الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الطبقة السادسة عشرة
151 -
160 هـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحوادث
سنة إحدى وخمسين ومائة
توفي فيها: حنظلة بن أبي سفيان المكي، وداود بن يزيد الأودي، وسيف بن سليمان في قول، وعبد الله بن عون في رجب، وعبد الله بن عامر الأسلمي، يقال فيها، وعلي بن صالح المكي، وعيسى بن عيسى الحناط، وموسى بن إبراهيم التيمي، ومحمد بن إسحاق بن يسار فيها على الأصح، ومعن بن زائدة الأمير، والوليد بن كثير المدني بالكوفة، وصالح بن علي الأمير بخلف.
وفيها عزل عمر بن حفص المهلبي عن السند بهشام بن عمرو التغلبي، ثم ولي المهلبي إفريقية، وسبب عزله عن السند، أن محمد بن عبد الله بن حسن لما خرج بالمدينة، وجه ولده الأشتر في طائفة إلى البصرة، وأمرهم أن يشتروا بها خيلا ويمضوا بها إلى السند يقدمونها إلى عمر، وكان يتشيع، فقدموا بها فسر بهم، ودعا خواصه إلى بيعة محمد فأجابوه، وفصل الأقبية والأعلام البيض، وتهيأ للخروج، فجاءه مصرع ابن حسن، فوجه عبد الله الأشتر خفية إلى ملك مشرك يثق به، فأكرم الملك مورد الأشتر، وكان معه نحو أربع مائة، فكان يركب ويتصيد في هيئة ملك، فبلغ ذلك المنصور فعزل عمر بن حفص، ثم إن الأشتر خرج يتنزه، وظفر به أجناد هشام، فاقتتلوا، فقتل الأشتر وأصحابه.
وفيها قدم المهدي من الري إلى بغداد، وشرع المنصور فبنى الرصافة وشيدها، وعمل لها سورا منيعا وخندقا وميدانا، وجر إليها الماء، وجعلها
للمهدي، وجدد له بيعة العهد من بعده، ثم من بعد المهدي لعيسى بن موسى، وفيها ولي معن بن زائدة إقليم سجستان.
سنة اثنين وخمسين ومائة
.
مات: إبراهيم بن أبي عبلة، وأبو خلدة خالد بن دينار البصري، وأبو عامر صالح بن رستم الخزاز، وعبد الله بن أبي يحيى الأسلمي، وعمر بن سعيد بن أبي حسين المكي، وطلحة بن عمرو المكي، وعباد بن منصور الناجي، وأبو حرة واصل بن عبد الرحمن، ويونس بن يزيد الأيلي في قول.
وفيها وثبت الخوارج ببست على معن بن زائدة فقتلوه لجوره وعسفه.
وفيها غزا حميد بن قحطبة كابل، وولاه المنصور إقليم خراسان.
وفيها ولي البصرة يزيد بن منصور، وولي مصر محمد بن سعيد، وعزل عنها يزيد بن حاتم.
وحج بالناس المنصور.
سنة ثلاث وخمسين ومائة
.
مات فيها: أبان بن صمعة البصري، وإبراهيم بن سالم بردان، وأسامة بن زيد الليثي، وثور بن يزيد الكلاعي، وبكير بن مسمار، في قول، والحسن بن عمارة قاضي بغداد، وحميد بن أبي حميد البصري، والضحاك بن عثمان الحزامي، وعبد الله بن محمد بن عمرو بن علي الهاشمي، وعبد الحميد بن جعفر الأنصاري، وفطر بن خليفة الكوفي، وقدامة بن موسى الجمحي، ومحل بن محرز الضبي، ومعمر بن راشد البصري باليمن في رمضان، وموسى بن أيوب الغافقي المصري، وموسى بن عبيدة الربذي، وهشام الدستوائي، وهشام بن الغاز الدمشقي، ووهيب بن الورد على الصحيح.
وفيها قتل متولي إفريقية عمر بن حفص بن عثمان بن أبي صفرة الأزدي، خرجت عليه أمم من البربر، وعليهم أبو حاتم الإباضي وأبو عاد، فيقال: كانوا في خمسة وثمانين ألف فارس، وأزيد من مائتي ألف راجل، وكانوا قد بايعوا بالخلافة أبا قرة الصفري.
وفيها ألزم المنصور رعيته بلبس القلانس الطوال المعروفة بالدنية فكانوا يعملونها بالقصب والورق ويلبسونها السواد، وفيها يقول أبو دلامة:
وكنا نرجي من إمام زيادة فزاد الإمام المصطفى في القلانس تراها على هام الرجال كأنها دنان يهود جللت بالبرانس
وفيها غزا الصائفة مسعود بن عبد الله الجحدري، ففتح حصنا بالروم بالسيف.
وفيها ولي بكار بن مسلم أرمينية.
وفيها دخل الميذ دجلة فوصلوا إلى البصرة، فقتلوا وسبوا، ثم سار لحربهم العسكر، فقهروهم واستنقذوا منهم كثيرا مما أخذوا.
سنة أربع وخمسين ومائة
.
مات فيها: أشعب الطمع، وجعفر بن برقان، والحكم بن أبان العدني، وربيعة بن عثمان التيمي، وعبد الله بن نافع مولى ابن عمر، وعبد الرحمن بن يزيد بن جابر الدمشقي، وعبيد الله بن عبد الله بن موهب، وعلي بن صالح بن حي الكوفي، وعمر بن إسحاق بن يسار المدني، وقرة بن خالد السدوسي، ومحمد بن عبد الله بن مهاجر الشعيثي، وأبو عمرو بن العلاء المازني، ومعمر في قول.
وفيها قدم المنصور الشام، وزار بيت المقدس، ثم جهز يزيد بن حاتم في خمسين ألفا لحرب الخوارج بإفريقية، وأنفق على ذلك الجيش - مع شحه بالمال - ستين ألف ألف درهم وزيادة.
وذكر الواقدي أن صاعقة نزلت بالمسجد الحرام فأهلكت خمسة نفر.
وفيها هلك الوزير أبو أيوب المورياني، وكان المنصور قد غضب عليه في عام أول، فسجنه وأخاه خالدا وبني أخيه وصادرهم، وسبب غضبه عليهم أن كاتب سر الوزير سعى به إلى المنصور، فهلك أبو أيوب وضرب أعناق بني أخيه.
وقال مروان بن محمد الطاطري: قدم المنصور دمشق، فاستعمل على قضائها يحيى بن حمزة، فاعتل بأنه شاب، فقال: إني أرى أهل بلدك قد أجمعوا عليك، فإياك والهدية، فبقي على القضاء ثلاثين سنة.
سنة خمس وخمسين ومائة
فيها توفي: زبان بن فائد المصري، وصفوان بن عمرو الحمصي، وعبد الله بن عبد الرحمن بن معاوية التجيبي، وعثمان بن أبي العاتكة الدمشقي، وعثمان بن عطاء الخراساني بالشام، ومحمد بن عبيد الله بن أبي رافع ظنا، ومسعر بن كدام على الصحيح، والمفضل بن لاحق، وأبو فروة يزيد بن سنان الرهاوي، ويعقوب بن عطاء بن أبي رباح في قول.
وفيها استنقذ يزيد بن حاتم المغرب من الخوارج بعد حروب عظيمة، وقتل أبا عاد وأبا حاتم ملكي الخوارج، ومهد الإقليم وبقي على إمرته خمسة عشر عاما.
وفيها سار المهدي إلى الرافقة، فنزل هناك، وأنشأ المدينة.
وفيها أمر الخليفة بعمل سور على البصرة، وسور على الكوفة، فعملا من أموال أهل البلدين، وولى البصرة الهيثم بن معاوية العتكي.
وفيها عزل المنصور أخاه العباس بن محمد عن الجزيرة، وحسبه مدة وأغرمه أموالا، واستعمل عليها موسى بن كعب.
وفيها عزل عن المدينة الحسين بن زيد بن الحسن العلوي بعبد الصمد عم المنصور، وجعل معه فليح بن سليمان معينا له.
وفيها كانت غزوة ذاذقشة بناحية بحر الخزر، ومقدم الإسلام متولي أرمينية يزيد بن أسيد السلمي، وكان أحد الأبطال الموصوفين فجرح، وقد كان من بقايا أمراء بني أمية على أرمينية، وله موعظة بليغة يوم المصاف، رواها الوليد بن مسلم، ولربيعة الشاعر فيه، وفي يزيد بن حاتم بن قبيصة المهلبي متولي إفريقية:
لشتان ما بين اليزيدين في الندى يزيد سليم والأغر ابن حاتم فهم الفتى الأزدي إتلاف ماله وهم الفتى القيسي جمع الدراهم ولا يحسب التمتام أني هجوته ولكنني فضلت أهل المكارم
سنة ست وخمسين ومائة
توفي فيها: أفلح بن سعيد القبائي، وأفلح بن حميد المدني في قول، وحماد الراوية بالعراق، وحمزة بن حبيب الزيات، وسوار بن عبد الله العنبري القاضي، وعبد الله بن شوذب البلخي بالشام، وعبد الحكيم بن أبي فروة، وعبد الرحيم بن زياد بن أنعم الإفريقي، وعلي بن أبي حملة الشامي، وعمر بن ذر الهمذاني، وعيسى بن عمر الهمذاني المقرئ، وقباث بن رزين اللخمي، وهشام بن الغاز في قول، وأبو بكر بن أبي مريم الغساني، والهيثم بن
معاوية العتكي الأمير.
وفيها كان الهيثم المذكور أمير البصرة قد ظفر بعمرو بن راشد الذي كان ولاه إبراهيم بن عبد الله بن حسن، إذ خرج على إقليم فارس فصلب بالبصرة بعد قطع أربعته، ثم عزل الهيثم واستعمل سوار بن عبد الله على الصلاة مضافا إلى القضاء، فمات الهيثم فجاءة ببغداد على صدر سريته، وولي شرطة البصرة سعيد بن دعلج.
سنة سبع وخمسين ومائة
توفي فيها قاضي مرو الحسين بن واقد، وسعيد بن أبي عروبة في قول، وطلحة بن سعيد الإسكندراني، وعامر بن إسماعيل الحارثي الأمير، وفقيه الشام عبد الرحمن بن عمرو الأوزاعي، وعمر بن صهبان، ومحمد بن عبد الله ابن أخي الزهري، ومصعب بن ثابت بن الزبير في قول، ويوسف بن إسحاق بن أبي إسحاق السبيعي، وأبو مخنف لوط في قول.
وفيها أنشأ المنصور قصره الذي سماه الخلد، وفيها عرض جيوشه في السلاح والخيل، وخرج هو وعليه درع وقلنسوة سوداء مضربة، وفوقها الخوذة، ونقل الأسواق من بغداد، وعملت بظاهرها بباب الكرخ، وأمر بعمل ذلك من ماله، ووسع شوارع بغداد، وهدم دورا لذلك.
وفيها استعمل على البصرة بعد موت سوار عبيد الله بن الحسن العنبري، واستعمل على السند معبد بن خليل، وصرف هشام بن عمرو.
وفيها غزا الروم يزيد بن أسيد السلمي، فوجه على بعض جيشه سنانا مولى البطال، فسبى وغنم.
سنة ثمان وخمسين ومائة
فيها مات: أفلح بن حميد على الصحيح، وحيوة بن شريح المصري، وسعيد بن عبد الجبار، وأمير المؤمنين أبو جعفر عبد الله بن محمد المنصور، وعبد الله بن عياش الأخباري المشهور بالمنتوف، وجبير القصاب، وحاجب بن عمر، وزفر بن الهذيل الفقيه، وعوانة بن الحكم أخباري علامة، والقاسم بن مبرور الأيلي، ومخرمة بن بكير، ومالك بن مغول الكوفي، ومعاوية بن صالح قاضي الأندلس.
وفيها وجه المنصور ولده إلى الرقة، فعزل موسى بن كعب عن الجزيرة، ووليها يحيى بن خالد بن برمك، فروى الحسن بن وهب، عن سعيد، عن صالح بن عطية قال: كان المنصور قد ألزم خالد بن برمك بثلاثة آلاف ألف درهم وندر دمه، وأجله ثلاثة أيام، فقال خالد لابنه: يا بني قد ترى ما حل بنا فانصرف إلى أهلك، فما كنت فاعلا بهم بعد موتي فافعل، والق إخواننا، ومر بعمارة بن حمزة، وصالح صاحب المصلى، ومبارك التركي، فأعلمهم حالنا.
قال ابن عطية: فحدثني يحيى قال: أتيتهم فمنهم من تجهمني وأرسل المال سرا، واستأذنت على عمارة، فدخلت وسلمت، فرد ردا ضعيفا وقال: كيف أبوك؟ قلت: بخير، يستسلفك لما نزل به، فسكت، فضاق بي موضعي ولعنته على تيهه وكبره، فلم ألبث أن بعث عمارة مع رسوله مائة ألف، وجمعنا في يومين ألفي ألف وسبع مائة ألف، فوالله إني لعلى الجسر مارا وأنا مهموم، إذ وثب إلي زاجر، فقال: فرخ الطائر أخبرك، فلم ألتفت إليه، فتعلق باللجام، فقال: أنت والله مهموم، وليفرجن الله همك ولتمرن غدا هنا واللواء بين يديك، فأقبلت أعجب منه، فقال: فإن تم ذلك فلي خمسة آلاف درهم، قلت: نعم، ومضيت، فورد على المنصور انتقاض الموصل وانتشار الأكراد بها، فقال: من لها؟، فقال له المسيب بن زهير - وكان صديقنا -: عندي يا أمير
المؤمنين رأي، إنك لا تنتصحه وستلقاني برده، قال: قل فلست أستغشك، قال: ما رميتها بمثل خالد بن برمك، قال: ويحك! ويصلح لنا بعدما أتينا إليه؟ قال: نعم، وأنا ضامن له، فأمر بإحضاره، وصفح عن الثلاث مائة ألف الباقية، وعقد له، وأعطيت الزاجر خمسة آلاف، وأمرني أبي بحمل المال وهي مائة ألف إلى عمارة، فأتيته فوجدته على هيئة من البأو والكبر، فسلمت، فما رد، بل قال: كيف أبوك؟ فأخبرته، وذكرت له رد المال، فاستوى جالسا، ثم قال: أكنت صيرفيا لأبيك يأخذ مني إذا شاء ويرد إذا شاء، قم عني لا قمت! فرجعت إلى أبي فأعلمته فقال: أي بني إنه عمارة، ومن لا يعترض عليه.
وعن بعض المواصلة قال: ما هبنا أميرا قط ما هبنا خالد بن برمك.
واستعمل المهدي على أذربيجان يحيى بن خالد بن برمك، واتصلت ولايته بولاية أبيه، وكان المنصور يقول: ولد الناس أبناء وولد خالد أبا.
وفيها نزل المنصور قصره الخلد، وسخط على صاحب شرطته المسيب بن زهير وقيده وسجنه لكونه قتل أبان بن بشر الكاتب تحت السياط، ثم شفع المهدي فيه فرد إلى منصبه.
وفيها سقط المنصور عن فرسه، فشج بين حاجبيه.
وفيها أمر المنصور نائب مكة محمد بن إبراهيم الهاشمي بحبس سفيان الثوري، وعباد بن كثير فحبسهما، وكان يسامرهما خفية، ثم أهمه أمرهما، وخاف أن يحج المنصور فيقتلهما، فنفذ راحلة وذهبا في السر إلى عباد وسفيان، وإلى شخص علوي ليهربوا أو يختفوا، وقدم المنصور بآخر رمق، فمات ووقى الله شره، تمرض في أثناء الدرب وحمي مزاجه، وكتم الربيع الحاجب موته، ومنع النساء من البكاء، فلما أصبح جمع الأمراء وأخذ البيعة للمهدي.
وأقام الموسم إبراهيم بن يحيى بن محمد العباسي ابن أخي المنصور، وهو شاب أمرد.
وفيها مات طاغية الروم لعنه الله.
سنة تسع وخمسين ومائة
مات فيها: أصبغ بن زيد الواسطي، وحميد بن قحطبة الأمير، وعبد العزيز بن أبي رواد بمكة، وعكرمة بن عمار اليمامي، وعمار بن رزيق الضبي، ومالك بن مغول قيل في أولها، ومحمد بن عبد الرحمن بن أبي ذئب، ويونس بن أبي إسحاق السبيعي، وأبو بكر الهذلي واسمه سلمى.
وفيها غزا الصائفة العباس أخو المنصور، فوصل إلى أنقرة بأرض الروم، وافتتح مدينة.
وهلك نائب خراسان ابن قحطبة، فولي بعده ابنه عبد الله، وقيل: وليها أبو عون عبد الملك بن يزيد، وولي حمزة بن مالك سجستان، وولي جبريل بن يحيى سمرقند وتلك الناحية.
وتوجه عبد الملك بن شهاب المسمعي في البحر لغزو الهند، وفرض معه لألفين، وخرج معه خلق من المطوعة، فمضوا حتى وافوا مدينة باربد من الهند، في سنة ستين ومائة.
واستعمل المهدي على السند روح بن حاتم بإشارة وزيره أبي عبيد الله.
وفيها أطلق من السجن يعقوب بن داود، والحسن ولد إبراهيم بن عبد الله بن حسن، وسلم الحسن إلى أمير يتحفظ به، فهرب الحسن، فتلطف المهدي حتى وقع به بعد مدة.
وفيها عزل عن الكوفة إسماعيل الثقفي بعثمان بن لقمان الجمحي، وقيل بغيره، وعزل عن قضاء البصرة عبيد الله العنبري، وعن شرطتها سعيد بن دعلج، وولي حربها عبد الملك بن أيوب النميري ثم عزل، وولي عمارة بن حمزة بن واقد الفهري على الصلاة.
وفيها عزل يزيد بن المنصور خال المهدي عن اليمن، ووليها رجاء بن روح، وعزل عن مصر مطر مولى المنصور بأبي ضمرة محمد سليمان.
وفيها تحرك الأمراء والخراسان في خلع ولي العهد عيسى بن موسى
وجعلها - أعني ولاية العهد - لموسى ولد المهدي، فكتب المهدي لما تبين ذلك إلى الكوفة إلى عيسى ليقدم عليه، فأحس فلم يأت، فاستعمل المهدي على الكوفة روح بن حاتم بن قبيصة المهلبي، فجعل عيسى يتردد إلى قرية له، ولا يقيم بالكوفة إلا شهرين في العام، وأخذ المهدي يلح على عيسى في النزول عن العهد ويرغبه ويرهبه، فأجابه مكرها، وبايع لموسى الهادي، ثم من بعده لهارون الرشيد، فأمر المهدي لعيسى بعشرة آلاف ألف درهم، وأقطعه عدة قرى.
وقدم من اليمن يزيد بن منصور فحج بالناس.
سنة ستين ومائة
توفي فيها: الأسود بن شيبان، وأيوب بن عتبة، وبحر بن كنيز السقاء، والحسن بن أبي جعفر الجفري في قول، وحرملة بن عمران التجيبي، وخليفة بن خياط الكبير جد شباب، والخليل بن مرة البصري، والربيع بن صبيح، وسفيان بن حسين الواسطي، وشعبة بن الحجاج العتكي، وعبد الله بن صفوان الجمحي أمير المدينة، وعباس بن عقبة الحضرمي، ومجمع بن يعقوب المدني، وعيسى بن علي الهاشمي الأمير.
وفيها كان خروج يوسف البرم بخراسان، منكرا على المهدي الحالة التي هو عليها من الانهماك على اللهو واللذات وغير ذلك، فاجتمع معه خلق، فتوجه لحربه يزيد بن مزيد الشيباني فأسره، وأسر جماعة من جنده، وبعث بهم إلى الحضرة، فقطعت أطراف يوسف، ثم قتل هو وأصحابه وصلبوا.
وفيها قدم بغداد عيسى بن موسى فتلقي بالإكرام، ثم إنه حضر يوما قبل جلوس المهدي، فدخل عليه طائفة من أمراء الوقت، فأغلقوا عليه باب المجلس، أو هو أغلق على نفسه خوفا منهم، فكادوا أن يكسروا الباب بالدبابيس، وشتموه وحصروه، فجاء المهدي وأنكر ذلك، فلم ينتهوا، إلى أن كاشفه ذوو الأسنان من أهل بيته بحضرة المهدي، وأغلظوا له وعنفوه ليخلع نفسه، وكان أشدهم عليه محمد بن سليمان بن علي، فاعتذر بأن عليه أيمانا
مشددة في أمواله ونسائه، فأحضروا له القضاة والعلماء، فأفتوه بما رأوا من المصلحة، وكفر عنه المهدي، وأعطاه أموالا كما قدمنا، وكان خلعه في أثناء المحرم، ثم صعد المهدي المنبر وخطب، وصعد عيسى فبايع أول الناس بالعهد لموسى الهادي، وكتب بخلعه ما صورته:
هذا كتاب لعبد الله المهدي محمد أمير المؤمنين، ولأهل بيته وجنده وعامة المسلمين، كتبه عيسى بن موسى فيما كان جعله له من العهد إذ كان أبى حتى اجتمعت كلمة المسلمين واتسق أمرهم على الرضا بولاية موسى، وخلعت نفسي مما كان في رقابكم من البيعة لي، وجعلتكم في حل وسعة من ذلك، فليس في ذلك لي دعوى ولا طلبة ولا حجة ولا مقالة ولا طاعة على أحد، ولا بيعة في حياتهما، ولا ما دمت حيا، والتمام عليه عهد الله وميثاقه وذمته وذمة رسوله وذمة آبائي، وأعظم ما أخذ الله واعتهد على أحد من خلقه من عهد أو ميثاق، أو تغليظ على السمع والطاعة والنصيحة لهما، والموالاة لهما، ولمن والاهما، والمعاداة لمن عاداهما في هذا الأمر الذي خرجت منه، فإن أنا نكثت أو غيرت أو أدغلت، فكل زوجة لي أو أتزوجها إلى ثلاثين سنة طالق ثلاثا ألبتة، وكل مملوك لي أو أملكه إلى ثلاثين سنة أحرار، وكل ملك لي من نقد أو عرض أو قرض أو أرض أو أستفيده إلى ثلاثين سنة صدقة على المساكين، وعلي المشي من العراق حافيا إلى بيت الله نذرا واجبا ثلاثين سنة لا كفارة لي ولا مخرج إلا الوفاء به، والله علي بالوفاء بذلك راع كفيل شهيد.
وأشهد عليه بذلك أربع مائة وثلاثون رجلا.
وفيها نازل عبد الملك المسمعي باربد من الهند، ونصب المجانيق عليها وافتتحها عنوة، حتى ألجأهم المسلمون في المدينة إلى بدهم، فأشعلوا فيها النيران والنفط، فاحترق منهم طائفة، وقتل خلق، واستشهد من المسلمين بضعة وعشرون رجلا، ولبث المسلمون مدة لهيجان البحر، فأصابهم في أفواههم داء يقال له حمام قر، فمات منهم نحو ألف، منهم الربيع بن صبيح
المحدث، ثم ركبوا البحر، فلما قاربوا بلاد فارس عصفت عليهم ريح عظيمة كسرت أكثر المراكب، فلله الأمر.
وفيها جعل أبان بن صدقة وزيرا لهارون ولد المهدي.
وفيها عزل أبو عون عن خراسان ووليها معاذ بن مسلم.
وحج بالناس المهدي، فأحضر إليه الحسن بن إبراهيم بن عبد الله بن حسن، فعفى عنه وأحسن صلته، وأقطعه بالحجاز، ونزع المهدي كسوة البيت وكساه كسوة جديدة، فقيل: إن حجبة الكعبة أنهوا إليه أنهم يخافون على الكعبة أن تتهدم لكثرة ما عليها من الأستار، فأمر بها فجردت، ولما انتهوا إلى كسوة هشام بن عبد الملك وجدوها ديباجا غليظا إلى الغاية.
ويقال: إن المهدي قسم في حجته هذه في أهل الحرمين ثلاثين ألف ألف درهم، ثم وصل إليه من اليمن أربع مائة ألف دينار فقسمهما أيضا، وفرق من الثياب الخام مائة ألف ثوب وخمسين ألف ثوب، ووسع في مسجد النبي صلى الله عليه وسلم، وقرر في حرسه خمس مائة رجل من الأنصار، ورفع أقدارهم وأرزاقهم.
وفي هذا العام حمل الثلج للمهدي حتى وصلوا به إلى مكة، وهذا شيء لم يتهيأ لملك قط، نهض بحمله ومداراته محمد بن سليمان الأمير.
بسم الله الرحمن الرحيم
(الوفيات)
تراجم رجال هذه الطبقة على الحروف
1 -
م ن ق:
أبان بن صمعة الأنصاري البصري
.
من كبار المحدثين، قيل: هو والد عُتبة الغلام المشهور بالزُّهد، حدَّث عن والدته عن عائشة، وعن: عكرمة، وأبي الوازع جابر بن عمرو، وجماعة.
حدث عنه: يحيى القطان، وأبو عاصم النبيل، ومحمد بن عبد الله الأنصاري، وسهل بن يوسف، وآخرون.
وثقه يحيى بن معين، وغيره.
وقد تغيَّر بأخرة.
وقال أحمد: صالح الحديث.
وقال يحيى القطان: تغيَّر.
وقال ابن مهدي: لقيته وقد اختلط ألبتة.
وقال ابن عدي: إنما عيب عليه اختلاطه لمَّا كبر، ولم يُنسب إلى الضعف؛ لأن مقدار ما يرويه مستقيم، ثم ساق له ابن عدي حديثا واحدا من طريق سهل بن يوسف: حدثنا أبان بن صمعة، عن أبي الوازع، عن أبي برزة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال له: اعزل الأذى عن طريق المسلمين. تفرد به سهل، وهو حسن غريب.
وقد روى مسلم لأبان متابعة.
مات في سنة ثلاث وخمسين.
2 -
4:
أبان بن عبد الله بن أبي حازم البجليُّ الأحمسيُّ
.
عن: عمِّه عثمان، وعطاء بن أبي رباح، وإبراهيم بن جرير بن عبد الله، وعمرو بن شعيب، وجماعة. وعنه: الثوري، وابن المبارك، وشعيب بن حرب،
ومحمد بن يوسف الفريابي، وأبو نُعَيْم، وجماعة.
قال أحمد: صدوق صالح.
وقال ابن معين: ثقة.
وقال ابن عدي: لم أجد له حديثا منكرا، وأرجو أنه لا بأس به.
قلت: قال ابن حبان: كان ممن فحش خطؤه وانفرد بالمناكير.
3 – د:
إبراهيم بن سالم القرشي التيمي
، بردان.
عن: أبيه سالم أبي النضر، وسعيد بن المسيب. وعنه: سليمان بن بلال، وصفوان بن عيسى، والواقدي.
وثقه ابن سعد، وقال: مات سنة ثلاث وخمسين ومائة.
4 -
خ م د س:
إبراهيم بن أبي عبلة
، الإمام القدوة، شيخ فلسطين، أبو إسحاق العقيلي الشامي المقدسيُّ.
من بقايا التابعين. ولد بعد الستين، وروى عن: واثلة بن الأسقع، وأنس بن مالك، وأبي أمامة الباهلي، وبلال بن أبي الدرداء، وخالد بن معدان، وخلق سواهم. وقيل: إنه أدرك ابن عمر، وإلا فروايته عنه مرسلة.
وقيل: يُكنى أبا العباس، وقيل: أبا سعيد وأبا إسماعيل، إبراهيم بن شمر بن يقظان بن مرتحل الرملي.
له فضل وجلالة، حدث عنه: ابن إسحاق وتوفي قبله، وابن شوذب، وعمرو بن الحارث ومات أيضا قبله، ومالك، والليث، وابن المبارك، وبقية بن الوليد، ومحمد بن حمير، وأيوب بن سويد، ومحمد بن زياد المقدسي، وآخرون كثيرون.
وثقه يحيى بن معين، والنسائي.
وكان الوليد بن عبد الملك يبعثه بعطاء أهل القدس فيُفرقه فيهم.
قال الحاكم: قلت للدارقطني: إبراهيم بن أبي عبلة؟ قال: الطرق إليه ليست تصفو، وهو في نفسه ثقة.
عبد الله بن هانئ: حدثنا أبي، عن إبراهيم بن أبي عبلة قال: بعث إلي هشام، فقال: إنا قد عرفناك واختبرناك ورضينا بسيرتك وبحالك، وقد رأيت أن أخلطك بنفسي وخاصتي، وأشركك في عملي، وقد وليتُك خراج مصر، قلت: أما الذي عليه رأيك يا أمير المؤمنين، فالله يثيبك ويجزيك، وكفى به جازيا ومثيبا، وأما أنا فما لي بالخراج بصر، وما لي عليه قوة، فغضب حتى اختلج وجهه، وكان في عينه حول، فنظر إلي نظرا منكرا، ثم قال: لتلين طائعا أو كارها، فأمسكت، ثم قلت: أتكلم؟ قال: نعم، قلت: إن الله سبحانه قال في كتابه: (إنا عرضنا الأمانة على السماوات والأرض والجبال فأبين أن يحملنها وأشفقن منها)، فوالله ما غضب عليهن إذ أبَيْن ولا أكرههن، فضحك حتى بدت نواجذه وأعفاني.
دهثم بن الفضل: سمعت ضمرة يقول: ما رأيت لذة العيش إلا في أكل الموز بالعسل في ظل الصخرة، وحديث ابن أبي عبلة ما رأيت أحدا أفصح منه.
وروى ضمرة عن إبراهيم بن أبي عبلة، قال: قلت للعلاء بن زياد: إني أجد وسوسة في قلبي، فقال: أنا أحب لو أنك مت عام أوَّل، أنت العام خير منك عام أول.
محمد بن حمير: حدثنا إبراهيم بن أبي عبلة، قال: مَنْ حمل شاذ العلم حمل شرا كثيرا. محمد بن زياد المقدسي: سمعت ابن أبي عبلة وهو يقول لمن جاء من الغزو: قد جئتم من الجهاد الأصغر، فما فعلتم في الجهاد الأكبر، جهاد القلب.
قال ضمرة: توفي إبراهيم بن أبي عبلة سنة اثنتين وخمسين ومائة.
وذكر بعضهم أن ابن أبي عبلة، روى نحو المائة حديث. وقد جمع الطبراني كتاب حديث شيوخ الشاميين، فجاء مسند ابن أبي عبلة في سبع ورقات، وشطرها مناكير من جهة الإسناد إلى إبراهيم.
5 -
4 م متابعة:
أسامة بن زيد
، الإمام العالم الصدوق أبو زيد الليثي، مولاهم، المدنيُّ.
حدث عن: سعيد بن المسيب، ومحمد بن كعب القرظي، ونافع العمري، وعمرو بن شعيب، وسعيد المقبري، وجماعة. روى عنه: حاتم بن إسماعيل، وابن وهب، وأبو ضمرة أنس بن عياض، وعبيد الله بن موسى، وأبو نعيم، وآخرون.
قال يحيى بن معين: ليس به بأس.
وقال النسائي: ليس بالقوي.
واختلف قول يحيى بن سعيد القطان، قال ابن معين: كان يحيى بن
سعيد يكره لأسامة بن زيد أنه حدث عن عطاء، عن جابر، أن رجلا، قال: يا رسول الله: حلقت قبل أن أنحر، إنما هو مرسل.
وقال أحمد بن حنبل: ترك يحيى بن سعيد حديثه بأخرة.
ثم قال أحمد: له عن نافع مناكير.
وقال أيضا: إذا تدبرت حديثه تعرف فيه النكرة.
وجاء عن يحيى بن معين أنه ثقة. وجاء عنه، قال: تُرك حديثه بأخرة وهذا وهم، بل هذا القول الأخير هو قول يحيى بن سعيد فيه، وقد روى عباس عن يحيى: ثقة، وروى أحمد بن أبي مريم، عن يحيى: ثقة، حجة. فابن معين حسن الرأي في أسامة.
وقال أبو حاتم: يكتب حديثه ولا يُحتج به. قلت: توفي سنة ثلاث وخمسين ومائة، وقد يرتقي حديثه إلى رتبة الحسن. استشهد به البخاري وأخرج له مسلم في المتابعات.
أما أسامة بن زيد بن أسلم العمري المدني، فضعفه أزيد، ولا شيء له في الكتب سوى حديث واحد عند ابن ماجه.
6 -
خ 4:
إسحاق بن راشد الجزري الحراني
ُّ، أبو سليمان، وقيل: هو رقي.
عن: سالم، وميمون بن مهران، والزُّهري، وجماعة. وعنه عتَّاب بن بشير، وموسى بن أعين، وعبيد الله بن عمرو، وآخرون.
وثقه ابن معين.
وقال ابن أبي حاتم عن أبيه: شيخ، ولم يصح عندي أنه أخو النعمان
ابن راشد.
وقال النسائي: ليس به بأس.
وقال ابن خزيمة: لا يحتج بحديثه.
وقال الدارقطني: تكلموا في سماعه من الزهري.
وقال أبو المليح الرقي، وغيره: قال إسحاق بن راشد: بعث محمد بن علي زيد بن علي إلى الزهري، قال: يقول لك أبو جعفر: استوص بإسحاق خيرا فإنه منا أهل البيت.
وقال عبيد الله بن عمرو: كان إسحاق – يعني ابن راشد – صاحب مال، فأنفق عليهم أكثر من ثلاثين ألف درهم، يعني: على آل علي.
7 -
م د ن ق:
الأسود بن شيبان السدوسي
، مولاهم، البصري، وقيل: مولى أنس بن مالك.
عن: ثمامة بن حزن، والحسن، وعطاء بن أبي رباح، وخالد بن سمير، ويزيد بن عبد الله بن الشخير، وأبي نوفل بن أبي عقرب، وعدة. وعنه: عبد الرحمن بن مهدي، وعفان، ومسلم بن إبراهيم، وخلق.
وثقه ابن معين.
8 -
أشعب الطمع
، هو أشعب بن جبير، ويعرف بابن أم حميدة المدني الذي يضرب به المثل.
روى عن: عكرمة، وأبان بن عثمان، وسالم بن عبد الله.
وعنه: معدي بن سليمان، وأبو عاصم النبيل وغيرهما.
وله نوادر وتطفيل، ولكنه كذب عليه وألصق به أشياء، ومن أصح ذلك ما روى الأصمعي قال: عبث الصبيان بأشعب فقال: ويحكم اذهبوا سالم يقسم تمرا، فعدوا فعدا معهم، وقال: وما يدريني لعله حق.
وأم حميدة كانت مولاة لأسماء بنت الصديق.
وقيل: إن أشعب من
موالي عثمان، وقيل: ولاؤه لسعيد بن العاص الأموي، وقيل: مولى فاطمة بنت الحسين، وقيل: مولى ابن الزبير، وقيل: إنه لقي عبد الله بن جعفر بن أبي طالب، فالله أعلم، وقد وفد على الوليد بن يزيد.
قال سليمان ابن بنت شرحبيل: حدثنا عثمان بن فائد، قال: حدثنا أشعب مولى عثمان بن عفان، عن عبد الله بن جعفر قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يتختم في يمينه مرة أو مرتين.
عثمان ذو مناكير.
وقال أبو أمية الطرسوسي: ثنا ابن أبي عاصم النبيل، عن أبيه قال: قلت لأشعب الطامع: أدركت التابعين فما كتبت شيئا؟ فقال: حدثنا عكرمة، عن ابن عباس قال: لله على عبده نعمتان، ثم سكت، فقلت: اذكرهما، فقال: الواحدة نسيها عكرمة، والأخرى نسيتها أنا.
ويقال: إن أشعب كان خال الأصمعي.
وقال مصعب الزبيري عن مصعب بن عثمان: قال أشعب: كان عبد الله بن عمرو بن عثمان ينفعني وكنت ألهيه، فمرض ولهوت عنه في بعض خرباتي أياما ثم جئت منزلي، فقالت لي زوجتي: ويحك أين كنت؟ عبد الله بن عمرو يطلبك وهو يقلق لتلهيه، قلت: إنا لله، ثم فكرت فقلت: هاتوا قارورة دهن خلوقية ومئزر الحمام، فخرجت فمررت بسالم بن عبد الله، فقال: يا أشعب هل لك في هريسة؟ قلت: نعم جعلت فداك، فأكلت حتى عجزت، فقال لي: ويحك لا تقتل نفسك فما فضل بعثناه إلى بيتك، ثم خرجت فدخلت الحمام وصببت علي الدهن، فصار لوني كالزعفران، فلبست أطماري وعصبت رأسي وأخذت عصا أمشي عليها حتى جئت باب ابن عمرو، فلما رآني حاجبه قال: ويحك يا أشعب ظلمناك وأنت هكذا، فقلت: أدخلني على سيدي، فأدخلني، فإذا عنده سالم، فقال لي عبد الله: ويحك ظلمناك وغضبنا عليك وقد بلغت ما أرى من العلة، فتضاعفت، وقلت: يا سيدي كنت عند بعض من أغشاه فأصابني البطن والقيء فما حملت إلى بيتي إلا جنازة، فبلغتني علتك فخرجت أدب. قال: فنظر إلي سالم، وقال: أشعب؟ قلت: أشعب، قال: ألم تكن عندي آنفا؟! قلت: ومن أين أكون عندك جعلت فداك وأنا أموت؟ فجعل يمسح عينيه، ويقول: ألم تأكل الهريس آنفا! قال فأقول: وهل بي أكل جعلت
فداك! فقال: لا حول ولا قوة إلا بالله، والله إني لأرى الشيطان يتمثل على صورتك ما أرى مجالستك تحل، ووثب ففطن بي عبد الله: والك أشعب تخدع خالي، أصدقني، قلت: بالأمان؟ قال: نعم، فحدثته، فضحك ضحكا شديدا. ورواها أبو داود السنجي عن الأصمعي عن أشعب.
قال الزبير بن بكار: قيل لأشعب في امرأة يتزوجها، فقال: ابغوني امرأة أتجشأ في وجهها فتشبع، وتأكل فخذ جرادة فتتخم.
وروي أن أمه أسلمته في البزازين فقالت له: ما تعلمت؟ قال: نصف الشغل، قالت: وما هو؟ قال: النشر وبقي الطي.
وقال الزبير: حدثني عمر ومحمد بن الضحاك والمؤملي قالوا: كان زياد نهما على الطعام، وكان له جدي في رمضان يوضع بين يديه فلا يمسه أحد، فجعل إسماعيل بن جعفر بن محمد عشرين دينارا لأشعب على أن يأكل مع زياد من الجدي، فلما مد يده إلى الجدي، فقال زياد لصاحب الشرطة: بلغني أن المحبوسين لا قارئ لهم، وهم قوم من المسلمين فاحبس أشعب في هذا الشهر عندهم يؤمهم، وكان أشعب قارئا فقال: أو غير ذلك أصلحك الله، قال: وما هو؟ قال: أحلف أن لا آكل جديا.
وعن أشعب: أن رجلا شوى دجاجة ثم ردها فسخنت، ثم ردها أيضا، فقال أشعب: هذه كآل فرعون، النار يعرضون عليها غدوا وعشيا.
وفي المجالسة الدينورية عن النضر بن عبد الله الحلواني أنه سمع الأصمعي يقول: أصاب أشعب دينارا بمكة فاشترى به قطيفة وأتى منى فجعل يقول: يا من ذهبت منه قطيفة.
وقيل: إن رجلا دعاه، فقال: ما أجيبك أن أخبر بكثرة جموعك، فقال: على أن لا أدعو سواك، فأجابه، فبينا هم كذلك، إذ طلع صبي فصاح أشعب: من هذا؟ ألم أشرط عليك؟ قال: يا أبا العلاء هو ابني، وفيه عشر خصال ما هي في صبي، قال: وما هن؟ قال: لم يأكل مع ضيف، قال: حسبي، التسع لك.
وقال محمد بن الحسين بن سماعة: حدثني محمد بن أحمد عمن حدثه: قال أشعب: جاءتني جاريتي بدينار فجعلته تحت المصلى، ثم جاءت بعد أيام
تطلبه، فقلت: ارفعي المصلى، فإن كان قد ولد فخذي ولده ودعيه، وكنت قد جعلت معه درهما، فتركته، وعادت الجمعة الأخرى وقد أخذته، فبكت، فقلت: مات دينارك في النفاس، فصاحت، فقلت: صدقت بالولادة ولا تصدقين بالموت في النفاس!
وقال الشافعي: ولع الصبيان بأشعب، فقال: ويحكم، سالم يقسم جوزا، فعدوا مسرعين، فعدا معهم. وقد مرت هذه، لكنه قال: تمرا.
وقال أبو عاصم: أخذ بيدي ابن جريج فأوقفني على أشعب، فقال له: حدثه بما بلغ من طمعك، فقال: ما زفت امرأة بالمدينة إلا كنست بيتي رجاء أن تهدى إلي.
وروي عن الهيثم بن عدي، وعن أبي عاصم قالا: مر أشعب برجل يعمل طبقا فقال: وسعه لعلهم يهدون لنا فيه.
وعن أبي عاصم قال: مررت يوما، فإذا أشعب ورائي، فقلت: ما لك؟ قال: رأيت قلنسوتك قد مالت، فقلت: لعلها تقع فآخذها، فأخذتها عن رأسي فدفعتها إليه.
وروى ابن أبي عبد الرحمن المقرئ، عن أبيه، قال أشعب: ما خرجت في جنازة، فرأيت اثنين يتساران إلا ظننت أن الميت أوصى لي بشيء.
وقيل: كان يجيد الغناء.
قيل: إنه مات سنة أربع وخمسين ومائة.
9 – ت ن ق:
أصبغ بن بن زيد بن علي الجهني مولاهم الواسطي الوراق
، كاتب المصاحف.
عن: القاسم بن أبي أيوب، وثور بن يزيد، وأبي العلاء الشامي،
وغيرهم. وعنه: هُشَيم مع تقدمه، ويزيد بن هارون، وإسحاق الأزدي، ومحمد بن يزيد الواسطيون، وتمام عشرة أنفس.
وثَّقه ابن معين.
وقال النَّسائي، وغيره: ليس به بأس.
وقال ابن سعد: ضعيف.
وساق له ابن عدي ثلاثة أحاديث، وقال: هذه لأصبغ غير محفوظة، ولا أعلم روى عنه غير يزيد بن هارون، وهو صاحب حديث الفتون بطوله.
قال ابن سعد: مات سنة تسع وخمسين ومائة.
10 -
خ م د ن ق:
أفلح بن حميد بن نافع
، أبو عبد الرحمن الأنصاري المدني.
عن: القاسم، وأبي بكر، وغيرهما. وعنه: المعافى بن عمران، وعمر بن أيوب، وابن وهب، وأبو نعيم، والقعنبي، وطائفة.
وثقه ابن معين وأبو حاتم.
وقال ابن صاعد: كان أحمد ينكر على أفلح قوله: ولأهل العراق ذات عرق.
قال ابن عدي: وهو عندي صالح.
وقال الواقدي: مات سنة ثمان وخمسين ومائة.
11 -
م ن:
أفلح بن سعيد الأنصاري
، مولاهم، القبائي، أبو محمد.
عن: عبد الله بن رافع مولى أم سلمة، ومحمد بن كعب، وجماعة. وعنه: ابن المبارك، وزيد بن الحباب، وأبو عامر العقدي، والواقدي، وآخرون.
وثقه ابن معين.
وقال أبو حاتم: صالح الحديث.
قال ابن سعد: مات سنة ست وخمسين ومائة.
12 -
أمية بن يزيد بن أبي عثمان القرشي
ُّ.
عن: أبي المُصَبِّح المقرائي، ومكحول. وعنه: ابن المبارك، وأيوب بن سويد، وبقية بن الوليد، وغيرهم.
13 -
ق:
أيوب بن عتبة
، أبو يحيى اليمامي، قاضي اليمامة.
قال ابن حبَّان: مات سنة ستين ومائة.
وقيل: بقي إلى سنة سبعين، وسيأتي.
14 -
ق:
بحر بن كنيز
، أبو الفضل السَّقَّاء الباهليُّ، مولاهم، البصريُّ.
كان يسقي الحجاج في المفاوز: له عن الحسن، والزهري، ومن الراوين عنه عليُّ بن الجعد.
قال يزيد بن زريع: لا شيء.
وقال يحيى: ليس بشيء، لا يُكتب حديثه، كل الناس أحبُّ إلي منه.
وقال النَّسائي والدَّارقطني: متروك.
وقال البخاريُّ: ليس بقوي عندهم.
وهو جدُّ أبي حفص عمرو بن علي الفلاس.
روى ابن أبي خيثمة، عن ابن معين: لا يُكتب حديثه.
وقال أبو حاتم: ضعيف.
وكان يحيى القطان لا يرضاه.
قال ابن عيينة: سمعت أيوب السختياني يقول لبحر: يا بحر أنت كاسمك.
بقيَّة، عن أبي الفضل، عن مكحول، عن ابن عباس: من سعادة المرء خفَّةُ ليحته، أبو الفضل هو بحر.
وقال يزيد بن زريع: ما كتبت عن بحر إلا حديثا واحدا، فجاءت السِّنَّور فأحدثت عليه.
وذكره ابن عدي وساق له نحوا من ثلاثين حديثا، ثم قال: ولبحر نسخ، منها نسخة رواها عمر بن سهل عنه، ونسخة لمحمد بن مصعب القرقساني عنه، ونسخة للحارث بن مسلم عنه، وروى عنه بقية، ويزيد بن هارون، وهو يروي عن الزُّهري، وقتادة، ويحيى بن أبي كثير، وهو إلى الضعف أقرب.
مات سنة ستين ومائة، قاله ابن سعد.
15 -
م ت ن:
بكير بن مسمار المدني
ُّ، أبو محمد، مولى سعد بن أبي وقاص.
عن ابن عمر، وعن عامر بن سعد، وغيرهما. وعنه: حاتم بن إسماعيل، وأبو بكر الحنفي عبد الكبير، وعمرو بن محمد العنقزي، والواقدي، وجماعة.
قال البخاري: فيه نظر.
وقال العجلي: ثقة.
وقال النسائي، وغيره: ليس به بأس.
قلت: توفي سنة ثلاث وخمسين ومائة.
16 -
خ 4:
ثور بن يزيد
، المحدث الفقيه عالم حمص أبو خالد الكلاعي الحمصيُّ.
حدَّث عن: خالد بن معدان، وراشد بن سعد، وعطاء بن أبي رباح، وحبيب بن عبيد، ونافع، والزُّهري، وعمرو بن شعيب، في خلق كثير.
كان من أوعية العلم لولا بدعته، حدث عنه: ابن إسحاق رفيقه، وسفيان الثوري، والمُعافى بن عمران، وابن المبارك، والوليد بن مسلم، ويحيى بن سعيد القطان، وبقية بن الوليد، وخالد بن الحارث، وأبو عاصم النبيل، وعدة.
يقع حديثه عاليا في البخاري.
وهو حافظ متقن، حتى أن يحيى القطان قال: ما رأيت شاميا أوثق من ثور، كنت أكتب عنه بمكة في ألواح.
وعن وكيع: كان ثور أعبد من رأيت.
وقال عيسى بن يونس: كان ثور من أثبتهم.
وقال يحيى بن معين، وغيره: ثقة.
قال ابن عدي: وثقوه، ولا أرى بحديثه بأسا. وله من المسند نحو مائتي حديث، لم أر له أنكر مما ذكرت.
وقال أبو حاتم: صدوق، حافظ.
قال أبو توبة الحلبي: حدثنا أصحابنا أن ثورا لقي الأوزاعي، فمد يده إليه، فأبى الأوزاعي أن يمد يده إليه وقال: يا ثور، لو كانت الدنيا لكانت المقاربة، ولكنه الدين.
وقال أحمد: كان ثور يرى القدر، وليس به بأس.
قال عبيد الله بن موسى: قال سفيان: اتقوا ثورا، لا ينطحنكم بقرْنه.
قلت: كان ثور عابدا، ورعا، والظاهر أنه رجع، فقد روى أبو زرعة عن منبه بن عثمان، أن رجلا قال لثور: يا قدري. قال: لئن كنت كما قلت إني لرجل سوء، وإن كنت على خلاف ما قلت إنك لفي حل.
قال إسماعيل بن عياش: نفى أسد بن وداعة ثورا.
وقال عبد الله بن سالم: أخرجوه وأحرقوا داره لكلامه في القدر.
قال ابن سعد، وخليفة: توفي ثور سنة ثلاث وخمسين ومائة.
وقال يحيى بن بكير: سنة خمس وخمسين.
وقال ابن سعد: توفي ببيت المقدس.
17 -
جحا، أبو الغصن، واسمه دجين بن ثابت اليربوعي البصري.
وما أظنه صاحب المجون، فإن ذاك متأخر عن هذا، ولحقه عثمان بن أبي شيبة.
رأى أبو الغصن دجين أنس بن مالك، وروى عن: أسلم مولى عمر، وهشام بن عروة.
وعنه: ابن المبارك، ومسلم بن إبراهيم، وأبو جابر محمد بن عبد الملك، وبشر بن محمد السكري، والأصمعي، وأبو عمر الحوضي.
قال عبد الرحمن بن مهدي وسئل عن حديث دجين بن ثابت الذي يروى عنه عن أسلم، فقال: قال لنا أول مرة: حدثني مولى لعمر بن عبد العزيز، فقلنا له: إن هذا لم يدرك النبي صلى الله عليه وسلم، فتركه، فما زالوا به حتى قال: أسلم مولى عمر بن الخطاب، فلا يعتد به، كان يتوهمه ولا يدري من هو.
وقال النسائي: ليس بثقة.
وقد ساق له ابن عدي أربعة أحاديث ثم قال: ولدجين غير ما ذكرت شيء يسير، ومقدار ما يرويه ليس بمحفوظ، ثم ساق عن يحيى بن معين قال: الدجين بن ثابت هو حجا، ثم قال ابن عدي: أخطأ من حكى هذا عن ابن معين؛ لأنه أعلم بالرجال من أن يقول هذا، والدجين إذا روى عنه ابن المبارك ووكيع، وعبد الصمد وغيرهم، هؤلاء أعلم بالله من أن يرووا عن جحا، والدجين رجل أعرابي.
قلت: وكذا ذكر الشيرازي في الألقاب أنه جحا، ثم روى أن مكي بن إبراهيم قال: رأيت جحا فالذي يقال فيه مكذوب عليه، وكان فتى ظريفا، وكان له جيران مخنثون يمازحونه ويزيدون عليه.
وقال عباد بن صهيب: حدثني أبو الغصن جحا وما رأيت أعقل منه.
مسلم بن إبراهيم: حدثنا أبو الغصن الدجين بن ثابت قال: حدثنا أسلم قال: كنا نقول لعمر رضي الله عنه: حدثنا عن النبي صلى الله عليه وسلم، يقول: إني أخشى أن أزيد أو أنقص، وقد سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: من كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار.
وقال ابن حبان: الدجين بن ثابت يتوهم أحداث أصحابنا أنه جحا وليس كذلك، حدثنا أبو خليفة قال: حدثنا مسلم، فذكر الحديث.
18 م 4: جعفر بن برقان، أبو عبد الله الكلابي، مولاهم، الرقي.
عن: ميموان بن مهران، ويزيد بن الأصم، وعطاء، وعكرمة، وابن شهاب، ويزيد بن أبي نشبة، وطائفة. وعنه: معمر، وزهير بن معاوية، وابن المبارك، وأبو معاوية، وكثير بن هشام، ووكيع، وأبو نعيم، وخلق.
قال أحمد: يخطئ في حديث الزهري، وهو ثقة ضابط لحديث ميمون ويزيد بن الأصم.
وقال ابن معين عنه: أمي ليس في الزهري بذاك.
وكذلك قال غير واحد.
قال يعقوب الفسوي: حدثنا أبو نعيم، قال: حدثنا جعفر بن برقان، وهو جزري ثقة، بلغني أنه كان أميا لا يقرأ ولا يكتب، وكان من الخيار.
وقال ابن سعد: ثقة له رواية وفقه وفتوى. وقال ابن خزيمة: لا يحتج به.
وقال أبو نعيم: قدم الكوفة جعفر بن برقان وعبد العزيز بن عمر بن عبد العزيز سنة سبع وأربعين ومائة.
وعن سفيان الثوري قال: ما رأيت أفضل من جعفر بن برقان.
قال أحمد بن حنبل وجماعة: توفي سنة أربع وخمسين ومائة.
19 -
حجاج بن حسان القيسي
ُّ.
بصري لا بأس به. عن: أنس، وأبي مجلز، وعكرمة، وينزل إلى مقاتل
ابن حيان. وعنه: يحيى القطان، ويزيد، ومسلم بن إبراهيم، وعدة.
بقي إلى نحو الستين ومائة.
له في مراسيل أبي داود، عن مقاتل، قال عليه السلام: إن جاء رجل فلم يجد أحدا، فليختلج رجلا من الصَّفِّ، فليقم معه، فما أعظم أجر المختلج.
قلت: ماذا بمرسل، بل معضل.
20 -
م د ن ق:
حرملة بن عمران بن قراد التجيبي
، أبو حفص المصري، جد حرملة بن يحيى.
عن: أبي يونس سليم بن جبير مولى أبي هريرة، وعبد الرحمن بن شماسة المهري، وأبي عُشانة المعافري، وأبي قبيل، ويزيد بن أبي حبيب، وطائفة. وعنه: جرير بن حازم، وابن المبارك، وابن وهب، وأبو عبد الرحمن المقرئ، وأبو صالح عبد الله بن صالح، وجماعة.
وثقه ابن معين.
قال ابن يونس: انفرد عنه ابن المبارك بثلاثة أحاديث، لم يحدث بها عنه غيره.
وكان قد ولي حجابة حفص بن الوليد أمير مصر، وولي أيضا السوق في خلافة مروان الجعدي.
• -
الحسن بن أبي جعفر الجفري
.
ذُكر أنه توفي سنة ستين ومائة، وسيأتي.
21 – ت ق:
الحسن بن عمارة بن مضرب البجلي
، مولاهم، الكوفي، أبو محمد الفقيه، أحد الأعلام.
ولي القضاء للمنصور ببغداد، وحدث عن: ابن أبي مليكة، وعطية العوفي، وشبيب بن غرقدة، والحكم، وعمرو بن مرة، والزهري، وطبقتهم.
وعنه: السفيانان، ويحيى بن سعيد القطان، وسعد بن الصلت، وعبد الرزاق، وشبابة بن سوار، وآخرون.
وكان شعبة يتكلم فيه، قال: روى عن الحكم أشياء لم نجد لها أصلا.
وقال مسلم وغيره: متروك الحديث.
وقال ابن عيينة: كان له فضل، غيره أحفظ منه، ورماه شعبة بالكذب.
وقال النضر بن شميل: قال الحسن بن عمارة: الناس كلهم في حل ما خلا شعبة.
وأما علي ابن المديني فقال: أمره أبين من قول شعبة.
وقال الفلاس: متروك الحديث، صدوق، يعني: في نفسه.
وقد كان ابن عمارة يصل الأعمش، ومسعرا، وله ثروة وحشمة.
وقال النضر بن شميل: حدثنا شعبة قال: أفادني الحسن بن عمارة، عن الحكم سبعين حديثا، فلم يكن لها أصل، فقال ابن حبان: كان بلية ابن عمارة أنه كان يدلس على الثقات ما وضع عليهم الضعفاء، كان يسمع من موسى بن مطر، وأبي العطوف، وأبان بن أبي عياش، وأضرابهم ثم يسقط أسماءهم، ويرويها عن مشايخهم الثقات، فلما رأى شعبة تلك الموضوعات أنكرها، وأطلق لسانه فيه، ولم يعلم أن بليتها من غيره، فهو جنى على نفسه.
وروى عبدان بن عثمان، عن أبيه، عن شعبة قال: روى الحسن بن عمارة، عن الحكم، عن يحيى بن الجزار سبعة أحاديث فلقيت الحكم فسألته عنها، فقال: ما حدثته بحديث منها.
وقال ابن المبارك، عن ابن عيينة: كنت إذا سمعت الحسن بن عمارة يروي عن الزهري جعلت إصبعي في أذني.
وقال أحمد بن حنبل، وغيره: متروك الحديث.
مات سنة ثلاث وخمسين ومائة.
22 – م 4:
حسين بن واقد
، الإمام الكبير قاضي مرو وشيخها، أبو عبد الله القرشي مولى الأمير عبد الله بن عامر بن كريز
حدث عن: عكرمة، وابن بريدة، ويزيد النحوي، ومحمد بن زياد، وعبد الملك بن عمير، وجماعة. وعنه: ابنه علي بن الحسين، والفضل السيناني، وزيد بن الحباب، وعلي بن الحسن بن شقيق، وآخرون.
قال النسائي: ليس به بأس.
وقال أحمد: في بعض حديثه نكرة.
وقال ابن معين: ثقة.
وقيل: كان يحمل الحاجة من السوق، وله جلالة وفضل بمرو، ورد عنه أنه قال: قرأت على الأعمش، فقال لي: ما قرأ علي أحد أقرأ منك.
قلت: من مناكيره حديث عن النبي صلى الله عليه وسلم: وددت أن عندنا خبزة بيضاء من حنطة سمراء ملبقة بسمن ولبن، فهذا على شرط مسلم.
وله عن أبي الزبير، عن جابر مرفوعا: أتيت بمقاليد الدنيا على فرس أبلق، عليه قطيفة من سندس.
مات سنة سبع وخمسين ومائة، وقيل: سنة تسع وخمسين.
23 – 4:
الحكم بن أبان العدني أبو عيسى
.
عن: طاوس، وعكرمة، ووهب، وسالم بن عبد الله، وجماعة. وعنه: إبراهيم، ومعمر، ومعتمر بن سليمان، وابن عيينة، وابن علية، ويزيد بن أبي حكيم، وموسى بن عبد العزيز القنباري، وطائفة.
وثقه ابن معين، والنسائي.
وقال أحمد العجلي: ثقة صاحب سنة، كان إذا هدأت العيون وقف في البحر إلى ركبتيه يذكر الله حتى يصبح، قال: نذكر الله مع حيتان البحر ودوابه.
وسئل يوسف بن يعقوب، أحد قضاة اليمن، عن الحكم بن أبان، فقال: ذاك سيد أهل اليمن.
وقال ابن المديني، عن ابن عيينة: قال أتيت عدن فلم أر مثل الحكم بن أبان.
وقال سفيان بن عبد الملك، عن ابن المبارك: الحكم بن أبان، وحسام بن مصك، وأيوب بن سويد، ارم بهؤلاء.
قال أحمد: مات سنة أربع وخمسين ومائة، وهو ابن أربع وثمانين سنة.
24 -
حماد الراوية
، هو أبو القاسم بن أبي ليلى، ولاؤه لبكر بن وائل، وقيل: اسم أبيه سابور بن مبارك الديلمي الكوفي.
كان أخباريا علامة، خبيرا بأيام العرب وأنسابها ووقائعها ولغاتها وشعرها، وكانت بنو أمية تقدمه وتؤثره وتحب مجالسته.
قيل: إن الوليد بن يزيد قال له: كم مقدار ما تحفظ من الشعر؟ فقال: كثير، ولكني أنشدك على كل حرف مائة قصيدة طويلة سوى المقطعات من شعر الجاهلية دون شعر الإسلام، قال: سأمتحنك، فأنشده حتى ضجر الوليد، فوكل به من يستوفي عليه، فأنشده ألفين وسبع مائة قصيدة، فأمر له بمائة ألف.
وكان حماد قد انقطع إلى يزيد بن عبد الملك في خلافته، وكان هشام
يجفوه لذلك، وقد وصله مرة واستشهده.
روى عن الفرزدق، وأمثاله.
روى عنه: الهيثم بن عدي، وعبد الله بن الأجلح، وجماعة.
قلت: وفي لزومه ليزيد نظر إلا أن يكون يزيد بن الوليد فإن مولد حماد قبل سنة خمس وتسعين.
وقيل: إن حمادا قرأ القرآن من المصحف فصحف في نيف وثلاثين موضعا.
قال محمد بن سلام الجمحي: هو أول من جمع أشعار العرب، وكان غير موثوق به، كان ينحل شعرا لرجل غيره، ويزيد في الأشعار.
قيل: توفي حماد الراوية خمس وخمسين ومائة، وقيل: سنة ست.
25 -
حماد عجرد
من كبار الأخباريين، كان بينه وبين بشار بن برد أهاج ومعارضات، وكان بالكوفة الحمادون الثلاثة: هذا، وحماد الراوية المذكور، وحماد بن الزبرقان، فكانوا يشربون الخمر، ويتهمون بالزندقة، وهذا فاسمه حماد بن عمر بن يونس بن كليب أبو يحيى الكوفي، وقيل: هو واسطي.
قال خلف بن المثنى: كان يجتمع بالبصرة عشرة في مجلس لا يعرف مثلهم في تضاد أديانهم ونحلهم: الخليل بن أحمد سني، والسيد بن محمد الحميري رافضي، وصالح بن عبد القدوس ثنوي، وسفيان بن مجاشع صفري، وبشار بن برد خليع ماجن، وحماد عجرد زنديق، وابن رأس الجالوت يهودي، وابن نظيرا متكلم النصارى، وعمرو ابن أخت المؤيد المجوسي، وروح بن سنان الحراني صابئي، فيتناشد الجماعة أشعارا، فكان بشار يقول: أبياتك هذه يا فلان أحسن من سورة كذا وكذا، وبهذا المزاج ونحوه كفروا بشارا.
ولحماد عجرد نظم فائق.
مات سنة خمس وخمسين ومائة، وقيل: سنة إحدى وستين، وقيل غير ذلك، ويقال: إنه قتل.
26 -
حمزة الزيات
.
حمزة بن حبيب بن عمارة بن إسماعيل، الإمام العلم أبو عمارة التيمي الكوفي الزيات، أحد السبعة القراء، مولى آل عكرمة بن ربعي.
كان عديم النظير في وقته علما وعملا، قيما بكتاب الله، رأسا في الورع.
قرأ على حمران بن أعين، والأعمش، وجماعة، وحدث عن: الحكم، وطلحة بن مصرف، وعدي بن ثابت، وعمرو بن مرة، وحبيب بن أبي ثابت، ومنصور بن المعتمر، وعدة.
وكان يجلب الزيت من الكوفة إلى حلوان، ويجلب إلى الكوفة الجبن والجوز.
وأصله من سبي فارس، وقيل: ولاؤه لبني عجل، وقال سليم بن عيسى: ولاؤه لتيم الله بن ثعلبة بن عكابة، وتيم الله من ربيعة بن نزار.
قرأ على حمزة: سليم بن عيسى الحنفي، وهو أنبل أصحابه، وأبو الحسن الكسائي أحد السبعة، وعائذ بن أبي عائذ، والحسن بن عطية، وشعيب بن حرب، وعبد الله بن صالح العجلي، وعدد كثير.
وحدث عنه: الثوري، وشريك، وجرير، وأبو الأحوص، وابن فضيل، ويحيى بن آدم، وقبيصة، وبكر بن بكار، وحسين الجعفي، وخلق سواهم.
قال سفيان الثوري: ما قرأ حمزة حرفا إلا بأثر.
وقال عبد الله العجيلي: قرأ رجل على حمزة فجعل يمد، فقال: لا تفعل، أما علمت أن ما كان فوق البياض فهو برص، وما فوق الجعودة فهو قطط، وما كان فوق القراءة فليس بقراءة.
قال أسود بن سالم: سألت الكسائي عن الهمز والإدغام: ألكم فيه إمام؟ قال: نعم، حمزة، كان يهمز ويكسر، وهو إمام من أئمة المسلمين، وسيد القراء والزهاد، لو رأيته لقرت عينك به من نسكه.
وقال حسين الجعفي: ربما عطش حمزة فلا يستسقي كراهية أن يصادف من قرأ عليه.
وذكر جرير بن عبد الحميد أن حمزة مر به فطلب ماء قال: فأتيته فلم يشرب مني لكوني أحضر القراءة عنده.
وقال يحيى بن معين: سمعت ابن فضيل يقول: ما أحسب أن الله يدفع البلاء عن أهل الكوفة إلا بحمزة.
وكان شعيب بن حرب يقول لأصحاب الحديث: ألا تسألوني عن الدر قراءة حمزة. وبلغنا أن رجلا قال لحمزة: يا أبا عمارة، رأيت رجلا من أصحابك همز حتى انقطع زره، فقال: لم آمرهم بهذا كله.
وقال محمد بن الهيثم: أدركت الكوفة ومسجدها الغالب عليه قراءة حمزة الزيات.
وروي عن حمزة قال: إن لهذا التحقيق حدا ينتهي إليه ثم يكون قبيحا.
وعنه قال: إنما الهمز رياضة فإذا حسنها الرجل سلها.
وقيل: إن حمزة أم الناس سنة مائة.
وروى أحمد بن زهير، عن ابن معين قال: حمزة ثقة.
وقال النسائي: ليس به بأس
وقد كره قراءة حمزة: ابن إدريس الأودي، وأحمد بن حنبل، وجماعة؛ لفرط المد والإمالة والسكت على الساكن قبل الهمز، وغير ذلك، حتى أن بعضهم رأى إعادة الصلاة إذا كانت بقراءة حمزة، وهذا غلو، والذي استقر عليه الاتفاق وانعقد الإجماع على ثبوت قراءته وصحتها، وإن كان غيرها أفصح منها إذ القراءات الثابتة فيها الفصيح والأفصح، وبالجملة إذا رأيت الإمام في المحراب لهجا بالقراءات وتتبع غريبها، فاعلم أنه فارغ من الخشوع، محب للشهرة والظهور، نسأل الله السلامة في الدين.
قيل: إن حمزة رحمه الله مات بحلوان سنة ست وخمسين ومائة على الصحيح، وكان أيضا رأسا في الفرائض.
وقيل: إنه مات سنة ثمان وخمسين، فالله أعلم.
وقد استوفيت ترجمته في طبقات القراء.
ومات وقد قارب الثمانين.
27 –
حميد بن قحطبة بن شبيب الطائي
، أمير خراسان.
ولي أيضا الجزيرة ومصر.
توفي سنة تسع وخمسين ومائة، وولي بعده ابنه عبد الله، وقيل: وليها أبو عون عبد الملك بن يزيد.
28 -
ع:
حنظلة بن أبي سفيان بن عبد الرحمن بن صفوان بن أمية بن خلف الجمحي المكي الحافظ
.
حدث عن: طاوس، والقاسم بن محمد، وسالم بن عبد الله، وسعيد بن مينا، ونافع، وجماعة.
وكان من أئمة الحديث بمكة، حدث عنه: سفيان الثوري، وابن المبارك، ويحيى القطان، والوليد بن مسلم، ووكيع، وابن وهب، وعبيد الله بن موسى، وإسحاق بن سليمان، وأبو عاصم، ومكي بن إبراهيم، وعدة.
قال أحمد بن حنبل: ثقة ثقة.
وقال يحيى بن سعيد: ثقة، مات سنة إحدى وخمسين ومائة.
وقد تناكد ابن عدي في ذكره له في الكامل، فما أبدى شيئا يتعلق به عليه متعنت أصلا.
قال يعقوب بن شيبة: سمعت علي ابن المديني، وقيل له: كيف رواية حنظلة عن سالم؟ فقال: وادٍ، ورواية موسى بن عقبة، عن سالم: وادٍ آخر، وأحاديث الزهري عن سالم كأنها أحاديث نافع، قيل لعلي: فهذا يدل على أن سالما كثير الحديث؟ قال: أجل.
قال يحيى بن معين: حنظلة ثقة.
ابن عدي: حدثنا أحمد بن عبد الله بن سابور، وما كتبته إلا عنه، قال: حدثنا الفضل بن الصباح، قال: حدثنا إسحاق بن سليمان الرازي، عن حنظلة، عن نافع، عن ابن عمر، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: اغسلوا قتلاكم. غريب جدا، ورواته ثقات.
وهذا محمول على مَنْ قُتِلَ في غير مصاف، ولعل الغلط فيه من شيخ ابن عدي أو شيخ شيخه، والثقة قد يهم.
مات حنظلة في سنة إحدى وخمسين ومائة.
29 – ع:
حيوة بن شريح بن صفوان التجيبي أبو زرعة المصري الفقيه
.
من رؤوس العلم والعمل بديار مصر. روى عن: ربيعة بن يزيد القصير، وعقبة بن مسلم، ويزيد بن أبي حبيب، وأبي يونس سليم بن جبير، وطائفة.
وعنه: ابن المبارك، وأبو وهب، وأبو عاصم، والمقرئ، وعبد الله بن يحيى البرلسي، وجماعة آخرهم موتا هانئ بن المتوكل الإسكندراني.
وثقه أحمد وغيره.
وقال ابن وهب: ما رأيت أحدا أشد استخفاء بعمله من حيوة، وكان يعرف بالإجابة، يعني: في الدعاء.
وقال ابن المبارك: وصف لي حيوة، فكانت رؤيته أكبر من صفته.
وقال ابن وهب: كان حيوة يأخذ عطاء في السنة ستين دينارا، فلم يطلع إلى منزله حتى يتصدق بها ثم يجيء إلى منزله فيجدها تحت فراشه، وبلغ ذلك ابن عم له فأخذ عطاءه فتصدق به كله، وجاء إلى تحت فراشه، فلم يجد شيئا، قال: فشكا إلى حيوة، فقال: أنا أعطيت ربي بيقين، وأنت أعطيته تجربة.
وكنا نجلس إلى حيوة للفقه فيقول: أبدلني الله بكم عمودا أقوم وراءه أصلي، ثم فعل ذلك.
وروى أحمد بن سهل الأردني، عن خالد بن الفزر قال: كان حيوة بن شريح من البكائين، وكان ضيق الحال جدا فجلست، وهو متخل يدعو
فقلت: لو دعوت أن يوسع عليك، فالتفت يمينا وشمالا فلم ير أحدا، فأخذ حصاة فرمى بها إلي فإذا هي والله تبرة في كفي ما رأيت أحسن منها، وقال: ما خير في الدنيا إلا للآخرة، ثم قال: هو أعلم بما يصلح عباده، فقلت: ما أصنع بهذه؟ قال: استنفقها، فهبته والله أن أردها.
وقال حيوة مرة لبعض الولاة: لا تخلين بلادنا من السلاح، فنحن بين قطبي لا ندري متى ينقض، وبين حبشي لا ندري متى يغشانا، ورومي لا ندري متى يحل بساحتنا، وبربري لا ندري متى يثور.
توفي حيوة سنة ثمان وخمسين ومائة على الصحيح، وقيل: توفي سنة تسع، وهذا، بل وسائر المصريين لم يذكرهم أبو نعيم في حلية الأولياء.
30 -
خ د ت ن:
خالد بن دينار
، أبو خلدة التميمي البصري الخياط.
عن: أنس، وأبي العالية، والحسن، وابن سيرين، وجماعة. وعنه: ابن المبارك، وعبد الرحمن بن مهدي، وحرمي بن عمارة، وعبد الصمد بن عبد الوارث، ومسلم بن إبراهيم، وخلق.
وثقه يزيد بن زريع، وابن معين، والنسائي.
31 -
خالد بن أبي عثمان بن عبد الله بن خالد بن أسيد بن أبي العيص بن أمية بن عبد شمس القرشي الأموي
، أبو أمية البصري.
من جلَّة العلماء. روى عن: عروة بن الزبير، وسعيد بن جبير، وثمامة بن عبد الله، وطائفة. حدث عنه: شعبة مع تقدمه، وابن مهدي، وأبو داود، وأبو الوليد الطيالسي، وأبو سلمة التبوذكي، وعفان، ومحمد بن عبد الله الأنصاري، وآخرون.
قال عنه عبد الصمد التنوري، قال: ولدت أنا وعمر بن عبد العزيز في شهر واحد.
وقال ابن معين، وغيره: ثقة.
وقال أبو حاتم: لا بأس بحديثه.
قلت: أظنه عاش مائة عام.
32 -
خليفة بن خياط
، أبو هبيرة، جد شباب.
عن: عمرو بن شعيب، وحميد الطويل، وغيرهما. وعنه أبو الوليد الطيالسي. ذكره ابن حبان في الثقات، وقال: مات سنة ستين ومائة.
33 -
ت:
خليل بن مرة الضبعي البصري
، نزيل الرقة.
عن: ابن أبي صالح السمان، وعكرمة، وعطاء، ومعاوية بن قرة، وابن أبي مليكة، وخلق. وعنه: الليث مع تقدمه، وبقية، وابن وهب، ووكيع، وأحمد، ويعقوب بن إسحاق الحضرمي، وطائفة.
وكان أحد الصلحاء.
قال البخاري: هو منكر الحديث.
وقال أبو زرعة: شيخ صالح.
وقال أبو حاتم: ليس بقوي.
وقال ابن عدي: ليس بمتروك يكتب حديثه.
قلت: توفي سنة ستين ومائة.
34 -
د ت ق:
داود بن بكر بن أبي الفرات الأشجعي
، مولاهم، المدني.
عن: ابن المنكدر، وصفوان بن سليم، وجماعة. وعنه: إسماعيل بن جعفر، وأنس بن عياض، وأبو داود الطيالسي، وجماعة.
وثقه ابن معين.
وقال أبو حاتم: ليس بالمتين، ولا بأس به.
وله عن ابن المنكدر عن جابر حديث: ما أسكر كثيره فقليله حرام حسنه الترمذي، ليس له في الكتب سواه.
• - ت ق:
داود بن يزيد بن عبد الرحمن الأودي الكوفي الأعرج
.
قال ابن معين: توفي سنة إحدى وخمسين ومائة، وقد مر في الطبقة الماضية.
35 -
ت ق:
الربيع بن صبيح البصري العابد الإمام
، مولى بني سعد، من أعيان مشايخ البصرة.
حدث عن: الحسن، ومحمد بن سيرين، وعطاء بن أبي رباح، وثابت البناني، وجماعة.
وعنه: وكيع، وابن مهدي، وأبو داود الطيالسي، وعلي بن الجعد، وأبو الوليد، وآخرون.
روى عباس: عن ابن معين: ثقة.
وقال أحمد: لا بأس به.
وذكره شعبة، فقال: هو عندي من سادات المسلمين.
قلت: كان كبير الشأن، إلا أن النسائي ضعفه.
وقال حجاج: سألت شعبة عن مبارك، والربيع بن صبيح، فقال: مبارك أحب إلي.
وقال علي: جهدت بيحيى بن سعيد أن يحدثني بحديث عن الربيع بن صبيح، فأبى علي.
وقال أبو الوليد: كان يدلس.
قال ابن حبان: كنيته أو جعفر. حدث عنه: الثوري، وابن المبارك، ووكيع، وكان من عبَّاد أهل البصرة وزهادهم، كان يشبه بيته بالليل بالنحل، إلا أن الحديث لم يكن من صناعته، فكان يهم كثيرا، توفي بالسند سنة ستين ومائة.
محمود بن غيلان: حدثنا أبو داود: قال شعبة: لقد بلغ الربيع بن صبيح في مصرنا هذا، ما لا يبلغه الأحنف بن قيس، قال أبو داود: يعني في الارتفاع.
قال أبو محمد الرامهرمزي: أول من صنَّف وبوَّب، فيما أعلم، الربيع بن صبيح بالبصرة، ثم ابن أبي عروبة.
قلت: توفي غازيا بأرض الهند، وله في الجعديات.
قال علي: حدثنا الربيع، عن الحسن، قال: ليس الفرار من الزحف من الكبائر، إنما كان ذاك يوم بدر.
قال عباس: سألت ابن معين عن الربيع والمبارك، فقال: ما أقربهما لا بأس بهما.
قال محمد بن سلام الجُمحي: قال الوثيق بن يوسف الثقفي: ما رأيت رجلا أسود من الربيع بن صبيح.
وقال علي ابن المديني: كان الربيع بن صبيح إنما يقول: سمعت الحسن، سألت الحسن.
قال يحيى بن سعيد: كتبت عنه حديثا عن أبي نضرة في الصرف، هو
أحسنها كلها، وحديث عطاء عن جابر في الحج بطوله. عن عكرمة، قلت له: ما حدث عنه بشيء؟ قال: لا.
قال غسان بن المفضل الغلابي: سمعت من يذكر أن الربيع بن صبيح كان بالأهواز ومعه صاحب له، فتعرضت لهما امرأة فبكى الشيخ، قال له صاحبه: ما يبكيك؟ قال: إنها لم تطمع في شيخين إلا وقد رأيت شيوخا قبلنا يتابعونها، فلذا أبكي.
قال يحيى بن معين: كانت وقعة باربد سنة ستين ومائة، وفيها مات الربيع بن صبيح، رحمه الله.
36 -
م ق:
ربيع بن عثمان بن ربيعة بن عبد الله بن الهدير
، أبو عثمان التيمي المدني.
عن: محمد بن يحيى بن حبان، ونافع، وزيد بن أسلم، وجماعة. وعنه: ابن عجلان مع تقدمه، وابن المبارك، وعبد الله بن إدريس، وابن أبي فديك، والواقدي، وجعفر بن عون، وطائفة.
وثقه ابن معين.
وقال أبو زرعة: ليس بذاك القوي.
وقال أبو حاتم: منكر الحديث.
وقال النسائي، وغيره: ليس به بأس.
قال الواقدي: مات سنة أربع وخمسين ومائة، وهو ابن سبع وسبعين سنة.
له في الكتب، وهو حديث: المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف.
37 -
د ت ق:
زبان بن فائد
، أبو جوين المصري.
عن سهل بن معاذ، عن أبيه، فذكر أحاديث. وعنه: يحيى بن أيوب، والليث، وابن لهيعة، ورشدين بن سعد، وجماعة.
ضعفه ابن معين.
وقال أحمد: أحاديثه مناكير.
وقال أبو حاتم: صالح.
وقال ابن يونس: كان على مظالم مصر، وكان من أعدل ولاتهم. مات سنة خمس وخمسين ومائة، وكان فاضلا.
38 -
د ت ق:
الزبير بن سعيد بن سليمان بن سعيد بن نوفل بن الحارث بن عبد المطلب الهاشمي
، نزيل المدائن.
عن: عبد الله بن علي بن يزيد بن ركانة، والقاسم بن محمد، ومحمد بن المنكدر، وعبد الحميد بن سالم، وجماعة. وعنه: ابن المبارك، وجرير بن حازم، وإسماعيل بن عياش، وسعيد بن زكريا المدائني، وأبو عاصم النبيل، ومطرف بن عبد الله المدني، وطائفة.
قال عباس، عن ابن معين: ثقة.
وقال مرة في موضع آخر: ليس بشيء.
وقال النسائي، وغيره: ضعيف.
وقال غيره: توفي سنة بضع وخمسين ومائة.
39 -
ت ق:
زربي بن عبد الله المؤذن أبو يحيى
.
بصري ضعيف له عن أنس. وعنه: مسلم بن إبراهيم، وموسى التبوذكي، وبشر بن الوضاح، وعبيد بن واقد، وجماعة.
قال البخاري: فيه نظر.
وقال الترمذي: له مناكير عن أنس.
40 -
زفر بن عاصم
، أبو عبد الله الهلالي الدمشقي.
عن: عمر بن عبد العزيز، وعروة بن رويم. وعنه: مالك، ويحيى بن حمة.
وكان من أمراء الجهاد، ولي غزو الصائفة سنة ست وخمسين ومائة وقبل ذلك.
40 -
زفر بن الهذيل العنبري الفقيه
، صاحب أبي حنيفة.
مولده سنة عشر ومائة، روى عن: الأعمش، وإسماعيل بن أبي خالد، وابن إسحاق، وحجاج بن أرطاة، وأبي حنيفة، وجماعة.
ومات في الكهولة.
روى عنه: حسان بن إبراهيم الكرماني، وأبو يحيى أكثم بن محمد، وأبو نعيم، وعبد الواحد بن زياد، وطائفة.
قال أبو نعيم الملائي: كان ثقة مأمونا، وقع إلى البصرة في ميراث من أخيه فتشبث به أهل البصرة فلم يتركوه يخرج من عندهم.
وقال يحيى بن معين: ثقة مأمون.
وقال أبو نعيم الأصبهاني: كان والده هذيل بن قيس بن سليم بأصبهان في خلافة يزيد بن الوليد، وكان له ثلاثة أولاد: زفر أبو الهذيل، وهرثمة
وكوثر، قال: ورجع زفر عن الرأي، وأقبل على العبادة، ثم ساق أبو نعيم في كتاب الحلية له خمسة أحاديث، ومن الرواة عنه: النعمان بن عبد السلام، والحكم بن أيوب، ومالك بن فديك.
روي عن مدرك، عن الحسن بن زياد، قال: كان زفر وداود الطائي متواخيين، فأما داود فترك الفقه، وأقبل على العبادة، وأما زفر فجمعهما. وقال عبد الرحمن بن مهدي: حدثنا عبد الواحد بن زياد قال: لقيت زفر فقلت له: صرتم حديثا في الناس وضحكة، قال: وما ذاك؟ قلت: تقولون في الابتداء ادرءوا الحدود بالشبهات، وجئتم إلى أعظم الحدود، فقلتم: تقام بالشبهات، قال: وما هو؟ قلت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا يقتل مسلم بكافر، فقلتم يقتل به. قال: فإني أشهدك الساعة أني قد رجعت عنه.
قال الحسن بن زياد: ما رأيت أحدا يناظر زفر إلا رحمته، وقال أبو نعيم الملائي: كنت أمر على زفر فيقول: تعال حتى أغربل لك ما سمعت.
وقال أبو عاصم النبيل: قال زفر بن الهذيل: من قعد قبل وقته ذل.
وقال أبو نعيم: كنت أعرض الحديث على زفر فيقول: هذا ناسخ، هذا منسوخ، هذا يؤخذ به، هذا يرفض.
قد ذكرنا أن غير واحد وثق زفرا.
وقال ابن سعد: لم يكن في الحديث بشيء.
مات سنة ثمان وخمسين ومائة.
42 -
ع:
زكريا بن إسحاق المكي
عن: عطاء بن أبي رباح، وعمرو بن دينار، ويحيى بن عبد الله بن صيفي،
وأبي الزبير. وعنه: ابن المبارك، ووكيع، وعبد الرزاق، وروح، وأبو عاصم، وأبو عامر العقدي، وآخرون.
وقد اتهم في نفسه بالقدر، وهو ثقة، وقال أبو حاتم: لا بأس به.
وقال ابن معين: قدري.
قلت: مات بعد الخمسين ومائة.
43 – م ت ن ق:
زمعة بن صالح اليماني الجندي
، نزيل مكة.
قال أبو عمرو الداني: أخذ القراءة عرضا عن مجاهد، ودرباس، كذا قال أبو عمرو.
روى عن: الزهري، وعمرو بن دينار، وأبي الزبير. وعنه: ابن عيينة، وابن مهدي، وروح بن عبادة، وأبو نعيم، وخلق سواهم.
قال أحمد: ضعيف الحديث.
وقال أبو إسحاق الجوزجاني: متماسك.
قلت: خرج له مسلم متابعة.
44 -
زهير بن ميمون الكوفي النحوي
، ويعرف بالقرقوبي؛ لأنه كان يتجر في القرقوب.
وكان من كبار العلماء، أخذ عن أصحاب أبي الأسود.
ومات سنة خمس وخمسين ومائة.
45 -
زياد بن أبي عثمان الحنفي الأصفر المهرول الكوفي
.
عن: الحسن، وعكرمة، وثابت. وعنه: مسعر، وسفيان، وإسرائيل، وعبد الصمد بن عبد الوارث، وبكر بن بكار، وآخرون.
قال أبو حاتم: ثقة، وقال مرة: لا بأس به.
46 -
زياد بن ميمون
، أبو عمار البصري، صاحب الفاكهة.
عن أنس. وعنه: عباد بن منصور، والحارث بن مسلم. وسمع منه: أبو داود، وعبد الرحمن بن مهدي، وتركاه.
قال أبو داود: لقيناه، فقال: عدوا أن الناس لا يعلمون أني لم ألق أنسا أما تعلمان أني ما لقيته؟ قال: ثم بلغنا بعد أنه يروي عنه، فلقيناه، فقال: عدوا إني أذنبت ذنبا، أفلا يتوب الله علي؟ قلنا: نعم، قال: تبت، ما سمعت من أنس شيئا، كان بعد ذلك يبلغنا أنه يروي عنه، فتركناه.
وقال بشر بن عمر الزهراني: قال زياد بن ميمون: عدوا أني كنت يهوديا فأسلمت، أما كنتم تقبلون توبتي؟ ما سمعت من أنس شيئا.
وكان يزيد بن هارون يرميه بالكذب.
وقال ابن معين: ليس بشيء.
47 – ن ق:
زياد بن حبان الرقي
، كوفي الأصل.
روى عن: الزهري، وابن المنكدر، وأيوب، وأبو إسحاق، وابن جريج، وجماعة. وعنه: أبو نعيم، وأبو أحمد الزبيري، ومعمر بن سليمان، وآخرون.
قال أحمد بن حنبل: كان يشرب المسكر.
وقال الدارقطني: ضعيف.
وقال ابن عدي: لا أرى به بأسا.
وذكره ابن حبان في الثقات، وقال: مات سنة ثمان وخمسين ومائة.
48 -
زيد بن أبي ليلى مرة
، أبو المعلى.
رأى أنسا، وسمع الحسن. وعنه: معتمر، وأبو داود، وعبد الصمد بن عبد الوارث.
وثقه ابن معين.
روى أبو داود عنه، عن الحسن، عن معقل في ذم الاحتكار.
49 -
سالم بن عبد الأعلى
، وقيل: ابن غيلان، وقيل: ابن عبد الرحمن، أبو الفيض.
عن: عطاء، ونافع، وغيرهما. وعنه: عبد الله بن إدريس، وعثمان بن عبد الرحمن الحراني، وعمر بن صبيح، ومحمد بن يعلى زنبور، والوليد بن القاسم، وجماعة.
قال البخاري: تركوه.
وقال ابن معين: ليس بشيء.
قلت: نقموا عليه عن نافع، عن ابن عمر مرفوعا: كان إذا خاف أن ينسى ربطوا في إصبعه خيطا.
50 – د ن:
السائب بن عمر بن عبد الرحمن بن السائب المخزومي المكي
.
عن: ابن أبي مليكة، ويحيى بن عبد الله بن صيفي، ومحمد بن عبد الله المخزومي. وعنه: ابن المبارك، ويحيى القطان، وأبو عاصم، وعبيد الله بن موسى، وزيد بن الحباب، وعدة.
وثقه أحمد، وغيره.
51 -
بخ:
سحامة بن عبد الله البصري الأصم
.
عن أنس بن مالك. وعنه: وكيع، ومحمد بن ربيعة، وأبو عامر العقدي، ومسلم بن إبراهيم، وغيرهم.
قال أبو حاتم: صالح الحديث.
وقال البخاري: سحامة عبد الرحمن قال: والأصم هو والده، سمع أنسا.
قال ابن الذهبي: ما علمت فيه جرحا.
أخبرنا أبو الفضل بن عساكر، عن عبد المعز بن محمد، قال: أخبرنا زاهر، قال: أخبرنا أبو سعد الكنجروذي، قال: أخبرنا عبد الله بن محمد الرازي، قال: أخبرنا محمد بن أيوب، قال: أخبرنا مسلم بن إبراهيم، قال: حدثنا سحامة بن عبد الله قال: قدم علينا أنس واسطا، فحدثنا أن رجلا جاء النبي صلى الله عليه وسلم فذكر من أمره حاجة وفقرا، فأقيمت الصلاة، فنهض النبي صلى الله عليه وسلم ليدخل فيها، فتعلق به الرجل، فقام معه حتى قضى حاجته، ثم دخل في الصلاة.
أخرجه البخاري في كتاب الأدب، عن أبي بكر بن أبي الأسود، عن العقدي، عن سحامة.
52 -
سدوس بن حبيب القيسي البصري بياع السابري
.
عن: الحسن، وابن سيرين. وعنه: أبو داود الطيالسي، ومسلم بن إبراهيم، وموسى التبوذكي.
قلت: ما علمت فيه جرحا.
53 – ق:
سعاد بن سليمان الجعفي الكوفي
.
عن: عون بن أبي جحيفة، وأبي إسحاق، وجابر الجعفي، وحبيب بن أبي ثابت. وعنه: عبد الصمد بن النعمان، ومحمد بن سابق، وجبارة بن المغلس.
قال أبو حاتم: كان من عتق الشيعة، وليس بقوي في الحديث.
وقيل: سعاد بن عبد الرحمن.
54 -
خ ت ق:
سعدان الجهني الكوفي
، قيل: اسمه سعيد بن بشر، وقيل: ابن بشير.
روى عن: سعد أبي مجاهد الطائي، وكنانة مولى صفية، ومحمد بن جحادة. وعنه: وكيع، وابن نمير، وأبو عاصم، وخلاد بن يحيى.
قال أبو حاتم: صالح الحديث.
قلت: له حديث واحد في الكتب.
55 -
سعيد بن أبان بن سعيد بن العاص الأموي
، نزيل الكوفة.
عن: معاوية بن إسحاق، وعمر بن إسحاق، وعمر بن عبد العزيز، وجماعة. وعنه: ابنه يحيى بن سعيد الأموي، وعمرو بن عبد الغفار، وأبو أحمد الزبيري.
وقال: كان من خيار الناس.
56 -
م 4:
سعيد بن حسان المخزومي المكي القاص
.
عن: مجاهد، وابن أبي مليكة، وعروة بن عياض. وعنه: السفيانان، ووكيع، وأبو نعيم، وأبو أحمد الزبيري.
وثقه ابن معين، ووثقه أبو داود مرة، وتوقف مرة.
57 – د ن:
سعيد بن زياد الشيباني المكي
.
عن: عطاء، وطاوس، وزياد بن صبيح. وعنه: سفيان بن جندب، ووكيع،
ويزيد بن هارون، ومكي بن إبراهيم.
قال ابن معين: صالح.
58 -
سعيد بن سابق الرازي الفقيه
، والد محمد.
عن: ليث بن أبي سليم، ويزيد بن أبي زياد، وجماعة. وعنه: جرير بن عبد المجيد، وحكام بن سلم، وهارون بن المغيرة.
صويلح.
59 -
د ت ق:
سعيد بن سنان أبو سنان البرجمي الشيباني الكوفي
، نزيل الري، عن: الضحاك، وطاوس، والشعبي، وعمرو بن مرة، وجماعة. وعنه: إسحاق بن سليمان الرازي، وبكر بن بكار، وأبو نعيم، وزيد بن الحباب، وأبو أحمد الزبيري، ويعلى بن عبيد، وأبو داود، وخلق.
وثقه أبو حاتم.
وقال أبو داود: ثقة من رفعاء الناس.
وقال ابن حبان: كان عابدا فاضلا.
وقال أحمد بن حنبل: صالح، لم يكن يقيم الحديث.
وقال أبو أحمد الحاكم: لا يتابع على كثير من حديثه.
وقال إبراهيم بن سعيد الجوهري: سمعت سفيان بن عيينة يقول: من أبو سنان، يعني: سعيد بن سنان، لو كان لي عليه سلطان لحبسته وآذيته.
وقال ابن سعد: سكن الري، وكان سيئ الخلق، وكان يحج كل سنة.
وقال الخطيب، وغيره: سكن قزوين أيضا.
وأما
• -
سعيد بن سنان الحمصي
، أبو مهدي فآخر.
60 -
سعيد بن زون الثعلبي البصري
.
عن أنس. وعنه: هلال بن فياض، ومسلم بن إبراهيم، وجماعة.
قال أبو حاتم: ضعيف جدا، وقال النسائي: متروك.
61 -
سعيد بن زياد
، مولى جهينة المديني المكتب.
عن: سليمان بن يسار، وعثمان بن عبد الرحمن التيمي، وغيرهما. وعنه: زياد بن يونس، وخالد بن مخلد.
وثقه ابن حبان.
62 -
د ن ق:
سعيد السائب بن يسار
، وهو سعيد بن أبي حفص الثقفي الطائفي، أحد العباد البكائين.
عن: أبيه، وعبد الله بن معية العامري، ونوح بن صعصعة، ومحمد بن عبد الله بن عياض. وعنه: حرمي بن عمارة، ومعن بن عيسى، وعبد الرحمن بن مهدي، وأبو حذيفة النهدي، وجماعة.
قال أبو داود، وغيره: لا بأس به.
وقال شعيب بن حرب: كنا نراه من الأبدال.
وقال ابن عيينة: كان لا يكاد يجف له دمع.
وقال محمد بن يزيد بن خنيس: ما رأيت أحدا أسرع دمعة منه، إنما كان يجزئه أن تحركه فترى دموعه كالقطر رحمه الله.
قال الحميدي، عن سفيان: حدثوني أن رجلا عاتبه في البكاء فبكى، وقال: كان ينبغي أن يعذلني على التقصير والتفريط فإنهما قد استوليا علي.
63 -
سعيد بن عبد الرحمن البصري
، هو أخو أبي حرة.
سمع: ابن سيرين، ويحيى بن أبي إسحاق، ومكحولا. وعنه: عبد الرحمن بن مهدي، وأبو نعيم، وأبو داود الطيالسي، وآخرون.
وثقه أحمد بن حنبل، وغيره.
وقال أبو حاتم: ما به بأس.
64 – ن:
سعيد بن عبد الرحمن
، أبو شيبة الزبيدي الكوفي، قاضي الري.
عن: إبراهيم التيمي، وإبراهيم النخعي، ومجاهد، وسعيد بن جبير. وعنه: سفيان الثوري، وعبد الواحد بن زياد، وجرير بن عبد الحميد، وحكام بن سلم، وابن فضيل.
وثقه أبو داود.
وقال ابن حبان: توفي سنة ست وخمسين ومائة، كان يروي المقاطيع.
65 -
خ ت ن ق:
سعيد بن عبيد الله بن جبير بن حية الثقفي البصري
.
عن: عمه زياد بن جبير، وعكرمة، وبكر بن عبد الله المزني، وجماعة. وعنه: ابنه إسماعيل، وخالد بن الحارث، وروح بن عبادة، ومعتمر بن سليمان، وعلي بن نصر الجهضمي، وعدة.
وثقه أبو زرعة، وغيره.
66 -
ت ن:
سعيد بن عبيد الهنائي البصري
.
عن: عبد الله بن شقيق، والحسين، وبكر بن عبد الله. وعنه: عبد الصمد بن عبد الوارث، وكثير بن فائد، ومسلم بن إبراهيم، وجماعة.
قال أبو حاتم: شيخ.
67 – ع:
سعيد بن أبي عروبة مهران
، مولى بني عدي، عالم البصرة، أبو النضر العدوي الحافظ.
ولد في حياة أنس بن مالك، وروى عن: الحسن، وابن سيرين قليلا، وعن: قتادة فأكثر، والنضر بن أنس، وعبد الله الداناج، وأبي رجاء العطاردي، وهو أكبر شيخ لقيه، ومطر الوراق، وأبي نضرة العبدي، وطائفة سواهم.
وعنه: سفيان، وشعبة، ويزيد بن زريع، وبشر بن المفضل، وابن علية، وخالد بن الحارث، والنضر بن شميل، ويحيى القطان، وغندر، وسعيد بن عامر الضبعي، والأنصاري، وأبو عاصم، وروح بن عبادة، وعبد الوهاب بن عطاء، وخلق كثير.
قال أبو عوانة: ما كان عندنا في ذلك الزمان أحد أحفظ من سعيد بن أبي عروبة.
وقال أحمد بن حنبل: لم يكن لسعيد كتاب إنما كان يحفظ ذلك كله، وزعموا أنه قال: لم أكتب إلا تفسير قتادة، وذلك أن أبا معشر كتب إلي أن أكتبه.
وقال ابن معين: أثبتهم في قتادة سعيد، والدستوائي، وشعبة.
وقال حفص بن عبد الرحمن النيسابوري: قال لي سعيد بن أبي عروبة: إذا رويت عني فقل: حدثنا سعيد الأعرج، عن قتادة الأعمى، عن الحسن الأحدب.
وقال بندار: حدثنا عبد الأعلى وكان قدريا، عن سعيد بن أبي عروبة، وكان قدريا، عن قتادة وكان قدريا.
وقال أحمد بن حنبل: كان قتادة، وسعيد يقولان بالقدر، ويكتمانه.
وروى الكوسج عن ابن معين قال: سعيد ثقة.
وقال أبو زرعة: ثقة مأمون.
وقال أبو حاتم: هو ثقة قبل أن يختلط، وكان أعلم الناس بحديث قتادة.
وقد ذكرنا أن سعيد بن أبي عروبة كان أول من صنف العلم بالبصرة.
قال أحمد: ومن سمع من سعيد قبل الهزيمة فسماعه جيد، قلت: يعني هزيمة إبراهيم بن عبد الله بن حسن، وكانت في أواخر سنة خمس وأربعين ومائة.
وقال يزيد بن هارون: لقيت ابن أبي عروبة قبل الأربعين بدهر ورأيته سنة اثنتين وأربعين ومائة فأنكرته، وكان يحيى بن سعيد القطان يوثقه.
وقال أبو نعيم: كتبت عنه عندما اختلط حديثين.
وقال ابن مثنى: حدثنا الأنصاري قال: دخلت أنا وعبد الله بن سلمة الأفطس على سعيد بعدما تغير فجعل ينظر في وجوهنا ولا يعرفنا.
قال محمد بن سلام الجمحي: كان ابن أبي عروبة يمزح، وكان يحدث فإذا أعجبه حفظه قال: دقك بالمنحاز حب القلقل.
وقال رجل: أتيت ابن أبي عروبة فتمارى عنده رجلان، فبقي يغري بينهما قليلا.
وقال أحمد بن حنبل في تدليس سعيد: لم يسمع سعيد من الحكم، ولا من الأعمش، ولا من حماد، ولا من عمرو بن دينار، ولا من هشام بن عروة، ولا من إسماعيل بن أبي خالد، ولا من عبيد الله بن عمر، ولا من أبي بشر، ولا من ابن عقيل، ولا من زيد بن أسلم، ولا من عمر بن أبي سلمة، ولا من أبي الزناد، قد حدث عن هؤلاء ولم يسمع منهم شيئا.
وقال الفلاس: سمعت يحيى يقول: لم يسمع سعيد من يحيى بن سعيد الأنصاري، ولا من عبيد الله بن أبي عمر، ولا من هشام بن عروة.
قال يزيد بن زريع: سمعت ابن أبي عروبة يقول: من لم يسمع الخلاف فلا تعده عالما.
قلت: توفي سنة ست وخمسين ومائة، قيده عبد الصمد بن عبد الوارث.
68 -
ت:
سعيد بن عطية الليثي
.
عن: شهر بن حوشب، وسعيد بن جبير. وعنه: عبيد بن واقد، وأبو داود الطيالسي، وأبو عبد الرحمن المقرئ.
ذكره ابن حبان في الثقات.
69 -
م د ت ن:
سعيد بن يزيد
، أبو شجاع القتباني الحميري الإسكندراني.
عن: الأعرج، والحارث بن يزيد، وخالد بن أبي عمران، ودراج أبي السمح، وغيرهم.
وعنه: أبو غسان محمد بن مطرف، والليث، وابن المبارك، وأبو زرارة ليث بن عاصم، وغيرهم.
وكان ثقة عابدا كبير القدر، وثقه أحمد بن حنبل وجماعة.
قال أبو داود: كان له شأن.
وقال الليث بن عاصم: رأيته إذا أصبح عصب ساقه بالمشاقة، وبزر الكتان من طول القيام.
وقال ابن يونس: كان من العباد المجتهدين، توفي بالإسكندرية سنة أربع وخمسين ومائة.
70 – 4
سفيان بن حسين بن حسن الواسطي أبو محمد الحافظ
.
عن: الحسن، وابن سيرين، وإياس بن معاوية، والحكم بن عتيبة، والزهري. وعنه: شعبة، وهشيم، وعباد بن العوام، ويزيد بن هارون، وعمر بن عبد الله بن رزين، وأخوه عمير، وغيرهم.
وثقه جماعة من الأئمة إلا في روايته عن الزهري خاصة فإن فيها مناكير، واستشهد به البخاري.
قال ابن أبي حاتم: سفيان بن حسين السلمي المعلم، روى عن الحسن وجماعة.
قال عباس: عن ابن معين: ليس به بأس، وليس من أكابر أصحاب الزهري.
وقال أحمد بن زهير، عن ابن معين: ثقة كان يؤدب المهدي، وحديثه عن الزهري فقط ليس بذاك إنما سمع منه بالموسم.
وقال أبو حاتم: صالح الحديث، ولا يحتج به، هو نحو محمد بن إسحاق.
وقال ابن حبان: الإنصاف في أمره تنكب ما روى عن الزهري، والاحتجاج بما روى عن غيره.
مات بعد الخمسين ومائة.
71 – خ ن:
سفيان بن دينار أبو سعيد الكوفي التمار
.
عن: سعيد بن جبير، ومصعب بن سعيد، وعكرمة، والشعبي. وعنه: ابن المبارك، وأبو بكر بن عياش، والمحاربي، وعفان، وغيرهم.
وثقه ابن معين، وغيره، وهو الذي يقول عند البخاري: رأيت قبر النبي صلى الله عليه وسلم، وأبي بكر، وعمر مسنمة.
72 – ت
السكن بن المغيرة البصري البزاز أبو محمد مولى عثمان بن عفان
.
عن سارية عن عائشة، وعن الوليد بن أبي هشام، وعنه أبو داود، وأبو نعيم، وحبان بن هلال، وأبو الوليد، وجماعة.
قال النسائي: ليس به بأس.
73 – ت:
سلام بن أبي عمرة أبو علي الخراساني
.
عن عمرو بن ميمون الأودي، وعكرمة، والحسن، وعن وكيع، ومحمد بن بشر، وعبيد بن إسحاق العطار، وغيرهم.
قال ابن معين: ليس بشيء.
74 -
سلمة بن بخت
عن عكرمة، وعنه إسحاق بن سليمان الرازي، والقعنبي، وثقه ابن معين، وغيره.
75 -
سلمة بن سابور الكوفي
.
عن عطية العوفي، وعبد الوارث مولى أنس، وعنه الفضل بن موسى، ومحمد بن ربيعة، وسلمة بن رجاء، وأبو يحيى الحماني، وأبو نعيم.
ضعفه ابن معين.
76 – ت ق:
سلمة بن وردان أبو يعلى الليثي الجندعي مولاهم المدني
.
عن أنس بن مالك، وأبي سعيد بن المعلى، ومالك بن أوس بن الحدثان، وعنه ابن المبارك، وابن وهب، وأبو نعيم، والقعنبي، والواقدي، وإسماعيل بن أبي أويس، وعدة.
ضعفه أبو داود.
وقال أبو حاتم: ليس بقوي عامة ما عنده عن أنس منكر.
قيل: توفي في آخر خلافة المنصور.
وقال الدارقطني: ضعيف.
77 -
خ م ن:
سلم بن زرير أبو يونس العطاردي البصري
.
عن أبي رجاء العطاردي، وعبد الرحمن بن طرفة، وأبي غالب حزور، وعنه أبو علي الحنفي، وحبان بن هلال، وأبو الوليد، وغيرهم.
وثقه أبو حاتم، وضعفه أبو داود، وابن معين.
وقال أبو حاتم أيضا: ليس بالقوي.
وقال ابن أبي حاتم: سألت أبا زرعة عنه فقال: صدوق، وسألت أبي عنه فقال: ثقة ما به بأس.
قلت: له نحو من عشرة أحاديث يحتج ببعضها.
78 -
سليمان بن أبي داود الحراني
.
عن الزهري، وعبد الكريم الجزري، وعنه ابنه محمد بن سليمان بومة، وعبد الله بن عرادة، وخالد بن حيان.
ضعفه أبو حاتم.
وهو من موالي أمير الجزيرة محمد بن مروان بن الحكم الأموي.
79 – ن:
سليمان بن داود الخولاني الدمشقي
.
روى حديث الصدقات عن الزهري، وروى أيضا عن أبي قلابة، وعنه صدقة بن عبد الله، ويحيى بن حمزة.
قال أحمد بن حنبل في حديثه الطويل: أرجو أن يكون صحيحا.
وقال ابن معين: هو شيخ ضعيف.
قلت: وحديثه الطويل رواه أحمد في المسند.
الوليد بن مسلم، وغيره عن صدقة عنه أنه سمع أبا قلابة يقول: حدثني عدة من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم في صفة صلاته.
وقال عبد الجبار الخولاني في تاريخ داريا: كان سليمان بن داود حاجبا لعمر بن عبد العزيز، وولده بداريا إلى اليوم.
وقال أبو زرعة الدمشقي، وغير واحد من المحققين: الصواب في حديث الصدقات: يحيى بن حمزة عن سليمان بن أرقم.
قال الحافظ أبو عبد الله بن منده: رأيت في كتاب يحيى بن حمزة بخطه: عن سليمان بن أرقم عن الزهري.
وقال أبو دحيم: نظرت في أصل يحيى بن حمزة حديث الصدقات فإذا هو عن سليمان بن أرقم.
قلت: وقد روى طائفة من الحديث سعيد بن عبد العزيز، وشعيب بن أبي حمزة عن الزهري.
وقال ابن حبان: سليمان بن داود الخولاني ثقة، ثم ساق له في الأنواع والتقاسيم الحديث بطوله، فالله أعلم.
80 – ت:
سليمان بن سفيان المدني
، أبو سفيان مولى آل طلحة.
عن عبد الله بن دينار، وبلال بن يحيى، وعنه سليمان التيمي، وهو أكبر منه، ومعتمر بن سليمان، وأبو عامر العقدي، وأبو داود الطيالسي.
قال الدولابي: ليس بثقة.
وضعفه أبو حاتم، وغيره.
* سليمان بن أبي سليمان، أبو أيوب المورياني الخوزي، وزير المنصور، ذكرته في الكنى.
81 -
سليمان بن مسلم بن جماز الزهري المدني المقرئ
.
أخذ القراءة عن أبي جعفر، وشيبة بن نصاح، وعرض أيضا على نافع بن أبي نعيم.
قرأ عليه إسماعيل بن جعفر، وقتيبة بن مهران.
82 – ت ق:
سليمان بن يزيد الكعبي الخزاعي
، أبو المثنى.
عن أنس بن مالك، وسعيد المقبري، وربيعة الرأي، ويحيى بن سعيد، وهشام بن عروة، وعدة، وعنه ابن أبي فديك، ويحيى بن حسان التنيسي، وابن وهب، وعبد الله بن نافع الصائغ، وغيرهم.
قال أبو حاتم: منكر الحديث ليس بقوي.
83 -
سليمان أبو الربيع الهمذاني من أهل همذان
.
روى عن أبي عبد الرحمن السلمي، وسعيد بن جبير، وغيرهما، وعنه الربيع بن زياد، وابن المبارك، وزيد بن الحباب.
وكان يعرف بالأحمر، وهو من أول من في تاريخ همذان.
84 -
سليم مولى الشعبي
.
عن الشعبي، وعنه سلم بن قتيبة، وعبد الله بن رجاء، وأحمد بن يونس.
ضعفه الفلاس.
85 – ع سي:
سليم بن حيان الهذلي
.
من ثقات البصريين، عن سعيد بن ميناء، وقتادة، وعمرو بن دينار، ومروان الأصفر، وعنه بهز بن أسد، ويحيى القطان، وابن مهدي، وعفان، ومحمد العوقي، وآخرون.
86 -
سهل بن شعيب النخعي الكوفي
.
وفد على عمر بن عبد العزيز، وروى عن الشعبي، وبريدة بن سفيان، وقنان النهمي، وعنه زريق البجلي المقرئ، وأبو غسان مالك بن إسماعيل، وأبو داود الطيالسي، وعون بن سلام.
وما علمت به بأسا.
78 -
سهل بن أبي الصلت
، البصري السراج.
عن الحسن، وابن سيرين، وأيوب، وعنه ابن مهدي، وأبو داود، ومسلم بن إبراهيم، وأبو سلمة المنقري.
قال أحمد: لم يكن به بأس. وكذا قال أبو حاتم.
وقال أبو داود: ثقة.
وقال يحيى القطان: قد روى شيئا منكرا، وهو أنه رأى الحسن يصلي بين سطور القبور.
وقال أبو حفص الفلاس: وقد روى شيئا أنكر من هذا: سمعت عبد الصمد يقول: حدثنا سهل السراج، عن الحسن أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يجز طلاق المريض.
قلت: روى له أبو داود في القدر.
* سوار بن داود هو أبو حمزة، يأتي بكنيته.
88 -
سوار بن عبد الله بن سوار بن عبد الله بن قدامة بن عنزة التميمي العنبري قاضي البصرة أبو عبد الله.
قال علي بن الجعد: سمعت شعبة يقول: هذا سوار بن عبد الله ما تعنى في طلب حديث قط قد ساد الناس.
قلت: قد روى عن بكر بن عبد الله المزني، وأبي المنهال، وشهر بن حوشب، ولكنه قليل الحديث.
روى عنه عرعرة بن البرند، وعلي بن عاصم، وغيرهما.
قال سفيان الثوري: ليس بشيء.
قلت: ولي القضاء سبع عشرة سنة، وكان من نبلاء القضاة، وقد روى عنه أيضا ابن علية، ومعاذ بن معاذ، وبشر بن المفضل.
ذكره أبو حاتم، ولم يجرحه.
وقال بكار بن محمد السيريني: رأيت سوارا إذا أراد أن يحكم رفع رأسه إلى السماء، وتغرغرت عيناه ثم حكم، وبلغنا أن المنصور استقدمه ليعزله لأنه شكي منه فعطس المنصور بحضوره فلم يشتمه فقال: ما منعك من التشميت؟ قال: لأن أمير المؤمنين لم يحمد الله، قال: فقد حمدت في نفسي، قال: وقد شمتك في نفسي، قال: ارجع فلو حابيت أحدا لحابيتني.
مات سوار في آخر سنة ست وخمسين ومائة.
89 -
ع:
شعبة بن الحجاج بن الورد أبو بسطام الأزدي العتكي مولاهم الواسطي
، الحافظ الكبير عالم أهل البصرة في زمانه، بل أمير المؤمنين في الحديث.
وقد سكن البصرة من صغره، ورأى الحسن، وسمع منه مسائل.
وروى عن أنس بن سيرين، وإسماعيل بن رجاء، وجامع بن شداد، وسعيد المقبري، وجبلة بن سحيم، والحكم، وعمرو بن مرة، وزبيد بن الحارث، وسلمة بن كهيل، وقتادة، ويحيى بن أبي كثير، ومعاوية بن قرة، وأبي جمرة الضبعي، وعمرو بن دينار، وخلائق قد أفردهم مسلم في جزء، ومنهم محمد بن المنكدر، ومحمد بن زياد القرشي، وابن أبي مليكة، وعبيد الله بن أبي يزيد.
وعنه أيوب السختياني وهو من شيوخه، وسفيان الثوري، وابن إسحاق، وإبراهيم بن سعد، والقطان، وابن مهدي، وغندر، وعفان، وأسد بن موسى، والطيالسيان، وسليمان بن حرب، وأبو عمر الحوضي، وعلي بن الجعد، وخلق كثير.
قال علي ابن المديني: له نحو من ألفي حديث، وكان الثوري يعظمه، ويقول: هو أمير المؤمنين في الحديث، وقال الشافعي: لولا شعبة لما عرف الحديث بالعراق.
وقال الحاكم: شعبة إمام الأئمة بالبصرة في معرفة الحديث رأى أنس بن مالك، وعمرو بن سلمة الجرمي، وسمع من أربع مائة من التابعين، وحدث عنه
من شيوخه: أيوب، ومنصور، والأعمش، وسعد بن إبراهيم، وداود بن أبي هند.
وقال أبو زيد الهروي: ولد شعبة سنة اثنتين وثمانين من الهجرة.
وقال غيره: ولد سنة ثمانين.
ابن أبي خيثمة: حدثنا أحمد بن حنبل قال: حدثنا ابن مهدي، عن شعبة قال: سمعت الحسن بن أبي الحسن يقول: كما نعق بهم ناعق اتبعوه، وحدثنا أحمد قال: حدثنا عبد الصمد، قال: حدثنا شعبة، قال: رأيت الحسن قام إلى الصلاة، وقال: لا بد لهؤلاء الناس من وزعة، حدثنا مسلم بن إبراهيم قال: حدثنا شعبة، عن سماك بن حرب، عن أبي صفوان أنه باع النبي صلى الله عليه وسلم رجل سراويل فلما أن وزن له رجح له، رواه الثوري عن سماك فقال: عن سويد بن قيس فكأنه اسم أبي صفوان.
قال حماد بن زيد: إذا خالفني شعبة في حديث صرت إليه.
وقال أبو داود: سمعت من شعبة سبعة آلاف حديث، وسمع غندر من شعبة سبعة آلاف، يعني بالمقاطيع.
وقال أبو قطن: كتب لي شعبة إلى أبي حنيفة فأتيته، فقال: كيف أبو بسطام؟ قلت: بخير، قال: نعم حشو المصر هو.
وقال أبو بحر البكراوي: ما رأيت أحدا أعبد لله من شعبة، لقد عبد الله حتى جف جلده على عظمه واسود.
وقال حمزة بن زياد الطوسي: سمعت شعبة وكان ألثغ قد يبس جلده من العبادة يقول: لو حدثتكم عن ثقة ما حدثتكم عن ثلاثة.
وقال عمر بن هارون البلخي: كان شعبة يصوم الدهر كله.
قلت: وقد استوعب تهذيب الكمال سائر شيوخ شعبة فسمى له ثلاث مائة شيخ.
قال أحمد بن حنبل: شعبة أثبت من الأعمش في الحكم، وشعبة أحسن
حديثا من الثوري، وقد روى عن ثلاثين شيخا كوفيا لم يلقهم سفيان، قال: وكان شعبة أمة وحده في هذا الشأن.
قال عبد السلام بن مطهر: ما رأيت أحدا أمعن في العبادة من شعبة.
وقال أبو نعيم: سمعت شعبة يقول: لأن أزني أحب إلي من أن أدلس.
وقال يحيى بن سعيد: سمعت شعبة يقول: كل من كتبت عنه حديثا فأنا له عبد.
وقال سليمان بن حرب: حدثنا شعبة يوما بحديث الصادق المصدوق، وأحاديث نحوه فقال رجل من القدرية: يا أبا بسطام ألا تحدثنا نحن أيضا بشيء، فذكر حديث أبي صالح عن أبي هريرة مرفوعا: كل مولود يولد على الفطرة. . . . الحديث.
وقال أبو قطن: ما رأيت شعبة ركع إلا حسبت أنه قد نسي، ولا قعد بين السجدتين إلا قلت قد نسي.
وقال القطان: كان شعبة من أرق الناس يعطي السائل ما أمكنه.
قال أبو قطن: كانت ثياب شعبة كالتراب، وكان كثير الصلاة سخيا.
وقال عبدان بن عثمان عن أبيه قال: قومنا حمار شعبة وسرجه ولجامه ببضعة عشر درهما.
وعن عبد العزيز بن أبي رواد قال: كان شعبة إذا حك جسمه انتثر منه التراب.
قال أبو داود الطيالسي: كنا عند شعبة فجاء سليمان بن المغيرة يبكي، وقال: مات حماري، وذهبت مني الجمعة، وذهبت حوائجي، قال: بكم أخذته؟ قال: بثلاثة دنانير.
