الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الطبقة الحادية عشرة
.
101 -
111 هـ
بسم الله الرحمن الرحيم
(الحوادث)
سنة إحدى ومائة
توفي فيها: ذكوان أبو صالح السمان، ربعي بن حراش العبسي الكوفي، عمارة بن أكيمة الليثي شيخ الزهري، عمر بن عبد العزيز الأموي، القاسم بن مخيمرة فيها في قول، محمد بن مروان والد مروان الحمار، مقسم مولى ابن عباس.
وفيها استخلف يزيد بن عبد الملك بن مروان في رجب.
سنة اثنتين ومائة
توفي فيها: الضحاك بن مزاحم صاحب التفسير، عدي بن أرطاة أمير البصرة، مجاهد في قول جماعة، يزيد بن المهلب بن أبي صفرة الأمير، يزيد بن أبي مسلم الثقفي كاتب الحجاج، أبو المتوكل الناجي، علي بن دؤاد.
وفيها كانت وقعة العقر، وهو موضع بقرب كربلاء من العراق، بين يزيد بن المهلب وبين مسلمة بن عبد الملك بن مروان، قتل فيها يزيد وكسر جيشه وانهزم فيها آل المهلب، ثم ظفر بهم مسلمة فقتل فيهم وبدع، وقل من نجا منهم، وكان يزيد قد خرج على الخلافة لما توفي عمر بن عبد العزيز.
قال الكلبي: نشأت وهم يقولون: ضحى بنو أمية يوم كربلاء بالدين، ويوم العقر بالكرم.
قال خليفة بن خياط: ثم بعث مسلمة بن عبد الملك هلال بن أحوز المازني إلى قندابيل في طلب آل المهلب فالتقوا، فقتل المفضل بن المهلب وانهزم أصحابه وخدمه، وقتل هلال بن أحوز جماعةً من آل المهلب، ولم يتعرض للنساء وبعث بهم إلى يزيد بن عبد الملك، فحدثني حاتم بن مسلم أن يزيد بن عبد الملك لما قدم بآل المهلب عليه قال: من كان له قبل آل المهلب دم فليقم، فقام ناس، فدفعهم إليهم حتى قتل نحوٌ من ثمانين نفسا.
وروى المدائني، عن المفضل بن محمد أن الحجاج عزل يزيد بن المهلب عن خراسان، وكتب بولايتها إلى المفضل بن المهلب، فوليها سبعة أشهرٍ، فافتتح باذغيس وغيرها، وقسم الغنيمة بين الناس، فأصاب الرجل ثمانمائة درهم.
قلت: وثق المفضل، وله حديث عن النعمان بن بشير في سنن أبي داود والنسائي من رواية ابنه حاجب عنه، وروى عنه أيضاً ثابت البناني، وجرير بن حازم، وكان جواداً ممدحاً.
سنة ثلاث ومائة
توفي فيها: عطاء بن يسار مولى ميمونة في قول، عكرمة بن عبد الرحمن بن الحارث، عمرو بن الوليد بن عبدة مصري مقل، مجاهد فيها أو في سنة اثنتين، مصعب بن سعد بن أبي وقاص، موسى بن طلحة بن
عبيد الله، يحيى بن وثاب مقرئ الكوفة، يزيد بن الأصم نزيل الرقة، يزيد بن حصين السكوني.
وفيها قتل أمير الأندلس السمح بن مالك الخولاني، قتلته الروم يوم التروية.
سنة أربع ومائة
توفي فيها: خالد بن معدان الكلاعي الحمصي، عامر بن سعد فيها، وقيل: قبل المائة، عامر الشعبي عالم العراق، عبد الله بن يزيد أبو قلابة الجرمي، عبد الرحمن بن حسان بن ثابت الشاعر، عبد الأعلى بن عدي البهراني، عبد الأعلى بن هلال السلمي أبو النضر، عمير مولى آل العباس، مجاهد في قول القطان وابن المديني، يحيى بن عبد الرحمن بن حاطب اللخمي، أبو بردة بن أبي موسى الأشعري، أبو سلمة بن عبد الرحمن، فيها في قول.
وفيها كانت وقعة نهر أران، فالتقى المسلمون والكفار، وعلى المسلمين الجراح بن عبد الله الحكمي، وعلى أولئك ابن الخاقان، وذلك بقرب باب الأبواب، ونصر الله الإسلام وركب المسلمون أقفية الترك قتلاً وأسراً وسبياً.
سنة خمس ومائة
توفي فيها: أبان بن عثمان بن عفان في قول، رزيق بن حيان الفزاري مولاهم، سعيد بن المسيب، في قول المدائني، والصحيح سنة بضعٍ وتسعين كما تقدّم، سليمان بن بريدة الأسلمي، سنان بن أبي سنان الدّؤلي، عبد الله بن عبد الله بن عمر بن الخطّاب، شفي بن ماتع، عثمان بن
حيان المري، عبيد الله بن عبد الله بن عمر بن الخطاب، عبيد بن حنين المدني، عمارة بن خزيمة بن ثابت الأنصاري، والمسيّب بن رافع الأسديّ، يزيد بن عبد الملك بن مروان.
وفيها زحف الخاقان وخرج من الباب في جمع عظيم من الترك وقصد أرمينية، فسار إليه الجرّاح الحكميّ فاقتتلوا أياماً، ثم كانت الهزيمة على الكفّار، وذلك في شهر رمضان.
سنة ستٍّ ومائة
توفّي فيها: بكر بن عبد الله المزني في قول، سالم بن عبد الله بن عمر العدوي الفقيه، طاوس بن كيسان اليماني، أبو مجلز لاحق بن حميد السّدوسي.
وفيها عزل متولّي العراق عمر بن هبيرة الفزاري بخالد بن عبد الله القسري، فدخل خالد واسط بغتة وأبو المثنّى عمر بن هبيرة يتهيّأ لصلاة الجمعة ويسرّح لحيته، فقال عمر: هكذا تقوم الساعة بغتةً، فقيّده خالد وألبسه مدرعة صوفٍ وحبسه، ثم إنّ غلمان ابن هبيرة اكتروا داراً إلى جانب السجن، فنقبوا سرباً إلى السّجن وأخرجوه منه، فهرب إلى الشّام، واستجار بالأمير مسلمة أخي الخليفة، فأجاره، ثم لم ينشب أن مات، وقد ولي العراق ثلاثة أعوام.
وفيها غزا مسلم بن سعيد بن أسلم فرغانة، فلقيه ابن خاقان في جمع كبيرٍ من تركستان، فقتل ابن خاقان في طائفةٍ كبيرة.
وفيها استعمل خالدٌ القسريّ على إقليم خراسان أخاه أسد بن عبد الله نيابةً عنه.
وفيها دخل الجرّاح الحكميّ وغوّر في أرض الخزر، فصالحته الّلان، وأعطوه الجزية وخراج أرضهم.
وفيها حجّ بالنّاس خليفة الوقت هشام، والله أعلم.
سنة سبع ومائة
توفي فيها: سليمان بن يسار المدني مولى أمّ سلمة رضي الله عنها، وعطاء بن يزيد اللّيثي المدني، وعكرمة البربريّ مولى ابن عبّاس، وأبو رجاء العطاردي بخلفٍ فيه، والقاسم بن محمد بن أبي بكر الصّدّيق، وكثيّر عزّة الخزاعي.
وفيها عزل الجرّاح الحكميّ عن إمرة أذربيجان وأرمينية بمسلمة بن عبد الملك، فنهض مسلمة فغزا قيصريّة الروم وافتتحها بالسيف.
وفيها غزا أسد بن عبد الله القسريّ متولّي خراسان بلاد غرشستان، فانكسر المسلمون واستشهد طائفةٌ ورجع الجيش مجهودين جائعين.
سنة ثمانٍ ومائة
توفي فيها: بكر بن عبد الله المزني في قولٍ، محمد بن كعب القرظي المدني، يزيد بن عبد الله الشّخّير أبو العلاء، أبو نضرة العبديّ المنذر.
وفيها غزا أسد بن عبد الله القسريّ بلاد الغور، فالتقوه في جيشٍ لجب، فهزمهم أسد.
وفيها زحف ابن الخاقان إلى أذربيجان ونازل مدينة ورثان، ورماها بالمجانيق، فسار إليه متولّي تلك الناحية الحارث بن عمرو، فالتقوا، فانهزم ابن الخاقان، وقتل خلقٌ من جيشه، واستشهد أيضاً الحارث بن عمرو.
وفيها غزا ولد الخليفة معاوية بن هشام أرض الروم، فجهّز بين يديه
البطّال إلى خنجرة فافتتحها.
سنة تسعٍ ومائة
توفي فيها: بشر بن صفوان الكلبيّ أمير المغرب، سعيد بن أبي الحسن البصريّ، أبو حرب بن أبي الأسود الدّؤلي، أبو نجيح يسار المكيّ والد عبد الله.
وفيها غزا في الصّيف معاوية بن هشام بن عبد الملك وافتتح حصناً من أرض الروم، وغزا أيضاً مسلمة فجهّز جيشاً شتّوا بأذربيجان.
سنة عشر ومائة
توفي فيها: إبراهيم بن محمد بن طلحة التّيمي الأعرج، جرير التّيمي الشاعر، الحسن البصريّ سيّد زمانه، أبو الطّفيل عامر بن واثلة في قولٍ، عطية بن قيس المذبوح في قول، الفرزدق وهو همّام بن غالب، محمد بن سيرين البصري، نعيم بن أبي هند الأشجعيّ الكوفي.
وفيها غزا مسلمة بلاد الخزر، وتسمى غزوة الطين، التقى هو وملك الخزر واقتتلوا أياماً، وكانت ملحمةً مشهورة هزم الله فيها الكفار في سابع جمادى الآخرة.
وفيها افتتح معاوية ولد هشام حصنين كبيرين من أرض الروم.
وفيها قدم إلى إفريقية عبيدة بن عبد الرحمن الذّكواني أميراً عليها، فجهّز ولده وأخاه، فالتقوا المشركين، فنصر الله تعالى وأسر طاغية القوم وولّوا مدبرين.
بسم الله الرحمن الرحيم
تراجم أعيان هذه الطبقة على حروف المعجم
.
1 -
م 4:
أبان بن عثمان بن عفان بن أبي العاص بن أمية
، أبو سعيد القرشي الأموي المدني.
وإنما أعدته للخلف في موته، روى عن أبيه، وعن زيد بن ثابت، وعنه: ابنه عبد الرحمن، والزهري، وأبو الزناد، ونبيه بن وهب، وغيرهم.
وكان أحد فقهاء المدينة الثّقات.
قال ابن سعد: كان به وضحٌ كثير وصممٌ، وأصابه الفالج قبل موته بسنة.
توفي أبان بالمدينة في قول خليفة سنة خمسٍ ومائة، وقيل: مات قبل عبد الملك بن مروان، فالله أعلم.
2 -
ع:
إبراهيم بن عبد الله بن حنين
، أبو إسحاق المدني، مولى آل العبّاس.
روى عن: أبيه، وأبي هريرة، وأرسل عن عليّ رضي الله عنه، وعنه: زيد بن أسلم، وأسامة بن زيد الليثي، وابن عجلان، ومحمد بن عمرو، ومحمد بن إسحاق، وآخرون.
وكان ثقة.
3 -
م د ن ق:
إبراهيم بن عبد الله بن معبد بن عباس بن عبد المطلب الهاشمي المدني
.
سمع: ابن عباس، وميمونة أم المؤمنين. وعنه: سليمان بن سحيم، ونافع مولى ابن عمر، وابن جريج.
وكان ثقة.
4 -
م 4:
إبراهيم بن محمد بن طلحة بن عبيد الله القرشيّ التيمي المدني أبو إسحاق
.
قتل أبوه محمد السجاد يوم الجمل.
روى عن: سعيد بن زيد، وأبي هريرة، وابن عباس، وابن عمر، وعبد الله بن عمرو، وعدّة.
وكان من سادة التابعين، قوالاً بالحق، بليغاً، وقوراً، كبير القدر.
روى عنه: سعد بن إبراهيم القاضي، وعبد الله بن محمد بن عقيل، ومحمد بن زيد بن المهاجر، وطلحة بن يحيى أحد بني عمّه، ومحمد بن عبد الرحمن الطلحي، وآخرون.
ووفد على عبد الملك، فأجلسه على فرشه فنصحه ووعظه.
قال العجلي: تابعيٌّ ثقةٌ، رجلٌ صالح.
وقال ابن سعد: كان يسمى أسد قريش، كان شريفاً صبّاراً أعرج وليّ خراج العراق لابن الزّبير.
توفي سنة عشرٍ ومائة.
5 -
الأحوص الشاعر أبو عاصم
، ويقال: أبو عثمان عبد الله بن محمد بن عبد الله بن عاصم بن ثابت بن أبي الأقلح الأنصاري.
نفاه عمر بن عبد العزيز إلى دهلك لكثرة هجائه.
قال عقيل بن خالد: كنت بالمدينة، فجاء رجل فلطم عراك بن مالك الغفاري وجر برجله، وانطلق به إلى مركب في البحر، فنفاه إلى دهلك، وأخرج منها الأحوص، فكان أهلها يقولون: جزى الله عنّا يزيد بن عبد الملك خيراً، أخذ عنّا رجلاً علّم أولادنا الباطل وأقدم علينا رجلاً علّمنا الخير.
والحوص: هو ضيقٌ في آخر العين.
وقيل: بل الذي نفاه هو سليمان بن عبد الملك. وكان يشبب بعاتكة بنت يزيد بن معاوية إذ يقول:
يا بيت عاتكة التي أتغزّل حذر العدى وبه الفؤاد موكّل إني لأمنحك الصدود وإنني قسماً إليك مع الصدود لأميل ولقد نزلت من الفؤاد بمنزلٍ ما كان غيرك والأمانة ينزل ولقد شكوت إليك بعض صبابتي ولما كتمت من الصبابة أطول هل عيشنا بك في زمانك راجعٌ فلقد تفحش بعدك المتعلل أعرضت عنك وليس ذاك لبغضةٍ أخشى مقالة كاشحٍ لا يعقل
6 -
د:
إسحاق بن عبد الله بن الحارث بن نوفل
، أبو يعقوب الهاشمي البصري.
عن: أبيه، وابن عباس، وأم الحكم بنت الزبير بن عبد المطلب. وعنه: قتادة، وحميد الطويل، وعوف، وداود بن أبي هند، وآخرون.
وثقه أحمد بن عبد الله العجلي.
7 -
ق:
إسحاق بن قبيصة بن ذؤيب الخزاعي الدمشقي
.
عن أبيه. وعنه: برد بن سنان، وأسامة بن زيد الليثي، وعثمان بن عطاء الخراساني، وغيرهم.
وكان ناظر ديوان الزمني بدمشق، له حديث واحدٌ عند ابن ماجه.
8 -
م د ن:
إسحاق مولى زائدة
.
روى عن: سعد بن أبي وقاص، وأبي هريرة، وله عن أبيه عن أبي هريرة. روى عنه: ابنه عمر بن إسحاق المدني، وأسامة بن زيد الليثي، وبكير بن عبد الله بن الأشج، والعلاء بن عبد الرحمن، وآخرون.
وثقه ابن معين.
9 -
د ت ن:
أسلم العجلي
.
عن: أبي موسى الأشعري، وبشر بن شغاف، وأبي مراية العجلي، وعنه: ابنه أشعث، وشميط بن عجلان، وسليمان التيمي.
وثقه ابن معين.
10 -
د:
الأسود بن سعيد الهمداني الكوفي
.
عن: جابر بن سمرة، وابن عمر، وعنه: زياد بن خيثمة، ومعن بن يزيد، وأبو إسرائيل الملائي.
له حديث في الملاحم.
11 -
ق: أصبغ بن نباتة الدارمي ثم المجاشعي الكوفي، أبو القاسم.
عن: علي، وعمر، وعمار، وأبي أيوب. وعنه: ثابت البناني، والأجلح بن عبد الله، ومحمد بن السائب الكلبي، وفطر بن خليفة، وآخرون.
قال ابن معين: ليس بثقة.
وقال النسائي: متروك.
وقال الدارقطني: منكر الحديث.
وقال العقيلي: كان يقول بالرجعة.
12 -
أيفع بن عبد الكلاعي
.
شاميٌ أظنه خطب بحمص.
روى عن ابن عمر، وأرسل حديثين عن النبي صلى الله عليه وسلم، روى عنه صفوان بن عمرو، وقال: أمر علينا مرةً في الغزو، وسمعته مرة يقول على منبر حمص.
قد غلط غير واحد وعده في الصحابة، منهم عبدان المروزي، وأبو بكر الإسماعيلي، وأبو الفتح الأزدي، واغتروا بما أرسل.
قال محمد بن المثنى: توفي سنة ستٍ.
13 -
د:
أيوب بن بشير بن كعبٍ العدوي البصري
.
له وفادةٌ على سليمان بن عبد الملك، روى عن رجلٍ تابعي. وعنه: خالد بن ذكوان، وقتادة، وسماك المربدي.
وهو مقلٌ لا يكاد يعرف.
14 -
أيوب بن شرحبيل بن أكسوم بن أبرهة بن الصباح الأصبحي الحميري
، وأمه أم أيوب بنت مالك بن نويرة.
ولي مصر لعمر بن عبد العزيز، روى عنه: أبو قبيل، وعبد الرحمن بن مهران.
قال ابن يونس: مات في رمضان سنة إحدى ومائة.
15 -
ع:
بسر بن عبيد الله الحضرمي الشامي
.
عن: واثلة بن الأسقع، ورويفع بن ثابت، وغيرهما من الصحابة، وأبي إدريس الخولاني، وعنه: عبد الرحمن بن يزيد بن جابر، وثور بن يزيد، وزيد بن واقد، وآخرون.
وكان ثقةً جليل القدر.
قال أبو مسهر: هو أحفظ أصحاب أبي إدريس، رحمه الله.
16 -
بشر بن صفوان الكلبي أمير إفريقية
.
ولي المغرب سبعة أعوام، ولما احتضر ولى على الناس قعاس بن قرط الكلبي.
توفي بشر سنة تسعٍ ومائة.
17 -
ع:
بشير بن يسار المدني مولى الأنصار
.
عن: رافع بن خديج، وسهل بن أبي حثمة، وسويد بن النعمان، ومحيصة بن مسعود. وعنه: يحيى بن سعيد الأنصاري، وربيعة الرأي، والوليد بن كثير، ومحمد بن إسحاق، وغيرهم.
قال ابن معين: ثقة.
وقال ابن سعد: كان فقيهاً أدرك عامة الصحابة.
قلت: وليس هو أخاً لسليمان بن يسار.
18 -
خ م ت ن ق:
بعجة بن عبد الله بن بدر الجهني
، من بادية الحجاز.
عن: أبيه، وأبي هريرة، وعقبة بن عامر. وعنه: يحيى بن أبي كثير، وأبو حازم المديني، وأسامة بن زيد بن أسلم، ويزيد بن أبي حبيب.
وثقة النسائي.
19 -
ع:
بكر بن عبد الله بن عمرو المزني
، أبو عبد الله البصري، أحد الأعلام.
عن: المغيرة بن شعبة، وابن عباس، وابن عمر، وأنس، وأبي رافع، وجماعة، وعنه: ثابت البناني، وعاصم الأحول، وسليمان التيمي، وحبيب العجمي، ومبارك بن فضالة، وصالح المري، وأبو عامر الخزاز، وغالب القطان، وآخرون.
قال ابن سعد: كان ثقة ثبتاً كثير الحديث حجةً فقيهاً.
قال سليمان التيمي: الحسن شيخ البصرة، وبكر المزني فتاها.
وقال عبد الله بن بكر المزني: حدثتني أختي أنها سمعت أبانا يقول: عزمت على نفسي أن لا أسمع قوماً يذكرون القدر إلا قمت فصليت ركعتين.
وقال عبد الله بن بكر أيضاً: سمعت فلاناً يحدث عن أبي أنه كان واقفاً بعرفة فرق فقال: لولا أني فيهم لقلت: قد غفر لهم.
أبو هلال، عن غالب، عن بكر أنه لما ذهب به للقضاء قال: إني سأخبرك عني أني لا علم لي والله بالقضاء، فإن كنت صادقاً فما ينبغي لك أن تستعملني، وإن كنت كاذباً فما ينبغي لك أن تستعمل كاذباً.
حميد الطويل، عن بكر قال: إني لأرجو أن أعيش عيش الأغنياء وأموت موت الفقراء، فكان كذلك يلبس كسوته ثم يجيء إلى المساكين فيجلس معهم يحدثهم ويقول: إنهم يفرحون بذلك.
معتمر بن سليمان: سمعت أبي يذكر أن بكر بن عبد الله كان قيمة كسوته أربعة آلاف، وكانت أمه ذات ميسرةٍ، وكان لها زوجٌ كثير المال.
عبيد الله بن عمرو الرقي، عن كلثوم بن جوشن قال: اشترى بكر بن عبد الله طيلساناً بأربعمائة درهم، فأراد الخياط أن يقطعه، فذهب ليذر عليه تراباً، فقال له بكر: كما أنت، فأمر بكافورٍ فسحق، ثم ذره عليه.
عمرو بن عاصم الكلابي: حدثنا عتبة بن عبد الله العنبري قال: سمعت بكراً المزني يقول في دعائه: أصبحت لا أملك ما أرجو ولا أدفع عن نفسي ما أكره، أمري بيد غيري، ولا فقير أفقر مني.
أبو الأشهب: سمعت بكر بن عبد الله يقول: اللهم ارزقنا رزقاً يزيدنا لك شكراً، وإليك فاقةً وفقراً، وبك عمن سواك غنى.
مبارك بن فضالة قال: حضر الحسن جنازة بكر بن عبد الله على حمار، فرأى الناس يزدحمون فقال: ما يوزرون أكثر مما يؤجرون، كان القوم ينظرون، فإن قدروا على حمل الجنازة أعقبوا إخوانهم.
قال مؤمل بن إسماعيل: توفي بكر سنة ستٍ ومائة.
وقال غير واحدٍ: سنة ثمانٍ ومائة، وأظنه أصح.
20 -
ن:
بكر بن ماعز أبو حمزة الكوفي
.
روى عن: عبد الله بن يزيد الأنصاري، والربيع بن خثيم. وعنه: يونس بن أبي إسحاق السبيعي، ونسير بن ذعلوق، وسعد بن مسروق الكوفي، وغيرهم.
وثقه يحيى بن معين.
21 -
ن:
تبيع بن عامر الحميري ابن امرأة كعب الأحبار
.
نزل الشام، يقال: إنه أسلم زمن الصديق، روى عن: أبي الدرداء، وكعب، وعنه: مجاهد، وعطاء، وأبو قبيل المصري، وحكيم بن عمير الحمصي، وحيان أبو النضر، وغيرهم، وكان يقال له: تبيع صاحب الملاحم، قرأ الكتب ونظر في سير الأولين.
قيل: توفي سنة إحدى ومائة، يكنى أبا غطيف، قاله ابن يونس، وإنه كلاعيٌ من ألهان، وكناه البخاري أبا عبيد، وكناه صاحب تاريخ حمص: أبا عبيدة، مات بالإسكندرية.
22 – م د ن:
تميم بن نذير
، أبو قتادة العدوي البصري.
عن: عمر بن الخطاب، وعمران بن حصين، وعبادة بن الصامت، وعنه: حميد بن هلال، وإسحاق بن سويد.
وثقه ابن معين.
23 -
م ت ن:
ثمامة بن حزن القشيري البصري
.
مخضرمٌ قدم على عمر وله خمسٌ وثلاثون سنة، وروى عن: عمر، وعثمان، وأبي الدرداء، وعائشة، وغلط من قال: له صحبة.
روى عنه: الجريري، والأسود بن شيبان، والقاسم بن الفضل الحداني.
وثقه ابن معين، وحديثه من أعلى شيءٍ في صحيح مسلم.
24 -
ع:
جابر بن زيد أبو الشعثاء
، فقيه أهل البصرة، قد مر.
وقال ابن سعد: توفي سنة ثلاثٍ ومائة.
25 -
جرير ابن الخطفى
، وهو جرير بن عطية بن حذيفة بن بدر بن سلمة، أبو حزرة التميمي البصري الشاعر المشهور.
مدح يزيد بن معاوية ومن بعده من الأمويين، وإليه المنتهى وإلى الفرزدق في حسن النظم، فعن أبي عبيدة، عن عثمان التيمي قال: رأيت جريراً وما يضم شفتيه من التسبيح، فقلت: ما ينفعك هذا وأنت تقذف المحصنات! فقال: سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر، {إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ} وعد من الله حقٌ.
وعن بشار قال: كان جرير يحسن ضروباً من الشعر لا يحسنها الفرزدق.
روى محمد بن سلام الجمحي، عن يونس قال: كان الفرزدق يتضور ويجزع إذا أنشد لجرير، وكان جرير أصبرهما.
قال بشار بن برد: أجمع أهل الشام على جرير والفرزدق، والأخطل دونهما، وممن فضل جريراً على الفرزدق: ابن هرمة، وعبيدة بن هلال.
قال يونس بن حبيب: قال الفرزدق لامرأته النوار: أنا أشعر أم ابن المراغة؟ قالت: غلبك على حلوه وشركك في مره.
وقال محمد بن سلام: ذاكرت مروان بن أبي حفصة، فقال: ذهب الفرزدق بالفخار وإنما حلو القريض ومره لجرير
هشام ابن الكلبي، عن أبيه، أن أعرابياً مدح عبد الملك بن مروان فأحسن، فقال له عبد الملك: تعرف أهجى بيتٍ في الإسلام؟ قال: نعم، قول جرير:
فغض الطرف إنك من نميرٍ فلا كعباً بلغت ولا كلاباً
قال: أصبت، فهل تعرف أرق بيت قيل في الإسلام؟ قال: نعم، قول جرير:
إن العيون التي في طرفها مرض قتلننا ثم لم يحيين قتلانا يصرعن ذا اللب حتى لا حراك به وهن أضعف خلق الله أركانا
قال: أحسنت، فهل تعرف جريراً؟ قال: لا والله وإني إلى رؤيته لمشتاق، قال: فهذا جرير، وهذا الأخطل، وهذا الفرزدق، فأنشأ الأعرابي يقول:
فحيا الإله أبا حزرة وأرغم أنفك يا أخطل وجد الفرزدق أتعس به ودق خياشمه الجندل
فأنشأ الفرزدق يقول:
بل أرغم الله أنفاً أنت حامله يا ذا الخنا ومقال الزور والخطل ما أنت بالحكم الترضى حكومته ولا الأصيل ولا ذي الرأي والجدل.
فغضب جرير وقال أبياتاً، ثم وثب فقبل رأس الأعرابي وقال: يا أمير
المؤمنين جائزتي له، وكانت كل سنة خمسة عشر ألفاً، فقال عبد الملك: وله مثلها مني.
قال نفطويه: حدثني عبد الله بن أحمد المزني أن جارية قالت للحجاج: يدخل عليك جرير فيشبب بالحرم، قال: ما علمته إلا عفيفاً، قالت: فأخلني وإياه، فأخلاهما، فقالت: يا جرير، فنكس رأسه، وقال: هاأنذا، قالت: بالله أنشدني قولك:
أوانس أما من أردن عناءه فعانٍ ومن أطلقن فهو طليق دعون الهوى ثم ارتمين قلوبنا بأسهم أعداءٍ وهن صديق
فقال: ما أعرف هذا ولكني القائل:
ومن يأمن الحجاج أما نكاله فصعبٌ وأما عهده فوثيق يسر لك البغضاء كل منافقٍ كما كل ذي دينٍ عليك شفيق
ولجرير:
يا أم ناجية السلام عليكم قبل الرحيل وقبل يوم المعدل لو كنت أعلم أن آخر عهدكم يوم الرحيل فعلت ما لم أفعل
توفي جرير سنة عشرٍ ومائة بعد الفرزدق بشهر.
26 -
م د ن ق:
جعفر بن عمرو بن حريث أبو عون المخزومي الكوفي
.
عن: أبيه، وعن جده لأمه عدي بن حاتم، وعنه: مساور الوراق، وحجاج بن أرطاة، ومعن أبو القاسم المسعودي، وغيرهم، وهو جد المحدث جعفر بن عون العمري.
27 – 4:
جميع بن عمير أبو الأسود التيمي تيم الله بن ثعلبة
.
كوفي جليل، عن: عائشة، وابن عمر، وعنه: صدقة بن سعيد، وكثير النواء، وحكيم بن جبير، وأبو الجحاف دواد بن أبي عوف، والصلت بن بهرام، وآخرون.
قال أبو حاتم: كوفيٌ من عتق الشيعة محله الصدق.
وقال ابن عدي: عامة ما يرويه لا يتابع عليه.
وقال محمد بن عبد الله بن نمير: هو من أكذب الناس، كان يقول الكراكي تفرخ في السماء ولا تقع فراخها.
وقال ابن حبان: رافضيٌ يضع الحديث.
28 -
الحارث بن مخمر أبو حبيب الظهراني الحمصي
.
ولي قضاء حمص وقضاء دمشق زمن الوليد، وروايته عن عمر وأبي الدرداء منقطعة، وسمع من النواس بن سمعان، وعنه: القاسم بن مخيمرة، وصفوان بن عمرو، وحريز بن عثمان.
وثقه أحمد بن حنبل.
وقال إسماعيل بن عياش، عن حريز بن عثمان، عن الحارث بن مخمر، عن أبي الدرداء، قال: الإيمان ينقص ويزداد.
29 -
حبال بن رفيدة الكوفي
.
عن: الحسن، ومسروق، وعنه: أبو إسحاق، وابنه يونس بن أبي إسحاق، ويحيى الجابر.
قال ابن معين: ثقة.
30 -
ت ق:
حبان بن جزي السلمي
.
عن: أخيه خزيمة، وأبيه، ولهما صحبة، وأبي هريرة، وعنه: عبد الكريم بن أبي المخارق، وعبد الله بن عثمان بن خثيم، وزينب بنت أبي طليق، وآخرون.
له حديث عند الترمذي، وابن ماجه.
31 -
م 4:
حبيب بن سالم
، كاتب النعمان بن بشير ومولاه.
روى عن: أبي هريرة، والنعمان بن بشير، وعنه: خالد بن عرفطة، ومحمد بن المنتشر، وجماعة.
وهو ثقة.
32 – د ق:
حبيب بن الشهيد أبو مرزوق التجيبي
.
شيخ مصريٌ وليس بالبصري، وفد على عمر بن عبد العزيز، وروى عنه، وعن حنش الصنعاني، وعنه: يزيد بن أبي حبيب، وجعفر بن ربيعة، وغير واحد.
وثقه أحمد العجلي، وهو مشهور بالكنية، وكان ينزل بطرابلس المغرب، وكان فقهياً.
قال ابن يونس: توفي سنة تسعٍ ومائة.
33 -
ت ن:
حبيب بن يسار الكندي الكوفي
.
عن: ابن عباس، وزيد بن أرقم، وعبد الله بن أبي أوفى، وعنه: زكريا بن يحيى الكندي، وأبو الجارود زياد بن المنذر، ويوسف بن صهيب، وآخرون.
وثقه ابن معين وغيره، وحديثه قليل.
34 -
ع:
الحسن بن أبي الحسن يسار
، أبو سعيد، مولى زيد بن ثابت، ويقال: مولى جميل بن قطبة، إمام أهل البصرة، بل إمام أهل العصر.
ولد بالمدينة سنة إحدى وعشرين من الهجرة في خلافة عمر، وكانت أمه خيرة مولاةً لأم سلمة، فكانت تذهب لأم سلمة في الحاجة وتشاغله أم سلمة بثديها، فربما در عليه، ثم نشأ بوادي القرى.
وقد سمع من عثمان وهو يخطب، وشهد يوم الدار، ورأى طلحة وعلياً، وروى عن: عمران بن حصين، والمغيرة بن شعبة، وعبد الرحمن بن سمرة، وأبي بكرة، والنعمان بن بشير، وجندب بن عبد الله، وسمرة بن جندب، وابن عباس، وابن عمر، وجابر، وعمرو بن تغلب، وعبد الله بن عمرو، ومعقل بن يسار، وأبي هريرة، والأسود بن سريع، وأنس بن مالك، وخلق كثير من الصحابة وكبار التابعين كالأحنف بن قيس، وحطان الرقاشي، وقرأ عليه القرآن، وصار كاتباً في إمرة معاوية للربيع بن زياد متولي خراسان.
روى عنه: أيوب، وثابت، ويونس، وابن عون، وحميد الطويل، وهشام بن حسان، وجرير بن حازم، ويزيد بن إبراهيم، ومبارك بن فضالة، والربيع بن صبيح، وأبان بن يزيد العطار، وأشعث بن براز، وأشعث بن سوار، وأشعث بن جابر، وأشعث بن عبد الملك، وأبو الأشهب العطاردي، وقرة بن خالد، وشبيب بن شيبة، وحزم القطعي، وسلام بن مسكين، وشميط بن عجلان، وأممٌ لا يحصون.
قال غير واحد من الكبار: لم يسمع الحسن من أبي هريرة.
وقال علي ابن المديني: لم يسمع الحسن من أبي موسى الأشعري، ولا من عمرو بن تغلب، ولا من الأسود بن سريع، ولا من عمران، ولا من أبي بكرة.
قلت: وكان يدلس ويرسل ويحدث بالمعاني، ومناقبه كثيرةٌ ومحاسنه غزيرةٌ، كان رأساً في العلم والحديث، إماماً مجتهداً كثير الاطلاع، رأساً في القرآن وتفسيره، رأساً في الوعظ والتذكير، رأساً في الحلم والعبادة، رأساً في الزهد والصدق، رأساً في الفصاحة والبلاغة، رأساً في الأيد والشجاعة.
روى الأصمعي، عن أبيه قال: ما رأيت زنداً أعرض من زند الحسن البصري، كان عرضه شبراً.
وقال محمد بن عبد الله الأنصاري: أصل الحسن البصري من ميسان.
وعن أبي بردة قال: ما رأيت أحداً أشبه بأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم من هذا الشيخ، يعني الحسن.
وروى جرير بن حازم، عن حميد بن هلال قال: قال لنا أبو قتادة العدوي: الزموا هذا الشيخ فما رأيت أحداً أشبه بعمر رضي الله عنه منه، يعني: الحسن.
وعن أنس بن مالك قال: سلوا الحسن فإنه حفظ ونسينا.
وقال مطر الوراق: ولما ظهر الحسن جاء كأنما كان في الآخرة، فهو يخبر عما عاين ورأى.
ضمرة بن ربيعة، عن الأصبع بن زيد، قال: حدثني العوام بن حوشب قال: ما أشبه الحسن إلا بنبي أقام في قومه ستين عاماً يدعوهم إلى الله تعالى.
وقال عيسى بن يونس، عن الفضيل أبي محمد قال: سمعت الحسن يقول: أنا يوم الدار ابن أربع عشرة سنةٍ جمعت القرآن، فأنظر إلى طلحة بن عبيد الله، وذكر قصةً.
وقال غالب القطان، عن بكر المزني قال: من سره أن ينظر إلى أفقه من رأينا فلينظر إلى الحسن.
مجالد، عن الشعبي قال: ما رأيت الذي كان أسود من الحسن.
قال الحسن: احتلمت سنة صفين.
وعن أمة الحكم قالت: كان الحسن يجيء إلى حطان الرقاشي، فما رأيت شاباً قط كان أحسن وجهاً منه.
غندر، عن شعبة قال: رأيت الحسن وعليه عمامةً سوداء.
وقال سلام بن مسكين: رأيت على الحسن طيلساناً كأنما يجري فيه الماء، وخميصةً كأنها خز.
وقال محمد بن سعد: ذكر عن الحسن أنه قال: كان أبواي لرجلٍ من التجار، فتزوج امرأة من بني سلمة من الأنصار، فساقهما إلى المرأة من مهرها فأعتقتهما، ويقال: بل كانت أمه مولاةً لأم سلمة، فولد الحسن لسنتين بقيتا من خلافة عمر، قال: فيذكرون أن أمه ربما غابت فيبكي، فتعطيه أم سلمة ثديها تعلله به إلى أن تجيء أمه، فدر عليه ثديها فشربه، فيرون أن تلك الحكمة والفصاحة من بركة ذلك.
أبو داود الطيالسي، عن خالد بن عبد الرحمن بن بكير، قال: حدثنا الحسن قال: رأيت عثمان يخطب وأنا ابن خمس عشرة سنةٍ قائماً وقاعداً.
معن بن عيسى القزاز: حدثنا محمد بن عمرو، قال: سمعت الحسن يقول: سمعت أبا هريرة يقول: الوضوء مما غيرت النار، قال الحسن: فلا أدعه أبداً.
مسلم بن إبراهيم: حدثنا هلال، قال: سمعت الحسن يقول: كان موسى لا يغتسل إلا مستتراً، فقيل له: ممن سمعت هذا؟ قال: من أبي هريرة.
مسلم بن إبراهيم: حدثنا ربيعة بن كلثوم، قال: سمعت الحسن يقول: حدثنا أبو هريرة قال: عهد إلي رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاثاً: الغسل يوم الجمعة، والوتر قبل النوم، وصيام ثلاثةٍ من كل شهر.
وهيب، عن أيوب قال: لم يسمع الحسن من أبي هريرة.
وقال مثله حماد، عن علي بن زيد.
حماد بن سلمة، عن حميد قال: كان علم الحسن في صحيفةٍ مثل هذه، وعقد عفان بالإبهامين والسبابتين.
حماد بن سلمة، عن يزيد الرشك قال: كان الحسن على القضاء.
عمر بن أبي زائدة قال: جئت بكتابٍ من قاضي الكوفة إلى إياس بن معاوية، فجئت وقد عزل واستقضي الحسن.
قال ابن أبي عروبة: رأيت الحسن يصفر لحيته.
وقال جرثومة مولى بلال بن أبي بردة: رأيت الحسن يصفر لحيته في كل جمعة.
وقال أبو خلدة: رأيت الحسن يصفر لحيته.
وقال عفان: حدثنا حماد بن سلمة قال: رأيت على الحسن ثوباً سعيدياً مصلباً وعمامةً سوداء.
أحمد بن عبد الله بن يونس، حدثنا عيسى بن عبد الرحمن: رأيت الحسن البصري عليه عمامةٌ سوداء مرخيةً من ورائه، وعليه قميص وبردٌ مجفر صغير مرتدياً به.
حماد بن سلمة، عن حميد بن يونس بن عبيد قالا: قد رأينا الفقهاء، فما رأينا أجمع من الحسن.
حماد بن زيد: عن أيوب قال: قيل لابن الأشعث: إن سرك أن يقتلوا حولك كما قتلوا حول عائشة فأخرج الحسن، فأرسل إليه فأكرهه.
عفان: حدثنا سليم بن أخضر قال: حدثنا ابن عون قال: قالوا لابن الأشعث: أخرج هذا الشيخ، يعني: الحسن، قال ابن عون: فنظرت إليه بين الجسرين عليه عمامةٌ سوداء، فغفلوا عنه، فألقى نفسه في بعض تلك الأنهار حتى نجا منهم، وكاد يهلك يومئذ.
سلام بن مسكين: حدثنا سليمان بن علي الربعي قال: لما كانت فتنة ابن الأشعث، إذ قاتل الحجاج، انطلق عقبة بن عبد الغافر، وأبو الجوزاء، وعبد الله بن غالب في طائفةٍ فدخلوا على الحسن، فقالوا: يا أبا سعيد ما تقول في قتال هذا الطاغية الذي سفك الدم الحرام، وأخذ المال الحرام، وترك الصلاة وفعل وفعل؟ قال: أرى أن لا تقاتلوه، فإنها إن تكن عقوبةً من الله، فما أنتم برادي عقوبة الله بأسيافكم، وإن يكن بلاءً فاصبروا حتى يحكم
الله، فخرجوا وهم يقولون: نطيع هذا العلج، قال: وهم قومٌ عرب، وخرجوا مع ابن الأشعث فقتلوا.
حماد بن زيد، عن أبي التياح، عن الحسن قال: والله ما سلط الحجاج إلا عقوبة فلا تعترضوا عقوبة الله بالسيف، ولكن عليكم بالسكينة والتضرع.
روح بن عبادة: حدثنا حجاج الأسود قال: تمنى رجلٌ، فقال: ليتني بزهد الحسن، وورع ابن سيرين، وعبادة عامر بن عبد قيس، وفقه سعيد بن المسيب، وذكر مطرفاً بشيءٍ، فنظروا فوجدوا ذلك كاملاً كله في الحسن.
روحٌ: حدثنا حماد بن سلمة، عن الجريري، أن أبا سلمة بن عبد الرحمن قال للحسن: أرأيت ما تفتي الناس، أشيئاً سمعته أم برأيك؟ قال: لا والله ما كل ما نفتي به سمعناه، ولكن رأينا لهم خيرٌ من رأيهم لأنفسهم.
قال يزيد بن إبراهيم التستري: رأيت الحسن يرفع يديه في قصصه في الدعاء بظهر كفيه.
وقال حماد بن سلمة عن حميد: كان الحسن يشتري كل يومٍ لحماً بنصف درهمٍ.
وقال سلام بن مسكين: سمعت الحسن يقول: أهينوا هذه الدنيا، فوالله لأهنأ ما تكون إذا أهنتموها.
وقال حماد بن زيد، عن هشام: إن عطاء سئل عن شيءٍ، فقال: لا أدري، فقيل: إن الحسن يقول: كذا وكذا، قال: إنه والله ليس بين جنبي مثل قلب الحسن.
وقال حماد، عن حميد، عن الحسن قال: ابن آدم لم تكن فكونت، وسألت فأعطيت، وسئلت فمنعت، فبئس ما صنعت.
قال سليمان بن المغيرة: حدثنا يونس أن الحسن أخذ عطاءه فجعل يقسمه، فذكر أهله حاجةً، فقال: دونكم بقية العطاء، أما إنه لا خير فيه إن لم يصنع به هكذا.
وقال حماد، عن حميد، عن الحسن قال: كثرة الضحك مما يميت القلب.
قال أبو حرة: وكان الحسن لا يأخذ على قضائه.
وقال يعقوب الحضرمي: حدثنا عقبة بن خالد العبدي، قال: سمعت الحسن يقول: ذهب الناس والنسناس، نسمع صوتاً ولا نرى أنيساً.
وقال يزيد بن هارون: أخبرنا هشام قال: بعث مسلمة بن عبد الملك إلى الحسن بجبةٍ وخميصة فقبلهما، فربما رأيته وقد سدل الخميصة على الجبة.
وقال وهب بن جرير: حدثنا أبي قال: رأيت الحسن يصلي وعليه خميصةٌ كثيرة الأعلام، فلا يخرج يده منها إذا سجد.
وقال حماد، عن حميد قال: لم يحج الحسن إلا حجتين.
وقال همام، عن قتادة قال: كنا نصلي مع الحسن على البواري، وكان الحسن يحلق رأسه كل عام يوم النحر.
وقال حجاج بن نصير: حدثنا عمارة بن مهران قال: كنت عند الحسن فدخل علينا فرقد، وهو يأكل خبيصاً، فقال: تعال فكل، فقال: أخاف أن لا أؤدي شكره، قال الحسن: ويحك وتؤدي شكر الماء البارد.
قال حجاج: حدثنا عمارة، قال: حدثني الحسن أنه كان يكره الأصوات بالقرآن هذا التطريب.
وروى ابن عيينة، عن أيوب السختياني، قال: لو رأيت الحسن لقلت: إنك لم تجالس فقيهاً قط.
وعن الأعمش قال: ما زال الحسن يعي الحكمة حتى نطق بها، وقيل: كان الحسن إذا ذكر عند أبي حعفر الباقر قال: ذاك الذي يشبه كلامه كلام الأنبياء.
وعن صالح المري، عن الحسن قال: ابن آدم إنما أنت أيامٌ كلما ذهب يومٌ ذهب بعضك.
وقال مبارك بن فضالة: سمعت الحسن يقول: فضح الموت الدنيا فلم يترك فيها لذي لب فرحاً.
قال قتادة: ما جمعت علم الحسن إلى علم أحدٍ إلا وجدت له عليه فضلاً، غير أنه كان إذا أشكل عليه شيءٌ كتب فيه إلى سعيد بن المسيب يسأله.
وقال أيوب السختياني: كان الرجل يجلس إلى الحسن ثلاث حججٍ ما يسأله عن مسألة هيبةً له.
وقال معاذ بن معاذ: قلت لأشعث: قد لقيت عطاء وعندك مسائل، أفلا سألته؟ قال: ما لقيت أحداً - يعني: بعد الحسن - إلا صغر في عيني.
وقال محمد بن سلام الجمحي، عن همام، عن قتادة قال: يقال: ما خلت الأرض قط من سبعة رهطٍ، بهم يسقون وبهم يد ع عنهم، وإني أرجو أن يكون الحسن أحد السبعة.
وقال قتادة: ما كان أحدٌ أكمل مروءةً من الحسن.
وقال يونس بن عبيد: لم أر أقرب قولاً من فعلٍ من الحسن.
وقال أبو جعفر الرازي، عن الربيع بن أنس قال: اختلفت إلى الحسن عشر سنين، فليس من يومٍ إلا أسمع منه ما لم أسمع قبل ذلك.
روى حوشب، عن الحسن قال: يا ابن آدم، والله إن قرأت القرآن ثم آمنت به ليطولن في الدنيا حزنك، وليشتدن خوفك، وليكثرن بكاؤك.
قال إبراهيم بن عيسى اليشكري: ما رأيت أحداً أطول حزناً من الحسن، وما رأيته إلا حسبته حديث عهدٍ بمصيبة.
وقال سفيان الثوري، عن عمران القصير قال: سألت الحسن عن شيءٍ فقلت: إن الفقهاء يقولون كذا وكذا، فقال: وهل رأيت فقيهاً بعينك، إنما الفقيه الزاهد في الدنيا البصير بدينه، المداوم على عبادة ربه.
وقال عبد الصمد بن عبد الوارث: حدثنا محمد بن ذكوان، قال: حدثنا خالد بن صفوان قال: لقيت مسلمة بن عبد الملك، فقال: أخبرني عن حسن أهل البصرة، قلت: أصلح الله الأمير، أخبرك عنه بعلم، أنا جاره إلى جنبه، وجليسه في مجلسه، أشبه الناس سريرةً بعلانية وأشبه قولاً بفعلٍ، إن قعد
على أمرٍ قام به، وإن قام على أمرٍ قعد به، وإن أمر بأمر كان أعمل الناس به، وإن نهى عن شيءٍ كان أترك الناس له، رأيته مستغنياً عن الناس، ورأيت الناس محتاجين إليه، قال: حسبك يا خالد، كيف يضل قومٌ هذا فيهم.
قال جعفر بن سليمان: سمعت هشام بن حسان يقول: سمعت الحسن يحلف بالله ما أعز أحدٌ الدرهم إلا ذل.
وقال حزم بن أبي حزم: سمعت الحسن يقول: بئس الرفيقان: الدرهم والدينار، لا ينفعانك حتى يفارقاك.
قال أبو داود السجستاني في كتاب سؤالات الآجري له: كان الحسن يكون بخراسان، وكان يرافق مثل قطري بن الفجاءة، والمهلب بن أبي صفرة، كان من الشجعان.
قال هشام بن حسان: كان الحسن أشجع أهل زمانه.
وقال أبو عمرو بن العلاء: ما رأيت أفصح من الحسن.
وقال جعفر بن سليمان: كان الحسن البصري من أشد الناس، وكان المهلب إذا قاتل المشركين يقدمه.
وقال حماد بن زيد، عن ابن عون قال: لما ولي الحسن القضاء كلمني رجلٌ أن أكلمه في مال يتيمٍ يدفع إليه ويضمه قال: فكلمته، فقال: أتعرفه؟ قلت: نعم، قال: فدفعه إليه.
قال سعيد بن أبي عروبة: كلمت مطراً الوراق في بيع المصاحف، فقال: قد كان حبرا الأمة، أو قال: فقيها الأمة، لا يريان به بأساً، الحسن والشعبي.
وقال عبد الله بن شوذب، عن مطر قال: دخلنا على الحسن نعوده، فما كان في البيت شيء لا فراشٌ ولا بساطٌ ولا حصير إلا سريرٌ مرمولٌ هو عليه.
ذكر غلط من نسبه إلى القدر
قال حماد بن زيد، عن أيوب قال: لا أعلم أحداً يستطيع أن يعيب الحسن إلا به، يعني: القدر، أنا نازلته في القدر غير مرةٍ حتى خوفته السلطان، فقال: لا أعود فيه بعد اليوم، وقد أدركت الحسن، والله، ما يقوله.
وقال أبو سلمة التبوذكي: حدثنا أبو هلال، قال: سمعت حميداً وأيوب يقولان، فسمعت حميداً يقول لأيوب: لوددت أنه قسم علينا غرمٌ، وأن الحسن لم يتكلم بالذي تكلم به.
وقال حماد بن زيد أيضاً، عن أيوب قال: كذب على الحسن ضربان من الناس: قومٌ القدر رأيهم لينفقوه في الناس بالحسن، وقومٌ في صدورهم شنآنٌ وبغضٌ للحسن، وأنا نازلته غير مرةٍ في القدر حتى خوفته بالسلطان، فقال: لا أعود.
وقال حماد بن سلمة، عن حميد: سمعت الحسن يقول: الله خلق الشيطان وخلق الخير والشر.
وقال سليمان بن حرب: حدثنا أبو الأشهب، عن الحسن:{وَحِيلَ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ مَا يَشْتَهُونَ} قال: حيل بينهم وبين الإيمان.
قال حماد بن سلمة، عن حميد قال: قرأت القرآن كله على الحسن، ففسره لي أجمع على الإثبات، فسألته عن قوله تعالى:{كَذَلِكَ سَلَكْنَاهُ فِي قُلُوبِ الْمُجْرِمِينَ} قال: الشرك، سلكه الله في قلوبهم، وسألته عن قوله:{وَلَهُمْ أَعْمَالٌ مِنْ دُونِ ذَلِكَ} قال: أعمالٌ سيعملونها لم يعملوها.
وقال حماد بن زيد، عن خالد الحذاء قال: سأل رجلٌ الحسن فقال: {وَلا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ * إِلا مَنْ رَحِمَ رَبُّكَ} قال: أهل رحمته لا يختلفون، {وَلِذَلِكَ خَلَقَهُمْ} فخلق هؤلاء لجنته وهؤلاء لناره، قال خالد الحذاء: فقلت: يا أبا سعيد آدم خلق للسماء أم للأرض؟ قال: للأرض خلق، قلت: أرأيت لو اعتصم فلم يأكل من الشجرة، قال: لم يكن بدٌ من أن يأكل منها، فقلت:{مَا أَنْتُمْ عَلَيْهِ بِفَاتِنِينَ * إِلا مَنْ هُوَ صَالِ الْجَحِيمِ}
، قال: نعم، الشياطين لا يضلون إلا من أحب الله له أن يصلى الجحيم.
قال سليمان بن حرب: حدثنا أبو هلال، قال: دخلت على الحسن يوم جمعةٍ ولم يكن جمع، فقلت: يا أبا سعيد، أما جمعت؟ قال: أردت ذلك، ولكن منعني قضاء الله.
قال سليمان: وحدثنا حماد، عن حبيب بن الشهيد، ومنصور بن زاذان، قالا: سألنا الحسن عن ما بين {الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} إلى {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ} ففسره على الإثبات.
قلت: على إثبات أن الأقدار لله.
وقال ضمرة بن ربيعة، عن رجاء، عن ابن عون، عن الحسن قال: من كذب بالقدر فقد كفر.
قال ابن عون: قيل لمحمد بن سيرين في الحسن وما كان ينحل إليه أهل القدر، فقال: كانوا يأتون الشيخ بكلام مجملٍ لو فسروه لهم لساءهم.
قال أبو سعيد ابن الأعرابي في كتاب طبقات النساك: كان يجلس إلى الحسن طائفةٌ من هؤلاء، وكان هو يتكلم في الخصوص حتى نسبته القدرية إلى الجبر، وتكلم في الاكتساب حتى نسبته السنة إلى القدر، كل ذلك لافتتانه وتفاوت الناس عنده، وتفاوتهم في الأخذ عنه، وهو بريء من القدر، ومن كل بدعةٍ، فلما توفي تكشفت أصاحبه وبانت سرائرهم وما كانوا يتوهمونه من قوله بدلائل يلزمونه بها لا نصاً من قوله، فأما عمرو بن عبيد فأظهر القدر.
وقال عبد الرزاق، عن معمر، عن قتادة، عن الحسن قال: الخير بقدرٍ والشر ليس بقدر، هكذا رواه أحمد بن علي الأبار في تاريخه، قال: حدثنا مؤمل بن إهاب، قال: حدثنا عبد الرزاق.
قلت: هذه هي الكلمة التي قالها الحسن، ثم أفاق على نفسه ورجع عنها وتاب منها.
وقال ابن الأعرابي أيضاً: كان عامة نساك البصرة يأتونه ويسمعون كلامه، وكان عمرو بن عبيد، وعبد الواحد بن زيد من الملازمين له، وكان للحسن مجلسٌ خاصٌ في منزله، لا يكاد يتكلم فيه إلا في معاني الزهد والنسك وعلوم الباطن، فإن سأله إنسانٌ غيرها تبرم به، وقال: إنما خلونا مع إخواننا نتذاكر، فأما حلقته في المسجد فكان يمر فيها الحديث، والفقه، وعلوم القرآن، واللغة، وسائر العلوم، وكان ربما يسأل عن التصوف فيجيب، وكان منهم من يصحبه للحديث، ومنهم من يصحبه للقرآن والبيان، ومنهم من يصحبه للبلاغة، ومنهم من يصحبه للإخلاص وعلم الخصوص.
قال أبو زرعة الرازي: كل شيءٍ قال الحسن قال رسول الله صلى الله عليه وسلم وجدت له أصلاً ثابتاً ما خلا أربعة أحاديث.
وقال ابن سعد: كان الحسن جامعاً عالماً رفيعاً حجةً ثقةً عابداً كثير العلم فصيحاً جميلاً وسيماً، وما أرسله فليس بحجة.
قال ابن علية: توفي الحسن في رجب سنة عشر ومائة.
وقال عارم: حدثنا حماد بن زيد قال: مات الحسن ليلة الجمعة، وغسله أيوب، وحميد، وأخرج حين انصرف الناس، وذهب بي أبي معه.
وقيل: توفي في أول رجب، فصلوا عليه عقيب الجمعة وازدحموا عليه، حتى أن صلاة العصر لم تقم في جامع البصرة.
35 -
سوى ت:
الحسن بن مسلم بن يناق المكي
.
كهلٌ ثقة، توفي في حياة والده.
حدث عن: صفية بنت شيبة، وطاوس، ومجاهد، وعنه: سليمان التيمي، وإبراهيم بن نافع، وعمرو بن مرة، وابن جريج.
وثقه يحيى بن معين.
وقال ابن المديني: كان من أعلى أصحاب طاوس، ومات قبل طاوس
وكان يحدث عن طاوس بحضرته، وقد بقي أبوه حتى سمع منه شعبة.
36 -
ن ق:
الحصين بن مالك بن الخشخاش
، أبو القلوص العنبري البصري، جد قاضي البصرة عبيد الله بن الحسن.
روى عن: أبيه، وجده، ولهما صحبة، وعمران بن حصين، وسمرة.
وعنه: ابنه الحسن، وعبد الملك بن عمير، ويونس بن عبيد.
وهو الحصين بن أبي الحر، وقيل: إنه كبير السن، ولي عمالة ميسان لعمر بن الخطاب، وامتدت حياته، ويقال: مات في سجن الحجاج.
37 -
خ د ن:
حطان بن خفاف الجرمي أبو الجويرية
، وهو بكنيته أشهر.
روى عن: ابن عباس، وعنه: عاصم بن كليب.
وثقه أحمد بن حنبل.
38 -
ع:
حفصة بنت سيرين أم الهذيل البصرية
.
روت عن: أم عطية، وأم الرائح الرباب، وأنس بن مالك مولاها من أعلى، وأبي العالية، وعنها: أخوها محمد بن سيرين، وقتادة، وابن عون، وخالد الحذاء، وهشام بن حسان، وغيرهم.
عن إياس بن معاوية قال: ما أدركت أحداً أفضله على حفصة بنت سيرين، قرأت القرآن ولها اثنتا عشرة سنة، وعاشت سبعين سنة، فذكروا له الحسن وابن سيرين، فقال: أما أنا فلا أفضل عليها أحداً.
وقال مهدي بن ميمون: مكثت حفصة ثلاثين سنة لا تخرج من مصلاها إلا قائلةً أو لأجل حاجة.
قلت: كانت عديمة النظير في نساء وقتها، فقيهةً صادقةً فاضلةً كبيرة القدر، توفيت بعد المائة.
39 -
م د ت ن:
الحكم بن عبد الله البصري الأعرج
.
روى عن: عمران بن حصين، وأبي هريرة، وابن عباس، ومعقل بن يسار، وعنه: ابن أخيه أبو خشينة حاجب بن عمرو، ويونس بن عبيد، وخالد الحذاء، والجريري، وآخرون.
قال أحمد بن حنبل: ثقة.
40 -
الحكم بن عبدل الأسدي الشاعر
.
شاعرٌ مفلقٌ خبيث الهجاء، مدح الكبار، ووفد من الكوفة على عمر بن هبيرة بواسط، وشعره سائرٌ مذكور في كتاب الأغاني لأبي الفرج الأموي الأصفهاني، ما عندي الآن من شعره ما أورده.
41 -
م ن ق:
الحكم بن ميناء الأنصاري
.
رأى بلالاً رضي الله عنه يتوضأ بدمشق، وروى عن: أبي هريرة، وابن عباس، وعنه: سعد بن إبراهيم، والضحاك بن عثمان الحزامي، وأبو سلام ممطور، وحجاج بن أرطاة، وابنه شبيب بن الحكم.
وثقه أبو زرعة.
42 -
خ ق:
حكيم بن أبي حرة الأسلمي المدني
.
عن: ابن عمر، وسنان بن سنة، وعنه: ابن أخيه محمد بن عبد الله بن أبي حرة، وموسى بن عقبة، وعبيد الله بن عمر.
وثقه أبو حاتم بن حبان.
43 -
4:
حكيم بن حكيم بن عباد بن حنيف الأنصاري الأوسي المدني
.
عن: ابن عمهم أبي أمامة بن سهل، ومسعود بن الحكم الزرقي، ونافع بن جبير، وعنه: أخوه عثمان، وعبد الرحمن بن الحارث بن عياش، ومحمد بن إسحاق.
وثقه ابن حبان.
44 -
د ق:
حكيم بن عمير بن الأحوص الحمصي
ّ.
عن: العرباض بن سارية، وعتبة بن عبد، وجابر بن عبد الله، وأرسل عن عمر وغيره من كبار الصحابة، روى عنه: ابنه الأحوص بن حكيم، وأرطاة بن المنذر، وأبو بكر بن أبي مريم، ومعاوية بن صالح، وآخرون.
قال أبو حاتم: لا بأس به.
وقال صفوان بن عمرو: رأيت في جبهته أثر السجود، رحمه الله.
45 -
4:
حكيم بن معاوية بن حيدة القشيريّ البصريّ
، أبو بهز.
روى عن أبيه رضي الله عنه، وعنه: بنوه بهز وسعيد ومهران، وسعيد الجريري، وأبو قزعة سويد بن حجير.
قال النّسائيّ وغيره: ليس به بأس.
خرّج له أصحاب السّنن، وعلّق له البخاريّ في صحيحه.
46 -
حمّار الأسدي الكوفي
.
عن: عبد الله بن عمرو، وعبد الله بن عباس، وعنه: أبو العميس، وعبد الرحمن، وعيسى بن عبد الرحمن السّلميّ.
وهو مقلّ.
47 -
ع:
حمزة بن عبد الله بن عمر بن الخطاب العدوي المدني
.
عن: أبيه، وعمّته حفصة، وعائشة أمّي المؤمنين، وعنه: الزّهريّ، ويزيد بن عبد الله بن الهاد، وموسى بن عقبة، وآخرون.
وكان من ثقات التّابعين وفقهائهم، وسالم أجل منه.
48 -
خ د ق:
حمزة بن أبي أسيد مالك بن ربيعة السّاعديّ المدني
.
روى عن: أبيه، والحارث الصّدائيّ، وعنه: ابنه مالك، والزّهريّ، ومحمد بن عمرو، وعبد الرحمن بن الغسيل، وغيرهم.
قال الهيثم: توفي في أيام الوليد، وقيل: تأخّر.
49 -
حميد بن عقبة أبو سنان الدمشقي
ّ.
روى عن: أبي الدّرداء، وابن عمر، وعنه: يحيى بن أبي عمرو السّيبانيّ، والوليد بن سليمان بن أبي السّائب، وأبو بكر بن أبي مريم.
عداده في أهل فلسطين، وله حديثان.
50 -
حميد بن مالك بن خثم
ّ، مدنيّ.
عن: سعد، وأبي هريرة، وعنه: بكير بن الأشج، ومحمد بن عمرو بن حلحلة.
له في الموطّأ وفي أدب البخاري حديث، وثّقه النّسائيّ.
51 -
حوط بن عبد الله بن رافع العبدي
ّ.
عن: ابن مسعود، وأراه منقطعاً: وعن: تميم بن سلمة، وأبي الشّعثاء، وعنه: الأعمش، ومسعر، والصّلت بن بهرام.
وثّقه ابن معين، ولم يخرّجوا له.
52 -
م د ن:
حيّان بن عمير الجريري البصري
.
عن: سمرة بن جندب، وابن عبّاس، وعبد الرحمن بن سمرة، وغيرهم، وعنه: قتادة، والجريري، وسليمان التّيمي، وعوف بن أبي جميلة.
له حديثٌ واحدٌ في الكتب، حديث الكسوف.
53 -
ع:
خالد بن معدان بن أبي كرب
، أبو عبد الله الكلاعيّ الحمصيّ.
عن: ثوبان، ومعاوية، وأبي أمامة، وجبير بن نفير، وكثير بن مرّة، والمقدام بن معدي كرب، وطائفة، وعنه: بحير بن سعد، وثور بن يزيد، وحريز بن عثمان، وصفوان بن عمرو، وبنته عبدة ابنة خالد، وآخرون.
قال صفوان: سمعته يقول: لقيت سبعين صحابيّاً.
قال أحمد بن حنبل: أمّا خالد بن معدان فلم يسمع من أبي الدّرداء.
وقال أبو حاتم: لم يصحّ سماعه من عبادة بن الصّامت، فخالد بن معدان عن أبي هريرة متّصلٌ قد أدركه.
وقال بحير بن سعد: ما رأيت أحداً ألزم للعلم منه، وكان علمه في مصحفٍ له أزرار وعرى.
وعن حبيب بن صالح قال: ما خفنا أحداً من النّاس ما خفنا خالد بن معدان.
وقال صفوان بن عمرو: رأيت خالد بن معدان إذا عظمت حلقته قام كراهية الشّهرة.
وقال سفيان الثّوري: ما أقدّم على خالد بن معدان أحداً.
وعن خالد بن معدان، وكان من سادة التّابعين قال: لو كان للموت غاية تعرف ما سبقني أحدٌ إليه، إلا بفضل قوّة.
وروي أنّه كان يسبّح في اليوم أربعين ألف تسبيحة.
وبلغنا أنّه مات صائماً، رحمه الله.
قال الهيثم بن عديّ، والمدائنيّ: توفي خالد بن معدان سنة ثلاثٍ ومائة.
وقال جماعة من الحمصيّين: توفّي سنة أربعٍ.
وثّقه العجليّ والنّسائيّ، وكان كثير الجهاد.
54 -
م د:
خليد بن عبد الله العصري أبو سليمان البصري
.
عن: أبي ذرّ، وأبي الدّرداء، وعنه: قتادة، وأبو الأشهب العطاردي.
وكأنّه قد تقدّم، فعن محمد بن واسع، قال: كان خليد العصريّ يصوم الدّهر.
وقال عمر بن نبهان، عن قتادة، عن خليد قال: ألا إنّ كلّ حبيب يحبّ أن يلقى حبيبه، فأحبّوا الله وسيروا إليه.
55 -
د ن:
داود بن أبي عاصم بن عروة بن مسعود الثّقفيّ الطّائفيّ
ثم المكّي.
روى عن: ابن عمر، وسعيد بن المسيّب، وأبي سلمة بن عبد الرحمن، وعنه قتادة، وابن جريج، وقيس بن سعد، وآخرون.
وثّقه أبو زرعة وغيره، علّق له البخاري في صحيحه.
56 -
م ن:
دينار أبو عبد الله القرّاظ
.
مدنيٌّ جليل، روى عن: سعد بن أبي وقّاص، وأبي هريرة، وعنه: عمر
ابن نبيه الكعبيّ، ومحمد بن عمرو، وموسى بن عبيدة، وأسامة بن زيد اللّيثي، وآخرون.
وكان ذا صلاح ووقار وفضل.
57 -
دينار، عقيصا، أبو سعيد
.
عن: عليٍّ رضي الله عنه، وعنه: الأعمش، ومحمد بن جحادة، وفطر بن خليفة، وغيرهم.
قال ابن معين: ليس بشيء.
58 -
ذفيف مولى ابن عباس
.
عن: ابن عبّاس، وعنه: حميد الأعرج المكّي وحده، توفّي سنة تسع ومائة، وله حديثٌ أو حديثان.
• - ذكوان، هو أبو صالح السّمّان، يأتي في الكنى.
59 -
ذيّال بن حرملة الأسدي
، عن: ابن عمر، وجابر. وعنه: حجّاج بن أرطاة، وحصين بن عبد الرحمن وآخرون.
60 -
4:
راشد بن سعد الحمصي
ّ.
يقال فيها، وقيل: سنة ثلاث عشرة.
61 -
الرّاعي الشاعر المشهور، هو
أبو جندل عبيد بن حصين النّميريّ
، الذي هجاه جرير حيث يقول:
فغضّ الطّرف إنّك من نميرٍ فلا كعباً بلغت ولا كلابا
ولقّب بالرّاعي لكثرة وصفه للإبل في نظمه، وفد على عبد الملك بن
مروان، وللرّاعي ترجمة في تاريخ دمشق.
قال محمد بن سلاّم الجمحيّ: ولقد هجا الرّاعي فأوجع، وهو القائل في ابن الرّقاع العامليّ الشّاعر:
لو كنت من أحد يهجى هجوتكم يا ابن الرّقاع ولكن لست من أحد تأبى قضاعة أن يعزى لكم نسباً وابنا نزارٍ فأنتم بيضة البلد
وأوّل قصيدة جرير التي هجاه بها:
أقلّي اللّؤم عاذل والعتابا وقولي إن أصبت لقد أصابا إذا غضبت عليّ بنو تميمٍ حسبت النّاس كلّهم غضابا ألم تر أنّ كلب بني كليبٍ أراد خياض دجلة ثم هابا
62 -
ع:
ربعيّ بن حراش بن جحش بن عمرو الغطفاني
ثم العبسي الكوفي.
أحد كبار التّابعين المعمّرين، وهو أخو الرجل الصّالح مسعود بن حراش الذي تكلّم بعد الموت.
سمع: عمر بن الخطّاب بالجابية، وعليّاً، وحذيفة، وأبا موسى، وأبا مسعود البدريّ، وأبا بكرة الثّقفي، وجماعة. وعنه: أبو مالك الأشجعيّ، ومنصور، وعبد الملك بن عمير، وحصين بن عبد الرحمن، وآخرون.
قال عمران بن عيينة: حدثنا عبد الملك بن عمير، عن ربعيّ قال: خطبنا عمر بالجابية.
وعن الكلبيّ قال: وكتب النّبيّ صلى الله عليه وسلم إلى حراش بن جحش فخرّق كتابه.
وقال محمد بن عليّ السّلميّ: رأيت ربعيّ بن حراشٍ ومرّ بعشّار ومعه مالٌ، فوضعه على قربوس سرجه ثم غطّاه ومرّ.
وقال الأصمعيّ: أتى رجلٌ الحجّاج، فقال: إنّ ربعيّ بن حراش زعموا لا يكذب، وقد قدم ابناه عاصيين، فبعث إليه الحجّاج، فقال: ما فعل ابناك؟
قال: هما في البيت والله المستعان، فقال له الحجّاج: هما لك، وأعجبه صدقه.
رواه الثّوريّ، عن منصور، فزاد: قالوا من ذكرت يا أبا سفيان؟ قال: ذكرت ربعيّاً وتدرون من ربعيّ! كان ربعيّ من أشجع، زعم قومه أنّه لم يكذب قطّ.
قال عبد الرحمن بن حراش: ربعيّ بن حراش صدوق.
وقال العجليّ: ثقة.
وقال البرجلانيّ: حدثنا محمد بن جعفر بن عون، قال: أخبرني بكر بن محمد العابد، عن الحارث الغنويّ قال: آلى ربعيّ بن حراش ألا تفترّ أسنانه ضاحكاً حتى يعلم أين مصيره، قال الحارث: فأخبر غاسله أنّه لم يزل مبتسماً على سريره ونحن نغسّله، حتى فرغنا منه.
قال عليّ ابن المديني: بنو حراش ثلاثة: ربعيّ، وربيع، ومسعود.
قال هارون بن حاتم: حدثنا أصحابنا أنّ ربعيّاً توفّي سنة إحدى وثمانين.
وقال خليفة: توفّي بعد الجماجم، سنة اثنتين وثمانين.
وقال أبو بكر بن أبي شيبة، وابن المديني وغيرهما: توفّي في خلافة عمر بن عبد العزيز.
وقال ابن نمير: توفّي سنة إحدى ومائة.
وقال أبو عبيد: سنة مائة.
وقال ابن معين: سنة أربع ومائة.
63 -
م:
رزيق بن حيّان أبو المقدام الفزاريّ
، مولاهم كاتب ديوان العشر بدمشق.
روى عن: مسلم بن قرظة، وعمر بن عبد العزيز، وعنه: عبد الرحمن بن
يزيد بن جابر، وأخوه يزيد بن يزيد، ويحيى بن حمزة، فتحرّر وفاة هذا الشيخ، ورواية يحيى عنه.
قال يحيي: إنّما كتب العلم في أوّل دولة بني العبّاس، وورد أنّه ولّي ديوان العشر بمصر للوليد بن عبد الملك.
قال أبو زرعة الدمشقي: توفّي في إمارة يزيد بن عبد الملك بأرض الروم من سهم أصابه في الغزاة.
وقال أبو عبد الله بن منده: توفّي سنة خمسٍ ومائة.
64 -
د ق:
زهير بن سالم العنسي
ّ، بالنون، أبو المخارق.
عن عبد الله بن عمرو بن العاص، وغيره، وعن عبد الرحمن بن جبير بن نفير، وعنه: أبو وهب عبيد الله بن عبيد الكلاعيّ، وثور بن يزيد، وصفوان بن عمرو.
وثّقه ابن حبّان، وهو مقلّ.
65 -
د ت ق:
زياد الأعجم
، وهو زياد بن سليم، أبو أمامة، مولى عبد القيس.
كانت في لسانه عجمةٌ، وقد شهد فتح إصطخر مع أبي موسى الأشعري، وطال عمره، وحدّث عن: أبي موسى، وعبد الله بن عمرو، وعنه: طاوس، وهشام بن قحذم، وأخوه المحبّر بن قحذم، وغيرهم.
وله وفادةٌ على هشام بن عبد الملك، وهو أحد فحول الشعراء، امتدح عبد الله بن جعفر بن أبي طالب وغيره، وله في المغيرة مدائح، وهو القائل يرثي المهلّب بن أبي صفرة بأبيات سائرة، منها:
مات المهلّب بعد طول تعرّضٍ للموت بين أسنّةٍ وصفائح فإذا مررت بقبره فاعقر به كوم الهجان وكلّ طرفٍ سابح
وانضح جوانب قبره بدمائها فلقد يكون أخا دمٍ وذبائح
66 -
ع:
زياد بن جبير بن حيّة الثقفيّ البصريّ
.
عن: أبيه، وسعد بن أبي وقّاص، والمغيرة بن شعبة، وعبد الله بن عمر. وعنه: ابنا أخيه سعيد، ومغيرة ابنا عبيد الله بن جبير، ويونس بن عبيد، وابن عون، والمبارك بن فضالة.
وثّقه النّسائيّ وغيره.
67 -
م ن ق:
زياد بن الحصين بن قيس الحنظليّ البصري
.
عن: ابن عباس، وابن عمر، وأبي العالية، وعنه: الأعمش، وعاصم الأحول، وعوف الأعرابيّ، وفطر بن خليفة، وآخرون.
وقيل: لم يلق ابن عبّاس، كناه بعضهم أبا جهمة.
قال أبو حاتم: أبو جهمة، عن ابن عبّاس مرسل.
وقال أحمد العجليّ: ثقة.
68 -
زيد بن الحسن ابن أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب الهاشميّ
، والد أمير المدينة الحسن بن زيد.
سمع: أباه، وابن عبّاس، وعنه: ابنه حسن والد السيدة نفيسة، ويزيد بن عياض بن جعدبة، وعبد الرحمن بن أبي الموال، وأبو معشر السّندي.
ذكره ابن حبّان في الثقات.
وقد كان عمر بن عبد العزيز كتب في حقّه: أمّا بعد، فإن زيد بن الحسن شريف بني هاشم، فأدّوا إليه صدقات رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأعنه يا هذا على ما استعانك عليه.
ولزيد وفادةٌ على عبد الملك.
قال أبو معشر نجيح: رأيته أتى الجمعة من ثمانية أميالٍ إلى المدينة.
وقيل: كان النّاس يعجبون من عظم خلقته.
وقد كان سليمان بن عبد الملك عزله عن صدقات آل عليّ.
مات بالبطحاء على ستّة أميالٍ من المدينة، وشيّعه الخلق، وكان جواداً ممدّحاً، عاش سبعين سنة، وقلّما روى.
قال عبد الله بن وهب: حدّثني يعقوب قال: بلغني أنّ الوليد كتب إلى زيد بن الحسن يسأله أن يبايع لابنه، ويخلع سليمان بن عبد الملك من ولاية العهد، ففرّق زيد، وأجاب الوليد، فلمّا استخلف سليمان، وجد كتاب زيد بذلك إلى الوليد، فكتب سليمان إلى أبي بكر بن حزم، وهو أمير المدينة: ادع زيداً فأقرئه هذا الكتاب، فإن عرفه فاكتب إليّ، وإن هو نكل فحلّفه، قال: فخاف الله واعترف، وبذلك أشار عليه القاسم، فكتب بذلك ابن حزم، فكان جواب سليمان أن اضربه مائة سوطٍ ودرّعه عباءةً ومشّه حافياً، قال: فحبس عمر بن عبد العزيز الرسول في عسكر سليمان، وقال: حتى أكلّم أمير المؤمنين فيما كتب به، ومرض سليمان، ثم مات، فخرّق عمر الكتاب.
وللشّعراء في زيدٍ مدائح.
69 -
د:
زيد بن علي أبو القموص العبدي البصري
.
روى عن: طلحة بن عبيد الله، وقيس بن النّعمان، وابن عبّاس، والجارود بن المعلّى العبدي، وعنه: قتادة، وعوف الأعرابيّ، وغيرهما.
70 -
م د ن:
سالم بن أبي سالم الجيشاني
، واسم أبيه سفيان بن هانئ المصري.
روى عن: أبيه، وعبد الله بن عمرو، وعنه: ابنه عبد الله بن سالم، ويزيد بن أبي حبيب، وعبيد الله بن أبي جعفر، وغيرهم.
له حديثٌ واحدٌ في الكتب.
71 -
ع:
سالم بن عبد الله بن عمر بن الخطاب العدوي
، أبو عمر، ويقال: أبو عبد الله المدني الفقيه، أحد الأعلام.
سمع: أباه، وعائشة، ورافع بن خديج، وأبا هريرة، وسفينة، وسعيد بن المسيب وغيرهم، وعنه: عمرو بن دينار، وابن شهاب، وصالح بن كيسان، وموسى بن عقبة، وعبيد الله بن عمر، وحنظلة بن أبي سفيان، وخلق كثير.
وقدم الشام وافداً على عبد الملك ببيعة والده له، ثم على الوليد، وعلى عمر بن عبد العزيز.
عباس الدوري: حدثنا حماد بن عيسى الجهني، قال: حدثنا حنظلة بن أبي سفيان، عن سالم، عن ابن عمر، عن عمر، قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا مد يديه في الدعاء لم يرسلهما حتى يمسح بهما وجهه، تفرد به حماد، وهو شيخ صالح لين.
وقال علي بن زيد، عن ابن المسيب، قال لي ابن عمر: تدري لم سميته سالماً؟ قلت: لا، قال: باسم سالم مولى أبي حذيفة.
قال ابن سعد: كان سالم ثقةً كثير الحديث، عالياً من الرجال.
وقال يحيى بن سعيد، عن ابن المسيب قال: كان عبد الله بن عمر يشبه أباه، وكان سالم بن عبد الله يشبه أباه.
وقال أشهب، عن مالك قال: ولم يكن أحدٌ في زمان سالم بن عبد الله أشبه بمن مضى من الصالحين في الزهد والقصد والعيش منه، كان يلبس الثوب بدرهمين، ويشتري الشمال يحملها.
وقال سليمان بن
عبد الملك لسالم، ورآه حسن السحنة: أي شيءٍ تأكل؟ قال: الخبز والزيت، وإذا وجدت اللحم أكلته.
وروى زيد بن عمر، عن نافع، قال: كان ابن عمر يلقى ولده سالماً، فيقبله ويقول: شيخٌ يقبل شيخاً.
وقال خالد بن أبي بكر: بلغني أن ابن عمر كان يلام في حب سالم، فيقول:
يلومونني في سالمٍ وألومهم وجلدة بين العين والأنف سالم
مالك، عن يحيى بن سعيد قال: قلت لسالمٍ: أسمعت كذا من ابن عمر؟ فقال: مرةً واحدةً! أكثر من مائة مرة.
وعن أبي الزناد قال: كان أهل الكوفة يكرهون اتخاذ الإماء حتى نشأ فيهم علي بن الحسين، والقاسم، وسالم، فقهاء، ففاقوا أهل المدينة علماً وتقى وعبادةً، فرغبوا حينئذٍ في السراري.
وعن ابن المبارك قال: فقهاء أهل المدينة الذين يصدرون عن رأيهم سبعة: سعيد بن المسيب، وسليمان بن يسار، وسالم بن عبد الله، والقاسم، وعروة، وعبيد الله بن عبد الله بن عتبة، وخارجة بن زيد، لا يقضي القاضي حتى يرفع إليهم، رواها يعقوب الفسوي، عن علي بن الحسن العسقلاني، عن ابن المبارك.
وقال النسائي: فقهاء أهل المدينة هؤلاء: فسمى المذكورين: وعلي بن الحسين، وأبا سلمة، وأبا بكر بن عبد الرحمن بن الحارث، وعمر بن عبد العزيز، وأبا جعفر محمد بن علي.
وقال ابن راهويه: أصح الأسانيد كلها: الزهري، عن سالم، عن أبيه.
همام بن يحيى، عن عطاء بن السائب، قال: دفع الحجاج إلى سالم بن عبد الله رجلاً ليقتله، فقال للرجل: أمسلمٌ أنت؟ قال: نعم، قال: فصليت اليوم الصبح؟ قال: نعم، فرده إلى الحجاج، فرمى بالسيف وقال: ذكر أنه مسلمٌ، وأنه صلى الصبح، وإن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: من صلى
الصبح فهو في ذمة الله، فقال: لسنا نقتله على صلاةٍ، ولكنه ممن أعان على قتل عثمان، فقال: هاهنا من هو أولى بعثمان مني، قال: فبلغ ذلك ابن عمر، فقال: مكيسٌ مكيس.
وقال علي بن زيد بن جدعان: دخلت على سالم، وكان لا يأكل إلا ومعه مسكين.
وقال ضمرة، عن ابن شوذب قال: كان لسالم حمار هرم، فنهاه بنوه عن ركوبه، فأبى، فجدعوا أذنه، فأبى أن يدع ركوبه، فقطعوا ذنبه، فأبى أن يدعه، وركبه أجدع الأذنين مقطوع الذنب.
سفيان بن عيينة، عن عبد الله بن عبد العزيز العمري قال: كان سالم إذا خرج عطاؤه، فإن كان عليه دين قضاه، ثم يصل منه ويتصدق.
سلمة بن الفضل: حدثني ابن إسحاق قال: رأيت سالم بن عبد الله يلبس الصوف، وكان علج الخلق يعالج بيديه ويعمل.
قال ابن عيينة: دخل هشام بن عبد الملك الكعبة، فإذا هو بسالم بن عبد الله، فقال: سلني حاجةً، قال: إني أستحي من الله أن أسأل في بيته غيره، فلما خرج خرج في أثره، فقال: الآن قد خرجت فسلني حاجةً، فقال: والله ما سألت الدنيا من يملكها، فكيف أسألها من لا يملكها.
وعن إبراهيم بن عقبة قال: كان سالم إذا خلا حدثنا حديث الفتيان.
وعن أبي سعد قال: كان سالم غليظاً؛ كأنه جمال، سئل: ما إدامك؟ قال: الخل والزيت، قيل: فإن لم تشتهه؟ قال: أدعه حتى أشتهيه.
وعن ميمون بن مهران قال: كان سالم على سمت والده عبد الله في عدم الرفاهية.
العتبي، عن أبيه أن سالماً دخل في هيئةٍ رثةٍ وثياب غليظة، فرحب به سليمان بن عبد الملك، وأجلسه معه على السرير.
قال ابن سعد: سالم ثقةٌ ورع كثير الحديث، روى ليث بن أبي سليم وابن شوذب، وطائفة أن سالماً توفي سنة ستٍ ومائة، زاد ابن سعد: وهشام يومئذٍ بالمدينة، وكان حج تلك السنة، فوافق موت سالم.
وعن أفلح وغيره، أن هشاماً صلى على سالم بالبقيع، لكثرة الناس، فلما رأى هشام كثرتهم قال لإبراهيم بن هشام المخزومي: اضرب على أهل المدينة بعث أربعة آلافٍ، فكان الناس إذا دخلوا الصائفة، خرج أربعة آلافٍ من أهل المدينة إلى السواحل، فكانوا هناك إلى قفول الناس ومجيئهم من الصائفة.
قال أنس بن عياض: حج هشام، فأعجبته سحنة سالم، فقال له: ما تأكل؟ قال: الخبز والزيت، قال: فإذا لم تشتهه؟ قال: أدعه حتى أشتهيه، فعانه هشام، أي أصابه بالعين، فمرض ومات، فشهده هشام، وازدحم الناس في جنازته، فقال: إن أهل المدينة لكثيرٌ، فضرب عليهم بعثا خرج فيه جماعة لم يرجعوا، فتشاءم بهشام أهل المدينة، فقالوا: عان فقيهنا، وعان أهل بلدنا.
قال جويرية بن أسماء: حدثني أشعب قال: قال لي سالم بن عبد الله: لا تسأل أحداً غير الله.
ويقال: توفي سالم في أول سنة سبع ومائة.
72 -
م د ن ق:
سالم بن عبد الله النصري مولاهم المدني
، وهو سالم سبلان، وهو سالم مولى المهري، وهو سالم السدوسي، مولاهم، وهو سالم مولى أوس بن الحدثان النصري، وهو سالم مولى شداد بن الهاد.
عمر دهراً، وروى عن: سعد بن أبي وقاص، وعائشة، وأبي هريرة، وجماعة، وعنه: سعيد المقبري، وأبو الأسود يتيم عروة، ومحمد بن عمرو، ومحمد بن إسحاق، وآخرون.
له عدة أحاديث، واحتج به مسلم وغيره.
73 -
سالم أبو الزعيزعة الدمشقي
، مولى مروان بن الحكم وكاتبه، وكاتب ابنه عبد الملك، وصاحب حرسه.
روى عن: أبي هريرة، روى عنه: علي بن زيد بن جدعان، والنضر بن محرز، وعمرو بن عبيد.
وهو مقل.
74 -
ع:
سعد بن عبيدة أبو حمزة السلمي الكوفي
، زوج ابنة أبي عبد الرحمن السلمي.
حدث عن: ابن عمر، والبراء بن عازب، والمستورد بن الأحنف، وجماعة، وعنه: إسماعيل السدي، ومنصور بن المعتمر، وزبيد اليامي، والأعمش، وفطر بن خليفة، وآخرون.
وثقه النسائي وغيره.
75 -
سعد أبو هاشم السنجاري
.
حدث عن: ابن عباس، وابن عمر. وعنه: علي بن بذيمة، وخصيف، وعبد الكريم الجزري، وهلال بن خباب، وإسماعيل بن سالم.
وثقه ابن معين، وقيل: هو بصريٌ نزل سنجار.
76 -
سعيد بن سليمان بن زيد بن ثابت الأنصاري
، قاضي المدينة.
قال مالك: كان فاضلاً عابداً، أريد على القضاء فامتنع، فكلمه إخوانه من الفقهاء، وقالوا: القضية تقضيها بحقٍ أفضل من كذا وكذا من التطوع، فلم يجب، فأكره، فكان أول شيءٍ قضى به على الأمير عبد الواحد النصري متولي المدينة، أخرج من يده مالاً عظيماً للفقراء فقسمه، وبذلك السبب عزل عبد الواحد.
قال مصعب بن عثمان الزبيري: كان عبد الواحد صالحاً بارزاً للأمراء، لا يستر شيئاً، وكان إذا أتى برزقه في الشهر، وهو ثلاثمائة دينار يقول: إن الذي يخون بعدك لخائن.
وروي أن القاسم بن محمد توجع لعزل عبد الواحد وجزع.
قال الواقدي: لم يقدم على أهل المدينة والٍ أحب إليهم من عبد الواحد النصري، كان لا يوصل أمراً إلا استشار القاسم وسالماً.
77 -
ع:
سعيد بن المسيب
، تقدم.
وقد قال المدائني: توفي سنة خمسٍ ومائة، وهي رواية عن ابن معين، ومال إلى هذا الحاكم.
78 -
ع:
سعيد بن أبي هند مولى سمرة
.
روى عن: أبي موسى الأشعري، وأبي هريرة، وابن عباس، وعبيدة السلماني، ومطرف بن عبد الله بن الشخير، وعنه: ابنه عبد الله بن سعيد، ويزيد بن أبي حبيب، ومحمد بن أبي إسحاق، ونافع بن عمر الجمحي، وآخرون.
كان ثقة فاضلاً، قال ابن سعد: توفي في أول خلافة هشام.
79 -
ع:
سعيد بن أبي الحسن يسار
، أخو الحسن البصري.
روى عن: أبي هريرة، وابن عباس، وعنه: قتادة، وعوف الأعرابي، ويحيى بن أبي إسحاق، وعلي بن علي الرفاعي، وآخرون.
وثقه أبو زرعة وغيره.
قال ابن حبان: مات بفارس سنة ثمانٍ، وقيل: سنة تسعٍ ومائة، وقيل: سنة مائة.
ابن علية، عن يونس بن عبيد قال: لما مات سعيد بن أبي الحسن طال حزن الحسن عليه وبكى، فقلنا له: إنك إمامٌ يقتدى بك! فقال: دعوني، فما رأيت الله تعالى عاب على يعقوب طول الحزن.
قال مبارك بن فضالة: دخل بكر بن عبد الله على الحسن وهو يبكي على أخيه، فقال: يا أبا سعيد، إنك تعلم الناس ويحتجون ببكائك عند المصيبة! فحمد الله، وقد خنقته العبرة وقال: إن الله جعل هذه الرحمة في قلوب المؤمنين، وإنما الجزع ما كان باللسان أو اليد، فرحم الله سعيداً ما علمت في الأرض من شدةٍ كانت تنزل بي إلا يود أنه وقى ذلك بنفسه.
80 -
م 4:
سليمان بن بريدة بن الحصيب الأسلمي
، ولد هو وأخوه عبد الله بن بريدة في بطنٍ في خلافة عمر، وكان ابن عيينة يفضله على أخيه عبد الله.
روى عن: أبيه، وعمران بن حصين، وعائشة، وعنه: علقمة بن مرثد، ومحارب بن دثار، ومحمد بن جحادة، وجماعة.
توفي سنة خمسٍ ومائة، رحمه الله تعالى.
81 -
سليمان بن سعد الخشني
، مولاهم، الكاتب.
قيل: إن هذا هو أول من نقل حساب الديوان من الرومية إلى العربية، وكان من نبلاء الرجال، وكان كاتب عبد الملك بن مروان، والوليد، وسليمان، وعمر بن عبد العزيز، حكى عنه غير واحد، ولا رواية له.
قال علي بن أبي حملة: قال عمر بن عبد العزيز لسليمان بن سعد: بلغني أن فلاناً عاملنا زنديق، قال: وما يضرك؟ كان أبو النبي صلى الله عليه وسلم كافراً، فما ضره ذلك، فغضب عمر وقال: ما وجدت مثلا إلا ذا، فعزله.
82 -
سليمان بن عبد الله
، مولى أم الدرداء، وقائدها، ويقال له: سليم، يكنى أبا عمران.
حدث عنها، وعن ذي الأصابع الصحابي، وعبد الله بن محيريز، وعنه: عثمان بن عطاء الخراساني، وعاصم بن رجاء بن حيوة، ومعاوية بن صالح، وغيرهم.
قال أبو حاتم: صالح الحديث.
83 -
م د ن ق:
سليمان بن عتيق المكي
.
عن: جابر، وابن الزبير، وطلق بن حبيب، وعنه: حميد بن قيس الأعرج، وزياد بن سعد، وابن جريج، وآخرون.
وثقه النسائي.
أخبرنا أحمد بن إسحاق قال: حدثنا أحمد بن صرما، والفتح بن عبد السلام، قالا: أخبرنا أبو الفضل الأرموي، قال: أخبرنا أبو الحسن بن النقور، قال: أخبرنا علي بن عمر الحربي، قال: حدثنا أحمد بن الحسن الصوفي، قال: حدثنا يحيى بن معين، قال: حدثنا ابن عيينة، عن حميد الأعرج، عن سليمان بن عتيق، عن جابر، أن النبي صلى الله عليه وسلم أمر بوضع الجوائح، ونهى عن بيع السنين.
84 -
سليمان ابن قتة البصري مولى بني تيم
.
قرأ القرآن عرضاً على ابن عباس، وسمع منه ومن معاوية، وعمرو بن العاص، قرأ عليه عاصم الجحدري، وحدث عنه: موسى بن أبي عائشة، وحميد الطويل، وأبان بن أبي عياش، وآخرون.
وكان من كبار شعراء وقته، وثقه يحيى بن معين، وقتة هي أمه.
ومن شعره:
وقد يحرم الله الفتى وهو عاقلٌ ويعطي الفتى مالاً وليس له عقل
85 -
ع:
سليمان بن يسار المدنيّ أخو عطاء بن يسار
، وعبد الله، وعبد الملك.
كاتب سليمان أمّ سلمة رضي الله عنها، وروى عنها، وعن: عائشة، وأبي هريرة، وميمونة، وزيد بن ثابت، وأبي رافع، والمقداد بن الأسود، وابن عبّاس، ورافع بن خديج، وطائفة، وعنه: الزّهري، وعمرو بن دينار، وعبد الله بن دينار، وسالم أبو النّضر، وصالح بن كيسان، ويحيى بن سعيد الأنصاري، وأسامة بن زيد اللّيثي، وآخرون.
وكان فقيهاً إماماً مجتهداً، رفيع الذّكر.
قال الحسن بن محمد ابن الحنفيّة: سليمان عندنا أفهم من سعيد بن المسيّب.
وقال مصعب بن عبد الله: حدثنا مصعب بن سليمان قال: كان سليمان بن يسار من أحسن النّاس، فدخلت عليه امرأةٌ فراودته، فامتنع، فقالت: إذاً أفضحك، فتركها في منزله وهرب، فحكي أنّه رأى في النّوم يوسف الصّدّيق عليه السلام يقول: أنا يوسف الذي هممت، وأنت سليمان الذي لم تهمّ.
وعن عبد الله بن يزيد قال: رأيت السّائل يأتي سعيد بن المسيّب في المسألة، فيقول: اذهب إلى سليمان بن يسار فإنّه أعلم من بقي.
وقال مالك: كان سليمان من علماء النّاس بعد ابن المسيّب.
وقال ابن سعد: كان ثقةً عالماً فقيهاً، كثير الحديث.
أخبرنا إسحاق الأسدي، قال: أخبرنا ابن خليل، قال: أخبرنا أبو المكارم اللّبّان، قال: أخبرنا أبو عليّ المقرئ، قال: أخبرنا أبو نعيم، قال: حدثنا أبو بكر بن خلاّد، قال: حدثنا الحارث بن أبي أسامة، قال: حدثنا عبد الوهاب بن عطاء، قال: حدثنا ابن جريج، قال: أخبرني يونس بن يوسف، عن سليمان بن يسار قال: تفرّق النّاس عن أبي هريرة، فقال له ناتل أخو أهل الشام: يا أبا هريرة، حدّثنا حديثا سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: أوّل الناس يقضى فيه يوم القيامة
ثلاثةٌ: رجلٌ استشهد، فأتي به، فعرّفه الله نعمه فعرفها، فقال: ما عملت فيها؟ قال: قاتلت في سبيلك حتى استشهدت، فقال: كذبت، إنما أردت أن يقال: فلانٌ جريء، وقد قيل، فأمر به فسحب على وجهه حتى ألقي في النّار، ورجل تعلّم العلم وعلّمه، وقرأ القرآن، فأتي به فعرّفه نعمه فعرفها، قال: فما عملت فيها؟ قال: تعلّمت العلم وعلّمته، وقرأت فيك القرآن، قال: كذبت، ولكنّك تعلّمت العلم ليقال: عالمٌ، وقرأت القرآن ليقال: هو قارئ، فقد قيل، فأمر به، فسحب على وجهه إلى النّار، ورجلٌ آتاه الله من أنواع المال، فأتي به فعرّفه نعمه، فعرفها، فقال: ما عملت فيها؟ قال: ما تركت من شيء تحب أن ينفق فيه إلاّ أنفقت فيه لك، فقال: كذبت، إنّما أردت أن يقال: فلانٌ جوادٌ، فقد قيل، فأمر به فسحب على وجهه حتى ألقي في النار، هذا حديثٌ صحيح.
قال ابن سعد، وابن معين: ثقة.
وقال عبد الرحمن بن يزيد بن جابر: قدم علينا سليمان بن يسار دمشق، فدعاه أبي إلى الحمّام، وصنع له طعاماً.
وقال أحمد بن صالح المصري: كان أبوه يسار فارسيّا.
وقال الواقدي: يكنى أبا أيّوب، وقد ولي سوق المدينة لأميرها عمر بن عبد العزيز.
وقال ابن المديني، والبخاري، ومسلم، وآخرون: كنيته أبو أيّوب.
وقال محمد بن أحمد المقدّمي: يكنى أبا عبد الرحمن.
وعن قتادة قال: قدمت المدينة، فسألت عن أعلم أهلها بالطّلاق، فقيل: سليمان بن يسار.
وعن أبي الزّناد قال: كان سليمان بن يسار يصوم الدّهر، وكان أخوه عطاء يصوم يوماً ويفطر يوماً.
قال ابن معين، وابن سعد، ومصعب بن عبد الله، والفلاّس، وعليّ بن عبد الله التّميميّ، والبخاري: توفّي سنة سبعٍ ومائة، وقال خليفة: سنة أربعٍ ومائة، وقال بعضهم: سنة أربعٍ وتسعين، وهو غلط، توفّي في عشر الثّمانين.
86 -
سلامان بن عامر الشّعباني المصري
.
عن: فضالة بن عبيد، وأبي عثمان صاحب لأبي هريرة، وعنه: عبد الرحمن بن شريح، وابن لهيعة.
قال ابن يونس: كان رجلاً صالحاً، توفّي قريباً من سنة عشرين ومائة.
87 -
خ م ت ن:
سنان بن أبي سنان الدّيلي المدني
.
عن: أبي هريرة، وأبي واقد اللّيثي، وجابر، وعنه: الزّهري، وزيد بن أسلم.
وثّقه العجلي.
88 -
4:
سوادة بن عاصم أبو حاجب العنزي البصري
.
عن: الحكم بن الأقرع الغفاريّ، واسم أبيه عمرو، وعائذ بن عمرو المزني، وعبد الله بن الصّامت. وعنه: عاصم الأحول، وسليمان التّيمي، والجريري، وعمران بن حدير.
وهو ثقة.
89 -
ت:
سيار مولى يزيد بن معاوية
.
نزل البصرة، وروى عن: أبي أمامة، وابن عبّاس، وأبي إدريس الخولاني، وعنه: عبد الله بن بجير، وسليمان التيمي، وقرّة بن خالد، وآخرون.
وما علمت أحداً تكلّم فيه.
90 -
ق:
شرحبيل بن شفعة أبو يزيد الشامي
.
عن: شرحبيل ابن حسنة، وعمرو بن العاص، وعتبة بن عبد، وأبي عنبة الخولاني، وعنه: يزيد بن خمير، وحريز بن عثمان.
قال أبو داود: شيوخ حريز كلّهم ثقات.
91 -
د:
شعبة بن دينار مولى ابن عبّاس
.
عن ابن عبّاس، وعنه: بكير بن الأشجّ، وداود بن الحصين، وابن أبي ذئب، وآخرون.
قال ابن معين: ليس به بأس، وضعّفه غيره.
قال ابن عديّ: أرجو أنّه لا بأس به.
92 -
د ت ن:
شفيّ بن ماتع الأصبحي المصري
.
عن: أبي هريرة، وعبد الله بن عمرو، وعنه: ابنه حسين، وأبو قبيل المعافري، وأبو هانئ حميد بن هانئ، وعقبة بن مسلم، وقيس بن الحجاج، وربيعة بن سيف، وآخرون.
وثّقه النّسائي.
قال ابن يونس في تاريخه: كان شفيّ عالماً حكيماً، ثم ساق من حديث سعيد بن أبي أيّوب، عن النعمان بن عمرو، عن حسين بن شفيّ قال: كنّا جلوساً مع عبد الله بن عمرو بن العاص، فأقبل شفيّ، فقال عبد الله: جاءكم أعلم من عليها؛ فلما جلس قال له عبد الله: أخبرنا يا أبا عبيد الله، ما الخيرات الثلاث، وما الشّرّات الثّلاث؟ قال: الخيرات الثلاث: لسانٌ صدوق، وقلبٌ تقيٌ، وامرأةٌ صالحة، والشّرّات الثلاث: لسانٌ كاذبٌ، وقلبٌ كافرٌ، وامرأة سوء. قال عبد الله: قد قلت لكم.
وروى أبو هانئ الخولاني، عن شفيّ قال: من كثر كلامه كثرت خطاياه.
قال ابن يونس: توفّي سنة خمسٍ ومائة.
93 -
م:
شقيق بن عقبة الكوفي
.
عن البراء بن عازب، وعنه: الأسود بن قيس، وفضيل بن مرزوق، ومسعر بن كدام.
وثّقه أبو داود السّجزي.
94 -
د ت ن:
شييم بن بيتان القتباني المصري
.
عن: أبيه، وجنادة بن أبي أميّة، ورويفع بن ثابت، وأبي سالم الجيشاني، وغيرهم، وعنه: خير بن نعيم، وعياش بن عبّاس القتباني.
وثّقه يحيى بن معين.
95 -
ت ن:
صالح بن أبي حسان المدني
.
عن عبد الله بن حنظلة الغسيل، وسعيد بن المسيب، وأبي سلمة، وعنه: خالد بن إلياس، وبكير بن الأشج، وابن أبي ذئب.
وثّقه البخاريّ، وقال: صالح بن حسان منكر الحديث.
قلت: يجيء هذا بعد خمسين ومائة.
96 -
م ت:
صالح بن أبي صالح ذكوان السّمّان المدني
، أبو عبد الرحمن.
موته قريبٌ من موت والده.
سمع: أباه، وأنس بن مالك. وعنه: هشام بن عروة، وبكير بن الأشجّ،
وعبد الله بن سعيد بن أبي هند، وابن أبي ذئب.
وثّقه ابن معين، وهو مقلٌّ.
97 -
صالح بن عبد الرحمن
، أبو الوليد الكاتب.
كان فصيحاً جميلاً من سبي سجستان، سريع الحفظ، عارفاً بالعربية، وهو أول من نقل الديوان من الفارسية إلى العربية.
ويقال: بذل له كتّاب الفرس ثلاثمائة ألفٍ على أن لا يفعل ذلك فأبى، وبه تخرّج أهل العراق في كتابة الديوان، وكان سليمان بن عبد الملك قد ولاّه خراج العراق، ثم ولاّه يزيد، فتعقّبه أمير العراق عمر بن هبيرة الفزاريّ فقتله.
98 -
صخر بن الوليد الفزاري
ّ.
أعرابي، روى عن: ابن صليع، وجزيّ بن بكير، روى عنه: إسماعيل بن رجاء، والحارث بن حصيرة، وإسماعيل بن خالد، وغيرهم.
99 -
ت ق:
الضّحّاك بن عبد الرحمن بن عرزب
، أبو عبد الرحمن الأشعري الشامي الطبراني.
ولي إمرة دمشق لعمر بن عبد العزيز، وحدّث عن: أبي موسى الأشعري، وأبي هريرة، وعبد الرحمن بن غنم الأشعريّ، ووالده عبد الرحمن، وعنه: مكحول، ومحمد بن زياد الألهاني، وأبو طلحة الخولاني، وعبد الله بن العلاء بن زبر، وحريز بن عثمان، والأوزاعيّ، وآخرون.
وثّقه أحمد العجلي، وغيره.
قال أبو مسهر: كان من خير الولاة.
وقال عبد الله بن العلاء: سمعته يقول على منبر دمشق: حدثني أبو هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: أول ما يحاسب به العبد يوم القيامة أن يقال: ألم أصح جسمك وأروك من الماء البارد.
وعرزب: بالباء أصحّ.
100 -
4:
الضّحّاك بن مزاحم الهلاليّ الخراسانيّ أبو محمد
، وقيل: أبو القاسم صاحب التفسير، وله أخوان: محمد، ومسلم، كان يكون بسمرقند وببلخ.
حدّث عن: ابن عبّاس، وابن عمر، وأبي سعيد الخدريّ، وأنس بن مالك، وسعيد بن جبير، والأسود، وعطاء، وطاوس، وغيرهم، وعنه: جويبر بن سعيد، وعمارة بن أبي حفصة، وأبو سعد البقّال سعيد بن المرزبان، وعبد العزيز بن أبي رواد، وعمر بن الرمّاح، ونهشل بن سعيد، ومقاتل، وعليّ بن الحكم، وأبو روق عطيّة، وأبو جناب يحيى بن أبي حيّة الكلبي، وقرّة بن خالد، وآخرون.
وثّقه أحمد بن حنبل، وابن معين، وضعّفه يحيى القطّان، وغيره، واحتجّ به النّسائيّ وغيره، وكان مدلّساً، وورد أنه كان فقيه مكتبٍ فيه ثلاثة آلاف صبيٍّ، وكان يركب حماراً ويدور عليهم، وله يدٌ طولى في التفسير والقصص.
قال الثّوري: كان الضّحّاك يعلّم ولا يأخذ أجراً، وروى شعبة، عن مشاش قال: سألت الضّحّاك: هل لقيت ابن عبّاس؟ قال: لا.
وقال شعبة، عن عبد الملك بن ميسرة قال: لم يلق الضّحّاك ابن عباس، إنّما لقي سعيد بن جبير بالرّيّ فأخذ عنه التّفسير.
قال يحيى بن سعيد: كان شعبة ينكر أن يكون الضّحّاك لقي ابن عباس قطّ، ثم قال يحيى: والضّحاك عندنا ضعيف.
وروى أبو جناب الكلبي عن الضّحّاك قال: جاورت ابن عباس سبع سنين، وقال قبيصة، عن قيس بن مسلم: كان الضّحّاك إذا أمسى بكى، فيقال له، فيقول: لا أدري ما صعد اليوم من عملي.
وروى الثّوريّ، عن أبي السوداء، عن الضّحّاك قال: أدركتهم وما يتعلمون إلاّ الورع.
وقال قرّة: كان هجّير الضّحّاك إذا سكت: لا حول ولا قوّة إلا بالله.
وروى ميمون أبو عبد الله، عن الضّحّاك قال: حقٌ على كل من يعلم القرآن، أن يكون فقيهاً، وتلا قوله تعالى:{كُونُوا رَبَّانِيِّينَ بِمَا كُنْتُمْ تُعَلِّمُونَ الْكِتَابَ}
وروى زهير بن معاوية، عن بشير أبي إسماعيل، عن الضّحّاك: كنت ابن ثمانين جلداً غزّاءً.
قال غير واحد: توفي الضّحّاك سنة اثنتين ومائة، وقال أبو نعيم الكوفي: توفي سنة خمس ومائة، وقال الحسين بن الوليد: سنة ستٍّ ومائة.
101 -
خ م:
الضّحّاك المشرقي أبو سعيد الكوفي
، ومشرق بطنٌ من همدان.
حدّث عن: أبي سعيد الخدريّ، وعنه: حبيب بن أبي ثابت، والزّهري، والأعمش، وآخرون.
قيل: اسم أبيه: شراحيل، وقيل شرحبيل.
102 -
4:
ضمضم بن جوس الهفّاني اليمامي
.
عن: أبي هريرة، وعبد الله بن حنظلة الغسيل، وعنه: يحيى بن أبي كثير، وعكرمة بن عمّار.
وثّقه يحيى بن معين وغيره.
103 -
ع:
طاوس بن كيسان
، أبو عبد الرحمن اليماني الجندي أحد الأعلام.
كان من أبناء الفرس الذين سيّرهم كسرى إلى اليمن، من موالي بحير بن ريسان الحميري، وقيل: هو مولى لهمدان.
سمع: زيد بن ثابت، وعائشة، وأبا هريرة، وابن عباس، وزيد بن أرقم، وطائفة. وعنه: ابنه عبد الله، والزّهري، وإبراهيم بن ميسرة، وأبو الزّبير المكّي، وعبد الله بن أبي نجيح، وحنظلة بن أبي سفيان، وأسامة بن زيد اللّيثي، والحسن بن مسلم بن يناق، وسليمان التّيمي، وسليمان بن موسى الدمشقي، وعبد الملك بن ميسرة، وقيس بن سعد، وعكرمة بن عمّار، وخلق كثير.
قال عمرو بن دينار: ما رأيت أحداً مثل طاوس.
وروى عطاء، عن ابن عباس قال: إنّي لأظنّ طاوساً من أهل الجنّة.
وقال قيس بن سعد: كان طاوس فينا مثل ابن سيرين في أهل البصرة.
وروى ابن عيينة، عن ابن أبي نجيح، قال مجاهد لطاوس: رأيتك يا أبا عبد الرحمن تصلّي في الكعبة والنّبيّ صلى الله عليه وسلم على بابها يقول لك: اكشف قناعك وبيّن قراءتك، قال: اسكت لا يسمع هذا منك أحد، قال: ثم خيّل إليّ أنّه انبسط في الكلام، يعني فرحاً بالمنام.
روى هشام بن حجير، عن طاوس قال: لا يتمّ نسك الشّابّ حتى يتزوّج.
وقال عبد الرزاق، عن داود بن إبراهيم: إنّ الأسد حبس ليلةً النّاس في طريق الحجّ، فدق النّاس بعضهم بعضاً، فلما كان السّحر ذهب عنهم، فنزلوا وناموا وقام طاوس يصلّي، فقال له رجل ألا تنام؟ قال: وهل ينام أحدٌ السّحر!
قال عبد الرزاق: وسمعت النّعمان بن الزّبير الصّنعانيّ يحدّث أنّ أمير
اليمن بعث إلى طاوس بخمس مائة دينار، فلم يقبلها.
وقال سفيان بن عيينة: قال عمر بن عبد العزيز لطاوس: ارفع حاجتك إلى أمير المؤمنين، يعني: سليمان بن عبد الملك، قال: ما لي إليه من حاجةٍ، فكأنّه عجب من ذلك.
قال ابن عيينة: فحلف لنا إبراهيم بن ميسرة قال: ما رأيت أحداً، الشّريف والوضيع عنده بمنزلةٍ إلاّ طاوساً، قال ابن عيينة: وجاء ولد لسليمان فجلس إلى جنب طاوس، فلم يلتفت إليه، فقيل له: ابن أمير المؤمنين، فلم يلتفت، ثم قال: أردت أن يعرف أن لله عباداً يزهدون فيما في يديه.
وقال معمر، عن ابن طاوس قال: كنت لا أزال أقول لأبي: إنه ينبغي أن يخرج على هذا السلطان وأن يفعل به، قال: فخرجنا حجّاجاً، فنزلنا في بعض القرى وفيها عاملٌ لنائب اليمن، يقال له: أبو نجيح، وكان من أخبث عمّالهم، فشهدنا الصبح في المسجد، فإذا أبو نجيح قد علم بطاوس، فجاء فقعد بين يديه، فسلّم عليه، فلم يجبه، ثم كلّمه، فأعرض عنه، ثم عدل إلى الشّقّ الآخر، فأعرض عنه، فلما رأيت ما به قمت إليه، فمددت بيده، وجعلت أسائله، وقلت: إن أبا عبد الرحمن لم يعرفك، فقال: بلى معرفته بي فعلت بي ما رأيت، قال: فمضى وهو ساكت، فلما دخلنا المنزل قال لي: يا لكع، بينما أنت تريد أن تخرج عليهم بسيفك، لم تستطع أن تحبس عنهم لسانك.
حفص بن غياث، عن ليث قال: كان طاوس إذا شدّد الناس في شيء رخّص فيه، وإذا رخّص الناس في شيءٍ شدّد فيه، قال ليث: وذلك العلم.
عنبسة بن عبد الواحد، عن حنظلة بن أبي سفيان قال: ما رأيت عالماً قطّ يقول: لا أدري أكثر من طاوس.
وقال الثّوريّ: كان طاوس يتشيّع.
وقال معمر: أقام طاوس على رفيق له حتى فاته الحجّ.
قال جرير بن حازم: رأيت طاوساً يخضب بحنّاء شديد الحمرة.
وقال فطر: كان طاوس يتقنّع ويصبغ بالحنّاء.
وقال عبد الرحمن بن أبي بكر المليكي: رأيت طاوساً وبين عينيه أثر السّجود.
وروى سفيان الثّوريّ، عن رجل قال: كان من دعاء طاوس: اللهم احرمني المال والولد، وارزقني الإيمان والعمل.
وقال معمر، عن ابن طاوس، عن أبيه قال: عجبت لإخوتنا من أهل العراق يسمّون الحجّاج مؤمناً.
وقال ابن جريج: حدثنا إبراهيم بن ميسرة، أن محمد بن يوسف استعمل طاوساً على بعض الصّدقة، فسألت طاوساً: كيف صنعت؟ قال: كنا نقول للرجل: تزكّى رحمك الله مما أعطاك الله، فإن أعطانا أخذنا، وإن تولّى لم نقل تعال.
وروى عبد السلام بن هشام، عن الحرّ بن أبي الحصين العنبري، أنّ طاوساً مرّ برواسٍ قد أخرج رأساً فغشي عليه.
وعن عبد الله بن بشر قال: كان طاوس إذا رأى تلك الرؤوس المشويّة لم يتعشّ تلك الليلة.
عبد الرزّاق، عن معمر، أن رجلاً كان يسير مع طاوس، فسمع غراباً، فقال: خير، فقال طاوس: أيّ خير عند هذا، أو شرٍّ، لا تصحبني.
ابن أبي نجيح: إنّ طاوساً قال لأبي: من قال واتّقى الله خيرٌ ممّن صمت واتّقى الله.
عبد الملك بن ميسرة عن طاوس قال: أدركت خمسين من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم.
أنبئت عن اللّبان، قال: أخبرنا أبو علي الحدّاد، قال: أخبرنا أبو نعيم، قال: حدثنا سليمان بن أحمد، قال: حدثنا إسحاق، قال: حدثنا عبد الرزاق، عن النعمان بن الزبير الصّنعانيّ أن محمد بن يوسف، أو أيّوب بن يحيى بعث إلى طاوس بخمس مائة دينار، وقيل للرسول: إن أخذها منك
فإن الأمير سيحسن إليك، فقدم بها على طاوس الجند، فأراده على أخذها فأبى، فغفل طاوس، فرمى بها الرجل في كوّة البيت، ثم ذهب، وقال: أخذها، ثم بلغهم عن طاوس شيء يكرهونه، فقال: ابعثوا إليه، فليبعث إلينا بمالنا، فجاءه الرسول، فقال: المال الذي بعث به الأمير، قال: ما قبضت منه شيئاً، فرجع الرسول، وعرفوا أنّه صادقٌ، فبعثوا إليه الرجل الأول، فقال له: المال الذي جئتك به، قال: هل قبضت منك شيئاً؟! قال: لا، قال: فانظر حيث وضعته، فمدّ يده، فإذا بالصّرّة قد بنت عليها العنكبوت، فأخذها.
روى عبد الرزّاق، عن أبيه قال: توفي طاوس بمزدلفة، أو بمنى، فلما حمل أخذ عبد الله بن الحسن بقائمة السرير، فما زايله حتى بلغ القبر.
قال عبد الله بن شوذب: شهدت جنازة طاوس بمكة سنة خمسٍ ومائة.
وقال الواقديّ: والهيثم بن عديّ، ويحيى القطّان وآخرون: توفي سنة ستٍّ ومائة، وقيل: سنة بضع عشرة، وهو غلط.
وقيل: توفي يوم التّروية من ذي الحجّة، وصلى عليه الخليفة هشام، ثم بعد أيام صلّى هشام بالمدينة على سالم بن عبد الله.
وأخباره مستوفاة في التهذيب.
104 -
م 4:
طلق بن حبيب العنزي البصري
ّ.
عن: ابن عبّاس، وجابر بن عبد الله، وأنس، وابن الزّبير، والأحنف بن قيس. وعنه: منصور، والأعمش، وسليمان التّيمي، وعوف الأعرابيّ، ومصعب بن شيبة، وجماعة.
وكان صالحاً عابداً شديد البرّ بأمه، طيّب الصّوت بالقرآن، فعن طاوس قال: ما رأيت أحداً أحسن صوتاً منه، وكان ممّن يخشى الله.
وروى عاصم الأحول، عن بكر المزني قال: لما كانت فتنة ابن الأشعث، قال طلق بن حبيب: اتّقوها بالتّقوى، فقيل له: صف لنا التّقوى، قال: العمل بطاعة الله، على نور من الله، رجاء ثواب الله، وترك معاصي الله، على نورٍ من الله، مخافة عذاب الله.
وروى سعد بن إبراهيم الزّهري، عن طلق، قال: إنّ حقوق الله أعظم من أن يقوم بها العباد، وإنّ نعم الله أكثر من أن تحصى، ولكن أصبحوا تائبين وأمسوا تائبين.
وقال ابن الأعرابي: كان يقال: فقه الحسن، وورع ابن سيرين، وحلم مسلم بن يسار، وعبادة طلق، وكان طلق يتكلّم على النّاس ويعظ.
قال حمّاد بن زيد، عن أيّوب، قال: ما رأيت أحداً أعبد من طلق بن حبيب.
قيل: إنّ الحجّاج قتل طلق بن حبيب مع سعيد بن جبير، وهذا لم يصحّ.
قال أبو حاتم الرازي: طلق صدوق، كان يرى الإرجاء.
وقال ابن عيينة: سمعت عبد الكريم يقول: كان طلق لا يركع إذا افتتح البقرة، حتى يبلغ العنكبوت، وكان يقول: أشتهي أن أقوم حتى يشتكي صلبي.
قال غندر: حدثنا عوف، عن طلق بن حبيب أنّه كان يقول في دعائه: اللهمّ إنّي أسألك علم الخائفين لك، وخوف العالمين بك، ويقين المتوكّلين عليك، وتوكّل الموقنين بك، وإنابة المخبتين إليك، وإخبات المنيبين إليك، وشكر الصّابرين لك، وصبر الشّاكرين لك، ولحاقاً بالأحياء المرزوقين عندك.
105 -
ع:
عامر بن سعد بن أبي وقاص الزّهري المدني
.
وله ثمانية إخوة، سمع أباه، وأسامة بن زيد، وأبا هريرة، وعائشة،
وجابر بن سمرة. وعنه: ابنه داود، وابنا أخويه، والزّهري، وعمرو بن دينار، وموسى بن عقبة، وآخرون.
وكان ثقة شريفاً، كثير الحديث، توفي سنة أربعٍ ومائة.
106 -
ع:
عامر بن شراحيل الشّعبيّ
، شعب همدان، أبو عمرو.
علاّمة أهل الكوفة في زمانه، ولد في وسط خلافة عمر. وروى عن: عليّ يسيراً، وعن المغيرة بن شعبة، وعمران بن حصين، وعائشة، وأبي هريرة، وجرير البجلي، وعدي بن حاتم، وابن عباس، ومسروق، وخلق كثير، وقرأ القرآن على علقمة، وأبي عبد الرحمن السّلمي.
قرأ عليه: محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى، وروى عنه: إسماعيل بن أبي خالد، وداود بن أبي هند، والأعمش، وابن عون، ومجالد، وأبو حنيفة، ويونس بن أبي إسحاق، ومنصور بن عبد الرحمن، وخلق كثير.
قال أحمد بن عبد الله العجلي: مرسل الشّعبي صحيح، لا يكاد يرسل إلا صحيحاً.
قال الشّعبي: ولدت عام جلولاء، قاله ابن عيينة، عن السّريّ بن إسماعيل، أحد الضعفاء، وجلولاء كانت سنة سبع عشرة.
وقال عاصم الأحول: كان الشّعبيّ أكثر حديثاً من الحسن، وأكبر منه بسنتين، ولد لأربع بقين من خلافة عمر.
وقال خليفة: ولد سنة إحدى وعشرين، وقيل غير ذلك.
شعبة، عن منصور بن عبد الرحمن الغداني، عن الشّعبيّ قال: أدركت خمس مائة من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم أو أكثر.
وقال ابن شبرمة: سمعت الشّعبيّ يقول: ما كتبت سوداء في بيضاء إلى يومي هذا، ولا حدّثني رجل بحديثٍ قطّ إلاّ حفظته، ولا أحببت أن يعيده عليّ، رواه محمد بن فضيل عنه.
وقال ابن عيينة: حدثنا ابن شبرمة، قال: سمعت الشّعبيّ يقول: ما
سمعت منذ عشرين سنة رجلاً يحدّث بحديثٍ إلاّ وأنا أعلم به منه، ولقد نسيت من العلم ما لو حفظه رجلٌ لكان به عالماً.
وقال نوح بن قيس الطّاحي، عن يونس بن مسلم، عن وادع الراسبيّ، عن الشّعبيّ قال: ما أروي شيئاً أقلّ من الشعر، ولو شئت لأنشدتكم شهراً لا أعيد، رواه عبيد الله القواريريّ، عن نوح أيضاً، لكنّه قال: عن يونس، ووادع، كلاهما عن الشّعبيّ.
قال أبو أسامة: كان عمر في زمانه، وكان بعده ابن عبّاس، وكان بعده الشّعبيّ، وكان بعده الثّوريّ في زمانه.
قال محمود بن غيلان: وكان بعد الثّوري يحيى بن آدم.
وقال شريك، عن عبد الملك بن عمير قال: مرّ ابن عمر بالشّعبيّ وهو يقرأ المغازي، فقال: كأنّه كان شاهداً معنا، ولهو أحفظ لها منّي وأعلم.
وقال أبو بكر بن عياش، عن أبي حصين قال: ما رأيت أفقه من الشّعبيّ، قلت: ولا شريح؟ قال: تريد أن تكذّبني.
وقال أشعث بن سوار، عن ابن سيرين، قال: قدمت الكوفة وللشّعبيّ حلقةٌ عظيمة، والصّحابة يومئذٍ كثير.
وروى سليمان التّيمي، عن أبي مجلز قال: ما رأيت فقيهاً أفقه من الشّعبي.
وقال مكحول: ما رأيت أعلم بسنّةٍ ماضيةٍ من الشّعبيّ.
وقال عاصم الأحول: ما رأيت أحداً أعلم من الشّعبيّ.
وقال داود بن أبي هند: ما جالست أحداً أعلم من الشّعبيّ.
وقال أبو معاوية: سمعت الأعمش يقول: قال الشّعبيّ: ألا تعجبون من هذا الأعور، يأتيني باللّيل فيسألني، ويفتي بالنّهار، يعني: إبراهيم النّخعيّ.
وروى أبو شهاب الخيّاط، عن الصّلت بن بهرام قال: ما رأيت أحداً بلغ مبلغ الشّعبيّ أكثر منه، يقول: لا أدري.
وقال ابن عون: كان الشّعبيّ إذا جاءه شيءٌ اتّقاه، وكان إبراهيم يقول ويقول، وكان منقبضاً، وكان الشّعبيّ منبسطاً، إلا في الفتوى.
وقال محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى: كان الشّعبيّ صاحب آثار، وكان إبراهيم النّخعيّ صاحب قياس.
وقال سلمة بن كهيل: ما اجتمع الشّعبيّ وإبراهيم إلاّ سكت إبراهيم.
وقال ابن شبرمة: سئل الشّعبيّ عن شيءٍ فلم يجب، فقال رجلٌ عنده: أبو عمرو يقول فيه كذا، فقال الشّعبيّ: هذا في المحيا، فأنت في الممات أكذب عليّ!
قال ابن عائشة: وجّه عبد الملك بن مروان بالشّعبيّ إلى ملك الروم، فلما رجع قال عبد الملك: تدري يا شعبيّ ما كتب به ملك الروم؟ قلت: وما كتب؟ قال: كتب: العجب لأهل دينك، كيف لم يستخلفوا رسولك؟ قلت: يا أمير المؤمنين؛ لأنّه رآني ولم ير أمير المؤمنين، رواها الأصمعيّ، وفيها: يا شعبيّ إنّما أراد أن يغريني بقتلك، فبلغ ذلك ملك الروم، فقال: والله ما أردت إلا ذلك.
جابر بن نوح الحماني: حدّثني مجالد، عن الشّعبيّ قال: لما قدم الحجّاج العراق سألني عن أشياء من العلم فوجدني بها عارفاً، فجعلني عريفاً على الشعبيّين ومنكباً على جميع همدان، وفرض لي، فلم أزل عنده بأشرف منزلةٍ، حتى كان ابن الأشعث، فأتاني قرّاء أهل الكوفة، فقالوا: يا أبا عمرو إنّك زعيم القرّاء، فلم يزالوا حتى خرجت معهم، فقمت بين الصّفّين أذكر الحجّاج وأعيبه بأشياء، فبلغني أنّ الحجّاج قال: ألا تعجبون من هذا الشّعبيّ الخبيث، أما لئن أمكنني الله منه لأجعلنّ الدنيا عليه أضيق من مسك حمل، قال: فما لبثنا أن هزمنا، فجئت إلى بيتي وأغلقت عليّ، فمكثت تسعة أشهر، فندب النّاس لخراسان، فقال قتيبة بن مسلم: أنا لها، فولاّه خراسان، ونادى مناديه: من لحق بقتيبة فهو آمنٌ، فاشترى مولىً لي حماراً وزوّدني، فخرجت، فكنت في العسكر، فلم أزل معه حتى أتينا فرغانة، فجلس ذات يوم وقد برق، فنظرت إليه فقلت: أيّها الأمير،
عندي علمٌ، قال: ومن أنت؟ قلت: أعيذك، لا تسأل عن ذلك، فعرف أنّي ممّن يختفي، فدعا بكتابٍ وقال: اكتب نسخةً، قلت: لست تحتاج إلى ذلك، فجعلت أملّ عليه، وهو ينظر، حتى فرغ من كتاب الفتح، قال: فحملني على بغلةٍ، وبعث إليّ بسرقٍ من حرير، وكنت عنده في أحسن منزلةٍ، فإنّي ليلةً أتعشّى معه، إذا أنا برسول الحجّاج بكتابٍ فيه: إذا نظرت في كتابي هذا، فإنّ صاحب كتابك الشّعبيّ، فإن فاتك قطعت يدك على رجلك وعزلتك، قال: فالتفت إليّ وقال: ما عرفتك قبل السّاعة، فاذهب حيث شئت من الأرض، فوالله لأحلفنّ له بكلّ ممكن يمين، فقلت: أيّها الأمير، إنّ مثلي لا يخفى، قال: فأنت أعلم، وبعثني إليه وقال: إذا وصلتم إلى خضراء واسط فقيّدوه، ثم أدخلوه على الحجّاج، فلما دنوت من واسط استقبلني يزيد بن أبي مسلم، فقال: يا أبا عمرو، إنّي لأضنّ بك على القتل، إذا دخلت فقل: كذا وكذا، فلما أدخلت قال: لا مرحباً ولا أهلاً، فعلت بك وفعلت، ثم خرجت عليّ! وأنا ساكت، فقال: تكلّم، قلت: أصلح الله الأمير، كلّ ما قلته حقّ، ولكنّا قد اكتحلنا بعدك السّهر وتحلّسنا الخوف، ولم نكن مع ذلك بررةً أتقياء، ولا فجرةً أقوياء، وهذا أوان حقنت لي دمي، واستقبلت بي التّوبة، قال: قد فعلت ذلك.
وقال الأصمعيّ: لما أدخل الشّعبيّ على الحجّاج قال: هيه يا شعبيّ، فقال: أحزن بنا المنزل واكتحلنا السّهر، واستحلسنا الخوف، فلم نكن فيما فعلنا بررةً أتقياء، ولا فجرةً أقوياء، قال: لله درّك.
وقال جهم بن واقد: رأيت الشّعبيّ يقضي في أيام عمر بن عبد العزيز.
مالك بن مغول، عن الشّعبيّ قال: ما بكيت من زمانٍ إلا بكيت عليه.
مجالد عن الشّعبيّ، أنّ رجلاً لقيه وامرأة، فقال: أيّكما الشّعبيّ؟ فقلت: هذه.
وقيل: كان الشّعبيّ ضئيلاً نحيفاً، فقيل له في ذلك، فقال: زوحمت في الرّحم، وكان توأماً.
مجالد، عن الشّعبيّ قال: فاخرت أهل البصرة فغلبتهم بأهل الكوفة، والأحنف ساكت، فلمّا رآني قد غلبتهم، أرسل غلاماً له، فجاءه بكتابٍ فقال لي: هاك اقرأ، فقرأته، فإذا فيه: من المختار إليه، يذكر أنه نبيٌّ، فقال الأحنف: أفيها مثل هذا؟ رواها الفسويّ عن الحميدي، قال: حدثنا سفيان، عن مجالد.
وكان الشّعبيّ يذمّ الرأي ويفتي بالنّصّ، قال مجالد: سمعت الشّعبيّ يقول: لعن الله أرأيت.
وروى الثّوريّ، عمّن سمع الشّعبيّ يقول: ليتني أنفلت من علمي كفافاً لا عليّ ولا لي.
قال محمد بن جحادة: سئل الشّعبيّ عن شيء لم يكن عنده فيه شيء، فقيل له: قل فيه برأيك، فقال: وما تصنع برأيي، بُل على رأيي.
روى سفيان، عن عبد الله بن أبي السّفر، عن الشّعبيّ قال: ما أنا بعالمٍ، وما أترك عالماً.
قال أبو يحيى الحماني: حدّثني أبو حنيفة قال: رأيت الشّعبي يلبس الخزّ، ويجالس الشّعراء، فسألته عن مسألة، فقال: ما يقول فيها بنو استها، يعني: الموالي.
وقال الحسن بن صالح بن حي، عن أبيه، قال: رأيت على الشّعبيّ عمامةً بيضاء، قد أرخى طرفها ولم يردّها.
وقال عبد الله بن إدريس: سمعت ليثاً يقول: رأيت الشّعبيّ وما أدري ملحفته أشدّ حمرةً أو لحيته.
وقال أبو نعيم: حدثنا أبو أميّة الزيّات قال: رأيت على الشّعبيّ مطرف خزٍّ أصفر.
وقال روح، عن ابن عون قال: رأيت على الشّعبيّ قلنسوة خزٍّ خضراء.
وقال داود بن أبي هند: كان يلبس المعصفر.
وقال عبيد بن عبد الملك: رأيت الشّعبيّ جالساً على جلد أسد.
وروى قيس بن الربيع، عن مجالد قال: رأيت على الشّعبيّ قباء سمّور.
جرير بن عبد الحميد، عن عطاء بن السّائب، عن الشّعبيّ قال: ما اختلفت أمّةٌ بعد نبيّها إلاّ ظهر أهل باطلها على أهل حقّها.
قتيبة: حدثنا عبد الواحد بن زياد، عن الحسن بن عبد الرحمن، قال: رأيت الشّعبيّ يسلّم على موسى النّصرانيّ، فقال: السلام عليكم ورحمة الله، فكلّم في ذلك، فقال: أوليس في رحمة الله، لو لم يكن في رحمته هلك.
المدائني، عن أبي بكر الهذلي قال: قال الشّعبيّ: أرأيتم لو قتل الأحنف بن قيس، وقتل طفلٌ، أكانت ديتهما سواءً، أم يفضّل الأحنف لعقله وحلمه؟ قلت: بل سواءً، قال: فليس القياس بشيء.
أبو يوسف القاضي: حدثنا مجالد، عن الشّعبيّ قال: نعم الشيء الغوغاء يسدّون السّبل، ويطفئون الحريق، ويشغبون على ولاة السّوء.
ابن شبرمة قال: ولّى ابن هبيرة الشّعبيّ القضاء، وكلّفه أن يسامره، فقال: لا أستطيع، فأفردني بأحدهما.
إسحاق الأزرق، عن الأعمش: سأل رجل الشّعبيّ، فقال: ما اسم امرأة إبليس؟ قال: ذاك عرسٌ ما شهدته.
سلمة بن كهيل وغيره، عن الشّعبيّ قال: شهدت عليّاً رضي الله عنه جلد شراحة يوم الخميس، ورجمها من الغد، وقال جلدتها بكتاب الله، ورجمتها بسنّة رسول الله صلى الله عليه وسلم.
قال إسماعيل بن مجالد: توفي الشّعبيّ سنة أربعٍ ومائة، وله اثنتان وثمانون سنة.
وقال الواقديّ: سنة خمسٍ ومائة.
وقال الفلاّس: مات في أول سنة ستٍّ ومائة، وقيل غير ذلك.
• - عامر بن واثلة أبو الطّفيل الكنانيّ.
107 -
ق:
عاصم بن عمرو البجلي
، ويقال: ابن عوف.
هو أحد من قدم مع حجر بن عديّ إلى عذراء فسلم وأطلق. روى عن: أبي أمامة، وعمرو بن شرحبيل، وغيرهما. وعنه: أبو إسحاق السّبيعيّ، وفرقد السّبخي، ومحمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى، وحجّاج بن أرطاة، ومالك بن مغول.
قال أبو حاتم: صدوق.
108 -
سوى ت:
عبادة بن الوليد بن عبادة بن الصّامت الأنصاريّ المدني
، أبو الصّامت، وهو أخو يحيى.
روى عن: جدّه، وعائشة، وأبي أيّوب، وأبيه، والربيع بنت معوّذ. وعنه: أبو حزرة يعقوب بن مجاهد، ويحيى بن سعيد الأنصاريّ، وعبيد الله بن عمر، وابن إسحاق، وآخرون.
وثّقه أبو زرعة.
109 -
ع:
عائشة بنت طلحة بن عبيد الله التّيمي
، وأمّها أمّ كلثوم ابنة الصّدّيق.
تزوّجت بابن خالها عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي بكر، وبعده بمصعب بن الزّبير، فأصدقها مصعب مائة ألف دينار، وكانت أجمل أهل زمانها وأحسنهنّ وأرأسهنّ، فلما قتل مصعب تزوّجها عمر بن عبيد الله وأصدقها ألف ألف، حتى قال بعض الشعراء:
بضع الفتاة بألف ألفٍ كاملٍ وتبيت سادات الجيوش جياعا
حدّثت عن خالتها عائشة رضي الله عنها. وعنها: حبيب بن أبي عمرة، وابن أخيها طلحة بن يحيى، وابن أخيها الآخر معاوية بن إسحاق، وابن ابن أخيها موسى بن عبد الله بن إسحاق، وفضيل الفقيمي، وغيرهم.
وفدت على هشام بن عبد الملك، فأكرمها واحترمها.
وثّقها يحيى بن معين.
ومن أعجب ما تمّ لها، ما روى هشيم قال: أخبرنا مغيرة، عن إبراهيم، أنّ عائشة بنت طلحة قالت: إن تزوّجت مصعبا فهو عليها كظهر أمّها، فتزوّجته، فسألت عن ذلك، فأمرت أن تكفّر، فأعتقت غلاماً لها، ثمنه ألفان، رواه سعيد في سننه.
110 -
د ق:
عبد الله بن أبي أمامة بن ثعلبة الأنصاريّ البلوي المدني
.
روى عن: أبيه، وعن عبد الله بن كعب. وعنه: صالح بن كيسان، ومحمد بن إسحاق، وأسامة بن زيد اللّيثي، ومحمد بن زيد بن مهاجر.
وثّقه ابن حبّان.
111 -
م 4:
عبد الله بن باباه
، ويقال: ابن بابيه المكيّ.
له عن: جبير بن مطعم، ويعلى بن أمية، وعبد الله بن عمرو. وعنه حبيب بن أبي ثابت.
112 -
ع:
عبد الله بن حنين المدني
، مولى العبّاس، ويقال: مولى عليّ بن أبي طالب، وهو والد إبراهيم المذكور.
روى عن: عليّ، وأبي أيّوب، وابن عبّاس، والمسور بن مخرمة. وعنه: ابنه إبراهيم، ومحمد بن المنكدر، وشريك بن أبي نمر، وأسامة بن زيد، وآخرون.
حديثه في الأصول الستة.
113 -
م 4:
عبد الله بن رافع أبو رافع المدني
، مولى أمّ سلمة.
عن: أمّ سلمة، وأبي هريرة. وعنه: سعيد المقبري، وأفلح بن سعيد، وموسى بن عبيدة، وأسامة بن زيد اللّيثي، وابن إسحاق، وأيّوب بن خالد، وخلق.
وثّقه أبو زرعة.
114 -
عبد الله بن رافع أبو سلمة الحضرميّ المصري
.
عن: عبد الله بن عمرو، وعبد الله بن عمر، وعمرو بن معدي كرب، وابن جزء الزّبيدي. وعنه: جعفر بن ربيعة، وعيّاش بن عبّاس، وسعيد بن أبي هلال، وسليمان بن راشد، وعيّاش بن عقبة، وإسحاق بن أبي فروة.
قال أبو زرعة: ثقة.
115 -
ت ق: عبد الله بن زيد أو ابن يزيد الدمشقيّ الأزرق القاصّ.
كان يقصّ في غزو الروم مع مسلمة.
روى عن: عوف بن مالك الأشجعي، وعقبة بن عامر. وعنه: بكير بن عبد الله بن الأشج، وأخوه يعقوب، وأبو سلام ممطور، وزيد بن سلاّم، وابن أبي حفصة، وآخرون.
116 -
خ م ت ن:
عبد الله بن سعيد بن جبير الكوفي
، أخو عبد الملك.
سمع أباه. وعنه: إسحاق السّبيعي، وأيّوب السّختياني.
قال السّختياني: كانوا يعدّونه أفضل من أبيه، يعني: في العبادة.
117 -
م د ن:
عبد الله بن أبي سلمة الماجشون
، مولى آل المنكدر.
روى عن: عائشة، وأم سلمة، وابن عمر، فقيل: لم يلقهم، وعن: عبد الله بن عبد الله بن عمر، والنعمان بن أبي عياش، وعمرو بن سليم الزّرقيّين، وجماعة. وعنه: ابنه عبد العزيز، وحكيم بن عبد الله بن قيس، ويحيى بن سعيد الأنصاريّ، ومحمد بن إسحاق، وآخرون.
وثّقه النّسائيّ.
وقال حفيده عبد الملك بن عبد العزيز: توفي جدي سنة ستٍّ ومائة.
118 -
م 4:
عبد الله بن شقيق العقيليّ البصري
.
روى عن: أبيه، وعمر بن الخطاب، وعثمان، وعلي، وعائشة، وأبي ذرّ. وعنه: ابن سيرين، وقتادة، وأيوب السّختياني، وخالد الحذّاء، وعاصم الأحول، وعوف الأعرابيّ، وآخرون.
وثّقه غير واحد، وعمّر دهراً.
قال أحمد بن حنبل: ثقة.
وكان سليمان التّيميّ سيّئ الرأي فيه؛ لكونه كان ينال من عليّ بعض الشّيء.
قيل: توفي سنة ثمان ومائة.
119 -
سوى ق:
عبد الله بن عبد الله بن عمر بن الخطّاب العدوي المدني
، وصيّ أبيه.
سمع: أباه، وأبا هريرة، وأسماء بنت زيد بن الخطّاب. وعنه: عبد الرحمن بن القاسم، والزّهري، ومحمد بن جعفر بن الزّبير، ومحمد بن يحيى بن حبّان، وغيرهم.
وثّقه وكيع.
توفي سنة خمس، قبل أخيه سالم بعام.
120 -
سوى د:
عبد الله بن عروة بن الزّبير بن العوّام
، أبو بكر الأسديّ المدني.
له جماعة إخوة، وهو أكبرهم، وأبوه أكبر منه بخمس عشرة سنة، روى عن: الحسن بن عليّ، وحكيم بن حزام، وأبي هريرة، وابن عمر، وجدّته أسماء. وعنه: أخوه هشام، والزّهري، وحنظلة بن أبي سفيان، والضّحّاك بن عثمان الحزاميّ، ونافع القارئ، وغيرهم.
وهو الذي خرج رسولاً من عمّه ابن الزبير إلى حصين بن نمير السّكوني، وكان سيّداً نبيلاً فصيحاً، يشبّه بعمّه عبد الله في بيانه، وبنو عروة: هو، ويحيى، ومحمد، وعثمان، وهشام، وعبيد الله.
121 -
عبد الله بن عوف أبو القاسم الكناني الشامي
.
رأى عثمان رضي الله عنه، وروى عن: أبي جمعة الأنصاريّ، وبشير بن عقربة، وكعب الأحبار. وعنه: الزّهري، وحجر بن الحارث، ورجاء بن أبي سلمة.
وقد ولي خراج فلسطين لعمر بن عبد العزيز.
122 -
ن ق:
عبد الله بن غابر
، أبو عامر الألهاني الحمصيّ.
أدرك عمر رضي الله عنه، وحدّث عن: ثوبان، وعتبة بن عبد، وأبي أمامة، وعبد الله بن بسر. وعنه: أرطاة بن المنذر، وثور بن يزيد، وحريز بن عثمان، ومعاوية بن صالح.
123 -
م 4:
عبد الله بن أبي قيس النّصريّ أبو الأسود الحمصي
.
روى عن: عمر، وأبي ذرّ، وأبي الدرداء، وأرى ذلك منقطعاً، وروى عن: عائشة، وابن عمر. وعنه: محمد بن زياد الألهاني، ويزيد بن خمير، ومعاوية بن صالح.
وثقه النّسائيّ.
124 -
ن:
عبد الله بن قدامة أبو سوار العنبري
ّ، قاضي البصرة، وأبو قاضيها.
روى عن أبي برزة الأسلميّ. وعنه توبة العنبريّ، ذكره أبو حاتم الرازي ولم يضعفه.
125 -
م ن:
عبد الله بن كعب الحميري
، مولى عثمان رضي الله عنه.
عن: عمر بن أبي سلمة، وأبي بكر بن عبد الرحمن. وعنه: عبد ربه بن سعيد الأنصاري، وابن إسحاق، وغيرهما.
126 -
خ م ن ق:
عبد الله بن أبي عتيق محمد بن عبد الرحمن بن أبي بكر الصّدّيق التّيمي
، والد محمد، وعبد الله.
عن: أمّ المؤمنين عائشة، وابن عمر. وعنه: شريك بن أبي نمر، وعمرو
ابن دينار، ويعقوب بن مجاهد، وخالد بن سعد، وابن إسحاق، وغيرهم.
قال مصعب الزّبيري: كان امرءا صالحاً، وفيه دعابة، مرّ به رجلٌ معه كلب، فقال له: ما اسمك؟ قال: وثّاب، قال: فما اسم كلبك؟ قال عمرو، فقال: واخلافاه.
وحكى مصعب الزّبيري قال: لقي ابن أبي عتيق عبد الله بن عمر، فقال: إنّ إنساناً هجاني، فقال:
أذهبت مالك غير مترك في كل مومسةٍ وفي الخمر ذهب الإله بما تعيش به فبقيت وحدك غير ذي وفر
فقال له: أرى أن تصفح، فقال: والله لأفعلنّ به، لا يكنّي، فقال ابن عمر: سبحان الله لا تترك الهزل، وافترقا، ثمّ لقيه، فقال: قد أولجت فيه، فأعظم ذلك ابن عمر وتألّم، فقال: امرأتي والله التي قالت البيتين، قال مصعب: وامرأته هي أمّ إسحاق بنت طلحة بن عبيد الله، وكانت قد غارت عليه، وله مزاح ونوادر.
127 -
4:
عبد الله بن موهب الشّاميّ
.
ولي قضاء فلسطين لعمر بن عبد العزيز، وحدّث عن: تميم الدّاريّ، وأبي هريرة، ومعاوية، وابن عمر، وغيرهم، وعن قبيصة بن ذؤيب. وعنه: ابنه يزيد، وأبو إسحاق السّبيعي، والزّهري، وعبد الملك بن أبي جميلة، وعبد العزيز بن عمر بن عبد العزيز، وآخرون.
والأصحّ أنّه لم يدرك تميماً، وإنّما هو: ابن موهب عن قبيصة عن تميم.
وقد روى عنه ابن أبي غيلان الفلسطينيّ، قال: ثلاثٌ إذا لم تكن في القاضي فليس بقاضٍ: يسأل وإن كان عالماً، ولا يسمع من أحد دعوى إلا مع خصمه، ولا يقضي إلا بعد أن يفهم.
128 -
د ن:
عبد الله بن يسار الجهني الكوفي
.
شيخ معمّر، روى عن: عليّ، وحذيفة، وسليمان بن صرد، وغيرهم. وعنه: منصور، والأعمش، وجابر الجعفي، وسعيد بن أشوع، وفطر بن خليفة، وآخرون.
وثّقه النّسائيّ.
129 -
م 4:
عبد الله البهيّ مولى مصعب بن الزّبير
.
روى عن: عائشة، وفاطمة بنت قيس، وأبي سعيد الخدريّ، وابن عمر، وعروة بن الزّبير. وعنه: أبو إسحاق السّبيعي، وإسماعيل السّدّي، وإسماعيل بن أبي خالد، والعبّاس بن ذريح، والصّلت بن بهرام، وآخرون، وهو من تابعي أهل الكوفة وثقاتهم.
130 -
ن ق:
عبد الأعلى بن عديّ البهراني الحمصي القاضي
.
عن: ثوبان، وعتبة بن عبد، وعبد الله بن عمرو بن العاص، وأرسل عن النّبيّ صلى الله عليه وسلم. وعنه: أحوص بن حكيم، ولقمان بن عامر، وحريز بن عثمان، وصفوان بن عمرو، وأبو بكر بن أبي مريم الغسّانيّ.
وثّقه ابن حبّان.
وقال يزيد بن عبد ربّه: توفي سنة أربعٍ ومائة.
131 -
عبد الأعلى بن هلال
، أبو النّضر السّلميّ الحمصي.
روى عن: العرباض بن سارية، وواثلة بن الأسقع، وأبي أمامة. وعنه: الزّهري، وسعيد بن سويد، ويزيد بن الأيهم.
وروايته في مسند الإمام أحمد، وما علمت به بأساً.
132 -
4:
عبد الرحمن بن أبان بن عثمان بن عفّان الأمويّ المدني
، أحد سادات بني أميّة وكبرائهم.
سمع أباه، روى عنه: عمر بن سليمان العمري، وعبد الله، ومحمد ابنا أبي بكر بن حزم، وموسى بن محمد بن إبراهيم التّيمي، وآخرون.
قال موسى بن محمد التّيمي: ما رأيت أجمع للدين والمملكة والشرف منه.
وقال مصعب بن عثمان: كان عبد الرحمن بن أبان يشتري أهل البيت، ثم يكسوهم، ثم يعرضهم عليه ويعتقهم، ويقول: أنتم أحرار أستعين بكم على غمرات الموت، فمات وهو نائمٌ في مسجده.
قال الزّبير بن بكّار: كان عبد الرحمن من خيار المسملين، كان كثير الصّلاة، فرآه عليّ بن عبد الله بن عبّاس، فأعجبه هديه ونسكه وقال: أنا أقرب رحماً إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم منه، وأولى بهذه الحال، فما زال مجتهداً حتى مات.
133 -
ع:
عبد الرحمن بن أبي بكرة الثقفي
.
أول مولود ولد بالبصرة، روى عن: أبيه، وعن الأسود بن سريع، وعن عليٍّ إن صحّ. وعنه: أبو بشر جعفر بن أبي وحشيّة، وابن عون، والجريري، ويونس بن عبيد، وخالد الحذّاء، وإسحاق بن سويد، وآخرون.
وكان ثقةً كبير القدر.
قال ابن سعد: نحروا جزوراً يوم مولده وهم بالخريبة، فكفتهم، وكانوا قدر ثلاث مائة رجلٍ.
قلت: لم أر أحداً ضبط وفاته، وهي بعد المائة بقليل.
134 -
ع:
عبد الرحمن بن جابر عبد الله الأنصاري
.
روى عن: أبيه، وعن أبي بردة بن نيار. وعنه: سليمان بن يسار، وهو
أكبر منه، وعاصم بن عمر بن قتادة، ومسلم بن أبي مريم، وحرام بن عثمان، وآخرون.
وكان ثقةً، قاله العجليّ والنّسائيّ.
وقال ابن سعد: لا يحتجّ به.
135 -
ق:
عبد الرحمن بن حسّان بن ثابت الأنصاريّ المدنيّ
، الشّاعر ابن الشاعر، المؤيّد بروح القدس، وهو ابن خالة إبراهيم ابن النّبيّ صلى الله عليه وسلم.
روى عن: أمّه سيرين القبطيّة، وعن أبيه، وزيد بن ثابت. وعنه: ابنه سعيد، وعبد الرحمن بن بهمان، له حديثٌ عند ابن ماجه، ويقال: إنه أدرك النبي صلى الله عليه وسلم، وصحب عمر.
وفي مسند أحمد من حديث ابن بهمان، عن عبد الرحمن بن حسان، عن أبيه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لعن زوارات القبور، ولكن ابن بهمان لا يعرف.
روى معمر بن راشد، عن عبد الله بن محمد بن عقيل، أن معاوية لما قدم المدينة، لقيه أبو قتادة الأنصاري، فقال معاوية: تلقاني الناس كلهم غيركم يا معشر الأنصار! قال: لم يكن لنا دوابٌ، قال: فأين النواضح؟ قال: عقرناها في طلبك وطلب أبيك يوم بدر، ثم قال أبو قتادة: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لنا: إنكم سترون بعدي أثرةً، قال معاوية: فما أمركم؟ قال: أمرنا بأن نصبر، قال: فاصبروا، فبلغ ذلك عبد الرحمن بن حسان بن
ثابت، فقال:
ألا أبلغ معاوية بن حربٍ أمير المؤمنين ثنا كلامي فإنا صابرون ومنظروكم إلى يوم التغابن والخصام
أبو عبيد: حدثنا محمد بن كثير، عن الأوزاعي، أن يزيد قال لمعاوية: ألا ترى إلى عبد الرحمن بن حسان يشبب بابنتك ويقول:
هي زهراء مثل لؤلؤة الغوا ص ميزت من جوهرٍ مكنون
فقال: صدق، قال: فإنه يقول:
فإذا ما نسبتها لم تجدها في سناءٍ من المكارم دون
فقال: صدق، قال: فإنه يقول:
ثم خاصرتها إلى القبة الخضـ ـراء نمشي في مرمرٍ مسنون
فقال معاوية: كذب.
قوله خاصرتها: أخذت بيدها.
توفي سنة أربع ومائة.
136 -
م د ق:
عبد الرحمن بن سعد المدني
.
رأى عمر بن الخطاب، وروى عن: أبي هريرة، وأبي سعيد. وعنه: هشام بن عروة، وعمر بن حمزة بن عبد الله بن عمر، وابن أبي ذئب، وغيرهم.
وهو مولى الأسود بن سفيان، وثقه النسائي.
137 -
عبد الرحمن بن سعد الكوفي مولى عبد الله بن عمر
.
روى عن: مولاه، وعن أخيه عبد الله. وعنه: منصور، وأبو إسحاق، وحماد بن أبي سليمان، وأبو شيبة عبد الرحمن بن إسحاق.
ذكره ابن أبي حاتم.
138 -
د:
عبد الرحمن بن سعيد بن يربوع المخزومي أبو محمد
.
عاش ثمانين سنة، روى عن: أبيه حديثاً، وعن عثمان. وعنه: أبو حازم الأعرج، وخالد الحذاء، وحفيداه: عمرو، ومحمد ابنا عثمان بن عبد الرحمن.
وهو مقل.
139 -
م 4:
عبد الرحمن بن شماسة المهري المصري
.
عن: زيد بن ثابت، وعمرو بن العاص، وعبد الله بن عمرو، وعقبة بن عامر، وروى عن أبي ذر، فلعله مرسل. وعنه: يزيد بن أبي حبيب، وكعب بن علقمة، وحرملة بن عمران، وآخرون.
توفي في أول خلافة يزيد بن عبد الملك، وقد وثقه العجلي.
140 -
عبد الرحمن بن الضحاك بن قيس الفهري
.
أحد أشراف العرب، ولي إمرة المدينة، فأحسن إلى أهلها، روى الواقدي أنه خطب فاطمة بنت الحسين بن علي رضي الله عنها، فأبت، فألح عليها، فشكته إلى الخليفة يزيد بن عبد الملك، فغضب لها وعزله، وغرمه أربعين ألف دينارٍ، وطوف به في جبة صوفٍ، وأبوه المقتول يوم مرج راهط.
141 -
خ م د ن:
عبد الرحمن بن عبد الله بن كعب بن مالك الأنصاري السلمي المدني
.
روى عن: جده، وعمه عبيد الله بن كعب، وأبي هريرة، وجابر. وعنه: الزهري، ومحمد بن أبي أمامة بن سهل، وعبد الله بن عيسى بن عبد الرحمن بن أبي ليلى.
وكان أحد الفقهاء بالمدينة.
142 -
م 4:
عبد الرحمن بن عبد الله بن أبي عمار القرشي المكي
، الملقب بالقس؛ لعبادته ودينه.
وهو صاحب سلّامة وله معها أخبار، وكان قد هويها، روى عن: أبي هريرة، وجابر، وشداد بن الهاد، وعبد الله بن بابيه، وجماعة. وعنه: عكرمة بن خالد المخزومي، وعبد الله بن عبيد بن عمير، وابن جريج.
143 -
د ت ق:
عبد الرحمن بن عمرو بن عبسة السلمي الشامي
.
عن: العرباض بن سارية، وعتبة بن عبد. وعنه: ابنه جابر، وخالد بن معدان، ومحمد بن زياد الألهاني، وغيرهم.
وهو صدوق إن شاء الله.
144 -
ع:
عبد الرحمن بن أبي عمرة الأنصاري المدني القاص
.
في اسم أبيه أقوال، روى عن أبيه، وله صحبة، وعن: عثمان، وأبي هريرة، وعبادة بن الصامت، وزيد بن خالد الجهني، وروايته عن عثمان في صحيح مسلم، روى عنه: إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة، وشريك بن أبي نمر، ومحمد بن يحيى بن حبان، وهلال بن أبي ميمونة، ويزيد بن يزيد بن جابر، وعبد الرحمن بن أبي الموال.
وثقه محمد بن سعد.
145 -
د ن:
عبد الرحمن بن أبي عوف الجرشي قاضي حمص
.
روى عن: عمرو بن العاص، وأبي هند البجلي، والمقدام بن معدي كرب. وعنه: ثور بن يزيد، والزبيدي، وحريز بن عثمان، وصفوان بن
عمرو.
146 -
ع:
عبد الرحمن بن كعب بن مالك الأنصاري السلمي المدني
.
عن: أبيه، وأبي قتادة الأنصاري، وجابر بن عبد الله. وعنه: الزهري، وسعد بن إبراهيم، وهشام بن عروة، وأبو عامر صالح بن رستم الخزاز، وابناه: كعب، وعبد الله.
147 -
ع:
عبد الرحمن بن مطعم بن عبد الله
، أبو المنهال البناني البصري، وقيل: الكوفي، نزيل مكة.
حدث عن: ابن عباس، والبراء بن عازب. وعنه: حبيب بن أبي ثابت، وسليمان الأحول، وعمرو بن دينار، وعبد الله بن كثير.
148 -
ع:
عبد الرحمن بن أبي نعم البجلي أبو الحكم الكوفي
.
عن: المغيرة بن شعبة، وأبي هريرة، وأبي سعيد. وعنه: ابنه الحكم، وسعيد بن مسروق، وصالح بن صالح بن حي، وعمارة بن القعقاع، وفضيل بن غزوان، وفضيل بن مرزوق، ويزيد بن مردانبه.
وكان من الثقات العابدين، قال بكير بن عامر: كان لو قيل له: قد توجه إليك ملك الموت، ما كان عنده زيادةٌ، وكان يمكث نصف شهرٍ لا يأكل.
وروى محمد بن فضيل، عن أبيه، قال: كان عبد الرحمن بن أبي نعم يحرم من السنة إلى السنة، ويقول: لبيك، لو كان رياءً لاضمحل.
وقيل: إنه أنكر على الحجاج كثرة سفكه للدماء، فهمَّ به، فقال له: من في بطنها أكثر ممن على ظهرها. رواها أبو بكر بن عياش، عن مغيرة.
وروى حفص بن غياث، عن عبد الملك بن أبي سليمان قال: كنا نجمع مع عبد الرحمن بن أبي نعم، وهو يلبي بصوت حزين، ثم يأتي
خراسان وأطراف الأرض، ثم يوافي مكة وهو محرمٌ، وكان يفطر في الشهر مرتين.
أخبرنا إسحاق الصفار، قال: أخبرنا يوسف بن خليل، قال: أخبرنا اللبان، قال: أخبرنا أبو علي، قال: أخبرنا أبو نعيم، قال: حدثنا سليمان، قال: حدثنا علي بن عبد العزيز، قال: حدثنا أبو نعيم، قال: حدثنا يزيد بن مردانبه، والحكم بن عبد الرحمن بن أبي نعم، عن عبد الرحمن بن أبي نعم، عن أبي سعيد قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة.
149 -
م د ن ق:
عبد الرحمن بن هلال العبسي الكوفي
.
عن جرير بن عبد الله. وعنه: تميم بن سلمة، وبيان بن بشر، ومجالد بن سعيد، ومحمد بن أبي إسماعيل.
وثقه النسائي.
150 -
ن ق:
عبد الرحمن بن يزيد بن معاوية بن أبي سفيان الأموي الدمشقي
.
كان من خيار بني أمية وصلحائهم، سمع ثوبان. وعنه: أبو طوالة عبد الله بن عبد الرحمن، وأبو حازم سلمة بن دينار، ومحمد بن قيس، وعبد الرحمن بن يزيد بن جابر، وغيرهم.
روى رجاء بن أبي سلمة، عن الوليد بن هشام، قال: كان عمر بن عبد العزيز يرق لعبد الرحمن بن يزيد، لما هو عليه من النسك، فرفع ديناً عليه إلى عمر، وهو أربعة آلاف، فوعده أن يقضي عنه وقال: وكل أخاك الوليد، فوكله، وقال عمر للوليد: إني أكره أن أقضي عن رجلٍ واحدٍ أربعة آلاف دينار، وإن كنت أعلم أنه أنفقها في حق، قال: يا أمير المؤمنين،
يقال: من أخلاق المؤمن أن ينجز ما وعد، قال: ويحك، وضعتني هذا الموضع، فلم يقض عنه شيئاً.
قال المفضل الغلابي: كان يقال: جماعة كلهم عبد الرحمن، وكلهم عابد قرشي: عبد الرحمن بن زياد بن أبي سفيان، وعبد الرحمن بن خالد بن الوليد، وعبد الرحمن بن أبان بن عثمان، وعبد الرحمن بن يزيد بن معاوية.
وعن عبد الرحمن بن يزيد بن جابر قال: اجتهد عبد الرحمن بن يزيد في العبادة حتى صار كالشن.
فلت: لعل هذا الرجل أفضل عند الله من آبائه.
151 -
م 4:
عبد الرحمن بن يعقوب الجهني
، مولى الحرقة.
أكثر عن أبي هريرة، روى عنه: ابنه العلاء بن عبد الرحمن، وابن عجلان، وسالم أبو النضر، ومحمد بن عمرو بن علقمة.
قال أبو عبد الرحمن النسائي: ليس به بأس.
152 -
د ت ق:
عبد العزيز بن أبي بكرة الثقفي البصري
.
روى عن أبيه. وعنه: ابنه بكار بن عبد العزيز، وسوار أبو حمزة، وأبو كعب صاحب الحرير واسمه عبد ربه، وبحر بن كنيز السقاء.
153 -
4:
عبد العزيز بن جريج المكي مولى قريش
.
عن: عائشة، وابن عباس، وابن أبي مليكة، وسعيد بن جبير، وروى عن أم حميد أيضاً، عن عائشة. وعنه: ابنه عبد الملك شيخ مكة، وخصيف الجزري.
قال البخاري: لا يتابع في حديثه.
وذكره ابن حبان في الثقات.
وفي رواية أحمد في مسنده قال: حدثنا محمد بن سلمة، عن خصيف، عن عبد العزيز بن جريج: سألت عائشة عن الوتر، حسنه الترمذي.
154 -
د ت ن:
عبد العزيز بن عبد الله بن خالد بن أسيد بن أبي العيص بن أمية الأموي
المكي أمير مكة.
روى عن: أبيه محرش الكعبي. وعنه: حميد الطويل، ومزاحم مولى عمر بن عبد العزيز، وابن جريج.
وثقه النسائي.
وقد حج فأقام الموسم سنة ثمانٍ وتسعين.
وحكى الزبير بن بكار أن سليمان بن عبد الملك لما حج في خلافته قال: من سيد أهل مكة؟ قالوا له: عبد العزيز بن عبد الله، وعمرو بن عبد الله بن صفوان بن أمية يتنازعان الشرف، فقال: ما سوي عمرو بعبد العزيز في سلطاننا وهو ابن عمنا، ألا وهو أشرف منه، ثم خطب ابنة عمروٍ وتزوج بها، وكان عبد العزيز جواداً ممدحاً.
توفي برصافة هشام بن عبد الملك زائراً له، فرثاه أبو صخر الهذلي بأبياتٍ.
155 -
عبد العزيز بن الوليد بن عبد الملك بن مروان الأمير أبو الأصبغ الأموي
.
وهو ابن أخت عمر بن عبد العزيز، سعى أبوه الوليد في خلع سليمان من العهد وتولية عبد العزيز هذا فلم يتم له ما رامه، وقد ولي نيابة دمشق
لأبيه، وداره بناحية الكشك قبليّ دار البطّيخ العتيقة، وله ذرّية بالمرج بقرية الجامع.
وروي عن مالك بن أنس قال: أراد الوليد أن يبايع لابنه، فأراد عمر بن عبد العزيز على ذلك فقال: لسليمان بيعةٌ في أعناقنا، فأخذه الوليد وطيّن عليه، ثم فتح عنه بعد ثلاثٍ فأدركوه وقد مالت عنقه، وقال أبو زرعة الدمشقي: فكان ذلك الميل فيه حتى مات.
وحكى نحو هذا محمد بن سلاّم الجمحيّ لكنّه قال: خنق بمنديلٍ حتى صاحت أخته أمّ البنين، فشكر سليمان لعمر ذلك وعهد إليه بالخلافة.
وقد حجّ عبد العزيز بالناس سنة ثلاثٍ وتسعين، وغزا الروم في سنة أربعٍ وتسعين، وكان من ألبّاء بني أميّة وعقلائهم.
روى الوليد بن مسلم، عن عامر بن شبل، عن عبد العزيز بن الوليد، أنّ عمر بن عبد العزيز قال له: يا ابن أختي، بلغني أنك سرت إلى دمشق تدعو إلى نفسك، ولو فعلت ما نازعتك، قال عامر بن شبل: أنا ممّن سار مع عبد العزيز إلى دمشق، فجاءنا الخبر بأن عمر بن عبد العزيز قد بويع ونحن بدير الجلجل، فانصرفنا.
156 -
ع:
عبد الملك بن أبي بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام بن المغيرة المخزومي المدني
، أخو الحارث وعمر.
روى عن: أبيه، وخلاّد بن السّائب، وخارجة بن زيد، وقيل: إنّه روى عن أبي هريرة، روى عنه: الزّهري، وأبو حازم الأعرج، وابن جريج وآخرون، وكان جواداً سخيّاً سريّاً. قرنه البخاريّ بغيره.
157 -
عبد الملك بن رفاعة بن خالد الفهميّ المصريّ الأمير
.
ولي مصر للوليد وسليمان، فلما استخلف عمر بن عبد العزيز عزله بأيّوب بن شرحبيل، ثم إنه ولي مصر لهشام بن عبد الملك، في أول سنة تسعٍ، فمات بعد خمسة عشر يوماً، وولي مصر بعده أخوه الوليد بن
رفاعة.
158 -
عبد الملك بن المغيرة الطّائفيّ
.
روى عن: عباس، وأوس بن أبي أوس الثقفي، وعبد الرحمن بن البيلماني. وعنه: حجّاج بن أرطاة، وعمير بن عبد الرحمن الخثعميّ، وجماعة.
وثّقه أبو حاتم البستي.
ولم يخرّج له أحدٌ من أصحاب الكتب السّتّة.
159 -
ق:
عبد الملك بن المغيرة بن نوفل بن الحارث
بن عبد المطلب بن هاشم أبو محمد الهاشمي المدنيّ.
روى عن: علي، وأبي هريرة، وابن عمر، وما أحسبه أدرك عليّاً، روى عنه: ابنه يزيد بن عبد الملك النّوفليّ، وبكير بن عبد الله بن الأشجّ، والزّهري، ومحمد بن عمرو بن علقمة.
وثّقه يحيى بن معين.
160 -
ن:
عبد الملك بن نافع الشيباني الكوفي
، قيل: هو عبد الملك بن أبي القعقاع.
روى عن ابن عمر. وعنه: أبو إسحاق الشيباني، وإسماعيل بن أبي خالد، والعوّام بن حوشب.
له حديث واحد يستغرب.
161 -
ن:
عبد الملك بن يسار مولى ميمونة
، أخو عطاء، وسليمان، وعبد الله، مدنيون.
روى عنه أخوه سليمان.
162 -
خ 4:
عبد الواحد بن عبد الله بن بسر
، أبو بسر النصري الشامي.
روى عن: أبيه عبد الله بن بسر، وعبد الله بن بسر المازني، وواثلة بن الأسقع. وعنه: ابن عجلان، وحريز بن عثمان، والأوزاعي، وعمر بن رؤبة.
وثّقه يحيى بن معين.
قال أبو زرعة الدمشقي: هو جدنا، ولي إمرة حمص وإمرة المدينة، وكان محمود السيرة.
163 -
عبيد الله بن الأرقم بن أبي الأرقم القرشي المخزومي
ّ.
من أبناء المهاجرين، وفد على عمر بن عبد العزيز، وخرج إلى الغزو، فاستشهد، رحمه الله تعالى، لا أعلم له رواية.
164 -
ع:
عبيد الله بن عبد الله بن عمر بن الخطاب العدوي المدني
.
سمع أباه، والصميتة اللّيثيّة. وعنه: الزّهري، ويزيد بن أبي حبيب، وأبو بشر جعفر بن أبي وحشيّة، ومحمد بن إسحاق، وعبيد الله بن عمر، وآخرون.
يكنّى أبا بكر، وهو ثقة قليل الحديث.
توفي سنة خمسٍ ومائة.
165 -
سوى ت:
عبيد الله بن مقسم القرشي مولاهم المدني
.
عن أبي هريرة، وابن عمر، وعن أبي صالح السمان، والقاسم بن محمد. وعنه: أبو حازم، وسهيل بن أبي صالح، ويحيى بن أبي كثير، وابن عجلان، وآخرون.
وثّقه أبو داود.
166 -
سوى ت:
عبيد بن جريج التّيمي مولاهم المدني
.
عن أبي هريرة، وابن عمر، وغيرهما. وعنه: سعيد المقبري، وزيد بن أسلم، ويزيد بن عبد الله بن قسيط، وسليمان بن موسى.
وثّقه أبو زرعة.
167 -
عبيد بن حصين النّميري الشاعر
، هو المشهور بالرّاعي، قد ذكر ومن شعره:
إن الزمان الذي ترجو هوادته يأتي على الحجر القاسي فينفلق ما الدهر والناس إلا مثل وارده إذا مضى عنقٌ منها بدا عنق
168 -
ع:
عبيد بن حنين المدني أبو عبد الله
، مولى آل زيد بن الخطاب.
عن: أبي موسى الأشعري، وزيد بن ثابت، وأبي هريرة، وابن عباس، وجماعة. وعنه: سالم أبو النّضر، وأبو الزناد، وأبو طوالة، ويحيى بن سعيد الأنصاري، وآخرون.
وله أخوان: عبد الله، ومحمد.
توفي سنة خمسٍ ومائة.
169 -
م 4:
عبيدة بن سفيان بن الحارث الحضرميّ المدنيّ
.
روى عن: أبي هريرة، وأبي الجعد الضّمري، وزيد بن خالد. وعنه: بسر بن سعيد، وإسماعيل بن أبي حكيم، ومحمد بن عمرو بن علقمة.
وكان ثقة قليل الحديث.
170 -
عبيدة بن أبي المهاجر
.
سمع من: معاوية، وأرسل عن حذيفة، وكعب الأحبار. وعنه: ابنه يزيد بن عبيدة، وعبد الرحمن بن يزيد بن جابر.
171 -
م ق:
عثمان بن حيّان بن معبد المزني
، مولى أمّ الدرداء أو مولى عتبة بن أبي سفيان.
غزا الروم في سنة خمسٍ ومائة، وحدّث عن أم الدرداء. وعنه: هشام بن سعد، وعبد الرحمن بن يزيد بن جابر.
وهو الذي كان على المدينة في خلافة الوليد، وكان ظلوماً عسّافاً جائراًَ، كان يروي في خطبه الشّعر على منبر رسول الله صلى الله عليه وسلم.
قال ابن شوذب: قال عمر بن عبد العزيز: الوليد بالشام، والحجاج بالعراق، ومحمد بن يوسف باليمن، وعثمان بن حيان بالحجاز، وقرة بن شريك بمصر، امتلأت والله الأرض جوراً.
قال ابن وهب: حدّثنا مالك: أن ابن حيان المرّي إذ كان أميراً على المدينة وعظ محمد بن المنكدر وأصحابه نفراً في شيء، وكان فيهم مولى لابن حيّان، فرفع ذلك إلى ابن حيّان فضرب ابن المنكدر وأصحابه لإنكارهم وقال: تتكلّمون في مثل هذا!
172 -
م 4:
عجلان المدني
.
روى عن: مولاته فاطمة بنت عتبة بن ربيعة، وزيد بن ثابت، وأبي هريرة. وعنه: ابنه محمد بن عجلان، وبكير بن الأشج.
قال النّسائيّ: لا بأس به.
173 -
عدي بن أرطاة الفزاريّ الدمشقيّ أخو زيد
.
ولي البصرة لعمر بن عبد العزيز، وحدث عن: عمرو بن عبسة، وأبي أمامة الباهلي. وعنه: أبو سلاّم الأسود، وبكر بن عبد الله المزني، وبريد بن أبي مريم، وعروة بن قبيصة.
قال عبّاد بن منصور: سمعت عديّ بن أرطاة يخطب على منبر المدائن، فوعظ حتى بكى وأبكانا ثم قال: كونوا كرجلٍ قال لابنه: يا بنيّ لا تصلّ صلاةً إلا ظننت أنك لا تصلي بعدها غيرها.
وقال عبد الرزاق: أخبرنا معمر أنّ عمر بن عبد العزيز كتب إلى عدي بن أرطاة: أمّا بعد، فإنّك غررتني بعمامتك السّوداء، ومجالستك القراء، وإرسالك العمامة من ورائك، وأظهرت لي الخير، وقد أظهرنا الله على كثير مما تكتمون. زاد غيره: قاتلكم الله، أما تمشون بين القبور.
قال خليفة: وفي سنة تسع وتسعين قدم عدي والياً من قبل عمر على البصرة، فأتى يزيد بن المهلب يسلم عليه، فقيده عدي وبعث به إلى عمر بن عبد العزيز، فحبسه.
قلت: فلما توفي عمر انفلت يزيد من الحبس، وقصد البصرة ودعا إلى نفسه، وتسمى بالقحطاني، ونصب رايات سوداء، وقال: أدعو إلى سيرة عمر بن الخطاب، فقام الحسن البصري في الناس خطيباً، فذم يزيد وخروجه، فأرسل يزيد بن عبد الملك أخاه مسلمة في جيشٍ، فحارب ابن المهلب، فظفر به فقتله، فوثب ابنه معاوية بن يزيد، فقتل عدي بن أرطاة وجماعةً صبراً.
وقال الدارقطني: عديّ يحتجّ بحديثه.
قلت: قتل سنة اثنتين ومائة.
174 -
عديّ بن زيد العامليّ الشاعر
المعروف بابن الرقاع.
مدح الوليد بن عبد الملك وغيره، وهاجى جريراً، وكان أبرص، وفيه يقول الراعي:
لو كنت من أحدٍ يهجى هجوتكم يا ابن الرقاع ولكن لست من أحد تأبى قضاعة أن تعرف لكم نسباً وابنا نزارٍ فأنتم بيضة البلد
قال محمد بن سلاّم: حدثنا أبو الغرّاف قال: دخل جرير على الوليد وعنده ابن الرقاع، فقال لجرير: أتعرف هذا: قال: لا يا أمير المؤمنين، قال: هذا رجل من عاملة، قال: الذي يقول الله تعالى: {عَامِلَةٌ نَاصِبَةٌ * تَصْلَى نَارًا حَامِيَةً} ثم أنشأ يقول:
يقصر باع العاملي عن العلى ولكن أير العاملي طويل
فقال ابن الرقاع:
أأمّك يا ذا خبرتك بطوله أم أنت امرؤٌ لم تدر كيف تقول؟
فقال: لا، بل لم أدر كيف أقول، فوثب ابن الرقاع إلى الوليد فقبّل رجله، وقال أجرني منه، فقال الوليد: لئن سميته لأسرجنّك ولألجمنك وليركبنك فتعيّرك الشعراء بذلك.
175 -
عدي بن زيد بن الحمار العباديّ التميمي الشاعر
.
جاهليّ نصرانيّ من فحول الشعراء، ذكرته هنا تمييزاً له من ابن الرّقاع العامليّ، وأظنّه مات قبل الإسلام أو في زمن الخلفاء الراشدين، ذكره محمد بن سلاّم في الطبقة الرابعة من شعراء الجاهلية، وقال: هم أربعة
فحول: طرفة بن العبد، وعبيد بن الأبرص، وعلقمة بن عبدة، وعديّ بن زيد بن الحمار.
وأما أبو الفرج صاحب الأغاني، فقال: ابن الخمار بخاء معجمة مضمومة.
روى إسحاق بن زياد، عن شبيب بن شيبة، عن خالد بن صفوان قال: أوفدني يوسف بن عمر في وفد العراق إلى هشام بن عبد الملك فقال: هات يا ابن صفوان، قلت: إنّ ملكاً من الملوك خرج متنزّهاً في عامٍ مثل عامنا هذا إلى الخورنق، وكان ذا علم مع الكثرة والغلبة، فنظر وقال لجلسائه لمن هذا؟ قالوا: للملك، قال: فهل رأيتم أحداً أعطي مثل ما أعطيت؟ قال: وكان عنده رجل من بقايا حملة الحجّة، فقال: إنّك قد سألت عن أمرٍ أفتأذن لي بالجواب؟ قال: نعم، قال: أرأيت ما أنت فيه، أشيءٌ لم تزل فيه، أم شيءٌ صار إليك ميراثاً، وهو زائلٌ عنك إلى غيرك، كما صار إليك؟ قال: كذا هو، قال: فتعجب بشيءٍ يسير لا تكون فيه إلاّ قليلاً وتنقل عنه طويلاً، فيكون عليك حساباً! قال: ويحك فأين المهرب، وأين المطلب؟ وأخذته قشعريرة، قال: إمّا أن تقيم في ملكلك فتعمل فيه بطاعة الله على ما ساءك وسرّك، وإمّا أن تنخلع من ملكلك وتضع تاجك وتلقي عليك أطمارك وتعبد ربّك، قال: إنّي مفكّرٌ الليلة وأوافيك السّحر، فلمّا كان السّحر قرع عليه بابه، فقال: إنّي اخترت هذا الجبل وفلوات الأرض، وقد لبست عليّ أمساحي فإن كنت لي رفيقاً لا تخالف، فلزما والله الجبل حتى ماتا.
وفيه يقول عديّ بن زيد العباديّ:
أيها الشامت المعيّر بالدّهـ ـر أأنت المبرّأ الموفور أم لديك العهد الوثيق من الأيـ ـام بل أنت جاهلٌ مغرور من رأيت المنون خلّدن أم من ذا عليه من أن يضام خفير أين كسرى كسرى الملوك أبو سا سان أم أين قبله سابور وبنو الأصفر الكرام ملوك الـ ـرّوم لم يبق منهم مذكور وأخو الحضر إذ بناه وإذ دجـ ـلة تجبى إليه والخابور شاده مرمراً وجلّله كلـ ساً فللطّير في ذراه وكور لم يهبه ريب المنون فباد الـ ـملك عنه فبابه مهجور وتذكّر ربّ الخورنق إذ أشـ ـرف يوماً وللهدى تذكير سرّه ماله وكثرة ما يمـ ـلك والبحر معرضٌ والسدير فارعوى قلبه وقال: وما غبـ ـطة حيٍّ إلى الممات يصير
زاد بعضهم في هذه القصيدة:
ثم بعد الفلاح والمك والإمّـ ـة وارتهم هناك القبور ثم صاروا كأنّهم ورقٌ جـ ـفّ فألوت به الصّبا والدّبور
وزدت أنا:
فافعل الخير ما استطعت ولا تبـ ـغ فكلٌّ ببغيه مأسور واتّق الله حيث كنت وأتبع سيّئ الفعل صالحاً فهو نور
قال: فبكى هشام حتى أخضل لحيته، وأمر بنزع أبنيته، وطيّ فرشه، ولزم قصره، فأقبلت الموالي والحشم على خالد بن صفوان بن الأهتم وقالوا: ماذا أردت إلى أمير المؤمنين، أفسدت عليه لذّته؟! فقال: إليكم عنّي فإنّي عاهدت الله أن لا أخلو بملك إلاّ ذكّرته الله تعالى، قال: فبعث هشام إلى كلّ واحدٍ من الوفد بجائزة، وكانوا عشرة أنفسٍ، وبعث إلى خالد
بمثل جميع ما وجّه إليهم، رواه غير واحدٍ عن بهلول بن حسّان الأنباري، عن إسحاق بن زياد بنحوه.
ومن شعر عدّي بن زيد هذه الكلمة السّائرة، رواها أبو بكر الهذلي وخلف الأحمر:
أين أهل الديار من قوم نوح ثم عادٍ من بعدهم وثمود أين آباؤنا وأين بنوهم أين آباؤهم وأين الجدود سلكوا منهج المنايا فبادوا وأرانا قد حان منّا ورود بينما هم على الأسرّة والأنـ ـماط أفضت إلى التراب الخدود ثم لم ينقض الحديث ولكن بعد ذاك الوعيد والموعود وأطبّاء بعدهم لحقوهم ضلّ عنهم سعوطهم واللّدود وصحيحٌ أضحى يعود مريضاً هو أدنى للموت ممّن يعود
176 -
ن:
العريان بن الهيثم بن الأسود النّخعي الكوفي
.
رأى عبد الله بن عمرو بن العاص بدمشق، وكان قد وفد مع والده الهيثم على يزيد، وحدّث عن أبيه، وقبيصة بن جابر. وعنه: عبد الملك بن عمير، وعليّ بن زيد بن جدعان، وولي شرطة الكوفة في أيام خالد القسري، وكان شريفاً مطاعاً في قومه.
خرّج له النّسائيّ.
177 -
ع:
عراك بن مالك الغفاريّ المدني الفقيه الصالح
.
من جلّة التّابعين، روى عن: أبي هريرة، وعائشة، وابن عمر، وزينب بنت أبي سلمة. وعنه: ابنه خثيم بن عراك، وبكير بن الأشجّ، ويزيد بن أبي حبيب، ويحيى بن سعيد الأنصاري، وجعفر بن ربيعة، وآخرون.
وثّقه أبو حاتم وغيره، وكان يصوم الدّهر.
قال عمر بن عبد العزيز: ما أعلم أحداً أكثر صلاةً من عراك بن مالك.
وكان عراك يحرّض عمر على انتزاع ما بأيدي بني أميّة من المظالم، فوجدوا عليه، فلما استخلف يزيد بن عبد الملك نفاه إلى دهلك، فلم يطل مقامه بها، وانتقل إلى الله تعالى في أيام يزيد بن عبد الملك.
178 -
عروة بن أبي قيس مولى عمرر بن العاص
.
فقيه فاضل، روى عن: عبد الله بن عمرو، وعقبة بن عامر. وعنه: بكير بن الأشج، وعبيد الله بن أبي جعفر، وسعيد بن راشد، وعبد العزيز بن صالح، وآخرون.
قال أبو سعيد بن يونس: توفي قريباً من سنة عشرٍ ومائة.
179 -
م ن:
عروة بن عياض القرشي القاري
أمير مكة لعمر بن عبد العزيز.
روى عن: عبد الله بن عمرو، وأبي سعيد، وجابر بن عبد الله. وعنه: عمرو بن دينار، وسعيد بن حسّان، وابن جريج.
وهو ثقة عزيز الحديث.
180 -
عروة بن محمد بن عطيّة السّعدي الأمير
.
روى عن أبيه، عن جده. وعنه: رجاء بن أبي سلمة، وحنظلة بن أبي سفيان، وأبو وائل القاصّ، وعبد الرحمن بن يزيد.
وولي إمرة اليمن لعمر بن عبد العزيز وقبله، وكان ذا زهدٍ وصلاح، ولما استخلف يزيد عزله، فخرج عن اليمن بسيفه ورمحه ومصحفه فقط راكباً راحلته.
وروى حنظلة بن أبي سفيان عنه قال: لما استعملت على اليمن، قال لي أبي: إذا غضبت فانظر إلى السّماء فوقك والأرض تحتك، ثم أعظم خالقهما.
181 -
م د ت ن:
عزرة بن عبد الرحمن بن زرارة الخزاعيّ الكوفيّ الأعور
.
عن: عائشة مرسلاً، وسعيد بن جبير، وسعيد بن عبد الرحمن بن أبزى، والحسن العرني. وعنه: قتادة، وسليمان التّيمي، وداود بن أبي هند، وعاصم الأحول، وآخرون.
وثّقه علي ابن المديني، ويحيى.
182 -
ع:
عطاء بن يزيد اللّيثي أبو محمد الجندعي المدني
.
نزل الشام، وحدّث عن: تميم الداريّ، وأبي هريرة، وأبي أيّوب الأنصاريّ، وأبي ثعلبة الخشني، وأبي سعيد الخدريّ. وعنه: أبو صالح السّمّان، وابنه سهيل بن أبي صالح، والزّهري، وأبو عبيد الحاجب، وآخرون.
وعمّر اثنتين وثمانين سنة، وكان من علماء التابعين وثقاتهم.
توفي سنة سبعٍ ومائة، وقيل سنة خمسٍ ومائة.
183 -
ع:
عطاء بن يسار أبو محمد المدني الفقيه
، مولى ميمونة أم المؤمنين.
وهو أخو سليمان، وعبد الله، وعبد الملك، وكان قاصّاً واعظاً ثقةً جليل القدر، أرسل عن أبي بن كعب وغيره، وحدّث عن أبي أيوب، وزيد بن ثابت، وأسامة بن زيد، ومعاوية بن الحكم، وعائشة، وأبي هريرة، وطائفة. وعنه: زيد بن أسلم، وصفوان بن سليم، وعمرو بن دينار، وهلال بن أبي ميمونة علي، وشريك بن أبي نمر.
قال ابن وهب: حدّثني عبد الرحمن بن زيد بن أسلم قال: كان أبو حازم يقول: ما رأيت رجلاً كان ألزم لمسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم من عطاء بن يسار.
قال عبد الرحمن بن زيد: قال أبي: كان عطاء يحدّثنا حتى يبكينا أنا
وأبو حازم، ثم يحدّثنا حتى يضحكنا، ويقول: مرّة هكذا، ومرّة هكذا.
ذكره ابن عساكر، وكان ثقة، توفّي سنة ثلاثٍ ومائة، وقيل: قبل المائة.
روى ابن زيد بن أسلم، عن أبيه قال: ما رأيت أحداً كان أزين لمسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم من عطاء بن يسار.
وقال أبو داود: قد سمع من ابن مسعود.
184 -
م 4:
عطية بن قيس أبو يحيى الكلابي مولاهم الحمصي الدمشقي المقرئ
، ويعرف بالمذبوح.
قرأ القرآن على أمّ الدرداء، وأرسل عن: أبي بن كعب، وأبي الدرداء. وحدّث عن: معاوية، وعبد الله بن عمرو، وجماعة من الصحابة. وعنه: ابنه سعد، وسعيد بن عبد العزيز، والحسن بن عمران العسقلاني، وعلي بن أبي حملة، وقرأوا عليه: وأبو بكر بن أبي مريم، وآخرون.
وسأعيده لاختلافهم في موته، روى سعيد بن عبد العزيز عنه قال: غزوت فارساً زمن معاوية، فبلغ نفلي مائتي دينار، فتحنا ساسمة.
وقال الوليد بن مسلم: ذكرت لسعيد بن عبد العزيز قدم عطيّة بن قيس، فقال: لقد سمعته يقول: إنّه كان فيمن غزا القسطنطينية زمن معاوية.
وقال دحيم: كان هو وإسماعيل بن عبيد الله قارئ الجند.
وقال عبد الواحد بن قيس: كان الناس يصلحون مصاحفهم على قراءة عطيّة بن قيس وهم جلوسٌ على درج الكنيسة من المسجد.
قال سعيد بن عبد العزيز: ما كان أحد يطمع أن يفتح في مجلسه ذكر الدنيا.
قال الحسن بن محمد بن بكّار: سمعت أبا مسهر يقول: كان مولد عطيّة في حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم سنة سبعٍ، ومات سنة عشرين ومائة.
وأما البخاري فقال: قال يزيد بن عبد ربه: أخبرنا عبد الأعلى بن مسهر، قال: حدّثني سعد بن عطية أن أباه مات سنة إحدى وعشرين ومائة، وهو ابن مائة وأربع سنين، وكذا رواه جماعة عن ابن مسهر.
185 -
عطية مولى سلم بن زياد الدمشقي
.
عن: حذيفة بن اليمان، وعبد الله بن معانق الأشعريّ. وعنه: عبد الرحمن بن أبي ميسرة، وبرد بن سنان، وثور بن يزيد.
قال أحمد بن عبد الله العجلي: ثقة.
186 -
خ م ن ق:
عكرمة بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام بن المغيرة
، أبو عبد الله المخزومي، أخو أبي بكر.
سمع أباه، وأمّ سلمة، وعبد الله بن عمرو. وعنه: ابناه عبد الله، ومحمد، والزّهري، ويحيى بن محمد بن صيفي.
قال ابن سعد: ثقة.
وقال ابن حبان: توفي سنة ثلاثٍ ومائة.
187 -
ع:
عكرمة البربري
، ثم المدني، أبو عبد الله مولى ابن عباس.
أحد العلماء الربّانيّين، روى عن: ابن عبّاس، وعائشة، وعليّ بن أبي طالب، وذلك في سنن النّسائيّ، وعن أبي هريرة، وعقبة بن عامر، وعبد الله بن عمرو، وأبي سعيد، وابن عمر. وعنه: أيّوب السّختياني، وثور بن يزيد، وثور بن زيد الدّيلي، وأبو بشر، وخالد الحذّاء، وداود بن أبي هند، وعاصم الأحول، وعباد بن منصور، وعقيل بن خالد، وعبد الرحمن بن الغسيل، ويحيى بن أبي كثير، وخلق كثير.
وأفتى في حياة مولاه، وقال: طلبت العلم أربعين سنة، ملكه ابن عباس، إذ ولي البصرة لعلي بن أبي طالب، فلا يبعد سماعه من علي.
قال يزيد بن زريع: كان عكرمة بربرياً للحصين بن أبي الحرّ العنبريّ، فوهبه لابن عباس حين ولي البصرة.
ابن عيينة، عن عمرو سمع أبا الشعثاء يقول: هذا عكرمة مولى ابن عباس، هذا أعلم الناس.
ابن جريج: أخبرني عتبة بن محمد بن الحارث، أن عكرمة مولى ابن عباس أخبره قال: وفد ابن عباس على معاوية، فكانا يسمران إلى شطر الليل أو أكثر، فرأيت معاوية أوتر بركعة.
قال عبد الحميد ب بهرام: رأيت عكرمة أبيض اللحية، عليه عمامة بيضاء، طرفها بين كتفيه، قد أدارها تحت حنكه، وقميصه إلى الكعبين، ورداؤه أبيض، قدم على بلال بن مرداس الفزاريّ والي المدائن فأجازه بثلاثة آلاف.
حمّاد بن زيد، عن الزبير بن الخرّيت، عن عكرمة قال: كان ابن عباس يضع في رجلي الكبل على تعليم القرآن والفقه والسنن.
حماد بن سلمة، عن داود، عن عكرمة: قرأ ابن عبّاس: {لِمَ تَعِظُونَ قَوْمًا اللَّهُ مُهْلِكُهُمْ أَوْ مُعَذِّبُهُمْ} فقال: لم أدر، أنجوا أم هلكوا، فما زلت أبيّن له أبصّره حتى عرف أنهم قد نجوا، فكساني حلة.
أبو حمزة السّكّري، عن يزيد النّحوي، عن عكرمة، قال ابن عباس:
انطلق فأفت، فمن جاءك يسألك عما يعنيه فأفته.
ابن سعد: حدثنا محمد بن عمر، عن أبي بكر بن أبي سبرة قال: باع علي بن عبد الله بن عباس عكرمة من خالد بن يزيد بن معاوية بأربعة آلاف دينار، فقال عكرمة: ما خير لك، بعت علم أبيك! فاستقال خالداً، فأقاله وأعتق عكرمة.
روى أحمد بن أبي خيثمة، عن مصعب الزّبيري مثله.
وعن شهر بن حوشب قال: عكرمة حبر الأمة.
وقال مغيرة: قيل لسعيد بن جبير: تعلم أحداً أعلم منك؟ قال: نعم، عكرمة.
وقال الشعبي: ما بقي أحد أعلم بكتاب الله من عكرمة.
وقال قتادة: أعلم الناس بالتفسير عكرمة.
وقال عمرو بن دينار: كنت إذا سمعت عكرمة يحدّث عنهم كأنه مشرفٌ عليهم ينظر إليهم.
قال أيوب السختياني: قال عكرمة: إني لأخرج إلى السوق فأسمع الرجل يتكلم بالكلمة، فينفتح لي خمسون باباً من العلم. وقال لنا عكرمة مرة: أيحسن حسنكم مثل هذا؟
قلت: وكان عكرمة كثير التّطواف، كثير العلم ويأخذ جوائز الأمراء.
قال شبابة: أخبرني موسى بن يسار قال: رأيت عكرمة قادماً من سمرقند وهو على حمار تحته جوالقان حرير، أجازه بذلك عامل سمرقند، فقيل له: ما جاء بك إلى هنا؟ قال: الحاجة.
وقال عبد الرزاق: حدّثني أبي قال: قدم عكرمة الجند، فحمله طاوس على نجيبٍ له، فقال: إني ابتعت علمه بهذا الحمل.
قال معمر: سمعت أيوب يقول: إني لفي سوق البصرة إذا رجل على حمار، فقيل لي: هذا عكرمة، واجتمع الناس، فما قدرت على شيء أسأله، فجعلوا يسألونه وأنا أحفظ، قيل لأيّوب: كانوا يتّهمونه؟ قال: أما أنّا
فلم أكن أتهمه.
ابن لهيعة: قال أبو الأسود: هيّجت عكرمة على السّير إلى إفريقية، فلما قدمها اتّهموه، قال: وكان قليل العقل خفيفاً، كان قد سمع الحديث من ذا ومن ذا، فيحدّث به مرّة عن هذا ومرة عن هذا، فيقولون: ما أكذبه، قال ابن لهيعة، وكان يحدّث برأي نجدة الحروريّ، أتاه فأقام عنده ستة أشهر، ثم أتى ابن عباس فسلّم عليه، فقال ابن عباس: قد جاء الخبيث.
القاسم بن الفضل الحدّاني: حدثنا زياد بن مخراق قال: كتب الحجّاج إلى عثمان بن حيّان المرّي: سل عكرمة عن يوم القيامة أمن الدنيا هو أو من الآخرة؟ فسأله، فقال: صدر ذلك اليوم من الدنيا، وآخره من الآخرة.
حماد بن زيد، عن أيوب: سمعت رجلاً قال لعكرمة: فلانٌ سبّني في النّوم، قال: اضرب ظلّه ثمانين.
أيّوب: بلغني عن سعيد بن جبير قال: لو كفّ عكرمة عن بعض حديثه لشدّت إليه المطايا.
وقال طاوس: لو ترك من حديثه واتّقى الله لشدّت إليه الرحال.
ومن كلامهم في عكرمة: وثّقه يحيى بن معين وغيره، وكان أحمد بن حنبل والبخاري والجمهور يحتجّون به.
قال أبو حاتم الرازي: يحتجّ به إذا كان عن ثقة، أصحاب ابن عباس عيالٌ في التفسير على عكرمة.
وقال ابن عدي: إذا روى عنه ثقة فهو مستقيم الحديث، ولا بأس به.
روح بن عبادة: حدثنا عثمان بن مرة قال: قلت للقاسم بن محمد: كيف ترى في هذه الأوعية، فإن عكرمة يحدث عن ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم حرّم المّقير والدّبّاء والحنتم؟ فقال: عكرمة كذّاب.
ضمرة بن ربيعة، عن أيّوب بن يزيد قال: قال ابن عمر لنافع: لا تكذب عليّ كما كذب عكرمة على ابن عباس.
هذا ضعيف السّند، وقد رواه أبو خلف عبد الله بن عيسى، عن يحيى البكّاء، وهو ضعيف، أنه سمع ابن عمر يقوله.
أبو نعيم: حدثنا أيمن بن نابل، قال: حدّثني رجل عن ابن المسيّب أنه قال لغلامه برد: لا تكذب علي كما كذب عبد ابن عباس، رواه إبراهيم بن سعد عن أبيه، عن ابن المسيّب أنه قال لبرد: لا تكذب علي كما كذب عكرمة على ابن عباس.
حماد بن زيد، عن أيوب، عمن مشى بين سعيد بن المسيّب وعكرمة في رجلٍ نذر نذراً في معصية الله، فقال سعيد: يوفي به، وقال عكرمة: لا يوفي به، فأخبر الرجل سعيداً بقول عكرمة، فقال سعيد: لا ينتهي عكرمة حتى يلقى في عنقه حبل ويطاف به، فجاء الرجل إلى عكرمة فأبلغه، فقال: أنت رجل سوء كما أبلغتني عنه، فأبلغه عنّي، قل له: هذا النذر لله أم للشيطان، والله لئن قال: لله، ليكذبنّ، وإن قال: للشّيطان، ليكفّرنّ، ولئن زعم أنه لغير الله فما فيه وفاء.
هشام بن عمّار: حدثنا سعيد بن يحيى، قال: حدثنا فطر بن خليفة: قلت لعطاء: إن عكرمة يقول: قال ابن عباس: سبق الكتاب المسح، فقال: كذب عكرمة، سمعت ابن عباس يقول: لا بأس بالمسح، ثم قال عطاء: وإن كان بعضهم ليرى أنّ المسح على القدمين يجزئ، رواه محمد بن فضيل، عن فطر مثله.
جرير بن عبد الحميد، عن يزيد بن أبي زياد قال: دخلت على علي بن عبد الله بن عباس، وعكرمة مقيد، قلت: ما هذا؟ قال: إنه يكذب على أبي.
مسلم بن إبراهيم: حدثنا الصّلت أبو شعيب: سألت محمد بن سيرين، عن عكرمة قال: ما يسوؤني أن يدخل الجنة، ولكنه كذّاب.
قال أبو أحمد بن عدي: حدثنا ابن أبي عصمة، قال: حدثنا أبو طالب أحمد بن حميد: سمعت أحمد بن حنبل يقول: كان عكرمة من أعلم الناس، ولكنه يرى رأي الصّفريّة، ولم يدع موضعاً إلا خرج إليه: خراسان،
والشام، واليمن، ومصر، وإفريقية، كان يأتي الأمراء فيطلب جوائزهم، ويقال: إنما أخذ أهل إفريقية رأي الصّفريّة من عكرمة، قال وهيب: شهدت يحيى بن سعيد الأنصاري وأيّوب السّختياني فذكرا عكرمة، فقال يحيى: كان كذّاباً، وقال أيّوب: لا.
إبراهيم بن المنذر: حدثني مطرف: سمعت مالكاً يكره أن يذكر عكرمة، ولا يرى أن يروى عنه.
قال أحمد بن حنبل: ما علمت أن مالكاً حدث فسمى عكرمة إلا في حديثٍ.
وقال الشافعي: قال مالك: لا أرى لأحدٍ أن يقبل حديث عكرمة.
يحيى القطان: حدّثوني والله عن أيّوب أنّه ذكر له عكرمة، وأنّه لا يحسن الصلاة، فقال أيّوب: وكان يصلّي؟!
الفضل بن موسى السّيناني، عن رشدين قال: رأيت عكرمة قد أقيم في لعب النّرد.
قال يزيد بن هارون: قدم عكرمة، فأتاه أيوب، وسليمان التّيمي، ويونس، فبينا هو يحدّثهم، إذ سمع صوت غناءٍ، فقال: اسكتوا، ثم قال: قاتله الله لقد أجاد، فأمّا سليمان ويونس فما عادا إليه.
عمرو بن خالد الحرّاني: حدثنا خلاّد بن سليمان الحضرميّ، عن خالد بن أبي عمران قال: كنّا بالمغرب وعندنا عكرمة في وقت الموسم، فقال عكرمة: وددت أن بيدي حربةٌ أعترض بها من شهد الموسم، قال: فرفضه أهل إفريقية.
علي ابن المديني، عن يعقوب الحضرميّ، عن جدّه قال: وقف عكرمة على باب المسجد، فقال: ما فيه إلاّ كافر، قال: وكان يرى رأي الإباضية، قال ابن المديني: كان يرى رأي نجدة.
وقال مصعب الزّبيريّ: كان يرى رأي الخوارج، وادّعى على ابن عباس أنه كان يرى رأي الخوارج، نقله أحمد بن أبي خيثمة، عن مصعب.
وقال خالد بن نزار الأيلي: حدثنا عمر بن قيس، عن عطاء بن أبي رباح أن عكرمة كان إباضيّاً.
إسماعيل بن أبي أويس، عن مالك، عن أبيه قال: أتي بجنازة عكرمة وكثيّر عزّة بعد العصر، فما علمت أحداً من أهل المسجد حلّ حبوته إليهما.
قال الدراورديّ: ماتا في يومٍ واحد فما شهدهما إلاّ سودان المدينة.
قال جماعة: توفيا سنة خمسٍ ومائة، وقال الهيثم بن عدي وغيره: سنة ستٍّ ومائة، وقال أبو نعيم، وأبو بكر بن أبي شيبة وجماعة: سنة سبعٍ.
وقال يحيى بن معين والمدائني: سنة خمس عشرة ومائة، وأظن هذا القول غلطاً، لم يبق إلى هذا التاريخ قطّ.
188 -
م ت ن ق:
علباء بن أحمر اليشكريّ البصري
.
روى عن: أبي زيد عمرو بن أخطب رضي الله عنه، وعن عكرمة. وعنه: عزرة بن ثابت، وداود بن أبي الفرات، وحسين بن واقد المروزي، وحسين بن قيس الرّحبيّ.
وثّقه يحيى بن معين.
189 -
ق:
عمار بن سعد القرظ بن عائذ المؤذّن
.
عن: أبيه، وأبي هريرة. وعنه: ابنه سعد، وابن أخيه حفص بن عمر، وأبو المقدام هشام بن زياد.
190 -
عمار بن سعد التّجيبيّ
.
أحد من شهد فتح مصر، وعمّر دهراً، وحدّث عن: أبي الدرداء، وعمرو بن العاص. وعنه: الضحاك بن شرحبيل، وعطاء بن دينار، توفي سنة خمس ومائة.
191 -
4:
عمارة بن أكيمة اللّيثي ثم الجندعي
، حجازيّ.
روى عن أبي هريرة، لم يرو عنه غير الزّهري، حديثه في السنن.
192 -
4:
عمارة بن خزيمة بن ثابت الأنصاري
.
روى عن: أبيه ذي الشهادتين، وعمه، وعثمان بن حنيف، وعمرو بن العاص. وعنه: الزّهري، ويزيد بن الهاد، وعمرو بن خزيمة المزني، وأبو جعفر الخطمي عمير بن يزيد.
وثّقه النّسائيّ.
توفي سنة خمسٍ ومائة.
193 -
عمر بن عبد الله بن أبي ربيعة عمر بن المغيرة بن عبد الله المخزومي
.
أحد فحول الشعراء بالحجاز، وفد على عبد الملك بن مروان، وامتدحه، فوصله بمالٍ عظيمٍ لشرفه وبلاغة نظمه، ووفد على عمر بن عبد العزيز، وحدّث عن سعيد بن المسيّب، وقيل: إنّه ولد في زمن عمر رضي الله عنه، روى عنه: مصعب بن شيبة، وعطاف بن خالد، وأخشى أن تكون رواية عطاف عنه منقطعة، فما أراه بقي إلى حدود العشرين ومائة، فإنه من طبقة جرير والفرزدق، وعبد الله بن قيس الرّقيّات.
حكى الهيثم بن عديّ أنّ عبد الملك بن مروان بعث إلى عمر بن أبي ربيعة المخزومي، وإلى جميل بن معمر العذري، وإلى كثيّر عزّة، وأوقر ناقةً ذهباً وفضّة، ثم قال: لينشدني كل واحدٍ منكم ثلاثة أبياتٍ، فأيكم كان أغزل شعراً، فله النّاقة وما عليها، فقال عمر بن أبي ربيعة:
فيا ليت أني حيث تدنو منيّتي شممت الذي ما بين عينيك والفم وليت طهوري كان ريقك كله وليت حنوطي من مشاشك والدم وليت سليمى في المنام ضجيعتي لدى الجنّة الخضراء أو في جهنّم
وقال جميل:
حلفت يميناً يا بثينة صادقاً فإن كنت فيها كاذباً فعميت حلفت لها بالبدن تدمى نحورها لقد شقيت نفسي بكم وعييت ولو أن راقي الموت يرقي جنازتي بمنطقها في النّاطقين حييت
فقال كثيّر:
بأبي وأمي أنت من معشوقة ظفر العدو بها فغيّر حالها ومشى إليّ ببين عزّة نسوةٌ جعل المليك خدودهنّ نعالها لو أنّ عزّة خاصمت شمس الضّحى في الحسن عند موفّقٍ لقضى لها
فقال عبد الملك: خذ النّاقة يا صاحب جهنّم.
وكان يقال: من أراد رقّة الغزل والنّسيب فعليه بشعر عمر بن أبي ربيعة.
ومن شعره رواه الأنباريّ:
لبثوا ثلاث منى بمنزل قلعةٍ وهم على عرضٍ لعمرك ما هم متجاورين بغير دار إقامةٍ لو قد أجدّ رحيلهم لم يندموا ولهنّ بالبيت العتيق لبانةٌ والبيت يعرفهنّ لو يتكلّم لو كان حيّاً قبلهنّ ظعائناً حيّا الحطيم وجوههنّ وزمزم ولكنّه ممّا يطيف بركنه منهنّ صمّاء الصّدا مستعجم وكأنهنّ وقد صدرن عشيّةً بيضٌ بأكناف الخيام منظّم
وفي كتاب النّسب للزّبير بن بكّار لعمر بن أبي ربيعة:
نظرت إليها بالمحصّب من منى ولي نظرٌ لولا التّحرّج عارم فقلت: أشمسٌ أم مصابيح بيعةٍ بدت لك تحت السّجف أم أنت حالم بعيدة مهوى القرط إمّا لنوفلٌ أبوها وإمّا عبد شمسٍ وهاشم فلم أستطعها غير أن قد بدا لنا عشيّة راحت وجهها والمعاصم
قال الزّبير: وحدثنا سلم بن عبد الله بن مسلم بن جندب، عن أبيه قال: أنشد ابن أبي عتيق سعيد بن المسيّب، قول عمر بن أبي ربيعة المخزومي:
أيّها الرّاكب المجدّ ابتكارا قد قضى من تهامة الأوطارا إن يكن قلبك الغداة جليدا ففؤادي بالحبّ أمسى معارا ليت ذا الدّهر كان حتماً علينا كلّ يومين حجّة واعتمارا
فقال سعيد: لقد كلّف المسلمسن شططا.
وروى الأصمعيّ، عن صالح بن أسلم قال: قال لي عمر بن أبي ربيعة: إنّي قد أنشدت من الشّعر ما بلغك، وربّ هذه البنيّة ما حللت إزاري على فرجٍ حرامٍ قطّ، وروي أنّ عمر بن أبي ربيعة غزا البحر، فاحترقت سفينته واحترق، رحمه الله.
194 -
د ق:
عمر بن خلدة قاضي المدينة في خلافة عبد الملك لهشام بن إسماعيل المخزومي
أمير المدينة.
وكان رجلاً مهيباً عفيفاً، لم يرتزق على القضاء شيئاً.
وقال ربيعة الرأي: كان يقضي في المسجد.
وقال مالك: كان ابن خلدة قاضي عمر بن عبد العزيز وغيره يقضون في المسجد، وكان ابن خلدة يجلس مع خارجة بن زيد، ومع ربيعة، فكانوا يقولون: آذيتنا وأبرمتنا، فيقول: لا تقيموني من عندكم دعوني أتحدّث معكم، فإذا جاء الخصمان تحوّلت إليهما ثم عدت.
وذكر الواقديّ، عن ابن أبي ذئب قال: حضرت عمر بن خلدة يقول لخصمٍ: اذهب يا خبيث فاسجن نفسك، فذهب الرجل وليس معه حرسيٌّ، وتبعناه ونحن صبيان حتى أتى السّجّان فحبس نفسه.
195 -
خ م ن:
عمر بن عبد الله بن عروة بن الزّبير
.
توفّي شابّاً. روى القليل عن جدّه. وعنه: ابن جريج، ومحمد بن إسحاق بن يسار.
وكان ثقة خياراً.
196 -
ع:
عمر بن عبد العزيز بن مروان
بن الحكم بن أبي العاص بن أميّة بن عبد شمسٍ بن عبد مناف بن قصيّ بن كلاب، أمير المؤمنين أبو حفصٍ القرشيّ الأمويّ رضي الله عنه وأرضاه.
ولد بالمدينة سنة ستّين، عام توفي معاوية أو بعده بسنة، وأمّه هي أمّ عاصم بنت عاصم بن عمر بن الخطاب.
روى عن: أبيه، وأنس، وعبد الله بن جعفر بن أبي طالب، وابن قارظ، وأرسل عن عقبة بن عامر، وخولة بنت حكيم، وروى أيضاً عن عامر بن سعد، ويوسف بن عبد الله بن سلاّم، وسعيد بن المسيّب، وعروة بن الزّبير، وأبي بكر بن عبد الرحمن، والربيع بن سبرة، وطائفة.
وعنه: أبو سلمة بن عبد الرحمن أحد شيوخه، ومحمد بن المنكدر، والزّهري، ويحيى بن سعيد الأنصاري، ومسلمة بن عبد الملك، ورجاء بن حيوة، وعبد الله بن العلاء بن زيد، ويعقوب بن عتبة، وولداه: عبد الله، وعبد العزيز، وخلق كثير.
وكانت خلافته تسعةً وعشرين شهراً، كأبي بكرٍ الصديق رضي الله عنه.
قال الخريبي: ولد عام قتل الحسين رضي الله عنه.
وقال إسماعيل الخطبيّ: رأيت صفته في كتابٍ: أبيض، رقيق الوجه، جميلاً، نحيف الجسم، حسن اللحية، غائر العينين، بجبهته أثر حافر دابة، فلذلك سمي أشجّ بني أمية، وقد وخطه الشّيب.
قال ثروان مولى عمر بن عبد العزيز: إنّه دخل إلى إصطبل أبيه وهو غلام، فضربه فرسه فشجّه، فجعل أبوه يمسح عنه الدم ويقول: إن كنت أشجّ بني أميّة إنّك لسعيد، رواه ضمرة عنه.
نعيم بن حماد، عن ضمام بن إسماعيل، عن أبي قبيل، أن عمر بن عبد العزيز بكى وهو غلام، فقالت أمّه: ما يبكيك: قال: ذكرت الموت، وكان قد جمع القرآن وهو غلامٌ صغير، فبكت أمه.
سعيد بن عفير، عن يعقوب، عن أبيه، أن عبد العزيز بن مروان أمير مصر بعث ابنه عمر إلى المدينة يتأدّب بها، وكتب إلى صالح بن كيسان يتعاهده، وكان يختلف إلى عبيد الله بن عبد الله يسمع منه العلم، فبلغه أن عمر ينتقص عليّاً، فقال له: متى بلغك أن الله سخط على أهل بدر بعد أن
رضي عنهم! ففهم، وقال: معذرة إلى الله وإليك لا أعود.
وقال غيره: لما توفي عبد العزيز، طلب عبد الملك عمر بن عبد العزيز إلى دمشق، فزوّجوه بابنته فاطمة، وكان الذين يعيبون عمر من حسّاده لا يعيبونه إلاّ بالإفراط في التّنعّم والاختيال في المشية، هذا قبل الإمرة، فلمّا ولي الوليد الخلافة، أمّر عمر على المدينة، فوليها من سنة ستٍّ وثمانين، إلى سنة ثلاثٍ وتسعين، وعزل، فقدم الشام، ثم إن الوليد عزم على أن يخلع أخاه سليمان من العهد وأن يجعل ولي عهده ولده عبد العزيز بن الوليد، فأطاعه كثيرٌ من الأشراف طوعاً وكرهاً، وصمّم عمر بن عبد العزيز، وامتنع، فطيّن عليه الوليد، كما ذكرنا في ترجمة عبد العزيز.
قال أبو زرعة عبد الأحد بن الليث القتباني: سمعت مالكاً يقول: أتى فتيان إلى عمر بن عبد العزيز فقالوا: إن أبانا توفي وترك مالاً عند عمّنا حميد الأمجي، فأحضره عمر، وقال له: أنت القائل:
حميد الذي أمجٌ داره أخو الخمر ذو الشيبة الأصلع أتاه المشيب على شربها فكان كريماً فلم ينزع
قال: نعم، قال: ما أراني إلا حادّك، أقررت بشربها، وأنك لن تنزع عنها، قال: أين يذهب بك؟ ألم تسمع الله يقول: {وَالشُّعَرَاءُ يَتَّبِعُهُمُ الْغَاوُونَ * أَلَمْ تَرَ أَنَّهُمْ فِي كُلِّ وَادٍ يَهِيمُونَ * وَأَنَّهُمْ يَقُولُونَ مَا لا يَفْعَلُونَ} قال: أولى لك يا حميد، ما أراك إلا قد أفلت، ويحك يا حميد، كان أبوك رجلاً صالحاً وأنت رجل سوءٍ، قال: أصلحك الله، وأيّنا يشبه أباه، كان أبوك رجل سوءٍ، وأنت رجلٌ صالحٌ، قال: إن هؤلاء زعموا أن أباهم توفي وترك مالاً عندك، قال: صدقوا، وأحضره بختم أبيهم، ثم قال: إن أباهم مات منذ كذا وكذا، وكنت أنفق عليهم من مالي، وهذا مالهم، قال: ما أحدٌ أحق أن يكون عنده منك، فامتنع.
وقال زيد بن أسلم: قال أنس رضي الله عنه: ما صلّيت وراء إمامٍ بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم أشبه صلاةً برسول الله من هذا الفتى، يعني عمر بن عبد العزيز، وكان عمر أميراً على المدينة، قال زيد بن أسلم: فكان يتمّ الركوع والسجود،
ويخفّف القيام والقعود، رواه العطّاف بن خالد، عن زيد بن أسلم.
قال عمر بن قيس الملائي: سئل محمد بن علي بن الحسين، عن عمر بن عبد العزيز، فقال: هو نجيب بني أمية، وإنه يبعث يوم القيامة أمّةً وحده.
قال سفيان الثوري، عن عمرو بن ميمون بن مهران، عن أبيه قال: كانت العلماء مع عمر بن عبد العزيز تلامذةً.
أبو مصعب، عن مالك: بلغني أن عمر بن عبد العزيز حين خرج من المدينة، التفت إليها وبكى، ثم قال: يا مزاحم أتخشى أن نكون ممّن نفته المدينة؟
معمر، عن الزّهري قال: سمرت مع عمر بن عبد العزيز ليلةً فقال: كل ما حدّثت الليلة قد سمعته، ولكنك حفظت ونسيت.
قال عبد العزيز بن الماجشون: حدثنا عبد الله بن دينار، عن ابن عمر قال: يا آل عمر، كنّا نتحدّث، وفي لفظ: يزعم الناس، أنّ الدنيا لا تنقضي حتى يلي رجلٌ من آل عمر، يعمل مثل عمل عمر، قال: فكان بلال بن عبد الله بن عمر بوجهه شامة، وكانوا يرون أنه هو، حتى جاء الله بعمر بن عبد العزيز، أمّه بنت عاصم بن عمر.
قال التّرمذيّ في تاريخه: حدثنا أحمد بن إبراهيم، قال: حدثنا عفان، قال: حدثنا عثمان بن عبد الحميد بن لاحق، عن جويرية، عن نافع: بلغنا أن عمر قال: إن من ولدي رجلاً بوجهه شينٌ يلي، فيملأ الأرض عدلاً، قال نافع: فلا أحسبه إلا عمر بن عبد العزيز.
مبارك بن فضالة، عن عبيد الله بن عمر، عن نافع قال: كان ابن عمر
يقول: ليت شعري من هذا الذي من ولد عمر في وجهه علامةٌ، يملأ الأرض عدلاً.
أيوب بن محمد بن الوزّان، ومحمد بن عبد العزيز قالا: حدثنا ضمرة بن ربيعة، عن السّريّ بن يحيى، عن رياح بن عبيدة قال: خرج عمر بن عبد العزيز إلى الصلاة، وشيخٌ متوكّئ على يده، فقلت في نفسي: إن هذا الشيخٌ جافٍ، فلما صلى ودخل لحقته، فقلت: أصلح الله الأمير، من الشيخ الذي كان يتّكئ على يدك؟ قال: يا رياح رأيته؟ قلت: نعم، قال: ما أحسبك إلا رجلاً صالحاً، ذاك أخي الخضر، أتاني فأعلمني أنّي سألي أمر هذه الأمة، وأنّي سأعدل فيها، رواته ثقات.
جرير بن حازم، عن هزّان بن سعيد قال: حدثني رجاء بن حيوة قال: لما ثقل سليمان بن عبد الملك، رآني عمر بن عبد العزيز في الدار فقال: يا رجاء، أذكّرك الله أن تذكّرني أو تشير بي، فوالله ما أقدر على هذا الأمر، فانتهرته وقلت: إنّك لحريصٌ على الخلافة، أتطمع أن أشير عليه بك، فاستحيا، ودخلت، فقال لي سليمان: يا رجاء، من ترى لهذا الأمر؟ قلت: اتّق الله، فإنك قادمٌ على ربك وسائلك عن هذا الأمر، وما صنعت فيه، قال: فمن ترى؟ قلت: عمر بن عبد العزيز، قال: كيف أصنع بعهد عبد الملك إليّ، وإلى الوليد في ابني عاتكة، أيّهما بقي؟ قلت تجعله من بعده، قال: أصبت، هات صحيفةً، فكتب عهد عمر، ويزيد بن عبد الملك من بعده، ثم دعوت رجالاً فدخلوا عليه، فقال: عهدي في هذه الصحيفة مع رجاء، اشهدوا واختموا الصحيفة، فما لبث أن مات، فكففت النساء عن الصياح، وخرجت إلى الناس، فقالوا: كيف أمير المؤمنين؟ قلت: لم يكن منذ اشتكى أسكن منه الساعة، قالوا لله الحمد.
الوليد بن المسلم، عن عبد الرحمن بن حسّان الكنانيّ قال: لما مرض
سليمان بدابق، قال لرجاء بن حيوة: من للأمر بعدي، أستخلف ابني؟ قال: ابنك غائب، قال: فالآخر، قال: صغير، قال: فمن ترى؟ قال: أرى أن تستخلف عمر بن عبد العزيز، قال: أتخوف بني عبد الملك، قال: ولّ عمر، ومن بعده يزيد، واختم الكتاب، وتدعوهم إلى بيعته مختوماً، قال: لقد رأيت، ائتني بقرطاس، فدعا بقرطاسٍ، وكتب العهد، ودفعه إلى رجاء، وقال: اخرج إلى الناس فليبايعوا على ما فيه مختوماً، فخرج إليهم، فامتنعوا، فقال: انطلق إلى صاحب الحرس والشّرط فاجمع الناس ومرهم بالبيعة، فمن أبى فاضرب عنقه، ففعل، فبايعوا على ما في الكتاب، قال رجاء: فبينا أنا راجع إذا بموكب هشام، فقال: تعلم موقعك منّا، وإنّ أمير المؤمنين قد صنع شيئاً ما أدري ما هو، وأنا أتخوّف أن يكون قد أزالها عنّي، فإن يكن عدلها عنّي فأعلمني ما دام في الأمر نفسٌ، قلت: سبحان الله، يستكتمني أمير المؤمنين أمراً أطلعك عليه، لا يكون ذا أبداً، فأدارني وألاصني، فأبيت عليه، فانصرف، فبينا أنا أسير، إذ سمعت جلبةً خلفي، فإذا عمر بن عبد العزيز، فقال لي: يا رجاء إنه قد وقع في نفسي أمرٌ كبير أتخوف أن يكون هذا الرجل قد جعلها إلي، ولست أقوم بهذا الشأن، فأعلمني ما دام في الأمر نفسٌ، لعلي أتخلص منه ما دام حياً، قلت: سبحان الله، يستكتمني أمير المؤمنين أمراً أطلعك عليه! فأدارني وألاصني، فأبيت عليه، وثقل سليمان، وحجب الناس، فلما مات أجلسته وسندته وهيأته، وخرجت إلى الناس، فقالوا: كيف أصبح أمير المؤمنين؟ قلت: أصبح ساكناً، وقد أحب أن تسلموا عليه وتبايعوا بين يديه، وأذنت للناس، فدخلوا، وقمت عنده، فقلت إن أمير المؤمنين يأمركم بالوقوف، ثم أخذت الكتاب من عنده، وتقدمت إليهم، وقلت: إن أمير المؤمنين يأمركم أن تبايعوا على ما في هذا الكتاب، فبايعوا وبسطوا أيديهم، فلما بايعهم وفرغت، قلت لهم: آجركم الله في أمير المؤمنين، قالوا: فمن؟ ففتحت الكتاب، فإذا عمر بن عبد العزيز، فتغيرت وجوه بني عبد الملك، فلما قرأوا: بعده يزيد، فكأنهم تراجعوا، فقالوا: أين عمر؟ فطلبوه، فإذا هو في
المسجد، فأتوا فسلموا عليه بالخلافة، فعقر به فلم يستطع النهوض، حتى أخذوا بضبعيه فأصعدوه المنبر، فجلس طويلاً لا يتكلم، فلما رآهم رجاء جالسين، قال: ألا تقومون إلى أمير المؤمنين فتبايعونه فنهضوا إليه فبايعوه رجلاً رجلاً، ومد يده إليهم، فصعد إليه هشام، فلما مد يده إليه قال: يقول هشام: إنا لله وإنا إليه راجعون، فقال عمر: إنا لله حين صار يلي هذا الأمر أنا وأنت، ثم قام فحمد الله، ثم قال: أيها الناس إني لست بقاضٍ ولكني منفذ، ولست بمبتدعٍ، ولكني متبعٌ، وإن من حولكم من الأمصار إن أطاعوا كما أطعتم فأنا واليكم، وإن أبوا فلست لكم بوالٍ، ثم نزل يمشي، فأتاه صاحب المراكب، فقال: ما هذا؟ قال مركب الخلافة، قال: لا ائتوني بدابتي، ثم إنه كتب إلى العمال في الأمصار، قال رجاء: كنت أظن أنه سيضعف، فلما رأيت صنعه في الكتاب علمت أنه سيقوى.
قال عمر بن مهاجر: صلى عمر بن عبد العزيز المغرب، ثم صلى على سليمان بن عبد الملك.
قال ابن إسحاق، وغيره: وذلك يوم الجمعة عاشر صفر سنة تسعٍ وتسعين.
قلت: وكان عمر في خلافة سليمان كالوزير له.
أحمد بن حنبل: حدثنا سفيان، قال: حدثني من شهد دابق، وكان مجتمع غزو الناس: فمات سليمان، وكان رجاء صاحب أمره ومشورته، فأعلم الناس بموته، وصعد المنبر، وقال: إن أمير المؤمنين كتب كتاباً وعهد عهداً ومات، أفسامعون أنتم مطيعون؟ قالوا: نعم، وقال هشام بن عبد الملك: نسمع ونطيع إن كان فيه استخلاف رجلٍ من بني عبد الملك، قال: فجذبه الناس حتى سقط وقالوا: سمعنا وأطعنا، فقال رجاء: قم يا عمر، فقال عمر: والله إن هذا لأمر ما سألته الله قط.
وعن الضحاك بن عثمان قال: لما انصرف عمر عن قبر سليمان، قدموا له مراكب سليمان، فقال:
فلولا التقى ثم النهى خشية الردى لعاصيت في حب الصبى كل زاجر قضى ما قضى فيما مضى ثم لا ترى له صبوةٌ أخرى الليالي الغوابر
لا قوة إلا بالله، قدموا بغلتي.
خالد بن مرداس: حدثنا الحكم بن عمر قال: شهدت عمر بن عبد العزيز حين جاءه أصحاب المراكب يسألونه العلوفة ورزق خدمها، قال: ابعث بها إلى أمصار الشام يبيعونها فيمن يزيد، واجعل أثمانها في مال الله، تكفيني بغلتي هذه الشهباء.
سفيان بن وكيع: حدثنا ابن عيينة، عن عمرو بن ذر أن مولى عمر بن عبد العزيز قال له إذ رجع من جنازة سليمان: ما لي أراك مغتماً؟ قال: لمثل ما أنا فيه فليغتم، ليس أحدٌ من الأمة إلا وأنا أريد أن أوصل إليه حقه غير كاتبٍ إلي فيه، ولا طالبه مني.
إسماعيل بن عياش، عن عمرو بن مهاجر، أن عمر بن عبد العزيز لما استخلف قام في الناس، فحمد الله، وأثنى عليه، ثم قال: أيها الناس إنه لا كتاب بعد القرآن، ولا نبي بعد محمد صلى الله عليه وسلم، ألا وإني لست بقاضٍ، ولكني منفذ، ولست بمبتدع، ولكني متبعٌ، إن الرجل الهارب من الإمام الظالم ليس بظالمٍ، ألا لا طاعة لمخلوقٍ في معصية الخالق. رواه معتمر بن سليمان، عن عبيد الله بن عمر، وزاد فيه: لست بخيرٍ من أحدٍ منكم، ولكني أثقلكم حملاً.
أيوب بن سويد الرملي: حدثنا يونس، عن الزهري قال: كتب عمر بن عبد العزيز إلى سالم بن عبد الله، يكتب إليه بسيرة عمر بن الخطاب في الصدقات، فكتب إليه بالذي سأل، وكتب إليه: إنك إن عملت بمثل عمل عمر في زمانه ورجاله في مثل زمانك ورجالك، كنت عند الله خيراً من عمر.
حماد بن زيد، عن أبي هاشم أن رجلاً جاء إلى عمر بن عبد العزيز، فقال: رأيت النبي صلى الله عليه وسلم في النوم، وأبو بكر عن يمينه، وعمر عن شماله، فإذا رجلان يختصمان، وأنت بين يديه جالس، فقال لك: يا عمر إذا عملت فاعمل بعمل هذين، لأبي بكر وعمر، فاستحلفه عمر بالله لرأيت هذا؟ فحلف له، فبكى.
ورويت من وجهٍ آخر، وأن الرائي عمر نفسه.
قال ميمون بن مهران: إن الله كان يتعاهد الناس بنبيٍ بعد نبي، إن الله تعاهد الناس بعمر بن عبد العزيز.
حماد بن سلمة، عن حماد، أن عمر بن عبد العزيز لما استخلف بكى، فقال: يا أبا فلان أتخشى علي؟ قال: كيف حبك للدرهم؟ قال: لا أحبه، قال: لا تخف فإن الله سيعينك.
جرير، عن مغيرة، قال: جمع عمر بن عبد العزيز بني مروان حين استخلف، فقال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كانت له فدك ينفق منها، ويعود منها على صغير بني هاشم، ويزوج منها أيمهم، وإن فاطمة رضي الله عنها سألته أن يجعلها لها، فأبى، فكانت كذلك حياة أبي بكر وعمر، قال: ثم أقطعها مروان، ثم صارت لعمر بن عبد العزيز، فرأيت أمراً منعه رسول الله صلى الله عليه وسلم فاطمة، ليس لي بحقٍ، وإني أشهدكم أني قد رددتها على ما كانت على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم.
قال عبد الله بن صالح: حدثني الليث قال: فلما ولي عمر بن عبد العزيز بدأ بلحمته، وأهل بيته، فأخذ ما بأيديهم، وسمى أموالهم مظالم، ففزعت بنو أمية إلى عمته فاطمة بنت مروان، فأتته ليلاً، فأنزلها عن دابتها، فلما أخذت مجلسها قال: يا عمة أنت أولى بالكلام فتكلمي، قالت: تكلم يا أمير المؤمنين، قال: إن الله بعث نبيه رحمةً، ثم اختار له ما عنده، فقبضه
الله، وترك لهم نهراً شربهم سواءٌ، ثم قام أبو بكر، فترك النهر على حاله، ثم ولي عمر فعمل عمل صاحبه، ثم لم يزل النهر يشتق منه يزيد، ومروان، وعبد الملك، والوليد، وسليمان، حتى أفضى الأمر إلي، وقد يبس النهر الأعظم، ولن يروى أصحاب النهر الأعظم حتى يعود النهر إلى ما كان عليه، فقالت: حسبك قد أردت كلامك ومذاكرتك، فأما إذا كانت مقالتك هذه، فلست بذاكرةٍ لك شيئاً، فرجعت إليهم فأبلغتهم كلامه.
هشام بن عمار: حدثنا أيوب بن سويد، عن فرات بن سليمان، عن ميمون بن مهران: سمعت عمر بن عبد العزيز يقول: لو أقمت فيكم خمسين عاماً ما استكملت فيكم العدل، إني لأريد الأمر فأخاف أن لا تحمله قلوبكم، فأخرج معه طمعاً من طمع الدنيا، فإن أنكرت قلوبكم هذا سكنت إلى هذا.
ابن عيينة، عن إبراهيم بن ميسرة، قال: قلت لطاوس: هو المهديّ؟ يعني عمر بن عبد العزيز قال: هو مهديٌّ وليس به، إنه لم يستكمل العدل كلّه.
