْع لمَّا

قلّدت سالفتاها

حَلَبٌ أكرَمُ مأوى

وكَريمٌ مَن أوَاها

بَسَطَ الغَيْثُ عليها

بُسطَ نور ما طَوَاها

وكَسَاهَا حُللًا أبْـ

ـدَعَ فيها إذ كَسَاها

حُلَلًا لُحمَتُها السُّو

سَنُ والوَرْدُ سَدَاها

إجْن خيِريًا بها بالـ

ـلحظِ لا تُحْرَم جَنَاها

وعُيونَ النَّرجس المنـ

ـهلّ كالدَّمْع نَدَاها

وخُدُودًا من شَقِيق

كاللَّظَى الحمر لَظَاها

وثَنَايا أقحُوانا

ت سَنَا الدُّرّ سَنَاهَا

صَاغ آذريُونُها إذ

صاغ من تبر ثَراها

وطَلَى الطَّلُّ خُزَاما

ها بمِسْكٍ إذ طَلاها

واقْتَضَى النَّيلُوفرُ الشّو

قَ قُلُوبًا واقْتَضَاهَا

بحَواش قد حَشَاها

كُلّ طِيْب إذ حَشَاها

وبأوساطٍ على حَذ

وِ الزَّنانير حذاها

فاخِري يا حَلَب المُدْ

نَ يَزدْ جَاهُكِ جَاهَا

إنَّه إنْ تكُنِ المُدْ

نُ رِخَاخًا كُنتِ شَاها

ص: 45

===

‌الترَّاجِمُ على تَرتِيب الحُرُوف

‌إبرَاهِيم بن أحْمَد بن إبْرَاهيم بن مُحَمد بن سُلَيمان الفَقِيه المَوْصِليُّ، أبو إسحَاق

"قال ابنُ عَساكِر وما أظنُّهُ رَوَى شَيئًا، وكذلك قال ابنُ العَدِيْم.

قال ابنُ العَديم: وَتَوَلَّى قَضَاء الرُّها بعد فَتْحها من أيدِي الفِرِنْج"

(1)

.

‌إبْرَاهيم بن خَلَف بن مَنْصُور، الشَّيْخ أبو إسْحَاق الغَسَّانيّ الدِّمَشْقيّ السَّنْهُوري

"قال ابنُ العَدِيْمِ: كان حَزميًّا، ناظَرَ ابن دِحْيَة مرَّةً، فشَكَاهُ إلى الكامِل، فضُرِبَ، وعُزِّر علِى جَملٍ ونُفِيَ. وقد أُسِرَ في البَحْر، فبَقِي في الأسْرِ مُدَّةً، ثُمّ إنَّهُ عادَ إلى دِمشْق سَنة تِسعٍ وستِّمائة"

(2)

.

‌إِبْرَاهِيم بن رِضْوَان بن تُتُش بن أَلبْ أَرَسْلَان، شَمْسُ المُلُوك، أبو نَصْر

"وُلِدَ سَنَة ثلاثٍ وخَمْسِمائة، ونَزَل على حَلَب مُحاصِرًا لها فِي سَنَة ثَمان عَشرة وخَمْسِمائة، وكان معه الأمِيْر دُبيس بن صَدقة الأسَدِي صاحِب الحِلَّة، وبَغْدوين مَلِك الفِرنج.

(1)

القرشي: الجواهر المضية 1: 65، ونقله الغزي في الطبقات السنية 1: 198 - 199، وأثبت ابن حجر العسقلاني (لسان الميزان 1: 54) بعض ترجمته أعلاه نقلًا عن ابن العديم، ونصه:"قال ابنُ العَديم ناظر ابن دحية مرة فشكاه الى الكامِل فأمر به فضرب وعزر على جمل ونفي".

(2)

تاريخ الإسلام 13: 257.

ص: 46

===

وفي سَنَة إحْدَى وعِشْرين قَدِم أبو نَصْر إبراهيم هذا إلى حَلَب أيضًا فدَخَلَها ومَلَكها، وفَرِحُوا به، ونادوا بشِعَاره.

وخرَجَ صاحِبُ أنْطَاكِيَة فأتاها ونازَلَها، فتَردَّدت الرُّسُلُ لمَّا ضايقَ حَلَب، فرَكِبَ أبو نصر وعزيزُ الدَّوْلَة في خَلْقٍ عَظِيم، فترَاسَلُوا، فانْعَقَدت الهُدْنة، وحَلَف لهم، وحَمَلُوا إليه ما افْتَرَضَهُ، ولطفَ الله.

ثُمّ بعد مُدَّةٍ سارَ أبو نَصْر، وأعْطاهُ الأتابَك زَنكِي نَصِيْبين، فَملكها إلى أنْ ماتَ في ثاني عَشر شَعْبان سَنَة اثْنَتَين وخَمْسِين.

قال ابنُ العَدِيْم في تارِيْخِهِ: أخْبَرني بذلك بعضُ أحْفاده"

(1)

.

‌إِبْرَاهِيم بن سُلَيمان بن حَمْزَة بن خَلِيْفَة، الكاتِبُ، جَمالُ الدِّين ابن النَّجَّار القُرَشيّ، الَدِّمَشْقيّ المُجَوِّد

"ذَكَرَهُ ابنُ العَدِيْم رحمه الله في تارِيْخِهِ، فقال: كَتَبَ للأمْجَد صاحِب بَعلَبَكّ، وأقامَ فِي خِدْمته مُدَّة، ثُمّ سافَرَ إلى الدِّيار المِصْريَّة وتَولي الإشْرَاف بالإسْكَنْدَريَّة، ثُمّ عاد إلى دِمَشْق.

اجْتَمَعتُ به، وأنشَدَنِي شَيئًا من نَظْمِه. وقد قَرأ الأدَب على الكِنْدِيّ، وفِتْيان الشَّاغُوريّ"

(2)

.

(1)

تاريخ الإسلام 12: 43.

(2)

تاريخ الإسلام 14: 704.

ص: 47

===

‌إِبرَاهِيمُ بن عَبْد الرَّحْمن بن عَبْد الرَّحيْم المَنبِجيُّ، الفَقِيه بَهاء الدِّين

"سَمعَ منه أَبُو حَفْص عُمَر بن العَدِيم، وذَكَرهُ فى تارِيخه لحَلَب، فقال: شَيْخٌ حَسَنٌ، وَقُور، فَقِيهٌ، من أصْحَاب أبي حَنِيْفَة.

وَلِىَ التَّدْرِدس بالأتَابِكِيَّة، بباب بُزَاعَا

(1)

، وأقامَ بها مُدَّةً، ثُم عَاد إلَى مَنْبج في سَنَة إحْدَى وثَلَاثينَ وستِّمائَة.

وتُوُفِّيَ فى حُدُودِ الأربعين وستِّمائَة"

(2)

.

‌إبْرَاهيم بن عِيْسَى بن المُعَلَّى بن مَسْلَمَة، أبو إسْحَاق الرَّافِقيُّ

"حَدَّثني القاضِي أبو القَاسِم بن أبي جَرَادَة، قال: قَدِمَ أبو إسْحَاق إبْرَاهيم ابن عِيسىَ حَلَب بعد السِّتِّين والخَمسمائة، ومَدَحَ جَماعَة من أكابِرها وأمَاثلِها، وأنشأَ خمسِين مَقامَة. وفيها من نَظْمِه قَوله:[من البسيط]

لا يأمَنِ الدَّهْرَ خَلْق فِي تَقَلُّبِهِ

فالدَّهْرُ بالسُّوْءَ والمَكْرُوْهِ دَوَّارُ

أعَزَّ قَوْمًا لِثَامًا لا خَلَاقَ لَهُم

وذَلَّ فيهِ بِحُكمْ الله أحْرَارُ

وصارَ ذُوْ العُسْرِ فِيْهِ مُوْسِرًا صَلِفًا

وعَادَ فِيْهِ لَدَى الإِيسَارِ إِعْسَار

وقال أيضًا ممَّا ضَمَّنها المَقامات: [من الخفيف]

إسْألِ العُرفَ إِنْ سَأَلتَ جَوَادًا

لم يَزَل يَعْرفُ الغِنَى واليَسَارَا

لَيسَ إجْلَالُكَ الكِبَارِ بَذُلٍّ

إِنَّما الذُّلُ أَنْ تُجِلَّ الصِّغَارَا

(1)

في الطبقات السنية: بباب مراغا!

(2)

القرشي: الجواهر المضية 1: 90، ونقله الغزي في الطبقات السنية 1:235.

ص: 48

===

ومن شِعْرِهِ أيضًا فيها: [من السريع]

نَحْنُ الأُلَى ما أمَّنَا قَاصِدٌ

يَرْجُوْ النَّدَى إِلَّا مَنَحْنَاهُ

وَلَا أَتانَا خَائِفٌ يَشْتِكيْ

إِلَّا أزَلنَا عَنْهُ شَكْوَاهُ"

(1)

‌أحْمَد بن عليّ بن أحْمَد الشَّيْبَانِيُّ، أبُو العبَّاس الأُصُوليّ

"ذَكَرهُ الصَّاحِبُ أبو حَفْص عُمَر، فى تَارِيخ حَلَب.

قال بُرْهَانُ الدِّين مَسْعُود بن شُجَاع: أنْشَدني الفَقِيه أحْمدُ الأُصُولِيُّ: [من المديد]

أيُّهَا النُّوَّامُ وَيْحَكُمُ

قد حَمَلْنَا عَنْكُمُ السَّهَرَا

صُبِّحْتُ في ظَلْماءَ دَاجِيةٍ

مَا لَهَا صُبْحٌ فيُنْتَظرَا

فَجْرُها والصّبْرُ بعدَكُم

ما سَمِعنَا عَنْهُما خَبَرَا"

(2)

‌أحْمَد بن عليّ بن أبي مَعْقِل بن أبي العَلاء المُحَسِّن بن أحْمَد بن الحُسَين بن مُحَمَّد بن مَعْقِل، أبو الحُسَين الأزْدِيُّ ثُمّ المُهَلَّبيُّ

"حَدَّثني القاضِي الإمام أبو القَاسِم عُمَر بن أحْمَد الفَقِيه الحَنَفيّ المُدَرِّس بحَلَب، أيَّدَهُ اللهُ تعالَى، في تارِيْخِهِ الَّذي صَنَّفهُ لحَلَب المَحْرُوسَة، قال: أبو الحُسَين أحْمَد بن عليّ الأزْدِيّ، شاعِرٌ أدِيبٌ فاضِلٌ؛ له مَعْرفةٌ جيِّدةٌ باللُّغة العَرَبيَّة، وهو من بيْتِ الأدَب والشِّعْر بِحمْص.

(1)

ابن الشعار: قلائد الجمان 1: 103.

(2)

القرشي: الجواهر المضية 1: 207 - 208، ونقله الغزي في الطبقات السنية 1:460.

ص: 49

===

وَرَدَ علينا حَلَب في سَنَة ثلاث عَشرة وستِّمائة، وذَكَر لي أنَّهُ نَظَمَ "الإيْضَاح"، و"التَّكْملَة" لأبي عليّ الفَارِسيّ، أُرْجُوزَة، وأمْلَى عليَّ مَقَاطِيْع من شِعْرِهِ بحَلَب.

ثُمَّ اجْتَمعتُ بهِ بدِمَشْق سَنَة ستٍّ وعِشْرين وستِّمائة، ونَقَلْتُ عنه شَيئًا آخر من شِعْرِهِ، وهو ممَّن يُصَدَّر لإفادَةِ العُلُوم العَرَبيَّة واشْتُغِل بها عليه.

قال: وأنْشَدَنِي لنَفْسهِ: [من الوافر]

أنَّى ليَ أنْ أَفِيقَ مِنَ التَّصَابِيْ

وسَكْرَتهِ وَقَدْ جَاءَ النَّذِيْرُ

ويَنْزِعَ عَنْ غَوَايَتِهِ فُؤَادِيْ

وفي فَوْدَيَ قَد لاحَ القَتِيْرُ

فما هذي الحَيَاةُ سِوَى عَنَاءٍ

ولا لَذَّاتُها إِلَّا غُرُوْرُ

وما الدُّنْيَا الدَّنِيَّةُ غَيْرُ ظِلٍّ

يَزُوْلُ وطَيْفُ أحْلَامِ يَزُوْرُ

وليسَ سَعيْدُهَا إلَّا شَقيّ

وليسَ غَنيُّهَا إلَّا فَقيْرُ

يَرُوْحُ المَرْءُ ذَا أمَلٍ طَوِيْلٍ

فَيُخْلِفُ ظَنَّهُ أجَلٌ قَصِيْرُ

ويحرِصُ أنْ يُقِيمَ بدَارِ ظَعْنٍ

يَسيرُ ومُكْثُهُ فيها يَسِيْرُ

وأنْشَدَنِي القاضِي الإمام، أيَّدَهُ اللهُ تعالَى، قالا: أنْشَدني أحْمَد بن عليّ لنَفْسهِ: [من الخفيف]

يا نَديْمي من سِرِّ أزْدِ عُمَان

أشْرَفِ النَّاسِ مَحْتدًا ونِجَارَا

إِحْبِسِ الكَأسَ عَنْ أخِيْكَ فَقَدْ مَـ

ـالَ إلى صَحْوَةٍ وَمَلَّ العُقَارَا

وطَوَى الأرْبَعينَ لَا بَلْ طَوَتْهُ

وأرَتْهُ المُجُونَ واللَّهوَ عَارَا

وجَلَى الشَّيْبُ وانْجَلَى لَونُ فَوْ

دَيْهِ فَعَادَا مِنْ بَعْدِ لَيْلٍ نَهَارَا

أَرْى خَاسِرَ الشِّبيْبَةِ وَالرُّشْد

جَلَّ ذَان عِنديْ خَسَارَا

ما اعْتِذَاريْ بَعْدَ ابيضَاضِ عذَاري

في ارْتكابي الآثامَ الأَنَامِ والأَوْزَارَا

ص: 50

===

اعْذَرَ الدَّهْر حيْنَ أنْذَرَ بالشَّيْبِ

بَنِيْه وَأسْمَعَ الإنْذَارَا

وَأرَى بَعضَهُم مُصَدِّعَ بعضٍ

وكفَى ذلكَ اللَّبِيْبَ اعْتِبَارَا

وأنْشَدَنِي، قال: أنْشَدني أبو الحُسَين قوله: [من مجزوء الكامل]

يا هِنْدُ فَلَّ الدَّهْرُ حَـ

ـدَّ عَزيْمَتي وتعلمينا

وأمَرَّ طَعْمَ العَيْشِ بَعْـ

ـدَ حَلَاوةٍ مَرُّ السِّنِينَا

ونَضَوبُ ثَوْبِ الدَّهْـ

ـر لَمَّا أنْ نَضَوْتُ الأَرْبِعِينَا

وأنْشَدَنِي، قال: وسَألته بعد أنْ أنْشَدني القِطَع الثَّلاث، أنْ يُنْشدني شَيئًا من الغَزَل، فأنْشَدني لنَفْسهِ:[من الكامل]

سَفَحَتْ دُمُوْعَكَ يَوْمَ سَفْح الحاجِر

آرَامُهُ بسَوَالِف وَمَحَاجِرِ

بِيْضٌ شَهَرْنَ من العُيونِ خَنَاجِرًا

للفَتْكِ تُغمَدُ في طلى وحَنَاجِرِ

لو كانَ صَبْرُكَ صادِقًا يَوْمَ النَّوَى

ما بِتَّ مُرتَقِبَ الخَيَالِ الزَّائِرِ

ولَما غَدَوْتَ لذكرِ أيَّام الحِمَى

وكأنَّ قَلْبَكَ في مَخَالبِ طَائِرِ

عَرَّضتَ قَلْبَكَ للهَوَى فإذَا بِهِ

إِعْرَاضُ رِيْمٍ من ذُؤَابَةِ عَامِرِ

سُلَّتْ عَلَيْكَ سُيُوفُهُ وَعُيُونُهُ

فَوَقَفْتَ بَيْنَ بوَاتِرٍ وَفَوَاتِرِ

كَمْ لَيْلَةٍ قَدْ بَاتَ نَوْمُكَ نَافِرًا

فيها لذَيَّاكَ الغَزَالِ النَّافِرِ

يا صَاحِ من عَلْيَا تَنُوْخَ أنَاظِرٌ

ماذا جَنَاهُ على فُؤَادِيْ نَاظِرِيْ

وأنْشَدَنِي، قال: أنْشَدني أحْمَد بن عليّ لنَفْسهِ بجامع دِمَشْق: [من البسيط]

ما لي أزَوِّرُ شَيْبِيْ بالخِضَابِ وما

مِنْ شأنِيَ الزُّوْرُ في قَوْلِي وفي كَلِمِيْ

إِذا بَدَا سِرُّ شَيْبِيْ في عِذَارِ فَتىً

فلَيْسَ يُكْتَمُ بالحِنَّاءِ والكَتَمِ

ص: 51

===

وأنْشَدَنِي، قال: أنْشَدني أبو الحُسَين من شِعْرِهِ: [من المتقارب]

رَأْتِنِيْ سُعادٌ حَلِيْفَ الهُمُومِ

وكُنتُ قَدِيمًا حَلِيْفَ السُّرُورِ

فَغَضَّتْ عَنِ الشَّيْبِ لمَّا بَدَا

بِرَأْسِيَ طَرْفًا شَدِيْدَ الفُتُورِ

فَقُلْتَ لهَا: أقَذى في الجُفُونِ

فَقَالَتْ نَعَم وشَجى في الصُّدُورِ"

(1)

.

‌أحْمَد بن مُحَمَّد بن إبْرَاهيم بن أبي بَكْر بن خِلِّكان بن ناول بن عَبْد الله بن شاكل بن الحُسَين بن مَالِك بن جَعْفَر بن يَحْيَى بن خَالِد ابن بَرْمَك أبو العبَّاس البَرْمَكيّ الإرْبِلِيّ الشَّافِعِيّ، شَمْس الدِّين

"ذَكَرهُ الصَّاحِبُ كَمال الدِّين ابن العَدِيْم، ونَسَبَهُ إلى البَرَامِكَة"

(2)

.

"ذَكَرهُ الصَّاحِبُ كَمال الدِّين عُمَر ابن العَدِيْم، رحمه الله، في تاريخ حَلَب، وساقَ نَسَبه رحمه الله إلى خَالِد بن بَرْمَك، وقال: فَقِيهٌ، شاعِرٌ، من بَيْتٍ مَعْرُوفٍ بالفِقْه والأدَب والمَناصِب الدِّيْنيَّة، قَدِمَ حَلَب وتَفَقَّه بها.

أنْشَدَني قَصِيْدة يَرْثي بها المَلِك العَزِيْز ابن المَلِك الظَّاهِر، وهي هذه:[من الطويل]

طَوى من نِظَام المُلْك واسطة العقْد

ولَم يَك من صَرْفِ المنيّة من يد

فما للرِّماح السُّمْر مُشرعة القَنَا

وما للصِّفَاح البِيْض مُرْهفة الحَد

(1)

ابن الشعار: قلائد الجمان 1: 235 - 238.

(2)

فوات الوفيات 1: 114، ومثله في الوافي بالوفيات 7: 313، ولا أعرف من نقل عمن، فكلاهما توفي في سنة 764 هـ.

ص: 52

===

أمِن بعد فقْدَان العَزِيْز مُحَمَّد

تَدُور رَحَى الحَرْب على صَافِن نهد

إذا عطلت من بعده حَوْمَة الوَغَى

فما تَصْنع الفُرْسان بالقصب الملد

لقد جَلَّ هذا الذَّرء من وَصْف واصِف

كما جَلَّ عن إدْرَاكه حَدّ ذى حد

سَقَى جَدَثًا ضَمَّ المَكَارِم تُرْبه

ولحدًا حَوَى تلك المَناقِب من لحد

مَواطِر دَمْع ما يَزال تمدّها

سَحائِب تَحْدُوها بوَاسِم من نَجْد

فللَّه ما أذْكَى ثَراه كأنَّما

تنفس في رَوْض المرحم عن خَد

لئن أظْلَمت دُنيا الغَفلة لفَقْدِه

فقد أشْرقَت من وَجْهه جَنَّة الخُلْد

عليكَ سَلَام الله يا خَيْر مَالِك

ويا غَير مَصْحُوب سِوَى الشُّكْر والحَمد"

(1)

‌أحْمَد بن مُحَمَّد بن أبي أُسَامَة، القاضِي أبو الفَضْل الحَلَبيّ

"قَبَضَ أسَدُ الدَّوْلَة صالِح بن مِرْدَاس مُتَولِّي حَلَب عَليْهِ، ودَفَنه حيًّا بقَلْعَةِ حَلَب

(2)

.

قال الصَّاحِبُ أبو القَاسِم ابن العَدِيْم: ولمّا حَفَرَ المَلِك العَزِيْز أساسَ دارِه بالقَلْعَةِ سَنَة اثْنَتَين وثلاثين وستِّمائة ظَهَر لهم مَطْمُورةٌ مُطْبقة، وفيها رَجُلٌ في رِجْلَيه لَبِنَةُ حَديد، فلا أشَكُّ أنّه هُوَ.

وهو أحْمَد بن مُحَمَّد بن عُبَيْد الله بن مُحَمَّد بن عَبْدِ اللَّهِ بن مُحَمَّد بن بُهْلُول بن أبي أُسَامَة، حدَّث عن أبي أُسَامَة جُنَادَة بن مُحَمَّد، وسَمِعَ بحَلَب من أخيهِ عُبَيْد الله، ومن سُلَيمان بن مُحَمَّد بن سُلَيمان التَّنُوخيّ.

(1)

اليونيني: ذيل مرآة الزمان 4: 149 - 150، ولم يعين اليونينِيّ انتهاء النقل عن كتاب ابن العديم إلا أن الذي سرده بعده يتَّصل بآخر عشرين سنة من حياة المترجم له "ابن خلكان"(ت 681 هـ)، وكان فيها ابن العديم متوفيًا.

(2)

أبقينا على عبارة الذهبي هذه في طالع الترجمة لاتصالها بكلام ابن العديم بعده.

ص: 53

===

رَوَى عنه القاضِي أبو الحَسَن أحْمَد بن يَحْيَى بن أبي جَرَادَة قاضي حَلَب.

وَلِيَ ابنُ أبي أُسَامَة قَضَاء حَلَب، وتَمكَّن في أيَّام سَدِيْد الدَّوْلَة ثُعْبان بن مُحَمَّد الكُتَاميّ أمِيْر حَلَب، ومَوْصُوف الصَّقْلَبيّ وَالي القَلْعَة، وكانا يَرْجعان إلى رَأيه، فلمَّا حَضَرَ نُوَّاب صالِح كان ابن أبي أُسَامَة في القَلْعَةِ، فتَسَلَّمها نُوَّاب صالح وقَتَلُوا مَوْصُوفًا وابن أبي أُسَامَة. وقيل: بل دَفَنُوا ابن أبي أُسَامَة حيًّا"

(1)

.

‌أحْمَد بن مُحَمَّد بن عَبْد الرَّحْمن الشَّيْبانيُّ، ابنُ أخي قاضِي مَكَّة، من وَلد القاضِي المَحَامِليّ

"ساقَ ذِكْره القاضِي الإمام أبو القَاسِم عُمَر بن أحْمَد الفَقِيه الحَنَفيّ، أدَامَ اللهُ أيَّامه، فيمَن قَدِمَ حَلَب من تَصْنِيفه، وقال: رَجُلٌ فَاضِلٌ، شَاعِرٌ مُجِيْدٌ، من أهل مَكَّة، حَرَسَها اللهُ تعالَى، قَدِمَ علينا حَلَب في شُهُور سَنَة [. .]

(2)

وستِّمائة، مُمْتَدحًا للمَلِك الظَّاهِر غياث الدِّين غازِي بن يُوسُف، وللأكابِر من أهْلِها. وكان حَسَن السَّمْت، جَيِّد الإِيْراد.

سَمِعْتُه بين يَدَيّ السُّلْطان المَلِك الظَّاهِر يُنْشده قَصِيْدتَين رَثَى بهما أخاه المَلِك الأشْرَف مُحَمَّد بن يُوسُف وقد جَلَس للعَزَاء يَوْمين بعد مَوْته، فأنْشَدَهُ في اليَوْم الأوَّل مَرْثِيَّة اسْتَجادَها السُّلْطان والحاضِرُون، فعَمِلَ أُخْرَى وأنْشَدَها في اليَوْم الثَّاني. وسَمِعْتُ القَصِيْدتين من لَفْظِه حالة إِنْشادهِ إحداهما.

(1)

تاريخ الإسلام 9: 249 - 250.

(2)

موضعه بياض في مطبوعة القلائد، ولم أقف على سنة قدومه إلى حلب.

ص: 54

===

وأخْبَرني القاضِي الإمام أبو القَاسِم، أيَّدَهُ اللهُ تعالَى، قال: حَدَّثني أبو عليّ الحَسَن بن مُحَمَّد بن إسْماعِيْل القَلْيوبيّ، قال: حَدَّثني بعضُ رُفَقاء أحْمد ابن أخي قاضِي مَكَّة، قال: كان له رَفِيقٌ فتُوفِّي بدِمَشْق، فرَأى أحمد بعد وَفاته بأيَّامٍ، كأنَّه جاء، فقيل له: إلى أين؟ قال: جئت آخذ فُلانًا؛ يَعْني نَفْسه، وأمْضِي؛ فلمَّا اسْتَيقظ، قال لأصْحابِهِ: إِنِّي مَيِّت لا مَحالَة، فلم يَبْقَ إلَّا أيَّامًا يَسِيْرة ومات بدِمَشْق"

(1)

.

‌أحْمَد بن مُحَمَّد بن عَبْد الله بن مُحَمَّد بن عَبْد الله بن مُحَمَّد بن عَبْد المَلِك بن عليّ بن مُحَمَّد بن عليّ بن العبَّاس بن مَحاسِن بن عليّ بن عِيْسَى بن مُوسَى بن عِيْسَى بن صالِح بن عليّ بن عَبْد الله بن العبَّاس، أبو هاشِم بن أبي حَامِد اله

اشِميُّ الصَّالِحيُّ الحَلَبيُّ

"حَدَّثني القاضِي الإمامُ أبو القَاسِم عُمَر بن أحْمَد بن أبي جَرَادَة الحَلَبيّ، ضاعَفَ اللهُ إِقْباله، قال: كان أبو هاشِم شاعرًا مُجِيْدًا، عارفًا بالتَّواريخ.

سَمِعَ الحَدِيث على جَماعَةٍ من شُيُوخنا مثل الشَّريْف أبي هاشِم بن [الفَضْل]

(2)

الهاشمِيّ، وقاضِي القُضَاة أبي المَحاسِن يُوسُف بن رَافِع بن تَمِيْم، وأبي البَقاء يَعِيْش ابن عليّ بن يَعِيْش النَّحْويّ الحَلَبيّ، وجَماعَة غيرهم.

(1)

ابن الشعار: قلائد الجمان 1: 223 - 224.

(2)

بياض في مطبوعة قلائد الجمان، ولأبي هاشم عبد المطلب بن الفضل ترجمة تأتي ضمن هذا المستدرك.

ص: 55

===

وأخبَرني أنَّ مَوْلده بحَلَب في سَنَة خَمْس وسَبْعين وخَمسِمائة، وتُوفِّي بها يوم السَّبْت الحَادِي عَشر من شهر رَمَضان سَنَة إحدَى وثلاثين وسِّتمائة. ودُفِنَ خارج باب أنْطَاكِيَهَ في تُربَة لأخواله بَني عَبْد الرَّحيْم.

ثمّ قال: أنشدنِي أبو هاشِم لنَفسهِ: [من البسيط]

رَأيْتُ فيْ النَّوْم أحْبَابِيْ قَدْ ارْتَحَلُوا

فأوْجَسَ القَلْبُ مِنْ تَرحَالهمْ حَذَرَا

فجئْتُ عِندَ انْشقَاقَ الفَجْرِ أطْلُبُهمْ

فلَم أجِدْ مِنْهمُ عِيْنًا ولا أثَرَا

فأَقْسَمَ الجَفنُ إِذْ كَانَ الرُّقَادُ لَهُ

نَاعِيْ الأحِبَّةِ أنْ لا ذَاقَ طَعْمَ كَرَى

وأنْشَدَنِي القاضِي أبو القَاسِم، أدَامَ اللهُ أيَّامه، قال: أنْشَدني أبو هاشِم الصَّالِحيّ لنَفْسهِ: [من الطويل]

تَأمَّلْ لسُعْدَى بالأُبيرِق مَنْزلًا

كَسَتْهُ الرِّيَاحُ الهُوْجُ ثَوْبًا مِنَ البِلَى

عَفَت رَحْمَهُ الأَرْوَاحُ حَتَّى كَأنَّهُ

بَقيَّهُ وَشْمٍ في نباتٍ تَمثَّلَا

عَهدْنَاهُ البيْضِ الأوَانِسِ مَعْلمًا

فأصْبَحَ بالسّوْدِ الطَّوامِس مَجْهَلَا

تَحَمَّلتُ أعْبَاءَ الصَّبَابَةِ والأَسَى

غَداةَ نَوَى عَنْهُ الخَلِيْطُ تَحمُّلَا

وإنَّ مُحَالًا صَبْرُ قَلبِي وإنْ بدَا

لِعَيْنِيَ رَبعُ المَالِكِيًّةٍ مُحمَلَا

وأنْشَدَني، قال: أنْشَدني أبو هاشِم الحَلَبيّ قَوْله؛ وكان المَلِك الظَّاهر غازِي بن يُوسُف بن أيُّوَب قد اقْتَرَح هذا الوَزْن واسْتَخَفَّه، فعَمِل جَماعَة من الشُّعَراء بحَلَب عليه، فعَمِل هو قَصِيدة منها:[من الطويل]

نَعَم ذاكَ رَبعُ العَامِريَّةِ قَدْ أقوَى

فَيَا لكَ مِنْ قلبٍ على البَيْنِ ما أقْوَى

سَرَوا فَسَرَوا بالعَيْشِ يتبعُ عيْسَهُمْ

ووَلَّوا فقدْ وَلَّوا على جَسَدِيْ البَلْوَى

وكَم خَدَعَتْنِيْ أعْيُنُ العِينِ عَنْهُمُ

فما عَزَّ قَلبُ عَليها ولا ألْوَى

ص: 56

===

هُمُ أخَذُوا طَرْفِي وسَمْعي زَمِيْلَهُمْ

فما أمْلِكُ الرُّؤْيَا ولا أسمَعُ النَّجْوَى

وبالهَودَجِ المَحجُوبِ بالسّمْرِ غَادَةٌ

عَدَتْ وحَدِيْث الحُسْنِ عنْ وجْهِهَا يُرْوَى

مُنَعَّمَةٌ لا مِن هَبْيَد طَعَامُها

ولا قَوْمُها كَعبٌ ولا دارُها حُزْوَى

إذا أسْفَرَتْ واللَّيْلُ مُرخٍ سُدُوْلَهُ

لنا عن مُحيَّاها تَشَعْشَعَت الأَضْوَا

ولو أنَّ بَدْرَ التَّمِّ يُشبِهُ وَجْهَهَا

لَمَا أحدَثَ الرَّحْمَانُ في وَجْهِهِ مَحْوَا"

(1)

.

‌أحْمَد بن مُحَمَّد بن عِيْسى في زِيَاد الأنْطَاكِيُّ، الفَقِيه أبُو بَكْر بن أبي عَبْد الله بن أبي مُوسَى، القاضِي

"ذَكَرَهُ ابنُ العَدِيم، في تَارِيخ حَلَب، وقالَ: كان أبوهُ أبُو عَبْد الله قَاضِيًا بحَلَب وقِنِّسْرِين، وكانَ أبوهُ وجدُّه فَقِيْهَيْن على مَذْهَبِ الإمَام أبي حَنِيْفَة.

ذَكَرَ ابنُ العَدِيم بإسْنَادٍ له إلى مُحَمَّد بن الحَسَن بن زِيَاد النَّقَّاش، قال: رُفِعَ إلى أبي بَكْر أحْمَد بن مُوسَى الأنْطَاكِيّ القاضِي وَرقةٌ، مَكْتُوبُ فِيهَا:[من الخفيف]

أيُّها القاضِي الكثيرُ العِداتِ

صَاَنَك اللهُ عَنِ مَقَام الدِّيَاتِ

أيكُونُ القِصاصُ مِن قتلِ لَحْظ

مِن غَزالٍ مُورَّدِ الوَجَناتِ

أم يخَافُ العَذَابَ منْ هُو صَبُّ

مُبْتَلى بالزَّفيرِ والحَسَراتِ

لَيسَ إِلَّا العفافُ وَالصَّوْمُ والنـ

ــسْكُ له زاجِرًا عَن الشُّبُهَاتِ

قالَ فَأخذ الوَرَقةَ، وكَتَبَ على ظَهْرِها:[من الخفيف]

يا ظَريفَ الصَّنِيع والآلاتِ

وعَظِيمَ الأشجانِ واللَّوْعاتِ

إِنْ تكنْ عَاشِقًا فَلمْ تَأتِ ذَنْبًا

بل ترقَّيْتَ رِفْعَةَ الدَّرَجَاتِ

(1)

ابن الشعار: قلائد الجمان 1: 224 - 226.

ص: 57

===

وَمَتي أَقْضِ بِالقِصاصِ عَلَى لَحـ

ــظِ حَبِيبٍ أُخْطِى طَرِيقَ القُضَاةِ"

(1)

‌أحْمَد بن هِبَة الله بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن حُسَين بن أبي الحَدِيْد، أبو المَعالِي مُوَفَّق الدِّين، ويُدْعَى القَاسِم

(2)

"قال الصَّاحِبُ جَمال الدِّين

(3)

عُمَر بن العَدِيْم في تارِيْخِهِ: أنشَدني مُوَفَّق الدِّين لنَفسهِ: [من الكامل]

على ليَال حَلَب بعدنا

منِّي سَلَام رَائح باكِر

وكيفَ أنْسَى حاضِرًا زارَني

فيها وقد طَابَ لنا الخَاطِر

قال: وأنْشَدَنِي لنَفسهِ: [من البسيط]

تقاسَمت بي أقْطَار البِلَاد فقَد

أصْبَحْتُ مُجْتَمعًا في زي مُنْشَعب

في القُدْس عَزْمِي وجِسْمي في دِمَشْق بلا

قَلب وقَلبي مع الأحْبَابِ في حَلَب

وقال يَمْدَح تاج الدين مُحَمَّد بن حُسَين الأُرْمَويّ: [من البسيط]

أردد لثامك حتَّى يَسْتر اللّعس

وقف ليبعد عن أعْطَافك الميس

أنِّي أغار على حُسْن حبيت بهِ

أصابه العَين إنَّ العَيْنَ تَخْتَلس

يا غاصِب الخشف أوْصَافًا مُكَملة

لم يبقَ للخَشْف إلَّا السُّوق والخنس

وفاضِح البَدْر إنَّ البَدْر مُقْتَبس

في الدّهن من خدَّيك يقتبس

مُعَدل الخَلق لا طُول ولا قصر

مُكمل الخلُق لا هين ولا شَرس

(1)

القرشي: الجواهر المضية 1: 303 - 305، ونقله الغزي في الطبقات السنية 2: 76 - 77.

(2)

ترجم ابن العديم له فيمن اسمه أحمد (الجزء الثالث) وأحال على ترجمته في حرف القاف فيمن اسمه القاسم، وهي ضمن الضائع، ونقل اليونيني المذكور لم يرد في ترجمته في الأحمدين.

(3)

كذا لقبه اليونيني، والمشهور: كمال الدين.

ص: 58

===

يصحّني حُبّه طُورًا ويمرضني

فكم أبلّ من الهوى وأنتكس

حموه عن كُلّ ما يشفي العَليلِ بهِ

حتى على طَيفه من شَكله حَرَس

قد كُنت أبصر صُبحًا في مَحَبَّته

فعادَ وهو بعَيْني كُلّه غلس

ما لي وللحُبِّ يلهو القَلْب عن مدحٍ

أوْصَافها فصحٌ أَضْدَادها خُرس

كيفَ الذهول وتاج الدِّين خير فتى

خير المَدِيح بخَير النَّاس يلتمس

جبر تَفيض به نَفس بهمّتها

لم يَبقَ للشَّرِّ لا رُوْح ولا نَفس

نُور تلقته نَفس منْكَ طَاهرة

لولَاهُ لَم يبد فينا ذلك القَبس

شارَكت في الرُّوْحِ عِيْسَى ما اسْتبدَّ بها

كلاكما في البرايا رُوحه قدس

حَكمت في العالَم العلوي عن نَظرِ

صاف من الشَّكّ ما فكْره دَنس

ولو رَأى منْك جَالينُوس مُعجِزةً

ما قال في الكُلِّ إنَّ الأمر مُلْتبس

وكاد يؤمن بقْرَاط الحَكِيم بما

يلقى إليه ولا يَرتاب برقلس

وحومة مُزجت شكا جَوانبها

فما دَرَى الحِبْر فيها كيفَ ينغمس

أعيى الخَواطِر فيها حادثٌ جَلَل

وأسْتَعبد النّطْق في أرْجائها الخرس

حتَّى إذا جاء تاج الدِّين فرجها

يغضى البياذق مهما عدت الفرس"

(1)

‌أسْلَمَ بنِ سَهل بن أسْلَمَ بنِ حَبِيْب الرَّزَّاز الوَاسِطيُّ

"بَحْشَلٌ: لَقَبُ أسْلَمَ بن سَهْل بن أسْلَمَ بن حَبِيْب الرَّزَّاز الوَاسِطيّ، حَدَّث عَن زَكَريَّاء بن يَحْيَى بن صُبَيْح، وعنهُ أبو بَكْر مُحَمَّد بن عُثْمان بن سَمْعان الحافِظُ. أوْرَدَه ابنُ العَدِيم فِي تَارِيخ حَلَب"

(2)

.

(1)

ذيل مرآة الزمان 1: 108 - 109. (يليه مقطوعات أخرى من شعره، لم يسبقها بـ: قال، ولم يعين موضع انتهاء النقل).

(2)

الزبيدي: تاج العروس، مادة: بحشل.

ص: 59

===

‌أَكَّال، أحَدُ بني عَمرو بن عَوْف

"وأَكَّالُ، كشَدَّاد: جَدُّ والدِ سَعْد بن النُّعْمان بن زَيد الأوْسِيّ الصَّحابِيّ، وفيه يقُولُ أبو سُفْيَان:[من الطويل]

أَرَهْطَ ابنِ أكَّالٍ أَجِيبُوا دُعَاءهُ

تَعاقَدتُمُ لا تُسلِمُوا السَّيّدَ الكَهْلَا

كَذَا فِي تَارِيخ حَلَب، لابنِ العَدِيم"

(1)

.

‌أيُّوب بن شَاذِي بن مَروَان

"ورَأيْتُ في تاريخ حَلَب الَّذي جَمَعَهُ القاضِي كمال الدِّين أبو القَاسِم عُمَر ابن أحْمَد المَعْرُوف بابن العَدِيْم الحَلَبيّ، بعد أنْ ذَكَرَ الاخْتِلاف في نَسَبِهم، فقال: وقد كان المُعِزُّ إسماعِيْل ابن سَيْف الإسْلام ابن أيُّوب مَلِك اليَمَن ادَّعَى نَسَبًا في بني أُمَيَّة وادَّعَى الخِلَافَة. وسَمِعتُ شَيْخَنا القاضِي بَهاء الدِّين؛ عُرفَ بابن شَدَّاد، يَحْكي عن السُّلْطان صَلاح الدِّين أنَّه أنْكَرَ ذلك وقال: ليسَ لهذا أصلٌ أصْلًا"

(2)

.

"رَأيتُ في تاريخ كَمال الدِّين ابن العَدِيْم فَصْلًا نَقَلَهُ من تَعْلِيق العَضُد مُرهَف ابن أُسَامَة بن مُنْقِذ، قال: إنَّهُ تُوفِّي يَوْم الاثنَين الثَّامِن عَشر من ذي الحِجَّة. قُلتُ: ظَاهِر الحال أنَّ العَضُدَ ما أوْقَعه في هذا الوَهْم إلَّا أنَّهُ اعْتَقدَ أنَّه تُوفِّي في اليَوْم

(1)

الزبيدي: تاج العروس، مادة: أكل، ولم أقف على الموضع الذي يمكن أن يكون ابن العديم قد قاله فيه، ولم أجد ما يفيد دخول الصحابي سعد بن النعمان حلب، فوضعته تحت اسم أكال.

(2)

وفيات الأعيان 7: 141. وأورد ابن خِلِكان هذا النَّصّ في ترجمة صَلاح الدِّين، وقدَّرنا أن يكون ابن العَديم قد ذكرهُ في ترجمة أيُّوب.

ص: 60

===

الَّذي سَقَط فيه عن فَرَسِه، فإنَّ هذا التَّاريخ هو تاريخ سُقُوطه عن الفَرَس لا تاريخ وَفاته، واللهُ أعْلمُ"

(1)

.

‌بَكبرس بن يَلَنقِلِج الحَنَفِيُّ الفَقِيهُ الأُصُوليُّ، أبو الفَضَائِل وأبو شُجَاع، المُلقَّب نَجْم الدِّين التُّركيّ الأَصْل النَّاصِريّ، مَوْلَى الإِمَام النَّاصِر لدين الله

"ذكَرهُ الصَّاحِبُ ابنُ العَدِيم فى تَارِيخ حَلَب، وقال: فَقِيهٌ حَسَنٌ، عَارِفٌ بالفِقْه وَالأُصُول. وكان يَلبَسُ لبْسَ الأجْناد: القِبَاءَ والشَّرْبُوش، عَرَضَ عليه الإِمَامُ المُسْتَنْصِرُ باللهِ قَضَاءَ القُضَاة ببَغْدَاد، وأنْ يَلبسَ العِمَامَةَ، فَامْتنعَ من ذلك.

قال ابنُ العَدِيم: وبَلغنِي أنَّ اسمَه أوَّلًا مَنْكُوبرس، فسُمِّىَ بَكْبرْس، وكان خَيِّرًا، وَرِعًا، فَقِيْهًا، فَاضِلًا، حَسَنَ الطَّرِيقَة.

ولم يتَّفِقْ لي بهِ اجْتِماعُ حينِ قَدِمَ حَلَب، ولا حِين قَدِمتُ بَغْدَاد.

وأُخبِرْتُ أنَّهُ كان على الرِّقِّ، ولم يُعْتقْهُ موَالِيه، وكذَا عادَةُ الخلفاء ببَغْدَاد. وأنَّهُ تزوَّج بامرَأَةٍ حُرَّةٍ، لها ثَروةٌ، ووُلِدَ له منها بنتُ وماتَتْ المَرأةُ، ووَرِثت ابْنتُه منهْا مَالًا وافِرًا، وماتَتْ البِنْتُ، فجَمَع جَمِيعَ ما كان لابْنَتِه، وسَيَّرَهُ للإمَام المُسْتَنْصر، وقال: أنا عَبْدٌ، لا أرِثُ من ابْنَتي شَيئًا، وهى حُرَّةٌ، فَرَدَّه عليهِ، وأذِنَ له فى التَّصَرُّف فِيهِ على حَسَب اخْتِيَاره.

(1)

وفيات الأعيان 1: 258.

ص: 61

===

قالَ: وتُوفِّيَ ببَغْدَاد، فى أوَائِل رَبيع الأوَّل، سَنَة اثْنَتَيْنِ وخَمْسِين وستِّمائَة، ودُفِنَ إِلى جَانب قبرِ أبي حَنِيْفَة فى القُبَّة، بالرُّصَافَةِ"

(1)

.

‌بُورِي بن أيُّوب، تاج المُلُوك

"جَمعتُ من تاريخ المَذْكُور (أي ابن العَدِيم)، ومن خَطِّه البَدِيع نَقَلْتُ كتابًا لَطِيْفًا سَمَّيتُه: حَضْرةُ النَّدِيم من تاريخ ابن العَدِيْم، منه: لتاج المُلُوك بورِي بن أيُوب: [من الخفيف]

يا غَزَالًا يُمِيْتُ طَوْرًا ويُحْيي

وهو بُرْءُ السَّقيم سُقْمُ الصَّحِيحِ

هذه المُعْجزات ليسَتْ لظبي

إنَّما هذه فِعَالُ المَسِيْحِ"

(2)

‌ثابِت بن شَبِيْب بن عَبْد الله، أبُو مُحَمَّد التَّمِيْميّ، البُصْرَويُّ، الفَقِيه المَعْرُوف بالسَّدِيد

"قال أبو القاسِم عُمَرُ بن أحْمَد بن العَدِيم، فى تَارِيخ حَلَب: لَقِيتُه ببُصْرَى، عند عَوْدِي مِن الحَجّ، سَنَة أرْبَع وعِشْرين وستِّمائَة، وأخبَرنِي أنَّه قَدِم حَلَب، ونَزل بها بالمَدْرسةِ النّورِيّة.

وهو شَيْخٌ حَسَن، صَالحُ، مَسْتُورٌ، فَقِيهٌ، كانَ يُدرِّس الفِقْهَ على مَذْهَبِ أبي حَنِيْفَة، بِالمَسْجِدِ النَّبَوِيّ، بِمَدِينَةِ بُصْرَى.

(1)

القرشي: الجواهر المضية 1: 462 - 463، والعيني: عقد الجمان (قسم المماليك) 1: 97. (ولعله نقله عن القرشي واختصر فيه)، والمنهل الصافي لابن تغري بردي 3: 384 (وسماه: بَكتَرِش، وقيل: بكتاش، أبو الفضل!)، ونقله الغزي عن القرشي في الطبقات السنية 2: 254 - 255.

(2)

ابن حبيب: درة الأسلاك في دولة الأتراك (آيا صوفيا)، ورقة 15 ب.

ص: 62

===

قال: وأَخْبرنِي ابنُ أخِيه دَاوُد بن عليّ بن شَبِيْب الفَقِيه بحَلَب، أنَّ عَمَّهُ ثابِت ابن شَبِيْب توفَّيَ فى شَهْر رَبيْع الآخِر، سَنَة ثَلَاث وثلَاثينَ وسِّتمائَة، ببُصْرَى"

(1)

.

‌جَعْفَر بن الفَضْل بن جَعْفَر بن الفُرَات، أبو الفَضْل

"وَجَدْتُ له مَنْسُوبًا بخَطِّ الصَّاحِب الكَبِير كَمال الدِّين بن أبي جَرَادَة: [من البسيط]

مَنْ أَخْمَلَ النَّفْس أحْيَاها ورَوَّحها

ولم يَبِتْ طَاوِيًا منها على ضَجَرِ

إنَّ الرِّيَاحَ إذا اشْتَدَّتْ عَواصِفُها

فلَيْسَ تَرْمِيِ سِوى العالي من الشَّجَر"

(2)

‌الحاَرِث بن حَمْدَان، أبو فِرَاس

"جَمعتُ من تاريخ المَذْكُور (أي ابن العَدِيم)، ومن خَطِّه البَدِيع نَقَلْتُ كتابًا لَطِيْفًا سَمَّيتُه: حَضْرةُ النَّدِيم من تاريخ ابن العَدِيْم، منه: لأبي فِرَاس الحَارِث ابن حَمْدَان: [من الطويل]

فليتُكَ تَحْلُو والحيَاةُ مَرِيرةُ

وليتكَ تَرْضَى والأنامُ غِضَابُ

وليتَ الَّذي بَيْني وبَيْنكَ عامِرُ

وبيني وبين العالَمينَ خَرَابُ"

(3)

‌الحَسَن بن هِبَة الله بن دُهْن الحَصَى المَوْصِليُّ

"وَقَفْتُ على تَرْجَمَتهِ فيِ تاريخ حَلَب، وفي تاج المَعاجِم، وفي اخْتِيارَات الشَّرَف، فلَخَّصْتُ منها ما أوْردتُه في هذا المَكان.

(1)

القرشي: الجواهر المضية 1: 474، ونقله الغزي في الطبقات السنية 2:270.

(2)

ابن سعيد الأندلسي: المُغرب في حُلى المغرب (قسم مصر) 1: 251 - 252.

(3)

ابن حبيب: درة الأسلاك في دولة الأتراك (آيا صوفيا)، ورقة 15 ب.

ص: 63

===

كان بالمَوْصِل يُقرئ العَرَبيَّة ويَمْدَح صاحِبها، فرُفِعَ إليه أَنه لمَّا وصَلَ صَلاحُ الدِّين بن أيُّوب إلى جِهَةِ المَوْصِل، ورامَ التَّغَلُّب عليها، أنْفَذ إليه قَصِيْدةً يَمْدَحه فيها، ويحُضّهُ على ما تَقْتَضيه الهِمّة العالية في المُلْك. فتغيّر له، وخافَ ابنُ دُهْن الحَصَى، فرَحَلَ إلى حَلَب وانْقَطَع إلى صَلاح الدِّين فأحْسَن إليه، ورتَّبه للإقْراءِ في جامع المَدِيْنة. فلم يَزَل على تلك الحال والرَّاتِبُ جارٍ عليه إلى أنْ مات.

وأحْسَنُ ما أنْشَد له الصَّاحِبُ ابنُ العَدِيم، وهو ممَّا رَواه عنهُ:[من الطويل]

وما أنا في الشَّكْوى من البَيْن عاجِزٌ

ولا ضاقَ في حَمْل الرَّزايا بكمُ صَدْرِي

ولا خَانَني حُسْن اصْطِباري وإنَّما

رُمِيتُ من البَلْوَى بأكثرَ مِن صَبرِي

وقَوْلُه: [من المديد]

مَنْ لصَبٍّ فوق فَرشِ ضَنيً

أبدًا فبُرْؤه يَنْتكس

جَفْنُه بالدَّمْع مُنْطَلِقُ

وكَرَاه عَنْهُ مُحْتَبِس

جَهِل العُذَّالُ مَوْضِعَه

فَهَداهُم نَحوه النَّفَس"

(1)

‌الحُسَين بن أحْمَد ابن خَالَوَيْه، أبو عَبْد الله

"رَأيْتُ في تاريخ حَلَب للكَمال ابن العَدِيْم بخَطِّه في تَرْجَمةِ ابن خَالَوَيْه، قال: رَأيْتُ في جُزءٍ من أمالِي ابن خَالَوَيْه:

سَأل سَيْفُ الدَّوْلَة جَماعَة من العُلمَاء بحَضْرتهِ ذات ليْلة: هل تَعْرفُون اسمًا مَمْدُودًا وجَمْعه مَقْصُور؛ فقالوا: لا، فقال: يا ابنَ خَالَوَيْه؛ ما تقول أنت؟ قُلْتُ: أنا أعْرف اسْمَين. قال: ما همُا؛ قُلْتُ: لا أقُول لك إلَّا بألف دِرْهَم؛ لئلَّا تُؤْخذ بلا

(1)

ابن سعيد الأندلسي: الغصون اليانعة 81 - 82.

ص: 64

===

شُكْر، فأمَرَ لي بألف دِرْهَم، قُلْتُ: هما صَحْراء وصَحارى، وعَذْراء وعذارَى.

فلمَّا كان بعد شَهرين أصَبْتُ حَرْفَين آخرَين، ذَكَرهُما الجَرْميّ في كتاب التَّنْبيه، وهُما: صَلْفَاء وصَلافَى؛ وهي الأرْضُ الغَلِيظَة، وخَبْراء وخَبَارى؛ وهي أرْض فيها نُدُوَّةٌ.

ثُمَّ بعد عِشْرين سَنَة وَجَدْتُ حَرْفًا خامِسًا، ذَكَرَهُ ابنُ دُرَيد في الجَمْهرة، وهو سَبْتاء وسَبَاتَى، وهي الأرْض الخَشِنة. انْتَهَى"

(1)

.

‌الحُسَين بن أحْمَد بن مُحَمَّد بن الدُّوَيْدَة

(2)

"وَقَفْتُ على المُجَلَّد الثَّالث من تاريخ حَلَب للصَّاحِب كمال الدِّين عُمَر بن العَدِيْم رحمه الله، فوَجَدْتُه قد قال: وجَدْتُ في كتابِ نُزْهَة النَّاظِر ورَوْضَة الخَاطِر لقاضي مَعَرَّة مَصْرِيْن الكَمال عَبْد القَاهِر بن عَلَوِي المَعَرِّيّ: قيل: امْتَدَح أبو الفَتْح ابن [أبي]

(3)

حَصِيْنَة المَعَرِّيّ، نَصْر بن صالِح بحَلَب، فقال له: تَمَنَّ، فقال: أتَمَنَّى أنْ أكُونَ أمِيْرًا، فجَعَلهُ أمِيْرًا يَجْلِسُ مع الأُمَرَاء، ويُخَاطَب بالأمِيْر، وقَرَّبَهُ، وصَارَ يَحْضرُ في مَجْلِسِه وفي زُمْرَة الأُمَرَاء، ثُمّ وَهَبَهُ أرْضًا بحَلَب قِبْليّ حَمَّام الوَاسَانِيّ،

(1)

السيوطي: المزهر في علوم اللغة وأنواعها 2: 225 - 226، وأورد ابن العديم هذا النص في ترجمة أحمد بن الحسين العقيقي (الجزء الثاني)، وإشارة السيوطي أنه نقله من ترجمة ابن خالويه، وهي ضمن الضائع من كتاب البغية.

(2)

أورد ابن العديم نصف الحكاية التالية في ترجمة الحسن بن عبد الله بن أبي حصينة (الجزء الخامس)، ولعله كرر ذكرها وألحق بها تتمتها في ترجمة أخرى ضمن الضائع، ربما في ترجمة الحسين بن أحْمَد بن محمد بن الدويدة (حسبما افترضناه)، أو في ترجمة الرجل المذكور في الحكاية والمنبوز بالزقوم، أو في غيره من التراجم الضائعة.

(3)

أسقطه ابن العديم كما وجده في الأصل مكتوبًا، في ترجمة ابن أبي حصينة (الجزء الخامس) ونبَّه على الخطأ فيه بكتب "صـ". ومثله ما ورد عند اليونيني، في الأصول والمطبوع.

ص: 65

===

فعَمَّرها دَارًا وزَخرَفَها وقَرْنَصَها، وتَمَّمَ بنُيْانَها، وكَمَّل زَخَارفها، ثُمّ نَقَشَ على دَائر الدَّرَابْزِين:[من السريع]

دَارٌ بَنَيْنَاها وعِشْنَا بها

في دَعَةٍ من آل مِرْدَاسِ

قَوْمٌ مَحَوْا بُؤْسِي ولم يَتْركُوا

علَيَّ في الأيَّام من بَاسِ

قُلْ لبَني الدُّنْيا أَلَا هَكَذا

فليَفْعَلِ النَّاسُ مع النَّاسِ

فلمَّا أنْهَى العَمَل بالدَّار، عَمل دَعْوَةً، وأحْضَر نَصْر بن صالح بن مِرْدَاسٍ، فلمَّا أكَلَ الطَّعَام، رَأى الدَّار وحُسْنَها وحُسْنَ بُنْيانها ونُقُوشها، ورَأى الأبْيَات فقَرأها، فقال: يا أمِيْر، كَم خَسِرْتَ على بناءِ الدَّار؟ فقال: واللهِ يا مَوْلَانا ما للَمَمْلُوك عِلْم بل هذا الرَّجُل تَولِّى عِمَارتَها، فأحْضَر مِعْمَارَها وقال له: كم قد لحَقَكُم غرامَةٌ على بناءِ هذه الدَّار؟ فقال: أَلْفا دِيْنارٍ مِصْريَّة، فأحْضَرَ من سَاعته ألفي ديْنارٍ مِصْريَّة، وثَوْبَ أَطْلَس، وعِمَامَةً مُذْهَبَة، وحِصَانًا بطَوْق ذَهَب، وسَرج ذَهَب، وسَرفْسَار ذَهَب، ودَفَع ذلك جَميعَهُ إلى الأمِيْر أبي الفَتْح، وقال له:[من السرج]

قُلْ لبَني الدُّنْيا ألَا هَكَذا

فليَفْعَلِ النَّاسُ مع النَّاسِ

قال: وبعد أيَّام حَضَر رَجُلٌ من أهل المَعَرَّة يُلَقَّب بالزَّقُّوم، وكان من أرَاذلها، وفيه رُجْلَة

(1)

، فطَلَب خُبْزَ جُنْدىّ فأعْطوه وجَعَلوه من أجْنادِ حِصْن المَعَرَّة، فلمَّا وصَلَ، عَمِلَ الشَّيْخُ أبي الحُسَين أحْمَد بن مُحَمَّد بن الدُّوَيْدة:[من الكامل]

أهْل المَعَرَّة تحت أقْبَح خطّة

وبهم أنَاخ الخَطْب وهو جَسِيْم

لَم يَكْفهم أن أمر ابن حَصِيْنَة

حتَّى تجنَّد بعدَهُ الزَّقوم

(1)

في الأصل والمطبوع من ذيل المرآة: رحلة، والمثبت من الوافي بالوفيات.

ص: 66

===

يا قَوْم قد سئمت لذَاك نفُوسنا

يا قَوْم أين التُّرْك أين الرُّوم

واشْتَهرت الأبْيَات بالمَعَرَّة وحَلَب، فسَمِعها الأمِيْر أبو الفَتْح ابن [أبي] حَصِيْنَة فعَبَر على باب ابن الدُّوَيْدَة، فسَلَّم عليه أبو الحُسَين، فقال له الأمِيْر: وَيْلك يا ابن الدُّوَيْدَة، هَجَوتني، واللهِ ما بي من الهَجْو مثل ما بي من كَونك تُقربَني إلى الزَّقُّوم وتَذْكرني معه، فضَحك ابنُ الدُّويْدَة وقال: واللهِ الآن كان عندي الزَّقُّوم! وقال: واللهِ ما بي من الهَجْو ما بي تَذكرني مع ابن [أبي] حَصِيْنَة وتقربني إليه! فقال له ابن [أبي] حَصِيْنَة: قاتَلكَ اللهُ؛ وهذا هَجو ثان"

(1)

.

‌حَيَّان بن قَيْس بن عَبْدِ الله، النَّابِغَة الجَعْديّ

"تَرْجَمهُ ابن العَدِيْم في تاريخ حَلَبَ، فقال بَعْدَ أنْ ساقَ نَسَبَه، وذَكَرَ الاخْتِلافَ فيه: إنّ أُمَّه فاخِرَةُ ابنَةُ عَمْرو بن جابِرٍ الأسَدِىّ، قيلَ: إنَّهُ شَهِدَ صِفِّينَ مع عليٍّ رضي الله عنه، وإنَّمَا لُقِّبَ بهِ لأنَهُ أقامَ ثلاثِين سنَةً لا يَتَكَلَّمُ بشِعْرٍ، ثمَّ نَبَغَ"

(2)

.

‌دَاوُد بن يَحْيَى بن كَامِل بن يَحْيَى بن جُبَارَة بن عبْد المَلِك

"قال ابنُ العَدِيم: كان إِمَامًا، مُحَقِقًا، صالِحًا. وَلِيَ تَدْريسَ العِزِّيَّة الجُوَّانِيَّة"

(3)

.

(1)

ذيل مرآة الزمان 1: 199 - 201، ونقل الصفدي هذا النص في الوافي بالوفيات 12: 84 - 85، ولم يذكر مصدره في النقل.

(2)

الزبيدي: تاج العروس، مادة: نبغ. وهذا الذي نقله الزبيدي جاء ضمن ترجمته في حرف الحاء، ووصلتنا ترجمته (في الجزء السادس) لكن سقط منها مقدار ورقة تقريبًا، هذا بعضه، وعبارة الزبيدي توضح مضمون الورقة الضائعة.

(3)

القرشي: الجواهر المضية 2: 197، ونقله الغزي في الطبقات السنية 3:240.

ص: 67

===

‌سُلَيمان بن بُلَيْمان بن أبي الجَيْش بن عَبْد الجَبَّار بن بُلَيْمان الهَمَذَانيُّ الإرْبِلِيُّ

"ذكَرهُ الصّاحِبُ كمال الدِّين عُمَر بن العَدِيْم، رحمه الله، في تاريخ حَلَب، فقال: سُليَمان بن بُلَيْمان بن أبي الجَيْش بن عَبْد الجَبَّار بن بُلَيْمان الهَمَذَانيّ الأصْل الإرْبِلِيّ المَوْلد، أنْشَدني من لَفْظِه لنَفْسهِ:[من السريع]

يا شَرَف الدِّين الَّذي لَم يَزَل

بمَجْدِه المنْصُوب في رفع

والكَامِل الخَير الَّذي لم يَزَل

يصْدق فيه خبر المَسْمع

ربّ الصِّناعات الحسانات

الَّتي تَجمَّعت في أحْسَن الصّنع

طال نَدى التِّذكار في مدّة

لخاَطِري في النَّظْم أو طبع

مُرهفة كالقَضِيب هِنْديَّة

تحيل بين الأصْل والفَرْع

تَسْطُو على أرْقَش ماضِي السَّنا

مُؤهَّل الضّرّ والنَّفْع

إذا جَرَى في طرسِه مُسْرعًا

فات وَمِيْض البَرْق في اللّمع

عُذرك في تارِيْخِها واضِح

وذاكَ مَحمُول على الوَضْع

لو وصت كُنْت مُعْجبًا

لأنَّها من آلةِ القَطْع

فحلها واسْتَحل عَيْنيه

تفرَّق عن السَّفْح والجَزع

وقال أيضًا رَحِمَهُ اللهُ تَعالَى: [من الطويل]

وما زالت الرُّكبان تُخْبر عنْكم

أحادِيْث كالمِسْك الذَّكي بلا مين

إلى أنْ تَلاقَينا فكان الَّذي وعت

من القَوْلِ أذني دُون ما أبْصَرت عَيْني"

(1)

(1)

اليونيني: ذيل مرآة الزمان 4: 327.

ص: 68

===

‌سُلَيمان بن جَنْدر، عَلَم الدِّين

"رَأيْتُ في خَطِّ ابن عَشائِر، وذَكَرَ أنَّهُ نَقَلهُ من بُغْيَة الطَّلَب، من كَلام الصَّاحِب ما لَفْظه: سُلَيمان بن جَنْدر، وهو الَّذي وقَف المَدْرسَة بالحاضِر اتِّجاه المَسْجِد الجامِع على أصْحاب أبي حَنِيْفَة.

قال الزَّكِيّ أبو العبَّاس أحْمَد بن مَسْعُود بن شَدَّاد المَوْصِليّ: وكُنْتُ مع عَلَم الدِّين سُلَيمان بنِ جَنْدر بحَارِم وأنا وإيَّاه تحت شَجَرة، وكُنْتُ إذ ذاكَ أؤم به في سَنَةِ سَبْعٍ وسَبْعين وخَمْسمائة، فقال لي: كُنْتُ ومَجْد الدِّين أبو بَكْر بن الدَّايَة وصَلاح الدِّين يُوِسُف بن أيُّوب تحت هذه الشَّجَرة، وأشارَ إلى شَجَرةٍ هُناك، ونُور الدِّين مَحْمُود بن زنْكِي إذ ذاك يُحاصِر حَارِم وهي في يَدِ الفِرِنْج. فقال مَجْدُ الدِّين ابن الدَّايَة: كُنْتُ أشْتَهي من الله أنْ يأخُذ نُور الدِّين حارِم ويعْطِيني إيَّاها، وقال صَلاحُ الدِّين: كُنْتُ أشْتَهِي مِصْر، ثُمّ قالا لي: تَمَنَّ أنتَ شَيئًا، فقُلْتُ: إذا كان مَجْد الدِّين صاحِب حَارِم، وصَلاح الدِّين صاحِب مِصْر؛ ما أصْنَعُ بينكما؟ فقالا: لابُدَّ أنْ تَتَمنَّى! فقُلْتُ: إذا كان ولابُدَّ فأُريد عَمّ. فقَدَّر اللهُ أنَّ نُور الدِّين كَسَرَ الفِرِنْجَ، وفَتَحَ حارِم، وأعْطاها مَجْد الدِّين، وأعْطَاني عَمّ. فقال صَلاحُ الدِّين: أخَذْتُ أنا مِصْر، فإنَّنا كُنَّا ثلاثة، وقد بقت أُمْنِيَتي. فقدَّر اللهُ تعالَى أنْ فَتَحَ أسَد الدِّين مِصْر. ثُمّ آلَ الأْمرُ إلى أنْ مَلَكها صَلاح الدِّين! وهذا من غَرائِب الاتِّفاقات. انْتَهَى"

(1)

.

(1)

سبط ابن العجمي: كنوز الذهب 1: 359 - 360، وكان أبو المَعالِي عُمَر بن عشائر الحَلَبيّ قد انتخب بعض المختارات من كتاب بُغْيَة الطَّلَب، وعنه نقل سبط ابن العجمي هذا النصّ، وأورده ابن شداد (الأعلاق الخطيرة 1/ 2: 13)، وكذلك ابن العديم في زبدة الحلب 2: 571 - 572 وفيه اختلاف في بعض ألفاظه، ونقله ابن الأثير أيضًا: التاريخ الباهر 126، وفيه:"ما حكاه كمال الدين ابن العديم في كتاب أخبار حلب".

ونصّ ما نقله ابن شدَّاد في كتابه الأعلاق الخطيرة: "ومن عَجائِب الاتفاقات ما حكاه كَمال الدِّين عُمَر بن أحْمَد ابن العَدِيْم في تارِيْخِهِ: أن أحْمَد في مسعود المَوْصِليِّ المقِرئ أخبره، قال: كنت أؤمّ بعَلَم الدِّين سُلَيمان بن جَنْدر، فاتفق أن خرجتُ معه إلى حَارِم، في سنَة خَمْس وسبعين وخَمْسِمائة، وجلستُ معه تحت شجرة هناك، فقال لي: كنتُ ومَجْد الدِّين أبو بَكْر بن الدَّايَة والمَلِك النَّاصِر صَلاح الدِّين رحِمَهُ =

ص: 69

===

‌سُلَيمان بن عَبْد المَلِك

"لمَّا فَتَحَ أبو عُبَيْدَة حَلَب كما تقدَّم صُلْحًا أو عَنْوَةً، ودَخَلَ من بابِ أنْطَاكِيَة، فحَفَّ المُسْلِمُون بالأتْرَاسِ حتَّى بُنِيَت الشُّعَيْبِيَّة، وكانت تُسَمَّى قَدِيمًا بمَسْجِد الأتْراس ثُمّ بالغَضَائِريّ، صالَحُوا أهْلها على القَوْل بأنَّها فُتِحَت صُلْحًا على موضع المَسْجِد الجامع، فاخْتَطَّهُ الصَّحَابَة رضي الله عنهم، وكان بُسْتانًا للكَنِيْسَة الَّتي هي الحَلَاوِيَّة الآن. والجُبّ الَّذي فيه كان دُولابًا للبُسْتان، ثُمّ جدَّدَهُ سُلَيمان بن عبد المَلِك.

ولَم يَذْكر ابن العَدِيْم في تَرْجَمةِ سُلَيمان أنَّ سُلَيمان بَناه. وقال في مكانٍ آخر: وبَلَغَني أنَّ سُلَيمان هو الَّذي بَناهُ، كما رَأيْتُه بخَطِّ ابن عَشائِر، ولَم يَبْقَ فيه من بناءِ سُلَيمان سِوَى السُّور"

(1)

.

‌سُليَمان بنُ الفَضْل بن سُليَمان بن الحُسَين بن إبْرَاهيم، أبو المحَاسِن الدِّمَشقيُّ المَعْرُوف بابن البَانْياسِيّ

أخو القاضِي نَبَأ قاضي حَلَب.

"حَدَّثني القاضِي الإمامُ أبو القَاسِمِ عُمَر بن أبي الحَسَن الحَنَفيّ، أيَّدَهُ اللهُ تعالَى، قال: قَدِمَ علينا أبو المحَاسِن حَلَب، رَسُولًا من المَلِك العَادِل أبي بَكْر مُحَمَّد بن

= اللهُ تحت هذه الشجرة، ونُور الدِّين إذ ذاك يحاصر حَارِم، وهي في أيدي الفِرِنْج سَنَة تِسع وخَمْسِين وخَمْسِمائة. فقال مَجْد الدِّين: كنتُ أتمنى أنَّ نُور الدِّين فتح حارم، ويعطيني إياها، فقال صلاح الدِّين: أتمنى على الله مِصْر. ثُمَّ قالا لي: تمنَّ أنت شَيئًا؟، فقُلْتُ: إذا كان مَجْد الدِّين صاحب حَارِم وأنت صاحب مِصْر، لا أضيع بينكما. فقالا: لابد من أنْ تتمنَّى شَيئًا. فقُلْتُ: إذا كان ولابد من ذلك فأتمنّى عمّ. فقدَّر الله أن نُور الدِّين كسر الفِرِنْج وفتح حارم وأعطاها مَجْد الدِّين، وأعطاني عمّ، وقدر الله أن أسَد الدِّين فتح مِصْر ثُمَّ آل الأمر إلى أن ملكها صَلاح الدِّين".

(1)

سبط ابن العجمي: كنوز الذهب 1: 206.

ص: 70

===

أيُّوب، رَحِمَهُ اللهُ تَعالَى، إلى المَلِك الظَّاهِر غيَاث الدِّين غَازِي بن يُوسُف، رحمه الله، واجْتَمَعْتُ فيها بهِ، بدَار وَالدِي، رَحِمَهُ اللهُ تَعالَى، ولَم يتَّفق لي سَماع شيءٍ منه، واجْتَمَعتُ به مِرَارًا بدِمَشْق بعدَ ذلك.

وكانت وِلادته سَنَة خَمْسٍ وخَمْسِمائة، تُوفِّي بدِمَشْق في السَّنَة الَّتي مات فيها المَلِك العَادِل رحمه الله؛ وكانت وفاته سَنَة أرْبَع عَشرة وستِّمائة"

(1)

.

‌سَهْلُ بنُ مُحَمَّد بنِ رَافِع بن المُحَيَّى الهِلَاليُّ، أبو المَحامِد الشَّاعِر

"حَدَّثَني القاضِي أبو القَاسِم عُمَر بن أحْمَد الحَنَفيّ، أيَّدَهُ اللهُ، من لَفْظِه، قال: قَدِمَ أبو المَحامِد حَلَب مِرَارًا كَثيرة، مُسَتْرفِدًا من مُلُوكِها وأُمَرائِها، واجْتَمَعْتُ به، وكان حُلوِ المَنْطِق، فَصِيحُ العِبَارة، حَسَن الشِّعْر، وكَتَبتُ عنه شَيئًا من شِعْرِهِ، وتُوفِّيَ في رَجَب أو شَعْبان سَنَة ثلاث وعِشْرين وستِّمائة ببَعْلَبَكّ:

وممّا أنْشَدني لنَفْسهِ من قَصِيْدةٍ يَمْدحُ بها المَلِك الظَّاهِر غياث الدِّين غَازي ابن يُوسُف بن أيُّوب، ويَتَشوَّق فيها أهْله ووَطَنه:[من البسيط]

لي نَحْوَ رَامةَ قَلْبٌ شأنُه الطَّرَبُ

وعَبْرةٌ بعْدَ يوم البَيْنِ تَنْسَكبُ

وأنَّه كلَّما ناحَتْ مُطَوَّقَةٌ

تَكادُ من حرِّها الأَحشاءُ تَلتهِبُ

كم رُمْتُ كتْمانَ ما أُبدِيه من كَمَد

وباعَثُ الشَّوقِ يَعصِيْني فأنْتَحِبُ

يا حاديَ العِيسِ بالجرعَاءِ هل نَظَرتْ

عَيْنَاكَ مِثْلي مُعنّى شفَّهُ الوصَبُ؟

أحْشَاؤُهُ منْ جَوى التَّذْكارِ في حُرقٍ

وقَلبُه لفِرَاق الحيِّ مُكْتَئبُ

لا كان يَوْمُ ودَاعٍ كُنْتُ أحْذَرُهُ

والبَدْرُ يُسْفِرُ أحيانًا ويَنْتَقبُ

(1)

ابن الشعار: قلائد الجمان 2: 64 - 65.

ص: 71

===

وطَلْعةُ الشَّمسِ تَبْدو غيرَ آفِلَةٍ

مِنَ المَعاجرِ طَورًا ثُمَّ تَحْتَجِبُ

ودَّعتُ لَذَّة عيشي يَوْمَ فُرْقَتِها

ودَمْعُ عينيَ من هَوْلِ النَّوى سَربُ

فاستَعْبرَتْ ومطايا الحيِّ مُزْمِعَةٌ

سَيرًا يُسايرُهُ التَّقرِيبُ والخَبَبُ

فَخِلتُ حُمْرةَ خَدَّيها وأدمُعَها

راحًا تجُولُ على ناجودِها الحَبَبُ

لَمياءُ يُخبر عن شَهْد مُقبَّلُها

ويُخْجلُ الدُّرَّ منها ثَغْرُهَا الشَّنبُ

تُريك وجهًا يُريك الشَّمسَ طالعةً

سَبْطَ المَحاسِنِ لا خَالٌ ولا نُدَبُ

خَوْدٌ هِلَاليَّةُ الآباءِ لا أمَمٌ

يَقضي المَودَّة لي منها ولا صَقَبُ

من دُون رَشْفَ حُميا شَهْدِ ريقتها

بِيْضُ الصَّوارِم والعسَّالَةُ السّلبُ

قالتْ وقد أزْمعَتْ بي عن مَواِطِنها

مَيْساءُ مُضْمَرةٌ مُهْريَّةٌ نَجُبُ

ماذا الرَّحِيْلُ وقد غادْرتُ مَنْزِلَنا

صِفْرَ الجَوانِب لا وَرْقٌ ولا ذَهَبُ

فقُلْتُ خلِّي سَبِيْل الهَمِّ مُنْصرِفًا

غَازي بن يُوسفَ ذُخْرِي والمَدَى حَلَبُ

وأنْشَدَنِي أيضًا، قال: أنْشَدني سَهْل لنَفْسهِ من قَصِيْدةٍ يَمْدَح بها سُنْقُر الحَلَبيّ: [من الكامل]

مَلِكٌ يَسُرُّ المعتَفينَ لقاؤهُ

وتَخافُ شِدَّةَ بأسِه أُسْدُ الثَّرى

مُتَألِّقُ الأَضْوَاء يُحْمدُ وَفْدهُ

عندَ الصّباحِ بوَجْهِه غبَّ السُّرى

قَهَرَ الفَوارسَ قَبْلَ شَدِّ نِطاقِهِ

وأتَى المكَارِمُ يافِعًا وحَزَوَّرا

وحَوتْ مَناقبهُ مآثِرَ مَعْشَرَ

ما كان ذكرُهُم حَدِيثًا يُفْتَرى

ماضي ظُبَا العَزَمات لا يَعْتادُه

زَمَعٌ إذا صُبْحُ الأَسنَّة أسْفرا

يَلْقى الكتيبةَ غَيْرَ مُكْتَرثٍ بها

ويكُرُّ والأرْوَاحُ واهِيَةُ العُرَى

مُتَقلِّدٌ عَضْبًا كأنَّ مَضاءَه

قَدَرٌ لكُلِّ مُلِمَّةٍ قد قُدِّرا

ما شِيْمَ بَرْقٌ من مَضارِب حَدِّه

إلَّا كَسَا الآفاقَ مِرْطًا أحمَرا

ص: 72

===

يَغْشى غِمار الموتِ عَضْبًا فاتِكًا

ويَلُوحُ في رَهجَ العَجَاجِ غَضَنْفَرا

أخْبَرني القاضِي أبو القَاسِم، أيَّدَهُ اللهُ، قال: قال أبو البَقاء يَعِيْش بن عليّ النَّحْويّ، قال: رَأيْتُ الهِلَاليّ يُنْشِدُ السُّلْطان غِيَاث الدِّين قَصِيْدة من حِفْظِه لنَفْسهِ، يَمْدَحه بها، فجَعَل يَتوقَّف فيها، ويُعِيدُ أبْياتَها، فلمَّا فرغَ منها، قال للسُّلْطان المَلِك الظَّاهِر مُعْتَذرًا من تغلُّطِه فيها: يا مَوْلانا، الجَوادُ يَكْبُو من قِلة العَلِف، فقال السُّلْطان في الحال مُجاوبًا له: وقد يكُون من حَمِير! "

(1)

.

‌سِنَانُ بنُ سَلْمان بن مُحَمَّد البَصرِيُّ البَاطِنِيُّ، أبو الحَسَن، صاحِبُ الدَّعوَةِ النِّزَارِيَّةِ

"قال ابنُ العَدِيْمِ في تاريْخِهِ: أخْبَرني شَيْخٌ أدْرك سِنَانًا أنَّه كان بَصْريًّا يُعلِّمُ الصِّبْيانَ، وأَنَّهُ مرَّ وهو طالعٌ إلى الحُصُونِ على حِمَارٍ، فأرادَ أهلُ إقمِينَاسَ أخذَ حِمَارِهِ، فبعدَ جُهْدٍ تَرَكوهُ، ثُمَّ آلَ أَمرُهُ إلى أنْ تَملَّكَ عِدَّةَ قِلاعٍ.

أوْصَى يَوْمًا أتْبَاعَهُ، فقال: عليْكُم بالصَّفَاءِ بَعْضُكُمُ لبَعْضٍ، لا يَمنعَنَّ أحَدُكُم أخَاهُ شَيئًا لهُ، فأخذَ هذا بِنْتَ هذا، وأخَذَ هذا أُخْتَ هذا سِفَاحًا، وسَمَّوا نُفُوْسَهُم الصُّفَاةُ، فاسْتدَعَاهُم سنَانٌ مرَّةً، وقَتَلَ خَلْقًا منْهُم.

قال ابنُ العَدِيْمِ: تَمَكَّنَ في الحُصُونِ، وانْقَادُوا له. وأخْبَرني عليُّ بنُ الهَوَّارِيِّ أنَّ صَلاحَ الدِّيْنِ سَيَّرَ رَسُولًا إلى سِنَانٍ يَتهدَّدُهُ، فقال للرَّسُولِ: سَأُرِيكَ الرِّجالَ الَّذينَ ألقَاهُ بِهِم، فأشارَ إلى جماعَةٍ أَنْ يَرمُوا أَنْفُسَهُم مِنْ أهْلِ الحِصْنِ من أعْلاهُ، فألقَوا نُفُوْسَهُم، فهَلكوا.

(1)

ابن الشعار: قلائد الجمان 2: 93 - 95.

ص: 73

===

قال: وبلَغَنِي أَنَّهُ أحَلَّ لَهُم وَطءَ أُمَّهَاتِهِم وأخوَاتِهِم وبناتِهِم، وأسْقَطَ عنْهُم صَوْمَ رَمَضان.

قال: وقَرأْتُ بخَطِّ أبي غالِبٍ بن الحُصَيْنِ أنَّ في مُحَرَّمٍ سَنَةَ تِسْعٍ وثَمانِيْنَ هَلَكَ سنَانٌ صاحِبُ الدَّعوَةِ بحِصْنِ الكَهْفِ، وكانَ رَجُلًا عَظِيْمًا خَفِيَّ الكَيْدِ، بعيدَ الهِمَّةِ، عَظِيْمَ المخَارِيقِ، ذا قُدرَةٍ على الإغوَاءِ، وخَدِيعَةِ القُلُوبِ، وكتمَانِ السِّرِّ، واسْتَخدَامِ الطَّغَامِ والغَفَلَةِ في أغْرَاضِهِ الفاسِدَةِ.

وأَصلُهُ مِنْ قُرَى البَصْرَةِ، خَدَمَ رُؤسَاءَ الإسْمَاعِيْلِيَّة بِأَلَمُوت، ورَاضَ نَفْسَهُ بُعُلوْمِ الفَلاسِفَةِ، وقرَأَ كَثِيْرًا مِن كُتُبِ الجَدَلِ والمغَالطَةِ ورَسَائِلِ إِخْوَانِ الصَّفَاءِ، والفَلْسَفَةِ الإِقنَاعِيَّةِ المُشَوَّقَةِ لا المُبَرْهَنَةِ، وبنَى بالشَّامِ حُصُوْنًا، وتَوثَّبَ على حُصُوْنٍ، ووَعَّرَ مسَالِكَها، وسَالَمَتْهُ الأنامُ، وخافَتْهُ المُلُوْكُ من أجْلِ هُجومِ أتْباعِهِ بالسِّكِّينِ. دَام له الأمْرُ نَيِّفًا وثلاثِيْنَ سَنَةً، وقدْ سَيَّر إليه دَاعِي الدُّعَاةِ مِن قَلْعَةِ أَلَمُوْتَ جَماعَةً غير مَرَّةٍ ليَقْتلُوْهُ لاسْتبدَادِهِ بالرِّئَاسَةِ، فَكانَ سِنَانٌ يَقتلُهُم، وبَعْضُهُم يَخدعُهُ، فيَصِيْرُ من أتْباعِهِ.

قال: وقَرأْتُ على حُسَين الرَّازِيِّ في تارِيْخِهِ، قال: حَدَّثَنِي مُعِيْنُ الدِّينِ مَوْدُود الحَاجِبُ أَنَّهُ حضَرَ عندَ الإسْمَاعِيْلِيَّةِ في سَنَةِ اثْنَتَيْنِ وخَمْسِينَ، فَخلا بسِنَانٍ، وسأَلَهُ فقال: نَشأتُ بالبَصْرَةِ، وكان أبي من مُقدَّمِيها، فوَقَعَ هذا الأمْرُ في قَلْبِي، فجرَى لي معَ إخْوَتِي أمْرٌ، فخَرَجتُ بغَيْرِ زادٍ ولا رَكُوْبٍ، فتَوصَّلْتُ إلى الأَلَمُوت، وبها إلْكِيَا مُحمَّدُ بنُ صَبَّاحٍ، وله ابْنانِ: حَسَنٌ وحُسَينٌ، فأَقْعَدنِي مَعهُما في المَكْتَبِ، وكان يَبُرُّنِي بِرَّهُمَا، ويُسَاوينِي بهما، ثُمَّ ماتَ، ووَلِيَ حَسَنُ بنُ مُحمَّدٍ، فنَفَّذَنِي إلى الشَّامِ، فخَرَجْتُ مِثْلَ خُرُوْجي منَ البَصْرَةِ، وكان قد أمْرَنِي بأوَامرَ، وحمَّلَنِي رسَائِلَ، فدَخَلتُ مَسْجِدَ التَّمَّارِيْنَ بالمَوْصِل، ثُمَّ سِرْتُ إلى الرّقَّةِ، فأدَّيْتُ رسالَتَهُ إلى

ص: 74

===

رَجُلٍ، فزوَّدنِي، واكْتَرَى لي بَهيْمَةً إلى حَلَبَ، ولقِيْتُ آخرَ برسَالتِهِ، فزوَّدنِي إلى الكَهفِ، وكانَ الأمْرُ أنْ أُقيمَ هُنا، فأقَمْتُ حتَّى ماتَ الشَّيْخُ أبو مُحمَّدٍ صَاحِبُ الأمْرِ، فولِيَ بعدَهُ خوَاجَا عليّ بغَيْرِ نَصٍّ، بلْ باتِّفَاقِ جَماعَةٍ، ثُمّ اتَّفَقَ الرَّئِيْسُ أبو مَنْصُورٍ ابنُ الشَّيخِ أبي مُحمَّدٍ والرَّئِيسُ فَهْدٌ، فبعثَوا مَنْ قتلَ خوَاجَا، وبقيَ الأمْرُ شُوْرَى، فجاءَ الأمْرُ منَ الأَلموت بقَتْلِ قَاتِلِهِ وإطْلَاقِ فَهْدٍ، وقُرِئت الوَصِيَّةُ على الجَماعَةِ، وهي:

هذا عَهْدٌ عَهِدنَاهُ إلى الرَّئِيسِ ناصِرِ الدِّيْنِ سِنَان، وأمَرْنَاهُ بقراءتِهِ على الرِّفَاقِ والإخْوَانِ، أعَاذَكُمُ اللهُ مِنَ الاخْتِلَافِ واتِّبَاعِ الأهْوَاءِ، إذْ ذاكَ فِتْنَةُ الأوَّلِينَ، وبلَاءُ الآخرِيْنَ، وعِبرَةٌ لِلمعتبرِيْنَ، مَنْ تَبرَّأَ مِن أعْدَاءِ اللهِ وأعْدَاءِ وَليِّهِ ودِيْنِهِ، عليْه مُوَالَاةُ أوْلِيَاءِ اللهِ، والاتِّحَادُ بالوَحْدَةِ سُنَّةُ جَوَامِعِ الكَلِم، كلمَةِ اللهِ والتَّوحيدِ والإخْلَاصِ، لا إلَهَ إلَّا الله عُرْوَةُ اللهِ الوُثقَى، وحَبْلُهُ المَتِين، ألَا فتَمسَّكُوا بِهِ، واعْتَصمُوا بِهِ، فبِهِ صَلاحُ الأوَّلِينَ، وفَلاح الآخرين، أجْمِعُوا آرَاءكُم لتعَلِيْمِ شَخْصٍ مُعَيَّنٍ بنصٍّ مِنَ اللهِ ووَليِّهِ، فتَلقُّوا ما يُلْقِيهِ إلَيْكُم مِن أوَامِرِهِ ونوَاهيهِ بقَبُولٍ، فلا وَرَبّكَ لَا تُؤمنُوْنَ حَتَّى تُحَكِّمُوْهُ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَكُم ثُمَّ لا تَجِدُوا فِي أنْفُسِكُم حَرَجًا ممَّا قضَى وتَسلِّمُوا تَسْليمًا، فذلكَ الاتِّحَادُ بالوَحْدَةِ الَّتي هي آيَةُ الحَقِّ المُنْجِيَةُ منَ المهَالكِ، المُؤدِّيَةُ إلى السَّعَادَةِ، إذِ الكَثْرَةُ علَامَةُ الباطِلِ المُؤدِّيَةُ إلى الشَّقَاوَةِ المُخزِيَةِ، فنَعُوذُ باللهِ مِن زوَالِهِ، وبالوَاحِدِ من آلهَةٍ شَتَّى، وبالوَحدَةِ مِنَ الكَثْرَةِ، وبالنَّصِّ والتَّعَلِيْمِ مِنَ الأدوَاءِ والأهْوَاءِ، وبالحَقِّ منَ الباطِلِ، وبالآخِرَةِ الباقيَةِ مِنَ الدُّنْيا المَلْعُوْنَةِ، إلَّا ما أُرِيْدَ بِهِ وَجْهُ اللهِ، فتَزوَّدُوا منها للأُخْرَى، وخَيْرُ الزَّادِ التَّقْوَى، أطِيعُوا أميْرَكُم ولَوْ كانَ عَبْدًا حَبَشِيًّا"

(1)

.