قال شعبة: فعندي ثلاثة دنانير، والله ما أملك غيرها، ثم دفعها إليه.
وقال النضر بن شميل: ما رأيت أرحم بمسكين من شعبة.
وقال سليمان بن أبي شيخ: حدثنا صالح بن سليمان قال: كان شعبة مولده ومنشأه واسط، وعلمه كوفي، وكان له أخوان: بشار وحماد يعالجان الصرف، وكان شعبة يقول لأصحاب الحديث: ويلكم الزموا السوق فإنما أنا
عيال على أخوي، قال: وما أكل شعبة من كسبه درهما قط.
وقال أبو الوليد: سمعت شعبة يقول: إذا كان عندي دقيق، وقصب فما أبالي ما فاتني من الدنيا.
أخبرنا ابن الظاهري، أخبرنا ابن اللتي قال: أخبرنا أبو الوقت قال: أخبرنا كلار بن أبي شريح قال: حدثنا البغوي قال: سمعت علي بن الجعد يقول: قدم شعبة بغداد مرتين أيام المنصور، وأيام المهدي، كتبت عنه فيهما جميعا.
قال أبو العباس السراج: حدثنا محمد بن عمرو، قال: سمعت أصحابنا يقولون: وهب المهدي لشعبة ثلاثين ألف درهم فقسمها، وأقطعه ألف جريب بالبصرة فقدم البصرة فلم يجد شيئا يطيب له فتركها.
قال أبو بكر الخطيب: قدم شعبة بغداد في شأن أخيه كان حبسه أبو جعفر، كان اشترى طعاما فخسر ستة آلاف دينار هو وشركاؤه - يعني فكلم فيه أبا جعفر.
وقال الأصمعي: لم نر قط أعلم من شعبة بالشعر، قال لي: كنت ألزم الطرماح فمررت يوما بالحكم بن عتيبة، وهو يحدث فأعجبني الحديث، وقلت: هذا أحسن من الشعر فمن يومئذ طلبت الحديث.
وقال أبو داود: سمعت شعبة يقول: لولا الشعر لجئتكم بالشعبي.
وقال علي بن نصر الجهضمي: قال شعبة: كان قتادة يسألني عن الشعر فقلت له: أنشدك بيتا، وتحدثني حديثا.
وعن عبد الرحمن بن مهدي قال: ما رأيت أكثر تقشفا من شعبة.
وقال يحيى بن معين: شعبة إمام المتقين.
وقال أبو زيد الأنصاري: هل العلماء إلا شعبة من شعبة؟.
وقال سلم بن قتيبة: أتيت سفيان فقال: ما فعل أستاذنا شعبة.
وقال يحيى القطان: لا يعدل شعبة عندي أحد.
وقال عفان: كان شعبة من العباد.
وقال ابن مهدي: سمعت شعبة يقول: إن هذا العلم يصدكم عن ذكر الله، وعن الصلاة، وعن صلة الرحم فهل أنت منتهون؟.
وقال أبو قطن: سمعت شعبة يقول: ما من شيء أخوف عندي من أن يدخلني النار من الحديث.
وعنه قال: وددت أني وقاد حمام وأني لم أعرف الحديث.
وقال سعد بن شعبة: أوصى أبي إذا مات أن أغسل كتبه فغسلتها.
وقال أبو عبيدة الحداد، عن شعبة قال: لم يسمع حميد من أنس سوى أربعة وعشرين حديثا والباقي سمعها وثبته فيها ثابت البناني.
وقال ابن المديني: شعبة أحفظ للمشايخ وسفيان أحفظ للأبواب.
وقال أبو داود: قال لي شعبة: في صدري أربع مائة حديث لأبي الزبير، والله لا حدثت عنه.
وقال القطان: كان شعبة أمر في الأحاديث الطوال من سفيان الثوري.
قال ابن المديني: قيل ليحيى بن سعيد: إن عبد الله بن إدريس، وأبا خالد بن عمار يزعمان أن شعبة أملى عليهما فسمعته أنكر ذلك، وقال: قال لي شعبة: ما أمليت على أحد من الناس ببغداد إلا على ابن زريع، أكرهني عليه، وقال: إن أمير المؤمنين أمرني أن أكتبها ثم قال له يحيى: لو أردته على الإملاء لأملى علي وما أملى وأنا حاضر قط، ولقد جاءه خارجة بن مصعب، وهو شيخ، وليس عنده غيري فأخرج رقيعة فنفر شعبة فقال له: إنما هي أطراف فسكن.
ابن أبي خيثمة: حدثنا عبد الوهاب بن نجدة قال: قال لنا بقية: كان شعبة يملي علي، وذاك أنه قال لي: اكتب لي حديث بحير بن سعيد فكتبتها له، فقلت له: كيف يحل لك أن تكتب، ولا يحل لنا أن نكتب عنك؟ فقال لي: اكتب، فكنت أكتب عنه.
وقال ابن أبي خيثمة: حدثنا عبيد الله بن عمر، قال: حدثنا يزيد بن زريع قال: أملى علينا شعبة هذه المسائل من كتابه يعني مسائل الحكم وحماد.
القواريري: سمعت يزيد بن زريع يقول: كان شعبة يوما قاعدا يسبح بعد صلاة الغداة، فرأى قوما قد بكروا فأخذوا أمكنة لقوم يجيئون بعدهم، ورأى قوما يجيئون فقام من مكانه فجلس في آخرهم.
قال القطان فيما أملى علي ابن المديني: هؤلاء شيوخ شعبة من الكوفة الذين لم يلقهم سفيان:
إسماعيل بن رجاء، عبيد بن الحسن، الحكم، عبد الملك بن ميسرة، عدي بن ثابت، طلحة بن مصرف، المنهال بن عمرو، يحيى أبو عمرو البهراني، علي بن مدرك، سماك بن الوليد، سعد بن أبي بردة، عبد الله بن جبر، أبو زياد الطحان، محل بن خليفة، أبو السفر سعيد الهمداني، ناجية بن كعب.
قال وكيع: قال شعبة: رأيت ناجية الذي يروي عنه أبو إسحاق فرأيته يلعب بالشطرنج فتركته فلم أكتب عنه ومنهم العلاء بن بدر، وحيان البارقي، وعبد الله بن أبي المجالد، وسمى جماعة ثم زاد أحمد بن أبي خيثمة أناسا: الوليد بن العيراز، يحيى بن الحصين، نعيم بن أبي هند، حبيب بن الزبير، سعيد بن عمرو بن سعيد بن العاص.
أحمد: حدثنا أبو داود، قال: حدثنا شعبة، سمعت الحسن يقول في فتنة يزيد بن المهلب: كلما نعق بهم ناعق اتبعوه هذا عدو الله ابن المهلب.
أحمد: حدثنا عبد الصمد، قال: حدثنا شعبة قال: رأيت الحسن قام إلى الصلاة فتكابوا عليه فقال: لا بد لهؤلاء الناس من وزعة، وكان يقعد عند المنارة العتيقة في آخر المسجد.
قال صالح بن سليمان: كان شعبة بصريا مولى للأزد، مولده ومنشأه بواسط، وعلمه كوفي، وكان فيه تمتمة.
قال ابن معين: كان يحيى بن سعيد إذا سمع الحديث من شعبة لم يبال أن لا يسمعه من غيره.
ابن أبي خيثمة: أخبرنا سليمان بن أبي شيخ قال: أخبرنا صالح بن
سليمان قال: أخبرني أبو بشر العنبري قال: قدم شعبة من الكوفة فقال: قد رويت ألف قصيدة شعر، فقلنا له: هات أنشدنا، فجعل يتمتم، فقلنا له: ولسنا نفهم، فلم يجز في الشعر، فرجع إلى الكوفة فجاء فقال: قد رويت الحديث فجاء هؤلاء المجانين فقالوا: هات إيش تقول ما في الدنيا مهم؟.
مؤمل بن إهاب: حدثنا المقرئ، قال: سمعت شعبة يقول: من كذب الإنسان مرتين يقول: ليس بشيء إلا شويء ليس بشيء.
فصل هؤلاء الرواة عن شعبة.
نقله الذهبي من خط أبي عبد الله بن منده الحافظ.
محمد بن أبي عدي، محمد بن أبي شيبة والد أبي بكر، محمد بن إسحاق، محمد بن بشر، محمد بن بكر البرساني، محمد بن جعفر غندر، محمد بن جعفر المدائني، محمد بن الحارث العتكي، محمد بن حميد المعمري، محمد بن خازن أبو معاوية، محمد بن دينار الطاحي، محمد بن سواء، محمد بن شعيب، محمد بن عبد الله الأنصاري، محمد بن عبد الملك أبو جابر، محمد بن عباد الهنائي، محمد بن عمر الرومي، محمد بن عرعرة، محمد بن فضيل، محمد بن القاسم الأسدي، محمد بن كثير العبدي، محمد بن عيسى ابن الطباع، محمد بن مسروق الكوفي، محمد بن مصعب بن ميمون السكري، محمد بن يزيد الواسطي، أيوب السختياني، إبراهيم بن طهمان، إبراهيم بن سعد، إبراهيم بن محمد الفزاري، أبو إسحاق إبراهيم بن عيينة، إبراهيم بن حميد الطويل، إبراهيم بن البراء الأنصاري، إبراهيم بن حيان الأنصاري، إبراهيم بن المختار الرازي، إبراهيم بن معبد بصري، إبراهيم بن زكريا العباسي، إبراهيم بن عبد الحميد، آدم بن أبي إياس، إسماعيل ابن علية، إسماعيل بن مسلمة بن قعنب، إسماعيل بن يحيى التيمي، إسماعيل بن أبان، إسحاق بن رزين المنقري، أشعث بن زرعة العجلي، أبان بن تغلب، أحمد بن بشير الكوفي، أحمد بن موسى اللؤلؤي المقبري، أحمد بن أوفى العجلي، أسود
ابن عامر، أسد بن موسى، أمية بن خالد، أشهل بن حاتم، بشر بن المفضل، بشر بن السري، بشر بن منصور، بشر بن عمر، بشر بن محمد السكري، بكر بن الوضاح، بكر بن عيسى الأسواري، بكر بن بكار، بهز بن أسد، بدل بن المحبر، بقية بن الوليد، بهلول الأنباري، جرير بن حازم، جعفر بن سليمان، جعفر بن جبير، الجارود بن يزيد النيسابوري، حماد بن سلمة، حماد بن زيد، الحسن بن صالح، الحسن الأشيب، الحسن بن قتيبة المدائني، حسين بن محمد المروذي، الحسين بن الوليد النيسابوري، أبو أسامة حماد بن أسامة، حماد بن مسعدة، حماد بن خالد الخياط، حماد بن شعيب، حماد بن دليل قاضي المدائن، حفص بن عمر الحوضي، حفص بن عمر الأبلي، أبو إسماعيل حفص بن جابان، حفص بن راشد، حجاج بن الحجاج، حجاج بن محمد الأعور، حجاج بن منهال، حجاج بن نصير، الحكم بن عبد الله أبو النعمان، الحكم بن أسلم بن مروان، الحكم بن عبد الله أبو مطيع البلخي، الحارث بن النعمان، الحارث بن عطية، حرمي بن عمارة، حجوة بن مدرك، الحر بن مالك العنبري، حرب بن ميمون، حبان بن هلال، حسان بن حسان البصري، حمزة بن زياد الطوسي، حميد بن بكر القيسي، خالد بن الحارث، خالد بن عبد الله الطحان، خالد بن يزيد اللؤلؤي، خالد بن يزيد المقرئ، أبو الهيثم خالد بن عمرو القرشي، خالد بن عبد الرحمن الخراساني، خالد بن محمد الكلابي، خالد بن يزيد العمري، خلف بن الوليد، خلف بن أيوب البلخي، خارجة بن مصعب، داود بن الزبرقان، داود بن إبراهيم، داود بن المحبر، روح بن عطاء بن أبي ميمونة، روح بن عبادة، الربيع بن يحيى الأشناني، رواد بن الجراح، زهير بن معاوية، زائدة بن قدامة، زافر بن سليمان، زيد بن الحباب، زيد بن أبي الزرقاء، زياد بن سهل، زكريا بن عطية البصري، سليمان الأعمش شيخه، سليمان أبو داود الطيالسي، سليمان بن حرب، سليمان أبو خالد الأحمر، سفيان الثوري، سفيان الهلالي، سفيان بن حبيب البصري، سعد بن إبراهيم، الزهري شيخه، سعد ابنه، سعد بن الصلت، سلم
ابن قتيبة، سلم بن إبراهيم الوراق، سلم بن سالم أبو المسيب، سلام بن سليمان المدائني، سهل بن يوسف، سهل أبو عتاب الدلال، سهل بن بكار، سهل بن حسام بن مصك، سعيد الجريري شيخه، سعيد بن عامر، سعيد بن يحيى أبو سفيان الحميري، سعيد بن سفيان الجحدري، سعيد بن الربيع أبو زيد الهروي، سعيد بن أوس أبو زيد اللغوي، سعيد بن واصل الحرشي، سعيد بن سلم الباهلي، سعيد بن زياد الواسطي، السكن بن نافع، السكن بن سليمان الضبعي، سلمة بن رجاء، سلمة بن عباية.
قال سليمان بن حرب: حدثنا حماد بن زيد، قال: حدثنا سلمة بن عباية، قال: قال لي شعبة: ائت السري بن يحيى فإنه أصدق الناس، سلام الطويل، سويد بن عبد العزيز، سيف بن مسكين، شريك بن عبد الله، شعيب بن حرب، شعيب بن بيان الصفار، شبيب بن سعيد الحبطي، شعيب بن محرز، شبابة بن سوار، شيبان بن فروخ، شاذ بن فياض، شداد بن حكيم، صالح بن عمر الواسطي، صالح بن بنان، صلة بن سليمان، صيفي بن ربعي الأنصاري، صدقة بن المنتصر، صغدي بن سنان، الضحاك بن مخلد، طلحة بن عمرو، عبد الله بن المبارك، عبد الله بن إدريس، عبد الله بن العلاء بن خالد الحنفي، عبد الله بن داود الخريبي، عبد الله بن حمران البصري، عبد الله بن خيران، عبد الله بن يزيد المقبري، عبد الله بن مسلمة القعنبي، عبد الله بن أبي بكر العتكي، عبد الله بن عثمان بن جبلة العتكي، عبدان، عبد الله بن سوار العنبري، عبد الله بن رجاء الغداني، عبد الله بن زرير العبدي، عبد الله بن واقد أبو قتادة الحراني، عبد الله بن غالب العباداني، عبد الله بن عبد ربه العجلي، عبد الله بن واصل، عبد الله بن خالد العتابي، عبيد الله بن موسى، عبيد الله الأشجعي، عبيد الله أبو علي الحنفي، عبيد الله بن شميط بن عجلان، عبد الرحمن بن مهدي، عبد الرحمن بن عبد الله أبو سعيد مولى بني هاشم وهو النوفلي، عبد الرحمن بن غزوان قراد،
عبد الرحمن بن زياد الرصاصي، عبد الرحمن بن قيس الزعفراني، عبد الرحمن بن محمد المحاربي، عبد الرحيم بن هارون، عبد الواحد أبو عبيدة الحداد، عبد الوارث التنوري، عبد الصمد بن عبد الوارث ابنه، عبد الصمد بن النعمان، عبد الملك أبو عامر العقدي، عبد الملك بن الصباح المسمعي، عبد الملك بن إبراهيم الجدي، عبد الملك بن قريب الأصمعي، عبد الملك بن مختار الثقفي، عبد الملك بن يحيى بن سعيد السنجاري، عبد العزيز بن أبان، عبد العزيز بن النعمان، عبد العزيز بن عبد الله أبو وهب، عبد العزيز بن محمد الرملي، عبد القاهر بن شعيب بن الحبحاب، عبد العزيز بن أبي رزمة، عبد الكبير بن عبد المجيد أبو بكر الحنفي، عبد السلام بن حرب الملائي، عبد السلام بن مطهر، عبد الغفار بن القاسم أبو مريم، عبد الغفار بن عبيد الله الكريزي، عبد الكريم بن روح بصري، عبد الغفور بن عبد الله المسمعي، عبد الأعلى بن عبد الأعلى السامي، عبد الأعلى بن محمد بصري، عبدة بن سليمان، عبيد بن عقيل الهلالي، عباد بن عباد، عباد بن آدم الكرابيسي، عباد بن العوام، عباد بن صهيب، عمر بن سهل المازني، عمر بن حفص، عمر بن حبيب، عمر بن هارون، عمر بن إبراهيم الكردي، سمع منه إسحاق الختلي، عمر بن يزيد السياري، عمر بن عبد الواحد، عثمان بن عمر بن فارس، عثمان بن محمد النشيطي، عثمان بن جبلة بن أبي رواد، عثمان بن عبد الرحمن، عثمان بن حميد الدبوسي، عثمان بن فائد، عمار بن نوح، عمران بن إسحاق، علي بن حمزة الكسائي، علي بن عاصم، علي بن قادم، علي بن نصر الجهضمي، علي بن حفص المدائني، علي بن حميد الذهلي، علي بن الجعد، علي بن محمد المنجوراني، عمرو بن الهيثم أبو قطن، عمرو بن محمد بن أبي رزين، عمرو بن عاصم الكلابي، عمرو بن حكام، عمرو بن محمد العنقزي، عمرو بن مرزوق، عمرو بن الوليد الأغضف، عمرو بن جميع، عمرو بن منصور القيسي، عمرو بن عبد الغفار، عيسى بن ماهان أبو جعفر الرازي، عيسى بن يونس، عيسى بن زيد العلوي، عيسى بن يزيد الواسطي، عيسى بن خالد اليمامي، عيسى بن واقد، عباس بن الوليد بن نصر، عباس بن الفضل البجلي
عباس بن الفضل الأنصاري نزيل الموصل، عاصم بن حكيم، بصري، عاصم بن علي بن عاصم، عصام بن طليق، عصام بن يوسف البلخي، عصام بن يزيد جبر، عصمة بن المتوكل، عصمة بن عبد الله الأسدي، عصمة بن سليمان، عون بن عمارة القيسي، عون بن كهمس، عتاب بن محمد بن شوذب، عقبة بن خالد، عفيف بن سالم، عفان، عمار بن عبد الجبار، عمير بن عبد المجيد الحنفي، غسان بن عبيد الموصلي، أبو نعيم الفضل، الفضل بن عنبسة، فضيل بن سليمان، فهد بن حيان، قريش بن أنس، فردوس الأشعري، قرة بن حبيب، القاسم بن يزيد، قتيبة بن مهران أبو عبد الرحمن، كريز بن رواحة، كرمان بن عمرو، كثير بن هشام، الليث بن داود، الليث بن سعد، معتمر بن سليمان، منصور بن المعتمر شيخه، مطر الوراق شيخه، مسعر، معاذ بن معاذ، معاذ بن هشام، معمر بن المثنى أبو عبيدة، معاوية بن هشام، معاوية بن عطاء، موسى بن الفضل، موسى بن داود الضبي، موسى بن إسماعيل أبو سلمة المنقري، موسى بن معوذ أبو حذيفة، مصعب بن المقدام، مصعب بن سلام التيمي، معلى بن خالد، معلى بن عبد الرحمن، معلى بن الفضل، مغيرة بن بكار، مغيرة بن موسى نزل خوارزم، مغيرة بن عبد الله بن محمد، مجاعة بن الزبير، مقاتل بن سليمان، منصور بن زاذان شيخه، مسكين بن بكير، المعافى بن عمران، مسعود بن يزيد، محاضر بن المورع، مسلم بن إبراهيم، المنهال بن بحر، مؤرج بن عمرو السدوسي، مالك بن سليمان الهروي، مؤمل بن إسماعيل، مخلد بن يزيد الحراني، مخلد بن قريش شيخ لمحمد بن مصفى، مظفر بن مدرك أبو كامل، النضر بن شميل، النضر بن محمد، أبو معشر نجيح، نصر بن أبي الأشعث، نوح بن أبي إبراهيم، نصر بن حماد الوراق، نصر بن مزاحم، نصر بن طريف أبو جزء، نصر بن باب، النعمان بن عبد السلام، نوفل بن داود، ورقاء بن عمر، وكيع، الوليد بن خالد، الوليد بن نافع، الوليد بن محمد السلمي وهب بن جرير، وضاح بن حسان الأنباري، هشيم بن يحيى، هارون الرشيد، هارون بن موسى، هشام أبو الوليد الطيالسي، أبو النضر هاشم بن القاسم، هلال بن فياض عرف بشاذ، تقدم
الهيثم بن عدي، هياج بن بسطام، يحيى بن سعيد القطان، يحيى بن آدم، يحيى بن أبي زائدة، يحيى بن أبي الحجاج المنقري، يحيى بن أبي بكير، يحيى بن كثير أبو غسان، يحيى بن خليفة، يحيى بن سليم، يحيى بن عباد، يحيى بن السكن البصري، يحيى بن نصر بن حاجب، يحيى بن سلام الإفريقي روى عنه مقدام بن داود، يحيى بن حماد الشيباني، يحيى بن مطر، يحيى بن عبدويه، يحيى بن حمزة الدمشقي، يحيى بن هاشم السمسار، يحيى بن راشد، يزيد بن هارون، يزيد بن زريع، يزيد بن مرة الذارع، يزيد بن أبي يزيد المؤذن، يوسف بن يزيد أبو معشر البراء، يوسف بن يعقوب السلعي، يوسف بن خالد السمتي، يونس بن بكير، يعقوب الحضرمي، يعقوب بن إبراهيم الزهري، يعقوب بن خالد أبو عمرو، بصري، يعقوب بن إبراهيم أبو يوسف القاضي، يعلى بن عياد الكلابي، ياسين بن حماد أبو الجويرية العبدي، أبو عمر بن العلاء.
آخر ما نقل من خط ابن منده الكبير، وحذفت جماعة مجاهيل.
قال ابن مهدي: قال شعبة: كنت أتفقد فم قتادة فإذا قال: سمعت أو حدثنا حفظته، وإلا تركته.
وقال أحمد بن حنبل: كان غلط شعبة في الأسماء.
وقال الشافعي: كان شعبة يجيء إلى رجل فيقول: لا تحدث، وإلا استعديت عليك السلطان.
وقال أبو زيد الهروي: سمعت شعبة يقول: لأن أقع من السماء أحب إلي من أن أدلس.
وقال صالح جزرة: حدثني سليمان بن داود القزاز، قال: سمعت أبا داود يقول: سمعت من شعبة سبعة آلاف حديث، وسمع غندر سبعة آلاف، أغربت عليه ألف حديث، وأغرب علي ألف حديث.
وقال مسلم بن إبراهيم: كان شعبة إذا قام سائل في مجلسه لا يحدث حتى يعطى أو يضمن له.
وقال أبو عاصم: كنا عند شعبة، وقد أقبل على رجل خراساني، فقيل له: تقبل على هذا وتدعنا! قال: وما يؤمنني أن معه خنجرا يشق بطني.
وقال ابن أبي الدنيا: حدثنا خالد بن خداش، قال: حدثني حريش ابن أخت جرير بن حازم قال: رأيت شعبة في النوم، فقلت: أي الأعمال وجدت أشد عليك؟ قال: التجوز في الرجال.
وقال عبيد بن يعيش: حدثنا يونس بن بكير يقول: سمعت شعبة يقول: محمد بن إسحاق أمير المؤمنين في الحديث واكتم علي.
وقال شعبة: قلت ليونس بن عبيد: سمع الحسن من أبي هريرة؟ قال: لا، ولا حرف.
وقال غندر: لما حضرت شعبة الوفاة لم يأذن لأحد إلا ليحيى بن سعيد، وإنما غمض عينيه يحيى بن سعيد.
قلت: اتفقوا على وفاة شعبة سنة ستين ومائة بالبصرة، ويقال: إنه مات في أول السنة.
وقيل: عاش ثمانيا وسبعين سنة.
وقد حرر المدائني وفاته فقال: مات يوم أيوب.
90 -
شيبان بن زهير بن شقيق بن ثور السدوسي
، أبو العوام البصري.
روى عن ابن عمه قتادة، وعن عطاء، وعنه محمد بن مروان العقيلي، وعلي بن بكار، والحارث بن مرة.
قال أبو حاتم: ثقة قديم من أصحاب قتادة.
91 -
شعيب بن صالح الطيالسي
.
عن طاوس، والحسن، ومعاوية بن قرة، وجماعة، وعنه محمد بن معاذ العنبري، وموسى بن إسماعيل.
قال أبو حاتم: صالح الحديث.
92 –:
صالح بن أبي الأخضر اليمامي
نزيل البصرة.
عن نافع، وابن المنكدر، والزهري، وعنه عبد الرحمن بن مهدي، وروح، وأبو داود، ومسلم بن إبراهيم، وآخرون.
ضعفه ابن معين.
وقال البخاري: لين.
وقال هارون بن المغيرة: زعم ابن المبارك أنه كان يخدم الزهري - يعني صالح بن أبي الأخضر-.
وقال أبو زرعة: ضعيف الحديث، كان عنده عن الزهري كتابان أحدهما عرض، والآخر مناولة، فاختلطا جميعا فلا يعرف هذا من هذا.
93 -
ت ق:
صالح بن حسان أبو الحارث النضري المدني
نزيل العراق.
عن سعيد بن المسيب، وعروة، ومحمد بن كعب، وغيرهم، وعنه أبو ضمرة، وأبو عاصم، والهيثم بن عدي، وأبو داود الحفري.
وكان شريفا نبيلا لكنه كان صاحب قيان فذلك الذي غض منه.
قيل: إنه بقي إلى خلافة المهدي.
قال ابن معين: ليس حديثه بشيء.
وقال أبو حاتم: ضعيف الحديث.
وقال البخاري: منكر الحديث.
94 – بخ:
صالح بن خوات بن صالح بن خوات بن جبير الأنصاري المديني
.
عن أبيه، وشعبة مولى ابن عباس، وأبي طوالة، ويزيد بن رومان، وعنه ابن المبارك، وفضيل بن سليمان، والواقدي.
ما علمت به بأسا.
روى له البخاري في كتاب الأدب.
95 -
صالح بن راشد العبدي البصري
.
عن الحسن، ومالك بن دينار، وطاوس، وأبي نضرة، وعنه حرمي بن عمارة، ومسلم بن إبراهيم، والحوضي، وأبو سلمة التبوذكي.
96 – م 4:
صالح بن رستم أبو عامر الخزاز البصري مولى مزينة
، مشهور بكنيته.
عن الحسن، وعكرمة، وابن أبي مليكة، ويحيى بن أبي كثير، وجماعة، وعنه أبو داود، وسعيد بن عامر الضبعي، وعثمان بن عمر بن فارس، وأبو نعيم، وعدة.
قال أبو حاتم: يكتب حديثه.
وقال أبو داود السجزي: ثقة.
وقال ابن عدي: عندي لا بأس به، وقد روى عنه يحيى بن سعيد القطان.
وأما ابن معين فقال: ضعيف.
وقال الأثرم: سمعت أحمد يقول: هو صالح الحديث.
97 -
صالح بن علي بن عبد الله بن عباس
، الهاشمي الأمير عم المنصور.
افتتح مصر، وقهر بني أمية، وجهز عسكرا في طلب مروان الحمار فبيتوه ببوصير فقاتل حتى قتل، ثم ولي صالح إمرة دمشق، وروى عن أبيه، وعنه ابناه إسماعيل، وعبد الملك، وغيرهما، والتقى جيوش الروم بدابق، وعليهم اللعين قسطنطين بن اليون فهزمهم، وكانوا مائة ألف، وأسر وسبى، وأمر بإنشاء مدينة أذنة، وعاش نحوا من ستين سنة.
مات سنة إحدى أو اثنتين وخمسين ومائة، وولي بعده الشام ولده الفضل.
98 -
صالح بن مسلم العجلي البكري
.
عن الشعبي، وعنه شريك، وأبو عوانة، ويحيى القطان، وابن علية.
وثقه ابن معين، ولم يدركه ابنه عبد الله بن صالح.
99 -
صالح بن مسمار
بصري.
عن الحسن، ومحمد، وعنه جعفر بن برقان، ومعمر بن سليمان.
سكن الرقة.
100 -
صباح بن يحيى المزني
.
عن الحارث بن حصيرة، وخالد بن أبي أمية، وعنه علي بن هاشم، وعقبة بن خالد، ومالك بن إسماعيل.
قال أبو حاتم: شيخ.
101 -
صدقة بن رستم الكوفي الإسكاف
.
عن المسيب بن رافع، وعنه ابن فضيل، والفضل السيناني، وسعيد بن عامر، وعبيد بن إسحاق، وطائفة.
قال أبو حاتم: صدوق ما به بأس.
وقال البخاري: لم يصح حديثه.
102 -
صدقة بن عبادة بن نشيط الأسدي
.
عن أبيه، وعن أبي فاطمة عن ابن عمر، وعنه أبو داود، ومسلم بن إبراهيم، والتبوذكي، وحرمي بن حفص، وآخرون.
شيخ.
103 – د ت:
صدقة بن موسى الدقيقي البصري
.
عن ثابت البناني، وأبي عمران الجوني، وفرقد السبخي، وعنه أبو داود، ويزيد بن هارون، ومسلم بن إبراهيم، وعلي بن الجعد.
قال مسلم بن إبراهيم: صدوق.
وقال النسائي، وغيره: ضعيف.
وقال ابن معين: ليس بشيء.
وقال ابن حبان: يكنى أبا المغيرة، وقيل: أبو محمد شيخ صالح لا يحتج به.
104 -
صدقة بن يزيد الدمشقي
.
أصله خراساني نزل بيت المقدس.
وروى عن قتادة، وحماد بن أبي سليمان، وبنت واثلة بن الأسقع، ويحيى بن أبي كثير، وعدة.
وعنه محمد بن شعيب، والوليد بن مسلم، وضمرة بن ربيعة، ورواد بن الجراح، وغيرهم.
قال ابن معين: صالح الحديث.
وقال الفسوي: حسن الحديث.
وضعفه أحمد، والنسائي.
105 -
ت ق:
الصلت بن دينار أبو شعيب المجنون الأزدي الهنائي
.
عن عبد الله بن شقيق العقيلي، وشهر بن حوشب، وأبي عثمان النهدي، وأبي نضرة، والحسن، وعمر بن عبد العزيز، وعدة، وعنه الثوري، ووكيع، ومكي بن إبراهيم، وأبو داود، وصالح بن موسى، ومسلم بن إبراهيم، وآخرون.
قال أحمد بن حنبل: متروك.
وقال أبو حاتم: لين الحديث.
وقال النسائي: ليس بثقة.
وقال ابن معين: ليس بشيء.
وقال يحيى القطان: ذهبت أعوده فنال من علي رضي الله عنه فقلت: لا شفاك الله.
مات قريبا من سنة ستين ومائة.
106 – م 4:
صفوان بن عمرو بن هرم أبو عمرو السكسكي الحمصي
.
عن جبير بن نفير، وعبد الله بن بسر الصحابي، وخالد بن معدان، وعكرمة، ومكحول، وعبد الرحمن بن جبير، وراشد بن سعد، وشريح بن عبيد، وعنه ابن المبارك، وبقية، والوليد بن مسلم، وعصام بن خالد، ومنبه بن عثمان، ويحيى البابلتي، وأبو المغيرة الخولاني، وأبو اليمان، وخلق.
وقيل: إنه لقي أبا أمامة الباهلي.
وثقه غير واحد، وكان محدث حمص، وعالمها مع حريز بن عثمان، له حديث واحد في صحيح مسلم.
توفي سنة خمس وخمسين ومائة، ويقال: سنة ثمان وخمسين.
107 – ت:
الضحاك بن حمرة الأملوكي
واسطي نزل الشام.
عن عمرو بن شعيب، وقتادة، ومنصور بن زاذان، وأرسل عن أنس، وعنه بقية، ومحمد بن حرب، ومحمد بن حمير، وأبو المغيرة، وأبو سفيان سعيد بن يحيى الحميري، وغيرهم.
روى عباس عن ابن معين: ليس بشيء.
وقال النسائي، وغيره: ليس بثقة.
وقال البخاري: منكر الحديث.
وأما ابن حبان فذكره في الثقات فأخطأ.
قال العقيلي: حدثنا يحيى بن عثمان، قال: حدثنا نعيم، قال: حدثنا بقية، قال: حدثنا الضحاك بن حمرة، عن أبي نصيرة عن أبي رجاء العطاردي، عن أبي بكر الصديق، وعمران بن حصين عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: الجمعة إلى الجمعة كفارة لما بينهما، والغسل يوم الجمعة كفارة، والمشي إلى الجمعة كفارة عشرين سنة، وإذا فرغ من الجمعة أجيز بعمل مائتي سنة رواه البخاري في الضعفاء عن رجل، عن ابن راهويه، عن بقية.
108 – ن:
الضحاك بن عبد الرحمن بن أبي حوشب النصري الدمشقي
أدرك واثلة بن الأسقع. وروى عن مكحول، والقاسم بن مخيمرة، وبلال بن سعد، وعنه الوليد بن مسلم، والوليد بن مزيد.
وثقه دحيم.
وقال أبو حاتم: من جلة الشاميين.
109 – م 4:
الضحاك بن عثمان الأسدي الحزامي المديني
.
عن سعيد المقبري، وصدقة بن يسار، وبكير بن الأشج، وزيد بن أسلم، ونافع، وشرحبيل بن سعد، وسالم أبي النضر، وعنه الثوري، ووكيع، وابن وهب، وابن أبي فديك، والواقدي، وابنه محمد بن الضحاك، وزيد بن الحباب، ومحمد بن فليح، ويحيى القطان، وخلق.
وثقه أبو داود، وغيره، وكان من علماء المدينة، وأشرافها.
وقال يعقوب بن شيبة: صدوق، في حديثه ضعف، لينه يحيى القطان.
مات سنة ثلاث وخمسين ومائة.
110 -
الضحاك بن يسار
، أبو العلاء البصري.
عن أبي عثمان النهدي، ويزيد بن عبد الله بن الشخير، وعنه أبو نعيم، ومسلم بن إبراهيم، وأبو الوليد الطيالسي، وغيرهم.
قال أبو حاتم: لا بأس به.
وقال ابن معين: ضعيف.
111 -
ضرار بن عمرو
.
عن أبي رافع، وعطاء الخراساني، وأبي عبد الله الشامي، وعنه الحكم أبو عمرو، والمعافى بن عمران، وعبد العزيز بن مسلم، وغيرهم.
وهو من أهل ملطية.
قال الدارقطني: ذاهب الحديث.
وقال ابن عدي: منكر الحديث.
112 -
خ ن:
طلحة بن أبي سعيد أبو عبد الملك الإسكندراني
.
عن سعيد المقبري، وبكير بن الأشج، وعنه ضمام بن إسماعيل، وابن المبارك، وابن وهب، وجماعة.
وثقه أبو زرعة.
وهو مقل من الحديث.
مات سنة سبع وخمسين ومائة.
113 – ق:
طلحة بن عمرو الحضرمي المكي
.
عن سعيد بن جبير، وعطاء، ونافع، وعدة، وعنه ابن وهب، وأبو عاصم، وعبيد الله بن موسى، والمعافى بن عمران، وأبو داود الطيالسي، وخلق.
قال أبو حاتم: ليس بقوي.
وقال أحمد: متروك الحديث.
وقال أبو داود: ضعيف، وكذا ضعفه الدارقطني، وغيره.
قال ابن سعد: مات سنة اثنتين وخمسين ومائة.
وقيل: كان حافظا.
وقال البخاري: ليس بشيء.
114 -
طلحة بن عمرو الكوفي القناد
.
عن الشعبي، وسعيد بن جبير، وعكرمة، وعنه وكيع، وأبو أسامة.
وهو جد عمرو بن حماد بن طلحة القناد.
ذكره ابن أبي حاتم، ولم يجرحه.
115 – ع:
عاصم بن محمد بن زيد العمري بن عبد الله بن عمر العدوي
أخو أبي بكر، وعمر، وزيد، وواقد.
عن أبيه، وأخويه: واقد، وعمر، ومحمد بن كعب القرظي، وعنه أبو
نعيم، وأبو الوليد، وإسماعيل بن أبي أويس، وأحمد بن يونس، وعلي بن الجعدة، وعدة.
وثقه أبو حاتم وغيره، وما علمت فيه تليينا بوجه، فأين قول القائل: كل من اسمه عاصم ففيه ضعف!.
116 -
عامر بن إسماعيل بن عامر الحارثي الجرجاني
.
من كبار قواد الدولة، وهو الذي أدرك مروان ببوصير، وبيته وأهلكه، وكان كبير القدر عند المنصور، مات سنة سبع وخمسين ومائة.
117 -
عائذ بن شريح الحضرمي
.
عن أنس بن مالك، وعنه الفضل بن موسى السيناني، ويوسف بن أسباط، ومخلد بن يزيد، وبكر بن بكار، وغيرهم.
قال أبو حاتم: في حديثه ضعف.
قلت: ما هو بحجة، ولا، وجدته في كتب الضعفاء.
118 -
د ن ق:
عباد بن راشد البصري
.
عن الحسن، وسعيد بن أبي خيرة، وقتادة، وعنه عبد الرحمن بن مهدي، وبدل، وأبو داود، وأبو نعيم، ومسلم، وعفان، وآخرون.
قال أبو حاتم: صالح الحديث.
وقد روى له البخاري في صحيحه مقرونا بآخر.
وقال النسائي: ليس بالقوي.
وقال أبو داود: ضعيف.
وقال أحمد: ثقة صالح.
وكذا أنكر أبو حاتم على البخاري إدخاله في كتاب الضعفاء، وقال: يحول من هناك.
وروى عباس عن ابن معين: حديثه ليس بالقوي.
وروى الكوسج عنه فقال: صالح.
119 -
د ق:
عباد بن كثير الثقفي البصري العابد نزيل مكة
.
عن أبي عمران الجوني، ومحمد بن واسع، ويحيى بن أبي كثير، وابن الزبير، وثابت، وعبد الله بن محمد بن عقيل، والعلاء بن عبد الرحمن، وطائفة.
وعنه إبراهيم بن أدهم، وعبد الله بن واقد الهروي، وأبو نعيم، والفريابي، وآخرون.
وكان جرير بن عبد الحميد يحدث عن عباد بن كثير فيقولون: اعفنا منه، فيقول: ويحكم كان شيخا صالحا.
وقال ابن معين: ليس بشيء.
وقال البخاري: بصري سكن مكة تركوه.
وقال ابن المبارك: انتهيت إلى سفيان الثوري، وهو يقول: عباد بن كثير فاحذروا حديثه.
وقال ابن أبي رزمة: ما أدري، ما رأيت رجلا أفضل من عباد بن كثير في ضروب من الخير فإذا جاء الحديث فليس منها في شيء.
ومن مناكيره عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة أن النبي صلى الله عليه وسلم كان
يأكل القثاء إذا أكله بالملح، وكان يأكل التمر بالجوز.
وروى عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جده، عن النبي صلى الله عليه وسلم: عفوا يعف عن نسائكم.
وروى عن ابن عقيل، عن جابر مرفوعا: من عمل عمل قوم لوط فاقتلوه.
وروى عن الجريري، عن أبي نضرة، عن أبي سعيد، وجابر مرفوعا: الغيبة أشد من الزنى قالوا: وكيف ذاك يا رسول الله؟ قال: لأن صاحب الزنى إذا تاب تيب عليه، وصاحب الغيبة لا يغفر له حتى يغفر له صاحبه.
وروى علي بن عياش، عن معاوية بن يحيى، عن عباد بن كثير، عن أبي خالد الدالاني يزيد، عن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة، عن أنس مرفوعا: قيلوا فإن الشياطين لا تقيل.
وساق ابن حبان عدة مناكير لكن بعضها من الرواة عنه.
فأما:
120 -
عباد بن كثير الفلسطيني الرملي
.
فهو آخر، فصله ابن حبان، وغيره من الذي قبله.
يروي عن عروة بن رويم، وحوشب، وغيرهما، وعنه يزيد بن أبي الزرقاء، وهو متروك تأخر حتى لحقه يحيى بن يحيى النيسابوري، ويحيى بن معين.
قال البخاري: فيه نظر.
وقال النسائي: متروك الحديث.
ووثقه ابن معين وابن المديني.
121 -
4:
عباد بن منصور الناجي أبو سلمة البصري
.
ولي القضاء لإبراهيم بن عبد الله بن حسن.
وروى عن عكرمة، والقاسم، وعطاء بن أبي رباح، وأبي الضحى، وجماعة، وعنه يحيى بن سعيد القطان، ويزيد بن هارون، وروح بن عبادة، وأبو عاصم، والنضر بن شميل، وآخرون.
قال أبو داود السجزي: كان يأخذ دقيق الأرز في إزاره كل عيشة، وولي قضاء البصرة خمس مرات.
وقال أبو حاتم: ضعيف يكتب حديثه.
وقال ابن معين: عباد بن كثير، وعباد بن منصور، وعباد بن راشد ليس حديثهم بالقوي، ولكنه يكتب.
وقال ابن حبان: كان عباد بن منصور قدريا داعية، وكان على قضاء البصرة، وكل ما روى عن عكرمة سمعه من إبراهيم بن أبي يحيى، عن داود بن الحصين فدلسها عن عكرمة.
روى أحمد بن داود، عن علي ابن المديني عن يحيى بن سعيد قال: قلت لعباد بن منصور: عمن سمعت: ما مررت بملأ من الملائكة إلا أمروني بالحجامة، وأنه عليه السلام كان يكتحل بالليل ثلاثا؟ فقال: حدثني ابن أبي يحيى، عن داود، عن عكرمة، عن ابن عباس.
وقال ابن خزيمة: سمعت عمر بن حفص الشيباني يقول: حدثنا معاذ، عن عمرو الأغضف، قال: قلت لعباد بن منصور: من حدثك أن ابن مسعود رجع عن قوله: الشقي من شقي في بطن أمه؟ قال: رجل لا أعرفه، قلت: لكني أعرفه، قال: من هو؟ قلت: الشيطان.
قال أحمد بن زهير، عن ابن معين: عباد بن منصور ليس بشيء.
وقال العقيلي: حدثنا محمد بن زكريا، قال: حدثنا محمد بن مثنى، قال: حدثنا معاذ بن معاذ، قال: حدثنا عمرو بن الوليد الأغضف، قلت لعباد بن منصور: من حدثك أن أبي بن كعب حدثه أن ابن مسعود رجع عن حديثه في القدر؟ فقال: رجل لا أعرفه، قلت: أنا أعرفه، ذاك الشيطان.
وقال يحيى القطان: كان عباد حين رأيناه لا يحفظ، وكان يحيى لا يرضاه.
قلت: مات عباد على ظهر امرأته فجاءة سنة اثنتين وخمسين ومائة.
122 – ن:
عباد بن ميسرة المنقري البصري المعلم
.
عن الحسن، ومحمد بن المنكدر، وعلي بن زيد. وعنه هشيم، ووكيع، وأبو داود الطيالسي، وموسى بن إسماعيل، وآخرون.
وكان زاهدا عابدا قانتا مجتهدا.
قال أبو داود: ليس بالقوي.
وقال ابن معين، وغيره: ليس به بأس.
123 -
4:
عبادة بن مسلم
، أبو يحيى الفزاري البصري.
عن جبير بن أبي سليمان بن جبير بن مطعم، والحسن، ويونس بن خبَّاب، وإياس، وعنه وكيع، وأبو نعيم، وروح، وأبو داود، وأبو عاصم، وجماعة.
وثقه ابن معين، والنسائي، وابن حبان، ثم غفل ابن حبان وذكره
في كتاب الضعفاء فقال: منكر الحديث ساقط الاحتجاج بما يرويه.
124 -
د ن:
عبد الله بن بديل بن ورقاء المكي
.
عن الزهري، وعمرو بن دينار. وعنه عبد الرحمن بن مهدي، وأبو داود، وزيد بن الحباب، وعمرو العنقري.
قال ابن معين: مكي صالح.
واستشهد به البخاري.
وأما سميُّه عبد الله بن بديل بن ورقاء، فقُتِل مع علي رضي الله عنه بصفين.
125 -
ن ق:
عبد الله بن بشر الكوفي
، قاضي الرقة.
روى عن أبي إسحاق، وعاصم القارئ، والزُّهري. وعنه جعفر بن برقان مع تقدمه، وعبد السلام بن حرب، ومعمر بن سليمان.
وثقه ابن معين.
وقال أبو زرعة: لا بأس به.
وقال بعضهم: فيه لين.
126 -
د ت:
عبد الله بن جابر البصري
.
عن مجاهد، وأبي الشعثاء، والحسن، وعمر بن عبد العزيز، وجماعة، وعنه سفيان الثوري، وهارون بن موسى النحوي، وإسحاق بن سليمان الرازي، وحكام بن سلم.
ذكره ابن حبان في الثقات، وكنَّاه ابن أبي حاتم أبا حازم.
وقال أبو حاتم: هو أحب إلي من حجاج بن أرطاة.
127 -
م:
عبد الله بن حبيب بن أبي ثابت الكوفي
.
عن سعيد بن جبير، والشعبي، ومحمد بن كعب القرظي، وعنه ابن المبارك، وأبو نعيم، وقبيصة، والفريابي.
وثقه ابن معين.
128 -
عبد الله بن أبي داود
، أبو بكر البصري صاحب الجوالق.
عن نافع، وبكر بن عبد الله المزني.
وعنه أبو الوليد، وموسى التبوذكي.
وثقه يحيى بن معين.
129 -
عبد الله بن راشد الدمشقي
، مولى الخزاعيين.
عن مكحول، وعروة بن رويم، وعمرو بن مهاجر، وعنه الوليد بن مسلم، ويحيى بن زبان، ومعن القزاز.
وثقه أبو مسهر، فقال: ثقة عاقل عابد.
130 – ق:
عبد الله بن زياد بن سمعان
، المدني مولى أم سلمة.
روى عن الأعرج، ومجاهد، ومحمد بن كعب، ونافع، والزهري، وسليمان بن حبيب المحاربي، وغيرهم، وعنه مفضل بن فضالة، وروح بن القاسم، وابن وهب، وعبد العزيز الدراوردي، وبقية، وعلي بن الجعد، وآخرون.
سئل عنه مالك فقال: كذاب.
وقال أحمد بن حنبل: متروك الحديث.
وقال البخاري: سكتوا عنه.
وقال ابن معين: يكذب.
وقال أبو داود: ولي قضاء المدينة.
وقال أبو بكر بن أبي أويس: كنت جالسا عند ابن سمعان فحدث فانتهى إلى حديث شهر بن حوشب فقال: حدثني شهريز خوست، فقلت: من هذا؟ فقال: هذا بعض العجم قدم علينا، فقلت: لعلك تريد شهر بن حوشب، فسكت.
وقال أبو عبيدة الحداد: إن ابن سمعان قال: حدثني مجاهد، فقال ابن إسحاق: كذب والله، أنا أكبر منه، وما رأيت مجاهدا.
وقال أبو مسهر: سمعت سعيد بن عبد العزيز يقول: قدم عليهم ابن سمعان فأخرج إليهم كتبه فزادوا فيها فلما حدثهم بها قالوا: هذا كذاب.
وقال أبو حاتم: ابن سمعان ضعيف الحديث سبيله الترك.
وقال الحكم بن موسى: حدثنا الوليد بن مسلم قال: كتبت كتابا عن ابن سمعان فإنه لفي يدي إذ غلبتني عيناي فنمت فرأيت النبي صلى الله عليه وسلم في النوم فقلت: يا رسول الله هذا ابن سمعان حدثني عنك، فقال: قل لابن سمعان يتقي الله ولا يكذب علي.
131 – 4: عبد الله بن شوذب البلخي ثم البصري ثم المقدسي أبو عبد الرحمن.
عن الحسن، ومحمد بن سيرين، ومطر الوراق، ومكحول، وأبو التياح، وطائفة، وعنه ابن المبارك، وضمرة بن ربيعة، والوليد بن مزيد، ومحمد بن كثير، وأيوب بن سويد، وعدة.
وثقه أحمد، وغيره.
وقال أبو عمير ابن النحاس: حدثنا كثير بن الوليد قال: كنت إذا رأيت ابن شوذب ذكرت الملائكة.
وقال ضمرة، عن ابن شوذب: سمعت مكحولا يقول: لقد ذل من لا سفيه له.
وذكر ابن ضمرة أن ابن شوذب كان معاشه من كسب غلمان له في السوق، وقال: مولدي سنة ست وثمانين.
وقال ضمرة: مات ابن شوذب سنة ست وخمسين ومائة في آخرها.
132 – ق:
عبد الله بن عامر الأسلمي المدني أبو عامر القارئ
، كان يصلي بالناس في مسجد الرسول صلى الله عليه وسلم في رمضان.
روى عن عمرو بن شعيب، ونافع، وسعيد المقبري، وابن شهاب، وعنه سليمان بن بلال، وابن وهب، وحبيب كاتب مالك، وأبو نعيم، والواقدي، وغيرهم.
ضعفه أحمد.
وقال البخاري: يتكلمون في حفظه.
وقال ابن معين: ليس بشيء.
133 -
م د ن ق:
عبد الله بن عبد الرحمن بن يعلى الثقفي أبو يعلى الطائفي
.
عن عمرو بن الشريد، وعطاء بن أبي رباح، وعمرو بن شعيب، وعنه ابن المبارك، وعبد الرحمن بن مهدي، وأبو نعيم، وعبد الرزاق، وآخرون.
قال أبو حاتم: ليس بقوي.
وقال عثمان الدارمي، عن ابن معين: صويلح.
وذكره ابن حبان في الثقات.
134 -
عبد الله بن عبد الرحمن بن معاوية بن حديج بن جفنة
، الكندي التجيبي المصري الأمين.
ولي الإسكندرية للخليفة هشام، وولي مصر للمنصور سنة اثنتين وخمسين. وتوفي سنة خمس وخمسين ومائة.
135 -
عبد الله بن أبي عبد الله أبو شعيب البناني البصري
.
عن الحسن، وإياس بن معاوية، وعنه ابن المبارك، وأبو داود الطيالسي.
136 -
ت ن ق:
عبد الله بن عبيد الحميري البصري
.
عن عديسة بنت أهبان، وأبي بكر بن النضر بن أنس، وعنه ابن علية، وصفوان بن عيسى، وأبو عبيدة الحداد، وعثمان بن الهيثم المؤذن.
قال أبو حاتم: ما به بأس.
137 – ت:
عبد الله بن عمرو بن علقمة الكناني المكي
.
عن عبد الله بن عثمان بن خثيم، وعمر بن سعيد بن أبي حسين، وعنه عبد الرحمن بن مهدي، وأبو نعيم، وعبد الرزاق، وابن المبارك.
موثق.
138 – ع:
عبد الله بن عون بن أرطبان أبو عون المزني مولاهم البصري
الحافظ أحد الأئمة الأعلام.
عن سعيد بن جبير، وأبي وائل، وإبراهيم، والشعبي، والقاسم بن محمد، ومجاهد، والحسن، وابن سيرين، ومكحول، وخلق سواهم، وعنه حماد بن زيد، وابن المبارك، وابن علية، وإسحاق الأزرق، وأزهر السمان، وقريش بن أنس، وعثمان بن عمر بن فارس، ومسلم بن إبراهيم، ويزيد بن هارون، ومحمد بن أبي عدي، وخلق كثير.
قال عبد الرحمن بن مهدي: ما كان بالعراق أعلم بالسنة من ابن عون.
وقال قرة بن خالد: كنا نعجب من ورع ابن سيرين فأنساناه ابن عون.
وقال شعبة: ما رأيت مثل أيوب، وابن عون، ويونس بن عبيد.
وقال ابن المبارك: ما رأيت أحدا أفضل من ابن عون.
قلت: قد رأى ابن عون أنس بن مالك فهو معدود في صغار التابعين.
قال شعبة: شك ابن عون أحب إلي من يقين غيره.
وقال الأوزاعي: إذا مات ابن عون والثوري استوى الناس.
وقال روح بن عبادة: ما رأيت أحدا أعبد لله من ابن عون.
وروى مسعر بن كدام عن ابن عون قال: ذكر الله دواء، وذكر الناس داء.
وقال ابن معين: ابن عون ثقة في كل شيء.
وقال بكار بن محمد السيريني: كان ابن عون يصوم يوما، ويفطر يوما، صحبته دهرا، وكان طيب الريح، لين الكسوة، له ختمة في الأسبوع، وكان يغزو على ناقة له إلى الشام فإذا وصل إلى الشام ركب الخيل، وبارز مرة علجا فقتله، وكان إذا جاءه إخوانه كأن على رؤوسهم الطير لهم خشوع وخضوع.
قال بكار: وكان إذا حدث بالحديث تخشع عنده حتى نرحمه مخافة أن يزيد أو ينقص.
وقال أبو قطن: سمعت ابن عون يقول: وددت أني خرجت منه كفافا.
قال بكار: كان ابن عون لا يدع أحدا من أصحاب الحديث، ولا غيرهم يتبعه، وما رأيته يمازح أحدا، ولا ينشد شعرا، كان مشغولا بنفسه، وما رأيت أملك للسانه منه، وما سمعته حالفا على يمين قط، ولا رأيته دخل حماما قط، وكان له وكيل نصراني يجبي غلته من دار له. وكان لا يزيد في رمضان على حضور المكتوبة ثم يخلو في بيته، وقد سعت به المعتزلة إلى إبراهيم بن عبد الله بن حسن الذي خرج، فقالوا: هاهنا رجل يربث عنك الناس، فأرسل إليه
أن ما لي ولك، فخرج عن البصرة حتى نزل القريظية وأغلق بابه.
وقال الأنصاري: سمعت أن ابن عون دخل على سلم بن قتيبة، وهو أمير فقال: السلام عليكم، فضحك وقال: نحتملها لابن عون.
وقال معاذ بن معاذ: رأيت على ابن عون برنسا من صوف رقيقا حسنا، قال: هذا اشتريته من تركة أنس بن سيرين كان لابن عمر فكساه إياه.
وقال المفضل بن لاحق: كنا بأرض الروم فدعا رومي إلى المبارزة فخرج إليه فارس فقتله، ثم دخل في الناس فلذت به لأعرفه، فوضع عنه المغفر يمسح وجهه، فإذا هو عبد الله بن عون.
وروى حماد بن زيد، عن محمد بن فضاء قال: رأيت النبي صلى الله عليه وسلم في المنام فقال: زوروا ابن عون فإنه يحب الله ورسوله، وإن الله يحبه ورسوله.
وقال خارجة بن مصعب: جالست ابن عون ثنتي عشرة سنة فما أظن أن ملكيه كتبا عليه سوءا.
وقال بكار السيريني: كان بلال بن أبي بردة قد ضرب ابن عون بالسياط لكونه تزوج امرأة عربية.
وقال مكي بن إبراهيم: كنا عند ابن عون فذكروا بلالا فلعنوه، وقالوا: إنما نذكره لما ارتكبه منك، فقال: إنما هما كلمتان تخرجان في صحيفتي يوم القيامة: لا إله إلا الله، أو لعن الله فلانا.
وقال بكار بن محمد: حضرت وفاة ابن عون فكان حين قبض موجها يذكر الله حتى غرغر، فقالت عمتي: اقرأ عنده يس فقرأتها، ومات في السحر، وما قدرنا أن نصلي عليه حتى وضعناه في محراب المصلى غلبنا الناس عليه. ومات وعليه من الدين بضعة عشر ألفا، وأوصى بعد وفاء دينه بخمس ماله إلى أبي يفرقه في أقاربه المحتاجين، ولم أره يشكو في علته.
قال بكار: وكانت ثياب ابن عون تمس ظهر قدميه.
وقال أبو قطن: رأيت بعض أسنان ابن عون مشدودة بالذهب.
وقال بكار بن محمد: كان ابن عون زوج عمتي أم محمد بنت عبد الله بن محمد بن سيرين، ولما مات كفنوه في برد ثمنه مائتا درهم، ولم يخلف درهما إنما خلف دارين، قال: ومات في رجب سنة إحدى وخمسين ومائة.
وفيها ورخه يحيى القطان، وأبو نعيم، وجماعة، وما عدا ذلك وهم.
قيل: سنة خمسين ومائة، ومولده سنة ست وستين، وكان يمكنه السماع من طائفة من الصحابة.
قال ابن سعد: كان أكبر من سليمان التيمي، قال: وكان ثقة كثير الحديث، ورعا عثمانيا.
وقال محمود بن غيلان: ثنا النضر بن شميل قال: كان رجل يلازم ابن عون فقيل له: بلغ حديث ابن عون ألفا؟ قال: أضعف، قيل: وألفين، قال: أضعف، قيل: فأربعة آلاف، قال: أضعف، قيل: ستة، فسكت الرجل، قال عمر بن حبيب: سمعت عثمان البتي يقول: ما رأيت عيناي مثل ابن عون.
وروي عن ابن عون أن أمه نادته فعلا صوته صوتها فخاف فأعتق رقبتين.
وقال ابن المبارك: ما رأت عيني أحدا ممن ذكر لي إلا رأيته دون ما ذكر لي إلا ابن عون، وحيوة بن شريح.
وقال يحيى بن يوسف الزمي: حدثنا أبو الأحوص قال: كان يقال لابن عون: سيد القراء في زمانه.
قال ابن المديني: جمع لابن عون ما لم يجمع لأحد من أصحابه، ولم يحدث إلا بعد موت أيوب، كان يمتنع من الحديث، فلما مات يونس بن عبيد ألح على ابن عون أصحاب الحديث فسلس وحدث.
وقال ابن سعد: أخبرنا بكار بن محمد، قال: حدثني بعض أصحابنا أن ابن عون كان له ناقة يغزو عليها، ويحج عليها، وكان بها معجبا فأمر غلاما له يستقي عليها فجاء بها وقد ضربها على وجهها فسالت عينها على خدها فقلنا: إن كان ابن عون يسيء فاليوم، فلم يلبث أن نزل فلما نظر إلى الناقة قال:
سبحان الله أفلا غير الوجه، بارك الله فيك اخرج عني، اشهدوا أنه حر.
وقال معاذ بن معاذ: حدثني غير واحد من أصحاب يونس بن عبيد أنه قال: إني لأعرف رجلا منذ عشرين سنة يتمنى أن يسلم له يوم من أيام ابن عون فما يقدر عليه.
قال ابن المبارك: ما رأيت مصليا مثل ابن عون.
قرأت على إسحاق بن أبي بكر: أخبركم ابن خليل، قال: أخبرنا أبو المكارم اللبان، قال: أخبرنا أبو علي الحداد قال: أخبرنا أبو نعيم، قال: أخبرنا أبو محمد بن حيان، قال: حدثنا عبد الرحمن بن محمد بن حماد، قال: حدثنا حفص الربالي، قال: أخبرنا معاذ بن معاذ، قال: سمعت هشام بن حسان يقول: حدثني من لم تر عيناي مثله، فقلت في نفسي: اليوم نستبين فضل الحسن، وابن سيرين، قال: فأشار بيده إلى ابن عون وهو جالس.
وبه قال أبو نعيم: حدثنا ابن خلاد قال: حدثنا الكديمي قال: حدثنا الخريبي قال: دخلت البصرة لألقى ابن عون فلما صرت إلى قناطر بني دارم تلقاني نعيه فدخلني ما الله به عليم.
قلت: ترجمته في تاريخ دمشق عشرون ورقة، ومات سنة إحدى وخمسين على الصحيح.
وقال ابن معين: سنة اثنتين.
وقال المقرئ: مات سنة خمسين.
139 -
عبد الله بن عياش الهمداني المنتوف أبو الجراح
.
وكان أخباريا علامة، حمل عن الشعبي، وغيره، وكان في صحابة أبي جعفر المنصور.
أخذ عنه الهيثم بن عدي، وجماعة.
قال الخطيب: توفي سنة ثمان وخمسين ومائة.
وفيها توفي عوانة بن الحكم الأخباري. فأما عبد الله بن عياش
القتباني المصري، ففي الطبقة الآتية.
140 -
أبو جعفر المنصور: عبد الله بن محمد بن علي بن عبد الله بن عباس القرشي
الهاشمي العباسي، أمير المؤمنين، وأمه سلامة البربرية.
ولد في سنة خمس وتسعين أو في حدودها.
وروى عن أبيه، ورأى جده، وعنه ولده المهدي.
وكان قبل أن يلي الإمامة يقال له: عبد الله الطويل ضرب في الآفاق إلى الجزيرة، والعراق، وأصبهان وفارس.
قال أبو بكر الجعابي: كان المنصور يلقب في صغره بمدرك التراب. أتته البيعة بالخلافة بعد موت أخيه السفاح، وهو بمكة بعهد السفاح لما احتضر إليه، فوليها اثنتين وعشرين سنة.
وكان أسمر، طويلا، نحيفا، مهيبا، خفيف العارضين، معرق الوجه، رحب الجبهة، يخضب بالسواد، كأن عينيه لسانان ناطقان، تخالطه أبهة الملك، بزي النساك، تقبله القلوب، وتتبعه العيون، وكان أقنى الأنف بين القنا.
وقد مر من أخباره في الحوادث ما يدل على أنه كان فحل بني العباس هيبة وشجاعة وحزما ورأيا وجبروتا، وكان جماعا للمال تاركا للهو واللعب، كامل العقل، جيد المشاركة في العلم والأدب، فقيه النفس، قتل خلقا كثيرا حتى استقام ملكه، وكان في الجملة يرجع إلى عدل، وديانة، وله حظ من صلاة وتدين، وكان فصيحا بليغا مفوها خليقا للإمارة.
وقد ولي بعض كور فارس في شبيبته لعاملها سليمان بن حبيب بن المهلب الأزدي، ثم عزله وضربه ضربا مبرحا لكونه احتجن المال لنفسه، ثم أغرمه المال، فلما ولي المنصور الخلافة ضرب عنقه.
وكان المنصور يلقب أبا الدوانيق لتدقيقه، ومحاسبته العمال والصناع على الدوانيق والحبات، وكان مع هذا ربما يعطي العطاء العظيم.
قال أبو إسحاق الثعالبي: وعلى شهرة المنصور بالبخل ذكر محمد بن
سلام أنه لم يعط خليفة قبل المنصور عشرة آلاف ألف دارت بها الصكاك، وثبتت في الدواوين فإنه أعطى في يوم واحد كل واحد من عمومته عشرة آلاف ألف درهم.
قلت: وقد حدث عن عطاء بن أبي رباح يسيرا، وقد خلف يوم مات في بيوت الأموال تسع مائة ألف ألف درهم وخمسين ألف ألف درهم.
وروى يحيى بن غيلان، ثقة، قال: حدثنا أبو عوانة، عن الأعمش، عن الضحاك، عن ابن عباس، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: منا السفاح، ومنا المنصور.
وقال علي بن الجعد، وأبو النضر: حدثنا زهير بن معاوية، قال: حدثنا ميسرة بن حبيب، عن المنهال بن عمرو، عن سعيد بن جبير سمع ابن عباس يقول: منا السفاح، ومنا المنصور، ومنا المهدي.
فهذا إسناده صالح، والذي قبله منكر وهو منقطع، ويروى نحوه بإسناد آخر عن المنهال.
قال أبو سهل بن علي بن نوبخت: كان جدنا نوبخت المجوسي نهاية في التنجيم فسجن بالأهواز: فقال رأيت أبا جعفر وقد أدخل السجن فرأيت من هيبته وجلالتهوحسن وجهه ما لم أره لأحد، فقلت له: وحق الشمس والقمر إنك لمن ولد صاحب المدينة، قال: لا ولكني من عرب المدينة، قال: فلم أزل أتقرب إليه وأخدمه حتى سألته عن كنيته، فقال: أبو جعفر، فقلت: وحق المجوسية لتملكن، قال: وما يدريك؟ قلت: هو كما أقول، فاذكر هذه البشرى، قال: إن قضي شيء فسيكون، قلت: قد قضاه الله من السماء، فقدمت دواة فكتب لي: يا نوبخت إذا فتح الله ورد الحق إلى أهله لم نغفل عنك وكتب أبو جعفر. فلما استخلف صرت إليه فأخرجت الكتاب فقال: أنا له ذاكر، ولك متوقع فالحمد لله، فأسلم نوبخت فكان منجما لأبي جعفر، ومولى.
قال إبراهيم بن عبد الصمد بن موسى بن محمد الهاشمي: حدثني أبي، قال: حدثنا أبي، عن أبيه قال: قال لنا المنصور: رأيت كأني في الحرم وكأن رسول الله صلى الله عليه وسلم في الكعبة، وبابها مفتوح فنادى مناد: أين عبد الله؟ فقام أخي أبو
العباس حتى صار على الدرجة، فأدخل فما لبث أن خرج ومعه قناة عليها لواء أسود قدر أربعة أذرع، ثم نودي: أين عبد الله؟ فقمت إلى الدرجة فأصعدت، وإذا رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأبو بكر، وعمر، وبلال فعقد لي، وأوصاني بأمته، وعممني بعمامة، وكان كورها ثلاثة وعشرين، وقال: خذها إليك أبا الخلفاء إلى يوم القيامة.
وقال الربيع بن يونس الحاجب: سمعت المنصور يقول: الخلفاء أربعة: أبو بكر، وعمر، وعثمان، وعلي، والملوك: معاوية، وعبد الملك، وهشام، وأنا.
قال شباب: أقام الحج للناس أبو جعفر سنة ست وثلاثين، وسنة أربعين، وسنة أربع وأربعين، وسنة اثنتين وخمسين، زاد الفسوي: أنه حج أيضا سنة سبع وأربعين ومائة.
قال أبو العيناء: حدثنا الأصمعي أن المنصور صعد المنبر فشرع في الخطبة فقام إليه رجل فقال: يا أمير المؤمنين اذكر من أنت في ذكره، فقال له: مرحبا لقد ذكرت جليلا، وخوفت عظيما، وأعوذ بالله أن أكون ممن إذا قيل له: اتق الله أخذته العزة بالإثم، والموعظة منا بدت، وعنا خرجت، وأنت يا قائلها فأحلف بالله ما الله أردت، إنما أردت أن يقال: قام فقال فعوقب فصبر، فأهون بها من قائلها، وأهتبلها الله، ويلك إني غفرتها، وإياكم معشر الناس وأمثالها، ثم عاد إلى خطبته، وكأنما يقرأ من كتاب.
وقال الزبير: حدثني مبارك الطبري، سمعت أبا عبيد الله الوزير، سمع المنصور يقول: الخليفة لا يصلحه إلا التقوى، والسلطان لا يصلحه إلا الطاعة، والرعية لا يصلحها إلا العدل، وأولى الناس بالعفو أقدرهم على العقوبة، وأنقص الناس عقلا من ظلم من هو دونه.
قال الفريابي محمد بن يوسف: قال عباد بن كثير لسفيان: قلت لأبي جعفر: أتؤمن بالله؟ قال: نعم، قلت: فحدثني عن الأموال التي اصطفيتموها من بني أمية، فوالله لئن كانت صارت إليهم ظلما، وغصبا لما رددتموها إلى أهلها الذين ظلموا، ولئن كانت لهم لقد أخذتم ما لا يحل لكم، إذا دعيت يوم القيامة بنو أمية بالعدل جاءوا بعمر بن عبد العزيز، فإذا دعيتم أنتم لم تجيئوا بأحد، فكن أنت ذلك الأحد، فقد مضت من خلافتك ست عشرة سنة، وما رأينا خليفة بلغ اثنتين وعشرين سنة، فهبك تبلغها فما ست سنين؟ قال: يا أبا عبد الله ما أجد أعوانا، قلت: علي عونك بغير مرزئة، أنت تعلم أن أبا أيوب المورياني يريد منك كل عام بيت مال، وأنا أجيئك بمن يعمل بغير رزق، آتيك بالأوزاعي تقلده كذا، وبالثوري تقلده كذا، وأنا بينك وبين الناس أبلغك عنهم، وأبلغهم عنك، فقال: حتى أستكمل بناء بغداد، فأخرج إلى البصرة، وأوجه إليك.
فقال له سفيان الثوري: ولم ذكرتني له؟ قال: والله ما أردت إلا النصح للأمة، ثم قال لسفيان: ويل لمن دخل عليهم إذا لم يكن كبير العقل كثير الفهم كيف يكون فتنته عليهم وعلى الأمة.
ويقال: إن عمرو بن عبيد رأس المعتزلة دخل على المنصور ووعظه، فبكى المنصور، وقال: يا أبا عثمان هل من حاجة؟ وكان يدني عمرا، ويكرمه، ويجله قال: نعم، قال: وما هي؟ قال: لا تبعث إلي حتى آتيك، قال: إذن لا نلتقي، قال: عن حاجتي سألتني، ثم نهض فلما ولى أمده بصره وهو يقول:
كلكم يمشي رويد كلكم يطلب صيد غير عمرو بن عبيد
قال عبد السلام بن حرب: أمر له بمال فرده، فقال المنصور: والله لتقبلنه، قال: والله لا أقبله، فقال له المهدي: أمير المؤمنين يحلف فتحلف! قال: أمير المؤمنين أقوى على الكفارة من عمك.
أبو خليفة: حدثنا محمد بن سلام قال: قيل للمنصور: هلى بقي من لذات الدنيا شيء لم تنله؟ قال: بقيت خصلة: أن أقعد في مصطبة وحولي أصحاب الحديث فيقول المستملي: من ذكرت رحمك الله، قال فغدا عليه
الندماء وأبناء الوزراء بالمحابر والدفاتر، فقال: لستم بهم إنما هم الدنية ثيابهم، المشققة أرجلهم، الطويلة شعورهم، برد الآفاق، ونقلة الحديث.
الصولي: حدثنا أحمد بن يحيى، عن محمد بن إسماعيل، عن أبيه قال: قال عبد الصمد بن علي للمنصور: يا أمير المؤمنين لقد هجمت بالعقوبة حتى كأنك لم تسمع بالعفو، قال: لأن بني أمية لم تبل رممهم، وآل أبي طالب لم تغمد سيوفهم، ونحن بين قوم قد رأونا أمس سوقة، واليوم خلفاء، فليس تتمهد هيبتنا في صدورهم إلا بنسيان العفو.
وروي أن هشام بن عروة دخل على المنصور فقال: يا أمير المؤمنين اقض عني ديني، قال: فكم دينك؟ قال: مائة ألف، قال: وأنت في فقهك وفضلك تأخذ مائة ألف ليس عندك قضاؤها! قال: شب فتيان لي فأحببت أن أبوئهم، وخشيت أن ينتشر علي من أمرهم فبوأتهم، واتخذت لهم منازل، وأولمت عنهم ثقة بالله وبأمير المؤمنين، قال: فردد عليه: مائة ألف، استكثارا لها، ثم قال: قد أمرنا لك بعشرة آلاف، فقال: يا أمير المؤمنين أعطني ما تعطي، وأنت طيب النفس فإني سمعت أبي يحدث عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: من أعطى عطية وهو بها طيب النفس بورك للمعطي والمعطى قال: فإني طيب النفس بها، فأهوى هشام إلى يد المنصور يقبلها فمنعه، وقال: إنا نكرمك عنها، ونكرمها عن غيرك.
وروي عن الربيع قال: لما مات المنصور درنا في الخزائن أنا والمهدي، فرأينا في بيت أربع مائة حب مسدودة الرءوس فإذا فيها أكباد مملحة أعدها للحصار.
وذكر الرياشي عن محمد بن سلام أن جارية رأت قميصا للمنصور مرقوعا فأنكرت ذلك فقال: ويحك أما سمعت قول ابن هرمة:
قد يدرك الشرف الفتى ورداؤه خلق وجيب قميصه مرقوع
وروى عمر بن شبة، وروي عن المدائني، وغيره أن المنصور لما احتضر قال: اللهم إني قد ارتكبت الأمور العظام جراءة مني عليك، وقد
أطعتك في أحب الأشياء إليك شهادة أن لا إله إلا الله منا منك لا منا عليك، ومات، وقد كان المنصور رأى مناما يدل على قرب الأجل فتهيأ وسار للحج.
قال هشام بن عمار: حدثنا الهيثم بن عمران أن المنصور مات بالبطن بمكة.
وقال خليفة، والهيثم، وغيرهما: عاش أربعا وستين سنة.
وقال الصولي: دفن ما بين الحجون وبئر ميمون في ذي الحجة سنة ثمان وخمسين ومائة.
141 -
د ن:
عبد الله بن محمد بن عمر بن علي بن أبي طالب أبو محمد العلوي المدني
.
روى عن أبيه، وخاله أبي جعفر الباقر، وعنه ابنه عيسى، وابن المبارك، وابن أبي فديك، والواقدي، وغيرهم.
قال علي ابن المديني: هو وسط، وقد روى أيضا عن عاصم بن عبيد الله العمري، وعن أمه خديجة بنت زين العابدين، وكان لقبه دافن.
قال بعض الحفاظ: صالح الحديث، مات بدمشق في آخر خلافة المنصور.
وابنه عيسى واه.
142 – ق:
عبد الله بن المحرر الحراني
، قاضي الجزيرة.
عن الحسن البصري، ونافع، وقتادة، وعنه بقية، وأبو نعيم، ومحمد بن حمير، ويحيى البابلتي، وغيرهم.
قال أحمد بن حنبل: ترك الناس حديثه.
ومن مناكيره عن قتادة عن أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم عق عن نفسه بعد النبوة.
143 – ق:
عبد الله بن نافع العدوي مولى ابن عمر
مدني واه، له إخوة، ضعفه ابن معين، وغيره.
روى عن أبيه، وعبد الله بن دينار، وعنه عبد الله بن نافع الصائغ، وابن أبي فديك، وأبو داود الطيالسي، وآخرون.
توفي سنة أربع وخمسين ومائة.
144 -
عبد الله بن النعمان الجهضمي الحداني
.
عن عكرمة، وعنه حفيده علي بن نضر، ونوح بن قيس، وأبو قتيبة سلم.
145 – ت ن:
عبد الله بن الوليد بن عبد الله بن معقل بن مقرن المزني الكوفي
، وقد يقال له العجلي لنزوله فيهم.
روى عن أبي جعفر الباقر، وأبي صخرة جامع بن شداد، وعاصم بن كليب، وبكير بن شهاب، وعنه ابن المبارك، وابن عيينة، وأبو نعيم، وأبو أحمد الزبيري، وجماعة.
وثقه النسائي.
وقال أبو حاتم: صالح الحديث.
146 -
عبد الأعلى بن عبد الله بن أبي فروة المدني أخو إسحاق
.
عن ابن المنكدر، والزهري، والمطلب بن حنطب، وزيد بن أسلم، وعنه حاتم بن إسماعيل، وابن وهب، والوليد بن مسلم، ويحيى بن العلاء الرازي، وجماعة.
روى عباس عن ابن معين قال: عبد الحكيم، وصالح، وعبد الأعلى ثقات إلا أخاهم إسحاق.
147 – ت:
عبد الجبار بن العباس الشبامي الهمداني الكوفي
.
عن سلمة بن كهيل، وعدي بن ثابت، وعون بن أبي جحيفة، وأبي إسحاق، وعدة، وعنه إسماعيل بن محمد بن جحادة، وابن المبارك، وعبيد الله بن موسى، وسلم بن قتيبة، وأبو أحمد الزبيري، وجماعة.
وثقه أبو حاتم.
وقال أبو داود: ليس به بأس.
وقال العقيلي، وغيره: لا يتابع على حديثه يفرط في التشيع.
وأما أبو نعيم الملائي فقال: لم يكن بالكوفة أكذب منه.
148 – د ن:
عبد الجليل بن عطية أبو صالح القيسي البصري
.
عن عبد الله بن بريدة، وشهر بن حوشب، وعنه عبد الرحمن بن مهدي، وزيد بن الحباب، والعقدي، وأبو نعيم.
قال البخاري: ربما يهم.
وقال غيره: صالح الحديث.
149 – ق:
عبد الحكم بن ذكوان السدوسي
بصري مقل.
عن أبي رجاء العطاردي، وشهر بن حوشب، وعنه مروان بن معاوية، وأبو داود، وأبو عمر الحوضي.
ذكره ابن حبان في الثقات.
150 -
عبد الحكم القسملي البصري
.
عن أنس، وأبي الصديق الناجي، وعنه قرة بن حبيب، وعفان، وجماعة.
قال البخاري: منكر الحديث.
وقال ابن عدي: عامة ما يرويه مما لا يتابع عليه.
151 -
عبد الحكيم بن أبي فروة هو أخو إسحاق.
وثقه ابن معين، وهو مقل.
قال خليفة: مات سنة ست وخمسين ومائة.
152 – م:
عبد الحميد بن جعفر بن عبد الله بن الحكم بن رافع الأنصاري المدني
.
عن أبيه، ونافع، ومحمد بن عمرو بن عطاء، وسعيد المقبري، ويزيد بن حبيب، وعم أبيه عمر بن الحكم، وجماعة، وعنه أبو أسامة، ويحيى القطان، وابن وهب، وأبو عاصم، وبكر بن بكار، والواقدي، وآخرون.
قال النسائي: ليس به بأس.
وكان الثوري ينقم عليه خروجه مع محمد بن عبد الله، وكان من فقهاء المدينة.
وقال ابن المديني: سمعت يحيى يقول: كان سفيان يحمل على عبد الحميد بن جعفر فكلمته فيه فقلت: ما شأنه؟ ثم قال يحيى: ما أدري ما كان شأنه وشأنه.
وقال عباس: سمعت ابن معين يقول: كان يحيى بن سعيد يضعف عبد الحميد بن جعفر، فقلت لابن معين: فقد روى عنه! قال: روى عنه وكان
يضعفه.
وكان يحيى يروي عن قوم ما كانوا يساوون عنده شيئا.
ثم قال ابن معين: عبد الحميد بن جعفر ثقة كان يرمى بالقدر.
وقال أحمد: ليس به بأس.
قلت: توفي سنة ثلاث وخمسين ومائة.
153 – د ن:
عبد الرحمن بن بوذوية الصنعاني
.
عن طاوس، ووهب بن منبه، ومعمر، وهو أصغر منه، وعنه مطرف بن مازن، وسعد بن الصلت، وإبراهيم بن خالد، وعبد الرزاق، وآخرون.
أثنى عليه أحمد بن حنبل. وروى عبد الرزاق عنه عن معمر.
154 – د:
عبد الرحمن بن حسان أبو سعد الكناني
، الحمصي أو الدمشقي.
عن رجاء بن حيوة، والزهري، وعطاء الخراساني، وعنه ابن شعيب، والوليد بن مسلم، وصدقة بن خالد.
قال الدارقطني: لا بأس به.
155 – د ت ق -
عبد الرحمن بن زياد بن أنعم الإفريقي أبو أيوب الشعباني
قاضي إفريقية وعالمها.
روى عن أبيه، وأبي عبد الرحمن الحبلي، وبكر بن سوادة، وعبد الرحمن بن رافع التنوخي صاحب عبد الله بن عمرو، وأبي عثمان صاحب أبي هريرة، ومسلم بن سيار، وزياد بن نعيم، وعدة.
وعنه إسماعيل بن عياش، وأبو أسامة، وابن وهب، وجعفر بن عون، ويعلى بن عبيد، وأبو عبد الرحمن المقرئ، وخلق.
وقد وفد على المنصور الكوفة فوعظه وصدعه بالحق، وكان أول مولود ولد في الإسلام بإفريقية فيما قيل.
قال الهيثم بن خارجة: حدثنا إسماعيل بن عياش قال: ظهر بإفريقية جور، فلما قام السفاح قدم عبد الرحمن بن زياد بن أنعم على أبي جعفر فشكا إليه العمال ببلده، فأقام ببابه شهرا ثم دخل عليه، فقال: ما أقدمك؟ قال: ظهر الجور ببلدنا فجئت لأعلمك، فإذا الجور يخرج من دارك، فغضب أبو جعفر وهم به، ثم أمر بإخراجه.
وعن ابن إدريس عن عبد الرحمن بن زياد، قال: أرسل إلي أبو جعفر فقدمت عليه فدخلت، والربيع قائم على رأسه فاستدناني، فقال لي: يا عبد الرحمن كيف ما مررت به من العمال؟ قلت: يا أمير المؤمنين رأيت أعمالا سيئة، وظلما فاشيا فظننته لبعد البلاد منك، فجعلت كلما دنوت منك كان الأمر أعظم، قال: فنكس رأسه طويلا ثم قال: كيف لي بالرجال؟ قلت: أفليس عمر بن عبد العزيز كان يقول: إن الوالي بمنزلة السوق يجلب إليها ما ينفق فيها فإن كان برا أتوه ببرهم، وإن كان فاجرا أتوه بفجورهم، قال: فأطرق طويلا فقال لي الربيع، وأومأ إلي أن اخرج، فخرجت وما عدت إليه.
وقال محمد بن سعد الجلاب: حدثنا جارود بن يزيد قال: أخبرنا عبد الرحمن الإفريقي قال: كنت أطلب العلم مع أبي جعفر المنصور قبل الخلافة فأدخلني منزله فقدم إلي طعاما، ومريقة من حبوب ليس فيها لحم، ثم قدم إلي زبيبا ثم قال: يا جارية عندك حلوى؟ قالت: لا، قال: ولا التمر؟ قالت: لا، فاستلقى وقرأ عسى ربكم أن يهلك عدوكم ويستخلفكم في الأرض فينظر كيف تعلمون؟، فلما ولي الخلافة دخلت عليه فقال: بلغني أنك كنت تعد لبني أمية فكيف رأيت سلطاني من سلطانهم؟ قلت: ما رأيت في سلطانهم من الجور شيئا إلا رأيته في سلطانك، فقال: إنا لا نجد الأعوان، قلت: إن السلطان سوق، قال: فسكت.
قال ابن معين عن عبد الله بن إدريس: أقدم بعبد الرحمن بن زياد على المنصور، وولي قضاء إفريقية لمروان بن محمد.
وقال ابن معين: هو ضعيف، ولا يسقط حديثه.
وقال أحمد: لا أكتب حديثه، هو منكر الحديث ليس بشيء.
وقال أبو حاتم: يكتب حديثه، ولا يحتج به.
وقال أبو زرعة: ليس بقوي.
وقال أحمد بن صالح: هو ممن يحتج به.
وقال صالح جزرة: كان رجلا صالحا، وهو منكر الحديث.
وقال الترمذي: رأيت البخاري يقوي أمره، ويقول: هو مقارب الحديث.
قلت: وأيضا فلم يذكره في كتاب الضعفاء له.
وقال ابن المديني: سمعت يحيى بن سعيد يقول: حدثت هشام بن عروة بحديث عن الإفريقي، عن ابن عمر في الوضوء فقال: هذا حديث مشرقي، وضعف يحيى الإفريقي، وقال: قد كنت كتبت عنه بالكوفة.
وقال الفلاس: كان القطان، وابن مهدي لا يحدثان عن عبد الرحمن بن زياد.
يعلى بن عبيد: حدثنا الإفريقي، عن أبي غطيف الهذلي قال: صلى ابن عمر الظهر ثم انصرف إلى مجلس له وأنا معه، فلما نودي بالعصر توضأ، حتى توضأ لكل الصلوات، ثم قال: إن كان وضوئي لصلاة الصبح لكاف ما لم أحدث، ولكني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: من توضأ على طهر كتب له عشر حسنات فرغبت في ذلك يا ابن أخي.
وروى عباس عن ابن معين قال: عبد الرحمن بن زياد الإفريقي ليس به بأس، وفيه ضعف، هو أحب إلي من أبي بكر بن أبي مريم.
وقال ابن خراش: متروك الحديث.
قال المقرئ: مات بإفريقية سنة ست وخمسين ومائة، وقد جاوز المائة.
156 -
عبد الرحمن بن خضير الهنائي
بصري.
عن أبي نجيح المكي، وعمرو بن دينار، وعنه يحيى القطان، ووكيع، وعلي بن عاصم، وخالد بن الحارث.
صدوق لينه الفلاس.
وقيل: إنه روى عن طاوس، وأبوه خضير بمعجمتين، وخطأ الأمير من قال: هو ابن الحصين أو حضين.
157 –:
المسعودي: عبد الرحمن بن عبد الله بن عتبة بن عبد الله بن مسعود الهذلي المسعودي الكوفي
، أحد الأعلام، وهو أخو أبي العميس.
روى عن علقمة بن مرثد، وسعيد بن أبي بردة، وعلي بن الأقمر، وزياد بن علاقة، وعبد الجبار بن وائل، وعمرو بن مرة، وعون بن عبد الله، ويزيد الفقير، وأبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم، وطائفة، وعنه ابن المبارك، وابن عيينة، وطلق بن غنام، وعبد الرحمن بن مهدي، ويزيد بن هارون، وأبو المغيرة الحمصي، وجعفر بن عون، وأبو داود، وأبو عبد الرحمن المقرئ، وأبو نعيم، وعلي بن الجعد، وخلق.
وكان رئيسا نبيلا يداخل الخلفاء.
قال أبو نعيم: رأيته في قباء أسود وشاشية، وفي وسطه خنجر، وبين كتفيه بياض فسيكفيكهم الله فتوقف أناس في الأخذ عنه لذلك.
وقال الهيثم بن جميل: رأيته وفي وسطه خنجر وقلنسوة أطول من ذراع مكتوب عليها محمد يا منصور.
وقال أحمد بن حنبل: ثقة، وسماع أبي النضر، وعاصم بن علي، وهؤلاء من المسعودي بعدما اختلط إلا أنهم احتملوا السماع منه.
روى عثمان بن سعيد عن ابن معين: ثقة.
وقال ابن المديني: ثقة.
وقد كان يغلط فيما روى عن عاصم بن بهدلة وسلمة.
وقال محمد بن عبد الله بن نمير: ثقة اختلط بأخرة.
وقال النسائي: ليس به بأس.
وعن مسعر قال: ما أعلم أحدا أعلم بعلم ابن مسعود من المسعودي.
وقال أبو حاتم: تغير قبل موته بسنة أو سنتين، وكان أعلم أهل زمانه بحديث ابن مسعود.
وروى أبو داود عن شعبة قال: هو صدوق.
وقال القطان: رأيته سنة رآه عبد الرحمن فلم أكلمه.
وقال معاذ بن معاذ: رأيت المسعودي سنة أربع وخمسين يطالع الكتاب يعني أنه قد تغير حفظه.
وقال أبو قتيبة: رأيت المسعودي سنة ثلاث وخمسين وكتبت عنه وهو صحيح، ورأيته سنة سبع، والذر يدخل في أذنه، وأبو داود يكتب عنه فقلت له: أتطمع أن تحدث عنه وأنا حي؟!
قال أبو عبيد، وجماعة: توفي المسعودي سنة ستين ومائة.
158 د:
عبد الرحمن بن عجلان البرجمي
، أبو موسى الكوفي الطحان.
عن إبراهيم النخعي، وعنه سفيان الثوري، ويعلى بن عبيد، وأبو نعيم، وقبيصة.
قال أبو حاتم: ما به بأس.
* عبد الرحمن بن عمر بن بوذوية، مر منسوبا إلى الجد.
159 د: –
عبد الرحمن بن قيس أبو روح العتكي البصري
.
عن يحيى بن يعمر، وطلحة بن عبيد الله بن كريز، وعنه وهب بن جرير، وعبد الرحمن بن مهدي، وغيرهما.
شيخ لا بأس به.
160 ع –
الأوزاعي عبد الرحمن بن عمرو بن يحمد أبو عمرو الأوزاعي
، إمام أهل الشام وفقيههم، وعالمهم.
كان يسكن بظاهر باب الفراديس بمحلة الأوزاع، ثم تحول إلى بيروت، فرابط إلى أن مات بها.
قال ابن سعد: والأوزاع بطن من همدان، وهو من أنفسهم، قال: وولد سنة ثمان وثمانين، وكان ثقة مأمونا، فاضلا خيرا، كثير العلم والحديث والفقه، حجة.
روى الأوزاعي عن عطاء بن أبي رباح، والقاسم بن مخيمرة، ومحمد بن سيرين حكاية، والزهري، ومحمد بن علي الباقر، وإسماعيل بن عبيد الله بن أبي المهاجر، وقتادة، وعمرو بن شعيب، وربيعة بن يزيد، وشداد بن عمار، وعبدة بن أبي لبابة، وبلال بن سعد، ومحمد بن إبراهيم التيمي، ويحيى بن أبي كثير، وعبد الله بن عامر اليحصبي، وخلق.
وعنه الزهري، ويحيى بن أبي كثير شيخاه، ويونس ين يزيد، وسفيان، وشعبة، ومالك، وسعيد بن عبد العزيز، وابن المبارك، والوليد بن مسلم، والوليد بن مزيد، وبقية، وابن شابور، ويحيى القطان، والمعافى الموصلي، والفريابي، وأبو المغيرة، وأبو عاصم، وخلائق.
وأصله من سبي السند.
وقال البخاري: لم يكن من الأوزاع بل نزل فيهم.
وقال الهيثم بن خارجة: سمعت أصحابنا يقولون: ليس هو من الأوزاع، هو ابن عم يحيى بن أبي عمرو السيباني لحا، إنما كان ينزل قرية الأوزاع إذا خرجت من باب الفراديس.
وقال ضمرة بن ربيعة: الأوزاع اسم وقع على موضع مشهور بربض دمشق سكنه بقايا من قبائل شتى، والأوزاع الفرق، تقول: وزعته إذا فرقته.
وقال أبو زرعة الدمشقي: كان اسم الأوزاعي عبد العزيز فغيره، وأصله سندي نزل في الأوزاع.
وكانت صنعته الكتابة، والترسل، ورسائله تؤثر.
وقال ضمرة: سمعت الأوزاعي يقول: كنت كالمحتلم في خلافة عمر بن عبد العزيز.
قلت: هذا يرد على قول من زعم أن مولده سنة ثلاث وتسعين.
وقال الوليد بن مزيد: ولد ببعلبك، ونشأ بالبقاع، ثم نقلته أمه إلى بيروت.
كان يتيما فقيرا حجر أمه، عجزت الملوك أن تؤدب أنفسها، وأولادها أدبه في نفسه، ما سمعت منه كلمة فاضلة إلا احتاج مستمعها إلى إثباتها عنه ولا رأيته ضاحكا حتى يقهقه، ولقد كان إذا أخذ في ذكر المعاد أقول: أترى في المجلس قلب لم يبك؟!.
قال محمد بن عبد الرحمن السلمي: رأيت الأوزاعي وكان فوق الربعة خفيف اللحم، به سمرة، يخضب بالحناء.
وقال العباس بن الوليد البيروتي عن شيوخه: إن الأوزاعي قال: مات أبي وأنا صغير فمر فلان من العرب فقال: من أنت؟ قلت: فلان، فقال: ابن أخي يرحم الله أباك، فذهب بي إلى بيته فكنت معه حتى بلغت، فألحقني في الديوان، وضرب علينا بعث إلى اليمامة، فلما دخلنا مسجدنا قال لي رجل: رأيت يحيى بن أبي كثير معجبا بك يقول: ما رأيت في هذا البعث أهدى من هذا الشاب، قال: فجالسته فكتبت عنه أربعة عشر كتابا فاحترقت، رواها محمد بن أيوب بن سويد عن أبيه، وزاد: فقال لي يحيى: ينبغي لك أن تبادر إلى البصرة لعلك تدرك الحسن، وابن سيرين، فانطلقت إليها فوجدت الحسن قد مات، فأخبرنا الأوزاعي أنه دخل على ابن سيرين فعاده، ثم مات بعد أيام فما سمع منه.
قال الهقل بن زياد: أجاب الأوزاعي في سبعين ألف مسألة أو نحوها.
وكان إسماعيل بن عياش يقول: سمعت الناس يقولون في سنة أربعين ومائة: الأوزاعي هو اليوم عالم الأمة.
وقال أمية بن يزيد: هو أرفع عندنا من مكحول، إنه قد جمع العبادة، والعلم، والقول بالحق.
وذكر مسلمة بن ثابت عن مالك قال: الأوزاعي إمام يقتدى به.
وقال علي بن بكار: سمعت أبا إسحاق الفزاري يقول: ما رأيت مثل الأوزاعي والثوري، فأما الأوزاعي فكان رجل عامة، وأما الثوري فكان رجل خاصة نفسه، ولو خيرت لهذه الأمة لاخترت لها الأوزاعي.
وكذا قال ابن المبارك، وغيره.
قال الخريبي: كان الأوزاعي أفضل أهل زمانه.
وقال الوليد: ما رأيت أكثر اجتهادا في العبادة منه.
وقال بشر بن المنذر: رأيت الأوزاعي كأنه أعمى من الخشوع.
وقال أبو مسهر: كان الأوزاعي يحيي الليل صلاة وقرآنا وبكاء.
وقال ابن مهدي: إنما الناس في زمانهم أربعة: حماد بن زيد بالبصرة، والثوري بالكوفة، ومالك بالحجاز، والأوزاعي بالشام.
وقال أحمد: الأوزاعي إمام.
وقال إسحاق: إذا اجتمع الثوري، والأوزاعي، ومالك على أمر فهو سنة.
وروى عمر بن عبد الواحد عن الأوزاعي قال: دفع إلي الزهري صحيفة فقال: اروها عني، ودفع إلي يحيى بن أبي كثير صحيفة فقال: اروها عني.
قال الوليد: قال الأوزاعي: نعمل بها، ولا نحدث بها.
وقال هشام بن عمار: سمعت الوليد يقول: احترقت كتب الأوزاعي زمن الرجفة ثلاثة عشر قنداقا فأتاه رجل بنسخها فقال: يا أبا عمرو هذه نسخة كتابك، وإصلاحك بيدك، فما عرض لشيء منها حتى فارق الدنيا، وسمعته يقول: لا نأمن بإصلاح اللحن.
وقال الوليد بن مزيد: سمعت الأوزاعي يقول: إذا أراد الله بقوم شرا فتح عليهم الجدل، ومنعهم العمل.
قال العباس بن الوليد: أدركت أهل زمان محمد ولد الأوزاعي، وما كانوا يشكون أنه من الأبدال.
قلت: عاش محمد بعد أبيه عشرين سنة، وكان عابدا قانتا لله، أخذ عنه أبو مسهر.
وقال عمرو بن أبي سلمة: سمعنا الأوزاعي يقول: رأيت كأن ملكين نزلا فأخذا بضبعي فعرجا بي إلى الله تعالى، وأوقفاني بين يديه فقال: أنت عبدي عبد الرحمن الذي تأمر بالمعروف، وتنهى عن المنكر؟ قال: قلت: بعزتك رب أنت أعلم، قال: فرداني إلى الأرض.
وقال محمد بن كثير: سمعت الأوزاعي يقول: كنا والتابعون متوافرون يقولون: إن الله تعالى فوق عرشه، ونؤمن بما وردت به السنة من صفاته.
وقال أبو أسامة: رأيت سفيان الثوري، والأوزاعي، ولو خيرت لاخترت الأوزاعي لأنه كان أعلم الرجلين.
وقال صدقة السمين: ما رأيت أحدا أحلم، ولا أكمل، ولا أجمل من الأوزاعي.
وقال موسى بن أعين: قال الأوزاعي: كنا نضحك، ونمزح فلما صرنا يقتدى بنا خشينا أن لا يسعنا التبسم.
وقال منصور بن أبي مزاحم عن أبي عبيد الله كاتب المنصور قال: كانت ترد علينا إلى المنصور كتب من الأوزاعي نتعجب منها، ونعجز كتابة عنها، فكانت تنسخ في دفاتر، وتوضع بين يدي المنصور، فيكثر النظر فيها استحسانا لألفاظها، فقال لسليمان بن مجالد، وكان من أحظى كتابه عنده: ينبغي أن تجيب الأوزاعي، قال: ما أحسن ذاك، وإن له نظما في الكتب لا أظن أحدا من جميع الناس يقدر على إجابته عنه، وأنا أستعين بألفاظه على من لا يعرفها ممن نكاتبه.
وقال الحكم بن موسى: حدثنا الوليد قال: ما كنت أحرص على السماع من الأوزاعي حتى رأيت النبي صلى الله عليه وسلم في المنام والأوزاعي إلى جنبه،
فقلت: يا رسول الله عمن أحمل العلم؟ قال: عن هذا وأشار إلى الأوزاعي.
عبد الحميد بن بكار، عن محمد بن شعيب قال: جلست إلى شيخ في المسجد فقال: أنا ميت يوم كذا وكذا، فلما كان ذلك اليوم أتيته فإذا هو يتفلى في الصحن، فقال: ما أخذتم النعش خذوه قبل أن تسبقوا إليه، قلت: ما تقول رحمك الله؟ قال: هو ما أقول لك، إني رأيت طائرا يقع على ركن هذه القبة فسمعته يقول: فلان قدري، وفلان كذا، وعثمان بن أبي العاتكة نعم الرجل، والأوزاعي خير من يمشي على الأرض، وأنت ميت يوم كذا، قال: فما جاءت الظهر حتى مات الرجل.
قال الوليد بن مزيد: كان الأوزاعي من العبادة على شيء لم يسمع بأحد قوي عليه، ما أتى عليه زوال قط إلا وهو قائم يصلي.
وقال مروان بن محمد: قال الأوزاعي: من أطال قيام الليل هون الله عليه وقوف يوم القيامة.
ويذكر عن الأوزاعي أنه حج فما اضطجع في المحمل أبدا.
وقال إسحاق بن خالد: حدثنا أبو مسهر قال: ما رؤي الأوزاعي باكيا قط، ولا ضاحكا حتى تبدو نواجذه، وكان يحيي الليل بكاء وصلاة.
وأخبرني بعض إخواني من أهل بيروت أن أم الأوزاعي كانت تدخل منزل الأوزاعي، وتتفقد موضع مصلاه فتجده رطبا من دموعه.
وقال محمد ابن الأوزاعي: قال لي أبي: يا بني لو كنا نقبل من الناس كل ما يعرضون علينا لأوشك بنا أن نهون عليهم.
وقال الوليد بن مزيد: سمعت الأوزاعي يقول: عليك بآثار من سلف، وإن رفضك الناس، وإياك وآراء الرجال وإن زخرفوه لك بالقول؛ فإن الأمر ينجلي وأنت على طريق مستقيم.
وقال بقية: قال لي الأوزاعي: العلم ما جاء عن أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم، وما لم يجئ عن الصحابة فليس بعلم.
وقال الوليد، وبقية عن الأوزاعي: لا يجتمع حب علي وعثمان إلا في قلب مؤمن.
وقال الأوزاعي: كتب إلي قتادة: إن كانت الدار فرقت بيننا وبينك، فإن ألفه الإسلام جامعة بين أهلها.
وقال الوليد بن مزيد: سمعت الأوزاعي يقول: أتيت بيروت أرابط فلقيت سوداء عند المقابر فقلت: أين العمارة؟ قالت: أنت في العمارة، وإن أردت الخراب فبين يديك.
قال أحمد بن عبد الواحد: حدثنا محمد بن كثير، عن الأوزاعي قال: وقع عندنا ببيروت رجل جراد، وكان عندنا رجل له فضل، فحدث أنه رأى رجلا راكبا، فذكر من عظم الجرادة وعظم الرجل، قال: وعليه خفان أحمران وهو يقول: الدنيا باطلة وباطل ما فيها ويومئ بيده، حيثما أومأ انساب الجراد.
رواها علي بن زيد الفرائضي عن ابن كثير، سمع الأوزاعي أنه هو الذي رأى ذلك.
وقال أبو زرعة: أريد الأوزاعي على القضاء من يزيد بن الوليد فجلس بهم مجلسا واحدا وترك.
وعن الأوزاعي قال: من أكثر ذكر الموت كفاه اليسير، ومن عرف أن منطقه من عمله قل كلامه.
ومن موعظة للأوزاعي يقول: كانوا بلهو الأمل آمنين، فقد علمتم ما نزل بساحتهم بياتا من عقوبة الله، فأصبح كثير منهم في ديارهم جاثمين، وأصبح الباقون ينظرون في آثار نقمه، وزوال نعمه، ومساكن خاوية فيها آية للذين يخافون العذاب الأليم، وأصبحتم بعدهم في أجل منقوص، ودنيا مقبوضة، في زمان قد ولى عفوه، وذهب رخاؤه، فلم يبق منه إلا حمة شر، وصبابة كدر، وأهاويل غير، وعقوبات عبر، وإرسال فتن، وتتابع زلازل، ورذالة خلف بهم ظهر الفساد، فلا تكونوا أشباها لمن خدعه الأمل، وغره طول الأجل، جعلنا الله وإياكم ممن وعى وانتهى وعقل مثواه فمهد لنفسه.
وقال عامر بن يساف: سمعت الأوزاعي يقول: إذا بلغك عن رسول الله صلى الله عليه وسلم حديث فإياك أن تقول بغيره.
وقال أبو إسحاق، عن الأوزاعي: كان يقال: خمس كان عليها الصحابة والتابعون لهم بإحسان: لزوم الجماعة، واتباع السنة، وعمارة المسجد، والتلاوة، والجهاد.
وقال محمد بن شعيب: سمعت الأوزاعي يقول: من أخذ بنوادر العلماء خرج من الإسلام.
وعن الأوزاعي قال: كنا نتحدث أنه ما ابتدع أحد بدعة إلى سلب ورعه.
وعن عنبسة بن سعيد أنه قال: ما ابتدع رجل إلا غل صدره على المسلمين.
وقال أبو توبة الحلبي: سمعت سلمة بن كلثوم يقول: كتب أبو حنيفة إلى الأوزاعي تسعين مسألة فما أجاب منها إلا بمسألتين.
وقال أبو إسحاق الفزاري: قال الأوزاعي: إنا لا ننقم على أبي حنيفة أنه رأى، كلنا نرى، ولكننا ننقم عليه أنه رأى الشيء عن النبي صلى الله عليه وسلم فخالفه.
وقال الأوزاعي فيما سمعه منه الوليد بن مزيد: إن المؤمن يقول قليلا، ويعمل كثيرا، وإن المنافق يقول كثيرا، ويعمل قليلا.
وقال الأوزاعي: سمعت يحيى بن أبي كثير يقول: العالم من خشي الله، وخشية الله الورع.
قال سالم بن جنادة: حدثنا أبو سعيد التغلبي قال: لما خرج إبراهيم، ومحمد على المنصور أراد أهل الثغور أن يعينوه عليهما فأبوا ذلك، فوقع في يد ملك الروم ألوف من المسلمين أسرى، وكان ملك الروم يحب أن يفادي بهم، ويأبى أبو جعفر، فكتب إليه الأوزاعي: أما بعد فإن الله استرعاك هذه الأمة لتكون فيها باللين قائما وبنبيه صلى الله عليه وسلم في خفض الجناح والرأفة متشبها، وأنا أسأل الله أن يسكن على أمير المؤمنين دهماء هذه الأمة، ويرزقه رحمتها، فإن سائخة المشركين وموطأهم حريم المسلمين، واستنزالهم العواتق من المعاقل لا يلقون لهن ناصرا ولا عنهن مدافعا، كاشفات عن رءوسهن وأقدامهن، وكان ذلك من
الله بمرأى وبمسمع، فليتق الله أمير المؤمنين وليسع بالمفاداة فيهم من الله سبيلا، وليخرج من حجة الله عليه، فإن الله قال لنبيه: وما لكم لا تقاتلون في سبيل الله، والمستضعفين من الرجال والنساء والولدان إلا المستضعفين من الرجال والنساء والولدان لا يستطيعون حيلة ولا يهتدون سبيلا، والله يا أمير المؤمنين ما لهم يومئذ فيء موقوف، ولا ذمة تؤدي خراجا إلا خاصة أموالهم، وقد بلغني عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: إني لأسمع بكاء الصبي في الصلاة فأتجوز فيها مخافة أن تفتن أمه، وكيف بتخليتهم في أيدي عدوهم يمتهنونهم ويطئونهم، وأنت راع والله فوقك ومستوف منك يوم توضع الموازين القسط ليوم القيامة، فلما وصل كتابه أمر بالفداء.
الوليد بن مزيد: سمعت الأوزاعي يقول: ويل للمتفقهين لغير العبادة، والمستحلين الحرمات بالشبهاب.
وقال محمد بن خلف بن المرزبان: حدثنا أبو نشيط محمد بن هارون، قال: حدثنا الفريابي قال: اجتمع الثوري، والأوزاعي، وعباد بن كثير بمكة فقال سفيان الثوري للأوزاعي: حدثنا يا أبا عمر حديثك مع عبد الله بن علي، قال: نعم، لما قدم الشام، وقتل بني أمية فجلس يوما على سريره، وعبأ أصحابه أربعة أصناف: معهم السيوف مسللة صنف، ومعهم الجزرة صنف، ومعهم الأعمدة صنف، ومعهم الكافركوب صنف، ثم بعث إلي فلما صرت بالباب أنزلوني عن دابتي، وأخذ اثنان بعضدي، ثم أدخلوني بين الصفوف حتى أقاموني مقاما يسمع كلامي، فسلمت فقال لي: أنت عبد الرحمن بن عمرو الأوزاعي؟ قلت: نعم أصلح الله الأمير، قال: ما تقول في دماء بني أمية؟ فسألني مسألة رجل يريد أن يقتل رجلا، فقلت: قد كانت بينك وبينهم عهود،
فقال: ويحك اجعلني وإياهم لا عهد بيننا، ما تقول في دمائهم؟ فأجهشت نفسي، وكرهت القتل، فذكرت مقامي بين يدي الله فلفظتها، فقلت: دماؤهم عليك حرام، فغضب وانتفخت عيناه وأوداجه، وقال: ويحك، ولم ذاك؟ قلت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا يحل دم امرئ مسلم يشهد أن لا إله إلا الله، وأني رسول الله إلا بإحدى ثلاث: ثيب زان، ونفس بنفس، وتارك لدينه قال: ويحك أوليس الأمر لنا ديانة؟ قلت: كيف ذاك؟ قال: أليس كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أوصى إلى علي؟ قلت: لو أوصى إليه لما حكم الحكمين، فسكت وقد اجتمع غضبا، فجعلت أتوقع رأسي يقع بين يدي، فقال بيده هكذا: أومأ أن أخرجوه، فخرجت فركبت، وسرت غير بعيد فإذا فارس فنزلت، وقلت: قد بعث ليأخذ رأسي، أصلي ركعتين، فكبرت فجاء وأنا قائم أصلي فسلم، وقال: إن الأمير قد بعث إليك بهذه الدنانير، قال: ففرقتها قبل أن أدخل منزلي.
وقال يعقوب بن شيبة: حدثنا أبو عبد الملك بن الفارسي عبد الرحمن بن عبد العزيز، قال: حدثنا الفريابي، قال: حدثنا الأوزاعي قال: لما فرغ عبد الله بن علي من قتل بني أمية بعث إلي، وكان يومئذ قتل نيفا وسبعين بالكافركوبات فقال: ما تقول في دمائهم؟ فحدت، قال: أجب، قال: وما لقيت مثله مفوها قط، فقلت: كان لهم عليك عهد، قال: فاجعلني وإياهم ولا عهد، ما تقول في دمائهم؟ قلت: حرام لقوله عليه السلام: لا يحل دم امرئ مسلم. . . الحديث قال: ولم؟ ويلك! أليست الخلافة وصية من رسول الله صلى الله عليه وسلم قاتل عليها علي بصفين؟ قلت: لو كانت وصية ما رضي بالحكمين، قال: فنكس ثم نكست ثم قلت: البول، فأشار بيده أن اذهب، فجعلت لا أخطو خطوة إلا ظننت أن رأسي تقع عندها.
هاشم بن مرثد: سمعت أحمد بن الغمر يقول: لما جلت المحنة التي نزلت بالأوزاعي إذ نزل عبد الله بن علي حماة طلبه، قال: فنزل على ثور بن يزيد بحمص فلم يزل ثور يتكلم في القدر من بعد العشاء إلى الفجر، وأنا ساكت ثم صليت، وأتيت حماة فأدخلت على عبد الله فقال: يا أوزاعي أيعد مقامنا هذا
ومسيرنا رباطا؟ فقلت: جاءت الآثار عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: من كانت هجرته إلى الله ورسوله. . . الحديث.
وقال عتبة بن حماد القارئ: حدثنا الأوزاعي قال: بعث إلي عبد الله بن علي فاشتد علي فأدخلت فقال: ما تقول في مخرجنا هذا وما نحن فيه؟ فقلت: أصلح الله الأمير قد كان بيني وبين داود بن علي مودة، قال: لتخبرني، ففكرت ثم استبسلت للموت فقلت: حدثني يحيى بن سعيد، عن محمد بن إبراهيم، وساق حديث الأعمال بالنيات، قال: وبيده قضيب ينكت به ثم قال: يا عبد الرحمن ما تقول في قتل أهل هذا البيت؟ فورد علي أمر عظيم فقلت: قد كان بيني وبين داود مودة، فقال: هيه لتحدثني، فقلت: حدثني محمد بن مروان عن مطرف بن الشخير عن عائشة، قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا يحل قتل مسلم إلا في ثلاث فأطرق هويا، ثم قال: أخبرني عن الخلافة وصية لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قلت: لو كان وصية ما ترك علي أحدا يتقدمه، فقال: ما تقول في أموال بني أمية؟ فقلت: إن كانت لهم حلالا فهي عليك حرام، وإن كانت عليهم حرام فهي عليك أحرم - أي فردها إلى أهلها - ثم أمرني فأخرجت.
قال عبد الوهاب بن نجدة: حدثنا أبو الأسوار محمد بن عمر التنوخي، قال: كتب أبو جعفر إلى الأوزاعي: أما بعد فقد جعل أمير المؤمنين في عنقك ما جعل الله لرعيته في عنقه فاكتب إليه بما رأيت فيه المصلحة، فكتب إليه: عليك يا أمير المؤمنين بتقوى الله، وتواضع يرفعك الله يوم يضع المتكبرين، واعلم أن قرابتك من رسول الله صلى الله عليه وسلم لن تزيد حق الله عليك إلا عظما، ولا طاعته إلا وجوبا.
وقال يحيى بن أيوب المقابري: حدثنا الحواري بن أبي الحواري قال: دخل الأوزاعي على المنصور فلما أراد أن ينصرف استعفى من لبس السواد فأجابه، فسئل الأوزاعي فقال: لم يحرم فيه محرم، ولا كفن فيه ميت، ولم تزين فيه عروس.
قال عبد الحميد بن بكار: سمعت ابن أبي العشرين يقول: سمعت أمير الساحل يقول - وقد دفنا الأوزاعي -: رحمك الله أبا عمرو، لقد كنت أخافك أكثر ممن ولاني.
وقال محمد بن عبيد الطنافسي: كنت جالسا عند الثوري فجاءه رجل فقال: رأيت كأن ريحانة من المغرب قلعت، قال: إن صدقت رؤياك فقد مات الأوزاعي، فكتبوا ذلك فوجد موته في ذلك اليوم.
قال أحمد بن عيسى المصري: حدثني خيران بن العلاء، وكان من خيار أصحاب الأوزاعي قال: دخل الأوزاعي الحمام وكان لصاحب الحمام حاجة فأغلق عليه، وذهب ثم جاء فوجده ميتا مستقبل القبلة.
وقال أبو مسهر: بلغنا موت الأوزاعي، وأن زوجته أغلقت عليه باب الحمام غير متعمدة فمات، فأمرها سعيد بن عبد العزيز بعتق رقبة، ولم يخلف إلا ستة دنانير فضلت من عطائه، وكان قد اكتتب في ديوان الساحل.
أبو فروة يزيد بن محمد الرهاوي: سمعت أبي يقول: قلت لعيسى بن يونس: أيما أفضل الأوزاعي أو الثوري؟ فقال لي: وأين أنت من سفيان؟ قلت: ذهبت به العراقية، الأوزاعي وفقهه وفضله وعلمه، فغضب، وقال: أتراني أؤثر على الحق شيئا؟! سمعت الأوزاعي يقول: ما أخذنا العطاء حتى شهدنا على علي بالنفاق، وتبرأنا منه، وأخذ علينا بذاك العتاق والطلاق وأيمان البيعة، قال: فلما عقلت أمري سألت مكحولا، ويحيى بن أبي كثير، وعطاء بن أبي رباح، وعبد الله بن عبيد بن عمير، فقالوا: ليس عليك شيء إنما أنت مكره، قال: فلم تقر نفسي حتى فارقت نسائي، وأعتقت رقيقي، وخرجت من مالي، وكفرت أيماني، فأخبرني: أسفيان كان يفعل ذلك؟ سمعها الحاكم من أبي علي الحافظ قال: أخبرنا مكحول ببيروت، قال: حدثنا أبو فروة.
العباس بن الوليد بن مزيد: حدثنا أبو عبد الله بن فلان، قال: سمعت الأوزاعي يقول: نترك من قول أهل العراق خمسا، ومن قول أهل الحجاز خمسا، فمن قول أهل العراق: شرب المسكر، والأكل عند الفجر في رمضان، ولا جمعة إلا في سبعة أمصار، وتأخير العصر حتى يصير ظل كل شيء أربعة أمثاله، والفرار يوم الزحف. ومن قول أهل الحجاز: استماع الملاهي،
والجمع بين الصلاتين من غير عذر، والمتعة بالنساء، والدرهم بالدرهمين، والدينار بالدينارين مداينة، وإتيان النساء في أدبارهن.
قال العباس بن الوليد: سمعت عقبة بن علقمة، قال: كان سبب موت الأوزاعي أنه خضب ودخل حماما له في منزله، وأدخلت معه امرأته كانونا فيه فحم ليدفأ، وأغلقت عليه، فهاج الفحم وضعفت نفسه، وعالج الباب ليفتحه فامتنع عليه، فألقى نفسه فوجدناه موسدا ذراعه إلى القبلة.
قال العباس بن الوليد: وحدثنا سالم بن المنذر، قال: لما سمعت الصيحة بوفاة الأوزاعي خرجت، فأول من رأيت نصرانيا قد ذر على رأسه الرماد، قال: فلم يزل المسلمون يعرفون ذلك له، وخرج في جنازته اليهود ناحية، والنصارى ناحية والقبط.
اتفقوا على وفاة الأوزاعي سنة سبع وخمسين ومائة، زاد بعضهم: في صفر رضي الله عنه.
ولقد كان مذهب الأوزاعي ظاهرا بالأندلس إلى حدود العشرين ومائتين، ثم تناقص، واشتهر مذهب مالك بيحيى بن يحيى الليثي. وكان مذهب الأوزاعي أيضا مشهورا بدمشق إلى حدود الأربعين وثلاث مائة، وكان القاضي أبو الحسن ابن حذلم له حلقة بجامع دمشق يشغل فيها لمذهب الأوزاعي.
161 -
ن ق:
عبد الرحمن بن يزيد بن تميم السلمي الدمشقي
.
عن مكحول، وإسماعيل بن عبيد الله، وبلال بن سعد، والزهري، ومطعم بن المقدام، وجماعة. وعنه ابناه: الحسن وخالد، والوليد بن مسلم، وأبو أسامة، وأبو المغيرة عبد القدوس، وآخرون.
ضعفه أبو زرعة.
وقال أبو داود، والنسائي: متروك الحديث.
وقال البخاري: عنده مناكير.
وقال أحمد: قلب أحاديث شهر بن حوشب فجعلها حديث الزهري.
وقال ابن عدي: يكتب حديثه.
وقال دحيم: له حديث معضل، وقال أيضا: منكر الحديث عن الزهري.