ابن عون قال: كان ابن سيرين إذا سئل عن الطلاء قال: نهى عنه إمام هدىً. يعني: عمر بن عبد العزيز.
حرملةً: سمعت الشافعيّ يقول: الخلفاء خمسةً: أبو بكر، وعمر، وعثمان، وعليّ، وعمر بن عبد العزيز. وقد ورد عن أبي بكر بن عياش نحوه.
ابن وهب: حدثني ابن زيد، عن عمر بن أسيد قال: والله ما مات عمر بن عبد العزيز حتى جعل الرجل يجيء بالمال العظيم، فيقول: اجعلوا هذا حيث ترون، فما يبرح حتى يرجع بماله كله، قد أغنى عمر الناس.
سعيد بن عامر: حدثنا جويرية قال: دخلنا على فاطمة ابنة علي بن أبي طالب، فأثنت على عمر بن عبد العزيز، فقالت: لو كان بقي لنا ما احتجنا بعد إلى أحدٍ.
إبراهيم الجوزجاني: حدثنا محمد بن الحسن الأسدي قال: حدثنا عمر بن ذر، قال: حدثني عطاء بن أبي رباح، قال: حدثتني فاطمة امرأة
عمر بن عبد العزيز أنها دخلت عليه وهو جالس في مصلاّه تسيل دموعه على لحيته، فقلت: يا أمير المؤمنين ألشيءٍ حدث؟ قال: يا فاطمة إنّي تقلّدت من أمر أمّة محمدٍ صلى الله عليه وسلم أسودها وأحمرها، فتفكّرت في الفقير الجائع، والمريض الضائع، والعاري المجهود، والمظلوم المقهور، والغريب الأسير، والشيخ الكبير، وذي العيال الكثير، والمال القليل، وأشباههم في أقطار الأرض وأطراف البلاد فعلمت أن ربي سائلي عنهم يوم القيامة، فخشيت أن لا تثبت لي حجةٌ، فبكيت.
الفريابي: حدثنا الأوزاعي أن عمر بن عبد العزيز كان جالساً في بيته، وعنده أشراف بني أمية، فقال: تحبون أن أولّي كل رجلٍ منكم جنداً؟ فقال رجل منهم: لم تعرض علينا ما لا تفعله؟ قال: ترون بساطي هذا، إني لأعلم أنه يصير إلى بلى وفناءٍ، وإني أكره أن تدنسوه بأرجلكم، فكيف أوليكم ديني، أوليكم أعراض المسلمين وأبشارهم، هيهات لكم هيهات! فقالوا له: لم، أما لنا قرابة؟ أما لنا حق؟ قال: ما أنتم وأقصى رجل من المسلمين عندي في هذا الأمر إلا سواء، إلا رجلاً من المسلمين حبسه عني طول شقته.
حماد بن سلمة: أخبرنا حميد قال: أمل علي الحسن رسالةً إلى عمر بن عبد العزيز فأبلغ، ثم شكا الحاجة والعيال، فقلت: يا أبا سعيد لا تهجن هذا الكتاب بالمسألة، اكتب هذا في غير ذا، قال: دعنا منك، فأمر بعطائه، قال: قلت: يا أبا سعيد اكتب إليه في المشورة فإن أبا قلابة قال: كان جبريل ينزل على النبي صلى الله عليه وسلم بالوحي، فما منعه ذلك أن أمره الله بالمشورة، فقال: نعم، فكتب بالمشورة، فأبلغ فيها أيضاً.
أبو إسحاق الفزاري، عن الأوزاعي: أن عمر بن عبد العزيز كان إذا أراد أن يعاقب رجلاً حبسه ثلاثة أيام، ثم عاقبه، كراهية أن يعجل في أول غضبه.
معاوية بن صالح الحمصي: حدثني سعيد بن سويد أن عمر بن عبد العزيز صلى بهم الجمعة، ثم جلس وعليه قميص مرقوع الجيب من بين يديه ومن خلفه، فقال له رجل: يا أمير المؤمنين إن الله قد أعطاك، فلو
لبست، فنكس ملياً ثم رفع رأسه، فقال: أفضل القصد عند الجدة، وأفضل العفو عند المقدرة.
سعيد بن عامر، عن جويرية بن أسماء قال: قال عمر بن عبد العزيز: إن نفسي نفسٌ تواقةٌ، لم تعط من الدنيا شيئاً إلا تاقت إلى ما هو أفضل منه، فلما أعطيت ما لا شيء فوقه في الدنيا، تاقت نفسي إلى ما هو أفضل منه، قال سعيد: يريد الجنة.
حماد بن واقد: سمعت مالك بن دينار يقول: الناس يقولون: إني زاهدٌ، إنما الزاهد عمر بن عبد العزيز الذي أتته الدنيا فتركها.
الفسويّ: حدثني إبراهيم بن هشام بن يحيى، قال: حدثني أبي، عن عبد العزيز بن عمر بن عبد العزيز قال: دعاني المنصور، فقال: كم كانت غلّة عمر بن عبد العزيز حين أفضت إليه الخلافة؟ قلت: خمسون ألف دينار، فقال: كم كانت غلته يوم مات؟ قلت: ما زال يردها حتى كانت مائتي دينار، وحدثني إبراهيم بن هشام، عن أبيه، عن جده عن مسلمة بن عبد الملك قال: دخلت على عمر بن عبد العزيز، فإذا عليه قميصٌ وسخٌ، فقلت لامرأته فاطمة، وهي أخت مسلمة: اغسلوا قميص أمير المؤمنين، قالت: نفعل، ثم عدت فإذا القميص على حاله، فقلت لها! فقالت: والله ما له قميصٌ غيره.
إسماعيل بن عياش، عن عمرو بن مهاجر، قال: كانت نفقة عمر بن عبد العزيز كل يوم درهمين.
سعيد بن عامر، عن عون بن المعتمر قال: دخل عمر بن عبد العزيز على زوجته فقال: عندك درهم نشتري به عنباً؟ قالت: لا، أنت أمير المؤمنين لا تقدر على درهم! قال: هذا أهون من معالجة الأغلال في جهنم.
يحيى بن معين: حدثنا مروان بن معاوية: قال: حدثنا يوسف بن يعقوب الكاهلي قال: كان عمر بن عبد العزيز يلبس الفروة الكبل، وكان
سراج بيته على ثلاث قصبات، فوقهن طين.
وعن عطاء الخراساني قال: أمر عمر بن عبد العزيز غلامه أن يسخن له ماءً، فانطلق فسخن قمقماً في مطبخ العامة، فأمره عمر أن يأخذ بدرهم حطباً يضعه في المطبخ.
ابن المبارك في الزهد: أخبرنا إبراهيم بن نشيط، قال: حدثنا سليمان بن حميد، عن أبي عبيدة بن عقبة بن نافع أنه دخل على فاطمة بنت عبد الملك، فقال لها: أخبريني عن عمر، قالت: ما اغتسل من جنابةٍ منذ استخلف.
يحيى بن حمزة: حدثنا عمرو من مهاجر أن عمر بن عبد العزيز كان يسرج عليه الشمعة ما كان في حوائج المسلمين، فإذا فرغ من حوائجهم أطفأها، ثم أسرج عليه سراجه.
خالد بن مرداس: حدثنا الحكم بن عمر قال: كان لعمر بن عبد العزيز ثلاثمائة حرسيٌ، وثلاثمائة شرطي، فشهدته يقول لحرسه: إن لي عليكم بالقدر حاجزاً، وبالأجل حارساً، من أقام منكم فله عشرة دنانير، ومن شاء فليلحق بأهله.
إسماعيل بن عياش، عن عمرو بن مهاجر قال: اشتهى عمر بن عبد العزيز تفاحاً، فأهدى له رجلٌ من أهل بيته تفاحاً، فقال: ما أطيب ريحه وأحسنه، ارفعه يا غلام للذي أتى به، وأقرئ فلاناً السلام، وقل له: إن هديتك وقعت عندنا بحيث نحب، فقلت: يا أمير المؤمنين، ابن عمك ورجلٌ من أهل بيتك، وقد بلغك أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يأكل الهدية، فقال: ويحك، إن الهدية كانت للنبي صلى الله عليه وسلم هديةً، وهي اليوم لنا رشوةٌ.
ضمرة بن ربيعة، عن عبد العزيز بن أبي الخطاب، عن عبد العزيز بن عمر بن عبد العزيز قال: قال لي رجاء بن حيوة: ما أكمل مروءة أبيك، سمرت عنده ذات ليلةٍ فعشي السراج، فقال لي: ما ترى السراج قد عشي؟ قلت: بلى، قال: وإلى جانبه وصيف راقد، قلت: ألا أنبهه؟ قال: لا، قلت: أفلا أقوم؟ قال: ليس من مروءة الرجل استخدامه ضيفه، فقام إلى
بطة الزيت وأصلح السراج، ثم رجع، وقال: قمت وأنا عمر بن عبد العزيز، ورجعت وأنا عمر بن عبد العزيز.
حماد بن سلمة، عن رجاء أبي المقدام الرّمليّ، عن نعيم كاتب عمر بن عبد العزيز أن عمر قال: إنه ليمنعني من كثيرٍ من الكلام مخافة المباهاة.
سليمان بن حرب: حدثنا جرير بن حازم، قال: حدثنا المغيرة بن حكيم: قال: قالت لي فاطمة امرأة عمر بن عبد العزيز إنه يكون في الناس من هو أكثر صلاة وصياماً من عمر بن عبد العزيز، وما رأيت أحداً قط أشدّ فرقاً من ربه من عمر، كان إذا صلى العشاء قعد في مسجده، ثم يرفع يديه، فلم يزل يبكي حتى تغلبه عينه، ثم ينتبه، فلا يزال يدعو رافعاً يديه يبكي حتى تغلبه عينه.
روى مثله ابن المبارك، عن جرير بن حازم، وزاد: يفعل مثل ذلك ليله أجمع.
هشام بن الغاز، عن مكحول قال: لو حلفت لصدقت، ما رأيت أزهد ولا أخوف لله من عمر بن عبد العزيز.
أبو جعفر النفيلي: حدثنا النضر بن عربي قال: دخلت على عمر بن عبد العزيز، فكان لا يكاد يبكي، إنما هو ينتفض أبداً، كأن عليه حزن الخلق.
الفسوي: حدثني إبراهيم بن هشام بن يحيى، قال: حدثني أبي، عن جدي، عن ميمون بن مهران، قال: قال لي عمر بن عبد العزيز: حدثني، فحدثته حديثاً بكى منه بكاءً شديداً، فقلت: يا أمير المؤمنين، لو علمت لحدثتك حديثاً ألين منه، قال: يا ميمون، إنا نأكل هذه الشجرة العدس، وهي ما علمت، مرقةٌ للقلب مغزرةٌ للدمعة، مذلةٌ للجسد.
عن عطاء قال: كان عمر بن عبد العزيز يجمع كل ليلةٍ الفقهاء،
فيتذاكرون الموت والقيامة، ثم يبكون، حتى كأن بين أيديهم جنازة.
وعن سعيد بن أبي عروبة وغيره، أن عمر بن عبد العزيز كان إذا ذكر الموت اضطربت أوصاله.
قال معاوية بن يحيى: حدثني أرطاة قال: قيل لعمر بن عبد العزيز: لو جعلت على طعامك أميناً لا تغتال، وحرساً إذا صليت، وتنح عن الطاعون؛ قال: اللهم إن كنت تعلم أني أخاف يوماً دون يوم القيامة، فلا تؤمن خوفي.
روى علي بن أبي حملة، عن الوليد بن هشام قال: لقيني يهودي فقال: إن عمر بن عبد العزيز سيلي، ثم لقيني آخر ولاية عمر، فقال: صاحبك قد سقي فمره فليتدارك، فأعلمت عمر، فقال: قاتله الله، ما أعلمه؟ لقد علمت الساعة التي سقيت فيها، ولو كان شفائي أن أمسح شحمة أذني أو أوتي بطيبٍ فأرفعه إلى أنفي ما فعلت. رواه الناس عن ضمرة عنه، ولكن بعضهم قال: عمرو بن مهاجر، بدل الوليد.
مروان بن معاوية، عن معروف بن مشكان، عن مجاهد قال: قال لي عمر بن عبد العزيز: ما يقول الناس في؟ قلت: يقولون مسحور، قال: ما أنا بمسحورٍ، ثم دعا غلاماً له فقال: ويحك ما حملك على أن تسقيني السم؟ قال: ألف دينارٍ أعطيتها، على أن أعتق، قال: هاتها، فجاء بها، فألقاها في بيت المال، وقال: اذهب حيث لا يراك أحد.
قلت: كانت بنو أمية قد تبرمت بعمر، لكونه شدد عليهم، وانتزع كثيراً مما في أيديهم مما قد غصبوه، وكان قد أهمل التحرز، فسقوه السم.
سفيان بن عيينة: قلت لعبد العزيز بن عمر بن عبد العزيز: ما آخر ما تكلم به أبوك عند موته؟ فقال: كان له من الولد أنا، وعبد الله، وعاصم، وإبراهيم، وكنا أغيلمةً، فجئنا كالمسلمين عليه والمودعين له، فقيل له: تركت ولدك ليس لهم مالٌ، ولم تؤوهم إلى أحد! فقال: ما كنت لأعطيهم ما ليس لهم، وما كنت لآخذ منهم حقاً هو لهم، وإن وليي فيهم الله الذي
يتولى الصالحين، وإنما هم أحد رجلين، رجلٌ صالح أو فاسق، وقيل إن الذي كلمه فيه خالهم مسلمة.
حماد بن زيد، عن أيوب، قيل لعمر بن عبد العزيز: يا أمير المؤمنين، لو أتيت المدينة، فإن مت دفنت في موضع القبر الرابع، مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: والله لأن يعذبني الله بكل عذاب إلا النار، أحب إلي من أن يعلم الله مني أني أراني لذلك الموضع أهلاً. روى عبد الله بن شوذب، عن مطر الوراق مثله.
جرير بن حازم: حدثني المغيرة بن حكيم قال: قالت لي فاطمة بنت عبد الملك: كنت أسمع عمر في مرضه يقول: اللهم أخف عليهم أمري ولو ساعةً من نهار، فقلت له يوماً: ألا أخرج عنك، فإنك لم تنم، فخرجت عنه، فجعلت أسمعه يقول:{تِلْكَ الدَّارُ الآخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ لا يُرِيدُونَ عُلُوًّا فِي الأَرْضِ وَلا فَسَادًا وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ} [القصص] مراراً، ثم أطرق فلبث طويلاً لا يسمع له حسٌ، فقلت لوصيف: ويحك انظر، فلما دخل صاح، فدخلت فوجدته ميتاً، قد أقبل بوجهه على القبلة، ووضع إحدى يديه على فيه. والأخرى على عينيه.
هلال بن العلاء الرقي: حدثنا أبي، قال: حدثنا عبد الرحمن بن عوف الرقي، عن عبيد بن حسان قال: لما احتضر عمر بن عبد العزيز قال: اخرجوا عني، فقعد مسلمة، وفاطمة على الباب فسمعوه يقول: مرحباً بهذه الوجوه، ليست بوجوه إنسٍ ولا جانٍ، ثم قال:{تِلْكَ الدَّارُ الآخِرَةُ} [القصص 83] الآية، ثم هدأ الصوت، فقال مسلمة لفاطمة: قد قبض صاحبك، فدخلوا فوجدوه قد قبض.
روى هشام بن حسان، عن خالد الربعي قال: إنا نجد في التوراة أن السماوات والأرض تبكي على عمر بن عبد العزيز أربعين صباحاً.
جعفر بن سليمان، عن هشام قال: لما جاء نعي عمر بن عبد العزيز قال الحسن البصري: مات خير الناس.
سليمان بن عمر بن الأقطع: حدثنا أبو أمية الخصي غلام عمر بن عبد العزيز قال: بعثني عمر بن عبد العزيز بدينارين إلى أهل الدير، فقال:
إن بعتموني موضع قبري، وإلا تحولت عنكم.
ابن وهب، عن مالك، أن صالح بن علي لما قدم الشام سأل عن قبر عمر بن عبد العزيز، فلم يجد أحداً يخبره، حتى دل على راهب فقال: قبر الصديق تريدون؟ هو في تلك المزرعة.
محمد بن سعد في الطبقات وغيره: أخبرنا عباد بن عمرو الواشحي: قال: حدثنا مخلد بن يزيد، لقيته من نحو خمسين سنةً، وكان فاضلاً خيراً، عن يوسف بن ماهك قال: بينا نحن نسوي التراب على قبر عمر بن عبد العزيز، إذ سقط علينا كتابٌ رق من السماء فيه: بسم الله الرحمن الرحيم، أمانٌ من الله لعمر بن عبد العزيز من النار.
الوليد بن هشام القحذمي، عن أبيه، عن جده أن عمر توفي يوم الجمعة لخمس بقين من رجب، سنة إحدى ومائة، بدير سمعان، من أعمال حمص، وصلى عليه يزيد بن عبد الملك، وهو ابن تسعٍ وثلاثين سنةً وستة أشهر.
وقال أبو عمر الضرير: توفي بدير سمعان، لعشر بقين من رجب، وآخرون قالوا: في رجب، ولم يؤرخوا اليوم.
ومناقبه طويلةٌ اكتفينا بهذا.
197 -
خ م د ت ق:
عمر بن كثير بن أفلح مولى أبي أيوب الأنصار
ي.
عن ابن عمر، وسفينة، وابن سفينة، ونافع مولى أبي قتادة. وعنه يحيى بن سعيد الأنصاري، وأخوه سعد بن سعيد، وابن عون.
قال النسائي: ثقة.
198 -
عمر بن هبيرة بن معاوية بن سكين
، أبو المثنى الفزاري.
أمير العراقين، وليهما ليزيد بن عبد الملك، فلما استخلف هشام عزله.
قال الوليد بن مسلم: في سنة سبعٍ وتسعين غزا مسلمة القسطنطينية، وكان على أهل البحر عمر بن هبيرة.
قال غير واحد: وجمعت إمرة العراق في أول سنة ثلاثٍ ومائة لابن هبيرة، فروى عبد الله بن بكر السهمي عن بعض أصحابه أن عمر بن هبيرة جمع فقهاء البصرة والكوفة فقال: إن أمير المؤمنين يكتب إلي في أمور أعمل بها؟ فقال الشعبي: أنت مأمورٌ، والتبعة على من أمرك، فأقبل ابن هبيرة على الحسن فقال: ما تقول؟ قال: قد قال هذا، قال: فقل أنت، قال: اتق الله، فكأنك بملك الموت قد أتاك فاستنزلك عن سريرك هذا، وأخرجك من سعة قصرك إلى ضيق قبرك، فإن الله ينجيك من يزيد، ولا ينجيك يزيد من الله، فإياك أن تعرض لله بالمعاصي، فإنه لا طاعة لمخلوقٍ في معصية الخالق، قال: فخرج عطاؤهم وفضل الحسن.
قال ابن عون: أرسل عمر بن هبيرة إلى ابن سيرين، فأتاه فقال: كيف تركت أهل مصرك؟ قال: تركتهم والظلم فيهم فاش، فغضب، وأبو الزناد حاضرٌ، فجعل يقول: أصلحك الله، إنه شيخٌ، إنه شيخ.
وعن سليمان بن زياد قال: لما استخلف هشام بعث على العراق خالد بن عبد الله القسري، فدخل واسط، وقد تهيأ ابن هبيرة للجمعة، والمرآة في يده يسوي عمته، إذ قيل: هذا خالدٌ قد دخل، فقال: هكذا تقوم الساعة بغتةً، فأخذه خالد فقيده وألبسه عباءةً، فقال: بئس ما سننت على أهل العراق، أما تخاف أن تؤخذ بمثل هذا! قال: فاكترى موالي ابن هبيرة داراً نقبوا منها سرباً إلى السجن، كما ذكرنا في الحوادث.
وقد تولى العراقين أيضاً ولده يزيد بن عمر بن هبيرة.
199 -
عمر بن الوليد بن عبد الملك بن مروان بن الحك
م.
كان لعاباً متنعماً، وكان يقال له: فحل بني مروان، لأنه كان يركب معه ستون ابناً لصلبه.
200 -
ق:
عمرو بن الوليد بن عبدة المصري مولى عمرو بن العاص
.
عن قيس بن سعد بن عبادة، وعبد الله بن عمرو بن العاص، وأنس بن مالك. وعنه: يزيد بن أبي حبيب فقط.
توفي سنة ثلاث مائة.
201 -
م ت ن ق:
عمرو بن هرم الأزدي البصري
.
عن: أبي الشعثاء، وربعي بن حراش، وسعيد بن جبير، وطائفة. وعنه: حبيب بن أبي حبيب الجرمي، وسالم المرادي، وأبو بشر جعفر بن إياس.
وثقه أبو داود السجستاني.
202 -
عمران بن عبد الرحمن ابن الأمير شرحبيل بن حسنة الكندي المصري القاضي
، أبو شرحبيل.
روى عن أبي خراش، صحابي. وعنه: عياش بن عباس القتباني، وموسى بن أيوب الغافقي.
قال ابن يونس: كان قاضي مصر وصاحب شرطها في سنة تسع وثمانين وقبلها، ثم ولي مصر سنة ثلاثٍ ومائة.
* ع: عمران بن ملحان هو أبو رجاء. سيأتي.
203 -
خ م د ن:
عمير مولى أم الفضل
وقيل مولى ابنها عبد الله بن عباس.
عن: ابن عباس، وأسامة بن زيد، وأبو جهيم بن الحارث بن الصمة،
وأم الفضل ابنة الحارث. وعنه سالم أبو النضر، والأعرج، وإسماعيل بن رجاء الزبيدي.
وثقه النسائي، ومات سنة أربعٍ ومائة.
204 -
عنبسة بن سحيم الكلبي الأمير
، متولي بلاد الأندلس من قبل بني أمية.
قال ابن يونس: توفي سنة سبع ومائة.
205 -
ع:
عياض بن عبد الله بن سعد بن أبي سرح العامري الحجازي
، ولد أمير الديار المصرية لعثمان، نشأ بمصر، القرشي المكي.
حدث بمصر والحجاز عن: أبي هريرة، وأبي سعيد، وابن عمر. وعنه: بكير بن الأشج، وزيد بن أسلم، وسعيد المقبري، وهو من أقرانه، وابن عجلان، وإسماعيل بن أمية، وداود بن قيس، وعبيد الله بن عمر، وآخرون.
ثقةٌ حجة.
206 -
د ت ق:
عيسى بن عاصم الكوفي
.
عن: القاضي شريح، وزر بن حبيش، وعدي بن عدي الكندي. وعنه: معاوية بن صالح، وعبد الرحمن بن يزيد بن جابر، وسلمة بن كهيل، وجرير بن حازم، وغيرهم وكان صدوقاً، نزل أرمينية.
207 -
الفرزدق مقدم شعراء العصر: أبو فراس همام بن غالب بن صعصعة بن ناجية بن عقال التميمي البصري.
روى عن: علي بن أبي طالب: وكأنه مرسل: وعن أبي هريرة، والحسين، وابن عمر، وأبي سعيد، والطرماح الشاعر. وعنه الكميت
الشاعر، ومروان الأصفر، وخالد الحذاء، وأشعث بن عبد الملك، والصعق بن ثابت، وآخرون، وابنه لبطة بن الفرزدق، وحفيده أعين بن لبطة.
ووفد على الوليد وسليمان، ومدحهما، ولم أر له وفادةً على عبد الملك. وذكر ابن الكلبي أنه وفد على معاوية، ولم يصح.
قال ابن دريد: كان غليظ الوجه جهماً، لقب بالفرزدق، وهو الرغيف الضخم، شبه وجهه بذلك.
قال مسدد: حدثنا ربعي بن عبد الله، سمع الجارود قال: أتى رجل من بني رياح، يقال له: ابن أثال الفرزدق بماءٍ بظهر الكوفة، على أن يعقر هذا مائة من الإبل، وهذا مائة من الإبل إذا وردت الماء، فلما وردت قاما إليها بالسيوف يكسعان عراقيبها، فخرج الناس على الحمير والبغال يريدون اللحم، وعلي رضي الله عنه بالكوفة، فخرج على بغلة رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو ينادي: لا تأكلوا من لحومها فإنه أهل لغير الله.
قال جرير، عن مغيرة قال: لم يكن أحدٌ من أشراف العرب بالبادية أحسن ديناً من صعصعة جد الفرزدق، ولم يهاجر، وهو الذي أحيا الوئيدة، وبه يفتخر الفرزدق حيث يقول:
وجدي الذي منع الوائدا ـت فأحيا الوئيد فلم يوأد
فقيل: إنه أحيا ألف موؤودةٍ، وحمل على ألف فرس.
وقد روى الروياني في مسنده حديث وفادة صعصعة بن ناجية المجاشعي، وأنه جد الفرزدق.
روى معاوية بن عبد الكريم، عن أبيه قال: دخلت على الفرزدق، فتحرك، فإذا في رجليه قيد، قلت: ما هذا يا أبا فراس؟ قال: حلفت أن لا أخرجه من رجلي حتى أحفظ القرآن.
وقال أبو عمرو بن العلاء: لم أر بدوياً أقام بالحضر إلا فسد لسانه غير رؤبة والفرزدق.
وقال ابن شبرمة: كان الفرزدق أشعر الناس.
وقال يونس بن حبيب النحوي: ما شهدت مشهداً قط، وذكر فيه جرير والفرزدق فأجمع ذلك المجلس وأهله على أحدهما، وكان يونس يقدم الفرزدق بغير إفراط.
وقال ابن داب: الفرزدق أشعر عامة، وجرير خاصة.
قال محمد بن سلام الجمحي: أتى الفرزدق الحسن فقال: إني هجوت إبليس، فاسمع. قال: لا حاجة لنا بما تقول، قال: لتسمعن أو لأخرجن فلأقولن للناس: إن الحسن ينهى عن هجاء إبليس، قال: اسكت فإنك عن لسانه تنطق.
وقيل لابن هبيرة: من سيد أهل العراق؟ قال: الفرزدق هجاني ملكاً، ومدحني سوقة.
روى الأصمعي، عن أبي عمرو قال: دخل الفرزدق على بلال بن أبي بردة فقال: لو لم يكن لليمن إلا أبو موسى حجم النبي صلى الله عليه وسلم، فوجم بلال ساعةً ثم قال: ترى أنه ذهب على هذا، أوليس كثيرٌ لأبي موسى أن يحجم النبي صلى الله عليه وسلم، ما فعل هذا قبل ذلك ولا بعده، قال الفرزدق: أبو موسى كان أعلم بالله من أن يجرب الحجامة على رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وكان الفرزدق زير نساءٍ وصاحب زي على ما ذكر الجاحظ، وقال: وكان لا يحسن بيتاً واحداً في صفاتهن واستمالة أهوائهن، ولا في صفة عشقٍ وتباريح حب، وجرير ضده في إرادتهن، وخلافه في وصفهن، أحسن خلق الله تشبيباً، وأجودهم نسيباً، وهذا ظاهرٌ معروف.
الأصمعي: حدثنا أبو مودود، قال: حدثنا شفقل راوية الفرزدق قال: طلق الفرزدق امرأته النوار ثلاثاً، وقال لي: يا شفقل، امض بنا إلى الحسن حتى نشهده على طلاق النوار، قلت: أخشى أن يبدو لك فيها، فيشهد عليك الحسن فتجلد ويفرق بينكما، فقال: لا بد منه، فمضينا إلى الحسن في حلقته، فقال له الفرزدق: يا أبا سعيد، علمت أني قد طلقت النوار
ثلاثاً، فقال: قد شهدنا عليك، ثم بدا له بعد فأعادها، فشهد عليه الحسن، ففرق بينهما، فأنشأ الفرزدق يقول:
ندمت ندامة الكسعي لما مضت مني مطلقة نوار وكانت جنتي فخرجت منها كآدم حين أخرجه الضرار فلو أني ملكت يدي وقلبي لكان علي للقدر الخيار
وروى الأصمعي وغيره أن النوار ماتت، فخرج الحسن في جنازتها، فقال الفرزدق: يا أبا سعيد، يقول الناس حضر هذه الجنازة خير الناس وشر الناس! فقال الحسن: لست بخير الناس ولست بشرهم، ما أعددت لهذا اليوم يا أبا فراس؟ قال: شهادة أن لا إله إلا الله منذ ثمانين سنة، وفي رواية: منذ سبعين سنة، فقال الحسن: نعم العدة، ثم أنشأ الفرزدق يقول:
أخاف وراء القبر إن لم يعافني أشد من القبر التهاباً وأضيقا إذا جاءني يوم القيامة قائدٌ عنيفٌ وسواقٌ يسوق الفرزدقا لقد خاب من أولاد آدم من مشى إلى النار مشدود القلادة أزرقا
وفي رواية:
يساق إلى نار الجحيم مسربلاً سرابيل قطرانٍ لباساً مخرقاً إذا شربوا فيها الحميم رأيتهم يذوبون من حر الصديد تمزقا
قال: فأبكى الناس.
وللفرزدق مما رواه أبو محمد بن قتيبة:
إن المهالبة الكرام تحملوا دفع المكاره عن ذوي المكروه زانوا قديمهم بحسن حديثهم وكريم أخلاقٍ بحسن وجوه
أبو العيناء: حدثنا أبو زيد النحوي، عن أبي عمرو بن العلاء قال: حضرت الفرزدق وهو يجود بنفسه، فما رأيت أحسن ثقةً بالله منه، قال: وذلك في أول سنة عشرٍ ومائة، فلم أنشب أن قدم جرير من اليمامة، فاجتمع إليه الناس، فما أنشدهم ولا وجدوه كما عهدوه، فقلت له في ذلك، فقال:
أطفأ والله الفرزدق جمرتي، وأسال عبرتي، وقرب منيتي، ثم رد إلى اليمامة، فنعي لنا في رمضان من السنة.
قلت: وكتاب مناقضات جرير والفرزدق مشهورٌ، فيه كثيرٌ من شعرهما.
208 -
م ت ن ق:
فضيل بن عمرو الفقيمي
.
أحد علماء الكوفة. روى عن إبراهيم النخعي، وسعيد بن جبير، وعائشة بنت طلحة، ومجاهد، ومات شاباً قبل أن يتكهل. روى عنه أخوه الحسن، وأبان بن تغلب، وحجاج بن أرطاة، والعلاء بن المسيب، وأبو إسرائيل إسماعيل بن خليفة الملائي.
قال ابن معين: ثقة حجة.
قلت: توفي سنة عشر ومائة.
209 -
ن:
فضيل بن فضالة الهوزني الشامي
.
أرسل عن النبي صلى الله عليه وسلم، وروى عن عبد الله بن بسر، وفضالة بن عبيد. وعنه: محمد بن الوليد الزبيدي، وصفوان بن عمرو، ومعاوية بن صالح.
وكان ثقة.
210 -
ع:
القاسم بن محمد بن أبي بكر الصديق عبد الله بن عثمان
بن عامر بن عمرو بن كعب بن سعد بن تيم بن مرة القرشي التيمي المدني الفقيه أبو محمد، وقيل أبو عبد الرحمن، أحد الأعلام.
ولد في خلافة عثمان، وكان خيراً من أبيه بكثير، نشأ بعد قتل أبيه في حجر عمته أم المؤمنين رضي الله عنها، فسمع منها، ومن ابن عباس، وابن عمر، ومعاوية، وصالح بن خوات، وفاطمة بنت قيس، وطائفة. روى عنه: ابنه عبد الرحمن بن القاسم، والزهري، وربيعة، وابن المنكدر، وجعفر بن
محمد، وابن عون، وأفلح بن حميد، وأيوب السختياني، وآخرون.
وحديثه أعلى شيءٍ عند مسلم، فإنه روى في صحيحه عن القعنبي، عن أفلح عنه أحاديث.
وكان فقيهاً إماماً مجتهداً ورعاً عابداً ثقةً حجة، قال عبد الله بن شوذب، عن يحيى بن سعيد الأنصاري، قال: ما أدركنا أحداً بالمدينة نفضله على القاسم بن محمد.
وقال أيوب السختياني: ما رأيت رجلاً أفضل من القاسم، لقد ترك مائة ألفٍ هي له حلال، ورأيت عليه قلنسوة خزٍ، رواه سليمان بن حرب، عن وهيب، سمع أيوب يقول ذلك.
وقال ابن عيينة: أعلم الناس بحديث عائشة ثلاثة: القاسم، وعروة، وعمرة.
وقال علي ابن المديني: حدثنا سفيان، عن عبد الرحمن بن القاسم، وكان أفضل أهل زمانه، أنه سمع أباه: وكان أفضل أهل زمانه: فذكر حديثاً.
وعن أبي الزناد قال: ما رأيت فقيهاً أعلم من القاسم بن محمد.
وقال عبد الرحمن بن أبي الزناد، عن أبيه قال: ما رأيت أحداً أعلم بالسنة من القاسم بن محمد.
وقال ابن معين: عبيد الله، عن القاسم، عن عائشة ترجمة مشبكة بالذهب.
ابن إدريس، عن عبد الرحمن بن أبي الزناد، عن أبيه قال: سبعةٌ من أهل المدينة نظراء، إذا اختلفوا أخذ بقول أحدهم: سعيد بن المسيب، وعروة، والقاسم، وأبو بكر بن عبد الرحمن، وعبيد الله بن عبد الله، وخارجة بن زيد، وسليمان بن يسار.
وعن الزهري قال: صارت الفتوى إلى أبي سلمة، والقاسم، وسالم.
وقال يحيى القطان: فقهاء المدينة عشرة، فذكر منهم القاسم.
يونس بن بكير: حدثنا ابن إسحاق قال: جاء أعرابيٌ إلى القاسم بن محمد فقال: أنت أعلم أم سالم؟ قال: ذاك منزل سالم، لم يزده على ذا.
ابن أبي الزناد، عن أبيه قال: ما رأيت أحداً أحد ذهناً من القاسم، إن كان ليضحك من أصحاب الشبه كما يضحك الفتى.
خالد بن خراش: حدثنا مالك قال: كان القاسم رجلاً عاقلاً، وكان ابنه يحدث عنه أن الذنوب لاحقةٌ بأهلها.
حماد بن زيد، عن أيوب: سمعت يحيى يسأل القاسم فيقول: لا أدري، لا أعلم. فلما أكثر قال: والله لا نعلم كل ما تسألونا عنه.
حماد، عن يحيى بن سعيد، عن القاسم قال: لأن يعيش الرجل جاهلاً بعد أن يعلم حق الله خيرٌ له من أن يقول ما لا يعلم.
قال مالك: ما حدث القاسم مائة حديثٍ.
قال ابن وهب: حدثني مالك أن عمر بن عبد العزيز قال: لو كان لي في الأمر شيء لوليت القاسم بن محمد الخلافة.
قلت: إنما بايعوا عمر بن عبد العزيز بالخلافة مشروطاً بأن الأمر من بعده ليزيد، فلهذا قال: لو كان لي من الأمر.
قال الزبير بن بكار: حدثني محمد بن الضحاك الحزامي، عن أبيه قال: قال عمر بن عبد العزيز: لو كان إلي أن أعهد ما عدوت أحد رجلين: صاحب الأعوص، يعني إسماعيل بن أمية، وكان خياراً، أو أعيمش بني تيم، يعني القاسم.
قال الواقدي: حدثني أفلح بن حميد قال: فبلغت القاسم فقال: إن القاسم ليضعف عن أهليه فكيف بأمر الأمة.
قال ابن عون: كان القاسم ممن يأتي بالحديث بحروفه.
ابن وهب: حدثنا مالك، عن يحيى بن سعيد قال: كان القاسم لا يكاد يرد على أحد ولا يعيب عليه، فتكلم ربيعة يوماً فأكثر، فلما قام القاسم وهو متكئ علي قال لي: لا أبا لغيرك، أترى الناس كانوا غافلين عما يقول صاحبنا؟
حميد الطويل، عن سليمان بن قتة قال: أرسلني عمر بن عبيد الله بن معمر التيمي إلى القاسم بخمس مائة دينار، فأبى أن يقبلها.
وقال حماد بن زيد، عن عبيد الله قال: كان القاسم لا يفسر، يعني القرآن.
وعن أبي الزناد قال: ما كان القاسم يجيب إلا في الشيء الظاهر.
وقال ابن عون: إن القاسم قال في شيء: أرى ولا أقول إنه الحق.
وقال عكرمة بن عمار: سمعت القاسم، وسالماً يلعنان القدرية.
قال زيد بن يحيى الدمشقي: حدثنا عبد الله بن العلاء، قال: سألت القاسم يملي علي أحاديث، فقال: إن الأحاديث كثرت على عهد عمر رضي الله عنه، فأنشد الناس أن يأتوه بها، فلما أتوه بها أمر بتحريقها، ثم قال: مثناة كمثناة أهل الكتاب! قال: فمنعني القاسم يومئذٍ أن أكتب حديثاً.
قال الواقدي: كان مجلس القاسم وسالمٍ في المسجد واحداً، ثم جلس فيه بعدهما عبد الرحمن بن القاسم، وعبيد الله بن عمر، ثم جلس فيه بعدهما مالك بين القبر والمنبر.
أفلح بن حميد، عن القاسم قال: اختلاف الصحابة رحمة.
محمد بن معاوية النيسابوري: حدثنا ابن أبي الموال قال: رأيت القاسم يأتي المسجد أول النهار فيصلي ركعتين، ثم يجلس بين الناس فيسألونه.
سليمان بن بلال، عن ربيعة، قال: كان القاسم قد ضعف جداً، فكان يركب من منزله حتى يأتي مسجد منى، فينزل عند المسجد، فيمشي من عند المسجد إلى الجمار ويرميها.
قال حنظلة بن أبي سفيان: رأيت على القاسم خاتماً من ورق حلقة فيها اسمه، في خنصره اليسرى.
وقال محمد بن هلال: رأيت القاسم لا يحفي شاربه جداً.
وقال أبو نعيم: حدثنا خالد بن إياس قال: رأيت على القاسم جبة خزٍ، وكساء خز، وعمامة خز.
وقال أفلح بن حميد: كان القاسم يلبس جبة خز.
وقال العطاف بن خالد: رأيت القاسم وعليه جبة خز صفراء، ورداء مبتت.
وقال أبو نعيم: حدثنا معاذ بن العلاء قال: رأيت القاسم بن محمد، فرأيت على رحله قطيفةً من خزٍ غبراء، وعليه رداءٌ ممصر.
وقال عبد الله بن العلاء بن زيد: دخلت على القاسم بن محمد، وهو في قبة معصفرةٍ، وتحته فراش معصفر.
وقال معن: حدثني خالد بن أبي بكر قال: رأيت على القاسم عمامةً بيضاء، قد سدل خلفه منها أكثر من شبر.
وقال غيره: كان القاسم يخضب رأسه ولحيته بالحناء.
وقال آخر: لم أره يخضب.
وقال فطر بن خليفة: رأيت القاسم يصفر لحيته.
وقال القعنبي: حدثنا محمد بن صالح، عن سليمان بن عبد الرحمن قال: مات القاسم بقديد، فقال: كفنوني في ثيابي التي كنت أصلي فيها، قميصي وإزاري وردائي، هكذا كفن أبو بكر، والحي أحوج إلى الجديد.
وقال خالد بن أبي بكر: أوصى القاسم أن لا يبنى على قبره.
وقال عبد العزيز الماجشون: مات بقديد ودفن بالمشلل، وبينهما ثلاثة أميال.
قال الواقدي: مات سنة ثمانٍ ومائة، وكان قد ذهب بصره.
وقال خليفة: مات في آخر سنة ستٍ، أو أول سنة سبعٍ ومائة.
وقال الهيثم، وابن بكير: سنة سبع.
وقال ابن المديني، وأبو عبيد، وجماعة: سنة ثمانٍ.
وقيل: سنة اثنتي عشر ومائة، وهو قولٌ شاذٌ.
211 -
القاسم بن محمد الثقفي الشامي
.
عن معاوية، وأسماء بنت أبي بكر. وعنه: قيس بن الأحنف، وعثمان بن الأحنف، وعثمان بن المنذر.
وقيل: إن الذي روى عن معاوية هو القاسم أبو عبد الرحمن.
• - القاسم بن مخيمرة في الطبقة الآتية.
212 -
القطامي الشاعر المشهور عمرو بن شييم
، ويقال شييم بن عمرو التغلبي.
كان نصرانياً فأسلم، ومدح الوليد بن عبد الملك، وغيره، وهو صاحب هذه الكلمة السائرة التي أولها:
إنا محيوك فاسلم أيها الطلل وإن بليت وإن طالت بك الطيل وما هداني لتسليمٍ على دمنٍ بالعمر غيرهن الأعصر الأول والناس من يلق خيراً قائلون له ما يشتهي ولأم المخطئ الهبل قد يدرك المتأني بعض حاجته وقد يكون مع المستعجل الزلل وربما فات قوماً بعض أمرهم من التأني وكان الحزم لو عجلوا والعيش لا عيش إلا ما تقر به عينٌ ولا حال إلا سوف تنتقل أما قريشٌ فلن تلقاهم أبداً إلا وهم خير من يحفى وينتعل قومٌ هم أمراء المؤمنين وهم رهط الرسول فما من بعده رسل
213 -
م 4:
القعقاع بن حكيم المدني
.
عن: عائشة، وابن عمر، وجابر بن عبد الله، وعلي بن الحسين، وأبي صالح السمان، وجماعة. وعنه: سمي، وسهيل بن أبي صالح، وزيد بن أسلم، وابن عجلان.
وثقه أحمد بن حنبل، وغيره.
214 -
د:
قيس بن الحارث
.
عن عبادة بن الصامت، وأبي سعيد الخدري، وغيرهما. وعنه عمر بن عبد العزيز، ويحيى بن يحيى الغساني، وإسماعيل بن عبيد الله بن أبي المهاجر، وغيرهم.
وثقه أحمد بن عبد الله العجلي.
215 -
4:
قيس بن عباية أبو نعامة الحنفي البصري
.
عن ابن عباس، وعبد الله بن مغفل. وعنه: أيوب السختياني، وسعيد الجريري، وخالد الحذاء، وعثمان بن غياث، وغيرهم.
وهو بالكنية أشهر، وثقه غير واحد.
216 -
د:
كثير بن عبيد مولى أبي بكر الصديق
.
عن عائشة، وزيد بن ثابت، وأبي هريرة. وعنه: ابنه سعيد، وحفيده عنبسة بن سعيد، وابن عون، ومجالد بن سعيد.
217 -
كثير عزة الشاعر المشهور هو كثير بن عبد الرحمن بن الأسود الخزاعي، أبو صخر المدني.
قدم الشام، ومدح عبد الملك بن مروان وغيره.
قال الزبير بن بكار: كان شيعياً يقول بتناسخ الأرواح، ويقرأ {فِي أَيِّ صُورَةٍ مَا شَاءَ رَكَّبَكَ} قال: وكان خشبياً يؤمن بالرجعة، يعني رجعة علي رضي الله عنه إلى الدنيا.
قال عمر بن عثمان الحمصي: حدثنا خالد بن يزيد عن جعونة
قال: كان لا يقوم خليفة من بني أمية إلا سب علياً، فلم يسبه عمر بن عبد العزيز حين استخلف، فقال كثير:
وليت فلم تشتم علياً ولم تخف بنيه ولم تتبع سجية مجرم وقلت فصدقت الذي قلت بالذي فعلت فأضحى راضياً كل مسلم
وكان قد أحب عزة وشبب بها، فمن ذلك:
وإني لتهيامي بعزة بعد ما تخليت مما بيننا وتخلت لكالمرتجى ظل الغمامة كلما تبوأ منها للمقيل اضمحلت وقلت لها: يا عز كل مصيبةٍ إذا ذللت يوماً لها النفس ذلت
قال يونس بن حبيب النحوي: كان عبد الله بن إسحاق يقول: كثير أشعر أهل الإسلام، ورأيت ابن أبي حفصة يعجبه مذهبه في المديح جداً، يقول: كان يستقصي المديح، وكان فيه خطلٌ وعجبٌ، وكانت له عند قريشٍ منزلةٌ وقدرٌ.
وروى سعيد بن يحيى الأموي، عن أبيه قال: لقيت امرأةٌ كثير عزة، وكان قليلاً دميماً، فقالت: من أنت؟ قال: كثير عزة، فقالت: تسمع بالمعيدي خيرٌ من أن تراه، قال: مهٍ أنا الذي أقول:
فإن أك معروق العظام فإنني إذا ما وزنت القوم بالقوم وازن.
قالت: وكيف تكون بالقوم وازناً وأنت لا تعرف إلا بعزة! قال: والله لئن قلت ذاك لقد رفع الله بها قدري، وزين بها شعري، وإنها لكما قلت:
وما روضة بالحزن طاهرة الثرى يمج الندى جثجاثها وعرارها بأطيب من أردان عزة موهناً وقد أوقدت بالمندل الرطب نارها من الخفرات البيض لم تلق شقوةً وبالحسب المكنون صافٍ نجارها فإن برزت كانت لعينك قرةً وإن غبت عنها لم يعممك عارها
قال الزبير بن بكار: قال عمر بن عبد العزيز: إني لأعرف صلاح بني هاشم وفسادهم بحب كثير، فمن أحبه منهم فهو فاسد، ومن أبغضه فهو صالح، لأنه كان خشبياً يؤمن بالرجعة.
قال جويرية بن أسماء: مات كثير وعكرمة في يوم واحد، فاحتفلت قريشٌ في جنازة كثير، ولم يوجد لعكرمة من يحمله.
قال الغلابي: ماتا في سنة خمسٍ ومائة.
وقال جماعة: سنة سبعٍ ومائة.
218 -
د ن:
كردوس الثعلبي الكوفي القاص
.
روى عن ابن مسعود، وحذيفة، وأبي موسى، وعائشة. وعنه: عبد الملك بن عمير، وابن عون، ومنصور بن المعتمر، وآخرون.
219 -
د ت ق:
لمازة بن زبار أبو لبيد الجهضمي البصري
.
روى عن عمر، وأبي موسى الأشعري. وعنه: الزبير بن الخريت، ويعلى بن حكيم، وجماعة.
حضر وقعة الجمل مع عائشة، وقد وثقه ابن سعد.
وقال أحمد بن حنبل: صالح الحديث.
وقال حماد بن زيد: رأيت أبا لبيد يصفر لحيته، وكانت تبلغ سرته.
وقال وهب بن جرير، عن أبيه، عن أبي لبيد، وكان شتاماً، قال ابن معين: نرى أنه كان يشتم علياً رضي الله عنه.
وروى الزبير بن الخريت، عن أبي لبيد قال: وفدنا إلى يزيد فقالوا: هو يشرب الخمر، فهاجت ريحٌ فألقت خيمته، فإذا هو قد نشر المصحف وهو يقرأ.
قلت: ما يلام الشيعي على بغض هذا الناصبي اليزيدي الذي ينال من علي ويروي مناقب يزيد.
220 -
مالك بن أسماء بن خارجة الفزاري الشاعر
.
وفد على عبد الملك بن مروان، وحكى العتبي، أنه كان عاملاً
للحجاج على الحيرة، وكان صهراً له، فبلغه عنه شيءٌ فعزله، فلما ورد عليه قال: أنت القائل:
حبذا ليلتي بحيث نسقى قهوةً من شرابنا ونغنى حيث دارت بنا الزجاجة حتى حسب الجاهلون أنا جننا ونزلنا بنسوةٍ عطراتٍ وسماعٍ وقرقفٍ فنزلنا
فقال: بل أنا القائل:
ربما قد لقيت أمس كئيباً أقطع الليل عبرةً ونحيبا أيها المشفق الملح حذاراً إن للموت طالباً ورقيبا فصل ما بين ذي الغنى وأخيه أن يعار الغني ثوباً قشيبا
فرق الحجاج ودمعت عينه، ثم حبسه، وبعث إلى أهل عمله يكشف عليه، فقالوا بينهم: هذا صهر الأمير، يغضب عليه اليوم، ويرضى عنه غداً، فلما دخلوا قال كبيرهم: ما ولينا أحدٌ قط أعف منه، فأمر بضرب الكبير ثلاث مائة سوطٍ، ثم سأل أصحابه، فرفعوا كل شيءٍ، فقال له الحجاج: ما تقول يا مالك؟ قال: أصلح الله الأمير، مثلي ومثلك ومثل هؤلاء، والمضروب مثل أسدٍ كان يخرج إلى الصيد فيصحبه ذئبٌ وثعلبٌ، فاصطادوا حمار وحشٍ وتيساً وأرنباً، فقال الأسد للذئب: من يكون القاضي؟ فقال: وما الحاجة إليه! الحمار لك، والتيس لي، والأرنب للثعلب، فضربه الأسد ضربة وضع رأسه بين يديه، ثم قال للثعلب: من يقسم هذا؟ قال: أنت، أصلحك الله، قال: بل أنت، أنا الأمير، وأنت القاضي، قال: فالحمار لغدائك، والتيس لعشائك، والأرنب تتفكه به، فقال: ويحك يا أبا الحصين، ما أعدلك! من علمك القضاء؟ قال: علمنيه رأس الذئب، فالشيخ المضروب هو الذي علم هؤلاء. فضحك الحجاج، ووصل المضروب، وخلى سبيل مالك.
رواها أيضاً عبد الله بن أبي سعد الوراق، عن أبي جعفر الضبي، عن عاصم بن الحدثان، عمن شهد الحجاج.
وروى الزبير بن بكار بإسنادٍ: كان الحجاج ينشد قول مالك بن أسماء:
يا منزل الغيث بعد ما قنطوا ويا ولي النعماء والمنن يكون ما شئت أن يكون وما قدرت أن لا يكون لم يكن لو شئت إذ كان حبها عرضاً لم ترني وجهها ولم ترني يا جارة الحي كنت لي سكناً وليس بعض الجيران بالسكن أذكر من جارتي ومجلسها طرائفاً من حديثها الحسن ومن حديث يزيدني مقةً ما لحديث المحبوب من ثمن
ثم يقول الحجاج: فض الله فاه، ما أشعره!
قال مصعب الزبيري وغيره: رأى ابن أبي ربيعة رجلاً في الطواف قد بهر الناس بحسنه، فسأل عنه، فقيل: هو مالك بن أسماء الفزاري، فجاءه وعانقه وقال: أنت أخي، قال: فمن أنا ومن أنت.
روى عمر بن شبة عن رجل، لمالك بن أسماء بن خارجة:
أمغطى مني على بصري بالـ ـحب أم أنت أكمل الناس حسنا وحديثٍ ألذه هو مما تشتهيه النفوس يوزن وزنا منطقٌ صائبٌ وتلحن أحيا ناً وخير الحديث ما كان لحناً
221 -
ع:
مجاهد بن جبر أبو الحجاج المكي المقرئ المفسر
، أحد الأعلام، مولى السائب بن أبي السائب المخزومي.
ولد في خلافة عمر. وسمع سعد بن أبي وقاص، وعائشة، وأم هانئ، وأبا هريرة، وأسيد بن ظهير، وابن عباس، ولزمه مدةً طويلة، وعبد الله بن عمرو، ورافع بن خديج، وابن عمر، وخلقاً سواهم. وعنه: عكرمة، وطاوس، وجماعةٌ من أقرانه، وقتادة، ومنصور، والأعمش، وعمرو بن دينار، وأيوب السختياني، وابن عون، وعمر بن ذر، وعبد الله بن
أبي نجيح، ومعروف بن مشكان، وخلق.
روى محمد بن عبد الله الأنصاري: حدثنا الفضل بن ميمون، سمع مجاهداً يقول: عرضت القرآن على ابن عباسٍ ثلاثين مرة.
محمد بن إسحاق، عن أبان بن صالح، عن مجاهد قال: عرضت القرآن على ابن عباسٍ ثلاث عرضاتٍ، أقفه عند كل آيةٍ، أسأله: فيم نزلت؟ وكيف كانت؟.
محمد بن عبد الله بن عبد الحكم: حدثنا الشافعي، قال: حدثنا إسماعيل بن عبد الله بن قسطنطين قال: قرأت على شبل بن عباد، وقرأ على ابن كثير، وأخبره ابن كثير أنه قرأ على مجاهد، وقرأ مجاهد على ابن عباس.
قال الثوري: خذوا التفسير من أربعةٍ: مجاهد، وسعيد بن جبير، وعكرمة، والضحاك.
وقال خصيف: كان مجاهد أعلمهم بالتفسير.
وقال قتادة: أعلم من بقي بالتفسير مجاهد.
قال أبو بكر بن عياش: قلت للأعمش: ما لهم يتقون تفسير مجاهد؟ قال: كانوا يرون أنه يسأل أهل الكتاب.
قال ابن المديني: سمع مجاهدٌ عائشة، وقال القطان: لم يسمع منها.
قال محمد بن عبد الله الأنصاري: قال ابن جريج: لأن أكون سمعت من مجاهد فأقول: سمعت مجاهداً، أحب إلي من أهلي ومالي.
قال ابن معين وجماعة: مجاهدٌ ثقة. وقيل: سكن الكوفة بأخرة. قال سلمة من كهيل: ما رأيت أحداً يريد بهذا العلم وجه الله إلا هؤلاء الثلاثة: عطاء، ومجاهد، وطاوس.
بقية، عن حبيب بن صالح: سمعت مجاهداً يقول: استفرغ علمي القرآن.
شعبة، عن رجلٍ سمع مجاهداً يقول: صحبت ابن عمر، وأنا أريد أن أخدمه، فكان يخدمني.
وروى إبراهيم بن مهاجر، عن مجاهد قال: ربما أخذ لي ابن عمر بالركاب.
وقال الأعمش: كنت إذ رأيت مجاهداً ازدريته مبتذلاً، كأنه خربندجٌ ضل حماره وهو مهتم.
الأجلح، عن مجاهد قال: طلبنا هذا العلم وما لنا فيه نية، ثم رزق الله النية بعد.
وقال منصور: قال مجاهد: لا تنوهوا بي في الخلق.
وقال حصين، عن مجاهد: بينا أنا أصلي، إذ قام مثل الغلام ذات ليلةٍ، فشددت عليه لآخذه، فوثب، فوقع خلف الحائط، حتى سمعت وقعته، ثم قال: إنهم يهابونكم كما تهابونهم من أجل ملك سليمان.
وعن الأعمش قال: كنت إذا نظرت إلى مجاهدٍ كأنه جمال فإذ نطق خرج من فيه اللؤلؤ.
قال حميد الأعرج: كان مجاهد يكبر من: {وَالضُّحَى}
وروى الواقدي، عن ابن جريج قال: بلغ مجاهد ثلاثاً وثمانين سنة.
قال أحمد بن حنبل: حدثنا حماد بن خالد، سمعت شيوخنا يقولون: توفي مجاهد سنة ثلاثٍ ومائة، وكذا قال الواقدي، عن سيف بن سليمان، وتبعه سعيد بن عفير، وأبو عبيد.
وقال الهيثم بن عدي، والمدائني، وأبو نعيم، وعثمان بن أبي شيبة، وآخرون: توفي سنة اثنتين ومائة، زاد بعضهم: توفي وهو ساجد.
وقال يحيى بن القطان وغيره: مات سنة أربعٍ ومائة.
222 -
محمد بن أوس بن ثابت الأنصاري
.
عن أبي هريرة وعنه: الحارث بن يزيد، وأبو الأسود محمد بن عبد الرحمن. وغزا مع موسى بن نصير، وكان على بحر تونس، وليه سنة اثنتين ومائة، ولما قتل أمير إفريقية يزيد بن أبي مسلم اجتمع أهلها فأمروا عليهم محمد بن أوس، رحمه الله.
223 -
ع:
محمد بن زيد بن عبد الله بن عمر بن الخطاب العدوي
.
روى عن: سعيد بن زيد، وابن عباس، وجده. وعنه بنوه الخمسة: عاصم، وعمر، وواقد، وزيد، وأبو بكر، والأعمش، وغيرهم، وله وفادة على هشام بن عبد الملك.
وثقه أبو حاتم وغيره.
224 -
ن:
محمد بن سويد بن كلثوم القرشي الفهري
.
ولي إمرة دمشق لسليمان بن عبد الملك، ثم إمرة الطائف لعمر بن عبد العزيز.
روى عن عم أبيه الضحاك بن قيس، وعنه: مكحول، والزهري.
وثقه أحمد العجلي.
225 -
ع:
محمد بن سيرين أبو بكر الأنصاري البصري
، الإمام الرباني، صاحب التعبير، مولى أنس بن مالك.
كان سيرين من سبي جرجرايا، فكاتب أنساً على مالٍ جليلٍ فوفاه، قال أنس بن سيرين: ولد أخي محمد لسنتين بقيتا من خلافة عثمان، وولدت بعده بسنة، سمع: أبا هريرة، وعمران بن حصين، وابن عباس، وابن عمر، وعدي بن حاتم، وأنساً، وعبيدة السلماني، وشريحاً، وطائفة. وعنه: قتادة، وأيوب، ويونس بن عبيد، وابن عون، وخالد الحذاء، وعوف، وقرة بن خالد، وأبو هلال محمد بن سليم، وهشام بن حسان، ومهدي بن ميمون،
وجرير بن حازم، ويزيد بن إبراهيم، وعقبة الأصم، وخلق سواهم.
قال هشام بن حسان، عن محمد قال: حج بنا ونحن سبعة ولد سيرين، فلما دخلنا على زيد بن ثابت قيل له: هؤلاء بنو سيرين، فقال: هذان لأم، وهذان لأم وهذان لأم، وهذا لأم، فما أخطأ واحداً، وكان معبد أخا محمد لأبويه.
قال هشام: أدرك محمد بن سيرين ثلاثين صحابياً.
قال عمر بن شبة: حدثنا يوسف بن عطية قال: رأيت محمد بن سيرين، وكان قصيراً، عظيم البطن، له وفرة، يفرق شعره، كثير المزاح والضحك، يخضب بالحناء.
قال ابن عون: كان محمد يأتي بالحديث على حروفه، وكان الحسن صاحب معنى.
وقال عون بن عمارة: حدثنا هشام بن حسان، قال: حدثني أصدق من أدركت من البشر محمد بن سيرين.
وقال حبيب بن الشهيد: كنت عند عمرو بن دينار فقال: والله ما رأيت مثل طاوس قط، فقال أيوب وكان جالساً: والله لو رأى محمد بن سيرين لم يقله.
وقال معاذ بن معاذ: سمعت ابن عون يقول: ما رأيت مثل محمد بن سيرين.
وعن خليف بن عقبة قال: كان ابن سيرين نسيج وحده.
قال حماد بن زيد، عن عثمان البتي، قال: لم يكن بالبصرة أعلم بالقضاء من ابن سيرين.
وقال شعيب بن الحبحاب: كان الشعبي يقول لنا: عليكم بذلك الأصم، يعني ابن سيرين.
وقال ابن يونس: كان ابن سيرين أفطن من الحسن في أشياء.
وقال جعفر بن سليمان عن عوف قال: كان محمد بن سيرين حسن العلم بالفرائض والقضاء والحساب، ولكن والله ما رأيت أحداً قط كان أدل على طريق الجنة من الحسن.
وقال أشعث: كان ابن سيرين إذا سئل عن الحلال والحرام تغير لونه حتى يكون كأنه ليس بالذي كان.
وقال مورق العجلي: ما رأيت أحداً أفقه في ورعه ولا أورع في فقهه من محمد بن سيرين.
وقال أبو قلابة: من يستطيع ما يطيق محمد بن سيرين يركب مثل حد السنان.
وقال أبو عوانة: رأيت ابن سيرين مر في السوق، فما رآه أحد إلا ذكر الله.
وروى الثوري، عن زهير الأقطع قال: كان ابن سيرين إذا ذكر الموت مات كل عضوٍ منه على حدته.
وقال ابن عون: ما رأيت رجلاً كان أعظم رجاءً لأهل الإسلام من محمد، ولا رأيت أسخى منه.
وقال مهدي بن ميمون: رأيت ابن سيرين يتكلم بأحاديث الناس وينشد الشعر ويضحك حتى يميل، فإذا جاء الحديث من السنة كلح وتقبض.
وقال ثابت البناني: قال لي محمد: لم يكن يمنعني من مجالستكم إلا خوف الشهرة، فلم يزل بي البلاء حتى أخذ بلحيتي، فأقمت على المصطبة، فقيل: هذا ابن سيرين أكل أموال الناس، قال: وكان عليه دينٌ كثير.
وذكر المدائني أنه اشترى زيتاً بأربعين ألفاً، فوجد فيه فأرة فبدده. قلت: شك، لأنه وجد الفأرة في زقٍ وقال: الفأرة كانت في المعصرة.
قال يونس بن عبيد: كان ابن سيرين صاحب ضحك ومزاح.
وقال هشيم عن منصور قال: كان ابن سيرين يضحك حتى تدمع عيناه، وكان الحسن يحدثنا ويبكي.
وقال سليمان بن حرب: حدثنا عمارة بن مهران قال: كنا في جنازة حفصة بنت سيرين، فوضعت الجنازة ودخل محمد بن سيرين صهريجاً يتوضأ، فقال الحسن: أين هو؟ قالوا: يتوضأ، قال: صباً صباً، دلكاً دلكاً، عذابٌ على نفسه وعلى أهله.
قال حماد بن زيد: أخبرنا ابن عون، قال: سمعت ابن سيرين ينهى عن الجدال إلا رجاء إن كلمته أن يرجع.
وقال محمد بن عمرو: سمعت محمد بن سيرين يقول: كاتب أنس بن مالك أبي أبا عمرة على أربعين ألف درهمٍ فأداها.
قال عبيد الله بن أبي بكر بن أنس: هذه مكاتبة سيرين عندنا، وكان قينا.
قال ابن شبرمة: دخلت على محمد بن سيرين بواسط، فلم أر أجبن عن فتيا ولا أجرأ على رؤيا منه.
قال يونس بن عبيد: لم يكن يعرض لمحمد بن سيرين أمران في دينه إلا أخذ بأوثقهما.
وقال بكر المزني: من أراد أن ينظر إلى أورع من أدركنا فلينظر إلى محمد بن سيرين.
وقال هشام بن حسان: كان ابن سيرين يتجر، فإذا ارتاب في شيءٍ تركه.
وقال ابن عون: كان محمد من أشد الناس إزراءً على نفسه.
وقال غالب القطان: خذوا بحلم ابن سيرين، ولا تأخذوا بغضب الحسن.
حماد بن سلمة، عن أيوب: كان ابن سيرين يصوم يوماً ويفطر يوماً.
وقال ابن عون: كان يصوم محمد عاشوراء يومين، ثم يفطر بعد ذلك يومين.
وقال جرير بن حازم: كنت عند ابن سيرين فذكر رجلاً فقال: ذاك الأسود، ثم قال: إنا لله، أراني قد اغتبته.
وقال معاذ، عن ابن عون: إن عمر بن عبد العزيز بعث إلى الحسن فقبل، وبعث إلى ابن سيرين فلم يقبل.
وقال ضمرة بن ربيعة، عن رجاء قال: كان الحسن يجيء إلى السلطان ويعيبهم، وكان ابن سيرين لا يجيء إليهم ولا يعيبهم.
وقال هشام: ما رأيت أحداً عند سلطان أصلب من ابن سيرين.
وقال حماد بن زيد، عن أيوب: رأيت الحسن في المنام مقيداً، ورأيت ابن سيرين في النوم مقيداً.
أبو شهاب الحناط، عن هشام: أن ابن سيرين اشترى بيعاً من منونيا فأشرف فيه على ربح ثمانين ألفاً، فعرض في قلبه شيء فتركه؛ قال هشام: والله ما هو برباً.
قال ابن سعد: سألت محمد بن عبد الله الأنصاري عن سبب الدين الذي ركب محمد بن سيرين حتى حبس، قال: اشترى طعاماً بأربعين ألف درهم، فأخبر عن أصل الطعام بشيءٍ فكرهه فتركه، أو تصدق به، فحبس على المال، حبسه مالك بن المنذر.
قال هشام بن حسان: ترك محمد أربعين ألفاً في شيءٍ ما ترون به اليوم بأساً.
ويروى عن ابن سيرين قال: إني لأعرف الذي حمل علي الدين، قلت لرجل منذ أربعين سنة: يا مفلس.
قال أبو سليمان الداراني وبلغه هذا: قلت ذنوبهم فعرفوا من أين أتوا، وكثرت ذنوبنا فلم ندر من أين نؤتى.
وقال المدائني: كانوا يرون أنه عير مرة رجلاً بالفقر، فابتلي به.
وقال قريش بن أنس: حدثنا عبد الحميد بن عبد الله بن مسلم بن يسار
أن السجان قال لابن سيرين: إذا كان الليل فاذهب إلى أهلك، فإذا أصبحت فتعال، قال: لا والله لا أعينك على خيانة السلطان.
وقال السري بن يحيى: ترك محمد ربح أربعين ألفاً، قال لي التيمي: والله لقد تركها في شيء ما يختلف فيه العلماء أنه لا بأس به.
قال معمر: جاء رجل إلى ابن سيرين فقال: رأيت كأن حمامةً التقمت لؤلؤةً فخرجت منها أعظم مما كانت، ورأيت حمامةً أخرى التقمت لؤلؤةً، فخرجت أصغر مما دخلت، ورأيت حمامةً أخرى التقمت لؤلؤةً، فخرجت منها كما دخلت سواء، فقال ابن سيرين: أما التي خرجت أعظم مما دخلت، فذاك الحسن يسمع الحديث فيجوده بمنطقه، ويصل فيه من مواعظه، وأما التي خرجت أصغر مما دخلت، فهو محمد بن سيرين يسمع الحديث فينقص منه، وأما التي خرجت كما دخلت، فهو قتادة، فهو أحفظ الناس.
ابن المبارك، عن عبد الله بن مسلم المروزي قال: كنت أجالس ابن سيرين فتركته وجالست الإباضية، فرأيت كأني مع قوم يحملون جنازة النبي صلى الله عليه وسلم فأتيت ابن سيرين فذكرته له فقال: ما لك جالست أقواما يريدون أن يدفنوا ما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم؟
وعن هشام بن حسان قال: قص رجل على ابن سيرين فقال: رأيت كأن بيدي قدحاً من زجاج فيه ماء، فانكسر القدح وبقي الماء فقال له: اتق الله، فإنك لم تر شيئاً، فقال: سبحان الله! قال ابن سيرين: فمن كذب فما علي، ستلد امرأتك وتموت ويبقى ولدها، فلما خرج الرجل قال: والله ما رأيت شيئاً، فما لبث أن ولد له وماتت امرأته.
قال: ودخل آخر فقال: رأيت كأني وجارية سوداء، نأكل في قصعة سمكة، قال: أتهيء لي طعاماً وتدعوني؟ قال: نعم، ففعل، فلما وضعت المائدة، إذا جارية سوداء، فقال له ابن سيرين: هل أصبت هذه؟ قال: لا، قال: فادخل بها المخدع، فدخل بها، فصاح: يا أبا بكر، رجل والله! قال: هذا الذي شاركك في أهلك.
أبو بكر بن عياش، عن مغيرة بن حفص قال: سئل ابن سيرين
فقال: رأيت كأن الجوزاء تقدمت الثريا، فقال: هذا الحسن يموت قبلي ثم أتبعه، وهو أرفع مني.
وقد جاء عن ابن سيرين في التعبير عجائب يطول الكتاب بذكرها، وكان له في ذلك تأييد إلهي.
قال حماد بن زيد: حدثنا أنس بن سيرين قال: كان لمحمد سبعة أوراد، فإذا فاته شيء من الليل قرأه بالنهار.
وقال حماد، عن ابن عون: إن محمداً كان يغتسل كل يوم.
قلت: كان عنده وسواس، وقد ذكرنا تطويله في الوضوء يوم وفاة أخته.
قال مهدي بن ميمون: رأيت محمداً إذا توضأ فغسل رجليه بلغ عضلة ساقيه.
وقال قرة بن خالد وغيره: كان نقش خاتم ابن سيرين كنيته أبو بكر.
قال مهدي: رأيته يتختم في الشمال.
وقال محمد بن عمرو: سمعت ابن سيرين يقول: عققت عن نفسي بختية.
وقال مهدي بن ميمون: رأيت ابن سيرين يلبس طيلساناً ويلبس كساء أبيض في الشتاء وعمامة بيضاء وفروة.
وقال سليمان بن المغيرة: رأيت ابن سيرين يلبس الثياب الثمينة والطيالس والعمائم.
وقال يحيى بن خليف: حدثنا أبو خلدة قال: رأيت ابن سيرين يتعمم بعمامة بيضاء لاطية، قد أرخى ذؤابتها من خلفه، ورأيته يخضب بالصفرة.
وقال أبو الأشهب: رأيت عليه ثياب كتان.
وقال معن بن عيسى: حدثنا محمد بن عمرو قال: رأيت ابن سيرين خضب بحناء وكتم، ورأيته لا يحفي شاربه.
وقال حميد الطويل: أمر ابن سيرين سويداً أن يجعل له حلة حبرة يكفن فيها.
وقال هشام بن حسان: حدثتني حفصة بنت سيرين قالت: كانت أم
محمد حجازية، وكان يعجبها الصبغ، وكان محمد إذا اشترى لها ثوباً اشترى ألين ما يجد، فإذا كان عيدٌ صبغ لها ثياباً، وما رأيته رافعاً صوته عليها، كان إذا كلمها كالمصغي إليها.
قال بكار بن محمد، عن ابن عون: إن محمداً كان إذا كان عند أمه لو رآه رجلٌ لا يعرفه، ظن أن به مرضاً من خفض كلامه عندها.
أزهر، عن ابن عون قال: كانوا إذا ذكروا عند محمد رجلاً بسيئة ذكره هو بأحسن ما يعلم، وجاءه ناس فقالوا: إنا نلنا منك، فاجعلنا في حلٍ، فقال: لا أحل لكم شيئاً حرمه الله.
قال جعفر بن برقان: حدثنا ميمون بن مهران قال: قدمت الكوفة وأنا أريد أن أشتري البز، فأتيت ابن سيرين بالكوفة، فساومته، فجعل إذا باعني صنفاً من أصناف البز قال: هل رضيت؟ فأقول: نعم، فيعيد ذلك علي ثلاث مرارٍ، ثم يدعو رجلين فيشهدهما، وكان لا يشتري ولا يبيع بهذه الدراهم الحجاجية، فلما رأيت ورعه ما تركت شيئاً من حاجتي أجده عنده إلا اشريته، حتى لفائف البز.
أبو كدينة، عن ابن عون قال: كان ابن سيرين إذا وقع عنده درهم زيف أو ستوق لم يشتر به، فمات يوم مات وعنده خمسمائة ستوقة وزيوف.
عارم: حدثنا حماد، عن غالب قال: أتيت محمداً: وذكر مزاحه، فسألته عن هشام فقال: توفي البارحة، أما شعرت؟ فقلت: إنا لله وإنا إليه راجعون، فضحك.
ذكر وفاته
قال عبد الوهاب بن عطاء: أخبرنا ابن عون قال: كانت وصية ابن سيرين: ذكر ما أوصى به محمد بن أبي عمرة بنيه وأهله، أن يتقوا الله ويصلحوا ذات بينهم، وأن يطيعوا الله ورسوله إن كانوا مؤمنين، وأوصاهم
بما أوصى به إبراهيم بنيه ويعقوب: {يَا بَنِيَّ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى لَكُمُ الدِّينَ فَلا تَمُوتُنَّ إِلا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ} وأوصاهم أن لا يدعوا أن يكونوا إخوان الأنصار ومواليهم في الدين، فإن العفاف والصدق خيرٌ وأبقى وأكرم من الزنا والكذب، وأوصى فيما ترك إن حدث بي حدثٌ قبل أن أغير وصيتي.
قال ابن سعد: أخبرنا بكار بن محمد، قال: حدثني أبي، عن أبيه عبد الله بن محمد بن سيرين قال: لما ضمنت عن أبي دينه قال لي: بالوفاء؟ قلت: بالوفاء، فدعا لي بخير، فقضى عبد الله عنه ثلاثين ألف درهمٍ، فما مات عبد الله حتى قومنا ماله ثلاثمائة ألف درهمٍ أو نحوها.
وقال أيوب: أنا زررت على محمد، يعني القميص لما كفنه.
وروى أيوب، عن محمد أنه كان يأمر أن يجعل لقميص الميت أزرار ويكف.
قال غير واحدٍ: مات ابن سيرين بعد الحسن بمائة يوم، وذلك في سنة عشرٍ ومائة، وعاش بضعاً وثمانين سنة، وقد مر مولده أنه في خلافة عمر.
قال خالد بن خداش: حدثنا حماد بن زيد قال: مات ابن سيرين لتسعٍ مضين من شوال سنة عشرٍ ومائة.
قال أبو صالح كاتب الليث: حدثني يحيى بن أيوب أن رجلين تآخيا فتعاهدا إن مات أحدهما قبل صاحبه أن يخبره بما وجد، فمات أحدهما فرآه صاحبه في النوم، فسأله عن الحسن البصري، قال: ذاك ملك في الجنة لا يعصى، قال: فابن سيرين؟ قال: ذاك فيما شاء واشتهى، وشتان ما بينهما، قال: فبأي شيء أدرك الحسن؟ قال: بشدة الخوف والحزن.
وقال المحاربي: حدثنا الحجاج بن دينار قال: كان الحكم بن جحل صديقاً لابن سيرين، فحزن على ابن سيرين حتى كان يعاد، ثم قال بعد: رأيته في المنام في حال كذا وكذا، فسألته لما سرني: فما صنع الحسن؟ قال: رفع فوقي سبعين درجة، قلت: بم؟ فقد كنا نرى أنك فوقه؟ قال: بطول الحزن. رواهما جماعة عن المحاربي.
226 -
د ق:
محمد بن طلحة بن يزيد بن ركانة القرشي المطلبي المكي
، ثم المدني.
عن: إبراهيم بن سعد بن أبي وقاص، وعكرمة، وسالم بن عبد الله. وعنه: عمرو بن دينار مع تقدمه، ومحمد بن إسحاق، وجماعة.
قيل: توفي في أول خلافة هشام، وثقه يحيى بن معين، وتوفي أخوه يزيد بن طلحة بعده بيسير.
227 -
ع:
محمد بن عباد بن جعفر القرشي المخزومي المكي
.
عن جده لأمه عبد الله بن السائب، وأبي هريرة، وابن عباس، وجابر، وجماعة. وعنه: زياد بن إسماعيل، وابن جريج، والأوزاعي، وآخرون.
وكان ثقة نبيلاً.
228 -
ع:
محمد بن كعب القرظي أبو حمزة
، ويقال: أبو عبد الله، وهو محمد بن كعب بن حيان بن سليم.
كان أبوه من سبي بني قريظة فنزل الكوفة، وولد له بها محمد فيما قيل.
وقد أخبرنا محمد بن قايماز وغيره قالوا: أخبرنا ابن اللتي، قال: أخبرنا أبو الوقت، قال: أخبرنا أبو إسماعيل الحافظ، قال: أخبرنا عبد الجبار بن الجراح، قال: أخبرنا ابن محبوب، قال: حدثنا أبو عيسى الترمذي: قال: سمعت قتيبة يقول: بلغني أن محمد بن كعب القرظي ولد في حياة النبي صلى الله عليه وسلم.
وقيل: نشأ محمد بالكوفة، ثم تحول به أبوه إلى المدينة، واشترى بها أملاكاً.
روى عن علي، وابن مسعود، وأبي الدرداء، وأبي أيوب، وفضالة بن عبيد، وأبي هريرة، وكعب بن عجرة، وزيد بن أرقم، وابن عباس، وجابر،
وشبث بن ربعي، وأبان بن عثمان، وغيرهم، وأحسب روايته عن علي وذويه مرسلة. وقد قال أبو داود: سمع من علي، وابن مسعود. وعنه: محمد بن المنكدر، وزيد بن أسلم، والحكم بن عتيبة، ويزيد بن الهاد، وابن عجلان، وأسامة بن زيد الليثي، وعاصم بن محمد العمري، وأبو المقدام هشام بن زياد، وأبو معشر نجيح، وعبد الرحمن بن أبي الموال، وآخرون.
روى عنه أبو المقدام قال: قدمت على عمر بن عبد العزيز بخناصرة وكان عهدي به وهو أمير على المدينة حسن الجسم والشعر، وقد حال لونه ونحل جسمه.
قال ابن سعد: كان محمد بن كعب ثقةً عالماً كثير الحديث ورعاً من حلفاء الأوس.
وذكر البخاري أن أباه كعباً كان ممن لم ينبت يوم قريظة فترك.
وحدثنا ابن بشار قال: حدثنا أبو بكر، قال: حدثنا الضحاك بن عثمان، عن أيوب بن موسى، قال: سمعت محمد بن كعب القرظي قال: سمعت ابن مسعود، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: من قرأ حرفاً من كتاب الله فله حسنة.
الفسوي قال: حدثنا سعيد بن أبي مريم، قال: حدثنا نافع بن يزيد، قال: حدثنا أبو صخر، عن عبد الله بن مغيث بن أبي بردة، عن أبيه، عن جده سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول: يخرج من أحد الكاهنين رجل يدرس القرآن دراسةً لا يدرسها أحد بعده. قال نافع بن يزيد: قال ربيعة: فكنا نقول:
هو محمد بن كعب. والكاهنان: قريظة والنضير. رواه ابن وهب عن عمرو بن الحارث، عن أبي صخر حميد بن زياد بنحوه.
يعقوب بن عبد الرحمن الإسكندراني، عن أبيه: سمعت عون بن عبد الله يقول: ما رأيت أحداً أعلم بتأويل القرآن من القرظي.
زهير بن عباد: حدثني أبو كثير البصري قال: قالت أم محمد بن كعب: يا بني لولا أني أعرفك صغيراً طيباً وكبيراً طيباً لظننت أنك أذنبت ذنباً موبقاً لما أراك تصنع بنفسك! قال: يا أمتاه، وما يؤمنني أن يكون الله تعالى قد اطلع علي وأنا في بعض ذنوبي فمقتني فقال: اذهب فلا أغفر لك، مع أن عجائب القرآن توردني على أمورٍ حتى إنه لينقضي الليل ولم أفرغ من حاجتي.
ابن المبارك: حدثنا عبد الله بن عبد الرحمن بن موهب قال: سمعت محمد بن كعب يقول: لأن أقرأ في ليلتي حتى أصبح بإذا زلزلت، والقارعة، وأتردد وأتفكر، أحب إلي من أن أهذ القرآن ليلتي هذاً، أو قال: أنثره نثراً.
بسرة بن صفوان: حدثنا أبو معشر، عن محمد بن عبيد قال: رجع محمد بن كعب إلى منزله من الجمعة، فلما كان ببعض الطريق جلس هو وأصحابه، فقال لهم: ما تتمنون أن تفطروا عليه؟ قالوا كلهم: طبيخ، قال: تعالوا ندعوا الله أن يرزقنا طبيخاً، فدعوا الله، فإذا خلفهم مثل رأس الجزور يفور، فأكلوا.
موسى بن عبيدة، عن محمد بن كعب قال: إذا أراد الله بعبدٍ خيراً زهده في الدنيا وفقهه في الدين وبصره بعيوبه.
نعيم بن حماد قال: حدثنا ابن المبارك، عن عبد العزيز قال: أصاب محمد بن كعب القرظي مالاً، فقيل له: ادخر لولدك، قال: لا، ولكن أدخره لنفسي عند ربي، وأدخر ربي لولدي.
أبو المقدام هشام بن زياد، عن محمد بن كعب، أنه سئل عن علامة
الخذلان، قال: أن يستقبح الرجل ما كان يستحسن، ويستحسن ما كان قبيحاً.
عن محمد بن فضيل قال: كان لمحمد بن كعب جلساء كانوا من أعلم الناس بالتفسير، وكانوا مجتمعين في مسجد الربذة، فجاءت زلزلة، فسقط عليهم المسجد، فماتوا جميعاً تحته.
قال حجاج الأعور، وأبو معشر، وأبو نعيم، وقعنب: توفي محمد بن كعب القرظي سنة ثمانٍ ومائة.
وقال الهيثم، والفلاس، وخليفة، وأبو عبيد وآخرون: سنة سبع عشرة ومائة.
وروى هذا ابن سعد، عن الواقدي.
وقال أحمد بن أبي خيثمة، عن ابن معين: سنة عشرين ومائة، وهو قول عن الهيثم أيضاً.
وغلط أبو عمر الضرير فقال: سنة تسعٍ وعشرين ومائة.
وسأعيده في الطبقة الآتية مختصراً.
229 -
محمد بن مروان بن الحكم بن أبي العاص الأموي الأمير
.
سمع أباه، وعنه: الزهري، وغيره.
ولي الجزيرة لأخيه عبد الملك، وأمه أم ولد.
روى الأصمعي، عن عيسى بن عمر قال: كان محمد بن مروان قوياً في بدنه، شديد البأس، فكان عبد الملك يحسده على ذلك، وكان يفعل أشياء لا يزال يراها منه، فلما استوثق الأمر لعبد الملك جعل يبدي له الشيء بعد الشيء مما في نفسه، ويقابله بما يكره، فلما رأى محمد ذلك تهيأ للرحيل إلى أرمينية، وأصلح جهازه، ورحلت إبله، ودخل يودع أخاه، فقال له: ما بعثك على ذلك! فأنشأ يقول:
وإنك لا ترى طرداً لحر كإلصاق به بعض الهوان فلو كنا بمنزلة جميعاً جريت وأنت مضطرب العنان
فقال: أقسمت عليك إلا ما أقمت، فوالله لا رأيت مكروهاً بعدها، فأقام.
ولمحمدٍ عدة وقعات ومصافاتٍ مع الروم لعنهم الله، ذكرها ابن عائذ وغيره. وهو والد مروان الخليفة.
قال خليفة: توفي سنة إحدى ومائة.
230 -
ع:
محمد بن المنتشر بن الأجدع الهمداني الكوفي
.
عن أبيه وعمه مسروق، وأم المؤمنين عائشة، وابن عمر. وعنه: ابنه إبراهيم، وعبد الملك بن عمير، ومجالد بن سعيد، وآخرون.
231 -
محمد بن نشر الهمداني مؤذن محمد ابن الحنفية
.
روى عن: ابن الحنفية، وعلي بن الحسين، ومسروق. وعنه: علي بن الحزور، وليث بن أبي سليم، وكثير النواء، ومجالد.
خرج له البخاري في الأدب خارج الصحيح.
232 -
محمد بن يزيد مولى الأنصار
.
من صحابة عمر بن عبد العزيز. روى عنه: داود بن أبي هند، ولما قتل أهل إفريقية متوليهم يزيد بن أبي مسلم لعسفه أخرجوا محمد بن يزيد من سجنه وأمروه عليهم، فأقره يزيد بن عبد الملك. وكان قد كتب الرسائل لعبد الملك بن مروان، وقلما روى.
233 -
ت:
محمد بن يوسف بن عبد الله بن سلام المدني
.
روى عن أبيه، وأبي سعيد الخدري، وعبد الله بن الزبير. وعنه: عثمان
ابن الضحاك، وعبد الملك بن عمير، ومحمد بن عجلان.
234 -
مسافع بن عبد الله بن شيبة بن عثمان القرشي العبدري الحجبي المكي
، أبو سليمان.
عن أبيه عبد الله الأكبر، وعمته صفية، والحسين بن علي، وعبد الله بن عمرو، وجده شيبة. وعنه: ابن ابن عمه مصعب بن شيبة، وابن عمته منصور ابن صفية، والزهري، وجويرية بن أسماء.
وثقه العجلي وغيره.
235 -
ت:
مسلم بن جندب الهذلي أبو عبد الله قاضي أهل المدينة وقارئهم
.
قرأ القرآن على عبد الله بن عياش القارئ، وابن عمر، وروى عن أبي هريرة، وحكيم بن حزام، وابن عمر. قرأ عليه القرآن نافع، وهو أحد شيوخه الخمسة، وحدث عنه: ابنه عبد الله، وزيد بن أسلم، ومحمد بن عمرو بن حلحلة، وابن أبي ذئب، وآخرون، رزقه عمر بن عبد العزيز دينارين في الشهر، وكان قبل ذلك يقضي بلا رزق.
قال أبو بكر بن مجاهد: كان مسلم بن جندب من فصحاء الناس.
قال عمر بن عبد العزيز: من أحب أن يسمع القرآن فليسمع قراءة مسلم بن جندب.
وقال أحمد بن يزيد الحلواني، عن قالون: كان أهل المدينة لا يهمزون، حتى همز ابن جندب فهمزوا قوله {مُسْتَهْزِئُونَ} و {يَسْتَهْزِئُ}
قلت: ذكره أبو عمرو الداني، ولم يذكر أنه قرأ على غير عبد الله بن عياش بن أبي ربيعة.
قال ابن حبان في كتاب الثقات: توفي مسلم بن جندب سنة ستٍ ومائة.
وقال ابن سعد: توفي في خلافة هشام.
236 -
د ن ق:
مسلم بن مشكم الخزاعي أبو عبيد الله الدمشقي كاتب أبي الدرداء
.
روى عن أبي الدردراء، وأبي ثعلبة الخشني، وعوف بن مالك الأشجعي، وعمرو بن غيلان الثقفي. وقيل: إنه قرأ القرآن على أبي الدرداء.
روى عنه: زيد بن واقد، وجعفر بن الزبير، وعبد الله بن زبر، وعبد الرحمن بن يزيد بن جابر، وآخرون.
وثقه دحيم، وكان كبير القدر طويل العمر.
237 -
د ن ق: مسلم بن يسار.
عابد أهل البصرة وعالمهم مع الحسن، ومن كان يضرب به المثل في صلاته وخشوعه، ومن قال الحسن البصري لما توفي، وامعلماه.
قد ذكر في الطبقة الماضية، قال خليفة والفلاس: مات سنة مائة، وقال الهيثم: سنة إحدى ومائة.
238 -
مسلم بن يسار.
روى عن: عبد الله بن عمر. وعنه: عمرو بن دينار.
هذا حجازي.
239 -
د ت ق:
مسلم بن يسار أبو عثمان الطنبذي
.
روى عن: أبي هريرة. وعنه: عمرو بن أبي نعيمة، وغيره، وكان رضيع عبد الملك بن مروان.
240 -
ع:
المسيب بن رافع أبو العلاء الأسدي الكاهلي الكوفي
.
روى عن: جابر بن سمرة، وأبي سعيد الخدري، والبراء بن عازب، وجماعة. وعنه: ابنه العلاء بن المسيب، وعاصم بن أبي النجود، وأبو إسحاق السبيعي، ومنصور، والأعمش، وآخرون.
قال ابن معين: لم يسمع أحداً من الصحابة إلا البراء بن عازب، وأبا إياس عامر بن عبدة.
قال معن بن عيسى القزاز: حدثني إسحاق بن يحيى بن طلحة أن عمر بن هبيرة دعا المسيب بن رافع ليوليه القضاء، فقال: ما يسرني أني وليت القضاء وأن لي سواري مسجدكم هذا ذهباً.
ذكره ابن سعد فقال: قالوا: توفي المسيب بن رافع سنة خمسٍ ومائة.
241 -
ع:
مصعب بن سعد بن أبي وقاص أبو زرارة الزهري المدني
.
عن أبيه، وعلي، وطلحة بن عبيد الله، وصهيب، وابن عمر، وآخرين. وعنه: سماك بن حرب، والحكم بن عتيبة، وإسماعيل السدي، وموسى الجهني، والزبير بن عدي، وجماعة.
ذكره ابن سعد وقال: كان ثقةً كثير الحديث، توفي رحمه الله سنة ثلاثٍ ومائة.
242 -
ق:
مضارب بن حزن التميمي المجاشعي البصري
.
عن: أبي هريرة، ومعاوية، وأم الدرداء. وعنه قتادة، والجريري، وغيرهما.
وثقه العجلي.
243 -
خ د ت ن:
معاذ بن رفاعة بن رافع الزرقي المدني أخو عبيد بن رفاعة
.
روى عن أبيه، وجابر بن عبد الله. وعنه: ابن ابن أخيه رفاعة بن يحيى، ويزيد بن عبد الله بن الهاد، ومحمد بن إسحاق، وآخرون.
ثقة.
244 -
ن ق:
معاوية بن عبد الله بن جعفر بن أبي طالب بن عبد المطلب الهاشمي المدني
.
وفد على يزيد بن معاوية، وطالت حياته إلى أن وفد على يزيد بن عبد الملك. روى عن: أبيه، ورافع بن خديج، والسائب بن يزيد. روى عنه: ابنه عبد الله، وعبد الرحمن بن هرمز الأعرج، والزهري، ويزيد بن عبد الله بن الهاد، وآخرون.
وهو قليل الحديث، نبيل فاضل، وفد على يزيد بن معاوية، وبقي إلى أن وفد على يزيد بن عبد الملك، وكان صديقاً ليزيد بن معاوية خاصاً به.
وذكر جويرية بن أسماء أن معاوية وفى عن أبيه عبد الله بن جعفر من الديون ألف ألف درهم.
245 -
خ م ن ق:
معبد بن كعب بن مالك الأنصاري السلمي المدني
.
عن: أبي قتادة، وجابر بن عبد الله، ولم يرو عن أبيه بل عن أخويه عبد الله، وعبيد الله عن أبيهما. وعنه العلاء بن عبد الرحمن، ووهب بن كيسان، وعقيل بن خالد، ومحمد بن إسحاق.
وقع لنا حديثه عالياً في الدارمي وهو: حدثنا أحمد بن خالد، قال: حدثنا ابن إسحاق عنه، عن أبي قتادة حديث: من قال علي ما لم أقل.
246 -
ق:
مغيث بن سمي الأوزاعي الشامي
.
عن عبد الله عمرو، وابن الزبير، وابن عمر، وكعب الأحبار. وعنه: عاصم بن أبي النجود، وزيد بن واقد، وعبد الرحمن بن يزيد بن جابر، وغيرهم.
ويقال: إنه أدرك ألفاً من الصحابة، وكان أخبارياً صاحب كتب كوهب، وأبي الجلد، وثقه أبو داود.
247 -
4:
المغيرة بن أبي بردة
ويقال المغيرة بن عبد الله بن أبي بردة، حجازي.
روى عن أبي هريرة، وزياد بن نعيم. وعنه: سعيد بن سلمة المخزومي، ويحيى بن سعيد الأنصاري، ويزيد بن محمد القرشي، وموسى بن أشعث البلوي.
248 -
ت ن ق:
المغيرة بن سبيع العجلي
.
عن عمرو بن حريث، وابن بريدة، له حديثان. روى عنه: أبو فروة
الهمداني، وأبو التياح يزيد بن حميد، وأبو سنان الشيباني الكبير.
249 -
4:
المغيرة بن شبيل الأحمسي الكوفي
.
عن جرير بن عبد الله البجلي، وطارق بن شهاب، وقيس بن أبي حازم. وعنه: جابر الجعفي، والأعمش، ويونس بن أبي إسحاق، وكان ثقة.
250 -
م 4:
ممطور أبو سلام الدمشقي الأعرج الأسود الحبشي
، وهذه نسبته إلى حي من حمير لا إلى الحبشة.
من ثقات الشاميين وعلمائهم الأعلام. روى عن: علي، وأبي ذر، وعبادة بن الصامت، وحذيفة بن اليمان، وثوبان، وعمرو بن عبسة، والنعمان بن بشير، وأبي أمامة، وأبي أسماء الرحبي، وعبد الرحمن بن غنم، وطائفة. وعنه حفيداه: زيد، ومعاوية ابنا سلام بن أبي سلام، ومكحول، وعبد الرحمن بن يزيد بن جابر، وابن زبر، والأوزاعي، وآخرون. روى عنه بالإجازة يحيى بن أبي كثير جماعة أحاديث.
وقد استقدمه عمر بن عبد العزيز في خلافته من دمشق إلى خناصرة ليشافهه بما سمع في ذكر الحوض من ثوبان، فقال لعمر: شققت علي، فاعتذر إليه.
وثقه أحمد بن عبد الله العجلي.
وقال أبو مسهر الدمشقي: سمع أبو سلام ببيت المقدس من عبادة بن الصامت.
قلت: وهو بكنيته أشهر.
251 -
ع:
منذر بن يعلى أبو يعلى الثوري الكوفي
.
لازم محمد ابن الحنفية، وحفظ عنه، وعن الربيع بن خثيم، وسعيد
ابن جبير. وعنه: سعيد بن مسروق الثوري، والأعمش، ومحمد بن سوقة، وفطر بن خليفة، وآخرون.
وثقه يحيى بن معين.
252 -
د ت ن:
مهاجر بن عكرمة بن عبد الرحمن المخزومي المدني
.
عن: جابر بن عبد الله، وعن ابن عمه عبد الله بن أبي بكر. عنه: يحيى بن أبي كثير، وسويد بن حجير.
253 -
مهاجر بن عمرو النبال
.
عن ابن عمر، وعنه: عثمان بن أبي زرعة الثقفي، وليث بن أبي سليم، وصفوان بن عمرو الحمصي.
له فيمن لبس ثوب شهرة.
254 -
ع:
مورق العجلي
. أبو المعتمر.
بصري كبير القدر، وأظنه توفي في الطبقة الماضية. روى عن عمر وأبي الدرداء، وأبي ذر، وابن عمر، وجندب، وعبد الله بن جعفر، وجماعة. وعنه: توبة العنبري، وقتادة، وعاصم الأحول، وحميد الطويل، وإسماعيل بن أبي خالد.
قال ابن سعد: كان ثقةً عابداً، توفي في ولاية عمر بن هبيرة على العراق.
قال يوسف بن عطية: حدثنا معلى بن زياد قال: قال مورق العجلي: ما من أمرٍ يبلغني أحب إلي من موت أحب أهلي إلي، وقال: تعلمت الصمت
في عشر سنين وما قلت شيئاً قط إذا غضبت أندم عليه إذا زال غضبي.
وقال حماد بن زيد، عن جميل بن مرة قال: كان مورق يجيئنا فيقول: أمسكوا لنا هذه الصرة فإن احتجتم فأنفقوها، فيكون آخر عهده بها.
قال جعفر بن سليمان: كان مورق يتجر فيصيب المال، فلا تأتي عليه جمعة وعنده منه شيء.
255 -
ع:
موسى بن طلحة بن عبيد الله
، أبو عيسى القرشي التيمي المدني نزيل الكوفة.
روى عن أبيه: وعثمان، وعلي، وأبي ذر، وأبي أيوب، وعائشة، وأبي هريرة. وعنه: ابنه عمران، وحفيده سليمان بن عيسى، وبنو إخوته معاوية، وموسى ابنا إسحاق بن طلحة، وطلحة، وإسحاق ابنا يحيى، وسماك بن حرب، وبيان بن بشر، وعبد الملك بن عمير، وعثمان بن عبد الله بن موهب، وولداه محمد، وعمرو ابنا عثمان، وآخرون.
قال أبو حاتم الرازي: هو أفضل ولد طلحة بعد محمد.
قلت: ولد لطلحة جماعة أولاد، فأجلهم محمد، وقد قتل مع أبيه يوم الجمل، ثم أفضلهم موسى، ثم عيسى، وقد مر سنة مائة، وإخوتهم يحيى وله عدة بنين، ويعقوب كان أحد الأجواد قتل يوم الحرة، وزكريا وهو ابن أم كلثوم بنت الصديق، وإسحاق وله عدة أولاد بالكوفة، وعمران وكان له أولاد انقرضوا. ذكر ذلك ابن سعد بعد ترجمة موسى بن طلحة، ويقال: كان يسمى المهدي.
وثقه أحمد العجلي وغيره.
وقال الأسود بن شيبان، عن خالد بن سمير قال: لما ظهر المختار الكذاب بالكوفة هرب منه ناس، فقدموا علينا البصرة، فكان منهم موسى بن
طلحة، وكان في زمانه يرون أنه المهدي فغشيناه، فإذا هو رجل طويل السكوت شديد الكآبة والحزن إلى أن رفع رأسه فقال: والله لأن أعلم أنها فتنة لها انقضاء أحب إلي من كذا وكذا وأعظم الخطر! فقال له رجل: يا أبا محمد، وما الذي ترهب أن يكون أعظم من الفتنة؟ قال: الهرج، قالوا: وما الهرج؟ قال: الذي كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يحدثوننا القتل القتل حتى تقوم الساعة وهم على ذلك.
وروى صالح بن موسى الطلحي، عن عاصم بن أبي النجود قال: فصحاء الناس ثلاثة: موسى بن طلحة التيمي، وقبيصة بن جابر الأسدي، ويحيى بن يعمر، وقال مثل ذلك عبد الملك بن عمير.
وعن موسى بن طلحة قال: صحبت عثمان رضي الله عنه ثنتي عشرة سنة.
وقال ابن موهب: رأيت موسى بن طلحة يخضب بالسواد.
وقال عيسى بن عبد الرحمن: رأيت على موسى بن طلحة برنس خز.
توفي آخر سنة ثلاثٍ ومائة على الصحيح.
256 -
ع:
نافع أبو محمد الغفاري المدني الأقرع
.
روى عن أبي قتادة الحارث بن ربعي مولاه، وأبي هريرة. وعنه: الزهري، وسالم أبو النضر، وسعد بن إبراهيم، وصالح بن كيسان، وعمر بن كثير بن أفلح، وأسيد بن أبي أسيد البراد.
وقيل: ولاؤه لعقيلة الغفارية.
257 -
ع:
النضر بن أنس بن مالك بن النضر الأنصاري البصري
.
عن أبيه وابن عباس، وزيد بن أرقم، وبشير بن نهيك. وعنه: قتادة، وعاصم الأحول، وسعيد بن أبي عروبة، وحرب بن ميمون.
وثقه النسائي.
258 -
م ت ن ق:
نعيم بن أبي هند الأشجعي الكوفي
واسم أبيه النعمان بن أشيم.
وهو ابن عم سالم بن أبي الجعد، وابن عم أبي مالك الأشجعي. ولأبيه صحبة. روى عن: أبيه ونبيط بن شريط، وسويد بن غفلة، وأبي وائل، وربعي بن حراش، وآخرين. وعنه: ابن عمه أبو مالك سعد بن طارق، وسلمة بن نبيط بن شريط، وسليمان التيمي، ومحمد بن جحادة، وشعبة، وشيبان النحوي، وهما آخر من حدث عنه.
وثقه النسائي.
وقال الفلاس: توفي سنة عشرٍ ومائة.
259 -
د:
هلال بن سراج الحنفي اليمامي
.
روى عن: أبيه، وأبي هريرة، وعبد الله بن عمر. روى عنه: يحيى بن أبي كثير، والدخيل بن إياس، ويحيى بن مطر، وغيرهم.
260 -
هلال بن عبد الرحمن ابن المصري مولى قريش.
عن عبد الله بن عمرو، ومسلمة بن مخلد. وعنه: حفص بن الوليد، ويزيد بن أبي حبيب، وعبد العزيز بن عبد الملك بن مليل.
وفد على عمر بن عبد العزيز، وكذا ابن سراج له وفادة.
261 -
الهيثم بن الأسود أبو العريان المذحجي الكوفي
أحد المعمرين الشعراء، وله شرف وبلاغة وفصاحة.
أدرك علياً رضي الله عنه، وسمع عبد الله بن عمرو، وغزا القسطنطينية سنة ثمانٍ وتسعين مع مسلمة. روى عنه: ابنه العريان، والأعمش، وغيرهما.
وهو صاحب الأبيات المشهورة الرجز في الكبر.
قال أحمد العجلي: ثقةٌ من خيار التابعين.
قال محمد بن زياد ابن الأعرابي: قال عبد الملك بن مروان للهيثم بن الأسود: ما مالك؟ قال: الغنى عن الناس والبلغة الجميلة، فقيل له: لم لم تخبره؟ قال: إني إن أخبرته أنني غنيٌ حسدني، وإن أخبرته أنني فقير حقرني.
حبان بن علي العنزي، عن عبد الملك بن عمير، عن عمرو بن حريث قال: دخل رجل على الهيثم بن الأسود فقال: كيف تجدك يا أبا العريان؟ فقال: أجدني والله قد اسود مني ما أحب أن يبيض، وابيض مني ما أحب أن يسود، واشتد مني ما أحب أن يلين، ولان مني ما أحب أن يشتد، وسأنبئك عن آيات الكبر:
تقارب الخطو وضعفٌ في البصر وقلة الطعم إذا الزاد حضر وقلة النوم إذا الليل اعتكر وكثرة النسيان في ما يدكر وتركي الحسناء من قبل الطهر والناس يبلون كما يبلى الشجر
262 -
الهيثم بن مالك الطائي الشامي الأعمى
.
عن: النعمان بن بشير، وعبد الرحمن بن عائذ، وغيرهما. وعنه: صفوان بن عمرو، وحريز بن عثمان، ويزيد بن أيهم، وأبو بكر بن أبي مريم، ومعاوية بن صالح الحمصيون.
له في الأدب للبخاري.
263 -
وضاح اليمن لقب بالوضاح لحسنه، واسمه عبد الله بن إسماعيل بن عبد كلال.
قيل: إنه وفد على الوليد بن عبد الملك، فأحسن صلته.
له حكاية في اعتلال القلوب للخرائطي في محبته لأم البنين، وله أشعارٌ مليحة.
264 -
م 4:
يحيى بن عبد الرحمن بن حاطب بن أبي بلتعة اللخمي
، أبو محمد المدني، حليف بني أسد بن عبد العزى.
روى عن: أسامة بن زيد، وعائشة، وابن عمر، وعبد الرحمن بن عثمان التيمي. وعنه: أسامة بن زيد الليثي، وبكير بن الأشج، ومحمد بن عمرو، وهشام بن عروة.
وثقه النسائي وغيره.
ولد في إمرة عثمان، وتوفي سنة أربعٍ ومائة.
265 -
ق:
يحيى بن أبي المطاع الأردني
هو ابن أخت بلال بن رباح.
روى عن: العرباض بن سارية، ومعاوية بن أبي سفيان. وعنه: عطاء الخراساني، وعبد الله بن العلاء بن زبر، والوليد بن سليمان بن أبي السائب.
وثقه دحيم.
266 -
خ م ت ن ق:
يحيى بن وثاب الأسدي مولاهم قارئ أهل الكوفة
.
أخذ القراءة عرضاً عن علقمة، والأسود، وعبيدة، ومسروق، وزر، وأبي عمرو الشيباني، وأبي عبد الرحمن السلمي. روى عنه القراءة عرضاً: طلحة بن مصرف، والأعمش، وأبو حصين، وحمران بن أعين. قاله أبو عمرو الداني.
وقال محمد بن جرير الطبري: كان مقرئ أهل الكوفة في زمانه.
قال الأعمش: كان يحيى بن وثاب لا يقرأ: بسم الله الرحمن الرحيم، في عرض ولا في غيره.
وقال أبو بكر بن عياش: كنت إذا قرأت على عاصم قال: اقرأ قراءة يحيى بن وثاب، فإنه قرأ على عبيد بن نضيلة كل يومٍ آية.
وروى يحيى بن عيسى، عن الأعمش قال: كان يحيى بن وثاب من أحسن الناس قراءةً، وكان إذا قرأ لم تحس في المسجد حركةً، كأن ليس في المسجد أحد.
وقال: عبيد الله بن موسى: كان الأعمش يقول: يحيى بن وثاب أقرأ من بال على التراب.
وعن غير واحد قالوا: قرأ يحيى بن وثاب على عبيد بن نضيلة.
وقال أحمد بن جبير الأنطاكي: حدثنا الكسائي قال: حدثنا زائدة قال: قلت للأعمش: على من قرأ يحيى؟ قال: على علقمة، والأسود، ومسروق.
وقال يحيى بن آدم: حدثني حسن بن صالح، قال: قرأ يحيى على علقمة، وقرأ علقمة على ابن مسعود.
قلت: وحدث عن ابن عباس، وابن عمر، ومسروق، وأبي عبد الرحمن السلمي. وعنه: الأعمش، وعاصم بن أبي النجود، وأبو العميس، وأبو حصين عثمان بن عاصم وآخرون.
وكان من جلة العلماء، له قدر وفضل وعبادة، قال الأعمش: كنت إذا رأيت يحيى بن وثاب قلت: هذا قد وقف للحساب، وإذا كان في الصلاة كأنما يخاطب رجلاً.
وقال محمد بن سعد: كان ثقةً قليل الحديث، صاحب قرآن. توفي بالكوفة سنة ثلاثٍ ومائة.
267 -
م 4:
يزيد بن الأصم أبو عوف العامري البكائي الكوفي
، نزيل الرقة.
روى عن: خالته أم المؤمنين ميمونة، وعن ابن خالته عبد الله بن عباس، وأبي هريرة ومعاوية. وعنه: ابنا أخيه عبد الله، وعبيد الله ابنا عبد الله، والزهري، وجعفر بن برقان، وأبو إسحاق الشيباني سليمان.
وكان ثقةً إماماً، كثير الحديث، وأمه هي برزة بنت الحارث الهلالية.
عن عبيد الله بن عبد الله بن الأصم، عن عمه قال: دخلت على خالتي ميمونة، فوقفت في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم أصلي فبينا أنا كذلك، إذ دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم، فاستحيت خالتي، لوقوفي في مسجده، فقالت: يا رسول الله، ألا ترى إلى هذا الغلام وريائه، فقال: دعيه، فلأن يرائي بالخير، خير من أن يرائي بالشر.
هذا حديث منكر لا يصح بوجهٍ. وقد أخرج ابن مندة يزيد في الصحابة معتمداً على هذا الخبر الساقط، وقال: اسم الأصم عمرو، وقيل يزيد بن عبد عمرو.
توفي يزيد بن الأصم سنة ثلاثٍ ومائة. قاله الواقدي وأبو عبيدة.
وقال خليفة: سنة أربعٍ.
268 -
يزيد بن حصين بن نمير السكوني الحمصي
، من أشراف العرب.
سمع: أباه، وروى عن معاذ بن جبل. وكان من أمراء مروان بن الحكم وبنيه.
حكى عنه علي بن رباح، وغير واحد.
توفي سنة ثلاثٍ ومائة.
269 -
يزيد بن الحكم بن أبي العاص الثقفي البصري الشاعر
.
له نظم فائق وشعر سائر. مدح سليمان بن عبد الملك وغيره، وروى عن عمه عثمان بن أبي العاص. وعنه: معاوية بن قرة، وعبد الرحمن بن إسحاق القرشي. وقد ولاه الحجاج لشرفه وقرابته منه مملكة فارس، فلما دخل ليودعه أنشد أبياتاً يفتخر فيها، منها:
وأبي الذي سلب ابن كسرى رايةً بيضاء تخفق كالعقاب الطائر
فغضب الحجاج من فخره وعزله، فهجاه، ولحق بسليمان بن عبد الملك، فقال له سليمان: كم كان الحجاج جعل لك على ولاية فارس؟ قال: عشرين ألفاً، قال: هي لك ما عشت. ومن شعره:
شريت الصبا والجهل بالحلم والتقى وراجعت عقلي والحليم يراجع أبى الشيب والإسلام أن أتبع الهوى وفي الشيب والإسلام للمرء وازع
270 -
م د ن:
يزيد بن حيان التيمي الكوفي
.
عن زيد بن أرقم وغيره. وعنه: ابن أخيه أبو حيان يحيى بن سعيد التيمي، وسعيد بن مسروق، وفطر بن خليفة.
وثقه النسائي.
271 -
د ت ق:
يزيد بن شريح الحضرمي الحمصي
.
عن عائشة، وثوبان، وأبي أمامة، وكعب، وأبي حي المؤذن شداد بن حي. وعنه: حبيب بن صالح، ويحيى بن جابر الطائي، وثور بن يزيد، ومحمد بن الوليد الزبيدي، وآخرون.
قال الدارقطني: يعتبر به.
272 -
سوى ت:
يزيد بن صهيب الفقير أبو عثمان الكوفي
.
روى عن ابن عمر، وأبي سعيد، وجابر بن عبد الله. وعنه: جعفر بن برقان، وأبو حنيفة، ومسعر، وآخرون.
قال أبو حاتم وغيره: صدوق.
273 -
ع:
يزيد بن عبد الله بن الشخير أبو العلاء العامري البصري
، أحد الأئمة.
عن: أبيه، وأخيه مطرف، وعمران بن حصين، وعائشة، وعثمان بن أبي العاص، وأبي هريرة، وعياض بن حمار وطائفة. وعنه: قتادة، والجريري، والحذاء، وسليمان التيمي، وكهمس، وقرة بن خالد.
وكان يقول: أنا أكبر من الحسن بعشر سنين.
وكان ثقةً فاضلاً، ورد أنه كان يقرأ في المصحف حتى يغشى عليه.
توفي سنة ثمانٍ ومائة، وقيل: سنة إحدى عشرة.
274 -
يزيد بن عبد الملك بن مروان بن الحكم أمير المؤمنين
، أبو خالد الأموي الدمشقي.
ولي الخلافة بعد عمر بن عبد العزيز بعهدٍ من أخيه سليمان، معقود في تولية عمر بن عبد العزيز كما ذكرنا، وأمه عاتكة بنت يزيد بن معاوية. ولد سنة إحدى أو اثنتين وسبعين.
قال سعيد بن عفير: كان جسيماً أبيض مدور الوجه أفقم لم يشب.
قال عبد الرحمن بن يزيد بن جابر: بينا نحن عند مكحول، إذ أقبل يزيد
ابن عبد الملك، فهممنا أن نوسع له، فقال مكحول: دعوه يجلس حيث انتهى به المجلس، يتعلم التواضع.
أبو ضمرة، عن محمد بن موسى بن عبد الله بن يسار قال: إني لجالس في مسجد النبي صلى الله عليه وسلم، وقد حج يزيد بن عبد الملك قبل أن يكون خليفةً، فجلس مع المقبري، وابن أبي العتاب، إذ جاء أبو عبد الله القراظ، فوقف عليه فقال: أنت يزيد بن عبد الملك؟ فالتفت يزيد إلى الشيخين فقال: أمجنونٌ هذا! فذكروا له فضله وصلاحه وقالوا: هذا أبو عبد الله القراظ صاحب أبي هريرة، حتى رق له ولان، فقال: نعم أنا يزيد، فقال له: ما أجملك، إنك لتشبه أباك إن وليت من أمر الناس شيئاً، فاستوص بأهل المدينة خيراً، فأشهد على أبي هريرة لحدثني عن حبه وحبي صاحب هذا البيت، وأشار إلى الحجرة: أنه صلى الله عليه وسلم خرج إلى ناحية من المدينة، يقال لها: بيوت السقيا، وخرجت معه، فاستقبل القبلة ورفع يديه فقال:«إن إبراهيم خليلك دعاك لأهل مكة، وأنا نبيك ورسولك أدعوك لأهل المدينة، اللهم بارك لهم في مدهم وصاعهم وقليلهم وكثيرهم، ضعفي ما باركت لأهل مكة، اللهم ارزقهم من ها هنا وها هنا، وأشار إلى نواحي الأرض كلها، اللهم من أرادهم بسوءٍ فأذبه كما يذوب الملح في الماء» . ثم التفت إلى الشيخين فقال: ما تقولان؟ قالا: حديثٌ معروفٌ مرويٌ، وقد سمعنا أيضاً أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: من أخاف أهل المدينة فقد أخاف ما بين هذين. وأشار كل واحدٍ منهما إلى قلبه.
رواه ابن أبي خيثمة في تاريخه عن الحزامي عنه.
قال ابن وهب: حدثنا عبد الرحمن بن زيد بن أسلم قال: لما توفي عمر بن عبد العزيز وولي يزيد قال: سيروا بسيرة عمر بن عبد العزيز، قال: فأتي بأربعين شيخاً فشهدوا له: ما على الخلفاء حساب ولا عذاب.
وقال روح بن عبادة: حدثنا حجاج بن حسان التيمي، قال: حدثنا سليم بن بشير قال: كتب عمر بن عبد العزيز إلى يزيد بن عبد الملك حين احتضر: سلامٌ عليك، أما بعد، فإني لا أراني إلا لما بي، فالله، الله في أمة محمدٍ فإنك تدع الدنيا لمن لا يحمدك، وتفضي إلى من لا يعذرك، والسلام.
قال الزبير بن بكار: حدثنا هارون الفروي، قال: حدثني موسى بن جعفر بن أبي كثير، وابن الماجشون قالا: لما مات عمر بن عبد العزيز قال يزيد: والله ما عمر بأحوج إلى الله مني، فأقام أربعين يوماً يسير بسيرة عمر، فقالت حبابة لخصي له كان صاحب أمره: ويحك قربني منه حيث يسمع كلامي، ولك عشرة آلاف درهم، ففعلوا، فلما مر يزيد بها قالت:
بكيت الصبا جهدا فمن شاء لامني ومن شاء آسى في البكاء وأسعدا ألا لا تلمه اليوم أن يتبلدا فقد منع المحزون أن يتجلدا
والشعر للأحوص، فلما سمعها قال: ويحك قل لصاحب الشرط يصلي بالناس.
وقال يوماً: والله إني لأشتهي أن أخلو بها فلا أرى غيرها، فأمر ببستانٍ له فهيئ، وأمر حاجبه أن لا يعلمه بأحدٍ، قال: فبينما هو معها أسر شيء بها، إذ حذفها بحبة رمانٍ أو بعنبة، وهي تضحك، فوقعت في فيها، فشرقت فماتت، فأقامت عنده في البيت حتى جيفت أو كادت، واغتم لها، وأقام أياماً، ثم إنه خرج إلى قبرها فقال:
فإن تسل عنك النفس أو تدع الصبا فباليأس أسلو عنك لا بالتجلد وكل خليلٍ زارني فهو قائل من أجلك هذا هامة اليوم أو غد
ثم رجع، فما خرج من منزله إلا على النعش.
قال الهيثم بن عمران العنسي: مات يزيد بن عبد الملك بسواد الأردن، مرض بطرفٍ من السل.
وقال أبو مسهر: مات يزيد بإربد.
وقال غير واحد: مات لخمسٍ بقين من شعبان سنة خمسٍ ومائة، وكانت خلافته أربع سنين وشهراً.
275 -
يزيد بن مرثد الهمداني الصنعاني الدمشقي
.
أرسل عن معاذ وأبي ذر، وأدرك عبادة بن الصامت، وشداد بن أوس، وعنه خالد بن معدان، والوضين بن عطاء، وعبد الرحمن بن يزيد بن جابر.
وكان خاشعاً بكاءً عابداً عالماً، وهو الذي يقول: والله لو أن تواعدني إن أنا عصيته أن يسجنني في الحمام لكان حرياً أن لا تنقطع دموع عيني.
وقيل: إنه طلب للقضاء، فقعد يأكل في الطريق، فتخلص بذلك، ورغبوا عنه.
وقد أرسل عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: العنكبوت شيطانٌ فاقتلوه.
276 -
يزيد بن أبي مسلم أبو العلاء الثقفي
، مولاهم الأمير، كاتب الحجاج ووزيره وخليفته بعد موته على العراق.
أقره الوليد على إمرة العراق أربعة أشهرٍ، ومات الوليد، فعزله سليمان، وكان رأساً في الكتابة، فهم سليمان أن يجعله كاتبه، فقال عمر: نشدتك الله يا أمير المؤمنين أن تحيي ذكر الحجاج، قال: إني قد كشفت عليه فلم أجد عليه خيانةً، فقال عمر بن عبد العزيز: إبليس أعف منه عن الدينار والدرهم، وقد أهلك الخلق، فترك ذلك، ثم ولاه إفريقية، فبقي على المغرب سنةً، وفتكوا به، لأنه أساء السيرة وظلم، وفي المغاربة زعارةٌ ويبس، فقتلوه وأراح الله منه في سنة اثنتين ومائة.
وكان قصيراً قبيح الوجه، ذا بطنٍ، ثم ولوا عليهم محمد بن يزيد مولى الأنصار، وقد ذكرناه.
277 -
يزيد بن المهلب بن أبي صفرة الأزدي الأمير
.
قتل في صفر سنة اثنتين ومائة كما مر في ترجمة عدي بن أرطاة.
وكان شريفاً جواداً بطلاً شجاعاً من جلة أمراء زمانه، ولكنه تحرك بحركةٍ ناقصة أفضت إلى استئصال شأفة أهل بيته، وقد تقدم بعض ذلك في الحوادث، والله أعلم.
278 -
د:
يزيد بن نمران الدمشقي
ويقال يزيد بن غزوان المذحجي.
روى عن: عمر، وأبي الدرداء، وعنه: مولاه سعيد، وإسماعيل بن عبيد الله، وعبد الرحمن بن يزيد بن جابر.
وقد شهد مرج راهط مع مروان.
• - م 4: أبو الأشعث الصنعاني الدمشقي أصح ما قيل إن اسمه شراحيل بن آدة. تقدم.
279 -
ع:
أبو بردة بن أبي موسى الأشعري الفقيه
، قاضي الكوفة.
روى عن: أبيه، وعلي بن أبي طالب، والزبير بن العوام، وحذيفة، وعبد الله بن سلام، وأبي هريرة، وغيرهم. وعنه: حفيده يزيد بن عبد الله بن أبي بردة، وابنه بلال، وبكير بن عبد الله بن الأشج، وثابت البناني، وقتادة، وأبو إسحاق الشيباني، وخلق كثير.
وكان إماماً ثقةً واسع العلم، قيل اسمه عامر بن عبد الله بن قيس بن حضار، ولي قضاء الكوفة بعد شريح مدةً، ثم عزله الحجاج وولى أخاه أبا بكر.
قال الروياني: حدثنا أحمد ابن أخي ابن وهب، قال: حدثنا عمي، قال: حدثنا عبد الله بن عياش، عن أبيه، أن يزيد بن المهلب ولي خراسان فقال: دلوني على رجلٍ كاملٍ بخصال الخير، فدل على أبي بردة بن أبي موسى، فلما رآه رأى رجلاً فائقاً، فلما كلمه رأى من مخبرته أفضل من مرآته فقال له: إني وليتك كذا وكذا من عملي، فاستعفاه، فأبى، فقال: حدثني أبي أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: من تولى عملاً وهو يعلم أنه ليس له بأهلٍ، فليتبوأ مقعده من النار.
وروى سعيد بن أبي بردة، عن أبيه قال: أرسلني أبي إلى عبد الله بن سلام أتعلم منه.
قال أبو نعيم: توفي سنة أربعٍ ومائة.
وقال الواقدي: توفي سنة ثلاثٍ ومائة.
280 -
م:
أبو بكر بن أنس بن مالك الأنصاري
.
سمع أباه، وعتبان بن مالك، ومحمود بن الربيع، وعنه قتادة، وعلي بن زيد بن جدعان، ويونس بن عبيد.
وثقه أحمد العجلي.
281 -
ع:
أبو بكر بن أبي موسى الأشعري الكوفي
.
عن: أبي هريرة، وأبيه أبي موسى، وابن عباس، وجابر بن سمرة. وعنه: أبو عمران الجوني، وأبو جمرة الضبعي، وحجاج بن أرطاة، ويونس
ابن أبي إسحاق، وآخرون، وكان كوفياً عثمانياً ولي قضاء الكوفة في زمن الحجاج.
282 -
م د ن:
أبو بكر بن عمارة بن رويبة الثقفي الكوفي
.
روى عن: أبيه. وعنه إسماعيل بن أبي خالد، وعبد الملك بن عمير، ومسعر بن كدام.
283 -
خ:
أبو بكر أخو عبد الله بن عبيد الله بن أبي مليكة التيمي المكي
.
عن: عائشة، وعثمان بن عبد الرحمن التيمي، وعبيد بن عمير، وعنه: ابنه عبد الرحمن بن أبي بكر، وهشام بن عروة، وابن جريج، وغيرهم.
خرج له البخاري مقروناً بغيره، وما علمت به بأساً.
• - أبو بكر بن محمد بن عمرو بن حزم في الطبقة الآتية.
284 -
4:
أبو حاجب هو سوادة بن عاصم العنزي
، من رجال السنن.
285 -
م د ت ق:
أبو حرب بن أبي الأسود الدؤلي
.
عن أبيه، وعبد الله بن عمرو بن العاص، وزاذان. وعنه: قتادة، وداود بن أبي هند، وابن جريج، وأبو اليقظان عثمان بن عمير،
وهو بصري مشهور صدوق، له أحاديث. وقد قرأ القرآن على والده، قرأ عليه حمران بن أعين، وغيره.
286 – ع: أبورجاء العطاردي وهو عمران بن ملحان وقيل ابن تيم.
مخضرم أدرك الجاهلية، أسلم بعد الفتح، ولم ير النبي صلى الله عليه وسلم، أخرجه ابن عبد البر في كتاب الصحابة. وقيل: إنه رأى أبا بكر الصديق. حدث عن: عمر، وعلي، وعمران بن حصين، وابن عباس، وسمرة، وتلقن القرآن من أبي موسى الأشعري، وعرضه على ابن عباس، وكان تلاّءً لكتاب الله. قرأ عليه: أبو الأشهب العطاردي وغيره، وحدث عنه أيوب السختياني، وابن عون، وعوف الأعرابي، وسعيد بن أبي عروبة، وسلم بن زرير، وصخر بن جويرية، ومهدي بن ميمون، وخلق كثير.
سمعه جرير بن حازم يقول: هربنا من النبي صلى الله عليه وسلم، فقلت له: ما طعم الدم؟ قال: حلو.
قال الأصمعي: حدثنا أبو عمرو قال: قلت لأبي رجاء: ما تذكر؟ قال: أذكر قتل بسطام، ثم أنشد:
وخر على الألاءة لم يوسد كأن جبينه سيفٌ صقيل
قال الأصمعي: قتل بسطام قبل الإسلام بقليل.
أبو سلمة التبوذكي: قال: حدثنا أبو الحارث الكرماني، ثقة، قال: سمعت أبا رجاء يقول: أدركت النبي وأنا شاب أمرد ولم أر ناساً كانوا أضل من العرب، كانوا يجيئون بالشاة البيضاء فيعبدونها، فيختلسها الذئب، فيأخذون أخرى مكانها فيعبدونها، وإذا رأوا صخرة ً حسنة جاؤوا بها وصلوا إليها، فإذا رأوا أحسن منها رموها، فبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا أرعى الإبل على أهلي، فلما سمعنا بخروجه لحقنا بمسيلمة.
وقيل: اسم أبي رجاء: عثمان بن تيم، وبنو عطارد بطنٌ من تميم،
وبلغنا أن أبا رجاء كان يخضب رأسه دون لحيته.
قال ابن الأعرابي: كان أبو رجاء عابداً، كثير الصلاة وتلاوة القرآن، كان يقول: ما آسى على شيءٍ من الدنيا إلا أن أعفر في التراب وجهي كل يومٍ خمس مرات.
وقال أبو عمر بن عبد البر: كان أبو رجاء رجلاً فيه غفلة وله عبادة، عمر عمرا طويلاً أزيد من مائة وعشرين سنة، مات سنة خمس ومائة.
وقال غيره: مات سنة مائة.
وقال غير واحد: مات سنة سبعٍ ومائة. وقيل: مات سنة ثمانٍ ومائة.
وقال ابن عبد البر: ذكر الهيثم بن عدي، عن أبي بكر بن عياش قال: اجتمع في جنازة أبي رجاء: الحسن البصري، والفرزدق، فقال الفرزدق: يا أبا سعيد، يقول الناس: اجتمع في هذه الجنازة خير الناس وشرهم، فقال الحسن: لست بخير الناس ولست بشرهم، لكن ما أعددت لهذا اليوم يا أبا فراس؟ قال: شهادة أن لا إله إلا الله، وأن محمداً عبده ورسوله، ثم انصرف، فقال:
ألم تر أن الناس مات كبيرهم وقد كان قبل البعث بعث محمد ولم يغن عنه عيش سبعين حجة وستين لما بات غير موسد إلى حفرةٍ غبراء يكره وردها سوى أنها مثوى وضيعٍ وسيد ولو كان طول العمر يخلد واحداً ويدفع عنه عيب عمر عمرد لكان الذي راحوا به يحملونه مقيماً ولكن ليس حيٌ بمخلد نروح ونغدو والحتوف أمامنا يضعن لنا حتف الردى كل مرصد
287 -
م 4:
أبو السليل ضريب بن نقير
. وقيل ابن نفير بالفاء. الجريري البصري.
روى عن: أبي ذر، وأبي هريرة. ولم يلقهما. وعبد الله بن رباح، وزهدم الجرمي. وعنه سليمان التيمي، وسعيد الجريري، وكهمس، وآخرون.
وثقوه.
• - أبو سلام الحبشي، ممطور قد ذكر.
• - أبو سلمة بن عبد الرحمن.
قد توفي سنة أربعٍ ومائة. وقيل: توفي سنة أربعٍ وتسعين كما أوردناه.
288 -
خ م ن:
أبو السوار العدوي
.
بصريٌ نبيل اسمه حسان بن حريث. روى عن عمران بن حصين، وجندب بن سفيان، وعنه: قتادة، وابن عون، وقرة بن خالد.
وثقوه.
289 -
ع:
أبو صالح السمان
. ذكوان مولى جويرية الغطفانية.
من كبار علماء أهل المدينة، كان يجلب السمن والزيت إلى الكوفة، قيل: إنه شهد حصار يوم الدار، وسمع: سعد بن أبي وقاص، وأبا هريرة، وعائشة، وابن عباس، وأبا سعيد، وابن عمر، ومعاوية، وجماعة، وعنه: ابنه سهيل، والأعمش، وسمي، وزيد بن أسلم، وبكير بن الأشج، وعبد الله بن دينار، ويحيى بن سعيد الأنصاري، وابن شهاب، وخلق.
ذكره أحمد بن حنبل فقال: ثقةٌ ثقة، من أجل الناس وأوثقهم.
وقيل: كان عظيم اللحية.
وقال الميموني: سمعت أبا عبد الله يقول: كانت لأبي صالح لحيةٌ
طويلة، فإذا ذكر عثمان بكى، فارتجت لحيته وقال: هاه هاه، وذكر أبو عبد الله من فضله.
وقال حفص بن غياث، عن الأعمش: كان أبو صالح مؤذناً فأبطأ الإمام، فأمنا، فكان لا يكاد يجيزها من الرقة والبكاء.
قال أبو حاتم: ثقة، صالح الحديث، يحتج بحديثه.
وقيل: إن أبا هريرة كان إذا رآه قال: ما على هذا ألا يكون من بني عبد مناف.
وقال أبو خالد الأحمر: سمعت الأعمش يقول: سمعت من أبي صالح السمان ألف حديث.
قلت: توفي سنة إحدى ومائة، رحمه الله.
290 -
م 4:
أبو السائب مولى هشام بن زهرة
، مدنيٌ مشهور لم يسم.
روى عن: أبي هريرة، وأبي سعيد. وعنه: الزهري، وبكير بن عبد الله بن الأشج، والعلاء بن عبد الرحمن، وشريك بن أبي نمر، ومحمد بن عمرو بن عطاء، وآخرون.
وهو ثقةٌ مكثر.
291 -
د ت ق: أبو سبرة النخعي الكوفي قيل اسمه عبد الله بن عابس.
روى عن فروة بن مسيك، وغيره، وأرسل عن عمر. وعنه: الحسن بن الحكم النخعي، والأعمش، وغيرهما.
292 -
م ن ق:
أبو سعيد مولى عبد الله بن عامر بن كريز القرشي المدني
.
عن أبي هريرة. وعنه: أسامة بن زيد، وابن عجلان، وداود بن قيس، وصفوان بن سليم.
وثقه ابن حبان.
293 -
د ن:
أبو شيخ الهنائي حيوان
، وقيل خيوان المقرئ.
قال: أتانا كتاب عمر، وقرأ على أبي موسى الأشعري، وحدث عن ابن عمر، ومعاوية. وعنه: قتادة، ومطر الوراق، ويحيى بن أبي كثير، وبيهس بن فهدان.
قال شباب: وهو بصري، مات بعد المائة.
294 -
ق:
أبو صادق الأزدي الكوفي مسلم بن يزيد
، وقيل عبد الله بن ناجذ أخو ربيعة بن ناجذ.
عن ربيعة بن ناجذ، وعن علي، وأبي هريرة مرسلاً، وعن عبد الرحمن بن يزيد النخعي، وعنه: الحارث بن حصيرة، والحكم، وسلمة بن كهيل، والقاسم بن الوليد الهمداني، وعثمان بن المغيرة، وجماعة.
قال يعقوب بن شيبة: ثقة.
وقال أبو حاتم: هو بابة أبي البختري.
295 -
ع:
أبو الصديق الناجي البصري بكر بن عمرو
، وقيل ابن قيس.
سمع: عائشة، وأبا سعيد، وابن عمر، وعنه: الوليد بن مسلم البصري، وقتادة، وزيد العمي، وعامر الأحول، وآخرون.
مجمع على ثقته.
• - أبو الطفيل: قد ذكر.
296 -
خ م ن:
أبو العالية البصري البراء
، قيل: اسمه زياد، وقيل: كلثوم.
حدث عن: ابن عباس، وابن عمر، وعبد الله بن الصامت، وعنه: أيوب السختياني، ومطر الوراق، ويونس بن عبيد، وسعيد بن أبي عروبة.
وثقه أبو زرعة الرازي.
• - أبو عبد الله القراظ دينار قد تقدم.
297 -
ع:
أبو العلاء بن الشخير
، هو يزيد بن عبد الله بن الشخير العامري البصري، أخو مطرف.
روى عن أبيه: وأخيه، وعمران بن حصين، وعثمان بن أبي العاص، وعائشة، وأبي هريرة، وعياض بن حمار، وأحنف بن قيس. وعنه: قتادة، والجريري، وخالد الحذاء، وسليمان التيمي، وكهمس بن الحسن، وقرة بن خالد، وآخرون.
وكان أحد العلماء الأثبات، ذكر أنه أكبر من الحسن بعشر سنين، فلعله ولد في خلافة الصديق.
قال أبو هلال: حدثنا أبو صالح العقيلي قال: كان يزيد بن الشخير يقرأ في المصحف حتى يغشى عليه.
وقال أبو خلدة: رأيت أبا العلاء يصفر لحيته.
وعن ثابت البناني قال: كان الحسن في مجلس، فقيل لأبي العلاء يزيد بن عبد الله بن الشخير: تكلم، فقال: أوهناك أنا، ثم ذكر الكلام ومؤنته وتبعته.
توفي أبو العلاء يزيد سنة ثمانٍ ومائة.
وقيل: توفي سنة إحدى عشرة.
298 -
م 4:
أبو علقمة، مولى بني هاشم
.
سكن مصر، وحدث عن عثمان، وابن مسعود، وأبي هريرة، وأبي سعيد الخدري، وغيرهم. وعنه أبو الخليل صالح بن أبي مريم، وأبو الزبير المكي، ويعلى بن عطاء، وعبد الرحمن بن زياد الإفريقي، وغيرهم.
قال أبو حاتم الرازي: أحاديثه صحاح.
وقال أبو سعيد بن يونس: أبو علقمة الفارسي مولى لابن عباس، ولي قضاء إفريقية، وكان أحد الفقهاء.
• - أبو قتادة العدوي، اسمه تميم، قد ذكر.
299 -
ع: أبو قلابة، هو عبد الله بن زيد الجرمي البصري، أحد أعلام التابعين.
روى عن عائشة، وابن عمر، ومالك بن الحويرث، وعمرو بن سلمة، وسمرة بن جندب، والنعمان بن بشير، وثابت بن الضحاك، وأنس بن مالك الأنصاري، وأنس بن مالك الكعبي، وأبي إدريس الخولاني، وزهدم الجرمي، وخالد بن اللجلاج، وأبي أسماء الرحبي، وعبد الله بن يزيد رضيع عائشة، وعبد الرحمن بن أبي ليلى، وقبيصة بن ذؤيب، وقبيصة بن مخارق، وأبي المليح الهذلي، وأبي الأشعث الصنعاني، وخلق.
وعنه قتادة، وأيوب، ويحيى بن أبي كثير، وخالد الحذاء، وحميد الطويل، وعاصم الأحول، وداود بن أبي هند، وحسان بن عطية، وآخرون. وروايته عن عائشة مرسلة، وقد أخرجها مسلم والنسائي. وروى عن حذيفة، وأخرج ذلك أبو داود، وهو مرسل أيضاً.
قال عبد الرحمن بن يزيد بن جابر وغيره: قيل لعبد الملك بن مروان:
هذا أبو قلابة قدم. قال: ما أقدمه؟ قال: متعوذاً من الحجاج، أراده على القضاء. فكتب له إلى الحجاج بالوصاة، فقال أبو قلابة: لن أخرج من الشام.
قال ابن سعد: ثقة كثير الحديث، ديوانه بالشام.
قال سليمان بن داود الخولاني: قلت لأبي قلابة: ما هذه الصلاة التي يصليها أمير المؤمنين عمر بن عبد العزيز؟ فقال: حدثني عشرة من أفضل من أدركت من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم أنها صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم وقراءته وركوعه وسجوده.
قال مالك بن أنس: مات أبو قلابة، فبلغني أنه ترك حمل بغلٍ كتباً.
وقال أيوب، عن أبي رجاء مولى أبي قلابة: إن عنبسة بن أبي سعيد قال لأبي قلابة: لا يزال هذا الجند بخير ما أبقاك الله بين أظهرهم.
قال ابن عيينة: ذكر أيوب أبا قلابة فقال: كان والله من الفقهاء ذوي الألباب.
وقال أبو حاتم الرازي: لا يعرف لأبي قلابة تدليس.
ويروى أن أبا قلابة خرج حاجاً، فتقدم أصحابه في يومٍ صائفٍ وهو صائم، فأصابه عطشٌ شديد، فقال: اللهم إنك قادرٌ على أن تذهب عطشي من غير فطر، فأظلته سحابة فأمطرت عليه حتى بلت ثوبيه، وذهب عنه العطش.
وقال خالد الحذاء: كنا نأتي أبا قلابة، فإذا حدثنا بثلاثة أحاديث قال: قد أكثرت.
قال أيوب السختياني: لم يكن ها هنا أعلم بالقضاء من أبي قلابة، لا أدري ما محمد. وقال: لما مات عبد الرحمن بن أذينة القاضي ذكر أبو قلابة للقضاء، فهرب حتى أتى اليمامة، فلقيته بعد، فقلت له في ذلك! فقال:
ما وجدت مثل القاضي العالم إلا مثل رجلٍ وقع في بحرٍ فما عسى أن يسبح حتى يغرق.
قال أيوب: كان يراد على القضاء فيفر، مرة إلى الشام، ومرة إلى اليمامة، وكان إذا قدم البصرة كان يختفي.
عبد الوهاب الثقفي، عن أيوب، عن أبي قلابة قال: لا تجالسوا أهل الأهواء، فإني لا آمن أن يغمسوكم في ضلالتهم أو يلبسوا عليكم بعض ما تعرفون.
وقال صالح بن رستم: قال أبو قلابة لأيوب: يا أيوب، إذا أحدث الله لك علماً فأحدث له عبادة، ولا يكن همك أن تحدث به الناس.
أيوب قال: مرض أبو قلابة، فعاده عمر بن عبد العزيز وقال: تشدد أبا قلابة، لا يشمت بنا المنافقون.
قال حماد بن زيد: مرض أبو قلابة بالشام، فأوصى بكتبه لأيوب وقال: إن كان حياً وإلا فأحرقوها، فأرسل أيوب فجيء بها عدل راحلة.
شبابة: حدثنا عقبة بن أبي الصهباء، عن أبي قلابة أنه كان يخضب بالسواد.
قال علي بن أبي حملة: قدم علينا مسلم بن يسار دمشق، فقلنا له: لو علم الله أن بالعراق من هو أفضل منك لجاءنا به، فقال: كيف لو رأيتم أبا قلابة! فما لبثنا أن قدم علينا أبو قلابة. وقال أيوب: رآني أبو قلابة وقد اشتريت تمراً رديئاً، فقال: أما علمت أن الله قد نزع من كل رديء بركته!
وعن أبي قلابة قال: ليس شيء أطيب من الروح، ما انتزع من شيء إلا أنتن.
وعن أبي قلابة قال: إذا حدثت الرجل بالسنة فقال: دعنا من هذا وهات كتاب الله، فاعلم أنه ضال.
قلت: وإذا رأيت المتكلم يقول: دعنا من الكتاب والسنة وهات ما دل عليه العقل، فاعلم أنه أبو جهل، وإذا رأيت العارف يقول: دعنا من الكتاب والسنة والعقل وهات الذوق والوجد، فاعلم أنه شرٌ من إبليس، وأنه ذو اتحاد وتلبيس.
قال ابن الأعرابي: يقال: رجل قلابة، إذا كان أحمر الوجه.
وقيل: إن أبا قلابة كان يسكن داريا.
قال خليفة: توفي سنة أربعٍ ومائة.
وقال الواقدي: سنة أربعٍ أو خمسٍ ومائة.
وقال المدائنيّ: سنة ستٍّ أو سبعٍ ومائة، رحمه الله.
300 -
ع:
أبو المتوكّل النّاجي البصري
، اسمه علي بن دؤاد.
حدّث عن عائشة، وأبي هريرة، وابن عبّاس، وأبي سعيد الخدريّ، وجابر بن عبد الله. وعنه قتادة، وحميد، وخالد الحذّاء، وإسماعيل بن مسلم العبدي، وعلي بن علي الرفاعي، وأبو عقيل بشير بن عقبة.
وكان ثقة نبيلاً من جلّة التّابعين.
توفّي سنة اثنتين ومائة.
301 -
ع: أبو مجلز، هو لاحق بن حميد بن سعيد السّدوسي البصري الأعور.
سمع جندب بن عبد الله البجلي، ومعاوية، وابن عبّاس، وسمرة بن جندب، وأنس بن مالك. وأرسل عن عمر، وحذيفة، والكبار. وعنه أيّوب السّختياني، وعاصم الأحول، وحبيب بن الشّهيد، وهاشم بن حسّان، وأبو هاشم الرمّاني يحيى بن دينار، وآخرون.
وقد دخل خراسان صحبة أميرها قتيبة بن مسلم، وكان أحد علماء زمانه.
قال شعبة: لم يسمع أبو مجلز من حذيفة.
وقال هشام بن حسّان: كان أبو مجلز قصيراً قليلاً، فإذا تكلّم كان من الرجال.
وقال أبو داود الطّيالسيّ: حدثنا شعبة قال: هذا أبو مجلز تجيئنا عنه أحاديث كأنه شيعيّ، وتجيئنا عنه أحاديث كأنه عثماني.
وروى عمران بن حدير عن أبي مجلز قال: شهدت بشهادة عند زرارة بن أبي أوفى وحدي، فقضى بها وبئس ما صنع.
302 -
د:
أبو مصبح المقرائي الأوزاعي الحمصي
.
عن ثوبان، وشدّاد بن أوس، وجابر، وكعب الأحبار، وواثلة، وطائفة. وعنه صبيح بن محرز، وحريز بن عثمان، والأوزاعي، وجماعة.
وثّقه أبو زرعة وغيره.
303 -
د ق:
أبو مرزوق التّجيبي مولاهم
، المصريّ، حبيب بن الشهيد.
عن حنش الصّنعانيّ، ومغيرة بن أبي بردة. وعنه يزيد بن أبي حبيب، وجعفر بن ربيعة.
وكان أحد الفقهاء، نزل إفريقية فانتفعوا به، توفّي سنة تسعٍ ومائة.
• - ع: أبو المليح الهذلي.
ورّخه خليفة سنة ثمانٍ ومائة، وسيأتي.
304 -
د:
أبو المنيب الجرشي الدمشقي الأحدب
.
أرسل عن معاذ، وأبي هريرة، وجماعة. وروى عن ابن عمر، وغيره. وعنه حسّان بن عطيّة، وعاصم الأحول، وثور بن يزيد، وطائفة.
وثقه أحمد العجلي وغيره، وهو قليل الحديث.
305 -
م 4:
أبو نضرة العبدي
، المنذر بن مالك بن قطعة العوقي، والعوقة بطن من عبد القيس.
بصري كبير، أدرك طلحة أحد العشرة. وروى عن عليّ، وأبي موسى، وابن عباس، وعمران بن حصين، وأبي هريرة، وأبي سعيد، وخلق. وعنه قتادة، والجريري، وسليمان التّيمي، وداود بن أبي هند، وكهمس بن الحسن، وأبو الأشهب العطارديّ، وابن أبي عروبة، وعبد الله بن شوذب، والقاسم بن الفضل الحدانيّ، وآخرون.
وثقه ابن معين وأبو زرعة.
وقال ابن سعد: ثقة، وليس كل أحدٍ يحتج به.
قلت: توفّي سنة ثمانٍ ومائة.
306 -
د:
أبو نهيك الأزدي الفراهيدي البصري
، صاحب القراءات. يقال: اسمه عثمان بن نهيك.
روى عن أبي زيد الأنصاري، وابن عباس. وعنه قتادة، وزياد بن سعد، وحسين بن واقد، وآخرون. وحدّث بمرو.
307 -
خ ن:
أبو يزيد المدني
.
حدّث بالبصرة عن أبي هريرة، وأمّ أيمن مرسلاً، وأسماء بنت عميس، وروى عن عكرمة، وذكوان مولى عائشة، وهما من طبقته. وعنه أيّوب السّختياني، وابن أبي عروبة، وجرير بن حازم، ومبارك بن فضالة.
وثقه ابن معين، والله سبحانه وتعالى أعلم.
تمت الطبقة الحادية عشرة، والحمد لله أولا وآخرا وباطنا وظاهرا.
الطبقة الثانية عشرة
111 -
120 هـ
بسم الله الرحمن الرحيم
(الحوادث)
ذكر
سنة إحدى عشرة ومائة
فيها توفّي عطيّة العوفي، والقاسم بن مخيمرة في قول، ويزيد بن الشّخّير في قول.
وفيها قال خليفة: عزل مسلمة بن عبد الملك عن أرمينية وأذربيجان، وأعيد الجرّاح بن عبد الله الحكمي فسار إلى تفليس، وأغار على مدينة البيضاء التي للخزر فافتتحها ورجع، فجمعت الخزر جموعاً عظيمة كثيرة مع ابن خاقان، فدخلوا أرمينية وحاصروا أردبيل.
وفيها أغزى الأمير عبيدة الذّكواني من إفريقية مستنير بن الحارث في البحر في مائة وثمانين مركباً، وهجم الشتاء فقفل، وجاءت ريحٌ مزعجةٌ فغرّقت عامّة تلك المراكب ومن فيها، فلم يسلم منها إلاّ سبعة عشر مركباً، فما شاء الله كان.
سنة اثنتي عشرة ومائة
فيها توفي رجاء بن حيوة، وشهر بن حوشب في قول الواقدي وابن سعد، وقال يحيى بن بكير: سنة إحدى عشرة، وقد مرّ سنة مائة. وقد قال شعبة: لقيت شهراً، فلم أعتدّ به.
وفيها توفي طلحة بن مصرّف، وعبد الرحمن بن أبي سعيد الخدري، وأبو عبد ربّ الدمشقي الزّاهد، والقاسم أبو عبد الرحمن الشامي، وأبو المليح الهذلي.
وفيها زحف الجرّاح بن عبد الله الحكمي بالمسلمين من برذعة إلى ابن
خاقان ليدفعه عن أردبيل، فالتقى الجمعان وعظم القتال، واشتدّ البلاء، وانكسر المسلمون، وقتل خلقٌ منهم الجرّاح وكان أحد الأبطال رحمه الله، وغلبت الخزر - لعنهم الله - على أذربيجان، وبلغت خيولهم إلى الموصل، وحصل وهنٌ عظيمٌ على الإسلام لم يعهد.
وفيها غزا المسلمون مدينة فرغانة وعليهم أشرس بن عبد الله السّلمي، فالتقاهم الترك وأحاطوا بالمسلمين، وبلغ الخبر هشام بن عبد الملك، فبادر بتولية جنيد بن عبد الرحمن المرّي على بلاد ما وراء النهر ليحفظ ذلك الثّغر.
وفيها أخذت الخزر أردبيل بالسيف واستباحوها، فإنا لله وإنّا إليه راجعون. ثم وجّه هشام بن عبد الملك على أذربيجان سعيد بن عمير الحرشي فساق وبيّت الخزر، واستنقذ منهم بعض السّبي، ثم ركب في البحر وكسر طاغية الخزر، وقتل خلقٌ من الخزر ونزل النّصر.
وقال ابن الكلبيّ: خرج مسلمة بن عبد الملك في طلب التّرك، وذلك في البرد والثلج، فسار حتى جاوز الباب، وخلّف الحارث بن عمرو الطائي في بنيان الباب وتحصينه وإحكامه، وبثّ سراياه، وافتتح حصوناً، فحرّق الملاعين أنفسهم في حصونهم عند الغلبة.
وفيها كانت غزوة صقليّة، فغنم المسلمون وسبوا.
وفيها سار معاوية ولد هشام بن عبد الملك فافتتح خرشنة من ناحية ملطية، والله أعلم.
سنة ثلاث عشرة ومائة
فيها توفي حرام بن سعد بن محيصة المدني، وراشد بن سعد الحمصي في قول ابن سعد، وأبو السّفر سعيد بن يحمد، وطلحة بن مصرف في أول السنة أو في آخر الماضية، وعبد الوهاب بن بخت، وعبد الله بن عبيد بن عمير اللّيثي المكّي، وعبد الله أبو محمد البطّال، ومعاوية بن قرّة أبو إياس المزني البصري، ومكحول الدمشقي الفقيه، ويوسف بن ماهك.
وفيها غزا الجنيد المرّي ناحية طخارستان، فجاشت التّرك بسمرقند،
فالتقاهم الجنيد بقرب سمرقند، فاقتتلوا أشدّ قتال، ثم تحاجزوا، فكتب الجنيد إلى سورة بن أبجر الدّارمي نائبه على سمرقند بالإسراع إليه، فخرج فلقيه التّرك على غرّةٍ، فقتلته في طائفة من جنده، ثم إن الجنيد التقاهم ثانيةً فهزمهم ودخل سمرقند.
وفيها أعيد مسلمة إلى إمرة أذربيجان، فأخذ متولّيها سعيد بن عمرو فسجنه، فجاء أمر هشام بأن يطلقه، وسأل مسلمة أهل حيزان الصّلح فأبوا عليه، فقاتلهم وجدّ في قتالهم، فطلبوا الصّلح والأمان، فحلف لهم ألاّ يقتل منهم رجلاً ولا كلباً، فنزلوا، فقتل الجميع إلاّ رجلاً واحداً وكلباً ورأى أنّ هذا سائغاً له، وأنّ الحرب خدعة. ثم إنّه سار إلى أرض شروان فسأله ملكها الصّلح، فصالحهم وغوّر في بلادهم، فقصده خاقان، فالتقى الجمعان واقتتلوا أشدّ قتال، وكاد العدوّ أن يظفروا، فتحيّز مسلمة بالنّاس، ثم التقاهم ثانياً، انهزم فيها خاقان.
وفيها كانت وقعة عظيمة هائلة بأرض الروم، انكسر فيها المسلمون وتمزّقوا، وكانوا ثمانية آلافٍ عليهم مالك بن شبيب الباهليّ، كان قد دخل عليهم في بلاد الروم فحشدوا له، فاستشهد في هذه الوقعة مالك الأمير، وعبد الوهاب بن بخت، والبطّال الذي تضرب به الأمثال لشجاعته.
سنة أربع عشرة ومائة
فيها توفي الحكم بن عتيبة في قول شعبة، وعطاء بن أبي رباح على الصّحيح، وعلي بن رباح على الصحيح، وأبو جعفر الباقر على الصحيح، ووهب بن منبّه في أوّل السنة، ويحيى بن ميمون الحضرمي قاضي مصر.
وفي أول السنة عزل هشام أخاه مسلمة عن أذربيجان والجزيرة بابن عمّه مروان بن محمد، فسار مروان بجيشه حتى جاوز نهر الزّمّ، فقتل وسبى، وأغار على الصّقالبة.
وفيها غزا الجنيد المرّي بلاد الصّغانيان من التّرك، فرجع ولم يلق كيداً.
قال خليفة بن خياط: وفيها غزا معاوية بن هشام بلاد الروم وأسر
المسلمون قسطنطين.
وقال غيره: فيها ولي إمرة المغرب عبيد الله بن الحبحاب السّلولي، فبقي عليها تسع سنين، وكان خبيراً حازماً وشاعراً كاتباً، وهو الذي بنى جامع تونس، وقد ولي إمرة ديار مصر قبيل هذا، ومنها سار إلى إفريقية، واستخلف على مصر ولده القاسم، واستعمل على مملكة الأندلس عقبة بن حجّاج وصرف عنبسة. وافتتح في أيامه عدّة فتوحات، وأوطأ البربر خوفاً وهواناً وذلاًّ، وكان مقدّم جيوشه حبيب بن أبي عبيدة الفهري.
سنة خمس عشرة ومائة
توفي الحكم بن عتيبة على الأشهر، والجنيد بن عبد الرحمن المرّي أمير خراسان، وعبد الله بن بريدة بن الحصيب، وعمر بن مروان بن الحكم، وعمر بن سعيد النّخعي الكوفي.
وفيها خرج عن الطّاعة الحارث بن سريج، وتغلب على مرو والجوزجان، فحاربه عاصم بن عبد الله، ثم إن الحارث قطع بهم نهر بلخ، فسار في طلبه أمير خراسان أسد بن عبد الله القسري، فالتقوا، فانهزم الحارث ونجا، وأسر أسد عدّة من أصحابه وبدّع فيهم.
سنة ست عشرة ومائة
فيها توفي أبو الحباب سعيد بن يسار، وعدي بن ثابت الكوفي، وعمرو بن مرة المرادي الجملي، وعبد الملك بن ميسرة، وعون بن أبي جحيفة، والعيزار بن حريث، والقاسم بن عبد الرحمن بن عبد الله بن مسعود في قول، ومحارب بن دثار القاضي، وميمون بن مهران الجزري في قول.
وفيها كتب هشام بن عبد الملك إلى ابن الحبحاب السّلولي تقليداً بولاية إفريقية، فخرج عليه عبد الأعلى بن جريج بطنجة، وكان صفريّاً، فالتقى عسكر ابن الحبحاب فهزمهم.
وفيها بعث ابن الحبحاب جيشاً إلى بلاد السودان، فغنموا وسبوا.
وفيها غزا المسلمون في البحر مما يلي صقلّية فأصيبوا، فلله الأمر.
سنة سبع عشرة ومائة
فيها توفي سعيد بن يسار وقد ذكر، وعبد الله بن أبي زكريا الخزاعي، وسكينة بنت الحسين، وشريح بن صفوان بمصر، وعبد الله بن عبيد الله بن أبي مليكة، وعبد الرحمن بن هرمز الأعرج، وعائشة بنت سعد، وعمر بن الحكم بن ثوبان، وفاطمة بنت علي بن أبي طالب، وقتادة بن دعامة المفسّر - وقيل بعدها -، ومحمد بن كعب القرظي في قول الواقدي، وموسى بن وردان القاصّ بمصر، وميمون بن مهران أو في عام أوّل، وأبو البدّاح بن عاصم المدني، ونافع مولى عبد الله بن عمر العدوي.
وفيها جاشت الترك بخراسان ومعهم الحارث بن سريج الخارجيّ، وعليهم الخاقان الكبير، فعاثوا وأفسدوا، ووصلوا إلى بلد مرو الرّوذ، فسار أسدٌ القسري فالتقاهم فهزمهم، وكانت وقعة هائلة قتل فيها من الترك خلائق.
وفيها افتتح مروان بن محمد متولّي أذربيجان ثلاثة حصون، وأسر تومانشاه، وبعث به إلى الخليفة هشام، فمنّ عليه وأعاده إلى مملكته.
وفيها غزا ابن الحبحاب أمير المغرب فغنم وسلم.
سنة ثمان عشرة ومائة
فيها توفي أبو صخر جامع بن شداد، وحكيم بن عبد الله بن قيس، وأبو عشانة حي بن يؤمن المعافري، وعبادة بن نسي الكندي، وعبد الله بن عامر مقرئ الشام، وعبد الرحمن بن جبير بن نفير الحضرمي، وعبد الرحمن بن سابط الجمحي، وعثمان بن عبد الله بن سراقة المدني، وعلي بن عبد الله بن عباس الهاشمي، وعمرو بن شعيب السّهمي، ومعاذ بن عبد الله الجهني، ومعبد بن خالد الجدلي الكوفي، وأبو جعفر محمد بن علي الباقر في قول ابن معين.
وفيها غزا مروان الحمار ناحية ورتنيس، وظفر بملكهم فقتل وسبى.
وغزا معاوية بن هشام بأرض الروم.
سنة تسع عشرة ومائة
فيها توفي إياس بن سلمة بن الأكوع، وحبيب بن أبي ثابت في قول، وحماد بن أبي سليمان في قول، وسليمان بن موسى الفقيه بدمشق، وقيس بن سعد الفقيه بمكة، ومعاوية بن هشام الأمير بأرض الروم.
وفيها غزا مروان بن محمد غزوة السّائحة، فدخل بجيشه في باب اللان، فلم يزل حتى خرج إلى بلاد الخزر، ومرّ ببلنجر وسمندر، وانتهى إلى البيضاء مدينة الخاقان، فهرب الخاقان.
وفيها جهّز أمير إفريقية إلى المغرب جيشاً عليهم قثم بن عوانة، فأخذوا قلعة سردانية من بلاد المغرب، ورجعوا فغرق قثم بن عوانة هو وجماعة.
وفيها حجّ بالنّاس مسلمة بن هشام بن عبد الملك.
سنة عشرين ومائة
فيها توفي أنس بن سيرين على الصحيح، وأسد بن عبد الله القسري الأمير، والجلاح أبو كثير القاصّ، والجارود الهذلي، وحماد بن أبي سليمان الفقيه في قول، وأبو معشر زياد بن كليب الكوفي، وعاصم بن عمر بن قتادة الظفري، وعبد الله بن كثير مقرئ أهل مكة، وعبد الرحمن بن مروان الأودي، وعدي بن عدي بن عميرة الكندي، وعلقمة بن مرثد الكوفي، وعلي بن مدرك النّخعي الكوفي، وقيس بن مسلم الجدلي الكوفي، ومحمد بن إبراهيم التّيمي المدني الفقيه، ومحمد بن كعب القرظي في قول، ومسلمة بن عبد الملك، وواصل الأحدب، ويزيد بن رومان على الصّحيح، وأبو بكر بن محمد بن عمرو بن حزم على الصحيح.
وفيها عزل خالد بن عبد الله القسري عن إمرة العراق بيوسف بن عمر الثّقفي، وكانت مدة ولاية خالد أربع عشرة سنة، فلمّا استخلف الوليد بعث به إلى يوسف فقتله.
بسم الله الرحمن الرحيم
ذكر
رجال هذه الطّبقة على الحروف
1 -
4:
أبان بن صالح بن عمير
.
حجازي ثقة ورعٌ كبير القدر. روى عن أنس، ومجاهد، وشهر بن حوشب، والحسن، وعطاء. وعنه محمد بن خالد الجندي، وابن جريج، وابن إسحاق، وجماعة.
مات في الكهولة.
• -
إبراهيم بن إسماعيل
، أبو إسماعيل، قعيس، مولى بني هاشم.
عداده في أهل الكوفة. سمع أبا وائل، ونافعاً مولى ابن عمر. وعنه سليمان التيمي، ومبارك بن فضالة، والعلاء بن المسيب.
مات شاباً.
3 -
د ن:
إبراهيم بن عامر بن مسعود القرشي الكوفي
.
عن عامر بن سعد، وسعيد بن المسيب. وعنه مسعر، وسفيان، وشعبة.
صدقه أبو حاتم.
4 -
خ د ن:
إبراهيم بن عبد الرحمن السكسكي
، أبو إسماعيل الكوفي.
عن عبد الله بن أبي أوفى، وأبي وائل، وأبي بردة. وعنه العوام بن
حوشب، ومسعر، والمسعودي.
قال النسائي: ليس بالقوي.
5 -
م:
إبراهيم بن عبيد بن رفاعة الزرقي المدني
.
عن أبيه، وعائشة، وجابر. وعنه ابن جريج، وابن إسحاق، وابن أبي ذئب.
وثقه أبو زرعة.
6 -
خ د ن:
الأزرق بن قيس الحارثي
.
ثقة كوفي. عن أبي برزة الأسلمي، وابن عمر، وأبي ريمة. وعنه شعبة، والحمادان، والمنهال بن خليفة.
7 -
إسحاق بن يسار المدني
، مولى محمد بن قيس بن مخرمة المطلبي.
رأى معاوية، وروى عن عروة، وعبيد الله بن عبد الله. وعنه ابنه صاحب السيرة، ويعقوب بن محمد بن طحلاء.
وثقه ابن معين وغيره.
له في كتاب مراسيل أبي داود.
8 -
أسد بن عبد الله بن يزيد
، الأمير أبو عبد الله القسري، متولي خراسان، وأخو أمير العراقين خالد بن عبد الله.
كان شجاعاً مقداماً سائساً جواداً ممدحاً. روى عن أبيه، والحجاج. وعنه سلم بن قتيبة، وسعيد بن خثيم، وغيرهما. وله دار بدمشق بالزقاقين عند دار البطيخ، وفيه يقول سليمان بن قتة:
سقى الله بلخاً حزن بلخٍ وسهلها ومروي خراسان السحاب المجمما وما بي لتسقاه ولكن حفرة بها غيبوا شلواً كريماً وأعظما مراجم أقوامٍ ومردي عظيمة وطلاب أوتارٍ عفرنا عثمثما لقد كان يعطي السيف في الروع حقه ويروي السنان الزاعبي المقوما قال خليفة: توفي سنة عشرين ومائة، وأما أخوه فتأخر بعده مدة.
9 -
إسماعيل بن أوسط البجلي
، أمير الكوفة.
يرسل عن الصحابة، وله عن أبي كبشة الأنماري، وهو الذي قدم سعيد بن جبير للقتل، وثقه ابن معين، روى عنه المسعودي.
توفي سنة سبع عشرة ومائة.
10 -
م 4:
إسماعيل بن رجاء بن ربيعة الزبيدي الكوفي
، أبو إسحاق.
عن إبراهيم النخعي، وأوس بن ضمعج، وعبد الله بن أبي الهذيل. وعنه الأعمش، وشعبة، والمسعودي، وغيرهم.
وثقه غير واحد.
11 -
ن:
إسماعيل بن عبد الرحمن بن أبي ذؤيب
، ويقال: ابن ذؤيب، الأسدي المدني.
عن ابن عمر، وعطاء بن يسار. وعنه سعيد بن خالد القارظي، وعبد الله بن أبي نجيح.
له حديثان، وثقه أبو زرعة.
12 -
أكيل، مؤذن إبراهيم النخعي
.
عنه، وعن سويد بن غفلة، وعامر الشعبي. وعنه الزبير بن عدي، وإسماعيل بن أبي خالد، ومالك بن مغول، وآخرون.
قال بعضهم: كان أكيل ضريراً، واسمه معبد.
13 -
ع:
أنس بن سيرين
، الأنصاري مولاهم، البصري.
آخر بني سيرين موتاً، ولد في آخر خلافة عثمان، ودخل على زيد بن ثابت. وحدث عن ابن عباس، وجندب بن عبد الله، وابن عمر، ومسروق، وجماعة. وعنه ابن عون، وخالد الحذاء، وشعبة، والحمادان، وهمام، وأبان، وخلق.
وثقه ابن معين وغيره.
توفي سنة عشرين ومائة على الصحيح. ويقال: توفي سنة ثماني عشرة.
14 -
م د ت ن:
إياد بن لقيط السدوسي الكوفي
.
عن البراء بن عازب، والبراء بن قيس، وأبي رمثة البلوي، ويزيد بن معاوية العامري، والحارث بن حسان، صحابي. وعنه ابنه عبيد الله، وعبد الملك بن عمير مع تقدمه، ومسعر، والثوري، وقيس بن الربيع، وعدة.
وثقه ابن معين، والنسائي. وقال أبو حاتم: صالح الحديث.
15 -
ع:
إياس بن سلمة بن الأكوع الأسلمي المدني
.
عن أبيه. وعنه عكرمة بن عمار، وموسى بن عبيدة، وابن أبي ذئب، وأبو العميس عتبة بن عبد الله، ويعلى بن الحارث المحاربي، وآخرون.
وثقه ابن معين، مات سنة تسع عشرة ومائة.
16 -
4:
باذام، أبو صالح
، ويقال: باذان، مولى أم هانئ.
عن مولاته وأخيها علي بن أبي طالب، وأبي هريرة، وابن عباس. وعنه أبو قلابة مع تقدمه، والأعمش، والسدي، ومحمد بن السائب الكلبي، ومحمد بن سوقة، ومالك بن مغول، وسفيان الثوري، وطائفة آخرهم عمار بن محمد.
قال ابن معين: ليس به بأس، وإذا حدث عنه الكلبي فليس بشيء.
وقال يحيى القطان: لم أر أحداً من أصحابنا تركه.
وقال ابن عدي: عامة ما يرويه تفسير، ما أقل ما له من المسند.
وقال النسائي: ليس بثقة.
17 -
بحير بن ذاخر بن عمار
، أبو علي المعافري الناشري المصري، سياف الأمير مسلمة بن مخلد.
روى عن عمرو بن العاص، وعقبة بن عامر، ومسلمة بن مخلد، وعبد العزيز بن مروان، وعبد الله بن عمرو، وطائفة. وعنه ابنه علي بن بحير، والأسود بن مالك الحميري، وعبد الله بن لهيعة، وغيرهم. وكان أيضاً من حرس عبد العزيز بن مروان، جوده ابن ماكولا، ورد على من جعله رجلين، بل هما واحد.
18 -
4:
بريد بن أبي مريم السلولي البصري
.
عن أبيه مالك بن ربيعة، وله صحبة، وعن أبي موسى الأشعري،
وعن أنس، وأبي الحوراء السعدي. وعنه أبو إسحاق، وولده يونس بن أبي إسحاق، وشعبة، ومعمر، وآخرون.
وثقه النسائي وغيره.
19 -
بشير بن أبي عمرو الخولاني المصري
.
عن أبي فراس، والوليد بن قيس، وعكرمة، وغيرهم. وعنه سعيد بن أبي أيوب، وحيوة بن شريح، وابن لهيعة. وثقه أبو زرعة وغيره، وهو قليل الحديث.
20 -
م د ن ق:
بكير بن الأخنس الكوفي
.
عن أنس، ومجاهد، وعطاء، وجماعة. وقيل: إنه روى عن ابن عباس. وعنه أيوب بن عائذ، وحمزة الزيات، ومسعر، وأبو عوانة، وآخرون.
وثقه أبو حاتم وغيره.
21 -
ت:
بكير بن فيروز الرهاوي
.
عن أبي هريرة، وابن عباس، وغيرهما. وعنه زيد ويحيى ابنا أبي أنيسة، وقتادة بن الفضل الرهاوي، وبشر بن ذكوان، وجماعة من أهل الرها. قاله أبو حاتم.
22 -
ن:
بلال بن سعد بن تميم
، أبو عمرو الدمشقي، المذكر، واعظ أهل الشام وعالمهم.
روى عن أبيه وله صحبة، وعن معاوية، وجابر بن عبد الله، وغيرهم. وعنه عبد الله بن العلاء، والأوزاعي، وعبد الرحمن بن يزيد بن جابر، وسعيد بن عبد العزيز، وطائفة.
وكان من العلماء العاملين النفاعين بحسن مواعظه وبليغ قصصه.
قال الأوزاعي: كان من العبادة على شيء لم نسمع أحداً قوي عليه، كان له كل يومٍ وليلة ألف ركعة.
وثقه أحمد العجلي وغيره، وشبهه بعضهم بالحسن البصري، فقال أبو زرعة الدمشقي: كان لأهل الشام مثل الحسن بالعراق، وكان قارئ الشام، وكان جهير الصوت، حدثني رجلٌ من ولده أنه مات في إمرة هشام بن عبد الملك.
وقال عبد الملك بن محمد: حدثنا الأوزاعي قال: لم أسمع واعظاً قط أبلغ من بلال بن سعد.
وقال عبد الرحمن بن يزيد بن تميم: سمعت بلال بن سعد يقول: يا أهل الخلود، يا أهل البقاء، إنكم لم تخلقوا للفناء، وإنما تنقلون من دارٍ إلى دار، كما نقلتم من الأصلاب إلى الأرحام، ومن الأرحام إلى الدنيا، ومن الدنيا إلى القبور، ومن القبور إلى الموقف، ومن الموقف إلى الخلود في الجنة أو النار.
قرأت على أبي المعالي الأبرقوهي: أخبركم الفتح بن عبد الله قال: حدثنا هبة الله بن حسين قال: أخبرنا ابن النقور قال: حدثنا عيسى بن الجراح قال: أخبرنا أبو بكر بن نيروز قال: حدثنا محمد بن المثنى قال: حدثنا الوليد بن مسلم قال: سمعت الأوزاعي قال: سمعت بلال بن سعد يقول: لا تنظر إلى صغر الخطيئة، ولكن انظر من عصيت.
وقال ابن عساكر: كان بلال بن سعد إمام الجامع بدمشق.
وقال خيثمة: حدثنا العباس بن الوليد البيروتي قال: أخبرنا أبي قال: حدثنا الأوزاعي قال: كان لبلال بن سعد في كل يوم وليلة ألف ركعة.
وعن الوليد بن مسلم قال: كان بلال بن سعد إمام الجامع، وكان إذا
كبر سمع صوته من الأوزاع، وتبين قراءته من العقبة التي فيها دار الضيافة، ولم يكن هذا العمران.
وقال الضحاك بن عثمان: رأيت بلال بن سعد يعظ الناس في غداة العيد في المصلى إلى جانب المنبر، حتى يخرج الخليفة، فإذا خرج جلس بلال.
ومن كلامه مما سمعه منه الأوزاعي: والله لكفى به ذنباً أن الله يزهدنا في الدنيا ونحن نرغب فيها.
وقال ابن وهب: حدثنا صدقة بن المنتصر الشعباني قال: حدثنا الضحاك، عن بلال بن سعد قال: عباد الله، أنتم اليوم تتكلمون والله ساكت، ويوشك الله أن يتكلم فتسكتون، ثم يثور من أعمالكم دخانٌ تسود منه الوجوه.
وقال الأوزاعي: خرجوا يستقون بدمشق وفيهم بلال بن سعد، فقام في الناس فقال: يا معشر من حضر، ألستم مقرون بالإساءة؟ قلنا: نعم. قال: اللهم إنك قلت: {مَا عَلَى الْمُحْسِنِينَ مِنْ سَبِيلٍ} وقد أقررنا بالإساءة فاعف عنا واسقنا، فسقينا يومنا ذلك.
توفي بلال في إمرة هشام، وترجمته في تاريخ دمشق في نيفٍ وعشرين ورقة.
23 -
بيان بن سمعان التميمي النهدي
- لعنه الله.
ظهر بالعراق، وقال بإلهية علي رضي الله عنه، وأن فيه جزءاً من الإلهية متحداً بناسوته، ثم تحول من بعده في ابنه محمد ابن الحنفية، ثم في ولده أبي هاشم، ثم من بعده في بيان؛ يعني نفسه. ثم إنه كتب كتاباً إلى أبي جعفر الباقر يدعوه إلى نفسه وأنه نبي، قتله خالد بن عبد الله القسري أمير العراق.
24 -
توبة بن نمر بن حرمل بن تغلب الحضرمي البستي
، أبو محجن وأبو عبد الله، قاضي مصر.
قال ابن يونس: جمع له القضاء والقصص بمصر.
قلت: روى يسيراً عن التابعين. حدث عنه زياد بن عجلان، وعمرو بن الحارث، والليث، وابن لهيعة، وضمام بن إسماعيل.
قال مفضل بن فضالة: لما ولي توبة بن نمر القضاء قال لامرأته: أنت الطلاق، فصاحت، فقال لها: إن كلمتني في خصمٍ أو ذكرتني به، فإن كانت لترى دواته قد احتاجت إلى أن تلاق، فلا تصلحها خوفاً أن يدخل عليه في يمينه شيء.
قال ابن يونس: مات سنة عشرين ومائة.
25 -
م 4:
ثابت بن عبيد الأنصاري الكوفي
.
عن ابن عمر، والبراء، وعدة. وعنه الأعمش، ومسعر، وسفيان، وآخرون. وأظن روايته عن مولاه زيد بن ثابت منقطعة.
26 -
خ م د ن:
ثابت بن عياض العدوي مولاهم
، الأعرج الأحنف.
عن أبي هريرة، وعبد الله بن عمرو، وابن عمر، وغيرهم. وعنه زياد بن سعد، وعبيد الله بن عمر، ومالك، وفليح.
قال أبو حاتم الرازي: لا بأس به.
27 -
م د ن ق:
ثمامة بن شفي الهمداني المصري
، نزيل الإسكندرية.
عن فضالة بن عبيد، وعقبة بن عامر، وعبد الله بن زرير الغافقي، وطائفة. وعنه عبد الرحمن بن حرملة، وعمرو بن الحارث، وابن إسحاق، وغيرهم.
وثقه النسائي، مات قبل العشرين.
28 -
ع:
ثمامة بن عبد الله بن أنس بن مالك الأنصاري
.
عن جده، والبراء بن عازب. وعنه ابن عون، ومعمر، وعزرة بن ثابت، ومعاوية بن عبد الكريم الضال، وأبو عوانة، وآخرون.
ولي قضاء البصرة، وكان يقول: صحبت جدي ثلاثين سنة.
29 -
الجارود بن أبي سبرة الهذلي
، أحد الأشراف بالبصرة.
توفي سنة عشرين ومائة.
30 -
ع:
جامع بن شداد
، أبو صخرة المحاربي الكوفي، أحد العلماء.
عن حمران بن أبان، وأبي بردة، وصفوان بن محرز، وعبد الرحمن بن يزيد. وعنه الأعمش، وشعبة، ومسعر، والثوري، وشريك، وغيرهم.
وثقه أبو حاتم وغيره.
توفي سنة ثماني عشرة ومائة.
31 -
ق:
جبر بن حبيب
.
عن أم كلثوم بنت الصديق، عن عائشة. وعنه الجريري، وأبو نعامة العدوي، وشعبة، وحماد بن سلمة.
وثقه ابن معين، له حديث واحد.
32 -
د:
جبير بن محمد بن جبير بن مطعم بن عدي النوفلي
.
عن أبيه، عن جده حديث الأطيط. روى عنه يعقوب بن عتبة، وحصين بن عبد الرحمن السلمي.
33 -
الجراح بن عبد الله الحكمي الأمير
، أبو عقبة.
له ترجمة طويلة في تاريخ ابن عساكر، ولي البصرة في دولة الوليد من تحت يد الحجاج، ثم ولي خراسان وسجستان لعمر بن عبد العزيز، وكان من صلحاء الأمراء ومجاهديهم.
روى عن محمد بن سيرين. روى عنه يحيى بن عطية، وصفوان بن عمرو، وربيعة بن فضالة.
قال أبو مسهر: حدثني شيخ من حكم قال: قال الجراح بن عبد الله الحكمي - وكان فارس أهل الشام: تركت الذنوب حياءً أربعين سنةً، ثم أدركني الورع.
وقال البخاري: ولي الجراح خراسان ليزيد بن المهلب، وهو من سعد العشيرة.
وروى الوليد بن مسلم أن الجراح كان إذا مشى في جامع دمشق يميل رأسه عن القناديل من طوله.
وروى عبد الرحمن بن الحسن الزرقي عن أبيه قال: كان الجراح بن عبد الله عامل خراسان كلها، حربها وصلاتها، ومالها.
وقال الوليد: حدثنا ابن جابر قال: في سنة اثنتي عشرة ومائة غزا الجراح أرض الترك، فدخل ثم رجع، فأدركته الترك، فقتل هو وأصحابه.
وقال أبو سفيان الحميري: كان الجراح على أرمينية، وكان رجلاً صالحاً، فقتله الخزر، ففزع الناس لقتله في البلدان.
وروى صفوان بن عمرو عن سليم بن عامر قال: دخلت على الجراح وعنده أمراء الأجناد، فإذا به قد رفع يديه ورفعوا، فمكث
طويلاً، ثم قال لي: يا أبا يحيى، تدري ما كنا فيه؟ قلت: لا، قال: سألنا الله الشهادة. فوالله ما علمت أنه بقي منهم أحدٌ في تلك الغزاة إلا استشهد، قال: فبعث الجراح إلى الأمراء أن ينضموا إليه حين دهموا فأقبلوا إليه.
وقال خليفة: زحف الجراح من برذعة سنة اثنتي عشرة إلى ابن خاقان، وهو محاصٌر أردبيل، فاقتتلوا، فقتل الجراح لثمانٍ بقين من رمضان، وغلبت الخزر على أذربيجان، وبلغت خيولهم إلى الموصل.
قال الواقدي: كان البلاء بمقتل الجراح على المسلمين عظيماً، فبكي عليه في كل جندٍ من أجناد العرب وفي الأمصار، رحمه الله تعالى.
34 -
خ م ن:
جرير بن زيد
، أبو سلمة الأزدي البصري.
عن عامر بن سعد بن أبي وقاص، وتبيع الحميري، وسالم بن عبد الله، وغيرهم. وعنه ابنا أخيه؛ جرير بن حازم، ويزيد بن حازم.
35 -
4:
جعثل بن هاعان
، أبو سعيد الرعيني القتباني المصري، قاضي إفريقية.
عن أبي تميمٍ الجيشاني. وعنه بكر بن سوادة، وعبيد الله بن زحر.
قال ابن يونس: توفي قريباً من سنة خمس عشرة ومائة.
36 -
الجعد بن درهم
، مؤدب مروان بن محمد الحمار، ولهذا يقال له: مروان الجعدي.
كان الجعد أول من تفوه بأن الله لا يتكلم، وقد هرب من الشام. ويقال: إن الجهم بن صفوان أخذ عنه مقالة خلق القرآن، وأصله من حران. فبلغنا عن عقيل بن معقل بن منبه قال: وقف الجعد على وهب بن منبه، فجعل يسأله عن الصفة، فقال: يا جعد، ويلك! أنقص من المسألة، إني لأظنك من الهالكين، لو لم يخبرنا الله في كتابه أن له يداً ما قلنا ذلك، وأن له عيناً ما قلنا ذلك، ثم لم يلبث الجعد أن صلب.
قال أبو الحسن المدائني: كان الجعد زنديقاً.
ويروى أن خالد بن عبد الله القسري خطب الناس يوم الأضحى بواسط، وقال: ضحوا يقبل الله ضحاياكم، فإني مضحٍ بالجعد بن درهم؛ إنه زعم أن الله لم يتخذ إبراهيم خليلاً، ولم يكلم موسى تكليماً، ثم نزل فذبحه. وهذه قصة مشهورة رواها قتيبة بن سعيد، والحسن بن الصباح، وعثمان بن سعيد الدارمي، عن ابن أبي سفيان المعمري.
وأما الجهم فسيأتي فيما بعد.
37 -
م 4:
جعفر بن عبد الله بن الحكم بن رافع بن سنان الأوسي الأنصاري
، من نبلاء التابعين.
روى عن عقبة بن عامر الجهني، وعلباء السلمي، وأنس بن مالك، ومحمود بن لبيد، وعمه عمر بن الحكم، ورافع بن أسيد بن ظهير، وخلق. وعنه ابنه عبد الحميد بن جعفر، والحارث بن فضيل، وعمرو بن الحارث، والليث بن سعد، وآخرون. وهو من كبار شيوخ الليث وثقاتهم.
38 -
الجنيد بن عبد الرحمن المري الدمشقي الأمير
.
ولي خراسان والسند لهشام بن عبد الملك، وكان من الأجواد، ولكن لم يحمد في الحروب.
39 -
الجهم بن دينار
، ويقال: هو ابن أبي سبرة.
روى عن عمرو بن الحارث بن المصطلق، وإبراهيم النخعي، وغيرهما. وعنه إسماعيل بن أبي خالد، وإبراهيم الرماني، وأشعث بن سوار، وعبد الله بن بكير الغنوي.
قال أبو حاتم الرازي: صدوق.
40 -
جواب بن عبيد الله التيمي الكوفي
.
عن يزيد بن شريك التيمي، ومعرور بن سويد، والحارث بن سويد التيمي. وعنه أبو إسحاق الشيباني، وجويبر بن سعيد، وأبو حنيفة، والمسعودي، وطائفة.
وكان قاصاُ واعظاً، سكن جرجان مدة، وليس بالقوي في الحديث، مع أن ابن معين قد وثقه.
41 -
م د ت ن:
الجلاح، أبو كثير الرومي
، مولى عبد العزيز بن مروان.
كان له فضل ومعرفة، جعله عمر بن عبد العزيز قاص الإسكندرية. يروي عن حنش الصنعاني، وأبي عبد الرحمن الحبلي، وجماعة. وعنه عبيد الله بن أبي جعفر، وعمرو بن الحارث، وابن لهيعة، والليث بن سعد.
مات سنة عشرين ومائة.
42 -
خ م ن ق:
الحارث بن يزيد العكلي التيمي الكوفي الفقيه
.
عن إبراهيم، والشعبي، وعبد الله بن نجي الحضرمي، وأبي زرعة البجلي. وعنه مغيرة بن مقسم، وعبد الله بن شبرمة، وصالح بن صالح بن حي، وآخرون.
قال أحمد العجلي: كان فقيهاً من أصحاب إبراهيم النخعي من عليتهم، وكان ثقة قديم الموت.
43 -
م د ت:
حبان بن واسع بن حبان بن منقذ الأنصاري المازني المديني
، ابن عم محمد بن يحيى بن حبان.
سمع أباه، وخلاد بن السائب. وعنه عمرو بن الحارث، وابن لهيعة.
44 -
ع:
حبيب بن أبي ثابت قيس بن دينار
، وقيل: قيس بن هند، الكوفي، أحد الأعلام.
عن ابن عباس، وابن عمر، وأنس، وأبي عبد الرحمن السلمي، وأبي وائل، وسعيد بن جبير، وخلق. وعنه مسعر، وشعبة، وحمزة الزيات، وسفيان الثوري، والمسعودي، وأبو بكر بن عياش، وآخرون. وقد روى عنه من الكبار عطاء بن أبي رباح.
وكان هو وحماد بن أبي سليمان فقيهي الكوفة.
قال علي ابن المديني: سمع من عائشة.
وقال البخاري: لم يسمع من عروة.
وقال أبو يحيى القتات: قدمت مع حبيب بن أبي ثابت الطائف، فكأنما قدم عليهم نبي.
وقال غير واحدٍ: حبيب ثقة.
قال أبو بكر بن عياش، ومحمد بن عبد الله بن نمير، والبخاري: مات سنة تسع عشرة ومائة.
وقال بعضهم: توفي سنة اثنتين وعشرين ومائة.
وروى زافر بن سليمان، عن أبي سنان، عن حبيب بن أبي ثابت قال: من وضع جبينه لله فقد برئ من الكبر.
وعن كامل أبي العلاء قال: أنفق حبيب بن أبي ثابت على القراء مائة ألف. وقال أبو بكر بن عياش: رأيت حبيب بن أبي ثابت ساجداً، فلو رأيته قلت: ميت؛ يعني من طول السجود، رحمه الله.
45 -
م 4:
حبيب بن عبيد الرحبي الحمصي
، أبو حفص.
عن العرباض بن سارية، وعتبة بن عبد، وعوف بن مالك الأشجعي، وأبي أمامة، وجبير بن نفير، وطائفة. وعنه يزيد بن خمير، وثور بن يزيد، وعصمة بن راشد، وحريز بن عثمان، ومعاوية بن صالح، وآخرون.
وثقه النسائي وغيره، ويقال: إنه أدرك سبعين من الصحابة. ويروى أنه أدرك خلافة عمر، وفيه بعد.
46 -
4:
حرام بن حكيم بن خالد الأنصاري
، ويقال: العنسي، الدمشقي.
عن عمه عبد الله بن سعد وله صحبة، وأبي هريرة، وأبي مسلم الخولاني. وأرسل عن أبي ذر وغيره. وعنه العلاء بن الحارث، وزيد بن واقد، وعبد الله بن العلاء بن زبر، ومحمد بن عبد الله بن المهاجر، وآخرون.
وثقه دحيم وغيره.
ويقال: كان له بدمشق دارٌ في سوق القمح.
47 -
4:
حرام بن سعد بن محيصة بن مسعود الأنصاري المدني
.
عن أبيه، والبراء بن عازب. وعنه الزهري فقط.
وهو ثقة، وقد ينسب إلى جده.
48 -
د ت ن:
الحر بن الصياح النخعي الكوفي
.
عن ابن عمر، وأنس. وعنه شعبة، ومحمد بن جحادة، وسفيان الثوري، وشريك. وثقه أبو حاتم.
49 -
حزن بن بشير الخثعمي الكوفي
.
عن البراء بن عازب، وعمرو بن ميمون. وعنه ابن أبي خالد، والثوري، وشريك، وعنبسة قاضي الري.
وما علمت به بأساً.
50 -
ت ق:
الحسن بن جابر الحمصي
.
عن معاوية، والمقدام بن معدي كرب، وعبد الله بن بسر. وعنه محمد
ابن الوليد الزبيدي، ومعاوية بن صالح الحضرمي.
51 -
م د ن ق:
الحسن بن سعد بن معبد الكوفي
، مولى الحسن بن علي رضي الله عنهما.
عن أبيه، وعن ابن عباس، وعبد الله بن جعفر، وعبد الرحمن بن عبد الله بن مسعود، وغيرهم. وعنه أبو إسحاق الشيباني، وحجاج بن أرطاة، والمسعودي، وأخوه أبو العميس، وجماعة.
وثقه النسائي، وهو قليل الحديث.
52 -
د ن:
الحسين بن الحارث الجدلي
، أبو القاسم الكوفي.
عن ابن عمر، والنعمان بن بشير، والحارث بن حاطب، وعبد الرحمن بن زيد بن الخطاب. وعنه زكريا بن أبي زائدة، وشعبة، وغيرهما.
53 -
د ن:
الحضرمي بن لاحق الأعرج
.
عن ابن عباس وغيره مرسلاً، وعن ابن المسيب، وأبي صالح السمان. وعنه يحيى بن أبي كثير، وسليمان التيمي، وعكرمة بن عمار.
قال يحيى بن معين: ليس به بأس.
54 -
سوى د:
حفص بن عبيد الله بن أنس بن مالك الأنصاري البصري
.
عن جده، وأبي هريرة، وجابر بن عبد الله، وابن عمر. وعنه يحيى بن سعيد الأنصاري، ويحيى بن أبي كثير، وأسامة بن زيد، ومحمد بن إسحاق، وإبراهيم بن أبي يحيى، وغيرهم.
قال أبو حاتم: لا يثبت له السماع إلا من جده.
قلت: حديثه عن جابر في صحيح البخاري.
55 -
د ن:
حفص، ابن أخي أنس بن مالك
، وقيل: هو حفص بن عبد الله بن أبي طلحة. وقيل: هو حفص بن عبيد الله بن أبي طلحة.
عن عمه. وعنه عكرمة بن عمار، وأبو معشر، وخلف بن خليفة.
وثقه الدارقطني.
56 -
ت:
الحكم بن حجلٍ البصري
.
عن حجر العدوي، وعطاء بن أبي رباح، وغيرهما. وعنه حجاج بن دينار، وسعيد بن أبي عروبة.
وثقه ابن معين.
57 -
ع:
الحكم بن عتيبة
، أبو محمد، الكندي مولاهم، الكوفي الفقيه، أحد الأعلام.
عن أبي جحيفة السوائي، وعبد الرحمن بن أبي ليلى، وشريح القاضي، وأبي وائل، وعلي بن الحسين، ومجاهد، ومصعب بن سعيد، وإبراهيم النخعي، وسعيد بن جبير، وخلق. وعنه زيد بن أبي أنيسة، وأبان بن تغلب، ومسعر، ومالك بن مغول، وحمزة الزيات، والأوزاعي، وشعبة، وأبو عوانة، وخلق.
قال الأوزاعي: حججت، فلقيت عبدة بن أبي لبابة، فقال لي: هل لقيت الحكم؟ قلت: لا، قال: فالقه، فما بين لابتيها أفقه منه.
وقال أحمد بن حنبل: هو أفقه الناس في إبراهيم.
وقال ابن عيينة: ما كان بالكوفة مثل الحكم وحماد.
وقال عباس الدوري: كان الحكم صاحب عبادة وفضل.
وقال أحمد العجلي: كان الحكم ثقةً، ثبتاً، فقيهاً، من كبار أصحاب إبراهيم، وكان صاحب سنة واتباع.
وقال مغيرة بن مقسم: كان الحكم إذا قدم المدينة أخلوا له سارية النبي صلى الله عليه وسلم يصلي إليها.
وقال الشاذكوني: أخبرنا يحيى بن سعيد قال: سمعت شعبة يقول: كان الحكم يفضل علياً على أبي بكر وعمر. الشاذكوني ضعيف.
وقال معمر: كان الزهري في أصحابه كالحكم في أصحابه.
وقال أبو إسرائيل الملائي، عن مجاهد بن رومي قال: ما كنت أعرف فضل الحكم إلا إذا اجتمع علماء الناس في مسجد منى، نظرت إليهم، عيال عليه.
قال شعبة: مات الحكم سنة خمس عشرة ومائة. وقال آخر: توفي سنة أربع عشرة. والأول أصح.
58 -
م 4:
حكيم بن عبد الله بن قيس بن مخرمة القرشي المطلبي
.
عن نافع بن جبير، وعامر بن سعد، وعبد الله بن أبي سلمة الماجشون، ورأى عبد الله بن عمر. وعنه عمرو بن الحارث، والليث، وابن لهيعة، وآخرون.
وثقه ابن حبان، توفي سنة ثماني عشرة ومائة.
59 -
م 4:
حماد بن أبي سليمان الفقيه الكوفي
، أبو إسماعيل بن مسلم، مولى الأشعريين.
أحد الأعلام، أصله من أصبهان. روى عن أنس، وابن المسيب، وزيد بن وهب، وأبي وائل، والشعبي، وطبقتهم، وتفقه بإبراهيم النخعي. وعنه أبو حنيفة، وهشام الدستوائي، ومسعر، وشعبة، وسفيان، وحماد بن سلمة، وحمزة الزيات، وأبو بكر النهشلي، وجماعة.
وكان سخياً جواداً.
قال عبد الملك بن إياس: سألت إبراهيم النخعي: من نسأل بعدك؟ قال: حماد.
وقال مغيرة: قلت لإبراهيم النخعي: إن حماداً قد قعد يفتي! قال: وما يمنعه وقد سألني عما لم تسألوني عن عشره؟
وقال شعبة: سمعت الحكم يقول: ومن فيهم مثل حماد! يعني أهل الكوفة.
وقال أبو إسحاق الشيباني: ما رأيت أحداً أفقه من حماد، قيل: ولا الشعبي؟ قال: ولا الشعبي.
وقال معمر بن راشد: ما رأيت مثل حماد.
وقال غيره: كان حماد بن أبي سليمان الأشعري من الأجواد، كان يفطر كل يوم في رمضان كل ليلة خمسمائة إنسانٍ، ويعطيهم ليلة العيد مائة مائة.
وفي رواية أخرى: كان يفطر خمسين إنساناً.
قال شعبة: كان حماد صدوق اللسان.
وقال النسائي: ثقة، إلا أنه مرجئ.
وقال أبو داود: سمعت أحمد يقول: حماد مقارب الحديث، ما روى عنه سفيان وشعبة والقدماء، ولكن حمادا - يعني ابن سلمة - عنده عنه تخليط. قلت لأحمد: أبو معشر أحبّ إليك أم حماد في إبراهيم؟ قال: ما أقربهما، وحماد كان يرمى بالإرجاء.
وروى ورقاء عن مغيرة قال: لما مات إبراهيم جلس الحكم وأصحابه إلى حماد، حتى أحدث ما أحدث؛ يعني الإرجاء.
ابن المبارك، عن شعبة قال: كان حماد بن أبي سليمان لا يحفظ؛ يعني أن الغالب عليه كان الفقه.
حجّاج الأعور، عن شعبة قال: كان حماد ومغيرة أحفظ من الحكم، يعني مع سوء حفظ حماد للآثار، كان أحفظ من الحكم.
قال أبو حاتم: حماد صدوق، لا يحتج به، وهو مستقيم في الفقه، فإذا جاء الآثار شوش.
وقال العجلي: كان حماد أفقه أصحاب إبراهيم، وكانت به موتة، كان ربما حدث فتعتريه، فإذا أفاق أخذ من حيث انتهى.
وقال ابن عدي: يقع في حديثه أفراد وغرائب، وهو متماسك في الحديث لا بأس به.
قال ابن سعد: قالوا: وكان حماد ضعيفاً في الحديث، واختلط في آخر أمره وكان مرجئاً كثير الحديث.
توفي حماد سنة عشرين ومائة، ويقال: سنة تسع عشرة.
خرج له مسلم مقروناً برجلٍ آخر، وأهل السنن الأربعة.
60 -
ق:
حمران بن أعين الكوفي المقرئ
.
قرأ القرآن على الكبار، أبي الأسود ظالم بن عمرو، وقيل: بل قرأ على ولده أبي حرب بن أبي الأسود، وعلى عبيد بن نضيلة، وأبي جعفر الباقر. وحدث عن أبي الطفيل وغير واحد. وعنه أبو خالد القماط، وحمزة بن حبيب الزيات وقرأ عليه، وسفيان الثوري، وغيرهم.
سئل أبو داود عنه فقال: كان رافضياً. وقال أبو حاتم: شيخ.
قلت: له في سنن ابن ماجة حديثان.
61 -
حمزة بن بيضٍ الحنفي
، أحد بني بكر بن وائل، كوفي.
شاعر مجود، سائر القول، كثير المجون، وكان منقطعاً إلى المهلب
ابن أبي صفرة وولدهم، ثم إلى بلال بن أبي بردة. حصل له أموال كثيرة إلى الغاية من ذهب وخيل ورقيق، وقيل: إنه حصل ألف ألف درهم، ومات سنة ست عشرة ومائة.
وبيض بكسر أوله، ورخه ابن الجوزي، وأخباره مستوفاة في كتاب الأغاني.
62 -
م د ن:
حمزة بن عمرو الضبي العائذي البصري
، وعائذ الله بن ضبة.
روى عن أنس، وعلقمة بن وائل. وعنه ابنه عمر، وعوف، وشعبة.
وثقه النسائي.
63 -
ع:
حميد بن نافع الأنصاري مولاهم
، المدني.
عن زينب بنت أبي سلمة، وأبي أيوب الأنصاري، وعبد الله بن عمرو. وعنه ابنه أفلح بن حميد، وشعبة، وصخر بن جويرية، وآخرون.
وثقه أبو عبد الرحمن النسائي.
وقال مصعب الزبيري: هو مولى صفوان بن خالد.
ويقال: مولى أبي أيوب الأنصاري، حج مع أبي أيوب وروى عنه، وقد روى الثوري ومالك عن عبد الله بن أبي بكر عن حميد بن نافع.
وقال أحمد بن حنبل: حدثنا حجاج بن محمد قال: قال شعبة: سألت عاصماً عن المرأة تحد، فقال: قالت حفصة بنت سيرين: كتب حميد بن نافع إلى حميد الحميري، فذكر نحو حديث زينب.
قال شعبة: فكان عاصم يرى أنه مات من مائة سنة.
64 -
ع:
حميد بن هلال العدوي
؛ عدي تميم.
بصري نبيل. روى عن عبد الله بن مغفل، وأنس بن مالك، ومطرف بن الشخير، وجماعة. وعنه أيوب، وقرة بن خالد، وشعبة، وجرير بن حازم، وحماد بن سلمة، وآخرون.
قال أبو هلال الراسبي: ما كان بالبصرة أحدٌ أجل من حميد بن هلال.
وقال ابن المديني: لم يلق حميد بن هلال عندي أبا رفاعة العدوي.
وقال أبو هلال: حدثنا قتادة قال: ما كانوا يفضلون أحداً على حميد بن هلال في العلم بالبصرة؛ يعني بعد الحسن وابن سيرين.
وقال سليمان بن المغيرة: رأيت حميد بن هلال يلبس الثياب الثمينة والطيالسة والعمائم.
توفي حميد في إمرة خالد بن عبد الله القسري، وموته قريبٌ من موت قتادة.
65 -
د:
حميد الشامي
.
عن محمود بن الربيع، وأبي عمرو الشيباني، وسليمان المنبهي. وعنه محمد بن جحادة، وغيلان بن جامع، وسالم المرادي.
قال أحمد وابن معين: لا نعرفه.
قلت: له حديث منكر في مناقب فاطمة.
66 -
حيان، أبو النضر الأسدي
.
عن واثلة بن الأسقع، وجنادة بن أبي أمية. وعنه هشام بن الغاز، ومدرك الفزاري، والوليد بن سليمان بن أبي السائب.
وثقه ابن معين، وسئل عنه أبو حاتم فقال: صالح.
• - حي بن يؤمن، أبو عشانة المصري، في الكنى، يأتي.
67 -
ق:
حيان الأعرج
.
شيخ بصري، عن أبي الشعثاء جابر بن زيد. وعنه قتادة مع تقدمه، ومنصور بن زاذان، وابن جريج، وابن أبي عروبة، وآخرون.
وثقه يحيى بن معين.
68 -
خالد بن باب الربعي البصري
.
عن عمه صفوان بن محرز، وشهر بن حوشب. وعنه عوف، وجسر بن فرقد، وسلم بن زرير، وغيرهم.
تركه أبو زرعة.
69 -
4:
خالد بن دريك العسقلاني
، وقيل: الدمشقي، وقيل: الرملي.
عن ابن عمر، وقباث بن أشيم، وعبد الله بن محيريز، وأرسل عن عائشة. وعنه قتادة، وأيوب، وأبو بشر، وابن عون، والأوزاعي، وسفيان بن حسين، وغيرهم.
وثقه النسائي.
70 -
خالد بن زيد بن جارية الأنصاري
.
عن ابن عمر، وعن عقار بن المغيرة بن شعبة. وعنه عنبسة قاضي الري، وشريك، وقيس بن الربيع.
قال أبو حاتم: ما به بأس.
71 -
ق:
خالد بن أبي الصلت المدني
، نزيل البصرة.
عن ربعي بن حراش، وعراك بن مالك. وعنه خالد الحذاء، وسفيان بن حسين، ومبارك بن فضالة، وغيرهم.
وثقه ابن حبان.
72 -
د ت ن:
خالد بن اللجلاج العامري
، أبو إبراهيم الدمشقي.
سمع أباه وله صحبة، وعبد الرحمن بن عائش، وقبيصة بن ذؤيب. وقد أرسل عن عمر، وابن عباس. وعنه أبو قلابة، ومكحول، وعبد العزيز
ابن عمر بن عبد العزيز، وزيد بن واقد، والأوزاعي، وجماعة.
قال ابن إسحاق، عن مكحول: كان ذا سنٍ وصلاح، وله جرأة على الملوك وغلظة عليهم.
وقيل: كان على بناء جامع دمشق.
قال أبو مسهر: كان يفتي مع مكحول.
وقال البخاري: سمع من عمر. والبخاري ليس بالخبير برجال الشام، وهذه من أوهامه.
73 -
د:
خالد بن محمد الثقفي
.
عن بلال بن أبي الدرداء، وعمر بن عبد العزيز. وعنه الزبيدي، ومعاوية بن صالح، وأهل حمص.
وثقه أبو حاتم، وهو مقل.
74 -
ذو الرمة، الشاعر المشهور، هو غيلان بن عقبة بن بهيش، مضري النسب.
وكان كثير التشبيب بمية بنت مقاتل المنقرية، ثم شبب بالخرقاء، وله مدائح في بلال بن أبي بردة.
قال أبو عمرو بن العلاء: فتح الشعر بامرئ القيس، وختم بذي الرمة.
وقيل: إن الفرزدق وقف على ذي الرمة وهو ينشد، فاستحسن شعره، وكان ذو الرمة ينزل ببادية العراق، وقد وفد على عبد الملك ومدحه.
وروى عن ابن عباس. روى عنه أبو عمرو بن العلاء، وعيسى بن عمر
النحوي.
ويقال: إن الوليد سأل الفرزدق: من أشعر الناس؟ قال: أنا. قال: فتعلم أحداً أشعر منك؟ قال: لا، إلا غلاماً من بني عدي يركب أعجاز الإبل؛ يعني ذا الرمة.
وله:
وعينان قال الله: كونا، فكانتا فعولان بالألباب ما تفعل الخمر وله:
إذا هبت الأرواح من نحو جانب به أهل مي هاج قلبي هبوبها هوى تذرف العينان منه وإنما هوى كل نفسٍ حيث حل حبيبها توفي ذو الرمة بأصبهان سنة سبع عشرة ومائة عن أربعين سنة، رحمه الله تعالى.
75 -
4:
راشد بن سعد المقرائي
، ويقال: الحبراني الحمصي.
عن سعد بن أبي وقاص، وثوبان، ومعاوية بن أبي سفيان، وعتبة بن عبد، وأبي أمامة، وأنس بن مالك، وغيرهم. وعنه ثور بن يزيد، والزبيدي، وصفوان بن عمرو وحريز بن عثمان وأبو بكر بن أبي مريم ومعاوية بن صالح؛ الحمصيون.
وثقه غير واحد، وقال يحيى القطان: هو أحب إلي من مكحول.
وقال غيره: شهد صفين مع معاوية.
قال ابن سعد، وخليفة، وأبو عبيد: توفي سنة ثلاث عشرة
ومائة. وقيل: سنة ثمانٍ.
76 -
راشد بن أبي سكنة
، أبو عبد الملك، العبدري مولاهم، الشامي.
أرسل عن أبي الدرداء، وحدث عن معاوية، وواثلة بن الأسقع. وولي خراج مصر. روى عنه ابناه؛ محمد وإبراهيم، وعمرو بن الحارث، وغيرهم.
وثقه أحمد العجلي، ومات سنة سبع عشرة ومائة.
77 -
م 4:
الربيع بن سبرة بن معبد الجهني المدني
.
عن أبيه وله صحبة، وعن عمر بن عبد العزيز. وعنه ابنه عبد الملك، وعمارة بن غزية، وعبد العزيز بن عمر بن عبد العزيز، وعمرو بن الحارث، والليث، وابن لهيعة، وخلق. وقد روى عنه من أقرانه الزهري، وعمر بن عبد العزيز، ويزيد بن أبي حبيب.
وكان من علماء التابعين، وثقه العجلي والنسائي.
78 -
د ت ن:
ربيعة بن سيف بن ماتع المعافري الإسكندراني
.
عن شفي، وأبي عبد الرحمن الحبلي، وبشر بن زبيد. وعنه بكر بن مضر، والليث، وضمام بن إسماعيل، ومفضل بن فضالة.
قال النسائي: ليس به بأس.
وقال ابن يونس: توفي قريباً من سنة عشرين ومائة.
قلت: لعله عاش بعد ذلك مدة.
79 -
م ن:
ربيعة بن عطاء بن يعقوب المدني
، مولى ابن سباع.
صدوق. روى عن عروة، والقاسم، ووفد على عمر بن عبد العزيز. روى عنه يحيى بن سعيد الأنصاري، وربيعة بن عثمان، وعبد الله بن عمر العمري.
80 -
م 4:
رجاء بن حيوة
، أبو نصر الكندي، وأبو المقدام الشامي.
عن عبد الله بن عمرو، ومعاوية بن أبي سفيان، وأبي أمامة، وجابر بن عبد الله، وقبيصة بن ذؤيب، وجماعة. وعنه إبراهيم بن أبي عبلة، وابن عون، وثور بن يزيد، وابن عجلان، ومحمد بن جحادة، والزهري، وعروة بن رويم، وخلق.
وكان أحد أئمة التابعين، وثقه غير واحد.
روى ضمرة عن رجاء بن أبي سلمة قال: قال مكحول: ما زلت مضطلعاً على من ناوأني حتى عاونهم علي رجاء بن حيوة، وذلك أنه سيد أهل الشام في أنفسهم.
وقال مطر الوراق: ما رأيت شامياً أفضل من رجاء بن حيوة.
وروى ضمرة عن رجاء بن أبي سلمة قال: ما من رجلٍ من أهل الشام أحب إلي أن أقتدي به من رجاء بن حيوة.
وقال ابن عون: رأيت ثلاثة ما رأيت مثلهم؛ ابن سيرين بالعراق، والقاسم بالحجاز، ورجاء بن حيوة بالشام، قال: وكان هؤلاء يأتون بالحديث بحروفه، وكان إبراهيم والشعبي والحسن يأتون بالمعاني.
وقال رجاء بن أبي سلمة: كان يزيد بن عبد الملك يجري على رجاء بن حيوة ثلاثين ديناراً في كل شهر، فلما ولي هشام الخلافة قطعها، فرأى أباه في النوم يعاتبه في ذلك، فأجراها.
وقال عبد الله بن بكر: حدثنا محمد بن ذكوان الأزدي، عن رجاء بن حيوة قال: كنت واقفاً على باب سليمان بن عبد الملك إذ أتاني رجل لم أره قبل ولا بعد، فقال: يا رجاء، إنك قد ابتليت بهذا وابتلي بك، فعليك بالمعروف وعون الضعيف، يا رجاء إنه من كان له منزلة من سلطان، فرفع حاجة ضعيفٍ لا يستطيع رفعها، لقي الله، وقد شد قدميه للحساب بين يديه.
وقال ابن عون بإسنادٍ فيه الكديمي، قال: قيل لرجاء: إنك كنت تأتي السلطان فتركتهم! قال: يكفيني الذي أدعهم له.
وقال إبراهيم بن أبي عبلة: كنا نجلس إلى عطاء الخراساني، فكان يدعو بعد الصبح بدعواتٍ، قال: فغاب، فتكلم رجلٌ من المؤذنين، فقال رجاء: من هذا؟ فقال: أنا يا أبا المقدام، فقال: اسكت، فإنا نكره أن نسمع الخير إلا من أهله.
وقال صفوان بن صالح: حدثنا عبد الله بن كثير القارئ الدمشقي قال: حدثنا عبد الرحمن بن يزيد بن جابر قال: كنا مع رجاء بن حيوة، فتذاكرنا شكر النعم، فقال: ما أحد يقوم بشكر نعمة وخلفنا رجلٌ على رأسه كساء، فقال: ولا أمير المؤمنين؟ فقلنا: وما ذكر أمير المؤمنين هنا! وإنما هو رجلٌ من الناس، فغفلنا عنه، فالتفت رجاء فلم يره، فقال: أتيتم من صاحب الكساء، ولكن إن دعيتم فاستحلفتم فاحلفوا. فما علمنا إلا بحرسي قد أقبل، فقال: أجيبوا أمير المؤمنين، فأتينا باب هشام، فأذن لرجاء وحده، فلما دخل عليه قال: هيه يا رجاء، يذكر أمير المؤمنين فلا تحتج له! قال: فقلت: وما ذاك يا أمير المؤمنين؟ قال: ذكرتم شكر النعم، فقلتم: ما أحدٌ يقوم بشكرها، قيل لكم: ولا أمير المؤمنين! فقلت: أمير المؤمنين رجلٌ من الناس. فقلت: لم يكن ذاك، قال: آلله؟ قلت: آلله. فأمر بذلك الساعي فضرب سبعين سوطاً، وخرج وهو متلوث في دمه، فقال: هذا وأنت رجاء بن حيوة! فقلت: سبعون سوطاً في ظهرك، خيرٌ من دم
مؤمنٍ، قال ابن جابر: فكان رجاء بعد ذلك إذا جلس التفت وقال: احذروا صاحب الكساء.
قال خليفة، وأبو عبيد: مات رجاء سنة اثنتي عشرة ومائة.
قلت: ورجاء هو الذي نهض بأخذ الخلافة لعمر بن عبد العزيز، وكان كالوزير لسليمان بن عبد الملك، ومناقبه كثيرة.
81 -
رديني بن أبي مجلز لاحق بن حميد
.
روى عن أبيه، ويحيى بن يعمر. وعنه عمران بن حدير، والمنذر بن ثعلبة، وقرة بن خالد.
وما أعلم به بأساً.
82 -
د ت ق:
رياح بن عبيدة السلمي الكوفي
، لا الباهلي البصري؛ ذاك في الطبقة الآتية.
روى عن أبي سعيد، وابن عمر، وغيرهما. وعنه ابنه إسماعيل، وحجاج بن أرطاة، وعمرو بن عثمان بن موهب.
له حديث، وفيه اضطراب كثير.
83 -
زائدة بن عمير الطائي الكوفي
.
عن ابن عباس. وعنه أبو إسحاق، ويونس بن أبي إسحاق، وشعبة.
وثقه يحيى بن معين.
84 -
د ن ق:
الزبرقان بن عمرو بن أمية الضمري
.
أرسل عن زيد بن ثابت، وأسامة بن زيد، وروى عن عروة، وأبي سلمة بن عبد الرحمن وغيرهما. وعنه بكير بن الأشج، وعمرو بن أبي حكيم، وابن أبي ذئب، وغيرهم.
وثقه النسائي.
85 -
ت:
زرارة بن مصعب بن عبد الرحمن بن عوف الزهري المدني
، جد أبي مصعب أحمد بن أبي بكر بن الحارث بن زرارة.
روى عن عمه أبي سلمة، وعن المغيرة بن شعبة إن صح، والمسور بن مخرمة. وعنه مكحول، والزهري، وعبد الرحمن بن أبي بكر المليكي، وغيرهم.
وثقه النسائي.
86 -
خ د ن:
زياد الأعلم
، وهو ابن حسان بن قرة الباهلي البصري.
عن أنس بن مالك، والحسن، وابن سيرين. وعنه الحمادان، وابن أبي عروبة، وهمام، وجماعة.
وكان أحد الثقات، له أحاديث قليلة.
87 -
د ق:
زياد بن أبي سودة المقدسي
.
روى عن أخيه عثمان، وعن أبي الدرداء، وأبي هريرة، وميمونة خادمة النبي صلى الله عليه وسلم مرسلاً. وعنه ثور بن يزيد، ومعاوية بن صالح، وصدقة بن يزيد، وسعيد بن عبد العزيز، وغيرهم.
وثقه أبو حاتم بن حبان.
88 -
م د ت ن:
زياد بن كليب
، أبو معشر التميمي الحنظلي الكوفي.
عن إبراهيم النخعي، وسعيد بن جبير. وعنه أيوب السختياني، وخالد الحذاء، وسعيد بن أبي عروبة، وشعبة.
وثقه النسائي وغيره.
مات سنة تسع عشرة، وقيل: سنة عشرين ومائة.
89 -
زياد بن النضر
، أبو النضر.
عن محمد ابن الحنفية وغيره. وعنه الشعبي، ومنصور بن المعتمر، وحجاج بن أرطاة، وهو صدوق.
90 -
د ت ن:
زيد بن أرطاة الفزاري
، أخو الأمير عدي.
أرسل عن أبي الدرداء وغيره، وروى عن جبير بن نفير. وعنه أبو بكر بن أبي مريم الغساني، وعبد الرحمن بن يزيد بن جابر.
وثقه العجلي.
91 -
ع:
سعيد بن أبي بردة بن أبي موسى الأشعري الكوفي
.
عن أبيه، وأنس بن مالك، وأبي وائل. وعنه قتادة، وزكريا بن أبي زائدة، ومسعر، وشعبة، وطائفة آخرهم أبو عوانة.
وكان ثقة.
92 -
د ت ن:
سعيد بن سمعان الزرقي المدني
، مولى الأنصار.
عن أبي هريرة. وعنه سابق بن عبد الله الرقي، وابن أبي ذئب.
يقع غالباً حديثه في مسند الطيالسي، وثقه النسائي.
93 -
سعيد بن سويد الكلبي
.
عن العرباض بن سارية، وعمير بن سعد، وعن عمر بن عبد العزيز، وعبيدة الأملوكي، وعبد الأعلى بن هلال. وعنه معاوية بن صالح، وأبو بكر بن أبي مريم.
وما علمت فيه جرحة، وكأنه حمصي.
94 -
د ت ق:
سعيد بن عبيد بن السباق الثقفي المدني
.
عن أبيه، ومحمد بن أسامة بن زيد، وأرسل عن أبي هريرة. وعنه الزهري، ومحمد بن إسحاق، وفليح بن سليمان، وآخرون.
وثقه النسائي.
95 -
خ م ت:
سعيد بن عمرو بن أشوع الهمداني
، قاضي الكوفة.
عن الشعبي، وشريح بن النعمان الصائدي. وعنه خالد الحذاء، وزكريا بن أبي زائدة، وسفيان الثوري، وآخرون.
قال النسائي: ليس به بأس.
توفي سنة بضع عشرة.
قال أبو إسحاق الجوزجاني في الضعفاء: سعيد بن أشوع قاضي الكوفة، غالٍ زائغ.
96 -
سعيد بن عمرو بن جعدة بن هبيرة المخزومي الكوفي
.
عن أبيه، وأبي عبيدة بن عبد الله بن مسعود. وعنه يونس بن أبي إسحاق، والقاسم بن مالك المزني، والمسعودي، وغيرهم.
قال عبد الرحمن بن خراش: صدوق.
• - سعيد بن عمرو بن سعيد بن العاص بن أمية، في الطبقة الآتية.
97 -
د ن:
سعيد بن محمد بن جبير بن مطعم القرشي
.
عن جده، وأبي هريرة، ووالده. وعنه عثمان بن أبي سليمان، وعبد الله بن موهب، وابن أبي ذئب، وعبد الله بن جعفر المخرمي.
ما أعلم به بأساً.
98 -
سوى ن:
سعيد بن مينا
، أبو الوليد.
حجازي نبيل. عن أبي هريرة، وعبد الله بن عمرو، وجابر، وابن الزبير. وعنه أيوب، وزيد بن أبي أنيسة، وابن إسحاق، وحنظلة بن أبي سفيان، وسليم بن حيان.
قال أحمد بن حنبل: ثقة.
99 -
ع:
سعيد بن يحمد
، أبو السفر الهمداني الكوفي.
عن عبد الله بن عمرو، وابن عباس، وناجية بن كعب، والبراء بن عازب، وابن عمر. وعنه إسماعيل بن أبي خالد، والأعمش، ومالك بن مغول، ويونس بن أبي إسحاق.
وثقه ابن معين وغيره.
توفي سنة ثلاث عشرة ومائة.
100 -
ع:
سعيد بن يسار
، أبو الحباب المدني، مولى أم المؤمنين ميمونة، وقيل: مولى الحسن بن علي.
روى عن أبي هريرة، وابن عباس، وابن عمر، وزيد بن خالد الجهني. وعنه ابن أخيه معاوية بن أبي مزرد، وسعيد بن المقبري، وأبو
طوالة، وسهيل بن أبي صالح، وابن عجلان، ويحيى بن سعيد الأنصاري، وابن إسحاق، وآخرون.
وكان من العلماء الأثبات، مات سنة ست عشرة، أو سبع عشرة ومائة.
101 -
سكينة بنت الحسين بن علي بن أبي طالب الهاشمية
.
يروى عنها حديثٌ عن أبيها، وكانت من أجمل النساء، فتزوجها مصعب بن الزبير.
قال الزبير بن بكار: اسمها أمينة. وكان قد تزوجها ابن عمها عبد الله بن حسن الأكبر، فقتل يوم كربلاء قبل أن يدخل بها، ثم تزوجها مصعب فقتل عنها، وتزوجها بعده غير واحد.
قال أبو بكر ابن البرقي: كانت من أجلد النساء، دخلت على هشام بن عبد الملك في قواعد نساء قريش، فسلبته منطقته وعمامته ومطرفه، فقال لها لما طلبت ذلك منه: أوغير ذلك؟ فقالت: ما أريد غيره. وكان هشام يعتم فأعطاها ذلك، ودعا لها بثياب، وكانت إذا لعن مروان علياً لعنته وأباه.
ويروى في بعض الآثار أن مصعباً سار عن الكوفة أياماً، فكتب إلى سكينة:
وكان عزيزاً أن أبيت وبيننا شعارٌ، فقد أصبحت منك على عشر وأبكاهما، والله، للعين، فاعلمي إذا ازددت مثليها فصرت على شهر وأبكى لعيني منهما اليوم أنني أخافٌ بأن لا نلتقي آخر الدهر فلما قتل قالت:
فإن تقتلوه تقتلوا الماجد الذي يرى الموت إلا بالسيوف حراما وقبلك ما خاض الحسين منية إلى السيف حتى أوردوه حماما عبد الله بن صالح: حدثنا الليث، عن يونس، عن ابن شهاب قال:
زوجت سكينة بنت الحسين نفسها إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف بلا ولي، فكتب عبد الملك إلى هشام بن إسماعيل أن فرق بينهما، فإن كان دخل بها فلها صداقها بما استحل من فرجها.
وروي عن رجل قال: حججت فأتيت منزل سكينة، فإذا ببابها جرير والفرزدق وجميل وكثير عزة، والناس مجتمعون، فخرجت جارية مليحة فقالت: سيدتي تقول للفرزدق: أنت القائل:
هما دلياني من ثمانين قامة كما انقض باز أقتم الريش كاسره فلما استوت رجلاي في الأرض نادتا أحي يرجى أم قتيل نحاذره فأصبحت في القوم القعود وأصبحت مغلقة دوني عليها دساكره فقالت: سوأة لك، قضيت حاجتك ثم هتكت سترها! ثم ساق قصة طويلة، وأمرت للشعراء بألف ألف.
وقيل: إنها لما توفيت بالمدينة أخذوا لها كافوراً بثلاثين ديناراً، وصلى عليها شيبة بن نصاح.
قال الواقدي وغيره: ماتت في ربيع الأول سنة سبع عشرة ومائة.
102 -
سلمة بن أبي سلمة بن عبد الرحمن بن عوف الزهري
.
عن أبيه. وعنه الزهري، ومكحول، وعقيل، ومحمد بن راشد.
قال أبو حاتم الرازي: لا بأس به.
103 -
4:
سليمان بن موسى الأموي الدمشقي الفقيه
، أحد الأعلام، أبو أيوب، ويقال: أبو الربيع، مولى آل أبي سفيان بن حرب، ويعرف بالأشدق.
روى عن واثلة، وأبي أمامة، ومالك بن يخامر، وكثير بن مرة، وعمرو بن شعيب، وطائفة. وعنه ثور بن يزيد، وحفص بن غيلان،
والزبيدي، وابن جريج، والأوزاعي، وسعيد بن عبد العزيز، وهمام بن يحيى، وآخرون.
قال سعيد بن عبد العزيز: كان أعلم أهل الشام بعد مكحول.
وقال ابن لهيعة: ما لقيت مثله.
وقال النسائي: هو أحد الفقهاء، وليس بالقوي في الحديث.
وقال البخاري: عنده مناكير.
وقال أبو حاتم الرازي: لا أعلم أحداً من أصحاب مكحول أفقه منه، ولا أثبت.
وقال أبو مسهر: لم يدرك سليمان بن موسى كثير بن مرة ولا عبد الرحمن بن غنم.
وقال ابن عدي: تفرد بأحاديث، وهو عندي ثبتٌ صدوق.
وقال شعيب بن أبي حمزة: قال لي الزهري: إن مكحولاً يأتينا وسليمان بن موسى، وايم الله إن سليمان لأحفظ الرجلين.
وقال عبد الرحمن بن يزيد بن جابر: قدم سليمان بن موسى على هشام الرصافة، فسقاه طبيبٌ لهشام شربة فقتله، فسقى هشام طبيبه من ذلك الدواء فقتله.
وقال هشام بن عمار: أرفع أصحاب مكحول سليمان بن موسى، ثم العلاء بن الحارث.
وقال ابن جابر: كنت أدخل المسجد مع سليمان بن موسى وقد صلوا، فيؤذن ويقيم، وأتقدم فأصلي به، وكنت أدخل مع مكحول وقد صلوا، فيؤذن مكحول ويقيم، ويتقدم فيصلي بي.
قال غير واحد: وفاته سنة تسع عشرة ومائة.
104 -
سليمان، أبو أيوب، مولى عثمان بن عفان
.
عن أبي هريرة. وعنه أبو المقدام هشام بن زياد، وخلف بن إسماعيل، وخزرج بن عثمان بياع السابري.
له حديثٌ أو حديثان.
105 -
د: سليمان، ويقال: سليم، أبو عمران الأنصاري، مولى أم الدرداء وقائدها.
روى عنها، وعن ذي الأصابع أحد الصحابة، وعن عبد الله بن محيريز، وأبي سلام ممطور. وعنه فروة بن مجاهد، وثعلبة بن مسلم، ومعاوية بن صالح.
106 -
م 4:
سليم بن عامر الكلاعي الخبائري الحمصي
.
عن أبي الدرداء، وتميم الداري، والمقداد بن الأسود، وعوف بن مالك، وأبي هريرة، وعمرو بن عبسة، وجماعة. وعنه عبد الرحمن بن يزيد بن جابر، والزبيدي، وحريز بن عثمان، وعفير بن معدان، ومعاوية بن صالح، وآخرون.
وعمر دهراً طويلاً، وكان يقول: استقبلت الإسلام من أوله. وأدرك النبي صلى الله عليه وسلم ولم يره.
وثقه أحمد العجلي.
وقال أبو حاتم: لا بأس به.
وروى شعبة عن يزيد بن خمير قال: سمعت سليم بن عامر الحمصي، وكان قد أدرك النبي صلى الله عليه وسلم.
وقال ابن معين: سليم بن عامر الكلاعي زعم أنه قرئ عليه كتاب عمر.
وقال ابن عساكر: شهد فتح القادسية.
وقال أحمد بن محمد بن عيسى الحمصي: عاش سليم بعد اثنتي عشرة ومائة.
وقال ابن سعد، وخليفة: مات سنة ثلاثين ومائة.
قلت: أحسب هذا وهماً، ولو كان سليم بقي إلى هذا التاريخ لسمع منها إسماعيل بن عياش وبقية، والله أعلم.
107 -
م 4:
سماك بن الوليد الحنفي
، أبو زميل اليمامي.
نزل الكوفة، وروى عن ابن عباس، وابن عمر، ومالك بن مرثد. وعنه عكرمة بن عمار، والأوزاعي، ومسعر، وشعبة، وغيرهم.
وثقه أحمد وغيره.
108 -
د ت ق:
سهل بن معاذ بن أنس الجهني
، من أولاد الصحابة بمصر.
له عن أبيه نسخة، روى عنه ثور بن يزيد، وزبان بن فائد، والليث، وابن لهيعة.
ضعفه ابن معين، ومشاه غيره.
109 -
م 4:
سهل بن أبي أمامة بن سهل بن حنيف الأنصاري الأوسي
.
عن أبيه، وأنس بن مالك. وعنه عبد الرحمن بن شريح الإسكندراني، وسعيد بن عبد الرحمن بن أبي العمياء، وخالد بن حميد المهري، وعيسى بن عمر القاري.
وثقه ابن معين وغيره، مات بالإسكندرية في حدود العشرين ومائة.
110 -
م د ت ن:
سوادة بن حنظلة القشيري البصري
.
رأى علياً، وروى عن سمرة بن جندب. وعنه ابنه عبد الله، وشعبة، وهمام، وأبو هلال محمد بن سليم.
111 -
م 4:
سويد بن حجير الباهلي البصري
، والد قزعة.
روى عن أنس، والحارث بن عبد الله بن أبي ربيعة، وحكيم بن معاوية بن حيدة، وآخرين. وعنه حاتم بن أبي صغيرة، وابن جريج، وشعبة، ومعقل بن عبيد الله الجزري، وحماد بن سلمة.
وثق.
112 -
ع:
سيار بن سلامة
، أبو المنهال الرياحي البصري.
عن أبي برزة الأسلمي، وعن أبي العالية الرياحي، والبراء السليطي. وعنه خالد الحذاء، وعوف الأعرابي، وشعبة، وحماد بن سلمة.
وثقه ابن معين وغيره.
113 -
د ت:
سيار، أبو حمزة الكوفي
، أكبر من سيار أبي الحكم الواسطي.
روى عن طارق بن شهاب، وقيس بن أبي حازم. وعنه إسماعيل بن أبي خالد، وعبد الملك بن أبجر، وأبو إسماعيل بشير، والصلت بن بهرام.
وثقه أبو حبان.
114 -
م 4:
شداد، أبو عمار الدمشقي
، مولى معاوية بن أبي سفيان.
عن أبي هريرة، وشداد بن أوس، وواثلة، وأبي أسماء الرحبي. وعنه عوف بن أبي جميلة، وعكرمة بن عمار، والأوزاعي، وجماعة.
قال صالح جزرة: صدوق، لم يسمع من أبي هريرة.
115 -
د ن ق:
شريح بن عبيد المقرائي
، أبو الصلت الحمصي.
عن ثوبان، وفضالة بن عبيد، ومعاوية، ومالك بن يخامر السكسكي، وطائفة كبيرة. وأرسل عن أبي ذر، وأبي الدرداء. روى عنه ثور بن يزيد، وصفوان بن عمرو، وضمضم بن زرعة، ومعاوية بن صالح، وآخرون.
وثقه النسائي.
116 -
د:
شعبة، مولى ابن عباس، أبو يحيى المدني
.
عن ابن عباس. وعنه جابر الجعفي، وحفص بن عمر المؤذن، وابن أبي ذئب.
ضعفه مالك.
وقال النسائي: ليس بالقوي.
وقال ابن عدي: أرجو أنه لا بأس به.
117 -
ت:
شمر بن عطية الكاهلي الكوفي
.
عن أبي وائل، وزر بن حبيش، وشهر بن حوشب. وعنه الأعمش، وفطر بن خليفة، وقيس بن الربيع، وجماعة.
وكان عثمانياً، وثقه النسائي.
118 -
شيبة بن مساور الواسطي
، ويقال: المكي.
عن ابن عباس، وعن عمر بن عبد العزيز. وعنه عبد الكريم أبو أمية، وعبيد الله بن عمر العمري، وسفيان بن حسين.
وما أعلم أحداً تكلم فيه.
119 -
صالح بن جبير الصدائي الطبراني
، ويقال: الفلسطيني.
عن أبي جمعة الأنصاري، وأبي أسماء الرحبي، ورجاء بن حيوة. وعنه أسيد بن عبد الرحمن الخثعمي، ورجاء بن أبي سلمة، ومعاوية بن صالح، وغيرهم. ويقال: إن هشام بن سعد لقيه.
وثقه يحيى بن معين.
وقال أبو حاتم: مجهول.
قال رجاء بن أبي سلمة: قال عمر بن عبد العزيز: ولينا صالح بن جبير، فوجدناه كاسمه.
قلت: ولي ديوان الخراج والجند لعمر، وذكره خليفة بن خياط في عمال يزيد بن عبد الملك على الخراج والرسائل، ثم عزله بأسامة بن زيد.
120 -
د:
صالح بن درهم
، أبو الأزهر الباهلي البصري.
خرج له أبو داود حديثاً عن أبي هريرة، وروى أيضاً عن سمرة، وأبي سعيد الخدري، وابن عمر. وعنه ابنه إبراهيم، ومسلمة بن سالم الجهني، وشعبة.
وقد ذكر ابن أبي حاتم أن يحيى القطان روى عنه حديثاً. وذكر ابن حبان في الثقات أن مروان بن معاوية روى عنه، فإن كان ذلك كذلك فقد عاش إلى بعد الأربعين ومائة.
121 -
د:
صالح بن رستم
، أبو عبد السلام الدمشقي، مولى بني هاشم.
عن ثوبان وعبد الله بن حوالة. وعنه سعيد بن أبي أيوب، وعبد الله بن عبد الرحمن بن يزيد بن جابر، ووالده عبد الرحمن.
قال أبو حاتم: مجهول، كذا قال.
122 -
صالح بن سعيد
.
حجازي صدوق. عن نافع بن جبير بن مطعم، وسليمان بن يسار، وعمر بن عبد العزيز. وعنه سعيد بن السائب الطائفي، وابن جريج، وعبيد الله بن عبد الله بن موهب.
له حديث في اليوم والليلة للنسائي.
123 -
د ن ق:
صالح بن أبي عريب
، واسم أبيه قليب بن حرمل الحضرمي.
روى عن كثير بن مرة، وخلاد بن السائب. وعنه عبد الحميد بن جعفر، وحيوة بن شريح، والليث، وابن لهيعة.
وثقه ابن حبان.