(1)

سير أعلام النبلاء 21: 185 - 188.

ص: 75

===

" قال ابنُ العَدِيْمِ: كَتَبَ سِنَانٌ إلى صَاحِبِ شَيْزَرَ يُعَزِّيهِ بِأَخِيْهِ: [من الكامل]

إنَّ المنَايَا لا تَطَا بمنْسمٍ

إِلَّا على أكْتَافِ أهْلِ السُّؤْدُدِ

فلَئِنْ صَبْرتَ فأنْتَ سَيِّدُ معشرٍ

صَبْرُوا وإنْ تَجْزَعْ فغَيْرُ مُفَنَّدِ

هذا التَّناصُرُ باللِّسَانِ ولَوْ أتَى

غَيْرُ الحِمَامِ أتَاكَ نَصْرِي باليَدِ

وهي لأبِي تَمَّامٍ"

(1)

.

"وكَتَبَ سِنَان إلى صَلاح الدِّين: [من البسيط]

يا للرِّجال لأمْرٍ هَالَ مقطعُهُ

ما مَرَّ قَطُّ على سَمْعي توقُّعُهُ

(2)

فإذا الَّذي بقِرَاعِ السَّيفِ هَدَّدَنا

لا قامَ مَصْرَعُ جَنْبِي حين تَصْرَعُهُ

قام الحَمامُ إلى البَازِي يُهدِّدُدُ

واسْتَيقَظَتْ لأُسُودِ البَرِّ أضْبعُهُ

وَقَفْتُ على تَفصِيلِ كِتَابِكُم وجُمَلِهِ، وعَلِمْنا ما هَدَّدنَا بهِ من قَوْلهِ وعَملِهِ، فيا للهِ العَجَبُ من ذُبابَةٍ تَطنُّ فِي أُذنِ فيْلٍ، وبعُوضَةٍ تُعَدُّ في التَّمَاثيلِ، ولقد قالَها من قَبْلِكَ قَوْمٌ فدَمَّرْنا عليْهِم، وما كان لَهُم منْ ناصِرِيْن، أَلِلْحقِّ تَدْحضُونَ، وللباطِلِ تَنصرُوْنَ؟! وسَيَعْلَمُ الَّذينَ ظَلَمُوا أيَّ مُنقَلَبٍ يَنقَلْبُونَ.

ولئِنْ صَدَرَ قَوْلُكَ في قَطْعِ رَأْسِي، وقَلْعِكَ لقِلاعِيِ منَ الجِبالِ الرَّواسِي، فتلكَ أمَانِيُّ كاذِبَةٌ، وخيَالَاتٌ غيرُ صائِبَةٍ، فإنَّ الجَواهِرَ لا تَزُولُ بالأعْراضِ، كما أنَّ الأرْواحَ لا تَضْمحِلُّ بالأمْرَاضِ.

(1)

سير أعلام النبلاء 31: 185 - 188، والوافي بالوفيات 15:468.

(2)

لم يرد هذا البيت عند الصفدي وسبط ابن العجمي، وعوضه بيت آخر أورداه في آخرها:

أضحى يسدّ فَم الأفعى بإصبعه

يَكْفِيهِ ما قد تلاقي مِنْهُ إصْبَعُهُ

ص: 76

===

وإنْ عُدْنا إِلى الظَّاهِرِ، وعَدَلْنا عنِ الباطِنِ

(1)

، فلنَا

(2)

في رَسُولِ اللهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ: "ما أُوذِي نَبِيٌّ ما أُوذِيْت"، وقدْ عَلِمْتَ ما جَرَى على عِتْرَتِهِ وشِيْعَتِهِ

(3)

، فالحالُ ما حَالَ، والأَمْرُ ما زالَ

(4)

، وقدْ عَلِمْتُم ظاهِرَ حَالِنا، وكَيْفِيَّةَ رِجَالنا، وما يَتَمَنَّونَهُ منَ الفَوْتِ، ويَتَقرَّبُونَ بهِ من

(5)

حِياضِ الموْتِ

(6)

، وفِي المَثَل

(7)

: أَو لِلبطِّ تُهدِّدُ بِالشَّطِّ؟ فَهيِّئ للبَلايا أسْبَابًا، وتَدرَّعْ للرَّزايا جِلْبابًا، فَلأظْهِرَنَّ عليكَ مِنْكَ

(8)

، وتكُونُ كَالبَاحِث عن حَتْفِهِ بظلفِهِ، وما ذلكَ على اللهِ بعزِيز، فكُنْ لأمْرنا بالمرْصَادِ

(9)

، واقْرَأْ أوَّلَ النَّحْلِ وآخرَ صاد"

(10)

.

"قال النَّجْمُ ابنُ إسْرائيلَ: أخْبَرَنِي المنتَجَبُ بنُ دَفْتَرخوَان، قال: أرْسَلنِي صَلاحُ الدِّين إلى سِنَانٍ حينَ قَفَزُوا

(11)

على صَلاحَ الدِّين المَرَّة الثَّالثَةِ، ومعي القُطْب النَّيْسَابوْريُّ، يُهَدِّدُهُ، فكَتَبَ على طُرَّةِ كِتَابهِ

(12)

:

جاءَ الغُرابُ إلى البَازِي يُهدِّدُهُ

(1)

الوافي: "وإِن عدنا إِلى الظَّوَاهِر، وعدلنا عن البواطن"، وفي كنوز: الذَّهب: "وإن عدنا إلى الظواهر والمحسوسات، وعدلنا عن البواطن والمعقولات".

(2)

كنوز الذَّهب: "قلنا".

(3)

كنوز الذَّهب: "على عترته وعشيرته وأهل بيته".

(4)

بعده في الوافي وكنوز الذَّهب: "ولله الحَمد فِي الآخِرَة والأولَى"، وزاد في كنوز الذَّهب أيضًا:"إذ نحن مظلمون لا ظالمون، ومغصوبون لا غاصبون، وإذا جاء الحق زهق الباطل، إن الباطل كان زهوقا".

(5)

الوافي وكنوز الذهب: "إلى".

(6)

زيد بعده في كنوز الذَّهب: {فَتَمَنَّوُا الْمَوْتَ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ} [من الآية 94 من سورة البقرة].

(7)

في كنوز الذَّهب: "وفي أمثال العامة السائرة".

(8)

بعده في كنوز الذَّهب: "ولأنفثنهم فيك عندك".

(9)

في الوافي وكنوز الذَّهب: "فإذا وقفت على كتابنا هذا فكُن لأمرنا بالمرصاد، ومن حالك على اقتصاد".

(10)

نصُّ المراسلة بين سنان وصلاح الدين أوردها الذهبي في سير أعلام النبلاء 21: 188 - 190، والصفدي في الوافي 15: 468 - 470، وسبط ابن العجمي في كنوز الذَّهب 1: 598 - 599، ويتفق الصفدي وسبط ابن العجمي فيما أورداه، والمثبت عبارة الذهبي.

(11)

في الوافي: "إلى سنان زعيم الإسماعيلية حين وثبوا".

(12)

عبارة الصفدي في الوافي: "ومعي القطب النَّيْسَابُورِيّ، وأرْسل مَعنا تخويفًا وتهديدًا، فلم يجبهُ، بل كتب في الطرّة على كتاب صَلاح الدِّين، وقال لنا: هذا جوابكم

".

ص: 77

===

وذَكَرَ الأبياتَ، وقال: هذا جَوابُهُ، إنَّ صاحِبَكَ يَحكمُ على ظاهِرِ جُندِهِ، وأنا أَحْكمُ على باطِنِ

(1)

جُنْدِيّ، وسَتَرَى دَليلَهُ

(2)

، فدَعا عَشْرَة من صِبْيانِ القاعَةِ

(3)

، فألقَى سِكِّينًا في الخندَقِ

(4)

، وقال: مَنْ أرادَ هذهِ فليقَعْ خَلْفَها

(5)

، فتَبَادَرُوا جَمِيْعًا خَلْفَها وَثْبًا، فتَقطَّعُوا، فَعُدْنا

(6)

، فصالَحَهُ صَلاحُ الدِّين"

(7)

.

"قال كَمَال الدِّين ابن العَدِيْم: أَنْشَدني بَهاء الدِّينِ الحَسَن بن إِبْرَاهِيم بن الخَشَّاب، قال: أَنْشَدني شَيْخ من الإسْمَاعِيْليَّة، قال: أَنْشَدني سِنَان لنَفْسهِ: [من السَّرِيع]

مَا أكْثَر النَّاسَ وما أقَلَّهم

وَمَا أقلّ فِي القَلِيل النُجَبا

ليَتَهمُ إِذْ لَم يَكُونُوا خُلِقوا

مُهذَّبِين صَحبوا مُهَذَّبا"

(8)

.

‌شُرَيْك بن مَالِك

"وشُرَيْكٌ: جَدٌّ لمُسَدَّدَ بن مُسَرهَدِ بن مُسَربَل بن أرَنْدَلِ بن سرَنْدَلِ بن عَرَنْدَلِ بن المُسْتورِدِ، وهَكَذا نَسَبَهُ ابنُ دُرَيْدٍ والمُسْتَغْفِرِيّ والسِّلَفِي فِي سَفِينَتِه نَقْلًا عن ابن الجَوَّانِيّ النَّسَّابَةِ وابن العَدِيمِ في تاريخ حَلَبَ"

(9)

.

(1)

الوافي: "ظواهر

بواطن".

(2)

الوافي: "ودليله ما تشاهد الآن".

(3)

بعده في الوافي: "وكان على حصنه المنيف".

(4)

الوافي: "فاستخرج سكينًا وألقاها إلى الخندق".

(5)

الوافي: "فليلق نفسه خلفها".

(6)

الوافي: "فعدنا إلى السُّلْطَان صَلاح الدِّين وعرّفناه الحَال، فَصَالحه".

(7)

سير أعلام النبلاء 21: 189 - 190، الوافي بالوفيات 15: 470، وصدَّره الصفدي بالقول: "قال كمال الدين ابن العديم

".

(8)

الصفدي: الوافي بالوفيات 15: 468.

(9)

الزبيدي: تاج العروس، مادة: شرك.

ص: 78

===

‌شَيبان بن تَغْلب بن حَيْدَرَة بن سَيْف بن طرَّاد بن عَقِيْل بن وَثَّاب بن شَيْبان، أبو عَبْد الله الشَّيْبانيّ

"أَنْشَدني القاضِي الإمامُ أبو القَاسِم عُمَر بن أحْمَد بن أبي جَرَادَة الفَقِيه الحَنَفِيّ، أدَامَ اللهُ سَعادَته، بحَلَب المَحْرُوسَة، قال: أَنْشَدني شَيْبان بن تَغْلِب لنَفْسهِ بدِمَشْق سَنَة ثلاثٍ وسُتّمِائة: [من البسيط]

مَن ذا يُخلِّصني من شَادنٍ غَنِجٍ

يمُيتُ قَلْبِي أحْيانًا ويُحييه؟

حُلوُ الشَّمائِلِ لا أبغِي بهِ بَدلًا

ولا أطيعُ عذولًا لامني فيه

من كان مُقتبسًا نارًا فَوَجْنَتُهُ

أو كان مُلْتَمِسًا درًّا فمن فيه

دعا فُؤِادي فلبَّاه لشقْوَتهِ

لأنَّه ما رأى شَيئًا يُضاهيه

فَحُسْنُ صَبْريَ فانٍ من تَذْكُّره

وحُسْنُه دائمٌ لا شَيء يُفنيه

أموتُ ممَّا تُلاقي مُهْجَتي كَمَدًا

لا أسْتَطيعُ من الوَاشِين أُبديه"

(1)

.

‌طَاهِر بن نَصْر الله بن جَهْبَل بن نُصَيْر

"وقد رَأيْتُ بخَطِّ أبي المَعالِي بن عَشائِر

(2)

ما مُلَخَّصهُ:

طَاهِر بن نَصْر الله بن جَهْبَل بن نُصَيْر بن خَبَّاب بن نُصَيْر بن عَمْرو بن عِصْمَة ابن هُرَيْرَة بن قُرَيْط بن عَبْد الله بن أبي بَكْر عُبَيْد بن كِلَاب بن رَبِيْعة بن عَامِر بن صَعْصَعَة بن مُعاوِيَة بن بَكْر بن هَوازِن أبو مُحَمَّد الحَلَبيِّ المَعْرُوف بالمَجْد؛ كان من

(1)

ابن الشعار: قلائد الجمان 2: 120 - 121.

(2)

ذكر سبْط ابن العجمي -الَّذي أورد هذا النَّص- أنَّ أبا المَعالِي عُمَر بن عَشائِر الحَلَبيِّ انتخب من كتاب بُغْيَة الطَّلَب بعض المُخْتَارات، وعنه نقل بعض النُّصُوص.

ص: 79

===

كِبار الفُقَهَاء الشَّافِعِيَّة بحَلَب، كان عندَهُ دِيانة، وَلِيَ التَّدْرِيسَ بالزَّجَّاجِيَّة، واتَّصَلَ إلى قُطب الدِّين النَّيسَابُورِيّ. وفُوِّض إليهِ تَدْرِبس النُّورِيَّة المَعْرُوفة بالنَّفَّرِيّ

(1)

، فدَرَّس بها إلى أن جَرَت لَهُ حالة مع النَّائِبِ في القَضَاء بحَلَب أبي البَرَكات مُحَمَّد ابن مَنْصُور الشَّهْرَزُوريّ أوْجَبَت ضِيْق صَدْره، فسَار من حَلَب، وأقام بالقُدْسِ ووَلِيَ التَّدْرِيسَ بها بالمَدْرسَة النَّاصِريَّة. وكان سَمِعَ الحَدِيث بحَلَب من كَمَال الدِّين عُمَر بن حَمُّوَيْه وأبي بَكْر الحَنْبَليّ.

وكان سَبَب رَحِيله من حَلَب أنَّ الضِّيَاء ابن الشَّهْرَزُوريّ رُجِمَت دَاره أيَّامًا فاتَّهَمَ بذلك صَدْر الدِّين أبا الفَتْح ابن مَجْد الدِّين طَاهِر، وشَكَا إلى السُّلْطان المَلِك الظَّاهِر تَكَرُّرَ ذلك منه، فاسْتَدعاهُ السُّلْطانُ لَيْلةً من اللَّيَالي إلى القَلْعَة، فصَعِدَ فالْتَقاهُ حُسَام الدِّين مَحْمُود شحْنَة حَلَب، فأجْلَسه في دِهْليز القَلْعَة إلى أنْ مَضَى الرُّبْع من اللَّيْل، فصَعِدَت رُقْعة من الضِّيَاء ابن الشَّهْرَزُوريّ يَشْكُو فيها صَدْر الدِّين، ويقُول بأنَّنا في هذه السَّاعَة رُجِمْنا، فاسْتَدعى السُّلْطان حُسَام الدِّين الشّحْنَة، وطَلَب منه إحْضَار الصور

(2)

، فقال: يا مَوْلايّ، واللهِ إِنَّهُ قاعِدٌ عندي من أوَّل اللَّيْلِ، فأمَرَ بإنْزَاله إلى منْزل أبيه. فقال له أبوه: يا بُنَيّ، ما بَقي يُمْكننا القُعُود بحَلَب، فأصْبحا وسافَرَا. ثُمّ بَدَا له في الطَّريْق فرَدَّ ابْنه ليأتيه بأهْله وما يَحْتاج إليهِ.

وكان قد آذاه عُمَر ابن العَجَمِيّ، وطَلَب مُشارَكَته في الزَّجَّاجِيَّة، فجاءَ إليَّ، وقال: نَخْرُج إلِى الشَّيْخِ عليّ الفَاسِيِّ، فخرَجْتُ معه، فذَكَر عامَله عُمَر ابنِ العَجَمِيّ، وقال: إنَّه قد رشَا جَماعة، وأنَّه اسْتَعان عليَّ بذلك، وأنا أسْتَعِين عليه برَفْع الأيْدي في الأَسْحَارِ.

(1)

في المطبوعة: التغري، وهو خطأ، وانظر الكلام على مدرسة النفري في الأعلاق الخطيرة 1/ 1: 248 - 251.

(2)

كذا جاء في المطبوع، ولعله: المذكور.

ص: 80

===

وكَتَبَ الدَّوْلَعِيُّ إلى النَّاصِر صَلاح الدِّين بسَبَب الكمال عُمَر ابن العَجَمِيّ شَفاعةً يَذْكُر فيها حال الزَّجَّاجِيّة، وأنَّ المَجْد ابن جَهْبَل هو ابن بنْت جَدِّ الكَمال ابن العَجَمِيّ، وعنهُ تَلقَّى تَدْرِيس المَدْرسَة، وأنّ من جُمْلة ما دَرَّس بها: الحافِظ المُرَادِيّ؛ شَيْخ الدَّوْلَعِيِّ، وأقامَ بها إلى أنْ مات.

قال: وكان قَبْل المُرَادِيّ بها شَيْخ مُتَصَوِّف يُدْعَى: الظَّهِير، وكان قبْلَ الظَّهيْر الإمام عَبْد الله القَصْريّ؛ وكان ممَّن صَحِبَ الغَزالِيَّ وإلْكِيا وأسْعَد.

قال الدَّوْلَعِيُّ: وبعد مَوْت شَيْخنا المُرَادِيّ، اسْتَدعى السُّلْطان نُور الدِّين لشَيْخنا شَرَف الدِّين مَكَانَه -يَعْني ابن أبي عُصْرُون- وابْتَنَى له المَدْرسَة الَّتي هي الآن تحت يَد وَلده، ووَصَلَ إلى حَلَب وما كَملت، فاسْتعاد له مَدْرسَة جَدّ هذا الكَمال ابن العَجَمِيّ، وكان جَدُّه إذ ذاك مُجَاوِرًا بَيْت الله الحَرَام، فقَدِمَ، ومَنَعَ شَرَف الدِّين عن مَدْرسَته، ومَنَعهُ دُخولها، والأخْذ من وَقْفها بعدما سَئل أنْ يَصْبِر عليه حتَّى تَنْجز مَدْرسَته فما فَعَل. وما اعْتَرَض نُور الدِّين ولا مَجْد الدِّين بل مَكَّنَاهُ من أمْر مَدْرسَته، واسْتَناب لها فَقِيْهًا يُقال له: البُرهَان. فلمَّا دَرَجَ بالوَفاةِ، اسْتنابُوا هذا المَجْد بن جَهْبَل وَلدهم.

ولمَّا تُوفِّي جَدُّ الكمال ابن العَجَمِيّ، عَهد قَبْلَ وَفاته إلى وَلده أبي صالِح شِهَاب الدِّين بالعَهْدِ الشَّرْعيّ والإسْناد الشَّرْعِيّ، وكان جَارِيًا في المَدْرسَة ومالها والمُدَرِّس على قاعِدة وَالده من غير مُعارِض إلى أنْ حَضرَته الوَفاةُ، فعُهِدَ إلى ابن عَمِّه القُطْب، فجرَى فيها على سَنّنِ ابن عَمِّه.

ومن العَجَب أنْ يَذْكر الغَيْر أنَّ الوَقْف عليها من وَقْفِ أتَابك وجَدّ هذا الكَمال على أكْمَل سَعادة عمَّر هذه المَدْرسَة قَبْل أنْ يَلِي أتابك حَلَب بدَهْرٍ،

ص: 81

===

وجَرَت بسَبَب ذلك شَدَائد، وأُخِذَ منه مُصادَرة من أجْلِها مَرَّتينِ بسَعي الوُشَاة خَمْسة وعِشْرين ألف دِيْنار على ما حَكَاهُ للخادِم مَن هو عنده صَدُوق، وكان وَحِيدًا في حَلَب، مِع شِدَّة شَوْكتهم في ذلك الوَقْت وتَمكّنهم من الدُّوِل، وأحْرَقُوا عِمارة المَدْرسَة مرَّتين إلى أنْ مَلَك أتابك حَلَب، فاسْتَعانَ عليهم بأنْ تَوصَّلَ إلى أن أَذِنَ له أنْ ينقل قَسِيم الدَّوْلَة آقسُنقُر إلى مَدْرسَته كفًّا لأَيْدي الحَلَبِيِّين، واسْتِظهارًا عليهمِ، فأذِنَ لهُ في ذلك؛ لأنَّ أتابَك نَقَل أباهُ إليها، وبَناها، ووَقَفَ عليها. وفَحْوى الشَّفاعة: طَلَب النَّظَر في هذه المَدْرسَة للكَمال عُمَر ابن العَجَمِيّ، وليسَ فيها تَصريح ولا تلْويح بطَلَبِ التّدْرِيس له. انْتَهَى.

وهذه المُكاتَبَة الَّتي كَتَبَها الدَّوْلَعِيِّ، قال ابنُ عَشائِر: أخْرَجها إليَّ بعضُ أحْفَادِ كَمال الدِّين عُمَر المَذْكُور فنَقَلْتُ منها هذا، واللهُ تعالَى أعْلَمُ.

انْتَهَى ما رَأيتُه بخَطِّ أبي المَعالِي عُمَر بن عَشائِر في بَعْضِ مَجامِيْعه ومُخْتارَاته من تاريخ الصَّاحِب كَمال الدِّين ابن العَدِيْم"

(1)

.

‌عَالِي بن إبْرَاهيم بن إسْماعِيْل الغَزْنَويُّ البَلَقِيُّ

"وأوَّل مَن دَرَّس بها (أي: المَدْرسَة الحدَّاديَّة) الفَقيه الإمام الحُسَين بن مُحَمَّد بن أسعَد بن حَلِيم المنعُوت المنُجِّم وكان فَقِيْهًا عالِمًا مُتأدَّبًا، ولَم يَزَل بها إلى أنْ اسْتَدْعاهُ نُورٍ الدِّين إلى دمَشْق، ووَلِيَ مَكانه عَالِي بن إبْرَاهيم بن إسْماعِيْل الغَزْنَويّ البَلَقِيّ، ولم يَزَل بها إلى أَنْ تُوفِّي إمَّا في سَنَة إحْدَى أو اثْنَتَين وثَمانين وخَمْسِمائة.

وقال مُقَرّب الدِّين أبو حَفْص عُمَر بن قُشَام: تُوفِّي عالِي سَنَة خَمْسٍ وثَمانين وخَمْسِمائة.

(1)

سبط ابن العجمي: كنوز الذَّهب 1: 274 - 277.

ص: 82

===

وهذان القَوْلان حَكَاهُما كَمال الدِّين بن العَدِيْم في تارِيْخِهِ"

(1)

.

‌عَبْد البَاقي بنُ مُحَمَّد بن عليّ بن إسْماعِيْل بن عَبْد البَاقي بن مُحَمَّد بن أبي يَعْلَى بن عبدِ اللهِ بن الخلَيْل بن إبْرَاهيم الوَزير، أبو المُظَفَّر بن أبي جَعْفَر، البَغْدَاديُّ أصْلًا، المَوْصِليُّ المَوْلد والمَنْشأ

" حَدَّثَني القاضِي الإمام أبو القَاسِم عُمَر بن أحْمَد بن أبي جَرَادَة الحَلَبِيّ، أبْقَاهُ اللّهُ تعالَى، قال: وصَلَ أبو المُظَفَّر عَبْد البَاقي بن مُحَمَّد بن أبي يَعْلَى من المَوْصِل إلى حَلَب في سَنَة إحْدَى وسِتِّمائة، وخَدَمَ المَلِك الظَّاهِر غازِي بن يُوسُف بن أيُّوب، رَحِمَهُ اللّهُ تَعالَى، مُسْتَوفيًا في الدّيوان، وكانَ ابن أبي يَعْلَى يَتوصّل إلى المَلِك الظَّاهِر؛ يَجْمع الأمْوَال، ويَظْلم له النَّاس، ويَفْتح له أبْوابًا يَحْمله على التَّعَدِّي على الرَّعِيَّة، ارْتَفعَ مَكانهُ عندَهُ، وعَظُمَ مَحلّه، إلى أنْ تَفَرَّد بأمْرِ الدِّيْوان، وكانَ الوَزِيْرِ نظام الدّين مُحَمَّد بن الحُسَين صاحِب سِرِّ المَلِك الظَّاهِر والمُتَمكِّن عنده، وكان يُحَسِّن للمَلِك خِلاف ذلك من الإحْسَان إلى الرَّعِيَّة، وكَفِّ أَيْدِي الظَّلَمَة، واحْتِرام الأكابِر، فاتَّفق مَوته، فقَوِي أمْرُ ابن أبي يَعْلَى بعده، ونفى شَرَف الدِّين ابن الحُصَيْن مُتَولِّي ديْوان الإنْشْاء، وصَارَ بين ابن أبي يَعْلَى وبينَهُ عَدَاوَةٌ بن الباطِن إلى أنْ ماتَ ابن الحُصَين، فاسْتَفحلَ أمْرُ ابن أبي يَعْلَى، وعَظُمَ شَأنه، واسْتَقلَّ بالأمُور كُلّها، ونَظَرَ في جَمِيع أعْمال الدَّوْلَة، وأضافَ المَلِك الظَّاهِر إليهِ دِيْوان الإنْشاء، ولَم يَزَلْ كَذلك إلى أنْ مَرِضَ المَلِك الظَّاهِر، مَرَضَ مَوْته، وأوْصَى بالمَلِك بعده لوَلدهِ المَلِك العَزِيْز مُحَمَّد ثُمّ بَعدُه للِمَلِك الصَّالح، وأنْ يكُون الوَزِيْر ابن أبي يَعْلَى على ما هو عليه، في خِدْمةِ وَلده المَلِك العَزِيزِ، واسْتَوثَق ابن أبي يَعْلَى من الأُمَرَاء بالأيْمان على ذلك، وحَدَّثته نَفْسهُ بأَشْياء انْعَكَست عليه بعد ذلك.

(1)

الأعلاق الخطيرة 1/ 1: 274، ونقله بنصه سبط ابن العجمي: كنوز الذَّهب 1: 349.

ص: 83

===

كان المَلِك الظَّاهِر لمَّا مات جَعَلَ ابن أبي يَعْلَى يُظْهر التِّيه العَظِيم الزّائد والجَبَرُوت، ويأخُذ نَفْسه بأُمور المُلْك، ويُكَلِّم الأُمَرَاء بكَلَمٍ خَشِنٍ؛ إنَّ أتابكَ طُغْرِل، سَرَّ إليهِ في أمْرٍ؛ فقال: وهو أيْش هو خازن وليس له كلام في أمْر الدَّوْلة؟

وقال للأمِيْر سَيْف الدِّين بن أبي قِلِيْج في كَلامٍ جَرَى بينهما في تَدْبِير أمْر المُلْك: أيش هذه الصِّبيانيَّة؟ حتَّى هَمّ به الأُمَرَاء.

وكان يَمْضِي ويَجْلِس في دار العَدْل، مَكَان السُّلْطان، ويقُول: اطْلبُوا الحَاكِم؛ يَعْني: القاضِي بَهاء الدِّين يُوسُف بن رَافِع بن تَمِيْم قاضِي القُضَاة، وَيَكْتُب لهُ في التَّواقِيع، وكَتَبَ بالإشارة المَوْلويَّة الصَّاحِبيَّة الوَزِيْرِيَّة، وبرسَالة الأمِيْر شِهَاب الدِّين طُغْرِل إلى غير ذلك، فاخْتَلَّ أمْره عند ذلك، وأجْمعَ رأي القاضِي الصَّاحِب قاضي القُضَاة وجَماعَة الأُمَرَاء على تَوْليَة الأتابك شِهَاب الدِّين أتابكيَّة المَلِك العَزِيْز، فولِيَ له جَميع أُمُور الدَّوْلَة والحُكْم فيها، وفي القَلْعَة والخَزائِن والمَدِيْنة.

وأحْضَرَ إليهِ نُوَّاب الإنْشاء والجَيْش والحُجَّاب، وأمَرَ ونَهَىَ، فأجْمَعَ رأيهُ مع الصَّاحِب قاضي القُضَاة والأُمَرَاء على عَزلِ ابن أبي يَعْلَى، فعُزِل بعد مَوت السُّلْطان المَلِك الظَّاهِر بعِشْرين يَوْمًا، ولَزِمَ بَيْتِه ثُمّ مَرِضَ، وأقامَ لشَهْرًا في مَرِض الدَّاسنْطَاريا، وعُوفي من المَرَض، فتقدّم إليهِ بالخرُوج من حَلَب؛ فباعَ كُتبهِ، وهيّأ أسْبابه، وسارَ عن حَلَب في يَوْم السَّبْت حَادِي عَشر شَوَّال من سَنَة ثلاث عَشرة وستِمِائة.

وسارَ منها حتَّى مرَّ منها على حَرَّان، وأرادَ المقام بها، والتَّعرُّض بخِدْمةِ المَلِك الأشْرَف، فلم يَلْتَفت إليهِ، ومَنَعهُ من الدُّخول عليه.

وحَكَى لي المَلِكُ الأشْرَف أنَّه سَيَّرَ إليهِ يَطْلب خِدْمته؛ قال: فتَقدَّمتُ بأنْ ليسَ له في بلادِي شُغْل، ولا له عندي مَقام، وتقدَّمْتُ بإخْراجِه، وكُنْتُ قد

ص: 84

===

اجْتَمَعْتُ به على الطّور في خِدْمةِ المَلِك العَادِل والدِي، وقد سَيَّرهُ السُّلطانُ المَلِك الظَّاهِر، فرَأَيْتُ منه حَماقةً عَظِيمةً فأبْغَضتُهُ، وانضمَّ إلى ذلك ما بَلَغَني عنه من تَعَسُّفهِ وما اعْتَمدهُ بعد مَوْتِ السُّلْطان المَلِك الظَّاهِر، فمَنَعتُه من المقام في بلادي.

ثمّ إنَّ ابن أبي يَعْلَى سارَ [إلى] إربِل، فألْزَمه صَاحِبُها المَلِك المُعَظَّم مُظَفَّر الدِّين كوكبُوري بن عليّ بن بكتكِيْن، رَحِمَهُ اللّهُ تَعالَى، وأنْزَله عنده، ولكنَّه لَم يَسْتَخدمه، وبَقِي في إرْبِل مدَة أشْهُر.

ثمّ كاتب مَلِكَ الشَّمَال كَيْكَاوُس، ورَغِبَ في الوصولِ إليهِ، فسارَ من إرْبِل، وتوجَّه إلى بَلَد الشَّمَال، واجْتَمعَ بعزِّ الدّين كَيْكَاوُس، ثُمّ إنَّه مَرِضَ، وحَكى لي بعضُ أصابه: أنَّ كَيْكاوُس نزلَ إليهِ وعادَهُ في مَرضَه، ثُمّ إنّه فارق كَيْكَاوُس وانْفَصَل عنه، فتُوفِّي في قَرْيَة من قُرَى بلاد الرُّوم.

وكان ابن أبي يَعْلَى سَيّئ المُؤاخَذة لِكُلِّ أحَدٍ، قليلَ الصَّفْح عمَّن جَنَى، يُقابِلُ أقلّ النَّاس على فِعْله.

وكانَ بِحَلَب إنْسَانٌ ظَريفٌ من ظُرَفاء المِصْريِّين، يُقال له أبو عَبْد اللّه المِصْريّ الصوفِيّ، وكان له اجْتَماعٌ بالشَّرَف ابن الحُصَيْن ويُعرِّض بمَثالبِه، فبَلَغه ذلك عنه، فأسرَّهُ في نَفْسه إلى أنْ مات ابن الحُصَيْن، فقَطَع مَعْلومه [من] الخَانقاه، وبَقِي هذا المِصْريّ كَذلك، إلى أنْ جَرَى لابن أبي يَعْلَى ما جَرَى من خُرُوجهِ منِ حَلَب، فخَرَجَ أبو عَبْد اللّه المِصْريّ، إلى ظَاهِر باب العِرَاق، ووقَف له حتَّى خَرجَ سائرًا من حَلَب، فتَقدَّمَ إليهِ وخَدمه وقال له: في أمَان اللّه، فجَرَى على ابن أبي يَعْلَى من ذلك شيء عَظِيم"

(1)

.

(1)

ابن الشعار: قلائد الجمان 3: 149 - 152.

ص: 85

===

‌عَبْد الحَكَم بن أبي إسْحَاق بن العِرَاقيّ

" وَجَدْتُ ذِكْرهُ في تَقْييدٍ بخَطِّ الصَّاحِب كَمَال الدِّينِ بن أبي جَرَادَة: وهو رَجُلٌ فَاضِلٌ، شَاعِرٌ حَسَن الشِّعْر، قَدِمَ حَلَب في أيَّام المَلِك الظَّاهِر، وأنْشَد له بَيْتَين عَملهما في قَلْعَةِ حَلَب، وقد شاهَد شَخْصًا رَمَى بقَوْس سَهْمًا فوَقَع في كبْد رَجُل، فقَتَله:[من البسيط]

أَخْرَجْتَ من كَبد القَوْسِ ابِنَها فغَدَتْ

تَئِنُّ والأمُّ قد تَحْنو على الوَلدِ

وما دَرت أَنَّهُ لما رمَيتَ بهِ

ما سَار من كَبِدٍ إلَّا إلى كَبدِ

وأنْشَد له: [من الكامل]

قامَتْ تُطَالبني بلُؤْلُؤ نَحْرِها

لما رأتْ عَيْني تَجُود بدُرِّها

وتَبسَّمتْ عجبًا فقُلْتُ لصَاحِبِي

هذا الَّذي ابْتسمتْ به في ثَغْرها

وكَتَبَ إلى الصَّاحِب عَبْد اللّه بن عليّ بن شُكْر وكان قد صُرفَ عن الخَطابَة: [من الخفيف]

مِتُّ جُوعًا وأنْتَ حَيٌّ كَرِيمُ

وبَلاءٌ كَما عَلِمتَ عَظِيمُ

ودُيونٌ جلَّتْ عليَّ مع الفَقْر

وهذا هو العَذَاب الألِيْم

وكَتَبَ تَحتها: وقد عَزَّ الأمْرُ وضَاق الخِنَاق، وجاءَت من الفَقْر أمُور لا تُطَاق:[من الكامل]

فلأيِّ بابٍ غير بَابك أرْجعُ

وبأيِّ جُودٍ غير جُودك أَطْمَعُ

سُدَّتْ علَيَّ مَسَالِكي ومَذَاهِبي

إِلَّا إليْكَ فدُلَّنِي ما أصْنَعُ

ص: 86

===

فكأنَّما الأبْوَاب بابك وَحْده

وكأنَّما أنْتَ الخلَيْقَة أجْمَعُ

وبَقِي بعد هذه الرُّقْعَة أرْبَعة أشْهُر ومات"

(1)

.

‌عَبْد الخالِق بن أنْجَب بن المُعَمَّر بن الحَسَن بن عَبْد الله بن عَبْد العَزِيْز بن مُحَمَّد بن القَاسِم بن روحنا الماردِينِيّ النَّشْتبريّ، ضِياء الدِّين

" ذَكَرَهُ أبو القَاسِم ابن العَدِيْم في تاريخ حَلَب، فقال في حَقِّهِ: الفَقِيهُ الشَّافِعِيُّ المَعرُوف بالحَافِظ، فقيهٌ فَاضِلٌ، له مَعْرِفة بالفِقْه والحَدِيث واللُّغَة. وقد اجْتَمَعْتُ به في رَبْضِها، وسَمِعْتُ منه شَيئًا من الحَدِيث، وذَكَرَ لي أنَّهُ قَدِمَ إلى حَلَب في رِسَالة، ووَجَدتُه مُتَطلِّبًا إلى المقام بها.

وأوْقَفَني على إِجازَةٍ ادَّعَى أنَّ اسْمُه فيها، وفيها خَطّ وَجِيه بن طَاهِر وأبي مَنصُور الجَوالِيْقِيّ وغيرهما من أهْل عَصْرهما، فوَجَدْتُها مُزَوَّرة، وقد قَطَع الوِجْهَة الأوْلَى وغيرها، وكَتَبَ اسْمُه فيها، وأرادَ أنْ يَحْكِى خَطَّ الاسْتْدعاء، وقد بَقِى منه أسْطُر في الوِجْهَة المُقابِلَة للأوْلَى، فما حَاكاهُ، فأعادَ على خَطِّه وعلى الخَطِّ الَّذي يَلِيه فيما بَقي من الاسْتِدعاء ليُشْبِه الخَطَّ الأوَّل الثَّاني، فلَم يَشْتَبه علَيَّ، وظَهَرَ لي التَّباين من الخَطَّين، وكان سَماعه صَحِيحًا لكنَّه أفْسَدَ نَفْسه بشَرَهِه هذا.

قال لي إبْرَاهيم بن أبي عِيْسَى: العَجَبُ من الحافِظ ابن أنْجَب في كَوْنهِ يَزْعم أنَّ عُمره مائة وعَشر سِنين، وهو من أقْرَاني، وكُنَّا نَتَعَاشَر ونحنُ لَم نبْلغُ الحُلْم، وأنا ما بَلَغتُ الثَّمَانين إلى الآن! فمن أين جاءَهُ زِيادة ثلاثين سَنَة؟ "

(2)

.

(1)

ابن سَعِيد الأندلسي: المُغرب في حُلى الغرب (قسم مصر) 1: 257 - 258.

(2)

لسان الميزان 3: 399 - 400.

ص: 87

===

‌عَبْدُ خَيْرٍ الحِمْيَرِيُّ

" قَرأت فِي تَارِيخ حَلَب لابن العَدِيْم مَا نَصُّه: وهو من بَنِي طَيِّئ، ومن وَلَده عامِرُ بن هاشِم بن مَسعود بن عَبد اللّه بن عَبْدِ خَيْر، حَدَّث عن مُحَمَّد بن عُثمان بن ذِي ظَلِيم، عن أيه، عن جَدِّه قِصَّةَ إسْلام جَدِّه عَبْدِ خَيْر، فراجِعْه"

(1)

.

‌عَبْدُ الرَّحمن بن الحَسَن بن عليّ بن الحَسَن بن عليّ بن الحُسَين بن أحْمَد بن مُحَمَّد بن عِيْسَى بن مُحَمَّد بن حَمْدَوَيْه بن دِيْنار بن شَيْلَةَ بن شَيْلَمَةَ بن فَذْهُرْمُزَ بن آه بن آوَه بن أشُكَ بن شُكْرُكَ بن زاذَانَ فَرُّوخ بن بَيْغانَ بن زَاذانَ فَرُّوخَ الأَكبر، وَزِيْر الحَجَّاج بن يُوسُف، المَعْرُوف بابن بُصْلا البَنْدَنِيجيّ

" قال القاضِي أبو القَاسِم الحَنَفِيّ: شَيْخٌ حَسَنٌ صالِح، وَقُورٌ فَاضِل، من شُيُوخِ الصُّوفِيَّة، قَدِمَ علينا حَلَب في صُحبَةِ شَيخنا عُمَر بن مُحَمَّد السُّهْرَورْديّ، وسَيَّرهُ رَسُولًا إلى مَلِك الرُّوم، ثُمّ قَدِمَ مَرَّةً أُخْرَى في سَنَة ثَمانِي عَشرة وسِتِّمائة، وسَمِعنا منه الجُزء الثَّانِي والرَّابع من أمَالِي المَحَامِليّ بسَماعِهِ من أبي بَكْر أحْمَد بن المُقْرِئ أبي الحُسَين بن الحَسَن الكَرْخِيّ، وأبي القَاسِم يَحْيَى بن ثابِت بن بُنْدَار البَقَّال"

(2)

.

(1)

الزبيدي: تاج العروس، مادة: خير. ويُقالُ فيه خير أو عبد خير، ووصلتنا تراجم حرف الخاء وليس لخمير الحميري فيها ترجمة، فلعله أفرده في حرف العين فقط.

(2)

ابن الشعار: قلائد الجمان 2: 260 - 261.

ص: 88

===

‌عَبْد الرَّحيْم بنُ النَّفِيس بن هِبَة اللّه بن وَهْبان بن رُومِيّ بن سَلْمَان بن مُحَمَّد بن سَلْمَان بن صَالِح بن مُحَمَّد بن وَهْبان، أبو نَصْر بن أبي جَعْفَر البُزُوريُّ السُّلَمِيُّ الحَدِيثيُّ

" حَدَّثَني القاضِي الإمام أبو القَاسِم عُمَر بن أبي الحَسَن

(1)

العُقَيْليُّ، قال: خَرَجْتُ يَوْمًا من سَماع الحَدِيث على شَيْخِنا أبي هاشِم عَبْد المُطَّلِب بن الفَضْل الهاشِمِيّ الحَلَبِيّ، ومعي أبو نَصر عَبْد الرحيْم بن وَهْبان، فناوَلَني في الطَّريْق رُقْعة بخَطِّهِ من شِعْرِهِ في فَضْل أصْحاب الحَدِيث، فتَأمَّلتُها فإذا فيها، وكَتَبتُها من خَطِّهِ:[من الكامل]

عِلْمُ الحَدِيث أجَلُّ عِلْم يُذْكُر

ولَهُ خَصائصُ فَضْلُها لا يُنكَرُ

رُكِنٌ منَ أرْكانِ الشَّرِيعةِ مُوثَقٌ

وبنصِّه آيُ الكتاب يُفَسَّرُ

وهُوَ الطَّريقُ إِلى الهُدَى وضِياؤهُ

لِظَلام إشْكَال الأُمورِ مُنَوِّرُ

وهُوَ الذَّرِيعَةُ في مَعالِمِ دِيْننا

وبهِ الفَقيهُ اللَّوْذَعِيّ يُعَبِّرُ

لولاهُ لم يُعْرَفْ لِقَومٍ سيرَةٌ

فَلسَانُه عن كُلِّ قَرْنٍ يُخبِرُ

ورِجَالُه أهْلُ الزَّهادَةِ والتُّقَى

وهُمُ بِتَحْقِيق المَناقِبِ أجْدَرُ

وقَفُوا نُفُوسَهُمُ عليه فَجدُّهُمْ

لا يَنْثَنِي ودَؤوبُهُم لا يَفْتُرُ

يَنْفُونَ عنهُ إفْكَ كُلّ مُعانِدٍ

بدَلائل مُتَلألئَات تُزْهِرُ

ويَقونَه شُبَهَ الشُّكُوك بجَهْدِهِم

فيَظَلُّ بَعْدَ الشَّكِّ وهوَ مُشَهَّرُ

ويُمَيِّزونَ صَحيحَهُ وسَقيمَهُ

بمَقالة تبْيَانَها لا يَقْصُرُ

للّهِ دَرُّهُم رِجالًا ما لَهُمْ

في هذه الدُّنْيا مغان تُعْمَرُ

في اللّهِ مَحْيَاهمْ وفيهِ مَماتُهُمْ

وهُمُ على كَلَفِ المشَّقَّة صُبَّرُ

(1)

ورد في مطبوعة قلائد الجمان: ابن أبي الحُسَيْن.

ص: 89

===

قَنَعُوِا بمُجْرَى قُوتِهِمْ من دارِهِمْ

وَرَضُوا بأطْمار رِثاث تَسْتُرُ

مَا ضرَّهم ما فاتَ مِن دُنْيَاهُمُ

فَلَذِيذُ عَيْشِهِمُ الهَنِيُّ مؤخَّرُ"

(1)

.

‌عَبْد الرَّحيْمِ بن عليّ بن إسْحَاق بن شِيْث بن مُحَمَّد بن إبْرَاهيم بن مُحَمَّد بن مَرْوَان بن مُحمَّد الحَمَّار، أبو القَاسِم بن أبي الحَسَن الكَاتِب الصَّعِيديّ المِصْرِيّ القُرَشِيّ

" حَدَّثَني القاضِي أبو القَاسِم، أدَامَ اللّهُ سَعادَته، قال: كان يَكْتب بين يَدي القاضِي الفَاضِل، وقَدِمَ علينا مَدِيْنَةَ حَلَب في صَفَر من سَنَة ثلاث عَشرة وستِّمائة في دَوْلَةِ المَلِك الظَّاهِر، فأنْزَلَه، وأكْرَمه، وعَرَضَ عليه الإقامة بحَلَب ليَسْتخدمه، ورشَّحه لوِزَارتهِ، فأقامَ مدَّةً، ولم يَتَهَيَّأْ له ما أراد، فتَجهَّز للرَّحِيل عن حَلَب، فصَدَّهُ المَلِكُ الظَّاهِر، ووعَدَهُ بوعودٍ كَثيرة، وطالَت إقامته بحَلَب، وكان مُتَشوِّقًا إلى التَّوجُّهِ إلى المَلِك الأشْرَف مُوسَى ابن المَلِك العَادِل، وقد كان بينَهُ وبينه معْرِفةٌ أكِيْدة، وخِدْمةُ سَالفة، حين كان المَلِك الأشْرَف بالبَيْت المُقَدَّس، فتَوجَّه إليهِ، فلم يَحْظَ عندَهُ بما يُرِيد، فأقامَ مُدَّةً، ثُمّ عاد، واجْتازَ بحَلَب بعد مَوْتِ المَلِك الظَّاهِر، وتَوجَّه إلى حَمَاة، فأقامَ بها مُدَّةً في ضِيافَةِ المَلِك المَنْصُور مُحَمَّد بن عُمَر، ثُمّ سارَ عن حَمَاة إلى دِمَشْق، وعادَ إلى خِدْمةِ المَلِك المُعَظَّم عِيْسَى ابن المَلِك العَادِل أبي بَكْر بها.

وكُنْتُ اجْتَمَعْتُ به بالبَيْتِ المُقَدَّسِ في سَنَةِ تِسْعٍ وستِّمائة، وهو إذ ذاكَ يَتَولى الدِّيوان بها، فأنْشَدنِي شَيئًا من نَظْمهِ، ووهَبَنِي كتَابًا من تَأْلِيفه، قَرأته عليه، وأنْشَدنِي بِحَلَب أقطاعًا كثِيْرة من شِعْرِهِ، وكان حَسَنَ النَّظْم والنَّثْر، بَلِيغًا في

(1)

ابن الشعار: قلائد الجمان 2: 355، 357.

ص: 90

===

الكتابة، وسَألتُهُ عن مَوْلِدهِ، فقال: في مُحَرَّم سَنَة ثلاثٍ وسِتِّين وخَمْسِمائة، وكان قد تَرَشَّح قَبْلَ مَوتهِ بأيَّام لوِزَارَة المَلِك النَّاصِر صَلاح الدِّين دَاوُد ابن المَلِك المُعَظَّم ابن أبي بَكْر بن أيُّوب"

(1)

.

‌عَبْد الرَّحيْم بن عليّ بن الحَسَن بن الحَسَن بن أحْمَد بن المُفَرِّج بن أحْمَد، القاضِي الفَاضِل مُحْيى الدِّين أبو عليّ ابن القاضِي الأشْرَف أبي الحَسَن اللَّخْمِيّ البَيْسَانِيّ الأصْل، العَسْقَلَانِيّ المَوْلد، المِصْريّ الدَّار

" قال الصَّاحِبُ كَمَال الدِّين بن العَدِيْم: وقال لي القاضِي بَهاء الدِّين بن شَدّاد، قَاضِي حَلَب: دَخَلتُ على القَاضِي الفَاضِل أوَّل دُخُولي عليهِ دَاره ومعي العِمَاد الكاتب، فلمَّا خَرَجنا قال لي العِمَاد: كيفَ رَأيْت القاضِي الفَاضِل؟ قُلْتُ: رَأيْتُ رَجُلًا قد أَتَاهُ اللّه أَرْبَعَة أَسبَاب:

السَّعَادَة؛ وهي تَدْعُو النّاس إلى المَيْل إليهِ، والاشْتِمَال عليه، وأتاهُ اللّه العِلْمِ؛ فإنَّهُ كان عالِمًا مُطلِعًا على سَائِر الْعُلُوم، آخِذًا من كُلِّ نَوْع منها بأوْفَر سَهْم، لا يَجْتَمع بهِ صَاحب عِلْم إلَّا وَيَخُوض مَعَه في عِلْمِهِ، وذلك من أَسبَاب السَّعَادَة لأَنَّ النَّاس يَميلونَ إلى إرشادِ عِلْمِهِ.

الثَّانِي: وهو كذلك، فإنَّهُ كان من أَكثر النَّاس وَرَعًا، وكان وَقْتُه لا يُخليه من تِلَاوَة قُرْآن أو التَّسْبِيح، وإنْ اتَّفق مَن يُكَلِّمهُ في حَاجَةٍ، كلَّمه ثُمَّ عَاد إلى ما كان عليه، وهذا أيضًا يَدْعو النَّاس إِليه، فإنَّهُم يمَيلونَ إلى ذِي الدِّيْن.

(1)

ابن الشعار: قلائد الجمان 2: 358 - 359.

ص: 91

===

والثَّالث: الجاه؛ وكان من أوْفَر النَّاس جَاهًا عند السُّلْطَان المَلِك النَّاصر، وأقْرَبهم مَنزلَةً، وكان أعْظَم النَّاس مَيْلًا إِليه.

والرّابِع: المَال؛ وكان المَال جدًّا حتَّى أنَّ وَكيله ابن سَناء المُلْك قال: كان دَخْلُه في كُلِّ يَوْم خَمْسِين دِيْنَارًا.

وقال الصَّاحِبُ كَمال الدِّين بن العَدِيْم: إِنَّه سَمِعَ عَبْد الرَّحيْم بن شِيْث بِالبيْتِ المُقَدَّس، وكان يَكْتب بين يَدي الفَاضِل، قال: كان النَّاس يَشكونَ من الفَاضِل قِلّة اهْتمامه بهم، وأنَّهُ لَا يُوفيهم رَدَّ السَّلَام إِذا لَقوه في طَرِيق. قال: ولم يكُن ذلك كِبْرًا مِنْهُ وإنَّما مَن يَرَى أنَّهُ لا يُضِيع وَقْتًا من أوْقاتهِ؛ إمَّا في مَصْلحَة أو في عبَادَة، فإذا رَكِب الدَّابَّة تَنَفَّلَ عليها، فيَمْضِي ويَمُرّ بِهِ الإنْسَان فَيُسَلِّم عليه فلا يَقْطَع صَلَاته، فهذا كان سَبَب إهْماله الاحْتِفال بالنَّاسِ في رَدِّ السَّلَام. قُلْتُ: لا تَفِي لَهُ صَلَاة النَّافِلَة بما يَحْصُل لَهُ من كَسْر قُلُوب مَن هو دُونه، أو أنَّه يُؤْثَم من هُو مثْله أو قَريب مِنْهُ، لأنَّهُ يَغْتابه أو أنَّهُ يَسُبَّه أو غير ذلك"

(1)

.

‌عَبْد الرَّحيْم بن نَصْرِ بن يُوسُف، الإمامُ الزَّاهِد المحدِّث، صَدْر الدِّين أبو مُحَمَّد البَعْلَبَكِيّ الشَّافِعِيّ، قاضي بَعْلَبَكّ

" قال الصَّاحِبُ أبو القَاسِم بن العَدِيْم في تارِيْخِهِ: عَبْد الرَّحيْم بن نَصْر بن يُوسُف بن مُبارَك أبو مُحَمَّد الخَالِديّ البَعْلَبَكِيّ قاضي بَعْلَبَكّ، رَجُلٌ وَرِعٌ، فَقِيْهٌ. صَحِبَ الشَّيْخَ عَبْد اللّه اليُونِيْنِيّ، وتَخَرَّجَ بِهِ، وتَفَقّه. وسَمِعَ من شَيْخنا ابن رَوَاحَة، ومن غيره.

(1)

الصفدي: الوافي بالوفيات 18: 344 - 345.

ص: 92

===

وحَدَّثنا بحَدِيثٍ واحدٍ بمَنْزله ببَعْلَبَكّ، قال: أَخْبَرَنَا ابن رَوَاحة، قال: أَخْبَرَنَا السِّلَفيّ، فذَكَرَ ابنُ العديم حَدِيثًا.

وقال الفَقِيه عَبْد المَلِك المَعَرِّيّ: ما رَأيْتُ قاضِيًا مُكَاشَفًا إلَّا القاضِي صَدْر الدِّين، وذَكَرَ حِكَايَة.

وقال خَطِيْب زَمْلَكَا: تُوفِّي صَدْر الدِّين وهو فِي السَّجْدة الثَّانيَة مِن الرَّكعة الثَّالثة مِن الظُّهر، سَجَدها وكان يُصَلِّي بالمَدْرسَةِ إمامًا، فانْتَظَرهُ مَنْ خَلْفه أنْ يَرْفعَ رأسَهُ، ثُمَّ رَفَعوا رُؤوسهم وحَرَّكُوه فوجَدُوه قد مات؛ هكَذا ذَكَرَهُ ابنُ العَدِيْم"

(1)

.

‌عَبْد الصَّمَد بن زُهَيْر بن هَارُون بن مُوسَى بن عِيْسَى بن عَبْد الله بن أبي جَرَادَة

" قال ابنُ العَدِيم: كان حَسَنَ النَّقْل والضَّبْطِ، جَيِّدَ الفَهْم والخَطِّ، قَيِّمًا بمَذْهبِ أبي حَنِيْفَة. ومَات سَنة اثْنَتَيْنِ وأرْبعمائَة بحَلَب"

(2)

.

‌عَبْد العَزِيز بن مُحَمَّد بن عَبْد المُحْسِن بن مُحَمَّد بن مَنْصُور بن خَلَف، قاضي القُضَاة، وشَيْخ شُيُوخ حَمَاة، شَرَف الدِّين أبو مُحَمَّد الأنْصَارِيّ الأوْسِيّ، الدِّمَشْقيّ الشَّافِعِيّ المَعْرُوف بابن الرَّفَّاء

" ذَكَرهُ الصَّاحِبُ أبو القَاسِم عُمَر بن أحْمَد بن هِبَة اللّه

(3)

بن أبي جَرَادَة في تارِيْخِهِ، قال: أصْلُهُ من كَفر طَاب، ووُلِدَ بدِمَشْق، وخَدمَ عند صَاحِب بَعْلَبَكّ،

(1)

تاريخ الإسلام 14: 824.

(2)

القرشي: الجواهر المضية 2: 426.

(3)

في المطبوعة: عبد اللّه.

ص: 93

===

ثُمَّ وَلِيَ وِزَارَة المَلِك المُظَفَّر صاحِب حَمَاة إلى أنْ مات، ووَلِي الوِزَارَة لابْنِه وفوَّض إليهِ التَّدْبِير، وكان قبل وِزَارته بحَمَاة شَيْخ الشُّيُوخ بها، وهو من الفُضَلاء النُّبَلاء الرُّؤسَاء الفُقَهَاء، رَوَى الحَدِيث عن ابن كُلَيْب، وشَيْخنا ابن طَبَرْزَد.

وله شِعْرٌ حَسَنٌ، أَنْشَدني منه عدَّة مَقَاطِيع، وأخْبَرني أنَّ أصْله من كَفر طَاب، وأنَّ أهْل كَفَرْ طَاب كانوا من تَنُوخ وبَهْز، وسَكَن عندَهم جَماعَةٌ من الأوْس، وكانوا يُكْرِمونهم إلى أنْ اتَّفَق هَجْمَة الرُّوم لكَفر طَاب. انْتَهَى كَلام ابن العَدِيْم باخْتِصار"

(1)

.

‌عبدَ العَزِيْز بنُ مُحَمَّد بن أبي الفَضَائِل بن أبي البَرَكات، أبو مُحَمَّد بنُ أبي المَعالِي البَغْدَاديُّ الوَاعِظُ، المَعْرُوف بابن الدِّيْناريّ

" أنْشَدني القاضِي الإمام كَمال الدِّين عُمَر بن أحْمَد بن أبي جَرَادَة الفَقِيه الحَنَفِيّ المُدَرِّس، أدَامَ اللّهُ تأيْيده، بحَلَب في سَنَة أرْبَعين وستِّمائة، قال: أَنْشَدني أبو مُحَمَّد عَبْد العَزِيْزِ بن مُحَمَّد بن أبي الفَضَائِل بن أبي البَرَكات الفَقِيه الشَّافِعِيّ البَغْدَادِيّ الوَاعِظ المَعْرُوف بابن الدِّيْنارِيّ لنَفْسهِ بحَلَب سَنَة اثْنَتَين وعِشْرين وستِّمائة: [من الطّويل]

غَزالٌ سَبانِي فاتِرُ الطَّرْف أحْوَرُ

يقدُّ الرّدينيَّات بالقَدّ أسْمَرُ

إذا ما رَنا أصْمَى الرَّميَّةَ لَحْظُه

وفي طَرْفِه سَيْفٌ من اللَّحْظِ أبتَرُ

وكم قَتلَتْ ألْحاظُه من مُتيَّمٍ

يُسَلُّ طَرْفِهِ سَيْفٌ باللَّواحِظِ خنْجَرُ

وقد أمْرَضَتْ جِسْمِي مِرَاضُ جُفونِه

ومُذْ فَتَرَت سُقمي بها ليسَ يَفْتُرُ

بِخَدٍّ نَقِيٍّ كاللُّجَيْن بياضةٌ

ومِنْ فَوْقهِ وَرْدٌ مِنَ الحُسْنِ أحْمَرُ

وثَغرٌ هو الإِغْريضُ لا بل لآلئٌ

مُنضَدَةٌ عند التَّبَسُّمِ تَبْهرُ

(1)

المنهل الصافي لابن تغري بردي 7: 294.

ص: 94

===

تَرَى الدّرَّ مَنْظومًا إذا كان باسِمًا

ولكنَّه للدُّرِّ بالنُّطقِ يَنْثُرُ

ونكْهَتُهُ المِسْكُ الذَّكِيُّ تَخالُها

بُعَيْدَ الكَرى بل مازَجَ المِسْكَ عنبَرُ

وريقَتُه يَشْفي المُتَيَّمَ رَشْفُها

ورائِقُها عندَ الترشُّف يُكسرُ

بأجْفانهِ إمَّا دَنا سِحْرُ بابِل

ومنْ لَفْظِهِ أو لَحْظِهِ الصَّبُّ يُسْحَرُ

إذا صَدَّ صَدَّ الصَّبْرُ عَنِّي بصَدِّهِ

ويَهْجُرني طَيْفُ الكَرَى حينَ يهجُرُ

وأنْشَدَنِي أيضًا، قال: أنْشَدني لنَفْسهِ: [من المتقارب]

حَفِظتُ العُهودَ وضَيَّعتُمُ

فأينَ الحِفاظُ وأينَ العُهُودُ؟

فَفِي القَلْبِ منكُم جوَىً نارُهُ

لها في الحشَا مُذْ حَلَلْتُم وَقُودُ

أأَكتُم ما بيَ من حُبِّكُم

وقد خُدِّدَتْ بالدُّمُوعَ الخُدُودُ

وإنْ أنا أنبأتُ سِرَّ الهَوَى

فَها زَفْرَتِي وَدُمُوعِي شُهُودُ

وقَد كُنْتُ قبلَ الهَوى صَابرًا

جَليْدًا وَفي الحُبِّ يَفْنَى الجَلِيدُ

سَقَى اللّهُ نَجْدًا وأرْضَ الحِمَى

مُلْثًّا بتلكَ المَغاني يَجُودُ

أحبُّ زَرودًا وتلكَ الرُّبوعَ

فكم جَمَعَتْنا قَديمًا زَرودُ

وكم قد سَحَبتُ بُرودَ الشَّبَاب

بها فازَدَهَتني تلكَ البُرودُ

وكانَ الشَّبابُ شَفِيْعِي وَليَ

غَدائِرِ تَسْبي المُحَبِّينَ سُودُ

فَشِبتُ وما شَابَ وَجدِي بكُم

وإنْ كُنْتُ شِبتُ فَحُبِّي وَلِيدُ

وأنْشَدَنِي أيضًا، قال: أنْشَدَنِي لنَفْسهِ أبْيَاتًا في طَريق مَكَّة، وقد حَجَّ من العِرَاق في سَنَة ثلاثٍ وستِّمائة، وحجَّ في تلك السَّنَة صَدْر جَهَان، وكانت الوَقْفَة الجُمُعَة، وهَلَكَ من الحاجِّ خَلْقٌ كَثيرٌ من العَطَش، ولا سيِّما في مَنْزلةٍ به تُسَمَّى العُسَيْلَة:[من مجزوء الكامل]

ص: 95

===

يا سَائِلِي عَمَّا جَرَى

إنِّي اخْتَصَرتُ لَكَ العِبارَه

إنَّ العُسَيْلَةَ أَصْبَحَتْ

فيْنا حَلاوَتُها مَرارَه

وكذا النُّقَيْرَةُ قَبْلَها

عُدِمَ الفَتَى فيها قَراره

كم من شَباب شَاحِبٍ

بعدَ المَلاحَةِ والنَّضَارَه

أضْحَى بقَفْرٍ عادِمًا

فيه أقارَبِه وجَارَه

مُسْتَوطنًا بمَفَازَةٍ

وفِراشُه فيها الحِجَارَه

لا لَيْلَه نَدرِي بهِ

عنْدَ الظَّلام ولا نَهارَه

ولكم رَأى مَنْ يَسْتَجِيـ

ـــرُ به ولكنْ ما أجَارَه

تَرَكَ النِّسَاءَ أرَاملًا

وجَفا لِسَفْرَته دِيارَه

كم من وَقُورٍ عادِمِ

بالمَوْتِ بينَهُم وَقَارَه

مُتَوسِّد يُمناهُ فو

قَ جَبِينه ألْقَى يَسارَه

كم مُرْضع وَرَضِيعها

تُومي إلَيْنَا بالإِشارَه

مَن ذا يُبَرِّد غُلَّتِي

بالمَاءِ يَربحُ بالتِّجَارَه؟

كم مُترَفٍ ومُنَعَّمٍ

والرَّمْلُ قد أضْحَى دِثارَه

كم ماتَ مِنْهُم جالِسٌ

بينَ الحِجَارَةِ والمَحَارَه

كم من وجُوهٍ سوّدَت

منْ قبلُ كانَت مُسْتَشارَه

كم من قِطارٍ ماتَ والـ

ــجمَّالُ مُتَّبعٌ قطارَه

وجَمِيعُهم صَرْعَى كأنَّ

السُّكرَ ألْبسَهم خُمارَه

وأتاهُمُ البَيْتُ الحَرا

مُ إلى العُسَيْلَة للزِّيارَه

إنَّ المَلائكةَ الكِرا

مَ أَتت إليهِم بالبشَارَه

إنَّ الإلهَ رَضِيْ لهم

في جَنَّة المأوى جِوارَه

قد كان يَنْتَفعُ الفَتى

بالذِّكْر لو أبْدَى ادِّكارَه

ص: 96

===

أو كان يفتكِرُ اللَّبيـ

ـــبُ ويُكْثِرُ الدَّهرُ افْتِكَارَه

لرأى بعَينِ العَقْل أنَّ

مَحاسِنَ الدُّنْيَا مُعارَه

فاترُك تِجَارَتَها فإنَّ

تِجارَةَ الدُّنْيَا خَسارِه

فالمُلْكُ فيها لا يَدُو

مُ فكيفَ يفرَحُ بالإِمارَه

واعْدِلْ إِذا وُلِّيت أمْـ

ـــرًا فالإِمارَة بالعِمارَه

وقَوْله:

وأتاهُمُ البَيْتُ الحَرا

مُ إلى العُسَيلَةِ للزِّياره

قيل: رأى بعضُ الحاجّ في مَنامِهِ كأنَّ البَيْت الحَرَام مَشَى، فقيل: إِلى أين؟ فقال: إلى زيارة المَوْتَى بالعُسَيْلَةِ"

(1)

.

‌عَبْد الغَفُور بن لُقْمَان بن مُحَمَّد الكَرْدَريّ

" قال أبو القَاسِم عُمَر بن العَدِيْم في تاريخ حَلَب: قَدِمَ الكَرْدَريُّ حَلَب، فوَلَّاه المَلِكُ العَادِل نُور الدِّين مَحْمُود القَضَاء، ووَلِيَ التَّدْرِيسَ بالمَدْرسَةِ الَّتي وقَفَها حُسَام الدِّين لاجِيْن، بحَلَب، وسَمِعْتُ شَيْخنا أبا هاشِم عَبْد المُطَّلِب يَصِفه بالدِّين، ويُثْنِي عليه بالعِلْم والفِقْهِ، ويُفَضِّله على العَلاءِ بنِ الغَزْنَويّ، وعلى الكَاسَانِيّ، وكان يَتَورَّع أنْ يَجْلس للْحُكْم على حُصُرِ المَدْرسَة، ويأمُر برَفْعِها إِذَا جَلَس للقَضَاء، ويَقُول: هذه الحُصُر للدَّرسِ، فلا يَجُوز اسْتِعمالها لغَيره. وكان له برَسْمِ القَضَاء حَصِيرٌ صَغِير يَجْلس عليها للحُكْم.

قال أبو هاشِم: لمَّا وَلَّى المَلِكُ العادلُ نُور الدِّين أبا الفَضْل الشَّهْرَزُوريّ قَضَاءَ القُضَاة بالبلاد الشَّاميَّة، واسْتَناب ابْنه أبا حَامِد، قال السُّلْطان نُور الدِّين: نُريد

(1)

ابن الشعار: قلائد الجمان 2: 396، 398 - 401.

ص: 97

===

حَاكِمًا يَحْكُم على مَذْهَبِ أبي حَنِيْفَة بحَلَب، فذُكِرَ له الكَرْدَريّ، فسَيَّرَ إليه وعَرَض عليه القَضَاء، فامْتَنعَ! وقال: بنو الشْهرَزُوريّ لا أقْدر على النِّيابةِ عنهم. فسَيَّر إِليه نُور الدِّين، وقال له: أنتَ نائبُ نُور الدِّين لا غير، وليس للقاضِي علمِكَ أمْرٌ ولا ولايهَ، فأجابَ وتَوَلى القَضَاء. فَجَعَلَ أبو حَامِد بن القاضِي يَقُول: امضُوا إلى النَّائِب، وقُولوا للنَّائب! فغَضِبَ القاضِي الكَرْدَريُّ من ذلك، وتبيَّنَ الغَيْظ في وَجْهِهِ. فقيل له: لستَ إلَّا نائب نُور الدِّين!

فَجَعَل بعد ذلك يُمْضِي القَضايا على ما يَخْتار اسْتقلالًا، فكان عنده غُلَامٌ جَعَله لمجلِس الحُكْم يُدْعَى سُويْدًا، يُحْضِر الخصُوم إلى مَجْلِسِ الحُكْم، فَحضَر بعضُ التُّجَّار وادَّعى أنَّ له على نُور الدِّين دَعْوَى، فقال الكَرْدَريُّ لسُوَيْدٍ: امْضِ في طَلَبِ نُور الدِّين، وادْعُهُ إلى مَجْلِس الحُكْم، وعرَّفه أنَّهُ حَضَرَ شَخْصٌ يَطْلب حضُوره، فَمضَى سُوِيدًا في طَلَبِ نُور الدِّين، فقيل لنُور الدِّين: إِنَّ تاجِ الدِّين الكَرْدَريّ قد أرْسَلَ سُويدًا يَطْلُب المولَى إلى مَجْلِس الحُكْم! وذَكَرَ أنَّهُ حَضرَ تاجِرٌ، وذَكَرَ أنَّهُ له دَعَوى شَرْعِيَّة على المَوْلَى، فقال نُور الدِّين: يُحْضَر الفَرَس حتَّى نَرْكب إِليه، السَّمْعُ والطَّاعة. قال اللهُ تعالَى:{إِذَا دُعُوا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ أَنْ يَقُولُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا}

(1)

.

ثُمَّ نَهضَ ورَكِبَ حتَّى دَخَلَ باب المَدِيْنهَ، فاسْتَدعى سُوَيْدًا، وقال له: امْضِ إلى القاضِى تاج الدِّين، وسَلّم عليه، وقُل له: إِنَّني جئْتُ إِلى هُنا امْتِثالًا لأمْرِ الشَّرْع، وهذا وَكِيلي يَسْمَع الدَّعْوى، وإِنْ تَوجَّهتْ علَيَّ يَمينٌ أحْضُرُ إنْ شَاءَ اللهُ تعالَى.

قال: فَحضَرَ الوَكِيل الدَّعْوَى، وسَمعَ الدَّعْوى، وتَوَجَّهَت اليَمين، فقال الكَرْدَريُّ: تَوَجَّهَت اليَمين، فليَحْضُر، فلا بلَغَ نُور الدِّين ذلك اسْتَدْعَى التَّاجِرَ وأصْلَحَ الأمْرَ فيما بينَهُ وبينه وأرْضَاهُ.

(1)

سورة النور، الآية 51.

ص: 98

===

تُوفِّي بحَلَب في رَجَب سَنَة اثنتَينِ وخَمْسِين وخَمْسِمائة"

(1)

.

‌عبد الغنِي بن مُحَمَّد بن أبي القاسِم بن مُحَمَّد بن تَيْمِيَّة، أبو مُحَمَّد الخَطِيْب ابن الخَطِيْب أبي عَبْد الله الحَرَّانيُّ

" أنْشَدني القاضِي الإمامُ أبو القَاسِم عُمَر بن أحْمَد بن أبي جَرَادَة الحَنَفيّ، أيَّدَهُ اللهُ تعالَى، من لفظه، سَنَة أرْبَعين وستِّمائة؛ قال: أنْشَدني القاضِي الخَطِيْبُ أبو مُحَمَّد عَبْد الغَنِيّ بن مُحَمَّد بن تَيْميَّة لنَفْسهِ في الملِك النَّاصِر، صلاح الدِّين بن أبي المُظَفَّر يُوسُف بن مُحَمَّد بن غازِي بن يُوسُف سُلْطان حَلَب، خَلَّدَ اللهُ مُلْكه، وقد فَتَحَ حَدِيثةَ حَرَّان من أيْدِي الخُوَارزمِيّة، خَذَلَهُم اللهُ تَعالَى، سَنَة ثَمانٍ وثلاثين وستِّمائة، ووَفَد كَبِيرُ الحَرَّانيِّين عليه، مُهنِّئينَ له، وهو فيهم، فَخَلَعَ عليهم، وأحْسَن إليهم، وأوْرَدَ بين يَديهِ فِي القَلْعةِ فَصْلًا في الهناء:[من الخفيف]

قَدْ شَفَى اللهُ غُلَّةَ الأَكْبَادِ

ببُلُوغِ المُنَى ونيل المُرَادِ

وتَبَدَّى الزّمانُ غَضًّا جَدِيْدًا

حَيْثُ وفَّى سَوَالِفَ الميِعَادِ

وبَلَغْنَا المُنَى وغَايَةَ ما كُـ

ـنَّا نُرَجِّيْهِ مِنْ ضُرُوبِ الأيَادِي

أخْصَبَت أرْضُنَا بكُلِّ مَرامٍ

وأضَاءَتْ لنا بُرُوْقُ الغَوادِي

وحَبانا بجُوْدِهِ كُل نوءٍ

وأتانا بَسَيْلِهِ كُلُّ وادِي

وقَضَى الدَّهْرُ حاجِةً طَالَما طَـ

ـوَّل بالمَطْلِ وَعْدَها في الفُؤَادِ

هذه ذِرْوَةُ الكمالِ وقَدْ نيلَـ

ـتْ على رغْمِ أنْفُسِ الحُسَّادِ

نَالَها ذُوْ السّعاةِ المَلِكُ النَّـ

صِر كَافِي الإصْدَارِ والإيْرادِ

(1)

ابن فضل الله العمري: مسالك الأبصار في ممالك الأمصار 6: 117 - 119.

ص: 99

===

قال فيها:

فَتَهَنَّ السُّرُورَ فالوَقْتُ مَصْقُـ

ـولُ الحَوَاشِي مُحبَّرُ الأبرَادِ

إنْ تَعِشْ [

] فَعِش ألْفَ عَامٍ

كُل يَوْمٍ عِيْدٌ مِنَ الأَعْيَادِ

أنْتَ شِبْلُ السُّلْطَانِ حَقًّا وما الأَشْـ

ـبالُ إلَّا طَبَائُع الآسَادِ

فتَوَلَّ البِلادَ وانْهَضْ بعَزْم الـ

ـجدِّ فَالسَّعْدُ في نَمًا وازْديادِ

وابْسُطِ العَدْلَ واعْتَمِدْ هِمَمَ الأَخْـ

ـيَارِ والصَّالِحيْنَ والزُّهَّادِ

واغْتَنم منْهُمُ الدُّعَـ

ـاءَ فمَّا نَصْرُكَ إلَّا بهِمَّةِ العُبَّادِ

وتَحقَّقْ إنّ الرَّعِيَّةَ في حَرَّان

قَدْ أقْلَصُوْكَ مَحْضَ الوِدَادِ

فتَوَخَّ الإِحْسانَ جُهْدَكَ فيهِمَ

والْغِ قَوْلَ الحُسَّادِ والأضْدَادِ

يا لها مِنْ سَعَادَةٍ تَمَّ بُشْـ

ـرَاهَا ويا بَرْدَهَا على الأكْبادِ

وأنْشَدَنِي أيضًا، قال: أنْشَدني لنفسهِ، وقد خَلَع عليه السُّلْطان المَلِك النَّاصِر صَلاح الدِّين، أدَامَ اللهُ دَوْلته:[من الطويل]

بأيِّ لِسَانٍ يشكُر العَبْدُ مَولَاهُ

وتقصِيْرُهُ في كُلِّ حَالٍ قُصَارَاهُ

وكَيْفَ يُطِيقُ الجَرْزُ أنْ يَشْكُرَ الحَيَا

إذَا جادَهُ الجود النَّمِيرُ فأحْيَاهُ

وأنِّي لمَنْ أضْحَتْ عليهِ سَوَابغٌ

منَ المَنِّ ممَّنْ عَرَّفَتْني عَطَاياهُ

عَقِيدَ النَّدَى لا زالَ جُوْدُكَ جَائِدًا

وكَفُّكَ وكَّافًا على الخَلْقِ جَدْوَاهُ

بسَطْتَ يَدِي حتَّى ظَننتُكَ قَابضًا

يَدَ الدَّهْرِ عَنِّي مع تَفَاقُمِ بلوَاهُ

وعلَيتَني حمَّما ظَننتُ بأنَّني

سَاعْبُرُ عنْ بُرْجِ السِّمَاكِ ومأوَاهُ

وشَرَّفْتَنِي طُوْلَ الزَّمَانِ بِخِلْعَةٍ

بَلَغْتُ بها مِنْ شَامِخِ العِزِّ أقْصَاهُ

لَئِنْ كان جِلْبَابُ التَّطَوُّلِ ضَافِيًا

على باديكَ الكَريمِ مُحَيَّاهُ

كأنَّ جَلَابِيْبَ المحبَّةِ قدْ حَوَتْ

فُؤَادِى فأَنْتَ اليَوْمَ سِرِّى ومَعْنَاهُ

ص: 100

===

وإنْ كان رَسْمُ الثَّوبِ باللُّبْسِ دَارسًا

فَرَسْمُ هَوَاكَ الدَّهْرَ لا أتناسَاهُ

فَلَا قلب لي إلَّا وأنْتَ نَزَيْلُهُ

ولا سِرَّ لي إلَّا وذِكْرُكَ مَأوَاهُ

بَقِيْتَ على مَرِّ اللَّيالِي وكَرِّهَا

بعَيْشٍ هَنِيٍّ يَحْمَدُ المَرْءُ عُقْبَاهُ"

(1)

.

‌عَبْد الله بن أحْمَد بن بُهلُول

" ذَكَرَهُ أبو القَاسِم عُمَر بن العَدِيْم، في تَارِيِخ حَلَب، وقالَ: حَدَّثَ بالوِجَادَةِ، عَن كتابِ جَدِّه إسْاعِيل بن حَمَّاد بن أبي حَنِيفة. ورَوَى عنه عُمَر بن الحَسَن بن عُمَر القاضِي الأُشْنَانِيّ"

(2)

.

‌عَبْد الله بن أحْمَد بن حَمْزَة، المنصُور إمام الزَّيْدِيّة

" قال ابنُ العَديْم: وَرِثَ الملكَ بصَعْدَة عن أبيهِ، وامْتَدَّتْ يَدُه مع النَّاصِر العبَّاسِيّ، وكان يُناظِرُه ويَبْعث دُعاتَه إلى الدَّيلم وجِيْلانَ حتَّى خُطِبَ له هُناك وصَار له فيها وُلاةٌ، وأنْفَقَ النَّاصِرُ عليه أمْوَالًا في العَرَب باليُمْن ولم يَظْفَر به"

(3)

.

‌عَبْد الله بن شَافِع بن مَرْوَان بن القَاسِم المقرئ التِّنّبيُّ العابِد، أبو مُحَمَّد

" تِنَّبُ؛ بالكَسْر ثُمّ الفَتْح والتَّشْدِيد، وباء مُوَحَّدة: قَرْيَة كَبِيرة من قُرَى حَلَب، منها أبو مُحَمَّد عَبْد الله بن شَافِع بن مَرْوَان بن القَاسِم المُقْرئ التَّنَّبيِّ العَابِد،

(1)

ابن الشعار: قلائد الجمان 3: 26 - 28.

(2)

القرشي: الجواهر المضية 2: 292.

(3)

العبر لابن خلدون 7: 352. ولا يُعرف إن كان ابن العديم قد أفرد له رجمة، أم أن هذا النقل من ثنايا ترجمة أخرى.

ص: 101

===

سَمِعَ بحَلَب مُشْرق

(1)

بن عَبْد الله الزَّاهِد، وأبا طَاهِر عَبْد الرَّزَّاق بن إبْرَاهيم بن قاسِم الرَّقِّيّ، وأبا أحمد حَامِد بن يُوسُف بن الحُسَين التَّفْليْسِيِّ، رَوى عنه أبو الحسَن عليّ بن عَبْد الله بن جَرَادَة الحَلَبيُّ.

أفادَنيه هَكَذا القاضِي أبو القَاسِم عُمَر بن أحْمَد بن أبي جَرَادَة"

(2)

.

‌عبدُ الله بنُ عَبْد الرَّحْمن بن عَبْد الله بن عُلْوَان بن عَبْد الله بن عُلْوَان بن رَافِع، أبو مُحَمَّدَ بنُ أَبِي مُحَمَّد الأَسَديُّ

" حَدَّثَني القاضِي الإمامُ أبو القَاسِم عُمَر بن أبي جَرَادَة الفَقِيِه الحنفيّ المُدَرِّس، أيَّدَهُ اللهُ تعالَى، قال: اجْتَمَعْتُ بالقاضِي أبي مُحَمَّد بِحِمْص، وقد وَافاها رَسُولًا، وأنا مُجْتازٌ إلى دِمَشْق، وأقَمْتُ معه أيَّامًا، ثُمّ ودَّعتُه، وسِرْتُ إلى دِمشق، ورجع بعدِي إلى حَلَب، فكَتَبَ إليَّ بهذه الأبيات إلى دِمَشْق:[من الطويل]

إلى الله أشْكُو ما وَجَدتُ منَ الأسَى

بِحْمْص وَقَدْ أمسَى الحَبيبُ مُودِّعا

وأوْدعَ في العَينِ السُّهادَ وفي الحشَا

اللَّهيبَ وفي القَلْب الجَوى والتَّصدُّعا

وللهِ أيّامٌ تَقَضَّت بقُرْبه

فَيا طِيْبَها لو دُمت فيها مَمتَّعا

ولكنَّها عمَّا قليل تَصَرَّمتْ

فأصْبَحتُ مُنْبَتَّ السُّرورِ مُفَجَّعا

وقد كان ظَنِّي أنَّ عِنْدَ قفولِنا

إلى حَلَبٍ ألقى منَ الهَمِّ مَفزَعا

فلمَّا رَأت الدَّارَ هَيَّجَ مَنْظَري

إليها حَنينًا كامِنًا وتَوجُّعا

فأنْشَدْتُ بيتَيْ شَاعِرٍ ذَاقَ طَعْمَ ما

شَرِبْتُ بِكاسَاتِ الفِراقِ تَجَرُّعا

(1)

في مطبوعة معجم البلدان: مشرف، وصوابه بالقاف، وله ترجمة تأتي فيما يلي.

(2)

معجم البلدان 2: 47.

ص: 102

===

فَلا مَرحِبًا بالرَّسْمِ لسْتُم حَلُولَهُ

ولَو كانَ مخضَرَّ الجَوانِب مُمْرعا

ولا خَير في الدُّنْيا ولا في نَعِيْمها

إذا لم يكُن شَمْلِي وشَمْلكُمُ مَعَا

وأنْشَدَنِي القاضِي أبو القَاسِم، قال: أنشدني القاضِي أبو مُحَمَّد عَبْد الله بن عَبْد الرَّحْمن من شِعْرِهِ: [من الطويل]

أُنَزِّهُ نفسِي عن أُمورٍ شَهيَّةٍ

وأكْبَحُها عن أنْ تَنالَ المَطامِعا

مَخَافَةَ أنْ تَعْتادَ نيل مُرادِها

فأُصْبحَ من كأس المذلَّةِ كارِعا

وأنَّ مَبِيتَ الحُرِّ جَيْعان قَانعًا

أعَزُّ لَهُ ممّا إذا باتَ خِانِعا"

(1)

.

‌عَبْد الله بن عُثْمان بن جَعْفَر بن مُحَمَّد اليُوْنِيْنيُّ الزَّاهِدُ، أسَدُ الشَّام

" قال ابنُ العَدِيْم في تاريخ حَلَب: أخْبَرني الفَقِيهُ مُحَمَّد اليُوْنِيْنيّ أنَّ الشَّيْخَ عَبْد كان يُصَلي بعد العِشَاء الآخرة وِرْدًا إلى قَرِيب ثُلُث اللَّيْل، فَكان ليْلةً يُعاتِبْ رَبّه عز وجل، وَيَقُولُ: يا ربّ، النَّاسُ ما يأتُوني إِلَّا لأجْلِكَ، وأنا قد سألتكَ في المَرْأة الفُلَانيَّة والرَّجُل الفُلَانيّ أنْ تقضي صاجَته، وما قَضَيْتها، فهكَذا يكُون؟

وكان يتمثَّل بهده الأبيات كثيرًا ويَبِكِي: [من الطويل]

شَفِيْعي إليكُمُ طُولُ شَوْقي إليكُم

وكُلُّ كَريمٍ للشَّفِيع قبُولُ

وعُذْري إليكم أننَّي في هَوَاكُم

أسِيرٌ ومأْسُورُ الغَرَام ذَليلُ

فإنْ تقبلُوا عُذْري فأهْلًا ومَرْحبًا

وإنْ لم تُجيبوا فالمُحِبُّ حَمُولُ

سأصْبرُ لَا عنكُم ولكن عَليكُمُ

عَسَى لي إلى ذاكَ الجنَابِ وُصُولُ"

(2)

(1)

ابن الشعار: قلائد الجمان 2: 179 - 181.

(2)

تاريخ الإسلام للذهبي 13: 503، ومسالك الأبصار لابن فضل الله العمري 8:215.

ص: 103

===

" قال الصَّاحِبُ أَبُو القَاسِم: وقد صَحبتُهُ ووَهَب لي قَمِيْصًا له أزْرَق، وَقال لي يَوْمًا ببَيْتِ المقدِس: يا أَبَا القَاسِم، اعْشَقْ تَفْلح! فاسْتَحْيَيتُ، وَذَلِكَ في سَنَة ثلاثٍ وستِّمِائة، وعُدْتُ مع والدِي. ثُمَّ بعد مُدَّة سارَّني بجامع دِمَشْق، وَقال: عَشِقتَ بَعْدُ؟ فَقُلْتُ: لَا، قال: شُهْ عليكَ! واتَّفق أنِّي تزوَّجتُ بعد ذاك بسَنَة، ومِلْتُ إلى الزَّوْجَة مَيْلًا عَظِيمًا، فما كُنْتُ أصْبِرُ عنها"

(1)

.