وقال محمد بن عبد الله بن نمير: أبو أسامة يروي عن
عبد الرحمن بن يزيد بن جابر
فنرى أنه ليس به.
قال الفسوي: صدق، هو عبد الرحمن بن بلال بن تميم.
وقال ابن أبي حاتم: سألت محمد بن عبد الرحمن الجعفي عن عبد الرحمن بن يزيد بن جابر فقال: قدم الكوفة عبد الرحمن بن يزيد بن تميم، ويزيد بن يزيد بن جابر، ثم قدم عبد الرحمن بن يزيد بن جابر بعد مدة، فالذي عنه أبو أسامة ليس هو ابن جابر هو ابن تميم.
وقال الذهلي: الوليد الموقري، وعبد الرحمن بن يزيد بن تميم تجيء عنهما مناكير عن الزهري.
وقال أبو بكر بن أبي داود: قدم هذا فقال: أخبرنا عبد الرحمن بن يزيد الدمشقي، وحدث عن مكحول، وظن أبو أسامة أنه ابن جابر، وابن جابر فثقة مأمون، والآخر ضعيف، قال: وقدم ثور بن يزيد، وابن تميم هذا، وبرد بن سنان، ومحمد بن راشد، وأبو ثوبان العراق؛ فروا من القتل، كانوا قدرية.
وقال البخاري: قال أحمد بن حنبل: أخبرت عن مروان عن الوليد أنه قال: لا ترو عنه فإنه كذاب - يعني ابن تميم -.
وقال الهيثم بن خارجة: حدث الوليد عن ابن تميم عن مكحول حديث الفاجرة، فقال وكيع: شيخ سوء يحدث بمثل هذا!.
قلت: روى له النسائي متابعة.
162 -
ع: عبد الرحمن بن يزيد بن جابر، أبو عتبة الأزدي الداراني، الدمشقي، الحافظ.
عن أبي الأشعث الصنعاني، وأبي كبشة السلولي، ومكحول، وأبو سلام ممطور، وابن عامر اليحصبي، والزهري، وعطية بن قيس، وعدد كثير.
وعنه ابنه عبد الله، وابن المبارك، والوليد بن مسلم، وعمر بن عبد الواحد، وأيوب بن سويد، وحسين الجعفي، ومحمد بن شعيب، وخلق.
وقد طلبه المنصور فوفد عليه.
وثقه ابن معين، وأبو حاتم.
وقال أبو مسهر: رأيته.
وقال الوليد بن مسلم، عن ابن جابر، قال: كنت أرتدف خلف أبي أيام الوليد فقدم علينا سليمان بن يسار، فدعاه أبي إلى الحمام، وصنع له طعاما، وكنت آتي المقاسم أيام هشام.
وروى صدقة بن خالد، عن ابن جابر، قال: قال خالد بن اللجلاج لمكحول: سل هذا عما كان وما لم يكن، يعني ابن جابر.
قال أحمد: ابن جابر ليس به بأس.
وقال الوليد بن مسلم: سمعت عبد الرحمن بن يزيد بن جابر يقول: لا تكتبوا العلم إلا ممن يعرف بطلب الحديث.
قال أبو مسهر وجماعة: مات سنة أربع وخمسين ومائة.
وقال أبو عبيد، وخليفة: سنة ثلاث، وقيل: سنة ست.
163 -
د:
عبد السلام بن أبي حازم شداد
، أبو طالوت العبدي، القيسي، البصري.
عن أنس، وغزوان بن جرير، وأبي عثمان النهدي. وفي سنن أبي داود روايته عن أبي برزة الأسلمي، وذلك ممكن؛ لأنه يقول: رأيت هودج عائشة
يوم الجمل كأنه قنفذ من السهام.
روى عنه: وكيع، وأبو بدر السكوني، والأنصاري، ومسلم بن إبراهيم، وجماعة.
وثقه ابن معين.
وقال أحمد بن حنبل: لا أعلمه إلا ثقة.
وقال ابن حبان: ولد أبوه شداد يوم قبض النبي صلى الله عليه وسلم.
قلت: حديثه أعلى شيء وقع في السنن، وهو في ذكر الحوض.
164 -
د ت ن:
عبد السلام بن حفص
، ويقال: ابن مصعب، المدني، أبو مصعب.
عن الزهري، وعبد الله بن دينار، وزيد بن أسلم، وعنه ابن وهب، وخالد بن مخلد، وأبو عامر العقدي.
وثقه يحيى بن معين.
165 -
د:
عبد الصمد بن حبيب العوذي البصري
، نزيل بغداد.
روى عن أبيه، وسعيد بن طهمان، وعنه هاشم بن القاسم، ومسلم بن إبراهيم، وجماعة.
قال أبو حاتم: لين الحديث.
166 -
4:
عبد العزيز بن أبي رواد
، واسم أبيه ميمون، ويقال: أيمن، ابن بدر مولى المهلب بن أبي صفرة، الأزدي المكي، أحد العلماء، وله جماعة أخوة.
روى عن عكرمة، وسالم، والضحاك بن مزاحم، ونافع، وجماعة، وعنه
ابنه الفقيه عبد المجيد، وحسين الجعفي، ويحيى القطان، وعبد الرزاق، وأبو عاصم، ومكي بن إبراهيم، وعدة.
قال ابن المبارك: كان من أعبد الناس.
وقال يوسف بن أسباط: مكث أربعين سنة لم يرفع طرفه إلى السماء، فبينما هو يطوف حول الكعبة إذ طعنه المنصور بإصبعه فالتفت، فقال: قد علمت أنها طعنة جبار.
وقال شقيق البلخي: ذهب بصر عبد العزيز بن أبي رواد عشرين سنة، ولم يعلم به أهله، ولا ولده.
وعن سفيان بن عيينة، قال: كان ابن أبي رواد من أحلم الناس، فلما لزمه أصحاب الحديث، قال: تركني هؤلاء كأني كلب هرار.
وقال أبو عبد الرحمن المقرئ: ما رأيت أحدا قط أصبر على طول القيام من عبد العزيز بن أبي رواد.
وقال خلاد بن يحيى: حدثنا عبد العزيز بن أبي رواد، قال: كان يقال: من رأس التواضع الرضا بالدون من شرف المجالس.
وقال عبد الصمد بن يزيد مردويه: حدثنا ابن عيينة، أن عبد العزيز بن أبي رواد قال لأخ له: أقرضنا خمسة آلاف درهم إلى الموسم، فسر التاجر وحملها إليه، فلما جنه الليل، قال: ما صنعت بابن أبي رواد؟ شيخ كبير، وأنا كذلك ما أدري ما يحدث لنا فلا يعرف له ولدي ما أعرف له، لئن أصبحت لآتينه فأشاوره، وأجعله منها في حل، فلما أصبح أتاه فأخبره فقال: اللهم أعطه أفضل ما نوى، ودعا له، وقال: إن كنت إنما تشاورني فإنما استقرضناه على الله، وكلما اغتممنا به كفر الله به عنا، فإذا جعلتنا منه في حل كأنه يسقط، وكره التاجر أن يخالفه، قال: فما أتى الموسم حتى مات التاجر فأتى ولده فقالوا: مال أبينا يا أبا عبد الرحمن، فقال لهم: لم يتهيأ، ولكن الميعاد بيننا الموسم الآتي، فقاموا من عنده، فلما كان الموسم الآتي لم يتهيأ المال فقالوا له: أيش أهون عليك من الخشوع، وتذهب بأموال الناس! فرفع رأسه فقال: رحم الله أباكم قد كان يخاف هذا وشبهه، ولكن الأجل بيننا وبينكم الموسم الآتي، وإلا فأنتم في حل مما قلتم، فبينما هو ذات يوم خلف المقام، إذ ورد عليه غلام قد
كان هرب إلى الهند بعشرة آلاف درهم فأخبره أنه اتجر وأن معه من التجارات ما لا يحصى، قال سفيان: فسمعته يقول: لك الحمد سألناك خمسة آلاف فبعثت إلينا عشرة آلاف، يا عبد المجيد احمل العشرة آلاف، خمسة لهم وخمسة للإخاء الذي بيننا وبين أبيهم، فقال ابنه - وقد جاء -: قد دفعتها إليهم، فقال العبد: من يقبض ما معي؟ فقال: يا بني إنما سألناه خمسة آلاف فبعث بعشرة آلاف، أنت حر لوجه الله، وما معك فلك.
قال عبد العزيز: سألت عطاء عن قوم يشهدون على الناس بالشرك، فأنكر ذلك.
وقال عبد العزيز: اللهم ما لم تبلغه قلوبنا من خشيتك فاغفره لنا يوم نقمتك من أعدائك.
وعن عبد العزيز: وسئل ما أفضل العبادة؟ قال: طول الحزن.
قال مؤمل بن إسماعيل: مات عبد العزيز، فجيء بجنازته فوضعت عند باب الصفا، وجاء سفيان الثوري، فقال الناس: جاء الثوري جاء الثوري، فجاء حتى خرق الصفوف والناس ينظرون إليه، فجاوز الجنازة ولم يصل عليها، وذلك أنه كان يرى الإرجاء، فقيل لسفيان، فقال: والله إني لأرى الصلاة على من هو دونه عندي، ولكن أردت أن أري الناس أنه مات على بدعة.
وقال يحيى بن سليم: سمعت عبد العزيز بن أبي رواد يسأل هشام بن حسان في الطواف: ما كان الحسن يقول في الإيمان؟ قال: كان يقول: قول وعمل، قال: فما كان ابن سيرين يقول؟ فقال: كان يقول: آمنا بالله وملائكته. . . الآية، فقال ابن أبي رواد: كان ابن سيرين، وكان ابن سيرين، فقال هشام: بين أبو عبد الرحمن الإرجاء.
وقال ابن عيينة: غبت عن مكة، فجئت، فتلقاني الثوري، فقال لي: يا ابن عيينة: عبد العزيز بن أبي رواد يفتي المسلمين، قلت: وفعل؟ قال: نعم.
وقال عبد الرزاق: كنت جالسا مع الثوري فمر عبد العزيز بن أبي رواد
فقال سفيان: أما إنه كان شابا أفقه منه شيخا.
وقال أبو عاصم: جاء عكرمة بن عمار إلى ابن أبي رواد فدق بابه، وقال: أين الضال؟.
وقال أحمد بن حنبل: كان مرجئا، وكان رجلا صالحا، وليس هو في التثبت مثل غيره.
وقال أبو حاتم: صدوق.
وقال ابن حبان: روى عن نافع عن ابن عمر نسخة موضوعة كان الحديث بها توهما لا تعمدا.
قلت: الشأن في صحة تلك الأحاديث عن عبد العزيز.
مات سنة تسع وخمسين.
167 -
سوى. د:
عبد العزيز بن سياه الحماني الكوفي
.
عن الشعبي، وحبيب بن أبي ثابت، والحكم، وجماعة، وعنه عبد الله بن نمير، ويحيى بن آدم، وعبيد الله بن موسى، وابنه يزيد بن عبد العزيز.
قال أبو زرعة: كان من كبار الشيعة، لا بأس به.
168 -
عبد العزيز بن ربيع
، أبو العوام الباهلي.
عن عطاء، وأبي الزبير، وعنه الثوري، ووكيع، وروح بن عبادة، ويحيى بن كثير العنبري.
وثقه ابن معين.
169 -
عبد القاهر بن تليد
، أبو رفاعة العامري الكوفي، ويقال: البصري.
سمع الشعبي، وغيره، وعنه عبد الرحمن بن مهدي، وأبو نعيم، وأبو الوليد.
وثقه يحيى بن معين.
170 -
عبد المجيد بن أبي عبس بن جبر الأنصاري الأوسي
.
عن أبيه عن جده، وعنه محمد بن طلحة التيمي، وعثمان بن إسحاق، وزيد بن الحباب.
قال أبو حاتم: لين.
171 -
عبد المجيد بن أبي يزيد العقيلي
، ابن وهب البصري.
عن العداء بن خالد، عن هارون بن موسى النحوي، وعثمان بن فارس، وعباد بن ليث الكرابيسي.
وأظنه تقدم.
172 -
ع:
عبد الملك بن حميد بن أبي غنية الكوفي
.
عن أبيه، والحكم، وعاصم بن بهدلة، وعنه السفيانان، وأبو نعيم، وأبو المغيرة الحمصي، وجماعة.
وثقه ابن معين.
173 -
عبد الملك بن شداد الأزدي الحديدي
.
عن الحسن، وثابت، وعبد الله بن سليمان، وعنه وكيع، وسعيد بن عامر، ومسلم بن إبراهيم.
174 -
ت ن:
عبد الملك بن مسلم أبو سلام الحنفي الكوفي
.
عن أبيه، وصوابه عن رجل عن أبيه، وعنه وكيع، وأبو نعيم، وأحمد بن خالد الوهبي.
صدوق موثق، لكنه شيعي.
175 -
م د ن ق:
عبد الملك بن معن المسعودي
، أبو عبيدة، أخو القاسم ابن معن.
روى عن الأعمش، وأبي إسحاق الشيباني. ومات شابا، وعنه ابنه محمد، وابن المبارك، والمحاربي.
وثقه يحيى بن معين.
176 -
عبد الملك بن أبي جمعة
، أبو معبد البصري القطان.
عن الحسن، وبكر المزني، وعطاء، وجماعة، وعنه حماد بن زيد، وعبيد الله بن موسى، ومسلم بن إبراهيم.
ضعفه ابن معين.
وقال أبو حاتم: لا بأس به.
177 -
ت:
عبد الواحد بن سليم المالكي البصري
.
عن عطاء بن أبي رباح، ويزيد الفقير، وعنه علي بن الجعد، وجماعة.
178 -
عبد الواحد بن زيد
، أبو عبيدة البصري العابد القدوة شيخ الصوفية بالبصرة.
روى عن الحسن، وعطاء بن أبي رباح، وعبادة بن نسي، وعبد الله بن راشد، وجماعة سواهم. وعنه وكيع، ومحمد ابن السماك، وزيد بن الحباب، وأبو سليمان الداراني، ومسلم بن إبراهيم، وجماعة.
وهو ضعيف الحديث.
قال البخاري: عبد الواحد بن زيد تركوه.
وقال النسائي: متروك الحديث.
وقال ابن حبان: كان ممن غلب عليه العبادة حتى غفل عن الإتقان فكثر المناكير في حديثه.
قال أحمد بن أبي الحواري: قال لي أبو سليمان: أصاب عبد الواحد الفالج فسأل الله أن يطلقه في وقت الوضوء، فإذا أراد أن يتوضأ انطلق، وإذا رجع إلى سريره فلج.
وقال ابن أبي الحواري: حدثنا سباع الموصلي قال: حدثنا عبد الواحد بن زيد قال: معشر إخواني عليكم بالخبز والملح فإنه يذيب شحم الكلي، ويزيد في اليقين.
وقال معاذ بن زياد: سمعت عبد الواحد بن زيد غير مرة يقول: ما يسرني أن لي جميع ما حوت البصرة بفلسين.
قال عبد الرحمن بن أبي حاتم: حدثنا محمد بن يحيى الواسطي، قال: حدثنا عمار بن عمار الحلبي، قال: حدثني حصين بن القاسم الوزان قال: كنا عند عبد الواحد بن زيد وهو يعظ، فنادى رجل: كف فقد كشفت قناع قلبي، فلم يلتفت عبد الواحد ومر في الموعظة، ثم لم يزل الرجل يقول: كف عنا يا أبا عبيدة، حتى والله حشرج الرجل حشرجة الموت، ثم خرجت روحه وشهدت جنازته.
وقال ابن أبي حاتم: وحدثنا محمد، قال: حدثنا يحيى بن بسطام، قال: حدثني مسمع بن عاصم، قال: شهدت عبد الواحد بن زيد يعظ فمات في المجلس أربعة.
وعن حصين الوزان قال: لو قسم بث عبد الواحد على أهل البصرة لوسعهم، وكان يقوم إلى محرابه كأنه رجل مخاطب.
وعن محمد بن عبد الله الخزاعي، قال: صلى عبد الواحد بن زيد الغداة بوضوء العتمة أربعين سنة.
وقال ابن الأعرابي في طبقات النساك: كان الغالب على عبد الواحد العبادة والكلام في معاني الزهد، فارق عمرو بن عبيد لاعتزاله، وصحح الاكتساب، وقد نسب إلى القدر، ولكن ما كان الغالب عليه الكلام فيه. وتبعه خلق من النساك فنصب نفسه للكلام في مذاهبهم، ونأى عن المعتزلة، وعن أصحاب الحديث، قال: وقد كان مالك بن دينار، وثابت يقصان أيضا، إلا أنهما كانا من أهل السنة.
صحب عبد الواحد خلق كحيان الجريري، ورباح القيسي، وأما مقسم وعطاء السلمي فغلب عليهما الخوف حتى خيف على عقليهما، واعتزلا الناس، وكان عبد الواحد أشد افتتانا، وأدخل في معاني الخصوص والمحبة، وكان قد بقي عليه من رؤية الاكتساب شيء كما بقي عليه من أصول القدر، وذلك أن أهل القدر عندهم أنه لا ينجو إلا بالعمل، ومذهب السنة هو الاجتهاد في العمل، وأنه ليس هو الذي به ينجون دون رحمة الله، قال عليه السلام: لن ينجي أحدكم عمله. . . الحديث.
قال: وكان عبد الواحد قد ساح وسافر إلى الشام، ورأى ثابتا فتناقص عنه بعض القدر، وزعم أنه لا يقول: إن الله يضل تنزيها، وخفي عليه من قول القدرية أنهم يدبرون أنفسهم ويزكونها بأعمالهم لما كان يشاهد في معاملته لله ضرورة من موازين الأعمال وزيادة النفس والمواهب في القلوب، فعلم أن ذلك من فضل الله لا بما يستحق العبد فقال باللطف، وهو قول بين القولين، وأهل البصرة يسمونهم التتمية يعني النصفية، يقولون: ذهب عنهم نصف القدر؛ لأنهم يقولون: لا نقول إن العبد يزكي نفسه بعمله، وإنما ذلك تلطيف من الله، فباينوا القدرية في هذه.
وكان من قول أهل السنة الخصوص؛ أن الله يختص برحمته من يشاء، وأن أولياء الله لم يزالوا عند الله في علمه كذلك قبل أن يخلقهم، وكذلك أعداؤه.
إلى أن قال ابن الأعرابي: ومن قول أهل السنة إنه - تعالى - يخص ويعم، ويهدي ويضل، ويلطف ويخذل، وإن الناس يعملون فيما قد فرغ منه، فأهل
الطاعة لا يقدرون عليها إلا بتوفيقه، وأهل المعصية لا يجاوزون علمه ولا قدرته إلا به، وإن خالفت أعمالهم جميعا، ولكنهم قد أمروا بالعمل.
قال ابن الأعرابي: وقال عبد الواحد بالمحبة على مذاهب أهل الخصوص، ولو صدق نفسه لاضطره قوله بالمحبة إلى القول بالسنة والكتاب، ولكنه سامح نفسه، وتكلم في الشوق، والفرق، والأنس، وجميع فروع المحبة التي قال بها أهل الإثبات، وأن الله يحب من أطاعه، وأن الطاعة والاتباع أوجبا المحبة من الله - تعالى -.
ومن قول السنة: إن الله أحب قوما فوفقهم لطاعته فكانت محبته لهم واختياره لما سبق من علمه لا لكسبهم، فكانت محبته لهم قبل عملهم وقبل خلقهم.
ولعبد الواحد كلام كثير حسن، وممن صحبه أحمد بن عطاء الهجيمي، وموسى الأشج، ونصر، ورباح بن عمرو.
قال ابن الأعرابي: وقد ذكر قوم من البصريين أن عبد الواحد رجع عن القدر.
قلت: ومن وعظ عبد الواعظ: ألا تستحيون من طول ما لا تستحيون.
قيل: إن عبد الواحد بن زيد مات سنة سبع وسبعين، وهذا بعيد جدا، ما بقي الرجل إلى هذا الوقت، وإنما هو بعد الخمسين ومائة، وإنما بقي إلى بعد السبعين عبد الواحد بن زياد، وكذا أخذوا كنية ابن زيد فجعلوها في قول لابن زياد.
179 -
عبد الواحد بن أبي موسى
، أبو معن الإسكندراني التاجر.
عن زهرة بن معبد، وعنه ضمام بن إسماعيل، وابن المبارك، وجماعة.
مات بعد عام خمسين ومائة.
180 -
عبد الواحد بن موسى
، أبو معاوية الأنصاري.
عن سعيد بن المسيب، وابن محيريز، وعطاء بن يزيد، وعنه ضمرة بن ربيعة، وزيد بن الحباب، وجماعة.
181 -
عبد الواحد بن ميمون
، أبو حمزة المديني.
عن مولاه عروة بن الزبير، وعبد الله بن سعد الأسلمي، وعنه عيسى بن يونس، والواقدي، وأبو عامر العقدي، وآخرون.
له حديث في مسند أحمد عن عروة عن عائشة: من آذى لي، وليا فقد حاربني.
قال النسائي: ليس بثقة.
وقال الدارقطني: ضعيف.
وروى عثمان بن سعيد عن ابن معين: ليس به بأس.
وقال البخاري: منكر الحديث.
وقال العقدي: حدثنا عبد الواحد، عن عروة، عن عائشة مرفوعا: الغسل يوم الجمعة على من شهد الجمعة.
182 -
عبد الواحد بن نافع
، ويقال ابن نفيع، أبو الرماح الكلابي اليمامي.
عن عبد الله بن رافع بن خديج، وعنه حرمي بن عمارة، وأبو عاصم، ويعقوب الحضرمي، وموسى المنقري.
شيخ.
183 -
عبد الوهاب ابن الإمام إبراهيم بن محمد بن علي بن عبد الله بن عباس بن عبد المطلب الهاشمي، ابن أخي المنصور.
ولي إمرة دمشق فلم تحمد سيرته، وولي الغزو، مات بالشام سنة ثمان وخمسين ومائة.
184 -
ق:
عبد الوهاب بن مجاهد بن جبر المخزومي
، مولاهم، المكي.
عن أبيه، وعطاء بن أبي رباح، وعنه عبد الوهاب الثقفي، وعبد الوهاب الخفاف، وبكار بن محمد السيريني، وعثمان بن الهيثم المؤذن.
قال أبو حاتم: ضعيف الحديث.
وقال عبد الرزاق: كان الثوري إذا أراد أن يسمع من ابن مجاهد جاء متقنعا ثم قام خلفه، وأمر من يسأله.
وقال ابن مثنى: ما سمعت يحيى، ولا عبد الرحمن حدثا عن عبد الوهاب بن مجاهد بساقط.
وقال أحمد: ليس بشيء.
185 -
ق:
عبيد الله بن أبي حميد
، أبو الخطاب الهذلي.
عن أبي المليح الهذلي، وعطاء، وعنه عيسى بن يونس، ومحمد بن عبد الله الأنصاري، وموسى بن إسماعيل.
ضعفه أبو حاتم، وغيره.
وقال أحمد: تركوا حديثه.
وقال البخاري: منكر الحديث.
186 -
عبيد الله بن رستم
، أبو حفص البصري، إمام مسجد شعبة.
روى عن أبي الشعثاء جابر بن زيد، وعطاء بن أبي رباح، وأنس بن سيرين، ومالك بن دينار. وعنه شعبة، وسلم بن قتيبة، وعبيد بن عقيل، ومسلم.
187 -
عبيد الله بن أبي زياد الشامي الرصافي
، مولى بني أمية، جد حجاج بن أبي منيع الرصافي.
أكثر عن الزهري لما قدم عليهم الرصافة، حمل عنه الكتب ولده أبو منيع يوسف، وحفيده حجاج بن أبي منيع.
قال حجاج: أنا كنت أحمل إليه الكتب من البيت فيقرؤها على الناس.
قال: ومات سنة ثمان أو سنة تسع وخمسين ومائة، وله نيف وثمانون سنة.
وثقه الدارقطني، وابن حبان.
علق له البخاري في الطلاق في صحيحه.
188 -
د ن ق:
عبيد الله بن عبد الرحمن بن عبد الله بن موهب التيمي المديني
.
روى عن عمه عبيد الله، وعلي بن الحسين، والقاسم بن محمد، وشهر بن حوشب. وعنه ابن المبارك، وأبو علي الحنفي، وابن أبي فديك، والقعنبي، وآخرون.
وقال أبو حاتم: صالح الحديث.
ولابن معين فيه قولان، فضعفه من رواية عباس عنه.
وقال ابن سعد: عاش ثمانين سنة، ومات سنة أربع وخمسين ومائة.
189 -
عبيد الله بن محمد بن صفوان الجمحي
.
أحد الفضلاء، والأدباء، ولاه المنصور قضاء العراق، ثم لما استخلف المهدي صرفه وولاه قضاء المدينة.
190 -
د:
عبيد الله بن النضر القيسي
، يكنى أبا النضر.
عن أنس بن مالك، وعنه أبو عاصم، وعبد الرحمن بن مهدي، وموسى بن إسماعيل.
قال أبو حاتم وغيره: لا بأس به.
191 -
عبيد بن الطفيل
، أبو سيدان الغطفاني العبسي الكوفي.
عن ربعي بن حراش، وشداد بن عمارة، وعنه وكيع، وعبيد الله، وقبيصة.
قال أبو حاتم: ما علمت به بأسا.
192 -
د:
عبيد بن عبد الرحمن
، أبو عبيدة.
عن الحسن، ومحمد، وعنه سفيان الثوري، وأبو عاصم.
ذكره البخاري.
193 -
م:
عثمان بن زائدة
، أبو محمد الكوفي.
أحد الزهاد والعباد، سكن الري مدة، وحدث بها عن نافع، وعن الزبير بن عدي، وعطاء بن السائب، وعنه إسحاق بن سليمان، وحكام بن سلم، وعيسى بن جعفر الرازيون، وأبو الوليد الطيالسي، وعدة.
قال هشام بن عبيد الرازي: كنا لا نقدم عليه أحدا في الورع.
وقال أبو حاتم: كان من أفضال المسلمين.
وقال أبو الوليد: ما رأت عيني مثله.
وقال آخر: هو صدوق.
وقال العقيلي: حديثه عن نافع غير محفوظ، رواه عنه عبد الملك بن مهران، ثم قال: وعبد الملك متروك.
قلت: فبرئ عثمان من عهدته، وهو: بقية، عن عبد الملك بن مهران، عن عثمان بن زائدة، عن نافع، عن ابن عمر، مرفوعا: السر أفضل من العلانية، والعلانية أفضل لمن أراد الاقتداء.
194 -
د ت:
عثمان بن سعد
، أبو بكر البصري الكاتب.
عن أنس بن مالك، ومجاهد، وعكرمة، ومحمد بن سيرين، وعنه روح بن عبادة، ومحمد بن بكر البرساني، ويونس بن محمد المؤدب، وأبو عاصم النبيل، وآخرون.
قال أبو حاتم: شيخ.
وقال ابن معين: ليس بذاك.
وقال أبو زرعة: لين.
وقال النسائي: ليس بالقوي.
وقال أحمد بن حنبل: قد حكوا عن يحيى القطان فيه شيئا شديدا.
وقال ابن المديني: سمعت يحيى، وذكر له عثمان بن سعد الكاتب فجعل يعجب من الرواية عنه.
195 -
د ق:
عثمان بن أبي العاتكة
، أبو حفص الأزدي، الدمشقي، الواعظ.
عن عمير بن هانئ، وسليمان بن حبيب المحاربي، وخالد بن اللجلاج، وغيرهم، وعنه الوليد بن مسلم، والوليد بن مزيد، ومحمد بن شعيب، وصدقة بن خالد، وآخرون.
قال دحيم: لا بأس به كان معلم أهل دمشق، وقاص الجند.
وقال أبو حاتم: لا بأس به بليته من كثرة روايته عن علي بن يزيد الألهاني.
وقال النسائي: ليس بالقوي.
وقال ابن معين: ليس بشيء.
هشام بن عمار: حدثنا صدقة بن خالد، قال: حدثنا عثمان بن أبي العاتكة عن سليمان بن حبيب، عن أبي أمامة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إن الله يجلس يوم القيامة على القنطرة الوسطى بين الجنة والنار، فساق حديثا طويلا منكرا.
مات عثمان سنة خمس وخمسين ومائة.
196 -
م د ت ن:
عثمان بن عبد الله
، وقيل: ابن ميمون البصري الشحام.
عن أبي رجاء العطاردي، وعكرمة، ومسلم بن أبي بكرة، وغيرهم، وعنه وكيع، ويحيى القطان، وحماد بن مسعدة، وأبو عاصم، ومحمد بن أبي عدي، والأصمعي، وجماعة.
وثقه أحمد، وغيره.
وقال القطان: تعرف، وتنكر.
وقال أحمد: ليس به بأس.
وقال النسائي: ليس بالقوي.
قلت: خرج له مسلم شاهدا في الفتنة، لا أصلا.
كنيته أبو سلمة.
197 – خ م ت ن ق:
عثمان بن عبد الله بن موهب
.
من طبقة الزهري.
وقد قال ابن سعد: مات في خلافة المهدي سنة ستين، وكأنه وهم.
198 -
ت:
عثمان بن عبيد
، أبو دوس اليحصبي الحمصي.
عن خالد بن معدان، وعبد الرحمن بن عائذ الثمالي، وعنه إسماعيل بن عياش، وأبو نعيم، وأبو المغيرة.
قال أبو حاتم: ما أرى بحديثه بأسا.
199 -
ق:
عثمان بن عطاء بن أبي مسلم الخراساني البلخي ثم المقدسي
، مولى المهلب بن أبي صفرة الأزدي، وقيل: مولى هذيل، يكنى أبا مسعود.
روى عن أبيه، وزياد بن أبي سودة، وإسحاق بن قبيصة بن ذؤيب، وعنه ابن المبارك، وضمرة ابن ربيعة، وابن وهب، وحجاج بن محمد، وكثير بن هشام، وجماعة.
ضعفه ابن معين، وغيره.
وقال دحيم: لا بأس به، وأي شيء روى من الحديث؟! يعني أن الغالب على روايته التفسير، والمقاطيع.
وقال البخاري: ليس بذاك.
وقال الدارقطني: ضعيف.
قلت: ولد سنة ثمان وثمانين، ومات سنة خمس وخمسين ومائة. قاله ضمرة.
200 -
خ م د ن:
عثمان بن غياث البصري
.
عن عبد الله بن شقيق، وأبي عثمان النهدي، وابن بريدة، وأبي نضرة، وجماعة، وعنه شعبة، وأبو أسامة، وغندر، ومحمد بن أبي عدي، والنضر بن شميل، والأنصاري.
قال أبو حاتم: صدوق.
وغمزه القطان، فقال علي ابن المديني: له أقل من عشرة أحاديث، سمعت يحيى بن سعيد يقول: كان عند عثمان بن غياث كتاب عن عكرمة، فلم يصححها.
وقال أبو داود: كان من مرجئة البصرة.
وقال أحمد: ثقة يرى الإرجاء.
وقال النسائي: ثقة.
201 -
م ن:
عثمان بن مرة البصري
.
عن عكرمة، والقاسم، وعبد الله بن عبد الرحمن بن أبي بكر، وعنه يحيى القطان، وأبو عاصم، والنضر بن شميل، وعثمان بن عمر بن فارس.
قال أبو زرعة: لا بأس به.
202 -
عثمان بن مسلم الدمشقي
.
عن مكحول، وبلال بن سعد، وعنه سعيد بن أبي أيوب، والهيثم بن حميد، ومحمد بن شعيب.
ذكره البخاري.
203 -
د ت:
عثمان بن واقد بن محمد بن زيد بن عبد الله بن عمر العمري
.
عن نافع بن جبير، وسعيد بن أبي سعيد مولى المهري، ونافع مولى ابن عمر، وعن أبيه، وعمه أبي بكر، وعنه وكيع، وأبو معاوية، وشعيب بن حرب، وزيد بن الحباب.
وثقه ابن معين
وضعفه أبو داود لأنه زاد في حديث من أتى الجمعة فليغتسل: من الرجال والنساء.
204 -
خ:
عثمان بن أبي رواد العتكي
، مولاهم، البصري أخو عبد العزيز، وجبلة.
روى عن الزهري، وداود بن أبي هند، وعنه شعبة، وهو أكبر منه، ومحمد بن بكر البرساني، وأبو عبيدة الحداد.
وثقه ابن معين.
205 -
عثيم بن نسطاس الكندي
، مولاهم، المدني، أخو عبيد.
عن سعيد بن المسيب، وعطاء بن يسار، وسعيد المقبري، وعنه الثوري، والقعنبي.
اسمه عثمان.
206 -
عدي بن عبد الرحمن بن زيد الطائي
. والد الهيثم بن عدي.
شامي نزل العراق. أخذ في الكهولة عن داود بن أبي هند، ومحمد بن عمرو، وطبقتهما، وعنه محمد بن الوليد الزبيدي - وهو أكبر منه - وعبد الوارث، وعيسى بن يونس، ووكيع.
وحديثه عزيز الوقوع، وما علمت به بأسا.
207 -
خ م ت ن ق:
عزرة بن ثابت بن أبي يزيد الأنصاري البصري
، أخو محمد، وعلي.
عن علباء بن أحمر، وعمرو بن دينار، وقتادة، وثمامة بن عبد الله، وأبي الزبير، وعدة. وعنه عبد الوارث، ووكيع، وأبو عاصم، وعبد الرحمن بن مهدي، وأبو نعيم، وخلق.
وثقه ابن معين، وأبو داود.
208 -
عصام بن طليق الطفاوي
بصري، عن ثابت، وعطية العوفي، وعنه الأسود بن عامر، وبكر بن بكار، ويحيى بن أبي بكير، وطالوت بن عباد.
روى عباس عن ابن معين: ليس بشيء.
سعد بن عبد الحميد بن جعفر: حدثنا عصام بن طليق، عن شعيب، عن أبي هريرة، قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: أكثر الناس ذنوبا أكثرهم كلاما فيما لا يعنيه.
209 -
د ن ق:
عصام بن قدامة البجلي الكوفي
.
عن مالك بن نمير الخزاعي، وعكرمة، وعنه وكيع، والمعافى بن عمران، وأبو نعيم، ومحمد بن يوسف الفريابي
قال أبو داود: ليس به بأس.
210 -
عطية بن بهرام
.
عن شيبان اليشكري، ومورق العجلي، وقتادة، وعنه وكيع، وأبو نعيم، ومسلم بن إبراهيم، وأبو الوليد.
قال أبو حاتم: ليس به بأس.
211 – م 4:
عكرمة بن عمار العجلي اليمامي
، أبو عمار، أحد الأعلام.
روى عن أبي زميل سماك الحنفي، والهرماس بن زياد، وله رؤية، والقاسم، وسالم، وطاوس، وضمضم بن جوس، وعطاء بن أبي رباح،
ويحيى بن أبي كثير. وعنه ابن المبارك، ووكيع، وابن مهدي، ويحيى القطان، وزيد بن الحباب، وأبو الوليد، وعبد الله بن رجاء الغداني، وعبد الله بن بكار - شيخ لقيه أبو يعلى - ويزيد بن عبد الله اليمامي - شيخ لابن ماجه - وآخرون كثيرون.
قال أبو حاتم: سمعت يحيى بن معين يقول: كان عكرمة بن عمار أميا، وكان حافظا.
وقال أبو حاتم: صدوق ربما يهم.
وقال يعقوب السدوسي: حدثنا غير واحد سمعوا ابن معين يقول: ثقة ثبت.
قال أحمد بن حنبل: أحاديثه عن يحيى بن أبي كثير مضطربة ضعاف ليست بصحاح، ولكنه أتقن حديث إياس بن سلمة.
وقال البخاري: يضطرب في يحيى بن أبي كثير، ولم يكن عنده كتاب.
وقال عاصم بن علي: كان مستجاب الدعوة، مات في رجب سنة تسع وخمسين ومائة ببغداد.
وقال صالح جزرة: صدوق، في حديثه شيء.
وقال الدارقطني: ثقة.
212 -
ن:
العلاء بن زهير الأزدي
، أبو زهير الكوفي.
عن وبرة المسلي، وعبد الرحمن بن الأسود بن يزيد، وعنه أبو مخنف، ومحمد بن يوسف الفريابي، وغيرهم.
روى الكوسج عن ابن معين: ثقة.
213 – د ت ن:
العلاء بن صالح التيمي الكوفي
.
عن يزيد بن أبي مريم، والحكم، وسلمة بن كهيل، وعدي بن ثابت، وعنه عبيد الله، وأبو نعيم، وأبو أحمد الزبيري، ويحيى بن أبي بكير، وآخرون.
وثقه أبو داود.
214 -
ق:
علي بن الحزور الكوفي
، وهو علي بن أبي فاطمة.
عن الأصبغ بن نباتة، ونفيع أبي داود الأعمى، وعنه سعيد بن محمد الوراق، ويونس بن بكير، وعبد الصمد بن نعمان، وإسماعيل بن أبان الغنوي، وغيرهم.
تركوه.
قال البخاري: فيه نظر.
وقال الجوزجاني: ذاهب الحديث.
وقال النسائي: متروك الحديث.
215 -
علي بن أبي حملة
، أبو نصر القرشي، مولاهم، الشامي.
قرأ القرآن على عطية بن قيس، ورأى واثلة بن الأسقع، وقيل: إنه أدرك أيام معاوية. وحدث عن أبيه، وأبي إدريس الخولاني، وعبد الله بن محيريز، ومكحول، وطائفة من التابعين. وكان من علماء دمشق، روى عنه ابن المبارك، وبقية، وضمرة، وغيرهم.
وكان ناظرا على دار الضرب بدمشق في أيام عمر بن عبد العزيز، جعله على تصفية الذهب والفضة.
روى ضمرة بن ربيعة عن علي بن أبي حملة قال: قدم مكحول فلسطين فنزل علي وأنا وال.
قال ضمرة: توفي سنة ست وخمسين ومائة.
قلت: لعله قارب مائة سنة.
216 -
خ:
علي بن سويد بن منجوف السدوسي
.
بصري صدوق. عن عبد الله بن بريدة، وأبي ساسان حضين بن المنذر، وعنه شعبة، ويحيى القطان، والنضر بن شميل، وروح بن عبادة.
وثقه أبو داود.
217 -
ت:
علي بن صالح المكي العابد
، أبو الحسن.
عن عمرو بن دينار، وعبد الله بن عثمان بن خثيم، وعنه سعيد بن سالم القداح، ومعتمر بن سليمان، ومعمر بن سليمان الرقي، والنعمان بن عبد السلام الأصبهاني.
له أحاديث يسيرة. توفي سنة إحدى وخمسين ومائة.
218 -
م 4:
علي بن صالح بن صالح بن حي الهمداني الكوفي
. أبو الحسن، وكان هو والحسن توأمان.
روى عن سلمة بن كهيل، وعلي بن الأقمر، وسماك، وجماعة من طبقتهم، وعنه أخوه الحسن، ووكيع، وعبيد الله بن موسى، والخريبي، وأبو نعيم، وإسماعيل بن عمرو البلخي، وخالد بن مخلد، وآخرون.
وثقه أحمد بن حنبل.
وكان من علماء الكوفة، قال ابن المديني: له نحو ثمانين حديثا.
وقال وكيع: كان هو وأخوه وأمهما قد جزؤوا الليل ثلاثة أجزاء للتهجد، فماتت أمهما فكانا يقتسمان الليل، فمات علي، فكان الحسن يقوم الليل كله، رواها عبد الله بن هاشم.
وقال عبيد الله: سمعت الحسن بن صالح يقول: لما احتضر أخي رفع بصره، ثم قال: مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا، ثم خرجت نفسه، فنظرنا فإذا ثقب في
جنبه قد وصل إلى جوفه وما علم به أحد.
وقد قرأ علي القرآن على عاصم، وحمزة الزيات، وتصدر للإقراء، تلا عليه عبيد الله بن موسى. وله في صحيح مسلم حديث في حسن الخلق.
مات سنة أربع وخمسين ومائة.
219 -
د:
علي بن عمر ابن زين العابدين علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب العلوي
.
عن أبيه، وابن عمه جعفر بن محمد، وعنه ابن عمه حسين بن زيد، ويزيد بن عبد الله بن الهاد مع تقدمه، ومحمد بن إسماعيل بن أبي فديك.
وهو قليل الرواية.
220 -
ع:
علي بن المبارك الهنائي البصري
.
عن يحيى بن أبي كثير، ومحمد بن واسع، وعبد العزيز بن صهيب، وأيوب، وعنه ابن علية، ويحيى القطان، ووكيع، ومسلم، وعثمان بن عمر بن فارس، وعدة.
وثقه أبو داود وغيره.
221 -
ت ق:
علي بن مسعدة الباهلي
، أبو حبيب البصري.
عن قتادة، وعاصم الجحدري، وعبد الله الرومي، وعنه ابن المبارك، ويحيى القطان، وابن مهدي، ومحمد بن سنان العوقي.
قال أبو حاتم: لا بأس به.
وروى آدم بن موسى، وأبو بشر الدولابي، عن البخاري، قال: فيه نظر.
وقال أبو داود بتضعيفه.
وقال ابن حبان: كان ممن يخطئ على قلة روايته، وينفرد بما لا يتابع عليه فاستحق ترك الاحتجاج به.
زيد بن الحباب: أخبرنا علي بن مسعدة، عن قتادة، عن أنس مرفوعا: الإسلام علانية، والإيمان في القلب التقوى هاهنا.
وبه مرفوعا: كل ابن آدم خطاء، وخير الخطائين التوابون.
222 -
م د ن ق:
عمار بن رزيق الضبي الكوفي
.
عن أبي إسحاق، ومنصور، والأعمش، وعنه أحوص بن جواب، وزيد بن الحباب، ويحيى بن آدم، وأبو أحمد الزبيري.
وكان عالما كبير القدر.
قال أبو أحمد الزبيري لإنسان: لو كنت اختلفت إلى عمار بن رزيق لكفاك أهل الدنيا.
توفي سنة تسع وخمسين ومائة.
223 -
د:
عمار بن عمارة
، أبو هاشم الزعفراني.
بصري معروف بالكنية. روى عن الحسن، ومحمد، وصالح بن عبيد، وكثير بن اليمان، وعنه روح بن عبادة، ومسلم بن إبراهيم، وأبو الوليد.
قال أبو حاتم: صالح.
وقال ابن معين: ثقة.
وأما آدم بن موسى فروى عن البخاري، قال: فيه نظر.
224 -
عمارة بن مهران المعولي
، أبو سعيد البصري، أحد العباد.
روى عن الحسن، وابن سيرين، وأبي نضرة، وعنه عبد الرحمن بن مهدي، وعمرو بن عاصم الكلاعي، وعمرو بن مرزوق، وسليمان بن حرب.
وثقه ابن معين.
ابن علية: حدثنا عمارة أبو سعيد العابد.
وقال أحمد بن حنبل: بلغني أن عمارة عبد الله - تعالى - حتى صار جلدا على عظم.
225 -
ت ن ق:
عمر بن إبراهيم العبدي
، أبو جعفر البصري.
عن قتادة، ومطر الوراق، وعنه ابنه الخليل بن عمر، وعباد بن العوام، وعبد الصمد بن عبد الوارث، وشاذ بن فياض.
وثقه أحمد.
وقال أبو حاتم: لا يحتج به.
وقال ابن عدي: يروي عن قتادة ما لا يوافق عليه.
وقال عبد الصمد: حدثنا عمر بن إبراهيم، وهو ثقة وفوق الثقة.
وكذا وثقه ابن معين.
وقال ابن حبان: لا يعجبني الاحتجاج به.
أما عمرو بن إبراهيم الأدمي، فمتروك.
226 -
عمر بن إسحاق بن يسار المخرمي المدني
، أخو صاحب السيرة، وأسن منه.
يروي عن عطاء بن يسار، والقاسم بن محمد، وسالم، ونافع بن جبير، وعمر بن الحكم. وعنه محمد بن فليح، وأبو بكر الحنفي، والواقدي، وقال: كان عنده أحاديث وعلم.
قلت: ما علمت به بأسا، مات سنة أربع وخمسين ومائة.
227 -
عمر بن بشير
، أبو هانئ الهمداني الكوفي.
عن الشعبي، وعنه وكيع، وأبو نعيم، وعبد الله بن رجاء، وغيرهم.
ضعفه ابن معين.
وقال أحمد: صالح الحديث.
وقال أبو حاتم: جابر الجعفي أحب إلي منه، يكتب حديثه.
228 -
عمر بن حبيب المكي
.
عن عطاء بن أبي رباح، وعمرو بن دينار، وعبد الله بن كثير، وعنه ابن عيينة - ووصفه بالحفظ - ومسلم الزنجي، وسعد بن الصلت، وعبد الرزاق.
وثقه أحمد.
خرج له البخاري في كتاب الأدب.
229 – م:
عمر بن حسين
، مولى حاطب، أبو قدامة المدني.
عن نافع، وعائشة بنت قدامة، وعنه عبد العزيز بن المطلب، ومالك بن أنس، وغيرهم.
230 -
د:
عمر بن حفص المدني
.
عن عطاء، وعامر بن عبد الله بن الزبير، وعنه ابن جريج، وابن أبي فديك، ويعقوب الحضرمي، وغيرهم.
صالح الحديث.
231 -
عمر بن خباب البصري
.
عن طاوس، والحسن، وسالم بن عبد الله، وعنه أبو نعيم، وأبو داود
الطيالسي، ومحمد بن روين البصري.
قال أبو حاتم: محله الصدق.
232 -
خد ت ن:
عمر بن ذر بن عبد الله بن زرارة بن معاوية
، أبو ذر الهمداني، المرهبي، الكوفي.
عن أبيه، وسعيد بن جبير، وأبي وائل، ومجاهد، وعكرمة، وعنه أبان بن تغلب - وهو من أقرانه - وابن المبارك، وحسين الجعفي، ووكيع، وحجاج الأعور، وأبو نعيم، والفريابي، وخلاد بن يحيى، وعدد كبير.
وكان إماما واعظا زاهدا.
قال أحمد بن عبد الله العجلي: كان ثقة بليغا يرى الإرجاء، وكان لين القول فيه.
ومن مواعظه، قال: كل حزن يبلى إلا حزن التائب على ذنوبه.
وقال محمد ابن السماك: سألت عمر بن ذر أيهما أعجب إليك للخائفين: طول الكمد أو إسبال الدمعة؟ فقال: أما علمت أنه إذا رق فذرى شفي وسلا، وإذا كمد غص فشجى، فالكمد أعجب إلي لهم.
وقال سفيان بن عيينة: لما مات ذر ولد عمر بن ذر جلس أبوه على شفير قبره وقال: يا بني شغلني الحزن لك عن الحزن عليك فليت شعري ما قلت وما قيل لك؟ اللهم إنك أمرته بطاعتك، وأمرته ببري فقد وهبت له تقصيره في حقي فهب له تقصيره في حقك.
وقيل: إنه قال: اللهم قد تصدقت عليه بأجر مصيبتي فيه؛ فأبكى من حضر.
وقيل: لما حج عمر بن ذر كانوا يقطعون التلبية يستمعون حسن تلبية عمر بن ذر، وطيب صوته.
توفي سنة ست وخمسين ومائة على الصحيح.
233 -
ت ق:
عمر بن راشد بن شجرة اليمامي
، أبو حفص.
عن يحيى بن أبي كثير، وأبي كثير السحيمي - صاحب أبي هريرة - ونافع، وإياس بن سلمة. وعنه ابن المبارك، وأبو نعيم، والفريابي، وعلي بن الجعد، وآخرون.
ضعفه يحيى بن معين، وغيره.
وقال النسائي: ليس بثقة.
234 -
عمر بن رشيد الثقفي
.
عن الشعبي، وأنس بن سيرين، وعنه عبد الصمد بن عبد الوارث، ومسلم بن إبراهيم.
قال أبو حاتم: هو مجهول.
235 – 4:
عمر بن رؤبة التغلبي الحمصي
.
عن عبد الواحد بن عبد الله النصري، وغيره، وعنه إسماعيل بن عياش، ومحمد بن حرب الأبرش.
قال البخاري: فيه نظر.
236 -
خ م ن:
عمر بن أبي زائدة الهمداني الكوفي
.
كان أسن من أخيه زكريا بن أبي زائدة، واسم أبيهما خالد بن ميمون.
روى عمر عن قيس بن أبي حازم، والشعبي، وعكرمة، وأبي بردة، وعون بن أبي جحيفة، وعبد الله بن أبي السفر، وعنه عبد الرحمن بن مهدي، وإسحاق السلولي، ومسلم، والأصمعي، وعبد الله بن رجاء، والحوضي، وآخرون.
وثقه ابن معين، وهو ممن قارب مائة سنة.
قال أحمد: كان يرى القدر.
237 -
عمر بن زياد الباهلي
.
عن الأسود بن قيس، والسدي، وعنه أبو نعيم، وأبو غسان مالك بن إسماعيل.
قال أبو زرعة: ليس به بأس.
238 -
د ق:
عمر بن سليم الباهلي
.
بصري. عن الحسن، وقتادة، وأبي الوليد صاحب لابن عمر، وعنه زيد بن الحباب، وعبد الصمد بن عبد الوارث، ومسلم بن إبراهيم، والهيثم بن جميل.
قال أبو حاتم: شيخ.
وقال أبو زرعة: صدوق.
وقال العقيلي: له حديث منكر.
239 -
خ م ت ن ق:
عمر بن سعيد بن أبي حسين النوفلي المكي
، ابن عم عبد الله بن عبد الرحمن.
عن طاوس، والقاسم، وابن أبي مليكة، وعمر بن شعيب، وعنه عيسى بن يونس، وابن المبارك، وأبو عاصم، والقطان، وروح، وأبو أحمد الزبيري، وسعيد بن سلام العطار، وآخرون.
وثقه أحمد، وغيره.
وقال أبو حاتم: صدوق.
240 -
م د ن:
عمر بن سعيد بن مسروق
، أخو سفيان الثوري.
عن أبيه، وأشعث بن أبي الشعثاء، وعمار الدهني، وعنه أخوه مبارك، وولده حفص بن عمر، وإبراهيم بن طهمان، وسفيان بن عيينة، وآخرون.
وثقه النسائي.
وقال أحمد بن عبد الله: ثقة، أسن من سفيان، قال: وكان بعض الكوفيين يفضله على سفيان، قال: ومبارك دونهما في الفضل.
241 -
ق:
عمر بن الصبح
، أبو نعيم الخراساني السمرقندي.
عن يزيد الرقاشي، ويونس بن عبيد، وطبقتهما، وعنه محمد بن حمير، وعيسى غنجار، ومحمد بن يعلى السلمي، وغيرهم.
فتشت عليه تواليف في الضعفاء فلم أره.
وقال ابن حبان: يروي عن قتادة، ومقاتل بن حيان.
روى عنه العراقيون، كان ممن يضع الحديث على الثقات، لا يحل كتب حديثه إلا على جهة التعجب لأهل الصناعة فقط.
قال إسحاق بن راهويه: أخرجت خراسان ثلاثة لا نظير لهم: جهم بن صفوان، وعمر بن الصبح، ومقاتل.
وقال البخاري في تاريخه: حدثنا يحيى اليشكري عن علي بن جرير قال: سمعت عمر بن صبح يقول: أنا وضعت خطبة النبي صلى الله عليه وسلم.
وقال أبو حاتم وغيره: منكر الحديث.
وقال الأزدي: كذاب.
وقال الدارقطني: متروك.
خرج له ابن ماجه في الجهاد حديثا من روايته عن الأوزاعي.
242 -
ت ق:
عمر بن عبد الله بن أبي خثعم
.
روى عن يحيى بن أبي كثير طامات، منها: من صلى بعد المغرب ست ركعات، وحديث: من قرأ الدخان في ليلة، وحديث: إذا بعثتم إلي بريدا فابعثوه حسن الاسم والوجه.
روى عنه زيد بن الحباب، وعمر بن يونس اليمامي، وموسى بن إسماعيل الجبلي.
قال البخاري: منكر الحديث، ذاهب.
وقال أبو زرعة: واه.
243 -
م ن:
عمر بن عامر
، أبو حفص البصري القاضي.
عن أم كلثوم عن عائشة، وعن قتادة، ومطر الوراق، ويحيى بن أبي كثير، وعنه يزيد بن زريع، وعباد بن العوام، وسالم بن نوح، ومحمد بن عبد الواحد بن أبي حزم القطعي.
قال أبو زرعة: ثقة، مات وهو ساجد.
وقال أحمد: كان شعبة لا يستمرئه، وقد حدثنا عنه معتمر، وعباد بن العوام.
وروى عنه ابن أبي عروبة.
وقال النسائي: ليس بالقوي.
244 -
عمر بن عمران البصري الضرير
.
عن أبي رجاء العطاردي، وأبي نضرة العبدي، وعنه عبد الرحمن بن مهدي، وأبو الوليد الطيالسي.
قال ابن معين: صالح.
245 -
عمر بن فروخ العبدي البصري
.
عن عكرمة، وحبيب بن الزبير، وعنه ابن المبارك، ووكيع، ومسلم بن إبراهيم، وآخرون.
وثقه أبو حاتم.
لم يخرجوا له شيئا.
246 -
بخ:
عمر بن الفضل البصري
.
عن نعيم بن يزيد، وأبي العلاء بن الشخير، ورقبة بن مصقلة، وعنه القطان، وأبو نعيم، وحرمي بن عمارة، وأبو عمر الحوضي، وجماعة.
وثقه ابن معين.
وقال أبو حاتم: شيخ.
247 -
م د ن:
عمر بن محمد بن المنكدر التيمي
.
عن أبيه، وسمي مولى أبي بكر، وعنه وهيب بن الورد، ويحيى بن سليم الطائفي، وعبد الله بن رجاء المكي، وسعد بن الصلت، وآخرون.
ولا بأس به.
248 -
ق:
عمر بن قيس سندل المكي القاضي
، أخو حميد بن قيس الأعرج.
عن عطاء بن أبي رباح، ونافع، وسعيد بن ميناء، وغيرهم، وعنه ابن وهب، وإسحاق بن سليمان الرازي، وأحمد بن يونس، ومعاذ بن فضالة، وغيرهم.
قال أبو داود السنجي: حدثنا الأصمعي قال: قال عمر بن قيس: ما ينصفنا أهل العراق نأتيهم بسعيد بن المسيب، والقاسم، وسالم، ويأتونا بنظرائهم أبي التياح، وأبي الجوزاء، وأبي حمزة، ولو أدركنا الشعبي لشعب لنا القدور، ولو أدركنا النخعي لنخع لنا الشاة، ولو أدركنا الجوزاء لأكلناه بالتمر.
قلت: آخر من روى عنه عبد الرحمن بن سلام الجمحي.
قال ابن عدي: عامة ما يرويه لا يتابع عليه، وكان يتكلم في مالك، ويقول: إن كان مالك من ذي أصبح فأنا من ذي أمسى، وكان بذيء اللسان.
قال ابن سعد: كان فيه بذاء وتسرع فأمسكوا عن حديثه، وهو الذي عبث بمالك فقال: مرة يخطئ ومرة لا يصيب، قال ذلك عند والي مكة، فقال مالك: هكذا الناس، ثم أفاق على نفسه فقال: لا أكلمه أبدا.
وقال عبد الله بن أحمد: سألت أبي عن عمر بن قيس فقال: لا يسوى حديثه شيئا، أحاديثه بواطيل.
وقال ابن معين: ليس بثقة.
249 -
م د ن:
عمر بن مالك الشرعبي
.
مصري. عن يزيد بن الهاد، وعبيد الله بن أبي جعفر، وصفوان بن سليم، وعنه ابن لهيعة، ومغيرة بن الحسن، وابن وهب، وغيرهم.
قال أبو حاتم: لا بأس به، ليس بالمعروف.
وقال أبو زرعة: صالح.
250 -
عمر بن موسى بن وجيه الوجيهي الأنصاري
، أبو حفص، الشامي الدمشقي. عن خالد بن معدان، ومكحول، وعمرو بن شعيب، والحكم بن عتيبة، وجماعة، وعنه محمد بن إسحاق، وبقية، وأبو نعيم، ويحيى بن يعلى الأسلمي، وإسماعيل بن عمرو البجلي، وآخرون.
وسكن بالكوفة مدة.
قال البخاري: منكر الحديث.
وقال ابن معين، وغيره: ليس بثقة.
وقال ابن عدي: هو في عداد من يضع الحديث متنا وإسنادا.
وقال غيره: هو عمر بن موسى بن حفص الشامي.
وقال ابن حبان: هو عمر بن موسى الميثمي، حمصي روى عنه بقية.
وقال عفير بن معدان: قدم علينا عمر بن موسى الوجيهي الميثمي فاجتمعنا إليه فجعل يقول: حدثنا شيخكم الصالح، قلنا: ومن هو؟ قال خالد بن معدان: كتبت عنه سنة ثمان ومائة بأرمينية، فقلنا: اتق الله يا شيخ ولا تكذب، مات سنة أربع ومائة، ثم قمنا، وقال له عفير: أزيدك أنه ما غزا أرمينية قط، ما كان يغزو إلا الروم.
بقية: عن عمر بن موسى الوجيهي، عن القاسم، عن أبي أمامة، قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: الأكل في السوق دناءة.
251 -
عمر بن معروف الكوفي
.
نزل الري، وحدث عن عكرمة، وزبيد اليامي، وطلحة بن مصرف، وعنه جرير، وحكام بن سلم، وإسحاق بن سليمان، وآخرون.
252 -
عمر بن أبي وهب الخزاعي البصري
.
عن موسى بن ثروان، وعنه ابن المبارك، وأبو عمر الحوضي، وجماعة.
وثق.
253 -
د ت:
عمران بن أنس
.
مكي. عن عطاء، وابن أبي مليكة، وعنه مصعب بن المقدام، ومعاوية بن هشام، وأبو تميلة.
قال البخاري: منكر الحديث.
254 -
4:
عمران بن داور القطان العمي
، أبو العوام البصري.
عن الحسن، ومحمد بن سيرين، وأبي جمرة الضبعي، وبكر المزني، وقتادة، وعنه عبد الرحمن بن مهدي، وأبو عاصم، وأبو داود، وعبد الله بن رجاء، وعمرو بن عاصم، وآخرون.
قال أحمد: أرجو أن يكون صالح الحديث.
وقال النسائي: ضعيف.
وكذا ضعفه أبو داود.
وقال يزيد بن زريع: كان حروريا يرى السيف على أهل القبلة.
وقال أبو داود: أفتى في أيام إبراهيم بن عبد الله بفتوى شديدة فيها سفك دماء.
وقال الفلاس: كان عبد الرحمن يحدث عنه، وكان يحيى لا يحدث عنه، وقد ذكره يحيى يوما فأحسن الثناء عليه، وذكر أنه كان بينه وبينه شركة.
وقال ابن معين: كان يرى رأي الخوارج، ولم يكن داعية.
255 -
د ت ق:
عمران بن زائدة بن نشيط
.
عن أبيه، وعنه ابن المبارك، وأبو نعيم، وأبو أحمد الزبيري.
ووثقه ابن معين.
256 -
سوى ق:
عمران بن مسلم القصير
، أبو بكر البصري، أحد العباد.
عن إبراهيم التيمي، وأبي رجاء العطاردي، وعطاء بن أبي رباح، ومحمد بن سيرين، وعنه بشر بن المفضل، ويحيى القطان، وعبد الله بن رجاء الغداني.
وثقه أحمد، وغيره، وكان يرى القدر.
257 -
عمران بن وهب الطائي
.
عن أنس بن مالك، وأبي رجاء العطاردي، وسعيد بن عبد الله بن جريج، وعنه محمد بن عبيد الطنافسي، وأحمد بن أبي ظبية، وإسحاق بن سليمان الرازي.
ضعفه أبو حاتم: وقال: حدث محمد بن خالد صاحب الفرائض عنه عن أنس بمعضلات، قال: ولا أحسبه سمع من أنس شيئا.
قلت: له عن أنس حديث الطير.
258 -
عمران، أبو بشر الحلبي
.
عن أبي عثمان النهدي، والحسن البصري، وعنه وكيع، وأبو أسامة، وعبيد الله بن موسى.
259 -
ق:
عمرو بن خالد الكوفي
، مولى بني هاشم، يكنى أبا خالد.
سكن واسطا، وحدث عن زيد بن علي عن آبائه بنسخة منكرة كأنها موضوعة. وروى عن حبيب بن أبي ثابت، وجماعة، وعنه إسرائيل، وجعفر الأحمر، ومحمد بن سليمان بن أبي داود، ويحيى بن هاشم.
وقال ابن راهويه، ووكيع: كان يضع الحديث.
260 -
عمرو بن سعيد الأوزاعي
، أبو بكر الدمشقي.
عن أبي سلام ممطور، ومغيث بن سمي، ونوف البكالي، وعنه الوليد بن مسلم، ومحمد بن شعيب.
صويلح - إن شاء الله تعالى -.
261 -
د:
عمرو بن أبي الحجاج ميسرة المنقري
.
قديم لم يلحقه ولده الحافظ أبو معمر المقعد. يروي عن الجارود بن أبي سبرة، ونافع العمري، وعنه ربعي بن عبد الله، وابن علية، ويحيى القطان، ومحمد بن سواء.
وثقه أبو داود.
وقال أبو حاتم: صالح الحديث.
262 -
عمرو بن شمر الجعفي
، أبو عبد الله الكوفي العابد، الرافضي.
عن جابر الجعفي، وعمرو بن قيس، وليث بن أبي سليم، والأعمش، وجعفر بن محمد، وطائفة. وعنه عبد العزيز بن أبان، وأحمد بن يونس
اليربوعي، وغيرهما.
قال خلاد بن يزيد: قال لي سفيان الثوري: عمرو بن شمر هكذا مكثر عن جابر، وما رأيته قط عنده.
وقال ابن معين: لا يكتب حديثه.
وقال البخاري: منكر الحديث.
وقال ابن حبان: رافضي يشتم الصحابة، ويروي الموضوعات عن الثقات، ثم قال: مات سنة سبع وخمسين ومائة.
وقال أسيد بن زيد: سمعت حسينا الجعفي يقول: كان عمرو بن شمر يؤمهم فمكثت ثلاثين سنة أجهد أن أسبقه إلى المسجد أو أخرج بعده فلم أقدر.
وقال الجوزجاني: عمرو بن شمر زائع كذاب.
وقال ابن عدي: عامة ما عنده غير محفوظ.
وقال النسائي، وغيره: متروك الحديث.
263 -
د ق:
عمرو بن عثمان بن هانئ المدني
، مولى عثمان بن عفان.
عن القاسم بن محمد، وعمر بن عبد العزيز، وعنه هشام بن سعد، وابن أبي فديك، والواقدي.
وحديثه في مسند أحمد أيضا، كأنه صدوق.
264 -
خ م ن:
عمرو بن عثمان بن عبد الله بن موهب القرشي
، أبو سعد التيمي، مولاهم، الكوفي.
روى عن أبيه، وموسى بن طلحة، وأبي بردة بن أبي موسى، وعمر بن
عبد العزيز، وعنه شعبة لكنه سماه محمدا، وسفيان الثوري، وإسحاق الأزرق، وأبو نعيم، ومحمد بن عمر الواقدي، وغيرهم.
قال أبو حاتم: لا بأس به.
وقال أحمد، ويحيى: ثقة.
265 -
ق:
عمرو بن كثير بن أفلح المكي
، ويقال: عمر.
عن عبد الرحمن بن كيسان عن أبيه، وعنه محمد بن بشر العبدي، ويونس المؤدب، وأبو سلمة المنقري، وأبو حذيفة النهدي.
قال أبو حاتم: لا بأس به.
266 -
د:
عمرو بن عثمان بن عبد الرحمن بن سعيد بن يربوع المخزومي
، وقيل: بل اسمه عمر.
روى عن جده عبد الرحمن، وغيره، مقل، روى عنه زيد بن الحباب، والواقدي.
صويلح.
267 -
ن:
عميرة بن أبي ناجية
، أبو يحيى الرعيني، مولاهم، المصري.
عن بعض التابعين.
كان زاهدا عابدا، وكان أبوه من سبي الروم.
قال ابن وهب: رأيت عميرة يصلي بين الخلق فما يكترث لكلامهم ولا يبالي، ربما رأيته يبكي والناس ينظرون إليه، وهو مقبل على صلاته كأن أحدا لا يراه من شغله بصلاته.
روى عميرة عن أبيه، ويزيد بن أبي حبيب، وبكر بن سوادة، وجماعة قليلة. وعنه الليث، وابن لهيعة، ويحيى بن أيوب، وابن وهب، وبكر بن مضر، وسعيد بن زكريا الآدم، وآخرون.
وقال النسائي: ثقة.
وقال ابن يونس: كان أبوه روميا.
قال سعيد الآدم: قيل لعميرة: لو استترت من هذا البكاء، فقال: من عمل لله فعلى الله جزاؤه.
ومر عميرة على قوم يتناظرون وقد علت أصواتهم فقال: هؤلاء قوم قد ملوا العبادة، وأقبلوا على الكلام، اللهم أمتني، فمات في الحج، فرأى ها هنا إنسان في النوم كأنه يقال: مات هذه الليلة نصف الناس، فحفظ تلك الليلة فجاء فيها موت عميرة.
قال سليمان بن داود المهري عن ابن وهب: سمع عميرة بن أبي ناجية يقول: ركب معنا سعيد بن أبي فقيه في مركب للغزر فسجد فنام في سجوده فاحتلم وهو ساجد، يا ابن أخي لو نام لكان أفضل، فإن لكل عمل جهازا، فالمرء يؤجر على جهازه للغزو، وعلى جهازه للحج، وجهاز الصلاة النوم لها، فأحتسب نومتي كما أحتسب قومتي.
قال المهري: سمعت سعيدا الآدم يقول: دعا عميرة يتيما فأطعمه وسقاه ودهن رأسه، وقال: اللهم أشرك والدي معي في هذا، فنام فرآهما ومعهما اليتيم يقولان: يا بني ما أعظم بركة هذا اليتيم علينا.
وعن ابن وهب قال: كان عميرة كأنه نائحة من كثرة البكاء.
قيل: مات سنة ثلاث وخمسين ومائة.
268 -
ن:
عنبسة بن الأزهر
، أبو يحيى، قاضي جرجان.
عن أبي إسحاق، وسماك بن حرب، وعنه أحمد بن أبي طيبة.
قال الدغولي: هو أحد أوعية العلم، حمل إلى المنصور فضربه به خمسين سوطا فمات بين يديه.
وقيل: حدث عنه سفيان بن وكيع، فإن صح ذلك فالحكاية باطلة.
269 -
العوام بن حمزة المازني
.
عن أبي عثمان النهدي، وأبي نضرة، وسليمان بن قتة، وعنه عيسى بن
يونس، ويحيى بن سعيد القطان، والنضر بن شميل، وغندر.
سئل عنه أبو زرعة فقال: شيخ.
وقال أحمد: له أحاديث مناكير.
270 -
عوانة بن الحكم
.
أخباري مشهور عراقي، يروي عن طائفة من التابعين. وهو كوفي عداده في بني كلب، عالم بالشعر وأيام الناس، وقل أن روى حديثا مسندا، ولهذا لم يذكر بجرح ولا تعديل، والظاهر أنه صدوق.
روى عنه زياد البكائي، وهشام ابن الكلبي، غيرهما. وأكثر عنه علي ابن محمد المدائني، وأكبر شيخ لقيه الشعبي.
مات في سنة ثمان وخمسين ومائة.
271 -
د ن:
عياش بن عقبة بن كليب الحضرمي
، أبو عقبة المصري، قرابة ابن لهيعة.
عن خير بن نعيم، ويحيى بن ميمون، وعبد الله بن رافع، وموسى بن وردان. وعنه بكر بن مضر، وابن وهب، وزيد بن الحباب، وأبو عبد الرحمن المقرئ.
وولي إمرة الإسكندرية وغزو البحر في أيام مروان.
قال النسائي: ليس به بأس.
وقال المقرئ: كان شيخ صدق.
وقال أحمد بن يحيى ابن الوزير: مات سنة ستين ومائة.
272 -
م د ن ق:
عياض بن عبد الله القرشي الفهري
.
عن الزهري، وأبي الزبير، وإبراهيم بن عبيد بن رفاعة، وعنه الليث، وابن لهيعة، وابن وهب.
قال أبو حاتم: ليس بالقوي.
وذكره ابن حبان في الثقات.
273 -
خ م د ن ق:
عيسى بن حفص بن عاصم بن عمر بن الخطاب العدوي العمري المدني
، أبو زياد، ولقبه رباح.
عن أبيه، وسعيد بن المسيب، ونافع، وعبيد الله بن عبد الله بن عمر، وعنه يحيى القطان، ووكيع، والقعنبي، والواقدي، وآخرون.
وثقه أحمد، وابن معين.
مات سنة سبع، وقيل: سنة تسع وخمسين ومائة، وهو ابن ثمانين سنة، قاله الواقدي.
274 -
د ت:
عيسى بن دينار الكوفي المؤذن
.
عن أبيه، وأبي جعفر الباقر، وعنه يحيى بن زكريا بن أبي زائدة، وعثمان بن عمر بن فارس، ومحمد بن سابق.
قال أبو حاتم: صدوق.
275 -
عيسى بن أبي رزين الثمالي الحمصي
.
عن غضيف بن الحارث، ولقمان بن عامر، وعبد الله بن أبي قيس، وعنه ابن المبارك، وبقية، ومحمد بن سليمان بومة، ويحيى بن سعيد العطار الحمصي.
قال أبو زرعة: مجهول.
خرج له النسائي في اليوم والليلة.
276 -
خ ن:
عيسى بن طهمان بن رامة الجشمي
، أبو بكر البصري، نزيل الكوفة.
عن أنس بن مالك، وعنه ابن المبارك، ويحيى بن آدم، وقبيصة، وأبو نعيم، وخلاد بن يحيى، ومحمد بن سابق.
وثقه أبو داود، وغيره.
حديثه في ثلاثيات البخاري.
277 -
عيسى بن عبد الله بن الحكم بن النعمان بن بشير الأنصاري الشامي
.
عن عطاء بن أبي رباح، ونافع، وعنه بقية، والوليد بن مسلم، ومحمد بن المبارك الصوري.
قال ابن عدي: عامة ما يرويه لا يتابع عليه.
278 -
عيسى بن عبد الرحمن
، أبو سلمة السلمي، الكوفي.
عن الشعبي، وسلمة بن كهيل، وسيار أبي الحكم، وجماعة.
وعنه ابن مهدي، وعفان، وأحمد بن يونس، وأبو غسان النهدي، وعون بن سلام.
وثقه ابن معين، وأبو حاتم.
لم يخرجوا له شيئا.
279 ق: - عيسى بن عبد الرحمن، أبو عبادة الأنصاري الزرقي المديني.
عن الزهري، وزيد بن أسلم، وعنه ابن لهيعة، وأبو داود الطيالسي، ومحمد بن شعيب، ومعن القزاز.
تركه النسائي.
وقال البخاري: منكر الحديث.
تفرد بحديث يسير الرياء شرك.
280 -
د ت ن:
عيسى بن عبيد الكندي المروزي
.
عن عكرمة، وعبد الله بن بريدة، والربيع بن أنس، وغيلان بن عبد الله العامري. وعنه الفضل بن موسى السيناني، وعيسى غنجار، وأبو تميلة يحيى بن واضح، وعبد الله بن عثمان، ونعيم بن حماد.
قال أبو زرعة: لا بأس به، وهو أكبر شيخ عند نعيم.
281 -
د ت:
عيسى بن علي الهاشمي الأمير
، عم المنصور، وإليه ينسب نهر عيسى ببغداد.
حدث شيبان النحوي، عن عيسى، عن أبيه، عن ابن عباس، مرفوعا: يمن الخيل في شقرها وهذا حديث منكر.
وما علمت أحدا احتج بعيسى، بل قال حاتم بن الليث: سئل يحيى بن معين عنه فقال: ليس به بأس كان له مذهب جميل معتزلا للسلطان.
توفي سنة ستين ومائة.
282 – ت ن:
عيسى بن عمر الأسدي
، مولاهم الكوفي، أبو عمر المعروف بالهمداني المقرئ العبد الصالح، صاحب الحروف.
أخذ القراءة عرضا عن طلحة بن مصرف، وعاصم، والأعمش، قاله الداني. وقرأ عليه الكسائي، وعبيد الله بن موسى، وعبد الرحمن بن أبي حماد، ومت بن عبد الرحمن، والحسن بن زياد اللؤلؤي، وخارجة بن مصعب، وجماعة؛ قاله الداني.
وروى عن عطاء بن أبي رباح، وطلحة، وعمرو بن مرة، وحماد بن أبي سليمان. حدث عنه جعفر الأحمر، وابن المبارك، وأبو نعيم، وخلاد بن يحيى، والفريابي، ووكيع، وعدة.
وثقه يحيى بن معين، والعجلي.
وكان مقرئ أهل الكوفة في زمانه مع حمزة، فعن سفيان الثوري قال: أدركت الكوفة وما بها أقرأ من عيسى الهمداني.
قال مطين: مات سنة ست وخمسين ومائة.
283 -
عيسى بن عمر الثقفي
، البصري النحوي العلامة، أبو عمر.
روى عن الحسن، وعون بن عبد الله بن عتبة، وعبد الله بن أبي إسحاق الحضرمي، وعاصم الجحدري، وغيرهم.
وعنه الأصمعي، وعلي بن نصر الجهضمي، وشجاع بن أبي نصر البلخي، وهارون بن موسى الأعور، والعباس بن بكار الضبي، وأحمد بن موسى اللؤلؤي، والخليل بن أحمد العروضي، وعبيد بن عقيل، وغيرهم.
وولاؤه لبني مخزوم. وهو أخو أبي خشينة حاجب ابن عمر، نزلوا في ثقيف فنسبوا إليهم.
وكان عيسى بن عمر رأسا في العربية، صاحب تقعير في كلامه، واستعمال لغريب اللغة، وكان صديقا لأبي عمرو بن العلاء.
أخذ القراءة عن عبد الله بن أبي إسحاق الحضرمي، ورواية عن عبد الله بن كثير. أخذ عنه النحو الخليل وغيره.
وصنف في العربية كتاب الجامع، وكتاب الإكمال وأشياء سواهما.
قال الأصمعي: قال عيسى بن عمر لأبي عمرو: أنا أفصح من معد بن عدنان، فقال له تعديت، كيف تنشد هذا البيت:
قد كن يخبئن الوجوه تسترا فاليوم حين بدأن للنظار
أو (بدين للنظار)؟ فقال: (بدأن) فقال: أخطأت، يقال: بدا يبدو إذا ظهر، وبدأ يبدأ إذا شرع.
وإنما قصد أبو عمرو تغليطه لأنه تقعر عليه، والصواب (بدون) بالواو.
ويقال: إن عيسى بن عمر سقط من حماره فأغمي عليه فاجتمعوا حوله، وقالوا هو مصروع، فقال لما استفاق: ما لكم تكأكأتم علي تكأكؤكم على ذي جنة؟ افرنقعوا عني، أي انكشفوا عني، وتكأكأ: تجمع، فقال واحد: هذه جنيته تتكلم.
وقيل: إن ابن هبيرة ضربه بالسياط، وهو يقول: والله إن كانت إلا أثيابا في أسيفاط أخذها عشاروك.
وقيل: بل الذي ضربه يوسف بن عمر الثقفي من أجل وديعة كانت عنده لخالد بن عبد الله القسري.
وقال القاضي ابن خلكان: إن هذا روى عنه القراءة: أحمد بن موسى اللؤلؤي، وهارون النحوي، والخليل بن أحمد، والأصمعي، وسهل بن يوسف، وعبيد بن عقيل، وأخذ عنه النحو سيبويه.
ويقال: إنه صنف نيفا وسبعين تأليفا ذهبت كلها سوى الجامع والإكمال.
وفيه يقول الخليل بن أحمد إذ يقول:
ذهب النحو جميعا كله غير ما أحدث عيسى بن عمر ذاك (إكمال) وهذا (جامع) فهما للناس شمس وقمر
قال ابن معين: عيسى بن عمر بصري ثقة، وقيل: لحقه ضيق نفس فكان يداوي نفسه بإجاص يابس وسكر.
وقد أرخ القفطي، وابن خلكان وفاته في سنة تسع وأربعين ومائة، وأحسبه وهما، ولعله إلى قريب الستين بقي.
284 -
ق:
عيسى بن أبي عيسى الحناط
، أبو محمد الغفاري المدني، نزل الكوفة.
يروي عن أنس، والشعبي، وعمرو بن شعيب، ونافع، وغيرهم، وعنه ابن أبي فديك، ووكيع، وصفوان بن عيسى، وعمر بن شبيب المسلي، وعبيد الله بن موسى، وجماعة.
ضعفه أحمد.
وقال الفلاس، والدارقطني: متروك الحديث.
وقال ابن سعد: كان يقول أنا خياط وحناط وخباط كلا قد عالجت، قال: وقدم الكوفة للتجارة فلقي بها الشعبي.
مات سنة إحدى وخمسين ومائة.
285 -
د ق:
عيسى بن موسى الدمشقي
، أخو سليمان بن موسى.
عن ربيعة بن يزيد، وإسماعيل بن عبيد الله، وعروة بن رويم، وعنه الوليد بن مسلم، وعمرو بن أبي سلمة التنيسي، ومحمد بن سليمان الحراني بومة، وغيرهم.
لم أعلم به بأسا.
286 -
عيسى بن المسيب البجلي
، قاضي الكوفة.
عن أبي زرعة البجلي، والشعبي، وعدي بن ثابت، وعنه وكيع، وأبو النضر، وأبو نعيم، وغيرهم.
ضعفه النسائي، وقال: صالح الحديث.
وقال أبو حاتم: ليس بالقوي.
287 -
عيسى بن ميمون بن داية المكي
، كان ينزل في بني جرش فنسب إليهم.
روى عن قيس بن سعد، وابن أبي نجيح، وعنه سفيان الثوري، وابن عيينة، وأبو عاصم، وقد قرأ القرآن على ابن كثير.
وثقه أبو حاتم.
وقال ابن معين: ليس به بأس.
وقال أبو داود: ثقة يرى القدر.
288 -
ن ق:
عيسى بن يزيد المروزي
. أبو معاذ الأزرق.
عن أبي إسحاق، ومطر الوراق، وجماعة، وعنه أبو تميلة، وابن المبارك، وعيسى غنجار، وحكام بن سلم.
وكان قاضي سرخس، له في النسائي وابن ماجه حديث واحد عن جرير بن يزيد البجلي.
289 -
4:
عيينة بن عبد الرحمن بن جوشن
، أبو مالك الغطفاني البصري.
عن أبيه، ونافع، وأبي الزبير، ومروان الأصفر، وعنه شعبة، ويحيى القطان، ويزيد بن هارون، وأبو عبد الرحمن المقرئ، وآخرون.
قال أبو حاتم: صدوق.
وقال ابن معين، والنسائي: ثقة.
وقال أحمد: لا بأس به.
أنبؤونا عن الصيدلاني، أن فاطمة بنت عبد الله أخبرتهم، قالت: أخبرنا ابن ريذة قال: أخبرنا الطبراني، قال: حدثنا بشر بن موسى، قال: حدثنا المقرئ، عن عيينة بن عبد الرحمن، عن أبيه، عن أبي بكرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من قتل معاهدا في غير كنهه حرم الله عليه الجنة رواه أبو داود، والنسائي من حديث عيينة، وهو ثقة.
290 -
غالب بن سليمان أبو صالح العتكي.
عن الضحاك، وكثير بن زياد، وعنه حرمي بن عمارة، وسليمان بن حرب، ومسلم بن إبراهيم.
وهو ثقة عند أبي حاتم.
291 -
غالب بن عبيد الله العقيلي الجزري
، من أهل قرقيسياء.
عن مجاهد، وعطاء بن أبي رباح، والحسن، ونافع، وعنه عمر بن أيوب الموصلي، ويعلى بن عبيد، وغانم بن مالك، ورشدين، وغيرهم. وسمع منه وكيع وتركه.
وقال ابن معين: ليس بثقة.
ومن مناكيره عن نافع عن ابن عمر: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أراد أن يأكل دجاجة ربطها أياما، وكان يقبل ولا يعيد وضوءا.
وعن عطاء عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أعطى معاوية سهما، وقال: حتى توافيني به في الجنة.
292 -
ت:
غالب بن نجيح
، أبو بشر الكوفي.
عن حماد بن أبي سليمان، وعمرو بن هبيرة، وقيس بن مسلم، وجماعة، وعنه عبيد الله بن موسى، وأبو أحمد الزبيري.
293 -
ت ق:
فائد بن عبد الرحمن
، أبو الورقاء الكوفي العطار.
عن عبد الله بن أبي أوفى، وبلال بن أبي الدرداء، وعنه حماد بن سلمة، وعيسى بن يونس، وعبد الله بن بكر، ومسلم بن إبراهيم، ومكي بن إبراهيم، ويزيد، والفريابي، وآخرون.
قال أحمد: متروك الحديث.
وقال أبو زرعة: لا يشتغل به.
وقال ابن معين: ليس بثقة.
واتهمه أبو حاتم.
وقال أبو داود: ليس بشيء.
294 -
د ت ق:
فائد مولى عبادل المدني
.
عن مولاه عبيد الله بن علي بن أبي رافع، وسكينة بنت الحسين، وعنه زيد بن الحباب، ومعن بن عيسى، والقعنبي، والواقدي، وعدة.
وثقه ابن معين.
295 -
فرقد بن الحجاج القرشي البصري
.
سمع عقبة بن أبي الحسناء اليمامي صاحب أبي هريرة، وعنه أبو علي الحنفي، وعبد الصمد التنوري، ومسلم بن إبراهيم.
ما أعلم به بأسا.
296 -
الفضل بن ميمون
، أبو سلمة، صاحب الطعام.
عن معاوية بن قرة، ومنصور بن زاذان، وعنه أبو عامر العقدي، ومسلم بن إبراهيم، وعارم، وآخرون.
قال أبو حاتم: منكر الحديث.
297 -
خ 4:
فطر بن خليفة
، أبو بكر الكوفي الحناط، مولى عمرو بن حريث المخزومي.
عن أبيه، وعامر بن واثلة الكناني، وأبي وائل، وطاوس، ومجاهد، وأبي الضحى، وغيرهم. وعنه السفيانان، وأبو أسامة، وعبيد بن موسى، ويحيى بن آدم، وبكر بن بكار، وقبيصة، والفريابي، وآخرون.
وثقه أحمد.
وقال أبو حاتم: صالح الحديث.
وقال أحمد العجلي: ثقة حسن الحديث، فيه تشيع قليل.
وقال الدارقطني: لا يتابع به.
وقال ابن سعد: ثقة إن شاء الله، منهم من يستضعفه، وكان لا يترك أحدا يكتب عنده، له سن ولقاء.
وعن أبي بكر بن عياش، قال: ما تركت الرواية عن فطر إلا لسوء مذهبه.
وقال عبد الله بن أحمد: سمعت أبي يقول: كان فطر عند يحيى ثقة، ولكنه خشبي مفرط، وسألت أبي مرة عنه فقال: ثقة صالح الحديث، حديثه حديث رجل كيس إلا أنه يتشيع.
وقال أحمد بن يونس: تركته عمدا، وكان يتشيع.
وقال العقيلي: حدثنا محمد بن إسماعيل، قال: أخبرنا الحسن بن علي قال: حدثت عن جرير قال: كان الأعمش، ومنصور، ومغيرة يشربون، فإذا أخذوا في رءوسهم سخروا بفطر بن خليفة.
يحيى بن سعيد القطان، حدثنا فطر، عن عطاء، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من أصيب بمصيبة فليذكر مصيبته بي فإنها أعظم المصائب.
قال: مات فطر سنة ثلاث وخمسين ومائة، وقيل: سنة خمس وخمسين.
298 – ت:
القاسم بن حبيب الكوفي
، التمار.
عن عكرمة، ومحمد بن كعب القرظي، ونزار بن حيان، وسلمة بن كهيل، وعنه محمد بن فضيل، ووكيع، والمعافى بن عمران، ويحيى بن يعلى.
قال ابن معين: ليس بشيء.
ووثقه ابن حبان.
299 -
القاسم بن عبد الرحمن الأنصاري المسعودي
.
سمع أبا جعفر الباقر، وعنه عيسى بن يونس، والقاسم بن مالك، والأنصاري.
ضعفه أبو حاتم.
300 -
ت ن ق:
القاسم بن عبد الواحد بن أيمن المكي
، مولى بني مخزوم.
عن عبد الله بن محمد بن عقيل، وأبي حازم الأعرج، وعمر بن عبد الله بن عروة.
ومات شابا.
روى عنه همام بن يحيى وهو أكبر منه، ومحمد بن محمد بن نافع، وعبد الوارث بن سعيد، وداود بن عبد الرحمن العطار.
ذكره ابن حبان في الثقات.
وقد روى الحروف عن عبد الله بن كثير، سمع منه الحروف أبو يعقوب الأفطس شيخ أحمد بن جبير الأنطاكي.
301 -
د ن:
القاسم بن مبرور الأيلي الفقيه
.
عن عمه طلحة بن عبد الله، وهشام بن عروة، ويونس بن يزيد، وعنه عمرو بن مروان، وخالد بن نزار الأيليان.
قال خالد: قال لي مالك: ما فعل القاسم؟ قلت: توفي، قال: كنت أحسب أن يكون خلفا من الأوزاعي.
قال أبو سعيد بن يونس: مات بمكة سنة ثمان أو تسع وخمسين مائة، وصلى عليه الثوري.
302 -
القاسم بن هزان الخولاني
، الداراني.
عن الزهري، وإسحاق بن أبي فروة، وعمرو بن مهاجر، وعنه الوليد بن مسلم، والحسن بن يحيى الخشني، وحصين الفزاري.
قال أبو حاتم: محله الصدق.
303 -
ن:
قباث بن رزين بن حميد
، أبو هاشم المصري.
عن عكرمة، وعلي بن رباح، وعنه ابن المبارك، وابن وهب، وأبو عبد الرحمن المقرئ، وعبد الله بن صالح.
قال أبو حاتم: لا بأس به.
موته في سنة ست وخمسين ومائة، وكان إمام جامع مصر.
وفي الصحابة قباث بن أشيم.
304 -
م د ت ق:
قدامة بن موسى بن عمر بن قدامة بن مظعون القرشي الجمحي المكي
.
عن أنس بن مالك، وأبي صالح السمان، وسالم بن عبد الله، وعنه ابنه إبراهيم، وعبد العزيز الماجشون، ووكيع، والواقدي، وأبو عاصم، وجماعة.
وثقه ابن معين.
مات سنة ثلاث وخمسين ومائة.
ورد أنه يروي عن ابن عمر.
305 -
ع:
قرة بن خالد السدوسي البصري
.
عن يزيد بن عبد الله بن الشخير، وأبي رجاء العطاردي، والحسن، وابن سيرين، ومعاوية بن قرة، وجماعة، وعنه حرمي بن عمارة، وزيد بن الحباب، وأبو عامر العقدي، وبكر بن بكار، ومسلم بن إبراهيم، وعدد كبير.
وكان من جلة العلماء.
قال يحيى ابن القطان: كان من أثبت شيوخنا.
مات قرة سنة أربع وخمسين ومائة.
وقال أبو حاتم: قرة عندي ثبت.
306 -
قعنب، أبو السمال العدوي
، البصري المقرئ.
له قراءة شاذة في الكامل لأبي القاسم الهذلي، وفي غيره، رواها عنه أبو زيد سعيد بن أوس الأنصاري، وهو قعنب بن هلال بن أبي قعنب.
قال الهذلي: إمام في العربية.
وقال: قال أبو زيد: طفت العرب كلها فلم أر فيها أعلم من أبي السمال.
وقال أبو حاتم السجستاني: كان أبو السمال يقطع ليله قياما حتى أخذت عنه هذه القراءة، ولم يقرئ الناس بل أخذت عنه في الصلاة، وكان صواما قواما، ثم قال: وقال محمد بن يحيى القطعي: كان أبو السمال في زمانه يقدم على الخليل بن أحمد.
وقال أبو زيد: أعطى مروان بن محمد أبا السمال ألف دينار فوالله ما ترك منها حبة إلا تصدق بها.
307 -
م ن:
قيس بن سليم التميمي العنبري الكوفي العابد
.
عن علقمة بن وائل، والضحاك بن مزاحم، ويزيد الفقير، وعنه أبو نعيم، وأبو أحمد الزبيري، وقبيصة.
وثقه أبو زرعة، وأبو حاتم.
له في الكتب ثلاثة أحاديث.
308 -
د ت ق:
كامل بن العلاء
، أبو العلاء السعدي الكوفي.
عن أبي صالح السمان، والحكم بن عتيبة، والحسن بن عمرو الفقيمي، وحبيب بن أبي ثابت.
وعنه زيد بن الحباب، وإسحاق السلولي، وأحمد بن يونس، ومحمد بن يوسف الفريابي، وأبو غسان مالك بن إسماعيل.
وثقه ابن معين.
وقال النسائي: ليس بالقوي.
وقال ابن عدي: أرجو أنه لا بأس به، وفي حديثه ما ينكر.
309 -
د ت ق:
كثير بن زيد الأسلمي المدني
، أبو محمد.
عن سالم بن عبد الله، وعمر بن عبد العزيز، وسعيد المقبري، ونافع، وعبد الرحمن بن كعب بن مالك، وعنه مالك، وعبد العزيز الدراوردي، وابن أبي فديك، وزيد بن الحباب، وأبو أحمد الزبيري، والواقدي، وآخرون.
قال أحمد: ما أرى به بأسا.
وقال أبو زرعة: ليس بالقوي.
وقال النسائي: ضعيف.
310 -
كثير بن عبد الرحمن المؤذن
.
عن عطاء، وعنه عبيد الله بن موسى، والخريبي، وأبو نعيم.
311 -
كثير بن أبي كثير
، أبو النضر.
عن ربعي بن حراش، وأبي بردة، وعبد الله بن فروخ، وعنه عيسى بن
يونس، وأبو عاصم، وإسحاق بن سليمان، وآخرون.
قال أبو حاتم: مستقيم الحديث.
وقال ابن معين: ضعيف.
312 -
كعب بن فروخ
، أبو عبد الله.
بصري، عن عكرمة، والحسن البصري، وقتادة، وجماعة، وعنه عبيد الله الحنفي، ومسلم بن إبراهيم.
صدوق.
313 -
لوط بن يحيى
، أبو مخنف الكوفي الرافضي الأخباري، صاحب هاتيك التصانيف.
يروي عن الصقعب بن زهير، ومجالد بن سعيد، وجابر بن يزيد الجعفي، وطوائف من المجهولين، وعنه علي بن محمد المدائني، وعبد الرحمن بن مغراء، وغير واحد.
قال ابن معين: ليس بثقة.
وقال أبو حاتم: متروك الحديث.
وقال الدارقطني: أخباري ضعيف.
قلت: توفي سنة سبع وخمسين ومائة.
314 -
مالك بن الخير الزبادي
.
مصري، يروي عن أبي قبيل، والحارث بن يزيد، ومالك بن سعد، وعنه رشدين بن سعد، وابن وهب، وزيد بن الحباب.
315 -
ع:
مالك بن مغول بن عاصم بن مالك بن غزية
، أبو عبد الله البجلي الكوفي.
سمع الشعبي، وابن بريدة، ونافعا، وطلحة بن مصرف، وعون بن أبي جحيفة، والوليد بن العيزار، وعدة، وعنه: أبو نعيم، والفريابي، وخلاد بن يحيى، وخلق كعبد الله بن مهدي، ومسلم بن إبراهيم، وعبد الله بن نمير، ومحمد بن سابق، ويحيى بن آدم، وأبو أحمد الزبيري. وحدث عنه من شيوخه أبو إسحاق.
قال أحمد: ثقة ثبت.
وقال العجلي: صالح مبرز في الفضل.
وقال ابن عيينة: قال رجل لمالك بن مغول: اتق الله، فوضع خذه بالأرض.
وقال ابن إدريس: ما رأيت مالك بن مغول يسب دابة قط إلا أنه ذكرت عنده الرافضة فبزق في الأرض. وقال: القوم أحسنوا في الأرض البلاء، وأحسن الله عليهم الثناء.
قال ابن عيينة: قال مالك بن مغول: لئن شئتم لأحلفن لكم أن مكانهما في الآخرة مثل مكانهما في الدنيا، يعني أبا بكر وعمر.
وعن شريك قال: رأيت سفيان يشرب النبيذ في بيت خير أهل الكوفة، مالك بن مغول.
قال محمد بن سعد: مات في آخر سنة ثمان وخمسين ومائة.
وقال أبو نعيم، وأبو بكر بن أبي شيبة: مات في أول سنة تسع.
316 -
مبارك بن حسان السلمي البصري
، ثم المكي.
عن الحسن، وعطاء بن أبي رباح، ونافع، وعنه وكيع، وعبيد الله بن موسى، وموسى بن إسماعيل، وجماعة.
قال النسائي: ليس بالقوي.
وقال أحمد بن زهير، عن ابن معين: ثقة.
وقال أبو داود: منكر الحديث.
317 -
مبارك بن مجاهد
، أبو الأزهر المروزي.
عن العلاء بن عبد الرحمن، وأيوب بن أبي العوجاء، وعنه عبد الرحمن بن عبد الله الدشتكي، وعبد العزيز بن أبي رزمة.
قال أبو حاتم: ما أرى بحديثه بأسا.
وقال قتيبة: قدري ضعيف جدا.
قيل: مات سنة ستين ومائة.
318 -
المثنى بن دينار
، أبو محمد القطان.
رأى أنس بن مالك، وأبا مجلز، وروى عن جماعة، وعنه يحيى القطان، وروح بن عبادة، وعثمان بن عمر بن فارس.
وهو مقل حسن الحال.
319 -
د ت ن:
المثنى بن سعد
، ويقال: ابن سعيد الطائي، أبو غفار البصري.
عن أبي الشعثاء جابر بن زيد، وأبي عثمان النهدي، وأبي قلابة، وعنه عيسى بن يونس، ويحيى القطان، وأبو أسامة، والفريابي.
قال أبو حاتم: صالح الحديث.
320 -
ع:
المثنى بن سعيد الضبعي
، أبو سعيد البصري القسام الذراع.
عن أبي مجلز لاحق، وأبي المتوكل الناجي، وقتادة، وأبي جمرة. ورأى أنسا، وعنه ابن علية، وعبد الرحمن بن مهدي، وعبد الصمد، ومسلم بن إبراهيم وعدة.
وثقه أحمد.
وقال أبو حاتم: هو أوثق من أبي غفار، يعني الذي قبله.
321 -
مجاعة بن الزبير البصري
.
عن الحسن، وأبي الزبير، وابن سيرين، وقتادة، وجماعة، وعنه شعبة، والنضر بن شميل، وعبد الصمد بن عبد الوارث، وعبد الله بن رشيد.
قال أحمد: لم يكن به بأس في نفسه.
وقال حاضر بن مطهر السدوسي: حدثنا أبو عبيدة مجاعة بن الزبير الأزدي.
وذكره شعبة مرة فقال: الصوام القوام.
وقال ابن عدي: هو ممن يحتمل، ويكتب حديثه.
وقال الدارقطني: ضعيف.
322 -
مجاهد بن فرقد
، أبو الأسود.
شامي. عن أبي منيب الجرشي، وواثلة بن الخطاب، وعنه إسماعيل بن عياش، ومحمد بن إسحاق الرملي، والفريابي، وغيرهم.
في عداد الشيوخ. وله حديث منكر.
323 -
د ن:
مجمع بن يعقوب بن مجمع بن يزيد بن جارية الأنصاري المدني القبائي
.
عن أبيه، وربيعة الرأي، وغيرهما.
قال ابن سعد: توفي سنة ستين ومائة.
وهذا وهم، فإن قتيبة: لقيه وروى عنه.
324 -
ق:
محرز بن عبد الله
، أبو رجاء الجزري، مولى هشام بن عبد الملك.
عن مكحول، وعروة بن رويم، وبرد بن سنان، وعنه أبو معاوية، ومحمد بن بشر، ويعلى بن عبيد، والفريابي.
نزل الكوفة.
قال أبو داود: ليس به بأس.
325 -
محل بن محرز الضبي الكوفي
.
عن أبي وائل، وإبراهيم النخعي، والشعبي، وعنه يحيى القطان، وعبيد الله بن موسى، وأبو نعيم، وخلاد بن يحيى، وجماعة.
وثقه أحمد، وغيره.
وقال أبو حاتم: كان آخر من بقي من أصحاب إبراهيم، ما بحديثه بأس، ولا يحتج به.
وقال النسائي: ليس به بأس.
قال القطان: وسط، ولم يكن بذاك.
قلت: لم يخرجوا له شيئا. وتوفي سنة ثلاث وخمسين ومائة.
326 – 4 م تبعا:
محمد بن إسحاق بن يسار المطلبي المخرمي مولاهم المدني أبو بكر
.
ويقال: أبو عبد الله الأحول أحد الأعلام، وصاحب المغازي.
كان يسار من سبي عين التمر، مولى لقيس بن مخرمة بن المطلب بن عبد مناف بن قصي.
وقال الهيثم بن عدي، والمدائني: محمد بن إسحاق بن يسار بن خيار، وكان خيار مولى لقيس بن مخرمة.
قلت: رأى أنس بن مالك، وسعيد بن المسيب، ومولده سنة نيف وثمانين، وحدث عن أبيه، وعمه موسى بن يسار، وعطاء، والأعرج، وسعيد بن أبي هند، والقاسم بن محمد، وفاطمة بنت المنذر، والمقبري، ومحمد بن
إبراهيم التيمي، وعاصم بن عمر بن قتادة، وابن شهاب، وعبيد الله بن عبد الله بن عمر، ومكحول، ويزيد بن أبي حبيب، وسليمان بن سحيم، وعمرو بن شعيب، ونافع، وأبي جعفر الباقر، وخلق سواهم.
وعنه جرير بن حازم، والحمادان، وإبراهيم بن سعد، وزياد بن عبد الله، وعبد الأعلى بن عبد الأعلى، وعبدة بن سليمان، وسلمة بن الفضل، ومحمد بن سلمة الحراني، ويونس بن بكير، ويعلى بن عبيد، وأحمد بن خالد الوهبي، ويزيد بن هارون، وعدد كثير.
وكان بحرا في العلم حبرا في معرفة أيام النبي صلى الله عليه وسلم.
روي عن سلمة بن الفضل، عن ابن إسحاق قال: رأيت أنسا عليه عمامة سوداء، والصبيان يشتدون ويقولون: هذا رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم لا يموت حتى يلقى الدجال.
وقال عباس الدوري: قد سمع ابن إسحاق من أبان بن عثمان، ومن أبي سلمة بن عبد الرحمن، قاله لنا ابن معين.
وقال يحيى بن كثير وغيره، عن شعبة قال: ابن إسحاق أمير المؤمنين في الحديث.
وقال الخطيب: حدث عنه يحيى بن سعيد الأنصاري، وابن جريج، والثوري، وشعبة.
وقال الزهري: لا يزال بالمدينة علم جم ما كان فيهم محمد بن إسحاق، وكذا قال عاصم بن عمر بن قتادة، وهما شيخاه.
وقال البخاري: حدثنا علي بن عبد الله سمع سفيان يقول: ما رأيت أحدا يتهم ابن إسحاق.
قال البخاري: ينبغي أن يكون له ألف حديث ينفرد بها.
قال يونس بن بكير: سمعت شعبة يقول: ابن إسحاق أمير المؤمنين في الحديث، فقيل له: ولم؟ فقال: لحفظه.
وقال يعقوب بن شيبة: سألت علي ابن المديني عن إسحاق فقال: حديثه عندي صحيح، قلت: فكلام مالك؟ قال: مالك لم يجالسه، ولم يعرفه، وأي شيء حدث بالمدينة، قلت: فهشام بن عروة قد تكلم فيه، قال: الذي قال هشام ليس بحجة، لعله دخل على امرأته وهو غلام، وأن حديثه ليتبين فيه الصدق، يروي مرة: حدثني أبو الزناد، ومرة: ذكر أبو الزناد، ويقول: حدثني الحسن بن دينار، عن أيوب، عن عمرو بن شعيب في سلف وبيع، وهو من أروى الناس عن عمرو بن شعيب، ولم أر له إلا حديثين منكرين أحدهما عن نافع، عن ابن عمر مرفوعا: إذا نعس أحدكم يوم الجمعة، والآخر عن الزهري، عن عروة، عن زيد بن خالد: من مس فرجه فليتوضأ.
وقال أحمد العجلي: ابن إسحاق ثقة.
وقال عباس، عن ابن معين: ثقة لكن ليس بحجة.
وقال أحمد بن زهير، عن ابن معين: ليس به بأس، ومرة قال: ليس بذاك ضعيف.
وقال يعقوب بن شيبة، عن ابن معين: هو صدوق.
وقال هارون بن معروف: سمعت أبا معاوية يقول: كان ابن إسحاق من أحفظ الناس، فكان الرجل إذا كان عنده خمسة أحاديث أو أكثر جاء فاستودعها ابن إسحاق، وقال احفظها علي، فإن نسيتها كنت قد حفظتها علي.
وقال عبد الرحمن بن مهدي: تكلم أربعة في ابن إسحاق، فأما سفيان، وشعبة فكانا يقولان: أمير المؤمنين في الحديث.
وقال أحمد بن حنبل: حسن الحديث.
وقال الحسن بن علي الحلواني: سمعت يزيد بن هارون يقول: لو كان لي سلطان لأمرت ابن إسحاق على المحدثين.
وقال أبو أمية الطرسوسي: حدثنا علي بن الحسن النسائي، قال: حدثنا فياض بن محمد الرقي، قال: سمعت ابن أبي ذئب يقول: كنا عند الزهري فنظر إلى ابن إسحاق يقبل، فقال: لا يزال بالحجاز علم كثير ما دام هذا الأحول بين أظهرهم.
وقال ابن علية: سمعت شعبة يقول: هو صدوق.
وقال ابن المديني: قلت لسفيان: أكان ابن إسحاق جالس فاطمة بنت المنذر؟ فقال: أخبرني أنها حدثته، فإنه دخل عليها.
قلت: الذي استقر عليه الأمر أن ابن إسحاق صالح الحديث، وأنه في المغازي أقوى منه في الأحكام.
وقد قال يحيى بن سعيد: سمعت هشام بن عروة يكذبه.
وقال أبو الوليد: حدثنا وهيب بن خالد سألت مالكا عن ابن إسحاق فقال: واتهمه.
وقال أحمد بن زهير: سمعت ابن مهدي يقول: كان يحيى بن سعيد الأنصاري، ومالك يجرحان محمد بن إسحاق.
وقال العقيلي: حدثني الفضل بن جعفر، قال: حدثنا عبد الملك بن محمد، قال: حدثنا سليمان بن داود قال: قال لي يحيى بن سعيد القطان: أشهد أن محمد بن إسحاق كذاب، قلت: وما يدريك؟ قال: قال لي وهيب، فقلت لوهيب: ما يدريك؟ قال: قال لي مالك، فقلت لمالك: وما يدريك؟ قال: قال لي هشام بن عروة، قلت له: وما يدريك؟ قال: حدث عن امرأتي وأدخلت علي وهي بنت تسع سنين وما رآها رجل حتى لقيت الله.
قلت: هذه حكاية باطلة، وسليمان الشاذكوني ليس بثقة، وما أدخلت فاطمة على هشام إلا وهي بنت نيف وعشرين سنة فإنها أكبر منه بنحو من تسع سنين، وقد سمعت من أسماء بنت الصديق، وهشام لم يسمع من أسماء مع أنها جدتهما.
وأيضا فلما سمع ابن إسحاق منها كانت قد عجزت وكبرت، وهو
غلام، أو هو رجل من خلف الستر، فإنكار هشام بارد.
قال ابن المديني: سمعت يحيى يقول: قلت لهشام: ابن إسحاق يحدث عن فاطمة بنت المنذر، فقال: أهو كان يصل إليها؟!.
وقال يحيى بن آدم: حدثنا ابن إدريس قال: كنت عند مالك فقال له رجل: إن محمد بن إسحاق يقول: اعرضوا علي علم مالك فإني بيطاره، فقال مالك: انظروا إلى دجال من الدجاجلة يقول: اعرضوا علي علم مالك، قال ابن إدريس: ما رأيت أحدا جمع الدجال قبله.
وقال عبد العزيز الدراوردي، وابن أبي حازم: كنا في مجلس ابن إسحاق فنعس ثم رفع رأسه فقال: رأيت كأن حمارا أخرج من دار مروان في عنقه حبل، فما لبثنا أن دخل أعوان السلطان فوضعوا في عنق ابن إسحاق حبلا، وذهبوا به فجلد، زاد سعيد الزنبري راويها عن الدراوردي قال: من أجل القدر، فقال هارون بن معروف: كان ابن إسحاق قدريا.
وقال الجوزجاني: ابن إسحاق يشتهون حديثه، وهو يرمى بغير نوع من البدع.
وأما محمد بن عبد الله بن نمير فقال: رمي بالقدر، وكان أبعد الناس منه.
وقال مكي بن إبراهيم: جلست إلى ابن إسحاق، وكان يخضب بالسواد فذكر أحاديث في الصفة فنفرت منها فلم أعد إليه.
وقال ابن معين: كان يحيى القطان لا يرضى ابن إسحاق، ولا يروي عنه.
وقال عبد الله بن أحمد: لم يكن أبي يحتج بابن إسحاق في السنن.
وقال النسائي: ليس بالقوي.
وقال الدارقطني: لا يحتج به.
وقال محمد بن يحيى بن سعيد القطان: قال أبي: سمعت مالكا يقول: يا أهل العراق لا يغت عليكم بعد محمد بن إسحاق أحد.
وفي لفظ: من يغت عليكم بعد محمد بن إسحاق.
وقال محمد بن أبي عدي: كان ابن إسحاق يلعب بالديوك، وقال القطان: تركت ابن إسحاق عمدا فلم أكتب عنه.
وقال أبو حاتم: ليس بالقوي عندهم.
وقال محمد بن سلام الجمحي: وممن هجن الشعر وأفسده وحمل كل غثاء، وقبل الناس منه أشعارا لا أصل لها ابن إسحاق، وكان يعتذر من ذلك، ويقول: لا علم لي بالشعر إنما أوتى به فأحمله، ولم يكن ذلك عذرا له.
قلت: لا ريب أن في السيرة شعرا كثيرا من هذا الضرب.
قال أبو حفص الصيرفي: سمعت يحيى بن سعيد يقول لعبيد الله القواريري: أين تذهب؟ قال: إلى وهب بن جرير، أكتب السيرة، قال: تكتب كذبا كثيرا.
قلت: وكذا في السيرة عجائب ذكرها ابن إسحاق بلا إسناد تلقفها، وفيها خير كثير لمن له نقد ومعرفة.
وقال ابن أبي فديك: رأيت ابن إسحاق كثير التدليس فإذا قال: حدثني، وأخبرني، فهو ثقة.
مات ابن إسحاق سنة إحدى وخمسين ومائة، قاله عدة.
وقال المدائني، وغيره: مات سنة اثنتين وخمسين.
327 – م:
محمد بن أيوب أبو عاصم الثقفي الكوفي
، وقيل: محمد بن أيوب.
عن الشعبي، وقيس بن مسلم، ويزيد الفقير، وعنه وكيع، وأبو نعيم، وخلاد بن يحيى.
وثقه أحمد، وغيره. وورد أنه عرض القرآن على أبي عبد الرحمن السلمي.
328 – ت:
محمد بن ثابت بن أسلم البناني
.
عن أبيه، ومحمد بن المنكدر، وجعفر بن محمد، وعنه جعفر بن سليمان الضبعي، وأبو داود الطيالسي، وبكر بن بكار، وعبد الصمد بن عبد الوارث، وجماعة.
قال البخاري: فيه نظر.
وقال النسائي، وغيره: ضعيف.
329 -
محمد بن جعفر بن عبيد الله بن العباس بن عبد المطلب الهاشمي العباسي
.
كان من ندماء المنصور، كان أديبا لبيبا، يعد من عقلاء الرجال، وكان المنصور يمازحه، ويلتذ بمحادثته، وكان يكلم المنصور في حوائج الناس.
وكانت وفاته قريبة من وفاة المنصور، وله قعدد في النسب.
330 -
خ م ن:
محمد بن أبي حفصة هو أبو سلمة بن ميسرة المدني
نزيل البصرة.
عن الزهري، وأبي جمرة الضبعي، وقتادة، وعلي بن زيد، وعنه سفيان الثوري، وحماد بن زيد، وابن المبارك، وأبو معاوية، وروح بن عبادة، وغيرهم.
وثقه ابن معين، ومرة قال: ليس بالقوي.
وضعفه يحيى القطان، والنسائي.
وقال ابن عدي: هو من الضعفاء الذين يكتب حديثهم.
وقال ابن المديني: قلت ليحيى: حملت عن محمد بن أبي حفصة؟ قال: نعم كتبت حديثه كله ثم رميت به بعد ذلك، ثم قال: هو نحو صالح بن أبي الأخضر.
331 – ت ق:
محمد بن أبي حميد الأنصاري الزرقي المدني
، وهو الذي يقال له: حماد بن أبي حميد.
عن محمد بن كعب القرظي، وعمرو بن شعيب، وعون بن عبد الله بن عتبة، ونافع، وجماعة.
وعنه ابن وهب، وابن أبي فديك، وأبو داود، وبكر بن بكار، والقعنبي.
ضعفه أبو زرعة.
وقال أحمد: أحاديثه مناكير، وقال مرة: ليس بقوي.
وروى عباس عن ابن معين: أنه ليس بشيء.
وقال البخاري: منكر الحديث.
332 – ق:
محمد بن ذكوان الطاحي
، مولاهم البصري، خال أولاد حماد بن زيد.
روى عن شهر بن حوشب، وسالم بن عبد الله، وابن سيرين، وعطاء بن أبي رباح، وجماعة.
وعنه شعبة، وعبد الوارث، وابن طهمان إبراهيم، وعبد الله بن بكر السهمي، وعبد الصمد بن عبد الوارث، وحجاج بن نصير.
وثقه ابن معين.
وقال البخاري: منكر الحديث.
وقال ابن حبان: سقط الاحتجاج به.
333 -
محمد بن أبي الزعيزعة
، الأذرعي مولى بني أمية.
عن عطاء، ونافع، وعنه محمد بن عيسى بن سميع قال أبو حاتم: منكر الحديث جدا، وكذا قاله البخاري.
وقال أبو حاتم: لا يشتغل به.
334 – د:
محمد بن شريك أبو عثمان المكي
.
عن عطاء، وابن أبي مليكة، وعمرو بن دينار، وعنه وكيع، وأبو أسامة، وأبو أحمد الزبيري، وأبو نعيم.
وثقه أبو زرعة، وجماعة.
وهو مقل.
335 – ع:
محمد بن عبد الله بن مسلم بن عبيد الله بن شهاب
، أبو عبد الله الزهري المدني، ابن أخي ابن شهاب.
عن عمه، وأبيه، وعنه يعقوب بن إبراهيم بن سعد، ومعن بن عيسى، والواقدي، والقعنبي، وغيرهم.
وثقه أبو داود.
وقال ابن معين: ليس بالقوي، قيل: إنه قتله غلمانه، وابنه لأجل الميراث ثم قتلت الغلمان بعد، وكان مقتله سنة سبع وخمسين ومائة.
وقد تفرد عن الزهري بثلاثة أحاديث: أحدها، عن سالم عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم: كل أمتي معافى إلا المجاهرون. . . الحديث.
وثانيها: عن سالم عن أبي هريرة أنه قال في خطبته: كل ما هو آت، قريب لا بعد لما هو آت، لا يعجل الله لعجلة أحد، ولا خلف لأمر الله، ما شاء الله كان ولو كره الناس، لا مبعد لما قرب، ولا مقرب لما بعد، ولا يكون شيء إلا بإذن الله عز وجل.
رواهما إبراهيم بن سعد عنه، وروى الواقدي الخبر الثاني عنه، ولكن الواقدي تالف.
والثالث: رواه حمزة بن رشيد الباهلي قال: حدثنا إبراهيم بن سعد، عن ابن أخي ابن شهاب، عن امرأته أم الحجاج بنت محمد بن مسلم، قالت: كان أبي يأكل بكفه فقلت: لو أكلت بثلاثة أصابع، قال: إن النبي صلى الله عليه وسلم كان يأكل بكفه كلها، فهذا منقطع.
336 – 4:
محمد بن عبد الله بن المهاجر الشعيثي النصري
، بالنون الدمشقي.
عن خالد بن معدان، ومكحول، والقاسم بن مخيمرة، وجماعة، وعنه ابنه عمرو، والوليد بن مسلم، ووكيع، وحجاج بن محمد، وأبو عبد الرحمن المقرئ، وطائفة.
وثقه دحيم، وغيره.
وقال أبو حاتم: لا يحتج به.
مات سنة أربع وخمسين ومائة، وقيل: سنة خمس.
وقد روى حديثا عن الحارث بن بدل، إنسان مختلف في صحبته.
337 – ق:
محمد بن عبد الله بن أبي حرة الأسلمي
.
مدني، له عن عمه حكيم بن أبي حرة، والمقبري، وعطاء بن أبي مروان، وعنه سليمان بن بلال، والدراوردي، وحماد بن خالد، والواقدي، وغيرهم.
وثقه ابن معين.
له عند ابن ماجه حديث.
338 -
محمد بن عبد الله، أبو مخلد العمي البصري
.
عن ثابت البناني، وعلي بن جدعان، ويزيد الرقاشي، وعنه أبو النضر هاشم بن القاسم.
قال العقيلي: لا يقيم الحديث.
339 – د ق:
محمد بن عبد الرحمن بن عرق أبو الوليد الحمصي
.
عن أبيه، وعبد الله بن بسر الصحابي، وعنه بقية، وعثمان بن سعيد بن كثير، ويحيى بن سعيد العطار، ومحمد بن سليمان بومة.
لم يضعف.
340 – ع:
ابن أبي ذئب محمد بن عبد الرحمن بن المغيرة بن الحارث ابن أبي ذئب
.
واسم أبي ذئب هشام بن شعبة القرشي العامري الإمام، أبو الحارث المدني، أحد الأعلام.
روى عن عكرمة، وشعبة موليي ابن عباس، وشرحبيل بن سعد، ونافع، وأسيد بن أبي أسيد البراد، وسعيد المقبري، وصالح مولى التوأمة، والزهري، وخاله الحارث بن عبد الرحمن القرشي، ومسلم بن جندب، والقاسم بن عباس، ومحمد بن قيس، وخلق.
وعنه يحيى القطان، وحجاج الأعور، وشبابة، وأبو علي الحنفي، وابن المبارك، وابن أبي فديك، وأبو نعيم، وآدم بن أبي إياس، وأحمد بن يونس، وعاصم بن علي، والقعنبي، وأسد بن موسى، وعلي بن الجعد، وعدد كبير.
قال أحمد بن حنبل: كان شبيه سعيد بن المسيب، فقيل لأحمد: خلف مثله؟ فقال: لا، وقال: كان أفضل من مالك إلا أن مالكا رحمه الله أشد تنقية للرجال منه.