124 -
د ت:
الصلت بن عبد الله بن نوفل بن الحارث بن عبد المطلب الهاشمي
، ابن عم عبد الله بن الحارث ببة.
روى عن ابن عباس. وعنه الزهري، وابن إسحاق، ويوسف بن يعقوب بن حاطب.
وثقه ابن حبان.
وقال الزبير: كان فقيهاً عابداً، وقد ولي أبوه قضاء المدينة زمن معاوية.
125 -
م د ت ن:
صيفي بن زياد الأنصاري مولاهم
، المدني.
عن أبي اليسر كعب بن عمرو، وأبي سعيد الخدري، وأبي السائب مولى هشام بن زهرة. وعنه عبد الله بن سعيد بن أبي هند، وابن عجلان، وابن أبي ذئب، ومالك، وآخرون.
وأما النسائي فعدهما رجلين؛ فقال: صيفي يروي عنه ابن عجلان، ثقة.
126 -
صيفي، مولى أفلح
.
روى عنه ابن أبي ذئب.
ليس به بأس.
127 -
د ق:
الضحاك بن شرحبيل الغافقي
.
عن أبي هريرة، وابن عمر، وغيرهما. وعنه حيوة بن شريح، وسعيد بن أبي هلال، ورشدين بن سعد، وابن لهيعة، وعبد الله بن المسيب.
قال أبو زرعة: صدوق.
128 -
4:
ضمرة بن حبيب الزبيدي الحمصي
.
عن شداد بن أوس، وعوف بن مالك الأشجعي، وأبي أمامة،
وجماعة. وعنه ابنه عتبة، وأبو بكر بن أبي مريم، ومعاوية بن صالح، وعبد الرحمن بن يزيد بن جابر، وآخرون.
قال أبو حاتم: لا بأس به.
129 -
ن ق:
طلحة بن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي بكر الصديق التيمي المدني
، وأمه عائشة بنت طلحة.
روى عن أبويه، وعائشة، وأسماء، ومعاوية بن جاهمة السلمي، وعفير بن أبي عفير، ولهما صحبة. روى عنه ولداه؛ محمد وشعيب، وعثمان بن أبي سليمان، وعطاف بن خالد.
له في الكتابين حديث واحد.
وكان من أشراف أهل المدينة.
130 -
ع:
طلحة بن مصرف بن عمرو بن كعب
، أبو محمد اليامي الهمداني الكوفي.
أحد الأئمة الأعلام، ومقرئ الكوفة في زمانه، قرأ على يحيى بن وثاب وغيره، وحدث عن أنس بن مالك، وابن أبي أوفى، وزيد بن وهب، ومرة الطيب، ومجاهد، وخيثمة بن عبد الرحمن، وذر الهمداني، وأبي صالح السمان، وغيرهم. وعنه ابنه محمد، ومنصور، والأعمش، ومالك بن مغول، وشعبة، وخلق كثير.
قال أبو خالد الأحمر: أخبرت أن طلحة بن مصرف شهر بالقراءة، فقرأ على الأعمش لينسلخ ذلك عنه، فسمعت الأعمش يقول: كان يأتي فيجلس على الباب حتى أخرج، فيقرأ، فما ظنكم برجلٍ لا يخطئ ولا يلحن.
وقال موسى الجهني: سمعت طلحة بن مصرف يقول: قد أكثرتم في عثمان، ويأبى قلبي إلا أن يحبه.
وعن عبد الملك بن أبجر قال: ما رأيت طلحة بن مصرف في ملأ إلا رأيت له الفضل عليهم.
وقال الحسن بن عمرو: قال لي طلحة بن مصرف: لولا أني على وضوءٍ لأخبرتك بما تقول الرافضة.
وقال فضيل بن غزوان: قيل لطلحة بن مصرف: لو ابتعت طعاماً ربحت فيه. قال: إني أكره أن يعلم الله من قلبي غلاء على المسلمين.
وقال فضيل بن عياض: بلغني عن طلحة أنه ضحك يوماً، فوثب على نفسه وقال: فيم الضحك؟ إنما يضحك من قطع الأهوال، وجاز الصراط، ثم قال: آليت ألا أفتر ضاحكاً حتى أعلم بم تقع الواقعة، فما رئي ضاحكاً حتى صار إلى الله.
وقال ابن عيينة، عن أبي جناب قال: سمعت طلحة بن مصرف يقول: شهدت الجماجم، فما رميت ولا طعنت ولا ضربت، ولوددت أن هذه سقطت من هاهنا ولم أكن شهدتها.
وقال ليث بن أبي سليم: حدثت طلحة بن مصرف في مرضه أن طاوساً كره الأنين، فما سمع طلحة يئن حتى مات.
وقال شعبة: كنا في جنازة طلحة بن مصرف، فأثنى عليه أبو معشر وقال: ما خلف مثله.
وقال أحمد بن عبد الله العجلي: كان طلحة يحرم النبيذ.
قلت: وكان يفضل عثمان على علي، وهاتان عزيزتان في أهل الكوفة، توفي في آخر سنة اثنتي عشرة.
131 -
ق:
طليق بن عمران بن حصين
، وقيل: بل طليق بن محمد بن عمران بن حصين.
روى عن عمران، وأبي بردة بن أبي موسى. وعنه إبراهيم بن إسماعيل بن مجمع، وابنه خالد بن طليق، وسليمان التيمي، وصالح بن كيسان.
ذكره ابن حبان في الثقات.
132 -
ع:
عاصم بن عمر بن قتادة بن النعمان الظفري
، أبو عمر، وقيل: أبو عمرو المدني.
عن جابر بن عبد الله، ومحمود بن لبيد، وجدته رميثة ولها صحبة، وأنس بن مالك. وعنه بكير بن الأشج، ومحمد بن عجلان، وعبد الرحمن بن الغسيل، وجماعة.
وكان ثقة عارفاً بالمغازي واسع العلم، وثقه أبو زرعة والنسائي.
توفي سنة تسع عشرة، وقيل: سنة عشرين، وهو أصح. وقيل: سنة ستٍ أو سبعٍ وعشرين.
133 -
ن:
عامر بن جشيب الحمصي
، أبو خالد.
عن أبي أمامة الباهلي، وعن خالد بن معدان، وغير واحد. وعنه لقمان بن عامر، والزبيدي، ومعاوية بن صالح.
وثقه ابن حبان.
134 -
م ت ق:
عامر بن يحيى بن جشيب
، أبو خنيس المعافري المصري.
عن حنش الصنعاني، وأبي عبد الرحمن الحبلي. وعنه عمرو بن الحارث، والليث بن سعد، وابن لهيعة، وآخرون.
وثقه أبو داود، وهو راوي حديث البطاقة.
قال ابن يونس: توفي قبل سنة عشرين ومائة.
135 -
4:
عبادة بن نسي الكندي
، أبو عمر الأزدي، قاضي طبرية.
روى عن أبي بن عمارة، وشداد بن أوس، وأبي سعيد الخدري، ومعاوية، وغيرهم. وعنه برد بن سنان، وعبد الرحمن بن زياد الإفريقي، وعلي بن أبي حملة، وهشام بن الغاز، وخلق كثير. وكان شريفاً نبيلاً، موصوفاً بالصلاح والفضل والجلالة.
وثقه ابن معين.
ولي قضاء الأردن لعبد الملك بن مروان، وولي جند الأردن لعمر بن عبد العزيز.
قال أبو مسهر: سمعت كامل بن مسلمة بن رجاء بن حيوة يقول: قال هشام بن عبد الملك: من سيد أهل فلسطين؟ قالوا: رجاء بن حيوة. قال: فمن سيد أهل الأردن؟ قالوا: عبادة بن نسي. قال: فمن سيد أهل دمشق؟ قالوا: يحيى بن يحيى الغساني. قال: فمن سيد أهل حمص؟ قالوا: عمرو بن قيس. قال: فمن سيد أهل الجزيرة؟ قالوا: عدي بن عدي الكندي.
وقال مغيرة بن مغيرة الرملي: قال مسلمة بن عبد الملك: إن في كندة لثلاثة، إن الله بهم ينزل الغيث، وينصر بهم على الأعداء؛ رجاء بن حيوة، وعبادة بن نسي، وعدي بن عدي.
وروى ضمرة بن ربيعة عن عبد الله بن عثمان الأزدي قال: كان عبادة بن نسي على القضاء، فأهدى له رجلٌ قلة عسلٍ، فقبلها وهو يخاصم إليه، فقضى عليه، ثم قال: يا فلان، ذهبت القلة.
قال غير واحد: توفي عبادة بن نسي سنة ثماني عشرة ومائة.
136 -
خ د ت ن:
عائشة بنت سعد بن أبي وقاص الزهرية المدنية
.
رأت ستاً من أمهات المؤمنين، وروت عن أبيها وغيره. وعنها أيوب السختياني، والجعيد بن عبد الرحمن، وعبيدة بنت نابل، وصخر بن جويرية، وعدد من العلماء آخرهم وفاة مالك بن أنس.
وهي من الثقات، توفيت باتفاقٍ سنة سبع عشرة، ولها أربعٌ وثمانون سنة.
137 -
د ن ق:
العباس بن ذريح الكلبي الكوفي
.
عن شريح القاضي، وشريح بن هانئ، وكميل بن زياد، والشعبي، وجماعة. وعنه زكريا بن أبي زائدة، ومسعر، وشريك، وجماعة.
وثقه ابن معين.
وقال أحمد بن حنبل: صالح.
138 -
د ت ق:
العباس بن سالم الدمشقي
.
عن أبي إدريس الخولاني، وأبي سلام ممطور. وعنه ابن أخيه الصقر بن فضالة، ومحمد بن مهاجر.
وثقه العجلي.
139 -
سوى ن:
العباس بن سهل بن سعد الأنصاري الساعدي المدني
.
عن أبيه، وسعيد بن زيد، وأبي حميد الساعدي، وأبي هريرة، وجماعة. مولده في أول خلافة عثمان. وعنه ابناه؛ أبي وعبد المهيمن، والعلاء بن عبد الرحمن، وابن إسحاق، وفليح بن سليمان، وابن الغسيل.
وثقه ابن معين وغيره.
وقد آذاه الحجاج وضربه؛ لأنه كان من أصحاب ابن الزبير، فأتى أبوه سهل فقال: ألا تحفظ فينا وصية رسول الله صلى الله عليه وسلم: اقبلوا من محسنهم وتجاوزوا عن مسيئهم؟ فأطلقه.
يقال: توفي قريباً من سنة عشرين ومائة.
140 -
ع:
عبد الله بن بريدة بن الحصيب
، أبو سهل الأسلمي.
قاضي مرو بعد أخيه سليمان، وهما توأمان. روى عن أبيه، وأبي موسى، وعائشة، وعمران بن حصين، وسمرة، وابن مسعود، والمغيرة بن شعبة، وعبد الله بن مغفل، وعن أبي الأسود الدؤلي، ويحيى بن يعمر، وطائفة. وعنه حسين المعلم، والجريري، ومالك بن مغول، ومقاتل بن حيان، وأجلح الكندي، وكهمس بن الحسن، والحسين بن واقد قاضي مرو، وخلق آخرهم معاوية بن عبد الكريم الضال.
قال أبو تميلة: حدثنا عبد المؤمن بن خالد عن ابن بريدة قال: ينبغي للرجل أن يتعاهد من نفسه ثلاثة أشياء: ألا يدع المشي فإنه إن احتاج إليه لم يقدر عليه، وألا يدع الأكل فإن أمعاءه تضيق، وألا يدع الجماع فإن البئر إذا لم تنزح ذهب ماؤها.
وقال أحمد في مسنده: حدثنا زيد بن الحباب قال: حدثني حسين قال: حدثني ابن بريدة قال: دخلت أنا وأبي على معاوية، فأجلسنا على الفرش، ثم أكلنا، ثم شرب معاوية فناول أبي، ثم قال: ما شربته منذ حرمه رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم قال معاوية: كنت أجمل شباب قريشٍ وأجودهم ثغراً، وما شيء كنت أجد له لذة وأنا شابٌ أجده غير اللبن، أو إنسان حسن الحديث يحدثني.
وعن ابن بريدة قال: ولدت أنا وأخي لثلاثٍ خلون من خلافة عمر.
قلت: أراه ولد بعد ذلك بمديدة، فإن الفضل السيناني روى عن حسين بن واقد، عنه قال: جئت إلى أمي فقلت: يا أماه، قتل عثمان، فقالت: يا بني اذهب فالعب مع الغلمان، وكان يزيد بن المهلب استقضى عبد الله على مرو.
وقال ابن خراش: صدوق.
وقال ابن حبان: ولي قضاء مرو بعد أخيه سليمان سنة خمسٍ، إلى أن مات سنة خمس عشرة ومائة.
وقال وكيع: كانوا بعد موت سليمان بن بريدة على أخيه عبد الله.
141 -
عبد الله بن حنش الأودي الكوفي
.
عن: البراء، وابن عمر، وشريح القاضي، والأسود، وغيرهم. وعنه: محمد بن جحادة، وشعبة، وسفيان، وأبو عوانة، وآخرون.
وثقه ابن معين.
وقال أبو حاتم: لا بأس به.
142 -
د:
عبد الله بن أبي زكريا الخزاعي
، أبو يحيى، فقيه دمشق، وأحد الأعلام
عن أبي الدرداء، وسلمان، وعبادة بن الصامت، وأكثر ذلك مراسيل، وروى عن أم الدرداء، وغيرها. وعنه عبد الرحمن بن يزيد بن جابر، وصفوان بن عمرو، وعلي بن أبي حملة، والأوزاعي، وخالد بن دهقان، وسعيد عبد العزيز، وخلق.
قال أبو مسهر: كان سيد أهل المسجد، قيل: بم سادهم؟ قال: بحسن الخلق.
وقال الواقدي: كان يعدل بعمر بن عبد العزيز.
وروى علي بن عياش. عن اليمان بن عدي قال: كان عبد الله بن أبي زكريا عابد أهل الشام، وكان يقول: ما عالجت من العبادة شيئاً أشد من السكوت.
وقال الأوزاعي: لم يكن بالشام رجل يفضل على ابن أبي زكريا.
وروى بقية. عن مسلم بن زياد، قال: كان عبد الله بن أبي زكريا لا يكاد يتكلم إلا أن يسأل، وكان من أكثر الناس تبسماً، قال: ما مسست ديناراً، ولا درهماً قط، ولا اشتريت شيئاً قط، ولا بعته إلا مرة، وكان له إخوة يكفونه.
وقال ابن سعد: كان ثقةً قليل الحديث، صاحب غزو، كان عمر بن عبد العزيز يجلسه معه على السرير.
توفي عبد الله سنة سبع عشرة ومائة.
143 -
عبد الله بن أبي إسحاق زيد بن الحارث بن عبد الله الحضرمي البصري
، مولىً لهم
أحد الأئمة في القراءة والنحو، هو أخو يحيى بن أبي إسحاق، وجد مقرئ البصرة يعقوب بن إسحاق الحضرمي. أخذ القرآن عن يحيى بن يعمر، ونصر بن عاصم، وروى عن أبيه عن جده، عن علي، وروى أيضاً عن أنس. روى عنه حفيده يعقوب بن زيد الحضرمي، وهارون بن موسى النحوي الأعور.
ذكره ابن حبان في الثقات.
قال أبو عبيدة: اختلف الناس إلى أبي الأسود يتعلمون منه العربية، فكان أبرع أصحابه عنبسة بن معدان، ثم اختلف الناس إلى عنبسة بن معدان، فكان أبرع أصحابه ميمون الأقرع، فتخرج به عبد الله بن أبي إسحاق.
وعن أبي عبيدة قال: أول من وضع العربية أبو الأسود، ثم ميمون، ثم عنبسة الفيل، ثم عبد الله بن أبي إسحاق، كذا قال هنا أبو عبيدة: ميمون قبل عنبسة.
وقال غيره: كان مع عبد الله بن أبي إسحاق أبو عمرو بن العلاء، وعيسى بن عمر الثقفي، فمات قبلهما، وكان أبو عمرو أوسع في معرفة كلام العرب، وكان عبد الله بن أبي إسحاق أشد تجريداً للقياس، فجمع بينهما بلال بن أبي بردة، فتناظرا، فكان أبو عمرو يقول: غلبني عبد الله يومئذ بالهمز، فنظرت فيه بعد وبالغت فيه.
وقال محمد بن سلام الجمحي: سمعت يونس يسأل عن ابن أبي إسحاق، فقال: هو والنحو سواء، أي هو الغاية، قال: وكان ابن أبي إسحاق يكثر الرد على الفرزدق ويتعنته، فقال الفرزدق:
فلو كان عبد الله مولى هجوته ولكن عبد الله مولى مواليا
وكان مولى لآل الحضرمي حليف بني عبد شمسٍ، والحليف عند العرب كالمولى، وكان ابن أبي إسحاق أول من بعج النحو، ومد القياس، وشرح العلل.
ومات عبد الله وقتادة في يوم واحد بالبصرة، سنة سبع عشرة ومائة. وقيل: إنه عاش ثمانيا وثمانين سنة، ولم يصح.
ونقل ابن حبان: أنه توفي سنة تسعٍ وعشرين ومائة.
144 -
م د ن:
عبد الله بن أبي سلمة الماجشون المدني
، والد عبد العزيز، وأخو يعقوب
أرسل عن عائشة، وأم سلمة، ولعله أدركهما، وروى عن ابن عمر، والنعمان بن أبي عياش، وعروة. وعنه ابنه، وبكير بن الأشج، وعمرو بن الحارث، وابن إسحاق، وآخرون.
145 -
د:
عبد الله بن أبي سليمان
، مولى أمير المؤمنين عثمان
سمع أبا هريرة، وجبير بن مطعم. وعنه محمد بن عبد الرحمن المكي، وإسحاق بن إبراهيم الثقفي، وخلف بن إسماعيل الخزاعي، وحماد بن سلمة.
قال أبو حاتم: شيخ.
146 -
خ م د ن ق:
عبد الله بن سهل
، أبو ليلى الأنصاري الحارثي
عن عائشة، وسهل بن أبي حثمة، وجابر بن عبد الله. وعنه ابن إسحاق، ومالك. كناه الحاكم.
147 -
م ت:
عبد الله بن عامر بن يزيد بن تميم
، أبو عمران اليحصبي، مقرئ أهل الشام
قرأ القرآن على المغيرة بن أبي شهاب المخزومي، عن عثمان. ويقال: إن ابن عامر سمع قراءة عثمان في الصلاة. ويقال: إنه قرأ عليه نصف القرآن، ولم يصح. وروينا بإسنادٍ قوي أنه قرأ القرآن على أبي الدرداء، وفي النفس من هذا شيء، مع أن ذلك محتمل على بعدٍ، بناءً على ما روي عن خالد بن يزيد المري، أنه - أعني ابن عامر- ولد سنة ثمانٍ من الهجرة، وأما صاحبه يحيى الذماري فقال: ولد ابن عامر سنة إحدى وعشرين من الهجرة، وورد أيضاً أنه قرأ على فضالة بن عبيد. وحدث عنه، وعن معاوية، والنعمان بن بشير، وواثلة بن الأسقع، وطائفة.
وعنه: ربيعة بن يزيد، وعبد الله بن العلاء بن زبر، والزبيدي، ويحيى بن الحارث الذماري، وعبد الرحمن بن يزيد بن جابر، وآخرون.
وثقه النسائي وغيره، وخلفه في القراءة صاحبه الذماري.
قال: الهيثم بن عمران: كان ابن عامر رئيس أهل المسجد زمن الوليد وبعده.
وقال سعيد بن عبد العزيز: ضرب ابن عامر عطية بن قيس حين رفع يديه في الصلاة، فروى عمرو بن مهاجر أن ابن عامر استأذن على عمر بن عبد العزيز، فلم يأذن له، وقال: ضرب أخاه عطية أن رفع يديه، إن كنا لنؤدب عليها بالمدينة.
قلت: في كنية ابن عامر تسعة أقوال، أصحها أبو عمران، وقد ولي قضاء دمشق بعد أبي إدريس الخولاني.
وقال هشام بن عمار: حدثنا الهيثم بن عمران قال: كان في رأس المسجد بدمشق في زمان عبد الملك، وبعده ابن عامر، وكان يغمز في نسبه، فجاء رمضان، فقالوا: من يؤمنا؟ فذكروا المهاجر بن أبي المهاجر، فقيل: ذا مولىً، ولسنا نريد أن يؤمنا مولىً، فبلغت سليمان، فلما استخلف بعث إلى المهاجر، فقال: إذا كان أول ليلة في رمضان قف خلف الإمام، فإذا تقدم ابن عامر، فخذ بثيابه واجذبه، وقل: تأخر، فلن يتقدمنا دعي وصل أنت بالناس، ففعل ذلك. وكان ابن عامر يزعم أنه من حمير.
قلت: الأصح أنه ثابت النسب.
وقال يحيى بن الحارث: وكان ابن عامر قاضي الجند، وكان على بناء مسجد دمشق، وكان رئيس المسجد لا يرى فيه بدعةً إلا غيرها. قال: ومات يوم عاشوراء، سنة ثماني عشرة ومائة، وله سبع وتسعون سنة، رحمه الله تعالى -.
148 -
ع:
عبد الله بن عبد الله بن جابر بن عتيك الأنصاري المدني
.
عن ابن عمر، وأنس بن مالك، وجده لأمه عتيك بن الحارث. وعنه مسعر، وشعبة، ومالك، وغيرهم.
149 -
ع:
عبد الله بن عبيد الله بن عبد الله بن أبي مليكة زهير بن عبد الله بن جدعان
، الإمام أبو محمد، وأبو بكر التيمي المكي الأحول، مؤذن الحرم، ثم قاضي مكة لابن الزبير
روى عن جده أبي مليكة، وله صحبة، وعن عائشة، وأم سلمة، وابن عباس، وعبد الله بن عمرو، وابن عمر، وطائفة. وعنه عمرو بن دينار، وأيوب، وحاتم بن أبي صغيرة، وابن جريج، ونافع بن عمر الجمحي، وعبد الواحد بن أيمن، ويزيد بن إبراهيم التستري، وجرير بن حازم، وأبو عامر الخزاز، وعبد الجبار بن الورد، وابن لهيعة، والليث بن سعد، وخلق كثير.
روى أيوب. عن ابن أبي مليكة قال: بعثني ابن الزبير على قضاء الطائف، فكنت أسأل عن ابن عباس.
قلت: وثقه غير واحد، ومات سنة سبع عشرة ومائة.
قال خالد بن أبي يزيد الهدادي: رأيت ابن أبي مليكة يخضب بالحناء.
وقال جعفر بن سليمان. عن الصلت بن دينار. عن ابن أبي مليكة قال: أدركت أكثر من خمس مائة من الصحابة، كلهم خاف النفاق على نفسه. كذا رواه الصلت، والصحيح رواية ابن جريج عنه أنه قال: أدركت ثلاثين من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم.
150 -
د ت ق:
عبد الله بن عبد الله، قاضي الري
كوفي من موالي بني هاشم. سمع عبد الرحمن بن أبي ليلى، وسعيد بن جبير، وجماعة. وعنه الحكم بن عتيبة، والأعمش، وحجاج بن أرطاة، وفطر بن خليفة، وابن أبي ليلى.
وثقه أحمد وغيره، وهو ابن سرية علي رضي الله عنه.
151 -
ت ن:
عبد الله ابن زين العابدين علي بن الحسين الهاشمي
.
روى عن جده رضي الله عنه مرسلاً، وعن جده لأمه الحسن بن علي، وعن أبيه. وعنه عمارة بن غزية، وموسى بن عقبة، ويزيد بن أبي زياد، وغيرهم، كعبد العزيز بن عمر العمري.
ذكره ابن حبان في كتاب الثقات.
152 -
م 4:
عبد الله بن عبيد بن عمير بن قتادة الليثي الجندعي
، أبو هاشم المكي
عن أبيه، وعائشة، وابن عباس، وابن عمر، وجماعة. وعنه ابن جريج، والأوزاعي، وعكرمة بن عمار، وجرير بن حازم، وابنه محمد بن عبد الله المحرم.
قال داود العطار: كان عبد الله من أفصح أهل مكة.
وقال أبو حاتم ثقة.
توفي سنة ثلاث عشرة ومائة.
153 -
ع:
عبد الله بن كثير
، مقرئ أهل مكة، أبو معبد، مولى عمرو بن علقمة الكناني
أصله فارسي، ويقال له: الداري، والداري: العطار نسبةً إلى عطر دارين.
أما البخاري فقال: هو قرشي من بني عبد الدار.
وقال أبو بكر بن أبي داود: الدار بطن من لخم، منهم تميم الداري.
وعن الأصمعي قال: الداري الذي لا يبرح في داره، ولا يطلب معاشا.
وكان عبد الله بن كثير عطاراً من أبناء فارس الذين بعثهم كسرى إلى صنعاء، فطردوا عنها الحبشة.
قال ابن المديني: قد روى عن ابن كثير الداري أيوب، وابن جريج، وكان ثقة.
وقال ابن سعد: كان ثقةً له أحاديث صالحة.
حجاج. عن حماد بن سلمة قال: رأيت أبا عمرو يقرأ على عبد الله بن كثير.
وقال ابن عيينة: لم يكن بمكة أحدٌ أقرأ من حميد، وعبد الله بن كثير.
وقال جرير بن حازم: رأيت ابن كثير فصيحاً بالقرآن.
وذكر الداني أنه أخذ القراءة عن عبد الله بن السائب.
وقال الحميدي: سمعت سفيان يقول: سمعت مطرفاً أبا بكر في جنازة عبد الله بن كثير وأنا غلام، في سنة عشرين ومائة، قال: سمعت الحسن.
وقال بشر بن موسى: حدثنا الحميدي. عن سفيان، قال: حدثنا قاسم الرحال في جنازة عبد الله بن كثير.
وقال علي ابن المديني: قيل لابن عيينة: رأيت عبد الله بن كثير؟ قال: رأيته سنة ثنتين وعشرين ومائة أسمع قصصه وأنا غلام، وكان قاص الجماعة.
قلت: فأما:
154 -
م ن:
عبد الله بن كثير بن المطلب بن أبي وداعة السهمي المكي
.
فلجده صحبة، وهو فلا يكاد يعرف إلا في حديث واحد سنده مضطرب، وهو حديث عائشة في استغفاره لأهل البقيع. رواه ابن وهب. عن جريج، عنه. عن محمد بن قيس بن مخرمة. عن عائشة، رواه مسلم، ورواه حجاج بن أبي جريج فقال: عن عبد الله رجل من قريش.
قلت: قرأ القرآن على مجاهد باتفاقٍ، وورد أنه قرأ القرآن أيضاً على عبد الله بن السائب المخزومي صاحب أبي بن كعب. قرأ عليه طائفة منهم شبل بن عباد، وأبو عمرو بن العلاء، ومعروف بن مشكان، وإسماعيل بن عبد الله القسط.
وقد حدث عن ابن الزبير، وأبي المنهال عبد الرحمن بن مطعم، وعكرمة. وعنه أيوب، وابن جريج، وجرير بن حازم، وحسين بن واقد، وعبد الله بن أبي نجيح، وحماد بن سلمة، وآخرون.
وثقه علي ابن المديني وغيره، وكان أبيض اللحية طويلاً جسيماً، أسمر أشهل العينين، عليه سكينة ووقار، وكان فصيحاً مفوهاً واعظاً، ويقال: إن ابن عيينة سمع منه، وهو بعيد، إنما شهد جنازته.
توفي سنة عشرين ومائة، وله خمسٌ وسبعون سنة، رحمه الله.
وثقه النسائي.
155 -
ع:
عبد الله بن كيسان
، أبو عمر التيمي المدني، مولى أسماء بنت أبي بكر
عن أسماء وابن عمر، وعنه عبد الملك بن أبي سليمان، وحجاج بن أرطاة، وابن جريج، والمغيرة بن زياد، وغيرهم.
وثقوه.
156 -
خ د ن ق:
عبد الله بن أبي المجالد
.
روى عن مولاه عبد الله بن أبي أوفى، وعبد الرحمن بن أبزى، ووراد كاتب المغيرة، وعبد الله بن شداد، وعنه إسماعيل السدي، والحسن بن عمارة، وأبو إسحاق الشيباني، وشعبة، لكن شعبة سماه محمداً فوهم.
وثقه أبو زرعة وغيره.
157 -
م د ت ن:
عبد الله بن نيار بن مكرم
.
روى عن أبيه، وعروة، وعمرو بن شاس. وعنه أبو الزناد، وعبد الرحمن بن حرملة، وجماعة.
158 -
م د ق:
عبد الله بن واقد بن عبد الله بن عمر بن الخطاب
.
عن جده، وعائشة، وعنه الزهري، وفضيل بن غزوان، وعمر بن محمد، وأسامة بن زيد، ورآه مالك.
ثم وجدت وفاته سنة سبع عشرة ومائة، ورخه ابن سعد.
159 -
عبد الله، أبو محمد البطال
، ويقال: أبو يحيى
أحد الموصوفين بالشجاعة والإقدام، ومن سارت بذكره الركبان، كان أحد أمراء بني أمية، وكان على طلائع مسلمة بن عبد الملك، وكان ينزل بأنطاكية، شهد عدة حروب، وأوطأ الروم خوفاً وذلاً، ولكن ما يحد ولا يوصف، ما كذبوا عليه من الخرافات المستحيلات.
وعن عبد الملك، أنه أوصى مسلمة، فقال: صير على طلائعك البطال، ومره فليعس بالليل، فإنه أمينٌ شجاع مقدام.
وقال الوليد بن مسلم: حدثني بعض شيوخنا أن مسلمة عقد للبطال
على عشرة آلاف، فجعلهم يعني يزكاً. وحدثني أبو مروان الأنطاكي قال: كنت أغازي البطال، وقد أوطأ الروم ذلاً، قال البطال: فسألني بعض ولاةٍ بني أمية عن أعجب ما كان من أمري، فقلت: خرجت في سرية ليلاً، فأتينا قريةً، وقلت لأصحابي: ارفعوا لجم خيولكم، ولا تهيجوا، ففعلوا واخترقوا في أزقتها، ودفعت في ناس من أصحابي إلى بيتٍ فيه سراج وامرأة تسكت ولدها من بكائه وتقول: اسكت أو لأدفعنك إلى البطال، ثم انتشلته من سريره وقالت: خذه يا بطال، قال: فأخذته. وخرجت يوماً وحدي على فرسي لأصيب غفلةٍ، ومعي شواء وغيره، فأكلت، ودخلت بستاناً، وأسهلني بطني، فاختلفت مراراً، وخفت من الضعف، فركبت وأسهلت على سرجي، كرهت أن أنزل فأضعف عن الركوب، ولزمت عنق الفرس، وذهب بي لا أدري إلى أين، فسمعت وقع حوافره على بلاطٍ، فأفتح عيني فإذا دير، وإذا نسوةٌ يتطلعن من أبواب الدير، فلما رأين حالي وضعفي، ووقوف فرسي، رطنت واحدةٌ منهن، فنزعن عني ثيابي، وغسلن ما بي وألبسنني ثيابي، وسقينني ترياقاً أو دواءً، ووضعت على سريرٍ، فأقمت يوماً وليلةً مسبوتاً، وذهب عني ذلك ثاني يوم، وأنا ضعيف عن الركوب، فجاءها في اليوم الثالث بطريقٌ أقبل في مركبه، فأمرت بفرسي فغيب، وأغلقت علي بيتاً، ودخل البطريق، فسمعت بعض النسوة تخبر أنه خاطب لها، فبلغه شأني، فهم أن يهجم علي، فأقسمت إن فعل لا نال حاجته، فأمسك، ثم تروح، وخرجت فدعوت بفرسي، فقالت: لا آمن أن يكمن لك، دعه يذهب، فأبيت وركبت وقفوت الأثر حتى لحقته، وشددت عليه، فانفرج عنه أصحابه، فقتلته، وطلبت أصحابه فهربوا،
فأخذت فرسه وسمطت رأسه، ورددت إلى الدير، فألقيت الرأس، ودعوتها ومن معها من النساء والخدم، فوقفن بين يدي، وأمرتها بالرحلة ومن معها على الدواب، وسرت بها وبهن إلى العسكر، فتنفلت المرأة بعينها وسلمت سائر الغنيمة، واتخذتها، فهي أم بني.
قال الوليد بن مسلم: سمعت عبد الله بن راشد الخزاعي يخبر عمن سمع من البطال، أنه ولي المصيصة وما يليها، فبعث سريةً، فأبطأ عليه خبرها، فأشفق من مصيبة، قال: فخرجت مفرداً، فلم أجد لهم خبراً، ثم أعطيت خبرهم، فخفت عليهم من العدو، ولم أجد أحداً يخبرني بشيءٍ، فسرت حتى أقف بباب عمورية، فضربت بابها وقلت للبواب: افتح لفلانٍ سياف الملك ورسوله، وكنت أشبه به، فأعلمه، فأمره، ففتح لي، فصرت إلى بلاطها، وأمرت من يشتد بين يدي إلى باب بطريقها، ففعل، ووافيته وقد جلس لي، فنزلت عن فرسي وأنا متلثم، فأذن لي ورحب بي، فقلت: أخرج هؤلاء فإني قد حملت إليك أمراً، فأخرجهم، وشددت عليه حتى أغلق باب الكنيسة وأتى إلي، فاخترطت سيفي وقلت: قد وقعت بهذا الموضع، فأعطني عهداً حتى أكلمك بما أردت حتى أرجع من حيث جئت، ففعل، فقلت: أنا البطال، فاصدقني وانصحني، وإلا قتلتك، قال: سل. فقلت: السرية. قال: نعم، وافت البلاد غارةٌ لا يدفع أهلها يد لامس، فوغلوا في البلاد وملأوا أيديهم غنائم، وهذا آخر خبر جاءني بأنهم بوادي كذا وكذا، قد صدقتك. فغمدت سيفي، وقلت: ادع لي بطعامٍ، فدعا به، ثم قمت وقال: اشتدوا بين يدي رسول الملك حتى يخرج، ففعلوا، وقصدت السرية وخرجت بهم وبما غنموا.
وعن أبي بكر بن عياش قال: قيل للبطال: ما الشجاعة؟ قال: صبر ساعة.
وقال الوليد: أخبرني ابن جابر، قال: حدثني من سمع البطال يخبر مالك بن شبيب أمير مقدمة الجيش الذي قتل فيه. عن خبر بطريق أقرن صهر البطال، أن ليون طاغية الروم قد أقبل نحوه في مائة ألف، فذكر قصة، فيها إشارة البطال عليه باللحاق ببعض مدن الروم والتحصن به، حتى
يلحقهم الأمير سليمان بن هشام، وذكر عصيان مالك في رأيه، قال: ولقينا ليون، فقاتل مالك يومئذٍ ومن معه حتى قتل في جماعة، والبطال عصمة لمن بقي، ووالٍ لهم قد أمرهم ألا يذكروا له اسماً، فتجمعوا عليه، فحمل البطال، فصاح بعض من معه باسمه وفداه، فشدت عليه فرسان الروم حتى شالته برماحها عن سرجه وألقته إلى الأرض، وأقبلت تشد على بقية الناس مع اصفرار الشمس. قال الوليد: قال غير ابن جابر: وليون طاغيتهم قد نزل، ورفعوا أيديهم يستنصرون على المسلمين، ورأوا من قلة المسلمين وقلة من بقي، فقال: ناد يا غلام برفع السيف، وترك بقية القوم لله وانصرفوا، قال ابن جابر: فأمر البطال منادياً، فنادى: أيها الناس، عليكم بسنادة، فتحصنوا فيها، وأمر رجلاً على مقدمتهم، وآخر على ساقتهم يحمل الجريح والضعيف، وثبت البطال مكانه، ومعه قرابةٌ له في مواليه، وأمر من يسير في أوائلهم يقول: أيها الناس الحقوا فإن البطال يسير بأخراكم، وأمر من ينادي في أخراهم: الحقوا فإن البطال في أولاكم، فلم يصبحوا إلا وقد دخلوها، يعني سنادة، وأصبح البطال في المعركة وبه رمق، فلما كان من الغد، ركب ليون بجيشه، فأتى المعركة، فوجد البطال وأصحابه، فأخبر به، فأتى حتى وقف عليه، فقال: أبا يحيى كيف رأيت؟ قال: وما رأيت، كذلك الأبطال تقتل وتقتل! فقال ليون: علي بالأطباء، فأتي بهم، فنظروا في جراحه، فوجدوه قد أنفذت مقاتله، فقال: هل من حاجة؟ قال: نعم، فأمر من ثبت معي بولايتي وكفني والصلاة علي، ثم تخلي سبيلهم، ففعل.
قال أبو عبيدة: قتل البطال سنة اثنتي عشرة ومائة. وقال أبو حسان الزيادي: سنة ثلاث عشرة.
وقال خليفة: سنة إحدى وعشرين.
160 -
م 4:
عبد الجبار بن وائل بن حجر الحضرمي الكوفي
.
عن: أبيه، وأخيه علقمة، وغيرهما، وعنه ابنه سعيد، وزيد بن أبي
أنيسة، وأبو إسحاق السبيعي، ومحمد بن جحادة، ومسعر بن كدام، وفطر بن خليفة، والمسعودي، وغيرهم.
قال ابن معين: ثبت، ولم يسمع من أبيه شيئاً.
قلت: روايته عن أبيه في السنن الأربعة.
161 -
ع:
عبد الحميد بن عبد الرحمن بن زيد بن الخطاب
، أبو عمر العدوي المدني الأعرج، أخو أسيد، وعبد العزيز
ولي إمرة الكوفة لعمر بن عبد العزيز، سأل ابن عباس، وروى عن مسلم بن يسار، ومقسم، ومحمد بن سعد بن أبي وقاص، وعنه ابناه عمر، وزيد، والزهري، وزيد بن أبي أنيسة، وعبد الرحمن بن يزيد بن جابر، وغيرهم.
وثقه ابن خراش وغيره.
روى المدائني. عن يعقوب بن زيد، أن عمر بن عبد العزيز أجاز عامله على الكوفة عبد الحميد بعشرة آلاف.
توفي عبد الحميد بحران سنة نيف عشرة ومائة.
162 -
د ت ن:
عبد الحميد بن محمود المعولي البصري
.
عن ابن عباس وأنس، وعنه ابنه حمزة، ويحيى بن هانئ المرادي، وعمرو بن هرم.
قال أبو حاتم: شيخ.
163 -
م 4:
عبد الرحمن بن أبي سعيد الخدري المدني
.
عن: أبيه، وأبي حميد الساعدي، وعنه ابناه ربيح، وسعيد، وزيد بن أسلم، وسهيل بن أبي صالح، وجماعة.
وثقه النسائي.
مات سنة ثنتي عشرة ومائة.
164 -
خ 4:
عبد الرحمن بن ثروان
، أبو قيس الأودي الكوفي
عن علقمة، والقاضي شريح، وهزيل بن شرحبيل، وسويد بن غفلة، وعنه الأعمش، والثوري، وشعبة، وحماد بن سلمة، وآخرون.
وثقه ابن معين، ولينه أبو حاتم، وغيره.
مات سنة عشرين ومائة.
165 -
م 4:
عبد الرحمن بن جبير بن نفير الحضرمي الحمصي
.
عن: أبيه، وخالد بن معدان، وكثير بن مرة، وغيرهم. وعنه الزبيدي، وثور بن يزيد، ويحيى بن جابر، وصفوان بن عمرو، وطائفة، آخرهم موتاً إسماعيل بن عياش.
وثقه النسائي وغيره.
توفي سنة ثماني عشرة ومائة.
166 -
د ت ق:
عبد الرحمن بن رافع التنوخي المصري
، قاضي إفريقية، يكنى أبا الجهم، وقيل أبا الحجر.
روى عن عبد الله بن عمرو، وعقبة بن الحارث، وعنه ابنه إبراهيم، وشراحيل بن يزيد، وعبد الرحمن بن زياد بن أنعم الإفريقي، وعبد الرحمن بن يزيد بن جابر.
قال البخاري: في حديثه مناكير.
وقال أبو حاتم: شيخ مغربي إن صحت الرواية عنه. عن عبد الله بن عمرو.
قلت: يشير إلى حديثه الذي رواه عنه ابن أنعم الإفريقي وحده: إذا
رفع الرجل رأسه من آخر سجدة ثم أحدث فقد تمت صلاته.
قلت: مات سنة ثلاث عشرة ومائة.
167 -
م د ت ق:
عبد الرحمن بن سابط الجمحي المكي
، وهو عبد الرحمن بن عبد الله بن سابط
روى عن أبيه وله صحبة، وعن عائشة، وجابر، وأبي أمامة، وأرسل عن معاذ، وغيره، وعنه حسان بن عطية، وابن جريج، وحنظلة بن أبي سفيان، والليث بن سعد، وجماعة.
وكان أحد الفقهاء، وثقوه، لكن كان ابن معين يعد أن أكثر رواياته مرسلة.
مات سنة ثماني عشرة ومائة.
168 -
م ت ق:
عبد الرحمن بن سعيد بن وهب الهمداني الكوفي
.
عن: أبيه، وأرسل عن عائشة. وعنه خالد الحذاء، وابن عجلان، ومالك بن مغول، وشعبة.
وثقه أبو حاتم.
169 -
عبد الرحمن بن سلمة القرشي
.
عن: عبد الله بن عمرو، وعنه خالد بن محمد الثقفي، وإسماعيل بن أبي المهاجر، وسعيد بن عبد العزيز.
170 -
خ م د ن ق:
عبد الرحمن بن عابس بن ربيعة النخعي الكوفي
.
عن أبيه، وابن عباس، وأم يعقوب الأسدية. وعبد الرحمن بن أبي ليلى، وعنه حجاج بن أرطاة، وشعبة والثوري، وقيس بن الربيع.
وثقه ابن معين.
توفي سنة تسع عشرة.
171 -
د ق:
عبد الرحمن بن عبد الله الغافقي
، أمير الأندلس وعاملها لهشام بن عبد الملك
روى عن ابن عمر. وعنه عبد العزيز بن عمر بن عبد العزيز، وعبد الله بن عياض.
استشهد سنة خمس عشرة ومائة في حربٍ بينه وبين النصارى.
172 -
ع:
عبد الرحمن بن هرمز الأعرج
، أبو داود المدني، مولى ربيعة بن الحارث بن عبد المطلب الهاشمي
سمع أبا هريرة، وأبا سعيد، وعبد الله بن مالك بن بحينة، وطائفة، وسمع أيضاً من أبي سلمة، وعمير مولى ابن عباس، وعدة. وكان يكتب المصاحف ويقرئ القرآن. روى عنه الزهري، وأبو الزناد، وصالح بن كيسان، ويحيى بن سعيد الأنصاري، وعبد الله بن لهيعة، وخلق.
وكان ثقةً ثبتاً، عالماً بأبي هريرة، انتقل في آخر أيامه إلى مصر، وتوفي غريباً بالإسكندرية سنة سبع عشرة ومائة على الصحيح.
173 -
ت:
عبد الرحمن بن يزيد الصنعاني القاص الأبناوي
.
عن أبي هريرة، وابن عمر، وعنه عبد الله بن بحير بن ريسان القصاص، وهمام أبو عبد الرزاق، والمنذر بن النعمان، وغيرهم.
قال عبد الله بن بحير: كان أعلم بالحلال والحرام من وهب بن منبه.
وذكره ابن حبان في الثقات.
له في الجامع حديث واحد.
174 -
ع:
عبد الملك بن ميسرة الهلالي العامري
، أبو زيد الكوفي الزراد
عن ابن عمر، وأبي الطفيل، وزيد بن وهب، وغيرهم، وعنه زيد بن أبي أنيسة، ومسعر، وشعبة، وجماعة.
وكان ثقة نبيلاً.
أما:
175 -
عبد الملك بن ميسرة المكي
.
عن عطاء، فشيخ روى عنه أبو داود الطيالسي، وعبد الملك بن محمد الصنعاني من أهل طبقة شعبة.
176 -
د ت ن:
عبد الملك بن أبي محذورة الجمحي المكي
.
عن أبيه رضي الله عنه، وعن ابن محيريز. وعنه إبراهيم بن عبد العزيز بن عبد الملك، ووالده، وعماه محمد وإسماعيل، وابن عمه إبراهيم بن إسماعيل، والنعمان بن راشد، ونافع بن عمر الجمحي.
177 -
عبيد الله بن أبي جروة العبدي البصري الأحمر
، واسم أبيه رزيق
روى عن عائشة، وعقبة بن صهبان، وعمته، وعنه جابر بن صبح، وهشام الدستوائي، والقاسم بن الفضل الحداني، وشعبة، وغيرهم.
لا بأس به.
178 -
ن:
عبيد الله بن عبد الله بن حصين الخطمي المدني
.
عن: جابر بن عبد الله وعبد الملك بن عمرو. وعنه ابن الهاد، والوليد بن كثير، ومحمد بن إسحاق، وعبد الرحمن بن النعمان، وجماعة.
وثقه أبو زرعة.
179 -
م د ن:
عبيد الله بن القبطية
.
عن أم سلمة، وجابر بن سمرة، وابن أبي ربيعة، وعنه عبد العزيز بن رفيع، ومسعر بن كدام.
وثقه ابن معين.
له حديثان.
180 -
د ق:
عثمان بن حاضر
.
سمع ابن عباس، وجابراً، وابن عمر، وأنساً، وغيرهم، وعنه إسماعيل بن أمية، وعمرو بن ميمون بن مهران، والخليل بن أحمد العروضي، وزمعة بن صالح، وابن إسحاق، وجماعة.
قال أبو زرعة: حميري ثقة.
181 -
د ت ق:
عثمان بن أبي سودة المقدسي
، أخو زياد
يروي عن أبي هريرة، وأم الدرداء، وميمونة مولاة رسول الله صلى الله عليه وسلم. وعنه زيد بن واقد، وشبيب بن شيبة، وعبد الرحمن بن يزيد بن جابر، والأوزاعي.
وكان كثير الجهاد، له فضل وعبادة، وأبوه من موالي عبد الله بن عمرو.
182 -
خ ق:
عثمان بن عبد الله بن سراقة بن المعتمر بن أنس القرشي العدوي المدني
، وأمه زينب بنت عمر بن الخطاب
روى عن أبي هريرة، وجابر، وخاله ابن عمر. ورأى أبا قتادة الأنصاري، وولي إمرة مكة. وعنه الزهري، والوليد بن أبي الوليد، وابن أبي ذئب، وأبو المنيب عبيد الله المروزي، وعدة.
وثقه أبو زرعة، والنسائي.
وسراقة جده الأعلى، فإنه عثمان بن عبد الله بن عبد الله بن سراقة.
مات سنة ثماني عشرة ومائة. أرخه الواقدي
وروايته عن جده عمر مرسلة.
183 -
ع:
عدي بن ثابت الكوفي
، وهو عدي بن أبان بن ثابت بن قيس بن الخطيم الأنصاري الظفري
وقال يحيى بن معين: هو عدي بن ثابت بن دينار.
وقيل: عدي بن ثابت بن عبيد بن عازب، فالبراء بن عازب أخو جده على هذا.
روى عن جده لأمه عبد الله بن يزيد الخطمي، وعن أبيه، عن جده، وسليمان بن صرد، والبراء بن عازب، وابن أبي أوفى، وأبي حازم الأشجعي، وطائفة. وعنه زيد بن أبي أنيسة، والأعمش، ويحيى بن سعيد الأنصاري، ومسعر، وشعبة، وخلق.
قال أبو حاتم: كان إمام مسجد الشيعة وقاصهم، وهو صدوق.
وقال غيره: ثقةٌ ثبت، مات سنة ست عشرة ومائة.
184 -
د ن ق:
عدي بن عدي بن عميرة بن فروة الكندي
، أبو فروة، سيد أهل الجزيرة
روى عن أبيه: وله صحبة: وعمه العرس، ورجاء بن حيوة، وجماعة. وعنه أيوب، وشعبة، وجرير بن حازم، وحماد بن سلمة، وآخرون.
وكان فقيهاً ناسكاً كبير القدر. ولي إمرة الجزيرة وأذربيجان. وثقه ابن معين وغيره. مات سنة عشرين ومائة.
185 -
العرجي الشاعر، هو أبو عمر عبد الله بن عمر بن عمرو بن عثمان بن عفان الأموي
وكان ينزل بعرج الطائف فنسب إليه، وكان أحد الأبطال المذكورين غزا القسطنطينية في البحر، ثم وقع منه أمرٌ، واتهم بدمٍ، فسجن بمكة إلى أن مات في خلافة هشام.
وهو القائل:
أضاعوني وأي فتىً أضاعوا ليوم كريهةٍ وسداد ثغر وخلوني لمعترك المنايا وقد شرعت أسنتها لنحري كأني لم أكن فيهم وسيطاً ولم تك نسبتي في آل عمرو.
186 -
د ت ق:
عروة بن عبد الله بن قشير الجعفي الكوفي
.
عن ابن الزبير، وابن سيرين، ومعاوية بن قرة، وعن عنبسة بن أبي سفيان ولم يدركه. وعنه زهير بن معاوية، وسفيان الثوري.
187 -
ع:
عطاء بن أبي رباح المكي
، أبو محمد بن أسلم، مولى قريش، أحد أعلام التابعين
ولد في خلافة عثمان، وسمع: عائشة، وأبا هريرة، وأسامة بن زيد، وأم سلمة، وابن عباس، وابن عمر، وأبا سعيد الخدري، وخلقاً كثيراً، منهم جابر، وصفوان بن يعلى، وعبيد بن عمير، وأبو العباس الشاعر.
وعنه: أيوب، والحكم، وحسين المعلم، وابن إسحاق، وجرير بن
حازم، وأبو حنيفة، والأوزاعي، وهمام بن يحيى، وأسامة بن زيد الليثي، وإبراهيم الصائغ، وأيوب بن موسى، وحبيب بن أبي ثابت، وحبيب بن الشهيد، وحجاج بن أرطاة، وزيد بن أبي أنيسة، وسلمة بن كهيل، وطلحة بن عمرو، وعباد بن منصور الناجي، وعبد الله بن أبي نجيح، وعبد الله بن المؤمل المخزومي، وعبد الرحمن بن حبيب بن أردك، وعبد المجيد بن سهيل، وعثمان بن الأسود، وعقبة بن عبد الله الأصم، وعكرمة بن عمار، وعلي بن الحكم البناني، وعمرو بن دينار، وعمران القصير، وقيس بن سعد، وكثير بن شنظير، وابن أبي ليلى، وأبو شهاب موسى بن نافع، وأبو المليح الرقي، ومعقل بن عبيد الله، والليث بن سعد، وابن جريج، ويزيد بن إبراهيم التستري، وخلق كثير.
وكان إماماً سيداً أسود مفلفل الشعر، من مولدي الجند، فصيحاً، علامة، انتهت إليه الفتوى بمكة مع مجاهد، وكان يخضب بالحناء.
قال أبو حنيفة: ما رأيت أحداً أفضل من عطاء.
وقال ابن جريج: كان المسجد فراش عطاء عشرين سنة، وكان من أحسن الناس صلاةً.
وقال الأوزاعي: مات عطاء يوم مات، وهو أرضى أهل الأرض عند الناس.
وقال محمد بن عبد الله بن عمرو بن عثمان: ما رأيت فتياً خيراً من عطاء، إنما كان مجلسه ذكر الله لا يفتر، وهم يخوضون، فإن سئل أحسن الجواب.
وقال إسماعيل بن أمية: كان عطاء يطيل الصمت، فإذا تكلم خيل إلينا أنه مؤيد.
وقال عثمان بن عطاء الخراساني: كان عطاء أسود شديداً فصيحاً، إذا تكلم، فما قال بالحجاز قبل منه.
وقال ابن عباس: يا أهل مكة، تجتمعون علي وعندكم عطاء.
وروى سعيد بن أبي عروبة. عن قتادة قال: هؤلاء أئمة الأمصار: الحسن، وإبراهيم بالعراق، وسعيد بن المسيب، وعطاء بالحجاز.
وقال إسماعيل بن عياش: سألت عبد الله بن عثمان بن خثيم: ما كان عيش عطاء؟ قال: نيل السلطان وصلة الإخوان.
وقال الأصمعي: دخل عطاء على عبد الملك بن مروان، وهو على السرير، فقام إليه وأجلسه معه، وقعد بين يديه، فوعظه عطاء.
وروى عمر بن قيس المكي. عن عطاء قال: أعقل مقتل عثمان وولدت لعامين من خلافته.
وقال أبو المليح الرقي: لما بلغ ميمون بن مهران موت عطاء قال: ما خلف بعده مثله.
وعن ربيعة الرأي قال: فاق عطاء أهل مكة في الفتوى.
وقال ابن المعين: كان عطاء معلم كتاب دهراً.
وقال جرير بن حازم: رأيت يد عطاء شلاء، ضربت أيام ابن الزبير.
قال ابن سعد: وكان عطاء أعور.
وقال أبو عاصم الثقفي: سمعت أبا جعفر الباقر يقول للناس، وقد أكثروا عليه: عليكم بعطاء، فهو - والله - خيرٌ لكم مني.
وقال أبو جعفر أيضاً: ما أجد أحداً أعلم بالمناسك من عطاء.
وقال رجل لابن جريج: لولا هذان الأسودان ما كان لنا فقهٌ: مجاهد، وعطاء، فقال: فض الله فاك، تقول لهما الأسودان!
وقال عمرو بن ذر: ما رأيت على عطاء ثوبا يسوى خمسة دراهم.
وروى ليث عن عبد الرحمن بن سابط قال: والله ما أرى إيمان أهل الأرض يعدل إيمان أبي بكر، ولا أرى إيمان أهل مكة يعدل إيمان عطاء.
وقال عمران بن حدير: رأيت عمامة عطاء مخرقةً، فقلت: أعطيك عمامتي؟ فقال: إنا لا نقبل إلا من الأمراء.
قلت: يريد بيت المال.
قال ابن سعد: عطاء من مولدي الجند، نشأ بمكة، وهو مولى لبني فهر، أو لجمح، إليه انتهت فتوى أهل مكة، وإلى مجاهد، وأكثر ذلك إلى عطاء، فسمعت بعض العلماء يقول: كان عطاء أسود، أعور، أفطس، أشل أعرج، ثم عمي، وكان ثقةً فقيهاً.
قال أبو داود: كان والد عطاء نوبياً يعمل المكاتل.
وقيل: حج عطاء نيفاً على سبعين حجة، وكان يشرب الماء في رمضان ويقول: إني أطعم أكثر من مسكين.
وقال يحيى القطان: مرسلات مجاهد أحب إلي من مرسلات عطاء بكثير، فإن عطاء كان يأخذ عن كل أحدٍ.
وقال أحمد. وابن معين: ليست مرسلات عطاء بذاك.
وقال علي ابن المديني: كان عطاء اختلط بأخرة، فتركه ابن جريج، وقيس بن سعد.
وقال إسماعيل بن داود: سمعت مالكاً يقول: كان عطاء أسود، ضعيف العقل.
قلت: عطاء حجة بالإجماع إذا أسند.
قال أحمد بن حنبل: ليس في المرسلات شيء أضعف من مرسلات الحسن وعطاء، كانا يأخذان عن كل أحد.
قال أبو المليح، وحماد بن سلمة، وأحمد، وجماعة: توفي عطاء سنة أربع عشرة ومائة.
وقال ابن جريج والواقدي: سنة خمس عشرة، وقيل: غير ذلك، والأول أصح، وعاش تسعين سنة، وكان موته في رمضان، ومن قال: عاش مائة سنة فقد وهم، والله أعلم.
188 -
ن:
عطاء بن أبي مروان الأسلمي
، أبو مصعب
مدني نزل الكوفة. روى عن أبيه، وعنه موسى بن عقبة، ومسعر، وشعبة، وشريك.
189 -
د ت ق:
عطية بن سعد بن جنادة العوفي
، أبو الحسن الكوفي
عن ابن عباس. وأبي سعيد الخدري، وابن عمر، وغيرهم. وعنه ابنه الحسن، وأبان بن تغلب، وحجاج بن أرطاة، وقرة بن خالد، وزكريا بن أبي زائدة، ومحمد بن جحادة، ومسعر بن كدام، وفضيل بن مرزوق، وآخرون.
قال أبو حاتم: ضعيف يكتب حديثه، وكذا ضعفه غير واحد.
ويروى أن الحجاج ضربه أربع مائة سوطٍ، على أن يلعن علياً، فلم يفعل، وكان شيعياً رحمه الله، ولا رحم الحجاج -.
قال مطين: توفي سنة إحدى عشرة ومائة.
وقال خليفة: مات سنة سبعٍ وعشرين ومائة، وهذا القول غلط.
190 -
م ن:
عقبة بن حريث التغلبي الكوفي
.
سمع ابن عمر، وسعيد بن المسيب، وعنه شعبة، وفرات بن الأحنف.
191 -
د ت ن:
عقبة بن مسلم التجيبي المصري
، أبو محمد، إمام جامع مصر وقاصها
روى عن شفي بن ماتع، وأبي عبد الرحمن الحبلي، وعن عقبة بن عامر، وعبيد الله بن عمرو أيضاً. وأراه مرسلاً. وعنه حيوة بن شريح، والوليد بن أبي الوليد المدني، وابن لهيعة.
وثقه أحمد العجلي وغيره.
192 -
خ م د ت ن:
عكرمة بن خالد بن العاص بن هشام بن المغيرة بن عبد الله المخزومي المكي
، أبو خالد المقرئ
قرأ القرآن على ابن عباس عرضاً، وسمع منه، ومن أبي هريرة، وابن عمر، وأبي الطفيل، وسعيد بن جبير، وغيرهم. روى القراءة عنه عرضاً أبو عمرو بن العلاء، وحنظلة بن أبي سفيان، فيما قاله أبو عمرو الداني، وروى عنه قتادة، وعبد الله بن طاوس، وابن جريج، وحنظلة بن أبي سفيان، ومعقل بن عبيد الله الجزري، وجماعة.
توفي بعد عطاء بن أبي رباح بيسير.
وثقه جماعة.
وكان أحد العلماء الأشراف. ولجده العاص صحبة ورواية في المسند.
أما:
193 -
عكرمة بن خالد بن سلمة بن العاص بن هشام بن المغيرة بن عبد الله المخزومي
، فهو ولد ابن عم عكرمة بن خالد
وهو ضعيف مقل، أدركه مسلم بن إبراهيم.
194 -
ع:
علقمة بن مرثد الحضرمي
، أبو الحارث الكوفي، أحد الأئمة
روى عن أبي عبد الرحمن السلمي. وطارق بن شهاب، وعبد الرحمن بن أبي ليلى، وسعد بن عبيدة، وجماعة. وعنه غيلان بن جامع، وأبو حنيفة، والأوزاعي، وشعبة، ومسعر، وسفيان، والمسعودي.
قال أحمد بن حنبل: هو ثبت في الحديث.
قلت: توفي سنة عشرين ومائة.
195 -
ع:
علي بن الأقمر بن عمرو بن الحارث الهمداني الوادعي
، أبو الوازع الكوفي
عن أبي جحيفة، وأسامة بن شريك، وعن الأغر أبي مسلم، وأبي حذيفة سلمة بن صهيبة، وأبي الأحوص الجشمي، وغيرهم. وعنه الأعمش، وشعبة، وسفيان، والحسن بن صالح، وشريك، وآخرون.
وثقه جماعة.
196 -
علي بن ثابت بن أبي زيد
، عمرو بن أخطب الأنصاري، أخو عزرة بن ثابت
روى عن نافع ومحمد بن زياد القرشي، وغيرهما. ومات شاباً. روى عنه سعيد بن أبي عروبة، والحمادان، وعمران القطان، وسويد بن إبراهيم.
وثقه أحمد بن حنبل. وقال أبو حاتم: لا بأس به.
197 -
م 4:
علي بن رباح بن قصير بن قشيب بن يينع اللخمي المصري
، واسمه علي لكنه صغر
قال أبو عبد الرحمن المقرئ: كانت بنو أمية إذا سمعوا بمولودٍ اسمه علي قتلوه، فبلغ ذلك رباحاً، فقال: هو علي.
قلت: قوله مولود لا يستقيم، لأن علياً هذا ولد في أول خلافة عثمان، أو قبل ذلك بقليل، وكان في خلافة بني أمية رجلاً لا مولوداً.
سمع من عمرو بن العاص، وعقبة بن عامر، وأبي هريرة، وأبي قتادة، وفضالة بن عبيد، وغيره من الصحابة. وعمر مائة سنةٍ إلا قليلاً. وعنه: ابنه موسى، فأكثر عنه، ويزيد بن أبي حبيب، وحميد بن هانئ، ومعروف بن سويد، وآخرون.
وكان ثقة عالماً إماماً، وفد على معاوية. وقد قال: كنت خلف مؤدبي، فسمعته يبكي، فقلت: ما لك؟ قال: قتل أمير المؤمنين عثمان، وكنت بالشام.
وأما ابن يونس فذكر أنه ولد عام اليرموك، قال: وذهبت عينه يوم ذات الصواري في البحر مع عبد الله بن سعد بن أبي سرح سنة أربع وثلاثين، وكانت له منزلة من عبد العزيز بن مروان، وهو الذي زف بنته - أم البنين بنت عبد العزيز - إلى الشام، فدخل بها زوجها الوليد بن عبد الملك، ثم تغير عليه عبد العزيز، فأغزاه إفريقية، فلم يزل مرابطاً بها إلى أن توفي بها.
سئل عنه أحمد بن حنبل فقال: ما علمت إلا خيراً.
يقال: توفي سنة أربع عشرة ومائة.
وقال الحسن بن علي العداس: توفي سنة سبع عشرة ومائة.
198 -
م 4:
علي بن عبد الله بن عباس بن عبد المطلب الهاشمي المدني
، أبو محمد السجاد، والد محمد، وعيسى، وداود، وسليمان، وإسماعيل، وعبد الصمد، وصالح، وعبد الله
ولد أيام قتل علي رضي الله عنه، فسمي باسمه. روى عن أبيه، وأبي هريرة، وأبي سعيد الخدري، وابن عمر، وجماعة. وعنه بنوه عيسى، وداود، وسليمان، وعبد الصمد، والزهري، وسعد بن إبراهيم، ومنصور بن المعتمر، وعلي بن أبي حملة، وآخرون.
وأمه هي زرعة بنت الملك مشرح بن معدي كرب الكندي أحد الملوك الأربعة.
وكان جسيماً وسيماً طويلاً إلى الغاية، جميلاً مهيباً، ذا لحية مليحةٍ، يخضب بالوسمة.
ذكر الأوزاعي وغيره أنه كان يسجد كل يومٍ ألف سجدة.
قال ابن سعد: ثقة، قليل الحديث، وقال: قال له عبد الملك بن مروان: لا أحتمل لك الاسم، والكنية جميعاً فغيره، وكناه أبا محمد.
وقال عكرمة: قال لي ابن عباس، ولابنه علي: انطلقا إلى أبي سعيد الخدري فاسمعا من حديثه، فأتيناه في حائطٍ له.
وقال ميمون بن زياد: حدثنا أبو سنان قال: كان علي بن عبد الله معنا بالشام، وكانت له لحية طويلة يخضبها بالوسمة، وكان يصلي كل يومٍ ألف ركعة، وكان علي بن أبي حملةٍ يقول: دخلت على علي بن عبد الله، وكان آدم جسيماً، ورأيت له مسجداً كبيراً في وجهه، يعني أثر السجود.
وقال ابن المبارك: كان له خمسمائة شجرة، يصلي عند كل شجرة ركعتين، وذلك كل يوم.
وعن أبي المغيرة قال: إن كنا لنطلب لعلي بن عبد الله الخف والنعل، فما نجده حتى نستعمله لكبر رجله.
قلت: وكان علي بن عبد الله السجاد قد أسكن الشراة بالحميمة من البلقاء، وهو جد الخلفاء، توفي سنة ثماني عشرة ومائة.
199 -
ع:
علي بن مدرك النخعي الكوفي
.
عن: أبي زرعة البجلي، وإبراهيم النخعي، وهلال بن يساف، وعنه الأعمش، والمسعودي، وشعبة، وغيرهم.
توفي سنة عشرين ومائة. وثقه غير واحد.
200 -
عمارة بن راشد الليثي مولاهم الدمشقي
.
أرسل عن أبي هريرة، وغيره، وروى عن جبير بن نفير، وأبي إدريس الخولاني، وعمر بن عبد العزيز، وعنه عتبة بن أبي حكيم، وعبد الرحمن بن
زياد بن أنعم، وعبد الله بن عيسى بن أبي ليلى.
وما أظن به بأساً، لكن قال أبو حاتم: مجهول.
201 -
م د ت ن:
عمران بن أبي أنس القرشي العامري المصري
.
عن: عبد الله بن جعفر، وحنظلة بن علي الأسلمي، وسهل بن سعد، وسليمان بن يسار، وطائفة، وعنه أسامة بن زيد الليثي، والضحاك بن عثمان، وعبد الحميد بن جعفر، ويونس الأيلي، والليث بن سعد، وآخرون.
وثقه أبو حاتم، وغيره.
توفي سنة سبع عشرة ومائة.
202 -
م 4:
عمر بن ثابت الخزرجي المدني
.
عن: أبي أيوب الأنصاري في صوم ستٍ من شوال. وعنه: الزهري، وصفوان بن سليم، وسعد بن سعيد الأنصاري، ومالك، وآخرون.
وثقه النسائي، وله حديث آخر في ذكر الدجال.
203 -
م د ت ن:
عمر بن الحكم بن رافع بن سنان
، أبو حفص
عن أبي اليسر كعب بن عمرو، وأبي هريرة، وعبد الله بن عمرو، وجابر. وعنه: سعيد بن أبي هلال، وعمران بن أبي أنس، وابن ابن أخيه عبد الحميد بن جعفر بن عبد الله، وغيرهم.
وثقه أبو زرعة.
204 -
م د ن ق:
عمر بن الحكم بن ثوبان
، أبو حفص المدني
قال ابن معين: هو والآخر واحد.
عن سعد بن أبي وقاص، وأبي هريرة، وأبي سعيد، وعبد الله بن عمرو، وجماعة، وعنه يحيى بن أبي كثير، ويحيى بن سعيد الأنصاري، ومحمد بن عمرو، وموسى بن عبيدة، وآخرون.
توفي سنة سبع عشرة، عن ثمانين سنة.
205 -
د ت:
عمر بن سالم المدني
، أبو عثمان، قاضي مرو
رأى ابن عباس، وسمع من القاسم بن محمد، وغيره. وعنه مطرف بن طريف، وليث بن أبي سليم، ومهدي بن ميمون، والربيع بن صبيح، وغيرهم.
206 -
م ت ن:
عمر بن علي بن الحسين بن علي الهاشمي المدني الأصغر
.
أرسل عن النبي صلى الله عليه وسلم وروى عن أبيه، وسعيد بن مرجانة، وعنه ابناه محمد، وعلي، وابن أخيه حسين بن زيد، ويزيد بن الهاد، وابن إسحاق، وفضيل بن مرزوق.
وكان سيداً، كثير العبادة والاجتهاد، له فضل وعلم.
207 -
عمر بن مروان بن الحكم الأموي
، ويقال عمرو
قال أبو سعيد بن يونس: لم يكن بمصر رجل من بني أمية أفضل منه. وكان أولاد أخيه يستشيرونه. روى عنه يزيد بن أبي حبيب، وعبيد الله بن أبي
جعفر. توفي سنة خمس عشرة ومائة. قال: وولده بالأندلس إلى اليوم.
208 -
ن ق:
عمرو بن سعد الفدكي
، ويقال اليمامي
عن محمد بن كعب القرظي، ونافع، وعمرو بن شعيب، ومات شاباً. روى عنه: يحيى بن أبي كثير، مع تقدمه، وعكرمة بن عمار، والأوزاعي، وغيرهم.
وثقه دحيم.
209 -
م 4:
عمرو بن سعيد الثقفي البصري
.
عن: أنس بن مالك، وسعيد بن جبير، ووراد كاتب المغيرة، وأبي زرعة البجلي. وعنه أيوب، وابن عون، ويونس، وجرير بن حازم، وآخرون.
وثقه النسائي.
210 -
4:
عمرو بن شعيب بن محمد بن عبد الله بن عمرو بن العاص
، أبو إبراهيم السهمي الطائفي، وكناه بعضهم أبا عبد الله
سمع من زينب بنت أبي سلمة رضي الله عنها ومن أبيه، وسعيد بن المسيب، وعطاء بن أبي رباح، وطاوس، وعمرو بن الشريد، وسليمان بن يسار، وغيرهم. وعنه عطاء، وقتادة، ومكحول، والزهري، وأيوب، وحسين المعلم، وعبيد الله بن عمر، وداود بن أبي هند، وابن لهيعة، وابن إسحاق، وخلق كثير.
وكان ثقةً صدوقاً، كثير العلم، حسن الحديث.
قال يحيى بن معين: عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده ليس بذاك.
وقال يحيى القطان: حديث عمرو بن شعيب عندنا واه.
وقال معتمر بن سليمان. عن أبي عمرو بن العلاء قال: كان قتادة، وعمرو بن شعيب لا يغث عليهما شيء، يأخذان عن كل أحدٍ، وكان ينزل الطائف.
قال الأوزاعي: ما رأيت قرشياً أكمل من عمرو بن شعيب.
ووثقه يحيى بن معين، وابن راهويه، وصالح جزرة.
وقال الترمذي: قال البخاري: رأيت أحمد وابن المديني، وإسحاق، يحتجون بحديث عمرو بن شعيب، فمن الناس بعدهم؟!.
وقال إسحاق بن راهويه: إذا كان الراوي عن عمرو ثقة، فهو كأيوب. عن نافع. عن ابن عمر.
قال الدارقطني وغيره: قد ثبت سماع عمرو من أبيه، وسماع أبيه من جده عبد الله بن عمرو.
وقال أبو زكريا النووي: الصحيح المختار الاحتجاج به.
وقال صالح بن محمد: حديث عمرو بن شعيب. عن أبيه صحيفة ورثوها.
وقال بعض العلماء: ينبغي أن تكون تلك الصحيفة أصح من كل شيءٍ، لأنها مما كتبه عبد الله بن عمرو عن النبي صلى الله عليه وسلم، والكتابة أضبط من حفظ الرجال.
وقال أبو داود: سمعت أحمد بن حنبل يقول: أهل الحديث إذا شاءوا احتجوا بعمرو بن شعيب، وإذا شاءوا تركوه.
قلت: يعني يقولون: حديثه من صحيفة موروثة، فقد يخرجون هذا القول في معرض التضعيف.
وقال أبو عبيد الآجري: سئل أبو داود عن عمرو بن شعيب. عن أبيه. عن جده أحجة؟ قال: لا، ولا نصف حجة.
قلت: لا أعلم لمن ضعفه مستنداً طائلاً أكثر من أن قوله عن أبيه عن جده يحتمل أن يكون الضمير في قوله: عن جده، عائداً إلى جده الأقرب، وهو محمد، فيكون الخبر مرسلاً، ويحتمل أن يكون جده الأعلى، وهذا لا شيء، لأن في بعض الأوقات يأتي مبيناً، فيقول عن جده عبد الله بن عمرو، ثم إنا لا نعرف لأبيه شعيب، عن جده محمد رواية صريحة أصلاً، وأحسب محمداً مات في حياة عبد الله بن عمرو والده، وخلف ولده شعيباً، فنشأ في حجر جده، وأخذ عنه العلم، فأما أخذه عن جده عبد الله، فمتيقنٌ، وكذا أخذ ولده عمرو عنه فثابت.
توفي بالطائف سنة ثماني عشرة ومائة.
211 -
ع:
عمرو بن مرة بن عبد الله بن طارق المرادي الجملي
، أبو عبد الله الكوفي
أحد الأعلام الحفاظ وكان ضريراً. سمع ابن أبي أوفى، وسعيد بن المسيب، ومرة الطيب، وأبا وائل، وعبد الرحمن بن أبي ليلى، وأبا عمر زاذان، وطائفة. وعنه زيد بن أبي أنيسة، والأعمش، وسفيان وشعبة، ومسعر، وقيس بن الربيع، وخلق. له نحو مائتي حديث.
قال مسعر - مع جلالته -: ما أدركت أحداً أفضل من عمرو بن مرة.
وعن عبد الرحمن بن مهدي قال: هو من حفاظ الكوفة.
وقال قراد: حدثنا شعبة قال: ما رأيت عمرو بن مرة يصلي صلاة قط، فظننت أنه ينصرف حتى يغفر له.
وقال مسعر: سمعت عبد الملك بن ميسرة، ونحن في جنازة عمرو بن مرة يقول: إني لأحسبه خير أهل الأرض.
ويقال: إن عمراً دخل في شيءٍ من الإرجاء، وهو مجمعٌ على ثقته وإمامته.
توفي سنة ست عشرة ومائة.
وعن عمرو قال: أكره أن أمر بمثل في القرآن لا أعرفه، لأن الله - تعالى - يقول:{وَتِلْكَ الأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ وَمَا يَعْقِلُهَا إِلا الْعَالِمُونَ}
وروى أبو سنان. عن عمرو بن مرة قال: نظرت إلى امرأةٍ فأعجبتني، فكف بصري، فأنا أرجو.
أخبرنا أحمد بن محمد الحافظ، قال: أخبرنا ابن اللتي، قال: أخبرنا أبو الوقت، قال: أخبرنا أبو منصور بن عفيف، قال: أخبرنا عبد الرحمن بن أحمد، قال: أخبرنا أبو القاسم البغوي، قال: حدثنا محمد بن حميد الرازي، قال: حدثنا جرير. عن مغيرة قال: لم يزل في الناس بقية حتى دخل عمرو بن مرة في الإرجاء، فتهافت الناس فيه.
212 -
خ م د ق:
عمير بن سعيد النخعي الكوفي
.
عن علي، وابن مسعود، وعمار، وأبي مسعود، وسعد بن وقاص. وهو من أقران مسروق والكبار، لكنه عمر إلى هذا الوقت، وحديثه عن علي في الصحيحين. روى عنه أبو حصين الأسدي، والأعمش، وأشعث بن سوار، وفطر بن خليفة، وحجاج بن أرطاة، ومسعر، وجماعة.
وثقه يحيى بن معين.
وقال ابن سعد: توفي سنة خمسٍ عشرة
ومائة.
213 -
م 4:
عون بن عبد الملك بن عتبة بن مسعود
، أبو عبد الله الهذلي الكوفي الزاهد، أحد الأئمة
روى عن أبيه، وأخيه أبي عبد الله الفقيه، وعائشة، وأبي هريرة، وابن عباس، وعبد الله بن عمرو، وسعيد بن المسيب. وقيل: إن روايته عن عائشة، وأبي هريرة مرسلة، وقد أرسل عن ابن مسعود، وغيره. وعنه إسحاق بن يزيد الهذلي، وحنظلة بن أبي سفيان، وصالح بن حي، ومالك بن مغول، والمسعودي، وابن عجلان، وأبو حنيفة، ومسعر، وآخرون.
وثقه أحمد، وغيره.
وقال ابن المديني: صلى خلف أبي هريرة.
وقال ابن سعد: لما ولي عمر بن عبد العزيز الخلافة، رحل إليه عون بن عبد الله، وموسى بن أبي كثير، وعمر بن ذر، فكلموه في الإرجاء وناظروه، فزعموا أنه لم يخالفهم في شيءٍ منه، قال: وكان عون ثقةً يرسل كثيراً.
وقال البخاري: عون سمع أبا هريرة.
وقال الأصمعي: كان عون من آدب أهل المدينة وأفقههم، وكان مرجئاً، ثم تركه. وقال أبياتاً في مفارقة الإرجاء.
وروى جرير. عن مغيرة قال: بلغ عبيد الله بن عبد الله أن أخاه عوناً حدث، فقال: قد قامت القيامة.
وقيل: إن عوناً خرج مع ابن الأشعث، ثم إنه هرب إلى نصيبين، فأمنه محمد بن مروان، وألزمه ابنه مروان الذي استخلف، ثم قال له محمد: كيف رأيت ابن أخيك؟ قال: ألزمتني رجلاً إن قعدت عنه عتب، وإن جئته حجب، وإن عاتبته صخب، وإن صاحبته غضب، فتركه ولزم عمر
ابن عبد العزيز، فكانت له منه مكانةٌ، وطال مقام جريرٍ بباب عمر، فكتب إلى عون:
يا أيها القارئ المرخي عمامته هذا زمانك إني قد مضى زمني أبلغ خليفتنا إن كنت لاقيه أني لدى الباب كالمصفود في قرن.
وروى جرير. عن مغيرة قال: كان عون بن عبد الله يقص، فإذا فرغ أمر جاريةٍ له أن تغني وتطرب، فأردت أن أرسل إليه: إنك من أهل بيت صدقٍ، وإن الله لم يبعث نبيه بالحمق، وصنيعك هذا حمق.
زيد بن عوف، قال: حدثنا سعيد بن زربي. عن ثابت البناني قال: كان لعون جاريةٌ يقال لها بشرة، تقرأ بألحانٍ فقال لها يوماً: اقرئي على إخواني، فكانت تقرأ بصوتٍ وجيعٍ، فرأيتهم يلقون العمائم، ويبكون، فقال لها يوماً: يا بشرة، قد أعطيت بك ألف دينارٍ لحسن صوتك، اذهبي فأنت حرةٌ لوجه الله.
مات سنة بضع عشرة ومائة.
214 -
ع:
عون بن أبي جحيفة
، وهب السوائي الكوفي
عن أبيه، والمنذر بن جرير البجلي، وعبد الرحمن بن سمير. وعنه حجاج بن أرطاة، ومالك بن مغول، وعمر بن أبي زائدة، وشعبة، وسفيان، وقيس بن الربيع.
وثقه ابن معين.
215 -
م ن:
عياش بن عمرو الكوفي
.
عن ابن أبي أوفى، وإبراهيم التيمي، وسعيد بن جبير، وزاذان أبي عمر. وعنه ابنه عبد الله، وشعبة، وسفيان، وشريك، وغيرهم.
وثقه النسائي.
216 -
ق:
عيسى بن جارية المدني
.
عن جرير بن عبد الله، وجابر بن عبد الله، وشريك، صحابي لا أعرفه،
وسعيد بن المسيب. وعنه زيد بن أبي أنيسة، وعنبسة بن سعيد الرازي، ويعقوب القمي، وأبو صخر حميد بن زياد.
وهو مقل، اختلفوا في توثيقه. قال ابن معين: ليس بذاك، عنده مناكير. وقال أبو زرعة: لا بأس به. وقال أبو داود: منكر الحديث.
217 -
عيسى بن سيلان المزني المكي
.
حدث بمصر عن أبي هريرة. وعنه زيد بن أسلم، والليث بن سعد، وابن لهيعة.
• - غيلان بن عقبة، هو ذو الرمة الشاعر
تقدم في الذال.
218 -
غيلان القدري
، أبو مروان، صاحب معبد الجهني
ناظره الأوزاعي بحضرة هشام بن عبد الملك، فانقطع غيلان، ولم يتب. وكان قد أظهر القدر في خلافة عمر بن عبد العزيز، فاستتابه عمر، فقال: لقد كنت ضالاً فهديتني. وقال عمر: اللهم إن كان صادقاً، وإلا فاصلبه واقطع يديه ورجليه، ثم قال: أمن يا غيلان، فأمن على دعائه.
وروينا عن حسان بن عطية أنه قال: يا غيلان، والله لئن كنت أعطيت لساناً لم نعطه، إنا لنعرف باطل ما جئت به.
وقال الوليد بن مسلم. عن مروان بن سالم. عن الأحوص بن حكيم. عن خالد بن معدان. عن عبادة بن الصامت قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يكون في أمتي رجل، يقال له غيلان، أضر على أمتي من إبليس. مروان واهي الحديث.
وقد حج بالناس هشام بن عبد الملك سنة ستٍ ومائة، في أول خلافته، وكان معه غيلان يفتي الناس ويحدثهم وكان ذا عبادة وتأله وفصاحة وبلاغة، ثم نفذت فيه دعوة الإمام الراشد عمر بن عبد العزيز، فأخذ وقطعت
أربعته وصلب بدمشق في القدر - نسأل الله السلامة - وذلك في حياة عبادة بن نسي، فإنه أحد من فرح بصلبه.
219 -
د ت ق:
فاطمة بنت الحسين بن علي بن أبي طالب
، أخت سكينة
روت عن أبيها، وعن عائشة، وابن عباس، وعن جدتها فاطمة الزهراء مرسلاً. وعنها بنوها حسن، وإبراهيم، وعبد الله، وأم جعفر، أولاد الحسن بن الحسن بن علي، وروى عنها أيضاً ابنها محمد بن عبد الله بن عمرو بن عثمان الديباج، وأبو المقدام هشام بن زياد، وشيبة بن نعامة، وآخرون.
قال يحيى بن بكير: حدثنا الليث، قال: أبى الحسين أن يستأمر، فقاتلوه وقتلوه، وقتلوا ابنه وأصحابه، وانطلق ببنيه علي، وفاطمة، وسكينة إلى عبيد الله بن زياد، فبعث بهم إلى يزيد، فجعل سكينة خلف سريره لئلا ترى رأس أبيها.
وقال الزبير وغيره: مات الحسن بن الحسن عن فاطمة، فتزوجها عبد الله المطرف، ويقال: أصدقها ألف ألف درهم. قال ابن عيينة: بقيت فاطمة إلى سنة نيف عشرة ومائة، ويروى أنها وفدت على هشام بن عبد الملك.
220 -
فاطمة بنت عبد الملك بن مروان
.
تزوجها ابن عمها عمر بن عبد العزيز، ثم خلف عليها سليمان بن داود بن مروان بن الحكم، وكان أعور، فقيل: هذا الخلف الأعور، فولدت له عبد الملك، وهشاماً. حكى عنها عطاء بن أبي رباح، والمغيرة بن حكيم.
توفيت في خلافة أخيها هشام - فيما أرى -.
221 -
ن:
فاطمة الصغرى ابنة الإمام علي بن أبي طالب
.
روت عن أبيها مرسلاً، وعن أسماء بنت عميس. وعنها الحكم بن
عبد الرحمن بن أبي نعم، وموسى الجهني، ونافع بن أبي نعم، وآخرون.
تزوجت بغير واحدٍ من أشراف قريش، منهم ابن عمها أبو سعيد بن عقيل.
وفي سنن النسائي أن موسى الجهني قال: دخلت عليها، فقيل لها: كم لك؟ فقالت: ستٌ وثمانون سنة، قلت: ما سمعت شيئاً من أبيك؟ قالت: لا، ولكن أخبرتني أسماء بنت عميس أنها سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: يا علي أنت مني بمنزلة هارون من موسى.
توفيت سنة سبع عشرة ومائة.
222 -
ع:
فاطمة بنت المنذر بن الزبير بن العوام الأسدية المدنية
.
روت عن جدتها أسماء بنت أبي بكر، وأم سلمة. روى عنها زوجها هشام بن عروة، ومحمد بن سوقة، وابن إسحاق.
وثقها أحمد العجلي. وكانت أسن من زوجها بثلاث عشرة سنة.
223 -
د:
الفضل بن الحسن بن عمرو بن أمية الضمري
.
حدث بمصر عن أبي هريرة، وابن عمر، وابن أم الحكم. روى عنه ابنه حسن، وعبيد الله بن أبي جعفر، ويزيد بن أبي حبيب، وعياش بن عقبة، وابن إسحاق، وآخرون.
ما أعلم به بأساً.
224 -
الفضل بن قدامة أبو النجم العجلي الراجز
، من طبقة العجاج في الرجز، وربما قدمه بعضهم على العجاج
له مدائح في هشام بن عبد الملك وغيره. ومن رجزه:
أوصيت من برة قلباً حراً بالكلب خيراً والحماة شرا لا تسأمي خنقاً لها وجرا حتى ترى حلو الحياة مرا.
ومن شعره:
لقد علمت عرسي فلانةٌ أنني طويل سنا ناري بعيدٌ خمودها إذا حل ضيفي بالفلاة فلم أجد سوى منبت الأطناب شب وقودها.
وله:
والمرء كالحالم في المنام يقول إني مدركٌ أمامي في قابلٍ ما فاتني في العام والمرء يدنيه من الحمام مر الليالي السود والأيام إن الفتى يصح للأسقام كالغرض المنصوب للسهام أخطأ رامٍ وأصاب رامٍ.
حكى الزبير بن بكار قال: قال هشام للشعراء: صفوا لي إبلاً، قال أبو النجم: فذهب بي الروي إلى أن قلت:
وصارت الشمس كعين الأحول
فغضب هشام - وكان أحول - فقال: أخرجوا هذا، ثم بعد مدة أدخلت عليه، فقال: ألك أهلٌ؟ قلت: نعم، وابنتان. قال: هل زوجتهما؟ قلت: إحداهما، قال: فما أوصيتها؟ قلت:
أوصيت من برة قلباً حراً بالكلب خيراً والحماة شرا لا تسأمي خنقاً لها وجرا والحي عميهم بشرٍ طرا وإن حبوك ذهباً ودرا حتى يروا حلو الحياة مرا.
فضحك هشام حتى استلقى وقال: ما هذه وصية يعقوب بنيه! قلت: يا أمير المؤمنين، ولا أنا مثل يعقوب عليه السلام، قال: فما زدتها؟ قلت:
سبي الحماة وابهتي عليها وإن دنت فازدلفي إليها واقرعي بالفهر مرفقيها وظاهري اليد به عليها لا تخبري الدهر به ابنتيها.
وقال: فما فعلت أختها؟ قلت: درجت بين أبيات الحي ونفعتنا، قال: فما قلت فيها؟ قلت:
كأن ظلامة أخت شيبان يتيمةٌ ووالداها حيان الرأس قملٌ كله وصئبان وليس في الرجلين إلا خيطان فهي التي يذعر منها الشيطان.
فوصلني هشام بدنانير، وقال: اجعلها في رجلي ظلامة.
وهو القائل:
أنا أبو النجم وشعري شعري.
225 -
خ 4:
القاسم بن عبد الرحمن بن عبد الله بن مسعود الهذلي
، أبو عبد الرحمن الفقيه، قاضي الكوفة
وكان ممن لم يأخذ على القضاء رزقاً، وهو أخو معن، روى عن أبيه، وابن عمر، وجابر بن سمرة، ومسروق، وغيرهم، وعنه الأعمش، وابن أبي ليلى، ومسعر، والمسعودي، وآخرون.
وثقه ابن معين وغيره.
قال محارب بن دثار: صحبناه إلى بيت المقدس، ففضلنا بكثرة الصلاة وطول الصمت وبالسخاء.
وقال ابن عيينة: قلت لمسعر: من أشد من رأيت توقياً للحديث؟ قال: القاسم بن عبد الرحمن.
وقال ابن المديني: لم يلق ابن عمر.
وقال خليفة بن خياط: عزله ابن هبيرة عن القضاء سنة ثلاثٍ ومائة بالحسين بن الحسن الكندي، قال الأعمش: كنت أجلس إلى القاسم وهو قاضٍ.
قال ابن قانع: مات سنة ست عشرة ومائة، وقيل: مات سنة اثنتي عشرة.
226 -
4:
القاسم أبو عبد الرحمن الدمشقي
، مولى عبد الرحمن بن خالد بن يزيد بن معاوية، أحد الأعلام؛ وهو القاسم بن أبي القاسم
روى عن أبي هريرة، وفضالة بن عبيد، وأبي أمامة، ومعاوية بن أبي سفيان، وأرسل عن علي، وابن مسعود، وتميم الداري، وغيره. وعنه يحيى بن الحارث الذماري، وثور بن يزيد، وعبد الله بن العلاء بن زبر، ومعاوية بن صالح، وابن جابر، وآخرون.
قال ابن سعد: هو مولى أم المؤمنين أم حبيبة بنت أبي سفيان، وقيل مولى معاوية، وله حديث كثير، وفي بعض حديث الشاميين أنه أدرك أربعين بدرياً.
وذكر البخاري في تاريخه: أنه سمع علياً وابن مسعود، فوهم.
وقال ابن معين: ثقة.
وقال ابن شابور. عن يحيى الذماري: سمعت القاسم أبا عبد الرحمن يقول: لقيت مائة من الصحابة.
وقال يحيى بن حمزة. عن عروة بن رويم. عن القاسم أبي عبد الرحمن قال: قدم علينا سلمان الفارسي دمشق. أنكر أحمد بن حنبل هذا وقال: كيف يكون له هذا اللقاء، وهو مولى لخالد بن يزيد بن معاوية!
وقال عبد الله بن صالح: حدثنا معاوية بن صالح. عن سليمان أبي الربيع. عن القاسم قال: رأيت الناس مجتمعين على شيخٍ، فقلت: من هذا؟ فقالوا: سهل بن الحنظلية.
وقال دحيم: كان القاسم مولى جويرية بنت أبي سفيان فورثت.
وقال صدقة بن خالد: حدثنا عبد الرحمن بن يزيد بن جابر قال: ما رأيت أحداً أفضل من القاسم أبي عبد الرحمن، كنا بالقسطنطينية، وكان الناس يرزقون رغيفين رغيفين، فكان يتصدق برغيف، ويصوم ويفطر على رغيف.
قال أحمد بن حنبل: في حديث القاسم مناكير مما يرويه الثقات.
وقال يعقوب بن شيبة: القاسم أبو عبد الرحمن منهم من يضعفه.
وقال أحمد بن حنبل: حديث القاسم عن أبي أمامة: الدباغ طهور منكر.
قال أبو عبيد: توفي سنة اثنتي عشرة ومائة.
227 -
م ق:
القاسم بن عوف الشيباني الكوفي
.
عن أبي برزة الأسلمي، وزيد بن أرقم، وعبد الله بن أبي أوفى. وعنه قتادة، وأيوب السختياني، وزيد بن أبي أنيسة، وغيرهم.
قال أبو حاتم: محله الصدق.
قلت: حديثه عن زيد بن أرقم مضطرب، توقف فيه علي ابن المديني.
228 -
م 4:
القاسم بن مخيمرة
، أبو عروة الهمداني الكوفي، نزيل دمشق
روى عن أبي سعيد الخدري، وعبد الله بن عمرو، وشريح بن هانئ، وعلقمة، وعبد الله بن عكيم. وعنه حسان بن عطية، والحكم، وسلمة بن كهيل، وأبو إسحاق السبيعي، وعمر بن أبي زائدة، والأوزاعي، وعبد الرحمن بن يزيد بن جابر، وسعيد بن عبد العزيز، وآخرون.
وثقه ابن معين وغيره، وكان يؤدب بالكوفة، وكان من العلماء العاملين.
قال يزيد بن أبي مريم: كان القاسم بن مخيمرة يتوضأ من النهر الذي يخرج من باب الصغير.
قلت: لعله توضأ منه، وقد أبعد عن البلد وصفاً.
قال محمد بن كثير. عن الأوزاعي قال: جلست إلى القاسم بن مخيمرة حين احتلمت.
وقال ابن أبي خالد: كنا في كتاب القاسم، وكنا لا يأخذ منا.
وعن منصور بن نافع قال: كان القاسم يأمرنا بجهازه للغزو ويقول: لا تماكسوا في جهازنا فإن النفقة في سبيل الله مضاعفة.
وعن القاسم، أنه كان لا ينصرف حتى يستأذن الوالي، ويقرأ:{وَإِذَا كَانُوا مَعَهُ عَلَى أَمْرٍ جَامِعٍ لَمْ يَذْهَبُوا} الآية.
أبو مسهر: حدثنا سعيد بن عبد العزيز. عن القاسم بن مخيمرة، قال: دخلت على عمر بن عبد العزيز، فقضى عني سبعين ديناراً، وحملني على بغلةٍ، وفرض لي في خمسين، فقلت: أغنيتني عن التجارة، فسألني عن حديثٍ، فقلت: هنني يا أمير المؤمنين، قال سعيد: كأنه كره أن يحدثه على هذا الوجه.
قال: وقال القاسم: ما اجتمع على مائدتي لونان من طعام واحد، ولا أغلقت بابي ولي خلفه همٌ.
وعنه قال: كنت أدعو بالموت، فلما نزل بي كرهته.
قال الهيثم: توفي سنة إحدى عشرة ومائة. وقال غير واحد: مات سنة إحدى ومائة، والأول هو الصحيح، والله أعلم.
229 -
ع:
قتادة بن دعامة بن قتادة بن عزيز
، وقيل غير ذلك في نسبه، أبو الخطاب السدوسي البصري الأعمى الحافظ، أحد الأئمة الأعلام
روى عن عبد الله بن سرجس، وأنس بن مالك، وأبي الطفيل، وأبي رافع، وأبي أيوب المراغي، وأبي الشعثاء، وزرارة بن أوفى، والشعبي، وعبد الله بن شقيق، ومطرف بن الشخير، وسعيد بن المسيب، وأبي العالية،
وصفوان بن محرز، ومعاذة العدوية، وأبي عثمان النهدي، والحسن، وخلق.
وعنه سعيد بن أبي عروبة، ومعمر، ومسعر، وشعبة، والأوزاعي، وعمرو بن الحارث المصري، وأبان بن يزيد، وهمام، وجرير بن حازم، وشيبان النحوي، وحماد بن سلمة، وسعيد بن بشير، وأبو عوانة، وخلق كثير.
وكان أحد من يضرب المثل بحفظه.
قال معمر: أقام قتادة عند سعيد بن المسيب ثمانية أيام، فقال له في اليوم الثالث: ارتحل يا أعمى، فقد أنزفتني.
وقال قتادة: ما قلت لمحدثٍ قط أعد علي، وما سمعت أذناي شيئاً قط إلا وعاه قلبي.
وقال محمد بن سيرين: قتادة أحفظ الناس.
وقال معمر: سمعت قتادة يقول: ما في القرآن آيةٌ إلا وقد سمعت فيها شيئاً.
قال أحمد بن حنبل: قتادة عالم بالتفسير وباختلاف العلماء، ثم وصفه أحمد بالفقه والحفظ، وأطنب في ذكره وقال: قلما تجد من يتقدمه، توفي سنة سبع عشرة.
وقال همام: سمعت قتادة يقول: ما أفتيت بشيءٍ من رأيي منذ عشرين سنة.
وقد ذكر سفيان الثوري قتادة مرة فقال: وكان في الدنيا مثل قتادة؟!.
وقال معمر: قلت للزهري: قتادة أعلم أو مكحول؟ قال: لا، بل قتادة.
وقال أحمد بن حنبل: كان قتادة أحفظ أهل البصرة، لا يسمع شيئاً إلا حفظه. قرئت عليه صحيفة جابر مرة واحدةً فحفظها.
وقال شعبة: نصصت على قتادة سبعين حديثاً، كلها يقول: سمعت أنس بن مالك إلا أربعة.
قلت: قد دلس قتادة عن جماعة. وقال شعبة: لا يعرف لقتادة سماعٌ من أبي رافع. وقال يحيى بن معين: لم يسمع قتادة من سعيد بن جبير، ولا من مجاهد. وقال القطان: لم يسمع من سليمان بن يسار. وقال أحمد: لم يسمع من معاذة.
قلت: وقد تفوه قتادة بشيءٍ من القدر. وقال وكيع: كان سعيد بن أبي عروبة، وهشام الدستوائي وغيرهما يقولون: قال قتادة: كل شيءٍ بقدرٍ إلا المعاصي. وقال ابن شوذب: ما كان قتادة يرضى حتى يصيح به صياحاً، يعني القدر.
قلت: وكان قتادة أيضاً رأساً في العربية، والغريب، وأيام العرب، وأنسابها، قال أبو عمرو بن العلاء: كان قتادة من أنسب الناس. ونقل القفطي في تاريخ النحاة قال: كان الرجلان من بني أمية يختلفان في البيت من الشعر، فيبردان بريداً إلى العراق، يسأل قتادة عنه.
وثقه غير واحدٍ. ومات سنة سبع عشرة ومائة، وقيل سنة ثماني عشرة بواسط، وله سبعٌ وخمسون سنة، رحمه الله.
230 -
م د ن ق:
قيس بن سعد المكي الحبشي
، مولى نافع بن علقمة، أحد الفقهاء
روى عن طاوس، ومجاهد، وعطاء، ويزيد بن هرمز. وعنه يزيد بن إبراهيم التستري، وجرير بن حازم، والحمادان، والربيع بن صبيح، ومعاوية بن عبد الكريم الضال، وآخرون.
وكان قد خلف عطاء بمكة في الفتوى وفي مجلسه، ولم تطل أيامه، ولا عمر.
وثقه أحمد، ومات سنة تسع عشرة.
231 -
ع:
قيس بن مسلم
، أبو عمرو الجدلي الكوفي، أحد الأئمة
روى عن طارق بن شهاب، وعبد الرحمن بن أبي ليلى، ومجاهد، وغيرهم، وعنه أيوب بن عائذ، ومسعر بن كدام، وأبو العميس عتبة بن عبد الله، وأبو حنيفة، وسفيان، وشعبة، وآخرون.
وثقه أحمد، وغيره.
وقال أبو داود: كان مرجئاً.
وروى أحمد بن حنبل. عن سفيان بن عيينة قال: كانوا يقولون: ما رفع قيس بن مسلم رأسه إلى السماء منذ كذا وكذا، تعظيماً لله.
قلت: توفي سنة عشرين ومائة.
232 -
د ن:
لقمان بن عامر الوصابي
، أبو عامر الحمصي، ويقال فيه: الأوصابي
روى عن أبي هريرة، وعتبة بن عبد، وأبي أمامة، وعبد الله بن بسر، وكثير بن مرة، وجماعة، روى عنه عقيل بن مدرك، ومحمد بن الوليد الزبيدي، وعيسى بن أبي رزين، وفرج بن فضالة، وجماعة.
قال أبو حاتم: يكتب حديثه.
233 -
ع:
محارب بن دثار بن كردوس بن قرواش السدوسي
الكوفي الفقيه.
ولي قضاء الكوفة لخالد بن عبد الله القسري. وحدث عن ابن عمر، وجابر بن عبد الله، وعبد الله بن يزيد الخطمي، والأسود بن يزيد، وغيرهم. وعنه زبيد اليامي، ومسعر، وسفيان، وشعبة، وقيس بن الربيع، وخلق.
وكان ثقةً ثبتاً. وقال سفيان الثوري: ما يخيل إلي أني رأيت أحداً أفضله على محارب بن دثار.
وقال ابن سعد: كان من المرجئة الأولى الذين يرجئون علياً وعثمان إلى أمر الله، ولا يشهدون عليهما بإيمان ولا بكفر.
وقال ابن معين وأحمد وغيرهما: ثقة.
وقال سفيان بن عيينة: رأيت محارباً يقضي في المسجد.
وروى عبد الله بن إدريس عن أبيه قال: رأيت الحكم، وحماد بن أبي سليمان في مجلس حكم محارب بن دثار، أحدهما عن يمينه والآخر عن شماله.
وقال الثوري: استعمل محارب على القضاء، فبكى أهله، وعزل عن القضاء فبكى أهله.
وقال سعد بن الصلت: حدثنا هارون بن الجهم، قال: حدثنا عبد الملك بن عمير قال: كنت في مجلس قضاء محارب، فادعى رجل على رجل فأنكر، فقال: ألك بينه؟ قال: نعم، فلان. قال خصمه: إنا لله، لئن شهد علي ليشهدن بزورٍ، ولئن سألتني عنه لأزكينه، فلما جاء الشاهد، قال محارب: حدثنا ابن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إن الطير لتضرب بمناقيرها وتقذف ما في حواصلها من هول يوم القيامة، وإن شاهد الزور لا تقار قدماه
على الأرض حتى يقذف به في النار. ثم قال: بم تشهد؟ قال: قد نسيت، أرجع فأتذكر.
توفي محارب بن دثار سنة ست عشرة ومائة.
234 -
د ق:
محفوظ بن علقمة الحضرمي الحمصي
، أبو جنادة
روى عن أبيه، وعبد الرحمن بن عائذ، وغيرهما، وأرسل عن سلمان الفارسي، وغيره. روى عنه أخوه نصر بن علقمة، والوضين بن عطاء، وثور بن يزيد، ومحمد بن راشد.
وثقه دحيم، وابن معين.
235 -
خ د ن ق:
محل بن خليفة الطائي الكوفي
.
عن جده عدي بن حاتم، وأبي السمح خادم النبي صلى الله عليه وسلم. وعنه سعد أبو مجاهد الطائي، وأبو الزعراء يحيى بن الوليد الطائي، وشعبة، وسفيان، وغيرهم.
وثقه ابن معين.
236 -
ع:
محمد بن إبراهيم بن الحارث التيمي القرشي
، أبو عبد الله المدني
وكان جده الحارث بن صخر من المهاجرين، وهو ابن عم أبي بكر الصديق. روى عن أسامة بن زيد، وأبي سعيد الخدري، وجابر بن عبد الله، وعلقمة بن وقاص، وعيسى بن طلحة بن عبيد الله، وطائفة من قدماء
التابعين، ورأى سعد بن أبي وقاص، وغيره. وكان أحد الفقهاء الثقات.
روى عنه يحيى بن سعيد الأنصاري، وهشام بن عروة، وابنه موسى بن محمد، ويزيد بن عبد الله بن الهاد، ويحيى بن أبي كثير، ومحمد بن عمرو، والأوزاعي، وابن إسحاق، وآخرون.
وكان عريف بني تميم، توفي سنة عشرين ومائة، وقيل سنة تسع عشرة ومائة.
237 -
ع:
محمد بن جعفر بن الزبير بن العوام الأسدي المدني
.
عن عمه عروة، وابن عمه عباد بن عبد الله. وعنه عبيد الله بن أبي جعفر، وابن جريج، والوليد بن كثير، وابن إسحاق، وغيرهم.
وهو معدود في الفقهاء. وثقه النسائي، وتوفي شاباً، وكان أبوه من طال عمره، وبقي إلى خلافة سليمان بن عبد الملك.
238 -
محمد بن سعيد بن المسيب المخزومي المدني
.
عن: أبيه. وعنه ابناه عمار، وطلحة، ويحيى بن سعيد الأنصاري، وابن إسحاق.
239 -
محمد بن سهل بن أبي حثمة الأوسي الأنصاري
.
روى عن أبيه، ورافع بن خديج، ومحيصة بن مسعود. وعنه يزيد بن أبي حبيب، وحجاج بن أرطاة.
240 -
خ م د ت ن:
محمد بن عبيد الله بن سعيد
، أبو عون الثقفي الكوفي الأعور
روى عن جابر بن سمرة، وابن الزبير، والقاضي شريح، ووراد كاتب المغيرة، وأبي صالح الحنفي عبد الرحمن. وعنه العباس بن ذريح، وابن سوقة، ومسعر، وسفيان، وشعبة.
قال أبو أسامة. عن أبي جناب، قال: حدثني أبو عون الثقفي قال: كنت أقرأ على أبي عبد الرحمن السلمي.
قال خليفة: مات أبو عون سنة عشرين ومائة.
وثقه ابن معين وأبو زرعة.
241 -
ع:
محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب الهاشمي العلوي
، أبو جعفر الباقر، سيد بني هاشم في زمانه
روى عن جديه الحسن، والحسين، وعائشة، وأم سلمة، وابن عباس، وابن عمر، وأبي سعيد الخدري، وجابر، وسمرة بن جندب، وعبد الله بن جعفر، وأبيه، وسعيد بن المسيب، وطائفة. وعنه ابنه جعفر الصادق، وعمرو بن دينار، والأعمش، وربيعة الرأي، وابن جريج، والأوزاعي، وقرة بن خالد، ومخول بن راشد، وحرب بن سريج، والقاسم بن الفضل الحداني، وآخرون.
قال أحمد بن البرقي: مولده سنة ستٍ وخمسين.
قلت: فعلى هذا لم يسمع من عائشة، ولا من جديه، مع أنه روايته عن جده الحسن بخطه، وعن عائشة، في سنن النسائي، فهي منقطعة، وروايته عن سمرة عند أبي داود.
وكان أحد من جمع العلم، والفقه، والشرف، والديانة، والثقة، والسؤدد، وكان يصلح للخلافة، وهو أحد الاثني عشر الذين تعتقد الرافضة عصمتهم، ولا عصمة إلا لنبي، لأن النبي إذا أخطأ لا يقر على الزلة، بل يعاتب بالوحي على هفوةٍ إن ندر وقوعها منه، ويتوب إلى الله - تعالى - كما
جاء في سجدة (ص) أنها توبة نبي، وأما قولهم الباقر، فهو من بقر العلم أي شقه فعرف أصله وخفيه.
قال ابن فضيل. عن سالم بن أبي حفصة: سألت أبا جعفر وابنه جعفرا الصادق. عن أبي بكر، وعمر، فقالا لي: يا سالم تولهما وابرأ من عدوهما، فإنهما كانا إمامي هدىً.
هذه حكاية مليحة، لأن راوييها سالم وابن فضيل، من أعيان الشيعة، لكن شيعة زماننا - عثرهم الله - ينالون من الشيخين، يحملون هذا القول من الباقر والصادق - رحمهما الله - على التقية.
قال إسحاق الأزرق. عن بسام الصيرفي: سألت أبا جعفر عن أبي بكر وعمر، فقال: والله إني لأتولاهما وأستغفر لهما، وما أدركت أحداً من أهل بيتي إلا وهو يتولاهما.
وعن عبد الله بن محمد بن عقيل قال: كنت أنا وأبو جعفر نختلف إلى جابر، نكتب عنه في ألواح، وروي أن أبا جعفر كان يصلي في اليوم والليلة مائة وخمسين ركعةً، وقد عده النسائي وغيره في فقهاء التابعين بالمدينة.
قال ليث بن أبي سليم: دخلت على أبي جعفر محمد بن علي وهو يبكي ويذكر ذنوبه.
توفي أبو جعفر سنة أربع عشرة ومائة، قاله أبو نعيم، ومصعب الزبيري، وسعيد بن عفير، وقيل: سنة سبع عشرة ومائة.
وله إخوة أشراف: زيد - الذي صلب -، وعمر، وحسين، وعبد الله بنو زين العابدين - رحمة الله عليهم -.
242 -
ع:
محمد بن عمرو بن عطاء القرشي العامري
، أبو عبد الله.
عن أبي حميد الساعدي، في عشرة من الصحابة، في وصف صلاة النبي صلى الله عليه وسلم، وعن أبي هريرة، وابن عباس، وأبي قتادة، وعن سعيد بن المسيب، وغيرهم، وعنه محمد بن عمرو بن حلحلة، وعمرو بن يحيى المازني، والوليد بن كثير، وابن عجلان، وعبد الحميد بن جعفر، وابن إسحاق، وابن أبي ذئب، وآخرون.
قال ابن سعد: كانت له هيئة ومروءة، كانوا يتحدثون أن تفضي الخلافة إليه لهيئته وعقله وكماله، لقي ابن عباس وغيره، وكان ثقةً له أحاديث.
توفي في آخر خلافة هشام بن عبد الملك.
243 -
م ت ن:
محمد بن قيس بن مخرمة بن المطلب بن عبد مناف المطلبي الحجازي
.
عن عائشة، وأبي هريرة، وعنه ابنه حكيم، وعمر بن عبد الرحمن بن محيصن، وابن عجلان، وابن إسحاق، وغيرهم.
وثقه أبو داود.
244 -
ع:
محمد بن كعب القرظي
.
مختلفٌ في وفاته، وقد مر في الطبقة الماضية، وقد قال الواقدي، وخليفة، والفلاس: إنه توفي سنة سبع عشرة.
قال الواقدي: عاش ثمانياً وسبعين سنة، وكان ممن جمع بين العلم والعمل.
245 -
خ د ن ق:
محمد بن أبي المجالد
.
روى عن مولاه عبد الله بن أبي أوفى، وعبد الرحمن بن أبزى، وعبد الله بن شداد، وعنه أبو إسحاق الشيباني، وشعبة، والحسن بن عمارة، وغيرهم، وكان ثقة.
246 -
خ م د ت:
مروان الأصفر
، أبو خلف البصري
عن ابن عمر، وأنس بن مالك، ومسروق، وأبي وائل، وغيرهم،
وعنه خالد الحذاء، وعوف، وشعبة وجماعة.
247 -
ت ن:
مروان، أبو لبابة الوراق
بصريٌ، ثقة، سمع من عائشة. وعنه هشام بن حسان، وحماد بن زيد، يقع حديثه عاليا في الصيام ليوسف القاضي.
248 -
م د ن:
مسلم بن مخراق
، أبو الأسود والد سوادة، العبدي البصري القطان
عن ابن عباس، ومعقل بن يسار، وأبي بكر الثقفي، وأسماء بنت أبي بكر. وعنه ابن عون، وشعبة، وابنه سوادة، والقاسم بن الفضل الحداني.
وثقه النسائي.
249 -
م ن:
مسلم بن يناق الخزاعي
، مولاهم، الكوفي
عن: ابن عباس، وابن عمر، وعنه إبراهيم بن نافع المكي، وحاتم بن أبي صغيرة، وشعبة.
وثق، وهو والد الحسن.
250 -
ع:
مسلم البطين
، أبو عبد الله الكوفي
عن إبراهيم التيمي، وعلي بن الحسين، وسعيد بن جبير، ومجاهد، وغيرهم. وعنه مخول بن راشد، وابن عون، والأعمش، وعبد الرحمن المسعودي، وآخرون.
وثقه أحمد وغيره.
251 -
د ن ق:
مسلمة بن عبد الله بن ربعي الجهني الدمشقي
الداراني.
روى عن عمه أبي مشجعة، وخالد بن اللجلاج، وعمر بن عبد العزيز وغيرهم. وعنه محمد بن عبد الله الشعيثي، ومحمد بن عبد الله بن علاثة العقيلي، وسعيد بن عبد العزيز، وغيرهم، وما علمت فيه جرحاً.
252 -
د:
مسلمة بن عبد الملك بن مروان بن الحكم الأمير
، أبو سعيد، وأبو الأصبغ الأموي، ويسمى الجرادة الصفراء
سمع عمر بن عبد العزيز. روى عنه معاوية بن خديج، ويحيى بن يحيى الغساني، وجماعة.
وله دار بدمشق، ولي غزو القسطنطينية لأخيه سليمان، وغزا الروم مرات، وكان بطلاً شجاعاً مهيباً، له آثار حميدة في الحروب، وقد ولي لأخيه يزيد بن عبد الملك إمرة العراقين، ثم عزل، وولي أرمينية حفظاً لذلك الثغر، وأول ما ولي غزو الروم في آخر دولة أبيه، فافتتح ثلاثة حصون.
وفي سنة تسعٍ وثمانين غزا عمورية، والتقى المشركين فهزمهم. وفي سنة تسعين، افتتح خمسة حصون، وفي سنة إحدى عزل محمد بن مروان عن أرمينية، وأذربيجان بمسلمة، فغزا عامئذٍ الترك حتى بلغ الباب، من قبل بحر أذربيجان، فافتتح مدائن وحصوناً، ودان له من وراء الباب، ثم افتتح سندرة، ثم حج بالناس، ثم افتتح بعد ذلك فتحاً كبيراً، وشهد غير مصاف.
قال زيد بن الحباب: أخبرنا الوليد بن المغيرة. عن عبيد الله بن بشر الغنوي. عن أبيه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: لتفتحن القسطنطينية، ولنعم الأمير أميرها، قال: فدعاني مسلمة، فحدثته بهذا الحديث، فغزاهم، رواه أبو كريب، وأحمد بن الفرات. عن زيد. وقال أبو
بكر بن أبي شيبة، وآخر عن زيد فقال: الخثعمي، بدل الغنوي.
قال ابن الكلبي: وسار مسلمة في شوال سنة اثنتي عشرة ومائة في طلب الترك، وذلك في شدة الثلج والمطر، حتى جاوز الباب، وخلف الحارث بن عمرو الطائي في بنيان الباب وتحصينه، فافتتح عدة حصون، فحرق أعداء الله أنفسهم في مدائنهم عند الغلبة.
وقال الليث بن سعد: في سنة تسعٍ ومائة غزا مسلمة الترك والسند.
وقال ابن عيينة: حدثنا أبي: قال: سمعت مسلمة بن عبد الملك يقول: لو رأيتني أنا وعمر بن عبد العزيز ننتهي إلى الزرع فيقحم عمر فرسه، وأكف فرسي، وسمعت مسلمة يقول: إن أقل الناس هماً في الدنيا، أقلهم هماً في الآخرة.
قال أبو الحسن المدائني: قال مسلمة لنصيب: سلني! قال: لا، فإن كفك بالجزيل أكثر من مسألتي باللسان، فأعطاه ألف دينار.
وقال سعيد بن عبد العزيز: أوصى مسلمة بثلث ماله لطلاب الأدب، وقال: إنها صناعة مجفو أهلها.
قال الزبير بن بكار للوليد بن يزيد، يرثي عمه مسلمة:
أقول وما البعد إلا الردى أمسلمٌ لا تبعدن مسلمه فقد كنت نوراً لنا في البلا د مضيئاً فقد أصبحت مظلمه ونكتم موتك نخشى اليقيـ ـن فأبدى اليقين عن الجمجمه.
توفي مسلمة سنة عشرين ومائة. قاله خليفة. وقال ابن عائذ: سنة إحدى.
253 -
د ت ق:
مشرح بن هاعان أبو مصعب المعافري المصري
.
عن عقبة بن عامر، وغيره. وعنه بكر بن عمرو، وعبد الله بن هبيرة، والوليد بن المغيرة، والليث بن سعد، وابن لهيعة، وآخرون.
وثقه ابن معين.
وقد لينه ابن حبان فقال: له مناكير.
وقال ابن يونس: توفي قريباً من سنة عشرين، وكان على المنجنيق الذي رمي به الكعبة.
254 -
م 4:
مصعب بن شيبة بن جبير بن شيبة بن عثمان الحجبي المكي
القرشي العبدري.
عن صفية بنت شيبة عمة أبيه، وطلق بن حبيب. وعنه ابنه زرارة وزكريا بن أبي زائدة، وابن جريج، ومسعر، وآخرون.
قال أبو حاتم، لا يحمدونه.
وقال الدارقطني: ليس بالقوي.
احتج به مسلم وغيره.
255 -
4:
المطلب بن عبد الله بن حنطب القرشي المخزومي
.
عن عمر، وغيره مرسلاً، وعن أبي هريرة، وابن عباس، وعبد الله بن عمرو، وجابر بن عبد الله، وجماعة، وعنه ابناه؛ حكم وعبد العزيز، وعبد الله بن طاوس، ومولاه عمرو بن أبي عمرو، وابن جريج، والأوزاعي، وزهير بن محمد التميمي، وآخرون.
وثقه أبو زرعة والدارقطني.
وكان مروان بن الحكم خاله، ويروي عن خاله الآخر أبي سلمة.
قال أبو حاتم: لم يدرك عائشة، وعامة حديثه مراسيل.
وقال أبو زرعة: أرجو أن يكون سمع منها.
وقال ابن سعد: ليس يحتج بحديثه لأنه ممن يرسل كثيراً.
قلت: وفد على هشام بن عبد الملك، فوصله لقرابته بسبعة عشر ألف دينار. بقي إلى حدود العشرين ومائة، ولعله عاش بعد ذلك، فالله أعلم.
256 -
4:
معاذ بن عبد الله بن خبيب المدني
.
عن: أبيه، وعقبة بن عامر، وابن عباس، وجابر بن عبد الله، وعن سعيد بن المسيب، وجماعة. وعنه زيد بن أسلم، وبكير بن الأشج، وأسامة بن زيد الليثي، وهشام بن سعد.
وثقه ابن معين.
مات سنة ثماني عشرة ومائة.
257 -
ع:
معاوية بن قرة بن إياس بن هلال
، أبو إياس المزني البصري
عن أبيه، وأبي أيوب الأنصاري، وابن عباس، وأبي هريرة، وابن عمر، ومعقل بن يسار، وعبد الله بن مغفل، وعائذ بن عمرو المزنيين، وعدة. وعنه ابنه إياس القاضي، وثابت البناني، وخالد بن ميسرة، وقتادة، وقرة بن خالد، وشعبة، والقاسم الحداني، وشبيب بن شيبة، وخلق آخرهم أبو عوانة، سمع منه أبو عوانة فردٍ حديثٍ، وهو أكبر شيخ له.
وثقه أبو حاتم وغيره.
ويقال إنه ولد يوم الجمل، وكان يوم الجمل في سنة ثلاثٍ وثلاثين من الهجرة.
قال معاوية بن قرة: لقيت ثلاثين صحابياُ.
وقال ابن المبارك في كتاب الزهد: أخبرنا سفيان الثوري قال: وفد الحجاج على عبد الملك بن مروان، وممن معه معاوية بن قرة، فسأله عن الحجاج فقال: إن صدقناكم قتلتمونا، وإن كذبناكم خفنا الله - تعالى -، فنظر إليه الحجاج، فقال عبد الملك: لا تعرض له، فنفاه الحجاج إلى السند.
وقال حماد بن سلمة: حدثنا حجاج الأسود، أن معاوية بن قرة قال: من يدلني على رجل بكاءٍ بالليل بسامٍ بالنهار.
وقال أسد بن موسى: حدثنا عون بن موسى، سمع معاوية بن قرة يقول: لأن لا يكون في نفاق أحب إلي من كذا، أعمر بن الخطاب يخشاه، وآمنه أنا؟.
قلت: كان معاوية بن قرة من جلة علماء التابعين بالبصرة: توفي بها سنة ثلاث عشرة ومائة، رحمه الله تعالى -.
قال أبو عبيد القاسم بن سلام: قرة بن إياس من مزينة، ومزينة امرأة، وهي بنت كلب بن وبرة.
وقال ضمرة. عن ابن شوذب، قال: لقي الحسن معاوية، فاعتنقه وضمه إليه فما انشرح لذلك معاوية.
وقال عون بن موسى: سمعت معاوية بن قرة يقول: عودوا نساءكم: لا.
وقال حجاج بن محمد: حدثنا شعبة: قلت لمعاوية: أكان أبوك من الصحابة؟ قال: لا، ولكن كان على عهد النبي صلى الله عليه وسلم قد حلب وصر.
وقال أبو داود: حدثنا شعبة. عن معاوية بن قرة. عن أبيه، أنه أتى النبي صلى الله عليه وسلم وقد حلب وصر.
258 -
معاوية بن هشام بن عبد الملك بن مروان
، أبو شاكر الأموي، الدمشقي.
وهو والد صقر بني أمية عبد الرحمن بن معاوية الداخل إلى الأندلس، عند غلبة بني العباس على الأمر، وكان معاوية هذا جواداً ممدحاً، ولي غزو الصائفة في خلافة أبيه غير مرة، وكان البطال على طلائعه، وقد افتتح عدة حصون، مات سنة تسع عشرة ومائة.
259 -
ع:
معبد بن خالد الجدلي الكوفي القاص العابد
، أبو القاسم
روى عن جابر بن سمرة، والمستورد بن شداد، وحارثة بن وهب، وعن مسروق، وعبد الله بن شداد بن الهاد، وطائفة، وعنه حجاج بن أرطاة، ومسعر، وسفيان، وشعبة.
وثقوه، ومات سنة ثماني عشرة ومائة.
260 -
م ت ن:
المغيرة بن حكيم الصنعاني
، من أبناء فارس
روى عن أبيه، وابن عمر، وصفية بنت شيبة، وأم كلثوم بنت الصديق، وطاوس، وغيرهم. وعنه ابن جريج، وجرير بن حازم، وعبد العزيز بن أبي رواد، وعقيل بن خالد، وآخرون.
وثقه ابن معين وغيره، وقال فيه أبو داود: أحد الأحدين.
261 -
المغيرة بن سعيد البجلي الكوفي
- لعنه الله -.
قال أبو محمد بن حزم في الملل والنحل: كان يقول إن معبوده على صورة رجل على رأسه تاج، وإن أعضاءه على عدد حروف الهجاء. وإنه لما أراد أن يخلق خلق تكلم باسمه فطار فوقع على تاجه ثم كتب بإصبعه أعمال العباد من المعاصي والطاعات، فلما رأى المعاصي ارفض عرقاً، فاجتمع من عرقه بحران أحدهما ملح مظلم والثاني عذب، فاطلع في
البحر فرأى ظله فأخذه فقلع عيني ظله فخلق من عيني ظله الشمس والقمر، وخلق الكفار من البحر المالح.
وقال أبو بكر بن عياش: رأيت خالد بن عبد الله حين أتي بالمغيرة بن سعيد وأصحابه فقتل منهم رجلاً ثم قال للمغيرة: أحيه. وكان يريهم أنه يحيي الموتى، فقال: والله ما أحيي الموتى: فأمر الأمير خالد بطن قصبٍ فأضرم ناراً، ثم قال للمغيرة: اعتنقه فتمنع، فعدا رجل من أصحابه فاعتنقه فأكلته النار، فقال خالد: هذا والله كان أحق بالرياسة منك ثم قتله وقتل أصحابه.
قال ابن عون: سمعت إبراهيم النخعي يقول: إياكم والمغيرة بن سعيد وأبا عبد الرحمن فإنهما كذابان.
وروى الفضل بن موسى السيناني، عمن أخبره. عن الشعبي أنه قال للمغيرة بن سعيد: ما فعل حب علي رضي الله عنه؟ قال: في العظم واللحم والعروق، فقال الشعبي: اجمعه قبل أن يغلي.
وقال شبابة: حدثنا عبد الأعلى بن أبي المساور: سمعت المغيرة الكذاب يقول: إن الله يأمر بالعدل: علي، والإحسان فاطمة، وإيتاء ذي القربى: الحسن والحسين، وينهى عن الفحشاء: أبي بكر، والمنكر: عمر، والبغي: عثمان.
وروى أبو معاوية، عن الأعمش قال: أدركت الناس يسمونهم الكذابين ولا عليكم أن لا تذكروا ذلك عني فإني لا آمنهم أن يقولوا وجدنا الأعمش على امرأة، وقد أتاني المغيرة بن سعيد فوثب وثبة صار في قبلة البيت فقلت: ما شأنك؟ قال: إن حيطانكم نجسة. فقلت: أكان علي يحيي الموتى؟ قال: إي والذي نفسي بيده لو شاء لأحيا عاداً وثمود. قلت: من أين علمت؟ قال: إني أتيت رجلاً من أهل البيت فتفل في في فما بقي شيء إلا وأنا أعلمه، ثم تنفس الصعداء. فقلت: ما شأنك؟ قال: طوبى لمن روي من ماء الفرات. قلت: وهل لنا شراب غيره؟ قال: أترى أشرب منه؟ قلت: فمن أين تشرب؟ قال: من بئر لبعض هؤلاء المرجئة.
وعن أبي يوسف القاضي أن الأعمش قال: لما وقع المغيرة فيما وقع من الخزي أتيته فقال: يا أبا محمد طوبى لمن شرب شربة من ماء الفرات، قلت: أولست على أفنية الفرات؟ قال: يختلسه عنا أصحاب ابن هبيرة.
وقال الجوزجاني: قتل المغيرة بن سعيد على ادعاء النبوة.
وقال أبو عوانة. عن الأعمش، قال: أتاني المغيرة بن شعبة فذكر علياً وذكر الأنبياء ففضل علياً عليهم ثم قال: كان علي بالبصرة فأتى أعمى فمسح يده على عينيه فأبصر ثم قال للأعمى: أتحب أن ترى الكوفة؟ قال: نعم، قال: فأمر بالكوفة فحملت إليه حتى نظر إليها ثم قال لها: ارجعي، فرجعت، فقلت: سبحان الله سبحان الله، فلما رأى إنكاري عليه تركني وقام.
وقد ذكره ابن عدي في الضعفاء فقال: لم يكن بالكوفة ألعن من المغيرة بن سعيد فيما يروى عنه من التزوير على علي رضي الله عنه وعلى أهل البيت وهو دائم الكذب عليهم، ولا أعرف له حديثاً مسنداً.
262 -
المغيرة بن عبد الرحمن
، بن الحارث بن هشام بن المغيرة المخزومي، أخو أبي بكر بن عبد الرحمن
روى عن أبيه. وعنه: ابنه يحيى، وابن إسحاق، ومالك بن أنس.
وكان سيداً جواداً سخياً غازياً مجاهداً، ولا أعلم به بأساً إن شاء الله، وهو مقل، أرسل عن النبي صلى الله عليه وسلم، وعن خالد بن الوليد.
قال الواقدي: خرج المغيرة إلى الشام غير مرة غازياً وكان في جيش مسلمة الذين احتبسوا بالروم، يعني بقسطنطينية، حتى أقفلهم عمر بن عبد العزيز، وذهبت عينه، وكان ثقة قليل الحديث.
وقال أبو حاتم: صالح الحديث.
قلت: الأخبار في جوده وبذله كثيرة.
263 -
د:
المغيرة بن فروة الدمشقي
.
عن معاوية بن أبي سفيان، ومالك بن هبيرة. وعنه: عبد الله بن العلاء بن زبر، وسعيد بن عبد العزيز.
264 -
سوى ق:
المغيرة بن النعمان النخعي الكوفي
.
عن سعيد بن جبير وغيره. وعنه: مسعر، وسفيان، وشعبة، وشريك.
وثقه أبو داود، توفي في حدود العشرين ومائة، وهو قليل الرواية.
265 -
م 4:
مكحول بن أبي مسلم
، أبو عبد الله
فقيه الشام وشيخ أهل دمشق، أرسل عن النبي صلى الله عليه وسلم، وعن أبي بن كعب، وعبادة بن الصامت، وعائشة، وطائفة. وروى عن: أبي أمامة، وواثلة بن الأسقع، وأنس بن مالك، وعبد الرحمن بن غنم، وابن محيريز، ومحمود بن الربيع، وأبي سلام الأسود، وأبي إدريس الخولاني، وشرحبيل بن السمط، وخلق كثير.
وعنه: أيوب بن موسى، وثور بن يزيد، والعلاء بن الحارث، وعامر الأحول، وحجاج بن أرطاة، وحفص بن غيلان، وزيد بن واقد، وابن زبر، والأوزاعي، وسعيد بن عبد العزيز، وابن إسحاق، وعلي بن أبي حملة، ومحمد بن راشد، وحميد الطويل، وخلق كثير.
وداره بدمشق في طرف سوق الأحد. وكان أبوه مولى امرأة من هذيل، ويقال: هو من أولاد كسرى واسمه زبر. وقيل: هو زبر بن شاذل بن سند بن شروان بن كسرى من سبي كابل.
روى سعيد بن عبد العزيز، عن مكحول أنه كان يرمي ويقول: أنا الغلام الهذلي.
وأما عبد الله بن العلاء بن زبر، فقال: سمعت مكحولاً يقول: كنت عبداً لسعيد بن العاص، فوهبني لامرأة من هذيل، فأنعم الله علي بها، يعني: بمصر، فما خرجت منها حتى ظننت أنه ليس بها علم إلا وقد سمعته، ثم قدمت المدينة فما خرجت منها حتى ظننت أنه ليس بها علم إلا وقد سمعته، ثم لقيت الشعبي فلم أر مثله، رواها الوليد بن مسلم، عنه.
وقال يحيى بن حمزة، عن أبي وهب الكلاعي عبد الله بن عبيد، عن مكحول قال: أعتقت بمصر فلم أدع بها علماً إلا حويته فيما أرى، ثم أتيت العراق فلم أدع بها علماً حويت عليه فيما أرى، ثم أتيت المدينة فكذلك ثم أتيت الشام فغربلتها، كل ذلك أسأل عن النفل، وذكر الحديث في النفل.
وقال يونس بن بكير، عن ابن إسحاق: سمعت مكحولاً يقول: طفت الأرض كلها في طلب العلم.
وقال الزهري: العلماء ثلاثة، فذكر منهم مكحولا.
وقال أبو حاتم الرازي: ما أعلم بالشام أفقه من مكحول.
وقال ابن زيد: سمعت الزهري يقول: العلماء أربعة: سعيد بالمدينة، والشعبي بالكوفة، والحسن بالبصرة، ومكحول بالشام.
وقال سعيد بن عبد العزيز: قال مكحول: ما سمعت شيئاً فاستودعته صدري إلا وجدته حين أريد، ثم قال سعيد: كان مكحول أفقه من الزهري وكان بريئاً من القدر.
وقال عبد الرحمن بن يزيد بن جابر: صحبت مكحولاً في أسفار كثيرة يحمل فيها ديكاً لا يفارقه.
وقال سعيد بن عبد العزيز: أعطي مكحول مرة عشرة آلاف دينار فكان يعطي الرجل خمسين ديناراً ثمن الفرس.
وقال عثمان بن عطاء الخراساني: كان مكحول يقول: كل من لا يستطيع أن يقول: قل، كان أعجمياً.
وقال أحمد العجلي: مكحول ثقة دمشقي.
وقال ابن خراش: صدوق يرى القدر.
وقال يحيى بن معين: كان قدرياً ثم رجع عنه.
وقال الأوزاعي: لم يبلغنا أن أحداً من التابعين تكلم في القدر إلا الحسن، ومكحول، فكشفنا عن ذلك فإذا هو باطل.
وقال سعيد بن عبد العزيز: جلس مكحول وعطاء بن أبي رباح يفتيان الناس، يعني: في الموسم، فكان لمكحول الفضل عليه حتى بلغا جزاء الصيد، فكأن عطاء كان أنفذ في ذلك منه، قال سعيد: وسئل مكحول عن الرجل يدرك من الجمعة ركعة، فقال: ما أفتيت فيها منذ ثلاثين سنة.
قال أبو زرعة: دلنا قوله على أنه أفتى في أيام عبد الملك.
قال سعيد: وكان إذا سئل يقول: لا حول ولا قوة إلا بالله، هذا رأي والرأي يخطئ ويصيب.
وقال إسماعيل بن عياش، عن تميم بن عطية قال: كثيراً ما كنت أسمع مكحولاً يسأل فيقول: ندانم، يعني: لا أدري.
وقال سعيد بن عبد العزيز: لم يكن عندنا أحد أحسن سمتاً في العبادة من مكحول، وربيعة بن يزيد.
وروى غير واحد، عن مكحول قال: لأن أقدم فتضرب عنقي أحب إلي من أن ألي القضاء، ولأن ألي القضاء أحب إلي من أن ألي بيت المال، وقال: إن يكن في مخالطة الناس خير فالعزلة أسلم.
وقال ابن جابر: أقبل يزيد بن عبد الملك إلى مكحول في أصحابه
فهممنا بالتوسعة، فقال مكحول: مكانكم، دعوه يجلس حيث أدرك يتعلم التواضع.
وقال سعيد بن عبد العزيز: كانوا يؤخرون الصلاة في أيام الوليد بن عبد الملك ويستحلفون الناس أنهم ما صلوا، فأتى عبد الله بن أبي زكريا فاستحلف ما صلى فحلف، وأتى مكحول فاستحلف، فقال: فلم جئنا إذاً؟ فترك.
وروى نعيم بن حماد قال: حدثنا عبد العزيز بن أبي حازم، عن أبيه قال: كتب عمر بن عبد العزيز: أن انظروا إلى الأحاديث التي رواها مكحول في الديات أحرقوها، قال: فأحرقت.
وقال رجاء بن أبي سلمة، عن أبي عبيد مولى سليمان قال: ما سمعت رجاء بن حيوة يلعن أحداً إلا يزيد بن المهلب، ومكحولاًَ.
قلت: لعنه لكلامه في القدر.
قال علي بن أبي حملة: كنا على ساقية بأرض الروم والناس يمرون وذلك في الغلس وأبو شيبة يقص فدعا، فقال: اللهم ارزقنا طيباً واستعملنا صالحاً.
وقال مكحول وهو في القوم: إن الله لا يرزق إلا طيباً، ورجاء بن حيوة وعدي بن عدي ناحية، فقال أحدهما لصاحبه: أتسمع؟ قال: نعم، فقيل لمكحول: إنهما سمعا قولك: فشق عليه، فقال له عبد الله بن زيد: أنا أكفيك رحماً قال: فأتاه فأجرى ذكر مكحول وقال: دعه أليس هو صاحب الكلمة؟ قال: فما تقول في رجل قتل يهودياً فأخذ منه ألف دينار فكان ينفق منها أرزقٌ رزقه الله؟! قال: كلٌ من عند الله.
قال ابن أبي حملة: أنا شهدتهما حين تكلما.
وقال عاصم بن رجاء بن حيوة: جاء مكحول إلى أبي، فقال: يا أبا المقدام إنهم يريدون دمي! قال: قد حذرتك القرشيين ومجالستهم ولكن أدنوك وقربوك فحدثتهم بأحاديث، فلما أفشوها عنك كرهتها.
وقال رجاء بن أبي سلمة: قال مكحول: ما زلت مستقلاٌ بمن بغاني حتى أعانهم علي رجاء، وذلك أنه رجل أهل الشام في أنفسهم.
وروى إبراهيم بن عبد الله بن نعيم، عن أبيه قال: سألني مكحول
خلاء فأخليته فتشهد، ثم ذكر أنه رفع إلى الضحاك بن عبد الرحمن أنه رأس القدرية، فأمر الضحاك الحاجب أن لا يدخله كما يدخلني في الخاصة، فتبرأ مكحول من ذلك وسأل أبي أن يعلم الضحاك ذلك ففعل حتى رده إلى منزلته.
وقال أبو مسهر: كان سعيد بن عبد العزيز يبرئ مكحولاً ويرفعه عن القدر.
قال أبو مسهر وطائفة: توفي مكحول سنة ثلاث عشرة.
وقال أبو نعيم، ودحيم: سنة اثنتي عشرة ومائة.
ويقال: سنة ثماني عشرة، وهو وهم.
266 -
بخ:
مكحول أبو عبد الله الأزدي البصري
.
عن ابن عمر، وأنس بن مالك. وعنه: عمارة بن زاذان، وهارون بن موسى، والربيع بن صبيح.
قال أبو حاتم الرازي: لا بأس به.
وقال أحمد: ما أقرب أحاديثه عن ابن عمر، وهو بصري.
وقال عباس، عن ابن معين: ثقة.
267 -
خ 4:
المنهال بن عمرو الأسدي
، مولاهم الكوفي.
عن: أنس بن مالك، وعبد الرحمن، وزر بن حبيش، وأبي عمر زاذان، وسعيد بن جبير. وعنه: حجاج بن أرطاة، وزيد بن أبي أنيسة، وشعبة، والمسعودي، وسوار بن مصعب، وآخرون، ثم إن شعبة ترك الرواية عنه لكونه سمع من داره آلة طرب.
وثقه ابن معين وغيره.
وقال الدارقطني: صدوق.
وقال أبو محمد ابن حزم: ليس بالقوي.
قلت: تفرد بحديث منكر ونكير عن زاذان عن البراء.
وقد قرأ القرآن على سعيد بن جبير، قرأ عليه محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى القاضي.
وقال الأعمش عن المنهال، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس قال: نزل القرآن إلى السماء الدنيا ليلة القدر جملة فدفع إلى جبريل فكان ينزله.
268 -
ع:
موسى بن أنس بن مالك
.
عن أبيه. وعنه: ابن عون، وعبيد الله بن محرز، وشعبة، وغيرهم.
وولي قضاء البصرة، وكان من ثقات البصريين.
269 -
د ن ق:
موسى بن أبي عثمان التبان
.
عن: أبيه، وأبي يحيى المكي، وسعيد بن جبير، وجماعة. وعنه: أبو الزناد، وشعبة، وسفيان.
وثقه ابن حبان.
270 -
د ت ق:
موسى بن وردان القرشي العامري المصري القاص أبو عمر
مولى عبد الله بن سعد بن أبي سرح.
روى عن: أبي هريرة، وكعب بن عجرة، وأبي سعيد، وجابر، وأنس
ابن مالك، وسعيد بن المسيب، وأرسل عن أبي الدرداء، وجماعة. وعنه: الحسن بن ثوبان، ومحمد بن أبي حميد، وعياش بن عباس القتباني، والليث بن سعد، وابن لهيعة، وضمام بن إسماعيل، وآخرون.
وكان صاحب مال وتجارة، ضعفه ابن معين.
وقال أبو حاتم: ليس به بأس.
وقال أبو دواد: ثقة.
قال ابن يونس: توفي سنة سبع عشرة ومائة.
271 -
م د ن ق:
موسى بن يسار المدني
، مولى قيس بن مخرمة.
سمع أبا هريرة. وعنه: ابن أخيه محمد بن إسحاق، وداود بن قيس، وعبد الرحمن ابن الغسيل.
وثقه ابن معين.
272 -
خ ن:
ميمون بن سياه أبو بحر البصري
.
كان أسن من الحسن البصري، قاله كهمس، روى عن: جندب البجلي، وأنس بن مالك، وشهر بن حوشب، وغيرهم. وعنه: حميد الطويل، وسلام بن مسكين، ومنصور بن سعد، وصالح المري، وحزم القطعي.
وكان يقال له: سيد القراء لعبادته وفضله، رحمه الله.
وثقه أبو حاتم، وقال أبو داود: ليس بذاك، وضعفه ابن معين.
وحديثه بعلو في جزء الحفار.
273 -
م 4:
ميمون بن مهران الجزري الفقيه
، أبو أيوب.
عالم الجزيرة وسيدها، أعتقته امرأة من بني نصر بن معاوية بالكوفة فنشأ بها ثم سكن الرقة، وروى عن: أبي هريرة، وعائشة، وابن عباس، وابن عمر، وأم الدرداء، وطائفة، وأرسل عن: عمر، والزبير بن العوام. وعنه: ابنه عمرو، وأبو بشر جعفر بن إياس، وحجاج بن أرطاة، وخصيف، وسالم بن أبي المهاجر، والأوزاعي، وجعفر بن برقان، ومعقل بن عبيد الله، وأبو المليح الحسن بن عمر الرقيان، وخلق كثير.
قال أحمد بن حنبل: هو أوثق من عكرمة.
وقيل: مولده عام توفي علي رضي الله عنه.
وقد وثقه النسائي وغيره.
وروى سعيد بن عبد العزيز، عن سليمان بن موسى قال: هؤلاء الأربعة علماء الناس في زمن هشام بن عبد الملك: مكحول، والحسن، والزهري، وميمون بن مهران.
وروى إسماعيل بن عبيد الله، عن ميمون بن مهران قال: كنت أفضل علياً على عثمان، فقال لي عمر بن عبد العزيز: أيهما أحب إليك، رجل أسرع في الدماء، أو رجل أسرع في المال؟ فرجعت وقلت: لا أعود، وقال: كنت عند عمر بن عبد العزيز فلما قمت قال: إذا ذهب هذا وضرباؤه صار الناس بعده رجراجة.
قال أبو المليح الرقي: ما رأيت رجلاً أفضل من ميمون بن مهران.
وقال عمرو بن ميمون بن مهران: قال أبي: وددت أن أصبعي قطعت من هاهنا وأني لم أل لعمر بن عبد العزيز ولا لغيره.
قلت: كان قد ولي له خراج الجزيرة وقضاءها.
وروي أن ميمون بن مهران صلى في سبعة عشر يوماً سبعة عشر ألف ركعة، فلما كان في اليوم الثامن عشر انقطع في جوفه شيء فمات.
وعن ميمون بن مهران قال: لا يكون الرجل تقياً حتى يكون أشد
محاسبة لنفسه من الشريك لشريكه، وحتى يعلم من أين ملبسه ومشربه.
وقال أبو المليح الرقي: جاء رجل يخطب بنت ميمون بن مهران، فقال: لا أرضاها لك لأنها تحب الحلي والحلل! قال: فعندي هذا، قال: الآن لا أرضاك لها.
وقال معمر بن سليمان، عن فرات بن السائب، عن ميمون بن مهران قال: ثلاث لا تبلون نفسك بهن: لا تدخل على السلطان وإن قلت: آمره بطاعة الله، ولا تصغين سمعك لذي هوىً فإنك لا تدري ما يعلق بقلبك منه، ولا تدخل على امرأة وإن قلت: أعلمها كتاب الله.
وقال أبو المليح، عن حبيب بن أبي مرزوق قال: قال ميمون: وددت أن عيني ذهبت وبقيت الأخرى أتمتع بها وأني لم أعمل عملاً قط.
وقال أبو المليح عن ميمون قال: لا تضرب المملوك في كل ذنب ولكن احفظ له، فإذا عصى الله فعاقبه على المعصية وذكره الذنوب التي بينك وبينه.
وقال أبو الحسن الميموني: قال لي أحمد بن حنبل: إني لأشبه ورع جدك بورع ابن سيرين.
وقال أبو المليح: قال ميمون: إذا أتى أحد باب السلطان فاحتجب عنه، فليأت بيت الرحمن فإنه مفتوح فليصل ركعتين وليسأل حاجته.
توفي ميمون سنة سبع عشرة ومائة على الصحيح.
274 -
ع:
نافع مولى ابن عمر أبو عبد الله
.
أحد الأئمة الكبار بالمدينة، بربري الأصل، وقيل: نيسابوري، وقيل: كابلي، وقيل: ديلمي، وقيل: طالقاني.
روى عن: مولاه، وعائشة، وأبي هريرة، وأم سلمة، ورافع بن خديج، وأبي لبابة بن عبد المنذر، وصفية بنت أبي عبيد، وطائفة. وعنه: أيوب، والزهري، وبكير بن الأشج، وابن عون، وعبيد الله بن عمر، وابن جريج، وعقيل، والأوزاعي، ويزيد بن الهاد، ويونس بن يزيد،
ويونس بن عبيد، وأسامة بن زيد الليثي، والعمري، وإسماعيل بن أمية، وأيوب بن موسى، وجرير بن حازم، وجويرية بن أسماء، وحجاج بن أرطاة، وحميد بن زياد، ورقبة بن مصقلة، والضحاك بن عثمان، وزيد وعاصم وعمر بنو محمد بن زيد، ومالك بن مغول، ومالك بن أنس، وفليح بن سليمان، والليث، ونافع بن أبي نعيم، وخلق كثير.
وقال البخاري: أصح الأسانيد: مالك، عن نافع، عن ابن عمر.
وقال عبيد الله بن عمر: بعث عمر بن عبد العزيز نافعاً إلى أهل مصر يعلمهم السنن.
وقال الأصمعي: حدثنا العمري، عن نافع قال: دخلت مع مولاي على عبد الله بن جعفر فأعطاه في اثني عشر ألفاً، فأبى وأعتقني أعتقه الله.
وقال زيد بن أبي أنيسة، عن نافع: سافرت مع ابن عمر بضعاً وثلاثين حجةً وعمرة.
قال أحمد بن حنبل: إذا اختلف نافع وسالم ما أقدم عليهما.
وقال ابن وهب: قال مالك: كنت آتي نافعاً وأنا حديث السن ومعي غلام لي، فيقعد ويحدثني، وكان صغير النفس، وكان في حياة سالم لا يفتي شيئاً.
وروى مطرف بن عبد الله، عن مالك قال: كان في نافع حدةً، ثم حكى أنه كان يلاطفه ويداريه، وقيل: كان في نافع لكنة.
وقال إسماعيل بن أمية: كنا نرد على نافع اللحن فيأبى.
وروى الواقدي، عن جماعة قالوا: كان كتاب نافع الذي سمعه من ابن عمر صحيفة، فكنا نقرؤها.
وقال عبد العزيز بن أبي رواد: احتضر نافع فبكى، فقيل: ما يبكيك؟ قال: ذكرت سعد بن معاذ وضغطة القبر.
قال النسائي: نافع ثقة، أثبت أصحابه مالك، ثم أيوب، ثم عبيد الله، ثم يحيى بن سعيد، ثم ابن عون، ثم صالح بن كيسان، ثم موسى بن
عقبة، ثم ابن جريج، ثم كثير بن فرقد، ثم الليث، واختلف سالم، ونافع، على ابن عمر في ثلاثة أحاديث، وسالم أجلّ منه، لكن أحاديث نافع الثلاثة أولى بالصواب.
وقال يونس بن يزيد: قال نافع: من يعذرني من زهريّكم يأتيني فأحدّثه عن ابن عمر، ثم يذهب إلى سالم فيقول: هل سمعت هذا من أبيك؟ فيقول: نعم، فيحدّث عن سالم ويدعني، والسياق من عندي.
ابن وهب، عن مالك قال: كنت آتي نافعاً وأنا غلام حديث السّن معي غلام فينزل ويحدّثني، وكان يجلس بعد الصبح في المسجد لا يكاد يأتيه أحد، فإذا طلعت الشمس خرج، وكان يلبس كساء وربما يضعه على فمه لا يكلّم أحداً، وكنت أراه بعد صلاة الصبح يلتفّ بكساء له أسود.
وقال إسماعيل بن أبي أويس، عن أبيه قال: كنا نختلف إلى نافع، وكان سيّئ الخلق، فقلت: ما أصنع بهذا العبد؟ فتركته ولزمه غيري فانتفع به.
قال حماد بن زيد، وابن سعد، وعدّة: توفي نافع سنة سبع عشرة ومائة.
وأعلى ما يقع حديثه اليوم في جزء أبي الجهم وجزء بيبى.
وقال ابن عيينة وأحمد: مات سنة تسع عشرة.
قال الهيثم وأبو عمر الضرير: سنة عشرين ومائة.
275 -
نصيب بن رباح الأسود
، أبو محجن مولى عبد العزيز بن مروان.
شاعر مشهور مدح عبد الملك بن مروان وأولاده، وكان من فحول الشعراء، يعدّ مع جرير وكثير عزّة، تنسّك في أواخر عمره، وقد قال له عمر: أنت الذي تقول في النساء؟ قال: قد تركت ذلك، وأثنى عليه الحاضرون، فكتب بناته في الديوان.
ومن شعره:
مساكين أهل العشق ما كنت أشتري حياة جميع العاشقين بدرهم وذلك أن الناس فازوا من الهوى بسهم وفي كفي تسعة أسهم
وعن الضحاك بن عثمان الحزامي قال: نزلت خيمة بالأبواء على امرأة أعجبني حسنها فتمثلت بقول نصيب:
بزينب ألمم قبل أن يرحل الركب وقل إن تملّينا فما ملك القلب وقل في تجنّيها لك الذنب إنما عتابك إن عاتبت فيما له عتب خليليّ من كعبٍ ألمّا هديتما بزينب لا تفقدكما أبداً كعب وقولا لها ما في البعاد لذي الهوى بعاد وما فيه لصدع الهوى شعب
فقالت المرأة لي: تعرف زينب صاحبة نصيب؟ قلت: لا، قالت: أنا هي واليوم وعدني أن يأتيني، فلم أبرح حتى جاء نصيب فنزل وسلّم، ثم ناجاها، ثم أنشدها شعراً.
وأخبار نصيب مستوفاة في تاريخ ابن عساكر.
276 -
م 4:
النعمان بن سالم الطائفي
.
عن: ابن عمر، وعمرو بن أوس الثقفي. وعنه: داود بن أبي هند، وحاتم بن أبي صغيرة، وشعبة.
وثّقه النّسائي.
277 -
ع:
نعيم بن عبد الله المجمر
، مولى آل عمر رضي الله عنه.
كان يبخّر مسجد النّبي صلى الله عليه وسلم، جالس أبا هريرة مدة، وسمع أيضاً من ابن عمر، وجابر، وطائفة. وعنه: سعيد بن أبي هلال، والعلاء بن عبد الرحمن، ومالك بن أنس، وفليح بن سليمان، وهشام بن سعد، ومسلم بن خالد الزنجي، وآخرون.
وثقه أبو حاتم وغيره، وبقي إلى حدود العشرين.
قال سعيد بن أبي مريم، عن مالك: سمع نعيماً المجمر يقول: جالست أبا هريرة عشرين سنة.
278 -
هشام بن أبي رقية اللخمي المصري
.
عمّر دهراً طويلاً، وروى عن: عمرو بن العاص، وعقبة بن عامر، ومسلمة بن مخلد. وعنه: يزيد بن أبي حبيب، وخالد بن أبي عمران، ويزيد بن أبي مريم، وغيرهم.
قال ابن يونس: توفي سنة خمس عشرة ومائة.
279 -
ع:
هشام بن زيد بن أنس بن مالك
.
عن جدّه. وعنه: ابن عون، وشعبة، وحمّاد بن سملة.
قال أبو حاتم: صالح الحديث.
280 -
هلال بن عبد الله
، أبو طعمة مولى عمر بن عبد العزيز.
روى عن مولاه، وعن ابن عمر. وعنه: عبد العزيز بن عمر بن عبد العزيز، ويزيد بن جابر، وابن لهيعة.
وهو قليل الحديث.
281 -
ع:
واصل بن حيّان الأسدي الكوفي الأحدب
، بيّاع السابري.
روى عن: زر، وأبي وائل، والمعرور بن سويد، وإبراهيم. وعنه: شعبة، وسفيان، ومهدي بن ميمون، وقيس بن الربيع، وآخرون.
وثقه ابن معين.
قال أبو نعيم: مات سنة عشرين ومائة.
282 -
م د ت ن:
واقد بن عمرو بن سعد بن معاذ بن النعمان الأشهلي
، أبو عبد الله المدني.
روى عن: جابر بن عبد الله، وأنس، ونافع بن جبير. وعنه يحيى بن
سعيد الأنصاري، ومحمد بن عمرو بن علقمة، وآخرون.
وثّقه ابن سعد.
توفي سنة عشرين ومائة.
283 -
خ م د ن:
وبرة بن عبد الرحمن المسلي الكوفي
.
عن: ابن عمر، وابن عباس، وهمام بن الحارث، وطائفة. وعنه: بيان بن بشر، وإسماعيل بن أبي خالد، ومجالد، ومسعر.
وثقه أبو زرعة.
284 -
الوليد بن رفاعة الفهمي
، الأمير.
ولي إقليم مصر لهشام، وحدّث، روى عنه الليث بن سعد.
توفي سنة ثماني عشرة ومائة.
285 -
م ن:
الوليد بن سريع
.
عن: مولاه عمرو بن حريث المخزومي، وابن أبي أوفى. وعنه: أبو حنيفة، ومسعر، والمسعودي، وخلف بن خليفة.
وكان صدوقاً.
286 -
م 4:
الوليد بن عبد الرحمن الجرشي الحمصي
.
عن: ابن عمر، وأبي أمامة الباهلي، وجبير بن نفير. وعنه: داود بن أبي هند، وإبراهيم بن أبي عبلة، وعبد الله بن العلاء بن زبر.
وثّقه أبو حاتم.
287 -
خ م ت ن:
الوليد بن العيزار بن حريث الكوفي
.
عن: أبي عمرو الشيباني، وأبيه العيزار، وعكرمة، ورأى أنساً. وعنه: شعبة، ومالك بن مغول، وإسرائيل، وآخرون.
وثّقه أبو حاتم.
288 -
م د ن:
الوليد بن مسلم أبو بشر العنبري البصري
.
عن: جندب بن عبد الله، وعن حمران بن أبان، وأبي الصديق الناجي. وعنه: خالد الحذّاء، ومنصور بن زاذان، وسعيد بن أبي عروبة، وجماعة.
وثّقه أبو حاتم الرازي وغيره.
289 -
ن:
الوليد بن قيس أبو همام السّكوني
.
عن: عمرو بن ميمون الأودي، وسويد بن غفلة، والقاسم بن حسان. وعنه: الثّوري، وزهير بن معاوية، ومحمد بن طلحة.
وثّقه ابن معين، ولم يدركه ولده أبو بدر شجاع.
290 -
خ م د ت ن:
وهب بن منبّه بن كامل بن سيج بن الأسوار الأبناوي
، أبو عبد الله الصنعاني العالم الحبر.
عن: ابن عباس، وعبد الله بن عمرو، وأبي هريرة، وجابر، وأبي سعيد، وأخيه همّام بن منبّه، وعاش همّام بعده. وعنه: ابن أخيه عبد الصمد بن معقل، وإسرائيل بن موسى، وسماك بن الفضل، وعمرو بن دينار، وعوف الأعرابي، وصالح بن عبيد، وخلق سواهم.
وثقه أبو زرعة، والعجلي، والنسائي.
وكان صدوقاً عالماً قد قرأ كتب الأولين وعرف قصص الأنبياء عليهم السلام، وكان يشبه بكعب الأحبار في زمانه، وكلاهما تابعي لكن مات قبله بنحوٍ من ثمانين سنة، فمولد وهب قريب من وفاة كعب، وفي الصحيحين حديث لعمرو بن دينار، عن وهب بن منبه، عن أخيه همام، عن أبي هريرة.
قال العجلي: وهب تابعي ثقة كان على قضاء صنعاء.
وقال غيره: كان أبوه منبه من أهل هراة فأرسل إلى اليمن زمن كسرى، فأسلم في حياة النبي صلى الله عليه وسلم وحسن إسلامه.
وعن وهب قال: كانوا يقولون: كان عبد الله بن سلام أعلم أهل زمانه وكان كعب أعلم أهل زمانه أفرأيت من جمعهما، يعني نفسه.
وقال مثنى بن الصباح: لبث وهب أربعين سنة لم يسب شيئاً فيه روح، ولبث عشرين سنة لم يجعل بين العشاء والصبح وضوءاً.
ثم قال وهب: قرأت ثلاثين كتاباً نزلت على ثلاثين نبياً.
وقال عبد الصمد بن معقل: صحبت عمي وهباً أشهراً يصلي الغداة بوضوء العشاء.
وقيل: لبث أربعين سنة لم يرقد على فراش.
وروى عبد المنعم بن إدريس، عن أبيه قال: كان وهب يحفظ كلامه فإن سلم يومه أفطر وإلا طوى.
وروى عبد الصمد، عن الجعد بن درهم قال: ما كلمت عالماً قط إلا حل حبوته وغضبٍ إلا وهب بن منبه.
معمر، عن سماك بن الفضل قال: كنا عند عروة أمير اليمن وإلى جنبه وهب في قوم، فشكوا عاملهم وذكروا منه شيئاً قبيحاً، فتناول وهب عصا فضرب بها رأس العامل حتى سال دمه، فضحك عروة بن محمد وقال: يعيب علينا أبو عبد الله الغضب وهو يغضب، فقال: ما لي لا أغضب وقد غضب الذي خلق الأحلام فقال: {فَلَمَّا آسَفُونَا انْتَقَمْنَا مِنْهُمْ}
ويروى أنهم قالوا لوهب: إنك تحدثنا بالرؤيا فتقع حقاً، فقال: هيهات ذهب ذلك عني مذ وليت القضاء.
ابن المديني: حدثنا حسان بن إبراهيم، قال: حدثنا يحيى بن ريان،
قال: أخبرنا عبد الله بن راشد، عن مولى لسعيد بن عبد الملك، قال: سمعت خالد بن معدان يحدث عن عبادة بن الصامت قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يكون في أمتي رجلان أحدهما يقال له: وهب، يهب الله له الحكمة، والآخر يقال له: غيلان، هو أضر على أمتي من إبليس. قال الدارمي: سألت ابن معين، عن يحيى بن ريان، عن عبد الله بن راشد فقال: لا أعرفهما.
وقد روى مثله الوليد بن مسلم، عن مروان بن سالم، عن الأحوص بن حكيم، عن خالد بن معدان، عن عبادة، لكن مروان واهٍ.
قال العجلي: وكان وهب ثقة على قضاء صنعاء.
وقال أحمد بن حنبل: كان يتهم بشيء من القدر، ورجع.
وقال عمرو بن دينار: دخلت على وهب بصنعاء، فأطعمني من جوزة في داره، فقلت له: وددت أنك لم تكن كتبت في القدر كتاباً، فقال: وأنا والله لوددت ذلك.
وقال حماد بن سلمة: حدثنا أبو سنان، قال: سمعت وهب بن منبه يقول: كنت أقول بالقدر حتى قرأت بضعاً وسبعين كتاباً من كتب الأنبياء من جعل شيئاً من المشيئة إلى نفسه فقد كفر، فتركت قولي.
وقال عبد الرزاق: سمعت أبي هماماً يقول: حج عامة الفقهاء سنة مائة فحج وهب، فلما صلوا العشاء أتاه نفر فيهم عطاء والحسن وهم يريدون أن يكلموه في القدر، قال: فأخذ في باب من الحمد فما زال حتى طلع الفجر فافترقوا ولم يسألوه.
وعن وهب قال: لا بد لك من الناس فكن فيهم أصم سميعاً أعمى بصيراً أخرس نطوقاً.
وروى أبو سلام، رجل لا أعرفه، عن وهب قال: العلم خليل المؤمن، والحلم وزيره، والعقل دليله، والعمل قيمته، والصبر أمير جنوده، والرفق أبوه، واللين أخوه.
وعن وهب قال: احتمال الذل خير من انتصارٍ يزيد صاحبه قماءة.
وقد حبس وهب وامتحن.
قال حبان بن زهير العدوي: حدثني أبو الصيداء صالح بن طريف قال: لما قدم يوسف بن عمر العراق بكيت وقلت: هذا الذي ضرب وهب بن منبه حتى قتله.
وقال عبد الصمد بن معقل: مات وهب في المحرم سنة أربع عشرة ومائة.
وقال الواقدي: سنة عشر ومائة.
291 -
ع:
يحيى بن عبد الله بن محمد بن صيفي المخزومي المكي
.
عن: أبي معبد مولى ابن عباس، وسعيد بن جبير، وغيرهما. وعنه: ابن أبي نجيح، وزكريا بن إسحاق، والسائب بن عمر، وابن جريج المكيون.
وثقه ابن معين وغيره.
292 -
م د ن ق:
يحيى بن الحصين الأحمسي
، صدوق.
روى عن: جدته أم الحصين، ولها صحبة. وعنه: زيد بن أبي أنيسة، وشعبة.
وثقه ابن معين.
293 -
م 4:
يحيى بن عباد أبو هبيرة الأنصاري الكوفي
.
عن: أنس، وأرسل عن أبي هريرة، وخباب بن الأرت. وعنه: سليمان التيمي، وأشعث بن سوار، ومسعر.
وكان فاضلاً عابداً صدوقاً.
294 -
خ م د:
يحيى بن عروة بن الزبير
.
عن أبيه. وعنه: أخوه هشام، وابنه محمد، والزهري، وابن إسحاق، وغيرهم.
وثقه النسائي، وقال: كان أعلم من أخيه هشام.
295 -
م د ن ق:
يحيى بن عقيل الخزاعي
، بصري نزل مرو.
عن: عمران بن حصين، وعبد الله بن أبي أوفى، وأنس، ويحيى بن يعمر. وعنه: واصل مولى أبي عيينة، وسليمان التيمي، وعزرة بن ثابت، والحسين بن واقد، وآخرون.
وهو ثقة.
296 -
م د ن ق:
يحيى بن عبيد البهراني الكوفي
.
عن ابن عباس. وعنه أبو إسحاق، وزيد بن أبي أنيسة، وشعبة.
قال أبو حاتم: صدوق.
297 -
د ن:
يحيى بن ميمون الحضرمي
، قاضي مصر.
عن سهل بن سعد الساعدي، وربيعة الجرشي، وأبي سالم الجيشاني. وعنه: عمرو بن الحارث، وعياش بن عقبة، وابن لهيعة.
قال أبو حاتم: صالح الحديث.
توفي سنة أربع عشرة.
298 -
م 4:
يزيد بن خمير الرحبي الهمداني
، أبو عمر.
عن: أبي أمامة، وعبد الله بن بسر، وخالد بن معدان. وعنه: صفوان بن عمرو، وشعبة، وأبو عوانة، وجماعة.
وثقه شعبة.
أما يزيد بن خمير اليزني فحمصي من قدماء التابعين.
299 -
ن:
يزيد بن أبي سليمان الكوفي
.
عن أبي وائل، وزر بن حبيش. وعنه: العلاء بن المسيب، وليث بن أبي سليم، وحبيب بن خالد، وجابر بن يزيد العجلي، لا الجعفي، وغيرهم.
300 -
د ت ق:
يزيد بن شريح الحضرمي الحمصي
.
عن: عائشة، وثوبان، وكعب مرسلاً، وسمع أبا حي المؤذن. وعنه: الزبيدي، وثور بن يزيد.
قال الدارقطني: يعتبر به.
301 -
ع:
يزيد بن رومان
، أبو روح المدني المقرئ مولى آل الزبير.
روى عن أبي هريرة، وما أحسبه لقيه، وعن: ابن الزبير، وعروة، وصالح بن خوات، وغيرهم، وقرأ القرآن على عبد الله بن عياش المخزومي باتفاق، وقيل: إنه قرأ على زيد بن ثابت ولا يصح ذلك، وهو أحد شيوخ نافع الخمسة الذين أسند عنهم القراءة، روى عنه: أبو حازم الأعرج، وابن إسحاق، وعبيد الله بن عمر، وجرير بن حازم، ومالك، وآخرون.
قال ابن سعد: كان ثقة عالماً كثير الحديث.
قيل: توفي سنة عشرين ومائة وهو أشبه، وقيل: سنة تسع وعشرين ومائة، وقيل: سنة ثلاثين.
قال النسائي: ثقة.
302 -
د ت ق:
يزيد بن قطيب السكوني الشامي المقرئ
.
سمع أبا بحرية عبد الله بن قيس. وعنه: أبو إبراهيم الكلبي، والوليد بن سفيان الغساني، وصفوان بن عمرو، وغيرهم.
303 -
ت:
يزيد بن أبي منصور الأزدي البصري
، روى بمصر وبإفريقية عن عائشة، إن صح، وعن ذي اللحية الكلابي، وأنس بن مالك. وعنه: سهل العدوي، وعبد الرحمن بن زياد بن أنعم، وموسى بن علي، وعبد العزيز، ورجع في آخر عمره إلى البصرة.
قال أبو حاتم: ليس به بأس.
304 -
يزيد بن ميسرة بن حلبس الدمشقي
.
روى عن: أم الدرداء، وأبي إدريس الخولاني. وعنه: أخوه يونس، وصفوان بن عمرو، ومعاوية بن صالح، وآخرون.
سكن حمص، وكان واعظاً زاهداً عارفاً، ومن كلامه قال: إن ظللت تدعو على من ظلمك فإن الله يقول: إن آخر يدعو عليك إن شئت لك وله، وإن شئت أخرتكما إلى يوم القيامة ووسعكما عفوي.
وروى الوليد بن مسلم عن الأوزاعي قال: قدم عطاء الخراساني على هشام بن عبد الملك فنزل على مكحول، فقال له: هاهنا أحد يحركنا؟ قال: نعم، يزيد بن ميسرة، فأتوه فقال عطاء: حركنا رحمك الله، قال: كان العلماء إذا علموا عملوا، فإذا عملوا شغلوا، فإذا شغلوا فقدوا، فإذا فقدوا طلبوا، فإذا طلبوا هربوا، ثم استعاده فأعاد عليه، فرجع عطاء ولم يلق هشاماً وتركه.
305 -
م د ن:
يزيد بن نعيم بن هزال الأسلمي
.
عن: جده، وجابر بن عبد الله، وسعيد بن المسيب. وعنه: يحيى بن أبي كثير، وعكرمة بن عمار، وهشام بن سعد.
306 -
م د ت ن:
يعقوب بن أبي سلمة الماجشون
، أبو يوسف المدني مولى آل المنكدر التيمي.
سمع ابن عمر، وأبا سعيد، والأعرج. وعنه: ابناه يوسف وعبد العزيز، وابن أخيه عبد العزيز بن عبد الله الماجشون.
وكان يعلم الغناء ويتخذ القيان، وأمره في ذلك ظاهر مع صدقه في الرواية، وكان يجالس عروة، ويجالس عمر بن عبد العزيز أيام ولايته على المدينة فلما استخلف وفد يعقوب عليه، فقال: إنا تركناك حين تركنا لبس الخز.
قال مصعب الزبيري: وكان الماجشون أول من علم الغناء من أهل المروءة بالمدينة.
وقال سوار بن عبد الله: حدثنا أبي، قال: حدثنا إسحاق بن عيسى بن موسى، عن ابن الماجشون قال: عرج بروح أبي الماجشون فوضعناه على مغتسله وأعلمنا الناس فدخل غاسل فرأى عرقاً يتحرك من أسفل قدمه فقال لنا: أرى عرقاً يتحرك من أسفل قدمه، فاعتللنا على الناس وقلنا: لم يتهيأ، فأصبحنا وأتى الغاسل والناس فرأى العرق يتحرك، قال: فاعتذرنا إلى الناس بالأمر الذي رأيناه فمكث ثلاثاً، ثم إنه نشغ فاستوى جالساً، فقال: ائتوني بسويق، فأتي به فشربه، فقلنا: خبرنا، قال: نعم، إنه عرج بروحي إلى السماء فصعد بي الملك حتى انتهى إلى السماء السابعة فقيل له: من معك؟ قال: الماجشون، فقيل له: لم يأن له بقي من عمره كذا وكذا سنة، ثم هبط فرأيت النبي صلى الله عليه وسلم وأبا بكر عن يمينه وعمر عن يساره وعمر بن عبد العزيز بين يديه، فقلت للذي معي: من هذا؟ وأحببت أن أستثبته، قال: أو ما تعرفه؟! هذا عمر بن عبد العزيز، قلت: إنه لقريب المقعد من رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: إنه عمل بالحق في زمن الجور، وإنهما عملا بالحق في زمن الحق.
توفي في خلافة هشام وولد في زمن عثمان سنة أربع وثلاثين.
307 -
يعقوب بن خالد بن المسيب المخزومي
.
عن: أبي صالح السمان، وإسماعيل بن إبراهيم الشيباني. وعنه: يحيى بن سعيد الأنصاري، ويزيد بن الهاد، وعمرو بن أبي عمر.
ومات شاباً.
308 -
م:
يعقوب بن عبد الله بن أبي طلحة الأنصاري
.
عن عمه أنس. وعنه: عبد الله بن أبي بكر بن حزم، وأسامة بن زيد الليثي.
وثقه أبو زرعة.
309 -
م 4:
يعلى بن عطاء العامري الطائفي
، نزيل واسط.
روى عن: أبيه، ووكيع بن عدس، وعمارة بن حدير، وعمرو بن الشريد، وجماعة كثيرة. وعنه: شعبة، وحماد بن سلمة، وشريك، وأبو عوانة، وهشيم.
وثقه أحمد.
وقال غير واحد: توفي سنة عشرين ومائة.
310 -
خ م د ت ن:
يعلى بن مسلم بن هرمز
.
بصري نزل مكة، وحدث عن: أبي الشعثاء، وسعيد بن جبير، ومجاهد. وعنه: ابن جريج، وسفيان بن حسين، وشعبة.
وثقه ابن معين.
311 -
ت ن:
يوسف بن سعد الجمحي
، مولاهم، البصري.
عن: الحسن بن علي، والحارث بن حاطب. وعنه: القاسم بن الفضل الحداني، والربيع بن مسلم، وحماد بن سلمة، وآخرون.
أثنوا عليه.
312 -
م ت ن ق:
يوسف بن عبد الله بن الحارث الأنصاري
، مولاهم، البصري.
عن: أبيه، وخاله محمد بن سيرين، وأنس بن مالك، وأبي العالية. وعنه: خالد الحذاء، ومهدي بن ميمون، وسليمان بن المغيرة، وحماد بن سلمة.
وثقه ابن معين.
313 -
ع:
يوسف بن ماهك الفارسي
، مولى المكيين.
روى عن: حكيم بن حزام، وابن عباس، وأبي هريرة، وعبد الله بن عمرو، وعبد الله بن صفوان بن أمية، وعبيد بن عمير، وغيرهم. وعنه: أيوب، وعطاء، وأبو بشر، وحميد الطويل، وابن جريج، وجماعة.
وثقه ابن معين.
قال الواقدي ويحيى بن بكير والفلاس: توفي سنة ثلاث عشرة ومائة.
وقال الهيثم بن عدي: سنة عشر، وقيل: سنة أربع عشرة، والأول أصح.
314 -
د ن:
يونس بن سيف الكلاعي الحمصي
.
عن: الحارث بن زياد، وأبي إدريس الخولاني. وعنه: الزبيدي، ومعاوية بن صالح، وغيرهما.
توفي سنة عشرين ومائة.
315 -
4:
أبو البداح بن عاصم بن عدي البلوي أبو عمرو المدني
.
عن: أبيه. وعنه: أبو بكر بن حزم، وعبد الملك بن أبي بكر بن عبد الرحمن بن الحارث، وابنه عاصم.
توفي سنة سبع عشرة، وقيل: سنة تسع عشرة ومائة.
316 -
ع:
أبو بكر بن حفص بن عمر بن سعد بن أبي وقاص الزهري المدني
، واسمه عبد الله.
روى عن: ابن عمر، وأنس، وعروة بن الزبير. وعنه: زيد بن أبي أنيسة، ومحمد بن سوقة، وشعبة.
وكان ثقة.
317 -
م ت ن ق:
أبو بكر بن عبد الله بن أبي الجهم بن حذيفة العدوي
.
عن: ابن عمر، وفاطمة بنت قيس، وغيرهما. وعنه: أبو بكر النهشلي، وشعبة، وشريك.
318 -
ع:
أبو بكر بن محمد بن عمرو بن حزم الأنصاري النجاري المدني
.
قاضي المدينة وأميرها وكان أعلم زمانه بالقضاء فيما يقال، روى عن: عباد بن تميم، وسلمان الأغر، وعبد الله بن قيس بن مخرمة، وعمرو بن سليم الزرقي، وأبي حبة البدري، وخالته عمرة. وعنه: ابناه عبد الله ومحمد، وأفلح بن حميد، والأوزاعي، والمسعودي، وآخرون.
وثقه ابن معين.
وقال مالك: لم يل على المدينة أمير أنصاري غيره.
وقيل: كان كثير العبادة والتهجد.
وقال الواقدي: هو الذي كان يصلي بالناس ويتولى أمرهم واستقضى ابن عمه أبا طوالة.
وقال أبو الغصن المدني: رأيت في يد أبي بكر بن حزم خاتم ذهب فصه ياقوتة حمراء.
وروى عطاف بن خالد، عن أمه، عن زوجة ابن حزم أنه ما اضطجع على فراشه بالليل منذ أربعين سنة.
وقيل: كان له في الشهر ثلاث مائة دينار.
وقال مالك: ما رأيت مثل ابن حزم أعظم مروءة، وأتم حالاً، ولا رأيت من أوتي مثل ما أوتي: ولاية المدينة، والقضاء، والموسم.
قيل: توفي سنة عشرين ومائة، وقيل: سنة سبع عشرة.
319 -
سوى ق:
أبو بكر بن المنكدر التيمي
.
أسن الأخوة، روى عن: جابر، وأبي أمامة بن سهل. وعنه: بكير بن الأشج، وعمر بن محمد العمري، وشعبة.
وثقوه.
320 -
خ م ن:
أبو ذبيان
.
عن ابن الزبير. وعنه: حفصة بنت سيرين، مع تقدمها، وجعفر بن ميمون، وشعبة.
وثقه النسائي.
واسمه خليفة بن كعب التميمي.
321 -
م 4:
أبو رافع مولى أم سلمة
، واسمه عبد الله بن رافع.
عن: أم سلمة، وأبي هريرة. وعنه: سعيد المقبري، وأيوب بن خالد، ومحمد بن إسحاق.
وثقه أبو زرعة.
322 -
أبو زرعة التجيبي مولى بني سوم المصري
.
من سادات التابعين وزهادهم، وكان ابن جزء الزبيدي إذا رآه قال: ما لأحد على أبي زرعة فضل إلا بالصحبة.
وقال عبد الملك بن مروان: وهو والله خير بني سوم.
وقال غيره: قتل وهيب فخرج القراء يطلبون بدمه، وممن كان معهم أبو زرعة، فقتل فيمن قتل سنة سبع عشرة ومائة، وكان من الصالحين الكبار.
323 -
خ م د ن:
أبو رجاء مولى أبي قلابة
، اسمه سلمان.
عن: مولاه، وعن عنبسة بن سعيد بن العاص، وعمر بن عبد العزيز، وأبي المهلب. وعنه: أيوب السختياني، وحميد الطويل، وابن عون، وحجاج الصواف.
وهو مقل.
324 -
م 4:
أبو السائب، مولى هشام بن زهرة
.
عن: أبي هريرة، وأبي سعيد. وعنه: بكير بن الأشج، والعلاء بن عبد الرحمن، والزهري، وشريك بن أبي نمر، وغيرهم.
ويحتمل أنه مات في الطبقة الماضية.
325 -
4:
أبو سعيد الرعيني
، القتباني المصري، قاضي إفريقية.
عن: أبي تميم الجيشاني، وعبد الله بن مالك اليحصبي. وعنه: بكر بن سوادة، وعبيد الله بن زحر.
مات في حدود سنة خمس عشرة ومائة، اسمه جعثل بن هاعان.
326 -
ع:
أبو سفيان طلحة بن نافع الإسكاف
.
عن: جابر بن عبد الله، وأنس بن مالك، وابن عباس، وعبيد بن عمير. وعنه: حصين، والأعمش، وحجاج بن أرطاة، وابن إسحاق، وشعبة.
قال أبو حاتم: أبو الزبير أحب إلي منه.
وقال ابن عيينة: إنما أبو سفيان عن جابر صحيفة.
وقال أحمد بن حنبل وغيره: ليس به بأس.
وقال ابن معين: لا شيء.
قلت: قرنه البخاري بآخر.
327 -
ق:
أبو عبد رب الزاهد الدمشقي
، مولى رومي اسمه قسطنطين.
روى عن: فضالة بن عبيد، ومعاوية، وأويس القرني. وعنه: عبد الرحمن بن يزيد بن جابر، وسعيد بن عبد العزيز، وغيرهما.
وقد خرج عن عشرة آلاف دينار لله، وكان يختار الفقر على الغنى، ولم يخلف إلا ثمن كفنٍ، وكان كبير الشأن.
روى سعيد بن عبد العزيز، عن أبي عبد رب قال: لو سالت بردى ذهباً أو فضة ما قمت إليها، ولو قيل لي: من احتضن هذا العمود مات لقمت إليه! قال سعيد: ونحن نعلم أنه صادق.
مات سنة اثنتي عشرة ومائة.
328 -
م د:
أبو عبيد الحاجب
، مولى سليمان بن عبد الملك وحاجبه.
عن: عمرو بن عبسة، وأنس بن مالك، وعدة. وعنه: ابن عجلان، والأوزاعي، ومالك، وآخرون.
وثقه أبو زرعة.
وكان بعد الحجابة من العلماء العاملين رحمه الله تعالى، قال بشر بن عبد الله: لم أر أحدا أعلم بالعلم من أبي عبيد.
وروى الوليد، عن عبد الرحمن بن حسان الكناني أن أبا عبيد كان يحجب سليمان، فلما ولي عمر بن عبد العزيز قال: أين أبو عبيد؟ فدنا منه فقال: هذه الطريق إلى فلسطين وأنت من أهلها فالحق بها، فقالوا بعد: يا أمير المؤمنين، لو رأيت أبا عبيد وتشميره للخير والعبادة، قال: ذاك أحق
أن لا نفتنه، كانت فيه أبهةٌ عن العامة، وفي لفظ: للعامة.
329 -
م د ن ق:
أبو عبيدة بن عبد الله بن زمعة بن الأسود القرشي الأسدي
.
عن: أبيه، وأمه زينب بنت أبي سلمة، وجدته أم سلمة. وعنه: الزهري، وابن إسحاق، وجماعة.
330 -
4:
أبو عبيدة بن محمد بن عمار بن ياسر العنسي
.
عن: أبيه، وجابر، والربيع بنت معوذ. وعنه: سعد بن إبراهيم، وابن إسحاق، وجماعة.
ويكنى أبا سلمة.
331 -
د ن ق:
أبو عشانة المعافري
، حي بن يؤمن المصري.
عن: رويفع بن ثابت، وعقبة بن عامر، وعبد الله بن عمرو. وعنه: حرملة بن عمران، وعمرو بن الحارث، والليث، وعدة.
وكان من أحبار اليمن، مات سنة ثمان عشرة ومائة.
332 -
د ت ن: أبو الفيض، واسمه موسى بن أيوب، حمصي.
عن: معاوية، وأبي قرصافة جندرة. وعنه: زيد بن أبي أنيسة، وشعبة.
وثقه ابن معين.
333 -
م 4:
أبو كثير السحيمي
، اليمامي الأعمى، يزيد بن عبد الرحمن، وقيل: ابن عبد الله.
روى عن أبي هريرة. وعنه: يحيى بن أبي كثير، وعقبة بن التوأم، وعكرمة بن عمار، والأوزاعي، وأيوب بن عتبة، وجماعة.
وثقه أبو حاتم وغيره.
334 -
ت ن:
أبو لبابة التيمي الوراق
، واسمه مروان.
عن: عائشة، وأنس. وعنه: هشام بن حسان، وحماد بن زيد.
وثقه ابن معين.
يقال: إنه مولى لعائشة رضي الله عنها.
335 -
د ت:
أبو مريم الأنصاري
، ويقال: الحضرمي الشامي صاحب القناديل وقيم مسجد حمص، وقيل: إنه قرره خالد بن الوليد لذلك.
روى عن: أبي هريرة، وجابر. وعنه: يحيى بن أبي عمرو السيباني، ومعاوية بن صالح، وحريز بن عثمان، وصفوان بن عمرو، وقيل: إن فرج بن فضالة لحقه.
قال أحمد بن حنبل: رأيتهم بحمص يثنون عليه.
وقال العجلي: أبو مريم مولى أبي هريرة تابعي ثقة.
وفرق البخاري بين هذا وبين خادم مسجد حمص، وجمعهما أبو حاتم.
336 -
ع:
أبو المليح بن أسامة الهذلي
، اسمه عامر، وقيل: زيد.
بصري ثقة، روى عن: أبيه، وعائشة، وبريدة بن الحصيب، وعوف بن مالك، وابن عباس، وعبد الله بن عمرو، وجماعة. وعنه: أيوب السختياني، وأبو بشر، وخالد الحذاء، وحجاج بن أرطاة، وقتادة، وأبو بكر الهذلي.
وكان عاملاً على الأبلة.
قال ابن سعد وابن أبي عاصم: توفي سنة اثنتي عشرة ومائة.
337 -
د ت ق:
أبو المهزم التميمي
، بصري، اسمه يزيد بن سفيان، وقيل: عبد الرحمن بن سفيان.
عن أبي هريرة. وعنه: حسين المعلم، وحبيب المعلم، وشعبة، ثم تركه، وحماد بن سلمة، وعبد الوارث بن سعيد.
وهو أقدم شيخ لعبد الوارث، وأحسبه عاش بعد العشرين ومائة.
ضعفه ابن معين.
وقال النسائي: متروك.
338 -
م د ن:
أبو نوفل بن أبي عقرب
.
روى عن: أبيه، وعائشة، وأسماء، وعبد الله بن عمر، روى: عنه ابن جريج، والأسود بن شيبان، وشعبة.
وثقه ابن معين.
339 -
د ت ق:
أبو وهب الجيشاني المصري
.
عن: الضحاك بن فيروز الديلمي، وعبد الله بن عمرو بن العاص. وعنه: عمرو بن الحارث، والليث، وابن لهيعة.
اسمه على الأصح: عبيد بن شرحبيل.
وقال البخاري: ديلم بن هوشع، والله أعلم.
آخر الطبقة.
الطبقة الثالثة عشرة
.
121 -
130 هـ
بسم الله الرحمن الرحيم
(الحوادث)
ذكر
سنة إحدى وعشرين ومائة
وحوادثها
توفي فيها إياس بن معاوية أو في التي تليها، وزيد بن علي قتل فيها بخلف، وسلمة بن كهيل في آخر يوم منها، وعطية بن قيس المذبوح، ومحمد بن يحيى بن حبان الأنصاري، ومسلمة بن عبد الملك فيها بخلف، ونمير بن أوس الأشعري.
وفيها غزا مروان بن محمد فسار من أرمينية إلى قلعة بيت السرير من بلاد الروم، فقتل وسبى وغنم، ثم أتى قلعة ثانية فقتل وأسر، ثم دخل حصن غومشك وفيه سرير الملك، فهرب الملك، ثم إنهم صالحوا مروان في السنة على ألف رأس ومائة ألف مدي، ثم سار مروان فدخل أرض أزر وبلاد نطران فصالحوه، وصالحه أهل بلاد تومان، ثم أتى خمرين فقاتلهم ولازم الحصار عليهم شهرين، ثم صالحوه، ثم افتتح مسدار، وغيرها.
وذكر خليفة بن خياط أن البطال قتل فيها.
وفيها غزا الصائفة مسلمة ابن أمير المؤمنين هشام فسار حتى أتى ملطية، وقد مات مسلمة هذا في دولة أبيه.
سنة اثنتين وعشرين ومائة
فيها مات بكير بن عبد الله بن الأشج على قول، وزبيد اليامي، وقيل: سنة أربع، وسيار أبو الحكم بواسط، ويزيد بن عبد الله بن قسيط، ويعقوب بن عبد الله بن الأشج، وأبو هاشم الرماني يحيى، والزبير بن عدي الكوفي.
وولد فيها سعيد بن عامر الضبعي، وأبو عاصم النبيل.
وفيها خرج بأرض المغرب ميسرة الحقير، وعبد الأعلى مولى موسى بن نصير متعاضدين، ومعهما خلائق من الصفرية في شهر رمضان، فعسكر لملتقاهم متولي إفريقية فكان المصاف بينهم، فاستظهر والي إفريقية لكن قتل ابنه إسماعيل بن عبيد الله بن الحبحاب، ثم إنه جهز جيشاً عليهم أبو الأصم خالد فالتقوا، فقتل أبو الأصم في جماعة من الأشراف في آخر السنة، واستفحل أمر الصفرية وبايعوا بالخلافة الشيخ عبد الواحد بن زيد الهواري فلم ينشب أن قتل، وجرت حروب مهولة وقتل المسلمون وعظم الخطب، وكانت سنة وأي سنة.
وكان الأمير عبيد الله بن الحبحاب قد جهز حبيب بن أبي عبيدة بن عقبة الفهري غازياً إلى جزيرة صقلية، فقدم معه ولده عبد الرحمن على طلائعه، وكان عبد الرحمن أحد الأبطال، فلم يثبت له أحد، وظفر ظفراً ما سمع بمثله قط، وسار حتى نزل على أكبر مدائن صقلية، وهي مدينة سرياقوسة، فقابلوه فهزمهم، وهابته النصارى وذلوا لأداء الجزية.
وكان والده عبيد الله بن الحبحاب قد استعمل على طنجة وما يليها عمر بن عبد الله المرادي، فظلم وعسف وأساء السيرة في البربر، فثاروا واغتنموا غيبة العساكر، وتداعت على عمر القبائل وعظم الشر، وهذه أول فتنة كانت بالمغرب بعد تمهيد البلاد، فأمرت البربر عليهم ميسرة الحقير
فأسرع حبيب الفهري الكرة من صقلية فالتقى هو وميسرة، فكانت ملحمة هائلة فاستظهر ميسرة، ثم إن البربر أنكرت سوء سيرة ميسرة وتغيروا عليه، فقتلوه وأمروا عليهم خالد بن حميد الزناتي، فأقبل بهم في جيش عظيم، فكانت بينهم وبين عسكر الإسلام ملحمة مشهودة قتل فيها خالد الزناتي وسائر من معه، وذهب فيها خلق من فرسان العرب، ولهذا سميت غزوة الأشراف، ومرج أمر الناس وقويت الخوارج، وعمد الناس إلى عبيد الله بن الحبحاب فعزلوه، فغضب الخليفة هشام لما بلغه وتنمر، وبعث على المغرب كلثوم بن عياض القشيري.
ثم دخلت
سنة ثلاث وعشرين ومائة
فيها توفي ثابت البناني، وربيعة بن يزيد القصير بدمشق، وأبو يونس سليم مولى أبي هريرة، وسماك بن حرب الذهلي، وسعيد بن أبي سعيد المقبري، وشرحبيل بن سعد المدني، وأبو عمران الجوني عبد الملك بن حبيب، وابن محيض مقرئ مكة، ومحمد بن واسع عابد البصرة، ومالك بن دينار بخلف.
وفيها كانت وقعة عظيمة بين البربر وبين كلثوم بن عياض، فقتل كلثوم في المصاف واستبيح عسكره وقتل عدة من أمرائه، كسرهم أبو يوسف الأزدي رأس الصفرية، ثم اتبع المسلمين يقتل ويأسر، وقتل حبيب بن أبي عبيدة الفهري، وسليمان بن أبي المهاجر، ثم قام بأمر المسلمين بلج ابن عم كلثوم فانتصر على الخوارج وهزمهم، وقتل أبو يوسف في خلق من الصفرية، وكان كلثوم المذكور من جلة الأمراء، ولي دمشق مدة لهشام، ثم ولاه المغرب، فسار إليها في خلق من عرب الشام، فلما قتل دخل منهم خلق إلى الأندلس وعليها عبد الرحمن بن حبيب الفهري، وعبد الملك بن قطن، فجرت بينهم وقعات على المنافسة على الدنيا، فقتل بلج القشيري ووجوه أصحابه.
وفيها حج بالناس يزيد ابن الخليفة هشام وفي صحبته الزهري، وفيها لقيه مالك وابن عيينة.
سنة أربع وعشرين ومائة
توفي فيها عبد الله بن قيس الجهني، وعمرو بن سليم الزرقي أبو طلحة، والقاسم بن أبي بزة المكي، ومحمد بن عبد الرحمن بن أسعد بن زرارة، ومحمد بن مسلم بن شهاب الزهري، ومحمد بن علي بن عبد الله بن عباس بخلف، وأبو جمرة نصر بن عمران الضبعي.
وعاثت الصفرية بالمغرب وحاصروا قابس ونصبوا عليها المجانيق، وافترقت الصفرية بعد مقتل ميسرة فرقتين، وقيل: إنه كان في صباه يسقي الماء ولما بلغ الخليفة هشام قتل كلثوم بعث على المغرب حنظلة بن صفوان الكلبي.
سنة خمس وعشرين ومائة
فيها توفي أشعث بن أبي الشعثاء سليم، وبديل بن ميسرة العقيلي، وجبلة بن سحيم في قول خليفة، وأبو بشر جعفر بن إياس، وزياد بن علاقة الثعلبي، وزيد بن أبي أنيسة الرهاوي، وسعد بن إبراهيم الزهري في قول، وسليمان بن حميد بمصر، وصالح مولى التوأمة بالمدينة، وعلي بن نفيل الحراني بها، ومحمد بن علي بن عبد الله بن عباس على الأصح، ومرثد بن سمي، والوليد بن عبد الملك بن أبي مالك، وهشام بن عبد الملك الخليفة، ويحيى بن زيد بن علي قتل كأبيه.
وفيها استخلف الوليد بن يزيد بن عبد الملك، فكتب إلى يوسف بن محمد الثقفي أن يبعث إلى أمير العراق يوسف بن عمر الثقفي بالأخوين إبراهيم ومحمد ابني هشام بن إسماعيل المخزومي، فلما قدما عليه عذبهما حتى هلكا، وكان إبراهيم هذا قد ولي الحرمين لهشام مدة وأقام الحج مدة.
وكانت الفتن شديدة بالمغرب ونيران الحرب تستعر، وعليها الأمير
حنظلة بن صفوان، فزحف إليه عكاشة الخارجي في جمع فالتقوا، فكانت بينهم وقعة لم يسمع بمثلها، وانهزم عكاشة، وقتل من البربر من لا يحصى، ثم تناخوا وسار رأسهم عبد الواحد الهواري بنفسه، فجهز حنظلة لملتقاه أربعين ألفاً فانكسروا، وولوا الأدبار وقتل منهم عشرون ألفاً، ونزل عبد الواحد بجيوشه على فرسخ من القيروان، وكان فيما قيل في ثلاث مائة ألف، فبذل حنظلة الأموال، والسلاح وعبأ عشرة آلاف، فخرجوا ومعهم القراء والوعاظ وكثر الدعاء، والاستغاثة بالله وضج النساء والأطفال، وكانت ساعة مشهودة، وسار حنظلة بين الصفوف يحرض على الجهاد، واستسلمت النساء للموت لما يعلمن من رأي هؤلاء الصفرية، ثم كبر المسلمون وصدقوا الحملة وكسروا أغماد سيوفهم، والتحم الحرب وثبت الجمعان، ثم انكسرت ميسرة الإسلام، ثم تراجعوا وحملوا فهزموا العدو، وقتل عبد الواحد الهواري وأتي برأسه، وقتل البربر مقتلة لم يسمع بمثلها، وأسر عكاشة وأتي به فقتله حنظلة، وأمر بإحصاء القتلى بالقصب بأن طرح على كل قتيل قصبة، ثم جمع القصب فبلغت مائة ألف وثمانين ألفاً، وهذه ملحمة مشهودة ما سمعنا قط بمثلها، وهؤلاء الكلاب يستبيحون سبي نساء المسلمين وذريتهم ودماءهم ويكفرون أهل القبلة، وتعرف بغزوة الأصنام باسم قرية هناك.
وعن الليث بن سعد قال: ما غزوة كان أحب إلي أن أشهدها بعد غزوة بدر من غزوة الغرب بالأصنام.
سنة ست وعشرين ومائة
فيها توفي جبلة بن سحيم الكوفي، وخالد بن عبد الله القسري مقتولاً، ودراج أبو السمح المصري القاص، وسعيد بن مسروق الثوري، وسليمان بن حبيب المحاربي، وعبد الله بن هبيرة السبئي، وعبد الرحمن بن القاسم بن محمد، وعبيد الله بن أبي يزيد المكي، وعطاء بن دينار المصري، وعمرو بن
دينار المكي، والكميت بن زيد الأسدي الشاعر، ونبيه بن وهب العبدري، والوليد بن زيد خلع وقتل، ويحيى بن جابر الطائي بحمص، ويزيد بن الوليد الناقص في آخر العام.
وفيها خرج أبو خالد يزيد بن الوليد بن عبد الملك بن مروان على ابن عمه الخليفة الوليد لما انتهك من حرمات الله واستهتر بالدين، فبويع يزيد بالمزة وتوثب على دمشق فأخذها، ثم جهز عسكراً إلى الوليد بن يزيد، وهو بنواحي تدمر عاكفاً على المعاصي، فقتل بحصن البخراء من ناحية تدمر في شهر جمادى الآخرة.
فذكر الواقدي قال: حدثنا ابن أبي الزناد، عن أبيه قال: كان الزهري يقدح في الوليد أبداً عند هشام ويعيبه ويذكر عنه العظائم من المرد، وغير ذلك وأنه يخضبهم بالحناء، ويقول: ما يحل لك يا أمير المؤمنين إلا أن تخلعه من العهد، وكان الوليد قد جعله أبوه ولي عهد بعد هشام، فكان هشام لا يستطيع خلعه ويعجبه قول الزهري رجاء أن يؤلب الناس عليه، ثم إن يزيداً استخلف فلم تطل مدته ولا متع فعهد بالأمر إلى أخيه إبراهيم بن الوليد في ذي الحجة، وقيل: لم يعهد إلى إبراهيم بل بايعه الملأ، فتوثب عليه بعد أيام مروان الحمار كما يأتي.
وفيها خرج عبد الرحمن بن حبيب الفهري بالمغرب، وعليها حنظلة بن صفوان، وكان فيه دين، وورع عن الدماء، فنزح عن القيروان وتأسف عليه الناس لجهاده وعدله.
سنة سبع وعشرين ومائة
فيها توفي إسماعيل بن عبد الرحمن السدي، وبكير بن عبد الله بن الأشج على الأصح، وسعد بن إبراهيم في قول، وعبد الرحمن بن خالد بن مسافر الفهمي، وعبد الكريم بن مالك الجندي، وعبد الله بن دينار المدني، وعمرو بن عبد الله أبو إسحاق السبيعي، وعمير بن هانئ العنسي، ومالك بن دينار الزاهد في قول، ومحمد بن واسع في قول خليفة، ووهب
ابن كيسان المؤدب.
وفيها كانت فتن عظيمة وبلاء، فمن ذلك أن مروان بن محمد متولي أذربيجان وأرمينية وتلك الممالك، لما بلغه موت يزيد الناقص، أنفق الأموال وجمع الأبطال وسار بالعساكر فدخل الشام، فجهز إبراهيم بن الوليد لحربه أخويه بشراً ومسروراً، فالتقوا، فانتصر مروان وأسرهما وسجنهما، ثم زحف حتى نزل بعذراء فالتقاه سليمان بن هشام بن عبد الملك، فكانت بينهما وقعة مشهودة، ثم انهزم سليمان وبلغ ذلك إبراهيم بن الوليد، فعسكر بظاهر دمشق وأنفق الأموال في العسكر فخذلوه وتفللوا عنه، ووثب الكبار بدمشق فقتلوا عبد العزيز بن الحجاج بن عبد الملك بن مروان، ويوسف بن عمر الذي كان نائب العراق في الحبس.
وقتل الحكم وعثمان ابنا الوليد بن يزيد، وكانا يلقبان بالجملين، وكانا شابين أمردين قتلوهما بالدبابيس، وثب عليهما غلمان يزيد بن خالد القسري لأن أمراء دمشق خافوا من أن يخرجهما مروان الحمار فيبايع أحدهما أو يجعله ولي عهد فلا يستبقي أحداً قام على أبيه.
ثم هرب الخليفة إبراهيم بن الوليد فساق يزيد بن خالد بن يزيد بن معاوية وبنو عمه، ومحمد بن عبد الملك بن مروان إلى عذراء إلى مروان الحمار وبايعوه بالخلافة، ودخل البلد فأمر بنبش يزيد بن الوليد رحمه الله وصلبه لأجل قيامه على الوليد الفاسق، ثم إن الخليفة إبراهيم ذل وجاء فوضع يده في يد مروان بن محمد وخلع نفسه من الأمر وسلمه إلى مروان وبايع طائعاً.
وجرت هوشات وفتن، ووثب رجل من بني تميم بالغوطة فقتل يزيد بن خالد بن عبد الله القسري وتم الأمر لمروان، ثم سار عن دمشق فخلعه أهلها وأهل حمص فنزل على حمص بجيشه وحاصرها وأخذها وقتل عدة أمراء وهدم ناحية من سورها، وخرج عليه من طبرية ثابت بن نعيم الجذامي، فجهز لحربه عسكراً، فانهزم ثابت بعد أن قتل جماعة من جنده، ثم أسر وأتي به مروان فقطع أربعته بدمشق، وكان سيد اليمانية في زمانه.
وأما أهل الكوفة فبايعوا عبد الله بن معاوية بن عبد الله بن جعفر
الهاشمي، وكان معه أخواه الحسن ويزيد، وكانوا قد وفدوا على نائب الكوفة عبد الله بن عمر بن عبد العزيز فأكرمهم وبالغ في الإحسان، فلما مات يزيد الناقص هاجت شيعة الكوفة وجيشوا وغلبوا على القصر وبايعوا عبد الله هذا، فحشد معه خلائق فالتقاهم عسكر الكوفة وتمت لهم وقعة انهزم فيها عبد الله بن معاوية، فدخل القصر وقتل خلق من شيعته، ثم إنه أخرج من القصر، وأمنوه وأخرجوه من الكوفة، فتلاحق به عدد كثير ورجع عبد الله بن عمر بن عبد العزيز إلى قصر الإمارة.
وفي هذه المدة كان ظهور سعيد بن بحدل الخارجي بنواحي الموصل وتبعه خلق فلم ينشب أن مات واستخلف على أصحابه الضحاك بن قيس المحكمي، فغلب على تكريت، ثم سار منها إلى الكوفة فعسكر بدير الثعالب في نحو من ثلاثة آلاف، فالتقاه عبد الله بن عمر فكان بينهما وقعة هائلة، ثم انكسر عبد الله وتحيز إلى واسط، وملك الضحاك الكوفة وقوي أمره، ثم عبأ جيوشه في رمضان، وسار حتى نزل على واسط فحاربه عبد الله بن عمر، وكان منصور بن جمهور أحد الأبطال المذكورين، والشجعان المعدودين مع ابن عمر، فدام القتال بين الفريقين شهرين أو أكثر وقتل خلق، ثم أرسل الضحاك المحكمي إلى عبد الله بن عمر بن عبد العزيز ولاطفه على أن يدخل في طاعته ويقره على عمله، فأعطاه عبد الله ذلك ولاينه، وفي ذلك يقول شبيل بن عزرة الضبعي، وكان من الخوارج:
ألم تر أن الله أظهر دينه وصلت قريش خلف بكر بن وائل
ثم سار الضحاك إلى الموصل فخرج لحربه متوليها فقتل، ثم استولى الضحاك على الموصل واتسع سلطانه واستفحل أمر الخوارج، فكتب مروان بن محمد الخليفة إلى ولده عبد الله والي الجزيرة، فأمره أن يعسكر بنصيبين، فسار إليه الضحاك فحصره نحواً من شهرين وبث خيله يغيرون على بلاد الجزيرة، وكثرت جموع الضحاك وانضاف إليه من هرب
من مروان بن محمد، وعظم الخطب، فسار مروان بنفسه ليكشف عن ابنه، فالتقاه الضحاك فأشار على الضحاك أمراؤه أن يتأخر ويقدم فرسانه، فقال: إني والله ما لي في دنياكم هذه من حاجة، وإنما أردت هذا الطاغية وقد جعلت لله علي إن رأيته أن أحمل عليه حتى يحكم الله بيننا وبينه، وعلي دين سبعة دراهم في كمي منها ثلاثة، والتحم القتال إلى المساء فقتل الضحاك في المعركة ولم يدر به أحد ودخل الليل، وقتل من الفريقين نحو من ستة آلاف، ثم أصبحوا على القتال، وركب الناس يومئذ ضباب بحيث إن الفارس لا يرى عرف فرسه، ومضى مروان في كل وجه وثبت جنده وجاء الخيبري أحد رؤوس الخوارج فدخل في معسكر مروان وقطع أطناب خيامه وجلس على سريره فكر نحو من ثلاثة آلاف على الخيبري فقتلوه، فقام بأمر الخوارج شيبان فتحيز بهم ونزل بالزابين وخندقوا على نفوسهم، فقاتلهم مروان بن محمد عشرة أشهر كل يوم راية مروان مهزومة، ثم نزل شيبان الخنادق وطلب شهرزور، ثم انحدر على ماه، ثم على الصيمرة فأتى بلاد كرمان وعاث وأفسد، ثم رجع إلى عمان، فقاتلوه فقتل في الوقعة.
وفيها كان قد خرج بأذربيجان بسطام بن الليث التغلبي فسار في نيف وأربعين فارساً حتى قدم بلد، فسار إليه عسكر من الموصل فبيتهم وأصاب منهم، ثم قدم نصيبين فعاث وشعث في حياة الضحاك، فجهز له الضحاك عسكراً، فقتل هو وغالب أصحابه، ثم سكن وذلت الخوارج، وتوطدت المملكة لمروان فبعث على العراق يزيد بن عمر بن هبيرة الفزاري، وعزل عبد الله بن عمر، فكانت إمرة عبد الله عامين، فسار يزيد بن عمر حتى نزل هيت وحارب الخوارج مرات وظهر عليهم وانهزم منه منصور بن جمهور إلى السند.
وفيها خرج الحارث بن حريث الكرماني ومعه الأزد، فالتقاه أمير خراسان نصر بن سيار فانهزم نصر وقوي أمر الحارث، والتفت عليه مضر
وبايعوه وغلب على مرو واستفحل أمره.
وفيها خرج بمصر وجوه أهلها على مروان وكثرت عليه الفتوق ما بين المغرب إلى بلاد الترك.
سنة ثمان وعشرين ومائة
توفي فيها بكر بن سوادة الفقيه بمصر، وجابر بن يزيد الجعفي بالكوفة، وأبو قبيل حيي بن هانئ المعافري، وعاصم بن أبي النجود القارئ، وعاصم ابن الصباح الجحدري البصري، وأبو عمران الجوني في قول، وأبو حصين عثمان بن عاصم على الأصح، وأبو الزبير محمد بن مسلم المكي، ومنصور بن زاذان قاله ابن أبي عاصم، وأبو جمرة الضبعي في أولها، وأبو التياح يزيد بن حميد في قول، ويزيد بن أبي حبيب الفقيه، ويعقوب بن عتبة المدني، وأبو بكر حفص بن الوليد أمير مصر.
وفيها كان استيلاء الضحاك الخارجي كما ذكرناه آنفاً.
وفيها أسر ثابت بن نعيم المذكور فقتل صبراً.
وفيها قتل حوثرة بن سهيل الباهلي لمتولي مصر حفص بن الوليد الحضرمي، كان حفص شريفاً مطاعاً ولي مصر مكرهاً لهشام بن عبد الملك، ثم لمروان عند قيام أهل مصر على أميرهم حسان بن عتاهية، ثم استولى حوثرة بن سهيل على ديار مصر وقتل رجاء بن أشيم الحميري من كبار المصريين.
سنة تسع وعشرين ومائة
فيها توفي أزهر بن سعيد الحرازي بحمص، والحارث بن عبد الرحمن بالمدينة، وخالد بن أبي عمران التجيبي قاضي إفريقية، وسالم أبو النضر المدني، وعلي بن زيد بن جدعان التيمي، وقيس بن الحجاج السلفي، ومطر بن طهمان الوراق، ويحيى بن أبي كثير اليمامي، وبشر بن حرب الندبي، وآخرون.
وفيها خرج بحضرموت طالب الحق عبد الله بن يحيى الكندي الأعور
فغلب على حضرموت واجتمع إليه الإباضية، ثم سار إلى صنعاء وبها القاسم بن عمر الثقفي، فالتقى الجمعان واشتد القتال، ثم انهزم القاسم بن عمر وكثر القتل في جنده، وتبعه طالب الحق فبيته فهرب القاسم وقتل أخوه الصلت، واستولى طالب الحق على صنعاء فجبى الأموال وجهز إلى مكة عشرة آلاف، وكان على مكة عبد الواحد بن سليمان بن عبد الملك بن مروان، فكره قتالهم وفشل فوقفوا بعرفة، ووقف معهم الحجيج، ثم غلبوا على مكة، فنزح عنها عبد الواحد إلى المدينة.
وفيها كتب ابن هبيرة أمير العراقين إلى عامر بن ضبارة فسار حتى أتى خراسان وقد ظهر بها أبو مسلم الخراساني صاحب الدعوة في رمضان، وكان قد ظهر هناك عبد الله بن معاوية الهاشمي فقبض عليه أبو مسلم وسجنه وسجن خلقاً من شيعته.
وفيها سار الكرماني إلى مرو الروذ، فسار إلى قتاله متوليها سالم بن أحوز المازني فاقتتلوا فانهزم الكرماني، ثم كر عليهم وبيتهم فاقتتلوا، ثم تهادنوا، ثم سار نصر بن سيار فحاصر الكرماني ستة أشهر وغلت المراجل بالفتن إلى أن قتل الكرماني ولحق عسكره بشيبان بن مسلمة السدوسي الحروري الذي تغلب على سرخس وطوس، وعظمت جيوش شيبان هذا وقاتلهم نصر بن سيار بضعة عشر شهراً، واشتغل بهم إلى أن قوي أمر أبي مسلم الخراساني.
فأما المغرب فوثب بها عبد الرحمن بن حبيب الفهري على رأس الإباضية، فقتله وصلب جثته، فثار أصحابه وجيشوا وجرت لهم حروب عديدة قتل فيها أمير هؤلاء، وأمير هؤلاء.
سنة ثلاثين ومائة
توفي فيها إسماعيل بن أبي حكيم بالمدينة، والحارث بن يزيد الحضرمي ببرقة، والحارث بن يعقوب أبو عمرو بمصر، وسليم بن عامر الخبائري، وشعيب بن الحبحاب البصري، وشيبة بن نصاح المقرئ، وعبد الله بن عيسى بن عبد الرحمن بن أبي ليلى، وأبو الحويرث عبد الرحمن بن معاوية، وعبد العزيز بن رفيع بالكوفة، وعبد العزيز بن صهيب بالبصرة، وكعب بن علقمة المصري التنوخي، ومحمد بن المنكدر التيمي المدني،
ومالك بن دينار في قول خليفة، ومخرمة بن سليمان قتل بقديد، ويزيد بن رومان بخلف، ويزيد بن عبد الرحمن بن أبي مالك، وأبو وجزة يزيد بن عبيد، ويزيد الرشك، وخلق فيهم اختلاف.
وفيها قال خليفة: اصطلح نصر بن سيار وجديع بن علي الكرماني على أن يقاتلوا أبا مسلم صاحب الدعوة، فإذا فرغوا من حربه نظروا في أمرهم فدس أبو مسلم بمكره إلى ابن الكرماني يخدعه ويقول: أنا معك، وانخدع له ابن الكرماني، والتفّ معه فقاتلوا نصر بن سيار، ثم كتب نصر إلى أبي مسلم إني أبايعك وأنا أحق بك من ابن الكرماني، فقوي شأن أبي مسلم وكثر جيشه، وخافه نصر بن سيار وتقهقر بين يديه، ونزح عن مرو، فأخذ أبو مسلم أثقاله وأهله، ثم بعث عسكراً إلى سرخس، فقاتلهم شيبان الحروري فقتل شيبان.
وأقبلت سعادة الدولة العباسية من كل وجه، ثم كانت وقعة هائلة مزعجة بين جيش أبي مسلم وبين جيش نصر، فانهزم أيضاً جيش نصر ليقضي الله أمراً كان مفعولاً، وتأخر نصر بن سيار إلى قومس، وظفر أبو مسلم الخراساني بسلم بن أحوز، فقتله واستولى على أكثر مدن خراسان، ثم ظفر بعبد الله بن معاوية الهاشمي، فقتله وجهز قحطبة بن شبيب في جيش، فالتقى هو ونباتة بن حنظلة الكلابي على جرجان، فقتل في المصاف نباتة وابنه حية، ثم هرب نصر بن سيار وخارت قواه وكتب إلى نائب العراق ابن هبيرة يستصرخ به وإلى مروان الحمار يستمده حين لا ينفع المدد.
وفيها قتل في وقعة قديد بقرب مكة خلق من عسكر المدينة، وذلك أن عبد الواحد المذكور لما تقهقر إلى المدينة واستولى جيش طالب الحق على مكة كتب إلى مروان يخبره بخذلان أهل مكة، فعزله وجهز جيشاً من المدينة فبرز لحربهم الذين استولوا على مكة وعليهم أبو حمزة، واستخلف على مكة إبراهيم بن صباح الحميري، ثم التقى الجمعان بقديد في صفر من
السنة، فانهزم أهل المدينة واستحر بهم القتل، وساق أبو حمزة فاستولى على المدينة فأصيب يوم قديد ثلاثمائة نفس من قريش، منهم: حمزة بن مصعب بن الزبير، وابنه عمارة، وابن أخيه مصعب بن عكاشة، وعتيق بن عامر بن عبد الله بن الزبير، وابنه عمرو، وصالح بن عبد الله بن عروة، وابن عمهم الحكم بن يحيى، والمنذر بن عبد الله بن المنذر بن الزبير، وسعيد بن محمد بن خالد بن الزبير، وابن لموسى بن خالد بن الزبير، وابن عمهم مهند، حتى قال خليفة: قتل يومئذ أربعون رجلاً من بني أسد، وقتل أمية بن عبد الله بن عمرو بن عثمان بن عفان، وقالت نائحة:
ما للزمان وما ليه أفنى قديد رجاليه
قال: فحدثنا ابن علية قال: بعث مروان بن محمد أربعة آلاف فارس عليهم عبد الملك بن محمد بن عطية السعدي، فسار ابن عطية فلقي بلجاً على مقدمة أبي حمزة بوادي القرى، فاقتتلوا فقتل بلج وعامة جنده، ثم سار ابن عطية السعدي طالباً أبا حمزة فلحقه بمكة بالأبطح ومع أبي حمزة خمسة عشر ألفاً ففرق عليه ابن عطية الخيل من أسفل مكة ومن أعلاها، ومن ناحية منى فاقتتلوا إلى نصف النهار فقتل أبرهة بن الصباح عند بئر ميمون وقتل أبو حمزة وقتل خلق من جيشه، فبلغ طالب الحق ذلك فأقبل من اليمن في ثلاثين ألفاً فسار لملتقاه ابن عطية السعدي فنزل بتبالة ونزل الآخر صعدة، ثم كانت بينهم وقعة عظيمة فانهزم طالب الحق فسار إلى جرش، ثم تبعه ابن عطية، فالتقوا ثانياً ودام الحرب حتى دخل الليل، ثم أصبحوا فنزل طالب الحق في نحو من ألف حضرمي فقاتل حتى قتل هو ومن معه وبعثوا برأسه إلى مروان إلى الشام، وقدم ابن عطية حتى نزل صنعاء فثار به رجل من حمير، فبعث ابن عطية جيشاً فهزموه ولحق بعدن فجمع نحواً من ألفين فالتقاه ابن عطية واقتتلوا فقتل الحميري وعامة عسكره
ورجع ابن عطية إلى صنعاء، ثم خرج عليه حميري أيضاً فظفر به عسكر ابن عطية، ثم أسرع ابن عطية السير في تسعة عشر رجلاً من الأشراف لإقامة الموسم واستخلف على اليمن ابن أخيه، ثم سار فنزل وادي شبام فبات به فشد عليه طائفة من العرب فبيتوه وقتلوه وقتلوا سبعة عشر من أصحابه ونجا منهم رجل واحد.
وفيها كانت الزلزلة العظيمة بالشام، قال ابن جوصا: حدثنا محمد بن عبد الوهاب بن محمد بن عمرو بن محمد بن شداد بن أوس الأنصاري قال: حدثنا أبي عن أبيه، فذكر حديثاً طويلاً، منه: لما كانت الرجفة التي بالشام سنة ثلاثين ومائة كان أكثرها ببيت المقدس فهلك كثير ممن كان فيها من الأنصار وغيرهم، ووقع منزل شداد بن أوس على من كان معه، وسلم محمد بن شداد وذهب متاعه تحت الردم، وكانت النعل زوجاً خلفها شداد بن أوس عند ولده فصارت إلى ابنه محمد، فلما رأت أخته ما نزل به وبأهله جاءت وأخذت فرد النعلين وقالت: يا أخي ليس لك نسل وقد رزقت ولداً وهذه مكرمة رسول الله صلى الله عليه وسلم أحب أن يشركك فيها ولدي فأخذتها منه، وكان ذلك في وقت الرجفة فمكثت عندها حتى كبر أولادها، فلما قدم المهدي إلى بيت المقدس أتوه بها وعرفوه نسبها من شداد بن أوس فعرف ذلك وقبله وأجاز كل واحد منهما بألف دينار وقربه، ثم بعث إلى محمد فأتي به محمولا لزمانته فسأله عن خبر النعل فصدق مقالة الأخوين فقال ائتني بالأخرى، فبكى وناشده الله، فرق له وأقرها عنده.
بسم الله الرحمن الرحيم
تراجم رجال هذه الطبقة
1 -
خ ن:
آدم بن علي الكوفي
.
روى عن ابن عمر. وعنه: شعبة، وإسرائيل، وأبو الأحوص سلام بن سليم، وغيرهم.
وكان ثقة قليل الحديث.
2 -
د ن ق:
إبراهيم بن جرير بن عبد الله البجلي
.
مات بالكوفة، وله عدة إخوة.
روى عن أبيه، فقال يحيى: لم يسمع من أبيه، وروى عن قيس بن أبي حازم، وعنه أبان بن عبد الله، وشريك القاضي.
قال ابن سعد: ولد بعد موت أبيه، وعمر حتى لقيه شريك.
3 -
إبراهيم بن أبي حرة الحراني
.
رأى ابن عمر وهو يتوضأ، وروى عن: مصعب بن سعد، وسعيد بن جبير، ومجاهد، وخالد بن يزيد بن معاوية. وعنه: محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى، ومعمر، وسفيان بن عيينة.
قال أبو حاتم: لا بأس به.
4 -
إبراهيم بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب العلوي
.
عن أبيه. وعنه أبو عقيل يحيى بن المتوكل، وفضيل بن مرزوق،
وغيرهما، وهو أخو عبد الله بن حسن.
5 -
إبراهيم بن طريف المدني
.
روى عن ابن محيريز. وعنه: الأوزاعي، وشعبة، وابن عيينة.
6 -
د ن:
إبراهيم بن عامر بن مسعود بن أمية بن خلف الجمحي الكوفي
.
عن: عامر بن سعد البجلي، وسعيد بن المسيب. وعنه: شعبة، وسفيان، وإسرائيل.
وثقه ابن معين.
7 -
م د ن ق:
إبراهيم بن عبد الأعلى الكوفي
.
عن سويد بن غفلة. وعنه: سفيان الثوري، وإسرائيل، ومحمد بن طلحة بن مصرف، وآخرون.
وثقه أحمد، والنسائي.
8 -
إبراهيم بن عمر بن عبد العزيز بن مروان الأموي
.
سمع أباه، والزهري. وعنه ابن أخيه بشر بن عبد الله، والليث بن سعد، وابن لهيعة.
9 -
م 4:
إبراهيم بن مهاجر
، أبو إسحاق البجلي الكوفي.
عن: إبراهيم النخعي، وطارق بن شهاب، وصفية بنت شيبة. وعنه: شعبة، وسفيان، وزائدة، وأبو عوانة، وعمر بن شبيب المسلي.
قال أحمد والنسائي: لا بأس به.
10 -
إبراهيم بن الوليد بن عبد الملك بن مروان بن الحكم أبو إسحاق الأموي الخليفة
.
بويع بالخلافة بدمشق عند موت أخيه يزيد الناقص، وكان إبراهيم طويلاً أبيض جميلاً مسمناً.
قال معمر: رأيت رجلاً من بني أمية يقال له: إبراهيم بن الوليد جاء إلى الزهري بكتاب فعرضه عليه، ثم قال: أحدث بهذا عنك؟ قال: إي لعمري فمن يحدثكموه غيري؟ وقد حكى عن إبراهيم ولده يعقوب.
وقال برد بن سنان: حضرت يزيد بن الوليد وقد احتضر فأتاه قطن، فقال: أنا رسول من وراءك يسألونك بحق الله لما وليت أمرهم أخاك إبراهيم بن الوليد، فغضب وقال بيده على جبهته: أنا أولي إبراهيم! ثم قال لي: يا أبا العلاء إلى من ترى أعهد؟ قلت: أمر نهيتك عن الدخول فيه فلا أشير عليك في آخره، قال: وأغمي عليه حتى حسبته قد مات فقعد قطن فافتعل كتاباً بالعهد على لسان يزيد ودعا ناساً فاستشهدهم عليه ولا والله ما عهد يزيد بن الوليد شيئاً.
وقال أبو معشر: مكث إبراهيم سبعين ليلة في الخلافة، ثم خلع ووليها مروان.
وذكر غير واحد أن إبراهيم بن الوليد بقي إلى سنة اثنتين وثلاثين ومائة.
11 -
أزهر بن راشد
، أبو الوليد الهوزني الشامي.
عن عصمة بن قيس، وله صحبة، وعن ابن عباس مرسلاً، وسليم بن عامر. وعنه حريز بن عثمان، وإسماعيل بن عياش.
فأما أزهر بن راشد الكاهلي فآخر من طبقة شعبة، سوف يأتي.
12 -
د ن ق:
أزهر بن سعيد الحمصي
.
عن: أبي أمامة الباهلي، وعاصم بن حميد السكوني. وعنه: الزبيدي، ومعاوية بن صالح، وغيرهما.
قال البخاري: أزهر بن سعيد، وأزهر بن عبد الله، وأزهر بن يزيد الثلاثة واحد، نسب مرة مرادي، ومرة هوزني، ومرة حرازي.
كذا قال البخاري فالله أعلم.
فأما ابن عبد الله فهو يروي عن النعمان بن بشير، وغيره. وعنه: صفوان بن عمرو، وفرج بن فضالة، وعمر بن جعثم القرشي.
توفي سنة تسع وعشرين ومائة وفيه نصب.
13 -
م د ن ق:
إسماعيل بن أبي حكيم المدني
، أخو إسحاق مولى قريش.
عن: القاسم بن محمد، وسعيد بن مرجانة، وجماعة. وعنه: مالك، وزهير بن محمد، وإسماعيل بن جعفر، وآخرون.
وثقه يحيى بن معين وغيره. وكان كاتب عمر بن عبد العزيز، وله به اختصاص.
توفي سنة ثلاثين.
14 -
ق:
إسماعيل بن عبد الله بن جعفر بن أبي طالب الهاشمي المدني
، أخو إسحاق ومعاوية وعلي.
سمع أباه. وعنه: الحسين بن زيد بن علي، وابن أخيه صالح بن
معاوية، وعبد الرحمن بن أبي بكر المليكي، وعبد الله والد مصعب الزبيري، وآخرون.
وثقه الدارقطني.
15 -
م 4:
إسماعيل بن عبد الرحمن بن أبي كريمة
، الإمام أبو محمد السدي الكبير الحجازي، ثم الكوفي الأعور المفسر، مولى قريش.
عن: أنس بن مالك، وابن عباس، وعبد خير الهمداني، ومصعب بن سعد، وأبي صالح باذان، وأبي عبد الرحمن السلمي، ومرة الطيب، وخلق. وعنه: شعبة، والثوري، وزائدة، وإسرائيل، والحسن بن صالح، وأبو عوانة، وأسباط بن نصر، والمطلب بن زياد، وأبو بكر بن عياش، وآخرون. وقد رأى أبا هريرة، والحسن بن علي.
قال النسائي: صالح الحديث.
وقال يحيى القطان: لا بأس به.
وقال أحمد: مقارب الحديث، وقال مرة: ثقة.
وقال ابن معين: ضعيف.
وقال أبو زرعة: لين.
وقال أبو حاتم: يكتب حديثه.
وقال ابن عدي: هو عندي صدوق، ويروى أن السدي كان عظيم اللحية جداً.
قال عبد الله بن حبيب بن أبي ثابت: سمعت الشعبي، وقيل له: إن إسماعيل السدي قد أعطي حظاً من علم القرآن، قال: إن إسماعيل قد أعطي حظاً من جهل بالقرآن.
قلت: ما أحد من العلماء إلا وما جهل من العلم أكثر مما علم.
قال إسماعيل بن أبي خالد: كان السدي أعلم بالقرآن من الشعبي، رحمهما الله.
وقال سلم بن عبد الرحمن شيخ شريك: مر إبراهيم النخعي بالسدي، وهو يفسر، فقال: إنه ليفسر تفسير القوم.
وقال خليفة: مات السدي سنة سبع وعشرين ومائة.
قلت: فأما السدي الصغير فهو محمد بن مروان، أحد المتروكين، معاصر لوكيع.
16 -
4:
إسماعيل بن كثير أبو هاشم المكي
.
عن: عاصم بن لقيط بن صبرة، وسعيد بن جبير، ومجاهد. وعنه: ابن جريج، وسفيان، ومسعر، وداود العطار، ويحيى بن سليم الطائفي.
وثقه أحمد بن حنبل، والنسائي.
له حديث في السنن عن عاصم بن لقيط.
17 -
ع:
أشعث بن أبي الشعثاء سليم بن أسود المحاربي الكوفي
.
عن: أبيه، والأسود بن يزيد، وأسود بن هلال، ومعاوية بن سويد بن مقرن. وعنه: سفيان، وشعبة، وأبو عوانة.
وثقوه، وله عدة أحاديث، توفي سنة خمس وعشرين ومائة.
18 -
د ت ن:
الأغر بن الصباح المنقري الكوفي
، والد أبيض.
روى عن: أبي نضرة العبدي، وخليفة بن حصين المنقري. وعنه:
الثوري، وأبو شيبة إبراهيم بن عثمان العبسي، وقيس بن الربيع.
وثقه النسائي.
19 -
م ن ق:
أمية بن صفوان بن عبد الله بن صفوان بن أمية بن خلف الجمحي المكي
.
روى عن: جده، وأبي بكر بن أبي زهير الثقفي. وعنه: نافع بن عمر الجمحي، وابن جريج، وابن علية، وسفيان بن عيينة.
صدوق.
20 -
أمية بن عبد الله بن عمرو بن عثمان بن عفان الأموي
.
عن أبيه، وعن عكرمة، وله وفادة على عمر بن عبد العزيز في خلافته. وعنه: ابن إسحاق، ويحيى بن سليم الطائفي، وغيرهما.
قال أبو حاتم: ما بحديثه بأس.
وذكر خليفة أنه قتل يوم قديد سنة ثلاثين ومائة.
21 -
أوس بن بشر المعافري
.
عن عقبة بن عامر الجهني، وغيره.
قال ابن يونس: كان يقرأ التوراة والإنجيل، وكان يوازي عبد الله بن عمرو في العلم.
روى عنه: عامر بن يحيى، وأبو قبيل، وواهب بن عبد الله المعافريون، والجلاح مولى عبد العزيز بن مروان، والليث بن سعد.
وقال ابن عساكر: قدم دمشق بمبايعة المصريين ليزيد بن الوليد.
22 -
ت:
أوفى بن دلهم البصري
.
عن: معاذة العدوية، ونافع مولى ابن عمر. وعنه: هشام بن حسان، وحسين بن واقد المروزي، وسليم بن خضر.
وثقه النسائي.
23 -
مق:
إياس بن معاوية بن قرة
، أبو واثلة المزني البصري.
قاضي البصرة وأحد الأعلام، روى عن: أبيه، وأنس بن مالك، وسعيد بن المسيب، وسعيد بن جبير، وعدة. وعنه: خالد الحذاء، وشعبة، وحماد بن سلمة، ومعاوية بن عبد الكريم الضال، وآخرون.
وكان أحد من يضرب به المثل في الذكاء، والرأي، والسؤدد، والعقل، وثقه ابن معين، ولكن قلما روى، روى مسلم له شيئاً في مقدمته وعلق له البخاري شيئاً، وأخباره مستوعبة في تهذيب الكمال لشيخنا، مادتها من تاريخ دمشق.
قال عبد الله بن شوذب: كان يقال: يولد في كل مائة سنة رجل تام العقل، وكانوا يرون أن إياس بن معاوية منهم.
وقال الأصمعي: قال إياس: من عدم فضيلة العقل، فقد فجع بأكرم أخلاقه.
وقال ربيعة الرأي: قال لي إياس بن معاوية: يا ربيعة كل ديانة أسست على غير ورع فهي هباء.
وقال سفيان بن حسين: قلت لإياس: ما المروءة؟ قال: حيث تعرف التقوى، وحيث لا يعرف اللباس الجيد.
وروى الأصمعي عن أبيه قال: رأيت في بيت ثابت البناني رجلاً أحمر طويل الذراع غليظ الثياب، يلوث عمامته لوثاً، ورأيته قد غلب على
الكلام، فلا يتكلم أحد معه، فأردت أن أسأله عنه حتى قال قائل له: يا أبا واثلة، فعرفت أنه إياس.
وقال حبيب بن الشهيد: سمعت إياساً يقول: لست بخب ولا يخدعني الخب، ولا يخدع محمد بن سيرين، ولكنه يخدع أبي ويخدع الحسن ويخدع عمر بن عبد العزيز.
قال حبيب: وأتى رجل إياساً يشاوره في خصومة، فقال: إن أردت القضاء فعليك بعبد الملك بن يعلى فهو القاضي، وإن أردت الفتيا فعليك بالحسن فهو معلمي، وإن أردت الصلح فعليك بحميد الطويل وتدري ما يقول لك، يقول لك: دع شيئاً من حقك، وإن أردت الخصومة فعليك بصالح السدوسي، وتدري ما يقول لك؟ يقول: اجحد ما عليك واستشهد الغيب - يعني: المسافرين - إلى أن يقدموا.
قال المدائني: كان إياس قاضياً قائفاً مزدكناً استقضاه عمر بن عبد العزيز، ثم هرب.
وقال جرير بن عبد الحميد عن مغيرة قال: ولى عدي بن أرطاة الأمير إياساً قضاء البصرة فأبى، وقال: بكر بن عبد الله المزني خير مني.
وقال سهل بن يوسف: قال لي إياس: إن هذا قد بعث إلي، فانطلقت معه فدخل على عدي بن أرطاة، ثم خرج ومعه حرسي فقال: أبى أن يعفيني فصلى ركعتين، ثم قال للحرسي: قدم يعني خصماً، قال: فما قام حتى قضى سبعين قضية، ثم خرج إياس من البصرة في قضية كانت، فاستعمل عدي على القضاء الحسن البصري.
وقال حميد الطويل: لما ولي إياس دخل عليه الحسن وإياس يبكي، فقال: ما يبكيك؟ فذكر حديث: القضاة ثلاثة واحد في الجنة، واثنان في النار، فقال الحسن: إن فيما قص الله عليك من نبأ داود وسليمان ما يرد قول هؤلاء الناس وقرأ: {فَفَهَّمْنَاهَا سُلَيْمَانَ وَكُلا آتَيْنَا حُكْمًا وَعِلْمًا} فحمد الله سليمان ولم يذم داود.