"قال ابنُ العزِّ عُمَر: قَرأتُ في تاريخ ابن العَدِيْم، بغير خَطِّهِ، قال سيِّدنا العَلَّامَة أبو عَبْد الله مُحَمَّد بن أبي الحُسَين اليُوْنِيْنيّ: كُنْتُ عند الشّيْخ يَوْمًا، فجاءَهُ رَجُلان من العَرَب، فقالا: نَطْلع إليك؟ قال: لَا، فذَهَب أحدُهما وجَلَس الآخرُ، فَقال الشَّيْخ:{فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاءً وَأَمَّا مَا يَنْفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الْأَرْضِ}

(2)

، ثُمّ قال لَهُ: اطْلع. وطَلع، فأقامَ عندنا أيَّامًا، فقال لَهُ الشَّيْخُ: تُحبّ أنْ أُربك قبركَ؟ قال: نَعَم، فأتَى بِهِ المقبرة، فَقال: هَذَا قبركَ! فأقام بعد ذَلِكَ اثْنى عَشر يَوْمًا، أو أرْبَعة عشر يَوْمًا، ثُمَّ مات، فدُفِنَ في ذَلِكَ المكان!

وَكان لَهُ زَوْجَة ولها بنْت، فطَلبتُ أنْ يُزَوِّجَني بها، فتَوَقَّفت أُمُّها، وقالت: هَذَا فَقِيرٌ ما لَهُ شيء. فَقال: واللهِ إنّي أرَى دَارًا قد بُنِيَتْ لَهُ، وفيها ماءٌ جارٍ، وابْنَتك عنده في الإيْوان، ولهُ كِفَايةٌ عَلَى الدَّوام، فَقالتْ: تَرَى هَذَا؟ قال لها: نعم. فزَوَّجَتْنيها، ورَأت ذلكَ، وأقامَت معي سِنين، وذلك سَنَة مُحاصَرَة المَلِك العَادِل سِنْجَار.

وكانت امْرَأة بعد مَوْتها تَطْلب زَواجِي، وتشَفَّعَت بزَوْجةِ الشَّيْخ، فلمَّا أكْثرت علَيَّ، شَكَوْتُها إلى الشَّيْخ، فقال: طَوِّلْ رُوحك يَوْمين، ثلاثة، ما تَعُود

(1)

تاريخ الإسلام 13: 503، ومسالك الأبصار 8:216.

(2)

سورة الرعد، الآية 17.

ص: 104

===

ترَاها. قال: فقَدِمَ ابنُ عمِّها من مِصْر؛ أمِيرٌ كَبِيرٌ، بعد أيَّام، فتَزَوَّجَ بها، وما عُدْتُ رَأيتْهُا. وكَرامَاتُه في هذا كَثِير"

(1)

.

"كَتَبَ الفَقِيهُ تحت هَذَا الكلام: صَحِيحٌ ذلك، كَتَبَهُ مُحَمَّد بن أبي الحُسَين اليُونيْنيّ"

(2)

.

"وقال أبو القَاسِم بن العَدِيْم: تُوفِّي في عَشْر ذي الحِجِّة، وهو صَائمٌ، وقد جاوزَ الثَّمانين.

فقال لي الفَقِيهُ مُحَمَّد: كُنْتُ عندَ الشّيْخ، فالْتَفَتَ إلى دَاوُد المُؤذِّن، فَقال: وَصِيَّتك بي غَدًا، فظَنَّ المُؤذِّنُ أنَّهُ يُريد يَوْم القِيامَة، وَكان ذلك يَوْم الجُمُعَة، وهو صائِمٌ، فلما جاءَ وَقْت الإفْطار قال لجارِيتهِ: يا دَرَّاجِ، أجِدُ عَطَشًا، فسَقَتهُ ماءَ لينُوفَر، فباتَ تلكَ اللَّيْلة، وأصْبَحَ وجَلَسَ على حَجَرٍ، موضع قُبِرَ، مُسْتَقبلٌ القِبْلَة، فماتَ وهو جالِسٌ، ولم يُعْلَم بمَوْته، حَتَّى حرَّكُوه، فوَجَدُوه مَيِّتًا، فجاءَ ذلكَ المُؤذِّن وغَسَّلَهُ، رحمه الله"

(3)

.

"قال: وأخْبَرني القاضِي شَمْسُ الدِّين عَبْد الله الحَنَفيّ النَّائِب بدِمَشْق، قال: حَكَى رجُلٌ من الفُقَرَاء كان قد صَحبَ الشَّيْخ عَبْد الله اليُونيْنيّ، وكان في صِبَاه حَمَّاميًّا، قال: دَعَتني نَفْسِي إلى مُعاشَرة النِّسَاء، فبينا أنا عندَ امْرَأة، وإذا زَوْجها قد جاءَ، فدَقَّ الباب، فحِرْتُ، وكان بيَتْها صَغِيرًا، فصَعدتُ السَّطْحَ، فدَخَلَ زَوْجها، فرَآها مُتَغيِّرة، فقال: ما لك؟ قالت: لا شيء. فارْتابَ، وصَعِدَ السَّطْح، قال: ونَظَرتُ واللهِ إلى عِمَامَتهِ وهو في السُّلَّم صَاعد، فقُلْتُ: يا سَيِّدي الشَّيْخ

(1)

تاريخ الإسلام 13: 504، ومسالك الأبصار 8:217.

(2)

تاريخ الإسلام 13: 504.

(3)

تاريخ الإسلام 13: 504، ومسالك الأبصار 8:216.

ص: 105

===

عَبْد الله، أنا في حَسْبِكَ. فطلع! فلَم يَرَني، ونَزَل، وبَقِي في بَيْتهِ سَاعة، وخَرَجَ، فنَزَلتُ، ومَضَيْتُ إلى الشَّيْخ، فقال: وَيْلك يا مُدْبِر! تَتَستّرُ بنا، وتَسْتَعين بنا على المعاصِي؟!

وكان رَحِمَهُ [اللهُ] شَيْخًا طُوَالًا، مُهَابًا، كأنَّهُ نارٌ، وكان يَقُوم نِصْف اللَّيْل إلى الفُقَرَاء، فمن رآه نائمًا ضَرَبهُ، وكان له عَصاة اسْمها: العافِيَة.

وكان شُجاعًا في اللهِ، وباللهِ، كَثيرَ الأذْكار والحضُور، يَغارُ ممَّن يَذْكُر اسْم الجبَّار بغير اسْتِحضار، وله هَيْبَةٌ على المشايخ والفُقَرَاء، لا يَسْطِيع الإنْسَان أنْ يُطِيل النَّظَر إليه، وكان لا تأخُذه في اللهِ لوْمة لائم"

(1)

.

‌عَبْدُ الله بنُ عَلَّان بن زاهِر بن عُمَر بن أحْمَد بن عَلَّان بن رَزِيْن، أبو الفَضْل بن أبي الحَسَن الواسِطِيُّ الخُزَاعيُّ

(2)

" حَدَّثني القاضِي الإمامُ أبو القَاسِم عُمَر بن أحْمَد العُقَيْليُّ، أسْعَدهُ اللهُ تعالَى، من لَفْظِه، قال: قَدِمَ عَبْدُ الله بن عَلَّان حَلَب مِرَارًا، وكان أقامَ بحَمَاة مُدَّةً في خِدْمةِ المَلِك المَنْصُور مُحَمَّد، وذَكَرَ لي أنَّ مَوْلده سَنَة خَمْسٍ وثلاثين وخَمْسِمائة إنْ صَدَق!

وكان كَذَّابًا، يَدّعي أنَّهُ سَمِعَ أبا الوَقْت وغيره، وقَفْتُ على طَبَقات وأثْبات زَوَّرَها بخَطِّهِ، وآفَةُ كَذبه جَهْله، فإنَّه خلَّطَ في أسانيدها، والشُّيُوخ الَّذين ادَّعَى

(1)

مسالك الأبصار 8: 215 - 218.

(2)

تأتي له ترجمة بتصغير اسمه: عبيد الله، وجاء فيها؛ ضمن نقل ابن حجر عن ابن عشائر الحلبي أنه رآه في كتاب ابن العديم: عبيد الله، وفي موضع آخر من الكتاب مكبرًا: عبد الله، وهذه طريقة المصنِّف في الترجمة للأعلام بحسب الاختلاف في أسمائهم، وتقدّمت نماذج عديدة في المتبقي من كتابه.

ص: 106

===

أنَّهُ سَمِعَهُم، وغرَّ جَماعَة من طَلَبةِ الحَدِيث، فسَمِعوا منه بالمَوْصِل وغيرها، ثُمّ قال: أنْشَدني لنَفْسهِ: [من مجزوء الكامل]

يا مُشْبِهَ القَمَرِ المُنيرِ

هل مِنْ صُدودكَ من مُجيرِ؟

قَسَمًا بما في فيكَ مِنْ

شَنَبٍ ودُرِّ مُسْتنيرِ

وبوَرْدِ خَدَّيْكَ اللَّذيْـ

ـــنِ يُضاهِيان الوَردَ جُوِري

وبماءِ آسٍ في عِذا

رِكَ أخْضَرٍ غضَّ مَطِيرِ

وبنَفْسجٍ في مُقْلَتَيْـ

ـــكَ وَنَرْجِسٍ رَغْدٍ نَضيرِ

صِلْ عاشِقًا صبًّا فَذِكْـ

ـــرُكَ يا مُنى قَلْبِي سَمِيري"

(1)

‌عَبْد المُطَّلِب بن الفَضْل بن عَبْد المُطَّلِب بن الحُسَين بن أحْمَد بن الحُسَين بن مُحَمَّد بن الحُسَين بن عبد الرَّحْمَن بن عبد المَلِك بن صَالِح بن عليّ بن عَبْد الله بن عبَّاس الحَلَبيّ، الإِمَام افْتِخَار الدّين

" قال ابنُ العَدِيم: ذَكَرَ أنَّ مَوْلِدَه ببَلْخَ، في سادِس جُمادَى الآخِرَة، سَنَة ستٍّ وثلَاثِينَ وخَمْسِمائة.

سَمِعَ وحدَّثَ، سَمِعْتُ عليه الكثيرَ. وصنَّفَ شَرْح الجَامِع الكَبِير، ودرَّس، وناظَر، وكان رَئِيسًا، صَحِيحَ السَّماع، عالِيَ الإِسْنَاد.

ماتَ في جُمادَى الآخِرَة، سَنَة سِتّ عَشرَة وستِمائَة، ووَلِيَ ابْنهُ الفَضْل التّدْريسَ مكانَه بالحَلاويَّة، والمُقَدَّمِيَّة"

(2)

.

(1)

ابن الشعار: قلائد الجمان 2: 176 - 178.

(2)

القرشي: الجواهر المضية 2: 467.

ص: 107

===

‌عَبْدُ المُنْعِم بن عُمَر بن عَبْد الله بن أحْمَد بن خَضِر بن مَالِك بن حَسَّان، أبو الفَضْل الغَسَّانيُّ السِّنْديُّ الجِلْيانيُّ الحَكِيمُ الأَدِيْبُ

" وَقَفْتُ على تَرْجَمَتهِ في كتاب الخَريدة للعِماد الأصْفَهانيّ، وتاريخ حَلَب، وفي تاج المَعاجِم، وفي تاريخ بَغْدَاد لابن الدَّبَيْثيّ، وفي تاريخ بَغْدَاد أيضًا لابن النَّجار، فلَخَّصْتُ من جَميع ذلك

(1)

: أنَّهُ وُلِدَ بجِلْيَانة من جِهاتِ غَرْنَاطَة سَنَة إحْدَى وثلاثين وخَمْسِمائة، واشْتَغلَ بالطِّبِّ والأدَب، ورَحَل إلى المَغْرب، واشْتَهَر هُنالك ذِكْرُه، وأقامَ مُدَّةً ببَغْدَاد؛ يَمْدَح ويُخالِط الأعْيَان والفُضَلاء، ويُطالِع كَتب الخَزائِن إلى أنْ تَفَنَّن.

واسْتَقرَّ بالشَّام، وصارَ طَبِيبَ المَارِسْتان السُّلطانيّ في السَّفر والحَضَر، أيَّامَ صَلاح الدِّين بن أيُّوب وبعده، إلى أنْ ماتَ بدِمَشْق سَنَة ثلاثٍ وستِّمائة.

ومَدح في أوَّل أمْره صَلَاحَ الدِّين بمَدائحَ مُخْتَصَرات، فأَعْطاه عليها ثلاثمائة دِيْنار مِصْريَّة، فحَسَدَهُ أحَدُ الحاضِرين وأظْهَر اسْتِكثارَ ذلك في حَقِّهِ، فزادَ السُّلْطانُ ثلاثمائة دِيْنار أُخْرَى"

(2)

.

"حَدَّثني القاضِي أبو القَاسِمِ عُمَر بن أحْمَد بن أبي جَرَادَة الحَنَفيّ، أيَّدَهُ اللهُ تعالَى، قال: أخْبَرني السَّدِيدُ بن عُمَر القَفْصِيّ؛ قال كان عَبْد المُنْعِم الجِلْيانيّ قليلًا ما يَمْتَدحُ النَّاس، وكانَ يَمْدحُ المَلِك النَّاصِر جالِسًا، وعَمِلَ له كتابًا في مَدائحه مُشَجَّرًا، وكان السَّبَب الَّذي دَعاهُ إلى عَملهِ، أنَّه لَزمهُ دَيْنٌ مِقْداره ثلاثمائة دِيْنار،

(1)

ترجمته طويلة في الغصون اليانعة أثبتُ مما لخصه من المصادر المذكورة - ومنها كتاب ابن العديم - بقدر ما يكفي للتعريف به، وسمّاه ابن سعيد:"عبد المنعم بن مظفر الغساني الجلياني"، وسياقة اسمه المدرجة أعلاه من قلائد الجمان.

(2)

ابن سعيد الأندلسي: الغصون اليانعة 104 - 105.

ص: 108

===

وعَمِلَ في هذا الكتاب مُشَجَّرات في مَدْحه، وحَمَلهُ إليهِ، فلمَّا وقَفَ عليهِ لم يَهْتدِ إلى قِراءتهِ، فطَلَبَ عَبْد المُنْعِم ليحلَّ المُشَجَّرِات، وكان بحَضْرتِه إنْسَانٌ يَقْصده، فلم يَسَعه عندَ طلبهِ إلَّا إحْضاره، فلمَّا حَضَرَ حَلَّ له المُشَجَّرات، فاسْتَحْسَنها، وسألهُ عن حاجَتِه؛ فقال: علَيَّ دَيْنٌ أطْلب قَضَاءه، فتَقَدَّم إلى الدِّيوان أنْ [ ..... ]

(1)

بدَيْنهِ، فلمَّا خَرَجَ؛ قال له ذلك الرَّجُل الَّذي يَقْصده: هذا عليه ثلاثمائة دِيْنار! فأمَر الدَّيِوان أنْ [

] ثلاثمائة دِيْنار، ويُطْلق لهُ ثلاثمائة دِيْنار أُخْرَى، فأرادَ ذلك الرَّجُل أنْ يَضرّه فنَفَعه.

وقال القاضِي: وسألتُ السَّدِيد عُمَر عن حَالهِ فوَصَفه بالفَضْل والعِلْم؛ قال لي: وكانَ يَمِيلُ إلى الحِكْمةِ.

وحَدَّثني القاضِي أبو القَاسِم، قال: حُدِّثْتُ عن عَبْد المُنْعِم أنَّه كان في مَجْلس المَلِك النَّاصِر صَلاح الدِّين؛ فقال له القاضِي الفَاضِل ليَغُضّ من قَدْرِه نِسْبَته إيّاه إلى قَرْيَةٍ: كم بين جِلْيانة والمَرِيَّة؛ فقال مُجِيبًا له في الحال: مثْل ما بين بَيْسان وبَيْت المَقْدِس"

(2)

.

‌عَبْدُ الوَهَّاب بن يُوسُف بن عليّ بن الحُسَين بن النَّحَّاس الدِّمَشْقيّ الحَاكِمُ، أبُو مُحَمَّد المَعْرُوف بالبَدْر المجِنّ

" قال ابنُ العَدِيم: تَفَقَّه على مَذْهَب أبي حَنِيْفَة، وبرَعَ في الفِقْه، وَأفْتى.

وكان وَحِيدًا في مُناظَرَتِه، فَرِيدًا في مُحاوَرَتِه، ناظَرَ الفُحُول الوارِدين من وَرَاء النَّهْر وخُرَاسَان في التَّدْريس بمُدُن الشَّام، ثُمّ سَافَرَ إلى القَاهِرَة، ودرَّسَ بالمَدْرسَةِ

(1)

بياض في المطبوعة هنا وتاليه، لم يعمره المحقق أو يعلّق عليه.

(2)

ابن الشعار: قلائد الجمان 3: 113، 118 - 119.

ص: 109

===

المَعْرُوفَة بدار المَأْمُون

(1)

. ومات بالقَاهرةِ سَنَة تسعٍ وتِسْعين وخَمْسِمائة"

(2)

. "وله وَلدٌ يُقال له: مُحَمَّد"

(3)

.

‌عُبَيْد الله بن ضِرَار بن عَمْرو

" قال ابنُ العَدِيْم في تاريخ حَلَب: عُبَيْد الله بن ضِرَار بن عَمْرو عن أبيه وعنه دَهْثَم بن جَنَاح؛ ثَلاثتهم ضُعَفاء"

(4)

.

‌عُبَيْد الله بن عَلَّان بن رَزِيْن بن عُمَر بن رَزِيْن الخُزاعِيُّ، أبو الفَضْل الوَاسِطيّ

" ذَكَرَهُ أبو القَاسِم ابن العَدِيْم في تاريخ حَلَب، وقال: مات سَنَة ثلاثٍ [أو] اثْنَتَين

(5)

وستّ مائة.

قال: وكان كَذَّابًا كَثير الكَذِب والتَّزوير، وكان يَدَّعِي أنَّهُ وسَمِعَ من أبي الوَقْت وطَبَقته، فسَألتُه أنْ يُريني شَيئًا من سَماعهِ، فأحْضَرَ إليَّ طِباقًا مُزَوَّرة بخَطِّهِ.

قال ابنُ العَدِيْم: وأنْشَدَنِي من شِعْرِهِ؛ وهو شِعْرٌ مُقَارِب

(6)

، وكان يُلَقَّب شقاشل، وله عِنايةٌ بجَمْع التَّوَاريخ، وله كتابٌ سَمَّاه: جَواهِر الحِكَم في مُلُوك العَرَب والعَجَم.

(1)

في حسن المحاضرة: "ودرّس بالسيوفيَّة".

(2)

القرشي: الجواهر المضية 2: 488، وحسن المحاضرة للسيوطي 1: 464 - 465.

(3)

حسن المحاضرة 1: 465.

(4)

لسان الميزان 4: 105 - 106.

(5)

في المطبوعة ثلاث واثنتين.

(6)

المقارب، بكسر الراء: الوسط بين الجيِّد والرديء. لسان العرب، مادة: قرب.

ص: 110

===

قال: وكان يُزَوِّر الطَّبَقَة ويُزَوِّر خَطّ الشَّيْخ بخَطِّ نَفْسِه، وكان كَثير التَّخْلِيط، قَليل الدِّيانة. نَقَلْتُ ذلك من خَطِّ مُحَمَّد بن الزَّكِيّ. قال: وله ولدٌ اسْمه مُحَمَّد؛ حَسَن الشِّعْر.

قُلْتُ

(1)

: ونَقَلهُ ابن عَشائِر

(2)

من خَطِّ ابن العَدِيم وزَاد: وآفَةُ كَذبه جَهْله؛ فإنَّهُ أخْطأ في أسَانيدها وفي شُيُوخ الَّذين ادَّعَى أنَّهُ سَمِعَ منهم، واغْتَرَّ جَماعَة من طَلَبةِ الحَدِيث فسَمِعُوا منهُ بالمَوْصِل وغيرها. وذَكَرَ لي أنَّهُ وُلد سَنَة خَمْسٍ وثلاثين وخَمْسِمائة.

وذَكَرَ أنَّه رآهُ في مَوْضِع آخر من تاريخ ابن العَدِيم: عبد الله؛ مُكَبَّرًا"

(3)

.

‌عُلْوَان بن عَبْد الله بن عُلْوَان الأسَدِيُّ الحَلَبِيُّ، أبو عَبْد الله

" وكان ذلك (أي إبْطَال المَكْس المأخُوذ من الحُجَّاجِ في البَحْر إلى مَكَّة على طَرِيق عَيْذَاب) على يَدِ الشَّيْخ أبي عَبْد الله عُلْوَان ابن الأُسْتَاذ عَبْد الله بن عُلْوَان الأسَدِيّ الحَلَبِيّ، كما ذَكَرَ ذلك الصَّاحِبُ كَمال الدِّين

(4)

عُمَر بن العَدِيْم في تارِيْخِهِ لحَلَب، في تَرْجَمةِ المَذْكُور، ونصّ ما ذَكَر: أنَّه هو الَّذي أبْطَلَ المَكْس عن أهْلِ مِصْر والمَغارِبة؛ فإنَّ العادَة كانت جَارية عندهم أنَّهم يَخْرجُون إلى جُدَّة ويأخُذُون على كُلِّ إنْسَانٍ سَبْعة دَنانير، ويُهِيْنُونهُم، سواء كانوا فُقَرَاء أو أغْنياء، فلمَّا بَلَغَهُ ذلك، قال لمَلِكِ النَّاصِر سَيِرْني في مَرْكبٍ ومُرْ صاحِب المَرْكِب أنِّي كما قُلْتُ له: ارْجع، يَفْعل ذلك. فسَيَّره في مَرْكبٍ صغِير، فلمَّا وَصَلُوا إلى المَرْسَى، جاءَهُم إنْسَانٌ أسْود من مَكَّة ومعه مِيْزَان، وطالَبَهم بذلك المَعْهُود من المَكْس، فقال: أدُّوا الحقَّ، فقال

(1)

القول لابن حجر العسقلاني.

(2)

هو أبو المَعالِي عُمَر بن عَشائِر الحَلَبِيّ، كان قد انتخب من كتاب ابن العديم "بُغية الطَّلب" بعض المُختارات.

(3)

لسان الميزان 4: 107 - 108.

(4)

في المطبوعة: جمال الدين!

ص: 111

===

له عُلْوَان: وَيْلك، وما الحَقُّ؟ فقال: الحَقٌ على كُلِّ رأسٍ سَبْعة دَنانِير، فلَطَمَهُ، وقال: تُسَمُّون المَظالِم حَقًّا؟! وقال لصَاحِب المَرْكِب: ارْجع، فعادَ، فاسْتَغاثُوا إليه: على رِسْلِك حتَّى نُعلمَ أمِير مَكَّة، فوَقَفوا إلى أنْ طالَعُوا صاحِب مَكَّة بأمْرِه، فقال: أطْلقُوه وجَميع مَن معهُ في المَرْكِب، ففَعَلوا ذلك، فلَّا وَصَلَ مَكَّة اجْتَمَع به صاحِب مَكَّة واعْتَذَر له، وقال: نحنُ قَوْمُ ضُعفاء، وما لنا إلَّا هذه الجِهَة، والمُلُوك قد استَولُوا على البلَاد، ولا يُؤدُّون لنا شَيئًا، فعندَ ذلك كَتَبَ الشَّيْخُ إلى المَلِك النَّاصِر - يَعْني صَلاح الدِّين بن أيُّوب - فشَفَعَ فيهم، وطَلَبَ لهم منه شَيئًا، فأقْطَعهُم الأقْطاع المَعْرُوف لهم بِمصْر، وبَطَلَ ذلك المَكْس الَّذي كان يُؤخَذ من الحاجِّ، وللّهِ الحَمد. انْتَهَى"

(1)

.

‌عليّ بن أحْمَد بن مَكّيِّ الرَّازِي، الإمَام حُسَام الدِّين

" قال ابنُ العَدِيم: تفقَّه عليه بحَلَب عَمِّي أبو غَانِم وجَمَاعَةٌ، وسَمعَ منهُ عُمَرُ بن بَدْر المَوْصِليّ.

فَقِيهٌ فَاضِلٌ، له تَصانيفُ؛ منها: الخُلاصَة، ومنها: سَلْوَةُ الهُمُوم، جَمَعَه وقد مات له وَلد.

وكان قد وَرَدَ إلى حَلَب في أيَّامِ نُور الدِّين مَحْمُود، وأقامَ بالمَدْرسَةِ النُّورِيَّةِ في أيَّامِ العلَاءِ الغَزْنَويّ، فلمَّا تُوفِّي الغَزْنوِيّ ووَلِىَ المَدْرسَةَ بعدَه ابنه مَحْمُود، كان أبُو الحسَن الرَّازِيُّ هذا يُدبِّرُ حالَه. وتُوفِّي في سَنَة ثَمَانٍ وتِسْعين وخَمْسِمائة، وَدُفِنَ خَارج باب الفَرادِيْس"

(2)

.

(1)

ابن فهد: إتحاف الورى بأخبار أم القرى 2: 539 - 540.

(2)

القرشي: الجواهر المضية 2: 543 - 544، ونقله عن القرشي منسوبًا لابن العديم ببعض التصرف ابن قطلوبغا: تاج التراجم 149 - 150.

ص: 112

===

‌عليُّ بنُ إدْرِيْس بن مُقَلَّد بن شِبْل بن حَرِيْز، أبو الحَسَن الحْمِصيُّ، الكاتِبُ بحَمَاة

" أنْشَدني القاضِي الإمامُ أبو القَاسِم عُمَر بن أحْمَد الحَلَبِيّ؛ قال: أنْشَدني أبو الحَسَن عليّ بن إدْرِيس بن مُقَلَّد بن شِبْل بن حَرِيْز الحِمْصيّ، لنَفْسهِ من أبْيَاتٍ:[من الخفيف]

أيُّ طَيْفٍ تُطيفُه الأحْلَامُ

بكَئِيْبٍ جُفُونُهُ لا تَنَامُ

أوْ تَرَى عَدْلَ حَاكِم البَيْنِ فـ

ـي شَرْعِ الكآباتِ والغَرَامُ الغَرامُ

يا لَقُوْمِي تَجنَّبُوا الخِيْفَ إذْ ما

فيْهِ أمْن لمُسْتَهَام يُسَامُ

وتَعدَّوا رِمالَ رامَةَ إذْ فِيْـ

ـه تَصِيْدُ الضَّرَاغِم الآرَامُ

بِجُفُونٍ [

] الذّم لِلْعَضْبِ فَمَـ

ـا عِنْدَها لقَلْبٍ ذِمامُ

وأنْشَدَنِي؛ قال لي: واقْتَرحَ علَيَّ المَلِكُ المنصُور صاحِب حَمَاهَ أنْ يُجِيز بيتًا هو: [من الكامل]

يَغْدُوا علَيَّ برِيْقِهِ وبكَأسِهِ

فيُعلُّنِي بالكأسِ بعْدَ الكاس

والرَّوْضُ قَدْ أهْدَى إلى نُوَّارِهِ

رُوْحَ النَّسِيْمِ بأعْطَرِ الأنْفاسِ

ومُهفْهَفٍ مِنْ خَدِّه وعِذَارِهِ

يَجْلُو جَنِيَّ الوَردِ تَحْتَ الآسِ

يَغْدُو علَيَّ بريْقِهِ وبكَأسِهِ

فيُعلُّنِيْ بالكَأسِ بَعْدَ الكَاسِ

فيَرُوحُ ليْ سُكْرَان مِنْهُ ولَمْ يكُنْ

للْرَّاحِ إلَّا سَكْرَهُ للحَاسِيْ

رَشَأٌ يُعِيْرُ البَدْرَ ضَوْءَ جَبِيْنِهِ

والغُصْنَ لِيْنَ قَوَامهِ المَيَّاسِ

وإِذا أرادَ مَسِيرَةٌ نادَيْتُهُ

ما في وقُوفِكَ سَاعةً مِنْ بَاس

وأنْشَدَنِي؛ قال: أنْشَدني لنفسهِ، وقد اقْترحَ عليه:[من الكامل]

ص: 113

===

ولَرُبَّ قَائِلَة: سُيُوْلُ الجُودِ لمْ

رَكَدَتْ وكانَتْ جَمَّةَ التَّيَّارِ

فأجَبْتُهَا لا تُنْكِرِي هذا فَقَدْ

جَمُدَ النَّدَى لبُرُوْدَةِ الأشْعارِ

نِصْف البيت الأخِير لابن حِكِّينا البَغْدَادِيّ.

وأنْشَدَنِي؛ قال أنْشَدني لنَفسهِ: [من الوافر]

يَرِقُّ لِيَ العَوَاذِلُ وهيَ تَجْفُو

وأُنْكرُ حُبَّهَا والسُّقْمُ عُرْفُ

بَدَتْ كهِلَالِ دَجْنٍ والثُّرَيَّا

مُنَظَمَةُ لها قُرْط وشَنْفُ

فلا وأبِيْكَ لَمْ يَكُ غَيْرُ لَمْحٍ

واسآرُ الدُّجَى كالصَّدِّ وُجْفُ

وقَالُوا في الضَّغَائِنِ أمُّ خِشْفٍ

سَرَتْ ولخِدْرِهَا الخِرصَانُ سِجْفُ

وفَوْقَ عُقُوْدِهَا قَمَرٌ مُنِيرٌ

وتَحْتَ ثيِابِها خُوطٌ وحَقْفُ

فقُلْتُ لصَاحِبي ظَعَنَتْ سُلَيْمَى

فَدَمْعِي بَعْدَ مَسْرَاها مُسِفُّ

وأنْشَدَنِي؛ قال: أنْشَدني وقد أهدي إلى المَلِك الأفْضَل سِرْوَة من شَمْع في كأسِ رُخَام: [من البسيط]

ودَوْحَة ما سَقاهَا شأنُ غَادِيَة

تَمِيْسُ في كأسِها كالشَّادِنِ الثَّمِلِ

كأنَّ أصْفَرَها لَوْني واحْمَرَها

دَمْعِي وأبيَضَها وَجْهُ المَلِيْكِ عَليْ

وأنْشَدَنِي؛ قال: أنْشَدني لنفسهِ في قُوَيْق، وقد مُلء، وهو وابن نَظِيف وَاقِفان عليه:[من الكامل]

ولقَدْ وَقَفْتُ على قُوَيْقٍ عنْدَما

وَافَاهُ سَيْلٌ ليْسَ بالمَمْنُوعِ

لو لَمْ يُكَدِّرْهُ لقُلْتُ مَواهِبُ

ابنِ نظيْفَ للعافِي بغَيْرِ شَفِيعِ

وكَذاكَ لولا بَرْدُهُ لحَسِبْتُهُ

لمَّا تَوَلَّىَ الظَّعْنُ فيضَ دُمُوعِيْ

ص: 114

===

وقال في صَدِيقٍ وَدَّعه: [من الكامل]

يا أيُها الغادِي إليكَ نَصِيْحَةً

مِنْ قبل تَوْدِيعٍ وحَثِّ مَسِيْرِ

أخْشَى يُفَرِّقُ عِيْسَكُمْ يَوْمَ النَّوَى

دَمْعِي ويُلْهِبُهُ شَرارُ زَفِيْرِيْ

فَخُذُوا أمَانًا مِنْ جُفُوْن دَمْعُها

هُتُنٌ وقَلْبٍ عَنْكَ غَيْرِ صَبُوْرِ

وأنْشَدَنِي؛ قال: أنْشَدنِي لنَفْسهِ أيْضًا، في الفَلَك بن المَسِيْرِيّ يَمْدَحه:[من الخفيف]

فلكَ الدِّيْن ما إلى غَيْر مَعْرُو

فِكَ سَيْرِي بالنَّاجِياتِ البُدْن

أنْتَ عَبْدُ الرَّحْمنِ لفْظًا وِمَعْنى

لسُمُو تُسْمَى الفَخارَ وتُكني

لَمْ يُجِزْنِي سِواكَ مالًا وَجَاهًا

ويُعنِّي ومنْ زَمَانِي يُجِزْنِيْ

إنْ لَوَتْ ليْتَ مَكْرُمَاتِكَ عَنِّي

غَفْلَةٌ فَهُوَ آخرُ العَهْد مِنِّي

حَاشَا للّهِ أنْ يُخيِّبَ فيمَنْ

هو رُوْحُ الوُجُودِ للقَصْدِ ظَنِّيْ

أوْ يَراني الحَسُوْدُ ممَّا أرَجِّيْـ

ـهِ لقَرْعِ الفَاقاتِ أقْرَعُ سِنِّي

ومَسِيْرِي إلى نَدَى ابنِ المَسِيْـ

ـرِيِّ بقَلْبٍ لأنْعُمٍ مُطْمَئن

بلْ مَعادِي يكُونُ عَنْهُ بما

عاد نِظَامُ الثَّناءِ عن جُوْدِ مَعْنِ

دامَ في نِعْمَةٍ لِعَلْيَاهُ يُغْنِي الحَمْـ

ـدُ إذ للعُفَاةِ بالمَالِ يُغْنِي"

(1)

.

‌عليُّ بنُ أبي بَكْر بن عليّ، أبو الحَسَن الهَرَوي المَوْصِليُّ

" أنْشَدَنِي القاضِي الإمامُ أبو القَاسِم بن أبي الحَسَن الحَنَفيّ، أيَّدَهُ اللّهُ تعالَى، قال أنْشَدَني عليّ بن أبي بَكْر الهَرَويّ لنَفْسهِ، وهو ما ضَمّنهُ كتاب الإشَارات الَّذي تقدَّم آنفًا:[من الكامل]

(1)

ابن الشعار: قلائد الجمان 3: 314، 316 - 319.

ص: 115

===

طُفتُ البلَادَ مَشَارِقًا ومَغارِبًا

ولكَمْ صَحبْتُ لسَائحٍ وحَبِيْسِ

ورَأيْتُ كُلَّ غَرِيْبَةٍ وعَجِيبَةٍ

ولَقيْتُ هَوْلًا في رَخَايَ وبوسِي

أصْبَحتُ من تَحْتِ الثَّرَى في وَحْدَةٍ

أرْجُو إِلَهي أن يكُونَ أنِيسي

وأنْشَدَنِي القاضِى الإمامُ أبو القَاسِمِ، أيَّدَهُ اللّهُ تَعالَى، بمَنْزلهِ المحرُوس بحَلَب، في سَنَة أرْبَعٍ وثلاثينَ وستمائة، قال: أنْشَدَني الشَّيْخُ أبو الحَسَن عليّ بن أبي بَكْر بن عليّ الهَرَويّ لنَفْسهِ، يَرْثي الشَّيْخ أبا البَرَكات بن قُرنَاص:[من الخفيف]

دع مَلَاميْ فإنَّهُ لَا يُفيْدُ

لا تَلُمْنِي فإنَّ قَلْبي عَمِيدُ

كُفَّ عَنِّي فالصَّبْرُ منِّي ضَعِيْفٌ

ومُصَابِي صَعْبٌ وخَطْبِي شَديْدُ

هذهٍ نَكْبَةٌ لها أضْحَتْ الأرْضُ

بما فَوقَ مَنكَبَيْها تَمِيْدُ

مات شَيْخُ الإسْلَام شَرْقًا وغَرْبًا

وإمامُ الهُدى الوَليُّ الفَرِيْدُ

سَيِّدُ الأوْلياءِ والزَّاهِدُ العَابـ

ـدُ وَالفاضِلُ الإمامُ الوَحِيْدُ

هِبَةَ اللّهِ مُذْ فَقَدْناكَ ماتَ الخَـ

ـيْرُ والزُّهْدُ والنَّدَى والجودُ

هبَةَ اللّهِ لا صَفا ليَ عَيْشٌ

كيفَ يَصْفُو وقد عَلاكَ الصَّعيدُ

فالقُبُورُ الَّتي حَلتَ بها بِيـ

ـضٌ وهذي القُصُورُ بَعْدَكَ سُوْدُ

أتَلَذُّ الحيَاةَ نفسِي وشَيْخِي

هِبَةُ اللّهِ في الثَّرَى مَلْحُوْدُ

صاحِبُ الزُّهْدِ والتِّلَاوَةِ والوِ

رْدِ الَّذي للوَرَى عليه وُرُوْدُ

نَدبَتْكَ الآياتُ يا هِبَةَ اللـ

ـه وتبَكيكَ المُرْسَلَاتُ وهُودُ

نَدبَتْك الدِّيار والمَسْجِدُ المَعـ

ـمُورُ يَبْكِيْكَ والكِتَابُ المجيْدُ

فعَليكَ السَّلَامُ مِنَّا إِلى يَوْم

التَّنَادِي إِنَّ المَزارَ بَعِيْدُ

وأنْشَدَنِي، قال: قال أبو الحَسَن قَبْل مَوْته بأيَّام هذه الأبْيَات، وكَتَبَها على حائِط تُرْبته:[من مجزوء الرّمل]

ص: 116

===

قُلْ لمَنْ يَغْترُّ بالدُّنيَـ

ـا وقَدْ طالَ عَناهُ

هذهِ تُرْبَةُ مـ

ـنْ شَيَّدَ هذا وبَناهُ

طالَما أَتْعَبَهُ الحِرْصُ

وقَدْ هَدَّ قُوَاهُ

طَلَبَ الرَّاحَةَ في الدُنْـ

ـيَا فما نالَ مُنَاهُ

وأنْشَدَنِي، قال: نَقَلْتُ من خَطِّهِ، وأجازَ لي الرِّوَاية عنه: طَلَبَ بعضُ أُمَراء الشَّام قَميصًا يتبرَّك به من ثِيَابِه، فأنْفذَ لهُ قَمِيصًا ومعَهُ هذهِ الأبْيَات:[من السّريع]

قَمِيصُ عَبْد مُذْنبٍ غَافِل

زَمانُهُ في صَفْقَةٍ خَاسِرِهْ

فابْكِ على مَنْ ضَلَّ في غَفْلَةٍ

قد خَسِرَ الدُّنْيا معَ الآخِرهْ

وأنْشَدَنِي، قال: نَقَلْتُ من خَطِّه لنَفْسهِ هذهِ الأبْيَات، قالَها واشْتَدَّ بهِ ألَمُ ظَهْرِه، وعَجِزَ عن القيامِ بغير عَصا، وأظُنُّني سَمِعْتُها منه، واللّهُ أعْلَمُ:[من الخفيف]

لو تَرانِي كَسَعْفَة يَوْمَ رِيْحٍ

عَاصِفٍ إذْ مَشَيْتُ بالعُكَّازِ

خائِفًا زَاحِفًا أسِيْرُ على الأرْ

ضِ هُوَيْنَى في رِعْدَةٍ واهْتِزَازِ

شِبْهَ قَوْسِ النَّدَافِ يُزْعِجُهَا الضَّـ

ـرْبُ فَيَهْوِي بها كَرِيْشِ البَاز"

(1)

.

‌عليّ بن الحَسَن بن عَنْتَر، شُمَيْم الحِلِّيّ

" من تاريخ ابن العَدِيْم: أنَّ شُمَيْمًا بلغَ في الْخَلْوة إِلى أنْ كان يَصل الصَّومَ، ثُمَّ يأكُل الطِّينَ فينزل برَجيعٍ ما فيه رَائحة، ويُشِمّه مَن يَدْخل عليه ليعلم مِقْدَار مَبْلغه من الرِّياضَة، فلذلك لُقِّب بشُمَيْم"

(2)

.

(1)

ابن الشعار: قلائد الجان 4: 31 - 33.

(2)

ابن سعيد الأندلسي: الغصون اليانعة 9.

ص: 117

===

" وحَكَى ابنُ العَدِيْم بسَندِه أنَّه كان لا يأكل إلَّا التُّراب، فكان رَجِيعه يَجيء يابِسًا لا رِيْح له، فيَجْعله في جَنْبِه، فَمن دَخَل عليه أشَمَّهُ إيَّاه، ويَقُول: قد تَجَوْهَرَت"

(1)

.

‌عليُّ بن الحَسَن بن مُحَمَّد البَلْخيّ، أبو الحَسَن الزَّاهِد، الفَقِيه، الحَنَفيّ، الجَعْفَريّ، عُرِفَ بالبُرْهان البَلْخيّ

" قال الصَّاحِبُ أبو القَاسِم بن العَدِيْم: أخْبَرني وَالدِي، قال: لمَّا فَتَحَ نُور الدِّين مَحْمُود المَدْرسَةَ الكَبِيرة المَعْرُوفة بالحَلاويَّة بحَلَب، لأصْحابِ أبي حنِيْفَة، اسْتَدْعَى البَلْخيّ إليها، فجاءَ ومعه جَماعَة من الفُقَهَاءِ، ودَخَلَها، وألْقَى بها الدُّرُوس، وكان الأذان بحَلَب في المَنارة على قاعدَة الشِّيْعَةِ، يُزَاد فيه: حَيَّ على خَيْرِ العَمَل، مُحمَّدٌ وعليٌّ خَيْر البَشَر. فلمَّا سَمعَ البلخيُّ ذلك، أمَرَ الفُقَهَاء، فصَعدُوا المَنارة وَقْت الأذان، وقال لهم: مُرُوا المُؤذِّنين ليُؤذِّنوا الأذان المَشرُوع، ومَن امْتَنَعَ منهم كبُّوه على رَأسِه، فصَعدَ الفُقَهَاءُ، وفَعَلُوا ما أمَرَهُم بهِ، فأذَّن المُؤذِّنون الأذان المشْرُوع.

واسْتَمرَّ الأمْرُ على ذلك إلى أنْ مَرِضَ نُور الدِّين بقَلْعَة حَلَب، ودَخَل نَصِيْر الدِّين أخُوه إلى حَلَب، فأعادَ الشِّيْعَةُ الأذانَ أيّامًا ثُمّ تُرك.

قال ابنُ العَدِيْم: كان سَبَب خُرُوج البَلْخيّ بعدَ ذلك من حَلَب أنَّ بعض الأُمَراء المُختَصِّين بمَجْد الدِّين أبي بَكْر بن الدَّايَة كان سَاكِنًا إلى جانب المَدْرسَة، فبَلَغَ البَلْخيّ عنه أنَّهُ يَشْرب الخَمْرَ، فأمَرَ الفُقَهَاءَ أنْ يُنْكِروا عليه، فَمشَوْا إليه، فقام إليهم وضَربهُم، فجَمَعَ البَلْخيُّ الفُقَهَاءَ، وأمَرَهُم

(2)

بالدُّخُول إليه، فدَخَلُوا إليه وأراقُوا الخَمْرَ، وضَرَبُوه، فشَقَّ ذلك على ابن الدَّايَة، وأخْرَجَه من حَلَب.

(1)

الدلجي: الفلاكة والمفلوكون 91.

(2)

في مطبوعة المسالك: وأمره، وهو خطأ بَيِّنُ.

ص: 118

===

قال ابنُ العَدِيْم: "أخْبَرني ابنُ قاضِي العَسْكَر، قال: حُدِّثتُ عن حاجِب شَمْس المُلُوك، صاحب دِمَشْق: أنَّهُ كان لشَمْس المُلُوك في مُقابَلةِ المَسْجِد - الَّذي عَمَّرته وَالدته الخاتُون للبَلْخيّ مَدْرسَةً - قَصْرٌ له يَشْرب فيه، وعندَهُ المُغَنُّون له بالمَلَاهي، وكان الشَّيْخُ إذا عَلمَ بهم أمَرَ الفُقَهَاء بأسْرِهم فيَصْعدُونَ إلى السَّطْح، ويُكَرِّرُونَ ليُشَوِّشُوا عليه ما هو فيه، فكان يَتَكَّدر عليه لذَّته، ويتشوَّش عليه.

قال الحاجِبُ: فأخَذَني في بعضِ اللَّيالي، وليسَ مَعنا ثالثٌ، وقال لي: لا بُدَّ من قَتْلِ هذا الشَّيْخ الكَلْب العَجَمِيّ! واسْتَصْحَب معه سَيْفًا، وجاءَ إلى المَسْجِدِ، وإذا بالشَّيْخ قاعِدٌ فيه، فأعْمَى اللهُ بَصَرَهُ عنه، وأنا أُبْصِرُهُ، فقال لي: ما أراهُ هنا! وأين هو هذا الفاعِل الصَّانِع؟ فلمَّا رَأيْتُه كذلك لَم أُعْلِمهُ أنِّي أراهُ، فجَعَلَ يدور عليه ولا يَراه، ثُمّ جاءَ إلى حائطٍ هُناك، فقال: اقْعد إلى الأرْض، حتى أصْعَد على كَتِفَيكَ، قال: ففَعَلْتُ ذلك، وصَعِدَ على كَتِفي، فلمَّا وضَعَ يَده على رأس الحائط، انْقَلَب إلى خَلْف، ووَقَع مُغْمَىً عليه. قال: فاتْبَدرتُ إليه ووَضَعْت رأسه على رُكْبتي، وجَعَلتُ أُسكِّنه وأسْأله، فلمَّا أفاقَ قال لي: لا تَسْأل ما تَمَّ عليَّ، وإنْ حَدَّثتَ به أحدًا ضَرَبتُ عُنُقكَ، اعْلَم أنِّي لمّا هَمَمْتُ بالطُّلوع، فما هو إلَّا أنْ وَضَعتُ يَدي على رأسِ الحائط، وصَعدتُ، وإذا بأسَدٍ عَظِيم قد لَطَمني فألْقاني، وأنا اسْتَغفرُ الله ممَّا جَرَى، ولا بُدَّ لي في غَدٍ من زيارة هذا الشَّيْخ.

فلمَّا كان الغَد، أتَى شَمْسُ المُلُوك إلى الشَّيْخ وزَارَهُ، واسْتَغفر، وتاب، ثُمَّ كان من بَرَكةِ الشَّيْخ أنْ ذلك القَصْر وُقِفُ خَانقاه على الصوفِيّةِ إلى الآن بطَريق النَّيْرب.

قال ابنُ العَديْم: حَدَّثني ابنُ قاضِي العَسْكَر، قال: حَدَّثني جَماعَةٌ من الفُقَهاءِ من أصْحاب البَلْخيّ، منهم وَالدِي، قال: عمَّر آبق صاحِب دِمَشْق دارًا، فاحْتاجَ

ص: 119

===

فيها إلى رُخامٍ، فذُكِرَت له أُسْكُفَّة عَظِيمة من الرُّخام على باب مَسْجِد دِمَشْق، فأمَرَ بقَلْعِها، وعمَل أُسْكُفَّة عِوَضها من غيرها، فجاؤوا واقْتَلعُوها وحَمَلُوها، ومعهم المَلَاهي لَحْملِها، فبَلغَ الخبرُ الشَّيْخَ، فخَرَج من مَنْزلهِ وتَبَعَهُ جَماعَةٌ من الفُقَهاء، وجَعَل لا يَمُرّ بمَحَلَّةٍ إلّا اجْتَمَعَ معه خَلْقٌ منها، حتَّى كَثرُوا جدًّا، ولا يَعْلَمُونَ إلى أينَ يَذْهب.

فلَقِيَهم في الطَّريْق ومعهم الأُسْكُفَّة، فقال لهم: ارْجعُوا، فلم يَسَعْهُمْ إلَّا امْتِثال أمرِه، فعادُوا، ووضعُوها في مَكانِها، ثُمّ أتوا إلى آبق صاحِب دِمشق، فأخْبَرُوه، فأنْكَرَ عليهم امْتِثال أمْرِه

(1)

، فقالوا: لو لَم نَفْعَل ذلك هَلَكْنا من كَثْرةِ الخَلْق علينا. فأنْفَذَ إِليه، فقال له السُّلْطانُ: دِمَشْق لك هَبْهَا لي!

فقّام، وخَرَجَ ماشِيًا، حيَّ أتى بُصْرَى، والوَالي بها رَبيع الإسْلام أمِيْن الدَّوْلَة، فأكْرَمهُ، وأحْسَنَ إِليه، وأنْزلَهُ في مَدْرسَةٍ كانت له هُناك.

فوَقَعَ بين صَاحِب دِمَشْقَ ووَالي بُصْرَى خلافٌ، فأتَى صاحِبُ دِمَشْق إِلى بُصْرَى، مُحاصِرًا لها، فأرْسَلَ إلى وَاليها: أنْفِذْ إِليَّ البلخيّ ليُصْلح بيننا، فقال رَبيْعُ الإسْلام للشَّيْخ: إنَّ هذا الجبَّار قد سَألَ أنْ تَخْرجَ إليه. فأجابَهُ الشّيْخُ إِلى ذلك، فخرَجَ إِليه، فالْتَقاهُ صاحبُ دمَشْق، وأكَبَّ على قَدَميهِ يُقَبِّلها، والشَّيْخ لا يَرْفعه عنهما، ثُمّ قال له: ما جِئتُ إلَّا لأجْلِكَ، فإنِّي لَم ألْقَ خَيْرًا مُنذ خَرَجْتَ! ولا لَقِيَت دمَشْق

(2)

خَيْرًا مُنذ خَرَجْتَ، ولا بدَّ من الرُّجُوعَ إِليها مَعي، وأخَذَهُ وعادَ، فتَلقَّاهُ أَهْلُ دِمَشْق أحْسَنَ لقاء.

قال ابنُ العَدِم في تارِيْخِهِ: أخْبَرنا دَاوُد بن عُمَر خَطِيْب بَيْت الآبَار، [قال]: حَدَّثني عَبْد الرَّحْمن ابن عَساكِر، قال: أَحْكي لك حِكَايتَيْن عن الشَّيْخ البَلْخيّ:

(1)

في المطبوعة: أمرهم!

(2)

أضاف محقق هذا الجزء من المسالك كلمه لتصبح العبارة: "في دمشق"!

ص: 120

===

أمَّا إِحْداهمُا: فإنَّهُ اسْتُفتي في قَضِيَّةٍ فأفْتَى بها، فحَمَل صاحِبُ الفُتْيَا الفَتْوَى إلى دِيْوان نُور الدِّين، فلم يَعْملوا بها، فجاءَ إِلى الشَّيْخ، فحَكَى له ذلك، فشَقَّ عليه وقال: بَلَدٌ لا يُعْمَل فيها بما يُفْتي به الفُقَهاء لا أسْكنه! وقامَ ولَبِسَ ثيِابَهُ، وخَرَجَ ليَرْحلَ من دِمَشْق، فبَلَغَ ذلك نُور الدِّين، فخَرَج في أثره، فلَحِقَهُ في المِزَّة، فجاءَ، ونَزَلَ وتلقَّاهُ، وقال: ما الَّذي دَعاكَ إِلى هذا؟ فقال: أُفْتِى بشيءٍ لا يُعْمَل بهِ؟ لا حاجَةَ لي إلى سُكْنى بَلْدة تكُون بهذه الصِّفَة. فاعْتَذَرَ إِليه، وقال: لا، بل يُعْمَل بقَولِكَ، وبما تُفْتِي بهِ. وسَألَهُ في العَوْدِ، فأَجابَ إِلى ذلك.

فرَجعَ نُور الدِّين معه ماشِيًا على قَدَمهِ من المِزَّة حتَّى دَخَلَ المَدْرسَة الصَّادِريَّة بباب الجامع.

وِأمَّا الثَّانيةُ: فإِنَّهُ كان بالصَّادِرِيَّة بَوَّابٌ يتَصَفَّح حالَ الفُقَهاءِ، فجاءَ إلى الشَّيْخ يوْمًا وقال: إنّ فُلانًا وفُلَانًا من الفُقَهاءِ يَجْتَمِعان بالبَيْتِ الفُلَانيّ، ويَشْرَبان الخَمْر. فقال: لا تَتَكلَّم بشيءٍ، وإذا رأيْتَهُم على هذه الحالةِ، فأعْلِمني بذلك.

وعَمَدَ الشَّيْخُ إلى السُّوق، فاشْتَرَى منه ما يَصْلُح للنُّقُل على الشّرْب، وتَرَكهُ في مِئْزرٍ مَشْدُودٍ عنده. فجاءَ البَوَّابُ في بعض اللَّيَالي، فقال: همُا يَشْربان السَّاعَة! فأخَذَ الشَّيْخَ ذلك النَّقْل بيَدِه، وأتَى إلى الباب الَّذي فيه الفَقِيهان، ووَقَفَ على البابِ، وقال: اللَّهُمَّ تب عليهما. ونَقَرَ الباب، فلم يَسَعْهُما إلَّا فَتْحه، فنَاولَهُما ذلك النَّقْل، وقال: خُذا هذا واسْتَعمِلاهُ، فأخَذاه.

فلمَّا أصْبَحا، جاءَا إلى الشَّيْخ وتابا على يَدِه، وحَسُنَت تَوْبَتهما، ثُمّ صارا إمامَيْن في الفِقْه، ودرّس كلٌّ منهما بمَدْرسَةِ دِمَشْق.

وسُئلَ يَوْمًا عن مَسْألةٍ في الزُّهْدِ، فنَزل عن المنْبَر، وقال: مَكانكم حتَّى أرْجعُ إليكم، وراحَ إلى بَيْتهِ بالمَدْرسَة، وكان عندَهُ دِيْناران، فأخَذَهمُا وتصَدَّقَ

ص: 121

===

بهما، ثُمّ عاد إلى مَجْلِس وَعْظِه، وقال: سَألني هذا عن الزُّهْدِ، وكان عندِي دِينْاران، فاسْتَحيَيْتُ من اللهِ أنْ أتَكلَّمَ في الزُّهْدِ، وعندي شيء من الدُّنْيا!

وقبل مَوْتِه بقَليل، جَرَى بين الصّوفِيّةِ بخَانقاه السُّمَيْسَاطِيّ

(1)

نِقَارٌ، فجاءَهُم الشَّيْخُ ودَقَّ البابَ، فقالوا: مَن؟ فقال: عليٌّ البَلْخيُّ، فعَرفُوه وفَتَحُوا له، فدَخَلَ وأصْلَحَ بينهم، وخَلَعَ ثيِابَهُ لتَعْمل الصَّوفِيَّة بها اسْتِغفارًا كما جَرَت العادة لهم، فلم يَبْقَ عليه إلَّا ثَوْبٌ واحدٌ، وخَرَج وصَلَّى، فأصَابَهُ بَرْدٌ، فتَأثَّر بَدَنهُ لذلك، فأصْبَح وذَكَر الدَّرْس، ثُمّ بعدَ أيَّام خرجَ وصَلَّى بهم الصُّبْحَ، وكان يَؤمُّ بهم ويُطِيل الصَّلَاة، يَبْدأُ بغَلَسٍ، ويَخْتمُ بإِسْفار، فقَرأ في الصَّلَاة {وَقِهِمُ السَّيِّئَاتِ وَمَنْ تَقِ السَّيِّئَاتِ يَوْمَئِذٍ فَقَدْ رَحِمْتَهُ}

(2)

. فأجْهَشَ النَّاسُ بالبُكَاءِ عندَما قَرأ ذلك، فرَكع وأتَمّ الصَّلَاة، ودَخَلَ مَنْزله، فلم يَخْرج منه بعد ذلك حتَّى مات يَوْم الخَمِيْس في شَعْبان سَنَة ثَمانٍ وأرْبَعين وخَمْسِمائة. ودُفِنَ بمَقْبرةِ باب الصَّغِيْر.

قال ابنُ قاضِي العَسْكَر دَعَوتُ عند قَبْرِه في أُمورٍ أهَمَّتنِي، ثلاث دَعَواتٍ، فاسْتُجِيبَ لي.

وهو أوَّل مَن درَّس بالمَدْرسَة الحَلاوِيَّة بحَلَب، وبالطُّرْخانيَّة بدِمَشْق، وبمَسْجِد خَاتُون، ظَاهِر دِمَشْق، وبالمَدْرسَة البَلْخيَّة المجاوِرَة للصَّادِريَّة، جِوار الجامع الأَمَويّ، وإليه نُسِبَت"

(3)

.

(1)

في المطبوعة: السمياطي!

(2)

سورة غافر، الآية 9.

(3)

ابن فضل الله العمري: مسالك الأبصار في ممالك الأمصار 6: 110 - 115.

ص: 122

===

‌عليّ بن أبي الحسَن بن مَنْصُور الحَرِيْريُّ

" ذَكَرَ بَهاءُ الدِّين يُوسُف بن أحْمَد بن العَجَمِيّ أنَّ الصَّاحِبَ مَجْد الدِّين بن العَدِيْم حَدثهُ، عن أَبيِه، قال: كُنْتُ أكْرَهُ الحَرِيْريّ وطَرِيقَهُ، فاتَّفقَ أَنِّي حَجَجْتُ وحَجَّ في الرَّكْب، ومعهُ جمَاعَة ومُرْدَان، فأحْرَمُوا وبَقيُوا يبدُو منهُم في الإحْرَام أمُور مُنْكَرَة، فَحضَرت يَوْمًا عِنْد أمِيْر الحاجّ، فجاءَ الحَرِيرْيُّ، فاتَّفَقَ حُضُور إِنْسَان بَعْلَبَكّي، وأحْضَرَ مَلاعِق، ففَرَّقَ علينا كُلّ وَاحِدٍ ملْعَقَتَيْن وأعْطَى الشَّيْخ عليّ الحَرِيْريّ وَاحِدَة، فأعْطَاهُ الجَاعَة مَلَاعقَهُم تَكْرِمةً لَهُ، وأمَّا أنا فلم أُعْطِه ملْعَقتي، فقال لي: يا كَمال الدِّين، ما لكَ لا تُوَافِق الجَاعَة؟ فقلْتُ: ما أُعْطِيكَ شَيئًا! فقال: السَّاعَة نَكْسِركَ أو نَحْو هذا، قال: والملْعَقَتان على رُكْبتي، فنَظَرتُ إليهما وإِذا بهما قد انْكَسَرتا شَقْفَتَين! فقُلْتُ: ومع هذا، فما أرْجعُ عن أمْرِي فيك، وهذا من الشَّيْطَان، أَو قال: هذا حَال شَيْطاني"

(1)

.

‌عليّ بن عَبْد الحَمِيْد الغَضَائِريُّ، أبو الحَسَن

" وهو أبو الحَسَن عليّ بن عَبْد الحِميْد بن عَبْد الله بن سُلَيمان، سَمعَ عَبْد الله [ابن مُعَاويَة]

(2)

، وبشر بن الوَلِيْد، وعَبْد الله بن [

]

(3)

، وعُبَيْد الله القَوَارْيريّ وطائفة. وعنه عَبْد الله بن عَدِيّ وجَماعَة. وَثَقهُ الخَطِيْبُ.

(1)

الوافي بالوفيات، 20:568.

(2)

بياض في أصول كنوز الذهب ومطبوعته، والاستدراك من تاريخ بغداد 13: 480، وتاريخ الإسلام 7: 267، وهو عبد الله بن معاوية الجمحي.

(3)

موضعه بياض في المطبوعة، ولم أقف على مَن يسمى عبد الله من شيوخه سوى الجمحي المتقدّم، ولعل الصّواب: عبد الأعلى بن حماد النرسيّ.

ص: 123

===

وهو أحَدُ الأوْلِيَاء من أصْحاب السَّرِيّ السَّقَطِيّ. حَجَّ من حَلَب أرْبَعين حَجَّة، قالَهُ ابنُ العَدِيْم"

(1)

.

‌عليّ بن مُحَمَّد بن خَرُوف القُرْطبيُّ، أبو الحَسَن

" وَقَفْتُ على تَرْجَمَتهِ في تاريخ حَلَب وتاج المَعاجِم وفي زَادِ المُسَافِر لأبي البَحْر.

وقال الصَّاحِبُ كَمال الدِّين بن العَدِيْم: كان يَتَردَّدُ بين حَلَب والمَوْصِلِ، يَمْدَح الظَّاهِر ابن صَلاح الدِّين، ومَدَحَ نور الدِّين أَرْسلَان شَاه، إلى أنْ حَضَرَ مَرَّةً بدَار العَدْل في حَلَب عند المَلِك الظَّاهِر في إحْدَى ليالي شَهْر رَمَضان من سَنَة أرْبَعٍ وستّمائة، وتاج العُلَا الشَّريْف يَعِظه، فأطالَ على عادَتِهِ، وكان ابنُ خَرُوف قد أتَى بقَصِيْدةٍ في مَدْحَ الظَّاهِر أوَّلُها:[من البسيط]

شَمْسُ الهِدَاية في أبْناءَ أيُّوب

أُختُ النُّبوَّة في أبْناءِ يَعْقُوبِ

هُمُ المَلائكُ في زِيّ المُلُوك وهُم

أُسْد الحُرُوب وأقْطَابُ المحَارِيب

ثُمَّ خَرَجَ لُيريْق الماءَ في الظُّلْمَةِ، فوَقَعَ في جُبّ طَامٍ كان هُنالك، وهو جارٍ، فمات فيه، وأطْلعَ منه، والقَصِيْدةُ قد ضَمّ عليها يَده. فأمَرَ الظَّاهِرُ أنْ تُجْعَلَ صِلةُ القَصِيْدة في تَجْهيزه إلى قَبْرِه، والصَّدقة عنه.

ثُمَّ إنَّ ابن السُّنَيْنيرة الشَّاعِر جاءَ بعد ذلك بقَصِيْدةٍ، ووَجَدَ تاج العُلا في الدِّهْليز يُريد أنْ يَدُخل للوَعْظ، فبَادَر وكَتَبَ للظَّاهِر:[من الكامل]

العَبْدُ قد وَافَى ليُنْشِد مِدْحَةً

بُنِيتْ قَوَاعِدُها على التَّخْفيفِ

وأَخافُ من تاج العُلا تَطْويلَه

ليلًا فأَلْحق مَلْحَق ابن خَرُوف

(1)

سبط ابن العجمي: كنوز الذهب 1: 307.

ص: 124

===

فضَحِكَ، وأمَرَ بإِدْخَاله قَبْل وَعْظ تاج العُلا، فَحضَر وأنْشَد"

(1)

.

‌عليّ بن مُحَمَّد بن رُسْتُم، البَهاء ابن السَّاعاتيّ الدِّمَشْقيّ، أبو الحَسَن

" وَقَفْتُ على تَرْجَمَتهِ في تاريخ حَلَب، وتاج المَعاجِم.

وتَلْخِيصُ أمْرِ

(2)

: أنَّهُ خُرَاسَانيّ الأصْل، وُلِدَ بدِمَشْق، وكان أبو أُمِّه يَشْتَغل بالسَّاعاتِ الَّتي على باب الجامع، فعُرِفَ به.

قالوا: ولم يَنْشأ بدِمَشْقَ في زَمانه أبدَعَ منه صُورةً. وبَرعَ فِي صِبَاه خَطًّا وشِعْرًا، ولَعِبًا بالشَّطْرَنج والنَّرْد، وفي الفُرُوسيَّة، فخالَطَهُ الكُبَرَاءُ، وهامَ فيه الجِلَّةُ، ونادَمَهُ المُلُوكُ، وجالسَهُ السَّلاطِين إلى أن قُدِّم على الجَميع، وأُبيحَ له ضَرْب طُبولهم، على عادة أهْل المَشْرِق.

وجُلُّ مَدِيحه في السُّلْطان صلاح الدِّين بن أيُّوب، وبَنيه: العَزيْز صاحِب مِصْر، والأفْضَل صَاحِب دِمَشْق، والظَّاهِر صاحِب حَلَب. وله مِدَحٌ كثيرةٌ في نَجْم الدِّين بن مُجَاور وَزِيْر العَزِيْز.

ومن المَشْهُور أنَّهُ قَرأ في أوَّل أمْرِه على البَدِيع الأَسْطُرْلابيّ بآمِد، وكان له ألْف دِيْنار، فجَعَلَها في حُبٍّ ببَيْت البَدِيع ولم يُعْلِمه، فاتَّفَق أنْ دَخَلَ سَقَّاةٌ وحَمَلَ الحُبَّ فوَقَعَ على الذَّهَب فأخَذَهُ، وتَفَقَّدَهُ ابنُ السَّاعاتيّ فلم يَجِده، فَخَرَجَ وشَكا ذلك للبَدِيع، فقال البَدِيعُ ما اشْتَهر، لِمَا تَضَمَّنهُ من الإحْسَان وطَرِيف المَقْصد:[من البسيط]

(1)

ابن سعيد الأندلسي: الغصون اليانعة 139 - 140.

(2)

ترجمته طويلة في الغصون اليانعة أثبتُ مما لخصه من المصادر المذكورة - ومنها كتاب ابن العديم - بقدر ما يكفي للتعريف به.

ص: 125

===

يا مَن إذا غَابَ عنِّي لستُ أَنْسَاهُ

ومن أُصَافيه وُدِّي حينَ أَلْقاهُ

إِن كان مالكُ ماءُ الحُبِّ ألّفه

كما علمتَ فماء الحُبِّ أَفْناه

ثُمَّ سَعَى في شَأنِه حتَّى خَلَّصَهُ من السَّقَّاء.

وكانت وَفاة ابن السَّاعَاتيِّ بالقَاهِرة سَنَة أرْبَعٍ وستمائة"

(1)

.

‌عليُّ بن مُحَمَّد بن مَحْمُود، أبو الحسن الكُوْفيُّ المَخْزُومِيُّ

" حَدَّثني القاضِي أبو القَاسِم عُمَر بن أحْمَد بن أبي جَرَادَة بحَلَب، أيَّدَهُ اللهُ، قال: أبو الحَسَن عليّ بن مُحَمَّد بن مَحْمُود البَغْدَادِيّ الشَّاعِر، نَزِيل رَأس عَيْن، شَاعِرٌ مُجِيْدٌ، فَاضِلٌ، حَسَنُ المُذَاكَرة.

أخْبَرنِي أنَّهُ قدِمَ حَلَب مِرَارًا، واجْتَمَعْتُ به بِسنْجار في سَنةِ أرْبَعٍ وِعِشْرين وستِّمائة، وكان في أَوَّل مرَّة قَريبًا من المَلِكِ الأشْرَف، وكان يُنْفذهُ في رسائِل، ولمَّا اجْتَمَعْتُ به كانت أحْوالُهُ قد تناقَضَت عنده، فممَّا أنْشَدني لنَفْسهِ، وذكَرَ أنّهُ اقْتَرحَ عليه أن يَعْملَ في وَصْفِ الحَمَاحِم بالمَوْصِل، فسَألَهم في أي وَزْنٍ يُريدُونَ؛ وكان في وَلِيْمة؛ فقالوا: في الوَزْنِ الَّذي يُغنِّي به المُغَنِّي، فقال: فغَنَّى المُغَنِّي أبياتًا منه:

باكِر صبُوحَكَ يا نَديْمي

[

]

ومُهَفْهَفٍ في وَجَهِهِ

جَيْشَانِ مِنْ زَنْجٍ ورُوْم

فقال: [من مجزوء الكامل]

بَاكِرْ صبُوحَكَ يَا نَدِيْميْ

وَرُم الحياةَ بِكَفِّ رِيْمِ

(1)

ابن سعيد الأندلسي: الغصون اليانعة 118 - 119.

ص: 126

===

في مَجْلِس خَضلِ النَّبَا

ت يَرِقُّ مِنْ ماءِ النَّعِيْمِ

حَلَبُ الكُرُوْم غِذَاءُ ذاكَ

النَّبْتِ لا حَلَبُ الغُيُوم

وحَمَاحِم كَأسنَّةٍ

في كُلٍّ مُعْتَدِلٍ قَوِيمِ

طَعَنَتْ قُلوبَ وُشَاتِنا

فَتَخَضَّبتْ بِدَمِ الهُمُوْم

أوْ أنْجُمٌ بَزَغَتْ لتُحْرِقَ

كُلَّ شَيْطانٍ رَجِيمْ

أوْ مِثْلُ أعْرَافِ الدُّيوكِ

لَدَى مُبَارَزَةِ الخُصُوْم

أو كالشَّقِيْقِ تَحَرَّشَتْ

بِفُرُوْعِهِ أيْدِي النَّسِيْمِ

أو ثَاكِلٌ صبَغَتْ بَنَانًا

مِنْ دَم الخَدِّ اللَّطِيْم

وسُقَاتُنَا كَأهلَّةٍ

حَمَلَتْ شُمُوْسًا في نُجُوم

مِنْ كُلِّ ذِي دَلٍّ رَخِيْمٍ

غَيْرِ ذي قَلْبٍ رَحِيمِ

طَفْلٌ يَجُوْرُ علَى النَّدَامَى

جَوْرَ مُحْتَنِكِ عَلِم

فَرآهُمُ صَرْعى الكُؤُوْسِ

بِكَفِّ لُقْمَانَ الحَكِيم

فيهِ نَضِلُّ ونَهْتَدِيْ

بالفَرع والوَجْهِ الوَسِيمِ

واللهُ يَهْدِيْ منْ يَشَاءُ

إلى صِرَاطٍ مُسْتقِيمِ

قال: وأنْشَدَنِي لنَفْسهِ في المِرْوَحةِ: [من الطويل]

وذاتِ جَناحٍ خافِقٍ وَهْيَ تنتَمِيْ

إلى حَسَبٍ زَاكِيْ الفُرُوْعَ أصِيْل

تَطِيْرُ فَلا تَنْأى وتَطْلبُ قُرْبهَا

لبَرْدِ غَلِيْلٍ أو لبُرْءِ عَلِيْل

لها يَقْظَةٌ عندَ المَقِيْلِ وهَبَّةٌ

ورَقْدَتُها في بُكْرَةٍ وأصَيْلِ

قال: وأنْشَدَنِي لنَفْسهِ في القَلَم: [من البسيط]

وذَابِل العِطْفِ مَهْزُوْل يُرَى أبدًا

مَيْتًا ولكنَّهُ يَحْيَى إذا ذُبِحَا

ص: 127

===

شُرْباهُ ماءُ قَرَاحُ سَلسَلٍ ودَمُ

طَوْرًا وينتَجُ في الوَقْتِ الّذي نُكِحَا

قال: وأنْشَدَنِي لنفسهِ يَصِفُ قَلَمًا من قَصِيْدةٍ: [من الطويل]

وفي الكَفِّ ظَامٍ شُرْبَهُ مِنْ سِجَالِها

ومِن عَجَبٍ ظامٍ غَزَير المَشَارِبِ

نَحِيفٌ ولكِنْ طالَما دَقَّ في الوَغَى

صُدورَ العَوَالِي فِي صُدُوْرِ الكَتَائِبَ

عَلَتْهُ القَنَا في غَابِها وتَعصَّبَت

وطَالَتْ وتاهَت وازدَهَتْ بالعَصَائِب

فجَامَلَها حتَّى رَمَاها بِحَاطِمٍ

فَقَصَّدَهَا حتَّى رَمَاها بحاطِبِ

فآوِنَةً يَسْقِي العُفَاةَ بعارِضٍ

وآوِنَةً يَرْمِي الطُّغَاةِ بحاصِبِ"

(1)

.

‌عليُّ بن يُوسُف بن أيُّوب بن شَاذي بن مَرْوَان بن يعقُوب، المَلِكُ الأفْضَلُ نُور الدِّين، أبو الحَسَن

" أنْشَدني القاضِي الإمامُ أبو القَاسِم عُمَر بن أبي الحَسَن بن أبي جَرَادَة الحَلَيّ الحَنَفيّ، أيَّدَهُ اللهُ تعالَى، قال: أنْشَدني الخَطِيرُ أبو نَصر فُتُوح بن نُوْح بن عِيْسَى، قال: أنْشَدني الإمامُ عِمَاد الدِّين أبو عَبْد الله مُحَمَّد بن مُحَمَّد الكاتِب الأصْفَهانيّ، قال: أنْشَدني المَلِكُ الأفْضَل عليّ بن يُوسُف بن أيُّوب لنَفْسهِ، في العشْرين من شَوَّال سَنَة تِسْعين وخسِمائة، وكَتَبها إلى أخيهِ المَلِك العَزِيْز عِمَاد الدِّين عُثْمان يستَعطفهُ بعدَ أنْ وَدَّعَهُ واجْتَمعَ معهُ ساعةً واحدة:[من الوافر]

نَظَرْتُكَ نَظْرَةً مِنْ بعدِ تِسْعٍ

تَقَضَّتْ بالتَّفَرُّقِ مِنْ سِنيْنِ

وغَضَّ الدّهْرُ عنها طَرْفَ غَدْرٍ

مَسافَةَ قُرْبِ طَرْفٍ مِنْ جَبِيْنِ

وعَادَ إلى سَجِيَّتِهِ فأجْرَى

بفُرْقتَنَا العُيُونَ مِنَ العُيُونِ

فَريْحُ الدَّهْرِ لم يَسْمَحْ بوَصلٍ

يَعُوْدُ بهِ الهُجُوعُ إلى الجُفُونِ

(1)

ابن الشعار: قلائد الجمان 3: 364، 366 - 368.

ص: 128

===

فَواقًا ثُمَّ يعقِبُهُ ببَيْنٍ

يُعِيْدُ إلى الحَشَا عَدَمَ السُّكُونِ

ولا يُبْدِي جُيُوْشَ القُرْبِ حتَّى

يُرَتِّبَ جَيْشَ بُعْدِ في الكَمِيْنِ

ولا يُدْني مَحَلِّي مِنْكَ إِلَّا

إذا دارَتْ رحَى الحَرْب الزَّبُوْنِ

فَلَيْت الدَّهْرَ يَسْمَحُ لِيْ بأُخْرى

ولَوْ أمْضَى بها حكْمَ المَنُوْنِ"

(1)

.

"لمَّا اتَفَقَ على الأفْضَل العَادِل أبو بَكْر وأخُوه العَزِيْز عُثْمان كَتَبَ إلى الخلَيْفَة: [من البسيط]

مَوْلاي إنَّ أبا بَكْرَ وصَاحِبه

عُثْمان قد غَصَبَا بالسَّيْفِ حَقّ علي

وهو الَّذي كان قد ولَّاهُ وَالده

عليهما واسْتَقامَ الأمْرُ حينَ وَلِي

فخَالفَاهُ وحل عَقْد بَيْعَته

والأمْرُ بينهما والنَّصُّ فيه جَلي

فانْظَر إلى حَظِّ هذا الاسْم كَيفَ

لَقِي من الأوَاخِر ما لاقَى من الأوَّل

فأجابَهُ: [من الكامل]

وَافَى كِتابُكَ يا ابنَ يُوسُفَ مُعْلِنًا

بالوُدِّ يُخْبِر أنْ أصْلكَ طَاهِر

غَصَبُوا عليًّا حَقِّه إذْ لم يكُن

بعد النَّبيّ له بيَثْرِب نَاصِر

فابْشِرْ فإنَّ غَدًا عليه حِسَابهم

فاصْبِرْ فنَاصِرُكَ الإمام النَّاصِر

ورَأيْتُ بخَطّ ابن العَدِيْم، بعد ذِكْر بَيْتَينِ من أبْيَاتِه وهُما الأوَّل والآخر، ما لفظه: بعضُ النَّاسِ يَقُول إنَّهما من نَظْمِ أبي فِرَاس بنِ أبي الفَرَج البُزَاعِيّ، ثُمّ إنَّ أبا طالِب بن زِيَادة أجابَهُ عن البَيْتَين المَذْكُورَيْن بالأبْيَات الثَّلاثة المَذْكُورة"

(2)

.

(1)

ابن الشعار: قلائد الجمان 3: 337، 344.

(2)

سبط ابن العجمي: كنوز الذهب 1: 118.

ص: 129

===

" قال كَمالُ الدِّين بن العَدِيْم: لَم يَكُن مُتَشيِّعًا؛ وإنَّما قال هذا الشِّعْر لمُوافَقةِ الحال، وتَقَرُّبًا إلى الإمام النَّاصِر، إذْ كان مَنْسُوبًا إلى التَّشَيُّعِ. انْتَهَى"

(1)

.

‌عُمَرُ بن بَدْر بن سَعِيْد بن مُحَمَّد بن بَنْكِير، أبو حَفْص الكُرْدِيُّ الحنَفَيُّ المَوْصِليُّ

" قال القاضِي الإمامُ أبو القَاسِم: قدِمَ علينا حَلَب، وسافَرَ إلى البَيْتِ المُقَدَّس، فوَلَّاهُ المَلِكُ المُعَظَّم عِيْسَى ابن المَلِك العَادِل رِوَاية الحَدِيث بمَدْرسَتِه الَّتي أنْشَأها بالبيِتِ المُقَدَّس، وولّاه مَمْلُوكه عزّ الدِّين أبْيَك مَدْرسَته الَّتي أنْشأها لأصْحابِ أبي حَنِيْفَة، وبقي مُدَرِّسًا بها؛ واجْتَمَعْتُ به فيها بالبَيْتِ المُقَدَّس في سَنَة إحْدَى وعِشْرين وستمِائة.

ثمّ رَحَلَ إلى البَيْتِ المُقَدَّس، حين خَرَجَ الفِرِنْج إلى دِمْياط، قَبْلَ أنْ يُخَرَّبَ بمُدَّةٍ، وسَارَ إلى المَوْصِل وأقامَ إلى سَنَةِ إحْدَى وعِشْرين وستِّمائة. ثُمّ قَدِمَ علينا حَلَب في هذه السَّنَة؛ وسَمِعنَا عليه أجْزاء من أمَالِي ابن مَلَّة الحَافِظ.

سَألتُهُ عن مَوْلِدِهِ، فقال: في جُمادَى الآخِرة سَنَة سَبع وخَمسِين وخَمْسِمائة بالمَوْصل.

سَمعَ ببَغْدَاد أبا الفَرَج بن كُلَيْب، وابن الصَّابُونيّ، وابن الجوزيّ.

(1)

الوافي بالوفيات 22: 345.

ص: 130

===

ثُمّ سَكَنَ دِمَشْق، وتُوفِّي بها في سَنَةِ اثْنَتَين وعِشْرين وستِّمائة، ليْلَة السَّبْت في التَّاسِع والعِشْرين من رَمَضان. أخْبَرني بذلك أبو عَبْد الله مُحَمَّد بن مَحْمُود بن النّجَّار البَغْدَادِيّ"

(1)

. هذا كَلام أبي القَاسِم.

‌عُمرُ بن الحَسَن بن عليّ بن مُحَمَّد بن فَرْحِ بن خَلَف بن قُومَس بن مَزْلَال بن مَلَّال بن أحْمَد بن بدْر بن دِحْيَة بنِ خَلِيْفَة بن فَرْوَة الكَلْبِيّ

" حَدَّثني القاضِي أبو القَاسِم، أيَّدَهُ اللهُ تعالَى، قال: ابنُ دِحْيَة كان يُسَمِّي نفسه: بذي النَّسَبَيْن بين دِحْيَة والحُسَين. ذكَرَ أنَّهُ مِنْ بني دِحْيَة الكَلْبيّ من أهْلِ المَغْرِب من مَدِيْنة سَبْتَة، وذكَرَ أنَّهُ وَلِيَ قَضَاءها، وهو شَيْخٌ فاضِلٌ، له معْرِفةٌ باللّغَةِ والنَّحْو، حَافِظٌ للحَدِيث ومَعانيهِ ورِجَالهِ، فَقِيْهٌ مُتْقن. كان يقول: أحْفَظُ صَحيحَ مُسْلِم جَمِيعه، وقَرأتُه من حِفْظِي بالمَغْرب على بعض الشُّيُوخ.

خَرَجَ من المَغْرِب، وحَجَّ ودَخَلَ إِلى بلادِ العَجَم، وسَمعَ بها صَحِيح مُسْلِم من أصْحاب الفَرَاوِيّ. ثُمّ عادَ إلى بَغْدَاد، ورحَلَ إلى الشَّام، وقَدِمَ علينا حَلَب، وسَمِعنا عليه مُوطَّأ مَالِك بن أنَس، رِوَاية يَحْيَى بن يَحْيَى، وغيره.

ثُمَّ تَرَدَّدَ بعد ذلك مِرَارًا إلى حَلَب؛ آخرها بعدَ أنْ تقَدَّمَ بالدِّيار المِصْريَّة وسُيِّرَ رَسُولًا، مرَّ بها مُجتازًا، وحَصَلَ لهُ حُظْوة عَظِيمة، وتقَدَّمَ بمِصر عند المَلِك الكامِل.

قال: وأخْبَرني أبو الرَّوْح الحِمْيريّ الأنْدَلُسيّ، قال: هذا ابن دِحْيَة ليسَ بصَحِيح النَّسَب، وأصْلُهُ يَهُوديّ. وكان يُلَقَّب بالكُوَّة، وكان في صغَرِهِ يُرْمَى

(1)

ابن الشعار: قلائد الجمان 4: 229 - 230.

ص: 131

===

بما لا يَجُوز، وأبوهُ حَسَن كان يُلَقَّب بالزّعبطُور، والزّعبطُور هو المُشَوَّه الخَلْق، العَظِيم الخِلْقَة بلُغَةِ الأنْدَلُس المقطع [السَّرموزا؛ وتكون ثيابه مُقَطَّعة وَسَخة]

(1)

ابن عليّ ويُلقَّب بالقنُوط لفَراغِهِ وقلَّة عَقْلِه، يُريد القَصَبَة الفارِغَة، ابن يُوسُف ولقَبُه الجُمَيْل؛ تَصْغِير الجَمَل بلُغَةِ العامَّةِ"

(2)

.

‌عُمَر بن عليّ بن مُحَمَّد بن قُشَام، أبو حَفْص الحَلَبِيُّ الدَّارقُطْنِيُّ

" من دار القُطْن؛ مَحَلّة بحَلَب، عاش ثَمانين سَنَة، وحدَّث عن أبي بَكْر مُحَمَّد بن ياسِر الجيَّانيّ، وحدَّث، ودَرَّسَ، وأفادَ ببَلَده. وكان من كِبار الحَنَفيّة. ورَوَى أيضًا عن عَبْد الله بن مُحَمَّد الأشيريّ. رَوَى عنه كَمال الدِّين بن العَدِيْم، وابْنُه مَجْد الدِّيِن، وغِيرُهما، ومات في جُمادَى الآخرة.

تفقَّه على الكَاسَانيّ، وأبي الفَتْح عَبْد الرَّحْمن بن مَحْمُود الغَزْنَويِّ. وسَمعَ من أبي مُحَمَّد عَبْد الله بن مُحَمَّد الأَشِيريّ، وأجاز لَهُ من أصْبَهان مَسْعُود الثَّقَفيّ، ومَحْمُود فُورَجه، وطائفة.

وَلِيَ تَدْرِيس الْجُوردَكِيَّة. وصَنَّفَ في الفِقْه تَصانيِف لم تكُن بالمُفِيدة، قالَهُ ابنُ العَدِيْم"

(3)

.

(1)

ما بين الحاصرتين بياض في المطبوعة، واستكماله مما قرأه إحسان عباس من مخطوطة كتاب قلائد الجمان، وأحال عليه في تحقيقه لكتاب وفيات الأعيان 7:324.

(2)

ابن الشعار: قلائد الجمان 4: 192، 195 - 196.

(3)

تاريخ الإِسلام 13: 745 - 746.

ص: 132

===

‌عُمرُ بن مُحمَّد بن عُمَر بن مُحَمَّد بن أبي نَصْر، أبو حَفْص الفَرْغانيُّ

" أنْشَدني القاضِي الإمامُ أبو القَاسِم عُمَر بن أبي الحَسَن الحَلَبيّ، أيَّدَهُ اللّهُ تعالَى، قال: أنْشَدني أبو حَفْص الفَرْغانِيّ لنَفْسهِ يتَشَوَّق بعض الإخْوَان: [من الكامل]

اللّهُ يَعْلَم أنَّني مُشْتاقُ

شَوْقًا تَضِيْقُ لَهُ بِيَ الآفَاقُ

لَوْ رُمْتُ أشْرَحُ بَعْضَهُ بِصَحَائِفِي

لاستَنْفَدَ الأقْلَامُ والأوْراقُ

أرْجُو وأحْيَا بالرَّجَاء تَلَافِيًا

ما تَنْطَفِي إلَّا بهِ الأشْوَاقُ

لا زلْتُمُ للمَكْرُمَاتِ شُمُوسَها

حتَّى يَدُومُ بكُمْ لها الإشْرَاقُ

وعَليكُمُ منِّي تَحَايا عَاشِقٍ

ما يَقْتَدِي إِلَّا بِهِ العُشَّاقُ"

(1)

.

‌عُمَرُ بن مُحَمَّد بن مُعَمَّر بن أحْمَد بن يَحْيَى بن حَسَّان البَغْدَادِيُّ الدَّارَقَزِّيُّ المُؤَدِّبُ، أَبُو حَفْص ويُعْرفُ بابن طَبَرْزَد

" سَمِعْتُ القاضِي أبا القَاسِم بن العَدِيْم يقول: سَمِعْتُ عَبْدَ العَزِيْز بنِ هِلالَةَ يَقولُ، وغَالبُ ظَنِّي أنَّنِي سَمِعتُهُ من ابنِ هِلَالَةَ بخُرَاسانَ، قال: رَأيْتُ عُمَرَ بن طَبَرْزَد في النَّوْم بَعْدَ مَوتِهِ وعليهِ ثَوْبٌ أزْرقُ، فقُلْتُ لهُ: سَألتُكَ باللّهِ ما لَقِيْتَ بعدَ مَوْتِكَ؟ فقال: أنا في بَيْتٍ مِنْ نارٍ، دَاخِلَ بَيْتٍ مِنْ نَارٍ. فقُلْتُ: ولِمَ؟ قال: لأخْذِ الذَّهَب على حَدِيْثِ رَسُولِ اللّهِ صلى الله عليه وسلم

(2)

.