وقال الواقدي: مولده سنة ثمانين، وكان من أورع الناس وأفضلهم، ورمي بالقدر، وما كان قدريا لقد كان يتقي قولهم ويعيبه، ولكنه كان رجلا كريما
يجلس إليه كل أحد ويغشاه فلا يطرده، ولا يقول له شيئا، وإن مرض عاده، وكانوا يتهمونه بالقدر لهذا وشبهه، قال: وكان يصلي الليل أجمع، ويجتهد في العبادة، ولو قيل له: إن القيامة تقوم غدا ما كان فيه مزيد من الاجتهاد.
وأخبرني أخوه قال: كان أخي يصوم يوما ويفطر يوما، ثم سرد الصوم، وكان شديد الحال يتعشى الخبز والزيت، وله قميص وطيلسان يشتو فيه ويصيف.
وكان من رجال الناس صرامة وقولا بالحق، وكان يحفظ حديثه لم يكن له كتاب، روى هذا الفصل ابن سعد عن الواقدي، وفيه أيضا قال: وكان يروح إلى الجمعة باكرا فيصلي حتى يخرج الإمام، ورأيته يأتي دار أجداده عند الصفا فيأخذ كراءها، وكان لا يغير شيبه.
قال: ولما خرج محمد بن عبد الله بن حسن لزم بيته إلى أن قتل محمد، وكان الحسن بن زيد الأمير يجري على ابن أبي ذئب كل شهر خمسة دنانير.
وقد دخل مرة على والي المدينة عبد الصمد وكلمه في شيء، فقال عبد الصمد بن علي: إني لأراك مرائيا فأخذ عودا، وقال: من أرائي؟ فوالله للناس عندي أهون من هذا.
ولما ولي ولاية المدينة جعفر بن سليمان بعث إلى ابن أبي ذئب بمائة دينار فاشترى منها ساجا كرديا بعشرة دنانير فلبسه عمره، وقد قدم به عليهم بغداد فلم يزالوا به حتى قبل منهم فأعطوه ألف دينار، يعني الدولة، فلما رد مات بالكوفة.
وقال أحمد بن حنبل: بلغ ابن أبي ذئب أن مالكا لم يأخذ بحديث البيعان بالخيار فقال: يستتاب مالك فإن تاب، وإلا ضربت عنقه، ثم قال أحمد: هو أورع وأقول بالحق من مالك.
أنبأني المسلم بن محمد، والمؤمل ابن البالسي قالا: أخبرنا الكندي قال: أخبرنا القزاز، قال: أخبرنا أبو بكر الخطيب، قال: أخبرنا الصيرفي
، قال: أخبرنا الأصم، قال: أخبرنا عباس الدوري قال: سمعت يحيى يقول: ابن أبي ذئب سمع عكرمة.
وبه قال الخطيب: أخبرنا الجوهري، قال: أخبرنا ابن المرزبان، قال: حدثنا أحمد بن محمد بن عيسى المكي، قال: حدثنا أبو العيناء، قال: لما حج المهدي دخل مسجد الرسول صلى الله عليه وسلم فلم يبق أحد إلا قام إلا ابن أبي ذئب، فقال له المسيب بن زهير: قم هذا أمير المؤمنين، فقال ابن أبي ذئب: إنما يقوم الناس لرب العالمين، فقال المهدي: دعه فلقد قامت كل شعرة في رأسي.
وبه قال أبو العيناء: وقال ابن أبي ذئب للمنصور: قد هلك الناس فلو أعنتهم من الفيء؟ قال: ويلك لولا ما سددت من الثغور لكنت تؤتى في منزلك فتذبح، فقال: قد سد الثغور، وأعطى الناس من هو خير منك عمر، فنكس المنصور رأسه، والسيف بيد المسيب ثم قال: هذا خير أهل الحجاز.
وقال أحمد بن حنبل، وغيره: كان ثقة.
قال أحمد: وقد دخل على أبي جعفر المنصور فلم يهله أن قال له الحق، وقال: الظلم ببابك فاش، وأبو جعفر أبو جعفر.
قال مصعب الزبيري: كان ابن أبي ذئب فقيه المدينة.
وقال البغوي: حدثنا هارون بن سفيان قال: قال أبو نعيم: حججت سنة حج أبو جعفر، ومعه ابن أبي ذئب، ومالك بن أنس، فدعا ابن أبي ذئب فأقعده معه على دار الندوة فقال له: ما تقول في الحسن بن زيد بن حسن، يعني أمير المدينة؟ فقال: إنه ليتحرى العدل، فقال له: ما تقول في؟ مرتين، فقال: ورب هذه البنية إنك لجائر، قال: فأخذ الربيع الحاجب بلحيته، فقال له أبو جعفر: كف يا ابن اللخناء، وأمر لابن أبي ذئب بثلاث مائة دينار.
وقال محمد بن المسيب الأرغياني: سمعت يونس بن عبد الأعلى يقول:
سمعت الشافعي يقول: ما فاتني أحد فأسفت عليه ما أسفت على الليث، وابن أبي ذئب.
قلت: أما الليث فنعم، وأما ابن أبي ذئب فكيف كان يمكنه الرحلة إليه، وإنما أدرك من حياته تسع سنين.
وقال الفضل بن زياد: سئل أحمد بن حنبل: إيما أعجب إليك ابن عجلان أو ابن أبي ذئب؟ فقال: ما فيهما إلا ثقة.
وقال ابن المديني: سمعت يحيى بن سعيد يقول: كان ابن أبي ذئب عسرا أعسر أهل الدنيا، إن كان معك الكتاب قال: اقرأه، وإن لم يكن معك كتاب فإنما هو حفظ، فقلت: كيف كنت تصنع فيه؟ قال: كنت أتحفظها وأكتبها.
وقال الجوزجاني لأحمد: فابن أبي ذئب سماعه من الزهري أو عرض هو؟ قال: لا تبالي كيف كان.
وقال أحمد بن علي الأبار: سألت مصعبا عن ابن أبي ذئب فقال: معاذ الله أن يكون قدريا، إنما كان زمن المهدي قد أخذوا أهل القدر وضربوهم ونفوهم فنجا منه قوم فجلسوا إليه، واعتصموا به من الضرب فقيل: هو قدري لذلك، لقد حدثني من أثق به أنه ما تكلم فيه قط.
وسئل أحمد بن حنبل عنه فوثقه، ولم يرضه في الزهري.
وقال ابن معين: ثقة، سمع من عكرمة.
مات ابن أبي ذئب سنة تسع وخمسين ومائة بعد ما انصرف من بغداد، مات بالكوفة، وقد أسنى المهدي جائزته.
341 -
محمد بن عبد الرحمن بن معاوية بن حديج
، التجيبي المصري الأمير.
ولي الديار المصرية لأبي جعفر. وحدث عن أبيه.
مات سنة خمس وخمسين ومائة.
342 – ق:
محمد بن عبيد الله بن أبي رافع مولى رسول الله
صلى الله عليه وسلم أخو عبد الله، وعون.
روى عن أبيه، وأخويه، وعنه إسماعيل بن عياش، ويحيى بن يعلى الأسلمي، ومعمر، ومغيرة ابناه.
قال البخاري: منكر الحديث.
وقال ابن معين: ليس حديثه بشيء.
يحيى بن يوسف الرملي، حدثنا حبان بن علي، عن محمد بن عبيد الله بن أبي رافع، عن أخيه، عن أبيه، عن جده مرفوعا: إذا طنت أذن أحدكم فليصل علي، وليقل ذكر الله من ذكرني بخير.
قال العقيلي: هذا ليس له أصل.
343 – ت ق:
محمد بن عبيد الله العرزمي الكوفي
.
عن مكحول، وعطاء، وعمرو بن شعيب، ومحمد بن زياد الجمحي، وعدة، وعنه شعبة، والثوري، وسيف بن عمر، وعلي بن مسهر، ومحمد بن سلمة الحراني.
وآخر من حدث عنه قبيصة بن عقبة، وكان من عباد الله الصالحين لكنه واه.
قال أحمد: ترك الناس حديثه.
وقال الفلاس: متروك الحديث.
وقال ابن معين: لا يكتب حديثه.
وقال وكيع: كان محمد بن عبيد الله العرزمي رجلا صالحا قد ذهبت كتبه فكان يحدث حفظا فمن ذلك أتي.
وقال القطان: سألت العرزمي فجعل لا يحفظ، فأتيته بكتاب فجعل لا
يحسن يقرأ.
وقال البخاري: تركه ابن المبارك، وغيره.
قلت: فهو من شيوخ شعبة، وما أظن شعبة روى عن أضعف منه.
وكناه قبيصة أبا عبد الرحمن.
وقال البخاري: قال لي عباد بن أحمد: هو محمد بن عبيد الله بن أبي سلميان الفزاري، وهو ابن أخي عبد الملك بن أبي سليمان.
ويقال: مات سنة خمس وخمسين ومائة.
344 – 4:
محمد بن عمارة بن عمرو بن حزم الأنصاري المدني
.
عن ابن عمه أبي بكر بن محمد، ومحمد بن إبراهيم التيمي، وعنه مالك، وصفوان بن عيسى، وأبو عاصم، وغيرهم.
وثقه ابن معين.
345 -
محمد بن عمران بن إبراهيم بن طلحة بن عبيد الله القرشي التيمي المدني أبو سليمان
.
أحد الأشراف، ولي قضاء المدينة لبني أمية، ثم وليها للمنصور.
قال ابن سعد: كان مهيبا جليلا صليبا من الرجال، وكان قليل الرواية.
مات سنة أربع وخمسين ومائة، فلما بلغ موته المنصور قال: اليوم استوت قريش.
وذكره ابن أبي حاتم مختصرا.
346 -
د ت ق:
محمد بن فضاء بن خالد الجهضمي أبو بحر البصري العابد
.
عن أبيه، وعنه بكر بن بكار، والأنصاري، ومسلم، والأصمعي، وإسماعيل بن عمرو البجلي.
ضعفه أبو زرعة.
وقال ابن معين: ليس بشيء، وقال مرة: ضعيف.
حديثه في كسر السكة إلا من بأس.
347 -
د ت ن:
محمد بن مسلم بن مهران بن المثنى
.
وقد يقال: محمد بن مهران ينسب إلى جده، ومسلم ليس بأبيه فإنه على الأصح محمد بن إبراهيم بن مسلم، مؤذن مسجد العريان.
روى عن جده أبي المثنى مسلم، وسلمة بن كهيل، وحماد الفقيه، وعنه شعبة وكناه أبا جعفر، وسلم بن قتيبة، وأبو داود، وأبو الوليد: الطيالسيان.
قال الدارقطني: هو وجده لا بأس بهما.
348 – ت:
مختار بن نافع التيمي الكوفي التمار
.
عن أبي مطر البصري صاحب علي، ويحيى بن سعيد أبي حيان التيمي، وعنه عثمان بن عمر بن فارس، ومحمد بن عبيد الطنافسي، ومكي بن إبراهيم، وأبو عتاب سهل بن حماد.
قال البخاري: منكر الحديث.
وقال النسائي: ليس بثقة.
349 -
المختار بن يزيد
، ويقال ابن عمرو الأزدي.
بصري، عن أبي الشعثاء، وسعيد بن جبير، وعنه وكيع، وأبو نعيم، وغيرهما.
شيخ.
350 -
م د ن:
مخرمة بن بكير بن عبد الله بن الأشج المدني
.
عن أبيه، وعامر بن عبد الله بن الزبير، وعنه ابن المبارك، وابن وهب، ومعن بن عيسى، والواقدي، وجماعة.
يكنى أبا المسور.
قال النسائي: ليس به بأس.
وقال سعيد بن أبي مريم: سمعت خالي موسى بن سلمة يقول: أتيت مخرمة بن بكير بكتاب أبيه أعرضه، فقال: ما سمعت من أبي شيئا إنما هذه كتب وجدناها عندنا عنه وما أدركت أبي إلا وأنا غلام.
وأما علي ابن المديني فقال: سمعت معن بن عيسى يقول: مخرمة سمع من أبيه، وعرض عليه.
وقال أحمد بن حنبل: لم يسمع من أبيه شيئا إنما يروي من كتاب أبيه.
وقال أبو حاتم: قال ابن أبي أويس: وجدت في ظهر كتاب مالك بن أنس: سألت مخرمة عما يحدث به عن أبيه سمعها من أبيه؟ فحلف لي فقال: ورب هذه البنية سمعته من أبي.
وقال أبو حاتم: كل حديثه فهو عن أبيه سوى حديث واحد حدث به عن عامر بن عبد الله.
قلت: توفي سنة ستين ومائة كهلا.
351 -
مرزوق بن عبد الرحمن أبو حسان البصري المؤذن
.
عن محمد بن سيرين، ومطر الوراق، وعنه أبو أسامة، وأبو سلمة التبوذكي، وغيرهما.
لا أعلم به بأسا.
352 – ت:
مرزوق أبو بكر البصري مولى طلحة بن عبد الرحمن الباهلي
.
عن قتادة، ومحمد بن المنكدر، وعنه معتمر بن سليمان، وأبو داود،
وأبو نعيم، وعثمان بن عمر.
وثقه أبو زرعة.
353 – ق:
مرزوق بن أبي الهذيل الثقفي الدمشقي
.
عن ابن شهاب، وعنه الوليد بن مسلم، فقال ابن عدي: ما حدث عنه غير الوليد.
وقال دحيم: صحيح الحديث.
وقال ابن خزيمة: ثقة.
وقال أبو حاتم: حديثه صالح، ولينه ابن حبان.
354 -
مرزوق مولى سعيد بن المسيب المخزومي
.
عن مولاه، روى عنه وكيع، وأبو نعيم.
355 – ت:
مرزوق أبو عبد الله الحمصي
نزيل البصرة.
عن أبي أسماء الرحبي، وشهر بن حوشب، ومكحول، وجماعة، وعنه معتمر بن سليمان، وأبو عبيدة الحداد، وروح بن عبادة، وغيرهم.
356 -
مرزوق أبو بكر التيمي
، المؤذن.
كوفي، عن مجاهد، وسعيد بن جبير، وعنه سفيان، وإسرائيل، وشريك، وهؤلاء الثلاثة وفاتهم قديمة وأحببت جمع الأسماء هنا.
357 – ق:
مستقيم بن عبد الملك
، مؤذن البيت الحرام، اسمه عثمان.
يروي عن ابن المسيب، وشهر بن حوشب، وسالم بن عبد الله، وعنه أبو عاصم، والخريبي، ومحمد بن ربيعة الكلابي، وإسماعيل بن عمرو البجلي.
قال ابن معين: ليس به بأس.
وقال أبو حاتم: منكر الحديث.
وضعفه ابن المديني.
358 – 4:
مستلم بن سعيد الواسطي العابد
، قد مضى.
قال النسائي: ليس به بأس.
359 -
م د ت ن:
المستمر بن الريان الإيادي البصري
.
عن أبي نضرة، وأبي الجوزاء الربعي، ورأى أنس بن مالك، وعنه شعبة، وزيد بن الحباب، ومسلم، وعثمان بن عمر.
وثقه يحيى القطان.
360 – ن:
مستور بن عباد أبو همام الهنائي البصري
.
عن الحسن، وعطاء بن أبي رباح، ومحمد بن عباد بن جعفر المخزومي، وعنه خالد بن الحارث، وأبو عاصم، ومسلم، والتبوذكي.
وثقه ابن معين.
361 – د:
مسرة بن معبد اللخمي الفلسطيني
.
عن نافع، والزهري، وأبي عبيد الحاجب، وسليمان بن موسى، وعنه وكيع، وضمرة بن ربيعة، وأبو أحمد الزبيري، وسوار بن عمارة الرملي.
قال أبو حاتم: ما به بأس.
وقال ابن حبان: لا يحتج به وحده.
362 – ع:
مسعر بن كدام بن ظهير بن عبيدة بن الحارث
أبو سلمة
الهلالي الكوفي الأحول الحافظ أحد الأعلام.
عن عمرو بن مرة، والحكم بن عتيبة، وقتادة، وعدي بن ثابت، وإبراهيم بن محمد بن المنتشر، وثابت بن عبيد، وزياد بن علاقة، وسعد بن إبراهيم، وسعيد بن أبي بردة، وعبد الله بن عبد الله بن جبر، وقيس بن مسلم، وأبي بكر بن عمارة بن رؤيبة، ووبرة بن عبد الرحمن، وطائفة سواهم، وعنه ابن عيينة، ويحيى القطان، ومحمد بن بشر، وابن المبارك، وأبو نعيم، ويحيى بن آدم، وخلاد بن يحيى، وعبد الله بن محمد بن المغيرة، وثابت بن محمد العابد، وخلق كثير.
قال محمد بن بشر العبدي: كان عند مسعر نحو ألف حديث فكتبتها إلا عشرة.
وقال يحيى بن سعيد: ما رأيت أثبت من مسعر.
وقال أحمد بن حنبل: الثقة كشعبة، ومسعر.
قال وكيع: شك مسعر كيقين غيره.
وقال هشام بن عروة: ما قدم علينا من العراق أفضل من ذاك السختياني أيوب، وذاك الرواسي مسعر.
وعن الحسن بن عمارة قال: إن لم يدخل الجنة إلا مثل مسعر إن أهل الجنة لقليل.
وقال سفيان بن عيينة: قالوا للأعمش: إن مسعرا يشك في حديثه فقال: شكه كيقين غيره.
وعن خالد بن عمرو قال: رأيت مسعرا كأن جبهته ركبة عنز من السجود، وكان إذا نظر إليك حسبت أنه ينظر إلى الحائط من شدة حؤولته.
وروى ابن عيينة عن مسعر قال: دخلت على أبي جعفر أمير المؤمنين
فقلت: نحن لك والد، وأنت لنا ولد، وكانت أمه أم الفضل هلالية أي أم ابن عباس، فقال لي: تقربت إلي بأحب أمهاتي إلي، ولو كان الناس كلهم مثلك لمشيت معهم في الطريق.
وقال أبو مسهر: حدثنا الحكم بن هشام، قال: حدثنا مسعر قال: دعاني أبو جعفر ليوليني فقلت: إن أهلي يقولون لي لا نرضى اشتراءك لنا في شيء بدرهمين، وأنت توليني! أصلحك الله، إن لنا قرابة وحقا، قال: فأعفاه.
وقال سعد بن عباد: حدثنا محمد بن مسعر قال: كان أبي لا ينام حتى يقرأ نصف القرآن.
وقال ابن عيينة: سمعت مسعرا يقول: من أبغضني جعله الله محدثا.
وقال مسعر: من صبر على الخل والبقل لم يستعبد.
وقال مرة لرجل عليه ثياب جيدة: أنت من أصحاب الحديث؟ قال: نعم، قال: ليس هذا من آلة طلب الحديث.
وقال سفيان بن عيينة: قال معن: ما رأيت مسعرا في يوم إلا وهو أفضل من اليوم الذي كان بالأمس.
وقال ابن سعد: كان لمسعر أم عابدة، وكان يخدمها، وكان مرجئا، فمات ولم يشهده سفيان الثوري، والحسن بن صالح.
وقال ابن معين: لم يرحل مسعر في حديث قط.
قلت: نعم عامة روايته عن أهل الكوفة إلا قتادة.
وقال شعبة: كنا نسمي مسعرا المصحف، يعني من إتقانه.
وقيل لمسعر: من أفضل من رأيت؟ قال: عمرو بن مرة.
وقال أبو معمر القطيعي: قيل لسفيان بن عيينة: من أفضل من رأيت؟ قال: مسعر.
وقال شعبة: مسعر للكوفيين كابن عون عند البصريين.
وقال ابن عيينة: سمعت مسعرا يقول: وددت أن الحديث كان قوارير على رأسي فسقطت فكسرت.
وعن يعلى بن عبيد قال: كان مسعر قد جمع العلم والورع.
وعن عبد الله بن داود الخريبي قال: ما من أحد إلا وقد أخذ عليه إلا مسعرا.
ومما يؤثر لمسعر من الشعر له أو هو لغيره:
نهارك يا مغرور سهو وغفلة وليلك نوم، والردا لك لازم وتتعب فيما سوف تكره غبه كذلك في الدنيا تعيش البهائم
وقال يحيى بن القطان: ما رأيت مثل مسعر كان من أثبت الناس.
وقال سفيان بن سعيد: كنا إذا اختلفنا في شيء أتينا مسعرا.
وقال أبو أسامة: سمعت مسعرا يقول: إن هذا الحديث يصدكم عن ذكر الله، وعن الصلاة فهل أنتم منتهون؟
وسمعته يقول: من أبغضني جعله الله محدثا.
وقال ابن السماك: رأيت مسعرا في النوم فقلت: أي العمل وجدت أنفع؟ قال: ذكر الله.
وقال قبيصة: كان مسعر لأن ينزع ضرسه أحب إليه من أن يسأل عن حديث.
وروي عن زيد بن الحباب، وغيره قال مسعر: الإيمان قول وعمل.
وروى معتمر بن سليمان عن أبي مخزوم ذكره عن مسعر قال: التكذيب بالقدر أبو جاد الزندقة.
أخبرنا أبو إسحاق بن طارق قال: أخبرنا يوسف بن خليل، قال: أخبرنا أحمد بن محمد التيمي، قال: أخبرنا أبو علي، قال: أخبرنا أبو نعيم الحافظ قال: روى مسعر عن جماعة أساميهم محمد منهم: محمد بن عبد الرحمن مولى آل طلحة، ومحمد بن أبي عبد الرحمن بن أبي ليلى، ومحمد بن مسلم الزهري، ومحمد بن سوقة، ومحمد بن جحادة، ومحمد بن زيد بن عبد الله بن عمر، ومحمد بن المنكدر، ومحمد بن عبيد الله الثقفي، ومحمد بن قيس بن مخرمة، ومحمد بن خالد الضبي، ومحمد بن جابر اليمامي، ومحمد بن عبد الله الزبيري، ومحمد بن الأزهر.
وبالإسناد إلى أبي نعيم قال: حدثنا القاضي أبو أحمد، قال: حدثنا
محمد بن إبراهيم بن شبيب، قال: حدثنا إسماعيل بن عمرو البجلي، قال: حدثنا مسعر، عن عاصم بن أبي النجود، عن زر، عن ابن مسعود قال: مكتوب في التوراة سورة الملك من قرأها في كل ليلة فقد أكثر وأطاب، وهي المانعة تمنع من عذاب القبر إذا أتي من قبل رأسه قال له رأسه: قبلك عني فقد كان يقرأ بي وفي سورة الملك، وإذا أتي من قبل بطنه قال له بطنه: قبلك عني فقد كان وعى في سورة الملك، وإذا أتي من قبل رجليه قالت له رجلاه: قبلك عني فقد كان يقوم بي بسورة الملك، وهي كذلك مكتوب في التوراة تابعه علي بن مسهر، عن مسعر.
قال جعفر بن عون: سمعت مسعرا ينشد:
ومشيد دارا ليسكن داره سكن القبور وداره لم تسكن.
قال جعفر بن عون: قال مسعر يوصي ولده كداما:
إني منحتك يا كدام نصيحتي فاسمع مقال أب عليك شفيق أما المزاحة، والمراء فدعهما خلقان لا أرضاهما لصديق إني بلوتهما فلم أحمدهما لمجاور جارا ولا لرفيق والجهل يزري بالفتى في قومه وعروقه في الناس أي عروق.
ولبعضهم:
من كان ملتمسا جليسا صالحا فليأت حلقة مسعر بن كدام. فيها السكينة والوقار وأهلها أهل العفاف وعلية الأقوام.
قال أبو نعيم، وثابت العابد: توفي مسعر سنة خمس وخمسين ومائة.
363 – ن:
مسعود بن سعد الجعفي الكوفي
.
عن مطرف بن طريف، ويزيد بن أبي زياد، وجماعة، وعنه أبو نعيم، وأبو غسان مالك بن إسماعيل، وثابت بن محمد الزاهد، وإسماعيل بن أبان الوراق.
قال يحيى بن معين: كان من خيار عباد الله.
* ع:
المسعودي هو عبد الرحمن بن عبد الله
.
364 – د ن ق:
مصعب بن ثابت بن عبد الله بن الزبير بن العوام الأسدي المدني
.
عن أبيه، وعطاء بن أبي رباح، ونافع، وابن المنكدر، وعنه ابنه عبد الله، وحاتم بن إسماعيل، والدراوردي، والواقدي، وعبد الرزاق، وآخرون.
وقد استوعب أخباره نافلته الزبير بن بكار، وقال: أمه كلبية اشتراها أبوه بمائة ناقة من سكينة بنت الحسين، وحدثني عمي مصعب أن جده كان من أعبد أهل زمانه، صام هو وأخوه نافع من عمرهما خمسين سنة.
وحدثني يحيى بن مسكين قال: ما رأيت أحدا قط أكثر صلاة من مصعب بن ثابت، كان يصلي في كل يوم وليلة ألف ركعة، ويصوم الدهر.
وقالت بنته أسماء بنت مصعب: كان أبي يصلي في اليوم والليلة ألف ركعة.
وقال مصعب بن عثمان، وخالد بن وضاح: كان مصعب بن ثابت يصوم الدهر، ويصلي في اليوم والليلة ألف ركعة، ويبس من العبادة، وكان من أبلغ أهل زمانه.
قال ابن بكار: وعاش إحدى وسبعين سنة.
وقال النسائي، وغيره: ليس بالقوي.
ضعفه أحمد.
وقال أبو حاتم: لا يحتج به.
وقال معاوية بن صالح عن يحيى بن معين: ليس بشيء.
مات مصعب سنة سبع وخمسين ومائة.
365 -
مطرف بن معقل أبو بكر النهدي، ويقال:
الشقري
، ويقال: الباهلي البصري العابد المقرئ.
روى عن الشعبي، والحسن، وابن سيرين، وقتادة، وروى الحروف عن عبد الله بن كثير، وبعضها عن معروف بن مشكان.
روى عنه ابن عيينة، وعبد الرحمن بن مهدي، وعبد الصمد، وسلم بن إبراهيم، وعلي بن نصر الجهضمي، والعباس بن الفضل الأنصاري المقرئ.
وثقه أحمد بن حنبل، وغيره، وهو من المقلين، وجاء من طريقه خبر موضوع عن ثابت البناني، والآفة من غيره.
366 – ت:
معاذ بن العلاء المازني البصري
أخو أبي عمرو بن العلاء.
عن سعيد بن جبير، ونافع، وعنه يحيى بن سعيد القطان، وعثمان بن عمر بن فارس، والأصمعي، وبدل بن المحبر.
كنيته أبو غسان، وقد استشهد به البخاري في الصحيح ولم يضعفه.
367 – ق:
معاذ بن محمد بن معاذ بن أبي بن كعب الأنصاري المديني
.
عن أبيه، وأبي الزبير المكي، وعطاء الخراساني، ومحمد بن يحيى بن حبان، وعنه ابن لهيعة، ومحمد بن عيسى الطباع، ويونس المؤدب، والواقدي.
وهو في عداد الشيوخ.
368 – ق:
معان بن رفاعة السلامي الدمشقي
، وقيل: هو حمصي.
عن أبي الزبير، وعبد الوهاب بن بخت، وعطاء الخراساني، وعلي بن يزيد الألهاني، وجماعة.
وعنه بقية، والوليد بن مسلم، وأبو المغيرة، وعصام بن خالد.
وثقه علي ابن المديني، وغيره.
وضعفه ابن معين، وغيره.
وقال الجوزجاني: ليس بحجة.
369 – م 4:
معاوية بن صالح بن حدير الحضرمي الحمصي الفقيه
، أبو عمرو قاضي الأندلس.
سار إلى الأندلس في سنة خمس وعشرين ومائة، فلما انهزم عبد الرحمن بن معاوية الداخل إلى الأندلس عند زوال دولة بني أمية، واستولى على ممالك الأندلس، اتصل به معاوية بن صالح فأرسله إلى الشام سرا في أمر له فلما رجع ولاه قضاء الجماعة، ثم إنه حج في آخر عمره.
وحدث عن سريج بن عبيد، وأزهر بن سعيد الحرازي، ومكحول، وربيعة بن يزيد، وزياد بن أبي سودة، وعبد الرحمن بن جبير بن نفير، وعبد الوهاب بن بخت، وشداد أبي عمار، وأبي الزاهرية، وخلق من الشاميين، وعنه سفيان، والليث، وفرج بن فضالة، وابن وهب، ومعن بن عيسى، وعبد الرحمن بن مهدي، وزيد بن الحباب، وأسد بن موسى السنة، وأبو صالح، وطائفة لقوه بالموسم.
قال أحمد: حدثنا ابن مهدي قال: بينما نحن بمكة نتذاكر الحديث إذا إنسان قد دخل بيننا فقلت: من أنت؟ فقال: أنا معاوية بن صالح، فاحتوشناه.
وقال عبد الله بن صالح: سمعت هذا الكتاب من معاوية بن صالح مرتين.
حرملة: حدثنا ابن وهب، قال: حدثنا معاوية، عن يحيى بن جابر، عن المقدام بن معدي كرب أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ما وعى ابن آدم وعاء شرا من بطن، حسب ابن آدم أكلات يقمن صلبه فإن كان آكلا لا محالة فثلث لطعامه، وثلث لشرابه، وثلث لنفسه.
قال ابن سعد: كان معاوية قاضيا لهم بالأندلس، وكان ثقة كثير الحديث، حج مرة فلقيه من لقيه من أهل العراق، وغيرهم.
وثقه ابن مهدي، وأحمد بن حنبل.
وقال أبو الوليد ابن الفرضي: يكنى أبا عبد الرحمن، وأبا عمرو.
وقال أبو زرعة الدمشقي: سمعت عبد الله بن صالح يقول: قدم علينا معاوية بن صالح مصر فجالس الليث، فقال لي الليث: يا عبد الله ائت الشيخ فاكتب ما يملي عليك، فأتيته فكان يمليها علي، ثم يصير إلي الليث يقرؤها عليه فسمعتها مرتين.
قال ابن أبي حاتم: قال أبو زرعة: ثقة محدث.
وقال لي أبي: حسن الحديث غير حجة.
وقال الأثرم: ذكرت معاوية بن صالح فحسن أمره.
وقال ابن معين: كان يحيى بن سعيد لا يرضى معاوية بن صالح.
وقال أبو صالح محبوب الفراء: حدثنا أبو إسحاق يوما بحديث عن معاوية ثم قال: ما كان بأهل أن يروى عنه.
وعن موسى بن سلمة، قال: أتيت معاوية بن صالح لأكتب عنه فرأيت الملاهي فقلت: ما هذا؟ فقال: شيء نهديه، يعني إلى صاحب الأندلس، قال: فلم أكتب عنه.
وقال ابن عدي: ما أرى بحديثه بأسا، وهو عندي صدوق إلا أنه يقع في حديثه إفرادات.
وقال محمد بن إسماعيل السلمي: حدثنا أبو صالح قال: قدم علينا معاوية بن صالح سنة سبع وخمسين ومائة، وتوفي سنة ثمان.
370 -
ت ق:
معاوية بن يحيى الصدفي الدمشقي أبو روح
.
عن مكحول، والزهري، ويونس بن ميسرة، والقاسم أبي عبد الرحمن، وعنه الوليد بن مسلم، والهقل بن زياد، ومحمد بن شعيب، وإسحاق بن سليمان الرازي، ومسلمة بن علي، وعدة.
قال البخاري: روى عن الزهري أحاديث مستقيمة كأنها من كتاب، وروى عنه عيسى بن يونس، وإسحاق الرازي أحاديث مناكير كأنها من حفظه.
وقال ابن أبي حاتم: كان علي بيت المال بالري.
وقال النسائي: ليس بثقة.
وقال ابن معين: ليس بشيء.
وقال أبو داود: ضعيف.
وقال أبو زرعة: أحاديثه كلها مقلوبة.
وقال الدارقطني: ضعيف، ويكتب ما روى الهقل عنه.
فأما: معاوية بن يحيى الطرابلسي، فسيأتي بعد السبعين ومائة.
371 -
م د:
معرف بن واصل السعدي الكوفي
.
عن أبي وائل، وإبراهيم، والشعبي، وابن بريدة، وإبراهيم التيمي، ومحارب بن دثار، وعنه عبد الرحمن بن مهدي، وعمرو بن مرزوق، وعبد الله بن صالح العجلي، وأحمد بن يونس، وعلي بن الجعد، وجماعة.
وكان أسند من بقي بالكوفة، وثقه غير واحد.
وقال أحمد: ثقة ثقة.
وتناكد ابن عدي بذكره في الكامل ولم يقل فيه شيئا بل ساق له حديثين استغربهما.
372 -
خ م د ق:
معروف بن خربوذ المكي
، مولى عثمان بن عفان.
عن أبي الطفيل عامر بن واثلة، وغيره، وعنه سعيد بن الصلت، وأبو داود، والخريبي، وأبو عاصم، وعبيد الله بن موسى.
ضعفه ابن معين.
وقال أحمد: ما أدري كيف حديثه.
وقال أبو حاتم: يكتب حديثه.
وقال آخر: صدوق.
وقال العقيلي: لا يتابع على حديثه. حدثناه القاسم بن محمد التميمي، قال: حدثنا أبو بلال الأشعري، قال: حدثنا أبو عامر الأسدي، عن معروف بن خربوذ، عن أبي الطفيل الكناني قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ألا رجل يخبرني عن مضر فقال رجل: أنا أخبرك، أما وجهها الذي فيه سمعها وبصرها فهو الحي من قريش، وأما لسانها الذي يعرب عنها فهذا الحي الذي من أسد بن خزيمة، وأما كاهلها الذي تحمل عليه ثقلها فهذا الحي من بني تميم بن مر، وأما فرسانها ونجومها فهذا الحي من قيس عيلان، فتبسم رسول الله صلى الله عليه وسلم كالمصدق له.
أبو عامر اسمه محمد بن مهاجر كوفي جائز الحديث.
وقال أبو عاصم: كان معروف شيعيا.
373 -
د ن:
معروف بن سويد أبو سلمة الجذامي
.
مصري، عن علي بن رباح، وأبي قبيل المعافري، وعنه ابن لهيعة،
ورشدين بن سعد، وابن وهب، وآخرون.
وثقه ابن حبان.
374 – ع:
معمر بن راشد أبو عروة الأزدي
، مولاهم البصري الإمام أحد الأعلام، سكن اليمن أكثر من عشرين سنة، وقال: شهدت جنازة الحسن.
روى عن قتادة، والزهري، وزياد بن علاقة، ومحمد بن زياد الجمحي، وهمام بن منبه، ويحيى بن أبي كثير، وثابت البناني، وأبي إسحاق السبيعي، وإبراهيم بن ميسرة، وإسماعيل بن أمية، والجعد أبي عثمان، وزيد بن أسلم، وسماك بن الفضل، وابن طاوس، وأخي الزهري عبد الله، وعبد الكريم الجزري، وابن المنكدر، ومطر الوراق، وعمرو بن دينار، ومنصور بن المعتمر، وعاصم بن بهدلة، وأيوب السختياني، وزيد بن أسلم.
روى عنه من شيوخه أبو إسحاق، وأيوب، ويحيى بن أبي كثير، وغيرهم، وسعيد بن أبي عروبة، وابن المبارك، وابن علية، وسفيان بن عيينة، ومروان بن معاوية، وهشام بن يوسف، ورباح بن زيد، ومحمد بن ثور، وعبد الرزاق، وغندر، ويزيد بن زريع، وخلق سواهم.
قال مؤمل بن إهاب: قال عبد الرزاق: كتبت عن معمر عشرة آلاف.
قلت: آخر من حدث عن معمر محمد بن كثير، وبقي إلى آخر سنة ست عشرة ومائتين.
قال يعقوب بن شيبة: حدثني جعفر بن محمد، قال: حدثنا ابن عائشة، قال: حدثني عبد الواحد بن زياد، قلت لمعمر: كيف سمعت من ابن شهاب؟ قال: كنت مملوكا لقوم من طاحية فأرسلوني ببز أبيعه فقدمت المدينة فنزلت دارا فرأيت شيخا، والناس يعرضون عليه العلم فعرضت عليه معهم.
قال البخاري: معمر بن راشد أبو عروة بن أبي عمرو، حدثنا عبد الرزاق، عن معمر قال: خرجت أنا وغلام إلى جنازة الحسن، وتلك الأيام طلبت العلم.
محمد بن كثير، عن معمر قال: سمعت من قتادة، وأنا ابن أربع عشرة سنة، فما شيء سمعت في تلك السنين إلا وكان مكتوبا في صدري.
قال أبو أحمد الحاكم: حدث عنه الثوري، وشعبة.
وقال أحمد: حدثنا عبد الرزاق قال معمر: جئت الزهري بالرصافة فجعل يلقي علي.
وقال هشام بن يوسف: عرض معمر على همام بن منبه هذه الأحاديث، وسمع منها سماعا نحو ثلاثين حديثا.
وقال ابن أبي خيثمة، عن ابن معين: معمر أثبت في الزهري من ابن عيينة.
وروى الغلابي عن ابن معين قال: معمر عن ثابت ضعيف.
وقال أحمد بن حنبل: ما أضم أحدا إلى معمر إلا وجدت معمرا أطلب للحديث منه، هو أول من رحل إلى اليمن.
وقال علي ابن المديني: نظرت في أصول الحديث فإذا هي عند ستة ممن مضى؛ من أهل المدينة الزهري، ومن أهل مكة عمرو بن دينار، ومن أهل البصرة قتادة، ويحيى بن أبي كثير، ومن أهل الكوفة أبو إسحاق، والأعمش، ثم نظرت فإذا حديث هؤلاء الستة يصير إلى أحد عشر رجلا، فذكر منهم معمرا.
قال الفلاس: معمر من أصدق الناس، سمعت يزيد بن زريع يقول: سمعت أيوب يقول: حدثني معمر.
وقال ابن عيينة: قال لي ابن أبي عروبة: روينا عن معمركم فشرفناه.
عبد الله بن جعفر الرقي: حدثنا عبيد الله بن عمرو، قال: كنت بالبصرة مع أيوب، ومعنا معمر في مسجد، فأتى رجل فسأل أيوب عن رجل افترى على رجل فحلف بصدقة ماله لا يدعه حتى يأخذ منه الحد، قال: فطلب إليه فيه، وطلبت إليه أمه فيه، فجعل أيوب يومئ إلى معمر، ويقول: هذا يفتيك عن اليمين، قال: فلما أكثر عليه قال معمر: سمعت ابن طاوس عن أبيه أنه
كان يرخص له في تركه، قال: قال أيوب: وأنا سمعت عطاء يرخص في تركه. رواه أبو علي في تاريخ الرقة.
ابن سعد: قال عبد الله بن جعفر: حدثنا عبيد الله بن عمرو قال: كنت بالبصرة أنتظر قدوم أيوب من مكة، فقدم علينا وزميله معمر، قدم معمر يزور أمه.
قال عبد الرزاق: قيل للثوري: ما منعك عن الزهري؟ قال: قلة الدراهم، وقد كفانا معمر.
قال أحمد في المسند: حدثنا عبد الرزاق قال: قال ابن جريج: إن معمرا شرب من العلم بأنقع، الأنقع: جمع نقع، وهو ما يستنقع.
قال أحمد العجلي: معمر ثقة رجل صالح تزوج بصنعاء، رحل إليه سفيان الثوري.
وقال هشام بن يوسف: ما رأينا لمعمر كتابا.
عبد الرزاق: سمعت ابن المبارك يقول: إني لأكتب الحديث من معمر قد سمعته من غيره، قيل: وما يحملك على ذلك؟ قال: أما سمعت قول الراجز:
قد عرفنا خيركم من شركم
قال عبد الرزاق: قال لي مالك: نعم الرجل كان معمر لولا روايته التفسير عن قتادة.
قال ابن المديني: سمعت عبد الرحمن بن مهدي يقول: اثنان إذا كتب حديثهما هكذا رأيت فيه، وإذا انتقيت كانت حسانا: معمر، وحماد بن سلمة.
وقال معمر: دخلت على يحيى بن أبي كثير بأحاديث فقال لي: اكتب حديث كذا وكذا، فقلت: أما تكره أن يكتب العلم يا أبا نصر؟ فقال: اكتب لي فإن لم تكن كتبت فقد ضيعت أو قال عجزت.
وقال ابن معين: لما أتى الثوري إلى اليمن أتاه معمر فسلم عليه، فحدث
يوما بحديث عن ابن عقيل أن النبي صلى الله عليه وسلم ضحى بكبشين. . . .، الحديث.
قال محمد بن عوف الطائي: حدثنا محمد بن رجاء، قال: حدثنا عبد الرزاق، قال: سمعت ابن جريج يقول: عليكم بهذا الذي لم يبق في زمانه أعلم منه - يعني معمرا-.
قال أحمد العجلي: لما دخل معمر اليمن كرهوا أن يخرج من بين أظهرهم فقال لهم رجل: قيدوه قال: فزوجوه، قال عثمان بن سعيد الدارمي: قلت ليحيى بن معين: فابن عيينة أحب إليك أم معمر؟ قال: معمر، قلت: فمعمر أم صالح بن كيسان؟ قال: معمر، قلت: فمعمر أم يونس؟ قال: معمر، قلت: فمعمر أحب إليك في الزهري أم مالك؟ قال: مالك، قلت: إن بعض الناس يقول: أثبت الناس في الزهري سفيان، قال: إنما يقول ذلك من سمع منه، وأي شيء كان سفيان، إنما كان غليما.
وقال المفضل الغلابي: سمعت ابن معين يقدم مالكا في الزهري، ثم معمرا، ثم يونس، وكان يحيى القطان يقدم ابن عيينة على معمر.
قال عثمان بن أبي شيبة: سألت يحيى القطان: من أثبت الناس في الزهري؟ فقال: مالك، ثم ابن عيينة، ثم معمر.
وقال ابن أبي خيثمة: سمعت ابن معين يقول: إذا حدثك معمر عن العراقيين فخافه إلا عن الزهري، وابن طاوس فإن حديثه عنهما مستقيم، فأما أهل الكوفة والبصرة فله، وما عمل في حديث الأعمش شيئا، وحديثه عن ثابت، وعاصم، وهشام بن عروة مضطرب كثير الأوهام.
زيد بن المبارك، عن محمد بن ثور، عن معمر قال: سقط مني صحيفة الأعمش فإنما أتذكره.
وقال يعقوب بن شيبة: حدثني أحمد بن العباس، قال: سمعت يحيى بن معين يقول: سمعت أنه كان زوج أخت امرأة معمر مع معن بن زائدة، فأرسلت إليها أختها بدانجوج، فعلم بذلك معمر بعد ما أكل، فقام فتقيأ.
وقال عبد الرزاق: أكل معمر عند أهله فاكهة، ثم سأل فقيل: أهدته لنا فلانة النواحة، فقام فتقيأ.
قال: وبعث إليه معن بن زائدة والي اليمن بذهب فرده، وقال لأهله: لئن علم بهذا غيرنا لا يجتمع رأسي ورأسك أبدا.
وعن بكر بن الشرود، وزيد بن المبارك أن معمرا مات في رمضان سنة اثنتين وخمسين.
وقال إبراهيم بن خالد: مات معمر في رمضان سنة ثلاث وخمسين ومائة فصليت عليه.
وقال أحمد بن حنبل: عاش ثمانيا وخمسين سنة.
وقال خليفة، وأبو عبيد، والفلاس: سنة ثلاث.
وقال ابن أبي خيثمة: سمعت أحمد، وابن معين يقولان: مات سنة أربع، وكذا قال الهيثم بن عدي، وعلي ابن المديني.
وقد حدث بالعراق من حفظه، فرواية أهل اليمن عنه أمتن.
375 -
معمر بن قيس
، أبو سعيد السلمي.
عن الحسن، وعطاء بن أبي رباح، وعنه ابن المبارك، وبشر بن السري، وموسى بن إسماعيل، وإبراهيم بن الحجاج، وغيرهم.
وهو أكبر من معمر بن راشد لكنه تأخر موته عنه سنوات.
قال ابن معين: ليس به بأس.
376 -
معن بن زائدة الشيباني الأمير
، وهو معن بن زائدة بن عبد الله بن زائدة بن مطر بن شريك أبو الوليد، أحد الأجواد الممدحين، والشجعان المذكورين.
كان من أصحاب أمير العراقين يزيد بن عمر بن هبيرة، فلما ملك بنو العباس اختفى معن مدة، والطلب عليه، فلما كان ثورة الخراسانية، والريوندية على المنصور وحمي القتال، ظهر معن بن زائدة، وقاتل بين يدي
المنصور، وأفرج عنه، وكان النصر على يده، وهو مقنع، فقال له المنصور: من أنت ويحك؟ فكشف القناع، وقال: أنا طلبتك معن بن زائدة، فأكرمه وحباه، وصيره من خواصه، ثم ولاه اليمن وغيرها.
قال غياث بن إبراهيم: دخل معن على المنصور فقارب في خطوه، فقال: كبرت سنك يا معن، فقال: في طاعتك يا أمير المؤمنين، قال: إنك لتتجلد، قال: لأعدائك، قال: وإن فيك لبقية، قال: هي لك.
قال سعيد بن سالم: لما ولي معن أذربيجان للمنصور قصده قوم من أهل الكوفة فنظر إليهم في هيئة رثة فوثب على أريكته، وأنشأ يقول:
إذا نوبة نابت صديقك اغتنم مرمتها فالدهر بالناس قلب فأحسن ثوبيك الذي هو لابس وأفره مهريك الذي هو يركب.
يا غلام أعط لكل واحد أربعة آلاف، فقال الغلام: دنانير يا سيدي أو دراهم؟ فقال معن: والله لا تكون همتك أرفع من همتي، صفرها لهم.
وقال أبو عبيدة: وقف شاعر بباب معن سنة لا يصل إليه، وكان معن شديد الحجاب، فلما طال مقامه سأل الحاجب أن يوصل إليه رقعة، وكان الحاجب حدبا عليه فأوصل الرقعة فإذا فيها هذا:
إذا كان الجواد شديد الحجاب فما فضل الجواد على البخيل.
فكتب فيها:
إذا كان الجواد قليل مال ولم يعذر تعلل بالحجاب
فقال الشاعر: إنا لله أيؤيسني من معروفه، ثم ارتحل، فأخبر بانصرافه فأتبعه بعشرة آلاف درهم، وقال: هي لك عنده في كل زورة.
قال العتبي: قدم معن بغداد فأتاه ابن أبي حفصة فأنشده:
وما أحجم الأعداء عنك بقية عليك ولكن لم يروا فيك مطمعا له راحتان الحتف، والجود فيهما أبى الله إلا أن تضرا وتنفعا
فقال معن: احتكم يا أبا السمط، فقال: عشرة آلاف، فقال معن: ربحت والله عليك تسعين ألفا.
وعن أبي عثمان قال: استعمل المنصور قثم رجلا من بني العباس، فأتاه أعرابي فقال:
يا قثم الخير جزيت الجنة أكس بنياتي وأمهنه أقسم بالله لتفعلنه
فقال: والله لا أفعل، فقال الأعرابي: لكن لو أقسمت على معن بن زائدة لأبر قسمي، فبلغ ذلك معنا فبعث إليه بألف دينار.
وقال الكديمي: حدثنا الأصمعي قال: أتى أعرابي معنا، ومعه مولود فقال:
سميت معنا بمعن ثم قلت له هذا سمي فتى في الناس محمود أمست يمينك من جود مصورة لا بل يمينك منها صور الجود
فأعطاه ثلاث مائة دينار
ويروى أن المهدي خرج يوما يتصيد فلقيه الحسين بن مطير فأنشده:
أضحت يمينك من جود مصورة لا بل يمينك منها صورة الجود من حسن وجهك تضحى الأرض مشرقة ومن بنانك يجري الماء في العود
قال المهدي: كذبت يا فاسق، وهل تركت في شعرك موضعا لأحد مع قولك في معن بن زائدة.
ألما بمعن ثم قولا لقبره سقتك الغوادي مربعا ثم مربعا فيا قبر معن كيف واريت جوده وقد كان منه البر والبحر مترعا ولكن حويت الجود، والجود ميت ولو كان حيا ضقت حتى تصدعا ولما مضى معن مضى الجود والندى وأصبح عرنين المكارم أجدعا
فأطرق الحسين ثم قال: يا أمير المؤمنين، وهل معن إلا حسنة من حسناتك فرضي عنه.
وقيل: إن معنا دخل يوما على المنصور فقال: هيه يا معن تعطي مروان ابن أبي حفصة مائة ألف على قوله:
معن بن زائدة الذي زيدت به شرفا على شرف بنو شيبان
قال: كلا يا أمير المؤمنين إنما أعطيته على قوله:
ما زلت يوم الهاشمية معلنا بالسيف دون خليفة الرحمن فمنعت حوزته، وكنت وقاءه من وقع كل مهند وسنان
فقال: أحسنت يا معن.
ولمعن أشعار جيدة في الشجاعة.
وفي أواخر أيامه ولي إمرة سجستان، ووفد عليه الشعراء فلما كان في سنة إحدى أو اثنتين، وقيل: في سنة ثمان وخمسين كان في داره صناع فاندس بينهم قوم من الخوارج، فوثبوا عليه فقتلوه وهو يحتجم ثم تتبعهم ابن أخيه الأمير يزيد بن مزيد فقتلهم.
ورثته الشعراء، ولقد أبلغ وأبدع مروان بن أبي حفصة في كلمته:
مضى لسبيله معن وأبقى مكارم لن تبيد ولن تنالا كأن الشمس يوم أصيب معن من الإظلام ملبسة جلالا وعطلت الثغور لفقد معن وقد يروي بها الأسل النهالا وأظلمت العراق، وأورثتها مصيبته المجللة اختلالا وظل الشام يرجف جانباه لركن العز حين وهى فمالا وكادت من تهامة كل أرض ومن نجد تزول غداة زالا وكان الناس كلهم لمعن إلى أن زار حفرته عيالا فليت الشامتين به فدوه وليت العمر مد له فطالا ولم يك كنزه ذهبا، ولكن سيوف الهند والحلق المذالا وما رنة من الخطي سمرا ترى فيهن لينا، واعتدالا. وذخرا من محامد باقيات وفضل تقى به التفضيل نالا وأيام المنون لها صروف تقلب بالفتى حالا فحالا.
وذكر ابن المعتز في كتاب طبقات الشعراء أن مروان دخل على جعفر البرمكي فاستنشده إياها فلما أنشده أرسل دموعه ثم قال: هل أثابك أحد من أهله شيئا عليها؟ قال: لا فأمر له عليها بألف وست مائة دينار، فزاد مروان فيها هذا:
نفخت مكافئا عن قبر معن لنا مما تجود به سجالا فكافأ عن صدى معن جواد بأجود راحة بذل النوالا كأن البرمكي بكل مال تجود به يداه يفيد مالا.
قال الخطيب: بلغني أنه أساء السيرة في أهل سجستان فقتلوه ببست، وذلك سنة اثنتين وخمسين ومائة.
377 – 4:
المغيرة بن زياد
، أبو هاشم الموصلي.
عن عكرمة، وعطاء بن أبي رباح، ونافع، وعبادة بن نسي، وقيل: إنه رأى أنس بن مالك.
وعنه سفيان، والمعافى بن عمران، والخريبي، وأبو عاصم، ووكيع، وعمر بن أيو ب الموصلي، وطائفة.
وقال ابن معين: ليس به بأس.
وقال أبو داود: صالح الحديث.
وقال النسائي: ليس بالقوي.
ووثقه جماعة.
وقال ابن عدي: لا بأس به عندي.
قال أحمد: ضعيف، كل حديث رفعه فهو منكر، ومغيرة مضطرب الحديث.
وكيع: حدثنا المغيرة بن زياد، عن عطاء، عن ابن عباس: ليس على النائم جالسا وضوء حتى يضع جنبه، أنكره القطان، وقال: إنما ذا قول عطاء حدثناه ابن جريج عنه.
وقال أحمد بن حنبل: روى عن عطاء، عن ابن عباس في الرجل تمر به الجنازة، قال: يتيمم ويصلي، وهذا رواه ابن جريج، وعبد الملك عن عطاء، قوله. وروى عن عطاء عن عائشة: من صلى في يوم ثنتي عشرة ركعة، والناس يروونه عن عطاء عن عنبسة عن أم حبيبة.
وروى عن عطاء، عن عائشة أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقصر الصلاة في السفر ويتم، وهذا رواه الناس عن عطاء، كانت عائشة توفي الصلاة في السفر وتصوم.
قال البخاري: قال وكيع: كان المغيرة بن زياد ثقة.
وقال غيره: في حديثه اضطراب.
فأما أبو عبد الله الحاكم فزلق لسانه، وقال: لم يختلفوا في تركه.
قلت: بل لم يتركه أحد.
مات سنة اثنتين وخمسين ومائة.
قال أبو أحمد الحاكم: ليس بالقوي عندهم.
وروى ابن أبي خيثمة، وعباس، وأحمد بن أبي مريم، عن يحيى بن معين: ثقة.
378 -
ت ن ق:
المغيرة بن مسلم السراج القسملي
، وهو أخو عبد العزيز.
روى عن عكرمة، وأبي الزبير، وفرقد السبخي، وعنه إسحاق بن سليمان الرازي، وأبو داود الطيالسي، وشبابة.
وثقه ابن معين.
379 -
المفضل بن لاحق أبو بشر البصري
.
عن ابن سيرين، ومكحول، وعنه ابنه بشر، ومعاذ بن معاذ، ومسلم بن إبراهيم، وبدل بن المحبر.
وثقه ابن معين، لم يخرجوا له.
380 -
مقاتل بن سليمان
، أبو الحسن البلخي صاحب التفسير.
عن مجاهد، والضحاك، وابن بريدة، ومحمد بن سيرين، وعطاء، والمقبري، والزهري، وشرحبيل بن سعد، وعدة، وعنه بقية، وسعد بن الصلت، والوليد بن مزيد، وحرمي بن عمارة، وعبد الرزاق، والمحاربي، وشبابة بن سوار، وعلي بن الجعد، وغيرهم.
قال ابن المبارك: ما أحسن تفسيره لو كان ثقة.
وعن العباس بن الوليد: أن مقاتلا جلس في مسجد بيروت فقال: لا تسألوني عن شيء مما دون العرش إلا نبأتكم به.
وروي أن المنصور ألح عليه ذباب فطلب مقاتل بن سليمان فسأله: لم خلق الله الذباب؟ فقال: ليذل به الجبارين.
وقال ابن عيينة: قلت لمقاتل: تحدث عن الضحاك، وزعموا أنك لم تسمع منه، قال: كان يغلق علي وعليه باب، فقلت في نفسي: أجل باب المدينة.
أبو خالد بن الأحمر، عن جويبر قال: لقد، والله مات الضحاك، وإن مقاتل بن سليمان له قرطان، وهو في الكتاب.
وقال الفلاس: حدثنا عبد الصمد بن عبد الوارث قال: قدم علينا مقاتل فجعل يحدثنا عن عطاء، ثم حدثنا بتلك الأحاديث كلها عن الضحاك، ثم حدثني عن عمرو بن شعيب، فقلنا له: ممن سمعتها؟.
وقال الوليد بن مزيد: سألت مقاتل بن سليمان عن أشياء كان يحدثني بأحاديث كل واحد ينقض الآخر؟ فقلت: بأيهم آخذ؟ فقال: بأيهم شئت.
قال أبو إسحاق الجوزجاني: كان مقاتل بن سليمان دجالا جسورا، سمعت أبا اليمان يقول: قدم ها هنا فلما أن صلى أسند ظهره إلى القبلة، وقال: سلوني عما دون العرش، وحدثت أنه قال مثلها بمكة، فقال رجل: أخبرني عن النملة أين أمعاؤها؟ فسكت.
وقال عفان بن مسلم: لما قال مقاتل: سلوني سألوه: آدم أول ما حج من حلق رأسه؟ قال: لا أدري.
قال البخاري: قال ابن عيينة: سمعت مقاتلا يقول: إن لم يخرج الدجال الأكبر سنة خمسين ومائة فاعلموا أني كذاب.
وقال يزيد بن زريع: سمعت الكلبي يقول: مقاتل بن سليمان يكذب علي.
قال وكيع: كان مقاتل بن سليمان كذابا.
وقال ابن معين: ليس بشيء.
وقال أبو داود، وأبو حاتم: متروك الحديث.
وقال النسائي: الكذابون في الضعفاء، المعروفون بوضع الحديث أربعة: ابن أبي يحيى بالمدينة، والواقدي ببغداد، ومقاتل بن سليمان بخراسان، ومحمد بن سعيد المصلوب بالشام.
وقال أحمد: مقاتل صاحب التفسير ما يعجبني أن أروي عنه شيئا.
وقال ابن عدي: حدثنا محمد بن عيسى إجازة، قال: حدثنا أبي، قال: حدثنا العباس بن مصعب قال: قدم مقاتل مرو فتزوج بأم أبي عصمة نوح بن أبي مريم، وكان يقص في الجامع، فقدم عليه جهم فجلس إليه فوقعت العصبية بينهما فوضع كل واحد منهما على الآخر كتابا ينقض على صاحبه.
وقال محمد بن إشكاب: حدثنا أبي، قال: سمعت أبا يوسف يقول: بخراسان صنفان ما على الأرض أبغض إلي منهما: المقاتلية، والجهمية.
وقال علي بن كاس النخعي: حدثنا جعفر بن أحمد قال: حدثنا علي بن الحسن الرازي، عن محمد بن سماعة، عن أبي يوسف أن أبا حنيفة ذكر عنده جهم، ومقاتل فقال: كلامهما مفرط، أفرط جهم في نفي التشبيه حتى قال إنه ليس بشيء، وأفرط مقاتل حتى جعل الله مثل خلقه، روى نحوها إسماعيل بن أسد، قال: حدثنا إسحاق بن إبراهيم قال: قال أبو حنيفة: وهذا منقطع.
قال أحمد بن سيار في تاريخه: مقاتل متروك مهجور القول، وكان يتكلم في الصفات بما لا تحل الرواية عنه.
وقال ابن أبي حاتم: كتب إلي محمود بن آدم المروزي قال محمود حضرت وكيعا، وسئل عن تفسير مقاتل بن سليمان فقال: لا تنظر فيه، قال: ما أصنع به؟ قال: ادفنه.
وقال إبراهيم الحربي: لم يسمع مقاتل بن سليمان من مجاهد شيئا،
وتفسيره، وتفسير الكلبي سواء.
ويروى عن مقاتل بن حيان قال: ما وجدت علم مقاتل بن سليمان إلا كالبحر.
وقال الشافعي: الناس في التفسير عيال على مقاتل.
وقال عمر بن مدرك: سمعت مكي بن إبراهيم يقول: كان مقاتل بن سليمان يقول للناس: الله تعالى على عرشه.
وعن الهذيل بن حبيب أن مقاتلا مات سنة خمسين ومائة.
قلت: بقي بعد ذلك حتى لقيه علي بن الجعد.
وقال ابن حبان: ولاؤه للأزد، وأصله من بلخ، وانتقل إلى البصرة، ومات بها، كنيته أبو الحسن، كان يأخذ عن اليهودي، والنصراني من علم القرآن ما يوافق كتبهم، وكان مشبها يشبه الرب بالمخلوق، ويكذب في الحديث.
وقال الفضل بن خالد المروزي: سمعت خارجة بن مصعب يقول: لم أستحل دم نصراني، ولو وجدت مقاتل بن سليمان في موضع لا يراني أحد لشققت بطنه.
وسئل ابن المبارك عن مقاتل بن سليمان فقال: رحمه الله لقد ذكر لنا عنه عبادة.
وعن إسحاق بن راهويه قال: أخرجت خراسان ثلاثة لم يكن لهم نظير في البدعة: جهم بن صفوان، وعمر بن صبح، ومقاتل بن سليمان.
وعن أبي حنيفة قال: أتانا من المشرق رأيان خبيثان: جهم معطل، ومقاتل مشبه.
381 -
منذر بن ثعلبة العبدي البصري
.
عن عبد الله بن بريدة، وعلباء بن أحمر، ويزيد بن عبد الله بن الشخير، وعنه وكيع، وأبو الوليد الطيالسي، وأبو عمر الحوضي.
وثقه أحمد.
382 -
منذر بن النعمان اليمني الأفطس
.
عن وهب بن منبه، وغيره، وهو مقل.
روى عنه معتمر بن سليمان، وهشام بن يوسف، ومطرف بن مازن، وعبد الرزاق.
وثقه ابن معين.
383 – خ ن:
منصور بن سعد البصري اللؤلؤي
.
عن ميمون بن سياه، والفرزدق الشاعر، وحماد بن أبي سليمان، وعنه عبد الرحمن بن مهدي، وموسى بن إسماعيل، وجماعة.
384 – د ت ق:
المنهال بن خليفة
، أبو قدامة العجلي الكوفي.
عن عطاء بن أبي رباح، وسماك بن حرب، وجماعة، وعنه وكيع، وأبو أحمد الزبيري، وعبد الله بن رجاء.
ضعفوه.
وقال أبو داود: جائز الحديث.
وقال ابن معين: ضعيف.
385 – د ق:
موسى بن أيوب بن عامر الغافقي المصري الفقيه
.
عن عمه إياس بن عامر، وعكرمة، وسهل بن رافع بن خديج، وأرسل عن عقبة بن عامر، وعنه الليث، وابن المبارك، وابن وهب، والمقبري.
وثقه ابن معين، وهو مقل.
قال يحيى بن بكير: هو أول من أحدث القياس بمصر.
قيل: مات سنة ثلاث وخمسين ومائة.
ومر: موسى بن أيوب أبو الفيض، في طبقة أيوب.
386 – م د ن:
موسى بن ثروان
، وقيل: ابن سروان، العجلي البصري المعلم.
عن بديل بن ميسرة، ومورق العجلي، وأبي المتوكل الناجي، وعنه شعبة، ووكيع، والنضر بن شميل، وعبد الصمد بن عبد الوارث، وشاذ بن فياض.
وثقه أبو داود.
387 -
موسى بن داود
، أبو حاتم البصري اللؤلؤي.
عن طاوس، والحسن، وعنه ابن المبارك، ومسلم، وحبان بن هلال، وأبو سلمة التبوذكي.
وثقه ابن معين.
وقال أبو حاتم: لا أعرفه.
388 – بخ:
موسى بن دهقان المدني
، ثم البصري.
عن أبي سعيد الخدري، ورأى ابن عمر، وسمع منه أيضا، وعن أبان بن عثمان، وعنه وكيع، وأبو عتاب الدلال، وعثمان بن عمر بن فارس.
قال أبو حاتم: ليس بالقوي.
قلت: خرج البخاري له في الأدب المفرد، ولعله عاش نحو مائة سنة، وآخر من حدث عن ابن عمر موتا.
389 -
ت:
موسى بن يسار الأزدي
، ثم الدمشقي.
عن عطاء بن أبي رباح، ومكحول، ونافع، وربيعة القصير، وعنه صدقة السمين، ويحيى بن حمزة، وابن المبارك، وعقبة بن علقمة البيروتي.
قال أبو حاتم: مستقيم الحديث.
390 -
موسى بن يسار
، أبو الطيب المكي.
عن عائشة بنت طلحة، وعكرمة، والقاسم، وعنه يحيى بن سعيد القطان، وشبابة.
قال أبو أحمد الحاكم في الكنى: ليس بالقوي عندهم، رماه حفص بن غياث.
وقال الفلاس: سمعت يحيى بن سعيد يقول: كنت عند شيخ بمكة أنا وحفص بن غياث فإذا هو شيخ جارية بن هرم يكتب عنه، فجعل حفص يضع له الحديث فيقول: أحدثك فلان بكذا؟ فيقول: نعم، فلما فرغ ضرب حفص بيده إلى ألواح جارية فمحاها، وقال: هذا يكذب، فسأل يحيى عن الشيخ من هو فامتنع، ثم قال: هو موسى بن يسار، قلت: قد مر أبو الطيب موسى بن سيار، وكذا سماه ابن أبي حاتم، وأظنه هذا تصحف فقال الخطيب: موسى بن يسار أبو الطيب، مروزي نزل المدائن. عن عكرمة، وعنه أبو معاوية، وشبابة، ونعيم بن ميسرة.
قال ابن معين: موسى بن يسار، شيخ لشبابة، ثقة.
391 – 4:
موسى بن يعقوب القرشي الزمعي المدني
.
عن عمر بن سعيد النوفلي، وأبي حازم الأعرج، وعبد الرحمن بن إسحاق، وعنه معن بن عيسى، وابن أبي فديك، وسعيد بن أبي مريم.
وثقه ابن معين.
وقال أبو داود: صالح.
وقال النسائي: ليس بالقوي.
قال ابن سعد: مات في خلافة المنصور.
392 – ت ق:
ميمون بن موسى المرئي البصري
.
عن الحسن، وغيره، وعنه حماد بن مسعدة، ومسلم بن إبراهيم، وأبو الوليد، وآخرون.
قال النسائي: ليس بالقوي.
وقال أحمد: كان يدلس.
وقال الفلاس: صدوق لكنه ضعيف الحديث.
393 – ت:
ناصح المحلمي الكوفي الحائك
.
عن سماك بن حرب، وأبي إسحاق، ويحيى بن أبي كثير، وعنه يحيى بن يعلى الأسلمي، وعبد الله بن صالح العجلي، وإسماعيل بن عمرو البجلي.
قال البخاري: منكر الحديث.
وقال النسائي: ضعيف.
394 -
نافع بن ثابت بن عبد الله بن الزبير الأسدي أخو مصعب المذكور، ووالده عبد الله بن نافع الزبيري.
عن أبيه، وسالم أبي النضر، وعنه ابنه، وابن أبي الموالي، وفضيل بن سليمان، وهو صالح الحديث مقل.
مات سنة خمس وخمسين ومائة، عن اثنتين وسبعين سنة.
395 -
نصر بن طريف الباهلي، أبو جزي القصاب.
بصري متروك.
عن قتادة، وحماد بن أبي سليمان، وعنه مؤمل بن إسماعيل، وعبد الغفار الحراني، وغيرهما.
396 – 4:
نصر بن علي بن صهبان الجهضمي
.
بصري صدوق.
عن جده لأمه أشعث بن عبد الله الحداني، والنضر بن شيبان، وعنه أبو داود، وأبو نعيم، وعبيد الله بن موسى، وهو مقل، وهو جد نصر بن علي الجهضمي شيخ الستة.
397 – خ:
نصير بن أبي الأشعث الكوفي الكناسي
.
عن حبيب بن أبي ثابت، وسماك، وعثمان بن عبد الله بن موهب، وجماعة، وعنه أبو بكر بن عياش، ويحيى بن عيسى الرملي، ومسلم بن إبراهيم، وأبو سلمة المنقري.
وثقه أبو حاتم.
لم يخرجوا له، واستشهد به البخاري.
398 -
النضر بن حميد
، أبو الجارود.
عن ثابت البناني، وأبي إسحاق السبيعي، وسعد الإسكاف، وعنه مهران بن أبي عمر، وإسحاق بن سليمان الرازيان.
قال أبو حاتم: متروك الحديث.
وقال العقيلي: روى النضر بن حميد عن أبي الجارود، وثابت، ثم قال: وقال البخاري: منكر الحديث.
فروى له حديثين منكرين أحدهما باطل.
إسحاق بن سليمان الرازي: حدثنا النضر بن حميد، عن ثابت، عن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما من شيء أطيب من ريح المؤمن، إن ريحه ليوجد بالآفاق، وريحه عمله، وحسن الثناء عليه، وما من شيء أنتن من ريح الكافر، وإن ريحه ليوجد بالآفاق، وريحه عمله، وسوء الثناء عليه.
399 – د ت ق:
النهاس بن قهم أبو الخطاب القيسي البصري
.
عن أنس بن مالك، وعطاء بن أبي رباح وجماعة، وعنه وكيع، وأبو عاصم، ومعاذ بن معاذ، وعثمان بن عمر، وآخرون.
ضعفه ابن معين، وقال: كان قاصا.
ووهاه يحيى القطان.
وقال النسائي: ضعيف.
400 – ن:
نوح بن أبي بلال المدني مولى معاوية
.
عن أبي سلمة، وسعيد بن المسيب، وعطاء بن يسار، وعنه الثوري، وزيد بن الحباب، وأبو بكر الحنفي عبد الكبير، وعلي بن ثابت الجزري.
قال أبو حاتم، وأحمد: ثقة.
وقال أبو زرعة: لا بأس به.
401 – د ن ق:
نوح بن ربيعة أبو مكين البصري
.
عن عكرمة، وأبي مجلز لاحق، ونافع، وعنه يحيى القطان، ووكيع، وأبو أسامة، وأبو داود، وأبو عتاب الدلال.
وثقه غير واحد.
وقال العقيلي: لا يتابع على حديثه.
وقال ابن المديني: قلت ليحيى: أبو مكين قال: هو فوقه، يعني عمر بن الوليد الشني.
وقال النسائي في الشني: ليس بالقوي.
صفوان بن هبيرة، عن أبي مكين، عن عكرمة، عن ابن عباس مرفوعا: إذا اشتهى مريض أحدكم شيئا فليطعمه إياه.
402 – ن:
هارون بن إبراهيم الأهوازي البصري
.
عن جرير، والفرزدق، وابن سيرين، وعطاء، وعنه ابن المبارك، وأبو عاصم النبيل، وزيد بن الحباب، وأبو داود، والواقدي.
قال أبو حاتم: لا بأس به.
403 -
هارون بن أبي إبراهيم
، ميمون بن أيمن البربري، وهذا لقب له، ولم يكن بربريا، وولاؤه للعقار بن المغيرة بن شعبة.
يروي عن عطاء، وميمون بن مهران، وعنه عبد الله بن إدريس، ووكيع، وأبو نعيم، وقبيصة، وخلاد بن يحيى.
وثقه أبو حاتم، وغيره، لم يقع له شيء في الكتب.
404 – ق:
هارون بن هارون بن عبد الله بن الهدير التيمي أبو عبد الله المدني
.
عن مجاهد، والأعرج، وعنه ابن أبي فديك، ومحمد بن شعيب بن شابور، وعبد الصمد بن النعمان، وعبد الله بن إبراهيم الغفاري.
وهو أخو محرر بن هارون.
ضعفه النسائي.
وقال البخاري: ليس بذاك.
405 – ن:
هانئ بن أيوب الحنفي
.
عن طاوس، ومحارب بن دثار، وعنه ابنه أيوب، وحسين الجعفي، وعبد الرحمن بن مهدي، وعبيد الله بن موسى.
صدوق.
وقال ابن سعد: فيه ضعف.
406 – م 4:
هشام بن سعد أبو عباد المدني الحساب
، مولى قريش، ويقال له: يتيم زيد بن أسلم.
روى عن عمرو بن شعيب، وسعيد المقبري، ونافع، ونعيم المجمر، والزهري، وأكثر عن زيد.
روى عنه ابن وهب، ووكيع، وابن أبي فديك، والقعنبي، وأبو عامر العقدي، وخلق.
قال أحمد بن حنبل: لم يكن بالحافظ.
وقال ابن معين: ليس بمتروك.
وقال النسائي: ضعيف، وقال مرة: ليس بالقوي.
وقال أبو حاتم: هو وابن إسحاق عندي واحد.
وقال أحمد: كان يحيى بن سعيد لا يروي عنه.
وأما أبو داود فقال: هو ثقة، وهو أثبت الناس في زيد بن أسلم.
وقال ابن عدي: هو مع ضعفه يكتب حديثه.
قلت: استشهد به البخاري، واحتج به مسلم.
مات قريبا من سنة ستين ومائة.
407 – ع:
هشام الدستوائي هو هشام بن أبي عبد الله سنبر أبو بكر الربعي مولاهم
، البصري، صاحب البز الدستوائي.
ودستوا قرية من عمل الأهواز.
ولد في حياة الصحابة الصغار. وحمل عن قتادة، ويحيى بن أبي كثير، ومطر الوراق، وحماد بن أبي سليمان، وخلق سواهم، وعنه عبد الرحمن بن مهدي، وابن المبارك، وابن أبي عدي، وأزهر السمان، وأبو داود، ومسلم بن إبراهيم، وأبو عمر الحوضي، وعدد كبير.
وكان من كبار الحفاظ.
قال شعبة: ما من الناس أحد أقول: إنه طلب الحديث يريد به الله غير هشام الدستوائي، وهو أعلم بقتادة مني وبحديثه.
وقال أبو داود الطيالسي: كان هشام الدستوائي أمير المؤمنين في الحديث.
وقال عون بن عمارة: سمعت هشاما الدستوائي يقول: والله ما أستطيع أن أقول إني ذهبت يوما قط أطلب الحديث أريد به، وجه الله عز وجل.
قلت: هذا يقوله مع شهادة شعبة، وما أدراك ما شعبة، له بإخلاص النية.
قال أحمد بن حنبل: ما نروي عن أثبت من هشام الدستوائي أما مثله فعسى.
وقال شاذ بن فياض: بكى هشام الدستوائي حتى فسدت عينه.
وعن هشام قال: إذا فقدت السراج ذكرت ظلمة القبر.
وعنه قال: عجبت للعالم كيف يضحك.
وقال هدبة بن خالد: حدثنا أمية يعني أخاه، سمعت شعبة يقول: ما أقول إن أحدا يطلب الحديث يريد به وجه الله تعالى إلا هشام الدستوائي، وإن كان ليقول: ليتنا ننجو من الحديث كفافا، لا لنا ولا علينا.
قال يزيد بن زريع: كان أيوب يحث على الأخذ عن هشام الدستوائي.
وقال شعبة: هشام بن أبي عبد الله أحفظ مني عن قتادة، وأكثر مجالسة له مني.
وسئل ابن علية عن حفاظ البصرة فقال: هشام الدستوائي.
وقال وكيع: كان ثبتا.
وكذا قال ابن المديني، وزاد: هو أثبت أصحاب يحيى بن أبي كثير.
قال أبو قطن عمرو بن الهيثم: ما رأيت أحدا أكثر ذكرا للموت من هشام الدستوائي.
وقال عبد الرحمن بن مهدي: سمعت هشاما مرة يقول إذا حدث: كم من رجل حدث هذا الحديث قد أكل التراب لسانه.
قال الكديمي: سمعت أبا نعيم يقول: قدمت البصرة فلم أر بها أفضل من هشام الدستوائي، وحماد بن سلمة.
قلت: مناقبه جمة، لكنه رمي بالقدر.
قال محمد بن سعد: كان ثقة حجة، إلا أنه يرى القدر.
وقال محمد بن عبد الله ابن البرقي: قلت لابن معين: أرأيت من يرمى بالقدر يكتب حديثه؟ قال: نعم قد كان قتادة، وهشام الدستوائي، وابن أبي عروبة، وعبد الوارث بن سعيد، وذكر جماعة يقولون بالقدر، وهم ثقات لم يدعوا إلى شيء.
توفي سنة ثلاث وخمسين ومائة، وقيل سنة أربع.
وقال أحمد بن حنبل: حدثنا عبد الصمد قال: مات هشام سنة اثنتين وخمسين ومائة، قال: وكان بينه وبين قتادة في السن سبع سنين.
408 – 4:
هشام بن الغاز بن ربيعة الجرشي أبو العباس
، وقيل: أبو عبد الله، وقيل: أبو ربيعة الدمشقي.
عن أنس بن مالك إن كان لقيه، وعن مكحول، وعطاء بن أبي رباح،
وعمرو بن شعيب، والزهري، وعبادة بن نسي، وقرأ القرآن على يحيى بن الحارث الذماري، وعنه ابن المبارك، وصدقة بن خالد، وعيسى بن يونس، والوليد بن مسلم، ووكيع، وشبابة، وأبو المغيرة، ويحيى بن يمان، وخلق.
قال أحمد: صالح الحديث.
وقال دحيم، وغيره: ثقة.
وقال ابن خراش: كان من خيار الناس.
وروى عباس، عن ابن معين: ليس به بأس.
وعن أبي مسهر قال: كان هشام بن الغاز على بيت المال للمنصور.
مات سنة ست وخمسين ومائة.
وقال ابن معين، وغيره: مات سنة ثلاث وخمسين.
409 – ت:
همام بن نافع الحميري الصنعاني
والد عبد الرزاق.
عن عكرمة، ووهب بن منبه، وميناء بن أبي ميناء، وخاله قيس بن يزيد، وعنه ابنه، وقال: حج أبي همام أكثر من ستين حجة.
وقال ابن معين: ثقة.
وقال العقيلي: حديثه غير محفوظ.
قلت: وهو قديم الوفاة، كان محمد بن عيسى ابن الطباع يقول: سمعت عبد الرزاق يقول: قدم علينا معمر، وقد مات أبي فقال: لو أدركت أباك ما أردت أن يسند لي حديثا، رواها الحلواني عنه، وفي النفس مع صحة سندها منها فإن عبد الرزاق حدث عن أبيه، ولقيه في حدود الخمسين ومائة قبلها أو بعدها، ومعمر فدخل اليمن قديما في أيام همام بن منبه.
قال محمد بن مصفى: حدثنا بقية عن ابن المبارك، عن همام بن نافع، عن سالم، عن ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: رحم الله ابن رواحة كان
أينما أدركته الصلاة أناخ.
410 – ق:
الهيثم بن رافع
.
بصري، عن أبي يحيى المكي، وعطاء بن أبي رباح، وعنه زيد بن الحباب، وأبو بكر الحنفي، وموسى بن إسماعيل، وآخرون.
محله الصدق.
وقال ابن معين، وأبو داود: ثقة.
وله حديث في الحكرة فيه نكارة.
411 -
واسط بن الحارث
.
عن نافع العمري، وعاصم، وقتادة، وعنه يوسف بن حوشب، وعبد الله بن خراش.
له مناكير.
412 -
واضح مولى حرملة المروزي
.
عن عكرمة، والضحاك، وأبي عثمان الأنصاري، وغيرهم، وعنه ابنه المحدث أبو تميلة يحيى بن واضح، والفضل السيناني، وعلي بن الحسين بن واقد.
ما علمت فيه ضعفا بعد.
413 – ت ق:
الوليد بن جميل الفلسطيني
.
عن مكحول، والقاسم أبي عبد الرحمن، وعنه سلمة بن رجاء، ويزيد بن هارون، وأبو النضر هاشم.
قال أبو داود: ليس به بأس.
وقال أبو زرعة: لين الحديث.
وقال أبو حاتم: روى أحاديث منكرة عن القاسم.
414 -
الوليد بن دينار
، أبو الفضل السعدي التياس.
بصري.
عن الحسن، وعنه حماد بن زيد، ووكيع، وعمرو بن السكين، وموسى بن إسماعيل، وآخرون.
قال ابن معين: ضعيف.
415 – ن ق:
الوليد بن سليمان بن أبي السائب الدمشقي أبو العباس
. مولى قريش.
عن عمر بن عبد العزيز، ونافع، ورجاء بن حيوة، وبسر بن عبيد الله، وعبد الله بن عامر المقرئ، وعنه الوليد بن مسلم، وعمر بن عبد الواحد، ومحمد بن حمير، وأبو المغيرة، وجماعة.
وثقه دحيم، وغيره.
وقال الوليد بن مسلم: رأيته وأتاه الأوزاعي فسلم عليه فنهض فعزم عليه الأوزاعي أن لا يفعل إجلالا له.
416 – م د ت ن:
الوليد بن عبد الله بن جميع الكوفي
.
عن أبي الطفيل، وسعيد بن جبير، وأبي سلمة بن عبد الرحمن، وعنه ابنه ثابت، ويحيى القطان، وأبو نعيم، وزيد بن الحباب، وأبو أحمد الزبيري، وجماعة.
وثقه ابن معين.
وقال أبو حاتم: صالح الحديث.
وقال العقيلي: في حديثه اضطراب.
وقال ابن حبان: فحش تفرده.
417 -
الوليد بن عيسى أبو وهب العامري
.
عن الشعبي، وسعيد بن جبير، وأبي بردة، وعكرمة، وعنه يحيى بن أبي زائدة، ووكيع، وزيد بن الحباب، وغيرهم.
قال البخاري: فيه نظر.
418 – ع:
الوليد بن كثير المخزومي مولاهم المدني
.
عن بشير بن يسار، وسعيد بن أبي هند، وإبراهيم بن عبد الله بن حنين، ومحمد بن كعب القرظي، وجماعة، وعنه إبراهيم بن سعد، وابن عيينة، وأبو أسامة، والواقدي، وآخرون.
وكان أخباريا عارفا ثبتا بالمغازي، والسيرة.
قال أبو داود: ثقة إلا أنه إباضي.
وقال ابن عيينة: كان صدوقا.
وروى عباس عن ابن معين: ثقة.
قلت: ويروي أيضا عن المقبري، والأعرج، وعبيد الله بن عبد الله بن عمر، وعمرو بن شعيب، ومحمد بن جعفر بن الزبير بن العوام، ومحمد بن عباد بن جعفر، ومحمد بن عمرو بن حلحلة، ومحمد بن عمرو بن عطاء، ومعبد، ومحمد ابني كعب بن مالك.
وقال ابن سعد: ليس بذاك، مات سنة إحدى وخمسين ومائة.
419 – م د ت ن:
وهيب بن الورد أبو أمية
، ويقال: أبو عثمان المكي العابد القدوة مولى بني مخزوم، واسمه عبد الوهاب، وهو أخو عبد الجبار بن الورد.
يروي عن رجل عن عائشة، وعن حميد بن قيس الأعرج، وعمر بن محمد بن المنكدر.
وعنه بشر بن منصور السليمي، وابن المبارك، وعبد الرزاق، ومحمد بن يزيد بن خنيس، وإدريس بن محمد الروذي.
وقال إدريس: ما رأيت أعبد منه.
وقال ابن المبارك: قيل لوهيب أيجد طعم العبادة من يعصي الله؟ قال: لا، ولا ومن يهم بالمعصية.
وقال محمد بن يزيد الخنيسي: سمعت سفيان الثوري إذا حدث في المسجد الحرام، وفرغ قال: قوموا إلى الطبيب، يعني وهيبا.
وقال وهيب: إن استطعت أن لا يسبقك إلى الله أحد فافعل.
قلت: هذا على سبيل المبالغة في الاجتهاد، وإلا فقد سبق - والله - السابقون الأولون، فضلا عن الأنبياء المستحيل سبقهم.
وقال محمد بن يزيد: حلف وهيب أن لا يراه الله، ولا أحد من خلقه ضاحكا حتى تأتيه الملائكة عند الموت فيخبرونه بمنزلته، وكانوا يرون له الرؤيا أنه من أهل الجنة فإذا أخبر بها اشتد بكاؤه، وقال: قد خشيت أن يكون هذا من الشيطان.
وقال: عجبا للعالم كيف تجيبه دواعي قلبه إلى الضحك، وقد علم أن له في القيامة روعات ووقفات وفزعات، ثم غشي عليه.
قال أبو حاتم الرازي: كانت لوهيب أحاديث ومواعظ وزهد.
وقال ابن معين: ثقة.
وقال النسائي: ليس به بأس.
وقال وهيب: قال عيسى عليه السلام: حب الفردوس، وخوف جهنم يورثان الصبر على المشقة، ويبعدان العبد من راحة الدنيا.
قال ابن حبان: توفي سنة ثلاث وخمسين ومائة.
420 – د ت:
يحيى بن أيوب بن أبي زرعة بن عمرو بن جرير بن عبد الله البجلي الكوفي
، أخو جرير بن أيوب.
روى عن جده، والشعبي، وعنه ابن المبارك، وأبو أسامة، وأبو أحمد الزبيري، والفريابي، وعبد الله بن رجاء الغداني.
قال ابن معين: ليس به بأس، وقال مرة: ضعيف.
421 -
يحيى بن دينار
، أبو شيبة البصري.
عن عكرمة، والحسن، وعنه موسى بن إسماعيل.
422 – ن:
يحيى بن زرارة بن كريم بن الحارث بن عمرو السهمي
.
عن أبيه، عن جده الحارث، وله صحبة، وعنه ابن المبارك، وأبو الوليد، وموسى بن إسماعيل، وعفان.
423 -
ت د ن:
يحيى بن أبي سليمان
.
عن عطاء بن أبي رباح، وسعيد المقبري، وعنه سعيد بن أبي أيوب، وشعبة بن الحجاج، ونافع بن يزيد، وأبو سعيد مولى بني هاشم، وأبو الوليد.
قال أبو حاتم: ليس بالقوي.
424 -
م د ن:
يحيى بن عبد الله بن سالم بن عبد الله بن عمر بن الخطاب العدوي العمري
.
عن يزيد بن الهاد، وهشام بن عروة، وعنه ابن وهب، ومكي بن إبراهيم، والمقرئ.
مات سنة ثلاث وخمسين ومائة.
425 -
يحيى بن عبد الرحمن أبو شيبة
.
شامي مقل.
عن عمر بن عبد العزيز، وحبان بن أبي جبلة، وعنه هشيم، والوليد بن مسلم.
426 -
يحيى بن عبد الرحمن أبو بسطام التميمي
.
عن الضحاك، والزبير بن عدي، وعنه مروان بن معاوية، وابن نمير، ويعلى بن عبيد، وجماعة.
قال أبو حاتم: ليس بقوي.
427 – د:
يحيى بن عبد العزيز الأردني لا الأزدي
، الشامي، وقيل: دمشقي.
عن عبادة بن نسي، ويحيى بن أبي كثير، وإسماعيل بن عبيد الله بن أبي المهاجر، روى عنه عمر بن يونس اليمامي، وقال: كان خيرا فاضلا، ويحيى بن حمزة، والوليد بن مسلم.
وهو والد تلميذ الشافعي أبي عبد الرحمن الأعمى المتكلم، وقيل: جده.
قال ابن معين: ما أعرفه.
وقال أبو حاتم: ما بحديثه بأس.
428 – ن:
يحيى بن عمير المديني البزاز
.
عن سعيد المقبري، ونافع، وعنه معن بن عيسى، والقعنبي، وخالد بن مخلد، وإسماعيل بن أبي أويس.
قال أبو حاتم: صالح الحديث.
429 -
يحيى بن أبي العلاء موسى الباهلي البصري
.
عن نافع، وعنه يحيى القطان، وعبد الرحمن بن مهدي، وأبو الوليد.
وثق.
430 -
يزيد بن أسيد السلمي
.
متولي أرمينية في دولة مروان بن محمد، ثم في دولة المنصور، وكان أمير غزوة دادقشة من ناحية بحر الخزر، دوخ في بلاد العدو، وكان شجاعا مجاهدا دينا خيرا رحمه الله.
431 – ت ق:
يزيد بن سنان أبو فروة التميمي مولاهم الجزري الرهاوي
.
ولد سنة تسع وسبعين.
روى عن ميمون بن مهران، والزهري، وزيد بن أبي أنيسة، وسليم بن عامر، وعنه ابنه محمد، وأبو خالد الأحمر، ووكيع، وأبو أسامة.
ضعفه ابن معين.
وقال البخاري: مقارب الحديث.
ومن مناكيره قال: سمعت بكير بن فيروز، قال: سمعت أبا هريرة يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من خاف أدلج، ومن أدلج دخل المنزل، ألا إن سلعة الله غالية، ألا إن سلعة الله الجنة.
حدث أبو فروة بالكوفة، ومات سنة خمس وخمسين ومائة.
432 -
يزيد بن أبي صالح
، أبو حبيب.
عن أنس، وعنه عيسى بن يونس، ووكيع، وأبو داود الطيالسي، وثقه الطيالسي، وقال: كان شعبة يأتيه.
433 – ت ق:
يزيد بن عبد الله الشيباني مولى الصهباء
.
كوفي، عن شهر بن حوشب، وطاوس، والحسن البصري، وعنه وكيع، وأبو نعيم، وقبيصة، وأحمد بن يونس.
وثقه ابن معين.
434 – ت ق:
يزيد بن عياض بن جعدبة الليثي
.
مدني نزل البصرة، عن الأعرج، ونافع، وسعيد المقبري، وعنه شبابة، وعبد الصمد بن النعمان، وعلي بن الجعد.
قال البخاري: منكر الحديث.
وقال أبو داود: متروك.
435 – ن:
يعقوب بن عطاء بن أبي رباح المكي
.
عن أبيه، وخاله عبد الله بن كيسان، وصفية بنت شيبة، وعمرو بن شعيب، وعنه شعبة، وابن عيينة، وعبد الرزاق، وأبو عاصم، وأبو سعد محمد بن ميسر الصغاني، وجماعة.
ضعفه أبو زرعة، وغيره.
وقال أبو حاتم: ليس بالمتين.
قال ابنه يحيى: مات أبي سنة خمس وخمسين ومائة.
436 – ع:
يوسف بن إسحاق بن أبي إسحاق عمرو بن عبد الله السبيعي الكوفي
.
عن أبيه، وجده، والشعبي، ومحمد بن المنكدر، وعنه ابنه إبراهيم، وابنا عمه إسرائيل بن يونس، وأخوه عيسى، وسفيان بن عيينة.
قال ابن عيينة: لم يكن في ولد أبي إسحاق أحفظ منه، ومنهم من ينسبه إلى جده فيقول: يوسف بن أبي إسحاق.
مات سنة سبع وخمسين ومائة.
437 -
د ت ن:
يوسف بن صهيب الكندي الكوفي
.
عن الشعبي، وعبد الله بن بريدة، وحبيب بن يسار، وعنه يحيى القطان، وعبيدة بن حميد، وعبيد الله بن موسى، وأبو نعيم، ومحمد الفريابي، وآخرون.
وثقه ابن معين.
438 -
يوسف بن عبد الله أبو شبيب
.
بصري مقل، سمع الحسن، وعنه أبو داود الطيالسي، وعبد الصمد بن عبد الوارث.
قال ابن معين: لا شيء.
439 – ق:
يوسف بن ميمون المخزومي مولاهم الكوفي
.
عن الحسن، وابن سيرين، وعطاء بن أبي رباح، وأبي الزبير، وعنه شعبة، ووكيع، وأبو نعيم، وخلاد بن يحيى، والنعمان بن عبد السلام الأصبهاني.
قال البخاري، وغيره: منكر الحديث جدا.
440 -
يوسف بن يعقوب أبو عبد الله اليمني
، الأبناوي، قاضي صنعاء ومفتيها.
عن طاوس، وعمر بن عبد العزيز، وعنه الثوري، وهشام بن يوسف، وعبد الرزاق، ومحمد بن الحسن بن أتش.
قال أبو حاتم: لا أعرفه.
قلت: محله الصدق.
441 – م 4 -
يونس بن أبي إسحاق السبيعي الهمداني الكوفي
.
والد إسرائيل، وعيسى، روى عن أنس بن مالك، وناجية بن كعب، ومجاهد، والشعبي، وأبي بردة وأبي بكر ابني أبي موسى الأشعري، وأبيه عمرو بن عبد الله، وهلال بن خباب، وجماعة، وعنه ابنه عيسى، وابن المبارك، ويحيى القطان، وابن مهدي، ووكيع، ويحيى بن آدم، وقبيصة، والفريابي، وعلي بن محمد المدائني، وخلق كثير.
كان من علماء الكوفة، وهو من بيت علم وحديث.
قال ابن مهدي: لم يكن به بأس.
وقال أبو حاتم: صدوق لا يحتج به.
وقال النسائي: ليس به بأس.
وقال بندار: قال سلم بن قتيبة: قدمت من الكوفة فقال لي شعبة: من لقيت؟ قلت: لقيت فلانا وفلانا، ولقيت يونس بن أبي إسحاق، قال: ما حدثك؟ فأخبرته، فسكت ساعة، وقلت له: قال: حدثنا بكر بن ماعز، قال: فلم يقل لك: حدثنا ابن مسعود؟.
وقال يحيى القطان: كانت فيه غفلة.
وقال أحمد: حديثه مضطرب.
قالوا: توفي سنة تسع وخمسين ومائة.
442 – د ت ق:
يونس بن الحارث الثقفي الطائفي
، نزل الكوفة، وحدث عن أبي بردة، والشعبي، وإبراهيم بن أبي ميمونة، وعنه أبو نعيم، وأبو عاصم، وبكر بن بكار، والفريابي، وجماعة.
قال أبو حاتم: ليس بقوي.
وضعفه أحمد، وغيره.
443 -
يونس بن عبد الله الجرمي
.
عن: دينار الحجام، وعمارة بن ربيعة، ويونس بن خباب. وعنه: شعبة، والثوري، ومندل بن علي، وابن عيينة، ويعلى بن عبيد، وغيرهم.
وثقه أحمد، وابن معين.
ولم يخرج له أصحاب الكتب شيئا.
444 -
يونس بن نافع أبو غانم المروزي القاضي
.
قال ابن المبارك: أول من اختلفت إليه أبو غانم.
قلت: روى عن: عمرو بن دينار، وأبي الزبير، وكثير بن زيد. وعنه: أبو تميلة يحيى بن واضح، وابن المبارك، ومعاذ بن أسد، وعتبة بن عبد الله المروزيون.
قال ابن حبان: توفي سنة تسع وخمسين ومائة.
445 – ع:
يونس بن يزيد بن أبي النجاد الأيلي أبو يزيد
، مولى معاوية بن أبي سفيان الأموي.
عن: عكرمة، والقاسم، وسالم، ونافع، والزهري، وطائفة. وعنه: جرير بن حازم، والليث، وابن وهب، وأبو صفوان عبد الله بن سعيد الأموي، وعثمان بن عمر بن فارس، وابن أخيه عنبسة بن خالد الأيلي، وجماعة.
قال أحمد بن صالح: نحن لا نقدم في الزهري على يونس أحدا، وكان الزهري إذا نزل إيلة نزل على يونس بن يزيد، ثم يزامله إلى المدينة.
وثقه أحمد بن حنبل، وغيره.
قال أبو سعيد بن يونس: مات سنة اثنتين وخمسين ومائة.
وقال البخاري: مات سنة تسع وخمسين.
446 -
أبو أيوب المورياني وزير المنصور
، اسمه سليمان بن أبي سليمان الخوزي.
تمكن من المنصور، وغلب عليه، وكان قبل يكتب لسليمان بن حبيب بن
المهلب بن أبي صفرة، وكان المنصور ينوب عن سليمان هذا في بعض كور فارس، حكاه ابن خلكان، قال: فصادره وضربه، فلما استخلف المنصور قتل سليمان، وكان سليمان عند ضرب المنصور قد عزم على هتكه فخلصه منه أبو أيوب المورياني، فاعتدها له المنصور واستوزره، ثم إنه فسدت نيته فيه، ونسب إلى أخذ الأموال، وهم به، فطال الأمر وتمادى، وكان كلما دخل عليه ظن أنه سيوقع به، فقيل: إنه كان معه شيء من الدهن قد عمل فيه سحر فكان يدهن به حاجبيه كلما دخل، فسار في أفواه العامة: دهن أبي أيوب، ثم إنه أوقع به وعذبه، وأخذ أمواله وكانت عظيمة.
مات في سنة أربع وخمسين ومائة.
447 -
د ت ق:
أبو بكر بن عبد الله بن أبي مريم الغساني الحمصي المحدث العابد
شيخ أهل حمص.
روى عن: خالد بن معدان، وراشد بن سعد، وبلال بن أبي الدرداء، ومكحول، وأبي راشد الحبراني، وجماعة. وعنه: ابن المبارك، وإسماعيل بن عياش، وبقية، وأبو اليمان، وأبو المغيرة، وآخرون.
ضعفه أحمد، وغيره لكثرة غلطه.
واسمه كنيته.
قال ابن حبان: هو رديء الحفظ، وهو عندي ساقط الاحتجاج به إذا انفرد.
وقال بقية: قال لنا رجل في قرية أبي بكر، وهي قرية كثيرة الزيتون: ما في هذه القرية من شجرة إلا وقد قام أبو بكر إليها ليلته جميعا.
وقيل: كان في خدي أبي بكر أثر من الدموع.
وقال أبو إسحاق الجوزجاني: هو متماسك.
وقال ابن عدي: أحاديثه صالحة، ولا يحتج به.
وقال يزيد بن هارون: كان من العباد المجتهدين.
وقال يزيد بن عبد ربه: توفي سنة ست وخمسين ومائة.
448 -
أبو البرهسم الحمصي المقرئ
، قيل: اسمه عمران بن عثمان الزبيدي، وقيل: الحضرمي.
روى حروف القراءة عن يزيد بن قطيب السكوني، وسمع من خالد بن معدان، روى عنه شريح بن يزيد الحمصي.
قراءته شاذة، وإسناده مظلم.
449 -
أبو جعفر الرازي
، من كبار العلماء بالري، اسمه عيسى بن ماهان، يقال: ولد بالبصرة، وكان متجره إلى الري.
روى عن: عطاء بن أبي رباح، وعمرو بن دينار، وقتادة، والربيع بن أنس، وجماعة.
وعنه: ابنه عبد الله، والخريبي، وأبو نعيم، وعبيد الله بن موسى، وأبو أحمد الزبيري، ويحيى بن أبي بكير، وخلف بن الوليد، وعلي بن الجعد، وآخرون.
قال يحيى بن معين: ثقة.
وقال أبو حاتم: ثقة صدوق.
وقال أحمد بن حنبل، والنسائي: ليس بالقوي.
وقال الجورقاني: كان ينفرد بالمناكير عن المشاهير، ثم ساق من طريق سلمة الأبرش، عن أبي جعفر الرازي، عن قتادة، عن الحسن، عن الأحنف، عن العباس مرفوعا: لو دليتم بحبل إلى الأرض السابعة. . . الحديث.
قال ابن المديني: أبو جعفر عيسى بن أبي عيسى الرازي ثقة، وكان يخلط، وقال مرة: يكتب حديثه إلا أنه يخطئ.
وقال أبو زرعة: يهم كثيرا.
وروى حنبل عن أحمد: صالح الحديث.
وروى عبد الله بن علي ابن المديني، عن أبيه قال: هو نحو موسى بن عبيدة.
وروى محمد بن عثمان بن أبي شيبة، عن علي قال: كان عندنا ثقة.
وقال ابن عمار: ثقة.
وقال عمرو بن علي: فيه ضعف سيئ الحفظ.
وقال الساجي: صدوق ليس بمتقن.
قال عبد الرحمن بن عبد الله الدشتكي: سمعته يقول: لم أكتب عن الزهري لأنه كان يخضب بالسواد، قال عبد الرحمن: فابتلي أبو جعفر حتى لبس السواد، وزامل المهدي.
قلت: وبلغنا أنه كان مزاملا للمهدي إلى مكة.
• - أبو جناب القصاب، سيأتي.
وقيل: إنه مات سنة ستين ومائة.
450 -
م ن:
أبو حرة البصري واصل بن عبد الرحمن
.
عن: الحسن، وابن سيرين، وبكر المزني. وعنه: بشر بن منصور، وبكر بن بكار، وعبد الرحمن بن مهدي، وأبو داود، وأبو عمر الحوضي، وغيرهم.
قال أبو قطن: سألت شعبة عنه، فقال: هو أصدق الناس.
وقال أبو داود الطيالسي: كان أبو حرة يختم كل ليلتين.
وقال النسائي: ليس به بأس.
وروي أن رجلا سأل شعبة عن حديث فقال: تسألني عن الحديث، وقد مات سيد الناس أبو حرة.
قال الفلاس: مات سنة اثنتين وخمسين ومائة.
451 -
د ق:
أبو حمزة الصيرفي صاحب الحلي
، هو سوار بن داود المزني البصري.
عن: عطاء بن أبي رباح، وعمرو بن شعيب، وجماعة. وعنه: إسماعيل بن علية، ومحمد بن بكر البرساني، ووكيع، وقرة بن حبيب، ومسلم بن إبراهيم.
وثقه يحيى بن معين.
وسماه وكيع: داود بن سوار.
ولينه العقيلي، وغيره، ولم يترك.
452 – ق:
أبو خزيمة العبدي
.
بصري مختلف في اسمه، عن: طاوس، والحسن، وأنس بن سيرين.
وعنه: عبد الرحمن بن مهدي، وحبان بن هلال، ومسلم بن إبراهيم، والحوضي.
وقال أبو حاتم: لا بأس به.
453 – خ د ت ن:
أبو خلدة السعدي
، خالد بن دينار البصري الخياط.
عن: أنس بن مالك، وأبي العالية الرياحي، وابن سيرين. وعنه: ابن
المبارك، وحرمي بن عمارة، وعبد الرحمن بن مهدي، وأبو نعيم، ومسلم بن إبراهيم، وغيرهم.
وثقه النسائي.
454 – ت:
أبو الرحال الأنصاري البصري
، اسمه محمد بن خالد، وقيل: خالد بن محمد.
عن: أنس، وأبي رجاء العطاردي، والحسن. وعنه: يحيى القطان، وأبو نعيم، ومكي بن إبراهيم، ويزيد بن رومان، والنضر بن شميل.
قال أبو حاتم، وأبو زرعة: منكر الحديث.
455 -
أبو الرحال الطائي الكوفي عقبة بن عبيد
.
عن: أنس بن مالك فيما قيل، وعن بشير بن يسار. وعنه: يحيى القطان، وعيسى بن يونس، وعقبة بن خالد السكوني، وحفص بن غياث.
يقال: لا بأس به، وقد ضعف.
456 -
أبو سفيان بن العلاء المازني أخو أبي عمرو بن العلاء
.
روى عن: الحسن، وابن أبي عتيق التيمي. وعنه: شعبة، وابن علية.
قديم الموت.
• -
أبو السمال العدوي المقرئ
، صاحب النحو، هو قعنب، مر ذكره.
457 -
أبو سنان الكوفي
، نزيل الري، سعيد بن سنان.
458 -
أبو طيبة
، هو عيسى بن سليمان بن دينار الدارمي، والد أحمد بن أبي طيبة الجرجاني.
كان من زهاد العلماء مع الأموال والثروة.
روى عن: الأعمش، وكرز بن وبرة، وجعفر بن معبد. وعنه: ابناه أحمد، وعبد الواسع، وسعد بن سعيد، وغيرهم.
مات سنة ثلاث وخمسين ومائة، قاله البخاري.
وقال الحاكم: سمع من عطاء بن أبي رباح، وغيره، وحدث عنه أيضا ولده يوسف، ورد علينا بنيسابور في جيش يزيد بن المهلب.
ضعفه يحيى بن معين.
459 -
أبو طلق
، هو عدي، ويقال: علي بن حنظلة العائذي القرشي.
عن: إبراهيم التيمي، وشراحيل بن القعقاع. وعنه: الثوري، وشرقي بن قطامي، وعيسى بن يونس، وغيرهم.
460 -
خ م:
أبو عقيل الدورقي بشير بن عقبة
.
بصري ثقة، عن: مجاهد، وأبي نضرة، والحسن، وأبي المتوكل الناجي. وعنه: يحيى القطان، وعبد الرحمن بن مهدي، وأبو الوليد، ومسلم بن إبراهيم.
وثقه أحمد، وابن معين.
461 -
أبو العلانية
.
عن عبد الله بن أبي أوفى، اسمه محمد بن أعين المرئي.
بصري حسن الحال.
حدث عنه: يحيي القطان، وابن مهدي، وطالوت بن عباد، وآخرون.
462 -
أبو عمرو بن العلاء بن عمار بن العريان التميمي المازني المقرئ النحوي
، صاحب القراءة، وأمه من بني حنيفة، اسمه زبان، وقيل: العريان، وقيل غير ذلك.
قرأ القرآن على سعيد بن جبير، ومجاهد، وقيل: إنه قرأ على أبي العالية الرياحي، وقرأ على جماعة سواهم، مولده سنة سبعين.
وحدث عن: أنس بن مالك، وأبي صالح السمان، وعطاء بن أبي رباح،
ومجاهد، وأبي رجاء العطاردي، ونافع، والزهري، وطائفة سواهم.
قرأ عليه: يحيى بن المبارك اليزيدي، والعباس بن الفضل الأنصاري قاضي الموصل، وحسين الجعفي، ومعاذ بن معاذ، والأصمعي، ويونس بن حبيب النحوي، وسلام الطويل، ومحبوب بن الحسن، وعلي بن نصر بن علي، وهارون بن موسى، وسهل بن يوسف، وعبد الوارث بن سعيد، وأبو زيد سعيد بن أوس الأنصاري، وشجاع البلخي، وآخرون.
وحدث عنه: شعبة، وشبابة، ويعلى بن عبيد، وأبو عبيدة، والأصمعي، وحماد بن زيد، وأبو أسامة، وجماعة.
وكان رأسا في العلم في أيام الحسن البصري.
قال أبو عبيدة: كان أبو عمرو أعلم الناس بالقراءات، والعربية، والشعر، وأيام العرب، وكانت دفاتره ملء بيت إلى السقف، ثم تنسك فأحرقها، وكان من أشراف العرب ووجوهها، مدحه الفرزدق، وغيره.
وقال ابن معين: ثقة.
وقال أبو حاتم الرازي: ليس به بأس.
وقال أبو عمر الشيباني: ما رأينا مثل أبي عمرو بن العلاء.
وروى أبو العيناء، عن الأصمعي قال: قال لي أبو عمرو: لو تهيأ أن أفرغ ما في صدري من العلم في صدرك لفعلت، ولقد حفظت في علم القراءات أشياء لو كتبت ما قدر الأعمش على حفظها، ولولا أن ليس لي أن أقرأ إلا بما قرئ لقرأت بحرف كذا وكذا، وذكر حروفا.
وروى نصر بن علي، عن أبيه، عن شعبة قال: انظر ما يقرأ به أبو عمرو مما يختاره فاكتبه، فإنه سيصير للناس إسنادا.
وقال إبراهيم الحربي، وغيره: كان أبو عمرو من أهل السنة.
وقال أبو محمد اليزيدي، ومحمد بن حفص: تكلم عمرو بن عبيد في الوعيد سنة، فقال أبو عمرو: إنك لألكن الفهم إذا صيرت الوعيد الذي في أعظم
شيء مثله في أصغر شيء، فاعلم أن النهي عن الصغير والكبير ليسا سواء، وإنما نهى الله عنهما ليتم حجته على خلقه، ولئلا يعدل عن أمره، ووراء وعيده عفوه، وكرمه، ثم أنشد:
ولا يرهب ابن العم ما عشت صولتي ولا أختتي من صولة المتهدد وإني وإن أوعدته ووعدته لمخلف إيعادي ومنجز موعدي
فقال له عمرو بن عبيد: صدقت إن العرب تمتدح بالوعد دون الوعيد، وقد تمتدح بهما، ألم تسمع إلى قول الشاعر:
لا يخلف الوعد والوعيد ولا يبيت من ثأره على فوت
فقد وافق هذا قوله تعالى: ونادى أصحاب الجنة أصحاب النار أن قد وجدنا ما وعدنا ربنا حقا فهل وجدتم ما وعد ربكم حقا قالوا نعم، قال أبو عمرو: قد وافق الأول أخبار رسول الله صلى الله عليه وسلم، والحديث يفسر القرآن.
قال الأصمعي: قال لي أبو عمرو: كن على حذر من الكريم إذا أهنته، ومن اللئيم إذا أكرمته، ومن العاقل إذا أحرجته، ومن الأحمق إذا مازحته، ومن العاجز إذا عاشرته، وليس من الأدب أن تجيب من لا يسألك، أو تسأل من لا يجيبك، أو تحدث من لا ينصت لك.
قال الأصمعي: سألت أبا عمرو ما اسمك؟ قال: زبان.
وعن الأصمعي بإسناد آخر قال: أبو عمرو لا اسم له.
وأما اليزيدي فعنه روايتان إحداهما: اسم أبي عمرو العريان، والأخرى أن اسمه يحيى.
وقال الأصمعي: سمعت أبا عمرو يقول: كنت رأسا، والحسن حي.
قال أبو عمرو الداني: حدثنا محمد بن أحمد، قال: حدثنا ابن دريد، قال: حدثنا أبو حاتم، عن أبي عبيدة قال: قال أبو عمرو بن العلاء: أنا زدت هذا البيت في قصيدة الأعمش، وأستغفر الله منه:
وأنكرتني وما كان الذي نكرت من الحوادث إلا الشيب والصلعا
قال الأصمعي: كنت إذا سمعت أبا عمرو يتكلم ظننته لا يعرف شيئا، كان يتكلم كلاما سهلا.
وقال اليزيدي: سمعت أبا عمرو يقول: سمع سعيد بن جبير قراءتي، فقال: الزم قراءتك هذه.
وقال الأصمعي: كان لأبي عمرو كل يوم يشترى بفلسين كوز وريحان، فإذا أمسى تصدق بالكوز، وقال للجارية: جففيه، ودقيه في الأشنان.
قال أبو عبيد: حدثني عدة أن أبا عمرو قرأ على مجاهد، وزاد بعضهم: وعلى سعيد بن جبير.
قال خليفة بن خياط: مات أبو عمرو، وأبو سفيان ابنا العلاء سنة سبع وخمسين ومائة.
قال الأصمعي: عاش أبو عمرو ستا وثمانين سنة.
وقال غير واحد: مات أبو عمرو سنة أربع وخمسين ومائة.
قلت: وكان أبو عمرو قليل الرواية للحديث، وهو حجة في القراءة صدوق، وفي العربية، وقد استوفيت أخباره في طبقات القراء.
• - أبو العميس، في الطبقة الماضية.
• - أبو الغصن، هو دجين بن ثابت، مر.
• - أبو الغصن الغفاري، هو ثابت بن قيس، سيأتي.
463 – ت:
أبو كعب
، صاحب الحرير.
ثقة بصري، اسمه عبد ربه بن عبيد.
عن: شهر بن حوشب، والحسن، ومحمد بن سيرين. وعنه: يحيى القطان، وأبو داود الطيالسي، ومسلم بن إبراهيم، وأبو عاصم.
وثقه جماعة.
464 – ق:
أبو مالك النخعي
، قيل: اسمه عبد الملك، وقيل: عبادة بن حسين.
عن: سلمة بن كهيل، وعلي بن الأقمر، وعاصم بن كليب، وجماعة.
وعنه: يزيد بن هارون، ويحيى بن أبي بكير، وآدم بن أبي إياس، وعلي بن الجعد، وأبو النضر، ووكيع.
ضعفه أبو زرعة، وأبو داود.
قال البخاري: ليس بالقوي عندهم.
465 -
د ن ق:
أبو المنيب العتكي المروزي السنجي
، عبيد الله بن عبد الله.
رأى أنس بن مالك، وسمع سعيد بن جبير، وعكرمة، وطائفة. وعنه: الفضل بن موسى السيناني، وزيد بن الحباب، وعبدان بن عثمان، وعلي بن الحسن بن شقيق.
وثقه ابن معين.
466 – ت ق:
أبو المليح الفارسي الخراط
.
مدني صدوق، يقال: اسمه صبيح، ويقال: حميد.
له عن أبي صالح الخوزي. وعنه: حاتم بن إسماعيل، ووكيع، وأبو عاصم، وعبد الله بن نافع الصائغ، وجماعة.
وثقه ابن معين.
له عن الخوزي، عن أبي هريرة: من لا يسأل الله يغضب عليه.
467 – م ق:
أبو نعامة العدوي
، عمرو بن عيسى بن سويد.
بصري صدوق.
عن: حفصة بنت سيرين، وخالد بن عمير، وجماعة. وعنه: روح بن عبادة، وأبو عاصم، والنضر بن شميل، وصفوان بن عيسى.
وثقه ابن معين، وغيره.
وقال أحمد: ثقة، إلا أنه اختلط قبل موته.
468 -
أبو اليسع الكوفي
.
عن: علقمة بن مرثد، وقيس بن مسلم، وعمرو بن مرة.
روى عنه: عثمان بن مقسم البري، ويحيى بن عيسى الرملي، وأبو أسامة، وغيرهم.
وكان ضريرا، لا يعرف اسمه.
آخر الطبقة السادسة عشرة، ولله الحمد.
الطبقة السابعة عشرة
161 -
170 هـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحوادث
سنة إحدى وستين ومائة
وما جرى فيها من كبار الحوادث
فيها توفي: أرطاة بن الحارث النخعي، وإسرائيل بن يونس، وحرب بن شداد أبو الخطاب، ورجاء بن أبي سلمة بالرملة، وزائدة بن قدامة في أولها، وسالم بن أبي المهاجر الرقي، وسعيد بن أبي أيوب المصري، وسفيان بن سعيد الثوري، وعبد الحكم بن أعين المصري، ونصر بن مالك الخزاعي الأمير، ويزيد بن إبراهيم التستري.
وفيها ظهور عطاء المقنع - لعنه الله - بأعمال مرو، وكان يقول بتناسخ الأرواح، حتى عاد الأمر إليه، واستغوى خلقا عظيمة، وتوثب على بعض ما وراء الهند، فانتدب لحربه أمير خراسان معاذ بن مسلم، والأمير جبريل بن يحيى، وليث مولى المهدي، وسعيد الحرشي، فجمع المقنع الأقوات، وتحصن للحصار بقلعة من أعمال كش.
وفيها ظفر نصر بن الأشعث الخزاعي بعبد الله ابن الخليفة مروان الحمار المكنى بأبي الحكم، وهو أخو عبيد الله، وكان ولي عهد مروان، فلما قتل بديار مصر هربا إلى الحبشة، فقتل عبيد الله ونجا هذا، فلم يزل مختفيا إلى الساعة، فأتي به المهدي، فجلس له مجلسا عاما، فقال: من يعرف هذا؟ فقام عبد العزيز العقيلي إلى جنبه، ثم قال له: أبو الحكم؟ قال: نعم، قال: كيف كنت بعدي؟ ثم التفت إلى أمير المؤمنين، فقال: هذا هو
عبد الله بن مروان، فسجنه المهدي، ثم احتيل على عبد الله فادعى عمرو بن سهل الأشعري أن عبد الله قتل أباه، وقدمه إلى مجلس عافية القاضي، فتوجه عليه الحكم، وأن يقاد به وقامت البينة، فجاء عبد العزيز العقيلي فتخطى رقاب الناس، فقال: يزعم هذا أنه قتل أباه كذب والله، ما قتل أباه غيري، أنا قتلته بأمر الخليفة مروان.
فلم يتعرض المهدي لعبد العزيز لكونه قتل المذكور بأمر مروان.
وفيها جاشت الروم - لعنهم الله - فبيتوا عسكر المسلمين وقتلوا خلقا.
وفيها أمر المهدي بعمارة طريق مكة، وبنى بها قصورا، وأوسع من القصور التي أنشأها عمه السفاح، وعمل البرك، وجدد الأميال، ودام العمل في ذلك حتى تم عشر سنين، وأمر بترك المقاصير التي في جوامع الإسلام، وقصر المنابر، وصيرها على مقدار منبر رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وفيها انحطت رتبة الوزير أبي عبيد الله، فإنه لما رأى غلبة الموالي على المهدي نظر إلى أربعة من أهل العلم فصيرهم من جلساء المهدي، ثم إن أبا عبيد الله الوزير كلم المهدي في أمر فعرض له رجل من هؤلاء الأربعة في ذلك الأمر، فسكت الوزير، ثم خرج فأمر بإبعاده عن المهدي.
وكان أبو عبيد الله ذا تيه وكبر بحيث إنه لما قدم الربيع الحاجب من الحج جاءه مسلما، فلم ينهض أبو عبيد الله له، فتألم، ولم يزل يعمل عليه، إلا أن أبا عبيد الله كان حاذقا بالتصرف، كافيا ناصحا لمخدومه، عفيفا، ويرمى بالقدر.