وقال خالد الحذاء: قضى إياس بشاهد ويمين المدعي.
وعن إبراهيم بن مرزوق قال: كنا عند إياس قبل أن يستقضى وكنا نكتب عنه الفراسة كما نكتب من صاحب الحديث الحديث.
وقال حميد: شك أنس في ولد له فدعا إياس بن معاوية فنظر له.
وقال الأصمعي: رأى إياس رجلاً، فقال: تعال يا يمامي قال: لست بيمامي، فقال: فتعال يا أضاخي، قال: لست بأضاخي قال: فتعال يا ضروي، فجاء فسأله عن نفسه، فأقر أنه ولد باليمامة ونشأ بأضاخة، ثم تحول إلى ضرية.
وقال ابن شوذب: شهدت إياساً يقول: ما بعد عهد قوم بنبيهم إلا كان أحسن لقولهم وأسوأ لفعلهم.
وقال ابن شبرمة: قالوا لإياس: إنك معجب برأيك! قال: لو لم أعجب به لم أقض به.
وعن محمد بن مسعر قال: قال رجل لإياس: علمني القضاء، قال: إن القضاء لا يتعلم إنما القضاء فهم.
وقيل: إنهم قالوا لإياس: إنك تكثر الكلام! قال: أفبصواب أتكلم أم بخطأ؟ قالوا: بصواب، قال فالإكثار من الصواب أفضل.
وعن إياس وقيل له: ما عيبك؟ قال: الإكثار.
وقال حميد الطويل: لما ماتت أم إياس بكى، فقيل: ما يبكيك؟ قال: كان لي بابان مفتوحان من الجنة فأغلق أحدهما.
وقد اختلفوا في هروب إياس من القضاء على أقوال: أحدها أنه رد شهادة شريف مطاع فآلى أن يقتله فهرب لذلك.
وكانت مدة ولايته سنة، وأكره بعده الحسن على القضاء.
وتوفي إياس سنة إحدى أو اثنتين وعشرين ومائة، ومحاسنه كثيرة، رحمه الله.
24 -
د ت ق:
أيوب بن عبد الرحمن بن صعصعة المدني
.
عن يعقوب بن أبي يعقوب، وأيوب بن بشير المعاوي. وعنه فليح بن سليمان، وأبو بكر بن أبي سبرة، وإبراهيم بن أبي يحيى، وآخرون.
له حديث واحد في السنن.
25 -
أيوب بن ميسرة
، بن حلبس الدمشقي أخو يونس.
روى عن: خريم بن فاتك، وبسر بن أبي أرطاة. وعنه: ابنه محمد، والهيثم بن عمران.
قال أبو مسهر: كان أفقه من أخيه وأسن، وكان مفتياً، مات قبل يونس بقليل.
قال أبو حاتم: صالح الحديث.
26 -
م 4:
بديل بن ميسرة العقيلي البصري
.
عن: أنس، وأبي الجوزاء الربعي أوس، وعبد الله بن شقيق، وعطاء بن أبي رباح، وجماعة. وعنه: إبراهيم بن طهمان، وأبان العطار، وحماد بن زيد، وجماعة.
وثقه ابن معين.
توفي سنة خمس وعشرين على الصحيح، ويقال: سنة ثلاثين.
27 -
ن:
بريدة بن سفيان بن فروة الأسلمي
.
عن: أبيه، ومسعود بن هبيرة، وغيرهما. وعنه: ابن إسحاق، وأفلح بن سعيد، وسهل بن شعيب، وغيرهم.
ضعفه أبو حاتم.
وقال الدارقطني: متروك.
28 -
ن ق:
بشر بن حرب
، أبو عمرو الأزدي الندبي البصري.
عن: أبي هريرة، وأبي سعيد، ورافع بن خديج، وابن عمر. وعنه: الحمادان، وشعبة، ومعمر، وأبو عوانة، وغيرهم.
قال أحمد: ليس بالقوي.
وضعفه ابن المديني، وغيره.
وقال ابن عدي: لا بأس به عندي، ولا أعرف له حديثاً منكراً.
قلت: مات سنة أربع وعشرين ومائة.
29 -
د ت ق:
بشر بن عاصم بن سفيان بن عبد الله الثقفي
.
عن: أبيه، وسعيد بن المسيب. وعنه: نافع بن عمر، وسفيان بن عيينة، وجماعة.
وتوفي بعد الزهري بيسير.
وثقه يحيى بن معين.
30 -
م 4:
بكر بن سوادة
، أبو ثمامة الجذامي المصري الفقيه.
روى عن: عبد الله بن عمرو بن العاص، وسهل بن سعد، وسعيد بن المسيب، وأبي سالم الجيشاني، وعطاء بن يسار، وطائفة. وعنه عمرو بن
الحارث، والليث بن سعد، وعبد الله بن لهيعة، وآخرون.
وثقه النسائي، وقد استشهد به البخاري.
مات سنة ثمان وعشرين ومائة.
31 -
ع:
بكير بن عبد الله
بن الأشج المدني الفقيه مولى المسور بن مخرمة
.
نزل مصر، وهو أخو يعقوب وعمر، روى عن: أبي أمامة بن سهل بن حنيف، وسعيد بن المسيب، وأبي صالح السمان، وبسر بن سعيد، وحمران مولى عثمان، وكريب، وسليمان بن يسار، وطائفة كبيرة، روى عنه: ابنه مخرمة، وعياش بن عباس القتباني، وعمرو بن الحارث، والليث بن سعد، وابن لهيعة.
وكان من أوعية العلم مجمع على ثقته وجلالته، ذكره مالك، فقال: كان من العلماء.
وقال معن بن عيسى: ما ينبغي لأحد أن يفوق بكير بن الأشج في الحديث.
وقال ابن معين: ثقة.
قلت: الصحيح أنه توفي سنة سبع وعشرين ومائة على الصحيح.
32 -
م ق: بكير بن عبد الله، الذي روى عنه سلمة بن كهيل، وشعبة بن الحجاج، عن كريب، عن ابن عباس أنه بات عند خالته ميمونة. . . الحديث، فقال البخاري وحده: هذا رجل يقال له الطويل، يعد من الكوفيين.
، وأما أحمد بن عمرو البزار الحافظ، فقال: بل هو بكير بن الأشج.
ويقوي هذا أن مسلماً روى هذا الحديث بسنده عن عمرو بن الحارث عن بكير بن الأشج قال: حدثني كريب فذكره، والله أعلم.
33 -
ت:
بلال بن أبي بردة
، عامر بن أبي موسى عبد الله بن قيس الأشعري أبو عمرو، ويقال: أبو عبد الله، أمير البصرة.
روى عن: أبيه، وعمه أبي بكر، وأنس بن مالك. وعنه: قتادة، وثابت البناني، وسهل بن عطية، وآخرون.
وكان ذا رأي ودهاء، وقد ولي أيضاً قضاء البصرة مدة، وفد على عمر بن عبد العزيز، فرآه لا ينفق عنده إلا التقوى والديانة فلزم المسجد والصلاة ليخدع عمر، فدس إليه عمر من ساره فقال: إن كلمت لك أمير المؤمنين أن يوليك البصرة ما تعطيني؟ فوعده بمائة ألف، فأبلغ ذلك عمر بن عبد العزيز فنفاه عنه وأبعده.
وقد ولاه خالد بن عبد الله القسري قضاء البصرة سنة تسع ومائة فدام على القضاء إلى سنة عشرين ومائة، وولي في غضون ذلك الصلاة والأحداث.
وعن جويرية بن أسماء قال: استخلف عمر بن عبد العزيز، فوفد بلال فهناه، وقال: من كانت الخلافة يا أمير شرفته فقد شرفتها، ومن كانت زانته فقد زنتها، وأنت كما قال مالك بن أسماء:
وتزيدين طيب الطيب طيباً إن تمسيه أين مثلك أينا وإذا الدر زان حسن وجوه كان للدر حسن وجهك زينا
فجزاه عمر خيراً ولزم بلال المسجد يصلي ويقرأ ويتهجد فهم عمر به أن يوليه العراق، ثم دس ثقة له، فقال لبلال وذكر القصة، قال: فنفاه عمر، وقال: يا أهل العراق إن صاحبكم أعطى مقولاً ولم يعط معقولاً، زادت بلاغته ونقصت زهادته.
وقيل: إن ذاك الرجل أخذ خط بلال بالمال، ثم حمل ذلك الخط إلى عمر.
وقال عمر بن شبة: كان بلال بن أبي بردة ظلوماً جائراً لا يبالي ما صنع في الحكم ولا في غيره.
وقال المدائني: كان بلال قد خاف الجذام فوصف له سمن يقعد فيه فكان يقعد، ثم يأمر بالسمن فيباع فتجنب السوقة شراء السمن.
وفيه يقول يحيى بن نوفل الحميري:
وكل زمان الفتى قد لبست خيراً وشراً وعدماً ومالاً فلا الفقر كنت له ضارعاً ولا المال أظهر مني اختيالاً وقد طفت للمال شرق البلا د وغربيها وبلوت الرجالا وزرت الملوك وأهل الندى أزورك إلى ظلهم حيث زالا فلو كنت ممتدحاً للنوال فتى لمدحت عليه بلالا ولكنني لست ممن يريد بمدح الملوك عليه النوالا سيكفي الكريم إخاء الكريم ويقنع بالود منه سؤالا
ثم إنه هجا بلالاً بأبيات.
وكان بلال من الأكلة المعدودين، ذكر المدائني أن بلالا أرسل إلى قصاب سحراً، قال: فدخلت عليه وبين يديه كانون وعنده تيس ضخم، فقال: اذبحه واسلخه وكبب لحمه، ففعلت، ودعا بخوان فوضع وجعلت أكبب اللحم فإذا استوى منه شيء وضعته بين يديه فأكله حتى تعرقت له لحم التيس ولم يبق إلا بطنه وعظامه وبقيت بضعة على الكانون، فقال لي: كلها فأكلتها، وجاءت جارية بقدر فيها دجاجتان وفرخان وصحفة مغطاة، فقال: ويحك ما في بطني موضع فضعيها على رأسي فضحكنا، ودعا بشراب فشرب منه خمسة أقداح وسقاني قدحاً.
وعن الحكم بن النضر قال: قتل بلالاً دهاؤه، فإنه لما حبس قال للسجان: خذ مني مائة ألف وأعلم يوسف بن عمر أني قد مت، وكان في
حبسه، فقال له السجان: فكيف تصنع إذا سرت إلى أهلك؟ قال: لا يسمع لي يوسف بخبر ما دام حياً على العراق، فأتى السجان يوسف بن عمر فقال: مات بلال قال: أرنيه ميتاً فإني أحب ذلك، فحار السجان فجاء فألقى على بلال شيئاً غمه حتى مات، ثم أراه يوسف وذلك في سنة نيف وعشرين ومائة.
34 -
تميم بن حويص
، أبو المنذر الأزدي الأهوازي.
عن: ابن عباس، وأبي زيد الأنصاري ولم يدركه. وعنه: معمر، وشعبة، ونوح بن قيس.
سئل عنه أبو حاتم، فقال: صالح.
35 -
ع:
ثابت بن أسلم البناني
، أبو محمد.
أحد أئمة التابعين في البصرة. عن: ابن عمر، وعبد الله بن مغفل، وابن الزبير، وأنس بن مالك، وعبد الرحمن بن أبي ليلى، وعمر بن أبي سلمة المخزومي، وأبي العالية، وأبي عثمان النهدي، وطائفة. وعنه حميد الطويل، وسليمان بن المغيرة، ومعمر، وشعبة، وهمام، والحمادان، وسلام بن مسكين، وأبو عوانة، وجرير بن حازم، وجعفر بن سليمان، وخلائق، ومن الكبار عطاء بن أبي رباح.
وكان رأساً في العلم، والعمل ثقة رفيعاً، ولم يحسن ابن عدي بإيراده في كامله، ولكنه اعتذر، وقال: ما وقع في حديثه من النكرة، فإنما هو من جهة الراوي عنه؛ لأنه روى عنه جماعة ضعفاء.
روى حماد بن زيد عن أبيه قال: قال أنس بن مالك: إن للخير أهلاً، وإن ثابتاً هذا من مفاتيح الخير.
وقال حماد بن سلمة: كان ثابت يقول: اللهم إن كنت أعطيت أحداً أن يصلي في قبره فأعطني الصلاة في قبري.
وعن بعضهم قال: ما رأيت أعبد من ثابت البناني.
وقال أحمد بن حنبل: كان ثابت يتثبت في الحديث، وكان يقص، وكان قتادة يقص.
وقال محمد بن ثابت: ذهبت ألقن أبي عند الموت فقال: دعني فإني في وردي السابع، كان يقرأ ونفسه تخرج.
وروى حماد عن ثابت قال: دعوة في السر أفضل من سبعين في العلانية.
وروى أبو هلال، عن غالب القطان، عن بكر بن عبد الله المزني قال: من أراد أن ينظر إلى أعبد أهل زمانه فلينظر إلى ثابت البناني، فما أدركنا الذي هو أعبد منه.
وقال شعبة: كان ثابت يقرأ القرآن في كل يوم وليلة ويصوم الدهر.
وعن ثابت البناني قال: ما تركت في الجامع سارية إلا وقد ختمت القرآن عندها وبكيت عندها.
وقال حماد بن زيد: رأيت ثابتاً البناني يبكي حتى تختلف أضلاعه.
وقال جعفر بن سليمان: بكى ثابت حتى كادت عينه تذهب، فقيل له: علاجها بأن لا تبكي، قال: وما خيرهما إذا لم تبكيا؟ وأبى أن تعالج.
وقال سليمان بن المغيرة: رأيت ثابتاً يلبس الثياب الثمينة، والطيالسة، والعمائم.
قال ابن المديني: لثابت نحو مائتين وخمسين حديثاً. قلت: وروايته عن ابن عمر في صحيح مسلم، وروايته عن ابن الزبير في صحيح البخاري، وعن عبد الله بن مغفل في سنن النسائي.
قال سعدوية: حدثنا مبارك بن فضالة قال: دخلت على ثابت في مرضه، وهو في علو، وكان لا يزال يذكر أصحابه، فقال: يا إخوتاه لم أقدر أن أصلي البارحة كما كنت أصلي، ولم أقدر أن أصوم كما كنت أصوم، ولم أقدر أن أنزل إلى أصحابي فأذكر الله كما كنت أذكره معهم، ثم قال: اللهم إذ حبستني عن ثلاث فلا تدعني في الدنيا ساعة.
وعنه قال: كابدت الصلاة عشرين سنة وتنعمت بها عشرين سنة.
مات ثابت سنة ثلاث وعشرين ومائة، وقيل: سنة سبع وعشرين ومائة، ومناقبه كثيرة.
36 -
ثابت بن ثوبان الدمشقي
.
عن: سعيد بن المسيب، وخالد بن معدان، وغيرهما، وكان وصي مكحول، روى عنه: ابنه عبد الرحمن بن ثابت، والأوزاعي، ويحيى بن حمزة.
وثقه أبو حاتم، وغيره.
• - ثابت أبو المقدام، في الكنى.
37 -
د:
ثعلبة بن مسلم الخثعمي الشامي
.
عن: أيوب بن بشير العجلي، وشعوذ بن عبد الرحمن الأزدي، وأبي عمران مولى أم الدرداء، وجماعة. وعنه: أبو مهدي سعيد بن سنان، ومسلمة بن علي الخشني، وإسماعيل بن عياش، وآخرون.
وثقه أبو حاتم بن حبان.
38 -
ثعلبة أبو بحر الكوفي
.
عن أنس بن مالك. وعنه: الحسن بن عبيد الله، ومسعر، وشعبة، والمسعودي، وجماعة.
قال أبو حاتم: صالح الحديث.
39 -
ثور بن زيد الديلي المديني
.
عن: أبي الغيث سالم، وعكرمة مولى ابن عباس، وجماعة. وعنه: ابن عجلان، ومالك، والدراوردي، وسليمان بن بلال.
وثقه النسائي، وغيره.
وقال أحمد بن حنبل: صالح الحديث.
40 -
د ت ق:
جابر بن يزيد الجعفي الكوفي
.
أحد أوعية العلم على ضعفه ورفضه.
روى عن أبي الطفيل، والشعبي، ومجاهد، وأبي الضحى، وعكرمة، وطائفة. وعنه شعبة، ومعمر، والسفيانان، وإسرائيل، وشريك، وأبو عوانة وشيبان، وخلق.
روى عبد الرحمن بن مهدي عن سفيان قال: كان جابر الجعفي ورعاً في الحديث ما رأيت أورع في الحديث منه.
وقال شعبة: هو صدوق، وروى يحيى بن أبي بكير، عن شعبة قال: كان جابر إذا قال: حدثنا وسمعت فهو من أوثق الناس.
وقال وكيع: ما شككتم في شيء فلا تشكوا أن جابراً ثقة.
وقال محمد بن عبد الله بن الحكم: سمعت الشافعي يقول: قال سفيان لشعبة: لئن تكلمت في جابر الجعفي لأتكلمن فيك.
وروى عباس الدوري عن ابن معين قال: لا يكتب حديث جابر الجعفي ولا كرامة.
وقال زائدة: كان جابر الجعفي كذاباً يؤمن بالرجعة.
وروى أبو يحيى الحماني عن أبي حنيفة قال: ما لقيت أكذب من جابر الجعفي ما أتيته بشيء من رأيي إلا جاءني فيه بأثر وزعم أن عنده ثلاثين ألف حديث لم يظهرها.
وقال أحمد: تركه يحيى القطان، وابن مهدي.
وقال النسائي: متروك.
وقال أبو أحمد بن عدي: له حديث صالح وقد احتمله الناس
ورووا عنه وعامة ما قذفوه به أنه كان يؤمن بالرجعة يعني رجعة علي إلى الدنيا.
وقال الفضل بن زياد: سئل أحمد بن حنبل عن جابر الجعفي وليث بن أبي سليم فقال: جابر أقواهما حديثاً، وليث أحسنهما رأياً، إنما ترك الناس حديث جابر لسوء رأيه. فسئل أحمد عن جابر، وحجاج بن أرطاة فأطرق ساعة، وقال: لا أدري، ثم قال: قد روى شعبة عن جابر الجعفي نحو سبعين حديثاً، وقال شعبة: هو صدوق.
وقال يعقوب بن شيبة: لا نعلم أحداً ترك جابراً الجعفي إلا زائدة، وهو رجل في حديثه اضطراب.
وقال أبو داود في حديث سجود السهو: ليس في كتابي عن جابر سواه.
قال محمد بن المثنى: مات سنة ثمان وعشرين ومائة.
41 -
ع:
جامع بن أبي راشد الكاهلي الكوفي الصيرفي
، أخو الربيع وربيح.
عن أبي وائل، وأبي الطفيل وميمون بن مهران ومنذر بن يعلى الثوري. وعنه السفيانان، وشريك، ومحمد بن طلحة، وآخرون.
قال أحمد العجلي: ثقة ثبت صالح.
42 -
ع:
جبلة بن سحيم التيمي
، ويقال الشيباني الكوفي.
عن معاوية، وابن عمر، وحنظلة أحد الصحابة، وابن الزبير، وغيرهم. وعنه أبو إسحاق الشيباني، وحجاج بن أرطاة، وسفيان، وشعبة، وقيس بن الربيع، وجماعة.
وثقه يحيى القطان.
قال خليفة: مات سنة خمس وعشرين ومائة.
43 -
خ م د ت ن:
الجعد أبو عثمان اليشكري الصيرفي
.
بصري ثقة. عن أنس بن مالك، وأبي رجاء العطاردي، والحسن. وعنه معمر، وشعبة، والحمادان، وأبو عوانة، وابن علية، وعبد الوارث، وآخرون.
وثقه ابن معين. ويعرف بصاحب الحلي.
44 -
ع:
جعفر بن أبي وحشية
، إياس اليشكري، أبو بشر البصري، ثم الواسطي.
أحد الأئمة الكبار. عن سعيد بن جبير، والشعبي، وحميد بن عبد الرحمن الحميري، وطاوس، ومجاهد، وعطاء، وعكرمة، ونافع وميمون بن مهران، وطائفة كثيرة، وعن عباد بن شرحبيل اليشكري أحد الصحابة. روى عنه الأعمش، وشعبة، وأبو عوانة، وهشيم، وخالد بن عبد الله الطحان، وآخرون.
وثقه أبو حاتم، وغيره.
وقال أحمد بن حنبل: أبو بشر أحب إلينا من المنهال بن عمرو وأوثق.
وقال القطان: كان شعبة يضعف حديث أبي بشر عن مجاهد، وقال: لم يسمع منه شيئاً.
وقال شعبة أيضاً: أحاديث أبي بشر عن حبيب بن سالم ضعيفة.
قال أبو أحمد بن عدي: أرجو أنه لا بأس به.
وقال مطين، وغيره: مات سنة ثلاث وعشرين ومائة.
وقال المدائني، وجماعة: سنة خمس وعشرين، وهو أصح.
وقال نوح بن حبيب: كان أبو بشر ساجداً خلف المقام حين مات. ومات سنة أربع وعشرين ومائة.
45 -
د ت ن:
جعفر بن أبي المغيرة الخزاعي القمى
.
عن سعيد بن جبير، وسعيد بن عبد الرحمن بن أبزى، وعكرمة، وشهر بن حوشب. وكان مختصاً بسعيد بن جبير ودخل معه مكة في أيام ابن الزبير ورأى عبد الله بن عمر. روى عنه ابنه خطاب، ويعقوب القمي، وأشعث بن إسحاق القمي، ومندل بن علي، وجماعة.
وكان صدوقاً.
46 -
د ق:
جميل بن مرة الشيباني
.
بصري، مقل. عن أبي الوضيء عباد بن نسيب، وغيره. وعنه جرير بن حازم، والحمادان، وعباد بن عباد، وآخرون.
وثقه النسائي.
47 -
جميل الحذاء الأسلمي
.
عن أبي هريرة، وسهل بن سعد. وعنه عمرو بن الحارث، وابن لهيعة، وبكر بن مضر.
سكن مصر. وهو أبو عروة جميل بن سالم مولى أسلم ذكره ابن يونس.
48 -
جميل بن عبد الله المدني المؤذن
.
عن أنس، وسعيد بن المسيب، وعمر بن عبد العزيز. وعنه يحيى بن سعيد الأنصاري، وابن إسحاق، ومالك بن أنس، وغيرهم.
ما علمت به بأساً.
49 -
الجلد بن أيوب البصري
. صاحب القصص، والمواعظ.
عن معاوية بن قرة، وعمرو بن شعيب، وغير واحد. وعنه هشام بن حسان، وسعيد بن أبي عروبة، والثوري، وحماد بن زيد.
ضعفه إسحاق بن راهويه. وقال الدارقطني: متروك.
50 -
جواب بن عبيد الله التيمي
، الأعور، نزيل جرجان.
روى عن كعب الأحبار مرسلاً، وعن الحارث بن سويد التيمي، ويزيد بن شريك التيمي. وعنه أبو إسحاق الشيباني وجويبر، ومسعر، وقيس بن سليم. ورآه سفيان الثوري بجرجان قال: فلم أكتب عنه، ثم كتبت عن رجل عنه.
وقال أبو نعيم الملائي: كان مرجئاً.
وقال ابن معين: ثقة.
وقال محمد بن عبد الله بن نمير: ضعيف.
51 -
جوثة بن عبد الله الديلي المدني
.
عن أنس، وأبي سلمة بن عبد الرحمن. وعنه يزيد بن أبي حبيب، وابن عجلان، وعياش بن عباس القتباني.
وقيل فيه: حوثة بحاء مهملة، وهو تصحيف.
52 -
الجهم بن صفوان
، أبو محرز الراسبي مولاهم السمرقندي. المتكلم الضال رأس الجهمية وأساس البدعة.
كان ذا أدب ونظر وذكاء وفكر وجدال ومراء، وكان كاتباً للأمير الحارث بن سريج التميمي الذي توثب على عامل خراسان نصر بن سيار، وكان الجهم ينكر صفات الرب عز وجل وينزههه بزعمه عن الصفات كلها ويقول بخلق القرآن، ويزعم أن الله ليس على العرش بل في كل مكان، فقيل: كان يبطن الزندقة، والله أعلم بحقيقته.
وكان هو ومقاتل بن سليمان المفسر بخراسان طرفي نقيض، هذا يبالغ في النفي والتعطيل، ومقاتل يسرف في الإثبات، والتجسيم.
قال أبو محمد بن حزم: كان جهم مع مقاتل بخراسان في وقت واحد، وكان يخالف مقاتلاً في التجسيم، كان جهم يقول: ليس الله شيئاً ولا غير شيء لأنه قال تعالى {اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ} فلا شيء إلا وهو مخلوق، قال: وكان يقول: إن الإيمان عقد بالقلب وإن كفر بلسانه من تقية أو إكراه، وإن عبد الصليب والأوثان في الظاهر ومات على ذلك فهو مؤمن ولي لله من أهل الجنة. قال: وكان مقاتل يقول: إن الله جسم لحم ودم على صورة الإنسان، تعالى الله عن ذلك.
وقال أبو عبد الله بن منده: حدثنا أحمد بن الحسن الأصبهاني بنيسابور، قال: حدثنا عبد الله بن إسحاق النهاوندي قال: سمعت أحمد بن مهدي بن يزيد القافلاني قال: قلت لأحمد بن حنبل: يا أبا عبد الله هؤلاء اللفظية فذكر القصة، ثم قال أحمد بن حنبل: قال لنا علي بن عاصم: ذهبت إلى محمد بن سوقة فقال: ها هنا رجل قد بلغني أنه لم يصل، فمررت معه إليه فقال: يا جهم ما هذا؟ بلغني أنك لا تصلي! قال: نعم. قال: مذ كم؟ قال: مذ تسعة وثلاثين يوماً، واليوم أربعين. قال: فلم لا تصلي؟ قال: حتى يتبين لي لمن أصلي، قال: فجهد به ابن سوقة أن يرجع أو أن يتوب أو يقلع، فلم يفعل، فذهب إلى الوالي فأخذه فضرب عنقه وصلبه، ثم قال لنا أحمد بن حنبل: لا يترك الله من يصلي ويصوم له يدع الصلاة عامداً أربعين يوماً إلا ويضربه بقارعة.
وقال عبد الرحمن بن أبي حاتم: حدثني محمد بن مسلم قال: حدثني عبد العزيز بن منيب قال: حدثنا موسى بن حزام الترمذي قال: حدثنا الأصمعي، عن المعتمر، عن خلاد الطفاوي قال: كان سلم بن أحوز على شرطة نصر بن سيار فقتل جهم بن صفوان لأنه أنكر أن الله كلم موسى.
وقال عمر بن مدرك القاص: سمعت مكي بن إبراهيم يقول: ظهر
عندنا جهم سنة اثنتين وثلاثين ومائة فرأيته في مسجد بلخ يقول بتعطيل الله عن عرشه وأن العرش منه خال.
قلت: سلم بن أحوز الذي قتل الجهم قتله أبو مسلم صاحب الدعوة في حدود الثلاثين ومائة أيضاً.
وقال أبو داود السجستاني: حدثنا أحمد بن هاشم الرملي قال: حدثنا ضمرة بن ربيعة، عن ابن شوذب قال: ترك جهم الصلاة أربعين يوماً، وكان فيمن خرج مع الحارث بن سريج.
وروى يحيى بن شبيل أنه كان جالساً مع مقاتل بن سليمان، وعباد بن كثير إذ جاء شاب فقال: ما تقول في قوله تعالى {كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلا وَجْهَهُ} قال مقاتل: هذا جهمي ويحك إن جهماً والله ما حج البيت ولا جالس العلماء إنما كان رجلاً قد أعطي لساناً.
قال أبو محمد بن حزم: ومن فضائح الجهمية قولهم بأن علم الله محدث مخلوق وأن الله لم يكن يعلم شيئاً حتى أحدث لنفسه علماً وكذا قولهم في القدرة.
وروى إبراهيم بن عمر الكوفي، عن أبي يحيى الحماني قال: جهم كافر بالله، وقيل: إن الجهم تاب عن مقالته ورجع.
قال أبو داود السجستاني: حدثنا أحمد بن حفص بن عبد الله قال: حدثني أبي قال: قال إبراهيم بن طهمان: حدثني من لا أتهم غير واحد أن جهماً رجع عن قوله، ونزع عنه، وتاب إلى الله منه.
وقال البخاري في أفعال العباد: قال ضمرة، عن ابن شوذب قال: ترك جهم الصلاة أربعين يوماً على وجه الشك فخاصمه بعض السمنية فشك وأقام أربعين يوماً لا يصلي. قال ضمرة: قد رأى ابن شوذب جهماً.
وقال عبد العزيز بن الماجشون: كلام جهم صفة بلا معنى وبناء بلا أساس.
قلت: فكان الناس في عافية وسلامة فطرة حتى نبغ جهم فتكلم في الباري تعالى وفي صفاته بخلاف ما أتت به الرسل وأنزلت به الكتب، نسأل الله السلامة في الدين.
53 -
الحارث بن عبد الرحمن القرشي المدني
. أبو عبد الرحمن خال ابن أبي ذئب.
روى عن حمزة وسالم ابني عبد الله، وأبي سلمة بن عبد الرحمن. وعنه ابن أخته فقط، وقيل إن إسحاق روى عنه.
قال النسائي: ليس به بأس.
قلت: مات سنة تسع وعشرين ومائة.
54 -
م د ن ق:
الحارث بن فضيل الأنصاري الخطمي المدني
.
عن جعفر بن عبد الله بن الحكم ومحمود بن لبيد، وسفيان بن أبي العوجاء، وعبد الرحمن بن أبي قراد، وغيرهم. وعنه صالح بن كيسان، وأبو جعفر الخطمي عمير، وفليح، والدراوردي، وجماعة.
وثقه النسائي.
55 -
م د ن ق:
الحارث بن يزيد الحضرمي المصري
. نزيل برقة.
ذكر أنه عقل مقتل عثمان. وروى عن جبير بن نفير، وعبد الرحمن بن حجيرة، وطائفة، وعنه بكر بن عمرو المعافري، والأوزاعي، والليث، وابن لهيعة.
وثقه أبو حاتم، وغيره.
قال الليث: كان يصلي كل يوم ست مائة ركعة.
قيل: توفي سنة ثلاثين ومائة.
56 -
خ م ن ق:
الحارث بن يزيد العكلي
. أبو علي التيمي الكوفي الفقيه تلميذ إبراهيم النخعي.
روى عنه مغيرة بن مقسم، وخالد بن دينار النيلي، وابن عجلان، والقاسم بن الوليد، وجماعة.
وهو قديم الموت، قليل الحديث جداً. وثقه يحيى بن معين.
57 -
م ت ن:
الحارث بن يعقوب الأنصاري
، مولى قيس بن سعد بن عبادة.
مصري نبيل صالح، كان يعد أفضل من ابنه عمرو بن الحارث. روى عن أبي الحباب سعيد بن يسار، وعبد الرحمن بن شماسة، وغير واحد، وقيل: إنه روى عن سهل بن سعد. وعنه ابنه، ويزيد بن أبي حبيب، وهو أكبر منه، والليث بن سعد، وبكر بن مضر، وآخرون.
روى يحيى بن بكير، عن موسى بن ربيعة قال: كان الحارث بن يعقوب من العباد إذا انصرف من عشاء الآخرة دخل بيته فصلى ركعتين ويجاء بعشائه فيقول: أصلي ركعتين فلا يزال يصلي ركعتين ركعتين حتى يصبح فيكون عشاؤه وسحوره واحداً. وكان أبوه يعقوب من العباد أيضاً.
توفي الحارث في سنة ثلاثين ومائة.
58 -
بخ:
حبان بن أبي جبلة القرشي
، مولاهم.
عن عمرو بن العاص، وابنه عبد الله بن عمرو، وابن عباس. وكان يكون بإفريقية. روى عنه عبيد الله بن زحر، وعبد الرحمن بن زياد بن أنعم، وأبو شيبة عبد الرحمن بن يحيى الصدفي.
قال أحمد بن حنبل: ما ينبغي أن يكون سمع من ابن عباس.
قلت: توفي سنة خمس وعشرين ومائة.
59 -
ت:
حبيب بن الزبير بن مشكان الهلالي
، ويقال الحنفي، الأصبهاني. من ناقلة البصرة.
روى عن عبد الله بن أبي الهذيل صاحب عمرو بن العاص، وعن عكرمة، وعطاء بن أبي رباح. وعنه عمر بن فروخ العبدي، وشعبة.
وثقه النسائي.
وقال أبو حاتم: صدوق.
قال أبو الشيخ: حدث من أولاده عدة بأصبهان.
60 -
4:
حبيب بن زيد بن خلاد الأنصاري المدني
.
عن ليلى مولاة جدته أم عمارة، وعباد بن تميم. وعنه محمد بن إسحاق، وشعبة، وشريك.
وثقه النسائي.
61 -
حبيب بن أبي عبيدة الفهري المصري الأمير
.
كان على ولايات جليلة بالأندلس، وله وفادة على سليمان بن عبد الملك.
توفي سنة أربع وعشرين ومائة.
62 -
ت ن:
حبيب بن أبي مرزوق
.
عن عروة، وعطاء، ونافع. وعنه جعفر بن برقان، وأبو المليح الرقي. عداده في أهل الجزيرة.
63 -
م د ن:
حبيب الأعور المدني
.
عن مولاه عروة، وأم عروة أسماء بنت أبي بكر، وندبة مولاة ميمونة. وعنه الزهري، ومات قبله، والضحاك بن عثمان الحزامي، وأبو الأسود يتيم عروة.
وهو صدوق. مات في آخر دولة بني أمية.
64 -
حرب بن عبد الله بن يزيد بن معاوية
، بن أبي سفيان. يلقب بأبي جهل.
كان أحد من سار في جند حمص للطلب بدم الوليد بن يزيد فقتل بنواحي دمشق في الوقعة.
65 -
حسان بن أبي سنان البصري
.
الزاهد أحد العباد المذكورين صحب الحسن. أخذ عنه ابن شوذب، وجعفر بن سليمان الضبعي.
وكان يقول: ما رأيت أهون من الورع، دع ما يريبك إلى ما لا يريبك.
قال أبو داود الطيالسي: حدثنا عمارة بن زاذان قال: كان حسان بن أبي سنان يفتح باب حانوته فيضع الدواة، والدفتر ويرخي ستره ويصلي فإذا أحس بإنسان قد جاء يقبل على حسابه يوهم أنه كان في الحساب.
وقال سلام بن أبي مطيع: كان حسان بن أبي سنان يقول: لولا المساكين ما اتجرت.
وقال حماد بن زيد: كنت إذا رأيت حسان كأنه أبداً مريض.
وروى البرجلاني عن عبد الجبار بن النضر أن حسان مر بغرفة فقال: مذ كم بنيت هذه؟ ثم قال: يا نفس وما عليك تسألين عن هذا! فعاقبها بصوم سنة.
وقال الشاذكوني: حدثنا جعفر بن سليمان قال: سمعت رجلاً يقول: رأيت النبي صلى الله عليه وسلم في النوم فقلت: يا رسول الله أما بالعراق من الأبدال
أحد؟ قال: بلى، محمد بن واسع، وحسان بن أبي سنان، ومالك بن دينار.
66 -
ع:
حسان بن عطية الدمشقي
، أبو بكر المحاربي مولاهم.
أحد أئمة الشاميين. عن أبي أمامة الباهلي، وسعيد بن المسيب، وأبي كبشة السلولي، وأبي الأشعث الصنعاني، ومحمد بن أبي عائشة، وغيرهم. وعنه الأوزاعي، وأبو معيد حفص بن غيلان، وأبو غسان محمد بن مطرف، وأخطأ من قال: روى عنه الوليد بن مسلم لم يدركه.
قال الأوزاعي: ما رأيت أحداً أكثر عملاً في الخير من حسان بن عطية.
وقال غيره: كان من أهل بيروت.
وثقه أحمد، وابن معين.
وقد رمي بالقدر فروى مروان بن محمد عن سعيد بن عبد العزيز ذلك فبلغ الأوزاعي كلام سعيد فيه فقال: ما أغر سعيداً بالله ما أدركت أحداً أشد اجتهاداً ولا أعمل من حسان.
وروى ضمرة عن رجاء بن أبي سلمة قال: سمعت يونس بن سيف يقول: ما بقي من القدرية إلا كبشان أحدهما حسان بن عطية.
وروى عقبة بن علقمة عن الأوزاعي فذكر شيئاً من مناقب حسان.
وقال الوليد بن مزيد: سمعت الأوزاعي يقول: كان لحسان بن عطية غنم فسمع ما جاء في المنائح فتركها. وقلت: كيف الذي سمع؟ قال: يوم له ويوم لجاره.
وقال عبد الملك الصنعاني عن الأوزاعي قال: كان حسان بن عطية إذا صلى العصر يذكر الله في المسجد حتى تغيب الشمس، ومن دعائه:
اللهم إني أعوذ بك أن أتعزز بشيء من معصيتك، وأعوذ بك أن أتزين للناس بشيء يشينني عندك، وأعوذ بك أن أقول قولاً أبتغي به وجه غيرك.
بقي حسان بن عطية إلى حدود سنة ثلاثين ومائة.
67 -
د ن:
الحسين بن الحارث أبو القاسم الجدلي الكوفي
.
عن ابن عمر، والنعمان بن بشير، والحارث بن حاطب الجمحي، وعبد الرحمن بن زيد بن الخطاب العدوي. وعنه زكريا بن أبي زائدة، وحجاج بن أرطاة، وشعبة، ويحيى بن زكريا بن أبي زائدة، وجماعة.
ذكره ابن حبان في الثقات.
68 -
د:
الحسين بن شفي بن ماتع الأصبحي المصري
.
عن أبيه، وتبيع ابن امرأة كعب، وقيل: إنه أدرك عبد الله بن عمرو وسمع منه. وعنه يحيى بن أبي عمرو السيباني، ونافع بن يزيد، وحيوة بن شريح.
قال ابن يونس: مات في سنة تسع وعشرين ومائة.
69 -
د ن:
حصين بن عبد الرحمن بن عمرو بن سعد بن معاذ أبو محمد الأنصاري
الأشهلي المدني.
أرسل عن أسيد بن حضير. وروى عن ابن عباس، وأنس ومحمود بن لبيد وعنه ابنه محمد، ومحمد بن إسحاق، ومحمد بن صالح الأزرق.
ومنهم من قال: هو حصين بن عبد الرحمن بن أسعد بن زرارة.
توفي سنة ست وعشرين ومائة.
70 -
خ د ن:
حطان بن خفاف
، أبو الجويرية الجرمي الكوفي.
عن ابن عباس في صحيح البخاري، وعن معن بن يزيد. وعنه شعبة، وإسرائيل، والسفيانان، وزهير بن معاوية، وأبو عوانة.
وثقه ابن معين.
71 -
حفص بن سليمان المنقري
.
بصري، عن الحسن. وعنه معمر، وحماد بن زيد.
ثقة. مات سنة ثلاثين ومائة.
72 -
ن:
حفص بن الوليد بن سيف
، أبو بكر الحضرمي.
أمير الديار المصرية من جهة هشام بن عبد الملك.
روى عن الزهري. وعنه الليث، وابن لهيعة، وعمرو بن الحارث.
وهو مقل.
قتله حوثرة الباهلي في سنة ثمان وعشرين ومائة، وكان ممن خلع مروان الحمار فلم يتم.
73 -
الحكم بن المطلب بن عبد الله بن المطلب
، بن حنطب المخزومي المدني.
أحد الأشراف. نزل منبج. وروى عن أبيه، وعن أبي سعيد المقبري. وعنه أخوه عبد العزيز، والهيثم بن عمران، وسعيد بن عبد العزيز.
قال الدارقطني: يعتبر به.
قلت: كان أحد الأجواد الممدحين قصدته الشعراء وامتدحوه.
74 -
4:
حكيم بن جبير الأسدي الكوفي
.
عن أبي جحيفة وعلقمة، وعبد خير، وعلي بن الحسين، وجماعة. وعنه شعبة، والسفيانان، وزائدة، وإسرائيل، وشريك، وآخرون.
وكان من غلاة الشيعة تركه شعبة لما تبين له أمره.
وقال أحمد: ضعيف.
وقال الدارقطني، وغيره: متروك.
، وأما النسائي فمشاه، وقال: ليس بالقوي.
75 -
د ت:
حكيم بن الديلم
.
عن شريح، وأبي بردة وزاذان، والضحاك بن مزاحم، وغيرهم. وعنه سفيان الثوري، وشريك.
وثقه ابن معين.
وقال أبو حاتم: صالح لا يحتج به.
76 -
حنظلة بن صفوان
، أبو حفص الكلبي. الأمير.
من أشراف الشاميين، ولي إمرة مصر مرتين، وإمرة المغرب.
77 -
د ن:
حنين بن أبي حكيم المصري
، مولى سهل بن عبد العزيز بن مروان.
عن علي بن رباح، وعطاء، ومكحول، وسالم أبي النضر. وعنه عمرو بن الحارث، وابن لهيعة، والليث.
له حديث واحد في السنن.
• - حيي بن هانئ، هو أبو قبيل.
78 -
ع:
خالد بن ذكوان المدني
.
عن الربيع بنت معوذ، وأيوب بن بشير، وأم الدرداء. وعنه
عبد الواحد بن زياد، وحماد بن سلمة، وبشر بن المفضل. وانتقل إلى البصرة.
قال النسائي: ليس به بأس.
79 -
خالد بن صفوان
، أبو صفوان بن الأهتم التميمي المنقري البصري.
أحد فصحاء العرب، ومن مشاهير الأخباريين، وله أخبار في البخل، وفد على هشام بن عبد الملك. حكى عنه شبيب بن شيبة، وسفيان بن عيينة، وإبراهيم بن سعد.
ومن كلامه، وسئل: أي إخوانك أحب إليك؟ قال: الذي يغفر زللي، ويقبل عللي، ويسد خللي.
قلت: إنما ذاك هو الله أجود الأجودين.
80 -
م ن:
خالد بن عبد الله بن محرز البصري
، الأحدب الأثبج.
روى عن عمه صفوان بن محرز، وزرارة بن أوفى، والحسن البصري. وعنه سليمان التيمي، وعوف الأعرابي، وأبو بشر، وإبراهيم بن طهمان، وآخرون.
وثقه ابن حبان.
81 -
د:
خالد بن عبد الله بن يزيد بن أسد
، الأمير أبو القاسم القسري البجلي الدمشقي.
أحد الأشراف. ولي إمرة مكة للوليد، ثم إمرة العراقين، وغيرها لهشام بن عبد الملك، وله أخوان: أسد، وإسماعيل، ولجدهم صحبة.
روى خالد عن أبيه. وعنه حميد الطويل، وإسماعيل بن أبي خالد، وسيار أبو الحكم.
وكان خطيباً بليغاً جواداً ممدحاً عظيم القدر لكنه ناصبي.
قال ابن معين: رجل سوء يقع في علي رضي الله عنه.
قال يحيى الحماني: قيل لسيار: تروي عن خالد القسري؟ قال: إنه كان أشرف من أن يكذب.
وذكره ابن حبان في الثقات.
وقال المدائني: أول ما عرف به سؤدد خالد بن عبد الله أنه مر في سوق دمشق، وهو غلام فوطئ فرسه صبياً فوقف عليه فلما رآه لا يتحرك أمر غلامه فحمله، ثم أتى به مجلس قوم فقال: إن حدث بهذا الغلام حدث فأنا صاحبه وطأته فرسي ولم أعلم.
قال خليفة: ولي خالد بن عبد الله القسري مكة للوليد سنة تسع وثمانين فبقي حتى عزله سليمان بن عبد الملك، ثم ولي خالد العراق سنة ست ومائة إلى سنة عشرين ومائة فصرف بيوسف بن عمر.
قال الأصمعي: حدثنا الوليد بن نوح قال: سمعت خالد بن عبد الله على المنبر يقول: إني لأطعم كل يوم ستة وثلاثين ألفاً من الأعراب من تمر وسويق.
وقال أبو تمام حبيب بن أوس الطائي الشاعر: حدثني بعض القسريين قال: كان خالد بن عبد الله يدعو بالبدر ويقول: إنما هذه الأموال ودائع لا بد من تفريقها ويقول: إذا أتانا المملق فأغنيناه، والظمآن فأرويناه فقد أدينا الأمانة.
وعن الأصمعي قال: دخل على خالد أعرابي فقال: أيها الأمير قد امتدحتك ببيتين فلا أنشدكهما إلا بعشرة آلاف وخادم، قال: قل، فقال:
لزمت نعم حتى كأنك لم تكن سمعت من الأشياء شيئاً سوى نعم وأنكرت لا حتى كأنك لم تكن سمعت بها في سالف الدهر والأمم
فأمر له بعشرة آلاف وخادم.
ودخل عليه أعرابي فقال: إني قد قلت فيك شعرا، وأنشأ يقول:
أخالد إني لم أزرك لحاجة سوى أنني عاف وأنت جواد أخالد إن الحمد والأجر حاجتي فأيهما تأتي فأنت عماد
فقال له خالد: سل يا أعرابي، قال: أصلح الله الأمير مائة ألف درهم، قال: أكثرت، قال: قد حططت الأمير تسعين ألفاً، قال: ما أدري من أي أمريك أعجب! قال: إنك لما جعلت المسألة إلي سألت على قدرك فلما سألتني أن أحط حططت على قدري، قال: يا أعرابي لا تغلبني، يا غلام مائة ألف، فدفعها إليه.
وروى زكريا المنقري عن الأصمعي قال: دخل أعرابي على خالد في يوم مجلس الشعراء فأنشده:
تعرضت لي بالجود حتى نعشتني وأعطيتني حتى ظننتك تلعب فأنت الندى وابن الندى وأخو الندى حليف الندى ما للندى عنك مذهب
فأمر له بمائة ألف.
وعن الهيثم بن عدي، أن خالد بن عبد الله القسري قال: لا يحتجب الوالي إلا لثلاث: إما عيي فهو يكره أن يطلع الناس على عيه، وإما صاحب سوء فهو يتستر، وإما بخيل يكره أن يسأل.
ولخالد ترجمة طويلة في تاريخ دمشق.
قال خليفة بن خياط: قتل خالد سنة ست وعشرين ومائة، وهو ابن نحو ستين سنة.
قلت: له في سنن أبي داود أنه أضعف صاع العراق فجعله ستة عشر رطلاً.
82 -
د ن:
خالد بن عرفطة
.
عن حبيب بن سالم، والحسن البصري، وأبي سفيان طلحة بن نافع. وعنه قتادة، مع تقدمه، وأبو بشر، وواصل مولى أبي عيينة.
وثقه ابن حبان. مات كهلاً.
83 -
د ن ق:
خالد بن علقمة أبو حية الوادعي الكوفي
.
عن عبد خير في الوضوء. وعنه سفيان، وشعبة، وأبو حنيفة النعمان بن ثابت، وأبو عوانة، وزائدة.
وثقه النسائي، وغيره.
وسماه شعبة، وأبو عوانة: مالك بن عرفطة.
84 -
م د ت ن:
خالد بن أبي عمران التجيبي
، التونسي أبو عمر قاضي إفريقية.
عن حنش الصنعاني، ووهب بن منبه، وعروة بن الزبير، وسليمان بن يسار، والقاسم بن محمد، وطائفة. وعنه: سعيد بن يزيد، وطلحة بن أبي سعيد، وعبيد الله بن زحر، والليث، وابن لهيعة، وعدة.
وكان عالم أهل المغرب وفقيههم. ثقة ثبت.
ويقال: كان مجاب الدعوة.
قال زوين بن خالد الصدفي: خرجت الصفرية بإفريقية يوم القرن فبرز خالد بن أبي عمران للقتال فبرز إليه رئيس القوم من زناتة فقتله خالد بن أبي عمران.
توفي خالد سنة تسع وعشرين وقيل: سنة خمس وعشرين ومائة، رحمه الله تعالى.
85 -
د:
خالد بن محمد الثقفي الدمشقي
، نزيل حمص.
عن بلال بن أبي الدرداء، وبلال بن سعد، وعمر بن عبد العزيز. وعنه:
حريز بن عثمان، ومحمد بن الوليد الزبيدي، ومعاوية بن صالح، وأبو بكر بن أبي مريم.
وثقه أبو حاتم الرازي.
86 -
ع:
خبيب بن عبد الرحمن بن خبيب بن يساف أبو الحارث الأنصاري
الخزرجي المدني.
عن أبيه، وعمته أنيسة، وحفص بن عاصم. وعنه: ابن أخته عبيد الله بن عمر، وشعبة، ومالك، ومبارك بن فضالة، وابن إسحاق.
وثقه النسائي.
وقال الواقدي: مات زمن مروان.
87 -
خلف بن حوشب الكوفي
. العابد الأعور، وهو أخو كليب بن حوشب.
عن مجاهد، وأبي حازم الأشجعي، وعطاء، وميمون بن مهران، ويزيد بن أبي مريم، وأبي إسحاق، وطائفة. وعنه: شعبة، وسفيان بن عيينة، وشريك، ومروان، وأبو بدر شجاع بن الوليد، فعلى هذا كأنه بقي إلى بعد الأربعين ومائة. وله أخبار ومواعظ وجلالة.
قال النسائي: ليس به بأس.
88 -
د ن:
خلاد بن عبد الرحمن بن جندة الصنعاني
.
عن سعيد بن المسيب، ومجاهد، وسعيد بن جبير. وعنه: القاسم بن فياض، ومعمر، وبكار بن عبد الله اليماني.
وثقه أبو زرعة، ووصفه معمر بالحفظ.
89 -
ت ن:
داود بن شابور
، أبو سليمان المكي.
عن طاووس، ومجاهد، وعمرو بن شعيب. وعنه: شعبة، وابن عيينة، وداود بن عبد الرحمن العطار.
وثقه النسائي.
90 -
داود بن فراهيج المدني
.
عن أبي هريرة، وأبي سعيد. وعنه: محمد بن عجلان، وابن إسحاق، وشعبة، وأبو غسان محمد بن مطرف.
ضعفه شعبة، والنسائي.
وقال أحمد بن حنبل: صالح الحديث.
وقال ابن معين: ليس به بأس.
وقد بقي إلى أيام مقتل الوليد فإنه قدم الشام إذ ذاك.
قال شعبة: كبر وافتقر.
أخبرنا جماعة أن عمر بن محمد المعلم أخبرهم، قال: أخبرنا عبد الوهاب الحافظ، قال: أخبرنا أبو محمد بن هزامرد، قال: أخبرنا ابن حبابة، قال: أخبرنا أبو القاسم البغوي، قال: حدثنا علي، قال: حدثنا شعبة، عن داود بن فراهيج قال: سمعت أبا هريرة ولم يرفعه يقول: الضيافة ثلاثة أيام فما كان بعد ذلك فهو صدقة.
91 -
4:
دراج بن سمعان
، أبو السمح المصري القاص، مولى عبد الله بن عمرو بن العاص.
روى عن عبد الله بن الحارث بن جزء الزبيدي، وعن أبي الهيثم، وهو سليمان بن عمرو العتواري، وأبي قبيل المعافري، وعبد الرحمن بن حجيرة. وعنه: حيوة بن شريح، وسعيد بن يزيد القتباني، وعمرو بن الحارث، والليث بن سعد، وابن لهيعة.
وثقه ابن معين.
وضعفه أبو حاتم يسيراً فإنه قال: فيه ضعف.
ويقال كان مجاب الدعوة من الخاشعين.
وقال أحمد بن حنبل: حديثه منكر.
وقال منذر بن يونس: سمعت دراجاً مولى عمرو بن العاص يقول في قصصه، فذكر حكاية.
وقال عمرو بن الحارث: حدثنا دراج أنه سمع عبد الله بن الحارث بن جزء يقول: إن في النار لحيات كأعناق البخت.
توفي دراج سنة ست وعشرين ومائة.
92 -
د ن ق:
دويد بن نافع أبو عيسى الحمصي
، مولى بني أمية.
نزل مصر، وحدث عن عروة، وأبي صالح السمان، وعطاء، وابن شهاب. وعنه: جبارة بن عبد الله، وابنه عبد الله بن دويد، والليث بن سعد.
قال أبو حاتم: شيخ.
93 -
ق:
دينار أبو عمر البزار الكوفي
، مولى ابن أبي غالب الأسدي.
عن زيد بن أرقم، ومحمد ابن الحنفية، وغيرهما. وعنه إسماعيل بن سليمان، وعلي بن الحزور.
وثقه وكيع. وقال أبو حاتم: ليس بالمشهور.
• - ربيعة بن سيف المعافري. مر.
94 -
ع:
ربيعة بن يزيد القصير
، أبو شعيب الإيادي الدمشقي.
أحد الأعلام في العلم، والعمل. عن واثلة بن الأسقع، وجبير بن نفير، وأبي إدريس الخولاني، وقيل إنه سمع من معاوية. وعنه: حيوة بن شريح، والأوزاعي، ومعاوية بن صالح، وسعيد بن عبد العزيز، وفرج بن فضالة، وآخرون.
قال فرج: كان ربيعة يفضل على مكحول يعني في العبادة.
وقال سعيد بن عبد العزيز: لم يكن عندنا أحسن سمتاً في العبادة منه، ومن مكحول.
وقيل: كانت داره بناحية دار الفراديس.
وقال أبو مسهر: حدثنا عبد الرحمن بن عامر، قال: سمعت ربيعة بن يزيد يقول: ما أذن المؤذن لصلاة الظهر منذ أربعين سنة إلا وأنا في المسجد إلا أن أكون مريضاً أو مسافرا.
وقال الدارقطني: ربيعة بن يزيد يعرف بالقصير يعتبر به.
وقال مروان بن محمد: خرج ربيعة مع كلثوم بن عياض فقتله البربر سنة ثلاث وعشرين ومائة.
وقال أبو مسهر: استشهد بإفريقية رحمه الله.
95 -
ن:
ربيع بن لوط
.
عن عمه البراء بن عازب، وقيس بن مسلم. وعنه: ابن جريج، ومحمد بن عمرو، وشعبة، وابن عيينة، وآخرون.
96 -
د ق:
ربيح بن عبد الرحمن بن أبي سعيد الخدري المدني
.
عن أبيه، عن جده. وعنه إسحاق بن محمد الأنصاري، وفليح بن سليمان، وكثير بن زيد، والدراوردي.
قال أبو زرعة: شيخ.
وقال أحمد بن حنبل: ليس بمعروف.
قلت: له خبر في وجوب التسمية على الوضوء.
97 -
ن:
رزيق بن حكيم الأيلي
، أبو حكيم. متولي أيلة لعمر بن عبد العزيز.
عبد صالح خير. عن سعيد بن المسيب، وعمرة. وعنه يونس، وعقيل، ومالك، وابن عيينة.
98 -
م:
رزيق بن حيان
، أبو المقدام الفزاري.
عن عمر بن عبد العزيز، ومسلم بن قرظة. وعنه: يحيى بن سعيد الأنصاري، وعبد الرحمن بن يزيد بن جابر، وغيرهما.
ومنهم من قال زريق بتقديم المعجمة.
99 -
ق:
رزيق أبو عبد الله الألهاني الحمصي
.
أرسل عن أبي الدرداء، وعبادة بن الصامت. روى عن أنس بن مالك، وغيره. وعنه: أرطاة بن المنذر، وإسماعيل بن عياش، وأبو الخطاب الدمشقي ومسلمة الخشني.
وقد وثق.
وقال ابن حبان: لا يحتج به.
100 -
د ت ق:
رياح بن عبيدة الباهلي
.
عن علي بن الحسين، وأبان بن عثمان، وعمر بن عبد العزيز، وجماعة؛ وعنه ابن شوذب، وداود بن أبي هند، وقعنب بن محرر، وآخرون.
وثقه النسائي.
101 -
ع:
زبيد بن الحارث اليامي الكوفي
أحد الأعلام.
عن إبراهيم بن يزيد، وإبراهيم بن سويد النخعيين، وعبد الرحمن بن أبي ليلى، وأبي وائل، وطائفة. وعنه سفيان، وشعبة، وجرير بن حازم، ومحمد بن طلحة بن مصرف، وشريك، وآخرون.
قال شعبة: ما رأيت رجلا خيراً من زبيد.
وقال سفيان بن عيينة قال زبيد: ألف بعرة أحب إلي من ألف دينار.
وقال ابن شبرمة: كان زبيد يجزئ الليل ثلاثة أجزاء: جزءاً عليه، وجزءاً على ابنه عبد الرحمن، وجزءاً على ابنه عبد الله، فكان زبيد يصلي، ثم يقول لأحدهما: قم، فإن تكاسل، صلى جزءه، ثم يقول للآخر: قم، فإن تكاسل أيضاً صلى جزءه فيصلي الليل كله.
قال نعيم بن ميسرة: قال سعيد بن جبير: لو خيرت من ألقى الله تعالى في مسلاخه لاخترت زبيداً الإيامي.
وقال ابن يونس، عن عقبة بن إسحاق قال: كان منصور يأتي زبيد بن الحارث فكان يذكر له أهل البيت ويعصر عينيه يريده على الخروج أيام زيد بن علي فقال زبيد: ما أنا بخارج إلا مع نبي وما أنا بواجده.
وقد اختلف في كنية زبيد فقيل: أبو عبد الله، وقيل أبو عبد الرحمن.
قال يحيى القطان: ثبت.
وقال أبو حاتم، وغيره: ثقة.
وروى ليث عن مجاهد قال: أعجب أهل الكوفة إلي أربعة فذكر منهم زبيداً.
وقال إسماعيل بن حماد: كنت إذا رأيت زبيد بن الحارث مقبلاً من السوق رجف قلبي.
وروى شجاع بن الوليد، عن عمران بن عمرو قال: كان عمي زبيد حاجاً فاحتاج إلى الوضوء فقام فتنحى فقضى حاجته، ثم أقبل فإذا هو بماء في موضع لم يكن معهم فيه ماء فتوضأ، ثم جاءهم يعلمهم فأتوه فلم يجدوه.
وقال يونس المؤدب: أخبرني زياد قال: كان زبيد مؤذن مسجده فكان يقول للصبيان: تعالوا فصلوا أهب لكم الجوز، فكانوا يصلون، ثم يحوطون به، فقلت له في ذلك! فقال: وما علي، أشتري لهم جوزاً بخمسة دراهم ويتعودون الصلاة.
وروي عن زبيد أنه كان إذا كانت ليلة مطيرة طاف على عجائز الحي ويقول: ألكم في السوق حاجة؟
قلت: زبيد معدود في صغار التابعين، ولا أعلم له شيئاً عن الصحابة.
قال أبو نعيم: مات سنة اثنتين وعشرين ومائة.
وقال ابن نمير: سنة أربع وعشرين.
102 -
خ م د ت ق:
الزبير بن الخريت
.
من علماء البصرة. عن السائب بن يزيد، وعبد الله بن شقيق، وأبي لبيد لمازة بن زبار، وعكرمة. وعنه هارون النحوي الأعور، وجرير بن حازم، وحماد بن زيد، وعباد بن عباد، وآخرون.
وثقه أبو حاتم، وغيره، وابن معين.
103 -
خ ت ن:
الزبير بن عربي أبو سلمة النمري البصري
.
عن ابن عمر. وعنه معمر، وحماد بن زيد، وابنه إسماعيل بن الزبير، وآخرون.
قال النسائي: ليس به بأس.
104 -
الزبير بن موسى بن ميناء المكي
.
عن جابر بن عبد الله، وسعيد بن جبير، وجماعة؛ وعنه ابن جريج، وسفيان الثوري، وعبد الله بن أبي نجيح.
ذكره ابن حبان في الثقات.
105 -
زجلة مولاة عاتكة بنت عبد الله بن معاوية
.
أدركت كويسة الصحابية، وروت عن أم الدرداء، وسالم بن عبد الله، وعمر بن عبد العزيز، وبقيت إلى آخر أيام بني أمية؛ روى عنها كليب بن عيسى الثقفي، وصدقة بن خالد. فقال صدقة: حدثتنا زجلة مولاة معاوية قالت: كنا مع أم الدرداء فأتاها هشام بن إسماعيل الأمير فقال: ما أوثق عملك في نفسك؟ قالت: الحب في الله.
وقال سعيد بن عبد العزيز: كانت زجلة لعاتكة امرأة خالد بن يزيد بن معاوية، فكانت ترى منها ما لا تحب فقالت: ما أرضاك لله، فغضبت منها وزوجتها بعبد أسود، فأراها دعت الله فدف عنها الأسود فبلغ ذلك عبد الرحمن بن يزيد بن معاوية فركب إلى بنت عمه في أمرها فأعتقها.
106 -
زهير بن أبي ثابت العبسي
، ويقال: العمي، ويقال: الأسدي.
عن الشعبي، وسعيد بن جبير. وعنه الثوري، وشريك، وأبو عوانة.
وقد وثق.
107 -
ت:
زياد بن عبد الله النميري البصري
.
عن أنس. وعنه عبد الرحمن مولى قيس بن حبيب، وأبو سعيد المؤدب محمد بن مسلم، وزائدة بن أبي الرقاد وعمارة بن زاذان.
قال ابن حبان في الثقات: يخطئ، وكان من العباد.
وضعفه أبو داود.
108 -
ع:
زياد بن علاقة بن مالك الثعلبي
، أبو مالك الكوفي.
أحد الثقات المعمرين. روى عن عمه قطبة بن مالك، والمغيرة بن شعبة، وجرير بن عبد الله البجلي، وأسامة بن شريك، وعمرو بن ميمون الأودي، وجماعة؛ وعنه سفيان، وشعبة، وشيبان، وزائدة، وزهير، وإسرائيل، وأبو عوانة، وأبو الأحوص، وابن عيينة.
قال ليث بن أبي سليم: أدرك ابن مسعود.
وقال النسائي: ثقة.
قيل: مات سنة خمس وعشرين ومائة أو بعدها بيسير وعاش مائة سنة.
قال أبو حاتم: صدوق.
109 -
م د ن:
زياد بن فياض أبو الحسن الخزاعي الكوفي
.
عن خيثمة بن عبد الرحمن، وسعيد بن جبير، وأبي عياض عمرو بن الأسود، وعنه شعبة، والأعمش، وسفيان، وشريك، ومسعر.
وثقه أبو حاتم، وغيره.
قال الثوري: كنت إذا رأيته كأنه نشر من قبر.
قلت: له في الكتب حديثان في صوم يوم ويوم، وفي المسكر.
قيل: مات سنة تسع وعشرين ومائة.
110 -
م ت ق:
زياد بن أبي زياد المخزومي المديني
، واسم أبيه ميسرة مولى عبد الله بن عياش بن أبي ربيعة.
له دار وذرية بدمشق. روى عن مولاه، وعراك بن مالك، وأبي بحرية عبد الله بن قيس، ونافع بن جبير، وجماعة. وعنه يزيد بن الهاد، وابن إسحاق، وعبد الله بن سعيد بن أبي هند، ومالك بن أنس، وآخرون.
وثقه النسائي، وغيره. وكان عبداً صالحاً زاهداً كبير القدر.
قال مالك: كان مملوكاً فدخل يوماً على عمر بن عبد العزيز، وكان يكرمه.
وإياه عنى الفرزدق بقوله:
يا أيها القارئ المرخي عمامته هذا زمانك إني قد مضى زمني
قال مالك: وكان عابداً معتزلاً يكون وحده يدعو الله، وكانت فيه لكنة، وكان يلبس الصوف ولا يأكل اللحم، وكانت له دريهمات يعالج له فيها.
وروى يحيى الوحاظي عن النضر بن عربي قال: بينما عمر بن عبد العزيز يتغدى إذ بصر بزياد مولى ابن عياش فأمر حرسياً أن يكون معه؛ فلما خرج الناس وبقي زياد قام إليه عمر حتى جلس معه، ثم قال: يا فاطمة هذا زياد فاخرجي فسلمي عليه هذا زياد عليه جبة صوف، وعمر قد ولي أمر الأمة، فجاشت نفسه حتى قام إلى البيت فقضى عبرته، ثم خرج ففعل ذلك ثلاث مرات؛ فقالت فاطمة: يا زياد هذا أمرنا، وأمره ما فرحنا به ولا قرت أعيننا منذ ولي.
ابن وهب عن مالك قال: كان زياد مولى ابن عياش يمر بي وأنا جالس فربما أفزعني حسه من خلفي فيضع يده بين كتفي فيقول لي: عليك
بالجد فإن كان ما يقول أصحابك هؤلاء من الرخص حقاً لم يضرك، وإن كان الأمر على غير ذلك كنت قد أخذت بالحذر.
قال مالك: وكان زياد قد أعانه الناس على فكاك رقبته وأسرع إليه في ذلك، ففضل بعد الذي قوطع عليه مال كثير فرده زياد إلى من أعانه بالحصص وكتبهم زياد عنده فلم يزل يدعو لهم حتى مات رحمه الله.
له في الكتب ثلاثة أحاديث.
111 -
د:
زياد بن مخراق المزني البصري
.
عن أبي نعامة قيس بن عباية، وعكرمة، ومعاوية بن قرة، وعنه شعبة، ومالك، وابن عيينة، وابن علية.
وثقه ابن معين.
يقال: توفي سنة ثلاثين ومائة.
112 -
ع:
زيد بن جبير الطائي الكوفي
.
عن ابن عمر، وخشف بن مالك، وأبي يزيد الضبي. وعنه حجاج بن أرطاة، وسفيان، وشعبة، وزهير، وإسرائيل، وأبو عوانة، وآخرون.
قال أحمد بن حنبل: صالح الحديث.
وقال النسائي وغيره: ليس به بأس.
قلت: له سبعة أحاديث.
وثقه ابن معين، وقد وهم العجلي حيث يقول: ليس بتابعي.
113 -
م 4:
زيد بن سلام بن أبي سلام ممطور الحبشي الدمشقي نزيل اليمامة
.
عن جده أبي سلام الأسود، وعبد الله بن زيد الأزرق، وعدي بن أرطاة. وعنه أخوه معاوية بن سلام، ويحيى بن أبي كثير.
وثقه الدارقطني، وغيره.
114 -
زيد بن طلحة أبو يعقوب التيمي المدني
.
عن ابن عباس، وعن المقبري. وعنه ابنه يعقوب، وعبد الرحمن بن إسحاق، وأبو علقمة عبد الرحمن بن محمد الفروي، وسفيان الثوري.
وثقه ابن معين.
115 -
د ت ق:
زيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب
أبو الحسين الهاشمي العلوي المدني أخو أبي جعفر محمد، وعبد الله، وعمر، وعلي، والحسين، وهو ابن أمة.
روى عن أبيه، وأخيه أبي جعفر الباقر، وعروة. وعنه ابن أخيه جعفر بن محمد، وشعبة، وفضيل بن مرزوق، والمطلب بن زياد، وسعيد بن خثيم الهلالي، وعبد الرحمن بن أبي الزناد، وآخرون سواهم.
وكان أحد العلماء الصلحاء بدت منه هفوة فاستشهد فكانت سبباً لرفع درجته في آخره.
روى أبو اليقظان عن جويرية بن أسماء أو غيره أن زيد بن علي وفد من المدينة على يوسف بن عمر الثقفي أمير العراقين الحيرة فأحسن جائزته، ثم رجع إلى المدينة فأتاه ناس من أهل الكوفة فقالوا: ارجع فليس يوسف بشيء فنحن نأخذ لك الكوفة، فرجع فبايعه ناس كثير وخرجوا معه
فعسكر فالتقاه العسكر العراقي فقتل زيد في المعركة، ثم صلب فبقي معلقاً أربعة أعوام، ثم أنزل فأحرق فإنا لله وإنا إليه راجعون.
قال يعقوب الفسوي: كان قدم الكوفة وخرج بها لكونه كلم هشام بن عبد الملك في دين ومعونة فأبى عليه وأغلظ له.
وقد سئل عيسى بن يونس عن الرافضة، والزيدية فقال: أما الرافضة فإنهم جاءوا إلى زيد بن علي حين خرج فقالوا: تبرأ من أبي بكر، وعمر حتى نكون معك، فقال: لا بل أتولاهما وأبرأ ممن يبرأ منهما، قالوا: إذاً نرفضك فسميت الرافضة. وأما الزيدية فقالوا بقوله وحاربوا معه فنسبوا إليه.
وقال إسماعيل السدي، عن زيد بن علي قال: الرافضة حربي وحرب أبي في الدنيا والآخرة، مرقوا علينا كما مرقت الخوارج على علي رضي الله عنه.
وروى عبد الله بن أبي بكر العتكي، عن جرير بن حازم قال: رأيت النبي صلى الله عليه وسلم في المنام كأنه متساند إلى خشبة زيد بن علي، وهو يقول: هكذا تفعلون بولدي.
وقال عباد بن يعقوب، وهو رافضي ضال لكنه صادق، وهذا نادر، أخبرنا عمرو بن القاسم قال: دخلت على جعفر بن محمد، وعنده أناس من الرافضة فقلت: إن هؤلاء يبرؤون من عمك زيد، فقال: برئ الله ممن تبرأ منه، كان والله أقرأنا لكتاب الله، وأفقهنا في دين الله، وأوصلنا للرحم ما ترك فينا مثله.
وقال المطلب بن زياد: جاء رجل إلى زيد بن علي فقال: أنت الذي تزعم أن الله أراد أن يعصى؟ فقال زيد: أفيعصى عنوة.
وروى هاشم بن البريد، عن زيد بن علي قال: كان أبو بكر إمام الشاكرين، ثم تلا {وَسَيَجْزِي اللَّهُ الشَّاكِرِينَ}
وروى كثير النواء قال: سألت زيد بن علي عن أبي بكر وعمر، فقال: تولهما وابرأ ممن تبرأ منهما.
وروى هاشم بن البريد عن زيد بن علي قال: البراءة من أبي بكر البراءة من علي.
وروى معاذ بن أسد البصري قال: أقر ولد لخالد بن عبد الله القسري على زيد بن علي، وجماعة أنهم عزموا على خلع هشام، فقال هشام لزيد بن علي: قد بلغني كذا؟ قال: ليس بصحيح؛ قال: قد صح عندي، قال: أحلف لك، قال: لا أصدقك، قال: إن الله لم يرفع من قدر أحد حلف له بالله فلم يصدق، قال: اخرج عني، قال: إذاً لا تراني إلا حيث تكره، قال: فلما خرج قال: من أحب الحياة ذل؛ ثم تمثل:
إن المحكم ما لم يرتقب حسداً أو مرهف السيف أو وخز القنا هتفا من عاذ بالسيف لاقى فرجة عجباً موتاً على عجل أو عاش فانتصفا
وقد اختلف في تاريخ مصرعه على أقوال: فقال مصعب الزبيري: قتل في صفر سنة عشرين ومائة، وله اثنتان وأربعون سنة؛ وقال أبو نعيم: قتل يوم عاشوراء سنة اثنتين وعشرين ومائة. رواه ابن سعد عنه.
وقال هشام ابن الكلبي، والليث بن سعد، والهيثم بن عدي، وغيرهم: قتل سنة اثنتين وعشرين.
وقال الزبير بن بكار: قال محمد بن الحسن: قتل زيد يوم الاثنين ثاني صفر سنة اثنتين.
وكذا روي عن يحيى بن عبد الله بن حسن بن حسن.
116 -
زيد بن أبي أنيسة
، أبو أسامة الجزري الرهاوي الغنوي مولى آل غني بن أعصر.
كان أحد الأعلام. روى عن الحكم، وشهر بن حوشب، وعطاء بن أبي رباح، وطلحة بن مصرف، وعمرو بن مرة، وعدي بن ثابت، ونعيم
المجمر، والمقبري، وخلق كثير. وعنه أبو حنيفة، وعمرو بن الحارث، ومالك بن أنس، ومعقل بن عبيد الله، وأبو عبد الرحيم خالد بن أبي يزيد، وعبيد الله بن عمرو، وآخرون.
وثقه ابن معين، وغيره.
وقال النسائي: ليس به بأس.
قال ابن سعد: كان ثقة فقيهاً راوية للعلم كثير الحديث.
وقال الواقدي: مات سنة خمس وعشرين ومائة.
وقال غيره: سنة أربع وعشرين؛ ومات شابا قيل: إنه عاش بضعاً وثلاثين سنة.
وكان يسكن مدينة الرها.
117 -
ع:
سالم أبو النضر بن أبي أمية المدني
، مولى عمر بن عبيد الله القرشي التيمي وكاتبه.
روى عن أنس، وعبيد بن حنين، وبسر بن سعيد، وسليمان بن يسار، وعمير مولى ابن عباس، وعامر بن سعد. وروى بالإجازة عن عبد الله بن أبي أوفى في كتابه وذلك في الصحيحين. وروى عنه مالك، وعمرو بن الحارث، والليث بن سعد، والسفيانان، وفليح، وغيرهم.
قال ابن المديني: له نحو خمسين حديثاً.
وقال أبو حاتم: صالح ثقة.
قيل: توفي سنة تسع وعشرين ومائة.
وقال أبو عبيد: مات سنة ثلاث وثلاثين.
118 -
سالم بن وابصة بن معبد الأسدي
.
أمير الرقة وليها ثلاثين سنة وعاش إلى آخر دولة هشام بن
عبد الملك. وحدث عن أبيه. وعنه ابن أخيه صخر بن عبد الرحمن، وجعفر بن برقان، وفضيل بن عمرو، وغيرهم.
وكان خطيباً مفوهاً شاعراً فاضلاً.
119 -
ع:
سعد بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف
، قاضي المدينة أبو إسحاق الزهري المدني، وأمه أم كلثوم بنت سعد بن أبي وقاص.
روى عن أبيه، وخاليه إبراهيم وعامر ابني سعد، وعبد الله بن جعفر، وأنس بن مالك، وعبد الله بن شداد بن الهاد، وأبي أمامة بن سهل، وحفص بن عاصم، وعميه حميد، وأبي سلمة. وعنه ابنه إبراهيم بن سعد، وشعبة، ومسعر، والسفيانان، وأبو عوانة، وابن عجلان، وطائفة.
قال ابن المديني: لم يلق أحداً من الصحابة.
قلت: بلى حديثه عن ابن جعفر في الصحيحين.
قال: وكان لا يحدث في المدينة فمالك لم يكتب لذا عنه، وسمع منه شعبة، وسفيان بواسط، وابن عيينة بمكة.
وقال أيوب السختياني: سمعت سعد بن إبراهيم يقول: يا أهل مكة إنكم تحلون الزنا، - يعني عارية الفرج والمتعة -.
وقال إبراهيم بن سعد: أدركت أبي، وله عمائم لا أحفظ عددها كان يعتم ويعممني وأنا صغير، قال: وسرد أبي الصوم أربعين سنة.
وقال شعبة: كان سعد بن إبراهيم يصوم الدهر ويختم القرآن كل يوم وليلة أو ليلتين.
وقال غيره: كان لا تأخذه في الله لومة لائم، وكان من قضاة العدل.
توفي سنة خمس وعشرين ومائة، وقيل: سنة ست أو سبع وعشرين ومائة.
وقال محمد بن علي الجوزجاني: سمعت أحمد بن حنبل يقول: وسئل عن سعد بن إبراهيم رأى ابن عمر؟ قال: نعم.
وقال شعبة عن سعد قال: رأيت ابن عمر يصلي صافاً قدميه وأنا غلام.
وروى مسعر عن سعد بن إبراهيم قال: لا يحدث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا الثقات.
وقال ابن معين عن سعيد بن عامر عن شعبة قال: كتب عني سعد بن إبراهيم حديثي كله.
وقال سعيد بن مسلم بن بانك: رأيت سعد بن إبراهيم يقضي في المسجد.
وقال يعقوب بن إبراهيم: توفي جدي وهو ابن اثنتين وسبعين سنة ومات سنة سبع وعشرين، وقال مرة أخرى: سنة ست.
قلت: كان طلابة للعلم، وسمع ولده إبراهيم من الزهري.
120 -
خ د ت ق:
سعد أبو مجاهد الطائي الكوفي
.
ثقة مقل. روى عن أبي مدلة مولى عائشة، ومحل بن خليفة وعطية العوفي. وعنه الأعمش، وإسرائيل، وزهير بن معاوية، وابن عيينة.
121 -
ع:
سعيد بن الحارث بن أبي سعيد بن المعلى الأنصاري
. قاضي المدينة.
روى عن أبي هريرة، وأبي سعيد، وجابر، وابن عمر، وغيرهم. وعنه زيد بن أبي أنيسة، وعمرو بن الحارث وعمارة بن غزية، ومحمد بن عمرو، وفليح بن سليمان، وآخرون.
مات في حدود عشرين ومائة.
122 -
سعيد بن عبد الرحمن بن حسان بن ثابت
، أبو عبد الرحمن الأنصاري المدني الشاعر هو وأبوه وجده.
روى عن ابن عمر وجابر بن عبد الله، ووالده. وعنه أبو عبد الرحمن العجلاني، وابن إسحاق ومعاذ بن فلان.
وله وفادة على هشام بن عبد الملك، وهو قليل الحديث. ومن شعره:
وإن امرأ لاحى الرجال على الغنى ولم يسأل الله الغنى لحسود
123 -
د ت:
سعيد بن عبد الله بن جريج البصري
.
عن أبي برزة، ومحمد بن سيرين، وجماعة. وعنه الأعمش وحوشب بن عقيل، وأبو عمرو الزمام، وغيرهم.
وهو مجهول العدالة لم يضعف.
124 -
سعيد بن عبد الملك بن مروان بن الحكم الأموي الأمير أبو محمد
ويلقب بسعيد الخير.
روى عن أبيه، وقبيصة بن ذؤيب، وعمر بن عبد العزيز. وعنه يحيى بن سعيد الأنصاري، ورجاء بن أبي سلمة، وغيرهما.
وكان ديناً متألهاً، ولي الغزو زمن أخيه هشام، وله بالموصل مسجد ودار.
مات في حدود سنة ست وعشرين ومائة.
125 -
سعيد بن عمرو بن الأسود الحرشي
.
قيل: كان صعلوكا يسأل على الأبواب، ثم صار سقاء، ثم صار جندياً، إلى أن ولي إمرة خراسان من قبل عمر بن هبيرة، ثم عزله وسجنه، فلما ولي خالد القسري العراق أخرجه من السجن وأكرمه، فلما هرب ابن هبيرة من سجن خالد بن عبد الله نفذ سعيداً هذا في طلبه فلم يدركه فقدم سعيد على هشام بن عبد الملك، فأمره على حرب الخزر فسار وبيتهم فقتل منهم عدداً لا يحصى.
لم يؤرخوا وفاته.
126 -
خ م د ن ق:
سعيد بن عمرو بن سعيد بن العاص
، الأموي المدني. نزيل الكوفة.
كان مع أبيه إذ غلب على دمشق وذبحه عبد الملك، ثم سار وهو كبير مع أهله إلى المدينة، وهو عم أيوب بن موسى. روى عن أبي هريرة، وعبد الله بن عمرو، وابن عباس، وابن عمر، وأم خالد بنت خالد، وأبيه عمرو بن سعيد الأشدق. وعنه بنوه خالد وإسحاق وعمرو، وحفيده عمرو بن يحيى بن سعيد، وشعبة، وغيرهم.
وثقه النسائي، وغيره.
وطال عمره حتى وفد على الوليد بن يزيد في خلافته. وكان ثقة نبيلاً من كبار الأشراف.
127 -
ع:
سعيد بن أبي كيسان
، الإمام أبو سعد الليثي مولاهم المدني المقبري.
كان ينزل بمقبرة البقيع، وكان أسند من بقي في زمانه بالمدينة.
حدث عن عائشة وسعد، وأبي هريرة، وأم سلمة، وأبي شريح الخزاعي، وابن عمر، وأبي سعيد، ووالده، وعدة. وعنه أولاده، وشعبة، وابن أبي ذئب، ومالك، والليث بن سعد، وإسماعيل بن أمية، وإبراهيم بن طهمان، وعبيد الله بن عمر، وآخرون.
قال أبو حاتم: صدوق.
وقال عبد الرحمن بن خراش: ثقة جليل أثبت الناس فيه الليث.
وقال محمد بن سعد: ثقة لكنه اختلط قبل موته بأربع سنين.
قلت: ما أظنه روى شيئاً في الاختلاط، ولذلك احتج به مطلقاً أرباب الصحاح.
توفي في سنة خمس وعشرين ومائة، وقيل: سنة ثلاث وقيل: سنة ست وعشرين.
وقع لي حديثه عالياً وسهوت عنه، ثم ألحقته هنا.
128 -
ع:
سعيد بن مسروق الثوري الكوفي
، والد الإمام سفيان ومبارك وعمر.
يروي عن عباية بن رفاعة، وخيثمة بن عبد الرحمن، وإبراهيم التيمي، وأبي الضحى، والشعبي، وطائفة، وأدرك زمن الصحابة. وعنه بنوه، وشعبة، وزائدة، وأبو عوانة، وأبو الأحوص.
وثقه أبو حاتم، وغيره.
توفي سنة ست وعشرين ومائة ويقال: سنة ثمان وعشرين.
129 -
ن ق:
سعيد بن هانئ الخولاني
.
شامي صدوق. عن معاوية، والعرباض بن سارية، وأبي مسلم الخولاني، وغيرهم. وعنه شرحبيل بن مسلم، وعلي بن زبيد الخولانيان، ومعاوية بن صالح، وغيرهم.
قال ابن سعد: كان ثقة إن شاء الله توفي سنة سبع وعشرين ومائة كذا قال ابن سعد.
130 -
م 4:
سلم بن عبد الرحمن
، أخو حصين بن عبد الرحمن الكوفي.
عن إبراهيم النخعي، وأبي عمر زاذان، وأبي زرعة بن عمر، ووراد كاتب المغيرة. وعنه سفيان الثوري، وشريك.
قال النسائي: ليس به بأس.
131 -
ن:
سلم بن عطية الفقيمي
، الكوفي.
عن طاوس، والحسن البصري، وعبد الله بن أبي الهذيل. وعنه مسعر، وشعبة، ومحمد بن طلحة بن مصرف.
قال أبو حاتم: شيخ.
132 -
د:
سلم بن قيس العلوي
، البصري. وبنو علي قبيلة تسكن ببادية العراق.
روى عن أنس بن مالك. وعنه جرير بن حازم، وهمام بن يحيى، وحماد بن زيد.
قال أبو زرعة: هو أحب إلي من يزيد الرقاشي لأن كل شيء روى حديثين أو ثلاثة.
وقال حماد بن زيد: ذكرت لشعبة سلماً العلوي فقال: ذاك الذي يرى الهلال قبل الناس بيومين.
وقال الأبار: حدثنا عبد الله بن عون قال: قال مخلد بن الحسين: كان سلم العلوي لا يخفى عليه مطلع الهلال فإذا كانت ليلة الشك نظر إلى رجل تجوز شهادته فأراه الهلال فإذا ثبت معه على رؤية الهلال جاءا فشهدا ولم يشهد وحده.
ويقال: إنه من حدة بصره رأى رجلا يجامع امرأته من مسيرة ميلين أو أكثر فغطى وجهه واستغفر الله.
133 -
ق:
سلمة بن صفوان بن سلمة الزرقي
.
روى عن أبي سلمة، ويزيد بن طلحة. وعنه مالك، وابن إسحاق، وفليح بن سليمان.
134 -
ع:
سلمة بن كهيل أبو يحيى الحضرمي التنعي
. وتنعة بطن من حضرموت، وقيل: بل هي قرية.
كان من علماء الكوفة الأثبات على تشيع فيه. دخل على ابن عمر وعلى زيد بن أرقم. وروى عن جندب البجلي، وأبي جحيفة السوائي، وسويد بن غفلة، وطائفة كبيرة. وعنه ابنه يحيى، وعقيل بن خالد، وشعبة، وسفيان، وحماد بن سلمة، وآخرون.
قال عبد الرحمن بن مهدي: لم يكن بالكوفة أثبت من أربعة، فذكر منهم سلمة بن كهيل.
وله مائتان وخمسون حديثاً.
وقال أبو حاتم: ثقة متقن.
وقال النسائي: ثقة ثبت.
وقال الثوري: حدثنا سلمة بن كهيل، وكان ركناً من الأركان.
وقال يحيى: ولد أبي سنة سبع وأربعين، ومات يوم عاشوراء سنة إحدى وعشرين ومائة.
وقال جماعة: توفي سنة اثنتين وعشرين. وقال آخر: بل توفي في آخر يوم من سنة إحدى وعشرين ومائة.
135 -
ت ق:
سلمة بن وهرام اليماني
.
عن عكرمة، وطاوس، وشعيب بن الأسود الجبئي بوزن السبئي. وعنه الحكم بن أبان، وزمعة بن صالح، ومعمر بن راشد، وسفيان بن عيينة، وغيرهم.
وثقه أبو زرعة، وغيره، وضعفه النسائي، وتوقف في أمره أحمد
ابن حنبل.
136 -
خ د ق
سليمان بن حبيب المحاربي
، الداراني الدمشقي. قاضي دمشق لعمر بن عبد العزيز فمن بعده من الخلفاء، كنيته أبو أيوب وقيل أبو ثابت.
روى عن أبي هريرة، ومعاوية، وأبي أمامة الباهلي وأسود بن أصرم المحاربي، وغيرهم؛ وعنه أيوب بن موسى البلقاوي، وعبد العزيز بن عمر بن عبد العزيز، وعبد الرحمن بن يزيد بن جابر، والأوزاعي، وآخرون. وروى عنه من القدماء عمر بن عبد العزيز.
وكان كبير الشأن. وثقه ابن معين، وغيره.
قال أبو داود: قضى سليمان بن حبيب بدمشق أربعين سنة.
وقال ابن معين: حكم ثلاثين سنة.
وقال الواقدي، وطائفة: توفي سنة ست وعشرين ومائة وقيل غير ذلك.
قال الدارقطني: ليس به بأس.
وقال كلثوم بن زياد: أدركت سليمان بن حبيب، والزهري يقضيان بشاهد ويمين، وأقام سليمان يقضي ثلاثين سنة.
وقال أبو نعيم: حدثنا عبد العزيز بن عمر، عن سليمان بن حبيب قال: قال لي عمر بن عبد العزيز: ما أقلت السفهاء من أيمانهم، فلا تقلهم العتاق والطلاق.
137 -
سليمان بن حميد المزني
.
عن أبيه عن أبي هريرة، وعن محمد بن كعب القرظي وعامر بن سعد. وعنه الليث بن سعد، وضمام بن إسماعيل، وجماعة.
مات بمصر سنة خمس وعشرين ومائة.
138 -
4:
سليمان بن عبد الرحمن
.
وهو سليمان بن يسار الدمشقي الكبير. وأما الصغير فسليمان بن عبد الرحمن ابن بنت شرحبيل.
روى عن نافع بن كيسان، والقاسم أبي عبد الرحمن، وعبيد بن فيروز. وعنه يزيد بن أبي حبيب، وعمرو بن الحارث، وشعبة بن الحجاج، والليث، وابن لهيعة.
قال شعبة: كان حسن النحو.
وقال أبو حاتم، وغيره: ثقة.
139 -
ع:
سليمان بن أبي مسلم المكي الأحول
.
عن مجاهد، وسعيد بن جبير، وطاوس. وعنه حسين المعلم، وابن جريج، وشعبة، وسفيان بن عيينة.
قال ابن عيينة، وغيره: ثقة.
140 -
ق:
سليمان بن أبي المغيرة
، عن سعيد بن جبير، وعلي بن الحسين وأخته فاطمة بنت الحسين؛ وعنه شعبة، والسفيانان، وأبو عوانة.
وثقه أحمد، وابن معين.
141 -
م د ت:
سليم بن جبير
، أبو يونس مولى أبي هريرة.
سكن مصر. وروى عن أبي هريرة، وأبي أسيد الساعدي. وعنه عمرو بن الحارث، وحيوة بن شريح، والليث بن سعد، وابن لهيعة، وغيرهم.
وثقه النسائي.
توفي سنة ثلاث وعشرين ومائة.
* م 4 - : سليم بن عامر الخبائري، في الطبقة الماضية.
142 -
م 4 خت:
سماك بن حرب بن أوس بن خالد أبو المغيرة الذهلي البكري الكوفي
.
أحد أئمة الحديث. وهو أخو محمد، وإبراهيم. روى عن جابر بن سمرة، والنعمان بن بشير، وأنس بن مالك. ورأى المغيرة بن شعبة، وغيره. وروى أيضاً عن سعيد بن جبير ومصعب بن سعد، وإبراهيم النخعي، وثعلبة الليثي، وله صحبة، والشعبي، وعبد الله بن عميرة، وعلقمة بن وائل، وعدة. وعنه الأعمش، وشعبة، وحماد بن سلمة، والثوري، وإبراهيم بن طهمان، وعمر بن عبيد، وأبو الأحوص، وآخرون.
وذكر أنه أدرك ثمانين نفساً من الصحابة. قال: وكان بصري قد ذهب فدعوت الله تعالى فرده علي.
قال حماد بن سلمة: سمعته يقول: ذهب بصري فرأيت إبراهيم الخليل عليه السلام في النوم فقلت: ذهب بصري، فقال: انزل في الفرات فاغمس رأسك وافتح عينيك فيه فإن الله يرد بصرك. ففعلت ذلك فأبصرت. وسمعته يقول: أدركت ثمانين من أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم.
وقال شعبة: أخبرني سماك بن حرب أن رجلا ركب البحر فنفخ زقاً وأوكاه فجعل يسترخي حتى غرق قال: يقول له الزق يداك أوكتا وفوك نفخ.
قال أحمد العجلي: جائز الحديث، وكان عالما بالشعر وأيام العرب، فصيحاً.
وقدمه أحمد بن حنبل على عبد الملك بن عمير.
وقال ابن معين: ثقة أسند أحاديث لم يسندها غيره.
وقال ابن خراش: في حديثه لين.
وقال ابن المبارك: ضعيف الحديث.
وقال ابن قانع: توفي سنة ثلاث وعشرين.
143 -
د ت ن:
سماك بن الفضل الصنعاني اليماني
.
عن مجاهد، ووهب بن منبه، وعمرو بن شعيب، وجماعة. وعنه معمر، وشعبة، وآخرون.
وثقه النسائي.
144 -
د ت ق:
سنان بن سعد الكندي المصري
، ويقال سعد بن سنان، والأول أصح.
روى عن أبيه، وأنس بن مالك. وعنه يزيد بن أبي حبيب، وعمرو بن الحارث، وحيوة بن شريح، والليث، وآخرون.
وثقه ابن معين، وغيره.
له في كتاب الأدب للبخاري.
145 -
د ق:
سيار بن عبد الرحمن الصدفي المصري
.
عن عكرمة، ويزيد بن قوذر. وعنه نافع بن يزيد، وسعيد بن أبي أيوب، والليث، وابن لهيعة، وجماعة.
قال أبو حاتم: شيخ.
146 -
ع:
سيار أبو الحكم الواسطي
، العنزي. مولاهم العبد الصالح.
روى عن طارق بن شهاب، وأبي وائل، والشعبي، وأبي حازم الأشجعي، وجماعة. وعنه شعبة، وسفيان، وهشيم، وخلف بن خليفة، وآخرون.
قال أحمد بن حنبل: ثقة ثبت.
ويقال: إن اسم أبيه وردان.
توفي سنة اثنتين وعشرين ومائة.
147 -
شبيب بن غرقدة الكوفي
.
عن عروة البارقي، وسليمان بن عمرو بن الأحوص. وعنه سفيان، وشعبة، وزائدة، وابن عيينة، وآخرون.
وثقه ابن معين، وغيره.
148 -
د:
شراحيل بن يزيد المعافري المصري
.
عن أبي عبد الرحمن الحبلي، ومحمد بن هدية الصدفي، ومسلم بن يسار، وأبي علقمة الهاشمي. وعنه عبد الرحمن بن شريح، وابن لهيعة، ورشدين بن سعد، وجماعة.
توفي بعد العشرين ومائة. قاله ابن يونس.
149 -
د ق:
شرحبيل بن سعد المدني
، مولى الأنصار.
عن زيد بن ثابت، وأبي هريرة، وابن عباس، وأبي سعيد الخدري. وعنه زيد بن أبي أنيسة، وابن إسحاق، والضحاك بن عثمان، ويحيى بن سعيد الأنصاري، وعاصم الأحول، وموسى بن عقبة، وابن أبي ذئب، ومالك، وعبد الرحمن ابن الغسيل. وقيل: إن مالكاً لم يرو عنه شيئاً.
وقيل: كنى عن اسمه.
قال ابن عيينة: كان يفتي ولم يكن أحد أعلم بالمغازي منه، ثم احتاج فكأنهم اتهموه، وكانوا يخافون إذا جاء إلى الرجل يطلب منه فلم يعطه أن يقول: لم يشهد أبوك بدراً. رواه ابن المديني عن سفيان.
قال أبو حاتم: هو ضعيف الحديث.
وقال الدارقطني: يعتبر به.
وقال الفلاس: قال ابن أبي ذئب: كان متهماً.
قيل: توفي سنة ثلاث وعشرين ومائة.
ومع تعنت ابن حبان فقد ذكره في الثقات.
قال ابن عدي: هو إلى الضعف أقرب.
150 -
م ت ن:
شرحبيل بن عمرو بن شريك
، المعافري المصري.
عن علي بن رباح، وأبي عبد الرحمن الحبلي. وعنه حيوة بن شريح، وسعيد بن أبي أيوب، والليث بن سعد، وابن لهيعة، وجماعة.
وثقه ابن حبان.
151 -
د ت ق:
شرحبيل بن مسلم الخولاني الشامي
.
عن عتبة بن عبد، والمقدام بن معدي كرب، وأبي أمامة الباهلي، وجماعة. وعنه ثور بن يزيد، وحريز بن عثمان، وإسماعيل بن عياش.
وثقه أحمد، وغيره.
وضعفه ابن معين.
152 -
سوى ق:
شعيب بن الحبحاب
، أبو صالح الأزدي مولاهم البصري.
عن أنس بن مالك، وأبي العالية، وإبراهيم النخعي. وعنه شعبة، والحمادان، وعبد الوارث، وولداه عبد السلام، وأبو بكر ابنا شعيب. وله نحو من ثلاثين حديثاً. وقرأ القرآن على أبي العالية.
وثقه أحمد، وغيره.
وتوفي سنة ثلاثين ومائة.
153 -
شعيب بن أبي سعيد
، أبو يونس مولى قريش.
عن أبي هريرة، وأبي سعيد. وعنه عمرو بن الحارث، والليث بن سعد، وابن لهيعة، وغيرهم.
154 -
ن:
شيبة بن نصاح بن سرجس
، مولى أم المؤمنين أم سلمة وأحد مشيخة نافع في القراءة.
ذكر بعض القراء أنه تلا على أبي هريرة، وابن عباس، وأنا أستبعد ذلك. وقد مسحت أم سلمة برأسه ودعت له. وروى عن خالد بن مغيث، والقاسم بن محمد، وأبي بكر بن عبد الرحمن، وأبي جعفر الباقر. ولا نعلم له رواية حديث عن أبي هريرة ولا عن أبي سعيد، ولو أخذ القرآن عنهما لكان بالأولى أن يسمع منهما.
وله حديث واحد عند النسائي.
وقال أبو عمرو الداني: أخذ القراءة عرضاً عن عبد الله بن عياش بن أبي ربيعة وأدرك عائشة، وأم سلمة.
قلت: روى عنه ابن جريج، وابن إسحاق، وإسماعيل بن جعفر، ويحيى بن محمد بن قيس، وأبو ضمرة أنس بن عياض، وآخرون.
وثقه النسائي.
وقال قالون: كان نافع أكثر اتباعاً لشيبة بن نصاح منه لأبي جعفر.
وقيل: إن شيبة ولي قضاء المدينة، فالله أعلم.
وقال خليفة بن خياط: مات سنة ثلاثين ومائة.
155 -
خ م:
صالح بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف
.
عن أبيه، وأخيه سعد، وأنس بن مالك، ومحمود بن لبيد، والأعرج. وعنه ابنه سالم، وعمرو بن دينار، والزهري، وهما أكبر منه، ومحمد بن إسحاق، ويوسف بن الماجشون.
له حديث في مقتل أبي جهل.
156 -
صالح بن إبراهيم أبو نوح الدهان
.
عن أبي الشعثاء جابر بن زيد. وعنه زياد بن الربيع، وسلم بن أبي الذيال، وأبان العطار، وآخرون.
قال أحمد: ليس به بأس.
157 -
د ت ق:
صالح مولى التوأمة
، وهو أبو محمد بن أبي صالح نبهان المدني.
عن أبي هريرة، وابن عباس، وعائشة، وزيد بن خالد، وأنس بن مالك. وعنه موسى بن عقبة، والسفيانان، وعبد الرحمن بن أبي الزناد، وآخرون.
قال ابن عيينة: سمعت منه ولعابه يسيل من الكبر، ولقد لقيه الثوري بعدي.
وقال ابن معين: من سمع منه قبل أنه يخرف، كابن أبي ذئب، فهو ثبت.
وقال مالك، ويحيى القطان: ليس بثقة.
وقال أبو حاتم، وغيره: ليس بقوي.
وكذا مشاه ابن عدي.
توفي سنة خمس وعشرين ومائة.
158 -
الصلت بن راشد
.
عن طاوس، ومجاهد. وعنه جرير بن حازم، وأبان العطار، وحماد بن زيد.
وثقه ابن معين.
159 -
م 4:
ضمرة بن سعيد بن أبي حنة الأنصاري المازني المدني
.
عن أبي سعيد الخدري، وعن عمه الحجاج بن عمرو، وله صحبة، وأنس بن مالك، وعبيد الله بن عبد الله بن عتبة؛ وعنه مالك، وفليح، وسفيان بن عيينة، وغيرهم.
وثقه أبو حاتم.
160 -
ت ق:
طلحة بن خراش بن عبد الرحمن بن خراش بن الصمة الأنصاري
.
عن جابر بن عبد الله، وعبد الملك بن جابر بن عتيك. وعنه يحيى بن عبد الله بن يزيد بن عبد الله بن أنيس، وموسى بن إبراهيم الحزامي، وعبد العزيز الدراوردي.
قال النسائي: صالح.
أخبرنا أحمد بن إسحاق، قال: أخبرنا أحمد بن يوسف، والفتح بن عبد السلام قالا: أخبرنا محمد بن عمر الفقيه، قال: أخبرنا أحمد بن محمد بن النقور، قال: أخبرنا علي بن عمر الحربي، قال: حدثنا أحمد بن
الحسن الصوفي، قال: حدثنا يحيى بن معين، قال: حدثنا يحيى بن عبد الله بن يزيد، قال: سمعت طلحة بن خراش يحدث عن جابر بن عبد الله أن رجلاً قام فركع ركعتي الفجر فقرأ في الركعة الأولى {قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ} فقال النبي صلى الله عليه وسلم: هذا عبد عرف ربه، وقرأ في الآخرة {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} فقال النبي صلى الله عليه وسلم: هذا عبد آمن بربه. قال طلحة: فأنا أستحب أن أقرأ هاتين السورتين في هاتين الركعتين.
توفي طلحة بن خراش في حدود الثلاثين ومائة.
161 -
م د:
طلحة بن عبيد الله بن كريز
.
عن ابن عمر، وأم الدرداء؛ وأرسل عن عائشة، وأبي الدرداء. وعنه محمد بن سوقة، ومالك بن أنس، وحماد بن سلمة.
وثقه أحمد، والنسائي.
وكريز بالفتح من الأفراد.
162 -
عاتكة بنت يزيد بن معاوية بن أبي سفيان
.
كان لها قصر بظاهر باب الجابية؛ وإليها تنسب أرض عاتكة وهناك قبرها. وهي أم الخليفة يزيد بن عبد الملك.
كان لها من المحارم اثنا عشر خليفة. وبقيت إلى أن قتل ابن ابنها الوليد بن يزيد.
163 -
4: خ م مقروناً:
عاصم بن أبي النجود بهدلة
، الإمام أبو بكر الأسدي القارئ الكوفي. أحد الأعلام مولى بني أسد.
قرأ القرآن على أبي عبد الرحمن السلمي، وزر بن حبيش، وروى عنهما، وعن أبي وائل، ومصعب بن سعد، وطائفة كبيرة، وتصدر للإقراء بالكوفة بعد شيخه أبي عبد الرحمن فقرأ عليه خلق منهم: أبو بكر بن
عياش، وحفص بن سليمان، والمفضل الضبي، وحماد بن أبي زياد، وآخرون.
وحدث عنه شعبة، والسفيانان، وشيبان، والحمادان، وأبو عوانة، وخلق سواهم.
قال أبو بكر: قال لي عاصم: ما أقرأني أحد حرفاً إلا أبو عبد الرحمن السلمي كان قد قرأ على علي رضي الله عنه فكنت أرجع من عنده فأعرض على زر.
قال أبو بكر بن عياش: زعم من لا يعلم أن بهدلة أمه.
وقال أبو بكر بن عياش: لا أحصي ما سمعت أبا إسحاق السبيعي يقول: ما رأيت أحداً أقرأ من عاصم ما أستثني أحدا من أصحابه.
وكان أبو إسحاق أحد الفصحاء.
وقال الحسن بن صالح: ما رأيت أحداً قط أفصح من عاصم إذا تكلم يكاد تدخله خيلاء.
وقال أبو هشام الرفاعي: أخبرنا أبو بكر، عن عاصم قال: قال لي رجل: هل لك في رجل من الفقهاء؟ فانطلقت معه فأدخلني على شيخ كبير حوله جماعة كأن على رؤوسهم الطير فجلست فقال: أشهد أن ألي بن أبي تالب، والهسن، والهسين، والمختار يبعثون قبل يوم القيامة فيملؤوا الأرض عدلاً كما ملئت ظلما. قيل: كم يمكثون في العدل سنة؟ قال: أيش سنة وأيش مائة سنة وأيش ألف سنة. قالوا: نشهد أنك صادق، فقلت: أشهد أنك كاذب؛، ثم لقيت أبا وائل فحدثته.
وقال سلمة بن عاصم: كان عاصم بن أبي النجود ذا نسك وأدب، وكان له فصاحة وصوت حسن.
قال أحمد بن حنبل: كان عاصم رجلاً صالحاً وبهدلة أبوه.
وثقه أبو زرعة، وجماعة.
وقال أبو حاتم: محله الصدق.
وقال الدارقطني: في حفظه شيء.
وقال البخاري: مات سنة ثمان وعشرين ومائة.
وقال غيره: مات في آخر سنة سبع وعشرين.
وقال النسائي: ليس بحافظ.
قلت: روى له البخاري مقرونا بغيره وكذلك مسلم، ويصحح الترمذي حديثه. فأما في القراءة فثبت إمام، وأما في الحديث فحسن الحديث.
164 -
عاصم بن أبي الصباح الجحدري البصري
. المقرئ المفسر.
قرأ القرآن على سليمان بن قتة، ونصر بن عاصم، والحسن البصري؛ وقد قرأ سليمان شيخه على ابن عباس؛ وسمع عاصم من غير واحد؛ قرأ عليه هارون بن موسى، والمعلى بن عيسى، وسلام أبو المنذر؛، وله رواية عن عروة بن الزبير، وأبي قلابة الجرمي.
قال المدائني: توفي عاصم الجحدري سنة ثمان وعشرين ومائة.
نعم، وهو عاصم بن العجاج أبو مجشر الجحدري. قد روى أيضاً عن عقبة بن ظبيان؛ روى عنه يزيد بن زياد، وحماد بن سلمة.
قال يحيى بن معين: عاصم الجحدري هو صاحب القراءة ثقة.
قلت: قراءته شاذة لم تثبت.
165 -
عاصم بن عمر بن عبد العزيز بن مروان
.
عن أبيه. وعنه برد بن سنان، وأبو بكر بن عياش.
قتل في بعض حروب الضحاك الخارجي.
166 -
ق:
عاصم بن عمرو البجلي
، وقيل: عاصم بن عوف.
يقال: إنه قدم به مع حجر بن عدي وأصحابه فأطلق هذا بشفاعة يزيد بن أسد القسري، وعاش بعد ذلك دهراً طويلا. وروى عن عمر مرسلاً، وعن أبي أمامة الباهلي، وعمرو بن شرحبيل. وعنه الشعبي، والقاسم أبو عبد الرحمن، وأبو إسحاق السبيعي، والمسعودي، وابن أبي ليلى، وشعبة، ومالك بن مغول، وآخرون.
وأخشى أن يكون اثنين وما ذاك ببعيد، فإن ابن معين ذكر عن عبد الله بن نمير قال: قد رأيت عاصم بن عمرو البجلي. قال ابن معين: كان كوفياً قدم من الشام زمن خالد بن عبد الله القسري.
قال أبو حاتم: صدوق.
167 -
د ت ق:
عامر بن شقيق بن جمرة بالجيم الأسدي الكوفي
.
عن أبي وائل. وعنه مسعر، وشعبة، وابن عيينة، وجماعة.
ضعفه ابن معين؛ وقال النسائي: ليس به بأس.
168 -
ع:
عامر بن عبد الله بن الزبير بن العوام أبو الحارث الأسدي
المدني القانت العابد.
سمع أباه، وعمرو بن سليم. وعنه عبد الله بن سعيد بن أبي هند، وأبو صخرة جامع بن شداد، وابن عجلان، وابن جريج، ومالك، وجماعة.
قال أحمد بن حنبل: حدثنا ابن عيينة أن عامر بن عبد الله اشترى نفسه من الله تعالى ست مرات، يعني يتصدق كل مرة بديته.
وقال الزبير بن بكار: كان أبوه عبد الله بن الزبير يقول لما يرى من تبتله: قد رأيت أبا بكر، وعمر ولم يكونا هكذا.
وقال مالك: كان عامر بن عبد الله يواصل الصيام ثلاثاً.
وقال مصعب بن عبد الله: سمع عامر المؤذن وهو يجود بنفسه فقال: خذوا بيدي إلى المسجد، فقيل: إنك عليل! فقال: أسمع داعي الله فلا أجيبه! فأخذوا بيده فدخل مع الإمام في صلاة المغرب فركع مع الإمام ركعة، ثم مات.
قرأت على إسحاق الأسدي: أخبركم ابن خليل، قال: أخبرنا أبو المكارم العدل، قال: أخبرنا أبو علي، قال: أخبرنا أبو نعيم، قال: حدثنا أبو بكر بن خلاد، قال: حدثنا محمد بن غالب، قال: حدثنا القعنبي، قال: سمعت مالكاً يقول: كان عامر بن عبد الله بن الزبير يقف عند موضع الجنائز يدعو وعليه قطيفة فربما سقطت عنه القطيفة وما يشعر بها.
وروى معن عن مالك قال: ربما خرج عامر بن عبد الله منصرفاً من العتمة من مسجد النبي صلى الله عليه وسلم فيعرض له الدعاء قبل أن يصل إلى منزله فيرفع يديه فما يزال كذلك حتى ينادى بالصبح فيرجع إلى المسجد فيصلي الصبح بوضوء العتمة.
وروي عن ابن عيينة قال: اشترى عامر نفسه بسبع ديات.
ولعامر عدة إخوة منهم خبيب، ومحمد، وأبو بكر وهاشم، وعباد، وثابت، وحمزة بنو عبد الله بن الزبير.
قلت: أجمعوا على ثقة عامر.
قال الواقدي: مات قبيل موت هشام بن عبد الملك أو بعده بقليل.
169 -
م 4:
عامر بن عبد الواحد البصري الأحول
، عن شهر بن حوشب، وأبي الصديق الناجي، وعمرو بن شعيب، وغيرهم. وعنه شعبة، والحمادان، وهمام، وهشيم، وعبد الوارث بن سعيد، وآخرون.
وثقه أبو حاتم.
وقال النسائي: ليس بالقوي.
وقال أحمد: ليس حديثه بشيء.
وقال ابن معين: ليس به بأس.
170 -
د:
عباس بن عبد الله بن معبد بن العباس بن عبد المطلب الهاشمي المدني
.
عن أخيه، وأبيه، وعكرمة؛ وعنه ابن جريج، وسليمان بن بلال، وسفيان بن عيينة، والدراوردي.
وكان رجلاً صالحا.
وثقه ابن معين.
171 -
ع:
عباس بن فروخ الجريري البصري
.
عن أبي عثمان النهدي، والحسن البصري. وعنه شعبة، وهمام، والحمادان.
وثقه أحمد بن حنبل.
وليس هو بأخ لسعيد الجريري.
172 -
العباس بن الوليد بن عبد الملك بن مروان بن الحكم أبو الحارث الأموي
.
كان من الأبطال المذكورين، والأسخياء الموصوفين. وكان يقال له:
فارس بني مروان. استعمله أبوه على حمص، وولي المغازي، وافتتح عدة حصون، ولكنه كان ينال من عمر بن عبد العزيز بجهل.
وقد مات في سجن مروان.
173 -
4:
عبد الله بن بدر بن عميرة السحيمي اليمامي
.
عن ابن عباس، وابن عمر، وقيس بن طلق، وغيرهم. وعنه سبطه ملازم بن عمرو اليمامي، وعكرمة بن عمار، ومحمد بن جابر، وأيوب بن عتبة اليماميون، وياسين الزيات الكوفي.
وثقه أبو زرعة، وابن معين، والعجلي، وغيرهم.
وهو سحيمي حنيفي.
174 -
عبد الله بن خارجة بن زيد بن ثابت الأنصاري
.
عن أبيه، وعن عروة. وعنه الزهري، وبكير بن الأشج، وعقيل الأيلي.
175 -
ع:
عبد الله بن دينار
، أبو عبد الرحمن العمري مولاهم المدني.
أحد الثقات. سمع ابن عمر، وأنس بن مالك، وسليمان بن يسار، وأبا صالح السمان. وعنه شعبة، ومالك، وورقاء، والسفيانان، وإسماعيل بن جعفر، وسليمان بن بلال، وابنه عبد الرحمن بن عبد الله بن دينار، وخلق سواهم.
وقد انفرد عن ابن عمر بحديث النهي عن بيع الولاء وهبته.
وأساء العقيلي بإيراده في كتاب الضعفاء فقال: في رواية المشايخ عن عبد الله بن دينار اضطراب، ثم أورد له حديثين مضطربي الإسناد وإنما
الاضطراب من أصحابه، وقد وثقه الناس.
توفي سنة سبع وعشرين ومائة.
176 -
عبد الله بن أبي جعفر
. أخو عبيد الله بن أبي جعفر الكناني مولاهم المصري. واسم أبيه يسار.
روى عن عبد الرحمن بن وعلة. وعنه عمرو بن الحارث، والليث بن سعد.
وكان من كبار الفقهاء العابدين. كان على صناعة مراكب الغزو.
مات سنة تسع وعشرين ومائة.
177 -
د ت:
عبد الله بن السائب، أبو محمد
. حليف قريش.
له حديث واحد عن أبيه السائب بن يزيد ابن أخت نمر. وعنه ابن أبي ذئب.
توفي سنة ست وعشرين ومائة.
وفيه جهالة.
178 -
م ن:
عبد الله بن السائب الشيباني
، ويقال الكندي الكوفي.
عن أبيه، وعبد الله بن معقل، وأبي عمر زاذان، وعبد الله بن قتادة المحاربي، وعنه الأعمش، وأبو إسحاق الشيباني، وفضيل بن غزوان، وسفيان الثوري، وآخرون.
وثقه أبو حاتم، وغيره.
179 -
سوى ت:
عبد الله بن أبي السفر الثوري الكوفي
.
عن أبيه سعيد بن يحمد، والشعبي، وأبي بردة بن أبي موسى. وعنه شعبة، والثوري، وشريك، وغيرهم.
وثقوه.
180 -
د ن:
عبد الله بن سليمان الطويل
، أبو حمزة المصري.
أحد الأولياء الأبدال. عن نافع، وكعب بن علقمة. وعنه الليث، وضمام بن إسماعيل، ومفضل بن فضالة، وآخرون.
توفي سنة ست وثلاثين ومائة.
181 -
عبد الله بن شريك العامري الكوفي
.
عن ابن عباس، وابن عمر، وجندب الأزدي، قاتل الساحر، وسويد بن غفلة، وعبد الله بن رقيم الكناني، وجماعة. وعنه فطر بن خليفة، والسفيانان، وإسرائيل، وشريك، وآخرون.
وثقه أحمد بن حنبل في رواية أبي طالب عنه، وابن معين في رواية الكوسج عنه، وأبو زرعة.
وقال النسائي: ليس به بأس.
وقال أبو حاتم: ليس بالقوي.
، وأما إبراهيم الجوزجاني فعقره، وقال: مختاري كذاب.
وتركه عبد الرحمن بن مهدي لسوء مذهبه.
وقال العقيلي: كان ممن يغلو يعني في التشيع.
قلت: لم يخرجوا له شيئاً في الكتب الستة.
قال ابن عيينة: جالسناه، وكان ابن مائة سنة.
182 -
م د ت ق:
عبد الله بن أبي صالح السمان
، أخو سهيل، وصالح.
روى عن أبيه، وسعيد بن جبير. وعنه ابن جريج، وابن أبي ذئب، وموسى بن يعقوب، وهشيم، وآخرون.
وثقه ابن معين.
وهو مقل.
183 -
ع:
عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي حسين النوفلي
، القرشي المكي.
عن أبي الطفيل، وطاوس، وعطاء، ونافع بن جبير. وعنه شعبة، وشعيب بن أبي حمزة، ومالك، والليث، وابن عيينة، وإسماعيل بن عياش، وآخرون.
وثقه أحمد.
184 -
خ:
عبد الله بن عبيدة الربذي
.
عن سهل بن سعد، وعبيد الله بن عبد الله. وأرسل عن جابر أو لقيه. وعنه أخوه موسى بن عبيدة، وصالح بن كيسان.
وثقه الدارقطني.
وقال ابن معين: ليس بشيء.
وقال ابن عدي: الضعف على حديثه بين.
قتل عبد الله بوقعة قديد سنة ثلاثين ومائة.
185 -
عبد الله بن عمر بن عبد العزيز بن مروان
.
عن أبيه، وعبد الله بن عياض. وعنه شعبة، والمسعودي.
وقد ولي إمرة العراقين ليزيد الناقص.
قال المدائني: كان أكولاً يأكل في اليوم تسع مرات وينتبه في السحر فيدعو بالطعام.
وقال غيره: لما قدم يزيد بن عمر بن هبيرة على العراق أمسك عبد الله فقيده وبعث به إلى مروان بن محمد فسجنه في مضيق مظلم واختفى خبره.
186 -
د ت ق:
عبد الله بن عصم أبو علوان العجلي الحنفي
.
عن ابن عباس، وابن عمر، وأبي سعيد الخدري. وعنه إسرائيل، وشريك، وأيوب بن جابر، وغيرهم.
وثقه ابن معين.
لكن سماه إسرائيل: ابن عصمة.
187 -
ع:
عبد الله بن عيسى بن عبد الرحمن بن أبي ليلى
، الكوفي.
كان أسن من عمه القاضي محمد بن عبد الرحمن وأزهد. روى عن جده، وسعيد بن جبير، والشعبي، وعكرمة. وعنه شعبة، والسفيانان، وعمر بن شبيب، وجماعة.
قال ابن خراش: هو أوثق ولد ابن أبي ليلى.
قيل: توفي سنة ثلاثين ومائة.
188 -
ع:
عبد الله بن الفضل بن العباس بن ربيعة
بن الحارث بن عبد المطلب الهاشمي المدني.
قتل أبوه يوم الحرة وهذا صبي.
روى عن أنس، وعبيد الله بن أبي رافع، وأبي سلمة بن عبد الرحمن، ونافع بن جبير، والأعرج، وجماعة. وعنه الزهري، وموسى بن عقبة، وصالح بن كيسان، ويحيى بن أبي كثير، وزياد بن سعد، ومالك، وعبد العزيز بن الماجشون.
وثقه أبو حاتم، وجماعة. وهو صاحب حديث البكر تستأمر.
• - عبد الله بن محمد بن عقيل. يأتي في طبقة الأعمش.
• - عبد الله بن كثير المقرئ. مر في الطبقة الماضية.
189 -
م د ن ق:
عبد الله بن المختار البصري
.
عن ابن سيرين، ومعاوية بن قرة، وموسى بن أنس. وعنه شعبة، وإسرائيل، وإبراهيم بن طهمان، وحماد بن زيد، وعدة.
توفي شاباً طرياً، وكان ثقة.
قال شعبة: كان أصغر مني سناً.
190 -
م د ت ن:
عبد الله بن مسلم بن عبيد الله بن عبد الله بن شهاب الزهري أبو محمد المدني
.
وهو أسن من أخيه الإمام أبي بكر.
روى عن ابن عمر، وأنس، وعبد الله بن ثعلبة بن صعير، وجماعة. وعنه أخوه، وبكير بن الأشج، ومعمر، والنعمان بن راشد، وابنه محمد بن عبد الله.
وثقه ابن معين، وغيره.
191 -
عبد الله بن المسور بن عون بن جعفر بن أبي طالب الهاشمي أبو جعفر
. نزيل المدائن.
عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسلاً، وعن محمد ابن الحنفية. وعنه عمرو بن مرة، وخالد بن أبي كريمة.
ولم يكن بثقة ولا مأمون.
روى جرير عن رقبة بن مصقلة أن أبا جعفر الهاشمي المدائني كان يضع الحديث.
وروى جرير عن مغيرة قال: كان عبد الله بن مسور يفتعل الحديث.
وروى عبد الله بن أحمد بن حنبل عن أبيه قال: كان يكذب.
وقال أبو حاتم: حدث بمراسيل لا يوجد لها أصل.
192 -
عبد الله بن معاوية بن عبد الله بن جعفر بن أبي طالب الهاشمي
.
عن أبيه. وعنه أخوه صالح، وجويرية بن أسماء.
وكان جواداً ممدحاً شاعراً من رجال العالم وأبناء الدنيا. خرج بالكوفة وجمع خلقاً وعسكر ونزع الطاعة، وجرت له أمور يطول شرحها. ثم لحق بأصبهان وغلب على تلك الديار، ثم ظفر به أبو مسلم الخراساني فقتله، وقيل: بل سجنه إلى أن مات في حدود الثلاثين.
وقال أبو النضر الفامي: قتله شبل بن طهمان متولي هراة بأمر أبي مسلم سنة أربع وثلاثين.
وكان فصيحاً مفوهاً شجاعاً جريئاً.
وقد ذكره أبو محمد بن حزم في الملل والنحل فقال: كان رديء الدين معطلاً مستصحباً للدهرية. ذهب بعض الكيسانية إلى أنه حي لم يمت، وأنه بجبل أصبهان ولا بد له أن يظهر، فصار هؤلاء، وأمثالهم في سبيل اليهود بأن ملكيصيدق بن عابر، وإلياس، وفنحاص بن العازر أحياء إلى اليوم، وسلك هذا السبيل بعض نوكى الصوفية وزعموا أن الخضر وإلياس حيان إلى اليوم. وادعى بعضهم أنه يلقى إلياس في الفلوات، والخضر في المروج.
193 -
عبد الله بن نعيم بن همام القيني الأردني
.
عن مكحول، وعمر بن عبد العزيز، والضحاك بن عرزب، وعروة بن محمد. وعنه ابناه عاصم، وعبد الغني، وابن جريج، ويحيى بن عبد العزيز الأردني.
وكان من كتاب عمر بن عبد العزيز.
سئل عنه ابن معين فقال: مظلم.
194 -
م 4:
عبد الله بن هبيرة بن أسعد السبئي الحضرمي المصري أبو هبيرة
.
عن مسلمة بن مخلد، وأبي تميم الجيشاني، وعبيد بن عميرة، وقبيصة بن ذؤيب. وعنه بكر بن عمرو، وخير بن نعيم، وحيوة بن شريح، وابن لهيعة، وغيرهم.
وثقه أحمد.
مولده سنة أربعين، ومات سنة ست وعشرين.
195 -
عبد الله بن يزيد بن هرمز
، الفقيه أبو بكر الأصم. أحد الأعلام.
روى عن جماعة من التابعين. وقيل: بل اسمه يزيد بن عبد الله بن هرمز.
تفقه عليه مالك وصحبه مدة وحكى عنه فوائد. قال مالك: كنت أحب أن أقتدي به، وكان قليل الكلام، قليل الفتيا، شديد التحفظ، كثيراً ما يفتي الرجل، ثم يبعث من يرده، ثم يخبره بغير ما أفتاه، قال: وكان بصيراً بالكلام يرد على أهل الأهواء، وكان من أعلم الناس بذلك.
وقال ابن وهب: سمعت مالكاً يحدث أن ابن عجلان سأل ابن هرمز
عن شيء فلم يعجبه ذلك، فلم يزل ابن هرمز يخبره حتى فهم، فقام إليه ابن عجلان فقبل رأسه.
قال مالك: بلغني أن ابن شهاب قال لابن هرمز: نشدتك بالله ما علمت أن الناس كانوا يصلون فيما مضى ولم يكونوا يستنجون بالماء؟ فصمت ابن هرمز. قلت لمالك: لم صمت عنه؟ قال: لم يحب أن يقول نعم وهو أمر قد ترك.
قال ابن وهب: قال بكر بن مضر: قال عبد الله بن يزيد بن هرمز: ما تعلمت العلم إلا لنفسي.
قال ابن وهب: وحدثني محمد بن دينار أن عبد الله بن يزيد بن هرمز كان يقول: إني لأحب للرجل أن لا يحوط رأي نفسه كما يحوط السنة.
قال ابن وهب: وقال مالك: كان ابن هرمز رجلا كنت أحب أن أقتدي به. وحدثني مالك أنه دخل يوما على عبد الله بن يزيد بن هرمز فوجده جالساً على سرير له وهو وحده، فذكر شرائع الإسلام وما انتقص منه وما يخاف من ضيعته وإن دموعه لتنسكب. قال: وقتل أبوه يوم الحرة. وحدثني مالك عن ابن هرمز أنه كان يسأل عن الشيء فيقول: إن لهذا نظراً وتفكراً، فيقال: أجل فافعل، فيقول: ما أحب أن أشغل نفسي في ذلك، متى أصلي؟ متى أذكر؟ وقال: إني لأحب أن يكون من بقايا العالم بعده: لا أدري، ليأخذ بذلك من بعده.
قال مالك: لم يكن أحد بالمدينة له شرف إلا إذا حزبه الأمر رجع إلى أمر ابن هرمز وقوله، وكان إذا قدمت المدينة غنم الصدقة وإبلها ترك اللحم ولم يأكله، فقيل له: لم؟ قال: لأنهم كانوا يقدمون بها إلى الأمراء ولا يضعونها في حقها.
وروى مالك عن ابن هرمز قال: إني لأعجب للإنسان أن يرزق الرزق الحلال فيرغب في الربح فيدخل في الشيء اليسير من الحرام فيفسد المال كله.
قال ابن وهب: كان ابن زيد بن أسلم حدثنا عن ابن هرمز أنه قال حين كف عن الكلام: ما كنا إلا قضاة، ولكن لم نكن نعرف ما نحن فيه،
فكانت الفروج تستحل بكلامنا وتؤخذ الأموال بكلامنا، أدركنا من كان قبلنا إذا سئلوا عن الشيء قال بعضهم لبعض: انظروا فيما يقول صاحبكم، فيقولون: كلنا نشبه هذا الأمر بالأمر الذي كان في زمان رسول الله صلى الله عليه وسلم، كأنه الذي كان في زمان أبي بكر في فلان وفي زمان عمر في فلان شك ذلك، فقالوا: هو مثله، وقالوا: ليس عندنا شيء غير هذا، ثم اجترأنا أنا وربيعة وأبو الزناد فقلنا: أي شيء يلبس على الناس كأنه وشبهه! قال: فاجترأنا وأبى القوم فقلنا نحن: هو مثله، وسئلنا عن أشياء فقلنا نكرهها، فجاء آخرون كانوا تحتنا فقالوا: لأي شيء نكرهها؟ ما هو إلا حلال وحرام فاجترؤوا على التي هبناها كما اجترأنا على التي هابها من كان قبلنا.
مالك، عن ابن هرمز قال: ينبغي للعالم أن يورث جلساءه من بعده: لا أدري.
وقال إبراهيم بن المنذر: حدثني مطرف، عن مالك قال: قال لي ابن هرمز: يا مالك، لا تمسك بشيء من هذا الرأي الذي أخذت عني، فإني والله فجرت ذلك وربيعة.
وروى مروان الطاطري عن مالك قال: جلست إلى ابن هرمز ثلاث عشرة سنة، وكنت قد اتخذت في الشتاء سراويل محشواً، كنا نجلس معه في الصحن في الشتاء، فاستحلفني أن لا أذكر اسمه في الحديث.
وروى الحكم بن عبد الله، عن أبيه، عن مالك قال: رحت إلى صلاة الظهر من بيت ابن هرمز اثنتي عشرة سنة.
وعن مالك قال: قال ابن أبي سلمة لعبد الله بن يزيد بن هرمز: الرجل يستفتيني فأفتيه برأي، يسعني ذلك؟ قال: لا والله حتى تعلم، لو جاز ذلك لجاز للسقائين.
مطرف، عن مالك قال: كنا نأتي ابن هرمز فيلقي بعضنا على بعض ونتكلم ومعنا ربيعة وابن أبي سلمة، فكثر كلامنا يوماً وداود بن قيس الفراء صامت لا يتكلم، فقلنا لابن هرمز: يا أبا بكر، ما تقول؟ قال: أما أنا فأحب أن أكون مثل هذا، وأشار إلى داود.
قال أبو حاتم: عبد الله بن يزيد بن هرمز أحد الفقهاء ليس بقوي، يكتب حديثه.
196 -
د ن ق:
عبد الله بن يزيد، مولى المنبعث
.
مدني صالح الحديث. روى عن أبيه، وزيد بن خالد الجهني، وغيرهما. وعنه ربيعة الرأي، وعباد بن إسحاق، وسليمان بن بلال، وجويرية بن أسماء، وعبد الله بن عبد العزيز الليثي.
197 -
ع:
عبد الله بن يزيد، مولى الأسود المدني
.
عن أبي سلمة، ومحمد بن عبد الرحمن بن ثوبان. وعنه يحيى بن أبي كثير، وأسامة بن زيد الليثي، ومالك بن أنس.
وقد وثق، وكان مقرئاً من موالي بني مخزوم.
198 -
عبد الله بن يزيد الصهباني الكوفي
.
عن يزيد بن الأحمر، وكميل بن زياد. وعنه شعبة، والثوري، وشريك.
وثقه ابن معين.
199 -
عبد الأعلى بن عامر الثعلبي الكوفي
.
عن أبي عبد الرحمن السلمي، وسعيد بن جبير، ومحمد ابن الحنفية، وعبد الرحمن بن أبي ليلى، وغيرهم. وعنه سفيان، وشعبة، وورقاء، وإسرائيل، وأبو عوانة.
وهو صالح الحديث، قال أبو حاتم: ليس بقوي. وضعفه أحمد.
200 -
عبد الحميد بن جبير بن شيبة بن عثمان الحجبي العبدري
.
عن سعيد بن المسيب، وعمته صفية بنت شيبة، وعكرمة، ومحمد بن عباد بن جعفر. وعنه ابن جريج، وقرة بن خالد، وسفيان بن عيينة.
وكان ثقة ثبتاً.
201 -
عبد الحميد بن رافع
.
حجازي صدوق. عن سعد بن كعب، والحسن بن مسلم، وأبي فزارة. وعنه ابن جريج، وسفيان الثوري، وجرير بن حازم، ومسلم الزنجي، وغيرهم.
202 -
خ ت ن:
عبد الرحمن بن خالد بن مسافر الفهمي
، أمير الديار المصرية لهشام بن عبد الملك.
له نسخة عن الزهري نحو مائتي حديث. وعنه يحيى بن أيوب، والليث بن سعد. والليث فمولاه وبسببه نال الليث دنيا عريضة.
قال ابن يونس: كان ثبتاً في الحديث، ولي إمرة مصر سنة ثمان عشرة وعزل بعد سنة.
قال النسائي: ليس به بأس.
يقال: مات سنة سبع وعشرين ومائة.
203 -
م ن:
عبد الرحمن بن عبد الله البصري السراج
.
عن سعيد المقبري، ونافع، وعطاء. وعنه معمر، وجرير بن حازم، وحماد بن زيد.
وثقه أبو حاتم.
204 -
ع:
عبد الرحمن بن عبد الله الأصبهاني الجهني الكوفي
.
وكان يتجر إلى أصبهان. روى عن أنس، وزيد بن وهب، وعبد الله بن معقل، وأبي صالح السمان. وعنه شعبة، والسفيانان، وشريك، وأبو عوانة.
وثقه ابن معين.
205 -
ع:
عبد الرحمن بن القاسم بن محمد بن أبي بكر الصديق
، أبو محمد التيمي المدني الفقيه، أحد الأعلام.
سمع أباه، وأسلم مولى عمر، ومحمد بن جعفر بن الزبير، وغيرهم. وعنه شعبة، وسفيان، وحماد بن سلمة، وفليح بن سليمان، والليث بن سعد، ومالك، والأوزاعي، وابن عيينة، وآخرون.
وكان إماماً ورعاً حجة.
قال ابن عيينة: كان من أفضل أهل زمانه.
وهو خال جعفر الصادق، ولد في حياة عمة أبيه عائشة.
وقال ابن عيينة: سمعت ابن القاسم وما بالمدينة يومئذ أفضل منه.
وقال معن، عن مالك: إنه رئي على ابن القاسم قميص هروي أصفر ورداء مورد.
وقال غيره: استوفده الوليد بن يزيد فقدم، فأدركه الأجل بحوران فمات بها سنة ست وعشرين.
206 -
د ق:
عبد الرحمن بن معاوية
، أبو الحويرث الزرقي المدني.
شهد جنازة جابر بن عبد الله. وروى عن حنظلة بن قيس الزرقي، ومحمد بن جبير بن مطعم وأخيه نافع. وعنه سفيان، وشعبة، وأبو غسان محمد بن مطرف.
قال مالك: ليس بثقة.
وقال ابن معين: لا يحتج به.
وقال غيره: لين.
وقال حجاج، عن أبي معشر، عن أبي الحويرث عبد الرحمن بن معاوية قال: مكث موسى عليه السلام بعدما كلمه الله تعالى أربعين ليلة لا يراه أحد إلا مات.
توفي أبو الحويرث سنة ثلاثين ومائة.
207 -
عبد العزيز بن الحجاج بن عبد الملك بن مروان الأموي الأمير
، أبو الأصبغ.
قام مع يزيد الناقص وحارب الوليد، فجعله يزيد ولي عهده من بعد أخيه إبراهيم فيما قيل، وعبد العزيز هذا أخو السفاح لأمه ريطة بنت عبيد الله الحارثية، ولما غلب مروان الحمار على الأمر وثب أعوانه على عبد العزيز فقتلوه بداره في سنة سبع وعشرين ومائة.
وكان قدرياً.
208 -
ع:
عبد العزيز بن رفيع
، أبو عبد الله الأسدي الطائفي، نزيل الكوفة.
عن ابن عباس، وابن عمر، وشريح القاضي، وأنس بن مالك، وعبيد بن عمير، وزيد بن وهب، وجماعة. وعنه شعبة، والثوري، وأبو الأحوص، وشريك، وجرير بن عبد الحميد، وأبو بكر بن عياش، وسفيان بن عيينة، وآخرون.
وحديثه نحو من ستين حديثاً، وكان أحد الثقات المسندين، وقد روى عنه رفيقه عمرو بن دينار.
بلغنا عنه أنه قلما تزوج امرأة إلا وطلبت فراقه من كثرة جماعه.
وقد مات في عشر المائة، توفي سنة ثلاثين ومائة.
209 -
عبد العزيز بن صهيب البناني مولاهم
، البصري الأعمى.
عن أنس، وشهر، وأبي نضرة العبدي. وعنه شعبة، والسفيانان، والحمادان، وإبراهيم بن طهمان، والمبارك بن سحيم، وهشيم، وعبد الوارث، وآخرون.
وثقه أحمد بن حنبل.
مات سنة ثلاثين ومائة.
210 -
عبد الكريم بن فيروز
، أبو بشر البصري الصفار.
عن يزيد بن الشخير، وأبي نضرة العبدي. وعنه حرب بن ميمون الأزدي، وحرمي بن عمارة.
211 -
ت ن ق، وم متابعة:
عبد الكريم بن أبي المخارق
، أبو أمية المعلم البصري، نزيل مكة.
روى عن أنس بن مالك، وحسان بن بلال المزني، والحارث الأعور، ومجاهد، وسعيد بن جبير، وطائفة. وعنه أبو حنيفة، ومالك، وحماد بن سلمة، والسفيانان، وطائفة. روى عنه من شيوخه مجاهد، وعطاء بن أبي رباح.
وكان أحد الفقهاء العلماء إلا أنه يقول بالإرجاء، وفي حديثه ضعف.
قال أبو حاتم وغيره: ضعيف.
وكذا ضعفه أيوب السختياني.
وقد استشهد به البخاري في صحيحه، وخرج له مسلم متابعة.
ووفاته قريبة من وفاة سميه عبد الكريم الجزري.
212 -
ع:
عبد الكريم بن مالك الجزري
، أبو سعيد الحراني، مولى بني أمية.
عن سعيد بن المسيب، وسعيد بن جبير، وطاوس، وجماعة. وعنه سفيان الثوري، ومالك، وابن جريج، ومعمر، وزهير بن معاوية، وعبيد الله بن عمرو الرقي، وابن عيينة.
وكان أحد الأثبات، وثقه النسائي ووصفه بالحفظ.
مات سنة سبع وعشرين ومائة.
213 -
ع:
عبد الملك بن أعين
، أخو حمران بن أعين الشيباني مولاهم، الكوفي.
وله أيضاً أخوان؛ بلال، وعبد الأعلى. روى هو عن أبي عبد الرحمن السلمي، وأبي وائل. وعنه محمد بن إسحاق، والسفيانان.
وهو صادق في الحديث لكنه من غلاة الرافضة، روى له البخاري ومسلم مقروناً بغيره.
214 -
ع:
عبد الملك بن حبيب
، أبو عمران الجوني البصري.
رأى عمران بن حصين. وروى عن جندب بن عبد الله، وأنس بن مالك، وعبد الله بن الصامت، وأبي بكر بن أبي موسى، وغيرهم. وعنه شعبة، وأبان العطار، والحمادان، وسهيل بن أبي حزم، وعبد العزيز بن عبد الصمد العمي، وآخرون.
وثقه ابن معين وغيره.
وقال أبو سعيد ابن الأعرابي: كان الغالب عليه الكلام في الحكمة، وكان يقول: أما والله إن لله عباداً آثروا طاعة الله على شهواتهم. وكان
يقول: أجرى الله علينا وعليكم محبته، وجعل قلوبنا أوطانا تحن إليه.
توفي أبو عمران الجوني سنة ثمان وعشرين ومائة، وقيل: سنة ثلاث وعشرين.
215 -
عبد الملك بن قطن الفهري
.
أمير الأندلس من قبل هشام بن عبد الملك، قتل بها سنة خمس وعشرين ومائة.
216 -
عبد الملك بن محمد بن عطية السعدي
، الأمير.
مر في الحوادث كيف قتل في سنة ثلاثين ومائة بناحية اليمن.
217 -
ق:
عبد الواحد بن قيس السلمي الدمشقي
، والد عمر.
روى عن أبي أمامة الباهلي، وعروة بن الزبير، ونافع. وعنه الأوزاعي، وسعيد بن عبد العزيز.
ولم يدركه ولده.
قال النسائي: ليس بالقوي، وقال مرة: ضعيف.
وقال ابن عدي: أرجو أنه لا بأس به.
قال صدقة بن خالد: حدثنا مروان بن جناح، عن عبد الواحد بن قيس الأفطس مولى عمرو بن عقبة بن أبي سفيان - وكان عالم أهل الشام بالنحو، وكان معلم أولاد الخليفة يزيد بن عبد الملك - قال: قلت ليزيد: إني لست آخذ منكم شيئاً على التعليم للقرآن، إنما آخذ منكم على أدبي.
218 -
ت:
عبد الوهاب بن يحيى بن عباد بن عبد الله بن الزبير
، الأسدي الزبيري.
عن جده ابن الزبير. وعنه هشام بن عروة، وجويرية بن أسماء، وفليح بن سليمان.
وهو مقل صويلح.
219 -
د:
عبيد الله بن حميد بن عبد الرحمن الحميري البصري
.
سمع أباه، والشعبي. وعنه منصور بن زاذان، وهشام الدستوائي، وأبان بن يزيد، وحماد بن سلمة، وآخرون.
وهو مقل صدوق.
220 -
ع:
عبيد الله بن أبي يزيد المكي
، مولى بني كنانة حلفاء الزهريين.
عن ابن عباس، وابن عمر، وابن الزبير، وعبيد بن عمير، والحسين بن علي، وسباع بن ثابت، ونافع بن جبير، ومجاهد، وطائفة سواهم. وعنه ابن جريج، وشعبة، وورقاء، وحماد بن زيد، وسفيان بن عيينة، وآخرون.
وثقه ابن المديني وغيره، وهو من أكبر شيوخ ابن عيينة.
قال ابن عيينة: كان ابن جريج يحدثنا عن عبيد الله بن أبي يزيد ويقول: هذا شيخ قديم، يوهم أنه قد مات، فبينا أنا يوماً على باب دار إذ سمعت رجلاً يقول: ادخل بنا على عبيد الله بن أبي يزيد. فقلت: من ذا؟ قال: شيخ لقي ابن عباس. قلت: أدخل معكم؟ قالوا: نعم. قال: فسمعت منه يومئذ أحاديث، ثم أتيت ابن جريج فحدث عنه، فقلت: قد سمعت منه. قال: وقد وقعت عليه! فلم أزل أختلف إليه حتى مات سنة ست وعشرين ومائة، وكان ثقة. قال: وعاش ستاً وثمانين سنة.
قلت: وقع لنا من عالي روايته.
221 -
م د ق:
عبيد بن الحسن المزني الكوفي
.
عن عبد الله بن أبي أوفى، وعبد الرحمن بن معقل المزني. وعنه
منصور، والأعمش، وسفيان، وشعبة، وقيس بن الربيع.
وثقوه.
222 -
سوى د:
عبدة بن أبي لبابة الأسدي
، ثم الغاضري مولاهم، أبو القاسم الكوفي التاجر.
أحد العلماء الأثبات، سكن دمشق، وحدث عن ابن عمر، وسويد بن غفلة، وعلقمة، وأبي وائل، وزر بن حبيش. وعنه عبد الرحمن بن يزيد بن جابر، والأوزاعي، وشعبة، والسفيانان، وآخرون.
وكان شريكا للحسن بن الحر فقدما بتجارة إلى مكة، وكانت أربعين ألفاً.
قال أحمد بن حنبل: لقي عبدة ابن عمر بالشام.
وقال الأوزاعي: لم يقدم علينا من العراق أحد أفضل منه ومن الحسن بن الحر.
وروى ابن ثوبان عن عبدة قال: كنت في سبعين من أصحاب ابن مسعود، وقرأت عليهم القرآن.
وقال الأوزاعي، عن عبدة بن أبي لبابة قال: إذا رأيت الرجل لجوجاً ممارياً معجباً برأيه فقد تمت خسارته.
وقال حسين الجعفي: قدم الحسن بن الحر وعبدة بن أبي لبابة، وكانا شريكين بأربعين ألفاً تجارة، فوافيا مكة وبأهلها فاقة وحاجة، فقال الحسن لعبدة: هل لك أن نقرض ربنا عشرة آلاف؟ قال: نعم. فأدخلوا مساكين أهل مكة داراً، وبقوا يخرجون واحداً واحداً ثم يعطونه، فقسموا العشرة آلاف، وفضل خلق، فقال: هل لك أن نقرض ربنا عشرة آلاف أخرى؟ قال: نعم. فقسموا، فلم يزالا إلى أن قسما المال كله، وتعلق بهما المساكين وقالوا: لصوص بعث معهم أمير المؤمنين بمال فخانوا. قال: فاستقرضوا عشرة آلاف حتى أرضوا بها من بقي، وطلبهم السلطان فاختفوا حتى ذهب أشراف مكة فأخبروا الوالي عنهما بفضل وصلاح. قال: فخرجوا من مكة بالليل ورجعوا إلى الشام.
وروي عن عبدة قال: ذقت ماء البحر الملح ليلة سبع وعشرين فوجدته عذباً.
وقال أبو المغيرة: حدثنا الأوزاعي، عن عبدة قال: أقرب الناس من الرياء آمنهم منه.
وقال ضمرة بن ربيعة، عن رجاء بن أبي سلمة: سمعت عبدة يقول: لوددت أن حظي من أهل هذا الزمان أنهم لا يسألوني عن شيء ولا أسألهم؛ يتكاثرون بالمسائل كما يتكاثر أهل الدراهم بالدراهم.
توفي عبدة في حدود سنة سبع وعشرين ومائة.
223 -
م د ن ق:
عثمان بن أبي سليمان بن جبير بن مطعم النوفلي المكي
.
عن ابن عمه سعيد بن محمد، وعن سعيد بن جبير، وعروة بن الزبير، وجماعة. وعنه ابن جريج، وابن إسحاق، وسفيان بن عيينة.
وثقه أحمد وغيره.
224 -
ع:
عثمان بن عاصم
، أبو حصين الأسدي الكوفي، أحد الأشراف والأئمة.
روى عن جابر بن سمرة، وابن الزبير، وأنس بن مالك، والقاضي شريح، وأبي وائل، والأسود بن هلال، وإبراهيم النخعي، وطائفة. وعنه شعبة، والسفيانان، وزائدة، وعبثر بن القاسم، وأبو بكر بن عياش، وآخرون.
وكان من أركان المحدثين وثقاتهم، عثمانياً صالحاً خيراً، وكان سيد بني أسد بالكوفة.
قال وكيع: كان أبو حصين يقول: أنا أقرأ من الأعمش، فقال الأعمش لرجل يقرأ عليه: اهمز الحوت. فهمزه، فلما كان من الغد قرأ أبو
حصين في الصبح، فهمز الحوت، فقال له الأعمش لما سلم: كسرت ظهر الحوت يا أبا حصين. فكان ما بلغكم، يعني وقع بينهما. رواها أبو هشام الرفاعي عن وكيع، قال: والذي بلغنا أنه قذف الأعمش فحلف الأعمش ليحدنه، فكلمه بنو أسد فأبى، فقال خمسون منهم: والله لنشهد أن أمه كما قال أبو حصين، فحلف الأعمش لا يساكنهم، وتحول.
قال الدارقطني: أبو حصين سمع ابن عباس وزيد بن أرقم وابن الزبير.
وقال عبد الرحمن بن مهدي: لا ترى حافظاً يختلف على أبي حصين.
وقال مسعر: أتي أبو حصين بجائزة من السلطان فلم يقبلها، فقيل له: مالك لم تقبلها! قال: الحياء والتكرم.
وقال أبو شهاب: سمعت أبا حصين يقول: إن أحدهم ليفتي في المسألة ولو وردت على عمر بن الخطاب رضي الله عنه لجمع لها أهل بدر.
وقال شعبة: أخبرنا أبو حصين، وكان في خلقه زعارة.
وروى أبو بكر بن عياش عن أبي حصين قال: دخلت أنا وعمي على ابن عباس، وقرأت القرآن على يحيى بن وثاب.
قال أبو عمرو الداني: أخذ عنه القراءة الأعمش، كذا قال أبو عمرو.
وروى أحمد بن أبي خيثمة، عن محمد بن عمران الأخنسي، عن أبي بكر بن عياش قال: دخلت على أبي حصين وهو مختف من بني أمية، فقال: إنهم يريدوني عن ديني، والله لا أعطيهم إياه أبداً.
توفي أبو حصين على الصحيح سنة ثمان وعشرين ومائة.
225 -
سوى د:
عثمان بن عبد الله بن موهب
، أبو عبد الله التيمي المدني الأعرج، نزيل العراق.
عن أبي هريرة، وأم سلمة، وجابر بن سمرة، وابن عمر، وعبد الله بن أبي قتادة. وعنه شعبة، وأبو حنيفة، والثوري، وشيبان، وإسرائيل، وأبو عوانة.
وثقه ابن معين وغيره.
وفي الطبقات لابن سعد وهم؛ وهو أنه قال: مات في خلافة المهدي سنة ستين ومائة، وإنما مات في حدود العشرين ومائة.
226 -
خ د ت:
عثمان بن عبد الرحمن بن عثمان القرشي التيمي
.
لأبيه صحبة، وجده عثمان أخو طلحة بن عبيد الله أحد العشرة.
روى عن أبيه، وأنس بن مالك، وربيعة بن عبد الله بن الهدير. وعنه الضحاك بن عثمان، وفليح بن سليمان، وإبراهيم بن أبي يحيى، وآخرون.
وثق.
227 -
4:
عثمان بن محمد بن المغيرة بن الأخنس بن شريق الثقفي الحجازي
.
عن سعيد بن المسيب، والأعرج. وعنه ابن أبي ذئب، وعبد الله بن جعفر المخرمي، وأبو بكر بن أبي سبرة، وغيرهم.
وثقه ابن معين.
228 -
خ 4:
عثمان بن المغيرة الثقفي
، أبو المغيرة الكوفي الأعشى.
عن علي بن ربيعة الوالبي، وزيد بن وهب، وأبي عبد الرحمن السلمي، ومجاهد. وعنه سفيان، وشعبة، وإسرائيل، وشريك، وأبو عوانة.
وثقه ابن معين، وقال: هو عثمان بن أبي زرعة.
قلت: وهو أعشى ثقيف.
229 -
عروة بن أذينة
، أبو عامر الليثي الحجازي، الشاعر المشهور.
سمع ابن عمر. وعنه مالك في الموطأ، وعبيد الله بن عمر، وغيرهما.
وله وفادة على هشام بن عبد الملك، وكان من فحول الشعراء.
قال أبو داود: لا أعلم له إلا حديثاً واحداً.
ومن قوله السائر:
ولقد وقفت على الديار لعلها بجواب رجع تحية تتكلم والعيس تسجع بالحنين كأنها بين المنازل حين تسجع مأتم نزلوا ثلاث منى بمنزل غبطة وهم على عجل لعمرك ما هم متجاورين بغير دار إقامة لو قد أجد رحيلهم لم يندموا ولهن بالبيت العتيق لبانة والحجر يعرفهن لو يتكلم لو كان حياً قبلهن ظعائنا حيا الحطيم وجوههن وزمزم
230 -
د ت:
عطاء بن دينار الهذلي مولاهم
، المصري، يكنى أبا طلحة.
روى عن عمار بن سعد التجيبي، وحكيم بن شريك الهذلي، وسعيد بن جبير. وعنه عمرو بن الحارث، وحيوة بن شريح، ويحيى بن أيوب، ونافع بن يزيد، وابن لهيعة.
وثقه أحمد.
توفي سنة ست وعشرين ومائة.
231 -
خ م ت ق:
عطاء بن صهيب الأنصاري
.
عن مولاه رافع بن خديج. وعنه يحيى بن أبي كثير، وأيوب بن عتبة، وعكرمة بن عمار، والأوزاعي.
وثقه النسائي.
232 -
م 4:
عطية بن قيس
.
قد ذكر في الطبقة الماضية مختصراً، وهو أبو يحيى الكلابي الدمشقي المذبوح، مقرئ أهل دمشق مع ابن عامر، ولكن لم يشتهر حرفه.
قال أبو عمرو الداني: أخذ القراءة عرضاً عن أم الدرداء عن قراءتها عن أبي الدرداء. وروى عنه القراءة عرضاً علي بن أبي حملة، وسعيد بن عبد العزيز، والحسن بن عمران.
قلت: وحدث عن عمرو بن عبسة، ومعاوية، وابن عمر، والنعمان بن بشير، وعبد الله بن عمرو بن العاص، وعبد الرحمن بن غنم. وغزا في أيام معاوية، وأرسل عن أبي الدرداء وغيره. روى عنه ابنه سعد، وعبد الله بن العلاء بن زبر، وأبو بكر بن أبي مريم الغساني، وعبد الرحمن بن يزيد بن جابر، وغيرهم.
قال سعيد بن عبد العزيز: لم يكن أحد يطمع أن يفتح شيئاً من ذكر الدنيا في مجلس عطية.
قال ابن عساكر: داره قبلي كنيسة اليهود.
وكان قارئ الجند، توفي سنة إحدى وعشرين ومائة.
233 -
د ن ق:
عقيل بن طلحة السلمي
، من أبناء الصحابة.
روى عن ابن عمر، ومسلم بن هيصم، وأبي جري الهجيمي. وعنه شعبة، وسلام بن مسكين، وحماد بن سلمة.
وثقه النسائي.
234 -
د:
العلاء بن عتبة الحمصي
.
عن خالد بن معدان، وعمير بن هانئ. وعنه الأوزاعي، ومعاوية بن صالح، وعبد الله بن سالم الأشعري، وإسماعيل بن عياش.
صويلح الحديث.
235 -
علي بن الحصين بن مالك بن الخشخاش العنبري البصري
.
عن أبي الشعثاء جابر بن زيد، وعمر بن عبد العزيز. وعنه المفضل بن لاحق، وابن جريج. وكان يرى رأي الخوارج.
قال أبو حاتم: يكتب حديثه.
وقال ابن حبان: لا يحتج به.
• - 4، وم تبعاً: علي بن زيد بن جدعان.
مختلف في تاريخ موته، وهو في الطبقة الآتية.
236 -
د ق:
علي بن نفيل بن زراع
، أبو محمد النهدي الحراني، جد أبي جعفر النفيلي الحافظ.
روى عن سعيد بن المسيب. وعنه أبو المليح الرقي، والنضر بن عربي الباهلي، وغيرهما.
قال أبو حاتم: لا بأس به.
قيل: توفي سنة خمس وعشرين ومائة.
237 -
خ د ن ق:
علي بن يحيى بن خلاد بن رافع الزرقي المدني
.
عن أبيه، وعن عم أبيه رفاعة بن رافع. وعنه ابنه يحيى بن علي، ونعيم المجمر مع تقدمه، ومحمد بن عمرو بن علقمة، ومحمد بن إسحاق، وداود بن قيس الفراء، وآخرون.
وثقه ابن معين.
قال ابن حبان في الثقات: توفي سنة تسع وعشرين ومائة.
238 -
ت ق:
علي بن يزيد بن أبي هلال
، أبو عبد الملك الألهاني الشامي.
عن مكحول، والقاسم أبي عبد الرحمن وله عنه نسخة مشهورة. وعنه عثمان بن أبي العاتكة، وعبيد الله بن زحر، ومحمد بن عبيد الله العرزمي ومعان بن رفاعة، وآخرون.
وله مناكير، وضعفه جماعة. وقال النسائي: ليس بثقة. وقال غيره: متروك.
239 -
م 4:
عمار بن أبي عمار المكي
، مولى بني هاشم، وقيل: مولى بني نوفل.
عن أبي قتادة الأنصاري، وأبي هريرة، وابن عباس، وأبي سعيد الخدري، والكبار. وعنه خالد الحذاء، وشعبة، ومعمر، وحماد بن سلمة، وآخرون.
وثقه أحمد وغيره.
240 -
ت ق:
عمارة بن عبد الله بن صياد الأنصاري المدني
، وأبوه الذي يحدث أنه دجال.
روى عن جابر بن عبد الله، وسعيد بن المسيب، وعطاء بن يسار. وعنه مالك بن أنس، والضحاك بن عثمان، ومحمد بن معن الغفاري.
قال ابن سعد: ثقة قليل الحديث، قال: وكان مالك لا يقدم عليه في الفضل أحداً. مات في خلافة مروان بن محمد.
241 -
د:
عمارة بن عبد الله بن طعمة المدني
.
عن سعيد بن المسيب، وعطاء بن يسار أيضاً. وعنه مالك، وابن إسحاق.
242 -
عمران بن عبد الله بن طلحة بن خلف الخزاعي
.
عن ابن المسيب، والقاسم. وعنه حماد بن سلمة، وسلام بن مسكين. وما علمت فيه ضعفاً.
243 -
عمران بن مسلم الجعفي الكوفي الضرير
.
عن سويد بن غفلة، وسعيد بن جبير، وخيثمة بن عبد الرحمن. وعنه
سفيان، وشعبة، وزائدة، وأبو عوانة، وجماعة.
وهو صدوق.
244 -
عمران بن مسلم بن رباح الثقفي
.
عن عبد الله بن معقل، وعلي بن عمارة. وعنه سفيان، وشريك، وزكريا بن سياه.
وثقه يحيى بن معين.
245 -
م:
عمر بن حسين المكي
.
عن نافع، وعبد الله بن أبي سلمة الماجشون، وعنه عبد العزيز بن أبي سلمة الماجشون، وابن أبي ذئب، ومالك، وغيرهم.
وثقه النسائي.
• - م ت ن: عمر بن عبد الرحمن بن محيصن، قيل: اسمه محمد، يأتي.
246 -
د:
عمر بن قيس الماصر
، أبو الصباح الكوفي، مولى ثقيف، وقيل: مولى الأشعث الكندي، وقيل: هو عجلي.
وهو جد يونس بن حبيب بن عبد القاهر بن عبد العزيز بن عمر بن أبي مسلم الماصر العجلي، أصله من سبي الديلم.
روى عن زيد بن وهب، وشريح القاضي، وعمرو بن أبي قرة، ومجاهد. وعنه مسعر، والثوري، وابن عون، وزائدة.
وثقه ابن معين، وأبو حاتم، وأبو داود.
له في السنن حديث واحد؛ وهو: أيما رجل سببته أو لعنته فاجعلها عليه صلاة يوم القيامة.
247 -
عمر بن المنكدر التيمي المدني
، العابد الخاشع.
له طبقة وأخبار في الكتب.
قال نافع بن عمر الجمحي: قالت والدة عمر بن المنكدر له: إني أحب أن تنام، قال: يا أمه، إني لأستقبل الليل فيهولني فيدركني الصبح وما قضيت حاجتي.
وقد حزن عمر بن المنكدر عند الموت فعاده أبو حازم وكلمه، فقال: إني أخاف أن يبدو لي من الله ما لم أكن أحتسب.
وقيل: إن عمر بن المنكدر خالف أمه في شيء، وكان الحق معه، فقال: يا أمه، أحب أن تضعي قدمك على خدي، قالت: يا بني، وما الذي قلت! فلم يزل بها حتى وضعت قدمها على خده.
248 -
ت ق:
عمرو بن جابر
، أبو زرعة الحضرمي المصري.
عن جابر بن عبد الله، وسهل بن سعد، وعبد الله بن الحارث بن جزء. وعنه ابن لهيعة، وضمام بن إسماعيل، وبكر بن مضر، وآخرون.
قال أبو حاتم: صالح الحديث.
وضعفه أبو أحمد بن عدي وغيره.
قال ابن عدي: كان يقول إن علياً في السحاب.
وقال ابن لهيعة: كان شيخاً أحمق؛ كان يجلس معنا فيبصر سحابة فيقول: هذا علي.
249 -
د ن:
عمرو بن أبي حكيم الواسطي
، المعروف بابن الكردي.
عن الزبرقان بن عمرو بن أمية الضمري، وابن بريدة، وعكرمة. وعنه خالد الحذاء، وشعبة، وعبد الوارث بن سعيد.
وثقه أبو داود.
250 -
ع:
عمرو بن دينار
، أبو محمد، الجمحي مولاهم، المكي الأثرم.
أحد أئمة الدين. سمع ابن عباس، وابن عمر، وجابراً، وبجالة بن عبدة، وأنس بن مالك، وعبيد بن عمير، وعبد الرحمن بن مطعم، وأبا الشعثاء، وأبا سلمة، وسعيد بن جبير، وطاوساً، وخلقاً سواهم. وروايته عن أبي هريرة في كتاب ابن ماجة. وعنه ابن جريج، وشعبة، والحمادان، والسفيانان، وورقاء، ومحمد بن مسلم الطائفي، وخلق.
قال شعبة: ما رأيت أثبت في الحديث منه.
وقال ابن عيينة: كان عمرو بن دينار لا يدع إتيان المسجد، كان يحمل على حمار ما ركبه إلا وهو مقعد، وكان يقول: أحرج على من يكتب عني فما كتبت عن أحد شيئاً؛ كنت أتحفظ، قال: وكان يحدث بالمعاني، وكان فقيهاً رحمه الله.
قال عبد الله بن أبي نجيح: ما رأيت أحداً قط أفقه من عمرو بن دينار، لا عطاء، ولا مجاهداً، ولا طاوساً.
وقال ابن عيينة: ثقة ثقة.
قلت: وكان عمرو بن دينار من الأبناء، والأبناء بمكة وباليمن من أولاد الفرس.
قال يحيى بن معين: أهل المدينة لا يرضونه؛ يرمونه بالتشيع والتحامل على ابن الزبير، ولا بأس به، هو بريء مما يقولون.
وقال عبد الرزاق، عن معمر: كان عمرو بن دينار إذا جاءه رجل يريد أن يتعلم منه لم يحدثه، وإذا جاء إليه مازحه وحدثه وألقى إليه الشيء انبسط إليه وحدثه.
وقال ابن عيينة: كان عمرو قد جزأ الليل ثلاثة أجزاء؛ ثلثاً ينام، وثلثاً يدرس حديثه، وثلثاً يصلي، ما كان أثبته!
وروى نعيم بن حماد عن ابن عيينة قال: ما كان عندنا أحد أفقه ولا أعلم ولا أحفظ من عمرو بن دينار.
وروى إبراهيم بن بشار عن ابن عيينة قال: قيل لإياس بن معاوية: أي أهل مكة رأيت أفقه؟ قال: أسوأهم خلقاً عمرو بن دينار الذي كنت إذا سألته عن حديث كأنما تقلع عينه.
وقد ذكره الحاكم في كتاب مزكى الأخبار، وأنه سمع أيضاً من أبي سعيد، والبراء بن عازب، وعبد الله بن عمرو بن العاص، وأبي هريرة، وزيد بن أرقم.
وفي النفس من هذا، وما أدري من أين أتى الحاكم بهؤلاء. ثم روى من طريق ابن عيينة عن ابن أبي نجيح قال: لم يكن بأرضنا أعلم من عمرو بن دينار، ولا في جميع الأرض.
وقال أحمد بن حنبل: لم يكن شعبة يقدم أحداً على عمرو بن دينار في الثبت، لا الحكم ولا غيره.
وقال ابن المديني، عن سفيان قال: أدركنا عمرو بن دينار وقد سقطت أسنانه ما بقي له إلا ناب، فلولا أنا أطلنا مجالسته لم نفهم كلامه.
وقال إسحاق السلولي: حدثنا عمرو بن ثابت قال: سمعت أبا جعفر
محمد بن علي يقول: إنه ليزيدني في الحج رغبة لقاء عمرو بن دينار، فإنه كان يحبنا ويفيدنا.
قال الواقدي: عاش عمرو بن دينار ثمانين سنة.
وقال غيره: توفي في أول سنة ست وعشرين ومائة.
قال النسائي: ثقة ثبت.
وروى علي بن الحسن النسائي عن ابن عيينة قال: مرض عمرو بن دينار فعاده الزهري، فلما قام الزهري قال: ما رأيت شيخاً أنص للحديث الجيد من هذا الشيخ.
وقال يحيى القطان، وأحمد بن حنبل: هو أثبت من قتادة.
قال أحمد: وهو أثبت الناس في عطاء.
قلت: يعني ابن أبي رباح، فإنه روى أيضاً عن عطاء بن ميناء في الصحيحين، وعن عطاء بن يسار في مسلم.
251 -
ن ق:
عمرو بن سعد الفدكي
، مولى عثمان بن عفان.
عن عطاء بن أبي رباح، ورجاء بن حيوة، ومحمد بن كعب، وعمرو بن شعيب. وعنه يحيى بن أبي كثير - وهو أكبر منه - وعكرمة بن عمار، والأوزاعي، وعمر بن راشد.
وثقه أبو زرعة.
252 -
ع:
عمرو بن عامر الأنصاري الكوفي
.
سمع أنساً. وعنه شعبة، ومسعر، والثوري، وشريك.
وثقه أبو حاتم.
فأما:
253 -
عمرو بن عامر البجلي
، والد أسد بن عمرو الفقيه.
فيروي عن الحسن البصري وغيره. وعنه ابن عيينة، والمحاربي،
وعنبسة. وبقي إلى حدود الخمسين ومائة، صدوق.
254 -
ع:
عمرو بن عبد الله
، أبو إسحاق السبيعي الهمداني الكوفي، أحد الأعلام وشيخ الكوفة.
رأى علياً رضي الله عنه يخطب. وروى عن زيد بن أرقم، وعبد الله بن عمر، والبراء بن عازب، وعدي بن حاتم، وجماعة من الصحابة، وعن خلائق من كبار التابعين، وينفرد بالأخذ عن كثير منهم، فإنه كان إماماً طلابة للعلم.
روى عنه الأعمش، وسفيان، وشعبة، وزائدة، وشريك، وأبو الأحوص، وإبراهيم بن طهمان، والأجلح، وإسرائيل، وإسماعيل بن أبي خالد، وأشعث بن سوار، والجراح أبو وكيع، وجرير بن حازم، وحجاج، وحديج وزهير ابنا معاوية، والحسن بن صالح، والحسين بن واقد، وحماد الأبح، وحمزة الزيات، ورقبة بن مصقلة، وزائدة، وزكريا بن أبي زائدة، وزيد بن أبي أنيسة، وشعيب بن خالد، وشعيب بن صفوان، والمسعودي، وعمار بن رزيق، وعمر بن عبيد، ومالك بن مغول، وفطر بن خليفة، ومسعر، وورقاء، وأبو عوانة، وحفيده يوسف بن إسحاق، وابنه يونس، والمطلب بن زياد، وابن عيينة، وأبو بكر بن عياش، وأمم سواهم. وقرأ عليه حمزة الزيات.
وقد غزا الروم في خلافة معاوية، وقال: سألني معاوية؛ كم عطاء أبيك؟ قلت: ثلاثمائة؛ يعني في الشهر، قال: ففرضها لي.
وعن أبي إسحاق قال: ولدت في خلافة عثمان لسنتين بقيتا منها.
وقال ابن المديني: روى عن سبعين رجلاً أو ثمانين لم يرو عنهم غيره، وأحصيت مشيخته نحواً من ثلاثمائة شيخ، وقال في موضع آخر: أربعمائة شيخ.
وقال آخر: سمع من ثمانية وثلاثين صحابياً.
قال أبو حاتم: يشبه الزهري في الكثرة.
وقال الأعمش: كان أصحاب ابن مسعود إذا رأوا أبا إسحاق قالوا: هذا عمرو القارئ، هذا الذي لا يلتفت.
وروى محمد بن فضيل عن أبيه قال: كان أبو إسحاق يقرأ القرآن في كل ثلاث ليال.
قال ابن سعد: أبو إسحاق هو عمرو بن عبد الله بن علي بن أحمد بن ذي يحمد بن السبيع، قال: وأكثر من سماه لم يتجاوز أباه.
وقال سفيان، عن أبي إسحاق: رأيت علياً رضي الله عنه أبيض الرأس واللحية.
وروى يونس بن أبي إسحاق عن أبيه قال: قال لي أبي: قم يا عمرو فانظر إلى أمير المؤمنين.
وقال أبو بكر بن عياش، عن أبي إسحاق قال: غزوت في زمن زياد ست غزوات.
وقال أحمد بن حنبل: كان أبو إسحاق تزوج امرأة الحارث الأعور، فوقعت إليه كتبه.
وروى شبابة عن شعبة قال: لم يسمع أبو إسحاق من الحارث إلا أربعة أحاديث.
وقال أبو بكر، عن أبي إسحاق قال: ما أقلت عيني غمضاً منذ أربعين سنة.
وقال وكيع: حدثنا الأعمش قال: كنت إذا خلوت بأبي إسحاق حدثني بحديث عبد الله غضاً.
وروى شعبة عن أبي إسحاق قال: شهدت عند شريح في وصية فأجاز شهادتي وحدي.
وقيل لشعبة: أسمع أبو إسحاق من مجاهد؟ قال: وما كان يصنع به،
هو أحسن حديثاً من مجاهد ومن الحسن وابن سيرين.
وقال عمر بن شبيب المسلي: رأيت أبا إسحاق وهو شيخ كبير أعمى يسوقه إسرائيل - يعني ابن ابنه - ويقوده ابنه يوسف.
وقال ابن عيينة: قال عون لأبي إسحاق: ما بقي منك؟ قال: أقرأ البقرة في ركعة. قال: ذهب شرك وبقي خيرك.
وقال عبد الله بن صالح العجلي: كان أبو إسحاق يحرض الشباب، يقول: ما أستطيع أن أستوي قائماً حتى أعتمد على رجلين، فإذا اعتدلت قائماً قرأت بألف آية.
وقال أبو إسحاق: قد كبرت وضعفت ما أصوم إلا ثلاثة أيام من الشهر والاثنين والخميس وشهور الحرم، رواه أبو الأحوص عنه.
وقال ابن المديني: حفظ العلم على أمة محمد صلى الله عليه وسلم ستة رجال؛ فلأهل مكة عمرو بن دينار، ولأهل المدينة ابن شهاب، ولأهل الكوفة أبو إسحاق والأعمش، ولأهل البصرة قتادة ويحيى بن أبي كثير ناقلة.
وقال أبو بكر بن عياش: ما سمعت أبا إسحاق يغتاب أحداً قط، إذا ذكر رجلاً من الصحابة فكأنه أفضلهم عنده.
وقال فضيل بن مرزوق: سمعت أبا إسحاق يقول: وددت أني أنجو من علمي كفافاً.
وقال أحمد، وابن معين: أبو إسحاق ثقة.
وقال عبد الله بن جعفر الرقي، عن عبيد الله بن عمرو قال: جئت بمحمد بن سوقة معي شفيعاً عند أبي إسحاق، فقلت لإسرائيل: استأذن لنا على الشيخ، فقال: صلى بنا الشيخ البارحة فاختلط، فدخلنا فسلمنا عليه وخرجنا.
وقيل: إنما سمع ابن عيينة منه وهو مختلط.
وقال ابن معين: زكريا بن أبي زائدة وزهير بن معاوية وإسرائيل
حديثهم عن أبي إسحاق قريب من السواء، وإنما أصحاب أبي إسحاق شعبة والثوري.
وقال أحمد: حدثنا سفيان قال: دخلت على أبي إسحاق فإذا هو في قبة تركية ومسجد على بابها، وهو في المسجد، فقلت: كيف أنت؟ قال: مثل الذي أصابه الفالج لا تنفعني يد ولا رجل.
وقال جرير، عن مغيرة: ما أفسد حديث أهل الكوفة غير أبي إسحاق والأعمش.
قلت: لا يسمع هذا من مغيرة ولا يلتفت إليه.
قال يحيى القطان: توفي أبو إسحاق سنة سبع وعشرين ومائة يوم دخل الضحاك بن قيس غالباً على الكوفة. وفيها أرخه الهيثم، والواقدي، ويحيى بن بكير، وابن نمير، وخليفة، وأحمد، والفلاس، وغيرهم.
وقال أبو نعيم، وأبو عبيد، وابن أبي شيبة: مات سنة ثمان وعشرين.
وكان أبو إسحاق ربما دلس.
255 -
4:
عمرو بن مالك النكري
، أبو يحيى، وقيل: أبو مالك.
بصري صدوق، روى عن أبي الجوزاء أوس الربعي. وعنه حماد بن زيد، وجعفر بن سليمان، وعباد بن عباد، ونوح بن قيس الحداني، وآخرون، وابنه يحيى.
256 -
م 4:
عمرو بن مسلم بن عمارة بن أكيمة الليثي المدني
.
عن سعيد بن المسيب، عن أم سلمة بحديث من كان له ذبح فأهل ذو الحجة فلا يأخذ من شعره وأظفاره. رواه عنه سعيد بن أبي هلال، ومالك، ومحمد بن عمرو.
وثقه ابن معين.
257 -
م د ت ن:
عمرو بن مسلم الجندي اليمني
.
عن عطاء، وطاوس، وعكرمة. وعنه زياد بن سعد، وابن جريج، ومعمر، وابن عيينة، وغيرهم.
قال النسائي: ليس بالقوي.
258 -
ع:
عمير بن هانئ العنسي الداراني
، أبو الوليد.
عن أبي هريرة (د)، ومعاوية (خ م)، وابن عمر (د). وعنه الزهري، وقتادة، والأوزاعي، وابن جابر، ومعاوية بن صالح، وسعيد بن عبد العزيز، وأبو بكر بن أبي مريم، وآخرون.
وعمر دهراً، استنابه الحجاج على الكوفة، ثم ولي خراج دمشق لعمر بن عبد العزيز، ويقال: إنه أدرك ثلاثين صحابياً.
وقال عبد الرحمن بن يزيد بن جابر: كان عمير بن هانئ يضحك فأقول: ما هذا؟ فيقول: بلغني أن أبا الدرداء كان يقول: إني لأستجم ليكون أنشط لي في الحق، فقلت له: أراك لا تفتر من ذكر الله تعالى، فكم تسبح؟ قال: مائة ألف، إلا أن تخطئ الأصابع.
وقال سعيد بن عبد العزيز، عن عمير بن هانئ قال: وجهني عبد الملك بكتاب إلى الحجاج وهو محاصر ابن الزبير، وقد نصب المنجنيق يرمي على البيت، فرأيت ابن عمر إذا أقيمت الصلاة صلى مع الحجاج، وإذا حضر ابن الزبير المسجد صلى معه، فقلت: يا أبا عبد الرحمن، تصلي مع هؤلاء! فقال: يا أخا أهل الشام، صل معهم ما صلوا، ولا تطع مخلوقاً في معصية الخالق. فقلت: ما قولك في أهل مكة؟ قال: ما أنا لهم بعاذر. قلت: فما تقول في أهل الشام؟ قال: ما أنا لهم بحامد؛ كلاهما يقتتلون على الدنيا، ويتهافتون في النار تهافت الذباب في المرق. قلت: فما قولك في هذه البيعة التي أخذها علينا ابن مروان؟ فقال: إنا كنا نبايع رسول الله صلى الله عليه وسلم على السمع والطاعة، فكان يلقننا: فيما استطعتم.
قال أحمد العجلي: تابعي ثقة.
وقال الفسوي: لا بأس به.
وقال أيوب بن حسان: حدثنا ابن جابر قال: حدثني عمير بن هانئ قال: ولاني الحجاج الكوفة، فما بعث إلي في إنسان أحده إلا حددته، ولا في إنسان أقتله إلا أرسلته، فبينا أنا على ذلك إذ بعث إلى الجيش أسيرهم إلى أناس أقاتلهم، فقلت: ثكلتك أمك عمير كيف بك، فلم أزل أكاتبه حتى بعث إلي انصرف، فقلت: والله لا أجتمع أنا وأنت في بلد، فجئت وتركته.
وقال العباس بن الوليد بن صبيح: قلت لمروان الطاطري: لا أرى سعيد بن عبد العزيز روى عن عمير بن هانئ. قال: كان أبغض إلى سعيد من النار. قلت: ولم؟ قال: أوليس هو القائل على المنبر حين بويع ليزيد بن الوليد: سارعوا إلى هذه البيعة إنما هما هجرتان؛ هجرة إلى الله ورسوله، وهجرة إلى يزيد! فسمعت أبي محمداً يقول: رأيت ابن مرة وهو على دابة وقد سمط خلفه رأس عمير بن هانئ، وهو داخل به إلى مروان الحمار، فقلت في نفسي: أي رأس يحمل.
وقال هشام بن عمار: قتل في سنة سبع وعشرين ومائة.
وقال أبو داود: قتل عمير صبراً بدارياً أيام فتنة الوليد بن يزيد لأنه كان يحرض على قتله، فقتله ابن مرة وسمط رأسه خلفه ودخل به دمشق إلى مروان بن محمد سنة سبع وعشرين.
وقال أحمد بن أبي الحواري: إني لأبغضه.
وقال أبو داود: كان قدرياً.
259 -
ق:
عون بن أبي شداد العقيلي
، ويقال: العبدي البصري، أبو معمر.
عن أنس بن مالك، وهرم بن حيان، ومطرف بن الشخير، وأبي
عثمان النهدي، وجماعة. وعنه عبيس بن ميمون، ونوح بن قيس، وهشام الدستوائي، وخلف بن خليفة، وسليمان بن المغيرة، وطائفة.
وثقه ابن معين وغيره.
260 -
ت ن:
عيسى بن أبي عزة الكوفي
.
عن شريح القاضي، والشعبي. وعنه سفيان، وإسرائيل، وقيس بن الربيع.
وثقه أحمد وابن معين، وضعفه يحيى القطان.
261 -
د ق:
غيلان بن أنس الكلبي مولاهم
، الدمشقي.
عن أبي سلمة، وعكرمة، وعمر بن عبد العزيز. وعنه الأوزاعي، وشعيب بن أبي حمزة، وعيسى بن موسى القرشي.
262 -
غيلان بن جرير
، أبو يزيد المعولي الأزدي البصري.
عن أنس بن مالك، وعبد الله بن معبد الزماني، وزياد بن رياح، وأبي بردة بن أبي موسى. وعنه أيوب، وشعبة، وجرير بن حازم، وأبو هلال، وحماد بن زيد، ومهدي بن ميمون.
وكان ثقة.
قيل: توفي سنة تسع وعشرين ومائة.
263 -
ع:
فرات بن أبي عبد الرحمن التميمي البصري القزاز
، نزيل الكوفة.
عن أبي الطفيل، وعبيد الله ابن القبطية، وسعيد بن جبير، وأبي حازم الأشجعي. وعنه ابنه الحسن، والسفيانان، وشعبة، وشريك، وإسرائيل، وأبو الأحوص.
وثقه ابن معين.
264 -
ع:
فراس بن يحيى الهمداني الكوفي
، أبو يحيى المؤدب.
عن الشعبي، وأبي صالح السمان. وعنه سفيان، وشعبة، وشيبان، وأبو عوانة.
وثقه أحمد.
قال ابن حبان: مات سنة تسع وعشرين ومائة.
265 -
ت ق:
فرقد بن يعقوب السبخي
، أبو يعقوب البصري الحائك، أحد العباد الأعلام.
عن سعيد بن جبير، وإبراهيم النخعي، وربعي بن حراش، ومرة الطيب، وأبي الشعثاء. وقيل: إنه روى عن أنس بن مالك. وعنه سعيد بن أبي عروبة، وحماد بن سلمة، وهمام، وصدقة بن موسى، وحماد بن زيد، وغيرهم.
وثقه ابن معين.
وقال أحمد بن حنبل: ليس بقوي.
وقال الدارقطني: ضعيف.
قلت: له قصص ومواعظ. روي عن جعفر بن سليمان عن فرقد قال: قرأت في التوراة: أمهات الخطايا ثلاث أول ذنب عصي الله به: الكبر، والحسد، والحرص.
وروي عن رجل قال: دعي الحسن البصري إلى طعام، فنظر إلى فرقد السبخي وعليه جبة صوف، فقال: يا فرقد، لو شهدت الموقف لخرقت ثيابك مما ترى من عفو الله عز وجل.
وروى عبد الله بن أحمد بن حنبل في الزهد: حدثني أحمد بن إبراهيم قال: حدثنا سيار قال: حدثنا جعفر بن سليمان قال: سمعت فرقدا السبخي يقول: قرأت في التوراة: من أصبح حزيناً على الدنيا أصبح ساخطاً على ربه، ومن جالس غنياً فتضعضع له ذهب ثلثا دينه، ومن أصابته مصيبة فشكاها إلى الناس فكأنما يشكو ربه.
266 -
فضيل بن طلحة الأنصاري البصري
.
عن الحسن، ومعاوية بن قرة، ورشيد. وعنه مسعر، وشعبة، وأيوب أبو العلاء، وأبو عوانة.
وهو صالح الحديث.
267 -
ن:
القاسم بن أبي أيوب الأصبهاني
، ثم الواسطي الأعرج.
عن سعيد بن جبير حديث الفتون بطوله. وعنه شعبة، وأصبغ بن زيد، وهشيم، وأبو خالد الدالاني.
وثقه أبو حاتم، وأبو داود، وانفرد عنه بحديث الفتون أصبغ، وفيه لين.
268 -
ع:
القاسم بن أبي بزة
، أبو عبد الله، ويقال: أبو عاصم، مولى عبد الله بن السائب بن صيفي المخزومي المكي.
وكان أبو بزة من سبي همذان فيما قيل. عن أبي الطفيل، وسعيد بن جبير، ومجاهد. وعنه حجاج بن أرطاة، وشعبة، ومسعر، وآخرون.
وثقوه، ومات سنة أربع وعشرين، ومن ولده البزي صاحب القراءة.
269 -
م د ت ق:
القاسم بن عباس بن محمد بن معتب بن أبي لهب بن عبد المطلب
، أبو العباس الهاشمي المدني.
عن عبد الله بن عمير مولى ابن عباس، ونافع بن جبير. وعنه بكير بن الأشج - وهو من أقرانه - وابن أبي ذئب.
وثقه ابن معين، وتوفي سنة ثلاثين ومائة.
270 -
القاسم بن عبد الله المعافري المصري
.
عن سعيد بن المسيب، وأبي عبد الرحمن الحبلي. وعنه يحيى بن أيوب، وابن لهيعة.
توفي في حدود العشرين ومائة.
271 -
قاسم بن يزيد الرحال
.
عن أنس بن مالك، وقع لنا حديثه عالياً في كتاب البعث. روى عنه حماد بن سلمة، وابن عيينة.
وثقه ابن معين.
272 -
م ن:
قطن بن وهب الليثي
، ويقال: الخزاعي المدني، أبو الحسن.
عن عبيد بن عمير، ويحنس مولى آل الزبير. وعنه الضحاك بن عثمان، وعبيد الله بن عمر، ومالك بن أنس.
وقال أبو حاتم: صالح الحديث.
273 -
ت ق:
قيس بن الحجاج بن خلي الكلاعي
، ثم السلفي المصري، وقيل: دمشقي.
عن حنش الصنعاني، وأبي عبد الرحمن الحبلي. وعنه عبد الله بن
عياش القتباني، والليث، وابن لهيعة، وضمام بن إسماعيل، وأخوه عبد الأعلى، وآخرون.
وكان رجلاً صالحاً صدوقاً، ما جرحه أحد، توفي سنة تسع وعشرين ومائة.
274 -
قيس بن سالم
، أبو حزرة المؤذن.
عن أبي أمامة بن سهل. وعنه يحيى بن أيوب، والليث بن سعد.
كناه أبو أحمد الحاكم، وله حديث يستنكر.
275 -
4:
قيس بن طلق بن علي بن المنذر الحنفي اليمامي
.
عن أبيه. وعنه عبد الله بن بدر، وعبد الله بن النعمان السحيمي، وأيوب بن عتبة، وعكرمة بن عمار، ومحمد بن جابر؛ اليماميون، وغيرهم.
وثقه ابن معين، وله عدة أحاديث في السنن، ضعفه أحمد بن حنبل.
276 -
م د ق:
قيس بن وهب الهمداني الكوفي
.
عن أنس، وأبي عبد الرحمن السلمي، وأبي الوداك جبر بن نوف. وعنه الثوري، وأبو حمزة السكري، وشريك.
وثقه أحمد وغيره.
277 -
ت:
كثير بن الحارث، أبو أمين الحميري
.
عن القاسم أبي عبد الرحمن. وعنه خالد بن معدان وهو شيخه، وأرطاة بن المنذر، ومعاوية بن صالح.
له حديثان، قال أبو حاتم: صالح الحديث.
278 -
كثير بن خنيس الليثي
.
عن أنس، وعمرة. وعنه جعفر بن ربيعة، وأسود بن العلاء، ومحمد بن عمرو بن علقمة.
وثقه ابن معين.
279 -
د ت ق:
كثير بن زياد
، أبو سهل الأزدي العتكي البصري، نزيل بلخ.
عن أبي العالية، والحسن، ومسة الأزدية. وعنه عمر ابن الرماح، وابن شوذب، وحماد بن زيد، وجعفر الأحمر.
وثقه أبو حاتم.
280 -
خ د ن:
كثير بن فرقد
.
مدني سكن مصر، وروى عن نافع، وأبي بكر بن حزم، وعبد الله بن مالك بن حذاقة. وعنه عمرو بن الحارث، والليث، ومالك، وابن لهيعة.
وثقه ابن معين وغيره، ومات شاباً.
281 -
خ د ن ق:
كثير بن كثير بن المطلب بن أبي وداعة السهمي المكي
، أخو جعفر وعبد الله.
عن أبيه، وسعيد بن جبير. وعنه إبراهيم بن نافع، وابن جريج، ومعمر، وسفيان بن عيينة.
وثقه أحمد، وقال ابن سعد: كان شاعراً قليل الحديث.
282 -
كثير بن معدان البصري
.
عن القاسم بن محمد، وسالم. وعنه أبو هلال، وسليمان بن المغيرة، والحمادان.
قال أبو حاتم: يقال له: كثير بن أبي كثير، وكثير بن أبي أعين أبو محمد، وكل صحيح.
283 -
م د ت ن:
كعب بن علقمة بن كعب بن عدي التنوخي المصري
، أبو عبد الحميد.
قيل: لجده كعب صحبة، ورأى هو عبد الله بن الحارث الزبيدي. وروى عن أبي تميم الجيشاني، وسعيد بن المسيب، وعبد الرحمن بن شماسة، ومرثد بن عبد الله اليزني، وطائفة سواهم. وعنه حيوة بن شريح، وسعيد بن أبي أيوب، والليث، وابن لهيعة، وغيرهم.
وكان أحد الثقات العلماء.
توفي سنة ثلاثين ومائة.
284 -
م د:
كلثوم بن جبر
، أبو محمد البصري.
عن أنس بن مالك، وأبي الطفيل، وسعيد بن جبير. وعنه ابن عون، وابنه ربيعة بن كلثوم، والحمادان، وعبد الوارث.
وثقه أحمد.
285 -
كلثوم بن عياض القشيري
.
أحد الأمراء، مر في الحوادث.
286 -
ت:
كنانة، مولى صفية أم المؤمنين
.
أدرك خلافة عثمان، وعمر دهراً. وحدث عن صفية، وأبي هريرة.
وعنه زهير بن معاوية، وأخوه خديج بن معاوية، وسعدان بن بشر الجهني، وهاشم بن سعيد.
287 -
الكميت بن زيد الأسدي الكوفي
، شاعر زمانه.
يقال: إن شعره أكثر من خمسة آلاف بيت. روى عن الفرزدق، وأبي جعفر الباقر. وعنه والبة بن الحباب الشاعر، وحفص بن سليمان الغاضري، وأبان بن تغلب، وآخرون.
وقد وفد على الخليفتين؛ يزيد وهشام ابني عبد الملك.
قال أبو عبيدة: لو لم يكن لبني أسد منقبة غير الكميت لكفاهم؛ حببهم إلى الناس وأبقى لهم ذكراً.
وقال أبو عكرمة الضبي: لولا شعر الكميت لم يكن للغة ترجمان.
قال ابن عساكر: كميت بن زيد بن خنيس بن المجالد، أبو المستهل الأسدي؛ أسد خزيمة.
روى المبرد عن الزيادي قال: كان عم الكميت رئيس قومه، فقال يوماً: يا كميت، لم لا تقول الشعر؟ ثم أخذه فأدخله الماء فقال: لا أخرجك أو تقول الشعر، فمرت به قنبرة فأنشد متمثلاً:
يالك من قنبرة بمعمر فقال عمه – ورحمه: قد قلت شعراً، فقال هو: لا أخرج أو أقول لنفسي، فما رام حتى قال قصيدته المشهورة، ثم غدا على عمه فقال: اجمع لي العشيرة ليسمعوا، فجمعهم له فأنشد:
طربت وما شوقاً إلى البيض أطرب ولا لعباً مني وذو الشيب يلعب ولم تلهني دار ولا رسم منزل ولم يتطربني بنان مخضب ولا أنا ممن يزجر الطير همه أصاح غراب أم تعرض ثعلب
ولا السانحات البارحات عشية أمر سليم القرن أم مر أعضب فقال له عمه: فأي شيء؟ فقال:
ولكن إلى أهل الفضائل والنهى وخير بني حواء والخير يطلب إلى النفر البيض الذين بحبهم إلى الله فيما نابني أتقرب بني هاشم رهط الرسول فإنني لهم وبهم أرضى مراراً وأغضب وطائفة قد أكفرتني بحبهم وطائفة قالت: مسيء ومذنب قال ابن فضيل، عن ابن شبرمة: قلت للكميت: إنك قلت في بني هاشم فأحسنت، وقد قلت في بني أمية أفضل مما قلت في بني هاشم! قال: إني إذا قلت أحببت أن أحسن.
وكان الكميت شيعياً.
قيل: إنه لما مدح علي بن الحسين قال: إني قد مدحتك بما أرجو أن يكون وسيلة عند رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم القيامة، ثم أنشده قصيدة له، فلما فرغ منها قال: ثوابك نعجز عنه، ولكن ما عجزنا عنه فإن الله لن يعجز عن مكافأتك، وقسط على نفسه وأهله أربعمائة ألف درهم، فقال له: خذ هذه يا أبا المستهل، فقال: لو وصلتني بدانق لكان شرفاً، ولكن إن أحببت أن تحسن إلي فادفع لي بعض ثيابك التي تلي جسدك أتبرك بها، فقام فنزع ثيابه فدفعها إليه كلها، ثم قال: اللهم إن الكميت جاد في آل رسولك وذرية نبيك بنفسه حين ضن الناس وأظهر ما كتمه غيره من الحق، فأمته شهيداً وأحيه سعيداً وأره الجزاء عاجلاً وأجر له جزيل المثوبة آجلاً فإنا قد عجزنا عن مكافأته. قال الكميت: ما زلت أعرف بركة دعائه.
وروي أن الكميت أتى باب مخلد بن يزيد بن المهلب فصادف على بابه أربعين شاعراً، فاستأذن، فقال له الأمير: كم رأيت على الباب شاعراً؟ قال: أربعين. قال: فأنت جالب التمر إلى هجر. قال: إنهم جلبوا دقلاً وجلبت أزاذا. قال: فهات، فأنشده:
هلا سألت منازلاً بالأبرق درست وكيف سؤال من لم ينطق؟ لعبت بها ريحان ريح عجاجة بالسافيات من التراب المعبق
والهيف رائحة لها بنتاجها طفل العشي بذي حناتم سرق الهيف: ريح حارة. والحناتم: جرار، شبه الغنم بها.
غيرن عهدك بالديار ومن يكن رهن الحوادث من جديد يخلق دار التي تركتك غير ملومة دنفاً فأرع بها عليك وأشفق قد كنت قبل تتوق من هجرانها فاليوم إذ شط المزار بها ثق والحب فيه حلاوة ومرارة سائل بذلك من تطعم أو ذق ما ذاق بؤس معيشة ونعيمها فيما مضى أحد إذا لم يعشق فلما بلغ:
بشرت نفسي إذ رأيتك بالغنى ووثقت حين سمعت قولك لي ثق فأمر بالخلع فأفيضت عليه حتى استغاث من كثرتها.
وقد أجاز الكميت أمير خراسان أبان بن عبد الله البجلي على أبيات بخمسين ألفاً.
وعن أبي عكرمة الضبي، عن أبيه قال: كان يقال: ما جمع أحد من علم العرب ومناقبها ومعرفة أنسابها ما جمع الكميت، فمن صحح الكميت نسبه صح، ومن طعن فيه وهن.
قال المبرد: وقف الكميت وهو صبي على الفرزدق وهو ينشد، فلما فرغ قال: يا غلام، أيسرك أني أبوك؟ قال: أما أبي فلا أريد به بدلاً، ولكن يسرني أن تكون أمي. فحصر الفرزدق وقال: ما مر بي مثلها.
قال أبو القاسم الحافظ: وبلغني أن الكميت ولد سنة ستين ومات سنة ست وعشرين ومائة.
288 -
4:
مالك بن دينار الزاهد
، أبو يحيى البصري، أحد الأعلام.
يقال: إن أباه من سبي سجستان، وولاؤه لامرأة من بني ناجية بن سامة بن لؤي.
روى عن أنس، وعن الأحنف بن قيس، وسعيد بن جبير، والحسن،
وابن سيرين، والقاسم بن محمد، وجماعة. وعنه سعيد بن أبي عروبة، وابن شوذب، وهمام، وأبان بن يزيد، وعبد السلام بن حرب، والحارث بن وجيه، وآخرون.
قال ابن المديني: له نحو أربعين حديثاً.
وقال النسائي: ثقة. فناهيك بتوثيق النسائي، وقد استشهد به البخاري.
وعن سلم الخواص قال: قال مالك بن دينار: خرج أهل الدنيا من الدنيا ولم يذوقوا أطيب شيء فيها. قيل: وما هو؟ قال: معرفة الله تعالى.
وروى جعفر بن سليمان عنه قال: إن الصديقين إذا قرئ عليهم القرآن طربت قلوبهم إلى الآخرة. ثم يقول: خذوا، فيقرأ ويقول: اسمعوا إلى قول الصادق من فوق عرشه.
وروى جعفر عنه قال: إذا لم يكن في القلب حزن خرب، كما إذا لم يكن في البيت ساكن خرب.
قال ابن سعد: كان مالك ثقة قليل الحديث، كان يكتب المصاحف.
وقال جعفر بن سليمان: حدثنا مالك بن دينار قال: أتينا أنس بن مالك أنا وثابت ويزيد الرقاشي وزياد النميري، فنظر إلينا فقال: ما أشبهكم بأصحاب محمد صلى الله عليه وسلم، وإني لأدعو لكم بالأسحار.
قال الدارقطني: مالك بن دينار ثقة، ولا يكاد يحدث عنه ثقة.
قلت: أكثر من يروي عنه ثقات فيما علمت، لكن الحارث بن وجيه ونابتة ضعفا.
قال السري بن يحيى: سمعت مالكاً يقول: إنه لتأتي علي السنة لا آكل فيها لحماً إلا من أضحيتي يوم الأضحى.
وقال سليمان التيمي: ما أدركت أزهد من مالك بن دينار.
وقال جعفر بن سليمان: سمعت مالك بن دينار يقول: وددت أن الله
يجمع الخلائق فيقول: يا مالك، فأقول: لبيك. فيأذن لي أن أسجد بين يديه، فأعرف أنه قد رضي عني، فيقول: كن تراباً.
وقال رباح بن عمرو القيسي: سمعت مالك بن دينار يقول: دخل علي جابر بن زيد وأنا أكتب، فقال: يا مالك، مالك عمل إلا هذا؟ تنقل كتاب الله! هذا والله الكسب الحلال.
وعن شعبة قال: كان أدم مالك بن دينار كل سنة بفلسين ملح.
وقال جعفر: كان مالك بن دينار يلبس إزار صوف وعباءة خفيفة، وفي الشتاء فروة، وكان ينسخ المصحف في أربعة أشهر فيدع أجرته عند البقال فيأكله.
وعنه قال: لو استطعت لم أنم؛ مخافة أن ينزل العذاب وأنا نائم، ولو وجدت أعواناً لفرقتهم ينادون في الدنيا: يا أيها الناس، النار النار.
وقال معلى الوراق: سمعت مالك بن دينار يقول: خلطت دقيقي بالرماد فضعفت عن الصلاة، ولو قويت على الصلاة ما أكلت غيره.
معلى الوراق لا أعرفه.
قال جعفر بن سليمان: سمعت مالك بن دينار يقول: وددت أن الله جعل رزقي في حصاة أمصها لا ألتمس غيرها حتى أموت.
وقال مالك بن دينار: منذ عرفت الناس لم أفرح بمدحهم ولم أكره مذمتهم؛ لأن حامدهم مفرط وذامهم مفرط.
وروي عن السري بن مغلس السقطي أن لصاً دخل بيت مالك بن دينار فما وجد شيئاً، فجاء ليخرج فناداه مالك: سلام عليكم. فقال: وعليكم السلام. قال: ما حصل لكم شيء من الدنيا فترغب في شيء من الآخرة؟ قال: نعم. قال: توضأ من هذا المركن وصل ركعتين. ففعل، ثم قال: يا سيدي، أجلس إلى الصبح؟ قال: فلما خرج مالك إلى المسجد قال أصحابه: من هذا معك؟ قال: جاء يسرقنا فسرقناه. قال جعفر بن سليمان:
سمعت مالك بن دينار يقول: إذا تعلم العبد العلم ليعمل به كسره علمه، وإذا تعلم العلم لغير العمل زاده فخراً.
وروى الأصمعي عن أبيه قال: مر المهلب بن أبي صفرة على مالك بن دينار وهو يتبختر في مشيته، فقال مالك: أما علمت أن هذه المشية تكره إلا بين الصفين؟ فقال له المهلب: أما تعرفني؟ قال: أعرفك؛ أولك نطفة مذرة، وآخرك جيفة قذرة، وأنت بينهما تحمل العذرة. فقال المهلب: الآن عرفتني حق المعرفة.
قال هدبة: حدثنا حزم القطعي قال: دخلنا على مالك بن دينار وهو يكيد بنفسه، فرفع رأسه إلى السماء ثم قال: اللهم إنك تعلم أني لم أكن أحب البقاء لبطن ولا لفرج.
قال السري بن يحيى: مات سنة سبع وعشرين ومائة.
وقال خليفة، وابن المديني، وغيرهما: مات مالك بن دينار سنة ثلاثين ومائة.
289 -
خ م ن:
مجزأة بن زاهر الأسلمي الكوفي
.
عن أبيه، وعبد الله بن أبي أوفى، وأهبان بن أوس، وناجية؛ الأسلميين، ولهم صحبة. وعنه شعبة، وإسرائيل، وشريك.
وثقه أبو حاتم.
290 -
مجمع التيمي
، أحد العابدين، وهو ابن سمعان، أبو حمزة الكوفي الحائك.
قلما روى، حكى عن ماهان الزاهد. روى عنه أبو حيان التيمي، وأبو التياح، وسفيان الثوري، وغيرهم.
ذكره أبو بكر بن عياش مرة فقال: ومن كان أورع من مجمع.
وقال سفيان الثوري: ليس شيء من عملي أرجو أن لا يشوبه شيء مثل حبي مجمعاً التيمي.
وقال ابن معين: مجمع ثقة.
وروى ابن أبي حاتم عن أبيه قال: دعا مجمع الله أن يميته قبل الفتنة فمات من ليلته، وخرج زيد بن علي من الغد.
قلت: قد مر أن زيداً خرج في سنة إحدى أو اثنتين وعشرين ومائة.
291 -
ع:
محمد بن زياد القرشي
، مولى عثمان بن مظعون الجمحي المدني، نزيل البصرة.
روى عن عائشة، وأبي هريرة، وابن عمر، وابن الزبير. وله نحو من خمسين حديثاً. روى عنه يونس بن عبيد، ومعمر، وشعبة، والحمادان، وإبراهيم بن طهمان، والربيع بن مسلم، وجماعة.
وثقه أحمد وغيره، مات بعد العشرين ومائة، وقع لي من عواليه.
292 -
ق:
محمد بن زيد الكندي البصري
، قاضي مرو.
عن سعيد بن المسيب، وأبي شريح، وسعيد بن جبير. وعنه مقاتل بن حيان، ومعمر بن راشد.
293 -
م ن:
محمد بن شبيب الزهراني
.
عن شهر بن حوشب، والحسن البصري. وعنه معمر، وشعبة، وحماد بن زيد، وجماعة.
وثقه النسائي.
294 -
ع:
محمد بن عبد الله بن أبي يعقوب التميمي الضبي البصري
، سيد بني تميم وشريفهم.
عن عبد الله بن شداد بن الهاد، والحسن بن سعد، وعبد الرحمن بن أبي بكرة. وعنه شعبة، ومهدي بن ميمون، وجرير بن حازم، وآخرون.
وثقه ابن معين.
295 -
خ م ن ق:
محمد بن عبد الرحمن الأنصاري المدني
، أبو الرجال.
أحد الثقات. عن أمه عمرة بنت عبد الرحمن، وأنس بن مالك. وعنه سعيد بن أبي هلال، ويحيى بن سعيد الأنصاري، ومالك، والثوري، وابناه؛ مالك وحارثة ابنا أبي الرجال.
296 -
م ت ن:
محمد بن عبد الرحمن بن محيصن السهمي المكي المقرئ
.
قارئ أهل مكة مع ابن كثير، ولكن قراءته شاذة فيها ما ينكر، وسنده غريب. وقد اختلف في اسمه على عدة أقوال، فقيل: عمر بن عبد الرحمن، وقيل: محمد بن عبد الله، وقيل: عبد الرحمن بن محمد بن محيصن.
قرأ على مجاهد، وسعيد بن جبير، ودرباس مولى ابن عباس، وحدث عن أبيه، وصفية بنت شيبة، ومحمد بن قيس بن مخرمة، وعطاء، وغيرهم. وعنه ابن جريج، وشبل بن عباد، وعبد الله بن المؤمل المخزومي، وهشيم، وابن عيينة، وآخرون.
وقرأ عليه أبو عمرو بن العلاء، وشبل، وعيسى بن عمر.
قال ابن المديني: قلت لسفيان: ابن محيصن هذا - يعني عمر - هو الذي كان قارئاً هنا بمكة؟ قال: نعم.
قلت: سماه ابن عدي عمر، فقال: هذا الصواب، ومحمد أسن من عمر.
وقال ابن مجاهد: كان ابن محيصن عالماً بالعربية، وله اختيار لم يتبع فيه أصحابه.
وقال أبو عبيد: كان ابن محيصن أعلمهم بالعربية.
وقال ابن مجاهد: هو محمد بن عبد الرحمن بن محيصن، ويقال: محمد بن عبد الله، ويقال: عبد الرحمن بن محمد.
وقال أحمد بن أبي خيثمة: حدثنا مصعب الزبيدي قال: هو عبد الرحمن بن محيصن.
وسماه عيسى بن مرة محمد بن عبد الرحمن، وكذلك سماه شبل بن عباد.
وقد سماه الحاكم أبو عبد الله، وأبو أحمد السامري، وغيرهما - عبد الله بن محيصن.
وسماه يحيى بن معين وغيره عمر بن محيصن.
توفي سنة ثلاث وعشرين ومائة.
297 -
ع:
محمد بن عبد الرحمن بن عبد الله بن عبد الرحمن بن سعد بن زرارة الأنصاري
المدني.
وقيل: أسعد بدل سعد، فأسعد بن زرارة جده لأمه.
روى عن عمته عمرة بنت عبد الرحمن، وعن خاله يحيى بن أسعد، وابن كعب بن مالك، ومحمد بن عمرو بن الحسن بن علي، والأعرج، وجماعة. وعنه يحيى بن أبي كثير، ويحيى بن سعيد الأنصاري، وشعبة، وسفيان بن عيينة، وآخرون.
وقد ولي إمرة المدينة لعمر بن عبد العزيز.
وثقه ابن سعد وغيره.
ومات سنة أربع وعشرين ومائة.
298 -
محمد بن عبد الرحمن، أبو جابر البياضي الأنصاري المدني
.
أحد الضعفاء. عن سعيد بن المسيب، وصالح مولى التوأمة. وعنه حجاج بن أرطاة، وابن أبي ذئب، وإبراهيم بن أبي يحيى، وغيرهم.
قال الشافعي: بيض الله عيني من يحدث عن أبي جابر البياضي.
وقال مالك: ليس بثقة.
وهو قليل الحديث.
قال ابن سعد: مات سنة ثلاثين ومائة.
299 -
محمد بن عبد الرحمن، أبو عيسى المؤذن
.
شيخ مصري. روى عن أبي مرزوق التجيبي، والضحاك بن شرحبيل. وعنه سعيد بن أبي أيوب، والليث بن سعد، وابن لهيعة.
300 -
م 4:
محمد بن علي بن عبد الله بن عباس بن عبد المطلب الهاشمي
، أبو عبد الله، والد السفاح والمنصور.
روى عن أبيه، وسعيد بن جبير، وعمر بن عبد العزيز، وأرسل عن جده. وعنه ابناه، وحبيب بن أبي ثابت، ويزيد بن أبي زياد، وهشام بن عروة، وآخرون.
وبينه وبين أبيه في المولد أربع عشرة سنة، فكان أبوه يخضب فيظن من لا يدري أن محمداً هو الأب، عاش محمد ستين سنة.
قال ابن سعد: كان عبد الله بن محمد ابن الحنفية قد أوصى إلى محمد ودفع إليه كتبه وألقى إليه: إن هذا الأمر في ولدك. وكان عبد الله قد قرأ الكتب وسمع.
وكان محمد بن علي جميلاً وسيماً نبيلاً كأبيه، وكان ابتداء دعوة بني العباس إلى محمد، ولقبوه بالإمام، وكاتبوه سراً بعد العشرين ومائة. ولم يزل أمره يقوى ويتزايد فعالجته المنية حين انتشرت دعوته بخراسان، فأوصى بالأمر إلى ابنه إبراهيم فلم تطل مدته بعد أبيه، فعهد إلى أخيه أبي العباس السفاح.
قال مروان بن شجاع: سمعت ابن أبي عبلة يقول: دخل محمد بن علي على أمير المؤمنين عمر بن عبد العزيز، فلما خرج قال عمر: لو كان إلي من الخلافة شيء لقمصتها هذا الخارج.
أخبرنا أحمد بن إسحاق قال: أخبرنا ابن صرما وابن عبد السلام، قالا: أخبرنا الأرموي قال: أخبرنا ابن النقور قال: أخبرنا أبو الحسن السكري قال: أخبرنا أبو عبد الله الصوفي قال: حدثنا يحيى بن معين قال: حدثنا هشام بن يوسف، عن عبد الله بن سليمان النوفلي، عن محمد بن علي، عن أبيه، عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أحبوا الله لما يغدوكم به من نعمة، وأحبوني لحبه، وأحبوا أهل بيتي لحبي.
هذا حديث غريب، رواه الترمذي عن أبي داود السجستاني عن ابن معين، فوقع بدلاً بعلو درجتين، تفرد به هشام بن يوسف قاضي صنعاء، والنوفلي لا يعرف، ولعل ابن معين تفرد به.
قال الزبير بن بكار: أمه هي العالية بنت عبيد الله بن عبد الله بن عباس، وأمها عائشة بنت عبد الله بن عبد المدان.
ويقال: إن محمد بن علي ولد سنة أربع وستين.
قال يعقوب بن شيبة: بلغني عن ابن الكلبي عن أبيه قال: كان محمد بن علي من أجمل الناس وأمدهم قامة، وكان رأسه مع منكب أبيه، وكان رأس أبيه مع منكب عبد الله بن عباس، وكان رأس ابن عباس مع منكب أبيه، رضي الله عنهم.
وروى سليمان بن أبي شيخ عن حجر بن عبد الجبار، عن عيسى بن علي، وذكر محمد بن علي، فذكر من فضله حتى قدمه على أبيه، قال:
وكان أبو هاشم بن محمد ابن الحنفية قبيح الخلق والهيئة، قبيح الدابة، وكان لا يذكر أبي علي بن عبد الله بن عباس في موضع إلا عابه، فبعث أبي ولده محمد بن علي إلى باب الوليد بن عبد الملك، فأتى أبا هاشم فكتب عنه العلم. وكان إذا قام أبو هاشم يأخذ له بركابه فكف عن أبيه، وكان أبي يلطف ابنه محمداً بالشيء يبعث به إليه فيبعث به محمد إلى أبي هاشم. وكان قوم من أهل خراسان يختلفون إلى أبي هاشم، فمرض مرضه الذي مات فيه، فقالوا: من تأمرنا أن نأتي بعدك؟ فقال: هذا، وهو عنده، قالوا: ومن هذا؟ وما لنا وله؟ قال: لا أعلم أحداً منه ولا خيراً منه. فاختلفوا إليه. قال عيسى: فذاك كان سببنا بخراسان.
قال إسماعيل الخطبي: كان ابتداء دعاة بني العباس إلى محمد وطاعتهم لأمره، وذلك زمن الوليد، فلم يزل الأمر ينمى ويقوى ويتزايد إلى أن مات في مستهل ذي القعدة سنة أربع وعشرين، وقد انتشرت دعوته وكثرت شيعته.
قال ابن جرير: توفي سنة خمس وعشرين بعد والده بسبع سنين، رحمه الله.
301 -
ت:
محمد بن عمار بن سعد القرظ المدني المؤذن
.
عن أبي هريرة بحديث ضرس الكافر مثل أحد. وعنه سبطه محمد بن عمار بن حفص.
302 -
محمد بن قيس الهمداني المرهبي الكوفي
.
عن ابن عمر، وعن مالك بن الحارث الهمداني، وإبراهيم النخعي. وعنه أبو حنيفة، والثوري، وإسرائيل، وأبو عوانة، وهشيم.
قال أحمد: أرجو أن يكون ثقة.
وقال ابن معين: ثقة مرجئ.
وقال أبو حاتم: لا بأس به.
303 -
م ت ن ق:
محمد بن قيس المدني القاص
.
كان يقص لعمر بن عبد العزيز. روى عن عبد الله بن أبي قتادة، وأبي سلمة، وأبي صرمة الأنصاري، وأرسل عن أبي هريرة وغيره. وعنه أسامة بن زيد الليثي، وابن إسحاق، وأبو معشر، وابن أبي ذئب، والليث.
وثقه أبو داود.
فروى الليث عن محمد بن قيس قاص عمر بن عبد العزيز، عن أبي صرمة، عن أبي أيوب الأنصاري أنه قال عند الموت: لقد كتمت عنكم شيئاً سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم، يقول: لولا أنكم لا تذنبون لخلق الله خلقاً يذنبون ليغفر لهم.
قال يحيى بن معين: محمد بن قيس بن مخرمة، ومحمد بن قيس النخعي مولى يعقوب المدني قاص عمر بن عبد العزيز، ومحمد بن قيس الزيات مدني أيضاً.
قلت: هذا معاصر لابن أبي ذئب.
قال: ومحمد بن قيس مولى سهل بن حنيف عن سهل؛ يعني ابن سعد.
وقال ابن سعد: توفي محمد بن قيس مولى بني أمية بالمدينة في فتنة الوليد بن يزيد، وكان كثير الحديث عالماً.
قلت: أحسبه يقال له: قاص عمر وقاضي عمر، فيحرر هذا.
قال ابن المبارك: قال عمر بن عبد العزيز: إني نظرت في أمري وأمر الناس فلم أر شيئاً خيراً من الموت. ثم قال لقاصه محمد بن قيس: ادع لي بالموت. قال: فدعا، وهو يؤمن ويبكي.
304 -
ع:
الزهري، محمد بن مسلم بن عبيد الله
بن عبد الله بن شهاب بن عبد الله بن الحارث بن زهرة بن كلاب بن مرة الإمام، أبو بكر القرشي الزهري المدني.
أحد الأعلام وحافظ زمانه، ولد سنة خمسين، وطلب العلم في أواخر عصر الصحابة وله نيف وعشرون سنة، فروى عن ابن عمر حديثين فيما بلغنا، وعن سهل بن سعد، وأنس بن مالك، ومحمود بن الربيع، وعبد الرحمن بن أزهر، وسنين أبي جميلة، وأبي الطفيل، وربيعة بن عباد، وعبد الله بن ثعلبة، وكثير بن العباس بن عبد المطلب، وعلقمة بن وقاص، والسائب بن يزيد، وسعيد بن المسيب، وأبي أمامة بن سهل، وعروة، وسالم، وعبيد الله بن عبد الله، وخلق كثير. وعنه صالح بن كيسان، ومعمر، وعقيل، ويونس، والأوزاعي، ومالك، والليث، وشعيب بن أبي حمزة، وفليح بن سليمان، وبكر وائل، وعمرو بن الحارث، ومحمد بن أبي حفصة، وابن أبي ذئب، وابن إسحاق، وهشام بن سعد، وهشيم، وإبراهيم بن سعد، وابن عيينة، وخلائق.
وروى عنه من الكبار عمر بن عبد العزيز، وعطاء بن أبي رباح، وعمرو بن دينار، وعمرو بن شعيب، وزيد بن أسلم.
قال أبو داود: حديثه ألفان ومائتا حديث، النصف منها مسند.
وقال ابن المديني: له نحو ألفي حديث.
قال مكحول، وعمر بن عبد العزيز - وهذا لفظه: لم يبق أحد أعلم بسنة ماضية من الزهري.
وقال عبد الرزاق: قلت لمعمر: أسمع الزهري من ابن عمر؟ قال: سمع منه حديثين.
وقال ابن عيينة: رأيت الزهري أعيمش أحمر الرأس واللحية، وفي حمرتها انكفاء كان يجعل فيه كتماً.
وروى مالك وغيره عن الزهري قال: جالست سعيد بن المسيب ثمان سنين.
وروى ابن أبي الزناد عن أبيه قال: كنا نطوف مع الزهري ومعه الألواح والصحف، ويكتب كل ما سمع.
قلت: وكان الزهري حافظاً لا يحتاج إلى أن يكتب، فلعله كان يكتب ويتحفظ ثم يمحوه.
وروى أبو صالح عن الليث قال: ما رأيت عالماً قط أجمع من ابن شهاب، يحدث في الترغيب فتقول: لا يحسن إلا هذا، وإن حدث عن العرب والأنساب قلت: لا يحسن إلا هذا، وإن حدث عن القرآن والسنة كان حديثه.
وقال محمد بن إشكاب: كان الزهري جندياً.
وقال إسحاق المسيبي، عن نافع بن أبي نعيم: إنه عرض القرآن على الزهري.
وقال عراك بن مالك، ذكر ابن المسيب وعروة إلى أن قال: أعلمهم عندي الزهري؛ فإنه جمع علمهم إلى علمه.
وقال الليث: قال ابن شهاب: ما صبر أحد على العلم صبري، ولا نشره أحد نشري.
قال الليث: وكان ابن شهاب من أسخى من رأيت، كان يعطي كل من جاء، فإذا لم يبق معه شيء اقترض، وكان يسمر على العسل كما يسمر أهل الشراب على شرابهم، ويقول: اسقونا وحدثونا، وكانت له قبة معصفرة وعليه ملحفة معصفرة.
قال الوليد بن مسلم: حدثني القاسم بن هزان أنه سمع الزهري يقول: لا يرضي الناس قول عالم لا يعمل، ولا عمل عامل لا يعلم.
قاسم هذا صدوق.
وعن ابن أبي ذئب قال: ضاق حال الزهري فخرج إلى الشام، فجالس قبيصة بن ذؤيب فأرسل عبد الملك إلى الحلقة: من منكم يحفظ قضاء عمر في أمهات الأولاد؟ قلت: أنا، فأدخلت عليه فقال: من أنت؟ فانتسبت له، فقال: إن كان أبوك لنعاراً في الفتن، اجلس، فسأله مسائل وقضى دينه.
وقال ابن أخي الزهري: إن عمه جمع القرآن في ثمانين ليلة.
وروى الزبير عن محمد بن الحسن، عن مالك، عن الزهري قال: كنت أستقي الماء لعبيد الله بن عبد الله، فيقول لجاريته: من بالباب؟ فتقول: غلامك الأعمش.
وعن الزهري قال: ما استفهمت عالماً قط.
وقال ابن مهدي: قال مالك: حدثنا الزهري بحديث طويل فلم أحفظه، فسألته عنه فقال: أليس قد حدثتكم؟ قلت: بلى، ثم قلت: أما كنت تكتب؟ قال: لا، قلت: ولا تستعيد؟ قال: لا.
وروى وهيب عن أيوب قال: ما رأيت أحداً أعلم من الزهري.
وقال معن القزاز: حدثنا المنكدر بن محمد قال: رأيت بين عيني الزهري أثر السجود.
وروى الليث عن ابن شهاب قال: ما استودعت قلبي علماً فنسيته.
قال الليث: فكان يكثر شرب العسل، ولا يأكل شيئاً من التفاح.
وقال مالك: بقي ابن شهاب وما له في الدنيا نظير.
وقال أبو بكر الهذلي: جالسنا الحسن وابن سيرين، فما رأينا مثل الزهري.
وقال عمرو بن دينار: ما رأيت الدينار والدرهم عند أحد أهون منه عند الزهري، كأنها بمنزلة البعر.
وقال سعيد بن عبد العزيز: أدى هشام بن عبد الملك عن الزهري سبعة
آلاف دينار، وكان يؤدب ولده ويجالسه.
قال الواقدي: حدثنا عبد الرحمن بن عبد العزيز قال: سمعت الزهري يقول: نشأت وأنا غلام لا مال لي منقطع من الديوان، وكنت أتعلم نسب قومي من عبد الله بن ثعلبة بن صعير العدوي، وكان عالماً بنسب قومي، وكان ابن أختهم وحليفهم، فأتاه رجل فسأله عن مسألة في الطلاق، فأشار له إلى سعيد بن المسيب. فقلت في نفسي: ألا أراني مع هذا الرجل المسن يعقل أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مسح رأسه ولا يدري ما هذا؟ فانطلقت مع السائل إلى سعيد وتركت ابن ثعلبة، وجالست عروة وعبيد الله وأبا بكر بن عبد الرحمن بن الحارث حتى فقهت، فرحلت إلى الشام فدخلت مسجد دمشق في السحر، فأممت حلقة وجاه المقصورة عظيمة، فجلست فيها، فنسبني القوم فقلت: رجل من قريش، قالوا: هل لك علم بالحكم في أمهات الأولاد؟ فأخبرتهم بقول عمر، فقال لي القوم: هذا مجلس قبيصة بن ذؤيب، وهو جائيك، وقد سأله عبد الملك وسألناه فلم يجد عندنا في ذلك علماً. وجاء قبيصة وأخبروه الخبر فنسبني، فانتسبت، وسألني عن سعيد بن المسيب ونظرائه فأخبرته، فقال: أنا أدخلك على أمير المؤمنين. فصلى الصبح، ثم انصرف فتبعته، فدخل على عبد الملك، وجلست على الباب ساعة حتى ارتفعت الشمس، ثم خرج الآذن فقال: أين هذا المدني القرشي؟ قلت: ها أنا ذا، فدخلت معه على أمير المؤمنين فأجد بين يديه المصحف قد أطبقه، وأمر به فرفع وليس عنده غير قبيصة، فسلمت بالخلافة، فقال: من أنت؟ قلت: محمد بن مسلم بن عبيد الله بن عبد الله بن شهاب، فقال: أوه! قوم نعارون في الفتن، قال: وكان أبي مع ابن الزبير، ثم قال: ما عندك في أمهات الأولاد؟ فأخبرته وقلت: حدثني سعيد بن المسيب، فقال: كيف سعيد وكيف حاله؟ قال: والتفت إلى قبيصة فقال: هذا يكتب به إلى الآفاق. فقلت: لا أجده أخلى من هذه الساعة ولعلي لا أدخل عليه بعدها، فقلت: إن رأى أمير المؤمنين أن يصل رحمي وأن يفرض لي فإني رجل منقطع لا ديوان لي. قال: إيها، الآن امض لشأنك، فخرجت موئساً من كل شيء خرجت له، وأنا يومئذ والله مقل مرمل، فجلست حتى خرج قبيصة فأقبل علي لائما لي، فقال: ما حملك على ما
صنعت من غير أمري، ألا استشرتني؟ قلت: ظننت أني لا أعود إليه. قال: ائتني في المنزل، فمشيت خلف دابته، والناس يكلمونه حتى دخل منزله، فقلما لبث حتى خرج خادم برقعة فيها: هذه مائة دينار قد أمرت لك بها وبغلة تركبها وغلام وعشرة أثواب، فقلت للرسول: ممن أطلب هذا؟ قال: ألا ترى الرقعة فيها اسم الذي أمرك أن تأتيه، قال: فنظرت في طرف الرقعة فإذا فيها: فأت فلاناً، فسألت عنه فقيل: ها هو ذا، فأتيته بالرقعة فأمر لي بذلك من ساعته. قال: وغدوت إليه من الغد وأنا على البغلة فسرت إلى جنبه، فقال: احضر باب أمير المؤمنين حتى أوصلك إليه، فحضرت فأوصلني، فسلمت، فأومأ إلي أن اجلس، فلما جلست ابتدأ عبد الملك بالكلام، قال: فجعل يسألني عن أنساب قومي قريش، فلهو كان أعلم بها مني، ثم قال: قد فرضت لك فرائض أهل بيتك، والتفت إلى قبيصة فأمره أن يكتب ذلك لي في الديوان، ثم قال: أين تحب أن يكون ديوانك؟ إلى أن قال: ثم خرج قبيصة فقال: إن أمير المؤمنين قد أمر أن تثبت في صحابته وأن ترفع فريضتك، فالزم باب أمير المؤمنين، فلزمت عسكر أمير المؤمنين، وكنت أدخل عليه كثيراً، وجعل عبد الملك فيما يسألني يقول: من لقيت؟ فأسميهم له لا أعدو قريشاً، فقال: فأين أنت عن الأنصار، فإنك واجد عندهم علماً، أين أنت عن خارجة بن زيد، أين أنت عن عبد الرحمن بن يزيد بن خارجة؟ قال: فقدمت المدينة فسألتهم فوجدت عندهم علماً كثيراً.
قال: وتوفي عبد الملك فلزمت الوليد، ثم سليمان، ثم عمر بن عبد العزيز، ثم يزيد، ثم هشاماً.
فاستقضى يزيد بن عبد الملك على قضائه الزهري وسليمان بن حبيب جميعاً.
وحج هشام بن عبد الملك سنة ست ومائة ومعه الزهري، حصره مع ولده يفقههم ويعلمهم ويحج معهم، فلم يفارقهم حتى مات.
قال الواقدي: وحدثنا ابن أبي الزناد، عن أبيه قال: كان الزهري يقدح أبداً عند هشام في خلع الوليد بن يزيد، ويعيبه ويذكر أموراً عظيمة لا ينطق بها حتى يذكر الصبيان وأنهم يخضبون بالحناء، ويقول: ما يحل لك
إلا خلعه، فكان هشام لا يقدر ولا يسوؤه ما صنع الزهري رجاء أن يؤلب الناس عليه، قال أبو الزناد: فكنت يوماً عنده في ناحية الفسطاط أسمع من كلام الزهري في الوليد وأتغافل، فجاء الحاجب فقال: هذا الوليد على الباب، قال: أدخله، فدخل وأوسع له هشام على فراشه وأنا أعرف في وجه الوليد الغضب والشر، فلما استخلف الوليد بعث إلي وإلى عبد الرحمن بن القاسم وابن المنكدر وربيعة، فأرسل إلي ليلة مخليا، فقال: يا ابن ذكوان، أرأيت يوم دخلت على الأحول وأنت عنده والزهري يقدح في، أفتحفظ من كلامه شيئاً؟ قلت: يا أمير المؤمنين، أذكر يوم دخلت والغضب في وجهك، قال: كان الخادم الذي رأيت على رأس هشام نقل ذلك كله إلي وأنا على الباب، وقال: إنك لم تنطق بشيء، ثم قال: قد كنت عاهدت الله لئن أمكنني الله أن أقتل الزهري.
قال ابن الوليد: حدثني شعيب بن أبي حمزة قال: سئل مكحول: من أعلم من لقيت؟ قال: ابن شهاب. قيل: ثم من؟ قال: ثم ابن شهاب.
وعن يونس، عن ابن شهاب قال: قال لي سعيد بن المسيب: ما مات رجل ترك مثلك.
وروى إبراهيم بن سعد عن أبيه قال: ما أرى أحداً بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم جمع ما جمع ابن شهاب.
وقال عقيل: رأيت على ابن شهاب خاتماً محمد يسأل الله العافية.
قال مؤمل بن الفضل: حدثنا الوليد بن مسلم قال: حدثنا سعيد بن عبد العزيز أن الزهري قال لهشام: اقض ديني، قال: وكم هو؟ قال: ثمانية عشر ألف دينار، قال: إني أخاف إن قضيتها عنك أن تعود، فقال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا يلدغ المؤمن من جحر مرتين. فقضاها عنه، قال سعيد: فما مات الزهري حتى استدان مثلها، فبعث ببعث فقضى دينه.
وقال ضمام بن إسماعيل، عن عقيل، عن ابن شهاب أنه كان ينزل بالأعراب يعلمهم.
وروى محمد بن الصباح قال: حدثنا سفيان قال: قالوا للزهري: لو أنك الآن في آخر عمرك أقمت بالمدينة فغدوت إلى مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم ورحت وجلست إلى عمود فذكرت الناس وعلمتهم؟ قال: لو أني فعلت ذلك لوطئ الناس عقبي، ولا ينبغي لي أن أفعل حتى أزهد في الدنيا وأرغب في الآخرة.
وقال عبد الرزاق: سمعت معمراً يقول: أتيت الزهري بالرصافة فجالسته، فجعلت أسأله حتى ظننت أني قد فرغت منه، فلما مات مر علينا بكتبه على البغال.
وفي لفظ للإمام أحمد: حدثنا عبد الرزاق، سمعت معمراً يقول: كنا نرى أنا قد أكثرنا عن الزهري حتى قتل الوليد فإذا الدفاتر قد حملت على الدواب من خزائنه؛ يعني من علم الزهري.
قلت: يعني الكتب التي كتبت عنه لآل مروان.
وروى الليث بن سعد عن معاوية بن صالح أن أبا جبلة حدثه قال: كنت مع ابن شهاب في سفر، فصام عاشوراء فقيل له! فقال: إن رمضان له عدة من أيام أخر، وإن عاشوراء يفوت.
قال أبو مسهر: حدثنا يحيى بن حمزة قال: قال الزهري: ثلاث إذا كن في القاضي فليس بقاض؛ إذا كره الملام، وأحب المحامد، وكره العزل.
وقال أبو صالح: حدثنا الليث، حدثنا بعض أصحابنا أن ابن شهاب وضع يده في وضوئه، ثم تذكر حديثاً فلم يزل يتذكر ويده في الماء حتى أذن المؤذن في السحر.
وقال علي بن حجر: حدثنا الموقري قال: كنا نختلف إلى الزهري سبعة أشهر، فقال لنا: من لم يأكل طعامنا فلا يقربنا.
وعاتبوه يوماً في دينه، فقال: هل علي إلا عشرة آلاف دينار وأنا منعم في الدنيا لي خمسة من العيون كل عين منها خير من أربعين أربعين
ألف دينار، وليس لي وارث إلا ابن الابن، وما أبالي أن لا يصيب مني درهماً؛ لأنه فاسق.
ابن وهب: حدثنا يحيى بن أيوب، عن يزيد بن أبي حبيب، عن ابن شهاب قال: لا يناظر بكتاب الله ولا بكلام رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وروى ابن القاسم عن مالك قال: قدم ابن شهاب المدينة، فأخذ بيد ربيعة ودخلا إلى بيت الديوان فما خرجا إلى العصر، فخرج ابن شهاب يقول: ما ظننت أن بالمدينة مثل ربيعة، وخرج ربيعة يقول: ما ظننت أن أحداً بلغ من العلم ما بلغ ابن شهاب.
ابن وهب، عن يونس، عن ابن شهاب قال: الإيمان بالقدر نظام التوحيد، فمن وحد ولم يؤمن بالقدر نقض كفره بالقدر توحيده.
وقال سعيد بن أبي مريم: حدثنا يحيى بن أيوب ونافع بن يزيد، قالا: حدثنا عقيل، عن الزهري أنه قال: من سنة الصلاة أن تقرأ بسم الله الرحمن الرحيم، ثم فاتحة الكتاب، ثم تقرأ بسم الله الرحمن الرحيم، ثم تقرأ سورة. وكان يقول: أول من قرأ بسم الله الرحمن الرحيم سراً بالمدينة عمرو بن سعيد بن العاص، وكان رجلاً حيياً.
وقال إسماعيل بن أبي أويس: سمعت خالي مالكاً يقول: إن هذا العلم دين، فانظروا عمن تأخذون دينكم، لقد أدركت في هذا المسجد سبعين ممن يقول: قال فلان: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم، وإن أحدهم لو ائتمن على بيت مال لكان به أميناً، فما أخذت منهم شيئاً لأنهم لم يكونوا من أهل هذا الشأن، ويقدم علينا الزهري وهو شاب فنزدحم على بابه.
كذا قال، ولم يلق مالك الزهري إلا وهو شيخ، فلعله اشتبه عليه بالخضاب.