وقال الذَّهَبيُّ في تَرْجَمةِ المُؤَيَّد بن مُحَمَّد بن عليّ بن حَسَن بن مُحَمَّد بن أبي صالحٍ الطُّوْسِيّ النَّيْسَابُوْرِيّ: "حَكَى الأشْرَف أحْمَد ابن القَاضِي الفَاضِل: حَدَّثَني المُحِبُّ عَبد العَزِيْز بن هِلَالَة، قال: رَأيْتُ كأنَّ المُؤَيَّد الطُّوْسِيّ قد ماتَ ودَفَنَّاهُ،

(1)

ابن الشعار: قلائد الجمان 4: 220، 222.

(2)

سير أعلام النبلاء 21: 511.

ص: 133

===

فلمَّا انْصَرَف النَّاسُ وشق القَبْر، وخَرَجَ منهُ النَّار وهو يُنَادِي: يا مُحِبّ، ما تُبْصِر ما أنا فيْهِ؟ قُلْتُ: ولِمَ يُفْعَل بك هذا؟ قال: لأخْذِ الذَّهَب على حَدِيْثِ رَسُولِ اللّه صلى الله عليه وسلم. ثُمّ حدَّث المُحِبُّ بمَنام رآه لابن طَبَرْزَد هو في تاريخ ابن العَدِيْم"

(1)

.

‌عُمرُ بن يُوسُف بن أبي بَكْر، أبو حَفْص القَفْصِيُّ، المَعْرُوف بابنِ التِّبَسِّيِّ

" حَدَّثَني القاضِي أبو القَاسِم عُمَر بن أحْمَد بن أبي جَرَادَة بحَلَب، أيَّدَهُ اللهُ تعالَى، قال: كان شَيْخًا حَسَنًا، دَمِثَ الأخْلَاق، طيِّب المُحاضَرة، أقامَ عندَنا بحَلَب سِنين عدَّة. وكانَ يَخْتلف إليها بعد ذلك.

ورَوَى لنا شَيئًا من شِعْرِ عَبْد المُنْعِم الجِلْيانيّ عنه، وأنْشَدنا مُقَطَّعات من الشِّعْرِ له ولغيرِه. وكان له مَعْرفةً بالحِكْمةِ والهَنْدَسة.

وأخْبَرني أنَّهُ وُلِدَ في العَشرِ الأوّل من ذي الحِجَّة سَنَة تسعٍ وأرْبَعين وخَمْسِمائة، قال: وَجَدتهُ كذلك بخَطِّ والدِيّ، قال: وتوجَّه إلى بِلادِ الرُّوم بعدَ العِشْرينَ والسِّتِّمائة، فبَلَغَني بعدَ ذلكَ أنّه تُوفِّي بها.

وأنْشَدَنِي لنَفْسهِ: [من الطويل]

وقَائلَة ما ليْ أراكَ مُغَيَّرا

أمِن فَرْطِ وَجْدٍ صَارَ لَوْنُكَ أصْفَرا

فَقُلْتُ كليْنِي يا هُنَيْدَةُ واعْلَمِي

فلَوْ أنَّ مَا بي بالجَلَامِدِ أثَّرَا

فقالَتْ: رَعاكَ اللّهُ هَلْ أنْتَ مُخْبِرٌ

بما هُوَ أو ما كانَ قدْمًا وما جَرَى

(1)

سير أعلام النبلاء 22: 106 - 107.

ص: 134

===

لَعَلَّ برَأي يُحْدِثُ اللّهُ رَاحَةً

فإنَّ الّذي أبلَى يُفَرِّجُ ما تَرَى

فقُلْتُ لها: صَرْفُ الزَّمَانِ وَجَوْرُهُ

أحَالَ على الأحْوَالِ حالي فَغَيَّرَا

وشَتَّتَ أحْبَابِي وأذْهَبَ ثَرْوَتِي

فَصِرْتُ فَقِيْرًا بعْدَما كُنْتُ مُوْسِرَا

تَنَاءَتْ دِيَاري واضْمَحَلَّتْ أحبَّتِي

فهذا الّذي أهْدَى لجِسْمِي التَّغَيُّرَا

فَدَمْعِي سَفُوْحٌ والجَوَى حَلَّ في الحَشَا

وقَلْبِي قَتِيْلُ الحَالَتَيْنِ مُعَفَّرَا

ولا حَاكِمٌ يَقْضِي فيَحْكُمُ بَيْننا

ولا مُسْعدُ تُلْفي لنَصْرِي مُيَسَّرَا

فمَنْ مَانِعِي من ظُلْمِ دَهْرِي وَجَوْرِهِ

ولَم أَلْقَ إِلَّا مَنْ إِذا قال: قَصَّرَا

وقد حَار وَهْمِي من عَظِيْمِ بَليَّتِي

فما حِيْلَتِي فيما سَمِعتُ وما تَرَى"

(1)

.

‌عِيْسَى بن الشَّيْخ بن السَّلِيل الشَّيْبانيُّ

" ذِكْر عِصْيان عِيْسَى بن الشَّيْخ بدِيَار بَكْر: سَبَبُ ذلك أنَّه كان عامِلًا على دِمَشْق من قِبَل الخَلِيْفَة المُهْتَديّ، وعلى حَلَب أيضًا - هذا كلام ابن العَدِيْم - وقال غيره: بل على دِمَشْق، والأُرْدُنّ، وفِلَسْطِين، واجْتَمَع عنده مال عَظِيم، فُتِحَتْ نَفْسه عليه ولم يَحْمِلهُ إلى الخَلِيْفَة على ما جَرَت به العادَة.

وبَلَغَ ذلك الخَلِيْفَة، فأنْفَذَ إليهِ تَوْقيعًا بأَرْمِينيَّة؛ وكان قَصْده أنْ يَصِير إليهِ فيَقْبضَ عليه، فاسْتَشْعَرَ عِيْسَي بنُ الشَّيْخ ذلك، فعَصِي بديار بَكْر، واسْتَبدَّ بها دُون أمْر الخَلِيْفَة. ورتَّب وَلدَيه مُحَمَّد بن عِيْسَى بآمِدَ، وأحْمَد بن عِيْسَى بمَيَّافارِقِيْن"

(2)

.

(1)

ابن الشعار: قلائد الجمان 4: 246 - 247.

(2)

الأعلاق الخطيرة 3/ 1: 292 - 293، وهذا النص لم يرد في زبدة الحلب، بما يرجح كونه من الضائع من بغية الطلب.

ص: 135

===

‌عِيْسَى بن عبد العَزِيْز بن يَلَلْبَخْت البردكيُّ، خَطِيْب الجامعِ بمَرَّاكُشَ، أبو مُوسَى الجَزُوليَّ

" أنْشَدني القاضِي الإمامُ أبو القَاسِم عُمَر بن أحْمَد بن هِبَة اللّه الفَقِيه المُدَرِّس الحَنَفيّ بمَحْرُوسَة حَلَب، بمَنْزلهِ المَعْمُورِ، في سَنَة أرْبَع وثلاثين وستِّمائة، قال: أنْشَدني أبو الحَسَن يَحْيَى بن مُعْطِي بن عَبْد النُّور المَغْربيِّ النَّحْويّ، قال: أنْشَدني أبو مُوسَى لنَفْسهِ، يَذْكُر فَضْل شَيْخٍ من العُلمَاء، وكان رَجُلًا صالحًا يُعرفُ بأبي العبَّاس الفَقِيه:[من السّريع]

أقُوْلُ قَوْلًا ما لَهُ مُنْكِرُ

إِلَّا امْرُؤُ أحْمَقُ مُسْتَكْبِرُ

إِنَّ أبا العَبَّاسِ مِمَّنْ بِهِ

يُسْتَنْزَلُ الرِّزْقُ ويُسْتَمْطَرُ

بَقِيَّةٌ من سَلَفٍ صَالحٍ

كان كما كانُوا فما يَكْدُرُ

كُنْتُ لَعَمْرِي إِنْ جَرَى ذِكْرُهُ

أظُنَّهُ مِنْ بَعْضِ مَنْ يُذْكَرُ

فاليَوْمَ لا أرْتَابُ في فَضْلِهِ

صَدَّق عِنْدِي الخَبَرَ المُخْبِرُ

جَالَسْتُ منهُ الشَّمْسَ في قُدْرَة

وأبحُرًا في العِلْم لا تُعْبَرُ

هَمْ بَنُو الدُّنْيا بما نالَهُ

في العِلْمِ والتَّقْوَى فَلَم يَقْدِرُوْا

أبصَرَ ما لَمْ يُبْصِرُوا بَعْدَما

شَارَكَهُمْ في كُلِّ ما أبصَرُوا"

(1)

.

‌عِيْسَى بنُ مُحَمَّد القَمراوِيُّ

" أنْشَدني القاضِي أبو القَاسِم الحَنَفيّ، قال: أنْشَدني عِيْسَى بن مُحَمَّد لنَفْسهِ: [من الطّويل]

(1)

ابن الشعار: قلائد الجمان 4: 268 - 269.

ص: 136

===

إِذا كانَ في وَسْطِ الحَشَا مُسْتَقَرُّكمْ

والعَيْنُ منْكُمْ حَظُّها ونَصِيْبُها

فما ثَمَّ هِجْرَانٌ ولا ثَمَّ جَفْوَةٌ

فَدَامَتْ لنا هذي اللَّيَالي وطِيْبُها"

(1)

.

‌غَازِي بنُ يُوسُف بن أيُّوب بن شاذِي بن مَرْوَان بن يَعْقُوب، السُّلْطانُ المَلِكُ الظَّاهِر، أبو الحَارِث ابن السُّلْطان المَلكِ النَّاصِر أبي أبي المُظَفَّر، صَاحِب حَلَب

" حَدَّثَني القاضِي الإمامُ أبو القَاسِمِ عُمَر بن أحْمَد بن أبي جَرَادَة الحَنَفيّ الحَلَبيّ العُقَيْليّ، أيَّدَهُ اللّهُ تعالَى، بدارِهِ في رَبِيْع الآخر سَنَة أرْبَع وثلاثين وستِّمائة، قال: قَرأتُ بخَطِّ المَلِك الظَّاهِر غازي بن يُوسُف بن أيُّوب في رُقْعة بَيْتَين كَتَبهما للنَّقِيب أبي غانِم الحَلَبيِّ: [من البسيط]

هذا النَّقِيْبُ الّذِي أضْحَتْ مَنَاقِبُهُ

بينَ البَرِيَّةِ مِثْلَ الأنْجُمِ الزُّهُرِ

لا زالَ يَرفلُ في أيَّام دَوْلَتِنا

في حُلَّةِ الجُوْدِ مَحْرُوسًا مِنَ الغِيَرِ

وتحتهما بخَطِّ الوَزِيْر مُوَفَّق الدِّين خَالِد بن القَيْسَرانيّ: هذا خَطّ مَوْلانا السُّلْطان المَلِك الظَّاهِر ولفظه في مَمْلُوك دَوْلته النَّقِيب أبي غانِم"

(2)

.

"ذَكَرَ ابنُ العَدِيْم في تارِيْخِهِ: أنَّهُ دَخَلَ مَع وَالدِه عَلَى المَلِك الظَّاهِر غازي، وأنَّهُ هُوَ الَّذي حَسَّنَ لَهُ جَمعْ تاريخٍ لحَلَب"

(3)

.

(1)

ابن الشعار قلائد الجمان 4: 275 - 276.

(2)

ابن الشعار: قلائد الجمان 4: 292 - 293.

(3)

تاريخ الإسلام 14: 938، أورده الذهبي في ترجمة ابن العديم، وقدرنا أن تكون إشارة ابن العديم هذه قالها في ترجمة الملك ظاهر غازي.

ص: 137

===

‌فارسُ بنُ سِنَان بن أبي عليّ الذَّهَبيُّ الحَلَبيُّ

" حَدَّثني القاضِي الإمام أبو القَاسِمٍ عُمَر بن أحْمَد بِن أبي جَرَادَة بحَلَب، أسْعَدهُ اللّهُ بطَاعَته، قال: كان فارسًا شابًّا، وتُوفِّي في سَنَة سَبْعٍ وستِّمائة بمَيَّافارَقين عائدًا منها، وقد توجَّه قاصِدًا إليها.

أدْرَكتُهُ، وسَمِعْتُه يُنْشدُ السُّلْطانَ المَلِك الظَّاهِر، رحمه الله، قَصائدَ من شِعْرِهِ. وهو القائلُ في الكَمالِ عُمَر بن أبي صالح بن العَجَمِيّ، لمَّا غَضِبَ عليه السَّلطان المَلِك الظَّاهِر في مَجْلِسه بمَحْضرٍ من أكابر حَلَب، وسَيَّرهُ إلى السِّجْن، بسَبَب سُوء أدَبه في قضيَّةٍ تتَعَلَّق بمَجْلِس الحُكْم، طَعَنَ فيها عليّ الصَّاحِب قاضي القُضَاة بَهاء الدِّين يُوسُف بن رَافِع بن تَمِيْم المَوْصِليّ الأسَدِيّ، رَحِمَهُ اللَّهُ تَعالَى:[من السّريع]

قالُوا: غَدًا في حَلَب شُهْرَةٌ

عُمَيْرَةُ الطَّاغِي بها المُلْحِدُ

فالنَّتْفُ في لِحْيَتِهِ مُبْرِقٌ

والصَّفْعُ في قِمَّتهِ مُرْعَدُ

وما سَمِعْنا قَطُّ من قَبْلِها

عُمَيْرَةٌ تُصْفَعُ بلْ تُجْلَدُ

قال القاضِي الإمام أبو القَاسِم، أيَّدَهُ اللّهُ تعالَى: وأنْشَدنيها على غير هذا الوَجْه: [من المتقارب]

وقَالُوا: عُمَيْرَة قَدْ أحْضَرُوهُ

لكَيْ يَصْفَعُوْهُ ألَا فاشْهَدُوا

[

] في مَحْفِلٍ شَخْصُهُ

بَحْر وفي الطَّوْقِ مِنْهُ يَدُ

وكَفٌّ إلى رَأسه مُبْرِقٌ

ونَعْلٌ إِلى قبه مُرْعِدُ

فقُلْتُ: على أيِّما حَالَة

لقَدْ غَيَّرَ الدَّهْرُ ما يُعْهَدُ

وما كُنْتُ أعْرِفُ مِنْ قَبْلِها

عُمَيْرَة يُصْفَعُ بَلْ يُجْلَدُ

ص: 138

===

وقال أيضًا: [من الكامل]

أُخْفِي الهَوَى ولَهُ علَيَّ شَوَاهِدُ

وأوَفِّرُ العَبَراتِ وَهْيَ شَوَارِدُ

وأرُوْمُ منْهُ تَخَلُّصًا فيَقُوْدُنِي

قَوْدَ الحبَيْبِ من الصَّبَابَةِ قَائِدُ

ومتَى يُفَكُّ إسَارُ عَانٍ ما لَهُ

عَوْنٌ سِوَى زَفَرَاته ومُسَاعِدُ

أم هَلْ مَتَى يُشْفَى غَلِيْلُ مُتَيَّمٍ

عَزَّتْ عليهِ من الشِّفَاءِ مُوَارِدُ

أوَلَيْسَ غَبْنًا أن أهيْمَ بمَوْرِدٍ

عُوْدُ الأرَاكَةِ منْهُ دُوْنِي وَارِدُ

وبمُهجَتِيْ رَشَا نَصَبْتُ حَبَائِلي

لأصيْدَهُ فَارْتَدَّ وهوَ الصَّائِدُ

ظَبْيٌ تُقِرُّ بقتْلَتي وجَناتُهُ

وجُفُوْنُهُ لفُتُوْرِهِنَّ جَواحِدُ

إنْ ماجَ رَدْفًا قُلْتُ: حِقْفٌ مائِجٌ

أو مادَ عِطْفًا قُلْتُ: غُصْنٌ مائِدُ

وأغَنَّ تَخْجَلُ سافرًا أو عَاطِنًا

مِنْهُ الغَزَالَةُ والغَزالُ الجائِدُ

لَحَظاتُ عَيْنيهِ أُسُوْدٌ إن رَنا

وإذا لوَى أصْدَاغَهُ فأسَاوِدُ

ما حَلَّ عَقْدَ عَزَائِمِي لو لَمْ يَكُنْ

في مُقْلَتَيْهِ لسحْرِ بَابِلَ عَاقِدُ

أبكَى جُفُوْنِي وهوَ مِنِّي ضَاحِكٌ

وأطَارَ نَوْمِي وهوَ عَنِّي رَاقِدُ

وأضاعَ قَلْبِي في الهَوَى فَنَشدْتُهُ

ولقدْ أرَى بيَدَيْهِ ما أَنا نَاشِدُ

صَنَمٌ به انْحَلَّت عَزَائِمُ ذِي التُّقَى

ولَكَمْ قَدِ انْعَقَدَت عليه عَقائِدُ

يَبْدُو فيَشْهَد مَنْ رآهُ بأنَّهُ

في الخَلْقِ مَعْبُود وأنِّي عابِدُ

سَكْرَانُ خَمْرَة رِيْقهِ فكَم اغْتَدَى

وهوَ المُفِيْقُ لهُ عليَّ عَرابِدُ

فَعَلَتْ شَمَائِلُهُ فعَالَ شَمُولِه

إنَّ الشَّمَائِلَ والشَّمُولَ لَوَاحِدُ

ولرُبَّ وإن بَاتَ يُنْهضُ عَزْمَتي

واللَّيْلُ حيثُ النَّجْمُ طَاف رَاكِدُ

ويَقولُ دُوْنَكَ والسُّرَى فلطالَما

نَجَحَتْ مَطالِبُ بالسُّرَى ومَقاصِدُ

فلَئنْ نَهَضْتَ فإنَّ حَظَّكَ نَاهِضٌ

ولَئنْ قَعَدْتَ فإنَّ حَظَّكَ قَاعِدُ

فَجُبِ البلَادَ عَساكَ تَلْقَى مَاجِدًا

تَضْحَى وأنْتَ بهِ لقَصْدِكَ وَاجِدُ

ص: 139

===

ويكُفُّ عَنْكَ أكفَّ دَهْرِكَ كـ

ــفٌّ يَطُولُ بها عليهِ وسَاعِدُ

فأجَبتُ كَيفَ أبِيْنُ عن أرْضٍ لها

مِنّي طَرْيفُ هَوىً وشَوْقٌ تَالِدُ

أرْض غِيَاث الدِّينِ فيها جُنّتِي

وأَبو مُحمَّد الجَوَادُ المَاجِدُ

الشَّامِخُ الرُّتَبَاتِ وَفْرُ عَطائِهِ

دَانٍ ونَيْلُ عَلَائِهِ مُتَبَاعِدُ

ذُو الجُود لَو يحْكِي نَدَى يَده الحَيَا

ولَمْ تَبْدُ فيهِ بَوَارقٌ ورَوَاعِدُ

وأخُو الخَلَائقِ سَهْلَة لعُفَاتِهِ

ولمَنْ يُعَادِيْهِ سُمطَاهُ شَدَائِدُ

والمَكْرُمَات على الظَّلَام كَواكِبٌ

منها وفي جِيْد الكاتب الزَّمَان قَلَائِدُ

والمجدُ أنْسَى النَّاسَ ما أنْسَاهُمُ

مِنْ أوَّلِيْهم جَدهُ والوَالِدُ

أعْلَى ذُرَاهُ وسادَ لمَّا شَادَه

فلَنِعْمَ سَائدُهُ ونعمَ الشَّائِدُ

سَام إلى الشَّرَفِ الأشْيلِ يَجُوْدِهِ

والجودُ للشَّرفِ الأَشِيْل مَصَائِدُ

وبمنطِق لو شَاءَ حازَ بلفَظهِ

منهُ مَعَانِي القَوْل وهيَ بدَائِدُ

يُنْسِي الأمانِيَّ النُّفُوسَ فَتَنْثَنِي

منها إليهِ أزمَّة ومَقَاوِدُ

فيَخَالُهُ العَجْلَانُ ما هُوَ طَالِبٌ

ويَخَالُهُ الظَّمْآنُ ما هُوَ وَارِدُ

لَفْظٌ إلى كُلِّ القُلُوبِ مُحَبَّبٌ

فكأنَّما هُوَ للقُلُوبِ عَقائِدُ

حِكَمٌ تُغادرُ كُلَّ وَاجِدَ حكْمَة

ما دُوْنَ مُبْلِغها كَمَنْ هُوَ فَاقِدُ

ومُشَمِّر أَغْفَى السُّعَاةُ وطَرْفُة

سَاه إلى طَلَب المَعَالِي شَاهِدُ

يَقظ يَببْنُ النَّوْمُ من يَقَظاتِهِ

عن ما يَكُوِنُ غَدَاهُ أو هُوَ كَابِدُ

وهوَ الَّذي ظَهَرَتْ أدِلَّةُ فَضْلِهِ

فأقَرَّ معْتَرِفًا بهنَّ الجَاحِدُ

في رُتبةٍ كذُكاء إلَّا أنَّهُ

فيما لدَيْهِ منَ الذَّكاءَ عُطَارِدُ

عُذْرًا بَهاءَ الدِّيْنِ يا مَنْ فَضْلُهُ

أبدًا يُنِيْرُ وكُلُّ فَضْلٍ خَامِدُ

أُثْنِي عليْكَ ولَيسَ يَبْلُغُ بعضَ ما

أوْلَيتَ ما أنا من ثَنَائِكَ قَاصِدُ

واصْفَحْ إذا لَمْ يَحْو وصْفَكَ خاطِرٌ

لهُمُومِهِ خَاب وفكْرٌ جَامِدُ

ص: 140

===

واغْفِر إذا كَلَّت لدَيكَ قَرَائِحي

إنَّ السُّيُوفَ تَكِلُّ وهي حَدَائِدُ

وتهَنَّ بالعِيْدِ الَّذي أيَّامُهُ

أبدًا عليكَ بما تَشاءُ عَوائِدُ"

(1)

.

‌الفَضْل بن سالم بن مُرْشِد بن سالم بن عَبْد الجبَار بن مُحَمَّد بن المُهَذَّب بن عليّ بن المُهذَّب بن مُحَمَّد بن هُمَام بن عَامِر بن عَامِر بن مُحارِب بن نُعَيْم بن عَدِيّ بن عَمْرو بن عَدِيّ بن السّاطِع - وهو النُّعْمان - ابن عَبْد غَطفان بن عَمْرو بن سُرَيْح بن جَذِيْمة بن تَيْم اللَّات - وهو مَجْمَع تَنُوخ - ابن أسَد بن وَبْرة بن تَغْلِب بن حَلوان بن عِمْران بن الحاف بن قُضَاعة - وقُضَاعَةُ لَقْبٌ واسْمه عَمْرو - ابن مَالِك بن مُرَّة بن زَيْد بن مَالِك بن حِمْيَر بن سَبَأ بن يَشْجُب بن يَعْرُب بن قَحْطَان، أبو البَرَكات التَّنُوخِيُّ الكاتِبُ

" لقِيَهُ القاضِي الإمامُ أبو القَاسِم عُمَر بن أحْمَد بن أبي جَرَادَة العُقَيْليّ، ورَوَى عنه بَيْتَين من الشِّعْر.

وحَدَّثَنِي القاضِي الإمام أبو القَاسِم السَّابِق ذِكْره، أدَامَ اللّهُ تأْييده، قال: تَوجَّه أبو البَرَكات الكاتِبُ رَسُولًا قاصِدًا دِمَشْق إلى المَلِك الأشْرَف شاه أرْمن أبي الفَتْح مُوسَى بن أبي بَكْر بن أيُّوب، رَحِمَهُ اللّهُ تَعالَى، عن صاحب حَمَاة، فكَتَبَ إليهِ ابنُ عِمِّه أبو الفَتْح إسْماعِيل بن مُحَمَّد بن المُهَذَّب بيتًا رآهُ في النَّوم وهو:

(1)

ابن الشعار: قلائد الجمان 4: 339 - 342.

ص: 141

===

فعِنْدِىَ شَوْقٌ ليسَ يُحْمَلُ بَعْضُهُ

ويَعْجِزُ عَنْهُ كاتِبٌ وَرَسُوْلُ

فأجابَهُ أبو البَرَكات بهذهِ الأَبْيَات: [من الطّويل]

غَرَامِي لَهُ شَرْحٌ إِليكَ يَطُوْلُ

ووُدِّي صَحِيْحٌ ليسَ عنكَ يَحُوْلُ

إِذا رُمْتُ صَبْرًا تَعْتَريْهِ صَبابَةٌ

فتُذْهِبُهُ عُنْفًا لَهُ وتُزِيْلُ

رعَى اللّهُ أيَّامًا تَقَضَّتْ بقُرْبِكُمْ

ألَا هَلْ إِليها رَجْعَةٌ ووُصُولُ

وأذْكُرٌ تاجَ الدِّينِ في كُلِّ مَشْهَد

وأنْشِدُ بَيْتًا قَالَهُ فأقُوْلُ

فعنْدِيَ شَوْقٌ ليسَ يُحْمَلُ بَعْضُهُ

ويَعْجِزُ عنهُ كاتِبٌ ورَسُولُ

وكَتَبَ تحتهُ: مَمْلوكَهُ الكاتب والرَّسُول وهو عاجِز:

وهَلْ لي إِلى لُقْيَاهُ من أَرْضِ جِلِّقٍ

سَبيْلٌ فقد سُدَّتْ عليَّ سَبِيْلُ"

(1)

.

‌الفَضْل بن عَبْد المُطَّلِب، أبو المَعالِي

" قال ابنُ العَدِيم: فَقِيْه فَاضِل، له يَدٌ في عِلْم الكَلام والخِلَاف. وتَفَقَّه بحَلَب على وَالدِه، وغيره. وله يَدٌ باسِطَة في عِلْم العَرَبيّة والأدَب، مع الشِّعْر، وصناعَة الإِنْشاء، وكان فَصِيحًا، كَثِيرَ المَعْرُوف"

(2)

.

‌القَاسِم بن القَاسِم بن عُمَر بن مَنْصُور، أبو مُحَمَّد الوَاسِطيُّ

" أنشدني القاضِي الإمام الصَّدر السّعِيْد كَمال الدِّين أبو القَاسِم عُمَر بن أحْمَد بن أبي جَرَادَة بحَلَب، حَرَسَ اللّهُ مُدَّته، قال: أنْشَدني الشَّيْخُ العالَمُ أبو مُحَمَّد القَاسِم بن

(1)

ابن الشعار: قلائد الجمان 4: 336 - 337.

(2)

القرشي: الجواهر المضية 2: 694.

ص: 142

===

القَاسِم الوَاسِطيُّ في شهر شَعْبان سَنَة سَبْع وسِتِّمائة لنَفْسهِ بحَلَب يَمْدَح السُّلْطان المَلِك لظَّاهِر غيَاث الدِّين غازِي بن يُوسُف بن أيُّوب بن شاذى رحمه الله: [من الطّويل]

وقَفْنا على حُكْمِ الهَوَى نُعْلِنُ الشَّكْوَى

بألْفاظِ دَمْعٍ تَفْضَحُ السِّرَّ والنَّجْوَى

وكانَتْ لنا دَعْوَى من الصَّبْرِ قَبلها

ولكنْ دُمُوْعُ العَيْنِ أبطَلَت الدَّعْوَى

وقد كُنْتُ قَبْلَ البَيْنِ جَلْدًا تَهُزُنِي

تَبارِيحُ شَوْقٍ سِرُّها في الحَشَا يُطوَى

وأحْمِلُ ثِقْلَ الوَجْدِ والرَّبعُ آهِلٌ

ولكنْ إِذا ما الرَّبعُ أقْوَى فلا أقوَى

ولِيْ وقْفَةٌ بينَ الحُمُولِ تقَسَّمت

فُؤَادِي أقْسامُ النَّوَى بينَهُم تُنْوَى

ذَويْتُ بها واهْتزَّ غُصْنِي ورُبَّما

يَعُودُ اهْتِزازُ الغُصْنِ من بَعْدِها يَذْوَى

وما ساعَةُ التَّوْدِيْع إلَّا بغِيْضَةٌ

ولكنَّهَا تُهْوَى لتَقْبِيْل مَنْ يُهْوَى

وفي الحُلَّةِ الحَمْراءِ ظَبْيٌ كنَاسهُ

فُؤَادِي فلا يبِربْنَ يَرْعَى ولا حُزْوَى

تَخَيَّرَهُ رَوْضًا أرِيْضًا ومَوْرِدًا

نَمِيْرًا فَما تَغْشاهُ رَيَّا ولا أرْوَى

لهُ فَتكَاتٌ بالحِحَى بَابِليَّةٌ

أحَادِيْثُها عن جَفْنِهِ في الوَرَى تُرْوَى

نَوَافِثُ في الألْبَاب سِحْرًا ونَشْوَةً

إذا خَطَرَتْ في خاطِر أنْشَأَتْ بَلْوَى

فلا تُنْكِرُوا خَمْرًا حَوَتْهُ لِحَاظُهُ

من الأَشْنَبِ المَعْسُوْلَ والمَبْسِمِ الأَحْوَى

وما ضَعْفُ جِسْمِي من ضِعَافِ جُفُوْنِهِ

ولكنَّها تقوَى فَتَسْطُو أنا الأَقوَى

ولَمْ أرَ خَمْرًا قَبْلها في كُؤُوْسِها

تُخَامرُ البابَ الرِّجالِ فَتُسْتَهْوى

كأنّ غِياث الدِّينِ غازِي بن يُوْسُف

أسَرَّ إِليها من خَلَائِقِهِ نَجْوَى

دَع الشَّمْسَ واسْتَطْلِعْ شُمُوْسَ صِفاتِهِ

تَجِدْ عنْدَ تَمْييزِ النُّهَى أنَّها أضْوَا

فمُسْتَحْسَنُ الأعْطَاف يُغْنِي عن الغنَى

ومُسْتَعذَبُ الألْفَاظِ يُسْلِي عن السّلْوَى

أخُو الرُّشْدِ يُسْتَغْوَى لمجدٍ وسُؤْدَد

ويا رُشْدَ مَنْ بالمجدِ والسُّؤْدَد اسْتَغوَى

لَقدْ سادَ حتَّى لَمْ يَجِدْ طَالِبًا عُلًا

وجادَ إلى أنْ لَمْ يَدَعْ طَالِبًا جَدْوَى

وبَرَّزَ في فِقهِ المَعالِي بعِلْمِهِ

فَمَنْ عندَهُ في مُشْكِلاتِ العُلَا الفَتْوَى

ص: 143

===

رَمَى مَقْتَلَ الآمالِ بالمَال فَانْتَدَى

نَدَاهُ وقَدْ أصْمَى الرَّمايا وما أشْوَى

نَدىً فاقَ في الآفَاقِ حتَّى لو انَّهُ

سَحابٌ أرانا الحرث في مَوْضعِ الإروا

وما ضَرَّنا أنْ تَبْخَلَ السُّحْبُ دُوْنَهُ

ومَنْ سُحْبِ كَفَّيْهِ لنا أكرَمُ المَثْوَى

شَكَوْنا فأعْدَانا على الدَّهرِ نَصْرُهُ

وعُدْنا فلا دَعْوَى علينا ولا عَدْوَى

بجأشٍ تَضيقُ الأَرْضُ عن جَيْشِ عَزْمِه

إذا مادَ لا يَرْضى لأرْكانِهِ رَضْوى

يَخِفُّ إلى داعِي الطِّعَانِ كأنَّهُ

عُقَابٌ رَأتْ صَيْدًا وأفْلَتها المهوَى

فيَسْتَخِرجُ الأرْواحَ عَامِلُ رُمْحِهِ

ويَلْوِي دُيُوْنَ الثَّأر للبَاسِلِ الألوَى

ويَبْسُطُ من فَوْقِ البَسيْطَة قَبْضَةً

نفُوس عدا كانَتْ بأنْفَاسِها رَوى

ويَسْقِي القَنَا قَانِي النَّجِيع كأنَّما

يَرَى العارَ أنْ يُرْوَى السِّنَانُ ولا تُرْوَى

وما صَدَرَتْ من ريِّها عن صدوْرهِم

ثَعَالبَها إلَّا عَوَى الذِّئْبُ واسْتَعَوى

فللمَجْدِ ما أَبنَى وللمال ما أفْنَى

وللحَمْد ما أقْنَى وللشُّكْر ما أحَوَى

مَناقِبُ مُسْتَقْصىً على المجد ما انْثَنَى

عن السَّعْي حتَّى جاوزَ الغايَةَ القُصْوَى

لها أثَرٌ في المَأثُرَاتِ كأنَّها

مَواسِمُ في وَجْه الزَّمَان بها تُكْوَى

فَلَوْلا مَعَانٍ فيه للمَدْحِ أوْضَحَتْ

مَعَانِي القَوَافِي ما عَرَفْنا لها فَحْوَى

ولوْلا المَغَانِي الغَانِيَاتُ بِمَدْحِهِ

عَفا مَنْزِل التَّقْوَى وربعُ الهُدَى أقْوَى

فلا بَرِحَتْ أيَّامُنَا بدَوَامِهِ

مُهَيْمِنَةً لِلمُلْكِ والدِّيْنِ والتَّقْوَى"

(1)

.

‌كَيْكَاوُس بن كَيْخُسْرُو بن كَيْقُبَاذ، السُّلْطان عِزّ الدِّين، مَلِك الرُّوم

" حَكَى الصَّاحِبُ كَمال الدِّين بن العَدِيْم: أنَّ عِزّ الدِّين، لمَّا قَصَدَ البلَاد، أطْمَع المَلِك الأفْضَل أنَّهُ يُمَلِّكَهُ حَلَب طَمَعًا أنْ يَمِيل الأُمَراء بحَلَب إليهِ، لمَيْلِهم

(1)

ابن الشعار: قلائد الجمان 4: 343، 346 - 347.

ص: 144

===

إلى المَلِك الأفْضَل، وكاتَب جَماعَة من أُمَراء حَلَب، وكَتَبَ لهم التَّوَاقِيع، ومن جُمْلة مَن كاتبَه عَلَم الدِّين قَيْصَر، وكَتَبَ له تَوْقِيعًا بأبلسْتَان.

واغْتَنَم عِزُّ الدِّين والأفْضَل شُغْل قلب المَلِك العَادِل بالفِرِنْج، ووَافَقهما المَلِك الصَّالِح الأرْتقيّ صاحِب آمِد.

وكان قَصْد عزّ الدِّين الملكَ لنَفْسهِ، وإنَّما جَعَلَ المَلِك الأفْضَل ذَرِيعةً لتَحْصِيل غَرضه، وكاتَب عزَّ الدِّين الأُمَراءُ الحَلَبِيُّونَ الَّذين كانوا يُؤثرونَ المَلِك الأفْضَل، فجَمَعَ وحَشَدَ، وقَصَدَ البِلَاد في شَهر رَبيع الأوَّل من هذه السَّنَة، فنازَلَ رَعْبان وفَتَحَها.

فسَيّر الأتابك القاضِي زيْن الدِّين ابن الأُسْتَاذ إلى المَلِك العَادِل يَسْتَصرخهُ على عِزِّ الدِّين والمَلِك الأفْضَل.

فكَتَبَ المَلِكُ العَادِل إلى وَلده المَلِك الأشْرَف يأمُره أنْ يَرْحلَ إلى حَلَب بالعَساكِر، وسَيْرَ إليهِ خِزَانةً، وجَعَلَ المَلِك المجاهِد أسَد الدِّين صاحب حِمْص في مُقابَلةِ الفِرِنْج.

فسَار المَلِكُ الأشْرَف حتَّى نَزَل حَلَب، وخيَّم بالميدان الأخْضَر، وخَرَجَ الأُمَراءُ إلى خِدْمتهِ، واسْتَحلَفهُم، وخَلَعَ عليهم، ووصَلَ إليهِ الأمِيْرُ مانِع بن حَدِيثة؛ أميْرِ العَرَب في جَمْعٍ عَظِيمٍ من العَرَب، وعاشَت العَرَب في بَلَد حَلَب، والمَلِك الأَشْرف يُداريهم لحاجَتهِ إليهم.

وسارَ عَلَمُ الدِّين قَيْصَر الظَّاهِريُّ إلى السُّلْطان عِزّ الدِّين من دَربْسَاك وجاهَرَ بالعِصْيَان، ونَزَلَ إليهِ أيضًا الطّنْبُغا من بَهَسْنا، وكان قد عَصى بها.

ص: 145

===

وتَسَلَّم عزُّ الدِّين المَرْزَبان، ثُمّ نازَلَ تَلّ باشِر ففَتَحَها، ولم يُسَلِّمها إلى المَلِك الأفْضَل، فعَلِمَ حينئذٍ الأفْضَل فسادَ نِيَّته.

ثُمَّ سارَ عِزُّ الدِّين إلى مَنْبج، فسَلَّمها أهْلُها إليهِ، وشرَعَ في تَرمِيْم سُورِها وإصلاحِهِ"

(1)

.

‌مُحَمَّد بن إبْرَاهيم بن الخَضِر، أبو النَّصْرِ بن البُرهان المُنَجِّم

" حَدَّثَني القاضِي الإمامُ أبو القَاسِمِ عُمَر بن أحْمَد بن أبي جَرَادَة الحنفيّ، أيَّدَهُ اللّهُ تعالَى، قال: اجْتَمَعْتُ بأبي نَصْر الحلَبيّ بحَرَّان، فأنْشَدني لنَفْسهِ:[من الكامل]

مَنْ لي بأهْيَفَ قالَ حَيْنَ عَتبتُهُ

فِي قَطْعِ كُلِّ قَضِيْبِ بانٍ رَائِقٍ

يَحْكِي مَعاطِفَهُ الرِّشَاقَ إذا انْثَنَى

ريَّانَ بيْنَ جَداوِل وحَدَائِقِ

سرَقَتْ غُصُوْنُ البانِ لِيْنَ مَعَاطِفِي

فَقَطَعْتُها والقَطْعُ حَدُّ السَّارِقِ

وأنْشدَنِي؛ قال: أنشدني أبو نَصْر لنَفْسهِ: [من الكامل]

ومَهُفْهَفٍ رَيْحَانُ نَبْتِ عِذَارِهِ

في وَرْدِ خَدَّيْهِ الجَنيِّ الأحْمَرِ

أصلَى بنَارِ الخدِّ عَنبَرَ خَالِهِ

فَبَدَا العِذَارُ دُخانَ ذاكَ العَنْبَرِ

وأنْشَدَنِي؛ قال: أنْشَدني مُحَمَّد بن إبْرَاهيم قَوْله: [من السريع]

يا حَلَبًا حُيِّتِ من مِصْرِ

وجَادَ مَغْناكِ حَيَا القَطْرِ

أصْبَحتُ في جِلّقِ حَيْرَانَ مِنْ

وَجْدِي إلى مَربعِك النَّضْرِ

(1)

ابن واصل: مفرج الكروب في أخبار بني أيُّوب 3: 265 - 266. وأورد ابن العديم النص المدرج في زبدة الحلب 2: 644 - 645 لكن باختلاف في اللّفظ بما يشي أن نقل ابن واصل كان عن البغية.

ص: 146

===

والعَيْنُ من شَوْقٍ إلى العَيْن والـ

ـفَيْضِ غَدَتْ نابِعَةً تَجْرِي

ما بَرَدَى عندِي ولا دِجْلَةٌ

ولا مَجَارِي النِّيْلِ في مِصْرِ

أحْسَنُ مَرْأى مِنْ قُوَيْقٍ إذا

أقْبَلَ في المَدِّ وفي الجَزْرِ

يا لَهْفَتَا منهُ على جرحه

تَبُلُّ مِنِّي غُلَّةَ الصَّدْرِ

كَمْ قَبْلُ مِنْ يَوْمٍ ومنْ لَيْلَةٍ

مَرَّ لنا من غُرَرِ الدَّهْرِ

ما بَيْن بطياس

(1)

وحَيْلانَ والـ

ـمَيْدَان والجَوْسَقِ والجِسْرِ

ورَوْضِ ذاكَ الجَوْهَرِيِّ الَّذي

أرْوَاحُهُ أذْكَى منَ العِطْرِ

وزهْرِهِ الأَحْمَر في الحُسْـ

ـنِ كاليَاقُوْتِ والأصْفَرِ كالتِّبْرِ

والنَّوْرُ في أجْيَادِ أغْصَانِهِ

مُنْتَظمٌ أبهَى منَ الدُّرِّ

مَنازِلُ الآراكِ خَلْفَ الحَيَا

على رُباها دائمُ الدَّرِ

تاللّهِ لا زِلْتُ لها ذَاكِرًا

ما عِشْتُ في سِرِّي وفي جَهْرِي

وكَيْفَ ينسَاها فَتىً صِيْغَ مِنْ

طينَتها الطَّيِّبَةِ النَّشْرِ

فكُلُّ يَوْمٍ مَرَّ في غَيْرِها

فَغَيْرُ مَحْسُوبٍ منَ العُمْرِ

إنْ حَنَّ لي قَلْبٌ إليها فلا

غَرْوَ حَنيْنَ الطَّيْرِ للوَكْرِ

يا لَيْتَ شِعْرِي هَل أرَاها وهَلْ

يَسْمَحُ بالقُرْبِ لها دَهْرِي

وقال في غُلَام اسْمُه هِلال: [من السريع]

هذا هِلَالٌ كهِلَال الدُّجَى

من شِعْرِهِ قَدْ لاحَ في غَيْهَبِ

إِنْعَطَفَ الصُّدْغُ على خَدِّهِ

فانْظُر إلى المرِّيْخِ في العَقْرَبِ

وقَوْله: [من الكامل]

ومُهَفْهَفِ خِيْلَانُهُ

كفَتيْتِ نَدٍّ في لَهِيْبِ

(1)

في نشرة قلائد الجمان: رطياس.

ص: 147

===

وكأنَّ نَمْلَ عِذَارِهِ

يَسْعَى بِحَبَّاتِ القُلُوْبِ

وقوْله: [من الكامل]

ومُهَفْهَفٍ هَزَّ الصِّبَا أعْطَافَهُ

هَزَّ الصَّبَا الغُصْنَ الرَّطِيْبَ بزَهْرِهِ

سَاق أدَارَت جلناره كأسه

في سَوسَنٍ غَضٍ أقَاحَةُ ثَغْرِهِ

وقَوْله: [من مجزوء الرجز]

أفدَي كَحِيْلَ النَّاظِرِ

مِثْلَ القَضِيْبِ النَّاضِرِ

مُرْسَلُ صُدْغٍ جاءَ في

فَتْرَةِ طَرْفٍ سَاحِرِ

إذا سَرَى يَتْبَعُهُ

إنْسانُ كُلِّ ناظِرِ

وقوله في صَبيٍّ نَحْويّ: [من مجزوء الرجز]

يا حُسْنَ نَحْوِيّ بَدَا

واللَّيْلُ مُرْخَى السِّتْرِ

فَلَاحَ منْ غُرَّتهِ

لألَاءُ نُوْرِ البَدْرِ

قَدْ زَارَنِي لَمْ يَخْشَ من

زَيْد ولا من عَمْرو

فَباتَ تَحْتَ الهَمْزِ

مَفْعُوْلًا بهِ في صَدْرِي

ولَمْ يَزَل يُرْفَعُنِي

بالفِعْلِ فَوْقَ الظَّهْرِ

آخرُهُ يُفْتَحُ من

دُخُول حَرْفِ الجَرِّ

لأنَّهُ لَمْ يَنْصَرِفْ

حتَّى طُلُوعَ الفَجْرِ

وقَوْله: [من الخفيف]

لا تَلُمْنِي على هَوَى العُذريّ

فعِذَارُ الحبِيْبِ قامَ بِعُذْرِي

نَمْلُ مِسْكِ العِذَارِ دَبَّ على الـ

ـوَرْدِات تنهد أُقْحُوَان الثَّغْرِ

ص: 148

===

وقال أيضًا: [من السريع]

أفْدِي الَّذي يَفْعَلُ بي في الهَوَى

وهو حَبِيْبِي فِعْلَ أعْدائِي

قد جَمَعَ الأضْدَادَ في طَلْعَةٍ

تُزْهَى بإِشْرَاقٍ ولألَاءِ

من وَجْهِهِ والشَّعْر والعَين والخَدِّ

أرانا فِتْنَةَ الرَّائِي

شَمْسَ الضُحَى واللَّيْلَ وَالبُرْءَ وَالسُّـ

ـقْمَ ونَارَ الحُسْنِ في المَاءِ

وقال أيضًا: [من البسيط]

بِمُهْجَتِيْ فَارِسٌ في لامه ألفٌ

في عَيْنِهِ يقتلُ الرَّائي بإيْمَاءِ

إنْ هَزَّ قَامَتَهُ واسْتَلَّ مُقْلَتَهُ

فالمَوْتُ ما بَيْن هَيْفاءٍ ونَجْلَاءِ

كأنَّهُ قَمَرٌ من حُسْنِ صُوْرَتِهِ

يُعْشي العُيُوْنَ بإِشْرَاقٍ ولألَاءِ

أما تَرَى صُدْغَهُ قَافًا ومَبْسمَهُ

مِيْمًا وشَاربَهُ تَعْرِيقَةَ الرَّاءِ

في التُّرْبِ خَدِّيْ وفي قَلْبِيْ الهَوَى وعلى

خَدَّيْهِ تُضْرَمُ نَارُ الحُسْنِ في المَاءِ

وقوله: [من الطّويل]

أدَارَ بهَارَ الرَّاحِ في السَّوْسَنِ الرَّطْبِ

وحَيَّا فَأحْيَا الرُّوْحَ رَيْحَانَةُ الشَّرْبِ

بنَرْجِسِ عَيْنَيْه وآسِ عذَارِهِ

وصُدْغَيْهِ كَمْ يُصبِي القُلُوبَ وكمْ يُصبَى

يَطُوْفُ بكَأَس لَوْنُها لَوْنُ خَدِّه

وأفْعَالُهَا أفْعَالُ عَيْنَيْه في اللُّبِّ

ألَمْ يَكفِهِ سَلْبُ العُقُولِ بلَحْظِهِ

إلى أنْ أعانَتْ لَحْظَهُ الكَأسُ في السَّلْبِ

من التُّركِ سَهْلُ الخَدِّ صَعْبٌ مَرَامُهُ

وهَل آفَتي إلَّا مِنَ السَّهْلِ والصَّحْبِ

بَدَا مُرْسَلَ الأصْدَاغِ للنَّاسِ فِتْنَةً

بفَتْرةِ طَرْفِ عنْ نُبُوَّتِهِ تُنْبِي

ظَلْتُ بهِ في الحُبِّ بعدَ هِدَايَةٍ

ولا غَرْوَ كَمْ قَدْ ضَلَّ قَبْلِيَ في الحُبِّ

طَلَى مَنْبِتُ الياقُوتِ صَفْحَةَ خَدِّهِ

ومَوْردَ فِيْهِ مَعْدِنُ اللُّؤْلُؤِ الرَّطْبِ

ص: 149

===

غَنِّيُّ جَمال لا يُوَاسَى بوَصْلِهِ

فَقِيْرٌ إلى تَقْبِيْل مَبْسمهِ العَذْبِ

لَئنْ كان أفْنَى كَنْزَ صَبْرِي بِصَدِّه

فيا لَيْتَ أبقَى لي ولَو حَبَّةَ القَلْبِ

تُقَلِّبُهُ أيْدِي الصَّبَابَةِ والأَسَى

إِذا صَدَّ مَن يَهْوَاهُ جَنْبًا إلى جَنْبِ

هَوَى أضْرَمَ النِّيْرَانَ بَيْنَ ضُلُوْعِهِ

وعَاودَ فَيْضَ الدَّمْعِ سَلْبًا على سَلْبِ"

(1)

.

‌مُحَمَّد بن أحْمَد بن حَامِد بن عُبَيْد البِيكَنْدِيُّ، أبو جَعْفَر القاضِي

" قال ابنُ العَدِيم: كان فَقِيْهًا حَنَفيًّا، قَرَأَ ببَلدِه المَبْسُوط، وشَرحه، والخِلافيَّات، وَمَهَر في عِلْمِ النَّظَر.

ثُمّ خَرَجَ سَنَة أرْبَع عَشرهَ وأرْبَعمائة، ودار بخُرَاسَان على مَن كان بَقِيَ مِن المشايخ أصحاب أبي حنِيْفَة، مثل القاضِي أبي عَاصِم العامِرِيّ، والقاضِي أبي القَاسِم الدَّاوُدِيِّ، والقاضِي أبي العَلاء صَاعِد.

وَجَرَى له بمِصْر مُناظَراتٌ مع جَماعَةٍ من المُتَكلِّمِين؛ منهم: المُقَدَّم في مَذْهَب الإسْماعِيْليَّة أبَو نصْر هِبَةُ اللّه، وردَّ عليه في كتاب سَمَّاه: الهُدى والإِرشاد لأهْل الحَيْرة والعِنَاد.

ومن تَصَانيفه: الرِّسالة المَسْعُوديَّة في المَبَاحِث النَّفِيسيَّة، وكتاب تَحْقيق الرِّسَالة بأَوْضَع الدَّلَالة؛ في النُّبُوَّات.

قال ابنُ العَدِيم: مات سَنَة اثْنَتَين وثَمانين وأرْبَعمائة، وقد جاوَز التِّسْعين"

(2)

.

(1)

ابن الشعار: قلائد الجمان 5: 222 - 226.

(2)

القرفي: الجواهر المضية 3: 23، 25 - 26، ونقله عنه ابن قطلوبغا: تاج التراجم 207.

ص: 150

===

‌مُحَمَّد بن أحْمَد بن الحَسَن الشَّطْرَنْجيُّ الحَلَبِيُّ

" نَقَلْتُ من خَطِّ مُؤرِّخ حَلَب: لمُحَمَّد بن أحْمَد بن الحَسَن الشَّطْرنجِيّ: [من الكامل]

قَوْمٌ إذا خَطَرَ الغَمام بِدارهِمْ

ظَهَرَتْ عليهِ خَجْلَةٌ وحَياءُ

فكأنَّما في غِمْدِ كُلِّ مُهَنَّدٍ

يَتْلُوهُ مِنْ فَلَقِ الصَّبَاحِ ضِياءُ"

(1)

‌مُحمَّدُ بن أحْمَد بن مُحَمَّد بن خَمِيْس، المَغْرِبيُّ الأصْل، المَوْصِليُّ المَوْلد، أبو عَبْد اللّه الوَكيلُ

" حَدَّثَني القاضِي أبو القَاسِم، أدَامَ اللّهُ عزّه، قال: كان أبو عَبْد اللّه هذا؛ شَيْخًا حَسَنًا ظَريفًا، مَطْبُوع النَّظْم.

قَرأَ الفِقْه على مَذْهَبِ الإمام أبي حَنِيْفَة، رضي الله عنه، على عَلاء الدِّين الكَاسَانيّ، وسَمِعَ منه شَيئًا من إمْلَائهِ بحَلَب. وسَمِعَ بالمَوْصِل الخَطِيْب أبا الفَضْل عَبْد اللّه بن أحْمَد بن الطُّوْسيّ، وأبا الهَناء سَعِيْد بن عَبْد اللّه بن الشَّهْرَزُوريّ، وحدَّثَ بحَلَب، وسَمِعْنا منه بها.

وسَألتُهُ عن مَوْلده، فقال: ليْلَة الأحَد تاسِع المُحَرَّم من سَنَة اثنَتَين وأرْبَعين وخَمْسِمائة.

وتُوفِّي يَوْم الجُمُعَة السَّابِع من جُمادَى الأوْلَى من سَنَة اثْنَتَين وعِشْرين وستِّمائة بحَلَب، ودفِنَ بمقابِر باب الجِنَان.

قال: وسَمِعْتُ الصَّاحِب قاضي القُضَاة أبا المَحَاسِن يُوسُف بن رَافِع بن تَمِيْم الأسَدِيّ المَوْصِليّ يُثْني عليه كثيرًا، ويقول: كان عَيْنَ المَجْلِس ووَجْهه، وله في صُحْبَتنا هذه المُدَّة، لم نَطَّلع منه إلَّا على الصِّحَّة والخَيْر.

(1)

القفطي: المحمدون من الشعراء وأشعارهم 72.

ص: 151

===

وأنْشَدَنِي القاضِي أبو القَاسِم، أيَّدَهُ اللّهُ تعالَى، قال: أنْشَدني أبو عَبْد اللّه الوَكِيل من شِعْرِهِ، وذَكَرَ أنَّه كان له مَحْبُوبة تُدْعَى عائِشَة، وبَلَغهُ أَنَّها تعرَّضَت لأسْوَد:[من السريع]

عِشْتُ زَمَانًا عِيْشَتِي عِيْشَتِي

ما طَرَقَ البَيْنُ لنا بَيْنَا

قالَتْ: تَسَلَايْتَ احْتِقَارًا بنا

قُلْتُ تَسَلَّيْتِ تَسَلَّيْنا

لا تُنْكِرِي سَلْوَتَنا هذهِ

رُمْتِ تَلافًا فَتَلَافَيْنا

الجَأكِ الدَّهْرُ إلى أسْوَدٍ

يَصْرِفُ عَنْ عُشَّاقِكِ العَيْنَا

وأنْشَدَنِي، قال: أنْشَدني لنَفْسهِ، وذَكَرَ أنَّه أنْشَدَها قاضي القُضَاة أبا المَحَاسِن يُوسُف بن رَافِع بن تَمِيْم، عندَ فَراغ قراءة المَلِك النَّاصِر صَلاح الدِّين، رضي الله عنه، عليه جَمِيعه:[من الكامل]

يا سَيِّدَ الحُكَّامِ سيْرَةُ يُوْسُفٍ

نَظَّمْتَها كالعِقْدِ زِيْنَ بدُرِّهِ

وجَمَعْتَ يا قاضِىَ المَمَالِكِ فَضْل مَنْ

أرْضَى الإلَهِ بِسِرِّهِ وبِجَهْرِهِ

مَلكٌ قَضَى اللّهُ العَزِيْزُ لَهُ بأنْ

خَضَعَ المُلُوْكُ لنَهْيهِ ولأمْرِهِ

فَسَمَا بني سامٍ وحامَ على بَنِي

حامٍ عقَابُ عقَابِهِ في نَصْرِهِ

قَهَرَ الأُلَى قَهْر الأُلَى وأعَادَهُمْ

حَيَّ المَعَادِ بأسرِهِمْ في أسْرِهِ

أفْدِيْهِ لا نَظْمٌ يَقُوْمُ بمَدْحِهِ

أبدًا ولا نَثْرٌ يَقُوْمُ بشُكْرِهِ

لَوْ جازَ في الشَّرْعِ السُّجُودُ لمُلْحِدٍ

سَجَدَ المُلُوكُ منَ البِلَادِ لِقَبْرِهِ

نشر الثُّغُورَ فَطِيْبُ نَشْرِ حَدِيثِهِ

يَبْقَى إلى يَوْم الحِسَابِ ونَشْرِهِ

فَتَهَنَّ يا قَاضِي المَمَالِكِ أجْرَ ما

أُوْتِيْتَ مِنْ عَمَلٍ تَفُوْزُ بأجْرِهِ

إِنْ أصْبَحَ العُلَمَاءُ شَهْرَ صِيَامِنا

شَرفًا فقد أصْبَحْتَ لَيْلَةَ قَدْرِهِ"

(1)

.

(1)

ابن الشعار: قلائد الجمان 5: 281 - 282.

ص: 152

===

‌مُحَمَّد بن أحْمَد بن يُوسُف بن غِيَاث السَّلَاوِيُّ، أبو عَبْد الله

" قال ابنُ العَدِيم: قَدِمَ حَلَب في حُدُود السِّتِّمائة، وحدَّثَ بها بسِيْرة ابن هِشَام، شَيْخٌ حَسَنٌ، وكَتَبَ الكَثير، وله مُصَنَّفاتٌ في الفِقْه.

قال ابنُ العَدِيم: مات بحَلَب في رَجَب سَنَة سِتَّ عَشرةَ وستِّمائة، ودُفِنَ خارج باب الأرْبَعين"

(1)

.

‌مُحمَّدُ بن إسْماعِيْل بن مَحْمُود، أبو عَبْد الله الدِّمَشقيُّ الأصْل، المِصْريُّ المَنشأ، المَعْرُوف بالصَّفيِّ الأسْوَدُ الكاتِبُ

" حَدَّثَني القاضِي الإمامُ أبو القَاسِمِ عُمَر بن أحْمَد الحَنَفيّ، أيَّدَهُ اللّهُ تعالَى، من لَفْظِه، قال: كان أبو عَبْد اللّه الأسْود كاتِبًا مُجِيْدًا، حَسَنَ الإِنْشاء، مَلِيحَ الخَطِّ، جَيِّدَ النَّظْم، كَثير التَّواضع، طَيِّب المُفَاكَهة، خَيِّرًا فاضِلًا.

اشْتَغَلَ في صَدْرِ عُمْرِهِ بالفِقْه، وحَصَّلَ منه طَرْفًا صالِحًا، وكذلك عِلْم العَرَبيَّة، ثُمَّ بَرَعَ في الإنْشاءِ، وكَتَبَ للمَلِكِ العَادِل سَيْف الدِّين أبِي بَكْر مُحَمَّد بن أيُّوب، رَحِمَهُ اللّهُ تَعالَى، ثُمَّ اتَّصَلَ بخِدْمةِ وَلدِه المَلِك الأشْرَف مُوسَى، وصارَ كاتِب أسْراره، ورَأس كُتَّاب الإنْشاء، وحَظِي عندَهُ وتقوَّى عليه.

قَدِمَ حَلَب في صَدْر عُمرِه، وأقامَ بها مُدَّةً، وكَتَبَ بها لسُلْطانِها المَلِك الظَّاهِر غِيَاث الدِّين غازي بن يُوسُف بن أيُّوب، رَحِمَهُ اللّهُ تَعالَى، ثُمّ انْفَصَلَ عنها، وخَدَمَ للمَلِكِ العَادِل سَيْف الدِّين أبي بَكْر، وعادَ إليها مع المَلِك الأشْرَف.

(1)

القرشي: الجواهر المضية 3: 75، ونقله عنه ببعض التصرف ابن قطلوبغا: تاج التراجم 210.

ص: 153

===

واجْتَمَعْتُ بَهْ بَهْا، ثُمَّ اجتَمَعْتُ به برَأس عَيْن الخابُور، وكَتبتُ منه بها شَيئًا من نَظمِه، وقَرأتُ عليه بحَرَّان جُزءًا يَرْويه عن وَالدِه، من جَمعْ الأُقْلِيشِيّ، رِوَاية وَالده عنه.

وسَألتهُ عن مَوْلده، فقال: وُلدتُ في ذي القَعْدَة سَنَة سِتِّين وخَمْسِمائة، وتُوفِّي بالرَّقَّةِ في تاسع عَشر جُمادَى الأُوْلَى سَنَة اثْنَتَين وعِشْرين وستِّمائة، ودُفِنَ بها ببابِ مَشْهد أمِيْر المُؤمِنيْن عليّ عليه السلام، وبني له تُرْبَة على قَبْرِه.

ثُمَّ قال: وممَّا أنْشَدني لنفسهِ في المَلِك المُعَظَّم شَرَف الدِّين عِيْسَى ابن المَلِك العَادِل عند مَقْدَمهِ من الحجِّ، ويَذكر فيها تَوْدِيعه عند سَفَرهِ إليهِ:[من الكامل]

ما بَالُ قَلْبِكَ للنّوَى لا يَخْفقُ

أتُرَاكَ كُنْتَ بحُجِّبِهِمْ تَتَملَّقُ

إنْ اتْهَمَ الأحْبَابُ لَسْتُ بمُتْهِم

مَعَهُمْ ولَسْتُ بمُعْرِقٍ إنْ أعْرَقُوا

ما أقْطَعُوْكَ سِوَى القَطِيْعَةَ عندَما

جُمُعُوا هُمُومَكَ في الحَشَا وتَفَرَّقُوا

ولئن كَتَمْتَ هَواهُمُ وسَتَرْتَهُ

فبكُلِّ جارحَة لِسَانٌ يَنْطِقُ

ولقَد جُنِنْتَ بِهِمْ فقَيّدَكَ الهَوَآ

وعن السُّلُوِّ عليكَ بابٌ مُغْلَقُ

فلذاكَ دَمْعكَ في الخُدُوْدِ مُسلْسَلٌ

وأسِيْرُ قلبِكَ بالصَّبَابَةِ مُوْثَقُ

جَدَّ الحُدَاةُ بِهِمْ ولو عَلِمُوا بما

لاقَيْتَهُ لتَعَطَّفُوا وتَرَفَقُوا

حَطَمُوا بقَصْدِهِمُ الحَطِيْمَ مُخَلَّفًا

وبدَمْعَةٍ تلكَ المَشاهِدَ خَلَّقُوْا

وأظُنُّ قلبَكَ من جِمَارِهِمُ الّتي

كانُوا بها عندَ المُحَصَّبِ حَلقوا

لو كُنْتَ شَاهِدَنا عَشِيَّةَ ودَّعُوا

وقُلُوبُنَا بيَد المَطِيِّ تَشَقَّقُ

وعُيُوْنُنا عَيْنُ تَجُوْدُ بعَبْرةٍ

مَمْزُوجَةٍ بدَمٍ وأُخرَى تَخْفِقُ

لَحَسَدْتَ من أنِفَ التَّعَبُّدَ للهَوَى

وعَلِمتَ أنَّ الحُرَّ مَنْ لا يَعْشَق

خُلُقُ اللَّيَالي ما عَلِمْتَ فإنْ أتَتْ

بخِلَافِهِ فَتَطَبُّعٌ وتَخَلُّقُ

ص: 154

===

ولأشْكُرَنَّ صُرُوْفَها إنْ أنْعَمَتْ

وتَضَمَّنتنا بعدَ بين جلّقُ

هي جَنَّةُ الدُّنْيا فماءٌ سَلْسَلٌ

ونَسِيْمُ أسْحارٍ وغُصنٌ مُوْرِقُ

وشَبابُ حُسْنٍ لا يَشِيْبُ ومَنْظَرٌ

بَهِجٌ عليهِ منَ النَّضَارَةِ رَوْنَقُ

ولكَفِّ أنْواءِ الرَّبِيْعِ تَمَهُّرٌ

في نَسْجِ حُلَّة حُسْنِها وتأنُّقُ

ولربَّمَا منْ مُعْجِزَات سَمِيِّه

إحْيَاءُ مَيْتٍ أو نَوَالٍ يَخْلُقُ

مَلِكٌ رَقَى في المَجْدِ أرْفَعَ ذِرْوَة

مِن تَحْتِها الشَّمْسُ المُنِيرَةُ تُشْرِقُ

وتَجَاوَزَ الأفلاكَ يَطلبُ غَايَةً

ما فَوْقَها لمُؤمِّلٍ مُتَسَلَّقُ

الفاعِلُ الفَعَلَاتِ عن أمْثَالِها

عُمُرُ الزَّمانِ ومَن حَواهُ ضَيِّقُ

لَمْ تَرْضَ هِمَّتُهُ تَجَوُّزَ وَاصِفٍ

فسَمَتْ إلى ما لم يَنَلْهُ الأسْبَقُ

ورَمَى العُلُومَ بِفَيْصَلٍ منْ فَهْمِهِ

يَعْنُو لفَتْكتهِ السِّنَانُ الأزْرَقُ

فأحاطَ منها بالدَّقِيقِ عن النُّهَى

فَهْمًا وبالمَعْنَى لِمَنْ يَتَحَدَّقُ

سَبَّاقُ غَاياتٍ لكُلِّ فَضِيْلَةٍ

عُنُقُ الزَّمَانِ بحَلْيِها مَتَطوِّقُ

أسَدٌ يَهابُ الأُسْدُ شِدَّةَ بأسِهِ

أبدًا وتَحْذَرُ من سَطَاهُ وتَفْرَقُ

كَمْ للمُلُوكِ ببَابِهِ مِن سَجدَةٍ

شُكْرًا لأَنْعُمِهِ الَّتي لا تَخلُقُ

تَلْقَاهُ خاشِعَةَ العُيُون تكادُ من

عِظَمِ المَهَابَة والجَلَالَة تُصْعَقُ

لذَخائِرِ الآمالِ فيهِ تَجَمُّعٌ

وذَخائِرِ الأَمْوَالِ منهُ تَفَرَّقُ

في حَرْبِهِ صارَ القَنَا مُتدقِّقٌ

في سِلْمِهِ صَوْب الحَيَا مُتَدَفِّقُ

للّهِ منهُ مُجَاهِدٌ مُتَهَجِّدٌ

متَوَرِّعٌ مَتَوَاضِعٌ مُتَصَدِّقُ

سَاعٍ إلى البَلَدِ الحَرَامِ مُؤَدِّيًا

فَرْضًا تَخُبُّ بهِ إليهِ الأَيْنُقُ

يَجْرِينَ في بَحْرِ السَّرَابِ سَفَائنًا

طَوْرًا تَطُوْفُ به وطَوْرًا تَغْرَقُ

خَطَّتْ على وَجْه التُّرَابِ نُسُوْعَها

مَدْحًا لَهُ وبكُلِّ أرْضٍ مَخْرَقُ

مُتَجَرِّدٌ في حُلَّتَي إحْرَامِه

كالبَدْرِ لَاحَقهُ سَحَابٌ مُغْدِقُ

ص: 155

===

إنِّي لأعْجَبُ كَيْفَ حَرَّمَ طِيْبُهُ

إحرَامَهُ وثَناهُ مِسْكُ يَعْبَقُ

ولكَعْبَة مَحْجُوْجَةٍ من كَعْبِهِ

زُمَر العُفَاة بها تَطوْفُ وتُحْدِقُ

ما زَارَها إلَّا وعندَ حِطِيمِها

ومَقَامِها شَوق إِليهِ تَعَلُّقُ

ولو اسْتَطاعَتْ أو دَرَتْ لمَسِيْرِهِ

كانَتْ زِيَارتُها إليهِ تَسْبِقُ

مَوْلَايَ خُذْهَا حُرَّةً عَرَبيَّةً

يُعْشي النَّوَاظِرَ نُورُها المُتَألِّقُ

جَرَّتْ جَريْرًا والفَرَزْدَقَ خَلْفَها

وعَلَتْ على أرَقٍ ومِثلِيَ يأرَقُ

ما سُقْتُهَا إِلَّا لسُوْقِ فَضَائلٍ

في مِثْلِها دُرَرُ المَعَانِي تَنْفقُ

فاخْلُدْ وسَيْفُكَ فَالِقٌ هامَ العِدَا

أبدًا وصِيْتُكَ في المَسَامعِ فَيْلَقُ

لا الدَّهْرُ يقعُدُ عن مُرَادكَ في الوَرَى

يَوْمًا ولا لأَسِيْرِ حُبِّكَ مُطْلِقُ

وأنْشَدَنِيّ؛ قال: أنْشَدني لنَفْسه في السُّلْطانِ المَلِك الأشْرَف، أعزَّ اللّهُ نَصْره، يُعارِضُ بها قَصِيْدةَ ابن النَّبِيه الَّتي أَوَّلها:[من الرجز]

يا طَيْفُ يا أكرَمُ ضَيْفٍ قَدْ طَرَقْ

ما طَبَعُوا سُيُوفَهُم منَ الحَدَقْ

إلَّا لأنَّها أحَدُّ وأدَقْ

فَوَاتِرٌ بوَاتِرٌ ما رمَقَتْ

قَطُّ فأبْقَتْ للْمُحبِّيْنَ رَمَقْ

كَمْ أوْدَعَتْ يَوْمَ الغَرَامِ لَوْعَةً

لَهيْبُها لو لَمَسَ المَاءَ احْتَرَقْ

تُرَى همُ رَقُّوا لمَا لَقِيْتُهُ

بَعْدَهُمُ منَ الفِرَاقِ والفَرَقْ

يُكَذِّبوْنَ ما ادَّعَيْتُ مِن هَوىً

وشَاهِدُ الحَال لدَعْوَايَ صَدَقْ

أنْفَقْتُ عُمْرِي في انْتَظَارِ وَصْلِهمْ

فَضَاعَ ما أنْفَقْتُهُ وما اتَّفَقْ

وابأبي مَنْ جَمَعَتْ وَجْنَتُهُ

ماءً ونَارًا وصَبَاحًا وغَسَقْ

كأنَّما في قَسَماتِ وَجْههِ

بَيْنَ مَسائَيْنِ ابتِسَامات فَلَقْ

ريْمٌ لَهُ قُلُوبَنا مَراتِعٌ

غُصْنٌ لَهُ مَلَابِسُ الحُسْن وَرَقْ

ص: 156

===

ذُوْ هَيَفٍ كَيْفَ أطاقَ خَصْرُهُ

حَمْلِ الَّذي رُصِّعَ فيهِ من حَدَقْ

اسْهَرَنِي ونَامَ مِلءَ جَفْنِهِ

مُوسَّدًا مِنَ الفُؤادِ ما خَفَقْ

قَدْ فُتِحَت لي فيهِ أبوَابُ عَنًا

لأيِّها شَاءَ الغَرَامُ بي طَرَقْ

ألَّفَ ما بَيْنَ اللَّهِيْبِ والحَشَا

فَلَيْتَهُ بينَ الجُفُونِ ما فَرَقْ

صَاحِبُ دِيْوَانِ الغَرَامِ خَالُهُ

لَهُ على النَّاسِ بَقَايا وعُلَقْ

مُذ سُلِّمَتْ خَزائِنُ الحُسْنِ لَهُ

فَكَّ جَمِيعَ ما عليها مِن غَلَقْ

وحَازَها فلَمْ يَجِدْ أحْسنَ مِن

صِفَاتِ مَوْلَانا فَخانَ وسَرَقْ

مُظَفَّرِ الدِّينِ المَلِيْك الأشْرَفِ الـ

ـكَرِيْمِ حَقًّا وسوَاهُ مُخْتَلَقْ

اللَّابِسِ المَجْدَ جَدِيْدًا والوَرَى

عليهِمُ منْهُ الفَتِيْقُ والخَلَقْ

مُسْنِي العَطَايا والزَّمَانُ بَاخِلٌ

مُرْدِي الأَعَا والمَنيَّاتُ حُزَقْ

حُمَّ السَّحَابُ خَجَلًا مِن جُوْدِهِ

فَرَعْدُهُ الرِّعْدَةُ والغَيْثُ العَرَقْ

جَرى بهِ الفَضْلُ إلى نِهايَةٍ

سَابَقَ فيها العالَمِيْنَ فسَبَقْ

كالغَيْث في أيِّ مكَانٍ حَلَّهُ

يُرْجَى ويُخْشَى منهُ ريٌّ وغَرَقْ

سَاحِرَةٌ ألْفَاظُهُ وإنَّما

مُعْجِزُهُ إِبْطَالُ سِحْرٍ غَيْرِ حقْ

لو صَافحَ الصَّخْرَ الأصَمَّ كفُّهُ

لانْبجَسَ الصَّخْرُ بمَاء ودَفَقْ

يكادُ أن يُدْرِكَ منْ ذَكائِهِ

ما في الضَّمِيْرِ واللِّسَانِ ما نَطَقْ

لو أنَّ أمْلَاكَ السَّمَاء كُلِّفُوا

إِحْصَاءَ ما تَبْذُلُ كَفَّاهُ لَشَقْ

أيَّ أسِيْر لم يَفُكَّ جُوْدُهُ

مِنْ أسْرِهِ وأيَّ حُرٍّ ما رزَقْ

مِن دُرَّة مكْنُوْنَة صَوَّرَهُ

خَالِقُهُ والنَّاس بعدُ مِن عَلَقْ

فَلْيَهْنِهِ العِيْدُ وألفٌ مِثْلُهُ

في نِعَمٍ وارِدَةٍ على نَسَقْ

يا مِدْحَتِي خُذِي أمَانًا كُلّ مَن

يا طَيْفُ يا أكرَمَ ضَيْفٍ قَدْ طَرَقْ

واعْتَذِرِي إلى مُجِيْدٍ شَاعِرٍ

رَهْنُ القَوافِي في يَدَيْهِ قَدْ غَلَقْ

ص: 157

===

وأنْشَدَنِيّ، قال: أنْشَدني لنَفْسهِ: [من الرمل]

أقِدَاحٌ في جُفُونٍ أم قَدَح

أسْكَر السَّاقِي بها لمَّا جَرَحْ

بأبِي مَن وَجْهُهُ لي رَوْضَةٌ

أنْبَتَ الحُسْنُ بها كُلَّ المُلَحْ

نَصَبَتْ عَيْناهُ قلبي شَرَكًا

صَادَتَا طَرْفِي بهِ لمَّا لَمَحْ

سَلَّمَ الحُسْنُ إليهِ فانْتَقى

منهُ ما اخْتارَ فُؤَادِي واقْتَرَحْ

زَارَني واللَّيْلُ [

] فَلَوْ

لَمْ يَلُحْ بَرْقُ الثَّنَايا ما افْتَضَحْ

أيُّ بدْرٍ لَاحَ مِن أُفْقِ قُبًا

وغَزَالٍ غَيْرِ وَحْشِيٍّ سَنَحْ

سُمْتُ مِنْه قُبْلَةً في فمِه

كان في النَّوْمَ بها الطَّيْفُ سَمحْ

وتَعَمَّدْتُ يَمينًا بَرَّةً

أنَّ أسْرارَ هَواهُ لم تُبَحْ

فأدَارَ اللَّحْظَ عَنِّي مُعْرِضًا

قَاتَلَ اللّهُ فُؤَادي ما ألَحْ!

كُلَّما اسْتَعْطَفْتُه أنْشَدني

صَلَحَ النَّاسُ وهذا ما صَلحْ

قال: وأنْشَدَنِي لنَفْسهِ صَدْر كتاب: [من الطّويل]

وأحْسَنُ ما في جُوْدِ كَفِّك أنَّهُ

أتَاني ولم أشْعُرْ بأنَّكَ فَاعلُهْ

فقُلْتُ لَهُ مِن أيْنَ جِئْتَ؟ فقال لي:

أتَيْتُكَ مِمَّن يُخْجِلُ السُّحْبَ نَائلُهْ

مَن المُبْتَدِي بالمَكْرُمَاتِ عَبِيْدَهُ

ولَمْ يَسْعَ عَافِيْهِ ولم يَشْقَ سَائِلُهْ

وقال؛ وكَتَبَ إليهِ تاج الدِّين ابن الكَعْكيّ صاحِب دِيوان الجَيْش يَطْلبُ منهُ وَرقًا: [من الرجز]

يا مَن نَدَاهُ قَدْ فَهَقْ

فوَجُوْدُهُ مِثْلُ الوهَقْ

أمْنُنْ علَيَّ بالوَرقْ

فكما مَنَنْتَ بالوَرِقْ

فَأنْتَ بالفَضْلِ أحَقْ

ص: 158

===

فأجابَهُ مُرْتجِلًا: [من الرجز]

يا منْ إلى الفَضْل سَبَقْ

بشُكْرِكَ الدَّهْرُ نَطَقْ

منْ دُرَّةٍ خُلِقَتْ والنَّاسُ

جَمِيعًا مِن عَلَقْ

أَنْتَ بما وَصَفْتَهُ

منْ سَائِرِ النَّاسِ أحِقْ

قَدْ سَيَّرَ الخَادِمُ ما

أمْكَنَهُ مِن الوَرَقْ

ولو أطَاقَ كسْرَه الـ

ـرَّاءَ ولكِنْ ما اتَّفَقْ

وقال: وكَتَبَ إليهِ النَّجِيْب التَّاجِي: [من الوافر]

أيا مَوْلَى يُشَرِّفُ كُلَّ وَقْتٍ

بإنْعَام يَقَرُّ لَهُ الكِرَامُ

أتَتْنى مِنْكَ ألفَاظٌ فِصَاحٌ

يُتَابِعُهُنَّ أشْعَارٌ جِسَامُ

تُجَرُّ جَرِيرَ ما يَحْوِيْهِ فَضْلًا

ومِثْلُ بَدِيْعِ فَضْلِكَ لا يُرَامُ

فأجابَهُ: [من الوافر]

فَدَيْتُكَ لا عَدمْتُكَ مِن خَليلِ

تُبَاكِرُني أيَادِيْهِ الجِسَامُ

يُوَافِيْني قَرِيْضُكَ كُلَّ يَوْمٍ

وما ألِفَاتُهُ إِلَّا السَّهَامُ

قَرِيْضٌ مِلءُ أبحرُه لَهِيْبٌ

قُوَافيْهِ الصَّوَاعِقُ والسَّلامُ

وأنْشَدَنِي القاضِي أبو القَاسِم: قال: أنْشَدني أبو عَبْد اللّه الأسْوَد لنَفْسهِ: [من السريع]

فَدَيْتُهُ لَيْسَ عليه جُنَاحْ

وإنْ تَعَدَّى طَوْرَ كُلِّ المِلَاحْ

دَمِي لَهُ حِلٌّ وَعِرْضِي لمَنْ

يَلُوْمُ أو يَعْذِلُ فيهِ مُبَاحْ

أطَعْتُ في شَرْعِ الهَوَى حُكْمَهُ

كطَاعَةِ السُّحْبِ لأمْرِ الرِّيَاحْ

ص: 159

===

مُفَقَّهُ الألْحَاظِ لكنَّها

لَمْ تُقْرَ إِلَّا في كتَابِ الصِّحَاحْ

سَكْرَانُ منْ خَمْرِ الصِّبَا لَمْ يُفِقْ

وكَيْفَ يَصْحُو وَجَنَى فِيْه رَاحْ

أوْدَعْتُ أسْرَارَ هَوَاهُ الصَّبَا

فاهْتَزَّ منها الرّوْضُ طِيْبًا وفَاحْ

هَلْ طَالَ لَيْلي فيه أم تَاهَ في

ضَلَال صُدْغَيْهِ ضِيَاءُ الصَّبَاحْ

يا رَوْضَةً أجْفَانُها نَرْجِسٌ

وخَدُّهَا وَرْدٌ وفُوْها أقَاحْ

أَوْصَلَكَ الحُسْنُ إلى غَايَةٍ

زَادَتْ على التَّأمِيْلِ والاقْتِرَاحْ

وقال: وأنْشَدَنِي لنَفْسهِ هذه الأبْيَات، كَتَبَها إلى ابن عُنَيْن الشَّاعِر جَوابًا عن أبْيَاتٍ سَيَّرها إليهِ مع هَدِيَّة:[من المجتث]

أبيَاتُ مَوْلَايَ عِنْدِي

بَدِيْعَةٌ لا تُحَدُّ

وكُلُّ شِعْرٍ سوَاها

فَسَاقِطٌ لا يُعَدُّ

وقدْ صَبَوْتُ إليها

فَبي غَرَامٌ ووَجْدُ

ورُحْتُ أنْظِمُ منها

عِقْدًا لآليه حَمْدُ

لمنْ لَهُ حُرُّ مَدْحِي

على الحَقِيْقَةِ عَبْدُ

أهْدَى إليَّ وخَيْرٌ

منَ الهَدِيَّةِ وُدُّ

مُؤكَّدٌ كُلَّ يمٍ

منْهُ إلى الحَشْرِ عَقْدُ

قال: وأنْشَدَنِي له في كتاب تَعْزِيَة: [من الوافر]

ولو كانَ البُكَاءُ يَرُدُّ مَيْتًا

إلى دَارِ الحَيَاةِ منَ القُبُورِ

لأَجْرَيْنَا لِيَرْجِعَ مَنْ فَقَدْنَا

دُموعًا كالبُحُورِ على النُّحُورِ

قال: وأنْشَدَنِي لنَفْسهِ: [من الوافر]

ص: 160

===

ولو رُدَّتْ إلى مَيْتٍ حَيَاةً

دُمُوْعٌ تَسْتَهِلُّ منَ الجُفُوْنِ

صَدَدْنَا المَوْتَ عن مَن يَشْتَهِيْهِ

بإجْرَاءَ العُيُونِ مِنَ العُيُوْنِ

وقال: وأنْشَدَنِي أيضًا قَوْله: [من الكامل]

عَنَّا بَعذْلِكَ والزَّمانُ مُواتي

والخَدُّ نُقْلى وَالعُيُوْنُ سُقَاتي

والرَّوْضُ قَدْ حَمَلَ النَّسيْمَ تَحِيَّةً

عِن زَهْرَةٍ مِسْكيَّة النَّفَحَاتِ

رَكعَتْ أبارِيْقُ المُدَامِ وصَاحَ حَـ

ـيَّ على الصُّبُوحِ مُؤَذِّنُ الصَّلَوَاتِ

وتَجَاوَبتْ أوْتَارُنا بلُغَاتِها

فالْتَفَّتِ النَّغَمَاتُ بالنَّغَمَاتِ

فاسْتَجْلِ بِكْرًا تُوِّجتْ بِحَبَابها

لمَّا عَقَدْتَ لها على ابنِ فُرَاتِ

واخْلَعْ على نُسْكِي غَلَالَةَ غَيِّها

وذَرِ الرَّشَادَ يَلُوْحُ من جَبَهات

كالشَّمْسِ إلَّا أنَّ مَشْرِقَها يَدي

[

] ومَغْرِبُها فَمِي ولَهَاتِي

مِنْ نُوْرِ عِيْسَى حَلَّ في نَاسُوْتها

أو نَارِ مُوْسَى صَاحبِ التَّوْرَاةِ

شَرَع السَّجُوْد لها اتِّحَادُ ثَلَاثَةٍ

منها ومِن مَاء ومَن كَاسَاتِ

وتَجَاوَزَتْ لُطْفَ الهَواء فلم تَزِدْ

في الكَأسِ عَمَّا لَاحَ في المِرْآةِ

مَوْجُوْدَةٌ مَعْدُوْمَةٌ فكأنَّها

جَرَى على أدْوَارِهَا [

]

مِن كَفِّ مُعْتَدِلِ القَوام مُهَفْهَفٍ

خَنِثِ الشَّمَائِل شَاطِرِ الحَركَاتِ

فَطِنٍ يكَادُ منَ الذَّكاءِ يرى الَّذي

في أنْفُسِ النُّدَمَاءِ من حَاجَاتِ

يهوى فتَكْتُبُ في الثَّرَى أصْداغَه

لكَ نُسْخَةً مِن جَامِعِ اللَّذَاتِ

في خَدِّهِ وعِذَارِهِ ورُضَابِه

كَم لِلْهَوَى واللَّهْوِ مِن آيَاتِ

كالمَاءِ إلَّا أنَّهُ مُتَمَاسِكُ

وطيء المُحِبّ بهِ على الجَمَرَاتِ

يُسْقِيْكَ منْ فيهِ ومِن ألْحَاظِهِ

سُكْرَيْنِ مَمْزُوْجَيْن في الوَجَنَاتِ

هَذِي تُمِيْت وهذهِ تُحْيِي فَيَا

للّهِ مِن مَوْتِي بهِ وحَيَاتِي"

(1)

.

(1)

ابن الشعار: قلائد الجمان 5: 237 - 245.

ص: 161

===

‌مُحَمَّد بن حَسَّان بن مُحَمَّد، أبو عَبْد الله وأبو بَكْر المَغْربيّ

" قال كَمال الدِّين أبو القَاسِم عُمَر المَعْرُوف بابن العَدِيْم في ترجَمةِ هذا الرَّجُل: مُحَمَّد بن حَسَّان بن مُحَمَّد أبو عَبد اللّه وأبو بَكْر المَغْربِيِّ الزَّاهِد، رَجُلٌ فاضِلٌ مُقْرِئٌ مُحدِّثُ، وَلِيٌّ من أوْلِيَاء اللّه تعالَى، قَدِمَ حَلَب ونزلَ بدارِ الضِّيَافة بالقُرْب من تحت القَلْعَة، وكان من المُوسِرين المُتَمولِّين ببلاد المَغْرب، فتَرَكَ ذلك جَمِيعه، وخَرَجَ على قَدَم التَّجْريد، وحَجَّ إلى بيتِ اللّهِ الحَرام، ثُمَّ قَدمَ حَلَب، ورَحَلَ منها إلى جَبَلِ لُبْنَان، وسَاح فيه. وقيل: إنّه مات يه، ولم يَذكر رَفَاتَهُ"

(1)

.

‌مُحَمَّد بن الحَسَن بن عليّ، أبو عَبْد اللّه الكوفيُّ المِصْريُّ، المَعْرُوف بأُعْجُوبَة الفَلَكِ

" كَتَبْتُ من خَطِّ عُمَر بن أحْمَد الحَلَبيِّ: أنَّ الفَصِيح له شِعْرٌ حَسَن، وعارَض القَصِيْدة اليَتِيْمَة بقَصِيْدتَيْن على وَزْنِها وقافِيَتها، وأنْشَدنيهما، وكان لا يَسْمح لأحدٍ بنَسْخهما، وأوَّل أحدهما:[من الكامل]

يا دَعْدُ حَسْبُكِ ما جَنَى الوَجْدُ

قال: وكان على غايةٍ من الفَقْر والإقْلَالِ، ويَقْنع من المَمْدُوح بالشَّيء التَّافه اليَسِير.