ثم إن الربيع سعى في ابن للوزير، واتهمه ببعض حظايا المهدي إلى أن استحكمت التهمة عند المهدي، فقال له: يا محمد، اقرأ، فذهب ليقرأ، فاستعجم عليه القرآن، فقال لأبي عبيد الله: يا معاوية ألم تزعم أنه قد جمع القرآن؟ قال: بلى، ولكنه نسي.
قال: فقم فاقتله، فذهب الوزير ليقوم
فسقط من قامته، فقال عباس عم المهدي: إن رأيت يا أمير المؤمنين أن تعفيه ففعل، وأمر فضربت عنق الولد.
قال: واتهمه المهدي في نفسه، فقال الربيع: قتلت ابنه فلا ينبغي أن تثق به، فاستوحش المهدي منه.
وفيها استعمل المهدي على القضاء عافية بن يزيد، فكان هو وابن علاثة يحكمان بالرصافة، وكان القاضي بالشرقية عمر بن حبيب العدوي.
وعزل عن الجزيرة الفضل بن صالح العباسي بعم المنصور عبد الصمد بن علي، واستعمل على مصر عيسى بن لقمان، وعلى أذربيجان بسطام بن عمرو التغلبي.
وفيها جعل مع الأمير هارون بن المهدي وزيرا له، وهو يحيى بن خالد بن برمك.
وحج بالناس موسى بن المهدي.
سنة اثنتين وستين ومائة
فيها توفي: إبراهيم بن أدهم الزاهد، وإبراهيم بن نشيط المصري في قول، وخالد بن أبي بكر العمري المدني، وداود بن نصير الطائي، وزهير بن محمد التميمي المروزي، وإسرائيل بن يونس بخلف، وعبد الله بن محمد بن أبي يحيى المدني سحبل، ويزيد بن إبراهيم التستري بخلف، ويعقوب بن محمد بن طحلاء المدني، وأبو بكر بن سبرة القاضي، وأبو الأشهب العطاردي، واسمه جعفر.
وفيها كان مقتل عبد السلام بن هاشم اليشكري الذي خرج بحلب، وبالجزيرة، وكثرت جموعه، وهزم الجيوش إلى أن انتدب لحربه شبيب بن واج، فسار في ألف فارس من الأبطال، وأعطوا ألف ألف درهم، ففر منهم اليشكري إلى حلب، فلحقه بها شبيب فقتله.
وفيها أجرى المهدي على المجذومين، وأهل السجون بممالكه ما يكفيهم.
وفيها وصلت الروم إلى الحدث فهدموا سورها، فغزا الناس غزوة لم يسمع بمثلها، سار الحسن بن قحطبة في ثمانين ألف مقاتل سوى المطوعة،
فأغار على ممالك الروم وخرب، وأحرق، ولم يلق بأسا.
وغزا يزيد السلمي من ناحية باب قاليقلا، وافتتح ثلاثة حصون، وقدم بالسبي.
وفيها ولي اليمن عبد الله بن سليمان.
وولي إقليم مصر واضح مولى المهدي، ثم عزله بعد أشهر بيحيى الحرشي.
وفيها ظهرت المحمرة بجرجان، ورأسهم عبد القهار، فغلبوا على جرجان، وقتلوا وأفسدوا، فسار لحربه من طبرستان عمر بن العلاء، فقتل عبد القهار، ورؤوس أصحابه.
سنة ثلاث وستين ومائة
فيها مات: إبراهيم بن طهمان الخراساني، وأرطاة بن المنذر الحمصي، وبكير بن معروف المفسر قاضي نيسابور، وحريز بن عثمان محدث حمص، وحسام بن مصك الأزدي، وسلمة بن العيار الدمشقي، وسليمان بن كثير العبدي، وشعيب بن أبي جمرة الحمصي بخلف، وعثمان بن الحكم الجذامي المصري، وعبد الرحيم بن خالد الفقيه، والأمير عيسى بن علي عم المنصور، وكثير بن عبد الله بن عوف المدني، وموسى بن سلمة المصري، وموسى بن علي بن رباح اللخمي، وهمام بن يحيى العوذي في رمضان، ويحيى بن أيوب الغافقي المصري.
وفيها ألح سعيد الحرشي في حصار اللعين عطاء المقنع، فلما أحس بالهلاك مص سما وسقى نساءه فتلفوا، وستأتي ترجمته، ودخل العسكر حصنه فقطعوا رأسه، ثم بعثوا به إلى المهدي، فوافاه وهو بحلب يجهز البعوث لغزو الروم، وكانت غزوة عظمى أمر عليها ولده هارون، وضم إليه الربيع الحاجب، وموسى بن عيسى، والحسن بن قحطبة، فافتتح المسلمون فتحا كبيرا.
وفيها عزل عبد الصمد عن الجزيرة بزفر بن عاصم الهلالي.
وفيها قتل المهدي بحلب جماعة من الزنادقة وصلبهم، وأحضر كتبهم فقطعت، وسار المهدي مشيعا لجيوشه حتى بلغ الدرب، ثم زار بيت المقدس.
واستعمل على المغرب كله، وعلى أذربيجان، وأرمينية ابنه هارون، وعزل معاذ بن مسلم، عن خراسان بالمسيب بن زهير.
واستعمل على طبرستان والرويان عمر بن العلاء.
وحج بالناس علي ابن المهدي
سنة أربع وستين ومائة
فيها مات: إسحاق بن يحيى بن طلحة التيمي، وخزرج بن صالح المصري، وزبان بن حبيب الحضرمي بمصر، وسلام بن مسكين في قول، وسلام بن أبي مطيع في قول، وعبد الله بن زيد بن أسلم العدوي، وعبد الله بن شعيب بن الحبحاب، وعبد الله بن العلاء بن زيد، وعبد الرحمن بن عيسى بن وردان، وعبد العزيز بن عبد الله بن الماجشون، وعبد المجيد بن أبي عبس الأنصاري، وعمر بن أبي زائدة في قول الواقدي، وعمر بن عثمان بن عبد الرحمن بن سعيد بن يربوع، والقاسم بن معن المسعودي في قول خليفة، وكامل أبو العلاء، قاله الواقدي، ومبارك بن فضالة البصري، ونصر بن محمد بن الأشعث الأمير بالسند، وهمام بن يحيى في قول محمد بن المثنى.
وفيها كانت غزوة عبد الكبير بن عبد الحميد بن عبد الرحمن بن زيد بن الخطاب العدوي من درب الحدث، فأقبل إليه ميخائيل البطريق في تسعين ألفا، فعجز عبد الكبير وتقهقر الجيش، فهم المهدي بقتله، ثم سجنه.
وفيها اشتد عطش الحجيج حتى عاينوا التلف، وأقام الموسم صالح بن المنصور.
وفيها عزل المهدي محمد بن سليمان بن علي عن البصرة وفارس، واستعمل عليها صالح بن داود بن علي.
سنة خمس وستين ومائة
فيها مات: إبراهيم بن إسماعيل بن أبي حبيبة، وخالد بن برمك والد البرامكة، وخارجة بن عبد الله بن سليمان بن زيد بن زيد بن ثابت المدني، وسليمان بن المغيرة البصري، وداود الطائي الزاهد بخلف، وعبد الله بن العلاء بن زيد، بخلف، وعبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان، ومعروف بن مشكان قارئ مكة، ووهيب بن خالد بالبصرة، وأبو الأشهب العطاردي بخلف.
وفيها غزا هارون ابن الخليفة الصائفة، فوغل في بلاد الروم، فافتتح ماجدة، فالتقته الروم، عليهم يقطنا، فانهزموا فقتل يقطنا، وسار إلى الدمستق بتقفورية، ثم سار بالجيوش حتى بلغ خليج قسطنطينية، ثم صالح ملك الروم في العام على سبعين ألف دينار مدة ثلاث سنين بعد أن غنم وسبا واستنقذ خلقا من الأسر، وغنم ما لا يوصف من المواشي، حتى أبيع البرذون بدرهم، والزردية بدرهم، وعشرون سيفا بدرهم، وقتل من العدو نحو خمسين ألفا، فلله الحمد والمنة.
سنة ست وستين ومائة
فيها توفي: خالد بن يزيد المري، وخليد بن دعلج السدوسي، وصدقة بن عبد الله السمين، وعقبة بن عبد الله الرفاعي الأصم، وعقبة بن أبي الصهباء الباهلي البصريان، وعفير بن معدان الحمصي، وعقبة بن نافع المعافري الإسكندراني في قول، والصواب سنة ثلاث وستين، وعاصم بن عبد الحميد الفهري شيخ لابن وهب، ومعقل بن عبيد الله الجزري، وأبو بكر النهشلي في يوم الفطر، وفي أولها دفنوا أبا الأشهب العطاردي.
وفيها رجع هارون بالغنائم وبالذهب من الروم.
وفيها عزل عن قضاء البصرة عبد الله بن الحسن، ووليها خالد بن طليق بن عمران بن حصين، فلم يحمد.
وفيها غضب المهدي على الوزير أبي عبيد الله يعقوب بن داود بن طهمان، وكان والده كاتبا لنصر بن سيار، فلما كانت أيام خروج يحيى بن زيد بن علي بن الحسين كان داود يناصحه سرا، فلما ظهر أبو مسلم صاحب الدعوة، وطلب بدم يحيى بن زيد وتتبع قتلته، كان داود هذا مطمئنا، فصادره أبو مسلم ثم أمنه، فخرج أولاده أدباء فضلاء، ولم يروا لهم منزلة عند بني العباس، وهلك أبوهم، ثم إنهم أظهروا مقالة الزيدية، وانضموا إلى آل حسن، وترجوا أن يقوم لهم دولة.
وكان يعقوب بن داود يجول في البلاد، وكتب أخوه علي بن داود لإبراهيم بن عبد الله بن حسن وقت ظهوره، فلما قتل إبراهيم اختفوا مدة، ثم ظفر المنصور بهذين الأخوين، فحبسهما حتى مات، ثم من عليهما المهدي، وكان معهما في المطبق إسحاق بن الفضل الهاشمي، وكانا يلزمانه، وبقي المهدي مدة يتطلب عيسى بن زيد بن علي، والحسن بن إبراهيم بن عبد الله، فدل على أن يعقوب بن داود تحصل له حسنا، فأدخل عليه، وعليه عباءة وعمامة قطن، ففاتحه فوجده رجلا كاملا بارعا، فسأله عن عيسى، فيزعمون أنه وعده بأن يدخل بينه وبينه، فعظمه المهدي واختص به، فلم يزل أمره يرتفع لديه حتى استوزره، وفوض إليه الأمور، وتمكن فولى الزيدية المناصب، وفي ذلك يقول بشار بن برد:
بني أمية هبوا طال نومكم إن الخليفة يعقوب بن داود ضاعت خلافتكم يا قوم فاطلبوا خليفة الله بين الدن والعود
ثم إن موالي المهدي حسدوا يعقوب وسعوا به.
ومما حظي به يعقوب عند المهدي أنه أحضر له الحسن بن إبراهيم بن عبد الله، جمع بينه وبينه بمكة، ودخل في الطاعة، فاستوحش أقارب حسن من صنيع يعقوب، فعلم أنه إن كانت لهم دولة لم يبقوه، وعلم أن المهدي لا ينظره لكثرة السعاة في شأنه، فمال إلى إسحاق بن الفضل الهاشمي، وأقبل يربص له الأمور، وسعوا إلى المهدي حتى قالوا: البلاد
في قبضة يعقوب وأصحابه، إنما يكفيه أن يكتب إليهم فيثوروا في يوم واحد على ميعاد، فيملكوا الدنيا، ويستخلف إسحاق بن الفضل، فملأ هذا القول مسامع المهدي.
قال علي بن محمد النوفلي: فذكر لي بعض خدم المهدي أنه كان قائما على رأس المهدي، إذا دخل يعقوب، فقال: يا أمير المؤمنين، قد عرفت اضطراب مصر، وأمرتني أن ألتمس لها رجلا وقد أصبته، قال: ومن هو؟ قال: ابن عمك إسحاق بن الفضل، فتغير المهدي، ورأى يعقوب تغيره، فقام وخرج، وأتبعه المهدي بصره ثم قال: قتلني الله إن لم أقتلك، ثم رفع رأسه، وقال لي: أكتم ويلك هذا.
وقيل: كان يعقوب قد عرف من المهدي خلقه ونهمته في النساء والجماع، وكان يباسطه في ذلك، فذكر علي بن يعقوب بن داود، عن أبيه قال: بعث إلي المهدي فدخلت، فإذا هو في مجلس مفروش في غاية الحسن، وبستان فيه أنواع الأزهار، وإذا عنده جارية ما رأيت مثلها، فقال: كيف ترى؟ قلت: متع الله أمير المؤمنين، لم أر كاليوم، فقال: هو لك خذ المجلس بما فيه والجارية، فدعوت له ثم قال: ولي إليك حاجة، قلت: الأمر لك، فحلفني بالله، فحلفت له، فقال: ضع يدك على رأسي واحلف، ففعلت، فقال: هذا فلان من ولد فاطمة أحب إلي أن تريحني منه وتسرع، قلت: أفعل، قال: فحولته إليه وحولت الجارية والمفارش، وأمر لي بمائة ألف، فمضيت بالجميع، فلشدة سروري بالجارية تركتها عندي في المجلس، وأدخلت إلي العلوي، فأخبرني بجمل من حاله، فإذا ألب الناس وأحسنهم إبانة، وقال لي: ويحك، تلقى الله غدا بدمي، وأنا ابن بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قلت: فهل فيك خير؟ قال: إن فعلت بي خيرا شكرت ذلك عندي دعاء واستغفارا، قلت: فأي الطريق تحب؟ ثم أعطيته مالا، وهيأت معه من يوصله في الليل، فإذا الجارية قد حفظت علي قولي، فبعثت به إلى المهدي، فشحن تلك الطريق برجال، فلم يلبث أن جاؤوه بالعلوي.
قال: فلما طلع النهار طلبني المهدي، فدخلت عليه، فأحضر العلوي والمال بعد أن كان حلفني أنني قتلته، فحلفت، قال: فأسقط في يدي، فقال لي: قد حل دمك، ثم حبسني في المطبق دهرا، وأصبت ببصري،
وطال شعري حتى استرسل، قال: فإني لكذلك، إذا دعي بي، فمضوا بي إلى موضع، فقيل: سلم على أمير المؤمنين - وقد عميت - فسلمت، فقال لي: أي أمير المؤمنين أنا؟ قلت: المهدي، قال: رحم الله المهدي، قلت: فالهادي، قال: رحم الله الهادي، قلت: فالرشيد، قال: نعم، سل حاجتك، قلت: المجاورة بمكة، قال: نفعل، فهل غير هذا؟ قلت: ما بقي في مستمتع لشيء ولا بلاغ، قال: فراشدا، فخرجت إلى مكة، قال ابنه: فلم تطل أيامه بها حتى مات.
قلت: مات في سنة اثنتين وثمانين ومائة.
وعن يعقوب الوزير قال: كان المهدي لا يحب النبيذ، لكن يتفرج على غلمانه، وهم يشربون، فأعظه في سقيهم النبيذ وفي الطرب وأقول: ما على ذا استوزرتني، أبعد الصلوات الخمس في الجامع يشرب النبيذ عندك، وتسمع السماع؟! فكان يقول: قد سمعت عبد الله بن جعفر، فأقول: ليس هذا من حسناته.
وقال عبيد الله بن يعقوب: كان أبي قد ألح على المهدي في حسمه عن السماع حتى ضيق عليه، وكان أبي قد ضجر من الوزارة وتاب ونوى الترك، قال: فكنت أقول للمهدي: والله لخمر أشربه وأتوب، أحب إلي من الوزارة، وإني لأركب إليك، فأتمنى يدا خاطئة تصيبني، فاعفني وول من شئت، فإني أحب أن أسلم عليك أنا وولدي فما أتفرغ، وليتني أمور الناس، وإعطاء الجند، وليس دنياك عوضا عن آخرتي، قال: فكان يقول: اللهم غفرا، اللهم أصلح قلبه.
وقال قائل:
فدع عنك يعقوب بن داود جانبا وأقبل على صهباء طيبة النشر
ولما حبسه المهدي عزل أصحابه، وسجن أهل بيته.
وفيها سار موسى الهادي إلى جرجان، وجعل على قضاء عسكره القاضي أبا يوسف.
وفيها تحول المهدي إلى قصر السلام، وضرب بها الدنانير، وأمر فأقيم له البريد من المدينة النبوية، ومن اليمن ومكة إلى الحضرة، بغالا
وإبلا، وهو أول ما عمل من البريد إلى الحجاز من العراق.
وفيها اضطربت خراسان على المسيب بن زهير، فصرفه المهدي بالفضل بن سليمان الطوسي، وأضاف إليه سجستان.
وفيها قدم، وضاح الشروي بعبد الله ابن الوزير أبي عبيد الله الأشعري، وكان رمي بالزندقة، فقتله بحضرة أبيه، وأباد المهدي الزنادقة.
سنة سبع وستين ومائة
فيها مات: أبو يزيد أنيس بن عمران الرعيني المصري، وكاتب السر للهادي أبان بن صدقة، مات بجرجان، وبشار بن برد الشاعر قتل، والحسن بن أبي جعفر الجفري، والحسن بن صالح بن حي الفقيه، وجعفر بن زياد الأحمر في قول، وحماد بن سلمة شيخ البصرة، وداود بن أبي الفرات البصري، والربيع بن مسلم الجمحي البصري، والسري بن يحيى البصري، وسعيد بن زيد البصري أخو حماد، وسعيد بن عبد العزيز التنوخي شيخ دمشق، وسويد بن إبراهيم البصري، وسلام بن مسكين البصري، وأبو أويس عبد الله بن عبد الله المدني، وعبد الرحمن بن شريح بالإسكندرية، وعبد العزيز بن مسلم القسملي، وعقبة بن أبي الصهباء في قول، والأمير عيسى بن موسى العباسي بالكوفة في ذي الحجة، والقاسم بن الفضل الحداني، ومحمد بن طلحة بن مصرف الكوفي، وأبو بكر الهذلي سلمي، وأبو بكر بن علي بن عطاء بن مقدم البصري، وأبو حمزة محمد بن ميمون السكري المروزي، ومفضل بن مهلهل الكوفي، وأبو عقيل يحيى بن المتوكل البصري، وأبو هلال محمد بن سليم الراسبي البصري، ومخلد الشيباني والد أبي عاصم النبيل، وأبو الربيع السمان أشعث بن سعيد، ويحيى بن سلمة بن كهيل الكوفي في قول، وأبو إسرائيل الملائي واسمه اسماعيل.
وفيها جد المهدي في تتبع الزنادقة والبحث عنهم في الآفاق، وقتل على التهمة.
وفيها عزل المهدي عن ديوان الرسائل أبا عبيد الله الأشعري الذي كان وزيره، وولاه الربيع الحاجب، فاستناب سعيد بن واقد.
وفيها كان الطاعون بالبصرة وبغداد.
وفيها أمر المهدي بالزيادة الكبرى في المسجد الحرام، فدخلت في ذلك دور كثيرة، وولي البناء يقطين الأمير.
وفيها حج بالناس يحيى ابن الإمام إبراهيم.
سنة ثمان وستين ومائة
فيها توفي: أبو أمية بن خوط البصري، وجعفر الأحمر بخلف، وأبو الغصن ثابت بن قيس المدني، والأمير حسن بن زيد ابن السيد الحسن سبط النبي صلى الله عليه وسلم، وخارجة بن مصعب السرخسي، وسعيد بن بشير بدمشق، وقيل: سنة تسع، وأبو مهدي سعيد بن سنان الحمصي، وطعمة بن عمرو الجعفري الكوفي، وعبيد الله بن الحسن العنبري قاضي البصرة، وفليح بن سليمان المدني، وغوث بن سليمان بمصر، والقاسم بن الفضل الحداني في قول، وقيس بن الربيع الكوفي في قول، ومحمد بن صالح التمار، ومحمد بن عبد الله بن علاثة العقيلي، وأبو حمزة السكري في قول، ومندل بن علي العنزي في قول، ومفضل بن مهلهل في قول، ونافع بن يزيد الكلاعي بمصر، والنضر بن عربي الحراني، ويعلى بن الحارث المحاربي، ويحيى بن أيوب المصري، وقيل: سنة ثلاث.
وفيها نقضت الروم الصلح بعد فراغ الهدنة بثلاثة أشهر، فتوجه إليهم زيد بن بدر بن أبي محمد البطال في سرية، فغنموا وظفروا.
وفيها جهز المهدي سعيدا الحرشي إلى طبرستان في أربعين ألفا.
وفيها مات عمر الكلوذاني عريف الزنادقة، فولي بعده حمدويه الميساني.
وأقام موسم الحج علي ابن المهدي.
سنة تسع وستين ومائة
فيها مات: القاضي أبو شيبة إبراهيم بن عثمان العبسي، وثابت بن يزيد الأحول البصري، وحرملة بن إياس، وخالد بن يزيد المهري بالثغر، وخالد بن يزيد الدمشقي والد عراك المقرئ، وسليمان بن المغيرة في قول، ودحية بن المغضب بن أصبغ بن عبد العزيز بن مروان الأموي، قتل
بمصر، والسري بن يحيى في آخرها، وسعيد بن أبي أيوب بخلف، وشعيب بن كيسان، وطعمة بن عمرو الكوفي في قول، وعبيد الله بن إياد بن لقيط الكوفي، وعمارة بن زاذان البصري، وأمير المؤمنين المهدي محمد بن عبد الله، ومطيع بن إياس الليثي الشاعر، ومهدي بن ميمون في قول، وموسى بن محمد الأنصاري، ونافع بن عمر الجمحي، ونافع بن أبي نعيم قارئ المدينة، ووهيب بن خالد، قاله الواقدي، وأبو إسرائيل الملائي بخلف، وأبو سعيد المؤدب محمد بن مسلم.
وفيها خلافة الهادي، في المحرم سار المهدي إلى ماسبذان عازما على تقديم ابنه هارون في ولاية العهد، وأن يؤخر موسى الهادي، فنفذ إلى موسى في ذلك فامتنع، فطلبه فلم يأت، فهم المهدي بالسير إلى جرجان لذلك، فساق يوما خلف صيد فاقتحم الصيد خربة، ودخلت الكلاب خلفه، وتبعهم المهدي، فدق ظهره في باب الخربة مع شدة سوق الفرس، فهلك لساعته.
وقيل: بل أطعموه السم، سقته جارية له سما اتخذته لضرتها، فمد يده، وفزعت أن تقول: هو مسموم، وكان لبا فيما ق ل، وقيل: كان إنجاصا، فأكل وصاح: جوفي، وتلف من الغد، وعلقت المسوح على قباب حرمه.
وفي ذلك يقول أبو العتاهية:
رحن في الوشي وأصبحـ ـن عليهن المسوح كل نطاح من الدهـ ـر له يوم نطوح لست بالباقي ولو عمـ ـرت ما عمر نوح نح على نفسك يا مسـ ـكين إن كنت تنوح
مات لثمان بقين من المحرم وله ثلاث وأربعون سنة، وصلى عليه الرشيد، ودفن تحت جوزة، وبعثوا بالخاتم والقضيب إلى موسى الهادي، فركب من وقته، وقصد العراق، فوصلها في بضعة وعشرين يوما، وقيل: في أقل من ذلك، ونزل بقصر الخلد، وكتب بخلفته إلى الآفاق.
وفيها اشتد تطلب الهادي للزنادقة، فقتل منهم جماعة كابن داب، وعلي بن يقطين، وقتل يعقوب بن الفضل بن عبد الرحمن بن العباس بن ربيعة بن الحارث بن عبد المطلب الهاشمي، وكان قد أقر بالزندقة للمهدي، وقال: لا سبيل إلى أن أظهر مقالتي ولو قرضتني بالمقاريض، فقال له: ويلك لو كشفت السماوات، والأمر كما تقول، لكنت جديرا أن تؤمن لابن
عمك محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم، فلولاه من كنت؟ ولولا أني عاهدت الله أن لا أقتل هاشميا لما ناظرتك، ثم أحضر المهدي ولد عمه داود بن علي، فاعترف بالزندقة، نسأل الله السلامة، فقال المهدي لولده الهادي: إن وليت من بعدي فلا تمهل هذين، فمات ابن داود في السجن، وخنق الهادي يعقوب هذا، وبعث به إلى أخيه إسحاق بن الفضل، وأظهر أنه مات في السجن، وظهرت بنته فاطمة أنها حبلى منه، أكرهها.
وفيها في أواخر السنة وقعة فخ، ومن خبرها أن الحسين بن علي بن حسن بن حسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب خرج بالمدينة، وكان آل بيته قد كفل بعضهم بعضا، فسكر الحسن بن محمد بن عبد الله بن حسن، فحده والي المدينة فغضب وفقدوه، وكان الحسين قد كفله.
قال عبد الله بن محمد الأنصاري: كان أمير المؤمنين قد كفل بعضهم بعضا، فكان الحسين هذا، ويحيى بن عبد الله بن حسن قد كفلا الحسن الذي حد، فتغيب الحسن ثلاثة أيام، فطلبهما الأمير، فقال: أين الحسن؟ قالا: والله ما ندري، إنما غاب من يومين، فأغلظ لهما، فحلف يحيى أنه لا ينام حتى يأتيه به، أو يرد الخبر، فلما خرجا قال له الحسين: سبحان الله، ما دعاك إلى اليمين؟ ومن أين نجد الحسن؟ قال: فنخرج الليلة، فقال الحسين: فيكسر بخروجنا الليلة ما بيننا وبين أصحابنا من الميعاد، قال: فما الحيلة؟ وقد كانوا تواعدوا على الخروج بمنى في الموسم.
وقد كان قوم من الكوفيين من شيعتهم، وممن بايع لهم مختفين في دار، فمضوا إليهم، فلما كان آخر الليل خرجوا، وأقبل يحيى حتى ضرب دار الأمير بالسيف، فلم يخرج، وكأنه علم بأمرهم، فاختفى، فجاؤوا، واقتحموا المسجد وقت الصبح، فجلس الحسين على المنبر، وجعل الناس يأتون للصلاة، فإذا رأوهم رجعوا، فلما صلى الغداة جعل الناس يأتونه ويبايعونه، فأقبل خالد البربري، وهو نازل بالمدينة يحفظها من خروج خارج، ومعه مائتا فارس، فأقبل بهم في السلاح، ومعه أمير المدينة عمر بن عبد العزيز العمري أخو الزاهد العمري، ومعهم الحسن بن جعفر بن الحسن بن الحسن بن علي الحسني على حمار فاقتحم خالد البربري الرحبة، وقد ظاهر بين درعين، وجذب السيف، وهو يصيح: يا حسين يا كشكاش،
قتلني الله إن لم أقتلك، وحمل عليهم حتى خالطهم، فقام إليه يحيى بن عبد الله، وأخوه إدريس، فضربه يحيى فقطع أنفه، فدخل الدم في عينيه، فجعل يذب عن نفسه بالسيف وهو لا يبصر، فاستدار له إدريس فضربه فصرعه، ثم جرد وسحب إلى البلاط، وانهزم عسكره، قال عبد الله بن محمد: هذا كله بعيني، وجرح يحيى، وشدوا على المسودة، وبينهم الحسن بن جعفر، فصاح الحسين: ارفقوا - ويلكم - بالشيخ، ثم انتهبوا بيت المال.
وكان المنصور قد أضعف أمر المدينة إلى الغاية، وأخلاها من السلاح والمال، قال: فوجدوا في بيت المال بضعة عشر ألف دينار ليس إلا، وقيل: وجدوا سبعين ألف دينار، وأغلق الرعية أبوابهم، فلما كان من الغد تهيأ الجمعان للحرب، فالتقوا وكثر الجراح، ودام القتال إلى الظهر، ثم تحاجزوا، فجاء الخبر بالعشي أن مباركا التركي نزل بئر المطلب، فانضم إليه العسكر، فأقبل من الغد إلى الثنية، واجتمع إليه موالي العباسيين، فالتحم القتال يومئذ إلى الظهر، وغفل الناس عن مبارك، فانهزم على الهجن.
ثم تجهز الحسين أحد عشر يوما، وسار من المدينة، والرعية يدعون عليه في وجهه، فإنه آذى الناس، وكان أصحابه فسقة يتغوطون في جوانب المسجد، فمضى إلى مكة، وتجمع معه خلق من عبيد مكة، فبلغ خبره الهادي، وكان قد حج تلك الليالي محمد بن سليمان بن علي، وأخو المنصور عباس، وموسى بن عيسى، ومعهم العدد والخيل، فالتقى الجمعان، فكانت الوقعة بفخ بقرب مكة، فقتل في المصاف الحسين، وأراح الله منه.
ونودي بالأمان فجاء الحسن بن محمد بن عبد الله بن الحسن أبو الزفت مغمضا عينه، قد أصابها شيء من الحرب، فوقف خلف محمد بن سليمان يستجير به، فأمر به موسى بن عيسى فقتل في الحال، فغضب محمد بن سليمان من ذلك، واحتزت رؤوس القتلى، فكانت مائة، وغضب الهادي على موسى بن عيسى لقتله أبا الزفت، فأخذ أمواله، وغضب أيضا على مبارك التركي، فأخذ أمواله، وصيره في ساسة الدواب.
وانفلت إدريس بن عبد الله بن حسن، فصار إلى مصر، وتوصل إلى المغرب، إلى أن استقر بطنجة، وهي على البحر المحيط، فاستجاب له من هناك من البربر، وأعانه على الهروب نائب مصر واضح العباسي، وكان
يترفض فسيره على البريد، فطلب الهادي واضحا وصلبه، وقيل: بل صلبه الرشيد، ثم بعث الخليفة شماخا اليمامي دسيسة، وكتب معه إلى أمير إفريقية، فتوصل إلى إدريس، وأظهر أنه شيعي متحرق، وأنه عارف بالطب، فأنس به إدريس، ثم شكا إليه وجعا بأسنانه، فأعطاه سنونا مسموما، وأمره أن يستن به سحرا، وهرب الشماخ في الليل، واستن إدريس فتلف، فقام بعده إدريس بن إدريس، فتملك هو وأولاده بالمغرب زمانا بناحية تاهرت، وانقطعت عنهم البعوث، وجرت للإدريسية أمور يطول شرحها، وبنوا القصور والمدائن.
وحكى علي بن محمد بن سليمان النوفلي، قال: حدثني يوسف مولى آل حسن قال: كنت مع الحسين بن علي المقتول لما قدم على المهدي، فأجازه بأربعين ألف دينار، ففرقها في الناس ببغداد والكوفة، فوالله ما خرج من الكوفة إلا وعليه فرو ما تحته قميص، وكان يستقرض في الطريق من مواليهم ما يمونهم.
قال النوفلي: وحدثني أبو بشر قال: صليت الغداة في يوم خروج الحسين صاحب فخ بالمدينة، فصلى بنا، ثم صعد المنبر وعليه قميص أبيض وعمامة بيضاء قد سدلها من بين يديه، وسيفه مسلول قدامه، إذ أقبل خالد البربري وأصحابه، فبدره يحيى بن عبد الله، فشد عليه خالد، فضربه يحيى فقتله، فانهزم أصحابه، ثم رجع يحيى فقام بين يدي الحسين، وسيفه يقطر دما، فقال الحسين في خطبته: أيها الناس أنا ابن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وعلى منبر رسول الله، أدعوكم إلى كتاب الله، وسنة رسول الله، فإن لم أف بذلك فلا بيعة لي في أعناقكم.
ويقال: إن يقطين بن موسى لما قدم برأس الحسين فوضعه بين يدي الهادي قال: كأنكم والله جئتم برأس طاغوت، إن أقل ما أجزيكم أن أحرمكم جوائزكم، فلم يعطهم شيئا.
وفيها ثار بالصعيد دحية بن مغصب الأموي، وقويت شكوته، ثم قتل بمصر لسنته، قاله ابن يونس.
وفيها كان على المدينة عمر بن عبد العزيز العمري، وعلى مكة عبيد الله بن قثم، وعلى اليمن إبراهيم بن سلم بن قتيبة، وعلى اليمامة والبحرين سويد الخراساني، وعلى الكوفة موسى بن عيسى بن موسى، وعلى البصرة محمد بن سليمان، وعلى جرجان حجاج مملوك الهادي، وعلى قومس حسان،
وعلى طبرستان صالح بن شيخ بن عميرة الأسدي، وعلى أصبهان ظفر مملوك الهادي، وعلى باقي المدائن نواب ذكر كثير منهم وقت ولايتهم.
سنة سبعين ومائة
فيها مات: إسحاق بن سعيد بن عمرو الأموي، وجرير بن حازم البصري، والربيع بن يونس الحاجب، وسعيد بن حسين الأزدي، وعبد الله بن جعفر المخرمي المدني، وعبد الله بن عياش بن عباس القتباني المصري، وعبد الله بن المسيب أبو السوار المدني بمصر، روى عن عكرمة، وعبد الله بن المؤمل المخزومي المكي، وعبد الله ابن الخليفة مروان الأموي في السجن، وعمرو بن ثابت الكوفي، وغطريف بن عطاء متولي اليمن، ومحمد بن أبان بن صالح الجعفي، ومحمد بن الزبير المعيطي إمام مسجد حران، ومحمد بن مسلم أبو سعيد المؤدب بخلف، ومحمد بن مهاجر الأنصاري الحمصي، ومهدي بن ميمون في قول، وموسى الهادي ابن المهدي الخليفة، وأبو معشر نجيج السندي المدني، وأبو جزء القصاب نصر بن طريف، ويزيد بن حاتم الأزدي متولي إفريقية.
وفيها: ولد المأمون، والأمين، ويعقوب الدورقي، ودحيم، وأحمد بن صالح المصري، ويونس بن عبد الأعلى.
وفيها هلك الخليفة موسى الهادي من قرحة أصابته في جوفه، وقيل: سمته أمُّه الْخَيْزُرَان لما أجمع قتل أخيه الرشيد، وكانت أيضا حاكمة مستبدة بالأمور الكبار فمنعها، وقد كانت المواكب تغدو إلى بابها، فزجرهم عن ذلك، وكلمها بكلام فج، وقال: لئن وقف بدارك أمير لأضربن عنقه، أما لك مغزل يشغلك، أو مصحف يذكرك، أو سبحة؟ فقامت ما تعقل من الغضب، فقيل: إنه بعث إليها بطعام مسموم، فأطعمت منه كلبا فانتثر، فعملت على قتله لما وعك، بأن غموا وجهه ببساط جلسوا على جوانبه، وكان يريد إهلاك الرشيد ليولي العهد ولده، صغير له عشر سنين.
وقيل: إنه مات بعيساباذ مات في نصف ربيع الآخر، وكانت خلافته سنة وربعا، وعاش ستا وعشرين سنة، وخلف سبعة بنين، وأفضت الخلافة إلى ولي العهد بعده أخيه أمير المؤمنين هارون بن المهدي.
(الوفيات)
رجال هذه الطبقة مرتبون على الحروف
1 -
أبان بن صدقة
.
كاتب الرسائل في دولة المنصور، وكاتب السر للرشيد في حياة أبيه المهدي، ثم عزل وولي كتابة الهادي.
قال المدائني: قال أبان: كنت أخلف الربيع الحاجب على كتابة المنصور.
مات بجرجان سنة سبع وستين ومائة.
2 – خ م د ت ن:
أبان بن يزيد العطار
، أبو يزيد البصري الحافظ، أحد الأعلام.
روى عن: الحسن، وعمرو بن دينار، وأبي عمران الجوني، وقتادة، ويحيى اليمامي، وبديل بن ميسرة.
وعنه: أبو داود، ومسلم بن إبراهيم، وحبان بن هلال، وسهل بن بكار، وهدبة، وشيبان، وعفان، وأبو سلمة التبوذكي، وخلق.
قال أحمد بن حنبل: كان ثبتا في كل مشايخه.
وقال ابن معين، والنسائي: ثقة.
وقال أحمد العجلي: ثقة، يرى القدر ولا يتكلم فيه.
وقال أحمد بن زهير: سئل ابن معين، عن أبان وهمام، فقال: كان يحيى القطان يروي عن أبان، وكان أحب إليه من همام، وأنا فهمام أحب إلي.
قلت: فهذا يرد على ما نقل الواهي محمد بن يونس الكديمي، عن
علي، عن القطان من تليينه أبانا، وقوله: لا أحدث عنه.
وقال عباس الدوري: حدثنا ابن معين قال: مات يحيى بن سعيد، وهو يروي عن أبان بن يزيد.
وقال أبو حاتم: صالح الحديث.
وقال ابن عدي، وذكر أبان بن يزيد في كامله فأساء بذكره، وهو متماسك، يكتب حديثه.
لم أظفر بوفاته، وكأنها قبل السبعين ومائة.
3 – ت:
إبراهيم بن أدهم بن منصور بن يزيد بن جابر
، أبو إسحاق العجلي، وقيل: التميمي البلخي الزاهد، أحد الأعلام.
روى عن: أبيه، ومنصور، ومحمد بن زياد الجمحي، وأبي إسحاق، وأبي جعفر الباقر، ومالك بن دينار، والأعمش، وجماعة.
وعنه: سفيان الثوري وهو من طبقته، وشقيق البلخي، وأبو إسحاق الفزاري، وبقية، وضمرة بن ربيعة، ومحمد بن حمير، وخلف بن تميم، ومحمد بن يوسف الفريابي، وإبراهيم بن بشار الخراساني تلميذه، وآخرون.
قال البخاري: قال لي قتيبة: إبراهيم بن أدهم تميمي.
وقال ابن معين: هو عجلي.
وقال المفضل بن غسان: أخبرني أبو محمد اليمامي أن إبراهيم بن أدهم خرج مع جهضم من خراسان هاربا من أبي مسلم الخراساني، فنزل الثغور، وهو من بني عجل.
وساق ابن منده نسبه إلى بني عجل.
وقال إبراهيم بن شماس: سمعت الفضل بن موسى يقول: حج أدهم بأم إبراهيم وهي حبلى، فولدت له إبراهيم بن أدهم بمكة، فجعلت تطوف به على الخلق في المسجد تقول: ادعوا لابني أن يجعله الله عبدا صالحا.
وقال ابن منده: سمعت عبد الله بن محمد البلخي، يقول: سمعت عبد الله بن محمد العابد يقول: سمعت يونس بن سليمان البلخي يقول: كان إبراهيم بن أدهم من الأشراف، وكان أبوه شريفا كثير المال والخدم والجنائب والبزاة، بينما إبراهيم يأخذ كلابه وبزاته للصيد، وهو على فرسه يركضه، إذا بصوت من فوقه: يا إبراهيم ما هذا العبث أفحسبتم أنما خلقناكم عبثا اتق الله، وعليك بالزاد ليوم الفاقة، قال: فنزل عن دابته، ورفض الدينا.
أخبرنا أحمد بن هبة الله، عن زينب بنت الشعري، قالت: أخبرنا عبد الوهاب بن شاه، قال: أخبرنا أبو القاسم القشيري قال: ومنهم إبراهيم بن أدهم، كان من أبناء الملوك، فخرج يتصيد، وأثار ثعلبا أو أرنبا، وهو في طلبه، فهتف به هاتف: ألهذا خلقت أم لهذا أمرت؟ فنزل عن دابته، وصادف راعيا لأبيه، وأخذ جبته الصوف فلبسها، وأعطاه فرسه وما معه، ثم إنه دخل البادية إلى أن قال: ومات بالشام، وكان يأكل من عمل يده، مثل الحصاد، وحفظ البساتين، ورأى في البادية رجلا علمه اسم الله الأعظم، فدعا به بعده فرأى الخضر، وقال: إنما علمك أخي داود الاسم الأعظم.
قلت: أسندها أبو القاسم في رسالته، فقال: أخبرني بذلك أبو عبد الرحمن السلمي، قال: حدثنا محمد بن الحسن الخشاب، قال: حدثنا علي بن محمد المصري، قال: حدثني أبو سعيد الخراز، قال: حدثنا إبراهيم بن بشار قال: صحبت إبراهيم بن أدهم، فسألته عن بدو أمره، فذكر هذا.
قلت: رواها هلال الحفار، عن المصري الواعظ، وروى قريبا منها أبو الفتح القواس، عن أبي طالب بن شهاب، قال: حدثني علي بن محمد بن خالد، قال: حدثنا إبراهيم بن بشار قال: سألت إبراهيم بن أدهم، فذكر نحوها، وزاد: فسألت بعض المشايخ عن الحلال، فقال: عليك بالشام، فصرت إلى المصيصة، فعملت بها أياما، ثم قيل لي: عليك بطرسوس فإن بها المباحات، قال: فبينا أنا قاعد على باب البحر جاءني
رجل فاكتراني لنظارة بستان.
المسيب بن واضح: سمعت أبا عتبة الخواص، سمعت إبراهيم بن أدهم يقول: من أراد التوبة فليخرج من المظالم، وليدع مخالطة الناس، وإلا لم ينل ما يريد.
النسائي: حدثنا علي بن محمد بن علي، قال: سمعت خلف بن تميم، يقول: سمعت إبراهيم بن أدهم يقول: رآني ابن عجلان فسجد، ثم قال: تدري لم سجدت؟ سجدت شكرا لله حين رأيتك.
سليمان بن أيوب: سمعت عبد الرحمن بن مهدي يقول: قلت لابن المبارك: ممن سمع إبراهيم بن أدهم؟ قال: قد سمع من الناس، ولكن له فضل في نفسه، صاحب سرائر، ما رأيته يظهر تسبيحا، ولا شيئا من الخير، ولا أكل مع قوم إلا كان آخر من يرفع يده.
محمد بن سهل الموصلي: حدثنا أبو حاتم، قال: سمعت أبا نعيم يقول: سمعت سفيان الثوري يقول: إبراهيم بن أدهم كان يشبه إبراهيم الخليل، ولو كان في الصحابة لكان فاضلا.
قال بشر الحافي: ما أعرف عالما إلا قد أكل بدينه سوى وهيب بن الورد، وإبراهيم بن أدهم، وسلم الخواص، ويوسف بن أسباط.
أبو يعلى الموصلي: حدثنا عبد الصمد بن يزيد الصائغ، سمعت شقيقا البلخي يقول: لقيت إبراهيم بن أدهم في الشام، فقلت: تركت خراسان، قال: ما تهنيت بالعيش إلا هنا، أفر بديني من شاهق إلى شاهق، فمن رآني يقول: موسوس، ومن رآني يقول: جمال، يا شقيق، لم ينبل عندنا من نبل بالجهاد ولا بالحج، بل من كان يعقل ما يدخل بطنه، يا شقيق، ماذا أنعم الله على الفقراء؟ لا يسألهم عن زكاة، ولا عن جهاد، ولا عن صلة، إنما يسأل عن هذا هؤلاء المساكين.
قلت: هذا القول من إبراهيم رحمه الله ليس على إطلاقه، بل قد نبل بالجهاد والقرب عدد من الصفوة.
وعن إبراهيم قال: الزهد منه فرض وهو ترك الحرام، وزهد سلامة وهو الزهد في الشبهات، وزهد فضل وهو الزهد في الحلال.
قال بقية: دعاني إبراهيم بن أدهم إلى طعام له وجلس، فوضع رجله اليسرى تحت أليته، ونصب اليمنى ووضع مرفقه عليها، ثم قال: هذه جلسة رسول الله صلى الله عليه وسلم، كان يجلس جلسة العبيد. فلما أكلنا قلت لرفيقه: أخبرني عن أشد شيء مر بك منذ صحبته، قال: نعم، كنا يوما صياما، فلما كان الليل لم يكن لنا ما نفطر عليه، فلما أصبحنا قلت: يا أبا إسحاق، هل لك في أن نأتي الرستن فنكري أنفسنا مع الحصادين؟ قال: نعم، فأتينا باب الرستن، فجاء رجل فاكتراني بدرهم، فقلت: وصاحبي، قال: لا حاجة لي فيه، أراه ضعيفا، فما زلت به حتى اكتراه بثلثين، فحصدنا يومنا، وأخذت كرائي، فأتيت به، فاشتريت حاجتي، وتصدقت بالباقي، فهيأته، وقدمته إليه، فلما نظر إليه بكى، قلت: ما يبكيك؟ قال: أما نحن، فقد استوفينا أجورنا، فليت شعري أوفينا صاحبنا أم لا؟ قال: فغضبت، قال: ما يغضبك؟ أتضمن لي أنا وفيناه؟ فأخذت الطعام فتصدقت به.
ضمرة: سمعت إبراهيم بن أدهم قال: أخاف أن لا يكون لي أجر في تركي أطايب الطعام، لأني لا أشتهيه، وكان إذا جلس على طعام طيب رمى إلى أصحابه، وقنع بالخبز والزيتون.
محمد بن ميمون المكي: حدثنا سفيان بن عيينة قال: قال رجل لإبراهيم بن أدهم: لو تزوجت، فقال: لو أمكنني أن أطلق نفسي لفعلت.
أحمد بن مروان: حدثنا هارون بن الحسن، قال: حدثنا خلف بن تميم قال: دخل إبراهيم بن أدهم الجبل بفأس، فاحتطب ثم باعه، واشترى به ناطفا، وقدمه إلى أصحابه، فقال: كلوا كأنكم تأكلون في رهن.
عصام بن رواد بن الجراح: حدثنا أبي قال: كنت ليلة مع إبراهيم بن أدهم بالثغر، فأتاه رجل بباكورة، فنظر حوله هل يرى ما يكافئه، فنظر إلى سرجي فقال: خذ لك ذاك السرج، فأخذه، فما داخلني سرور قط مثله حين علمت أنه صير مالي وماله واحدا.
علي بن بكار قال: كان الحصاد أحب إلى ابن أدهم من اللقاط، وكان سليمان الخواص لا يرى باللقاط بأسا، وكان إبراهيم أفقه، وكان من العرب من بني عجل، كريم الحسب، وكان إذا عمل ارتجز، وقال:
اتخذِ اللهَ صاحبا ودع الناس جانبا
وكان يلبس في الشتاء فروا بلا قميص، وفي الصيف شقتين بأربعة دراهم، يتزر بواحدة، ويرتدي بأخرى، ويصوم في السفر والحضر، ولا ينام الليل، وكان يتفكر، فإذا فرغ من الحصاد أرسل بعض أصحابه يحاسب صاحب الزرع، ويجيء بالدراهم فلا يمسها بيده.
قال ابن بكار: كان إبراهيم يقول لأصحابه: اذهبوا فكلوا بها - يعني أجرته - شهواتكم، وإذا لم يحصد أجر نفسه في حفظ البساتين والمزارع. وكان يطحن بيد واحدة مدين من قمح.
وقال أبو يوسف الغسولي: دعا الأوزاعي إبراهيم بن أدهم، فقصر في الأكل، فقال: لم قصرت؟ قال: رأيتك قصرت في الطعام.
بشر الحافي: حدثنا يحيى بن يمان قال: كان سفيان إذا قعد مع إبراهيم بن أدهم تحرز من الكلام.
عبد الرحمن بن مهدي، عن طالوت: سمعت إبراهيم بن أدهم قال: ما صدق الله عبد أحب الشهرة.
محمد بن عقيل البلخي: سمعت عبد الصمد بن الفضل يقول: سمعت مكي بن إبراهيم يقول: قيل لإبراهيم بن أدهم: ما يبلغ من كرامة المؤمن على الله؟ قال: أن يقول للجبل تحرك فيتحرك، قال: فتحرك الجبل، فقال: ما إياك عنيت.
عصام بن رواد: سمعت عيسى بن حازم النيسابوري يقول: كنا مع إبراهيم بن أدهم بمكة، فنظر إلى أبي قبيس، فقال: لو أن مؤمنا مستكمل الإيمان هز الجبل لزال، فتحرك أبو قبيس، فقال إبراهيم: اسكن، ليس إياك أردت.
يحيى بن عثمان الحمصي: حدثنا بقية قال: كنا مع إبراهيم بن أدهم في البحر، وهبت ريح وهاجت الأمواج، واضطربت السفينة، وبكى الناس،
فقلنا: يا أبا إسحاق ما ترى ما الناس فيه؟ فرفع رأسه، وقد أشرفنا على الهلاك، فقال: يا حي حين لا حي، ويا حي قبل كل حي، ويا حي بعد كل حي، يا حي، يا قيوم، يا محسن، يا مجمل، قد أريتنا قدرتك فأرنا عفوك، قال: فهدأت السفينة من ساعته.
ابن أبي الدنيا: حدثني محمد بن منصور، قال: حدثنا الحارث بن النعمان قال: كان إبراهيم بن أدهم يجتني الرطب من شجر البلوط.
وعن إبراهيم قال: كل ملك لا يكون عادلا فهو واللص سواء، وكل الم لا يكون ورعا فهو والذئب سواء، وكل من يخدم سوى الله فهو والكلب بمنزلة واحدة.
وقيل: إن إبراهيم غزا في البحر مع أصحابه، فاختلف في الليلة التي مات فيها إلى الخلاء خمسا وعشرين مرة، كل مرة يجدد الوضوء، فلما أحس بالموت قال: أوتروا لي قوسي، وقبض على قوسه، فتوفي وهو في يده، فدفن في جزيرة في البحر في بلاد الروم.
أخبرونا عن ابن اللتي، قال: أخبرنا جعفر المتوكلي، قال: أخبرنا ابن العلاف، قال: حدثنا الحمامي، قال: حدثنا جعفر الخلدي، قال: حدثني إبراهيم بن نصر، قال: حدثنا إبراهيم بن بشار الصوفي، قال: سمعت إبراهيم بن أدهم يقول: وأي دين لو كان له رجال، من طلب العلم لله كان الخمول أحب إليه من التطاول، وقال: والله ما الحياة بثقة فيرجى نومها، ولا المنية بعذر فيؤمن غدرها، ففيم التفريط والتقصير والاتكال والإبطاء، قد رضينا من أعمالنا بالمعاني، ومن طلب التوبة بالتواني، ومن العيش الباقي بالعيش الفاني.
قال: وأمسينا ليلة مع إبراهيم وليس لنا شيء نفطر عليه، فرآني حزينا، فقال: يا ابن بشار، ماذا أنعم الله على الفقراء والمساكين من النعيم والراحة في الدنيا والآخرة؟ لا يسألهم يوم القيامة عن زكاة، ولا حج، ولا صدقة، ولا صلة رحم، لا تغتم، فرزق الله مضمون، سيأتيك، نحن والله الملوك الأغنياء، نحن والله الذين تعجلنا الراحة، لا نبالي على أي حال أصبحنا وأمسينا إذا أطعنا الله، ثم قام إلى صلاته، وقمت إلى صلاتي، فما
لبثنا إلا ساعة، فإذا برجل قد جاء بثمانية أرغفة وتمر كثير، فوضعه، فقال: كل يا مغموم، فدخل سائل، فقال: أطعمونا فدفع إليه ثلاثة أرغفة مع تمر، وأعطاني ثلاثة وأكل رغيفين.
وكنت مارا مع إبراهيم، فأتينا على قبر مسنم، فترحم عليه، وقال: هذا قبر حميد بن جابر أمير هذه المدن كلها، كان غرقا في بحار الدنيا ثم أخرجه الله منها، بلغني أنه سر ذات يوم بشيء ونام، فرأى رجلا بيده كتاب، فناوله ففتحه، فإذا فيه كتاب بالذهب مكتوب: لا تؤثرن فانيا على باق، ولا تغترن بملكك، فإن ما أنت فيه جسيم، لولا أنه عديم، وهو ملك لولا أن بعده هلك، وفرح وسرور لولا أنه لهو وغرور، وهو يوم لو كان يوثق له بغد، فسارع إلى أمر الله، فإن الله قال: وسارعوا إلى مغفرة من ربكم وجنة عرضها السماوات والأرض أعدت للمتقين، فانتبه فزعا، وقال: هذا تنبيه من الله وموعظة، فخرج من ملكه وقصد هذا الجبل، فعبد الله فيه حتى مات.
إسحاق بن الضيف: حدثنا علي بن محمد المعلم، عن أبيه، أن إبراهيم بن أدهم حصد ليلة ما يحصد غيره في عشرة أيام، فأخذ أجرته دينارا.
أخبرنا إسحاق الصفار، قال: أخبرنا يوسف الحافظ، قال: أخبرنا عبد الرحيم بن محمد، قال: أخبرنا أبو علي الحداد، قال: أخبرنا أبو نعيم،، قال: حدثنا إبراهيم بن عبد الله، قال: حدثنا محمد بن إسحاق السراج، قال: سمعت إبراهيم بن بشار، قلت لإبراهيم بن أدهم: كيف كان بدو أمرك؟ قال: غير ذا أولى بك، قلت: أخبرني لعل الله أن ينفعنا به يوما، فقال: كان أبي من أهل بلخ، وكان من ملوك خراسان المياسير، وحبب إلينا الصيد، فخرجت راكبا فرسي ومعي كلبي، فينما أنا كذلك ثار أرنب أو ثعلب، فحركت فرسي، فسمعت نداء من ورائي: ليس لذا خلقت، ولا بذا أمرت، فوقفت أنظر يمنة ويسرة، فلم أر أحدا، فقلت: لعن الله إبليس، ثم حركت فرسي، فأسمع نداء أجهر من ذلك: يا إبراهيم، ليس لذا خلقت، ولا
بذا أمرت، فوقفت أنظر، فلا أرى أحدا، فقلت: لعن الله إبليس، ثم حركت فرسي، فأسمع نداء من قربوس سرجي: يا إبراهيم ما لذا خلقت، ولا بذا أمرت، فوقفت وقلت: أنبهت أنبهت، جاءني نذير من رب العالمين، والله لا عصيت الله بعد يومي ذا ما عصمني ربي، فرجعت إلى أهلي، فخليت عن فرسي، ثم جئت إلى رعاة لأبي، فأخذت من أحدهم جبة وكساء، وألقيت ثيابي إليه، ثم أقبلت إلى العراق فعملت بها أياما، فلم يصف لي منها الحلال، فقيل لي: عليك بالشام، فصرت إلى المصيصة، فعملت بها، فلم يصف لي الحلال، فسألت بعض المشايخ، فقال: إن أردت الحلال الصافي فعليك بطرسوس، فإن فيها المباحات والعمل الكثير، فأتيتها فعملت بها أنطر في البساتين وأحصد، فبينا أنا على باب البحر فجاءني رجل أنطر له، فكنت في البستان مدة، فإذا أنا بخادم قد أقبل ومعه أصحابه، فقعد في مجلسه فصاح: يا ناطور، اذهب فآتنا بأكبر رمان تقدر عليه وأطيبه، فذهبت فأتيته بأكبر رمان، فكسر رمانة فوجدها حامضة، فقال: أنت عندنا كذا وكذا تأكل فاكهتنا ورماننا، لا تعرف الحلو من الحامض، قلت: والله ما ذقتها، فأشار إلى أصحابه تسمعون كلام هذا، ثم قال لي: أتراك لو أنك إبراهيم بن أدهم زاد على هذا؟ فانصرف، فلما كان من الغد ذكر صفتي في المسجد، فعرفني بعض الناس، فجاء الخادم ومعه عنق من الناس، فلما رأيته قد أقبل اختفيت خلف الشجر والناس داخلون، فاختلطت معهم وهم داخلون وأنا هارب.
روى يونس بن سليمان البلخي، عن إبراهيم بن أدهم نحوها.
إبراهيم بن نصر المنصوري، ومحمد بن غالب قالا: حدثنا إبراهيم بن بشار قال: بينا أنا وإبراهيم بن أدهم، وأبو يوسف الغسولي، وأبو عبد الله السنجاري، ونحن متوجهون نريد الإسكندرية، فصرنا إلى نهر الأردن، فقعدنا نستريح فقرب أبو يوسف كسيرات يابسات، فأكلنا وحمدنا الله، وقام بعضنا ليسقي إبراهيم، فسارعه فدخل في الماء إلى ركبتيه ثم
قال: بسم الله وشرب، ثم حمد الله، ثم خرج فمد رجليه ثم قال: يا أبا يوسف: لو علم الملوك وأبناء الملوك ما نحن فيه من السرور والنعيم، إذا لجالدونا عليه بأسيافهم.
ابن بشار: سمعت ابن أدهم يقول: ما قاسيت شيئا من أمر الدنيا، ما قاسيت من نفسي، مرة لي ومرة علي.
قال عطاء بن مسلم: ضاعت نفقة إبراهيم بن أدهم بمكة، فمكث خمسة عشر يوما يستف الرمل.
وقال بشر الحافي، عن أبي معاوية الأسود قال: مكث إبراهيم بن أدهم يأكل الطين عشرين يوما.
وقال محبوب بن موسى، عن أبي إسحاق الفزاري: أخبرني إبراهيم بن أدهم أنه أصابته مجاعة بمكة، فمكث أياما يأكل الرمل بالماء.
وعن شعيب بن حرب قال: قدم ابن أدهم مكة، فإذا في جرابه طين فقيل له، فقال: أما إنه طعامي منذ شهر.
عن سهل بن إبراهيم قال: صحبت إبراهيم بن أدهم في سفر، فأنفق علي نفقته، ثم مرضت، فاشتهيت شهوة، فباع حماره، واشترى شهوتي، فقلت: فعلى أي شيء نركب؟ قال: على عنقي، قال: فحمله ثلاثة منازل.
عصام بن رواد: سمعت عيسى بن خارجة قال: بينما إبراهيم بن أدهم يحصد وقف عليه رجلان معهما ثقل، فسلما عليه وقالا: أنت إبراهيم بن أدهم؟ قال: نعم، قالا: فإنا مملوكان لأبيك، ومعنا مال ووطاء، فقال: ما أدري ما تقولان، فإن كنتما صادقين فأنتما حران والمال لكما، لا تشغلاني عن عملي.
وعن مروان قال: كان إبراهيم سخيا جدا.
قال أحمد بن أبي الحواري: سمعت أبا الوليد يقول: ربما جلس إبراهيم بن أدهم من أول الليل إلى آخره يكسر الصنوبر فيطعمنا، وغزوت معه ولي فرسان وهو على رجليه، فأردته أن يركب فأبى، فحلفت فركب حتى جلس على السرج، فقال: قد أبررت يمينك، ثم نزل.
أحمد بن إبراهيم الدورقي: حدثنا خلف بن تميم، قال: سمعت
إبراهيم بن أدهم يقول: يجيئني الرجل بالدنانير فأقول: ما لي فيها حاجة، ويجيئني بالفرس فأقول: ما لي فيه حاجة، ويجيئني ذا، فلما رأى القوم أني لا أنافسهم في دنياهم أقبلوا ينظرون إلي كأني دابة من الأرض، أو كأني آية، ولو قبلت منهم لأبغضوني، ولقد أدركت أقواما ما كانوا يحمدون على ترك هذه الفضول.
أحمد الدروقي: حدثني أبو أحمد المروزي، قال: حدثني علي بن بكار قال: غزا معنا إبراهيم بن أدهم غزاتين، كل واحدة منهما أشد من الأخرى، فلم يأخذ سهما ولا نفلا، وكان لا يأكل من متاع الروم، نجيء بالطرائف والعسل والدجاج فلا يأكل منه، ويقول: هو حلال، لكني أزهد فيه، وكان يصوم، وغزا على برذون ثمنه دينار، وغزا في البحر غزاتين.
الدورقي: حدثنا خلف تميم، قال: حدثني أبو رجاء الخراساني، عن رجل أنه كان مع إبراهيم بن أدهم في سفينة في غزاة، فعصفت عليهم الريح، وأشرفوا على الغرق، فسمعوا هاتفا بصوت عال: تخافون وفيكم إبراهيم.
وقد ساق له أبو نعيم عدة كرامات.
قال بشر بن المنذر قاضي المصيصة: كنت إذا رأيت إبراهيم بن أدهم كأنه ليس فيه روح، لو نفحته الريح لوقع، قد اسود، متدرع بعباءة، فإذا خلا بأصحابه فمن أبسط الناس.
محمد بن يزيد: حدثنا يعلى بن عبيد قال: دخل إبراهيم بن أدهم على المنصور فقال: كيف شأنكم يا أبا إسحاق؟ قال: يا أمير المؤمنين:
نرقع دنيانا بتمزيق ديننا فلا ديننا يبقى ولا ما نرقع
قال ابن بشار: سمعت إبراهيم بن أدهم يتمثل:
للقمة بجريش الملح آكلها ألذ من تمرة تحشى بزنبور
قال خلف بن تميم: سمعت إبراهيم بن أدهم يقول: من تعود أفخاذ النساء لم يفلح.
يحيى بن آدم: سمعت شريكا يقول: سألت إبراهيم بن أدهم عما كان بين علي ومعاوية رضي الله عنهما فبكى فندمت على سؤالي إياه، فرفع رأسه، فقال: من عرف نفسه اشتغل بنفسه عن غيره، ومن عرف ربه اشتغل بربه عن غيره.
وعن إبراهيم قال: حب لقاء الناس من حب الدنيا، وتركهم ترك الدنيا.
وقال لرجل: روعة تروعك من عيالك أفضل مما أنا فيه.
وعن أبي سليمان الداراني قال: صلى إبراهيم بن أدهم بوضوء واحد خمس عشرة صلاة.
وقال محمد بن حمير: حدثني إبراهيم بن أدهم قال: من حمل شاذ العمل حمل شرا كبيرا.
قال إبراهيم بن بشار: أوصانا إبراهيم بن أدهم: اهربوا من الناس كهربكم من السبع الضاري، ولا تخلفوا عن الجمعة، والجماعة.
عن المعافى بن عمران قال: شكا الثوري إلى إبراهيم بن أدهم، فقال: نشكو إليك ما يفعل بنا، وكان سفيان مختفيا، فقال: أنت شهرت نفسك بحدثنا وحدثنا.
عن إبراهيم قال: على القلب ثلاثة أغطية: الفرح، والحزن، والسرور، فإذا فرحت بالموجود فأنت حريص والحريص محروم، وإذا حزنت على المفقود فأنت ساخط والساخط معذب، وإذا سررت بالمدح فأنت معجب والعجب يحبط العمل، قال الله تعالى: لكيلا تأسوا على ما فاتكم ولا تفرحوا بما آتاكم.
وعنه قال: رأيت في النوم كأن قائلا يقول لي: أيحسن بالحر المريد أن يتذلل للعبيد، وهو يجد عند مولاه كل ما يريد؟!
وقال النسائي: إبراهيم بن أدهم أحد الزهاد، ثقة مأمون.
وقال الدارقطني: ثقة.
وعن البخاري أنه مات سنة إحدى وستين ومائة.
وقال أبو توبة الحلبي، وابن يونس المصري: سنة اثنتين.
قلت: سيرته في تاريخ دمشق، ثلاث وثلاثون ورقة، وهي طويلة في حلية الأولياء.
4 – ت ق:
إبراهيم بن إسماعيل بن أبي حبيبة الأنصاري الأشهلي
، مولاهم المدني، أبو إسماعيل.
يروي عن: داود بن الحصين، وعبد الله بن عبد الرحمن بن ثابت.
وعنه: إسماعيل بن أبي أويس، والقعنبي، وإسحاق الفروي.
وكان صواما قواما من العابدين، لكنه واهي الحديث عندهم.
روى عن: داود، عن عكرمة، عن ابن عباس مرفوعا: إذا قال الرجل للرجل: يا يهودي، فاجلدوه عشرين.
قال ابن سعد: كان مصليا عابدا، صام ستين سنة، وكان قليل الحديث، قال: ومات سنة خمس وستين ومائة.
قلت: وقد وثقه أحمد بن حنبل فيما قيل.
وقال البخاري: منكر الحديث.
وقال النسائي، وغيره: ضعيف.
وقال الدارقطني: متروك.
5 – ع:
إبراهيم بن طهمان بن شعبة الإمام
، أبو سعيد الخراساني، شيخ خراسان.
ولد بهراة، واستوطن نيسابور، وجاور بمكة مدة.
وروى عن: سماك بن حرب، وعمرو بن دينار، وعبد الله بن دينار، ومحمد بن زياد، وأبي جمرة الضبعي، وآدم بن علي، وأيوب السختياني، وثابت البناني، ومحمد بن أبي حفصة، والأعمش، وأبي إسحاق، وحجاج بن حجاج، وخلق حتى كتب عن أقرانه.
وعنه: معن بن عيسى، وحفص بن عبد الله النيسابوري، وخالد بن نزار، ومحمد بن سنان العوقي، وأبو همام محمد بن محبب، وأبو حذيفة النهدي، وأمم سواهم.
وحدث عنه من شيوخه: صفوان بن سليم، وأبو حنيفة، ومن المتأخرين: سعد بن يزيد الفراء، وعبد الرحمن بن سلام الجمحي.
وهو من ثقات الأئمة.
قال ابن حبان في تاريخ الثقات: أمره مشتبه، له مدخل في الثقات، فإنه روى أحاديث مستقيمة تشبه أحاديث الأثبات، وقد تفرد عن الثقات بأشياء معضلة، سنذكره إن شاء الله في كتاب الفصل بين النقلة، وكذلك كل شيخ توقفنا في أمره ممن له مدخل في الثقات والضعفاء جميعا، ثم قال: مات بمكة سنة ستين ومائة.
قال إسحاق بن راهويه: كان إبراهيم بن طهمان صحيح الحديث، ما كان بخراسان أحد أكثر حديثا منه.
وقال أبو حاتم: شيخان من خراسان ثقتان مرجئان، أبو حمزة السكري، وإبراهيم بن طهمان.
وقال أحمد بن حنبل: كان مرجئا شديدا على الجهمية.
وقال أبو زرعة: كنت عند أحمد بن حنبل، فذكر له إبراهيم بن طهمان، وكان متكئا من علة، فجلس، وقال: لا ينبغي أن يذكر الصالحون فيتكأ.
قلت: فهذا يدل على أن الإرجاء عند أحمد بدعة خفيفة.
وذكر أبو بكر الخطيب: أن إبراهيم كان له على بيت المال رزق، وكان يسخو به، قال: فسئل يوما عن مسألة في مجلس أمير المؤمنين، فقال: لا أدري، فقالوا له: تأخذ في الشهر كذا وكذا، ولا تحسن هذه! قال: إنما آخذ على ما أحسن، ولو أخذت على ما لا أحسن لفني بيت المال، فأعجب أمير المؤمنين ذاك.
قال محمد بن عبد الله بن عمار الموصلي: إبراهيم بن طهمان مضطرب الحديث، كذا قال، وإبراهيم حجة.
قال الحاكم: سمعت أبا أحمد محمد بن أحمد الكرابيسي، يقول: سمعت عبد الله بن محمد بن الحسن، يقول: سمعت محمد بن عقيل، يقول: سمعت حفص بن عبد الله، يقول: سمعت إبراهيم بن طهمان يقول: والله الذي لا إله إلا هو لقد رأى محمد ربه.
وقال حماد بن قيراط: سمعت إبراهيم بن طهمان يقول: الجهمية كفار، والقدرية كفار.
قال مالك بن سليمان الهروي، وغيره: مات سنة ثلاث وستين ومائة.
6 – ت:
إبراهيم بن عبد الله بن الحارث بن حاطب الجمحي المدني
.
يروي عن: عطاء بن أبي رباح، وعبد الله بن دينار.
وعنه: أبو النضر هاشم بن القاسم، وعلي بن حفص المدائني، والقعنبي، وغيرهم.
شيخ.
7 – د ق:
إبراهيم بن عطاء بن أبي ميمونة
.
عن أبيه. وعنه: يزيد بن هارون، وأبو عاصم، وسعيد بن سليمان النشيطي، وأبو عتاب سهل الدلال.
قال يحيى بن معين: صالح.
8 – ت ق:
إبراهيم بن الفضل المخزومي
، أبو إسحاق المدني.
عن سعيد المقبري، وغيره.
وعنه: إسرائيل، ووكيع، وعبد الله بن نمير، وآخرون.
ضعيف باتفاق.
قال البخاري: منكر الحديث.
9 – ع:
إبراهيم بن نافع
، أبو إسحاق المخزومي المكي.
عن: عطاء بن أبي رباح، وعبد الله بن أبي نجيح، ومسلم بن يناق، وابن طاوس.
وعنه: عبد الرحمن بن مهدي، وزيد بن الحباب، وأبو نعيم، وخلاد بن يحيى، وهو أكبر شيخ لأبي حذيفة النهدي.
قال ابن مهدي: كان أوثق شيخ بمكة.
وقال ابن عيينة: كان حافظا.
10 – د ن ق:
إبراهيم بن نشيط الوعلاني
، وقيل: الخولاني المصري، الفقيه العابد، أبو بكر.
دخل على عبد الله بن الحارث بن جزء.
وسمع من: نافع، والزهري، وكعب بن علقمة.
وعنه: الليث، وابن وهب، وابن المبارك، وغيرهم.
وثقه أبو حاتم.
وقال أبو سعيد بن يونس: غزا القسطنطينية سنة ثمان وتسعين مع مسلمة.
ابن وهب: عن الليث، عنه قال: لقد جاءنا القفل من عمر بن عبد العزيز حين توفي سليمان، ولاني لأطلب الفرق من الطعام بسبعين دينارا.
قلت: الفرق أربعة أرطال بالدمشقي، ولم أسمع بمثل هذا الغلاء أبدا، رواه سعيد الأدمي، وهو ثقة، عن ابن وهب.
وقد روى ابن المبارك، عن إبراهيم بن نشيط، عن رجل: أنه دخل على ابن جزء، وهذا أشبه.
قال ابن بكير: مات سنة إحدى أو اثنتين وستين ومائة.
وذكر محمد بن يوسف الكندي: أنه توفي سنة ثلاث وستين ومائة.
11 – خ ت ق:
أبي بن عباس بن سهل بن سعد الساعدي المدني
، أخو عبد المهيمن.
روى عن: أبيه، وأبي بكر بن حزم.
وعنه: معن بن عيسى، وزيد بن الحباب، والواقدي.
مات بعد الستين ومائة.
وثق.
وقد ضعفه ابن معين.
وقال أحمد: منكر الحديث.
وقال الدولابي: ليس بالقوي.
وذكره النسائي في كتاب الضعفاء.
وهو أول من أورده العقيلي في كتاب الضعفاء له، فذكر قول ابن معين، وقال: ولأُبي أحاديث لا يتابع منها على شيء، حدثنا علي بن عبد العزيز، قال: حدثنا عتيق بن يعقوب، قال: حدثنا أبي، عن أبيه، عن جده، أن النبي صلى الله عليه وسلم ذكر الاستنجاء فقال: ألا يكفي أحدكم ثلاثة أحجار، حجران للصفحتين، وحجر للمسربة. لم يأت أحد بهذا اللفظ سوى أبي
ابن عباس.
12 – د ن ق:
أرطاة بن المنذر
، أبو عدي الألهاني السكوني الحمصي.
من صغار التابعين، أدرك أبا أمامة الباهلي.
وسمع من: عبد الله بن بسر، وسعيد بن المسيب، وخالد بن معدان، وكثير بن مرة، وأبي عامر عبد الله بن غابر الألهاني.
وعنه: بقية، وابن المبارك، وعصام بن خالد، وأبو اليمان.
قال ابن حبان: ثقة، حافظ، فقيه.
وقال أبو اليمان: شبهت أحمد بن حنبل بأرطاة بن المنذر.
قلت: مات سنة ثلاث وستين ومائة، وقد نيف على التسعين فيما أحسب.
13 – م 4
أسباط بن نصر الهمداني الكوفي صاحب السدي
.
روى عن: سماك بن حرب، والسدي، ومنصور بن المعتمر.
وعنه: إسحاق السلولي، وعمرو العنقزي، وأبو غسان النهدي، وعمرو بن حماد، وعون بن سلام الكوفيون.
روى أحمد بن زهير، عن ابن معين: ثقة.
وقال النسائي: ليس بالقوي.
ولينه أبو نعيم الكوفي.
14 – د ت ق:
إسحاق بن إبراهيم
، أبو يعقوب الثقفي الكوفي، نزيل البصرة.
روى عن: عبد الملك بن عمير، وأبي إسحاق، وابن المنكدر، وعبد الرحمن بن القاسم، وابن أبي نجيح، وخالد بن أبي مالك، ويونس بن عبيد.
روى عنه: يحيى بن أبي زائدة، وعبد الرحيم بن سليمان، وعبيد الله بن موسى، وأبو نعيم، وسعيد بن سليمان الواسطي، وطلق بن غنام، وزيد بن الحباب، وآخرون.
قال ابن عدي: روى عن الثقات ما لا يتابع عليه، وأحاديثه غير محفوظة.
قلت: ما رأيت أحدا لينه من القدماء، وكان جارا لابن فضالة المبارك بالبصرة.
15 – ن:
إسحاق بن أبي بكر المدني الأعور
.
عن: أبيه، وإبراهيم بن عبد الله بن حنين.
وعنه: زيد بن الحباب، وأبو عامر العقدي، والقعنبي.
قال ابن معين: صالح.
16 -
إسحاق بن ثعلبة، أبو صفوان الحميري الحمصي
.
قيل: ولي خراج دمشق في أول دولة الرشيد.
روى عن: مكحول، وعبد الله بن دينار الحمصي.
وعنه: بقية، وعثمان بن عبد الرحمن الطرائفي، وعمرو بن هشام الحرانيان.
قال أبو حاتم: شيخ مجهول.
وضعفه أبو أحمد الحاكم.
17 – ق:
إسحاق بن حازم
، بحاء مهملة، ويقال: ابن أبي حازم المدني.
عن: محمد بن كعب القرظي، وعبيد الله بن مقسم، وجماعة.
وعنه: ابن وهب، ومعن، والواقدي، وخالد بن مخلد.
وثقة أحمد، وابن معين.
18 – خ م د ق:
إسحاق بن سعيد بن الأشدق عمرو بن سعيد بن العاص الأموي المدني
، ثم الكوفي.
عن: أبيه، وعكرمة بن خالد.
وعنه: وكيع، وأبو نعيم، وأحمد بن يعقوب المسعودي، وأبو الوليد، وغيرهم.
وثقه النسائي.
ومات سنة سبعين ومائة.
19 – ق:
إسحاق بن عبيد الله بن أبي مليكة
.
يروي عن قريبه ابن أبي مليكة.
وعنه: الوليد بن مسلم، وأسد بن موسى، ويعقوب بن محمد الزهري.
خرج له ابن ماجه حديثا في دعاء الصائم.
20 – ت ق:
إسحاق بن يحيى بن طلحة بن عبيد الله القرشي التيمي المدني
.
رأى السائب بن يزيد، وسمع من: عمه إسحاق بن طلحة، وابن كعب بن مالك.
وعنه: أمية بن خالد، ووكيع، وعاصم بن علي، وسعدويه، وإسماعيل بن أبي أويس.
يكنى أبا محمد.
ضعفه غير واحد.
قال النسائي: ليس بثقة.
وقال أحمد: متروك الحديث.
وقال علي: سألت يحيى بن سعيد عنه، فقال: ذاك شبه لا شيء.
وقال البخاري: يكتب حديثه، يتكلمون في حفظه، وقال عباس، عن ابن معين: لا يكتب حديثه.
قال أبو العباس السراج: مات سنة أربع وستين ومائة.
21 – ع:
إسرائيل بن يونس بن أبي إسحاق عمرو بن عبد الله الهمداني السبيعي الكوفي
الحافظ، أبو يوسف.
ولد سنة مائة، وسمع من: جده، وزياد بن علاقة، وسماك بن حرب، ومنصور بن المعتمر، وطبقتهم، وأكثر عن جده، وهو ثبت فيه.
روى عنه: وكيع، وابن مهدي، وأبو نعيم، والفريابي، وعبد الله بن رجاء الغداني، وعلي بن الجعد، ومحمد بن سابق، وعبد الله بن صالح العجلي، وخلق سواهم.
روى حرب الكرماني، عن أحمد بن حنبل قال: إسرائيل ثقة، وجعل يعجب من حفظه.
وسئل أبو نعيم: أيهما أثبت: إسرائيل، أو أبو عوانة؟ قال: إسرائيل.
وقال ابن معين: ثقة، وهو أثبت من شيبان في أبي إسحاق، وكذا وثقه غير واحد.
وقال ابن سعد: منهم من يستضعفه.
وقال الفلاس: كان يحيى بن سعيد لا يحدث عن إسرائيل، وكان ابن مهدي يحدث عنه.
وقال ابن المديني: سمعت يحيى بن سعيد يقول: إسرائيل فوق أبي بكر بن عياش.
وقال الميموني: سمعت أحمد يقول: إسرائيل صالح الحديث.
قال غنجار في تاريخه: حدثنا أبو حفص أحمد بن أحمد بن حمدان، قال: حدثنا أبو سهل محمد بن عبد الله بن سهل، قال: حدثنا
السري بن عباد المروزي، قال: أخبرني أبو جعفر محمد بن شقيق البلخي الزاهد، قال: سمعت أبي يقول: لقيت العلماء، وأخذت من آدابهم، لقيت سفيان الثوري فأخذت لباس الدون منه، رأيت عليه إزارا قدر أربعة دراهم، وأخذت الخشوع من إسرائيل بن يونس كنا جلوسا حوله لا يعرف من يمينه ولا من عن شماله من تفكر الآخرة، فعلمت أنه رجل صالح ليس بينه وبين الدنيا عمل، وأخذت قصد المعيشة من ورقاء بن عمر، طلبنا منه تفسير القرآن، فقال: بشرط أن نتغدى ونتعشى عنده، فكان يقدم إلينا خبر الشعير وإدام الخل والزيت، فقال: هذا لمن يطلب الفردوس ويهرب من النار، وأخذت الزهد من عباد بن كثير، طلبت منه كتاب الزهد، فقال: اللهم اجعله من الزاهدين في الدنيا، فرجوت بركة دعائه، ودخلت منزله فإذا قدور تغلي بين حامض وحلو، فأنكرت، فقال لي خادمه: لا عليك يا خراساني، إنه لم يأكل منه سبع سنين لحما، وإنه ليتخذ كل يوم تسع قدور يطعم المساكين والمرضى ومن لا حيلة له. وأخذت التعاون والتوكل من إبراهيم بن أدهم، كنا عنده في رمضان، فأهدي إليه سلة تين، فتصدق بها على مساكين، فقلنا: لو تدع لنا شيئا، قال: ألستم صوام؟ قلنا: بلى، قال: ليس لكم حياء، ليس لكم رعة، أما تخافون الله لطول أملكم إلى العشاء، وسوء ظنكم بالله، وذلك عند غيبوبة الشمس، ثم قال: ثقوا بالله، أحسنوا الظن بالله.
وأخذت الحلال، وترك الشبه من وهيب المكي، قال: مذ خرج السودان فإني لم آكل من فواكه مكة، فقيل له: فإنك تأكل من طعام مصر وهو خبيث! قال: علي عهد الله وميثاقه أن لا آكل طعاما حتى تحل لي الميتة، فكان يجوع نفسه ثلاثة أيام، فإذا أراد أن يفطر قال: اللهم إنك تعلم أني أخشى ضعف العبادة وإلا ما أكلته، اللهم ما كان فيه من خبيث فلا تؤاخذني به، ثم يبله بالماء فيأكله رحمه الله.
قلت: قد احتج به أرباب الكتب الصحاح، وكان ثقة حافظا صالحا خاشعا من أوعية الحديث، مات سنة اثنتين وستين ومائة، وقيل: سنة إحدى.
قال عباس الدوري: حدثنا حجين بن المثننى قال: قدم علينا إسرائيل بغداد فقعد فوق بيت، وقام رجل والناس قد اجتمعوا، فأخذ دفترا، فجعل يسأله من الدفتر حتى أتى عليه أو على عامته، والناس قعود لا ينظرون فيه، فقام الشيخ، وقعد الناس فكتبوه.
وقال ابن خراش: إسرائيل كان يحيى بن سعيد لا يرضاه، وكان ابن مهدي يرضاه.
وقال ابن معين: كان يحيى لا يحدث عن إسرائيل.
وقال يحيى بن آدم: كنا نكتب عنده من حفظه.
فقال ابن المديني: سمعت ابن مهدي قال: قال لي عيسى بن يونس، قال أخي إسرائيل: كنت أحفظ حديث أبي إسحاق كما أحفظ السورة من القرآن.
وقال يعقوب السدوسي: حدثني أحمد بن داود الحراني، سمعت عيس بن يونس يقول: كان أصحابنا سفيان، وشريك، وعد قوما، إذا اختلفوا في حديث أبي إسحاق يأتون أبي فيقول: اذهبوا إلى ابني إسرائيل، فهو أروى عنه مني، وأتقن لها، وكان قائد جده.
وقال أحمد: إسرائيل أصح حديثا من شريك، إلا في أبي إسحاق، فإن شريكا أضبط.
وقال أبو داود وجماعة: هو أقوى من شريك.
وقال محمد بن أحمد بن البراء: قال ابن المديني: إسرائيل ضعيف.
وقال يعقوب بن شيبة: ثقة صدوق، وليس بالقوي ولا الساقط، وقال مرة: في حديثه لين.
22 – خ ن:
إسماعيل بن إبراهيم بن عقبة المدني
.
عن: عائشة بنت سعد بن أبي وقاص، ونافع، والزهري، وعمه موسى بن عقبة.
وعنه: ابن مهدي، وسعيد بن أبي مريم، وإسماعيل بن أبي أويس.
وثقه ابن معين.
وقال أبو حاتم: ليس به بأس.
23 – ن ق:
إسماعيل بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عبد الله بن أبي ربيعة المخزومي المدني
أخو موسى.
عن أبيه، وعنه: سعيد بن أبي هلال، والثوري، وحاتم بن إسماعيل.
شيخ صدوق، توفي سنة تسع وستين ومائة.
24 -
إسماعيل بن خليفة
، أبو هانئ الكوفي، من موالي سعد بن عبادة الخزرجي.
ولاه المنصور قضاء أصبهان.
يروي عن: إسماعيل بن أبي خالد، ومجالد، وسفيان الثوري.
وعنه: عامر بن إبراهيم، والحسين بن حفص، وإبراهيم بن أيوب، وولده سعيد بن أبي هانئ.
وحديثه عند الأصبهانيين.
مات سنة ثمان وستين ومائة.
• - فأما إسماعيل بن خليفة، أبو إسرائيل الملائي، فيأتي بكنيته.
25 – د ت:
إسماعيل بن سليمان الكحال
.
بصري حسن الحديث. روى عن: عبد الله بن أوس الخزاعي، وثابت البناني.
وعنه: أبو عبيدة الحداد، ومحمد بن عبد الله الأنصاري، ويحيى بن كثير العنبري.
قال أبو حاتم: صالح.
26 -
أشرس أبو شيبان
.
بصري، عن: الحسن، وثابت البناني.
وعنه: يزيد بن هارون، وعبيد الله بن موسى، وأبو سلمة، وغيرهم.
ذكره ابن حبان في تاريخ الثقات.
27 -
أشعث بن براز السعدي الهجيمي
.
بصري واه، عن: الحسن، وقتادة، وعلي بن جدعان.
وعنه: مسلم بن إبراهيم، وأبو عون الزيادي، وإبراهيم بن أبي سويد، وداود بن منصور قاضي المصيصة، وغيرهم.
قال ابن معين، وأبو حاتم: ضعيف.
وقال الفلاس: ضعيف جدا.
وروى عباس، عن ابن معين: ليس بشيء.
محمد بن عون الزيادي قال: حدثنا أشعث بن براز، عن قتادة، عن عبد الله بن شقيق، عن أبي هريرة: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إذا حدثتم عني حديثا فوافق الحق، فخذوا به، هذا منكر، ولم يصح في هذا شيء.
وآخر من حدث عن أشعث بن براز الهجيمي: عبد الواحد بن غياث.
وقد قال فيه البخاري: منكر الحديث جدا.
وقال النسائي: متروك الحديث.
28 – ت ق:
أشعث بن سعيد
، أبو الربيع السمان البصري.
عن: عمرو بن دينار، وهشام بن عروة، وأبي الزناد، وعاصم بن عبيد الله، وجماعة.
وعنه: أبو نعيم، ويحيى بن حسان، وسعدويه، وشيبان
بن فروخ، وكامل الجحدري، وعدة.
قال ابن معين: ضعيف.
وقال مسلم: كان يكذب.
وقال البخاري: ليس بالحافظ.
وقال ابن عدي: هو مع ضعفه يكتب حديثه.
وقال النسائي: ضعيف.
وقال الدارقطني: متروك.
وقال أحمد: مضطرب، ليس بذاك.
ومن مناكير أبي الربيع السمان، عن هشام، عن أبيه، عن عائشة مرفوعا: نبات الشعر في الأنف أمان من الجذام.
29 -
أعين بن عبد الله
، أبو حفص العقيلي البصري.
عن: الحسن، وأبي مليح الهذلي.
وعنه: عبد الرحمن بن مهدي، وأمية بن خالد.
قال الفلاس: هو من موالي بني عقيل.
30 -
أنيس بن خالد التميمي السعدي
.
عن: عطاء، ومحارب بن دثار، والمسيب بن رافع، وجامع بن أبي راشد.
وعنه: زيد بن الحباب، وأبو نعيم، وأبو الوليد، وأحمد بن يونس.
قال البخاري: ليس بذاك.
وقال أبو حاتم: في حديثه شيء.
31 -
أيوب بن خوط
، أبو أمية البصري.
عن: يزيد الرقاشي، وقتادة، وليث بن أبي سليم، وجماعة من التابعين.
وعنه: حفص بن عبد الرحمن النيسابوري، وغنجار البخاري، وشيبان بن فروخ، وجماعة.
قال النسائي، وغيره: متروك.
وقال ابن ماسرجس: ترك ابن المبارك أيوب بن خوط.
وروى عباس، عن ابن معين: لا يكتب حديثه.
32 – ق:
أيوب بن عتبة
، قد ذكر، وسيذكر.
قيل: مات سنة سبعين ومائة.
33 -
أيوب بن محمد العلجي
، أبو الجمل اليمامي.
عن: يحيى بن أبي كثير، وعطاء بن السائب، وقيس بن طلق.
وعنه: عبد الحميد بن جعفر، وأبو علي الحنفي، وسهل بن بكار، وصيفي بن ربعي.
قال أبو حاتم: ليس به بأس.
وقال ابن معين: لا شيء. وقال أبو زرعة: منكر الحديث.
34 -
أيوب بن نهيك الحلبي
.
عن: الشعبي، ومجاهد، وعائشة بنت سعد.
وعنه: مبشر بن إسماعيل، وأبو قتادة الحراني، ويحيى البابلتي.
وامتنع أبو زرعة من رواية حديثه تورعا.
وقال أبو حاتم: ضعيف.
35 -
بزيع، أبو الهيثم المروزي
.
ذكره ابن حبان في تاريخ الثقات، فقال: يروي عن: أبي مجلز، وعكرمة. وعنه: علي بن الحسن بن شقيق، وعيسى غنجار.
36 -
بشار بن برد البصري
، أبو معاذ الأعمى، الشاعر البليغ المقدم على شعراء المحدثين، فإنه قال ثلاثة عشر ألف بيت من الشعر الجيد، وقدم بغداد، وأقام بها ومدح الكبار، وهو من موالي بني عقيل، ويلقب بالمرعث؛ لأنه كان يلبس في أذنه، وهو صغير رعاثا، والرعاث: الحلق، واحدها رعثة، وقيل في معنى لقبه غير ذلك.
وقد ولد أعمى، وقال الشعر ولم يبلغ عشر سنين.
وعن أبي تمام الطائي قال: أشعر الناس بعد الطبقة الأولى: بشار، والسيد الحميري، وأبو نواس، وبعدهم مسلم بن الوليد.
ولبشار:
يا طلل الحي بذات الصمد بالله خبر كيف كنت بعدي
منها:
بدت بخد وجلت عن خد ثم انثنت بالنفس المرتد وصاحب كالدمل الممد حملته في رقعة من جلدي حتى اغتدى غير فقيد الفقد وما درى ما رغبتي من زهدي الحر يلحى والعصا للعبد وليس للملحف مثل الرد أسلم وحييت أبا الملد مفتاح باب الحدث المنسد لله أيامك في معد وفي بني قحطان غير عد
وهي طويلة.
ومن شعره:
إذا كنت في كل الأمور معاتبا صديقك لم تلق الذي لا تعاتبه
فعش واحدا أو صل أخاك فإنه مقارف ذنب مرة ومجانبه إذا أنت لم تشرب مرارا على القذى ظمئت وأي الناس تصفو مشاربه
وقد سأل أبو حاتم السجستاني أبا عبيدة: أمروان بن أبي حفصة أشعر، أم بشار بن برد؟ فقال: حكم بشار لنفسه بالاستظهار؛ لأنه قال ثلاثة عشر ألف بيت جيد، ولا يكون لشاعر هذا العدد لا في الجاهلية، ولا الإسلام، ومروان أمدح للملوك.
ولبشار:
خليلي ما بال الدجى لا يزحزح وما بال ضوء الصبح لا يتوضح أضل النهار المستنير طريقه أم الدهر ليل كله ليس يبرح
وقد ساق صاحب الأغاني لبشار ستة وعشرين جَدًّا كلهم أعاجم، وأسماؤهم فارسية.
وقيل: أصله من طخارستان من سبي الملهب بن أبي صفرة، فولد بشار على الرق فأعتقته إمرأة من بني عقيل.
وكان جاحظ الحدقتين، قد تغشاهما لحم أحمر، وكان عظيم الخلقة.
ويقال: أنه مدح المهدي فاتهمه بالزندقة، وما هو منها ببعيد، فأمر به فضرب سبعين سوطا، فمات منها.
ويقال عنه: إنه كان يفضل النار، ويصوب إبليس في امتناعه من السجود، ويقول:
الأرض مظلمة والنار مشرقة والنار معبودة مذ كانت النار
وهو القائل:
هل تعلمين وراء الحب منزلة تدني إليك فإن الحب أقصاني
وله:
أنا والله لأشتهي سحر عينيك وأخشى مصارع العشاق
وله:
يا قوم أذني لبعض الحي عاشقة والأذن تعشق قبل العين أحيانا
ولأبي هشام الباهلي، وكتبها على قبر حماد عجرد، وبشار:
قد تبع الأعمى قفا عجرد فأصبحا جارين في دار صارا جميعا في يدي مالك في النار والكافر في النار
قيل: إن بشار قتل في سنة سبع وستين ومائة، وهو ابن نيف وتسعين سنة.
وأخباره تامة في كتاب الأغاني.
37 -
بكر بن الأسود أبو عبيدة الناجي البصري
.
عن: الحسن، وابن سيرين. وعنه: وكيع، وهلال بن فياض، وغيرهما.
روى أحمد بن زهير، عن ابن معين: ليس به بأس.
وقال آخر، عن ابن معين: ضعيف.
وقال النسائي: ليس بثقة.
وقال ابن حبان: غلب عليه التقشف والعبادة، فغفل عن الحديث حتى غلب على حديثه المعضلات.
وقال العقيلي: حدثنا آدم بن موسى، سمعت البخاري قال: قال يحيى بن معين: هو كذاب.
وروى عباس، عن ابن معين. قال: أبو عبيدة الناجي: الذي يروي المواعظ بكر بن الأسود، كذاب.
38 – ن:
بكر بن الحكم
، أبو بشر المزلق اليربوعي البصري.
عن: ثابت البناني، ويزيد الرقاشي، وعبد الله بن عطاء.
وعنه: أبو عبيدة الحداد، وحرمي بن عمارة، وموسى بن إسماعيل.
صالح الحديث، وقال أبو زرعة: ليس بالقوي.
39 – ت ق:
بكر بن خنيس الكوفي العابد
.
روى عن: أبيه، وثابت البناني، وعطاء بن أبي رباح، وسلمة بن كهيل، وليث بن أبي سليم، وإبراهيم الهجري، وجماعة.
روى عنه: أبو النضر هاشم بن القاسم، وآدم بن أبي إياس، وإسماعيل بن عمرو البجلي، ومعروف الكرخي، وعلي بن الجعد، وولداه حبيب، وعبد القدوس ابنا بكر، وأبو نعيم عبيد بن هشام الحلبي، وآخرون.
قال أبو حاتم: كان غزاء صالحا.
وقال الدارقطني، وغيره: متروك الحديث.
وروى عباس، عن ابن معين: ليس بشيء.
وقال الفلاس: حدثنا يحيى، عن بكر بن خنيس، وهو ضعيف.
روى موسى بن أعين، عن بكر بن خنيس، عن ليث، عن مجاهد، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: من أتى شيئا من النساء في أدبارهن فقد كفر، رواه الثوري، ومعمر، وجماعة، عن ليث، فلم يرفعه.
قال الخطيب: نزل بكر بن خنيس بغداد.
قال يعقوب بن شيبة: ضعيف الحديث، وهو موصوف بالعبادة.
40 -
بكير بن شهاب الدامغاني
، أبو الحسن الحنظلي.
يروي عن: الحسن، وابن سيرين، وعمران بن مسلم، وغيرهم.
وعنه: ابن أبي طيبة الجرجاني، ورواد بن الجراح العسقلاني، وأبو شيبة شيخ لسلم بن سالم البلخي.
قال ابن عدي: منكر الحديث، لم أجد لهم فيه كلاما.
قلت: أما:
41 -
ت ن:
بكير بن شهاب
.
عن سعيد بن جبير، فقديم، عراقي صدوق، ويحتمل أنه الدامغاني.
42 -
بكير بن معروف الدامغاني
، أبو معاذ المفسر القاضي، قاضي نيسابور.
سكن دمشق مدة، وروى عن: أبي الزبير المكي، ومقاتل بن حيان، ويحيى بن سعيد الأنصاري، وأبي حنيفة، وعبد الكريم بن أبي المخارق.
وعنه: الوليد بن مسلم، ومروان بن محمد، وهشام بن عبيد الله الرازي، وعبد الله بن عثمان عبدان، وحفص بن عبد الله السلمي، ونوح بن ميمون، وحماد بن قيراط، ورآه هشام بن عمار.
قال جعفر الفريابي: سمعت هشاما يقول: قدم علينا بكير بن معروف، وكان من أهل خراسان، وسمعت منه، ولم أكتب ذلك.
وقال أحمد بن حنبل: ما أرى به بأسا.
وكناه النسائي أبا معاذ، وقال: ليس به بأس.
وقال أحمد بن أبي الحواري: حدثنا مروان، قال: حدثنا بكير بن معروف، وكان ثقة.
وقال ابن عدي: أرجو أنه لا بأس به، ما حديثه بالمنكر جدا.
ووثقه ابن حبان.
ويروى عن أحمد بن حنبل قال: ذاهب الحديث.
قلت: خرج له أبو داود في المراسيل ما رواه عن مقاتل بن حيان، عن الضحاك، في قوله: ما يكون من نجوى ثلاثة إلا هو رابعهم قال: هو على العرش وعلمه معهم.
وقال الحاكم: بلغني موته سنة ثلاث وستين ومائة.
43 – د ن:
ثابت بن قيس
، أبو الغصن الغفاري، مولاهم، المدني.
من صغار التابعين، له عن: أنس، وسعيد بن المسيب، ونافع بن جبير، وخارجة بن زيد بن ثابت، وأبي سعيد المقبري.
وعنه: معن بن عيسى، وعبد الرحمن بن مهدي، وبشر بن عمر الزهراني، والقعنبي، وإسماعيل بن أبي أويس، وطائفة.
قال يحيى بن معين، والنسائي: ليس به بأس.
وقال ابن عدي: يكتب حديثه.
وقال أبو حاتم: رأى جابر بن عبد الله، وأنسا.
وقال ابن معين مرة: ليس حديثه بذاك، هو صالح، هذه رواية عباس الدوري عنه.
قلت: أخطأ من زعم أن أبا الغصن هذا هو أبو الغصن جحا.
قال ابن سعد: عاش ثابت بن قيس مائة وخمس سنين، ومات سنة
ثمان وستين ومائة.
44 – ع:
ثابت بن يزيد الأحول الحافظ
، أبو زيد البصري.
عن: عاصم الأحول، وهلال بن خباب، وطبقتهما.
وعنه: أبو داود الطيالسي، وعفان، وعارم، وأبو سلمة التبوذكي، وآخرون.
قال أبو حاتم: ثقة.
وقال النسائي: ليس به بأس.
قلت: مات سنة تسع وستين ومائة.
45 -
جابر بن يزيد بن رفاعة العجلي الكوفي
.
ويقال: إنه أزدي، سكن الموصل.
وحدث عن: مجاهد، وعامر الشعبي، وأبي جعفر الباقر، ويزيد بن أبي سليمان، وحماد الفقيه، وجماعة.
وعنه: المعافى بن عمران، وعبد الرحمن بن مهدي، والطيالسي، وعفان، والمعافى بن سليمان، وأحمد بن يونس اليربوعي.
قال محمد بن عبد الله بن عمار الحافظ: رأيته وعليه عمامة سوداء.
وقال عباس، عن ابن معين: جابر بن يزيد رفاعة، موصلي يروي عن مجاهد.
قلت له: في كتاب النسائي حديث واحد، وهو صدوق، بقي إلى حدود السبعين ومائة.
46 – ع:
جرير بن حازم الأزدي العتكي
، مولاهم، البصري، الحافظ أبو النضر، أخو يزيد ومخلد.
رأى بمكة لما حج أبا الطفيل، ولم يسمع منه، وشهد جنازته.
وروى عن: عمه جرير بن زيد، وأبي رجاء العطاردي، والحسن، وابن سيرين، وطاوس، وعطاء، وابن أبي مليكة، ونافع، وحميد بن هلال، وقتادة،
وأيوب، وخلق كثير. وعنه: ابنه وهب بن جرير، وشيخه أيوب السختياني، والسفيانان، وابن وهب، وحسين بن محمد، وعاصم بن علي، وأبو الربيع الزهراني، وشيبان بن فروخ، وأبو نصر التمار، وخلق سواهم. ورحل في الشيخوخة إلى مصر فسمع بها وأسمع.
قال وهب: قرأ أبي على أبي عمرو بن العلاء فقال له: أنت أفصح من معد، فقال عبد الرحمن بن مهدي: هو أوثق عندي من قرة بن خالد.
قلت: قد وثقه الناس، ولكنه تغير قبل موته، فحجبه ابنه وهب، فما سمع منه أحد في اختلاطه، وله أحاديث ينفرد بها فيها نكارة وغرابة، ولهذا يقول فيه البخاري: ربما يهم.
وقال ابن معين: هو في قتادة ضعيف.
قال أحمد بن حنبل، وغيره: أخطأ جرير بن حازم في حديثه عن قتادة، عن أنس كانت قبيعة سيف النبي صلى الله عليه وسلم من فضة إنما صوابه، عن قتادة، عن سعد بن أبي الحسن مرسلا.
قال الميموني، عن أحمد بن حنبل: كان حديث جرير، عن قتادة غير حديث الناس، يوقف أشياء، ويسند أشياء، ثم أثنى أحمد عليه وترحم عليه، وقال: رجل صالح: صاحب سنة وفضل.
وقال أبو داود الطيالسي: كان جرير بن حازم إذا قدم قال شعبة: قد جاءكم هذا الحشوي.
قال العقيلي: حدثنا الحسين بن عبد الله الذارع، قال: حدثنا أبو داود قال: جرير بن حازم، وعبد الوهاب الثقفي تغيرا، فحجب الناس عنهما.
وقال الحسن الحلواني: بلغني أن عبد الرحمن بن مهدي دخل إلى جرير يعوده في اختلاطه، فقال له: من أنت، قال: أنا عبد الرحمن بن مهدي. فقال: ابن مهدي بن ميمون.
وقال عبد الله بن أحمد: سألت يحيى بن معين، عن جرير بن حازم، فقال: ليس به بأس، وهو عن قتادة ضعيف.
وقال يحيى القطان: كان جرير بن حازم يقول في حديث الضبع، عن جابر، عن عمر، ثم جعله بعد: عن جابر، عن النبي صلى الله عليه وسلم.
وقال عبد الرحمن بن مهدي: اختلط جرير بن حازم قبل موته، فلما أحس به بنوه حجبوه، فلم يسمع منه شيء في اختلاطه.
وعن جرير قال: لما مات أنس بن مالك كان لي خمس سنين.
وقال أبو حاتم: تغير قبل موته بسنة.
وقال موسى بن إسماعيل: ما رأيت حماد بن سلمة يعظم أحدا ما يعظم جرير بن حازم.
وقال وهب بن جرير: كان شعبة يأتي أبي يسأله.
وروى وهب، عن أبيه قال: جلست إلى الحسن سبع سنين، لم أخرم منها يوما واحدا.
قلت: قد وقع لي من عواليه، ومات في آخر سنة سبعين ومائة.
* جعفر بن الحارث، هو أبو الأشهب، في الكنى.
47 – ت:
جعفر بن زياد الأحمر الكوفي
.
عن: منصور، ومغيرة، وعطاء بن السائب، وبيان بن بشر، وعدة.
وعنه: ابن مهدي، والأسود بن عامر، وعلي بن حكيم، ويحيى بن بشر الحريري.
قال أبو داود: صدوق.
وقيل: كان من صالحي الشيعة، وقد سجنه المنصور مدة.
وقال ابن حبان: في النفس منه.
وقال الجوزجاني: مائل عن الطريق.
قلت: مات سنة سبع وستين ومائة.
48 -
جعفر بن كيسان العدوي البصري
، أبو معروف المؤذن.
عن: معاذة العدوية، وعمرة بنت قيس، وحميد بن هلال.
وعنه: يزيد بن هارون، وأبو نعيم، ومسلم، وحوثرة بن أشرس، وجماعة.
وثقه ابن معين.
وقال أبو حاتم: صالح الحديث.
49 -
جعفر بن محمد بن خالد بن الزبير بن العوام بن خويلد الأسدي
.
عن: هشام بن عروة، وعمر بن عبد الله بن عروة. وعنه: معن بن عيسى، وخالد بن مخلد، ومحمد بن خالد بن عثمة.
قال البخاري: لا يتابع على حديثه.
وقال أبو الفتح الأزدي: منكر الحديث.
50 -
جميع بن ثوب السلمي الرحبي الحمصي
.
أحد الضعفاء. عن خالد بن معدان، وحبيب بن عبيد، ويزيد بن خمير. وعنه: بقية، ومحمد بن حرب، ويحيى بن صالح الوحاظي، وعبد الله بن عبد الجبار الخبائري.
قال البخاري: منكر الحديث.
وقال ابن حبان: لا يحتج به.
وقال أبو حاتم: يكتب حديثه.
وقيل فيه: جميع، بالضم.
51 -
جويرية بن بشير الهجيمي
.
سمع الحسن، وغيره، وعنه: يحيى القطان، ومسلم، والتبوذكي، وعلي بن عثمان اللاحقي.
وثقه ابن معين.
52 -
جميل بن عبيد الله الطائي
، أبو النضر البصري.
عن: الحسن، وثمامة بن عبد الله. وعنه: زيد بن الحباب، وموسى بن إسماعيل.
وليس هذا بجميل بن زيد.
53 – ت ق:
الحارث بن نبهان
، أبو محمد الجرمي البصري.
عن: عاصم بن أبي النجود، وأبي إسحاق، وعطاء بن السائب، وطبقتهم. وعنه: مسلم بن إبراهيم، وموسى التبوذكي، وعبيد الله العيشي، وأبو كامل الجحدري، وطالوت بن عباد.
ضعفه أبو حاتم، وغيره.
وقال البخاري: منكر الحديث.
وقال النسائي: متروك الحديث.
وقال ابن معين: ليس بشيء.
54 -
الحارث بن غصين
، أبو وهب الثقفي.
عن: عطاء بن السائب، ومنصور، وحصين. وعنه: شهاب بن خراش، وحسين الجعفي، ويعلى بن عبيد، ومحمد بن جعفر المدائني.
55 – ت ق:
الحارث بن النعمان بن سالم الليثي
.
عن: خاله سعيد بن جبير، وأنس بن مالك، وطاوس، وعنه الحارث بن النعمان بن سالم البزاز سميه، وسعيد بن عمارة، وثابت بن محمد الزاهد، وآخرون.
قال أبو حاتم: ليس بقوي.
وقال البخاري: منكر الحديث.
56 – د:
حبان بن يسار
، أبو روح الكلابي البصري.
عن: محمد بن واسع، وهشام بن عروة. وعنه: عمرو بن عاصم الكلابي، وأبو غسان النهدي، وأبو سلمة التبوذكي، وآخرون.
قال أبو حاتم: ليس بالقوي.
وأورده ابن حبان في الثقات.
57 – م ن ق:
حبيب بن أبي حبيب يزيد الجرمي البصري الأنماطي
.
سمع: الحسن، وعمرو بن هرم، وقتادة، وخالد بن عبد الله القسري. وعنه: أبو داود الطيالسي، وأبو سلمة المنقري، وحبان بن هلال، وسليمان بن حرب، وداود بن شبيب، وولده محمد بن حبيب.
فيه لين ما، قد غمزه أحمد، وقدح فيه يحيى القطان. ونهى يحيى بن معين عن كتابة حديثه.
وقد حدث عنه ابن مهدي، وغيره.
58 -
حبيب بن حجر القيسي البصري
، مصغر الاسم.
عن: ثابت البناني، وأبي المهزم. وعنه ابن المبارك، ووكيع، ومسلم، وإبراهيم بن الحجاج السامي.
ما علمت به بأسا بعد.
59 – ق:
حجاج بن تميم الجزري
.
سمع ميمون بن مهران. حدث عنه يحيى الحماني، وسويد بن سعيد، وجبارة بن المغلس.
ضعفه ابن عدي.
وقال النسائي: ليس بثقة.
قلت: له حديثان في ابن ماجه.
60 – د:
حجاج بن صفوان المدني
.
عن: أسيد بن أبي أسيد، وأبيه، وإبراهيم بن عبد الله بن أبي حسين. وعنه: أبو ضمرة، والقعنبي.
وثقه أحمد.
وقال أبو حاتم، وغيره: صدوق.
وضعفه الأزدي.
61 -
حرب بن سريج المنقري البصري البزاز
.
عن: الحسن، وابن أبي مليكة، ونافع، ومحمد بن علي بن الحسين.
وعنه: ابن المبارك، وزيد بن الحباب، وطالوت بن عباد، وموسى بن إسماعيل، وشيبان بن فروخ.
قال أحمد، وغيره: ليس به بأس.
وقال ابن حبان: لا يحتج به.
وقال أبو حاتم: ليس بقوي.
وقال ابن عدي: أرجو أنه لا بأس به.
قلت: يكنى أبا سفيان، ويقال هو أيضا: حرب بن أبي العالية.
62 – خ م د ت ن:
حرب بن شداد
، أبو الخطاب اليشكري البصري الحافظ.
عن: شهر بن حوشب، والحسن البصري، ويحيى بن أبي كثير.
وعنه: عبد الرحمن بن مهدي، وأبو داود، وعبد الصمد التنوري، وعمرو بن مرزوق، وعبد الله بن رجاء الغداني، وآخرون.
وثقة أحمد، وغيره.
وقال الفلاس: كان يحيى بن سعيد لا يحدث عنه.
قلت: قد علم تعنت يحيى بن سعيد في الرجال، وبعد هذا فيروي عن مجالد، ويقويه.
مات حرب سنة إحدى وستين ومائة.
* حرب بن أبي العالية، في الطبقة الآتية. 50
63 – م ت:
حرب بن ميمون
، أبو الخطاب الأنصاري البصري الأكبر، مولى النضر بن أنس بن مالك.
روى عن: مولاه، وعطاء بن أبي رباح، وأيوب السختياني، وغيرهم. وعنه: عبد الصمد التنوري، وبدل بن المحبر، وحبان بن هلال، والحسين بن حفص، ويونس المؤدب، وعبد الله بن رجاء.
وثقة ابن المديني، ولينه غيره.
قال البخاري: قال سليمان بن حرب: كان أكذب الخلق، وقال ابن معين: صالح.
وقال أبو زرعة: لين.
* حرب بن ميمون، صاحب الأغمية.
هذا أصغرهم، سيأتي فيما بعد - إن شاء الله -.
64 – م د ن ق:
حرملة بن عمران بن قراد
، أبو حفص التجيبي المصري، هو جد حرملة صاحب الشافعي.
روى عن جماعة، قد ذكر.
65 – خ 4:
حريز بن عثمان بن جبر
، أبو عثمان الرحبي المشرقي الحمصي الحافظ، ويكنى أبا عون أيضا، من صغار التابعين.
سمع: عبد الله بن بسر المازني، وخالد بن معدان، وراشد بن سعد، وحبيب بن عبيد، وعبد الواحد بن عبد الله النصري، وعبد الرحمن بن ميسرة، وعدة.
وعنه: بقية، ويحيى القطان، ويحيى بن سعيد العطار الحمصي، وحجاج بن محمد، وآدم بن أبي إياس، وأبو اليمان، ويحيى الوحاظي، وعلي بن عياش، وعلي بن الجعد، وخلق كثير.
وحديثه نحو المائتين، وكان فيه نصب.
وقد قال أبو حاتم: لا يصح عندي ما يقال عنه في رأيه، ولا أعلم بالشام أثبت منه.
وقال أحمد بن حنبل: ثقة ثقة.
وقال أبو اليمان: كان يتناول من رجل ثم ترك ذلك.
وقال يزيد بن هارون: أشد شيء سمعته منه يقول: لنا أمير ولكم أمير، وسمعته يقول: لا أحب من قتل لي جدين.
وقال يعقوب الفسوي: بلغني عن علي بن عياش، قال: سمعت
حريز بن عثمان يقول لرجل: ويحك، تزعم أني أشتم عليا، والله ما شتمته قط.
وقال معاذ بن معاذ: لا أحسبني رأيت شاميا أفضل منه.
ويقال: إنه كان يكره عليا رضي الله عنه.
قال الخطيب في تاريخه: أخبرنا أبو بكر عبد الله بن علي بن حمويه الهمذاني، قال: أخبرنا أحمد بن عبد الرحمن الشيرازي، قال: أخبرنا عمر بن أحمد بن يونس ببغداد، قال: حدثني الحسين بن أحمد بن علي المالكي، قال: حدثنا عبد الوهاب بن الضحاك، قال: حدثنا إسماعيل بن عياش، قال: سمعت حريز بن عثمان، قال: هذا الذي يرويه الناس عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال لعلي: أنت مني بمنزلة هارون من موسى حق، ولكن أخطأ السامع، إنما هو: أنت مني مكان قارون من موسى، قلت: عن من ترويه؟ قال: سمعت الوليد بن عبد الملك يقوله على المنبر.
قال الخطيب: عبد الوهاب كذاب.
ابن جوصا: حدثنا معاوية بن عمرو الكلاعي، قال: حدثنا حريز، قلت لعبد الله بن بسر: هل كان في رأس رسول الله صلى الله عليه وسلم شعرات بيض؟ قال: نعم، فإذا ادهن تغير.
قلت: هذا أعلى شيء عند ابن جوصا، فهو ثلاثي له، كما هو ثلاثي للبخاري.
قال أحمد بن محمد بن عيسى في تاريخ حمص: لم يكن لحريز كتاب، إنما كان يحفظ.
مولده سنة ثمانين.
وقال الوليد بن مسلم: حدثنا حريز قال: رأيت ابن بسر وأنا غلام.
وقال أبو بكر بن أبي داود: حدثنا معاوية بن عبد الرحمن الرحبي، قال: سمعت حريز بن عثمان يقول: لا تعاد أحدا حتى تعلم ما بينه وبين الله، فإن يكن محسنا فإن الله لا يسلمه لعداوتك، وإن يكن مسيئا فأوشك بعمله أن يكفيكه.
قال علي بن عياش: جمعنا حديث حريز في دفتر وأثبتناه به نحو مائتي حديث، فتعجب وقال: هذا كله عني؟!.
وقال أحمد بن حنبل: ليس بالشام أثبت من حريز إلا أن يكون بحير بن سعد.
وقال يحيى بن المغيرة: قال جرير: إن حريزا كان يشتم عليا رضي الله عنه – على المنبر.
وقال أحمد بن سعيد الدارمي، قال: حدثنا أحمد بن سليمان، قال: حدثنا إسماعيل بن عياش، قال: عادلت حريز بن عثمان من مصر إلى مكة، فجعل يسب عليا، ويلعنه.
وقال ربيعة بن الحارث الحمصي: حدثنا عبد الله بن عبد الرحمن الخبائري، قال: حدثنا إسماعيل بن عياش، قال: زاملت حريز بن عثمان، فسمعته يقع في علي، فقلت: مهلا يا أبا عثمان، ابن عم نبيك، وزوج ابنته، فقال: اسكت يا رأس الحمار لا ألقيك من الجمل.
وقال ابن حبان: كان يلعن عليا، فعاتبوه، فقال: هو القاطع رأس أجدادي بالفؤوس. وكان علي بن عياش يحكي أنه رجع عن ذلك.
وقال عبد الله بن حماد الآملي: سمعت يحيى بن صالح، أن حريز بن عثمان لم أكتب عنه، صليت معه الفجر سبع سنين، فكان لا يخرج من المسجد حتى يلعن عليا سبعين مرة كل يوم.
قلت: صح أنه ترك ذلك، وجاء عن غير واحد أن يزيد بن هارون رئي في النوم فقال: غفر لي ربي، وعاتبني في روايتي عن حريز.
عباس الدوري: سمعت ابن معين، قال: سمعت علي بن عياش يقول: سمعت حريز بن عثمان الرحبي يقول لرجل: ويحك، أما تتقي الله تزعم أني شتمت عليا، ولا والله ما شتمت عليا قط.
وقال الحلواني: حدثنا شبابة، قال: سمعت حريز بن عثمان، قال له رجل: بلغني أنك لا تترحم على علي؟ فقال: اسكت، ما أنت وهذا، ثم التفت إلي، وقال: رحمه الله مائة مرة.
قال الوحاظي، وغيره: مات حريز سنة ثلاث وستين ومائة.
وقال سليمان الخبائري: سنة ثمان وستين.
قال الخطيب: هذا خطأ.
66 -
حزام بن هشام الخزاعي القديدي
، من بادية الحجاز.
روى عن: أبيه، وعمر بن عبد العزيز. وعنه: وكيع، والقعنبي، ويحيى بن يحيى النيسابوري، وغيرهم.
وأبوه هشام بن خالد، يقال: إنه سمع من عمر.
67 -
حسام بن مصك
، أبو سهل البصري الأزدي.
عن: الحسن: وابن سيرين، وعبد الله بن بريدة، وقتادة. وعنه: أبو داود الطيالسي، وحجاج الأعور، ومسلم بن إبراهيم، وجماعة. وقد حدث عنه: شعبة، وهو أقدم موتا منه.
قال البخاري: ليس بالقوي عندهم.
وقال النسائي: ضعيف.
وقال الدارقطني: متروك.
قلت: مات سنة ثلاث وستين ومائة، لم يخرجوا له.
68 – ن:
حسان بن نوح النصري الحمصي
.
عن: أبي أمامة، وعبد الله بن برد، وعنه: مبشر بن إسماعيل، والوليد بن مسلم، وعلي بن عياش، وعصام بن خالد، وآخرون.
له حديث في النهي عن صوم يوم السبت، أخرجه النسائي، وإسناده صالح.
69 –
الحسن بن أيوب الحضرمي
.
حمصي ذكر أن أنس بن مالك مسح رأسه.
70 – ت ق:
الحسن بن أبي جعفر الجفري البصري
، أبو سعيد.