وقال ابن عيينة: سمعت الزهري يقول: كنت أحسب أني قد تعلمت من العلم وأصبت منه، فلما جالست عبيد الله بن عتبة فكأنما كنت في شعب من الشعاب.
وقال يونس عنه: جالست ابن المسيب حتى ما كنت أسمع منه إلا الرجوع - يعني المعاد - وجالست عبيد الله فما رأيت أغرب حديثاً منه،
وجالست عروة فوجدته بحراً لا تكدره الدلاء.
وقال أبو ضمرة: حدثنا عبيد الله بن عمر قال: رأيت ابن شهاب يوماً يؤتى بالكتاب ما يقرأه ولا يقرأ عليه، فيقولون: نأخذ هذا عنك؟ فيقول: نعم، فيأخذونه ولا يراه ولا يرونه.
وقال بشر بن المفضل: حدثنا عبد الرحمن بن إسحاق، عن الزهري قال: ما استعدت حديثاً إلا مرة، فسألت صاحبي فإذا هو كما حفظت.
قال قرة بن حيويل: لم يكن للزهري كتاب إلا كتاب في نسب قومه.
وقال معمر: سمعت الزهري يقول: يا أهل العراق، يخرج الحديث من عندنا شبراً ويصير عندكم ذراعاً.
وقال نوح بن يزيد المؤدب: حدثنا إبراهيم بن سعد قال: سمعت ابن شهاب يقول: لقيني سالم كاتب هشام فقال لي: إن أمير المؤمنين يأمرك أن تكتب لولده حديثك. قلت: لو سألتني عن حديثين أتبع أحدهما الآخر ما قدرت، ولكن ابعث إلي كاتباً أو كاتبين فإنه قل يوم إلا يأتيني يسألوني عما لم أسأل عنه بالأمس، فبعث إلي كاتبين اختلفا إلي سنة، قال: ثم لقيني فقال: يا أبا بكر، ما أرانا إلا قد أنقصناك، قلت: كلا، إنما كنت في عزاز من الأرض، فالآن هبطت بطون الأودية.
وعن شعيب بن أبي حمزة قال: سمعت الزهري يقول: مكثت خمساً وأربعين سنة أختلف من الشام إلى الحجاز، فما وجدت شيئاً أستطرفه.
وروى محمد بن الضحاك بن عثمان عن مالك قال: أخبرني ربيعة أن عبد الملك بن مروان قال للزهري: هل جالست عروة؟ قال: لا. فأمره به، قال الزهري: ففجرت به بحراً.
ابن وهب قال: قال مالك: لقد هلك سعيد بن المسيب ولم يترك كتاباً، ولا القاسم ولا عروة ولا ابن شهاب، ثم قال مالك: قلت لابن
شهاب وأنا أريد أن أخصمه: ما كنت تكتب؟ قال: لا، قلت: ولا تسأل أن يعاد عليك الحديث؟ قال: لا. ولقد سألته عن حديث قال: الذي أعجبني منه قد حدثتكم به.
وقال أيوب بن سويد: حدثنا يونس قال: قال الزهري: إياك وغلول الكتب، قلت: ما غلولها؟ قال: حبسها.
وروى إبراهيم بن سعد عن أبيه قال: ما سبقنا ابن شهاب بشيء من العلم، إلا أنه كان يشد ثوبه عند صدره ويسأل عما يريد، وكنا تمنعنا الحداثة.
وقال إسماعيل القاضي: حدثنا نصر بن علي قال: حدثنا حسين بن عروة، عن مالك قال: قدم علينا الزهري، فأتيناه ومعنا ربيعة فحدثنا بنيف وأربعين حديثاً، ثم أتيناه من الغد، وقال: انظروا كتاباً حتى أحدثكم منه، أرأيتم ما حدثتكم أمس في أيديكم منه؟ فقال له ربيعة: ها هنا من يسرد عليك ما حدثت به أمس، قال: ومن هو؟ قال: ابن أبي عامر. قال لي: هات. فحدثته بأربعين منها، فقال الزهري: ما كنت أرى أنه بقي من يحفظ هذا غيري.
وروى الأوزاعي عن سليمان بن حبيب المحاربي قال: قال لي عمر بن عبد العزيز: ما أتاك به الزهري من غيره فشد يديك به، وما أتاك به عن رأيه فانبذه.
وقال ابن المديني: دار علم الثقات على ستة؛ فكان بالحجاز عمرو بن دينار والزهري، وبالبصرة قتادة ويحيى بن أبي كثير، وبالكوفة أبو إسحاق والأعمش.
وقال الحاكم: حدثنا الأصم قال: أخبرنا الربيع قال: أخبرنا الشافعي قال: حدثني ابن سعد قال: سألت الزهري عن شيء من أمر الخلع، فقال: إن عندي فيه ثلاثين حديثاً ما سألني عنها أحد قط.
وروى أحمد بن عبد العزيز الرملي قال: حدثنا الوليد بن مسلم، عن الأوزاعي قال: سمعت الزهري لما حدث بحديث لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن، قلت له: فما هو؟ قال: من الله القول، وعلى الرسول البلاغ، وعلينا التسليم، أمروا حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم كما جاء بلا كيف.
وقال محمد بن ميمون المكي: حدثنا ابن عيينة قال: مررت على الزهري وهو جالس عند باب الصفا فجلست بين يديه، فقال: يا صبي، قرأت القرآن؟ قلت: بلى. قال: تعلمت الفرائض؟ قلت: بلى. قال: كتبت الحديث؟ قلت: بلى. وقلت: أبو إسحاق الهمداني. قال: أبو إسحاق أستاذ أستاذ.
وقال عبد الله بن جعفر الرقي: حدثنا عبيد الله بن عمرو قال: كتب إلي زيد بن أبي أنيسة: اجمع لي أحاديث الزهري.
معمر: أخبرنا صالح بن كيسان قال: اجتمعت أنا والزهري نطلب العلم، فقلنا: نكتب السنن، فكتبنا ما جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم، ثم قال: نكتب ما جاء عن أصحابه فإنه سنة، فقلت أنا: ليس بسنة، فكتب ولم أكتب، فأنجح وضيعت.
وروى يونس عن الزهري قال: العلم واد، فإذا هبطت وادياً فعليك بالتؤدة حتى تخرج منه.
وعن الزهري قال: كنا نأتي العالم فما نتعلم من أدبه أحب إلينا من علمه.
وقال ابن عيينة: قال الزهري: كنا نكره الكتاب حتى أكرهنا عليه السلطان، فكرهنا أن نمنعه الناس.
وروى معمر عن الزهري قال: ما عبد الله بشيء أفضل من العلم.
وقال الليث: قال ابن شهاب: ما صبر أحد للعلم صبري، وما نشره أحد نشري، فأما عروة فبئر لا تكدرها الدلاء، وأما سعيد فانتصب للناس فذهب اسمه كل مذهب.
وروى سفيان عن الزهري قال: كنت عند الوليد، فتلا:{وَالَّذِي تَوَلَّى كِبْرَهُ مِنْهُمْ لَهُ عَذَابٌ عَظِيمٌ} [النور]، فقال: نزلت في علي. قلت: أصلح الله الأمير، ليس كذا؛ فأخبرني عروة عن عائشة أنها نزلت في عبد الله بن أبي المنافق.
أخبرونا عن اللبان قال: أخبرنا أبو علي قال: حدثنا أبو نعيم
قال: أخبرنا ابن الصواف قال: حدثنا بشر بن موسى قال: حدثنا معاوية بن عمرو قال: حدثنا أبو إسحاق الفزاري، عن الأوزاعي، عن الزهري قال: كان من مضى من علمائنا يقولون: الاعتصام بالسنة نجاة، والعلم يقبض قبضاً سريعاً، فبعز العلم ثبات الدين والدنيا، وفي ذهاب العلم ذهاب ذلك كله.
وروى ابن المبارك عن يونس قال: قلت للزهري: أخرج لي كتبك، فأخذ بيدي فأدخلني، ثم قال: يا جارية، هاتي تلك الكتب. فأخرجت صحفاً فيها شعر، وقال: ما عندي إلا هذا.
وعن إسماعيل المكي، عن الزهري قال: من سره أن يحفظ الحديث فليأكل الزبيب.
وقال أيوب بن سويد: حدثنا يونس بن يزيد، عن الزهري قال: قال لي القاسم: يا غلام، أراك تحرص على طلب العلم، أفلا أدلك على وعائه؟ قلت: بلى. قال: عليك بعمرة فإنها كانت في حجر عائشة، فأتيتها فوجدتها بحراً لا ينزف.
وقال موسى بن إسماعيل: حدثنا سفيان قال: سمعت عمرو بن دينار يقول: جالست جابراً وابن عمر وابن عباس وابن الزبير، فلم أر أحداً أنسق للحديث من الزهري.
وعن الوليد بن عبد الله العجلي، سمع الزهري يقول: الحافظ لا يولد إلا في كل أربعين سنة مرة.
وقال يونس بن محمد المؤدب: حدثنا أبو أويس قال: سألت الزهري عن التقديم والتأخير في الحديث فقال: هذا يجوز في القرآن، فكيف به في الحديث؟ إذا أصيب معنى الحديث فلا بأس.
قال إبراهيم بن المنذر الحزامي: حدثنا يحيى بن محمد بن حكم قال: حدثنا ابن أبي ذئب قال: ضاقت حال الزهري ورهقه دين، فخرج إلى الشام فجالس قبيصة بن ذؤيب، قال ابن شهاب: فبينا نحن معه نسمر إذ جاءه رسول عبد الملك فذهب به إليه، ثم رجع فقال: من منكم يحفظ قضاء عمر في أمهات الأولاد؟ قلت: أنا. قال: قم. فدخلنا على عبد الملك فإذا
هو جالس على نمرقة، بيده مخصرة، عليه غلالة، ملتحف بسبيبة، بين يديه شمعة، فسلمت فقال: من أنت؟ فانتسبت له، فقال: إن كان أبوك لنعاراً في الفتن، قلت: يا أمير المؤمنين، عفا الله عما سلف. قال: اجلس، فجلست، قال: تقرأ القرآن؟ قلت: نعم، قال: اقرأ من سورة كذا ومن سورة كذا، فقرأت، فقال: أتفرض؟ قلت: نعم، قال: فما تقول في امرأة تركت زوجها وأبويها، قلت: لزوجها النصف ولأمها السدس ولأبيها ما بقي، قال: أصبت الفرض وأخطأت اللفظ؛ إنما لزوجها النصف ولأمها ثلث ما يبقى، هات حديثك. قلت: حدثني سعيد بن المسيب فذكر قضاء عمر في أمهات الأولاد، فقال: وهكذا حدثني سعيد، فقلت: يا أمير المؤمنين، اقض ديني، قال: نعم، قلت: وتفرض لي، قال: لا، والله ما نجمعهما لأحد. قال: فتجهزت إلى المدينة.
وعن السري بن يحيى، عن ابن شهاب قال: قدمت الشام أريد الغزو، فأتيت عبد الملك فوجدته في قبة على فرش تفوت القائم، والناس تحته سماطان.
وقال أحمد بن صالح: حدثنا عنبسة قال: حدثنا يونس، عن ابن شهاب قال: وفدت إلى مروان وأنا محتلم.
هذه رواية غريبة، قد قال يحيى بن بكير فيها: هذا باطل، إنما خرج إلى عبد الملك، ولم يكن عنبسة موضعاً لكتابة الحديث.
قال خليفة: ولد سنة إحدى وخمسين.
وقال دحيم وغير واحد: ولد سنة خمسين.
وقال الحميدي: قال سفيان: رأيت الزهري أحمر الرأس واللحية، وفي حمرتها انكفاء كأنه يجعل فيه كتماً، وكان أعيمش، وله جمة، قدم علينا في سنة ثلاث وعشرين ومائة - يعني مكة - فأقام إلى هلال المحرم، وأنا يومئذ ابن ست عشرة سنة.
وقال ابن وهب: حدثني يعقوب بن عبد الرحمن قال: رأيت الزهري
قصيراً قليل اللحية له شعرات طوال خفيف العارضين.
ولفائد بن أقرم يمدح الزهري، فقال بعد أن تغزل:
دع ذا وأثن على الكريم محمد واذكر فواضله على الأصحاب وإذا يقال: من الجواد بماله؟ قيل: الجواد محمد بن شهاب أهل المدائن يعرفون مكانه وربيع نادية على الأعراب قال أحمد بن سنان القطان: حدثنا عبد الرحمن بن مهدي قال: سمعت مالكاً يقول: حدث الزهري قوماً بحديث، فلما قام قمت فأخذت بعنان دابته فاستفهمته، فقال: تستفهمني! ما استفهمت عالماً قط ولا أعدت شيئاً على عالم قط.
وقال عثمان بن سعيد الدارمي: حدثنا موسى بن محمد البلقاوي قال: سمعت مالكاً يقول: حدث الزهري بمائة حديث، ثم التفت إلي فقال: كم حفظت يا مالك؟ قلت: أربعين حديثاً، قال: فوضع يده على جبهته ثم قال: إنا لله، كيف نقص الحفظ!
وقال ابن وهب: أخبرني يعقوب بن عبد الرحمن أن الزهري كان يبتغي العلم من عروة وغيره، فيأتي جارية له نائمة فيوقظها فيقول لها: حدثني فلان وفلان بكذا، فتقول: ما لي ولهذا، فيقول: قد علمت أنك لا تنتفعين به، ولكن سمعت الآن فأردت أن أستذكره.
وقال أحمد بن أبي الحواري: سمعت الوليد بن مسلم يقول: خرج الزهري من الخضراء من عند عبد الملك بن مروان فجلس عند ذاك العمود، فقال: يا أيها الناس، إنا كنا منعناكم شيئاً قد بذلناه لهؤلاء، فتعالوا حتى أحدثكم. قال: وسمعهم يقولون: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم. فقال: يا أهل الشام، ما لي أرى أحاديثكم ليس لها أزمة ولا خطم؟! قال الوليد: فتمسك أصحابنا بالأسانيد من يومئذ.
وقال معمر عن الزهري: كنا نكره الكتاب حتى أكرهنا عليه الأمراء، فرأيت أن لا أمنعه مسلماً.
قال أحمد بن حنبل: الزهري أحسن الناس حديثاً وأجود الناس إسناداً.
وقال أبو حاتم: أثبت أصحاب أنس الزهري.
وروى أبو صالح، عن الليث، قال: كان الزهري يختم حديثه بدعاء جامع يقول: اللهم إني أسألك من كل خير أحاط به علمك في الدنيا والآخرة، وأعوذ بك من كل شر أحاط به علمك في الدنيا والآخرة.
وقال الليث بن سعد، عن يحيى بن سعيد، قال: ما بقي عند أحد من العلم ما بقي عند ابن شهاب.
وقال سعيد بن بشير، عن قتادة، قال: ما بقي أحد أعلم بسنة ماضية من ابن شهاب ورجل آخر، كأنه عنى نفسه.
وقال أبو بكر الهذلي - مع مجالسته للحسن وابن سيرين -: لم أر قط مثل الزهري.
وقال سعيد بن عبد العزيز: ما الزهري إلا بحر. سمعت مكحولاً يقول: ابن شهاب أعلم الناس.
وقال مالك: بقي ابن شهاب وما له في الناس نظير.
وقال موسى بن إسماعيل: شهدت وهيباً وبشر بن المفضل، وغيرهما ذكروا الزهري فلم يجدوا أحداً يقيسونه به إلا الشعبي.
وقال ابن المديني: أفتى أربعة: الحكم، وحماد، وقتادة، والزهري، والزهري عندي أفقههم.
وقال الفريابي: سمعت الثوري يقول: أتيت الزهري فتثاقل علي، فقلت له: أتحب لو أنك أتيت مشايخك فصنعوا بك مثل هذا؟! فقال: كما أنت، ودخل فأخرج إلي كتاباً، فقال: خذ هذا فاروه عني، فما رويت عنه حرفاً.
وقال عبد الوهاب بن عطاء: حدثنا الحسن بن عمارة قال: أتيت الزهري بعد أن ترك الحديث فألفيته على بابه، فقلت: إن رأيت أن
تحدثني، فقال: أما علمت أني قد تركت الحديث؟ فقلت: إما أن تحدثني وإما أن أحدثك، قال: حدثني، فقلت: حدثني الحكم بن عتيبة، عن يحيى بن الجزار، قال: سمعت عليا رضي الله عنه يقول: ما أخذ الله على أهل الجهل أن يتعلموا حتى أخذ على أهل العلم أن يعلموا.
قال يحيى بن سعيد القطان: مرسل الزهري شر من مرسل غيره، لأنه حافظ، وكلما قدر أن يسمي سمى، وإنما يترك من لا يحب أن يسميه.
وروى علي بن حوشب الفزاري، عن مكحول، وذكر الزهري، فقال: أي رجل هو لولا أنه أفسد نفسه بصحبة الملوك.
وقال يعقوب بن شيبة: حدثني الحسن الحلواني، قال: حدثنا الشافعي، قال: حدثنا عمي، قال: دخل سليمان بن يسار على هشام، فقال له: يا سليمان من الذي تولى كبره منهم؟ فقال: ابن سلول، قال: كذبت بل هو علي، فدخل ابن شهاب فقال: يا ابن شهاب من الذي تولى كبره؟ قال: ابن أبي. فقال له: كذبت بل هو علي، قال: أنا أكذب، لا أبا لك، فوالله لو نادى مناد من السماء: إن الله قد أحل الكذب ما كذبت، حدثني سعيد، وعروة، وعبيد الله، وعلقمة بن وقاص، عن عائشة أن الذي تولى كبره عبد الله بن أبي، قال: فلم يزل القوم يغرون به، فقال له هشام: ارحل، فوالله ما كان ينبغي لنا أن نحمل عن مثلك، فقال: ولم؟ أنا اغتصبتك على نفسي أو أنت اغتصبتني على نفسي فخل عني، فقال له: لا، ولكنك استدنت ألفي ألف، فقال: قد علمت وأبوك قبل، أني ما استدنت هذا المال عليك، ولا على أبيك، فقال هشام: إنا إن نهيج الشيخ يهج الشيخ، فأمر فقضى من دينه ألف ألف، فأخبر بذلك فقال: الحمد لله الذي هذا هو من عنده. قال عمي: ونزل ابن شهاب بماء من المياه فالتمس سلفاً فلم يجد فأمر براحلته فنحرت ودعا إليها أهل الماء فمر به عمه فدعاه إلى الغداء، فقال: يا ابن أخي إن مروءة سنة تذهب بذل الوجه ساعة، فقال: يا عم انزل فكل وإلا فامض.
ونزل مرة بماء فشكا إليه أهل الماء: إن لنا ثماني عشرة امرأة عمرية، أي لهن أعمار، ليس لهن خادم، فاستسلف ابن شهاب ثمانية عشر
ألفاً وأخدم كل واحدة منهن خادماً بألف.
وقال الوليد بن مسلم: حدثنا سعيد بن عبد العزيز أن هشام بن عبد الملك قضى عن الزهري سبعة آلاف دينار، وقال لا تعد لمثلها، فقال: يا أمير المؤمنين حدثني ابن المسيب عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا يلدغ المؤمن من جحر مرتين.
وقال مالك: قال الزهري: وجدنا السخي لا تنفعه التجارب.
وقال يونس: سمعت الشافعي يقول: مر تاجر بالزهري - وهو في قريته - والرجل يريد الحج فابتاع منه بزاً بأربع مائة دينار إلى أجل فلم يبرح الزهري حتى فرقه، فلما رأى الكراهية في وجه التاجر أعطاه وقت رجوعه من الحج الثمن وزاده ثلاثين ديناراً، وقال: إني رأيتك يومئذ ساء ظنك، فقال: أجل، قال: والله لم أفعل ذلك إلا للتجارة، أعطي القليل فأعطى الكثير.
وروى سويد عن ضمام، عن عقيل بن خالد أن ابن شهاب خرج إلى الأعراب ليفقههم فجاءه أعرابي وقد نفد ما في يده، فمد يده إلى عمامتي فأخذها، فأعطاه إياها، وقال: يا عقيل أعطيك خيراً منها.
وقال سعيد بن عبد العزيز: كنا نأتي الزهري بالراهب فيقدم إلينا كذا كذا لوناً.
قلت: الراهب عند المصلى بظاهر دمشق.
وقال حماد بن زيد: كان الزهري يحدث ثم يقول: هاتوا من أشعاركم وأحاديثكم فإن الأذن مجاجة وإن للنفس حمضة.
قلت: قد جمع أحمد بن صالح المصري علم الزهري وكذا ألف محمد بن يحيى الذهلي حديث الزهري فأتقن واستوعب، وهو في مجلدين.
وقد انفرد الزهري بسنن كثيرة وبرجال عدة لم يرو عنهم غيره سماهم مسلم، وعدتهم بضع وأربعون نفساً.
فأما أصحابه فعلى مراتب. قال عثمان الدارمي: سألت يحيى بن معين عن أصحاب الزهري، قلت له: معمر أحب إليك في الزهري أو
مالك: قال: مالك، قلت: فيونس وعقيل أحب إليك أم مالك؟ قال: مالك، قلت: فابن عيينة أحب إليك أم معمر؟ قال: معمر، قلت: فشعيب؟ قال: مثل يونس وعقيل، قلت: فالزبيدي؟ قال: هو مثلهم، قلت: فإبراهيم بن سعد أحب إليك أو الليث؟ قال: كلاهما ثقتان، قلت: فمعمر أحب إليك أو صالح بن كيسان؟ قال: معمر، وصالح ثقة، قلت: فعبد العزيز الماجشون؟ قال: ليس به بأس، قلت: فمحمد بن أبي حفصة؟ قال: صويلح، قلت: فصالح بن الأخضر؟ قال: ليس بشيء في الزهري، قلت: فابن جريج؟ قال: ليس بشيء في الزهري، قلت: فجعفر بن برقان؟ قال: ضعيف في الزهري، قلت: فابن إسحاق؟ قال: صالح، وهو ضعيف في الزهري، قلت: فعبد الرحمن بن إسحاق المدني؟ قال: صالح، فسألته عن سفيان بن حسين فقال: ثقة، وهو ضعيف الحديث عن الزهري، قلت: فمعمر أحب إليك أم يونس؟ قال: معمر، قلت: فيونس أحب إليك أم عقيل؟ قال: يونس
ثقة، وعقيل ثقة قليل الحديث عن الزهري، قلت: فالأوزاعي في الزهري؟ قال: ثقة ما أقل ما أسند عنه، قلت: فشعيب؟ قال: كتب إملاء عن الزهري، وكان شعيب كاتباً للسلطان فكتب للسلطان عن الزهري إملاء، قلت: فالموقري؟ قال: ليس بشيء، قلت: فابن أبي ذئب؟ قال: ثقة.
وقال عباس الدوري: سئل ابن معين عن ابن أخي ابن شهاب، وعن أويس، فقال: ابن أخي ابن شهاب أمثل، وهو أحب إلي في الزهري من محمد بن إسحاق.
وقال عثمان الدارمي: سمعت ابن معين يقول: ابن أخي الزهري ضعيف في الزهري، فسألته عن عبد الله بن بشر عن الزهري فقال: ثقة، وسألته عن عبد الله بن عيسى عن الزهري، فقال: ثقة.
وقال يحيى القطان: ليس في القوم أصح حديثاً عن الزهري من مالك.
وقال حماد بن سلمة: لما رحل معمر إلى الزهري نبل فكنا نسميه الزهري.
وقال علي بن محمود الهروي: قلت لأحمد بن حنبل: من أعرف الناس بأحاديث ابن شهاب؟ قال أحمد بن صالح المصري، ومحمد بن يحيى النيسابوري.
قال يحيى بن سعيد القطان، وأبو عبيد، وغيرهما: مات الزهري سنة ثلاث أو أربع وعشرين.
وقال ابن عيينة، وإبراهيم بن سعد، وابن أخي الزهري، والناس: مات سنة أربع وعشرين.
وقال خليفة: مات لسبع عشرة خلت من رمضان سنة أربع وعشرين ومائة.
وشذ أبو مسهر فقال: سنة خمس وعشرين.
قال ابن سعد: أخبرني حسين بن المتوكل العسقلاني، قال: رأيت قبر الزهري بأدامى وهي خلف شغب وبدا وهي أول عمل فلسطين وآخر عمل الحجاز، وبها ضيعة للزهري، رأيت قبره مسنماً مجصصاً.
قال الواقدي: عاش اثنتين وسبعين سنة.
وقال غيره: أربعاً وسبعين سنة.
305 -
م 4، خ مقرونا:
محمد بن مسلم بن تدرس
، أبو الزبير المكي، مولى حكيم بن حزام، القرشي الأسدي، أحد الأعلام
روى عن ابن عباس، وعائشة، وابن عمر، وحديثه عن الثلاثة في صحيح مسلم، وعن عبد الله بن عمرو، وابن الزبير، وأبي الطفيل وجابر فأكثر، وعن طاوس، وسعيد بن جبير، وعدة. وعنه أيوب السختياني، وحجاج الصواف، وشعبة، والسفيانان، وإبراهيم بن طهمان، وحماد بن سلمة، ومالك، والليث، وزهير بن معاوية، وابن لهيعة، وخلق كثير.
وكان من الحفاظ الثقات وإن كان غيره أوثق منه.
قال يعلى بن عطاء: حدثني أبو الزبير، وكان أكمل الناس عقلاً وأحفظهم، وكان أيوب إذا روى عنه يقول: حدثنا أبو الزبير، وأبو الزبير أبو الزبير. قال أحمد بن حنبل: يضعفه بذلك.
وقال عطاء بن أبي رباح: كنا نكون عند جابر بن عبد الله فيحدثنا، فإذا خرجنا تذاكرنا، وكان أبو الزبير أحفظنا للحديث.
وقال ابن معين: ثقة.
وكذا وثقه النسائي، وغير واحد، وأما أبو زرعة، وأبو حاتم، وغيرهما فقالوا: لا يحتج به.
وقد روى البخاري لأبي الزبير في صحيحه مقروناً بغيره.
وقال ابن عدي: هو في نفسه ثقة إلا أن يروي عنه بعض الضعفاء فيكون ذلك من جهة الضعيف.
وقال أبو بكر الأعين: حدثنا محمد بن جعفر المدائني، قال: حدثنا ورقاء قال: قلت لشعبة: ما لك تركت حديث أبي الزبير؟ قال: رأيته يزن ويسترجع في الميزان.
وقال أبو داود الطيالسي: قال شعبة: لم يكن في الدنيا شيء أحب إلي من رجل يقدم من مكة فأسأله عن أبي الزبير، فقدمت مكة فسمعت من أبي الزبير، فبينا أنا جالس عنده ذات يوم، إذ جاءه رجل فسأله عن مسألة فرد عليه، فافترى عليه فقلت له: يا أبا الزبير تفتري على رجل مسلم، قال: إنه أغضبني، قلت: من يغضبك تفتري عليه؟ لا رويت عنك أبداً، قال: وكان يقول: في صدري أربع مائة حديث لأبي الزبير عن جابر.
وقال حفص بن عمر الحوضي: قيل لشعبة: لم تركت أبا الزبير؟ قال: رأيته يسيء الصلاة فتركت الرواية عنه.
وروى عمر بن عيسى بن يونس، عن أبيه، قال: قال لي شعبة: يا أبا عمر لو رأيت أبا الزبير لرأيت شرطياً بيده خشبة. فقلت له: ما لقي منك أبو الزبير.
وقال سعيد بن أبي مريم: حدثنا الليث قال: قدمت مكة فجئت أبا
الزبير فدفع إلي كتابين وانقلبت بهما، ثم قلت في نفسي: لو عاودته فسألته أسمع هذا كله من جابر فرجعت فقلت له، فقال: منه ما سمعت منه، ومنه ما حدثت عنه، فقلت له: أعلم لي على ما سمعت، فأعلم لي على هذا الذي عندي.
وقال نعيم بن حماد: قال سفيان: جاء رجل إلى أبي الزبير ومعه كتاب سليمان اليشكري فجعل يسأل أبا الزبير فيحدث بعض الحديث، ثم يقول: انظر كيف هو في كتابك، فيخبره بما في الكتاب فيخبر به كما في الكتاب.
وقال أبو مسلم المستملي: حدثنا سفيان قال: جئت أبا الزبير أنا ورجل فكنا إذا سألناه عن الحديث فتغايم فيه قال: انظروا في الصحيفة كيف هو.
وقال محمد بن يحيى العدني: حدثنا سفيان، قال: ما تنازع أبو الزبير وعمرو بن دينار قط عن جابر إلا زاد عليه أبو الزبير.
وقد خرج مسلم، وغيره من حديث الثوري عن أبي الزبير، عن عائشة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم زار البيت ليلاً.
وخرج أبو داود لأبي الزبير عن أبي هريرة مرفوعاً: فطركم يوم تفطرون، وأضحاكم يوم تضحون.
أخبرنا محمد بن عثمان الخشاب، قال: أخبرنا أحمد بن محمد الفقيه، قال: حدثتنا عين الشمس الثقفية، قالت: أخبرنا محمد بن علي
قال: أخبرنا أبو طاهر الكاتب، قال: أخبرنا أبو الشيخ الحافظ، قال: حدثنا عبد الرحمن بن أبي حاتم، قال: حدثنا علي بن حرب، قال: حدثنا عتيق بن يعقوب الزبيري، قال: حدثنا عبد العزيز بن محمد، عن إبراهيم بن طهمان، عن أبي الزبير، قال: سمعت أبا أسيد، وابن عباس يفتي: الدينار بالدينارين فأغلظ له أبو أسيد، فقال ابن عباس: ما كنت أظن أحداً يعرف قرابتي من رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول مثل هذا يا أبا أسيد، فقال له أبو أسيد: أشهد لسمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: الدينار بالدينار، والدرهم بالدرهم، وصاع حنطة بصاع حنطة، وصاع شعير بصاع شعير، وصاع ملح بصاع ملح، لا فضل بين ذلك، فقال ابن عباس: هذا الذي كنت أقوله برأيي، ولم أسمع فيه بشيء.
قلت: وكان أبو محمد ابن حزم يحتج من حديث أبي الزبير عن جابر بما رواه عنه الليث فقط لكونه لم يحمل إلا ما سمعه من أبي الزبير بسماعه من جابر، ومع كون البخاري لم يحتج به ما رأيت ذكره في كتابيه في الضعفاء.
قال الفلاس، وغيره: مات أبو الزبير سنة ثمان وعشرين ومائة.
قلت: أراه عاش تسعين سنة فصاعداً.
306 -
ع:
محمد بن المنكدر بن عبد الله بن الهدير
، أبو عبد الله القرشي التيمي المدني الزاهد العابد، أحد الأعلام، أخو عمر بن المنكدر، وأبي بكر بن المنكدر
روى عن عائشة، وأبي هريرة، وأبي قتادة، وأبي أيوب، وابن عباس، وجابر بن عبد الله، وأبي رافع، وسفينة، وابن عمر، وابن الزبير، وأسماء بنت عميس، وأميمة بنت رقيقة، وأنس بن مالك، وعمه ربيعة بن
عبد الله، وسعيد بن المسيب، وعروة، وخلق. وعنه ابنه المنكدر، والزهري، وعمرو بن دينار، ويحيى بن سعيد، وهشام بن عروة، وأيوب السختياني، وعلي بن زيد بن جدعان، وأبو حازم الأعرج، وحسان بن عطية، ويونس بن عبيد، وزيد بن أسلم، وطبقة أخرى، ابن جريج، ومعمر، والثوري، وروح بن القاسم، ومالك، وسفيان بن عيينة، وأبو غسان محمد بن مطرف، وخلق كثير.
واستقدمه الوليد بن يزيد إلى الشام في جماعة من الفقهاء ليفتوه في طلاق زوجته أم سلمة، فقال عبد الله بن يزيد الدمشقي: حدثنا صدقة بن عبد الله، قال: جئت محمد بن المنكدر وأنا مغضب، فقلت له: أحللت للوليد أم سلمة! قال: أنا ولكن رسول الله صلى الله عليه وسلم، حدثني جابر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: لا طلاق لمن لا يملك، ولا عتق لمن لا يملك. صدقة السمين ضعيف.
قال الزبير بن بكار: جاء المنكدر إلى عائشة فشكا إليها الحاجة، فقالت: أول شيء يأتيني أبعث به إليك فجاءتها عشرة آلاف درهم، فقالت: ما أسرع ما امتحنت، وبعثت بها إليه فاتخذ منها جارية فولدت له محمداً وأبا بكر وعمر.
روى نحوها حجاج بن محمد، عن أبي معشر السندي، أن المنكدر.
قال ابن سعد، ومصعب، وأبو خيثمة، وإسماعيل - أحسبه ابن أبي أويس - وغيرهم، كنيته أبو عبد الله.
وكناه البخاري، ومسلم، والنسائي: أبا بكر.
قال البخاري: قال لي الأويسي: حدثني مالك قال: كان محمد بن المنكدر سيد القراء لا يكاد أحد يسأله عن حديث إلا كاد يبكي.
وقال علي بن المديني عن سفيان قال: بلغ نيفاً وسبعين سنة ولم أر
أحداً أجدر أن يحمل عنه: قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم – منه، جالسناه - إن شاء الله - ثلاثاً وعشرين.
وقال الحميدي: حدثنا سفيان قال: ما رأيت أحداً أجدر أن يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فلا يسأل عمن هو من ابن المنكدر.
وقال ابن معين: لم يسمع من أبي هريرة.
وقال عثمان الدارمي: قلت ليحيى: ابن المنكدر أحب إليك في جابر أو أبو الزبير؟ قال: ثقتان.
وقال يعقوب الفسوي: ابن المنكدر في غاية الإتقان، والحفظ، والزهد حجة.
وقال أبو حاتم، وطائفة: ثقة.
وقال مصعب بن عبد الله: المنكدر هو ابن عبد الله بن الهدير بن محرز بن عبد العزى بن عامر بن الحارث بن حارثة بن سعد بن تيم بن مرة بن كعب بن لؤي.
وقال ابن عيينة: كان ابن المنكدر يقول: كم من عين ساهرة في رزقي في ظلمات البر والبحر، وكان إذا بكى مسح وجهه ولحيته من دموعه ويقول: النار لا تأكل موضعاً مسته الدموع.
وعن ابن المنكدر قال: كابدت نفسي أربعين سنة حتى استقامت.
وروى حسين الجعفي عن الوليد بن علي، عن ابن سوقة، قال: كان محمد بن المنكدر يستقرض ويحج، فقلت له، فقال: أرجو قضاءها.
وقال سفيان: تعبد ابن المنكدر وهو غلام، وكانوا أهل بيت عبادة.
وقال يحيى بن بكير: محمد، وأبو بكر، وعمر بنو المنكدر لا يدرى أيهم أفضل.
وروى المفضل الغلابي، عن أبيه، عن سعيد بن عامر، قال: قال ابن المنكدر: إني لأدخل في الليل فيهولني فأصبح حين أصبح وما قضيت منه إربي.
وقال إبراهيم بن سعد: رأيت محمد بن المنكدر يصلي، ثم يستقبل القبلة ويمد يديه ويدعو، ثم ينحرف عن القبلة ويشهر يديه ويدعو، يفعل ذلك حتى يخرج من المسجد فعل المودع.
وقال عبد الجبار بن العلاء: حدثنا سفيان قال: ابن المنكدر ربما قام الليل فكان له جار مبتلى فكان يصيح، وكان محمد يرفع صوته بالحمد فقيل له في ذلك، فقال: أرفع صوتي بالنعمة ويرفع صوته بالبلاء.
وقال مصعب بن عبد الله: حدثنا إسماعيل بن يعقوب التيمي، قال: كان محمد بن المنكدر يجلس مع أصحابه، وكان يصيبه صمات فكان يقوم كما هو حتى يضع خده على قبر النبي صلى الله عليه وسلم، ثم يرجع، فعوتب في ذلك فقال: إنه تصيبني خطرة فإذا وجدت ذلك استغثت بقبر النبي صلى الله عليه وسلم. وكان يأتي موضعاً من المسجد يتمرغ فيه ويضطجع، فقيل له في ذلك، فقال: إني رأيت النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الموضع.
إسماعيل: فيه لين.
وقال ابن عيينة: حدثنا منكدر بن محمد قال: كان أبي يحج بولده، فقيل له: لم تحج بهؤلاء؟ قال: أعرضهم لله.
وروى حجاج الأعور عن أبي معشر، قال: كان محمد بن المنكدر سيداً يطعم الطعام ويجتمع عنده القراء.
وقال ابن عيينة: قيل لابن المنكدر: أي الأعمال أفضل؟ قال: إدخال السرور على المؤمن. وقيل له: أي الدنيا أحب إليك؟ قال: الإفضال إلى الإخوان.
وقال ابن المنكدر: بات أخي عمر يصلي وبت أغمز قدم أمي وما أحب أن ليلتي بليلته.
وروى جعفر بن سليمان عن ابن المنكدر أنه كان يضع خده على الأرض، ويقول: يا أم ضعي قدمك عليه.
وقال ابن معين: حدثنا سفيان، قال: تبع ابن المنكدر جنازة رجل كان يسفه بالمدينة فعوتب في ذلك، فقال: والله إني لأستحيي من الله أن يراني أرى رحمته عجزت عن أحد من خلقه.
وقال ابن وهب: حدثني ابن زيد، قال: خرج ناس غزاة في الصائفة فيهم محمد بن المنكدر فبينا هم يسيرون في الساقة إذ قال رجل منهم: أشتهي جبناً رطباً، فقال محمد: فاستطعم الله فإنه قادر، فدعا القوم فلم يسيروا إلا شيئاً حتى وجدوا مكتلاً مخيطاً فإذا هو جبن طري رطب فقال بعضهم: لو كان هذا عسلاً، قال: الذي أطعمكموه قادر، فدعوا الله فساروا قليلاً فوجدوا فاقرة عسل على الطريق فنزلوا وأكلوا الجبن والعسل.
وقد رواها ابن أبي الدنيا في كتاب مجابي الدعوة عن سلمة بن شبيب، عن سهل بن عاصم، عن يحيى بن محمد الجاري، عن عبد الرحمن بن زيد بن أسلم.
وقال سويد بن سعيد: حدثنا خالد بن عبد الله اليمامي، قال: استودع ابن المنكدر وديعة فاحتاج فأنفقها فجاء صاحبها فطلبها فقام فتوضأ وصلى ودعا فقال: يا ساد الهواء بالسماء، ويا كابس الأرض على الماء، ويا واحداً قبل كل أحد، ويا واحداً بعد كل أحد يكون، أد عني أمانتي، فسمع قائلاً يقول: خذ هذه فأدها عن أمانتك وأقصر في الخطبة فإنك لن تراني.
وعن ابن الماجشون قال: إن رؤية محمد بن المنكدر لتنفعني في ديني.
قال ابن عيينة: كان ابن المنكدر من معادن الصدق يجتمع إليه الصالحون.
قال الحميدي: ابن المنكدر حافظ.
وقال البخاري: سمع ابن المنكدر من عائشة.
وقال مالك: كان سيد القراء.
وقال عمرو الناقد: حدثنا بشر بن المفضل قال: جلسنا إلى محمد بن المنكدر فلما أراد أن يقوم قال: أتأذنون؟.
وقال عبد العزيز الماجشون: رأيت محمد بن المنكدر وعليه ثوبان متينان، إزار ورداء، ورأيته يصفر لحيته ورأسه.
أنبئت عن اللبان، قال: أخبرنا أبو علي الحداد، قال: أخبرنا أبو نعيم، قال: حدثنا عبد الله بن محمد، قال: حدثنا أحمد بن الحسين، قال: حدثنا أحمد بن إبراهيم، قال: حدثنا يحيى بن الفضل الأنيسي، قال: سمعت بعض من يذكر عن محمد بن المنكدر، أنه بينا هو ذات ليلة قائم يصلي إذ بكى فكثر بكاؤه حتى فزع له أهله وسألوه فاستعجم عليهم وتمادى في البكاء فأرسلوا إلى أبي حازم فجاء إليه، فقال: ما الذي أبكاك؟ قال: مرت بي آية، قال: وما هي؟ قال: قوله تعالى {وَبَدَا لَهُمْ مِنَ اللَّهِ مَا لَمْ يَكُونُوا يَحْتَسِبُونَ} فبكى أبو حازم معه حتى اشتد بكاؤهما.
وقال ابن سوقة: سمعت ابن المنكدر يقول: نعم العون على تقوى الله الغنى.
وقال أبو معشر: بعث ابن المنكدر إلى صفوان بن سليم بأربعين ديناراً، ثم قال لبنيه: يا بني ما ظنكم برجل فرغ صفوان لعبادة ربه.
توفي ابن المنكدر سنة ثلاثين ومائة، قاله الواقدي، وجماعة.
وقيل: سنة إحدى وثلاثين، قاله هارون بن موسى الفروي، والفسوي.
307 -
م د ت ن:
محمد بن واسع بن جابر بن الأخنس
، أبو بكر، ويقال: أبو عبد الله، الأزدي البصري. أحد الأئمة، والعباد
روى عن أنس بن مالك، ومطرف بن الشخير، وعبيد بن عمير
المكي، وعبد الله بن الصامت، وأبي صالح السمان، وابن سيرين، وغيرهم. وعنه هشام بن حسان وأزهر بن سنان، وإسماعيل بن مسلم العبدي، والثوري، والحمادان، ومعمر، وسلام بن أبي مطيع، وجعفر بن سليمان، ونوح بن قيس، وصالح المري، وأبو المنذر سلام القارئ، ومحمد بن الفضل بن عطية.
قال ابن المديني: له خمسة عشر حديثاً.
وقال أحمد العجلي: ثقة عابد صالح.
وقال الدارقطني: هو ثقة لكنه بلي برواة ضعفاء.
وقال ابن شوذب: لم يكن لمحمد بن واسع عبادة ظاهرة، وكانت الفتيا إلى غيره، وإذا قيل: من أفضل أهل البصرة؟ قيل: محمد بن واسع.
وقال الأصمعي: قال سليمان التيمي: ما أحد أحب إلي أن ألقى الله بمثل صحيفته مثل محمد بن واسع.
وروى معمر عن أبيه قال: ما رأيت أحداً قط أخشع من محمد بن واسع.
وقال جعفر بن سليمان: كنت إذا وجدت من قلبي قسوة غدوت فنظرت إلى وجه محمد بن واسع، كان كأنه ثكلى.
وقال حماد بن زيد: قال رجل لمحمد بن واسع: أوصني، قال: أوصيك أن تكون ملكاً في الدنيا والآخرة، قال: كيف هذا؟ قال: ازهد في الدنيا.
وعنه قال: طوبى لمن وجد عشاء ولم غداء، ووجد غداء ولم يجد عشاء، والله عنه راض.
وقال ابن شوذب: قسم أمير البصرة على قرائها، فبعث إلى مالك بن دينار فأخذ، فقال له ابن واسع: قبلت جوائز السلطان! قال: سل جلسائي، فقالوا: يا أبا بكر، اشترِ بها رقيقاً فأعتقهم، قال: أنشدك الله أقلبك الساعة
على ما كان عليه؟ قال: اللهم لا. وقال: إنما مالك حمار، إنما يعبد الله مثل محمد بن واسع.
وقال ابن عيينة: قال محمد بن واسع: لو كان للذنوب ريح ما جلس أحد إلي.
وقال الأصمعي: لما صاف قتيبة بن مسلم الترك وهاله أمرهم سأل عن محمد بن واسع، فقيل: هو ذاك في الميمنة جانح على قوسه يبصبص بإصبعه نحو السماء، قال: تلك الإصبع أحب إلي من مائة ألف سيف شهير وشاب طرير.
وقال حزم القطعي: قال محمد بن واسع - وهو في الموت -: يا إخوتاه تدرون أين يذهب بي؟ والله إلى النار أو يعفو عني.
وقال ابن شوذب: لم يكن لمحمد بن واسع كبير عبادة، وكان يلبس قميصاً بصرياً وساجاً.
وقال علي بن الجعد: حدثنا جبير أبو جعفر، قال: رأى رجل كأن منادياً ينادي من السماء: خير رجل بالبصرة محمد بن واسع.
وقال مطر الوراق: لا نزال بخير ما بقي لنا أشياخنا: مالك، وثابت، وابن واسع.
وقال جعفر بن سليمان: قال ابن واسع: إني لأغبط رجلاً معه دينه وليس معه من الدنيا شيء راض عن ربه.
وقال ليث بن أبي سليم: قال محمد بن واسع: إذا أقبل العبد بقلبه إلى الله أقبل الله بقلوب المؤمنين عليه.
وقال ابن شوذب: قال محمد بن واسع: يكفي من الدعاء مع الورع اليسير من العمل كما يكفي القدر من الملح.
وقال المدائني: دخل محمد بن واسع على قتيبة بن مسلم الأمير في مدرعة صوف، فقال: ما يدعوك إلى لبس هذه؟ فسكت، فقال: أكلمك فلا تجيبني! قال: أكره أن أقول زهداً فأزكي نفسي أو أقول فقراً فأشكو ربي.
وروى هشام بن حسان، عن محمد بن واسع، وقيل له: كيف أصبحت؟ قال: قريباً أجلي، بعيداً أملي، سيئاً عملي.
وقال الأصمعي: حدثنا جعفر بن سليمان - وليس بالضبعي - قال: جاء رجل إلى محمد بن واسع فشكا ابنه، فأقبل محمد على ابنه، فقال: تستطيل على الناس، وأمك اشتريتها بأربع مائة درهم، وأما أبوك فلا كثر الله في المسلمين مثله.
وعن قاسم الخواص، أن محمد بن واسع قال لرجل: أأبكاك قط سابق علم الله فيك.
قال خليفة: مات محمد بن واسع سنة ثلاث وعشرين ومائة.
وكذا روي عن جعفر بن سليمان.
وقال بعض ولد محمد بن واسع: مات سنة سبع وعشرين ومائة.
وعن أبي الطيب موسى بن يسار قال: صحبت محمد بن واسع من مكة إلى البصرة فكان يصلي الليل أجمع، يصلي في المحمل جالساً.
وعن عبد الواحد بن زيد، قال: شهدت حوشباً جاء إلى مالك بن دينار، قال: رأيت البارحة كأن منادياً ينادي يقول: يا أيها الناس الرحيل الرحيل فما رأيت أحداً يرتحل إلا محمد بن واسع فصاح مالك بن دينار وخر مغشياً عليه.
قال مضر: كان الحسن يسمي محمد بن واسع زين القراء.
وعن محمد بن واسع قال: إن الرجل ليبكي عشرين سنة وامرأته معه لا تعلم.
وقال أحمد الدورقي: حدثني محمد بن عيسى، قال: حدثني مخلد بن الحسين عن هشام، قال: دعا مالك بن المنذر محمد بن واسع - وكان على شرطة البصرة - فقال: اجلس على القضاء، فأبى فعاوده فقال: لتجلسن أو لأجلدنك ثلاث مائة، قال: إن تفعل فإنك مسلط، وإن ذليل الدنيا خير من ذليل الآخرة.
قال: ودعاه بعض الأمراء فأراده على بعض الأمر فأبى، فقال له: إنك أحمق، فقال محمد: ما زلت يقال لي هذا منذ أنا صغير.
وعن ابن واسع أنه نظر إلى ابن له يخطر بيده فقال: تعال ويحك تدري، أمك اشتريتها بمائتي درهم، وأبوك فلا كثر الله في المسلمين ضربه.
ويروى أن قاصاً كان قريباً من مجلس ابن واسع فقال: ما لي أرى القلوب لا تخشع، والعيون لا تدمع، والجلود لا تقشعر؟ فقال محمد: يا فلان ما أرى القوم أتوا إلا من قبلك، إن الذكر إذا خرج من القلب وقع على القلب.
وقال أبو عمر الضرير: حدثنا محمد بن مهزم، قال: كان محمد بن واسع يصوم الدهر ويخفي لك.
وقال سعيد بن عامر: دخل محمد بن واسع على بلال بن أبي بردة فدعاه إلى طعامه فاعتل عليه فغضب بلال، وقال: إني أراك تكره طعامنا، فقال: لا تقل ذاك أيها الأمير، فوالله لخياركم أحب إلينا من أبنائنا.
أنبأني أحمد بن سلامة، عن اللبان، عن الحداد قراءة، قال: أنبأنا أبو نعيم، قال: حدثنا عبد الله بن جعفر، قال: حدثنا إسماعيل بن عبد الله، قال: حدثنا مسلم بن إبراهيم، قال: حدثنا إسماعيل بن مسلم، عن محمد بن واسع، عن مطرف بن عبد الله، عن عمران بن حصين، قال: تمتعنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم – مرتين، فقال رجل برأيه ما شاء.
أخرجه مسلم من حديث إسماعيل بن مسلم.
308 -
ع:
محمد بن يحيى بن حبان بن منقذ
، أبو عبد الله الأنصاري النجاري المازني المدني الفقيه
روى عن رافع بن خديج، وعبد الله بن عمر، وأنس، وعبد الله بن محيريز، وعمرو بن سليم الزرقي، والأعرج، وعمه واسع بن حبان. وعنه ربيعة الرأي، وابن عجلان، وعبيد الله بن عمر، وعمرو بن يحيى، ومحمد بن إسحاق، ومالك، والليث، وخلق.
وهو مجمع على ثقته.
قال الواقدي: كانت له حلقة للفتوى، وكان ثقة كثير الحديث، عاش أربعاً وسبعين سنة.
قلت: اتفقوا على موته في سنة إحدى وعشرين ومائة.
309 -
محمد بن يزيد، أبو بكر الرحبي الدمشقي
والرحبة قرية من قرى دمشق قد خربت.
روى عن أبي إدريس الخولاني، وأبي الأشعث الصنعاني، وعمير بن ربيعة، وأبي خنيس الأسدي، وجماعة. وعنه محمد بن المهاجر، وسعيد بن عبد العزيز، وإسماعيل بن عياش، والهيثم بن حميد، وآخرون.
وهو قليل الحديث لم أر لهم فيه كلاماً. وأبو خنيس هذا شهد يوم الدار.
310 -
خ م ن ق:
محمد بن أبي بكر بن عوف الثقفي
.
حجازي موثق، له حديث في التهليل يوم عرفة، رواه عنه ابنه عبد الله، وشعبة، ومالك، وغيرهم، بروايته عن أنس بن مالك.
311 -
ع:
مخرمة بن سليمان الوالبي المدني
.
عن عبد الله بن جعفر، والسائب بن يزيد، وكريب مولى ابن عباس، وعنه: عبد ربه بن سعيد، والضحاك بن عثمان، ومالك بن أنس، وعبد الرحمن بن أبي الزناد.
وثقه ابن معين.
قتل يوم قديد سنة ثلاثين ومائة.
312 -
مرثد بن سمي الأوزاعي
، ويقال: الخولاني.
شهد يوم اليرموك. وحدث عن أبي الدرداء، وطائفة، وعن أبي مسلم الخولاني. وعنه حريز بن عثمان، ومعاوية بن صالح.
وفي النفس من صحة شهوده اليرموك، وأما روايته عن أبي الدرداء فلعلها مرسلة.
اتفقوا على وفاته في سنة خمس وعشرين. أرخه ابن سعد وخليفة، والزيادي.
313 -
مرزوق، أبو بكر التيمي الكوفي
عن سعيد بن جبير، ومجاهد، وعكرمة. وعنه سفيان، وإسرائيل، وشريك، وجماعة.
قاله أبو حاتم ولم يضعفه.
314 -
م ن: مزاحم بن زفر الكوفي، وهو مزاحم بن أبي مزاحم
عن مجاهد، والشعبي، وعمر بن عبد العزيز. وعنه مسعر، وسفيان، وشريك، وشعبة، وعباد بن عباد.
وثقه ابن معين.
وقال شعبة: أخبرني مزاحم بن زفر الضبي، وكان كخير الرجال.
315 -
مسلم بن سمعان المدني
.
عن أبي هريرة، وعن عطاء بن يسار، والقاسم بن محمد. وعنه ابن عجلان، وهشام بن سعد، وأسامة بن زيد بن أسلم.
ذكره ابن أبي حاتم.
316 -
خ م د ن ق:
مسلم بن أبي مريم السلمي
. مولاهم، أخو محمد، وعبد الله.
روى عن عبد الله بن سرجس، وأبي صالح، والقاسم بن محمد. وعنه سفيان، وشعبة، ومالك، وابن عيينة.
وثقه ابن معين.
ويقال له: مسلم الخياط، وعامة روايته مرسل وآثار.
قال أبو حاتم: صالح، ووثقه ابن معين.
317 -
خ م د ن ق:
مسلم بن أبي مريم يسار الأنصاري
، مولاهم المدني الخياط.
عن عبد الله بن سرجس، وأبي سعيد، وابن عمر، وأبي صالح السمان. هو الذي قبله ولا أرى لتفريقهما وجهاً قوياً.
وروى عنه أيضاً فضيل بن سليمان النميري، وإسماعيل بن جعفر.
318 -
د:
مسلمة بن عبد الملك
.
قد ذكر. ويقال: مات سنة إحدى وعشرين ومائة.
319 -
ن:
مشاش، أبو ساسان
، ويقال: أبو الأزهر السليمي
عن طاوس، وعطاء، والضحاك. وعنه شعبة، وهشيم.
وثقه أبو حاتم.
وقيل: إنهما اثنان، أحدهما الذي روى عن الضحاك وأنه مروزي.
320 -
ن ق:
مصعب بن محمد بن شرحبيل العبدري المكي
.
عن أبي أمامة الباهلي، وأبي سلمة بن عبد الرحمن، وأبي صالح ذكوان. وعنه ابن عجلان، ووهيب، والسفيانان، ومسلم بن خالد، وآخرون.
وثقه ابن معين. وقال أبو حاتم: لا يحتج به.
321 -
م 4:
مطر الوراق
، أبو رجاء بن طهمان، مولى علباء بن أحمد اليشكري
خراساني نزل البصرة، وكان يكتب المصاحف، وله حظ من علم وعمل. روى عن أنس، والحسن، وعكرمة، وشهر بن حوشب، وابن بريدة، وبكر بن عبد الله المزني. وعنه الحسين بن واقد، وشعبة، والحمادان، وإبراهيم بن طهمان، وعبد العزيز بن عبد الصمد العمي.
قال ابن معين: صالح.
وقال النسائي: ليس بالقوي.
وقال أحمد بن حنبل: هو في عطاء ضعيف.
قال الخليل بن عمر بن إبراهيم: سمعت عمي عيسى يقول: ما رأيت مثل مطر الوراق في فقهه وزهده.
وقال مالك بن دينار: رحم الله مطراً الوراق إني لأرجو له الجنة.
وعن شيبة بنت الأسود قالت: رأيت مطراً الوراق وهو يقص.
قيل: توفي سنة تسع وعشرين ومائة.
322 -
خ ن ق:
معاوية بن إسحاق بن طلحة بن عبيد الله القرشي التيمي
.
عن أبيه وأعمامه موسى وعمران، وعائشة، وأم الدرداء، وعروة. وعنه شعبة، والثوري، وإسرائيل، وشريك، وأبو عوانة.
وقال أبو حاتم: لا بأس به.
323 -
معاوية بن الريان
، مولى عبد العزيز بن مروان
عن أبي فراس، وعمر بن عبد العزيز. وعنه عمرو بن الحارث، والليث بن سعد، وابن لهيعة.
عداده في المصريين. توفي في خلافة هشام.
324 -
معبد المغني - الذي يضرب به المثل في جودة الغناء - وهو معبد بن وهيب، ويقال ابن قطني، ويقال: ابن قطن، أبو عباد المدني مولى بني مخزوم. ويقال: مولى معاوية. وقيل: مولى ابن قطن مولى معاوية
وكان أديباً فصيحاً له وفادة على الوليد المقتول.
قال كردم بن معبد المغني مولى ابن قطن: مات أبي وهو في عسكر الوليد بن يزيد وأنا معه فنظرت حين أخرج نعشه إلى سلامة القس جارية يزيد بن عبد الملك وقد أضرب الناس عنه ينظرون إليها وهي آخذة بعمود نعشه تندبه وتقول:
قد لعمري بت ليلي كأخي الداء الوجيع ونجي الهم مني بات أدنى من ضجيعي كلما أبصرت ربعاً خالياً فاضت دموعي قد خلا من سيد كا ن لنا غير مضيع لا تلمنا إن خشعنا أو هممنا بخشوع
وكان يزيد بن عبد الملك أمر أبي أن يعلمها هذا الصوت فعلمها إياه فرثته به يومئذ.
مات سنه ست وعشرين ومائة.
325 -
ت:
معمر بن أبي حبيبة
.
عن عبيد الله بن عدي بن الخيار، وعبيد بن رفاعة بن رافع. وعنه بكير بن الأشج، ويزيد بن أبي حبيب، والليث بن سعد، وآخرون.
وثقه ابن معين.
326 -
خ م:
معن بن عبد الرحمن بن عبد الله بن مسعود الهذلي الكوفي
، قاضي الكوفة
عن أبيه، وجعفر بن عمرو بن حريث، وأبي داود نفيع، وعنه مسعر، والثوري، ومحمد بن طلحة بن مصرف.
وكان عفيفاً صارماً عالماً موثقاً في الحديث.
327 -
المغيرة بن عتيبة بن النهاس العجلي
، الكوفي، قاضي الكوفة أيضاً
عن سعيد بن جبير، وموسى بن طلحة، ومكتب، وغيرهم. وعنه أبو مالك الأشجعي - مع تقدمه - وكامل أبو العلاء، ومسعر، وفضيل بن غزوان.
ذكره ابن أبي حاتم، ولم يتعرض له.
328 -
م 4:
المقدام بن شريح بن هانئ الحارثي الكوفي
.
عن أبيه. وعنه شعبة، وسفيان، وإسرائيل، وشريك، وآخرون، وابنه يزيد بن المقدام.
وثقه أحمد، وغيره.
329 -
د ن:
المنذر بن عبيد المدني
.
عن أبي صالح السمان، والقاسم بن محمد. وعنه عمرو بن الحارث، وابن لهيعة، وأبو معشر نجيح، وغيرهم.
330 -
خ م د ت ن:
مهاجر، أبو الحسن الكوفي الصائغ
.
عن ابن عباس، والبراء، وعمرو بن ميمون الأودي، وزيد بن وهب. وعنه سفيان، وشعبة، وإسرائيل، وأبو عوانة.
وثقه أحمد.
331 -
د ن:
موسى بن السائب
، أبو سعدة
عن قتادة، ومعاوية بن قرة. وعنه شعبة، وهشيم.
وثقه أحمد بن حنبل.
332 -
ن:
موسى بن أبي كثير
، أبو الصباح الأنصاري، الكوفي، المعروف بموسى الكبير
عن سعيد بن المسيب، ومجاهد. وعنه مسعر، وسفيان، وشعبة، وشريك، وهشيم.
وثقه ابن معين، وابن سعد، والفسوي، وغيرهم. وكان من كبار المرجئة.
قال ابن سعد: وفد على عمر بن عبد العزيز فكلمه في الإرجاء.
قال أبو حاتم: محله الصدق لا يحتج به.
وقال ابن عمار: كان من رؤساء المرجئة.
وقال البخاري، وأبو زرعة: كان يرى القدر. كذا قالا. وقد روى ابن عيينة عن مسعر سمع أبا الصباح يقول: الكلام في القدر أبو جاد الزندقة.
قلت: قلما روى هذا الشيخ.
333 -
د ت ن:
ميسرة بن حبيب النهدي
، أبو حازم
كوفي ثقة. روى عن المنهال بن عمرو، وعدي بن ثابت. وعنه سفيان، وشعبة، وإسرائيل، وقيس بن الربيع.
وثقه أحمد.
334 -
خ م ن:
ميسرة الأشجعي الكوفي
.
عن أبي حازم الأشجعي، وسعيد بن المسيب. وعنه سفيان، وزائدة، وزهير بن معاوية.
وثقوه.
335 -
ميمون الكردي
.
عن أبي عثمان النهدي. وعنه حماد بن زيد، وديلم بن غزوان، والفضل بن عميرة الطفاوي.
وثقه أبو داود.
336 -
م 4:
نبيه بن وهب بن عثمان بن أبي طلحة العبدري الحجبي المدني
.
عن أبي هريرة، ومحمد ابن الحنفية، وأبان بن عثمان. وعنه نافع مولى ابن عمر، وهو من أقرانه بل أقدم منه، وأيوب بن موسى، ومحمد بن إسحاق، وآخرون.
وثقه ابن سعد وذكر أنه توفي في فتنة الوليد بن يزيد، وكانت في سنة ست وعشرين ومائة.
صدوق.
337 -
ت ق:
نزار بن حيان الأسدي
.
عن أبيه، وعكرمة. وعنه ابنه علي، والقاسم بن حبيب التمار، وعبد الله بن محمد الليثي، ومحمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى، وآخرون.
لا بأس به.
338 -
ق:
نسير بن ذعلوق
، أبو طعمة الكوفي
عن أبيه، وابن عمر، والربيع بن خثيم، وبكر بن ماعز. وعنه ابنه عمرو، والثوري، وقيس بن الربيع، وغيرهم.
وما علمت فيه جرحاً.
339 -
ع:
نصر بن عمران
، أبو جمرة الضبعي البصري
أحد أئمة العلم. روى عن ابن عباس، وابن عمر، وعائذ بن عمرو المزني، وغيرهم. وعنه أيوب السختياني، وشعبة، والحمادان، وإبراهيم بن طهمان، وعباد بن عباد المهلبي، وآخرون.
وكان إماماً ثقة. استصحبه معه يزيد بن المهلب إلى خراسان فأقام بها مدة، ثم رجع إلى البصرة.
قال مخلد بن يزيد: رأيت أبا جمرة مضبب الأسنان بالذهب.
قال ابن معين: أبو جمرة، وأبو حمزة رويا عن ابن عباس، فأبو جمرة نصر بن عمران بصري، وأبو حمزة عمران بن أبي عطاء واسطي ثقة.
أخبرنا ابن أبي عمر وجماعة إجازة، أن عمر بن محمد المعلم أخبرهم، قال: أخبرنا ابن خيرون، وعبد الوهاب الأنماطي، قالا: أخبرنا أبو
محمد الصريفيني، قال: أخبرنا عبيد الله بن حبابة، قال: أخبرنا أبو القاسم البغوي، قال: حدثنا علي بن الجعد، قال: أخبرنا شعبة، عن أبي جمرة قال: تمتعت فنهاني أناس فسألت ابن عباس فأمرني بها، قال: فرأيت في المنام كأن قائلاً يقول: حج مبرور وعمرة متقبلة، قال: فحدثت ابن عباس فقال: الله أكبر، سنة أبي القاسم، أو قال: سنة النبي صلى الله عليه وسلم.
وبه قال: كنت أقعد مع ابن عباس فكان يجلسني معه على سريره، فقال لي: أقم عندي حتى أجعل لك سهماً من مالي فأقمت معه شهرين.
قال ابن سعد: أبو جمرة الضبعي ثقة توفي في ولاية يوسف بن عمر على العراق.
وقال غيره: مات بسرخس في آخر سنة سبع وعشرين ومائة.
ويقال: سنة ثمان.
340 -
ن ق:
النضر بن شيبان الحداني
.
عن أبي سلمة في قيام رمضان. وعنه أبو عقيل الدورقي، ونصر بن علي الجهضمي الكبير، والقاسم بن الفضل الحداني.
ذكره ابن حبان في الثقات. ووقع لنا حديثه عالياً في المخلصيات.
341 -
النعمان بن عمرو اللخمي المصري
.
عن علي بن رباح، وحسين بن شفي. وعنه سعيد بن أبي أيوب، وابن لهيعة.
342 -
ت ق:
نفيع بن الحارث الهمداني
، أبو داود الأعمى الكوفي القاص.
عن عمران بن حصين، وبريدة بن الحصيب، وابن عباس، وزيد بن أرقم، وطائفة. وعنه الأعمش، وسفيان، وهمام بن يحيى، وأبو الأحوص، وشريك، وآخرون.
قال العقيلي: كان يغلو في الرفض.
وقال البخاري: يتكلمون فيه.
وقال ابن معين: ليس بشيء.
وقال النسائي: متروك.
قال يزيد بن هارون: حدثنا همام قال: دخل أبو داود الأعمى على قتادة، فلما قام قيل: إن هذا يزعم أنه لقي ثمانية عشر بدرياً، فقال قتادة: هذا كان سائلاً قبل الجارف لا يعرض في شيء من هذا ولا يتكلم فيه، فوالله ما حدثنا الحسن عن بدري مشافهة ولا حدثنا سعيد بن المسيب عن بدري مشافهة إلا عن سعد.
343 -
ت:
نمير بن أوس الأشعري الفقيه
، قاضي دمشق
أرسل عن حذيفة وغيره، وروى عن أم الدرداء. وعنه ابنه الوليد، ويحيى بن الحارث الذماري، والزبيدي، وسعيد بن عبد العزيز، وغيرهم. ولي أيضاً قضاء أذربيجان، وكان كبير القدر صدوقاً.
توفي سنة اثنتين وعشرين ومائة.
344 -
م د ن:
هارون بن رئاب التميمي الأسيدي
، أبو بكر البصري، أحد العباد
روى عن أنس بن مالك، والأحنف بن قيس، وكنانة بن نعيم، وقبيصة بن ذؤيب. وعنه أيوب السختياني، والأوزاعي، وشعبة، والحمادان، وسفيان بن عيينة، وآخرون.
قال أبو داود: يقال إنه كان أجل أهل البصرة.
وثقه أحمد بن حنبل.
قال ابن عيينة: عنده أربعة أحاديث. قال: وكان يخفي الزهد ويلبس الصوف تحت ثيابه، وكان النور على وجهه.
وقال ابن شوذب: كنت إذا رأيت هارون بن رئاب فكأنما أقلع عن البكاء.
أخبرنا إسحاق الأسدي، قال: أخبرنا يوسف الحافظ، قال: أخبرنا أبو المكارم، قال: أخبرنا أبو علي المقرئ، قال: أخبرنا أبو نعيم، قال: حدثنا محمد بن معمر، قال: أخبرنا أبو شعيب الحراني، قال: أخبرنا البابلتي قال: حدثنا الأوزاعي، قال: حدثني هارون بن رئاب، قال: حملة العرش ثمانية، يتجاوبون بصوت رخيم حسن، يقول أربعة: سبحانك وبحمدك على حلمك بعد علمك. ويقول الآخرون: سبحانك وبحمدك على عفوك بعد قدرتك.
قال ابن معين، والنسائي: ثقة.
قال أبو محمد بن حزم الظاهري: يمان، وهارون، وعلي، بنو رئاب: فهارون من أئمة السنة، واليمان من أئمة الخوارج، وعلي من أئمة الروافض، وكانوا متعادين كلهم.
وقال جعفر بن سليمان: عدت هارون بن رئاب، وهو يجود بنفسه، فما فقدت وجه رجل فاضل إلا وقد رأيته عنده، فقال محمد بن واسع: يا أخي
كيف تجدك قال: هو ذا أخوكم يذهب به إلى النار أو يعفو الله عنه.
يقال: عاش ثلاثاً وثمانين سنة.
345 -
هارون بن سعد الكوفي
.
عن أبي حازم الأشجعي، وإبراهيم التيمي. وعنه شعبة، والثوري، وشريك، والحسن بن صالح، وقيس بن الربيع.
346 -
خ م ن:
هشام بن حجير المكي
.
عن طاوس، والحسن. وعنه ابن جريج، ومحمد بن مسلم الطائفي، وابن عيينة.
قال ابن عيينة: قال لي ابن شبرمة: ليس بمكة مثل هشام بن حجير.
وقال آخر: ثقة.
347 -
ع:
هشام بن زيد بن أنس بن مالك الأنصاري
.
سمع جده. وعنه ابن عون، وشعبة، وحماد بن سلمة.
وثقه ابن معين.
348 -
هشام بن عبد الملك بن مروان بن الحكم بن أبي العاص بن أمية
، الخليفة، أبو الوليد القرشي الأموي الدمشقي.
ولد سنة نيف وسبعين، واستخلف بعهد من أخيه يزيد بن عبد الملك، وكانت داره عند باب الخواصين التي بعضها الساعة مدرسة النورية. وبويع لخمس بقين من شعبان سنة خمس ومائة. وأمه هي فاطمة بنت هشام بن إسماعيل بن هشام بن الوليد بن المغيرة المخزومي.
قال أبو أحمد الحاكم: استخلف وعمره أربع وثلاثون سنة يومئذ فاستخلف تسع عشرة سنة وسبعة أشهر وأياماً.
وقال سعيد بن عفير: كان جميلاً أبيض مسمناً أحول يخضب بالسواد.
قال مصعب الزبيري: زعموا أن عبد الملك رأى في منامه أنه بال في المحراب أربع مرات، فدس من يسأل سعيد بن المسيب عنها - وكان يعبر الرؤيا - وعظمت على عبد الملك، فقال سعيد: يملك من ولده لصلبه أربعة، فكان هشام آخرهم، وكان يجمع المال ويوصف بالحرص ويبخل، وكان حازماً عاقلاً.
قال أبو عمير ابن النحاس: حدثني أبي، قال: كان لا يدخل بيت مال هشام مال حتى يشهد أربعون قسامة، لقد أخذ من حقه ولقد أعطي لكل ذي حق حقه.
وقال الأصمعي: أسمع رجل مرة هشام بن عبد الملك كلاماً، فقال له: يا هذا ليس لك أن تسمع خليفتك.
قال: وغضب مرة على رجل، فقال: والله لقد هممت أن أضربك سوطاً.
وقال ابن سعد: أخبرنا محمد بن عمر، قال: حدثنا سحبل بن محمد قال: ما رأيت أحداً من الخلفاء أكره إليه الدماء ولا أشد عليه من هشام. ولقد دخله من مقتل زيد بن علي، ويحيى بن زيد أمر شديد، وقال: وددت أني كنت افتديتهما.
وقال الواقدي: حدثني ابن أبي الزناد عن أبيه قال: ما كان أحد أكره إليه الدماء من هشام بن عبد الملك، ولقد ثقل عليه خروج زيد، فما كان شيء حتى أتي إليه برأسه وصلب بدنه بالكوفة.
قال الواقدي: فلما ظهر بنو العباس عمد عبد الله بن علي فنبش هشاماً من قبره وصلبه.
قال ابن عائشة: قال هشام بن عبد الملك: ما بقي علي شيء من لذات الدنيا إلا وقد نلته إلا شيئاً واحداً: أخ يدفع مؤنة التحفظ فيما بيني وبينه.
وقيل: إن هذا البيت له ولم يحفظ له سواه.
إذا أنت لم تعص الهوى قادك الهوى إلى بعض ما فيه عليك مقال
قال حرملة: حدثنا الشافعي قال: لما بنى هشام الرصافة بقنسرين أحب أن يخلو يوماً لا يأتيه فيه غم فما انتصف النهار حتى أتته ريشة بدم من بعض الثغور فأوصلت إليه، فقال: ولا يوماً واحداً!.
وقال ابن عيينة: كان هشام بن عبد الملك لا يكتب إليه بكتاب فيه ذكر الموت.
قال الهيثم بن عمران: مات هشام من ورم أخذه في حلقه يقال له: الحرذون بالرصافة.
وقال غير واحد: مات في ربيع الآخر سنة خمس وعشرين ومائة، وله أربع وخمسون سنة.
349 -
ع:
هلال بن علي
، وهو هلال بن أبي ميمونة المدني، مولى آل عامر بن لؤي.
من الثقات المشاهير. عن أنس بن مالك، وعطاء بن يسار، وأبي سلمة بن عبد الرحمن، وعبد الرحمن بن أبي عمرة. وعنه سعيد بن أبي هلال، وعبد العزيز بن الماجشون، ومالك بن أنس، وفليح.
قال النسائي: ليس به بأس.
وقال أبو حاتم: شيخ يكتب حديثه.
350 -
خ م د ت ن:
هلال الوزان الكوفي الصيرفي
، هو ابن مقلاص، ويقال: ابن أبي حميد، وقيل غير ذلك
عن عبد الله بن عكيم الجهني، وعروة بن الزبير، وعبد الرحمن بن أبي ليلى. وعنه شعبة، ومسعر، وشيبان، وأبو عوانة، وابن عيينة.
وثقه ابن معين، وغيره.
351 -
الهيثم بن حبيب
، أبو الهيثم الكوفي الصيرفي
عن عكرمة، وعاصم بن ضمرة، والحكم. وعنه زيد بن أبي أنيسة، والمسعودي، وأبو حنيفة، وشعبة، وأبو عوانة.
وثقه ابن معين، وأبو حاتم، وأبو زرعة.
وكان صاحب حديث، لم يخرجوا له.
352 -
م د ن ق:
واصل، مولى أبي عيينة بن المهلب
بن أبي صفرة الأزدي
بصري صدوق. عن ابن بريدة، والحسن، والضحاك، ويحيى بن عقيل الخزاعي. وعنه مهدي بن ميمون، وحماد بن زيد، وعباد بن عباد، وعبد الوارث.
وثقه أحمد.
353 -
ت ن:
الوليد بن عبد الرحمن بن أبي مالك الهمداني
، أبو العباس الدمشقي، أخو يزيد
روى عن أبي إدريس الخولاني، وقزعة بن يحيى، وجماعة. وعنه حجاج بن أرطاة، ومسعر، ومحمد بن الوليد الزبيدي.
قال ابن خراش: لا بأس به.
وقيل: كان مؤدباً، سكن الكوفة.
354 -
م 4:
الوليد بن هشام بن معاوية الأموي المعيطي
، أبو يعيش. متولي قنسرين لعمر بن عبد العزيز
روى عن معدان بن أبي طلحة اليعمري، وأم الدرداء، وعبد الله بن محيريز، وغيرهم. وعنه ابنه يعيش، والأوزاعي، وصالح بن أبي الأخضر، وسفيان بن عيينة، وعدة.
وصفه الواقدي بالنسك، والدين، ولولا ذا لما أمره عمر.
ووثقه ابن معين.
وقد ولي غزو الصائفة رحمه الله.
355 -
م 4:
الوليد بن أبي الوليد القرشي
، مولاهم، المدني
عن سعيد بن المسيب، وأبان بن عثمان، وعروة. ورأى ابن عمر وجابراً يخضبان. وعنه يزيد بن الهاد، وحيوة بن شريح، والليث بن سعد، وابن لهيعة، وآخرون.
وثقه أبو زرعة.
356 -
الوليد بن يزيد بن عبد الملك بن مروان بن الحكم
، الخليفة الفاسق، أبو العباس، الأموي، الدمشقي
ولد سنة تسعين، ويقال: سنة اثنتين وتسعين، فلما احتضر أبوه لم يمكنه أن يستخلفه لأنه صبي حدث، فعقد لأخيه هشام وجعل هذا ولي العهد من بعد هشام.
قال أحمد في مسنده: حدثنا أبو المغيرة، قال: أخبرنا ابن عياش هو إسماعيل، قال: حدثني الأوزاعي وغيره، عن الزهري، عن سعيد بن المسيب، عن عمر، قال: ولد لأخي أم سلمة ولد فسموه الوليد، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: سميتموه بأسماء فراعنتكم ليكونن في هذه الأمة رجل يقال له: الوليد، لهو أشد لهذه الأمة من فرعون لقومه.
وقد رواه الهقل بن زياد، والوليد بن مسلم، وبشر بن بكر، وابن كثير عن الأوزاعي فأرسلوه، لم يدركوا عمر، وهذا من أقوى المراسيل.
وفي لفظ بعضهم: لهو أضر على أمتي. وفي لفظ: لهو أشد على أمتي.
وقال محمد بن حميد: حدثنا سلمة الأبرش، قال: حدثني ابن إسحاق، عن محمد بن عمرو بن عطاء، عن زينب بنت أم سلمة، عن أمها، قالت: دخل علي النبي صلى الله عليه وسلم وعندي غلام من آل المغيرة اسمه الوليد، فقال: من هذا؟ قلت: الوليد، قال: قد اتخذتم الوليد حنانا، غيروا اسمه، فإنه سيكون في هذه الأمة فرعون يقال له الوليد. رواه محمد بن سلام عن حماد بن سلمة فذكر نحوه منقطعاً.
وقال مروان بن أبي حفصة: قال لي الرشيد: هل رأيت الوليد بن يزيد؟ قلت: نعم، قال: صفه لي، قلت: كان من أجمل الناس وأشعرهم وأشدهم، قال: أتروي من شعره شيئاً؟ قلت: نعم.
وقال الليث: حج بالناس الوليد، وهو ولي عهد سنة ست عشرة.
وقال ابن سعد: حدثنا محمد بن عمر، قال: حدثنا ابن أبي الزناد، عن أبيه، قال: كان الزهري يقدح أبداً عند هشام في الوليد ويعيبه ويذكر أموراً عظيمة لا ينطق بها حتى يذكر الصبيان أنهم يخضبون بالحناء، ويقول: ما يحل لك إلا خلعه، فلا يستطيع هشام. ولو بقي الزهري إلى أن تملك الوليد لفتك به.
قال الزبير بن بكار: حدثني محمد بن الضحاك بن عثمان، عن أبيه، قال: أراد هشام أن يخلع الوليد ويجعل العهد لولده، فقال الوليد:
كفرت يداً من منعم لو شكرتها جزاك بها الرحمن ذو الفضل والمن رأيتك تبني جاهداً في قطيعتي ولو كنت ذا حزم لهدمت ما تبني أراك على الباقين تجني ضغينة فيا ويحهم إن مت من شر ما تجني كأني بهم يوماً وأكثر قيلهم ألا ليت أنا حين يا ليت لا تغني
قالوا: وتسلم الأمر الوليد في ربيع الآخر سنة خمس عند موت هشام.
قال حماد الراوية: كنت يوماً عند الوليد فدخل عليه منجمان، فقالا: نظرنا فيما أمرتنا فوجدناك تملك سبع سنين، قال حماد: فأردت أن أخدعه، فقلت: كذبا ونحن أعلم بالآثار وضروب العلم وقد نظرنا في هذا والناس فوجدناك تملك أربعين سنة. فأطرق، ثم قال: لا ما قالا يكسرني، ولا ما قلت يغرني، والله لأجبين هذا المال من حله جباية من يعيش الأبد، ولأصرفنه في حقه صرف من يموت الغد.
قال العتبي: كان الوليد بن يزيد رأى نصرانية اسمها سفرى فجن بها وجعل يراسلها وتأبى عليه - وقد قرب عيد النصارى - فبلغه أنها تخرج فيه إلى بستان يدخله النساء فصانع الوليد صاحب البستان وتقشف الوليد وتنكر ودخلت سفرى البستان فجعلت تمشي حتى انتهت إليه، فقالت لصاحب البستان: من هذا؟ قال: رجل مصاب، فأخذت تمازحه وتضاحكه، ثم قيل لها: تدرين من ذاك الرجل؟ قالت: لا، فقيل لها: هو الوليد، فجنت به بعد
ذلك فكانت عليه أحرص منه عليها فقال:
أضحى فؤادك يا وليد عميدا صباً قديماً للحسان صيودا من حب واضحة العوارض طفلة برزت لنا نحو الكنيسة عيدا ما زلت أرمقها بعيني وامق حتى بصرت بها تقبل عودا عود الصليب فويح نفسي من رأى منكم صليباً مثله معبودا فسألت ربي أن أكون مكانه وأكون في لهب الجحيم وقودا
قال المعافى الجريري: كنت جمعت من أخبار الوليد شيئاً، ومن شعره الذي ضمنه ما فخر به من خرقه وسخافته وخسارته وحمقه، وما صرح به من الإلحاد في القرآن، والكفر بالله - تعالى -.
وقال أحمد بن أبي خيثمة: حدثنا سليمان بن أبي شيخ، قال: حدثنا صالح بن سليمان قال: أراد الوليد بن يزيد الحج، وقال: أشرب فوق ظهر الكعبة، فهم قوم أن يفتكوا به إذا خرج، وكلموا خالد بن عبد الله القسري ليوافقهم فأبى، فقالوا: اكتم علينا، قال: أما هذا فنعم، ثم جاء إلى الوليد فقال: لا تخرج فإني أخاف عليك، قال: ممن؟ قال: لا أخبرك بهم، قال: إن لم تخبرني بهم بعثت بك إلى يوسف بن عمر، قال: وإن، فبعث به إليه فعذبه حتى قتله.
وروى مصعب الزبيري، عن أبيه، قال: كنت عند المهدي فذكر الوليد بن يزيد، فقال رجل: كان زنديقاً، فقال المهدي: مه، خلافة الله عنده أجل من أن يجعلها في زنديق.
قال خليفة: حدثنا الوليد بن هشام، عن أبيه قال: لما أحاطوا بالوليد أخذ المصحف، وقال: أقتل كما قتل ابن عمي عثمان.
قلت: مقت الناس الوليد لفسقه وتأثموا من السكوت عنه وخرجوا عليه، فقال خليفة: حدثني إسماعيل بن إبراهيم قال: حدثنا عبد الله بن واقد الجرمي - وكان شهد قتل الوليد - قال: لما أجمعوا على قتله قلدوا أمرهم يزيد بن الوليد بن عبد الملك فأتى أخاه العباس ليلاً فشاوره فنهاه
قال: وأقبل يزيد ليلاً في أربعين رجلاً، ودخل الجامع بدمشق، فكسروا باب المقصورة، ودخلوا على واليها، فأوثقوه، وحمل يزيد الأموال على العجل إلى باب المضمار، وعقد راية لعبد العزيز بن الحجاج بن عبد الملك ونادى مناديه من انتدب للوليد فله ألفان، فانتدب معه ألفا رجل.
قال علي المدائني، عن عمر بن مروان الكلبي: حدثني يعقوب بن إبراهيم أن مولى الوليد، لما خرج يزيد الناقص، خرج على فرس له فساق فأتى الوليد من يومه، فنفق الفرس حين وصل فأخبر الوليد فضربه مائة سوط وحبسه، ثم دعا أبا محمد بن عبد الله بن يزيد بن معاوية، فأجازه وجهزه إلى دمشق، فخرج أبو محمد فلما أتى برية أقام فوجه يزيد بن الوليد لحربه عبد الرحمن بن مصاد فسالمه أبو محمد وبايع ليزيد، فأتى الوليد الخبر وهو بالأعرف، فقال له بيهس الكلابي: يا أمير المؤمنين سر فانزل حمص فإنها حصينة، ووجه الجنود إلى يزيد فيقتل أو يؤسر، فقال عبد الله بن عنبسة: ما ينبغي للخليفة أن يدع عسكره ونساءه قبل أن يقاتل ويعذر، والله يؤيده، فقال يزيد بن خالد: وماذا يخاف على حرمه من بني عمهم؟ فقيل له: يا أمير المؤمنين تدمر حصينة وبها بنو كلب قومي. قاله الأبرش، فقال الوليد: ما أرى أن نأتيها وأهلها بنو عامر وهم الذين خرجوا علي، ولكن دلني على حصن، قال: انزل القريتين قال: أكرهها، قال: فهذا الهزم، قال: أكره اسمه، قال: وأقبل في طريق السماوة وترك الريف ومر في سكة الضحاك وبها من آله أربعون رجلاً، فساروا معه، وقالوا: إنا عون فلو أمرت لنا بسلاح، فما أعطاهم سيفاً، فقال له بيهس: هذا حصن البخراء، وهو من بناء العجم فانزله، قال: أخاف الطاعون، قال: الذي يراد بك أشد من الطاعون، فنزل حصن البخراء.
ثم سار عبد العزيز بن الحجاج بالجند الذين أعطاهم الأموال فتلقاهم ثقل الوليد فأخذوه ونزلوا قريباً من الوليد، وأتى الوليد رسول العباس بن الوليد: إني آتيك، فقال الوليد: أخرجوا سريراً، ففعلوا، وجلس عليه،
وقال: أعلي توثب الرجال وأنا أثب على الأسد، وأتخصر الأفاعي، وبقوا ينتظرون قدوم العباس فأقبل عبد العزيز بن الحجاج وعلى ميمنته حوي بن عمرو وعلى مقدمته منصور بن جمهور، وبعث إليهم زياد بن حصين الكلبي يدعوهم إلى كتاب الله وسنة نبيه فقتله قطري - مولى الوليد - فانكشف أصحاب يزيد، فكر عبد العزيز بن الحجاج في أصحابه وقد قتل منهم عدة وحملت رؤوسهم إلى الوليد وقتل أيضاً من أصحاب الوليد يزيد بن عثمان الخشني.
وبلغ عبد العزيز مسير العباس بن الوليد فجهز لحربه منصور بن جمهور فأدرك العباس وهو آت في ثلاثين فارساً، فقال: اعدل إلى عبد العزيز فشتموه، فقال منصور: والله لئن تقدمت لأنقذن حصينك، ثم أحاط به وجيء به إلى عبد العزيز، فقال: بايع لأخيك يزيد، فبايع، ووقف ونصبوا راية وقالوا: هذه راية العباس وقد بايع لأخيه، فقال العباس: إنا لله، خدعة من الشيطان، هلك بنو مروان، فتفرق الناس عن الوليد، فأتوا العباس، وعبد العزيز، ثم ظاهر الوليد بين درعين وأتوه بفرسين: السندي، والزائد، فركب وقاتل، فناداهم رجل: اقتلوا عدو الله قتلة قوم لوط ارموه بالحجارة، فلما سمع ذلك دخل القصر فأغلقه، فأحاط به عبد العزيز وأصحابه، فدنا الوليد من الباب، فقال: أما فيكم رجل شريف له حسب وحياء أكلمه، فقال له يزيد بن عنبسة: كلمني، فقال: يا أخا السكاسك ألم أزد في أعطياتكم؟ ألم أرفع عنكم المؤن؟ ألم أعط فقراءكم؟ فقال: ما ننقم عليك في أنفسنا، لكن ننقم عليك انتهاك ما حرم الله، وشرب الخمر، ونكاح أمهات أولاد أبيك، واستخفافك بأمر الله، قال: حسبك، قد أكثرت، ورجع إلى الدار فجلس وأخذ مصحفاً، وقال: يوم كيوم عثمان ونشر المصحف
يقرأ، فعلوا الحائط فكان أولهم يزيد بن عنبسة. فنزل إليه وسيف الوليد إلى جنبه، فقال: نح سيفك، قال الوليد: لو أردت السيف كان لي ولك حال غير هذه، فأخذ بيد الوليد - وهو يريد أن يعتقله ويؤامر فيه - فنزل من الحائط عشرة، منهم منصور بن جمهور، وحميد بن نصر. فضربه عبد السلام اللخمي على رأسه وضربه آخر على وجهه فتلف، وجروه بين خمسة ليخرجوه فصاحت امرأة، فكفوا وحزوا رأسه وخاطوا الضربة التي في وجهه، وأتي يزيد الناقص بالرأس فسجد.
وبه عن عمرو بن مروان، قال: حدثني المثنى بن معاوية، قال: دخل بشر مولى كنانة من الحائط ففر الوليد وهم يشتمونه فضربه بشر على رأسه واعتوره الناس بأسيافهم فطرح عبد السلام نفسه عليه فاحتز رأسه، وكان يزيد قد جعل لمن أتاه بالرأس مائة ألف.
وقيل: قطعت كفه وبعث بها إلى يزيد فسبقت الرأس بليلة وأتي بالرأس ليلة الجمعة فنصبه يزيد على رمح بعد الصلاة فنظر إليه أخوه سليمان بن يزيد، فقال: بعداً له أشهد أنه كان شروباً للخمر ماجناً فاسقاً ولقد راودني على نفسي.
قال الهيثم بن عدي، وجماعة: عاش الوليد خمساً وأربعين سنة.
قلت: هذا خلاف ما مر، بل الأصح أنه عاش بضعاً وثلاثين سنة.
قال خليفة، وغيره: عاش ستاً وثلاثين سنة.
وقال أحمد بن حنبل: حدثنا سفيان قال: لما قتل الوليد كان بالكوفة رجل سديد العقل، فقال لخلف بن حوشب: اصنع طعاماً واجمع له، قال: فجمعهم، فقال سليمان الأعمش: أنا لكم النذير كف رجل يده وملك لسانه وعالج قلبه.
قال الهيثم بن عمران: ملك الوليد خمسة عشر شهراً.
وقال غيره: قتل بالبخراء في جمادى الآخرة سنة ست وعشرين ومائة - سامحه الله -.
ولم يصح عن الوليد كفر ولا زندقة، نعم اشتهر بالخمر والتلوط، فخرجوا عليه لذلك. وكان الحجاج عم أمه، وهي ابنة محمد بن يوسف الثقفي.
357 -
ع:
وهب بن كيسان
، أبو نعيم المدني المؤدب، مولى آل الزبير
روى عن ابن عباس، وجابر، وأبي سعيد الخدري، وعمر بن أبي سلمة، وابن الزبير، ورأى أبا هريرة. وعنه هشام بن عروة، وعبيد الله بن عمر، ومحمد بن إسحاق، ومالك بن أنس، وآخرون.
وهو ثقة. مات سنة سبع وعشرين ومائة.
358 -
م 4:
يحيى بن جابر الطائي
، قاضي حمص.
عن عوف بن مالك مرسلا، وعن عبد الرحمن بن جبير بن نفير، ويزيد بن شريح، وغيرهم. وعنه سليمان بن سليم، والزبيدي، ومعاوية بن صالح، وعبد الرحمن بن يزيد بن جابر، وآخرون.
يكنى أبا عمرو.
قال أبو حاتم: صالح الحديث.
وقيل: توفي سنة ست وعشرين ومائة.
359 -
خ 4:
يحيى بن خلاد بن رافع بن مالك الأنصاري الزرقي المدني
.
عن عمه رفاعة. وعنه ابنه علي، وحفيده يحيى بن علي.
ثقة مقل.
360 – د:
يحيى بن راشد الليثي الدمشقي الطويل
، أبو هشام
عن ابن عمر، وابن الزبير، ومكحول. وعنه عمارة بن غزية، وعلي بن أبي حملة، وإسماعيل بن عياش، وغيرهم.
وثقه أبو زرعة، وعاش تسعين سنة.
361 -
ع:
يحيى بن أبي كثير
، الإمام، أبو نصر، أحد الأعلام، اسم أبيه صالح، وقيل: يسار، وقيل: نشيط، مولى الطائيين وعالم أهل اليمامة
روى عن أنس بن مالك مرسلاً - وقد رأى أنساً - وذلك في سنن النسائي، وعن أبي أمامة الباهلي، وذلك في صحيح مسلم، وهو مرسل، وعن بعجة بن عبد الله الجهني، وأبي سلمة بن عبد الرحمن، وعبد الله بن أبي قتادة، وأبي قلابة، وعمران بن حطان، وإبراهيم بن عبد الله بن قارظ، وحضرمي بن لاحق، وعروة، ولم يسمع منه، ومحمد بن عبد الرحمن بن ثوبان، ومحمد بن عبد الرحمن بن زرارة، ويعلى بن حكيم، وهلال بن أبي ميمونة، وطائفة سواهم. روى عنه ابنه عبد الله، ومعمر، والأوزاعي، وعكرمة بن عمار، وهشام الدستوائي، وشيبان، وهمام، وأبان بن يزيد، وعلي بن المبارك، وحرب بن شداد، وأيوب بن عتبة، وخلق سواهم.
هشيم، عن يحيى بن سعيد، عن يحيى بن أبي كثير، قال: رأيت أنس بن مالك يصلي وبين يديه سهم.
وروى عبد الله بن يحيى بن أبي كثير عن أبيه أنه قال: لا يستطاع العلم براحة الجسد.
الوليد بن مسلم عن الأوزاعي، عن يحيى، قال: العالم من يخشى الله، العلماء مثل الملح هم صلاح كل شيء فإذا فسد الملح لا يصلحه شيء.
وروي عن شعبة أنه كان يقدم يحيى على الزهري.
وقال أحمد: كان من أثبت الناس، يعد مع الزهري، ويحيى بن سعيد.
وقال ابن حبان: كان من العباد، إذا حضر جنازة لم يتعش ليلته ولا يقدرون أن يكلموه.
ويقال: إن يحيى أقام بالمدينة عشر سنين للعلم.
قال حرب عن يحيى: كل شيء عندي عن أبي سلام الأسود إنما هو كتاب.
وروى وهيب عن أيوب قال: ما بقي على وجه الأرض مثل يحيى بن أبي كثير.
وقال شعبة: يحيى بن أبي كثير أحسن حديثاً من الزهري.
وقال أحمد بن حنبل: إذا خالف الزهري يحيى فالقول قول يحيى.
وقال أبو حاتم: هو إمام لا يروي إلا عن ثقة.
وقد بلغنا أن يحيى امتحن فضرب وحلق وحبس لكونه تنقص بني أمية وذكر أفاعيلهم.
أخبرنا علي بن أحمد العلوي، قال: أخبرنا محمد بن أحمد القطيعي، قال: أخبرنا محمد بن عبيد الله المجلد، قال: أخبرنا محمد بن محمد الهاشمي، قال: أخبرنا محمد بن عبد الرحمن المخلص، قال: حدثنا يحيى بن صاعد، قال: حدثنا محمد بن أبي عبد الرحمن المقرئ، قال: حدثنا أيوب بن يحيى النجار اليمامي، قال: حدثنا يحيى بن أبي كثير، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: حاج آدم موسى، فقال موسى: يا آدم أنت الذي أخرجت الناس من الجنة وأشقيتهم! فقال آدم: يا موسى أنت الذي اصطفاك الله برسالاته وبكلامه تلومني على أمر كتبه الله علي، أو قدره الله علي، قبل أن يخلقني! فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فحاج آدم موسى. صوابه فحج.
وهذا حديث صحيح من أعلى ما وقع لنا، وأيوب بن النجار مجمع
على ثقته، مع كونه لم يرو عن يحيى سوى هذا الحديث. أخرجه البخاري، ومسلم، والنسائي من حديث أيوب النجار فوقع لنا بدلاً عالياً. ولعل أيوب هذا آخر من حدث عن يحيى بن أبي كثير.
وبإسنادي إلى ابن المقرئ قال: حدثنا أيوب بن النجار الحنفي، عن هشام بن حسان، عن محمد، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم مثله. وقال: فحج آدم موسى ثلاثاً. تفرد مسلم بطريق هشام هذه.
قال غير واحد: إن يحيى بن أبي كثير مات سنة تسع وعشرين ومائة.
ووهم من قال: إنه توفي سنة اثنتين وثلاثين ومائة.
362 -
يحيى بن زيد بن علي بن الحسين الهاشمي العلوي
.
قد مر مقتل أبيه، فسار هو بعد ذلك إلى العجم، ثم إنه خرج بخراسان ودعا إلى نفسه وانضم إليه خلق من الشيعة، وجرت له حروب مع عسكر خراسان ومواقف إلى أن كان بينه وبين سلم بن أحوز مصاف فجاءه سهم غرب في صدغه فوقع فاحتزوا رأسه وبعثوا به إلى الشام، وصلبوا جثته كأبيه. وهو ابن بنت عبد الله بن محمد ابن الحنفية.
فلما استولى أبو مسلم الخراساني على البلاد أنزل الجثة، وأمر بإقامة المآتم عليه ببلخ ومرو سبعة أيام، وناح عليه النساء. وكل من ولد في تلك السنة بخراسان من أولاد الأعيان سمي يحيى، ثم تتبع أبو مسلم قتلته فأبادهم. وكان مقتله سنة خمس وعشرين.
363 -
ت ق:
يحيى بن مسلم البكاء
، بصري مشهور، ولاؤه للأزد.
حدث عن ابن عمر، وعن سعيد بن المسيب، وأبي العالية. وعنه الحمادان، وعبد الوارث بن سعيد، وعبد العزيز بن عبد الله النرمقي، وقدامة بن شهاب، وعلي بن عاصم، وغيرهم.
قال أبو زرعة: ليس بقوي كان يحيى القطان لا يرضاه.
وقال محمد بن سعد: ثقة - إن شاء الله -.
وقال القواريري: حدثنا حماد بن زيد، قال: اشتكى محمد بن واسع فدخلت عليه أعوده، فقيل له: يحيى على الباب، قال: من يحيى؟ قيل: أبو سلمة، قال: من أبو سلمة؟ قال: حماد - وقد عرف - فقالوا: يحيى البكاء، قال: يقول محمد بن واسع: إن شر أيامكم يوم نسبتم إلى البكاء.
قال النسائي: يحيى بن مسلم البكاء بصري متروك الحديث.
وذكره الدارقطني في الضعفاء فقال: ابن مسلم.
وذكره ابن حبان في الضعفاء. وقال فيه: يحيى بن أبي خليد، البكاء، مولى القاسم بن الفضل الأزدي، اسم أبيه سليمان، كان ينفرد بالمناكير عن المشاهير، لا يجوز الاحتجاج به. وقال أحمد بن زهير عن ابن معين: ليس بذاك.
قال ابن حبان: مات سنة ثلاثين ومائة.
أخبرنا أحمد بن عبد الحميد، وجماعة قالوا: أخبرنا ابن اللتي وأخبرنا أحمد، قال: أخبرنا موسى بن عبد القادر، قالا: أخبرنا عبد الأول، قال: أخبرنا جمال الإسلام أبو الحسن، قال: أخبرنا عبد الله بن حموية، قال: أخبرنا إبراهيم بن حزيم، قال: حدثنا عبد بن حميد، قال: حدثنا علي
ابن عاصم عن يحيى البكاء، قال: حدثني ابن عمر قال: سمعت عمر بن الخطاب يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أربع قبل الظهر بعد الزوال تحسب بمثلهن في صلاة السحر وليس شيء إلا وهو يسبح الله تلك الساعة، ثم قرأ:{يَتَفَيَّأُ ظِلالُهُ عَنِ الْيَمِينِ وَالشَّمَائِلِ} الآية كلها، أخرجه الترمذي عن عبد، فوافقناه.
364 -
يحيى بن قيس الكندي
.
عن شريح القاضي. وعنه سفيان الثوري، وشريك، وأبو عوانة، والحسن بن حي.
محله الصدق.
365 -
بخ ق:
يحيى بن النضر الأنصاري السلمي المدني
، والد أبي بكر
روى عن أبي قتادة، وأبي هريرة، وعلقمة بن وقاص، وأبي سلمة. وعنه ولده، ومحمد بن عمرو، وأبو صخر حميد بن زياد، وإبراهيم بن أبي يحيى، وآخرون.
قال أبو حاتم: ثقة.
366 -
د ت ن:
يحيى بن هانئ بن عروة المرادي
، من أشراف الكوفة
روى عن عبد الحميد بن محمود المعولي، ونعيم بن دجاجة، وأدرك جماعة من الصحابة، ووفد مع أنس بن مالك على الوليد بن عبد الملك. روى عنه شعبة، وشريك، وأبو بكر بن عياش.
قال شعبة: كان سيد أهل الكوفة.
قلت: وكذا كان أبوه.
وثقه ابن معين.
367 -
ت ق:
يزيد بن أبان الرقاشي الزاهد
، أبو عمرو البصري
عن أنس بن مالك، وغنيم بن قيس المازني، والحسن البصري. وعنه شيخه الحسن، وقتادة، والأوزاعي، وحماد بن سلمة، ومعتمر بن سليمان، وطائفة سواهم.
وكان أحد الوعاظ البكائين. ضعفه الدارقطني، وغيره.
وقال ابن معين: هو خير من أبان بن أبي عياش.
وقال ابن عدي: أرجو أنه لا بأس به.
قال سلام بن أبي مطيع، عن يزيد الرقاشي، قال: إذا نمت، ثم استيقظت فنمت الثانية فلا أنام الله عيني.
وعن عبد الخالق بن موسى، قال: جوع يزيد الرقاشي نفسه لله ستين عاماً حتى ذبل جسمه ونهك بدنه، وكان يقول: غلبني بطني، ما أقدر على حيلة.
وذكر ابن السماك عن أشعث أن يزيد الرقاشي صام ثلاثين أو أربعين سنة.
وعن هشام بن حسان، قال: بكى يزيد الرقاشي حتى تساقطت أشفاره وأظلمت عيناه وتغيرت مجاري دموعه.
وليزيد مواعظ. وكان من كبار الخائفين.
قال سعيد بن عامر: عطش يزيد الرقاشي نفسه أربعين سنة في حر البصرة، ثم قال لأصحابه: تعالوا حتى نبكي على الماء البارد.
وقال أبو معاوية الضرير عن أبي إسحاق الحميسي قال: كان يزيد الرقاشي يقول في قصصه: ويحك يا يزيد من يترضى عنك ربك، ومن يصوم لك أو يصلي لك، ثم يقول: يا معشر من القبر بيته، والموت موعده
ألا تبكون، قال: فبكى حتى تساقطت أشفار عينيه.
368 -
ع:
يزيد بن أبي حبيب الفقيه
، أبو رجاء الأزدي. مولاهم المصري، أحد الأعلام وشيخ تلك الناحية
وكان أسود حبشياً. قال ابن لهيعة: ولد تقريباً في سنة ثلاث وخمسين، سمعته يقول: كان أبي من أهل دنقلة، ونشأت بمصر وهم علوية فقلبتهم عثمانية.
قلت: روى عن عبد الله بن الحارث بن جزء، وأبي الطفيل، وإبراهيم بن عبد الله بن حنين، وسعيد بن أبي هند، وعراك بن مالك، وعلي بن رباح، وخلق كثير، حتى إنه روى عن تلامذته. وعنه سعيد بن أبي أيوب، وحيوة بن شريح، ويحيى بن أيوب، وابن إسحاق، والليث بن سعد، وابن لهيعة، وطائفة.
قال أبو سعيد بن يونس: كان مفتي أهل مصر، وكان حليماً عاقلاً، وهو أول من أظهر العلم، والمسائل، والحلال، والحرام بمصر، وقبل ذلك كانوا يتحدثون في الترغيب، والملاحم والفتن.
وقال الليث: هو عالمنا وسيدنا.
يقال: إنه ولد في إمرة معاوية.
وقال الليث: حدثنا عبيد الله بن أبي جعفر، ويزيد بن أبي حبيب، وهما جوهرتا البلاد: كانت البيعة إذا جاءت لخليفة كان أول من يبايع عبيد الله، ثم يزيد، ثم الناس.
وقال ابن لهيعة: كان يزيد كأنه فحمة.
وقال ابن وهب: قيل لعمرو بن الحارث: أيهما كان أفضل يزيد بن أبي حبيب أو عبيد الله بن أبي جعفر؟ قال: لو جعلا في ميزان ما رجح هذا على هذا.
وقال ابن لهيعة: مرض يزيد بن أبي حبيب فعاده حوثرة بن سهيل أمير مصر، فقال: يا أبا رجاء ما تقول في الصلاة في ثوب فيه دم البراغيث؟
فحول وجهه ولم يكلمه، فقام فنظر إلي يزيد، فقال: تقتل خلقاً كل يوم وتسألني عن دم البراغيث!.
وقال الليث عن يزيد بن أبي حبيب: سمع ابن جزء الزبيدي يقول: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: لا يبولن أحدكم مستقبل القبلة.
وعن يزيد بن أبي حبيب، قال: لا أدع أخاً لي يغضب علي مرتين، بل أنظر ما يكره فأدعه.
قال سعيد بن عفير: حدثنا أبو خالد المرادي، أن زياد بن عبد العزيز بن مروان أرسل إلى يزيد بن أبي حبيب: ائتني لأسألك عن شيء من العلم، قال: فأرسل إليه: بل أنت فائتني، فإن مجيئك إلي زين لك ومجيئي إليك شين عليك.
قال ضمام بن إسماعيل: لما كثرت المسائل على يزيد بن أبي حبيب لزم بيته.
وروى ضمام عن أبي قبيل، وموسى بن وردان، والعلاء بن كثير، قالوا: يزيد أول من سن العلم بمصر، وكانوا إنما يتحدثون بالفتن والملاحم، والترغيب، قال: وكان أحد الثلاثة الذين جعل عمر بن عبد العزيز إليهم الفتيا بمصر.
قال ابن يونس: اسم أبيه سويد مولى شريك بن الطفيل العامري.
قال ابن لهيعة: مات يزيد سنة ثمان وعشرين ومائة.
369 -
ع:
يزيد بن حميد، أبو التياح الضبعي البصري
، أحد العلماء الزهاد.
روى عن أنس، ومطرف بن عبد الله، وأبي عثمان النهدي، وعبد الله بن الحارث بن نوفل، وجماعة. وعنه شعبة، والحمادان، وهمام بن يحيى، وعبد الوارث، وابن علية، وآخرون.
قال شعبة: رأيت أبا التياح وأبا جمرة وأبا نوفل يضببون أسنانهم بالذهب.
قال جعفر بن سليمان: دخلنا على أبي التياح نعوده، فقال: والله إن كان ينبغي للمسلم اليوم لما يرى من التهاون في الناس بأمر الله أن يزيده ذاك جداً واجتهاداً، ثم بكى.
وقال أبو التياح: كان الرجل منهم يتقرأ عشرين سنة ما يعلم به جيرانه. يتقرأ أي يتعبد، والقراء في اصطلاح الصدر الأول هم: العباد، ومنه قول أنس في أهل بئر معونة يقال لهم: القراء. وقال مسروق:
يا معشر القراء يا ملح البلد من يصلح الملح إذا الملح فسد
قال أحمد بن حنبل: أبو التياح ثبت ثقة ثقة.
وقال أبو إياس: ما بالبصرة أحد أحب أن ألقى الله بمثل عمله من أبي التياح.
توفي سنة ثمان وعشرين ومائة، وقيل: سنة ثلاثين.
370 -
ع:
يزيد بن رومان المدني القارئ
، أبو روح
أحد مشيخة نافع بن أبي نعيم في القراءة. قيل: توفي سنة تسع وعشرين ومائة، وقيل سنة ثلاثين.
وقد مرت ترجمته في الطبقة الماضية.
371 -
د:
يزيد بن أبي سمية
، أبو صخر الأيلي
عن ابن عمر، وعن عمر بن عبد العزيز. وعنه سعدان بن سالم، وعبد الجبار بن عمر الأيليان، وهشام بن سعد.
وهو مقل.
قال الواقدي: كان يصلي الليل أجمع ويبكي.
372 -
يزيد بن الطثرية
. الشاعر المشهور، أحد فحول الشعراء. وهو يزيد بن سلمة بن سمرة بن سلمة، ويكنى أبا المكشوح
استوفى أخباره ابن خلكان في تاريخه، وذكر أن صاحب الأغاني جمع له ديواناً، وأن أبا الحسن عبد الله الطوسي جمع له ديواناً. وله شعر في أماكن من الحماسة. ونظمه في الذروة. وهو القائل:
وحنت قلوصي بعد هذا صبابة فيا روعة ما راع قلبي حنينها فقلت لها صبراً فكل قرينة مفارقة لا بد يوماً قرينها
ومن شعره قوله:
إذا نحن جئنا لم تجمل بزينة حذار الأعادي وهي باد جمالها ولا نبتديها بالسلام ولم نقل لهم من توقي شرهم: كيف حالها
قتل يزيد بن الطثرية باليمامة سنة ست وعشرين ومائة.
والطثر: ضرب من اللبن.
373 -
يزيد بن عبد الله بن قسيط الليثي المدني
، أبو عبد الله
أحد الثقات المسندين. وكان أعرج. روى عن أبي هريرة، وابن عمر، وعبيد بن جريج، وسعيد بن المسيب، وعروة، وطائفة. وعنه ابن أبي ذئب، وأبو صخر حميد بن زياد، ومحمد بن إسحاق، ومالك، والليث، وآخرون.
قال ابن إسحاق: حدثني ابن قسيط، وكان ثقة فقيهًا يستعان به على الأعمال لأمانته وفقهه.
وقال أبو حاتم: ليس بقوي.
وقيل: سئل مالك أن يحدث بحديث ابن قسيط في القصاص فامتنع، وقال: ليس رجله عندنا هناك.
ووثقه أرباب الصحاح.
مات سنة اثنتين وعشرين ومائة.
374 -
د ن ق:
يزيد بن عبد الرحمن بن أبي مالك الهمداني الدمشقي الفقيه
، قاضي دمشق
عن واثلة بن الأسقع، وأنس بن مالك، وجبير بن نفير، وسعيد بن المسيب، وخالد بن معدان. وروايته عن أبي أيوب الأنصاري مرسلة. وعنه ابنه خالد، وعبد الله بن العلاء بن زبر، والأوزاعي، وسعيد بن أبي عروبة، وسعيد بن عبد العزيز، وسعيد بن بشير.
وثقه أبو حاتم، وغيره.
قال سعيد بن عبد العزيز: لم يكن عندنا أعلم بالقضاء من يزيد بن أبي مالك لا مكحول ولا غيره. وقد بعثه عمر بن عبد العزيز إلى بني نمير يفقههم ويقرئهم.
توفي يزيد هذا سنة ثلاثين ومائة، وكان مولده في سنة ستين.
375 -
يزيد بن القعقاع
، أبو جعفر المدني، مقرئ المدينة. ومنهم من يسميه فيروز
وكان عابداً صواماً قواماً مجوداً لكتاب الله، وله قراءة محفوظة، فهو أحد العشرة الأعلام.
أقرأ الناس دهراً طويلاً، وقد قرأ القرآن على مولاه عبد الله بن عياش بن أبي ربيعة المخزومي، وعلى أبي هريرة، وابن عباس. ويقال: إنه صلى بابن عمر، وإنه أقرأ الناس من قبل وقعة الحرة، وكانت في سنة ثلاث وستين.
وروى الحديث عن أبي هريرة، وابن عباس. قرأ عليه نافع، وعيسى بن وردان، وحدث عنه مالك في غير الموطأ، وعبد العزيز الدراوردي، وابن أبي حازم.
وكان مقدماً في زمانه على عبد الرحمن الأعرج.
وثقه ابن معين، والنسائي.
وكان مع عبادته وتبتله مفتياً مجتهداً كبير القدر، ولم يخرجوا له شيئاً في الكتب.
وقد بسطت ترجمته في كتاب طبقات القراء.
قيل: توفي سنة ثمان وعشرين ومائة، وقيل: سنة ثلاثين.
وقال خليفة: مات سنة اثنتين وثلاثين.
وقيل: سنة ثلاث وثلاثين.
وقال محمد بن المثنى: سنة سبع وعشرين ومائة.
376 -
يزيد بن الوليد بن عبد الملك بن مروان
، أبو خالد الأموي الدمشقي. الملقب بالناقص، لكونه نقص الجند من أعطياتهم
توثب على الخلافة، وتم له ذاك، وقتل ابن عمه الوليد - كما ذكرنا -، وتملك أولاً دمشق، وذلك في جمادى الآخرة.
حكى سليمان بن أبي شيخ، أن قتيبة بن مسلم ظفر بما وراء النهر بابنتي فيروز بن يزدجرد، فبعث بهما إلى الحجاج، فبعث الحجاج بإحداهما، وهي شاهفرند إلى الوليد، فأولدها يزيد بن الوليد. وفيروز هذا هو ابن بنت شيرويه بن كسرى، وأم شيرويه ابنة خاقان ملك الترك، وأمها - أعني أم فيروز - هي بنت قيصر عظيم الروم، فلذلك يقول يزيد ويفتخر:
أنا ابن كسرى وأبي فمروان وقيصر جدي وجدي خاقان
قال خليفة: حدثني إسماعيل بن إبراهيم، عن أبيه، أن يزيد بن الوليد قام خطيباً عند قتل الوليد بن يزيد فقال: أما بعد، إني - والله - ما خرجت أشراً ولا بطراً ولا حرصاً على الدنيا، ولا رغبة في الملك، وإني لظلوم لنفسي إن لم يرحمني ربي، ولكن خرجت غضباً لله ولدينه، وداعياً إلى كتابه وسنة نبيه حين درست معالم الهدى وطفئ نور أهل التقوى، وظهر الجبار المستحل للحرمة، والراكب البدعة، فلما رأيت ذلك أشفقت إن غشيتكم ظلمة لا تقلع عنكم على كثرة من ذنوبكم وقسوة من قلوبكم، وأشفقت أن يدعو كثيراً من الناس إلى ما هو عليه فيجيبه، فاستخرت الله في أمري ودعوت من أجابني من أهلي وأهل ولايتي، فأراح الله منه البلاد والعباد ولاية من الله، ولا حول ولا قوة إلا بالله، أيها الناس إن لكم عندي - إن وليت أموركم - أن لا أضع لبنة على لبنة ولا حجراً على حجر، ولا أنقل مالاً من بلد حتى أسد ثغره وأقسم بين مسالحه ما يقوون به، فإن فضل فضل رددته إلى البلد الذى يليه حتى تستقيم العيشة وتكون فيه سواء، فإن أردتم بيعتي على الذي بذلت لكم فأنا لكم، وإن ملت فلا بيعة لي عليكم، وإن رأيتم أحداً أقوى مني عليها فأردتم بيعته فأنا أول من يبايع ويدخل في طاعته، وأستغفر الله لي ولكم.
قال الوليد بن مسلم: حدثنا عثمان بن أبي العاتكة قال: أول من خرج بالسلاح في العيد يزيد بن الوليد خرج يومئذ بين صفين من الخيل عليهم السلاح من باب الحصن إلى المصلى.
وعن أبي عثمان الليثي قال: قال يزيد الناقص: يا بني أمية إياكم والغناء، فإنه ينقص الحياء، ويزيد في الشهوة، ويهدم المروءة، وإنه لينوب عن الخمر، ويفعل ما يفعل المسكر، فإن كنتم لا بد فاعلين فجنبوه النساء، فإن الغناء داعية الزنا.
وقال ابن عبد الحكم: سمعت الشافعي يقول: لما ولي يزيد بن
الوليد دعا إلى الناس إلى القدر وحملهم عليه وقرب غيلان، أو قال: أصحاب غيلان.
قلت: كان غيلان قد صلبه هشام قبل هذا الوقت بمدة. ولم يمتع يزيد بالخلافة، ومات في سابع ذي الحجة من سنة ست وعشرين، فكانت خلافته ستة أشهر ناقصة.
وقيل: مات بعد عيد الأضحى.
قال الهيثم بن عدي: عاش ستاً وأربعين سنة.
وقال المدائني: عاش خمساً وثلاثين سنة.
وقيل: كان أسمر نحيفاً حسن الوجه. ودفن بين الجابية وباب الصغير.
ويقال: مات بالطاعون، وصلى عليه أخوه إبراهيم الذي استخلف.
377 -
ع:
يزيد الرشك الضبعي
، مولاهم. والرشك هو القسام بلغة أهل البصرة
روى عن مطرف بن الشخير، وسعيد بن المسيب، ومعاذة العدوية. وعنه شعبة، ومعمر، وحماد بن زيد، وابن علية.
قال عباس الدوري عن ابن معين: كان يزيد بن مطرف يسرح لحيته فخرج منها عقرب فلقب بالرشك.
وقال غيره: كان ثقة صالحاً خيراً، وكان يقسم الدور والأملاك.
غندر والناس عن شعبة عن يزيد الرشك، قال: سمعت معاذة تقول: سألت عائشة: هل كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي الضحى؟ قالت: أربعاً، ويزيد ما شاء الله.
قال أحمد بن زهير: سمعت ابن معين يقول: يزيد الرشك ليس به بأس.
وقال المثنى بن سعيد الضبعي: بعث الحجاج يزيد الرشك إلى البصرة فوجد طولها فرسخين وعرضها خمس دوانيق.
قلت: يعني فرسخاً إلا سدساً.
قيل: إنه توفي سنة ثلاثين ومائة.
378 -
م ت ن ق:
يعقوب بن عبد الله بن الأشج
، أبو يوسف
روى عن أبي أمامة بن سهل، وسعيد بن المسيب، وكريب، وأبي صالح السمان. وعنه يزيد بن أبي حبيب - مع تقدمه - وابن عجلان، وابن إسحاق، والليث بن سعد، وآخرون.
وكان صدوقاً.
قال ابن سعد: قتل في البحر شهيداً سنة اثنتين وعشرين ومائة.
379 -
د ن ق:
يعقوب بن عتبة بن المغيرة بن الأخنس بن شريق الثقفي المدني
.
عن عروة بن الزبير، وسليمان بن يسار، وعمر بن عبد العزيز، وعكرمة، والزهري. وعنه ابنه محمد، ومحمد بن إسحاق، وعبد العزيز الماجشون، وإبراهيم بن سعد، وآخرون.
وثقه ابن سعد.
وكان فقيهاً ورعاً عارفاً بالسيرة.
مات سنة ثمان وعشرين ومائة.
380 -
سوى ت:
يعلى بن حكيم الثقفي
، مولاهم، المكي، نزيل البصرة وصديق أيوب السختياني
روى عن سعيد بن جبير، وسليمان بن يسار، وعكرمة. وعنه أيوب، ويحيى بن أبي كثير، وابن جريج، وسعيد بن أبي عروبة، وحماد بن زيد.
وثقه أحمد، وغيره.
381 -
يوسف بن عمر الثقفي الأمير
.
ولي اليمن لهشام، ثم نقله إلى إمرة العراقين، فأقره الوليد وأضاف إليه إمرة خراسان، وكان مهيباً جباراً ظلوماً.
ذكر المدائني أن سماط يوسف بالعراق كان كل يوم خمس مائة مائدة، وكانت مائدته وأقصى الموائد سواء، يتعمد ذلك وينوعه.
وروينا أنه ضرب وهب بن منبه في إمارته على اليمن حتى هلك تحت الضرب. ولما قتل الوليد عزل يوسف، ثم قتل.
قال ابن عساكر: لما هلك الحجاج أخذوا يوسف بن عمر في آل الحجاج ليعذب ويطلب منه المال، فقال: أخرجوني أسأل فدفع إلى الحارث الجهضمي - وكان مغفلاً - فانتهى إلى دار لها بابان، فقال له يوسف: دعني أدخل إلى عمتي أسألها فأذن له فدخل وهرب، وذلك في خلافة سليمان بن عبد الملك.
وقال خليفة: ولي يوسف اليمن في سنة ست ومائة، فلم يزل عليها حتى كتب إليه بولايته على العراق فاستخلف ابنه الصلت وسار.
قال الليث: في سنة عشرين ومائة نزع خالد القسري عن العراق، وأمر يوسف بن عمر.
وروى بشر بن عمر عن أبيه، قال: ازدحم الناس عشية في دار يوسف على الطعام، فدفع رجل من الجند رجلاً بقائم سيفه فرآه يوسف، فدعا به، فضربه مائتين، وقال: يا ابن اللخناء أتدفع الناس عن طعامي؟
وحكى عمر بن شبة أن يوسف بن عمر وزن درهماً فنقص حبة فكتب إلى دور الضرب بالعراق فضرب أهلها فأحصي في تلك الحبة مائة ألف سوط ضربها.
وقيل: كان يضرب المثل بحمقه وتيهه حتى كانوا يقولون: أحمق من أحمق ثقيف، فمن ذلك أن حجاماً أراد أن يحجمه فارتعد، فقال لحاجبه:
قل لهذا البائس لا تخف، وما رضي أن يقول له بنفسه.
ولما استخلف الوليد الفاسق هم بعزل يوسف وبتولية ابن عمه عبد الملك ابن محمد بن الحجاج بن يوسف الثقفي، وكان عبد الملك ووالدة الوليد ابني عم، فسار يوسف إلى الوليد وقدم له أموالاً عظيمة وتحفاً، وكان خالد القسري مسجوناً في سجن الوليد، فقرر مع أبان النمري أن يشتري خالدًا القسري بأربعين ألف ألف درهم، فقال الوليد ليوسف: ارجع إلى عمك، فقال أبان للوليد: أعطني خالداً وأدفع إليك أربعين ألف ألف، قال: ومن يضمن هذا المال عنك؟ قال يوسف بن عمر: أنا، فدفعه إليه فحمله في محمل بغير وطاء وقدم به إلى العراق فأهلكه تحت العذاب والمصادرة، وطلب منه ألوفاً لا تحصى. ثم اقتص من يوسف يزيد بن خالد بأبيه وقتله، ثم قتل يزيد بن خالد حين تملك مروان الحمار.
قال وهب بن جرير: حدثنا حيان بن زهير، قال: حدثنا أبو الصيداء صالح بن طريف قال: لما قدم يوسف بن عمر العراق أتانا خبره بخراسان، قال: فبكى أبو الصيداء، وقال: هذا الخبيث شهدته ضرب وهب بن منبه حتى قتله.
وقال محمد بن جرير: يقال: إن يزيد بن الوليد لما ولي قال: بلغني أن هذا الفاسق يوسف بن عمر قد صار إلى البلقاء فاطلبوه، قال: فلم يوجد، فتهددوا ابنه، فقال: أنا أدلكم عليه، إنه انطلق إلى مزرعة له، فسار إليه خمسون فارساً، فإذا به انملس واختفى، فإذا نسوة ألقين عليه قطيفة وجلسن على حواشيها، فجروا برجله فأتوا به، وكان عظيم اللحية فأخذ حرسي بلحيته فهزها ونتف منها، وكان قصيراً فأدخل على يزيد فقبض يوسف على لحيته، وإنها لتجوز سرته، وجعل يقول: يا أمير المؤمنين نتف - والله - لحيتي، فسجنه في الخضراء، فدخل عليه محمد بن راشد فقال: أما تخاف أن يطلع عليك بعض من قد وترت فيلقي عليك حجراً؟ قال: والله ما فطنت لهذا، فنشدتك الله لتكلمت في تحويلي، قال: فأخبرت يزيد، فقال: ما غاب عنك من حمقه أكثر وما حبسته إلا لأوجه به إلى العراق فيقام
للناس، وتؤخذ المظالم من ماله ودمه.
قال ابن جرير: فحدثني أحمد بن أبي خيثمة، قال: حدثنا عبد الوهاب بن إبراهيم، قال: حدثنا أبو هاشم قال: أرسل يزيد بن خالد القسري مولى لأبيه يكنى أبا الأسد في عدة من أصحابه، فدخل السجن، فأخرج يوسف بن عمر فضرب عنقه وذلك في سنة سبع وعشرين ومائة.
وكذا أرخ خليفة، وقال: وله نيف وستون سنة. وزاد ابن خلكان وغيره: إنهم رموا جثته فشد الصبيان في رجله حبلا وجروه في شوارع دمشق، وكان دميماً فمرت امرأة فقالت: ما فعل هذا الصبي المسكين حتى قتل؟
382 -
م ن ق:
يونس بن يوسف بن حماس الليثي المدني
.
عن ابن المسيب، وسليمان بن يسار. وعنه ابن جريج، ومالك، والدراوردي.
وثقه النسائي.
وكان من الأولياء. يقال: إنه نظر إلى امرأة فدعا على بصره فعمي، ثم احتاج إلى خلافه فدعا فأبصر.
383 -
د:
أبو الأعيس الخولاني الحمصي
، اسمه عبد الرحمن بن سلمان
عن خالد بن يزيد بن معاوية، وعمر بن عبد العزيز. وعنه ابن زبر، والأوزاعي، ومعاوية بن صالح، وعبد الرحمن بن يزيد بن جابر.
وما علمت فيه جرحاً.
• - أبو بشر، هو جعفر بن إياس. مر.
384 -
أبو بشر الدمشقي المؤذن
.
عن عمر بن عبد العزيز ومكحول. وعنه سعيد بن عبد العزيز، ومعاوية بن صالح.
مات سنة ثلاثين ومائة.
385 -
سوى د:
أبو بكر بن عمر بن عبد الرحمن بن عبد الله بن عمر العمري
.
عن نافع، وسالم، وسعيد بن يسار، وغيرهم. وعنه مالك، وإبراهيم بن طهمان، وإبراهيم بن أبي يحيى.
له في الكتب حديث الوتر على البعير.
386 -
4:
أبو بلج الفزاري الواسطي
، يحيى بن سليم على الصحيح.
عن عمرو بن ميمون، ومحمد بن حاطب الجمحي، وأبي الحكم العنزي. وعنه شعبة، وزائدة، وأبو عوانة، وهشيم
وثقه ابن معين، وغيره.
وقال البخاري: فيه نظر.
387 -
ن:
أبو جعفر الفراء الكوفي
، سلمان
عن عبد الله بن شداد، وأبي عبد الرحمن السلمي. وعنه ابناه عبد الحميد وإسحاق، وشعبة، وإسرائيل.
وثقه أبو داود.
• - أبو جمرة نصر بن عمران. تقدم.
• - أبو حمزة القصاب، ميمون.
• - أبو حصين، عثمان بن عاصم. مر.
• - أبو الرجال، محمد بن عبد الرحمن. مر.
388 -
م د ن ق: أبو الزاهرية، اسمه حدير بن كريب.
سمع جبير بن نفير، وأبا عنبة الخولاني، وكثير بن مرة، وأبا ثعلبة الخشني. وأرسل عن أبي الدرداء، وغيره. وعنه ابنه حميد، وأبو مهدي سعيد بن سنان، ومعاوية بن صالح.
وثقه جماعة.
وقال أبو حاتم: لا بأس به.
قال خليفة، وابن سعد، والبلاذري: مات سنة تسع وعشرين ومائة.
وقال ابن معين، والمدائني: توفي في خلافة عمر بن عبد العزيز.
وقال أبو عبيد: سنة مائة.
قلت: هذا أشبه.
389 -
ع: أبو الزناد، هو عبد الله بن ذكوان
يأتي في الطبقة المقبلة لاختلافهم في موته. والأصح موته في سابع عشر رمضان سنة ثلاثين ومائة. ضبطه الواقدي.
390 -
أبو العاج السلمي
. يقال له: كثير
ولي البصرة من قبل يوسف بن عمر.
قال أبو عاصم النبيل: قيل: أتي أبو العاج برجل مأبون، فقال: أتريدون أن أوكل به من يحفظ دبره! لقد جعلتمونا إذاً في عناء، أطلقوه.
391 -
م د ت ن:
أبو عصام
.
عن أنس ثلاثة أحاديث. وعنه هشام الدستوائي، وشعبة، وعبد الوارث. وهو صدوق.
• - أبو عمران الجوني، عبد الملك.
• - أبو عمر البزار، دينار، مر.
392 -
د:
أبو العنبس العدوي
، الحارث بن عبيد. وهو جد يونس بن بكير لأمه
عن الأغر أبي مسلم، والقاسم بن محمد، وجماعة. وعنه مسعر، وشعبة، وأبو عوانة، وآخرون.
صدوق كوفي.
393 -
د ن:
أبو العنبس الكوفي
، عبد الله بن مروان
عن أبي الشعثاء. وعنه مسعر، وشعبة.
صدوق.
394 -
د ت ق:
أبو غالب البصري
، حزور على الصحيح
عن أبي أمامة، وأم الدرداء. وعنه الحسين بن واقد، وحجاج بن دينار، وحماد بن سلمة، وابن عيينة، وعدة.
وثقه الدارقطني، وضعفه النسائي، وغيره.
395 -
م د ت ق:
أبو فزارة العبسي الكوفي
، راشد بن كيسان.
عن: أنس، وعبد الرحمن بن أبي ليلى، وسعيد بن جبير، ويزيد بن الأصم، وأبي زيد مولى عمرو بن حريث. وعنه: جرير بن حازم، والثوري، وإسرائيل، وشريك، وآخرون.
قال أبو حاتم: صالح.
وقال الدارقطني: ثقة كيس.
396 -
ت ن:
أبو قبيل المعافري المصري
، اسمه حي بن هانئ بن ناصر.
قدم من اليمن فسكن مصر زمن معاوية، وروى عن: عقبة بن عامر، وعبد الله بن عمرو بن العاص، وشفي بن ماتع. وعنه: يحيى بن أيوب، والليث، وبكر بن مضر، وضمام بن إسماعيل، وآخرون.
وثقه أحمد.
وروى ضمام عنه، قال: كنت باليمن، فجاءنا قتل عثمان، فخفنا على أنفسنا وقلنا: نقتل الساعة، فصعدنا الجبل، فكنت أول من صعد من أهل قريتي.
قال ضمام: كان أبو قبيل يقول: إن من إجلال الله أن يعظم ذو الشيبة في الإسلام.
وقيل: اسم أبي قبيل حيي، مصغراً.
قال أبو سعيد بن يونس: توفي سنة ثمان وعشرين ومائة.
قلت: وقع لنا من عواليه.
397 -
م 4:
أبو كثير السحيمي اليمامي الأعمى
، اسمه يزيد.
عن أبيه، عن أبي ذر، وروى عن أبي هريرة أحاديث. وعنه: ابنه زفر، ويحيى بن أبي كثير، والأوزاعي، وعكرمة بن عمار، وأيوب بن عتبة.
وثقه أبو حاتم.
398 -
أبو المحجل، رديني بن مرة
، وقيل: ابن خالد.
عن: سليمان بن بريدة، ومعفس بن عمران، وعلقمة بن مرثد. وعنه: الثوري، وشريك.
وثقه ابن معين.
399 -
د ن ق:
أبو المقدام الكوفي
، ثابت بن هرمز الحداد.
عن: عدي بن دينار، وأبي وائل، وسعيد بن المسيب. وعنه: ابنه عمرو، وسفيان، وشعبة، وشريك.
وثقه ابن معين.
له في السنن حديث.
• - أبو المكشوح، هو يزيد بن الطثرية من فحول الشعراء، مر.
400 -
م د ت ن:
أبو نعامة السعدي البصري
، عبد ربه.
وثقوه.
روى عن: مطرف بن الشخير، وعبد الله بن الصامت، وأبي عثمان النهدي. وعنه: شعبة، وحماد بن سلمة، ومرحوم العطار، وآخرون.
401 -
ع:
أبو هاشم الرماني الواسطي
، يحيى بن دينار، ويقال: يحيى بن نافع.
كان ينزل قصر الرمان بواسط فنسب إليه.
عن: أبي العالية، وسعيد بن جبير، وأبي وائل، وأبي عمر زاذان، وطائفة. وعنه: سفيان، وشعبة، والحمادان، وهشيم، وخلف بن خليفة، وآخرون.
وثقه أحمد، وغيره، وكان من أئمة العلم.
402 -
أبو الهيثم المرادي الكوفي
، صاحب القصب، قيل: اسمه عمار.
عن: سعيد بن المسيب، وإبراهيم النخعي، وإبراهيم التيمي. وعنه: الثوري، وإسرائيل، والحسن بن صالح بن حي.
قال أبو حاتم: لا بأس به.
403 -
أبو الوازع الكوفي
، هو زهير بن مالك النهدي.
عن: ابن عمر، وعاصم بن ضمرة. وعنه: الثوري، وأبو حمزة محمد بن ميمون السكري، وإسرائيل، وشريك.
قال أحمد بن حنبل: كانت عنده غفلة شديدة، وهو صالح الحديث.
404 -
م ت ق:
أبو الوازع الراسبي البصري
، جابر بن عمرو.
عن: أبي برزة الأسلمي، وعبد الله بن مغفل. وعنه: أبان بن صمعة، وشداد أبو طلحة الراسبي، ومهدي بن ميمون، وأبو هلال محمد بن سليم، وأبو بكر بن شعيب بن الحبحاب.
وثقه ابن معين، وغيره.
405 -
د ن:
أبو وجزة السعدي
، يزيد بن عبيد المدني.
عن عمر بن أبي سلمة المخزومي. وعنه: هشام بن عروة، وابن إسحاق، وسليمان بن بلال.
وكان من أعيان شعراء بني سعد بن بكر، وهو صدوق.
قال غير واحد: توفي سنة ثلاثين ومائة.
406 -
د ت ق:
أبو يحيى القتات الكوفي
.
في اسمه أقوال: يزيد، وعبد الرحمن، ومسلم، وعمران، والأصح زاذان.
روى عن: مجاهد، وعطاء. وعنه: الثوري، وإسرائيل، وأبو بكر بن عياش، وغيرهم.
ضعفه ابن معين، وغيره.
407 -
ع:
أبو يعفور العبدي الكوفي
، واقد، وقيل: وقدان.
عن: ابن عمر، وابن أبي أوفى، وأنس، ومصعب بن سعد. وعنه: شعبة، وإسرائيل، والسفيانان، وأبو الأحوص، وابنه يونس.
وثقوه.
• - وأبو يعفور الكوفي، آخر أصغر من هذا في طبقة الأعمش.
408 -
م د ت:
أبو يونس مولى أبي هريرة
، اسمه سليم بن جبير.
عن: أبي هريرة، وأبي سعيد، وأبي أسيد الساعدي.
وكان أبوه مكاتباً لأبي هريرة، فعجز فرده أبو هريرة إلى الرق، ثم قدم أبو هريرة مصر على مسلمة بن مخلد ومعه جبير وابنه أبو يونس، فسأله مسلمة أن يعتقهما ففعل فأقاما بمصر.
قال محمد بن رمح: تزوج أبي ببنت أبي يونس، وورث منها.
توفي أبو يونس سنة ثلاث وعشرين كما مر في اسمه.
تمت الطبقة ولله الحمد.
الطبقة الرابعة عشرة
.
131 – 140 هـ
بسم الله الرحمن الرحيم
(الحوادث)
حوادث
سنة إحدى وثلاثين ومائة
ذكر من توفي فيها مجملاً:
إبراهيم بن ميمون الصائغ المروزي، إسحاق بن سويد العدوي البصري، إسماعيل بن عبيد الله بن أبي المهاجر، أيوب السختياني عالم البصرة، توبة العنبري البصري ثقة، الركين بن الربيع بن عميلة، الزبير بن عدي الهمداني الكوفي، سمي مولى أبي بكر بن عبد الرحمن، أبو الزناد عبد الله بن ذكوان، عبد الله بن أبي نجيح المكي، عبد الرحمن بن القاسم بن محمد في قول خليفة، عبيد الله بن المغيرة السبئي، علي بن الحكم البناني البصري، علي بن زيد بن جدعان التيمي، فرقد السبخي أحد العباد، محمد بن جحادة الكوفي، منصور بن زاذان على الصحيح، نصر بن سيار الأمير، همام بن منبه، وقيل: بعدها، واصل بن عطاء المعتزلي، يزيد بن أبي مسلم الأزدي، ثم النحوي، من نحو الأزد.
وفيها توجه قحطبة بن شبيب بعد قتل نباتة من جرجان فجهز ابن هبيرة جيشاً عظيماً، فنزل بعضهم بهمذان وبعضهم بماه وبغيرها، وعليهم ولده داود بن يزيد بن عمر بن هبيرة، وعامر بن ضبارة، فالتقوا بنواحي أصبهان في رجب، فقتل في المصاف عامر، وانهزم داود وجيشه.
فذكر محمد بن جرير أن عامر بن ضبارة كان في مائة ألف، وكان قحطبة في عشرين ألفاً، قال: فأمر قحطبة بمصحف فرفع على رمح، ثم نادى: يا أهل الشام، إنا ندعوكم إلى ما في هذا المصحف، فشتموه، فحمل عليهم فلم يطل القتال حتى انهزموا، ثم نزل قحطبة وابنه الحسن على
باب نهاوند، وغنم جيشه ما لا يوصف، وأثخنوا في الشاميين.
قال حفص بن شبيب: فحدثني من كان مع قحطبة قال: ما رأيت عسكراً قط جمع ما جمع أهل الشام بأصبهان من الخيل والسلاح والرقيق، وأصبنا معهم ما لا يحصى من البرابط والطنابير والمزامير، فقل خباء أو بيت ندخله إلا وجدنا فيه زكرة أو زقاً من خمر.
ووقع الحصار على نهاوند وتقهقر الأمير نصر بن سيار إلى أن وصل إلى الري، فأدركه الأجل بها، وقيل: مات نساؤه وأوصى بنيه أن يلحقوا بالشام، وقد كان أنشد لما أبطأ عنه المدد:
أرى خلل الرماد وميض نار ويوشك أن يكون له ضرام فإن النار بالزندين توري وإن الفعل يقدمه الكلام وإن لم يطفها عقلاء قوم يكون وقودها جثث وهام أقول من التعجب ليت شعري أأيقاظ أمية أم نيام
ثم إن ابن هبيرة كتب إلى مروان الحمار يخبره بمقتل ابن ضبارة فوجه إلى نجدته حوثرة بن سعيل الباهلي في عشرة آلاف من قيس، ثم تجمعت جيوش مروان بنهاوند، عليهم مالك بن أدهم، فضايقهم كما ذكرنا قحطبة أربعة أشهر حتى أكلوا خيلهم، ثم خرجوا بالأمان في شوال، ثم قتل قحطبة وجوهاً من عسكر نصر بن سيار وقتل أولاده، وقتل: سعيد بن الحر، وعبيد الله بن عمر الجزري، وحاتم بن الحارث التميمي، وعاصم بن عمرو السمرقندي، وعمارة بن سليم، ثم أقبل قحطبة في جيوشه يريد العراق، فنهض متوليها ابن هبيرة حتى نزل بين حلوان والمدائن، وعلى مقدمته عبيد الله بن عباس الليثي، وانضم إليه المنهزمون حتى صار في ثلاثة وخمسين ألفاً، ثم توجه فنزل جلولاء، ونزل قحطبة في آخر العام بخانقين، فكان بين الطائفتين بريد، فبقوا أياماً كذلك.
وفيها، في شعبان وبعده كان الطاعون بالبصرة فهلك خلق حتى قيل: إنه هلك في اليوم الأول سبعون ألفاً، نقله صاحب المنتظم.
وفيها تحول أبو مسلم الخراساني من مرو، فنزل نيسابور واستولى على عامة خراسان.
سنة اثنتين وثلاثين ومائة
.
توفي فيها خلق، منهم: إبراهيم بن الوليد بن عبد الملك بن مروان، إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة، أمية بن يزيد، أعين بن ليث جد ابن عبد الحكم، خالد بن سلمة المخزومي، رباح بن عبد الرحمن الدمشقي، زياد بن سلم بن زياد ابن أبيه، سالم الأفطس بن عجلان، سليمان بن هشام بن عبد الملك، سليمان بن يزيد بن عبد الملك، صفوان بن سليم المدني، عبد الله بن طاوس اليماني، عبد الله بن عثمان بن خثيم المكي، عبيد الله بن أبي جعفر المصري، عبيد الله بن وهب الكلاعي، عطاء بن قرة السلولي، عطاء السليمي العابد، عمر بن أبي سلمة الزهري، قحطبة بن شبيب الأمير، محمد بن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم، مروان بن محمد الأموي الخليفة، منصور بن المعتمر عالم الكوفة، يزيد بن عمر بن هبيرة الأمير، يزيد بن القعقاع أبو جعفر في قول، يونس بن ميسرة بن حلبس.
وفيها زالت دولة بني أمية، ففي المحرم بلغ ابن هبيرة أن قحطبة توجه نحو الموصل، فقال لأصحابه: ما بال القوم تنكبونا؟! قالوا: يريدون الكوفة، فترحل ابن هبيرة نحو الكوفة وكذلك فعل قحطبة، فعبر الفرات في سبع مائة فارس، وتتام إلى ابن هبيرة نحو ذلك، فتواقعوا فجاءت قحطبة طعنة، فوقع في الفرات فهلك ولم يعلم به قومه، وانهزم أيضاً أصحاب ابن هبيرة وغرق خلق منهم في المخائض وذهبت أثقالهم، فقال بيهس بن حبيب: تجمع الناس بعد أن جاوزنا الفرات، فنادى مناد: من أراد الشام فهلم، فذهب معه عنق من الناس، ونادى آخر: من أراد الجزيرة، فتبعه خلق، ونادى آخر: من أراد الكوفة، فذهب كل جند إلى ناحية، فقلت: من أراد واسط فهلم، فأصبحنا مع ابن هبيرة بقناطر المسيب ودخلنا واسطاً يوم عاشوراء، وأصبح المسودة قد فقدوا قائدهم قحطبة، ثم استخرجوه من الماء فدفنوه، وأمروا عليهم ابنه الحسن فقصد بهم الكوفة، فدخلوها يوم عاشوراء أيضاً وهرب متوليها زياد بن صالح إلى واسط.
وقتل ليلة الفرات صاحب شرطة ابن هبيرة زياد بن سويد المري، وكاتبه عاصم مولى بني أمية.
وأما ابن قحطبة فاستعمل على الكوفة أبا سلمة الخلال، ثم قصد واسطا فنازلها وخندق على جيشه فعبأ ابن هبيرة عساكره فالتقوا فانهزم عسكر ابن هبيرة، وتحصنوا بواسط، وقتل في الوقعة يزيد أخو الحسن بن قحطبة، وحكيم بن المسيب الجدلي.
وفي المحرم، وثب أبو مسلم صاحب الدعوة على ابن الكرماني، فقتله بنيسابور وجلس في دست الملك، وبويع وصلى وخطب للسفاح، وصفت له خراسان.
بيعة السفاح
في ثالث ربيع الأول، بويع أبو العباس عبد الله السفاح أول خلفاء بني العباس بالكوفة في دار مولاهم الوليد بن سعد.
وأما مروان الحمار خليفة الوقت فسار في مائة ألف حتى نزل الزابين دون الموصل، فجهز السفاح عمه عبد الله بن علي في جيش فالتقى الجمعان على كشاف في جمادى الآخرة، فانكسر مروان وتقهقر إلى الجزيرة وقطع وراءه الجسر وقصد الشام ليتقوى ويلتقي، ودخل عبد الله بن علي الجزيرة فاستعمل عليها موسى بن كعب التميمي، ثم طلب الشام مجداً، وأمده السفاح بصالح بن علي، وهو عمه الآخر، فسار عبد الله حتى نازل دمشق وفر مروان إلى غزة، فحوصرت دمشق مدة وأخذت في رمضان وقتل بها خلق من بني أمية ومن جندهم، فما شاء الله كان، فلما بلغ مروان ذلك هرب إلى مصر، ثم قتل في آخر السنة، وهرب ابناه عبد الله وعبيد الله حتى دخلا أرض النوبة، وكان مروان قد استعمل على مصر عبد الملك بن مروان بن موسى بن نصير اللخمي، مولاهم، فأحسن السيرة، وسار عم السفاح صالح بن علي، فافتتح مصر، وظفر بعبد الملك وبأخيه معاوية، فعفا عنهما، وقتل الأمير حوثرة بن سهيل، فيقال: طبخوه طبخاً، وكان قد ولي مصر مدة،
وقتل حسان بن عتاهية وصلب سنة.
قال محمد بن جرير الطبري: كان بدء أمر بني العباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما ذكر عنه أعلم العباس عمه أن الخلافة تؤول إلى ولده، فلم يزل ولده يتوقعون ذلك.
وعن رشدين بن كريب أن أبا هاشم عبد الله بن محمد ابن الحنفية خرج إلى الشام، فلقي محمد بن عبد الله بن عباس، فقال: يا ابن عم، إن عندي علماً أريد أن أنبذه إليك فلا تطلعن عليه أحداً، إن هذا الأمر الذي يرتجيه الناس فيكم، قال: قد علمته فلا يسمعنه منك أحد.
وروى المدائني عن جماعة أن الإمام محمد بن علي بن عبد الله قال: لنا ثلاثة أوقات: موت يزيد بن معاوية، ورأس المائة، وفتق بإفريقية، فعند ذلك تدعو لنا دعاة، ثم تقبل أنصارنا من المشرق حتى ترد خيولهم المغرب، فلما قتل يزيد بن أبي مسلم بإفريقية ونقضت البربر بعث محمد الإمام رجلاً إلى خراسان، وأمره أن يدعو إلى الرضا من آل محمد صلى الله عليه وسلم ولا يسمي أحداً، ثم وجه أبا مسلم وغيره، وكتب إلى النقباء فقبلوا كتبه، ثم وقع في يد مروان الحمار كتاب من إبراهيم بن محمد الإمام إلى أبي مسلم جواب كتاب يأمره بقتل كل من تكلم بالعربية بخراسان، فقبض مروان على إبراهيم، وقد كان مروان وصف له صفة السفاح التي كان يجدها في الكتب، فلما جيء بإبراهيم قال: ليست هذه الصفة التي وجدت، ثم ردهم في طلب الموصوف له فإذا بالسفاح وإخوته وعمومته قد هربوا إلى العراق وأخفتهم شيعتهم، فيقال: إن إبراهيم قد نعى إليهم نفسه وأمرهم بالهرب، وكانوا بالحميمة من أرض البلقاء، فلما قدموا الكوفة أنزلهم أبو سلمة الخلال دار
الوليد بن سعد فبلغ الخبر أبا الجهم فاجتمع بموسى بن كعب، وعبد الحميد بن ربعي، وسلمة بن محمد، وإبراهيم بن سلمة، وعبد الله الطائي، وإسحاق بن إبراهيم، وشراحيل، وابن بسام وجماعة من كبار شيعتهم فدخلوا على آل العباس، فقال: أيكم عبد الله بن محمد ابن الحارثية؟ فأشاروا إلى السفاح، فسلموا عليه بالخلافة، ثم خرج السفاح يوم الجمعة على برذون أبلق فصلى بالناس بالكوفة فذكر أنه لما صعد المنبر وبويع قام عمه داود بن علي دونه.
فقال السفاح: الحمد لله الذي اصطفى الإسلام لنفسه فكرمه وشرفه وعظمه واختاره لنا، وأيده بنا وجعلنا أهله وكهفه وحصنه والقوام به والذابين عنه، ثم ذكر قرابتهم في آيات القرآن إلى أن قال: فلما قبض الله نبيه قام بالأمر أصحابه إلى أن وثبت بنو حرب ومروان، فجاروا واستأثروا فأملى الله لهم حيناً حتى آسفوه فانتقم منهم بأيدينا ورد علينا حقنا ليمن بنا على الذين استضعفوا في الأرض وختم بنا كما افتتح بنا وما توفيقنا أهل البيت إلا بالله، يا أهل الكوفة، أنتم محل محبتنا ومنزل مودتنا لم تفتروا عن ذلك ولم يثنكم عنه تحامل أهل الجور فأنتم أسعد الناس بنا وأكرمهم علينا وقد زدت في أعطياتكم مائة مائة، فاستعدوا فأنا السفاح المبيح والثائر المبير، وكان موعوكاً فجلس.
وخطب داود فأبلغ، ثم قال: وإن أمير المؤمنين نصره الله نصراً عزيزاً إنما عاد إلى المنبر بعد الصلاة؛ لأنه كره أن يخلط بكلام الجمعة غيره وإنما قطعه عن استتمام الكلام شدة الوعك فادعوا له بالعافية، فقد أبدلكم الله بمروان عدو الرحمن وخليفة الشيطان المتبع لسلفه المفسدين في الأرض الشاب المكتهل، فعج الناس له بالدعاء.
وكان عيسى بن موسى إذا ذكر خروجهم من الحميمة يريدون الكوفة، قال: إن أربعة عشر رجلاً خرجوا من ديارهم يطلبون ما طلبنا لعظيمة همتهم شديدة قلوبهم.
وأما إبراهيم بن محمد فإن مروان قتله غيلة، وقيل: بل مات بالسجن بحران من طاعون، وكان قد وقع بحران وباء عظيم، وهلك في السجن
أيضاً: العباس بن الوليد بن يزيد بن عبد الملك، وعبد الله بن عمر بن عبد العزيز فيما قيل، وفيه نظر.
وفيها توجه أبو عون الأزدي إلى شهرزور لقتال عسكر مروان فالتقوا، وقتل أمير المروانية عثمان بن سفيان، واستولى أبو عون على ناحية الموصل قبل عبد الله بن علي، فلما جاء عبد الله جهز خمسة آلاف عليهم عيينة بن موسى، فخاضوا الزاب وحاربوا المروانية حتى حجز بينهم الليل، ثم جهز عبد الله من الغد أربعة آلاف عليهم مخارق بن عفار فالتقوا، فقتل مخارق، وقيل: أسر، فبادر عبد الله بن علي وعبأ جيشه، وكان يومئذ على ميمنته أبو عون الأزدي، وعلى ميسرته الوليد بن معاوية، فالتقاه مروان واشتد الحرب، ثم تخاذل عسكر مروان وانهزموا، فانهزم مروان وقطع وراءه الجسر، فكان من غرق يومئذ أكثر ممن قتل، فغرق إبراهيم بن الوليد المخلوع، واستولى عبد الله على أثقالهم وما حوت، فوصل مروان إلى حران، فأقام بها عشرين يوماً، ثم دهمته المسودة فانهزم، وخلف بحران ابن أخته أبان بن يزيد، فلما أظله عبد الله خرج أبان مسوداً مبايعاً لعبد الله فأمنه، فلما مر مروان بحمص اعترضه أهلها فحاربوه، وكان في أنفسهم منه فكسرهم، ثم مر بدمشق وبها متوليها زوج بنته الوليد بن معاوية فانهزم وخلف بدمشق زوج بنته ليحفظها، فنازلها عبد الله وافتتحها عنوة بالسيف وهدم سورها وقتل أميرها فيمن قتل، وتبع عسكر عبد الله بن علي مروان بن محمد إلى أن بيتوه بقرية بوصير من عمل مصر، فقتل وهرب ولداه، وحل بالمروانية من البلاء ما لا يوصف.
ويقال: كان جيش عبد الله بن علي لما التقى مروان عشرين ألفاً، وقيل: اثني عشر ألفاً، وافتتح دمشق في عاشر رمضان، صعد المسودة سورها ودام القتل بها ثلاث ساعات، فيقال: قتل بها خمسون ألفاً.
وذكر ابن عساكر في ترجمة الطفيل بن حارثة الكلبي أحد الأشراف: أنه شهد حصار دمشق مع عبد الله فحاصرها شهرين وبها يومئذ الوليد بن معاوية بن عبد الملك في خمسين ألف مقاتل فوقع الخلف بينهم،
ثم إن جماعة من الكوفيين تسوروا برجاً وافتتحوها عنوة فأباحها عبد الله ثلاث ساعات لا يرفع عنهم السيف، وقيل: إن الوليد بن معاوية قتله أصحابه لما اختلفوا عليه، ثم أمن عبد الله الناس كلهم وأمر بقلع حجارة السور، روي ذلك عن المدائني.
وقال محمد بن الفيض الغساني: حدثنا إبراهيم بن هشام بن يحيى الغساني، قال: حدثني أبي عن جدي قال: لما نزل عبد الله بن علي وحصر دمشق استغاث الناس بيحيى بن يحيى الغساني، فسأله الوليد بن معاوية أن يخرج ويطلب الأمان، فخرج فأجيب فاضطرب بذلك الصوت حتى دخل البلد، وقال الناس: الأمان الأمان فخرج على ذلك من البلد خلق وأصعدوا إليهم المسودة، فقال يحيى بن يحيى لعبد الله بن علي: اكتب لنا بالأمان كتاباً، فدعا بدواة، ثم رفع رأسه فإذا السور قد ركبته المسودة، فقال: نح القرطاس، فقد دخلنا قسراً، فقال له يحيى: لا والله ولكن غدراً لأنك أمنتنا فإن كان كما تقول فاردد رجالك عنا وردنا إلى بلدنا، فقال: والله لولا ما أعرف من مودتك إيانا أهل البيت، وهدده، وقال: أتستقبلني بهذا؟! فقال: إن الله قد جعلك من أهل بيت الرحمة والحق، وأخذ يلاطفه، فقال: تنح عني، ثم ندم عبد الله بن علي وقال: يا غلام اذهب به إلى حجري تخوفاً عليه لمكان ثيابه البيض، وقد سود الناس كلهم، ثم حمى له داره فسلم فيها خلق، وقتل بالبلد خلق لكن غالبهم من جند الأمويين وأتباعهم.
ثم سار عبد الله بن علي إلى فلسطين، وجهز أخاه صالحاً ليفتتح مصر، وسير معه أبا عون الأزدي، وعامر بن إسماعيل الحارثي، وابن قنان، فساروا على الساحل، فافتتحوا الإقليم، وولي إمرة مصر أبو عون.
وأما عبد الله بن علي فإنه نزل على نهر أبي فطرس وقتل هناك من بني أمية خاصة اثنتين وسبعين نفساً صبراً، ولما رأى الناس جور المسودة وجبروتهم كرهوهم فثار الأمير أبو الورد مجزأة بن كوثر الكلابي أحد الأبطال بقنسرين وبيض، وبيض معه أهل قنسرين كلهم، واشتغل عنهم عبد الله بن علي بحرب حبيب بن مرة المري بالبلقاء والثنية وتم له معه
وقعات، ثم هادنه عبد الله وتوجه نحو قنسرين وخلف بدمشق أبا غانم عبد الحميد بن ربعي الطائي في أربعة آلاف فارس، وسار فما بلغ حمص حتى انتقض عليه أهل دمشق وبيضوا ونبذوا السواد، وكان رأسهم الأمير عثمان بن عبد الأعلى بن سراقة الأزدي، فهزموا أبا غانم وأثخنوا في أصحابه، وأقبلت جموع الحلبيين وانضم إليهم الحمصيون وأهل تدمر، وعليهم كلهم أبو محمد بن عبد الله بن يزيد بن معاوية السفياني، وصار في أربعين ألفاً، وأبو الورد كالوزير له، فجهز عبد الله لحربهم أخاه عبد الصمد بن علي في عشرة آلاف، فالتقى الجمعان واستمر القتل بالفريقين، وانكشف عبد الصمد، وذهب تحت السيف من جيشه ألوف، وانتصر السفياني، فقصده عبد الله بنفسه ومعه حميد بن قحطبة فالتقوا، وعظم الخطب واستظهر عبد الله فثبت أبو الورد في خمس مائة، فراحوا تحت السيف كلهم، وهرب السفياني إلى تدمر، ورجع عبد الله إلى دمشق وقد عظمت هيبته، فتفرقت كلمة أهلها وهربوا فآمنهم وعفا عنهم، وهرب السفياني إلى الحجاز وأضمرته البلاد إلى أن قتل في دولة المنصور، بعث إليه متولي المدينة زياد بن عبد الله الحارثي خيلاً فظفروا به وقتلوه وأسروا ولديه فعفا عنهما المنصور وخلاهما.
ولما بلغ أهل الجزيرة هيج أهل الشام خلعوا السفاح أيضاً وبيضوا وبيض أهل قرقيسياء، فسار لحربهم أبو جعفر أخو السفاح فجرت لهم وقعات، ثم انتصر أبو جعفر وحكم على الجزيرة وأذربيجان وأرمينية، وضبط تلك الناحية إلى أن انتهت إليه الخلافة، ثم شخص أبو جعفر لما مهد ذلك القطر إلى خراسان إلى صاحب الدولة أبي مسلم ليأخذ رأيه في قتل وزير دولتهم أبي سلمة حفص بن سليمان الخلال، وذلك أنه لما نزل عنده آل العباس بالكوفة وحدثته نفسه فيما قيل أن يبايع رجلاً من آل علي ويذر آل العباس، وشرع يخفي أمرهم على القواد، فبادروا وبايعوا السفاح كما ذكرنا فبايعه أبو سلمة الخلال وبقي متهماً عندهم.
قال أبو جعفر: انتدبني أخي السفاح للذهاب إلى أبي مسلم، فسرت وجلاً فأتيت الري ومنها إلى مرو، فلما كنت على فرسخين منها تلقاني أبو
مسلم في الناس، فلما دنا مني ترجل ومشى وقبل يدي، فنزلت وأقمت ثلاثة أيام لا يسألني عن شيء، ثم سألني فأخبرته قال: فعلها أبو سلمة أنا أكفيكموه، فدعا مرار بن أنس الضبي، فقال: انطلق إلى الكوفة فاقتل أبا سلمة حيث لقيته، فأتى الكوفة فقتله بعد العشاء، وكان يقال له: وزير آل محمد، ولما رأى أبو جعفر عظمة أبي مسلم بخراسان وسفكه للدماء ورجع من عنده قال لأخيه أبي العباس: لست بخليفة إن تركت أبا مسلم حياً، قال: كيف؟ قال: والله ما يصنع إلا ما يريد، قال: فاسكت واكتمها.
وأما الحسن بن قحطبة فإنه استمر على حصار يزيد بن عمر بن هبيرة بواسط، وجرت بينهم حروب يطول شرحها، ودام القتال والحصر أحد عشر شهراً، فلما بلغهم قتل مروان الحمار ضعفوا وطلبوا الصلح، وتفرغ أبو جعفر فجاء في جيش نجدة لابن قحطبة وجرت السفراء بين أبي جعفر وبين ابن هبيرة حتى كتب له أماناً، مكث ابن هبيرة، وهو يشاور فيه العلماء أربعين صباحاً حتى رضيه ابن هبيرة وأمضاه السفاح، وكان رأي أبي جعفر الوفاء به، وكان السفاح لا يقطع أمراً ذا بال دون أبي مسلم ومشاروته، وكان أبو الجهم عيناً لأبي مسلم بحضرة السفاح، فكتب أبو مسلم إليه: إن الطريق السهل إذا ألقيت فيه الحجارة فسد، ولا والله لا يصلح طريق فيه ابن هبيرة، وخرج ابن هبيرة إلى أبي جعفر وفي خدمته من خواصه ألف وثلاث مائة، وهم أن يدخل الحجرة على فرسه، فقام إليه الحاجب سلام وقال: مرحباً أبا خالد انزل، وقد أطاف بالحجرة من الخراسانية عشرة آلاف فأدخله الحاجب وحده، فحدثه ساعة ثم قام، فلم يزل ينقص من كثرة الحشم حتى بقي في ثلاثة، وألح السفاح على أبي جعفر يأمره بقتله وهو يراجعه، فلما زاد عليه أزمع على قتله، وجاء خازم بن خزيمة والهيثم بن شعبة فختما بيوت الأموال التي بواسط، ثم بعث إلى وجوه من مع ابن هبيرة فأقبلوا، وهم: محمد بن نباتة، وحوثرة بن سهيل، وطارق بن قدامة، وزياد بن سويد، وأبو بكر بن كعب، والحكم بن بشر، في اثنين وعشرين رجلاً من وجوه القيسية، فخرج سلام
الحاجب، فقال: أين الحوثرة وابن نباتة؟ فقاما فأدخلاً، وقد أقعد لهم في الدهليز مائة فنزعت سيوفهما وكتفا، ثم طلب الباقون كذلك فأمسكوا، ثم ذبحوا صبراً، وبادر خازم، والهيثم في مائة فدخلوا على ابن هبيرة ومعه ابنه داود وكاتبه عمرو بن أيوب وحاجبه وعدة من مماليكه وبني له في حجره، فأنكر نظرهم وقال: والله إن في وجوههم الشر، فقصدوه، فقام صاحبه في وجوههم وقال: تأخروا، فضربه الهيثم على حبل عاتقه فصرعه، وقاتلهم داود فقتل، وقتل غير واحد من المماليك فنحى الصغير من حجره، ثم خر ساجداً لله فقتلوه، ثم قتلوا خالد بن سلمة المخزومي وأبا علاقة الفزاري صبراً، ووجه أبو مسلم الخراساني محمد بن أشعث على إمرة فارس، وأمره أن يضرب أعناق نواب أبي سلمة الخلال، ففعل ذلك.
وفيها وجه السفاح عمه عيسى بن علي على فارس، فغضب محمد بن أشعث وهم بقتله، وقال: أمرني أبو مسلم أن لا يقدم علي أحد يدعي الولاية من غيره إلا ضربت عنقه، ثم إنه فكر وخاف من غائلة ذلك المقال واستحلف عيسى بن علي على أن لا يعلو منبراً ولا يتقلد سيفاً إلا وقت جهاد، فلم يل عيسى بعد ذلك عملاً، ثم وجه السفاح عمه إسماعيل بن علي على فارس وغضب من أبي مسلم ولكنه كان يعجر عنه، وبعث على الحجاز واليمن داود بن علي، واستعمل على الكوفة ابن عمه عيسى بن موسى وتوطدت للسفاح الممالك.
سنة ثلاث وثلاثين ومائة
ذكر من توفي فيها من الأعيان:
أيوب بن موسى الأموي المكي الفقيه، والحسن بن الحر الكوفي بدمشق، وداود بن علي الأمير عم السفاح، وسالم أبو النضر في قول أبي عبيد، وسعيد بن أبي هلال بمصر، وقيل: سنة خمس وثلاثين، وزيد بن أسلم بالمدينة في آخر العام، وعمار الدهني أبو معاوية بالكوفة، وعمر بن أبي سلمة بن عبد الرحمن فيها على الصحيح، وعياش بن عباس القتباني بمصر، ومغيرة بن مقسم الضبي فيها على الصحيح، ومطرف بن طريف
الكوفي، ويحيى بن العلاء أبو هارون الغنوي، ويحيى بن يحيى الغساني في قول، ويزيد بن أبي زياد في قول.
وفيها استعمل السفاح على البصرة عمه سليمان بن علي، ولما قدم داود بن علي مكة أخذ من كان بالحجاز من بني أمية وقتلهم صبراً، فلم يمتع، وهلك واستخلف حين احتضر على عمله ولده موسى فاستعمل السفاح على مكة خاله زياد بن عبد الله، وعلى اليمن ابن خاله محمد بن زياد، فوجه زياد بن عبيد الله الأمير أبا حماد الأبرص إلى المثنى بن يزيد بن عمر بن هبيرة، وهو باليمامة فأخذه وقتله وقتل أصحابه.
وفيها وجه السفاح على إفريقية محمد بن الأشعث، وكان أهلها قد عصوا فحاربهم حرباً شديداً حتى استولى عليها.
وفيها خرج ببخارى شريك بن شيخ المهري، وكان قد نقم على أبي مسلم تجبره وعسفه، وقال: ما على هذا تبعنا آل محمد، فالتف عليه نحو من ثلاثين ألفاً فجهز أبو مسلم لحربه زياد بن صالح الخزاعي فظفر زياد به فقتله.
وفيها توجه أبو داود خالد بن إبراهيم إلى الختل فدخلها وهرب صاحبها في طائفة حتى انتهى إلى أرض فرغانة، ثم سار إلى أن دخل الصين.
وفيها قتل عبد الرحمن بن يزيد بن المهلب بن أبي صفرة.
وفيها خرج طاغية الروم قسطنطين - لعنه الله - في جيوشه، فنازل ملطية وألح عليهم بالقتال حتى أخذها بالأمان، وهدم السور والجامع وبعث من يخفر أهلها إلى مأمنهم.
وفيها قتل عبد الله بن علي خلقاً من قواد بني أمية منهم ثعلبة، وعبد الجبار ابنا أبي سلمة بن عبد الرحمن.
سنة أربع وثلاثين ومائة
فيها توفي أسيد بن عبد الرحمن بالرملة، وإسماعيل بن محمد بن سعد، وإسماعيل بن أمية فيما قيل، وجعفر بن ربيعة المصري، قاله خليفة، وعبد الله بن عبد الله بن أبي طلحة، وعبد العزيز بن حكيم الحضرمي، وأبو هارون العبدي عمارة بن جوين، ومنصور بن جمهور بالهند، ويزيد بن يزيد بن جابر في قول.
وفيها خلع الطاعة بسام بن إبراهيم الخراساني خرج معه طائفة فساقوا إلى المدائن، فوجه السفاح لحربهم خازم بن خزيمة، فالتقوا فانهزم بسام وقتل أبطاله، ثم مر خازم بثلاثين من الحارثيين خؤولة السفاح فكلمهم في أمر فاستخفوا به فضرب أعناق الكل، فأعظم ذلك اليمانية، ودخل وجوههم على السفاح وصاحوا، فهم السفاح بقتل خازم بن خزيمة، فأشير عليه بالعفو فإن له سابقة وطاعة، وإن أراد أمير المؤمنين قتله فليعرضه للغزو فإن ظفر فظفره لك وإلا استرحت منه، وأشاروا عليه بأن يبعثه إلى عمان، وبها خلق من الخوارح عليهم ابن الجلندى وشيبان بن عبد العزيز اليشكري، فجهز معه سبع مائة فارس وكتب معه إلى أمير البصرة سليمان بن علي ليحملهم من البصرة في السفن إلى جزيرة ابن كاوان وإلى عمان، ففعل، فأنكى خازم بن خزيمة في الخوارج وجرت له حروب مع شيبان، ثم ظفر به وقتله حتى بلغ عدة قتلى الخوارج عشرة آلاف فقتل ابن الجلندى وبعث خازم بالرؤوس إلى البصرة.
وفيها قال يعقوب الفسوي: كان لصاحب الصين حركة، وكان زياد
ابن صالح بسمرقند فبلغه ذلك وأن صاحب الصين قد أقبل في مائة ألف سوى من يتبعه من الترك، فعسكر زياد بن صالح وكتب إلى أبي مسلم بالأمر، فعسكر أبو مسلم على مرو وجمع جيوشه، وسار إليه خالد بن إبراهيم من طخارستان، وسار جيش خراسان إلى سمرقند في شوال سنة أربع وثلاثين وأنجد زياد بن صالح بعشرة آلاف، فسار زياد بجيوشه حتى عبر نهر الشاش، وأقبل جيش الصين، فحاصروا سعد بن حميد، فلما بلغهم دنو زياد ترحلوا، ثم نزل صاحب جبال الصين مدينة طلخ، فقصده زياد، ثم التقوا من الغد، فقدم زياد الرماة صفاً أمام الجيش وخلفهم أصحاب الرماح، ثم الخيالة، ثم الحسر بعد ذلك، وأعد خيلاً كميناً، فالتقى الجمعان وصبر الفريقان يومهم إلى الليل، فلما غربت الشمس ألقى الله في قلوب الصين الرعب ونزل النصر فانهزم الكفار.
وفيها وثب الأمير خالد بن إبراهيم على أهل مدينة كش وقتل الأخريد ملكها، وهو سامع مطيع قد قدم عليه قبل ذلك بلخ، ثم إنه تلقاه بقرب كش فقتله واستولى على خزائنه، ثم بعث بذلك أجمع إلى أبي مسلم، وقتل جماعة من قواد كش، ثم عهد إلى أخي صاحب كش فملكه ورجع إلى بلخ.
وفيها وجه السفاح موسى بن كعب إلى السند لقتال منصور بن جمهور في أربعة آلاف، فسار واستخلف مكانه على شرطة السفاح المسيب بن زهير، فالتقى هو ومنصور، فانكسر جيش منصور وهرب فمات في الرمال عطشاً، وقيل: مات بالإسهال.
وفيها مات أمير اليمن محمد بن يزيد الحارثي، فولي مكانه علي بن الربيع الحارثي.
وفيها تحول السفاح من الحيرة، فنزل الأنبار وسكنها.
وحج بالناس عيسى بن موسى.
وكان فيها على البلدان من ذكر، وعلى مصر أبو عون، وعلى الشام
عبد الله عم السفاح، وعلى الجزيرة وأذربيجان أخو السفاح، وعلى ديوان الأموال خالد بن برمك.
وفيها جهز عبد الله بن علي جيشاً عليهم الحارث بن عبد الرحمن الجرشي للغزو، فخرجت الروم عليهم كوشان البطريق، فالتقاهم مخلد بن مقاتل، فانهزم وأصيب المسلمون.
سنة خمس وثلاثين ومائة
فيها توفي برد بن سنان أبو العلاء بالبصرة، وداود بن الحصين بالمدينة، وأبو عقيل زهرة بن معبد بالثغر، وسعيد بن أبي هلال في قول، وعبد الله بن أبي بكر بن حزم، وقيل: سنة ثلاثين، وعطاء بن أبي مسلم الخراساني، وعروة بن رويم في قول ابن مثنى، ويزيد بن سنان الرهاوي بها، ويحيى بن محمد أخو السفاح مات على إمرة فارس، ذكره ابن عساكر مختصراً.
وفيها خلع زياد بن صالح الطاعة بما وراء النهر فتهيأ لحربه أبو مسلم الخراساني، وبعث نصر بن صالح إلى ترمذ ليحصنها فقتله طائفة من الخوارج، وسار أبو مسلم إلى آمل ومعه سباع بن النعمان الأزدي الذي قدم بعهد زياد بن صالح من جهة السفاح، وأمره السفاح إن قدر على اغتيال أبي مسلم فليفعل، ففهم ذلك أبو مسلم فقبض عليه وسجنه بآمل وعبر إلى بخارى، فأتاه أبو شاكر وأبو سعد وقد فارقا زياد بن صالح فسألهما عن شأن زياد ومن أفسده، فقالا: سباع، فكتب إلى والي آمل فقتل سباعاً، ولما تفلل عن زياد أعوانه ولحقوا بأبي مسلم لحق بدهقان بازلت فضرب الدهقان عنقه وتقرب برأسه إلى أبي مسلم.
وفيها، أو في التي قبلها، أغزى السفاح عمه عبد الله بن علي على الصائفة فحزرها الناس بمائة ألف أو يزيدون، قاله الوليد بن مسلم.
سنة ست وثلاثين ومائة
فيها توفي أشعث بن سوار الكوفي، وجعفر بن ربيعة المصري على الأصح، وحصين بن عبد الرحمن السلمي، وربيعة بن أبي عبد الرحمن فقيه المدينة ذو الرأي، وزيد بن أسلم في آخر السنة في قول، وأبو العباس عبد الله السفاح، وزيد بن رفيع في قول، وسعيد بن جمهان بالبصرة، وعطاء بن السائب في قول، وعبد الكريم بن الحارث المصري العابد، وعبد الملك بن عمير، وعبيد الله بن أبي جعفر، وعلي بن بذيمة الحراني، والعلاء بن الحارث الحضرمي، ومغيرة بن مقسم في قول، ويحيى بن أبي إسحاق بالبصرة.
وفيها كتب أبو مسلم صاحب الدولة إلى السفاح يستأذنه في القدوم، فأذن له فاستخلف على خراسان خالد بن إبراهيم فقدم في جمع وحشمة عظيمة، وتلقاه الأمراء وبالغ الخليفة في إكرامه فاستأذن في الحج، فقال: لولا أن أبا جعفر يحج لوليتك الموسم، وكان أبو جعفر إذ ذاك بالحضرة، فقال: يا أمير المؤمنين، أطعني واقتل أبا مسلم، فوالله إن في رأسه لغدرة، فقال: يا أخي، قد عرفت بلاءه وما كان منه، فراجعه، فقال: كيف نقتله؟ فقال: إذا دخل عليك وحادثته دخلت أنا وتغفلته وضربت عنقه من خلفه، فقال: كيف بأصحابه الذين يؤثرونه على دينهم ودنياهم؟ قال: يؤول ذلك إلى كل ما تريد، ولو علموا بقتله تفرقوا، وأخاف إن لم تتغد به يتعشاك، قال: فدونك، فخرج على ذلك، ثم أرسل إليه السفاح: لا تفعل.
ثم حج فيها أبو جعفر وأبو مسلم، فلما انقضى الموسم وقفلا ورد الخبر بذات عرق بموت السفاح، وكان قبل موته بمديدة قد عقد لأبي جعفر بالأمر من بعده، وقام بأمر البيعة يوم موت السفاح عيسى بن موسى ابن عمه، وبعثوا أبا غسان ببيعة أبي جعفر إلى عمه عبد الله بن علي، وكان راجعاً في الطريق من عند السفاح فبايع عسكره وقواده لنفسه، وزعم أن السفاح جعل له الأمر، ثم دخل حران وغلب على الشام، وقدم أبو جعفر المنصور من الحج، فدخل الكوفة بأهلها الجمعة.
سنة سبع وثلاثين ومائة
فيها توفي: أسد بن وداعة الكندي، وحصين بن عبد الرحمن في قول خليفة، وخصيف بن عبد الرحمن في قول، وخير بن نعيم قاضي مصر، وأبو مسلم صاحب الدعوة مقتولاً، والربيع بن أنس في قول، وعاصم بن كليب في قول خليفة وغيره، ومنصور بن عبد الرحمن الأشل، وواهب بن عبد الله المعافري، ويزيد بن أبي زياد في قول، ويعقوب بن زيد بن طلحة المدني، وابن المقفع قتله والي البصرة.
وفيها في أولها بلغ أهل الشام موت السفاح فبايع أهل دمشق هاشم بن يزيد بن خالد بن يزيد بن معاوية، قام بأمره، فيما قيل، عثمان بن عبد الأعلى بن سراقة الأزدي، فلما أظلهما صالح بن علي بالجيوش هربا، وكان عثمان قد استعمله عبد الله بن علي على أهل دمشق، فخرج وسب بني العباس على منبر دمشق، ثم إنه قتل.
ودخل المنصور دار الإمرة بالأنبار فوجد عيسى بن موسى ابن عمه قد بذر الخزائن فجدد الناس له البيعة ومن بعده لعيسى، وأما عمه عبد الله بن علي فإنه أبدى أن السفاح قال: من انتدب لمروان الحمار فهو ولي عهدي من بعدي وعلى هذا خرجت، فقام عدة من القواد الخراسانية فشهدوا بذلك، وبايعه حميد بن قحطبة، ومخارق بن الغفار، وأبو غانم الطائي، والقواد، فقال المنصور لأبي مسلم الخراساني: إنما هو أنا وأنت فسر نحو عبد الله، فسار بسائر الجيش من الأنبار وعلى مقدمته مالك بن الهيثم الخزاعي ومعه الحسن بن قحطبة، وأخوه حميد كان فارق عبد الله لما تنكر له، وخشي عبد الله أن الخراسانية الذين معه لا تنصح فقتل منهم بضعة عشر ألفاً، أمر صاحب شرطته فقتلهم بخديعة، ثم نزل نصيبين وخندق على نفسه، وأقبل أبو مسلم فنزل بقرب منه، ثم نفذ إليه: إني لم أؤمر بقتالك
ولكن أمير المؤمنين ولاني الشام وأنا أريدها، فقال الشاميون لعبد الله: كيف نقيم معك وهذا يأتي بلادنا ويقتل ويسبي ولكن نسير إلى بلادنا ونمنعه، فقال: إنه ما يريد الشام ولئن أقمتم ليقصدنكم، ثم كان القتال بينهم نحواً من خمسة أشهر، وأهل الشام أكثر فرساناً وأكمل عدة، وكان على ميمنتهم بكار بن مسلم العقيلي، وعلى الميسرة خازم بن خزيمة، واستظهر الشاميون غير مرة، وكاد عسكر أبي مسلم أن ينهزموا وهو يثبتهم ويرتجز:
من كان ينوي أهله فلا رجع فر من الموت وفي الموت وقع
ثم أردف القلب بميمنته وحملوا على ميسرة عبد الله فكانت الهزيمة، وقال عبد الله لابن سراقة الأزدي: ما ترى؟ قال: أرى أن نصبر ونقاتل فإن الفرار قبيح بمثلك وقد عبته على مروان، قال: إني أقصد العراق، قال: فأنا معك، فانهزموا وخلوا عسكرهم فاحتوى عليه أبو مسلم بما فيه وكتب بالنصر إلى المنصور فبعث مولى له يحصي ما حواه أبو مسلم، فغضب عندها أبو مسلم وتنمر وهم بقتل المولى، وقال: إنما لأمير المؤمنين من هذا الخمس، ومضى عبد الله بن علي وأخوه عبد الصمد، فأما عبد الصمد فقصد الكوفة فاستأمن له عيسى بن موسى فأمنه المنصور، وأما عبد الله فأتى أخاه سليمان متولي البصرة فاختفى عنده وأما المنصور فخاف من غيظ أبي مسلم وأن يذهب إلى خراسان فكتب إليه بولاية الشام ومصر، فأقام بالشام واستعمل على مصر، فلما أتاه الكتاب أظهر الغضب وقال: يوليني مصر والشام وأنا لي خراسان! وعزم على الشر، وقيل: بل شتم المنصور لما جاءه من يحصي عليه الغنائم، وأجمع على الخلاف، ثم طلب خراسان، وخرج المنصور إلى المدائن، وكان من دهاة العالم لولا شحه، وكتب إلى أبي مسلم ليقدم عليه، فرد عليه إنه لم يبق لأمير المؤمنين عدو، وقد كنا نروي عن ملوك آل ساسان أن أخوف ما يكون الوزراء إذا سكنت الدهماء، فنحن نافرون من قربك حريصون على الوفاء بعهدك ما وفيت، فإن أرضاك ذاك فأنا كأحسن عبيدك، وإن أبيت نقضت ما أبرمت من عهدك ضناً بنفسي، فرد عليه المنصور الجواب يطمئنه مع جرير بن يزيد البجلي، وكان واحد وقته فخدعه ورده.
وأما أبو الحسن المدائني فذكر عن جماعة قالوا: كتب أبو مسلم: أما بعد، فإني اتخذت رجلاً إماماً ودليلاً على ما افترضه الله وكان في محلة العلم نازلاً فاستجهلني بالقرآن، فحرفه عن مواضعه، طمعاً في قليل قد نعاه الله إلى خلقه وكان كالذي دلي بغرور، وأمرني أن أجرد السيف وأرفع الرحمة، ففعلت توطئة لسلطانكم، ثم استنقذني الله بالتوبة، فإن يعف عني فقدماً عرف به ونسب إليه، وإن يعاقبني فبما قدمت يداي.
ثم سار يريد خراسان مشاقاً مراغماً، فأمر المنصور لمن بالحضرة من آل هاشم أن يكتبوا إلى أبي مسلم يعظمون الأمر ويأمرونه بلزوم الطاعة وأن يرجع إلى مولاه، وقال المنصور لرسوله إلى أبي مسلم، وهو أبو حميد المروروذي: كلمه باللين ما يمكن ومَنِّهْ وعرفه بحسن نيتي وتلطف، فإن يئست منه فقل له: قال: والله لو خضت البحر لخاضه وراءك، ولو اقتحمت النار لاقتحمتها حتى أقتلك، فقدم الرسول على أبي مسلم ولحقه بحلوان، فاستشار أبو مسلم خاصته، فقالوا: احذره، فلما طلب الرسول الجواب قال: ارجع إلى صاحبك فلست آتيه وقد عزمت على خلافه، قال: لا تفعل، لا تفعل، فلما آيسه بلغه قول المنصور، فوجم لها وأطرق منكراً، ثم قال: قم، وانكسر لذلك القول وارتاع.
وكان المنصور قد كتب إلى نائب أبي مسلم على خراسان فاستماله، وقال: لك إمرة خراسان، فكتب نائب خراسان أبو داود خالد بن إبراهيم إلى أبي مسلم يقول: إنا لم نقم لمعصية خلفاء الله وأهل البيت فلا تخالفن إمامك، فوافاه كتابه على تلك الحال فزاده رعباً وهماً، ثم أرسل من يثق به من أمرائه إلى المنصور، فلما قدم تلقاه بنو هاشم بكل ما يسر، واحترمه المنصور، وقال: اصرفه عن وجهه ولك إمرة خراسان، فرجع وقال لأبي مسلم: طيب قلبك لم أر مكروها إني رأيتهم معظمين لحقك، فارجع
واعتذر، فأجمع على الرجوع، فقال له أبو إسحاق أحد قواده متمثلاً:
ما للرجال مع القضاء محالة ذهب القضاء بحيلة الأقوام
خار الله لك، احفظ عني واحدة: إذا دخلت إلى المنصور فاقتله ثم بايع من شئت فإن الناس لا يخالفونك.
وروى بعضهم أن المنصور كتب إلى موسى بن كعب بولاية خراسان، وكتب إلى أبي مسلم: هذا ابن كعب من دونك بمن معه من شعيتنا وأنا موجه للقائك أقرانك فاجمع كيدك غير موفق وحسب أمير المؤمنين الله ونعم الوكيل، فشاور أبو مسلم أبا إسحاق المروزي وقال: ما الرأي؟ فهذا موسى بن كعب من هنا، وهذه سيوف أبي جعفر من خلفنا، وقد أنكرت من كنت أثق به من قوادي، فقال: هذا رجل يضطغن عليك أموراً قديمة فلو كنت واليت رجلاً من آل علي كان أقرب، ولو أنك قبلت إمرة خراسان منه كنت في فسحة من أمرك وكنت اختلست رجلاً من ولد فاطمة فنصبته إماماً فاستملت به الخراسانية وأهل العراق ورميت أبا جعفر بنظيره لكنت على طريق التدبير، أتطمع أن تحارب أبا جعفر وأنت بحلوان وجيشه بالمدائن، وهو خليفة مجمع عليه، ليس ما ظننت لكن ما بقي لك إلا أن تكتب إلى قوادك وتفعل كذا وكذا، قال: هذا رأي إن وافقنا عليه قوادنا، قال: فما دعاك إلى أن تخلع أبا جعفر وأنت على غير ثقة من قوادك! أنا أستودعك الله من قتيل، أرى أن توجه إلى أبي جعفر تسأله الأمان فإما صفح وإما قتل على عز قبل أن ترى المذلة من عسكرك، إما قتلوك وإما أسلموك.
قال: فسفرت السفراء بينهما، وأعطاه أبو جعفر أماناً مؤكداً، فأقبل أبو مسلم لحينه، ثم بعث المنصور أميراً إلى أبي مسلم ليتلقاه ولا يظهر أنه من جهة المنصور ليطمئنه ويذكر حسن نية الخليفة له، فلما أتاه وحدثه فرح المغرور وانخدع، فلما وصل المدائن أمر المنصور الأعيان فتلقوه، فلما دخل عليه سلم قائماً، فقال المنصور: انصرف يا عبد الرحمن فاسترح وادخل الحمام، ثم اغد علي، فانصرف، وكان من نية المنصور أن يقتله تلك الليلة فمنعه وزيره أبو أيوب، قال أبو أيوب: فدخلت بعد خروجه وقال لي المنصور: أقدر على هذا في مثل هذه الحال قائماً على رجليه ولا أدري ما
يحدث في ليلتي، وكلمني في الفتك به، فلما كان من الغد فكرت، فقال: يا ابن اللخناء لا مرحباً بك أنت منعتني منه أمس والله ما غمضت البارحة، ادع لي عثمان بن نهيك، فدعوته، فقال: يا عثمان كيف بلاء أمير المؤمنين عندك؟ قال: إنما أنا عبدك ولو أمرتني أن أتكئ على سيفي حتى يخرج من ظهري لفعلت، قال: كيف أنت إذا أمرتك بقتل أبي مسلم؟ فوجم لها ساعة لا يتكلم، فقلت: ما لك لا تتكلم! فقال قولة ضعيفة: أقتله، فقال: انطلق اذهب فجئ بأربعة من وجوه الحرس وشجعانهم، فذهب فأحضر شبيب بن واج وثلاثة فكلمهم، فقالوا: نقتله، فقال: كونوا خلف الرواق فإذا صفقت فدونكموه، ثم طلب أبا مسلم فأتاه، وخرجت لأنظر ما يقول الناس، فتلقاني أبو مسلم داخلاً، فتبسم وسلمت عليه، فدخل فرجعت فإذا به مقتول، قال: ثم دخل أبو الجهم فقال: يا أمير المؤمنين ألا أرد الناس؟ قال: بلى، فأمر بمتاع يحول إلى رواق آخر وفرش، وقال أبو الجهم للناس: انصرفوا فإن الأمير أبا مسلم يريد أن يقيل عند أمير المؤمنين، ورأوا المتاع ينقل فظنوه صادقاً فانصرفوا، وأمر المنصور للأمراء بجوائزهم، قال أبو أيوب: فقال لي المنصور: دخل علي أبو مسلم فعاتبته، ثم شتمته فضربه عثمان بن نهيك فلم يصنع شيئاً وخرج شبيب بن واج وأصحابه فضربوه فسقط، فقال وهم يضربونه: العفو، فقلت: يا ابن اللخناء العفو والسيوف قد اعتورتك، ثم قلت: اذبحوه، فذبحوه، وقيل: إنه ألقي في دجلة، وقيل: إنه لما دخل عليه قال: خلوه، فقال المنصور: أخبرني عن سيفين أصبتهما في متاع عبد الله بن علي، فقال: هذا أحدهما، قال: أرنيه فانتضاه فناوله، فهزه المنصور، ثم وضعه تحت فراشه وأقبل يعاتبه، وقال: أخبرني عن كتابك إلى أخي أبي العباس تنهاه عن الموات أردت أن تعلمنا الدين؟ قال: ظننت أن أخذه لا يحل، قال: فأخبرني عن تقدمك إياي في طريق الحج، قال: كرهت اجتماعنا على الماء فيضر ذلك بالناس، قال: فجارية عبد الله بن علي أردت أن تتخذها؟ قال: لا، ولكن خفت أن تضيع فحملتها في قبة، ووكلت بها من يحفظها، قال: فمراغمتك وخروجك إلى خراسان؟ قال: خفت أن يكون قد دخلك مني شيء، فقلت: أذهب إليها وأكتب إليك
بعذري، والآن قد ذهب ما في نفسك علي، قال: تالله ما رأيت كاليوم قط وضرب بيده على يده فخرجوا عليه.
وقيل: إنه قال له: ألست الكاتب إلي تبدأ بنفسك، والكاتب إلي تخطب عمتي أمينة وتزعم أنك ابن سليط بن عبد الله بن عباس، وما الذي دعاك إلى قتل سليمان بن كثير مع أثره في دعوتنا، وهو أحد نقبائنا! فقال: عصاني وأراد الخلاف علي فقتلته، فقال: فأنت تخالف علي! قتلني الله إن لم أقتلك، وضربه بعمود، ثم وثبوا عليه، وذلك لخمس بقين من شعبان.
قال: وكان أبو مسلم قد قتل في دولته وفي حروبه ست مائة ألف صبراً، وقيل: إنه لما سبه المنصور انكب على يده يقبلها ويعتذر، وقيل: أول من ضربه عثمان، فما صنع أكثر من أنه قطع حمائل سيفه، فقال: يا أمير المؤمنين استبقني لعدوك، قال: إذا لا أبقاني الله، وأي عدو أعدى لي منك، ثم هم المنصور بقتل أبي إسحاق صاحب حرس أبي مسلم وبقتل نصر بن مالك، فكلمه فيهما أبو الجهم وقال: يا أمير المؤمنين جنده جندك، أمرتهم بطاعته فأطاعوه، ثم أجازهما وأجاز جماعة من كبار قواده بالجوائز السنية وفرق بينهم، ثم كتب بعهد خالد بن إبراهيم على خراسان وما وراءها.
قال خليفة: سمعت يحيى بن المسيب يقول: قتله المنصور، وهو في سرادق، ثم بعث إلى عيسى بن موسى فجاء فأعلمه فأعطاه الرأس والمال، فخرج به ونثر المال على الخراسانية فتشاغلوا بالذهب.
وفيها خرج سنباذ بخراسان للطلب بثأر أبي مسلم، وكان سنباذ مجوسياً تغلب على نيسابور والري، وأخذ خزائن أبي مسلم وتقوى بها، فجهز المنصور لحربه جهور بن مرار العجلي في عشرة آلاف فكانت الوقعة بين الري وهمذان، وكانت ملحمة مهولة فهزم سنباذ وقتل من جيشه نحو من ستين ألفاً، وكان غالبهم من أهل الجبال، وسبيت ذراريهم، ثم قتل سنباذ بقرب طبرستان.
وفيها خرج ملبد بن حرملة الشيباني محكماً بناحية الجزيرة، فانتدب لقتاله ألف فارس من عسكر الناحية فهزمهم ملبد، ثم التقاه عسكر الموصل فهزمهم، ثم سار لحربه يزيد بن حاتم المهلبي، فهزمه ملبد واستفحل شره، ثم جهز المنصور لحربه مهلهل بن صفوان في ألفين نقاوة فهزمهم ملبد واستولى على عسكرهم، ثم وجه إليه جيشا آخر فهزمهم، وعظمت هيبته وبعد صيته، فسار لحربه جيش لجب، وعدة قواد فهزمهم، وتحصن منه حميد بن قحطبة وبعث إليه بمائة ألف درهم ليكف عنه.
وأما الواقدي، فذكر أن خروج ملبد كان في العام الآتي.
ومات أمير مكة العباس بن عبد الله بن معبد بن عباس، وولي بعده زياد بن عبيد الله الحارثي، وولي إمرة مصر الأمير صالح بن علي العباسي.
سنة ثمان وثلاثين ومائة
فيها توفي زيد بن واقد القرشي بدمشق، وسهيل بن أبي صالح في قول، وسليمان بن فيروز أبو إسحاق الشيباني في قول، والعلاء بن عبد الرحمن المدني، وعبد الرحمن بن الحارث بن عبد الله المخزومي، وعلقمة بن أبي علقمة في قول، وعمرو بن أبي عمرو مولى المطلب في قول، وليث بن أبي سليم في قول مطين، والمسور بن رفاعة القرظي المديني.
وفيها أهم المنصور شأن ملبد الشيباني، فندب لقتاله خازم بن خزيمة، فسار في ثمانية آلاف فارس، فالتقوا فقتل الله تعالى ملبداً بعد حروب يطول شرحها.
وفيها غزا الأمير صالح بن علي، فنزل دابق فأقبل طاغية الروم قسطنطين بن أليون في مائة ألف، فالتقاه صالح فانتصر ولله الحمد وسلم وغنم، وكان هذا اللعين قد أخذ ملطية من قريب وهدم سورها كما ذكرنا.
وفيها ظهر عبد الله بن علي، وبعث بالبيعة مع أخيه سليمان بن علي إلى أمير المؤمنين.
وأما جهور بن مرار العجلي، فإنه هزم سنباذ كما مضى، وحوى ما في عسكره من الأموال والذخائر التي أخذها سنباذ من خزائن أبي مسلم، فلم يبعث بها إلى المنصور، ثم خاف فخلع المنصور، فجهز المنصور لحربه محمد بن الأشعث الخزاعي في جيش عظيم، فالتقوا واشتد القتال بينهم، ثم انكسر جهور فهرب إلى أذربيجان، ثم قتل.
وفيها دخل عبد الرحمن بن معاوية الداخل الأموي إلى الأندلس واستولى عليها، وامتدت أيامه وبقيت الأندلس في يد أولاده إلى بعد الأربع مائة، والله أعلم.
سنة تسع وثلاثين ومائة
فيها توفي: إسماعيل بن أمية الأموي، والحسن بن عبيد الله النخعي، وخالد بن يزيد المصري الفقيه، وسلمة بن علقمة أبو بشر بالبصرة، وعبد ربه بن سعيد الأنصاري، وعمرو بن مهاجر الدمشقي، وعبد الله بن أبي سفيان مولى ابن أبي أحمد، ومحمد بن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي صعصعة، ويزيد بن عبد الله بن الهاد، ويونس بن عبيد بالبصرة.
وفيها خرج جعفر بن حنظلة البهراني، فأتى مدينة ملطية وهي خراب فعسكر بها، وأقبل الأمير عبد الواحد فنزل على ملطية فزرع أرضها وطبخ كلساً لبناء سورها، ثم قفل، فوجه طاغية الروم من حرق الزرع.
وفيها غزا الأمير صالح بن علي والأمير العباس بن محمد، فوغلا في أرض الروم، وغزا معهما أم عيسى ولبابة أختا الأمير صالح، وكانتا نذرتا إن زال ملك بني أمية أن تجاهدا في سبيل الله، ثم لم يكن بعد هذا العام صائفة
ولا غزو إلى أن دخلت سنة ست وأربعين؛ لاشتغال المنصور في أثناء ذلك بخروج ابني عبد الله بن حسن عليه.
وفيها عزل المنصور عمه سليمان عن البصرة، وولي سفيان بن معاوية، واختفى عبد الله بن علي وآله خوفاً على أنفسهم، فبعث المنصور إلى سليمان وعيسى فعزم عليهما في إشخاص أخيهما عبد الله بن علي وأعطاهما له الأمان، وكتب إلى سفيان بن معاوية ليحثهما على ذلك، فأقدموا عبد الله على المنصور فسجنه، وسجن بعض أصحابه، وقتل بعضهم، وبعث بطائفة منهم إلى خراسان ليقتلهم خالد.
وحج بالناس العباس بن محمد أخو المنصور.
سنة أربعين ومائة
فيها توفي: أيوب أبو العلاء القصاب، وداود بن أبي هند في أولها، وأبو حازم سلمة بن دينار الأعرج، وسهيل بن أبي صالح في السنة بخلف، وسعد بن إسحاق بن كعب، وصالح بن كيسان فيها بخلف، وعروة بن رويم، وعمارة بن غزية الأنصاري، وعمرو بن قيس السكوني الحمصي بخلف.
وفيها توجه جبريل بن يحيى إلى المصيصة، فرابط فيها حتى بناها وأحكمها وسكنها الناس، وتوجه الأمير عبد الوهاب بن إبراهيم بن محمد العباسي ابن أخي المنصور، فأقام على ملطية سنة حتى بناها ورم شعثها وأسكنها الناس.
وفيها ثار جمع من جند خراسان على أميرها أبي داود خالد بن إبراهيم ليلاً وهو بمرو حتى وصلوا إلى داره، فأشرف عليهم على طرف آجرة خارجة وجعل ينادي أصحابه، فانكسرت به الآجرة، فوقع فانكسر ظهره فمات من الغد، فبعث المنصور على إمرة خراسان عبد الجبار بن عبد الرحمن الأزدي، فقبض على جماعة من الأمراء اتهمهم بالدعوة إلى ولد فاطمة رضي الله عنها، منهم مجاشع بن حريث صاحب بخارى، وأبو المغيرة مولى بني تميم عامل قهستان والحريش بن محمد الذهلي ابن عم خالد بن إبراهيم
فقتلهم، وضرب الجنيد بن خالد التغلبي، ومعبد بن الخليد المري ضرباً شديداً وحبسهما في عدة من الأمراء.
وفيها حج المنصور، ثم زار بيت المقدس، ثم سلك الشام ونزل الرقة، فقتل بها منصور بن جعونة العامري، ثم سار إلى الهاشمية وهي بالكوفة، وأمر بالشروع بعمل مدينة بغداد واختطها.
بسم الله الرحمن الرحيم
ذكر
طبقة العشر على المعجم
1 -
إبراهيم بن محمد بن علي
بن عبد الله بن جعفر بن أبي طالب الهاشمي الجعفري.
روى عن أبيه. وعنه: سعد بن زياد، ويعقوب بن عبد الرحمن الإسكندري، وسفيان بن عيينة، وغيرهم.
وهو مقل، عداده في أهل المدينة.
2 -
إبراهيم بن محمد بن علي بن عبد الله بن عباس بن عبد المطلب
، المعروف بإبراهيم الإمام، أخو السفاح والمنصور، يكنى أبا إسحاق.
كان يكون بالحميمة من أعمال الشراة، عهد إليه أبوه محمد في السير بالإمامة فبلغ خبره إلى مروان الحمار، فأخذه وحبسه مدة بحران، ثم قتله غيلة.
روى عن: أبيه، وجده، وعن عبد الله بن محمد ابن الحنفية، روى عنه: أخواه، وأبو مسلم صاحب الدولة.
وكانت شيعة بني هاشم يختلفون إليه ويكاتبونه من خراسان، وكان أبوه أوصى إليه؛ ولذلك كانوا يلقبونه بالإمام، وهو الذي نفذ أبا مسلم داعياً له إلى خراسان وجعله مقدماً على دعاته ونقبائه، إلى أن استفحل أمره وبلغ ذلك مروان؛ لأن أبا مسلم أرسل رسولاً من خراسان إلى إبراهيم فوجده أعرابياً فصيحاً، فغمه ذلك، فكتب إلى أبي مسلم: ألم أنهك أن يكون رسولك عربياً يطلع على أمرك فإذا أتاك فاقتله، فخرج الرسول ففتح الكتاب
وقرأه فأتى به مروان فقبض حينئذ على إبراهيم وأمر به فغم في سجن حران، جعلوا على وجهه مخدة وقعدوا فوقها حتى تلف.
وقيل: إن إبراهيم حج في سنة إحدى وثلاثين بتجمل وافر ومعه ثلاثون نجيباً، فشهر نفسه في الموسم ورآه أهل الشام فكان ذلك سبب إمساكه، وكان جواداً فاضلاً نبيلاً سرياً خليقاً للإمارة، وكان قد أمر أبا مسلم بسفك الدماء وقتل من يتهمه، ولما أغم صار أمرهم إلى أخيه عبد الله السفاح، وكان قد عهد إليه بالأمر لما أحيط به.
وكان مقتله في صفر من سنة اثنتين وثلاثين.
وقال محمد بن سعد: مات في سجن مروان سنة إحدى وثلاثين ومائة.
3 -
ق:
إبراهيم بن مرة الدمشقي
.
عن: عطاء بن أبي رباح، والزهري. وعنه: ابن عجلان، وهو من أقرانه، والأوزاعي، وصدقة بن عبد الله السمين.
صدوق.
4 -
ع:
إبراهيم بن ميسرة الطائفي نزيل مكة
.
عن: أنس، وعمرو بن الشريد، وطاوس. وعنه: شعبة، والسفيانان، وابن جريج، وغيرهم.
قال ابن المديني: له نحو ستين حديثاً.
وقال الحميدي: قال ابن عيينة: أخبرني إبراهيم بن ميسرة: من لم تر والله عيناك مثله.
وقال غيره: له وفادة على عمر بن عبد العزيز.
وقال أبو مسلم المستملي: حدثنا ابن عيينة قال: كان عمرو بن دينار يحدث بالمعاني، وكان إبراهيم بن ميسرة يحدث كما سمع، كان فقيهاً.
وقال ابن المديني: قلت لسفيان: أين كان حفظ إبراهيم بن ميسرة عن طاوس من حفظ ابن طاوس؟ قال: لو شئت قلت لك إني أقدم إبراهيم عليه في الحفظ فعلت.
وقال أحمد، وابن معين: ثقة.
وقال ابن المديني: مات قريباً من سنة اثنتين وثلاثين.
5 -
د ن:
إبراهيم بن ميمون أبو إسحاق الصائغ المروزي
.
روى عن: عطاء بن أبي رباح، ونافع، وغيرهما. وعنه: حسان بن إبراهيم، وأبو حمزة السكري، وغيرهما.
قال النسائي: ليس به بأس.
وقال غيره: قتله أبو مسلم الخراساني ظلماً.
6 -
إبراهيم بن الوليد بن عبد الملك بن مروان أبو إسحاق المرواني
.
بويع بالخلافة وخطب له على المنابر بعد موت أخيه يزيد الناقص بعهد منه إليه في ذي الحجة سنة ست وعشرين ومائة، وقيل: بل لم يعهد إليه أخوه وأنه بويع بلا عهد.
روى عن: الزهري، وعن عمه هشام.
حكى عنه ابنه يعقوب، وغيره.
وكان أبيض جميلاً وسيما جسيماً طويلاً.
وقال معمر: رأيت رجلاً من بني أمية يقال له: إبراهيم بن الوليد جاء إلى الزهري بكتاب فعرضه عليه، ثم قال: أحدث بهذا عنك؟ قال: إي لعمري فمن يحدثكموه غيري؟!
قال شيبان: حدثنا العلاء بن برد بن سنان، عن أبيه قال: حضرت يزيد بن الوليد حين احتضر فأتاه قطن، فقال: أنا رسول من وراءك يسألونك
بحق الله لما وليت أمرهم أخاك إبراهيم، فغضب وقال بيده على جبهته: أنا أولي إبراهيم! ثم قال لي: يا أبا العلاء، إلى من ترى أن أعهد؟ فقلت: أمر نهيتك عن الدخول فيه فلا أشير عليك في آخره، قال: وأغمي عليه حتى ظننت أنه قد مات، فقعد قطن فافتعل كتاباً على لسان يزيد ودعا ناساً فأشهدهم عليه، قال أبي: ولا والله ما عهد إليه يزيد شيئاً.
قال أبو معشر: بويع فمكث سبعين ليلة، ثم خلع، وولي مروان بن محمد فأمنه وبقي إبراهيم إلى سنة اثنتين وثلاثين.
7 -
م ت ن:
آدم بن سليمان مولى قريش الكوفي
، والد يحيى بن آدم.
سمع: سعيد بن جبير، وعطاء، وغيرهما. وعنه: شعبة، والثوري، وإسرائيل.
وثقه النسائي، ولم يسمع منه ابنه لصغره.
8 -
خ م د ن:
إسحاق بن سويد بن هبيرة التميمي البصري
.
عن: ابن عمر، وعبد الرحمن بن أبي بكرة، ومعاذة العدوية، وأبي قتادة تميم بن نذير العدوي، وغيرهم. وعنه: الحمادان، وابن علية، وجماعة، وهو أكبر شيخ لعلي بن عاصم، وثقه أحمد، ويحيى.
مات سنة إحدى وثلاثين ومائة.
9 -
ع:
إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة زيد بن سهل الأنصاري النجاري
.
أحد علماء التابعين بالمدينة، سمع من: عمه لأمه أنس بن مالك، وأبي مرة مولى عقيل، والطفيل بن أبي بن كعب، وأبي الحباب سعيد بن يسار. وعنه: عكرمة بن عمار، ومالك، وهمام بن يحيى، وسفيان بن عيينة، وآخرون.
وكان مالك لا يقدم عليه أحداً، وهو مجمع على الاحتجاج به.
توفي سنة اثنتين، وقيل: سنة أربع وثلاثين.
10 -
أسد بن وداعة
.
عن: شداد بن أوس، وأبي أمامة الباهلي، وغيرهما. وعنه: معاوية بن صالح، وفرج بن فضالة، وجابر بن غانم.
وكان من العلماء بدمشق، وفيه نصب معروف، نسأل الله العفو.
11 -
ع:
إسماعيل بن أمية بن عمرو بن سعيد بن العاص الأموي المكي
، ابن عم أيوب بن موسى الآتي بعد ورقتين، وابن أخي إسماعيل بن عمرو الآتي بعد ورقة.
روى عن: أبيه، وبجير بن أبي بجير، وسعيد بن المسيب، وعكرمة، وسعيد المقبري، وأبي سلمة بن عبد الرحمن، وعبد الله بن عروة، ومكحول، وطائفة. وعنه: السفيانان، ومعمر، وابن جريج، وبشر بن المفضل، ويحيى بن سليم الطائفي، وآخرون.
قال ابن المديني: له نحو ستين حديثاً.
وقال أحمد بن حنبل: هو أثبت من أيوب بن موسى.
يقال: توفي سنة تسع وثلاثين ومائة.
12 -
د ت:
إسماعيل بن حماد بن أبي سليمان الكوفي الفقيه ابن الفقيه
.
كان جده من سبي أصبهان، عن: ابن بريدة، وأبي إسحاق السبيعي، وأبي خالد الوالبي. وعنه: معتمر، وجرير بن عبد الحميد، ويونس بن بكير، وأبو أسامة، وغيرهم.
وثقه ابن معين.
وقال أبو الفتح الأزدي: يتكلمون فيه.
13 -
م د ن:
إسماعيل بن سالم الأسدي الكوفي
.
سمع: سعيد بن جبير، والشعبي، وغيرهما، وله أحاديث نحو العشرة، روى عنه: ابنه يحيى، وسفيان الثوري، وهشيم، وسعد بن الصلت.
وثقه ابن معين.
ويكنى بابنه، وقد وثقه جماعة، ومن أخباره أنه نزل أرض بغداد، قبل أن تبنى في أيام السفاح.
14 -
م د ن:
إسماعيل بن سميع أبو محمد الحنفي الكوفي بياع السابري
.
عن: أنس بن مالك، وأبي رزين مسعود بن مالك، ومسلم البطين، وعطية العوفي. وعنه: سفيان، وشعبة، وحفص بن غياث، ومروان بن معاوية، وعلي بن عاصم، وغيرهم.
وثقه ابن معين، وكان من الخوارج فيما قيل.
15 -
خ م د ن ق:
إسماعيل بن عبيد الله بن أبي المهاجر
، الإمام أبو عبد الحميد المخزومي، مولاهم، الدمشقي، مؤدب آل عبد الملك بن مروان.
من ثقات الشاميين وعلمائهم الكبار، روى عن: أنس، والسائب بن يزيد، وأم الدرداء، وعبد الرحمن بن غنم، وطائفة. وعنه: سعيد، والأوزاعي، وجماعة.
وثقه أحمد العجلي، وغيره.
وقال رجاء بن أبي سلمة عن معن التنوخي، قال: ما رأيت أحداً أزهد منه ومن عمر بن عبد العزيز، وقد كان عمر بن عبد العزيز ولاه إمرة الغرب، فأقام بها سنة مائة وسنة إحدى ومائة، فلما مات عمر ولوا بعد إسماعيل يزيد بن أبي مسلم مولى الحجاج.
قال خليفة: أسلم عامة البربر في ولاية إسماعيل وكان حسن السيرة.
وقال أبو مسهر: أدرك معاوية وهو غلام، قيل: مات سنة إحدى وثلاثين.
قال ابن عساكر: كانت داره عند طريق القنوات.
الوليد بن مسلم: حدثنا سعيد بن عبد العزيز قال: أشرفت أم الدرداء على وادي جهنم ومعها إسماعيل بن عبيد الله، فقالت: اقرأ يا إسماعيل، فقرأ {أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثًا} فخرت على وجهها، وخر إسماعيل على وجهه فما رفعا رؤوسهما حتى ابتل ما تحت وجوههما من الدموع.
وقال عبد الرحمن بن يحيى بن إسماعيل بن عبيد الله بن أبي المهاجر: حدثنا الوليد، عن سعيد بن عبد العزيز، عن إسماعيل قال: قال لي عبد الملك: يا إسماعيل علم بني، فإني مثيبك على ذلك، قلت: يا أمير المؤمنين، فكيف وقد حدثتني أم الدرداء، عن أبي الدرداء، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: من أخذ على تعليم القرآن قوساً قلده الله قوساً من نار يوم القيامة، قال: فإني لست أعطيك على القرآن إنما أعطيك على النحو.
قال إبراهيم بن أبي شيبان: مات إسماعيل بن عبيد الله سنة اثنتين وثلاثين ومائة قبل دخول عبد الله بن علي بثلاثة أشهر.
16 -
ق:
إسماعيل بن عمرو بن سعيد بن العاص بن سعيد بن العاص أبو محمد الأموي
، ويعرف أبوه بالأشدق.
روى عن: ابن عباس، وعبيد الله بن أبي رافع، وغيرهما.
وهو مقل صدوق، روى عنه: شريك بن أبي نمر، وسليمان بن بلال، وأبو بكر بن أبي سبرة، وآخرون.
سكن الأعوص بالحجاز بعد قتل والده واعتزل الناس وتعبد، وكان كبير القدر يعد من عباد الأشراف، وكان عمر بن عبد العزيز يراه أهلاً للخلافة، قال: لو كان الأمر إلي لوليت القاسم بن محمد أو صاحب الأعوص، والأعوص على مرحلة من شرقي المدينة.
توفي في إمرة داود بن علي على المدينة، وكان داود قد هم بالفتك به، فخوفوه من دعائه عليه فتركه.
له حديث في سنن ابن ماجه.
17 -
خ م ت ن ق:
إسماعيل بن محمد بن سعد بن أبي وقاص أبو محمد الزهري المدني
.
عن: أبيه، وعميه: عامر ومصعب، وأنس بن مالك، وغيرهم. وعنه: صالح بن كيسان، ومالك، وابن عيينة، وغيرهم.
قال ابن عيينة: كان من أرفع هؤلاء.
وقال ابن معين: ثقة حجة.
وقال يعقوب بن شيبة: كان من فقهاء المدينة.
قلت: قتل الحجاج أباه لخروجه مع ابن الأشعث وأسر هذا فبعث به إلى عبد الملك فعفا عنه لكونه لم يكن أنبت.
مات سنة أربع وثلاثين ومائة.
18 -
د:
أسلم المنقري أبو سعيد
.
روى عن: ابن أبزى، وسعيد بن جبير، وعطاء، وغيرهم. وعنه: الثوري، وعبثر، وجرير، وابن فضيل.
وثقه أحمد بن حنبل.
19 -
ع:
الأسود بن قيس الكوفي
.
عن: جندب بن عبد الله البجلي، وسعيد بن عمرو بن سعيد، ونبيح العنزي، وغيرهم. وعنه: شعبة، والسفيانان، وأبو عوانة، وعبيدة بن حميد، وآخرون.
مجمع على ثقته.
20 -
4:
أسيد بن أبي أسيد البراد أبو سعيد بن يزيد المدني
.
روى عن أبويه، عن أبي قتادة، وعن: عبد الله بن أبي قتادة، وموسى بن أبي موسى الأشعري. وعنه: ابن أبي ذئب، وسليمان بن بلال، وزهير بن محمد، وعبد العزيز الدراوردي، وآخرون.
وهو صدوق.
21 -
م ت ن ق:
أشعث بن سوار الكندي الكوفي الأفرق التوابيتي النجار
.
روى عن: عكرمة، والشعبي، وابن سيرين، وجماعة. وعنه: هشيم، وابن نمير، وحفص بن غياث، ويزيد بن هارون، وآخرون آخرهم موتاً يزيد.
ضعفه النسائي وقواه غيره.
وقال الحافظ ابن عدي: لم أجد له حديثاً منكراً.
وقال ابن خراش: هو أضعف الأشاعثة.
قلت: توفي سنة ست وثلاثين ومائة.
قال الدارقطني: يعتبر به.
22 -
أمية بن يزيد بن أبي عثمان عبد الله بن أسيد الأموي
.
روى عن: مكحول، وعمر بن عبد العزيز، وأبي مصبح المقرائي. وعنه: ابن لهيعة، وبقية، وابن المبارك، وأيوب بن سويد، وابن شابور، وآخرون.
ولعله عاش إلى بعد هذه الطبقة بيسير.
23 -
ع:
أيوب السختياني أبو بكر بن أبي تميمة كيسان البصري
، أحد الأعلام.
من نجباء الموالي، قال محمد بن سلام الجمحي: أيوب مولى عنزة.
وقال حماد بن زيد: كان يبيع الأدم.
سمع: عمرو بن سلمة الجرمي، وأبا العالية، وسعيد بن جبير، وعبد الله بن شقيق، وأبا قلابة، والحسن البصري، ومجاهداً، وابن سيرين، وخلقاً سواهم. وعنه: شعبة، والحمادان، والسفيانان، ومعمر، ومعتمر، وابن علية، وعبد الوارث، وخلائق.
قال ابن المديني: له نحو من ثمان مائة حديث.
وقال شعبة: كان سيد الفقهاء.
وقال ابن عيينة: لم ألق مثله، يقول هذا وقد لقي مثل الزهري.
وروى وهيب، عن الجعد أبي عثمان، سمع الحسن يقول: أيوب سيد شباب أهل البصرة، رواه جماعة عن الحسن.
وروى جرير عن أشعث قال: كان أيوب جهبذ العلماء، وعن سلام بن أبي مطيع وذكر أيوب وجماعة، قال: كان أفقههم في دينه أيوب.
وقال هشام بن عروة: لم أر في البصرة مثل أيوب.
وعن مالك بن أنس قال: كنا ندخل على أيوب فإذا ذكرنا له حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم بكى حتى نرحمه.
وعن هشام بن حسان قال: حج أيوب أربعين حجة.
وقال عون بن الحكم: حدثنا حماد بن زيد قال: غدا على ميمون أبو حمزة يوم جمعة قبل الصلاة، فقال: إني رأيت البارحة أبا بكر وعمر في النوم، فقلت: ما جاء بكما؟ قالا: جئنا نصلي على أيوب السختياني، قال: ولم يكن علم بموته، فقلت له: مات أيوب البارحة.
وقال وهيب: سمعت أيوب يقول: إذا ذكر الصالحون كنت عنهم بمعزل.
وقال حماد بن زيد: كان أيوب صديقاً ليزيد بن الوليد، فلما ولي الخلافة قال: اللهم أنسه ذكري.
وكان يقول: ليتقي الله رجل وإن زهد ولا يجعلن زهده عذاباً على الناس، وكان أيوب ممن يخفي زهده.
وروي عن أيوب أنه قال: ما صدق عبد إلا سره أن لا يشعر بمكانه.
وقال حماد بن زيد: غلب أيوب البكاء يوماً، فقال: الشيخ إذا كبر مج وغلبه فوه، ووضع يده على فيه وقال: الزكمة ربما عرضت.
وقال معمر: كان في قميص أيوب بعض التذييل، فقيل له في ذلك فقال: الشهرة اليوم في التشمير.
وقال صالح بن أبي الأخضر: قلت لأيوب: أوصني، قال: أقل الكلام.
وقال ابن شوذب: قال أيوب: لقد شهرنا في هذا المصر لو خرجنا منه.
حماد بن زيد، عن أيوب قال: إذا أردت أن تعرف خطأ معلمك فجالس غيره، وقال: إني لأخبر بموت الرجل من أهل السنة، فكأنما أفقد بعض أعضائي.
قال حماد: وكان الوليد بن يزيد قد جالس أيوب بمكة قبل الخلافة
فلما استخلف جعل أيوب يقول في دعائه: اللهم أنسه ذكري.
حماد بن زيد: قال أيوب: لا تحدثوا الناس بما لا يعملون فتضروهم، وقال: وددت أني أفلت من هذا الأمر كفافا لا علي ولا لي.
وقال سعيد بن عامر الضبعي، عن سلام: كان أيوب السختياني يقوم الليل كله فيخفي ذلك، فإذا كان عند الصبح رفع صوته كأنه قام تلك الساعة.
حماد بن زيد: سمعت أيوب، وقيل له: ما لك لا تنظر في الرأي؟ قال: قيل للحمار: ألا تجتر؟ قال: أكره مضغ الباطل.
وقال حماد: ما رأيت رجلاً قط أشد تبسماً في وجوه الناس من أيوب، ولو رأيتم أيوب، ثم استقاكم شربة من ماء على النسك لما سقيتموه، له شعر وافر، وشارب وافر، وقميص جيد هروي يسم الأرض، وقلنسوة جيدة متركة، وطيلسان كردي جيد، ورداء عدني.
قال سلام بن أبي مطيع: سمعت أيوب يقول: لا خبيث أخبث من قارئ فاجر.
قال بشر بن المفضل: حدثنا ابن عون قال: لما مات محمد بن سيرين قلنا: من لنا؟ فقلنا: لنا أيوب.
وقال حماد بن زيد: كان لأيوب برد أحمر يلبسه إذا أحرم، وكان يعده للكفن، وكنت أمشي مع أيوب فيأخذ في طرق أعجب كيف يهتدي لها فراراً من الناس أن يقال: هذا أيوب.
وقال شعبة: ربما ذهبت مع أيوب لحاجة فلا يدعني أمشي معه ويخرج من هاهنا وهاهنا لكي لا يفطن له.
وقال محمد بن سعد: كان أيوب ثقة ثبتاً في الحديث، جامعاً، كثير العلم، حجة عدلاً.
وقال أبو حاتم: أيوب ثقة لا يسأل عن مثله.
قلت: ولم يرو مالك عن أحد من العراقيين إلا عن أيوب، فقيل له
في ذلك، فقال: ما حدثتكم عن أحد إلا وأيوب فوقه، أو كما قال.
وقال حماد بن زيد: كان أيوب عندي أفضل من جالسته وأشده اتباعاً للسنة.
وروى ضمرة، عن ابن شوذب قال: كان أيوب يؤم أهل مسجده في رمضان ويصلي بهم قدر ثلاثين آية في الركعة وكان يصلي لنفسه فيما بين الترويحتين بقدر ثلاثين آية، وكان يقول هو بنفسه للناس: الصلاة، وكان يوتر بهم ويدعو بدعاء القرآن ويؤمن من خلفه، وكان آخر ما يقول يصلي على النبي صلى الله عليه وسلم ويقول: اللهم استعملنا بسنته، وأوزعنا بهديه، واجعلنا للمتقين إماماً، ثم يسجد فإذا فرغ من الصلاة دعا بدعوات.
أخبرنا إسحاق الأسدي، قال: أخبرنا يوسف الأدمي، قال: حدثنا أبو المكارم اللبان، قال: أخبرنا أبو علي الحداد، قال: أخبرنا أبو نعيم الحافظ، قال: حدثنا عثمان بن محمد العثماني، قال: حدثنا خالد بن النضر، قال: حدثنا محمد بن موسى الحرشي، قال: حدثنا النضر بن كثير، قال: حدثنا عبد الواحد بن زيد، قال: كنت مع أيوب السختياني على حراء فعطشت عطشاً شديداً حتى رأى ذلك في وجهي قال: فقال: ما الذي أرى بك؟ قلت: العطش قد خفت على نفسي، قال: تستر علي؟ قلت: نعم، فاستحلفني فحلفت له أن لا أخبر عنه ما دام حياً، فغمز برجله على حراء فنبع الماء فشربت حتى رويت وحملت معي من الماء.
وقال شعبة: قال أيوب: قد ذكرت وما أحب أن أذكر.
قلت: إلى أيوب المنتهى في التثبت، توفي شهيداً في طاعون البصرة الذي كان في سنة إحدى وثلاثين ومائة، وله ثلاث وستون سنة.
24 -
ع:
أيوب بن موسى بن عمرو الأشدق بن سعيد بن العاص الأموي أبو موسى المكي الفقيه
.
عن: عطاء بن أبي رباح، ومكحول، وعطاء بن ميناء، ونافع، وسعيد المقبري، وطائفة. وعنه: شعبة، والسفيانان، والليث، والأوزاعي، وعبد الوارث،
وابن علية، وروح ابن القاسم، والعطاف بن خالد، ومالك، وخلق.
قال سفيان بن عيينة: كان مفتياً فقيهاً.
وقال ابن المديني: له نحو من أربعين حديثاً.
وقال غيره: توفي سنة ثلاث وثلاثين ومائة رحمه الله.
وقال أحمد، ويحيى، وأبو زرعة، والنسائي: ثقة.
وقال أبو حاتم: صالح الحديث.
قال الدارقطني: هو ابن عم إسماعيل بن أمية مكيان ثقتان.
25 -
د ت ن:
أيوب بن أبي مسكين أبو العلاء القصاب الفقيه
، مفتي أهل واسط وعالمهم في زمانه.
روى عن: سعيد المقبري، وقتادة، وابن شبرمة، وغيرهم. وعنه: هشيم، وإسحاق الأزرق، ويزيد بن هارون.
قال أبو حاتم: لا بأس به.
وقال غيره: صالح الحديث.
قلت: أرخه يزيد أنه مات في سنة أربعين ومائة.
26 -
د:
باب بن عمير الحنفي الشامي
.
عن: نافع مولى ابن عمر، ورجل آخر مدني. وعنه: يحيى بن أبي كثير، وهو أكبر، والأوزاعي، وحرب بن شداد.
له حديث واحد في سنن أبي داود، وهو مستور، 50
27 -
بديل بن ميسرة العقيلي البصري
.
في وفاته اختلاف، وقد مر، وقيل: بقي إلى سنة إحدى وثلاثين ومائة.
28 -
ن:
برد بن أبي زياد أخو يزيد
، الكوفي.
قليل الحديث، له عن: أبي الطفيل عامر، وشرحبيل بن سعد، والمسيب بن رافع. وعنه: الثوري، وعبثر بن القاسم، وجرير بن عبد الحميد، وآخرون.
وثقه النسائي.
29 – 4:
برد بن سنان
، أبو العلاء الدمشقي، نزيل البصرة.
من جلة العلماء، له عن: واثلة بن الأسقع، وعبادة بن نسي، ومكحول، وعطاء، وعمرو بن شعيب، وغيرهم. وعنه: السفيانان، والحمادان، وإسماعيل ابن علية، وعلي بن عاصم، وآخرون.
وثقه النسائي، وغيره.
قال يزيد بن زريع: ما قدم علينا شامي خير من برد.
وقال ابن معين: هرب برد من مروان الحمار إلى البصرة.
قيل: توفي سنة خمس وثلاثين ومائة، رحمه الله.
30 -
بشر بن حميد المزني المدني
.
عن: عروة، وأبي قلابة، وعمر بن عبد العزيز. وعنه: ابنه محمد، وأبو بكر بن أبي سبرة، وسليمان بن بلال، وغيرهم، ولم أر أحداً ضعفه.
31 -
ق:
بكر بن زرعة الخولاني الشامي
.
عن: أبي عنبة الخولاني، ومسلم بن عبد الله الأزدي. وعنه: الجراح بن مليح البهراني، وإسماعيل بن عياش.
صويلح الحديث مقل.
32 -
سوى ق:
بكر بن عمرو المعافري الزاهد إمام جامع مصر
.
وكان ذا عبادة وفضل وجلالة، روى عن: أبي عبد الرحمن الحبلي، وعكرمة، ومشرح بن هاعان. وعنه: حيوة بن شريح، ويحيى بن أيوب، وابن لهيعة، وغيرهم.
وكان أحد الأثبات.
33 -
م 4:
بكر بن وائل بن داود التيمي الكوفي
.
عن: نافع، والزهري، وأبي الزبير. وعنه أبوه، وشبعة، وهمام، وسفيان بن عيينة.
قال النسائي: ليس به بأس.
قلت: مات قبل أبيه، وله عنه أحاديث.
34 -
ع:
بيان بن بشر الأحمسي أبو بشر الكوفي المؤدب
، أحد الأثبات.
له عن: أنس، وقيس بن أبي حازم، وطارق بن شهاب، والشعبي، وطائفة. وعنه: زائدة، وابن عيينة، وابن فضيل، وعبيدة بن حميد، وعلي بن عاصم، وطائفة.
له نحو من سبعين حديثاً.
35 -
خ م د ن:
توبة العنبري مولاهم أبو المورع البصري
، أصله من سجستان، وهو جد العباس بن عبد العظيم.
روى عن: أنس، وأبي العالية، ومورق العجلي، والشعبي، وجماعة. وعنه: سفيان، وشعبة ومطيع بن راشد.
وثقه أبو حاتم.
له نحو من ثلاثين حديثاً.
قال توبة العنبري: أرسلني صالح بن عبد الرحمن إلى سليمان بن عبد الملك فقدمت عليه.
وقال محمد بن سعد: ولاه يوسف بن عمر عمل سابور، ثم ولاه الأهواز، وهو توبة، كان صاحب بداوة فمات بضبع وهو على يومين من البصرة.
مات في سنة إحدى وثلاثين ومائة، وعاش أربعاً وسبعين سنة.
36 -
خ د ن ق:
ثابت بن عجلان بن حفص السلمي الأنصاري
، أبو عبد الله الحمصي.
وقد تغرب، ووقع إلى باب الأبواب، روى عن: أنس، وسعيد بن جبير، وأبي أمامة الباهلي، وإبراهيم النخعي، وطائفة. وعنه: إسماعيل بن عياش، وبقية، وعتاب بن بشير، ومحمد بن حمير، وسويد بن عبد العزيز، وآخرون.
قال أبو حاتم: لا بأس به.
37 -
ت:
ثوير بن أبي فاختة أبو الجهم بن سعيد بن علاقة
، مولى أم هانئ بنت أبي طالب.
كوفي ضعيف.
له عن: ابن عمر، وزيد بن أرقم، وابن الزبير، ومجاهد، وجماعة. وعنه: سفيان، وشعبة، وإسرائيل، ومحمد بن عبيد الله العرزمي، وعبيدة، وعلي بن عاصم، وآخرون.
رماه الثوري بالكذب.
وقال يونس بن أبي إسحاق: كان رافضاً.
وقال أبو حاتم: ضعيف.
وقال أبو زرعة: ليس بذاك القوي.
وقال النسائي، وغيره: متروك.
38 -
ن ق:
جرير بن يزيد بن جرير بن عبد الله البجلي
أحد الأشراف.
روى عن: أبيه، وابن عمه أبي زرعة. وعنه: مقاتل بن سليمان، ويونس بن عبيد، وجرير بن عبد الحميد، وبقية، وهشيم، وآخرون.
قال أبو زرعة: شامي منكر الحديث.
وقال غيره: يكتب حديثه، وهو شيخ.
39 -
ع:
جعفر بن ربيعة بن شرحبيل بن حسنة الكندي
، أبو شرحبيل المصري.
ولأبيه ربيعة رؤية، ورأى هو ابن جزء الزبيدي الصحابي.
روى عن: أبي الخير مرثد بن عبد الله، وأبي سلمة، وعراك بن مالك، والأعرج، وجماعة. وعنه: بكر بن مضر، والليث، وابن لهيعة، وآخرون.
وثقه النسائي وغيره.
توفي سنة أربع، وقيل: سنة ثلاث وثلاثين ومائة بمصر.
40 -
خ:
حبيب العجمي ثم البصري أبو محمد الزاهد
أحد الأعلام.
روى عن: الحسن، وشهر بن حوشب، والفرزدق، وغيرهم حكايات. وعنه: حماد بن سلمة، وجعفر بن سليمان، وأبو عوانة الوضاح، وداود الطائي، وصالح المري، ومعتمر بن سليمان، وغيرهم.
أخبرنا إسحاق قال: أخبرنا ابن خليل، قال: حدثنا اللبان، قال: حدثنا الحداد، قال: حدثنا أبو نعيم قال: كان حبيب صاحب الكرامات مجاب الدعوة، كان سبب زهده حضوره مجلس الحسن فوقعت موعظته في قلبه فخرج عما كان يتصرف فيه فتصدق بأربعين ألفاً.