قال: وآخرُ عَهْدِي به في سَنَةِ ثلاث عَشرة وستِّمائة، وكَتَبَ إليَّ أبياتًا وقد وُلِد لي وَلدِي أَحْمد وأنْشَدنيها:[من الكامل]

يابنَ العَدٍ عَديمُ مَنِّـ

ـــكَ لا عَديمُ نَدَى وَجُودِ

مُلِّيْتَ بالولَدِ السَّعيـ

ــد، وُقِيتَ من عَيْنِ الحَسُودِ

(1)

الأعلاق الخطيرة 1/ 1: 127 - 128، ونقله عنه ابن الشحنة في الدر المنتخب 78، وترجم له ابن العديم في الكنى (الجزء العاشر)، وأحال على ترجمته في الأسماء.

ص: 162

===

يا مَنْ له البَيْتُ الصَّمِيْـ

ـمُ رَقى على سَعْدِ السُّعودِ

يا مَنْ يَجُودُ بطَارِفٍ

يُحْوَى ويُتْبِعُ بالتَّلِيدِ

إنّي أُعَوِّذُ نَجْلَكَ السَّـ

ـامي بقافٍ والمَجِيدِ

وأُعِيْذُهُ وأُعيْذُكُمُ

من كُلِّ شَيْطانٍ مَريدِ

شِبْلٌ نَتيجَةُ مُشْبِلٍ

ذاكي الأُرومَةِ والجُدودِ

مِنْ حيثُ أُوحِدَ ذاتُهُ

قَرّتْ به عَيْنُ الوُجُودِ

بالسَّعْدِ والإقْبالِ يُخْـ

ـبِرُ وهو في كَنَفِ المُهودِ

فَابْشِرْ كَمالَ الدِّينِ

منهُ بأَلفِ مَوْلُودٍ رَشِيدِ

حتَّى تَراهُمْ حَوْلَهُ

فَوْقَ الصَّواهِلِ كالأُسُودِ

مَوْلايَ وعد القيْلويّ

فَإِنَّهُ خَيْرُ الوُعُودِ

رَجُلٌ لهُ النَّظَرُ المُصِيـ

ـبُ يُناطُ بالرّأْي السَّديدِ

وقُصارُ ما أَبْغيهِ تَشْـ

ـريفٌ لأَلْبَسَ يوم عيْدِي

بسرُورِكُمْ عيدُ الكِرا

م وعيدُ مُحْتاجٍ شَدِيدِ

وكَتبتُ من خَطِّه: أنْشَدني مُحَمَّد بن الحَسَن بن عليّ، وكان يُلَقِّب نَفْسه أُعْجُوبَة الفَلَك، يَهْجُو ابنَ الحُصَيْن:[من الكامل]

ابنُ الحُصَيْنِ بفَضْلِكُمْ سُبُّوهُ

قدْ خَابَ قاصِدُهُ ومَنْ يَرْجُوهُ

يُعْطيكَ من طَرَف اللِّسَانِ حَلَاوةً

ويَرُوغُ عنْكَ كما يَرُوغُ أَبُوهُ"

(1)

"ومن شِعْر ما أنْشَدني القاضِي الإمام أبو القَاسِم بن أبي الحَسَن العُقَيْليّ، أدَامَ اللّهُ أيَّامه، قال: أنْشَدني أُعْجُوبة الفَلَك لنَفْسهِ، يَهْجُو رَاجِح بن إسْماعِيْل الحِلِّيّ الشَّاعِر:[من الخفيف]

(1)

القفطي: المحمدون من الشعراء وأشعارهم 402 - 404.

ص: 163

===

يَا بَعِيْدَ الصَّوَاب فِيْما يُعَانِيْه

سَخِيْفًا مُبَخَّرًا وهو يَفْسُو

هُب أنْتَ النَّؤُومُ يا بادِيَ الرَّأ

يِ رُوَدًا فأيْن مِنْكَ الحسُّ؟

خَابَ ظَنِّي ولا عجَبْتُ وقَدْ قَلَّ

قَدِيمًا لدَيْكَ عَقْلٌ وحِسُّ

ولقد سُمْتُكَ الخَسِيْسَ فلمَّا

تَسْخُ لُؤْمًا فأنْتَ منهُ الأخَسُّ

كيفَ تَقْنِي شُكْرَ الرِّجالِ وقَدْ ضَا

عَ الرَّئِيسَانِ مِنْكَ قَلْبٌ وَنَفْسُ"

(1)

.

‌مُحَمَّد بن الحُسَين بن مُحَمَّد بن الحسَين بن عليّ بن مُحَمَّد بن عَبْد الصَّمَد، أبو المُؤيَّد بن أبي إسْماعِيْل الطُّغْرَائيُّ، الأصْبَهانيُّ الأصْل، المَوْصِليُّ المَوْلد، الدُّؤلَيُّ

" حَدَّثَني القاضِي الإمامُ أبو القَاسِم عُمَر بن أبي الحَسَن الحَنَفيّ، أدَامَ اللّهُ سَعادَته، قال: كان الوَزِيْر أبو المُؤيَّد فاضِلًا عالِمًا، وَاسِطة خَيْر عندَ مَخْدُومه، مُحبًّا لأهْلِ العِلْم، فَصِيح العِبَارة، حَسَن الإنْشَاء، قد أخذَ من العُلُوم بحَظٍّ وافِر؛ وكان قَيَّمًا بعِلْمِ

(2)

الهَنْدَسة.

وكانت وَفاته يَوْم الخَميس الخامِس والعِشْرين من صفَر سَنَة سَبع وستِّمائة بحَلَب، ودُفِنَ في دارِه، ولم يَنَلْ مَدْفُونًا بها، إلى أنْ بيعت على وَرَثتِه، ونُقِلَ منها إلى مَشْهدٍ بمَقام إبْرَاهيم الخلَيْل عليه السلام.

ثُمَّ قال: وأنْشَدَنِي إسْمَاعِيلُ بن مُحَمَّد بن الحُسَين، قال: أنْشَدني أبي لنَفْسهِ، ولم أعْرف له نَظْمًا غير هذين البَيْتَين:[من البسيط]

إنَّ العِذَارَيْنِ ما إِنْ زَادَنِي بهِما

إلَّا فُؤَادٌ تَذُوبُ النَّارُ مِن حُرَقِهْ

(1)

ابن الشعار: قلائد الجمان 5: 278.

(2)

في نشرة كتاب ابن الشعار: يعلم!.

ص: 164

===

ما شَانَ حُمْرَةَ خَدِّيهِ اخْضرَارُهُما

أغَضُّ شَيءٍ يَكُوْنُ الوَرْدُ في وَرَقِه"

(1)

.

‌مُحَمَّد بن الخَضِر بن مُحَمَّد بن الخَضِر بن عليِّ بن عَبْد اللّه بن تَيْمِيَّة، أبو عَبْد الله بن أبي القَاسِم الحَرَّانيُّ الوَاعِظُ الحنبَليُّ، الخَطِيْب الكَفْرجَديَانيُّ

" حَدَّثني القاضِي الإمامُ أبو القَاسِم عُمَر بن أحْمَد بن أبي جَرَادَة الحَلَبيّ، أيَدَهُ اللّهُ تعالَى، قال: أخْبَرني إبْرَاهيم الصَّريفِيْنيّ، أنَّهُ سُئلَ عن نَسَبهِ إلى تَيْمِيَّة، فقال: هي جدَّتي، وكانت من أهْلِ العِلْم، وَاعِظة البَلَد؛ يَعْني حَرَّان، فعُرفنا بها.

وتَفَقَّه أبو عَبْد اللّه بمَدِيْنةِ السَّلام على أبي الفَتْح نَصْر بن فِتْيان النَّهْرَوانيّ المَعْرُوف بابن المنى، وسَمعَ بها أبا الفَتْح مُحَمَّد بن عَبْد البَاقي بن البَطِّيّ، وأبا الحَسَن سَعْد اللّه بن نَصْر الدَّجاجِيّ، وأبا الفَضْل أحْمَد بن صالح بن شَافِع، وأبا بَكْر عَبْد اللّه بن حَمد بن النَّقُور، وأبا القَاسِم يَحْيَى بن ثابِت بن بُنْدَار، وغيرهم، رَحِمَهُ اللهُ تَعالَى.

كانت له مَعْرِفة حَسَنة بالتَّفْسيرِ والوَعْظِ والأحادِيث. وكان من صُلَحاء النَّاس؛ ذا قَبُول عندهم. ومن تَصْنيفِهِ كتاب سمَّاه: تُحْفة الخُطَباء من البَرِيَّة في الخُطَبِ المِنْبَريَّة".

وكان مَوْلدهُ في شَعْبان سَنَة اثنتَين وأرْبَعين وخَمْسِمائة. وكانت وَفاته بكَرَّان - فيما بَلَغَني - يَوْم الخَمِيْس وَقْت العَصْر عاشِر صَفَر سَنَة اثْنَتَين وعِشْرين وستِّمائة، رضي الله عنه.

(1)

ابن الشعار: قلائد الجمان 5: 264، 267.

ص: 165

===

ومن شِعْرِهِ قَوله: [من الطّويل]

إذا جَنَّ لَيْلي جُنَّ قَلْبِي بذِكْرِكُمْ

فَيَغْلِبُنِي وَجْدٌ بِكُمْ وبُكَاءُ

وتَعْتاضُ عَيْنِي عَن لَذِيذِ رُقَادِها

بِحَرِّ دُمُوْعٍ وقْعُهُنَّ شِفاءُ

وتَضْعُفُ عن حَمْل التَّجَلُّدِ قُوَّتِي

إذا مَضَّنِي دَاءٌ وعَزَّ دَوَاءُ

ويَظْهَرُ لي صِدْقُ الَّذي قال قَبْلَنا

وهَلْ لقوي لا اسْتَجِدَ بَقاءُ"

(1)

.

‌مُحَمَّد بن سَعِيْد بن سَلامَة الحَلَبِيّ، أبو عَبْد الله

" قال ابنُ العَدِيم: تَفَقَّه بحَلَب على أبي بَكْر بن مَسْعُود الكَاسَانيّ، وعلى الإِمام عليّ الهاشِمِيِّ. فَقِيْه، أديبٌ، ويُنْشِئُ أشْياءَ حَسَنةً، سَمِعْتُ منه شَيئًا مِن إِنْشائِه.

وكان قد صَاهَر شَيْحْنا أبا حَفْص بن قُشَام على ابْنَتِه، واسْتنابَهُ في ذِكْرِ الدَّرْسِ بمَدْرسَة جُورديك بحَلَبَ"

(2)

.

‌مُحَمَّد بن عَبْد الله بن عَبْد اللّه بن مَالِك، جَمال الدِّين أبو عَبْد الله الطَّائيّ الجَيَّانيّ

" وُلِدَ سَنَة ثَمان وتِسْعين وخَمْسِمائة، هذا هو الصَّواب؛ ففي تاريخ حَلَب للشَّيْخ كَمال الدِّين بن العَدِيم أنَّ الشّيْخ جَمال الدِّين أخْبَرهُ بذلك"

(3)

.

(1)

ابن الشعار: قلائد الجمان 5: 353 - 354.

(2)

القرشي: الجواهر المضية 4: 476.

(3)

طبقات الشافعية لابن قاضي شهبة 2: 149.

ص: 166

===

‌مُحَمَّد بن عبد اللّهِ بن مُحَمَّد بن عبد المَلِك بن عليّ بن مُحَمَّد بن عليّ بن العبَّاس بن مَحاسِن بن عليّ، أبو حَامِد بن أبي جَعفَر الهاشِميُّ الحَلَبيُّ

" أنشدني القاضِي الإمامُ أبو القَاسِم بن أبي الحَسَن العُقَيْليّ، أسْبَغَ اللّهُ ظِلَالهُ، قال: أنْشَدني الشَّريْفُ أبو حَامِد لنَفْسهِ؛ وكَتَبَها إلى الوَزيْر ابن أبي يَعْلَى: [من الخفيف]

حَالَ دُوْنَ اللِّقَاءَ وَحْلٌ وبرْدُ

وسَحَابٌ يَروْحُ طَوْرًا ويَغْدُو

وظَلَامٌ كأنَّهُ وَجْهُ نَصْرِ

وسَجَاياهُ حيْن يُطْلبُ رِفْدُ

فاعْذِرِ العَبْدَ إنْ تأخَّرَ أو

قَصَّرَ يا مَنْ إحْسَانُهُ لا يُحَدُّ

وابقَ في نعْمَةٍ تَدُوْمُ على الدَّهـ

ــرِ إلى أنْ يُرَى لمَجْدِكَ نِدُّ

فكَتَبَ إليهِ ابنُ أبي يَعْلَى: [من الخفيف]

أيُّها السَّيِّدُ الشَّرِيْفُ الفَرْدُ

قَدْ تَغَشَّى القُلُوبَ بَعْدَك وَجْدُ

إنْ يكُنْ حَاجِزُ اللِّقَاءِ البَرْدُ

فوِصَالُ الأرْوَاحَ ما لا يُصَدُّ

غَيْرَ أنَّ الحَواسَ تَطْلُبُ حَظًّا

مِن سَجَايا خلَالُها لا تُحَدُّ

فَابْقَ للفَضْل قُدْوَةً وإمَامًا

ما تَعَالى لأهْل بَيْتِكَ مَجْدُ"

(1)

.

‌مُحَمَّد بن عَبْد المُنْعِم بن مُحَمَّد، أبو عَبْد اللهِ الخِيَمِيُّ

" أنْشَدني الإمامُ أبو القَاسِم عُمَر بن أحْمَد بن هِبَة اللّه بن أبي جَرَادَة الفَقِيه الحَنَفيّ المُدَرِّس، أسْعَدهُ اللّهُ تعالَى، قال: أنشدني أبو عَبْد اللّه بن عَبْد المُنْعِم الخِيَمِيِّ لنفسهِ: [من الكامل]

(1)

ابن الشعار: قلائد الجمان 5: 233 - 234.

ص: 167

===

مَنْ مُبْلِغٌ عَنِّي كَرِيْمَ تَحيَّتي

قَوْمِي بجَرْعاءِ العُذَيْبِ وجِيْرَتِي

الذَّاهِبِيْنَ ولا اعْتِراضَ علَيْهِمُ

بحُشَاشَتِي والمُذْهِبِيْنَ بَقِيَّتِي

قَوْمٌ طَوَالَ الدَّهْرِ أشْهَدُهُمْ مَعِي

وهُمُ بأعْلَى حَاجِرٍ واحَيْرَتِي

أصْبُو لعزِّ جَمَالِهِمْ وإلى لَذِيْـ

ـذِ وِصَالِهِمْ يا بُعْدَ مَرْمَى صَبْوَتِي

وأصُدُّ عَنْهُمْ حَيْثُ كانَ مُرادُهُمْ

بُعْدِي وكُلِّي نَظْرَةُ المُتَلَفِّتِ

قَالُوا دَلَالًا حِيْنَ قُلتُ مِنَ الجَفَا:

قَدْ مُتُّ: مُتْ فَحيَيْتُ إذْ قَالُوا: مُتِ

مَن لي بِهِمْ والدَّارُ غَيْرُ بَعِيْدَةٍ

مِنْ دَارِهِمْ وَالشَّمْلُ غَيْرُ مُشَتَّتِ

أمُطَالِبِي بالصَّبْرِ والسُّلْوانِ ما

تَ لك البَقَا صَبْرِي الجَمِيْلُ وسَلْوَتِي

إنِّي مَلِيٌّ بالغَرَامِ ولَيْسَ لِي

بالصَّبْرِ عن أحْبَابنِا مِن ذِمَّةِ

إعْلَمْ بأنِّي في مَحَبَّتِهِم فَتىً

ما حالَ عن عَهْدِ الغَرَامِ وما فَتِي

وبأنَّ وَجْدِي ذلك الوَجْدُ الَّذي

تَدرُوْنَهُ وصَبَابَتِي تلكَ الَّتي

ما خَانَهُمْ كَلَفي القَدِيْمُ ولا وفَى

صَبْرِي ولم تَتَعَدَّهُمْ أُمْنِيَّتِي

إنْ شِئْتَ تَعْرِفُ صَنْعَةَ الحُبِّ الّتِي

صَحَّتْ بهِ حَالِي وحَالَتْ صِحَّتِي

فانْظُرْ لأحْمَرِ أدْمُعِي ولأصْفَرِ

من وَجْنَتِي ولأبيَضٍ في لِمَّتِي

واعْلَمْ عُلُوْمَ الوَجْدِ من حَالِي وَخُذْ

خَبَرَ الغَرَامِ وأهْلِهِ من سِيْرَتِي

فَيَقِلُّ إنْ نَسَبُوا إليَّ كُثَيِّرًا

وتَذِلُّ عَزَّةُ أنْ تُقَاسَ بِعِزَّتِي"

(1)

.

‌مُحَمَّد بن عَبْدِ الوَاحِد بن عَبْد المُنْعِم بن يُوسُف بن حَرْب، أبو عبد اللهِ الحلَبيُّ الخَطِيْب البَغْدَاديُّ

" كان يَتَولَّى الخَطابَة بقَلْعةِ حَلَب المَحْرُوسَة بعد وَفاة وَالده. وكان رَجُلًا خَيِّرًا فَاضِلًا، عارِفًا بعِلْم العَرَبيَّة، حَسَن الشِّعْرِ.

(1)

ابن الشعار: قلائد الجمان 6: 253 - 255.

ص: 168

===

حدَّثَ بحَلَب عن أبي الفَرَج الثَّقَفيّ وغيره، وسَمِعَ أبا الرَّجاء بن حَرْب، وابن أبي الحَواريّ. وكان يَقْرأُ عِلْم العَرَبيَّة بحَلَب.

ذَكَرَ ذلك كُلّه لي القاضِي الإمام أبو القَاسِم عُمَر بن أبي الحَسَن الحَنَفيّ، أدَامَ اللهُ سَعادَته، وقال: وكَتَبَ لي من شِعْرِهِ جُزءًا بخطِّهِ، وقَرأتُهُ عليه.

وحَدَّثني القاضِي الإمام أبو القَاسِم عُمَر بن أبي الحَسَن بحَلَب، أسْعَدهُ اللهُ تعالَى، بمَنْزلةِ المَعْمُورِ في شَهْر رَبِيْع الآخر سَنةَ أرْبَعٍ وثلاثينَ وستِّمائة، قال: كُنْتُ يَوْمًا عندَ شَيْخنا أبي هاشِم عَبْد المُطَّلِب بن الفَضْل الهاشِميّ، رحمه الله، لسَماعِ الحَدِيث، وقد جاءَهُ الشَّريْف أبو هاشِم أحْمَد بن مُحَمَّد الصَّالِحيّ الحَلَبيّ ومعه رُقْعة فيها بَيْتان من شِعْرِهِ؛ وأنْشَدهما شَيْخنا أبا هاشِم المَذْكُور، وأنا أسْمَعُ، والبَيْتان:[من الكامل]

مَنْ وَدَّ أن عَدُوَّهُ أعْمَى فَلي

وُدّ بأنَّ لهُ عُيُونًا أرْبَعا

لِيرَى كَمَالي باثْنَتَيْنِ ونَقْصَهُ

بالأُخْرَيَيْنِ فلا يَزَالُ مُرَوَّعا

فسَألتُ شَيْخَنا أبا هاشِم عنهما؛ فقال: هُما للشَّريْف أبي هاشِم، وأنا اقْتَرَحتُ عليه هذا المَعْنى، فإنَّهُ مَعْنى أحْفَظه في شِعْر الفارسيَّة.

ثُمَّ اجْتَمَعْتُ بعد ذلك بالخَطِيْبِ أبي عَبْد الله مُحَمَّد بن عبد الوَاحِد الحَلَبيّ؛ فأخْبَرني أنَّ شَيْخَنا أبا هاشِم عَبْد المُطَّلِب بن الفَضْل اقْتَرحَ عليه هذا المعْنَى، فنَظَمه وأنْشَدنيه لنَفْسهِ:[من المنسرح]

يا مَنْ تمنَّى العَمَى لحاسِدِه

ليتَ حَسُودي بأعْيُنِ أرْبَعْ

تَنْظُرُ ثِنْتاهُما إِلى نِعَمِ الـ

ـرَّحْمنِ عندي ومَجْدِيَ الأرَفَعْ

وتَنْظُرُ الأُخْرَيانِ خِسَّتَهُ

والنَّوْكَ منْهُ وحالَهُ الأشْنَعُ

ص: 169

===

فمَا أرى لذَّةَ الحياةِ سِوى

كَبْتِ عَدُوٍّ وحاسِدٍ يُقْمَعْ

وقال أيضًا: [من السريع]

عَنَّفَني في حُبِّه مَعْشَرِي

ولامَني فيه أودَائي

وكيفَ أسْلُوهُ وهَلْ غيرُهُ

يَذْهَبُ بالهَمِّ وبالدَّاءِ

وأنْشَدَنِي أبو القَاسِم عُمَر بن أحْمَد بن أبي جَرَادَة الحَنَفيّ: أنْشَدني الخَطِيْب لنَفْسهِ أبْيَاتًا كَتَبَها، وهو بالبِيْرة يَتَشوَّق حَلَب وأهْله:[من الطويل]

يَقَرُّ لعَيْنِي أنْ أرُوحَ بجَوْشَنٍ

وماءُ قُوَيْقٍ تحتَهُ مُتَسَرِّبا

لقد طُفْتُ في الآفاقِ شَرْقًا ومَغْرِبًا

وقلَّبْتُ طَرْفِي بينَها مُتَقَلِّبا

فلم أرَ كالشّهباءِ في الأرضِ مَنْزِلًا

ولا كَقُوَيْقٍ في المَشَارِب مَشْرَبا

جعلْتُ شِعارَ الوَجْدِ بي بعدَ بُعْدُكْم

شعارًا ومَجْرَى مُذْهَبِ الدَّمْعِ مَذْهَبا

لعلَّ زمانًا قد قَضَى بفِراقِنا

يُرِيْني قريبًا شَمْلَنا مُتَقَرَّبا

وقال أيضًا: [من الطويل]

متى يَظْفَرُ المُشْتاقُ منكُمْ بنَظْرَةٍ

تَقَرُّ بها عَيْنٌ ويحْيا بها قَلْبُ؟

أطَلْتُمْ عَذابِي بالقَطِيعَةِ والقِلَى

وإنَّ عَذابي في مَحَبَّتكُمْ عَذْبُ

إذا كانَ حظِّي هَجْرُكْم في بِعادُكْم

وفي قُرْبِكُمْ فالبُعْدُ سِيَّانَ والقُرْبُ

وقال أيضًا: [من السريع]

اذْكرْتَني عَهْدَكَ بعدَ النَّوى

والبَيْنُ قدْ أرْخَى عِنانَ الهَوى

يا حاجِرًا يَبْكي على حاجِرٍ

ولاويًا يَنْدُبُ سِقَطَ اللِّوى

لو كنتَ في دَعْوى الهوَى صادِقًا

قَطَعْتَ بالسَّيرِ وَريدَ النَّوى

ص: 170

===

وكنتُ كالشَّاهين في جَوِّهِ

إذا رَأى رَبَّ هَواهُ هَوَى

الحبُّ ما قَنَّتَ صُمَّ الحَشَا

والشَّوقُ ما أوهى جَليْدَ القوى

ما كُلُّ مَحبُوبٍ رَحيمًا ولا

كُلُّ طَبِيبٍ جائِدًا بالدَّوَا

وقال أيضًا: [من البسيط]

ما رُمْتُ أمرًا ولا حاوَلْتُ مُطَّلَبًا

إلَّا جَعَلْتُكَ فيه الأصْلَ والسَّبَبا

أنتَ الَّذي كُلَّ يَوْم ذَرَّ شارِقُهُ

أبني به المجدَ أو أرْقَى بهِ الرُّتَبَا

ولا تَزَالُ مسَاعِيكَ الطَّوَائِلُ بي

مَعنِيَّةٌ أو أجُوزَ السَّبْعَةَ الشُّهُبَا

وقال أيضًا: [من السريع]

إغْتَنِمُوا فُرْصَةَ الزَّمانِ إذا

جاءَتْ بخيرٍ باقٍ على الأبَدِ

وبَادِروا فِعْلَها ليَوْمِكُمُ

ولا تَرُوموا تَأخِيرَها لغَدِ

فليسَ تَدْرُون ما يكونُ غدًا

وليسَ تبقى الدُّنْيا على أَحَدِ

وقال أيضًا: [من الخفيف]

أخذَ الوَجْدُ ما اشْتَهى من فُؤادِي

مُذْ غَدا القَلْبُ في يَدَيْكَ أخِيْذا

وسألتُ الهِلالَ لِمْ لُحْتَ للنَّا

سِ فأوْما إلَيكَ: إنَّ أخي ذا

وقال أيضًا: [من الرجز]

كَتَبْتَ دُرًّا وسَفَرْتَ بَدْرًا

وطِبْتَ فِرْعًا وكَرُمْتَ نَجْرا

فبُعُلَاكَ حَلَبٌ قدْ فَضُلَتْ

بَغْدَادَ في عَلَائِها ومِصْرا

أنتَ العَدِيمُ النِّظْرِ أو ابنُه

وابنُ ابنهِ جلَالَةً وقَدْرا

ص: 171

===

وأنْشَدَنِي في القاضِي أبو القَاسِم عُمَر بن أحْمَد بن أبي جَرَادَة، أسْعَدهُ اللهُ تعالَى، قال: أنْشَدني الخَطِيْبُ أبو عَبْد الله لنَفْسهِ: [من الرّمل]

يا نَسِيمَ الرّيحِ هلْ أنتَ مُطِيق

حَمْلَ ما أرْسَلَهُ القَلْبُ المَشُوقْ

كُلَّ يومٍ أنا في آثارِهِم

ماء دَمعي ودَمّ الصَّبرِ مريقْ

آه كمْ أحمْلُ في حبِّهِمُ

منْ خُطُوبِ الوَجْدِ ما ليسَ أطِيقْ

كُلَّ يومٍ لسِنَان الوَجْد في

لَبَّتِي لَمْعٌ وفي قَلبي بَرِيقْ

فالْطُفُوا عَدْلًا وفضلًا أنا مِثلـ

ـكُمُ بالعَدْلِ والفَضْلِ خَلِيْقْ

وَارفُقُوا رِفقَ كَرِيمٍ راحِمٍ

فالتَّعَدِّي بكُمُ ليسَ يَليقْ

بيَ سُكْرٌ منْ غَرامٍ وهوَى

فمتى مِنْ ذا ومِنْ هذا أُفِيقْ

قَسَمًا ما رَاقَ شيءٌ بعْدَكُمْ

لي وظَنِّي أنَّهُ ليسَ يَرُوقْ

فسَلامٌ مِثْلُ أنْفاسِ الصَّبَا

يَتَمَرَّاها غُروبٌ وشُروقْ"

(1)

.

‌مُحَمَّد بن عَبْدُوس العَبْدوسِيُّ الوَاسِطيُّ

" أطْلَعتْهُ واسِطةً من عقْدِ شُعَرائها، فتَرَقَّى إلى مُخالَطةِ كُبَرائها وأُمَرائها، ثُمّ جالَ حتَّى انْتَهَى إلى الدِّيَار المِصْريَّة، ومَدَح بها العَادِل وأرْباب دَوْلَته، ومَدَحَ الظَّاهِر صاحِب حَلَب بما اجْتَمع منه سِفْر. ذَكَر ذلك صاحبُ تاريخها، ولم يُعْجبني من جَميع ما أوْردَ من شِعْرِهِ غيرُ قَوْله في المَلِك المَذْكُور:[من البسيط]

أشْتَاقُه شَوْقَ مَصْدُودٍ وكم حَملتْ

أُمُّ الأماني برُؤياه فلم تَلِدِ"

(2)

(1)

ابن الشعار: قلائد الجمان 5: 128 - 132.

(2)

ابن سعيد الأندلسي: الغصون اليانعة 12.

ص: 172

===

‌مُحَمَّد بن عُبَيْد الله المُسَبِّحِيُّ، أبو عُبَيْد الله

" نَقَلْتُ من خَطِّ الصَّاحِب الكَبِير كَمال الدِّين بن أبي جَرَادَة ممَّا اخْتَارَهُ من تاريخ المُسَبِّحِيّ: وفي ضَحْوَة نَهار الاثْنَين التَّاسِع من شَعْبان سَنَة أرْبَعمائةٍ، تُوفِّي والدِي، رضي الله عنه وأرْضاه، وجَعَل الجَنَّةَ مأواه، وهو أبو القَاسِم عُبَيْد الله بن أحْمَد بن إسْماعِيْل بن عبد العَزِيْز الحَرَّانيّ المَعْرُوف بالمُسَبِّحِيّ. وكان مَرَضُه من قَطَائِف أكَلَ منها شَيئًا فأسْهَلَه، وكان قد بَلَغَ من السِّنِّ ثلاثًا وتِسْعين سَنَةً، وأقام في مَنْزله مَصُونًا عن المَصائِب والنَّوائِب أرْبَع سِنين مَخْدُومًا على البَرَاذع والوَسائِد، ولَم يَرَ مُصِيبَةً في عُمْرِه. وكان صَحِيحَ السَّمْع والبَصَر والعَقْل.

قال: ولمَّا كانت اللَّيْلةُ الَّتي تُوفِّي فيها، رضي الله عنه، ذَهَبْتُ إلى المَسْجِد الجامِع العَتِيق ومعي من فَواضِل نِعَم الله ما تَصَدَّقْتُ به عنه، وسألْتُ جَماعَةً من أهْل السَّتْر والقُرْآن الدُّعاءَ له، ورَغِبْتُ إلى الله سُبْحانه في إمْتاعِي ببَقائِه.

وعُدْتُ بعد العَتْمَة، وهو رضي الله عنه جالِسٌ على فَرْشِه، فقال لي: يا بُنَيَّ، شَغَلْت والله قَلْبي بتأخُّرِك إلى هذا الوَقْت، فأين كُنْتَ يا سَيِّدَ أبيه؟ قُلْتُ: كُنْتُ في الجامِع العَتِيْق لحاجَةٍ لي هُناك، قال: بحَياتي ما هي؟ قُلْتُ: الرَّغْبَة إلى اللهِ جَلَّ اسْمُه في طُولِ عُمْرِكَ، قال: تَقَدَّمْ إليَّ، فتَقَدَّمْتُ إليه، فقَبَّلَ بين عَيْني وقال: يا بُنَيَّ، مَن يُخَلِّفكَ ما مات، قُلْتُ: يا مَوْلاي، فهل تَجِد ألَمًا أو وَجَعًا، قال: لا واللهِ، ولا شَيئًا ممَّا يُشْتَكى بالجُمْلة غير أنَّ رُوحِي صَغِيرة. فأمَرْتُ مَنْ في دَارِنا بإصْلاح ماءِ الفَرَارِيْج وماءِ اللَّحْم وتَطْييبه وإعْدَادِه، فقال لي: يا بُنَيَّ، دَارُكَ وعِيالُك ووَالدِتُك وأُخْتُك وعَمَّتُك؛ ما أحْتاجُ إلى ذِكْرِ أحَدٍ منهم لك إنْ مُتّ، إذْ كنتَ عليهم أشْفَقُ وأرْفَقُ من أنْ تَحْتاج منِّي إلى وَصِيَّة في أمْرِهم، وما أوصِيك إلَّا بأمْر نَفْسِي: ابْتَع لي كَفَنًا بكَذا، وتابُوتًا بكذا، وحُنُوطًا بكذا، وأخْرِجْ عَنِّي حَجَّة

ص: 173

===

الإسْلَام؛ فقد عاهَدْتُ أبا إسْحَاق الخَرَّاز أنْ يَحُجَّ عَنِّي - وكان هذا رَجُلًا من الأبْدال يَحُجّ في كُلِّ سَنَة، وكان أبي، رحمه الله، صَارُوْرة

(1)

لم يَحُجَ - وأقِمْ على قَبْري قَارِئَيْن يَقْرآن في كُلِّ يَوْمٍ نِصْف خَتْمَة، ويَسْتَكْملان خَمْس عَشْرَة خَتْمَة في الشَّهْر، وتَصَدَّقْ عَنِّي بدِيْنارٍ في كُلِّ خَتْمَة، وادْفِنِّي في الدَّارِ الصَّغِيْرة؛ كُلُّ ذلك والبُكَاءُ يَغْلِبُني والنَّحِيبُ، فقال: يا بُنَيّ، دَعْ هذا عنْك واسْتَوعِب ما أُوصِيكَ بهِ، وافْهَمْ عَنِّي، فقُلْتُ: لا واللهِ إلَّا في مَجْلِسك هذا! فقال: لا تَفْعَل هذا بوَجْهٍ ولا بسَبَب، فأنِّي أخافُ أنْ أُثْقِلَ عليكم، واعْمَل معي ما وَصَّيْتُك به لسَنَةٍ كَامِلَة، فإذا تَمَّت فاصْنعَ ما بَدَا لك، فقُلْتُ: واللهِ يا مَوْلاي، لئن قَضَى اللهُ علَيَّ بهذه المُصِيْبَة لأفْعَلَنَّ أضْعافَ ما وَصَّيْت به، فتَشُكّ يا مَوْلاي فيَّ؟ فقال: لا واللهِ يا بُنَيّ؛ ولكنْ أشْغالُ الدُّنْيا تَشْغَلُكَ.

ثُمّ أخَذَ في الذِّكْر، فلعَهْدِي به، رضي الله عنه، وأنا جالِسٌ خَلْفَ ظَهْرِه، وفَمُهُ لا يَفْتُر من الدُّعاءِ لي، وهو يقُول: يا بُنَيَّ؛ حَرَسَكَ الله، يا بُنَي؛ صَانَكَ الله، وما أشْبَه ذلك.

فلم يَزَلْ هذا شأنُهُ إلى أنْ ثَقُلَ لِسانُه. وكان آخِرَ ما سَمِعْتُه منه قَوْلُه: يا أمان الخائِفين. ثُمّ لم أسْمَعْ منه كَلِمةً بعد ذلك.

ثُمّ أُغْمِيَ عليه في آخِر اللَّيْل، وكان يَرْفَع يَدَيْه للصَّلاة ويُومئ برَأسِه إلى السُّجُودِ، كُلّ ذلك وعَيْنُه مُطْبِقَة، فلم يَزَلْ كذلك بَقِيَّة لَيْلَته يَسْجُدُ بوَجْهِه، ويَرْفَعُ يَدَيْه للتَّكْبير، ويُشِيرُ بالسَّلام يَمْنَةً ويَسْرَةً.

(1)

في نشرة كتاب المسبحي: صرورة، ويقال رجل صرورة وصارورة، يقال للذي لم يحج، أو لم يتزوج.

ص: 174

===

ثُمّ حَضَرَ عندَهُ القُرَّاءُ، فاقْتَسَمُوا بينَهُم خَتْمَةً، فعندَ فَرَاغِهم من آخِرِها وقَوْل آخِرِهم:{مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ}

(1)

قُبِضَ رضي الله عنه. ولم أُشاهِدْ قَبْضَهُ لأنِّي اشْتَغَلْتُ بالحُزْنِ عليه. وصَلَّى عليه قاضِي القُضَاة مَالِك بن سَعِيْد. وكان كَثِيرَ الصَّدِيق فلم يَتَخَلَّف عنه كَبِيرُ أحَدٍ.

قال: وكانت له، رحمه الله، سَلَّةٌ مُقْفَلَةً خَلْفَ ظَهْرِه في مكانِ جُلُوسِه؛ لم نَدْر ما فيها، لا يَفْتَحُها غيرُه، ولا يُقْفِلُها سِواه. فلمَّا تُوفِّي رحمه الله، فتَحْناها وإذا فيها رِقَاعٌ بما كان يَخْتِمه في كُلِّ يَوْمٍ من القُرْآن وما يَدْعُو به، وأعْداد ما يَسْتَغْفِرُ الله بهِ، ليسَ فيها شيءٌ غير هذا.

وأتْبَعَ هذا بما يشُابِهُهُ من التَّطْويل فيما لَيْس فيه فائدة.

وأنْشَدَ مَرْثِيَّةً في أبيهِ منها: [من الكامل]

خَطْبٌ ألَمَّ من الزَّمانِ عَظِيمُ

فالدَّمْعُ سَحٌّ للمُصَابِ سَجُومُ

خَطْبٌ يَقِلُّ له البُكاءُ ويَنْطَوِي

عنه العَزَاءُ ويَظْهَرُ المَكْتُومُ

خَطْبٌ يُمِيتُ من الصُّدُورِ قُلُوبِها

أَسَفًا ويُقْعِدُ تارةً ويُقِيمُ

يا مَنْ يَلُومُ إِذا رآني جَازِعًا

من طَارِق الحَدَثان، فيمَ تَلُومُ؟

بأبي فُجِعْتُ فأيُّ ثُكْلٍ مِثْلُه

ثُكْلُ الأُبُوَّةِ في الشَّبابِ ألِيْمُ"

(2)

"وممَّا يُضْحك ممَّا ضَمَّنَهُ تاريخه قَوْله: وفي سَنَة أرْبَع عَشرة وأرْبَعمائة في الخَامِس والعِشْرين من شَوَّال طَرَقَتُ جَاريَتي، وأُمّ وَلدِي العَزِيْزة عندِي، وألِيْفَتي وقَريْنَتي، ونحنُ مُقِيْمُونَ في دار البَحْر الَّتي أمْلِكُها في الحَمْراء على شَطِّ النِّيْل،

(1)

سورة الناس، الآية 6.

(2)

ابن سعيد الأندلسي: المُغرب في حُلى المغرب (قسم مصر) 1: 264 - 265، وانظره في المستدرك على كتاب أخبار مصر للمسبحي 169 - 171.

ص: 175

===

وأقامَت لَيْلتها تلك إلى غَدِ ذلك اليَوْم، وهو يَوْم الجُمُعَة لأرْبَع بَقين منه عند طُلُوع الخَطِيْب المِنْبَر، فبَقِيت رضي الله عنها، وكانت تَسْتَغِيث من أحْشَائها وفُؤادها، وكان مَوْتها فجأةً، ونَالَني عليها من الوَجْدِ ما لا أجِدُ له كاشِفًا إلَّا الله سُبْحانه، وكان في نِصْف هذا الشَّهْر كُسُوف قَمَريّ، ولقد جَزِعَت رضي الله عنها عند مُشَاهَدتها لكُسُوفِ القَمَر، واجْتَهدتُ في تَسْكِين بُكَائها ونَحِيْبها عندَ رُؤيته بكُلِّ سَبِيل، ونِيَاحتها وبُكاؤها تزيد بُرْهَة من اللَّيْل، ثُمّ ضَربَ على ابْني أبي الحَسَن عليّ منها ضِرْسهُ قَبْلَ وَفاتها بيَوْمٍ واحدٍ، وأحْضَرتُ المُزَيِّن لقَلْعِهِ عند شِدَّة ما نَاله منه من الوَجَع، فلَطَمَتْ وَجْهَها، ودَقَّت صَدْرها، وأحلت بنَفْسها نفسها العظام من البُكَاءِ والنَّحِيْب إلى أنْ قُلِعَ ضِرْس الصَّبِيّ، وقُلْتُ أرْثِيها وأُنْشِدُ شِعْرًا، منه:[من البسيط]

سَطَتْ بكَ عَيْنٌ طَرْفُها الدَّهْرَ يَدْمَعُ

وقالتْ بأيْدِي الحادثات تُرَوَّعُ

وعارَضَ هَمٌ لو بَدَا لَمْعُ نارِهِ

لأحْرَقَ ما يَدْنو له حين يَلْمَعُ

وتَسْليمُ قَلْبٍ للنَّوائِب قُطِّعَتْ

عَلائِقُه والهمُّ لا يَتَقطَّعُ

وقد حَكَمَتْ أيْدِي المَنايا بجَوْرِها

وقد سَلَبَتْ من كان في القَلْب يُودَعُ

أصاحبةَ اللَّحْدِ العَزِيْز محَلُّهُ

لقد كانت الدُّنْيا لعِزِّك تَخْضَعُ

وأنْشَدَ شِعْرًا آخر في رِثائها، منه:[من الطويل]

ألَا في سَبِيلِ الله قَلْبٌ تَقَطَّعا

وفَادِحةٌ لم تُبْقِ للعَيْنِ مَدْمَعَا

فيا ليْتَني للمَوْت قد مُتُّ قَبْلها

وإِلَّا فلَيْت المَوْتَ أذْهَبَنا مَعا

وذَكَرَ ما صنَّفه من الكُتُب، وهي: كتاب مُخْتار الأغَانِي، وكتاب التَّلويْح والتَّصْريح في مَعانِي الشِّعْر؛ ألْف وَرَقة، وكتاب الغَرَق والشَّرَق فيمَن ماتَ غَرقًا أو شَرقًا؛ مائتا وَرَقة، وكتاب الرَّاح والارْتِياح في وَصْف الشَّراب وآلاتِهِ والنّدَام

ص: 176

===

عليه واخْتِيار أوْقَاتهِ، وذِكْر الزَّهْر والرِّياض والثِّمار والأشْجار والمَظانِّ المُخْتارَة لشُرْب العقار؛ ألف وخَمْسِمائة وَرَقة، وكتاب الطَّعَام والإدَام في وَصْفِ ألْوَان الطَّعَام وما يُقَدَّم على الخِوَان؛ ألْف وَرَقة وخَمْسِمائة ورَقَة، وكتاب دَرْك البُغْيَة في وَصْفِ الأدْيان والعِبَادات وذِكْرِ المِلَلِ والأنْبِياءِ والمُتَنبِّئين وذِكْرِ الفَرَائِض والآدَاب؛ ثلاثة آلاف وخَمْسِمائة ورَقَة، وكتاب التَّاريخ، وكتاب المُفاتَحة والمُناكَحَة، وكتاب البَخلَة والأكَلَة، وكتاب الحَمَّام، وكتاب الجوْعَان والعُرْيَان، وكتاب القوام والتَّمام، وكتاب مَن صَبَر فنَال الظَّفَر، وكتاب الأمْثِلة للدُّوَل المُقْبلة، وكتاب القَضَايا الصَّائبِة في مَعاني أحْكام النُّجُوم، وكتاب جَوْنَة الماشِطَة، وكتاب الشَّجَن والسَّكَن، وكتاب السُّؤَال والجَوَاب، وكتاب المِصْبَاح وأصْنَاف الفِقْه والفَرَائض، وكتاب العِبَارة عن أمْرِ الوِزَارَة، وكتاب الجَان والغِيْلَان، وكتاب جَامِع الدُّعاء، وكتاب العَزَائم، وكتاب تَفْضِيل الخَدَم على سَائر الحُرَم، وكتاب نُبَذ الغَرَائز ولُمَع النَّحَائِز، وكتاب أخْبَار مِصْر؛ ثلاثة عَشر ألف وَرَقَة، وكتاب الجامِع في عِبَارة الرُّؤْيا.

ثُمَّ ذَكَرَ أنَّ عدَدَ الأوْرَاق الَّتي تَشْمَل عليها هذه التَّصَانِيف تِسْع وثَلاثونَ ألف وَرقة ومائة وَرَقَة، وكان المُسَبِّحِيّ مَوْجُودًا في سَنَة أرْبَع عَشرة وأرْبَعمائة، ومَنْزله بالفُسْطَاط"

(1)

.

‌مُحَمَّد بن عليّ بن أحْمَد بن مُحَمَّد، أبو عبدِ اللهِ التَّمِيْميُّ الشَّقَّانِيُّ

" أخْبَرني الصَّاحِبُ الإمامُ أبو القَاسِم عُمَر بن أحْمَد بن هِبَة الله الفَقِيه الحَنَفيّ المُدَرِّس بحَلَب، أيَّدَهُ اللهُ تعالَى، قال: القاضِي أبو عَبْد الله الشَّاقَّانِيّ كان فاضِلًا عارِفًا بالفِقْه واللُّغةِ والنَّحْو، وغير ذلك من العُلُوم، وسَمِعَ الحَدِيث.

(1)

ابن سعيد الأندلسي: المُغرب في حُلى المغرب (قسم مصر) 1: 265 - 267.

ص: 177

===

وكانت وِلَادته بحَلَب سَنَة ثَمانٍ وأرْبَعين وخَمْسِمائة، وتُوفِّي بسيْوَاش في صَفَر سَنَة إحْدَى وعِشْرين وستِّمائة. وكان وَجِيهًا عندَ السُّلْطان مَلِك الرُّوم، ووَلِيَ قَضَاء آقْشَهر، ثُمّ قَضَاء سِيْوَاش.

ثُمّ أنْشَدني، قال: أنْبأني أبو عَمْرو عُثْمان بن الشَّاقَّانِيّ، قال: أنْشَدني خالِي أبو عَبْد الله الشَّاقَّانيّ لنَفْسهِ: [من الخفيف]

لا تَلِنْ للخُطُوبِ واصْلُب فمَنْ لا

نَ تَوَالَى عليْهِ قَرْعُ الخُطُوبِ

إنَّ ضَرْبَ الحَدِيْدِ ما كان إلَّا

حيثُ أبدَى لِيْنًا بِحَرِّ اللَّهِيْبِ"

(1)

.

‌مُحَمَّد بن عليّ بن مُحَمَّد بن العَرَبيّ الحَاتِميّ الطَّائيّ المَعْرُوف بابن العَرَبيّ الأنْدَلُسِيّ، مُحْيي الدِّين أبو عَبْد الله

" ومن لَطَائِف ما حَكَى عنه الشَّيْخ كَمال الدِّين بن العَدِيْم، رحمه الله، قال: أخْبَرني أبو عَبْد الله بن العَرَبيّ، وذَكَرَ نَسَبه، قال: كُنْتُ أطُوف باللَّيْل، فطافَ قَلْبي وهو في حال كُنْت أعْرفه، فخَرَجتُ من البَلاط لأجْلِ النَّاس، وطُفْتُ على الرَّمْل وذلك في اللَّيْل، فحَضَرتني أبْيَات، فأنْشَدتُها، أسْمِع بها نَفْسِي ومَن يَلِيني لو كان هُناك أحَد:[مجزوء الرمل]

لَيْتَ شِعْري هل دَرَوْا

أيَّ قَلْب مَلَكُوا

وفُؤادي لو دَرَى

أيّ شِعْبٍ سَلَكُوا

أتُرَاهُم سَلِمُوا

أم تُرَاهُم هَلَكوا

حارَ أرْبابُ الهَوَى

في الهَوَى وارْتَبَكوا

(1)

ابن الشعار: قلائد الجمان 6: 257 - 258.

ص: 178

===

فلم أشْعُر إلَّا وضَرْبة بين كَتِفي بكَفٍّ ألْيَن من الحَرِير، فالْتَفَتُ، فإذا أنا بجَارِيةٍ من بَناتِ الرُّوم لَم أرَ وَجْهًا أحْسَن منها، ولا أعْذَب مَنْطِقًا، ولا أرَقَّ حَاشِيةً، ولا ألْطَف مَعْنىً، ولا أرَقَّ إشارَة، ولا ألْطَف مُحاوَرة منها، قد فاقَت أهْل زَمانها ظرْفًا وأدَبًا وجَمالًا ومَعْرِفة، فقالت: يا سَيِّدي، كيفَ قُلْتَ؟ فقُلْتُ:

لَيْتَ شِعْري هل دَرَوْا

أيَّ قَلْب مَلَكُوا

فقالت: عَجبًا منْكَ وأنت عارِف زَمانك تَقُول مثل هذا! أليس كُلّ مَمْلُوك مَعْرُوف، وهل يُصْبِح المَلِك إلَّا بعد المَعْرِفة، وتَمَنِّي السُّعُود يُؤْذِن بصَدْمها، والطَّريْق لِسَان صِدْق، فكيفَ تَتَجاوَز مثْلك، قُلْ يا سَيِّدي ماذا بعده، فقُلْتُ:

وفُؤادِي لو دَرَى

أيّ شِعْبٍ سَلَكُوا

فقالت: يا سَيِّدي، الشِّعْبُ الَّذي بين الشِّغَاف والفُؤاد وهو المانِع له من المَعْرِفة، فكيفَ يَتَمنَّى مثْلكَ ما لَم يَتَمكَّن أو يُمكن الوصول إليه، والطَّريْق لسَان صِدْق. قُلْ ما بَعْدهُ يا سَيِّدي، فقُلْتُ:

أتُرَاهُم سَلِمُوا

أم تُرَاهُم هَلَكُوا

قالت: أمَّا هم فسَلِمُوا، ولكن عنك؛ يَنْبغي أنْ تَسَل نَفْسكَ، هل سَلِمْتَ أو هَلَكتَ؟ فما قُلْتَ بعده؟ فقُلْتُ:

حارَ أرْباب الهَوَى

في الهَوَى وارْتَبَكُوا

فصَاحَت، وقالت: واعَجبًا، كيفَ يَبْقَى للمَعْشُوق فضْلةٌ يحار بها، واللَّهْو شَأنه التَّنْغِيم، يُخَدِّر الحَوَاسّ، ويُذْهِب العُقُول، ويُدْهِش الخَواطِر، ويَذْهَب بصَاحِبه في الذَّاهِبين، فأينَ الحَيْرَة هُنا والطَّريْق لِسَان صِدْق، والتَّجَوُّز من مثْلك

ص: 179

===

غير لائق، قُلْتُ: يا ابْنَة الخَالَة، ما اسْمك؟ قالت: قُرَّةُ العَيْن، فقُلْتُ: سَلِمْت لي، ثُمّ سَلَّمَت وانْصَرَفَت.

قال: ثُمّ إنِّي عَرَفتُها بعد ذلك وعاشَرْتُها، فرَأيْتُ لها من لَطائِف المَعارِف ما لا يَصِفه وَاصِفٌ"

(1)

.

‌مُحَمَّد بن عليّ، أبو عبدِ اللهِ النَّحْويّ المَزْدَغِيُّ الفَاسِيُّ

" له شِعْرٌ حَسَنٌ، ومنهُ ما أنْشَدني الصَّاحِبُ الإمامُ أبو القَاسِم عُمَر بن أحْمَد بن هِبَة الله بن أبي جَرَادَة الفَقِيه الحَنَفيّ، أيَّدَهُ اللهُ تعالَى، قال: أنْشَدني عُبَيْدُ الله بن يُوسُف المَرَّاكُشِيّ بسِيْواش، قال: أنْشَدني أبو عَبْد الله بن عليّ المَزْدَغيّ لنَفْسهِ، في أخَوَين؛ أحدهما جَمِيل الصُّورة، والآخر أحْدَب طَويل السَّاقَيْن، كانا يَحْضُران معنا الحَلْقَة عنده:[من الكامل]

في ابنَيْ عليّ إِن نَظَرْتَ عَجَائِبٌ

أخَوَانِ ظَبْيٌّ أحْوَرٌ وحَوَارُ

فَمِنَ الجَمَالِ بوَجْهِ ذَاكَ مَحَاسِنٌ

ومنَ الجِمَالِ بِظَهْرِ ذَا آثَارُ"

(2)

.

‌مُحَمَّد بن عُمَر بن حَافِظ بن خَلِيْفَة بن حِفَاظ، أبو عَبْد الله بن أبي الخَطَّاب السَّعْدِيّ الحَمَوِيّ الحَنَفِيّ المَعْرُوف بابن العقادَة

" قال الصَّاحِبُ كَمال الدِّين بن العَدِيْم: كَتَبَ إِلَيّ يَعْتَذر من انْقِطَاعِه عَنِّي من أبْيَات: [من الطويل]

(1)

ابن دقماق: نزهة الأنام 139 - 141، ولم يذكر ابن دقماق مصدره في النقل من كتب ابن العديم، فإن لم يكن ترجم له في بغية الطلب، فلعل هذا النقل من كتابه التذكرة.

(2)

ابن الشعار: قلائد الجمان 6: 256.

ص: 180

===

عِنْدِي مَرِيضٌ قد تَمَادى ضَعْفُه

مُتَضاعفًا وتَورَّمتْ أقْدَامُهُ

طَال القِيَام بِهِ فيا عَجَبًا لمَن

وَرِمَتْ قَوائمه وطَالَ قِيَامُهُ

غُصنٌ ذَوى غضّ الشَّبَاب كأنَّما

مَرّ النَّسِيم بِهِ فمَال قوامُهُ

فلأجْلِ ذلك ما انْقَطَعتُ وقد بدا

عُذْري وأمْري في يَديك زِمامُهُ"

(1)

‌مُحَمَّد بنُ عُمَر بن شَاهنْشَاه بن أيُّوب بن شَاذِي بن مَرْوَان بن يَعْقُوب، المَلِكُ المَنْصُور أبو المَعالِي ابن الملِكَ المُظَفَّر أبي المَنَاقِب، صَاحِب حَمَاة

" حَدَّثني القاضِي أبو القَاسِم عُمَر بن أحْمَد بن أبي جَرَادَة، قال: أخْبَرني مَن رَآه أنَّهُ كانَ قَلِيل العِلْمِ، وأنَّ التَّصْنِيف بَعِيدٌ منه، وكذلك قَوْل الشِّعْر، وكان يَدَّعيه.

وقيلَ إنَّهُ اسْتَخدمَ جَماعَةً يُصَنِّفُونَ لهُ التَّصانيِف، وكان يأخُذُ نَفْسهُ بعُلُومِ الأوَائِل والحِكْمَة، وكان كُردبازُوْه مَوْلَى أبيه قد اسْتَولَى على مَنْبِج، وحَجَرَ على ذُرِّيَّةِ وَالده الصِّغار، فافْتَتَحها المَلِكُ المَنْصُور في جُمَادَى الآخرة سَنَة تِسْع وثَمانين وخَمْسِمائة، واسْتَنْقذها منه، وأخْرَجه عنها"

(2)

.

‌مُحَمَّد بن المُفَضَّل بن الحَسَن بن مَرْهُوب، أبو عَبْد الله الحَمَويُّ، المَعْرُوف بابنِ الإمَام

" حَدَّثني القاضِي الإمامُ أبو القَاسِم عُمَر بن أحْمَد الحَنَفيّ العُقَيْليّ، أيَّدَهُ اللهُ تعالَى، قال: مُحَمَّد بن المُفَضَّل الحَمَويّ، رَجُلٌ فَاضِلٌ، فَقِيْهٌ بارِعٌ، حَسَن النَّظْم والنّثْر، قادِرٌ على ذلك.

(1)

الصفدي: الوافي بالوفيات 4: 264.

(2)

ابن الشعار: قلائد الجمان 5: 203 - 204.

ص: 181

===

أقامَ عندَنا بحَلَب سِنين، ثُمَّ خَرَجَ إلى بَلَدِه حَمَاة، وانْتَقلَ إلى حِمْص، فأقامَ بها، في خِدْمةِ المَلِك المُجاهِد زَعِيْمها، يُسيّرهُ رَسُولًا عنهُ إلى جِهَاتٍ مثل حَلَب ودِمَشْق وغيرها؛ وكان حَسَن الأخْلَاق، ظَريفًا، طَيِّب المُفاكَهَة.

أنْشَدني لنَفْسهِ: [من البسيط]

يا أيُّها المُتَنَائِي عن أحِبَّتِهِ

بعدَ اقْتِرَاب مَتَى يَدْنُو بكَ الوَطَنُ

أهَلْ تَعَشَّقْتَ دَارًا غَيْرَ دَارِهِمُ

وجِيْرةً وهُمُ دُونَ الوَرَى السَّكَنُ

بمَنْ تَعَوَّضْتَ عنهُمْ حيْنَ لا بدَلٌ

وهُمْ على الحالَتَيْنِ الرُّوْحُ والبَدَنُ

خَفْ وِقْفَةَ العَتْبِ منهُمْ حيْثُ يُخْرَسُ عن

رَدِّ الجَوَاب الفَصيْحُ المِدْرَةُ اللَّسِنُ

يا جِيْرَةً كان في الأحْشَاءِ مَنْزِلُهُمْ

والقَلْبُ مَسْكَنُهُمْ والعَيْنُ والأُذُنُ

يا رَاحَةَ القَلْبِ أنْتُم مُنْتَهَى أمَلي

فإنْ عَطَفْتُمْ فلا حُزْنٌ ولا حَزَنُ

أنْتُمْ مُرَادِي منَ الدُّنْيا ولَذَّتِها

وأنْتُمُ لجُفُوْنِي في الكَرَى الوَسَنُ

لا أوْحَشَ اللهُ مِنكُمْ حَيْثُما اتَّجَهَتْ

رِكَابُكُمْ إنْ أقامَ الرَّكْبُ أو ظَعَنُوا

وأنْشَدَنِي أيضًا؛ قال أنْشَدني أبو عَبْد الله مُحَمَّد بن المُفَضَّل الحَمَويُّ لنَفْسهِ: [من البسيط]

ولِي إلَيْكَ اشْتِيَاقٌ زَادَ لَاعجُهُ

وَجْدًا ونَارًا على الأحْشَاءِ يَضْطَرِمُ

وارْتَجِي القُرْبَ مِنْ رُؤْياكَ يا أمَلِي

عَسَى يَعُوْدُ زَمانٌ كُلُّهُ نعَمُ

وكُلَّما مَرَّ وَقْتُ قُلْتُ مُجْتَهِدًا

لا أوْحَشَ اللهُ مِنْكُمْ مَنْ يُحِبُّكُمُ"

(1)

.

(1)

ابن الشعار: قلائد الجمان 5: 251 - 252.

ص: 182

===

‌مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أَيُّوب بن شَادِي بن مَرْوَان، السُّلْطَان المَلِك الكامِل نَاصِر الدِّين أَبو المَعالِي وأبو المُظَفَّر

" نَقَلْتُ من خَطِّ ابن سَعِيْد المَغْربيّ، قال: أوْرَدَ الصَّاحِب كَمال الدِّين بن العَدِيْم للمَلِكِ الكَامِل: [من البَسِيط]

إِذا تَحَقَّقتُم ما عِنْد عَبْدكُم

من الغَرَام فَذَاك القَدْر يَكْفِيهِ

أَنْتُم سَكَنتُم فُؤَادِي وهوَ مَنْزلكم

وصَاحِبُ البَيْت أَدْرِي بالَّذي فيهِ

وقد مَدَحهُ ابن سَناء المُلْك بقَصِيْدةٍ أوَّلها: [الطَّوِيل]

على خَاطِري يا شُغْلَه مِنْك أشْغَالُ

وفي ناظِري يا نورَهُ منْك تِمْثَالُ

وفي كَبِدِي من نَار خَدِّك شُعْلَة

ومَوْضِع ما أخْلَيتَ منها هو الخَالُ

منها في المَدْح: [الطَّوِيل]

جَنَى عَسَل الفَتْح المُبِيْن برُمْحِهِ

ولا غروَ أن اسْم الرُّدَيْنيّ عَسَّال

لَهُ صَوْلة الرِّئْبَال فِي مايسِ القَنَا

ولا رَيْب أن ابن الغَضَنْفَر رِئْبال

إِذا صَال في يَوْم النِّزَال تَفَصَّلت

لأعْدائه بالرُّعْبِ والذُّعْر أوْصَال"

(1)

‌مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد، العَلَّامَة المُلَقَّب رَضِيّ الدّين وبُرْهان الإسْلَام، السَّرْخَسِيّ

" قال ابنُ العَدِيم: قَدِمَ حَلَب ودرَّس بالنُّورِيَّة، والحَلَاوِيَّةِ، بعد مَحْمُوِد الغَزْنَوِيّ، فتَعَصَّبَ عليه جَماعَةٌ، ونَسَبُوه إلى التَّقْصِير، وإلى أنَّهُ ادَّعى تصْنيفَ

(1)

الوافي بالوفيات 1: 195.

ص: 183

===

المُحِيْط، وحالُه في الفِقْه يَقْصُر عن ذلك، وذَكَرُوا أنَّ هذا الكتاب تَصْنيفُ شَيْخِه وأنَّهُ وَقَعَ به وادَّعاه لنَفْسهِ، وكان أكْثَر النَّاسِ في ذلك تَعَصُّبًا عليه شَيْخُنا افْتخارُ الدِّين الهاشِميّ.

قال ابنُ العَدِيم: أخْبَرني خَلِيفةُ بن سُلَيمان بن خَلِيْفَة، قال: قَدِمَ الرَّضِيُّ السَّرخَسِيُّ، صَاحِب المُحِيط حَلَبَ، وذَكَرَ الدَّرْسَ، وكان في لسَانهِ لُكْنَة، فتَعَصَّب عليه الفُقَهاءُ، وكَتَبُوا فيه رِقاعًا إلى نُور الدِّين مَحْمُود بن زَنْكِي، يَذْكُرُون أنَّهم أخَذُوا عليه تَصْحِيفًا كثيرًا؛ من ذلك أنَّهُ قال في الجَبَائِر الخَبَائر. فعُزِل عن التَّدْرِيس، فسارَ إلى دِمَشْق، وكان الكَاسَانِيُّ صَاحِبُ البَدَائعِ قد وَرَدَ في ذلك الزَّمان، رَسُولًا، فكَتَبَ له نُور الدِّين خَطَّه بالمَدْرسَة الحَلَاويَّة، فمَضَى في الرِّسَالة، ثُمَّ عاد وتَوَلَّى التَّدْرِيسَ بها، وتَولَّى الرَّضِيُّ بدِمَشْق تَدْرِيس الخَاتُونيَّة، فلمَّا مَرِض فَتَقَ كِعَاب المُحِيْط، وأخْرَجَ منه ستمائة دِيْنار، وَأوْصَى أنْ تُفَرَّق على الفُقَهاءِ بالمَدْرسَة المَذْكُورة"

(1)

.

‌مُحَمَّد بن المُنْذر بن عَبْد الرَّحْمن بن أبي عَقِيْل، أبو عَبْدِ اللهِ اليَابُريُّ

" حَدَّثني القاضِي أبو القَاسِم، أيَّدَهُ اللهُ تعالَى، قال: كان أبو عَبْد الله يَمْتنعُ عن إسْماعِ شيءٍ من الحَدِيث النَّبَويّ؛ فإنَّني فاوَضْتُه في ذلك مِرَارًا، فقال: أنا لا أسْتَجِيزُ رِواية الحَدِيث، لقَوْل النَّبيّ صلى الله عليه وسلم: نَضَّرَ اللهُ امْرءًا سَمِعَ مَقَالتي فوَعاها

الحَدِيث، وأرَى المُحَدِّثين يأخُذُون عن منْ لا يَفْهم شَيئًا، وتقَعُ منهم أوْهام إلى أشياء من هذا القَبِيل؛ وباحَثْتُه في ذلك مِرَارًا، وهو مُصِرٌّ على ما سوَّلَت له نَفْسهُ.

(1)

القرشي: الجواهر المضية 3: 357 - 358.

ص: 184

===

وسَألتُهُ عن مَوْلده، فقال لي: تَقْديرًا إلى هذا التَّاريخ ثَمانون سَنَة؛ فإنَّني أدْرَكتُ سَنَة ثلاثٍ وخَمْسين وخَمْسِمائة؛ وكان سُؤالي له في سَنَة إحْدَى وعِشْرين وستِّمائة، قال: ووُلِدتُ ببَغْدَاد. وتُوفِّي بحَلَب في تاسِع عَشر جُمَادَى الآخِرَة سَنَة ثَمانٍ وعِشْرين وستِّمائة، ودُفِنَ خارِج باب النَّصْر، في مَقْبرةِ مَشْهَد الدُّعاء.

وأنْشَدَنِي القاضِي أبو القَاسِم، أيَّدَهُ اللهُ تعالَى، قال: أنْشَدني أبو عَبْد الله مُحَمَّد بن المُنْذِر، إمْلَاءً من لَفْظِه، لنَفْسهِ، في المَلِك النَّاصِر صَلاح الدِّين يُوسُف بن أيُّوب رضي الله عنه:[من الطويل]

بَدَتْ فَرَأيْتُ البَدْرَ في حُلَّةِ الصَّبَا

ومَاسَتْ فَخِلْتُ الغُصْنَ مَيَّلَهُ الصَّبَا

وهَزَّتْ قَوَامًا كالرُّدَيْنِيِّ وانْثَنَتْ

مُغَادِرةً قَلْبِي المُعَنَّى وقَد صَبَا

ورَاشَتْ نِبَالًا مِنْ جُفُونٍ وجَرَّدَتْ

حُسَامَ لِحَاظٍ فَلَّ صَبْرِي وما نَبَا

فَسَاوَمْتُها وَصْلًا فقالَتْ مُجيْبَةً

أخِلْتَ وِصَالَ الغَانِيَاتِ مُسَيَّبَا

إذا ما طَلَبْتَ الوَصْلَ منْهُنَّ لمْ تَجِدْ

إلى ذَهَبٍ يَوْمًا إلى ذاكَ مَذْهَبَا

وإنْ تَكُ ذا مَالٍ فأنْتَ الَّذي إِذًا

تُعِيْدُ بَعِيْدَ الشَّيءِ مِنْكَ مُقَرَّبا

فقُلْتُ لها إنِّي امْرُؤٌ ربعُ مالِهِ

غَدَا مُقْفِرًا منْ سَاكِنيْه مُخَرَّبا

فقالَتْ تَزَوَّدْ حُسْنَ ظَنِّكَ واصْطَحِبْ

رجَاءَكَ واجْعَلَ صِدْقَ قَصْدكَ مَرْكبا

إلى مَلِكٍ لَوْ لامَسَتْ كَفُّه الثَّرَى

لعَادَ الثَّرَى باللَّمْسِ في الحالِ مُخْصِبَا

إلى مَنْ لهُ أضْحَتْ لنا مِصْرُ جَنَّةً

ومَسْكَنُهَا مِنْ جَنَّةِ الخُلْدِ أطْيَبَا

وأنْشَدَنِي، قال: أنْشَدني أيضًا لنَفْسهِ من أبْياتٍ فيه: [من الكامل]

يا عَاذِلِيْ دَعْ عَنْكَ عَذْلَ الوَالِهِ

فالعَذْلُ مِنْكَ يَزِيْدُ في بَلْبَالِهِ

ص: 185

===

لو كُنْتَ شَاهِدْتَ الَّذي هُوَ مُغْرَمٌ

مِن أجْلِهِ ما كُنْتَ مِنْ عُذَّالِهِ

رَشَأٌ يُحَاكي الغُصْنَ في حَرَكاتِهِ

ويَفُوْقُ نَوْرَ البَدْرِ عنْدَ كَمَالِهِ

لم أنْسَهُ أشْكُو إلَيْهِ تحصفًا

ويَدِي لفَرْطِ الوَجْدِ في أذْيَالِهِ

نادَيْتُهُ يا مَنْ بِسَهْمِ لِحَاظِهِ

قَلْبِي أصَابَ ولَم يَجُدْ بوَصَالِهِ

وأذاقَنِي كأسَ التَّفَرُّقِ عَامِدًا

وجَنَى عليَّ بِمَنْعِ طَيْفِ خَيَالِهِ

رِفْقًا بمَنْ أمْرَضْتَه ببعَادِهِ

واعْطِفْ على مَنْ لَمْ تَغِبْ عن بَالِهِ

واسْأل عن البَاكِي عليْكَ بأَدْمُعٍ

تَحْكِي نَدَى مَن عَمَّ فَيْضُ نَوالِهِ

وأنْشَدَنِي، قال: أنْشَدني لنَفْسهِ من أبْيَاتٍ: [من الكامل]

ثَمَرُ المَعَالِي لا يُنَالُ وإِنْ دَنَا

إِلّا بأطْرَافِ الصَّوَارِمِ والقَنَا

وإلى رَفِيْعِ المَجْدِ يَوْمًا ما ارْتَقَى

في رَاحَةٍ إلَّا الَّذي اقْتَحَمَ العَنا

وعلى المُرَادِ مِنَ الرِّيَادَةِ ما احْتَوَى

إلَّا الَّذي أعْطَى صَوَارِمَهُ المُنَى

فانْهَض نُهُوضَ أخِي اعْتِزَامٍ صَادِقٍ

ما قامَ يَدْعُو الأمْرَ إلَّا أذْعَنَا

كصَلَاحِ دِيْنِ اللهِ والمَلِكِ الَّذي

يُرْجَى ويُخْشَى إنْ تَباعدَ أو دَنَا

فيْهِ لأيَّام الزَّمَانِ مَحَاسِنٌ

إذْ جَاءَ يُدْعَى في المُلُوكِ المُحْسِنَا

كَمْ مِن يَدٍ أسْدَى وكَمْ مِنْ مِنَّةٍ

غَطَّى بها فِعْلَ المُسِيءِ أَحْسَنَا

كَمْ وقْفَةٍ شَهِدَتْ لَهُ وثَبَاتُهُ

وثَبَاتُهُ فيها بمَشْهُورِ الغَنَا

سَلْ عَنْهُ أَلْسِنَةَ الرِّمَاحِ فإنَّها

تُنْبِيْكَ عَمَّا أودَعَتْهُ الأَلْسُنَا

واسْتَمْلِ تُمْلِي المرْهَفَاتُ حَديْثَهُ الـ

ـمَرْوِيَ عن يَوْمِ الكِفَاحِ الأَحْسَنَا

ما بَاتَ إِلَّا مُسْتَجِيْشًا عَزْمُهُ

فَتَرَاهُ في سَفَرٍ إذا ما اسْتَوْطَنا

وأنْشَدَنِي، قال: أنْشَدني مُحَمَّد بن المُنْذِر لنَفْسهِ: [من السريع]

ص: 186

===

بالجِدِّ تُعْطى الجدّ لا بالمُزَاحْ

وما أفَادَ الحَمْدَ إلَّا السَّمَاحْ

والطَّيْرُ لا تَحْصَلُ يَوْمَ الثَّنا

على المُنَى إلَّا بخَفْق الجَنَاح

وما حَوَى الرَّاحَة إلَّا الَّذي

سَعَى إلى كَشْفِ الغنا ثُمَّ رَاحْ

فَدَعْ تَصَابِيْكَ وخَلِّ الصِّبَا

ولا تَرُحْ يَوْمًا إلى شُرْب رَاحْ

واسْعَ إلى نَيْلِ العُلَا مِثْلَ ما

سَعَى إلى المُلْكِ المَهِيْبُ الصَّلَاحْ

وأنْشَدَنِي، قال: كَتَبَ أبو عَبْد الله لنَفْسهِ: [من السريع]

يا قَلَمِي نُبْ في الثَّنَاءِ المُقِيْم

على كَمالِ الدِّين بنِ العَديم

وقُل لَهُ عَنِّي إذا جِئْتَهُ

في مَنْصِبِ الدَّرْسِ الجَلِيْلِ العَظِيم

يا مَنْ عَدِمْنا المِثْلَ في فَضْلِهِ

يا وَارِثَ المَجْدِ الأثْيلِ القَدِيْم

قَدْ قِيْلَ لي إنَّكَ قَدْ بِعْتَني

بالغَبْنِ والغَبْنُ فدَاءُ السَّليْم

قَدَّمْتَ غَيْرِي ثُمَّ أخَّرْتَنِي

في هذهِ الدَّارَ الَّتي لِلْيَتِيْم

وأنْتَ بالفَرضِ فأدرى وبـ

ـالأصْلَح والمُفْسد طَبٌّ حَكيْم

يسرّ بالدَّهْر منْ عَالَمٍ

ولا يَرَى دينارَ [

] العَلِيْم

فارجِعْ إلى ما أنْتَ أهْلٌ لهُ

مِنْ سُؤْدُدٍ كُلُّ لَدَيْهِ خَدِيْم

والأَجْرُ والأُجْرَةُ حَصِّلْهُما

بَعْدَ الثَّنَا البَاقِي عليكَ المُقِيْم

من نَاظِم دُرَّ اليَتِيْم الَّذي

يَطْرَبُ مَنْ يَسْمَعُهُ والنَّظِيْم

فكَتَبَ إليهِ القاضِي أبو القَاسِم جَوَابها: [من السريع]

يا أيُّها الصَّدْرُ الفَقِيْهُ العَلِيْم

ومَنْ لَهُ الإحْسَانُ والفَضْلُ خِيْم

أرْسَلْتَ نَحْوِي أسْطُرًا نَظَّمَت

جَوَاهِرُ اللَّفْظِ بِمْعنىً قَوِيْم

تُعِيْرُ مَاءَ المُزْنِ منْ لُطْفِهَا

وتكْسَبُ الرِّقَّةَ مَجْرَى النَّسِيْم

ص: 187

===

تَضمَّنَتْ عَتْبِي ولا ذَنْبَ لِي

يا أيُّها المَولَى الصَّدِيْقُ الحَمِيْم

أُقْسِمُ باللهِ وآيَاتِهِ

ونِعْمَةِ المَوْلَى المَلِيْكِ الرَّحِيْم

ما بِعْتُ مَوْلَايَ ولَكنَّنِيْ أشْـ

ـتَرَيْتُهُ وَهْوَ العَزِيْزُ الكَرِيْم

وأنَّ بَيْعَ الدُرِّ في سمْطِهِ

ومشْتَرِيْ البَهْرِجِ حُمْقٌ عَظِيم

والعُذْرُ قَدْ أبدَيْتُهُ قَبْلَ أنْ

يأتِيني مِنْكَ العِتَابُ الأَلِيْم

فاعْذرْ سَدِيْدَ الدِّيْنِ أو لا فَجُدْ

بالصَّفْحِ عَنْ ذَنْبِي فأنْتَ الحَلِيْم

إنِّي على حُبِّكَ يا سَيِّدِي

وصِدْقِ وُدِّي لكَ ما إنْ ارِيْم

وقال: [من الخفيف]

قالَ عَبْدُ اللهِ يُعزَى إلى المُنْـ

ـذِرِ يَرْجُو الخَلَاصَ يَوْمَ العَرْضِ

بالَّذي يَغْفِرُ الذُّنُوبَ سِوَى

الشِّرْكِ إله السَّمَا مَعًا والأَرْضِ

قُلْ لِمَنْ قال: إنَّنِي رَافِضيٌّ

لَسْتَ تَبْرَا في العَرْضِ مِنْ دَيْنِ عْرْضِي

إذا أثني على الَّذي رَفَضَ البَا

طِلُ في كُلِّ سُنَّةٍ معَ فَرْضِ

وبِحُبِّ النَّبِيِّ والآل والأَصْـ

ـحَابِ في البَسْطِ دائِمًا والقَبْضِ

والَّذي لا يَرَى المَوَدَّةَ في القُرْ

بَى عليه فَرْضًا رَهِيْنُ الرَّفْضِ

ونُصُوصُ الآيَاتِ جَاءَتْ بِلَا رَيْـ

ـبٍ على الآلِ بالثَّنَاءِ المَحْضِ

وبذَاكَ الأَخْبَارُ جاءَتْ بإسْنَا

د صَحِيْحِ البِنَا عَدِيْمِ النَّقْضِ

وإذا لَمْ على النَّبِيِّ معَ الآلِ

تُصَلِّي وَقْتَ التَّشَهُّدِ تَقْضِي

وإلَهُ العِبَاد يَعْلَمُ ما في الـ

ـقَلْبِ خَافٍ مِنْ فَرْطِ حُبٍّ وبُغْضِ

ومُسيءُ الظُّنُوْنِ بالخَلْقِ لا يَنْـ

ـفَكُّ يَوْمًا عن إِثْمِهِ في البَعْضِ

وإِذا أنْتَ لَمْ تكُنْ حَسَنَ الظَّنِّ فَـ

ـأعْرِضْ عن سُوءِ ظَنِّكِ وامْضِ

وإِذا لم يُقِرَّ شَخْصٌ بشَيءٍ

فبماذا عليهِ في الصَّمْتِ تَقْضِي

ص: 188

===

وعن الخَوْضِ قَدْ نُهِيْنا قَدِيْمًا

في الَّذي مَرَّ قَبْلَنَا غَيْرَ مُرْضِي

مِنْ نَزَاعٍ بَيْنَ الصَّحَابَةِ والآ

لِ خَافٍ إليهِ يُفْضِي

والخَطَا والصَّوابُ لا بُدَّ أنْ يَحْـ

ـدُثَ بينَ الخَصْمَيْنِ في كُلِّ مُفْضِي

معَ عِلْمٍ بأنَّ هذا وهذا

عَادِما عِصْمَةٍ بها الشَّرْعُ يَقْضِي

وغَبِيٌّ مَن قال مِنْ غَيْرِ عِلْمٍ

كطَبِيْبٍ لم يَدْرِ جَسَّ النَّبْضِ

مثل كَم يَزْعم الجهُول وقال

الفرس لما اعْتَد الحامِي العَضِ

واعْتِقَادِي هذا وعَقْدِي وقَلْبِي

لَمْ يُقَابَلْ إِبْرَامُهُ بالنَّقْضِ

والبَرَاهِيْنُ كالسَّمَاءِ إذا جاءَ

تْكَ اغْنَتكَ عن دَلِيْلِ الأَرْضِ

فافْخَرُوا الآنَ يا ذَوِي العِلْمِ بالعِلْـ

ـمِ على من لم يَدْرِ مَعْنَى الرَّفْضِ

وهوَ التَّرْكُ في الحَقِيْقَةِ للشَّيء

إِذا ما قَابَلْتُهُ بالدَّحْضِ

واشْكُرُوا اللهَ ربَّكُمُ واسْألُوهُ

أنْ يُدِيْمَ النُّعْمَى لأَهْلِ الأَرْضِ

ببَقاءِ المَلْكِ العَزِيْزِ عِمَادِ الـ

ـدِّيْنِ بْنِ الغَازِي الشَّهِيْدِ المُفْضي

بِرضَى ربِّهِ الكَرِيْمِ إلى فِرْ

دَوْسِ دَارِ البَقَاءِ جَزاء القَرْضِ

وبقَا كَافِلِ المُلُوْكِ معَ الملـ

ـك فَلَا زَالَ قَائِمًا بالمُرْضِي

ذِي الأَيَادِي المَلْكِ الرَّحِيْمِ شِهَاب

الدِّيْنِ غَوْثِ الوَرَى زَمانَ البَرْضِ

لا خَلَتْ رُتْبَةُ المَمَالِكِ منهُ

أمْرُهُ نَافِذٌ بِخَتْمٍ وفَضِّ

وعَلَا جَدُّهُ وخُصَّ بِرَفعٍ

وثوَى ضِدُّهُ وخُصَّ بِخَفْضِ

كُلَّما لَاحَ نَوْرُ زَهْرِ السَّمَاو

تِ وما فاحَ نَوْرُ زَهرِ الأَرْضِ"

(1)

.

(1)

ابن الشعار: قلائد الجمان 5: 267 - 272.

ص: 189

===

‌مُحَمَّد بنُ نَصْر بن مَكارِم بن الحُسَين بن عليّ بن مُحَمَّد بن غالِب بن عُنَيْن الأنْصَارِيُّ، الشَّاعِر الأدِيْبُ، أبو المَحاسِن الدِّمَشْقيّ

" أنْشَدني القاضِي الإمامُ أبو القَاسِم عُمَر بن أحْمَد بن [أبي] جَرَادَة بحَلَب، أيَّدَهُ اللهُ تعالَى، قال: أنْشَدني أبو المَحاسِن مُحَمَّد بن عُنَيْن لنَفْسهِ بدِمَشْق: [من الكامل]

يا عَاتِبًا جَعلَ القَطِيْعَةَ مَذْهَبَا

ظُلْمًا ولَمْ أرَ عن هَوَاهُ مَذْهَبَا

وأضَاعَ عَهْدًا لَمْ أضِعْهُ نَاقضًا

ذِمَمَ الوَفَاءِ وحالَ عن صَبٍّ صَبَا

غَادَرْتُ دَاعِيَةَ البِعَادِ مَحَبَّتي

فَبِأيِّ حَالَاتِي أرَى مُتَطرِّبا

ظَبْيٌ منَ الأتْرَاكِ يَثْنِي قَدَّهُ

رِيْحُ الصَّبَا ويُعِيْدُهُ لِيْنُ الصِّبَا

ما بَالُهُ فِي عَارِضَيْهِ مِسْكُهُ

ولقد عَهِدْتُ المِسْكَ في سُرَرِ الظِّبَا

غَضْبَانُ لا يَرْثِي فما قابَلْتُهُ

مُتَبَسِّمًا إِلَّا اسْتَحالَ مُقَطِّبَا

اللهُ يَعْلَمُ ما طَلَبْتُ لَهُ الرِّضَا

إلَّا تَجَنَّى عَامِدًا وتَجَنَّبَا

فَيَزِيْدُهُ فَرْطُ التَّذَلُّلِ عزَّةً

أبدًا وفَرْطُ الاشْتِيَاقِ تَعَتُّبَا

عَجَبًا لَهُ اتَّخَذَ الوُشَاةَ وقَوْلَهُمْ

صِدْقًا وعايَنَ ما لَقيْتُ مُكَذِّبا

ورَأى جُيُوْشَ البَحْرِ وهيَ هَزِيْمَةٌ

فأَغَارَ في خَيْلِ الصُّدُوْدِ واجْلَبَا

يا بَدْرُ عَمَّكَ بالمَحَاسِنِ خَالُكَ

الدَّاجِي فَخَصَّكَ بالمَحَاسِن واجْتَبَى

سُبْحانَ مَن أذْكى بخَدِّكَ للوَرَى

لَهَبًا يَزِيْدُ بهِ القُلُوب تَلَّهُبَا

أو ما اكْتَفَى مِنْ عَارِضَيْكَ بأرْقَمٍ

حَتَّى لَوَى مِن فَضْلِ صُدْغِكَ عَقْرَبا"

(1)

.

(1)

ابن الشعار: قلائد الجمان 5: 139، 149.

ص: 190

===

‌مُحَمَّد بن هاشِم بن أحْمَد بن عَبْد الوَاحِد بن هاشِم، أبو عَبْد الرَّحْمن الحَلَبيّ

" رَوَى عن أبيه هاشِم الحَلَبيّ، وكان خَطِيْب الجامِع، وفيه تَسَاهُلٌ في الرِّوَاية والشَّهادة؛ قالَهُ ابنُ العَدِيْم ونَقَلَهُ من خَطِّهِ.

قال: وذَكَرَ لي أنَّهُ سَمِعَ من عَبْدِ الله بن أسْعَد الحِمْصيّ، وأحْضَرَ إليَّ كَثِيرًا من شِعْرِهِ، وقد كَتَبَ عليه بخَطِّهِ طَبَقَةً مُزَوَّرةً، وقَصَدَ حِكَايَةَ خَطّ ابن أسْعَد؛ وهي خَطّ يَد مُحَمَّد بن هاشِم بغير شَكٍّ.

قال: وكانت وَفاته في سَنَة إحْدَى وأرْبَعين وستِّمائة، وكَتَبَ عنه من شِعْرِهِ قَصَائد ومَقَاطِيْع. وشِعْره وَسَط وغَالِبه

(1)

سَفْسَاف"

(2)

.

‌مُحَمَّد بن يُوسُف بن الخَضِر بن عَبْد الله بن أبي مُحَمَّد عَبْد الرَّحيْم بن القَاسِم بن عبْدِ اللهِ، المَعْرُوف بابنِ الأبْيَضِ، الفَقِيهُ الحَنَفيُّ الحَلَبيُّ

" أخْبَرني القاضِي أبو القَاسِم، أيَّدَهُ اللهُ تعالَى، قال: كان أبو عَبْد الله، رحمه الله، دَمِث الأخْلَاق، حَسَن المُعَاشَرة، كَرِيم الطِّبَاع، غَزِير العِلْم، كَثِير الوَرَع، مَلِيْح النَّظْم والنَّثْر"

(3)

.

"وُلِدَ بحَلَب في رَابِع صَفَر من سَنَة سِتِّين وخَمْسِمائة"

(4)

، "ونَشَأَ بها حتَّى انْتَقَلَ أبوهُ إلى دِمَشْق، ووَلِيَ القَضَاءَ بها، فسارَ إلى وَالدِه؛ إلى دِمَشْق.

(1)

في المطبوعة: وغالية.

(2)

لسان الميزان 5: 412 - 413.

(3)

ابن الشعار: قلائد الجمان 5: 283، ابن فضل الله العمري: مسالك الأبصار 6: 126.

(4)

ابن الشعار: قلائد الجمان 5: 283.

ص: 191

===

وقَدَّمَهُ القاضِي مُحْيي الدِّين أبو المَعالِي مُحَمَّد بن عليّ بن مُحَمَّد بن يَحْيَى الفَرَسيّ، ومالَ إليهِ حتَّى نَفَقَ على السُّلْطان المَلِك العَادِل سَيْف الدِّين أبي بَكْر مُحَمَّد بن أيُّوب بن شَاذِي، رحمه الله، فقَلَّدَهُ قَضَاءَ العَسْكَر، وسَيَّرَهُ إلى المُلُوكِ والرَّسَائل. وقَلَّدَهُ عِدَّة مَدَارِس بدِمَشْق، منها مَسْجِد خَاتُون؛ ظَاهِر مَدِيْنة دِمَشْق، ومَدْرسَة باب البَرِيد، ومَدْرسَة خاتُون أيضًا.

ولَم يَزَل كذلك إلى أنْ حَدَثَت بينَهُ وبين وَزِيْره الصَّفِيّ مُحَمَّد بن عَبْد بن عليّ بن شُكْر وَحْشَةٌ، خافَ منها على نَفْسِه. وكانَ المَلِك العَادِل قد سَيَّرهُ رَسُولًا إلى حَلَب المَحْرُوسَة وإلى الدِّيار الشَّرقيَّة.