عن: نافع، وأبي الزبير، وثابت البناني، ومحمد بن زياد الجمحي.
وعنه: عبد الرحمن بن ثابت، وأبو داود، ومسلم بن إبراهيم، وأبو عمر الحوضي، وموسى التبوذكي.
قال الفلاس: صدوق، منكر الحديث.
وقال النسائي: ضعيف.
وقال نصر بن علي: لم يكن بالبصرة أحد أعبد منه.
قال البخاري: هو الحسن بن عجلان، وهو منكر الحديث.
وقال ابن معين: ليس بشيء.
قلت: توفي سنة سبع وستين ومائة.
71 -
الحسن بن دينار البصري
، ويقال: هو الحسن بن واصل التميمي، أبو سعيد.
محدث مكثر. روى عن ابن سيرين، وكلثوم بن جبر، وعبد الله بن دينار، والحسن البصري، وخلق كثير، وعنه: الثوري، وشيبان النحوي، وزهير بن معاوية، وزيد بن الحباب، وسعد بن يزيد الفراء، وشيبان بن
فروخ، وداود بن المحبر وآخرون.
قال عبدان الأهوازي: كان عند شيبان بن فروخ عنه خمسة وعشرون ألف حديث.
قال النسائي، وغيره: متروك الحديث.
وقال ابن معين: لا شيء.
وكذبه أبو حاتم.
وقال البخاري: تركه يحيى، وابن مهدي.
وهو مجمع على ضعفه، على أني لم أر حديثا قد جاوز الحد.
سفيان بن عبد الملك: سمعت ابن المبارك يقول: أما الحسن بن دينار فكان يرى القدر، وكان يحمل كتبه إلى بيوت الناس، ويخرجها من يده ثم يحدث منها، وكان لا يحفظ.
قلت: كان الصدر الأول لا يخرجون أصولهم من أيديهم مخافة أن يدس فيها شيء ما سمعوه.
وقال البخاري: الحسن بن دينار هو ابن واصل التميمي، تركه وكيع، وابن مهدي.
72 – ن:
الحسن بن زيد ابن السيد الحسن بن علي بن أبي طالب
، الأمير أبو محمد الهاشمي الفاطمي المدني، والد السيدة العابدة نفسية المدفونة بظاهر مصر.
روى عن: أبيه، وعكرمة، ومعاوية بن عبد الله بن جعفر، وعنه: ابنه إسماعيل، وابن أبي ذئب، وعبد الرحمن بن أبي الزناد، ووكيع، ومالك، وزيد بن الحباب، وغيرهم.
كان من سروات بني هاشم، وأجوادهم، ولي المدينة للمنصور خمس سنين، ثم عزله وحبسه، فلما توفي المنصور أخرجه المهدي، وأكرمه، وأعطاه
أمواله، ولم يزل في صحابته.
ويقال: إنه قضى عن والده زيد أربعة آلاف دينار.
وكان ذا قعدد في النسب؛ فإنه مواز لأبي جعفر الباقر، وقد مدحه غير واحد من الشعراء.
وخرج له النسائي حديثا واحدا.
مات بالحاجر، وهو يريد الحج سنة ثمان وستين ومائة، وله خمس وثمانون سنة.
روى ابن أبي ذئب، عن الحسن بن زيد، عن عكرمة، عن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم احتجم، وهو صائم.
73 – م 4:
الحسن بن صالح بن حي
، الفقيه، أبو عبدالله الهمداني الكوفي العابد، أحد الأعلام، أخو علي بن صالح، وهما ابنا صالح بن صالح بن حيان بن شفي بن هني الثوري.
وقيل: هو صالح بن صالح بن مسلم بن حيان، قاله البخاري.
وقيل: صالح بن صالح بن حي بن مسلم.
ولد الحسن سنة مائة، وروى عن سلمة بن كهيل، وسماك بن حرب، وإسماعيل السدي، وعبد الله بن دينار العمري، وبيان بن بشر، ووالده صالح، وعاصم بن بهدلة، وعاصم الأحول، وعبد العزيز بن رفيع، وعلي بن الأقمر، وعمرو بن دينار، وأبي إسحاق، وقيس بن مسلم، وعطاء بن السائب، ومنصور بن المعتمر، وطبقتهم.
وعنه: وكيع، ويحيى بن آدم، ويحيى بن فصيل، وأبو نعيم، وعبيد الله بن موسى، وقبيصة، وأحمد بن يونس، وعلي بن الجعد، وآخرون.
قال أبو نعيم: كتبت عن ثمان مائة محدث، فما رأيت أفضل من الحسن بن صالح.
وقال عباس، عن ابن معين قال: يكتب رأي الحسن بن صالح، ورأي الأوزاعي، هؤلاء ثقات.
وقال أبو زرعة: اجتمع في الحسن بن حي إتقان، وفقه، وعبادة، وزهد.
وكان وكيع يعظمه، ويشبهه بسعيد بن جبير.
وقال أبو نعيم: حدثنا الحسن بن صالح: وما كان بدون الثوري في الورع، والقوة.
وقال يحيى بن أبي بكير: قلنا للحسن بن صالح: صف لنا غسل الميت، فما قدر عليه من البكاء.
وقال عبدة بن سليمان: إني أرى الله يستحي أن يعذب الحسن بن صالح.
وقال أبو غسان: هو خير من شريك، من هنا إلى خراسان.
وقال أبو نعيم: ما رأيت أحدا إلا وقد غلط في شيء، غير الحسن بن صالح.
قال ابن عدي: لم أر له حديثا منكرا مجاوزا المقدار، هو عندي من أهل الصدق.
وقال وكيع: هو عندي إمام، فقيل له: إنه لا يترحم على عثمان، فقال وكيع: أتترحم أنت على الحجاج؟
قلت: هذه سقطة من وكيع، شتان ما بين الحجاج وبين عثمان، عثمان خير أهل زمانه، وحجاج شر أهل زمانه.
قال أبو حاتم: الحسن بن صالح ثقة، حافظ، متقن.
وقال أحمد بن حنبل: ثقة.
وقال وكيع: كان الحسن وعلي وأمهما قد جزؤوا الليل ثلاثة أجزاء للعبادة، فماتت أمهما، فقسما بينهما قيام الليل، ثم مات علي، فقام الليل
كله الحسن.
وعن أبي سليمان الداراني قال: ما رأيت أحدا الخوف أظهر على وجهه من الحسن بن صالح، قام ليلة بـ عم يتساءلون فغشي عليه، فلم يختمها إلى الفجر.
وعن الحسن، قال: ربما أصبحت وما معي درهم، وكأن الدنيا كلها قد حيزت لي في يدي.
أحمد بن أبي الحواري: حدثنا إسحاق بن جبلة قال: دخل الحسن بن صالح السوق يوما وأنا معه، فرأى هذا يخيط وذا يصبغ، فبكى، ثم قال: انظر إليهم يتعللون حتى يأتيهم الموت.
وعن أبي نعيم، عن الحسن بن صالح، قال: فتشنا الورع فلم نجده في شيء أقل منه في اللسان.
وعن ابن حي أنه كان إذا نظر إلى المقبرة يصرخ ويغشى عليه.
وقال حميد الرؤاسي: كنت عند ابن صالح، ورجل يقرأ: لا يحزنهم الفزع الأكبر، فالتفت علي إلى أخيه الحسن وقد اخضر واصفر، فقال: يا حسن: إنها أفزاع فوق أفزاع، ورأيت الحسن أراد أن يصيح، ثم جمع ثوبه فعض عليه حتى سكن عنه.
وعن ابن حي، قال: إن الشيطان ليفتح للعبد تسعة وتسعين بابا من الخير، يريد بها بابا من السوء.
أحمد بن عمران بن جعفر البغدادي: حدثنا يحيى بن آدم، قال: قال الحسن بن صالح: قال لي أخي - وكنت أصلي -: يا أخي اسقني، قال: فلما قضيت صلاتي أتيته بماء فقال: قد شربت الساعة، قلت: ومن سقاك، وليس في الغرفة غيري وغيرك؟ قال: أتاني الساعة جبريل بماء فسقاني وقال: أنت وأخوك وأمك مع الذين أنعم الله عليهم الآية، وخرجت نفسه.
وقال عبد الله بن داود الخريبي: ترك الحسن بن صالح الجمعة، فجاء فلان فجعل يناظره ليلة إلى الصباح، فذهب الحسن إلى ترك الجمعة معهم وإلى الخروج عليهم، ولهذا يقول أبو أسامة: سمعت زائدة يقول: إن ابن
حي هذا قد استصلب منذ زمان، وما يجد أحدا يصلبه.
يعني لو علم به أهل الدولة أنه يرى السيف لقتلوه.
قال أبو أسامة: أتيت الحسن بن صالح، فجعل أصحابه يقولون: لا إله إلا الله، لا إله إلا الله، فقلت: ما لي، كفرت؟ قال: لا، ولكن ينقمون عليك صحبة مالك بن مغول وزائدة، فقلت: لا جلست إليك أبدا.
وقال أبو نعيم: ذكر الحسن بن صالح عند الثوري فقال: ذاك رجل يرى السيف على الأمة.
وعن الثوري أنه كان ينقم على ابن حي ترك الجمعة.
وقال يوسف بن أسباط: كان الحسن بن حي يرى السيف.
وقال يحيى القطان: كان سفيان يسيء الرأي في الحسن بن حي.
وقال بشر بن الحارث: كان زائدة يجلس في المسجد يحذر الناس من ابن حي وأصحابه، قال: وكانوا يرون السيف.
أبو سعيد الأشج: سمعت ابن إدريس يقول: ما أنا وابن حي، لا يرى جمعة ولا جهادا.
قال أبو معمر القطيعي: كنا عند وكيع، فكان إذا حدث عن حسن بن صالح أمسكنا فلم نكتب، فقال: ما لكم؟ فقال له أخي بيده هكذا: يعني أنه كان ما يرى السيف، فسكت وكيع.
وقال خلف بن تميم: كان زائدة يستتيب من أتى حسن بن صالح.
قلت: مات سنة تسع وستين ومائة، وكان من كبار الفقهاء.
له أقوال تحكى في الخلافيات.
74 -
الحسين بن مطير
.
من فحول الشعراء في الدولتين، وله مدائح في المهدي، وشعره في الذروة، وكان أعرابي الهيئة واللباس، وهو من موالي بني أسد، وهو القائل:
فيا عجبا للناس يتشرفونني كأن لم يروا بعدي محبا ولا قبلي يقولون لي اصرم يرجع العقل كله وصرم حبيب النفس أذهب للعقل ويا عجبا من حب من هو قاتلي كأني أجازيه المودة عن قتلي ومن بينات الحب أن صار أهلها أحب إلى قلبي وعيني من أهلي
قال أبو عكرمة الضبي: حدثنا سليمان، قال: خرج المهدي يوما يتصيد، فلقيه الحسين بن مطير فأنشده:
أضحت يمينك من جود مصورة لا، بل يمينك منها صورة الجود من حسن وجهك تضحى الأرض مشرقة من بنانك يجري الماء في العود
فقال المهدي: كذبت يا فاسق وهل تركت موضعا لأحد مع قولك في معن بن زائدة:
ألما بمعن ثم قولا لقبره سقتك الغوادي مربعا ثم مربعا فيا قبر معن كنت أول حفرة من الأرض خطت للمكارم مضجعا ويا قبر معن كيف واريت جوده وقد كان منه البر والبحر مترعا ولكن حويت الجود والجود ميت ولو كان حيا ضقت حتى تصدعا وما كان إلا الجود صورة وجهه فعاش ربيعا، ثم ولى فودعا فلما مضى معن مضى الجود والندى وأصبح عرنين المكارم أجدعا
فأطرق ابن مطير ثم قال: يا أمير المؤمنين: وهل معن إلا حسنة من حسناتك، فرضي عنه وأمر له بألفي دينار.
روى حماد بن إسحاق الموصلي، عن أبيه، للحسين بن مطير:
أيا كبدا من لوعة الحب كلما ذكرت ومن رفض الهوى حيث يرفض ومن زفرة تعتادني بعد زفرة تقصف أحشائي لها حين تنهض فمن حبها أبغضت من كنت وامقا ومن حبها أحببت من كنت أبغض إذا ما صرفت الدهر عنها بغيرها أتى حبها من دونه يتعرض
ومنها مما لم يروه الموصلي فيها:
قضى الحب يا أسماء أن لست زائلا أحبك حتى يغمض العين مغمض فحبك بلوى غير أن لا يسرني وإن كان بلوى أنني لك مبغض فيا ليتني أقرضت جلدا صبابتي وأقرضني صبرا على النأي مقرض
وله أيضا:
أحبك يا سلمى على غير ريبة ولا بأس في حب تعف سرائره أحبك حبا لا أعنف بعده محبا ولكني إذا ليم عاذره وقد مات قبلي أول الحب مرة ولو مت أضحى الحب قد مات آخره وأي طبيب يبرئ الحب بعدما تشربه بطن الفؤاد وظاهره
75 -
الحسن بن أبي يزيد الهمداني الكوفي
.
عن: الشعبي، وأبي الفضل - بياع الخمر - وعنه ابنه محمد، ووكيع، ومالك بن إسماعيل. وهو صالح الحديث. ما رأيت أحدا تكلم فيه.
76 -
الحسين بن عقيل
، العقيلي الكوفي.
عن عائشة بنت بجدان، والضحاك بن مزاحم. وعنه: ابن عيينة، ووكيع، وأبو نعيم، وخلاد بن يحيى، وغيرهم.
وثقه ابن معين.
77 – ت:
حشرج بن نباتة
، أبو مكرم الأشجعي الكوفي.
عن: سعيد بن جمهان، وغيره.
وعنه: أبو داود، وأبو نعيم، وبشر بن الوليد، وسريج بن النعمان، وعاصم بن علي، وآخرون.
وثقه ابن معين، وغيره.
وقال النسائي: ليس بالقوي.
وقال البخاري: روى عن ابن جمهان، عن سفينة، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لأبي بكر وعمر وعثمان: هؤلاء الخلفاء بعدي، ولم يتابع على هذا؛ لأن عمر وعليا قالا: لم يستخلف النبي صلى الله عليه وسلم.
قلت: رواه العقيلي عن الصائغ، ورواه ابن
حبان، عن أبي يعلى، كلاهما قالا: حدثنا يحيى الحماني، قال: حدثنا حشرج، عن سعيد بن جمهان، عن سفينة قال: لما بنى رسول الله صلى الله عليه وسلم المسجد، وضع في البناء حجرا، وقال لأبي بكر: ضع حجرك إلى جنب حجري ثم قال لعمر: ضع حجرك إلى جنب حجر أبي بكر، ثم قال لعثمان: ضع حجرك إلى جنب حجر عمر، ثم قال: هؤلاء الخلفاء من بعدي.
وقد قال فيه أبو زرعة: لا بأس به.
78 -
الحكم بن الصلت المدني المؤذن
.
عن: أبيه، وعن عراك بن مالك، وعبد الله بن مطيع - كذا قيل - وهو خطأ، بل الأصوب عن محمد بن عبد الله بن مطيع، عن أبيه. وعنه: معن بن عيسى، وخالد بن مخلد، والقعنبي، وسعدوية الواسطي.
وثقه أحمد، وأبو حاتم.
وبعضهم يقول: هو الحكم بن أبي الصلت.
لم يخرجوا له شيئا.
79 – ت ن ق:
الحكم بن عبد الملك القرشي البصري
، نزيل الكوفة.
عن قتادة، وعاصم بن بهدلة، وغيرهما. وعنه: الحسن بن بشر البجلي، وسريج بن النعمان، ومالك بن إسماعيل النهدي، وبشر بن الوليد.
قال النسائي: ليس بالقوي.
وقال أبو داود: منكر الحديث.
وقال ابن معين: ليس بشيء.
الحسن بن بشر: حدثنا الحكم بن عبد الملك، عن قتادة، عن عطاء، عن أبي هريرة مرفوعا: من كتم علما جاء يوم القيامة وعليه لجام من نار. وهذا حديث علي بن الحكم البناني، عن عطاء، عن أبي هريرة.
ورواه أيضا حجاج بن أرطاة، عن عطاء، وأقوى من ذلك رواية إبراهيم بن طهمان، عن سماك بن حرب، عن عطاء، عن أبي هريرة مرفوعا.
80 -
الحكم بن الوليد الوحاظي الحمصي
.
من صغار التابعين، فإنه سمع عبد الله بن بسر. وعنه: يحيى بن صالح الوحاظي، وعبد الله بن عبد الجبار الخبائري.
وقد تفرد عنه الخبائري بحديثه عن ابن بسر، قال: بعثتني أمي بقطف عنب إلى النبي صلى الله عليه وسلم فأكلته، فكان بعد إذا رآني قال: غدر، غدر.
وقد روى أيضا عن أبي قتيلة الكلاعي، وسليم بن عامر، ورأى أبا أمامة الباهلي.
قال أبو زرعة: لا بأس به.
81 – خت:
حماد بن الجعد
.
شيخ بصري، عن قتادة، وثابت، وليث بن أبي سليم. وعنه: أبو داود الطيالسي، وهدبة بن خالد.
قال ابن معين: ليس بثقة.
وقال النسائي، وغيره: ضعيف.
وقال ابن عدي: حسن الحديث مع ضعفه.
وقال أبو حاتم: ما بحديثه بأس.
82 – م 4:
حماد بن سلمة بن دينار
، مولى بني ربيعة، وقيل غير ذلك في ولائه، الإمام العلم، أبو سلمة البزاز الخرقي البطائني، شيخ أهل البصرة.
سمع خاله حميدا الطويل، وثابتا البناني، وابن أبي مليكة بمكة، وقتادة، وأنس بن سيرين، ومحمد بن زياد القرشي، وأبا جمرة الضبعي، وسماك بن حرب، وسعيد بن جمهان، وإسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة، وأيوب السختياني، وسهيل بن أبي صالح، وعبد الله بن كثير الداراني المقرئ، وأبا عمران الجوني، وعمار بن أبي عمار، وأبا غالب حزورا، وخلقا سواهم.
وعنه: ابن المبارك، ويحيى القطان، وابن مهدي، وعفان، وأبو نعيم، والقعنبي، وهدبة، وعبد الأعلى بن حماد، وعبد الله بن معاوية، وعبد الواحد بن غياث، وشيبان، وخلق كثير.
وروى الحروف عن ابن كثير، وعن عاصم، قاله أبو عمرو الداني. وحمل عنه القراءة موسى بن إسماعيل، وحرمي بن عمارة.
قال شعبة: كان حماد بن سلمة يفيدني عن عمار بن أبي عمار.
وقال وهيب: حماد بن سلمة سيدنا وأعلمنا.
وقال أحمد بن حنبل: هو أعلم الناس بثابت البناني، وأثبت الناس في حميد الطويل.
وقال ابن معين: هو أعلم من غيره بحديث علي بن زيد.
وقال علي بن المديني: كان عند يحيى بن ضريس، عن حماد بن سلمة عشرة آلاف حديث.
وقال الكوسج: قال ابن معين: حماد بن سلمة ثقة.
وقال ابن المديني: هو عندي حجة في رجال، وهو أعلمهم بثابت، وبعمار بن أبي عمار.
قلت: ولذا احتج به مسلم في الأصول بما رواه عن ثابت، وفي الشواهد بما رواه عن غير ثابت.
قال عبد الله بن معاوية الجمحي: حدثنا الحمادان، حماد بن سلمة بن دينار، وحماد بن زيد بن درهم، وفضل حماد بن سلمة على الآخر كفضل الدينار على الدرهم.
قلت: يشير إلى اسمي جديهما.
وقال شهاب بن معمر البلخي: كان حماد بن سلمة يعد من الأبدال.
وقال غيره: كان إماما رأسا في العربية، فقيها، فصيحا، بليغا، كبير القدر، شديدا على المتبدعة، صاحب أثر وسنة، له تصانيف.
وقال حماد بن زيد: ما كنا نرى أحدا يتعلم بنية غير حماد بن سلمة، وما نرى اليوم من يعلم بنية غيره.
وقال علي ابن المديني: من تكلم في حماد بن سلمة فاتهموه.
وقال مسلم بن إبراهيم: حدثنا حماد بن سلمة، قال: كنت أسأل حماد بن أبي سليمان عن أحايث مسندة، والناس يسألونه عن رأيه، وكنت إذا جئته قال: لا جاء الله بك.
قال أبو سلمة التبوذكي: سمعت حماد بن سلمة يقول: إن الرجل ليثقل حتى يخف.
وقال عفان: حدثنا حماد قال: قدمت مكة في رمضان، وعطاء باق، فقلت: إذا أفطرت دخلت عليه، فمات في رمضان.
قال ابن معين: حماد أثبت الناس في ثابت.
وعن أحمد بن حنبل، قال: إذا رأيت الرجل يغمز حماد بن سلمة فاتهمه على الإسلام، فإنه كان شديدا على المبتدعة.
وقد رثاه اليزيدي حيث يقول:
يا طالب النحو إلا فابكه بعد أبي عمرو وحماد
قال يونس النحوي: من حماد بن سلمة تعلمت العربية.
قال عبد الرحمن بن مهدي: لو قيل لحماد بن سلمة: إنك تموت غدا ما قدر أن يزيد في العمل شيئا.
وقال عفان: قد رأيت من هو أعبد من حماد بن سلمة، ولكن ما رأيت أشد مواظبة على الخير، وقراءة القرآن، والعمل لله منه.
وقال التبوذكي: لو قلت لكم: إني ما رأيت حماد بن سلمة ضاحكا لصدقت، كان مشغولا، إما يحدث، أو يقرأ، أو يسبح، أو يصلي، قد قسم النهار على ذلك، رضي الله عنه.
وقال يونس المؤدب: مات حماد بن سلمة وهو في الصلاة.
وقال سوار بن عبد الله العنبري: حدثنا أبي قال: كنت آتي حماد بن سلمة في سوقه، فإذا ربح في ثوب حبة أو حبتين شد جونته، ولم يبع شيئا، فكنت أظن ذلك يقوته.
وقال موسى بن إسماعيل: سمعت حمادا يقول: إذا دعاك الأمير أن تقرأ عليه قل هو الله أحد فلا تأته.
وروي أن حماد بن سلمة قيل له: ألا تأتي السلطان؟ فقال: أحمل لحية حمراء إليهم.
وقال إسحاق ابن الطباع: سمعت حماد بن سلمة يقول: من طلب الحديث لغير اله مكر به.
وقال حماد: ما كان من نيتي أن أحدث حتى قال لي أيوب السختياني في النوم: حدث.
قال عمرو بن عاصم: كتبت عن حماد بن سلمة بضعة عشر ألفا.
وقال حجاج بن منهال: حدثنا حماد بن سلمة، وكان من أئمة الدين.
وروي أن حماد بن سلمة تزوج سبعين امرأة، ولم يولد له، كان عقيما.
قال البخاري: حدثنا آدم، قال: شهدت حماد بن سلمة، ودعاه الدولة، فقال: أحمل لحية حمراء إلى هؤلاء، لا والله لا فعلت.
وقيل: كان حماد بن سلمة مجاب الدعوة.
قال أبو دواد: ولم يكن له كتاب إلا كتاب قيس بن سعد المكي، يعني كان حافظا يروي من حفظه.
وأعلى ما عندي من عالي حديثه أربعة عشر حديثا.
أخبرنا يوسف بن أحمد، وعبد الحافظ بن بدران، قالا: حدثنا موسى بن عبد القادر، قال: حدثنا سعيد بن أحمد، قال: أخبرنا علي بن أحمد البندار، قال: أخبرنا محمد بن عبد الرحمن المخلص، قال: حدثنا عبد الله، قال: حدثنا أبو نصر التمار، قال: حدثنا حماد بن سلمة، عن أيوب، عن نافع، عن ابن عمر: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قرأ هذه الآية يوم يقوم الناس لرب العالمين قال: يقومون حتى يبلغ الرشح أطراف آذانهم. رواه مسلم، عن أبي نصر، فوافقناه بعلو.
أخبرنا إسحاق الأسدي، قال: أخبرنا ابن خليل، قال: أخبرنا اللبان، قال: أخبرنا الحداد، قال: أخبرنا أبو نعيم، قال: حدثنا عبد الله بن محمد، قال: حدثنا الحسن بن محمد، قال: أخبرنا التاجر، قال: أخبرنا محمد بن إسماعيل البخاري قال: سمعت بعض أصحابنا يقول: عاد حماد بن سلمة سفيان الثوري فقال: يا أبا سلمة: أترى الله يغفر لمثلي؟ فقال حماد: والله لو خيرت بين محاسبة الله لي وبين محاسبة أبوي، لاخترت محاسبة الله تعالى، لأنه أرحم بي من أبوي.
وبه إلى أبي نعيم: قال: أخبرنا أبو أحمد الغطريفي، قال: أخبرنا عباس الشكلي، قال: أخبرنا إسحاق بن الجراح، قال: أخبرنا محمد بن الحجاج، قال: كان رجل يسمع معنا عند حماد بن سلمة، فركب إلى
الصين، فلما رجع أهدى إلى حماد، فقال: إن قبلتها لم أحدثك بحديث، وإن لم أقبلها حدثتك، قال: لا تقبلها، وحدثني.
قال ابن المديني، عن القطان: حماد بن سلمة، عن زياد الأعلم، وقيس بن سعد، ليس بذاك.
وقد تناكد الدولابي فقال في كتاب الضعفاء: أخبرنا محمد بن شجاع بن الثلجي، قال: أخبرني إبراهيم بن عبد الرحمن بن مهدي قال: كان حماد بن سلمة لا يعرف بهذه الأحاديث - يعني أحاديث في الصفة - قال: فخرج إلى عبادان، فجاء وهو يرويها، فلا أحسب إلا شيطانا خرج إليه من البحر فألقاها إليه.
ثم قال ابن الثلجي: وسمعت حماد بن صهيب يقول: إن حماد بن سلمة كان لا يحفظ، فكانوا يقولون: إنها دست في كتبه.
وقد قيل: إن ابن أبي العوجاء كان ربيبه، فكان يدس في كتبه هذه الأحاديث.
قلت: ما ابن شجاع بمصدق على حماد، فقد رمي بأمر عظيم، وكان يتجهم، وأما حماد رضي الله عنه فما كان له كتب، بل كان يعتمد على حفظه، فربما وهم كما قال أبو عبد الله الحاكم، قد قيل في سوء حفظه وجمعه بين جماعة في إسناد واحد بلفظ. ولم يخرج له مسلم في الأصول إلا عن ثابت.
قلت: من اتهم حمادا فهو متهم على الإسلام.
قال البخاري: توفي حماد بن سلمة حين بقي من سنة سبع وستين أحد عشر يوما.
83 -
حماد بن أبي ليلى
، واسم أبي ليلى ميسرة، وقيل: سابور، أبو القاسم الأديب الأخباري، مولى لبكر بن وائل، وهو حماد الراوية.
مر في الطبقة الماضية، وإنما أعدته؛ لأنه بلغنا أنه مات لتسع بقين
من المحرم سنة تسع وستين ومائة.
84 -
حماد عجرد
، مر أيضا في الطبقة الماضية، وقيل: إنه توفي سنة إحدى وستين ومائة.
85 -
حماد بن يزيد المنقري
، أبو يزيد.
عن أبيه، ومحمد بن سيرين، ومعاوية بن قرة، وبكر بن عبد الله. وعنه: مسلم بن إبراهيم، وموسى بن إسماعيل، ويونس المؤدب، وطالوت بن عباد. وهو شيخ لم يضعف.
86 -
حمزة بن المغيرة بن نشيط المخزومي الكوفي العابد
.
روى عن سهيل بن أبي صالح، والحسن بن الحر، وعاصم بن سليمان، وجماعة. وعنه: ابن أخيه عبد الله بن محمد بن المغيرة، ذاك الذي نزل مصر، وهاشم بن القاسم، وأبو أسامة، وسليمان بن أبي شيخ، وآخرون.
قال عثمان الدارمي، عن ابن معين: ليس به بأس.
قلت: هذا مات كهلا ولم يخرجوا له في الكتب الستة.
87 -
حيان بن عبيد الله
، أبو زهير البصري.
عن أبي مجلز لاحق بن حميد، والضحاك بن مزاحم، وأبيه عبيد الله بن حيان. وعنه: مسلم بن إبراهيم، وموسى المنقري، وإبراهيم بن الحجاج السامي، وغيرهم. وله مناكير وغرائب، وما رأيت أحدا وهاه.
88 – ت ن:
خارجة بن عبد الله بن سليمان بن زيد بن ثابت الأنصاري المدني
.
عن: نافع، ويزيد بن رومان، وعامر بن عبد الله بن الزبير، وعنه: زيد بن الحباب، ومعن بن عيسى، والواقدي، والقعنبي.
قال ابن عدي: لا بأس به عندي.
وقال أحمد، والدارقطني: ضعيف، هكذا وجدت في كتابي المغني، وهو منقول من كلام ابن الجوزي. وقد احتج بهذا الرجل النسائي.
وقال ابن أبي عاصم: توفي سنة خمس وستين ومائة.
89 – ت ق:
خارجة بن مصعب بن خارجة أبو الحجاج الضبعي السرخسي
.
عالم أهل خراسان على لين فيه، رحل في طلب العلم وهو كبير فسمع الكثير، وروى عن بكير بن الأشج، وزيد بن أسلم، وعبد الملك بن عمير، وأيوب، ويونس، وعمرو بن دينار القهرمان، وشريك بن أبي نمر، وعمرو بن يحيى المازني، وعدة.
وعنه: عبد الرحمن بن مهدي، وعيسى غنجار، ووكيع، وحفص بن عبد الله السلمي، ويحيى بن يحيى التميمي، ونعيم بن حماد، ويزيد بن صالح، وآخرون.
روى مسلم، عن يحيى بن يحيى قال: هو مستقيم الحديث عندنا، ولم ننكر من أحاديثه إلا ما كان يدلس عن غياث، فإنا كنا نعرف تلك الأحاديث.
وقال أبو عبد الله الحاكم: هو في نفسه ثقة، يعني أنه ليس بمتهم.
وقال أبو حاتم: يكتب حديثه.
وقال ابن عدي: يغلط ولا يتعمد.
وعن خارجة قال: قدمت على الزهري، وهو صاحب شرطة للمروانية، فلم أسمع منه، ثم قدمت فسمعت من يونس عنه.
وروى محمد بن عبد الوهاب الفراء، عن أبيه قال: كان خارجة يطعم أصحاب الحديث، ويزري على من لا يأكل.
وروى معاوية بن صالح، عن ابن معين: ضعيف.
وروى عباس، عن ابن معين: ليس بثقة.
وقال عبد الله بن أحمد بن حنبل: نهاني أبي أن أكتب أحاديث خارجة بن مصعب.
وقال ابن سعد: ترك الناس حديثه واتقوه.
وقال النسائي: متروك الحديث.
وقال الجوزجاني: يرمى بالإرجاء.
قال مصعب بن خارجة: توفي أبي سنة ثمان وستين ومائة في ذي القعدة، وله ثمان وسبعون سنة.
أخبرنا محمد بن عبد السلام التميمي، وزينب بنت عمر الكندية، عن زينب بنت عبد الرحمن أن إسماعيل بن أبي القاسم القارئ أخبرها سنة إحدى وثلاثين وخمس مائة، قال: أخبرنا عبد الغافر بن محمد سنة ثمان وأربعين وأربع مائة قال: أخبرنا بشر بن أحمد الإسفراييني سنة تسع وستين وثلاث مائة، قال: حدثنا داود بن الحسين، قال: حدثنا يحيى بن يحيى، قال: أخبرنا خارجة، عن زيد بن أسلم، عن عبد الرحمن بن وعلة أنه سأل ابن عباس فقال: إني أغزو المغرب فنجد لهم أسقية يشربون فيها من جلود الميتة، فقال: ما أدري ما تقول، إلا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: كل إهاب دبغ فقد طهر أخرجه مسلم، وأرباب السنن، من حديث زيد بن
أسلم.
90 -
خالد بن برمك
، أبو العباس، جد البرامكة.
صدر معظم، وزر في أول الدولة العباسية للسفاح.
وذكر الصولي أنه كان يختلف إلى محمد بن علي الإمام والد السفاح، ثم من بعده إلى ابنه إبراهيم، ثم إنه وزر للمنصور نحوا من سنتين، ثم عزله، واستوزر أبا يوسف المورياني، وعقد لخالد بن برمك على إمرة فارس.
مولدة سنة تسعين، وكان برمك مجوسيا من الفرس، وقد اتهم خالد بالبقاء على المجوسية، فالله أعلم.
مات سنة خمس وستين ومائة.
ذكره ابن النجار فقال: ذكر الصولي قال: لما استخلف السفاح بايعه خالد وتكلم، فأعجبه وظنه من العرب، فقال: ممن الرجل؟ قال: مولاك يا أمير المؤمنين من العجم، أنا خالد بن برمك وأبي وأهلي في موالاتكم والجهاد عنكم، فأعجب به وقدره في ديوان الجند. إلى أن قال: ثم وزر للسفاح، فلما ولي المنصور أمره مديدة، ثم أمره على فارس، ومدحته الشعراء، ثم ولي الري، فكان بها مع المهدي، ثم ولي الموصل وفارس معا زمن المهدي.
وقال أبو عمرو الغمراوي: ما بلغ مبلغ خالد أحد من أولاده، وما تفرق فيهم اجتمع فيه، كان فوق يحيى بن خالد في الرأي والحكم، وفوق الفضل في السخاء، وفوق جعفر في الكتابة والفصاحة، وفوق محمد في أنيته وحسن آلته، وفوق موسى في شجاعته، وكان يحيى يقول: ما أنا إلا شرارة من نار أبي.
وقال إبراهيم بن العباس الصولي: ما في وزراء بني العباس مثل خالد في فضائله وكرمه.
وعن أبي جعفر المنصور قال: لو كانت دولتنا صورة لكان قحطبة قلبها، وأبو جهم بدنها، وعثمان بن نهيك يدها، وخالد بن برمك غذاؤها
وقوتها.
وقيل: إن المنصور هم بهدم إيوان كسرى، فقال: لا تفعل فإنه آية للإسلام، وإذا رآه الناس علموا أن من هذا بناؤه لا يزيل أمره إلا الأنبياء، ومؤنته أكبر من نفعه، قال: أبيت إلا ميلا إلى الأعجمية، ثم أمر بهدمه، فهدمت منه ثلمة غرموا عليه جملة، فأضرب عن هدمه، وقال: يا خالد قد صرنا إلى إرادتك، قال: أنا الآن أرى هدمه لئلا يقال عجزت عنه.
91 – ت:
خالد بن أبي بكر بن عبيد الله بن عبد الله بن عمر بن الخطاب
، العدوي العمري المدني.
روى عن: جده، وعمي أبيه: سالم، وحمزة. وعنه: زيد بن الحباب، وإسحاق بن محمد الفروي، وأبو جعفر النفيلي، وغيرهم.
قال أبو حاتم: يكتب حديثه.
وعن البخاري قال: له مناكير.
92 -
خالد بن حميد المهري المصري
.
عن: بكر بن عمرو المعافري، وحميد بن هاني الخولاني، وخالد بن يزيد الجمحي، وعمر مولى غفرة. وعنه: بقية، وابن وهب، وإدريس بن يحيى الخولاني، وروح بن صلاح، وآخرون.
قال أبو حاتم: ليس به بأس.
وقال غيره: كان واعظا عالما كبير القدر.
قلت: خرج له البخاري في كتاب الأدب.
توفي سنة تسع وستين ومائة.
93 – ت ن:
خالد بن زياد الأزدي الترمذي
.
عن: نافع مولى ابن عمر، وأبي الصديق الناجي، ومقاتل بن حيان، وقتادة. وعنه: الليث بن خالد البلخي، وقتيبة بن سعيد، وعبد الرحمن بن
علقمة المروزي، وصالح بن عبد الله الترمذي.
قلت: صندوق - إن شاء الله -.
94 – د ن:
خالد بن ميسرة
، أبو حاتم.
بصري صويلح. روى عن: معاوية بن قرة، وعطاء الخراساني. وعنه: العقدي، وعبد الصمد بن حسان، وغيرهما، وكان عطارا.
95 – ت ق:
خالد بن إلياس
، أبو الهيثم العدوي المدني.
عن: يحيى بن عبد الرحمن بن حاطب، وصالح مولى التوأمة، والمقبري، وجماعة. وعنه: أبو أحمد الزبيدي، وأبو نعيم، والقعنبي، والواقدي، وأحمد بن يونس.
قال أبو حاتم: منكر الحديث، ضعيف.
وقال النسائي: متروك.
وقال أبو داود: كان يؤم بمسجد النبي صلى الله عليه وسلم نحوا من ثلاثين سنة.
وقيل: اسمه خالد بن إياس بن صخر العدوي.
له أيضا عن أبي سلمة بن عبد الرحمن، وطائفة.
قال أبو حاتم: منكر الحديث، يكتب حديثه زحفا.
وقال أبو زرعة: سمعت أبا نعيم يقول: لا يسوى حديثه فلسين.
وقال ابن عدي: أحاديثه كلها أفراد، ومع ضعفه يكتب حديثه.
96 – ن ق:
خالد بن يزيد
، أبو هاشم المري الدمشقي، قاضي البلقاء، ووالد عراك القارئ.
روى عن: جده صالح بن صبيح المري، وسالم بن عبد الله المحاربي،
ومكحول، وطائفة. وعنه الوليد بن مسلم، ومروان الطاطري، وأبو مسهر، ونعيم بن حماد، وما أظن نعيما لقيه.
وثقه أبو حاتم الرازي.
وقد قرأ القرآن على ابن عامر، وعاش تسعين سنة.
قرأ عليه الوليد بن مسلم.
وقال الدارقطني: يعتبر به.
قيل: مات سنة نيف وستين ومائة.
97 – ن:
خطاب بن جعفر بن أبي المغيرة
، الخزاعي القمي.
سمع: أباه، وإسماعيل السدي، وعطاء بن السائب. وعنه: عامر بن إبراهيم، والحسين بن حفص الأصبهانيان.
وثقة ابن حبان.
98 – ن:
خلاد بن سلميان الحضرمي المصري
.
عن: نافع، ودراج أبي السمح، وخالد بن أبي عمران. وعنه: ابن وهب، وسعيد بن أبي مريم، ويحيى بن بكير، وجماعة. وقد أدرك أيام أبي سعيد الخدري فيما قيل.
كنتيه أبو سليمان، مات بعد الستين.
وثقه الحافظ علي بن الحسين بن الجنيد الرازي.
99 -
خلف بن إسماعيل الخزاعي
.
عن: أبي أيوب، عن أبي هريرة. روى عنه طالوت بن عباد، أبو كامل، وإبراهيم بن الحجاج.
100 -
خلف بن المنذر البصري
، أبو المنذر.
عن بكر بن عبد الله المزني. وعنه: مسلم بن إبراهيم، وموسى بن إسماعيل.
101 -
خليد بن دعلج السدوسي البصري
، ثم الموصلي، نزيل بيت المقدس.
عن: الحسن، وابن سيرين، وقتادة، وثابت. وعنه بقية، وأبو الجماهر محمد بن عثمان، وأبو جعفر النفيلي، ومنبه بن عثمان، وأبو توبة الحلبي، وآخرون.
قال أحمد: ضعيف الحديث.
وقال أبو حاتم: صالح، ليس بالمتين.
وقال النسائي: ليس بثقة.
وقال الدارقطني: متروك.
وكنية خليد أبو حلبس، ويقال: أبو عبيد، ويقال: أبو عمرو، ويقال: أبو عمر.
قال النفيلي: مات سنة ست وستين ومائة.
102 -
خليد العصري، هو ابن حسان، يكنى: أبا حسان، وهو بصري نزل بخارى.
وحدث عن الحسن، وعن عمرو بن دينار، وعنه خازم بن خزيمة، وحصين بن مخارق، وصالح المري، وغيرهم.
وفي كبار التابعين:
خليد العصري
، شيخ قتادة.
103 -
خليفة بن غالب الليثي
، أبو غالب.
بصري صدوق، عن سعيد المقبري، ونافع العمري، وأبي غالب السامي. وعنه أبو عامر العقدي، وأبو داود، وأبو الوليد، وعفان، وآخرون.
وثقه أبو داود السجستاني.
لم يخرجوا له شيئا.
104 -
الخليل بن أحمد أبو عبد الرحمن
، الأزدي، الفراهيدي، البصري، صاحب العربية والعروض، أحد الأعلام.
روى عن: أيوب، وعاصم الأحول، والعوام بن حوشب، وغالب القطان، وطائفة. أخذ عنه: سيبويه، والأصمعي، والنضر بن شميل، وهارون بن موسى النحوي، ووهب بن جرير، وعلي بن نصر الجهضمي.
وكان رأسا في علم اللسان، خيرا متواضعا، ذا زهد وعفاف. يقال: إنه دعا بمكة أن يرزقه الله علما لم يسبق إليه، فرجع إلى البصرة، وقد فتح له بعلم العروض، فصنف فيه، وصنف أيضا كتاب العين في اللغة.
وقد ذكره أبو حاتم بن حبان في كتاب الثقات فقال: يروي المقاطيع.
وكان من خيار عباد الله المتقشفين في العبادة، وهو القائل:
إن لم يكن لك لحم كفاك خل وزيت وإن لا يكن ذا ولا ذا فكسرة وبيت تظل فيه وتأوي حتى يجيئك موت هذا لعمري كفاف لكن تضرك ليت
وقيل: كان للخليل على سليمان بن حبيب بن المهلب بن أبي صفرة والي فارس راتب، فأرسل إليه ليفد عليه، فكتب إليه الخليل – رحمه الله:
أبلغ سليمان أني عنه في شغل وفي غنى غير أني لست ذا مال سخي بنفسي، أني لا أرى أحدا يموت هزلا، ولا يبقى على حال الرزق عن قدر لا الضعف ينقصه ولا يزيد فيه حول محتال والفقر في النفس لا في المال تعرفه ومثل ذاك الغنى في النفس لا المال
قال النضر بن شميل: أقام الخليل بن أحمد في خص بالبصرة لا يقدر على فلسين، وتلامذته يكسبون بعلمه الأموال.
وكان كثيرا ما يتمثل بقول الأخطل:
وإذا افتقرت إلى الذخائر لم تجد ذخرا يكون كصالح الأعمال
وقد كان الخليل آية في قوة الذكاء.
قال النضر بن شميل: ما رأيت في المشايخ أشد تواضعا منك يا خليل بن أحمد، لا ابن عون، ولا غيره.
ويقال: برز من أصحاب الخليل أربعة: النضر، وسيبويه، وعلي بن نصر، ومؤرج بن عمرو السدوسي، وكان أبرعهم في النحو: سيبويه، وغلب على النضر اللغة، وعلى مؤرج الشعر واللغة، وعلى علي الحديث.
وللخليل كتاب العين، وهو نفيس مشهور.
قال علي بن الحارث الكندي، فيما رواه عنه الطحاوي، عن أبي شمر، قال: لقيني الخليل بن أحمد فقال: قد وضعت كتابا أجمع فيه بين المختلفين، فقلت: إن كان كذلك، فما شيء بعد القرآن أنفع منه، قال: فعرضه علي فإذا هو أبعد شيء مما سمى، فقلت له: إن الله قد آتاك علما له بهجة، فلا تخلط ما لا تعلم بما تعلم، فيذهب ما لا تعلم بهجة ما تعلم.
ويقال: كان سبب موت الخليل أنه قال: أريد أن أعمل نوعا من الحساب تمضي به الجارية إلى الفامي فلا يمنكه أن يظلمها، فدخل المسجد وهو يعمل فكره، فصدمته سارية وهو غافل فانصرع، فمات من ذلك.
وقيل: بل صدمته السارية وهو يقطع بحرا من العروض.
مولده سنة مائة، ومات سنة سبعين ومائة، وقيل: سنة بضع وستين، وقيل: سنة ستين، وسنة خمس وسبعين، فالله أعلم.
* د ت ق: داود بن بكر بن أبي الفرات، قد مر.
105 -
داود بن سنان
، القرظي المدني.
عن: أبان بن عثمان، ومحمد بن كعب، ومسور بن رفاعة. وعنه: القعنبي، وإسحاق الفروي، وعبد العزيز الأويسي.
قال أبو حاتم، وغيره: لا بأس به.
106 -
خ ت ن ق:
داود بن أبي الفرات
، الكندي المروزي، ثم البصري.
عن: عبد الله بن بريدة، وإبراهيم الصائغ، وأبي غالب صاحب أبي أمامة، وعلباء بن أحمر، وعنه حجاج بن منهال، وعفان، وشيبان، وطالوت بن عباد، وجماعة كثيرة.
وثقه ابن معين، وغيره.
وقال أبو حاتم: ليس بالمتين.
قيل: مات سنة سبع وستين ومائة.
107 – ن:
داود الطائي
. هو أبو سليمان، داود بن نصير الطائي الكوفي، الفقيه الزاهد، أحد الأعلام.
روى عن: هشام بن عروة، وحميد، والأعمش، وعبد الملك بن عمير، وجماعة. وعنه: ابن علية، وزافر بن سليمان، ومصعب بن المقدام، وإسحاق بن منصور السلولي، وأبو نعيم، وغيرهم.
وكان من كبار أصحاب الرأي، لكنه آثر الخمول والإخلاص، وفر بدينه.
سأله رجل مرة عن حديث فقال: دعني فإني أبادر خروج نفسي.
وكان سفيان الثوري يقول: أبصر داود أمره.
وقال ابن المبارك: هل الأمر إلا ما كان عليه داود.
وعن ابن عيينة قال: كان داود الطائي يجالس أبا حنيفة، ثم إنه عمد إلى كتبه فغرقها في الفرات، وأقبل على العبادة وتخلى.
وكان زائدة صديقا له، فأتاه يوما فقال: يا أبا سليمان: الم. غلبت الروم، قال: وكان يجيب في هذه الآية، فقال له: يا أبا الصلت، انقطع الجواب، وقام فدخل بيته.
رواها ابن المديني، عن سفيان، وزاد فيها: كان داود ممن علم وفقه ونفذ في الكلام قال: وأخذ حصاة فحذف بها إنسانا، فقال له أبو حنيفة: يا أبا سليمان، طال لسانك، وطالت يدك، فاختلف بعد ذلك سنة لا يسأل ولا يجيب.
وقيل: كان داود يعالج نفسه بالصمت، فأراد أن يجرب نفسه هل يقوى على العزلة، فقعد في مجلس أبي حنيفة سنة لم ينطق، ثم اعتزل الناس.
قال أبو أسامة: جئت أنا وابن عيينة إلى داود الطائي، فقال: قد جئتماني مرة فلا تعودا إلي.
وعن أبي الربيع الأعرج، قال: كان داود الطائي لا يخرج من منزله حتى يقول المؤذن: قد قامت الصلاة، فإذا سلم الإمام أخذ نعله ودخل منزله، فأتيته فقلت: أوصني، قال: اتق الله، وبر والديك، ثم قال: ويحك، صم الدنيا، واجعل الفطر الموت، واجتنب الناس غير تارك لجماعتهم.
وعن ابن إدريس: قلت لداود: أوصني، قال: أقلل من معرفة الناس، قلت: زدني، قال: ارض باليسير مع سلامة الدين، كما رضي أهل الدنيا بالدنيا مع فساد الدين.
وعنه قال: كفى باليقين زهدا، وكفى بالعلم عبادة، وكفى بالعبادة
شغلا.
وقال أحمد بن إبراهيم الدورقي: أخبرنا أبو نعيم، قال: رأيت داود الطائي وكان من أفصح الناس وأعلمهم بالعربية، يلبس قلنسوة سوداء طويلة مما يلبس التجار، وقد قال له أبان بن تغلب: هذا أعلم من بقي بالنحو، ثم قال أبو نعيم: كان أبان غاية من الغايات.
وقال إبراهيم بن بشار: قال داود الطائي لسفيان: إذا كنت تشرب الماء المبرد، وتأكل اللذيذ الطيب، وتمشي في الظل الظليل، فمتى تحب الموت.
وقيل: إن محمد بن قحطبة الأمير قدم الكوفة فقال: أحتاج إلى مؤدب يؤدب أولادي، حافظ لكتاب الله، عالم بسنة رسول الله، وبالأثر، والفقه، والنحو، والشعر، وأيام الناس، فقيل له: ما يجمع هذه الأشياء كلها إلا داود الطائي.
وقال محمد بن بشير: أخبرنا حفص بن عمر الجعفي قال: كان داود الطائي قد ورث من أمه أربع مائة درهم، فمكث يتقوت بها ثلاثين عاما، فلما نفدت جعل ينقض سقوف الدويرة فيبيعها، حتى باع البواري واللبن، حتى بقي في نصف سقف.
قال عطاء بن مسلم الحلبي: عاش داود الطائي عشرين سنة بثلاث مائة درهم.
وقيل: مرض داود، فقيل له: لو خرجت إلى الروح تفرح قلبك، قال: إني لأستحي من نفسي أن أنقل قدمي إلى ما فيه راحة لبدني.
ويقال: عوتب في التزويج فقال: كيف بقلب ضعيف لا يقوى بهمه يجتمع عليه همان؟!.
قال إسحاق السلولي: حدثتني أم سعيد قالت: كان بيننا وبين داود الطائي جدار قصير، وكنت أسمع حنينه عامة الليل لا يهدأ، فمما سمعته
يقول: اللهم همك عطل علي الهموم، وحالف بيني وبين السهاد، وشوقني إلى النظر إليك، ومنع مني الشهوات، فأنا في سجنك أيها الكريم مطلوب. وربما ترنم بالسحر بالقرآن، فأرى أن نعيم الدنيا جميعه جمع في ترنمه تلك الساعة، وكان يكون في الظلمة لا يسرج عليه.
وعن سندويه قال: قيل لداود الطائي: أرأيت من دخل على الأمراء فأمرهم ونهاهم؟ قال: أخاف عليه السوط، قال: إنه يقوى، قال: أخاف عليه السيف، قال: إنه يقوى، أخاف عليه الداء الدفين، العجب.
روح بن الفرج: حدثنا يحيى بن سليمان قال: قال ابن السماك: أصبح داود الطائي جالسا على باب داره، فأتاه جيرانه فقالوا: يا أبا سليمان، ما بدا لك اليوم في الجلوس هنا؟ قال: إن أمي ماتت، فجلست لأصلح من أمرها، فأعانوه على دفنها، وتركت له جارية باعها بعشرين دينارا.
ويقال: إن ابن قحطبة الأمير أحب أن يصل داود الطائي، فكلم إسماعيل بن حماد بن أبي حنيفة أن يحمل إليه ألف دينار، فقال: لا يقبلها، قال: تلطف، فجاء داود فكلمه، وقال: قد علمت ما بينك وبين الحسن بن قحطبة من القرابة، وقد أحب أن يصلك فغضب، وقال: لو غيرك فعل هذا ما كلمته أبدا، قل له يردها على أهلها، فهم أحق بها.
وروى شهاب بن عباد، وغيره: أن داود الطائي قيل له: ألا تسرح لحيتك، وكانت مفتلة، قال: إني عنها لمشغول.
محمد بن شجاع الثلجي: أخبرنا الحسن بن زياد قال: أتيت أنا وحماد بن أبي حنيفة داود الطائي، وبلغه عنه فاقة، فأخرج له أربع مائة درهم، وتلطف به، فقال: ما لي إليها حاجة، ولو قبلت شيئا لقبلتها.
أبو داود الحفري، قال لي داود الطائي: أليس كنت تأتينا إذ كنا ثم؟ ما أحب أن تأتيني.
وقال محمد بن بشر العبدي: جاءنا داود الطائي في قباء أصفر، فكنا نضحك منه، فوالله ما مات حتى سادنا.
أخبرنا نصر الله بن محمد الصالحي سنة اثنتين وتسعين وست مائة، قال: أخبرنا أبو موسى عبد الله بن عبد الغني، قال: أخبرنا خليل بن بدر الرازي، قال: أخبرنا أبو علي المقرئ، قال: أخبرنا أبو نعيم الحافظ، قال: أخبرنا أبو القاسم الطبراني، قال: حدثنا أحمد بن شعيب النسائي، قال: حدثنا محمد بن رافع، قال: حدثنا مصعب بن المقدام، عن داود الطائي، عن الأعمش، عن شقيق، عن عائشة قالت: ما ترك رسول الله صلى الله عليه وسلم دينارا ولا درهما ولا شاة، ولا بعيرا، ولا أوصى.
قلت: هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يخرجوه في الكتب الستة، وداود صدوق في الحديث، وقد كانت جنازته مشهودة.
قال حفص بن عمر الجعفي: اشتكى داود الطائي، وكان سبب علته أنه مر بآية فيها ذكر النار فكررها فأصبح مريضا، فوجدوه قد مات ورأسه على لبنة، ففتحوا باب الدار، ودخل ناس من إخوانه وجيرانه، ومعهم ابن السماك، فلما نظر إلى رأسه قال: يا داود فضحت القراء فلما حملوه إلى قبره شيعه خلق حتى خرج ذوات الخدور، فقال ابن السماك: يا داود سجنت نفسك قبل أن تسجن، وحاسبتها قبل أن تحاسب، اليوم ترى ثواب ما كنت ترجو، وله كنت تنصب، فقال أبو بكر بن عياش: اللهم لا تكله إلى عمله، فأعجب الناس ما قال أبو بكر.
وقال عبد الرحمن بن مهدي: بلغني أن داود الطائي لما دفن، أخذ الناس يثنون عليه، فقال أبو بكر النهشلي: اللهم لا تكله إلى عمله.
قال أحمد الدورقي: حدثني محمد بن عيسى الوابشي قال: رأيت الناس ها هنا باتوا ثلاث ليال مخافة أن تفوتهم جنازة داود، ورأيت الناس
كلهم يبكون، ما شبهته إلا بيوم الخروج.
قال الدورقي: وحدثنا أبو داود الطيالسي قال: شهدت جنازة داود الطائي، وحضرته عند الموت، فما رأيت أشد نزعا منه، أتيناه من العشي ونحن نسمع نزعه قبل أن ندخل، ثم غدونا عليه وهو بعد في النزع، فلم نبرح حتى مات.
قال: وحدثنا الحسن بن بشر، قال: حمل داود الطائي على سريرين أو ثلاثة، تكسر من زحام الناس عليه، فيغير السرير، وصلي عليه كذا كذا مرة، وحضرت جنازته.
أنبأنا أحمد بن سلامة، عن عبد الرحيم بن محمد بن عبد الواحد بن أحمد الكاغدي، قال: أخبرنا أبو علي الحداد، قال: أخبرنا أبو نعيم، قال: حدثنا محمد بن الفتح الحنبلي، قال: حدثنا ابن صاعد، قال: حدثنا أحمد بن المقدام، قال: حدثنا ابن علية، قال: حدثنا داود الطائي، عن عبد الملك بن عمير، عن جابر بن سمرة، قال: وقع أناس من أهل الكوفي في سعد عند عمر، فقالوا: والله ما يحسن أن يصلي، فقال: أما أنا فإني أصلي صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم فلا أخرم عنها أركد في الأوليين، وأحذف في الأخريين، قال: ذاك الظن بك أبا إسحاق، رواه شعبة والناس، عن عبد الملك.
مات داود - رحمة الله عليه - سنة اثنتين وستين، وقيل: خمس وستين ومائة.
وما يذكر من قصة لبس الخرقة، وأن داود الطائي صحب حبيبا العجمي فخطأ بين، لم يصحبه، ولا عرفنا لداود رواحا إلى البصرة، ولا لحبيب قدوما إلى الكوفة، ثم أبعد من ذلك قولهم: إن معروفا الكرخي
أخذها من داود، فما علمنا أن داود ومعروفا اجتمعا ولا التقيا، والله أعلم.
108 – د ن: رافع بن سلمة بن زياد بي أبي الجعد الأشجعي البصري.
عن: جده زياد، وحشرج بن زياد، وثابت البناني. وعنه زيد بن الحباب، ومسلم بن إبراهيم، وشاذ بن فياض، ومحمد بن عبد الله الرقاشي.
ذكره ابن حبان في الثقات.
109 -
رباح بن يزيد اللخمي الإفريقي المغربي الزاهد العابد
.
قال أبو سعيد بن يونس: له أخبار تطول في ذكر عبادته. وهو بالمغرب يضربون بعبادته المثل رحمه الله مات في إمرة يزيد بن حاتم على المغرب.
110 – م د ت ن:
الربيع بن مسلم
، أبو بكر الجمحي، مولاهم، البصري.
عن الحسن البصري، ومحمد بن زياد الجمحي. وعنه: حفيده عبد الرحمن بن بكر شيخ مسلم، وأبو داود الطيالسي، ومسلم بن إبراهيم، وطالوت بن عباد، ومن القدماء يحيى بن سعيد القطان، وآخرون.
وثقه أبو حاتم.
مات سنة سبع وستين ومائة.
111 -
الربيع بن يونس بن محمد بن كيسان العباسي
، مولاهم، الأمير الحاجب أبو الفضل، من كبار الملوك.
ولي حجابة المنصور، ثم ولي وزارته، وحجب للمهدي، وولي ابنه الفضل بن الربيع حجابة الرشيد، وولي حفيده العباس بن الفضل حجابة الأمين.
حدث الربيع عن جعفر بن محمد الصادق، وغيره. روى عنه: ابنه، وموسى بن سهيل، وكان من رجال الدهر حزما ورأيا ودهاء.
مات سنة سبعين ومائة، من عسل مسموم سقاه الخليفة الهادي، وقد كان المنصور كثير الوثوق بالربيع، معتمدا عليه إلى الغاية.
ويقال: إن الربيع لم يكن يعرف له أب، فدخل هاشمي على المنصور، وأخذ يذكره والد الربيع ويترحم عليه، فقال له الربيع: كم ذا تترحم عليه بحضرة أمير المؤمنين، فقال الهاشمي: يا ربيع أنت معذور لا تعرف مقدار الآباء، فخجل منه.
وقطيعة الربيع محلة كبيرة ببغداد تنسب إليه.
112 – م ن:
ربيعة بن كلثوم بن جبر
.
شيخ بصري، حدث عن: أبيه، وبكر بن عبد الله المزني، والحسن البصري. وعنه: عبد الصمد التنوري، وعفان، ويحيى القطان، ومسلم القصاب، ومسلم التبوذكي، وآخرون.
وثقة ابن معين.
وقال النسائي: ليس بالقوي.
113 – ن ق:
رجاء بن أبي سلمة
، أبو المقدام.
شيخ بصري، نزل الرملة فقيل له: الفلسطيني، اسم أبيه مهران. روى عن: رجاء بن حيوة، وعمرو بن شعيب، والزهري، وإسماعيل بن عبيد الله. وعنه: الحمادان، وضمرة بن ربيعة، وزيد بن الحباب، ومحمد بن يوسف الفريابي، وآخرون.
وثقة أحمد، والنسائي.
زيد بن الحباب: حدثنا رجاء بن أبي سلمة، قال: حدثني عمرو بن سعيد، عن أبيه، عن جده قال: لا نفل بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم، يرد قوي
المسلمين على ضعيفهم.
قلت: عاش سبعين سنة، توفي سنة إحدى وستين ومائة.
114 – ت:
رجاء بن صبيح البصري
، أبو يحيى، صاحب السقط، من موالي قريش.
أخذ عن الحسن، ومحمد بن سيرين، ومسافع بن شيبة. وعنه: يزيد بن زريع، وعارم، وموسى بن إسماعيل، وهدبة بن خالد، وجماعة.
قال أبو حاتم: ليس بقوي.
وقال ابن معين: ضعيف.
115 -
رستم
، أبو يزيد الطحان.
كوفي، مقل، عن الحسن، ومكحول، ورأى أنس بن مالك.
وعنه أبو نعيم، وخالد بن يزيد الكحال، وخالد بن مخلد، وعبد الحميد بن صالح، وغيرهم.
سئل أبو حاتم عنه فقال: شيخ.
116 -
ريطة ابنة السفاح عبد الله بن محمد بن علي العباسية، زوجة المهدي.
ماتت سنة سبعين ومائة.
117 – ع:
زائدة هو أبو الصلت زائدة بن قدامة الثقفي
، الكوفي الحافظ، أحد الأعلام.
عن زياد بن علاقة، وسماك بن حرب، وموسى بن أبي عائشة، وعبد الملك بن عمير، ومنصور بن المعتمر، والسدي، وسعيد بن مسروق، وهشام بن عروة، وأبي طوالة، وطبقتهم، وما أحسبه رحل.
وكان إماما حجة، صاحب سنة واتباع. روى عنه: ابن عيينة، وحسين الجعفي، ومعاوية بن عمرو، وأبو حذيفة النهدي، وأبو نعيم، ومحمد بن
سابق، وأبو الوليد، وعبد الله بن رجاء، وطلق بن غنام، وأحمد بن يونس، وخلق كثير.
قال أبو داود الطيالسي: كان زائدة لا يحدث صاحب بدعة. مات مرابطا بأرض الروم رحمه الله.
وقال أبو حاتم: ثقة، صاحب سنة، هو أحب إلي من أبي عوانة، وكان عرض حديثه على الثوري.
وقال النسائي: ثقة.
وقال أبو أسامة: كان من أصدق الناس وأبرهم.
قلت: مات في أول سنة إحدى وستين ومائة.
118 -
زريك بن أبي زريك العطاردي
، أبو نضرة البصري.
عن: الحسن، وابن سيرين، وعطاء بن أبي رباح. وعنه: عفان، ومسلم بن إبراهيم، وشيبان بن فروخ، وسهل بن بكار، وجماعة.
وثقة ابن معين، وغيره.
كناه البخاري.
119 -
زكريا بن حكيم الحبطي
، الكوفي.
عن: الشعبي، وأبي رجاء العطاردي، والحسن. وعنه: الحسن بن سوار، وبشر بن الوليد، ومحمد بن بكار بن الريان.
قال أحمد بن حنبل: ترك الناس حديثه.
وقال ابن حبان: لا يجوز أن يحتج به.
وقال النسائي: ليس بثقة.
محمد بن بكار: حدثنا زكريا بن حكيم، عن أبي رجاء، عن ابن عباس قال: لا تقولوا قوس قزح، فإن قزح هو الشيطان، ولكن قولوا قوس الله، أمان لأهل الأرض من الغرق.
قال الدارقطني: ضعيف.
وقال ابن معين: ليس حديثه بشيء، وقال مرة: ليس بثقة.
120 -
زكريا بن زيد الأشهلي
.
عن عبد الله بن أبي سفيان. روى عنه الواقدي، وغيره.
مجهول.
مات سنة سبع وستين ومائة.
121 -
زكريا بن سياه
، أبو يحيى الثقفي الكوفي.
روى الحروف عن عاصم بن أبي النجود.
وحدث عن عمران بن أبي مسلم. وعنه: حماد بن زيد، وأبو أسامة، والحسن بن زياد اللؤلئي، وغيرهم.
وثقه يحيى بن معين.
122 -
زكريا بن أبي العتيك الكوفي
، واسم أبيه حكيم، فأظنه الحبطي.
روى عن أبي معشر زياد بن كليب، وعن الشعبي. وعنه: هشيم، ومعمر أو معتمر، وحسان بن حسان.
123 – ع:
زهير بن محمد التميمي
، أبو المنذر الخرقي، بالفتح، وخرق من قرى مرو، وقيل: إن أصله هروي، نزل الشام ثم الحجاز.
وروى عن عبد الله بن محمد بن عقيل، وعبد الرحمن بن القاسم، ومحمد بن المنكدر، وزيد بن أسلم، وسهيل بن أبي صالح، وقيل: إنه
أخذ عن ابن أبي مليكية، وعمرو بن شعيب، فالله أعلم. روى عنه: عبد الرحمن بن مهدي، وأبو داود الطيالسي، وروح بن عبادة، والعقدي، وعمرو بن أبي سلمة، والوليد بن مسلم، وآخرون.
وقيل: إن الذي يروي عنه عمرو والوليد، آخر صاحب مناكير وبواطيل.
قال أحمد بن حنبل: والظاهر أنهما واحد. بل قول أحمد: كأنه آخر غيره، يعني لكثرة ما يأتي به من المنكرات.
قال ابن عساكر: زهير بن محمد، أبو المنذر الخراساني، سكن مكة، ثم الشام، وحدث عن أبي حازم الأعرج، وصالح مولى التوأمة، وأبي إسحاق السبيعي، وموسى بن وردان، وابن المنكدر، وطبقتهم.
قال البخاري: زهير بن محمد الخراساني، أبو المنذر، كناه آدم، روى عنه أهل الشام أحاديث مناكير، وقال: قال أحمد: كأن الذي روى عنه أهل الشام زهير آخر، فقلب اسمه.
وقال الميموني: سمعت أحمد بن حنبل يقول: زهير بن محمد مقارب الحديث.
وروى معاوية بن صالح، عن ابن معين: زهير بن محمد خراساني، ضعيف.
وقال النسائي: ليس بالقوي.
وقال عثمان الدارمي: ثقة له أغاليط.
وروى عباس الدوري، عن يحيى: ثقة. وكذا روى أحمد بن أبي خيثمة، عنه، قال: وسئل عنه مرة أخرى، فقال: صالح.
وروى الجوزجاني، عن أحمد بن حنبل: مستقيم الحديث.
وروى حنبل، عن أحمد: ثقة.
وقال أبو حاتم: محله الصدق، وفي حفظه سوء، وما حدث من كتبه فهو صالح، وحديثه بالشام أنكر.
وقال العجلي: جائز الحديث.
وذكره أبو زرعة في أسامي الضعفاء.
وقال النسائي أيضا: ضعيف، وقال مرة ثالثة: ليس به بأس، عند عمرو بن أبي سلمة، عنه مناكير.
وقال ابن عدي: لعل أهل الشام أخطأوا عليه، ثم قال ابن عدي: أرجو أنه لا بأس به.
وقال ابن قانع: توفي سنة اثنتين وستين ومائة.
قلت: له مناكير فليحذر منها.
124 – ق:
زياد بن عبد الله بن علاثة الحراني
.
ناب في القضاء عن أخيه محمد بن عبد الله، وروى عن أبيه، وموسى بن محمد التيمي، وعبد الكريم الجزري. وعنه: أخوه، وأبو كامل مظفر بن مدرك، وأبو النضر هاشم.
وثقه ابن معين، وهو مقل، ما علمت فيه مطعنا.
125 -
زياد بن عبيد الله بن الربيع الزيادي البصري
، والد محمد.
عن: الحسن، ومحمد، وحميد الطويل. وعنه: حكيم بن معاوية، وعبيد الله بن يوسف الجبيري، وداود بن المحبر.
وثقه ابن حبان.
126 – ت:
زياد بن المنذر
، أبو الجارود الكوفي، الأعمى، أحد المتروكين.
روى عن: محمد بن كعب، وأبي بردة بن أبي موسى، وأصبغ بن نباتة، والحسن البصري، وأبي جعفر الباقر، وأبي الجحاف داود، وعطية العوفي. وعنه: عمار ابن أخت الثوري، ويونس بن بكير، ومحمد بن بكر البرساني، وإسماعيل بن أبان الوراق، ومحمد بن سنان العوقي، وآخرون.
قال ابن معين: كذاب.
وقال النسائي، وغيره: متروك.
وقال ابن حبان: كان رافضيا يضع الحديث في المثالب.
وقال الحسن بن موسى النوبختي في مقالات الرافضة: والجارودية هم أصحاب أبي الجارود زياد بن المنذر، يقولون: علي رضي الله عنه أفضل الخلق بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم ويبرأون من أبي بكر، وعمر رضي الله عنهما.
قال البخاري في الضعفاء: إنه ثقفي.
قال يحيى بن معين: هو كذاب خبيث.
ثم قال البخاري: حدثني عبد الله بن محمد، قال: حدثنا محمد بن عيسى، قال: حدثنا عمرو بن عامر، قال: حدثنا علي بن قادم، عن زياد بن منذر، عن عطية، عن أبي سعيد، قال: قال رسول الله: لا تزول قدما عبد حتى يسأل عن عمره فيما أفناه، وعن جسده فيما أبلاه، وعن ماله من أين اكتسبه، وعن حبنا أهل البيت.
وذكر الدولابي أن مروان بن معاوية، روى عن أبي الجارود، عن أبي جعفر أن النبي صلى الله عليه وسلم أمر عليا أن يثلم الحيطان.
127 -
زيد بن السائب
، أبو السائب المدني.
عن: عبد الله بن محمد ابن الحنفية، وخارجة بن زيد. وعنه: معن القزاز، وزيد بن الحباب، وأبو جعفر النفيلي، وغيرهم.
قال أبو حاتم: صدوق.
128 – د:
سالم بن دينار
، ويقال: ابن راشد، أبو جميع التميمي، مولاهم، البصري القزاز.
عن: الحسن، ومحمد، وثابت.
وعنه: ابن مهدي، ومحمد ابن الطباع، وموسى بن إسماعيل، ومسدد.
قال أبو زرعة: لين الحديث.
وقال ابن معين: ثقة.
129 – ق:
سالم بن أبي المهاجر
، عبد الله الرقي.
عن مكحول، وميمون بن مهران. وعنه: خالد بن حيان، ومعمر بن سليمان الرقيان، ومحمد بن سليمان بومة.
وكان من الصالحين.
قال أبو حاتم: لا بأس به.
قيل: مات سنة إحدى وستين ومائة.
130 -
سالم، أبو حماد الكوفي الصيرفي
.
سمع: عطية العوفي، وإسماعيل السدي. وعنه: كرماني بن عمرو، وإسماعيل بن صبيح اليشكري، وعبيد الله بن موسى.
قال أبو حاتم: مجهول.
131 -
سالم، أبو غياث العتكي
.
بصري، سمع أنسا فيما قيل، والحسن، وحميد بن هلال. وعنه: موسى بن إسماعيل، وسلام.
132 – ن:
سرار بن مجشر
، أبو عبيدة البصري.
عن: ثابت، وأيوب السختياني، وعطاء السليمي، ومالك بن دينار. وعنه: سيف بن عبيد الله الجرمي، وعبد الرحمن بن مهدي، وأمية بن خالد، ومحمد بن محبوب البناني.
وثقه أبو داود والنسائي.
قال ابن محبوب: مات في ربيع الآخر سنة خمس وستين ومائة.
133 – ن:
السري بن يحيى بن إياس بن حرملة
، أبو الهيثم، الشيباني البصري.
عن: الحسن، وعمرو بن دينار، وثابت. وعنه: ابن المبارك، وابن وهب، وأبو داود، والأصمعي، وسعيد بن أبي مريم، وآخرون.
قال أحمد: ثقة ثقة.
قلت: مات سنة تسع وستين.
134 – ن:
السري بن ينعم الجبلاني
، الحمصي.
عن: أبيه، وعامر بن جشيب، وحميد بن ربيعة. وعنه: إسماعيل بن عياش، وبقية، ومحمد بن حرب، وأبو المغيرة عبد القدوس.
وكان من العابدين رحمه الله.
135 -
سعد بن طالب
، أبو غيلان الشيباني.
عن: حماد بن أبي سليمان، وكثير النواء، وعفان بن جبير.
وعنه: أبو الأحوص سلام، وأحمد بن يونس.
لينه أبو حاتم قليلا.
136 – ع:
سعيد بن أبي أيوب
، المصري الفقيه، واسم أبيه مقلاص، من موالي خزاعة، أبو يحيى المحدث.
ولد سنة مائة. روى عن: أبي عقيل زهرة بن معبد، وعقيل الأيلي، وعبد الرحيم بن ميمون، وجعفر بن ربيعة، ويزيد بن أبي حبيب، وكعب بن علقمة، وطبقتهم. وعنه: ابن جريج - مع تقدمه - وابن المبارك، وابن وهب، وأبو عبد الرحمن المقرئ، وروح بن صلاح، وغيرهم.
وثقه ابن معين.
مات سنة إحدى وستين ومائة.
137 – 4:
سعيد بن بشير
، أبو عبد الرحمن الأزدي، مولاهم، البصري، وقيل: الدمشقي، وإنما رحل به أبوه إلى البصرة.
روى عن: قتادة، والزهري، وعمرو بن دينار، وأبي الزبير. وعنه: أبو مسهر، وأسد بن موسى، وإسحاق بن أركون، وأبو الجماهر الكفرسوسي، ويحيى الوحاظي، ومحمد بن بكار بن بلال، وخلق كثير، وكان من أوعية العلم.
قال أبو مسهر: لم يكن في بلدنا أحد أحفظ منه، وهو منكر الحديث.
وقال أبو حاتم: محله الصدق. قلت لأحمد بن صالح: كيف هذه الكثرة له عن قتادة؟ قال: كان أبوه شريك أبي عروبة، فأقدم ابنه سعيدا
البصرة، فبقي بها يطلب الحديث مع سعيد بن أبي عروبة.
وقال ابن سعد: كان قدريا.
وقال أبو أحمد الحاكم: ليس بالقوي.
وقال بقية: سألت شعبة عن سعيد بن بشير فقال: ذاك صدوق اللسان، قال بقية: فحدثت بهذا سعيد بن عبد العزيز، فقال: بث هذا - رحمك الله - في جندنا، فإن الناس قد تكلموا فيه.
وقال مروان الطاطري: سمعت سفيان بن عيينة على جمرة العقبة يقول: حدثنا سعيد بن بشير، وكان حافظا.
وقال أبو زرعة النصري: قلت لأحمد: ما تقول في سعيد بن بشير؟ قال: أنتم أعلم به، قد حدث عنه أصحابنا وكيع، والأشيب.
وقال دحيم: يوثقونه، كان حافظا.
وقال أحمد بن حنبل: كان ابن مهدي يحدث عنه ثم تركه.
وقال أبو زرعة: محله الصدق، ولا يحتج به.
وقال أبو حاتم: لا ينبغي أن يذكر في الضعفاء.
وقال البخاري: يتكلمون في حفظه.
وروى جماعة، عن ابن معين: ضعيف، وكذا تبعه النسائي.
أبو زرعة: سمعت أبا مسهر يقول: أتيت أنا وابن شابور، سعيد بن بشير فقال: والله لا أقول إن الله يقدر علي الشر ويعذب عليه، ثم قال: أستغفر الله، أردت الخير فوقعت في الشر.
أنبأني قتادة في قوله تعالى: ألم تر أنا أرسلنا الشياطين على الكافرين تؤزهم أزا قال: تزعجهم إلى المعاصي إزعاجا.
ثم قال أبو مسهر: قد اعتذر من كلمته، واستغفر.
قال أبو زرعة: فقلت لأبي الجماهر: كان سعيد بن بشير قدريا؟ قال: معاذ الله، وحدثني أنه مات سنة ثمان وستين ومائة، وكذا ورخه محمد بن بكار.
وقال الوليد بن مسلم، وهشام بن عمار: ستة تسع وستين ومائة.
138 -
سعيد بن حسين الأزدي
.
توفي سنة سبعين ومائة.
ولم يذكره ابن أبي حاتم.
139 -
د:
سعيد بن خالد الخزاعي
، المدني.
عن ابن المنكدر، وعبد الله بن محمد بن عقيل، وعبد الله بن الفضل الهاشمي. وعنه: حسان بن إبراهيم الكرماني، ويعقوب الحضرمي، وعبد الملك الجدي، وجماعة.
ضعفه أبو زرعة.
140 -
سعيد بن راشد
، أبو محمد المازني، البصري، السماك.
عن: عطاء بن أبي رباح، والحسن، والزهري. وعنه: الأنصاري، وشيبان بن فروخ، وخلف البزار.
ضعفه أبو حاتم، وغيره.
وقال النسائي: متروك.
وهو أسن شيخ لخلف بن هشام.
141 – ت:
سعيد بن زربي الخزاعي
.
بصري، عن: الحسن، وابن سيرين، وقتادة. وعنه: مسلم بن إبراهيم، وأسد بن موسى، وعلي بن الجعد، وبشر بن الوليد.
ويكنى أبا معاوية العباداني، كذا قال البخاري، وأبو القاسم البغوي فوهما، بل كنيته أبو عبيدة، فقد قال علي بن الجعد: أخبرنا أبو معاوية العباداني، وسعيد بن زربي البصري.
قال النسائي: ليس بثقة.
وقال أبو حاتم: عنده عجائب من المناكير.
وقال الدارقطني: ضعيف.
142 – م د ت ق:
سعيد بن زيد بن درهم
، أخو حماد بن زيد، الأزدي البصري، أبو الحسن.
عن: الزبير بن الخريت، والجعد أبي عثمان، وأيوب السختياني، وابن جدعان. وعنه: أسد بن موسى، وسليمان بن حرب، وموسى بن إسماعيل، وعارم، وجماعة.
وثقه ابن معين.
وقال أحمد: ليس به بأس.
وقال أبو حاتم: ليس بالقوي.
ولينه الدارقطني.
وقال ابن المديني: سمعت يحيى ضعف سعيد بن زيد، وقال: ما يسوى هذه.
وعن ابن معين أيضا تضعيفه.
مات سنة سبع وستين ومائة.
143 -
سعيد بن سابق الرازي
، والد محمد.
عن: ليث بن أبي سليم، وإسماعيل بن أبي خالد، ومسعر. وعنه: جرير بن عبد الحميد، وحكام بن سلم، وهارون بن المغيرة، وغيرهم.
قال أبو حاتم: كان حسن الفهم بالفقه.
قلت: هو صالح الرواية.
144 -
سعيد بن سليم الضبي
.
عن أنس بن مالك، وعنه أبو عامر العقدي، وشيبان بن فروخ وغيرهما، ويقال: الضبعي.
قال الأزدي: متروك.
وكذا ضعفه ابن عدي.
145 – ق:
سعيد بن سنان
، أبو مهدي الحمصي.
عن: أبي الزاهرية حدير بن كريب، وراشد بن سعد. وعنه: بقية، وعلي بن عياش، وأبو جعفر النفيلي، ويحيى بن صالح الوحاظي، وعدة.
قال أبو اليمان: كنا نستمطر به، وذكر من فضله، وعبادته.
قال البخاري: منكر الحديث.
وقال يحيى بن معين: ليس بثقة.
وقال النسائي: متروك الحديث.
قلت: مات سنة ثمان وستين ومائة.
محمد بن حرب، عن أبي مهدي، عن أبي الزاهرية، عن كثير بن مرة، عن ابن عمر، قال: سئل النبي صلى الله عليه وسلم، أرأيت الأرض على ما هي؟ قال: على الماء قال: أرأيت الماء على ما هو؟ قال: على صخرة خضراء، وهي على ظهر حوت تلتقي طرفاه بالعرش قال: أرأيت الحوت على ما هو؟ قال: على كاهل ملك قدماه في الهواء.
146 -
م 4:
سعيد بن عبد العزيز
، أبو محمد، ويقال: أبو عبد العزيز التنوخي، الدمشقي، الإمام، عالم أهل دمشق في عصره، ومفتيهم بعد الأوزاعي.
قرأ القرآن على: ابن عامر، ويزيد بن أبي مالك. قرأ عليه: الوليد بن مسلم، وأبو مسهر.
وحدث عن: نافع، ومكحول، وربيعة بن يزيد، والزهري، وزيد بن أسلم، وإسماعيل بن عبيد الله، وعمير بن هانئ، وقتادة، وبلال بن سعد، وعبد الله بن أبي زكريا الخزاعي، وأبي الزبير، وخلق، وسأل عطاء بن أبي رباح. وعنه: شعبة - وهو أكبر منه - والثوري، وابن المبارك، وابن مهدي، وبقية، ويحيى بن حمزة، وأبو المغيرة، وعبد الرزاق، وأبو عاصم، وأبو مسهر، وأبو اليمان، ويحيى بن بشر الحريري، وأبو نصر التمار، وعدد كثير.
مولده سنة تسعين.
قال ابن معين: قال أبو مسهر: لم يسمع سعيد بن عبد العزيز من عطاء غير هذا، قال: قدمنا مكة فدهشنا عن الهرولة، فسألت عطاء: ما
سمع من عطاء غير ذلك؟ يعني، فقال: لا شيء عليكم.
وقال إبراهيم بن عبد الله بن العلاء بن زبر، عن أبيه: كنا نجلس إلى مكحول، وسعيد بن عبد العزيز معنا، فكان في المجلس يسقينا الماء.
وقال أبو مسهر: حدثنا سعيد قال: كنت أجالس بالغداة ابن أبي مالك، وبعد الظهر إسماعيل بن عبيد الله، وبعد العصر مكحولا.
مروان بن محمد، سمعت سعيد بن عبد العزيز يقول: ما كتبت حديثا قط.
وكذا روى عنه أبو مسهر قال: وسمعته يقول: لا يؤخذ العلم من صحفي.
وقال أبو حاتم: كان أبو مسهر يقدم سعيد بن عبد العزيز على الأوزاعي.
قال أبو زرعة الدمشقي: قلت لابن معين، وذكرت له من الحجة، فقلت: ابن إسحاق منهم؟ فقال: كان ثقة، إنما الحجة عبيد الله بن عمر، ومالك، والأزواعي، وسعيد بن عبد العزيز.
قال أحمد بن حنبل في المسند: ليس بالشام رجل أصح حديثا من سعيد بن عبد العزيز.
وقال الحاكم: سعيد لأهل الشام كمالك لأهل المدينة في التقدم، والفقة، والأمانة.
قال أبو النضر إسحاق بن إبراهيم: كنت أسمع وقع دموع سعيد بن عبد العزيز على الحصير في الصلاة.
وقال أحمد بن أبي الحواري: حدثنا أبو عبد الرحمن الأسدي قال: قلت لسعيد بن عبد العزيز: ما هذا البكاء الذي يعرض لك في الصلاة؟ فقال: يا ابن أخي، وما سؤالك عن ذلك؟ قلت: لعل الله أن ينفعني به، فقال: ما قمت إلى صلاة، إلا مثلت لي جهنم.
أبو عبد الرحمن: هو مروان بن محمد.
قال أبو زرعة: حدثني بعض مشايخنا، عن الوليد بن مسلم قال: كان سعيد بن عبد العزيز يحيي الليل، فإذا طلع الفجر جدد وضوءه، وخرج إلى المسجد.
وعن أبي مسهر قال: ما رأيت سعيدا ضحك، ولا تبسم، ولا شكا شيئا قط.
قال أبو زرعة، قال أبو مسهر: ينبغي للرجل أن يقتصر على علم أهل بلده، وعلى علم عالمه، لقد رأيتني أقتصر على سعيد بن عبد العزيز، فما أفتقر معه إلى أحد.
وقال يحيى الوحاظي: سألت سعيد بن عبد العزيز عن حديث، فامتنع علي، وكان عسرا.
ابن معين، عن أبي مسهر قال: كان سعيد بن عبد العزيز قد اختلط قبل موته، وكان يعرض عليه قبل الموت، وكان يقول: لا أجيزها.
وروى أبو زرعة، عن أبي مسهر قال: رأيتهم يعرضون عليه حديث المعراج، عن يزيد بن أبي مالك، عن أنس، فقلت: يا أبا محمد، أليس حدثتنا عن يزيد بن أبي مالك أنه قال: حدثنا أصحابنا عن أنس، قال: نعم، إنما يقرأون على أنفسهم.
أبو مسهر: سمعت سعيدا يقول: لا خير في الحياة إلا لأحد رجلين، صموت واع، وناطق عارف.
عقبة بن علقمة: حدثنا سعيد بن عبد العزيز، قال: من أحسن فليرج الثواب، ومن أساء فلا يستنكر الجزاء، ومن أخذ عزا بغير حق أورثه الله ذلا بحق، ومن جمع مالا بظلم أورثه الله فقرا بعدل.
الوليد بن مزيد قال: سئل سعيد بن عبد العزيز عن الكفاف قال: هو شبع يوم وجوع يوم.
أبو مسهر: سمعت سعيدا يقول: لا أدري لما لا أدري نصف العلم.
وسمعته يقول: ما كنت قدريا قط. وسمعت رجلا يقول له: أطال الله عمرك، فقال: بل عجل الله بي إلى رحمته.
قال الوليد بن مزيد: كان الأوزاعي إذا سئل عن مسألة، وسعيد بن عبد العزيز حاضر، قال: سلوا أبا محمد، يفعله تعظيما لسعيد.
أبو مسهر: كان سعيد لا يجيب حتى يقول: لا حول ولا قوة إلا بالله، هذا رأي، والرأي يخطي ويصيب.
وقال محمد بن المبارك الصوري: رأيت سعيد بن عبد العزيز إذا فاتته الصلاة في جماعة بكى.
قال الوليد، وأبو مسهر، وجماعة: مات سعيد بن عبد العزيز سنة سبع وستين ومائة.
قال ابن عساكر: ووهم من قال: سنة ثلاث وستين، وسنة أربع، وسنة تسع.
147 – ق:
سعيد بن مسلم بن بانك المدني
، أبو مصعب.
عن: عكرمة، وسالم، وعمرة، وعامر بن عبد الله، وغيرهم. وعنه: أبو عامر العقدي، وخالد بن مخلد، والقعنبي، وعبد العزيز الأويسي، وآخرون.
وثقة أبو حاتم، وغيره.
148 -
سعيد بن مسلم القرشي
، البصري.
عن: محمد بن زياد الجمحي، وعبيد الله بن سالم. وعنه: موسى بن إسماعيل، ومحمد بن سليمان، لوين.
محله الصدق.
149 -
سعيد بن ميسرة البكري
، البصري.
عن: أنس بن مالك. وعنه: يونس بن بكير، والهثيم بن خارجة، ومحمد بن جعفر الوركاني، وغيرهم.
وحدث عنه يحيى القطان بحديث على سبيل التعجب، عن أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا ركع رفع يديه، وقال إن الشيطان حين أخرج من الجنة رفع يديه فوق رأسه.
قال البخاري: منكر الحديث.
وقال أبو حاتم: منكر الحديث بابة عائذ بن شريح.
وقال ابن عدي: مظلم الأمر.
وقال أبو عبد الله الحاكم: روى عن أنس أحاديث موضوعة، كذبه يحيى القطان.
150 – ع:
سيفان الثوري
.
سيفان بن سعيد بن مسروق بن حبيب بن رافع بن عبد الله بن موهبة بن أبي بن عبد الله بن منقذ بن نصر بن الحارث بن ثعلبة بن ملكان بن ثور بن عبد مناة بن أد بن طابخة بن إلياس بن مضر بن نزار، شيخ الإسلام أبو عبد الله الثوري، الكوفي، الفقيه، سيد أهل زمانه علما وعملا، فهو من ثور مضر، لا من ثور همدان على الصحيح، كذا نسبه ابن سعد، والهثيم بن عدي، وغيرهما.
وساق نسبه - كما ذكرنا - ابن أبي الدينا، عن محمد بن خلف التميمي، لكن زاد بين مسروق وبين حبيب حمزة، وأسقط منقذا، والحارث.
مولده سنة سبع وتسعين، وكان أبوه من ثقات المحدثين. وطلب سفيان العلم وهو مراهق، وكان يتوقد ذكاء.
صار إماما منظورا إليه وهو شاب، فإن يحيى بن أيوب المقابري قال: أخبرنا أبو المثنى قال: سمعتهم بمرو يقولون: قد جاء الثوري، قد جاء الثوري، فخرجت أنظر إليه، فإذا هو غلام قد بقل وجهه.
سمع الثوري من: عمرو بن مرة، وسلمة بن كهيل، وحبيب بن أبي ثابت، وعمرو بن دينار، عبد الله بن دينار، وأبي إسحاق، ومنصور، وحصين، وأبيه سعيد بن مسروق، والأسود بن قيس، وجبلة بن سحيم، وزبيد بن الحارث، وزياد بن علاقة، وسعد بن إبراهيم، وأيوب، وصالح مولى التوأمة، وخلق لا يحصون، فيقال: إنه أخذ عن ست مائة شيخ. وعرض القرآن على حمزة الزيات.
وعنه: ابن عجلان، وأبو حنيفة، وابن جريج، وابن إسحاق، ومسعر، وهم من شيوخه، وشعبة، والحمادان، ومالك، وابن المبارك، ويحيى، وعبد الرحمن، وابن وهب، وعبيد الله الأشجعي، ويحيى بن آدم، ووكيع، وعبد الرزاق، وأبو نعيم، وقبيصة بن عقبة، ومحمد بن كثير، وأحمد بن يونس، والفريابي، وعلي بن الجعد، وأمم لا يحصون. حتى أن ابن الجوزي بالغ، وذكر في مناقبه أنه روى عنه أكثر من عشرين ألفا، وهذا مدفوع، بل لعله روى عنه نحو من ألف نفس.
فعن وكيع أن والدة سفيان قالت له: يا بني اطلب العلم وأنا أعولك بمغزلي، وإذا كتبت عشرة أحرف فانظر هل ترى في نفسك زيادة في الخير، فإن لم تر ذلك فلا تتعن.
قال علي بن ثابت: سمعته يقول: طلبت العلم، فلم تكن لي نية، ثم رزقني الله النية.
داود بن يحيى بن يمان، سمعت أبي يقول: قال الثوري: لما هممت بطلب الحديث، ورأيت العلم يدرس، قلت: أي رب إنه لا بد لي من معيشة، فاكفني أمر الرزق، وفرغني لطلبه، فتشاغلت بالطلب، فلم أر إلا خيرا إلى يومي هذا.
عبد الرزاق، وغيره: سمعنا سفيان يقول: ما استودعت قلبي شيئا قط فخانني.
وقال ابن مهدي: ما رأيت صاحب حديث أحفظ من سيفان.
وعن ابن عيينة قال: كأن العلم يمثل بين يدي سفيان، يأخذ ما يريد، ويدع ما لا يريد.
وقال الأشجعي: دخلت مع الثوري على هشام بن عروة، فجعل يسأل، وهشام يحدثه، فلما فرغ قال: أعيدها عليك، فأعادها عليه وقام، ثم دخل أصحاب الحديث فطلبوا الإملاء، فقال هشام: احفظوا كما حفظ صاحبكم، قالوا: لا نقدر.
قال أحمد بن هاشم: حدثنا ضمرة قال: كان سفيان ربما حدث بعسقلان فيقول: انفجرت العين، انفجرت العين، يتعجب من نفسه.
وقال شعبة، وابن معين، وجماعة: سفيان أمير المؤمنين في الحديث.
وقال ابن المبارك: كتب عن ألف ومائة شيخ وما فيهم أفضل من سفيان.
وقال ورقاء: لم ير الثوري مثل نفسه.
وقال أحمد: لم يتقدمه في قلبي أحد.
وقال يحيى بن سعيد القطان: ما رأيت أحفظ من الثوري.
وقال ابن المبارك أيضا: لا أعلم على وجه الأرض أعلم منه.
وقال وكيع: كان بحرا.
وقال ابن المديني: سألت يحيى عن رأي مالك فقال: سفيان فوق مالك في كل شيء.
وقال ابن إدريس: وددت أني في مسلاخ سفيان.
وقال أبو أسامة: من أخبرك أنه رأى بعينيه مثل سفيان فلا تصدقه.
وقال ابن أبي ذئب: ما رأيت في العراق من يشبه الثوري.
وقال ابن مهدي: سمعت سفيان يقول: ما من عمل أخوف عندي من الحديث.
وقال الثوري فيما سمعه من الفريابي: وددت أني نجوت من هذا العلم كفافا، لا لي ولا علي.
وقال يحيى بن يمان: كتبت عن سفيان عشرين ألفا، وأخبرني الأشجعي أنه كتب عنه ثلاثين ألفا، وسمعت سفيان يقول: ما أحدث من كل عشرة بواحد.
وقال عبد الرزاق: قال لي ابن المبارك: أقعد إلى سفيان فيحدث فأقول: ما بقي من عمله شيء إلا وقد سمعته، ثم أقعد مجلسا آخر فأقول: ما سمعت من علمه شيئا.
وقال زيد بن الحباب: سمعت سفيان يقول: لو قلت لكم إني أحدثكم كما سمعت؛ يعني باللفظ، فلا تصدقوني.
وعن عبد الرزاق، عن سفيان قال: ما أحدث إلا بالمعاني.
وقال زيد بن أبي الزرقاء: سمعت الثوري يقول: خلاف ما بيننا وبين المرجئة ثلاث، يقولون: الإيمان قول بلا عمل، ويقولون: الإيمان لا يزيد ولا ينقص، ويقولون بالاتفاق.
وقال يوسف بن أسباط: سمعت سفيان يقول: من كره أن ي ول: أنا مؤمن إن شاء الله، فهو عندنا مرجئ.
وعن سفيان قال: لا يجتمع حب علي وعثمان رضي الله عنهما إلا في قلوب نبلاء الرجال.
وعنه قال: امتنعنا من الشيعة أن نذكر فضائل علي رضي الله عنه.
وعنه قال: الجهمية كفار.
وعنه قال: من سمع من مبتدع لم ينفعه الله بما سمع.
شعيب بن حرب قال: قال سفيان: لا تنتفع بما كتبت حتى يكون إخفاء بسم الله الرحمن الرحيم في الصلاة أفضل عندك من الجهر.
قال وكيع: سمعت سفيان يقول: لا يعدل طلب العلم شيء لمن أراد به الله.
وقال قبيصة: سمعت سفيان يقول: الملائكة حراس السماء، وأصحاب الحديث حراس الأرض.
وقد كان سفيان رضي الله عنه يقلق ويخاف من تصحيح نيته في الحديث لفرط غرامه به.
قال أبو داود الطيالسي: سمعت سفيان قال: ما أخاف على نفسي أن يدخلني النار إلا الحديث.
وقال أبو نعيم: سمعت سفيان يقول: وددت أني أفلت منه كفافا.
وقال أبو أسامة: سمعت سفيان يقول: وددت أن يدي قطعت، وأني لم أطلب حديثا قط.
وقال القطان: سمعته يقول: ما أنكر نفسي إلا إذا طلبت الحديث.
وعن المعافى بن عمران، عن سفيان قال: أريد أن أسأل غدا عن كل مجلس جلسته، وعن كل حديث حدثت به؛ ماذا أردت به؟.
وقال محمد بن عبد الله بن نمير: خاف الثوري على نفسه من الحديث؛ لأنه كان يحدث عن الضعفاء.
وقال يحيى بن يمان: سمعت سفيان يقول: فتنة الحديث أشد من فتنة الذهب.
ومن آدابه وشمائله وتواضعه وورعه
قال مهران الرازي: رأيت الثوري إذا خلع ثيابه طواها، ويقول: كان يقال إذا طويت رجعت إليها أنفسها.
وقال أبو نعيم: كان سفيان إذا دخل الحمام يخضب يسيرا.
وقال قبيصة: كان سفيان مزاحا، كنت أتأخر مخافة أن يحيرني بمزاحه، ولا رأيت الأغنياء أذل ولا الفقراء أعز منهم في مجلس سفيان.
وقال أبو نعيم: ربما رأيت سفيان ضحك حتى استلقى.
وقال زيد بن أبي الزرقاء: كان سيفان يقول للمحدثين: تقدموا يا معشر الضعفاء.
وعن علي بن ثابت: رأيت سفيان فقومت ما عليه درهما وأربعة دوانيق.
يحيى بن أيوب المقابري: حدثنا مبارك أخو سفيان قال: جاء رجل إلى سفيان ببدرة - وكان أبوه صديقا لسفيان جدا - فقال: أحب أن تقبل هذا المال، فقبله منه، فلما خرج قال لي: الحقه فرده، ففعلت، فقال: يا ابن أخي، أحب أن تأخذ هذا المال، قال: يا أبا عبد الله، في نفسك منه شيء؟ قال: لا. فأخذه وذهب، فقلت: يا أخي، ويحك! أي شيء قلبك؛ حجارة؟! عد أن ليس لك عيال، أما ترحمني، أما ترحم إخوانك وصبياننا، قال: يا مبارك، تأكلها أنت وأسأل عنها، لا يكون هذا أبدا.
وعن زيد بن الحباب قال: احتاج سفيان بمكة حتى استف الرمل ثلاثة أيام.
سعيد بن سليمان الواسطي: قال أبو شهاب الحناط: جلست إلى سفيان وهو في دبر الكعبة مستلق، فسلمت فرد، فقلت: إن أختك قد بعثت إليك بشيء، فجلس وقال: لم آكل شيئا منذ ثلاث.
وقال ابن سعد: قال أبو شهاب: بعثت أخت سفيان معي بجراب فيه كعك وخشكنانج، فأتيته فقصر في سلامي، فعاتبته فقال: يا أبا شهاب، لا تلمني، وإن لي ثلاثة أيام لم أذق فيها ذواقا.
قال بشر الحافي: كان الثوري ربما أخذ عباء الجمال فيغطي بها رأسه.
وقال خلف بن تميم: رأيت الثوري في مكة وقد كثروا عليه، فقال: إن لله، أخاف أن تكون قد ضيعت الأمة حيث احتاج الناس إلي مثلي.
قال عبد الرزاق: رأيت الثوري بمكة جالسا في السوق يأكل.
وقال أحمد بن حنبل: كان سفيان إذا قيل له إنه رئي في المنام، قال: أنا أعرف بنفسي من أصحاب المنامات.
وقال علي بن ثابت الجزري: لو لقيت سفيان في طريق الحج ومعك فلسان تريد أن تصدق بهما وأنت لا تعرف سفيان، لظننت أن ستضعهما في
يده.
وقال صالح بن أحمد بن عبد الله العجلي، حدثني أبي قال: أجر سفيان نفسه من جمال إلى مكة، فأمروه أن يعمل لهم خبزة فلم تجئ جيدة، فضربه الجمال، فلما قدموا مكة دخل الجمال، فرأى الناس حول سفيان، فسأل فقالوا: هذا سفيان الثوري، فلما انفض الناس تقدم الجمال إلى سفيان واعتذر، فقال: من يفسد طعام الناس يصبه أكثر من ذلك.
قال أبو سليمان الداراني: دخلنا على سفيان الثوري بمكة، قال: ما جاء بكم؟ فوالله لأنا إذ لم أركم خير مني إذ رأيتكم، قال: ثم لم نبرح حتى تبسم.
قبيصة، عن سفيان قال: كثرة الإخوان من سخافة الدين.
قال أبو أسامة: ما رأيت رجلا أخوف لله من سفيان، كان من رآه كأنه في سفينة يخاف الغرق، كثيرا ما نسمعه يقول: يا رب، سلم سلم.
وقال الحارث بن منصور: كلمتان لم يكن يدعهما سفيان في مجلس؛ سلم سلم، عفوك عفوك.
وقال سفيان: وددت أني أنفلت لا علي ولا لي. وهذا متواتر عنه.
وقال قبيصة: كان سفيان كأنه راهب، فإذا أخذ في الحديث أنكرته؛ يعني مما ينشرح.
وقال ابن مهدي: كان يكون كأنما وقف للحساب، فيعرض بذكر الحديث، فيذهب ذلك الخشوع، فإنما هو حدثنا حدثنا.
علي بن غنام، عن أبيه أنه سمع الثوري يقول: لقد خفت الله خوفا، عجبا لي كيف لا أموت، ولكن لي أجل أنا بالغه، ولقد أخاف أن يذهب عقلي من شدة الخوف.
ابن مهدي: ما عاشرت رجلا أرق من سفيان، كنت أرمقه في الليل ينهض مرعوبا ينادي: النار النار، شغلني ذكر النار عن النوم والشهوات.
قال قبيصة: ما رأيت أحدا أكثر ذكرا للموت من سفيان.
وقال أبو نعيم: كان سفيان يذكر الموت فلا ينتفع به أياما.
وقال يوسف بن أسباط: كان سفيان طويل الحزن، كان يبول الدم من حزنه وفكرته.
وقال عصام بن يزيد جبر: ربما كان يأخذ سفيان في التفكر، فينظر إليه الناظر فيقول: مجنون.
وقال عطاء الخفاف: ما لقيت سفيان إلا باكيا، فقلت: ما شأنك؟ فقال: أخاف أن أكون في أم الكتاب شقيا.
قال يحيى بن يمان: سمعت سفيان يقول: العالم طبيب الدين، والدرهم داء الدين، فإذا جر الطبيب الداء إلى نفسه فمتى يداوي غيره؟
وقال أبو أسامة، سمعت سفيان يقول: ليس طلب الحديث من عدة الموت، لكنه علة يتشاغل به.
قلت: طلب الحديث قدر زائد على طلب العلم، وهو لقب لأمور عرفية قليلة المدخل في العلم، فإذا كان فنون عديدة من علم الآثار النبوية بهذه المثابة، فما ظنك بطلب علم الجدل والعقليات والمنطق اليوناني؟ آه، واحسرتاه على قلة من يعرف دين السلام كما ينبغي، وما أحل في القليل المتعين، إذا كان مثل سفيان يود أن ينجو من علمه كفافا، فما نقول نحن؟! واغوثاه.
قال الخريبي: سمعت سفيان يقول: ليس شيء أنفع للناس من الحديث.
وسمعه الفريابي يقول: ما من عمل أفضل من طلب الحديث إذا صحت فيه النية.
قال ابن عيينة: لم يكن مثل ابن عباس في زمانه، والشعبي في زمانه، والثوري في زمانه.
وقال أبو خالد الأحمر: شبع سفيان ليلة فقال: إن الحمار إذا زيد في علفه زيد في عمله، فقام حتى أصبح.
وقال أبو أسامة: مرض سفيان فذهبت ببوله إلى الطبيب، فقال: هذا بول راهب، قال: بول من أحرق الحزن كبده، ما لذا دواء.
قال ضمرة: سمعت مالكا يقول: إنما كانت العراق تجيش علينا بالمال والثياب، ثم صارت تجيش علينا بسفيان الثوري.
قال ضمرة: وكان سفيان يقول: مالك ليس له حفظ.
قال عطاء بن مسلم: قال لي سفيان: إن المؤمن ليرى غدا ما أعد الله له في الجنة، وهو يتمنى أنه لم يخلق مما هو فيه.
وقال عبد الرزاق: لما قدم علينا سفيان، طبخت له سكباجا فأكل، ثم أتيته بزبيب الطائف فأكل، ثم قال: يا عبد الرزاق، اعلف الحمار وكده، ثم قام يصلي حتى الصباح.
قال علي بن الفضيل بن عياض: رأيت الثوري ساجدا عند البيت، فطفت سبعة أسابيع قبل أن يرفع رأسه.
وقال مؤمل بن إسماعيل: قدم سفيان مكة، فكان يصلي الغداة ويجلس يذكر الله حتى ترتفع الشمس، ثم يطوف سبعة أسابيع، يصلي كل أسبوع ركعتين يطولهما، ثم يصلي إلى نصف النهار، ثم ينصرف إلى البيت فيأخذ المصحف فيقرأ، فربما نام كذلك، ثم يخرج لنداء الظهر، ثم يتطوع إلى العصر، فإذا صلى العصر أتاه أصحاب الحديث، فاشتغل معهم إلى المغرب فيصلي، ثم ينتقل إلى العشاء، فإذا صلى طاف سبعة أسابيع، ثم انصرف، فإن كان صائما أفطر، ثم يأخذ المصحف فربما يقرأ ثم نام، أقام بمكة نحوا من سنة على هذا. قال ابن أبي الدنيا: دفع إلي أحمد بن الخليل كتابا فيه: حدثني محمد بن رافع قال: حدثني مؤمل بهذا.
في معيشته رضي الله عنه
قال يوسف بن أسباط: خلف سفيان مائتي دينار كانت مع رجل يتبضع بها.
وقيل: جاءه رجل فقال: يا أبا عبد الله، تمسك الدنانير؟! وكان في يد
سفيان خمسون دينارا، فقال: لولاها لتمندل بنا هؤلاء الملوك.
وقال أبو نعيم: قال الثوري: لولا بضيعتنا تلاعب بنا هؤلاء.
قال أحمد العجلي: كانت بضاعة سفيان ألفي درهم.
وقال مبارك بن سعيد: كانت له معي بضاعة.
وقال ابن سعد: قال الواقدي: كان سفيان يأتي اليمن يتجر ويفرق ما عنده على قوم يتجرون له، ويلقاهم في الموسم يحاسبهم، ويأخذ الربح.
قال المروذي: قلت لأحمد: لماذا ذهب الثوري إلى اليمن؟ قال: للتجارة، وللقي معمر. قلت: أكان له مائة دينار؟ قال: أما سبعون فصحيحة.
وروي أن سفيان أخذ من رجل أربعة آلاف درهم مضاربة فاشترى بها متاعا مما يباع باليمن، فأخذه معه، فربح فيه نفقته.
وكان الثوري يقول: عليك بعمل الأبطال؛ الكسب من الحلال، والإنفاق على العيال.
زيد بن الحباب: سمعت سفيان يقول: الحلال تجارة برة، أو عطاء من إمام عادل، أو صلة من أخ مؤمن، أو ميراث لم يخالطه شيء.
وقال محمد بن عبيد: سمعت سفيان يقول: يا عباد، ارفعوا رؤوسكم، فقد وضح الطريق، ولا تكونوا عالة على الناس.
وقال أحمد بن يونس: أكلت عند سفيان خشكنانج أهدي له.
وقال مؤمل بن إسماعيل: دخلت على سفيان وهو يأكل طباهج ببيض، فقلت له، فقال: اكتسبوا حلالا وكلوا طيبا.
ومن مواعظه
قال: الدنيا كرغيف عليه عسل، وقع عليه الذباب فانقطع جناحه فمات، ولو مر برغيف يابس ما هلك.
قال وكيع: سمعت سفيان يقول: لو أن اليقين وقع في القلب كما
ينبغي لطار شوقا إلى الجنة وخوفا من النار، إنما الزهد في الدنيا قصر الأمل.
وعنه قال: اليقين أن لا تتهم مولاك في كل ما أصابك، وإياك والتشبه بالجبابرة، وعليك بالزهد يبصرك الله عورات الدنيا، وعليك بالورع يخف حسابك، وادفع الشك باليقين يسلم دينك، ودع ما يريبك إلى ما لا يريبك.
وقال: ما أعطي رجل شيئا من الدنيا إلا قيل له: خذه ومثله جرما.
وعنه، وقيل له: السلامة أن لا تعرف، فقال: ما إلى هذا سبيل، لكن السلامة في أن لا تحب أن تعرف.
وعن سفيان قال: إذا أثنى على الرجل جيرانه أجمعون فهو رجل سوء، قال: وكيف هذا؟ قال: يراهم على المنكر ولا يغير عليهم، ويلقاهم بوجه طلق.
وقال الفضل: سمعت سفيان يقول: إذا رأيت الرجل محببا إلى جيرانه فاعلم أنه مداهن.
قال يحيى بن عبد الملك بن أبي غنية: ما رأيت رجلا أصفق وجها في ذات الله من سفيان.
وقال شجاع بن الوليد: كنت أمشي مع سفيان، فلا يكاد لسانه يفتر من الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
وروى يحيى بن يمان عنه قال: إني لأرى الشيء يجب علي أن آمر فيه فلا أفعل، فأبول دما.
وعن عمرو بن حسان قال: كان سفيان نعم المداوي، إذا دخل البصرة حدث بفضائل علي، وإذا دخل الكوفة حدث بفضائل عثمان.
وعن سفيان قال: هؤلاء الملوك قد تركوا لكم الآخرة، فاتركوا لهم الدنيا.
ولقي كاتبا فقال: حتى متى كلما دعي ظالم قمت معه، غدا فإذا حوسب حوسبت، أما آن لك أن تتوب؟
فصل من صدقه
قال الحسين بن الحسن المروزي: حدثنا الهيثم بن جميل قال: سمعت مهلهلا يقول: خرجت مع سفيان إلى مكة، وحج الأوزاعي، ورافقنا في بيت ثلاثا، فبينا نحن جلوس دخل خصي، فقال: قد جاء الأمير، وعلى الناس عبد الصمد عم المنصور، فأما أنا والأوزاعي فثبتنا، وأما سفيان فدخل حيرا، فدخل الأمير عبد الصمد فسلم عليه الأوزاعي، فقال: أين أبو عبد الله؟ قلنا: دخل لحاجته، وقمت إليه فقلت: إنه ليس ببارح حتى تخرج، فألقى رداءه وخرج في إزار فسلم ورمى بنفسه في وسط البيت، فقال عبد الصمد: يا أبا عبد الله: إنك رجل أهل المشرق وعالمهم، بلغني قدومك فأحببت الاقتداء بك، فأطرق سفيان ثم قال: ألا أدلك على خير من ذلك؟ قال: وما هو؟ قال: تعتزل ما أنت فيه، قال: فقلت: إنا لله، تستقبل الأمير بهذا! قال: فتغير لون الأمير وقال: إن أمير المؤمنين لا يرضى مني بهذا، وقام فخرج مغضبا.
وروى محمد بن النعمان بن عبد السلام قال: مرض سفيان بمكة ومعه الأوزاعي، فدخل عليه عبد الصمد فحول وجهه إلى الحائط، فقال الأوزاعي: إنه سهر البارحة فلعله نائم، فقال سفيان: لست بنائم، لست بنائم. فقام عبد الصمد، فقال الأوزاعي لسفيان: أنت مستقتل، لا يحل لأحد أن يصحبك.
وقال إبراهيم بن أعين: كنت أصب الماء على سفيان وهو يتوضأ، فجاء عبد الصمد أمير مكة فسلم على سفيان، فقال له: من أنت؟ قال: أنا عبد الصمد، قال: كيف أنت؟ اتق الله، وإذا كبرت فأسمع؛ يعني أنه كان يصلي بالناس وما كان خلفه من يكبر.
زيد بن أبي خداش، أن الثوري لقي شريكا فقال: بعد الفقه والخير تلي القضاء! قال: يا أبا عبد الله، وهل بد للناس من قاض؟ فقال سفيان: وبد للناس من شرطي.
وقال قبيصة: قيل لشريك: إن سفيان قال: أي رجل أفسدوا؟ فقال: لو كان لسفيان بنات أفسدوه أكثر مما أفسدوني.
ولقي سفيان يونس بن مسمار فقال: يا يوسف، أسمنت البرذون وأهزلت الدين، فقال: أنا أنفع للناس منك؛ أتكلم في المحبوس فيطلق، ويجيء الملهوف فأعينه، وأتكلم في الحمالة، وأسعى في الأمور، قال: وكان سفيان إذ لقيه بعد سلم عليه.
وعن سفيان قال: إذا رأيت القارئ؛ يعني المتزهد، يلوذ بالسلطان فاعلم أنه لص، وإذا رأيته يلوذ بالأغنياء فاعلم أنه مرائي، فإياك أن تخدع بقول: أرد مظلمة، وأدفع عن مظلوم، فإن هذه خدعة من إبليس اتخذها فجار القراء سلما.
فصل
قال مبارك أخو سفيان: رأيت عاصم بن أبي النجود جاء إلى سفيان يستفتيه، فقال: أتيتنا يا سفيان صغيرا، وأتيناك كبيرا.
وقال ابن شوذب: سمعت أيوب يقول: ما قدم علينا من الكوفة أفضل من سفيان الثوري.
وقال ابن مهدي: أبصر أبو إسحاق السبيعي سفيان مقبلا فقال: (وآتيناه الحكم صبيا).
وقال يونس بن عبيد: ما رأيت كوفيا أفضل من سفيان.
سفيان بن وكيع: حدثنا أبو يحيى الحماني، سمع أبا حنيفة يقول: لو كان سفيان في التابعين لكان فيهم له شأن.
وعنه قال: لو حضر علقمة والأسود لاحتاجا إلى مثل سفيان.
وقال ابن أبي ذئب: ما رأيت رجلا أشبه بالتابعين من سفيان.
وقال شعبة: سفيان أحفظ مني؛ إنه ساد بالورع والعلم.
وقال يعقوب الحضرمي: سمعت شعبة يقول: سفيان أمير المؤمنين في الحديث.
وعن ابن عيينة قال: ما رأيت رجلا أعلم بالحلال والحرام من سفيان الثوري، ولا رأى هو مثل نفسه.
وقال ابن المبارك: ما نعت لي رجل إلا وجدته دون نعته، إلا الثوري.
قلت: هذا الرجل وأمثاله ما جعل الله لهم هذه الجلالة في القلوب سدى، فحب سفيان من الإيمان.
ومن شيوخه:
إبراهيم بن عبد الأعلى، وإبراهيم بن عقبة، وإبراهيم بن محمد بن المنتشر، وإبراهيم بن مهاجر، وإبراهيم بن ميسرة، وآدم بن سليمان، وإسماعيل بن أمية، وابن أبي خالد، وإسماعيل السدي، وأشعث بن أبي الشعثاء، والأغر بن الصباح، وإياد بن لقيط، وأيوب بن موسى، وبريد بن عبد الله، وبكير بن عطاء، وبيان بن بشر، وأبو المقدام ثابت بن هرمز، وثور بن يزيد، وثوير بن أبي فاختة، وجابر الجعفي، وجامع بن أبي راشد، وجامع بن شداد، وجعفر بن محمد، والحسن بن عمرو الفقيمي، وحماد الفقيه، وربيعة الرأي، والزبير بن عدي، وزيد بن أسلم، وسماك بن حرب، وسمي مولى أبي بكر، وسهيل، وصالح بن حي، وعاصم بن بهدلة، وأبو الزناد، وابن طاوس، وابن عقيل، وابن أبي نجيح، وابن أبي لبيد، وعبد الرحمن بن عابس، وعبد الرحمن بن القاسم، وعبد العزيز بن رفيع، وعبد الكريم الجزري، وعبد الكريم أبو أمية، وعبد الملك بن عمير، وعبد الملك بن أبي سليمان، وعبد الملك بن أبي بشير، وعبدة بن أبي لبابة، وعبيد الله بن عمر، وأبو حصين عثمان بن عاصم، وعثمان البتي، وعلي بن الأقمر، وعلقمة بن مرثد، وعلي بن بذيمة، وعلي بن جدعان، وعمارة بن
القعقعاع، وعون بن أبي جحيفة، وفراس الهمداني، وقيس بن مسلم، ومحارب بن دثار، ومحمد بن أبي بكر بن حزم، وأبو الزبير، ومحمد بن المنكدر، ومطرف بن طريف، ومعبد بن خالد، ومغيرة بن مقسم، ومغيرة بن النعمان، والمقدام بن شريح، ومنصور بن المعتمر، وموسى بن أبي عائشة، وميسرة بن حبيب، وميسرة الأشجعي، وأبو حمزة ميمون الأعور، وهشام بن إسحاق، وهشام بن حسان، وهشام بن عروة، وواصل الأحدب، ويحيى بن أبي إسحاق، ويحيى بن هانئ بن عروة، ويزيد بن أبي زياد، ويعلى بن عطاء، وأبو إسحاق الشيباني، وأبو بكر بن عبد الله بن أبي الجهم، وأبو الجويرية الجرمي، وأبو خالد الدالاني، وأبو هاشم الرماني، وأبو يعفور العبدي.