حدثنا محمد بن إبراهيم، قال: حدثنا ابن قتيبة، قال: حدثنا أحمد بن زيد الخزاز، قال: حدثنا ضمرة، قال: حدثنا السري بن يحيى، وغيره عن حبيب أبي محمد أنه أصاب الناس مجاعة فاشترى من أصحاب الدقيق دقيقاً وسويقاً بنسيئة وعهد إلى خرائطه فخيطها، ووضعها تحت فراشه، ثم دعا الله تعالى فجاء الذين اشترى منهم يطلبون حقوقهم، فأخرج تلك الخرائط قد امتلأت، فقال لهم: زنوا فوزنوها فإذا هو يقرب من حقوقهم.
قال يونس بن محمد المؤدب: سمعت مشيخة يقولون: كان الحسن يجلس يذكر في كل يوم وكان حبيب أبو محمد يقعد في مجلسه الذي يأتيه فيه أهل الدنيا والتجار، وهو غافل عما فيه الحسن لا يلتفت إلى شيء من مقالته إلى أن التفت يوماً، فقال: أين يبرهمي درايد درايد جكونه، فقيل: والله يا أبا محمد يذكر الجنة ويذكر النار ويرغب في الآخرة ويزهد في الدنيا، فوقر ذلك في قلبه، فقال بالفارسية: اذهبوا بنا إليه فأتاه فقال جلساء الحسن: هذا حبيب أبو محمد قد أقبل إليك فعظه، فأقبل إليه فوقف
عليه، فقال: أين همي كوئي بركوئي، فقال الحسن: أيش يقول؟ قيل يقول: هذا الذي تقول تقول أيش تقول؟ فأقبل عليه الحسن فذكره الجنة وخوفه النار ورغبه في الخير، فقال: أين كوئي. قال الحسن: أنا ضامن لك على الله ذلك، فانصرف من عنده فلم يزل في إنفاق أمواله حتى لم يبق على شيء، ثم جعل بعد يستقرض على الله.
وقال أحمد بن أبي الحواري: قال أبو سليمان الداراني لنا: كان حبيب أبو محمد يأخذ متاعاً من التجار يتصدق به، فأخذ مرة فلم يجد ما يعطيهم فقال: يا رب، كأنه قال: إني منكسر وجهي عندهم، فدخل فإذا هو بجوالق من شعر كأنه نصب من أرض البيت إلى قريب من السقف مليء دراهم، فقال: يا رب ليس أريد هذا فأخذ حاجته وترك البقية.
وقال: حدثنا سيار، قال: حدثنا جعفر بن سليمان قال: كنا ننصرف من مجلس ثابت البناني فنأتي حبيباً أبا محمد فيحث على الصدقة فإذا وقعت قام فتعلق بقرن معلق في بيته، ثم يقول:
ها قد تغديت وطابت نفسي فليس في الحي غلام مثلي إلا غلام قد تغذى قبلي
سبحانك وحنانيك، خلقت فسويت، وقدرت فهديت، وأعطيت فأغنيت، وأقنيت وعفوت وعافيت، فلك الحمد على ما أعطيت، حمداً كثيراً طيباً مباركاً فيه، حمداً لا ينقطع أولاه، ولا ينفد أخراه، حمداً أنت منتهاه، فتكون الجنة عقباه.
وقال عبد الرحمن بن واقد، وهارون بن معروف: حدثنا ضمرة، قال: حدثنا السري بن يحيى قال: كان حبيب يرى بالبصرة يوم التروية ويوم عرفة بعرفة.
قال سليمان التيمي: ما رأيت أصدق يقيناً من حبيب أبي محمد.
وقال حبيب: حدثنا بكر المزني قال: كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يتبادحون بالبطيخ، فإذا كانت الحقائق كانوا هم الرجال.
41 -
حبيب بن أبي حبيب الدمشقي
.
عن: عبد الرحمن بن القاسم بن محمد، وغيره. وعنه: ولده محمد بن حبيب، ومحمد بن راشد المكحولي، وحميد بن زياد.
قال ابن عدي: أرجو أنه لا بأس به.
42 -
سوى ت:
حجاج بن حجاج الباهلي البصري الأحول
.
عن: أنس بن سيرين، والفرزدق، وقتادة، وأبي الزبير المكي، وجماعة. وعنه: محمد بن جحادة، وإبراهيم بن طهمان راويته، ويزيد بن زريع، وغيرهم.
وثقه أبو حاتم، وكان من الحفاظ أصحاب قتادة.
مات قبل أن يشيخ بالبصرة سنة إحدى وثلاثين ومائة.
43 -
د ن:
حجاج بن فرافصة الباهلي البصري العابد
.
عن: عطاء بن أبي رباح، وابن سيرين، وأبي عمران الجوني، ويحيى بن أبي كثير، ومحمد بن الوليد الزبيدي، وهو من أقرانه، وجماعة. وعنه: الثوري، وإبراهيم بن طهمان، وابن شوذب، وعلي بن بكار المصيصي، ومعتمر بن سليمان، وآخرون.
قال أبو زرعة: ليس بالقوي.
وقال أبو حاتم: شيخ صالح متعبد.
وقال ضمرة، عن ابن شوذب: رأيت حجاج بن فرافصة واقفاً بالسوق عند أصحاب الفاكهة، فقلت: ما تصنع؟ قال: أنظر إلى هذه المقطوعة الممنوعة.
44 -
ن:
الحر بن مسكين
، أبو مسكين الأودي الكوفي.
عن: إبراهيم النخعي، وسعيد بن جبير، وهذيل بن شرحبيل. وعنه: زائدة، وإسرائيل، وعبيدة بن حميد، وغيرهم.
وهو حسن الحديث لم يضعفه أحد.
45 -
حسان بن عتاهية بن عبد الرحمن بن حسان التجيبي
، أمير مصر لهشام بن عبد الملك، ثم لمروان الحمار.
وكان فقيها قد جالس عطاء، وغيره، قتله صالح بن علي مع شعبة بن عثمان في سنة ثلاث وثلاثين ومائة.
46 -
د ن:
الحسن بن الحر النخعي
، ويقال: الجعفي الكوفي، نزيل دمشق.
روى عن: أبي الطفيل عامر بن واثلة، والشعبي، وعبدة بن أبي لبابة خاله، والقاسم بن مخيمرة، وغيرهم. وعنه: ابن أخيه حسين الجعفي، وزهير بن معاوية، وحميد بن عبد الرحمن الرؤاسي، وغيرهم.
وثقه ابن معين، وغيره.
وقال أحمد بن عبد الله العجلي: حدثني أبي قال: هاجت فتنة بالكوفة، فعمل الحسن بن الحر طعاماً كثيراً ودعا قراء أهل الكوفة فكتبوا كتاباً يأمرون فيه بالكف وينهون عن الفتنة، فتكلم هو بثلاث كلمات
فاستغنوا بهن عن قراءة الكتاب، فقال: رحم الله امرأً ملك لسانه، وكف يده، وعالج ما في صدره، تفرقوا فإنه كان يكره طول المجلس.
ابن المديني: حدثنا سفيان، قال: حدثني زهير بن معاوية، قال: استقرض أبي من الحسن بن الحر ألف درهم، ثم وجه بها إليه فأبى أن يأخذها وقال: لم أقرضكها لأرتجعها اشتر لزهير سكراً.
وقال حسين الجعفي: كان الحسن بن الحر يجلس على بابه، فإذا مر به البائع يبيع الملح أو الشيء اليسير لعل الرجل يكون رأس ماله درهمين فيدعوه فيقول: كم رأس مالك؟ وكم عيالك؟ فيخبره فيقول: درهم أو درهمين، فيقول: إن أعطاك إنسان خمسة دراهم تأكلها؟ فيقول: لا، فيعطيه خمسة دراهم، فيقول: هذه اجعلها رأس مالك، ويعطيه خمسة أخرى، فيقول: اشتر لأهلك دقيقاً وتمراً، ويعطيه خمسة أخرى، فيقول: اشتر بها قطناً للأهل ومرهم فليغزلوا.
وقال ابن أبي غنية: حدثنا محرز بن حريث قال: كتب الحسن بن الحر إلى عمر بن عبد العزيز: إني كنت أقسم زكاتي في إخواني فلما وليت رأيت أن أستأمرك، فكتب إليه: أما بعد، فابعث إلينا بزكاة مالك وسم لنا إخوانك نغنهم عنك، والسلام عليك.
قال العجلي: كان تاجراً كثير المال سخياً متعبداً في عداد الشيوخ.
قال أبو أسامة: قال لنا الأوزاعي: ما قدم علينا من العراق مثل الحسن بن الحر، وعبدة بن أبي لبابة، وكانا شريكين.
قال أبو عبد الله الحاكم: الحسن بن الحر بن الحكم ثقة مأمون، وقد ينسب إلى جده.
وقال ابن سعد: هو مولى لبني الصيداء من بني أسد بن خزيمة،
مات بمكة سنة ثلاث وثلاثين ومائة.
47 -
م 4:
الحسن بن عبيد الله بن عروة النخعي أبو عروة الكوفي
.
عن: أبي وائل، وأبي عمرو الشيباني، وزيد بن وهب، وإبراهيم النخعي. وعنه: السفيانان، وجرير، وحفص بن غياث، وابن إدريس.
وثقه النسائي.
وله نحو من عشرين ثلاثين حديثاً.
توفي سنة تسع وثلاثين ومائة.
48 -
د:
الحسن بن عمران العسقلاني
.
عن: سعيد بن عبد الرحمن بن أبزى، ومكحول، وعمر بن عبد العزيز، وغيرهم. قرأ القرآن على عطية بن قيس، روى عنه: شعبة، وسويد بن عبد العزيز، وغيرهما.
قال أبو حاتم: شيخ.
49 -
ت ق:
حسين بن قيس أبو علي الرحبي الواسطي
، لقبه حنش.
عن: عكرمة، وعطاء، وغيرهما. وعنه: سليمان التيمي مع تقدمه، وخالد بن عبد الله، وعبد الحكيم بن منصور، وعلي بن عاصم، وعدة.
قال أبو حاتم، وغيره: ضعيف.
وقال النسائي: متروك.
50 -
د:
الحسين بن ميمون الخندفي
.
عن: عبد الرحمن بن أبي ليلى، وأبي الجنوب الأسدي، وعبد الله بن عبد الله قاضي الري. وعنه: عبد الرحمن ابن الغسيل، وهاشم بن البريد، وغيرهما.
قال أبو حاتم: ليس بقوي، يكتب حديثه.
51 -
ع:
حصين بن عبد الرحمن السلمي أبو الهذيل الكوفي
، ابن عم منصور بن المعتمر.
روى عن: جابر بن سمرة، وعمارة بن رويبة الصحابيين، وزيد بن وهب، وابن أبي ليلى، وأبي وائل، وأبي ظبيان، وسعيد بن جبير، وعمرو بن ميمون الأودي، وطائفة سواهم. وعنه: شعبة، وأبو عوانة، وفضيل بن عياض، وهشيم، وعباد بن العوام، وعبثر بن القاسم، وزياد البكائي، وآخرون كثيرون آخرهم موتاً علي بن عاصم.
وكان ثقة حافظاً عالي السند، عاش ثلاثاً وتسعين سنة.
توفي سنة ست وثلاثين ومائة.
52 -
حفص بن سليمان
، أبو سلمة الخلال السبيعي، مولاهم، الكوفي.
وزير السفاح، وهو أول من وقع عليه اسم الوزارة في دولة بني
العباس، وكان أديباً عالي الهمة عالماً بالسياسة والتدبير، وكان السفاح يأنس به لحسن مفاكهته، وكان من مياسير الصيارفة بالكوفة، فأنفق أمواله في إقامة دولة بني العباس، وسار بنفسه إلى خراسان في هذا المعنى، وكان أبو مسلم الخراساني تابعاً له، وقد توهموا من أبي سلمة الخلال عند إقامة السفاح ميلاً إلى آل علي رضي الله عنه، فلما بويع السفاح واستوزره بقي في النفوس ما فيها.
ويقال: إن أبا مسلم حسن للسفاح قتله فلم يفعل، وقال: هذا رجل بذل أمواله في إقامة دولتنا، وقد صدرت منه هفوة فنغفرها، فلما رأى أبو مسلم امتناع السفاح جهز من قتل أبا سلمة غيلة فأصبح الناس يقولون: قتلته الخوارج، وكان قتله لأربعة أشهر من خلافة السفاح وما كره السفاح ذلك.
وكان يقال له: وزير آل محمد، وفيه يقول الشاعر:
إن الوزير وزير آل محمد أودى فمن يشناك صار وزيرا وأرى المساءة قد تسر وربما كان السرور بما كرهت جديراً
53 -
ت ق:
الحكم بن عبد الله النصري
.
عن: عبد الرحمن بن أبي ليلى، والحسن، وجماعة. وعنه: ابن عيينة، وخلاد بن مسلم، ومعاوية بن سلمة.
54 -
الحكم بن عبد الله بن سعد الأيلي
، مولى بني أمية.
عن: علي بن الحسين، والقاسم، والزهري. وعنه: الليث، ويحيى بن حمزة، وأيوب بن سويد، وغيرهم.
قال الدارقطني، وغيره: متروك.
• - الحكم بن عبد الله أبو سلمة العاملي.
من طبقة هشيم، يذكر هناك.
55 -
ق:
حمران بن أعين الكوفي المقرئ
.
قرأ على أبي الأسود ظالم الديلي، وعلى عبيد بن نضيلة، وأبي جعفر محمد بن علي الهاشمي، وسمع أبا الطفيل عامر بن واثلة، وغيره، قرأ عليه حمزة الزيات، وحدث عنه: حمزة، وإسرائيل، وسفيان الثوري، وغيرهم.
قال أبو حاتم: شيخ.
وقال ابن معين: ليس بشيء.
وقال غيره: كان شيعياً جلداً.
56 -
ع:
حميد بن قيس أبو صفوان المكي الأعرج المقرئ
.
قرأ على مجاهد ختمات، وتصدر للإقراء، وحدث عن: مجاهد، وعطاء، والزهري، وغيرهم.
قال الداني: روى عنه القراءة عرضاً أبو عمرو بن العلاء، وسفيان بن عيينة، وجنيد بن عمرو، وعبد الوارث الثوري. ولم يكن بمكة بعد ابن كثير أحد أقرأ منه.
حدث عنه: مالك، ومعمر، وابن عيينة، وطائفة.
وثقه أبو داود، وغيره، وهو قليل الحديث.
قال ابن عيينة: كان حميد بن قيس أفرض أهل مكة وأحسبهم، وكانوا لا يجتمعون إلا على قراءته.
وروي أنه ختم القرآن ليلة بالحرم فحضر عنده عطاء.
قال خليفة: توفي في خلافة مروان بن محمد.
وقال ابن سعد: مات في خلافة السفاح.
وقيل توفي سنة ثلاثين ومائة.
57 -
الحوثرة بن سهيل
، أبو المثنى الباهلي الأمير.
ولي الديار المصرية لمروان، وكان رجل سوء، سفاكاً للدماء، ظلوماً، قتل بظاهر واسط مع ابن هبيرة.
58 -
خالد بن أبي خلدة الحنفي الكوفي الأعور
.
عن: إبراهيم النخعي، والشعبي. وعنه: الثوري، وابن عيينة، ومروان بن معاوية.
وهو مقل.
59 -
م 4:
خالد بن سلمة بن العاص بن هشام بن المغيرة المخزومي الكوفي الفأفاء
، أحد الأشراف.
عن: الشعبي، وعبد الله البهي، وسعيد بن المسيب، وموسى بن طلحة، وأبي بردة بن أبي موسى، وجماعة. وعنه: شعبة، وزكريا بن أبي زائدة، والسفيانان، وهشيم، وولداه عكرمة ومحمد ابنا خالد.
وهو قليل الحديث المسند يكون له عشرة أحاديث.
وثقه غير واحد.
وهو ابن عم عكرمة بن خالد المخزومي المكي.
قال ابن سعد: يقولون إن أبا جعفر قطع لسانه، ثم قتله، يعني: لما افتتح واسطًا.
وروى محمد بن حميد الرازي عن جرير قال: كان خالد بن سلمة رأساً في المرجئة، وكان يبغض علياً.
قلت: وكان ممن قام وقعد في قتال بني العباس لما ظهروا، وقد ذكره ابن المديني يوماً، فقال: قتل مظلوماً.
وقال يزيد بن هارون: دخلت المسودة واسطاً فنادى مناديهم: الناس آمنون إلا العوام بن حوشب، وعمرو بن ذر، وخالد بن سلمة، فأما خالد فقتل، وأما العوام فهرب، وكان يحرض على قتالهم، وكان عمر بن ذر يقص بهم ويحرض بواسط.
وقال خليفة: حدثني محمد بن معاوية، عن بيهس بن حبيب قال: في سابع عشر ذي القعدة بعث أبو جعفر خازم بن خزيمة وطلب خالد بن سلمة فلم يقدر عليه، فنادى مناديهم: خالد بن سلمة آمن، فخرج فقتلوه غدراً.
60 -
ق:
خالد بن كثير الهمداني الكوفي
.
عن: عطاء بن أبي رباح، وأبي إسحاق، ويونس بن عبيد، وغيرهم. وعنه: يزيد بن أبي حبيب مع تقدمه، ومحمد بن إسحاق، وزافر بن سليمان، وإبراهيم بن طهمان.
وهو صدوق له حديث في الأشربة من سنن ابن ماجه.
61 -
ع:
خالد بن يزيد أبو عبد الرحيم الإسكندراني المصري الفقيه
.
عن: عطاء، وسعيد بن أبي هلال، والزهري، وأبي الزبير، وغيرهم. وعنه: الليث بن سعد رفيقه، وبكر بن مضر، والمفضل بن فضالة، وآخرون.
وثقه النسائي.
وقال يحيى بن أيوب: كان أفقه جندنا.
وقال غيره: مات في سنة تسع وثلاثين ومائة كهلاً، رحمه الله.
62 -
ن:
خالد بن زيد الشامي
.
عن: العرباض بن سارية، وشرحبيل بن السمط مرسلاً، وعن قزعة بن يحيى، وأبي بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام. وعنه: سفيان بن حسين، ومعتمر بن سليمان التيمي.
قال أبو حاتم الرازي: ما به بأس.
63 -
4:
خصيف بن عبد الرحمن الجزري الحراني الفقيه أبو عون الخضرمي
، بخاء معجمة مكسورة، من موالي بني أمية.
رأى أنساً، وسمع: سعيد بن جبير، ومجاهداً، وعكرمة، وطبقتهم. وعنه: السفيانان، وشريك وعتاب بن بشير، وابن فضيل، ومروان بن شجاع، ومعمر بن أبي سليمان، ومحمد بن سلمة، وآخرون.
قال النسائي: صالح.
وقال ابن معين: ثقة.
وقال أحمد بن حنبل: ليس بحجة.
وقال أبو حاتم: سيئ الحفظ.
وروى عتاب عن خصيف: قال لي مجاهد: يا أبا عون أنا أحبك في الله.
قال أبو زرعة: خصيف ثقة.
وقال ابن خراش، وغيره: لا بأس به.
وقال أبو فروة الرهاوي: كان خصيف على بيت المال.
وقال محمد بن حميد: سمعت جريراً يقول: كان خصيف متمكناً في الإرجاء.
قال محمد بن المثنى: مات سنة اثنتين وثلاثين ومائة.
وقال النفيلي: مات بالعراق سنة ست وثلاثين.
وقال عتاب بن بشير والبخاري: سنة سبع.
وقال أبو عبيد وخليفة: سنة ثمان وثلاثين ومائة.
قال ابن أبي نجيح: كان امرءاً صالحاً من صالحي الناس.
64 -
د ن:
خلاد بن عبد الرحمن بن جندة الصنعاني
.
عن: سعيد بن المسيب، وسعيد بن جبير، وشقيق بن ثور. وعنه: معمر، والقاسم بن فياض.
وثقه أبو زرعة الرازي، وأثنى معمر على حفظه.
65 -
م ن:
خير بن نعيم الحضرمي قاضي مصر
، ثم قاضي برقة.
عن: عطاء بن أبي رباح، وأبي الزبير، وعبد الله بن هبيرة السبئي. وعنه: عمرو بن الحارث، والليث، وضمام بن إسماعيل، وابن لهيعة.
قال يزيد بن أبي حبيب: ما أدركت في قضاة مصر أفقه منه.
قلت: يزيد أكبر منه وأعلم.
قيل: توفي سنة سبع وثلاثين ومائة.
66 -
ع:
داود بن الحصين أبو سليمان الأموي
، مولاهم، المدني.
روى عن: أبيه، والأعرج، وعكرمة، وأبي سفيان مولى ابن أبي أحمد، وغيرهم. وعنه: مالك، وابن إسحاق، وجماعة.
وهو صدوق له غرائب تنكر عليه، وثقه ابن معين، وغيره مطلقاً.
وقال ابن المديني: ما روى عن عكرمة فمنكر.
وقال أبو حاتم الرازي: لولا أن مالكاً روى عنه لترك حديثه.
وقال سفيان بن عيينة: كنا نتقي حديثه.
وقال أبو زرعة الرازي: لين الحديث.
وقال غيره: كان قدرياً.
أخبرنا سليمان بن قدامة، قال: أخبرنا محمد بن عبد الواحد، قال: أخبرنا عبد الله بن أحمد ومبارك بن المعطوش أن هبة الله بن محمد أخبرهم، قال: أخبرنا الحسن، قال: أخبرنا أحمد بن جعفر، قال: حدثنا عبد الله بن أحمد، قال: حدثني أبي، قال: حدثنا سعد بن إبراهيم، قال: حدثنا أبي عن ابن إسحاق، قال: حدثني داود بن الحصين، عن عكرمة، عن ابن عباس قال: طلق ركانة بن عبد يزيد أخو المطلب امرأته ثلاثاً في مجلس واحد، فحزن عليها حزناً شديداً، فسأله رسول الله صلى الله عليه وسلم: كيف طلقتها قال: طلقتها ثلاثاً، قال: فقال: في مجلس واحد؟ قال: نعم، قال: فإنما تلك واحدة، فراجعها إن شئت، قال: فراجعها.
فكان ابن عباس يرى إنما الطلاق عند كل طهر، وهذا من غرائب الأفراد.
قال مصعب الزبيري: كان داود فصيحاً عالماً ويتهم برأي الخوارج، وعنده مات عكرمة مولى ابن عباس.
67 -
داود بن سليك السعدي
.
عن أبي سهل، عن ابن عمر، وعن أبي غالب، عن أبي أمامة. وعنه: بكر بن خنيس، ومحلم بن عيسى، وجرير بن عبد الحميد.
وكان إمام مسجد مغيرة بن مقسم بالكوفة.
68 -
د ق:
داود بن صالح بن دينار التمار الأنصاري
، مولاهم، المدني.
عن أمه عائشة، وعن: أبي أمامة بن سهل، وأبي سلمة بن عبد الرحمن، والقاسم بن محمد. وعنه: هشام بن عروة، وهو من أقرانه، وابن جريج، وعبد العزيز الدراوردي، وآخرون.
قال أحمد: لا أعلم به بأساً.
69 -
م د ت:
داود بن عامر بن سعد بن أبي وقاص الزهري المدني
.
عن أبيه. وعنه: يزيد بن أبي حبيب، ويزيد بن عبد الله بن قسيط، ومحمد بن إسحاق.
وهو مقل، أظنه مات شاباً، وهو ثقة.
70 -
ت:
داود بن علي بن عبد الله بن عباس
، الأمير أبو سليمان الهاشمي العباسي، عم المنصور والسفاح.
ولي إمرة الحجاز، وغيرها للسفاح. وحدث عن أبيه عن جده. وعنه: الثوري، والأوزاعي، وشريك، وسعيد بن عبد العزيز، وقيس بن الربيع، وغيرهم.
قال عثمان بن سعيد: سألت ابن معين عنه، فقال: شيخ هاشمي، قلت: كيف حديثه؟ قال: أرجو أنه ليس يكذب إنما يحدث بحديث واحد.
قلت: يعني حديث آدم بن أبي إياس، وعاصم بن علي، عن قيس، عن ابن أبي ليلى، عن داود بن علي، عن أبيه، عن ابن عباس، الحديث الطويل في الدعاء. تفرد به ابن أبي ليلى عنه وليس بذاك، وقيس وهو ضعيف، لكنهما لا يحتملان هذا المتن المنكر، فالله أعلم.
وفي الخلفاء وآبائهم وأهلهم قوم أعرض أهل الجرح والتعديل عن كشف حالهم خوفاً من السيف والضرب، وما زال هذا في كل دولة قائمة يصف المؤرخ محاسنها ويغضي عن مساوئها، هذا إذا كان المحدث ذا دين وخير، فإن كان مداحاً مداهناً لم يلتفت إلى الورع بل ربما أخرج مساوئ الكبير وهناته في هيئة المدح والمكارم والعظمة فلا قوة إلا بالله. وكان داود هذا من جبابرة الأمراء له هيبة ورواء، وعنده أدب وفصاحة، وقيل: كان قدرياً.
قال أبو قلابة الرقاشي: عن جارود بن أبي الجارود السلمي: حدثني محمد بن أبي رزين الخزاعي، قال: سمعت داود بن علي حين بويع ابن أخيه السفاح فأسند داود ظهره إلى الكعبة، فقال: شكراً شكراً، إنا والله ما خرجنا لنحتفر نهراً ولا نبني قصراً، أظن عدو الله أن لن نقدر عليه، أمهل له في طغيانه وأرخى له في زمامه حتى عثر في فضل خطامه، والآن أخذ
القوس باريها، وعاد الملك إلى نصابه في أهل بيت نبيكم أهل الرأفة والرحمة، والله إن كنا لنسهر لكم ونحن على فرشنا أمن الأسود والأبيض ذمة الله ورسوله وذمة العباس، ها ورب هذه البنية لا نهيج أحداً، ثم نزل.
قال خليفة: أقام داود الحج سنة اثنتين وثلاثين ومائة، ثم مات سنة ثلاث في ربيع الأول.
وقال ابن سعد: لما ظهر السفاح صعد ليخطب فحصر ولم يتكلم، فوثب عمه داود بين يدي المنبر، فخطب وذكر أمرهم وخروجهم ومنى الناس، ووعدهم العدل فتفرقوا عن خطبته.
ويقال: مولده سنة إحدى وثمانين.
71 -
د:
داود بن عمرو الأودي الشامي
عامل مدينة واسط.
عن: عبد الله بن أبي زكريا، وأبي سلام الأسود، ومكحول، وبسر بن عبيد الله. وعنه: هشيم، ومحمد بن يزيد، وخالد بن عبد الله الواسطيون، وغيرهم.
وثقه ابن معين.
وقال أبو زرعة: لا بأس به.
72 -
م 4 خت:
داود بن أبي هند أبو محمد بن دينار بن عذافر البصري
.
من الموالي، أصله من خراسان، وكان من الأئمة الأعلام، ويقال: اسم أبيه طهمان، ويقال: ولاؤه لبني قشير، ويقال: كنيته أبو بكر.
روى عن: سعيد بن المسيب (م)، وأبي العالية (م ق)، وأبي منيب
الجرشي، والشعبي (م 4)، وأبي عثمان النهدي (م ن)، ومكحول، ومحمد بن سيرين (م)، وجماعة، ورأى أنس بن مالك.
وعنه: شعبة، وسفيان، وحماد بن سلمة، وهشيم، وابن علية، ويحيى القطان، ويزيد بن هارون، وبشر بن المفضل، وخلق، سمع منه يزيد بن هارون تسعة وتسعين حديثاً.
وعن سعيد بن عامر الضبعي قال: قال داود بن أبي هند: أتيت الشام فلقيني غيلان فقال: إني أريد أن أسألك عن مسائل، قلت: سلني عن خمسين مسألة وأسألك عن مسألتين، قال: سل يا داود، قلت: أخبرني عن أفضل ما أعطي ابن آدم، قال: العقل، قلت: فأخبرني عن العقل ما هو، شيء مباح للناس من شاء أخذه ومن شاء تركه، أو هو مقسوم؟ قال: فمضى ولم يجبني.
ذكر كنيته النسائي. وقال النسائي، وابن معين، وغيرهما: ثقة.
وقال حماد بن زيد: ما رأيت أحداً أفقه من داود.
وعن ابن عيينة قال: عجباً لأهل البصرة يسألون عثمان البتي، وعندهم داود بن أبي هند.
وقال وهيب: دار الأمر بالبصرة على أربعة: أيوب، ويونس، وابن عون، وسليمان التيمي، فقال قائل: فأين داود بن أبي هند.
وقال ابن عيينة، عن ابن جريج قال: ما رأيت مثل داود بن أبي هند، إن كان ليفرع العلم فرعاً.
وقال عبد الله بن أحمد: سألت أبي عن داود بن أبي هند، فقال: مثل داود يسأل عنه، ثقة ثقة.
وقال أحمد العجلي: كان صالحاً ثقة خياطاً.
وقال يزيد بن زريع: كان داود مفتي أهل البصرة.
وقال محمد بن أبي عدي: أقبل علينا داود بن أبي هند فقال: يا فتيان أخبركم لعل بعضكم أن ينتفع به: كنت وأنا غلام أختلف إلى السوق فإذا انقلبت إلى البيت جعلت على نفسي أن أذكر الله إلى مكان كذا وكذا، فإذا بلغت ذلك المكان جعلت على نفسي أن أذكر الله إلى مكان كذا وكذا، حتى آتي المنزل.
وقال الفلاس: سمعت ابن أبي عدي يقول: صام داود بن أبي هند أربعين سنة لا يعلم به أهله، كان خزازاً يحمل معه غداءه فيتصدق به في الطريق ويرجع عشاء، فيفطر معهم.
وقال علي ابن المديني: حدثنا سفيان، قال: سمعت داود بن أبي هند يقول: أصابني الطاعون فأغمي علي، فكأن اثنين أتياني فغمز أحدهما عكوة لساني وغمز الآخر أخمص قدمي، فقال: أي شيء تجد قال: أجد تسبيحاً وتكبيراً وشيئاً من خطو إلى المسجد وشيئاً من قراءة القرآن، قال: ولم أكن أخذت القرآن حينئذ قال: فكنت أذهب في الحاجة فأقول: لو ذكرت الله حتى آتي حاجتي قال: فعوفيت فأقبلت على القرآن، فتعلمته.
وعن داود قال: اثنتان لو لم يكونا لم ينتفع أهل الدنيا بدنياهم: الموت، والأرض تنشف الندى.
وقال حماد بن سلمة: دخلت على داود بن أبي هند فرأيت ثياب بيته معصفرة.
قال داود: ولدت بمرو.
وقال يزيد بن هارون والقطان وطائفة: مات سنة تسع وثلاثين ومائة.
قال خليفة: مات مصدر الناس من الحج.
وقال ابن المديني، وغيره: مات سنة أربعين ومائة.
73 -
ت ق:
رباح بن عبد الرحمن بن أبي سفيان بن حويطب بن عبد العزى
أبو بكر القرشي العامري قاضي المدينة.
روى عن: جدته ابنة سعيد بن زيد، وأبي هريرة. وعنه أبو ثفال المري، وصدقة رجل لم ينسب.
قال سعيد بن عفير: قتل مع بني أمية يوم نهر أبي فطرس.
74 -
4:
الربيع بن أنس البكري الحنفي البصري
.
نزل مرو هارباً من الحجاج، ثم تحول فسكن ببعض القرى فلما ظهرت دعوة بني العباس تغيب فوقع به عبد الله بن المبارك فسمع منه، وقيل: إنه حبس بمرو مدة.
وعن ابن المبارك قال: أعطيت لمن أدخلني على الربيع بن أنس ستين درهماً.
سمع أنس بن مالك وأبا العالية. وله حديث عن أم سلمة، ولم يدركها، أخرجه أبو داود. روى عنه سليمان التيمي والأعمش وهما من أقرانه، وسفيان الثوري، وأبو جعفر الرازي، وابن المبارك.
قال أبو حاتم: صدوق.
وقال النسائي: ليس به بأس.
وقال ابن سعد: لقي ابن عمر، وجابراً.
وروى أبو جعفر الرازي عن الربيع، قال: اختلفت إلى الحسن عشر سنين.
بقي الربيع إلى سنة ثلاثين ومائة، وروى كثيراً من التفسير والمقاطيع.
75 -
الربيع بن أبي راشد
، الكوفي العابد أخو جامع.
كان قانتا خاشعاً ذاكراً للآخرة، فعن عمر بن ذر قال: كان كأنه مخمور من غير شراب.
قلت: ما روى هذا شيئاً.
76 -
ع:
ربيعة الرأي
، هو أبو عثمان ربيعة بن أبي عبد الرحمن فروخ التيمي الفقيه العلم، مولى آل المنكدر، مفتي أهل المدينة وشيخهم.
روى عن: أنس، والسائب بن يزيد، وحنظلة بن قيس الزرقي، وسعيد بن المسيب، والقاسم بن محمد، وطائفة. وعنه: الأوزاعي، وسفيان الثوري، ومالك، وسليمان بن بلال، وإسماعيل بن جعفر، وفليح بن سليمان، وعبد العزيز الدراوردي، وابن عيينة، وأبو بكر بن عياش، وشعبة، وعمرو بن الحارث، وأبو ضمرة، وآخرون.
قال مصعب بن عبد الله: كان ربيعة صاحب الفتيا بالمدينة، وكان يجلس إليه وجوه الناس ويحضر مجلسه أربعون معتماً، وعليه تفقه مالك.
وقال ابن سعد: كان ربيعة ثقة وكانوا يتقونه للرأي.
وقال أبو بكر الخطيب: كان ربيعة حافظاً للفقه والحديث، أقدمه السفاح الأنبار ليوليه القضاء.
قال أحمد بن مروان الدينوري صاحب المجالسة وقد تكلم فيه: حدثنا يحيى بن أبي طالب، قال: حدثنا عبد الوهاب بن عطاء، قال: حدثني
مشيخة أهل المدينة أن فروخاً والد ربيعة خرج في البعوث إلى خراسان أيام بني أمية غازياً وربيعة حمل، فخلف عند الزوجة ثلاثين ألف دينار، ثم قدم المدينة بعد سبع وعشرين سنة، فنزل عن فرسه، ثم دفع الباب برمحه، فخرج ربيعة، فقال: يا عدو الله أتهجم على منزلي! وقال فروخ: يا عدو الله أنت رجل دخلت على حرمتي، فتواثبا واجتمع الجيران وجعل ربيعة يقول: لا والله لا فارقتك إلى السلطان، وجعل فروخ يقول كذلك، وكثر الضجيج فلما بصروا بمالك سكت الناس كلهم، فقال مالك: أيها الشيخ لك سعة في غير هذه الدار، فقال: هي داري وأنا فروخ مولى بني فلان، فسمعت امرأته كلامه فخرجت وقالت: هذا زوجي وقالت له: هذا ابنك الذي خلفته وأنا حامل، فاعتنقا جميعاً وبكيا ودخل فروخ المنزل، وقال: هذا ابني؟ قالت: نعم، قال: فأخرجي المال وهذه أربعة آلاف دينار معي، قالت: إني قد دفنته وسأخرجه. وخرج ربيعة إلى المسجد فجلس في حلقته وأتاه مالك، والحسن بن زيد، وابن أبي علي اللهبي والأشراف فأحدقوا به، فقالت امرأة فروخ: اخرج إلى المسجد فصل فيه، فنظر إلى حلقة وافرة، فأتى فوقف ففرجوا له قليلاً ونكس ربيعة يوهم أنه لم يره، وعليه طويلة فشك فيه أبو عبد الرحمن، فقال: من هذا؟ قالوا: هذا ربيعة، فرجع وقال لوالدته: لقد رأيت ولدك في حالة ما رأيت أحداً من أهل العلم والفقه عليها، قالت: فأيما أحب إليك ثلاثون ألف دينار أو هذا الذي هو فيه من الجاه؟ قال: لا والله إلا هذا، قالت: فإني قد أنفقت المال كله عليه، قال: فوالله ما ضيعته.
قلت: حكاية معجبة لكنها مكذوبة لوجوه: منها أن ربيعة لم يكن له حلقة، وهو ابن سبع وعشرين سنة بل كان ذلك الوقت شيوخ المدينة مثل القاسم، وسالم، وسليمان بن يسار، وغيرهم من الفقهاء السبعة.
الثاني: أنه لما كان ابن سبع وعشرين سنة كان مالك فطيماً أو لم يولد بعد.
الثالث: أن الطويلة لم تكن خرجت للناس وإنما أخرجها المنصور فما أظن ربيعة لبسها وإن كان قد لبسها فيكون في آخر عمره، وهو ابن سبعين سنة لا شاباً.
الرابع: كان يكفيه في السبع والعشرين سنة ألف دينار أو أكثر. ثم قد قال ابن وهب: حدثني عبد الرحمن بن زيد قال: مكث ربيعة دهراً طويلاً يصلي الليل والنهار، ثم نزع عن ذلك إلى أن جالس العلماء فجالس القاسم فنطق بلب وعقل، فكان القاسم إذا سئل عن شيء، قال: سلوا هذا - لربيعة - وصار ربيعة إلى فقه وفضل وعفاف، وما كان بالمدينة رجل أسخى منه.
وقال ابن وهب: حدثني الليث، عن عبيد الله بن عمر قال: كان يحيى بن سعيد يحدثنا فإذا طلع ربيعة قطع يحيى حديثه إجلالاً له وإعظاماً.
وقال ابن بكير: حدثني الليث قال: قال لي يحيى بن سعيد: ما رأيت أفطن من ربيعة، وقال لي عبيد الله بن عمر: ربيعة صاحب معضلاتنا وعالمنا وأفضلنا.
وقال سوار بن عبد الله قاضي البصرة: ما رأيت قط مثل ربيعة، قلت: ولا الحسن؟ فقال: ولا الحسن، ولا ابن سيرين.
وقال ابن القاسم، عن مالك قال: قدم الزهري المدينة فأخذ بيد ربيعة ودخلاً المنزل فما خرجا إلى العصر، وخرج ابن شهاب وهو يقول: ما ظننت أن بالمدينة مثل ربيعة وخرج ربيعة وهو يقول نحو ذلك.
وقال يحيى بن معين: حدثنا عبد الله بن صالح قال: قال: الليث في رسالته إلى مالك: ثم اختلف الذين كانوا بعدهم وحضرناهم بالمدينة، وغيرها ورأسهم في الفتيا يومئذ ابن شهاب وربيعة، فكان من خلاف ربيعة، تجاوز الله عنه، لبعض ما مضى وحضرت وسمعت قولك فيه وقول ذي السن من أهل المدينة يحيى بن سعيد، وعبيد الله بن عمر، وكثير بن فرقد حتى اضطرك ما كرهت من ذلك إلى فراق مجلسه وذاكرتك أنت وعبد العزيز بن عبد الله بعض ما تعيب على ربيعة وكنتما موافقين فيما أنكرت تكرهان منه ما أكره، ومع ذلك بحمد الله عند ربيعة أثر كثير، وعقل أصيل، ولسان بليغ
وفضل مستبين، وطريقة حسنة في الإسلام، ومودة صادقة لإخوانه، فرحمه الله وغفر له وجزاه بأحسن عمله.
قال أحمد بن صالح: حدثنا عنبسة، عن يونس قال: شهدت أبا حنيفة في مجلس ربيعة فكان مجهود أبي حنيفة أن يفهم ما يقول ربيعة.
وروى مطرف بن عبد الله عن ابن أخي يزيد بن هرمز أن رجلاً سأله عن بول الحمار، فقال ابن هرمز: نجس، قال: فإن ربيعة لا يرى به بأساً، قال: لا عليك أن لا تذكر مساوئ ربيعة، فلربما تكلمنا في المسألة نخالفه فيها، ثم نرجع إلى قوله بعد سنة.
قال عبد العزيز الأويسي: قال مالك: لا ينبغي أن نترك العمائم، ولقد اعتممت وما في وجهي شعرة، ولقد رأيت في مجلس ربيعة بضعة وثلاثين معتماً.
قلت: وربيعة مجمع على توثيقه، نص على ذلك أحمد بن حنبل، وغيره.
ابن وهب: حدثني عبد العزيز بن الماجشون قال: لما جئت إلى العراق جاءني أهلها، فقالوا: حدثنا عن ربيعة الرأي، فقال: يا أهل العراق تقولون هذا ولا والله ما رأيت أحوط لسنة منه.
وقال مالك: كان ربيعة أعجل شيء فتيا وأعجل جواباً، وكان يقول: مثل الذي يعجل بالفتيا قبل أن يتثبت كمثل الذي يأخذ شيئاً من الأرض لا يدري ما هو.
وقال محمد بن كثير المصيصي، عن ابن عيينة قال: بكى ربيعة يوماً، فقيل له: ما يبكيك؟ قال: رياء حاضر، وشهوة خفية، والناس عند علمائهم كصبيان في حجور أمهاتهم، إن أمروهم ائتمروا وإن نهوا انتهوا.
وقال ضمرة، عن رجاء بن جميل قال: قال ربيعة: إني رأيت الرأي أهون على من تبعه من الحديث، قال الأويسي: قال مالك: كان ربيعة يقول للزهري: إن حالي ليست تشبه حالك، قال: وكيف؟ قال: أنا أقول برأيي، من شاء أخذه ومن شاء ترك، وأنت تحدث عن النبي صلى الله عليه وسلم فتحفظ.
قال ابن أبي خيثمة: حدثنا الزبير بن بكار، قال: أخبرني مطرف، عن
مالك، قال لي ربيعة: يا مالك إني خارج إلى العراق ولست محدثهم حديثاً ولا مفتيهم عن مسألة، قال مالك: فوفى ما حدثهم ولا أفتاهم.
وقال أنس بن عياض عن ربيعة أنه وقف على قوم نفاة للقدر، فقال ما معناه: إن كنتم صادقين فلما في أيديكم أعظم مما في يدي ربكم إن كان الخير والشر بأيديكم.
قال: وقف غيلان على ربيعة، وقال: أنت الذي تزعم أن الله يحب أن يعصى؟ فقال: ويلك يا غيلان أنت الذي تزعم أن الله يعصى قسراً.
وقال أحمد العجلي: حدثني أبي قال: قيل لربيعة: الرحمن على العرش استوى، كيف استوى؟ فقال: الاستواء منه غير معقول، وعلينا وعليك التسليم.
هذه رواية منقطعة والظاهر سقوط شيء، وإنما المحفوظ عنه بإسنادين أنه أجاب، فقال: الاستواء غير مجهول، والكيف غير معقول، ومن الله الرسالة، وعلى الرسول البلاغ، وعلينا التصديق، ومثله مشهور عن مالك، وغيره.
وصح عن ربيعة قال: العلم وسيلة إلى كل فضيلة.
وقال مالك: قدم ربيعة على أمير المؤمنين فأمر له بجائزة، فأبى أن يقبلها، فأعطاه خمسة آلاف درهم يشتري بها جارية، فأبى أن يقبلها.
وعن ابن وهب أن ربيعة أنفق على إخوانه أربعين ألف دينار، ثم جعل يسأل إخوانه في إخوانه.
وقال عبد المهيمن بن عباس بن سهل: قال ربيعة: المروءة ست خصال: ثلاثة في الحضر: تلاوة القرآن، وعمارة المساجد، واتخاذ الإخوان في الله، وثلاثة في السفر: بذل الزاد، وحسن الخلق، والمزاح في غير معصية.
وقال ابن عيينة: لم يزل أمر الناس معتدلاً مستقيماً حتى ظهر البتي بالبصرة، وربيعة بالمدينة، وآخر بالكوفة، فوجدناهم من أبناء سبايا الأمم، فذكر هشام بن عروة بإسناد لم يضبطه الحميدي، عن سفيان أن النبي صلى الله عليه وسلم
قال: لم يزل أمر بني إسرائيل معتدلاً مستقيماً حتى نشأ فيهم أبناء سبايا الأمم.
قال النسائي: حدثنا أحمد بن يحيى بن وزير، قال: حدثنا الشافعي، قال: حدثنا سفيان قال: كنا إذا رأينا رجلاً من طلبة الحديث يغشى أحد ثلاثة ضحكنا منه؛ لأنهم كانوا لا يتقنون الحديث ولا يحفظونه: ربيعة الرأي، ومحمد بن أبي بكر بن حزم، وجعفر بن محمد.
وقال الحزماني: حدثنا مطرف، عن ابن أخي يزيد بن عبد الله بن هرمز قال: رأيت ربيعة جلد وحلق رأسه ولحيته، فنبتت لحيته مختلفة، شق أطول من الآخر، فقيل له: يا أبا عثمان لو سويته، قال: لا حتى ألقى الله معهم بين يديه.
قال إبراهيم الحزامي: فكان سبب جلده سعاية أبي الزناد، سعى به فولي بعد فلان التيمي، فأرسل إلى أبي الزناد فأدخله بيتاً وطين عليه ليقتله جوعاً، فبلغ ذلك ربيعة فجاء إلى الوالي وأنكر عليه واستطلقه، وقال: سأحاكمه إلى الله.
قال مطرف: سمعت مالكاً يقول: ذهبت حلاوة الفقه منذ مات ربيعة.
وقال مالك: كان ربيعة يتحدث كثيراً ويقول: الساكت بين النائم والأخرس، فوقف عليه أعرابي يوماً وطول، فقال: يا أعرابي ما البلاغة عندكم؟ قال: الإيجاز وإصابة المعنى، قال: فما العي؟ قال: ما أنت فيه، فخجل ربيعة.
قال ابن معين: مات ربيعة بالأنبار في مدينة السفاح، وكان جاء به للقضاء.
قال خليفة، وجماعة: مات سنة ست وثلاثين ومائة، رحمه الله.
77 -
خ م د ت ن:
رقبة بن مصقلة أبو عبد الله العبدي الكوفي
.
عن أنس بن مالك، وعن: عطاء، وطلحة بن مصرف، ونافع مولى ابن عمر، وعون بن أبي جحيفة، وغيرهم. وعنه: رفيقه سليمان التيمي، وجرير بن عبد الحميد، وأبو عوانة، وابن فضيل، وآخرون.
وثقه أحمد بن حنبل، فقال: ثقة مأمون.
وقال أحمد العجلي: كان ثقة مفوهاً يعد من رجالات العرب.
78 -
م 4:
ركين بن الربيع بن عميلة الفزاري أبو الربيع الكوفي
.
عن أبيه، وعن: ابن عمر إن صح، وأبي الطفيل، ونعيم بن حنظلة، وجماعة. وعنه: زائدة، وشعبة، وجرير بن عبد الحميد، ومعتمر بن سليمان، وعبيدة بن حميد.
وثقه النسائي.
79 -
زبان بن عبد العزيز بن مروان بن الحكم الأموي
. أخو أمير المؤمنين عمر.
كان أحد فرسان مصر المذكورين. روى عن: أخيه، وأبي بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام. وعنه: الأوزاعي، والليث، والدراوردي، وغيرهم.
وكان أحد من فر من المسودة تقنطر به فرسه ليلة قتلوا مروان ببوصير، فسقط فذبحوه، وذلك آخر ليلة من ذي الحجة سنة اثنتين وثلاثين ومائة.
80 -
ع:
الزبير بن عدي الهمداني اليامي أبو عدي الكوفي
.
عن: أنس بن مالك، وأبي وائل، والحارث الأعور، ومصعب بن سعد، وإبراهيم النخعي. وعنه: مسعر، ومالك بن مغول، وسفيان الثوري، وبشر بن الحسين، وغيرهم.
وثقه أحمد، وغيره، وكان فاضلاً صاحب سنة، ولي قضاء الري.
قال أحمد العجلي: ثقة ثبت من أصحاب إبراهيم، وكان مع قتيبة بن مسلم، وكان يقول له إبراهيم: اتق الله لا تقتل مع قتيبة.
قيل: توفي سنة إحدى وثلاثين ومائة.
81 -
زرعة بن إبراهيم الدمشقي
.
عن: خالد بن اللجلاج، وعمر بن عبد العزيز، وعطاء بن أبي رباح. وعنه: عمارة بن غزية، ومحمد بن إسحاق، وعمرو بن واقد، ومحمد بن شعيب بن شابور، وغيرهم.
قال يحيى بن معين: صالح الحديث.
وقال أبو حاتم: ليس بالقوي.
قتل زرعة يوم دخول المسودة دمشق في رمضان سنة اثنتين وثلاثين ومائة.
82 -
زنكل بن علي العقيلي الرقي
.
عن: أم الدرداء، وعمر بن عبد العزيز، وابن المنكدر. وعنه: جعفر بن برقان، وأبو المليح الرقيان.
لم يضعف.
83 -
خ 4:
زهرة بن معبد بن عبد الله القرشي التيمي
، أبو عقيل المدني، نزيل الإسكندرية.
روى عن: جده عبد الله بن هشام، وابن عمر، وابن الزبير، وسعيد بن المسيب، وغيرهم. وعنه: حيوة بن شريح، والليث، وسعيد بن أبي أيوب، وابن لهيعة. وآخر من روى عنه رشدين بن سعد.
وكان عبداً صالحاً.
قال الدارمي: زعموا أنه كان من الأبدال.
وقال أبو حاتم: لا بأس به.
توفي سنة خمس وثلاثين، وقيل: سنة سبع وثلاثين ومائة، وقيل: غير ذلك.
وثقه النسائي، وقال: لجده صحبة.
وقال ابن وهب: أخبرنا حيوة بن شريح، قال: أخبرني زهرة أن عمر بن عبد العزيز قال له: أين تسكن؟ قال: قلت: بالفسطاط، قال: أف تسكن الخبيثة المنتنة وتذر الطيبة الإسكندرية، فإنك تجمع بها دنيا وآخرة، طيبة الموطأ، وددت أن قبري يكون بها، وروى نحواً منه ضمام بن إسماعيل عن زهرة.
84 -
د ق:
زياد بن بيان الرقي
.
عن: ميمون بن مهران، وسالم بن عبد الله، وعلي بن نفيل. وعنه: أبو المليح الرقي، وابن علية.
قال النسائي: لا بأس به.
85 -
ع:
زيد بن أسلم
، أبو عبد الله العدوي المدني، مولى عمر رضي الله عنه.
عن: ابن عمر، وجابر، وسلمة بن الأكوع، وأنس بن مالك، وأبيه، وعلي بن الحسين، وعطاء بن يسار، وبسر بن سعيد، وطائفة. وعنه بنوه: أسامة، وعبد الرحمن، وعبد الله، وابن عجلان، ومالك، ويعمر، وهمام، وابن جريج، وأبو غسان محمد بن مطرف، والسفيانان، وحفص بن ميسرة، وهشام بن سعد، والدراوردي، ويحيى بن محمد بن قيس، وخلق.
وكانت له حلقة للعلم بمسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم، وروايته عن أبي هريرة في جامع الترمذي، وروايته عن عائشة في سنن أبي داود، وأحسب ذلك غير متصل، وكان أحد من أقدمه الوليد بن يزيد يستفتيهم في الطلاق قبل النكاح هل يعتبر.
قال مالك: قال محمد بن عجلان: ما هبت أحداً هيبتي زيد بن أسلم.
قال عباس الدوري: قال لنا يحيى بن معين: لم يسمع من أبي هريرة ولا من جابر.
ابن وهب عن عبد الرحمن بن زيد قال جدي أسلم: لما ولد لي زيد قال لي ابن عمر: ما سميت ابنك؟ قلت: زيد، قال: بأي الزيدين زيد بن حارثة أم زيد بن ثابت؟ قلت: زيد بن حارثة وكنيته بكنيته، قال: أصبت، وكنيته أبو أسامة.
وقال ابن خراش: زيد بن أسلم ثقة لم يسمع من سعد شيئاً.
وقال جماعة عن العطاف بن خالد قال: حدث زيد بن أسلم بحديث، فقال له رجل: يا أبا أسامة عمن هذا؟ قال: يا ابن أخي ما كنا نجالس السفهاء ولا نحمل عنهم.
قال يعقوب بن شيبة: وزيد ثقة من أهل الفقه، عالم بتفسير القرآن، له فيه كتاب.
وقال ابن وهب: سمعت مالكاً وسئل: أكنتم تتقايسون في مجلس ربيعة بعضكم على بعض؟ قال: لا والله، قال مالك: فأما مجلس زيد بن أسلم فلم يكن فيه شيء من هذا إلا أن يكون هو يبتدئ شيئاً يذكره.
ابن وهب: حدثني ابن زيد قال: كان أبي له جلساء، فربما أرسلني إلى الرجل منهم فيقبل رأسي ويمسحه ويقول: والله لأبوك أحب إلي من ولدي، والله لو خيرني الله أن يذهب به أو بهم لاخترت أن يذهب بهم ويبقي لي زيدا.
وقال لي أبو حاتم: لقد رأيتنا في مجلس أبيك أربعين حبراً فقيهاً أدنى خصلة منا التواسي بما في أيدينا ما رؤي فينا متماريين ولا متنازعين في حديث لا ينفع، وكان أبو حازم يقول: لا يريني الله يوم زيد، وقدمني بين يدي زيد، قال: فأتاه نعي زيد فعقر فما قام ولا شهده.
ابن وهب قال: قال عبد الرحمن بن زيد بن أسلم، قال يعقوب بن الأشج: اللهم إنك تعلم ليس من الخلق أحد أمن علي من زيد بن أسلم، اللهم فزد في عمره من أعمار الناس وابدأ بي، فربما قال له زيد بن أسلم: أرأيت طلبت حياتي لي أو لنفسك؟ قال: لنفسي، قال: فأي شيء تمن علي في شيء طلبته لنفسك؟!
يعقوب بن محمد الزهري: حدثنا الزبير بن حبيب، عن زيد بن أسلم قال: والله ما قالت القدرية كما قال الله، ولا كما قالت الملائكة، ولا كما قال النبيون، ولا أهل الجنة ولا النار، ولا كما قال أخوهم إبليس، قال الله:{وَمَا تَشَاءُونَ إِلا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ} وقالت الملائكة: {لا عِلْمَ لَنَا إِلا مَا عَلَّمْتَنَا} وقال شعيب: {وَمَا يَكُونُ لَنَا أَنْ نَعُودَ فِيهَا إِلا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ رَبُّنَا} وقال أهل الجنة: {وَمَا كُنَّا لِنَهْتَدِيَ لَوْلا أَنْ هَدَانَا اللَّهُ} وقال أهل النار: {رَبَّنَا غَلَبَتْ عَلَيْنَا شِقْوَتُنَا} وقال أخوهم إبليس: {فَبِمَا أَغْوَيْتَنِي}
وروى حفص بن ميسرة، عن زيد بن أسلم قال: استغن بالله عمن سواه ولا يكونن أحد أغنى منك بالله، ولا يكن أحد أفقر إليه منك، ولا تشغلنك نعم الله على العباد عن نعمته عليك، ولا تشغلنك ذنوب العباد عن
ذنوبك ولا تقنط العباد من رحمة الله وترجوها لنفسك.
ابن وهب، عن عبد الرحمن قال: كان ابن زيد يقول: يا بني لا تعجبك نفسك وأنت لا تشاء أن ترى من عباد الله من هو خير منك إلا رأيته.
وقال ابن الطباع: حدثنا حماد بن زيد قال: قدمت المدينة وهم يتكلمون في زيد بن أسلم، فقلت لعبيد الله: ما تقول في مولاكم؟ قال: ما نعلم به بأساً إلا أنه يفسر القرآن برأيه.
وقال مالك: كان زيد يحدث من تلقاء نفسه، فإذا سكت لا يجترئ عليه إنسان، وكان يقول: ابن آدم، اتق الله يحبك الناس وإن كرهوا.
وكان أبو حازم الأعرج يقول: اللهم إنك تعلم أني أنظر إلى زيد فأذكر بالنظر إليه القوة على عبادتك.
وقال البخاري: كان علي بن الحسين يجلس إلى زيد بن أسلم، فكلموه في ذلك، فقال: إنما يجلس الرجل إلى من ينفعه في دينه.
قلت: مناقب زيد كثيرة، وتبارد ابن عدي بإيراده في كامله وقال: هو من الثقات ما امتنع أحد من الرواية عنه.
قال عبد الرحمن بن زيد، وغيره: مات في ذي الحجة سنة ست وثلاثين ومائة، ووهم من قال: سنة ثلاث.
86 -
4:
زيد بن الحواري العمي البصري أبو الحواري
، قاضي هراة، وهو مولى زياد ابن أبيه.
عن: أنس بن مالك، وأبي وائل، وسعيد بن جبير، وأبي الصديق الناجي، وجماعة. وعنه: ابناه عبد الرحيم، وعبد الرحمن، وسفيان، وشعبة، وهشيم، وأبو إسحاق الفزاري، وخلق سواهم.
قال ابن عدي: لعل شعبة لم يرو عن أضعف منه، ثم ساق له ابن عدي عدة أحاديث تنكر.
وقال النسائي: ضعيف.
وقال الدارقطني: صالح.
وقال أبو إسحاق الجوزجاني: متماسك.
ويقال: إنه لقب بالعمي لكونه كان كلما سئل عن شيء قال: حتى أسأل عمي.
87 -
زيد بن رفيع الجزري
.
عن: أبي عبيدة بن عبد الله، وحزام بن حكيم بن حزام. وعنه: معمر، والمسعودي، ويحيى بن أبي الدنيا النصيبي، وغيرهم.
وثقه أحمد.
يقال: توفي سنة ست وثلاثين، ولينه بعضهم.
88 -
د ن ق:
زيد بن أبي عتاب
، مولى أم حبيبة.
أرسل عن سعد بن أبي وقاص، ومعاوية، وروى عن: أبي سلمة، وأسيد بن عبد الرحمن. وعنه: موسى بن يعقوب الزمعي، وزياد بن سعد، وعبد الله بن المنتشر، ونوح بن أبي بلال، وغيرهم.
وثقه يحيى بن معين، عداده في أهل المدينة.
89 -
خ د ن ق:
زيد بن واقد القرشي الدمشقي
، أبو عمرو.
روى عن: بسر بن عبيد الله، وجبير بن نفير، وحرام بن حكيم، وكثير بن مرة، وخلق سواهم. وعنه: صدقة بن خالد، وصدقة بن عبد الله السمين، ويحيى بن حمزة، وسويد بن عبد العزيز، والحسن بن يحيى الخشني، ومحمد بن عيسى بن سميع، وغيرهم.
روى الوليد بن مسلم، عن زيد بن واقد قال: أنا رأيت الرأس الذي
يقال إنه رأس يحيى بن زكريا عليه السلام طرياً كأنما قتل الساعة.
قال أبو حاتم: لا بأس به.
وقال ابن معين، وغيره: ثقة.
وقد رمي بالقدر ولم يثبت عنه.
وقال الحسن بن محمد بن بكار: مات سنة ثمان وثلاثين ومائة.
قال هشام بن عمار: حدثنا صدقة، قال: حدثنا زيد بن واقد، قال: حدثني رجل من أهل البصرة يقال له: الحسن بن أبي الحسن قال: لقد أدركت أقواماً لو رأوا خياركم لقالوا: ما لهؤلاء عند الله من خلاق، ولو رأوا شراركم لقالوا: ما يؤمن هؤلاء بيوم الحساب.
90 -
ت:
سالم بن أبي حفصة أبو يونس الكوفي
.
رأى ابن عباس، وسمع: أبا حازم الأشجعي، والشعبي، وعطية العوفي، ومنذراً الثوري. وعنه: السفيانان، وعبد الواحد بن زياد، ومحمد بن فضيل، وغيرهم.
قال الفلاس: ضعيف الحديث مفرط في التشيع.
وقال ابن عيينة: قال عمرو بن عبيد لسالم بن أبي حفصة: أنت قتلت عثمان، فجزع، وقال: أنا! قال: نعم؛ لأنك ترضى بقتله.
وقال عبد الله بن إدريس: رأيت سالم بن أبي حفصة طويل اللحية أحمقها، وهو يقول: لبيك قاتل نعثل، لبيك مهلك بني أمية، يعني: يقوله في الطواف. ورواها محمد بن حميد، عن جرير أنه رآه يطوف ويقول ذلك، فأجازه داود بن علي بألف دينار.
قال النسائي: ليس بثقة.
وقال ابن عدي: عيب عليه الغلو في التشيع، وأرجو أنه لا بأس به.
91 -
سالم بن عبد الله المحاربي الداراني
، قاضي دمشق.
ولاه عبد الله بن علي. روى عن: مجاهد، ومكحول، وغيرهما. وعنه: الأوزاعي، وخالد بن يزيد المري.
وهو مقل، وثقه الفسوي.
92 -
خ د ن ق:
سالم بن عجلان أبو محمد الأموي
، مولاهم، الجزري الحراني الأفطس.
عن: سعيد بن جبير، وأبي عبيدة بن عبد الله بن مسعود، والزهري. وعنه: سفيان الثوري، وشريك، ومروان بن شجاع، وجماعة.
قال أبو حاتم: صدوق مرجئ.
وقال ابن سعد: قتله عبد الله بن علي سنة اثنتين وثلاثين ومائة.
وقال ابن المديني: له نحو من ستين حديثاً.
93 -
سدير بن حكيم بن صهيب أبو الفضل الصيرفي الكوفي
.
عن: عكرمة، وأبي جعفر الباقر. وعنه: السفيانان، وهريم بن سفيان، والحسن بن صالح، وولده حنان بن سدير.
قال أبو حاتم: صالح الحديث.
94 -
ق:
السري الكوفي ابن عم الشعبي
.
عن الشعبي. وعنه: جرير بن عبد الحميد، ومحمد بن فضيل، ويزيد بن هارون.
قال أحمد بن حنبل: ترك الناس حديثه.
95 -
سعد بن إسحاق بن كعب بن عجرة
.
قيل: توفي سنة أربعين، وسيعاد.
96 -
4:
سعيد بن جمهان أبو حفص الأسلمي البصري
.
عن: أبي القين، وسفينة، وعبد الله بن أبي أوفى، وعبد الرحمن، وعبيد الله، ومسلم بني أبي بكرة الثقفي. وعنه: العوام بن حوشب، وحماد بن سلمة، وحشرج بن نباتة، وعبد الوارث التنوري، وغيرهم.
وثقه أبو داود.
وذكر حشرج عنه أنه لقي سفينة في ولاية الحجاج ببطن نخلة، فبقي عنده ثمانية أيام.
مات سنة ست وثلاثين ومائة.
97 -
سعيد بن سليمان بن زيد بن ثابت الأنصاري المدني
.
عن: أبيه، وعمه خارجة. وعنه: الزهري، وهو أكبر منه، وعقيل، ومالك، وغيرهم.
وثقه النسائي، ومات كهلاً في سنة اثنتين وثلاثين ومائة.
وروى الأصمعي، عن مالك: أن سعيداً كان فاضلاً عابداً، أريد على قضاء المدينة وأكره، فكان أول ما قضى به على الأمير عبد الواحد بن عبد الله النصري والي المدينة فأخرج من يده مالاً عظيماً للفقراء فقسمه، فعزل
عبد الواحد لذلك، فقال لسعيد أصحابه: قضيتك هذه خير لك من مال عظيم لو تصدقت به.
98 -
سعيد بن عمرو بن جعدة بن هبيرة
، المخزومي الكوفي.
عن: أبيه، وأبي عبيدة بن عبد الله بن مسعود. وعنه: يونس بن أبي إسحاق، والمسعودي، والقاسم بن مالك المزني، وغيرهم.
قال عبد الرحمن بن خراش: صدوق.
99 -
سعيد بن عمرو بن سليم الزرقي المدني
. ومنهم من يسميه سعداً.
سمع القاسم بن محمد. وعنه: عبيد الله بن عمر، ومالك.
وثقه أبو حاتم.
توفي سنة أربع وثلاثين ومائة.
100 -
ع:
سعيد بن أبي هلال الليثي
، مولاهم المصري، أبو العلاء، أحد أوعية العلم.
عن: عمارة بن غزية، ونعيم المجمر، وزيد بن أسلم، وعون بن عبد الله بن عتبة، والقاسم بن أبي بزة، وقتادة، ونافع، والزهري، وأبي بكر بن حزم، وخلق سواهم. وأرسل عن جابر بن عبد الله، وغيره. وعنه: خالد بن يزيد، وعمرو بن الحارث، وهشام بن سعد، والليث بن سعد، وإنما أكثر الليث عن خالد عنه.
قال أبو حاتم: لا بأس به.
وقال أبو سعيد بن يونس: ولد سنة سبعين وتوفي سنة ثلاث وثلاثين ومائة، وقيل: سنة خمس وثلاثين ومائة.
101 -
ع:
سعيد بن يزيد بن مسلمة أبو مسلمة الطاحي البصري
القصير.
عن: أنس بن مالك، ومطرف بن الشخير، وأخيه يزيد بن الشخير، وعبد العزيز بن أسيد، وأبي قلابة الجرمي، وأبي نضرة، وغيرهم. وعنه: شعبة، وحماد بن زيد، وبشر بن المفضل، وابن علية، وغسان بن مضر، وآخرون.
وثقه النسائي.
102 -
ن:
سعيد بن يزيد الأحمسي الكوفي
.
عن الشعبي. وعنه: وكيع، وأبو نعيم، وبكر بن بكار.
في طبقة الأوزاعي وكذا:
103 -
م د ت ن:
سعيد بن يزيد القتباني الحميري الإسكندراني أبو شجاع
.
عن: دراج أبي السمح، وعبد الرحمن الأعرج، وخالد بن أبي عمران. وعنه: الليث، وأبو غسان محمد بن مطرف، وابن المبارك، وآخرون.
مات سنة أربع وخمسين، سيأتي.
104 -
ع:
سلمة بن دينار أبو حازم الأعرج المدني التمار القاص الزاهد
، أحد الأعلام وشيخ الإسلام.
سمع: سهل بن سعد، وسعيد بن المسيب، والنعمان بن أبي عياش، وأبا صالح السمان، وأبا إدريس الخولاني، وأبا سلمة، وعطاء بن يسار، وخلقا. وعنه: الزهري، ومعمر، ومالك، وابن إسحاق، والحمادان، وابن عيينة، والثوري، وأبو معشر، وابنه عبد العزيز بن أبي حازم، وأبو ضمرة أنس بن عياض، وآخرون.
قال مصعب بن عبد الله: أبو حازم فارسي الأصل، وهو مولى بني ليث، وأمه رومية، وكان أشقر أحول أفزر الشفة.
وقال البخاري: هو مولى الأسود بن سفيان المخزومي.
وقال ابن خزيمة: أبو حازم ثقة لم يكن في زمانه مثله.
وقال عبد الرحمن بن زيد بن أسلم: ما رأيت أحداً الحكمة أقرب إلى فيه من أبي حازم.
وقال ابن عيينة: قال أبو حازم: إني لأعظ وما أرى موضعاً ما أريد إلا نفسي.
وقال قتيبة: حدثنا يعقوب، عن أبي حازم قال: انظر الذي تحبه أن يكون معك في الآخرة فقدمه اليوم، والذي تكره أن يكون معك فاتركه اليوم.
وعن أبي حازم قال: نحن لا نريد أن نموت حتى نتوب، ونحن لا نتوب حتى نموت.
وعنه قال: من أعجب برأيه ضل، ومن استغنى بعقله زل.
وعنه قال: اخف حسناتك كما تخفي سيئاتك، ولا تكن معجباً بعملك فلا تدري شقي أنت أم سعيد.
وعنه قال: النظر في العواقب تلقيح للعقول.
وقال له هشام بن عبد الملك لما وعظه: ما النجاة من هذا الأمر؟ قال: يسير، لا تأخذن شيئاً إلا من حله، ولا تضعه إلا في حقه.
وقال يعقوب بن عبد الرحمن، عن أبي حازم قال: كل عمل تكره الموت من أجله فاتركه، ثم لا يضرك متى مت.
وقال محمد بن مطرف: حدثنا أبو حازم قال: لا يحسن عبد فيما بينه وبين الله إلا أحسن الله ما بينه وبين العباد، ولا يعور فيما بينه وبين الله إلا عور الله فيما بينه وبين العباد، ولمصانعة وجه واحد أيسر من مصانعة الوجوه كلها، إنك إذا صانعته مالت الوجوه كلها إليك، وإذا استفسدت بينك وبينه شنئتك الوجوه كلها.
وعن أبي حازم قال: من عرف الدنيا لم يفرح فيها برخاء ولم يحزن على بلوى.
وقال أبو حازم: إن الرجل ليعمل السيئة ما عمل حسنة قط أنفع له منها وكذا في الحسنة.
وعنه قال: إذا رأيت ربك يتابع عليك نعمه وأنت تعصيه فاحذره، وإذا أحببت أخاً في الله فأقل مخالطته في دنياه.
توفي أبو حازم سنة أربعين ومائة. أرخه المدائني، وابن سعد.
105 -
ن:
سلمة بن تمام أبو عبد الله الشقري الكوفي
.
عن: إبراهيم النخعي، والشعبي، وجماعة. وعنه: الثوري، وحماد بن زيد، وعبد الوارث، وابن علية، وآخرون.
قال أبو حاتم: صدوق.
وقال النسائي: ليس بالقوي.
106 -
سوى ت:
سلمة بن علقمة أبو بشر التميمي البصري
.
عن: محمد بن سيرين، ونافع. وعنه: يزيد بن زريع، وبشر بن المفضل، وابن علية، آخرون.
وهو ثقة مقل.
107 -
م د:
سلم بن أبي الذيال البصري
.
عن: الحسن، وحميد بن هلال، وجماعة. وعنه: معتمر بن سليمان، وإسماعيل بن علية.
وثقه أحمد بن حنبل، وغيره.
108 -
سليمان بن حيان
، أبو خيثمة العذري الدمشقي.
عن: واثلة بن الأسقع، وأنس، وأم الدرداء. وعنه: إسماعيل بن عياش، وعيسى بن يونس.
وكناه مسلم، ولم يضعفه أحد.
109 -
ن:
سليمان بن داود الخولاني الداراني أبو داود
.
عن: أبي بردة بن أبي موسى، وأبي قلابة، وعمر بن عبد العزيز، وعمير بن هانئ، والزهري. وعنه: هشام بن الغاز، والوضين بن عطاء، وصدقة السمين، ويحيى بن حمزة.
روى أبو داود في المراسيل، والنسائي في سننه حديث الحكم بن موسى، عن يحيى بن حمزة عنه قال: حدثني الزهري، عن أبي بكر بن حزم، عن أبيه، عن جده حديث الصدقات الطويل.
وسئل أحمد بن حنبل عن هذا الحديث، فقال: أرجو أن يكون صحيحاً.
وقال ابن حبان: سليمان بن داود الخولاني ثقة مأمون.
وقال أبو حاتم: لا بأس به.
وقال يعقوب الفسوي: لا أعلم في جميع الكتب التي وردت كتاباً أصح من كتاب عمرو بن حزم، كان أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم والتابعون يرجعون إليه.
وقال أبو زرعة الدمشقي: الصواب: يحيى بن حمزة، عن سليمان بن أرقم.
وقال دحيم: نظرت في أصل يحيى بن حمزة، فإذا هو سليمان بن أرقم.
وروى الحديث محمد بن بكار بن بلال، عن يحيى بن حمزة، عن سليمان بن أرقم، عن الزهري. وقال أبو داود: هذا وهم من الحكم بن موسى.
وقال النسائي: سليمان بن أرقم أشبه، وهو متروك الحديث.
قلت: فلاح أن الخولاني لا رواية له في الكتب الستة، وقد رواه أحمد في مسنده عن الحكم بن موسى.
وقال أبو علي عبد الجبار في تاريخ دارياً: كان سليمان بن داود حاجباً لعمر بن عبد العزيز، وكان مقدماً عنده، له ذرية بدارياً إلى اليوم.
وضعفه ابن معين.
وقال ابن خزيمة: لا يحتج به.
قال أبو عبد الله بن منده الحافظ: نظرت في أصل كتاب يحيى بن حمزة، فإذا هو عن سليمان بن أرقم.
110 -
سليمان بن أبي زينب
، أبو الربيع السبئي، مولاهم، المصري الزاهد.
روى عنه: حيوة بن شريح، وسعيد بن أبي أيوب، والليث بن سعد.
قال ابن لهيعة: كان فاضلاً، وكان قومه سبأ إذا نزل لهم معضلة فزعوا إليه فيها لفضله فيهم.
قال ابن يونس: توفي سنة أربع وثلاثين ومائة.
قلت: ولم يسم أحداً من شيوخه.
111 -
سليمان بن كثير الخزاعي المروزي
.
أحد نقباء بني العباس الاثني عشر، له ذكر وأثر كبير في السعي لقيام
دولة العباسيين، قتله أبو مسلم صاحب الدعوة خوفاً منه.
• - سليمان بن موسى الأشدق.
مر في سنة تسع عشرة ومائة.
112 -
سليمان بن هشام بن عبد الملك بن مروان الأموي
.
أخذ عن عطاء، وغيره.
وولي غزو الروم، فلما بويع الوليد بن يزيد حبسه، ثم أخرجه يزيد الناقص وصيره من أمرائه، فلما ولي مروان هرب منه، ثم أمنه، ثم خلع مروان، وطمع في الخلافة، واستفحل أمره وكاد أن يملك، واجتمع إليه نحو من سبعين ألفاً، فبعث مروان جيشه فهزموه وتحصن بحمص فسار إليه مروان بنفسه فهرب ولحق بالضحاك الخارجي وبايعه، ثم ظفرت به المسودة فقتلوه في سنة اثنتين وثلاثين ومائة.
113 -
سليمان بن يزيد بن عبد الملك
.
كان من جملة من خرج على أخيه الوليد. قتلته المسودة بدمشق عند استيلائهم.
114 -
ن:
سليم أبو عبيد الله المكي
. مولى أم علي.
من كبار أصحاب مجاهد. قاله أبو حاتم وأثنى عليه، وقال: روى عنه: ابن جريج، وعبد الملك بن أبي سليمان، ومحمد بن مسلم الطائفي، وإبراهيم بن نافع، وداود العطار.
115 -
خ م د:
سماك بن عطية البصري
.
عن الحسن، وغيره. وكان جليساً لأيوب السختياني، ومات قبله بيسير. روى عنه: حرب بن ميمون الأنصاري، وحماد بن زيد.
وثقه ابن معين.
116 -
ع:
سمي، مولى أبي بكر بن عبد الرحمن
بن الحارث بن هشام المخزومي المدني، أحد الأثبات.
سمع من: مولاه، وسعيد بن المسيب، وأبي صالح ذكوان. وعنه: ابن عجلان، وسفيان الثوري، ومالك، وورقاء، وابن عيينة، وآخرون.
وثقه أحمد، وغيره.
قتلته الحرورية يوم وقعة قديد سنة إحدى وثلاثين ومائة.
117 -
سنان بن حبيب السلمي
، أبو حبيب الكوفي.
عن ابن عمر، وعن إبراهيم النخعي، وعنه: الثوري، وإسرائيل، وسليمان بن قرم، وجرير بن عبد الحميد، وعلي بن عابس.
قال أحمد: ليس به بأس.
118 -
د ت ق، خ مقروناً:
سنان بن ربيعة الباهلي
، أبو ربيعة البصري.
عن: أنس، وشهر بن حوشب. وعنه: الحمادان، وعبد الوارث، وعبد الله بن بكر.
قال ابن معين: ليس بالقوي.
119 -
م 4، خ مقروناً:
سهيل بن أبي صالح السمان
، أبو يزيد المدني، أخو صالح ومحمد، وعبد الله عباد.
سمع: أباه، والحارث بن مخلد، وعبد الله بن دينار، والزهري، وسعيد بن يسار، والنعمان بن أبي عياش، وعطاء بن يزيد، وجماعة. وعنه: ابن جريج، وسفيان، ومالك، وفليح، والدراوردي، وأبو عوانة، وابن عيينة،
وأبو معاوية، وابن إدريس، وخالد بن عبد الله، وخلق.
وهو صدوق، احتج به مسلم لا البخاري.
سأل رجل النسائي عن سهيل، فقال: هو خير من فليح، ومن حسين المعلم، ومن أبي اليمان، ومن إسماعيل بن أبي أويس، ويحيى بن بكير.
قلت: ما نقموا من سهيل إلا أنه مرض ونسي بعض حديثه، وقد قال أحمد بن حنبل: ما أصلح حديثه هو أثبت من محمد بن عمرو.
وقال يحيى القطان: محمد بن عمرو أحب إلينا منه.
قلت: قد أخرج له البخاري مقروناً بغيره.
وقال يحيى بن معين، وأبو حاتم: لا يحتج به.
وقال النسائي، وغيره: ليس به بأس.
توفي سهيل في سنة أربعين ومائة أو قبلها بيسير.
120 -
م د ن ق:
صدقة بن يسار الجزري
، نزيل مكة.
روى عن عبد الله بن عمر، وذلك في صحيح مسلم، وروى عن طاوس وغيره، وهو مقل.
روى عنه: مالك، والسفيانان، ومسلم الزنجي، وجرير.
قال ابن معين: ثقة.
121 -
الصقعب بن زهير الأزدي الكوفي
.
روى عن: عطاء بن أبي رباح، وعمرو بن شعيب، وعبد الرحمن بن الأسود، وزيد بن أسلم. وعنه: جرير بن حازم، وحماد بن زيد، وعباد بن
عباد، وأبو مخنف لوط بن يحيى ابن أخته، وأبو إسماعيل محمد بن عبد الله الأزدي المؤرخ.
وهو صدوق، وثقه أبو زرعة.
122 -
ع:
صفوان بن سليم
، مولى حميد بن عبد الرحمن بن عوف الزهري، أبو عبد الله، ويقال: أبو الحارث المدني، أحد الفقهاء.
روى عن: ابن عمر، وجابر، وأنس بن مالك، وسعيد بن المسيب، وعطاء بن يسار، وحميد بن عبد الرحمن مولاه، ونافع بن جبير، وعبد الرحمن بن غنم، وطائفة. وعنه: ابن جريج، ومالك، والسفيانان، وإبراهيم بن طهمان، وإبراهيم بن سعد، وعبد العزيز الدراوردي، وأنس بن عياض، وخلق.
كان رأساً في العلم والعمل.
قال أبو ضمرة: رأيته ولو قيل له: الساعة غداً، ما كان عنده مزيد عمل.
وقال أحمد بن حنبل: ثقة من خيار عباد الله يستنزل بذكره القطر.
وروى إسحاق الفروي، عن مالك قال: كان صفوان بن سليم يصلي في الشتاء في السطح، وفي الصيف في بطن البيت يتيقظ بالحر والبرد حتى يصبح، ثم يقول: هذا الجهد من صفوان وأنت أعلم، وإنه لترم رجلاه حتى يعود كالسقط من قيام الليل، ويظهر فيه عروق خضر.
قال سفيان بن عيينة: حج صفوان فسألت عنه بمنى، فقيل لي: إذا دخلت مسجد الخيف فانظر شيخاً إذا رأيته علمت أنه يخشى الله فهو هو، قال: وحج وليس معه إلا سبعة دنانير فاشترى بها بدنة، يعني: وقربها.
وعن محمد بن صالح التمار أن صفوان كان يأتي المقابر، فيجلس فيبكي حتى أرحمه.
وقال أبو غسان النهدي فيما رواه عنه أحمد بن يحيى الصوفي أنه سمع ابن عيينة يقول وأعانه على الحكاية أخوه: إن صفوان حلف أن لا يضع
جنبه إلى الأرض حتى يلقى الله، فمكث على هذا أكثر من ثلاثين عاماً، فمات وإنه لجالس، رحمه الله.
وقال سلمة بن شبيب: حدثني سهل بن عاصم، عن محمد بن منصور قال: قال صفوان: أعطي الله عهداً أن لا أضع جنبي حتى ألحق بربي، قال: فبلغني أن صفوان عاش بعد ذلك أربعين سنة لم يضع جنبه. قال: ويقول أهل المدينة: إنه نقبت جبهته من كثرة السجود.
قلت: توفي سنة اثنتين وثلاثين ومائة. قاله غير واحد.
وقد سمع منه ابن إسحاق في هذه السنة.
وقد وهم أبو عيسى الترمذي حيث قال: توفي سنة أربع وعشرين ومائة.
123 -
م ت ن:
ضرار بن مرة أبو سنان الشيباني الكوفي
.
روى عن: سعيد بن جبير، وعبد الله بن أبي الهذيل، وعبد الله بن الحارث، روى عنه: سفيان، وشعبة، وإسرائيل، وآخر من روى عنه ابن عيينة.
وثقه يحيى القطان، وغيره.
قال خليفة: توفي سنة اثنتين وثلاثين ومائة.
124 -
م ن:
طلق بن معاوية أبو غياث النخعي الكوفي
، جد حفص بن غياث.
روى عن أبي زرعة البجلي. وعنه: حفيداه: حفص بن غياث، وطلق بن غنام، والثوري، وشريك، وجرير بن عبد الحميد.
125 -
د ت ق:
عاصم بن عبيد الله بن عاصم بن عمر بن الخطاب العدوي العمري المدني
.
روى عن: ابن عمر، وجابر، وعلي بن الحسين، وغيرهم. وعنه: شعبة، ومالك، والسفيانان، وشريك، وغيرهم.
روى عنه مالك حديثاً واحداً، فهذا ممن اتفق شعبة ومالك على الرواية عنه مع ضعفه.
ضعفه مالك، ويحيى القطان.
وقال البخاري: منكر الحديث.
وقال ابن حبان: فاحش الخطأ.
يقال: توفي في أول خلافة السفاح، وكانت في سنة اثنتين وثلاثين.
126 -
م 4:
عاصم بن كليب بن شهاب الجرمي الكوفي
.
عن: أبيه، وأبي بردة بن أبي موسى، وعبد الرحمن بن الأسود بن يزيد، وعدة. وعنه: شعبة، والسفيانان، وزائدة، وبشر بن المفضل، وابن فضيل، وعلي بن عاصم.
وكان فاضلاً عابداً. وثقه ابن معين، وغيره.
قال خليفة: توفي سنة سبع وثلاثين ومائة.
127 -
عباد بن الريان اللخمي الحمصي
.
عن: المقداد بن معدي كرب، ومكحول. وعنه: يحيى بن حمزة القاضي، والوليد بن مسلم.
وله وفادة على هشام بن عبد الملك.
128 -
د:
عباس بن عبد الله بن معبد بن العباس بن عبد المطلب الهاشمي المدني
أحد الصلحاء.
روى عن: أبيه، وأخيه إبراهيم، وعكرمة. وعنه: ابن إسحاق،
ووهيب، وسليمان بن بلال، وابن عيينة، والدراوردي.
وثقه ابن معين. ووصفه ابن عيينة بالصلاح.
129 -
عبد الأعلى التيمي
، أحد العباد الخائفين.
روى عن إبراهيم التيمي، وغيره. روى عنه مسعر، قال: من أوتي علماً لا يبكيه خليق أن يكون أوتي علماً لا ينفعه، ويحتج بآية سبحان، يعني: قوله تعالى: {وَيَخِرُّونَ لِلأَذْقَانِ يَبْكُونَ وَيَزِيدُهُمْ خُشُوعًا}
وعنه قال: قطع عني لذاذة الدنيا ذكر الموت والوقوف بين يدي الله تعالى.
130 -
ت ق:
عبد الله بن بسر الحبراني السكسكي الحمصي
، نزيل البصرة.
عن: عبد الله بن بسر المازني، وأبي أمامة الباهلي، وأبي راشد الحبراني، وجماعة. وعنه: أبو الربيع السمان، وأبو عبيدة الحداد عبد الواحد بن واصل، ومحمد بن حمران القيسي، وإسماعيل بن زكريا، وإسماعيل بن عياش.
قال يحيى القطان: كان هنا بالبصرة، رأيته وكان لا شيء.
وقال أبو حاتم: ضعيف الحديث.
131 -
ت ن:
عبد الله بن بشر الخثعمي
، أبو عمير الكوفي الكاتب.
عن: عروة البارقي، وأبي زرعة بن عمرو. وعنه: حفيده بشر بن عمير بن عبد الله، والثوري، وشعبة، وابن عيينة.
ذكره ابن حبان في كتاب الثقات.
132 -
ع:
عبد الله بن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم أبو محمد الأنصاري المدني
، أحد علماء المدينة.
روى عن: أنس، وعباد بن تميم، وعروة بن الزبير، وعمرة، وحميد بن نافع، وجماعة. وعنه: ابن جريج، وابن إسحاق، والزهري مع تقدمه، والثوري، ومالك، وفليح، وابن عيينة، وآخرون.
قال مالك: كان رجل صدق كثير الحديث.
وقال ابن سعد: كان ثقة عالماً، كثير الحديث، عاش سبعين سنة، وتوفي سنة خمس وثلاثين ومائة.
وقيل: توفي سنة ثلاثين ومائة.
133 -
4:
عبد الله بن الحسين أبو حريز الأزدي البصري
، قاضي سجستان.
روى عن: شهر بن حوشب، والشعبي، وسعيد بن جبير، وعكرمة، وأبي بردة بن أبي موسى، وطائفة. وعنه: سعيد بن أبي عروبة، والفضيل بن ميسرة، وعثمان بن مطر.
وهو صالح الحديث، قواه بعضهم.
وقال أبو داود: ليس حديثه بشيء.
وقيل: كان يؤمن بالرجعة، فالله أعلم.
134 -
ق:
عبد الله بن دينار البهراني الحمصي
، أبو محمد.
عن: عمر بن عبد العزيز، وعطاء بن أبي رباح، ونافع، وكثير بن العلاء. وعنه: أرطاة بن المنذر، ومعاوية بن صالح، وإسماعيل بن عياش، والجراح بن مليح البهراني.
قال أبو حاتم: ليس بالقوي.
وقال الدارقطني: فيه لين.
ووثقه أبو علي النيسابوري.
وروى المفضل بن غسان عن ابن معين: شامي ضعيف.
قلت: له حديث واحد في سنن ابن ماجه.
135 -
ع:
عبد الله بن ذكوان أبو الزناد
، ويكنى أبا عبد الرحمن، الفقيه المدني مولى قريش، يقال: إنه ابن أخي أبي لؤلؤة قاتل أمير المؤمنين عمر.
سمع: أنسا، وأبا أمامة بن سهل، وعبد الله بن جعفر بن أبي طالب، وسعيد بن المسيب، والأعرج فأكثر عنه. روى عنه: مالك، وشعيب بن أبي حمزة، والليث بن سعد، والسفيانان، وابنه عبد الله بن أبي الزناد، وخلق كثير.
وكان أحد الأئمة الأعلام.
قال الليث: رأيت خلفه ثلاث مائة تابع من طالب فقه وطالب شعر وصنوف. قال: ثم لم يلبث أن بقي وحده وأقبلوا على ربيعة بن أبي عبد الرحمن.
وقال أبو حنيفة: رأيت ربيعة وأبا الزناد، وكان أبو الزناد أفقه الرجلين.
وروى الليث، عن عبد ربه بن سعيد قال: رأيت أبا الزناد دخل مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم ومعه مثل ما مع السلطان من الأتباع فمن سائل عن فريضة،
ومن سائل عن الحساب، ومن سائل عن الشعر، ومن سائل عن الحديث، ومن سائل عن معضلة.
وقال بعض النقاد: أصح الأسانيد: أبو الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة.
وقال أحمد بن حنبل: هو أعلم من ربعية، قال: وكان سفيان يسمي أبا الزناد أمير المؤمنين في الحديث.
وقال مصعب الزبيري: كان أبو الزناد فقيه أهل المدينة، وكان صاحب كتابة وحساب، وفد على هشام الخليفة بحساب ديوان المدينة، وكان يعاند ربيعة.
قال إبراهيم بن المنذر الحزامي: هو كان سبب جلد ربيعة الرأي، فولي بعد ذلك المدينة فلان التيمي فأرسل إلى أبي الزناد فطين عليه بيتاً فشفع فيه ربيعة.
وروى الليث، عن ربيعة قال: أما أبو الزناد فليس بثقة ولا رضي.
قلت: انعقد الإجماع على توثيق أبي الزناد، والله أعلم.
وقيل للثوري: جالست أبا الزناد؟ قال: ما رأيت بالمدينة أميراً غيره.
توفي أبو الزناد سنة إحدى وثلاثين ومائة، وقيل: سنة ثلاثين.
136 -
عبد الله بن سبرة الكوفي
، أبو سبرة.
عن: الشعبي، وأبي الضحى. وعنه: هشيم، ويحيى بن أبي زائدة، وحفص بن غياث.
قال أبو حاتم: صالح.
137 -
د ن:
عبد الله بن سليمان الطويل
، أبو حمزة المصري.
كانوا يرون أنه من الأبدال.
روى عن: نافع، وكعب بن علقمة. وعنه: الليث بن سعد، وضمام بن إسماعيل، ومفضل بن فضالة.
وهو صدوق مقل، مات سنة ست وثلاثين ومائة، رحمه الله.
138 -
م 4:
عبد الله بن سوادة القشيري
.
بصري ثقة. عن: أبيه سوادة بن حنظلة، وأنس بن مالك الكعبي. وعنه: حماد بن زيد، وأبو هلال، وعبد الوارث، وابن علية، وغيرهم. وثقه يحيى بن معين، وغيره.
139 -
ع:
عبد الله بن طاوس بن كيسان أبو محمد اليماني
.
سمع: أباه، وعكرمة، وعمرة بن شعيب، وعكرمة بن خالد، وجماعة. وعنه: ابن جريج، ومعمر، والسفيانان، وروح بن القاسم، ووهيب بن خالد.
قال معمر: كان من أعلم الناس بالعربية، وأحسنهم خلقاً، ما رأينا ابن فقيه مثله.
قلت: وثقوه.
وقد ذكر ابن خلكان في ترجمة طاوس أن المنصور طلب ابن طاوس، ومالك بن أنس فصدعه ابن طاوس بكلام.
قلت: هذا لا يستقيم؛ لأن ابن طاوس مات قبل أيام المنصور؛ لأنه مات في سنة اثنتين وثلاثين ومائة.
140 -
م ن:
عبد الله بن عبد الله بن أبي طلحة أبو يحيى الأنصاري
، أخو إسماعيل، وإسحاق، ويعقوب، وعمرو.
روى عن: أبيه، وعمه لأمه أنس بن مالك. روى عنه: محمد بن موسى الفطري، وسعيد بن عبد الرحمن الجمحي، وغيرهما.
توفي سنة أربع وثلاثين ومائة.
ثقة.
141 -
ع:
عبد الله بن عبد الرحمن بن معمر بن حزم
، أبو طوالة الأنصاري النجاري المدني، قاضي المدينة في خلافة عمر بن عبد العزيز.
روى عن: أنس، وأبي يونس مولى عائشة، وعامر بن سعد، وأبي الحباب سعيد بن يسار، وعدة. وعنه: مالك، وفليح، وسليمان بن بلال، وإسماعيل بن جعفر، وآخرون. وحكم بالمدينة، وكان عبداً صالحاً ثقة يسرد الصوم.
توفي سنة نيف وثلاثين ومائة.
142 -
م د:
عبد الله بن عبد الرحمن بن يحنس
.
حجازي ثقة مقل.
روى عن: دينار أبي عبد الله القراظ، ويحيى بن أبي سفيان. وعنه: ابن جريج، وعبد العزيز الدراوردي، وابن أبي فديك، وغيرهم.
143 -
ت ق:
عبد الله بن عبد الرحمن أبو نصر الضبي الكوفي
.
عن: أنس بن مالك، ومساور الحميري. وعنه: الثوري، وابن عيينة، ومحمد بن فضيل.
وثقه أحمد بن حنبل.
144 -
ع:
عبد الله بن عبد الرحمن البصري
، المعروف بالرومي.
روى عن: أبي هريرة، وابن عمر، وأنس بن مالك. وعنه: ابنه عمر ابن الرومي، وحماد بن زيد.
توفي سنة إحدى وثلاثين ومائة.
145 -
م 4:
عبد الله بن عطاء الطائفي
، ثم المكي، مولى قريش.
عن: عقبة بن عامر ولم يدركه، وعبد الله بن بريدة، وأبي الطفيل، وعكرمة بن خالد، وغيرهم. وعنه: شعبة، وسفيان، وزهير بن معاوية، وأبو معاوية الضرير، وعبد الله بن نمير، وآخرون.
وكان ثقة إن شاء الله.
وقال النسائي: ليس بالقوي.
قلت: توفي في حدود سنة أربعين ومائة.
146 -
سوى ت:
عبد الله بن أبي لبيد أبو المغيرة المدني
، مولى الأخنس بن شريق.
كان من عباد أهل زمانه. سمع أبا سلمة بن عبد الرحمن، ويحيى بن عبد الرحمن بن حاطب، وغيرهما. وعنه محمد بن عمرو بن علقمة، وابن إسحاق، والسفيانان.
وثقه ابن معين، وقد قيل عنه القول بالقدر ولم يصح.
مات سنة بضع وثلاثين ومائة.
147 -
عبد الله السفاح
بن محمد بن علي بن عبد الله بن العباس بن عبد المطلب بن هاشم أبو العباس الهاشمي العباسي أمير المؤمنين، أول خلفاء بني العباس.
قد ذكرنا من أخباره في الحوادث، وبدولته تفرقت الجماعة، وخرج عن الطاعة ما بين تاهرت وطنجة إلى بلاد السودان وجميع مملكة الأندلس، وخرج بهذه البلاد من تغلب عليها واستمر ذلك.
وكان شاباً طويلاً، أبيض مليح الوجه واللحية. ولد بالحميمة من
ناحية البلقاء ونشأ بها وبويع بالكوفة، وأمه رائطة الحارثية. حدث عن إبراهيم بن محمد الإمام، وهو أخوه. روى عنه عمه عيسى بن علي.
وكان أصغر من أخيه المنصور. مولده سنة ثمان ومائة.
روى عثمان بن أبي شيبة، وقتيبة، عن جرير، عن الأعمش، عن عطية، وهو ضعيف، عن أبي سعيد الخدري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: يخرج رجل من أهل بيتي عند انقطاع من الزمان وظهور من الفتن يقال له: السفاح، فيكون إعطاؤه المال حثياً، ورواه العطاردي، عن أبي معاوية، عن الأعمش، أخرجه أحمد في المسند.
قال ابن أبي الدنيا: كان السفاح أبيض طوالاً أقنى ذا شعرة جعدة، حسن اللحية، مات بالجدري.
قال عبيد الله العيشي: قال أبي: سمعت الأشياخ يقولون: والله لقد أفضت الخلافة إلى بني العباس وما في الأرض أحد أكثر قارئاً للقرآن ولا أفضل عابداً وناسكاً منهم بالحميمة.
وقال الصولي: حدثنا القاسم بن إسماعيل، قال: حدثنا أحمد بن سعيد بن سلم الباهلي، عن أبيه قال: حدثني من حضر مجلس السفاح وهو أحشد ما يكون ببني هاشم والشيعة ووجوه الناس، فدخل عبد الله بن حسن بن حسن ومعه مصحف، فقال: يا أمير المؤمنين، أعطنا حقنا الذي جعله الله لنا في هذا المصحف، فأشفق الناس من أن يعجل السفاح عليه بشيء فلا يريدون ذلك في شيخ بني هاشم أو يعيا بجوابه فيكون ذلك نقصاً وعاراً عليه، فأقبل غير منزعج، فقال: إن جدك علياً كان خيراً مني وأعدل، ولي هذا الأمر فأعطى جديك الحسن والحسين وكانا خيراً منك شيئاً وكان الواجب أن أعطيك مثله، فإن كنت فعلت فقد أنصفتك، وإن كنت زدتك فما هذا جزائي منك، قال: فما رد عليه جواباً وانصرف وعجب الناس من جوابه له.
قال الهيثم بن عدي، وجماعة: عاش السفاح ثلاثاً وثلاثين سنة ومات سنة ست وثلاثين.
وأما خليفة، فقال: توفي سنة خمس وثلاثين، وهو ابن ثمان وعشرين سنة.
وقال الخطبي: مولده في رجب سنة أربع ومائة.
وقال أبو أحمد الحاكم: مات في ذي الحجة سنة ست.
148 -
عبد الله بن مغيث بن أبي بردة الأنصاري المدني
.
عن أبيه، عن جده، وعن أم عامر الأشهلية. وعنه: ابن إسحاق، وأبو صخر حميد بن زياد، وشعيب بن عمارة.
وهو مقل صدوق.
• - عبد الله بن معاوية الهاشمي.
قد ذكر في الطبقة الماضية.
149 -
د:
عبد الله بن الوليد بن قيس بن أخرم التجيبي المصري
.
عن: سعيد بن المسيب، وأبي الخير مرثد اليزني، وأبي سلمة، وجماعة. وعنه: سعيد بن أبي أيوب، ورشدين بن سعد، ويحيى بن أيوب، والمصريون.
وثقه ابن حبان.
مات في سنة إحدى وثلاثين ومائة.
150 -
ع:
عبد الله بن أبي نجيح يسار
، مولى الأخنس بن شريق الثقفي، أبو يسار المكي، أحد الثقات.
روى عن: مجاهد، وطاوس، وعطاء، وغيرهم. وعنه: شعبة، والسفيانان، وابن علية، وعبد الوارث، وآخرون.
وثقه ابن معين، وغيره.
وعن ابن عيينة قال: كان ابن أبي نجيح مفتي أهل مكة بعد عمرو بن دينار، وكان جميلاً فصيحاً، حسن الوجه، لم يتزوج قط.
وقال يحيى القطان: كان معتزلياً.
وقال يعقوب بن شيبة: هو ثقة قدري.
وقال سويد بن سعيد: حدثنا الزنجي، عن ابن جريج قال: رأيت ابن أبي نجيح في النوم في المنارة قائماً يقول: ما لقيت شيئاً مثل الذي لقيت في القدر.
وقال يحيى القطان: أخبرني ابن المؤمل، عن ابن صفوان قال: قال لي ابن أبي نجيح: أدعوك إلى رأي الحسن، يعني: القدر.
قلت: توفي سنة إحدى وثلاثين ومائة أيضاً، ويقال: لم يسمع التفسير من مجاهد.
151 -
ن:
عبد الله بن يسار المكي الأعرج
، مولى ابن عمر.
عن: سهل بن سعد، وسالم بن عبد الله. وعنه: عمر بن محمد العمري، وإبراهيم بن أبي يحيى، وسليمان بن بلال.
ذكره ابن حبان في الثقات.
وروى له النسائي حديثاً واحداً متنه: ثلاثة لا ينظر الله إليهم.
152 -
عبد الحميد بن يحيى بن سعد أبو يحيى
، الكاتب الشهير.
أحد من يضرب به المثل في الكتابة والبلاغة، وأستاذه في الصنعة سالم مولى هشام بن عبد الملك، وأصله أنباري، ثم سكن الرقة، وكتب
الإنشاء لمروان الحمار، وله عقب.
حكى عنه خالد بن برمك وغيره، وقيل: كان في الأول مؤدباً، فتنقل في البلدان، وعنه أخذ المترسلون ومنه يستمدون حتى قيل: فتحت الرسائل بعبد الحميد، وختمت بابن العميد، ومجموع رسائله نحو من مائة كراس.
قتل مع مروان ببوصير في سنة اثنتين وثلاثين ومائة، فقيل: إنهم حموا له طستاً، ثم وضعوه على رأسه فهلك.
ومن جملة تلاميذه يعقوب بن داود وزير المهدي.
ويقال: ولاؤه لبني عامر بن لؤي، ويقال: لبني عامر بن كنانة.
روي عن مهزم بن خالد قال: نظر إلي عبد الحميد الكاتب وأنا أكتب خطاً رديئاً، فقال: إن أردت أن تجود خطك فأطل جلفتك وأسمنها، وحرف قطتك وأيمنها.
153 -
خ م د ن:
عبد الحميد صاحب الزيادي
.
بصري جليل، روى عن: أنس، وعبد الله بن الحارث، وأبي رجاء العطاردي. وعنه: شعبة، ومهدي بن ميمون، وحماد بن زيد، وابن علية.
وثقه أحمد.
154 -
د ت ق:
عبد الرحمن بن حبيب بن أردك المخزومي
، مولاهم المدني.
عن علي بن الحسين، وقيل: هو أخوه من أمه، وعن: عطاء، وعبد الواحد بن عبد الله البصري. وعنه: عبد الله بن جعفر المديني، وسليمان بن بلال، وحاتم بن إسماعيل، وآخرون.
قال النسائي: منكر الحديث.
وقال غيره: صدوق فيه شيء.
155 -
ع:
عبد الرحمن بن حميد بن عبد الرحمن بن عوف الزهري المدني
.
عن: أبيه، والسائب بن يزيد، وسعيد بن المسيب. وعنه: صالح بن كيسان، وسليمان بن بلال، وحاتم بن إسماعيل، وابن عيينة، ويحيى القطان، وآخرون.
وهو من العلماء الثقات. توفي سنة سبع.
156 -
خ د ن ق:
عبد الرحمن بن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي صعصعة الأنصاري المازني المديني
، أحد الأخوة.
سمع أباه، وعطاء بن يسار. وعنه: يزيد بن خصيفة، ومالك، وابن عيينة، وعدة.
وثقه أبو حاتم.
قال الهيثم: توفي في أول خلافة المنصور.
157 -
عبد الرحمن بن محمد بن عبد الله بن عبد القاري المدني
، حليف بني زهرة.
روى عن: أبيه، وعمه إبراهيم، وعمر بن عبد العزيز. وعنه: ابنه يعقوب، ومالك، وابن عيينة، وجماعة.
وثقه ابن معين.
وفي الموطأ حديث عنه، عن أبيه قال: قدم على عمر رجل من قبل أبي موسى، فأخبره عن رجل ارتد وقتلوه، فقال: هلا حبستموه. . . الحديث.
158 -
عبد العزيز بن حكيم الحضرمي الكوفي
.
عن: زيد بن أرقم، وابن عمر. وعنه: أبو عوانة، وشريك، ومعتمر بن سليمان، وابن فضيل، والقاسم بن مالك المزني، وغيرهم.
وثقه ابن معين.
وقال أبو حاتم: ليس بقوي، يكتب حديثه.
قلت: بقي إلى حدود أربعين ومائة.
159 -
م ت:
عبد الكريم بن الحارث بن يزيد الحضرمي المصري
، أبو الحارث الزاهد، أحد الأولياء.
عن المستورد بن شداد، وعن: رجاء بن حيوة، والزهري، ومشرح بن هاعان. وعنه: الليث، وبكر بن مضر، وابن لهيعة، وآخرون.
وكان ثقة.
توفي ببرقة سنة ست وثلاثين ومائة.
160 -
خ م د ن:
عبد المجيد بن سهيل بن عبد الرحمن بن عوف الزهري المدني
.
عن: عمه أبي سلمة، وسعيد بن المسيب، وعبيد الله بن عبد الله بن عتبة، وجماعة. وعنه: مالك، وسليمان بن بلال، وجماعة آخرهم الدراوردي.
وثقه ابن معين.
161 -
د ت ن:
عبد الملك بن أبي بشير البصري
، نزل المدائن.
عن: عكرمة، وعبد الله بن مساور. وعنه: سفيان، وزهير بن معاوية، والمحاربي.
وثقه يحيى القطان.
162 -
عبد الملك بن راشد الحمصي
.
عن: أبي أمامة، والمقدام بن معدي كرب، وعن أمه عن عائشة. وعنه: سعيد بن عبد العزيز التنوخي، وبقية، ومحمد بن حرب الأبرش، وعبد الرحمن بن الضحاك.
قال أبو حاتم: ما بحديثه بأس.
163 -
ع:
عبد الملك بن عمير بن سويد بن جارية اللخمي الكوفي
، أحد الأعلام أبو عمر، ويقال: أبو عمرو.
رأى علياً رضي الله عنه، وروى عن: جابر بن سمرة، وجندب البجلي، وعدي بن حاتم، والأشعث بن قيس، وابن الزبير، وطائفة كبيرة من الصحابة والتابعين. وعنه: الثوري، وزائدة، وحماد بن سلمة، وإسرائيل، وزياد البكائي، وسفيان بن عيينة، وجرير بن عبد الحميد، وعبيدة بن حميد، وخلق.
وولي قضاء الكوفة بعد الشعبي.
قال النسائي، وجماعة: ليس به بأس.
وقال أبو حاتم: ليس بحافظ.
وضعفه أحمد لغلطه.
وقال ابن معين: مختلط.
ووثقه آخرون.
وكان معمراً، مات في ذي الحجة سنة ست وثلاثين ومائة بالاتفاق، وأما سنه، فقال بعضهم: عاش مائة وثلاث سنين، وقيل: مائة وبضع سنين.
قال أبو بكر بن عياش: سمعته يقول: هذه السنة توفي لي مائة سنة وثلاث سنين.
وروى محمد بن سعيد الأموي عنه قال: رأيت علياً رضي الله عنه واقفاً في رحبة المسجد على فرس، وهو وافي المشيب، وهو يقول:
أرى حرباً مضللة وسلما وعهداً ليس بالعهد الوثيق
164 -
عبد الملك بن مروان بن الأمير موسى بن نصير اللخمي.
كان من أعيان أمراء الدولة الأموية، ثم من كبار الدولة العباسية. وهذا اتفاق نادر.
قال الليث: ولاه مروان بن محمد جند مصر وخراجها، فعدل فينا وسار سيرة جميلة.
وقال غيره: قدم صالح بن علي مصر فأكرم عبد الملك بن مروان وأخذه معه إلى العراق، فولاه أبو جعفر المنصور إقليم فارس، وكان فصيحاً من أخطب الناس.
165 -
عبد المؤمن بن أبي شراعة
، أبو بلال الأزدي الحلاب.
روى عن: ابن عمر، وأنس، وجابر بن زيد، وسعيد بن جبير. وعنه مروان بن معاوية الفزاري.
قال ابن معين: ثقة.
166 -
ع:
عبيد الله بن أبي بكر بن أنس بن مالك أبو معاذ الأنصاري البصري
.
روى عن جده. وعنه: شعبة، والحمادان، وهشيم، وعبيدة بن حميد، وعلي بن عاصم.
وثقه أحمد بن حنبل، ويحيى، وأبو داود، والنسائي.
167 -
ع:
عبيد الله بن أبي جعفر الليثي المصري الفقيه أبو بكر
، مولى عروة بن شييم الليثي، من سبي طرابلس الغرب، أعني أباه واسمه يسار.
رأى عبيد الله من الصحابة عبد الله بن الحارث الزبيدي، وسمع: الأعرج، وأبا سلمة بن عبد الرحمن، وعطاء، وحمزة بن عبد الله بن عمر، والشعبي، ونافعاً، ومحمد بن جعفر بن الزبير، وبكير بن الأشج، وجماعة.
روى عنه: ابن إسحاق، وحيوة بن شريح، وسعيد بن أبي أيوب، وعمرو بن الحارث، ويحيى بن أيوب، والليث، وابن لهيعة، وغيرهم.
قال أبو حاتم: ثقة، بابة يزيد بن أبي حبيب.
وروى عبد الرحمن بن شريح عن عبيد الله بن أبي جعفر قال: غزونا القسطنطينية، فكسر بنا مركبنا، فألقانا الموج على خشبة في البحر وكنا خمسة، فأنبت الله لنا بعددنا ورقة لكل رجل منا فنمصها فتشبعنا وتروينا، فإذا أمسينا أنبت الله مكانها حتى مر بنا مركب فحملنا.
ومما روي من كلام عبيد الله وأجاد قال: إذا كان المرء يحدث فأعجبه الحديث فليمسك، وإن كان ساكتاً فأعجبه السكوت فليتحدث.
وقال سعيد الآدم: كان سليمان بن داود يقول: ما رأت عيني عالماً زاهداً إلا عبيد الله بن أبي جعفر.
وقال ابن يونس في تاريخه: كان عالماً زاهداً عابداً، ولد سنة ستين من الهجرة، وتوفي سنة ست وثلاثين، وقيل سنة اثنتين وثلاثين ومائة.
168 -
عبيد الله بن الحبحاب السلولي
، مولاهم، الكاتب الأمير.
كان كاتب هشام بن عبد الملك، ثم رقاه وولاه إمرة مصر، وعظم شأنه، ثم ولاه المغرب مدة.
قال ابن يونس: قتله المنصور بواسط سنة اثنتين وثلاثين ومائة مع ابن هبيرة.
169 -
4:
عبيد الله بن زحر الضمري
، مولاهم، الإفريقي.
ولد بإفريقية، ورحل في العلم، وكان من الصالحين. روى عن أبي الهيثم صاحب أبي سعيد الخدري، وعن: أبي هارون العبدي، وخالد بن أبي عمران، والربيع بن أنس.
وله نسخة مشهورة عن علي بن يزيد الألهاني، وقد أرسل عن أبي أمامة الباهلي، وغيره.
روى عنه: يحيى بن سعيد الأنصاري، وهو أكبر منه، ويحيى بن أيوب، وبكر بن مضر، ومفضل بن فضالة، وجماعة.
وهو جائز الحديث.
قال أبو زرعة: صدوق لا بأس به.
وقال أحمد: ضعيف.
وقال أبو حاتم: لين الحديث.
170 -
د ق:
عبيد الله بن طلحة بن عبيد الله بن كريز أبو مطرف الخزاعي
.
عن: الحسن، والزهري. وعنه: صفوان بن سليم هو من طبقته، وابن
إسحاق، وحبان بن يسار، وحماد بن زيد، وهارون بن موسى الأعور.
وثقه ابن حبان.
171 -
ق:
عبيد الله بن عبيد، أبو وهب الكلاعي الدمشقي
.
عن: مكحول، وبلال بن سعد، وحسان بن عطية. وعنه: يحيى بن حمزة، وصدقة بن عبد الله، والهيثم بن حميد، وإسماعيل بن عياش.
قال ابن معين: ليس به بأس.
172 -
ت ق:
عبيد الله بن المغيرة بن معيقيب
، أبو المغيرة السبئي المصري.
روى عن: عبد الله بن الحارث بن جزء، وعبيد الله بن عدي بن الخيار، وأبي الهيثم سليمان بن عمرو العتواري صاحب أبي سعيد. وعنه عمرو بن الحارث، وابن إسحاق، وابن لهيعة، وبكر بن مضر، وآخرون.
وكان من علماء بلده. قال أبو حاتم: صدوق.
قال ابن يونس: توفي سنة إحدى وثلاثين ومائة.
173 -
خ ت ق:
عبيد الله بن سلمان الأغر مولى بني جهينة
.
عن والده أبي عبد الله الأغر. وعنه: مالك، وموسى بن عقبة، وسليمان بن بلال، وآخرون.
وثقه يحيى بن معين.
174 -
عبيد بن سلمان الأعرج
، مولى مسلم بن هلال.
سمع: سعيد بن المسيب، وعطاء بن يسار. وعنه: ابن أبي ذئب، وموسى بن عبيدة.
قال أبو حاتم: لا أعلم في حديثه إنكاراً، يحول من كتاب الضعفاء للبخاري.
175 -
د:
عبيد بن سوية الأنصاري
، مولاهم، المصري.
رجل صالح مفسر قلما روى. أخذ عنه حيوة بن شريح، وابن لهيعة، وعمرو بن الحارث، وغيرهم.
توفي سنة خمس وثلاثين ومائة.
176 -
م ن:
عبيد بن مهران الكوفي المكتب
.
عن: أبي الطفيل، وسعيد بن جبير، وإبراهيم النخعي، ومجاهد. وعنه: فضيل بن عياض، وجرير، وابن عيينة.
وثق.
177 -
ع:
عبد ربه بن سعيد بن قيس بن عمرو الأنصاري المدني
، أخو يحيى وسعد.
روى عن: أبي أمامة بن سهل، وأبي سلمة بن عبد الرحمن، ومحمد بن إبراهيم التيمي، وعمرة. وعنه: عطاء شيخه، وشعبة، وعمرو بن الحارث، والليث، وابن عيينة.
وثقه أحمد.
وقال يحيى القطان: كان وقاداً حي الفؤاد.
قيل: توفي سنة تسع وثلاثين.
178 -
عبدة بن رباح الغساني الشامي
.
عن: أم الدرداء، وعبادة بن نسي، ويزيد بن أبي مالك، وجماعة. وعنه: ابنه الحارث، والوليد بن مسلم، وجبلة بن مالك، وغيرهم.
وله دار بباب البريد تعرف بدار الكأس، وقد ولي إمرة الموصل والجزيرة للوليد بن يزيد.
قال أبو مسهر: كان جليس لسعيد بن عبد العزيز يقال له: هشام بن يحيى الغساني، فقال له: كان عندنا صاحب شرطة يقال له: عبدة بن رياح، فجاءته امرأة فقالت: إن ابني يعقني ويظلمني فأرسل معها يطلبه، فقالت الشرط لها: إن أخذ ابنك ضربه أو قتله، قالت: كذا؟ قالوا: نعم، فمرت بكنيسة على بابها شماس، فقالت: خذوا هذا ابني، فقالوا: أجب الأمير، فلما حضر قالوا له: تضرب أمك وتعقها! قال: ما هي أمي، قال: وتجحدها أيضاً! فضربه ضرباً شديداً، فقالت المرأة: إن أرسلته معي ضربني، فقال: هاتوه، فأركبها على عنقه وأمر فنودي عليه هذا جزاء من يعق أمه، فمر به صديق له، فقالوا: ما هذا! قال: من لم يكن له أم فليمض إلى عبدة يجعل له أماً.
179 -
د ت ق:
عتبة بن حميد الضبي البصري أبو معاذ
.
عن: عكرمة، وعبادة بن نسي. وعنه: إسماعيل بن عياش، وأبو معاوية، وابن عيينة، وعبيد الله الأشجعي.
قال أبو حاتم: صالح الحديث.
وقال أحمد: ضعيف ليس بالقوي.
180 -
خ م د ق:
عتبة بن مسلم التيمي
، مولاهم، المدني، وهو عتبة بن أبي عتبة.
روى عن: عبيد بن حنين، وأبي سلمة بن عبد الرحمن، وعنه: ابن إسحاق، ومسلم الزنجي، وإبراهيم بن أبي يحيى، وإسماعيل بن جعفر.
وهو من الثقات.
181 -
م 4:
عثمان بن حكيم بن عباد بن حنيف
، أبو سهل الأنصاري المدني الكوفي.
عن: عبد الله بن سرجس، وأبي أمامة بن سهل، وسعيد بن المسيب، وعدد كثير. وعنه: الثوري، وشريك، وهشيم، وعلي بن مسهر، ويحيى بن سعيد الأموي، وعبد الله بن نمير، وطائفة.
وكان ثقة، ثبتاً، زاهداً، عابداً.
182 -
عثمان بن داود الخولاني الشامي
، أخو سليمان بن داود.
روى عن: عكرمة، والضحاك، وعمر بن عبد العزيز، وعمير بن هانئ. وعنه: ابن ثوبان وهشام بن الغاز، وعمر بن مروان، وغيرهم.
قال العقيلي: هو مجهول بنقل الحديث.
وقال ابن عساكر: كان قدرياً.
قلت: أورد له ابن عساكر خبراً منكراً يدل على ضعفه.
183 -
عثمان بن عبد الأعلى بن سراقة الأزدي الدمشقي الأمير
.
ولي إمرة دمشق من قبل عبد الله بن علي. وروى عن: كهيل بن حرملة، عن أبي هريرة حديثاً رواه عنه الأوزاعي.
وثقه يعقوب الفسوي.
وكان قد ولي إمرة دمشق للوليد بن يزيد، ثم إنه نزع الطاعة وخرج فقتله بنو العباس.
184 -
خ م د ن ق:
عثمان بن عروة بن الزبير بن العوام بن خويلد القرشي الأسدي المدني
.
أحد خطباء قريش وعلمائهم وأشرافهم، وكان جميل الهيئة، روى عن أبيه فقط شيئاً يسيراً. وروى عنه: أخوه هشام بن عروة، وأسامة بن زيد، وسفيان بن عيينة، وغيرهم.
قال مصعب بن عبد الله: كان سالم بن عبد الله يقول: لو أن صائحاً يصيح من السماء لقال: أميركم عثمان بن عروة.
وقال عثمان بن عروة: الشكر وإن قل جزاء كل نائل وإن جل.
وقال ابن سعد: وفد عثمان على مروان بن محمد فوصله بمائة ألف، وكان من أحسن الناس وجهاً لم يعقب.
وروي عن عثمان بن عروة قال: كان أبي يقول لي وأنا أغلف لحيتي بالغالية: إني أراها ستقطر أو قد قطرت، وما يعيب ذلك علي.
وقيل: إن عثمان كان يقوم من مجلسه فيسلت ناس الغالية من على الحصى مما أصابها من لحيته.
ويقال: لم يكن بالمدينة أحد أحسن منه.
قال مصعب الزبيري: كان عثمان أصغر من هشام ومات قبل هشام.
وقال ابن سعد: مات قبل الأربعين ومائة.
185 -
4:
عثمان البتي الفقيه أبو عمرو البصري
بياع البتوت، اسم أبيه مسلم، ويقال: أسلم، ويقال: سليمان، وأصله من الكوفة.
روى عن: أنس بن مالك، وعبد الحميد بن سلمة، والشعبي، والحسن البصري. وعنه: شعبة، والثوري، وهشيم، ويزيد بن زريع، وابن علية، وآخرون.
وثقه أحمد والدارقطني، وهو قليل الحديث لكنه من كبار الفقهاء.
قال ابن سعد: ثقة له أحاديث وكان صاحب رأي وفقه.
وقال أبو حاتم: شيخ يكتب حديثه.
وروى عباس، عن ابن معين: ثقة.
وروى معاوية بن صالح، عن ابن معين: ضعيف.
قلت: وممن روى عنه أبو شهاب عبد ربه الحناط، وعثمان بن عثمان الغطفاني، وعيسى بن يونس.
186 -
خ م د ن:
عروة بن الحارث
، أبو فروة الهمداني الكوفي.
عن: عبد الرحمن بن أبي ليلى، والشعبي، وأبي زرعة. وعنه: شعبة، ومسعر، والسفيانان، وعبيدة بن حميد.
وهو ثقة يعرف بأبي فروة الأكبر.
187 -
د ن ق:
عروة بن رويم أبو القاسم اللخمي الأزدي
.
عن: أبي ثعلبة الخشني، وأنس بن مالك، وأبي إدريس الخولاني، وأرسل عن أبي ذر، وغيره. روى عنه: محمد بن مهاجر، وسعيد بن عبد العزيز، وهشام بن سعد، ويحيى بن حمزة، ومحمد بن شعيب، وآخرون.
وثقه ابن معين.
وقال الدارقطني، وغيره: لا بأس به.
وقال أبو حاتم: عامة أحاديثه مراسيل.
ويقال: إنه أدرك أبا ثعلبة وسمع منه.
قال محمد بن المثنى: توفي سنة خمس وثلاثين ومائة.
وقال آخر: سنة ست وثلاثين.
وقال سعيد بن عبد العزيز: مات سنة أربعين ومائة.
188 -
د ق:
عروة بن عبد الله بن قشير أبو سهل الجعفي الكوفي
.
عن: ابن سيرين، ومعاوية بن قرة، وفاطمة بنت علي بن أبي طالب، وابن أبي مليكة. وعنه: سفيان الثوري، وزهير بن معاوية، وعمرو بن شمر، وعنبسة بن سعيد، وآخرون.
وثقه ابن حبان، وغيره، وله حديث واحد في السنن.
189 -
4 خ متابعة:
عطاء بن السائب بن مالك الثقفي
، أبو زيد الكوفي، أحد المشاهير.
روى عن: أبيه، وعبد الله بن أبي أوفى، وذر الهمداني، وأبي وائل، وسعيد بن جبير، وأبي عبد الرحمن السلمي، وطائفة سواهم. وعنه: سفيان، وشعبة، وحماد بن سلمة، وهؤلاء حديثهم عنه صحيح على ما ذكر بعض الحفاظ، وحماد بن زيد، وزائدة، وأبو إسحاق الفزاري، وابن عيينة، وابن علية، وزياد البكائي، وعلي بن عاصم، ويحيى القطان، وهو أقدم شيخ للقطان، وروى عنه خلق سواهم.
قال أحمد بن حنبل: عطاء بن السائب ثقة ثقة، رجل صالح، من سمع منه قديماً كان صحيحاً، وكان يختم كل ليلة.
وقال أبو حاتم: محله الصدق قبل أن يختلط.
وقال النسائي: ثقة في حديثه القديم، لكنه تغير، ورواية شعبة، والثوري، وحماد بن زيد عنه جيدة.
وقال أبو بكر بن عياش: كنت إذا رأيت عطاء بن السائب وضرار بن مرة، رأيت أثر البكاء على خدودهما.
وقال أبو داود: سمعت أحمد بن حنبل يقول: كان عطاء بن السائب من خيار عباد الله، كان يختم القرآن كل ليلة.
قرأ القرآن عطاء بن السائب على أبي عبد الرحمن السلمي، وكان من المهرة به.
وصح أنه رأى علياً رضي الله عنه. قال أبو خيثمة زهير، عن أبي بكر بن أبي عياش عنه قال: مسح على رأسي ودعا لي بالبركة.
قال ابن المديني: قلت ليحيى القطان: ما حدث سفيان وشعبة عن عطاء بن السائب صحيح هو؟ قال: نعم إلا حديثين كان شعبة يقول: سمعتهما بأخرة عن زاذان.
قال القطان: وما سمعت أحداً يقول في عطاء شيئاً قط في حديثه القديم وقد شهد الجماجم.
وقال ابن معين: كل حديثه ضعيف إلا ما كان من حديث شعبة، وسفيان، وحماد بن سلمة.
وروى ابن عيينة عن رجل قال: كان أبو إسحاق سألنا عن عطاء بن السائب ويقول: إنه من البقايا، قال ابن عيينة: وكان عطاء بن السائب أكبر من عمرو بن مرة.
وقال عبد الله بن الأجلح: رأيت عطاء بن السائب أبيض الرأس واللحية.
وروى قيس بن الربيع، عن عطاء بن السائب قال: شهدت الجماجم، فرأيت رجلاً في السلاح ما يظهر منه إلا عينه، فجاء سهم فأصاب عينه فقتله، ورأيت رجلاً حاسراً في وسطه منطقة، فرمي فأصابه سهم في منطقته ثم نبا عنها.
وفي الجعديات: أخبرنا شعبة، عن عطاء بن السائب، عن سعيد بن
جبير عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه أتي بقصعة من ثريد، فقال: كلوا من جوانبها ولا تأكلوا من وسطها، فإن البركة تنزل في وسطها.
قال أبو بكر بن الأسود، وغيره: توفي عطاء سنة ست وثلاثين ومائة.
190 -
ت:
عطاء بن عجلان الحنفي أبو محمد البصري العطار
.
روى عن: أنس، وأبي عثمان النهدي، والحسن، وغيرهم. وعنه: حماد بن سلمة، وإسماعيل بن عياش، وسعد بن الصلت قاضي شيراز، وآخرون.
قال ابن معين: ليس بثقة.
وقال الفلاس: كذاب.
وقال النسائي، وغيره: متروك.
وقال الدارقطني مرة: ضعيف يعتبر به، ومرة قال: متروك.
191 -
ت ق:
عطاء بن قرة السلولي الدمشقي أبو قرة
.
عن: عبد الله بن ضمرة، والزهري. وعنه: ابن ثوبان، وسفيان الثوري، وغيرهما.
قال أبو زرعة الدمشقي: كان عبداً صالحاً، قيل له: دخل عبد الله بن علي دمشق، فقال: هاه، فمات. وروي أنه وضع يده على فؤاده وقال:
وافؤاداه وافؤاداه حتى مات، وذلك سنة اثنتين وثلاثين ومائة.
192 -
ع:
عطاء بن أبي مسلم الخراساني
، أحد الكبار، نزل دمشق والقدس.
وحديثه عن أبي الدرداء، والمغيرة بن شعبة، وابن عباس، وجماعة مرسل. وروى عن: سعيد بن المسيب، وعروة، وابن بريدة، وعطاء بن أبي رباح، وعمرو بن شعيب، ونافع، وعدة. وعنه: شعبة، ومعمر، ومالك، والثوري، وحماد بن سلمة، وإسماعيل بن عياش، وخلق، حتى أن شيخه عطاء روى عنه.
وثقه ابن معين.
وقال الدارقطني: هو في نفسه ثقة، لكنه لم يلق ابن عباس.
قال ابن معين: هو ابن ميسرة رأى ابن عمر وسمع منه.
وقال عبد الرحمن بن يزيد بن جابر: كنا نغزو مع عطاء الخراساني، فكان يحيي الليل صلاة إلا نومة السحر، وكان يعظنا ويحضنا على التهجد.
وقال سعيد بن عبد العزيز: كان عطاء الخراساني إذا جلس ولم يجد من يحدثه أتى المساكين فحدثهم.
وروى عثمان بن عطاء، عن أبيه قال: أوثق عملي في نفسي نشر العلم.
وقال عبد الله بن صالح: حدثنا الليث، عن عمرو بن الحارث، عن أيوب السختياني، عن القاسم أنه قال لسعيد بن المسيب: إن عطاء بن أبي رباح حدثني أن عطاء الخراساني حدثه في الرجل الذي أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد أفطر في رمضان أنه أمره بعتق رقبة قال: لا أجدها. . . الحديث. هكذا رواه كاتب الليث وغلط، والصواب ما روى سليمان بن حرب قال: حدثنا حماد بن زيد، عن أيوب، عن القاسم قال: قلت لسعيد: إن عطاء الخراساني حدثني عنك في الذي وقع على امرأته قال: كذب ما حدثته، إنما بلغني أن النبي صلى الله عليه وسلم قال له: تصدق تصدق.
وقيل: إن الذي ذكره البخاري في صحيحه في تفسير سورة نوح هو عطاء هذا، وأنا أراه عطاء بن أبي رباح.
ولد عطاء الخراساني سنة خمسين، وقيل: ولد سنة ستين.
وقال ابنه عثمان: توفي أبي بأريحا سنة خمس وثلاثين ومائة، رحمه الله.
193 -
سوى ت:
عطاء بن أبي ميمونة البصري
.
عن: عمران بن حصين، وجابر بن سمرة، وأنس بن مالك، وجماعة. وعنه: خالد الحذاء، وشعبة، وروح بن القاسم، وحماد بن سلمة، وغيرهم.
وثقه ابن معين، وقال: هو وابنه قدريان.
وقال عبد الرحمن بن منده: توفي سنة إحدى وثلاثين ومائة، وكان يرى القدر.
194 -
عطاء السليمي الزاهد
، عابد أهل البصرة.
يحكى عنه أمر يتجاوز الحد في الخوف والحزن. أدرك أنس بن مالك، وأخذ عن الحسن.
قال صالح بن أبي ضرار: حدثنا الوليد بن مسلم، عن خليد بن دعلج قال: كنا عند عطاء السليمي فقيل له: إن فلان بن علي قتل أربعمائة من أهل دمشق على دم واحد، فقال متنفساً: هاه، ثم خر ميتاً.
قد تقدمت هذه القصة عن عطاء السلولي، فالله أعلم.
قال ابن عيينة: حدثنا بشر بن منصور قال: قلت لعطاء السليمي: أرأيت لو أن ناراً أشعلت، ثم قيل: من دخلها نجا، ترى كان أحد يدخلها؟ فقال: لو قيل ذلك لخشيت أن تخرج نفسي فرحاً قبل أن أصل إليها.
وقال سليمان الشاذكوني: حدثنا نعيم بن مورع قال: انتبه عطاء السليمي فجعل يقول: ويل لعطاء، ليت عطاء لم تلده أمه، وعليه مدرعة
فلم يزل كذلك حتى اصفرت الشمس، فقمنا وتركناه.
قال أبو سليمان الداراني: كان عطاء السليمي قد اشتد خوفه فكان لا يسأل الله الجنة، وعن مرجى بن وداع الراسبي قال: كان عطاء إذا هبت ريح ورعد قال: هذا من أجلي يصيبكم لو مت استراح الناس.
وعن صالح المري قال: أتيته فقلت له: يا شيخ، قد خدعك إبليس، فلو شربت كل يوم شربة سويق.
وقيل: كان يدعو: اللهم ارحم غربتي في الدنيا، وارحم مصرعي عند الموت، وارحم وحدتي في قبري، وارحم قيامي بين يديك.
وقال علي بن بكار: تركت عطاء السليمي بالبصرة حين خرجت إلى الثغر، فمكث أربعين سنة على فراشه لا يقوم من الخوف ولا يخرج، أضناه الخوف، فكان لا يستطع أن يصلي قائماً، وكان يوضأ على الفراش، وأي شيء أربعين سنة قد أطاع الله عدد شعره.
وقال أبو سليمان الداراني: كان عطاء قد اشتد خوفه، فإذا ذكرت عنده الجنة قال: نسأل الله العفو.
وعن عطاء السليمي قال: التمسوا لي هذه الأحاديث في الرخص لعل الله أن يروح عني بعض غمي.
وقيل: كان إذا بكى بكى ثلاثة أيام ولياليها.
وقال الصلت بن حكيم: حدثنا أبو يزيد الهدادي قال: انصرفت من الجمعة، فإذا عطاء السليمي وعمر بن ذر يمشيان، وكان عطاء قد بكى حتى عمش، وكان عمر قد صلى حتى دبر، فقال عمر لعطاء: حتى متى نسهو ونلعب وملك الموت في طلبنا لا يكف! فصاح عطاء وخر مغشياً عليه فأنشج موضحه، واجتمع الناس فلم يزل على حاله إلى المغرب، ثم أفاق فحمل.
وقال العلاء بن محمد: شهدت عطاء السليمي خرج في جنازة، فغشي عليه أربع مرات.
وقال الأصمعي: حدثنا أبو يزيد قال: قال عطاء: مات حبيب، مات
مالك، مات فلان، ليتني مت فكان أهون لعذابي.
وعن إبراهيم بن أدهم قال: كان عطاء السليمي يمس جسده بالليل مخافة أن يكون قد مسخ.
195 -
د:
عقيل بن مدرك
، أبو الأزهر.
شامي صدوق. عن: عبد الرحمن بن عسيلة الصنابحي، وأبي الزاهرية، ولقمان بن عامر. وعنه: صفوان بن عمرو، وإسماعيل بن عياش، وبقية بن الوليد.
196 -
م 4:
العلاء بن الحارث أبو وهب الحضرمي الشامي الفقيه
.
عن: عبد الله بن بسر، وأبي الأشعث الصنعاني، ومكحول، وغيرهم. وعنه: الأوزاعي، ومعاوية بن صالح، ويحيى بن حمزة، وفرج بن فضالة، وآخرون.
وكان أعلم أصحاب مكحول.
قال محمد بن سعد: كان مفتياً قليل الحديث، خولط.
وقال أبو حاتم: لا أعلم في أصحاب مكحول أوثق منه.
وقال أبو داود: ثقة تغير عقله.
وقال البخاري: منكر الحديث.
وقال ابن معين: ثقة يرى القدر.
وقال ابن المديني: ثقة.
قالوا: توفي سنة ست وثلاثين ومائة. وقيل: عاش سبعين سنة.
197 -
م ت:
العلاء بن خالد الأسدي الكاهلي
.
عن أبي وائل. وعنه الثوري، وحفص بن غياث، ومروان بن معاوية.
قال ابن معين: ثقة.
198 -
العلاء بن أبي العباس
، الشاعر المكي. واسم أبيه السائب بن فروخ
عن أبي الطفيل، وأبي جعفر الباقر. وهو شيعي جلد. روى عنه ابن جريج، والسفيانان.
وثقه ابن معين.
199 -
العلاء بن عبد الجبار اليحصبي
، الحمصي
عن خالد بن معدان، وعمير بن هانئ. وعنه عبد الله بن سالم، والحارث بن عبيد، وإسماعيل بن عياش.
قال أبو حاتم: صالح الحديث.
200 -
م 4:
العلاء بن عبد الرحمن بن يعقوب
، أبو شبل المدني، أحد المشاهير، ولاؤه للحرقة من جهينة
روى عن أبيه، وعن ابن عمر، وأنس بن مالك، وأبي السائب - مولى هشام بن زهرة - ومعبد بن كعب بن مالك. روى عنه شعبة، ومالك، والسفيانان، وإسماعيل بن جعفر، وعبد العزيز الدراوردي، وآخرون.
ابن إسحاق: حدثني العلاء بن عبد الرحمن بن يعقوب قال: كان
جدي يعقوب مكاتباً لمالك بن أوس بن الحدثان النصري وكانت أمه مولاة لرجل من الحرقة من جهينة فولدت له أبي - وهو مكاتب - فعتق أبي لعتاقة أمه، فدخل به الحرقي بعدما عتق جدي على عثمان بن عفان يسأله اللحق في الديوان فقام إليه مالك بن أوس، فقال: مولاي قد أعتق أبوه فجر إلي ولاؤه، قال: فاختصما إلى عثمان، فقضى به للحرقي، فنحن مولى الحرقة.
قال أحمد بن أبي خيثمة: سمعت يحيى بن معين يقول: لم يزل الناس يتقون حديث العلاء بن عبد الرحمن.
وقال أحمد بن حنبل: ثقة، لم أسمع أحداً يذكره بسوء.
وقال النسائي: ليس به بأس.
وقال أبو حاتم: أنا أنكر من حديثه شيئاً.
وقال ابن معين: ليس حديثه بحجة وقال مرة: ليس بالقوي.
وقال ابن عدي: ما أرى بحديثه بأساً.
توفي العلاء سنة ثمان وثلاثين ومائة.
201 -
ع:
علقمة بن أبي علقمة بلال المدني
، مولى عائشة
كان ثقة يعلم العربية. روى عن أمه مرجانة، وأنس بن مالك، والأعرج. وعنه مالك، وسليمان بن بلال، وعبد العزيز الدراوردي، وجماعة.
وثقه ابن معين.
توفي قبيل الأربعين في أول خلافة أبي جعفر.
202 -
4:
علي بن بذيمة
، أبو عبد الله الجزري، مولى جابر بن سمرة. وهو كوفي الأصل
روى عن أبي عبيدة بن عبد الله بن مسعود، وسعيد بن جبير، وعكرمة. وعنه شعبة، ومعمر، وإسرائيل، وآخرون.
وثقه ابن معين.
وقال أحمد: صالح الحديث، رأس في التشيع.
قيل: توفي سنة ست وثلاثين ومائة.
203 -
خ 4:
علي بن الحكم البناني
، أبو الحكم البصري
عن أنس بن مالك، وأبي عثمان النهدي، وعطاء بن أبي رباح، وعمرو بن شعيب. وعنه الحمادان، وإسماعيل بن علية، وجماعة
قال أحمد: ليس به بأس.
قلت: توفي سنة إحدى وثلاثين ومائة.
204 -
4 م مقروناً:
علي بن زيد بن جدعان
، هو علي بن زيد بن أبي مليكة بن عبد الله بن جدعان، أبو الحسن القرشي التيمي البصري الضرير
أحد أوعية العلم في زمانه. روى عن أنس بن مالك، وسعيد بن المسيب، وأبي عثمان النهدي وعروة، وجماعة، ولزم الحسن مدة. وعنه شعبة، والسفيانان، والحمادان، وهمام، وزائدة، وهشيم، ومعتمر بن سليمان، وعبد الوارث، وابن علية، وخلق، وولد أعمى.
قال منصور بن زاذان: لما مات الحسن قلنا لابن جدعان: اجلس مجلس الحسن.
قال حماد بن زيد: سمعت الجريري يقول: أصبح فقهاء البصرة عمياناً ثلاثة: قتادة، وعلي بن زيد، وأشعث الحداني.
وقال حماد بن سلمة: قال علي بن زيد: ربما حدثت الحسن بالحديث أسمعه منه فأقول: يا أبا سعيد أتدري من حدثك فيقول: لا أدري إلا أني سمعته من ثقة، فأقول: أنا حدثتك به.
وروى الأصمعي عن مبارك عن علي بن زيد، قال: بت مع الحسن فقمت من الليل فقرأت البقرة وآل عمران والنساء، فقال الحسن: دافعت الصبح الليلة.
وقال شعبة: حدثنا علي بن زيد وكان رفاعاً.
وقال مرة: حدثنا قبل أن يختلط.
وقال حماد بن زيد: أخبرنا علي بن زيد وكان يقلب الأحاديث.
وعن يزيد بن زريع قال: كان شيعياً.
وقال أحمد: ضعيف الحديث.
قال ابن معين: ليس بذاك.
وقال أبو حاتم: يكتب حديثه ولا يحتج به.
وقال ابن خزيمة: لا أحتج به لسوء حفظه.
وقال النسائي: ضعيف.
قال خليفة: مات في الطاعون سنة إحدى وثلاثين ومائة.
وقال مطين، وغيره: سنة تسع وعشرين ومائة.
وقال الترمذي: صدوق.
205 -
خ د ن ق:
علي بن يحيى بن خلاد بن رافع الزرقي المدني
، أبو الحسن
روى عن عمه رفاعة بن رافع، وعن أبيه يحيى. وعنه ابنه إسحاق، وابن عجلان، وسليمان بن بلال، وإسماعيل بن جعفر، وابنه يحيى بن
علي، وروى عنه نعيم المجمر، وهو أكبر منه.
قال ابن معين: ثقة.
206 -
م 4:
عمار الدهني
، أبو معاوية البجلي الكوفي
ودهن هو ابن معاوية بن أسلم، وفي بني عبد القيس دهن بن عذرة.
روى عمار عن إبراهيم النخعي، وإبراهيم التيمي، وسعيد بن جبير، وأبي الطفيل، وأبي سلمة بن عبد الرحمن، وسالم بن أبي الجعد. وعنه شعبة، والثوري، وإسرائيل، وشريك، وابن عيينة، وعبيدة بن حميد، وابنه معاوية بن عمار، وآخرون.
وثقه أحمد بن حنبل، وجماعة.
وقال مطين: توفي سنة ثلاث وثلاثين ومائة.
207 -
ت ق:
عمارة بن جوين
، أبو هارون العبدي البصري
روى عن ابن عمر، وأبي سعيد الخدري. وعنه الحمادان، وعبد الوهاب الثقفي، وعلي بن عاصم، وجماعة.
ضعفه شعبة، وغير واحد.
وقال النسائي: ليس بثقة.
وقال غيره: شيعي جلد.
وقال ابن عدي: قد حدث عنه ابن عون، والثوري، وشريك، وهشيم، وعبد الوارث. وتذكر عنه أشياء في الغلو في التشيع.
قلت: توفي سنة أربع وثلاثين ومائة.
208 -
خ 4:
عمارة بن أبي حفصة
، واسم أبيه ثابت
بصري مشهور ولاؤه للعتكيين، ولم يدرك ولده حرمي بن عمارة الأخذ عنه، وهو ابن عم عبد العزيز بن أبي رواد. يروي عن أبي عثمان النهدي، وأبي مجلز لاحق بن حميد، وعكرمة، والحسن، وجماعة. وعنه شعبة، وعبد الوارث، ويزيد بن زريع، ويزيد بن هارون، وعلي بن عاصم.
وثقه ابن معين، وغيره.
قال خليفة بن خياط: توفي سنة اثنتين وثلاثين ومائة.
وهو من قدماء مشيخة يزيد بن هارون.
209 -
م 4:
عمارة بن غزية بن الحارث بن عمرو بن غزية الأنصاري
، من بني مازن بن النجار
مدني مشهور ثقة. روى عن أبي صالح السمان، والشعبي والربيع بن سبرة الجهني، ومحمد بن إبراهيم التيمي، وعمرو بن شعيب، وغيرهم. وعنه بكر بن مضر، وابن لهيعة، وسليمان بن بلال، وإسماعيل بن جعفر، والدراوردي، وبشر بن المفضل، وآخرون.
استشهد به البخاري.
وقال ابن سعد: ثقة كثير الحديث.
وأما أبو محمد بن حزم فضعفه.
توفي سنة أربعين ومائة.
210 -
ع:
عمارة بن القعقاع بن شبرمة الضبي الكوفي
.
كان أسن من عمه عبد الله بن شبرمة وكان يفضل عليه. روى عن أبي
زرعة فأكثر، وعن الأخنس بن خليفة الضبي. وعنه السفيانان، وشريك، وجرير، وابن فضيل، وغيرهم.
وثقه ابن معين.
211 -
د:
عمر بن جعثم الشامي الحمصي
.
عن خالد بن معدان، وسليم بن عامر، وعمرو بن قيس السكوني. وعنه إسماعيل بن عياش، وبقية بن الوليد.
أما:
212 -
ت ق:
عمر بن خثعم اليمامي
، فهو عمر بن عبد الله بن أبي خثعم
ويروي عن يحيى بن أبي كثير. ضعيف.
213 -
عمر بن السائب
، أبو عمرو المصري الفقيه
روى عن القاسم بن قزمان، وابن لعمرو بن أمية الضمري.
وهو مقل. روى عنه الليث، وبكر بن مضر، وابن لهيعة.
قال ابن يونس: مات سنة أربع وثلاثين ومائة رحمه الله.
214 -
4:
عمر بن أبي سلمة بن عبد الرحمن بن عوف الزهري
.
عن أبيه. وعنه مسعر، وأبو عوانة، وهشيم، وغيرهم.
قال أبو حاتم: هو عندي صالح.
وقال النسائي: ليس بالقوي.
وقال ابن خزيمة: لا يحتج بحديثه.
وأما البخاري فلم يحتج به بل استشهد به.
قال ابن سعد: قتل عبد الله بن علي عمر بن أبي سلمة مع ابن أخت له من بني أمية وذلك في سنة اثنتين وثلاثين ومائة. وكذا قال خليفة. وقيل: سنة ثلاث.
215 -
عمر بن سليمان الدمشقي
.
روى عن شهر بن حوشب، ومكحول، وسعيد بن سنان. وعنه بقية بن الوليد، وعباد بن كثير وميسرة بن عبد ربه.
216 -
م ن:
عمر بن عامر القاضي السلمي البصري
، أبو حفص
عن أم كلثوم عن عائشة، وعن قتادة، وعمرو بن دينار، وحماد بن أبي سليمان، وجماعة. وعنه سالم بن نوح، ومحمد بن عبد الواحد القطعي، ومعتمر بن سليمان، ويزيد بن زريع، وعباد بن العوام، وعدة.
قال ابن حبان في الثقات: توفي سنة خمس وثلاثين ومائة.
قال ابن المديني: كان على قضاء البصرة، مات فجاءة.
217 -
ق:
عمر بن عبد الله بن يعلى بن مرة الثقفي الكوفي
عن أنس بن مالك، والمنهال بن عمرو، وجدته حكيمة. وعنه الثوري، وإسرائيل، وأبو خالد الأحمر، وزياد البكائي، ومروان بن معاوية.
ضعفه أحمد، وقال الدارقطني: متروك.
218 -
ت ق:
عمرو بن دينار البصري قهرمان آل الزبير
، ابن شعيب، أبو يحيى الأعور
روى عن سالم بن عبد الله، وصيفي بن صهيب. وعنه الحمادان، وابن علية، وعبد الوارث، ومعتمر بن سليمان.
ضعفه أحمد بن حنبل.
وقال البخاري: فيه نظر.
219 -
د ن ق:
عمرو بن عامر
، أو ابن عمرو، أبو الزعراء الجشمي
عن عمه أبي الأحوص عوف بن مالك، وعبيد الله بن عبد الله، وعكرمة. وعنه سفيان الثوري، وعبيدة بن حميد، وابن عيينة.
وثقه ابن معين.
220 -
عمرو بن عبيد الله
، أبو سهيل الأنصاري الخزرجي الواقفي، والد محمد بن عمرو
روى عن سعيد بن المسيب، وسعيد بن عمير. وعنه مالك، وابن إسحاق، وسليمان بن بلال، والدراوردي.
قال أبو حاتم: محله الصدق.
221 -
د:
عمرو بن عمران
، أبو السوداء النهدي
كوفي مقل. عن عبد خير، وعن المسيب بن عبد خير، وقيس بن أبي حازم، وأبي مجلز. وعنه السفيانان، وحفص بن عبد الرحمن بن سوقة.
قال أحمد، وابن معين: ثقة.
وقال أبو داود: قتل أيام قحطبة.
222 -
ع:
عمرو بن أبي عمرو
، مولى المطلب بن عبد الله بن حنطب المخزومي، أبو عثمان المدني
عن أنس بن مالك، وسعيد بن جبير، وأبي سعيد المقبري، والأعرج، وعكرمة. وعنه مالك، ومحمد بن جعفر، وأخوه إسماعيل بن جعفر، وعبد الرحمن بن أبي الزناد، والدراوردي، وآخرون.
قال أبو حاتم: لا بأس به.
وقال أحمد: ما به بأس.
وقال أبو داود: ليس بذاك.
وقال ابن معين: ليس بحجة، واسم أبيه ميسرة.
223 -
4:
عمرو بن قيس بن ثور بن مازن بن خيثمة
، أبو ثور السكوني الكندي الحمصي، ولجدهم مازن صحبة
ولد عمرو عام قتل علي رضي الله عنه، وفد على معاوية مع أبيه. وروى عن عبد الله بن عمرو والنعمان بن بشير، وواثلة بن الأسقع، وأبي أمامة، وعبد الله بن بسر، وعاصم بن حميد السكوني، وطائفة. وعنه معاوية بن صالح، وسعيد بن عبد العزيز، وثوابة بن عون الحموي، وعبد الحميد بن عبد العزيز السكوني، ومحمد بن حمير، وجماعة.
قال إسماعيل بن عياش: أدرك سبعين صحابياً، وكان سيد أهل حمص.
قال ابن معين: شامي ثقة، سمع عبد الله بن عمر.
وقيل: إنه ولي جيش عمر بن عبد العزيز على غزو الصائفة.
وقال ابن سعد: صالح الحديث.
قال الواقدي: مات سنة خمس وعشرين ومائة، وحدث عن معاوية بحديثين.
وقال عمير بن مغلس: حدثنا أيوب بن منصور، سمع عمرو بن قيس يقول: قال لي الحجاج: متى ولدت يا أبا ثور؟ قلت: عام الجماعة سنة أربعين، قال: هي مولدي، قال بعض رواة هذا فتوفي الحجاج سنة خمس وتسعين، وتوفي عمرو بن قيس سنة أربعين ومائة. قاله محمود بن خالد الدمشقي.
وقال إسماعيل بن عياش: سمعته يقول: سمعت معاوية على المنبر يزع بهذه الآية {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ} نزلت في يوم جمعة يوم عرفة.
قال: قال أبو حاتم، وأحمد العجلي، وغيرهما: ثقة.
وقال الوليد: حدثنا سعيد بن عبد العزيز أن عمر بن عبد العزيز أغزى الروم صائفتين على إحديهما عمرو بن قيس السكوني في أقل من أربعين ألفا نظراً منه لجماعة من كان أصابه الأزل على حصار قسطنطينية، قال: فخرج إليهم لاون طاغية الروم لما بلغه من قلتهم فلقيه سائح من سياحي الروم، فقال: أين يريد الملك؟ قال: هذه الطائفة القليلة، قال: تركت لقاءهم وأمراؤهم على تلك السيرة، فلما وليهم هذا الرجل الصالح تعرضهم؟! فقال: ذاك بالشام وهؤلاء بأرض الروم، قال: عمل ذاك مقدمة
لهؤلاء. قال سعيد: فانصرف لاون عن لقائهم.
وروى بقية عن أبي بكر بن مريم قال: كتب عمر بن عبد العزيز إلى والي حمص انظر الذين نصبوا أنفسهم للفقه، وحبسوها في المسجد عن طلب الدنيا فأعط كل رجل منهم مائة دينار من بيت المال، فكان عمرو بن قيس وأسد بن وداعة فيمن أخذها.
وقال محمد بن عوف الطائي: حدثنا إبراهيم بن العلاء، قال: حدثنا ثوابة بن عون التنوخي، قال: سمعت عمرو بن قيس السكوني يقول: حججت فلما فرغنا من حجنا خرجنا نريد العمرة من بطن مر، فأغفيت، فرأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم مقبلاً من ناحية المدينة يريد مكة، ومعه نفر من أصحابه على رواحلهم، فسلمت عليه فرد علي، ثم قال: تريد العمرة؟ قلت: نعم بأبي أنت وأمي، فقال لي: لا، العمرة من الجحفة ثلاثاً. فانتبهت فأخبرت أصحابي برؤياي، وإلى جانبنا رجل معه حشم، فلما سمعني أقص رؤياي أرسل إلي رسوله، فقال: أبو عبد الرحمن يريدك، فقلت: من أبو عبد الرحمن؟ قال: عبد الله بن عمرو، فقلت: أهل هو صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال: نعم، فأتيته فقال: أنت الذي رأيت هذه الرؤيا؟ قلت: نعم، قال: اقصصها علي - رحمك الله -، فقصصتها عليه حتى إذا انتهيت إلى ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم بكى حتى نشج، ثم دعا بماء فتوضأ وحسا منه، ثم قال: اردد علي - رحمك الله - فرددت عليه فتنفس حتى ظننت أن قلبه خرج، ثم قال: امض لما أمرك رسول الله صلى الله عليه وسلم في منامك فوالذي بعثه بالحق لربما سمعته غير مرة ولا مرتين يقول: من رآني في المنام فكأنما رآني في اليقظة، فمن رآني فقد رأى الحق، فإن الشيطان لا يتمثل بي.
قلت: وهم من قال: إنه مات سنة خمس وعشرين، فإنه كان فيمن سار للطلب بدم الوليد بن يزيد إلى دمشق، والأصح أنه مات سنة أربعين ومائة فيكون عمره مائة سنة. وكذا قال في عمره محمود بن خالد.
• - عمرو بن قيس الملائي الكوفي، في الطبقة الآتية
224 -
د ق:
عمرو بن مهاجر
، أبو عبيد الدمشقي. كبير حرس عمر بن عبد العزيز
رأى واثلة بن الأسقع، وروى عن عمر بن عبد العزيز. وعنه أخوه محمد بن مهاجر، والأوزاعي، ويحيى بن حمزة، وجماعة.
وثقه ابن سعد، وابن معين، وأحمد العجلي.
قال إسماعيل بن عياش: حدثنا عمرو بن مهاجر، عن أبيه، عن أسماء بنت يزيد، سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: لا تقتلوا أولادكم سراً فإن الغيل يدرك الرجل على ظهر فرسه عنى بالسر: الجماع.
وقال إسماعيل بن عياش: حدثنا عمرو بن مهاجر، قال: صليت خلف واثلة بن الأسقع على ستين جنازة ماتوا في الطاعون فجعل الرجال مما يليه.
قال أبو مسهر: عمرو بن مهاجر بن دينار، هو مولى أسماء بنت يزيد بن السكن الأنصارية.
وقال ابن عائذ: حدثنا أبو مسهر، عمن حدثه، عن عمرو بن مهاجر أن عمر بن عبد العزيز قال لخالد بن الريان - وقد لبس جبة -: ما دعاك إلى لبس هذه الجبة؟ قال: سروراً بخلافتك، قال: من أين هي لك؟ قال: من كسوتك أو من كسوة أهل بيتك، قال: بالجزاء، انزع هذا السيف والحق بأهلك، اللهم إني قد وضعته لك فلا ترفعه. ثم قال هكذا: اللهم إني أستخيرك، يا
كهل، قال عمرو: فظننت أنه يعني غيري، قال: إياك أعني، ممن أنت؟ قلت: من الأنصار، قال: الحمد لله قد وليتك الحرس، فالله الله في الضعيف.
وقال يحيى بن حمزة: حدثنا عمرو بن مهاجر أن عمر بن عبد العزيز قال: إنما مثلي ومثل عمرو بن مهاجر كمثل رجل اتخذ سهماً لا ريش له والله لأريشنه.
وقيل: إنه جعل له في الشهر عشرين ديناراً.
قال خليفة، وغيره: مات سنة تسع وثلاثين ومائة.
225 -
ع:
عمرو بن يحيى بن عمارة الأنصاري المازني
عن أبيه، وعباد بن تميم، وعلقمة بن وقاص، وسعيد بن يسار، وأبي عبد الله دينار القراظ. وعنه مالك، وإبراهيم بن طهمان، والحمادان، والسفيانان، وإسماعيل بن جعفر، وعبد العزيز بن محمد، وطائفة سواهم.
قال أبو حاتم: ثقة صالح.
وقال عثمان بن سعيد: سألت يحيى بن معين عنه، فقال: صويلح، وليس بقوي.
يقال: توفي سنة بضع وثلاثين ومائة.
226 م:
عمران بن أبي عطاء
، هو أبو حمزة القصاب
سماه هكذا ابن أبي حاتم. وقيل: أبو حمزة القصاب ميمون، يأتي بكنيته، والصحيح أنهما اثنان وأن أبا حمزة عمران بن أبي عطاء الأسدي الواسطي روى عن ابن عباس، ومحمد ابن الحنفية، وعمر دهراً. روى عنه
شعبة، والثوري، وأبو عوانة، وهشيم، وآخرون.
وثقه يحيى بن معين.
وقال أبو زرعة: بصري لين.
227 -
د:
عنبسة بن سعيد
الواسطي القطان
عن شهر بن حوشب، والحسن، وجماعة. وعنه ابن أخيه، وعبد الوهاب الثقفي.
وهو ضعيف له حديث واحد في سنن أبي داود لكنه معروف بحميد الطويل.
228 -
عنبسة بن سعيد، أبو غنيم الكلاعي الدمشقي
عن أنس، ومكحول، وأبان بن أبي عياش، وعدة. وعنه الأوزاعي، وإسماعيل بن عياش، والوليد بن مسلم، وابن شابور، وغيرهم.
قال أبو زرعة: أحاديثه منكرة.
229 -
م 4:
عياش بن عباس
، أبو عبد الرحيم القتباني الحميري المصري، والد عبد الله
رأى عبد الله بن الحارث بن جزء، وروى عن أبي سلمة بن عبد الرحمن، والهيثم بن شفي، وأبي عبد الرحمن الحبلي، وعيسى بن هلال الصدفي، وعدة. وعنه حيوة بن شريح، وشعبة، والليث، وابن لهيعة، والمفضل بن فضالة.
وثقه ابن معين، وغيره.
مات سنة ثلاث وثلاثين.
230 -
م ن:
عيسى بن سليم العنسي الرستني
. والرستن على ثلاثة فراسخ من حمص
يروي عن عبد الرحمن بن جبير بن نفير، وراشد بن سعد. وعنه عمرو بن الحارث، ويحيى بن حمزة، وبقية، وعيسى بن يونس.
وثقه أبو حاتم، وغيره.
يكنى أبا حمزة، وهو بالكنية أشهر.
231 -
عيسى بن موسى بن حميد بن أبي الجهم بن حذيفة العدوي المصري
عن صفوان بن سليم، ومالك بن أنس. وعنه يحيى بن أيوب، وابن لهيعة.
مات شاباً.
232 -
د ن ق:
غالب بن مهران العبدي البصري التمار
عن الشعبي، وحميد بن هلال. وعنه قتادة - وهو أكبر منه - وشعبة، وابن علية، وعلي بن عاصم، وآخرون.
قال أبو حاتم: صالح الحديث.
233 -
ن:
غضيف بن أبي سفيان
عن عمرو بن أوس، ونافع بن عاصم الثقفي، وأخيه يعقوب بن عاصم. وعنه سعيد بن السائب، وعمرو بن وهب الطائفيان.
234 -
م د ن ق:
غيلان بن جامع
، أبو عبد الله المحاربي الكوفي
عن علقمة بن مرثد، وسليمان بن بريدة، والحكم بن عتيبة، وجماعة. وعنه شعبة، وسفيان، ويعلى بن الحارث المحاربي، وعلي بن عاصم.
ومات كهلاً، له نحو من عشرين حديثاً.
وثقه ابن معين.
235 -
ت ق:
فرقد بن يعقوب السبخي
من سبخة البصرة. وقيل: من سبخة الكوفة. أبو يعقوب النساج، أحد العباد
روى عن أنس ومرة الطيب، وإبراهيم التيمي، وسعيد بن جبير. وعنه همام، وحماد بن سلمة، وجعفر بن سليمان الضبعي، وحماد بن زيد، وغيرهم.
قال أبو حاتم: ليس بقوي.
وقال يحيى: ثقة.
وقال الدارقطني، وغيره: ضعيف.
وقال البخاري: في حديثه مناكير.
روي أن الحسن دعي إلى طعام فنظر إلى فرقد السبخي - وعليه جبة صوف - فقال: يا فرقد لو شهدت الموقف لخرقت ثيابك مما ترى من عفو الله عز وجل.
وعن فرقد السبخي قال: قرأت في التوراة: أول ذنب عصي الله به: الكبر والحسد والحرص.
قيل: إن فرقداً توفي سنة إحدى وثلاثين ومائة بالبصرة.
236 -
القاسم بن محمد أبو نهيك الأسدي
.
عن القاسم بن محمد، وطاوس. وعنه مسعر بن كدام، وسفيان، وشريك، وجرير بن عبد الحميد.
وقد وثق.
237 -
م ن ق:
القاسم بن مهران
عن أبي رافع الصائغ. وعنه شعبة، وهشيم، وعبد الوارث، وابن علية.
وثقه ابن معين.
عنده حديث واحد.
238 -
قحطبة بن شبيب الطائي المروزي الأمير
أحد دعاة بني العباس، ومقدم الجيوش، قيل: اسمه زياد، وإنما قحطبة لقب. وهو والد الأميرين الحسن، وحميد، أصابته ضربة في وجهه ليلة المسفاة فوقع في الفرات فهلك ولم يدر به. وذلك في المحرم من سنة اثنتين وثلاثين، وقد مر من شأنه في الحوادث.
239 -
ق:
قدامة بن إبراهيم بن محمد بن حاطب الجمحي المدني
عن ابن عمر وسهل بن سعد، وعمر بن أبي سلمة المخزومي. وعنه ابناه عبد الملك وصالح، وسفيان بن سعيد، وجرير بن عبد الحميد، وآخرون.
صويلح.
240 -
القعقاع بن يزيد الضبي الكوفي الأعمى
روى عن إبراهيم النخعي، والحسن البصري. وعنه سفيان، وشريك، وجرير بن عبد الحميد.
وثقه ابن معين.
241 -
سوى ن:
كثير بن شنظير، أبو قرة البصري
عن مجاهد، وابن سيرين، وعطاء، وغيرهم. وعنه حماد بن زيد، وعباد بن عباد، وعبد الوارث، وبشر بن المفضل.
قال أحمد: صالح.
وقال النسائي: ليس بالقوي.
وقال أبو زرعة: لين.
وتردد ابن معين فيه.
242 -
ت:
كثير النواء
، أبو إسماعيل الكوفي، مولى بني تيم الله
روى عن عطية العوفي، وأبي جعفر الباقر، وجميع بن عمير. وكان من أجلاد الشيعة. روى عنه المسعودي، وشريك، وابن فضيل، وعمر بن شبيب المسلي، وغيرهم.
قال أبو حاتم، وغيره: ضعيف الحديث.
243 -
كرز بن وبرة الحارثي الكوفي
، أحد الأولياء
روى عن أنس بن مالك، وطارق بن شهاب، والربيع بن خثيم، ومجاهد، وعطاء، وطاوس.
روى عنه أبو طيبة عيسى بن سليمان الدارمي لقيه بجرجان، وسفيان الثوري، ومحمد بن النضر الحارثي، وعبيد الله الوصافي ومختار التيمي، ومحمد بن فضيل، وغيرهم.
روى ابن فضيل عن أبيه أن كرزاً لم يرفع رأسه إلى السماء أربعين سنة حياء من الله - تعالى -. قال: وكان يكثر الصلاة فكان يقرأ القرآن في اليوم والليلة ثلاث مرات. وكان إذا خرج من بيته يأمر بالمعروف فربما ضربوه حتى يغشى عليه.
قال حمزة السهمي: دخل كرز جرجان غازياً في سنة ثمان وتسعين مع يزيد بن المهلب، ثم سكنها واتخذ بها مسجداً في طرف محلة سليمان آباذ، وكان معروفاً بالزهد والعبادة - رحمة الله عليه -.
وقال ابن شبرمة: صحبنا كرز بن وبرة وكان لا ينزل منزلاً إلا ابتنى مسجداً وقام يصلي فيه.
ولابن شبرمة:
لو شئت كنت ككرز في تعبده أو كابن طارق حول البيت في الحرم قد حال دون لذيذ العيش خوفهما وسارعا في طلاب الفوز والكرم.
قال أحمد الدورقي: حدثني سعيد أبو عثمان، قال: سمعت ابن عيينة يقول: قال ابن شبرمة: سأل كرز بن وبرة ربه أن يعطيه الاسم الأعظم على أن لا يسأل به شيئاً من الدنيا فأعطيه، فسأل أن يقوى على ختم القرآن في اليوم والليلة ثلاث مرات.
قال الدورقي: وحدثني جرير بن زياد بن كرز الحارثي عن شجاع بن صبيح مولى كرز بن وبرة، قال: أخبرني أبو سليمان المكتب، قال: صحبت كرزاً إلى مكة فكان إذا نزل أدرج ثيابه فأكفها في الرحل، ثم تنحى للصلاة، فإذا سمع رغاء الإبل أقبل، فاحتبس يوماً عن الوقت فانبث أصحابه في طلبه، فأصبته في وهدة يصلي في ساعة حارة وإذا سحابة تظله، فلما رآني أقبل
نحوي فقال: يا أبا سليمان لي إليك حاجة أحب أن تكتم ما رأيت، قلت: نعم.
وعن النضر بن عبد الله عن روضة مولاة كرز قالت: قلنا من أين ينفق كرز؟ قالت: كان يقول: يا روضة إذا أردت شيئاً فخذي من هذه الكوة، فكنت آخذ كلما أردت.
قلت: وأما ابن طارق المذكور فهو محمد بن طارق.
قال ابن فضيل: حزروا طوافه في اليوم والليلة عشرة فراسخ.
244 -
خ د ت:
كليب بن وائل بن بيحان التيمي البكري المدني
، نزيل الكوفة
روى عن ابن عمر، وزينب بنت أبي سلمة، وهانئ بن قيس. وعنه زائدة، وعبد الواحد بن زياد، وأبو إسحاق الفزاري، وحفص بن غياث، وآخرون.
قال أبو داود: ليس به بأس.
وثقه ابن معين، وضعفه أبو حاتم.
245 -
4:
ليث بن أبي سليم
توفي - في قول مطين - سنة ثمان وثلاثين ومائة، وسيأتي.
246 -
المحب بن حذلم
، أبو خيرة الرعيني. مولاهم، المصري أحد العابدين
قال ابن لهيعة: كان أبو خيرة يقرأ القرآن في كل يوم وليلة مرتين.
وروى طلق بن السمح، عن ضمام بن إسماعيل، أن المحب أبا خيرة قام والحوثرة أمير مصر يخطب ويبكي فوق المنبر، فقال أبو خيرة: يا محمداه ارفع رأسك فانظر ما فعلت أمتك بعدك، يا هذا اتق الله، فإن الله يقول {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لا تَفْعَلُونَ} فقال: خذوا المنافق! فأتوه به وهو على المنبر، فقيل له: مجنون، فقال: المحب:
أجن مني يقول ما لا يفعل! قال: خلوه فإنه مجنون.
تردى أبو خيرة فاستشهد وذلك في سنة خمس وثلاثين ومائة رحمه الله.
247 -
ع:
محمد بن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم
، أبو عبد الملك الأنصاري، قاضي المدينة
كان أكبر من أخيه عبد الله بن أبي بكر. روى عن أبيه، وعمرة، وعباد بن تميم، وعبد الملك بن أبي بكر بن عبد الرحمن. وعنه ابنه عبد الرحمن، وشعبة، والثوري وفضل بن فضالة، وابن عبيد، وآخرون. ورأى بعض الصحابة وكان من الثقات.
قال الواقدي: مات سنة اثنتين وثلاثين ومائة.
248 -
ع:
محمد بن جحادة الكوفي
، أحد الأئمة
روى عن أنس، وأبي حازم الأشجعي، وأبي صالح السمان، وأبي صالح باذام، ورجاء بن حيوة، وخلق. وعنه ابنه إسماعيل، وشعبة، وزهير بن معاوية، وابن عيينة، وعبد الوارث، وآخرون.
وثقه أحمد، وأبو حاتم. وكان من فضلاء أهل الكوفة.
توفي بطريق مكة في رمضان سنة إحدى وثلاثين ومائة.
249 -
خ م د ت ن:
محمد بن أبي حرملة القرشي
، مولاهم، المدني، أبو عبد الله
عن سليمان بن يسار، وأبي سلمة، وكريب. وعنه مالك، وإسماعيل بن جعفر، وابن عيينة.
وثقه النسائي، وغيره.
250 -
ت:
محمد بن خالد الضبي الكوفي
عن أنس بن مالك، وإبراهيم النخعي، وعطاء، وسعيد بن جبير. وعنه الثوري، وجرير بن عبد الحميد، وأبو معاوية، وآخرون كبار.
قال أبو حاتم: ليس بحديثه بأس.
وقال ابن ما كولا: كنيته أبو خبئة - بخاء معجمة وبموحدة وهمزة - قال: وروى عنه إبراهيم الصائغ فكناه أبا خالد.
وقال عبد الغني بن سعيد: أبو خبئة - بالضم هو سؤر الأسد - من أهل الكوفة، وهو محمد بن خالد الضبي، كذا ضمه عبد الغني، فالله أعلم.
251 -
خ 4:
محمد بن زياد الألهاني الحمصي
من علماء بلده، وألهان هو أخو همدان ابنا مالك بن زيد بن أوسلة القحطاني
يروي عن أبي أمامة الباهلي، وأبي عنبة الخولاني، وعبد الله بن بسر، وأبي راشد الحبراني. وعنه إسماعيل بن عياش، وعبد الله بن سالم الأشعري، وبقية، ومحمد بن حرب، ومحمد بن حمير، وآخرون.
وثقه أحمد، وغيره.
وبقي إلى حدود الأربعين ومائة.
252 -
م 4:
محمد بن زيد بن المهاجر بن قنفذ بن عمير بن جدعان القرشي التيمي المدني
رأى ابن عمر، وأخذ العطاء في إمرة معاوية. وروى عن عمير مولى آبي اللحم، وسعيد بن المسيب، وأبي سلمة بن عبد الرحمن، وغيرهم. وعنه الزهري - ومات قبله - ومالك، وهشام بن سعد، والدراوردي، وحفص بن غياث، وبشر بن المفضل، وآخرون.
وثقه أحمد، وابن معين.
253 -
ت:
محمد بن سالم
، أبو سهل الهمداني الكوفي
عن الشعبي، وابن إسحاق. وعنه جرير بن عبد الحميد، وابن فضيل، ويزيد بن هارون، وسعد بن الصلت، وغيرهم.
وكان فرضياً، ولعله بقي إلى بعد الأربعين ومائة.
تركه ابن المبارك.
وقال القطان: ليس بشيء.
وقال الفلاس: متروك.
254 -
ت ن ق:
محمد بن السائب بن بركة المكي
عن أمه، وعن عمرو بن ميمون الأودي. وعنه ابن جريج، وزهير بن محمد التميمي، وزهير بن معاوية، وابن عيينة، ويحيى بن سليم، وإسماعيل ابن علية.
وثقه ابن معين، وغيره، وهو مقل.
255 -
ت:
محمد بن سعد الأنصاري
شامي، عن أبيه، وأبي ظبية الكلاعي، وربيعة القصير. وعنه شريك، وهشيم، وسفيان بن عيينة، وابن فضيل.
قال ابن معين: ليس بن بأس.
256 -
ن:
محمد بن سيف
، أبو رجاء البصري الحداني
عن عكرمة، والحسن، وابن سيرين ومطر الوراق. وعنه شعبة، ويزيد بن زريع، وابن علية.
وثقه ابن معين.
257 -
م:
محمد بن شيبة بن نعامة الضبي الكوفي
عن علقمة بن مرثد، وعمرو بن مرة. وعنه هشيم بن بشير، وجرير، وأبو معاوية، وجماعة.
وهو ثقة مقل.
258 -
ق:
محمد بن طارق المكي العابد
روى عن ابن عمر، وعن طاوس، ومجاهد. وعنه ليث بن أبي سليم، والثوري، وسفيان بن عيينة.
قد ذكر من اجتهاده في العبادة آنفاً في ترجمة كرز.
259 -
خ ن ق:
محمد بن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي صعصعة المازني
، أبو عبد الرحمن المدني. أحد الثقات
عن أبي الحباب سعيد بن يسار، وعباد بن تميم، وغيرهما. وعنه ابن إسحاق، ومالك، والوليد بن كثير، وسفيان بن عيينة.
توفي سنة تسع وثلاثين ومائة.
260 -
محمد بن عبد الله بن لبيد الأسدي
، ويقال الأسلمي
ولي قضاء دمشق مديدة في إمرة مروان بن محمد، ثم عزل بكلثوم بن زياد، ثم ولي في دولة السفاح. حكى عنه محمد بن شعيب بن شابور.
261 -
خ د ت ن:
محمد بن عبد الله بن أبي عتيق
محمد بن عبد الرحمن بن أبي بكر الصديق القرشي التيمي
روى عن نافع، والزهري. وعنه سليمان بن بلال، وحاتم بن إسماعيل، ويزيد بن زريع، وغيرهم.
وكان ثقة.
262 -
ع:
محمد بن عبد الرحمن بن نوفل بن الأسود بن نوفل بن خويلد بن أسد بن عبد العزى
، أبو الأسود القرشي الأسدي يتيم عروة، لأن أباه أوصى به إليه
وكان جده نوفل من مهاجرة الحبشة، وبها توفي. نزل أبو الأسود مصر وحدث بها بكتاب المغازي لعروة بن الزبير، وعن علي بن الحسين والنعمان بن أبي عياش الزرقي، وعكرمة الهاشمي، وجماعة. وعنه حيوة بن شريح، وشعبة، ومالك، وابن لهيعة، وآخرون. آخرهم وفاة أبو ضمرة أنس بن عياض.
وكان أحد الثقات المشاهير. توفي سنة بضع وثلاثين ومائة.
263 -
محمد بن عبد الملك بن مروان بن الحكم الأموي
الأمير
ولي الديار المصرية لأخيه الخليفة هشام، وكان فيه دين، ولما قتل الوليد غلب على الأردن. روى عن أبيه. وعنه الأوزاعي، وزيد بن واقد، وغيرهما.
ظفر به عبد الله بن علي يوم نهر أبي فطرس فذبحه صبراً.
قال ابن أبي حاتم: سمعت علي بن الحسين بن الجنيد يوثقه.
وقيل: إنه سمع من المغيرة بن شعبة، وهذا غلط.
وذكر ابن يونس أنه روى عن رجل عن أبي هريرة.
264 -
4:
محمد بن عمر بن علي بن أبي طالب أبو عبد الله العلوي المدني
من سادات بني هاشم
روى عن أبيه، وعن عبيد الله بن أبي رافع، وعمه محمد ابن الحنفية والعباس بن عبيد الله بن عباس. روى عنه بنوه عبيد الله، وعبد الله، وعمر،
وابن جريج، وهشام بن سعد، ويحيى بن أيوب، وسفيان الثوري، ومحمد بن موسى الفطري، وآخرون.
قال ابن سعد: أدرك خلافة بني العباس.
وقال جويرية بن أسماء: كان الناس يقولون: إن محمد بن عمر بن علي يشبه جده علياً رضي الله عنه.
265 -
خ م د ن:
محمد بن عمرو بن حلحلة الديلي المدني
عن عطاء بن يسار، ومعبد بن كعب بن مالك، ومحمد بن عمرو بن عطاء، والزهري. وعنه مالك، وإسماعيل بن جعفر، ومسلم الزنجي، والدراوردي، وزهير بن محمد المروزي.
وثقه أبو حاتم.
266 -
ق:
محمد بن كريب
، مولى ابن عباس، أخو رشدين
روى عن أبيه. وعنه إسرائيل، وعبد الرحيم بن سليمان، وغيرهما.
ضعفوه.
267 -
ع:
محمد بن المنكدر
قد تقدم. وقيل: توفي سنة إحدى وثلاثين.
268 -
خ قد ت ن:
مخارق بن خليفة
، ويقال: ابن عبد الله بن جابر الأحمسي الكوفي
عن طارق بن شهاب. وعنه شعبة، والسفيانان، وإسرائيل، وعبيدة بن حميد، وآخرون.
وثقه أحمد.
269 -
م د ت ن:
مختار بن فلفل الكوفي
عن أنس بن مالك، وإبراهيم التيمي. وعنه الثوري، وجرير بن عبد الحميد، وعبد الله بن إدريس، وابن فضيل، وحفص بن غياث، وآخرون.
وثقه أحمد، وغيره. وكان خيراً رقيق القلب بكاء عند الذكر.
تفرد بحديث خير البرية إبراهيم عليه السلام –، وبقي إلى حدود الأربعين ومائة.
270 -
مروان بن محمد بن مروان بن الحكم بن أبي العاص بن أمية
، الخليفة أبو عبد الملك الأموي، ويلقب بمروان الحمار، ومروان الجعدي، تلك نسبة إلى مؤدبه الجعد بن درهم
ويقال: فلان أصبر من حمار في الحروب، ولهذا قيل له: مروان الحمار فإنه كان لا يخف له لبد في محاربة الخارجين عليه. كان يصل السرى بالسير ويصبر على مكاره الحرب. وقيل: سمي بالحمار لأن العرب تسمي كل مائة سنة حماراً، فلما قارب ملك بني أمية مائة سنة لقبوا مروان بالحمار لذلك، وأخذوه من قوله - تعالى - في موت حمار العزيز. {وَانْظُرْ إِلَى حِمَارِكَ وَلِنَجْعَلَكَ آيَةً لِلنَّاسِ}
ولد مروان بالجزيرة سنة اثنتين وسبعين، وأبوه متوليها، وأمه أم ولد، وقد ولي ولايات جليلة قبل الخلافة، وافتتح قونية سنة خمس ومائة، وولي الجزيرة وأذربيجان سنة أربع عشرة ومائة، وكان مشهوراً بالفروسية والإقدام والرجلة والدهاء وفيه عسف. سار مرة حتى جاوز نهر الروم فقتل وسبى وأغار على الصقالبة، قاله خليفة.
وقال ابن أبي الدنيا، وغيره: كان مروان أبيض شديد الشهلة، ضخم الهامة، كث اللحية، أبيضها، ربعة من الرجال.
وقال الوليد بن مسلم: بويع يوم نصف صفر سنة سبع وعشرين ومائة.
وقال غيره: لما قتل الوليد، بلغ ذلك مروان، وهو على أرمينية فدعا إلى بيعة من رضيه المسلمون فبايعوه، فلما بلغه موت يزيد الناقص أنفق الخزائن وسار في بضع وثلاثين فارساً من الجزيرة واستخلف عليها أخاه عبد العزيز بن محمد، فلما وصل إلى حلب بايعه خلق من القيسية، ثم قدم حمص فدعاهم إلى المسير معه وإلى بيعة وليي العهد الحكم، وعثمان ابني الوليد، وكانا محبوسين عند إبراهيم الذي استخلف بدمشق بعد وفاة أخيه يزيد بن الوليد، فسار معه جيش حمص وخرج لحربه أصحاب إبراهيم فالتقى الجمعان بمرج عذراء فهزمهم مروان، وكان عليهم سليمان بن هشام بن عبد الملك فانهزم بعد حرب شديد، فبرز إبراهيم بن الوليد وعسكر بميدان الحصى ومعه الخزائن فتفلل عنه الناس فتوثب أعوانه فقتلوا وليي العهد المذكورين وقتلوا معهما يوسف بن عمر في السجن، وثار أحداث أهل دمشق بعبد العزيز بن الحجاج بن عبد الملك فقتلوه لكونه سعى في قتل هؤلاء الثلاثة، ثم أخرجوا من الحبس أبا محمد عبد الله بن يزيد بن معاوية، ووضعوه على منبر دمشق، وفكوا قيوده ليبايعوه، ووضعوا رأس عبد العزيز المذكور بين يديه فخطبهم وحضهم على الجماعة، وبايع لمروان بن محمد، فهرب حينئذ من ميدان الحصى إبراهيم بن الوليد وأمن مروان أهل البلد ورضي عنهم، فأول من سلم عليه بالخلافة أبو محمد المذكور، واستوثق له الأمر وأمر بنبش يزيد الناقص - رحمه الله تعالى - وصلبه، وأما إبراهيم فإنه خلع نفسه وبعث بالبيعة إلى مروان فأمنه، وتحول إبراهيم فنزل الرقة خاملاً، ثم استأمن سليمان بن هشام فأمنه مروان.
قال المدائني، وغيره: كان مروان عظيم المروءة، يحب اللهو والسماع، غير أنه شغل بالحروب، وكان يحب الحركة والأسفار.
وقال منصور بن أبي مزاحم: سمعت الوزير أبا عبيد الله يقول: سألني المنصور: ما كان أشياخك الشاميون يقولون؟ قلت: أدركتهم يقولون: إن الخليفة إذا استخلف غفر له ما مضى من ذنوبه، فقال: إي والله وما تأخر، أتدري ما الخليفة؟ به تقام الصلاة، وبه يحج البيت، ويجاهد العدو، قال:
فعدد من مناقب الخليفة ما لم أسمع أحداً ذكر مثله. وقال: والله لو عرفت من حق الخلافة في دهر بني أمية ما أعرف اليوم لأتيت الرجل منهم حتى أبايعه أقول: مرني بم شئت، فقال له ابنه المهدي: وكان الوليد منهم؟ فقال: قبح الله الوليد ومن أقعده خليفة، قال: أفكان مروان بن محمد منهم؟ فقال المنصور: لله در مروان ما كان أحزمه وأسوسه وأعفه عن الفيء. قال: فلم قتلتموه؟ قال: للأمر الذي سبق في علم الله.
وعن إسحاق بن مسلم العقيلي قال: رأيت مروان فعل فعلاً فظيعاً أدخل عليه يزيد بن خالد بن عبد الله القسري فاستدناه ولف منديلاً على إصبعه، ثم أدخلها في عين يزيد فقلعها واستخرج الحدقة، ثم أدار يده فأخرج حدقته الأخرى وما سمعت ليزيد كلمة، وكان قد حارب مروان قبل أن يستخلف، وقام مع إبراهيم بن الوليد.
قال خليفة بن خياط: وسار مروان لحرب بني العباس فكان في مائة ألف وخمسين ألفاً فسار حتى نزل الزابين دون الموصل فالتقى هو وعبد الله بن علي عم المنصور في جمادى الآخرة سنة اثنتين وثلاثين، فانكسر مروان وقطع الجسور إلى الجزيرة وأخذ بيوت الأموال والكنوز، فقدم الشام، فاستولى عبد الله على الجزيرة وطلب الشام، وفر منه مروان ونزل عبد الله دمشق، فلما بلغ مروان أخذ دمشق، وهو حينئذ بأرض فلسطين، دخل إلى أرض مصر وعبر النيل وطلب الصعيد، فوجه عبد الله بن علي أخاه صالح بن علي فطلب مروان وعلى طلائعه عمرو بن إسماعيل، فساق عمرو في أثر مروان فلحقه بقرية بوصير فبيته فقتله.
وقال أبو معشر السندي: قتل مروان وهو ابن اثنتين وستين سنة.
وقال يعقوب الفسوي: نزل بوصير وسهر وتطير باسم بوصير، فأحاط عامر بن إسماعيل ببوصير فقتلوه في ذي الحجة سنة اثنتين وثلاثين.
ويروى أن مروان مر في هربه على راهب، فقال: يا راهب هل تبلغ الدنيا من الإنسان أن تجعله مملوكاً؟ قال: نعم، قال: كيف؟ قال: بحبها قال: فما السبيل إلى العتق؟ قال: ببغضها والتخلي منها. قال هذا ما لا يكون، قال: بل سيكون فبادر بالهرب منها قبل أن تبادرك، قال: هل تعرفني؟ قال: نعم أنت مروان ملك العرب تقتل في بلاد السودان، وتدفن بلا أكفان، ولولا أن الموت في طلبك لدللتك على موضع هربك.
قال هشام بن عمار: حدثنا عبد المؤمن بن مهلهل عن أبيه، قال: قال لي مروان لما عظم أمر أصحاب الرايات السود: لولا وحشتي لك، وأنسي بك لأحببت أن تكون ذريعة فيما بيني وبين هؤلاء فتأخذ لي ولك الأمان قلت: وبلغت هذا الحال! قال: إي والله، قلت: فأدلك على أحسن ما أردت؟ قال: قل، قلت: إبراهيم بن محمد في يدك تخرجه من الحبس وتزوجه بنتك، وتشركه في أمرك، فإن كان الأمر كما تقول انتفعت بذلك عنده، وإن لم يكن كذلك كنت قد وضعت بنتك في كفاءة، قال: أشرت - والله - بالرأي ولكن - والله - السيف أهون من هذا.
271 -
د:
مسحاج بن موسى الضبي الكوفي
سمع من أنس بن مالك. وعنه جرير، وأبو معاوية، ومروان الفزاري.
وثقه ابن معين.
272 -
د ت:
مسلم بن زياد الحمصي
عن أنس، وعمر بن عبد العزيز - وكان على خيله - ورأى فضالة بن عبيد رضي الله عنه. روى عنه إسماعيل بن عياش، وابن لهيعة، وبقية بن الوليد.
273 -
سوى ت:
مسلم بن سالم
، أبو فروة الجهني، نزل فيهم بالكوفة وليس منهم
روى عن عبد الله بن عكيم، وعبد الرحمن بن أبي ليلى، وأبي الأحوص عوف، وغيرهم. وعنه مسعر، وشعبة، والسفيانان، وزياد البكائي، وجماعة.
وثقه ابن معين.
• - مسلم بن عبيد. هو أبو نصيرة، يأتي بالكنية.
274 -
ت ق:
مسلم بن كيسان الضبي الملائي الكوفي الأعور
عن أنس، وعبد الرحمن بن أبي ليلى، ومجاهد. وعنه جرير بن عبد الحميد، وعلي بن مسهر، وابن فضيل، والمحاربي، وعلي بن عاصم، وآخرون.
ضعفوه. كان يحيى القطان لا يحدث عنه.
وقال البخاري: يتكلمون فيه.
وقال أبو زرعة: ضعيف.
وقال غيره: متروك.
275 -
المسور بن رفاعة بن أبي مالك القرظي
عن الزبير بن عبد الرحمن بن الزبير، وابن عباس، وغيرهما. وعنه أبو علقمة عبد الله بن محمد الفروي، وابن إسحاق، ومالك، وإبراهيم بن سعد، وأبو بكر بن أبي سبرة.
وهو مدني مقل، خرج البخاري في كتاب الأدب تأليفه.
276 -
ق:
مطرح بن يزيد
، أبو المهلب الأسدي الكوفي، عداده في الشاميين
روى عن بشر بن نمير، وعبيد الله بن زحر. وعنه ابن عيينة، وأبو
إسحاق الفزاري، وعبد الله بن إدريس، والمحاربي. وقد روى عنه من شيوخه عاصم بن بهدلة.
ضعفه النسائي وغيره.
مات شاباً فإنه من أقران الرواة عنه.
277 -
مطير بن أبي خالد
عن أبي هريرة، وعائشة، وثابت البجلي. وعنه ابنه موسى بن مطير وعوسجة، وعلي بن هاشم بن البريد.
ضعفوه.
278 -
ق:
معاوية بن سعيد التجيبي
، مولاهم، المصري
عن أبي قبيل المعافري، ويزيد بن أبي حبيب. وعنه يحيى بن أيوب، ورشدين بن سعد، وبقية بن الوليد.
279 -
خ م ن:
معبد بن هلال العنزي البصري
عن عقبة بن عامر الجهني - إن صح - وأنس بن مالك، والحسن. وعنه سليمان التيمي، والجريري، والحمادان، ومعتمر بن سليمان.
وكان أحد الثقات.
280 -
مغيرة بن حبيب
، أبو صالح الأزدي البصري، ختن مالك بن دينار
عن شهر بن حوشب، وسالم بن عبد الله، وغيرهما. وعنه هشام الدستوائي، وحماد بن زيد وصالح المري، وجعفر بن سليمان، وبشر بن المفضل.
وهو صالح الحديث.
281 -
مغيرة بن عبيد الله بن المغيرة الفزاري
أمير مصر في دولة مروان بن محمد. كان حسن السيرة. ذكره ابن يونس.
توفي في جمادى الأولى سنة اثنتين وثلاثين ومائة.
282 -
ع:
مغيرة بن مقسم الضبي الكوفي الأعمى
، أبو هشام. أحد الأعلام، من موالي بني ضبة
تفقه بإبراهيم النخعي، وبالشعبي، وروى عنهما، وعن أبي وائل شقيق، ومجاهد. وعنه شعبة، وزائدة، وإسرائيل، وأبو عوانة، وخلق؛ آخرهم موتاً: محمد بن فضيل.
قال شعبة: كان أحفظ من حماد بن أبي سليمان.
وروى جرير بن عبد الحميد عن مغيرة قال: ما وقع في مسامعي شيء فنسيته.
قال أبو داود: قد سمع مغيرة من مجاهد، وأبى وائل، وأبي رزين، قال: ومغيرة لا يدلس؛ سمع من إبراهيم مائة وثمانين حديثاً وقد أدخل بينه وبين إبراهيم قريباً من عشرين رجلاً.
وقال أحمد بن سعد بن أبي مريم، عن ابن معين: مغيرة ثقة مأمون.
وقال فضيل بن غزوان: كنا نجلس أنا ومغيرة، وعدد ناسا، نتذاكر الفقه فربما لم نقم حتى نسمع النداء بصلاة الفجر.
وقال جرير: سمعت مغيرة يقول: إني لأحتسب في منعي الحديث اليوم كما تحتسبون في بذله. وكان مكفوف البصر.
قال أحمد بن عبد الله العجلي: كان مغيرة من الفقهاء. وكان عثمانياً إلا أنه كان يحمل على علي رضي الله عنه بعض الحمل.
وروى جرير عن مغيرة، قال: إذا تكلم اللسان بما لا يعنيه قال الفتى: واحرباه.
وروى فضيل بن عياض، عن مغيرة، قال: من طلب الحديث قلت صلاته.
وقال أبو بكر بن عياش: ما رأيت أحداً أفقه من مغيرة فلزمته، ولا أقرأ من عاصم فقرأت عليه.
قال أحمد بن حنبل: مغيرة صاحب سنة، ذكي، حافظ، في روايته عن إبراهيم ضعف.
وقال حجاج عن شعبة، قال: مغيرة أحفظ من الحكم.
وقال ابن فضيل: كان مغيرة يدلس وكنا لا نكتب عنه إلا ما قال: حدثنا إبراهيم.
وقال عبد الله بن الأجلح: رأيت مغيرة يخضب بحناء.
قال ابن نمير، وغيره: مات سنة ثلاث وثلاثين ومائة. وقيل سنة أربع.
• - مقاتل بن حيان البلخي. سيأتي في الطبقة الأخرى.
283 -
منصور بن جمهور الكلبي المزي الدمشقي الأمير
أحد من قام بخلافة يزيد بن الوليد وخرج معه على الوليد، ثم إنه سار إلى العراق. فذكر خليفة: أنه افتعل عهداً على لسان يزيد بإمرة العراق فحكم بها أربعين يوماً وجعل على شرطته حجاج بن أرطاة.
قلت: ثم إنه عزل فسار نحو بلاد السند فغلب عليها مدة. وكان قدرياً فلما استولى السفاح وجه لقتاله موسى بن كعب فالتقاه فانهزم منصور وهلك عطشاً.
284 -
ع:
منصور بن زاذان
، أبو المغيرة الثقفي، مولاهم، الواسطي. أحد الأعلام. وقبره بواسط مشهور يزار
روى عن أنس بن مالك، وأبي العالية، والحسن البصري، وابن سيرين، وحميد بن هلال، وعدة. وعنه شعبة، وجرير بن حازم، وأبو
عوانة، وهشيم، وخلف بن خليفة، وخلق سواهم.
قال هشيم: كان منصور بن زاذان لو قيل له: إن ملك الموت على الباب ما كان عنده زيادة في العمل، وكان يصلي من طلوع الشمس إلى أن يصلي العصر، ثم يسبح إلى المغرب.
قال ابن سعد: وكان ثقة ثبتاً، سريع القراءة، وكان يريد أن يترسل فلا يستطيع، وكان يختم في الضحى، وكان قد تحول إلى المبارك.
وقال يزيد بن هارون: كان منصور بن زاذان يقرأ القرآن كله في صلاة الضحى، وكان يختم القرآن من الأولى إلى العصر، ويختم في يوم مرتين وكان يصلي الليل كله.
وقال أحمد بن إبراهيم الدورقي: حدثنا محمد بن عيينة، قال: حدثني مخلد بن الحسين، عن هشام بن حسان، قال: كنت أصلي أنا، ومنصور بن زاذان جميعاً فكان إذا جاء شهر رمضان ختم القرآن فيما بين المغرب والعشاء ختمتين، ثم يقرأ إلى الطواسين قبل أن تقام الصلاة، وكان يختم القرآن فيما بين الظهر والعصر، ويختمه فيما بين المغرب والعشاء، وكان يبل عمامته من دموع عينيه - رحمة الله عليه -.
وقال صالح بن عمر الواسطي: كان الحسن البصري يقعد مع أصحابه فلا يقوم حتى يختم منصور بن زاذان القرآن.
أنبئت عن أبي المكارم اللبان، قال: أخبرنا الحداد، قال: أخبرنا أبو نعيم، قال: حدثنا مخلد بن جعفر، قال: حدثنا الفريابي، قال: حدثنا عباس، قال: حدثنا يحيى بن أبي بكير، قال: حدثنا شعبة، عن هشام بن حسان، قال: صليت إلى جنب منصور بن زاذان فيما بين المغرب والعشاء فقرأ القرآن وبلغ الثانية إلى النحل.
وروى خلف بن خليفة عن منصور، قال: الهم والحزن يزيد في الحسنات، والشر والبطر يزيد في السيئات.
وقال أبو معمر القطيعي: ذكر عباد بن العوام أنه شهد جنازة منصور بن زاذان، قال: فرأيت النصارى على حدة، والمجوس على حدة، واليهود
على حدة، وقد أخذ خالي بيدي من كثرة الزحام.
قال يزيد بن هارون: توفي سنة إحدى وثلاثين ومائة.
285 -
خ م د ن ق:
منصور بن عبد الرحمن بن طلحة بن الحارث العبدري الحجبي المكي
، أخو محمد.
روى عن أمه صفية بنت شيبة، وسعيد بن جبير. وعنه زهير بن معاوية، والسفيانان، ووهيب بن خالد، وفضيل بن سليمان النميري، وجماعة.
أثنى عليه سفيان بن عيينة، وقال: كان يبكي عند كل صلاة فكانوا يرون أنه يذكر الموت والقيامة عند الصلوات.
وثقه النسائي، وغيره. وأشار بعضهم إلى لين فيه، وهو قليل الرواية.
مات سنة سبع أو ثمان وثلاثين ومائة.
286 -
م د:
منصور بن عبد الرحمن الغداني البصري الأشل
روى عن الحسن، والشعبي. روى عنه شعبة، وبشر بن المفضل، وابن علية.
وثقه ابن معين، وغيره. وأشار أبو حاتم إلى لين ما فيه.
287 -
ع:
منصور بن المعتمر السلمي
، الإمام العلم، أبو عتاب الكوفي
روى عن أبي وائل، وإبراهيم، والشعبي، وربعي بن حراش، وسعيد بن جبير، وعبد الله بن مرة، وأبي حازم الأشجعي، وأبي الضحى وهلال بن يساف، والزهري، وعمرو بن مرة، والحكم، ومجاهد، وخلق. وما علمت له رواية عن أحد من الصحابة.
روى عنه شعبة، وسفيان، وشيبان النحوي، وشريك، وفضيل بن
عياض، وأبو الأحوص، وابن عيينة، وجرير، ومعتمر بن سليمان، وعبيدة بن حميد، وخلق سواهم.
وكان من كبار الحفاظ الأثبات. قال شعبة: قال منصور: ما كتبت حديثاً قط.
وقال عبد الرحمن بن مهدي: لم يكن بالكوفة أحد أحفظ من منصور.
وقال زائدة: صام منصور أربعين سنة، وقام ليلها، وكان يبكي الليل كله فإذا أصبح كحل عينيه، وبرق شفتيه، ودهن رأسه، فتقول له أمه: قتلت قتيلاً؟ فيقول: أنا أعلم بما صنعت بنفسي. وقد أخذه يوسف بن عمر - أمير العراق - ليوليه قضاء الكوفة فامتنع فدخلت عليه وقد جيء بالقيد يقيدونه، ثم خلي عنه، يعني لما أيسوا منه.
وقال أحمد العجلي: كان منصور أثبت أهل الكوفة لا يختلف فيه أحد، صالح متعبد أكره على القضاء فقضى شهرين، وفيه تشيع يسير، وكان قد عمش من البكاء، قالت فتاة لأبيها: يا أبة الأسطوانة التي كانت في دار منصور ما فعلت؟ قال: يا بنية ذاك منصور كان يصلي بالليل فمات.
قال ابن عيينة: كان منصور في الديوان فكان إذا دارت نوبته لبس ثيابه وذهب فحرس، يعني في الرباط.
وقال أبو نعيم: سمعت حماد بن زيد يقول: قد رأيت منصور بن المعتمر صاحبكم وكان من هذه الخشبية ما أراه يكذب.
وقال يحيى القطان: كان منصور من أثبت الناس.
وقال سفيان الثوري: كنت إذا رأيت منصوراً قلت: الساعة يموت. كان في خده خال مما ظهر من البكاء.
قال أبو داود: طلب منصور الحديث قبل الجماجم - يعني في حدود الثمانين - قال: والأعمش طلب بعده.
وقال أبو حاتم: هو أتقن من الأعمش لا يخلط ولا يدلس
بخلاف الأعمش.
وقال ابن مهدي: كان منصور أثبت أهل الكوفة.
وقال شعبة: قال منصور: وددت أني كتبت وأن علي كذا وكذا فقد ذهب مني مثل علمي.
وقال أبو عوانة: لما ولي منصور القضاء كان يأتيه الخصمان فيقص ذا قصة ويقص ذا قصة، فيقول: قد فهمت ما قلتما ولست أدري ما أرد عليكما. فبلغ ذلك خالد بن عبد الله أو ابن هبيرة الذي كان ولاه فقال: هذا أمر لا ينفع إلا من أعان عليه بشهوة، قال: يعني فعزله.
وقال أبو بكر بن عياش: ربما كنت مع منصور بن المعتمر جالساً في منزله فتصيح به أمه، وكانت فظة عليه، فتقول: يا منصور يريدك ابن هبيرة على القضاء فتأبى! وهو واضع لحيته على صدره ما يرفع طرفه إليها. وكان رحمه الله صواماً قواماً.
قال ابن معين: لم يكن أحد أعلم بحديث منصور من سفيان الثوري.
وقال هشيم: سئل حصين: أنت أكبر أم منصور؟ قال: إني لأذكر ليلة أهديت أم منصور إلى أبيه.
قلت: توفي منصور سنة اثنتين وثلاثين بعد ظهور المسودة.
288 -
م د ن:
منصور بن أبي الهياج حيان الأسدي الكوفي
روى عن أبي الطفيل، وعمرو بن ميمون الأودي، وسعيد بن جبير. وعنه سفيان، وشعبة، وأبو خالد الأحمر، ويزيد بن هارون، وجماعة.
قال أبو حاتم: كان ثبتاً.
289 -
ت ن ق:
مهاجر بن مخلد
روى عن أبي العالية الرياحي، وعبد الرحمن بن أبي بكرة. وعنه حماد بن زيد، ووهيب، وعبد الوهاب الثقفي، وغيرهم.
قال ابن معين: هو صالح.
290 -
د ت ن:
موسى بن أيوب
، ويقال: ابن أبي أيوب، الحمصي، أبو الفيض المهري
عن سليم بن عامر الخبائري، وعبد الله بن مرة الزرقي، وأرسل عن معاذ بن جبل، ومعاوية. وعنه زيد بن أبي أنيسة، وشعبة لقيه بواسط.
قال ابن معين: هو من أبناء جند الحجاج ثقة.
وقال أبو حاتم: صالح.
291 -
م ن:
موسى بن أبي تميم مدني
عن سعيد بن يسار. وعنه مالك، وسليمان بن بلال.
وثقه أبو حاتم.
292 -
د ق:
موسى بن جبير المدني الحذاء
، مولى الأنصار
عن أبي أمامة بن سهل، وعبد الله بن كعب بن مالك، ومعاذ بن رفاعة الزرقي. ونزل مصر. روى عنه عمرو بن الحارث، وزهير بن معاوية، والليث، وبكر بن مضر.
293 -
4:
موسى بن سالم
، أبو جهضم، مولى آل العباس
روى عن عبد الله بن عبيد الله بن عباس. وعنه الثوري، والحمادان، والليث، وعبد الوارث، وابن علية.
وثقه أحمد، وابن معين. له حديث أو حديثان.
294 -
م د ق:
موسى بن عبد الله بن يزيد الخطمي الأنصاري الكوفي
عن أبيه، وعن امرأة صحابية من بني عبد الأشهل، وعن عبد الرحمن بن هلال. وعنه الأعمش، ومسعر، ومعتمر بن سليمان.
وثقه ابن معين.
295 -
ع:
موسى بن أبي عائشة الهمداني الكوفي العابد
أحد الأعلام
روى عن سعيد بن جبير، وعبد الله بن شداد بن الهاد، وعبيد الله بن عبد الله بن عتبة، وجماعة. وعنه شعبة، والسفيانان، وزائدة، وأبو إسحاق الفزاري، وعبيدة بن حميد، وآخرون.
وثقه ابن عيينة.
وقال جرير بن عبد الحميد: كنت إذا رأيته ذكرت الله لرؤيته.
وقال القطان: كان سفيان يحسن الثناء عليه.
وقال سفيان بن عيينة: قال جار لموسى بن أبي عائشة: ما رفعت رأسي قط إلا رأيته قائماً يصلي.
296 -
ع:
نافع بن مالك بن أبي عامر
، أبو سهيل الأصبحي المدني
روى عن ابن عمر، وأنس بن مالك وسهل بن سعد، وسعيد بن المسيب، وأكثر عن أبيه. روى عنه ابن أخيه مالك بن أنس، والزهري - مع تقدمه - وسليمان بن بلال، والدراوردي، وإسماعيل بن جعفر.
وثقه أحمد، وغيره.
297 -
نصر بن سيار
، الأمير أبو الليث المروزي. متولي خراسان لمروان الحمار
روى عن عكرمة، وأبي الزبير. وعنه ابن المبارك، ومحمد بن الفضل بن عطية، وغيرهما. وخطب بنيسابور لما قدمها غير مرة.
خرج عليه أبو مسلم الخراساني وحاربه فعجز نصر عنه واستصرخ بمروان غير مرة فبعد عن إنجاده واشتغل عنه باختلال الجزيرة وأذربيجان، فتقهقر قدام أبي مسلم فأدركه الموت على فاقة إليه بناحية ساوة.
وقيل: بل مرض بالري وحمل إلى ساوة فمات بها في ربيع الأول سنة إحدى وثلاثين.
وقد ولي خراسان عشرة أعوام وفي أول سنة اثنتين وثلاثين خطب للسفاح بمرو.
298 -
ن ق:
نصر بن علقمة الحضرمي
، أبو علقمة الحمصي
روى عن أخيه محفوظ، وجبير بن نفير، وكثير بن مرة، وعمرو بن الأسود العنسي. وعنه الوضين بن عطاء، وصدقة السمين، ويحيى بن حمزة، وبقية بن الوليد، وابن ابن أخيه خزيمة بن جنادة بن محفوظ.
قال دحيم: هو وأخوه ثقتان.
299 -
م 4:
النعمان بن راشد
، أبو إسحاق الرقي
عن ميمون بن مهران، والزهري، وزيد بن أبي أنيسة. وعنه ابن جريج، وحماد بن سلمة، ووهيب، وحماد بن زيد، وغيرهم.
ضعفه ابن معين، وغيره، وحسن أمره أبو حاتم.
وقال البخاري: في حديثه وهم كثير.
300 -
د ن:
النعمان بن المنذر
، أبو الوزير الغساني الدمشقي
عن عطاء بن أبي رباح، ومكحول، ونافع، وجماعة. وعنه الهيثم بن حميد، ويحيى بن حمزة، وابن شابور، وجماعة.
وثقه أبو زرعة:
وقال أبو مسهر: كان قدرياً.
قال خليفة: توفي سنة اثنتين وثلاثين ومائة.
وقال ابن سعد: في أول خلافة بني العباس.
301 -
ق:
نوح بن ذكوان البصري
عن أخيه أيوب بن ذكوان، والحسن البصري، وعطاء، ويحيى بن أبي كثير. وعنه يوسف بن أبي كثير وسويد بن عبد العزيز.
قال أبو حاتم: ليس بشيء.
302 -
د ق:
هاشم بن بلال
، أبو عقيل الشامي. قاضي واسط
روى عن أبي سلام الأسود، وسابق بن ناجية. وعنه مسعر، وشعبة، وهشيم.
وثقه ابن معين.
303 -
هاشم بن يزيد بن خالد بن يزيد بن معاوية بن أبي سفيان الأموي
قد ذكر في الحوادث أنه خرج بدمشق.
• - 4: هلال بن خباب، أبو العلاء البصري
يأتي في الطبقة الآتية.
304 -
ع:
همام بن منبه بن كامل بن سيج اليماني الأبناوي الصنعاني
، أبو عقبة. صاحب الصحيفة التي كتبها عن أبي هريرة
وروى عن ابن عباس، ومعاوية أيضاً. وعنه أخوه وهب ومات قبله
بدهر، وابن أخيه عقيل بن معقل، ومعمر بن راشد، وعلي بن الحسن بن أتش الصنعاني.
وثقه يحيى بن معين، وغيره.
وقال الميموني: سمعت أحمد يقول في صحيفة همام: أدركه معمر أيام السودان فقرأ عليه همام حتى إذا مل أخذ معمر فقرأ عليه الباقي، وعبد الرزاق لم يكن يعرف ما قرئ عليه مما هو قرأه وهي نحو من مائة وأربعين حديثاً.
وقال أحمد: كان يغزو ويشتري الكتب لأخيه، فجالس أبا هريرة بالمدينة، وكان قد عاش حتى أدرك ظهور المسودة وسقط حاجباه على عينيه من الكبر.
وقال ابن عيينة: كنت أتوقع قدوم همام مع الحجاج عشر سنين.
وقال خليفة: مات سنة إحدى أو اثنتين وثلاثين ومائة.
قلت: لعله عاش مائة سنة. وآخر من روى عنه الصحيفة التي له عن أبي هريرة معمر، وعاش بعده إحدى وعشرين سنة ليس إلا، وآخر من رواها عن معمر عبد الرزاق وعاش بعده ثمانيا وخمسين سنة، وآخر من رواها عنه إسحاق الدبري وعاش بعد عبد الرزاق ثلاثاً وسبعين سنة، وآخر من روى عن الدبري من الرجال أبو القاسم الطبراني وعاش بعده ستاً وسبعين سنة، والطبراني ممن جاوز المائة بيقين.
قال البخاري: قال علي: سألت رجلاً قد لقي هماما عن موته فقال: سنة اثنتين وثلاثين ومائة.
305 -
هود بن عطاء اليمامي
عن أنس بن مالك، وعطاء بن أبي رباح، وشداد بن عبد الله، وسالم
ابن عبد الله. وعنه الأوزاعي، ومعاوية بن سلام، وعبد الملك بن محمد الصنعاني.
قال ابن حبان: منكر الرواية على قلتها. يروي عن أنس ما لا يشبه حديثه، وفي القلب عن مثله.
306 -
واصل بن عطاء
، أبو حذيفة البصري الغزال. مولى بني مخزوم، وقيل مولى بني ضبة
ولد سنة ثمانين بالمدينة. وكان أحد البلغاء المفوهين، لكنه يلثغ بالراء يبدلها غيناً، فكان لاقتداره على العربية وتوسعه في الكلام يتجنب الراء في خطابه حتى قيل فيه:
ويجعل البر قمحاً في تصرفه وخالف الراء حتى احتال للشعر.
وهو من رؤوس المعتزلة بل معلمهم الأول، والخوارج لما كفرت بالكبائر، قال واصل: بل الفاسق لا مؤمن ولا كافر بل هو منزلة بين المنزلتين، فطرده لذلك الحسن، فمن ثم قيل لهم المعتزلة لذلك.
وما أملح ما قال بعض الشعراء
وجعلت وصلي الراء لم تنطق به وقطعتني حتى كأنك واصل.
وبلغنا أن لواصل تصانيف منها: تأليف في أصناف المرجئة، وكتاب التوبة، وكتاب معاني القرآن، وغير ذلك.
وقيل: إنما عرف بالغزال لأنه كان يدور في سوق الغزل فيتصدق على النساء.
ومن مقالاته أنه كان يشك في عدالة من حضر وقعة الجمل، فقال: إحدى الفئتين مخطئة في نفس الأمر، فلو شهد عندي علي، وطلحة، وعائشة على باقة بقل لم أحكم بشهادتهم، لأن أحدهم فاسق لا بعينه.
قلت: والفاسق إذا لم يتب فهو عنده مخلد في النار - نسأل الله العافية -.
ويحكى أنه كان يمتحن بأشياء في الراء ويتحيل لها حتى قيل له: اقرأ أول سورة براءة فقال على البديه: عهد من الله ونبيه إلى الذين عاهدتم من
الفاسقين فسيحوا في البسيطة هلالين وهلالين، وكان يجيز القراءة بالمعنى، وهذه جراءة على كتاب الله العزيز.
ويقال: توفي سنة إحدى وثلاثين ومائة.
307 -
خ م د ن:
واقد بن محمد بن زيد بن عبد الله بن عمر بن الخطاب العدوي
أحد الأخوة
روى عن سعيد بن مرجانة، ونافع، ووالده محمد. وعنه أخوه عاصم، وابنه عثمان، وشعبة، وغيرهم.
308 -
واهب بن عبد الله المعافري
، أبو عبد الله الكعبي المصري
روى عن عبد الله بن عمرو، وأبي هريرة، وعقبة بن عامر، وابن عمر، وحسان بن كريب، وجماعة. وعنه عبد الرحمن بن شريح، والليث، وابن لهيعة، وضمام بن إسماعيل، ورجاء بن أبي عطاء المؤذن.
وثقه ابن حبان.
وقد خرج له البخاري في كتاب الأدب وكان معمراً عالي السند.
قال ابن يونس: توفي ببرقة سنة سبع وثلاثين ومائة.
309 -
ن:
الوليد بن قيس
، أبو همام السكوني الكوفي، والد شجاع بن الوليد
روى عن سويد بن غفلة، وعمرو بن ميمون الأودي، والضحاك بن قيس. وعنه سفيان الثوري، وزهير بن معاوية، وعنبسة بن سعيد.
وثقه ابن معين.
ولم يدرك ابنه السماع منه لأنه مات والولد صغير.
310 -
م 4:
الوليد بن أبي هشام البصري
عن الحسن، ونافع، وأبي بكر بن حزم. وعنه أخوه أبو المقدام هشام بن زياد، وجويرية بن أسماء، وإسماعيل ابن علية.
وثقه أحمد بن حنبل.
311 -
ع:
يحيى بن أبي إسحاق الحضرمي
، مولاهم البصري. واسم أبيه زيد بن الحارث، ويحيى، وعبد الله - جد المقرئ يعقوب - أخوان.
سمع أنس بن مالك، وسالم بن عبد الله، وعبد الرحمن بن أبي بكرة، وجماعة. روى عنه شعبة، وسفيان، وعباد بن العوام، وعبد الوارث، وهشيم، وابن علية، وآخرون، وقد روى عنه محمد بن سيرين أحد شيوخه.
قال ابن سعد: ثقة له أحاديث، قال: وكان صاحب قرآن وعربية.
قلت: توفي سنة ست وثلاثين ومائة، وقيل: سنة اثنتين وثلاثين.
312 -
يحيى بن حيان
، أبو هلال الطائي الكوفي
عن شريح القاضي. وعنه السفيانان، وشريك، والقاسم بن مالك المزني.
313 -
د ت ق:
يحيى بن عبد الله الكوفي
، أبو الحارث الجابر. كان يجبر الأعضاء المكسورة
روى عن سالم بن أبي الجعد، وأبي ماجدة الحنفي. وعنه شعبة، وإسرائيل، وأبو عوانة، وجرير، وحفص بن غياث.
قال أحمد: ليس به بأس.
وقال يحيى، والنسائي: ضعيف.
وقال ابن حبان: لا يحتج به.
314 -
م د ن:
يحيى بن عتيق البصري
عن مجاهد، والحسن، وابن سيرين. وعنه الحمادان، وهمام، وابن علية.
قال فيه أويب السختياني لما بلغه موته: لقد هدني موته.
• - يحيى بن أبي كثير. قد مضى.
315 -
ن ق:
يحيى بن ميمون الضبي العطار
بصري ثقة مقل. روى عن أبي عثمان النهدي، وسعيد بن جبير. وعنه شعبة، وحماد بن زيد، وابن علية، وعلي بن عاصم.
316 -
د:
يحيى بن يحيى بن قيس بن حارثة بن عمرو
، أبو عثمان الأزدي الغساني
عالم أهل دمشق، ورئيسهم، ولي قضاء الموصل لعمر بن عبد العزيز.
وروى عن أبي إدريس الخولاني، وعروة بن الزبير، ومكحول، ومحمود بن لبيد، وعمرة، وابن المسيب، وغيرهم. وعنه ابنه هشام، وعبد الرحمن بن يزيد بن جابر، ومحمد بن راشد المكحولي، وأبو بكر بن أبي مريم، وسفيان بن عيينة، وآخرون.
وثقه ابن معين.
وقال ابن سعد: كان عالماً بالفتيا والقضاء وله أحاديث. توفي سنة
خمس وثلاثين ومائة. وكذا أرخه ابن أبي حاتم قال: فيقال: إنه شرق بشربة ماء فمات.
وقال يزيد بن محمد في تاريخ الموصل: ولي الموصل لعمر بن عبد العزيز حربها وخراجها وقضاءها وكان محدثاً فقيهاً فصيحاً بليغاً.
وقيل: بل توفي في رمضان سنة اثنتين وثلاثين ومائة، عاش سبعين سنة.
317 -
م د:
يحيى بن يزيد الهنائي البصري
عن أنس بن مالك، وعن الفرزدق. وعنه شعبة، وخلف بن خليفة، وإسماعيل بن علية. كنيته أبو يزيد.
318 -
يزيد بن أيهم
، أبو رواحة الحمصي
عن الهيثم بن مالك الطائي، وعبد الأعلى بن هلال، ولقمان بن عامر، وغيرهم، وعنه إسماعيل بن عياش، وصفوان بن عمرو، وبقية، وآخرون.
ما علمت فيه جرحاً.
319 -
4، م متابعة:
يزيد بن أبي زياد الكوفي
، مولى بني هاشم
عن إبراهيم النخعي، وسالم بن أبي الجعد، وعبد الرحمن بن أبي ليلى، ومولاه من فوق عبد الله بن الحارث بن نوفل، ومجاهد، وجماعة. وعنه شعبة، وسفيان، وزائدة، وابن عيينة، وعلي بن مسهر، وابن نمير، وهشيم، وعلي بن عاصم، وخلق.
وكان محدثاً مكثراً شيعياً ليس بحجة يكنى أبا زياد وأبا عبد الله واسم أبيه ميسرة. قيل: كان يوم قتل الحسين مراهقاً، وكان صدوقاً في نفسه سيئ الحفظ.
قال ابن معين: ضعيف الحديث.
وقال ابن حبان: كبر وساء حفظه فكان يتلقن، مولده سنة سبع وأربعين. وسماع من سمع منه في أول أمره صحيح.
وقد خلط ابن حبان ترجمته بترجمة يزيد بن أبي زياد الدمشقي.
وسئل أحمد بن حنبل عن يزيد فضعفه وحرك رأسه.
وساق له ابن حبان مناكير.
توفي على الصحيح سنة ست وثلاثين ومائة.
320 -
ت:
يزيد بن زياد
، وقيل ابن أبي زياد المخزومي، مولاهم، المدني
عن محمد بن كعب القرظي. وعنه ابن إسحاق، ومالك.
وثقه النسائي.
• - يزيد بن زياد الدمشقي
يأتي في طبقة الثوري.
321 -
4:
يزيد بن أبي سعيد القرشي
، النحوي، أبو الحسن المروزي
عن سليمان بن بريدة، وأخيه عبد الله بن بريدة، وعكرمة، ومجاهد. وعنه الحسين بن واقد، وعبد الله بن سعد الدشتكي، وأبو حمزة السكري، ونوح الجامع.
قال ابن أبي داود: هو من نحو، بطن من الأزد.
وقال ابن معين، وأبو زرعة: ثقة.
وقال ابن حبان: كان متقنا من العباد تقياً من الرفعاء، تالياً لكتاب الله، عالماً بما فيه عاملاً. قتله أبو مسلم سنة اثنتين وثلاثين ومائة.
322 -
ع:
يزيد بن عبد الله بن خصيفة بن يزيد
، وهو ابن ابن أخي السائب بن يزيد الكندي المدني
عن السائب وعروة بن الزبير، وبشر بن سعيد، ويزيد بن قسيط. وعنه السفيانان، ومالك، وسليمان بن بلال، وإسماعيل بن جعفر، والدراوردي، وآخرون.
وثقه ابن معين.
وقال ابن سعد: كان عابداً ناسكاً، كثير الحديث، ثبتاً.
323 -
ع:
يزيد بن عبد الله بن أسامة بن الهاد
، أبو عبد الله الليثي المدني الأعرج ابن أخي عبد الله بن شداد
روى عن محمد بن كعب، وشرحبيل بن سعد، وأبي بكر بن حزم، ومحمد بن إبراهيم التيمي، والزهري، وعدة. وعنه مالك، والليث بن سعد، وبكر بن مضر، وسفيان بن عيينة، وعبد العزيز بن أبي حازم، والدراوردي، وأبو ضمرة أنس بن عياض، وآخرون.
وثقه ابن معين، وغيره، وكان من أئمة العلم.
توفي سنة تسع وثلاثين ومائة.
324 -
يزيد بن عبد الله بن أبي يزيد
، أبو عبد الله النجراني الدمشقي
عن القاسم أبي عبد الرحمن، والحسن بن ذكوان، وغيرهما. وعنه
يحيى بن حمزة، وسويد بن عبد العزيز، وصدقة بن عبد الله، وعدة.
وهو بالكنية أشهر.
قال أبو حاتم: صالح الحديث.
325 -
يزيد بن عبد الرحمن بن أبي مالك الهمداني
قد ذكر. وحكى الوليد بن مسلم أنه عاش إلى سنة ثمان وثلاثين ومائة.
326 -
يزيد بن عمر بن هبيرة
، الأمير أبو خالد الفزاري
متولي العراق والعجم لمروان الحمار، كان سخياً جواداً، وبطلاً شجاعاً. وخطيباً بليغاً، وكان من الأكلة، وله في كثرة الأكل أخبار. حاصرته المسودة بواسط مدة طويلة بعد أن عمل معهم المصاف، فخذل، وكان أبو جعفر قد أمنه، ثم قتله صبراً وغدر به، فدخلوا عليه داره وقتلوا قبله ابنه داود ومواليه وحاجبه، ثم نزلوا عليه بأسيافهم، وقد سجد لله - تعالى - وكان قد ولي إمرة قنسرين للوليد بن يزيد، وكان مع مروان إذ غلب على الأمر.
ولد في سنة سبع وثمانين.
قال المدائني: كان جسيماً، كثير الأكل، طويلاً ضخماً، خطيباً شجاعاً، وكان رزقه في العام ستمائة ألف، فكان يقسمها في خواصه وفي العلماء والوجوه.
وعن محمد بن كثير، قال: ألح السفاح على أخيه أبي جعفر يأمره بقتل ابن هبيرة، وهو يراجعه حتى كتب إليه والله لتقتلنه، قال: فولى قتله الهيثم بن شعبة دخل عليه داره في طائفة.
وقد ولي أبوه أيضاً إمرة العراقين ليزيد بن عبد الملك.
قتل يزيد في ذي القعدة سنة اثنتين وثلاثين ومائة.
327 -
د ت ق:
يزيد بن عمرو المعافري المصري
عن تدوم الحميري، وأبي سلمة بن عبد الرحمن، وأبي عبد الرحمن الحبلي، وجماعة، وقيل أخذ عن عبد الله بن عمرو بن العاص. روى عنه عمرو بن الحارث، والليث بن سعد، وابن لهيعة.
وهو ثقة مقل.
328 -
د ن خ قرنه:
يزيد بن محمد بن قيس بن مخرمة بن المطلب القرشي المطلبي
عن سعد بن إسحاق بن كعب بن عجرة، وعلي بن رباح، ومحمد بن عمرو بن حلحلة، وأبي الهيثم العتواري. وعنه يزيد بن أبي حبيب، وهو أكبر منه، ويزيد بن عبد العزيز الرعيني، والليث بن سعد، وآخرون.
قرنه البخاري بآخر.
329 -
يزيد بن أبي مسلم النحوي
، ثم الأزدي نسيب شيبان النحوي
روى عن مجاهد، وعكرمة، وسليمان، وعبد الله ابني بريدة. وهو من علماء مرو، وهو يزيد بن أبي سعيد المذكور آنفا.
اختلف في اسم أبيه.
330 -
م د ت ق:
يزيد بن يزيد بن جابر الأزدي الدمشقي
، أخو عبد الرحمن
عن يزيد بن الأصم، ومكحول، ورزيق بن حيان، ووهب بن منبه لقيه في الموسم. وعنه الأوزاعي وشعيب بن أبي حمزة، والسفيانان، وأبو المليح الرقي، وحسين الجعفي، وآخرون.
وكان أحد الأئمة الأعلام.
قال أبو داود: ثقة أجازه الوليد بن يزيد بخمسين ألف دينار، وقد ذكر للقضاء مرة فإذا هو أكبر من القضاء.
وجاء عن سفيان بن عيينة، قال: لا أعلم مكحولاً خلف مثل يزيد بن يزيد بالشام إلا ما ذكره ابن جريج من سليمان.
وقال حسين الجعفي: قدم علينا يزيد بن يزيد، فذكر من بكائه.
وقال الفسوي: سألت هشام بن عمار عنه، فقال: ذاك أفسد نفسه، خرج فأعان على قتل الوليد بن يزيد وأخذ مائة ألف دينار.
قال دحيم: لما مات مكحول أحدقوا بيزيد بن يزيد وكان رجلاً سكيتاً فتحولوا إلى سليمان بن موسى فأوسعهم، وفي رواية: كان زميتاً لا يحدث إلا أن يسأل.
وقد وثقه ابن معين، والنسائي.
قال ابن عيينة: كان حسن الهيئة، حسن النحو، يقولون: لم يكن في أصحاب مكحول مثله.
وقال عبد الله بن عبد الرحمن بن يزيد: لم يكن لعمي يزيد كتاب.
قال ابن سعد وخليفة: مات سنة أربع وثلاثين ومائة.
وقال آخرون: مات سنة ثلاث وثلاثين.
331 -
يزيد الشني الأعرج
بصري صدوق. عن مجاهد، ومورق العجلي. وعن مهدي بن ميمون، وحماد بن زيد، وجعفر بن سليمان الضبعي، وجماعة.
332 -
د ت ن:
يعيش بن الوليد بن هشام الأموي الدمشقي
، نزيل قرقيسياء
روى عن أبيه، وعن معاوية بن أبي سفيان، ومعدان بن أبي طلحة. وعنه الأوزاعي، وعكرمة بن عمار.
ولما قدم دمشق نزل على مكحول فأكرمه وعمل له دعوة حفلة.
قتلته المسودة.
333 -
يوسف بن عبد الرحمن بن أبي عبيدة بن عقبة بن نافع الفهري
، أمير الأندلس عند قتل الوليد بن يزيد
فإنه لما قتل اضطرب أمر المغرب والأندلس، وهاجت القبائل، ثم اتفقوا على تقديم هذا بالأندلس عليهم إلى أن تجتمع الأمة على خليفة، فمهد الجزيرة كلها وامتدت أيامه إلى أن دخل عبد الرحمن بن معاوية بن هشام الأموي الأندلس فحارب يوسف وهزمه في ذي القعدة سنة ثمان وثلاثين ومائة
334 -
4:
يونس بن خباب الكوفي
، مولى بني أسيد
روى عن أبيه، ومجاهد، وطاوس والمنهال بن عمرو، وجماعة. وعنه شعبة، وسفيان، وحماد بن زيد، ومعتمر بن سليمان، وطائفة سواهم. وكان رافضياً جلداً. قال عباد بن عباد: سمعته يقول: عثمان بن عفان قتل بنتي النبي صلى الله عليه وسلم.
قلت: قتل واحدة فلم زوجه بالأخرى؟!.
وقال البخاري: منكر الحديث.
وقال ابن معين: ليس بشيء، رجل سوء.
وضعفه النسائي، وغير واحد.
وذكر الدارقطني أن عباد بن العوام سمع هذا المدبر يقول في حديث سؤال منكر ونكير: ويسأل عن علي رضي الله عنه قال: فقلت له: لم نسمع بهذا! فقال: أنت من هؤلاء الذين يحبون عثمان الذي قتل بنتي رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وقيل: كنيته أبو حمزة.
335 -
ع:
يونس بن عبيد بن دينار
، أبو عبد الله البصري. أحد أعلام الهدى. ويقال: كنيته أبو عبيد، مولى لعبد القيس
رأى أنس بن مالك، وروى عن إبراهيم التيمي، والحسن، وابن سيرين، وحميد بن هلال، وزياد بن جبير، وعمرو بن سعيد الثقفي، وجماعة. وعنه شعبة، والسفيانان، والحمادان، وهشيم، وعبد الوارث وابن علية، وخلق كثير.
وكان ثقة ثبتاً، حافظاً، ورعاً، رأساً في العلم والعمل.
قال يونس: ما كتبت شيئاً قط.
وقال أبو حاتم: هو أكبر من سليمان التيمي لا يبلغ سليمان منزلة يونس.
وقال سعيد بن عامر الضبعي: ما رأيت رجلاً قط أفضل من يونس بن عبيد، ثم قال: وأهل البصرة على ذا.
قال معاذ بن معاذ: صليت على يونس بن عبيد سنة تسع وثلاثين.
قال سفيان الثوري: ما رأيت مثل أربعة رأيتهم بالبصرة: أيوب، ويونس، وابن عون، وسليمان التيمي.
قال علي ابن المديني: له نحو مائتي حديث.
وقال غيره: كان يونس خزازاً بالبصرة.
قال سعيد بن عامر: هان على يونس أن يأخذ ناقصاً، قال: وغلبني أن أعطي راجحاً.
وقال حماد بن زيد: شكا رجل إلى يونس وجعاً فقال: يا هذا إن هذه الدنيا دار لا توافقك فالتمس داراً توافقك.
وقال هشام بن حسان: ما رأيت أحداً يطلب بالعلم وجه الله إلا يونس بن عبيد.
وقال ابن شوذب: سمعت يونس يقول: خصلتان إذا صلحتا من العالم صلح ما سواهما: صلاته ولسانه.
وقال حماد بن زيد: كان يونس يحدث، ثم يقول: أستغفر الله، أستغفر الله.
وقال محمد بن عبد الله الأنصاري: رأيت سليمان، وعبد الله ابني علي بن عبد الله بن عباس، وولدي سليمان جعفرا، ومحمداً يحملون سرير يونس بن عبيد على أعناقهم يوم جنازته فقال عبد الله بن علي: هذا والله الشرف.
قلت: كان عبد الله هذا قد استجار بأخيه سليمان ونزل عنده بالبصرة فأجاره من المنصور.
وقال مؤمل بن إسماعيل: جاء رجل إلى سوق الخز يطلب مطرف خز بأربعمائة فقال يونس بن عبيد: عندنا مطرف بمائتين، فنادى المنادي بالصلاة فقام ليصلي، ثم جاء وقد باع ابن أخيه المطرف بأربعمائة فقال للرجل: يا هذا المطرف الذي اشتريته بأربعمائة هو الذي قلت لك بمائتين فإن شئت خذه وخذ مائتين أو دعه.
وقال أمية بن بسطام: جاءت يونس امرأة بجبة خز فقال لها: بكم هي؟ قالت: بخمسمائة قال: هي خير من ذلك، قالت: بستمائة، قال: هي خير من ذلك، فلم يزل يدرجها حتى بلغت ألفاً.