وكان قد اتَّصَلَ إلى وَالدِي، رحمه الله، فلمَّا وَرَدَ حَلَب، عرضَ عليهِ السُّلطان المَلِك الظَّاهِر المقام بحَلَب، وضَمِنَ له أشْياء، فأجابَهُ إلى ذلك. وسارَ إلى الدِّيارِ الشَّرقيَّة لأدَاء الرِّسالة، وعادَ إلى حَلَب، فأقامَ بها، وسَيَّرَ جَواب الرِّسَالة إلى المَلِك العَادِل. ووَلَّاهُ المَلِكُ الظَّاهِر مَدْرسَة شَاذْبَخْت، رحمه الله.

وحَكَى له أنَّهُ لمَّا سَيَّرَهُ المَلِك العَادِل في هذه الرِّسَالة، تَلَطَّفَ في طَلَبِ الدُّسْتُور بألْطَف حِيْلَة، وذلك أنَّهُ قال: قد عَلِمَ مَوْلانا أنَّني قد تأهَّلْتُ بحَلَب، وأنا أسْتَخدمُ الإذْن الكَريم عندَ أهْلِي، عند قَضَاء شُغْل السُّلْطان، فأذِنَ له في ذلك، ظَنًّا منه أنّه يُقِيم مُدَّة ثُمّ يَعُود.

ولم يَزَل بعدَ ذلك مُقِيمًا بحَلَب، إلى أنْ وَلَّى المَلِكُ الظَّاهِر افْتِخارَ الدِّين أبا هاشِمِ عَبْد المُطَّلِب بن الفَضْلِ العبَّاسِيّ الهاشِميّ، رحمه الله، رئاسة أصْحاب أبي حَنِيْفَة، فاسْتَوحَشَ ذلك، وتَرَكَ مَنْصِبه، وسارَ إلى حَمَاة. فأنْزَلَهُ المَلِكُ المَنْصُور أبو المَعالِي مُحَمَّد بن عُمَر بن شَاهَنْشَاه بن أيُّوب بها، وأكْرمَهُ ووَلَّاهُ المَدْرسَةَ النُّورِيّة بها.

ص: 192

===

ثمَّ إنَّ المَلِك الظَّاهِر، رحمه الله، طَلَبَ عَوْدِه من وَالدِي، رحمه الله، فسَار - كُنْتُ صُحْبَتهُ - إلى حَمَاة، وأَعادَهُ إلى حَلَب المَحْرُوسَة؛ إلى مَنْصبِهِ"

(1)

.

"قَرأتُ عليهِ الفِقْه على مَذْهَبِ الإمام أبي حَنِيْفَة رضي الله عنه، وشَيئًا من الحَدِيثِ. وسَمِعْتُ منه أشْياء من المُذَاكَرة، وأجازَ لي رِوَاية مَسْمُوعاته ومَرْويَّاته"

(2)

.

"وكانت وَفاته، رحمه الله، لَيْلة سَبْع وعِشْرين من شَهْر رَمَضان، من سَنَة أرْبَع عَشرة وستِّمائة فجأةً. وكانَ قد اسْتَدعَى فُقَهاء المَدْرسَة، في تلكَ اللَّيْلة على عادَتهِ في شَهْر رَمَضان للإِفْطَار على مَائدتِهِ، وأكَلُوا وخَرَجوا عنه. ثُمّ صَلَّى العِشَاءَ الآخرة والتَّرَاويْح، وسَجَدَ وحَضَرتهُ الوَفاة فلم يَتَكلَّم بشيءٍ، إلى أنْ مات، واسْتُدْعِيتُ إليه، وهو في الحيَاة، فلم يَزَل إلَّا يَسِيْرًا حتَّى مات، ودُفِنَ صَبِيْحة تلك اللَّيْلة، بتُرْبَتنا بمَقامِ إبْرَاهيم عليه السلام إلى جانِب وَالدِي، رَحِمَهما اللهُ"

(3)

.

"قال القاضِي، أَيَّدَهُ اللهُ تعالَى، وممَّا أنْشَدني القاضِي أبو عَبْد الله لنَفْسهِ

(4)

: [من الطويل]

أشَدُّ المُحبِّيْنَ اشْتِيَاقًا ووَحْشَةً

لمَحْبُوْبِهِ صَبٌّ يَبِيْتُ على وَعَدِ

يَخَافُ اجْتِنَابًا وَاضِعًا عن تَعَمُّدٍ

وأصْعَبُ ما كان التَّجَنُّبُ عن عَمْدِ

وقد كان يَرْجُو قَبْلَ ذلك وَصْلَهُ

ويَحْسَبُ أنَّ الهَجْرَ ما كانَ عن قَصْدِ

فإنْ صَدَّ بَعْدَ الوَعْدِ ظَنَّ بأنَّهُ

جَفَاهُ على عِلْمٍ فمَاتَ منَ الوَجْدِ

(1)

ابن الشعار: قلائد الجمان 5: 283 - 284، مسالك الأبصار 6:126.

(2)

ابن الشعار: قلائد الجمان 5: 284.

(3)

ابن الشعار: قلائد الجمان 5: 284، مسالك الأبصار 6:126.

(4)

أورد ابن فضل الله العمري من شعره البيتين الأوّلين فقط، انظر: مسالك الأبصار 6: 126.

ص: 193

===

وأنْشَدَنِي؛ قال: أنْشَدني مُحَمَّد بن يُوسُف لنَفْسهِ: [من مخلّع البسيط]

لا تَهْجَعَن تَحْظَ بالأمَانِي

هَجْرُ الكَرَى حِلْيَةُ الجُدُوْدِ

واسْعَ إلى الفَضْلِ غَيْرَ وانٍ

تَقْطَعْ إذًا دَابِرَ الحَسُوْدِ

وأنْشَدَني، قال: أنْشَدني مُحَمَّد بن أبي مُحَمَّد قَوْله أبْيَاتًا كَتَبَها إلى الوَزِيْر صَفِيّ الدِّين عَبْد اللَّه بن شُكْر مُعْتَذرًا ومُتَنصِّلًا: [من الطويل]

لعَبْدِكَ من ضَعْفٍ لمُنْقَبعٍ متَى

دَعا أجَبْت وكان العَفْوُ عنْهُ جَوَابا

ويُؤْمِنُني حْلمٌ وجُوْدُ وقُدْرَةٌ

لمالِك رِقِّي إنْ خَشِيْتُ عِقَابَا

ولَسْتُ وإنْ أذْنَبْتُ أوَّل مَن جَنَى

على نَفْسِهِ ثمَّ اسْتَقالَ ونَابَا

وأنْشَدَنِي، قال: أنْشَدني المَذْكُور لنَفْسهِ، ما كَتَبَهُ إلى الصَّفِيّ مُحَمَّد بن إسْمَاعِيْل الكاتِب المِصْريّ؛ سَألهُ حُسْن المَناب عنه، عند ابن شُكْر الوَزير:[من الخفيف]

كُنْ شَفِيْعِي عندَ الوَزِيْرِ فإنِّي

واثِقٌ إنْ شَفَعْتَ لي بالقَبُوْلِ

أنْتَ أهْلٌ لكُلِّ قَوْلٍ جَمِيْلٍ

وهْوَ أهْلٌ بكُلِّ فِعْلٍ جَمِيْلِ

وأنْشَدَنِي، قال: أنْشَدني أبو عَبْد الله لنَفْسهِ، ما كَتَبَهُ إلى المُبَارِز يُوسُف بن خُطْلُخ، رحمه الله، وكانَ قد تكَلَّم في حَقِّهِ عند المَلِك الظَّاهِر بكَلامٍ حَسَن من غير أنْ يَطْلُبَ منهُ ذلك:[من مجزوء الكامل]

أهْنَا العَوَارِف ما أتَى

عَفْوًا بلَا طَلَبٍ مُهَنَّا

والوَجْهُ موْفُوْرُ الحَيَا

ءِ وقد تَعَجَّلَ ما تَمَنَّى

ما غَاضَ منهُ مَاؤُهُ

بَلْ زَادَ إِشْرَاقًا وحُسْنَا

لَمْ يَبْغِ فيهِ ولا تَقَلَّـ

ـدَ لِلْشَفِيْعِ يَدًا ومَنَّا

ص: 194

===

كَيَدِ المُبَارِزِ أخْجَلَتْ

بِسَمَاحِها بَحْرًا ومُزْنَا

مَطَرَتْ ولم يَفْتَح لها

للوَعْدِ بالإِيْمَاضِ جَفْنَا

بَلْ سَحَّ وابِلُها ولم

نَسْتَسْقِهَا سَحًّا وهَتْنَا"

(1)

.

‌مَحْمُود بن زَنْكِي، نُور الدِّين

" نَقَلْتُ من خَطِّ الصَّاحِب العالِم كَمال الدِّين أبي القَاسِم عُمَر بن أحْمَد بن هِبَة الله بن أبي جَرَادَة في كتاب تاريخ حَلَب الَّذي صَنَّفَهُ، وسَمِعْتُ من لَفْظِه: أنَّ نُور الدِّين، رحمه الله، كان مع أبيهِ بحَلَب، فلمَّا حاصَرَ أبوه قَلْعَة جَعْبَر، وقُتِلَ عليها، قَصَدَ حَلَب وصَعِدَ قَلْعَتها، ومَلَكها في شَهْر رَبِيْع الأوَّل من سَنَة إحْدَى وأرْبَعين وخَمْسِمائة، وأحْسَنَ إلى الرَّعِيَّة، وبَثَّ العَدْل، ورَفَعَ الجَوْر، وأبْطَل البِدَع، واشْتَغَلَ بالغَزْو، وفَتَحَ قِلَاعًا كَثِيرة من عَمَل حَلَب كانت بيَدِ الفِرِنْج.

وحَدَّثَ بحَلَب ودِمَشْق عن جَماعَةٍ من العُلَماء أجازوا له، منهم: أبو عَبْد الله بن رِفَاعَة بن غَدِير السَّعْدِيّ المِصْريّ.

رَوَى عنه جَماعةٌ من شُيُوخنا مثْل: أبي الفَضْل أحمد، وأبي البَرَكات الحَسَن، وأبي مَنْصُور عَبْد الرَّحْمن بن أبي عَبْد الله مُحَمَّد بن الحَسَن بن هِبَة الله الشَّافِعِيّ.

قال: ووَقَفْتُ على رُقْعةٍ بخَطِّ الوَزِيْر خَالِد بن مُحَمَّد بن نَصْر بن القَيْسَرَانيّ كَتَبَها إلى نُور الدِّين، وجَوابها من نُور الدِّين على رَأسِ الوَرَقة وبين السُّطُور؛ فنَقَلْتُ جَمِيعَ ما فيها من خَطّيهما.

(1)

ابن الشعار: قلائد الجمان 5، 285 - 286.

ص: 195

===

قال: وكان رحمه الله كَتَبَ رُقْعةً يَطْلبُ من ابن القَيْسَرانيّ أنْ يَكْتُبَ له صُوْرة ما يُدْعَى له به على المنَابِر حتَّى لا يَقُول الخَطيْب ما ليسَ فيه، ويَصُونَهُ عن الكَذِبِ، وعمَّا هو مُخالِف لحالِه. ونُسْخَةُ الوَرَقة بخَطِّ خَالِد:

أعْلَى اللهُ قَدْرَ المَوْلَى في الدَّارَيْن، وبَلَّغه آمَاله في نَفْسِه وذُرِّيَّته، وخَتَمَ له بخَيْر في العَاجِلةِ والآجلةِ، بمَنِّهِ وجُوْدِه وفَضْلِه وحَمْدِه.

وَقَفَ المَمْلُوكُ على الرُّقْعَةِ، وتَضاعَفَ دُعاؤه وابْتِهاله إلى الله تعالَى بأنْ يَرْضَى عنه وعن وَالدَيه، وأنْ يُسَهِّلَ له السُّلُوكَ إلى رِضاه، والقُرْب منه، والفَوْز عنده، إنَّهُ على كُلِّ شيءٍ قَدِير.

وقد رَأى المَمْلُوك ما يَعْرِضه على العَلَمِ الأشْرَف، زادَهُ اللهُ شَرَفًا، وهو أنْ يَذْكُر الخَطِيْب على المنْبَر إذا أرادَ الدُّعاء للمَوْلَى: اللَّهُمَّ أصْلِح عَبْدَكَ الفَقِير إلى رَحْمتكَ، الخاضِع لهَيْبَتكَ، المُعْتَصم بقُوَّتكَ، المُجاهِد في سَبِيْلكَ، المُرابِط لأعْدَاءِ دِيْنْكَ، أبا القَاسِم مَحْمُود بن زِنْكِي بن آق سُنْقُر، ناصرَ أمِيْر المُؤمنيْن؛ فإنَّ هذا جَمِيعه لا يَدْخُله كَذِبٌ، ولا تَزَيُّد، والرَّأي أعْلَى وأسْمَى إنْ شَاءَ اللَّهُ تعالَى.

فكَتَبَ نُور الدِّين على رَأسِ الرُّقعة بخَطِّهِ ما هذا صُورته:

مَقْصُودِى أَلَّا يُكْذَبَ على المنْبَر، أنا بخِلَافِ كُلّ ما يُقال، أفْرَح بما لا أعْمَل، قِلَّة عَقْل عَظِيم! الَّذى كَتَبْتَ جَيِّدٌ هو، اكْتُب به نُسَخ حتَّى نُسَيِّرَهُ إلى جَمِيع البِلَاد.

وكَتَبَ في آخر الرُّقْعة:

ثُمَّ يَبْدؤوا بالدُّعاءِ: اللَّهُمَّ أَرِهُ الحَقَّ حَقًّا، اللَّهُمَّ أسْعدهُ، اللَّهُمَّ انْصُرهُ، الله وَفِّقهُ، من هذا الجِنْس.

ص: 196

===

قال: وحَدَّثني وَالدِي، قال: اسْتَدعانا نُور الدِّين أنا وعَمِّك أبو غانِم شَرَف الدِّين بن أبي عُصْرُون إلى المَيْدان الأخْضَر، وأشْهَدَنا عليه بوَقْفِ حَوانِيْت على سُور حِمْص. فلمَّا شَهِدْنا عليه الْتَفَتَ إلينا، وقال: باللهِ انْظُروا أي شيء عَلِمتُمُوه من أبْوابِ البِرِّ والخَيْر، دُلُّونا عليه، وأشْرِكُونا في الثَّوابِ. فقال شَرَفُ الدِّين بن أبي عُصْرُون: واللهِ ما تَرَكَ المَوْلَى شَيئًا من أبْوابِ البِرِّ إلَّا وقد فَعَله، ولَم يَتْرُك لأحَدٍ بعده فِعْل خَيْر إلَّا وقد سَبَقَهُ إليه.

وقال: قال لي وَالدِي: دَخَلَ في أيَّام نُور الدِّين إِلى حَلَب تاجِرٌ مُوْسِرٌ، فمات بهما، وخَلَّفَ وَلَدًا صَغِيرًا ومَالًا كَثيرًا، فكَتَبَ بعضُ من بحَلَب إلى نُور الدِّين يَذْكُر له أنَّهُ قد مات هاهُنا رَجُلٌ تاجِر مُوْسِر، وخَلَّفَ عِشْرين ألف دِيْنَار أو فَوْقها، وله وَلدٌ عُمْره عَشر سِنين، وحَسَّنَ له أنْ يُرْفعَ المال إلى الخِزَانة إلى أنْ يَكْبر الصَّغِيْر، ويُرْضَى منه بشيء، ويُمْسَك الباقي لخِزَانةِ. فكَتَبَ على رُقْعَتهِ: أمَّا المَيِّتُ فرَحِمَهُ اللهُ، وأمَّا الوَلَدُ فأنْشَأه اللهُ، وأمَّا المال فثَمَّرهُ اللهُ، وأمَّا السَّاعِي فلَعَنهُ اللهُ. وبَلَغتني هذه الحِكَايَة عن غير نُور الدِّين أيضًا"

(1)

.

"قال ابنُ العَدِيْم في تارِيْخِهِ: وفي سَنَة ثَمانٍ وسِتِّين [وخَمْسِمائة] اسْتَخَدم نُور الدِّين مَلِيْح بن لاون مَلِك الأرْمَن وأقْطَعَهُ أقْطاعًا من بلاد الإسْلام، وأنْجَدَهُ بطَائفةٍ من عَسْكَره. فدَخَلَ إلى أذَنَة وطَرسُوس والمِصيِّصَة وفَتَحَها من يَدِ مَلِك الرُّوم، وأرْسَلَ إلى نُور الدِّين كَثِيرًا من غَنائمهم وثلاثين أسِيْرًا من أعْيَانهم"

(2)

.

(1)

الروضتين في أخبار الدولتين 1: 113 - 115.

(2)

الأعلاق الخطيرة 1/ 2: 33. وهذا النَّص الذي أورده ابن شَدَّاد قدَّرنا أن يكون من ترجمة نُور الدِّين أو من ترجمة مليح بن لاون الأرمني.

ص: 197

===

‌مَحْمُود بن شِبْل الدَّوْلَة نَصْر بن صالِح بن مِرْدَاس الكِلَابِيّ

" وفي هذه السَّنَة [أى سَنَة تِسْعٍ وستِّين وأرْبَعمائة] أوْرَدَ ابنُ الأثير مَوْت مَحْمُود بن شِبْل الدَّوْلَة نَصْر بن صالِح بن مِرْدَاس الكِلَابِيّ صاحِب حَلَب.

أقُول: لكنِّى وَجَدْتُ في تاريخ حَلَب، تأليف كَمال الدِّين المَعْرُوف بابن العَدِيْم أنَّ مَحْمُودًا المَذْكُور مَرِضَ في سنةِ سَبْعٍ وسِتِّين وأرْبَعمائة، وحَدَث به قُرُوح في المِعَى، مات بها، ولَحِقهُ في أواخِر عُمْره من البُخْلِ ما لا يُوْصَف"

(1)

.

‌مُجَّاعَةُ بن مُرارَة بن سُلْمِي اليَمامِيُّ الحَنَفِيُّ

" مُجّاعَةُ بنُ مُرارَةَ بن سُلْمِي اليَمامِيِّ الحَنَفِيُّ الصّحابِيُّ، رضي الله عنه، لهُ ولأبيهِ وفادَةٌ، ولمُجَّاعَةَ حَديث فِي سَنَدهِ مَجَاهِيلُ، وقال ابنُ العَديمِ فِي تاريخ حَلَبَ: وقيلَ: إنَّهُ من التَّابِعينَ"

(2)

.

‌مُسْلِم بن سَلامَة بن شَبِيْب النُّفَيْعِيُّ، عُرِف بالنَّجْمِ السِّنْجَارِيّ

" ذَكَرَهُ ابنُ العَدِيم، وقال: كان فَقِيْهًا فَاضِلًا، أدِيْبًا، له جَدَلٌ حسَنٌ، صَنَّفَهُ وأجادَ فيه.

وقَرأتُ له بَيْتَين أجازَ بهما بَيْتَيْن همُا لعَبْدِ المُحْسِن الصُّورِيّ، وهُما قولُه:[من الوافر]

(1)

أبو الفداء: المختصر في أخبار البشر 2: 192 - 193.

(2)

الزبيدي: تاج العروس، مادة: مجع.

ص: 198

===

أَنِسْتُ بوَحْدَتي حَتَّى لو أنِّي

رَأيْتُ الإِنْسَ لاسْتَوحَشْتُ مِنْهُ

ولم تَدَعِ التَّجارِبُ لي صَدِيقًا

أَمِيلُ إِليهِ إلَّا مِلْتُ عَنْهُ

فأجازَهمُا ابنُ سَلَامَة بقَوْله: [من الوافر]

لأنِّي قد خَبرتُهُمُ انْتقادًا

فَخُزْ مَن شِئْتَ منهم ثُمّ صُنْهُ

إِذا عاشَرْتَ خِلًّا صَارَ خَلًّا

وإِنْ تَسْأل عن العاصِي تَكُنْهُ"

(1)

‌مُسْلِم بن قُرَيْش العُقَيليُّ، أبو المَكَارِم

" رَأيْتُ في تارِيخ ابن العَدِيْم، أنَّهُ أخَذَ حَلَب من سَابِق بن مَحْمُود بن نَصْر بن صالِح في أوّل يَوْم من المُحَرَّم سَنَة اثْنَتين وسَبْعين وأرْبَعمائة، وهو مَدْفُون بسُرَّ مَن رَأى في قُبَّة نُقِلَ إليها من حَلَب، وقُتِلَ بأنْطَاكِيَة على بابِهِا في صفَر سَنَة ثَمانٍ وسَبْعين وأرْبَعمائة. ومَوْلده في يَوْم الجُمُعَة ثالث عَشر من رَجب سَنَة اثْنَتين وثلاثين وأرْبَعمائة"

(2)

.

‌مَسْلَمَة بن عَبْد المَلِك بن مَرْوَان بن الحَكَم

" قَرَأتُ بخَطِّ الصَّاحِب ابن العَدِيْم، قال: قَرأتُ بخَطِّ أحْمَد بن فَارِس في زَكَريَّاء اللُّغويّ، قال مَسْلَمَة:[من البسيط]

قد كُنْتُ أبْكِي على مَن ماتَ من سَلَفِي

وأهْل وُدِّي جَميع غَيْرُ أشْتَاتِ

(1)

القرشي: الجواهر المضية 3: 478 - 479، ونقله عنه ابن قطلوبغا في تاج التراجم 267، وتجاوز عن إثبات الأبيات الواردة في ترجمته.

(2)

سبط ابن العجمي: كنوز الذهب 1: 488.

ص: 199

===

فالآن إذ فَرَّقَتْ بيني وبينَهُمُ

نَوَى بَكَيْتُ على أهْل المَوَدَّاتِ

فما حَياة امرءٍ أضْحَتْ مَدَامعُهُ

مَقْسُومَةً بين أحْيَاءٍ وأمْوَاتِ"

(1)

"وقيل: ماتَ سَنَة عِشْرين؛ نَقَلْتُهُ من خَطِّ ابن العَدِيْم"

(2)

.

‌مُشْرِق بن عَبْد الله الحَلَبيُّ الفَقِيهُ الزَّاهِدُ، أبو الحَسَن

" قال ابنُ العَدِيم: سَمِعْتُ عَبْد الله بن العَجَمِيّ يقُول: كان للشَّيْخ مُشْرِق العابِد عَنْزٌ مع رَاعٍ، يأْتيه كُلَّ يَوْم بلَبَنِها، فماتَتْ، فقال الرَّاعِي: هذا الشَّيْخ رَأيْتُ منه البَرَكَةَ، فما ضَرَّنِي أنْ آتِيَهُ باللَّبَنِ من عندي. فأتاهُ بلَبَنٍ، فَدَقَّ عليه البابَ، فَخَرجَ الشَّيخُ مُشْرِق وقالَ: مَن هذا، العَنْزُ ماتَتْ!!

(3)

.

‌مَنْصُور بن المُسَلَّم بن عليّ بن مُحَمَّد بن أحْمَد بن أبي الخُرْجَين التَّمِيْميُّ السَّعْدِيّ المَعْرُوف بالدُّمَيْك الحَلَبيّ النَّحْويّ المُؤدِّب

" ذَكَرَهُ الإمامُ أبو القَاسِم عُمَر بن أحْمَد بن أبي جَرَادَة العُقَيْليّ الحَلَبيّ في تاريخ حَلَب من جَمْعِه: أخْبَرنا الشَّيْخان: النَّسَّابَة أبو عَبْد الله مُحَمَّد بن أحْمَد بن عَساكِر، وأبو المَعالِي عَبْد الرَّحْمن بن عليّ بن عُثْمان المَخْزُوميّ، إجازةً عن أبي الخَطَّاب عُمَر بن مُحَمَّد بن عَبْد الله بن الخَضِر العُلَيْمِيّ، قال: أنْشَدني القاضِي أبو الحَسَن عليّ بن عَبْد الله بن مُحَمَّد بن عَبْد البَاقي بن أبي جَرَادَة العُقَيْليّ الحَلَبيّ بدَارِه بحَلَب، قال: أنْشَدنا أبو نَصْر بن أبي الخُرْجَين لنَفْسهِ: [من الطويل]

(1)

سبط ابن العجمي: كنوز الذهب 1: 100.

(2)

سبط ابن العجمي: كنوز الذهب 1: 119.

(3)

القرشي: الجواهر المضية 3: 482 - 483.

ص: 200

===

يا مَنْ رَأى ذُلِّي له وتَخَضُّعِي

لا غَرْوَ للمَهْجُور أنْ يَتَخَضَّعا

لا تَعْجَبن مِنِّي ومِنْ ذُلِّي له

بل من تَسَلُّطه وسَطْوته مَعا

وَيْلاه قد بَلَغَ الحَسُودُ مُرْاده

من بيننا وقد اسْتُجِيبَ لمَن دَعَا"

(1)

‌مُوسَى بن زَكَريَّاء بن إبْرَاهيم بن مُحَمَّد بن صَاعِد بن الحَصْكَفِيّ، القاضِي الإِمام العَلَّامَة صَدْر الدِّين

" قال ابنُ العَدِيم: قَدِمَ حَلَب، وأقامَ بها يَتَفَقَّه، ثُمّ تَوَلَّى قَضَاء آمِد، ثُمّ خرَجَ إِلى حَمَاة، وأقامَ بها، ثُمّ نقلَ إلى مِصْر، وأقامَ بها في خِدْمةِ المَلِك الصَّالِح أيُّوب بن مُحَمَّد، ووَلِىَ بهَا التَّدْرِيس بمَدْرسَة جِهَارْكَس بالقَاهِرة، ووَلِىَ قَضَاء العَسْكر، وأُرْسِلَ رَسُولًا إِلى حَلَب في سَنَة أرْبَعٍ وأرْبَعين، ثُمّ في سَنَة سَبْعٍ وأرْبَعين عاد إلى مِصْر، ولمَّا مات الصَّالِح، ووَلِىَ بعده ولدُه، فوَثَبُوا عليه الأتْراك وعَزَلُوه. ومات بالقَاهِرةِ، سَنَة خَمْسِين وستمَّائة، ودُفِنَ جوارَ السَّيِّدة نَفِيْسَة.

رَوَى لنا عنه شَيْخُنا الإِمام جَمال الدِّين يُوسُف بن عُمَر بن حُسَين بن أبي بَكْر الخُتَنِيّ، مِن الشَّمَائِل القَدْرَ الذى سَمِعَهُ عليه، وهو من باب صِفَة وضُوء رَسُول الله صلى الله عليه وسلم عند الطَّعَام، إلى قَوْله: مَنْ رآنِي في المَنَامِ، في بابِ رُؤية النَّبيّ صلى الله عليه وسلم في المَنام"

(2)

.

(1)

ابن الصابوني: تكملة إكمال الإكمال 177 - 180.

(2)

القرشي: الجواهر المضية 3: 516 - 518.

ص: 201

===

‌نَجَا بن سَعْد بن نَجَا بن أبي الفَضْل، شَمْس الدِّين

" قال ابنُ العَدِيم: مِن عُلمَاء أصْحاب أبي حَنِيْفَة. تَفَقَّه بحَلَب على الإِمام أبي بَكْر الكَاسَانِيّ. ودرَّس بمَدْرسَةِ بُصْرَى.

وكَتَبَ بخَطِّهِ نُسْخَة البَدَائِع مِنْ خَطِّ شَيْخِه، بَيَّضَها في سَبْعِ مُجَلَّدات، وهى وَقْفٌ بالمَدْرَسَةِ الشِّبْلِيَّة"

(1)

.

‌النَّجَاشِيُّ الشَّاعِر الحَارِثيّ اسْمُه قَيْس بنِ عَمْرو بن مَالِك بن مُعاوِيَة بن خَديْج بن حِمَاس بن رَبِيْعة بن كَعْب بن الحَارِث بن كَعْب

" تَرْجَمهُ ابنُ العَدِيْم في تاريخ حَلَب في حَرْف النُّون، فقال: نَجَاشِّي بن الحارِث بن كَعْب الحَارِثيّ.

ذَكَرَ أبو أحْمد العَسْكَريّ في رَبِيْع الآدَاب أنَّ النجَاشِيِّ الشَّاعِر مَرَّ بأبي سِمَاك الأسَدِيّ في رَمَضان، فدَعَاهُ إلى الشُّرْب فأجابَهُ، فبَلَغَ عليًّا، فهَرَبَ أبو سِمَاك، وأُخِذَ النَّجَاشِيّ فَجَلَدهُ عليٌّ، فطَرَح عليه هِنْد بن عاصِم نَفْسه، ورَمَى عليه جَماعَة من وجُوه الكُوْفَة أرْبَعين مِطْرفًا، وجَعَلَ بَعْضُهم يقول: هذا من قَدَر اللهِ.

فقال النَّجَاشِيُّ: ضَرَبُوني، ثُمّ قالوا: قَدَر الله، لهم شَرّ القَدَر، ثُمّ هَرَبَ إلى الشَّام"

(2)

.

(1)

القرشي: الجواهر المضية 3: 531 - 532.

(2)

الإصابة في تمييز الصحابة 6: 263 - 264. ولم يعين الحافظ ابن حجر العسقلاني موضع انتهاء النقل؛ فقدرناه هنا.

ص: 202

===

‌نَجْم الدِّين بن المُجَاوِر يُوسُف بن الحَسَن، الوَزِير الجَوَاد المُجيْد

" وَقفتُ على تَرْجَمَتهِ في تاريخ حَلَب لابن العَدِيْم، فوَجَدْتُ هُنالك أَنَّهُ ماتَ سَنَة إحْدَى وستِّمائة.

وقَوْله الطَّيَّار لخِفَّتهِ على الألْسُنِ وحُسْن مَنْزعه: [من الطويل]

ولمَّا تَوَلَّى الخَدَّ والى عِذَرِاهِ

رَفَعْتُ إِليه قِصَّتي أتَظَلَّمُ

فوقَّع فيها خَطّه بصَبَابتي

وقال لي السُّلوان شيء مُحَرَّم

أتَلْبس ثَوْبَ الخَدّ إِذ كان سَاذجًا

وتَخلعه لمَّا بَدَا وهو مُعْلَم"

(1)

‌نَدَى بن عَبْد الغِنيّ بنِ عليّ المِصْريُّ

" أنْشَدني الصَّاحِبُ الإمامُ أبو القَاسِم عُمَر بن أحْمَد بن هِبَة الله بن أبي جَرَادَة الفَقِيه الحنفيّ بحَلَب، أَيَّدَهُ اللهُ تعالَى، قال: أنْشَدني أبو عَبْد الله مُحَمَّد بن يُوسُف بن الخَضِر الحَلَبيُّ الفَقِيه الحَنَفيّ، قال: أنْشَدني نَدَى بن عَبْد الغَنِيّ بن عليّ بمِصْر لنَفْسهِ: [من الطويل]

على أيِّ وَجهٍ أبتَغِي شُكْرَ فَاضِلٍ

جَمِيعَ نهاياتِ المَكَارِم حَائِزُ

إذا ما شَكَرْتُ الفَضْلَ منهُ يَقُولُ لِي

فَضَائِلُ لَم أشْعُرْ بها أنْتَ عَاجِزُ"

(2)

.

‌نَصْر بن مَحْمُود بن نَصْر بن صالح الكِلابيّ

" وَجَدْتُ في تاريخ حَلَب، تأليف كَمال الدِّين المَعْرُوف بابن العَدِيْمِ، تاريخَ قتلِ نَصْر المَذْكُور، قال: وفي يَوْم عِيْد الفِطْر سَنَة ثَمانٍ وسِتِّين وأرْبَعمائة، عَيدَ نَصر

(1)

ابن سعيد الأندلسي: الغصون اليانعة 24.

(2)

ابن الشعار: قلائد الجمان 7: 102 - 103.

ص: 203

===

ابن مَحْمُود وهو في أحْسَن زيّ، وكان الرمان رَبِيْعًا، واحْتَفَلَ النَّاسُ في عِيدِهم، وتَجَمَّلُوا بأفْخَر مَلابِسهم، ودَخَلَ عليه ابن حَيُّوس، فأنْشَدَهُ قَصِيْدة منها:[من الطويل]

ضَفَت نِعْمَتان خَصَّتاك وعَمَّتَا

حَدِثُهُما حتَّى القيَامَةِ يُؤثَرُ

فجَلَس نَصْر فشَرِبَ إلى العَصْرِ، وحَمَلَهُ السُّكْر على الخُرُوج إلى الأتْرَاكِ، وسُكْناهم في الحاضِر، وأرادَ أنْ يَنْهَبهُم وحَمَلَ عليهم، فرَماهُ تُرْكيُّ بسهمٍ في حَلْقِهِ فقَتَلَهُ، وكان قتله يَوْم الأحَد مُسْتَهلّ شَوَّال، سَنَة ثَمانٍ وسِتِّين وأرْبَعمائة. ولمَّا قُتِلَ نَصْر، مَلَكَ حَلَب بعدَهُ أخُوه سَابِق بن مَحْمُود"

(1)

.

‌هِبَة الله بنِ مُحَمَّد بن هِبَة الله بن أحْمَد بن يَحْيَى بن زُهَيْر بن هارُون بن مُوسى بن عِيْسَى بن عَبْد الله بن مُحَمَّد بن أبي جَرَادَة، أبو الفَضْل العُقَيْليُّ، ابن العَدِيْم

" ومنٍ اللَّطَائِف ما حَكَاهُ الصَّاحِب كَمال الدِّين [ابن] العَدِيم، قال: حَدَّثَني أبي، قال: نزلَ جَدّي في بَعضِ الأيَّام يُصَلِّي بالجامع، وخَلَعَ نَعْليه بين يَدِي المِنْبَر، وكانا جَدِيْدين، فلمَّا قَضَى صَلاته قامَ ليلبسهُما، فلم يَجِدهمُا، ووَجَدَ مَدَاسهُ الخلَيع مكانهما، فقال لغُلَامِهِ: ألسْتُ نَزَلتُ الجامِع بالجَدِيد؛ فما الَّذي أصَابَهُ؟ فقال الغُلَام: بلى، ولكن جاءَنا السَّاعَة إنْسَان دقَّ الباب وقال: القاضِي يقُول لكم: انْفذُوا إليه مَدَاسه العَتِيق إلى الجامع فقد سُرِقَ مَتاعه! فضَحِكَ، وقال: هذا لِصٌّ مُشْفِقٌ، جَزاهُ اللهُ خَيْرًا، وهو في أوْسَع الحلّ منه"

(2)

.

(1)

أبو الفداء: المختصر في أخبار البشر 2: 193.

(2)

سبط ابن العجمي: كنوز الذهب 1: 228 - 229، وقدرنا أن يكون هذا النص من ترجمة جد المؤلف.

ص: 204

===

‌هبةُ اللهِ بن جَعْفَر بن مُحَمَّد بن عَبْد الله بن مُحَمَّد بن رَزِيْن، القاضِي السَّعِيْد، أبو القَاسِم بن أبي الفَضْل المِصْريّ، ابن سَناء المُلْك

" أخْبَرني الصَّاحِبُ الإمامُ أبو القَاسِم عُمَر بن أحْمَد بن هِبَة الله بن أبي جَرَادَة الفَقِيه الحنفيّ العُقَيْليِّ بحَلَب، أيَّدَهُ اللهُ تعالَى، قال: أخْبَرني أبو مُحَمَّد عَبْد العَظِيم بن أبي الإصْبعِ العَدْوانِيّ الشّاعِر المِصْرِيّ، قال: أخْبَرني جَلَالُ الدِّين المُكَرَّم أبو الحَسَن مُوسى بن الحَسَن بن سَناء المُلْك بالقَاهِرة، قال: دَخَلْتُ على القاضِي السّعِيد أبي القَاسِم هبَة الله ابن سَناء المُلْك في مَرَضِهِ الَّذي ماتَ فيه، فلمَّا رآني بَكَى وأشار إلي، فَجَلسْتُ وأخَذْتُ في تَسْلِيتهِ، وقُلْتُ له فيما قُلْتُهُ: لقد رَأيْتُ الدُّنْيا ونِلْتَ من مَلاذِّها ما لم يَنَلهُ غَيرك من أهْلِ بَيْتكَ حتَّى أنَّكَ اتَّخَذْتَ لنَفْسكَ فِرَاشًا من العَنْبَر، وأنتَ اليَوْم فعلى قَدَم خَيْرٍ. وكان قد تابَ قبل مَوْتِهِ بسَنَة، وحَسُنَتْ حاله، فأشارَ إلى الدَّوَاة، وقال لي: اكْتُب، وأمْلَى عليّ:[من السريع]

أحْسَنَتِ الدُّنْيا الّتي اسْتَرْجَعَت

مِنِّي تِلْكَ الحالَةَ الفَاخِرِهْ

ما شَغَلَتْ بالِي بِتَقْبِيْحِها

إذْ فَرَّغَت قَلْبِي للآخِرَهْ

قال: فقُلْتُ لهُ: اذْكُر الله، فقال: أنا في ذِكْرهِ، قال: فما خَرَجْتُ من عندهِ إلى البابِ حتَّى ماتَ"

(1)

.

(1)

ابن الشعار: قلائد الجمان 7: 122، 124.

ص: 205

===

‌وَهْب بن وَهْب بن وَهْب بن كَثِير بن عَبْد الله بن زَمْعَة بن الأسْوَد بن عَبْد المُطَّلِب بن أسَد بن عَبْد العُزَّى بن قُصَيّ بن كِلَاب، القُرَشيُّ الأسَدِيُّ المَدَنيّ، أبو البَخْتَريّ

" قلتُ: وبعدَ الفَرَاغ من هذه التَّرجَمة، ظَفرتُ بنُكْتَةٍ يَنْبَى إلْحاقُها بها، وهي أنَّ أبا البَخْتَريّ المَذْكُور قال: كُنْتُ أدْخُلُ على هَارُون الرَّشِيد وابنُه القَاسِم المُلقَّب بالمُؤتَمن بنِ يَديهِ، فكُنْتُ أُدْمِنُ النَّظَر إليه عند دُخولي وخُرُوجي، فقال له بعضُ نُدمائه: ما أرَى أبا البَخْتَريّ إلَّا يُحِبّ رُؤوس الحِمْلَان، ففَطِنَ لهُ الرَّشِيدُ، فلمَّا دَخَلْتُ عليه قال: أرَاكَ تُدْمِن النَّظَر إلى أبي القَاسم، تُرِيدُ أنْ تَجْعَل انْقِطاعَكَ إليه!؟ قلتُ: أُعِيْذُكَ باللهِ يا أمِيْر المُؤمِنيْن أنْ تَرْميني بما ليسَ فيَّ، وأمَّا إدْمَاني النَّظَر إليه؛ فلأنَّ جَعْفَرًا الصَّادِقَ، رَضِي اللهُ تعالَى عنه، رَوَى بإسْنادِهِ عن آبائهِ إلى رَسُول الله صلى الله عليه وسلم: ثلاثٌ يَزِدن في قُوَّة النَّظَر: النَّظَرُ إلى الخُضْرةِ، وإلى الماءِ الجَارِي، وإلى الوَجْهِ الحَسَن.

نَقَلتُها من خَطِّ المَاضِي كَمال الدِّين بن العَدِيم من مُسَوَّدَة تَاريْخْه، واللهُ تعالَى أعْلَم بالصَّوَاب"

(1)

.

(1)

وفيات الأعيان 6: 41 - 42.

ص: 206

===

‌يَحْيَى بن حُمَيْد بن ظافِر بن عليّ بن الحُسَين بن عليّ بن القَائِد أبي عليّ - يُعرَفُ بمؤيِّد الحقِّ - ابن صَالِح بن عليّ بن سَعْد بن كَرِيْم بن مُحَمَّد بن الحَسَن بن الحارِث بن عليّ بن سَعْد بن مَسْعُود بن اليَعْقُوب بن حَارِثةَ بن الأعْصَم بن غَنْمِ بن أسَد بن سَالَم بن سَعْد بن الحارِث بن صَخْر بن الحارِث بن صَخْر بن الحارِث بن الخَزْرَج بن حَارِثة بن ثَعْلَبة بن عَمْرو بن عَامِر بن حَارِثةَ بن امْرئ القَيْس بن ثَعْلَبَة بن مازِن بن الأزْد - وهو غَسَّان - ابن الغَوْث بن مَالِك بن زَيْد بن كَهْلان بن سَبَأ بن يَشْجُب بن يَعْرُب بن قَحْطان، أبو زَكَريَّاء بن أبي طيٍّ الأزْدِيُّ

" حَدَّثَني الصَّاحِبُ الإمامُ أبو القَاسِم عُمَر بن أحْمَد بن هِبَة الله بن أبي جَرَادَة الفَقيه الحنفيّ بحَلَب، أيَّدَهُ اللهُ تعالَى، قال: كان ابن أبي طَيّ كَذَّابًا كَثِير الكَذِب والتَّحْريف، وأنَّ هذه الكُتُب الَّتي عدَّدَها وادَّعَاها، وعَمَلَ لها فِهْرِستًا، تَمْويهًا وتَوْهِيْمًا لم أَقِف منها على شيءٍ، إلَّا أنَّه كان يَقُولُ: قد صَنَّفْتُ الكتابَ الفُلَانيّ في العِلْم الفُلَانيّ، فنَسْألهُ إحْضَارهُ، فيَحْتَجّ بحُجَّةٍ ما، ويُغَالِطنا، ويُوْهم أنَّه قد فَرغ.

وكُلّ ما يَتَلفَّظ به ويَدَّعيهِ زُوْر وكَذِب؛ فإذا صَحَّ ذلك وصِدَقَ في تَصْنِيفه، فيكُون قد أغارَ على بَعْضِ الكُتُب، فيُقَدِّم فيه أو يُؤخِّر، أو يَزِيد قليلًا أو يَخْتَصر، ويَخْتَلق له اسْمًا غَرِيبًا ويَنْتَحله. هكَذا كانت شِيْمَتُهُ، وكان قد جَعَلَ التَّصْنِيف بضَاعَته، ورَأس ماله وصِنَاعَته.

ص: 207

===

وحَدَّثَني الصَّاحِبُ الإمامُ أبو القَاسِم بن أبي جَرَادَة، قال: اسْتَعارَ منِّي يَحْيَى بن أبي طَيّ النَّجَّار كِتَاب الأخْبَار المُسْتَفادة في ذِكْر بني أبي جَرَادَة، الَّذي ألَّفتُهُ وجَمَعتُهُ في نَسَبِ أجْدَادي وأخْبارِهم، رَحِمَهُم اللهُ تعالَى، فبَقِي عندهُ مُدَّة يُطالِعهُ، ثُمّ سَيَّرَهُ بعد ذلك إليَّ، فتَصَفَّحتُهُ، فوجَدْتُ في أثْنائهِ وَرَقةً بخَطِّ يَدِه مُتَضمِّنة هذه الأبيات من شِعْرِهِ:

قال الفَقِيرُ إلى رَحْمةِ الله تعالَى، الرَّاجِي رَحْمة رَبِّه؛ المُبارَك بن أبي بَكْر بن حَمْدَان بن أحْمَد المَوْصِليّ مُؤلِّف هذا المجمُوع: أعارَني هذا الكتاب المَذْكُور الصَّاحِبُ الإمامُ أبو القَاسِم، فَسَحَ اللهُ في أجَلِهِ، فكَتبْتُ منه فَوَائدَ خَطِيرةً، ونُكَتًا جَلِيْلة، أوْدَعتُها كتابي الَّذي ذَيَّلتُهُ على مُعْجَم الشُّعَراء لأبي عُبَيْد الله المَرْزَبانيّ، ونَقَلْتُ الأبياتَ المَذْكُورة من خَطِّ ناظِمها، وقد صَدَّرها بهذه الألْفاظ المَسْجُوعة، وهى: ولمَّا وَقفتُ على هذا النَّسَب الأصِيْل، والحسَب النَّبِيل، والفَخْر الجلِيل، قلتُ:[من الكامل]

نَسَبٌ عليْهِ منَ الغَزالَةِ بَهجَةٌ

تُعْشِي ومنْ فَلَقِ الصَّبَاحَ بَهاءُ

لا يَحْتَوِي إلَّا على مُتَوَطِّد

شَرَفًا تَخِرُّ لفَضْلِهِ العُظَماءُ

أو أرْوَعَ وَسَمَ الزَّمانَ بنانُهُ

بفَضائِلٍ تَعْنُو لها الجوزَاءُ

رَبُّ اللِّواءِ أبو جَرَادَةَ عَامِرٌ

لَهُم بهِ بَيْنَ الأنَام لِوَاءُ

ولهُمْ بخَاتِمِ مَجْدِهم وكمالهمْ

عُمَرَ الكمال على الأنَام عَلَاءُ

بَحْرُ العُلُوم وأيْنَ عَذْب مَذاق ذَا

مِن طَعْمِ ذاكَ إذا تُمِطِّقَ مَاءُ

قَسَمًا أقُوْلُ وإنْ تَقَدَّمَهُ الأُلَى

من قَوْمِهِ وأتَى به الأجْزَاءُ

فلقَدْ سَمَا وعَلَا بكُلِّ فَضِيلَةٍ

لا يسْتَطِيعُ لَحَاقَها القُدَماءُ

ص: 208

===

فالسَّيفُ مِنْ نفسِ الحَدِيْدِ نِجَارُهُ

ولَهُ على جِنْسِ الحَدِيْدِ سَنَاءُ

ومُحَمَّد مِنْ نَسْل آدَمَ قَدْ أتَى

ولَهُ عليهِ الفَخْرُ والعَليَاءُ"

(1)

.

‌يَحْيَى بن سَعْدُون بن تَمام الأزدِيُّ الْقُرْطُبيُّ، أبو بَكر

" وَقفتُ على ذِكْرِهِ في خَطِّ الصَّاحِب كَمال الدِّين بن أبي جَرَادَة، وَوَصَفهُ بأَنَّهُ كان مُقْرئًا نَحْويًا، وأنَّهُ سَمِعَ الحَدِيث بقُرْطُبَة على أبي مُحَمَّد عَبْد الرّحْمن بن مُحَمَّد بن عَتَّاب، ودَخَل حَلَب، وأقْرأَ بها، ورَحَلَ إلى المَوْصِل، ودَخَل أصْفَهان، وتُوفِّي سَنَة إحْدَى وسَبْعين وخَمْسمِائة بالمَوْصِل.

وأنْشَدَ لَهُ الصَّاحِبُ: [من البسيط]

عَرِّج على مَنْزِل الأحْباب يا حَادِي

بباب أَبْزَر حَيْثُ الكَوْكَب الهَادِي

لَعَلَّنا نلتَقِي لَيْلًا بهم وعَسَى

نُلْقِي إليْهِم حَدِيثًا ليسَ بالبادِي

يا حَادِي العِيْس لا تَعْجَل وهَا كَبِدِي

ودَمْع عَيني عن مَاءٍ وعن زَاد"

(2)

‌يَحْيَى بن سَعِيْد بن مُحَمَّد بن سَعِيْد بن أحْمَد بن إبراهيم بن الحارِث بن سُلَيْم بن أبي تَمَّامٍ القاضِي، أبو المَجْد بن أبي الوَفاء التَّكْرِيتيُّ

" حَدَّثَني الصَّاحِبُ الإمامُ أبو القَاسِم عُمَر بن أحْمَد بن هِبَة الله بن أبي جَرَادَة الفَقِيه الحنفيّ، وقال: قاضي مَاردِين؛ هو يَحْيَى بن سَعِيْد، قَدِمَ حَلَب رَسولًا في

(1)

ابن الشعار: قلائد الجمان 7: 224، 226 - 228، وبعض هذه الأبيات نقلها ابن حبيب الحلبي عن ابن العديم، وأودعها كتابه المسمى: حضرة النديم من تاريخ ابن العديم، انظر: درة الأسلاك لابن حبيب، الورقة 16 أ.

(2)

ابن سعيد الأندلسي: المغرب في حلي المغرب 1: 135.

ص: 209

===

سَنَةِ ثلاث عَشرة وستِّمائة، ونَزَلَ بخَانكاه المَلِك الصَّالِح نُور الدِّين إسْماعِيْل بن مَحْمُود بن زَنْكِي بن آقسُنَقُر رضي الله عنه، واجْتَمَعتُ به، وسَمِعْتُ عليهِ شَيئًا من الحَدِيثِ، وأمْلَى عليَّ من شِعرِهِ.

وهو شَيْخٌ حَسَنٌ، مُفْتٍ، فَقِيْه من بيتِ الحَدِيث والفِقْه، سَمِعَ ببَغْدَاد شُهْدَة بنْت الإبَريّ، والرَّضِيّ أبا الخَيْر أحْمَد بن إسْماعِيْل بن يُوسُف بن مُحَمَّد بن العبَّاس القَزْوينيّ، وبالمَوْصِل خَطيْبها أبا الفَضْل عَبْد الله بن أحْمَد بن مُحَمَّد بن عَبْد القَاهِر بن الطُّوسِيِّ، وصَدْر الدِّيَن شَيخ الشُّيُوخ أبا القَّاسِم عَبْد الرَّحيم بن إسْماعِيل بن أحْمَد بن مُحَمَّد النَّيْسَابُورِيّ، وكان مُدَرِّسًا بمَدْرسَةِ أبي الكَرَم مُحَمَّد بن عليّ بن مُهاجِر المَوْصِليّ.

سَألتُهُ عن وِلادتهِ، فقال: في ثاني عَشر جُمادَى الآخرة سَنَة ستٍّ وخَمسِين وخمسِمائة بتَكْرِيت، وبَلَغتنا وَفاتهُ ونحنُ بحَلَب في ذى الحِجَّة من سَنَة عِشْرين وستِّمائة، وتُوفِّي بماردِيْن، وقيل: تُوفِّي ليْلَة الاثْنَين تاسع ذي القَعْدَة.

أنْشَدني الصَّاحِبُ الإمامُ أبو القَاسِم بن أبي جَرَادَهَ بحَلَب، أيَّدَهُ اللهُ تعالَى، قال: أنْشَدنا القاضِي يَحْيَى بن سَعِيْد بن أبي تمَام التَّكْرِيتيِّ لنَفْسهِ هذه الأبْيَات يَرْثي بها أخاهُ فَخْر الدِّين أبا الفَخْر، وقد تُوفِّي بتَكْريت في سَنَةِ أرْبَعٍ وثَمانين وخَمْسِمائة:[من الطويل]

أيا نَازِلِي أرْض العِرَاقِ لَقِيْتُما

رَشَادًا ولا لَاقَاكُما الدَّهرَ ذَاعِرُ

ولا زِلْتُما في غِبْطَةٍ وسَلَامَةٍ

تَجِئُ بكُمْ في القَادمِيْن بَشَائُر

إذا جِئْتُما تَكْرِيْتَ في اللَّيْل اهْدِيا

سَلَاميِ إلى قَبْرٍ سقَتهُ بَوَاكِرُ

ثَوَاهُ فتىً لا يَخْلُفُ الدَّهْرُ مثْلَهُ

إلِى أنْ يُنَادِي في البَريَّةِ حَاشِر

أبى الدَّهرُ أنْ يَحْيا أبو الفَخْرِ بَعْدَما

تَولَّت من الدَّهرِ الخَؤُونِ مَفاخِر

ص: 210

===

بجَانِبَها الغَرْبى غُيِّبَ بَدْرُهُ

ولا غَرْوَ وَأنَّ الغَربَ للبَدْرِ سَاتِرُ

سَقَى اللهُ قبرًا ضَمَّ عَقْلًا وعِفَّةً

غَمًامًا مُلثًّا قَطرُهُ مُتَوَاتِرُ

ولا زالَ مَخْضَرَّ الجَوَانبِ مُوْنِقًا

تُمَدُّ إليهِ مِنْ بَعِيْدٍ نَوَاظِرُ

وقُوْلا لهُ إنِّي فَقِيْدٌ لفَقْدِهِ

كأنَّ فُؤَادِى عندَ ذِكْرَاهُ طَائِرُ

وإنَّكَ إنْ غُيِّبْتَ عن عَيْنِ نَاظِرِي

فلَسْتَ بِعِيْدًا أنْ تَرَاكَ البَصَائِرُ

كَفَى بيَ حُزْنًا أنَّ فقدُكَ سَالِبي

رُقَادِي وأنَّ الجفنَ مِنِّي لمَاطِرُ

إذا ماتَ أهْلُ الفَضل وانْدَرَسَ العُلَا

وضَمَّ سَراةَ العَالَمِيْنَ مَقَابِرُ

وصَار أخُو الآدَابَ والعَمَلِ والحَحِى

ورَاجي حَيَاةٍ عُمْرُهُ متَقَاصِر

فَلا حُبِّرَتُ للكَاتِبِيْن مَحابرٌ

ولا نُصبَتْ للخَاطِبيْنَ مَنابِر

ولو أنَّ بالمِقْدَارِ حَوْلًا وقُوَّةٌ

لما حَكَمَتْ في العالَمِيْنَ مَقادِرُ

ولكِنَّهُ الكأسُ المُدَارُ على الوَرَى

ليَشْرَبهُ بالمَوْتِ بَادٍ وحَاضر

وأنْشَدَنِي أيضًا، قال: أنْشَدني القاضِي أبو المَجْد قَوْله: [من الطويل]

إذا كان عُوْدي نَاظِرًا وشَبِيْبَتِى

لها رَوْنَقٌ في نفسِها وبَهاءُ

وما نِلْتُ ما أَمَّلْتُهُ من وِصَالِكُمْ

فَمنْ لِي إِذا اسْتَولَى علَيَّ فَناءُ

وأنْشَدَنِي، قال: أنْشَدني لنَفْسهِ وكَتَبَها إلى صَدِيقٍ لَهُ: [من الطويل]

وإنِّي لمُشْتَاقٌ إليكَ وإنَّني

لأعْلَمُ أنَّ الشَّوْقَ لي منْكَ أكثَرُ

لأنَّ الَّذي أشْتَاقُهُ مِنْكَ حَاضِرٌ

بقَلْبِي ومَنْ تَشتَاقُهُ ليسَ يَحْضُرُ

وأنْشَدَني، قال: أنْشَدني قَوله: [من المنسرح]

لو أنَّ كُتْبِي إليْكَ واصِلَةٌ

بقَدْرِ شَوْقِي ما أُحْصِيَتْ عَدَدَا

ص: 211

===

لأنَّ ظَنِّي أنِّي مَتَى وَلِعَت

بي كَفُّ دَهْرِي تكُونُ لي عُدَدَا

وأنْشَدَنِي، قال: أنْشَدني له: [من الوافر]

ألا يا كَعْبَةَ الإحْسَانِ طُرًّا

ومَنْ هُوَ في مَعَانِيْهِ جَمَاعَهْ

لئِنْ قَصَّرْتُ في قَصْدِي وحَجَّي

إليَكَ فَشَرْطُ حَجِّي الاسْتطَاعِهْ

وأنْشَدَنِي، قال: أنْشَدني أبو المَجْد بن أبي الوَفاءِ لنَفْسهِ: [من الوافر]

ذَكرْتُكَ والحجَيْجُ لَهُ ضَجِيْجٌ

على عَرَفات في يَوْم الوُقُوْفِ

وأرْسَلْتُ الدُّعاءَ وظلْتُ أرْجو

إجَابتهُ منَ البَرِّ العَطُوفِ

وما زالَتْ ضُلَوعِي في أجِيْج

وما بَرِحَتْ دُمُوْعِي في وُكُوفِ

إلى أنْ قِيْلَ لِي في [

]

نِلْتَ المُنَى وأمِنْتَ من أمْرِ مَخُوْفِ

وأنْشَدَنِي قال: أنْشَدنى القاضِي يَحْيَى بن سَعِيْد من شِعْرِهِ: [من الكامل]

ضَحِكَ الرَّبيْعُ وغَنَّتِ الأطْيَار

وتَمَايَلَتْ بيِدِ الصَّبَا الأشجَارُ

وجَرَتْ على زهْرِ الرِّيَاضِ نَسَائِمٌ

نَسَجَتْ رَقِيْقَ ثَنَائِها الأسْحَارُ

وأنْشَدَنِي، قال: أنْشَدني لنَفْسهِ: [من المنسرح]

سَقَتْكَ دارَ السَّلَام غَادِيَةٌ

صَوْبُ نَدَاها تَجُودُ مُزْنَتُهُ

فِيْك إمامُ الهُدَى ومن خَجِلَتْ

شَمْسُ الضَّحَى مُذْ بَدَتْ أسِرَّتُهُ

مَن طَبَّقَ الأرضَ بالسَّمَاحَ ومَنْ

عَلَتْ على النَيِرَيْنِ همَّتُهُ

هُوَ الإِمَامُ الَّذي بِهِ انتصرَ الدِّ

يْنُ وِقَامت للدِّين حُجَّتُهُ

أحْمَدُ مَن أحْمَدَت عَوَاقِبُهُ

وسَرَّتِ العالَميْنَ سِيْرَتُهُ

لا زالَ في نِعْمَة مُؤَّبدَةٍ

مَحْرُوْسَةٍ بالدَّوَام دَوْلَتُهُ

ص: 212

===

ما فارَقَ العَبْدُ تُرَبَها مَلَلًا

لكِنْ لِتُهدِي الدُّعاءَ بَلْدَتُهُ"

(1)

.

‌يَحْيَى بن مُعْطِي بن عَبْدِ النُّور بن عليّ بن نَصْر بن يلُول بن تَاشِفِين بن عليّ بن بَزِيع بن حَنِيْفَة، أبو الحُسين النَّحْويّ، الأدِيبُ الشَّاعِر الزَّوَاوِيُّ

" حَدَّثَني الإمامُ أبو القَاسِم عُمَر بن أحْمَد بن أبي جَرَادَة الفَقِيه الحنفيّ، قال: اجْتَمَعْتُ بأبي الحُسَين يَحْيَى بن معْطِي بن عَبْد النّورِ النَّحْوِيّ، فأنْشَدني منِ شِعْرِهِ وشِعْر غيره. وكان شَيْخًا حَسَنًا عَدْلًا من عُدُول دِمشْق، يَرْجع إلى دِيَنْ وورَع.

وأنْشَدَنِي، قال: أنْشَدني أبو الحُسَين لنَفْسهِ: [من الطويل]

ولمَّا رَأيْتُ القَلْبَ منكَ مُقَسَّمًا

تَخيَّرتُ لي قلَبًا يُطِيْقُ جَفَاكا

أيَحْسُنَ بي أنْ أمْنَحَ الوُدَّ مَنْ لَهُ

هُنا شَبَحٌ والقَلْبُ منهُ هُنَاكا

مُرَاعَاتُكَ الخِلَّ القَدِيْم مُرُوءَة

فدَعْنِي لخِلٍّ أصْطَفِيْهِ سِوَاكا

ومنْ وَجدَ الدُّرَّ النَّفِيْسَ فَباعَهُ

ببَخْسٍ فلَا يَربح لِصَفْقَةِ ذَاكا

وأنْشَدَنِي، قال: أنْشَدني لنَفْسهِ لغزًا في الكَعْبَةِ، حَمَى اللهُ تعالَى حَوزتها وحَرَسَها:[من الطويل]

وِلما تَبَدَّى لي من السِّجْفُ صَاجِبٌ

ومُقْلَةُ لَيْلَى مِنْ وَرَاءَ نقَابِها

بعثْت رسُول الدَّمْع بَيْنِي وبيْنَها

لتأذَنَ في قُرْبِي وتقبِيْل بابِها

فما أذِنَتْ إلَّا بإِيْمَاضِ طَرْفِها

ولا سَمَحَتْ إلَّا بِلَثْمِ تُرابِها

وأنْشَدَنِي، قال: أنْشَدني لنَفْسهِ وقد أشْرَف على مَدِيْنة الرَّسُول صلى الله عليه وسلم: [من الطويل]

(1)

ابن الشعار: قلائد الجمان 7: 253 - 257.

ص: 213

===

نَزَلْنا عن الأكْوَارِ نمشِي مَهَابَةً

ولو كان إنْصَافًا فَرَشْنا خُدُوْدَنا

وماذا عليْكُمُ أنْ نُرِيْقَ دمُوْعَنا

ونُجْرِيَ في تِلْكَ العُيُونِ عُيُوْنَنا"

(1)

.

‌يَزِيد بن المُهَلَّب بن أبي صُفْرَة الأزْدِيّ، أبو خَالِد

" زَعَم الوَاقِدي أنَّ يَزِيد بن المُهَلَّب إنَّما هَرَبَ من سِجْن عُمَر بعد مَوْت عُمَر.

قلتُ: وَجَدْتُ في مُسَوَّدَة تاريخ القاضِي كَمال الدِّين بن العَدِيْم الحَلَبيّ، أنَّ عُمَر حَبَسَ يَزِيد بن المُهَلّب وابْنه مُعاوِيَة بحَلَب وهَرَبا منها، واللهُ أعْلَمُ"

(2)

.

‌يعقُوب بن اللَّيْث الصَّفَّارُ، أبو يُوسُف

" قُلْتُ: ذَكَرَ القاضِي كمال الدِّين المَعْروف بابن العَدِيْم الحَلَبيُّ، رَحِمَهُ اللهُ تَعالَى، في تاريخ حَلَب، حِكَايَةً يَلِيْق أنْ أذْكُرها هاهُنا، لأنَّها مثل هذه الحِكَايَة، وهي:

كان كِسْرى أنَوشَرْوَان بن قباذ قد وَلَّى رَجُلًا من الكُتَّاب نَبِيهًا، مَعْروفًا بالعَقْل والكفَايَة، يُقال له: بَابَك بن النَّهرُوان، دِيوانَ الجُنْد، فقال لكِسْرَى: أيُّها المَلِك، إنّكَ قد قَلّدتني أمْرًا من صَلاحِه أنْ تَحْتمل لي بعض الغِلْظَة في الأمور، وهي عَرْض الجنُود في كُلِّ أرْبَعة أشْهُر، وآخُذ كل طَبَقة بكَمال آلتها، ومحُاسَبة المُؤدِّبين على ما يأخذُون على تأدِيْب الرِّجال بالفُرُوسيّة والرَّي، والنَّظَر في مُبَالغَتهم في ذلك وتَقْصِيرهم، فإنَّ ذلك ذَرِيعة إلى إجْراء السِّياسَة مَجاريها.

فقال كِسْرَى: ما المُجاب بما سَأل بأحْظَى من المُجِيْب، لاشْتَراكهما في فَضْلِهِ، وانْفِراد المجيْب بعد الرّاحَة، حَقِّق مَقَالتكَ.

(1)

ابن الشعار: قلائد الجمان 8: 61، 63 - 64.

(2)

وفيات الأعيان 6: 301.

ص: 214

===

فأمَرَ، فبُنِيَت له في مَوْضع العَرْض مَصْطَبَةٌ، وبُسِطَ له عليها الفُرُش الفاخِرة، ثُمَّ جَلَسَ ونادَى مُنادِيه: لا يقَينَّ أحَدٌ من المُقاتِلَة إلَّا حَضَرَ للعَرْضِ، فاجْتَمعُوا، ولَم يَرَ كِسْرَى، فأمَرَهُم فانْصَرفُوا، وفَعَلَ ذلك في اليَوْم الثَّاني، ولم يَرَ كِسْرَى فيهم، فأمَرَهُم فانْصَرفُوا، فنَادَى في اليَوْم الثَّالث: أيُّها النَّاس، لا يَتَخلفنَّ من المُقاتِلَة أحَدٌ، ولا مَنْ أُكرِمَ بالتَّاج والسَّرير، فإنَّهُ عَرْضٌ لا رُخْصَة فيه ولا مُحَاباة.

وبَلغَ كِسْرَى ذلك، فتَسَلَّح بسِلَاحِهِ، ثُمَّ رَكِبَ فاعْتَرَض على بَابَك، وكان الَّذي يُؤخذ به الفارِس تِجْفافًا ودِرْعًا وجَوْشَنًا وبَيْضَةً ومِغْفَرًا وساعِدَيْن وسَاقَيْن ورُمْحًا وتُرْسًا وجُرْزًا تلزمه مَنْطقة وطَبرزينًا وعَمُودًا، وجُعْبَة فيها قَوْسان بوَتَريهما وثلاثين نُشُّابَة، ووَتَرين مَلْفُوفَيْن يُعَلِّقهما الفارِس في مِغْفَرهِ ظَهْريًّا، فاعْتَرَض كِسْرَى على بَابَك بسِلَاحٍ تامٍّ، خَلا الوَتَرين اللَّذين يَسْتَظهر بهما، فلم يَجُز بَابَك على اسْمِه، فذكَرَ كِسْرَى الوَتَرين فعَلَقهُما في مِغْفَرِه، واعْتَرَضَ على بَابَك، فاجازَ على اسْمِه، وقال: لسَيِّد الكُماة أرْبَعة آلاف دِرْهَمِ ودِرْهَم، وكان أكْثَر مَاله من الرِّزق أرْبَعة آلاف دِرْهَم، ففَضل كِسْرَى بدِرْهم واحدٍ.

فلمَّا قام بَابَك من مَجْلِسه، دَخَلَ على كِسْرَى، فقال: أيُّها المَلِك، لا تَلُمني على ما كان من إغْلاظِي، فما أرَدْتُ به إلّا الدُّرْبَة للَعْدَلةِ والإنْصاف، وحَسْم مادَّة المحاباة، قال كِسْرَى: ما أغْلَظَ علبنا أحدٌ فيما يُرِيد به إقامَة أَوْدنا وصَلاح مُلْكنا إلَّا احْتَملنا له غِلْظَته، كاحْتِمال الرَّجُل شُرْب الدَّوَاء الكَرِيه لِمَا يرْجُوه من مَنْفَعتهِ"

(1)

.

(1)

وفيات الأعيان 6: 422 - 423.

ص: 215

===

‌يُوسُف بن أسْبَاط

" أخْبَرني القاضِي أبو القَاسِم عُمَر بن أحْمَد بن أبي جَرَادَة الحَلَبيُّ أنَّ هذه القَرْيَة [الشِّيْحَة] يُقال لها شِيْح الحَدِيْد، وقال: ومنها يُوسُف بن أسْبَاط"

(1)

.

‌يُوسُف بن رَافعٍ بن تَمِيْم بن عُتْبَة بن مُحَمَّد بن عَتَّاب، أبو المحاسِن الأسَديُّ المعرُوف بابن شَدَّاد

القاضِي الإمام الصَّاحِب من أهْل المَوْصِل قاضي قُضاة حَلَب.

"ذَكَرهُ الصَّاحِبُ السَّعِيْد أبو القَاسِم عُمَر بن أحْمَد بن أبي جَرَادَة في كِتابِهِ، وقال: اشْتَغَلَ في صَدْرِ عُمرِهِ بالقُرآنِ الكَرِيم، فأحْكمَ فُنُونه.

قال لي: لَزِمْتُ القُرْطُبي إحْدَى عَشرةَ سَنَة.

وقال: رَأيْتُ النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم ذات ليلة فيما يرى النَّائم وكان معهُ شَخْصان يَغْلِب على ظَنِّي في النَّوم أنَّهما أبو بَكْر وعُمَر رضي الله عنهما، وكأنَّني جَعَلتُ أمْشِي بين يديهِ صلى الله عليه وسلم خِدْمةً لَهُ، وآخُذ الأحْجَارَ من طَريقهِ بيَدي اليُمْنى وأضَعها في يَدِي اليُسْرى وأُلْقيها، فمَشَيتُ هكذا بينَ يَديه. ثُمَّ خَطَرَ لي أنْ ألْتَفتَ إليهِ وأسألهُ أنْ يَدْعو لي، فلمَّا هَمَمتُ بذلك، قلتُ في نفسِي: لا أتْرك خِدْمته صَلَّى اللهُ عليه وسَمَّ لحظِّ نفسِي؛ فَمَرَرْتُ بينَ يَديهِ على حالي ولم أسأله شَيئًا إلَّا أنِّي اسْتَيقظت.

(1)

معجم البلدان 3: 379.

ص: 216

===

قال الصَّاحِبُ أبو القَاسِم: وكذا كانت عادتهُ وحالُه؛ فإنَّ جلّ أمُوره كانت للهِ تعالَى، وفيما يعُود إلى الأمُورِ الشَّرْعيَّة، ولم يَكُن لنَفْسهِ كَبِير حَظّ في ذلك، وإذا اجْتَمع له الأمْرَان غلبَ جانِب الشَّرع على حَظِّ نَقْسهِ.

وتُوفِّي رَحِمَهُ اللهُ تَعالَى وَقْت أذَان الظُّهْر يَوْم الأرْبعاء الرَّابِع عَشر من صَفَر من سَنَة اثْنَتَين وثلاثين وستمِائة.

وصَلَّى عليه نائبه القاضِي زَيْن الدِّين أبو مُحَمَّد عَبْد الله بن عَبْد الرَّحْمن الأسَدِيّ بالمَسْجِد الجامع بعد صَلاة العَصْر، ودُفِنَ بالتُّرْبَة الَّتي اتّخذَها لنَفْسهِ بين المَدْرسَةِ ودار الحَدِيث اللّذين وَقَفهُما رَحِمَهُ اللهُ تَعالَى، وكانت ولادته من سَنَة تِسْع وثلاثين وخَمْسِمائة عاشِر رَمَضان"

(1)

.

‌يُوسُف بن عَبْد الله بن أبي الفَضْل بن عَبْد الله بن عليّ بن الخَشَّاب الأدِيبُ أبو المَحاسِن بن أبي الفَرَج القَاهِريُّ المِصْريُّ

من شُعَراء الدِّيار المِصْريَّة

(2)

.

"أنْشَدني الصَّاحِبُ الإمامُ أبو القَاسِم عُمَر بن أحْمَد بن هِبَة الله بن أبي جَرَادَة العُقَيْليّ، قال أنْشَدني أبو المَحاسِن بن الخَشَّاب لنَفْسهِ:[من البسيط]

صَبِّرْ فُؤادَكَ فالعُقْبَى لمَنْ صَبَرَا

ولو تَجَرَّعْتَ في ترْكِ الهَوَى صَبِرَا

ألَمْ يَعِظْكَ مِنَ الدُّنْيا الَّذي خَطرَا

حتَّى رَكِبْتَ إلى نَيْلٍ المُنَى خَطَرَا

يا لاهِيًا عُمْرُهُ في غَيِّهِ عَبَرَا

انْظُر مَصائِرَ مَنْ ولَّى تَجْدِ عِبَرَا

(1)

ابن الشعار: قلائد الجمان 8: 208 - 209.

(2)

لم يتهيَّأ لي معرفة دخوله حلب، فيكون ابن العَديم قد سلكه في تراجم الطارئين عليها.

ص: 217

===

أيْنَ المُلوكُ الأُلَى أمْسَوا بها سَمَرَا

لا يَمْلِكُونَ بها ضَالًا ولا سَمُرَا

طَافُوا البِلَادَ وأبقَوا بَعْدَهُمْ سِيَرَا

ومَن تَمَادَى قَليْلًا عَمْرُهُ سَيَرَى

تَضَاحَكَ الدَّهْرُ فيما بَيْنَهُمْ شَجَرَا

إذ لا يَنالُونَ لا ماءً ولا شَجَرَا

إنَّ الفَتَى إنْ عَصَتهُ نَفْسُهُ نَهَرَا

وأطْلَقَ الخَوْفُ من أجْفَانِهِ نَهرَا

فَازْجُر فُؤَادًا بأحْدَاقِ المَهَا سُحِرَا

واسْتَغْفِرِ اللهِ من ذِكْرِ الهَوَى سَحَرَا

ما بذَّ طَرْفُكَ إلَّا صَائدًا قَمَرَا

قَمَرْتَ عَقْلَكَ فَاتْرُكْ سُبْلَ مَنْ قَمَرَا

واجْهَد لِتَلْقَى فتىً مِن مَكْرِها نَفَرَا

فكَمْ أضَلَّ وأرْدَى مَكْرُهَا نَفَرَا

وكُنْ كصَاحِبِ لُبٍّ طَرْفَهُ قَصَرَا

أنْ يَجْتَنِي الذَّنْب لا عن تَوبةٍ قَصَرَا

كَمْ عَامِرٍ لِسِوَاهُ هَادِمٍ عَمَرَا

وهَادِمٍ بالتُّقَى ما غَيْرُهُ عَمَرَا

وأنْشَدَنِي أيضًا، قال: أنْشَدني يُوسُف بن عَبْد الله لنَفْسهِ: [من المتقارب]

نَوَيْتُ إلى رَبْعكُمْ حَجَّتِي

وطَالَتْ على بابِكُمْ وِقْفَتي

أطُوْفُ على رَبْعِكُمْ خَاضِعًا

طَوافَ الإفَاضَةِ من عَبْرَتِي

فُؤَادِي الحَطيْمُ بكُمْ أو منىً

وزَمْزَمُ ما فاضَ من مُقْلَتِي

رَكنْتُ إلى رُكْنِ ظَنِّيْ بِكُمْ

وصَيَّرْتُ قَصْدِي لَكُم كَعْبَتي

تُرى هَلْ لأيَّامِكُم عَوْدَةٌ

تَرُدُّ اللَّيَالي عليَّ الّتي

ألا يا بُرَيْقًا أضَا بالغَضَا

لقد هِجْتَ نَحْوَهُمُ لَوْعَتِي

ويا نَسْمَةً ما انْطَوَى نَشْرُها

منَ البُعْدِ إلَّا إلى مُهْجتِي

نَعِيْمِي إذا أنْعَمُوا بالرِّضَا

وإنْ هَجَرُوْنِي فَيا شِقْوَتِي

أعزُّ إذا قِيْلَ يا عَبْدَهُمْ

وعزِّي بغَيْرِهُمُ ذِلَّتِي

خَلَعْتُ العِذَارَ على حُبِّهِم

فَطابَ افْتِضَاحِي على عِفَّتِي

وهذا حَدِيْثُ غَرَامِي بِهِم

ولا تَسْالِ الغَيْرَ عَن قصَّتِي"

(1)

.

(1)

ابن الشعار: قلائد الجمان 8: 258 - 259.

ص: 218

===

‌يُوسُف بن عليّ، أبو الفَضْل بن أبي الحَسَن العَمِيدُ الكاتِبُ المِصْريُّ، المَعْرُوف بصِهْرِ الفَقِيه يَعْقُوب

" حَدَّثَني الصَّاحِبُ الإمامُ أبو القَاسِم عُمَر بن أحْمَد بن هِبَة الله بن أبي جَرَادَة الفَقِيه الحنفيّ بحَلَب، قال: كَتَبَ أبو الفَضْل يُوسُف بن عليّ المِصْريّ بين يَدي القاضِي المُؤْتَمن عليّ بن مُحَمَّد بن كيا سِيْبَوَيْه الكاتِب حين اتَّصَلَ بالسُّلْطان المَلِك الظَّاهِر غيَاث الدِّين غازِي بن يُوسُف، رحِمَهُ اللهُ تَعالَى، بحَلَب، هذا آخَرُ كَلامِهِ"

(1)

.

‌يُوسُف بن مُحَمَّد بن غَازِي بن يُوسُف بن أيُّوب بن شَاذِي بن مَرْوَان، السُّلْطَان المَلِك النَّاصِر صَلاح الدِّين ابن السُّلْطَان المَلِك العَزِيْز ابن السُّلْطَان المَلِك الظَّاهِر ابن السُّلْطَان المَلِك النَّاصِر صَلاح الدِّين الكَبِير، صَاحب حَلَب ثمَّ صَاحِب الشَّام

" قال ابنُ العَدِيْم: حَضَرَ بعضُ المُدَرِّسين إلى المُعَسْكَر، ورَفَعَ على يَدي قِصَّةً بين يدَيْهِ تَتَضَمَّن التَّضَوُّرَ من قِلَّةِ مَعْلُومِه، ويَذْكُر أنَّ عِيَالَهُ وصَلُوا من مِصْر، وأنَّهُ لا يَطْلب التَّثْقِيل على السُّلْطَان في مثْل هذا الوَقْت الَّذِي يَعْلَم ما يُحْتاج فِيهِ إلى الكُلَف بل يَطْلب زِيادَةً في المَدْرسَة الَّتِي هو بها، فقال: كيفَ شَرط الوَاقِف؟ فقُلْتُ: شَرط ما يتَناوَلهُ الآن، لَكِن ذَكَرَ أنَّ في كتاب الوَقْف ما يَدُلّ على أنَّ للسُّلْطَانِ أنْ يزِيدَهُ إِذا رَأى فِي ذلك مَصْلحَةً، فأَطْرَقَ كما هي عادَته إِذا لم يَرَ

(1)

ابن الشعار: قلائد الجمان 8: 273 - 274.

ص: 219

===

قَضَاء ما طُلب ولم يُردّ فِي ذلك جَوابًا، ولم يَهُن عليه رَدّهُ خائِبًا، وتَوَرَّع عن مُخَالفَةِ الوَاقِف، فقرَّرَ له ما طَلَبه على دِيْوانه دُون الوَقْف"

(1)

.

"وقيل له عن جَلَال المُلُوك وقد مَرَّ على مَكانَهُ في الجَبَل: ما رَأْني مَوْلانا السُّلْطَان منهُ؟ فقال: رَأيتُ شَيْخًا أشْقَر على جَبَلٍ أَحْمَر، يَأْكُل حَشِيْشًا أَخْضَر، ويتَكَلَّم بالمُنْكَر.

وكان عنْده في لَيْلَة جَماعَة من الأُدَباءِ، فذَكَرُوا قَول عُمَر بن أبي ربيعَة المَخْزُومِيِّ:[من الطويل]

تَشَكَّى الكُمَيْتُ الجريَ لما جهدتُه

وبيَّن لو يَسْطيعُ أَنْ يَتَكلَّما

فقال بَعضُهم: يا مَوْلَانا، مَتى نَعُود إلى الكُمَيْت؟ ويُشِير إلى الخَمْر، فقال لَه: حَتَّى تَعُود إلى الأدْهَم؛ يُرِيد القَيْد، وكانَ قد قُيِّدَ مرَّة وسُجن.

وكانَ لبَعضِ الشُّعَرَاء عليهِ رَسْم في كُلِّ سَنَة؛ تَشْريف ودَرَاهِم، فأنْشَدَهُ قَصِيْدة قال فِيهَا:[من الطويل]

أمَولاي رَسْمي قد تَقَادَمَ عَهْدُه

ومن يَدِك العُلْيا تَجَدُّدُ عَهْدِهِ

فقال له السُّلْطان: الرُّسُوم كَثِيرَةٌ؛ فأَيُّ رَسْم أرَدْتُ؟ فَقال الشَّاعِرُ: رُسُومُ العَامَّة أطْلَالُ الدِّيار، ورسُومُ الخاصَّة جَوَائزُ المُلُوك! فقال السُّلْطَان: على هذا الرَّسم هو المُعَوَّل، يُشِير إلى قَول امْرِئ القَيْس:[من الطويل]

وهل عنْد رَسْم دَارسٍ من مُعَوَّلِ

(1)

الوافي بالوفيات 29: 306 - 307، فوات الوفيات 4:363.

ص: 220

===

قال ابنُ العَدِيْم: حَفَرتُ يَوْمًا بين يَدَيْهِ، وشَاوْرتُه على هذا الشَّاعِر أنْ يُنْشِد قَصِيْدة عَملها في تَهْنئته بقُدُوم دِمَشْق، وشَفعها بأبْيَاتٍ يُذَكِّر برَسْمِهِ، فوَقَف على الوَدقين، ثمَّ أذن له، فَحَضرهُ وأنْشد قَصِيْدة المَدْح وخَرَجَ بسُرْعَةٍ، فاسْتَرجَعهُ، وقال له: أنْشد هذه الأبْيَات فإنَّك أنْشَدت أبْيَات القَصِيْد ولم تُنْشد أبْيَات القَصْد، فلمَّا أنْشَدهُ الأبْيَات قال: السَّيْفُ يحْتَاج إلى الهَزِّ، وأمَرَ له بتَشْريفه ورَسْمه.

وحَضَرَ إليهِ الشِّهَاب رَشيْدُ الخَادِم من مِصْر، فأنْعَم عليه، وبَالَغ في الإِحْسَان إليه، وكَتَبَ لهُ خُبْزًا خَدم عليهِ، فلمَّا جاءَت السَّنَة الثَّانية تَضَوَّر، وطَلَبَ الزِّيَادَة فِي إقْطاعِه، وتَكَرَّر طَلبُه مِرَارًا، فَقال آخر مَرَّة: يَنْبَغِي أنْ تَسدُّوا فَم رَشِيْد! يُشِير إِلَى زِيَادَة إقْطاعه، وفَم رَشِيْد مَعْرُوف بالدِّيار المِصْريَّة.

وكانَ مرَّةً جَالسًا وبَين يَدَيْهِ شَاعِرٌ، فأَنْشَد قَصِيْدة، فأخَذَ بعضُ الجَمَاعَة ينْتَقد عليه، فقال الشَّاعِرُ: دَعُونِي حَتَّى أُتِمَّ الإنْشَاد وبعد ذلك يكُون الانْتِقاد، فقال السُّلْطانُ: لا تجْعَلُوا النَّقْد نَقْدًا.

ولمَّا وَقَعَ الصُّلْحُ بينَهُ وبين المِصْريِّيْن على أنْ يردُّوا كُلَّ ما كان مُتَخَلِّفًا للأُمَراءِ الَّذينِ في خِدْمَة السُّلْطان، أحْضَر في جُمْلَة ما أحْضَر ما كان بَقِي للأمِيْر لجَمال الدِّين بن يغْمُور بدِيار مِصْر، فعَزَلَ ممَّا حَضَره ما يَصْلُح لتِقْدِمة السُّلْطَان ونوَّعَهُ أنْواعًا من كُتُب وغَيرها، وكَتَبَ جَرِيدَة مع التَّقْدمة بما سَيَّرَهُ، وجَعَلَ أوَّل الجَريْدَة أسْماء الكُتُب اسْمَ كتاب يُقال له: جُهْد المُقِلِّ؛ إِشارَةً إلى اسْتِقْلَال تَقْدِمَتهِ، ونَفذَ ذلك على أيْدِي المُحْتَرفين من أصْحابهِ، وقال للمُشَارِ إليه منْهُم: إذا حَضَرْتَ بين يَدي السُّلْطان قُل: يا مَوْلَانا هذا بَقِيَّة السَّيْف! فلمَّا قال ذلك، قال السُّلْطان بسُرْعَة: بل {بَقِيَّةٌ مِمَّا تَرَكَ آلُ مُوسَى وَآلُ هَارُونَ تَحْمِلُهُ الْمَلَائِكَةُ}

(1)

.

(1)

سورة البقرة، الآية 248.

ص: 221

===

وكان بين يَديْه في بعضِ اللَّيَالِي شَخْصٌ، فاسْتَأْذن ذلك الشَّخْص في طَلَبِ خَاله، فقال لَهُ السُّلْطان: كأَنَّك تقُول: ما يَطِيْب لي هذا المكان وهو خَالي من خَالِي.

وكان جمَاعَةٌ يُلقَّبُون بأسْماءِ الطُّيُور، ويَجْتَمعُونَ في مكان فيهِ لأغْرَاضِهم، فقال الجَماعَةُ: يَنْبَغِي أنْ نُسَمِّي هذا المكان الدَّوْحَة لأنَّ الطيُور تأوي إليْها، ثمَّ قالوا: لا؛ بل يَنْبَغِي أنْ يُسَمَّى الأيْكَة! فقال السُّلْطان: إنَّما عَدَلت عن الدَّوحَةِ إلى الأيْكة ليُقال {كَذَّبَ أَصْحَابُ الْأَيْكَةِ}

(1)

.

قال ابنُ العَدِيْم: كان ذات لَيْلَة في سَماع، وكأنَّهُ اسْتَطاب ذلك، وتَفَكَّر في نعْمَة الله عليه، فسَمِعْتُه وهو يَقُول {رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ}

(2)

، وكانَ في يَدي بعض الجَماعَة شَمْعَة، وسَقَطَ الشَّمْعَدَان فِي تلكَ الحالة، وسُمِعَت لَهُ رنَّةٌ، فَسَمِعْتُه يَقُول:[من المديد]

ولها من نَفْسِها طَرَبُ

فلهَذا يَرْقصُ الحَبَبُ

وأُخْبِرَ مرَّةً أنَّ المُسْلِمين أخذُوا صَيْدًا، وأنَّ الفِرِنْج ألْقوا نُفُوسم في البَحْر لئَلَّا يُقْتلُوا ويُؤسَرا، فقال السُّلْطَان {مِمَّا خَطِيئَاتِهِمْ أُغْرِقُوا فَأُدْخِلُوا نَارًا فَلَمْ يَجِدُوا لَهُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَنْصَارًا}

(3)

.

وحَضَرَ إليه شَخْصٌ يُقال لهُ ابن اللَّهِيْب، ومعَهُ وَلدٌ له صَغِير، سَرِيع الحَرَكَة، كَثِير الحِدَّة، فَقال بعضُ الجَماعَة: هذا الصَّغِيرِ كأَنَّهُ شرَارة، وكانَ قد حضَر على يَدي الصَّغِير تُحَف غَرِيبَة، فَقال السُّلْطان:[من المجتث]

ابنُ اللَّهِيْب أتَانا

بكُلِّ مَعْنىً غَرِيبِ

ولَيْسَ ذا بعَجِيْب

شرَارةٌ من لَهيبِ"

(4)

(1)

سورة الشُّعَراء، الآية 176.