ومن تلامذته:
أبو إسحاق الفزاري شيخ الثغور، وأحوص بن جواب، وإسحاق الأزرق، وابن علية، وبشر بن السري، وبشر بن منصور السليمي، وثابت بن محمد العابد، وجعفر بن عون، والحسين بن حفص، وأبو أسامة، وخالد بن الحارث، وخلاد بن يحيى، وروح، وزيد بن أبي الزرقاء، وسفيان بن عقبة، وأبو داود الطيالسي، وأبو عاصم، وضمرة، والخريبي، وابن نمير، وعبد الله بن الوليد العدني، وعبيد الله بن موسى، وعلي بن قادم، وعمرو العنقزي، والقاسم الجرمي، وأبو همام الدلال، ومصعب بن المقدام، ومعاوية بن هشام، وأبو حذيفة النهدي، ومؤمل بن إسماعيل، والنعمان بن عبد السلام، ويحيى بن يمان، ويزيد بن أبي حكيم العدني، ويزيد بن زريع، ويزيد بن هارون، ويعلى بن عبيد، وأبو أحمد الزبيري، وأبو بكر الحنفي، وأبو داود الحفري، وأبو سفيان المعمري، وأبو عامر العقدي. وقد حدث عنه خلق لا يحصون، وآخر ثقة روى عنه هو علي بن الجعد.
151 -
خ م د ن ق: سلام بن مسكين، أبو روح الأزدي النمري البصري.
عن الحسن، وثابت، وقتادة، وأبي ظلال هلال، وأبي غالب حزور، ويزيد بن الشخير إن كان لقيه، وعن بشر بن حرب، وعدة. وعنه أبو نعيم، ومسلم بن إبراهيم، وأبو نصر التمار، وعبد الرحمن بن مهدي، وعلي بن الجعد، وهدبة بن خالد.
وثقه ابن معين.
وقال أبو حاتم: صالح الحديث.
وروى البخاري عن محمد بن محبوب أنه مات في آخر سنة سبع وستين.
وقد وهم من قال: إنه توفي سنة أربع.
وقد رمي بالقدر، إلا أنه من العابدين.
قال موسى بن إسماعيل: كان من أعبد أهل البصرة في زمانه.
152 – ن:
سلمة بن العيار الدمشقي
، أبو مسلم، مولى بني فزارة، واسم أبيه أحمد بن حصين.
روى عن أبي الزبير، وثور بن يزيد، وجعفر بن برقان، والأوزاعي، وطائفة. وعنه الوليد بن مسلم، وأبو مسهر، ومروان الطاطري، وعبد الله بن يوسف.
قال أبو مسهر: هو أثبت أصحاب الأوزاعي مع يزيد بن السمط، وكانا ورعين فاضلين صحيحي الحفظ، على حال تقلل من الدنيا، ما تلبسا بشيء.
وقال ابن حبان: له نحو من عشرة أحاديث.
قيل: مات سنة ثلاث، وقيل: سنة ثمان وستين ومائة، مات شابا.
153 – د ت ن:
سليمان بن أرقم
، أبو معاذ.
بصري مشهور. عن الحسن، وابن سيرين، وعمر بن عبد العزيز، والزهري، ويحيى بن أبي كثير. وعنه الزهري شيخه، وبقية بن الوليد، وأسد بن موسى، وعلي بن عياش، وأبو المغيرة، ومنصور بن أبي مزاحم، وطائفة.
وثقه أحمد بن حنبل فيما قيل، وقيل: إن الذي وثقه هو سليمان بن معاذ، وقيل: ابن قرم، نسب إلى جده.
وقال أبو زرعة الرازي: سليمان بن أرقم ليس بذاك.
وقال أبو حاتم: ليس بالمتين.
وقال ابن حبان: هو رافضي غال، يقلب الأخبار.
وقال البخاري: تركوه.
وروى عباس عن ابن معين: ليس بشيء، وقال مرة: ليس يسوى فلسا.
وروى عبد الله بن أحمد بن حنبل عن أبيه قال: سليمان بن أرقم لا يسوى شيئا، لا يروى عنه.
وقال السعدي: ساقط.
وقال الدارقطني: متروك.
قلت: من بلاياه حديثه عن الزهري، عن عروة، عن عائشة مرفوعا: اطلبوا الخير عند حسان الوجوه، وتسموا بخياركم، وإذا أتاكم كريم قوم فأكرموه.
154 -
سليمان بن عبيد
، أبو داود المازني.
عن عمران بن زيد المدني، وعبد الحميد بن قدامة. وعنه عبد الله بن رجاء الغداني، وموسى بن إسماعيل.
155 -
سليمان بن أبي داود الحمراوي المصري الأفطس
، الفقيه العابد.
كان متألها قوالا بالحق، فقيها. حمل عنه ابن القاسم، وإدريس بن يحيى.
قال ابن يونس: مات سنة ثمان وستين ومائة.
156 -
سليمان بن القاسم
، أبو الربيع الجمحي، المصري الزاهد، أحد السادة الأولياء.
ولد سنة عشر ومائة، وأخذ عن التابعين.
قال عبد الرحمن بن القاسم الفقيه: ما رأيت مثل سليمان بن القاسم قط، هما اثنان أقتدي بهما في ديني؛ سليمان في الورع، ومالك في العلم.
وقال ابن وهب: كأن الله قد لين لسليمان ظهره، وكان مسجده فراشه.
قال سعيد الآدم: خرج سليمان بن قاسم رحمه الله إلى مكة، فما نام في محمل، ولا اضطجع لنوم حتى رجع.
ابن وهب: عن سليمان في قوله تعالى: (ليبلوكم أيكم أحسن عملا) قال: لم يقل: أكثر.
مات بالإسكندرية سنة ثلاث وستين ومائة.
157 – خت م د ت ن:
سليمان بن قرم بن معاذ
، أبو داود الضبي، وينسب إلى جده، فيقال فيه: سليمان بن معاذ.
كوفي صالح الحديث، وهو الذي وثقه أحمد لا ابن أرقم، ولكن وهم بعض الحفاظ ودخلت عليه ترجمة في ترجمة.
روى ابن قرم عن ثابت البناني، ومحمد بن المنكدر، ومنصور بن المعتمر، وجماعة. وعنه أبو داود الطيالسي، ويحيى بن آدم، وحسين بن محمد المروذي، وأبو الجواب، وآخرون.
وهو شيعي مفرط، ضعفه ابن معين.
وقال ابن عدي: هو خير من سليمان بن أرقم.
قال عباس: سمعت يحيى بن معين يقول: سليمان بن معاذ ليس بشيء، حدثنا عنه الطيالسي.
وروى عباس أيضا عن يحيى قال: سليمان بن قرم يحدث عن الأعمش، كان ضعيفا.
وقال أحمد بن حنبل: لا أرى به بأسا، لكنه يفرط في التشيع.
158 – ع:
سليمان بن كثير العبدي البصري
.
عن الزهري، وعمرو بن دينار، وحصين بن عبد الرحمن، وغيرهم. وعنه أخوه محمد بن كثير، وعبد الرحمن بن مهدي، وحبان بن هلال، وعفان، وأبو سلمة التبوذكي، وسعيد بن سليمان سعدويه، وغيرهم.
وكان ثقة.
قال النسائي: لا بأس به - يكنى أبا داود - وعن الزهري ففيه شيء.
وقال يحيى بن معين: ضعيف الحديث.
وقال محمد بن يحيى الذهلي: سكن البصرة، وما روى عن الزهري فإنه قد اضطرب في أشياء، وهو في غير الزهري أثبت.
وقال العقيلي: سليمان بن كثير الواسطي مضطرب الحديث، وروى عن حصين وحميد الطويل أحاديث لا يتابع عليها.
قلت: قد تقرر أنه صدوق يحتج به، مات سنة ثلاث وستين.
159 -
سليمان بن أبي كريمة
.
عن مكحول، وهشام بن عروة، وخالد بن ميمون، وهشام بن حسان. وعنه محمد بن مخلد الرعيني، وعمرو بن هاشم البيروتي، وغيرهما.
قال ابن عدي: عامة أحاديثه مناكير، ولم أر للمتقدمين فيه كلاما.
قلت: ضعفه أبو حاتم، وما وثقه أحد.
160 – ع:
سليمان بن المغيرة القيسي مولاهم
، البصري، أبو سعيد، أحد الأعلام.
عن الحسن البصري، وحميد بن هلال، وثابت البناني، وطبقتهم. وعنه يحيى القطان، وعبد الرحمن بن مهدي، وأبو سلمة التبوذكي، وأسد بن موسى، والقعنبي، وشيبان بن فروخ، وخلق.
قال أبو نوح قراد: سمعت شعبة يقول: سليمان بن المغيرة سيد أهل البصرة.
وقال عبد الله بن داود الخريبي: ما رأيت بصريا أفضل من سليمان بن المغيرة.
وقال أحمد بن حنبل: ثبت ثبت.
وقال أبو داود الطيالسي: حدثنا سليمان بن المغيرة وكان من خيار الرجال.
وسئل ابن علية عن حفاظ أهل البصرة، فقال: سليمان بن المغيرة، وأظنه سمى غيره.
وقال يحيى بن معين: هو ثقة ثقة.
وقال موسى بن إسماعيل: حدثنا وهيب قال: كان أيوب يقول لنا: خذوا عن سليمان بن المغيرة، وكنا نأتيه وهو في ناحية وأبوه في ناحية.
قلت: مات سليمان سنة خمس وستين ومائة.
161 -
سليمان الخواص
، زاهد أهل الشام في زمانه، أبو أيوب.
كان أكثر مقامه ببيت المقدس، ودخل بيروت. حكى عنه سعيد بن عبد العزيز الفقيه، ومحمد بن يوسف الفريابي، ويوسف بن أسباط، وحذيفة المرعشي.
قال السري السقطي: أربعة كانوا قد أعملوا أنفسهم في طلب الحلال، ولم يدخلوا أجوافهم إلا الحلال؛ وهيب بن الورد، وشعيب بن حرب، ويوسف بن أسباط، وسليمان الخواص، فنظروا إلى الورع، فلما ضاقت عليهم الأمور فزعوا إلى التقلل، أو قال: التذلل.
وقال محمد بن حميد الخواص: قال لي بشر الحافي: أتمنى أربعة؛ يوسف بن أسباط، والثوري، وسليمان الخواص، وإبراهيم بن أدهم.
وقال الفريابي: كنت في مجلس فيه الأوزاعي وسعيد بن عبد العزيز وسليمان الخواص، فذكر الأوزاعي الزهاد فقال: أما تريد أن ترى مثلهم؟ فقال سعيد: ما رأيت أزهد من سليمان الخواص، ولم يشعر سعيد بأنه في المجلس، فقنع سليمان رأسه وقام، فأقبل الأوزاعي على سعيد فقال: لا تعقل ما تقول؟ تؤذي جليسنا؛ تزكيه في وجهه!
روى أبو سهل الدمشقي عن سعيد بن عبد العزيز قال: دخلت على سليمان الخواص، فرأيته جالسا في الظلمة وحده، فكلمته في ذلك فقال: ظلمة القبر أشد، فقلت: ألا تطلب لك رفيقا؟ قال: أخاف أن لا أقوم
بحقه، قلت: هذا مال صحيح قد أصبته، وأنا لك به يوم القيامة، خذه فأنفقه، قال: يا سعيد، إن نفسي لم تجبني إلى ما رأيت حتى خشيت أن لا تقول، فإن أخذت مالك ثم فرغ فمن لي بمثله صحيح؟ فتركته ثم عدت من الغد، فقلت: بلغني في الحديث أن الرجل لا تستجاب دعوته في العامة حتى يكون نقي المطعم نقي الملبس، فادع لهذه الأمة دعوة، فابتدر الباب مغضبا، ثم قال: أنت بالأمس تفتني، وأنت اليوم تشهرني! فأتيت الأوزاعي، فقال لي: يا سعيد، دع سليمان الخواص وإبراهيم بن أدهم؛ فإنهما لو كان أدركا النبي صلى الله عليه وسلم لكانا من خيار أصحابه.
وقال عبد الله بن خبيق: قال يوسف بن أسباط: ذهب إبراهيم بن أدهم بالذكر، وذهب الخواص بالعمل.
يعقوب بن كعب الأنطاكي، عن أبيه، عن سليمان الخواص، وقيل له: إن الناس شكوك أنك تمر فلا تسلم عليهم، فقال: والله ما ذاك لفضل أراه عندي، ولكني شبه الحنش؛ إن ثورته ثار، وإن قعدت مع الناس جاءني ما أريد وما لا أريد.
وقال مؤمل بن إهاب: رأى رجل كأن القيامة قد قامت، ونودي: ليقم السابقون الأولون، فقام سفيان الثوري، ثم قام سليمان الخواص، ثم نودي: ليقم السابقون، فقام إبراهيم بن أدهم.
وعن سليمان الخواص قال: كيف آكل الخبز وأنا لا أرى إجارة الطواحين!
قلت: لم يرو الخواص شيئا، ولا ظفرت له بوفاة، ولكن وفاته قريبة من وفاة إبراهيم بن أدهم، رحمهما الله.
162 – 4:
سهيل بن أبي حزم
، وهو القطعي، أبو بكر البصري، وهو أخو حزم القطعي.
روى عن أبي عمران الجوني، ومالك بن دينار، وثابت البناني، وعنه ابن المبارك، وزيد بن الحباب، وشعيب بن محرز، وهدبة بن خالد، وبشر
ابن الوليد الكندي، وحبان بن هلال. وسمى حبان والده عبد الله، وقيل: بل اسم أبيه مهران.
وروى إسحاق الكوسج عن ابن معين قال: صالح الحديث.
وقال البخاري وأبو حاتم: ليس بالقوي. وكذا قال النسائي.
163 – م:
سوادة بن أبي الأسود القطان
، واسم أبيه مسلم.
روى عن أبيه. وعنه وكيع، وأبو نعيم، وموسى التبوذكي، ومسلم بن إبراهيم، وعبد الواحد بن غياث.
وثقه ابن معين.
164 -
سويد بن إبراهيم
، أبو حاتم البستي الحناط؛ بالنون، العطار.
عن الحسن، ومطر الوراق، وقتادة، وعبد الله بن عبيد بن عمير. وعنه يحيى القطان، وأبو الوليد، وشيبان بن فروخ، وطالوت بن عباد، وعدة.
روى الكوسج عن ابن معين: صالح الحديث.
وروى عثمان الدارمي عن ابن معين: أرجو أن لا يكون به بأس.
وقال أبو زرعة: حديثه حديث أهل الصدق.
وقال النسائي في الكنى: ليس بثقة.
وقال في كتاب الضعفاء: ضعيف.
وقال ابن حبان: يروي الموضوعات على الأثبات.
قيل: مات سنة سبع وستين ومائة.
165 – ت:
شبيب بن شيبة بن عبد الله بن عمرو بن الأهتم
، أبو معمر التميمي المنقري البصري.
أحد الخطباء البلغاء والأخباريين الألباء. روى عن الحسن، وابن سيرين، ومعاوية بن قرة، وعطاء بن أبي رباح، وطائفة. وعنه أبو معاوية، والأصمعي، ومسلم بن إبراهيم، وأبو سلمة المنقري، وجبارة بن المغلس، ويحيى بن يحيى التميمي، وعدة.
قال أبو حاتم: ليس بالقوي.
وقال صالح بن محمد جزرة: صالح الحديث.
وقال الدارقطني وغيره: ضعيف.
وقال ابن حبان: لا يتشاغل بما انفرد به.
قلت: كان أخباريا علامة مفوها، وأميرا جليلا، ولي إمرة الري للمهدي.
قال المنصور له: عظني وأوجز. قال: فقلت: يا أمير المؤمنين، إن الله لم يرض من نفسه لك أن جعل فوقك أحدا، فلا ترض له من نفسك بأن يكون عبد هو أشكر منك.
قيل لابن المبارك: تأخذ عن شبيب وهو يدخل على الأمراء؟ فقال: خذوا عنه؛ فإنه أشرف من أن يكذب.
وقال ابن معين وأبو داود: ليس بشيء.
عيسى بن يونس، عن شبيب بن شيبة قال: كنت في موكب المنصور، فقلت: يا أمير المؤمنين، رويدا، إني أمير عليك. فقال: ويلك! أأمير علي؟ قلت: نعم، حدثني معاوية بن قرة: قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أقطف
القوم دابة أميرهم. قال: أعطوه دابة، فهو أهون من أن يتأمر علينا.
وقال محمد بن سلام الجمحي: خرج شبيب من دار المهدي، فقيل له: كيف تركت الناس؟ قال: تركت الداخل راجيا، والخارج راضيا.
قلت: توفي سنة نيف وستين ومائة.
166 -
شبيب بن مهران القسملي
، أبو زياد.
عن قتادة. وعنه زيد بن الحباب، ومعلى بن أسد، وإبراهيم بن الحجاج، وغيرهم.
167 -
شجرة بن مسلم الدمشقي
.
عن ربيعة بن يزيد، ويونس بن ميسرة. وعنه مروان بن محمد الطاطري، وأبو مسهر.
وثق.
168 – ع:
شعيب بن أبي حمزة الحمصي الأموي مولاهم
، الكاتب، صاحب الخط المنسوب، وأحد الأئمة الثقات، أبو بشر بن دينار.
روى عن نافع، وعكرمة بن خالد، والزهري، وعبد الوهاب بن بخت، ومحمد بن المنكدر، وأبي الزناد، وأبي طوالة، وغيرهم. وعنه ابنه بشر، وبقية بن الوليد، والوليد بن مسلم، وعلي بن عياش، وأبو اليمان، وآخرون.
وكتب عن الزهري كتابا من علمه لأجل الخليفة هشام بن عبد الملك، وكان أنيق الوراقة واضحها.
قال محمد بن حمير، عن شعيب قال: رافقت الزهري إلى مكة، فكنت أدرس أنا وهو القرآن جميعا.
وقال ابن معين: هو مثل عقيل ويونس في الزهري، كتب عن الزهري إملاء للسلطان، كان كاتبا.
وقال عبد الله بن أحمد بن حنبل: سألت أبي: كيف سماع شعيب من الزهري؟ قال: يشبه حديثه الإملاء، لكن الشأن فيمن سمع من شعيب، كان رجلا ضنينا في التحديث. قلت: كيف سماع أبي اليمان عنه؟ فقال: كان يقول: أخبرنا شعيب. قلت: فسماع ابنه بشر؟ قال: كان يقول: حدثني أبي. قلت: فسماع بقية؟ قال: شيء يسير. ثم قال: لما حضرته الوفاة جمع جماعة بقية وابنه، فقال: هذه كتبي ارووها عني.
وقال أبو زرعة الدمشقي: حدثني أحمد بن حنبل قال: رأيت كتب شعيب بن أبي حمزة، فرأيت كتبا مضبوطة مقيدة، ورفع من ذكره.
قلت: فأين هو من يونس بن يزيد؟ قال: فوقه. قلت: فأين هو من عقيل؟ قال: فوقه. قلت: فأين هو من الزبيدي؟ قال: مثله.
وقال حنبل بن إسحاق، سألت أبا عبد الله فقال: كان شعيب بن أبي حمزة قليل السقط.
وقال الأثرم: قال أحمد: نظرت في كتب شعيب، كان ابنه يخرجها إلي، فإذا بها من الحسن والصحة ما لا يقدر - فيما أرى - بعض الشباب أن يكتب مثلها صحة وشكلا ونحو ذا.
وقال المفضل الغلابي: كان عند شعيب عن الزهري نحو ألف وسبعمائة حديث.
وقال ابن معين: أثبت الناس في الزهري مالك وشعيب بن أبي حمزة، وسمى جماعة.
وقال دحيم: شعيب ثقة ثبت، يشبه حديثه حديث عقيل، ثم قال: والزبيدي فوقه.
وقال أبو زرعة الدمشقي: حدثنا علي بن عياش قال: كان شعيب عندنا من كبار الناس، وكنت أنا وعثمان بن سعيد بن كثير من ألزم الناس له، وكان ضنينا بالحديث، كان يعدنا المجلس فنقيم نقتضيه إياه، فإذا
فعل فإنما كتابه بيده، ما يأخذه أحد، وكان من صنف آخر في العبادة. وكان من كتاب هشام بن عبد الملك على نفقاته، وكان الزهري معهم بالرصافة.
وسمعت شعيبا يقول له: يا أبا يحمد، قد كلت يدي من العمل، فقلت لعلي: ما كان يعمل؟ قال: كانت له أرض يعالجها بيده، فلما حضرته الوفاة قال: اعرضوا علي كتبي، فعرض عليه كتاب نافع وكتاب أبي الزناد.
وقال يعقوب بن شيبة: حدثنا سليمان الكوفي قال: قلت لأبي اليمان: ما لي أسمعك إذا ذكرت صفوان بن عمرو تقول: حدثنا صفوان، وإذا ذكرت أبا بكر بن أبي مريم تقول: حدثنا، وإذا ذكرت شعيبا تقول: أخبرنا؟ فغضب، فلما سكن قال لي: مرض شعيب بن أبي حمزة، فأتاه إسماعيل بن عياش وبقية ومحمد بن حمير في رجال أنا أصغرهم، فقالوا: كنا نحب أن نتكتب عنك، وكنت ممتنعا، فدعا بقفة له فقال: ما في هذه إلا ما سمعته من الزهري وكتبته وصححته، فلم يخرج من يدي، فإن أحببتم فاكتبوها، قالوا: فنقول ماذا؟ قال: تقولون: أنبأنا شعيب، أخبرنا شعيب، وإن أحببتم أن تكتبوها عن ابني فقد قرأتها عليه.
وقال أبو زرعة الدمشقي: حدثنا أبو اليمان قال: دخلنا على شعيب حين احتضر، فقال: هذه كتبي، فمن أراد أن يأخذها فليأخذها، ومن أراد أن يعرض فليعرض، ومن أراد أن يسمعها من ابني فليسمعها، فإنه قد سمعها مني.
قال يحيى الوحاظي وغيره: مات شعيب سنة ثلاث وستين ومائة.
وقال يزيد بن عبد ربه: سنة اثنتين وستين.
169 -
شعيب بن رزيق الفلسطيني
، أبو شيبة.
سكن ثغر طرسوس. وروى عن الحسن، وجماعة. سيأتي.
170 -
شعيب بن كيسان الكوفي
.
عن أنس بن مالك، وسعيد بن جبير، وحماد بن أبي سليمان، وثابت بن جابان، وغيرهم. وعنه عثمان بن فايد، وعمر بن عبيد الطنافسي، وأبو معاوية، وأبو الوليد الطيالسي، ويحيى الحماني، وآخرون.
قال البخاري: لا يعرف له سماع من أنس.
وقال أبو حاتم: صالح الحديث.
ولينه العقيلي.
171 -
شعيب بن ميمون البزوري
.
عن حصين بن عبد الرحمن، وأبي جناب، وأبي هاشم الرماني، والعوام بن حوشب، وغيرهم. وعنه منصور بن المهاجر، وشبابة بن سوار، وغيرهما.
قال ابن حبان: له مناكير، لا يحتج به.
وقال أبو حاتم: مجهول.
172 – ع:
شيبان النحوي
.
هو شيبان بن عبد الرحمن، مولى بني تميم، أبو معاوية البصري، نزيل الكوفة وأحد الأئمة المتعينين.
نزل الكوفة فأدب بها أولاد الأمير داود بن علي العباسي. وروى عن الحسن، وقتادة، والحكم، وهلال الوزان، وزياد بن علاقة، ومنصور بن المعتمر، ويحيى بن أبي كثير، وطالوت، وقل ما روى عن الحسن. روى عنه الحسن الأشيب، وحسين المروذي، ويونس بن محمد المؤدب، وعبيد الله بن موسى، وآدم بن أبي إياس، وعلي بن الجعد، وخلق كثير.
وثقه يحيى بن معين وغيره.
وقيل في نسبه: النحوي، إنما هو إلى نحو بن شمس؛ بطن من الأزد.
وقال أبو بكر بن أبي داود وغيره: بل كان أديبا نحويا.
قال أحمد بن حنبل: شيبان، ثبت في كل المشايخ.
وقال يعقوب ين شيبة: كان صاحب حروف وقراءات مشهورة بذلك.
قلت: أخذ القراءة عن عاصم بن بهدلة، سمع منه الحروف جماعة، وقد سكن بغداد، وحدث عنه أيضا من الكبار عبد الرحمن بن مهدي، وكان يؤدب سليمان بن داود الهاشمي.
وقد سئل يحيى بن معين: كيف حاله في الأعمش؟ فقال: ثقة في كل شيء، أحب إلي من معمر في قتادة.
قلت: قد وثقه الناس، واحتج به أهل الصحاح.
وسئل أبو حاتم فقال: لا يحتج به.
قال ابن سعد: شيبان ثقة.
توفي سنة أربع وستين ومائة.
قلت: ووقع لي من طريقه حديث عال في المخلصيات عن البغوي عن ابن الجعد، كتبته في غير هذا الموضع.
173 -
شيبان بن أبي شيبان
، المطوعي المروزي الغازي.
يروي عن داود بن أبي هند، ومنصور بن عبد الحميد صاحب أنس. وعنه مصعب بن بشر، ومحمد بن مزاحم.
كان من رؤوس المجاهدين بخراسان.
174 -
شيبان الراعي
.
عابد صالح زاهد قانت لله، لا أعلم متى توفي، ولا من حمل عنه،
ولا ذكر له أبو نعيم في الحلية سوى حكاية واحدة عن محمد بن حمزة الربضي قال: كان شيبان الراعي إذا أجنب وليس عنده ماء دعا، فجاءت سحابة فأظلته، فاغتسل منها، وكان يذهب إلى الجمعة، فيخط على غنمه، فيجيء فيجدها على حالتها.
175 -
صالح بن عبد القدوس
، الأزدي البصري، الشاعر المتكلم المتفلسف.
له شعر رائق، وحكم ووصايا ما عليها رونق الإسلام، ويقال: إن أبا الهذيل العلاف لحقه وناظره.
قال ابن عدي: كان يعظ بالبصرة ويقص.
قتله المهدي على الزندقة، فيروى عن قريش الختلي أن المهدي دعاني يوما فذكر أنه أمره بالمسير على البريد إلى الشام، وكتب له عهدا أنه أمين على كل بلد يدخله حتى يخرج منه، وأمره إذا دخل دمشق أن يأتي إلى حانوت عطار أو حانوت قطان، فيلقى رجلا يكثر الجلوس هناك، وهو شيخ فاضل ناصل الخضاب، يقال له: صالح بن عبد القدوس. فسار وفعل، ودخل الحانوت، فإذا بصالح فيه، فأخذه وقيده، فحمله على البريد إلى العراق. فقال المهدي: أنت فلان؟ قال: نعم، أنا صالح. قال: فزنديق؟ قال: لا، ولكن شاعر أفسق في شعري، قال: اقرأه. فالتوى ساعة، قال: ثم قرأ كتاب الزندقة فقال: أتوب إلى الله فاستبقني، وأنشده لنفسه:
ما يبلغ الأعداء من جاهل ما يبلغ الجاهل من نفسه والشيخ لا يترك أخلاقه حتى يوارى في ثرى رمسه فقال المهدي: يا قريش، امض به إلى المطبق. قال: ففعلت، فلما قربت من الخروج أمرني فرددته، فقال له: ألست القائل: والشيخ لا يترك أخلاقه؟ قال: بلى. قال: لا تدع أخلاقك حتى تموت، خذوه. فضربوه بأسيافهم، ثم وثب المهدي فضربه نصفين.
قال النسائي: ليس بثقة.
وقال ابن معين: ليس بشيء، بصري.
ومن شعره:
المرء يجمع والخطوب تفرق ويظل يرقع والزمان يمزق ولأن يعادي عاقلا خير له من أن يكون له صديق أحمق فارغب بنفسك لا تصادق أحمقا إن الصديق على الصديق مصدق وزن الكلام إذا نطقت فإنما يبدي عيوب ذوي العقول المنطق لا ألفينك ثاويا في غربة إن الغريب بكل سهم يرشق ما الناس إلا عاملان فعامل قد مات من عطش وآخر يغرق وإن امرؤ لسعته أفعى مرة تركته حين يجر حبل يفرق إن الترفق للمقيم موافق فإذا تسافر فالترفق أوفق بقي الذين إذا يقولوا يكذبوا ومضى الذين إذا يقولوا يصدقوا ومن شعره:
ليس الصديق الذي تخشى غوائله ولا العدو على حال بمأمون ومن شعره:
لا أبتغي وصل من لا يبتغي صلتي ولا أبالي حبيبا لا يباليني هذا ولو كرهت كفي منادمتي لقلت إذ كرهت كفي لها: بيني ومن شعره:
وإن عناء أن تفهم جاهلا فتحسب جهلا أنه منك أفهم متى يبلغ البنيان يوما تمامه إذ كنت تبنيه وآخر يهدم وهل يفضل المثري إذا ظن أنه إذا جاد بالشيء اليسير سيعدم وله:
وإذا طلبت العلم فاعلم أنه حمل فأبصر أي شيء تحمل فإذا علمت بأنه متفاضل فاشغل فؤادك بالذي هو أفضل
ومن قصيدته الأولى:
وإن من أدبته في الصبى كالعود يسقى الماء في غرسه حتى تراه مورقا ناضرا بعد الذي أبصرت من يبسه والق أخا الظعن بإيناسه لتدرك الفرصة في أسه كالليث لا يفرس أقرانه حتى يرى الإمكان في فرسه عن أحمد بن عبد الرحمن المعبر قال: رأيت صالح بن عبد القدوس في المنام ضاحكا، فقلت: ما فعل الله بك، وكيف نجوت مما كنت ترمى به؟ قال: إني وردت على رب ليس تخفى عليه خافية، وإنه استقبلني برحمته، فقال: قد علمت برءاتك مما كنت تقذف به.
176 -
صالح بن مرداس
، أبو خزيمة العبدي.
بصري. عن الحسن، وطاوس، وابن سيرين، وغيرهم. وعنه ابن مهدي، ومسلم، وسهل بن حماد.
قال ابن معين: ليس به بأس.
وقيل: اسمه نصر.
177 – سوى ق:
صخر بن جويرية
، أبو نافع البصري، مولى بني تميم، ويقال: مولى بني هلال.
عن أبي رجاء العطاردي، وعائشة بنت سعد، ونافع مولى ابن عمر. وعنه أيوب السختياني وهو أكبر منه، وابن مهدي، وروح بن عبادة، وعفان، وعلي بن الجعد، وجماعة.
قال أحمد بن حنبل: ثقة ثقة.
وقال ابن معين: صالح.
قال ابن أبي خيثمة: سمعت ابن معين يقول: إنما يتكلم فيه؛ لأنه يقال: إن كتابه سقط.
قلت: لم أظفر بموته، وهو قريب من موت حماد بن سلمة.
178 -
صخر بن جندلة القاضي
، أبو المعلى البيروتي.
سمع يونس بن ميسرة بن حلبس. وعنه ابن المبارك، والوليد بن مسلم، ومروان الطاطري.
وثق.
179 – ت ن ق:
صدقة بن عبد الله الدمشقي السمين
، أبو معاوية
روى عن القاسم أبي عبد الرحمن، ومحمد بن المنكدر، ويحيى بن يحيى الغساني، والعلاء بن الحارث، وجماعة. وعنه الوليد بن مسلم، ووكيع، ومحمد بن يوسف الفريابي، ويحيى البابلتي، وعلي بن عياش، وآخرون.
وفيه لين، كناه مسلم، وقال: منكر الحديث.
وقال عمر بن عبد الواحد: حدثنا صدقة بن عبد الله قال: قدمت الكوفة، فأتيت الأعمش، فإذا رجل غليظ ممتنع، فجعلت أتعجرف عليه تعجرف أهل الشام، فأنكر لغتي فقال: أين يكون أهلك؟ قلت: بالشام، قال: أي الشام؟ قلت: دمشق، قال: وما أقدمك؟ قلت: جئت لأسمع منك ومن مثلك الخبر، فقال لي: وبالكوفة جئت تسمع الحديث؟ أما إنك لا تلقى فيها إلا كذابا حتى تخرج منها.
وقال عمرو بن أبي سلمة: سمعت سعيد بن عبد العزيز يقول: جاءني الأوزاعي فقال لي: من حدثك بأكثر الحديث؟ قلت: الثقة عندك وعندي صدقة بن عبد الله.
وقال أبو حاتم: نظرت في مصنفات صدقة بن عبد الله السمين، وسألت دحيما عنه فقال: محله الصدق، غير أنه كان يشوبه القدر، وقد حدثنا بكتب عن ابن جريج وابن أبي عروبة، وكتب عن الأوزاعي ألفا وخمسمائة حديث.
وقال ابن معين، وأحمد، والدارقطني: ضعيف.
قال الوليد بن مسلم: مات سنة ست وستين ومائة.
180 – د ت:
صدقة بن موسى البصري الدقيقي
، أبو المغيرة.
عن أبي عمران الجوني، ومحمد بن واسع، ومالك بن دينار، وجماعة. وعنه أبو سعيد مولى بني هاشم، وأبو نعيم، وعلي بن الجعد، وآخرون.
ضعفه ابن معين والنسائي.
181 -
صدقة بن هرمز
، أبو محمد الزماني البصري.
عن معاوية بن قرة، وعاصم بن بهدلة، وجماعة. وعنه مسلم بن إبراهيم، وموسى المنقري، وحبان بن هلال، وآخرون.
ضعفه ابن معين.
182 – م ن:
الصعق بن حزن البكري العيشي
، ويقال: العائشي.
شيخ بصري صدوق. له عن الحسن، وقتادة، ومطر الوراق، وأبي جمرة الضبعي. وعنه سليمان بن حرب، وموسى بن إسماعيل، والأصمعي، ويونس بن محمد، وعارم، وشيبان بن فروخ.
قال عارم: كانوا يرونه من الأبدال.
وقال أبو حاتم وغيره: ما به بأس.
183 -
الضحاك بن نبراس
، أبو الحسن الجهضمي البصري.
عن ثابت البناني، ويحيى بن أبي كثير. وعنه حبان بن هلال، ومسلم بن إبراهيم، وأسد بن موسى، وأبو سلمة التبوذكي، وآخرون.
قال النسائي وغيره: متروك.
وقال الدارقطني: ضعيف.
وخرج له البخاري في كتاب الأدب له.
184 – د ت:
طعمة بن عمرو العامري الكوفي
.
عن نافع مولى ابن عمر، وحبيب بن أبي ثابت، وعمر بن بيان التغلبي. وعنه وكيع، وأبو نعيم، وأسيد الجمال، وجبارة بن المغلس، وجماعة.
وثقه ابن معين.
وقال الدارقطني: ليس بحجة.
وقال مطين: توفي سنة تسع وستين.
185 -
طلحة بن قيس الجريري
.
عن عطاء بن أبي رباح، والحسن، وابن أشوع. وعنه أبو سلمة التبوذكي، وعبد الصمد بن عبد الوارث، وعبد الواحد بن غياث.
وثقه ابن معين.
186 -
طلحة بن النضر الحداني البصري
.
عن محمد بن سيرين. وعنه ابن أخته أمية بن خالد القيسي، وابن المبارك، وزيد بن الحباب.
قال أحمد بن حنبل: ما أرى به بأسا.
187 – ت ق:
عاصم بن عمر حفص بن عاصم بن عمر بن الخطاب العدوي
، العمري المدني.
عن عبد الله بن دينار، وسهيل بن أبي صالح، وعاصم بن عبيد الله. وعنه ابن وهب، وعبد الله بن نافع الصائغ، ومحمد بن فليح، وإسماعيل بن أبي أويس، وجماعة.
قال معاوية بن صالح، عن ابن معين: ضعيف، ليس بشيء.
وقال أحمد: ضعيف.
وقال ابن حبان: لا يجوز الاحتجاج به.
قلت: هو أخو عبيد الله بن عمر.
188 – ن:
عافية القاضي
.
هو عافية بن يزيد بن قيس الأودي الكوفي، أحد الأعلام، تفقه على أبي حنيفة، وبرع في الفقه. وحدث عن الأعمش، وابن أبي ليلى، ومجالد بن سعيد، وهشام بن عروة، ومحمد بن عمرو بن عطاء. وعنه موسى بن داود، وأسد بن موسى، وغير واحد.
ذكره الخطيب وقال: كان عالما زاهدا، ولي قضاء الجانب الشرقي ببغداد، فحكم مرة على سداد وصون، ثم استعفى فأعفي.
قال النسائي: ثقة.
وقال أبو داود: يكتب حديثه.
واختلف اجتهاد يحيى بن معين فيه، فقال في رواية عباس وأحمد
ابن أبي مريم: ثقة. وقال في رواية علي بن الحسين بن الجنيد: كان ضعيفا في الحديث.
وسبب فراره من القضاء أنه تثبت في حكومة، فذهب أحد الخصمين فأهدى له رطبا، فرده عليه وزجره، قال: فلما تحاكم هو وخصمه إليه من الغد قال: لم يستويا في قلبي، ووجدت قلبي يميل إلى نصرة الذي أراد أن يهدي لي، ثم حكاها للخليفة وقال: هذا حالي وما قبلت، فكيف لو قبلت هديته؟!
وقد سئل أبو داود عنه فقال: أعافية يكتب حديثه؟! وجعل يضحك ويتعجب.
وقال ابن الأعرابي: خاصم أبو دلامة رجلا إلى عافية فقال:
لقد خاصمتني غواة الرجال وخاصمتهم سنة وافيه فما أدحض الله لي حجة وما خيب الله لي قافيه فمن كنت من جوره خائفا فلست أخافك يا عافيه
فقال له عافية: لأشكونك إلى أمير المؤمنين، قال: ولم؟ قال: لأنك هجوتني، قال: والله لئن شكوتني إليه ليعزلنك. قال: ولم؟ قال: لأنك لا تعرف الهجاء من المديح.
قلت: قلما روى عافية؛ لأنه مات كهلا.
189 -
عامر بن شبل الجرمي
.
عن أبي قلابة، وعمر بن عبد العزيز، وجرير بن الخطفي الشاعر. وعنه مروان بن محمد الطاطري، وعبد الله بن يوسف التنيسي، وغيرهما.
وثقه أبو زرعة الدمشقي.
190 – ق:
عباد بن كثير الرملي الفلسطيني
.
عن فسيلة بنت واثلة بن الأسقع، وعروة بن رويم، وابن طاوس، والزبير بن عدي، وداود بن أبي هند، وجماعة. وعنه زياد بن الربيع
اليحمدي، ومخلد بن يزيد الحراني، وأبو جعفر النفيلي، ويحيى بن يحيى النيسابوري، ويحيى بن معين، وعدة.
وثقه ابن معين وحده.
وقال البخاري: فيه نظر.
وقال أبو زرعة وغيره: ضعيف.
وقال النسائي: متروك.
وقال الدولابي: قال البخاري: عباد بن كثير الرملي فيه نظر، وعباد بن كثير الثقفي البصري سكن مكة، تركوه.
وكذا فرق بين الترجمتين العقيلي، وابن حبان، وغير واحد، حتى قال ابن حبان: والدليل على أن الرملي ليس بالذي كان بمكة أن يحيى بن يحيى روى عنه، والذي كان بمكة مات قبل الثوري، ولم يشهده الثوري.
قلت: هذه حجة قاطعة.
191 -
عبد الله بن بجير
، أبو حمران.
شيخ بصري. عن الحسن، ويزيد بن الشخير، ومعاوية بن قرة. وعنه ابن المبارك، وأبو الوليد، وطالوت بن عباد، وشيبان بن فروخ، وغيرهم.
وثقه أبو حاتم وغيره.
له رواية في المراسيل لأبي داود.
192 – د ت ق:
عبد الله بن بحير الصنعاني القاص
.
وهم من قال: هو ابن بحير بن ريسان. وقال ابن ماكولا: أحسبه عبد الله بن عيسى بن بحير.
فيه ضعف، أخذ عنه عبد الرزاق وغيره، وقد جاء حديث عن عبد الرزاق، عن معمر، عن عبد الله بن بحير بن ريسان الحميري، وله غرائب.
وقال ابن ماكولا: عبد الله بن بحير نسب إلى جده.
قال شيخنا في تهذيبه: عبد الله بن بحير بن ريسان المرادي، أبو وائل الصنعاني. روى عن عبد الرحمن بن يزيد القاص، وهانئ مولى عثمان. وعنه إبراهيم بن خالد، وعبد الرزاق، وهشام بن يوسف، وأهل صنعاء.
وثقه ابن معين.
193 – د ن ق:
عبد الله بن بكر بن عبد الله المزني البصري
.
عن أبيه، وابن سيرين، والحسن، وعطاء بن أبي ميمونة. وعنه بهز بن أسد، وعفان بن مسلم، وحبان، وعاصم بن علي، ومحمد بن سلام الجمحي.
قال النسائي: ليس به بأس.
قلت: له في الكتب حديث واحد.
194 – م 4:
عبد الله بن جعفر بن عبد الرحمن بن المسور بن مخرمة بن نوفل الزهري المخرمي المدني
، الفقيه الإمام.
حدث عن أبيه، وسعد بن إبراهيم، وعمة والده أم بكر ابنة المسور، وإسماعيل بن محمد بن سعد. وعنه عبد الرحمن بن مهدي، والواقدي، وخالد بن مخلد، ويحيى بن يحيى التميمي، ويحيى الحماني، وجماعة.
وكان مفتيا، عارفا بالمغازي.
وثقه أحمد وغيره.
وقال ابن معين: صدوق، وليس بثبت.
وأما ابن حبان فإنه أسرف في توهينه، وقال: يروي عن سهيل بن أبي صالح، وسعيد المقبري، روى عنه العراقيون وأهل المدينة. كان كثير الوهم في الأخبار، حتى روى عن الثقات ما لا يشبه حديث الأثبات، فإذا سمعها من الحديث صناعته شهد أنها مقلوبة، فاستحق الترك.
قلت: وقد كان قام مع بني عبد الله بن حسن، واعتقد أن محمد بن عبد الله بن حسن هو المهدي الذي ورد في الحديث، ثم ندم وقال: لا غرني أحد بعده. وقد ذكرنا في الحوادث بعض ذلك.
وقد كان أحمد بن حنبل يرجحه على ابن أبي ذئب لفضله ومروءته وإتقانه.
وقد وقع حديثه عاليا في الغيلانيات.
وقيل: كان قصيرا جدا.
توفي سنة سبعين ومائة.
195 – د ت:
عبد الله بن حسان
، أبو الجنيد العنبري البصري، الملقب: عتريس.
يروي عن جدتيه؛ صفية ودحيبة، وعن حبان بن عاصم. وعنه عفان، وأبو عمر الحوضي، وأبو عمر الضرير، وعبيد الله بن عائشة، والمقرئ،
وعبد الله بن سوار بن عبد الله العنبري.
لم أر به بأسا.
196 -
عبد الله بن حسان القردوسي
، أخو هشام بن حسان.
عن يحيى بن عقيل. وعنه حماد بن زيد، وسليمان بن حرب، والتبوذكي.
197 – ق:
عبد الله بن الحسين بن عطاء بن يسار المدني
، مولى ميمونة
عن صفوان بن سليم، وسهيل بن أبي صالح، وشريك بن أبي نمر. وعنه حاتم بن إسماعيل، ومحمد بن فليح، وإسماعيل بن عبد الله.
قال أبو زرعة: ضعيف.
198 -
عبد الله بن دكين
، أبو عمر الكوفي، نزيل بغداد.
عن كثير بن عبيد صاحب أبي هريرة، وعن جعفر بن محمد. وعنه محمد بن بكار بن الريان، وبشر بن الوليد، وسعدوية.
خرج له صاحب الأدب.
ضعفه ابن معين في إحدى الروايتين.
وقال أبو حاتم: ضعيف.
وقال غيره: ثقة.
199 – ت ن:
عبد الله بن زيد بن أسلم
، مولى عمر بن الخطاب، أحد الإخوة.
سمع أباه. وعنه ابن المبارك، وعبد الرحمن بن مهدي، والقعنبي، وقتيبة بن سعيد.
وثقه أحمد، وضعفه ابن معين وغيره، وهو أصلح حالا من أخويه.
200 – ن ق:
عبد الله بن سليمان الأسلمي المدني القبائي
.
عن سالم بن عبد الله، ومعاذ بن عبد الله بن حبيب. وعنه خالد بن مخلد، ومعن بن عيسى، وأبو عامر العقدي، والقعنبي، ومطرف بن عبد الله اليساري، وعبد العزيز الأويسي.
قال أبو حاتم: لا بأس به.
201 -
عبد الله بن سليمان النوفلي
.
عن محمد بن علي والد السفاح، وعن الزهري، وثابت بن ثوبان. وعنه هشام بن يوسف الصنعاني وحده؛ ففيه جهالة، وولي قضاء صنعاء.
أخبرنا أحمد بن إسحاق قال: أخبرنا أحمد بن يوسف والفتح بن عبد السلام، قالا: أخبرنا محمد بن عمر القاضي قال: أخبرنا أحمد بن محمد البزاز قال: أخبرنا علي بن عمر الحربي قال: حدثنا أحمد بن الحسن الصوفي قال: حدثنا يحيى بن معين قال: حدثنا هشام بن يوسف، عن عبد الله بن سليمان النوفلي، عن محمد بن علي، عن أبيه، عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى عليه وسلم: أحبوا الله لما يغذوكم به من نعمه، وأحبوني لحب الله، وأحبوا أهل بيتي لحبي.
أخرجه الترمذي عن سليمان بن الأشعث السجستاني، وأخرجه يعقوب بن سفيان الفسوي الحافظ في تاريخه عن زياد بن أيوب الطوسي؛ كلاهما عن يحيى بن معين، فوقع بدلا لهما.
* عبد الله بن عبد الله، أبو أويس المديني.
يأتي في الكنى.
202 – ت:
عبد الله بن عبد الرحمن الجمحي المدني
.
عن الزهري وحده. وعنه معن بن عيسى، وخالد بن مخلد، ومحمد بن خالد بن عثمة.
سئل عنه يحيى بن معين فقال: لا أعرفه.
203 -
عبد الله بن العلاء بن خالد
.
شيخ بصري، نزل الري.
قال ابن أبي حاتم: حدث عن الزهري، وحميد الطويل، وأشعث بن عبد الملك، وهشام بن حسان. وعنه عبد الرحمن الدشتكي، وزافر بن سليمان، ومحمد بن عيسى الدامغاني، وهشام بن عبيد الله. سألت أبي عنه فقال: صالح.
204 – خ 4:
عبد الله بن العلاء بن زبر الربعي
، أبو زبر الدمشقي.
عن بسر بن عبيد الله الحضرمي، وسالم بن عبد الله العمري، والقاسم بن محمد، وعمر بن عبد العزيز، ومكحول، وعدة. وعنه ولده إبراهيم، وشبابة، وأبو مسهر، ومروان الطاطري، وجماعة.
وثقه ابن معين.
وقال دحيم: كان ثقة، من أشراف أهل دمشق.
قال إبراهيم: ولد أبي عبد الله سنة خمس وسبعين، ومات سنة خمس وستين ومائة.
وقيل: مات سنة أربع.
وقد كناه جماعة أبا زبر، وكناه البخاري أبا عبد الرحمن.
وقد وثقه عدة.
وقال أحمد: مقارب الحديث.
أنبأني ابن أبي عمر قال: أخبرنا ابن طبرزد قال: أخبرنا ابن الحصين قال: أخبرنا ابن غيلان قال: حدثنا الشافعي قال: حدثنا عبد الله بن روح قال: حدثنا شبابة قال: حدثنا أبو زبر قال: حدثنا الزهري، عن أبي سلمة، عن عائشة قالت: أهللت مع رسول الله صلى عليه وسلم بعمرة في حجته.
205 – ق:
عبد الله بن عمرو بن مرة الجملي الكوفي
.
عن أبيه، وعاصم بن بهدلة، وأبي هارون عنترة. وعنه وكيع، وأبو نعيم، وإسحاق السلولي، وغسان بن الربيع، وجماعة.
صدوق.
206 – م ق:
عبد الله بن عياش بن عباس القتباني
، أبو حفص المصري.
عن عبد الرحمن الأعرج، وأبي عشانة المعافري، ويزيد بن أبي حبيب، وجماعة. وعنه ابن وهب، وزيد بن الحباب، وأبو عبد الرحمن المقرئ، وآخرون.
واحتج به مسلم.
قال أبو حاتم: صدوق، ليس بالمتين. وقال أيضا: هو قريب من ابن لهيعة.
وضعفه أبو داود والنسائي.
توفي سنة سبعين ومائة.
قلت: هو أقوى من ابن لهيعة.
207 – د:
عبد الله بن كيسان المروزي
.
عن سعيد بن جبير، وعكرمة، ومحمد بن زياد الجمحي، وثابت البناني. وعنه ابنه إسحاق، وعيسى غنجار، والفضل بن موسى السيناني، وعلي بن الحسن بن شقيق.
ضعفه أبو حاتم الرازي، وذكره ابن حبان في الثقات.
كنيته: أبو مجاهد.
208 – د ت ن:
عبد الله بن مسلم
، أبو طيبة السلمي العامري المروزي، قاضي مرو.
عن عبد الله بن بريدة، وشقير مولى سعد بن أبي وقاص، وغيرهما.
وعنه عيسى غنجار، وزيد بن الحباب، وأبو تميلة يحيى بن واضح، وعبدان، وآخرون.
قال أبو حاتم: يكتب حديثه، ولا يحتج به.
وقال ابن حبان في الثقات: يخطئ.
209 – ت ق:
عبد الله بن المؤمل بن وهب الله المخزومي العابدي المكي
.
عن عطاء بن أبي رباح، وابن أبي مليكة، وأبي الزبير المكي. وعنه الشافعي، ومعن بن عيسى، وسريج بن النعمان، وسعيد بن سليمان الواسطي، وآخرون.
وولي قضاء مكة.
قال أبو حاتم: ليس بقوي.
ووثقه ابن سعد.
وقال الدارقطني وغيره: ضعيف.
وقال أحمد: أحاديثه مناكير.
وروى عثمان الدارمي ومعاوية عن ابن معين: ضعيف.
وقال عباس، عن ابن معين: صالح الحديث.
محمد بن سنان العوقي: حدثنا عبد الله بن المؤمل قال: حدثني أبو الزبير، عن جابر قال: قدمنا مع النبي صلى الله عليه وسلم مكة فقال: تمتعوا، فكان أحدنا يتمتع بالمرأة من الرواح إلى الغدو، ومن الغدو إلى الرواح.
مات سنة سبعين ومائة.
210 – ق:
عبد الله بن واقد
، أبو رجاء الهروي، من علماء خراسان.
عن أبي هارون العبدي، ومحمد بن مالك مولى البراء، وعبد الله بن عثمان بن خثيم، وابن عون. وعنه أسباط بن محمد، والمحاربي، وأبو عبد الرحمن المقرئ، وإسحاق السلولي، وبشر بن الوليد، وعدة.
وثقه أحمد.
وعن ابن عيينة قال: ما قدم علينا خراساني أفضل منه.
وقال ابن عدي: مظلم الحديث.
وقال عباس، عن ابن معين: عبد الله بن واقد، عن قتادة، وأبي الزبير - ليس بشيء.
211 – د: عبد الله بن يزيد بن مقسم الثقفي الطائفي.
نزل البصرة، وروى عن أبيه يزيد بن ضبة الشاعر، وضبة أمه، وعن عمته سارة. وعنه يزيد بن هارون، وابن مهدي، وأبو حذيفة النهدي، ويعقوب الحضرمي، وآخرون.
له في السنن حديث.
212 – ق:
عبد الأعلى بن أعين
، الشيباني مولاهم.
عن نافع، ويحيى بن أبي كثير. وعنه عبيد الله بن موسى، ويحيى بن سعيد الحمصي العطار.
وهو أخو حمران، وعبد الملك، وبلال؛ الكوفيين.
قال الدارقطني: ليس بثقة.
213 – ق:
عبد الأعلى بن أبي المساور الكوفي الفاخوري الجرار
، نزيل المدائن.
عن الشعبي، وعكرمة، وعطاء، وعدة. وعنه شبابة، وسعيد بن سليمان، وصالح بن مالك الخوارزمي، وجبارة بن المغلس، وجماعة.
ضعفه الكل.
قال ابن معين: ليس بشيء.
وقال البخاري: منكر الحديث.
وقال النسائي وغيره: متروك.
214 – ت ق:
عبد الجبار بن عمر الأيلي
، مولى عثمان رضي الله عنه.
عن نافع، والزهري، وعطاء الخراساني، وابن المنكدر، وربيعة الرأي. وعنه ابن المبارك، وابن وهب، وسعيد بن أبي مريم، وأبو عبد الرحمن المقرئ، وخلف بن تميم، وعدة.
وثقه ابن سعد وقال: كان يكون بإفريقية.
وقال ابن معين وجماعة: ضعيف.
وقال النسائي: ليس بثقة.
وقال البخاري: ليس بالقوي.
وقال أبو داود: منكر الحديث.
سعيد بن أبي مريم: حدثنا عبد الجبار بن عمر، عن ابن شهاب، عن سالم، عن أبيه أنه كان عند رسول الله صلى عليه وسلم حين جاءه رجل فسأله عن فأرة وقعت في ودك لهم، فقال: اطرحوها وما حولها إن كان جامدا، قالوا: يا رسول الله، إن كان مائعا؟ قال: فانتفعوا به ولا تأكلوه.
ورواه جماعة عن معمر، عن الزهري، عن ابن المسيب، عن أبي هريرة هكذا. وتفرد به شيخ عن معمر، كما رواه مالك وابن عيينة عن
الزهري، عن عبيد الله، عن ابن عباس، عن ميمونة شطره الأول. ورواه الأوزاعي وعبد الرحمن بن إسحاق عن الزهري، ولم يذكر ميمونة. ورواه عقيل عن الزهري، عن عبيد الله مرسلا. وراه سعيد بن أبي هلال عن الزهري، عن سعيد: بلغنا أن رسول الله صلى عليه وسلم سئل عن فأرة.
وقد صحح الذهلي خبر معمر.
215 – ت:
عبد الجبار بن العباس الشبامي الهمداني الكوفي
.
عن عدي بن ثابت، وعون بن أبي جحيفة، وعطاء بن السائب، وعدة. وعنه يحيى بن أبي زائدة، والحسن بن صالح، وأبو أحمد الزبيري، وأبو نعيم، وعبيد الله بن موسى، ووكيع، وجماعة.
قال أحمد: أرجو أنه لا بأس به، كان يتشيع.
وعن أبي نعيم قال: لم يكن بالكوفة أكذب منه.
وقال ابن حبان: كان غاليا في التشيع، تفرد عن الثقات بالمقلوبات.
وأما رواية عباس عن ابن معين فقال: ليس به بأس.
وقال ابن أبي حاتم: سألت أبي عنه فقال: ثقة، قلت: لا بأس به؟ قال: ثقة.
قلت: وهم قديم الوفاة؛ مات بعد الستين ومائة، أو قبلها.
216 – د ن:
عبد الجبار بن الورد المكي
، أخو وهيب.
حدث عن الكبار؛ عطاء، وابن أبي مليكة، وعمرو بن شعيب. وعنه أحمد بن محمد الأزرقي، وعبد الأعلى بن حماد، وداود بن عمرو الضبي، وجماعة.
وثقه أبو حاتم وأبو داود.
وقال البخاري: يخالف في بعض حديثه.
217 -
عبد الحكم بن أعين بن ليث
، أبو عثمان، القرشي مولاهم، المصري الفقيه، نزيل الإسكندرية، وهو والد الفقيه عبد الله بن عبد الحكم.
مات سنة إحدى وستين ومائة.
218 – ت ق:
عبد الحميد بن بهرام الفزاري المدائني
.
عن شهر بن حوشب، وعن عاصم الأحول. وعنه ابن المبارك، وروح بن عبادة، والفريابي، ومحمد بن بكار بن الريان، وأبو صالح كاتب الليث، وعلي بن عياش، ومنصور بن مزاحم، وسعدوية الواسطي.
قال أحمد بن حنبل: حديثه عن شهر مقارب، وهي سبعون حديثا، كان يحفظها كأنها سورة.
وقال أبو حاتم: أحاديثه عن شهر صحاح.
ووثقه أبو داود وغيره.
وقال النسائي: ليس به بأس.
وقال يحيى بن معين: ثقة.
وقال أبو حاتم: لا يحتج به.
قلت: سماعه من شهر كان في سنة ثمان وتسعين، وموته قريب من موت حماد بن سلمة، عام بضعة وستين ومائة.
قال علي بن حفص المدائني: سمعت شعبة يقول: نعم الشيخ عبد الحميد بن بهرام، ولكن لا تكتبوا عنه؛ فإنه يروي عن شهر.
قال محمد بن المثنى: ما سمعت يحيى ولا ابن مهدي يحدثان عن عبد الحميد بن بهرام شيئا قط
219 -
عبد الحميد بن عبد الله بن كثير الداري المكي
.
عن سعيد بن ميناء، والقاسم بن أبي بزة. وعنه عبد الرحمن بن مهدي، وأبو عامر العقدي، وغيرهما.
محله الصدق.
220 -
عبد الحميد بن عطاء الخولاني
.
عن ابن شهاب. وعنه ابن لهيعة وهو من أقرانه، وابن وهب.
وكان من كتبة الديوان بمصر، مات سنة ثلاث وستين ومائة، ما عرفت فيه جرحا.
221 -
عبد الرحمن بن إبراهيم القاص
.
سمع العلاء بن عبد الرحمن، وله عنه نسخة. روى عنه ابنه عبد الله، وأبو سعيد مولى بني هاشم، وزيد بن الحباب، وعفان.
وثقه ابن معين.
وقال أبو حاتم والنسائي: ليس بالقوي.
وكان قاص أهل المدينة ومذكرهم.
222 – ن ق:
عبد الرحمن بن بديل بن ميسرة العقيلي البصري
.
عن أبيه، وعوسجة، ويحيى بن سعيد الأنصاري. وعنه عبد الرحمن بن مهدي، والأصمعي، وداود بن المحبر، وأبو داود الطيالسي، ومؤمل بن إسماعيل، وجماعة.
قال أبو داود وغيره: ليس به بأس.
قلت: له حديث في الكتب، وبعضهم لينه شيئا.
223 – ت ق:
عبد الرحمن بن أبي بكر بن عبيد الله بن أبي مليكة القرشي التيمي المدني
.
عن عمه، وعن القاسم بن محمد، وزرارة بن مصعب بن عبد الرحمن بن عوف، وابن المنكدر. وعنه ابن وهب، والشافعي، والقعنبي، وعلي بن الجعد، ويعقوب بن محمد الزهري، وعدة.
قال ابن معين وغيره: ضعيف.
وقال البخاري: منكر الحديث.
وقال النسائي: ليس بثقة.
224 – د ت ق:
عبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان
، أبو عبد الله العنسي الدمشقي المحدث الزاهد، أحد الصالحين.
مولده في خلافة عبد الملك بن مروان. روى عن أبيه، وخالد بن معدان، وشهر بن حوشب، وعطاء بن أبي رباح، ونافع، وعمرو بن دينار، وعمرو بن شعيب، وزياد بن أبي سودة، وطائفة. وعنه الوليد بن مسلم، وبقية، وبشر بن المفضل، والفريابي، وعبد الله بن صالح العجلي، وعلي بن الجعد، وعاصم بن علي، وخلق.
وثقه أبو حاتم، واختلف قول ابن معين فيه، ووثقه أيضا دحيم.
وقال ابن معين: ليس به بأس.
وقال أحمد بن حنبل وغيره: أحاديثه مناكير.
وقال النسائي وغيره: ليس بالقوي.
وقال صالح جزرة: قدري صدوق.
وقد قال النسائي: ليس بثقة.
وقال ابن عدي: يكتب حديثه على ضعفه.
وقال أبو داود: كان فيه سلامة، كان مجاب الدعوة.
أحمد بن كثير البغدادي: عن إبراهيم بن سعيد الجوهري قال: أغلظ ابن ثوبان لأمير المؤمنين المهدي في كلام، فاستشاط ثم سكن، فقال: والله لو كان المنصور حيا ما أقالك. قال: لا تقل ذاك يا أمير المؤمنين، فوالله لو كشف لك عن المنصور حتى يخبرك بما لقي وبما عاين ما جلست مجلسك هذا.
الوليد بن مزيد، عن الأوزاعي أنه كتب إلى ابن ثوبان: أما بعد، فقد كنت بحال أبيك لي وخاصة منزلتي منه عالما، فرأيت أن صلتي إياه وتعاهدي إياك بالنصيحة في أول ما بلغني عنك عن الجمعة والصلوات، فجددت ولهجت، ثم بررت بك فوعظتك، فأجبتني بما ليس لك فيه حجة ولا عذر، وقد أحببت أن أقرن نصيحتي إياك عهدا، عسى الله أن يحدث به خيرا، وقد بلغنا أن خمسا كان عليها أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم والتابعون؛ اتباع السنة، وتلاوة القرآن، ولزوم الجماعة، وعمارة المسجد، والجهاد.
وساق موعظة طويلة يحثه فيها على حضور الجمعة والجماعة، كأنه كان يتأثم من الصلاة خلف أئمة الجور، ولا ريب أنه رأي الخوارج.
قال الوليد بن مزيد: لما كانت السنة التي تناثرت فيها الكواكب، خرجنا ليلا إلى الصحراء مع الأوزاعي، ومعنا عبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان، قال: فسل سيفه وقال: إن الله قد جد فجدوا، قال: فجعلوا يسبونه ويؤذونه، فقال الأوزاعي: إني أقول أحسن من قولكم: عبد الرحمن قد رفع عنه القلم؛ يعني جن.
قال إبراهيم بن عبد الله بن العلاء بن زبر: مات عبد الرحمن بن ثابت سنة خمس وستين ومائة، وله تسعون سنة.
225 -
عبد الرحمن بن الحارث بن أبي عبيد
.
عن جده، عن سالم بن عبد الله. وعنه عبد العزيز بن عمران الزهري، وأنس بن عياض، وزيد بن الحباب، وخالد بن مخلد.
قال أبو زرعة: لا بأس به.
226 – م د ن:
عبد الرحمن بن حميد بن عبد الرحمن الرؤاسي الكوفي
عن أبي الزبير، وأبي إسحاق السبيعي، ومنصور. وعنه ابنه حميد، ويحيى بن آدم، وأبو غسان النهدي.
وثقه يحيى بن معين.
227 – ع:
عبد الرحمن بن شريح
، أبو شريح المعافري الإسكندراني العابد.
عن أبي هانئ بن حميد بن هانئ، وأبي قبيل المعافري، وموسى بن وردان، وأبي الزبير المكي، وجماعة. وعنه ابن المبارك، وابن وهب، وعبد الله بن صالح، وهانئ بن المتوكل، وآخرون.
وكان ذا فضل وعبادة وتأله.
وثقه ابن معين وغيره.
قال هانئ بن المتوكل: حدثني محمد بن عبادة المعافري قال: كنا عند أبي شريح، فكثرت المسائل فقال: قد درنت قلوبكم، فقوموا إلى خالد بن حميد المهري، استقلوا قلوبكم وتعلموا هذه الرغائب والرقائق، فإنها تجدد العبادة وتورث الزهادة وتجر الصداقة، وأقلوا المسائل، فإنها في غير ما نزل تقسي القلب وتورث العداوة.
توفي أبو شريح في شعبان سنة سبع وستين ومائة.
قال أبو حاتم: لا بأس به.
228 -
عبد الرحمن بن عامر اليحصبي الدمشقي
.
حكى عن أخيه عبد الله بن عامر المقرئ، وعن إسماعيل بن عبد الله، وربيعة بن يزيد، وزرعة بن ثوب. وعنه الوليد بن مسلم، وابن شابور، وأبو مسهر عبد الأعلى.
وكان قارئا لكتاب الله، عمر دهرا.
229 – خ د ت ن:
عبد الرحمن بن عبد الله بن دينار العمري المدني
سمع أباه، وزيد بن أسلم، وأبا حازم الأعرج. وعنه الحسن الأشيب، وعبد الصمد التنوري، ويحيى القطان، وأبو الوليد، وعلي بن الجعد، وآخرون.
قال أبو حاتم: فيه لين.
وقال ابن معين: حدث عنه يحيى بن سعيد، وفي حديثه عندي ضعف.
وذكره ابن عدي في كامله بعد أن ساق له أحاديث تستنكر، وقال: بعض ما يرويه منكر، وهو ممن يكتب حديثه من الضعفاء.
230 – م:
عبد الرحمن بن عبد العزيز بن عبد الله بن عثمان بن حنيف
، أبو محمد الأنصاري المديني الضرير
عن الزهري. وعنه القعنبي، وخالد بن مخلد، وجماعة.
قال ابن سعد: كثير الحديث، عالم بالسير.
مات سنة اثنتين وستين ومائة.
231 -
عبد الرحمن بن نعيم النخعي الكوفي
، أبو نعيم الكبير.
عن الحكم بن عتيبة، وعبد الرحمن بن الأسود. وعنه زيد بن الحباب، وأبو غسان النهدي، وأبو نعيم الفضل دكين، وعبد الرحمن بن هانئ.
قال أبو حاتم: صالح الحديث.
232 – خ م د ن:
عبد الرحمن بن نمر اليحصبي الدمشقي
عن الزهري، ما أعلم أحدا روى عنه سوى الوليد بن مسلم.
قال ابن عدي: له نسخة، وأحاديثه مستقيمة.
وقال ابن معين: ضعيف.
وقال أبو حاتم وغيره: ليس بقوي.
233 -
عبد الرحمن بن يحيى بن مسور
، أبو شيبة، الصدفي مولاهم، المصري الكاتب في ديوان المنصور وغيره.
ولد بإفريقية، وحدث عن موسى بن الأشعث وحبان بن أبي جبلة.
وعنه هشيم، وسعيد بن أبي مريم.
قال ابن يونس: مات بمصر سنة بضع وستين ومائة.
قلت: لينه أحمد بن حنبل.
234 -
عبد الرحيم بن خالد الجمحي مولاهم
، المصري الفقيه، أبو يحيى.
من قدماء أصحاب مالك، وكان مالك معجبا به وبفهمه، وهو أول
من أدخل مصر فقه مالك، وبه تفقه ابن القاسم قبل رحلته إلى مالك، وكان من الصالحين.
روى عنه الليث بن سعد، ورشدين، وابن وهب. ومات شابا، توفي سنة ثلاث وستين ومائة.
235 -
عبد الرحيم بن كردم البصري
، ابن عم عبد الله بن عون.
روى عن الزهري، وزيد بن أسلم. وعنه أبو أسامة، والعقدي، ومعلى بن أسد، وإبراهيم بن الحجاج السامي، قاله أبو حاتم، ثم قال: هو مجهول.
يعني أنه مجهول العدالة عنده، ما تبين له أنه حجة.
236 – د ت ن:
عبد السلام بن حفص
، أبو مصعب.
شيخ مديني، له عن الزهري، وزيد بن أسلم، وأبي جعفر القارئ، والعلاء بن عبد الرحمن، وجماعة. وعنه ابن وهب، وعبيد الله بن موسى، وخالد بن مخلد.
وثقه ابن معين، وقيل: عنده مناكير، فالله أعلم.
237 -
عبد السلام بن عجلان
، أبو الخليل العدوي، ويقال: اسم أبيه غالب، ويعرف بصاحب الطعام.
سمع عبيدة عن أبي تميمة. وعنه بدل بن المحبر، وموسى بن إسماعيل، وسهل بن بكار.
قال أبو حاتم: يكتب حديثه.
ويقال: كنيته أبو الجليل؛ بالجيم.
238 -
عبد العزيز بن إسماعيل بن عبيد الله بن أبي المهاجر الدمشقي
.
له عدة إخوة.
روى عن أبيه، وسليمان بن حبيب، وليث بن أبي رقية، والوليد بن عبد الرحمن الجرشي. وعنه ابنه بكر، والوليد بن مسلم، ومروان الطاطري، وأبو مسهر، وآخرون.
قال أبو حاتم: ليس به بأس.
وقال أحمد في المسند: حدثنا الوليد قال: حدثني عبد العزيز بن إسماعيل بن عبيد الله قال: حدثنا سليمان بن حبيب، عن أبي أمامة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: لتنقضن عرى الإسلام عروة عروة، كلما انتقضت عروة تشبث الناس بالتي تليها، فأولهن نقضا الحكم، وآخرهن نقضا الصلاة.
239 – د ت ن:
عبد العزيز بن أبي سليمان المدني
، أبو مودود القاص.
رأى أبا سعيد الخدري، وجابر بن عبد الله وغيرهما. وحدث عن السائب بن يزيد، ومحمد بن كعب القرظي، وعبد الرحمن بن أبي حدرد. وعنه عبد الرحمن بن مهدي، وزيد بن الحباب، وابن أبي فديك، والقعنبي، وكامل بن طلحة، وغيرهم.
قال ابن سعد: كان من أهل النسك والفضل، يعظ ويذكر، تأخر موته.
وقال أحمد وابن معين: ثقة.
240 – ع:
عبد العزيز بن عبد الله بن أبي سلمة الماجشون
، أبو عبد الله المدني الفقيه، مولى آل الهدير، التيمي، ووالد عبد الملك الفقيه، وابن عم يوسف ابن الماجشون.
روى عن عبد الله بن دينار، وسعد بن إبراهيم، والزهري، ووهب بن كيسان، وعبد الرحمن بن القاسم، وطبقتهم. روى عنه عبد الرحمن بن مهدي، وأبو نعيم، وأحمد بن يونس، وحجاج بن منهال، وعبد العزيز الأويسي، وعلي بن الجعد، ويحيى بن بكير، وعبد الله بن صالح، وخلق.
وكان إماما مفتيا حجة، صاحب سنة؛ نظر مرة في شيء من كلام جهم فقال: هذا هدم بلا بناء، وصفة بلا معنى.
وقال ابن وهب: حججت سنة ثمان وأربعين ومائة، وصائح يصيح: لا يفتي الناس إلا مالك وعبد العزيز ابن الماجشون.
قال أحمد بن أبي خيثمة: كان الماجشون أبوهم أصبهانيا سكن المدينة، وإليه تنسب سكة الماجشون، وكان يلقى الناس ويقول: جوني جوني؛ يعني يحييهم، فلقب بالماجشون.
روى عبد الملك بن عبد العزيز أن المهدي أجاز أباه مرة بعشرة آلاف دينار.
وقال أبو داود الطيالسي: كان عبد العزيز يصلح للوزارة.
وقال أحمد بن كامل: لعبد العزيز كتب مصنفة رواها عنه ابن وهب.
وثقه ابن معين.
وقيل: إنه يكنى أبا الأصبغ.
مات سنة أربع وستين ومائة على الصحيح.
وقد أخبرنا عمر بن عبد المنعم قال: أخبرنا أبو اليمن الكندي كتابة قال: أخبرنا علي بن هبة الله قال: أخبرنا إبراهيم بن علي الفقيه قال: ومنهم - يعني فقهاء المدينة - أبو عبد الله عبد العزيز بن عبد الله بن أبي سلمة الماجشون، مات ببغداد سنة ستين ومائة، ودفن في مقابر قريش.
وأخبرنا المسلم بن محمد إجازة قال: أخبرنا زيد بن الحسن قال:
أخبرنا أبو منصور الشيباني قال: أخبرنا أبو بكر الخطيب قال: اسم أبي سلمة ميمون، روى عنه الليث بن سعد، ووكيع، وسمى طائفة، وأورد بعض ما قلنا.
وبين ابن أبي طالب الحجار وبينه ستة أنفس، وهذا في غاية العلو.
أخبرنا أبو الحسين اليونيني، وأحمد ابن العماد، وأحمد بن تاج الأمناء، ونصر الله بن محمد، وعلي بن أحمد، وأحمد ابن المجاهد، وعلي بن بقاء، وأحمد بن مؤمن، وعبد الدائم الوزان، وآخرون؛ قالوا: أخبرنا الحسين ابن الزبيدي، وعبد الله بن اللتي. وأخبرنا عبد الحافظ المقدسي قال: أخبرنا ابن الزبيدي، وموسى بن عبد القادر. وأخبرنا أحمد بن إسحاق بمصر قال: أخبرنا أبو علي الحسن بن المبارك، وعبد اللطيف بن عسكر، ونفيس بن كرم؛ قالوا ستتهم: أخبرنا عبد الأول السجزي قال: أخبرنا محمد بن عبد العزيز قال: أخبرنا عبد الرحمن بن أحمد قال: أخبرنا عبد الله البغوي قال: حدثنا العلاء بن موسى إملاء قال: حدثنا عبد العزيز بن عبد الله بن أبي سلمة بإسناد له قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا عائشة، لا يتمسك بأداء حقك بعدي إلا الصابرون. فهذا حديث معضل الإسناد.
241 – خ م د ت ن:
عبد العزيز بن مسلم القسملي مولاهم
، الخراساني ثم البصري، يكنى أبا زيد، وهو أخو المغيرة بن مسلم السراج.
عن عبد الله بن دينار، ومطر الوراق، وأبي هارون العبدي، وحصين بن عبد الرحمن، وطائفة. وعنه القعنبي، وعبيد الله العيشي، وحفص بن عمر الحوضي، وحفص بن عمر الضرير، وشيبان بن فروخ، وجماعة.
قال أبو عامر العقدي: كان من العابدين.
وقال يحيى بن إسحاق: حدثنا عبد العزيز، وكان من الأبدال.
وقال ابن معين وغيره: ثقة.
وقال العيشي: مات سنة سبع وستين ومائة.
242 – ت ق م متابعة:
عبد العزيز بن المطلب بن عبد الله بن حنطب المخزومي المدني
، قاضي المدينة، ويقال: كان قاضي مكة.
روى عن أبيه، وصفوان بن سليم، وسهيل بن أبي صالح، وعدة. وعنه سليمان بن بلال، ومعن بن عيسى، وأبو عامر العقدي، وإسماعيل الأويسي، وجماعة.
قال أبو حاتم: صالح الحديث.
وأخرج له مسلم في المتابعات لا في الأصول.
وقال العقيلي: روى عن الأعرج، ولا يتابع عليه؛ حدثناه الأسفاطي قال: أخبرنا ابن أبي أويس قال: أخبرنا أبي، عن عبد العزيز بن المطلب، عن عبد الرحمن بن هرمز، عن أبي هريرة مرفوعا: من أريد ماله ظلما فقاتل دونه فقتل، فهو شهيد.
243 -
عبد الغفار بن إسماعيل بن عبيد الله بن أبي المهاجر
، الدمشقي.
عن أبيه، والوليد الجرشي، وسليمان المحاربي. وعنه الوليد بن مسلم، وأبو مسهر.
وثقه أحمد العجلي.
244 -
عبد الغفار بن القاسم
، أبو مريم الأنصاري الكوفي، ابن عم يحيى بن سعيد الأنصاري.
عن عطاء بن أبي رباح، ونافع العمري، والحكم بن عتيبة، والمنهال بن عمرو. وعنه شعبة، وكان حسن الرأي فيه، ولا أعلم في شيوخ شعبة
أوهى منه. وروى عنه طائفة، آخرهم عون بن سلام الكوفي.
قال ابن معين: ليس بشيء، وقال مرة: ليس بثقة.
وقال أبو حاتم: كان من رؤساء الشيعة، متروك الحديث.
وقال أحمد بن حنبل: حدث ببلايا في عثمان.
وقال ابن المديني: كان يضع الحديث.
وقال البخاري: أبو مريم عبد الغفار بن القاسم بن قيس بن قهد ليس بالقوي عندهم.
عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن أبيه قال: كان عبيدة إذا حدثنا عن عبد الغفار يصيح الناس: لا نريد، لا نريد! ثم تركه عبيدة.
وقال السعدي: أبو مريم زائغ ساقط.
وقال النسائي وغيره: متروك الحديث.
أبو داود الطيالسي: حدثنا عبد الواحد بن زيد قال: سمعت أبا مريم، عن الحكم، عن مجاهد:(لرادك إلى معاد) قال: يرد محمدا صلى الله عليه وسلم إلى الدنيا حتى يرى عمل أمته، قال عبد الواحد: فقلت له: كذبت، ما حدثك بهذا الحكم. قال: اتق الله، تكذبني؟! ثم قال أبو داود: أشهد أن أبا مريم كذاب، وقد سمعت منه، واسمه عبد الغفار.
245 -
عبد القدوس بن حبيب
، أبو سعيد الكلاعي الوحاظي الحمصي.
عن الشعبي، ومجاهد، وعكرمة، ومكحول، وعطاء، ونافع، وعدة. وعنه الوليد بن مسلم، وعلي بن الجعد، وعبد الرزاق، وأبو الجهم الباهلي، وإسحاق بن أبي إسرائيل، وآخرون.
وهو متروك الحديث.
كان ابن المبارك يقول: لأن أقطع الطريق أحب إلي من أن أروي عنه.
وقال ابن عدي: منكر الحديث.
وروى عباس عن يحيى: شامي ضعيف.
وقال البخاري: أحاديثه مقلوبة.
وقال العقيلي: حدثنا محمد بن زكريا البلخي قال: حدثنا سعيد بن يعقوب الطالقاني قال: حدثنا ابن المبارك قال: اشتريت بعيرين، فقدمت الشام على عبد القدوس الشامي فقال: حدثنا مجاهد، عن ابن عمر. فقلت: إن أصحابنا يروون هذا عن ابن عباس! فقال: ابن عباس ما روى عنه مجاهد شيئا، وكان مجاهد مولى ابن عمر، قلما يروي إلا عن ابن عمر. فقلت: إنا لله، وفي سبيل الله على نفقتي وبعيري!
قال النسائي وغيره: متروك الحديث.
أخبرنا يوسف بن أبي نصر، وعلي بن عثمان البربري، وعبد الله بن قوام، ومحمد بن حازم، ومحمد بن هاشم العباسي، وسونج بن محمد، وطائفة؛ قالوا: أخبرنا الحسين بن المبارك قال: أخبرنا عبد الأول بن عيسى قال: أخبرنا محمد بن أبي مسعود قال: أخبرنا أبو محمد بن أبي شريح قال: أخبرنا أبو القاسم البغوي قال: حدثنا أبو الجهم الباهلي قال: حدثنا عبد القدوس: أراه - يعني ابن حبيب - قال: حدثني نافع، عن ابن عمر قال: من اطلع في كتاب أخيه بغير إذنه فكأنه يطلع في جهنم.
246 -
عبد القدوس بن مسلم البصري
.
عن عمرو بن دينار، وأيوب السختياني. وعنه شعبة، ومسلم بن إبراهيم، وغيرهما.
لا بأس به.
247 -
عبد المجيد بن أبي زريق البصري
.
سمع الحسن. وعنه يزيد بن هارون، وعلي بن عثمان اللاحقي، وأبو داود الطيالسي.
248 – ق:
عبد الملك بن الحسين
، أبو مالك النخعي الواسطي، ويعرف بابن در، وقيل: بل اسمه عبادة. روى عن علي بن الأقمر، والأسود بن قيس، ويعلى بن عطاء. وعنه ابن المبارك، ويحيى بن أبي بكير، ويزيد بن هارون.
قال الفلاس وغيره: ضعيف الحديث.
وروى عباس عن ابن معين: ليس بشيء.
249 – ن:
عبد الملك بن حسن بن أبي حكيم
، أبو مروان، الأموي مولاهم، المدني الأحول
عن عبد الرحمن بن أبي سعيد الخدري، وسهم بن المعتمر، وعبد الله بن دينار، وجماعة. وعنه حاتم بن إسماعيل، وزيد بن الحباب، والعقدي، والقعنبي، وخالد بن مخلد.
وثقه ابن معين.
250 -
عبد الملك بن إبراهيم بن جبر
، أبو مروان المدني البزاز.
عن رباح بن صالح، وسالم بن عبد الله. وعنه خالد بن مخلد، وإسماعيل بن أبي أويس، والقعنبي، وغيرهم.
قال أبو حاتم: مجهول.
251 – ق:
عبد الملك بن قدامة بن إبراهيم بن محمد بن حاطب
، الجمحي المدني.
عن عمر بن عبد العزيز، وسعيد المقبري، وعمرو بن شعيب، وجماعة. وعنه زيد بن الحباب، ويزيد بن هارون، وأبو سلمة التبوذكي، وإسماعيل بن أبي أويس، وآخرون.
قال البخاري: تعرف وتنكر.
وقال أبو حاتم: ليس بالقوي.
252 – ت ق:
عبد الملك بن الوليد بن معدان الضبعي البصري
عن أبيه، وعاصم بن بهدلة، وغيرهما. وعنه بدل بن المحبر، وعبد الرحمن بن واقد، وأسد بن موسى، وأحمد بن عبد الله بن يونس، وطائفة.
قال البخاري: فيه نظر.
وقال النسائي: ليس بالقوي.
253 – د ت ن:
عبد المؤمن بن خالد الحنفي المروزي
، قاضي مرو.
عن عبد الله بن بريدة، وعكرمة، والحسن، وجماعة. وعنه الفضل بن موسى، وزيد بن الحباب، وأبو تميلة يحيى بن واضح، ونعيم بن حماد.
قال أبو حاتم: ليس به بأس.
254 -
عبد المؤمن بن عبيد الله
، أبو عبيدة السدوسي البصري.
عن الحسن، وزياد النميري. وعنه عفان، وطالوت بن عباد، ولوين، وإبراهيم بن الحجاج الشامي.
وثقه ابن معين، وخرج له أبو داود في كتاب القدر له.
255 – ت:
عبد الواحد بن سليم المالكي البصري
.
عن عطاء بن أبي رباح، ويزيد الفقير. وعنه أبو داود، وعاصم بن علي، وسعيد بن سليمان، وعلي بن الجعد، وآخرون.
ضعفه ابن معين وغيره.
وقال النسائي: ليس بثقة.
256 -
عبد الواحد بن صفوان بن أبي عياش المدني
، مولى عثمان بن عفان.
عن أبيه، وعكرمة، وعبد الرحمن بن أبي بكرة. وعنه يحيى القطان، وعفان، وهدبة، وموسى التبوذكي.
قال ابن معين: صالح، وقال مرة: ليس بشيء.
وذكره ابن حبان في الثقات.
257 -
عبد ربه بن أبي راشد اليشكري
.
شيخ بصري معمر، رأى أبا برزة الأسلمي وعبد الله بن عمر.
وحدث عن بعض التابعين. وعنه وكيع، ويحيى القطان، وسهل بن هاشم، وحسين بن محمد المروذي، وغيرهم.
وثقه أحمد وابن معين.
258 -
عبد ربه بن عطاء الله القرشي
.
عن ابن أبي مليكة، وعبد الله بن عثمان بن خثيم، وأبي سفيان بن أبي وداعة. وعنه أبو عامر العقدي، وأبو عاصم، وأبو حذيفة النهدي.
259 -
عبدة بن أبي برزة السجستاني
.
عن منصور بن زاذان، والصلت بن حكيم، وعمرو بن أبي قيس. وعنه جرير بن عبد الحميد، ويحيى بن المغيرة، وهشام بن عبيد الله؛ قاله ابن أبي حاتم.
260 -
عباد بن عبد الصمد التميمي
، أبو معمر.
شيخ بصري، سكن مصر بإفريقية، وروى عن أنس بن مالك المنكرات. روى عنه مؤمل بن عبد الرحمن الثقفي، وكامل بن طلحة الجحدري، ويحيى بن سليمان الحفري، وجماعة سواهم.
قال البخاري: منكر الحديث.
وقال ابن أبي حاتم: سمع أنسا، وسعيد بن جبير، والحسن البصري. قال أبي: ضعيف جدا.
وقال العقيلي: أحاديثه مناكير؛ فمنها: حدثنا جبرون بن عيسى بمصر قال: حدثنا يحيى بن سليمان مولى قريش قال: حدثنا عباد بن عبد الصمد، عن أنس، سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول: إذا كان أول يوم من شهر رمضان، نادى الله تبارك وتعالى رضوان خازن الجنة، فيقول: لبيك وسعديك، فيقول: زين الجنان للصائمين، وساق حديثا طويلا شبه موضوع.
وقال ابن حبان: عباد يروي عن أنس ما ليس من حديثه، وما أراه لقيه. حدثنا ابن قتيبة بعسقلان قال: حدثنا غالب بن وزير الغزي قال: حدثنا المؤمل الثقفي قال: حدثنا عباد بن منصور، عن أنس نسخة أكثرها موضوعة، منها: أمتي خمس طبقات، كل طبقة أربعون عاما؛ فطبقتي، وطبقة أصحابي، أهل العلم والإيمان، إلى أن قال: ثم الذين يلونهم، إلى المائتين أهل الهرج، وتربية جرو وكلب خير من تربية ولد. ومنها: عنه
• صلى الله عليه وسلم: من أغاث ملهوفا غفر الله له ثلاثا وسبعين مغفرة.
قرأت على عمر بن عبد المنعم الطائي، عن أبي اليمن الكندي، وأخبرنا محمد بن إسماعيل الأديب، قال: أخبرنا عبد الخالق بن أنجب التستري، قال: أخبرنا أبو الفرج الحافظ، قالا: أخبرنا إسماعيل بن أحمد السمرقندي، قال: أخبرنا أحمد بن النقور، قال: أخبرنا عيسى بن علي، قال: أخبرنا أبو القاسم البغوي، قال: حدثنا كامل بن طلحة، قال: حدثنا عباد بن عبد الصمد، عن أنس بن مالك، قال: من طلب العلم يباهي به العلماء، ويماري به السفهاء، أو يصرف أعين الناس إليه، تبوأ مقعده من النار. موقوف.
261 – م د ت ن: عبيد الله بن إياد بن لقيط السدوسي، الكوفي، أبو السليل.
عن أبيه، وعن كليب بن وائل، وعنه: ابن المبارك، وعبد الرحمن بن مهدي، ويحيى بن يحيى، وسعيد بن منصور، وأحمد بن يونس، وجعفر بن حميد.
وكان عريف قومه.
وثقه ابن معين، وغيره.
قال ابن قانع: بعض روايته صحيفة.
قلت: قد احتج به مسلم. ومات سنة تسع وستين ومائة، وهو صالح الحديث.
262 – م:
عبيد الله بن الحسن بن الحصين
، التميمي، العنبري، قاضي البصرة، وخطيبها.
ولد سنة مائة. وروى عن: سعيد الجريري، وخالد الحذاء، وداود بن أبي هند. وعنه: معاذ بن معاذ، وعبد الرحمن بن مهدي، ومحمد بن عبد الله الأنصاري، وجماعة.
وكان ثقة، كبير القدر، محمودا في القضاء، من عقلاء الرجال.
قال أحمد العجلي: لما طلب للقضاء هرب، فقال أبوه: يا بني، إن كنت هربت لسلامة دينك فقد أحسنت، وإن كنت هربت ليكون أحرص لهم عليك، فقد أصبت أيضا، قال: ثم ولي القضاء.
قلت: له حديث واحد في الصحيح.
قال ابن سعد: ولي قضاء البصرة بعد سوار بن عبد الله. مات سنة ثمان وستين ومائة.
وثقه النسائي.
263 -
عبيد الله بن حمران العبدي
، البصري.
سمع: الحسن، وعنه: بهز بن أسد، وحبان بن هلال، وموسى بن إسماعيل، وشيبان بن فروخ.
محلة الصدق.
264 -
عبيد الله بن مروان بن محمد بن مروان بن الحكم الأموي
، ويقال: عبد الله.
كان ولي عهد أبيه مروان، فلما قتل مروان هرب هذا وأخوه إلى بلاد النوبة، فقتل أحدهما، وعاش هذا مستخفيا دهرا طويلا، وظفر به المهدي في دولته فسجنه، فمات في المطبق، سنة سبعين، وقد شاخ.
265 – ق:
عبيد بن وسيم العلوي الكوفي الجمال
.
روى عن: حسن بن حسن بن الحسن بن علي العلوي، وسلمان أبي شداد، وعمران بن موسى بن طلحة. وعنه: وكيع، وأبو نعيم، وسويد بن سعيد، وجبارة بن المغلس.
ما به بأس.
266 – ت:
عبيدة بن أبي رائطة التميمي
، المجاشعي.
كوفي جليل، نزل البصرة، روى عن: ابن المنكدر، وعاصم بن أبي النجود، وعبد الملك بن عمير، وعنه: عفان، وحبان بن هلال، وموسى بن إسماعيل، وأبو عمر الحوضي.
وثقه ابن معين.
له في الجامع حديث واحد.
وكان حذاء، وليس هو بالمكثر.
لا بأس به.
267 – د:
عتاب بن عبد العزيز الحماني
.
كوفي له عن التابعين. حدث عنه: علي بن نصر الجهضمي، ويزيد بن هارون، وأبو بحر البكراوي.
268 -
عتبة الغلام بن أبان البصري
، العابد.
عرف بالغلام بين العباد؛ لأنه تنسك وهو صبي، وكان خاشعا قانتا لله حنيفا.
وقد ذكره أبو سعيد ابن الأعرابي فقال: حدثني أبو سعدان الشعراني قال: قال السكن: هو عتبة بن أبان بن صمعة.
قال ابن الأعرابي: قال عتبة الغلام: كابدت الصلاة عشرين سنة، وتنعمت بها عشرين سنة.
قال: وصفق بيديه حتى تفطرت أصابعه، ولم يدر بنفسه، وكان يقول في تهجده: إن عذبتني فإني لك محب، وإن ترحمني فإني لك محب، وكان يأوي إلى المقابر والسواحل، ويدخل البصرة يوم الجمعة.
قال حسين الجعفي: قال لي عبد الواحد بن زيد: بمن تشبه حزن هذا
الغلام؟ يعني عتبة، قلت: بحزن الحسن، قال: ما أبعدت.
وقال مخلد بن الحسين: صحبت عتبة الغلام، وكان يقال: إن كان أحد قلبه معلق بالعرش فعتبة الغلام، قال لنا: اشتروا لي فرسا يغيظ العدو.
وكان يخرج، فيقال له: أستقبلك أحد؟ فيقول: لا، اشتغالا بما هو فيه.
قال: وأصاب الناس ظلمة، فخرج عتبة، ويداه على رأسه، وهو يقول لنفسه: وأنت تشتري التمر!.
ويقال: كان عتبة يصوم الدهر، وكان رأس ماله فلسا يأخذ به خوصا، فيعمله ويبيعه بثلاثة فلوس، فيأكل بفلس، ويتصدق بفلس ويشتري خوصا بفلس.
قال ابن الأعرابي: يقال إنه رأى طائرا، فقال له: تعال، فجاء حتى نزل على يده، فقال له: طر، فطار.
وقيل: إنه كان لا يكاد ينقطع بكاؤه.
وورد أنه كان يأوي إلى منزله فيصيب فيه قوته، لا يدري من أين هو، وكان ربما غشي عليه في الموعظة.
وقال رياح القيسي: بات عندي عتبة الغلام، فسمعته يقول في سجوده: اللهم احشر عتبة من حواصل الطير، وبطون السباع.
وقال إبراهيم بن الجنيد: حدثنا عبد الله بن عون الخراز، قال: حدثنا مخلد بن الحسين قال: جاءنا عتبة الغلام، فقلنا له: ما جاء بك؟ قال: الغزو، قلت: مثلك يغزو! إني أريت أني آتي المصيصة فأغزو فأستشهد، قال: فنودي يوما في الخيالة، فنفر الناس، وجاء عتبة، فاستقبله رجل فقال: هل لك في فرسي، وسلاحي فإني قد اعتللت؟ قال: نعم، فأعطاه، فسار مع الناس، فالتقوا الروم، فكان أول رجل استشهد.
قال أحمد بن سهل البصري: سألت علي بن بكار: أشهدت قتل عتبة الغلام؟ قال: لا، ولكن شهده مخلد، قتل في قرية الحباب.
وعن أحمد بن عطاء اليربوعي، قال: نازعت عتبة الغلام نفسه لحما، فقال لها: اندفعي عني إلى قابل، فما زال يدافعها سبع سنين.
وعنه أنه قال: لا يعجبني رجل لا يحترف.
وذكر مخلد بن الحسين عتبة وصاحبه يحيى الواسطي، فقال: كأنما ربتهم الأنبياء.
وعن عتبة، قال: من عرف الله أحبه، ومن أحبه أطاعه.
وقال مسلم بن إبراهيم: رأيت عتبة الغلام، وكان يقال: إن الطير تجيئه.
وقال عبد الخالق العبدي: كان لعتبة بيت يتعبد فيه، فلما خرج إلى الشام قفله، وقال: لا تفتحوه حتى يبلغكم موتي، فلما بلغهم موته فتحوه، فوجدوا فيه قبرا محفورا وغل حديد.
وعن عبد الواحد بن زيد قال: كلمت عتبة الغلام ليرفق بنفسه فبكى، وقال: إنما أبكي على تقصيري.
269 –
عتبة بن المنذر العبادي الحمصي
.
من بقايا التابعين. سمع: أبا أمامة، وعمر بن عبد العزيز. وعنه: يحيى بن سعيد العطار، ويحيى بن صالح الوحاظي. قاله ابن أبي حاتم ولم يلينه.
270 – د ن:
عثمان بن الحكم الجذامي
، المصري.
عن: يحيى بن سعيد الأنصاري، وعبيد الله بن عمر، ويونس الأيلي، وابن جريج.
وعنه: ابن وهب، وإسحاق بن الفرات، وسعيد بن أبي مريم، والليث بن عاصم القتباني.
وكان فقيها، زاهدا، كبير القدر، عرض عليه قضاء الديار المصرية فأبى، وهجر الليث بن سعد لكونه نبه عليه.
مات سنة ثلاث وستين ومائة كهلا.
271 -
عثمان بن طلحة بن عمر بن عبيد الله بن معمر التيمي
.
ولاه المهدي قضاء المدينة، فلم يأخذ على القضاء رزقا، وحمدت سيرته، ثم استعفى، وكان من أشراف قريش. روى عن: محمد بن المنكدر، وغيره.
قيل: إن إبراهيم بن المنذر الحزامي أدركه، فإن كان هذا فهو من طبقة هشيم في الموت.
272 – ت:
عثمان بن عبد الرحمن بن عمر بن سعد بن أبي وقاص
، الزهري، الوقاصي، المدني، أبو عمرو. أحد الضعفاء.
روى عن: عمة أبيه عائشة بنت سعد، وابن أبي مليكة، وسعيد المقبري، والزهري، وعدة.
وعنه: يونس بن بكير، وإسماعيل بن عمرو البجلي، وحجاج بن نصير، والهذيل بن إبراهيم، وغيرهم.
قال البخاري: تركوه.
وقال عباس، عن ابن معين: ضعيف، وقال مرة: ليس بشيء.
وقال السعدي: ساقط.
وقال النسائي، وغيره: متروك الحديث.
وقال الترمذي: ليس بالقوي.
والترمذي يتساهل في الرجال.
أخبرنا أحمد بن هبة الله سنة اثنتين وتسعين وستمائة، قال: أنبأنا عبد المعز بن محمد، قال: أخبرنا تميم بن أبي سعيد، قال: أخبرنا الكنجروذي، قال: أخبرنا ابن حمدان، قال: أخبرنا أبو يعلى، قال: أخبرنا هذيل بن إبراهيم الجماني، قال: حدثنا عثمان بن عبد الرحمن الزهري الوقاصي، عن الزهري، عن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما قال عبد لا إله إلا الله في ساعة من ليل ونهار، إلا طمست ما في صحيفته من السيئات حتى تسكن إلى مثلها من الحسنات.
والهذيل مقل. كانت له جمة، فلقب بالجماني.
273 – ن:
عثمان بن عمرو بن ساج القرشي
، الجزري، مولى بني أمية.
عن: سهيل بن أبي صالح، وخصيف، وإسماعيل بن أمية، وعمر بن ثابت، وابن جريج، وخلق. وعنه: سعيد بن سالم القداح، وعبيد الله بن يزيد الحراني، ومحمد بن يزيد بن سنان، ومعتمر بن سليمان، وهو من أقرانه، وكان قاصا.
قال أبو حاتم: لا يحتج به.
وقواه ابن حبان.
274 -
عثمان بن موسى بن بقطر البصري
، أبو الخطاب.
سمع: الحسن، وعطاء بن أبي رباح، ونافعا. وعنه: عبد الرحمن بن مهدي، وموسى بن إسماعيل.
275 -
عثمان بن محمد بن عبيد الله بن عبد الله بن عمر بن الخطاب العدوي
، أبو قدامة.
عن: عائشة بنت سعد. وعنه: خالد بن مخلد، وهشام بن عبيد الله الرازي، وإسماعيل بن أبي أويس.
276 -
عثمان بن مقسم البري
، أبو سلمة الكندي، البصري، أحد الأعلام، على ضعف فيه.
يروي عن: يحيى بن أبي كثير، وأبي إسحاق، ومنصور بن المعتمر، وقتادة، وحماد بن أبي سليمان، ونافع، وسعيد المقبري، وطائفة سواهم، وجمع وصنف. روى عنه: سفيان الثوري - مع تقدمه -، وسلم بن قتيبة، وأبو عاصم، وشيبان بن فروخ، وأبو داود الطيالسي، ويحيى بن سلام.
وقيل: إنه كان ينكر الميزان فيقول: وإنما هو العدل.
تركه يحيى القطان، وابن المبارك.
وقال ابن عدي: يكتب حديثه.
وقال النسائي، وغيره: متروك.
وقال عباس، عن ابن معين: ليس بشيء.
ابن المديني: حدثنا القطان، قال: سمعت البري، يحدث عن نافع، سمعت ابن عمر يقول: عرفة كلها موقف، ثم حدثني ابن جريج قال: قلنا لنافع: أسمعت ابن عمر يقول: عرفة كلها موقف؟ قال: لا.
وقال السعدي: عثمان البري كذبه الثوري.
مسلم بن إبراهيم، حدثنا شعبة قال: أفادني عثمان البري، عن قتادة حديثا، فسألت قتادة فلم يعرفه، قال: فجعل عثمان يقول: بل أنت حدثتني، فيقول: لا، فيقول: بل أنت حدثتني، فقال قتادة: هذا يخبرني عني أن لي عليه ثلاثمائة درهم.
مؤمل بن إسماعيل: سمعت عثمان البري يقول: كذب أبو هريرة.
عفان: سمعت عثمان البري، وذكر عنده الميزان، فقال: له كفتان؟! ينكر ذلك.
وسمعه محمد بن كثير يقول: ليس بميزان، إنما هو العدل، قال محمد: فوضعه الله إلى يوم القيامة، يعني البري.
وقال عفان: كان عثمان البري يرى القدر، وكان يغلط في الحديث، وفي كتابه الصواب، فلا يرجع إليه، وكان يحدث عشرين حديثا عن علي، وابن مسعود، وعمر، ثم يقول: هذا كله باطل، ثم يجيء برأي حماد فيقول: هذا هو الحق. وسمعته يقول: قضايا شريح كله باطل. وحدثني ثقة عنه، أنه سأله عن تبت يدا أبي لهب في أم الكتاب، فقال: إنما كان في الكتاب: [ت ب ت]، فأما يدا أبي لهب فلم تكن.
قلت: لا جهل فوق هذا، فما للتفرقة وجه.
277 -
ن:
عصام بن بشير الكعبي
، الحارثي، الجزري.
عن: أبيه، وعن أنس بن مالك. وعنه: سعيد بن مروان الرهاوي، والحسن بن محمد بن أعين، وغيرهما.
يقال: عاش مائة وعشرين سنة، قاله البخاري.
وذكره ابن حبان في الثقات.
وخرج له النسائي في اليوم والليلة.
278 -
عصام بن طليق
، الطفاوي.
شيخ بصري، عن: عطية العوفي، وأبي جمرة الضبعي، والحسن البصري، وثابت البناني، والأعمش. وعنه: الأسود بن عامر، وبكر بن بكار، وطالوت بن عباد، وإسماعيل بن إبراهيم الترجماني، وآخرون.
قال ابن معين: ليس بشيء.
وقال أبو زرعة: ضعيف.
وقال البخاري: مجهول، منكر الحديث.
ثم قال البخاري: أحمد بن صالح، قال: حدثنا طالوت، قال: حدثنا عصام بن طليق، قال: حدثنا شعيب، عن أبي هريرة: قتل رجل على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم شهيدا، فبكته باكية، فقال لها: ما يدريك أنه شهيد، فلعله كان يتكلم فيما لا يعنيه، أو يبخل بفضل ما لا ينفعه.
279 -
عطاء المقنع
.
شيخ لعين، خرساني، كان يعرف السحر والسيمياء، فربط الناس بالخوارق والمغيبات، وادعى الربوبية من طريق المناسخة، فقال: إن الله - جل وعز - تحول إلى صورة آدم، ولذلك أمر الملائكة بالسجود له، ثم تحول إلى صورة نوح، ثم إبراهيم، وغيرهم من الأنبياء، والحكماء الفلاسفة، إلى أن حصل في صورة أبي مسلم الخراساني صاحب الدعوة، ثم بعده انتقل إلي، فعبده خلائف من الجهلة، وقاتلوا دونه مع ما شاهدوا من قبح صورته، وسماجة وجهه.
كان مشوها، أعور، قصيرا، ألكن، وكان لا يكشف وجهه، بل اتخذ له وجها من ذهب؛ ولذلك قيل له المقنع.
ومما أضلهم به من المخاريق قمر يرونه في السماء مع قمر السماء، فقيل: كان يراه الناس من مسيرة شهرين، ففي ذلك يتغزل هبة الله ابن سناء الملك من قصيدة:
إليك فما بدر المقنع طالعا بأسحر من ألحاظ بدر المعمم ولأبي العلاء المعري:
أفق إنما البدر المعمم رأسه ضلال وغي مثل بدر المقنع ولما استفحل الشر بعطاء - لعنه الله - تجهز العسكر لحربه، وقصدوه وحصروه في قلعته، فلما عرف أنه مأخوذ، جمع نساءه وسقاهن السم
فهلكن، ثم تناول سما فمات، فهو يتحساه في نار جهنم خالدا مخلدا فيها أبدا، كما ثبت الحديث في ذلك، ثم أخذت القلعة، وقتل رؤوس أتباعه، وكان بما وراء النهر.
هلك في سنة ثلاث وستين ومائة.
280 – ت ق:
عفير بن معدان
، أبو عائذ الحمصي، المؤذن.
عن: عطاء بن رباح، وقتادة، وسليم بن عامر، وجماعة.
وعنه: بقية، والوليد بن مسلم، وأبو المغيرة، وعلي بن عياش، وأبو اليمان، ويحيى الوحاظي، وأبو جعفر النفيلي، وعدة.
قال أبو داود: شيخ صالح، ضعيف الحديث.
وقال أبو حاتم: يكثر عن سليم بن عامر، عن أبي أمامة بما لا أصل له.
وقال ابن معين: ليس بشيء.
وروى عباس، عن ابن معين: ليس بثقة.
وكذا قال النسائي.
يحيى الوحاظي: حدثنا عفير، عن سليم، عن أبي أمامة مرفوعا: إن العبد ليؤتى مالا وولدا وصحة، فتشكوه الملائكة، فيقول الله: مدوا له فيما هو فيه، فإني لا أحب أن أسمع صوته.
توفي قربيا من سنة ست وستين ومائة.
281 -
عقبة بن أبي الصهباء
، أبو خريم الباهلي، مولاهم، البصري.
سمع: الحسن، وابن سيرين، وسالم بن عبد الله، ونافعا، وغيرهم. وعنه: يزيد بن هارون، وزيد بن الحباب، وأبو الوليد، وسعد بن سليمان، والتبوذكي، وأبو عمر الحوضي، وآخرون.
وثقه ابن معين.
وقال أحمد بن حنبل: صالح الحديث.
قلت: لم يخرجوا له شيئا.
وفي التابعين:
282 -
عقبة بن أبي الحسناء
.
يروي عن: أبي هريرة أحاديث، فيه جهالة.
283 – ت:
عقبة بن عبد الله الرفاعي الأصم
، ويقال: ابن الأصم، البصري.
فهذا ضعيف، يروي عن: شهر بن حوشب، وعطاء، وابن بريدة، وابن سيرين، وسالم بن عبد الله.
وقد خلط غير واحد من المحدثين ترجمة ذا بذاك الباهلي، فوهموا.
روى عنه: حاتم بن عبيد الله، وعاصم بن علي، وحوثرة بن أشرس، وأبو نصر التمار، وشيبان بن فروخ، وغيرهم.
قال ابن معين: ليس بشيء.
وقال أبو داود: ضعيف.
ولينه أحمد بن حنبل.
وقال أبو سلمة التبوذكي: أخبرني الحسين بن عربي قال: نظرنا في كتاب عقبة الأصم، فإذا بأحاديث يحدث بها عن عطاء، إنما هي في كتابه: عن قيس بن سعد، عن عطاء.
قلت: مات سنة ست وستين ومائة.
وقد فرق ابن أبي حاتم بين عقبة بن عبد الله الرفاعي، وبين عقبة بن عبد الله الأصم، وقال: قال أبي: عقبة ابن الأصم لين الحديث.
قلت: هما واحد، وهو ضعيف.
284 -
عقبة بن نافع المعافري
، أبو عبد الرحمن، شيخ الإسكندرية، وفقيهها.
أخذ عن: ربيعة الرأي، وخالد بن يزيد. وعنه: ابن وهب، وغيره.
مات سنة ست وستين ومائة.
285 -
عكرمة بن إبراهيم الأزدي
، القاضي، أبو عبد الله الكوفي. نزيل البصرة.
عن: عبد الملك بن عمير، وإدريس الأودي، وسليمان الأعمش، وغيرهم. وعنه: علي بن محمد المدائني، والحسين بن حفص، وعلي بن الجعد، وأبو جعفر النفيلي.
ضعفه النسائي.
وقال ابن معين: ليس بشيء.
وقد ولي قضاء الري.
وقال العقيلي فيه: الموصلي، يخالف في حديثه، وفي حفظه اضطراب.
286 – ق:
العلاء بن زيدل الثقفي
، البصري، أبو محمد. وبعضهم سماه: العلاء بن زيد، وبعضهم سماه: العلاء بن يزيد.
يروي عن: أنس بن مالك مناكير، وعن شهر بن حوشب، وعنه: يزيد
ابن هارون، وعبد الملك بن الصباح، وعثمان بن مطيع السلمي، ويحيى بن سعيد العطار الحمصي، وغيرهم.
قال ابن عدي: وجماعة: منكر الحديث.
وقال أبو داود: متروك الحديث.
وقال ابن حبان: يروي عن أنس نسخة موضوعة، لا يحل ذكره إلا تعجبا.
وقال النسائي: العلاء بن زيد، متروك، من أهل البصرة.
وقال العقيلي: حدثنا إبراهيم بن مهدي الأبلي، قال: حدثنا يوسف بن عيسى القرشي، قال: حدثنا العلاء بن زيدل، قال: حدثنا أنس، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الفقراء مناديل الأغنياء، يمسحون بهم من ذنوبهم.
قلت: الظاهر أن هذا من بلايا إبراهيم بن مهدي.
قال أبو الفتح الأزدي: كان يضع الحديث.
وقد ذكر العقيلي أيضا: العلاء بن يزيد، أبو محمد الثقفي، الواسطي، وكذا سماه البخاري، وقال: منكر الحديث، بصري.
يزيد بن هارون: حدثنا العلاء أبو محمد الثقفي، عن أنس، قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوة تبوك، فطلعت الشمس لنور وضياء، فسألنا النبي صلى الله عليه وسلم عن ذاك، فقال: لأن معاوية بن معاوية الليثي مات اليوم بالمدينة، فبعث الله إليه سبعين ألف ملك يصلون عليه قيل: بماذا؟ قال: بكثرة قراءة (قل هو الله أحد) .... الحديث بطوله.
287 -
العلاء بن هارون الواسطي
، أخو الإمام يزيد بن هارون.
قديم الموت، ولي قضاء الأنبار، وسكن الرملة مدة. وحدث عن: ابن عون، وحسين المعلم، وعبيد الله بن عمر، وعنه: ضمرة بن ربيعة، وسوار بن عمارة، وعلي بن الجعد الجوهري. كنيته: أبو يعلى.
ذكره ابن أبي حاتم، وأشار إلى توثيقه.
وممن يروي عنه: حسان بن حسان.
288 – د:
علي بن حوشب
، الفزاري، الدمشقي، أبو سليمان.
عن: أبيه، ومكحول، وأبي سلام ممطور، وأبي قبيل المعافري، وعنه: الوليد بن مسلم، ومروان الطاطري، ويحيى بن صالح الوحاظي، وأبو توبة الحلبي.
وكان حدادا، يجالس سعيد بن عبد العزيز.
قال دحيم: لا بأس به.
وقال الفسوي: حدثنا محمد بن عبد العزيز الرملي، قال: حدثنا الوليد بن مسلم، عن علي بن حوشب، عن مكحول قال: إذا رأيت راية هاشمية فلا تعرض، فإن دولتها طويلة.
289 – 4:
علي بن علي بن نجاد بن رفاعة الرفاعي
، أبو إسماعيل البصري.
عن: الحسن، وأبي المتوكل علي الناجي، وعنه: وكيع، وأبو أسامة، وعفان، وعلي بن الجعد، وشيبان بن فروخ، وجماعة.
قال أبو نعيم، وعفان: كان هذا يشبه بالنبي صلى الله عليه وسلم.
وقال أبو حاتم: كان حسن الصوت بالقرآن، ليس به بأس، ولا يحتج به.
وقال أبو زرعة: ثقة.
وقال محمد بن عبد الله بن عمار الموصلي: زعموا أنه كان يصلي كل يوم ستمائة ركعة، كان عابدا - رحمة الله عليه -.
وعن مالك بن دينار، أنه كان يسمي علي بن علي الرفاعي: راهب العرب.
وكان شعبة يقول: اذهبوا بنا إلى سيدنا، وابن سيدنا علي بن علي.
وقال ابن معين: كان يقول بالقدر.
قلت: وذكره أبو نعيم في الحلية مختصرا.
290 -
علي بن علي القرشي
، الكوفي.
عن: إبراهيم النخعي، وغيره، وعنه: شريك القاضي.
291 -
علي بن علي الحميري
، قاضي الري.
عن: عمرو بن قيس الملائي، وعبد الله بن سعد الدشتكي.
وعنه: السندي بن عبدوية، وهشام بن عبيد الله، وأبو جعفر النفيلي.
محله الصدق.
292 – ت ق:
عمار بن سيف الضبي
، الكوفي، أبو عبد الرحمن، وصي سفيان الثوري.
يروي عن: هشام بن عروة، وعاصم الأحول، والأعمش، وأبي معان البصري. وعنه: عبد الرحمن المحاربي، وإسحاق السلولي، وأبو نعيم، وأبو غسان مالك بن إسماعيل النهدي، وآخرون.
وثقه أحمد العجلي، فقال: كان متعبدا صاحب سنة، قال: ويقال إنه لم يكن بالكوفة أحد أفضل منه - يعني في الدين -.
وقال أبو زرعة: ضعيف.
وقال ابن حبان: كان يروي المناكير عن المشاهير، حتى ربما سبق إلى القلب أنه المتعمد لها، فبطل الاحتجاج به؛ لما أتى عن الثقات من المعضلات.
وروى عن إسماعيل بن أبي خالد، عن ابن أبي أوفى، عن النبي صلى الله عليه وسلم بواطيل.
سليمان بن داود الهاشمي: حدثنا محمد بن واصل، عن عمار بن سيف، عن سفيان، عن عاصم، عن أبي عثمان، قال: كنا مع جرير فلما أتينا قطربل أسرع السير، فقلت: رأيناك أسرعت في السير، فقال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: تبنى مدينة بين دجلة ودجيل، وقطربل والصراة، تجتمع إليها جبابرة الأرض وكنوزها، هي أسرع في الأرض من الوتد في الأرض الخوارة.
قال يحيى بن آدم: إنما أصابه عمار على ظهر كتاب فرواه عنه.
هو حديثه منكر.
وقال أحمد العجلي: حدثنا أبي قال: قدم المسيب بن زهير الضبي الأمير الكوفة، فبعث إلى عمار بن سيف بألفين فردها، قال: فطلبتها زوجته، فأنفذ إليها المسيب بالألفين، فباتت عندها، فأصبح عمار يقول: قد أحدثت في هذه الخزانة حدثا، لقد رأيت في النوم كأنها تضطرم علينا نارا، فقالت: الألفين، أخذتها فهي في الخزانة، قال: كدت أن تحرقينا رديها فردتها.
293 – د ت ق:
عمارة بن زاذان البصري
، الصيدلاني.
عن: الحسن، ومكحول البصري، وثابت، ويزيد الرقاشي. وعنه: الأسود بن عامر، وعمرو بن عون، وعارم أبو النعمان، وشيبان، وعبد الواحد بن غياث، وخالد بن خداش، وجماعة.
قال ابن معين: صالح الحديث.
وقال أبو حاتم: يكتب حديثه.
وقال البخاري: كنيته أبو سلمة، ربما يضطرب في حديثه.
قال الحكم بن يزيد: حج عمارة بن زاذان سبعا وخمسين حجة.
وقال ابن عدي: هو عندي لا بأس به، ممن يكتب حديثه.
وضعفه الدارقطني، ولم يترك.
مات سنة ثمان وستين تقربيا.
294 – خ:
عمر بن العلاء بن عمار
، أبو حفص المازني، البصري. أخو أبي عمرو، ومعاذ، وسفيان.
له عن نافع حديث أو حديثان.
وعنه: يحيى بن كثير العنبري، وعبد الله بن رجاء الغداني.
خرج له البخاري في أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يخطب إلى جذع، ورواه الناس عن عثمان بن عمر، عن معاذ بن العلاء.
وقيل: إن يحيى بن كثير إنما رواه عن معاذ، ورجح ذلك أحمد وغيره، وكنية معاذ بن العلاء: أبو غسان، وهو مشهور، أما أبو حفص فلا يكاد يعرف.
295 –
عمر بن عمرو الأحموسي أبو حفص
.
شامي مقل.
قال أبو أحمد الحاكم: سمع عبد الله بن بسر السلمي، وابن أبي البركات.
روى عنه: جراح بن يحيى الحمصي، وكعب بن حامد، وأحمد بن علي الشامي، وبقية، وأبو المغيرة عبد القدوس، ويحيى بن سعيد العطار.
وثقه أبو حاتم، وهو قليل الرواية.
286 – ت ق:
عمران بن زيد التغلبي البصري
، الملائي، الطويل
عن: سعد بن إبراهيم، وزيد العمي، وأبي حازم الأعرج.
وعنه: ابن المبارك، وأسد بن موسى، وأحمد بن يونس، وعلي بن الجعد، وعبيد الله العيشي.
كناه عبد الصمد بن النعمان: أبا يحيى.
قال أبو حاتم: يكتب حديثه.
وقال ابن معين: لا يحتج به.
وقال غيره: صالح الحديث.
297 -
عمران بن قدامة العمي، البصري
.
من صغار التابعين. روى عن: أنس، والحسن. وعنه: زيد العمي، وحرب بن ميمون، وحماد بن مسعدة، وموسى بن إسماعيل التبوذكي.
قال يحيى القطان: لم يكن به بأس، لكنه لم يكن من أهل الحديث، كتبت عنه، ورميت به.
وقال أبو حاتم: ما به بأس.
298 -
عمران بن محمد بن سعيد بن المسيب المخزومي
.
عن أبيه، عن جده بحديثين، أحدهما مرسل في مراسيل أبي داود، والثاني منكر. روى عنه: معن، وأبو سلمة التبوذكي، ويونس بن محمد، وإبراهيم بن حماد.
ذكره ابن حبان في الثقات، وخطب كعوائده فقال: يعتبر بحديثه إذا روى عنه الثقات؛ لأن في رواية الضعفاء عنه مناكير كثيرة.
قلت: قد قال الطبراني: لم نرو له حديثا مسندا سوى هذا، وذكر حديثا في كتابي الميزان.