وقال سعيد بن عامر الضبعي: قال يونس بن عبيد: إني لأعد مائة خصلة من البر ما في منها خصلة.
وقال هشيم: كان أيوب إذا رأى يونس بن عبيد قال: هذا سيدنا.
قال عبد الملك بن موسى: ما رأيت رجلاً قط أكثر استغفاراً من يونس.
وقال حماد بن زيد: سمعت يونس يقول: عهدنا إلى ما يصلح الناس كتبناه، وعهدنا إلى ما يصلحنا فتركناه، كأنه يريد العمل.
وروى أسماء بن عبيد عن يونس، قال: يرجى للرهق بالبر الجنة ويخاف على المتأله النار بعقوقه.
وعن يونس قال: لو همتهم نفوسهم ما اختصموا في القدر.
روى ابن شوذب، عن يونس: خصلتان إذا صلحتا من العبد صلح: صلاته ولسانه.
وروى سلام بن أبي مطيع قال: إني لأحسب ابن سيرين سكت حسبة، وأن الحسن تكلم حسبة.
وعن يونس، أنه قال لابنه: لأن تلقى الله بالزنا والسرقة أحب إلي من أن تلقاه برأي عمرو بن عبيد.
وقال أسماء بن عبيد: سمعت يونس بن عبيد يقول: ليس شيء أعز من درهم طيب ورجل يعمل على سنة.
وبلغنا أن رجلاً شكا الحاجة إلى يونس فقال له: يا هذا، يسرك ببصرك هذا مائة ألف؟ قال: لا، قال: فبلسانك الذي تنطق به؟ قال: لا، قال: فبعقلك مائة ألف؟ وهو يقول: لا، فذكره نعم الله عليه، وقال: أرى لك مئين ألوفاً وأنت تشكو الحاجة.
قال حماد بن زيد: مرض يونس مرة فقال أيوب: ما في العيش بعدك من خير.
قلت: مناقب يونس كثيرة، وقد توفي سنة تسع وثلاثين ومائة.
336 -
د ت ق:
يونس بن ميسرة بن حلبس الجبلاني الأعمى
، أبو حلبس، ويقال: أبو عبيد، وهو أخو يزيد وأيوب
كان من كبار علماء دمشق. روى عن معاوية، وعبد الله بن عمرو، وواثلة بن الأسقع، وابن عمر والصنابحي، وأبي مسلم الخولاني وأم الدرداء، وغيرهم. روى عنه خالد بن يزيد المري، وسليمان بن عتبة، والأوزاعي، وسعيد بن عبد العزيز، ومروان بن جناح، وعمرو بن واقد، وآخرون.
قال المفضل الغلابي، وأبو عبيد، وأبو حسان الزيادي: إنه بلغ مائة وعشرين سنة.
وكان يقرئ القرآن في الجامع، وله كلام نافع في الزهد والمعرفة فمن ذلك، قال: الزهد أن يكون حالك في المصيبة وحالك إذا لم تصب سواء. وقال: إذا تكلفت ما لا يعنيك لقيت ما يعنيك.
وقال هشام بن عمار: حدثنا عمرو بن واقد، قال: حدثنا يونس بن حلبس: قال: سمعت معاوية على منبر دمشق يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم -
يقول: إن رجلاً في بني إسرائيل قتل تسعاً وتسعين نفساً
…
وذكر الحديث.
قال العجلي والدارقطني، وغيرهما: ثقة.
وروى مدرك بن أبي سعد الفزاري، عن يونس بن حلبس، أنه كان يدعو: اللهم إني أسألك حزماً في لين، وقوة في دين، وإيماناً في يقين، ونشاطاً في هدى، وبراً في استقامة، وكسباً من حلال.
وقال الهيثم بن عمران: كنت جالساً عند يونس بن حلبس وكان عند المغيب يدعو بدعوات فيها: اللهم ارزقنا الشهادة في سبيلك. فأقول: من أين يرزق هذا الشهادة، وهو أعمى، فلما دخلت المسودة دمشق قتل، فبلغني أن الخراسانيين اللذين قتلاه بكيا عليه لما أخبرا بصلاحه، وكان من آنس الناس مجلساً. رواها هشام بن عمار عن الهيثم، فهذا يدلك على أن المسودة فعلوا عند افتتاحهم دمشق أقبح مما فعلت التتار، وذلك في عام اثنين وثلاثين ومائة.
337 -
م د ت:
أبو بكر بن نافع
، مولى ابن عمر
روى عن أبيه، وسالم بن عبد الله. وعنه مالك، والدراوردي.
قال أحمد بن حنبل: هو أوثق إخوته، وهم: هو، وعبد الله، وعمرو.
338 -
ت ن ق:
أبو الجحاف التيمي الكوفي
، داود بن أبي عوف
روى عن الشعبي، وعكرمة، وأبي حازم الأشجعي، وشهر بن حوشب. وعنه سفيان، وشريك، وعبد السلام بن حرب، وتليد بن سليمان، وغيرهم.
قال أحمد بن حنبل: صالح الحديث.
وضعفه ابن عدي، ومشاه غيره.
339 -
د:
أبو الجودي الأسدي
شامي نزل واسط، يقال: اسمه الحارث بن عمير. عن سعيد بن المهاجر، وعمر بن عبد العزيز، ونافع. وعنه شعبة وعبثر، وهشيم، وأبو معاوية.
وثقه ابن معين.
340 -
ت ق:
أبو حمزة القصاب الكوفي الأعور
، اسمه ميمون
روى عن أبي وائل، وسعيد بن المسيب، وإبراهيم. وعنه الثوري، والحمادان، وعبد الوارث، وابن علية.
ضعفه أحمد والدارقطني، وغيرهما.
أما أبو حمزة القصاب عمران، فقد مر.
• - أبو رجاء الأزدي الحداني البصري، هو محمد بن سيف
341 -
م د ت ق:
أبو ريحانة السعدي
، مولاهم، البصري، عبد الله بن مطر، ويقال: زياد بن مطر
روى عن سفينة وابن عباس، وابن عمر. وعنه وهيب، وبشر بن المفضل، وابن علية، وعلي بن عاصم.
قال ابن معين: صالح.
• - أبو الزعراء الجشمي عمرو، قد مر.
• - أبو الزناد المدني، هو عبد الله بن ذكوان قد ذكر.
• - أبو سهيل بن مالك الأصبحي، هو نافع قد ذكر.
• - أبو طوالة، هو عبد الله بن عبد الرحمن، قد ذكر.
342 -
خت ت:
أبو ظلال القسملي البصري الأعمى
، اسمه هلال
روى عن أنس. وعنه حماد بن سلمة، وعبد العزيز بن مسلم، ويزيد بن هارون.
ضعفه ابن معين، وجماعة.
• - أبو العلاء القصاب، اسمه أيوب، قد ذكر.
343 -
د ت ق:
أبو غالب الباهلي الخياط
بصري اسمه نافع وقيل رافع. روى عن أنس، وغيره. وعنه سلام بن أبي الصهباء، وهمام، وعبد الوارث، وغيرهم.
قال ابن معين: صالح.
وقال أبو حاتم: شيخ.
قلت: الظاهر أنه هو الذي روى عن أبي سعيد، وعنه ثابت بن محمد العبدي، فالله أعلم.
• - أبو فروة الجهني، اسمه مسلم. مر.
• - أبو فروة الهمداني، عروة بن الحارث. مر.
344 -
أبو مسلم الخراساني
، صاحب الدعوة، عبد الرحمن بن مسلم، وقيل: عبد الرحمن بن عثمان بن يسار
ذكر ابن خلكان أنه كان قصيراً أسمر جميلاً حلواً نقي البشرة، أعور العين، عريض الجبهة، حسن اللحية، طويل الشعر والظهر، خافض الصوت، فصيحاً بالعربي والفارسي، حلو المنطق، راوية للشعر، عالماً بالأمور، لم ير ضاحكاً ولا مازحاً إلا في وقته، ولا يكاد يقطب في شيء من أحواله، تأتيه الفتوحات العظام فلا يظهر عليه أثر السرور وتنزل به الفادحة فلا يرى مكتئباً، وإذا غضب لم يستفزه الغضب، ولا يأتي النساء إلا مرة في السنة.
ولد سنة مائة من الهجرة، وأول ظهوره بمرو كان في سنة تسع وعشرين، فظهر في خمسين رجلاً وآل أمره إلى أن هرب منه نصر بن سيار أمير خراسان، وصفت ممالكها لأبي مسلم في سنتين وأربعة أشهر.
قال محمد بن أحمد بن القواس في تاريخه: قدم أبو مسلم، وحفص بن سليمان الخلال على إبراهيم الإمام وهو بالحميمة فأمرهما بالمصير إلى خراسان.
وقد روى أبو مسلم عن عكرمة مرسلاً، وعن ثابت البناني، وأبي الزبير، وإسماعيل السدي، ومحمد بن علي العباسي، وجماعة. روى عنه إبراهيم الصائغ، وابن شبرمة، وابن المبارك، وغيرهم.
روى مصعب بن بشر عن أبيه قال: قام رجل إلى أبي مسلم، وهو يخطب فقال: ما هذا السواد؟ قال: حدثني أبو الزبير عن جابر أن النبي صلى الله عليه وسلم دخل مكة يوم الفتح وعليه عمامة سوداء، وهذه ثياب الهيبة وثياب الدولة، يا غلام اضرب عنقه.
ويروى أن سليمان بن كثير، ومالك بن الهيثم، ولاهز، وقحطبة توجهوا من خراسان إلى الحج سنة أربع وعشرين فدخلوا الكوفة فأتوا عاصم بن يونس وهو في الحبس، فدعاهم إلى ولد العباس ومعه عيسى وإدريس ابنا
معقل حبسهم يوسف بن عمر فيمن حبس من عمال خالد القسري، ومع هذين الأخوين أبو مسلم يخدمهما، فرأوا فيه العلامات فقالوا: من ذا؟ قالوا: غلام من السراجين يخدمنا، وقد كان أبو مسلم سمع الأخوين يتكلمان في هذا الرأي فإذا سمعهما بكى فدعواه إلى القيام بالأمر فأجاب.
قال ابن خلكان: كانا قد حبسا على مال الخراج، وعيسى هو جد الأمير أبي دلف، فكان أبو مسلم يختلف إلى الحبس يتعهدهما، فقدم الكوفة جماعة من نقباء الإمام محمد بن علي فدخلوا يسلمون على الأخوين فرأوا أبا مسلم فأعجبهم عقله وكلامه، ومال هو إليهم، ثم عرف أمرهم ودعوتهم، وهرب الأخوان من الحبس فصحب هو النقباء إلى مكة، ثم أحضروا عشرة آلاف دينار ومائتي ألف درهم إلى إبراهيم بن محمد وقد مات أبوه، وأهدوا له أبا مسلم فأعجب به وقال لهم: هذا عضلة من العضل، فأقام يخدم إبراهيم الإمام، وعاد النقباء إلى خراسان فقال إبراهيم: إني قد جربت هذا وعرفت ظاهر كلامه وباطنه فوجدته حجر الأرض، ثم قلده الأمر ونفذه إلى خراسان.
قال المأمون: أجل الملوك ثلاثة قاموا بنقل الدول: الإسكندر، وأزدشير، وأبو مسلم.
ويروى أن أبا مسلم من ولد بزر جمهر، ولد بأصبهان ونشأ بالكوفة، أوصى به أبوه إلى عيسى السراج فحمله إلى الكوفة وهو ابن سبع سنين، فقال إبراهيم - لما عزم على توجهه إلى خراسان -: غير اسمك وكان اسمه إبراهيم بن عثمان، فقال: قد سميت نفسي أبا مسلم عبد الرحمن بن مسلم، ثم مضى وله ذؤابة، وهو على حمار وله تسع عشرة سنة.
وعن بعضهم قال: كنت أطلب العلم فلا آتي موضعاً إلا وجدت أبا مسلم قد سبقني إليه، فألفته فدعاني إلى منزله، ثم لاعبني بالشطرنج، وكان يلهج بهذين البيتين:
ذروني ذروني ما قررت فإني متى ما أهج حرباً تضيق بكم أرضي وأبعث في سود الحديد إليكم كتائب سوداً طالما انتظرت نهضي.
قال علي بن عثام: قال إبراهيم الصائغ: لما رأيت العرب وضيعتها
خفت أن لا تكون لله فيهم حاجة فلما سلط الله عليهم أبا مسلم رجوت أن تكون لله فيهم حاجة.
وقال حسن بن رشيد: سمعت يزيد النحوي يقول: أتاني إبراهيم الصائغ فقال: أما ترى ما يعمل هذا الطاغية إن الناس معه في سعة غيرنا أهل العلم. قلت: لو علمت أنه يصنع بي إحدى الخصلتين لفعلت، إن أمرت ونهيت يقبل منا أو يقتلنا، ولكني أخاف أن يبسط علي العذاب وأنا شيخ كبير لا صبر لي على السياط، فقال الصائغ: لكني لا أنتهي عنه فدخل عليه فأمره ونهاه فقتله.
وقيل: كان أبو مسلم يجتمع بإبراهيم الصائغ، وهو عالم أهل مرو ويعده بإقامة الحق، فلما ظهر بسط يده - يعني في القتل - فدخل عليه فوعظه.
وقد ذكرنا جملة من أخبار أبي مسلم في الحوادث وكيف قتله المنصور، وكان ذلك في سنة سبع وثلاثين بالمدائن.
345 -
د ت:
أبو نصيرة الواسطي
، مسلم بن عبيد
عن أنس، وأبي عسيب، وأبي رجاء العطاردي. وعنه حشرج بن نباتة وسويد بن عبد العزيز، وهشيم، ويزيد بن هارون.
وثقه أحمد بن حنبل.
وقال ابن معين: صالح، ولينه الأزدي.
له في الجامع والسنن هذا الحديث فقط: قال عثمان بن واقد عن أبي نصيرة عن مولى لأبي بكر عن أبي بكر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لم يضر من استغفر الله، ولو عاد في اليوم سبعين مرة. وقال الترمذي: ليس إسناده بالقوي.
• - أبو هارون العبدي، عمارة بن جوين. قد مر.
آخر الطبقة الرابعة عشرة.
الطبقة الخامسة عشرة
.
141 -
150 هـ
بسم الله الرحمن الرحيم
(الحوادث)
سنة إحدى وأربعين ومائة
.
فيها توفي أسماء بن عبيد والد جويرية بن أسماء، وأبان بن تغلب الكوفي، وإسحاق بن راشد، والحسين بن عبد الله بن عبيد الله الهاشمي العباسي، والحسين بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب، وسعد بن سعيد الأنصاري أخو يحيى بن سعيد، وأبو إسحاق الشيباني سليمان بن فيروز، وسليمان الأحول قاضي المدائن بخلف فيه، وعاصم الأحول في قول الهيثم بن عدي، وعثمان البتي في قول، والقاسم بن الوليد الهمداني الكوفي، وموسى بن عقبة صاحب المغازي، وموسى بن كعب أمير ديار مصر.
وفيها كان ظهور الريوندية. قال أبو الحسن المدائني: هم قوم من خراسان على رأي أبي مسلم الخراساني صاحب الدعوة، ويقولون فيما زعم بتناسخ الأرواح، فيزعمون أن روح آدم عليه السلام حلت في عثمان بن نهيك، وأن المنصور هو ربهم الذي يطعمهم ويسقيهم وأن الهيثم بن معاوية هو جبريل. قال: فأتوا قصر المنصور فجعلوا يطوفون به ويقولون: هذا، فقبض المنصور منهم نحو المائتين من الكبار، فغضب الباقون وقالوا: علام حبسوا؟، ثم عهدوا إلى نعش فحفوا به، يوهمون أنها جنازة قد اجتمعوا لها، ثم إنهم مروا بها على باب السجن فعنده شدوا على الناس بالسلاح واقتحموا السجن، فأخرجوا أصحابهم الذين قبض عليهم المنصور، وقصدوا نحو المنصور، وهم نحو من ستمائة، فتنادى الناس، وأغلقت المدينة، وخرج المنصور من قصره ماشياً لم يجد فرساً، فأتي بدابة وهو يريدهم، فجاءه معن بن زائدة فترجل له وعزم عليه وأخذ بلجام الدابة،
وقال: إنك تكفى يا أمير المؤمنين. وجاء مالك ابن الهيثم فوقف على باب القصر، ثم قاتلوهم حتى أثخنوهم.
وجاء خازم بن خزيمة فقال: يا أمير المؤمنين أقتلهم؟ قال: نعم. فحمل عليهم حتى ألجأهم إلى الحائط، فكروا على خازم فهزموه، ثم كر عليهم هو والهيثم بن شعبة بجندهما، وأحاطوا بهم، ووضعوا فيهم السيف فأبادوهم، فلا رحمهم الله. وقد جاءهم يومئذ عثمان بن نهيك فكلمهم، فرموه بنشابة، فمرض منها ومات، فاستعمل المنصور مكانه على الحرس أخاه عيسى بن نهيك. وكان هذا كله في المدينة الملقبة بالهاشمية وهي بقرب الكوفة. ثم إن المنصور قدم سماطاً بعد العصر وبالغ في إكرام معن.
وروى المدائني عن أبي بكر الهذلي قال: إني لواقف بباب القصر إذ اطلع رجل إلى المنصور فقال: هذا رب العزة الذي يرزقنا ويطعمنا. قال: فحدثت المنصور بعد ذلك فقال: يا هذلي يدخلهم الله النار في طاعتنا ونقتلهم، أحب إلينا من أن يدخلهم الله الجنة في معصيتنا.
وعن الفضل بن الربيع عن أبيه أنه سمع المنصور يقول: أخطأت ثلاث خطآت وقى الله شرها: قتلت أبا مسلم وأنا في خرق، ومن حولي يقدم طاعته ويؤثرها ولو هتكت الخرق لذهبت ضياعاً. وخرجت يوم الريوندية ولو أصابني سهم غرب لذهبت ضياعا، وخرجت إلى الشام ولو اختلف سيفان بالعراق ذهبت الخلافة ضياعاً.
وقيل: كان معن بن زائدة ممن قاتل المسودة مع ابن هبيرة، فلما قامت دولة المسودة اختفى معن إلى أن ظهر يوم الريوندية، فأبلى يومئذ وبين حتى كان النصر على يديه، ثم اختفى كما هو، فتطلبه المنصور ونودي بأمانه فأتي به فأمر له بمال جليل، وولاه اليمن.
وفيها أمر المنصور ابنه المهدي وجعله ولي عهد المسلمين وبعثه على
خراسان وأن ينزل الري، ففعل، وبلغ المنصور أن أمير خراسان عبد الجبار الأزدي يقتل رؤساء الخراسانيين، فقال لأبي أيوب الخوزي: إن هذا قد أفنى شيعتنا ولم يفعل هذا إلا وهو يريد أن يخلع الطاعة. فقال: اكتب إليه أنك تريد غزو الروم فليوجه إليك الجند والفرسان، فإذا خرجوا بعثت إليه من شئت، فليس به امتناع، فكتب إليه بذلك فكان جوابه أن الترك قد جاشت، وإن فرقت الجنود ذهبت خراسان، فكتب المنصور إليه بمشورة أبي أيوب: إن خراسان أهم من غيرها، وإني موجه إليك جيشاً مدداً من عندي، يريد المنصور بهذا أن عبد الجبار إن هم بالخروج وثبوا عليه، فكان جوابه: إن خراسان مجدبة وأخاف من الغلاء على الجند. فقال أبو أيوب للمنصور: هذا رجل قد أبدى صفحته وقد خلع فلا تناظره، فوجه إليه خازم بن خزيمة. قال: فجهز المهدي من الري خازم بن خزيمة لحربه مقدمة، ثم سار المهدي إلى أن قدم نيسابور، فلما بلغ ذلك أهل مرو الروذ ساروا إلى عبد الجبار فقاتلوه فهزموه، فالتجأ إلى مكان، فعبر إليه المجشر بن مزاحم بجند مرو الروذ فأسره، ثم أتى به خازم بن خزيمة فألبسه عباءة وأركبه بعيراً مقلوباً وسيره إلى المنصور في طائفة من أصحابه وأولاده، فبسط عليهم العذاب، واستخرج منهم الأموال، ثم قتل عبد الجبار وسير أولاده إلى جزيرة دهلك ببحر اليمن، فلم يزالوا بها حتى أغارت الهند عليهم فأسروهم ونجا منه عبد الرحمن ولد عبد الجبار، فجاء فكتب في الديوان وبقي بمصر حياً إلى سنة تسعين ومائة.
وفيها انتهى بناء مدينة المصيصة بتولي جبريل بن يحيى الخراساني.
وفيها افتتح المسلمون طبرستان وغنموا غنائم عظيمة بعد حروب جرت.
وفيها عزل عن المدينة ومكة زياد بن عبيد الله. ثم ولي المدينة محمد بن خالد بن عبد الله القسري، وولي مكة الهيثم بن معاوية العتكي.
وحج بالناس أمير الشام صالح بن علي العباسي.
وفيها استناب المهدي عنه على خراسان الأمير أسد بن عبد الله.
سنة اثنتين وأربعين ومائة
.
فيها توفي أسلم المنقري، وحبيب بن أبي عمرة القصاب، والحسن بن عبيد الله، والحسن بن عمرو الفقيمي، وأبو هانئ حميد بن هانئ الخولاني المصري، وحميد الطويل في قول. وخالد الحذاء، وسعد بن إسحاق بن كعب في قول، والأمير سليمان بن علي بن عبد الله بن عباس، وعاصم بن سليمان الأحول بخلف، وعمرو بن عبيد المعتزلي فيها أو في سنة ثلاث، ومحمد بن أبي إسماعيل الكوفي، وهارون بن عنترة.
وفيها نزع الطاعة متولي السند عيينة بن موسى بن كعب فخرج المنصور بالجيش فنزل البصرة وجهز عمر بن حفص العتكي محارباً له ومتولياً على السند والهند فسار حتى غلب على السند واستوسق له الأمر.
وفيها نقض إصبهبذ طبرستان وقتل من ببلاده من المسلمين فانتدب له خازم بن خزيمة، وروح بن حاتم، وأبو الخصيب مرزوق مولى المنصور فحاصروه في قلعته وطال الحصار ولم يزالوا إلى أن احتال مرزوق، فقال لأصحابه اضربوني واحلقوا رأسي ولحيتي، ففعلوا ذلك فلحق بالإصبهبذ ففتح له فدخل إليه، فقال: إنما فعلوا بي ما رأيت تهمة منهم لي بأن هواي معك وأخبره بأنه معه فإنه يدله على عورة العسكر، فوثق به وقربه. وكان باب قلعته حجراً، فلم يزل يظهر له النصيحة والإصبهبذ يغتر إلى أن صيره أحد من يتولى الباب فرأى منه ما يحب: ثم نفذ مرزوق إلى العسكر في نشابة، ووعدهم ليلة معينة في فتح باب الحصن، ثم فعل ذلك، ودخلوا فقتلوا المقاتلة وسبوا الحريم، فمص الإصبهبذ سماً في خاتمه
فهلك، فكان من جملة السبي شكلة والدة إبراهيم بن المهدي من بنات الأمراء، ووالدة منصور بن المهدي المعروفة بالمحترمة من بنات الملوك.
وفيها عزل عن إمرة مصر نوفل بن الفرات بمحمد بن الأشعث، ثم عزل محمد وأعيد نوفل، ثم عزل ثانياً فوليها حميد بن قحطبة.
وفيها حج بالناس إسماعيل بن علي. وقيل: فيها استعمل المنصور أخاه العباس على بلاد الجزيرة والثغر.
وفيها كان توثب العبيد بالبصرة فانتدب لهم صاحب الشرطة فقتلهم.
وفيها ولي محمد بن أبي عيينة بن المهلب بن أبي صفرة البحر فنزل مدينة قيس، وهي جزيرة في البحر، فجاءته مراكب الهنود فلم يخرج إليهم، فخرج ابنه فقتل وقتل معه طائفة، ثم هرب محمد منها فدخلها العدو فخربوها. قال خليفة بن خياط: فهي خراب إلى اليوم.
قلت: هي اليوم عامرة يسافر إليها التجار وهي جزيرة كيش كذا ينطقون بها.
سنة ثلاث وأربعين ومائة
فيها توفي حجاج بن أبي عثمان الصواف، وحميد الطويل على الصحيح، وحيي بن عبد الله المعافري، وخطاب بن صالح المدني، وعبد الرحمن بن الحارث المخزومي المدني، وعبد الرحمن بن عطاء المدني، وعبد الرحمن بن ميمون المدني بمصر، وعلي بن أبي طلحة مولى بني هاشم. وليث بن أبي سليم في قول، ومطرف بن طريف في قول، ويحيى بن سعيد الأنصاري.
وفيها سار أبو الأحوص العبدي في ستة آلاف فارس من مصر إلى إفريقية فنزل برقة، ثم التقى هو وأبو الخطاب الإباضي فانهزم أبو الأحوص، فسار أمير مصر بنفسه وجيوشه، وهو محمد بن الأشعث فالتقى
هو والإباضية فقتل في المصاف أبو الخطاب، وانهزموا.
وفيها بلغ المنصور أن الديلم قد أوقعوا بالمسلمين وقتلوا منهم خلائق فندب الناس للجهاد.
وفيها عزل الهيثم عن مكة بالسري بن عبد الله بن الحارث بن العباس العباسي فأتى سريا عهده وهو باليمامة.
وفيها عزل عن مصر حميد بن قحطبة وأعيد نوفل ثالثاً، ثم عزل نوفل، ووليها يزيد بن حاتم الأزدي.
وحج بالناس عيسى بن موسى بن محمد بن علي الهاشمي أمير الكوفة.
وفي هذا العصر شرع علماء الإسلام في تدوين الحديث والفقه والتفسير، فصنف ابن جريج التصانيف بمكة، وصنف سعيد بن أبي عروبة، وحماد بن سلمة، وغيرهما بالبصرة، وصنف الأوزاعي بالشام، وصنف مالك الموطأ بالمدينة، وصنف ابن إسحاق المغازي، وصنف معمر باليمن، وصنف أبو حنيفة وغيره الفقه والرأي بالكوفة، وصنف سفيان الثوري كتاب الجامع، ثم بعد يسير صنف هشيم كتبه، وصنف الليث بمصر، وابن لهيعة، ثم ابن المبارك، وأبو يوسف، وابن وهب. وكثر تدوين العلم وتبويبه، ودونت كتب العربية واللغة والتاريخ وأيام الناس. وقبل هذا العصر كان سائر الأئمة يتكلمون على حفظهم أو يروون العلم من صحف صحيحة غير مرتبة. فسهل ولله الحمد تناول العلم، وأخذ الحفظ يتناقص، فلله الأمر كله.
سنة أربع وأربعين ومائة
.
فيها توفي إسحاق بن عبد الله بن أبي فروة أحد الضعفاء، وإسماعيل بن أبي أمية في قول، وأسيد بن عبد الرحمن الفلسطيني، وأبو عبد الرحيم خالد بن أبي يزيد الحراني، وسعيد الجريري. وسليمان التيمي في قول. وعبد الله بن حسن بن حسن في قول. وعبد الله بن أبي سبرة المدني.
وعبد الله بن شبرمة الفقيه. وعقيل بن خالد الأيلي. وعبد الأعلى بن السمح الفقيه بمصر. وعمرو بن عبيد في قول. ومجالد بن سعيد، وهلال بن خباب. وواصل بن السائب الرقاشي. ويزيد بن أبي مريم الدمشقي.
وفيها غزا محمد ابن السفاح الديلم بجيش الكوفة والبصرة، وواسط والجزيرة.
وفيها قدم المهدي من خراسان فدخل بابنة عمه ريطة بنت السفاح.
وفيها حج المنصور وخلف على العساكر خازم بن خزيمة فاستعمل على المدينة رياح بن عثمان المري وعزل محمداً القسري.
وكان المنصور قد أهمه شأن محمد، وإبراهيم ابني عبد الله بن حسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب لتخلفهما عن الحضور إلى عنده مع الأشراف، فقيل: إن محمداً ذكر أن المنصور لما حج في حياة أخيه السفاح كان ممن بايع له ليلة اشتور بنو هاشم بمكة فيمن يعقدون له الخلافة حين اضطرب أمر بني أمية فسأل المنصور زياداً متولي المدينة عن ابني عبد الله بن حسن. فقال: ما يهمك يا أمير المؤمنين من أمرهما أنا آتيك بهما، فضمنه إياهما في سنة ست وثلاثين ومائة.
قال عبد العزيز بن عمران: حدثني عبد الله بن أبي عبيدة بن محمد بن عمار بن ياسر. قال: لما استخلف المنصور لم يكن همه إلا طلب محمد والمسألة عنه بكل طريق، فدعا بني هاشم واحداً واحداً كلهم يخليه ويسأله عنه فيقولون: يا أمير المؤمنين قد علم أنك قد عرفته يطلب هذا الشأن قبل اليوم فهو يخافك، وهو الآن لا يريد لك خلافاً ولا معصية. وأما حسن بن زيد فأخبره بأمره وقال: لا آمن أن يخرج. فذكر يحيى البرمكي أن المنصور اشترى رقيقاً من رقيق الأعراب فكان يعطي الرجل منهم البعير والبعيرين وفرقهم في طلب محمد بن عبد الله بأطراف المدينة يتجسسون أمره، وهو مختف.
وذكر السندي مولى المنصور قال: رفع عقبة بن مسلم الأزدي عند المنصور واقعة، وذلك أن عمر بن حفص أوفد من السند وفداً فيهم عقبة فأعجب المنصور هيئته فاستخلى به وقال: إني لأرى لك هيئة وموضعاً وإني
لأريدك لأمر أنا به معنى لم أزل أرتاد له رجلاً عسى أن تكون، فإن كفيتنيه رفعتك. فقال: أرجو أن أصدق ظن أمير المؤمنين في. قال: فاخف شخصك واستر أمرك وائتني يوم كذا، فأتاه في الوقت المعين. فقال له: إن بني عمنا هؤلاء قد أبو إلا كيداً لملكنا واغتيالاً له ولهم شيعة بخراسان بقرية كذا يكاتبونهم ويرسلون إليهم بصدقات أموالهم فاخرج إليهم بكسوة وألطاف حتى تأتيهم بكتاب مبتكر تكتبه عن أهل هذه القرية، ثم تسير إلى بلادهم فإن كانوا قد نزعوا عن رأيهم فأحبب والله بهم وأقرب، وإن كانوا على رأيهم علمت ذلك وكنت على حذر، فاشخص حتى تلقى عبد الله بن حسن متقشفاً متخشعاً فإن جبهك، وهو فاعل فاصبر حتى يأنس بك ويلين لك ناحيته. فإذا ظهر لك ما في قلبه فاعجل علي. قال: فشخص عقبة حتى قدم على عبد الله فلقيه بالكتاب فأنكره وانتهره وقال: ما أعرف هؤلاء، فلم يزل ينصرف ويعود إليه حتى قبل الكتاب وألطافه، وأنس به فسأله عقبة الجواب. فقال: أما الكتاب فإني لا أكتب إلى أحد، ولكن أنت كتابي إليهم، فسلم عليهم وأخبرهم أن ابني خارجان لوقت كذا وكذا. فأسرع عقبة بهذا إلى المنصور.
وقيل: كان محمد، وإبراهيم ابنا عبد الله منهومين بالصيد.
وقال المدائني: قدم محمد البصرة مختفياً في أربعين رجلاً فأتى عبد الرحمن بن عثمان بن عبد الرحمن بن هشام، فقال له عبد الرحمن: أهلكتني وشهرتني فانزل عندي وفرق أصحابك، فأبى عليه فقال: انزل في بني راسف، ففعل.
وقال غيره: أقام محمد يدعو الناس سراً.
وقيل: نزل على عبد الله بن سفيان المري، ثم خرج بعد ستة أيام فسار المنصور حتى نزل الجسر.
وكان المنصور لما حج سنة أربعين ومائة أكرم عبد الله بن حسن، ثم قال لعقبة: تراء له، ثم قال: يا أبا محمد قد علمت ما أعطيتني من العهود أن لا تبغي سوءاً. قال: فأنا على ذلك، فاستدار له عقبة حتى قام بين يديه فأعرض عنه فأتاه من ورائه فغمزه بأصبعه فرفع رأسه بغتة فملأ عينه منه
فوثب حتى جلس بين يدي المنصور، فقال: أقلني يا أمير المؤمنين أقالك الله. قال: لا أقالني الله إن أقلتك، ثم سجنه.
وجاء من وجه آخر أن المنصور أقبل على عبد الله، فقال: أرى ابنيك قد استوحشا مني وإني لأحب أن يأنسا بي وأن يأتياني فأخلطهما بنفسي، فقال: وحقك يا أمير المؤمنين ما لي بهما علم ولا بموضعهما، ولقد خرجا عن يدي فبقي في سجن المنصور ثلاثة أعوام.
وقيل: إن محمداً، وإبراهيم هما باغتيال المنصور بمكة، وواطأهما قائد كبير من قواده فنمي الخبر إلى المنصور، فاحترز وطلب القائد فهرب، وأقبل أبو جعفر المنصور يلج في طلب محمد حتى أعياه، وجعل زياد بن عبيد الله يدافع عن محمد فقبض المنصور على زياد واستأصل أمواله، واستعمل على المدينة محمد بن خالد القسري، وأمره ببذل الأموال في طلب محمد وأخيه، فبذل أكثر من مائة ألف دينار فلم يصنع شيئاً ولا قدر عليهما فاتهمه المنصور، فعزله، وولى رياح بن عثمان بن حيان المري، فدعا القسري فسأله عن الأموال، فقال: هذا كاتبي، وهو أعلم بها فقال: أسألك وتحيلني على كاتبك! فأمر به رياح فوجئت عنقه وضرب أسواطاً، ثم بسط العذاب على كاتبه وعلى مولاه فأسرف وجد في طلب محمد بن عبد الله فأخبر أنه في شعب من شعاب رضوى، وهو جبل جهينة من أعمال ينبع. قال: فاستعمل على ينبع عمرو بن عثمان الجهني وأمره بتطلب محمد، فخرج عمرو إليه ليلة بالرجال ففزع محمد وفر منهم، فانفلت، وله ابن صغير، ولد له هناك من جارية فوقع الطفل من الجبل من يد أمه فتقطع، فقال محمد بن عبد الله:
منخرق السربال يشكو الوجى تنكبه أطراف مرو حداد شرده الخوف وأزرى به كذاك من يكره حر الجلاد قد كان في الموت له راحة والموت حتم في رقاب العباد
فلما طال أمر الأخوين على المنصور أمر رياحاً بأخذ بني حسن وحبسهم، فأخذ حسناً، وإبراهيم ابني حسن بن حسن وحسن بن جعفر بن حسن بن حسن، وسليمان، وعبد الله ابني داود بن حسن بن حسن، ومحمدا
وإسماعيل وإسحاق بني إبراهيم المذكور، وعباس بن حسن بن حسن بن حسن، وأخاه علياً العابد، ثم قيدهم وجهر على المنبر بسب محمد بن عبد الله وأخيه فسبح الناس وعظموا ما قال، فقال رياح: ألصق الله بوجوهكم الهوان لأكتبن إلى خليفتكم غشكم وقلة نصحكم، فقالوا: لا نسمع منك يا ابن المحدودة وبادروه يرمونه بالحصى، فنزل واقتحم دار مروان وأغلق الباب، فحف بها الناس فرموه وشتموه، ثم إنهم كفوا، ثم إن آل حسن حملوا في أقيادهم إلى العراق، ولما نظر إليهم جعفر الصادق وهم يخرج بهم من دار مروان جرت دموعه على لحيته، ثم قال: والله لا تحفظ لله حرمة بعد هؤلاء، وأخذ معهم أخوهم من أمهم محمد بن عبد الله بن عمرو بن عثمان بن عفان، وهو ابن فاطمة بنت الحسين.
وقال الواقدي: أنا رأيت عبد الله بن حسن وأهل بيته يخرجون من دار مروان وهم في الحديد فيجعلون في المحامل عراة ليس تحتهم وطاء وأنا يومئذ قد راهقت الاحتلام.
قال الواقدي: قال عبد الرحمن بن أبي الموال: وأخذ معهم يومئذ نحو من أربع مائة نفس من جهينة ومزينة، وغيرهم، فأراهم بالربذة مكتفين في الشمس، وسجنت مع عبد الله بن حسن، فوافى المنصور الربذة منصرفاً من الحج فسأل عبد الله بن حسن من المنصور أن يأذن له في الدخول إليه فامتنع، ثم دعاني المنصور من بينهم فأدخلت عليه، وعنده عمه عيسى بن علي فسلمت، فقال المنصور: لا سلم الله عليك، أين الفاسقان ابنا الفاسق، فقلت: هل ينفعني الصدق يا أمير المؤمنين؟ قال: وما ذاك؟ قلت: امرأتي طالق، وعلي وعلي إن كنت أعرف مكانهما، فلم يقبل مني، وأقمت بين العقابين، فضربني أربع مائة سوط، فغاب عقلي ورددت إلى أصحابي، ثم أحضر الديباج، وهو محمد بن عبد الله العثماني فسأله عنهما فحلف له، فلم يقبل، وضربه مائة سوط، وجعل في عنقه علاً فأتي به إلينا وقد لصق قميصه على جسمه من الدماء، ثم سير بنا إلى العراق. فأول من مات بالحبس عبد الله بن حسن، فصلى عليه أخوه حسن، ثم مات حسن
بعده فصلى عليه الديباج، ثم مات الديباج فقطع رأسه وأرسل مع جماعة من الشيعة ليطوفوا به بخراسان ويحلفوا أن هذا رأس محمد بن عبد الله بن فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم يوهمون الناس أنه رأس محمد بن عبد الله بن حسن الذي كانوا يجدون في الكتب خروجه فيما زعموا على أبي جعفر.
وقيل: لما أتي بهم المنصور نظر إلى محمد بن إبراهيم بن حسن فقال: أنت الديباج الأصفر؟ قال: نعم. قال: أما والله لأقتلنك قتلة ما قتلها أحد من أهل بيتك، ثم أمر بأسطوانة فنقرت، ثم أدخل فيها، ثم شد عليه وهو حي، وكان محمد من أحسن الناس صورة.
وقيل: إن المنصور قتل محمد بن عبد الله الديباج، وجاء من غير وجه أنه قتله، فالله أعلم.
وروي عن موسى بن عبد الله بن حسن. قال: ما كنا نعرف في الحبس أوقات الصلاة إلا بأجزاء كان يقرؤها علي بن الحسن.
وقيل: إن المنصور أمر بقتل عبد الله بن حسن سراً.
وقال ابن عائشة: سمعت مولى لبني دارم قال: قلت لبشير الرحال: ما تسرعك إلى الخروج على هذا الرجل؟ قال: إنه أرسل إلي بعد أخذه عبد الله بن حسن، فأتيته، فأمرني بدخول بيت فدخلته فإذا بعبد الله بن حسن مقتولاً، فسقطت مغشياً علي، فلما أفقت أعطيت الله عهداً أن لا يختلف في أمره سيفان إلا وكنت عليه، ثم قلت للرسول الذي معي من قبله: لا تخبره بما أصابني فيقتلني.
ويقال: إن المنصور سقى السم غير واحد منهم.
سنة خمس وأربعين ومائة
.
توفي فيها محمد بن عبد الله بن حسن، وأخوه إبراهيم قتلاً، والأجلح الكندي، وإسماعيل بن أبي خالد، وإسماعيل بن عبد الله بن جعفر، وأنيس بن أبي يحيى الأسلمي، وحبيب بن الشهيد، وحجاج بن أرطاة، والحسن بن ثوبان، والحسن بن الحسن بن الحسن في سجن المنصور، ورؤبة بن
العجاج التميمي، وعبد الرحمن بن حرملة الأسلمي، وعبد الملك بن أبي سليمان الكوفي، وعمر بن عبد الله مولى عفرة، وعمرو بن ميمون بن مهران الجزري، ومحمد بن عبد الله الديباج، ومحمد بن عمرو بن علقمة، وهشام بن عروة في قول، ويحيى بن الحارث الذماري، ونصر بن حاجب الخراساني، ويحيى بن سعيد أبو حيان التيمي.
وفيها بالغ رياح والي المدينة في طلب محمد بن عبد الله حتى أحرجه. فعزم على الظهور، فدخل مرة المدينة خفية. فعن الفضل بن دكين قال: بلغني أن عبيد الله بن عمر، وابن أبي ذئب، وعبد الحميد بن جعفر قد دخلوا عليه فقالوا: ما تنتظر بالخروج، والله ما نجد في هذه البلدة أشأم عليها منك، ما يمنعك أن تخرج، اخرج وحدك، فكان من قصته أن رياحاً طلب جعفر بن محمد وبني عمه وجماعة من وجوه قريش ليلة، قال راوي القصة: إنا لعنده، إذ سمعنا التكبير فقام رياح فاختفى وخرجنا نحن فكان ظهور محمد بالمدينة في مائتي رجل وخمسين رجلاً، فمر بالسوق، ثم مر بالسجن، فأخرج من فيه، ودخل داره وأتى على حماره وذلك في أول رجب، ثم أمر برياح، وابني مسلم فحبسوا بعد أن مانع أصحاب رياح بعض الشيء. ولما خطب محمد حمد الله تعالى، ثم قال: أما بعد، فإنه كان من أمر هذا الطاغية عدو الله أبي جعفر ما لم يخف عليكم من بنائه القبة الخضراء التي بناها معاندة لله في ملكه وتصغيراً لكعبة الله، وإنما أخذ الله فرعون حين قال:{أَنَا رَبُّكُمُ الأَعْلَى} إن أحق الناس بالقيام في هذا الدين أبناء المهاجرين، والأنصار، اللهم إنهم قد فعلوا وفعلوا فاحصهم عدداً واقتلهم بددا ولا تغادر منهم أحداً.
قال علي بن الجعد: كان المنصور يكتب إلى محمد بن عبد الله عن ألسن قواده يدعونه إلى الظهور ويخبرونه أنهم معه فكان محمد يقول: لو التقينا لمال إلي القواد كلهم، وقد خرج معه مثل ابن عجلان، وعبد الحميد بن جعفر.
وقال محمد بن سعد: خرج ابن عجلان معه فلما قتل، وولي المدينة
جعفر بن سليمان أتوه بابن عجلان فكلمه جعفر كلاماً شديداً وقال: خرجت مع الكذاب وأمر بقطع يده. فلم ينطق إلا أنه حرك شفتيه، فقام من حضر من العلماء فقالوا: أصلح الله الأمير، إن ابن عجلان فقيه المدينة وعابدها، وإنما شبه عليه وظن أنه المهدي الذي جاءت فيه الرواية، ولم يزالوا يرغبون إليه حتى تركه.
ولزم عبيد الله بن عمر ضيعة له واعتزل فيها، وخرج أخواه عبد الله، وأبو بكر مع محمد بن عبد الله ولم يقتلا، عفا عنهما المنصور. واختفى جعفر الصادق وذهب إلى مال له بالفرع معتزلاً للفتنة رحمه الله، ثم إن محمداً استعمل عماله على المدينة ولم يتخلف عنه من الوجوه إلا نفر، منهم الضحاك بن عثمان، وعبد الله بن منذر الحزاميان، وخبيب بن ثابت بن عبد الله بن الزبير.
قال سعد بن عبد الحميد بن جعفر: أخبرني غير واحد أن مالكاً استفتي في الخروج مع محمد وقيل له: إن في أعناقنا بيعة للمنصور، فقال: إنما بايعتم مكرهين وليس على مكره يمين، فأسرع الناس إلى محمد ولزم مالك بيته.
قال أبو داود السجستاني: كان سفيان الثوري يتكلم في عبد الحميد بن جعفر لخروجه مع محمد ويقول: إن مر بك المهدي وأنت في البيت فلا تخرج إليه حتى يجتمع عليه الناس. وذكر سفيان صفين فقال: ما أدري أخطأوا أم أصابوا.
وقيل: أرسل محمد إلى إسماعيل بن عبد الله بن جعفر بن أبي طالب وقد شاخ ليبايعه فقال: يا ابن أخي، أنت والله مقتول، كيف أبايعك؟ فارتدع الناس عنه قليلاً، فأتته حمادة بنت معاوية بن عبد الله فقالت: يا عم، إن إخوتي قد أسرعوا إلى ابن خالهم فلا تثبط عنه الناس فتقتل ابن خالي وإخوتي، فأبى إلا أن ينهى عنه، فيقال: إنها قتلته، فأراد محمد الصلاة عليه، فقال ابنه عبد الله: تقتل أبي وتصلي عليه؟ فنحاه الحرس وصلى محمد. ثم إنه استعمل على مكة الحسن بن معاوية بن عبد الله بن جعفر، وعلى اليمن القاسم بن إسحاق، فقتل القاسم قبل أن يصل إليها، واستعمل
على الشام موسى بن عبدة ليذهب إليها ويدعو إلى محمد فقتل محمد قبل أن يصل موسى. وكان محمد شديد الأدمة جسيماً فيه تمتمة.
وروى عباس بن سفيان عن أشياخ له قالوا: لما ظهر محمد قال المنصور لإخوته: إن هذا الأحمق يعني عبد الله بن علي، وكان في سجنه لا يزال يطلع له الرأي الجيد في الحرب فادخلوا عليه فشاوروه ولا تعلموه إني أمرتكم، فدخلوا عليه جميعاً، فلما رآهم قال: لأمر ما جئتم وما جاء بكم جميعاً وقد هجرتموني من دهر؟ قالوا: استأذنا أمير المؤمنين فأذن لنا. قال: ليس هذا بشيء فما الخبر؟ قالوا: خرج محمد. قال: فما ترون ابن سلامة صانعاً، يعني المنصور، قالوا: لا ندري. قال: إن البخل قد قتله فمروه أن يخرج الأموال ويعط الأجناد فإن غلب فما أوشك أن يعود إليه ماله.
قال: وجهز المنصور عيسى بن موسى لحرب محمد وكتب إليه: {إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الأَرْضِ فَسَادًا} إلى قوله: {إِلا الَّذِينَ تَابُوا مِنْ قَبْلِ أَنْ تَقْدِرُوا عَلَيْهِمْ} الآية. ولك عهد الله وميثاقه وذمته وذمة رسوله إن تبت ورجعت أؤمنك وجميع أهل بيتك وأفعل لك وأعطيك ألف ألف درهم وما سألت من الحوائج، فكتب جوابه إلى المنصور: من المهدي محمد بن عبد الله أبي عبد الله: {طسم * تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ الْمُبِينِ * نَتْلُو عَلَيْكَ} إلى قوله {مَا كَانُوا يَحْذَرُونَ} وأنا أعرض عليك من الأمان مثل ما عرضت علي، فإن الحق حقنا، وإنما ادعيتم هذا الأمر بنا، ثم ذكر شرفه، وأبوته حتى إنه قال: فأنا ابن أرفع الناس درجة في الجنة، وابن أهونهم عذاباً في النار، وأنا ابن خير الأخيار، وابن خير الأشرار، وابن خير أهل الجنة، وابن خير أهل النار، وأنا أوفى بالعهد منك لأنك أعطيتني من العهد والأمان ما أعطيته رجالاً قبلي، فأي الأمانات تعطيني! أمان ابن هبيرة، أم أمان عمك عبد الله بن علي، أم أمان أبي مسلم.
فأجابه المنصور: جل فخرك بقرابة النساء، لتضل به الغوغاء، لم يجعل الله النساء كالعمومة، بل جعل العم أباً، وأما ما ذكرت من كذا، فأمره كذا، ولقد بعث الله محمداً صلى الله عليه وسلم وله أعمام أربعة، فأجاب اثنان، أحدهما أبي، وأبى اثنان، أحدهما أبوك، فقطع الله ولايتهما منه، ولا ينبغي لك ولا لمؤمن أن يفخر بالنار. وفخرك بأنك لم تلدك أمة فتعديت طورك وفخرت على من هو خير منك، إبراهيم ابن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وما خيار بني أبيك إلا بنو إماء، ما ولد فيكم بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم أفضل من علي بن الحسين، وهو لأم ولد، وهو خير من جدك، وما كان فيكم بعده مثل ابنه محمد بن علي، وجدته أم ولد، وهو خير من أبيك، ولا مثل ابنه جعفر بن محمد، وهو خير منك، وأما قولك إنكم بنو رسول الله صلى الله عليه وسلم فإن الله قال في كتابه {مَا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِنْ رِجَالِكُمْ} ولكنكم بنو ابنته، وأما ما فخرت به من علي، وسابقته، فقد حضرت رسول الله صلى الله عليه وسلم الوفاة فأمر غيره بالصلاة، ثم أخذ الناس رجلا بعد رجل فلم يأخذوه، وكان في ستة أهل الشورى فتركوه، ثم قتل عثمان، وهو به متهم، وقاتله طلحة والزبير، وأبى سعد بيعته وأغلق دونه بابه، ثم طلبها بكل وجه، وقاتل عليها، وتفرق عنه عسكره، وشك فيه شيعته قبل الحكومة، ثم حكم حكمين رضي بهما وأعطاهما عهده وميثاقه، فاجتمعا على خلعه، ثم قام بعده حسن فباعها من معاوية بدراهم وثياب ولحق بالحجاز، وأسلم شيعته بيد معاوية ودفع الأمر إلى غير أهله، وأخذ مالاً من غير ولاته، فإن كان لكم فيها شيء فقد بعتموه. ثم خرج الحسين بن علي على ابن مرجانة فكان الناس معه عليه حتى قتلوه، ثم خرجتم على بني أمية فقتلوكم وصلبوكم حتى قتل يحيى بن زيد بن علي بخراسان، وقتلوا رجالكم وأسروا الصبية والنساء، وحملوكم بلا وطاء في المحامل إلى الشام حتى خرجنا على بني أمية فطلبنا بثأركم وأدركنا بدمائكم وفضلنا سلفكم فاتخذت ذلك علينا حجة، وظننت إنما ذكرنا أباك وفضلناه للتقدمة منا له على حمزة والعباس، وجعفر، وليس
كما ظننت، ولقد خرج هؤلاء من الدنيا سالمين، مجتمع عليهم بالفضل، وابتلي أبوكم بالقتال والحرب، ف انت بنو أمية تلعنه كما تلعن الكفرة في الصلاة المكتوبة، فاحتججنا له وذكرنا فضله رضي الله عنه.
وكان محمد قد أخرج من السجن بالمدينة محمد بن خالد القسري، فرأى القسري أن الأمر ضعيف، فكتب إلى المنصور في أمره فبلغ محمدا فحبسه.
قال ابن عساكر: ذبح ابن خضير أحد أعوان محمد رياح بن عثمان في هذه السنة.
وأما ابن معاوية فلما مضى إلى مكة كان في سبعين راكباً وسبعة أفراس فقاتل السري أمير مكة فقتل سبعة من أصحاب السري، فانهزم السري ودخل ابن معاوية مكة فخطب ونعى إليهم المنصور، ودعا لمحمد، ثم بعد أيام أتاه كتاب محمد يأمره باللحاق به، فجمع جموعاً تقدم بها على محمد، فلما كان بقديد بلغه مصرع محمد فانهزم إلى البصرة فلحق بإبراهيم بن عبد الله حتى قتل إبراهيم.
وندب المنصور لقتال محمد ابن عمه عيسى بن موسى وقال في نفسه: لا أبالي أيهما قتل صاحبه، فجهز مع عيسى أربعة آلاف فارس، وفيهم محمد ابن السفاح، فلما وصل إلى فند كتب إلى أهل المدينة في خرق الحرير يتألفهم، فتفرق عن محمد خلق، وسار منهم طائفة لتلقي عيسى والتحيز إليه، فاستشار محمد عبد الحميد بن جعفر فقال: أنت أعلم بضعف جمعك وقلتهم، وبقوة خصمك وكثرة جنده، والرأي أن تلحق بمصر، فوالله لا يردك عنها راد فيقاتل الرجل بمثل رجاله وسلاحه، فصاح جبير بن عبد الله: أعوذ بالله أن تخرج من المدينة وقد ورد أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: رأيتني في درع حصينة فأولتها المدينة. ثم إن محمداً استشار: هل يخندق على نفسه، فاختلف عليه رأي أصحابه، فلما تيقن قرب عيسى بن موسى منه، حفر خندق رسول الله صلى الله عليه وسلم وحفر فيه بيده تأسياً بالنبي صلى الله عليه وسلم.
وعن عثمان الزبيري قال: اجتمع مع محمد جمع لم أر أكثر منه، إني لأحسبنا قد كنا مائة ألف، فلما دنا منا عيسى خطبنا محمد فقال: إن هذا الرجل قد قرب منكم في عدد وعدد، وقد حللتكم من بيعتي، فمن أحب فلينصرف، قال: فتسللوا حتى بقي في شرذمة. وخرج الناس من المدينة بأولادهم إلى الأعوص والجبال، فلم يتعرض لهم عيسى، بل جهز خمس مائة إلى ذي الحليفة يمسكون طريق مكة على محمد، ثم راسله يدعوه إلى الطاعة وأن المنصور قد أمنه، فأرسل إليه: إياك أن يقتلك من يدعوك إلى الله فتكون شر قتيل، أو تقتله فيكون أعظم لوزرك. فأرسل إليه عيسى: ليس بيننا إلا القتال، فإن أبيت إلا القتال نقاتلك على ما قاتل عليه خير آبائك، علي طلحة والزبير على نكث بيعتهم له.
وعن ماهان مولى قحطبة قال: لما صرنا إلى المدينة أتانا إبراهيم بن جعفر بن مصعب طليعة فطاف بعسكرنا حتى حزره، ثم ذهب عنا فرعبنا منه، حتى جعل عيسى، وحميد بن قحطبة يقولان: فارس واحد يكون طليعة لأصحابه! فلما كان عنا مد البصر نظرنا إليه مقيماً لا يزول، فقال حميد: ويحكم انظروا، فوجه إليه فارسين، فوجدا دابته قد عثرت به فتقوس الجوشن في عنقه فقتله، فأخذا سلبه ورجعا بتنور مذهب لم ير مثله. قيل: كان لمصعب جده أمير العراق. ثم إن عيسى أحاط بالمدينة في أثناء شهر رمضان، ثم دعا محمدا إلى الطاعة ثلاثة أيام، ثم ساق بنفسه في خمسمائة فوقف بقرب السور فنادى: يا أهل المدينة إن الله قد حرم دماء بعضنا على بعض، فهلموا إلى الأمان، فمن جاء إلينا فهو آمن، ومن دخل داره أو المسجد أو ألقى سلاحه فهو آمن، خلوا بيننا وبين صاحبنا فإما لنا وإما له، قال: فشتموه، فانصرف يومئذ ففعل من الغد كذلك، ثم عبأ جيشه في اليوم الثالث، وزحف فلم يلبث أن ظهر على المدينة، ولما التحم الحرب نادى: يا محمد إن أمير المؤمنين أمرني أن لا أقاتل حتى أعرض عليك الأمان، فلك الأمان على نفسك ومن اتبعك، وتعطى من المال كذا وكذا، فصاح: اله عن هذا، فقد علمت أنه لا يثنيني عنكم فزع، ولا يقربني منكم طمع، ثم ترجل. قال عثمان بن محمد بن خالد: فإني لأحسبه قتل يومئذ بيده سبعين رجلاً.
وروى محمد بن زيد قال: دعا عيسى عشرة من آل أبي طالب منهم القاسم بن حسن بن زيد بن حسن بن علي، قال: فجئنا سوق الحطابين، فدعوناهم فسبونا ورشقونا بالنبل، وقالوا: هذا ابن رسول الله صلى الله عليه وسلم معنا ونحن معه، فقال لهم القاسم: وأنا ابن رسول الله، وأكثر من ترون معي بنو رسول الله، ونحن ندعوكم إلى كتاب الله وحقن دمائكم، ورجعنا، فأرسل عيسى حميد بن قحطبة في مائة. وجعل محمد ستور المسجد دراريع لأصحابه، وكان مع الأفطس علم أصفر فيه صورة حية.
وقال عبد الحميد بن جعفر: كنا يومئذ مع محمد بن علي عدة أصحاب بدر، ثم لقينا عيسى فتبارز جماعة.
وعن مسعود الرحال قال: شهدت مقتل محمد بالمدينة، فإني لأنظر إليهم عند أحجار الزيت، وأنا مشرف من سلع، إذ نظرت إلى رجل من أصحاب عيسى قد أقبل على فرس فدعا إلى البراز، فخرج إليه راجل عليه قباء أبيض، فنزل إليه الفارس، فقتله الراجل ورجع، ثم برز آخر من أصحاب عيسى، فبرز له ذلك الرجل، فقتله، ثم برز ثالث فقتله، فاعتوره أصحاب عيسى يرمونه، فأثبتوه، فأسرع فما وصل إلى أصحابه حتى خر صريعاً، ودام القتال من بكرة إلى العصر، وطم أصحاب عيسى الخندق، وجازت الخيل، وذهب محمد يومئذ قبل الظهر، فاغتسل وتحنط، ثم جاء. قال عبد الله بن جعفر، فقلت له: بأبي أنت وأمي، ما لك بما ترى طاقة، فاخرج تلحق بالحسن بن معاوية بمكة، فإن معه جل أصحابك، فقال: لو رحت لقتل هؤلاء، فوالله لا أرجع حتى أقتل أو أقتل، وأنت مني في سعة فاذهب حيث شئت.
وقال إبراهيم بن محمد: رأيت محمداً عليه جبة ممشقة، وهو على برذون، وابن خضير يناشده الله إلا مضى إلى البصرة، ومحمد يقول: والله لا تبلون بي مرتين، ولكن اذهب فأنت في حل. فقال: وأين المذهب عنك؟ ثم مضى فأحرق الديوان وقتل رياحاً في الحبس، ثم لحق محمداً بالثنية، فقاتل حتى قتل.
وقيل: قتل مع رياح أخاه عباس بن عثمان، وكان مستقيم الطريقة، فعاب الناس ذلك عليه، ثم إن محمداً صلى العصر وعرقب فرسه، وعرقب بنو شجاع دوابهم، وكسروا أجفان سيوفهم، فقال لهم: قد بايعتموني ولست ببائع حتى أقتل، ثم إنه حمل وهزم أصحاب عيسى مرتين، ثم جاء أصحاب عيسى من ناحية بني غفار، وجاؤوا من خلف محمد وأصحابه، فنادى محمد حميد بن قحطبة: إن كنت فارساً فابرز، فلم يبرز له، وجعل حميد يدعو ابن خضير إلى الأمان، ويشح به عن الموت، وهو يشد على الناس بسيفه مترجلاً، وخالط الناس، فجاءته ضربة على أليته، وأخرى على عينه فخر، وقاتل محمد على جثته حتى قتل، وعهد الذين دخلوا المدينة من ناحية بني غفار فنصبوا علماً أسود على المنارة، ودخل حميد بن قحطبة في زقاق أشجع، فهجم على محمد فقتله وهو غافل، وأخذ رأسه، وقتل معه جماعة.
وقيل: جاءت محمداً ضربة على أذنه، فبرك وجعل يذب عن نفسه بسيفه ويقول: ويحكم ابن نبيكم مظلوم، فنزل حميد فحز رأسه.
وقيل: كان مع محمد سيف رسول الله صلى الله عليه وسلم ذو الفقار، فقد الناس به، وجعل لا يقاربه أحد إلا قتله، فجاءه سهم فوجد الموت، فكسر السيف.
وروى عمرو مولى المتوكل، وكانت أمه تخدم فاطمة بنت الحسين، قال: كان مع محمد يومئذ ذو الفقار، فلما أحس الموت أعطى السيف رجلاً كان له عليه أربع مائة دينار، وقال: خذ هذا السيف فإنك لا تلقى أحداً من آل أبي طالب إلا أخذه منك وأعطاك حقك، فبقي السيف عنده حتى ولي جعفر بن سليمان المدينة فأخبر عنه، فدعاه وأعطاه أربع مائة دينار وأخذ السيف، ثم صار إلى موسى فجرب به على كلب، فانقطع السيف.
وقال الأصمعي: رأيت الرشيد بطوس متقلداً سيفاً فقال: ألا أريك
ذا الفقار؟ قلت: بلى، قال: اسلل سيفي هذا قال: فرأيت فيه ثماني عشرة فقارة.
وكان مصرع محمد عند أحجار الزيت بعد العصر يوم الاثنين في رابع عشر رمضان سنة خمس هذه.
وقال الواقدي: عاش ثلاثاً وخمسين سنة.
وقيل: أذن عيسى في دفنه، وأمر بأصحابه فصلبوا ما بين ثنية الوداع إلى دار عمر بن عبد العزيز.
وقيل: لما خرج حمزة بن عبد الله بن محمد بن علي بن أبي طالب مع محمد، كان جعفر الصادق ينهاه، وكان من أشد الناس مع محمد، وكان جعفر يقول له: هو والله مقتول.
وبعث عيسى بن موسى بالرأس إلى العراق، ثم طيف به في البلدان، وقبض عيسى على أموال بني الحسن.
وحدث أيوب بن عمر قال: لقي جعفر بن محمد أبا جعفر المنصور، فقال: يا أمير المؤمنين رد علي قطيعتي عين أبي زياد آكل منها، قال: إياي تكلم هذا الكلام! والله لأزهقن نفسك. قال: فلا تعجل علي، فقد بلغت ثلاثاً وستين سنة، وفيها مات أبي وجدي، وعلي بن أبي طالب رضي الله عنه، فرق له، فلما مات المنصور رد المهدي على أولاد أبي جعفر عين أبي زياد.
وقال محمد بن عثمان الزبيري: لما قتل محمد، مضى أخوه موسى، وأبي وأنا ورجل من مزينة، فأتينا مكة، ثم سرنا إلى البصرة، فدخلناها ليلاً، فمسكنا وأرسلنا إلى المنصور، فلما نظر إلى أبي قال: هيه أخرجت مع محمد؟ قال: قد كان ذلك، فأمر به، فضربت عنقه، وهو عثمان بن محمد بن خالد بن الزبير، ثم أمر بموسى فضرب بالسياط، ثم أمر بضرب عنقي، فكلمه في عمه عيسى بن علي وقال: ما أحسبه بلغ، فقلت: يا أمير المؤمنين، كنت غلاماً تبعاً لأبي، فضربت خمسين سوطاً، ثم حبست حتى أخرجني المهدي.
وقيل: بل قتل عثمان لأنه سأله أين المال؟ قال: دفعته إلى أمير المؤمنين محمد رحمه الله، فسبه، فجاوبه عثمان، فضرب عنقه.
وقيل: قال له: أنت الخارج علي؟ قال: بايعت أنا وأنت رجلاً بمكة، فوفيت أنا، وغدرت أنت.
واستعمل المنصور على المدينة عبد الله بن الربيع الحارثي، فثارت عليه السودان بالمدينة. وسبب ذلك أن بعض جنده انتهب شيئاً من السوق، فاجتمع الرؤساء إلى ابن الربيع وكلموه، فلم ينكر ولا غير، ثم اشترى جندي من لحام وأبى أن يوفيه الثمن، وشهر سيفه على اللحام، فطعنه اللحام بشفرته في خاصرته فسقط، فتنادى الجزارون والسودان على الجند وهم يذهبون إلى الجمعة، فقتلوهم بالعمد، فهرب ابن الربيع بالليل، وهذا تم في آخر العام.
وكان رؤوس السودان ثلاثة: وثيق، ومعقل، وربيعة، فخرج ابن أبي سبرة من السجن، فخطب ودعا الناس إلى الطاعة، فسكن الناس، ورجع ابن الربيع وقطع يد وثيق وأيدي ثلاثة معه.
بناء بغداد.
في هذه السنة أسست مدينة السلام بغداد، وهي التي تدعى مدينة المنصور. سار المنصور يطلب موضعاً يتخذه بلداً، فبات ليلة، وكان في موضع القصر بيعة قس، فطاب له المبيت، وأقام يوماً فلم ير إلا ما يحب، فقال: ها هنا ابنوا فإنه طيب، وتأتيه مادة الفرات ودجلة والأنهار، فخط بغداد، ووضع أول لبنة بيده فقال: باسم الله، وبالله، والحمد لله، ابنوا على بركة الله، وذلك بعد أن بعث رجالاً لهم فضل يتطلبون موضعاً، ثم
وقع الاختيار على هذه البقعة، وسأل راهباً هناك عن أمر الأرض وصحتها وقال: هل تجدون في كتبكم أنه يبنى ها هنا مدينة؟ قال: نعم يبنيها مقلاص، قال: فأنا كنت أدعى بذلك، وكذلك لما بنى مدينة الرافقة قال له راهب: إن إنساناً يبني هنا مدينة يقال له مقلاص، قال: أنا هو، فبناها على نحو من بغداد، لكنها أصغر.
وعن سليمان بن مجالد قال: أحضر المنصور الصناع والفعلة من البلاد، وأحضر المهندسين، والحكماء والعلماء، وكان ممن أحضر حجاج بن أرطاة، وأبو حنيفة، ورسمت له بالرماد، بسورها، وأبوابها، وأسواقها، ثم أمر أن يعمل على ذلك الرسم.
وروي من وجه آخر أن المنصور قال لذلك الراهب: أريد أن أبني هنا مدينة، فقال: إنما يبنيها ملك يقال له: أبو الدوانيق، فضحك وقال: أنا هو، واختطها، ووكل بها أربعة قواد، وولى أبا حنيفة القيام بعمل الآجر.
وقيل: كمل سورها في أربع سنين. وكانت البقعة مزرعة تدعى المباركة، لستين نفساً، فعوضهم المنصور وأعطاهم فأرضاهم، وجدوا في البناء بعد انقضاء فتنة ابن حسن.
وقيل: ليس في الدنيا مدينة مدورة سواها، عمل في وسطها دار المملكة بحيث إنه إذا كان في قصره كان جميع أطراف البلد إليه سواء، وقد تم بناؤها المهم في عام، وسكنها ونقل إليها خزائنه وبيوت المال.
وقيل: سعتها مائة وثلاثون جريباً، أنفق عليها ثمانية عشر ألف ألف درهم.
قال بدر المعتضدي: قال لنا أمير المؤمنين: انظروا كم سعة مدينة المنصور، فحسبنا فإذا هي ميلين مكسرين في ميلين.
وقيل: مسافة ما بين كل باب وباب ألف ومائتا ذراع.
وكان في هذا الوقت رخاء الأسعار بالعراق حتى أبيع الكبش بدرهم والحمل بأربعة دوانيق، والتمر ستون رطلاً بدرهم، والزيت ستة عشر رطلاً بدرهم، والسمن ثمانية بدرهم.
قال أبو نعيم: أنا رأيت ينادى في جبانة كندة: لحم الغنم ستون رطلاً بدرهم، والعسل عشرة بدرهم.
وقال غيره: كل بغداد مبنية بالآجر، اللبنة ذراع في ذراع، زنتها مائة رطل وسبعة عشر رطلاً، ولها أربعة أبواب، بين الباب والباب ثمانية وعشرون برجاً، وعليها سوران، ثم بني الجامع والقصر، وكان في صدر القصر إيوان طوله عشرون ذراعاً، عليه القبة الخضراء ارتفاعها ثمانون ذراعاً. سقط رأسها ليلة مطر ورعد عظيم في سنة تسع وعشرين وثلاث مائة.
وكان لا يدخل هذه المدينة أحد راكباً سوى المنصور، وابنه.
قال الصولي: قال أحمد بن أبي طاهر: ذرع بغداد يعني الجديدة قال: ذرع الجانبين ثلاثة وخمسون ألف جريب. وفي نسخة أخرى من غير رواية الصولي: إنها من الجانبين ثلاثة وأربعون ألف جريب وسبع مائة.
ثم قال الصولي: وذكر ابن أبي طاهر أن عدد حماماتها كانت ذلك الوقت ستين ألفاً. وقال: أقل ما يدبر كل حمام خمسة أنفس، وذكر أن بإزاء كل حمام خمسة مساجد.
قلت: كذا نقل الخطيب في تاريخه، وما أعتقد أنا هذا قط ولا عشر ذلك.
ثم قال الخطيب: حدثني هلال بن المحسن قال: كنت بحضرة جدي إبراهيم بن هلال الصابي، فقال تاجر فذكر أن ببغداد اليوم ثلاثة آلاف حمام، فقال جدي: سبحان الله! هذا سدس ما كنا عددناه وحصرناه زمن الوزير المهلبي، ثم كانت في دولة عضد الدولة خمسة آلاف وكسراً.
ونقل ابن خلكان أن استكمال بغداد كان في سنة تسع وأربعين ومائة، وهي بغداد القديمة التي بالجانب الغربي على دجلة، وبغداد اليوم هي الجديدة التي في الجانب الشرقي، وفيها دار الخلافة، وقد كان السفاح
بنى عند الأنبار مدينة الهاشمية وسكنها، ثم انتقل إلى الأنبار وبها توفي.
خروج إبراهيم
وخرج إبراهيم بن عبد الله بن حسن، أخو محمد المذكور بالبصرة.
قال مطهر بن الحارث: أقبلنا مع إبراهيم من مكة نريد البصرة، ونحن عشرة أنفس، فدخلناها، ثم نزلنا على يحيى بن زياد بن حسان النبطي.
وعن إبراهيم قال: اضطرني الطلب بالموصل حتى جلست على موائد أبي جعفر، وكان قد قدمها يطلبني، فتحيرت، ولفظتني الأرض، فجعلت لا أجد مساغاً، ووضع علي الطلب والأرصاد، ودعا يوماً بالناس إلى غدائه، فدخلت في الناس، وأكلت، ثم خرجت وقد كف الطلب.
وقد جرت لإبراهيم أمور في اختفائه، وربما وقع به بعض الأعوان فيصطنعه ويطلقه لما يعلم من جبروت أبي جعفر، ثم اختفى بالبصرة، فجعل يدعو الناس فيستجيبون له لشدة بغضهم للمنصور لبخله وعسفه.
قال ابن سعد: لما ظهر محمد بن عبد الله وغلب على الحرمين وجه أخاه إبراهيم إلى البصرة فدخلها في أول رمضان من سنة خمس فغلب عليها، وبيض أهل البصرة ونزعوا السواد، وخرج معه من العلماء جماعة كثيرة. ثم تأهب لحرب المنصور.
قال ابن جرير، وغيره: بايعه نميلة بن مرة، وعفو الله بن سفيان، وعبد الواحد بن زياد، وعمر بن سلمة الهجيمي، وعبيد الله بن يحيى الرقاشي، وندبوا له الناس، فأجاب طائفة حتى قاربوا أربعة آلاف، وشهر أمره، وقالوا له: لو نهضت إلى وسط البصرة أتاك من أتاك، فنزل في دار أبي مروان النيسابوري.
قال عفو الله بن سفيان: أتيت إبراهيم يوماً وهو مرعوب، فأخبرته بكتاب أخيه أنه ظهر بالمدينة، وأنه يأمره بالخروج، فوجم لها واغتم،
فأخذت أسهل عليه وأقول: قد اجتمع لك أمرك، معك مضاء التغلبي والطهوي والمغيرة، وأنا، وجماعة، فنخرج إلى السجن في الليل فنفتحه، ويصبح معك خلق من الناس، فطابت نفسه، وبلغ ذلك المنصور فجهز جيشاً إلى البصرة، ثم سار فنزل الكوفة ليكتفي شر الشيعة وفتقهم.
قال أبو الحسن الحذاء: ألزم المنصور الناس بالسواد، فكنت أراهم يصبغون ثيابهم بالمداد، يعني السوقة، ثم جعل يحبس أو يقتل كل من يتهمه بالكوفة. وكان ابن ماعز الأسدي يبايع لإبراهيم بالكوفة سراً. وقتل المنصور جماعة كثيرة عسفاً وظلماً. وكان بالموصل ألفا فارس لمكان الخوارج، فطلبهم المنصور، فلما كانوا بباحمشا اعترض أهلها العسكر، وقالوا: لا ندعكم تجاوزونا لتنصروا أبا جعفر على إبراهيم، فقاتلوهم، فقتل منهم خمس مائة.
وأما أمير البصرة سفيان بن معاوية، فتهاون في أمر إبراهيم حتى عجز، واتسع الخرق، فبقي كلما قيل له: إبراهيم خارج لم يعرج على قول أحد فلما خرج إبراهيم جعل أصحابه ينادون سفيان وهو محصور: اذكر بيعتك في دار المخزوميين، فيقال: كان مداهناً لإبراهيم مما في قلبه على المنصور.
وكان ظهور إبراهيم في أول رمضان في الليل، فصار إلى مقبرة بني يشكر في بضعة عشر فارساً، وقدم تلك الليلة أبو حماد الأثرم في ألفين، فنزل الرحبة، فكان إبراهيم أول شيء أصاب دواب أولئك العسكر وأسلحتهم، فتقوى بها، ثم صلى بالناس الصبح في الجامع، فتحصن منه سفيان في دار الإمارة، وأقبل الخلق إلى إبراهيم من بين ناصر وناظر: ثم نزل إليه سفيان بالأمان، ودخل إبراهيم الدار، وعفا عن الجند، وقيد سفيان بقيد خفيف، فأقبل لحربه جعفر بن سليمان، وأخوه محمد بن سليمان، في ست مائة، فندب إبراهيم لقتالهم مضاء بن جعفر في خمسين من بين فارس وراجل، فهزمهم مضاء، وجرح محمد بن سليمان، ووجد إبراهيم في بيت
المال ست مائة ألف أو أكثر، ففرقها على أصحابه خمسين خمسين، وجهز المغيرة في خمسين مقاتلاً إلى الأهواز، فقدمها وقد صار معه نحو المائتين. وكان على الأهواز محمد بن الحصين، فالتقى المغيرة فانكسر ابن الحصين، وغلب المغيرة على الأهواز.
ثم أراد إبراهيم المسير إلى الكوفة، وبعث إلى فارس عمرو بن شداد، فسار إليه من رامهرمز يعقوب بن الفضل، فاتفقا وغلبا على إقليم فارس، فلو توجه إبراهيم إلى إقليم فارس لتم له الأمر، واستعمل على واسط هارون بن سعد العجلي عندما قدم إليه من الكوفة فسار إلى واسط، فجهز المنصور لحربه عامر بن إسماعيل المسلي في خمسة آلاف، فكان بينهما حرب، ووقعات. وقد قتل من أهل واسط والبصرة في هذه الكائنة عدد كثير، ثم توادع الفريقان وكلوا، فلما قتل إبراهيم كما سيأتي، سار هارون بن سعد العجلي راجعاً إلى البصرة، فتوفي قبل أن يدخلها، نعم، وبقي إبراهيم سائر شهر رمضان ينفذ عماله إلى البلاد، حتى أتاه نعي أخيه محمد بالمدينة، قبل العيد بثلاث، ففت في عضده وبهت لذلك، وخرج يوم العيد إلى المصلى فصلى بالناس، يعرف فيه الحزن والانكسار.
وقيل: إن المنصور لما بلغه خروج إبراهيم قال: ما أدري ما أصنع، ما في عسكري إلا ألفا رجل! فرقت عساكري، مع ابني بالري ثلاثون ألفاً، ومع محمد بن أشعث بإفريقية أربعون ألفاً، ومع عيسى بن موسى بالحجاز ستة آلاف، ولئن سلمت من هذه لا يفارقني ثلاثون ألف فارس، ثم لم ينشب أن قدم عليه عيسى من الحجاز منصوراً، فوجهه على الناس لحرب إبراهيم، وكتب إلى سلم بن قتيبة فقدم إليه من الري. قال سلم: فلما دخلت على المنصور قال لي: خرج ابنا عبد الله، فاعمد إلى إبراهيم، ولا يرعبك جمعه فوالله إنهما جملا بني هاشم المقتولان فابسط يدك وثق.
وكتب سلم إلى البصرة يلاطفهم فلحقت به باهلة، فاستحث المنصور ابنه ليجهز خازم بن خزيمة إلى الأهواز، فسار بأربعة آلاف فارس، ففر منه المغيرة إلى البصرة، ودخل خازم الأهواز فأباحها ثلاثاً، لكونهم نزعوا الطاعة، ومكث المنصور لا يأوي إلى فراشه نيفاً وخمسين ليلة.
قال حجاج بن قتيبة بن مسلم: دخلت على المنصور تلك الأيام وقد جاءه فتق البصرة وفارس، وواسط والمدائن، وهو مطرق يتمثل:
ونصبت نفسي للرماح دريئة إن الرئيس لمثل ذاك فعول
وما أظنه يقدر على رد السلام، للفتوق المحيطة به، ولمائة ألف سيف كامنة بالكوفة ينتظرون صيحة فيثبون، فوجدته صقراً أحوذياً مشمراً، قد قام إلى ما نزل به من النوائب يمرسها ويعركها.
وعن عبد الله بن جعفر المديني قال: خرجنا مع إبراهيم إلى باخمرا فعسكرنا بها، فأتانا ليلة، فقال: انطلق بنا نطوف في عسكرنا، قال: فسمع أصوات طنابير وغناء، فرجع، ثم أتاني ليلة أخرى، فانطلقنا فسمعنا مثل ذلك فرجع وقال: ما أطمع في نصر عسكر فيه مثل هذا.
وعن داود بن جعفر بن سليمان قال: أحصى ديوان إبراهيم من أهل البصرة مائة ألف مقاتل.
وقال آخر: بل كان معه عشرة آلاف، وهذا أشبه.
وكان مع عيسى بن موسى خمسة عشر ألفاً، وعلى طلائعه حميد بن قحطبة في ثلاثة آلاف. وأما إبراهيم فأشاروا عليه أن يسلك غير الدرب، فيبغت الكوفة، فقال: بل أبيت عيسى.
وعن هريم قال: قلت لإبراهيم: إنك غير ظاهر على المنصور حتى تأتي الكوفة، فإن صارت لك بعد تحصنه بها، لم تقم له بعدها قائمة، وإلا فدعني أسير إليها فأدعو إليك سراً، ثم أجهر، فإنهم إن سمعوا داعياً أجابوه، وإن سمع المنصور هيعة بأرجاء الكوفة طار إلى حلوان، فقال:
لا نأمن أن تجيبك منهم طائفة فتطأ خيل المنصور الصغير والكبير، فتكون قد تعرضت لمأثم، فقلت: خرجت لقتال المنصور، وأنت تتوقى قتل الصغير والكبير؟ أليس قد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يوجه السرية فتقاتل، فيكون في ذلك نحو ما كرهت فقال: أولئك مشركون، وهؤلاء أهل قبلتنا.
ولما نزل باخمرا كتب إليه سلم بن قتيبة: إنك قد أصحرت ومثلك أنفس به على الموت، فخندق على نفسك، فإن كنت لم تفعل، فقد أعرى المنصور عسكره، فخف في طائفة حتى تأتيه فتأخذ بقفاه، فعرض ذلك إبراهيم على قواده فقالوا: أنخندق على نفوسنا ونحن ظاهرون عليهم؟ والله لا نفعل. وقال بعضهم: أنأتيه وهو في أيدينا متى أردنا؟ وقال آخر: لما التقى الجمعان قلت لإبراهيم: إن الصف إذا انهزمت تعبئته تداعى، فاجعلنا كراديس، فإن انهزم كردوس ثبت كردوس، فتنادى أصحابه: لا لا، إلا تعبئة أهل الإسلام وقتالهم {إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفًّا}
وقال آخر: أتيت إبراهيم فقلت: إنهم مصبحوك بما يسد عليك مغرب الشمس في السلاح والكراع، وإنما معك رجال عراة، فدعنا نبيتهم، فقال: إني أكره القتل. فقلت: تريد الملك وتكره القتل، والتقوا بباخمرا، وهي على يومين من الكوفة، فاشتد الحرب، والتحم القتال، فانهزم حميد بن قحطبة، وكان على المقدمة، فانهزم الجيش، فناشدهم عيسى بن موسى الله تعالى، ومر الناس، فثبت عيسى في مائة فارس من خواصه، فقيل له: لو تنحيت فقال: لا أزول حتى أقتل أو أفتح، ولا يقال انهزم.
وعن عيسى قال: لما رأى المنصور توجيهي إلى إبراهيم قال: إن المنجمين يزعمون أنك لاقيه، وإن لك جولة، ثم يفيء إليك أصحابك فكان كما قال: فلقد رأيتني وما معي ثلاثة أو أربعة فقال غلامي علام تقف؟ فقلت: والله لا ينظر إلي أهل بيتي منهزماً، ثم كان أكثر ما عندي أن
أقول لمن مر بي من المنهزمين: أقرئوا أهل بيتي السلام وقولوا: إني لم أجد فداء أفديكم به أعز علي من نفسي، وقد بذلتها لكم، فأنا لكذلك، إذ صمد ابنا سليمان لإبراهيم فخرجا من ورائه فنظر أصحاب إبراهيم فإذا القتال من ورائهم فكروا فركبنا أعقابهم، فلولا ابنا سليمان بن علي لافتضحنا، وكان من صنع الله أن أصحابنا لما انهزموا اعترض لهم نهر دون ثنيتين عاليتين، فحالتا بينهم وبين الفرات، ولم يجدوا مخاضة، فكروا راجعين بأنفسهم، ثم انهزم أصحاب إبراهيم، فثبت هو في نحو من خمس مائة. وقيل: بل ثبت في سبعين رجلاً، ثم حمل حميد بن قحطبة في طائفة معه، وقاتلوا قتالاً شديداً، حتى أن الفريقين قتلوا بعضهم بعضاً، وجعل حميد يبعث بالرؤوس إلى بين يدي عيسى، وثبتوا عامة يومهم يقتتلون، إلى أن جاء سهم غرب لا يدرى من رمى به، فوقع في حلق إبراهيم، فتنحى عن موقفه، فأنزلوه، وهو يقول:{وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ قَدَرًا مَقْدُورًا} أردنا أمراً وأراد الله غيره، فاجتمع عليه أصحابه يحمونه، فأنكر حميد اجتماعهم، وأمر فحملوا عليه، فقاتلوا أشد قتال يكون، حتى انفرجوا عن إبراهيم، فنزل أصحاب حميد، فاحتزوا رأس إبراهيم، وأتي به عيسى، فنزل وسجد لله، وبعث به إلى المنصور، وذلك لخمس بقين من ذي القعدة، وعمره ثمان وأربعون سنة.
وقيل: كان عليه قباء زرد، فآذاه الحر، فحل إزاره، وحسر عن صدره، فأصاب صدره نشابة، فاعتنق فرسه، وكر راجعاً، ووصل أوائل المنهزمين من عسكر المنصور إلى الكوفة، فتهيأ المنصور للهرب، وأعد النجائب ليذهب إلى الري، فيقال: إن نوبخت المنجم دخل عليه فقال: الظفر لك، وسيقتل إبراهيم، فلم يقبل منه، فقال: احبسني عندك، فإن لم يقتل إبراهيم وإلا فاقتلني، فبات طائر اللب، فلما كان الصباح أتي برأس إبراهيم، فتمثل بيت معقر البارقي:
فألقت عصاها واستقر بها النوى كما قر عيناً بالإياب المسافر
قال خليفة بن خياط: صلى إبراهيم بن عبد الله العيد بالناس أربعاً،
وخرج معه أبو خالد الأحمر، وعيسى بن يونس، وعباد بن العوام، وهشيم، ويزيد بن هارون في طائفة من العلماء ولم يخرج معه شعبة، وكان أبو حنيفة يجاهر في أمره ويأمر بالخروج. وحدثني من سمع حماد بن زيد يقول: ما كان بالبصرة أحد إلا وقد تغير أيام إبراهيم إلا ابن عون. وحدثني ميسور بن بكر أنه سمع عبد الوارث يقول: فأتينا شعبة فقلنا: كيف ترى؟ قال: أرى أن تخرجوا وتعينوه، فأتينا هشام بن أبي عبد الله فلم يجبنا بشيء، فأتينا سعيد بن أبي عروبة فقال: ما أرى بأساً أن يدخل رجل منزله، فإن دخل عليه داخل قاتله.
وقال عمر بن شبة: حدثنا خلاد بن يزيد الباهلي، سمع شعبة بن الحجاج يقول: باخمرا بدر الصغرى. وقال أبو عبيد الآجري: هي وقعة إبراهيم، وهي بإزاء هزابان داخل الصحراء.
وقال أبو نعيم: فلما قتل إبراهيم، هرب أهل البصرة بحراً وبراً، واستخفى الناس، وقتل معه بشير الرحال الأمير، وجماعة كثيرة.
وقال محمد بن عبد الله بن عمار: خرج مع إبراهيم خلق، وجميع أهل واسط، وابنا هشيم، وخالد بن عبد الله الطحان، ويزيد بن هارون، وغيرهم.
وفيها خرجت الترك الخزرية، وهم أهل صحراء القفجاق من باب الأبواب، وقتلوا بأرمينية خلقاً كثيراً وسبوا الحريم.
سنة ست وأربعين ومائة
فيها توفي أشعث بن عبد الملك الحمراني، والحارث بن عبد الرحمن بن أبي ذباب المدني. وحبيب بن الشهيد بخلف. وسنان الرهاوي. وعبد الله بن سعيد بن أبي هند المدني. وعوف الأعرابي. ومحمد بن السائب الكلبي. ومحمد بن أبي يحيى الأسلمي. وهشام بن عروة على الصحيح.
ويزيد بن أبي عبيد، ويحيى بن أبي أنيسة الرهاوي.
وفي صفر منها، تحول أبو جعفر المنصور، فنزل ببغداد قبل استتمام بنائها. وكان خالد بن برمك ممن أشار عليه بإنشائها، ونقل إليها خمسة أبواب كانت على واسط، عظيمة، فعمل لبغداد أربعة أبواب، كل باب داخله باب آخر. وبنيت مستديرة، وأنشئت دار الإمارة في وسطها، وعملوا لها سورين.
وقيل: إن الحجاج بن أرطاة هو الذي اختط جامعها، فقيل: إن قبلتها منحرفة، وكان لا يدخل أحد المدينة راكباً، فشكا إلى المنصور عمه عيسى بن علي أن المشي يشق عليه، فلم يأذن له.
ثم بعد مدة أمر المنصور بإخراج الأسواق من المدينة خوفاً من مبيت صاحب خبر بها، فبنيت الكرخ وباب المحول، وغير ذلك. وظهر شح المنصور في بناء بغداد، وبالغ في المحاسبة، حتى قال خالد بن الصلت وكان على بناء ربع من بغداد رفعت إليه الحساب فبقيت علي خمسة عشر درهماً فحبسني حتى أديتها.
فقال المدائني: حدثني الفضل بن الربيع أن المنصور لما فرغ من بناء قصره بالمدينة، طاف به، فأعجبه، لكنه استكثر النفقة، فقال لي: أحضر بناءً فارهاً، فأحضرت بناءً فقال: كيف عملت لنا في هذا القصر؟ وكم أخذت لكل ألف آجرة؟ فبقي البناء لا يقدر أن يرد عليه مخافة المسيب الذي كان على العمل، فقال: ما لك ساكت؟ قال: لا علم لي، قال: ويحك قل وأنت آمن، قال: والله لا أقف عليه ولا أدريه، فأخذ بيده وقال: تعال لا علمك الله خيراً، وأدخله الحجرة التي استحسنها، وقال: ابن لي طاقاً يكون شبيهاً بالبيت لا تدخل فيه خشباً، قال: نعم، فأقبل على البناء، ثم أقبل يحصي جميع ما يدخل في الطاق من الآجر والحصى، ففرغ في يومين، ودعا المسيب فقال: ادفع إليه أجره على حساب ما عمل معك، فأعطاه خمسة دراهم، فاستكثر ذلك المنصور، فقال: لا أرضى بذلك، فلم يزل حتى نقصه درهماً، ثم إنه أخذ الوكلاء والمسيب بحساب ما أنفقوا على
نسبة ذلك، حتى فضل على المسيب ستة آلاف درهم، فأخذها منه، فانظر إلى هذا البخل والحرص من ملك الدنيا في زمانه.
وفيها عزل عن المدينة عبد الله بن الربيع، ووليها جعفر بن سليمان.
وقال الوليد بن مسلم: فيها غزوت قبرص مع العباس بن سفيان الخثعمي، والله أعلم.
سنة سبع وأربعين ومائة
.
فيها توفي إسماعيل بن علي الهاشمي، وحبيب بن صالح الحمصي، وسليمان بن سليم قاضي حمص، والصلت بن بهرام الكوفي، وطلحة بن يحيى التيمي، وعبد الله بن سعيد بن أبي هند في قول، وعم المنصور عبد الله بن علي، وعبد الأعلى بن ميمون بن مهران، وعبد العزيز بن عمر بن عبد العزيز، وعبيد الله بن عمر العمري، وعثمان بن الأسود بخلف، وعتبة بن أبي حكيم الأزدي، وقرة بن عبد الرحمن بن حيويل، وهشام بن حسان بالبصرة، وأبو جناب الكلبي يحيى بن أبي حية في قول، ويزيد بن حازم أخو جرير.
وفيها بدعت الترك بناحية أرمينية، وقتلوا أمماً من المسلمين، ودخلوا تفليس، وكان حرب بن عبد الله الريوندي الذي تنسب إليه الحربية من بغداد، مقيماً بالموصل في ألفين، لمكان الخوارج الذين بالجزيرة، وكان المنصور قد وجه إلى الموصل جبريل بن يحيى في عسكر، فانضموا كلهم وقصدوا الترك فالتقوا، فانهزم جبريل، وقتل حرب.
وذكر علي بن محمد النوفلي عن أبيه: أن المنصور حج سنة سبع وأربعين. وعزل عن الكوفة عيسى بن موسى، وطلبه إلى بغداد، فدفع إليه عبد الله بن علي سراً، ثم قال: يا عيسى، إن هذا أراد أن يزيل النعمة عني وعنك، وأنت ولي عهدي بعد المهدي، والخلافة صائرة إليك، فخذه
واقتله، وإياك أن تخور أو تضعف، وسلمه إليه، ثم كتب إليه غير مرة من طرق الحج يسأله: ما فعلت، فكتب إليه: قد أنفذت ما أمرت به، فلم يشك أنه قتله، وكان عيسى قد ستره عنده، ودعا كاتبه يونس بن فروة فقال: ما ترى؟ قال: أمرك بقتله سراً، ويدعيه عليك علانية، ثم يقيدك به. قال: فما الرأي؟ قال: استره واخفه، فلما قدم المنصور دس إلى عمومته من يحركهم على مسألة عمه عبد الله بن علي، فكلموا المنصور، فقال: علي بعيسى، فأتاه، فقال: قد علمت أني دفعت إليك عمي ليكون في منزلك، قال قد فعلت، قال: قد كلمني فيه أعمامي، فرأيت الصفح عنه، فقال: أولم تأمرني بقتله؟ قال: لا، قال: قد أمرتني بقتله!. قال: كذبت، فقال لعمومته إن هذا قد أقر لكم بقتل أخيكم قالوا: فادفعه إلينا نقتله به قال: فشأنكم به، فأخرجوه إلى الرحبة، واجتمع الناس، وشهر الأمر، فقام أحدهم، وشهر سيفه، فقال له عيسى: أفاعل أنت؟ قال: نعم قال: لا تعجلوا، ثم أحضر عبد الله بن علي وقال للمنصور: شأنك بعمك، قال: فأدخلوه حتى أرى فيه رأيي، فجعله في بيت، ثم كان من أمره ما كان.
وفيها خلع المنصور قبل ذلك من ولاية العهد بعده عيسى بن موسى، الذي حارب له الأخوين إبراهيم، ومحمداً، وظفر بهما، وتوطد ملك المنصور بهمة عيسى، فكافأه وخلعه مكرهاً من ولاية العهد، وقدم عليه ولده المهدي، فقيل: إنه أرضى عيسى بأن جعله ولي العهد بعد ابنه المهدي.
وكان السفاح لما احتضر جعل الخلافة للمنصور، ثم بعده لعيسى، وقد لاطفه المنصور، وكلمه بألين الكلام في ذلك، فقال: يا أمير المؤمنين فكيف بالأيمان والعهود والمواثيق التي علي وعلى المسلمين، فلما رأى المنصور امتناعه تغير له، وأعرض عنه، وجعل يقدم المهدي عليه في المجالس، ثم شرع المنصور يدس من يحفر عليه بيته ليسقط عليه، فجعل يتحفظ ويتمارض.
وقيل: بل سقاه المنصور فاستأذن في الذهاب إلى الكوفة ليتداوى،
وكان الذي جرأه على ذلك طبيبه بختيشوع، وقال له: والله ما أجسر على معالجتك، وما آمن على نفسي، فأذن له المنصور، وبلغت العلة من عيسى كل مبلغ، حتى تمعط شعره، ثم إنه نصل من علته، ثم سعى موسى ولد عيسى بن موسى في أن يطيع أبوه المنصور، خوفاً عليه منه وعلى نفسه، ودبر حيلة أوحاها إلى المنصور، فقال: مر بخنقي قدام أبي إن لم يخلع نفسه، قال: فبعث المنصور، من فعل به ذلك، فصاح أبوه وأذعن بخلع نفسه، وقال: هذه يدي بالبيعة للمهدي، وأشهدك أن نسواني طوالق، وعبيدي أحرار، وما أملك في سبيل الله.
وقيل: إن المنصور لما أراد البيعة للمهدي بالعهد، تكلم الجند في ذلك فكان عيسى إذا ركب يسمعونه ما يكره، فشكاهم إلى المنصور، فلم يمنع في الباطن، ومنع في الظاهر، فأسرفوا، حتى خلع الرجل نفسه.
وقيل: إن خالد بن برمك مضى إليه في ثلاثين نفساً برسالة المنصور، فامتنع، فجاء خالد وقال: قد خلع نفسه، واستشهد أولئك الثلاثين، فشهدوا عليه.
وقيل: بل بذل له المنصور على خلع نفسه خمس مائة ألف دينار حتى فعل.
وفيها استعمل المنصور محمد ابن السفاح على البصرة، فاستعفى منها، فأعفاه، وانصرف إلى بغداد فمات بها.
سنة ثمان وأربعين ومائة
.
فيها توفي جعفر بن محمد الصادق، وسليمان الأعمش، وشبل بن عباد مقرئ مكة، وزكريا بن أبي زائدة في قول، وعمرو بن الحارث الفقيه بمصر، وعبد الله بن يزيد بن هرمز، وعبد الجليل بن حميد اليحصبي، وعمار بن سعد المصري، والعوام بن حوشب، ومحمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى القاضي، ومحمد بن عجلان المديني الفقيه، ومحمد بن الوليد الزبيدي الفقيه، ونعيم بن حكيم المدائني، وأبو زرعة يحيى السيباني.
وفيها حج بالناس جعفر بن المنصور، وتوجه حميد بن قحطبة إلى ثغر أرمينية، فلم يلق بأساً، وتوطدت الممالك للمنصور، وعظمت هيبته في النفوس، ودانت له الأمصار، ولم يبق خارجاً عنه سوى جزيرة الأندلس فقط، فإنها غلب عليها عبد الرحمن بن معاوية الداخل المرواني، لكنه لم يتلقب بأمير المؤمنين بل بالأمير فقط، وكذلك بنوه.
سنة تسع وأربعين ومائة
.
فيها توفي ثابت بن عمارة بخلف، وزكريا بن أبي زائدة في قول، وسلم بن قتيبة بن مسلم الباهلي الأمير، وعبد الحميد بن يزيد الجذامي، وكهمس بن الحسن التميمي، والمثنى بن الصباح، ومحمد بن الأشعث الخزاعي القائد، والوضين بن عطاء، وأبو جناب الكلبي بخلف، ومعروف بن سويد الجذامي المصري، ويعقوب بن مجاهد في قول.
وفيها غزا العباس بن محمد أرض الروم، ومعه الحسن بن قحطبة، ومحمد بن الأشعث، فمات محمد في الطريق.
وفيها تكمل بناء مدينة بغداد وخندقها.
وحج بالناس محمد ابن الإمام إبراهيم، وولي مكة، وصرف عنها عبد الصمد بن علي.
سنة خمسين ومائة
.
فيها توفي إبراهيم بن يزيد القرشي المكي في قول، وجعفر بن المنصور بن أبي جعفر، وفقيه مكة عبد الملك بن عبد العزيز بن جريج، وعبيد الله بن أبي زياد القداح، وعثمان بن الأسود بخلف، وعبد الله بن عوف بخلف، وعمر بن محمد بن زيد العمري، وأبو حنيفة النعمان الإمام، وأبو حزرة يعقوب بن مجاهد بخلف.
وفيها كان خروج أستاذسيس في جموع أهل هراة وسجستان وباذغيس، وتجمع معه جيش لم يسمع بمثله قط، حتى قيل: كان في نحو من ثلاث مائة ألف مقاتل، وغلب على عامة خراسان، واستفحل البلاء،
فخرج لقتالهم الأجثم المروروذي بأهل مرو الروذ، فاقتتلوا أشد قتال، فقتل الأجثم، وكثر القتل في جيشه، فبعث المنصور خازم بن خزيمة إلى ابنه المهدي، فولاه المهدي محاربتهم، فسار في جيش كثيف، واستعمل على ميمنته الهيثم بن شعبة، وعلى ميسرته نهار بن حصين، وعلى المقدمة بكار بن سلم العقيلي، ثم خندق على عسكره والتقى الجمعان، وثبت الفريقان، وتفاقم الأمر إلى أن نزل النصر، فهزمهم المسلمون بخديعة عملوها، وكثر القتل في جيش أستاذسيس، وقتل منهم سبعون ألفاً، وأسر بضعة عشر ألفاً، وهرب أستاذسيس إلى جبل في طائفة، ثم ضربت أعناق الأسرى كلهم، وحاصروا أستاذسيس وأصحابه، حتى نزلوا على حكم أبي عون أحد القواد، فحكم بتقييد أستاذسيس وأولاده، وأن يطلق الباقون، وهم نحو من ثلاثين ألفاً، فكساهم ومن عليهم. وقيل: كانت الوقعة في عام أحد وخمسين.
وفيها عزل المنصور جعفر بن سليمان عن المدينة، وولى الحسن بن زيد بن الحسن بن الحسن بن علي العلوي. وأقام الموسم عبد الصمد بن علي، فالله أعلم.
بسم الله الرحمن الرحيم
تراجم أهل هذه الطبقة على الحروف
.
1 -
م 4:
أبان بن تغلب
، أبو سعد وقيل أبو أمية الربعي الكوفي المقرئ الشيعي.
روى عن الحكم بن عتيبة، وعدي بن ثابت، وفضيل الفقيمي، وغيرهم. وعنه إدريس بن يزيد الأودي، وابنه عبد الله إدريس، وشعبة، وسفيان بن عيينة، وآخرون.
وقد أخذ القراءة عرضاً عن عاصم، وطلحة بن مصرف وتلقى من الأعمش. وحديثه نحو من مائة حديث، وهو صدوق في نفسه موثق لكنه يتشيع. مات سنة إحدى وأربعين ومائة.
2 -
د:
أبان بن أبي عياش البصري
، الزاهد أبو إسماعيل بن فيروز.
روى عن أنس، وإبراهيم النخعي، والحسن البصري وخليد العصري. وعنه عمران القطان، وسفيان الثوري، ويزيد بن هارون، وسعيد بن عامر الضبعي، وآخرون.
وهو متروك الحديث. وقد سقت من أخباره في كتاب الميزان.
قال يزيد بن هارون: قال شعبة: ردائي وحماري في المسكين صدقة إن لم يكن أبان بن أبي عياش يكذب في الحديث. قلت له: فلم سمعت منه؟ قال: ومن يصبر عن ذا الحديث! يعني حديثه عن إبراهيم عن علقمة في القنوت، وقد رواه خلاد بن يحيى، عن الثوري، عن أبان، عن إبراهيم، عن علقمة، عن عبد الله، عن أمه أنها قالت: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم قنت في الوتر قبل الركوع.
وعن شعبة قال: لأن أشرب من بول حماري حتى أروى أحب إلي من أن أقول: حدثني أبان بن أبي عياش.
وقال يزيد بن هارون: سمعت شعبة يقول: لأن أزني أحب إلي من أن أروي عن يزيد الرقاشي. قال سلمة بن شبيب: ذكرت هذا لأحمد بن حنبل فقال: بلغنا أنه قال هذا في أبان.
وقال يزيد بن زريع: إنما تركت أبان لأنه روى عن أنس حديثاً، فقلت له: عن النبي صلى الله عليه وسلم؟ فقال: وهل يروي أنس إلا عن النبي صلى الله عليه وسلم!.
وقال عباد بن عباد: أتيت شعبة فقلت: يا أبا بسطام تمسك عن أبان! فقال: ما أرى السكوت يسعني.
وقال عفان: حدثنا أبو عوانة قال: ما بلغني حديث للحسن إلا أتيت به أبان بن أبي عياش، فقرأه علي.
قال الفلاس: كان يحيى، وابن مهدي لا يحدثان عن أبان بن أبي عياش.
وقال أحمد بن حنبل: ترك الناس حديثه.
3 -
إبراهيم بن جدار العذري الدمشقي
.
عن ثابت بن ثوبان. وعنه الوليد بن مسلم، ومحمد بن شعيب.
قال الوليد: كان أعبد أهل الشام في زمانه.
وقال الأوزاعي: ما أصيب أهل دمشق بأعظم من مصيبتهم به وبأبي مرثد الغنوي.
4 -
ت ق:
إبراهيم بن سليمان الأفطس الدمشقي
.
ثقة صدوق. عن مكحول، والوليد بن عبد الرحمن الجرشي. وعنه يحيى بن حمزة، ومحمد بن شعيب، ومحمد بن سميع.
وثقه دحيم.
5 -
إبراهيم بن شعيث المدني
.
عن عبد الله بن سعيد. وعنه ابن وهب والواقدي، وغيرهما.
قال ابن معين: ليس بشيء.
وذكره البخاري فقال: ابن شعيب بموحدة والصواب بمثلثة.
6 -
م د ن ق:
إبراهيم بن عقبة المدني أخو موسى
، ومحمد، مولى آل الزبير.
روى عن سعيد بن المسيب وعروة، وكريب. وعنه السفيانان، وابن المبارك.
وثقه النسائي.
قال علي ابن المديني: له عشرة أحاديث.
7 -
إبراهيم بن العلاء أبو هارون الغنوي
.
عن حطان الرقاشي، وأبي مجلز، وعكرمة. وعنه شعبة، وحماد بن سلمة، ويزيد بن زريع، وابن المبارك.
وثقه أبو زرعة.
وقال أبو حاتم: لا بأس به.
وقال ابن عدي: هو إلى الصدق أقرب.
8 -
إبراهيم بن علي بن سلمة بن عامر الفهري
المدني الشاعر البليغ المعروف بابن هرمة أبو إسحاق.
كان من شعراء الدولتين، مدح الوليد بن يزيد، ثم أبا جعفر المنصور، وكان شيخ شعراء زمانه، وكان منقطعاً إلى الطالبيين.
قال الدارقطني: هو مقدم في شعراء المحدثين، قدمه بعضهم على بشار بن برد وعلى أبي نواس.
قال الأصمعي: قال لي رجل: قدمت المدينة فقصدت منزل ابن هرمة فإذا بنية له صغيرة تلعب بالطين، فقلت لها: ما فعل أبوك؟ قالت: وفد إلى بعض الملوك، فما لنا به علم منذ مدة، فقلت: انحري لي ناقة فأنا ضيفك. قالت: والله ما عندنا، قلت: فشاة، قالت: والله ما عندنا، قلت: فدجاجة، قالت: والله ما عندنا، قلت: فهاتي بيضة، قالت: والله ما عندنا، قلت: فبطل ما قال أبوك:
كم ناقة قد وجأت منحرها بمستهل الشؤبوب أو جمل
قالت: فذاك الفعل من أبي هو الذي أصارنا إلى أن ليس عندنا شيء.
وتمام الشعر:
لا أمتع العوذ بالفصال ولا أبتاع إلا قصيرة الأجل إني إذا ما البخيل أمنها باتت ضموراً مني على وجل
قال الغلابي: أخبرنا ابن عائشة قال: قدم ابن هرمة على المنصور فمدحه، فأعطاه عشرة آلاف درهم وقال: يا ابن هرمة إن الزمان ضيق بأهله، فاشتر بهذه إبلاً عوامل، وإياك أن تقول: كلما مدحت أمير المؤمنين أعطاني مثلها، هيهات والعود إلى مثلها.
ومن شعره:
وللنفس تارات تحل بها العرى وتسخو عن المال النفوس الشحائح إذا المرء لم ينفعك حياً فنفعه أقل إذا انضمت عليه الصفائح لأية حال يمنع المرء ماله غدا فغداً والموت غاد ورائح
وله:
كأن عيني إذا ولت حمولهم عنا جناحا حمام صادفت مطرا أو لؤلؤ سلس في عقد جارية خرقاء نازعها الولدان فانتثرا
9 -
خ م:
إبراهيم بن محمد بن المنتشر بن الأجدع
، ابن ابن أخي مسروق الكوفي.
ثقة زاهد جليل. روى عن أبيه. وعنه شعبة، وسفيان، وأبو عوانة، وآخرون.
قال جعفر الأحمر: كان من أفضل من رأيناه بالكوفة في زمانه.
10 -
ق:
إبراهيم بن مسلم الهجري الكوفي أبو إسحاق
.
عن عبد الله بن أبي أوفى، وعن أبي الأحوص عوف بن مالك. وعنه شعبة، والمحاربي، وعلي بن عاصم، وجعفر بن عون.
ضعفه النسائي.
وقال أبو حاتم: ليس بقوي.
11 -
إبراهيم بن ميمون أبو إسحاق النحاس الخياط
.
عن أبيه وعروة بن فائد، وسعد بن سمرة. وعنه ابن عيينة، ووكيع، ويحيى القطان، وابن المبارك، وآخرون.
وثقه ابن معين.
12 -
ت ق:
إبراهيم بن يزيد القرشي مولى عمر بن عبد العزيز
ويعرف بالخوزي أبو إسماعيل.
سكن شعب الخوز بمكة، فنسب إليه. روى عن طاوس، وعطاء، ومحمد بن عباد بن جعفر. وعنه وكيع، وزيد بن الحباب، وعبد الرزاق.
وهو ضعيف.
توفي سنة خمسين ومائة.
وقال ابن سعد: توفي سنة إحدى وخمسين.
وقال سفيان بن عبد الملك المروزي: سألت ابن المبارك عن حديث لإبراهيم الخوزي فأبى أن يحدثني.
وقال الفلاس: كان يحيى، وعبد الرحمن لا يحدثان عنه.
وقال عباس عن ابن معين: ليس بثقة.
وقال البخاري: سكتوا عنه.
13 -
أبين بن سفيان
.
عن عبد الله بن يزيد، وأبي حازم وضرار بن عمرو. وعنه مخلد بن يزيد، وعبد الله بن سعيد الشامي، وكثير بن مروان.
قال البخاري: لا يكتب حديثه.
وقال ابن عدي: حديثه منكر كله.
قلت:
14 -
أبان بن سفيان
إنسان آخر أصغر من هذا.
يروي عن فضيل بن عياض، ضعيف أيضاً.
15 -
4:
أجلح بن عبد الله بن حجية الكندي الكوفي
يقال اسمه يحيى.
روى عن الشعبي، وعبد الله بن بريدة، ويزيد بن الأصم، وأبي بكر بن أبي موسى الأشعري، وجماعة. وعنه شيبان النحوي، وشعبة، وخالد بن عبد الله، وعلي بن مسهر، وابن إدريس، وعدة.
قال ابن معين، وغيره: لا بأس به.
وقال ابن عدي: هو عندي صدوق مستقيم الحديث إلا أنه يعد في الشيعة، يكنى أبا حجية.
وقال الجوزجاني: الأجلح مفتر.
قلت: مات سنة خمس وأربعين ومائة.
16 -
أحمد بن خازم المعافري المصري
.
توفي بالأندلس، وهو أقدم من في كتابنا ممن اسمه أحمد. سمع: عطاء بن أبي رباح، وعمرو بن دينار، وغيرهما. وعنه: ابن لهيعة، والواقدي.
أحاديثه مستقيمة، وله نسخة معروفة سمعناها، وأبوه بخاء معجمة.
17 -
4:
أخضر بن عجلان الشيباني
بصري، وهو أخو شميط الزاهد.
روى عن أبي بكر الحنفي، عن أنس، روى عنه: عيسى بن يونس، ويحيى القطان، والأنصاري.
وثقه النسائي.
18 -
إدريس بن سنان أبو إلياس الصنعاني
. أحد الضعفاء.
روى عن جده لأمه وهب بن منبه، وعنه: ابنه عبد المنعم بن إدريس، والمعافى بن عمران، والمحاربي، وأبو حذيفة البخاري.
19 -
أدهم بن طريف السدوسي
. أبو بشر. بصري.
عن: مطرف بن الشخير، وعبد الله بن بريدة، وسلمان أبي عبد الله. وعنه: شعبة، وهشيم، وابن علية، وبشر بن المفضل.
وثقه أحمد.
20 -
د ق:
إسحاق بن أسيد الأنصاري الخراساني
نزيل مصر.
عن: رجاء بن حيوة، ونافع مولى ابن عمر، وأبي حفص الدمشقي، وعنه: حيوة بن شريح، والليث، وابن لهيعة، ويحيى بن أيوب.
قال أبو حاتم: ليس بالمشهور ولا يشتغل به.
قلت: بل هو صالح الأمر.
21 -
د ت ق:
إسحاق بن عبد الله بن أبي فروة المدني
، مولى عثمان بن عفان.
وله إخوة منهم: صالح، ويحيى، وإبراهيم، ويونس، وعبد العزيز، وعلي، وعبد الحكيم، وعبد الملك، وعمر، وداود، وعيسى، وعمار، فعدتهم ثلاثة عشر أخاً.
روى إسحاق عن: خارجة بن زيد، والأعرج، وعمرو بن شعيب، ونافع، وطائفة. وعنه: إبراهيم بن أبي يحيى، وإسماعيل بن عياش، والليث، وابن لهيعة، ومحمد بن شعيب، ويحيى بن حمزة، والوليد بن مسلم، وخلق.
مجمع على ضعفه، قد سقت أخباره في كتابي الملقب بالميزان.
قال أحمد بن حنبل: لا تحل الرواية عنه.
وقال أبو زرعة، وغيره: متروك الحديث.
وقال النسائي: ليس بثقة.
قلت: توفي سنة أربع وأربعين ومائة.
ومن مناكيره، حديث عبيد الله بن عمرو، عن إسحاق بن عبد الله، عن نافع، عن ابن عمر مرفوعا: لا يعجبكم إسلام امرئ حتى تعلموا ما عقده عقله.
22 -
خ د ت ن:
إسرائيل بن موسى
.
بصري نزل الهند مدة، له عن: الحسن، وابن سيرين، ووهب بن منبه، وعنه: السفيانان، ويحيى القطان، وحسين الجعفي.
وثقه أبو حاتم، وغيره.
وهو مقل.
23 -
د:
أسلم المنقري أبو سعيد
. كوفي.
عن: سعيد بن جبير، وعلي بن الحسين، وابنه محمد بن علي، وعبد الله بن عبد الرحمن بن أبزى، وعطاء بن أبي رباح. وعنه: جرير بن عبد الحميد، وعبثر بن القاسم، وابن فضيل، وأبو إسحاق الفزاري.
وثقه أحمد، والنسائي.
24 -
م:
أسماء بن عبيد أبو المفضل الضبعي البصري
. والد جويرية بن أسماء.
عن: الشعبي، وابن سيرين، وأبي السائب مولى هشام بن زهرة. وعنه: جرير بن حازم، وسلام بن أبي مطيع، وحماد بن سلمة، وابنه جويرية.
وثقه ابن معين، وغيره. توفي سنة إحدى وأربعين ومائة.
25 -
ع:
إسماعيل بن أمية بن الأشدق
عمرو بن سعيد بن العاص الأموي المكي ابن عم أيوب بن موسى.
روى عن: مكحول، ونافع، وسعيد المقبري، وأبي طوالة، وطائفة. وعنه: ابن عيينة، وبشر بن المفضل، وأبو إسحاق الفزاري، ويحيى بن سليم، وآخرون.
وكان ثقة سرياً كبير القدر، اختلف في وفاته، والأصح في سنة أربع
وأربعين ومائة، وقيل: بل توفي سنة تسع وثلاثين ومائة. مات في سن الكهولة.
• - د ت: إسماعيل بن حماد بن أبي سليمان قد تقدم.
26 -
ع:
إسماعيل بن أبي خالد البجلي
، مولاهم، الكوفي، أحد أئمة الحديث أبو عبد الله.
سمع: أبا جحيفة، وابن أبي أوفى، وقيس بن أبي حازم، وطارق بن شهاب، والشعبي، وزر بن حبيش، وعمرو بن حريث، وقيس بن عائذ، ولهما أيضاً صحبة. روى عنه: الحكم بن عتيبة مع تقدمه، وشعبة، والسفيانان، ويزيد بن هارون، وأبو أسامة، ومحمد بن بشر، ووكيع، ويحيى بن سعيد، ويعلى بن عبيد، وعبيد الله بن موسى، وخلق كثير.
وكان ثقة حجة، وكان طحاناً، وله إخوة لم يشتهروا وهم: أشعث، وخالد، وسعيد، والنعمان.
قال أبو إسحاق السبيعي: إسماعيل بن أبي خالد شرب العلم شرباً.
وروى مجالد عن الشعبي قال: إسماعيل يزدرد العلم ازدراداً.
وروى ابن المبارك عن الثوري قال: حفاظ الناس ثلاثة: إسماعيل بن أبي خالد، وعبد الملك بن أبي سليمان، ويحيى بن سعيد الأنصاري.
وقال أحمد بن عبد الله العجلي: إسماعيل بن أبي خالد الأحمسي من أنفسهم، وكان طحاناً ثقة ثبتاً، ربما أرسل الشيء عن الشعبي، فإذا وقف أخبر. وكان صاحب سنة، وهو راوية قيس بن أبي حازم، وحديثه نحو من خمس مائة حديث.
قلت: حديثه يقع عالياً في الغيلانيات.
مات قبل الأعمش في سنة خمس أو سنة ست وأربعين ومائة.
27 -
ت ق:
إسماعيل بن رافع المدني
، أبو رافع القاص نزيل البصرة.
روى عن: محمد بن كعب، وسعيد المقبري. وعنه: بقية، والمحاربي، والوليد بن مسلم، ومكي بن إبراهيم، وأبو عاصم، وطائفة.
قال أبو حاتم: منكر الحديث.
وقال النسائي: متروك الحديث.
28 -
إسماعيل بن زربي الكوفي
.
عن: أبيه، والشعبي، وسعيد بن جبير، وأبي بردة. وعنه: يحيى بن أبي زائدة، وحفص بن غياث، ويونس بن بكير، وأبو أسامة.
ذكره أبو حاتم ولم يلينه.
وقال أبو الفتح الأزدي: يتكلمون فيه.
29 -
ق:
إسماعيل بن سلمان بن أبي المغيرة التميمي الكوفي الأزرق
.
عن: أنس، والشعبي، ودينار بن عمر الأسدي البزار. وعنه: إسرائيل، ووكيع، وعبيد الله بن موسى، وعدة.
قال أبو زرعة، وغيره: ضعيف.
وقال النسائي: متروك الحديث.
30 -
م د ن:
إسماعيل بن سميع الحنفي الكوفي
، أبو محمد بياع السابري.
عن: أبي رزين، ومالك بن عمير، وغيرهما. وعنه: الثوري،
وعبد الواحد بن زياد، وحفص بن غياث، ومروان بن معاوية.
قال يحيى القطان: لم يكن به بأس.
31 -
إسماعيل بن علي بن عبد الله بن عباس
، العباسي. عم المنصور.
ولي إمرة البصرة، وكان كبير القدر عند المنصور. مات كهلاً سنة سبع وأربعين ومائة.
32 -
إسماعيل بن نشيط العامري
.
عن: شهر بن حوشب، وجميل بن عمارة، ووهب بن منبه. وعنه: يونس بن بكير، وعبيد الله بن موسى، وأبو نعيم، وجماعة.
قال أبو حاتم: ليس بالقوي.
33 -
د:
أسيد بن عبد الرحمن الخثعمي الفلسطيني الرملي
.
عن: رجاء بن حيوة، وفروة بن مجاهد، ومكحول. وعنه: الأوزاعي، وإسماعيل بن عياش.
وثقه يعقوب الفسوي.
يقال: توفي سنة أربع وأربعين ومائة، وقيل: سنة أربع وثلاثين، والله أعلم.
34 -
4:
أشعث بن عبد الله بن جابر الحداني
، وحدان: بطن من الأزد، البصري الأعمى.
روى عن: أنس، وشهر بن حوشب، والحسن. وعنه: معمر، وشعبة، ويحيى القطان، والأنصاري، وجماعة.
وثقه النسائي.
وهو جد نصر بن علي الجهضمي لأمه، وهو أشعث البصري، وأشعث الأعمى، وأشعث الأزدي، وأشعث الجملي.
وهو صالح الحديث. وحديثه عن أنس في سنن أبي داود.
35 -
4:
أشعث بن عبد الملك الحمراني أبو هانئ البصري
. مولى حمران مولى عثمان بن عفان.
روى عن: الحسن، وابن سيرين، وبكر بن عبد الله، وعاصم الأحول، وطائفة. وهو من كبار أصحاب الحسن ومن أفقههم. روى عنه: خالد بن الحارث، وأبو عاصم، وروح، ويحيى القطان، ومحمد بن أبي عدي، وحماد بن مسعدة، وجماعة كثيرة.
قال يحيى القطان: هو عندي ثقة مأمون، ما أدركت أحداً من أصحاب محمد بن سيرين بعد ابن عون أثبت منه.
قلت: روى عنه أيضاً الأنصاري.
قال الدارقطني: أشعث عن الحسن ثلاثة أحدهم الحمراني، وهو ثقة، وأشعث الحداني يعتبر به، وأشعث بن سوار كوفي يعتبر به، وهو أضعفهم.
قلت: ذكر ابن سوار في الطبقة الماضية.
وقال أحمد بن حنبل: أشعث الحمراني كان صاحب سنة، وكان عالماً بمسائل الحسن الدقاق، هو من بابة هشام بن حسان.
قلت: توفي الحمراني في سنة ست وأربعين ومائة.
36 -
أمي الصيرفي: هو أمي بن ربيعة المرادي أبو عبد الرحمن الكوفي.
من الثقات الذين لم يقع حديثهم في الكتب الستة. روى عن: طارق بن شهاب، وطاوس، والشعبي، والعلاء بن عبد الله بن بدر، وآخرين. وعنه: شريك، ووكيع، وابن عيينة، وأبو نعيم، وجماعة.
وثقه يحيى بن معين، وغيره.
37 -
أنس بن أنيس العذري
، الدمشقي المقرئ.
روى عن: عبد الرحمن بن الخشخاش، وعنه: الوليد بن مسلم، ومحمد بن شعيب، وصدقة بن خالد.
صالح الأمر.
38 -
د ت:
أنيس بن أبي يحيى الأسلمي المدني
.
عن: أبيه، وإسحاق بن سالم. وعنه: ابن أخيه إبراهيم بن أبي يحيى، وحاتم بن إسماعيل، ويحيى القطان، ومكي بن إبراهيم.
وثقه النسائي.
وقال الحاكم: ثقة مأمون.
قلت: مات سنة ست وأربعين ومائة على الصحيح.
39 -
خ م ت ن:
أيوب بن عائذ الكوفي
.
عن: الشعبي، وبكير بن الأخنس، وقيس بن مسلم. وعنه: السفيانان، وجرير بن عبد الحميد، وعبد الواحد بن زياد، والقاسم بن مالك المزني، وغيرهم.
له نحو عشرة أحاديث.
وثقه النسائي، وغيره.
وقال البخاري: كان يرى الإرجاء.
40 -
4:
بحير بن سعد أبو خالد الخبائري السحولي الحمصي
.
أحد الأثبات. روى عن: خالد بن معدان، ومكحول. وعنه: معاوية بن صالح، وإسماعيل بن عياش، ومحمد بن حرب، وبقية، ومحمد بن حمير.
وثقه دحيم، والنسائي.
قال بقية: استهداني شعبة أحاديث بحير بن سعد، فبعثت بها إليه، فمات قبل أن تصل إليه.
وسئل أحمد: أيما أصح عن خالد بن معدان، ثور أو بحير؟ قال: بحير.
41 -
م ن:
البختري بن أبي البختري مختار بن رويح العبدي الكوفي
من أجداد أحمد بن المعذل فقيه المالكية.
روى عن: أبي بكر بن أبي موسى، وأبي بكر بن عمارة، وعبد الرحمن بن مسعود اليشكري. وعنه: سفيان، وشعبة، ووكيع، وحفيده المعذل بن غيلان، وابن ابن أخيه محمد بن بشر العبدي.
قال البخاري: يخالف في حديثه.
وثقه غيره.
وقال ابن عدي: لا أعلم له حديثاً منكراً.
وقال شعبة: كان كخير الرجال.
وقال الفلاس: مات سنة ثمان وأربعين.
42 -
بدر بن الخليل أبو الخليل الأسدي الكوفي
.
عن: أبي وائل، وسلم بن عطية، وجماعة. وعنه: شريك، وعيسى بن يونس، ووكيع، وأبو أسامة، وغيرهم.
وثقه ابن معين.
وقال أبو حاتم: شيخ.
43 -
م د ن:
بدر بن عثمان الكوفي
، مولى عثمان بن عفان.
عن: الشعبي، وأبي بكر بن أبي موسى، وعكرمة. وعنه: وكيع، وابن نمير، والخريبي، وأبو نعيم.
قال النسائي: ليس به بأس.
44 -
ع:
بريد بن عبد الله بن أبي بردة بن أبي موسى الأشعري أبو بردة الكوفي
.
عن: جده أبي بردة، والحسن، وعطاء، وعنه: السفيانان، وابن المبارك، وأبو معاوية، وحفص بن غياث، وأبو أسامة، وأبو نعيم، وخلق.
وهو صدوق موثق، إلا أن أبا حاتم قال: لا يحتج به، وقال النسائي: ليس بالقوي.
45 -
بشر بن العلاء بن زبر الدمشقي أخو عبد الله
.
روى عن: نافع، وحرام بن حكيم بن سعد صاحب أبي ذر.
قرأ عليه القرآن يحيى بن حمزة، وابن شعيب.
46 -
ق:
بشر بن نمير القشيري
.
بصري واه. يروي عن: مكحول، والقاسم أبي عبد الرحمن. وعنه: أبو عوانة، ويزيد بن زريع، وحماد بن زيد، ويزيد بن هارون، وابن وهب، وطائفة.
قال أحمد: ترك الناس حديثه.
وقال ابن معين: ليس بثقة.
47 -
م 4:
بشير بن المهاجر الغنوي الكوفي
.
عن: عكرمة، وابن بريدة، والحسن. وعنه: وكيع، وابن نمير، وأبو نعيم، وأبو أحمد الزبيري، وجماعة.
وثقه ابن معين.
وقال أبو حاتم: لا يحتج به.
48 -
سوى ق:
بكر بن عمرو المعافري
، إمام جامع مصر.
عن: أبي عبد الرحمن الحبلي، ومشرح بن هاعان. وعنه: عمرو بن الحارث، وحيوة بن شريح، وابن لهيعة.
وكان له فضل وعبادة.
قال أبو حاتم: شيخ.
وقال ابن يونس: مات في خلافة المنصور.
49 -
د:
بكير بن عامر البجلي
، أبو إسماعيل الكوفي.
عن: الشعبي، والنخعي، وقيس بن أبي حازم، وأبي زرعة، وغيرهم. وعنه: الحسن بن صالح، ووكيع، والخريبي، وأبو نعيم.
قال ابن معين: ضعيف.
وقال أبو زرعة: ليس بقوي.
50 -
4:
بهز بن حكيم بن معاوية بن حيدة القشيري البصري أبو عبد الملك
.
له نسخة حسنة عن أبيه عن جده، وله عن زرارة بن أوفى، وعنه: الحمادان، ويحيى القطان، وأبو أسامة، وروح، وأبو عاصم، والأنصاري، ومكي بن إبراهيم، وخلق.
وثقه ابن معين، وابن المديني، والنسائي.
وقال أبو داود: أحاديثه صحاح.
وقال أبو زرعة: صالح الحديث.
وقال أبو حاتم: لا يحتج به.
وروى أبو عبيد الآجري، عن أبي داود قال: هو عندي حجة. فقيل لأبي داود: فعمر بن شعيب حجة؟ قال: لا، ولا نصف حجة.
وقال البخاري: يختلفون في بهز.
وقال الحاكم: إنما ترك من الصحيح؛ لأنها نسخة شاذة ينفرد بها.
وقال ابن حبان: كان يخطئ كثيراً، فأما أحمد، وإسحاق فيحتجان به، وتركه جماعة من أئمتنا، ولولا حديث: إنا آخذوها وشطر إبله عزمة من عزمات ربنا لأدخلناه في الثقات، وهو ممن أستخير الله فيه.
قلت: على أبي حاتم البستي في قوله هذا مؤاخذات:
أحدها قوله: كان يخطئ كثيراً، وإنما يعرف خطأ الرجل بمخالفة رفاقه له، وهذا فانفرد بالنسخة المذكورة وما شاركه فيها، ولا له في عامتها رفيق، فمن أين لك أنه أخطأ.
الثاني قولك: تركه جماعة، فما علمت أحداً تركه أبداً، بل قد يتركون الاحتجاج بخبره، فهلا أفصحت بالحق.
الثالث ولولا حديث: إنا آخذوها، فهو حديث انفرد به بهز أصلاً ورأساً، وقال به بعض المجتهدين.
ويقع بهز عالياً في جزء الأنصاري، وموته مقارب لموت هشام بن عروة، وحديثه قريب من الصحة.
51 -
د ت:
تمام بن نجيح الأسدي
، شامي.
عن: الحسن، وابن سيرين، وعطاء بن أبي رباح. وعنه: إسماعيل بن عياش، وابن سيرين، وبقية، ومبشر بن إسماعيل، وجماعة.
ضعفه أبو حاتم، وغيره.
ووثقه يحيى بن معين.
وقال البخاري: فيه نظر.
وقال ابن عدي: عامة ما يرويه لا يتابع عليه.
وقال ابن حبان: يروي أشياء موضوعة عن الثقات كأنه المتعمد لها، مولده بملطية، وسكن حلب.
52 -
ت:
تميم بن عطية العنسي الداراني
.
عن: عمير بن هانئ، ومكحول، وجماعة. وعنه: إسماعيل بن عياش، ويحيى بن حمزة، والوليد بن مسلم.
قال أبو حاتم: محله الصدق، وله حديث منكر يدل على ضعف شديد.
53 -
ثابت بن سرج الدمشقي
.
عن واثلة بن الأسقع، وروى عن سالم بن عبد الله، وعنه: الوليد بن مسلم، ومحمد بن شعيب بن شابور.
54 -
ت:
ثابت بن أبي صفية أبو حمزة الثمالي الأزدي الكوفي
.
عن: أنس، وعكرمة، والشعبي، وأبي جعفر الباقر، وعنه: شريك، وأبو نعيم، وجماعة.
قال أبو حاتم: لين الحديث.
وقال النسائي: ليس بثقة.
وقال ابن عدي: هو إلى الضعف أقرب.
وقال ابن حبان: هو من موالي المهلب بن أبي صفرة، كثير الوهم، حتى خرج عن حد الاحتجاج به مع غلو في تشيعه.
وقال ابن معين: مات في سنة ثمان وأربعين ومائة، وكان ضعيفاً.
وقال العقيلي: حدثني عبد الله بن الحسن عن ابن المديني قال: أخبرني من سمع يزيد بن هارون يقول: أبو حمزة يؤمن بالرجعة.
55 -
د ت ن:
ثابت بن عمارة الحنفي
بصري يكنى أبا مالك.
روى عن: غنيم بن قيس، وزرارة بن أوفى، وأبي الحوراء ربيعة السعدي، وأبي تميمة الهجيمي. وعنه: ابن المبارك، وخالد بن الحارث، ويحيى القطان، ومحمد بن عبد الله الأنصاري، ويحيى بن كثير العنبري، وخلق سواهم.
قال النسائي: لا بأس به.
56 -
ثابت بن يزيد أبو السري الأودي الكوفي
.
عن: عمرو بن ميمون، وأبي بردة. وعنه: شريك، ويحيى القطان، ويعلى بن عبيد، وجماعة.
ضعفه ابن معين.
وقال أبو حاتم: ليس بالقوي.
قلت: أما:
• - ثابت بن يزيد الأحول فثقة من طبقة زائدة.
57 -
د ت ن:
جابر بن صبح أبو بشر الراسبي البصري
.
عن: خلاس بن عمرو، والمثنى بن عبد الرحمن الخزاعي. وعنه: شعبة، وعيسى بن يونس، ويحيى القطان.
وثقه النسائي.
58 -
جارية بن أبي عمران المدني
، الزاهد.
قال ابن سعد: كان له قدر وعبادة ورواية للعلم بالمدينة، مات سنة ثمان وأربعين ومائة، وله أربع وسبعون سنة. قال محمد بن عمر: لو قيل لجارية إن القيامة تقوم غداً ما كان فيه مزيد عمل.
59 -
د ن:
جبريل بن أحمر البصري
، أبو بكر.
عن ابن بريدة. وعنه: شريك، وعباد بن العوام، والمحاربي.
وثقه ابن معين. وقال أبو زرعة: شيخ.
60 -
ت:
الجراح بن الضحاك بن قيس الكندي الكوفي
، ثم الرازي أخو عيسى بن الضحاك.
روى عن: أبي شيبة، وعلقمة بن مرثد، وغيرهما. وعنه: جرير بن عبد الحميد، وحكام بن سلم، وإسحاق بن سليمان الرازي، وسلمة بن الفضل الأبرش، وجماعة.
قال أبو حاتم: صالح لا بأس به.
قلت: له حديث واحد في جامع الترمذي.
61 -
سوى ق:
الجعد بن عبد الرحمن المدني
، ويقال له: الجعيد.
عن: السائب بن يزيد، ويزيد بن خصيفة، وعائشة بنت سعد. وعنه: حاتم بن إسماعيل، والفضل بن موسى المروزي، ويحيى القطان، ومكي بن إبراهيم، وآخرون.
وثقه ابن معين.
62 -
د ت ق:
جعفر بن خالد بن سارة المخزومي
.
عن أبيه. وعنه: ابن جريج، وابن عيينة، وأبو عاصم النبيل.
ثقة حجازي.
63 -
م 4:
جعفر الصادق
، وهو ابن أبي جعفر محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب الإمام العلم أبو عبد الله الهاشمي العلوي الحسيني المدني.
وهو سبط القاسم بن محمد، فإن أمه هي أم فروة ابنة القاسم، وأمها أسماء بنت عبد الرحمن بن أبي بكر، ولهذا كان جعفر يقول: ولدني الصديق مرتين.
يقال: مولده في سنة ثمانين، والظاهر أنه رأى سهل بن سعد، وغيره من الصحابة. يروي عن جده القاسم بن محمد، ولم أر له عن جده زين العابدين شيئاً، وقد أدركه وهو مراهق. وروى عن: أبيه، وعروة بن الزبير، وعطاء، ونافع، والزهري، وابن المنكدر، وله أيضاً عن عبيد الله بن أبي رافع، فيمكن أنه سمع منه.
حدث عنه: أبو حنيفة، وابن جريج، وشعبة، والسفيانان، وسليمان بن بلال، والدراوردي، وابن أبي حازم، وابن إسحاق، ومالك، ووهيب، وحاتم بن إسماعيل، ويحيى القطان، وخلق كثير، آخرهم وفاة أبو عاصم النبيل.
ومن جلة من روى عنه ولده موسى الكاظم، وقد حدث عنه من التابعين: يحيى بن سعيد الأنصاري، ويزيد بن الهاد.
وثقه يحيى بن معين والشافعي، وجماعة.
وقال أبو حاتم: ثقة لا يسأل عن مثله.
وروى علي ابن المديني، عن يحيى بن سعيد قال: مجالد أحب إلي من جعفر بن محمد.
قلت: لم يتابع القطان على هذا الرأي، فإن جعفراً صدوق، احتج به مسلم، ومجالد ليس بعمدة.
روى عباس الدوري، عن ابن معين قال: جعفر بن محمد ثقة مأمون.
وعن أبي حنيفة قال: ما رأيت أفقه من جعفر بن محمد.
وقال هياج بن بسطام: كان جعفر بن محمد يطعم حتى لا يبقى لعياله شيء.
وقال ابن عقدة: حدثنا إسماعيل بن إسحاق الراشدي، عن يحيى بن سالم، عن صالح بن أبي الأسود أنه سمع جعفر بن محمد يقول: سلوني قبل أن تفقدوني، فإنه لا يحدثكم بعدي بمثل حديثي.
وقال ابن عقدة: حدثنا جعفر بن محمد بن حسين بن خازم، قال: حدثني أبو نجيح إبراهيم بن محمد، قال: سمعت الحسن بن زياد الفقيه يقول: سمعت أبا حنيفة وسئل: من أفقه من رأيت؟ فقال: ما رأيت أحداً أفقه من جعفر، لما أقدمه المنصور الحيرة بعث إلي فقال: يا أبا حنيفة، إن الناس قد فتنوا بجعفر بن محمد، فهيئ لي من مسائلك الصعاب، فهيأت له أربعين مسألة، ثم بعث إلي المنصور فأتيته، فدخلت، وجعفر جالس عن يمينه، فلما بصرت بهما دخلني لجعفر من الهيبة ما لم يدخلني للمنصور، ثم التفت إلى جعفر، فقال: يا أبا عبد الله، أتعرف هذا؟ قال: نعم، هذا أبو حنيفة، ثم أتبعها: قد أتانا، ثم قال: يا أبا حنيفة، هات من مسائلك، فاسأل أبا عبد الله، فابتدأت أسأله، فكان يقول في المسألة: أنتم تقولون فيها كذا وكذا، وأهل المدينة يقولون: كذا وكذا، ونحن - يريد أهل البيت - نقول كذا وكذا، فربما تابعنا، وربما تابع أهل المدينة، وربما خالفنا معاً، حتى أتيت على أربعين مسألة، ما أخرم منها مسألة، ثم يقول أبو حنيفة: أليس قد روينا أن أعلم الناس أعلم الناس بالاختلاف.
ابن أبي خيثمة: حدثنا مصعب: سمعت الدراوردي يقول: لم يرو مالك عن جعفر حتى ظهر أمر بني العباس، ثم قال مصعب: كان مالك لا يروي عن جعفر بن محمد حتى يضمه إلى آخر من أولئك الرفعاء، ثم يجعله بعده.
ابن عقدة: حدثنا إسماعيل بن إسحاق الراشدي، عن يحيى بن سالم،
عن صالح بن أبي الأسود: سمعت جعفر بن محمد يقول: سلوني قبل أن تفقدوني، فإنه لا يحدثكم أحد بعدي مثل حديثي.
وروى علي بن الجعد، عن زهير بن محمد قال: قال أبي لجعفر بن محمد: إن لي جاراً يزعم أنك تبرأ من أبي بكر وعمر؟ فقال جعفر: برئ الله من جارك، والله إني لأرجو أن ينفعني الله بقرابتي من أبي بكر، ولقد اشتكيت شكاية، فأوصيت إلى خالي عبد الرحمن بن القاسم.
أنبأنا عبد الرحمن بن محمد الفقيه، قال: أخبرنا ابن ملاعب، قال: أخبرنا الأرموي، قال: أخبرنا أبو الغنائم ابن المأمون، قال: أخبرنا أبو الحسن الدارقطني، قال: حدثنا يعقوب بن إبراهيم البزار، قال: حدثنا الحسن بن عرفة، قال: حدثنا محمد بن فضل، عن سالم بن أبي حفصة قال: سألت أبا جعفر محمد بن علي، وابنه جعفرا عن أبي بكر، وعمر فقالا: يا سالم، تولهما وابرأ من عدوهما، فإنهما كانا إمامي هدى، وقال لي جعفر: يا سالم، أيسب الرجل جده! أبو بكر جدي، فلا نالتني شفاعة محمد صلى الله عليه وسلم يوم القيامة إن لم أكن أتولاهما، وأبرأ من عدوهما. هذا إسناد صحيح، وسالم، وابن فضيل شيعيان.
وقال محمد بن الحسين الحنيني: حدثنا جعفر بن محمد الأزدي، قال: حدثنا حفص بن غياث، قال: سمعت جعفر بن محمد يقول: ما أرجو من شفاعة علي شيئاً إلا وأنا أرجو من شفاعة أبي بكر مثله.
وقال الحنيني: حدثنا مخلد بن أبي قريش قال: حدثنا عبد الجبار بن العباس الهمداني أن جعفر بن محمد أتاهم وهم يريدون أن يرتحلوا من المدينة، فقال: إنكم إن شاء الله من صالحي أهل مصر، فأبلغوهم عني من زعم أني إمام مفترض الطاعة، فأنا منه بريء، ومن زعم أني أبرأ من أبي بكر، وعمر فأنا منه بريء.
وروى حنان بن سدير، عن جعفر الصادق، وسئل عن أبي بكر وعمر، فقال: إنك لتسألني عن رجلين قد أكلا من ثمار الجنة.
قلت: يعني إن صح هذا عنه أنهما ممن أرواحهم في أجواف طير خضر تعلق من ثمار الجنة.
قال معبد بن راشد، عن معاوية بن عمار الدهني: سألت جعفر بن محمد عن القرآن، فقال: ليس بخالق ولا مخلوق، ولكنه كلام الله عز وجل.
وروى حماد بن زيد، عن أيوب، عن جعفر بن محمد قال: والله لا نعلم كل ما تسألونا عنه، ولغيرنا أعلم منا.
وقال محمد بن عمران بن أبي ليلى، عن مسلمة بن جعفر الأحمسي قال: قلت لجعفر بن محمد: إن قوماً يزعمون أن من طلق ثلاثاً بجهالة رد إلى السنة يجعلونها واحدة، ويروونها عنكم؟ فقال: معاذ الله، ما هذا من قولنا، من طلق ثلاثاً فهو كما قال.
قلت: مسلمة ضعيف.
وعن عيسى صاحب الديوان، عن رجل من أصحاب جعفر قال: سئل جعفر: لم حرم الله الربا؟ قال: لئلا يتمانع الناس بالمعروف.
وقال هارون بن أبي الهيذام: حدثنا سويد بن سعيد قال: قال الخليل بن أحمد: سمعت سفيان الثوري يقول: قدمت مكة، فإذا أنا بجعفر بن محمد قد أناخ بالأبطح، فقلت: يا ابن رسول الله، لم جعل الموقف من وراء الحرم ولم يصير في المشعر الحرام؟ فقال: الكعبة بيت الله، والحرم حجابه، والموقف بابه، فلما قصدوه أوقفهم بالباب يتضرعون، فلما أذن لهم بالدخول، أدناهم من الباب الثاني، وهو المزدلفة، فلما نظر إلى كثرة تضرعهم وطول اجتهادهم رحمهم، فلما رحمهم أمرهم بتقريب قربانهم، فلما قربوا قربانهم، وقضوا تفثهم، وتطهروا من الذنوب أمرهم بالزيارة لبيته. قال له: فلم كره الصوم أيام التشريق؟ قال: لأنهم في ضيافة الله، ولا يجب للضيف أن يصوم. قلت: جعلت فداك، فما بال الناس يتعلقون بأستار الكعبة، وهي خرق لا تنفع شيئاً؟ فقال: ذلك مثل رجل بينه وبين آخر
جرم، فهو يتعلق به ويطوف حوله رجاء أن يهب له جرمه.
وذكر هشام بن عباد أنه سمع جعفر بن محمد يقول: الفقهاء أمناء الرسل، فإذا رأيتم الفقهاء قد ركنوا إلى السلاطين فاتهموهم.
وعن عنبسة الخثعمي قال: سمعت جعفر بن محمد يقول: إياكم والخصومة في الدين؛ فإنها تشغل القلب وتورث النفاق.
وعن عائذ بن حبيب قال: قال جعفر بن محمد: لا زاد أفضل من التقوى، ولا شيء أحسن من الصمت، ولا عدو أضل من الجهل، ولا داء أدوى من الكذب.
قلت: مناقب جعفر كثيرة، وكان يصلح للخلافة لسؤدده وفضله وعلمه وشرفه رضي الله عنه، وقد كذبت عليه الرافضة ونسبت إليه أشياء لم يسمع بها؛ كمثل كتاب الجفر، وكتاب اختلاج الأعضاء، ونسخ موضوعة، وكان ينهى محمد بن عبد الله بن حسن عن الخروج ويحضه على الطاعة، ومحاسنه جمة.
توفي إلى رضوان الله في سنة ثمان وأربعين ومائة، وله ثمان وستون سنة.
64 -
جعفر بن محمد بن عباد بن جعفر المخزومي المكي
.
عن أبيه. وعنه معمر، ومحمد بن سليمان بن مسمول.
وثقه أبو داود.
65 -
4:
جعفر بن ميمون التميمي الأنماطي
.
روى عن أبي العالية الرياحي، وأبي عثمان النهدي، وأبي تميمة الهجيمي، وغيرهم. وعنه السفيانان، وعيسى بن يونس، ويحيى بن سعيد، ومحمد بن أبي عدي، وغندر، وآخرون.
قال النسائي وغيره: ليس بالقوي.
وقال أحمد بن حنبل: أخشى أن يكون ضعيف الحديث.
وروى عباس عن ابن معين قال: جعفر بن ميمون ليس بثقة.
قلت: من مناكيره حديث وهيب: حدثنا جعفر بن ميمون، عن أبي عثمان، عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم أمره أن ينادي: لا صلاة إلا بقراءة فاتحة الكتاب، وما زاد.
66 -
ق:
جويبر بن سعيد
، أبو القاسم الأزدي البلخي، نزيل بغداد.
روى عن أنس بن مالك، والضحاك، وأبي صالح السمان، وغيرهم. وعنه سفيان الثوري، ومعمر، وابن المبارك، وأبو معاوية، ويزيد بن هارون، وجماعة.
قال أبو حاتم: ليس بالقوي.
وقال النسائي وغيره: متروك الحديث.
وقال ابن معين وغيره: ليس بشيء.
وقال أبو داود: هو أصلح حالاً من الكلبي.
وقال الفلاس: كان يحيى وابن مهدي لا يحدثان عن جويبر، وكان سفيان يحدث عنه.
وقال عثمان الدارمي: قلت ليحيى: كيف حديثه؟ قال: ضعيف.
67 -
ع:
حاتم بن أبي صغيرة
، أبو يونس، القشيري مولاهم.
بصري ثقة نبيل، وليس بالمكثر. له عن عطاء، وابن أبي مليكة، وجماعة. وعنه ابن المبارك، وخالد بن الحارث، ويحيى القطان، وروح، ومحمد بن عبد الله الأنصاري.
توفي في حدود خمسين ومائة.
68 -
الحارث بن حصيرة
، أبو النعمان الأزدي الكوفي.
عن زيد بن وهب، وعكرمة، وابن بريدة، وجماعة. وعنه مالك بن مغول، وعبد الواحد بن زياد، وابن نمير، وعلي بن عابس، وجماعة.
قال أبو أحمد الزبيري: كان يؤمن بالرجعة.
وقال يحيى بن معين: خشبي ثقة.
ينسبون إلى خشبة زيد بن علي التي صلب عليها.
وقال النسائي: ثقة.
وقال العقيلي: له خبر، حديث منكر.
قلت: خرج له البخاري في كتاب الأدب.
وقال جرير بن عبد الحميد: رأيت شيخاً طويل السكوت منطوياً على أمر عظيم.
69 -
م ت ن ق:
الحارث بن عبد الرحمن بن أبي ذباب الدوسي المدني
، المؤذن.
عن سعيد بن المسيب، وبسر بن سعيد، والأعرج، وجماعة. وعنه أنس بن عياض، وصفوان بن عيسى، ومحمد بن فليح، وغيرهم.
قال أبو زرعة: ليس به بأس.
وقال ابن حزم: ضعيف، ذكره في المحلى.
70 -
د:
الحارث بن عمير
، أبو الجودي الأسدي.
شامي نزل واسطاً. روى عن عمر بن عبد العزيز، ونافع، وسعيد بن
مهاجر. وعنه شعبة، وهشيم، وعبثر بن القاسم، وأبو معاوية.
وثقه ابن معين.
71 -
ت ق:
الحارث بن النعمان بن سالم الليثي
.
روى عن خاله سعيد بن جبير، وعن أنس بن مالك، وطاوس. وعنه سعيد بن عمارة الكلاعي، ونوح بن قيس الحداني، وجنادة بن مروان، وثابت بن محمد الزاهد.
قال أبو حاتم: ليس بقوي.
قلت: وممن روى عنه سميه الحارث بن النعمان بن سالم البزار ببغداد، وسوف يذكر بعد المائتين.
72 -
ت ق:
حارثة بن أبي الرجال محمد بن عبد الرحمن الأنصاري المدني
، أخو عبد الرحمن ومالك.
روى عن جدته عمرة. وعنه الثوري، وأبو معاوية، ويعلى بن عبيد، وعبدة، وابن نمير، وأبو بدر السكوني، سكن الكوفة.
قال ابن معين: ليس بثقة.
وقال أبو زرعة: واهي الحديث.
وقال النسائي: متروك.
73 -
حبيب بن أبي الأشرس حسان
، من مشيخة الكوفة.
عن سعيد بن جبير، وإبراهيم، وأبي الضحى، وعطاء بن أبي رباح، وغيرهم. وعنه الثوري، والفضل بن موسى، والقاسم بن الحكم العرني، ومروان بن معاوية.
قال أبو حاتم: ليس بقوي.
وقال ابن معين: ليس بثقة.
وقال النسائي: متروك.
قلت: هو جد صالح بن محمد الحافظ جزرة.
74 -
حبيب بن جري العبسي الكوفي
، العبد الصالح.
روى عن عطاء بن أبي رباح، وأبي جعفر الباقر. وعنه وكيع، والخريبي، وأبو نعيم، وغيرهم.
قال ابن معين: رجل صالح.
75 -
ع:
حبيب بن الشهيد البصري
، مولى قريبة، كنيته أبو شهيد، وقيل: أبو محمد.
أرسل عن الزبير بن العوام، وأنس بن مالك، وله عن الحسن، وابن أبي مليكة، وميمون بن مهران، وعمرو بن شعيب، وطائفة. وعنه ابنه إبراهيم، وابن علية، ويحيى القطان، وأبو أسامة، وروح بن عبادة، والأنصاري، وخلق كثير.
وكان من سادة الأئمة، له نحو من مائة حديث.
قال أحمد بن حنبل: ثقة مأمون.
وقال غيره: مات سنة خمس وأربعين ومائة وله ست وستون سنة.
76 -
د ت ق:
حبيب بن صالح الطائي الحمصي
، وهو حبيب بن أبي موسى.
روى عن يزيد بن شريح الحضرمي، ويحيى بن جابر، وعبد الرحمن بن سابط. وعنه ابنه عبد العزيز، وإسماعيل بن عياش، وبقية، وآخرون.
وكان من ثقات الشاميين، مات سنة أربع وأربعين ومائة.
77 -
حبيب بن أبي العالية
.
عن مجاهد، وغيره. وعنه جعفر الأحمر، وعبد الواحد بن زياد، ويحيى القطان، وغيرهم.
وثقه ابن معين وغيره.
وقال عبد الله بن أحمد، عن أبيه: ما أدري أحاديثه، كأنه ضعفه.
وقال النسائي: ليس بالقوي.
78 -
سوى د:
حبيب بن أبي عمرة القصاب الكوفي
، مولى بني حمان.
عن سعيد بن جبير، وعائشة بنت طلحة، ومجاهد، والطبقة. وعنه جرير الضبي، وأبو بكر بن عياش، وحفص بن غياث، وعلي بن عاصم، وجماعة.
وثقه النسائي.
وكنيته أبو عبد الله، توفي سنة اثنتين وأربعين ومائة.
79 -
ع:
حبيب المعلم
، أبو محمد، مولى معقل بن يسار، من ثقات البصريين، واسم أبيه أبو قريبة دينار.
روى عن الحسن، وعطاء، وعمرو بن شعيب. وعنه حماد بن سلمة، ويزيد بن زريع، وعبد الوهاب الثقفي، وغيرهم.
وبلغنا أن يحيى القطان كان لا يروي عنه.
80 -
4، م مقروناً:
حجاج بن أرطاة بن ثور بن هبيرة
، أبو أرطاة النخعي الكوفي.
أحد الأئمة الأعلام على لين في حديثه. له عن الشعبي حديث واحد، وعن الحكم، وعطاء، وعمرو بن شعيب، وزيد بن جبير الطائي، ورياح بن عبيدة، وعكرمة، ومكحول، وخلق سواهم. وعنه شعبة، وسفيان، والحمادان، وابن المبارك، وحفص بن غياث، وغندر، وعبد الرزاق، وآخرون. وقد حدث عنه منصور بن المعتمر، وهو من شيوخه.
ولي حجاج قضاء البصرة وله ست عشرة سنة، وكان فيه بأو وتيه ومحبة للسؤدد والتجمل، فكان يقول: أهلكني حب الشرف.
قال يحيى بن سعيد: هو وابن إسحاق عندي سواء.
وقال أبو حاتم: صدوق، يدلس عن الضعفاء.
وقال يحيى بن آدم: حدثنا حماد بن زيد قال: كان حجاج بن أرطاة أسرد للحديث من الثوري.
وقال ابن أبي خيثمة: سمعت ابن معين يقول: حجاج صدوق، ليس بالقوي، يدلس عن محمد بن عبيد الله العرزمي عن عمرو بن شعيب؛ يعني فيسقط محمداً.
وقال أبو حاتم أيضاً: إذا قال: حدثنا، فهو صالح لا يرتاب في صدقه.
وقال أبو زرعة: صدوق مدلس.
وقال جرير بن عبد الحميد: رأيت حجاج بن أرطاة يخضب بالسواد.
وقال سفيان الثوري: ما بقي أحد أعرف بما يخرج من رأسه من حجاج.
وقال حفص بن غياث: سمعت سفيان يقول: ما تأتون أحداً أحفظ من حجاج بن أرطاة.
وقال آخر: له ستمائة حديث أو نحوها.
وقال أحمد بن حنبل: ليس يكاد لحجاج حديث إلا وفيه زيادة.
وقال حماد بن زيد: قدم علينا جرير بن حازم، فأتيناه وتذاكرنا، فقال: حدثنا قيس بن سعد، عن الحجاج بن أرطاة، ثم لبثنا ما شاء الله، ثم قدم علينا حجاج وله إحدى وثلاثون سنة، فرأيت عليه من الزحام ما لم أره على حماد بن أبي سليمان، رأيت عنده مطراً الوراق وداود بن أبي هند ويونس بن عبيد جثاة على أرجلهم، يقولون: يا أبا أرطاة، ما تقول في كذا؟ يا أبا أرطاة، ما تقول في كذا؟
قال حفص بن غياث: سمعت الحجاج يقول: ما خاصمت قط، ولا جلست إلى قوم يختصمون.
وقال ابن معين: سمع حجاج من مكحول.
وقال ابن إدريس: سمعت حجاج بن أرطاة يقول: لا تتم مروءة الرجل حتى يدع الصلاة في جماعة.
قلت: هذه كلمة مقيتة، بل لا تتم مروءة الرجل ودينه حتى يلزم الصلاة في جماعة. وهذا قاله حجاج لما في طباعه من البذخ والرياسة، فإنه يرى أن صلاته في جماعة ومزاحمته للسوقة في الصفوف ينافي ما فيه من التيه والترف، فالله يسامحه. وهو من طبقة أبي حنيفة الإمام في العلم، لكن رفع الله أبا حنيفة بالورع والعبادة، ولم ينل حجاج بن أرطاة تلك الرفعة، فرحمهما الله.
قال أحمد بن حنبل: سمعت يحيى بن سعيد يذكر أن حجاجاً لم ير الزهري، وكان سيئ الرأي فيه جداً، ما رأيته أسوأ رأياً في أحد منه في حجاج وابن إسحاق وليث وهمام، لا يستطيع أحد أن يراجعه فيهم.
وقال هشيم: قال لي حجاج: لم أر الزهري، لكن لقيت رجلاً جيد الأخذ عنه فأخذت عنه.
وسئل أحمد بن حنبل: أيحتج بحجاج؟ قال: لا.
وقال يزيد بن هارون: رأيت حجاج بن أرطاة عليه قميص أسود ورداء أسود قد خضب بالسواد متكئاً على مرافق حمر، قال يزيد: فكان يقول:
أبعد قضاء البصرة وشرط الكوفة، وكان يقضي بالبصرة ثم يقول: هذا قضاء أمير المؤمنين علي، وولي قضاءها ثلاثة أشهر، قال: وجلس يفتي بمسجد الكوفة وله عشرون سنة، وكان الحكم يجلس إليه، وهو الذي أجلسه للفتيا.
وقال الأشج: حدثنا عبد الله بن الأسود الحارثي قال: كان الحجاج بن أرطاة يقيم على رؤوسنا غلاماً أسود وقال: من رأيته يكتب، يعني في مجلسه، فجر برجله، فقام رجل فقال: يا أبا أرطاة، سوأة لك، يأتيك نظراؤك وأبناء نظرائك من أبناء القبائل، ثم تأمر هذا الأسود بما تأمر! قال: فلم يأمره بعد ذلك.
وقال يزيد بن هارون: كنا لا نكتب عند حجاج، كان له غلمان يطوفون في الحلقة، فمن رأوه يكتب أقاموه.
وقال العلاء بن عصيم: جاء ابن شبرمة وحجاج بن أرطاة إلى الأعمش، فقال له حجاج: يا هذا، لم تنته حتى مشت إليك الأشراف! قال: إذاً يرجعون بغير حوائجهم، ثم دخل وأغلق الباب في وجوههم.
وروى محمد بن عثمان بن أبي شيبة قال: حدثنا أبي، عن جدي قال: قلت للحجاج بن أرطاة: ما رأيت أحداً أحسن أصابع منك، قال: إنها مدارج الكرم.
وهب بن بقية: سمعت خالد بن عبد الله يقول: دخل الحجاج بن أرطاة المسجد، فقيل له: ها هنا يا ابن أرطاة. فقال: أنا صدر حيثما جلست.
وقال أبو عاصم النبيل: قال حجاج لسوار القاضي: أهلكني حب الشرف، فقال له: اتق الله تشرف.
محمد بن عثمان بن أبي شيبة قال: حدثنا إسماعيل بن محمد الطلحي قال: حدثنا أبو مالك الجنبي قال: دخل حجاج بن أرطاة المسجد الحرام وقد حج عيسى بن موسى - يعني ولي العهد - وهو في المسجد، فأقبل الحجاج ليسلم، ثم جلس، فقال له بعضهم: ارتفع يا أبا أرطاة إلى صدر الحلقة، فقال: حيث جلست أنا صدرها. فقال عيسى: جروا برجله وأخرجوه.
وقال ابن إدريس: كنا نأتي الحجاج بن أرطاة فنجلس حتى تطلع
الشمس فلا يخرج إلى صلاة جماعة فتركه.
وعن سليمان بن أبي سليمان قال لحجاج: ألا تصلي في جماعة؟ فقال: أصلي مع هؤلاء! يزحموني.
وعن أبي مالك الجنبي قال: خرج حجاج بن أرطاة ومعه بعض أصحابه، فمر بمساكين في الطرق، فسلم صاحبه على المساكين فقال الحجاج: إنه لا يسلم على أمثال هؤلاء.
وقد خرج مسلم في صحيحه لحجاج فقرنه بآخر.
توفي بالري مع المهدي سنة بضع وأربعين، قال ابن حبان: في سنة خمس.
81 -
خ م د ن ق:
حجاج بن حجاج الباهلي
.
قد تقدم أنه مات سنة إحدى وثلاثين، وذكر الحافظ عبد الغني بن سعيد أنه هو حجاج الأسود فوهم، بل حجاج الأسود هو القسملي؛ رجل صالح عابد، يقال له: زق العسل. حدث عن شهر بن حوشب، ومعاوية بن قرة، وأبي نضرة. روى عنه حماد بن سلمة، وجعفر بن سليمان، وعيسى بن يونس، وروح بن عبادة.
وثقه ابن معين وغيره.
82 -
حجاج بن عبد الله بن حمزة الرعيني
.
ولي إمرة بلاد زويلة من أعمال مصر، وله حديث واحد عن بكير بن الأشج. روى عنه الليث، وابن وهب.
83 -
ع:
حجاج بن أبي عثمان الصواف البصري
.
عن الحسن، وأبي الزبير، ويحيى بن أبي كثير. وعنه الحمادان، وابن علية، ويحيى القطان، وأبو عاصم، ويعلى بن عبيد، وآخرون.
وثقه جماعة، ووصفه الترمذي بالحفظ.
مات سنة ثلاث وأربعين ومائة.
84 -
حرام بن عثمان بن عمرو بن يحيى الأنصاري المدني
.
عن ولدي جابر بن عبد الله؛ وهما محمد وعبد الرحمن، وعن الأعرج، وغير واحد. وعنه الدراوردي، ومسلم الزنجي، وحاتم بن إسماعيل.
قال الشافعي: الرواية عن حرام حرام.
وقال الدارقطني وغيره: ضعيف.
وقال مالك: ليس بثقة.
وقال البخاري: منكر الحديث.
قال يحيى القطان: قلت لحرام بن عثمان: عبد الرحمن بن جابر، ومحمد، وأبو عتيق - هم واحد؟ قال: إن شئت جعلتهم عشرة.
قال الزبيري: وكان حرام يتشيع.
85 -
حرملة بن قيس النخعي الكوفي
.
عن أبي بردة، وأبي زرعة البجلي. وعنه مروان بن معاوية، وعبيد الله بن موسى، وأبو نعيم.
قال يحيى بن معين: ثبت.
86 -
ت ق:
حريث بن أبي مطر الفزاري الكوفي
.
عن الشعبي، ومدرك بن عمارة. وعنه شريك، ووكيع، وابن نمير. ضعفه الفلاس وغيره.
87 -
ق:
الحسن بن ثوبان بن عامر الهمداني
، ثم الهوزني المصري.
عن أبيه، وعكرمة، وموسى بن وردان. وعنه الليث، وضمام بن إسماعيل، وابن لهيعة، ومفضل بن فضالة، وغيرهم.
وكان أميراً على ثغر رشيد لمروان الحمار.
وثقه ابن حبان، وكان ذا صلاح وتعبد، مات سنة خمس وأربعين ومائة.
88 -
ق:
الحسن بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب
، أخو عبد الله وإبراهيم.
له رواية عن أبيه، وعن أمه فاطمة بنت الحسين. روى عنه عبيد بن وسيم الجمال، وعمر بن شبيب المسلي، وفضيل بن مرزوق.
مات في سجن المنصور، يقال: في ذي القعدة سنة خمس وأربعين ومائة.
89 -
د ت ق:
الحسن بن الحكم النخعي الكوفي
.
عن إبراهيم، والشعبي، وعدي بن ثابت، وأبي سبرة النخعي. وعنه شريك، وابن فضيل، وأبو أسامة، ومحمد بن عبيد، وآخرون.
قال أبو حاتم: صالح الحديث.
90 -
خ د ت ق:
الحسن بن ذكوان
، أبو سلمة.
بصري صدوق. عن أبي رجاء العطاردي، وطاوس، وابن سيرين. وعنه ابن المبارك، وصفوان بن عيسى، ويحيى القطان، وعبد الوهاب الخفاف.
قال أبو حاتم، والنسائي: ليس بالقوي.
وقال ابن معين: كان صاحب أوابد.
وقال أحمد بن حنبل: أحاديثه أباطيل.
وقال الدارقطني: ضعيف.
وأما ابن حبان فذكره في الثقات، وروى له البخاري في صحيحه.
91 -
د:
الحسن بن عطية بن سعد العوفي
، أخو عبد الله وعمرو ومحمد.
روى عن جده، وأبيه. وعنه ابناه؛ حسين القاضي ومحمد، وأخواه؛ عبد الله وعمرو، وابن إسحاق، وسفيان الثوري، وحكام بن سلم.
ضعفه أبو حاتم وغيره.
92 -
خ د ن ق:
الحسن بن عمرو التميمي الفقيمي الكوفي
.
عن مجاهد، وإبراهيم، والشعبي، والحكم. وعنه الثوري، وابن المبارك، وأبو معاوية، وحفص بن غياث، وآخرون.
وثقه أحمد.
وقال أبو حاتم: لا بأس به.
وقال خليفة: مات في سنة اثنتين وأربعين ومائة.
والحسن أخو فضيل.
93 -
الحسن بن عقبة
، أبو كبران المرادي الكوفي.
عن عبد خير، والشعبي، والضحاك، وغيرهم. وعنه وكيع، وأبو نعيم، وعبيد الله بن موسى.
روى عباس عن ابن معين: أبو كبران ثقة.
94 -
ق:
الحسن بن يزيد
، أبو يونس القوي المكي، العبد الصالح.
سكن الكوفة. وحدث عن أبي سلمة، وطاوس، ومجاهد، وعمرو ابن شعيب. وعنه الثوري، ووكيع، وحسين الجعفي، وأبو عاصم، وآخرون.
قال ابن عبد البر: أجمعوا على ثقته.
وقال آخرون: سمي القوي لقوته على العبادة.
قال وكيع مرة: أبو يونس، ومن أبو يونس! بكى حتى عمي، وصلى حتى حدب، وطاف حتى أقعد.
وقال حسين الجعفي: وكان أبو يونس القوي يطوف في اليوم سبعين أسبوعاً، فقدرنا ذلك فإذا هو ثمانية فراسخ.
قلت: له حديث واحد في سنن ابن ماجة وقع لي موافقة عالية.
95 -
ع:
الحسين بن ذكوان
، المعلم العوذي البصري المكتب.
عن ابن بريدة، وعطاء، وبديل بن ميسرة، وقتادة، ويحيى بن أبي كثير، وعمرو بن شعيب، وطائفة سواهم. وعنه إبراهيم بن طهمان، وابن المبارك، وعبد الوارث، ويحيى بن سعيد، وغندر، ويزيد بن زريع، وروح بن عبادة.
وثقه أبو حاتم والنسائي والناس.
وقد أورده العقيلي في كتاب الضعفاء بلا مستند، فقال فيه: مضطرب الحديث. وقال أبو بكر بن خلاد: سمعت يحيى القطان، وذكر أحاديث حسين المعلم، فقال: فيه اضطراب.
96 -
ت ق:
الحسين بن عبد الله بن عبيد الله بن العباس بن عبد المطلب
، أبو عبد الله الهاشمي العباسي المدني.
عن كريب، وعكرمة. وعنه الثوري، وشريك، وابن المبارك، وعلي بن عاصم، وجماعة.
قال أبو زرعة وغيره: ليس بقوي.
وقال النسائي: متروك.
وقال ابن سعد: مات سنة أربعين أو إحدى وأربعين ومائة، قال: وكان كثير الحديث، ولم أرهم يحتجون بحديثه.
97 -
ت ن:
الحسين بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب
، أخو أبي جعفر الباقر.
روى عن أبيه، وأخيه، ووهب بن كيسان. وعنه ابناه؛ عبيد الله ومحمد، وموسى بن عقبة، وابن المبارك.
قال النسائي: ثقة.
ويقال: كان أشبه أولاد أبيه بأبيه في التعبد والتأله.
98 -
ن:
الحكم بن عبد الرحمن بن أبي نعم البجلي الكوفي
.
عن أبيه، وشرحبيل بن سعد، وفاطمة بنت علي بن أبي طالب. وعنه
يونس بن بكير، والخريبي، وأبو نعيم، وآخرون.
قال أبو حاتم: صالح الحديث.
وبعضهم يلينه قليلاً.
99 -
حكيم بن رزيق الفزاري مولاهم
، الأيلي.
عن أبيه، وابن المسيب، وعبد الله بن فيروز الديلمي. وعنه إسحاق بن أبي فروة، وابن المبارك.
وثقه ابن معين.
100 -
حلام بن صالح العبسي الكوفي
.
عن مسعود بن حراش أخي ربعي، وسالم بن ربيعة، وسليمان بن شهاب. وعنه مسعر، وحفص بن غياث، وابن نمير، وسعيد بن محمد الوراق، وآخرون.
صدوق.
101 -
حماد بن جعفر بن زيد العبدي البصري
.
عن شهر بن حوشب، وميمون بن سياه. وعنه الضحاك بن حمزة الواسطي، ومرزوق الشامي، وأبو عاصم النبيل.
قال ابن عدي: لم أجد له غير حديثين.
وقال ابن معين: ثقة.
102 -
حماد بن أبي الدرداء الأنصاري
.
عن الشعبي، ومجاهد، وعطاء بن أبي رباح. وعنه وكيع، وأبو نعيم.
وثقه أحمد.
وقال أبو حاتم: صالح.
103 -
ت:
حمزة بن أبي حمزة ميمون الجعفي النصيبي الجزري
.
عن ابن أبي مليكة، ومكحول، ونافع، وأبي الزبير، وعمرو بن دينار، وطائفة. وعنه حمزة الزيات، وبكر بن مضر، وشبابة بن سوار، وعلي بن ثابت الجزري، وغسان بن عبيد، وجماعة.
وهو واه باتفاق؛ قال ابن معين: ليس بشيء. وقال البخاري: منكر الحديث. وقال ابن عدي: ما يرويه موضوع، والبلاء منه.
قلت: له حديث في الترمذي من رواية شبابة عنه؛ متنه: تربوا الكتاب. قال الترمذي: اسم أبيه عمرو. فوهم؛ بل هو ميمون.
104 -
ع:
حميد بن تيروية الطويل
، أبو عبيدة بن أبي حميد البصري.
سمع أنساً، والحسن، وبكر بن عبد الله، وابن أبي مليكة، وجماعة. وعنه شعبة، ومالك، والسفيانان، والحمادان، وابن علية، ويحيى القطان، وعبد الله بن بكر السهمي، ومحمد بن أبي عدي، وابن المبارك، والأنصاري، وخلق كثير.
وكان أحد الثقات؛ وثقه ابن معين والعجلي وأبو حاتم.
وقال أبو حاتم: هو وقتادة أكبر أصحاب الحسن.
وقال ابن خراش: في حديثه شيء، وهو ثقة.
وقال حماد بن سلمة: أخذ حميد كتب الحسن فنسخها، ثم ردها عليه.
وروى الأصمعي قال: رأيت حميداً وكان طويل اليدين.
وقال أبو عبيدة الحداد، عن شعبة: لم يسمع حميد من أنس إلا أربعة وعشرين حديثاً، والباقي سمعها من ثابت أو ثبته فيها ثابت.
قال ابن المديني، عن أبي داود: سمع شعبة يقول: سمعت حبيب بن الشهيد يقول لحميد وهو يحدثني: انظر ما يحدث به شعبة فإنه يرويه عنك، ثم يقول هو: إن حميداً رجل نسي، فانظر ما يحدثك به.
وروى عفان عن حماد قال: جاء شعبة إلى حميد فحدثه فقال: أسمعت هذا من أنس؟ قال: أحسب، فقال شعبة بيده هكذا، فلما ذهب قال حميد: سمعته من أنس كذا كذا مرة، ولكني لما شدد علي أحببت أن أشدد عليه.
وقال ابن المديني، عن يحيى بن سعيد: كان حميد إذا ذهبت تقفه على بعض حديثه عن أنس يشك فيه.
وقال الحميدي، عن سفيان قال: كان عندنا شاب بصري يقال له: درست، فقال لي: إن حميداً قد اختلط عليه ما سمع من أنس ومن ثابت، ومن قتادة عن أنس، إلا شيئاً يسيراً. فكنت أقول له: أخبرني بما شئت عن غير أنس، فأسأل حميداً عنها يقول: سمعت أنساً.
وقال يحيى بن يعلى المحاربي: طرح زائدة حديث حميد الطويل.
وقال ابن عدي: أكبر ما يقال فيه: إن ما لم يسمعه من أنس كان يدلسه عنه، وقد سمعه من ثابت.
وقيل: كان حميد مصلح أهل البصرة إذا تنازع الرجلان في مال.
وقال إياس بن معاوية لرجل: إذا أردت الصلح فعليك بحميد الطويل، وتدري ما يقول لك؟ خذ البعض ودع البعض.
قال إبراهيم بن حميد: مات أبي سنة ثلاث وأربعين ومائة عن خمس وسبعين سنة.
قال الأصمعي: رأيته ولم يكن بطويل، ولكن كان طويل اليدين.
وقيل: بل كان في جيرانه رجل قصير سميه، فقال الجيران: حميد الطويل؛ تمييزاً له من سميه.
قال حماد بن سلمة: لم يدع حميد لثابت علماً إلا وعاه عنه وسمعه منه.
وقيل: عامة ما يرويه حميد عن أنس سمعه من ثابت.
قلت: له في الصحيحين جملة أحاديث عن أنس، وبلغنا أنه كان قائماً يصلي فسقط ميتاً، وذلك في آخر سنة اثنتين وأربعين ومائة.
ولم يرو عنه زائدة لكونه لبس سواد العباسيين، وهذا غلو، حميد عدل صدوق. وكذا روي عن مكي بن إبراهيم قال: مررت بحميد وعليه ثياب سود، وقال لي أخي: أما تسمع منه؟ فقلت: أسمع من شرطي!
وقال عفان: حدثنا محمد بن دينار قال: ذكر رجل حميداً فعابه، فقال: يأتي سليمان بن علي الأمير ويفعل ويفعل، فقال يونس بن عبيد: كثر الله فينا مثل حميد.
وقال معاذ بن معاذ: كان حميد يصلي قائماً فمات، فذكروه لابن عون، وجعلوا يذكرون من فضله فقال: احتاج حميد إلى ما قدم.
وقال القاسم بن مالك المزني، عن عاصم الأحول قال: ذهبت بحميد وأبان بن أبي عياش إلى أنس، فلزماه وتركته.
105 -
م د ت ق:
حميد بن زياد
، أبو صخر، ويقال: حميد بن صخر، وهو حميد بن أبي المخارق المديني، صاحب العباء.
سكن مصر، وحدث عن كريب، ومحمد بن كعب القرظي، وسعيد المقبري، وأبي سلمة بن عبد الرحمن، ونافع، ورأى سهل بن سعد الساعدي. وعنه حيوة بن شريح، وحاتم بن إسماعيل، ويحيى القطان،
وابن وهب، وسعد بن الصلت، وآخرون.
قال أبو حاتم: ليس به بأس.
وقال ابن عدي: هو عندي صالح الحديث.
وروي عن ابن معين قال: هو ضعيف.
وأظن أن حميد بن صخر المدني آخر، روى عن سعيد بن أبي سعيد المقبري. وهو الذي قال فيه أحمد بن حنبل: ضعيف.
106 -
م 4:
حميد بن هانئ
، أبو هانئ الخولاني.
مصري صدوق. عن علي بن رباح، وأبي عبد الرحمن الحبلي، وشفي بن مانع، وعمرو بن مالك الجنبي، وغيرهم. وعنه حيوة بن شريح، والليث، وابن لهيعة، وابن وهب.
وقال أبو حاتم: صالح الحديث.
وقال ابن يونس: مات في سنة اثنتين وأربعين ومائة.
وقيل: إن إسحاق بن الفرات حدث عنه، وما أراه أدركه.
107 -
ت:
حميد الأعرج الكوفي القاص
.
عن عبد الله بن الحارث المكتب صاحب لابن مسعود. وعنه خلف بن خليفة، وابن نمير، وأبو يحيى الحماني، وعبيد الله بن موسى.
ضعفه أبو زرعة وغيره، وحديثه في جزء ابن عرفة بعلو أن موسى عليه السلام كان نعلاه من جلد حمار غير ذكي.
108 -
حنبل بن عبد الله
.
شيخ روى عن الهرماس بن زياد رضي الله عنه.
109 -
حنظلة بن صفوان
، أبو حفص الكلبي.
أحد الأشراف، ولي إمرة مصر لهشام بن عبد الملك وغيره وإمرة المغرب، وشهد حصار دمشق مع المسودة.
روى عنه محمد بن شابور، وكان ديناً محمود السيرة.
110 -
ت ق:
حنظلة السدوسي
، أبو عبد الرحيم.
شيخ بصري. حدث عن أنس بن مالك، وشهر بن حوشب، وعكرمة. وعنه شعبة، والحمادان، وابن المبارك، وابن علية، وعلي بن عاصم.
وقال أبو حاتم: ليس بقوي.
111 -
4:
حيي بن عبد الله المعافري
، أبو عبد الله.
مصري صالح الحديث، روى عن أبي عبد الرحمن الحبلي. وعنه الليث، وابن لهيعة، وابن وهب.
قال النسائي: ليس بقوي.
مات سنة ثلاث وأربعين ومائة.
112 -
ق:
خالد بن دينار الشيباني النيلي
، من مدينة النيل قريبة من واسط، يكنى أبا الوليد.
روى عن سالم، وعطاء بن أبي رباح، والحسن. وعنه الثوري، ويونس بن بكير، ومحمد بن عبيد.
قال أحمد: شيخ ثقة.
وقال أبو حاتم: يكتب حديثه.
فأما أبو خلدة خالد بن دينار فسيأتي.
113 -
خالد بن رباح
، أبو الفضل الهذلي.
شيخ بصري. عن الحسن، وعكرمة، وأبي السوار العدوي. وعنه وكيع، ويزيد بن هارون، وأبو عاصم.
وثقه ابن معين.
114 -
ق:
خالد بن عبيد
، أبو عصام العتكي البصري، نزيل مرو.
له عن أنس، وابن بريدة، والحسن. وعنه ابن المبارك، والعلاء بن عمران، والفضل السيناني، وأبو تميلة يحيى بن واضح، وآخرون.
قال أحمد بن سيار: كان شيخاً نبيلاً أحمر الرأس واللحية؛ يعني يخضب، وكان العلماء في ذلك الزمان يعظمونه ويكرمونه، قال: وكان ابن المبارك ربما سوى عليه ثيابه إذا ركب.
وقال البخاري: في حديثه نظر.
وقال ابن حبان: حدث بأحاديث موضوعة عن أنس.
115 -
م د ت ن:
خالد بن أبي عمران التجيبي
، قاضي إفريقية.
قد مر أنه توفي سنة تسع وعشرين ومائة، وأنه يروي عن عروة بن الزبير وطبقته.
وقد ذكر ابن أبي حاتم في ترجمته أنه روى عنه يحيى بن سعيد
القطان، وهذا خطأ؛ بل روى عنه يحيى بن سعيد الأنصاري التابعي المعروف.
116 -
ن ق:
خالد بن أبي كريمة الأصبهاني الإسكاف
، نزيل الكوفة.
روى عن عكرمة، ومعاوية بن قرة، وأبي جعفر الباقر. وعنه شعبة، والسفيانان، وعبد الله بن إدريس، ووكيع، وجماعة.
وثقه أحمد.
117 -
ع:
خالد بن مهران
، أبو المنازل البصري، الحذاء، أحد الأئمة الثقات.
رأى أنس بن مالك، وروى عن أبي عثمان النهدي، وعبد الله بن شقيق، وعبد الرحمن بن أبي بكرة، وعكرمة، وابن سيرين وأخويه؛ حفص وأنس، وأبي العالية. وعنه شيخه محمد بن سيرين، وأبو إسحاق الفزاري، وبشر بن المفضل، وحماد بن زيد، وابن عيينة، وخالد بن عبد الله الطحان، وشعبة، ومعتمر، وخلق آخرهم موتاً عبد الوهاب الخفاف.
توفي سنة اثنتين، ويقال: سنة إحدى وأربعين ومائة.
وثقه أحمد وابن معين.
وقال أبو حاتم: يكتب حديثه ولا يحتج به.
وقال عباد بن عباد: أراد شعبة أن يضع في خالد الحذاء، فأتيته أنا وحماد بن زيد فقلنا له: مالك أجننت أنت أعلم، وتهددناه فأمسك.
وقال يحيى بن آدم: قلت لحماد بن زيد: ما لخالد الحذاء في حديثه؟ قال: قدم علينا قدمة من الشام، فكأنا أنكرنا حفظه.
وقال عبد الله بن أحمد: حدثني أبي قال: قيل لابن علية في هذا الحديث، فقال: كان خالد يرويه فلم نكن نلتفت إليه. ضعف ابن علية أمره؛ يعني خالداً الحذاء.
وقال يحيى بن آدم: حدثنا عبد الله بن نافع القرشي أبو شهاب قال: قال لي شعبة: عليك بحجاج بن أرطاة ومحمد بن إسحاق؛ فإنهما حافظان، واكتم علي عند البصريين في خالد وهشام.
قلت: ولم يكن حذاء، بل كان يجلس في سوق الحذائين أحياناً فاشتهر بالحذاء، قاله ابن سعد.
وقال فهد بن حيان: لم يحذ خالد قط، وإنما كان يقول: احذ على هذا النحو، فلقب الحذاء، وكان حافظاً مهيباً ليس له كتاب.
وقال شعبة: قال خالد: ما كتبت شيئاً قط إلا حديثاً طويلاً، فلما حفظته محوته.
خالد الطحان: سمعت خالدا الحذاء يقول: ما حذوت نعلاً ولا بعتها، ولكن تزوجت امرأة من بني مجاشع، فنزلت عليها والحذاؤون ثم، فنسبت إليهم.
قال ابن معين: كان خالد على العشور.
118 -
م دن:
خالد بن أبي يزيد
، أبو عبد الرحيم الحراني، مولى بني أمية.
روى عن مكحول، وعبد الوهاب بن بخت، وأكثر عن زيد بن أبي أنيسة. روى عنه ابن أخته محمد بن سلمة، ووكيع، وشبابة، وحجاج الأعور.
قال أبو حاتم وغيره: لا بأس به.
مات في سنة أربع وأربعين ومائة.
119 -
خ م ن:
خثيم بن عراك بن مالك الغفاري المدني
.
عن أبيه، وسليمان بن يسار. وعنه ابنه إبراهيم، وحماد بن زيد، وحاتم بن إسماعيل، والفضل بن موسى، ويحيى القطان، وعدة.
وثقه النسائي، ولينه بعضهم.
120 -
الخصيب بن جحدر البصري
.
وقال ابن أبي حاتم: كوفي.
عن أبي صالح السمان، وراشد بن سعد، وابن سيرين، وعمرو بن دينار. وعنه الربيع بن مسلم، والحسن بن دينار، وجماعة.
مات سنة ست وأربعين ومائة، وكان من الفقهاء، لكنه متروك الحديث.
كذبه ابن معين.
121 -
خلف بن حوشب
، أبو يزيد الكوفي.
عن عطاء بن أبي رباح، وطلحة بن مصرف، وإياس بن سلمة. وعنه شعبة، وابن علية، ومروان بن معاوية، وآخرون.
وهو صدوق صالح الأمر.
122 -
4:
داود بن عبد الله الأودي الزعافري
، أبو العلاء الكوفي.
عن الشعبي، وحميد بن عبد الرحمن الحميري، وأبي وبرة عبد الرحمن. وعنه زهير بن معاوية، وأبو عوانة، ووكيع، وآخرون.
وثقه أحمد وغيره.
وضعفه ابن معين مرة وقواه أخرى، ولا بأس
به.
123 -
ت ن ق:
داود بن أبي عوف
، أبو الجحاف الكوفي.
من رؤوس الشيعة ومحدثيهم. له عن أبي حازم الأشجعي، ومعاوية بن ثعلبة صاحب لأبي ذر، وعطية العوفي، وغيرهم. وعنه سفيان الثوري، وعامر بن السمط، وتليد بن سليمان، وسفيان بن عيينة، وغيرهم.
قال ابن عدي: عامة ما يرويه في فضائل أهل البيت، وهو عندي ليس بالقوي.
وقال الثوري: كان مرضياً. ووثقه جماعة، وفيه شيء.
124 -
داود بن عيسى النخعي الكوفي
.
حدث بدمشق عن أبي جحيفة السوائي مرسلاً، وعن سعيد بن جبير، وعمرو بن دينار، وسماك، وطائفة. وعنه إسماعيل بن عياش، وسويد بن عبد العزيز، ويحيى بن حمزة القاضي.
ولم أر لهم فيه كلاماً بتوثيق ولا تليين، فهو صالح.
125 -
ت ق:
داود بن يزيد بن عبد الرحمن الأودي الكوفي الأعرج
.
عن أبيه، وأبي وائل، وإبراهيم، والشعبي، والمغيرة بن شبيل. وعنه ابن أخيه عبد الله بن إدريس، والمعافى بن عمران الموصلي، ووكيع، وعبيد الله بن موسى، ومكي بن إبراهيم، وآخرون.
ضعفه أحمد.
وقال أبو حاتم: ليس بقوي.
وقال النسائي: ليس بثقة.
وقال ابن المديني: لا أروي عنه، وكان أبوه ثبتاً.
وقال ابن معين: ضعيف.
وقال يحيى القطان: قال لي سفيان الثوري: شعبة يروي عن داود بن يزيد الأودي! قال: تعجباً منه.
126 -
داود، أبو اليمان
.
رأى أنس بن مالك، وحدث عن ابن أبي أوفى. وعنه حفص بن غياث، وأبو معاوية، وعبد الله بن نمير.
صالح الحال.
127 -
دينار، أبو عمر
.
سمع الحسن البصري. وعنه وكيع، ومروان بن معاوية، وأبو أسامة، وآخرون.
لا بأس به.
128 -
ن:
راشد بن داود الصنعاني الدمشقي البرسمي
.
عن أبي الأشعث الصنعاني، وأبي أسماء الرحبي، وأبي صالح الأشعري. وعنه يحيى بن حمزة، والهيثم بن حميد، وأبو مطيع معاوية بن يحيى، وآخرون.
روى إبراهيم بن الجنيد عن ابن معين: ثقة.
وقال البخاري: فيه نظر.
وقال الدارقطني: ضعيف.
129 -
م د ت ق:
راشد بن كيسان
، أبو فزارة العبسي الكوفي.
عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، وميمون بن مهران، ويزيد بن الأصم.
وعنه جعفر بن برقان، والثوري، وشريك، وعلي بن عباس، وغيرهم.
قال أبو حاتم: صالح الحديث.
وقال أبو زرعة: حديثه ليس بصحيح.
وقال ابن معين: ثقة.
130 -
راشد، أبو سلمة الفزاري
.
عن عطية العوفي، والشعبي، وزيد الأحمسي. وعنه ابن المبارك، ووكيع، وأبو نعيم، وآخرون.
صويلح.
131 -
ق:
راشد بن نجيح
، أبو محمد الحماني البصري.
شيخ مقل من الرواية، ما علمت به بأساً، بل قد قال بعضهم: صدوق.
روى عن أنس وغيره، وكان أحد الذين نظروا في المصاحف زمن الحجاج. روى عنه حماد بن زيد، وشهاب بن شرنفة، وعبد الوهاب بن عطاء، وأبو نعيم، وآخرون.
وأما أحمد بن أبي خيثمة فسماه راشد بن سعيد مولى بني عطارد، فلعلهما اثنان.
132 -
الربيع بن حيظان
، ويقال: ابن حظيان.
شيخ بصري. روى عن عكرمة، والحسن، ومكحول، وجماعة.
وعنه سويد بن عبد العزيز، وعمر بن عبد الواحد، وعبد الملك الصنعاني؛ الدماشقة.
قال أبو زرعة: منكر الحديث.
133 -
الربيع بن سعد الجعفي
.
عن عبد الرحمن بن سابط. وعنه حفص بن غياث، ووكيع، وابن نمير، وحسين الجعفي، وآخرون.
قال أبو حاتم: لا بأس به.
134 -
رزام بن سعيد الضبي
.
عن جواب التيمي، وأبي المعارك، ووحشية بنت عمار. وعنه وكيع، والقاسم بن مالك، وأبو نعيم، وأبو أحمد الزبيري.
وثقه الإمام أحمد.
135 -
ت ق:
رشدين بن كريب
، مولى ابن عباس، أبو كريب المدني.
عن أبيه، وعلي بن عبد الله بن عباس، ورأى ابن عمر. روى عنه عيسى بن يونس، وابن فضيل، والمحاربي، وجماعة.
وعداده في الضعفاء.
136 -
ت:
رزين بن حبيب الجهني الكوفي الأنماطي
.
عن الشعبي، وسلمى البكرية. وعنه أبو خالد الأحمر، وابن المبارك، ووكيع، وأبو نعيم، وآخرون.
وثقه ابن معين.
137 -
رؤبة بن العجاج التميمي الراجز
.
من أعراب البصرة. سمع أباه، والنسابة البكري. وعنه النضر بن
جميل، ويحيى القطان، وأبو عبيدة معمر بن المثنى، وأبو زيد الأنصاري، وغيرهم.
وكان لغوياً علامة، له وفادة على الوليد بن عبد الملك وهو شاب، ثم طال عمره إلى هذا الوقت.
قال أبو عبيدة: حدثني رؤبة بن العجاج قال: حدثني أبي قال: سألت أبا هريرة: ما تقول في هذا الرجز:
طاف الخيالان فهاجا سقما خيال يكنى وخيال يكتما قامت تريك خيفة أن تصرما ساقاً بخنداة وكعباً أدرما فقال أبو هريرة: كان يحدى بنحو هذا ومثل هذا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا يعيبه.
والبخنداة: التي يعض عليها الخلخال.
وقال خلف الأحمر: سمعت رؤبة يقول: ما في القرآن أعرب من قوله تعالى: {فَاصْدَعْ بِمَا تُؤْمَرُ}
وقال النسائي: ليس رؤبة بالقوي.
وقال غيره: توفي سنة خمس وأربعين ومائة.
138 -
ت ق:
روح بن جناح الدمشقي
، أخو مروان بن جناح، مولى الوليد بن عبد الملك.
روى عن مجاهد، وشهر بن حوشب، وعمر بن عبد العزيز. وعنه الوليد بن مسلم، ومحمد بن شعيب، وغيرهما.
قال النسائي: ليس بالقوي.
وقال أبو زرعة: ضعيف.
الوليد بن مسلم، عن روح، عن مجاهد قال: بينا نحن جلوس عند ابن عباس أنا وعطاء وطاوس وعكرمة إذ دخل رجل، فقال: إني كلما بلت تبعه الماء الدافق. قلنا: الذي يكون منه الولد؟ قال: نعم. قلنا: عليك الغسل. فولى الرجل وهو يرجع، وعجل ابن عباس في صلاته، فلما سلم قال: أرأيتم ما أفتيتموه به عن كتاب الله؟ قلنا: لا. قال: فعن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قلنا: لا. قال: فعمن؟ قلنا: عن رأينا. فقال: لذلك يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: فقيه واحد أشد على الشيطان من ألف عابد. ثم قال له: إذا كان هذا منك تجد شهوة في قلبك؟ قال: لا. قال: فهل تجد خدراً في جسدك؟ قال: لا. قال: إنما هذه بردة، يجزئك منه الوضوء.
139 -
خ م د ن ق:
روح بن القاسم
، أبو غياث التميمي العنبري البصري.
عن قتادة، وعمرو بن دينار، وابن المنكدر، ومنصور، وعبد الله بن طاوس، وطبقتهم. وعنه يزيد بن زريع فأكثر، وابن إسحاق، وابن علية، ومحمد بن سواء، وعبد الوهاب بن عطاء، وآخرون.
مات في الكهولة، وكان أحد الحفاظ المجودين.
وثقه أبو حاتم وغيره.
ظهر له مائة وخمسون حديثاً، وإنما طلب العلم وهو كبير.
قال نصر بن المغيرة: قال سفيان: لم أر أحداً طلب الحديث وهو مسن أحفظ من روح بن القاسم.
140 -
الزبرقان بن عبد الله، أبو بكر الأسدي الكوفي السراج
.
روى عن أبي وائل، وعبد الله بن معقل. وعنه عباد بن العوام، ويحيى القطان، وأبو أسامة.
وثقه أحمد، وابن معين.
141 -
الزبرقان بن عبد الله، أبو ورقاء العبدي الكوفي
.
عن الضحاك، وكعب بن عبد الله. وعنه سفيان، وشعبة، وإسرائيل، وشريك، وغيرهم.
صالح الأمر، وهو أقدم من السراج.
142 -
زجلة الدمشقية
.
عن أم الدرداء، وعمر بن عبد العزيز، وسالم بن عبد الله، وابن أبي زكريا. وعنها صدقة بن خالد، والوليد بن مسلم، وخالد بن يزيد المري.
لم يضعفها أحد.
143 -
زرعة بن إبراهيم الدمشقي
.
عن عطاء، وخالد بن اللجلاج، وجناح أبي مروان مولى الوليد. وعنه سعيد بن أبي هلال، ومحمد بن إسحاق، ومحمد بن شعيب بن شابور، وغيرهم.
قال أبو حاتم: ليس بالقوي.
144 -
ع:
زكريا بن أبي زائدة الهمداني
، أبو يحيى، قاضي الكوفة.
أخذ عن الشعبي، وخالد بن سلمة، وسعيد بن أبي بردة، ومصعب بن شيبة، وطائفة. وعنه ابنه يحيى، وشعبة، والسفيانان، وابن المبارك، ويحيى القطان، ووكيع، وعبيد الله بن موسى، وأبو نعيم.
قال أحمد: ثقة، حلو الحديث.
وقال أبو زرعة: صويلح.
وقال أبو حاتم: لين الحديث، يدلس.
قلت: مات سنة تسع وأربعين ومائة.
145 -
زكريا بن سلام
، أبو يحيى العتبي الأصم، نزيل الري.
عن منصور بن المعتمر، والسدي، والعلاء بن بدر. وعنه جرير بن عبد الحميد، وحكام بن سلم، وعبد الله بن الجهم، وعبد الرحمن الدشتكي؛ الرازيون، وغيرهم.
هكذا ذكره ابن أبي حاتم، وهو أخبر به لأنه بلديه.
وأما أبو أحمد الحاكم فقال: روى عن أبي وائل شقيق بن سلمة، وإبراهيم النخعي، وسعيد بن مسروق الثوري، والعلاء بن بدر. وعنه هارون بن المثنى، وحكام، وإسحاق بن سليمان الرازي.
قلت: فما أحسبه لقي أبا وائل، وكذا في نفسي من لقي إسحاق بن سليمان له.
صدوق.
146 -
زكريا بن يحيى الحميري
، الكندي الكوفي.
عن الشعبي، وعكرمة، وعمر بن عبد العزيز. وعنه حاتم بن إسماعيل، وجعفر بن عون، وأبو أسامة، وآخرون.
ضعفه يحيى بن معين، وقال: زكريا أبو يحيى، عن الشعبي، من زكريا هذا! ليس بشيء.
وقد ذكره أيضاً ابن أبي حاتم فقال: زكريا بن يحيى البدي، وأنه روى عن عكرمة. روى عنه يونس بن بكير.
وقال عباس، عن ابن معين: زكريا بن يحيى البدي ليس بثقة. قال:
أحسب أن الحميري والبدي واحد، فالله أعلم.
147 -
ت:
زنفل العرفي المكي
.
روى عن ابن أبي مليكة، ونجيح بن إسحاق العرفي. وعنه أبو داود الدباغ، ومحمد بن عمر المعيطي، وإبراهيم بن عمر بن أبي الوزير، ومحمد بن عبيد الله التيمي، وغيرهم.
ضعفه غير واحد، وقال ابن عدي: لا يتابع على حديثه.
148 -
زياد بن أبي حسان النبطي
.
بصري. عن أنس بن مالك، وأبي عثمان النهدي. وعنه ابن علية، وعون بن عمارة، وقرة بن حبيب، وآخرون.
قال الدارقطني وغيره: متروك.
وقال البخاري: كان شعبة يتكلم فيه.
وقيل: هو واسطي.
149 -
زياد بن أبي زياد الجصاص
، أبو محمد.
بصري، وقيل: واسطي. عن أنس، والحسن، ومعاوية بن قرة. وعنه هشيم، ويزيد بن هارون، وعبد الوهاب بن عطاء، وآخرون.
قال أبو زرعة: واهي الحديث.
وقال الدارقطني وغيره: متروك.
وأما ابن حبان فذكره في الثقات.
150 -
م 4:
زياد بن خيثمة الكوفي
.
عن الشعبي، وعطية العوفي، وسعد أبي مجاهد الطائي، وسماك بن
حرب. وعنه زهير بن معاوية، وهشيم، ووكيع، وأبو بدر السكوني.
وثقه أبو داود وغيره.
151 -
ع:
زياد بن سعد
، أبو عبد الرحمن الخراساني.
نزيل مكة وشريك بن جريج، ثم تحول إلى قرية عك باليمن.
روى عن الزهري، وعمرو بن دينار، وعمرو بن مسلم الجندي، وجماعة. وعنه ابن جريج، ومالك، وابن عيينة، وأبو معاوية، وآخرون.
قال ابن عيينة: كان عالماً بحديث الزهري.
وقال النسائي: ثقة ثبت.
قلت: مات في الكهولة.
152 -
زياد بن عبد الله بن يزيد بن معاوية بن أبي سفيان بن حرب الأموي
.
سجنه يزيد بن الوليد لقيامه مع الوليد بن يزيد، فلما استخلف مروان أطلقه، ثم حبسه، ثم أطلقه. وقد خرج بقنسرين ودعا إلى نفسه وتبعه ألوف من الناس، وقالوا: هو السفياني. ثم إنه عسكر وحارب بني العباس في أول دولتهم، فالتقاه عبد الله بن علي فهزمه عبد الله، فتسحب واختفى بالمدينة مدة، ثم قتل في دولة المنصور.
153 -
زياد بن عبيد الله الحارثي الأمير
، من أخوال السفاح.
ولي إمرة الموسم سنة ثلاث وثلاثين، ثم ولي إمرة الحرمين للمنصور.
وقال الواقدي: طلب زياد بن عبيد الله ابن أبي ذئب ليستعمله فأبى عليه، فحلف زياد ليستعملن، فحلف ابن أبي ذئب لا يعمل. فأمر زياد بسجنه وقال: يا ابن الفاعلة، فقال ابن أبي ذئب: والله ما من هيبتك تركت الرد عليك، ولكن لله تعالى. ثم كلموا زياداً فيه فاستحيا وندم، وأراد تطييب قلبه، وأخذ يتحيل في رضاه حتى توصل، وأهدى لابن أبي ذئب جارية على
يد أخيه من حيث لا يشعر محمد، فهي أم ولد ابن أبي ذئب.
154 -
ت:
زياد بن المنذر
، أبو الجارود الثقفي.
أحد المتروكين. يروي عن أبي جعفر الباقر، ومحمد بن كعب، وعطية العوفي، وأكبر مشيخته أبو الطفيل عامر بن واثلة. روى عنه عمار بن محمد، وعبد الرحيم بن سليمان، ومروان بن معاوية، وآخرون.
قال أحمد: متروك.
وقال أبو زرعة: واهي الحديث.
وقال ابن حبان: رافضي، يضع الحديث في المثالب وفي مناقب أهل البيت.
وقال الدارقطني وغيره: متروك.
155 -
ت ق:
زيد بن جبيرة الأنصاري المدني
.
عن أبيه جبيرة بن محمود، وداود بن الحصين، وأبي طوالة. وعنه يحيى بن أيوب، والليث، وسويد بن عبد العزيز، ومحمد بن حمير.
تركه أبو حاتم والبخاري.
وقال النسائي وغيره: ليس بثقة.
156 -
خ ت ق:
زيد بن رباح المدني
.
عن أبي عبد الله الأغر، وعنه مالك وحده.
قتل سنة إحدى وأربعين ومائة.
قال أبو حاتم: ما أرى بحديثه بأساً.
157 -
ق:
زيد بن عبد الحميد بن عبد الرحمن بن زيد بن الخطاب
.
عن أبيه عبد الحميد بن عبد الرحمن، وعن عمر بن عبد العزيز. وعنه شعبة، وعيسى بن يونس، وابن المبارك، وآخرون.
• - زيد بن واقد الدمشقي.
قد مر في الطبقة الماضية.
158 -
ن:
زيد، أبو أسامة الحجام
، مولى بني ثور.
كوفي صدوق. روى عن الشعبي، وعكرمة. وعنه أبو أسامة، وأبو نعيم.
وثقه أبو حاتم.
159 -
سابق البربري
.
له أشعار مليحة في الزهد. روى عن مكحول، وعمر بن عبد العزيز. وعنه موسى بن أعين، والمعافى بن عمران، وشجاع بن الوليد، وغيرهم.
وهو من موالي بني أمية، سكن الرقة، ويقال: إن سابقاً الرقي آخر.
160 -
ت ق:
سالم بن عبد الله
الخياط
.
بصري نزل مكة، وروى عن الحسن، وابن سيرين، وعطاء. وعنه زهير بن محمد، وعبيد الله بن موسى، وأبو عاصم النبيل.
قال أحمد: ما أرى به بأساً. وكذلك قال ابن عدي، وضعفه آخرون.
161 -
ق: سالم بن عبد الله، هو سالم بن أبي المهاجر الرقي.
عن مكحول، وميمون بن مهران. وعنه معمر بن سليمان، وخالد بن حيان، ومحمد بن سليمان بومة.
قال أبو حاتم: لا بأس به.
قلت: إنما قدمته عن طبقته يسيراً لأميز ما بينه وبين الخياط الذي قبله.
162 -
سالم، أبو غياث العتكي
.
عن أنس بن مالك، والحسن، وعطاء، وبكر بن عبد الله. وعنه النضر بن شميل، وعبيد الله بن موسى.
قال ابن معين: لا شيء.
163 -
ت:
سالم بن عبد الواحد
، أبو العلاء المرادي، الكوفي الضرير.
عن ربعي بن حراش، وعمرو بن هرم. وعنه وكيع، ويعلى بن عبيد، وجماعة.
قال أبو حاتم: يكتب حديثه.
164 -
د ت ن:
سالم بن غيلان التجيبي المصري
.
عن الوليد بن قيس التجيبي، ودراج أبي السمح، ويزيد بن أبي حبيب. وعنه حيوة بن شريح، وابن لهيعة، وابن وهب، وغيرهم.
قال النسائي: ليس به بأس.
وقال ابن بكير: توفي سنة إحدى وخمسين.
165 -
ق:
السري بن إسماعيل الهمداني الكوفي
.
عن ابن عمه عامر الشعبي، وقيس بن أبي حازم. وعنه جرير الضبي، وابن فضيل، ومكي بن إبراهيم، وآخرون.
تركه ابن المبارك.
وقال أبو داود: ضعيف متروك.
وقال ابن سعد: ولي قضاء الكوفة.
166 -
4:
سعد بن إسحاق بن كعب بن عجرة الأنصاري المدني
.
عن أبيه، وعن عمه عبد الملك، وأنس بن مالك، وأبي سعيد المقبري، وعمته زينب بنت كعب. وعنه سفيان، وشعبة، ومالك، ويحيى القطان، وأبو ضمرة، وآخرون.
وثقه ابن معين.
167 -
د ت ن:
سعد بن أوس
العبدي البصري
، زوج ابنة أبي نضرة العبدي.
روى عن مصدع، وزياد بن كسيب، وأنس بن سيرين. وعنه حميد بن مهران، ومحمد بن دينار الطاحي، وأبو عبيدة عبد الواحد الحداد، وآخرون.
168 -
4: سعد بن أوس، أبو الحسن العبسي الكوفي الكاتب.
عن الشعبي، وبلال بن يحيى العبسي. وعنه وكيع، وعبيد الله بن موسى، وأبو نعيم.
قال أبو حاتم: صالح الحديث.
وضعفه الأزدي.
169 -
م 4:
سعد بن سعيد
، أخو يحيى بن سعيد، الأنصاري المديني.
عن أنس بن مالك، والقاسم بن محمد، وسعد بن مرجانة. وعنه ابن المبارك، وإسماعيل بن جعفر، وابن عيينة، وابن نمير، وأبو أسامة.
قال النسائي: ليس بالقوي.
وقال أحمد بن حنبل: ضعيف الحديث.
ووثقه غيره.
170 -
م 4:
سعد بن طارق بن أشيم
، أبو مالك الأشجعي الكوفي.
لأبيه صحبة. روى عن أبيه، وعن ابن أبي أوفى، وأنس بن مالك، وموسى بن طلحة، وأبي حازم الأشجعي، وربعي بن حراش. وعنه الثوري، وأبو عوانة، وحفص بن غياث، وأبو معاوية، وخلف بن خليفة، ويزيد بن هارون، وعبيدة بن حميد، وآخرون.
قال النسائي: ليس به بأس.
وقد استشهد به البخاري.
171 -
ت ق:
سعد بن طريف الحنظلي الكوفي الحذاء
.
عن أبي وائل، والأصبغ بن نباتة، وعكرمة. وعنه علي بن مسهر، وأبو معاوية، وابن علية، وآخرون.
وهو شيعي، ضعيف الحديث؛ روى عباس عن يحيى قال: لا يحل لأحد أن يروي عنه. وقال في موضع آخر: ليس بشيء.
وقال البخاري: ليس بالقوي عندهم.
172 -
ع:
سعيد بن إياس
، أبو مسعود الجريري البصري، أحد علماء الحديث.
له عن أبي الطفيل، وأبي عثمان النهدي، وعبد الله بن شقيق، وأبي نضرة، وابن بريدة، وعدد كثير. وعنه ابن المبارك، وبشر بن المفضل، وابن علية، ويزيد بن هارون، وخلق آخرهم مماتاً محمد بن عبد الله الأنصاري.
قال أحمد بن حنبل: هو محدث البصرة.
وقال غير واحد: هو ثقة.
وقال أبو حاتم: تغير حفظه قبل موته.
وقال محمد بن أبي عدي: لا نكذب الله سمعنا من الجريري وهو مختلط.
وقال يزيد بن هارون: سمعت من الجريري سنة اثنتين وأربعين ومائة وهي أول دخولي البصرة ولم ننكر منه شيئاً، وكان قيل لنا: إنه اختلط، وقد سمع منه إسحاق الأزرق بعدنا.
وقال يحيى بن معين: قال يحيى القطان لعيسى بن يونس: سمعت من الجريري؟ فقال: نعم، قال: لا ترو عنه.
وقال أحمد: سألت ابن علية: أكان الجريري اختلط؟ فقال: لا، كبر الشيخ فرق.
وقال غيره: توفي سنة أربع وأربعين ومائة.
وقال الفلاس: سمعت يحيى بن سعيد يقول: أتيت الجريري فسمعته يقول: حدثنا ابن بريدة، عن عبد الله بن عمرو قال: بين كل أذانين صلاة. فلما خرجت قال لي رجل: إنما هو عن عبد الله بن مغفل، فرجعت إليه فقلت له، فقال: عن عبد الله بن مغفل.
وروى ابن علية عن كهمس قال: أنكرنا الجريري قبل الطاعون.
173 -
م ت ن ق:
سعيد بن حسان المخزومي
، قاضي مكة.
عن مجاهد، وابن أبي مليكة. وعنه ابن عيينة، ووكيع، وأبو نعيم.
وثقه ابن معين.
174 -
سعيد بن صالح الأسدي الكوفي الأشج
.
عن أبي وائل، والشعبي، وأبي معشر زياد بن كليب. وعنه شريك، وابن المبارك، وأبو نعيم.
وثقه ابن معين.
175 -
د:
سعيد بن عبد الرحمن بن يزيد بن رقيش الأسدي
؛ أسد خزيمة، المدني، حليف بني عبد شمس.
روى عن خاله عبد الله بن أبي أحمد بن جحش، وأنس بن مالك، وأبي الأسود الديلي، وشيوخ من بني عمرو بن عوف. وعنه مالك، وفليح، والدراوردي، ومحمد بن شعيب بن شابور، وخالد بن سعيد، وآخرون.
قال أبو زرعة: شيخ ثقة.
176 -
سوى ق:
سعيد بن عبيد الطائي الكوفي
، أبو الهذيل.
عن علي بن ربيعة، وسعيد بن جبير، وبشير بن يسار. وعنه وكيع، ويحيى القطان، وأبو نعيم، وغيرهم.
وثقه أحمد والنسائي.
177 -
سعيد بن كثير بن عبيد
، أبو العنبس التيمي، مولى أبي بكر الصديق، القرشي الكوفي الملائي.
عن أبي عمر زاذان، والقاسم بن محمد، ووالده. وعنه وكيع،
وحفص بن غياث، ويعلى بن عبيد، وأبو نعيم، وعلي بن مسهر، وآخرون.
قال أبو حاتم: صالح الحديث.
وقال ابن معين: ثقة.
قلت: لم يخرجوا له في الكتب.
178 -
خ ن:
سفيان بن دينار الكوفي التمار
.
عن الشعبي، وسعيد بن جبير، وعكرمة، ومصعب بن سعد. وقيل: إن له سماعاً من محمد ابن الحنفية. روى عنه ابن المبارك، ومندل بن علي، وأبو بكر بن عياش، ويعلى بن عبيد، وجماعة.
وثقه أبو زرعة وغيره، وهو الذي رأى قبر نبينا صلى الله عليه وسلم وهو مسنم.
179 -
خ 4:
سفيان بن زياد الكوفي
، أبو الورقاء العصفري.
عن أبيه، وشريح القاضي، وعكرمة. وعنه أبو أسامة، ومروان بن معاوية، وأبو بكر بن عياش، ويعلى بن عبيد، وجماعة.
وثقه أبو حاتم وأبو زرعة.
ومنهم من يقول: إن هذا والذي قبله واحد، فوهم.
فأما:
180 -
سفيان بن زياد.
فآخر يروي عن أنس، وعنه الأوزاعي، ليس بالمعروف.
181 -
و
سفيان بن زياد المروزي
، صاحب ابن المبارك.
صدوق، قديم الوفاة.
182 -
و سفيان بن زياد.
شيخ بصري، سمع من حماد بن زيد وطبقته، وكان حافظاً، يعرف بالرأس، مات قبل المائتين، كتب عنه أبو حفص الفلاس.
183 -
و
سفيان بن زياد الرؤاسي
.
عن ابن عيينة، أخذ عنه ابن أبي الدنيا.
184 -
و
سفيان بن زياد المخرمي
، ثم الرصافي.
عن عيسى بن يونس. وعنه تمتام، وعباس الدوري.
ثقة.
185 -
وسفيان بن زياد.
عن فياض بن محمد الرقي، وعنه عثمان بن خرزاذ، فلعله الرصافي.
186 -
ق: وسفيان بن زياد، شيخ لابن ماجة، يقال له: العقيلي البصري.
سمع أبا عاصم النبيل، وتأخرت وفاته إلى حدود السبعين ومائتين، روى عنه إمام الأئمة ابن خزيمة.
187 -
السكن بن أبي كريمة بن زيد
، أبو عثمان التجيبي المصري.
عن أمه، وحسان بن عطية. وعنه محمد بن إسحاق، وحيوة بن شريح، وابن لهيعة، وغيرهم.
مات عام اثنتين وأربعين ومائة.
فأما:
188 -
السكن بن أبي كريمة الواسطي.
فشيخ يروي عن محمد بن عبادة. وعنه وكيع، ومحمد بن الحسن المزني.
قال أبو بكر الخطيب: وهم البخاري وأبو حاتم فجعلاهما واحداً.
189 -
سلم ابن الأمير قتيبة بن مسلم الباهلي
، الأمير أبو عبد الله الخراساني.
خدم في الدولتين الأموية والعباسية، وولي البصرة لهشام بن عبد الملك، ثم نفق على المنصور وولي له البصرة، وكان حازماً عاقلاً جواداً ممدحاً.
ومن كلامه قال: لا تتم مروءة الرجل حتى يصبر على مناجاة الشيوخ البخر.
وقد روى عن أبيه، وعمه عبد الرحمن، ومحمد بن سيرين. روى عنه شعبة، وأبو عاصم النبيل، وغيرهما.
مات بالري سنة تسع وأربعين ومائة، وصلى عليه المهدي.
190 -
د ن ق:
سلمة بن نبيط بن شريك الأشجعي
، أبو فراس.
روى عن أبيه فيما قيل، وعن نعيم بن أبي هند، والضحاك، وغيرهم. وعنه ابن المبارك، وإسحاق الأزرق، وأبو نعيم، والخريبي، وعبيد الله بن موسى، ووكيع.
وكان وكيع يفتخر بلقيه ويوثقه.
وقال البخاري: يقال: إنه اختلط بأخرة.
191 -
م د ن ق:
سليمان بن سحيم
، أبو أيوب المدني.
عن سعيد بن المسيب، وأمية بن أبي الصلت، وإبراهيم بن عبد الله بن معبد بن عباس. وعنه إسماعيل بن جعفر، وابن عيينة، والدراوري.
وثقه النسائي.
192 -
بخ:
سليمان بن زيد
، أبو إدام الكوفي.
عن عبد الله بن أبي أوفى. وعنه معاوية، وحفص بن غياث، ووكيع، وعبيد الله بن موسى، وآخرون.
روى عباس عن ابن معين قال: ليس بثقة، كذاب.
وقال أبو حاتم: ليس بالقوي.
وقال ابن عدي: لم أر له حديثاً منكراً.
193 -
4:
سليمان بن سليم
، أبو سلمة الكلبي مولاهم، الحمصي، قاضي حمص.
عن عبد الرحمن بن جبير، وعمرو بن شعيب، والزهري. وعنه إسماعيل بن عياش، وبقية، ومحمد بن حرب، وعبد الله بن سالم، وأبو المغيرة عبد القدوس.
وثقه أبو حاتم.
ويقال: لم يكن بحمص أعبد منه. توفي سنة سبع وأربعين ومائة.
وكذا وثقه ابن معين وأبو داود.
194 -
ع:
سليمان بن طرخان التيمي
، أبو المعتمر القيسي البصري.
أحد الأئمة الأعلام، ولم يكن تيمياً؛ بل نزل فيهم.
سمع أنس بن مالك، وأبا عثمان النهدي، وطاوساً، والحسن، ويزيد بن الشخير، وأبا نضرة، وبكر بن عبد الله، وطائفة سواهم. وعنه شعبة، والسفيانان، وابن المبارك، وعلي بن عاصم، ويزيد بن هارون، والأنصاري، وهوذة بن خليفة، وخلق.
قال شعبة: ما رأيت أصدق من سليمان التيمي، كان إذا حدث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم تغير لونه.
وقال معتمر بن سليمان: مكث أبي أربعين سنة يصوم يوماً ويفطر يوماً ويصلي صلاة الفجر بوضوء العشاء، وعاش أبي سبعاً وتسعين سنة.
قلت: كان عابد أهل البصرة وأحد العلماء بها، وحديثه نحو المائتين.
قال يحيى القطان: ما رأيت أخوف لله منه.
وقال سعيد بن عامر الضبعي: كان سليمان التيمي يسبح في كل سجدة أو ركعة سبعين تسبيحة.
وعن حماد بن سلمة قال: ما أتينا سليمان التيمي في ساعة يطاع الله فيها إلا وجدناه مطيعاً، فكنا نرى أنه لا يحسن يعصي الله تعالى.
وقال يحيى بن المغيرة: زعم جرير بن عبد الحميد أن سليمان التيمي لم تمر ساعة قط إلا تصدق بشيء، فإن لم يجد صلى ركعتين.
وقال أحمد الدورقي: حدثنا الأنصاري قال: كان عامة دهر سليمان التيمي يصلي العشاء والصبح بوضوء واحد، وكان يسبح بعد العصر إلى المغرب ويصوم الدهر.
روى عباس بن الوليد عن يحيى القطان قال: خرج سليمان إلى مكة، فكان يصلي الصبح بوضوء عشاء الآخرة.
وقال المسيب بن واضح، عن ابن المبارك أو غيره: إن سليمان التيمي أقام أربعين سنة إمام جامع البصرة يصلي العشاء والصبح بوضوء واحد.
وعن حماد بن سلمة قال: لم يضع التيمي جنبه بالأرض عشرين سنة.
وقال القطان: كان الثوري لا يقدم على سليمان التيمي أحداً من البصريين.
وروى مردوية الصائغ عن فضيل بن عياض قال: قيل لسليمان التيمي: أنت أنت، ومن مثلك؟ فقال: لا أدري ما يبدو لي من ربي، إني سمعت الله يقول:{وَبَدَا لَهُمْ مِنَ اللَّهِ مَا لَمْ يَكُونُوا يَحْتَسِبُونَ}
قال ضمرة بن ربيعة: ما رئي سليمان التيمي منصرفاً من صلاة قط.
قال ضمرة، عن صدقة: سمعت التيمي وهو يقول: لو سئلت أين عرش الله؟ لقلت: في السماء، فلو قيل: فأين كان عرشه قبل السماء؟ قلت: على الماء، فإن قيل لي: أين كان عرشه قبل الماء؟ قلت: لا أدري.
وقال غسان بن المفضل الغلابي: حدثني ثقة قال: كان بين سليمان التيمي وبين رجل خصام، فتناول الرجل سليمان فغمز بطنه، فجفت يد الرجل.
وقال ابن سعد: كان سليمان التيمي مائلاً إلى علي رضي الله عنه.
وروى ابن المبارك وجرير عن رقبة بن مصقلة قال: رأيت رب العزة في المنام فقال: وعزتي وجلالي، لأكرمن مثوى سليمان التيمي.
وروى سعيد الكريزي عن سعيد بن عامر قال: مرض سليمان التيمي فبكى، فقيل: ما يبكيك؟ قال: مررت على قدري فسلمت عليه، فأخاف الحساب عليه.
وروى إبراهيم بن بشار: حدثنا سفيان بن عيينة قال: رأيت سليمان التيمي شيخاً كبيراً في كمه صحف يطلب العلم، فأخبروني أنه كان من المصلين، وكانت له درجة ثمانين مرقاة فكان يصعدها، فإذا انتهى يقف يصلي قبل أن يقعد.
وعن سليمان التيمي قال: إن الله أنعم على الناس على قدره، وطلب منهم الشكر على قدرهم.
عبد الرزاق: حدثنا معتمر قال: سمعت أبي يقول: فضل علي أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم بسبعين منقبة لم يشاركه فيها أحد.
محمد بن عيسى بن السكن: حدثنا مثنى بن معاذ قال: حدثنا أبي قال: سمعت سليمان التيمي يقول: أتيت الكوفة فأتيت مجلس الأعمش، فقالوا له: هذا سليمان التيمي سمع من أنس، فأقبل علي فقال: أنت سليمان التيمي؟ قلت: نعم، قال: ما أعجبك، سمعت من خادم رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم تجيء تجلس إلي، كان ينبغي أن تجلس في أقصى الكوفة حتى أكون أنا آتيك، هات حدثني عن أنس، فقلت في نفسي: لأحدثنك بما تكره، فقلت: حدثنا أنس قال: كنت قائماً على عمومتي أسقيهم، فقال: لا أريد هذا، فأعدته عليه ثانياً، ثم حدثته، رواته ثقات.
الأصمعي: حدثنا معتمر قال: كان على أبي دين، وكان يدعو بالمغفرة، فقلت: لو أنك دعوت الله أن يقضي عنك دينك، قال: إذا غفر لي قضى ديني.
أخبرنا إسحاق الأسدي قال: أخبرنا يوسف بن خليل قال: حدثنا اللبان قال: أخبرنا الحداد قال: أخبرنا أبو نعيم قال: حدثنا أبو الشيخ قال: حدثنا إسحاق بن أحمد قال: حدثنا سعيد بن عيسى قال: سمعت مهدي بن هلال يقول: أتيت سليمان التيمي فوجدت عنده حماد بن زيد ويزيد بن زريع وبشر بن المفضل وأصحابنا البصريين، فكان لا يحدث أحداً حتى يمتحنه فيقول له: الزنا بقدر؟ فإن قال: نعم، استحلفه أن هذا دينك، فإن حلف حدثه خمسة أحاديث.
قلت: توفي في ذي القعدة سنة ثلاث وأربعين ومائة.
195 -
سليمان بن عبيد السلمي
.
بصري مقبول، روى عن أبي الصديق الناجي. وعنه خالد بن
الحارث، ويحيى القطان، والنضر بن شميل.
قال أبو حاتم: صدوق.
196 -
ق:
سليمان بن علي
بن عبد الله بن عباس بن عبد المطلب العباسي
، أحد أعمام المنصور.
روى عن أبيه، وعكرمة. وعنه ابنه جعفر بن سليمان، وعافية القاضي، وسلام بن أبي عمرة، ومحمد بن راشد المكحولي الأصمعي، وآخرون؛ منهم ابنته زينب.
وكان شريفاً كبيراً جواداً ممدحاً، وقيل: إنه كان يعتق في عشية عرفة مائة مملوك، وبلغت صلاته مرة في الموسم خمسة آلاف ألف درهم.
ولي البصرة للمنصور، ويقال: إنه سمع من سطح داره نسوة يغزلن يقلن: ليت الأمير اطلع علينا فأغنانا، فرمى إليهن جوهراً له قيمة وذهباً.
مات في جمادى الآخرة سنة اثنتين وأربعين ومائة.
197 -
م ن ق: سليمان بن علي، أبو عكاشة الربعي البصري.
عن أنس، وأبي الجوزاء أوس الربعي، وأبي المتوكل الناجي. وعنه حماد بن زيد، ويحيى القطان، ووكيع، وروح بن عبادة.
وثقه ابن معين.
198 -
ع:
سليمان بن فيروز
، ويقال: ابن خاقان، وهو سليمان بن أبي سليمان، أبو إسحاق الشيباني مولاهم، الكوفي، أحد العلماء الثقات.
عن عبد الله بن أبي أوفى، وزر بن حبيش، وعامر الشعبي، وإبراهيم، وعبد الله بن شداد، وعكرمة، وأبي بردة، وعدة. وعنه شعبة، والسفيانان، وجرير، وعلي بن مسهر، وأسباط بن محمد، وعباد بن العوام، وهشيم، وأبو عوانة، وجعفر بن عون، وخلق.
اتفقوا على ثقته، وقد روى عنه من شيوخه أبو إسحاق السبيعي.
قال البخاري: توفي سنة إحدى أو اثنتين وأربعين ومائة.
وقال الفلاس والترمذي: مات سنة ثمان وثلاثين ومائة.
وقال أبو معاوية وغيره: مات سنة تسع وثلاثين ومائة.
وقيل غير ذلك، وهو من طبقة الأعمش.
199 -
سليمان بن القاسم الثقفي
.
كوفي صدوق. روى عن أمه زينب، وعن الشعبي. وعنه عبد الواحد بن زياد، ووكيع، والخريبي، ومحمد بن ربيعة، وأبو نعيم.
وثقه يحيى بن معين.
200 -
ع:
سليمان بن مهران الأعمش
، الإمام أبو محمد الأسدي مولاهم، الكاهلي الكوفي الحافظ المقرئ، أحد الأئمة الأعلام.
يقال: ولد بقرية من عمل طبرستان يقال لها: أمه، وذلك في سنة إحدى وستين، وقد رأى أنس بن مالك، ورآه يصلي، ولم يثبت أنه سمع منه، مع أن أنساً لما توفي كان للأعمش نيف وثلاثون سنة، وكان يمكنه السماع من جماعة من الصحابة.
وقد روى عن عبد الله بن أبي أوفى، وأبي وائل، وزيد بن وهب، وأبي عمرو الشيباني، وخيثمة بن عبد الرحمن، وإبراهيم النخعي، ومجاهد، وأبي صالح، وسالم بن أبي الجعد، وأبي حازم الأشجعي، والشعبي، وهلال بن يساف، ويحيى بن وثاب، وأبي الضحى، وسعيد بن جبير، وخلق كثير من كبار التابعين.
حدث عنه أمم لا يحصون؛ منهم الحكم بن عتيبة، وأبو إسحاق السبيعي - وهما من شيوخه - وشعبة، والسفيانان، وجرير بن حازم، وجرير
ابن عبد الحميد، وزائدة، وأبو معاوية، ووكيع، وحفص بن غياث، وأبو أسامة، وعبد الله بن موسى، وجعفر بن عون، والخريبي، وابن المبارك، وابن نمير، وعبد الحميد الحماني، وعبد الواحد بن زياد، وعلي بن مسهر، وعيسى بن يونس، ومحمد بن بشر، وابن فضيل، ويحيى القطان، ويحيى بن عيسى الرملي، ويعلى بن عبيد، وأبو نعيم.
قال ابن المديني: له نحو من ألف وثلاثمائة حديث.
وقال ابن عيينة: كان الأعمش أقرأهم لكتاب الله وأحفظهم للحديث وأعلمهم بالفرائض.
وقال أبو حفص الفلاس: كان يسمى المصحف من صدقه.
وقال يحيى القطان: هو علامة الإسلام.
وقال وكيع: بقي الأعمش قريباً من سبعين سنة لم تفته التكبيرة الأولى.
وقال الخريبي: ما خلف الأعمش أعبد منه، وكان رضي الله عنه صاحب سنة.
وقد قرأ الأعمش القرآن على يحيى بن وثاب عن قراءته على أصحاب ابن مسعود، قرأ عليه جماعة منهم حمزة الزيات.
وكان مع جلالته في العلم والفضل صاحب ملح ومزاح؛ قيل: إنه جاءه أصحاب الحديث يوماً، فخرج فقال: لولا أن في منزلي من هو أبغض إلي منكم ما خرجت إليكم. رواها وكيع عنه.
وقد سأله داود الحائك: ما تقول يا أبا محمد في الصلاة خلف الحائك؟ فقال: لا بأس ب اعلى غير وضوء. قيل: فما تقول في شهادة الحائك؟ قال: تقبل مع عدلين.
قال ابن عيينة: سبق الأعمش أصحابه بخصال؛ كان أقرأهم لكتاب الله، وأحفظهم للحديث، وأعلمهم بالفرائض.
وقال أحمد بن عبد الله العجلي: كان ثقة ثبتاً، كان محدث الكوفة في زمانه، ويقال: ظهر له أربعة آلاف حديث، ولم يكن له كتاب، وكان
يقرئ القرآن، رأساً فيه، وكان فصيحاً، وكان أبوه مهران من سبي الديلم. قال: وكان الأعمش عسراً سيئ الخلق، وكان لا يلحن حرفاً، وكان عالماً بالفرائض. قال: وكان فيه تشيع.
كذا قال، وليس هذا بصحيح عنه؛ كان صاحب سنة.
قال: ولم يختم عليه إلا ثلاثة أنفس؛ طلحة بن مصرف وكان أسن منه وأفضل، وأبان بن تغلب، وأبو عبيدة بن معن.
قلت: وقرأ عليه كما ذكرنا الزيات.
وقال عيسى بن يونس: لم نر نحن مثل الأعمش، وما رأيت الأغنياء أحقر منهم عنده مع فقره وحاجته.
وروى علي بن عثام عن أبيه قال: قيل للأعمش: ألا تموت فنحدث عنك. فقال: كم من حب أصبهاني قد انكسر على رأسه كيزان كثيرة.
وقد جاء أن الأعمش قرأ عن زيد بن وهب وزر وإبراهيم النخعي، وأنه عرض أيضاً على أبي العالية وجماعة.
وأخبرنا بيبرس التركي بحلب وأيوب الأسدي بدمشق، قالا: أخبرنا محمد بن سعيد ببغداد قال: أخبرنا أحمد بن المقرب قال: أخبرنا طراد قال: أخبرنا علي العيسوي قال: أخبرنا محمد بن عمرو الرزاز قال: حدثنا العطاردي قال: حدثنا محمد بن فضيل، عن الأعمش قال: رأيت أنس بن مالك بال فغسل ذكره غسلاً شديداً، ثم توضأ ومسح على خفيه فصلى بنا وحدثنا فجاء بيته. هذا حديث صالح الإسناد.
وروى أبو سلمة التبوذكي عن أبي عوانة قال: أعطيت امرأة الأعمش خماراً، فكنت إذا جئت أخذت بيده فأخرجته إلي، فقلت له: إن لي إليك حاجة، قال: ما هي؟ قلت: إن لم تقضها فلا تغضب علي. قال: ليس قلبي في يدي، قلت: أمل علي، قال: لا أفعل.
وقال علي بن سعيد النسوي: سمعت أحمد بن حنبل يقول: منصور
أثبت أهل الكوفة، ففي حديث الأعمش اضطراب كثير.
وذكر أبو بكر ابن الباغندي أنه رأى النبي صلى الله عليه وسلم في النوم، قال: فقلت: يا رسول الله، أيما أثبت في الحديث؛ منصور أو الأعمش؟ فقال: منصور منصور.