(2)

سورة الأحْقاف الآية 15.

(3)

سورة نوح، الآية 25.

(4)

الوافي بالوفيات 29: 307 - 310.

ص: 222

===

" قال ابنُ العَدِيم: وأنْشَدَنِي لنَفسِهِ: [من الكامِل]

البَدْر يَجْنَح للغُرُوب ومُهْجَتي

لفِرَاق مُشْبِهِهِ أسى تَتَقَطَّعُ

والشَّرْب قد خَلَط النُّعاسُ جُفُونَهم

والصُّبْحُ من جِلْبَابِهِ يَتَطَّلعُ"

(1)

"قال: وأنْشَدَنِي لنَفْسهِ: [من مجزوء الرجز]

اليَوْمُ يَوْم الأربعا

فيهِ نُطيب المَرْتعا

يا صَاحِبي أمَا تَرَى

شَمْلُ المُنى قد جُمِعا

وقد حَوَى مَجْلِسُنا

جلّ السُّرُور أَجْمَعا

فَقُمْ بنا نَشْربها

ثَلاثَةً وأرْبَعا

من كفِّ سَاقٍ أَهْيَفٍ

شَبيهِ بَدْرٍ طلعا

في خَدِّه وثَغْرِه

وَرْدٌ ودُرّ صُنِعا

يَسْطُو ويَرْنو تَارَةً

كاللَّيْث والظَّبي مَعا

وقال وَقد تُوفِّي لبَعض مَمالِيْكِه وَلد يُلَقَّب بالسَّيْفِ: [من الطَّوِيل]

ونُبِّئتُ أنَّ السَّيْف فُلَّ غِرَارُه

وقد كُنْتُ أرْجُوِه لنَائِبةِ الدَّهْرِ

فعانَدَني فيهِ الزَّمَان ورَيبه وجاءَت

صُرُوف الدَّهْر من حيْثُ لا أَدْرِي"

(2)

"ومن شِعْرِهِ أيضًا: [من الطويل]

سَقَى حَلَبَ الشَّهْبَاء كُلَّ مُرِنَّةٍ

سَحائب غَيْث نَوؤها ليسَ يقْلعَ

فتِلك ربُوعي لا العَقِيقُ ولا الحَمِى

وتلك دِياري لا زَرُود ولَعْلعَ

وقال أيضًا:

(1)

الوافي بالوفيات 29: 310، فوات الوفيات 4:463.

(2)

الوافي بالوفيات 29: 310.

ص: 223

===

فواللهِ لو قطّعتَ قَلْبِي تأسُّفًا

وجَرَّعَتني كاسَات دَمْعِي دَمًا صرفا

لمَا زَادَني إلَّا هَوَىً ومَحبَّةً

ولا اتَّخَذت رُوْحِي سِوَاك لها إلْفا"

(1)

"ووَرَدَ الخَبَرُ في مُنْتَصَفِ صَفَر من سَنَة ثَمانٍ وخَمْسِين وستِّمائة بورُود التَّتَار إلى حَلَب ودُخُولها بالسَّيْف، فهَرَبَ السُّلْطان مَع الأُمَرَاء المُوافِقين له، وِزَالَ مُلْكه، ودَخَلَ التَّتارُ بعدَهُ بيَومٍ إلى دِمَشْق، وقُرئ فرمان المَلِث بِأمَانِ أهْلِ دِمَشْق وما حَوْلها حتَّى وَصَلَ السُّلْطانُ [إلي غَزَّة ثُمَّ]

(2)

إلى قَطْيَا، وتَفَرَّق عنه عَسْكَره، فتَوَجِّه مع خَواصِّه إلى وادِي مُوسى، ثُمّ جاءَ إلى بِرْكَة زِيْزَا، فكَبَسَهُ كَتْبُغا، فهَربَ وأتَى إلى التَّتَار بالأمَان، فبَقِي معهم في ذُلٍّ وهَوَان. [وكان قد هَرَب إلى البلَاد فسَارُوا خَلْفه، فأخَذُوهُ وقد بَلَغت الشَّرْبة عندهم نَحْو مائَة دِينَار، فأتوا بهِ كَتْبُغَا وهو يُحاصِر عَجْلُون، فوَعَدَهُ وكَذبهُ، وسَقاه خَمْرًا صِرْفًا، فسَكِرَ، وطَلَبُوا منْهُ تَسْلِيم قلَعة عَجَلُون، فأمَر نائبها بتَسْلِيمها ففَعَلَ، ودَخَلَها التَّتَارُ ونَهَبُوهَا.

ثمَّ إنَّهُم سارُوا بالنَّاصِر وأخيه إلى هُولَاكُو، فأكْرَمَهُ وأحْسَنَ إليهِ، فلمَّا بَلَغهُ قَتْل كَتْبُغا أمَرَ بقَتْلهِ فاعْتَذَر، فأمْسَك عَنهُ مع إعْرَاض، فلمَّا بَلَغَهُ كَسْر عَسْكَره على حِمْصَي اسْتَشَاط غَضَبًا، وقَتَلَهُ ومَن مَعَه سوى ولَده العَزِيز]

(3)

، وقيل: إنَّهُ قَتَلهُ بالسَّيْفِ عقِيبَ واقِعَة عَيْن جَالُوت، وقيل: خُصَّ بعَذَابٍ دُونَ أصْحابه، وقيل: جُعِلَ هَدَفًا للسِّهَام، وقيل: جُمِعَ لَهُ نَخْلَتان ورُبِطَ بينهما، ثُمّ إنَّهُ قُطعَ حَبْل الجَمْع بينَهما فافْتَرَقَتا، فذَهَبَت كُلُّ واحدةٍ بِشِقٍّ منه"

(4)

.

(1)

فوات الوفيات 4: 364.

(2)

ما بين الحاصرتين في الوافيّ، ولم يرد في نشرة الفوات.

(3)

ما بين الحاصرتين في الوافيّ، ولم يرد في نشرة الفوات.

(4)

الوافي بالوفيات 29: 311، فوات الوفيات 4: 364، ولم يعين الصفدي ولا ابن شاكر الكتبي موضع انتهاء النقل، ولعل الخبر المتصل باستيلاء التتار على حلب وهروب صاحبها، هو من كلام أحدهما، ونقله عنه الآخر لا أنَّه من كلام ابن العديم، أثبتناه على الشكِّ فيه.

ص: 224

===

‌تَرَاجِم النِّسَاء

‌الرِّضَا بنْت الفَتْح الكَاتبِةُ، بنْت يَقْطِين

" نُقِل عن ابن العَدِيْم الصِّاحِب كَمَال الدِّين أنَّها كانت من الكاتبات المَشْهُورات ببغْدَاد، وقد كَتَبَت كَثيرًا، وَرَأيْتُ بخطِّها نُسْخَةً بديوان ابن حَجَّاج، وقد كَتَبَت عدَّة نُسَخٍ، وكانت تَكْتُب خَطًّا جَيِّدًا"

(1)

.

‌فَاطِمَة بنت مُحَمَّد بن أحْمَد بن أبي أحْمد السَّمَرْقندِي

" قال ابنُ العَدِيم: حَكَى والِدي أنَّها كانتْ تَنْقُلُ المَذْهَبَ نَقْلًا جَيِّدًا، وكان زَوْجُها الكَاسَانيُّ رُبَّما يَهِم في الفُتْيَا، فتَرُدُّه إلى الصَّوَابِ، وتُعَرِّفُه وَجْهَ الخَطَأ، فيَرْجعُ إلى قَوْلِها.

قال: وكانت تُفْتِي، وكان زَوْجُها يَحْتَرمُهَا، ويُكرِمها، وكانت الفَتْوَى أوَّلًا يَخْرُج عليها خَطُّها وخَطُّ أبيها السَّمَرْقَندِيِّ، فلمَّا تَزَوَّجَت بالكاسَانِيّ، صاحبِ البَدَائع، كانت الفَتْوَى تَخْرُجُ بخَطِّ الثَّلاثة.

قال دَاوُد بن عليّ أحَدُ فُقَهاء الحَلَاوِيَّةِ بحلَب: هي الَّتي سَنَّت الفِطْرَ في رَمَضانَ للفُقَهاء بالحَلَاوِيَّة، كان في يَديهَا سِوَاران، فأخْرَجَتْهُما، وباعَتهما، وعَمِلَت بالثَّمَن الفَطُورَ كُلَّ لَيْلَةٍ، واسَتْمَرَّ على ذلك إلى اليَوْم.

(1)

الوافي بالوفيات 14: 128.

ص: 225

===

قال ابنُ العَديم: أخْبَرني الفَقِيه أحْمَد بن يُوسُف بن مُحَمَّد الأَنْصَارِيُّ الحَنَفِيُّ، قال: كان الكَاسَانيُّ عَزَم على العَوْدِ مِن حَلَب إلى بلادِه، فإنَّ زَوْجَتَهُ حَثَّتْهُ علَى ذلك، فلمَّا عَلِمَ المَلكُ العادلُ نُور الدِّين مَحْمُود اسْتَدعاه، وسألَهُ أنْ يُقيِمَ بِحَلَبَ، فعَرَّفَهُ سَبَبَ السَّفَر، وأنَّه لا يَقْدِر أنْ يُخَالِف زَوجَتهُ ابْنَةَ شَيْخهِ، فاجْتمع رَأْيُ المَلِك وزَوْجِها الكَاسَانِيّ على إرْسَالِ خَادِمٍ، بحيث لا تَحْتَجِبُ منه، ويُخَاطِبُها عن المَلِك في ذلك، فلمَّا وَصَلَ الخادِمُ إلى بابِها اسْتَأْذَنَ عليها، فلم تأْذَنْ له، واحْتَجَبتْ منه، وأرسَلَت إلى زَوجِها تَقُول له: بَعُد عَهْدُك بالفِقْهِ إلى هذا الحَدِّ، أمَا تَعْلَم أنَّه لا يَحِلُّ أَنْ يَنْظُرَ إليَّ هذا الخادِمُ، وأيُّ فَرْقٍ بَيْنَهُ وبين غيره من الرِّجَال في جواز النَّظَر!

فَعَادَ الخادِمُ، وذَكَرَ ذلك لزَوْجِها بحَضْرَةِ المَلِك، فأرْسَلُوا إليها امْرَأَةً برِسَالة نُور الدِّين، لخاطَبتْها. فأجابتْهُ إلى ذلك.

وأقامَتْ بحَلَبَ إلى أنْ ماتت، ثُمّ ماتَ زَوْجُها الكَاسَانيُّ بعدَها، ودُفِنَ عندَها"

(1)

.

(1)

القرشي: الجواهر المضية 4: 122 - 124.

ص: 226

المصادر والمراجع

ص: 227

‌مصادر ومراجع التَّحقيق

‌المصادر العربية المخطوطة:

- البلخيّ، أحْمَد بن سهل (ت 322 هـ): كتاب صور الأقاليم، قطعة مخطوطة من الكتاب، محفوظة بمُديرية الآثار العامة ببَغْدَاد "حيازة المخطوطات"، برقم 44806 (نسخة مصورة عنها لدى الدكتور إحسان ذنون الثامري).

- ابن حبيب الحَلَبِيّ، الحَسَن بن عمر بن الحَسَن (ت 779 هـ): درة الأسلاك في دولة الأتراك، مخطوط محفوظ بمكتبة آيا صوفيا، برقم 233.

- الحكيم المتطبب، أحْمَد بن علي: كتاب الرأي والمشورة، نسخة مصورة محفوظة بمعهد المخطوطات العربية، برقم 398 معارف عامة، (مصورة عن الأصل المحفوظ بمكتبة الشيخ عبد العزيز الحبيشي الخاصة بمدينة إب/ اليمن).

- الخطيب البَغْدَاديّ، أحْمَد بن عليّ بن ثابت، أبو بَكْر (ت 463 هـ): المؤتنف تكملة المؤتلف والمختلف، نسخة محفوظة في مكتبة برلين، برقم 290.

- الدمياطيّ، عبد المؤمن بن خلف (ت 705 هـ): مُعْجَمُ شيوخ الدمياطيّ، الجزء الثانيّ، نحطوطة محفوظة بدار الكتب الوطنية بتونس، رقم 12910.

- الدنيسريّ، مصر بن خضر بن مُحَمَّد (ت بعد 615 هـ): المنتخب من حلية السريّين من خواصّ الدنيسريين، مخطوط محفوظ بمكتبة برلين، برقم 9851.

ص: 229

- الرشاطيّ، عبد اللّه بن عليّ بن عبد اللّه اللخمي (ت 542 هـ): اقتباس الأنوار، واقتباس الأزهار، في أنساب الصّحابة ورواة الآثار، مخطوطة محفوظة في المكتبة الأزهرية برقم 133 مصطلح (وورد اسم المؤلف في فهرس الدار: الحُسَيْن بن مُحَمَّد بن أحْمَد الغساني).

- الزركشيّ، مُحَمَّد بن بهادر بن عبد اللّه (ت 794 هـ): عقود الجمان في تذييل وفيات الأعيان، مخطوطة مكتبة الفاتح (تركيا)، برقم 4434.

- ابن سلام، القاسم بن سلام، أبو عُبَيْد (ت 224 هـ): كتاب النسب، نسخة محفوظة في مكتبة كنه لي Genel في مغنيسا Manisa بالأناضول، برقم 6594.

- ابن العديم، عمر بن أحْمَد بن أبي جرادة (ت 660 هـ): التذكرة، نسخة مصورة عن مخطوطة دار الكتب والوثائق المصرية (القاهرة) برقم 2402 أدب، نشرها بالتصوير فؤاد سزكين، معهد تاريخ العلوم العربية والإسلامية، فرانكفورت، 1992 م.

- ابن العربيّ، مُحَمَّد بن عبد اللّه بن مُحَمَّد المعافري (ت 543 هـ): سراج المريدين، وموفي سبيل المهتدين، للاستنارة بالأسماء والصفات في المقامات والحالات الدينية والدنيوية، بالأدلة العقلية والشرعية، القرآنية والسنية، نسخة مصورة ميكروفيليمة بمعهد المخطوطات العربية، برقم 3177 (تصوف)، (مصورة عن نسخة محفوظة في المكتبة الآصفية بحيدرآباد).

- عماد الدين الأصبهانيّ، مُحَمَّد بن مُحَمَّد الكاتب (ت 597 هـ): السيل والذيل (ذيل على خريدة القصر وجريدة العصر)، مخطوط محفوظ بالمكتبة الملكية الدنماركية.

ص: 230

- ابن نباتة، محمد بن محمد بن محمد المصري (ت 768 هـ): تلطيف المزاج من شعر ابن الحجاج، مخطوط محفوظ بالمكتبة الملكية الدنماركية.

- الوطواط، جمال الدين محمد بن إبراهيم بن يحيى الكتبي (ت 718 هـ/ 1318 م): مناهج الفكر ومباهج العبر، مخطوط محفوظ بمكتبة السليمانية - إستانبول برقم 4116 (مجوعة فاتح)، 2 مج، نشره بالتصوير فؤاد سزكين، معهد تاريخ العلوم العربية والإسلامية، جامعة فرانكفورت بألمانيا، 1990 م.

‌المصادر العربية والمعربة المطبوعة

- الآبي، منصور بن الحسين الوزير الكاتب (ت 421 هـ): نثر الدر، [تحقيق] مجموعة من الباحثين، القاهرة: الهيئة المصرية العامة للكتاب، 1988 - 1990 م.

- الآمدي، الحسن بن بشر أبو القاسم (ت 370 هـ): المؤتلف والمختلف في أسماء الشعراء وكناهم وألقابهم وأنسابهم وبعض شعرهم، [تحقيق] ف. كرنكو، ط 2، بيروت: دار الكتب العلمية، 1982 م.

- ابن الأبَّار، محمد بن عبد الله بن أبي بكر القضاعي (ت 658 هـ): إعتاب الكُتَّاب، [تحقيق] صالح الأشتر، دمشق: مجمع اللغة العربية، 1961 م.

- ابن الأبار، محمد بن عبد الله بن أبي بكر القضاعي البلنسي (ت 658 هـ): التكملة لكتاب الصلة، [تحقيق] عبد السلام الهراس، الدار البيضاء: دار المعرفة، (د. ت).

- - - - - -: الحلة السيراء، [تحقيق] حسين مؤنس، القاهرة: الشركة العربية للطباعة، 1963 م.

- - - - - -: المعجم في أصحاب القاضي الصدفي، [تحقيق] إبراهيم الأبياري، القاهرة - بيروت: دار الكتاب المصري، دار الكتاب اللبناني، 1989 م.

ص: 231

- الأبشيهي، محمد بن أحمد المحلي (ت 850 هـ): المستطرف في كل فنّ مستظرف، بيروت: دار الأمم للطباعة والنشر، 1952 م.

- الإتليدي، محمد دياب المصري (ت بعد 1100 هـ): إعلام الناس بما وقع للبرامكة مع بني عباس، بيروت: دار صادر، 1990 م.

- ابن الأثير، علي بن محمد بن عبد الكريم الشيباني الجزري، عز الدين، أبو الحسن (ت 630 هـ): أُسد الغابة في معرفة الصحابة، بيروت: دار إحياء التراث العربي (د. ت).

- - - - - -: التاريخ الباهر في الدولة الأتابكية، [تحقيق] عبد القادر أحمد طليمات، القاهرة: دار الكتب الحديثة، (د. ت).

- - - - - -: اللباب في تهذيب الأنساب، بيروت: دار صادر، 1980 م.

- - - - - -: الكامل في التَّاريخ، ط 7، بيروت: دار صادر، 2005 م.

- الأحوص الأنصاري، عبد الله بن محمد بن عبد الله (ت 105 هـ): ديوانه، [تحقيق] سعدي ضناوي، بيروت: دار صادر، 1998 م.

- إخوان الصفاء (ق 4 هـ/10 م): رسائل إخوان الصفاء وخلان الوفاء، بيروت: دار صادر، 1999 م.

- الأخطل، غياث بن غوث بن الصلت (ت 90 هـ): ديوان الأخطل، [تحقيق]

ص: 232

مهدي محمد ناصر الدين، ط 2، بيروت: دار الكتب العلمية، 1994 م.

- الإدريسيّ، الشريف محمد بن محمد (ت 560 هـ): نزهة المشتاق في اختراق الآفاق، بيروت: عالم الكتب، 1989 م.

- الإربلي، علي بن عيسى بن أبي الفتح، بهاء الدين (ت 692 هـ): التذكرة الفخرية، [تحقيق] نوري حمودى القيسي، وحاتم صالح الضامن، بغداد: مطبوعات المجمع العلمي العراقي، 1984 م.

- الأزدي، عبد الغني بن سعيد المصري (ت 409 هـ): المؤتلف والمختلف في أسماء نقلة الحديث وأسماء آبائهم وأجدادهم، [تحقيق] مثنى محمد الشمري، قيس التميمي، [إشراف] بشار عواد معروف. بيروت: دار الغرب الإسلامي، 2007 م.

- الأزدي، محمد بن عبد الله البصري (ت نحو 165 هـ/ 782 م): فتوح الشام، [تحقيق] عصام مصطفى عقلة، ويوسف أحمد بني ياسين، إربد (الأردن): مؤسسة حمادة للدراسات الجامعية والنشر والتوزيع، 2005 م.

- الأزدى، يزيد بن محمد بن إياس بن القاسم، أبو زكرياء (ت 334 هـ): تاريخ الموصل، [تحقيق] علي حبيبة، القاهرة: لجنة إحياء التراث، المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية، 1967 م.

- الأسدي، بشر بن أبي خازم (ت نحو 22 ق. هـ): ديوانه [تحقيق] مجيد طراد، بيروت: دار الكتاب العربي، 1994 م.

- الإسكندري، نصر بن عبد الرحمن (ت 561 هـ): الأمكنة والمياه والجبال

ص: 233

والآثار ونحوها المذكورة في الأخبار والأشعار، [تحقيق] حمد الجاسر، الرياض: مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية ودارة الملك عبد العزيز، 2004 م.

- الإسنوي، عبد الرحيم بن الحسن بن علي الشافعي، جمال الدين، أبو محمد (ت 772 هـ): طبقات الشافعية، [تحقيق] عبد الله الجبوري، بغداد: مطبعة الإرشاد، 1970 م.

- أبو الأسود الدؤلي، ظالم بن عمرو بن سفيان الكناني (ت 69 هـ): ديوانه، صَنعه الحسن السكريّ، [تحقيق] محمد حسن آل ياسين، بيروت: دار ومكتبة الهلال، 1998 م.

- الإصطخري، إبراهيم بن محمد (ت نحو بعد 351 هـ): مسالك الممالك، ليدن: مطبعة بريل، 1937 م.

- الأصفهاني، حمزة بن الحسن (ت 360 هـ): تاريخ سني ملوك الأرض والأنبياء، [تحقيق] جوتوالدت (Gotwald)، ليبسي، 1844 م.

- الأصفهاني، عبد الله بن عبد الرحمن (ت بعد 380 هـ): الواضح في مشكلات شعر المتنبي، [تحقيق] محمد الطاهر بن عاشور، تونس: الدار التونسية للنشر، 1968 م.

- الأصفهاني، علي بن الحسن بن محمد، أبو الفرج (ت 356 هـ): أدب الغرباء، [تحقيق] صلاح الدين المنجد، بيروت: دار الكتاب الجديد، 1973 م.

- - - - - -: كتاب الأغاني، [تحقيق] إحسان عباس وإبراهيم السعافين وبكر عباس، بيروت: دار صادر، 2002 م.

- - - - - -: الإماء الشَّواعر، [تحقيق] جليل العطية، بيروت: دار النضال، 1984 م.

- - - - - -: مقاتل الطالبيِّين، [تحقيق] السيد أحمد صقر، بيروت: دار المعرفة، (د. ت).

ص: 234

- ابن أبي أصيبعة، أحمد بن القاسم بن خليفة (ت 668 هـ): عيون الأنباء في طبقات الأطباء، [تحقيق] نزار رضا، بيروت: دار مكتبة الحياة، 1965 م.

- الأطرابلسي، خيثمة بن سليمان القرشي (ت 343 هـ): من حديث خيثمة الأطرابلسي، [تحقيق] عمر عبد السلام تدمري، بيروت: دار الكتاب العربي، 1980 م.

- ابن أعثم، أحمد بن أعثم الكوفي، أبو محمد (ت نحو 314 هـ): كتاب الفتوح، حيدرآباد الدكن (الهند): مطبعة مجلس المعارف العثمانية، (د. ت).

- الأعور الشني، بشر بن منقذ (ت نحو 50 هـ): ديوانه، [تحقيق] ضياء الدين الحيدري، بيروت: دار المواهب، 1999 م.

- الألوسي، شهاب الدين محمود البغدادي (ت 1270 هـ): روح المعاني في تفسير القرآن العظيم والسبع المثاني، بيروت: دار إحياء التراث العربي، (د. ت).

- امرؤ القيس بن حجر بن الحارث الكندي (ت 80 ق. هـ): ديوانه، [تحقيق] عبد الرحمن المصطاوي، ط 2، بيروت: دار المعرفة، 2004 م.

- الأمين، محسن بن عبد الكريم بن علي (ت 1952 م): أعيان الشيعة، [تحقيق] حسن الأمين، ط 5، بيروت: دار التعارف للمطبوعات، 1983 م.

- ابن الأنباري، عبد الرحمن بن محمد (ت 577 هـ): نزهة الألباب في طبقات الأداب، [تحقيق] إبراهيم السامرائي، ط 3، الزرقاء (الأردن): مكتبة المنار، 1985 م.

- الأنطاكي، يحيى بن سعيد (ت 458 هـ): تاريخ الأنطاكي، "الملحق بتاريخ ابن البطريق"، بيروت: مطبعة الآباء اليسوعيين، 1909 م.

ص: 235

- أوس بن جحر بن مالك المازني، أبو شريح (ت 2 ق. هـ): ديوانه، [تحقيق] محمد يوسف نجم، بيروت: دار بيروت للطباعة والنشر، 1980 م.

- الأيوبي، محمد بن عمر المظفر بن شاهنشاه، الملك المنصور صاحب حماة (ت 617 هـ): مضمار الحقائق وسر الخلائق، [تحقيق] حسن حبشي، القاهرة: عالم الكتب، 1968 م.

- الباخرزي، علي بن الحسن بن علي، أبو الحسن (ت 467 هـ): دمية القصر وعُصْرة أهل العصر، [تحقيق] سامي مكي العاني، بغداد: مطبعة المعارف، 1970 م.

- البَتَّاني، محمد بن سنان بن جابر الحراني (ت 317 هـ): الزيج الصابئ [تحقيق] كرلو نالّينو، روما:(د. م)، 1899 م.

- البحتري، الوليد بن عبيد الطائي (ت 384 هـ): ديوان البحتري، [تحقيق وشرح] حسن كامل الصيرفي، ط 3، القاهرة: دار المعارف، 1977 م.

- بحشل، أسلم بن سهل بن أسلم الرزاز الواسطي، أبو الحسن (ت 393 هـ): تاريخ واسط [تحقيق] كوركيس عواد، بيروت: عالم الكتب، 1986 م.

- البخاري، محمد بن إسماعيل بن إبراهيم الجعفي، أبو عبد الله (ت 256 هـ): الأدب المفرد، طشقند، 1400 هـ.

- - - - - -: كتاب التاريخ الصغير، [تحقيق] محمود إبراهيم زايد، بيروت: دار المعرفة، 1986 م.

- - - - - -: كتاب التاريخ الكبير، بيروت: دار الكتب العلمية، 1986 م.

ص: 236

- البديعي، يوسف الدمشقي (ت 1073 هـ): الصُّبح المنبي عن حيثيَّة المتنبي، [تحقيق] مصطفى السقا، ومحمد شتا، ط 3، القاهرة: دار المعارف، 1963 م.

- البرديجي، أحمد بن هارون بن روح (ت 301 هـ): طبقات الأسماء المفردة من الصحابة والتابعين وأصحاب الحديث، [تحقيق] سكينة الشهابي، دمشق: دار طلاس، 1987 م.

- ابن بسام البغدادي، علي بن محمد بن نصر (كان حيًا سنة 360 هـ): ديوانه، [تحقيق] مزهر السوداني، بيروت: دار مواهب، 1999 م.

- البستي، علي بن محمد بن الحسين (ت نحو 400 هـ): ديوان أبي الفتح البستي، [تحقيق] درية الخطيب ولطفي الصقّال، دمشق: مجمع اللغة العربية، 1989 م.

- البسوي، أبو يوسف يعقوب بن سفيان (ت 277 هـ): المعرفة والتاريخ، [تحقيق] أكرم ضياء العمري، المدينة المنورة: مكتبة الدار، 1410 هـ.

- بشار بن برد (ت 166 هـ) ديوانه، [تحقيق] محمد الطاهر بن عاشور، القاهرة: مطبعة لجنة التأليف والترجمة والنشر، 1957 - 1966 م.

- ابن بشكوال، خلف بن عبد الملك بن مسعود (ت 578 هـ): الصلة، [تحقيق] إبراهيم الأبياري، القاهرة - بيروت: دار الكتاب المصري، ودار الكتاب اللبناني، 1989 م.

- البصري، علي بن أبي الفرج بن الحسن (ت 656 هـ): الحماسة البصرية، [تحقيق] عادل سليمان جمال، القاهرة: مكتبة الخانجي، 1999 م.

ص: 237

- ابن البطريق، البطريرك افتيشيوس المكنى "سعيد" (ت 330 هـ): التاريخ المجموع على التحقيق والتصديق، بيروت: مطبعة الآباء اليسوعيين، 1909 م.

- ابن بطلان، يوحنا المختار بن عبدون (ت نحو 444 هـ): رحلة ابن بطلان، [تحقيق] شاكر لعيبي، أبو ظبي: دار السويدي للنشر والتوزيع، 2006 م.

- ابن بطوطة، محمد بن عبد الله اللواتي (ت 779 هـ): رحلة ابن بطوطة المسمّاة "تحفة النظار في غرائب الأمصار وعجائب الأسفار"، [تحقيق] عبد الهادي التازي، الرباط: الأكاديمية المغربية، 1997 م.

- البعيث، خداش بن بشر المجاشعي (ت 134 هـ): شعر البعيث المجاشعي، [جمع وتحقيق] ناصر رشيد محمد حسين، بغداد: دار الحرية، 1974 م.

- البغدادي، إسماعيل بن محمد بن أمين البابي (ت 1399 هـ): هدية العارفين "أسماء المؤلفين وآثار المصنفين"، بيروت: دار الفكر، 1983 م.

- البغوي، عبد الله بن محمد بن عبد العزيز (ت 317 هـ): تاريخ وفاة الشيوخ الذين أدركهم البغوي، [تحقيق] محمد عزيز شمس، بومباي (الهند): الدار السلفية، 1988 م.

- البغوي، الحسين بن مسعود (ت 516 هـ): شرح السنة، [تحقيق] شعيب الأرناؤوط، ومحد زهير الشاويش، بيروت: المكتب الإسلامي، 1971 م.

- ابن بكار، الزبير بن بكار بن عبد الله بن مصعب (ت 256 هـ): الأخبار الموفقيات، [تحقيق] سامي مكي العاني، ط 2، بيروت: عالم الكتب، 1996 م.

- - - - - -: جمهرة نسب قريش وأخبارها، [تحقيق] محمود محمد شاكر، ط 2، الرياض: مطبوعات مجلة العرب، 1999 م.

ص: 238

- البكري، عبد الله بن عبد العزيز الأندلسي (ت 487 هـ): المسالك والممالك، [تحقيق] أدريان فان ليوفن، أندري فيري، تونس: الدار العربية للكتاب، بيت الحكمة، 1992 م.

- - - - - -: معجم ما استعجم من أسماء البلاد والمواضع، [تحقيق] مصطفى السقا، بيروت: عالم الكتب، 1945 م.

- البلاذري، أحمد بن يحيى بن جابر (ت 279 هـ): أنساب الأشراف، الجزء الأول [تحقيق] محمد حميد الله، معهد المخطوطات العربية ودار المعارف، مصر 1959 م، وبقية الأجزاء بتحقيق مجموعة من الباحثين: نشرة المعهد الألماني، بيروت، 1978 م.

- - - - - -: فتوح البلدان، [تحقيق] عبد الله أنيس الطبَّاع، بيروت: مكتبة المعارف، 1987 م.

- ابن بلبان، الأمير علاء الدربن علي الفارسي (ت 739 هـ): صحيح ابن حبان بترتيب ابن بلبان، [تحقيق] شعيب الأرناؤوط، ط 3، بيروت: مؤسسة الرسالة، 1997 م.

- البلخي، أحمد بن سهل (ت 332 هـ): البدء والتاريخ، القاهرة: مكتبة الثقافة الدينية، (د. ت). (نشر الكتاب منسوبًا للمطهر بن طاهر المقدسي).

- البلوي، عبد الله بن محمد المديني (ت بعد 330 هـ): سيرة أحمد بن طولون، [تحقيق] محمد كرد علي، القاهرة: مكتبة الثقافة الدينية، (في. ت).

- البنداري، الفتح بن عليّ بن مُحَمَّد (ت 643 هـ): سنا البرق الشامي، [تحقيق] فتحية عبد الفتاح النبراوي، ط 2، الرياض: دار اللواء، 1989 م.

ص: 239

- البهاء زهير، زهير بن محمد بن علي (ت 656 هـ): ديوان البهاء زهير، [تحقيق] محمد طاهر الجبلاوي، محمد أبو الفضل إبراهيم، القاهرة: دار المعارف، 1977 م.

- ابن البيطار، عبد الله بن أحمد الأندلسي (ت 646 هـ): الجامع لمفردات الأدوية والأغذية، بيروت: دار المدينة، (د. ت).

- البيهقي، إبراهيم بن محمد (ت نحو 320 هـ): المحاسن والمساوئ، [تحقيق] محمد أبو الفضل إبراهيم، القاهرة: مطبعة نهضة مصر، 1961 م.

- البيهقي، أحمد بن الحسين بن علي (ت 458 هـ): الخلافيات، [تحقيق] مشهور بن حسن آل سلمان، الزرقاء (الأردن): دار الصميعي، 1994 م.

- - - - - -: دلائل النبوة ومعرفة أحوال صاحب الشريعة، [تحقيق] عبد المعطي قلعجي، بيروت: دار الكتب العلمية، 2002 م.

- - - - - -: شُعب الإيمان، [تحقيق] محمد السعيد بن بسيوني زغلول، بيروت: دار الكتب العلمية، 2000 م.

- التبريزي، محمد بن عبد الله الخطيب (ت 741 هـ): مشكاة المصابيح، [تحقيق] محمد ناصر الدين الألباني، ط 3، بيروت: المكتب الإسلامي، 1985 م.

- التبريزي، يحيى بن علي بن محمد (ت 502 هـ)، والبطليوسي، عبد الله بن محمد بن السيد (ت 521 هـ)، والخوارزمي، قاسم بن حسين بن محمد (ت 617 هـ): شروح سقط الزند، [تحقيق] مصطفى السقا وآخرون، ط 3، القاهرة: دار الكتب، 1945 م.

- الترمذي، الإمام محمد بن عيسى (ت 279 هـ/ 892 م): الجامع الكبير، [تحقيق] بشار عواد معروف، ط 2، بيروت: دار الغرب الإسلامي، 1998 م.

ص: 240

- التطيلي، بنيامين بن يونه النباري الأندلسي (ت 569 هـ): رحلة التطيلي [تحقيق وترجمة عن العبرية] عزرا حداد، أبو ظبي: المجمع الثقافي، 2002 م.

- ابن تغري بردي، يوسف بن تغري بردي بن عبد الله الأتابكي الحنفي، جمال الدين أبو المحاسن (ت 874 هـ): الدليل الشافي على المنهل الصافي، [تحقيق] فهيم محمد شلتوت، القاهرة: مكتبة الخانجي، (د. ت).

- - - - - -: المنهل الصافي والمستوفي بعد الوافي، [تحقيق] محمد محمد أمين، سعيد عبد الفتاح عاشور، القاهرة: الهيئة المصرية العامة للكتاب، 1984 م.

- - - - - -: النجوم الزاهرة في ملوك مصر والقاهرة، القاهرة: وزارة الثقافة والإرشاد القوي، 1972 م.

- التلمود كتاب اليهود المقدس، [ترجمة] أحمد إيبش، دمشق: دار قتيبة، 2006 م.

- أبو تمام، حبيب بن أوس بن الحارث الطائي (ت 231 هـ): ديوانه بشرح الخطيب التبريزي، [تحقيق] محمد عبده عزّام، القاهرة: دار المعارف، (د. ت).

- التنوخي، القاضي المحسن بن علي، أبو علي (ت 384 هـ): الفرج بعد الشدة، [تحقيق] عبود الشالجي، بيروت: دار صادر، 1978 م.

- - - - - -: المُسْتجاد من فعلات الأجواد، [تحقيق] محمد كرد علي، دمشق: جمع اللغة العربية، 1970.

- - - - - -: نشوار المحاضرة وأخبار المذاكرة، [تحقيق] عبود الشالجي، ط 2، بيروت: دار صادر، 1995 م.

- الثعالبي، عبد الملك بن محمد النيسابوري، أبو منصور (ت 429 هـ): برد الأكباد في الأعداد، [تحقيق] إحسان ذنون الثامري، بيروت: دار ابن حزم، 2006 م.

ص: 241

- - - - - -: تتمة يتيمة الدهر في محاسن أهل العصر، [تحقيق] مفيد محمد قميحة، يروت: دار الكتب العلمية، 1983 م.

- - - - - -: تحسين القبيح وتقبيح الحَسن، [تحقيق] شاكر العاشور، بغداد: وزارة الأوقاف والشؤون الدينية، 1981 م.

- - - - - -: التمثيل والمحاضرة، [تحقيق] عبد الفتاح محمد الحلو، القاهرة: دار إحياء الكتب العربية، 1961 م.

- - - - - -: كتاب التوفيق للتلفيق، [تحقيق] هلال ناجي، زهير زاهد، بغداد: المجمع العلمي العراقي، 1985 م.

- - - - - -: ثمار القلوب في المُضاف والمنسوب، [تحقيق] محمد أبو الفضل إبراهيم، بيروت: المكتبة العصرية، 2003 م.

- - - - - -: خاصّ الخاصّ، [تحقيق] مأمون بن محيى الدين الجنان، بيروت: دار الكتب العلمية، 1994 م.

- - - - - -: لطائف اللُّطف، [تحقيق] عمر الأسعد، بيروت: دار المسيرة، 1980 م.

- - - - - -: لطائف المعارف، [تحقيق] حونج (Jong)، مطبعة بريل، 1867 م.

- - - - - -: كتاب نثر النّظم وحلّ العقد، دمشق: مطبعة معارف الولاية الجليلة، 1300 هـ.

- - - - - -: يتيمة الدهر في محاسن أهل العصر، بيروت: دار الكتب العلمية، 1979 م.

ص: 242

- ثعلب، أحمد بن يحيى، أبو العباس (ت 291 هـ): مجالس ثعلب، [تحقيق] عبد السلام محمد هارون، ط 2، القاهرة: دار العارف، 1960 م.

- الجاحظ، عمرو بن بحر بن محبوب، أبو عثمان (ت 255 هـ): كتاب البخلاء، [تحقيق] أحمد العوامري وعلي الجارم، بيروت: دار الكتب العلمية، 1988 م.

- - - - - -: البرصان والعرجان والعميان والحولان، [تحقيق] عبد السلام محمد هارون، ط 2، بيروت: دار الجيل، 1990 م.

- - - - - -: البيان والتبيين، [تحقيق] عبد السلام محمد هارون، ط 4، بيروت: دار الفكر، (د. ت).

- - - - - -: كتاب الحيوان، [تحقيق] عبد السلام محمد هارون، بيروت: دار إحياء التراث الإسلامي، (د. ت).

- - - - - -: رسائل الجاحظ، [تحقيق] عبد السلام محمد هارون، القاهرة: مكتبة الخانجي، 1964 م.

- - - - - -: المحاسن والأضداد، [تحقيق] فوزي عطوي، بيروت: الشركة اللبنانية للكتاب، 1969 م.

- ابن جُبير، محمّد بن أحمد الأندلسي الكنانيّ (ت 614 هـ): رحلة ابن جبير المسمّاة: "تذكرة بالإخبار عن اتّفاقات الأسفار"، بيروت: دار صادر، 1995 م.

- ابن الجراح، محمد بن داود، أبو عبد الله (ت 296 هـ): من اسمه عمرو من الشعراء في الجاهلية والإسلام، [تحقيق] محسن غياض عجيل ومصطفى عبد اللطيف جياووك، بغداد: دار الشؤون الثقافية العامة "آفاق عربية"، 1999 م.

- - - - - -: الورقة، [تحقيق] عبد الوهاب عزام وعبد الستار أحمد فراج، ط 3، القاهرة: دار المعارف، 1953 م.

ص: 243

- جران العود، عامر بن الحارث النميري (ت 68 هـ): ديوان جران العود النميري، رواية أبي سعيد الحسن بن الحسن السكري، [تحقيق] نوري حمودي القيسي، بغداد: دار الرشيد، 1983 م.

- الجراوي، أحمد بن عبد السلام التادلي (ت 609 هـ): الحاسة المغربية "مختصر كتاب صفوة الأدب ونخبة ديوان العرب"، [تحقيق] محمد رضوان الداية، بيروت: دار الفكر المعاصر، 1991 م.

- الجرجاني، عبد القاهر بن عبد الرحمن بن محمد النحوي (ت 471 هـ): أسرار البلاغة، [تحقيق] محمود محمد شاكر، جدة: دار المدني، 1991 م.

- جرير، بن عطية بن حذيفة الخطفي اليربوعي (ت 110 هـ): ديوانه، بيروت: دار صادر، (د. ت).

- الجريري، المعافي بن زكريا بن يحيى (ت 390 هـ): الجليس الصالح الكافي والأنيس الناصح الشافي، [تحقيق] محمد مرسي الخولي، بيروت: عالم الكتب، 1993 م.

- ابن الجزري، شمس الدين محمد بن محمد (ت 833 هـ): غاية النهاية في طبقات القراء، [تحقيق] ج. برجستراسر، ط 3، القاهرة: مكتبة الخانجي، 1982 م.

- الجُمحي، محمد بن سلّام، أبو عبد الله (ت 231 هـ): طبقات فحول الشعراء، جدة: دار المدني، 1974 م.

- ابن جميع الصيداوي، محمد بن أحمد (ت 402 هـ): معجم الشيوخ، [تحقيق] عمر عبد السلام تدمري، بيروت: مؤسسة الرسالة، دار الإيمان، 1985 م.

- ابن جنّي، عثمان بن جني الموصلي، أبو الفتح (ت 392 هـ): الخصائص،

ص: 244

[تحقيق] محمد علي النجار، القاهرة: المكتبة العلمية، (د. ت).

- - - - - -: الفَسْرُ "شرح ابن جني الكبير على ديوان المتنبي"، [تحقيق] رضا رجب، دمشق: دار الينابيع، 2004 م.

- الجوهري، إسماعيل بن حماد الفارابي، أبو نصر (ت 393 هـ): الصحاح "تاج اللغة وصحاح العربية"، [تحقيق] أحمد عبد الغفور عطَّار، بيروت: دار العلم للملايين، 1956 م.

- الجهشياري، محمد بن عبدوس (ت 331 هـ): كتاب الوزراء والكتَّاب، [تحقيق] مصطفى السقا وإبراهيم الأبياري وعبد الحفيظ شلبي، القاهرة: مطبعة البابي الحلبي، 1938 م.

- ابن الجهم، علي بن الجهم بن بدر بن مسعود (ت 249 هـ): ديوانه، ط 2، [تحقيق] خليل مراد، الرياض: وزارة المعارف، 1980 م.

- الجواليقي، موهوب بن أحمد بن محمد بن الخضر، أبو منصور (ت 540 هـ): تكملة إصلاح ما تغلط فيه العامَّة، [تحقيق] عز الدين التنوخي، دمشق: المجمع العلمي العربي، (د. ت).

- - - - - -: شرح أدب الكاتب، [تحقيق] طيبة حمد بودي، الكويت: جامعة الكويت، 1995 م.

- - - - - -: المُعَرَّب من الكلام الأعجمي على حروف المعجم، [تحقيق] أحمد محمد شاكر، القاهرة: مطبعة دار الكتب المصرية، 1961 م.

- جوذر، منصور العزيزيّ أبو علي (ت 362 هـ): سيرة الأستاذ جوذر [تحقيق]

ص: 245

محمد كامل حسين ومحمد عبد الهادي شعيرة، القاهرة: دار الفكر العربي 1954 م.

- ابن الجوزي، عبد الرحمن بن علي بن محمد القرشي البغدادي (ت 597 هـ): أخبار الأذكياء، [تحقيق] بسام عبد الوهاب الجابي، بيروت: دار ابن حزم، 2003 م.

- - - - - -: سيرة عمر بن عبد العزيز، [تحقيق] محب الدين الخطيب، القاهرة: مطبعة المؤيَّد، 1331 هـ.

- - - - - -: صفة الصفوة، [تحقيق] محمود فاخوري ومحمد رواس قلعه جي، ط 3، بيروت: دار المعرفة، 1985 م.

- - - - - -: العلل المتناهية في الأحاديث الواهية، [تحقيق] خليل الميس، بيروت: دار الكتب العلمية، 1983 م.

- - - - - -: المنتظم في تاريخ الملوك والأمم [تحقيق] محمد عبد القادر عطا ومصطفى عبد القادر عطا، [مراجعة] نعيم زرزور، بيروت: دار الكتب العلمية، 1992 - 1993 م.

- - - - - -: كتاب الموضوعات، [تحقيق] عبد الرحمن محمد عثمان، المدينة المنورة: المكتبة السلفية، 1966 م.

- ابن أبي حاتم الرازي، عبد الرحمن بن محمد بن إدريس التميمي الحنظلي (ت 327 هـ): الجرح والتعديل، حيدرآباد الدكن (الهند): مطبعة مجلس دائرة المعارف العثمانية، 1952 م.

- حاجي خليفة، مصطفى بن عبد الله القسطنطيني (ت 1067 هـ): كشف الظنون عن أسماء الكتب والفنون، بيروت: دار الفكر، 1982 م.

ص: 246

- الحازمي، محمد بن موسى الهمداني (ت 584 هـ): عجالة المبتدي وفضالة المنتهي في النسب، [تحقيق] عبد الله كنون، ط 2، القاهرة: الهيئة العامة لشؤون المطابع الأميرية، 1973 م.

- الحاكم الكبير، محمد بن محمد بن أحمد بن إسحاق (ت 378 ص): كتاب الأسامي والكنى، [تحقيق] يوسف بن محمد الدخيل، المدينة المنورة: مكتبة الغرباء الأثرية، 1994 م.

- الحاكم النيسابوري، محمد بن عبد الله بن محمد (ت 405 هـ): تاريخ نيسابور، "تلخيص: أحمد بن محمد المعروف بالخليفة النيسابوري"، [تحقيق] بهمن كريمي، طهران: كتابخانة ابن سينا، (د. ت).

- - - - - -: المستدرك على الصحيحين في الحديث، بيروت: دار الفكر، 1978 م.

- - - - - -: المدخل إلى الصحيح، [تحقيق] ربيع بن هادي المدخلي، ط 2، القاهرة: دار الإمام أحمد، 2009 م.

- - - - - -: معرفة علوم الحديث وكميَّة أجناسه، [تحقيق] أحمد بن فارس السَّلوم، بيروت: دار ابن حزم، 2003 م.

- ابن حبان، محمد بن حبان بن أحمد التيمي البستي، أبو حاتم (ت 354 هـ): كتاب الثقات، حيدرآباد الدكن - الهند: مطبعة مجلس دائرة العارف العثمانية، 1973 م.

- - - - - -: روضة العقلاء ونزهة الفضلاء، [تحقيق] محمد حامد الفقي، القاهرة: مكتبة السنة المحمدية، (د. ت).

- - - - - -: كتاب المجروحين من المُحدِّثين والضعفاء والمتروكين،

ص: 247

[تحقيق] محمود إبراهيم زايد، حلب: دار الوعي، 1976 م.

- - - - - -: مشاهير علماء الأمصار وأعلام فقهاء الأقطار، [تحقيق] مرزوق علي إبراهيم، بيروت: مؤسسة الكتب الثقافية، 1987 م.

- ابن حبيب، الحسن بن محمد بن حبيب النيسابوري (ت 406 هـ): عقلاء المجانين، [تحقيق] عمر الأسعد، بيروت: دار النفائس، 1987 م.

- ابن حبيب، محمد بن حبيب بن أمية الهاشمي البغدادي، أبو جعفر (ت 245 هـ): أسماء المغتالين من الأشراف في الجاهلية والإسلام، وأسماء من قتل من الشعراء، ضمن كتاب نوادر المخطوطات (الجزء الثاني: ص 105 - 278)، [تحقيق] عبد السلام هارون، القاهرة - بغداد: مكتبة الخانجي، ومكتبة المثنى، 1954 م.

- - - - - -: كتاب المُحَبّر برواية أبي سعيد الحسن بن الحسين السكري، [تحقيق] ايلزة ليختن شتيتر، بيروت: المكتب التجاري للطباعة والنشر والتوزيع، (د. ت).

- - - - - -: مختلف القبائل ومؤتلفها، [تحقيق] إبراهيم الأبياري، القاهرة - بيروت: دار الكتب الإسلامية، دار الكتاب المصري، دار الكتاب اللبناني، 1980 م.

- ابن حجر العسقلاني، أحمد بن علي الكناني، شهاب الدين، أبو الفضل (ت 852 هـ): الإصابة في تمييز الصحابة، القاهرة: المطبعة الشرفية، 1327 هـ.

- - - - - -: تبصير المنتبه بتحرير المشتبه، [تحقيق] محمد علي النجار، علي محمد البجاوي، بيروت: المكتبة العلمية، 1964 م.

- - - - - -: تقريب التهذيب، [تحقيق] عبد الوهاب عبد اللطيف،

ص: 248

بيروت: دار المعرفة، 1975 م.

- - - - - -: تهذيب التهذيب، حيدرآباد الدكن: مطبعة مجلس دائرة المعارف النظامية، 1907 م.

- - - - - -: الدرر الكامنة في أعيان المائة الثامنة، بيروت: دار الجليل، (د. ت).

- - - - - -: رفع الإصر عن قضاة مصر، [تحقيق] علي محمد عمر، القاهرة: مكتبة الخانجي، 1998 م.

- - - - - -: فتح الباري بشرح صحيح الإمام أبي عبد الله محمد بن إسماعيل البخاري [تحقيق] محمد فؤاد عبد الباقي ومحب الدين الخطيب، بيروت: دار المعرفة، (د. ت).

- - - - - -: لسان الميزان، ط 2، بيروت: مؤسسة الأعلمي للمطبوعات، 1971 م.

- الحجري، محمد بن أحمد اليماني (ت 1380 هـ): مجموع بلدان اليمن وقبائلها، [تحقيق] إسماعيل بن علي الأكوع، صنعاء: دار الحكمة اليمانية، 1996 م.

- الحراني، محمد بن سعيد بن عبد الرحمن القشيري (ت 334 هـ): تاريخ الرقة ومن نزلها من أصحاب رسول الله والتابعين والفقهاء والمحدثين، [تحقيق] إبراهيم صالح، دار البشائر، دمشق، 1998 م.

- الحريري، القاسم بن علي (ت 516 هـ): مقامات الحريريّ، بيروت: دار صادر، 1980 م.

ص: 249

- ابن حزم، أحمد بن سعيد الأندلسي (ت 456 هـ): جمهرة أنساب العرب، [تحقيق] عبد السلام هارون، ط 5، القاهرة: دار المعارف، 1982 م.

- حسان بن ثابت الأنصاري (ت نحو 50 هـ): ديوانه، [تحقيق] وليد عرفات، بيروت: دار صادر، 2006 م.

- الحسيني، أحمد بن محمد بن عبد الرحمن (ت 695 هـ): صلة التكملة لوفيات النقلة، [تحقيق] بشار عواد معروف، بيروت: دار الغرب الإسلامي، 2007 م.

- الحسيني، علي بن ناصر بن علي (ت 633 هـ): أخبار الدولة السلجوقية، [تحقيق] محمد إقبال، لاهور: كلية فنجاب (البنجاب)، 1933 م.

- الحصري القيرواني، إبراهيم بن علي، أبو إسحاق (ت 453 هـ): زهر الآداب وثمر الألباب [تحقيق] محمد محيي الدين عبد الحميد، ط 4، بيروت: دار الجيل، 1972 م.

- الحصني، محمد بن يزيد بن مسلمة بن عبد الملك (ت 230 هـ): ديوانه، [تحقيق] إبراهيم صالح، أبو ظبي: هيئة أبو ظبي للثقافة والتراث، 2010 م.

- ابن أبي حصينة، الحسن بن عبد الله السلمي المعري (ت 456 هـ): ديوانه، [تحقيق] محمد أسعد طلس، ط 2، بيروت: دار صادر، 1999 م (مصورة عن طبعة المجمع العلمي العربي بدمشق).

- ابن أبي حفصة، مروان بن سليمان (ت 182 هـ): شعر مروان بن أبي حفصة، [تحقيق] حسين عطوان، ط 3، القاهرة: دار المعارف، 1982 م.

ص: 250

- الحلبي، علي بن برهان الدين (ت 1044 هـ): السيرة الحلبية في سيرة الأمين المأمون (إنسان العيون)، بيروت: دار المعرفة، 1980 م.

- الحلي، أبو البقاء هبة الله (ق 6 هـ): المناقب المزيدية في أخبار الملوك الأسدية، [تحقيق] محمد خريسات، العين (الإمارات): مركز زايد للتراث والتاريخ، 2000 م.

- ابن حماد، نعيم بن حماد المروزي (ت 228 هـ): كتاب الفتن، [تحقيق] سمير بن أمين الزهيري، القاهرة: مكتبة التوحيد، 1991 م.

- ابن حمدون، محمد بن الحسن بن علي (ت 562 هـ/ 1167 م): التذكرة الحمدونية، [تحقيق] إحسان عباس وبكر عباس، بيروت: دار صادر، 1996 م.

- ابن حمديس، عبد الجبار بن أبي بكر بن محمد الأزدي الصقلي، أبو محمد (ت 527 هـ): ديوان ابن حمديس [تحقيق] إحسان عباس، بيروت: دار صادر (د. ت).

- ابن حمزة الحسيني، إبراهيم بن محمد (ت 1120 هـ): البيان والتعريف في أسباب ورود الحديث الشريف، بيروت: دار الكتاب العربي، 1981 م.

- حميد الهلالي، حميد بن ثور العامري (ت نحو 30 هـ): ديوانه، [تحقيق] عبد العزيز الميمني، القاهرة: الدار القومية للطباعة، 1965 م.

- الحميدي، عبد الله بن الزبير القرشي (ت 219 هـ): المسند، [تحقيق] حبيب الرحمن الأعظمي، بيروت، القاهرة: عالم الكتب، مكتبة المتنبي، (د. ت).

- الحميدي، محمد بن فتوح بن عبد الله (ت 488 هـ): جُذوة المقبس في

ص: 251

تاريخ علماء الأندلس، [تحقيق] إبراهيم الأبياري، ط 2، القاهرة - بيروت: دار الكتاب المصري، ودار الكتاب اللبناني، 1989 م.

- الحميري، محمد بن عبد النعم الصنهاجي (من أهل القرن الثامن الهجري): الروض المعطار في خبر الأقطار، [تحقيق] إحسان عباس، ط 2، بيروت: مكتبة لبنان، 1984 م.

- الحميري، نشوان بن سعيد (ت 573 هـ): ملوك حمير وأقيال اليمن وشرحها المسمى "خلاصة السيرة الجامعة لعجائب أخبار الملوك التبابعة"، [تحقيق] علي بن إسماعيل المؤيد، وإسماعيل بن أحمد الجرافي، بيروت: دار العودة، 1978 م.

- ابن حنبل، أحمد بن محمد (ت 241 هـ): فضائل الصحابة، [تحقيق] وصيّ الله بن محمد عباس، مكة الكرمة - بيروت: جامعة أم القرى، مؤسسة الرسالة، 1983 م.

- - - - - -: المسند، [تحقيق] أحمد محمد شاكر، مصر، دار المعارف، 1958 م. ونشرة شعيب الأرناؤووط، بيروت: مؤسسة الرسالة، 1995 م.

- ابن الحنبلي، محمد بن إبراهيم بن يوسف الحلبي (ت 971 هـ): دُرُّ الحبَب في تاريخ أعيان صلب، [تحقيق] محمود أحمد الفاخوري، ويحيى زكي عبارة، دمشق: وزارة الثقافة، 1973 م.

- ابن حَوْقل، محمد بن حوقل البغدادي (ت 367 هـ): صورة الأرض، بيروت: دار صادر، 1938 - 1939 م.

- أبو حيان التوحيدي، علي بن محمد بن العباس (ت 414 هـ): كتاب الإمتاع

ص: 252

والمؤانسة، [تحقيق] أحمد أمين، أحمد الزين، بيروت: دار مكتبة الحياة، (د. ت).

- - - - - -: البصائر والذخائر، [تحقيق] وداد القاضي، بيروت: دار صادر، 1984 م.

- الحيص بيص، سعد بن مُحَمَّد بن سعد الصيفي (ت 574 هـ): ديوان الأمير شهاب الدين أبي الفوارس الحيص بيص، [تحقيق] مكي السيد جاسم، شاكر هادي شكل، بغداد: وزارة الأعلام (سلسلة كتب التراث)، 1974 م.

- ابن حيوس، مُحَمَّد بن سلطان بن مُحَمَّد الغنوي، مصطفى الدولة، أبو الفتيان (ت 473 هـ): ديوان ابن حيوس، [تحقيق] خليل مردم بك، بيروت: دار صادر، 1984 م.

- خالد الكاتب، خالد بن يزيد البغدادي (ت 262 هـ): ديوانه، [تحقيق] كارين صادر، دمشق: وزارة الثقافة، 2006 م.

- الخُتَّليّ، إسحاق بن إبراهيم بن مُحَمَّد (ت 283 هـ): كتاب الديباج، [تحقيق] إبراهيم صالح، دمشق: دار البشائر، 1994 م.

- الخرائطي، مُحَمَّد بن جعفر بن سهل السامري (ت 327 هـ): إعتلال القلوب، [تحقيق] حمدي الدمرداش، ط 2، الرياض: مكتبة نزار مصطفى الباز، 2000 م.

- - - - - -: مساوئ الأخلاق ومذمومها، [تحقيق] مصطفى الشلبي، جدة (السعودية): مكتبة السوادي، 1992 م.

- - - - - -: مكارم الأخلاق ومعاليها ومحمود طرائقها، [تحقيق] عبد الله الحميري، الرياض: مكتبة الرشد، 2006 م.

ص: 253

- - - - - -: هواتف الجنان، [تحقيق] إبراهيم صالح، دمشق: دار البشائر، 2001 م.

- ابن خرداذبة، عبيد الله بن عبد الله (ت نحو 280 هـ): المسالك والممالك، ليدن: مطبعة بريل، 1889 م.

- الخريمي، إسحاق بن يعقوب بن قوهي (ت 214 هـ): ديوان الخريمي [تحقيق] علي جواد الطاهر ومحمد جبار المعيبد، بيروت: دار الكتاب الجديد، 1971 م.

- الخطيب البغدادي، أحمد بن علي بن ثابت، أبو بكر (ت 463 هـ): الأسماء المبهمة في الأنباء المحكمة، [تحقيق] عز الدين علي السيد، ط 2، القاهرة: مكتبة الخانجي، 1992 م هـ

- - - - - -: تاريخ مدينة السلام "تاريخ بغداد"، [تحقيق] بشار عواد معروف، بيروت: دار الغرب الإسلامي، 2001 م.

- - - - - -: تلخيص المتشابه في الرسم، وحماية ما أشكل منه عن بوادر التصحيف والفهم، [تحقيق] سكينة الشهابي، دمشق: طلاس للدراسات والترجمة والنشر، 1985 م.

- - - - - -: الجامع لأخلاق الراوي وآداب السامع، [تحقيق] محمود الطَّحَّان، الرياض: مكتبة المعارف، 1983 م.

- - - - - -: شرف أصحاب الحديث، [تحقيق] محمد سعيد خطيب أوغلي، أنقرة: كلية الإلهيات، جامعة أنقرة، 1969 م.

- - - - - -: الفقيه والمتفقّه، [تحقيق] عادل بن يوسف العزازي، الرياض: دار ابن الجوزي، 1996 م.

ص: 254

- - - - - -: كتاب الكفاية في علم الرواية، حيدر آباد الدكن: دائرة المعارف العثمانية، 1357 هـ.

- - - - - -: المتفق والمفترق، [تحقيق] مُحَمَّد صادق آيدن الحامدي، دمشق: دار القادري، 1999 م.

- ابن الخطيب، مُحَمَّد بن عبد الله السلماني، لسان الدين (ت 776 هـ): الإحاطة في أخبار غرناطة، [تحقيق] مُحَمَّد عبد الله عنان، ط 2، القاهرة: مكتبة الخانجي، 1973 م.

- ابن خلدون، عبد الرحمن بن مُحَمَّد (ت 808 هـ): العبر وديوان المبتدأ والخبر، في أيام العرب والعجم والبربر، ومن عاصرهم من ذوي السلطان الأكبر،

[تحقيق] مجوعة من الباحثين بإشراف إبراهيم شبوح. تونس: القيروان للنشر، 2006 - 2015 م.

- ابن خلكان، أحمد بن مُحَمَّد بن أبي بكر (ت 681 هـ): وفيات الأعيان وأنباء أبناء الزمان، [تحقيق] إحسان عباس، بيروت: دار الثقافة، 1970 م.

- الخليلي، الخليل بن عبد الله بن أحمد القزويني، أبو يعلى (ت 446 هـ): الإرشاد في معرفة علماء الحدث، [تحقيق] مُحَمَّد سعيد بن عمر إدريس، الرياض: مكتبة الرشد، (د. ت).

- الخوارزي، مُحَمَّد بن أحمد بن يوسف (ت 387 هـ): مفاتيح العلوم، [تحقيق] إبراهيم الأبياري، بيروت: دار الكتاب العربي، 1984 م.

- الخوانساري، مُحَمَّد باقر بن زين العابدين بن جعفر الموسوي (ت 1313 هـ):

ص: 255

روضات الجنات في أحوال العلماء والسادات، الجزء 1 - 2 منشورات مكتبة إسماعيليان (طهران)، والأجزاء 3 - 7 منشورات الدار الإسلامية (بيروت)، 1991 م.

- ابن خياط، خليفة العصفري الشيبانيّ (ت 240 هـ): تاريخ خليفة بن خياط، ط 2، [تحقيق] أكرم ضياء العمري، بيروت: دار القلم، ودار الرسالة، 1977 م.

- - - - - -: كتاب الطبقات، [تحقيق] أكرم ضياء العمري، بغداد: مطبعة العاني، 1967 م.

- ابن أبي خيثمة، أحمد بن أبي خيثمة زهير بن حرب (ت 279 هـ): التاريخ الكبير "تاريخ ابن أبي خيثمة"، [تحقيق] صلاح بن فتحي هلل، القاهرة: الفاروق الحديثة للطباعة والنشر، 2004 م.

- ابن خير، مُحَمَّد بن خير بن عمر الأمويّ الأشبيلي (ت 575 هـ): فهرسة ابن خير، [تحقيق] إبراهيم الأبياري، القاهرة - بيروت: دار الكتاب المصري، ودار الكتاب اللبناني، 1989 م.

- الداراني، عبد الجبار بن عبد الله بن مُحَمَّد الخولاني (ت 370 هـ): تاريخ داريا، [تحقيق] سعيد الأفغاني، دمشق: المجمع العلمي العربي، مطبعة الترقي، 1950 م.

- الدارقطني، علي بن عمر بن أحمد البغدادي (ت 385 هـ): سنن الدارقطني، ط 4، بيروت: عالم الكتب، 1986 م.

- - - - - -: سؤالات الحاكم النيسابوري في الجرح والتعديل، [تحقيق] موفق بن عبد الله بن عبد القادر، الرياض: مكتبة المعارف، 1984 م.

ص: 256

- الدارمي، عثمان بن سعيد (ت 280 هـ): تاريخ الدارمي، [تحقيق] أحمد مُحَمَّد نور سيف، دمشق: دار المأمون للتراث، 1400 هـ.

- أبو داود، سليمان بن الأشعث السجستاني الأزدي (ت 275 هـ): سنن أبي داود، [تحقيق] عزت عبيد الدعاس وعادل السيد، بيروت: دار الحديث، 1974 م.

- الداوودي، مُحَمَّد بن علي بن أحمد المالكي (ت 945 هـ): طبقات المفسِّرين، بيروت: دار الكتب العلمية، 1982 م.

- ابن الدبيثي، مُحَمَّد بن سعيد بن يحيى الواسطي (ت 637 هـ): ذيل تاريخ مدينة السلام، [تحقيق] بشار عواد معروف، بيروت: دار الغرب الإسلامي، 2006 م.

- ابن دحية الكلبي، عمر بن الحسن بن علي (ت 633 هـ): أعلام النصر المبين في المفاضلة بين أهلي صفين، [تحقيق] مُحَمَّد أمحزون، بيروت: دار الغرب الإسلامي، 1998 م.

- ابن دريد الأزدي، مُحَمَّد بن الحسن (ت 321 هـ): كتاب الاشتقاق [تحقيق] عبد السلام مُحَمَّد هارون، ط 2، بغداد: مكتبة المثنى، 1979 م.

- - - - - -: جمهرة اللغة، القاهرة: مؤسسة الحلبي للنشر والتوزيع، (د. ت).

- دعبل الخزاعي، دعبل بن علي (ت 246 هـ): ديوان شعره، [جمع وتحقيق] عبد الصاحب عمران الدجيلي، ط 3، بيروت: دار الكتاب اللبناني، 1989 م.

- - - - - -: وصايا الملوك وأبناء الملوك من ولد قحطان بن هود، [تحقيق] نزار أباظة، بيروت: دار صادر، 1997 م.

ص: 257

- ابن دقاق، إبراهيم بن محمد بن إيدمر العلائي (ت 809 هـ): نُزهة الأنام في تاريخ الإِسلام، [تحقيق] سمير طبَّارة، صيدا (بيروت): المكتبة العصرية، 1999 م.

- الدلجي، أحمد بن علي (ت 838 هـ): الفلاكة والمفلوكون، القاهرة: مطبعة الشعب، 1322 هـ.

- ابن أبي الدنيا، عبد الله بن مُحَمَّد بن عبيد (ت 281 هـ): الإشراف في منازل الأشراف، [تحقيق] نجم عبد الرحمن خلف، الرياض: مكتبة الرشد، 1990 م.

- - - - - -: رسائل ابن أبي الدنيا، [تحقيق] أبو بكر بن عبد الله بن سعداوي، الشارقة (الإمارات العربية): المنتدى الإسلامي، المركز العربي للكتاب،2000 م.

- - - - - -: كتاب الصمت وآداب اللسان، [تحقيق] أبو إسحاق الجويني، بيروت: دار الكتاب العربي، 1990 م.

- أبو دهبل الجمحي، وهب بن زمعة (ت نحو 126 هـ): ديوانه برواية أبي عمرو الشيباني، [تحقيق] عبد العظيم عبد المحسن، النجف: مطبعة القضاء، 1972 م.

- الدولابي، مُّحَمَّد بن أحمد بن حماد الأنصاري الرازي، أبو بشر (ت 310 هـ): كتاب الكنى والأسماء، بيروت: دار الكتب العلمية، 1983 م. (مصورة عن نشرة حيدر آباد: مطبعة مجلس المعارف النظامية، 1322 هـ).

- الديار بكري، حسين بن مُحَمَّد بن الحسن (ت 969 هـ): تاريخ الخميس في أحوال أنفس نفيس، مصر الطبعة العامرة العثمانية، 1884 م.

ص: 258

- ابن ديزيل، إبراهيم بن الحسين بن علي بن مهران الكسائي (ت 281 هـ): جزء الحافظ ابن ديزيل، [تحقيق] عبد الله بن محمد عبد الرحيم البخاري، الدينة النبوية: مكتبة الغرباء الأثرية، 1413 هـ.

- ديك الجن، عبد السلام بن رغبان الحمصي (ت 235 هـ): ديوان ديك الجن، [تحقيق] أحمد مطلوب، عبد الله الجبوري، بيروت: دار الثقافة، (د. ت).

- الديلمي، شيرويه بن شهردار بن شيرويه الهمذاني (ت 509 هـ): الفردوس بمأثور الخطاب، بيروت: دار الكتب العلمية، 1986 م.

- الدينوري، أحمد بن داود، أبو حنيفة (ت 383 هـ): الأخبار الطوال، [تحقيق] عبد المنعم عامر وجمال الدين الشيال، بغداد: مكتبة المثنى، (د. ت).

- الدينَوَريّ، أحمد بن مروان بن محمد المالكي (ت 333 هـ): المُجالسة وجواهر العلم، بيروت: دار ابن حزم، 2002 م.

- الذهبي، محمد بن أحمد بن عثمان بن قايماز، شمس الدين، أبو عبد الله (ت 748 هـ): الإعلام بوفيات الأعلام، [تحقيق] رياض عبد الحميد مراد، عبد الجبار زكار، دبي: مركز جمعة الماجد للثقافة والتراث، 1991 م.

- - - - - -: تاريخ الإسلام ووفيات المشاهير والأعلام، [تحقيق] بشار عواد معروف، بيروت: دار الغرب الإسلامي، 2003 م.

- - - - - -: كتاب تذكرة الحفاظ، بيروت: دار إحياء الراث العربي، 1958 م.

- - - - - -: سير أعلام النبلاء [تحقيق] شعيب الأرناؤوط وآخرون، ط 3، بيروت: مؤسسة الرسالة، 1985 م.

ص: 259

- - - - - -: طبقات القراء، [تحقيق] أحمد خان، الرياض: مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية، 1997 م.

- - - - - -: العبر في خبر مَن غبر، [تحقيق] مُحَمَّد السعيد بن بسيوني زغلول، بيروت: دار الكتب العلمية، 1985 م.

- - - - - -: الكاشف في معرفة من له رواية في الكتب الستة، [تحقيق] عزت علي عيد عطية، مولى مُحَمَّد علي الموشي، القاهرة: دار النصر، ودار الكتب الحديثة، 1972 م.

- - - - - -: المختصر المحتاج إليه من تأريخ الحافظ أبي عبد الله محمد بن سعيد بن مُحَمَّد بن الدبيثي، [تحقيق] مصطفى جواد، بغداد: مطبعة المعارف، 1951 م.

- - - - - -: المشتبه في الرجال: أسمائهم وأنسابهم، [تحقيق] علي محمد البجاوي، القاهرة: دار إحياء الكتب العربية، 1963 م.

- - - - - -: معرفة القراء الكبار على الطبقات والأعصار، [تحقيق] طيّار آلتى قولاج، استانبول: مركز البحوث الإسلامية التابع لوقف الديانة التركي، 1995 م.

- - - - - -: ميزان الاعتدال في نقد الرجال، [تحقيق] علي محمد البجاوي، بيروت: دار الفكر، 1963 م.

- أبو ذؤيب الهذلي، خويلد بن خالد بن محرث (ت 27 هـ): ديوان أبي ذؤيب الهذلي، [تحقيق] أنطونيوس بطرس، بيروت: دار صادر، 2003 م.

ص: 260

- الرازي، فخر الدين مُحَمَّد بن عمر بن الحسن (ت 606 هـ): الشَّجرة المباركة في أنساب الطالبيَّة، [تحقيق] السيد مهدي الرجائي، قم: مطبعة سيد الشهداء، 1409 هـ. ق.

- الراي النميري، عُبيد بن حصين (ت 97 هـ): ديوانه، [تحقيق] راينهرت فايبرت، بيروت: المعهد الألماني، 1980 م.

- الراغب الأصفهاني، الحسين بن محمد بن المفضل (ت 502 هـ): محاضرات الأدباء ومحاورات الشعراء والبلغاء، [تحقيق] رياض عبد الحميد مراد، بيروت: دار صادر، 2004 م.

- الرافعي، عبد الكريم بن محمد القزويني (ت 627 هـ): التدوين في أخبار قزوين، [تحقيق] الشيخ عزين الله العطاردي، بيروت: دار الكتب العلمية، 1987 م.

- الرامهرزي، الحسن بن عبد الرحمن بن خلاد (ت 360 هـ): أمثال الحديث، [تحقيق] عبد العلي عبد الحميد الأعظمي، بومباي (الهند): الدار السلفية، 1983 م.

- الربعي، علي بن محمد المالكي (ت 444 هـ): فضائل الشام ودمشق، [تحقيق] صلاح الدين المنجد، دمشق: المجمع العلمي العربي، 1950 م.

- الربعي، محمد بن عبد الله بن زبر أبو سليمان (ت 379 هـ): تاريخ مولد العلماء ووفياتهم، [تحقيق] مُحَمَّد المصري، الكويت: مركز المخطوطات والتراث والوثائق، 1990 م.

- ابن رجب الحنبلي، عبد الرحمن بن أحمد بن رجب، أبو الفرج (ت 795 هـ): الذيل على طبقات الحنابلة، بيروت: دار المعرفة، (د. ت).

ص: 261

- ابن رستة، أحمد بن عمر (ت نحو 300 هـ): الأعلاق النفيسة، ليدن: مطبعة بريل، 1893 م.

- ابن رشيق القيرواني، الحسن بن رشيق الأزدي (ت 456 هـ): العُمدة في محاسن الشعر وآدابه ونقده، [تحقيق] محمد محيى الدين عبد الحميد، ط هـ، بيروت: دار الجيل، 1981 م.

- الرصافي البلنسي، محمد بن غالب (ت 573 هـ): ديوانه، [جمع وتقديم] إحسان عباس، ط 2، بيروت: دار الشروق، 1983 م.

- ابن الرقاع، عدي بن زيد العاملي (ت 95 هـ): ديوانه، [تحقيق] نوري حمودي القيسي وحاتم صالح الضامن، بغداد: المجمع العلمي العراقي، 1987 م.

- الرقيق القيرواني، إبراهيم بن القاسم (ت نحو 417 هـ): قطب السرور في أوصاف الأنبذة والخمور، [تحقيق] سارة البربوشي بن يحيى، بغداد - بيروت: منشورات الجمل، 2010 م.

- ابن الرومي، علي بن العباس بن جريج (ت 283 هـ): ديوان ابن الرومي، [تحقيق] حسين نصار، ط 2، عمر الهيئة المصرية العامة للكتاب، 1993 م.

- أبو زبيد الطائي، حرملة بن المنذر (ت نحو 40 هـ): شعر أبي زبيد الطائي، [جمع وتحقيق] نوري حمودي القيسي، بغداد: مطبعة المعارف، 1967 م.

- الزبيدي، أبو بكر محمد بن الحسن الأشبيليّ (ت 379 هـ): طبقات النحويين واللّغوبين، [تحقيق] محمد أبو الفضل إبراهيم، القاهرة: المكتبة التجارية، 1954 م.

ص: 262

- ابن الزبير، الرشيد بن الزبير (من أهل القرن الخامس الهجري): كتاب الذخائر والتحف، [تحقيق] مُحَمَّد حميد الله، [مراجعة] صلاح الدين المنجد، الكويت: دائرة المطبوعات والنشر، 1959 م.

- الزبيري، مصعب بن عبد الله بن مصعب (ت 236 هـ): نسب قريش [تحقيق] ليفي بروفنسال، ط 3، القاهرة: دار المعارف، 1976 م.

- أبو زرعة الدمشقي، عبد الرحمن بن عمرو بن عبد الله (ت 281 هـ): تاريخ أبي زرعة الدمشقي، [تحقيق] شكر الله بن نعمة الله القوجاني، دمشق: جمع اللغة العربية، 1982 م.

- الزمخشري، جار الله محمود بن عمر (ت 538 هـ): ربيع الأبرار ونصوص الأخبار [تحقيق] سليم النعيمي، بغداد: مطبعة العاني، 1982 م.

- - - - - -: المسقصى في أمثال العرب، حيدر آباد الدكن (الهند): مطبعة مجلس دائرة المعارف العثمانية، 1962 م.

- ابن زنجويه، حميد بن مخلد بن قتيبة الأزدي النسائي (ت 251 هـ): كتاب الأموال، [تحقيق] شاكر ذيب فيَّاض، الرياض: مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية، 1986 م.

- زهير بن أبي سُلمى، زهير بن ربيعة بن رياح المزني (ت 13 ق. هـ): ديوان زهير بن أبي سُلمى، بيروت: دار صادر، (د. ت).

- الزوقنيني، الراهب السرياني (كان حيًا سنة 157 هـ): تاريخ الزوقنيني، [ترجمه من السريانية] بطرس قاشا، بيروت: المكتبة البولسية، 2006 م.

ص: 263

- زياد الأعجم، زياد بن سليمان، أبو أمامة العبدي (ت نحو 100 هـ): شعر زياد الأعجم، [جمع وتحقيق] يوسف حسين بكار، بيروت: دار المسيرة، 1983 م.

- سابق البربري، سابق بن عبد الله (ت بعد 132 هـ): شعر سابق البربري، [جمع وتحقيق] بدر ضيف، الإسكندرية: دار الوفاء لدنيا الطباعة والنشر، 2004 م.

- ابن الساعي، علي بن أنجب بن عبيد الله البغدادي (ت 674 هـ): الدُّرُّ الثمين في أسماء المصنفين، [تحقيق] أحمد بن شوقي بنبين، مُحَمَّد سعيد حنشي، بيروت: دار الغرب الإسلامي، 2009 م.

- - - - - -: المقابر المشهورة والمشاهد المَزُورة، [تحقيق] إحسان ذنون الثامري، عمان: دار الفاروق، 2014 م.

- ابن سباهي زادة، مُحَمَّد بن علي البروسوي (ت 997 هـ): أوضح المسالك إلى معرفة البلدان والممالك، [تحقيق] المهدي عيد الرواضية، ط 2، دار الغرب الإسلامي، 2008 م.

- سبط ابن الجوزي، يوسف بن عبد الله الحنفي (ت 654 هـ): تذكرة الخواص، [تقديم] مُحَمَّد صادق بحر العلوم، مكتبة نينوى الحديثة، (د. ت).

- - - - - -: مرآة الزمان في تواريخ الأعيان، [تتحقيق] مجموعة من الباحثين، بيروت: دار الرسالة، 2013 م.

- سبط ابن العجمي، أحمد بن إبراهيم الحلبي (ت 884 هـ): كنوز الذهب في تاريخ حلب، [تحقيق] شوقي شعث وفالح البكور، حلب: دار القلم العربي، 1996 م.

- السبكي، تاج الدين عبد الوهاب بن علي بن عبد الكافي (ت 771 هـ): طبقات الشافعية الكبرى، [تحقيق] عبد الفتاح الحلو ومحمود الطناحي، ط 2، القاهرة:

ص: 264

دار هجر للطباعة، 1993 م.

- سترابون، (مؤرخ وجغرافي إغريقي ت 31 م): جغرافية سترابون، "الكتاب السادس عشر في وصف بلاد ما بن النهرين وفينيقيا وشبه الجزيرة العربية"، [ترجمه عن الإغريقية] مُحَمَّد المبروك الدويب، بنغازي (ليبيا): جامعة قاريونس، 2006 م.

- السجستاني، سليمان بن الأشعث (ت 275 هـ): المراسيل، [تحقيق] شعيب الأرناؤوط، بيروت: مؤسسة الرسالة، 1988 م.

- السجستاني، سهل بن مُحَمَّد بن عثمان، أبو حاتم (ت 250 هـ): المعمَّرُون والوصايا، [تحقيق] عبد المنعم عامر، القاهرة: دار إحياء الكتب العربية، 1961 م.

- السخاوي، مُحَمَّد بن عبد الرحمن شمس الدين (ت 902 هـ): الإعلان بالتويخ لمن ذمَّ التاريخ، [تحقيق] فرانز روزنثال، [ترجمة] صالح أحمد العلي، بيروت: دار الكتب العلمية، (د. ت).

- - - - - -: المقاصد الحسنة في بيان كثير من الأحاديث المشتهرة على الألسنة، [تحقيق] عبد الله مُحَمَّد الصديق، بيروت: دار الكتب العلمية، 1987 م.

- السراج، جعفر بن أحمد بن الحسين القارئ البغدادي (ت 500 هـ): مَصارع العُشَّاق، [تحقيق] أحمد رشدي شحاتة، بيروت: دار الكتب العلمية، 1998 م.

- السري الرفاء، أبو الحسن السري بن أحمد الكندي (ت 361 هـ): ديوان

ص: 265

السري الرفاء، [تحقيق] كرم البستاني، [مراجعة] ناهد جعفر، بيروت: دار صادر، 1996 م.

- - - - - -: المحب والمحبوب والمشموم والمشروب، [تحقيق] مصباح غلاونجي، دمشق: مطبوعات مجمع اللغة العربية، 1986 م.

- ابن سعد، محمد بن سعد بن منيع البصري الزهري (ت 330 هـ): الطبقات الكبرى، بيروت: دار صادر، (د. ت).

- - - - - -: الطبقات الكبرى (الجزء السادس)، [تحقيق] علي محمد عمر، القاهرة: مكتبة الخانجي، 2001 م.

- ابن سعيد، علي بن موسى بن محمد الأندلسي المغربي، أبو الحسن (ت 685 هـ): بسط الأرض في الطول والعرض، [تحقيق] خوان فرنيط خينيس، تطوان (المغرب): معهد مولاي الحسن، 1958 م.

- - - - - -: الغصون اليانعة في محاسن شعراء المائة السابعة، [تحقيق] إبراهيم الأبياري، ط 3، القاهرة: دار المعارف، (د. ت).

- - - - - -: المُغرب في حُلى المغرب، [تحقيق] زكي محمد حسن، شوقي ضيف، سيدة كاشف، القاهرة: جامعة فؤاد الأول، 1953 م. وحقّق القسم الخاص بمصر: شوقي ضيف، ط 3، القاهرة: دار المعارف، 1964 م.

- - - - - -: المقتطف من أزاهر الطرف، [تحقيق] سيد حنفي حسنين، القاهرة: الهيئة المصرية العامة للكتاب، 1983 م.

ص: 266

- - - - - -: نشوة الطرب في تاريخ جاهلية العرب، [تحقيق] نصرت عبد الرحمن، الأردن: مكتبة الأقصى، 1982 م.

- سعيد بن منصور بن شعبة الخراساني المكي (ت 227 هـ): السنن، [تحقيق] حبيب الرحمن الأعظمي، بيروت: دار الكتب العلمية، 1985 م.

- السلفي، أحمد بن محمد الأصبهاني، أبو طاهر (ت 576 هـ): معجم السفر [تحقيق] عبد الله عمر البارودي، بيروت: دار الفكر، 1993 م.

- السلمي، محمد بن الحسين الأزدي (ت 412 هـ): طبقات الصوفية، [تحقيق] نور الدين شريبة، ط 3، القاهرة: مكتبة الخانجي، 1986 م.

- السمعاني، عبد الكريم بن محمد بن منصور التميمي (ت 562 هـ): كتاب أدب الإملاء والاستملاء، [تحقيق] أحمد محمد عبد الرحمن محمد محمود، جدة: مطبعة المحمودية، 1993 م.

- - - - - -: الأنساب، [باعتناء] عبد الرحمن بن يحيى المعلمي، حيدرآباد الدكن (الهند): مطبعة مجلس دائرة المعارف العثمانية، 1962 م.

- - - - - -: فضائل الشام، [تحقيق] عمرو علي عمر، دمشق: دار الثقافة العربية، 1992 م.

- - - - - -: المنتخب من معجم شيوخ السمعاني، [تحقيق] موفق بن عبد الله بن عبد القادر، الرياض: جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، 1996 م.

- ابن سناء الملك، هبة الله بن جعفر السعدي المصري (ت 608 هـ): ديوان ابن

ص: 267

سناء الملك [تحقيق] محمد إبراهيم نصر، حسين محمد نصار، القاهرة: دار الكتاب للطباعة والنشر، 1969 م.

- ابن سنان الخفاجي، عبد الله بن سعيد بن يحيى، أبو محمد (ت 466 هـ): ديوانه [تحقيق] مختار الأحمدي نويوات، نسيب نشاوي، دمشق: مجمع اللغة العربية، 2007 م.

- - - - - -: سر الفصاحة، بيروت: دار الكتب العلمية، 1982 م.

- سهراب (ت ق 4 هـ/ 10 م): عجائب الأقاليم السَّبْعة إلى نهاية العمارة وكيف هيئة المُدن وإحاطة البحار بها وتشقّق أنهارها ومعرفة جبالها وجميع ما وراء خط الاستواء والطول والعرض بالمسطرة والحساب والعدد والبحث على جميع ما ذكر، [تحقيق] هانس فون مزيك، فينا: مطبعة أدولف هولزهوزن، 1929 م.

- السهمي، حمزة بن يوسف بن إبراهيم القرشي الجرجاني (ت 427 هـ): تاريخ جرجان، [تحقيق] محمد عبد العيد خان، ط 4، بيروت: عالم الكتب، 1987 م.

- السويدي، عبد الله بن حسين البغدادي (ت 1174 هـ): النفحة المسكية في الرحلة المكية، [تحقيق] عماد عبد السلام رؤوف، أبو ظبي: المجمع الثقافي، 2003 م.

- السيوطي، عبد الرحمن بن أبي بكر بن محمد الشافعي، جلال الدين، أبو الفضل (ت 911 هـ): بغية الوعاة في طبقات اللغويين والنحاة، [تحقيق] محمد أبو الفضل إبراهيم، ط 2، بيروت: دار الفكر، 1979 م.

- - - - - -: تاريخ الخُلفاء، [تحقيق] محمد أبو الفضل إبراهيم، القاهرة: دار نهضة مصر للطبع والنشر، 1975 م.

ص: 268

- - - - - -: الجامع الصغير في أحاديث البشير النذير، بيروت: دار الفكر، 1981 م.

- - - - - -: حسن المحاضرة في تاريخ مصر والقاهرة، [تحقيق] محمد أبو الفضل إبراهيم، القاهرة: دار إحياء الكتب العربية، 1967 م.

- - - - - -: طبقات الحفاظ، [تحقيق] لجنة من العلماء، بيروت: دار الكتب العلمية، 1983 م.

- - - - - -: طبقات المفسرين، بيروت: دار الكتب العلمية، 1983 م.

- - - - - -: الفتح الكبير في ضم الزيادة إلى الجامع الصغير، [ترتيب] يوسف بن إسماعيل بن يوسف النبهاني، بيروت: دار الكتاب العربي، (د. ت).

- - - - - -: اللآلى المصنوعة في الأحاديث الموضوعة، بيروت: دار الفكر، 1983 م.

- الشابشتي، علي بن محمد، أبو الحسن (ت 388 هـ): الديارات، [تحقيق] كوركيس عواد، ط 2، بغداد: مكتبة المثنى، 1966 م.

- الشاغوري، فتيان بن عليّ الأسدي (ت 615 هـ): ديوان فتيان الشاغوري، [تحقيق] أحمد الجندي، ط 2، دمشق: جمع اللغة العربية والمطبعة الهاشمية، 1976 م.

- الشافعي، محمد بن إدريس القرشي (ت 204 هـ): مسند الإمام الشافعي،

ص: 269

بيروت: دار الكتب العلمية، 1980 م.

- الشافعي البزاز، محمد بن عبد الله بن إبراهيم (ت 354 هـ): الغيلانيات "فوائد أبي بكر الشافعي"، [تحقيق] فاروق بن عبد العليم بن مرسي، الرياض: مكتبة السلف، 1996 م.

- أبو شامة، عبد الرحمن بن إسماعيل بن إبراهيم المقدسي الشافعي الدمشقيّ (ت 665 هـ): تراجم رجال القرنين السادس والسابع "الذيل على الروضتين"، [تحقيق] إبراهيم شمس الدين، بيروت: دار الكتب العلمية، 2002 م.

- - - - - -: كتاب الروضتين في أخبار الدولتين النورية والصلاحية، [تحقيق] إبراهيم شمس الدين، بيروت: دار الكتب العلمية، 2002 م.

- ابن شبة، عمر بن شبة النميري البصري (ت 262 هـ): تاريخ المدينة المنورة، [تحقيق] علي محمد دندل، ياسين سعد الدين بيان، بيروت، دار الكتب العلمية، 1996 م.

- الشجري، يحيى بن الحسين، الإمام المرشد بالله (ت 477 هـ): كتاب الأمالي "الأمالي الخميسية"، ط 3، بيروت: عالم الكتب، 1983 م.

- ابن الشحنة، محمد بن محمد الحلبي (ت 890 هـ): الدر المنتخب في تاريخ مملكة حلب، [تحقيق] يوسف بن إليان سركيس الدمشقي، بيروت: المطبعة الكاثوليكية للآباء اليسوعيين، 1909 م.

- ابن شداد، محمد بن علي بن إبراهيم (ت 684 هـ): الأعلاق الخطيرة في ذكر أمراء الشام والجزيرة، الجزء الأول، القسم الأول [تحقيق] يحيى عبّارة، دمشق:

ص: 270

وزارة الثقافة، 1991 م.

- - - - - -: الجزء الأول، القسم الثاني [تحقيق] آن ماري إده، ومنشور في مجلة المعهد الفرنسي Buletin d'etudes Orientales، Tomes 32 - 33، Annees 1980 - 1981، Damas 1982

- - - - - -: الجزء الثالث، القسم الأول [تحقيق] يحيى عبارة، دمشق: وزارة الثقافة، 1978 م.

- ابن شداد، يوسف بن رافع بن تميم الأسدي الموصلي، بهاء الدين أبو المحاسن (ت 633 هـ): النوادر السلطانية والمحاسن اليوسفية، [تحقيق] جمال الدين الشيال، ط 2، القاهرة: مكتبة الخانجي، 1994 م.

- شرف الدين الحلي، راجح بن إسماعيل الأسدي (ت 637 هـ): ديوانه، [تحقيق] الدوكالي محمد نصر، طرابلس (ليبيا): منشورات كلية الدعوة الإسلامية، 1994 م.

- الشريف الإدريسيّ، محمد بن محمد (ت 560 هـ): نزهة المشتاق في اختراق الآفاق، بيروت: عالم الكتب، 1989 م.

- الشريف الرضي، محمد بن الحسين بن موسى (ت 406 هـ): ديوانه، [شرح] يوسف شكري فرحات، بيروت: دار الجيل، 1995 م.

- ابن الشعَّار الموصليّ، المبارك بن الشعار (ت 654 هـ): قلائد الجمان في فرائد شعراء هذا الزمان، [تحقيق] كامل سلمان الجبوري، بيروت: دار الكتب العلمية، 2005 م.

- الشمشاطي، علي بن محمد بن المطهر (من أهل القرن الرابع الهجري): الأنوار ومحاسن

ص: 271

الأشعار، [تحقيق] السيد محمد يوسف، الكويت: وزارة الإعلام، 1977 م.

- الشَّنفرى، عمرو بن مالك (ت 70 ق. هـ): ديوانه، [تحقيق] إميل بديع يعقوب، ط 2، بيروت: دار الكتاب العربي، 1996 م.

- ابن أبي شيبة، عبد الله بن محمد (ت 235 هـ): الكتاب المصنف، [تحقيق] محمد بن عبد السلام شاهين، بيروت: دار الكتب العلمية، 1995 م.

- الشيرازي، إبراهيم بن علي الشافعي (ت 476 هـ): طبقات الفقهاء، [تحقيق] إحسان عباس، بيروت: دار الرائد العربي، (د. ت).

- الشَّيزريّ، مسلم بن محمود بن نِعمة (ت بعد 622 هـ): عجائب الأشعار وغرائب الأخبار، دراسة وتحقيق الجزء الأول ضمن رسالة دكتوراه من إعداد: إسماعيل بن عمارة العقلاوي، [إشراف] مؤيد فاضل، إسلام آباد (باكستان): الجامعة الإسلامية العالمية، 2008 م.

- ابن الصابوني، محمد بن علي المحمودي (ت 680 هـ): تكملة إكمال الإكمال في الأنساب والأسماء والألقاب، [تحقيق] مصطفى جواد، بغداد: المجمع العلمي العراقي، 1957 م.

- الصابئ، محمد بن هلال أبو الحسن غرس النعمة (ت 480 هـ): الهفوات النادرة من المغفلين الملحوظين، والسقطات البادرة من المغفلين المحظوظين، القاهرة: المكتبة الأزهرية للتراث، 2003 م.

- الصابئ، الهلال بن المحسن (ت 448 هـ): الوزراء أو: "تحفة الأمراء في تاريخ الوزراء"، [تحقيق] عبد الستار أحمد فراج، مكتبة الأعيان (د. ت).

- صاعد، القاضي صاعد بن أحمد بن صاعد الأندلسي (ت 462 هـ): طبقات

ص: 272

الأمم، [تحقيق] حسين مؤنس، القاهرة: دار المعارف، 1993 م.

- الصالحيّ، مُحَمَّد بن يوسف الشامي (ت 942 هـ): سبل الهُدَى والرشاد في سيرة خير العباد، [تحقيق] إبْرَاهِيم الترزيّ، وعبد الكريم العزباويّ، القاهرة: لجنة إحياء التراث الإسلاميّ، 1997 م.

- الصدفيّ، عَبْد الرَّحْمَن بن أحْمَد بن يونس المصري (ت 347 هـ): تاريخ ابن يونس الصدفيّ، [تحقيق] عبد الفتاح فتحي عبد الفتاح، بيروت: دار الكتب العلمية. 2000 م.

- صردر، عليّ بن الحَسَن بن عليّ الكاتب البَغْدَادي (ت 465 هـ): ديوانه، [تحقيق] مُحَمَّد سيد عليّ عبد العال، القاهرة: مكتبة الخانجيّ، 2008 م.

- صريع الغوانيّ، مسلم بن الوَلِيد الأَنْصَارِيّ (ت 208 هـ): شرح ديوان صريع الغوانيّ، [تحقيق] سامي الدهان، ط 3، القاهرة: دار المعارف، (د. ت).

- الصريفينيّ، إبْرَاهِيم بن مُحَمَّد بن الأزهر (ت 641 هـ): المُنتخب من السياق لتاريخ نَيسَابُور لعبد الغافر بن إسماعيل الفارسيّ، [تحقيق] مُحَمَّد أحْمَد عبد العزيز، بيروت: دار الكتب العلمية، 1989 م.

- الصفديّ، خليل بن أيبك بن عبد اللّه، صلاح الدين (ت 764 هـ): أعيان العصر وأعوان النصر، [تحقيق] عليّ أبو زَيْد وآخرون، بيروت - دِمَشْقَ: دار الفكر المعاصر ودار الفكر، 1998 م.

- - - - - -: تحفة ذوي الألباب فيمن حكم بدمشق من الخلفاء والملوك والنواب، [تحقيق] إحسان بنت سَعِيد خلوصي وزهير حميدان الصمصام،

ص: 273

دِمَشْق: وزارة الثقافة، 1991 م.

- - - - - -: تصحيح التصحيف وتحري التحريف [تحقيق] السيد الشرقاويّ، [مراجعة] رمضان عبد التواب، القاهرة: مكتبة الخانجيّ، 1987 م.

- - - - - -: نصرة الثائر على المثل السائر، [تحقيق] مُحَمَّد عليّ سلطانيّ، دِمَشْق: مجمع اللغة العربية، 1971 م.

- - - - - -: نَكْت الهميان في نكت العميان، [تحقيق] أسعد طرابزوني الحسينيّ، مصر:(د. ن)، 1984 م.

- - - - - -: الوافي بالوفيات، [تحقيق] مجموعة من الباحثين، بيروت: المعهد الألماني للأبحاث الشرقية (سلسلة النشرات الإسلامية)، 1962 - 2004 م.

- ابن أبي الصقر الأنباريّ، مُحَمَّد بن أحْمَد بن مُحَمَّد اللخمي (ت 476 هـ): مشيخة أبي طاهر بن أبي الصقر، [تحقيق] الشريف حاتم بن عارف العونيّ، الرياض: مكتبة الرشد، وشركة الرياض للنشر والتوزيع، 1997 م.

- أبو الصلت، أُمَيَّة بن عبد العزيز الأندلسي (ت 528 هـ): الرسالة المصرية، ضمن كتاب نوادر المخطوطات (الجزء الأوّل: ص 5 - 56)، [تحقيق] عبد السّلام هارون، ط 2، القاهرة: مطبعة مصطفى البابي الحَلَبِيّ، 1973 م.

- ابن أبي الصلت، أُمَيَّة بن عبد اللّه بن أبي الصلت بن أبي رَبِيعَة الثقفي (ت 5 هـ): ديوان أُمَيَّة بن أبي الصلت، [تحقيق] سجيع جميل الجبيليّ، ط 1، بيروت:

ص: 274

دار صادر، 1998 م.

- الصمة القُشَيْريّ، الصمة بن عَبْد اللهِ بن طفيل (ت نحو 95 هـ): الصمة القُشَيْريّ، حياته وشعره، [جمع وتحقيق] خالد عبد الرؤوف الجبر، عمان: دار المناهج للنشر والتوزيع، 2003 م.

- الصنعانيّ، عبد الرزّاق بن همام (ت 211 هـ): المُصنّف [تحقيق] حبيب الرحمن الأعظميّ، ط 3، ديروت: المكتب الإسلاميّ، 1983 م.

- الصنوبريّ، أحْمَد بن مُحَمَّد بن الحَسَن الضبي الحَلَبيِّ (ت 334 هـ): ديوانه، [تحقيق] إحسان عباس، بيروت: دار صادر، 1998 م.

- الصوليّ، مُحَمَّد بن يحيى، أبو بَكْر (ت 335 هـ): أخبار أبي تمام، [تحقيق] خليل محود عساكر، مُحَمَّد عبده عام، نظير الإسلام الهنديّ، بيروت: الكتب التجاريّ، (د. ت).

- - - - - -: أخبار الراضي بالله والمتقي لله "أو تاريخ الدَّوْلَة العباسية من سنة 322 إلى سنة 333 هـ من كتاب الأوراق"، [تحقيق] ج. هيورث. د ن، ط 3، بيروت: دار المسيرة، 1979 م.

- - - - - -: أخبار الشعراء المُحْدَثين من كتاب الأوراق، [تحقيق] ج. هيورث. د ن، ط 3، بيروت: دار المسيرة، 1979 م.

- - - - - -: أخبار المقتدر بالله العباسي من كتاب الأوراق [تحقيق] خلف رشيد نعمان، بَغْدَاد: دار الشؤون الثقافية العامة، 1999 م.

- - - - - -: الأوراق "قسم أخبار الشعراء"، [تحقيق] ج.

ص: 275

هيورث د ن، القاهرة: مطبعة الصاويّ، 1934 م.

- ابن الصيرفيّ، عليّ بن منجب بن سُلَيمان المصري (ت 542 هـ): الإشارة إلى من نال الوزارة، [تحقيق] عبد الله مخلص، القاهرة: المعهد العلمي الفرنسيّ، 1924 م.

- - - - - -: الأفضليات، [تحقيق] وليد قصاب، وعبد العزيز المانع، دِمَشْق: مطبوعات مجمع اللغة العربية، 1982 م.

- - - - - -: المختار من شعر شعراء الأندلس، [تحقيق] عبد الرزّاق حسين، عمان: دار البشير، 1985 م.

- الصيرفيّ، المبارك بن عبد الجبار الطيوري الحنبلي (ت 500 هـ): الطيوريات، [تحقيق] دسمان يَحْيَى معالي وعباس صخر الحَسَن، الرياض: أضواء السلف، 2004 م.

- الضبيّ، أحْمَد بن يَحْيَى بن أحْمَد بن عميرة (ت 599 هـ): بغية الملتمس في تاريخ أهل الأندلس، [تحقيق] إبراهيم الأبياريّ، القاهرة - بيروت: دار الكتاب المصريّ، ودار الكتاب اللبنانيّ، 1989 م.

- الضبيّ، المفضل بن مُحَمَّد بن يعلى بن سالم (ت نحو 168 هـ): المُفضَّليات، [تحقيق] أحمد مُحَمَّد شاكر، عبد السّلام مُحَمَّد هارون، ط 6، القاهرة: دار المعارف، (د. ت).

- الطباخ، مُحَمَّد راغب الحَلَبيّ (ت 1951 م): أعلام النبلاء بتاريخ حلب الشهباء، [تحقيق] مُحَمَّد كمال، ط 2، حلب: دار القلم العربيّ، 1989 م.

- الطبرانيّ، سُلَيمان بن أحْمَد بن أيُّوب، أبو القَاسِم (ت 360 هـ): المعجم الأوسط،

ص: 276

[تحقيق] محمود الطحان، الرياض: مكتبة المعارف، 1985 م. ونشرة طارق بن عوض الله مُحَمَّد، القاهرة: دار الحرمين، 1995 م.

- - - - - -: المعجم الصغير، [تحقيق] كمال يوسف الحوت، بيروت: مؤسسة الكتب الثقافية، 1986 م.

- - - - - -: المعجم الكبير، [تحقيق] حمدي عبد المجيد السلفيّ، القاهرة: مكتبة ابن تيمية، (د. ت).

- الطبريّ، مُحَمَّد بن جرير (ت 310 هـ): تاريخ الطبريّ "تاريخ الرسل والملوك"، [تحقيق] مُحَمَّد أبو الفَضْل إبراهيم، ط 4، القاهرة: دار المعارف، 1979 م.

- ابن الطَّحَّان، مُحَمَّد بن الحَسَن، أبو الحُسَيْن (من أهل القرن الخامس الهجري): حاوي الفنون وسلوة المحزون، [تحقيق] زكرياء يوسف، بَغْدَاد: المجمع العربي للموسيقى، 1976 م.

- الطحاويّ، أحْمَد بن مُحَمَّد بن سلامة بن عبد الملك الأزدي (ت 321 هـ): شرح معاني الآثار، [تحقيق] محمد زهري النجار، بيروت: دار الكتب العلمية، 1979 م.

- الطرسوسيّ، أبو عمرو عثمان بن عَبْد اللهِ الكرجي (ت 401 هـ): كتاب سير الثُّغُور، [تقديم ودراسة] شاكر مصطفى، دِمَشْق: دار طلاس، 1998 م.

- الطغرائيّ، الحَسَن بن عليّ بن مُحَمَّد الأصبهانيّ، مؤيد الدين أبو إسماعيل (ت 515 هـ): ديوان الطغرائيّ، [تحقيق] عليّ جواد الطاهر، يَحْيَى الجبوريّ، بَغْدَاد:(د. ن)، 1972 م.

- ابن الطقطقا، مُحَمَّد بن عليّ بن طباطبا (ت 709 هـ): الفخري في الآداب

ص: 277

السلطانية والدول الإسلامية، بيروت: دار صادر، (د. ت).

- ابن طولون الصالحيّ، مُحَمَّد بن عليّ بن أحْمَد الدّمشقيّ (ت 953 هـ): القلائد الجوهرية في تاريخ الصالحية، [تحقيق] مُحَمَّد أحْمَد دهمان، ط 2، دِمَشْق: مجمع اللغة العربية، 1980 م.

- الطيالسيّ، سُلَيمان بن داود بن الجارود (ت 204 هـ): مسند أبي داود الطيالسيّ، حيدر آباد الدكن (الهند): مطبعة مجلس دائرة المعارف النظامية، 1321 هـ.

- ابن طيفور، أحْمَد بن أبي طاهر البَغْدَاديّ، أبو الفَضْل (ت 280 هـ): كتاب بَغْدَاد، [تحقيق] إحسان ذنون الثامريّ، بيروت: دار صادر، 2009 م.

- - - - - -: بلاغات النساء وطرائف كلامهنّ ومُلح نوادرهن وأخبار ذوات الرأي منهن وأشعارهنّ في الجاهليّة والإسلام، [تحقيق] أحْمَد الألفيّ، مُحَمَّد أبو الأجفان، ط 2، تونس: المكتبة العتيقة، 1985 م.

- ابن ظافر الأزديّ، عليّ بن مَنْصُور (ت 613 هـ): أخبار الدول المنقطعة، [تحقيق] عصام هزايمة وآخرين، إربد (الأردن): مؤسسة خمادة ودار الكنديّ، 1999 م.

- - - - - -: بدائع البدائة، [تحقيق] مصطفى عبد القادر عطا، بيروت: دار الكتب العلمية، 2007 م.

- - - - - -: غرائب التنبيهات على عجائب التشبيهات، [تحقيق] مُحَمَّد زغلول سلّام، ومصطفى الصاوي الجوينيّ، القاهرة: وزارة المعارف، (د. ت).

ص: 278

- ابن ظفر الصقليّ، مُحَمَّد بن عَبْد اللهِ بن مُحَمَّد (ت 565 هـ): خير البِشَر بخير البَشَر، [تحقيق] علي أحْمَد عبد العال آل ناصر، بيروت: دار الكتب العلمية، 2010 م.

- ابن أبي عام الشيبانيّ، عَمْرو بن أبي عام الضَّحَّاك بن مخلد (ت 287 هـ): كتاب السنة، بيروت: المكتب الإسلامي، 1980 م.

- ابن عباد، الصاحب إسماعيل بن عباد (ت 385 هـ): الكشف عن مساوئ شعر المتنبي، [تحقيق] محمد حسن آل ياسين، بَغْدَاد: مكتبة المعارف، ومكتبة النهصة، 1965 م.

- ابن عباس، عبد الله بن عباس بن عبد المُطَّلب (ت 68 هـ): تنوير المقباس من تفسير ابن عباس، بيروت: دار الكتب العلمية، 2000 م.

- العباسيّ، عبد الرحيم بن عَبْد الرَّحْمَن بن أحْمَد (ت 963 هـ): معاهد التنصيص على شواهد التلخيص، [تحقيق] محد محيي الدين عبد الحميد، بيروت: عالم الكتب، 1947 م.

- ابن عبد البر النمريّ، يوسف بن عَبْد اللهِ بن مُحَمَّد القرطبي المالكي، أبو عمر (ت 463 هـ): الاستيعاب في معرفة الأصحاب، [تحقيق] علي مُحَمَّد البجاويّ، القاهرة: مكتبة نهضة مصر ومطبعتها، (د. ت).

- - - - - -: بهجة المجالس وأنس المُجالس، [تحقيق] محمد مرسي الخوليّ، ط 2، بيروت: دار الكتب العلمية، 1981 م.

- - - - - -: التمهيد لما في الموطأ من المعاني والأسانيد، المغرب: وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، (مختلف سنوات الطبع).

- - - - - -: القصد والأمم في التعريف بأصول أنساب العَرَب

ص: 279

والعجم، القاهرة: مكتبة القدسي، 1350 هـ.

- عبد الخالق الحنفي، عبد الخالق بن أسد بن ثابت، تاج الدين (ت 564 هـ): كتاب المعجم، [تحقيق] نبيل سعد الدين جرار، بيروت: دار البشائر الإسلامية، 2013 م.

- ابن عبد ربه، أحمد بن محمد الأندلسي، أبو عمر (ت 328 هـ): العقد الفريد، [تحقيق] أحمد أمين، أحمد الزين، إبراهيم الأبياري، القاهرة: لجنة التأليف والترجمة والنشر، 1965 م.

- عبد القادر البغدادي، عبد القادر بن عمر البغدادي (ت 1093 هـ): خزانة الأدب ولب لبُاب لسان العرب، [تحقيق] عبد السلام محمد هارون، القاهرة - الرياض: مكتبة الخانجي، ودار الرفاعي، 1979 - 1986 م.

- عبد القادر بدران (ت 1346 هـ): تهذيب تاريخ دمشق الكبير لابن عساكر، ط 2، بروت: دار المسيرة، 1979 م.

- عبد الله بن رواحة بن ثعلبة الأنصاري الخزرجي (ت 8 هـ): ديوان عبد الله بن رواحة ودراسة في سيرته وشعره، [تحقيق] وليد قصاب، الرياض: دار العلوم، 1982 م.

- ابن العبري، غريغوريوس جمال الدين بن الشماس هارون بن توما الملطي (ت 685 هـ): تاريخ الزمان، [ترجمه عن السريانية] الأب إسحق أرملة، [تقديم] الأب جان موريس فييه، بيروت: دار المشرق، 1986 م.

- - - - - -: تاريخ مختصر الدول، [تحقيق] أنطون صالحاني

ص: 280

اليسوعي، بيروت: دار الرائد اللبناني، 1994 م.

- عبيد بن الأبرص بن عوف الأسدي، أبو زياد (ت 25 ق. هـ): ديوات عبيد بن الأبرص، بيروت: دار صادر (د. ت).

- أبو عبيدة التيمي، معمر بن المثنى (ت 209 هـ): كتاب الديباج، [تحقيق] عبد الله بن سلمان الجربوع، وعبد الرحمن بن سليمان العثيمين، القاهرة: مكتبة الخانجي، 1991 م.

- أبو العتاهية، إسماعيل بن القاسم بن سويد بن كيسان (ت 210 هـ): ديوانه، بيروت: دار بيروت، 1986 م.

- العجاج، عبد الله بن رؤبة بن لبيد (ت 90 هـ): ديوان العجاج برواية الأصمعي وشرحه، [تحقيق] عبد الحفيظ السطلي، دمشق: مكتبة أطلس، 1971 م.

- العجلوني، إسماعيل بن محمد الجراحي إت 1162 هـ): كشف الخفاء ومزيل الإلباس، [تحقيق] أحمد القلاش، ط 4، بيروت: مؤسسة الرسالة، 1985 م.

- العجلي، أحمد بن عبد الله بن صالح (ت 261 هـ): تاريخ الثقات، [تحقيق] عبد المعطي قلعجي، بيروت: دار الكتب العلمية، 1984 م.

- ابن عدي، عبد الله بن عدي الجرجاني، أبو أحمد (ت 365 هـ): الكامل في ضعفاء الرجال، [تحقيق] مجموعة من الباحثين،، ط 2، بيروت: دار الفكر، 1985 م.

- عدي بن زيد العبادي (ت 35 ق. هـ): ديوانه، [تحقيق] محمد جبار المعيبد، بغداد: وزارة الثقافة والإرشاد، 1965 م.

ص: 281

- ابن العديم، كمال الدين عمر بن أحمد بن أبي جرادة (ت 660 هـ): تذكرة الآباء وتسلية الأبناء، المسمى:"الدراري في ذكر الذَّراري"، [تحقيق] علاء عبد الوهاب محمد، بيروت: دار السلام للطباعة والنشر، 1984 م.

- - - - - -: زبدة الحلب من تاريخ حلب، [تحقيق] سهيل زكار، دمشق - القاهرة: دار الكتاب العربي، 1997 م.

- - - - - -: الوصلة إلى الحبيب في وصف الطَّيِّبات والطِّيب، [تحقيق] سليمى محجوب، درية الخطيب، حلب: معهد التراث العلمي العربي، جامعة حلب، 1986 م.

- ابن عراق الكناني، علي بن محمد (ت 963 هـ): تنزيه الشريعة المرفوعة عن الأحاديث الشنيعة الموضوعة، [تحقيق] عبد الوهاب عبد اللطيف وعبد الله محمد الصديق، بيروت: دار الكتب العلمية، 1979 م.

- عرقلة الكلبي، حسان بن نمير (ت 567 هـ): ديوانه، [تحقيق] أحمد الجندي، بيروت: دار صادر، 1992 م.

- ابن عساكر، علي بن الحسن بن هبة الله (ت 571 هـ): الأربعون في الحث على الجهاد، [تحقيق] عبد الله بن يوسف، الكويت: دار الخلفاء للكتاب الإسلامي، 1984 م.

- - - - - -: تاريخ مدينة دمشق، [تحقيق] محب الدين عمر بن غرامة العمروي، بيروت: دار الفكر، 1996 - 2000 م.

- - - - - -: معجم الشيوخ، [تحقيق] وفاء تقي الدين، دمشق: دار البشائر، 2000 م.

ص: 282

- العسكري، الحسن بن عبد الله، أبو أحمد (ت 382 هـ): المصون في الأدب، [تحقيق] عبد السلام محمد هارون، ط 2، الكويت: وزارة الإعلام، 1984 م.

- العظيمي، محمد بن علي الحلبي (ت 556 هـ): تاريخ حلب، [تحقيق] إبراهيم زعرور، دمشق، (د. ن)، 1984 م.

- العقيلي، محمد بن عمرو المكي (ت 322 هـ): كتاب الضعفاء الكبير، [تحقيق] عبد المعطي أمين قلعجي، بيروت: دار الكتب العلمية، 1984 م.

- أبو العلاء المعري، أحمد بن عبد الله بن سليمان التنوخي (ت 449 هـ): رسائل أبي العلاء المعري، [تحقيق] حسان الطيبي، بيروت: دار المعرفة، 2005 م.

- - - - -: رسالة الصاهل والشاحج، [تحقيق] عائشة عبد الرحمن، ط 2، القاهرة: دار المعارف، 1984 م.

- - - - -: رسالة الغفران، بيروت: دار صادر، (د. ت).

- - - - -: سقط الزند، بيروت: المطبعة الأدبية، 1884 م.

- - - - -: شرح اللزوميات، [تحقيق] زينب القوصي وآخرون، [إشراف ومراجعة] حسين نصار، القاهرة: الهيئة المصرية العامة للكتاب، 1994 م.

- - - - -: الفصول والغايات في تمجيد الله والمواعظ، [تحقيق] محمود حسن زناتي، بيروت: دار الآفاق الجديدة، (د. ت).

- - - - -: اللامع العزيزي "شرح ديوان المتنبي"، [تحقيق] محمد

ص: 283

سعيد المولوي، الرياض: مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية، 2008 م.

- - - - - -: لزوم ما يلزم، بيروت: دار صادر، (د. ت).

- علي بن أبي طالب، الإمام (ت 40 هـ): ديوانه، [جمع وترتيب] عبد العزيز الكرم، (د. م):(د. ن)، 1988 م.

- عماد الدين الأصفهاني، محمد بن محمد بن حامد الكاتب (ت 597 هـ): البرق الشامي، الجزء الثالث [تحقيق] مصطفى الحياري، والجزء الخامس [تحقيق] فالح صالح حسين، عمان: مؤسسة عبد الحميد شومان، 1987 م.

- - - - - -: تاريخ دولة آل سلجوق، اختصار الفتح بن علي البنداري، القاهرة: مطبعة الموسوعات، 1900 م.

- - - - - -: خريدة القصر وجريدة العصر [تحقيق] مجموعة من الباحثين، بغداد: المجمع العلمي العراقي، 1955 م.

- ابن العماد الحنبلي، عبد الحي بن أحمد بن محمد، أبو الفلاح (ت 1089 هـ): شذرات الذهب في أخبار من ذهب، [تحقيق] عبد القادر الأرناؤوط ومحمود الأرناؤوط، دمشق - بيروت: دار ابن كثير، 1988 م.

- عمارة بن عقيل بن بلال الكلبي اليربوعي التميمي (ت 239 هـ): ديوانه، [تحقيق] شاكر العاشور، بغداد: وزارة الإعلام، 1973 م.

- ابن العمراني، محمد بن علي بن محمد (ت 580 هـ): الإنباء في تاريخ الخلفاء،

ص: 284

[تحقيق] قاسم السامرائي، لايدن: المعهد الهولندي للآثار المصرية والبحوث العربية، 1973 م.

- عمرو بن كلثوم بن مالك، أبو عبّاد (ت 40 ق. هـ): ديوانه، [جمع وتحقيق] إميل بديع يعقوب، ط 2، بيروت: دار الكتاب العربي، 1996 م.

- العمري، علي بن محمد بن علي بن محمد العلوي النسابة (من أهل القرن الخامس الهجري): المَجْديّ في أنساب الطالبيِّين، [تحقيق] أحمد المهدوي الدامغاني، ط 2، قم: مكتبة آية الله العظمى المرعشي النجفي العامة، 1422 هـ.

- العميدي، محمد بن أحمد بن محمد، أبو سعد (ت 433 هـ): رسائل العميدي [تحقيق] إحسان ذنون الثامري، الرياض: جامعة الملك سعود، 2013 م.

- عياض، عياض بن موسى اليحصبي السبتي، القاضي أبو الفضل (ت 544 هـ): الإلماع إلى معرفة أصول الرواية وتقييد السماع، [تحقيق] السيد أحمد صقر، القاهرة - تونس: دار التراث، والمكتبة العتيقة، 1970 م.

- - - - - -: ترتيب المدارك وتقريب المسالك لمعرفة أعلام مذهب مالك، [تحقيق] محمد بن تاويت الطنجي، الرباط: وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، 1965 - 1983 م.

- - - - - -: الغُنية "فهرست شيوخ القاضي عياض"، [تحقيق] ماهر زهير جرار، بيروت: دار الغرب الإسلامي، 1982 م.

- العيني، محمود بن أحمد، بدر الدين أبو محمد (ت 855 هـ): عقد الجُمان في تاريخ

ص: 285

أهل الزمان (العصر الأيوبي): [تحقيق] محمود رزق محمود، ط 2، القاهرة: مطبعة دار الكتب والوثائق القومية، 2010 م.

- - - - - -: عقد الجُمان في تاريخ أهل الزمان (عصر سلاطين المماليك)، [تحقيق] محمد محمد أمين، القاهرة: الهيئة المصرية العامة للكتب، 1987 م.

- الغزي، تقي الدين بن عبد القادر التميمي الحنفي (ت 1005 هـ): الطبقات السَّنيَّة في تراجم الحنفية، [تحقيق] عبد الفتاح محمد الحلو، القاهرة: لجنة إحياء التراث الإسلامي، 1970 م.

- الغزي، كامل بن حسين بن مصطفى بالي (ت 1351 هـ): نهر الذهب في تاريخ حلب، حلب: المطبعة المارونية، 1926 م.

- ابن غلبون الصوري، عبد المحسن بن محمد بن أحمد بن غالب (ت 419 هـ): ديوانه، [تحقيق] مكي السيد جاسم وشاكر هادي شكل، بغداد: دار الحرية، 1980 م.

- الفارقي، أحمد بن يوسف بن علي بن الأزرق (ت بعد 577 هـ): تاريخ الفارقي، [تحقيق] بدوي عبد اللطيف عوض، بيروت: دار الكتاب اللبناني، 1974 م.

- أبو الفداء، إسماعيل بن محمد بن عمر (ت 732 هـ): تقويم البلدان [تحقيق] جوزيف توسن رينود، ماك كوكين ويسلان، باريس: دار الطباعة السلطانية، 1840 م.

- - - - - -: المختصر في أخبار البشر، القاهرة: المطبعة الحسينية المصرية، 1324 هـ.

- - - - - -: اليواقيت والضرب في تاريخ حلب، [تحقيق] محمد

ص: 286

كمال، فالح البكور، صلب: دار القلم العربي، 1989 م.

- ابن الفراء، مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن الحسين، ابن أبي يعلى (ت 536 هـ): طبقات الحنابلة، بيروت: دار المعرفة للطباعة والنشر، (د. ت).

- ابن الفرات، مُحَمَّد بن عبد الرحيم بن علي الحنفي، ناصر الدين (807 هـ): تاريخ ابن الفرات [تحقيق] حسن مُحَمَّد الشماع، بغداد: جامعة بغداد، (د. ت).

- أبو فراس الحداني، الحارث بن سعيد (ت 357 هـ/ 968 م): الديوان، ط 2، بيروت: دار صادر، 3005 م.

- ابن فرحون، إبراهيم بن علي بن مُحَمَّد المالكي (ت 799 هـ): الديباج المُذْهب في معرفة أعيان علماء المَذهب، [تحقيق] محمد الأحمدي أبو النور، القاهرة: دار التراث للطبع والنشر، 1973 م.

- الفرزدق، همام بن غالب بن صعصعة التميمي الداري (ت 110 هـ): ديوان الفرزدق، [تحقيق] علي فاعور، بيروت: دار الكتب العلمية، 1987 م.

- ابن الفرضي، عبد الله بن مُحَمَّد بن يوسف الأزدي (ت 403 هـ): تاريخ علماء الأندلس، [تحقيق] إبراهيم الأبياري، القاهرة - بيروت: دار الكتاب المصري، ودار الكتب اللبناني، 1989 م.

- ابن فضل الله العمري، أحمد بن يحيى، شهاب الدين أبو العباس (ت 749 هـ): مسالك الأبصار في ممالك الأمصار، [تحقيق] مجموعة من الباحثين، أبو ظبي: المجمع الثقافي، 2003 م.

ص: 287

- ابن الفقيه، أحمد بن محمد بن إسحاق الهَمَذانيّ (ت نحو 340 هـ): كتاب البلدان، [تحقيق] يوسف الهادي، بيروت: عالم الكتب، 1996 م.

- الفلّاس، عمرو بن علي بن بكر السقاء البصري (ت 249 هـ): كتاب التاريخ، [تحقيق] محمد الطبراني، الرياض: مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية، 2015 م.

- ابن فهد، مُحَمَّد (عمر) بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد المكي (ت 885 هـ): إتحاف الورى بأخبار أم القرى، [تحقيق] فهيم محمد شلتوت، مكة المكرمة: جامعة أم القرى، 1983 م.

- ابن الفوطي، عبد الرزاق بن أحمد بن مُحَمَّد الشيباني (ت 723 هـ): مجمع الآداب في معجم الألقاب، [تحقيق] مُحَمَّد الكاظم، إيان: وزارة الثقافة والإرشاد الإسلامي، 51416.

- الفيروزآبادي، مُحَمَّد بن يعقوب (ت 817 هـ): البلغة في تراجم أئمة النحو واللغة، [تحقيق] مُحَمَّد المصري، الكويت: جمعية إحياء التراث الإسلامي، 1987 م.

- القاسم بن سلام، أبو عبيد (ت 224 هـ): كتاب الأموال، [تحقيق] أبو أنس سيد بن رجب، القاهرة - الرياض: دار الهدي النبوي، دار الفضيلة، 2007 م.

- ابن القاصّ، أحمد بن أبي أحمد الطبري البغدادي (ت 335 هـ): دلائل القبلة في معرفة أحوال الأرض وعجائبها، [تحقيق] أحمد محبس الحصناوي، بغداد: منشورات المجمع العلمي العراقي، 2011 م.

- ابن قاضي شهبة، أبو بكر بن أحمد بن مُحَمَّد بن عمر الأسدي الدمشقي (ت 851 هـ):

ص: 288

طبقات الشافعية، [تحقيق] عبد الله أنيس الطباع، وعبد المنعم خان، بيروت: عالم الكتب، 1987 م.

- القاضي الفاضل، عبد الرحيم بن علي البيساني (ت 596 هـ): ديوان القاضي الفاضل، [تحقيق] أحمد أحمد بدوي، القاهرة: وزارة الثقافة والإرشاد القوي، 1961 م.

- القالي، إسماعيل بن القاسم البغدادي (ت 356 هـ): كتاب الأمالي، ط 3، بيروت: دار الحديث، 1984 م.

- ابن قتيبة الدينوري، عبد الله بن مسلم بن قتيبة (ت 276 هـ): أدب الكاتب، [تحقيق] مُحَمَّد الدالي، بيروت: مؤسسة الرسالة، 1982 م.

- - - - - -: الإمامة والسياسة، [تحقيق] علي شيري، بيروت: دار الأضواء، 1990 م.

- - - - - -: الشعر والشعراء (أو طبقات الشعراء)، [تحقيق] مفيد قميحة، بيروت: دار الكتب العلية، 1981 م.

- - - - - -: عيون الأخبار، القاهرة: المؤسسة المصرية العامة للتأليف والترجمة، 1963 م.

- - - - - -: المعارف، [تحقيق] ثروت عكاشة، ط 2، القاهرة: دار المعارف، 1969 م.

- قدامة بن جعفر بن قدامة البغدادي، أبو الفرج (ت 337 هـ): الخراج وصناعة الكتبة، [تحقيق] محمد حسين الزبيدي، بغداد: دار الرشيد، 1981 م.

ص: 289

- القرشي، عبد القادر بن مُحَمَّد بن عبد القادر الحنفي (ت 775 هـ): الجواهر المُضِيَة في طبقات الحنفيّة، [تحقيق] عبد الفتاح مُحَمَّد الحلو، ط 2، القاهرة: هجر للطباعة والنشر، 1993 م.

- القرطبي، محمد بن أحمد بن أبي بكر الخزري (ت 671 هـ): كتاب التذكرة بأحوال الموتى وأمور الآخرة، [تحقيق] الصادق بن مُحَمَّد بن إبراهيم، الرياض: مكتبة دار المنهاج، 1425 هـ.

- القزويني، زكرياء بن مُحَمَّد بن محمود (ت 683 هـ): آثار البلاد وأخبار العباد، بيروت: دار صادر، 1969 م.

- القشيري، عبد الكريم بن هوازن بن عبد الملك النيسابوري، أبو القاسم (ت 465 هـ): الرسالة القشيرية "الرسالة في رجال الطريقة أو الرسالة المباركة"، بيروت: دار صادر، 2001 م.

- القضاعي، مُحَمَّد بن سلامة (ت 454 هـ): مسند الشهاب، [تحقيق] حمدي عبد المجيد السلفي، بيروت: مؤسسة الرسالة، 1985.

- ابن القطاع الصقلي، علي بن جعفر السعدي (ت 515 هـ): الدرة الخطيرة في شعراء الجزيرة "جزيرة صقلية"، [تحقيق] بشير البكوش، بيروت: دار الغرب الإسلامي، 1995 م.

- القطامي، عُمير بن شُييم بن عمرو التغلبي (ت نحو 130 هـ): ديوانه، [تحقيق] إبراهيم السامرائي، وأحمد مطلوب، بيروت: دار الثقافة، 1960 م.

ص: 290

- ابن قَطْلُوبغا، قاسم بن قطلوبغا الحنفي (ت 879 هـ): تاج التراجم فيمن صنف من الحنفيّة، [تحقيق] إبراهيم صالح، بيروت - دبي: دار المأمون للتراث، مركز جمعة الماجد للثقافة والتراث، 1992 م.

- القفطي، علي بن يوسف بن إبراهيم الشيباني، جمال الدين أبو الحسن (ت 624 هـ): إنباه الرواة على أنباه النُّحاة، [تحقيق] محمد أبو الفضل إبراهيم، القاهرة - بيروت: دار الفكر العربي، مؤسسة الكتب الثقافية، 1986 م.

- - - - - -: تاريخ الحكماء، [تحقيق] يوليوس ليبرت، طبعة لايبتسج، 1903 م.

- - - - - -: المحمَّدون من الشعراء وأشعارهم، [تحقيق] رياض عبد الحميد مراد، دمشق: مطبعة الحجاز، 1975 م.

- ابن قلاقس، نصر بن عبد الله اللخمي الإسكندري (ت 567 هـ): ديوانه، [تحقيق] خليل مطران، إستانبول: مطبعة الجوائب، 1905 م.

- القلقشندي، أحمد بن علي بن أحمد (ت 821 هـ): صبح الأعشى في صناعة الإنشا، القاهرة: دار الكتب الخديوية، 1913 م.

- - - - - -: قلائد الجُمان في التعريف بقبائل عرب الزَّمان، [تحقيق] إبراهيم الأبياري، ط 2، القاهرة - بيروت: دار الكتاب المصري، ودار الكتاب اللبناني، 1982 م.

- - - - - -: نهاية الأرب في معرفة أنساب العرب، بيروت: دار الكتب العلمية، 1984 م.

ص: 291

- قوام السُّنَّة، إسماعيل بن مُحَمَّد بن الفضل الأصبهاني (ت 535 هـ): سِيَر السَّلف الصَّالح، [تحقيق] كرم بن حلمي بن فرحات بن أحمد، الرياض: دار الراية، 1999 م.

- القنوجي، صديق خان بن حسن بن علي البخاري (ت 1307 هـ): التاج المكلَّل من جواهر مآثر الطراز الآخر والأول، [تحقيق] عبد الحكيم شرف الدين، ط 2، بيروت: دار اقرأ، 1983 م.

- قيس بن الخطيم، قيس بن الخطيم بن عدي بن عمرو (ت نحو 46 هـ): ديوانه، [تحقيق] ناصر الدين الأسد، ط 4، عمان: وزارة الثقافة، 2010 م.

- قيس بن ذُرَيح "قيس لُبني"(ت 61 هـ): ديوانه، [تحقيق] عبد الرحمن المصطاوي، ط 3، بيروت: دار المعرفة، 2004 م.

- قيس بن زهير بن جذيمة بن رواحة العبسي (ت 10 هـ): شعر قيس بن زهير، [تحقيق] عادل جاسم البياتي، النجف الأشرف: مطبعة الآداب، 1972 م.

- ابن قيس الرقيات، عبيد الله بن قيس بن شرج بن مالك (ت نحو 85 هـ): ديوان ابن قيس الرقيات، [تحقيق] محمد يوسف نجم، بيروت: دار صادر، (د. ت).

- قيس بن المُلوح بن مزاحم العامري (ت 68 هـ): ديوان مجنون ليلى، [شرح] عدنان درويش، ط 2، بيروت: دار صادر، 2003 م.

- ابن القيسراني، مُحَمَّد بن نصر بن صغير المخزوي الخالدي، أبو عبد الله (ت 548 هـ): شعر ابن القيسراني، [تحقيق] عادل جابر صالح مُحَمَّد، الزرقاء

ص: 292

(الأردن): الوكالة العربية للتوزيع، 1991 م.

- ابن قيم الجوزية، مُحَمَّد بن بكر الحنبلي (ت 751 هـ): أخبار النساء، [تحقيق] نزار الرضا، بيروت: دار مكتبة الحياة، 1979 م.

- الكتبي، مُحَمَّد بن شاكر بن أحمد الدمشقي (ت 764 هـ): فوات الوفيات والذيل عليها، [تحقيق] إحسان عباس، بيروت: دار الثقافة، 1973 م.

- ابن كثير، إسماعيل بن عمر بن كثير القرشي البصري (ت 774 هـ): البداية والنهاية، ط 2، بيروت: دار الفكر، 1978 م.

- كثير عزة، كثير بن عبد الرحمن بن الأسود (ت 105 هـ): ديوانه، [جمع وشرح] إحسان عباس، بيروت: دار الثقافة، 1971 م.

- كشاجم، محمود بن الحسين الكاتب (ت 360 هـ): ديوانه، [تحقيق] مجيد طراد، بيروت: دار صادر، 1997 م.

- كعب بن زهير بن أبي سلمى (ت 24 هـ): ديوانه، [تحقيق] علي فاعور، بيروت: دار الكتب العلمية، 1997 م.

- الكلابي، زفر بن الحارث: ديوان شعره، جمع رضوان مُحَمَّد حسين النجار، مجلة لمجمع اللغة العربية الأردني، السنة الحادية عشرة، العدد 33، (ذو القعدة 1407 هـ/ تموز 1987 م)، ص 215 - 282.

- الكلاعي، سليمان بن موسى الأندلسي، أبو الربيع (ت 634 هـ): الإكتفاء بما تضمَّنه من مغازي رسول الله والثلاثة الخلفاء، [تحقيق] محمد كمال الدين عز

ص: 293

الدين علي، بيروت: عالم الكتب، 1997 م.

- الكلبي، هشام بن مُحَمَّد بن السائب (ت 204 هـ): جمهرة النسب، [تحقيق] ناجي حسن، بيروت: عالم الكتب، مكتبة النهضة العربية، 1981 م.

- - - - - -: نسب معد واليمن الكبير [تحقيق] ناجي حسن، بيروت: عالم الكتب، 2004 م.

- الكميت بن زيد الأسدي (ت 126 هـ): ديوانه، [تحقيق] محمد نبيل طريفي، بيروت: دار صادر، 2000 م.

- الكندي، زيد بن الحسن الحميري، تاج الدين أبو اليمن (ت 613 هـ): أبو اليمن تاج الدين زيد بن الحسين الكندي البغدادي حياته وما تبقى من شعره، [تحقيق] سامي مكي العاني، هلال ناجي، بغداد: مطبعة المعارف، 1977 م.

- الكندي، محمد بن يوسف بن يعقوب المصوي، أبو عمر (ت 350 هـ): ولاة مصر، [تحقيق] حسين نصار، بيروت: دار صادر، (د. ت).

- اللالكائي، هبة الله بن الحسن بن منصور الطبري (ت 418 هـ): شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة، من الكتاب والسنة وإجماع الصحابة والتابعين من بعدهم، [تحقيق] أحمد سعد حمدان، الرياض: دار طيبة للنشر والتوزيع، 1988 م.

- لبيد العامري، لبيد بن ربيعة بن مالك (ت 41 هـ): شرح ديوان لبيد بن ربيعة العامري، [تحقيق] إحسان عباس، ط 2، الكويت: مطبعة حكومة الكويت، 1984 م.

ص: 294

- لغدة الأصفهاني، الحسن بن عبد الله (ت 210 هـ): بلاد العرب، [تحقيق] حمد الجاسر، وصالح العلي، الرياض: منشورات دار اليمامة، 1968 م.

- اللكنوي، محمد بن عبد الحي الهندي (ت 1304 هـ): الفوائد البهية في تراجم الحنفية، [تحقيق] محمد بدر الدين النعساني، القاهرة: دار الكتاب الإسلامي، 1324 هـ.

- ابن اللّمش، عمر بن الخضر، أبو حفص (ت 640 هـ): تاريخ دنيسر، [تحقيق] إبراهيم صالح، ط 2، دمشق: دار البشائر، 1992 م.

- ابن ماجة، محمد بن يزيد القزويني (ت 275 هـ): السنن، [تحقيق] محمد فؤاد عبد الباقي، بيروت: دار الكتب العلمية، (د. ت).

- مار ميخائيل السرياني، مار ميخائيل "بطريرك أنطاكية" (ت 595 هـ): تاريخ مار ميخائيل السرياني الكبير، [ترجمة] أمار غريغوريوس صليبا شمعون، [تقديم] مار غريغوريوس يوحنا إبراهيم، حلب: دار ماردين، 1996 م.

- ابن ماكولا، علي بن هبة الله، أبو نصر (ت 475 هـ): الإكمال في رفع الارتياب عن المؤتلف والمختلف من الأسماء والكنى والأنساب، [تحقيق] عبد الرحمن المعلمي اليماني، حيدرآباد الدكن (الهند): مطبعة مجلس المعارف العثمانية، 1962 م.

- مالك بن أنس الحميري، الإمام (ت 179 هـ): الموطَّأ، [تحقيق] محمد فؤاد عبد الباقي، القاهرة: دار إحياء الكتب العربية، 1985 م.

- المالكي، عبد الله بن محمد (ت بعد 460 هـ): رياض النفوس في طبقات علماء القيروان وإفريقية وزهادهم ونُسَّاكهم وسير من أخبارهم وفضائلهم وأوصافهم، [تحقيق] بشير البكوش، [مراجعة] محمد العروسي المطوي، ط 2،

ص: 295

بيروت: دار الغرب الإسلامي 1994 م.

- المبرد، محمد بن يزيد النحوي، أبو العباس (ت 285 هـ): الكامل في اللغة والأدب، بيروت: مكتبة المعارف، (د. ت).

- - - - - -: الفاضل، [تحقيق] عبد العزيز الميمني، ط 2، القاهرة: دار الكتب المصرية، 1995 م.

- المتقي الهندي، علي بن حسام الدين (ت 975 هـ): كنز العمال في سنن الأقوال والأفعال، [تحقيق] حسن رزوق، صفوت السقا، حلب: مكتبة التراث الإسلامي، 1975 م.

- المتنبي، أبو الطيب أحمد بن الحسين (ت 354 هـ): ديوانه بشرح أبي البقاء العكبري، [تحقيق] مصطفى السقا، إبراهيم الأبياري، عبد الحفيظ شلبي، بيروت: دار المعرفة، (د. ت).

- مجاهد بن جبر التابعي المكي المخزومي (ت 104 هـ): تفسير مجاهد، [تحقيق] عبد الرحمن الطاهر بن محمد السورتي، بيروت: المنشورات العلمية، (د. ت).

- مجهول (ق 3 هـ ظنًا): أخبار الدولة العباسية وفيه أخبار العباس وولده، [تحقيق] عبد العزيز الدوري وعبد الجبار المطلبي، بيروت: دار الطليعة للطباعة والنشر، 1971 م هـ

- مجهول (ق 4 هـ، كتبه سنة 372 هـ/ 983 م): حدود العالم من المشرق إلى المغرب، (طبعة مزيدة ومنقحة)، [تحقيق] يوسف الهادي، القاهرة: الدار الثقافية للنشر، 2002 م.

ص: 296

- مجهول (من القرن الثامن الهجري): كتاب الحوادث، [تحقيق] بشار عواد معروف، عماد عبد السلام رؤوف، بيروت: دار الغرب الإسلامي، 1997 م.

- مجهول: العيون والحدائق في أخبار الحقائق، ج 3، بغداد: مكتبة المثنى، د. ت (مصورة بالأوفست عن طبعة ليدن، 1869 م).

- - - - - -: العيون والحدائق في أخبار الحقائق، ج 4، ق 1، [تحقيق] عمر السعيدي، دمشق: المعهد الفرنسي، 1972 م.

- مجهول (ق 7 هـ ظنًا): غرائب الفنون وملح العيون، [تحقيق] المهدي الرواضية، بيروت: دار صادر، 2011 م.

- المحب الطبري، أحمد بن عبد الله (ت 694 هـ): الرياض النضرة في مناقب العشرة، [تحقيق] محمد مصطفى أبو العلا، القاهرة: مكتبة الجندي، 1971 م.

- المُخَلِّص، محمد بن عبد الرحمن بن العباس البغداديّ (ت 393 هـ): المُخَلِّصيَّات، [تحقيق] نبيل سعد الدين جرار، قطر: وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، 2008 م.

- ابن المرتضى، المهدي لدين الله أحمد بن يحيى بن المرتضى (ت 840 هـ): طبقات المعتزلة، [تحقيق] سوسنه ديفلد - فلزر، بيروت: فرانزشتاينر (فيسبادن)، 1961 م.

- المرتضى الزبيدي، محمد بن محمد بن محمد بن عبد الرزاق (ت 1205 هـ): إتحاف السادة المتقين بشرح أسرار إحياء علوم الدين، بيروت: دار إحياء التراث العربي، (د. ت).

- - - - - -: تاج العروس من جواهر القاموس، القاهرة: المطبعة

ص: 297

الخيرية، 1306 هـ.

- - - - - -: ترويح القلوب في ذكر الملوك بني أيوب، [تحقيق] صلاح الدين المنجد، بيروت: دار الكتاب الجديد، 1969 م.

- المرزباني، محمد بن عمران بن موسى، أبو عبيد الله (ت 384 هـ): أشعار النساء، [تحقيق] سامي مكي العاني، هلال ناجي، بغداد: دار الرسالة للطباعة، 1976 م.

- - - - - -: معجم الشعراء، [تحقيق] ف. كرنكو. ط 2، بيروت: دار الكتب العلمية، 1982 م (مصورة عن طبعة مكتبة القدسي).

- - - - - -: المؤتلف والمختلف [تحقيق] ف. كرنكو. ط 2، بيروت: دار الكتب العلمية، 1982 م (مصورة عن طبعة مكتبة القدسي).

- - - - - -: الموشَّح في مآخذ العلماء على الشعراء، [تحقيق] محمد حسين شمس الدين، بيروت: دار الكتب العلمية، 1995 م.

- المرزوقي، أحمد بن محمد بن الحسن (ت 421 هـ): الأزمنة والأمكنة، القاهرة، دار الكتاب الإسلامي، (د. ت).

- - - - - -: شرح ديوان الحماسة، [تحقيق] أحمد أمين، وعبد السلام هارون، بيروت: دار الجيل، 1991 م.

- المزي، يوسف بن عَبْدِ الرحمن بن يوسف، جمال الدين، أبو الحجاج (ت 742 هـ): تهذيب الكمال في أسماء الرجال [تحقيق] بشار عواد معروف، ط 2، بيروت: مؤسسة الرسالة، 1983.

- المُسبِّحي، محمد بن عبيد الله بن أحمد (ت 420 هـ): أخبار مصر "الجزء

ص: 298

الأربعون"، [تحقيق] أيمن فؤاد سيد، القاهرة: مطبعة دار الكتب والوثائق القومية، 2014 م.

- ابن المستوفي، المبارك بن أحمد اللخمي الإربليّ (ت 637 هـ): تاريخ إربل "نباهة البلد الخامل بمن ورده من الأماثل"، جزء منه بتحقيق سامي الصقار، بغداد: دار الرشيد، ووزارة الثقافة والإعلام، 1980 م.

- - - - - -: تاريخ إربل (الجزء الأخير)، [تحقيق] بشار عواد معروف، وصلاح محمد جرار، تونس: دار الغرب الإسلامي، 2013 م.

- المسعودي، علي بن الحسين بن علي (ت 346 هـ): التنبيه والإشراف [تحقيق] م. ج دي غويه، ليدن: بريل، 1893 م.

- - - - - -: مروج الذهب ومعادن الجوهر، [تحقيق] بربيه دي مينار وبافيه دي كرتاي، [مراجعة] شارل بلا، بيروت: الجامعة اللبنانية، 1965 - 1979 م.

- مسكويه، أحمد بن محمد بن يعقوب (ت 421 هـ): تجارب الأمم وتعاقب الهمم، [تحقيق] سيد كسروي حسن، بيروت: دار الكتب العلمية، 2003 م.

- مسلم، الإمام مسلم بن الحجاج القشيري النيسابوري (ت 261 هـ): صحيح مسلم، [تحقيق] محمد فؤاد عبد الباقي، القاهرة: مطبعة دار إحياء الكتب العربية، (د. ت).

- - - - - -: الكنى والأسماء، [تحقيق] عبد الرحيم محمد أحمد القشقري، المدينة المنورة: الجامعة الإسلامية، 1984 م.

ص: 299

- المطرزي، ناصر الدين بن عبد السيد بن علي الخوارزمي (ت 610 هـ): المغرب في ترتيب المعرب، [تحقيق] محمود فاخوري، وعبد الحميد مختار، حلب: مكتبة أسامة بن زيد، 1979 م.

- ابن مطروح، يحيى بن عيسى (ت 649 هـ): ديوان ابن مطروح، [تحقيق] حسين نصَّار، القاهرة: مطبعة دار الكتب والوثائق القومية، 2004 م.

- ابن المعتز، عَبْدِ الله بن محمد المعتز بن المتوكل العباسي (ت 296 هـ): ديوان ابن المعتز، بيروت: دار صادر (د. ت).

- - - - - -: طبقات الشعراء، [تحقيق] صلاح الدين الهواري، بيروت: دار ومكتبة الهلال، 2002 م.

- ابن معين، يحيى بن معين بن عون (ت 233 هـ): يحيى بن معين وكتابه التاريخ، [تحقيق] أحمد محمد نور سيف، مكة المكرمة: مركز البحوث العلمي وإحياء التراث الإسلامي، 1979 م.

- مغلطاي الحنفي، مغلطاي بن قليج بن عبد الله البكجري، علاء الدين (ت 762 هـ): إكمال تهذيب الكمال في أسماء الرجال، [تحقيق] عادل محمد، أسامة بن إبرهيم، القاهرة: الفاروق الحديثة للطباعة والنشر، 2001 م.

- ابن مقبل، تميم بن أُبَيّ بن مقبل، أبو كعب (كان حيًا سنة 37 هـ): ديوان ابن مقبل، [تحقيق] عزة حسن، بيروت: دار الشرق العربي، 1995 م.

- المقدسيّ البشاريّ، محمد بن أحمد (ت نحو 380 هـ): أحسن التقاسيم في معرفة الأقاليم، ليدن: مطبعة بريل، 1909 م.

ص: 300

- المقدسي، محمد بن طاهر بن علي (ت 507 هـ): تذكرة الموضوعات، القاهرة: مطبعة السعادة، 1323 هـ.

- - - - - -: ذخيرة الحفاظ، المخرَّج على الحروف والألفاظ، [تحقيق] عبد الرحمن بن عبد الجبار الفريوائي، الرياض - يوبي (الهند): دار السلف، دار الدعوة، (د. ت).

- ابن المقرئ، محمد بن إبراهيم بن علي الأصبهاني (ت 381 هـ): المعجم، [تحقيق] أبو عبد الرحمن عادل بن سعد، الرباض: مكتبة الرشد، 1998 م.

- المقري، أحمد بن محمد بن أحمد التلمساني (ت 1041 هـ): أزهار الرياض في أخبار القاضي عياض، المغرب - الإمارات العربية المتحدة: صندوق إحياء التراث الإسلامي، 1978 م.

- - - - - -: نفح الطيب من غصن الأندلس الرطيب، [تحقيق] إحسان عباس، بيروت: دار صادر، 1968 م.

- المقريزي، أحمد بن علي بن عبد القادر، تقي الدين، أبو العباس (ت 845 هـ): اتعاظ الحنفا بأخبار الأئمة الفاطميين الخلفا، [تحقيق] جمال الدين الشيال ومحمد حلمي، ط 2، القاهرة: المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية، 1996 م.

- - - - - -: كتاب السلوك لمعرفة دول الملوك، [تحقيق] محمد مصطفى زيادة، سعيد عبد الفتاح عاشور، القاهرة: وزارة الثقافة، 1956 - 1973 م.

- - - - - -: كتاب المُقفّى الكبير، [تحقيق] محمد اليعلاوي،

ص: 301

بيروت: دار المغرب الإسلامي، 1991 م.

- - - - - -: المواعظ والاعتبار في ذكر الخطط والآثار [تحقيق] أيمن فؤاد سيد، لندن: مؤسسة الفرقان للتراث الإسلامي، 2002 م.

- ابن الملقن، عُمَر بن علي بن أحمد المصري (ت 804 هـ): طبقات الأولياء، [تحقيق] نور الدين شريبة، القاهرة: مكتبة الخانجي، 1973 م.

- ابن المنادي، أحمد بن جعفر بن مُحَمَّد (ت 336 هـ): كتاب الملاحم، [تحقيق] عبد الكريم العقيلي، قم: دار السيرة، 1418 هـ. ق.

- المناوي، محمد عبد الرؤوف بن تاج العارفين بن علي القاهري (ت 1031 هـ): فيض القدير شرح الجامع الصغير، القاهرة: المطبعة التجارية الكبرى، 1938 م.

- المنبجي، أغابيوس (محبوب) بن قسطنطين (من أهل ق 4 هـ/ 10 م): كتاب العنوان" Agapius de Menbidj:Kitab Al- Unvan"، [تحقيق] فازليف " Alexandre Vasiliv"، باريس، 1909 م.

- - - - - -: المنتخب من تاريخ المنبجي، [تحقيق] عمر عبد السلام تدمري، طرابلس (لبنان): دار المنصور، 1986 م.

- ابن منده، محمد بن إسحاق بن يحيى (ت 395 هـ): كتاب الإيمان، [تحقيق] علي بن محمد بن ناصر الفقيهي، المدينة المنورة: الجامعة الإسلامية، 1981 م.

- المنذري، عبد العظيم بن عبد القوي، زكى الدين أبو محمد (ت 656 هـ): الترغيب والترهيب من الحديث الشريف، [تحقيق] مصطفى محمد عمارة،

ص: 302

ط 3، بيروت: دار إحياء التراث العربي، 1968 م.

- - - - - -: التكملة لوفيات النقلة، [تحقيق] بشار عواد معروف، ط 4، بيروت: مؤسسة الرسالة، 1988 م.

- ابن منظور، محمد بن مكرم الإفريقي المصري، جمال الدين أبو الفضل (ت 711 هـ): لسان العرب، بيروت: دار صادر، (د. ت).

- - - - - -: مختصر تاريخ دمشق لابن عساكر، [تحقيق] روحية النحاس، محمد مطيع الحافظ، دمشق: دار الفكر، 1984 م.

- ابن منقذ، أسامة بن مرشد بن علي الكتاني الشيزري (ت 584 هـ): كتاب الاعتبار، [تحقيق] فيليب حتّى، د. ف، بورسعيد (مصر): مكتبة الثقافة الدينية، 2001 م.

- - - - - -: البديع في نقد الشعر، [تحقيق] أحمد أحمد بدوي، وحامد عبد المجيد، الجمهورية العربية المتحدة: وزارة الثقافة والإرشاد القومي، (د. ت).

- - - - - -: ديوان الأمير الفارس أسامة بن منقذ، بيروت: دار صادر، 1996 م.

- - - - - -: كتاب العصا، ضمن كتاب نوادر المخطوطات (الجزء الأول: ص 175 - 215)، [تحقيق] عبد السلام هارون، ط 2، القاهرة: مطبعة مصطفى البابي الحلبي، 1973 م.

- - - - - -: المنازل والديار، [تحقيق] مصطفى حجازي، ط 2، القاهرة: دار سعاد الصباح، 1992 م.

ص: 303

- ابن منير الطرابلسيّ، أحمد بن منير بن أحمد بن مفلح (ت 548 هـ): ديوانه، [جمع] عمر عبد السلام تدمري، بيروت: دار الجليل، 1986 م.

- المهلبيّ، الحسن بن أحمد (ت بعد 386 هـ): الكتاب العَزيزيّ أو "المسالك والممالك"، [جمعه وعلَّق عليه] تيسير خلف، دمشق: دار التكوين للطباعة والنشر، 2006 م.

- مهيار الديلمي، مهيار بن مرزويه (ت 428 هـ): ديوان مهيار الديلي، القاهرة: مطبعة دار الكتب المصرية، 1925 م.

- مؤَرّج بن عمرو بن الحارث السدوسي (ت 195 هـ): حذف من نسب قريش، [تحقيق] صلاح الدين المنجد، القاهرة: مكتبة دار العروبة، (د. ت).

- ابن الموصلايا، الحسن بن وهب، أمين الدولة البغدادي (ت 497 هـ): رسائل أمين الدولة ابن الموصلايا، [تحقيق] عصام عقلة، الإمارات العربية المتحدة: مركز زائد للتراث والتاريخ، 2003 م.

- الموصلي إسْحَاق بن إبراهيم (ت 235 هـ): ديوانه، [جمع وتحقيق] ماجد أحمد العزي، بغداد: مطبعة الإيمان، 1970 م.

- الميداني، أحمد بن محمد النيسابوري (ت 518 هـ): مجمع الأمثال، [تحقيق] محمد محيي الدين عبد الحميد، القاهرة: مطبعة السنة المحمدية، 1955 م.

- ابن ميسَّر، محمد بن علي بن يوسف بن حلب راغب (ت 677 هـ): المنتقى من أخبار مصر "انتقاه: تقي الدين المقريزي"، [تحقيق] أيمن فؤاد سيد، القاهرة: دار الكتب والوثائق القومية، 2014 م.

ص: 304

- النابغة الجعدي، قيس بن عبد الله بن عُدَس (ت نحو 50 هـ): ديوان النابغة الجعدي، [تحقيق] واضح الصمد، بيروت: دار صادر، 1998 م.

- النابغة الذبياني، زياد بن معاوية (ت 18 ق. هـ): ديوانه، القاهرة: دار المعارف، (د. ت).

- ناصر خسرو (كان حيًا 455 هـ): سفر نامة، [ترجمة] يحيى الخشاب، ط 2، القاهرة: الهيئة المصرية العامة للكتاب، 1993 م.

- ابن ناصر الدين، محمد بن عبد الله بن محمد القيسي الدمشقي، شمس الدين (ت 842 هـ): توضيح المشتبه في ضبط أسماء الرواة وأنسابهم وألقابهم وكناهم، [تحقيق] محمد نعيم العرقسوسي، بيروت: مؤسسة الرسالة، 1986 م.

- النامي، أحمد بن محمد المصيصي الدارميّ (ت 399 هـ): شعر الناميّ، [تحقيق] صبيح رديف، بغداد: مطبعة دار البصري، 1970 م.

- النباهي، علي بن عبد الله بن محمد (ت 792 هـ): تأريخ قضاة الأندلس، [تحقيق] لجنة إحياء التراث العربي، ط 5، بيروت: دار الآفاق الجديدة، 1983 م.

- ابن النجار، محمد بن محمود بن الحسن (ت 643 هـ): المستفاد من ذيل تاريخ بغداد، انتقاه أحمد بن أيبك الحسامي الدمياطي [تحقيق] محمد مولود خلف، [مراجعة] بشار عواد معروف، بيروت: مؤسسة الرسالة، 1986 م.

- النجاشي، أحمد بن علي بن أحمد بن العباس الأسدي الكوفي (ت 450 هـ): رجال النجاشي "فهرست أسماء مصنّفي الشيعة"، قم: مؤسسة النشر الإسلامي، 1418 هـ. ق.

ص: 305

- النديم، أبو الفرج محمد بن إسحاق (ت 377 هـ): كتاب الفهرست، [تحقيق] أيمن فؤاد سيد، لندن: مؤسسة الفرقان للتراث الإسلامي، 2009 م.

- النسائي، أحمد بن شعيب (ت 303 هـ): عمل اليوم والليلة، بيروت: دار الفكر، ومؤسسة الكتب الثقافية، 1986 م.

- النسفيّ، عُمَر بن محمد بن أحمد (ت 537 هـ): القند في ذكر علماء سمرقند، [تحقيق] يوسف الهادي، طهران: مركز نشر التراث المخطوط، 1999 م.

- نصر بن مزاحم بن سيار المنقري (ت 212 هـ): وقعة صفين، [تحقيق] عبد السلام محمد هارون، ط 3، القاهرة: مكتبة الخانجي، 1981 م.

- نصيب بن رباح، أبو محجن (ت 108 هـ): شعره، [جمع وتقديم] داود سلُّوم، بغداد: مطبعة الإرشاد، 1967 م.

- ابن نظيف الحمويّ، محمد بن علي بن عبد العزيز (ت نحو 690 هـ): التاريخ المنصوري "تلخيص الكشف والبيان في حوادث الزمان"، [تحقيق] أبو العيد دودو، [مراجعة] عدنان درويش، دمشق: مجمع اللغة العربية، مطبعة الحجاز، 1981 م.

- أبو نعيم، أحمد بن عبد الله بن أحمد الأصبهاني (ت 430 هـ): تاريخ أصبهان، [تحقيق] سيد كسروي حسن، بيروت: دار الكتب العلمية، 1990 م.

- - - - - -: حلية الأولياء وطبقات الأصفياء، مصر مطبعة السعادة، 1971 - 1979 م.

- - - - - -: دلائل النبوة، حيدرآباد: مجلس دائرة المعارف، 1977 م.

ص: 306

- النعيمي، عبد القادر بن محمد الدمشقي (ت 978 هـ): الدارس في تاريخ المدارس، بيروت: دار الكتب العلمية، 1990 م.

- النقاش، محمد بن علي بن عمرو بن مهدي الحنبلي (ت 414 هـ): فنون العجائب في أخبار الماضين من بني إسرائيل وغيرهم من العباد والزاهدين. [تحقيق] طارق الطنطاوي، القاهرة: مكتبة القرآن، (د. ت).

- ابن نقطة، محمد بن عبد الغني البغدادي الحنبلي (ت 629 هـ): التقييد لمعرفة رواة السنن والمسانيد، [تحقيق] أبو إدريس شريف بن صالح التشادي، قطر: وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، 2014 م.

- - - - - -: تكملة الإكمال، [تحقيق] عبد القيوم عبد رب النبي، مكة الكرمة: جامعة أم القرى، 1987 - 1995 م.

- أبو نواس، الحسن بن هانئ بن عبد الأول الحكمي (ت 198 هـ): ديوانه، [تحقيق] علي فاعور، ط 2، بيروت: دار الكتب العلمية، 2002 م.

- النويري، أحمد بن عبد الوهاب (ت 733 هـ): نهاية الأرب في فنون الأدب، [تحقيق] مجموعة من المحققين، القاهرة: المجلس الأعلى للثقافة والهيئة المصرية العامة للكتاب، 1954 م - 1985 م.

- ابن هانئ، محمد بن هانئ بن محمد الأزدي الأندلسي، أبو القاسم (ت 363 هـ): ديوان ابن هاني الأندلسي، بيروت: دار صادر، (د. ت).

- ابن الهبارية، محمد بن محمد بن صالح (ت 509 هـ): فلك المعاني (رسالة ماجستير) إعداد جهاد قضيب البان، إشراف سميرة سلامي، جامعة دمشق، قسم اللغة العربية، 2009 م.

ص: 307

- الهجريّ، هارون بن زكرياء، أبو عليّ (من أهل القرن الثالث الهجري): التعليقات والنوادر، [تحقيق] حمد الجاسر، الرياض: دار اليمامة، 1992 م.

- ابن هرمة، إبراهيم بن هرمة القرشي (ت 176 هـ): شعر ابن هرمة، [تحقيق] مُحَمَّد نفاع، وحسين عطوان، دِمَشْق: مجمع اللغة العربية، (د. ت).

- الهرويّ، عليّ بن أبي بَكْر (ت 611 هـ): الإشارات إلى معرفة الزيارات، [تحقيق] جانين سورديل - طومين، دِمَشْق: المعهد الفرنسيّ، 1953 م.

- ابن هشام، عبد الملك بن هشام بن أيُّوب الحميري (ت 218 هـ): السيرة النبوية، [تحقيق] مصطفى السقا، إبْرَاهِيم الأبياريّ، عبد الحفيظ شلبي، ط 2، بيروت: دار الوفاق، 1955 م.

- أبو هِلَال العسكريّ، الحَسَن بن عَبْد اللهِ بن سهل (ت 395 هـ): الأوائل، [تحقيق] مُحَمَّد السيد الوكيل، القاهرة، دار البشير للثقافة والعلوم الإسلامية، 1987 م.

- - - - - -: جمهرة الأمثال، [تحقيق] مُحَمَّد أبو الفَضْل إبْرَاهِيم، عبد المجيد قطامش، ط 2، بيروت: دار الجيل، دار الفكر، 1988 م.

- - - - - -: ديوان المعاني، [تحقيق] أحْمَد حسن بسج، بيروت: دار الكتب العلمية، 1994 م.

- الهمدانيّ، الحَسَن بن أحْمَد بن يعقوب، لسان اليمن (ت 334 هـ): صفة جزيرة العَرَب، [تحقيق] محمد بن عليّ الأكوع، الرياض: دار اليمامة، 1974 م.

- الهمذانيّ، مُحَمَّد بن عبد الملك (ت 521 هـ): قطع تاريخية من كتاب عنوان

ص: 308

السير في محاسن أهل البدو والحضر، [تحقيق] الدكتور شايع عبد الهادي الهاجري، تونس: دار الغرب الإسلاميّ، 2008 م.

- هناد، هناد بن السري بن مصعب الكُوْفِيُّ التميمي (ت 242 هـ): كتاب الزهد، [تحقيق] عَبْد الرَّحْمَن بن عبد الجبار الفريوائيّ، الكويت: دار الخلفاء للكتاب الإسلاميّ، 1985 م.

- الهيثميّ، عليّ بن أبي بَكْر (ت 807 هـ): كشف الأستار عن زوائد البزّار على الكتب الستة، [تحقيق] حبيب الرحمن الأعظميّ، بيروت: مؤسسة الرسالة، 1979 م.

- - - - - -: مجمع الزوائد ومنبع الفوائد، ط 2، بيروت: دار الكتاب العربيّ، 1967 م.

- الواحديّ، عليّ بن أحْمَد (ت 468 هـ): الوجيز في تفسير الكتاب العزيز، [تحقيق] صفوت عَدْنَان داووديّ، دِمَشْق - بيروت: دار القلم، الدار الشَّامِيَّة، 1995 م.

- ابن وادران، حسين بن مُحَمَّد (كان حيًا 1172 هـ): تاريخ العباسيين، [تحقيق] منجي الكعبي، بيروت: دار الغرب الإسلاميّ، 1993 م.

- ابن واصل، مُحَمَّد بن سالم بن نَصْر الله، جمال الدين (ت 697 هـ): مفرج الكروب في أخبار بني أيُّوب، [تحقيق] جمال الدين الشيال وآخرون، القاهرة: دار الكتب والوثائق القومية، 1953 م.

- الواقديّ، مُحَمَّد بن عمر السلميّ، أبو عَبْد اللهِ (ت 207 هـ): فتوح الشَّام، بيروت: دار الجيل، (د. ت).

ص: 309

- الوأواء، مُحَمَّد بن أحْمَد الغساني الدمشقيّ، أبو الفرج (ت 385 هـ): ديوان الوأواء الدمشقيّ، [تحقيق] سامي الدهان، ط 2، بيروت: دار صادر، 1993 م.

- ابن الورديّ، عمر بن مظفر (ت 749 هـ): تَتِمَّة المختصر في أخبار البشر، "تاريخ ابن الوردي"، [تحقيق] أحمد رفعت البدراويّ، بيروت: دار المعرفة، 1970 م.

- - - - - -: خريدة العجائب وفريدة الغرائب، بيروت: المكتبة الشعبية، 1939 م.

- الوزير المغربيّ، الحسين بن عليّ بن الحُسَيْن (ت 418 هـ): أدب الخواص في المختار من بلاغات قَبَائِل العَرَب وأخبارها وأنسابها وأيامها، [تحقيق] حمد الجاسر، الرياض: منشورات دار اليمامة، 1980 م.

- - - - - -: الإيناس في علم الأنساب، [تحقيق] حمد الجاسر، الرياض: منشورات دار اليمامة، 1980 م.

- الوطواط، مُحَمَّد بن إياهيم بن يَحْيَى الكتبي (ت 718 هـ): غُرر الخصائص الواضحة وعُرر النقائص الفاضحة، [تحقيق] إبْرَاهِيم شمس الدين، بيروت: الكتب العلمية، 2008 م.

- ابن وكيع التنيسيّ، الحَسَن بن عليّ الضبيّ (ت 393 هـ): ديوانه [تحقيق] هلال ناجي، بيروت: دار الجيل، 1991 م.

- وكيع، مُحَمَّد بن خلف بن حيان (ت 306 هـ): أخبار القضاة، بيروت: عالم الكتب (د. ت).

ص: 310

- الوَلِيد بن يزيد بن عَبْد المَلِك بن مروان الأموي (ت 126 هـ): شعر الوَلِيد بن يزيد، [جمع وتحقيق] حسين عطوان، عمان: مكتبة الأقصى، 1979 م.

- ياقوت بن عَبْد اللهِ الحموي (ت 626 هـ): الخزل والدأل بين الدور والدارات والديرة، [تحقيق] يحيى زكريا عبارة ومُحَمَّد أديب جمران، دِمَشْق: وزارة الثقافة، 1998 م.

- - - - - -: معجم الأدباء (أو إرشاد الأريب إلى معرفة الأديب)، [تحقيق] إحسان عباس، بيروت: دار الغرب الإسلامي، 1993 م.

- - - - - -: معجم البلدان، بيروت: دار صادر، (د. ت).

- - - - - -: المقتضب من كتاب جمهرة النسب، [تحقيق] ناجي حسن، بيروت: الدار العربية للموسوعات، 1987 م.

- اليعقوبيّ، أحْمَد بن إسحاق بن جَعْفَر بن وهب بن واضح (ت بعد 292 هـ): كتاب البلدان، ليدن: مطبعة بريل، 1889 م.

- - - - - -: تاريخ اليعقوبيّ، [تحقيق] خليل المَنْصُور. ط 2، بيروت: دار الكتب العلمية، 2002 م.

- - - - - -: مشاكلة النَّاس لزمانهم، وما يغلب عليهم في كل عصر، [تحقيق] مضيوف الفرا، الدوحة: جامعة قطر، مركز الوثائق والدراسات الإنسانية، 1993 م.

- أبو يعلى الموصليّ، أحْمَد بن عليّ بن المثنى التميمي (ت 207 هـ): المسند، [تحقيق] حسين سليم أسد، بيروت - دِمَشْق: دار المأمون للتراث، 1984 م.

ص: 311

- اليغموريّ، يوسف بن أحْمَد بن محمود (ت 672 هـ): نور القبس "المختصر من المقتبس في أخبار النحاة والأدباء والشعراء والعلماء للمرزباني"، [تحقيق] رودلف زلهايم، بيروت: المعهد الأماني؛ فرانتس شتاينر، 1964 م.

- اليوسي، الحَسَن بن مَسْعُود بن مُحَمَّد (ت 1102 هـ): زهر الأكم في الأمثال والحكم، [تحقيق] مُحَمَّد حجيّ، ومُحَمَّد الأخضر، الدار البيضاء: دار الثقافة، ومعهد الأبحاث والدراسات للتعريب، 1981 م.

- اليونينيّ، مُوسَى بن مُحَمَّد قطب الدين (ت 726 هـ): ذيل مرآة الزمان، حيدر آباد الدكن (الهند): مطبعة مجلس دائرة المعارف العثمانية، 1954 - 1960 م.

‌المراجع العربية والمعربة:

- الأسديّ، خير الدين الحَلَبي (ت 1392 هـ): أحياء حلب وأسواقها، [تحقيق] عبد الفتاح رواس قلعه جيّ، دِمَشْقَ: منشورات وزارة الثقافة والإرشاد القوميّ، 1984 م.

- بروكلمان، كارل: تاريخ الأدب العربيّ، [تَرْجَمة] السيد يعقوب بَكْر، رمضان عبد التواب، القاهرة: الهيئة المصرية للكتاب، 1993 م.

- جرار، نبيل سعد الدين: الإيماء زوائد الأمالي والأجزاء، الرياض: أضواء السلف، 2007 م.

- الجنديّ، مُحَمَّد سليم: تاريخ معرة النُّعْمَان، [تحقيق] عمر رضا كحالة، ط 2، دِمَشْق: وزارة الثقافة، 1994 م.

ص: 312

- الحسون، خليل بنيان: أشجع السلمي؛ حياته وشعره، بيروت: دار المسرة، 1981 م.

- حلاق، حسان، وعباس صباغ: المعجم الجامع في المصطلحات الأيوبية والمملوكية والعثمانية ذات الأصول العربية والفارسية والتركية، بيروت: دار العلم للملايين، 1999 م.

- الدرع، مريم مُحَمَّد خير: موارد ابن العديم التاريخية ومنهجه في كتاب بغية الطلب في تاريخ حلب، (رسالة دكتوراه) بإشراف سهيل زكار، جامعة دمشق، كلية الآداب، 2004 م.

- الدعجاني، طلال بن سعود: موارد ابن عساكر في تاريخ دِمَشْق، المَدِينَة المنورة: الجامعة الإسلامية، 2004 م.

- الدهان، سامي: حياة ابن العديم وآثاره، دِمَشْق، 1951 م.

- روزنثال، فرانز: علم التأريخ عند المسلمين، [ترجمة] صالح العلي، ط 2، بيروت: مؤسسة الرسالة، 1983 م.

- الزركليّ، خير الدين: الأعلام "قاموس لأشهر الرجال والنساء من العَرَب والمستعربين والمستشرقين"، ط 6. بيروت: دار العلم للملايين، 1984 م.

- زكرياء، أحْمَد وصفي: جولة أثرية في بعض البلاد الشَّامِيَّة "وصف طبغرافي تاريخي أثري عمراني للبقاع والبلدان الممتدة من شمالي الإِسْكَنْدَرُونَة إلى أبواب دِمَشْقَ"، ط 2، دِمَشْقَ: دار الفكر، 1984 م.

- س: أبو العلاء المعري "دفاع المؤرخ ابن العديم عنه"، القاهرة: دار سعد مصر للطباعة والنشر، 1945 م.

ص: 313

- شاكر، محمود مُحَمَّد: المتنبي "رسالة في الطَّرِيق إلى ثقافتنا"، جدة - القاهرة: مكتبة المدنيّ، مكتبة الخانجيّ، 1987 م.

- طلاس، العماد مصطفى: المعجم الجغرافي للقطر العربي السوريّ، دِمَشْق: مركز الدراسات العسكرية، 1990 - 1993 م.

- عباس، إحسان: الوزير المغربي "أبو القاسم الحُسَيْن بن عليّ، العالم الشاعر الناثر الثائر" دراسة في سيرته وأدبه مع ما تبقى من آثاره، عمان: دار الشروق، 1988 م.

- عبد الباقيّ، مُحَمَّد فؤاد: اللُؤْلُؤ والمرجان فيما اتفق عليه الشيخان، بيروت: دار إحياء التراث العربيّ،1986 م.

- فيصل، شكري: أبو العتاهية "أشعاره وأخباره"، دِمَشْق: دار الفلاح للنشر والتوزيع، مطبعة جامعة دِمَشْق، 1965 م.

- كحالة، عمر رضا: مُعْجَمُ المؤلفين "تراجم مصنفي الكتب العربية"، بيروت: دار إحياء التراث العربيّ، 1957 م.

- كراتشكوفسكي، أغناطيوس يوليانوفتش: تاريخ الأدب الجغرافي العربيّ، [ترجمة] صلاح الدين عثمان، القاهرة: جامعة الدول العربية، 1963 م.

- كرد عليّ، مُحَمَّد: خطط الشَّام، دِمَشْقَ: المطبعة الحديثة، 1925 - 1928 م.

- لسترنج، كي: بلدان الخِلَافَة الشرقية، [ترجمة] بشير فرنسيس وكوركيس عواد، بيروت: مؤسسة الرسالة، (د. ت).

- موستراس، س: المعجم الجغرافي للأمبراطورية العثمانية، [ترجمة] عصام الشحادات، بيروت: دار ابن حزم، 2002 م.

ص: 314

‌المقالات العربية والدوريات:

- الحياري، مصطفى علي: توطين القبائل العربية في بلاد جند قنسرين حتى نهاية القرن الرابع الهجري، بحث منشور ضمن كتاب: في محراب المعرفة "دراسات مهداة إلى إحسان عباس"، [تحرير] إبراهيم السعافين، بيروت: دار صادر ودار الغرب الإسلامي، 1997 م، ص 417 - 431.

- - - - - -: حياة الناس في مدن الثغور "مدينة طرسوس"، مجلة دراسات تاريخية، ع 4، جامعة دمشق، جمادى الثاني 1401 هـ/ نيسان 1981 م، ص 85 - 95.

- - - - - -: طرسوس: مدينة الثغور الشامية "دراسة في عمران مدن الثغور"، مجلة دراسات (العلوم الإنسانية)، ج 8، ع 1، عمادة البحث العلمي، الجامعة الأردنية، عمان، حزيران 1981 م.

- خطاب، محمود شيت: بلاد الجزيرة قبل الفتح الإسلامي وفي أيامه، مجلة المجمع العلمي العراقي، ج 36، ج 1، بغداد، 1405 هـ 1985/ م، ص 3 - 61.

- عباس، إحسان: ترجمة أبي العتاهية من بغية الطلب لابن العديم، مجلة دراسات (العلوم الإنسانية)، مج 15، ع 7، عمادة البحث العلمي، الجامعة الأردنية، عمان، تموز 1988 م.

- عقلة، عصام مصطفى، ويوسف بني ياسين: المؤرخ حمدان الأثاربي (460 - 542 هـ / 1068 - 1147 م)، وكتابه سيرة الإفرنج الخارجين إلى بلاد الإسلام "دراسة في أول كتاب تاريخ عربي إسلامي عن الحملة الصليبية الأولى، ضمن

ص: 315

كتاب "بحوث ودراسات مهداة إلى محمد عدنان البخيت، تحرير محمد عبد القادر خريسات، عمان: الجامعة الأردنية، 2013 م.

- كمال، محمد: نظرات في شعر كمال الدين بن العديم، مجلة التراث العربي (اتحاد الكتاب العرب)، دمشق، ع 89، س 23، محرم 1434 هـ/ آذار 2003 م، ص 4 س - 45.

- sezgin،fuat،Geschichte des arabischen schrifttms، Institut fur Geschichte der Arabisch - Islmischen Wissenschaften، Fankfurt am Main،Germany، 2010. R. Dozy، Supplement aux dictionnaires arabes، librairie du liban، Beyrouth، 1968 ..

ص: 316