وقال وكيع: سمعت الأعمش يقول: لولا الشهرة لصليت الفجر ثم تسحرت.
قلت: هذا كان مذهب الأعمش، وهو على الذي روى النسائي من حديث عاصم عن زر عن حذيفة قال: تسحرنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، فكان هو النهار إلا أن الشمس لم تطلع.
وقال عيسى بن يونس: أرسل عيسى بن يونس الهاشمي أمير الكوفة إلى الأعمش بألف درهم وصحيفة ليكتب له فيها حديثاً، فكتب فيها: بسم الله الرحمن الرحيم، والله الصمد إلى آخرها، ثم وجه بها إليه، فبعث إليه: يا ابن الفاعلة، أظننت أني لا أحسن كتاب الله! فبعث إليه: وظننت أني أبيع الحديث!
وقال عيسى بن يونس: أتى الأعمش أضياف، فأخرج إليهم رغيفين فأكلوهما، فدخل فأخرج لهم نصف حبل من قت، فوضعه على الخوان وقال: أكلتم قوتنا، فهذا قوت شاتي فكلوه.
قال عيسى: وخرجنا في جنازة ورجل يقود الأعمش، فلما رجعنا عدل به، فلما أصحر به قال: أتدري أين أنت؟ في جبانة كذا وكذا، ولا أردك حتى تملأ ألواحي حديثاً. قال: اكتب، فلما ملأ الألواح رده، فلما دخل الكوفة دفع ألواحه لإنسان، فلما انتهى الأعمش إلى بابه تعلق به وقال: خذوا الألواح من الفاسق، فقال: يا أبا محمد، قد فات. فلما أيس منه قال: كل ما حدثتك به كذب، قال: أنت أعلم بالله من أن تكذب.
وقال ابن إدريس: قلت للأعمش: يا أبا محمد، ما يمنعك من أخذ شعرك؟ قال: كثرة فضول الحجامين. قلت: فإني أجيئك بحجام لا يكلمك
حتى يفرغ. قال: فأتيت جنيداً الحجام وكان محدثاً، فأوصيته فقال: نعم. فلما أخذ نصف شعره قال: يا أبا محمد، كيف حديث حبيب بن أبي ثابت في المستحاضة؟ قال: فصاح الأعمش صيحة وقام يعدو، وبقي نصف شعره أياماً غير مجزوز. رواها علي بن خشرم عن ابن إدريس.
وقال عيسى بن يونس: خرج الأعمش فإذا بجندي فسخره ليعبر به نهراً، فلما ركب الأعمش قال:{سُبْحَانَ الَّذِي سَخَّرَ لَنَا هَذَا وَمَا كُنَّا لَهُ مُقْرِنِينَ} فلما توسط به الأعمش في الماء قال: {وَقُلْ رَبِّ أَنْزِلْنِي مُنْزَلا مُبَارَكًا وَأَنْتَ خَيْرُ الْمُنْزِلِينَ} ثم رمى به.
وقال ابن عيينة: رأيت الأعمش لبس فرواً مقلوباً وبتاً تسيل خيوطه على رجليه، فقال: لولا أني تعلمت العلم ما كان يأتيني أحد، ولو كنت بقالاً كان يقذرني الناس أن يشتروا مني.
وقال محمد بن عبيد الطنافسي: جاء رجل نبيل كبير اللحية إلى الأعمش فسأله عن مسألة خفيفة من الصلاة، فالتفت إلينا الأعمش فقال: انظروا إليه، لحيته تحتمل حفظ أربعة آلاف حديث ومسألته مسألة صبيان الكتاب.
وقال يحيى القطان: كان الأعمش من النساك، وكان محافظاً على الصف الأول.
وقال عيسى بن جعفر: حدثنا أحمد بن داود الحراني قال: حدثنا عيسى بن يونس قال: سمعت الأعمش يقول: كان أنس بن مالك يمر بي طرفي النهار فأقول: لا أسمع منك حديثاً خدمت رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم جئت إلى الحجاج حتى ولاك، قال: ثم ندمت فصرت أروي عن رجل عنه. رواها أبو نعيم في الحلية.
وقد ذكرنا بالإسناد أنه صلى خلف أنس بن مالك ودخل إليه.
قال أبو نعيم الحافظ: سمع الأعمش من عبد الله بن أبي أوفى وأنس.
وقال مسدد: حدثنا عيسى بن يونس قال: حدثنا الأعمش قال:
رأيت أنساً يصلي في المسجد الحرام إذا رفع رأسه من الركوع رفع صلبه حتى يستوي بطنه.
داود بن مخراق ومعاذ بن أسد قالا: حدثنا الفضل بن موسى قال: حدثنا الأعمش، عن أنس بن مالك قال: كنت مع النبي صلى الله عليه وسلم في سفر، فمر على شجرة يابسة فضربها بعصا فتناثر الورق، فقال: إن سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر يساقطن الذنوب كما تساقط هذه الشجرة ورقها.
وللأعمش عن أنس أحاديث ساقها صاحب الحلية، لكن الأعمش مدلس، فقال فيها: عن، فلا تحمل على الاتصال.
وقد ذكرنا أن الأعمش ولد بطبرستان وقدمت به أمه طفلاً، ويقال: حملاً إلى الكوفة، ومات بها في ربيع الأول سنة ثمان وأربعين ومائة، وله سبع وثمانون سنة.
وقع لنا من عواليه بإجازة.
201 -
ق:
سليمان بن يسير
، أبو الصباح الكوفي.
عن مولاه إبراهيم النخعي، وهمام بن الحارث، وقيس بن رومي. وعنه شعبة، والثوري، ويعلى بن عبيد، وعبيد الله بن موسى.
قال البخاري: ليس بالقوي.
وقال أبو حاتم: ليس بالمتروك.
وضعفه أبو زرعة.
202 -
د ت:
سليمان الناجي البصري الأسود
.
عن أبي المتوكل، ومحمد بن سيرين. وعنه سعيد بن أبي عروبة، ووهيب، ويزيد بن زريع، والأنصاري، وغيرهم.
وثقه ابن معين.
203 -
سهيل بن حسان
، أبو السحماء الكلابي المصري الزاهد.
عن أبي قبيل المعافري، وكعب بن علقمة. وعنه الليث، وضمام بن إسماعيل، وابن وهب، وخالد بن حميد، وآخرون.
وعظ مرة أمير الإسكندرية، وكان كبير القدر متألهاً.
قال النضر بن عبد الجبار: حدثنا ضمام، عن أبي السحماء قال: نزلت بشعب من مناهل الحجاز فإذا صاحب المنهل قد أتى بهدية إلى فسطاط فيه الأوزاعي وابن أبي عبلة صاحب خاتم عمر بن عبد العزيز، فأتيتهما فقلت لهما: أليس تعرفان لمن كان هذا المال، وإلى من صار؟ قالا: بلى، قلت: فلم قبلتما والناس قد نظروا إليكما! فقالا: لو رددناها كان أعظم مما تريد. قال ضمام: قبلاها خوفاً على أنفسهما وهما يكرهان ذلك.
وقال ابن يونس: يقال: مات أبو السحماء سنة سبع وأربعين ومائة بالإسكندرية، رحمه الله.
204 -
سهيل بن ذكوان
، أبو السندي المكي.
عن عائشة، وابن الزبير. وعنه هشيم، ومروان بن معاوية، ويزيد بن هارون، وغيرهم.
قال إبراهيم بن عبد الله الهروي: سمعت عباد بن العوام يرميه ببلاء. قال الهروي: كان بواسط، وكان كذاباً.
وقال يحيى بن معين: كذاب. والنسائي والدارقطني تركاه.
ومما نقم عليه: رأيت عائشة وكانت سوداء مشربة حمرة.
205 -
سويد بن نجيح
، أبو قطبة.
عن الشعبي، وعكرمة، وإبراهيم التيمي. وعنه ابن المبارك، ووكيع، وأبو نعيم، وآخرون.
وثقه ابن معين، وكان جاراً للأعمش.
206 -
سوى ت:
سيف بن سليمان المخزومي مولاهم
، المكي.
سمع مجاهداً، وقيس بن سعد، وعمرو بن دينار، وجماعة. وعنه يحيى بن سعيد القطان، وأبو عاصم، وأبو نعيم، وعبد الله بن نمير، وزيد بن الحباب.
وكان ثقة في نفسه، إلا أن يحيى بن معين رماه بالقدر.
قلت: بقي إلى سنة خمسين ومائة، وفيها أرخ ابن سعد موته.
وقال ابن معين: مات سنة إحدى وخمسين.
207 -
سيف بن وهب
، أبو وهب.
عن أبي الطفيل عامر بن واثلة، وأبي حرب بن أبي الأسود. وعنه شعبة، وربعي بن عبد الله بن الجارود، وإسماعيل بن إبراهيم التيمي، وأبو عاصم، وآخرون.
ضعفه أحمد وغيره.
وقال النسائي: ليس بثقة.
208 -
خ د ن:
شبل بن عباد المكي القارئ
، صاحب ابن كثير.
حدث عن أبي الطفيل، وسعيد المقبري، وعمرو بن دينار، وعدة، وتلا على ابن كثير. وتصدر للإقراء، فقرأ عليه إسماعيل القسط، وعكرمة بن سليمان، وابنه داود بن شبل، وأبو الإخريط وهب، وغيرهم. وحدث عنه ابن عيينة، وأبو أسامة، وروح بن عبادة، ويحيى بن أبي كثير، وأبو حذيفة النهدي، وعدد كثير.
بلغني أنه توفي سنة ثمان وأربعين ومائة، وما أحسبه صحيحاً؛ فإن أبا
حذيفة إنما سمع الحديث سنة بضع وخمسين ومائة.
وشبل قد وثقه أحمد بن حنبل وغيره.
قال ابن مجاهد: كانت رياسة الإقراء بعد وفاة ابن كثير لشبل بن عباد.
وقد عرض القرآن أيضاً على ابن محيصن.
209 -
ت ق:
شبيب بن بشر البجلي
.
بصري. له عن أنس بن مالك، وعكرمة. وعنه أحمد بن بشير، وإسرائيل، وعنبسة بن عبد الرحمن، وأبو عاصم.
وقال أبو حاتم: لين الحديث.
وقال ابن معين: ثقة.
210 -
د:
شبيل بن عزرة
، أبو عمرو البصري الضبعي، أحد علماء العربية.
عن أنس بن مالك، وشهر بن حوشب. وعنه جعفر بن سليمان، وشعبة، وسعيد بن عامر الضبعي، وآخرون.
وثقه ابن معين، ويقال: كان من الخوارج.
211 -
شداد بن عبيد الله الخولاني
، الدمشقي الضرير، أبو محمد، ويقال: أبو هند، ويعرف بابن الأحنف.
أرسل عن أبي الدرداء، وروى عن أبي إدريس الخولاني، وأبي سلام ممطور. وعنه يحيى بن حمزة، ومحمد بن شعيب بن شابور، وآخرون.
وكان صدوقاً.
212 -
خ م د ن ق:
شريك بن عبد الله بن أبي نمر المدني
.
عن أنس بن مالك، وسعيد بن المسيب، وكريب، وعطاء بن يسار، وعدة. وعنه مالك، وسليمان بن بلال، والدراوردي، وإسماعيل بن جعفر، وغيرهم.
وجاء في صحيح البخاري من طريق سعيد المقبري عنه، وذلك من رواية الكبار عن الصغار.
وقال ابن معين والنسائي: ليس به بأس، وفي رواية عنهما: ليس بالقوي.
وذكره أبو محمد بن حزم فوهاه، واتهمه بالوضع. وهذا جهل من ابن حزم، فإن هذا الشيخ ممن اتفق البخاري ومسلم على الاحتجاج به، نعم غيره أوثق منه وأثبت، وهو راوي حديث المعراج وانفرد فيه بألفاظ غريبة؛ منها: ودنا الجبار فتدلى حتى كان منه قاب قوسين أو أدنى.
213 -
شقيق بن أبي عبد الله
.
شيخ كوفي. له حديث عن أنس بن مالك، وأبي بكر بن خالد بن عرفطة. وعنه ابن عيينة، ووكيع، ويحيى القطان، وعبيد الله بن موسى، وآخرون.
وهو صدوق.
214 -
شميط بن عجلان البصري العابد
، أحد زهاد البصرة، وهو أخو خضر بن عجلان الشيباني.
أسند شيئاً يسيراً عن التابعين، وله مواعظ نافعة وقصص، فروى سيار بن حاتم عن عبد الله بن شميط أنه سمع أباه يقول: عجباً لابن آدم، بينما قلبه في الآخرة إذ حكه برغوث أو قملة فنسي الآخرة.
وعن شميط قال: المنافق يبكي من رأسه، فأما من قلبه فلا.
وقال جعفر بن سليمان: سمعت شميطاً يقول: رأس مال المؤمن دينه، لا يفارقه ولا يخلفه في الرحال، ولا يأتمن عليه الرجال.
وعن شميط قال: إن الله وسم الدنيا بالوحشة ليكون أنس المنقطعين به.
وعنه قال: حملت على قلبك هم السنين والغلاء والرخص والشتاء والحر قبل مجيئه، فماذا أبقيت من قلبك الضعيف لآخرتك؟
سئل أبو حاتم عن شميط بن عجلان فقال: لا بأس به، يكتب حديثه.
215 -
شيبة بن نعامة
، أبو نعامة الضبي الكوفي.
عن سعيد بن جبير، وموسى بن طلحة، وفاطمة بنت الحسين. وعنه الثوري، وشريك، وهشيم، وجرير، وإبراهيم بن المختار، وغيرهم.
قال ابن معين: ضعيف الحديث.
216 -
صاعد بن مسلم
، أبو العلاء اليشكري.
كوفي واه، عن الشعبي. وعنه الثوري، وأبو معاوية، وعيسى بن يونس، وعبد الرحمن بن مغراء، وغيرهم. وهو من موالي الشعبي.
قال ابن معين: ليس بشيء.
وقال أبو زرعة وغيره: ضعيف.
217 -
صالح بن حيان القرشي الكوفي
.
عن أبي وائل، وعبد الله بن بريدة، وعروة، ومسعود بن مالك. وعنه علي بن مسهر، وأبو يوسف القاضي، وأبو أسامة، ويعلى بن عبيد، وطائفة.
قال أبو حاتم: ليس بالقوي.
وقال ابن معين: ضعيف.
وقال النسائي: ليس بثقة.
قلت: ما له في الكتب شيء، وله حديث في قتل من سب نبياً.
218 -
د:
صالح بن درهم
، أبو الأزهر الباهلي.
شيخ بصري. عن أبي هريرة، وسمرة بن جندب، وأبي سعيد، وابن عمر. وعنه شعبة، وولده إبراهيم بن صالح، ومسلمة بن صالح، ويحيى القطان. وهو آخر شيخ لقيه القطان.
هكذا ذكر ترجمته ابن أبي حاتم، وذكره ابن حبان في الثقات.
219 -
ع:
صالح بن صالح بن حي الثوري
، الهمداني الكوفي، أحد الثقات.
عن الشعبي، وعون بن عبد الله، وسلمة بن كهيل، وعلي بن الأقمر، وغيرهم. وعنه ولداه؛ الحسن وعلي، وشعبة، والسفيانان، وهشيم، وابن المبارك.
وثقه غير واحد، وكثيراً ما يقولون: صالح بن حي، ينسبونه إلى جده حي، واسمه حيان. وقيل: هو صالح بن صالح بن مسلم بن حيان.
قال ابن عيينة: حدثنا صالح بن صالح بن حي، وكان خيراً من ابنيه.
وروى حرب الكرماني عن أحمد بن حنبل قال: ثقة ثقة.
220 -
ع:
صالح بن كيسان المدني المؤدب
، أدب أولاد عمر بن عبد العزيز زمان إمرته على المدينة.
رأى ابن عمر، وسمع عروة، وعبيد الله بن عبد الله، ونافع بن جبير،
وسالماً، ونافعاً، ونافعا مولى أبي قتادة، والأعرج، والزهري، وطائفة. وعنه ابن جريج، ومعمر، وحماد بن زيد، وأنس بن عياض، ومالك، وسليمان بن بلال، وإبراهيم بن سعد، وابن عيينة، وخلق.
ويقال: إنه عاش مائة سنة، وإنما طلب العلم كهلاً.
سئل عنه أحمد بن حنبل فقال: بخ بخ.
وكناه بعضهم أبا محمد، وبعضهم أبا الحارث، وولاؤه لدوس.
قال مصعب الزبيري: كان صالح جامعاً بين الفقه والحديث والمروءة.
وقال يحيى بن معين: كان أسن من الزهري.
وقال إبراهيم بن سعد: كان صالح بن كيسان مؤدب ابن شهاب، فربما ذكر صالح الشيء فيرد عليه ابن شهاب ويحتج بالأحاديث، فيقول له صالح: تكلمني وأنا أقمت أود لسانك!
قال الواقدي: توفي صالح بعد الأربعين ومائة.
قال عبد الله بن أحمد: قلت لأبي: كيف رواية صالح عن الزهري؟ قال: هو أكبر من الزهري، قد رأى ابن عمر.
وقال ابن معين: ثقة، قد سمع من ابن عمر.
وقال يعقوب بن شيبة: صالح ثقة ثبت.
وقال أبو حاتم: صالح أحب إلي من عقيل؛ لأنه حجازي، وهو أسن، يعد في التابعين.
قال الحاكم أبو عبد الله: مات صالح بن كيسان وهو ابن مائة ونيف وستين سنة.
قلت: هذا غلط لا ريب فيه، وعلى هذا التقدير كان يذكر مع الصحابة.
قال: وتلقن العلم عن الزهري، وهو ابن تسعين سنة.
وكذا وهم الهيثم بن عدي في قوله: مات في زمن مروان بن محمد.
قلت: قد رمي صالح بالقدر، ولم يصح عنه.
221 -
د ت ق:
صالح بن محمد بن زائدة
، أبو واقد الليثي المدني.
روى عن أنس بن مالك، وأبي أروى الدوسي، وسعيد بن المسيب، وأبي سلمة بن عبد الرحمن، وسالم، وابن سعد بن أبي وقاص، وجماعة. وعنه أبو إسحاق الفزاري، وسعيد بن عبد الرحمن الجمحي، وعبد الله بن دينار مع تقدمه، ووهيب بن خالد، وحاتم بن إسماعيل، وعبد العزيز الدراوردي.
قال النسائي: ليس بالقوي.
وقال ابن معين: ضعيف.
وقال البخاري: منكر الحديث، تركه سليمان بن حرب.
وقال أحمد بن حنبل: ما أرى به بأساً.
قيل: مات بعد سنة خمس وأربعين ومائة.
222 -
صباح بن ثابت البجلي
.
عن الشعبي، وعكرمة، وسعيد بن جبير. وعنه الثوري، وحفص بن غياث، وأبو نعيم.
وثقه يحيى بن معين.
223 -
صبيح بن قاسم
، أبو الجهم الكوفي.
عن ابن المسيب، وسعيد بن جبير. وعنه الثوري، وأبو عوانة،
والحسن بن صالح، ويحيى القطان، وآخرون.
قال أبو حاتم: لا بأس به.
224 -
د ن ق:
صدقة بن سعيد الحنفي
، والد المفضل.
يروي عن: جميع بن عمير، ومصعب بن شيبة. وعنه: زائدة، وعبد الواحد بن زياد، وأبو بكر بن عياش، وأيوب بن جابر.
قال أبو حاتم: شيخ.
225 -
صدقة بن عبد الله بن كثير الداري المكي
.
قرأ على والده. أخذ عنه الحروف مطرف بن معقل، والحارث بن قدامة، وحدث عنه سفيان بن عيينة.
قال ابن أبي حاتم: هو صاحب حروف مجاهد، يكنى أبا الهذيل.
قلت: وذكر الداني أنه سمع من الزهري.
226 -
م ق:
صدقة بن أبي عمران الكوفي قاضي الأهواز
.
عن: قيس بن مسلم، وعون بن أبي جحيفة، وعلقمة بن مرثد، وجماعة. وعنه: علي بن هاشم بن البريد، وأبو أسامة، وسعيد بن يحيى اللخمي، ومحمد بن بكر البرساني، وآخرون.
قال أبو حاتم: صدوق صالح.
227 -
د ن ق:
صدقة بن المثنى بن رياح بن الحارث النخعي الكوفي
.
عن جده رياح، عن سعيد بن زيد في ذكر العشرة. وعنه: عبد الواحد بن زياد، وعيسى بن يونس، وابن فضيل، ويحيى بن سعيد، وأبو أسامة، ومحمد بن عبيد، وطائفة.
وثقه أبو داود.
228 -
الصلت بن بهرام
، أبو هاشم الكوفي.
عن: أبي وائل، والشعبي، والنخعي. وعنه: السفيانان، وأبو أسامة، والخريبي، وآخرون.
وثقه أحمد، وابن معين.
وقال ابن عيينة: كان أصدق أهل الكوفة.
229 -
ت ق:
الصلت بن دينار
، أبو شعيب المجنون الأزدي البصري.
عن: أبي رجاء العطاردي، وعبد الله بن شقيق، وابن سيرين، وأبي نضرة. وعنه: الثوري، وشعبة، ومعتمر، ووكيع، ومكي بن إبراهيم، وطائفة آخرهم موتاً مسلم بن إبراهيم.
ضعفوه.
230 -
د ن ق:
ضبارة بن عبد الله بن مالك بن أبي السليك الحضرمي
، ويقال: الألهاني الحمصي، نزيل اللاذقية.
عن: أبيه، ودويد بن نافع، وأبي الصلت الشامي. ومنهم من نسبه إلى جده الأعلى، ومنهم من جعلهم ثلاثة. روى عنه: بقية، وإسماعيل بن عياش، وولده محمد بن ضبارة.
ذكره ابن عدي في كامله، وساق له أحاديث تنكر.
وقال الجوزجاني: روى حديثاً معضلا.
وقال ابن حبان: يعتبر حديثه من رواية الثقات عنه.
231 -
ن:
الضحاك بن عبد الرحمن بن أبي حوشب
، أو ابن حوشب، أبو زرعة النصري الدمشقي، وقيل: يكنى أبا بشر.
رأى واثلة بن الأسقع مخضوباً بالحناء، وروى عن: مكحول، ومسلم بن مشكم، وعطاء الخراساني، وغيرهم. وعنه: الوليد بن مسلم، والوليد بن مزيد، وابن شابور، وعيسى بن يونس.
قال أبو حاتم: هو من أجل أهل الشام.
وقال دحيم: ثقة ثبت.
قلت: روى له النسائي حديثاً عن عطاء، عن ابن المسيب، أن عمر قال لصهيب: ما لي أرى عليك خاتم الذهب! قال: قد رآه من هو خير منك.
قال النسائي: وهذا حديث منكر.
232 -
م ت ن:
ضرار بن مرة
، أبو سنان الشيباني الكوفي.
عن: سعيد بن جبير، وأبي صالح السمان، والضحاك بن مزاحم، وعطاء بن أبي رباح، وعبد الله بن شداد بن الهاد، ومحارب بن دثار. وعنه: ابن المبارك، وهشيم، ووكيع، وعدة.
وكان من العباد البكائين.
قال أحمد بن حنبل: كوفي ثبت.
وقال أبو حاتم: ثقة.
وقال ابن المديني: له نحو من ثلاثين حديثاً.
وكان ضرار صديقاً لمحمد بن سوقة.
233 -
ع:
طارق بن عبد الرحمن البجلي الكوفي
.
عن: سعيد بن المسيب، وسعيد بن جبير، وقيس بن أبي حازم، والشعبي، وجماعة. وقيل: إنه روى عن عبد الله بن أبي أوفى. وعنه: الأعمش مع أنه من أقرانه، وسفيان، وشعبة، وأبو عوانة، وأبو الأحوص، وابن المبارك، ووكيع.
قال أبو حاتم: وغيره لا بأس به.
وقال أحمد بن حنبل: ليس حديثه بذاك.
وقال القطان: هو عندي كإبراهيم بن مهاجر.
234 -
ت ق:
طريف بن شهاب
، وقيل: ابن سعد، وقيل: ابن سفيان، أبو سفيان السعدي الأشل.
عن: الحسن، وأبي نضرة، وغيرهما. وعنه: سفيان الثوري، وشريك، وعلي بن مسهر، وابن فضيل، وجماعة.
قال أحمد: لا يكتب حديثه.
وقال النسائي والدارقطني، وغيرهما: ضعيف.
235 -
طلحة بن الأعلم
، أبو الهيثم الحنفي الكوفي.
عن الشعبي. وعنه: الثوري، وجرير الضبي، ومروان بن معاوية، وآخرون.
قال أبو حاتم: شيخ نزل الري.
236 -
خ 4:
طلحة بن عبد الملك الأيلي
.
عن: القاسم بن محمد، ورزيق بن حكيم الأيلي. وعنه: ولد أخيه
القاسم بن مبرور الأيلي، وعبيد الله بن عمر، وهو من أقرانه، ومالك في الموطأ، ويحيى بن سعيد القطان.
وثقه النسائي، وغيره.
237 -
م 4:
طلحة بن يحيى بن طلحة بن عبيد الله القرشي التيمي الكوفي
.
عن: عمه إسحاق، وعائشة، وعبيد الله بن عبد الله، وعروة بن الزبير، ومجاهد، وجماعة. وعنه: السفيانان، ويحيى القطان، وأبو أسامة، والخريبي، وأبو نعيم، وآخرون.
قال ابن معين: ثقة.
وقال أبو حاتم: حسن الحديث.
وقال أبو زرعة: صالح الحديث.
وقال البخاري: منكر الحديث.
أبو نعيم: حدثنا طلحة بن يحيى، عن عائشة بنت طلحة، عن عائشة قالت: دعي رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى جنازة غلام من الأنصار ليصلي عليه، فقلت: يا رسول الله، طوبى له عصفور من عصافير الجنة، فقال: يا عائشة، أو غير هذا وذكر الحديث، أخرجه مسلم، وأبو داود، والنسائي من وجوه، عن طلحة، تفرد به.
توفي طلحة في سنة سبع، وقيل: سنة ثمان وأربعين ومائة.
238 -
د ت ق:
عاصم بن رجاء بن حيوة الكندي الفلسطيني
.
عن: أبيه، ومكحول، ووهب بن منبه، وداود بن جميل. وعنه
إسماعيل بن عياش، ووكيع، وأبو نعيم، والخريبي.
قال أبو زرعة: لا بأس به.
239 -
ع:
عاصم بن سليمان الأحول الحافظ
، أبو عبد الرحمن البصري، قاضي المدائن.
روى عن: عبد الله بن سرجس، وأنس، وأبي العالية، ومعاذة العدوية، وعكرمة، وجماعة. وعنه: شعبة، وابن المبارك، وابن عيينة، وأبو معاوية، وابن علية، ويزيد بن هارون، وخلق سواهم.
ولي حسبة الكوفة مدة، وولي قضاء المدائن، وكان من أئمة العلم.
روى علي بن مسهر، عن الثوري قال: حفاظ الناس أربعة: يحيى بن سعيد الأنصاري، وإسماعيل بن أبي خالد، وعاصم الأحول، وعبد الملك بن أبي سليمان، قلت: الثوري والأعمش؟ فأبى أن يجعله معهم.
وقال ابن معين: كان يحيى بن سعيد القطان لا يحدث عن عاصم الأحول يستضعفه.
وقال عفان: حدثنا حماد بن سلمة، عن عاصم الأحول، قال: حدثني حميد الطويل، عن أنس أن عمر نهى أن يجعل في الخاتم فصا من غيره، قال عاصم: فلما أخبرني كان في يدي فص فقلعته، قال حماد: فقلت لحميد: حدثني عاصم عنك بكذا وكذا فلم يعرف ذلك.
قال أبو بكر بن أبي الأسود: سمعت عبد الله بن إدريس يقول: رأيت عاصماً الأحول والي السوق وهو يقول: اضربوا رأس هذا النبطي، لا أروي عنه شيئاً.
وروى ابن المديني عن يحيى بن سعيد قال: لم يكن عاصم الأحول بالحافظ.
قلت: توفي سنة اثنتين وأربعين ومائة، وقد وثقه الناس واحتجوا به في صحاحهم.
• - عامر الأحول.
قديم الموت، قد ذكر.
240 -
خت:
عامر بن عبيدة الباهلي البصري
، قاضي البصرة.
روى عن: أنس بن مالك، وأبي المليح الهذلي. وعنه: شعبة، ويزيد بن مغلس، وأبو أسامة، وغيرهم.
وثقه يحيى بن معين، وعلق له البخاري.
241 -
عباد بن الريان
، أبو طرفة اللخمي الحمصي.
سمع: المقدام بن معدي كرب رضي الله عنه، ومكحولاً، وعروة بن رويم. وعنه: يحيى بن حمزة، والوليد بن مسلم، وعبد الكريم بن محمد اللخمي.
ما علمت فيه جرحاً، فهو صالح الحديث إن شاء الله.
242 -
عبد الأعلى بن الحجاج السلفي
.
عن أخيه قيس. وعنه: ابن وهب، وسعد بن عبد الله المعافري، وموسى بن سلمة.
توفي قريباً من سنة خمس وأربعين ومائة.
243 -
عبد الأعلى بن السمح
، أبو الخطاب المعافري، مولاهم، الفقيه رأس الإباضية.
وهم صنف من الخوارج خرجوا بالمغرب، ودعي له بالخلافة في هذا العصر واستفحل أمره وكان له شأن، فندب المنصور لحربه محمد بن الأشعث الخزاعي في سنة أربع وأربعين ومائة، فوقع بينهم حرب شديدة. وفي آخر الأمر قتل عبد الأعلى، وكانت أيامه أربع سنين.
244 -
عبد الأعلى بن ميمون بن مهران
.
عن: أبيه، وعكرمة، وعطاء بن أبي رباح. وعنه: جعفر بن برقان، وعمرو بن الحارث، وغيرهما. وكثيراً ما يرسل.
مات سنة سبع وأربعين ومائة.
245 -
4:
عبد الله بن حسن
، ابن السيد الحسن بن علي بن أبي طالب الهاشمي العلوي، أبو محمد المدني.
أبو محمد، وإبراهيم اللذين خرجا على المنصور، وأمه هي فاطمة ابنة الحسين الشهيد. يروي عن أبويه. وعن عبد الله بن جعفر وله صحبة، وعن إبراهيم بن محمد بن طلحة، وهو عمه للأم، وعن الأعرج، وعكرمة. وعنه: الثوري، وروح بن القاسم، وابن علية، وأبو خالد الأحمر، ومالك، وآخرون.
قال الواقدي: كان من العباد، وكان له شرف، وعارضة، وهيبة، ولسان شديد، وفد على السفاح بالأنبار.
قال محمد بن سلام الجمحي: كان ذا منزلة من عمر بن عبد العزيز في خلافته، ثم أكرمه السفاح، ووهب له ألف ألف درهم.
قال أبو حاتم، والنسائي: ثقة.
وقال الواقدي: عاش اثنتين وسبعين سنة.
وقال الحاكم: سم بباب القادسية، وهو بها مدفون وله بها آيات تذكر.
وقال الواقدي: أخبرني حفص بن عمر أن عبد الله بن حسن قدم على السفاح فبالغ في إكرامه ودعا بسفط جوهر، فقال: إن هذا وصل إلي من بني أمية فأعطاه نصفه.
وقد مر في الحوادث أن المنصور آذاه وسجنه من أجل ولديه. ومات في أواخر سنة أربع وأربعين ومائة.
246 -
ع:
عبد الله بن سعيد بن أبي هند الفزاري
، مولاهم المدني، أبو بكر.
عن: أبيه، وسعيد بن المسيب، وأبي أمامة بن سهل، والأعرج، وجماعة. وعنه: إسماعيل بن جعفر، وابن المبارك، وغندر، ويحيى القطان، ومكي بن إبراهيم، وعبد الرزاق، وآخرون.
وثقه أحمد، وابن معين.
وقال يحيى القطان: صالح الحديث تعرف وتنكر.
وضعفه أبو حاتم.
والعمل على الاحتجاج به.
مات نحواً من سبع وأربعين.
247 -
ت ق:
عبد الله بن سعيد بن أبي سعيد كيسان المقبري المديني
، أبو عباد.
عن: أبيه، وجده. وعنه: أخوه سعد، وهشيم، وحفص بن غياث، وأبو معاوية، وأبو ضمرة، وصفوان بن عيسى، وآخرون.
متفق على ضعفه.
وقال البخاري: تركوه.
وقال ابن معين: لا يكتب حديثه.
248 -
م د ن ق:
عبد الله بن شبرمة بن الطفيل بن حسان
، أبو شبرمة الضبي الكوفي الفقيه، عالم أهل الكوفة في زمانه مع الإمام أبي حنيفة.
وهو عم عمارة بن القعقاع، وعمارة أسن منه وأوثق. روى ابن شبرمة: عن أنس، وأبي وائل، وعبد الله بن شداد بن الهاد، وأبي الطفيل عامر بن واثلة، وأبي زرعة، وإبراهيم النخعي، والشعبي، وخلق. وعنه: شعبة، والسفيانان، وشريك، وهشيم، وحماد بن زيد، وأحمد بن بشير، وشجاع بن الوليد، وابن المبارك، وآخرون.
وثقه أحمد بن حنبل، وغيره.
قال أحمد العجلي: كان عفيفاً صارماً عاقلاً يشبه النساك، وكان شاعراً جواداً كريماً، وهو قليل الحديث، له نحو من خمسين حديثاً.
قال ابن فضيل: سمعت ابن شبرمة يقول: كنت إذا اجتمعت أنا والحارث العكلي على مسألة لم نبال من خالفنا.
وقال عبد الوارث: ما رأيت أحداً أسرع جواباً من ابن شبرمة.
وقال معمر: رأيت ابن شبرمة إذا قال له الرجل جعلت فداك يغضب، ويقول: قل غفر الله لك.
وقال محمد ابن السماك، عن ابن شبرمة قال: من بالغ في الخصومة أثم ومن قصر فيها خصم، ولا يطيق الحق من بالى على من دار الأمر.
وقال ابن المبارك، عن ابن شبرمة قال: عجبت للناس يحتمون من الطعام مخافة الداء، ولا يحتمون من الذنوب مخافة النار.
وقال أحمد العجلي: كان عيسى بن موسى لا يقطع أمراً دون ابن شبرمة، فبعث أبو جعفر إلى عيسى بعمه عبد الله بن علي ليحبسه، ثم كتب إليه: اقتله فاستشار ابن شبرمة، فقال له: لم يرد المنصور غيرك. وكان عيسى ولي عهد بعد المنصور، فقال ابن شبرمة: احبسه واكتب إليه أنك قتلته،
ففعل فجاء إخوته إلى عيسى، فقال لهم: كتب إلي أمير المؤمنين أن اقتله وقد قتلته، فرجعوا إلى أبي جعفر، فقال: كذب لأقيدنه به، فارتفعوا إلى القاضي، فلما حققوا عليه طرحه إليهم، فقال أبو جعفر: قتلني الله إن لم أقتل الأعرابي فإن عيسى لا يعرف هذا، فما زال ابن شبرمة مختفياً حتى مات بخراسان، سيره إليها عيسى بن موسى.
وروى ابن فضيل عن أبيه قال: كان ابن شبرمة ومغيرة والحارث العكلي يسهرون في الفقه فربما لم يقوموا حتى ينادى بالفجر.
قال أبو نعيم، والمدائني: مات ابن شبرمة سنة أربع وأربعين ومائة.
249 -
عبد الله بن عبد الله بن الأصم
.
عن يزيد بن الأصم. وعنه: الثوري، وعبد الواحد بن زياد، ومروان بن معاوية، وعبدة بن سليمان.
وثقه يحيى بن معين.
250 -
عبد الله بن أبي عثمان القرشي البصري
، أخو خالد بن أبي عثمان.
حدث عن ابن عمر. وعنه: شعبة، ويحيى القطان، ومحمد بن عبد الله الأنصاري، وغيرهم.
قال أبو حاتم: صدوق لا بأس به.
251 -
د ت:
عبد الله بن علي
، أبو أيوب الإفريقي، ثم الكوفي الأزرق.
عن: ابن المنكدر، والزهري، وصفوان بن سليم، وعاصم بن بهدلة، وطائفة. وعنه: يحيى بن أبي زائدة، ومروان بن معاوية، وأبو يوسف القاضي، وغيرهم.
لينه أبو زرعة.
252 -
عبد الله بن علي بن عبد الله بن عباس بن عبد المطلب الهاشمي
، عم المنصور والسفاح.
أحد دهاة الرجال، ومن الشجعان الأبطال، وهو الذي انتدب لملتقى مروان بن محمد، فهزم مروان بن محمد ولج في طلبه وطوى الممالك حتى نازل دمشق وحاصرها وتملكها وافتتحها بالسيف، وعمل كما تعمل التتار، وأسرف في قتل بني أمية ولم يرقب فيهم إلا ولا ذمة، ولا رعى فيهم رحما ولا قرابة، ثم جهز أخاه داود إلى ديار مصر في طلب مروان، فأدركه ببوصير فبيته وقتله.
ولما مات السفاح وهذا بالشام دعا إلى نفسه، وزعم أن على مثل هذا بايع ابن أخيه، فبايعه أهل الشام بالخلافة وبايع الناس المنصور بعهد من أخيه، فجهز المنصور لحرب عمه عبد الله بن علي صاحب الدعوة أبا مسلم الخراساني، فسار كل منهما يقصد الآخر، فكان المصاف بينهما بنصيبين، فعظم القتال واشتد البلاء، ثم انهزم جيش عبد الله، وكان الظفر لأبي مسلم، فساق عبد الله في طائفة من مواليه وقصد البصرة، وبها أخوه، فأخفاه عنده مدة، ثم لم يزل المنصور به حتى بعثه إليه فسجنه، ثم عمل على قتله سراً، فقيل: إنه حفر أساس الحبس وأرسل عليه الماء فوقع على عبد الله، وذلك في سنة سبع وأربعين ومائة.
وقد مر من أخباره في الحوادث.
253 -
د ت ق:
عبد الله بن محمد بن عقيل بن أبي طالب بن عبد المطلب
، أبو محمد الهاشمي الطالبي المدني.
وأمه هي زينب الصغرى بنت علي بن أبي طالب.
روى عن: جابر، وابن عمر، وعبد الله بن جعفر، وأنس بن مالك، والطفيل بن أبي بن كعب، وعلي بن الحسين، وخاله محمد ابن الحنفية، والربيع بنت معوذ بن عفراء، وسعيد بن المسيب. وعنه: زائدة، وفليح، وحماد بن سلمة، والسفيانان،
وزهير بن معاوية، وزهير بن محمد، وعبيد الله بن عمرو، وبشر بن المفضل، وآخرون.
احتج به أحمد بن حنبل، وغيره.
وضعفه ابن معين.
وقال أبو حاتم: لين الحديث.
وقال ابن خزيمة: لا أحتج به لسوء حفظه.
وقال أبو عيسى الترمذي: سمعت البخاري يقول: كان أحمد، وإسحاق، والحميدي يحتجون بحديثه. وقال البخاري: هو مقارب الحديث.
وقال يعقوب القمي: حدثنا ابن عقيل قال: كنا نأتي جابر بن عبد الله فنسأله عن سنن رسول الله صلى الله عليه وسلم فنكتبها.
قال ابن سعد وخليفة: مات بعد الأربعين ومائة.
254 -
عبد الله بن المستورد
، أبو ضمرة المدني، مولى الأنصار.
رأى أنساً، وروى عن: سالم بن عبد الله، ومحمد بن عبد الرحمن بن لبيبة. وعنه: مجمع بن يعقوب، وأبو أسامة، ومحمد بن عبيد الطنافسي، وغيرهم.
قال ابن معين: صالح.
255 -
ق:
عبد الله بن مسلم بن هرمز المكي
.
عن: سعيد بن المسيب، وسعيد بن جبير، وعلي بن الحسين، وعبد الرحمن بن سابط، ومجاهد، وغيرهم. وعنه: الثوري، وإسرائيل، وعيسى بن يونس، وأبو عاصم، وعبد الله بن نمير، وآخرون.
ضعفه أحمد، وابن معين.
وقال أبو حاتم: ليس بالقوي يكتب حديثه.
وكناه شباب العصفري: أبا العجفاء.
256 -
عبد الله بن المقفع
.
أحد المشهورين بالكتابة والبلاغة والترسل والبراعة، وكان فارسياً مجوسيا فأسلم على يد عيسى بن علي عم السفاح وهو كهل، ثم كتب له واختص به.
ومن كلام ابن المقفع قال: شربت من الخطب رياً، ولم أضبط لها روياً، فغاضت ثم فاضت، فلا هي هي نظاماً، ولا هي غيرها كلاماً.
وقال الأصمعي: صنف ابن المقفع الدرة اليتيمة التي لم يصنف مثلها في فنها، وقد سئل: من أدبك؟ قال: نفسي، كنت إذا رأيت من غيري حسناً أتيته، وإذا رأيت قبيحاً أبيته.
ويقال: كان ابن المقفع علمه أكثر من عقله، وهو الذي وضع كتاب كليلة ودمنة فيما قيل، والأصح أنه هو الذي عربه من الفارسية.
قال الهيثم بن عدي: جاء ابن المقفع إلى عيسى بن علي، فقال: أريد أن أسلم على يدك، فقال: ليكن ذلك بمحضر من وجوه الناس غداً، ثم جلس ابن المقفع وهو يأكل ويزمزم على دين المجوسية، فقال له عيسى: أتزمزم وأنت تريد أن تسلم؟ قال: أكره أن أبيت على غير دين.
وكان ابن المقفع يتهم بالزندقة.
وعن المهدي قال: ما وجدت كتاب زندقة إلا وأصله ابن المقفع.
وقيل: إن ابن المقفع كان ينال من متولي البصرة سفيان بن معاوية بن يزيد بن المهلب ويسميه ابن المغتلمة، فحنق عليه وقتله بإذن المنصور،
ولكونه كتب في توثق عبد الله بن علي من المنصور يقول: ومتى غدر بعمه فنساؤه طوالق، وعبيده أحرار، ودوابه حبس، والمسلمون في حل من بيعته، فلما وقف المنصور على ذلك عظم عليه وكتب إلى سفيان يأمره بقتله.
قال المدائني: دخل ابن المقفع على سفيان وقال: أتذكر ما كنت تقول في أمي؟ قال: أنشدك الله أيها الأمير في نفسي، فأمر له بتنور فسجر، ثم قطع أربعته، ثم سائر أعضائه وألقاها في التنور وهو ينظر، وقال: ليس علي في المثلة بك حرج لأنك زنديق قد أفسدت الناس، فسأل سليمان بن علي وعيسى عنه فقيل: إنه دخل دار سفيان بن معاوية سليماً ولم يخرج، فخاصماه إلى المنصور وأحضراه مقيداً فشهد شهود بالحال، فقال المنصور: أرأيتم إن قتلت سفيان، فخرج ابن المقفع من هذا المجلس أأقتلكم بسفيان؟ فنكلوا عن الشهادة كلهم وعلموا أنه قتله برضا المنصور.
ويقال: إن ابن المقفع عاش ستاً وثلاثين سنة.
وحكى البلاذري أن سفيان ألقاه في بئر.
وقيل: أدخله حماماً وأغلقه عليه.
وقيل: إن قتله كان في سنة خمس وأربعين ومائة.
وقيل: في نحو سنة اثنتين وأربعين.
وكان اسم أبيه داذوية، وكان كاتباً، ولي للحجاج خراج فارس فخان، وأخذ من الأموال فعذبه الحجاج فتقفعت يده فلقب المقفع.
وقيل: بل الذي عذبه يوسف بن عمر الثقفي الأمير.
والمقفع: بفتح الفاء على الصحيح.
وقال ابن مكي في كتاب تثقيف اللسان: يقولون ابن المقفع، والصواب بكسر الفاء لأنه كان يعمل القفاع ويبيعها وهي قفاف الخوص.
257 -
ق:
عبد الله بن ميسرة
، أبو عبد الجليل، ويقال: أبو إسحاق، ويقال: أبو ليلى، قاله أبو أحمد الحاكم.
روى عن: مجاهد، وإبراهيم بن أبي حرة. وعنه: هشيم، وحصين بن نمير الواسطي، ووكيع.
ضعفه ابن معين، وغيره.
258 -
عبد الله بن يزيد بن فنطس الهذلي
.
مدني مقل. له عن: أنس بن مالك، والسائب بن يزيد. وعنه: ابن أبي ذئب، والثوري، وحاتم بن إسماعيل، وعلي بن ثابت.
قال ابن معين: صالح.
259 -
عبد الله بن يزيد بن آدم الدمشقي
.
عن: أبي أمامة، وواثلة بن الأسقع، وأنس بن مالك، وحدث بالجزيرة. روى عنه: فياض بن محمد الرقي، وكثير بن مروان، وطلحة بن يزيد الرقي.
قال أحمد بن حنبل: أحاديثه موضوعة.
قدم بغداد أيام المنصور.
260 -
عبد الله بن يونس الثقفي
.
عن: الحكم بن عتيبة، وسيار أبي الحكم، وغيرهما. وعنه: يزيد بن هارون، ومحمد بن يزيد الواسطيان.
261 -
ن:
عبد الجليل بن حميد
، أبو مالك اليحصبي، المصري.
عن: الزهري، وأيوب السختياني. وعنه: ابن عجلان، وهو أكبر منه، ونافع بن يزيد، وابن وهب.
قال النسائي: ليس به بأس.
قيل: توفي سنة ثمان وأربعين ومائة.
262 -
د ن:
عبد الجليل بن عطية
، أبو صالح القيسي البصري.
عن: شهر بن حوشب، وابن بريدة، وجعفر بن ميمون، وغيرهم. وعنه: حماد بن زيد، وعبد الرحمن بن مهدي، وجماعة. وسيأتي في الطبقة الآتية.
263 -
عبد الحميد بن واصل
، أبو واصل الباهلي.
أرسل عن ابن مسعود، وله عن أنس بن مالك، وغيره. وعنه: عبد الكريم الجزري مع تقدمه، وشعبة، ومحمد بن سلمة الحراني، وعتاب بن بشير. قاله أبو حاتم.
264 -
م 4:
عبد الرحمن بن إسحاق بن عبد الله بن الحارث القرشي العامري المدني
، نزيل البصرة، يقال له: عباد، وقيل: بل هما أخوان.
روى عن: الحسن، وسعيد المقبري، وعبد الله بن يزيد مولى المنبعث، وأبي عبيدة بن محمد بن عمار. وعنه: يزيد بن زريع، وبشر بن المفضل، وابن علية، وعبد الله بن رجاء المكي لا الغداني.
قال أحمد بن حنبل: ليس به بأس.
وقال أبو داود: هو عباد.
وقال ابن معين: صالح الحديث.
وقال آخر: كان كثير العلم والرواية شاعراً فصيحاً مفوهاً.
وقال سفيان بن عيينة: كان قدرياً فنفاه أهل المدينة.
265 -
4:
عبد الرحمن بن الحارث بن عبد الله بن عياش بن أبي ربيعة المخزومي
، أبو الحارث المدني، وهو والد المغيرة بن عبد الرحمن الفقيه.
عن: طاوس، وعمرو بن شعيب، وزيد بن علي بن الحسين، والزهري. وعنه: ابنه، وسليمان بن بلال، وأبو إسحاق الفزاري، وابن وهب، وجماعة.
قال أبو حاتم: شيخ.
266 -
م 4:
عبد الرحمن بن حرملة بن عمرو
، أبو حرملة الأسلمي.
عن: سعيد بن المسيب، وحنظلة بن علي، وعمرو بن شعيب. وعنه: مالك، وإسماعيل بن جعفر، وحاتم بن إسماعيل، وبشر بن المفضل، ويحيى القطان، وعلي بن عاصم، وخلق.
قال النسائي: ليس به بأس.
وقال أبو حاتم: لا يحتج به.
وضعفه يحيى القطان، ولينه البخاري.
مات سنة خمس وأربعين ومائة.
267 -
عبد الرحمن بن سالم بن أبي سالم الجيشاني
، أبو سلمة.
ولي قضاء مصر والقصص، ثم عزل، وولي ديوان الجند. وجده من فضلاء المصريين اسمه سفيان بن هانئ المعافري حليف بني جيشان.
مات عبد الرحمن في سنة ثلاث وأربعين ومائة.
• - عبد الرحمن بن عبيد بن نسطاس الثعلبي العامري، أبو يعفور، يأتي في الكنى.
268 -
د ت:
عبد الرحمن بن عطاء المدني
، صاحب الشارعة أرض بالمدينة.
روى عن: سعيد بن المسيب، وعبد الملك بن جابر بن عتيك. وعنه: ابن أبي ذئب، وسليمان بن بلال، والدراوردي، وآخرون.
وثقه النسائي. وهو مقل، مات سنة ثلاث وأربعين ومائة.
269 -
د:
عبد الرحمن بن قيس العتكي
، أبو روح.
بصري. عن: يوسف بن ماهك، ويحيى بن يعمر. وعنه: صالح أبو عامر الخزاز، ويحيى القطان، ووهب بن جرير، وابن مهدي.
270 -
عبد الرحمن، أبو أمية السندي
، مولى سليمان بن عبد الملك وكاتب عمر بن عبد العزيز.
روى عن: عمر بن عبد العزيز، وأنس بن مالك. وسكن فلسطين بنابلس. روى عنه: خالد بن يزيد، وسوار بن عمارة الرمليان، وعراك بن خالد الدمشقي.
قال أبو حاتم: منكر الحديث.
271 -
عبد الرحمن بن مرزوق الدمشقي
.
عن: زر بن حبيش، وعطاء بن أبي رباح، ونافع، وغيرهم. وعنه: سعيد بن أبي أيوب، والهيثم بن حميد.
لا أعلم به بأساً.
272 -
د ت ق:
عبد الرحيم بن ميمون
، من موالي أهل المدينة، سكن مصر، ويقال: اسمه يحيى.
روى عن: سهل بن معاذ الجهني، وعلي بن رباح. وعنه: سعيد بن أبي أيوب، ونافع بن يزيد، وابن لهيعة، وغيرهم.
وكان زاهداً عابداً مجاب الدعوة، توفي سنة ثلاث وأربعين ومائة.
273 -
ق:
عبد السلام بن أبي الجنوب المدني
.
عن: الحسن البصري، وابن شهاب. وعنه: ابن إسحاق، والدراوردي، وأنس بن عياض، وعيسى بن يونس.
قال أبو حاتم: متروك الحديث.
وقال أبو زرعة: ضعيف.
274 -
ن:
عبد العزيز بن عبد الله بن عبد الله بن عمر بن الخطاب
، العدوي العمري المدني، والد الزاهد عبد الله العمري.
روى عن: عمه سالم، وأبي بكر بن حزم. وعنه: ابنه، وابن أبي ذئب، وابن المبارك.
وكان أحد من قام مع محمد بن عبد الله بن حسن، فلما قتل محمد أتوا بهذا مقيداً إلى المنصور، فقال: يا أمير المؤمنين صل رحمي واعف عني واحفظ في عمر بن الخطاب، فعفا عنه.
قال أبو بكر الخطيب: كان نبيهاً وجيهاً من أحسن الرجال وأبرعهم جمالاً.
275 -
ع:
عبد العزيز بن عمر بن عبد العزيز بن مروان الأموي
، أبو محمد.
حدث بالكوفة عن: أبيه، ومجاهد، ومكحول، وجماعة. وعنه: إسحاق الأزرق، وعلي بن مسهر، ووكيع، وأبو نعيم، وخلق.
وكان من ثقات العلماء، وثقه ابن معين.
مات سنة سبع وأربعين على الصحيح.
276 -
بخ:
عبد العزيز بن قرير العبدي البصري
، أخو عبد الملك.
له عن: الحسن، وابن سيرين، وعطاء. وعنه: الثوري، ورواد بن الجراح، وضمرة بن ربيعة، وآخرون.
وثقه النسائي.
وكان بعسقلان.
ووثقه أيضاً ابن معين.
وقال أبو حاتم: كانوا يظنون قديماً أن رواية مالك بن عبد الملك بن قرير وهم، وإنما سمع من عبد العزيز بن قرير البصري. قال يحيى بن معين: روى مالك عن عبد الملك بن قرير، وإنما هو ابن قريب، قال الأصمعي: سمع مني مالك.
ولما سمع هذا يحيى بن بكير قال: غلط ابن معين.
277 -
4:
عبد المجيد بن وهب
، وهو عبد المجيد بن أبي يزيد العقيلي العاملي، أبو عمرو.
عن العداء بن خالد الصحابي. وعنه: عباد بن ليث الراسبي، ووكيع، وعثمان بن عمر بن فارس، وجماعة.
وثقه ابن معين.
278 -
د ت ن:
عبد الملك بن أبي بشير البصري
.
نزل المدائن.
روى عن: عكرمة، وعبد الله بن مساور، وحفصة بنت سيرين. وعنه: الثوري، وزهير بن معاوية، وعبد الرحمن المحاربي، وجماعة.
وثقوه.
279 -
م د ت ن:
عبد الملك بن سعيد بن حيان بن أبجر الهمداني الكوفي
.
عن: أبي الطفيل بن واثلة، والشعبي، وعكرمة. وعنه: السفيانان، وأبو معاوية، وعبيد الله الأشجعي، وجماعة.
وكان ثقة صالحاً خياراً له نحو من أربعين حديثاً، بلغنا أن رجلاً قال له: أشتهي أن أمرض، فقال: كل سمكاً مالحاً، واشرب نبيذاً مرياً، واقعد في الشمس واستمرض الله تعالى. إسنادها صحيح.
وهو والد عبد الرحمن.
قال زهير بن معاوية: قال لي ابن أبجر: إذا أكلت الجزر نيئاً أكلك ولم تأكله، وإذا أكلته مطبوخاً لم تأكله ولم يأكلك، وإذا أكلته مشوياً أكلته ولم يأكلك.
280 -
م 4:
عبد الملك بن أبي سليمان
، واسم أبيه ميسرة العرزومي الكوفي، أحد الحفاظ.
روى عن: أنس بن مالك، وسعيد بن جبير، وعطاء بن أبي رباح، وجماعة. وعنه: جرير بن عبد الحميد، وحفص بن غياث، وإسحاق الأزرق، ويحيى القطان، وابن نمير، وعبد الرزاق، وخلق سواهم.
قال عبد الرحمن بن مهدي: كان شعبة يعجب من حفظ عبد الملك بن أبي سليمان.
وقال أحمد، والنسائي: ثقة.
واستشهد به البخاري.
وقد أنكر عليه شعبة حديثه في الشفعة، وهو حديث صالح الإسناد.
توفي سنة خمس وأربعين ومائة.
قال أحمد: ثقة إلا أنه رفع أحاديث عن عطاء.
وقال ابن معين: حديثه في الشفعة أنكره عليه الناس ولكنه ثقة لا يرد على مثله.
وقال أحمد: هذا حديث منكر.
وقال أمية بن خالد: قلت لشعبة: ما لك لا تحدث عن عبد الملك بن أبي سليمان؟ قال: تركت حديثه. قلت: يحدث عن محمد بن عبيد الله العرزمي وتدعه وقد كان حسن الحديث؟ قال: من حسنها فررت.
وقال أحمد أيضا: كان ثقة.
281 -
ع:
عبد الملك بن عبد العزيز بن جريج
، أبو الوليد وأبو خالد الرومي، مولى بني أمية، وعالم أهل مكة.
وكان أحد أوعية العلم، وهو أول من صنف التصانيف في الحديث.
روى عن: أبيه، ومجاهد، وعطاء بن أبي رباح، وطاوس، وعمرو بن شعيب، ونافع، والزهري، وإسماعيل بن أمية، والحسن بن مسلم، وابن طاوس، وعبد الله بن مسافع، وعطاء الخراساني، والقاسم بن أبي بزة، ونافع، وابن المنكدر، وعبدة بن أبي لبابة، وابن أبي مليكة، وخلق من التابعين وأتباعهم.
وكان مولده بعد سنة سبعين.
وعنه: السفيانان، وابن علية، ووكيع، وأبو أسامة، وابن وهب، وحجاج بن محمد، وأبو عاصم، وروح بن عبادة، وعبد الرزاق، وخلق.
قال أحمد بن حنبل: كان ابن جريج أحد أوعية العلم.
قال أبو غسان زنيج: سمعت جريراً يقول: كان ابن جريج يرى المتعة، تزوج بستين امرأة.
وقال عبد الوهاب بن همام: قال ابن جريج: كنت أتتبع الأشعار العربية والأنساب، فقيل لي: لو لزمت عطاء، قال: فلزمته ثمانية عشر عاماً.
وقال يحيى القطان: لم يكن ابن جريج عندي بدون مالك في نافع.
وقال ابن المديني: لم يكن في الأرض أعلم بعطاء من ابن جريج، وبلغنا أن ابن جريج ما سمع من الزهري شيئاً إنما أخذ عنه مناولة وإجازة.
قلت: وسمع من مجاهد حرفين من القراءات، وسمع من عكرمة بن خالد لا من عكرمة مولى ابن عباس، على أن أبا عيسى الترمذي روى حديثاً من طريق ابن جريج عن عكرمة، فالله أعلم.
قال عبد الرزاق: ما رأيت أحداً أحسن صلاة من ابن جريج.
وقال عبيد الله العيشي: حدثنا بكر بن كلثوم السلمي، قال: قدم علينا ابن جريج البصرة، فاجتمع الناس عليه فحدث عن الحسن البصري بحديث فأنكره عليه الناس، فقال: ما تنكرون علي فيه قد لزمت عطاء عشرين سنة فربما حدثني عنه الرجل بالشيء لم أسمعه منه.
قال العيشي: سمى ابن جريج في ذلك اليوم محمد بن جعفر غندرا فإنه بقي يكثر الشغب عليه، فقال: اسكت يا غندر، وأهل الحجاز يسمون المشغب غندراً.
وقال ابن معين: لم يلق ابن جريج وهب بن منبه.
وقال أحمد: لم يسمع من ابن أبي الزناد، ولا سمع من عمرو بن شعيب: زكاة مال اليتيم.
قلت: مع اتفاقهم على ثقة ابن جريج كان ربما دلس. وكان صاحب تعبد وخير، وما زال يطلب العلم حتى شاخ. وقيل: إنه جاوز المائة، ولم يصح ذلك بل ولا جاوز الثمانين.
قال خالد بن نزار الأيلي: خرجت بكتب ابن جريج سنة خمسين ومائة، فوجدته قد مات.
قلت: فيها أرخ موته الواقدي، وزاد فقال: في عشر ذي الحجة منها. وكذا أرخه فيها جماعة منهم: أبو نعيم، وسعيد بن عفير، وابن سعد وخليفة. وأما ابن المديني، فقال: مات سنة تسع وأربعين، وهذا وهم.
282 -
د ت ن:
عبد الملك بن نوفل بن مساحق بن عبد الله بن مخرمة
، أبو نوفل القرشي العامري المدني.
عن: أبيه، وأبي سعيد المقبري، وأبي عصام المزني. وعنه أبو مخنف لوط بن يحيى، وابن عيينة، وأبو إسماعيل محمد بن عبد الله الأزدي صاحب الفتوح، وغيرهم.
ذكره ابن حبان في الثقات.
283 -
خ م ن:
عبد الواحد بن أيمن المكي
، مولى بني مخزوم.
روى عن: أبيه، وسعيد بن جبير، وابن أبي مليكة، وأبي بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام. وعنه حفص بن غياث، ووكيع، وخلاد بن يحيى، وأبو نعيم، وجماعة.
وثقه ابن معين.
وقال أبو حاتم: صالح الحديث.
وقال النسائي: ليس به بأس.
284 -
م ت ن:
عبد الواحد بن حمزة بن عبد الله بن الزبير بن العوام القرشي
.
عن عمه عباد بن عبد الله، وغيره. وعنه: موسى بن عقبة، وهو أكبر منه، وعبد العزيز الدراوردي، وغيرهما.
صدوق مقل.
285 -
ق:
عبد الواحد بن أبي عون المدني
.
عن: ذكوان مولى عائشة، والقاسم بن محمد، وسعد بن إبراهيم. وعنه: عبد العزيز ابن الماجشون، والدراوردي، وغيرهما.
وثقه ابن معين، وغيره.
مات سنة أربع وأربعين ومائة.
له أحاديث قليلة.
286 -
عبيد الله بن الأخنس
، أبو مالك النخعي الكوفي الخزاز.
عن: ابن بريدة، وابن أبي مليكة، وعمرو بن شعيب، ونافع. وعنه: يحيى القطان، وروح بن عبادة، وعبد الله بن بكر السهمي.
وثقه أحمد، وغيره.
287 -
ع:
عبيد الله بن عمر بن حفص بن عاصم بن عمر بن الخطاب
، الإمام الثبت، أبو عثمان العدوي العمري المدني، أحد علماء المدينة، وهو أخو عبد الله، وعاصم، وأبي بكر.
روى عن: أم خالد بنت خالد بن سعيد الصحابية، وعن القاسم، وسالم، وعطاء، والمقبري، ونافع، والزهري، ووهب بن كيسان، وطائفة. وعنه: شعبة، والحمادان، والسفيانان، وبشر بن المفضل، وأبو أسامة، ويحيى القطان، وعبد الوهاب الثقفي، وعبد الرزاق، وخلق كثير.
وكان سيداً شريفاً، صالحاً، متعبداً، ثقة، حجة بالإجماع، واسع العلم. اعتزل فتنة ابن حسن.
قال النسائي: ثقة ثبت.
وقال ابن معين: عبيد الله، عن القاسم، عن عائشة: الذهب المشبك بالدر.
قال الهيثم بن عدي: مات سنة سبع وأربعين ومائة.
288 -
د ت ق:
عبيد الله بن أبي زياد المكي
، القداح، أبو الحصين.
عن: أبي الطفيل عامر بن واثلة، وسعيد بن جبير، ومجاهد، وشهر، والقاسم، وعدة. وعنه: الثوري، وعيسى بن يونس، ويحيى القطان، وأبو عاصم، ومحمد بن بكر البرساني، وآخرون.
قال أحمد: ليس به بأس.
وقال أبو حاتم: صالح.
ولينه بعضهم.
وقال ابن عدي: لم أر له شيئاً منكراً.
قال عمرو بن علي الفلاس: مات سنة خمسين ومائة.
289 -
عبيد الله بن العيزار المازني
.
بصري صدوق، له عن: سعيد بن جبير، ومعاذة العدوية، والقاسم بن محمد. وعنه: يزيد بن زريع، وبشر بن المفضل، ويحيى القطان.
وثقه غير واحد.
290 -
ت ق:
عبيد الله بن الوليد الوصافي
، أبو إسماعيل الكوفي، أحد المتروكين.
روى عن: طاوس، وعطاء بن أبي رباح وعطية. وعنه: عيسى بن يونس، والمحاربي، ووكيع، ويعلى بن عبيد، وآخرون.
قال ابن معين: ضعيف.
وقال النسائي، وغيره: متروك.
291 -
عبيد الله بن محمد بن عمر بن علي بن أبي طالب الهاشمي
، أخو عمر، وعبد الله، وجعفر، وأم كلثوم.
روى عن: أبيه، وخاليه أبي جعفر محمد بن علي وزيد بن علي، وصفوان بن سليم. وعنه: خالد بن عبد الله، وابن المبارك، وأبو يوسف، وآخرون.
وله عدة أولاد، وما علمت فيه جرحة، ولا رواية له في الكتب الستة.
292 -
ت:
عبيد بن أبي أمية الطنافسي الكوفي اللحام أبو الفضل
، والد المحدثين عمر، ومحمد، ويعلى، وإبراهيم، وإدريس.
يروي عن: الشعبي، وأبي بردة، وأبي بكر ابني أبي موسى، والحكم بن عتيبة، وغيرهم. وعنه: ابناه عمر، ويعلى، وسفيان الثوري، وعبد الرحمن بن مغراء.
قال أبو زرعة: ليس به بأس.
293 -
د ت ق:
عبيدة بن معتب الضبي الكوفي
.
عن: أبي وائل، وإبراهيم، والشعبي. وعنه: شعبة، وعلي بن مسهر، ووكيع، وسعد بن الصلت، ويعلى بن عبيد.
ضعفه أبو حاتم، والنسائي. ولم يترك.
294 -
4:
عتبة بن أبي حكيم الهمداني
، أبو العباس الأردني الطبراني.
سمع: مكحولاً، وعبادة بن نسي، وقتادة. سمع من عبد الرحمن بن أبي ليلى فلعلهما اثنان. وعنه: ابن المبارك، وبقية، وابن شابور، وأيوب بن سويد، وآخرون.
قال أبو حاتم: لا بأس به.
وقال مروان الطاطري: هو ثقة من أهل الأردن.
وروى عباس وآخر، عن ابن معين: ثقة.
وروى ابن أبي خيثمة، عن ابن معين: ضعيف.
وكذا قال محمد بن عوف، والنسائي.
وقال دحيم: لا أعلمه إلا مستقيم الحديث.
وعن أحمد أنه لينه.
295 -
عثمان بن إبراهيم بن محمد بن حاطب بن الحارث القرشي الجمحي
.
مدني نزل الكوفة. رأى ابن عمر يحفي شاربه وأجلسه ابن عمر في حجره. روى عن جده، وعن أمه عائشة بنت قدامة بن مظعون. وعنه: يعلى بن عبيد، ومروان بن معاوية، وابن نمير، ومحمد بن كناسة.
قال أبو حاتم: يكتب حديثه، قد روى عنه ابنه عبد الرحمن أحاديث منكرة.
296 -
ع:
عثمان بن الأسود الجمحي
، مولاهم المكي.
عن: مجاهد، وطاوس، وعطاء، وسعيد بن جبير وطبقتهم. وعنه: الثوري، وابن المبارك، ويحيى القطان، وأبو عاصم، والخريبي، وعبيد الله بن موسى، وخلق.
وثقه القطان.
قال ابن المديني: له نحو عشرين حديثاً.
قال خليفة: مات سنة وأربعين.
وقيل: سنة خمسين ومائة.
297 -
د ق:
عثمان بن عمر بن موسى بن عبيد الله بن معمر التيمي المدني
.
عن: أبان بن عثمان، وخارجة بن زيد، وسالم مولى ابن مطيع، والقاسم بن محمد. وعنه: ابنه عمر، وعبد الواحد بن زياد، ومحمد بن راشد المكحولي، وعبد العزيز الدراوردي.
وولي قضاء المدينة في خلافة مروان، ثم ولاه المنصور قضاءه فكان معه حتى مات بالحيرة قبل أن تبنى بغداد، وكان صدوقاً.
298 -
د ت ق:
عثمان بن عمير
، أبو اليقظان الكوفي الأعمى.
عن: أنس بن مالك، وأبي وائل، وإبراهيم النخعي، وأبي عمر زاذان،
وعدي بن ثابت. وعنه: الأعمش، وسفيان، وشعبة، وحجاج بن أرطاة، وشريك، وغيرهم.
وهو ضعيف باتفاق.
قال ابن معين: ليس بشيء.
وقال أبو أحمد الزبيري: كان يؤمن بالرجعة.
وقال النسائي: ليس بالقوي.
وقال ابن عدي: رديء المذهب، غال في التشيع، يكتب حديثه.
ويقال: إنه بقي إلى بعد الأربعين ومائة، وأنا أستعبد ذلك؛ لأنه لو تأخر لحمل عنه مثل وكيع، وأبي معاوية.
299 -
عدي بن حنظلة
، أبو طلق الزهري الأعمى.
عن: جدته، وإبراهيم التيمي. وعنه: سفيان الثوري، وعبد الواحد بن زياد، وحفص بن غياث، والخريبي، وآخرون.
300 -
عريف بن درهم
، أبو هريرة الكوفي النبال.
عن: زيد بن وهب، وإبراهيم النخعي، وجبلة بن سحيم. وعنه: مروان بن معاوية، ووكيع، وأبو نعيم.
قال أبو حاتم الرازي: صالح الحديث.
وقال أبو أحمد الحاكم: ليس بالمتين عندهم.
301 -
عزرة بن قيس
.
شيخ بصري. روى عن أم الفيض أنها سألت ابن مسعود. روى عنه أحمد بن إسحاق الحضرمي، ومسلم بن إبراهيم.
قال ابن معين: لا شيء.
302 -
د ت:
عسل بن سفيان
، أبو قرة اليربوعي البصري.
عن: عطاء، وابن أبي مليكة. وعنه: الحمادان، وإبراهيم بن طهمان، وروح بن عبادة.
قال النسائي: ليس بقوي.
303 -
عصام بن بشير الكعبي الحارثي
، أبو الغلباء الجزري.
عن أنس، وعن والده. وعنه: سعيد بن مروان الرهاوي، وعميرة بن عبد المؤمن الرهاوي، والحسن بن محمد بن أعين.
قال البخاري: بلغ عشراً ومائة سنة.
وذكره ابن حبان في الثقات.
وقيل: بلغ مائة وست عشرة سنة.
له حديث في اليوم والليلة.
304 -
د ن ق:
عطية بن الحارث
، أبو روق الهمداني الكوفي.
عن: أنس بن مالك، وإبراهيم التيمي، والشعبي، والضحاك. وعنه: الثوري، وشريك، وسيف التميمي، وأبو أسامة، وطائفة.
قال أبو حاتم: صدوق.
وقال أحمد، والنسائي: ليس به بأس.
305 -
عقبة بن أبي صالح الكوفي
.
عن إبراهيم النخعي. وعنه: عبيد الله بن موسى، وأبو نعيم.
قال أبو حاتم: صالح الحديث.
306 -
ع:
عقيل بن خالد بن عقيل الأيلي
، أبو خالد مولى عثمان بن عفان.
عن: أبيه، وعمه زياد، وعراك بن مالك، والقاسم بن محمد، وعكرمة، وسالم بن عبد الله. سألهم مسائل. وروى عن الزهري فأجاد، وعن عمرو بن شعيب، وسلمة بن كهيل. وعنه: ابنه إبراهيم، وابن أخيه سلامة بن روح، والليث، ويحيى بن أيوب، وابن لهيعة، ومفضل بن فضالة المصريون.
وكان إماماً حافظاً ثبتاً ثقة لازم الزهري حضراً وسفراً زميلاً له في المحمل.
قال يونس بن يزيد الأيلي: ما أحد أعلم بحديث الزهري من عقيل.
وقال أحمد بن حنبل: عقيل أقل خطأً من يونس.
وقال ابن معين: عقيل ثقة.
وقال أبو الوليد: قال لي الماجشون: عقيل كان جلواذاً.
وقال أحمد بن حنبل: ذكر عند يحيى القطان إبراهيم بن سعد وعقيل، فجعل كأنه يضعهما. قال أحمد: أيش ينفع هذا، هؤلاء ثقات لم يخبرهما يحيى.
وقال أبو حاتم الرازي: عقيل لم يكن بالحافظ، كان صاحب كتاب محله الصدق.
يقال: مات بمصر سنة أربع وأربعين ومائة فجاءة.
وقال محمد بن عزيز: مات سنة اثنتين وأربعين ومائة.
307 -
د: عقيل - بالفتح - بن معقل بن منبه اليماني.
عن: عميه وهب وهمام. وعنه: ابنه إبراهيم، وابن أخيه يوسف بن عبد الصمد، وهشام بن يوسف، وعبد الرزاق.
وكان قد قرأ التوراة والإنجيل.
وثقه يحيى بن معين، وأحمد، وهو قليل الحديث.
308 -
العلاء بن عبد الكريم
، أبو عون اليامي الكوفي الزاهد.
عن: مرة الطيب، ومجاهد، وعبد الرحمن بن سابط. وعنه: سفيان، وشريك، ووكيع، وأبو نعيم.
وثقه أحمد، وأبو حاتم. وهو قليل الرواية.
وكان من الخائفين. قيل له مرة: ما هو إلا عفو الله أو النار، فصاح وسقط مغشياً عليه.
يقال: مات سنة ثمان وأربعين ومائة.
309 -
العلاء بن كثير القرشي
، مولاهم الإسكندراني المصري الزاهد.
عن: سعيد بن المسيب، والقاسم بن محمد، وأبي عبد الرحمن الحبلي، وعكرمة. وعنه: الليث، وابن لهيعة، وضمام بن إسماعيل، ورشدين بن سعد.
عمل الليث للمنصور فهجره حتى تاب.
وروى سليمان بن داود المهري عن علي بن مطلب وغيره أن العلاء بن كثير كان لا يتلقى أحداً إذا قدم الإسكندرية غير الليث، فبلغ العلاء أنه ولي، وإنما ولي مصلحة للمسلمين، فلما قدم لم يتلقه ومنع أصحابه. قال
فدخل الليث المسجد فلم يقم له أحد، فجلس إلى العلاء، فقال: يا ليث وليت! فقال: خفت على دمي، فقال: لسحرة فرعون كانوا أقرب عهداً بالكفر منك، ولهم كانوا أعلم بالله منك حين قالوا: اقض ما أنت قاض، قال: فإني أتوب إلى الله، فقال العلاء لإخوانه: خذوا بيد أخيكم.
قلت: وقد وثقه أبو زرعة، ولا شيء له في الكتب. وأصله فارسي، وهو من موالي بني سهم.
قال سعيد بن أبي مريم: قال العلاء بن كثير: لو أن الدنيا وضعتني درجة لأحببت أن أبادرها إلى درجة أخرى.
وقال علي بن مطلب: كان العلاء بن كثير حسن الصوت بالقرآن، فإذا قام من الليل استيقظ له الجيران لحسن صوته، فخاف الفتنة، فدعا الله، فذهب صوته.
قال ابن يونس: توفي العلاء بن كثير بالإسكندرية سنة أربع وأربعين ومائة.
310 -
العلاء بن كثير الدمشقي
، مولى بني أمية.
نزل الكوفة وحدث عن مكحول. وعنه: يحيى بن حمزة، ومصعب بن سلام، وأبو نعيم عبد الرحمن بن هانئ النخعي، وآخرون.
ضعفه علي ابن المديني.
وقال أحمد بن حنبل: ليس بشيء.
311 -
خ م د ن ق:
العلاء بن المسيب بن رافع الأسدي الكوفي
.
عن: خيثمة بن عبد الرحمن، وإبراهيم النخعي، وعطاء بن أبي رباح، وجماعة. وعنه: جرير بن عبد الحميد، وعبثر بن القاسم، وحفص بن غياث، ومروان بن معاوية، وابن فضيل.
قال ابن معين: ثقة مأمون.
312 -
علي بن الحسن بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب العلوي
، الملقب بالسجاد لفضله واجتهاده وتعبده.
وهو والد حسين المقتول بفخ وإخوته، وكان يقال: ليس بالمدينة زوجان أعبد منه ومن زوجته، وهي بنت عمه زينب بنت عبد الله بن حسن.
توفي علي في سجن المنصور سنة خمس وأربعين ومائة.
313 -
م د ن ق:
علي بن أبي طلحة سالم بن مخارق
، مولى العباس، أبو الحسن الهاشمي الجزري، نزيل حمص.
روى عن: مجاهد، وأبي الوداك جبر بن نوف، وراشد بن سعد. وعنه: الثوري، ومعاوية بن صالح، وفرج بن فضالة، وطائفة.
قال النسائي: ليس به بأس.
وقال أبو داود: كان له رأي سوء كان يرى السيف.
قلت: قد روى معاوية بن صالح، عن علي بن أبي طلحة، عن ابن عباس نفسه فذكر تفسيراً في جزء كبير.
قال أحمد بن حنبل: روى التفسير عن ابن عباس ولم يره.
قال أبو أحمد الحاكم: كنيته أبو الحسن، وقيل: أبو طلحة، ليس ممن يعتمد على تفسيره الذي يروى عن معاوية بن صالح عنه.
314 -
4:
علي بن عبد الأعلى بن عامر الثعلبي الكوفي الأحول
، أبو الحسن.
روى عن: أبيه، والحكم بن عتيبة، وكثير بن زياد. وعنه: إبراهيم بن طهمان، وهشيم، وحكام بن سلم، وشجاع بن الوليد.
قال أحمد: ليس به بأس.
وقال أبو حاتم: ليس بقوي.
315 -
ق:
علي بن عروة القرشي الدمشقي
.
عن: عطاء بن أبي رباح، والمقبري، وعاصم بن عمر بن قتادة. وعنه: خالد بن حيان الرقي، ومبشر بن إسماعيل، وعثمان بن عبد الرحمن الطرائفي، وغيرهم.
تركوه حتى أن صالح بن محمد جزرة قال: حديثه كذب كله.
316 -
د:
عمار بن سعد المرادي
، وقيل: التجيبي المصري.
عن أبي صالح الغفاري عن علي، وله حديث أرسله عن عمر. وعنه: حيوة بن شريح، ويحيى بن أيوب، وابن لهيعة، وجماعة. وكان من العلماء بمصر في زمانه.
مات سنة ثمان وأربعين ومائة.
317 -
م د ق:
عمر بن حمزة بن عبد الله بن عمر بن الخطاب العمري المدني
.
عن: عمه سالم، ومحمد بن كعب القرظي، وعبد الرحمن بن سعد. وعنه: مروان بن معاوية، وأحمد بن بشير، وأبو أسامة.
وهو صالح الحديث، وقد احتج به مسلم.
وقال النسائي: ضعيف.
318 -
د:
عمر بن سويد بن غيلان الثقفي
، وقيل: العجلي.
عن: عائشة بنت طلحة، وسلامة بن سهم. وعنه: ابن المبارك، ووكيع، وأبو أسامة، وأبو نعيم، وآخرون.
وهو صدوق موثق.
319 -
عمر بن سويد العجلي الكوفي
.
عن: أنس بن مالك، وعائشة بنت طلحة. وعنه: مطلب بن زياد، ووكيع، وأبو نعيم.
فرق بينهما بعض الحفاظ، وهو إن شاء الله الذي قبله.
320 -
د ت:
عمر بن عبد الله المدني
، مولى غفرة.
أدرك ابن عباس، وقد حدث عنه فما أدري سماعاً أم لا. وله عن: أنس بن مالك، وسعيد بن المسيب، وأبي الأسود الديلي، ومحمد بن كعب، وجماعة. وعنه: ابن لهيعة، وبشر بن المفضل، وعيسى بن يونس، وعلي بن غراب، ومحمد بن شعيب بن شابور، وجماعة.
قال أحمد بن حنبل: ليس به بأس لكن أكثر حديثه مراسيل.
وقال ابن سعد: كثير الحديث، ثقة، لا يكاد يسند، كان يرسل حديثه.
وقال ابن معين، وغيره: ضعيف.
قلت: توفي سنة خمس وأربعين ومائة. وله حديث عن ابن عمر وذاك مرسل. وهو ابن خالة ربيعة الرأي.
321 -
خ م د ن ق:
عمر بن محمد بن زيد بن عبد الله بن عمر بن الخطاب العدوي العمري المدني
، نزيل عسقلان.
عن: جده، وحفص بن عاصم، وسالم، ونافع، وجماعة. وعنه: شعبة، والسفيانان، وابن وهب، وعمر بن عبد الواحد الدمشقي، وأبو عاصم، وآخرون.
وله عدة إخوة.
قال ابن سعد: كان ثقة ولم يعقب.
وقال عبد الله بن داود الخريبي: ما رأيت رجلاً قط أطول من عمر بن محمد، وبلغني أنه كان يلبس درع عمر رضي الله عنه فكان يسحبها.
قلت: كان العباس وقيس بن سعد بن عبادة من بابة عمر في الطول المفرط.
قال أبو عاصم النبيل: كان عمر بن محمد من أفضل أهل زمانه قدراً وجلالة، قدم بغداد والكوفة فأخذوا عنه. توفي سنة خمسين ومائة بعد أخيه أبي بكر بقليل.
قلت: إخوته: أبو بكر، وعاصم، وزيد، وواقد. والخمسة قد رووا الحديث.
322 -
سوى ت:
عمر بن نافع، مولى ابن عمر
.
سمع أباه، والقاسم بن محمد. وعنه: مالك، وإسماعيل بن جعفر، وسليمان بن بلال، والدراوردي، وغيرهم.
وثقه النسائي، وغيره.
وقال ابن سعد: ثبت قليل الحديث، ولا يحتجون به.
323 -
عمر بن نافع الثقفي
.
عن: أنس، وعكرمة. وعنه: يحيى بن أبي زائدة، وأبو عوانة، وأبو معاوية، وأبو خباب الوليد بن بكير، وآخرون.
قال ابن معين: ليس حديثه بشيء.
324 -
م ن:
عمر بن نبيه الكعبي
.
عن: أبي عبد الله القراظ، وجمهان الأسلمي. وعنه: إسماعيل بن جعفر،
وحاتم بن إسماعيل، ويحيى بن سعيد القطان، وأبو ضمرة.
قال القطان: لم يكن به بأس.
325 -
د:
عمر بن نبهان الغبري
.
عن: الحسن، وسلام أبي عيسى، وقتادة. وعنه: جعفر بن سليمان، وأبو قتيبة، وأبو سفيان عبد الرحمن بن عبد ربه.
قال ابن معين: ليس بشيء.
وقال أبو حاتم، وغيره: ضعيف الحديث.
326 -
عمر بن الوليد الشني
، أبو سلمة العبدي البصري.
عن: عكرمة، وشهاب بن عباد البصري. وعنه: وكيع، وأبو نعيم.
قال الفلاس: لم يحدثنا عنه يحيى القطان.
وقال أحمد بن حنبل: ثقة. وكذا قال أبو حاتم، وغيره.
قلت: عامة حديثه عن عكرمة مقاطيع.
327 -
عمر بن يزيد النصري
.
دمشقي، روى عن: أبي سلام الأسود، والزهري، وعمرو بن مهاجر، ونمير بن أوس. وعنه: عبد الله بن سالم، والهيثم بن عمران، ومحمد بن شعيب بن شابور.
وثقه دحيم.
وقال العقيلي: يخالف في حديثه.
328 -
م د ت ن:
عمران بن حدير
، أبو عبيدة السدوسي البصري.
له عشرة أحاديث.
قال يزيد بن هارون: كان أصدق الناس.
وقال أحمد بن حنبل: عمران بخ بخ ثقة.
وروى شعبة عن عمران قال: ما دخلت الحمام منذ ثلاثين سنة ولا ادهنت.
وقال البخاري: قال أبو قطن: مات سنة تسع وأربعين ومائة.
قلت: سمع: عبد الله بن شقيق، وأبا عثمان النهدي، وأبا مجلز، وجماعة. وعنه: الحمادان، ومعتمر بن سليمان، ووكيع، ويزيد بن هارون، وعثمان بن الهيثم.
ثقة.
329 -
عمران بن مسلم الفزاري الكوفي
.
عن: مجاهد، والشعبي، وجعفر بن عمر بن حريث. وعنه: أبو معاوية، وأبو نعيم، وجماعة.
فأما عمران بن مسلم القصير، فسيأتي في الطبقة الآتية.
وأما هذا فقال أبو أحمد الزبيري: رافضي كأنه جرو كلب.
330 -
عمران بن موسى بن عمرو بن سعيد بن العاص
، القرشي الأموي أخو أيوب بن موسى.
روى عن: مكحول، وسعيد المقبري. وعنه: ابن جريج، وابن علية، وزيد بن يحيى بن عبيد الدمشقي.
وثقه الحاكم.
331 -
ع:
عمرو بن الحارث بن يعقوب
، مولى قيس بن سعد بن عبادة الخزرجي الأنصاري، أبو أمية المصري الفقيه، أحد الأئمة الأعلام.
روى عن: أبي يونس مولى أبي هريرة، وابن أبي مليكة، وأبي عشانة
المعافري، وقتادة، وعمرو بن دينار، وخلق. وعنه: مالك، والليث، وابن لهيعة، وبكر بن مضر، وابن وهب، وخلق كثير.
ووثقه الناس.
قال يعقوب السدوسي: كان يحيى بن معين يوثقه جداً.
وقال ابن وهب: كان قد جعل على نفسه أن يتحفظ كل يوم ثلاثة أحاديث.
وقال أبو داود: سمعت أحمد يقول: ليس فيهم أصح حديثاً من الليث، وعمرو بن الحارث يقاربه.
وقال الأثرم: سمعت أحمد يقول: قد كان عندي عمرو بن الحارث، ثم رأيت له أشياء مناكير.
وقال في موضع آخر عن أحمد: عمرو بن الحارث حمل عليه حملاً شديداً، وقال: يروي عن قتادة أحاديث يضطرب فيها ويخطئ.
قلت: قد وثقه مطلقاً ابن معين، والعجلي، وأبو زرعة، وآخرون.
قال النسائي: هو أحفظ من ابن جريج.
وروى سعيد بن أبي مريم عن خاله قال: كان عمرو بن الحارث يخرج من منزله فيجد الناس صفوفاً يسألونه عن القرآن والحديث والفقه والشعر والعربية والحساب، وكان صالح بن علي قد جعل عمرو بن الحارث يؤدب ابنه الفضل فنال حشمة بذلك.
قلت: علومه المذكورة هي علوم الإسلام ذلك الوقت ما كان القوم يخوضون سوى في ذلك ولا يعرفونه، فخلف من بعدهم خلف عملوا أصول الدين والكلام والمنطق وخاضوا كما خاضت الحكماء.
قال أبو حاتم الرازي: كان عمرو بن الحارث أحفظ الناس في زمانه لم يكن له نظير في الحفظ.
وقال ابن وهب: ما رأيت أحفظ من عمرو بن الحارث.
قلت: يقول ابن وهب مثل هذا القول وقد رأى مالكاً، والليث، وابن جريج.
وروى حرملة عن ابن وهب قال: اهتدينا باثنين بمصر: عمرو بن الحارث، والليث، وباثنين بالمدينة: مالك وعبد العزيز بن الماجشون، لولا هؤلاء لكنا ضالين.
وقال: وروى أحمد بن يحيى بن وزير، عن ابن وهب، قال: لو بقي لنا عمرو بن الحارث ما احتجنا إلى مالك.
وقال سعيد بن عفير: كان عمرو بن الحارث أخطب الناس وأبلغه وأرواه للشعر.
وقال الليث: كنت أرى عمرو بن الحارث عليه أثواب بدينار، فلم تمض الليالي حتى رأيته يجر الوشي والخز، فإنا لله وإنا إليه راجعون.
قال أحمد بن صالح: لم يكن بعد عمرو بن الحارث بمصر مثل الليث بن سعد.
وروى ابن وهب، عن عبد الرحمن بن يزيد، قال: كان ربيعة يقول: لا يزال بالمغرب فقه ما دام فيهم ذاك القصير، يعني عمرو بن الحارث.
قال ابن وهب: مات عمرو بن الحارث رحمه الله سنة ثمان وأربعين ومائة. وزاد غيره: في شوال من السنة.
وقال أحمد بن صالح: ولد عمرو سنة تسعين.
وقال يحيى بن بكير: ولد سنة إحدى أو اثنتين وتسعين.
وقال أبو داود: عاش ثمانياً وخمسين سنة.
وقال أحمد بن صالح: لم يكن بمصر بعد عمرو بن الحارث مثل الليث.
332 -
د ت ن:
عمرو بن أبي سفيان الجمحي
، أخو حنظلة.
مكي. عن ابن الزبير، وعن أمية بن صفوان. وعنه: ابن جريج، وابن المبارك، وجماعة.
ثقة.
333 -
عمرو بن سعيد
، أبو بكر الأوزاعي.
عن: أبي سلام ممطور، ومغيث بن سمي، ونوف البكالي. وعنه: الوليد بن مسلم، ومحمد بن شعيب، وغيرهما.
334 -
عمرو بن شراحيل
، أبو المغيرة، ويقال: أبو الجهم، العنسي الداراني.
عن: بلال بن سعد، وعمير بن هانئ، وحيان بن وبرة، وجماعة. وعنه: يزيد بن مصاد، وعبد الرحمن بن أبي الجون، وصدقة بن خالد، ومحمد بن شعيب بن شابور.
له في نسخة أبي مسهر.
وثقه أبو زرعة الدمشقي، وكان قدرياً.
335 -
ن ق:
عمرو بن عبد الله بن وهب
، أبو معاوية النخعي الكوفي، والد سليمان بن عمرو.
له عن: أبي عمرو الشيباني، والشعبي. وعنه: ابن عيينة، ووكيع، وحسين الجعفي، وأبو نعيم.
وثقه أبو حاتم، وغيره. وأما ابنه فكذاب.
ومن آخر من روى عن عمرو زيد بن الحباب.
توفي في حدود الخمسين ومائة.
336 -
عمرو بن عبيد المعتزلي ابن باب
، أبو عثمان البصري الزاهد العابد، رأس المعتزلة.
روى عن: أبي العالية، وأبي قلابة، والحسن. وعنه: الحمادان، وابن عيينة، وعبد الوارث، ويحيى بن سعيد القطان، وعلي بن عاصم، وعبد الوهاب الثقفي، وقريش بن أنس، وغيرهم.
قال الفلاس: كان يحيى يحدثنا عن عمرو بن عبيد، ثم تركه.
وقال أبو داود السجزي: أبو حنيفة خير من ألف مثل عمرو.
وقال النسائي: عمرو ليس بثقة.
وقال حفص بن غياث: ما لقيت أحداً أزهد من عمرو بن عبيد وانتحل ما انتحل.
وقال ابن المبارك: كان عمرو بن عبيد يدعو إلى القدر فتركوه.
وقال معاذ بن معاذ: سمعت عمراً يقول: إن كانت {تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ} في اللوح المحفوظ فما لله على ابن آدم حجة. قال: وسمعت عمرو بن عبيد يقول وذكر حديث الصادق المصدوق، فقال: لو سمعت الأعمش يقول هذا لكذبته، ولو سمعته من زيد بن وهب لما صدقته، أو قال: لما أحببته، ولو سمعت ابن مسعود يقوله ما قبلته، ولو سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول هذا لرددته، ولو سمعت الله يقول لقلت له: ليس على هذا أخذت ميثاقنا.
قال ابن عبد الحكم: سمعت الشافعي يقول: سمعت ابن عيينة يقول: عمرو بن عبيد سمع الحسن، وأنا أستغفر الله إن كان سمع الحسن.
سئل عمرو عن مسألة فأجاب فيها، وقال: هذا من رأي الحسن، فقيل: إنهم يروون عن الحسن خلاف هذا؟ قال: إنما قلت هذا من رأيي الحسن يريد نفسه.
وقال ثابت البناني: رأيت عمرو بن عبيد في النوم وفي حجره مصحف، وهو يحك آية من كتاب الله، فقلت: ما تصنع؟ قال: أبدل مكانها خيراً منها. رواه محمد بن المثنى الزمن، عن عبد الرحمن بن جبلة، عن ثابت. ورواه الحسن بن محمد الحارثي، عن ابن عون عنه.
وقال حزم القطعي: حدثنا عاصم الأحول قال: جلست إلى قتادة فذكر عمرو بن عبيد فوقع فيه، فقلت: ألا أرى العلماء يقع بعضهم في بعض؟ فقال: يا أحول، أوما تدري أن الرجل إذا ابتدع بدعة فينبغي لنا أن نذكره حتى يحذر، فجئت من عند قتادة وأنا مغتم لما رأيت من نسك عمرو وهديه، فنمت فرأيته والمصحف في حجره، وهو يحك آية، فقلت له: سبحان الله! تحك آية من كتاب الله! قال: إني سوف أعيدها، فتركته حتى حكها، فقلت: أعدها، قال: لا أستطيع. ورواها ثقتان عن حزم.
وقال أبو سعيد الأشج: حدثنا الهيثم بن عبد الله فقيه الجامع، قال: حدثنا حماد بن زيد قال: كنت مع أيوب، ويونس، وابن عون فمر بهم عمرو بن عبيد فسلم عليهم، ووقف وقفة فلم يردوا عليه السلام.
وقال سليمان بن حرب: حدثنا حماد بن زيد قال: قيل لأيوب: إن عمرو بن عبيد يروي عن الحسن أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إذا رأيتم معاوية على منبري فاقتلوه. قال: كذب.
وعن عباد بن كثير عن عمرو قال: لا جمعة بعد عثمان.
وقال عبد الوهاب الخفاف: مررت بعمرو بن عبيد وهو وحده فقلت: ما لك تركوك؟ فقال: نهى ابن عون الناس عنا فانتهوا.
وعن عمر بن النضر قال: سئل عمرو عن مسألة وأنا عنده فأجاب، فقلت: ليس هكذا يقول أصحابنا، قال: ومن أصحابك لا أبا لك؟ قلت: أيوب، ويونس، وابن عون، وسليمان التيمي، قال: أولئك أرجاس أنجاس أموات غير أحياء. رواها يحيى بن حميد الطويل، عن عمر بن النضر.
وقال سوار بن عبد الله: حدثنا الأصمعي أن عمرو بن عبيد أتى أبا عمرو بن العلاء، فقال: يا أبا عمرو الله يخلف وعده؟ فقال: لا، فقال عمرو: فقد قال تعالى: {إِنَّ اللَّهَ لا يُخْلِفُ الْمِيعَادَ} فقال أبو عمرو: من العجمة أتيت، الوعد غير الإيعاد، ثم أنشد:
وإني إن أوعدته أو وعدته لمخلف ميعادي ومنجز موعدي
وقال جعفر بن محمد بن فضيل، ونصر بن مرزوق: حدثنا إسماعيل بن مسلمة القعنبي، قال: رأيت الحسن بن أبي جعفر في المنام بعدما مات فقال [3/ 943] لي: أيوب، ويونس، وابن عون في الجنة، فقلت: فعمرو بن عبيد؟ قال: في النار. ثم رأيته الليلة الثانية، فقال مثل ذلك، ثم رأيته في الليلة الثالثة، فقال مثل ذلك، وقال: كم أقول لك.
وقال ابن علية: أول من تكلم في الاعتزال واصل بن عطاء الغزال، فدخل معه في ذلك عمرو بن عبيد، فأعجب به وزوجه أخته، وقال لها: زوجتك برجل ما يصلح إلا أن يكون خليفة.
وقال نعيم بن حماد: قيل لابن المبارك: لم رويت عن سعيد وهشام الدستوائي وتركت حديث عمرو بن عبيد، ورأيهم واحد؟ قال: كان عمرو يدعو إلى رأيه وكانا ساكتين.
وقال مؤمل بن إسماعيل: رأيت همام بن يحيى في النوم، فقلت: ما صنع الله لك؟ قال: غفر لي، وأدخلني الجنة، وأمر بعمرو بن عبيد إلى النار، وقيل له: تقول على الله كذا وكذا وتكذب بمشيئته وتمن بركعتين تصليهما.
وروي عن محمد بن عبد الله الأنصاري القاضي أنه رأى عمرو بن عبيد في المنام قد مسخ قرداً.
قال أبو بكر: كان عمرو بالبصرة يجالس الحسن مدة، ثم أزاله واصل عن مذهب السنة، فقال بالقدر، ودعا إليه واعتزل أصحاب الحسن، وكان له سمت وإظهار زهد.
وقال يعقوب الفسوي: كان عمرو نساجاً، ثم تحول شرطياً للحجاج، يعني في صباه.
وروي عن الحسن البصري أنه قال: نعم الفتى عمرو بن عبيد إن لم يحدث.
وقال أبو نعيم الحافظ: أخبرنا عبد الوهاب بن أبي أحمد العسال، قال: سمعت أبي يقول: سمعت مسبح بن حاتم البصري يقول: سمعت عبيد الله بن معاذ يقول: سمعت أبي يقول: سمعت عمرو بن عبيد يقول،
وذكر حديث الصادق، فقال: لو سمعت الأعمش يقوله لكذبته، فذكر القصة كما تقدم.
وقال معمر: كان أيوب السختياني إذا ذكر عمراً، قال: ما فعل المقيت.
وقال أبو عوانة: ما جالست عمراً إلا مرة فتكلم وطول، ثم قال: لو نزل ملك من السماء ما زادكم على هذا.
وقال أحمد بن حنبل: بلغني عن ابن عيينة قال: حج أيوب، وعمرو بن عبيد، فطاف أيوب حتى أصبح، وخاصم عمرو حتى أصبح.
وعن معمر قال: ما عددت عمرو بن عبيد عاقلاً قط.
وقال الخطيب: مات عمرو بن عبيد بطريق مكة سنة ثلاث وأربعين ومائة، وقيل: سنة أربع.
قلت: قد كان أبو جعفر المنصور يعظم عمرو بن عبيد ويثني عليه ويقول:
كلكم يمشي رويد كلكم يطلب صيد غير عمرو بن عبيد
قال محمد بن سلام الجمحي: أخبرني الفضيل بن سليمان الباهلي، قال: قال الحسن بن عمارة: أي رجل كان فيكم عمرو بن عبيد لولا ما خالف فيه الجماعة، كان رجل أهل البصرة. قلت: إي والله ورجل أهل الدنيا.
قال ابن أبي خيثمة في تاريخه: سمعت ابن معين يقول: كان عمرو بن عبيد من الدهرية، قلت: وما الدهرية؟ قال: الذين يقولون الناس مثل الزرع، وكان يرى السيف.
وقال سلام بن أبي مطيع: لأنا للحجاج بن يوسف أرجى مني لعمرو بن عبيد.
قال المدائني، وأبو نعيم: مات سنة أربع وأربعين.
وذكر ابن قتيبة في المعارف أن المنصور رثى عمرو بن عبيد، ولم يسمع بخليفة رثى من دونه سواه، فقال:
صلى الإله عليك من متوسد قبراً مررت به على مران قبراً تضمن مؤمناً متحنفاً صدق الإله ودان بالقرآن فلو أن هذا الدهر أبقى صالحاً أبقى لنا حقاً أبا عثمان
337 -
م 4:
عمرو بن قيس الكوفي الملائي البزاز
.
عن: عكرمة، وعطية العوفي، وأبي إسحاق، والحكم بن عتيبة. وعنه: سفيان الثوري، وأبو خالد الأحمر، والمحاربي، وعمر بن شبيب، وأسباط بن محمد، وسعد بن الصلت، وجماعة.
وكان ورعاً عابداً خيرا حافظاً لحديثه.
قال الثوري وذكره فأثنى عليه: وكان يتبرك به لزهده وفضله.
وقال أبو زرعة: ثقة مأمون.
وقال أبو داود: مات بسجستان، وكنيته أبو عبد الله.
338 -
عمرو بن مروان
، أبو العنبس النخعي الكوفي.
عن أبيه، عن علي، وله عن أبي وائل. وعنه: حفص بن غياث، ووكيع، وغيرهما.
شيخ.
339 -
ع:
عمرو بن ميمون بن مهران
، أبو عبد الله الجزري، أحد أئمة الفقهاء.
روى عن: أبيه، وسليمان بن يسار، وعمر بن عبد العزيز، ومكحول. وعنه: الثوري، وعباد بن العوام، وابن المبارك، وأبو معاوية، وبشر بن المفضل، ويزيد بن هارون، ومحمد بن بشر العبدي، وغيرهم.
وكان يقول: لو علمت أنه بقي علي حرف من السنة باليمن لأتيتها.
وقال أبو الحسن الميموني: حدثني أبي قال: لما رأيت قدر عمي عمرو بن ميمون عند المنصور قلت له: لو سألت أمير المؤمنين أن يقطعك قطيعة، فسكت، فألححت عليه، فقال: يا بني إنك لتسألني أن أسأله شيئاً قد ابتدأني هو به غير مرة فلم أفعل.
وقال يحيى بن معين، وغيره: ثقة.
وقال الميموني: سمعت أبي يصف عمرو بن ميمون بالقرآن والنحو، وقال: لم أره يغتاب أحداً.
قلت: توفي سنة خمس وأربعين، وقيل: سنة تسع وأربعين ومائة.
قال هلال بن العلاء: مات بالرقة وكان يؤدب بحصن مسلمة.
وقال الواقدي، وخليفة، وأبو عبيد: مات سنة خمس وأربعين.
340 -
عنبسة بن عمار
.
نزل الكوفة، وحدث أنه رأى ابن عمر يسلم على صبيان المكتب. وروى عن: أبي سلمة بن عبد الرحمن، وأخيه حميد. وعنه: عيسى بن يونس، وأبو معاوية، ومروان الفزاري.
وثقه أبو داود، وقد روى له البخاري في كتاب المسمى بـ الأدب.
341 -
عنبسة بن مهران الحداد
.
عن: الزهري، ومكحول. وعنه: عبد الله بن رجاء المكي، وأبو عاصم النبيل، ومكي بن إبراهيم.
قال أبو حاتم: منكر الحديث.
342 -
العوام بن حمزة المازني
.
بصري. عن: أبي عثمان النهدي، وأبي نضرة، وبكر بن عبد الله، وسليمان بن قتة. وعنه: يحيى القطان، وغندر، والنضر بن شميل.
وثقه ابن راهوية.
وقال ابن معين: ليس حديثه بشيء.
343 -
ع:
العوام بن حوشب بن يزيد الشيباني الربعي الواسطي
، أبو عيسى.
له عدة إخوة منهم خراش والد شهاب بن خراش. أسلم جدهم يزيد على يد أمير المؤمنين علي فجعله على شرطته. روى عن: إبراهيم النخعي، ومجاهد، وعمرو بن مرة، وسلمة بن كهيل، وطائفة. وعنه: ابنه سلمة، وابن أخيه شهاب، وشعبة، وهشيم، ومحمد بن يزيد، ويزيد بن هارون، وأهل بلده.
قال أحمد: ثقة ثقة.
وقال يزيد بن هارون: كان صاحب أمر بالمعروف ونهي عن المنكر. وقال: توفي سنة ثمان وأربعين ومائة.
344 -
ع:
عوف بن أبي جميلة
، أبو سهل البصري الأعرابي، ولم يكن بأعرابي.
قال ابن معين: مولده سنة ثمان وخمسين.
وقال محمد بن سلام الجمحي: كان عوف في بني حمان بن كعب، ولم يكن أعرابياً، كان فارسياً.
وقال أحمد بن أبي خيثمة: حدثنا هوذة، قال: حدثنا عوف الأعرابي من بني سعد، ثم قال أحمد: سمعت ابن معين يقول: هوذة عن عوف ضعيف وفي اسم أبيه أقوال أحدها بندوية.
روى عن: أبي العالية الرياحي، وزرارة بن أوفى، وخلاس الهجري، وأبي رجاء العطاردي، ومحمد بن سيرين، وطائفة سواهم. وعنه: شعبة، وابن المبارك، وغندر، وروح بن عبادة، والنضر بن شميل، وهوذة بن خليفة، وعثمان بن الهيثم المؤذن، وخلق كثير.
وكان أحد علماء البصرة، وكان يقال له: عوف الصدوق، وثقه غير واحد واحتج به أصحاب الصحاح، وقيل: كان يتشيع.
وقال الأنصاري: قال لي عوف: سمعت من الحسن قبل وقعة ابن الأشعث.
قلت: وكان قدرياً، فروى بندار، وغيره عن يحيى القطان، قال: سمعت عوفاً الأعرابي وحدث بحديث الصادق المصدوق، فقال: كذب عبد الله.
وقال ابن المبارك: ما رضي عوف ببدعة حتى كان فيه بدعتان: قدري شيعي.
وقال الأنصاري: رأيت داود بن أبي هند يضرب عوفاً ويقول: ويلك يا قدري.
وقال بندار: يقولون عوف، فوالله لقد كان عوف قدرياً رافضياً.
مات عوف سنة ست، وقيل: سنة سبع وأربعين ومائة.
وقع لنا من عواليه.
345 -
ت ق:
عيسى بن سنان
، أبو سنان القسلمي الحنفي الفلسطيني نزيل البصرة.
روى عن: عثمان بن أبي سودة المقدسي، ويعلى بن شداد بن أوس، ووهب بن منبه، ورجاء بن حيوة، وجماعة. وعنه: الحمادان، وأبو أسامة، وعيسى بن يونس، ويوسف بن يعقوب السدوسي.
ضعفه أحمد، وغيره، ولم يترك، هو جائز الحديث.
346 -
عيسى بن أبي عطاء الكاتب الشامي
.
روى عن: أبيه، وعمر بن عبد العزيز. وعنه: الوليد بن سليمان بن أبي السائب، والوليد بن مسلم، ومحمد بن شعيب، وجماعة.
وقد ولي خراج ديار مصر لمروان بن محمد، وما علمت به بأساً.
347 -
عيسى بن عمر البصري
، صاحب النحو.
ذكر ابن خلكان أنه مات سنة تسع وأربعين ومائة، فالله أعلم. وقد ذكرته في الطبقة المقبلة.
348 -
ع:
غالب القطان
، من علماء البصريين، يكنى أبا سلمة بن أبي غيلان خطاف.
واختلف في ضم خطاف وفتحه، وهو على الأشهر مولى عبد الله بن عامر بن كريز القرشي الأمير، سمع غالب من: الحسن، وابن سيرين، وبكر المزني. وعنه: بشر بن المفضل، وابن علية، وحزم بن أبي حزم، وخالد بن عبد الرحمن السلمي.
قال أحمد: ثقة ثقة.
وأما ابن معين فقال: لا أعرفه.
349 -
د ق:
فائد بن كيسان
، أبو العوام الباهلي الجزار القصاب.
عن: أبي عثمان النهدي، وابن بريدة. وعنه: حماد بن سلمة، وزكريا بن يحيى بن عمارة، ومكي بن إبراهيم.
350 -
د ت ق:
الفضل بن دلهم القصاب
.
واسطي. عن: الحسن، وابن سيرين، وقتادة. وعنه: ابن المبارك، ووكيع، ومحمد بن خالد الوهبي، ويزيد بن هارون.
قال أحمد بن حنبل: قال يزيد بن هارون: كان الفضل بن دلهم عندنا قصاباً شاعراً معتزلياً، وكنت أصلي معه في المسجد ولا أسمع ذاك منه.
وقال أبو حاتم: صالح.
وقال أبو داود: ليس بالقوي ولا الحافظ.
351 -
ق:
الفضل بن عيسى بن أبان الرقاشي
، أبو عيسى البصري الواعظ.
روى عن أنس بن مالك، وعن: عمه يزيد الرقاشي، وأبي عثمان النهدي، وابن المنكدر. وعنه: سفيان، وحماد بن زيد، ومعتمر بن سليمان، وأبو عاصم العباداني، وأبو عاصم النبيل، وغيرهم.
ضعفه أحمد.
وقال ابن معين: رجل سوء قدري.
352 -
ق:
الفضل بن مبشر
، أبو بكر الأنصاري المدني.
عن جابر بن عبد الله. ولعله آخر من روى عن جابر، وروى عن سالم بن عبد الله. وعنه: زياد البكائي، ومروان بن معاوية، وعبد الرحمن بن مغراء، ويعلى بن عبيد، وغيرهم.
وهو بكنيته أشهر، يقع حديثه عالياً في مسند عبد.
ضعفه يحيى بن معين.
وقال أبو حاتم، وغيره: ليس بالقوي.
353 -
ت:
الفضل بن يزيد الثمالي الكوفي
.
عن: الشعبي، وعكرمة. وعنه: علي بن مسهر، ومروان بن معاوية.
وثقه أبو زرعة.
354 -
ع:
فضيل بن غزوان بن جرير
. مولى بني ضبة، أبو محمد الكوفي.
عن: أبي حازم الأشجعي، وأبي زرعة، وعكرمة، وسالم، وجماعة. وعنه: ابنه محمد، وجرير بن عبد الحميد، وعبد الله بن المبارك، وإسحاق الأزرق، وابن نمير، ويحيى بن سعيد القطان، وآخرون.
وثقه أحمد، وغيره.
355 -
د ن ق:
الفضيل بن ميسرة الأزدي
، العقيلي، أبو معاذ البصري.
عن: الشعبي، وطاوس، وأبي حريز عبد الله بن الحسين قاضي سجستان. وعنه: معتمر، وشعبة، ويزيد بن زريع، ويحيى القطان، وغيرهم.
356 -
فياض بن غزوان الضبي الكوفي
.
أحسبه أخا فضيل بن غزوان. قرأ القرآن على طلحة بن مصرف، وحدث عن: زبيد اليامي، ومالك بن مغول، وغيرهم. وعنه: نعيم بن ميسرة، وحكام بن سلم، وإسحاق بن سليمان، وأبو بدر شجاع بن الوليد.
وثقه أحمد بن حنبل.
357 -
د ت ق:
قابوس بن أبي ظبيان
، حصين بن جندب الجنبي الكوفي.
عن أبيه ليس إلا. وعنه: الثوري، وزهير بن معاوية، وجرير بن عبد الحميد، وعبيدة بن حميد، وأبو بدر السكوني، وغيرهم.
قال أبو حاتم: يكتب حديثه.
وقال أحمد: ليس هو بذاك.
وقال جرير: لم يكن من النقد الجيد.
وقال النسائي، وغيره: ليس بالقوي.
358 -
ت ن ق:
القاسم بن عبد الواحد بن أيمن المكي
.
قد مر أبوه آنفاً. وهذا روى شيئاً يسيراً، روى عن: أبي حازم سلمة بن دينار، وعبد الله بن محمد بن عقيل. وعنه: همام بن يحيى، وعبد الوارث بن سعيد، وداود بن عبد الرحمن العطار.
قال أبو حاتم: يكتب حديثه.
قلت: موته قريب من موت أبيه.
359 -
ق:
القاسم بن الوليد الهمداني الكوفي الخبذعي
، وخبذع بطن من همدان.
روى عن: مجاهد، والشعبي، والمنهال بن عمرو، وغيرهم. وعنه: حسين الجعفي، وأسباط بن محمد، وأبو نعيم، وولده الوليد بن القاسم، وصاحب فتوح الشام أبو إسماعيل محمد بن عبد الله الأزدي البصري، والوليد بن الفضل العنزي.
وثقه ابن معين.
قيل: توفي سنة إحدى وأربعين ومائة، وقيل: بعد ذلك.
360 -
ن ق:
قتادة بن عبد الله
، أبو روح العامري الهذلي الكوفي.
عن جسرة بنت دجاجة. وعنه: ابن المبارك، ووكيع، ويحيى القطان، ويعلى بن عبيد، وآخرون.
له حديثان.
361 -
قدامة بن حماطة الضبي الكوفي
.
روى عن: عمر بن عبد العزيز، وأبي بردة بن أبي موسى. وعنه: سفيان الثوري، وجرير بن عبد الحميد، وسوار الشقري.
362 -
ن ق:
قدامة بن عبد الله
، أبو روح العامري الذهلي، يقال: هو فليت العامري.
روى عن جسرة بنت دجاجة. وعنه: ابن المبارك، ويحيى القطان، ووكيع، ويعلى بن عبيد.
صدوق.
363 -
4 م مقروناً:
قرة بن عبد الرحمن بن حيويل بن ناشرة المعافري المصري
.
عن: أبي قبيل، ويزيد بن أبي حبيب، والزهري. وعنه: الأوزاعي، وهو من أقرانه، والليث بن سعد، وابن وهب، ومحمد بن شعيب بن شابور، وجماعة. ضعفه ابن معين.
وقال أبو حاتم: ليس بقوي.
قال يعقوب الفسوي: سمعت شيوخ مصر يقولون: لما عمل هشام بن عبد الملك صاعه ومده أرسل بهما إلى مصر، فأدخل الصاع المسجد فداروا به على حلق المسجد، فلما انتهوا به إلى حيويل ضرب به الأرض فرفع ذلك إلى هشام، فقال: اسكتوا، فلما كان دولة بني عباس خرج وفد مصر وفيهم
قرة، فقيل: هذا قرة كاسر الصاع، فقال المنصور: هل لك أن تكسر لنا مداً؟ قال: يا أمير المؤمنين إن بعث موتانا كسرت المختوم والصاع.
قلت: توفي سنة سبع وأربعين ومائة.
364 -
خ ن:
قطن بن كعب القطعي البصري
.
عن: ابن سيرين، وأبي يزيد المدني. وعنه: شعبة، وحماد بن زيد، وعبد الوارث، ومحمد بن بكر البرساني. وهو ثقة، يكنى أبا الهيثم.
365 -
قنان بن عبد الله النهمي الكوفي
.
عن: محمد بن سعد بن أبي وقاص، وعبد الرحمن بن عوسجة. وعنه: حفص بن غياث، وابن فضيل، وأبو معاوية.
وثقه ابن معين، ثم قال: وقنان بن عبد الله آخر مصري روى عنه ابن لهيعة. قلت: روى له البخاري في كتاب الأدب.
366 -
كثير بن يسار الطفاوي
، أبو الفضل البصري.
عن: يوسف بن عبد الله بن سلام، والشعبي، والحسن البصري. وعنه: حماد بن زيد، وروح بن عبادة، وأبو عاصم، وسعيد بن عامر، وجماعة.
لم يضعف.
367 -
ع:
كهمس بن الحسن
، أبو الحسن التميمي الحنفي البصري العابد.
أحد الثقات الأعلام. روى عن: أبي الطفيل، وعبد الله بن شقيق، وأبي السليل ضريب بن نفير، ويزيد بن عبد الله بن الشخير، وابن بريدة، والحسن. وعنه: ابن المبارك، ويحيى القطان، ومعتمر، ووكيع، ومعاذ بن معاذ، وعبد الرحمن بن حماد، وأبو عبد الرحمن المقرئ، وخلق.
قال أحمد بن حنبل: ثقة وزيادة.
وقال أحمد بن إبراهيم الدورقي: حدثني الهيثم بن معاوية عمن حدثه، قال: كهمس يصلي في اليوم والليلة ألف ركعة، فإذا مل، قال: قومي يا مأوى كل سوء، فوالله ما رضيتك لله ساعة.
وقيل: إن كهمس سقط منه دينار ففتش عليه فلقيه، فلم يأخذه وقال: لعله غيره.
وكان رحمه الله باراً بأمه، فلما ماتت حج وأقام بمكة حتى مات. وكان يعمل في الجص، وكان يؤذن.
وقال يحيى بن كثير البصري: اشترى كهمس دقيقاً بدرهم فأكل منه، فلما طال عليه كاله، فإذا هو كما وضعه.
توفي كهمس سنة تسع وأربعين ومائة، رحمه الله.
368 -
لبطة بن الفرزدق
، واسم الفرزدق همام بن غالب البصري، أبو غالب.
روى عن أبيه. وعنه: ابن عيينة، وأبو عبيدة بن المثنى، وولده أعين.
خرج مع إبراهيم بن عبد الله بن حسن، فقتل معه سنة خمس وأربعين ومائة.
369 -
4 م مقروناً:
ليث بن أبي سليم الكوفي
، مولى بني أمية.
من علماء الكوفة. عن: طاوس، ومجاهد، وعكرمة، وأبي بردة، وجماعة سواهم. وعنه: إسماعيل بن عياش، وشعبة، وسفيان، ومعتمر، وابن علية، وأبو معاوية، وأبو بدر السكوني، وخلق كثير.
قال يحيى بن معين: ليس به بأس.
وقال فضيل بن عياض: كان أعلم أهل الكوفة بالمناسك.
وقال الدارقطني: كان صاحب سنة، إنما أنكروا عليه الجمع في غير حديث بين عطاء، وطاوس، ومجاهد حسب.
وقال أحمد بن حنبل: مضطرب الحديث.
وقال أبو زرعة، وغيره: لين لا تقوم به الحجة.
وقال عبد الوارث: كان ليث من أوعية العلم.
وقال أبو بكر بن عياش: كان ليث بن أبي سليم من أكثر الناس صلاة وصياماً، فإذا وقع على شيء لم يرده.
وروى ابن شوذب عن ليث قال: أدركت الشيعة الأول بالكوفة وما يفضلون على أبي بكر، وعمر أحداً، يعني إنما كانوا يتكلمون في عثمان وفي من قاتل علياً.
قلت: أخرج له مسلم مقروناً بغيره، ومات سنة ثلاث وأربعين ومائة.
370 -
م د ن:
محمد بن أبي إسماعيل السلمي الكوفي
.
عن: أنس بن مالك، وسعيد بن جبير، وعبد الرحمن بن هلال العبسي، والشعبي، وأبي الضحى. وعنه: عبد الواحد بن زياد، ويحيى القطان، وأبو معاوية، وأبو أسامة، وعبد الله بن نمير، وآخرون.
وثقه ابن معين.
وله أخوان: عمر وإسماعيل، واسم أبيهم راشد.
وروى يحيى بن آدم عن شريك قال: رأيت أولاد أبي إسماعيل أربعة ولدوا في بطن واحد وعاشوا.
قلت: توفي محمد سنة اثنتين وأربعين ومائة.
371 -
محمد بن الأشعث بن يحيى الخزاعي الخراساني الأمير
.
أحد قواد بني عباس، ولي دمشق للمنصور بعد صالح بن علي العباسي، ثم ولاه إمرة الديار المصرية، ودخل القيروان لحرب الإباضية.
وكان شجاعا حازما مهيبا، هزم أبا الخطاب عبد الأعلى رأس الخوارج، ثم ظفر به وقتله.
ومات ابن الأشعث هذا سنة تسع وأربعين ومائة.
372 -
محمد بن أبي الجعد
.
روى عن الشعبي أنه كره شراء تراب الصاغة بالورق، ويقال: هو
محمد بن الجعد
البصري، له عن: عطاء، والزهري، وعنه: سفيان، ووكيع، وأبو نعيم، وغيرهم.
قال أبو حاتم: يكتب حديثه.
وقال أبو الفتح الأزدي: محمد بن الجعد متروك.
قلت: و:
373 -
محمد بن الجعد.
حدث عنه محمد بن عيسى ابن الطباع، كأنه آخر.
374 -
خ م ن:
محمد بن أبي حفصة
، أبو سلمة البصري.
عن: الزهري، وقتادة، وأبي جمرة الضبعي. وعنه: حماد بن زيد، وابن المبارك، وروح بن عبادة، وجماعة.
ثقة مشهور، غيره أثبت منه.
قال ابن المديني: قلت ليحيى: حملت عن ابن أبي حفصة؟ قال: نعم، حديثه كله، ثم رميت به، ثم قال: هو نحو صالح بن أبي الأخضر.
وقال ابن معين: ثقة. وقال مرة: ليس بالقوي.
وقال النسائي في الضعفاء: محمد بن أبي حفصة، وهو ابن ميسرة، ضعيف.
375 -
ت:
محمد بن خالد الضبي الكوفي
، الملقب سؤر الأسد، أبو يحيى، ويقال: أبو حيي.
وكان قد افترسه الأسد، ثم نجا وعاش بعد. سمع: سعيد بن جبير، وعطاء بن أبي رباح. وعنه: سفيان الثوري، وأبو يحيى الحماني.
ذكره البخاري، وغيره، وما علمت أحداً ضعفه، بل قال أبو حاتم: ليس به بأس.
وقد روى أيضاً عن أنس. وعنه أيضاً: جرير، وأبو معاوية، وسعيد بن خثيم.
وظفرت بقول أبي الفتح الأزدي بأخرة أنه قال: منكر الحديث.
376 -
ق:
محمد بن ذكوان الطاحي الأزدي مولاهم البصري
، حمو حماد بن زيد.
روى عن: شهر بن حوشب، وابن سيرين، ويعلى بن حكيم، وابن أبي مليكة، ورجاء بن حيوة. وعنه: شعبة، وابن جريج، وإبراهيم بن طهمان، وعبد الله بن بكر السهمي، وحجاج بن نصير، وعبد الصمد بن عبد الوارث، وآخرون.
قال شعبة: كان كخير الرجال.
وقال البخاري: منكر الحديث.
وقال ابن حبان: على قلة روايته يروي المعضلات عن الثقات.
وقال حجاج بن نصير - وهو ضعيف -: حدثنا محمد بن ذكوان، قال: حدثني يعلى بن حكيم، عن سليمان بن أبي عبد الله، عن أبي هريرة
مرفوعاً: من وسع على عياله يوم عاشوراء وسع الله عليه سائر سنته. وسليمان لا يدرى من هو.
ابن إسحاق: حدثني محمد بن ذكوان، عن الحسن، عن أبي، عن النبي صلى الله عليه وسلم في آدم أنه اشتهى ثماراً من ثمار الجنة، ولما مات غسلته الملائكة وصلت عليه وكبرت عليه أربعاً. ورواه يعلى عن ابن إسحاق، فقال: عن محمد بن ميمون. ورواه ابن أبي عروبة، عن قتادة، عن الحسن، عن عتي، عن أبي قوله.
377 -
ن:
محمد بن الزبير التميمي الحنظلي البصري
.
عن: أبيه، وعمر بن عبد العزيز، وبلال بن أبي بردة، والحسن، ومكحول. وعنه: حماد بن زيد، ومعتمر، وعبد الوارث، وابن علية، وعبد الوهاب بن عطاء، وعدة. وروى عنه من أقرانه يحيى بن أبي كثير.
ضعفه النسائي، وأخرج له حديثاً ولم يقوه.
وقال البخاري منكر الحديث.
قلت: هو راوي حديثه عن الحسن، عن عمران مرفوعاً: لا نذر في غضب، وكفارته كفارة يمين.
378 -
ت:
محمد بن سالم
، أبو سهل الكوفي.
عن: الشعبي، وسلمة بن كهيل، وأبي إسحاق. وعنه: الثوري، وجرير الضبي، وابن فضيل، ويزيد بن هارون، وغيرهم.
متفق على ضعفه.
قال أحمد بن حنبل: شبه متروك.
وقال ابن عدي: الضعف بين على روايته.
وقال البخاري: هو صاحب الفرائض، كان ابن المبارك ينهى عنه.
379 -
ت:
محمد بن السائب بن بشر بن عمرو
، أبو النضر الكلبي الكوفي الأخباري العلامة، صاحب التفسير.
روى عن: الشعبي، وأبي صالح باذام، وأصبغ بن نباتة، وطائفة. وعنه: ابنه هشام ابن الكلبي، صاحب النسب، وشعبة، وابن المبارك، وأبو معاوية، وابن فضيل، ويزيد بن هارون، وسعد بن الصلت، وطائفة سواهم.
وقد اتهم بالأخوين: الكذب والرفض، وهو آية في التفسير، واسع العلم على ضعفه.
قال زيد بن الحريش: سمعت أبا معاوية يقول: سمعت الكلبي يقول: حفظت ما لم يحفظ أحد، ونسيت ما لم ينس أحد، حفظت القرآن في ستة أيام أو سبعة، وقبضت على لحيتي لآخذ منها ما دون القبضة، فأخذت فوق القبضة.
وقال يزيد بن هارون: قال لي الكلبي: ما حفظت شيئا فنسيته، وحضر الحجام فقبضت قبضة، فأردت أن أقول خذ من هاهنا، فقلت: خذ من هاهنا، فأخذ من فوق القبضة.
وقال ابن عدي: ليس لأحد تفسير أطول من تفسير الكلبي.
قلت: يعني من الذين فسروا القرآن في المائة الثانية، ومن الذين ليس في تفسيرهم سوى قولهم.
ثم قال ابن عدي: ولشهرته بين الضعفاء يكتب حديثه.
وقال أبو حاتم الرازي: أجمعوا على ترك حديثه.
وقال أبو داود: جويبر أمثل منه.
وقال أبو عوانة: سمعت الكلبي يتكلم بشيء من تكلم به كفر.
وقال يزيد بن زريع: رأيت الكلبي يضرب يده على صدره ويقول: أنا سبئي، أنا سبئي.
وقال عبد الرحمن بن مهدي: سمعت أبا جزء يقول: قال الكلبي: كان جبريل يوحي إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقام لحاجة وجلس علي فأوحى جبريل إلى علي.
وقد روى نحو هذا أبو عوانة عن الكلبي.
وقال حجاج الأعور: سمعت الكلبي يقول: حفظت القرآن في سبعة أيام. رواها أبو عبيد القاسم بن سلام عن الحجاج.
وقال معتمر بن سليمان: كان الكلبي كذاباً.
قلت: أنا أتعجب من شعبة وتحريه كيف يروي عن مثل هذا التالف.
وقال يحيى بن يعلى: سمعت زائدة يقول: اطرحوا حديث أربعة: حجاج، وجابر، وحميد - صاحب مجاهد - والكلبي، فأما الكلبي فصمتاً إن لم أكن سمعته يقول: نسيت علمي فأتيت آل محمد فسقوني عسلاً فامتلأت علماً. أفتأمروني أن أحدث عن رجل يكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وروى عباس عن يحيى قال: الكلبي ليس بشيء.
قلت: موت الكلبي على رأس الخمسين ومائة، وقد مر في الحوادث أنه مات سنة ست وأربعين ومائة.
380 -
ت ق:
محمد بن سعيد بن حسان المصلوب
وهو محمد بن أبي قيس، وهو محمد ابن الطبري، وهو القرشي، وهو الأردني، وهو الدمشقي، وهو ابن الطبري. وقد دلسوه ألواناً كثيرة لئلا يعرف لسقوطه.
روى عن مكحول، وعبادة بن نسي، ونافع، والزهري، وربيعة بن يزيد وطبقتهم. وعنه سفيان الثوري، وبكر بن خنيس، وأبو بكر بن
عياش، وأبو معاوية، والمحاربي، ويحيى بن سعيد الأموي، ومروان بن معاوية، وطائفة سواهم.
قال أحمد بن حنبل، وغيره: قتله أبو جعفر المنصور في الزندقة.
وقال البخاري: صلب في الزندقة، وكناه أبا عبد الرحمن.
وقال ابن أبي حاتم: يقال فيه: محمد بن حسان، ومحمد بن أبي حسان.
وقال سعيد بن أبي أيوب، عن ابن عجلان، عن محمد بن سعيد بن حسان بن قيس، فذكر حديثاً.
وقال العقيلي: يقولون فيه محمد بن أبي زينب، ومحمد بن أبي زكريا، ومحمد بن أبي الحسن. ويقولون: محمد بن حسان الطبري، قال: وربما قالوا فيه: عبد الرحمن، وعبد الكريم، وغير ذلك، على معنى التعبيد لله، وقد بلغنا أن اسمه قلب على نحو مائة لون.
قال النسائي: هو غير ثقة ولا مأمون. وقال مرة: كذاب. وسماه بعضهم: عبد الرحمن بن أبي شميلة.
وقال أبو أحمد الحاكم: كان يضع الحديث.
وقال أبو زرعة الدمشقي: حدثنا محمد بن خالد عن أبيه، قال: سمعت محمد بن سعيد يقول: لا بأس إذا كان كلاماً حسناً أن يضع له إسناداً.
الصواب محمود بن خالد الأزرق. ورواها دحيم عن خالد بن يزيد.
وقال عيسى بن يونس: دخل الثوري على محمد بن سعيد بن أبي قيس الأردني فاحتبس عنده ساعة، ثم خرج إلينا فقال: هو كذاب.
وقال أحمد: كان كذاباً. وروى الحسن بن رشيق عن النسائي، قال: الكذابون المعروفون بوضع الحديث على رسول الله صلى الله عليه وسلم أربعة: ابن أبي
يحيى بالمدينة، والواقدي ببغداد، ومقاتل بخراسان، ومحمد بن سعيد بالشام، يعرف بالمصلوب.
وقال الدارقطني، وغيره: متروك.
قلت: وبإخراج الترمذي لحديث المصلوب والكلبي وأمثالهما انحطت رتبة جامعه عن رتبة سنن أبي داود، والنسائي.
وكان صلب هذا الرجل في حدود سنة خمسين ومائة.
381 -
ع:
محمد بن سواقة
. أبو بكر الغنوي الكوفي العابد الصالح
روى عن أنس، وإبراهيم النخعي، وسعيد بن جبير، وأبي صالح السمان، ومنذر الثوري، وجماعة. وعنه السفيانان، والمحاربي، وأبو معاوية، وعلي بن عاصم، ويعلى بن عبيد، وجماعة.
وكان أحد الثقات، يقال: إنه أنفق في أبواب الخير مائة ألف درهم.
قال ابن عيينة: كان محمد بن سوقة لا يحسن أن يعصي الله - تعالى -.
وقال النسائي: ثقة مرضي.
382 -
م:
محمد بن شيبة بن نعامة الضبي الكوفي
عن علقمة بن مرثد، وعمرو بن مرة، وجماعة. وعنه فضيل بن عياض، وجرير بن عبد الحميد، وأبو معاوية، وغيرهم.
383 -
د ن:
محمد بن طحلاء
عن أبي سلمة بن عبد الرحمن، والأعرج، ومحصن بن علي الفهري. وعنه ابناه يعقوب، ويحيى، وعبد العزيز الدراوردي، وغيرهم.
قال أبو حاتم: ليس به بأس.
384 -
د ت ن:
محمد بن عبد الله بن حسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب
. الهاشمي الحسني المدني.
عن نافع، وأبي الزناد. وعنه عبد الله بن جعفر المخرمي، وعبد العزيز الدراوردي، وعبد الله بن نافع الصائغ.
وقد وثقه النسائي، وابن حبان.
ومر في الحوادث خروجه وخروج أخيه إبراهيم في سنة خمس وأربعين وأنهما قتلاً.
فائدة:
قال أبو محمد بن حزم: ذهبت طائفة من الجارودية وهم من غلاة الرافضة إلى أن محمد بن عبد الله بن حسن القائم بالمدينة حي لم يقتل، وأنه لا يموت حتى يملأ الأرض عدلاً، يعني كما ملئت جوراً.
وقد خلف محمد بن عبد الله من الأولاد عبد الله الذي قتله هشام بن عمرو في مصاف كان بينهما بناحية بلاد القشمير، وخلف علياً ومات في السجن، وحسن بن محمد بن عبد الله الذي خرج وقتل في وقعة فخ، وفاطمة بنت محمد زوجة ابن عمها الحسن بن إبراهيم، وزينب التي دخل بها محمد بن أبي العباس السفاح ليلة قتل أبوها محمد بن عبد الله.
قال أبو داود: قال أبو عوانة: إبراهيم، ومحمد خارجيان. ثم قال أبو داود: بئس ما قال.
وقال الزبير بن بكار: قال هارون بن سعيد العجلي الشيعي يعيب خروجه.
يا أيها ذا الذي له كان ذو الـ ـنية منا في الدين متبعا أبينما أنت منتهى أمل الـ أمة إذ قيل صار مبتدعا
يا لهف نفسي على تفرق ما قد كان منها عليك مجتمعا.
385 -
ق:
محمد بن عبد الله بن عمرو بن عثمان بن عفان
. أبو عبد الله الأموي العثماني الملقب بالديباج لحسنه
كان سمحاً جواداً، سرياً ذا مروءة وسؤدد. روى عن أمه فاطمة ابنة الحسين بن علي عن ابن عباس قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: لا تديموا النظر إلى المجذمين. وروى عن نافع، وعبد الله بن دينار، وأبي الزناد. وعنه أسامة بن زيد، وغيره.
لينه البخاري.
وروى عنه أيضاً الدراوردي، ومحمد بن معن الغفاري، ويحيى بن سليم الطائفي، وابن أبي الزناد.
وقدم الشام مرات. وهو أخو عبد الله بن حسن والد الأخوين محمد، وإبراهيم لأمه.
قال ابن سعد: وكان أبوه يدعى المطرف لجماله.
وقال الواقدي: كان محمد الديباج أصغر ولد فاطمة بنت الحسين، وكان إخوته من أمه يرقون عليه ويحبونه، وكان لا يفارقهم، فكان ممن أخذ مع إخوته بني الحسن بن الحسن فضربه المنصور من بين إخوته مائة سوط، وسجنه معهم بالهاشمية فمات في حبسه. قال: وكان كثير الحديث، عالماً.
وقال مسلم: كان منكر الحديث.
وكناه النسائي أبا عبد الله، وقال: ليس بالقوي.
وقال ابن عدي: حديثه قليل ومقدار ما له يكتب.
وقال داود بن عبد الرحمن العطار: رأيت عبد الله بن حسن بن حسن
أتى أخاه محمد بن عبد الله بن عمرو فوجده نائماً فأكب عليه فقبله ثم انصرف ولم يوقظه.
وقال الزبير بن بكار: حدثني عبد الملك بن عبد العزيز عن أبي السائب قال: احتجت إلى لقحة فكتبت إلى محمد الديباج أسأله أن يبعث إلي بلقحة، فإني لعلى بابي إذا أنا بزاجر يزجر إبلاً وإذا هو عبد يزجرها، فقلت: يا هذا ليس ها هنا الطريق. قال: أردت دار أبي السائب، فقلت: أنا هو، فدفع إلي كتاب محمد بن عبد الله فإذا فيه: أتاني كتابك تطلب لقحة وقد جمعت ما كان بحضرتنا منها وهي تسع عشرة لقحة وبعثت معها بعبد يرعاها. قال: فبعت منها بثلاث مائة دينار سوى ما حبست.
وروى الزبير عن سليمان بن العباس السعدي يمدح محمد بن عبد الله بن عمرو:
وجدنا المحض الأبيض من قريش فتىً بين الخليفة والرسول أتاك المجد من هذا وهذا وكنت له بمعتلج السيول فما للمجد دونك من مبيت وما للمجد دونك من مقيل.
قال الزبير: قتل محمد الديباج أو مات في حبس المنصور في أمر محمد، وإبراهيم.
وقال البخاري: أخذ في سنة خمس وأربعين وزعموا أن أبا جعفر قتله.
وقال الواقدي: قال عبد الرحمن بن أبي الموال: أحضرت فسلمت على المنصور، فقال: لا سلم الله عليك أين الفاسقان؟ يعني محمداً، وإبراهيم، قلت: يا أمير المؤمنين، امرأتي طالق، وعلي وعلي إن كنت أعرف مكانهما، فقال: السياط، فضربت أربع مائة سوط، فما عقلت بها حتى رفع عني، وذكر القصة إلى أن قال: ثم مات محمد الديباج فقطع رأسه فبعث به إلى خراسان وطافوا به، وجعلوا يحلفون أنه رأس محمد بن عبد الله ابن فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم يوهمون أنه رأس محمد بن عبد الله بن حسن الذي
كانوا يجدون في الرواية خروجه على المنصور.
وقال إبراهيم بن المنذر: حدثنا معن بن عيسى، قال: زعموا أن المنصور قتل محمدا الديباج ليلة جاءه خروج محمد بن عبد الله بن حسن بالمدينة.
386 -
محمد بن عبد الله بن أبي مريم الخزاعي
، مولاهم
روى عن سعيد بن المسيب، وأبي سلمة. وعنه مالك، وحاتم بن إسماعيل، ويحيى القطان، وآخرون.
قال أبو حاتم: صالح الحديث.
387 -
4:
محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى
، أبو عبد الرحمن الأنصاري الكوفي، قاضي الكوفة وفقيهها وعالمها ومقرئها في زمانه.
روى عن الشعبي، وعطاء بن أبي رباح، والحكم، ونافع، وعطية العوفي، وعمرو بن مرة، وغيرهم ولم يدرك السماع من أبيه. روى عنه شعبة، والسفيانان، وزائدة، ووكيع، والخريبي، وابنه عمران بن محمد، وأبو نعيم، وخلق سواهم، وقرأ عليه حمزة الزيات، وغيره.
قال أحمد بن يونس: كان أفقه أهل الدنيا.
وقال أحمد العجلي: كان فقيهاً صدوقاً، صاحب سنة، جائز الحديث، قارئاً، عالماً بالقرآن.
وقال أبو زرعة: ليس هو بأقوم ما يكون.
وقال أحمد: مضطرب الحديث.
وقال حفص بن غياث: من جلالته أنه قرأ القرآن على عشرة شيوخ.
قلت: قرأ على الشعبي عن علقمة، وقرأ على أخيه عيسى عن والدهما، وقرأ على المنهال بن عمرو عن قراءته على سعيد بن جبير، وكان حمزة يقول: تعلمنا جودة القراءة عنده. وكان من أحسب الناس، وأحسنهم
خطاً ونقطاً للمصحف، وأجملهم وأنبلهم.
وروى أبو حفص الأبار عن ابن أبي ليلى، قال: دخلت على عطاء فجعل يسألني، فكأن أصحابه أنكروا ذلك وقالوا: تسأله؟ قال: وما تنكرون هو أعلم مني.
وقال بشر بن الوليد: سمعت أبا يوسف القاضي يقول: ما ولي القضاء أحد أفقه في دين الله ولا أقرأ لكتاب الله، ولا أقول حقاً بالله، ولا أعف من ابن أبي ليلى.
وقال: شعبة: ما رأيت أحدا أسوأ حفظا من ابن أبي ليلى.
وقال ابن معن: كان يحيى بن سعيد لا يحدث عن ابن أبي ليلى ما روى عن عطاء.
وقال أحمد بن حنبل: لا يحتج به، سيئ الحفظ.
وروى معاوية بن صالح عن ابن معين: ضعيف.
وقال النسائي، وغيره: ليس بالقوي.
وقال الدارقطني: رديء الحفظ، كثير الوهم.
وقال أبو أحمد الحاكم: عامة أحاديثه مقلوبة.
وقال يحيى بن يعلى المحاربي: طرح زائدة حديث ابن أبي ليلى.
وقال أحمد بن يونس: سألت زائدة عن ابن أبي ليلى فقال: ذاك أفقه الناس.
وقال عائذ بن حبيب: سمعت ابن أبي ليلى يقول: ما أقرع فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم فهو حق، وما لم يقرع فهو قمار.
وقال علي بن الأزهر بن عبد ربه: سألت جريراً قلت: من رأيت من المشايخ يستثني في أيمانه؟ قال: كان ابن أبي ليلى من أشدهم في ذلك.
وقال سليمان بن سافرين: سألت منصوراً: من أفقه أهل الكوفة؟ قال: قاضيها، يعني ابن أبي ليلى.
وقال الخريبي: سمعت سفيان يقول: فقهاؤنا ابن أبي ليلى، وابن شبرمة.
وقال ابن عيينة: كان رزق ابن أبي ليلى قاضي الكوفة مائتي درهم.
أبو حفص الأبار عن ابن أبي ليلى، عن عطاء، عن جابر، قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا نزل عليه وحي قلت: نذير قوم فأهلكوا أو صبحهم العذاب، فإذا سري عنه فأطيب الناس نفساً وأطلقهم وجهاً وأكثرهم ضحكاً، أو قال: تبسماً.
أبو شهاب، عن ابن أبي ليلى، عن عبد الرحمن ابن الأصبهاني. عن أبي ليلى عن علي قال: ليس على الفطرة من قرأ خلف الإمام.
توفي ابن أبي ليلى سنة ثمان وأربعين ومائة.
388 -
م 4:
محمد بن عبد الرحمن التيمي
. مولى آل طلحة بن عبيد الله
كوفي ثقة. روى عن عيسى بن طلحة، والسائب بن يزيد، وكريب، وسليمان بن يسار. وعنه مسعر، وشعبة، والسفيانان، وشريك، وإسرائيل، وسعد بن الصلت.
وقال ابن عيينة: كان أعلم من عندنا بالعربية.
وقال ابن معين: ثقة.
389 -
م ت:
محمد بن عبد العزيز الراسبي البصري
عن أبي الوازع جابر بن عمرو، وأبي الشعثاء جابر بن زيد. وعنه ابن المبارك، ووكيع، ومحمد بن عبيد، وأبو أحمد الزبيري.
صالح الحديث، مقل، استشهد به مسلم.
وقال أبو عبد الله الحاكم: أراه يضطرب.
وقيل: إنه كوفي يعرف بالجرمي، وقيل: بل الكوفي آخر.
390 -
ق:
محمد بن عبيد الله بن أبي رافع
. مولى آل النبي صلى الله عليه وسلم أخو عون، وعبد الله
روى عن أبيه، وزيد بن أسلم، وداود بن الحصين، وغيرهم. وعنه ابناه معمر ومغيرة، وعبد الله بن لهيعة، وإسماعيل بن عياش، وعلي بن غراب، وآخرون.
ضعفه أبو حاتم، وغيره.
قال ابن عدي: هو في عداد شيعة الكوفة يروي أشياء من الفضائل لا يتابع عليها.
وقال البخاري: منكر الحديث.
وقال ابن معين: ليس بشيء ولا ابنه معمر.
حبان بن علي. عن محمد بن عبيد الله، عن أبيه، عن جده مرفوعاً: إذا طنت أذن أحدكم فليذكرني وليصل علي وليقل: ذكر الله من ذكرني بخير.
وبه أن النبي صلى الله عليه وسلم قتل عقرباً وهو يصلي.
وبه أنه عليه السلام كان يكتحل وهو صائم.
عباد الرواجني: أخبرنا علي بن هاشم عن محمد بن عبيد الله، عن أبيه، عن جده، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أوصي من آمن بي بولائه لعلي، فمن تولاه وتولاني تولى الله.
391 -
د:
محمد بن عثمان بن عبد الرحمن بن سعيد بن يربوع المخزومي
المدني
عن جده، وسعيد بن المسيب، والقاسم بن محمد. وعنه حاتم بن إسماعيل، والدراوردي، وصفوان بن عيسى.
وثقه أحمد.
392 -
4 م متابعة:
محمد بن عجلان
. مولى فاطمة بنت الوليد بن عتبة بن ربيعة، القرشي، أبو عبد الله المدني، الفقيه، أحد الأعلام.
روى عن أنس بن مالك شيئاً، وعن أبيه، ونافع، ومحمد بن كعب القرظي، وسعيد المقبري، وعمرو بن شعيب، وغيرهم. وعنه السفيانان، وبكر بن مضر، وبشر بن المفضل، وعبد الله بن إدريس، ويحيى القطان، وأبو عاصم والواقدي، وخلق سواهم.
وثقه ابن عيينة، وغيره، وكان أحد من جمع بين العلم والعمل، وكان له حلقة في مسجد النبي صلى الله عليه وسلم، وقد خرج مع محمد بن عبد الله بن حسن، فهم والي المدينة جعفر بن سليمان الهاشمي أن يجلده، فقالوا له: أصلحك الله، لو رأيت الحسن البصري فعل مثل هذا أكنت تضربه؟ قال: لا، قيل: فابن عجلان في أهل المدينة مثل الحسن في أهل البصرة، فعفا عنه.
وروى عباس بن نصر البغدادي عن صفوان بن عيسى قال: مكث ابن عجلان في بطن أمه ثلاث سنين فشق بطنها فأخرج وقد نبتت أسنانه. سمعها عبد العزيز بن أحمد الغافقي من عباس.
وقال يعقوب بن شيبة في مسند علي: حدثنا إبراهيم بن موسى الفراء، قال: حدثنا الوليد بن مسلم قال: قلت لمالك: إني حدثت عن عائشة أنها قالت: لا تحمل المرأة فوق سنتين قدر ظل مغزل، فقال: من يقول هذا؟ هذه امرأة ابن عجلان جارتنا امرأة صدق ولدت ثلاثة أولاد في ثنتي عشرة سنة تحمل أربع سنين قبل أن تلد.
وقال سعيد بن داود الزنبري: أخبرني محمد بن محمد بن عجلان قال: أنا ولدت في أربع سنين في حياة أبي.
وقال الواقدي: سمعت عبد الله بن محمد بن عجلان يقول: حمل بأبي أكثر من ثلاث سنين.
قال الواقدي: وسمعت مالكاً يقول: قد يكون الحمل سنتين وأكثر
أعرف من حمل به كذلك، يعني نفسه.
وروى أبو حاتم الرازي عن شيخ له عن ابن المبارك، قال: لم يكن بالمدينة أحد أشبه بأهل العلم من ابن عجلان كنت أشبهه بالياقوتة بين العلماء - رحمة الله عليه -.
وقال يعقوب بن شيبة: ذكر مصعب الزبيري محمد بن عجلان فقال: كان له قدر وفضل بالمدينة، وكان ممن خرج مع محمد، فأراد جعفر بن سليمان قطع يده فسمع ضجة، وكان عنده الأكابر، فقال: ما هذا؟ قالوا: هذه ضجة أهل المدينة يدعون لابن عجلان فلو عفوت عنه، وإنما غر وأخطأ في الرواية، ظن أنه المهدي، فعفا عنه وأطلقه.
قال أبو بكر بن خلاد: سمعت يحيى بن سعيد يقول: كان ابن عجلان مضطرب الحديث في حديث نافع.
وقال الفلاس: سألت يحيى عن حديث ابن عجلان عن المقبري عن أبي هريرة أن رجلاً قال: يا رسول الله إن قاتلت في سبيل الله فأبى أن يحدثني فقلت له: خالفه يحيى بن سعيد الأنصاري فقال: عن المقبري عن عبد الله بن أبي قتادة عن أبيه، فقال: أحدث به! أحدث به! كأنه يعجب.
وقال أبو زيد بن أبي الغمر: حدثنا عبد الرحمن بن القاسم، قال: قيل لمالك إن ناساً من أهل العلم يحدثون، فقال: من هم؟ قيل: ابن عجلان، فقال: لم يكن يعرف ابن عجلان هذه الأشياء، ولم يكن عالماً.
قلت: هذا قاله أبو عبد الله لما بلغه أن ابن عجلان روى حديث خلق
الله آدم على صورته، والحديث في الصحيح من غير طريق ابن عجلان، ولم ينفرد به ابن عجلان.
وقد وثقه أحمد، وابن معين، وحدث عنه شعبة، ومالك، وغير ابن عجلان أقوى منه.
قال الحاكم: أخرج له مسلم في كتابه ثلاثة عشر حديثاً كلها في الشواهد، وقد تكلم المتأخرون من أئمتنا في سوء حفظه.
قلت: وقلما روى عنه شعبة، ومالك. وحديثه من قبيل الحسن. مات في سنة ثمان وأربعين ومائة.
393 -
محمد بن علي بن ربيعة
، أبو عتاب السلمي
روى عن أبي وائل، وعبد الله بن معبد بن عباس. وعنه هشيم، ومحمد بن ربيعة، وعبيد الله بن موسى، وجماعة.
وكان شيعياً عراقياً، وثقه ابن معين.
وقال أبو حاتم: لا بأس به.
قلت: لم يخرجوا له.
394 -
ع، خ مقروناً:
محمد بن عمرو بن علقمة بن وقاص
، أبو الحسن الليثي المدني، أحد علماء الحديث
أكثر عن أبي سلمة بن عبد الرحمن، ويحيى بن عبد الرحمن بن حاطب، وإبراهيم بن عبد الله بن حنين، ومحمد بن إبراهيم التيمي، وعمرو والده، وطائفة. وعنه مالك، وسفيان، وإسماعيل بن جعفر، وابن عيينة، وعباد بن عباد، وأبو أسامة، وسعيد بن عامر، ومحمد بن بشر، ويزيد بن هارون، ومحمد بن أبي عدي، وخلق كثير.
قال أبو حاتم: صالح الحديث.
وقال النسائي، وغيره: ليس به بأس.
وقال عبد الله بن أحمد: سمعت ابن معين وسئل عن سهيل بن أبي صالح، والعلاء بن عبد الرحمن، وعبد الله بن محمد بن عقيل، وعاصم بن عبيد الله، فقال: ليس حديثهم بحجة. قيل له: فمحمد بن عمرو؟ قال: محمد فوقهم.
قلت: خرج له البخاري مقروناً بغيره، وروى له مسلم متابعة.
وروى عباس عن ابن معين، قال: ابن عجلان أوثق من محمد بن عمرو، وهو أحب إلي من ابن إسحاق.
وعن ابن المديني أنه سأل يحيى بن سعيد عن محمد بن عمرو، فقال: تريد العفو أو تشدد؟ قلت: بل شدد. قال: ليس هو ممن تريد.
قلت: صدق يحيى بن سعيد ليس هو مثل يحيى بن سعيد الأنصاري، وحديثه صالح.
مات سنة خمس أو أربع وأربعين ومائة.
395 -
ق:
محمد بن عون الخراساني
عن سعيد بن جبير، وعكرمة، والضحاك، ونافع مولى ابن عمر، وعنه إسماعيل بن زكريا وسيف بن عمر، ويعلى بن عبيد، وغيرهم.
قال ابن معين، وأبو داود: ليس بشيء.
وقال البخاري: منكر الحديث.
قلت: هو صاحب حديث نافع عن ابن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم استلم الحجر، ووضع شفته عليه يبكي طويلاً، ثم التفت إلى عمر فقال: يا عمر هاهنا
تسكب العبرات. سمعه منه يعلى بن عبيد.
396 -
خت د ت:
محمد بن أبي القاسم الكوفي الطويل
له عن أبيه، وعكرمة، وعبد الملك بن سعيد بن جبير. وعنه عبد الرحيم بن سليمان، ويحيى بن أبي زائدة، وأبو أسامة.
وثقه أبو حاتم، وغيره.
397 -
بخ م د ن:
محمد بن قيس الأسدي الوالبي
. أبو نصر، ويقال أبو قدامة، وأبو الحكم
عن الشعبي، وعلي بن ربيعة الوالبي، وبشير بن يسار، والحكم، وطائفة. وعنه شعبة، وسفيان، وعلي بن مسهر، ووكيع، وأبو نعيم وحفيده وهب بن إسماعيل بن محمد.
قال أحمد: ثقة لا يشك فيه، وكيع أروى الناس عنه.
وقال ابن المديني، ويحيى، وجماعة: ثقة.
س
• - محمد بن النضر الحارثي. العابد
من أولياء الله - تعالى - إن شاء الله -، يأتي في طبقة شريك القاضي.
398 -
ع سوى ت:
محمد بن الوليد الزبيدي الحمصي القاضي
، أبو الهذيل، أحد الأئمة الثقات
روى عن أزهر بن سعيد الحرازي، وراشد بن سعد المقرائي، ومكحول، وعبد الرحمن بن جبير بن نفير، والزهري، وعمرو بن شعيب، وخلق سواهم. وعنه الأوزاعي، ومحمد بن حرب، ويحيى بن حمزة،
وبقية بن الوليد، ومنبه بن عثمان، ومحمد بن عيسى بن سميع، وخلق آخرهم وفاة يحيى بن سعيد العطار.
قال ابن سعد: كان أعلم أهل الشام بالفتوى والحديث.
قال الزبيدي: أقمت مع الزهري بالرصافة عشر سنين.
وقال الوليد بن مسلم: سمعت الأوزاعي يقول: ما أحد من أصحاب الزهري أثبت من الزبيدي. وقد قال الزهري مرة: قد احتوى هذا الزبيدي على ما بين جنبي من العلم.
وقال أبو داود: ليس في حديثه خطأ.
وقال النسائي: حمصي ثقة.
وقال علي بن عياش: كان الزبيدي على بيت المال، وكان الزهري به معجباً يقدمه على جميع أهل حمص.
وقال ابن معين: الزبيدي أثبت من ابن عيينة في الزهري.
توفي الزبيدي سنة ثمان وأربعين ومائة، وقيل: في المحرم سنة تسع وأربعين ومائة، وعاش سبعين سنة.
399 -
د ن ق:
محمد بن أبي يحيى الأسلمي
، مولاهم، المدني
عن أبيه، وعكرمة، وسالم بن عبد الله. وعنه ابناه؛ إبراهيم وعبد الله، وابن وهب، ويحيى القطان، وأبو ضمرة.
وثقه أبو داود، وغيره.
توفي سنة ست وأربعين ومائة.
400 -
د ت ق:
محمد بن يزيد بن أبي زياد الثقفي الفلسطيني
، يقال: أصله كوفي، سكن مصر مدة، من موالي المغيرة بن شعبة
وهو صاحب حديث الصور. له عن محمد بن كعب القرظي، ونافع، وكعب بن علقمة، وعبادة بن نسي، وأيوب بن قطن. وعنه إسماعيل بن
رافع، ومعقل الجزري، وأبو بكر بن عياش، وغيرهم.
وقد صحح له الترمذي، وتوقف فيه غيره.
401 -
محمد بن يوسف بن عبد الله الكندي
، المدني، الأعرج
عن السائب بن يزيد، وسليمان بن يسار. وعنه ابن جريج، ومالك، ويحيى بن سعيد القطان.
402 -
د ت ق: المثنى بن الصباح اليماني، من أبناء الفرس، نزل مكة
روى عن طاوس، ومجاهد، والمحرر بن أبي هريرة، وعمرو بن شعيب، وابن أبي مليكة. وعنه ابن المبارك، والوليد بن مسلم، ومعقل بن زياد، وأيوب بن سويد، وعيسى بن يونس، وعبد الرزاق، وآخر من روى عنه علي بن عياش الحمصي وأحسبه لقيه في الحج.
قال أبو حاتم: لين الحديث.
قال أحمد بن حنبل: مضطرب الحديث.
وقال داود العطار: لم أدرك في الحرم أعبد منه.
مات آخر سنة تسع وأربعين ومائة.
403 -
4 م مقروناً:
مجالد بن سعيد بن عمير بن بسطام الهمداني الكوفي
روى عن قيس بن أبي حازم، ومرة الهمداني، والشعبي، وأبي الوداك، وأمثالهم. وعنه ابنه إسماعيل، وابن المبارك، وحفص بن غياث، ويحيى القطان، وأبو أسامة، ومحمد بن بشر، وطائفة.
قال ابن معين وغيره: لا يحتج به.
وقال أحمد بن حنبل: يرفع كثيراً مما لا يرفع الناس، ليس بشيء.
وقال النسائي: ليس بالقوي.
وقال أبو سعيد الأشج: ذكر رجل عثمان رضي الله عنه عند مجالد فقال لغلامه: جره واطرحه في البئر.
قلت: هذه حكاية مرسلة.
وقال إسماعيل بن مجالد: عاش أبي ستاً وتسعين سنة.
قلت: أدرك جماعة من الصحابة لكن ليس له عنهم شيء.
توفي مجالد سنة أربع وأربعين ومائة.
404 -
م ن:
مجمع بن يحيى بن يزيد بن جارية الأنصاري الكوفي
عن أبي أمامة بن سهل، وسعيد بن أبي بردة، وعطاء بن أبي رباح. وعنه ابن المبارك، وحسين الجعفي، وعبيد الله الأشجعي، ومحمد بن بشر العبدي، وأبو نعيم.
وهو ثقة.
405 -
ق:
محرز بن عبد الله، أبو رجاء
شامي، ويقال جزري. عن مكحول، وبرد بن سنان. وعنه الثوري، ويعلى بن عبيد، ومحمد بن بشر، وجماعة.
406 -
ع:
مخول بن راشد الكوفي
عن أبي جعفر الباقر، ومسلم البطين، وعنه: شعبة، وسفيان، وشريك، وأبو عوانة.
وثقه ابن معين. ومات في دولة المنصور.
407 -
د ق:
مروان بن جناح الأموي
. مولاهم، الدمشقي، أخو روح بن جناح
روى عن أبيه، وبسر بن عبيد الله، وعمر بن عبد العزيز، ومجاهد،
وجماعة. وعنه صدقة بن خالد، والوليد بن مسلم، وابن شابور.
قال الدارقطني: لا بأس به.
408 -
مسافر التميمي الجصاص
عن الحكم بن عتيبة، وفضيل. وعنه وكيع، وأبو نعيم، وغيرهما.
وثقه ابن معين.
409 -
م 4:
مساور الوراق الكوفي
عن جعفر بن عمرو بن حريث،، وأبي حصين الأسدي، وشعيب بن يسار. وعنه ابن عيينة، وأبو أسامة، ووكيع، وطائفة.
وله شعر جيد، وثقه ابن معين.
وله حديث واحد في الكتب، وهو أن النبي صلى الله عليه وسلم خطب وعليه عمامة سوداء.
410 -
4:
مستلم بن سعيد الثقفي
، الواسطي، العابد
روى عن خاله منصور بن زاذان، ورميح الجذامي، وخبيب بن عبد الرحمن. وعنه حبان، ومندل، وابن المبارك، ويزيد بن هارون، وهاشم بن القاسم.
وثقه أحمد.
وحكى يزيد بن هارون أنه بقي أربعين سنة لا يضع جنبه إلى الأرض، قال: وسمعته يقول: لم أشرب الماء منذ خمسة وأربعين يوماً.
411 -
د:
مسحاج بن موسى الضبي الكوفي
عن أنس. وعنه أبو معاوية، وعبد الرحمن بن مغراء، ومروان الفزاري، وجماعة.
وثقه ابن معين، وغيره.
له حديث واحد في السنن.
412 -
د:
مسعر بن حبيب
، أبو الحارث الجرمي
بصري. عن عمرو بن سلمة الجرمي. وعنه يحيى القطان، ووكيع، ويزيد بن هارون، وعبد الصمد بن عبد الوارث.
وثقه ابن معين.
413 -
مسلم بن صاعد النحات
أرسل عن علي، وروى عن مجاهد، وعبد الله بن معدان. وعنه مروان الفزاري، وأبو معاوية.
وثقه ابن معين، وضعفه أبو حاتم.
414 -
ق:
مشمعل بن إياس
، وقيل: ابن عمرو.
بصري. عن عمرو بن سليم. وعنه القطان، وابن مهدي، وعبد الصمد التنوري.
وثقه ابن معين.
415 -
مصعب بن ثابت
من أكبر شيخ لابن المبارك. حدث عن عبد الله بن الزبير.
فيه جهالة.
416 -
م د ن:
مصعب بن سليم
، مولى آل الزبير بن العوام
وكان عريف بني زهرة بالكوفة. روى عن أنس بن مالك، وأبي بكر بن أبي موسى. وعنه ابن عيينة، ووكيع، وحفص بن غياث، وأبو نعيم.
وثقه النسائي.
417 -
ع:
مطرف بن طريف الحارثي
، الكوفي، العابد
أحد الأثبات المجودين. روى عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، والشعبي، والحكم، وعطية العوفي، وجماعة. وعنه السفيانان، وعبثر بن القاسم، وخالد بن عبد الله، ومحمد بن فضيل، وعلي بن مسهر، وعلي بن عاصم، وآخرون.
وثقه سفيان بن عيينة، وكان به معجباً.
وقال ذواد بن علبة: ما أعرف عربياً ولا أعجمياً أفضل من مطرف بن طريف.
قلت: مات سنة ثلاث وأربعين ومائة.
418 -
د:
المطعم بن المقدام بن غنيم
. الصنعاني، الشامي
عن الحسن، وعطاء، ومجاهد، وابن سيرين. وعنه الأوزاعي، ويحيى بن حمزة، وإسماعيل بن عياش، والهيثم بن حميد، ومحمد بن شعيب بن شابور، وآخرون.
قال أبو حاتم: لا بأس به.
وقال ابن معين: ثقة.
419 -
ن:
مطيع، أبو الحسن الغزال، الكوفي
عن أبيه، وأبي عمر البهراني، والشعبي. وعنه يحيى القطان، ووكيع، وأبو نعيم، ويعلى بن عبيد.
وثقه ابن معين.
420 -
د ت ق:
مظاهر بن أسلم المخزومي
مدني، ضعيف، له في الطلاق عن القاسم بن محمد. وعنه ابن جريج، والثوري، وأبو عاصم النبيل.
ضعفه غير واحد.
421 -
ق:
معاوية بن مسلمة النصري
كوفي نزل دمشق. سمع عطاء بن أبي رباح، والحكم، وعطية العوفي. وعنه الأوزاعي، وابن نمير، ومسلمة بن علي الخشني، ومحمد بن سميع.
قال أبو حاتم: مستقيم الحديث، ثقة.
422 -
م د ن:
معاوية بن عمرو بن غلاب البصري
. جد المفضل الغلابي
روى عن الحسن، والحكم بن الأعرج. وعنه حماد بن سلمة، ويحيى القطان، ومعاذ بن معاذ، وعلي بن عاصم.
وثقه يحيى بن معين.
423 -
خ م ن:
معاوية بن أبي مزرد المدني
عن عمه أبي الحباب سعيد بن يسار، ووالده أبي مزرد، ويزيد بن رومان. وعنه سليمان بن بلال، وحاتم بن إسماعيل، ووكيع، وابن المبارك، والواقدي.
قال أبو زرعة: ليس به بأس.
424 -
معلى بن جابر بن مسلم
عن عديسة بنت أهبان، والأزرق بن قيس، وموسى بن أنس. وعنه سليمان التيمي، وهو أكبر من معلى، ويزيد بن زريع، ووكيع، ومعتمر بن سليمان. قاله أبو حاتم.
425 -
م 4:
معلى بن زياد القردوسي البصري
. والقراديس بطن من الأزد
عن الحسن، ومعاوية بن قرة، وحنظلة السدوسي. وعنه حماد بن زيد، وسعيد بن عامر الضبعي، وجماعة.
وثقه يحيى بن معين.
426 -
خ:
معمر بن يحيى بن سام
. ويقال: معمر بالتثقيل، الضبي الكوفي
عن فاطمة بنت علي بن أبي طالب، وأبي جعفر الباقر. وعنه وكيع، وأبو أسامة، وأبو نعيم.
وثقه أبو زرعة.
427 -
م 4:
مقاتل بن حيان
. أبو بسطام النبطي البلخي الخراز، وهو ابن دوال دوز، وهو بالفارسي الخراز
عن الشعبي، والضحاك، وشهر بن حوشب، وعكرمة، وسالم بن عبد الله، ومجاهد، وابن بريدة، ومسلم بن هيصم، وخلق. وعنه إبراهيم بن أدهم، وبكير بن معروف، وابن المبارك، وعمر بن الرماح، وعبد الرحمن
ابن محمد المحاربي، ومسلمة بن علي الخشني، وعيسى غنجار، وخلق.
وحدث عنه من شيوخه علقمة بن مرثد وذلك في صحيح مسلم.
وكان خيراً ناسكاً، كبير القدر، صاحب سنة. هرب من خراسان أيام أبي مسلم صاحب الدولة إلى بلاد كابل فدعا هناك خلقًا إلى الإسلام فأسلموا على يده.
وقد وثقه ابن معين، وأبو داود.
وقال النسائي: ليس به بأس.
وقال ابن عساكر: له وفادة على عمر بن عبد العزيز.
وقال أحمد بن سيار: مقاتل وحسن ومصعب ويزيد أخوه خطتهم بمرو وتعرف بسكة حيان، وكان حيان من موالي بني شيبان، وكان ذا منزلة عند قتيبة بن مسلم، هرب ابنه مقاتل إلى كابل فأسلم به خلق.
قال عبد الغني: والخراز براء ثم زاي.
وقال الدارقطني: صالح الحديث.
وقال ابن خزيمة: لا أحتج به.
وروى الكوسج عن يحيى: ثقة.
وكذا وثقه أبو داود.
قلت: مات في حدود الخمسين ومائة قبل مقاتل بن سليمان بمدة.
• - مقاتل بن سليمان المفسر. في الطبقة الآتية
428 -
منصور بن دينار التميمي
عن نافع، والزهري. وعنه وكيع، وعبد الله بن نمير، وابن فضل.
قال أبو زرعة: صالح.
429 -
منصور بن النعمان
، أبو حفص اليشكري
بصري، نزل مرو، وروى عن عكرمة، وأبي مجلز. وعنه ابن المبارك، وعبد العزيز بن أبي رزمة، وأبو أحمد الزبيري.
وثقه ابن حبان، وعلق له البخاري في تفسيره سورة الأنبياء.
430 -
موسى بن دينار
، أبو الحسن المكي
عن سعيد بن جبير، وعائشة بنت طلحة، والقاسم بن محمد. وعنه يوسف بن خالد السمتي، والحسن بن حبيب التميمي، وسمع منه يحيى القطان، وحفص بن غياث، ولم يحدثا عنه لضعفه.
كذبه حفص.
431 -
بخ:
موسى بن عبد الله بن إسحاق بن طلحة التيمي الطلحي
عن عم أبيه موسى وأخته عائشة ابني طلحة، وسعيد بن جبير. وعنه وكيع، وأبو أسامة.
وثقه ابن حبان.
له في الأدب.
432 -
م ت ن ق:
موسى بن عبد الله الجهني الكوفي
عن فاطمة بنت علي بن أبي طالب، وزيد بن وهب، وعبد الرحمن بن أبي ليلى ومصعب بن سعد. وعنه شعبة، وعلي بن مسهر، ويحيى القطان، ومحمد، ويعلى ابنا عبيد.
يكنى أبا عبيد.
وثقه أحمد، وابن معين، وما علمت فيه ليناً فلماذا لم يخرج له البخاري؟
وكان صالحاً متألهاً.
قال مسعر: ما رأيته إلا وهو في اليوم الجائي خير منه في اليوم الماضي.
وقال الثوري: دخلنا عليه نعوده فرأينا مصلاه مثل مبرك البعير، كان صالحاً خيراً.
قال جعفر بن عون، عن موسى الجهني وكان من العباد: إنما كان له خص من قصب، وكان إن مرض إنسان عاده، وإن مات شهده، وإلا قام يصلي رحمه الله.
433 -
ع:
موسى بن عقبة بن أبي عياش المدني
، مولى آل الزبير بن العوام
أدرك سهل بن سعد، وحدث عن أم خالد بنت خالد، وعن عروة، وكريب، وأبي سلمة بن عبد الرحمن، والأعرج، وحمزة بن عبد الله بن عمر، والزهري، وخلق. وعنه ابن جريج، ومالك، وابن المبارك لقيه في سنة موته، وحاتم بن إسماعيل، وابن عيينة، وأبو ضمرة، ومحمد بن فليح، وعبد الله بن رجاء المكي، وأبو بدر السكوني وعدد كثير.
وكان من العلماء الثقات.
قال الواقدي: كان فقيهاً مفتياً.
وقال أحمد بن حنبل: ثقة.
وقال مالك: عليكم بمغازي موسى بن عقبة فإنه ثقة.
قلت: سمعنا مغازيه، وهو في مجلد صغير.
وقال مصعب الزبيري: كان له هيئة وعلم.
وقال معن بن عيسى: كان مالك إذا سئل عن المغازي، قال: عليك بمغازي الرجل الصالح موسى.
وقال موسى بن عقبة: غزوت الروم في خلافة الوليد بن عبد الملك مع سالم بن عبد الله.
قال يحيى القطان، وجماعة: مات سنة إحدى وأربعين ومائة رحمه الله.
وقال أحمد في مسنده: حدثنا سفيان، عن موسى بن عقبة، سمع أم خالد قال: ولم أسمع أحداً يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم غيرها، قالت: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يتعوذ من عذاب القبر.
وقد وثقه ابن معين، وأحمد، وأبو حاتم.
وروى ابن عيينة، عن هشام بن عروة، قال: إنما كنت أجيء إلى المدينة من أجل موسى بن عقبة، فلما مات تركت المدينة.
قال سفيان: وكان مؤاخياً له.
قلت: وإنما طلب موسى العلم وهو كهل.
روى أحمد بن صالح قال: حدثنا يحيى بن محمد الجاري عن مالك، قال: جاء صالح بن كيسان، وموسى بن عقبة إلى الزهري يطلبان العلم فقال: حبستما حتى إذا صرتما كالشنان لا تمسكان ماءً جئتما تطلبان العلم.
434 -
ن:
موسى بن عمير التميمي الكوفي
عن الشعبي، وعكرمة، وعلقمة بن وائل. وعنه ابن المبارك، ووكيع، وأبو نعيم، وعبيد الله بن موسى.
قال ابن معين: ثقة.
قلت: و:
435 -
موسى بن عمير القرشي الجعدي
عن الحكم بن عتيبة، وغيره. عداده في الضعفاء.
436 -
م د ق:
موسى بن أبي عيسى الحناط
. أبو هارون المدني، الطحان. أخو عيسى واسم أبيهما ميسرة
روى عن أبي عبد الله القراظ دينار، وموسى بن أنس، وعون بن عبد الله بن عتبة، ونافع مولى ابن عمر. وعنه الليث، وابن عيينة، ويحيى القطان، وغيرهم.
صدوق.
قال النسائي. ثقة.
437 -
موسى بن كعب التميمي المروزي. الأمير
أحد النقباء الاثني عشر القائمين بظهور دولة بني العباس. ولاه المنصور إمرة مصر فوليها سبعة أشهر ومات. وكان المنصور يعظمه ويجله لما يرى من طاعته ونصحه له.
له رواية عن أبيه كعب بن عيينة. روى عنه سعيد بن سلم بن قتيبة الباهلي.
ووفاته في سنة إحدى وأربعين ومائة.
438 -
د ق:
موسى بن مسلم الطحان
كوفي صدوق. عن إبراهيم النخعي، وعكرمة، وعبد الرحمن بن سابط. وعنه الثوري، ويحيى القطان، وابن نمير، وأبو أسامة، وآخرون.
وثقه يحيى بن معين، وكان يعرف بموسى الصغير.
قال مسدد: سمعت يحيى القطان يقول: كان موسى الصغير يصلي في الحجر فدعا الله عز وجل فقبض روحه وهو ساجد.
ويكنى أبا عيسى.
439 -
ن ق:
موسى بن المسيب الكوفي البزاز
عن سالم بن أبي الجعد، وشهر بن حوشب. وعنه محمد بن فضيل، وعبدة بن سليمان، ويعلى بن عبيد، وجماعة.
قال أبو حاتم: صالح الحديث.
440 -
مهند بن علي العتكي
بصري. له عن طاوس، وعطاء، ومجاهد. وعنه شعبة، والخليل بن أحمد صاحب العروض، ومخلد بن الحسين، وآخرون.
وثقه ابن معين.
441 -
ميمون بن عبد الله
، أبو منصور الجهني
عن زيد بن وهب، وإبراهيم النخعي. وعنه سعد بن عمرو الرازي، ومالك بن مغول، وسفيان، وعبدة، وابن فضيل، ومروان بن معاوية.
وثقه ابن معين.
442 -
نصر بن أوس الطائي
، أبو المنهال
شيخ كوفي، روى عن عمه عبد الله بن زيد، وعلي بن الحسين. وعنه وكيع، وابن المبارك، وأبو نعيم.
قال أبو حاتم: يكتب حديثه.
قلت: هذا القول من أبي حاتم دال على أنه ليس عنده بحجة مع أني لم أودع في كتابي اللذين في الضعفاء شيئاً من هذا النمط، تبعت في الترك أبا الفرج بن الجوزي، وغيره.
443 -
نصر بن حاجب الخراساني
عن صفوان بن سيلم، وغيره. وعنه عنبسة قاضي الري، ويزيد بن هارون.
قال أبو داود: ليس بشيء.
وقال أبو زرعة: لا بأس به.
قلت: مات بالمدائن في سنة خمس وأربعين ومائة.
444 -
ت:
النضر بن عبد الرحمن
. أبو عمر الخزاز
عن عكرمة، وعثمان بن واقد. وعنه إسرائيل، ووكيع، ويونس بن بكير، والمحاربي.
ضعفه أحمد، وغيره.
وقال أبو داود: أحاديثه بواطيل.
وروى عباس عن ابن معين: ليس يحل لأحد أن يروي عنه.
445 -
ت قوله، ن:
النعمان بن ثابت بن زوطى
، الإمام العلم، أبو حنيفة الكوفي، الفقيه، مولى بني تيم الله بن ثعلبة
ولد سنة ثمانين، وأى أنس بن مالك غير مرة بالكوفة إذ قدمها أنس. قاله ابن سعد فقال: حدثنا سيف بن جابر أنه سمع أبا حنيفة يقوله.
وروى أبو حنيفة عن عطاء بن أبي رباح وقال: ما رأيت أفضل منه. وعن عطية العوفي، ونافع، وسلمة بن كهيل، وأبي جعفر الباقر، وعدي بن ثابت، وقتادة، وعبد الرحمن بن هرمز الأعرج، وعمرو بن دينار، ومنصور، وأبي الزبير، وحماد بن أبي سليمان، وعدد كثير.
وتفقه بحماد، وغيره، فبرع في الرأي، وساد أهل زمانه في التفقه وتفريع المسائل، وتصدر للإشغال وتخرج به الأصحاب. فمن تلامذته: زفر بن الهذيل العنبري، والقاضي أبو يوسف يعقوب بن إبراهيم الأنصاري
قاضي القضاة، ونوح بن أبي مريم المروزي، وأبو مطيع الحكم بن عبد الله البلخي، والحسن بن زياد اللؤلؤي، وأسد بن عمرو، ومحمد بن الحسن، وحماد بن أبي حنيفة، وخلق.
وروى عنه مغيرة بن مقسم، ومسعر، وسفيان، وزائدة، وشريك، والحسن بن صالح، وعلي بن مسهر، وحفص بن غياث، وابن المبارك، ووكيع، وإسحاق الأزرق، وسعد بن الصلت، وأبو عاصم، وعبد الرزاق، وعبيد الله بن موسى، والأنصاري، وأبو نعيم، وهوذة بن خليفة، وجعفر بن عون، وأبو عبد الرحمن المقرئ، وخلق كثير.
وكان خزازاً ينفق من كسبه ولا يقبل جوائز السلطان تورعاً، وله دار وصناع ومعاش متسع، وكان معدوداً في الأجواد الأسخياء والألباء الأذكياء، مع الدين والعبادة والتهجد وكثرة التلاوة وقيام الليل رضي الله عنه.
قال ضرار بن صرد: سئل يزيد بن هارون: أيما أفقه: أبو حنيفة أو الثوري؟ فقال: أبو حنيفة أفقه، وسفيان أحفظ للحديث.
وقال ابن المبارك: أبو حنيفة أفقه الناس.
وقال الشافعي: الناس في الفقه عيال على أبي حنيفة.
وقال يزيد بن هارون: ما رأيت أحداً أورع ولا أعقل من أبي حنيفة.
وقال صالح بن محمد جزرة، وغيره: سمعنا ابن معين يقول: أبو حنيفة ثقة.
وروى أحمد بن محمد بن القاسم بن محرز عن ابن معين قال: لا بأس به، لم يتهم بالكذب، لقد ضربه يزيد بن عمر بن هبيرة على القضاء فأبى أن يكون قاضياً.
وقال أبو داود: رحم الله مالكاً، كان إماماً، رحم الله الشافعي، كان إماماً، رحم الله أبا حنيفة، كان إماماً، سمع هذا ابن داسة منه.
وقال أبو يوسف: قال أبو حنيفة: علمنا هذا رأي، وهو أحسن ما قدرنا عليه فمن جاءنا بأحسن منه قبلناه.
وعن أسد بن عمرو أن أبا حنيفة صلى العشاء والصبح بوضوء أربعين سنة.
وروى بشر بن الوليد، عن أبي يوسف قال: بينما أنا أمشي مع أبي حنيفة إذ سمعت رجلاً يقول لآخر: هذا أبو حنيفة لا ينام الليل، فقال أبو حنيفة: والله لا يتحدث عني بما لم أفعل فكان يحيي الليل صلاة ودعاءً وتضرعاً.
وقد روي من وجهين أنه ختم القرآن في ركعة.
وقال عبد الرحمن بن محمد بن المغيرة: رأيت أبا حنيفة شيخاً يفتي الناس بمسجد الكوفة عليه قلنسوة سوداء طويلة.
وعن النضر بن محمد قال: كان أبو حنيفة جميل الوجه، سري الثوب، عطراً، أتيته في حاجة وعلي كساء قرمسي، فأمر بإسراج بغلة وقال: أعطني كساءك وخذ كسائي، ففعلت، فلما رجع قال لي: يا نضر، أخجلتني بكسائك، قلت: وما أنكرت منه؟ قال: هو غليظ. قال النضر: وكنت اشتريته بخمسة دنانير وأنا به معجب، ثم رأيته مرة وعليه كساء قومته ثلاثين ديناراً.
وعن أبي يوسف قال: كان أبو حنيفة ربعة، من أحسن الناس صورة، وأبلغهم نطقاً، وأعذبهم نغمة، وأبينهم عما في نفسه.
وعن حماد بن أبي حنيفة قال: كان أبي جميلاً تعلوه سمرة، حسن الهيئة، كثير العطر، هيوباً، لا يتكلم إلا جواباً، ولا يخوض فيما لا يعنيه.
وعن ابن المبارك قال: ما رأيت رجلاً أوقر في مجلسه ولا أحسن سمتاً وحلماً من أبي حنيفة.
وروى إبراهيم بن سعيد الجوهري عن المثنى بن رجاء قال: جعل أبو حنيفة على نفسه إن حلف بالله صادقاً أن يتصدق بدينار، وكان إذا أنفق على عياله نفقة تصدق بمثلها.
وقال أبو بكر بن عياش: لقي أبو حنيفة من الناس عنتاً لقلة مخالطته، فكانوا يرونه من زهو فيه وإنما كان غريزة.
وقال جبارة بن مغلس: سمعت قيس بن الربيع يقول: كان أبو حنيفة ورعاً تقياً مفضلا على إخوانه.
وقال زيد بن أخزم: حدثنا الخريبي قال: كنا عند أبي حنيفة فقال رجل له: إني وضعت كتاباً على خطك إلى فلان فوهب لي أربعة آلاف درهم. فقال أبو حنيفة: إن كنتم تنتفعون بهذا فافعلوه.
وعن شريك قال: كان أبو حنيفة طويل الصمت كثير العقل.
قال يعقوب بن شيبة: حدثني بكر، قال: أخبرنا أبو عاصم النبيل قال: كان حنيفة يسمى الوتد لكثرة صلاته. ورواها يوسف القطان عن أبي عاصم.
وروى علي بن إسحاق السمرقندي عن أبي يوسف قال: كان أبو حنيفة يختم القرآن كل ليلة في ركعة.
وروى يحيى بن عبد الحميد الحماني، عن أبيه أنه صحب أبا حنيفة ستة أشهر فما رآه صلى الغداة إلا بوضوء عشاء الآخرة، وكان يختم القرآن في كل ليلة عند السحر.
وعن يزيد بن كميت قال: سمعت رجلاً يقول لأبي حنيفة: اتق الله، فانتفض واصفر وأطرق وقال: جزاك الله خيراً ما أحوج الناس كل وقت إلى من يقول لهم مثل هذا.
ويروى أن أبا حنيفة ختم القرآن في الموضع الذي مات فيه سبعة آلاف مرة.
قال مسعر: رأيت أبا حنيفة قرأ القرآن في ركعة.
وروى محمد بن سماعة، عن محمد بن الحسن، عن القاسم بن معن، أن أبا حنيفة قام ليلة يردد قوله - تعالى - {بَلِ السَّاعَةُ مَوْعِدُهُمْ وَالسَّاعَةُ أَدْهَى وَأَمَرُّ} ويبكي ويتضرع إلى الفجر.
ويروى أن أبا حنيفة ضرب غير مرة على أن يلي القضاء فلم يفعل.
وقيل: إن إنساناً استطال على أبي حنيفة رضي الله عنه وقال له: يا زنديق، فقال أبو حنيفة: غفر الله لك هو يعلم مني خلاف ما تقول.
قال يزيد بن هارون: ما رأيت أحداً أحلم من أبي حنيفة.
وعن الحسن بن زياد قال: قال أبو حنيفة: إذا ارتشى القاضي فهو معزول وإن لم يعزل.
وروى نوح الجامع أنه سمع أبا حنيفة يقول: ما جاء عن الرسول صلى الله عليه وسلم فعلى الرأس والعين، وما جاء عن الصحابة اخترنا، وما كان من غير ذلك فهم رجال ونحن رجال.
وقال وكيع: سمعت أبا حنيفة يقول: البول في المسجد أحسن من بعض القياس.
قال أبو محمد بن حزم: جميع الحنفية مجمعون على أن مذهب أبي حنيفة أن ضعيف الحديث أولى عنده من القياس والرأي.
قال أبو نعيم: كان أبو حنيفة يجهر في أمر إبراهيم بن عبد الله بن حسن جهراً شديداً فقلت: والله ما أنت بمنته حتى توضع في أعناقنا الحبال.
وقال أبو حنيفة: لا ينبغي للرجل أن يحدث إلا بما يحفظه من وقت ما سمعه. ورواها أبو يوسف عنه.
وعن أبي معاوية قال: حب أبي حنيفة من السنة، وهو من العلماء الذين امتحنوا في الله.
جاء من طرق متعددة أنه ضرب أياماً ليلي القضاء فأبى.
قال إسحاق بن إبراهيم الزهري عن بشر بن الوليد الكندي قال: طلب المنصور أبا حنيفة فأراده على القضاء وحلف ليلين فأبى، وحلف أن لا يفعل، فقال الربيع حاجب المنصور: ترى أمير المؤمنين يحلف وأنت تحلف! قال: أمير المؤمنين على كفارة يمينه أقدر مني. فأمر به إلى السجن فمات فيه ببغداد.
وقيل: دفعه إلى صاحب الشرطة حميد الطوسي فقال له: يا شيخ إن أمير المؤمنين يدفع إلي الرجل فيقول لي: اقتله أو قطعه أو اضربه، ولا علم لي بقصته، فما أفعل؟ فقال أبو حنيفة: هل يأمرك أمير المؤمنين بأمر قد وجب أو بأمر لم يجب؟ قال: بل بما قد وجب، قال: فبادر إلى الواجب.
وعن مغيث بن بديل، قال: دعا المنصور أبا حنيفة إلى القضاء
فامتنع، فقال: أترغب عما نحن فيه! فقال: لا أصلح، قال: كذبت، قال أبو حنيفة: فقد حكم أمير المؤمنين علي أني لا أصلح، فإن كنت كاذباً فلا أصلح، وإن كنت صادقاً فقد أخبرتكم أني لا أصلح، فحبسه.
قال إسماعيل بن أبي أويس: سمعت الربيع بن يونس الحاجب يقول: رأيت المنصور تناول أبا حنيفة في أمر القضاء فقال: والله ما أنا بمأمون الرضى، فكيف أكون مأمون الغضب، فلا أصلح لذلك، فقال: كذبت بل تصلح، فقال: كيف يحل لك أن تولي من يكذب؟.
وقال أبو بكر الخطيب: قيل: إنه ولي القضاء، وقضى قضية واحدة وبقي يومين، ثم اشتكى ستة أيام ومات.
وقال الفقيه أبو عبد الله الصيمري: لم يقبل العهد بالقضاء فضرب وحبس ومات في السجن.
قال أحمد بن الصباح: سمعت الشافعي يقول: قيل لمالك: هل رأيت أبا حنيفة؟ قال: نعم رأيت رجلاً لو كلمك في هذه السارية أن يجعلها ذهباً لقام بحجته.
وقال حبان بن موسى: سئل ابن المبارك: أمالك أفقه أم أبو حنيفة؟ قال: أبو حنيفة.
وقال الخريبي: ما يقع في أبي حنيفة إلا حاسد أو جاهل.
وقال يحيى القطان: لا نكذب الله، ما سمعنا أحسن من رأي أبي حنيفة، وقد أخذنا بأكثر أقواله.
وقال علي بن عاصم: لو وزن علم أبي حنيفة بعلم أهل زمانه لرجح عليهم.
وقال حفص بن غياث: كلام أبي حنيفة في الفقه أدق من الشعر لا يعيبه إلا جاهل.
وقال الحميدي: سمعت ابن عيينة يقول: شيئان ما ظننتهما يجاوزان قنطرة الكوفة: قراءة حمزة، وفقه أبي حنيفة، وقد بلغا الآفاق.
وعن الأعمش أنه سئل عن مسألة فقال: إنما يحسن هذا النعمان بن
ثابت الخزاز، وأظنه بورك له في علمه.
وقال جرير: قال لي مغيرة: جالس أبا حنيفة تفقه، فإن إبراهيم النخعي لو كان حياً لجالسه.
وقال محمد بن شجاع: سمعت علي بن عاصم يقول: لو وزن عقل أبي حنيفة بعقل نصف الناس لرجح بهم.
قلت: وأخبار أبي حنيفة رضي الله عنه ومناقبه لا يحتملها هذا التاريخ فإني قد أفردت أخباره في جزأين.
وقيل: إن المنصور سقاه السم لقيامه مع إبراهيم، فعلى هذا يكون قد حصل الشهادة وفاز بالسعادة.
قال أبو يوسف القاضي: كانت وفاته في نصف شوال سنة خمسين ومائة.
وقال الواقدي، وأبو حسان الزيادي، ويعقوب بن شيبة: مات في رجب سنة خمسين، ويقال: مات في شعبان.
وحديثه يقع عالياً لابن طبرزد.
446 -
د ن:
النعمان بن المنذر الغساني الدمشقي
. أبو الوزير
عن طاوس، ومجاهد، ومكحول، وعطاء، والزهري. وعنه يزيد بن السمط، ومحمد بن يزيد الواسطي، ويحيى بن حمزة، والهيثم بن حميد، ومحمد بن شعيب، وآخرون.
أظنه مر في الطبقة الماضية.
وثقه دحيم وقال: رمي بالقدر.
وقال أبو داود: كان داعية إلى القدر صنف فيه.
447 -
د:
نعيم بن حكيم المدائني
عن أبي مريم الثقفي. وعنه أبو عوانة، ووكيع، وعبيد الله بن موسى، وشبابة.
وثقه ابن معين، وغيره.
وقال النسائي: ليس بالقوي.
قلت: مات سنة ثمان وأربعين ومائة.
448 -
نفاعة بن مسلم
، أبو الخصيب الجعفي
كوفي، عن سويد بن غفلة. وعنه وكيع، وجعفر بن عون، وعبيد الله بن موسى، وأبو نعيم، وآخرون.
قال أبو حاتم، وغيره: لا بأس به.
449 -
نوفل بن الفرات
، ويقال: ابن أبي الفرات. أبو الجراح العقيلي، مولاهم، الرقي
عن عمر بن عبد العزيز، والقاسم بن محمد. وعنه الليث بن سعد، وعبيد الله بن عمرو، ومبشر بن إسماعيل الحلبي، وأيوب بن سويد، وقرة بن حبيب، وآخرون.
سكن حلب، ثم ولي الخراج بمصر في سنة اثنتين وأربعين للمنصور. وما علمت به بأساً.
450 -
نوفل بن مسعود السهمي المدني
رأى ابن عمر وسمع أنساً، وعنه حاتم بن إسماعيل، وأنس بن عياض، ويحيى القطان، وغيرهم.
وثقه النسائي.
451 -
م:
هارون بن سعد العجلي الكوفي
عن أبي حازم الأشجعي، وإبراهيم التيمي، وأبي الضحى، وثمامة بن
عقبة. وعنه سفيان، وشعبة والمسعودي، والحسن بن صالح، وشريك، وقيس بن الربيع.
قال أحمد: صالح، قد روى عنه الناس.
وقال ابن معين: ليس به بأس.
وقال أبو حاتم: لا بأس به. خرج مع إبراهيم بن عبد الله فلما هزم إبراهيم وقتل هرب هارون إلى واسط فكتب عنه الواسطيون.
وقد شذ ابن حبان - كعوائده - فقال: لا تحل الرواية عنه، كان غالياً في الرفض، وهو رأس الزيدية ممن كان يعتكف عند خشبة زيد التي هو مصلوب عليها وكان داعية إلى مذهبه.
قلت: لم يكن غالياً في رفضه، فإن الرافضة رفضت زيد بن علي وفارقته، وهذا قد روى له مسلم.
452 -
د ن:
هارون بن عنترة الشيباني الكوفي
عن أبيه، وعن عبد الرحمن بن الأسود. وعنه الثوري، وعباد بن العوام، وأحمد بن بشير، وابن فضيل، وابنه عبد الملك بن هارون، وآخرون.
وثقه أحمد، وأبو زرعة.
وكنيته أبو عبد الرحمن.
وقال ابن حبان: لا يجوز أن يحتج به.
453 -
د ن ق:
هاشم بن البريد
عن زيد بن علي، ومسلم البطين، وحسين بن ميمون، وعبد الله بن محمد بن عقيل. وعنه ابنه علي بن هاشم، وعيسى بن يونس، وابن نمير، والخريبي.
وثقه ابن معين، وغيره.
وهو شيعي جلد.
454 -
ع:
هاشم بن هاشم بن هاشم بن عتبة بن أبي وقاص الزهري المدني
سمع سعيد بن المسيب، وعامر بن سعد، وعبد الله بن وهب بن زمعة. وعنه مالك، ومروان بن معاوية، وابن نمير، وأبو أسامة، ومكي بن إبراهيم، وجماعة.
وثقه ابن معين.
مات قبل الخمسين فإنه حدث سنة سبع وأربعين ومائة.
455 -
هانئ بن المنذر الكلاعي المصري
عن عمرو بن جابر الحضرمي. وعنه ابن لهيعة، وعمرو السبئي.
وكان أخبارياً علامة بالأنساب وأيام العرب. مات سنة سبع وأربعين ومائة.
456 -
ع:
هشام بن حسان
. أبو عبد الله الأزدي القردوسي، مولاهم، البصري. وقيل: هو صريح النسب
له عن عكرمة، وابن سيرين، والحسن، وحميد بن هلال، وجماعة، وأبي مجلز لقيه بخراسان، قاله يحيى بن سعيد القطان. وعنه السفيانان، والحمادان، وروح بن عبادة، وأبو عاصم، ومكي بن إبراهيم، والأنصاري، وعبد الرزاق، وخلق كثير.
قال سفيان بن عيينة: كان أعلم الناس بحديث الحسن، وكان حماد
ابن سلمة لا يختار عليه أحداً في حديث ابن سيرين.
وقيل: كان عنده ألف حديث.
قال أبو حفص الفلاس: كان من البكائين.
وقال أبو عاصم: رأيت هشام بن حسان وذكر النبي صلى الله عليه وسلم والجنة والنار فبكى حتى تسيل دموعه.
وعن هشام بن حسان قال: ليت ما حفظ عني من العلم في أخبث تنور بالبصرة وليت حظي منه لا علي ولا لي.
وقال مخلد بن الحسين، عن هشام، قال: ما كتبت للحسن، وابن سيرين حديثاً إلا حديث الأعماق، لأنه طال علي ثم محوته.
ولهشام أوهام لا تخرجه عن الاحتجاج به.
قال البخاري: كان يحيى وابن مهدي - فيما حدثني الفلاس - يحدثان عن هشام عن الحسن.
وروي عن شعبة قال: لم يكن هشام بالحافظ.
وقال يحيى بن آدم: حدثنا أبو شهاب قال لي شعبة: عليك بحجاج، وابن إسحاق فإنهما حافظان، واكتم علي عند البصريين في خالد - يعني الحذاء - وهشام.
قلت: بل هذان أوثق بكثير من حجاج، وابن إسحاق ولم يتابع شعبة على هذه القولة أحد.
وقال عباد بن منصور: ما رأيت هشام بن حسان عند الحسن قط.
وقال ابن المديني: كان يحيى بن سعيد يضعف حديث هشام عن عطاء، وكان أصحابنا يثبتون هشاماً.
وقال يحيى بن معاذ: زعم معاذ بن معاذ قال: كان شعبة يتقي حديث هشام بن حسان عن عطاء، ومحمد، والحسن.
وقال وهيب: سألني سفيان الثوري أن أفيده عن هشام بن حسان فقلت: لا أستحله.
قلت: هشام بن حسان من الثقات، احتج به أهل الصحاح.
قال مكي بن إبراهيم: مات في أول صفر سنة ثمان وأربعين ومائة.
وقال يحيى القطان: سنة سبع وأربعين.
قلت: سنة ثمان أصح.
457 -
ن:
هشام بن عائذ بن نصيب
، أبو كليب الكوفي
عن إبراهيم، والشعبي، وأبي صالح السمان. وعنه الثوري، وابن المبارك، ويحيى القطان، وعبيد الله، وأبو نعيم.
وثقه أحمد بن حنبل، وجماعة.
458 -
ع:
هشام بن عروة بن الزبير بن العوام بن خويلد
، أبو المنذر القرشي الأسدي الزبيري المدني، أحد الأئمة الأعلام
روى عن عمه عبد الله بن الزبير، وأبيه، وأخويه عبد الله بن عروة، وعثمان، وزوجته فاطمة بنت المنذر بن الزبير. وقد مسح برأسه ابن عمر ودعا له، حفظ ذلك.
روى عنه شعبة، ومالك، والسفيانان، ويحيى القطان، وأبو إسحاق الفزاري، وأبو ضمرة، وجرير الضبي، وجعفر بن عون، وحفص بن غياث، والحمادان، وخالد بن الحارث، وزائدة، وابن إدريس، وابن المبارك، وابن نمير، وابن أبي الزناد، وابن أبي حازم، وعلي بن مسهر، وعيسى بن يونس، ومحمد بن بشر، وأبو معاوية، وابن فضيل، والنضر بن شميل، ووكيع، ويحيى بن يمان، ويحيى بن محمد بن قيس، ويونس بن بكير، وأبو أسامة، وعبيد الله بن موسى، والخريبي، وخلق سواهم.
قال وهيب: قدم علينا هشام بن عروة فكان مثل الحسن وابن سيرين.
وقال ابن سعد: كان ثقة ثبتاً كثير الحديث حجة.
وقال أبو حاتم: ثقة إمام في الحديث.
وقال ابن المديني: له نحو من أربع مائة حديث.
وروى عبد الله بن مصعب عن هشام، قال: وضع محمد بن علي - والد المنصور - وصيته عندي.
وروى الزبير بن بكار، عن عثمان بن عبد الرحمن، قال: قال المنصور لهشام بن عروة: يا أبا المنذر تذكر يوم دخلت عليك أنا وإخوتي مع أبي وأنت تشرب سويقاً بقصبة يراع، فلما خرجنا قال أبونا: اعرفوا لهذا الشيخ حقه فإنه لا يزال في قومكم بقية ما بقي. قال: لا أذكر ذلك يا أمير المؤمنين، فلاموه في ذلك، وقال: لم يعودني الله في الصدق إلا خيراً.
يونس بن بكير عن هشام قال: رأيت ابن عمر له جمة أظنها تضرب أطراف منكبيه.
وقال وكيع عن هشام قال: رأيت جابراً، وابن عمر ولكل منها جمة.
علي بن مسهر عن هشام قال: رأيت ابن الزبير إذا صلى العصر صفنا خلفه فصلى بنا ركعتين، ورأيته يصعد المنبر وفي يده عصا فيسلم، ثم يجلس ويؤذن المؤذنون فإذا فرغوا قام فتوكأ على العصا فخطب.
وروى عمر بن علي المقدمي، عن هشام بن عروة، أنه دخل على المنصور فقال: يا أمير المؤمنين اقض عني ديني، قال: وكم دينك؟ قال: مائة ألف، قال: وأنت في فقهك وفضلك تأخذ ديناً مائة ألف ليس عندك قضاؤها! قال: يا أمير المؤمنين، شب فتيان من فتياننا فأحببت أن أبوئهم وخشيت أن ينتشر علي من أمرهم ما أكره فبوأتهم، واتخذت لهم منازل وأولمت عنهم ثقة بالله، ثم بأمير المؤمنين، قال: فردد عليه مائة ألف!! استعظاماً لها، ثم قال: قد أمرنا لك بعشرة آلاف، فقال: يا أمير المؤمنين فأعطني ما أعطيت وأنت طيب النفس، فإني سمعت أبي يحدث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: من أعطي عطية وهو بها طيب النفس بورك للمعطي والمعطى. قال: فإني بها طيب النفس. وهذا حديث مرسل.
وروي أن هشاماً أهوى إلى يد المنصور يقبلها فمنعه وقال: يا ابن عروة إنا نكرمك عنها، ونكرمها عن غيرك.
قال عبد الرحمن بن خراش: بلغني أن مالكاً نقم على هشام بن عروة حديثه لأهل العراق.
وقال يعقوب بن شيبة: هشام ثبت لم ينكر عليه إلا بعد ما صار إلى العراق، فإنه انبسط في الرواية وأرسل عن أبيه بما كان سمعه من غير أبيه عن أبيه.
وقد قال ابن معين، وجماعة: ثقة.
قال جماعة: مات ببغداد سنة ست وأربعين ومائة وصلى عليه المنصور.
وقال الفلاس: سنة سبع.
وقيل: سنة خمس.
ويقال: عاش سبعاً وثمانين سنة. وقيل غير ذلك.
459 -
4:
هلال بن خباب
. أبو العلاء البصري. مولى زيد بن صوحان
سكن المدائن. وروى عن أبي جحيفة السوائي، ويحيى بن جعدة، وأبي عمر زاذان، وجماعة. وعنه الثوري وثابت بن يزيد الأحول، وهشيم، وعباد بن العوام.
وثقه ابن معين، وقد مر.
قال ابن سعد: مات بالمدائن في آخر سنة أربع وأربعين ومائة.
460 -
د ق:
هلال بن ميمون الرملي
عن سعيد بن المسيب، ويعلى بن شداد بن أوس، وعطاء بن يزيد الليثي. وعنه مروان بن معاوية، ووكيع، وأبو معاوية، وغيرهم.
وثقه ابن معين.
461 -
الوازع بن نافع العقيلي الجزري
عن أبي سلمة بن عبد الرحمن، وسالم بن عبد الله، وغيرهما. وعنه علي بن ثابت، وعيسى بن يونس ومسكين بن بكير، ومحمد بن سلمة، ومغيرة بن سقلاب.
قال يحيى بن معين: ليس بثقة.
وقال البخاري: منكر الحديث.
وقال النسائي، وغيره: متروك.
قلت: ومن مناكيره حديثه عن سالم بن عبد الله عن أبيه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: تفكروا في آلاء الله ولا تفكروا في الله.
462 -
ت ق:
واصل بن السائب
، أبو يحيى الرقاشي
بصري. عن عطاء بن أبي رباح، وأبي سورة ابن أخي أبي أيوب الأنصاري. وعنه أبو معاوية، وعيسى بن يونس، ووكيع، ومحمد بن عبيد، والقاسم بن مالك المزني.
قال البخاري: منكر الحديث.
وقال أبو داود، وغيره: ليس بشيء.
وله حديث عن أبي سورة عن أبي أيوب: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم توضأ فخلل لحيته.
قلت: مات سنة أربع وأربعين ومائة.
463 -
4:
وائل بن داود التيمي
عن ابنه بكر بن وائل، وعن إبراهيم التيمي، وعكرمة، وأبي بردة، والحسن، وطائفة. وعنه شريك، وابن عيينة، وعبيد الله الأشجعي، ويحيى بن سعد القطان، ومحمد بن عبيد.
قال أحمد بن حنبل: ثقة سمع من إبراهيم.
464 -
د ن ق:
وبر بن أبي دليلة الطائفي
عن محمد بن عبد الله بن ميمون، وغيره. وعنه ابن المبارك، ووكيع، وأبو عاصم.
ثقة. قاله ابن معين.
465 -
د ق:
الوضين بن عطاء
. أبو كنانة الخزاعي الدمشقي الكفرسوسي
عن خالد بن معدان، وعطاء بن أبي رباح، ومكحول ومحفوظ بن علقمة، وسالم بن عبد الله، وغيرهم. وعنه الحمادان، وبقية، ويحيى بن حمزة، وعبد الله بن بكر السهمي، ومنبه بن عثمان، وآخرون.
وثقه أحمد، وغيره.
وقال أبو داود: قدري.
وقال ابن سعد: كان ضعيفاً.
وقال أبو حاتم: يعرف وينكر.
وقال آخر: كان خطيباً بليغاً فصيحاً مفوهاً.
مات الوضين سنة تسع وأربعين ومائة.
466 -
ن:
وقاء بن إياس
. أبو يزيد الوالبي الكوفي
عن سعيد بن جبير، وعلي بن ربيعة، ومجاهد. وعنه ابن المبارك، ومالك، ويحيى القطان، وأبو معاوية، وجماعة.
قال أبو حاتم: صالح الحديث.
وقال أبو أحمد الحاكم: ليس بالمتين عندهم.
467 -
د ق:
الوليد بن ثعلبة
بصري صدوق.
عن ابن بريدة، والضحاك. وعنه زهير بن معاوية، وعيسى بن يونس، ووكيع، وابن نمير.
وثقه ابن معين.
468 -
الوليد بن عمرو بن عبد الرحمن بن مسافع القرشي العامري المدني
عن سعيد بن المسيب، وعامر بن عبد الله بن الزبير، ويعقوب بن عتبة. وعنه موسى بن هاشم، والدراوردي، وعبد الرحمن بن أبي الزناد، وآخرون.
469 -
ت:
يحيى بن أبي أنيسة
. أبو زيد الجزري الرهاوي
طلب العلم مع أخيه زيد بن أبي أنيسة، وسمع نافعاً، وعمرو بن شعيب، وابن أبي مليكة، وجماعة، وكأنه أسن من أخيه. حدث عنه أبو إسحاق الفزاري، وأبو معاوية، ومحمد بن سلمة الحراني، وعبد الوارث، وعبد الله بن بكر السهمي.
قال الفلاس: صدوق يهم، وقال أيضاً: قد أجمعوا على ترك حديثه.
وقال الدارقطني: متروك.
وقال عبيد الله بن عمرو الرقي: سمعت، أو قال زيد بن أبي أنيسة: لا تكتبوا عن أخي فإنه يكذب.
وقال أحمد بن حنبل: ليس يحيى ممن يكتب حديثه، قيل: لم يا أبا عبد الله؟ قال: حديثه يدلك عليه.
وقال البخاري: ليس بذاك.
قلت: مات سنة ست وأربعين ومائة.
470 -
4:
يحيى بن الحارث الذماري
. أبو عمرو الغساني الدمشقي، إمام جامعها، وشيخ القراء بها، وذمار من قرى اليمن
قرأ القرآن على ابن عامر، وقرأ أيضاً فيما بلغنا على واثلة بن الأسقع، وحدث عنه، وعن سعيد بن المسيب، وأبي سلام ممطور، وأبي الأشعث الصنعاني، وسالم بن عبد الله، وجماعة سواهم. قرأ عليه عراك بن خالد، وأيوب بن تميم ومدرك بن أبي سعد، والوليد بن مسلم، وحدثوا أيضاً عنه هم: والأوزاعي، وسعيد بن عبد العزيز، وصدقة بن خالد، وسويد بن عبد العزيز، وصدقة السمين، ويحيى بن حمزة، ومحمد بن شعيب بن شابور، وخلق سواهم.
قال أبو حاتم: صالح الحديث.
وقال ابن سعد: ثقة عالم بالقراءة في دهره، مات سنة خمس وأربعين ومائة. قال: وكان قليل الحديث.
وقال ابن معين، وغيره: ليس به بأس.
وروى ابن ذكوان عن أيوب بن تميم قال: كبر يحيى الذماري وكانت قراءته قراءة الجند، وكان يقف خلف الأئمة يرد عليهم لا يستطيع أن يؤم من الكبر.
وقال ابن أبي حاتم: عاش تسعين سنة.
وقال سويد بن عبد العزيز: سألت يحيى الذماري عن عدد آي القرآن فقال بيده: سبعة آلاف ومائتان وست وعشرون.
471 -
ن:
يحيى بن حسان البكري الفلسطيني الرملي
عن أبي قرصافة جندرة، وربيعة بن عامر، وأبي ريحانة، ولهم صحبة. وعنه إبراهيم بن أدهم، وابن المبارك وبلال بن كعب.
وثقه النسائي.
وقال ابن المبارك: كان شيخاً كبيراً حسن الفهم.
قلت: هذا أكبر شيخ لابن المبارك.
472 -
ع:
يحيى بن سعيد بن حيان
، أبو حيان التيمي، تيم الرباب، أحد ثقات الكوفيين
روى عن أبيه، وعمه يزيد، والشعبي، وأبي زرعة البجلي. وعنه شعبة، وابن علية، والقطان، ومحمد بن بشر، وخلق كثير.
قال الخريبي: كان الثوري يعظمه، ويوثقه.
وقال أبو حاتم: صالح.
وقال العجلي: ثقة مبرز صاحب سنة.
توفي سنة خمس وأربعين ومائة.
473 -
ع:
يحيى بن سعيد بن قيس بن عمرو
. وقيل: ابن قهد بدل عمرو، الإمام أبو سعيد الأنصاري المدني، القاضي أحد الأعلام
سمع أنساً، والسائب بن يزيد، وأبا أمامة بن سهل، وسعيد بن المسيب، وعروة، وأبا سلمة، وطبقتهم. وعنه حميد الطويل، والأوزاعي، ومالك، وسفيان، وشعبة، والحمادان، وابن جريج، وهشيم، ويحيى القطان، وأبو أسامة، ويزيد بن هارون، وخلق كثير.
قال أيوب السختياني: ما رأيت بالمدينة أفقه منه.
وروى سليمان بن بلال عن يحيى أنه قدم دمشق في صحبة أنس بن مالك.
وقال يزيد بن هارون: حدثنا يحيى بن سعيد بن قيس بن قهد، قال المفضل الغلابي: كذا حدثنا يزيد، وإنما هو يحيى بن سعيد بن قيس بن عمرو بن سهل.
وقال مصعب الزبيري: آل قهد أصهار حمزة عم النبي صلى الله عليه وسلم.
وقال خليفة، وغيره في نسبه كما قال يزيد.
وقال البخاري: ومحمد بن سعد: ابن قيس بن عمرو. وقال البخاري: قال بعضهم: ابن قهد، ولم يصح، وزاد ابن سعد: قدم يحيى الكوفة على أبي جعفر، وهو بالهاشمية فاستقضاه على قضائه وكان ثقة، كثير الحديث، حجة، ثبتاً.
وقال النسائي: ثقة مأمون.
وقال ابن عيينة: هو والزهري وابن جريج محدثو الحجاز يجيئون بالحديث على وجهه.
قلت: وهم من زعم أن يحيى ولي قضاء بغداد.
إبراهيم بن المنذر الحزامي: حدثنا يحيى بن محمد بن طلحة التيمي، قال: حدثني سليمان بن بلال قال: كان يحيى بن سعيد قد ساءت حاله وأصابه ضيق شديد وركبه الدين، فجاء كتاب السفاح يستقضيه فوكلني يحيى بأهله وقال لي: والله ما خرجت وأنا أجهل شيئاً، فلما قدم العراق كتب إلي: إني كنت قلت لك ما قلت، وأنه والله لأول خصمين جلسا بين يدي فاقتضيا شيئاً، والله ما سمعته قط فإذا جاءك كتابي فسل ربيعة واكتب إلي بما يقول ولا تعلمه.
ابن وهب: حدثنا مالك قال: قال لي يحيى بن سعيد: اكتب لي أحاديث من أحاديث ابن شهاب في القضاء، فكتبت له ذلك في صحيفة صفراء، قيل لمالك: أعرض عليك؟ قال: هو أفقه من ذلك.
وقال جرير بن عبد الحميد: ما رأيت شيخاً أنبل من يحيى بن سعيد.
وقال يحيى القطان: سمعت الثوري يقول: كان يحيى أجل عند أهل المدينة من الزهري، ثم جعل القطان يصف يحيى ويعظمه.
وقال يحيى بن أيوب: كان يحيى بن سعيد يحدثني بالحديث كأنه ينثر علي اللؤلؤ.
وقال وهيب: قدمت المدينة فلم أر أحداً إلا وأنت تعرف وتنكر غير مالك، ويحيى بن سعيد.
وقال عبد الله بن بشر الطالقاني: سمعت أحمد بن حنبل يقول: يحيى بن سعيد الأنصاري أثبت الناس.
وقال الواقدي: أخبرنا سليمان بن بلال أن يحيى بن سعيد ذهب إلى إفريقية في طلب ميراث له فقدم به وهو خمس مائة دينار فلما أتاه ربيعة ليسلم عليه قسم المال بينه وبينه نصفين.
وقال محمد بن عبيد بن حساب: حدثنا حماد بن زيد عن يحيى بن سعيد قال: كانت حبيبة بنت سهل إحدى عماتي، وأنا يحيى بن سعيد بن قيس بن عمرو.
قلت: حبيبة هي التي قالت: لا أنا ولا ثابت بن قيس.
وقيس بن عمرو بن سهل صحابي حديثه في السنن في الركعتين بعد الفجر. وممن نص على أن جده قيس بن عمرو: يحيى بن معين، وأحمد بن حنبل، وطائفة.
قال أحمد بن أبي خيثمة: غلط مصعب الزبيري حيث يقول: يحيى بن سعيد بن قيس بن قهد، وإنما قيس بن قهد جد أبي مريم عبد الغفار بن القاسم الأنصاري الكوفي.
وقال يزيد بن هارون: قلت ليحيى بن سعيد: كم تحفظ؟ قال: ست مائة، سبع مائة حديث.
وقال ابن وهب، وغيره عن الليث، عن عبيد الله بن عمر، قال: كان يحيى بن سعيد يحدثنا فإذا طلع ربيعة سكت إجلالاً لربيعة، فتلا يحيى يوماً {وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلا عِنْدَنَا خَزَائِنُهُ} فقال عراقي: يا أبا سعيد أرأيت السحر، أمن خزائن الله التي ينزل؟ قال يحيى: مه ما هذا من مسائل المسلمين، وأفحم القوم، فقال عبيد الله بن أبي حبيبة: إن أبا سعيد ليس من أصحاب الخصومة إنما هو إمام من أئمة المسلمين وأما أنا فأقول: إن السحر لا يضر إلا بإذن الله، فتقول أنت غير ذلك؟ فسكت الرجل، فكأنما كان علينا جبل فوضع عنا.
قلت: له أخوان: عبد ربه، وسعد ماتا قبله ومات هو سنة ثلاث وأربعين ومائة. قاله القطان، والهيثم، وشباب، وجماعة.
وقال يزيد والفلاس: سنة أربع.
474 -
د:
يحيى بن صبيح النيسابوري
كان أول من أخذ على الناس القراءات بنيسابور. روى عن قتادة، وعمار بن أبي عمار، وعنه ابن جريج، وابن عيينة، ويحيى القطان.
وثقه أبو داود.
475 -
ت ق:
يحيى بن عبيد الله بن عبد الله بن موهب التيمي المدني
أكثر عن أبيه. وعنه ابن المبارك، وابن فضيل، ويعلى بن عبيد، ويحيى القطان، ثم تركه القطان.
وقال أحمد، وغيره: منكر الحديث.
قلت: وأبوه لا يعرف.
وقال شعبة: رأيته يسيء صلاته.
476 -
د ن ق:
يحيى بن أبي عمرو
، أبو زرعة السيباني الشامي
حمصي. روى عن أبيه، وعبد الله بن محيريز، وعبد الله بن الديلمي، وأبي سلام ممطور، والوليد بن سفيان. وعنه الأوزاعي، وإسماعيل بن عياش، وأيوب بن سويد، وابن شابور، ومحمد بن حمير.
وثقه دحيم، وأحمد بن حنبل والعجلي.
ومات سنة ثمان وأربعين ومائة. أرخه ضمرة، وقال: عاش خمساً وثمانين سنة.
477 -
يحيى بن مسلم
، أبو الضحاك الهمداني
عن زيد بن وهب، والشعبي. وعنه وكيع، والخريبي، وسيف بن أسلم.
ضعفه ابن معين.
وقال أبو زرعة: لا بأس به.
478 -
يحيى بن ميسرة
عن الشعبي، وعنه مروان بن معاوية، وأبو أسامة.
479 -
يحيى بن أبي الهيثم العطار
كوفي. له عن يوسف بن عبد الله بن سلام، والشعبي. وعنه ابن المبارك، وأبو أحمد الزبيري، وأبو نعيم.
صدوق.
480 -
يحيى بن يزيد التجيبي
، قاضي الأندلس
كان قد بعثه عمر بن عبد العزيز على قضاء الأندلس. وطالت أيامه إلى أن مات سنة اثنتين وأربعين ومائة.
481 -
يحيى بن يعقوب
، أبو طالب الأنصاري القاص. خال أبي يوسف
عن عكرمة، وإبراهيم التيمي. وعنه أبو تميلة، وإبراهيم بن عيينة.
وثقه أبو حاتم.
482 -
يزيد بن حازم
بصري. عن سليمان بن يسار، وعكرمة. وعنه أخوه جرير، وحماد بن زيد، وعباد بن عباد.
وثقه ابن معين.
توفي سنة سبع وأربعين ومائة.
483 -
ن ق:
يزيد بن زياد بن أبي الجعد
كوفي ثقة. له عن عمه عبيد أخي سالم، وزبيد اليامي، والحكم. وعنه وكيع، وابن نمير، ومحمد بن بشر، وأبو نعيم.
وثقه أحمد.
وله كلام ومعرفة بالمغازي والأخبار.
484 -
يزيد بن أبي صالح
. أبو حبيب الدباغ
روى عن أنس. وعنه عيسى بن يونس، ووكيع، وأبو عاصم، وآخرون.
وقد وثق.
عداده في البصريين. وله أيضاً عن أبي عثمان النهدي.
485 -
د ق:
يزيد بن طهمان
، أبو المعتمر الرقاشي
بصري نزل الحيرة. روى عن الحسن، وابن سيرين. وعنه الحسن بن حي، وشريك والفضل السيناني، ووكيع.
قال أبو حاتم، وغيره: لا بأس به.
486 -
ق:
يزيد بن عبيدة بن أبي المهاجر السكوني
دمشقي صدوق. له عن أبيه، وعن مسلم بن مشكم، وأبي الأشعث الصنعاني. وعنه يحيى بن حمزة، وابن شابور.
وثقه دحيم.
487 -
ع:
يزيد بن أبي عبيد المدني
عن مولاه سلمة بن الأكوع، وعمير مولى آبي اللحم. وعنه حاتم بن إسماعيل، ويحيى القطان، وحماد بن مسعدة، ومكي، وأبو عاصم، وغيرهم.
وثقه أبو داود، وحديثه من أعلى شيء في صحيح البخاري.
مات سنة سبع وأربعين ومائة.
488 -
م 4:
يزيد بن كيسان اليشكري الكوفي
عن أبي حازم سلمان، وغير واحد. وعنه سفيان بن عيينة، ويحيى القطان، وعبد الرحمن بن مغراء، ومحمد، ويعلى ابنا عبيد.
وثقه النسائي.
وقال أبو حاتم: لا يحتج به.
489 -
ن:
يزيد بن مردانبة
. الكوفي التاجر
عن أنس، وأبي بردة، وزياد بن علاقة. وعنه وكيع، وأبو أسامة، والخريبي، وأبو نعيم.
وثقه ابن معين.
490 -
خ 4:
يزيد بن أبي مريم الدمشقي
. أبو عبد الله، من موالي الأنصار
عن عباية بن رفاعة، وأبي إدريس الخولاني، ومكحول، والقاسم بن مخيمرة. ورأى واثلة بن الأسقع. روى عنه الأوزاعي، ويحيى بن حمزة، والوليد بن مسلم، وصدقة بن خالد، وابن شابور.
وثقه ابن معين، وأبو حاتم، وغيرهما.
وقال أبو زرعة: لا بأس به.
وقال الحاكم: سألت الدارقطني عنه فقال: ليس بذاك.
قال دحيم، وغيره: مات سنة أربع وأربعين ومائة.
وقال أبو زرعة الدمشقي: سألت حماد بن يزيد عن موت أبيه فقال: بعد سنة خمس وأربعين ومائة.
491 -
يعقوب بن زيد بن طلحة بن عبد الله بن أبي مليكة التيمي، أبو عرفة المدني
عن المقبري، وزيد بن أسلم. وعنه مالك، وهشام بن سعد، وغيرهما. وكان قاضياً بالمدينة. كأنه مات شاباً.
492 -
د ن:
يعقوب بن القعقاع
. أبو الحسن الخراساني، قاضي مرو
عن الحسن، وعطاء بن أبي رباح. وعنه الثوري، وابن المبارك.
وثق.
493 -
يعقوب بن قيس الكوفي
عن سعيد بن جبير، والشعبي، وعكرمة. وعنه ابن عيينة، ويحيى القطان، ومحمد بن عبيد.
وثقه أحمد.
494 -
م د:
يعقوب بن مجاهد
. أبو حزرة المدني القاص، مولى بني مخزوم.
عن القاسم بن محمد، ومحمد بن كعب، وعبادة بن الوليد. وعنه حاتم بن إسماعيل، ويحيى القطان، وحسين الجعفي، وجماعة.
وثقه النسائي.
مات سنة خمسين ومائة.
495 -
ت ق:
يوسف بن إبراهيم
، أبو شيبة الجوهري
بصري واه. له عن أنس. وعنه عقبة بن خالد، وأبو يحيى الحماني.
قال البخاري: عنده عجائب.
وقال ابن حبان: لا تحل الرواية عنه.
496 -
يوسف بن المهاجر الحداد
عن القاسم، وعمر بن عبد العزيز، وأبي جعفر الباقر. وعنه ابن المبارك، ووكيع، وأبو نعيم، ويحيى بن يمان.
وثقه ابن معين.
497 -
ق:
يوسف بن ميمون
. أبو خزيمة الصباغ
بصري. عن عطاء بن أبي رباح، وأنس بن سيرين، وحماد بن أبي سليمان. وعنه علي بن مسهر، ووكيع، وأبو يحيى الحماني.
ضعفه أحمد، وغيره.
498 -
خ ت ن ق:
يونس بن أبي الفرات الإسكاف
بصري. عن الحسن، وعمر بن عبد العزيز، وقتادة. وعنه هشام الدستوائي، ومحمد بن بكر البرساني.
وثقه أحمد، وغيره. وأما ابن حبان فقال: لا يجوز الاحتجاج به لغلبة المناكير في حديثه.
الكنى
• - أبو الأشهب النخعي. اسمه جعفر. تقدم
499 -
خ م ن:
أبو بكر بن عثمان بن سهل بن حنيف
روى عن عمه أبي أمامة بن سهل. وعنه مالك، والثوري، وابن المبارك، وأبو ضمرة.
وكان ثقة.
• - أبو بكر المدني
عن جابر. واسمه الفضل، مر.
500 -
أبو البلاد، هو يحيى بن أبي سليمان الغطفاني الكوفي
عن الشعبي، ومحمد بن أبي عون الثقفي. وعنه مروان بن معاوية، وعبد الله بن داود الخريبي، وأبو إسماعيل المؤدب.
وثقه ابن معين.
• - أبو الجحاف، هو داود بن أبي عوف. ذكر.
501 -
4:
أبو جعفر الخطمي المدني
. نزيل البصرة، اسمه عمير بن يزيد
روى عن خاله عبد الرحمن بن عقبة بن الفاكه، وعمارة بن خزيمة بن
ثابت، وسعيد بن المسيب، وعمارة بن عثمان بن حنيف. وعنه شعبة، وحماد بن سلمة، ويوسف السمتي، ويحيى القطان.
وثقه ابن معين.
502 -
د ت ق:
أبو جناب الكلبي
. يحيى بن أبي حية
كوفي. عن الشعبي، وعكرمة، والضحاك، وغيرهم. وعنه وكيع، وابن فضيل، وأبو نعيم، وجماعة.
ضعفه ابن معين، وجماعة.
وقال أبو زرعة: صدوق مدلس.
وروى عباس عن ابن معين: ليس به بأس.
وقال أحمد: أحاديثه مناكير.
وقال البخاري: كان يحيى القطان يضعفه.
503 -
4:
أبو خالد الدالاني
. يزيد بن عبد الرحمن
عن المنهال بن عمرو، والحكم بن عتيبة، وقتادة. وعنه شعبة، وعبد السلام الملائي، والمحاربي، وشجاع بن الوليد.
قال أبو حاتم: صدوق.
504 -
ت:
أبو الرحال الأنصاري البصري
. يقال: اسمه خالد بن محمد، وقيل: محمد بن خالد
عن أنس بن مالك، والحسن، وبكر بن عبد الله، وأبي رجاء العطاردي. وعنه سلم بن قتيبة وحرمي بن عمارة، وسعدان بن يحيى، ويحيى القطان، ومكي بن إبراهيم، ويزيد بن بيان العقيلي، وآخرون.
قال البخاري: عنده عجائب.
وقال أبو حاتم: منكر الحديث، ليس بقوي.
وقال ابن حبان: في حديثه بعض النكرة.
وقال ابن حبان: لا يجوز أن يحتج به.
505 -
خت:
أبو الرحال الطائي الكوفي
. اسمه عقبة بن عبيد، وهو أخو سعيد بن عبيد الطائي
له عن أنس، وبشير بن يسار. وعنه حفص بن غياث، ويحيى القطان، وعيسى بن يونس، وغيرهم.
ليس بحجة.
506 -
ت ق:
أبو سعد البقال الكوفي الأعور
. اسمه سعيد بن المرزبان مولى حذيفة رضي الله عنه
روى عن أنس، وأبي وائل، وأبي سلمة بن عبد الرحمن، وعكرمة. وعنه شعبة، والسفيانان، وأبو أسامة، ويعلى بن عبيد، ويزيد بن هارون، وعبيد الله بن موسى.
تركه الفلاس، وهو ضعيف عندهم.
507 -
أبو سعيد بن عوذ البراد
. مكي. اسمه رجاء بن الحارث
سمع ابن الزبير، وقيل: سمع من رجل عنه. حدث عنه يحيى بن المتوكل، ومروان بن معاوية، وأبو نعيم، وأبو أحمد الزبيري، وآخرون، وروى أيضاً عن مجاهد، وغيره.
قال ابن معين: ليس به بأس.
وقال ابن عدي: مقدار ما يرويه غير محفوظ.
• - أبو سنان الحنفي الفلسطيني، عيسى بن سنان.
• - أبو سنان الشيباني، ضرار بن مرة.
• - أبو سنان الشيباني، نزيل الري، سعيد بن سنان.
508 -
أبو السندي، سهيل بن ذكوان
مكي. عن عائشة، وابن الزبير. وعنه هشيم، ومروان بن معاوية، ويزيد بن هارون.
كذبه يحيى بن معين، وتركه غيره، وهو الذي زعم أن عائشة كانت سوداء، فكذب بمثل هذا.
• -
أبو شعيب المجنون الصلت
.
509 -
خ م ن:
أبو شهاب الحناط الأكبر
. هو موسى بن نافع
كوفي ثقة قديم. روى عن سعيد بن جبير، ومجاهد، وعطاء. وعنه الثوري، ويحيى القطان، وأبو أسامة، وأبو نعيم، وأبو داود الطيالسي.
وثقه ابن معين، وهو أكبر شيخ لأبي داود.
• - ق:
أبو الصباح النخعي. سليمان بن يسير
، مر.
510 -
ت:
أبو عاتكة
عن أنس. وعنه الحسن بن عطية وسلام بن سليمان وغسان بن عبيد.
قال البخاري: منكر الحديث.
• - أبو عبد الرحيم هو خالد بن أبي يزيد. قد ذكر.
• - أبو عمر الخزاز، النضر، قد ذكر.
511 -
ع: أبو العميس، هو أخو المسعودي، وهو عتبة بن عبد الله بن عتبة بن عبد الله مسعود الهذلي الكوفي
روى عن الشعبي، وابن أبي مليكة، وقيس بن مسلم، وعون بن أبي جحيفة. وعنه وكيع، وأبو أسامة، وجعفر بن عون، وأبو نعيم، وآخرون.
وثقه أحمد، وليس هو بالمكثر.
قال عباس الدوري: حدثنا جعفر بن عون، قال: حدثنا أبو العميس، عن القاسم قال: مد الفرات فجاء برمانة مثل البعير، فتحدث الناس أنها من الجنة.
• -
أبو العنبس
عن أبي عمر زاذان. وعنه أبو نعيم، وغيره. اسمه سعيد بن كثير.
512 -
د: أبو العنبس
عن القاسم بن محمد، وعن مولى لأم سلمة. وعنه مسعر، وشعبة، وغيرهما.
قديم الموت، وإنما أخرته لرفيقيه.
• - أبو العنبس
عن أبي وائل. وعنه حفص بن غياث، ووكيع اسمه عمرو، مر.
• - أبو مالك الأشجعي، سعد، قد ذكر.
513 -
ن:
أبو مسكين، الأودي الكوفي
، اسمه الحر فيما قيل
روى عن إبراهيم النخعي، وهزيل بن شرحبيل. وعنه الثوري، وأبو عوانة، وعبيدة بن حميد، وغيرهم.
514 -
أبو مصلح الخراساني
. صاحب الضحاك، اسمه نصر بن مشارس
حدث عنه بشار بن قيراط، ووكيع، والنضر بن شميل، وعمر بن هارون البلخي.
قال أبو حاتم: شيخ.
• - أبو الورقاء، فائد.
515 -
ع:
أبو يعفور الكوفي عبد الرحمن بن عبيد بن نسطاس الثعلبي
العامري
عن السائب بن يزيد، وإبراهيم النخعي، وأبي الضحى مسلم. وعنه السفيانان، وابن المبارك، وابن فضيل، ومروان بن معاوية، وآخرون.
وهو ثقة قليل الحديث.
• - أبو اليقظان هو عثمان بن عمير، مر.
• - أبو يونس القوي هو الحسن بن يزيد. مر.
516 -
ابن ميادة
من فحول الشعراء الذين أدركوا الدولتين الأموية والهاشمية، واسمه رماح بن أبرد، أبو شراحيل، ويقال: أبو شرحبيل المري، وأمه بربرية اسمها ميادة.
ومن قوله السائر:
وإني لما استودعت يا أم مالك على قدم من عهدنا لكتوم أأخبر سري ثم أستكتم الذي أخبره إني إذن للئيم
آخر الطبقة الخامسة عشرة
والحمد لله وحده