299 -
عمرو بن حريث
، عراقي.
عن: طارق بن عبد الرحمن، وعمران بن سليمان، وبرذعة بن عبد الرحمن، وغيرهم.
وعنه: علي بن هاشم، وأبو غسان النهدي، وعبد العزيز بن الخطاب، ويحيى الحماني.
ذكره ابن أبي حاتم، ولم يتعرض إلى تليينه بوجه.
300 -
عمرو بن العلاء اليشكري
، البصري، أبو العلاء.
سمع: أبا رجاء العطاردي، وصالح بن سرج. وعنه: عبد الصمد بن عبد الوارث، وأبو الوليد الطيالسي.
301 4: -
عمرو بن أبي قيس الكوفي
، ثم الرازي، الأزرق.
عن سماك بن حرب، وعمرو، والمنهال بن عمرو، وعطية العوفي، ومحمد بن المنكدر، والزبير بن عدي، وعدة. وعنه: إسحاق بن
سليمان، وحكام بن سلم، وسلمة الأبرش، وعبد الله بن الجهم، وعبد الرحمن بن عبد الله الدشتكي، ومحمد بن سعيد بن سابق الرازيون.
قال أبو داود: لا بأس به، له أوهام.
قلت: كان من أوعية الحديث.
302 – ق:
عمرو بن يزيد
، أبو بردة التميمي، الكوفي.
عن: عمرو بن شعيب، وعلقمة بن مرثد، وعطية العوفي، ومحارب بن دثار، وحماد الفقيه. وعنه: أبو معاوية، ووكيع، وطلق بن غنام، وأحمد بن يونس، ويحيى الحماني، ومحمد بن الصلت الأسدي.
ضعفه الدارقطني، وغيره.
وقال ابن معين: ليس حديثه بشيء.
303 – د:
عنبسة بن سعيد بن كثير التيمي الحاسب
.
عن جده كثير بن عبيد. وعنه الأنصاري، وأبو النضر هاشم، وعبد الرحمن بن مهدي.
له حديث واحد.
304 ت ن:
عنبسة بن سعيد، أبو بكر الأسدي
الكوفي، قاضي الري، ولذلك اشتهر بعنسبة الرازي.
عن: زبيد اليامي، وأبي إسحاق، وحبيب بن أبي عمرة، وعمار الدهني، وجماعة، وعنه إسحاق بن سليمان، وزيد بن الحباب، وابن المبارك، وحكام بن سلم، ويعقوب القمي، وآخرون.
وثقه أحمد، وغيره.
وقد أوردت في كتاب الضعفاء.
305 -
عنبسة بن سعيد
.
شيخ بصري، يروي عن حنظلة.
306 -
و
عنبسة بن سعيد الكلاعي
.
عن أنس.
307 – د: و
عنبسة بن سعيد، أخو أبي الربيع السمان
.
والظاهر أنه الراوي عن حنظلة.
308 – د:
عيسى بن أيوب
، أبو هاشم القيني، الأزدي، الدمشقي.
عن: مكحول، وقتادة، والربيع بن لوط. وعنه: الوليد بن مسلم، وبقية، وأبو مسهر.
وكان من أهل التقوى، والزاهد.
قال أبو حاتم: شيخ.
وحكى أبو مسهر حكاية في مبالغته في الورع.
309 -
عيسى بن صدقة بن عباد
، أبو محرز اليشكري.
شيخ بصري، دخل على أنس بن مالك مع أبيه. وروى عن: عبد الحميد، وحميد الطويل.
وعنه: عبيد الله بن موسى، وأبو داود، وسعيد بن أبي الربيع السمان.
ويقال فيه: عيسى بن عباد، ينسب إلى جده.
ضعفوه، قال البخاري: ضعيف.
310 -
عيسى بن الضحاك الكندي
، بالري.
عن: إسماعيل بن أبي خالد، والأعمش. وعنه: حفص بن عمر العدني، وعلي بن أبي بكر الإسفذني، وعبد الرحمن الدشتكي.
صدوق، قاله ابن أبي حاتم.
311 – د ت:
عيسى بن علي
.
هو الأمير أبو العباس، ويقال: أبو موسى، عيسى بن علي بن عبد الله بن العباس بن عبد المطلب الهاشمي، العباسي، عم المنصور، والسفاح، وإليه ينسب نهر عيسى ببغداد، وقصر عيسى.
روى عن: أبيه، وأخيه محمد، وعنه: ابناه إسحاق، وداود، وشيبان النحوي، وهارون الرشيد، وغيرهم.
وكان يرجع إلى علم ودين وصلاح، خدم أباه وانتفع به، ولم يتول إمرة على بلد تورعا.
وكان فيه بعض الانقطاع.
قال ابن معين: كان له مذهب جميل، معتزل للسلطان، قال: وليس به بأس.
وفي مسند الطيالسي، وجامع أبي عيسى وسنن أبي داود عن شيبان، عنه، عن أبيه، عن جده، مرفوعا: يمن الخيل في شقرها.
قال الترمذي: غريب.
وقال إسماعيل الخطبي: كان عيسى سنة ثلاث وستين ومائة. وقيل: مات سنة ستين ومائة.
312 -
عيسى بن مسلم
، أبو داود الطهوي.
روى عن: عبد الله بن شريك العامري، وعمرو بن عبد الله بن هند الجملي. وعنه: أبو غسان النهدي، وعبيد بن إسحاق العطار، وإسماعيل بن أبان.
قال أبو زرعة: كوفي لين.
وقال أبو حاتم: يكتب حديثه.
313 -
عيسى بن موسى
، هو ولي عهد أمير المؤمنين، الأمير أبو موسى، عيسى بن موسى بن محمد بن علي بن عبد الله بن العباس بن عبد المطلب الهاشمي.
مولده ومرباه بالحميمة من نواحي البلقاء بالشام، في سنة ثلاث ومائة.
كان أحد الشجعان المذكورين، ولما احتضر السفاح، كتب له بولاية العهد بعد المنصور، فكان ذا عظمة وجلالة، وهو الذي انتدب لقتال محمد بن عبد الله بن حسن، ولقتال أخيه حتى ظفر بهما، وتوطد ملك بني العباس، بعد أن أشرف على الزوال. ثم إن المنصور لما تمكن، أقبل على عيسى بن موسى بالرغبة والرهبة، فما زال به حتى ألزمه بتقديم ابنه المهدي على نفسه في ولاية العهد، وقد ولي إمرة الكوفة مدة.
وكان موسى والد هذا قد توفي شابا في الغزو بأرض الروم سنة ثمان ومائة، فنشأ عيسى في كفالة جده محمد الإمام.
ويقال: إن المنصور لما أخر عيسى بن موسى في العهد، مر في موكبه، فنظر إليه ماجن فقال: هذا الذي أراد أن يكون غدا فصار بعد غد.
وحكى نفطويه في تاريخه: أن المنصور لما قدم ابنه المهدي في ولاية العهد قال مخنث هذا اللفظ.
وقد بذل المنصور لعيسى أموالا عظيمة حتى نزل عن منصبه، ثم إن المهدي لما استخلف لم يزل يفتل في الذروة والغارب حتى خلعه من ولاية العهد بعده لولده موسى ابن المهدي، كما هو مذكور في الحوادث.
توفي عيسى سنة ثمان وستين ومائة.
314 – ت ق:
عيسى بن ميمون
، المدني، المعروف بالواسطي.
روى عن: مولاه القاسم بن محمد، وسالم بن عبد الله، ومحمد بن كعب. وعنه: عبد الصمد بن النعمان، وآدم بن أبي إياس، وسعدويه، وشيبان بن فروخ، ويحيى بن سعيد العطار.
قال أبو حاتم، وغيره: متروك الحديث.
وقال ابن مهدي: استعديت عليه، وقلت: ما هذه المنكرات التي ترويها عن القاسم؟ فقال: لا أعود.
وقال البخاري، وغيره: منكر الحديث.
وقال ابن معين: ليس حديثه بشيء.
فأما:
315 -
عيسى بن ميمون المكي
.
الذي روى عنه أبو عاصم التفسير، فقد مر.
وقال ابن معين: ليس به بأس.
316 – ن ق:
عيسى بن يزيد الأزرق
، أبو معاذ النحوي، قاضي سرخس.
حدث عن: جرير بن يزيد، عن أبي زرعة، عن أبي هريرة، وعن أبي إسحاق السبيعي، والربيع بن أنس، ويونس بن عبيد، وغيرهم، وعنه: ابن المبارك، وعيسى غنجار، وحكام بن سلم، ويحيى بن واضح، وآخرون.
وهو صدوق.
317 -
غوث بن سليمان
، أبو يحيى الحضرمي، الفقيه، قاضي ديار مصر.
روى عن أبيه. وعنه: ابن وهب، وأبو الوليد الطيالسي، ويحيى بن بكير، وكان إماما عارفا بالقضاء.
قال أبو حاتم: لا بأس به.
وقال ابن يونس: ولي قضاء مصر ثلاث مرات، توفي سنة ثمان وستين ومائة.
318 -
غياث بن إبراهيم النخعي الكوفي
، أحد المتهمين.
روى عن موسى الجهني، وإبراهيم بن أبي عبلة، ومجالد بن سعيد. وعنه: بقية بن الوليد، وسلام بن سليمان، وعلي بن الجعد.
قال البخاري: يعد في الكوفيين، تركوه.
وروى عباس بن محمد الدوري، عن ابن معين: كذاب، ليس بثقة، ولا مأمون.
وقال ابن حبان وغيره: كان يضع الحديث، كنيته: أبو عبد الرحمن.
وقال أحمد بن زهير: سمعت أبي يقول: قدم على المهدي بعشرة محدثين، منهم فرج بن فضالة، وغياث بن إبراهيم، وكان المهدي يحب الحمام، فلما أدخل قيل له: حدث أمير المؤمنين، فحدثه عن فلان، عن أبي هريرة مرفوعا: لا سبق إلا في حافر أو نصل، وزاد فيه: أو جناح، فأمر له المهدي بعشرة آلاف درهم، فلما قام قال: أشهد أن قفاك قفا كذاب على رسول الله صلى الله عليه وسلم وإنما استجلبت ذلك، ثم أمر بالحمام فذبحت.
وقال الجوزجاني، وغيره: كان يضع الحديث.
وقال العقيلي: حدثنا محمد بن زيدان، قال: حدثنا سلام بن سليمان، قال: حدثنا غياث بن إبراهيم، عن أبيه، عن طلحة بن عمرو، عن عطاء، عن ابن عباس قال: أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم الأغنياء باتخاذ الغنم، وأمر المساكين باتخاذ الدجاج.
319 -
فتح الموصلي
، هو فتح بن محمد بن وشاح الأزدي الموصلي الزاهد، أحد العارفين.
ذكر المعافى بن عمران شيخ الموصل، أنه لقي ثمانمائة شيخ ما فيهم أعقل من فتح.
وكان مشهورا بالعبادة والفضل، وهو فتح الموصلي الكبير، لا فتح الصغير، ولقد بالغ الأزدي في تاريخ المواصلة في ترجمة هذا، وجمع مناقبه.
وقد روى عن عطاء بن أبي رباح، وذكر أنه كان يوقد في الأتون بالأجرة بعدما كان يصيد السمك، فترك صيدها لكونه اشتغل عن صلاة الجماعة بمعالجة سمكة كبيرة حتى أخرجها.
أرسل إليه المعافى بألف درهم فردها، وأخذ منها درهما واحدا، مع شدة فاقة أهله.
وقيل: إنه كان لا ينام إلا قاعدا، حكى عنه زيد بن أبي الزرقاء، وعفيف بن سالم، وقاسم الحمصي، وآخرون.
وكان كثير البكاء من خشية الله، لازما لقيام الليل.
يروى أن أمير الموصل أحمد بن إسماعيل بن علي العباسي عاده فلم يخرج إليه، وخرج ابنه فقال: هو نائم، فقال فتح من داخل: ما أنا بنائم، ما لي ولك؟ قال: هذه عشرة آلاف درهم ضعها حيث شئت، قال: بل ضعها أنت في مواضعها، وما خرج إليه.
وقيل: إنه نظر إلى الدخاخين يوم العيد فغشي عليه، ثم قال: ذكرت دخان جهنم.
وحكى أبو نصر التمار أنه شهد جنازة فتح الموصلي سنة سبعين ومائة. قال: فما بقي ملي ولا ذمي إلا حضرها.
وعن غير واحد، أن فتحا قال: إلهي، كم ترددني في طرق الدينا، أما آن للحبيب أن يلقى حبيبه؟.
وقال محمد بن عبد الرحمن الطفاوي: دخلت على فتح الموصلي، وهو يوقد بالأجرة، وكان شريفا من العرب.
وعن بشر الحافي قال: بلغني أن بنتا لفتح عريت، فقيل: ألا تطلب من يكسوها؟ قال: أدعها ليرى الله عريها، وصبري عليها.
ويقال: توفي فتح سنة خمس وستين ومائة.
320 –
فرات بن السائب
، أبو سليمان، وقيل: أبو المعالي، الجزري.
روى عن: ميمون بن مهران كثيرا، وعن غيره، وعنه: إبراهيم بن يزيد البراء، وحسين بن محمد المروزي، وعامر بن سيار، والهيثم بن جميل، وشبابة بن سوار، ويحيى بن سعيد، والحكم بن مروان، وآخرون.
قال البخاري: منكر الحديث.
وقال ابن معين: ليس بشيء.
وقال الدارقطني، وغيره: متروك.
وقال ابن حبان: كان ممن يروي الموضوعات عن الأثبات، لا تجوز الرواية عنه.
وقال العقيلي: قال البخاري: كوفي تركوه.
321 -
فضال بن جبير
، أبو المهند الغداني، البصري.
ذكر أنه سمع من أبي أمامة الباهلي، روى عنه: محمد بن عرعرة، وعبد الواحد بن غياث، وطالوت بن عباد.
قال ابن عدي: روى أحاديث غير محفوظة.
وروى محمد بن إبراهيم الكتاني، عن أبي حاتم الرازي، قال: ضعيف الحديث.
وقال ابن حبان: لا يحل الاحتجاج به بحال.
وقال في تاريخه: فضال لا شيء، روى عن بشر بن عبد الله بن أبي أيوب، عن أبيه، عن جده، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ساعات الأمراض يذهبن ساعات الخطايا.
أخبرنا أحمد بن هبة الله، بقراءتي عن عبد المعز بن محمد البزاز: أن يوسف بن أيوب الزاهد أخبرهم، أن أحمد بن محمد بن النقور، قال: أخبرنا عبيد الله بن محمد، قال: أخبرنا أبو القاسم البغوي، قال: حدثنا طالوت، قال: حدثنا فضال، قال: حدثنا أمامة قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: إن أول الآيات طلوع الشمس من مغربها، هذا حديث ضعيف الإسناد، إلا أن مسلم بن الحجاج رواه في صحيحه، من حديث ابن عمرو.
322 -
الفضل بن مهلهل.
شيخ زاهد عابد، كوفي، وهو أخو مفضل بن مهلهل.
روى عن: منصور بن المعتمر، ومغيرة بن مقسم، وحبيب بن أبي عمرة، ومحمد بن سوقة.
وعنه: الحسن بن الربيع البواري، وغيره.
قال أبو حاتم: يكتب حديثه.
323 – 4 م تبعا:
فضيل بن مرزوق
، أبو عبد الرحمن، الكوفي، العنزي، مولاهم، الأغر.
عن: عدي بن ثابت، وعطية العوفي، وشقيق بن عقبة، وأبي سلمة الجهني، وجماعة.
وقيل: إنه روى عن أبي حازم الأشجعي. وروى عنه: أبو أسامة، ويزيد بن هارون، ووكيع، ويحيى بن آدم، وأبو نعيم، وعلي بن الجعد، وسعدويه، وجماعة.
وثقه ابن عيينة، وابن معين.
وقال ابن عدي: أرجو أنه لا بأس به.
وقال النسائي: ضعيف.
وضعفه ابن معين مرة.
وقال الحاكم: عيب على مسلم إخراجه في صحيحه.
قلت: إنما روى له في المتابعات، ولم يذكره البخاري في كتاب الضعفاء، ولا النسائي، ولا العقيلي، ولا أبو بشر الدولابي، وهو صالح الحديث.
وقال ابن حبان: منكر الحديث جدا، كان ممن يروي عن عطية الموضوعات، ثم قال: والذي عندي أن كل ما روى عن عطية من المناكير يلزق بعطية، ويبرأ فضيل منها، إلى أن قال: وهو ممن أستخير الله فيه.
وقال أحمد بن زهير: سئل يحيى بن معين عنه، فقال: ضعيف.
قلت: وهو شيعي غير رافضي.
قال الهيثم بن جميل: جاء فضيل بن مرزوق - وكان من أئمة الهدى زهدا وفضلا - إلى الحسن بن حي، فأخبره أنه ليس عنده طعام، فأخرج له ستة دراهم، وقال: ما معي غيرها، فقال: سبحان الله: ليس عندك غيرها، وأنا آخذها، فأبى الحسن إلا أن يأخذها، فأخذ ثلاثة، وترك ثلاثة.
324 – ع:
فليح بن سليمان
، هو أبو يحيى، فليح ين سليمان بن أبي المغيرة، المدني، مولى آل زيد بن الخطاب، العدوي. ويقال: اسمه عبد الملك، وغلب عليه فليح.
كان من كبار علماء العصر.
روى عن: نعيم المجمر، ونافع مولى ابن عمر، والزهري، وعباس بن سهل الساعدي، وعبدة بن أبي لبابة، وسعيد بن الحارث الأنصاري، وطبقتهم، وعنه: أبو داود الطيالسي، وسريج بن النعمان، ويحيى بن صالح، وسعيد بن منصور، وابنه محمد بن فليح، وأبو الربيع الزهراني، ومحمد بن جعفر الوركاني، وعدد كثير.
وغيره أوثق منه، مع احتجاج الشيخين به.
قال عباس: سمعت ابن معين ذكر فليح بن سليمان، فلم يقو أمره. وسمعته يقول: هو وابن أبي الزناد، والدراوردي، وأبو أويس، أثبتهم عبد العزيز الدراوردي.
وروى معاوية بن صالح، عن ابن معين: فليح ضعيف.
وكذا روى عثمان بن سعيد الدارمي عنه.
وقال أبو حاتم، والنسائي: ليس بالقوي.
وقال أبو داود: لا يحتج به.
وقال الدارقطني: لا بأس به.
وقال عبد الله بن أحمد: سمعت ابن معين يقول: كان يقال: ثلاثة يتقى حديثهم: محمد بن طلحة بن مصرف، وأيوب بن عتبة، وفليح بن سليمان، سمعت هذا من أبي كامل مظفر بن مدرك، وكنت آخذ عنه هذا الشأن.
وقال محمد بن المثنى: ما سمعت عبد الرحمن بن مهدي يحدث عن فليح بن سليمان.
وقال العقيلي: حدثنا محمد بن إسماعيل، قال: حدثنا سعيد بن منصور، قال: حدثنا فليح، عن أبي طوالة، عن سعيد بن يسار، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من تعلم علما مما يبتغى به وجه الله لا يتعلمه إلا ليصيب به عرضا من الدنيا، لم يجد عرف الجنة.
ثم قال العقيلي: الرواية في هذا الباب لينة.
قلت: هذا الحديث على نكارته على شرط الشيخين، ولم يخرجاه.
مات فليح: سنة ثمان وستين ومائة.
325 – م 4:
القاسم بن الفضل
، أبو المغيرة الأزدي، الحداني، البصري
كان ينزل في بني حدان، فعرف بهم. روى عن: ابن سيرين، وثمامة بن حزم القشيري، وأبي نضرة، ومعاوية بن قرة، وجماعة.
وعنه: ابن المبارك، وأبو داود، وعلي بن الجعد، وحبان بن هلال، وشيبان بن فروخ، وخلق كثير.
قال ابن مهدي: هو من مشايخنا الثقات.
قلت: أورده العقيلي في كتاب الضعفاء، فما تعلق عليه بشيء، بل استغرب له، فقال: حدثنا محمد بن إسماعيل هو الصائغ، قال: حدثنا مسلم بن إبراهيم، قال: حدثنا القاسم، عن أبي نضرة، عن أبي سعيد قال: بينما راع يرعى غنما، إذ جاء ذئب فأخذ منها شاة، فخلصها الراعي، فقال الذئب: يا راع ألا تتقي الله؟ .... الحديث.
قلت: صححه الترمذي.
مات الحداني سنة سبع وستين ومائة، ويقال: سنة ثمان.
326 – خ د:
قريش بن حيان العجلي
، أبو بكر البصري.
عن: محمد بن سيرين، وقتادة، وأبي هارون العبدي، وأبي غالب الباهلي، وعمرو بن دينار، وثابت البناني. وعنه: الأوزاعي - وهو أقدم وأجل منه - ووكيع، وابن وهب، ويحيى بن حسان، ومروان بن محمد الطاطري، وعبد الرحمن بن المبارك العيشي، وخلق.
وثقه ابن معين، والنسائي.
327 – م 4:
قطبة بن عبد العزيز بن سياه الأسدي الحماني
، الكوفي.
عن: الأعمش، وليث بن أبي سليم.
وعنه: يحيى بن آدم، وعاصم بن يوسف، ويحيى بن عبد الحميد الحماني، وغيرهم.
وثقه ابن معين، وأحمد.
328 -
قطري الخشاب
.
عن: سريع مولى عمرو بن حريث، وعبد الوارث مولى أنس، ومدرك، وعنه: وكيع، وعبيد الله بن موسى، وعبيد بن إسحاق العطار، وعبد الحميد بن صالح وآخرون.
محله الصدق.
329 – د ت ق:
قيس بن الربيع
، يكنى أبا محمد، الأسدي، الكوفي، أحد الأعلام، على لين في روايته.
روى عن: عمرو بن مرة، وزياد بن علاقة، وعلقمة بن مرثد، ومحارب بن دثار، وزبيد بن الحارث، وأبي إسحاق السبيعي. وعنه: شعبة، والثوري، وهما من أقرانه، وإسحاق بن منصور، ويحيى بن آدم، وعاصم بن علي، ووكيع، وعلي بن الجعد، ومحمد بن بكار بن الريان، وعدد كثير.
وكان شعبة مع نقده للرجال يثني على قيس.
وقال عفان: كان ثقة.
ولينه أحمد بن حنبل.
وقال ابن معين: ليس بشيء، وقال مرة: كان يضعف.
وقال ابن عدي: عامة رواياته مستقيمة، ثم قال: والقول فيه ما قال شعبة، وأنه لا بأس به.
وقال يعقوب بن شيبة: هو عند جميع أصحابنا صدوق، وكتابه صالح، ثم قال: وهو رديء الحفظ جدا.
وقال محمد بن المثنى: ما سمعت يحيى، ولا عبد الرحمن يحدثان عن قيس شيئا قط.
وعن يزيد بن هارون قال: كان أبو بكر بن عياش يقول: كان قيس بن الربيع لا يفرق بين لا بأس وبين كره.
وقال الفلاس: كان ابن مهدي حدث عن قيس أولا، ثم تركه.
وقال محمود بن غيلان: حدثنا محمد بن عبيد قال: كان قيس بن الربيع استعمله أبو جعفر على المدائن، فكان يعلق النساء بثديهن ويرسل عليهن الزنابير.
وقال محمد بن المثنى: سمعت محمد بن عبيد يقول: لم يكن قيس عندنا بدون سفيان، ولكنه استعمل، فأقام على رجل الحد فمات، فطفى أمره.
وقال النسائي: متروك.
وقال أبو الوليد: كان شريك في جنازة قيس بن الربيع فقال: ما ترك بعده مثله
قال أبو الوليد: كتبت عن قيس ستة آلاف حديث.
وقال سلم بن قتيبة: قال لي شعبة: أدرك قيس بن الربيع لا يفوتك.
وقال أبو داود: سمعت شعبة يقول: ألا تعجبون من هذا الأحول، يقع في قيس بن الربيع، يعني يحيى بن سعيد القطان.
وقال أبو حاتم: لا يحتج به.
مات قيس سنة ثمان أو سبع وستين ومائة.
330 – ق:
كثير بن سليم الضبي المدائني
، أبو سلمة.
عن: أنس بن مالك، والضحاك. وعنه: أبو صالح كاتب الليث، وسلام بن سليمان المدائني، وأحمد بن يونس، وعمرو بن عون، وجبارة بن المغلس، ومحمد بن عبد الملك بن أبي الشوارب، وآخرون.
ضعفه ابن المديني، والناس.
وقال النسائي، وغيره: متروك.
وقال أبو حاتم. ضعيف الحديث.
وقال الدارقطني، وغيره: هو كثير بن عبد الله الأبلي.
وفرق بينهما أبو زرعة الرازي، وجماعة، وهو الصحيح.
331 –
كثير بن عبد الله السامي الناجي
، أبو هاشم الأبلي البصري.
عن أنس بن مالك. وعنه: قتيبة، وأبو إبراهيم الترجماني، وبشر بن الوليد، وإبراهيم بن عبد الله الهروي، ومحمد بن عبد الملك بن أبي الشوارب، وعدة.
قال أبو حاتم: شبه المتروك.
وقال البخاري: منكر الحديث.
وقال النسائي: متروك.
وقال ابن حبان: هما واحد. فوهم.
قلت: وهذا لعله تأخر إلى بعد السبعين، فإن قتيبة لقيه.
قرأت على أحمد بن هبة الله الدمشقي، عن زينب، وعبد المعز كتابة، قالت: أخبرنا وجيه بن طاهر، أن أبا حامد الأزهري أخبره، وقال الآخر: قال: أخبرنا زاهر، أن سعيدا العيار أخبره قالا: أخبرنا الحسن بن أحمد، قال: أخبرنا محمد بن إسحاق السراج، قال: حدثنا قتيبة بن سعيد، قال: حدثنا أبو هاشم كثير الأبلي، قال: سمعت أنس بن مالك يحدث معاوية بن قرة قال: دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة، وأنا ابن ثمان سنين، وكان أبي توفي، وتزوجت أمي بأبي طلحة، وكان أبو طلحة إذ ذاك لم يكن له شيء، ورما بتنا الليلة والليلتين بغير عشاء، فوجدنا كفا من شعير
…
، وخبزت منه قرصين، الحديث بطوله.
332 – د ت ق:
كثير بن عبد الله بن عمرو بن عوف بن زيد بن ملحة المزني
، المدني.
عن أبيه، عن جده بنسخة، وعن نافع، ومحمد بن كعب القرظي، وعنه: ابن وهب، ومعن بن عيسى، وعبد الله بن نافع، والقعنبي، وإسماعيل بن أبي أويس، وخلق.
اتفقوا على ضعفه، وضرب أحمد بن حنبل على حديثه.
وقال الشافعي: هو ركن من أركان الكذب.
وكذا قال أبو داود.
وروى عباس، عن ابن معين: ضعيف.
وروى الدارمي، عن ابن معين: ليس بشيء.
وقال النسائي: متروك.
وكذا قال الدارقطني.
وأما الترمذي فأخذ بمليء فقال: قلت لمحمد في حديث كثير بن عبد الله، عن أبيه، عن جده في ساعة الجمعة؟ قال: هو حديث حسن، إلا أن أحمد بن حنبل يحمل على كثير، يضعفه.
وقال ابن حبان: يروي كثير، عن أبيه، عن جده نسخة موضوعة، لا يحل ذكرها إلا على جهة التعجب.
قلت: مات سنة ثلاث وستين ومائة.
333 -
كلثوم بن زياد المحاربي
، مولاهم، الشامي، قاضي دمشق.
روى عن مولاه قاضي دمشق سليمان بن حبيب، وعن: أبي كثير السحيمي صاحب أبي هريرة، ويحيى بن أبي كثير، وشداد أبي عمار، وطائفة.
وعنه: الوليد بن مسلم، وأبو مسهر، ومروان بن محمد الطاطري، وجماعة.
ضعفه النسائي.
وقال ابن عدي: ليس له من الحديث إلا اليسير.
وأشار أبو زرعة الدمشقي إلى توثيقه.
334 -
كوثر بن حكيم الهمداني الكوفي
، نزيل حلب.
روى عن: عطاء، ونافع، ومكحول، وغيرهم، وعنه: مبشر بن إسماعيل، وأبو نصر التمار، ومحمد بن يزيد الرهاوي، وغيرهم.
روى عبد الله بن أحمد، عن أبيه: ليس بشيء، أحاديثه بواطيل،
كان هشيم ذهب إلى حلب فسمع منه.
وقال أبو حاتم، والدارقطني، وغيرهما: متروك الحديث.
وقال ابن معين: ليس بشيء.
وقال ابن خزيمة: لا أحتج به.
وقال البخاري: منكر الحديث.
وقال السعدي: لا أستحل كتابة حديثه؛ لأنه مصرح.
وقال أبو زرعة: ضعيف.
335 -
كيسان، أبو عمرو الفزاري الكوفي
، القصار.
عن مولاه يزيد بن بلال الفزاري، وزيد بن علي العلوي، وعنه: القاسم بن مالك المزني، ويحيى بن يعلى الأسلمي، وعبد الصمد بن النعمان، وغيرهم.
ضعفه ابن معين.
336 -
مالك بن الهيثم
، أبو نصر الخزاعي، المروزي.
أحد النقباء الاثني عشر الناهضين بأعباء منشأ الدولة العباسية، قاموا بخراسان مع أبي مسلم صاحب الدولة فاستولوا على مرو، ثم على مملكة خراسان كلها، وتم الأمر، وقلعت الدولة الأموية بشروشها، فقد كان المنصور يعظم أبا نصر هذا ويجله.
وحكى عنه علي بن محمد المدائني، وقد رمي بأمر عظيم الزندقة، فالله أعلم بسريرته. يقال: كان على رأي الخرمية في إباحة المحارم.
وهو جد الفقيه الشهيد أحمد بن نصر الخزاعي، الذي قتله الواثق، وكان مالك هذا قد قدم الشام، واجتمع بإبراهيم بن محمد الإمام.
337 – د ت ق:
مبارك بن فضالة بن أبي أمية
، أبو فضالة القرشي، العدوي، مولاهم البصري.
أحد العلماء الكبار، رأى أنس بن مالك يصلي، وروى عن: الحسن، وبكر المزني، ومحمد بن المنكدر، وثابت البناني، وعبيد الله بن عمر، وعدة. وعنه: وكيع، وعفان، ومسلم، وسليمان بن حرب، وموسى التبوذكي، وسعدويه الواسطي، وعلي بن الجعد، وشيبان بن فروخ، وهدبة بن خالد، وخلق كثير.
وكان يحيى القطان يحسن الثناء عليه.
وقال ابن معين: صالح الحديث.
وقال أبو داود: شديد التدليس، فإذا قال: حدثنا، فهو ثبت.
وقد استشهد به البخاري.
وكان عفان يرفعه، ويوثقه، وقال: كان من النساك رحمه الله.
ولم يذكره البخاري في كتاب الضعفاء.
وقال عبد الله بن أحمد: سألت ابن معين عنه فقال: هو مثل الربيع بن صبيح في الضعف.
وقال حجاج: سألت شعبة، عن مبارك بن فضالة والربيع، فقال: مبارك أحب إلي منه.
وقال عبد الرحمن بن مهدي: لم نكتب لمبارك إلا ما قال فيه: سمعت.
وقال النسائي: ضعيف.
وقال المروذي، عن أحمد بن حنبل قال: ما روى مبارك عن
الحسن، يحتج به.
وقال مبارك: جالست الحسن ثلاث عشرة سنة.
وقال ابن معين: قدري.
وقال ابن عدي: عامة أحاديثه مستقيمة.
وقال أحمد، وأبو حاتم: هو أحب إلينا من الربيع بن صبيح.
وذكر الخطيب أن مباركا قدم على المنصور ببغداد، وأنه سمع من نصر بن راشد في سنة مائة، وكان جده أبو أمية مولى لعمر رضي الله عنه فكان قد أدى كتابته، وأطلق له عمر مائتي درهم.
أخبرنا أبو المعالي أحمد بن المؤيد قال: أخبرنا الفتح بن عبد السلام، قال: أخبرنا محمد بن يوسف، ومحمد بن علي، ومحمد بن أحمد الطرائفي، قالوا: أخبرنا أبو جعفر محمد بن أحمد المعدل، قال: أخبرنا عبيد الله بن عبد الرحمن الزهري، قال: حدثنا جعفر بن محمد القاضي، قال: حدثنا شيبان بن فروخ، قال: حدثنا مبارك بن فضالة، قال: حدثنا الحسن، في هذه الآية: أرأيت من اتخذ إلهه هواه، قال: هو المنافق لا يهوى شيئا إلا ركبه.
قال خليفة، وحجاج الأعور، وغيرهما: مات مبارك سنة أربع وستين ومائة.
وقال ابن سعد: سنة خمس.
وقال المدائني: سنة ست.
338 -
مبشر بن مكشر القيسي
.
عن: أبي حازم الأعرج، وسهيل بن أبي صالح، وابن خثيم، وابن عجلان. وعنه: عبد الرحمن بن مهدي، وعفان، وعلي اللاحقي، ومحمد بن عون الزيادي، وآخرون.
قال أبو حاتم: لا بأس به.
قلت: لم يخرجوا لذا شيئا.
339 – ق: مبشر بن عبيد الكوفي ثم الحمصي.
عن: الحكم بن عتيبة، والزهري، وقتادة، وعطية العوفي. وعنه: بقية، وأبو اليمان، وأبو حيوة شريح، وأبو المغيرة عبد القدوس.
قال أحمد بن حنبل: كان يضع الحديث.
وقال الدارقطني: متروك.
وقال البخاري: منكر الحديث.
ووهاه ابن عدي وسرد له نحو عشرة أحاديث مناكير.
وقال أبو المغيرة: كان عارفا بالنحو والعربية.
بقية: حدثنا مبشر بن عبيد، عن زيد بن أسلم، عن ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: شر الحمير الأسود القصير.
340 -
محمد بن أبان بن صالح القرشي
، الكوفي جد عبد الله بن عمر بن محمد مشكدانة.
روى عن: علقمة بن مرثد، وحماد بن أبي سليمان، وأبي إسحاق. وعنه: أبو داود، وأبو الوليد الطيالسيان، ويحيى بن حسان، والحسن بن الربيع.
ضعفه ابن معين.
وقال أبو حاتم: ليس بقوي.
وقال البخاري: ليس بالقوي، يتكلمون في حفظه.
يحيى بن حسان التنيسي، قال: حدثنا محمد بن أبان، عن زيد بن أسلم، عن عطاء، عن أبي هريرة مرفوعا: من تزوج امرأة على صداق ينوي أن لا يؤديه فهو زان، ومن ادان دينا ينوي أن لا يؤديه فهو سارق.
وهذا يروى من قول صهيب.
وقال أحمد بن حنبل: كان من دعاة المرجئة. كذا أورد العقيلي هذا الكلام في ترجمة هذا.
وإنما الذي قال فيه أحمد ذلك:
* محمد بن أبان الجعفي الكوفي.
يروي عن: أبي إسحاق، وحماد، وعبد العزيز بن رفيع، أكثر عنه محمد بن الحسن الفقيه.
نعم هما واحد، تبين لي ذلك، وهو صاحب الترجمة، وأصله من العرب، جعفي أصابه سباء في الجاهلية، وولاؤه لقريش.
وقيل: بل تزوج في الجعفيين فنسب إليهم.
وقد ضعفه ابن معين، وغيره، ولم يترك.
وقد روى عنه أيضا يحيى الحماني، وعملها لاثنين ابن أبي حاتم، وهما واحد.
341 – د ت ن:
محمد بن إبراهيم بن مسلم بن مهران
، أبو إبراهيم.
روى عن: جده، وسلمة بن كهيل، وحماد بن أبي سليمان، وعلي بن بذيمة. وعنه: أبو داود الطيالسي، وسلم بن قتيبة.
صويلح الحديث.
342 -
محمد بن إسماعيل بن رجاء الزبيدي
.
روى عن: منصور، والأعمش، ومغيرة بن مقسم، وأبي إسحاق الشيباني، وعدة، وعنه: أبو نعيم، ويحيى الحماني، وجماعة.
شيعي محله الصدق.
343 -
محمد بن أعين
، أبو العلانية.
سمع عبد الله بن أبي أوفى، وعنه: عبد الرحمن بن مهدي، وحبان بن هلال، وطالوت بن عباد، وغيرهم.
ما به بأس، وروى عنه أيضا مسلم بن إبراهيم.
قال أبو حاتم: شيخ.
أخبرنا عمر بن عبد المنعم مرات، قال: أخبرنا الكندي إجازة، قال: أخبرنا ابن السمرقندي، قال: أخبرنا ابن النقور، قال: حدثنا ابن حبابة، قال: حدثنا أبو القاسم البغوي، قال: حدثنا طالوت بن عباد، قال: حدثنا محمد بن أعين، سمعت عبد الله بن أبي أوفى يلبي بالكوفة بأعلى صوته في غير أيام التشريق، فسألت بعضهم فقال: إنه يلبي من السنة إلى السنة.
344 – ن:
محمد بن بشر بن بشير الأسلمي
.
عن: أبيه، وزياد بن علاقة، وإياس بن سلمة، وعبد العزيز بن حكيم. وعنه: ابن المبارك، وأبو عاصم، وأبو نعيم، وطلق بن غنام، وأبو أحمد الزبيري.
345 – ع:
محمد بن جعفر بن أبي كثير الأنصاري
، مولاهم، المدني، أخو إسماعيل بن جعفر، وكثير، ويحيى، ويعقوب.
روى عن: أبي طوالة، وزيد بن أسلم، وشريك بن أبي نمر، وهشام بن عروة، وعدة. وعنه: خالد بن مخلد، وقالون، وسعيد بن أبي مريم، وإسحاق الفزاري، وعبد العزيز الأويسي، وغيرهم.
وثقه ابن معين، وغيره.
346 -
محمد بن الحارث الثقفي
.
عن: محمد بن سيرين، والحسن. وعنه: عفان، ومحمد بن أبي بكر المقدمي، وعبيد الله القواريري.
قال ابن معين: ليس بثقة.
وقال أبو حاتم: يكتب حديثه.
347 –
محمد بن حطان بن جبير بن حية الجبيري
.
عن: بكر المزني، وأنس بن سيرين، وعطاء بن أبي ميمونة.
وعنه: مسلم بن إبراهيم، ويعقوب الحضرمي، وأبو سلمة التبوذكي.
لم يضعفه أحد.
348 -
محمد بن خوط المدني
.
عن: نافع، وأبي حازم الأعرج، وعيسى بن النعمان الزرقي. وعنه: عباس بن أبي شملة، وخالد بن مخلد القطواني.
قال البخاري: له أحاديث متقاربة.
وقال أبو حاتم: لا أعرفه.
349 – 4:
محمد بن راشد المكحولي
، الدمشقي، نزيل البصرة.
عن: عبدة بن أبي لبابة، وسليمان بن موسى، وأبي وهب عبيد الله الكلاعي، ومكحول، وليث بن أبي رقية، وطائفة. وعنه: سيفان، وشعبة مع تقدمهما، وبقية، وابن مهدي، وعبد الرزاق، وغيرهم، وحبان بن هلال،
وحفص الحوضي، وبشر بن الوليد، وشيبان، وعبد الله بن معاوية الجمحي، وعلي بن الجعد، وآخرون.
وثقه أحمد بن حنبل.
وقال أبو حاتم: صدوق.
وقال النسائي، وغيره: ليس بالقوي.
وقال الدارقطني: يعتبر به.
وقال ابن عدي: ليس بحديثه بأس، إذا حدث عنه ثقة فحديثه مستقيم.
وقال البخاري، والنسائي: يكنى أبا يحيى.
وقال عبد الرزاق: ما رأيت رجلا في الحديث أورع منه.
وقال عبد الله بن أحمد بن حنبل: حدثني أبي، قال: قال أبو النضر: كنت أوضئ شعبة بالرصافة، فدخل محمد بن راشد، فقال شعبة: أما كتبت عنه؟ أما إنه صدوق، ولكنه شيعي قدري.
وقال الفلاس: كان قدريا.
محمود بن غيلان، عن أبي النضر، عن شعبة قال لي: لا تكتب عن محمد بن راشد، فإنه معتزلي رافضي.
وقال أبو مسهر: لم يكن ثقة، كان يصحف.
وقال الجوزجاني: مشتمل على غير بدعة، وكان متحريا للصدق.
وقال أبو زرعة الدمشقي: بلغني عن أبي مسهر أنه قيل له: كيف لم تكتب عن ابن راشد؟ قال: كان يرى الخروج على الإمام. ثم قال أبو
زرعة: مات بعد سنة ستين ومائة.
350 -
محمد بن راشد البصري
، أبو نضلة، القرشي.
عن: عطاء بن أبي رباح، وعنه: يونس المؤدب، وحبان بن هلال، ومحمد بن عقبة، وغيرهم.
351 -
محمد بن الزبير القرشي
، مولاهم، إمام جامع حران.
روى عن: الزهري، وغيره، وعنه: أبو نعيم، وأبو جعفر النفيلي، وعمرو بن خالد الحراني، وغيرهم، وكان يؤدب أولاد هشام بن عبد الملك.
قال أبو زرعة: في حديثه شيء.
وقال أبو حاتم: ليس بالمتين.
وقال ابن عدي: منكر الحديث.
وقال البخاري: لا يتابع في حديثه عن حجاج الرقي.
وقال غيره: يكنى أبا بشر.
مات سنة سبعين ومائة.
352 -
محمد بن أبي سارة
، هو محمد بن عبد الله بن أبي سارة.
ورى عن: سالم بن عبد الله، وأرسل عن السيد الحسن، وعنه: ابن المبارك، وزيد بن الحباب، وعبد الصمد بن حسان، وآخرون.
وثقه ابن معين، ولا شيء له في الكتب الستة.
*
محمد بن سليم
أبو هلال، يذكر بكنيته
353 -
محمد بن سليم، أبو هلال المكي
.
روى عن: ابن أبي مليكة، وعنه: وكيع.
لا يكاد يعرف.
354 -
محمد بن سليم الطائفي
.
عن: الحسن البصري. روى عنه: زيد بن أبي الزرقاء.
355 -
محمد بن سليم.
شيخ، روى عن عمرو بن دينار، وهو الطائفي. حدث عنه: العباس بن سليم الموصلي.
356 -
محمد بن سليم الخراساني
، البلخي.
روى عن: الضحاك بن مزاحم.
وعنه: منجاب بن الحارث، وإسماعيل بن موسى الفزاري، وقتيبة بن سعيد، ولم يلقه ببلخ، بل قال: لقيته بمكة.
وكان ابن عيينة يكرمه.
357 – 4:
محمد بن صالح بن دينار
، أبو عبد الله المدني، التمار.
رأى سعيد بن المسيب، وروى عن: القاسم بن محمد، وعاصم بن قتادة، والزهري، وجماعة، وعنه: الواقدي، وعبد الله بن نافع الصائغ، والقعنبي، وخالد بن مخلد، وآخرون.
وثقه أبو داود، وغيره.
مات سنة ثمان وستين ومائة.
قال أبو حاتم: ليس بالقوي.
358 – د ن ق:
محمد بن صالح المدني
، الأزرق.
تأخر عن التمار قليلا، حدث عن: محمد بن المنكدر، وزيد بن أسلم، وحصين بن عبد الرحمن الأشهلي لا الأسدي، ومسلم بن أبي مريم. وعنه: زيد بن الحباب، وعبد الرحمن بن أبي الجون، وأبو ثابت محمد بن عبيد الله، وعبد العزيز الأويسي، وغيرهم.
وثقه ابن حبان.
359 – خ م د ت ق:
محمد بن طلحة بن مصرف اليامي
، الكوفي، أحد العلماء الثقات.
روى عن: أبيه، والحكم، وسلمة بن كهيل، وزبيد اليامي، وعدة. وعنه: عبد الرحمن بن مهدي، وأسد بن موسى، وحسان بن حسان البصري، وجبارة بن المغلس، وعون بن سلام، ومحمد بن بكار بن الريان، وآخرون.
قال أبو زرعة: صدوق.
وقال النسائي: ليس بالقوي.
وقال ابن معين: ضعيف. وقال: يتقى حديث ثلاثة: محمد بن طلحة، وأيوب بن عتبة، وفليح.
قلت: مات سنة سبع وستين ومائة.
قال أحمد: صالح الحديث، ثقة، لا يكاد يقول: حدثنا.
360 -
محمد بن عبد الله بن عبيد بن عمير بن قتادة
، الليثي، ويعرف بمحمد المحرم.
روى عن: أبيه، وعطاء، وابن أبي مليكة، وعمرو بن شعيب، وعنه: معن بن عيسى، والنفيلي، وسعيد بن أبي مريم، وعبد العزيز بن محمد،
وداود بن عمرو الضبي، وآخرون.
ضعفه أبو حاتم.
وقال أبو زرعة: ليس بقوي.
وقال ابن معين: ليس حديثه بشيء.
وقال أبو بشر الدولابي: مكي متروك الحديث.
وقال البخاري: ليس بذاك القوي.
361 – د ن ق:
محمد بن عبد الله بن علاثة القاضي
، وعلاثة هو ابن علقمه بن مالك العقيلي الجزري، أبو اليسير، من كبار العلماء.
سمع: عبد الكريم الجزري، وخصيفا، وعلي بن بذيمة، وعبدة بن أبي لبابة، وعبيد الله بن عمر، والأوزاعي، وطائفة، وعنه: ابن المبارك، ووكيع، وحرمي بن حفص، وعبد العزيز الأويسي، وعمرو بن الحصين، وآخرون.
قال خليفة: ولي القضاء للمهدي.
وقال ابن سعد: كان ثقة - إن شاء الله - وكان من أهل حران، قدم بغداد، وولي القضاء بعسكر المهدي، ثم ولي معه عافية القاضي، فأخبرني علي بن الجعد قال: رأيتهما يقضيان في جامع الرصافة جمعيا، وكان عافية أكثرهما دخولا على المهدي.
وقال البخاري: يكنى أبا اليسير، في حفظه نظر.
وروى عباس، عن ابن معين: ثقة، وأخوه: سليمان بن علاثة ثقة، يروي عنه معمر، وأخوهما: أبو سهل بن علاثة ثقة، يروي عنه هاشم بن القاسم.
وروى الدارمي، عن ابن معين: محمد بن علاثة: ثقة.
وقال أبو حاتم: لا يحتج به.
وقال ابن عدي: أرجو أنه لا بأس به.
وقال أبو زرعة: صالح الحديث.
وقال ابن حبان: يروي الموضوعات.
وقال أبو الفتح الأزدي: قال البخاري: في حفظه نظر، وليس يقنع بهذا من البخاري، محمد بن علاثة حديثه يدل على كذبه، هو عندي واه.
قال الخطيب عقيبها: أحسب الأزدي وقعت إليه روايات عمرو بن الحصين، عن ابن علاثة، فلأجلها نسبه إلى الكذب، والآفة من ابن الحصين؛ فإنه كذاب.
عن أبي ميسرة الحداني قال: اختصمت الجن والإنس إلى ابن علاثة في بئر، ولم ير الجن، لكن سمع كلامهم، فحكم أن الإنس يستقون من الفجر إلى المغرب، وحكم للجن أن يستقوا من المغرب إلى الفجر، فكان من استقى بعد المغرب رجم بالحجارة.
قال علي بن سراج المصري: كان ابن علاثة يقال له: قاضي الجن، ثم ذكر البئر، وأنها بئر بين حران، وحصن مسلمة.
مات سنة ثمان وستين ومائة.
وقال علي بن الجعد: أظنه مات سنة ثلاث وستين.
وقال غيره: ولي قضاء الجانب الشرقي للمهدي.
362 -
المهدي: أمير المؤمنين، أبو عبد الله محمد ابن الخليفة أبي جعفر المنصور عبد الله بن محمد بن علي بن عبد الله بن العباس بن عبد المطلب العباسي، الخليفة الثالث من بني العباس.
مولده بإيذج في سنة سبع وعشرين ومائة.
وقال الخطبي: ولد سنة ست وعشرين ومائة في جمادى الآخرة، وأمه أم موسى بن منصور الحميرية.
وكان جوادا، ممدحا، مليح الشكل، محببا إلى الرعية، قصابا للزنادقة.
روى عن: أبيه، وعن مبارك بن فضالة. حدث عنه: يحيى بن حمزة، وجعفر بن سليمان الضبعي، ومحمد بن عبد الله الرقاشي، وأبو سفيان سعيد بن يحيى الحميري.
وما علمت قيل فيه جرحا، ولا توثيقا.
وقد روى منصور بن أبي مزاحم، ومحمد بن يحيى بن حمزة، عن يحيى بن حمزة قال: صلى بنا المهدي، فجهر ببسم الله الرحمن الرحيم، فقلت: يا أمير المؤمنين: ما هذا؟ قال: حدثني أبي عن أبيه، عن جده، عن ابن عباس:«أن النبي صلى الله عليه وسلم جهر ببسم الله الرحمن الرحيم» ، فقلت للمهدي: نأثره عنك؟ قال: نعم.
هذا إسناد متصل، لكن ما عملت أحدا احتج بالمهدي ولا بأبيه في الأحكام.
تفرد محمد بن الوليد، مولى بني هاشم -
وقال ابن عدي: كان يضع الحديث - قال: حدثنا أسباط بن محمد، وصلة بن سليمان، عن سليمان التيمي، عن قتادة، عن سعيد بن المسيب، عن عثمان مرفوعا: المهدي من ولد العباس عمي.
وخرج أبو داود، والترمذي من حديث عاصم بن بهدلة عن
زر عن ابن مسعود، مرفوعا: المهدي يواطئ اسمه اسمي، واسم أبيه اسم أبي. صححه الترمذي.
ومن المناكير الواهيات خبر فضيل بن مرزوق، عن ميسرة بن حبيب، عن المنهال، عن سعيد، عن ابن عباس، قوله: منا المنصور، ومنا السفاح، والمهدي إسناده صالح.
ولما شب المهدي أمره أبوه على طبرستان وما يليها، وعلى الري، وتأدب وجالس العلماء، وتميز.
ثم إن أباه غرم أموالا عظيمة وتحيل حتى استنزل ولي العهد ولد أخيه عيسى بن موسى عن المنصب، وولاه المهدي، فلما مات المنصور بظاهر مكة قبل الحج قام بأخذ البيعة الربيع بن يونس الحاجب، وأسرع بالخبر إلى المهدي مولاه منارة البربري وهو ببغداد، فكتم الأمر يومين ثم خطب الناس، ونعى إليهم المنصور.
قال ابن أبي الدينا: كان أسمر، مضطرب الخلق، على عينه نكتة بياض.
وقال الخطيب: كان أسمر طويلا جعدا، فأول من هنأ المهدي بالخلافة وعزاه أبو دلامة، وأجاد:
عيناي واحدة ترى مسرورة بأميرها جذلى، وأخرى تذرف تبكي وتضحك تارة ويسوؤها ما أنكرت ويسرها ما تعرف فيسوؤها موت الخليفة محرما ويسرها أن قام هذا الأرأف ما إن رأيت كما رأيت ولا أرى شعرا أسرحه وآخر ينتف هلك الخليفة، يَالِ دين محمد وأتاكم من بعده من يخلف أهدى لهذا الله فضل خلافة ولذاك جنات النعيم تزخرف
ومن خطبة المهدي:
إن أمير المؤمنين عبد دعي فأجاب، وأمر فأطاع، واغرورقت عيناه فقال: وقد بكى رسول الله صلى الله عليه وسلم عند فراق الأحبة، ولقد فارقت عظيما،
وقلدت جسيما، فعند الله أحتسب أمير المؤمنين، وبه أستعين على خلافة المسلمين.
قال الأصمعي: كان نقش خاتم المهدي: الله ثقة محمد، وبه يؤمن.
وروى أبو العيناء، عن مسلمة بن عدي، أن المهدي قال في خطبته: أيها الناس: أسروا مثل ما تعلنون من طاعتنا نهبكم العافية، وتحمدوا العاقبة، واخفضوا جناح الطاعة لمن نشر معدلته فيكم، وطوى الإصر عنكم، وأهال عليكم السلامة من حيث رآه الله مقدما ذلك، والله لأفنين عمري بين عقوبتكم، والإحسان إليكم.
قال مسلمة: فرأيت وجوه الناس تشرق فرحا.
قال نفطويه: أخبرني أبو العباس المنصوري قال: لما حصلت الخزائن في يد المهدي، أخذ في رد المظالم، فأخرج أكثر الذخائر ففرقها، وبر أهله ومواليه.
قلت: كان أبوه جمع من الأموال ما لا يعبر عنه، وكان مسيكا. فذكر عن الربيع الحاجب أنه قال: مات المنصور وفي بيت المال مائة ألف ألف درهم، وستون ألف ألف درهم، فقسم ذلك المهدي وأنفقه، وكانت نفقة المنصور ما يجيئه من مال الشراة نحو ألفي درهم في السنة.
قلت: وزن ذلك المال بالقنطار الدمشقي ألفا قنطار وستمائة قنطار وسبعون، وإذا صرف بها ذهب مصري، جاء أزيد من مائة قنطار وسبعين قنطارا.
وعن صالح المري قال: دخلت على المهدي بالرصافة فقلت: احمل قولي يا أمير المؤمنين فإن أولى الناس بالله أحملهم لغلظة النصيحة فيه، وجدير بمن له قرابة برسول الله صلى الله عليه وسلم أن يرث أخلاقه ويأتم بهديه، وقد ورثك الله من فهم العلم وإنارة الحجة ميراثا قطع به عذرك، فمهما ادعيت من حجة، أو ركبت من شبهة لم يصح لك برهان من الله فيها، حل بك من سخط الله بقدر ما تجاهلته من العلم، وأقدمت عليه من شبه الباطل، واعلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خصم من خالفه، وأثبت الناس قدما يوم القيامة، آخذهم
بالكتاب والسنة، فمثلك لا يكابر بتجريد المعصية، لكن بمثل الإساءة إحسانا، ويشهد له عليها خونة العلماء، فبهذه الحبالة تصيدت الدينا نظراءك، فأحسن الحمل، فقد أحسن من وعظك الآداء.
قيل: قبل رجل يد المهدي وقال: يدك يا أمير المؤمنين أحق بالتقبيل لعلوها بالمكارم، وطهارتها من المآثم، وإنك ليوسفي العفو، إسماعيلي الصدق، شعيبي الرفق، فمن أرادك بسوء جعله الله طريد خوفك، حصيد سيفك، وأثنى عليه بالشجاعة، فقال: وما لي لا أكون شجاعا وما خفت أحدا إلا الله.
وروى ابن أبي الدينا: أن المهدي كتب إلى الأمصار يزجر أن يتكلم أحد من أهل الأهواء في شيء منها.
وعن يوسف الصائغ قال: لما ولي المهدي رفع أهل البدع رؤوسهم، وأخذوا في الجدل، فأمر أن يمنع الناس من الكلام، وأن لا يخاض في شيء منه، فانقمعوا.
وقال داود بن رشيد: سمعت سلما الحاجب يقول: هاجت ريح سوداء، فخفنا أن تكون الساعة، وطلبت المهدي في الإيوان فلم أجده، ثم سمعت حركة في بيت، فإذا هو ساجد على التراب يقول: اللهم لا تشمت بنا أعداءنا من الأمم، ولا تفجع بنا نبينا، اللهم وإن كنت أخذت العامة بذنبي فهذه ناصيتي بيدك، فما أتم كلامه حتى انجلت.
عمر بن شبة، عن الضحاك: أن المهدي قدم البصرة، فكان يصلي بنا، فقام أعرابي فقال: يا أمير المؤمنين، مر المؤذن لا يقيم حتى أتوضأ، فأمر به فتعجبوا من أخلاق المهدي.
قال الأصمعي: سمعت: المهدي على المنبر يقول: إن الله أمركم بأمر بدأ فيه بنفسه، وثنى بملائكته فقال: إن الله وملائكته يصلون على النبي.
قال المدائني: دخل رجل على المهدي فقال: إن المنصور شتمني وقذف أمي، فإما أمرتني أن أحلله، وإما عوضتني فاستغفرت له. قال: ولم شتمك؟ قال: شتمت عدوه بحضرته فغضب له، قال: ومن عدوه؟ قال:
إبراهيم بن عبد الله بن حسن، قال: إن إبراهيم أمس به رحما، وأوجب عليه حقا، فإن كان شتمك كما زعمت فعن رحمه ذب، وعن عرضه دفع، وما أساء من انتصر لابن عمه، قال: إنه كان عدوا له، قال: لم ينتصر للعداوة بل للرحم، فأسكت الرجل، فلما ذهب ليولي قال: لعلك أردت أمرا فجعلت هذا ذريعة، قال: نعم، فتبسم وأمر له بخمسة آلاف.
قال الأصمعي: دخل على المهدي رجل شريف، فأمر له بمال، فقال: يا أمير المؤمنين ما أنتهي إلى غاية شكرك إلا وجدت وراءها غاية من معروفك، فما عجز الناس عن بلوغه، فالله من ورائه، في كلام ذكره.
عبيد الله بن أحمد، عن أبيه قال: أخبرت عن الربيع، أن المنصور يوما فتح خزانة مما قبض من خزائن مروان بن محمد، قال: فأحصى فيها اثني عشر ألف عدل خز، فأخرج منها ثوبا فقال لي: اقطع لي جبة، ولمحمد جبة، فقلت: لا يجيء منه هذا، قال: اقطع لي جبة وقلنسوة، وبخل أن يخرج ثوبا آخر للمهدي، فلما أفضت الخلافة إلى المهدي، أمر بتلك الخزانة بعينها، ففرقت على الموالي والخدم.
الزبير بن بكار في النسب: حدثني شيخ من أهل المدينة قال: لما جلس المهدي لأشراف قريش وأجازهم، كان فيمن صار إليه عبد الأعلى بن عبد الله بن محمد بن صفوان، فأجازه وكساه فقال: وصلك الله يا أمير المؤمنين، وجعلني فداك، فقد وصلت الرحم، ورددت الظلامة، وعندي بنت عم لي أحب الناس إلي، غدوت اليوم وأنا لها مغاضب، فإن رأيت أن تجعل للصلح بيننا موضعا فافعل، فأعطاه ألف دينار وخمسين ثوبا فقال: ترى هذا يصلح ما بينكما؟ قال: نعم، فقال: والله لو قلت لا، ما زلت أزيدك إلى الليل.
أبو زرعة الدمشقي: حدثنا أبي، قال: حدثنا أبو خليد قال: قال مالك: قال لي المهدي: يا أبا عبد الله لك دار؟ قلت: لا والله، فأمر لي بثلاثة آلاف دينار.
الزبير بن بكار: حدثنا عمي قال: كان المهدي أعطى بكارا الأخنسي بداره أربعة آلاف دينار التي عند الجمرة، فأبى وقال: ما كنت لأبيع جوار أمير المؤمنين، فأمر له بأربعة آلاف، وقال: دعوه وداره.
وقيل: إن عبد العزيز بن الماجشون لما دخل على المهدي أنشده:
وللناس بدر في السماء يرونه وأنت لنا بدر على الأرض مقمر فبالله يا بدر السماء وضوءه تراك تكافي عشر مالك أضمر؟ وما البدر إلا دون وجهك في الدجى يغيب فتبدو حين غاب فتقمر وما نظرت عيني إلى البدر طالعا وأنت تمشي في الثياب فتسحر
وأنشده مغيرة بن عبد الرحمن المخزومي:
رمى البين من قلبي السواد فأوجعا وصاح فصيح بالرحيل فأسمعا وغرد حادي الركب، وانشقت العصا وأصبحت مسلوب الفؤاد مفجعا كفى حزنا من حادث الدهر إنني أرى البين لا أستطيع للبين مدفعا وقد كنت قبل البين بالبين جاهلا فيا لك بين ما أمر وأفظعا
وأنشده أبو السائب، وغيره، فقال المهدي: لأغنينكم فأجازهم لكل واحد بعشرة آلاف دينار، هذه رواها أبو العباس بن مسروق، عن عبد الله بن هارون العدوي، عن عبد الملك بن الماجشون.
قال نفطويه: انقطع المهدي عن خاصته في الصيد، فنزل يبول ودفع إلى أعرابي فرسه، فاقتلع من حلية السرج، ثم تلاحقت الخيل فأحاطت به، فهرب الأعرابي، فأمرهم برده، وخاف الأعرابي، فقال: خذوا ما أخذنا ودعونا نذهب إلى خزي الله وناره، فصاح به المهدي: تعال لا بأس عليك، فقال: ما تريد، جعلني الله فداء فرسك، فضحكوا وقالوا: ويلك، قل: جعلني الله فداك يا أمير المؤمنين، فقال: أو هذا أمير المؤمنين؟ قالوا: نعم، قال: والله لئن أرضاه هذا مني ما يرضيني ذلك فيه، ولكن جعل الله جبريل وميكائيل فداءه، وجعلني فداءهما، فضحك المهدي، وطاب له، وأمر له بعشرة آلاف.
وحكى ابن الأنباري، عن أبيه بإسناد أن المهدي أعطى رجلا مرة مائة ألف دينار، وكان قد شكا أن عليه خمسين ألف دينار.
أبو حذافة أحمد بن إسماعيل، حدثنا الأصمعي قال، حدثني حسن الوصيف حاجب المهدي قال: كنا بزبالة إذ جاء أعرابي فقال: يا أمير المؤمنين، جعلني الله فداك، أنا عاشق، فدعا به فقال: ما اسمك؟ قال: أبو مياس، قال: من عشيقتك؟ قال: بنت عمي. وقد أبى أن يزوجها، قال: لعله أكثر منك مالا؟ قال: لا، أنا أكثر منه مالا، قال: فما القصة؟ قال: أدن مني رأسك، قال: فضحك المهدي وأصغى إليه، فقال: إني هجين، قال: ليس يضرك ذاك، إخوة أمير المؤمنين أكثرهم هجن - يعني أولاد إماء - يا غلام: علي بعمه، فأتي به، فإذا أشبه خلق بأبي مياس كأنهما باقلاة فلقت، فقال: لم لا تزوج أبا مياس وله أدب وأنت عمه؟ قال: إنه هجين، قال: فإخوة أمير المؤمنين وولده أكثرهم هجن، فليس هذا مما ينقصه، زوجه، فقد أصدقتها عنه عشرة آلاف درهم، قال: قد فعلت، فأمر له بعشرين ألفا فأنشد:
ابتعت ظبية بالغلاء، وإنما يعطى الغلاء بمثلها أمثالي وتركت أسواق القباح لأهلها إن القباح وإن رخصن غوالي
قال الزبير: أخبرني يونس الخياط قال: دخل ابن الخياط المكي الشاعر على المهدي وقد مدحه، فأمر له بخمسين ألفا، فلما قبضها فرقها على الناس، وقال:
أخذت بكفي كفه أبتغي الغنى ولم أدر أن الجود من كفه يعدي فلا أنا منه ما أفاد ذوو الغنى أفدت وأعداني فبددت ما عندي
فنمي الخبر إلى المهدي، فأعطاه بكل درهم دينارا.
وقيل: إن مروان بن أبي حفصة لما أنشد المهدي قصيدته السائرة التي أولها:
صحا بعد جهل واستراحت عواذله.
قال: ويلك، كم بيت هي؟ قال: سبعون بيتا، قال: لك بها سبعون ألفا.
وفيها:
كفاكم بعباس أبي الفضل والدا فما من أب إلا أبو الفضل فاضله كأن أمير المؤمنين محمدا أبا جعفر في كل أمر يحاوله إليك قصرنا النصف من صلواتنا مسيرة شهر بعد شهر نواصله فلا نحن نخشى أن يخيب مسيرنا إليك ولكن أهنأ البر عاجله
فتبسم، وقال: عجلوها له.
الزبير بن بكار، عن بعضهم: أن المهدي كان مستهترا بالخيزران، لا يكاد يفارقها في مجلس يلهو به.
عمر بن شبة قال: كانت للمهدي جارية يحبها حبا شديدا، وكانت شديدة الغيرة عليه، فتغتاظ، وتؤذيه، فقال فيها:
أرى ماء وبي عطش شديد ولكن لا سبيل إلى الورود أراح الله من بدني فؤادي وعجل بي إلى دار الخلود أما يكفيك أنك تملكيني وأن الناس كلهم عبيدي؟ وأنك لو قطعت يدي ورجلي لقلت من الرضا: أحسنت زيدي
والمهدي كغيره من عموم الخلائف والملوك، له ما لهم، وعليه ما عليهم، كان منهمكا في اللذات واللهو والصيد، ولكنه مسلم خائف من الله، قد تتبع الزنادقة وأباد خلقا منهم. فذكر محمد بن عطاء بن مقدم الواسطي، عن أبيه: أن المهدي قال لابنه الهادي يوما وقد قدم إليه زنديق فاستتابه فلم يتب فضرب عنقه: يا بني إن وليت فتجرد لهذه العصابة - يعني أصحاب ماني - فإنهم يدعون إلى ظاهر حسن؛ كاجتناب الفواحش، والزهد، والعمل للآخرة، ثم بعد ذلك يخرجون الناس إلى تحريم اللحوم، ومس الماء للتطهر، وترك قتل الهوام تحرجا وتأثما، ثم يخرجون من هذا إلى عبادة اثنين، أحدهما النور، والآخر الظلمة، ثم يبيحون نكاح الأخت والبنت، والغسل بالبول، فجرد فيهم السيف؛ فإني رأيت جدك العباس في المنام فقلدني سيفين، وأمرني بقتل أصحاب الاثنين.
قال الزبير: وحدثني يحيى بن محمد قال: قسم المهدي قسما سنة أربع وستين ومائة، فأصاب مشيخة بني هاشم أكثرهم خمسة وستون دينارا، وأقل من أصابه من القسمة من العرب أو من مواليهم أربعة دنانير، وكان عدة الذين أخذوا ثمانين ألف إنسان.
عن علي بن يقطين الأمير قال: خرجنا مع المهدي، فرأى في منامه رؤيا استيقظ باكيا، رأى كأن شيخا يقول له:
كأنني بهذا القصر قد باد أهله وأوحش منه ركنه ومنازله وصار عميد القوم من بعد بهجة وملك إلى قبر عليه جنادله فلم يبق إلا ذكره وحديثه تنادي بليل معولات حلائله تزود من الدينا فإنك ميت وإنك مسؤول فما أنت قائله
قال الفلاس: ملك المهدي عشر سنين وشهرا ونصف، ومات لثمان بقين من المحرم سنة تسع وستين ومائة.
قالوا: ومات بماسبذان، وعاش ثلاثا وأربعين سنة، وعقد بالأمر من بعده لابنيه موسى الهادي، ثم هارون الرشيد.
363 – د ق:
محمد بن عبد الرحمن ابن البيلماني
، الكوفي النحوي.
روى عن: أبيه، وخال أبيه، وعنه: سعيد بن بشير، ومحمد بن الحارث الحارثي، وأبو ذر محمد بن عثيم، وموسى التبوذكي، ومحمد بن كثير العبدي.
قال البخاري، وغيره: منكر الحديث.
وقال ابن معين: ليس بشيء.
قلت: لمحمد بن الحارث عنه عن أبيه، عن ابن عمر، نسخة أكثرها مناكير، فأنكرها: إن أحاديثي ينسخ بعضها بعضا كنسخ القرآن.
364 -
محمد بن عبد الرحمن بن مجبر بن عبد الرحمن بن عمر بن الخطاب العدوي العمري
، المدني.
عن: نافع، والعلاء بن عبد الرحمن. وعنه: سعيد بن سليمان الواسطي، وبشر بن الوليد، وحفص بن عمر، والعمري، وغيرهم.
قال ابن معين: ليس بشيء.
وروى العقيلي، عن آدم، عن البخاري قال: سكتوا عنه.
وقال النسائي: متروك.
وقال ابن عدي: مع ضعفه يكتب حديثه.
حجاج بن منهال، قال: حدثنا محمد بن عبد الرحمن بن المجبر، عن نافع، عن ابن عمر مرفوعا: اطلبوا الخير عند حسان الوجوه.
قال العقيلي: الرواية في هذا الباب فيها لين.
365 -
محمد بن عبد الرحمن بن طلحة بن الحارث بن طلحة العبدي
، الحجبي، المكي.
عن: جدته صفية بنت شيبة، وغيرها، وعنه: شعبة، ووكيع، وأبو عاصم، وأبو جعفر النفيلي، وهو أقدم شيخ للنفيلي. ولم أر لهم فيه مقالا يوهيه.
366 -
محمد بن عبد الرحمن بن هشام المخزومي
، أبو خالد المكي، القاضي، المعروف بالأوقص.
عن: خالد بن سلمة، وعلي بن زيد بن جدعان. وعنه: معن بن عيسى، ومحمد بن الحسن بن زبالة، وغيرهما.
وكان لا رقبة له، بل رأسه على بدنه. مرت به امرأة، وهو يقول: اللهم أعتق رقبتي من النار، فقالت: وأين الرقبة؟
وقد ولي قضاء مكة عشرين سنة، وقدم الشام غازيا.
يقال: توفي سنة تسع وستين ومائة.
367 -
محمد بن عبد العزيز بن عمر بن عبد الرحمن بن عوف الزهري العوفي
، المدني.
عن: أبيه، والزهري، وأبي الزناد. وعنه: ابنه إبراهيم، وعبد الصمد بن حسان، وغيرهما.
متروك الحديث.
قال البخاري: بمشورة هذا جلد مالك.
وقال ابن حبان: يأتي بالطامات عن الأثبات حتى سقط الاحتجاج به.
وقال النسائي وغيره: متروك.
وقال البخاري: منكر الحديث.
إبراهيم بن محمد بن عبد العزيز، عن أبيه، عن الزهري، قال: أوصى عبد الرحمن بن عوف لمن شهد بدرا فوجدهم مائة رجل، لكل رجل أربعمائة دينار، وكان عثمان فيهم فأخذها.
368 –
محمد بن عبد العزيز التيمي
، الكوفي، الزاهد.
عن: مغيرة بن مقسم، وأبي حيان التيمي. وعنه: سليم بن عيسى المقرئ، ويحيى بن آدم، وأحمد بن يونس، وغيرهم. وثقه عثمان الدارمي، وقال أحمد بن يونس: يذكر عنه خيرا وفضلا وصلاحا.
وقد نزح من الكوفة مرة وقال: لا أقيم ببلدة يشتم فيها الصحابة رضي الله عنهم.
369 -
محمد بن عبد الملك الأنصاري المدني
، الضرير.
عن: عطاء بن أبي رباح، ونافع، وابن المنكدر. وعنه: يحيى بن سعيد العطار، ويحيى بن صالح الوحاظي، ومحمد بن الصلت الأسدي، وعدة.
ضعفه أبو زرعة، وغيره.
وقال أحمد بن حنبل: كذاب.
وقال البخاري: منكر الحديث.
وقال عبد الله بن أحمد: سألت أبي عن شيخ روى عنه الوحاظي يقال له: محمد بن عبد الملك الأنصاري، قال: حدثنا عطاء، عن ابن عباس: نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يتخلل بالقصب والآس، وقال: إنهما يسقيان عرق الجذام فقال أبي: رأيته وكان أعمى، وكان يضع الحديث.
370 -
محمد بن عمرو بن عبيد بن حنظلة
، أبو سهل الأنصاري، الواقفي، المدني، ثم البصري.
عن: شهر بن حوشب، ومحمد بن سيرين، والقاسم، وغيرهم. وعنه: ابن المبارك، وعلي بن الجعد، وبشر بن الوليد، ومعن القزاز، وكامل بن طلحة.
ضعفه ابن معين، وغيره.
وقال علي: سألت يحيى بن سعيد عن محمد بن عمرو الأنصاري، فضعف الشيخ جدا، قلت: ما له؟ قال: روى عن القاسم، عن عائشة في الكبش الأقرن، وعن القاسم، عن عائشة في الصلاة الوسطى، وروى عن الحسن أوابد.
وقال أحمد: كان يكون بالبصرة، وعبادان.
وكان ابن مهدي يحدث عنه.
العقيلي: حدثنا محمد بن إسماعيل، قال: حدثنا سريج بن النعمان، قال: حدثنا أبو سهل محمد بن عمرو الأنصاري، عن محمد بن سيرين، عن ابن عباس: وقت رسول الله صلى الله عليه وسلم لأهل مكة التنعيم.
العقيلي: حدثنا علي بن عبد العزيز، قال: حدثنا أبو نعيم، قال: حدثنا سفيان، عن هشام، عن ابن سيرين قال: وقت رسول الله صلى الله عليه وسلم لأهل مكة الجعرانة.
كامل بن طلحة، حدثنا محمد بن عمرو الأنصاري، قال: حدثنا ابن سيرين، قال: قال أبو هريرة: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: من سل سخينته على طريق عامرة للمسلمين، فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين.
وكامل ليس بعمدة.
371 – د:
محمد بن عمران الحجبي
، المدني.
آخر من حدث عن جدته صفية بنت شيبة. روى عنه: وكيع، وأبو عاصم، والنفيلي.
لم أسمع فيه مقالا، وقد مر محمد بن عبد الرحمن في هيئته، فالله أعلم.
372 -
محمد بن عيسى
، أبو يحيى الهلالي، وقيل: العبدي.
بصري. روى عن: محمد بن المنكدر. وعنه: عبيد بن واقد المسمعي، ومسلم بن إبراهيم، وأبو عتاب الدلال، وغيرهم.
ضعفوه.
وقال البخاري: منكر الحديث.
373 -
محمد بن القاسم الطائي الحمصي
.
عن: عبد الله بن بسر المازني، وعبد الله بن ناسج الحضرمي، ويحيى بن عتبة بن عبد السلمي. وعنه: محمد بن شعيب، وسعيد بن عبد الجبار، وسلامة بن جواس، ويحيى بن صالح الوحاظي.
ما وهاه أحد.
374 – ع:
محمد بن مطرف بن داود
، أبو غسان المدني.
أحد العلماء الأثبات.
روى عن: محمد بن المنكدر، وحسان بن عطية، وصفوان بن سليم، وأبي حازم سلمة بن دينار.
وعنه: سفيان الثوري وهو أكبر منه، وابن وهب، وآدم بن أبي إياس، وعلي بن عياش، وسعيد بن أبي مريم، وعلي بن الجعد، وجماعة.
وقد وفد على المهدي، وحدث ببغداد.
وثقه أحمد بن حنبل، وغيره.
قال أحمد بن علي الخطيب: قيل: إنه من موالي عمر رضي الله عنه، وقد سكن عسقلان.
قلت: لم يؤرخه أحد.
375 – م 4:
محمد بن مهاجر بن أبي مسلم دينار الأنصاري الحمصي
، أخو عمرو بن مهاجر.
عن: أبيه، ونافع مولى ابن عمر، وربيعة بن يزيد، وإسماعيل بن عبيد الله، والوليد بن عبد الرحمن الجرشي، وجماعة.
وعنه: أبو مسهر، ويحيى الوحاظي، وعلي بن عياش، ومروان الطاطري، وعبد الله بن يوسف التنيسي، وأبو توبة الربيع بن نافع.
وثقه أحمد، وابن معين.
توفي سنة سبعين ومائة.
376 – ن:
محمد بن مهاجر القرشي الكوفي
.
عن: نافع، وأبي جعفر الباقر. وعنه: أبو معاوية الضرير، وعون بن سلام.
قال البخاري: لا يتابع على حديثه، يعني: عن نافع، عن ابن عمر أنه كان إذا أراد أن يستلم الحجر يقول: اللهم إيمانا بك وتصديقا بكتابك وسنة نبيك صلى الله عليه وسلم.
377 -
محمد بن مهاجر بن عامر الأسدي
.
عن: الحكم، وأبي جعفر محمد بن علي. وعنه: أبو بلال الأشعري، والمطلب بن زياد، وإسحاق بن بشر الكاهلي.
أظنه الذي قبله.
378 -
محمد بن مهزم العبدي البصري الشعاب
.
عن: محمد بن واسع، ومعروف المكي.
وعنه: وكيع، وأبو عمر الحوضي، ومسلم بن إبراهيم، وجماعة.
وثقه ابن معين.
379 – د ن ق:
محمد بن هلال المدني
، مولى بني جمح.
عن: أبيه، وسعيد بن المسيب، وعلي بن الحسين، وعمر بن عبد العزيز.
وعنه: ابن أبي فديك، وإسماعيل بن أبي أويس، وأبو عامر العقدي، والقعنبي، وعبد الرحمن بن مهدي، وطائفة.
وعاش نحوا من مائة سنة.
وثقه أحمد بن حنبل.
وقال أبو حاتم: صالح الحديث.
380 -
محمد بن يزيد النصري المدني
، نزيل دمشق.
عن: العلاء بن عبد الرحمن، ويحيى بن سعيد الأنصاري. وعنه: الوليد بن مزيد، ومحمد بن شعيب.
ذكره ابن أبي حاتم.
381 -
مخارق بن عفان العابد
.
من عباد أهل العراق، ما ذكره ابن أبي حاتم.
مات سنة سبع وستين ومائة.
382 – ق:
مخلد بن الضحاك الشيباني البصري
.
عن: الزبير بن عبيد، وغيره. وعنه: ابنه أبو عاصم النبيل، ويونس المؤدب.
توفي قريبا من وفاة حماد بن سلمة.
383 -
مرجى بن رجاء اليشكري
، ويقال: العدوي، البصري.
عن: أيوب السختياني، وحنظلة السدوسي، وعبيد الله بن أبي بكر، وحميد الطويل، وجماعة.
وعنه: أبو عمر الحوضي، وأبو عمر الضرير، وشبابة، ويعقوب الحضرمي، وطائفة.
وهو صاحب التعبير.
وثقه أبو زرعة.
وعلق له البخاري حديثا واحدا، فلينه بعضهم.
قال عباس بن محمد، عن ابن معين: مرجى بن رجاء ضعيف.
ومرجى بن وداع ضعيف، إلا أن ابن رجاء أصلح.
384 -
مسكين بن دينار
، أبو هريرة التيمي الشقري الكوفي.
عن: مجاهد، وأبي عمرو نشيط المنبهي.
وعنه: وكيع، ومحمد بن سابق التيمي، وأبو أسامة، وعبيد بن إسحاق العطار.
صدوق.
• - مسلمة بن قعنب، والد القعنبي، سيأتي.
385 -
مسور بن الصلت
.
حدث ببغداد عن: أبي جعفر محمد بن علي، ومحمد بن المنكدر. وعنه: يحيى بن حسان، وسعيد بن سليمان الواسطي، وبشر بن الوليد.
ضعفه البخاري، وابن معين.
386 -
مسور بن عبد الملك بن سعيد بن يربوع المخزومي اليربوعي المديني
.
عن: أبيه، ونبيه بن وهب، ويزيد بن قسيط.
وعنه: معن بن عيسى، وابن وهب، وأشهب، وعبد الله بن عبد الحكم.
387 -
مصاد بن عقبة
.
عن: أبي الزبير، وزياد بن سعد، ومقاتل بن حيان، وغير واحد.
وعنه: موسى بن أعين، وعمر بن أيوب الموصلي.
388 – د:
مطر بن عبد الرحمن البصري الأعنق
.
عن: أبي العالية الرياحي، والحسن، ومعاوية بن قرة.
وعنه: الطيالسي، ومحمد بن عيسى ابن الطباع، وموسى بن إسماعيل، وأبو كامل الجحدري.
قال أبو حاتم: محله الصدق.
389 -
مطيع بن إياس الليثي
.
شاعر محسن، بديع القول، وفد على الوليد بن يزيد، ثم صحب المنصور وابنه المهدي.
وكان مازحا ماجنا بحيث إنه اتهم بالزندقة، وهو القائل:
وما زال بي حبيك حتى كأنني برجع جواب السائلي عنك أعجم لا سلم من قول الوشاة وسلمى سلمت وهل حي من الناس يسلم
روى صاحب الأغاني، عن حماد بن إسحاق، عن أبيه قال: كان مطيع بن إياس منقطعا إلى جعفر ابن المنصور، فطالت صحبته له بقلة فائدة، فاجتمع يوما مطيع، وحماد عجرد، ويحيى بن زياد، فتذاكروا أيام بني أمية، وكثرة ما أفادوا فيها، وحسن مملكتهم وطيب دارهم بالشام، وما هم فيه ببغداد من القحط في دولة المنصور، وشدة الحر، وخشونة العيش، وشكوا الفقر فأكثروا، فقال مطيع بن إياس في ذلك:
حبذا عيشنا الذي زال عنا حبذا ذاك حين لا حبذا ذا أين هذا من ذاك سقيا لهذا ك ولسنا نقول سقيا لهذا زاد هذا الزمان شرا وعسرا عندنا إذ أحلنا بغداذا بلدة تمطر التراب على النا س كما تمطر السماء الرذاذا خربت عاجلا وأجدب ذو العر ش بأعمال أهلها كلواذا
يقال: مات مطيع سنة تسع وستين ومائة.
390 – د ن:
مطيع بن ميمون العنبري البصري
.
عن صفية بنت عصمة في الخضاب.
وعنه: خالد بن عبد الرحمن، ومعلى بن أسد، وطالوت بن عباد.
قال ابن عدي: له حديثان غير محفوظين.
391 – ت:
معارك بن عباد العبدي البصري
.
عن: عبد الله بن الفضل الهاشمي، وعبد الله بن سعيد المقبري.
وعنه: مسلم بن إبراهيم، وحجاج بن نصير، ويعقوب الحضرمي، وقرة بن حبيب.
قال أبو زرعة: واهي الحديث.
وقال الدارقطني، وغيره: ضعيف.
392 – ع:
معاوية بن سلام بن أبي سلام ممطور الحبشي
، ثم الشامي.
عن أبيه، وعن أخيه زيد بن سلام.
ويقال: لحق جده، وروى أيضا عن: الزهري، ويحيى بن أبي كثير.
وعنه: يحيى بن حسان، ويحيى بن صالح الوحاظي، ويحيى بن يحيى التميمي، ويحيى بن بشر الحريري، وأبو مسهر، ومروان بن محمد، وأبو توبة الحلبي، وآخرون.
كان يكون بحمص، ثم سكن دمشق.
وثقه النسائي، وغيره.
وقال يحيى بن معين: أعده محدث أهل الشام في زمانه.
وفي نسخة أبي مسهر: حدثنا معاوية بن سلام، سمعت جدي أبا سلام، فذكر حديثا مرسلا.
أبو زرعة: حدثنا أبو مسهر: قلت لمعاوية بن سلام: لمن الولاء عليك؟ فغضب - أي أنه عربي -.
وقال أحمد بن حنبل: ثقة.
وقال عباس، عن ابن معين قال: قدم معاوية بن سلام على يحيى بن أبي كثير، فأعطاه كتابا فيه أحاديث زيد بن سلام، ولم يقرأه ولم يسمعه.
قلت: المعطي هو معاوية ليحيى، يعني: فحمله يحيى مناولة.
بقي يحيى إلى حدود سنة سبعين ومائة؛ لأن يحيى بن يحيى أدركه.
393 – ق:
معروف بن مشكان
، أبو الوليد المكي المقرئ.
ولد سنة مائة، وقيل: قبلها، قرأ القرآن على ابن كثير، وروى عن عطاء بن أبي رباح.
قرأ عليه إسماعيل بن عبد الله القسط.
وحدث عنه: ابن المبارك، ومروان بن معاوية، ومحمد بن حنظلة المخزومي، وغيرهم.
وهو ثبت في القراءة، أما في الحديث فقل ما روى.
أخرج له ابن ماجه حديثا واحدا.
وممن قرأ عليه أبو الإخريط وهب بن واضح.
مات سنة خمس وستين ومائة.
394 – م د ن:
معقل بن عبيد الله الجزري
، أبو عبد الله مولى بني عبس.
عن: عطاء، وعمرو بن شعيب، ونافع، والزهري، وميمون بن مهران، وزيد بن أبي أنيسة، وأبي الزبير، وعدة.
وعنه: أبو نعيم، والفريابي، والحسن بن محمد بن أعين، وسعيد بن حفص النفيلي، وأبو جعفر النفيلي، وجماعة.
قال أحمد: صالح الحديث.
ولابن معين فيه قولان.
وقال النسائي: ليس به بأس.
وروى معاوية بن صالح، عن ابن معين: ضعيف.
قيل: توفي سنة ست وستين ومائة.
• - معلى بن راشد النبال، سيأتي.
395 -
المغيرة بن خبيب بن ثابت بن عبد الله بن الزبير بن العوام الأسدي المدني
.
أحد الأشراف، وفد على المهدي، ومعه أخوه فأكرمهما، فاختص المغيرة بالمهدي وأحبه.
قال الزبير بن بكار: أعطاه المهدي أموالا عظيمة، بحيث إنه أعطاه مرة ثلاثين ألف دينار.
وسمعت أصحابنا يزعمون أن المغيرة تزوج بامرأة، فأصدقها عنه المهدي مكوك لؤلؤ.
396 – د ت ق:
المفضل بن فضالة بن أبي أمية البصري
، أبو مالك، أخو مبارك بن فضالة.
روى عن: بكر بن عبد الله المزني، وحبيب بن الشهيد، وثابت البناني، ومحمد بن واسع.
وعنه: عبد الرحمن بن مهدي، ويونس بن محمد بن المؤدب، وإسحاق بن عيسى ابن الطباع، وموسى بن إسماعيل.
قال النسائي: ليس بالقوي.
وقال ابن معين: ليس هو بذاك.
397 -
المفضل بن محمد الضبي الكوفي المقرئ
.
قرأ على عاصم.
قرأ عليه: أبو زيد سعيد بن أوس الأنصاري، وجبلة بن مالك البصري.
وحدث عن: سماك بن حرب، وأبي إسحاق السبيعي.
وقيل: إنه روى عن أبي رجاء العطاردي، قاله أبو حاتم الرازي.
حدث عنه: أبو كامل الفضيل بن الحسين الجحدري، وأبو عبد الله ابن الأعرابي، وعلي بن محمد المدائني، وطائفة.
قال الخطيب: كان أخباريا علامة، موثقا.
قلت: وكان مقدما في عصره في القراءة، أخذ عنه الكسائي.
وأما أبو حاتم الرازي، فقال: متروك القراءة والحديث.
وقال أبو حاتم السجستاني: هو ثقة في الأشعار، غير ثقة في الحروف.
قلت: بل قراءته حسنة قوية، وأما الحديث ففيه لين.
وقد توفي سنة ثمان وستين ومائة، وفيه يقول ابن المبارك عندما بلغه موته أو الذي يليه:
نعي لي رجال والمفضل منهم فكيف تقر العين بعد المفضل
398 – م ن ق: مفضل بن مهلهل السعدي، أبو عبد الرحمن الكوفي، أحد الأعلام.
عن: بيان بن بشر، ومنصور، ومغيرة بن مقسم، والأعمش.
وعنه: حسين الجعفي، ويحيى بن آدم، وأبو أسامة، والحسن بن الربيع البجلي، وغيرهم.
قال أحمد العجلي: كان ثقة ثبتا، صاحب سنة وفضل وفقه.
ولما مات الثوري مضى أصحابه إلى المفضل، فقالوا: تجلس لنا مكان أبي عبد الله، فقال: رأيت صاحبكم يحمد مجلسه، وأبى أن يجلس.
وقال أبو حاتم: صدوق ثقة، من أقران الثوري، وهو أحب إلي من أخيه الفضل.
وعن عبد الرزاق قال: ذاك الراهب - يعني: ابن المهلهل، قدم اليمن مع سفيان.
قال أبو داود: خرج مع سفيان مضاربا.
ووثقه جماعة.
وقال ابن حبان: كان من العباد الخشن رحمه الله ممن يفضل على الثوري.
وقال ابن منجويه: مات سنة سبع وستين ومائة.
• - المفضل بن لاحق: هو أقدم من هؤلاء، مر.
• - المفضل بن يونس الكوفي، سيأتي.
399 – د ق:
مندل بن علي
، أبو عبد الله العنزي الكوفي، أخو حبان بن علي.
روى عن: عبد الملك بن عمير، ومغيرة بن مقسم، وعاصم الأحول، وطبقتهم.
وعنه: يحيى بن آدم، وزيد بن الحباب، وعون بن سلام، ويحيى الحماني، وجبارة بن مغلس، وجماعة.
قال أبو حاتم: شيخ.
وقال أبو زرعة: لين.
وقال العجلي: جائز الحديث، يتشيع.
وروى أبو حاتم عن ابن معين: مندل وحبان ما بهما بأس.
وروى إسماعيل بن عمرو البجلي، عن معاذ بن معاذ قال: دخلت الكوفة فلم أر أورع من مندل بن علي رحمه الله.
وعن وضاح بن يحيى قال: احتضر مندل، فقال لأخيه حبان: تتحمل عني ديوني؟ فقال: نعم والله، وذنوبك؟
وكان حبان فصيحا مفوها.
وقال عبد الرحمن بن أبي حماد: كان يقال: اسم مندل عمرو، فمات فرثاه أخوه، فقال:
عجبا يا عمرو من غفلتنا والمنايا مقبلات عنقا قاصدات نحونا مسرعة يتخللن إلينا الطرقا فإذا أذكر فقدان أخي أتقلب في فراشي أرقا وأخي وأي أخ مثل أخي قد جرى في كل خير سبقا
مات مندل بن علي سنة ثمان وستين ومائة في رمضان.
400 – د ن:
موسى بن خلف العمي البصري
.
عن: ثابت البناني، وقتادة، ويحيى بن أبي كثير، وعاصم بن أبي النجود.
وعنه: ابنه خلف، وعفان، وعبد السلام بن مطهر، وسعدويه، وموسى بن إسماعيل.
قال أبو حاتم: صالح الحديث.
وقال عفان: ما رأيت مثله أحدا قط، كان يعد من البدلاء.
وقال ابن حبان: أكثر من المناكير.
وروى أحمد بن زهير، عن ابن معين: ضعيف.
قلت: قد أخرج له النسائي، واستشهد به البخاري، وهو ممن يجمع حديثه.
مات سنة سبعين ومائة.
401 – ن:
موسى بن سلمة بن أبي مريم
.
مصري، له عن: هشام بن عروة، وداود بن أبي هند. وعنه: ابن وهب، وسعيد بن أبي مريم.
وكان من أطلب الناس للعلم في زمانه، ولكن مات في الكهولة عن بضع وأربعين سنة، توفي سنة ثلاث وستين ومائة.
402 – م 4:
موسى بن علي بن رباح بن قصير
، أبو عبد الرحمن اللخمي.
عن: أبيه، والزهري، ويزيد بن أبي حبيب، ومحمد بن المنكدر. وعنه: الليث، وابن المبارك، وابن وهب، وأبو نعيم، وعبد الرحمن بن مهدي، وأبو عبد الرحمن المقرئ، وخلق آخرهم موتا القاسم بن هانئ المصري.
وثقه أحمد، وابن معين.
وكان أحد العباد العلماء، وله رئاسة وسؤدد، وقد ولي إمرة ديار مصر للمنصور ست سنين وشهرين.
وكان ابن بنت ملك البربر أعبد.
مولده بإفريقية سنة تسعين.
قال الليث: سمعته يقول: لا أجعل في حل من يقول: موسى بن عُلَيٍّ، مصغر.
وقال أبو حاتم: كان يتقن حديثه، لا يزيد فيه ولا ينقص.
قال: وكان واليا على مصر.
وقال أبو نعيم: رأيت عليه السواد، فقلت: لم وليت مصر؟ قال: أكرهني المنصور، وما فرقت أحدا كفرقي إياه.
قال ابن يونس في تاريخه: كان موسى يخضب بالسواد.
قال ابن عساكر: وفد على هشام بن عبد الملك من المغرب، وكان أول قدومه مصر سنة عشر ومائة.
وعن طلق بن السمح قال: سمعته يقول: أنا موسى بن علي بن رباح.
وقال يحيى بن بكير: مولد موسى سنة تسع وثمانين.
أخبرنا محمد بن عبد السلام التميمي، وغيره، قالوا: أخبرنا المؤيد بن محمد، قال: أخبرنا محمد بن الفضل الفقيه، قال: أخبرنا عمر بن مسرور، قال: أخبرنا إسماعيل بن نجيد، قال: حدثنا محمد إبراهيم البوشنجي،
قال: حدثنا روح بن صلاح، قال: حدثنا موسى بن علي بن رباح، عن أبيه، عن عبد الله بن عمر، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: الحسد في اثنين: رجل آتاه الله القرآن فقام به، وأحل حلاله، وحرم حرامه، ورجل آتاه الله مالا، فوصل منه أقرباءه ورحمه، وعمل بطاعة الله، تمنى أن تكون مثله، ومن يكن فيه أربع فلا تنكره، ما روي عنه من الدنيا: حسن خليقة، وعفاف، وصدق حديث، وحفظ أمانة.
قال غير واحد: إن موسى مات سنة ثلاث وستين ومائة.
403 -
موسى الهادي
، الخليفة أبو محمد، موسى ابن المهدي محمد ابن المنصور عبد الله بن محمد بن علي الهاشمي العباسي.
جعله أبوه ولي العهد، فلما توفي أبوه انعقد الاتفاق على خلافته، وكان بجرجان، فأخذ له البيعة أخوه هارون.
مولده بالري سنة سبع وأربعين ومائة، وكانت خلافته سنة وشهرا.
وكان طويلا جسيما أبيض، بشفته العليا تقلص، وكان أبوه قد وكل به في الصبا خادما، كلما رآه مفتوح الفم قال: موسى أطبق، فيفيق على نفسه ويضم شفته.
فعن مصعب الزبيري، عن أبيه قال: دخل مروان بن أبي حفصة شاعر وقته على الهادي، فأنشده قصيدة يقول فيها:
تشابه يوما بأسه ونواله فما أحد يدري لأيهما الفضل
فقال له: أيما أحب إليك؟ ثلاثون ألفا معجلة، أو مائة ألف درهم تدور في الدواوين؟ قال: تعجل الثلاثون ألفا، وتدور المائة ألف، قال: بل تعجلان لك جميعا.
قال نفطويه: قيل: إن موسى الهادي قال لإبراهيم الموصلي: إن
أطربتني فاحتكم ما شئت، فغناه:
سليمي أزمعت بينا فأين لقاؤها أينا؟
الأبيات.
فأعطاه سبع مائة ألف درهم.
قلت: كان يتناول المسكر ويلعب، ويركب حمارا فارها، ولا يقيم أبهة الخلافة، وكان فصيحا قادرا على الكلام، أدبيا، تعلوه هيبة، وله سطوة وشهامة.
قال الثعالبي في كتاب لطائف المعارف: موسى أطبق، هو الهادي.
قلت: مات في ربيع الآخر سنة سبعين ومائة، وسنه ثلاث وعشرون سنة، وقد مر من أخباره في الحوادث، وقام بعده الرشيد.
وقال أبو محمد بن حزم: سبب موته أنه دفع نديما من جرف على أصول قصب قد قطع، فعلق النديم به فوقع، فدخلت قصبة في مخرجه، فكانت سبب موته، فماتا جميعا.
404 -
موسى بن مطير الكوفي
.
روى عن: أبيه، عن عائشة، وأبي هريرة، وابن عمر.
روى عنه: خلف بن تميم، وأبو داود الطيالسي، والهيثم بن جميل، وغسان بن الربيع، وغيرهم.
قال ابن معين: كذاب.
وقال النسائي: متروك الحديث.
وقال غير واحد: ضعيف.
قال ابن حبان: صاحب مناكير، لا يشك المستمع لها أنها موضوعة إذا كان الشأن صناعته، منها: عن أبيه، عن أبي هريرة مرفوعا: يأتي
زمان يجد الرجل نعل القرشي فيقبلها ويبكي.
وقال العقيلي: حدثنا محمد بن إسماعيل، قال: حدثنا خلف بن تميم، قال: حدثنا موسى بن مطير، عن أبيه، عن أبي هريرة مرفوعا: عاقلي هذه الأمة رجلان من مدينة ينزلان جبلا من جبال العرب يقال له: ورقان، يجدان فيه عيشا ومرعى فيمكثان عشرين سنة، ويحشر الناس إلى الشام، وهما لا يعلمان، فيقول أحدهما لصاحبه: ما عهدك بالناس؟ فيقول: كعهدك، فينزلان معهما غنمهما، فإذا انتهيا إلى أول ماء يجدان الإبل والغنم معطلة، ليس فيها أحد، وفيها السباع، فيقولان: لقد حدث أمر فاذهب بنا إلى المدينة، فيتوجهان نحو المدينة، لا يمران بماء إلا وجداه كذلك، فيأتيان مسجدي، فيجدان الثعالب تخترق فيه، فيقولان: الناس ببقيع المصلى، فإذا انتهيا إليه لا يجد أحدا، فكأني أنظر إليهما، وهما يحثوان التراب في وجوه الغنم ليصرفاها عنهما، فلا تنصرف، فيبعث الله إليهما ملكان فيسحبانهما إلى الشام سحبا. . . . الحديث.
405 – ع:
نافع بن عمر بن عبد الله بن جميل القرشي الجمحي المكي
.
سمع: سعيد بن أبي هند، وابن أبي مليكة، وعمرو بن دينار، وغيرهم.
وعنه: يحيى القطان، وعبد الرحمن بن مهدي، وخلاد بن يحيى، وسعيد بن أبي مريم، وداود بن عمرو الضبي، ومحرز بن سلمة العدني، وطائفة.
قال ابن مهدي: كان من أثبت الناس.
وقال أحمد بن حنبل: ثبت ثبت.
قال ابن سعد، وغيره: مات سنة تسع وستين ومائة رحمه الله تعالى.
406 -
نافع بن أبي نعيم
.
أحد القراء السبعة الأعلام، أبو رويم، ويقال: أبو الحسن، ويقال: أبو محمد، ويقال: أبو عبد الله، ويقال: أبو نعيم، مولى جعونة بن شعوب الليثي، حليف حمزة بن عبد المطلب، وقيل: جعونة حليف العباس، وأصل نافع من أصبهان، وداره المدينة النبوية.
قال موسى بن طارق: سمعته يقول: قرأت على سبعين من التابعين.
وعن الأصمعي قال: جالست نافع بن أبي نعيم، وكان من القراء الفقهاء العباد.
قلت: قرأ على: عبد الرحمن بن هرمز الأعرج، وأبي جعفر يزيد بن القعقاع، وشيبة بن نصاح، ومسلم بن جندب الهذلي، ويزيد بن رومان مولى آل الزبير، وأخذ هؤلاء عن أصحاب أبي بن كعب، وزيد بن ثابت كما بينا ذلك في كتاب طبقات القراء، والذي وضح لي أن هؤلاء الخمسة قرءوا على عبد الله بن عياش بن أبي ربيعة المخزومي مقرئ المدينة، وتلميذ أبي.
ويقال: إنهم قرءوا على أبي هريرة، وعلى ابن عباس.
وقيل: إن مسلم بن جندب قرأ على حكيم بن حزام، وعلى ابن عمر.
قال الهذلي في كامله: كان نافع معمرا، أخذ القرآن على الناس في سنة خمس وتسعين.
وقال مالك: نافع إمام الناس في القراءة.
وقال سعيد بن منصور: سمعت مالكا يقول: قراءة نافع سنة.
وروى المسيبي، عن نافع، أنه أدرك عدة من التابعين، قال: فنظرت إلى ما اجتمع عليه اثنان منهم فأخذته، وما شذ فيه واحد تركته، حتى ألفت هذه القراءة.
وروي عن نافع أنه كان يوجد من فيه ريح المسك، فسئل عن ذلك، فقال: رأيت النبي صلى الله عليه وسلم تفل في فيَّ.
قال الليث بن سعد: حججت سنة ثلاث عشرة ومائة، وإمام الناس في القراءة بالمدينة نافع بن أبي نعيم.
قلت: رأس الرجل في حياة شيوخه الخمسة، وقد حدث عن نافع مولى ابن عمر، وعن الأعرج، وعامر بن عبد الله بن الزبير، وغيرهم، وهو صالح الحال في الحديث.
قرأ عليه خلق، منهم: إسماعيل بن جعفر، وورش، وقالون، وإسحاق بن محمد المسيبي.
وحدث عنه: خالد بن مخلد، والقعنبي، وسعيد بن أبي مريم، ومروان بن محمد الطاطري، وإسماعيل بن أبي أويس، وجماعة.
وثقه ابن معين، ولينه أحمد بن حنبل.
وقال أبو حاتم: صدوق.
وقال النسائي: ليس به بأس.
وقيل: إن نافعا كان أسود بصباصا، وكان طيب الأخلاق، فيه مزاح.
وقد ذكره ابن عدي في كامله فقال: له عن الأعرج نسخة نحو مائة حديث، وله نسخة أخرى عن أبي الزناد، عن الأعرج، وله من التفاريق قدر خمسين حديثا، ولم أر له شيئا منكرا.
قلت: مات سنة تسع وستين ومائة.
407 – م د ن ق:
نافع بن يزيد الكلاعي المصري
، أبو يزيد.
عن: جعفر بن ربيعة، ويزيد بن الهاد، وعبيد الله بن المغيرة، ويونس، وعقيل، وجماعة.
وعنه: ابن وهب، والنضر بن عبد الجبار، وعبد الله بن صالح، وسعيد ابن أبي مريم، وسعيد بن عفير.
قال أحمد بن صالح الحافظ: كان من ثقات الناس.
قال ابن يونس: مات سنة ثمان وستين ومائة.
وقال أبو حاتم: لا بأس به.
408 -
نافع، أبو هرمز البصري الجمال
، مولى بني سليم، يقال: اسم أبيه عبد الواحد.
روى عن أنس، وعن عطاء بن أبي رباح.
وعنه: مسلم بن إبراهيم، وحوثرة بن أشرس، وأحمد بن يونس، وشيبان بن فروخ، وغيرهم.
قال أحمد: ضعيف الحديث.
وقال ابن معين: ضعيف، لا يكتب حديثه.
وقال ابن حبان: روى عن عطاء نسخة موضوعة.
وقال النسائي: ليس بثقة.
أحمد بن يونس اليربوعي: حدثنا نافع أبو هرمز، عن أنس مرفوعا: آل محمد كل تقي.
وبه مرفوعا: اعمل لوجه واحد يكفك الوجوه كلها.
• - نجيح، أبو معشر، يأتي بالكنية.
409 -
نصر بن حرب المهلبي الأمير
.
توفي سنة سبع وستين ومائة.
410 -
نصر بن طريف، أبو جزء الباهلي البصري
.
عن: قتادة، ومنصور، وأيوب، وخلق. وعنه: عيسى بن يونس، وعلي بن الجعد، وطائفة.
مجمع على تركه، وقد اتهم.
قال البخاري: سكتوا عنه، يعني: أهملوه.
مات سنة سبعين ومائة.
411 – د ت:
النضر بن عربي الباهلي
، مولاهم، الجزري الحراني، أبو روح، وقيل: أبو عمرو.
رأى أبا الطفيل، وروى عن: مجاهد، وعمر بن عبد العزيز، والقاسم بن محمد، وعكرمة، ومكحول، ونافع، وغيرهم.
وعنه: الثوري، وأبو أسامة، ووكيع، وأبو صالح عبد الغفار بن داود، ويحيى الوحاظي، وأبو جعفر النفيلي، وجماعة.
وثقه ابن معين.
وقال أحمد: ما أرى به بأسا.
وقال عمرو بن خالد الحراني: أخبرنا النضر بن عربي قال: رأيت الناس مجتمعين بمكة على أبي الطفيل، فمسست جلده، فكان ألين شيء.
وقال النفيلي: مات النضر سنة ثمان وستين ومائة.
412 – ق:
نهشل بن سعيد الخراساني
.
عن: الضحاك بن مزاحم، والربيع بن أنس. وعنه: عبد الله بن نمير، ورواد بن الجراح، وعبد الوهاب بن حبيب الفراء، ومحمد بن معاوية بن مالج.
قال ابن راهويه: كذاب.
وقال ابن معين: ليس بثقة.
وقال النسائي: متروك.
413 -
هارون بن كثير
.
عن زيد بن أسلم، عن أبيه، عن أبي أمامة، عن أبي بن كعب، عن النبي صلى الله عليه وسلم، بفضائل القرآن سورة سورة، رواه عنه: سلام الطويل، والقاسم بن الحكم العرني، وهو حديث باطل، ولا يعرف هارون، ولعله الآفة.
414 – خ م د ت ن:
هارون بن موسى النحوي
، أبو عبد الله الأزدي، مولاهم، البصري الأعور، صاحب القراءة والعربية.
كان يهوديا فأسلم، واشتغل وبرع وساد.
روى عن: أبي عمران الجوني، وثابت، وبديل بن ميسرة، وشعيب بن الحبحاب، والزبير بن الخريت، وطائفة من التابعين. وعنه: جعفر بن سليمان الضبعي، وبهز بن أسد، وزيد بن الحباب، وحبان بن هلال، وشيبان بن فروخ، وسليمان بن حرب، والتبوذكي، وهدبة بن خالد، وطائفة.
وثقه الأصمعي، ويحيى بن معين.
وكان رأسا في النحو والقراءة.
روي أن رجلا ناظره يوما فقطعه هارون، فتحير الرجل ماذا يقول، فقال: أنت كنت يهوديا فأسلمت، فقال: فبئس ما صنعت، فقطعه أيضا.
وقد قرأ القرآن على عبد الله بن أبي إسحاق.
روى قراءة ابن كثير عنه، وتصدر للإقراء.
415 – ع:
هريم بن سفيان البجلي الكوفي
، أحد الأثبات.
عن: عبد الملك بن عمير، ومنصور، والأعمش، وبيان بن بشر، وجماعة. وعنه: أسود بن عامر، ويحيى بن أبي بكير، وإسحاق السلولي، وأسيد الجمال، وآخرون.
وثقه ابن معين.
416 -
هذيل بن بلال الفزاري المدائني
.
رأى زر بن حبيش.
وروى عن: عطاء بن أبي رباح، ونافع، وعبد الله بن عبيد بن عمير. وعنه: أبو داود، وأبو الوليد الطيالسيان.
قلت: وروى عنه: عبد الرحمن بن مهدي.
وقال ابن معين: ليس بشيء.
وقال أبو داود: ضعيف الحديث.
417 – ق:
الهذيل بن الحكم
، أبو المنذر الأزدي البصري.
عن: الحكم بن أبان، وعبد العزيز بن أبي رواد. وعنه: معلى بن أسد، ومحمد بن كثير العبدي.
قال البخاري: منكر الحديث.
418 – ت ق:
هشام بن زياد البصري
، مولى بني أمية.
روى عن: أبي صالح ذكوان، والحسن، ومحمد بن كعب القرظي، وعمر بن عبد العزيز، وجماعة. وعنه: وكيع، وزيد بن الحباب، وعثمان بن الهيثم، وعبيد الله القواريري، وشيبان بن فروخ، وعدة.
ضعفه أحمد، والناس.
وقال النسائي، وغيره: متروك.
وقال ابن حبان: كان يروي الموضوعات عن الثقات.
• - م 4 هشام بن سعد: قد تقدم في الطبقة المارة.
419 – ع:
همام بن يحيى بن دينار
، الحافظ أبو عبد الله العوذي، مولاهم، البصري، وقيل: أبو بكر.
عن: الحسن، وعطاء بن أبي رباح، ونافع مولى ابن عمر، ويحيى بن أبي كثير، وأبي جمرة الضبعي، وقتادة بن دعامة، وجماعة. وعنه: ابن مهدي، وحبان بن هلال، والحوضي، وأبو داود، والمقرئ، وعبد الصمد، وعمرو بن عاصم، ومسلم بن إبراهيم، ومحمد بن سنان العوقي، وأبو الوليد، ويزيد بن هارون، وعفان، وحجاج، وموسى بن إسماعيل، وهدبة بن خالد، وشيبان بن فروخ، وخلق كثير.
أثنى عليه غير واحد، وكان أحد أركان الحديث بالبصرة.
قال أحمد بن حنبل: هو ثبت في كل مشايخه.
وأما يحيى القطان، فكان لا يرضى حفظه، قال أحمد: كان يحيى بن سعيد يستخف بهمام، ما رأيت يحيى أسوأ رأيا في أحد منه في حجاج بن أرطاة، ومحمد بن إسحاق، وهمام بن يحيى، لا يستطيع أحد أن يراجعه فيه.
قلت: أما همام فاحتج به أرباب الصحاح بلا نزاع بينهم، وأما الآخران فبخلافه.
قال أبو حاتم: همام ثقة، في حفظه شيء.
وقال أحمد بن علي الأبار: حدثنا محمد بن المنهال، سمعت سفيان الرأس يقول: سئل يزيد بن زريع، ما تقول في همام؟ فقال: كتابه صالح، وحفظه لا يسوى شيئا.
وقال الفلاس: كان عبد الرحمن يقول: إذا حدث همام من كتابه فهو صحيح، وكان يحيى لا يرضى كتابه ولا حفظه، ولا يحدث عنه.
وقد سمعت إبراهيم بن عرعرة يقول ليحيى: حدثنا عفان، عن همام، قال: اسكت، ويلك.
وقال عبد الله بن أحمد: سمعت أبي يقول: كان يحيى ينكر على همام أنه يزيد في الإسناد، فلما قدم معاذ وافقه على بعض تلك الأحاديث.
عفان: كان همام لا يكاد يرجع إلى كتابه، ولا ينظر فيه، وكان
يخالف فيه فلا يرجع، قال: ثم رجع بعد فنظر في كتبه، فقال: يا عفان، كنا نخطئ كثيرا فنستغفر الله تعالى.
وقال موسى بن إسماعيل: سمعت هماما يقول: ما من أعمال البر إلا وأنا كنت أرجو أن أريد به الله إلا هذا الحديث.
وقال أحمد بن زهير: سمعت يحيى بن معين يقول: همام في قتادة أحب إلي من أبي عوانة.
ثم قال أحمد: وسئل ابن معين عن أبان بن يزيد وهمام، أيهما أحب إليك؟ قال: كان يحيى القطان يروي عن أبان، وكان أحب إليه، وأنا همام أحب إلي، وأبان ثقة.
قلت: توفي همام في رمضان سنة أربع وستين ومائة.
420 -
الهيثم بن جماز
، البصري البكاء الحنفي، ويقال: هو كوفي.
روى عن: يحيى بن أبي كثير، ويزيد الرقاضي، وثابت البناني، وعمران القصير، وغيرهم.
وعنه: وكيع، وشجاع بن أبي نصر، وعلي بن الجعد، وآدم بن أبي إياس، وزيد بن الحباب، وطائفة.
وكان يقص بالبصرة.
قال ابن معين: ضعيف.
وقال أبو طالب: سألت أحمد بن حنبل عنه، فقال: ترك حديثه.
وكان أبو حاتم بن حبان البستي يقول: كان من العباد البكائين، يروي المعضلات عن الثقات.
وروى هشيم، عن الهيثم، عن ثابت، عن أنس مرفوعا: إذا مات العبد قال ملكاه: يا رب إلى أين نذهب؟ فيقول: اذهبا إلى قبر عبدي سبحاني، وكبراني، واكتبا ذلك في حسناته إلى يوم القيامة.
421 – ع: ورقاء، هو الإمام الثبت أبو بشر ورقاء بن عمر بن كليب اليشكري، الخراساني الأصل الكوفي، نزيل المدائن.
عن: عمرو بن دينار، ومحمد بن المنكدر، وأبي إسحاق، وعبيد الله بن أبي يزيد المكي، ومنصور بن المعتمر، وطبقتهم.
وعنه: إسحاق الأزرق، وشبابة، وأبو داود الطيالسي، وأبو عبد الرحمن المقرئ، وقبيصة، وأبو غسان النهدي، ويزيد بن هارون، وأبو النضر، ومحمد بن يوسف الفريابي، وعلي بن الجعد.
قال أحمد: ثقة، صاحب سنة.
وقال أبو داود: قال لي شعبة: عليك بورقاء، فإنك لن تلقى مثله حتى ترجع.
وقال أبو المنذر إسماعيل بن عمر: دخلنا على ورقاء، وهو في الموت، فجعل يكبر ويهلل ويذكر الله، فلما كثر الناس قال لابنه: اكفني رد السلام، لا تشغلوني عن ربي عز وجل.
قال أبو عبيد الآجري: سألت أبا داود السجستاني، عن ورقاء في أبي نجيح، فقال: ورقاء صاحب سنة، إلا أنه فيه إرجاء.
وقال العقيلي: تكلموا في حديثه عن منصور.
وقال عباس، عن ابن معين، قال: سمعت معاذ بن معاذ يقول ليحيى بن سعيد: سمعت حديث منصور من ورقاء؟ قال: لا يساوي شيئا.
422 – د:
الوليد بن كامل
، أبو عبيدة البجلي، مولاهم، الحمصي.
تابعي صغير، له عن: عبد الله بن بسر المازني، ورجاء بن حيوة، ونصر بن علقمة، وجماعة. وعنه: بقية، وعلي بن عياش، ويحيى الوحاظي.
قال البخاري: عنده عجائب.
وكناه النسائي.
وقال: أبو الفتح الأزدي: ضعيف.
وقال أبو حاتم الرازي: شيخ.
423 – ع: وهيب، هو الحافظ أبو بكر، وهيب بن خالد بن عجلان الباهلي، مولاهم، البصري الكناني، أحد الأعلام.
عن: منصور بن المعتمر، وعبد الله بن طاوس، وأبي حازم، وحميد، وعبد العزيز بن صهيب، وعبيد الله بن عمر، وموسى بن عقبة، ومنصور ابن صفية، وأيوب السخيتاني، وخثيم بن عراك، وسهيل بن أبي صالح، وطبقتهم. وعنه: ابن علية، وعفان، وعارم، ومسلم، وهدبة بن خالد، وخلق.
قال عبد الرحمن بن مهدي: كان من أبصر أصحابه بالحديث والرجال.
وقال أبو حاتم: يقال: إنه لم يكن أحد بعد شعبة أعلم بالرجال منه.
وقال محمد بن سعد: سجن وهيب فذهب بصره، وكان ثقة حجة، يملي من حفظه، وكان أحفظ من أبي عوانة.
وقال أحمد بن زهير في تاريخه: حدثنا موسى قال: قلت لحماد بن سلمة: إن وهيب بن خالد يزعم أن علي بن زيد كان لا يحفظ الحديث، فقال: وهيب كان يقدر أن يجالس عليا! إنما كان يجالس عليا وجوه الناس.
قلت: صدق وهيب، وما أجاب حماد بطائل.
وقال يحيى بن سعيد: ابن علية ويزيد بن زريع أثبت من وهيب.
قال أحمد: كان ابن مهدي يختار وهيبا على إسماعيل في كل شيء، ثم قال أحمد بن حنبل: عاش وهيب ثمانيا وخمسين سنة.
وروى البخاري، عن أحمد بن أبي رجاء الهروي: أن وهيبا توفي سنة خمس وستين ومائة.
424 -
ياسين بن معاذ الزيات الكوفي
، أبو خلف.
عن: الزهري، وأبي الزبير، وحماد بن أبي سليمان.
وعنه: علي بن غراب، ومروان بن معاوية، وعبد الرزاق، وآخرون.
ضعفه الجماعة، وكان من جلة الفقهاء.
قال يحيى بن معين: كان يفتي برأي أبي حنيفة.
وقال البخاري: منكر الحديث.
وروى عثمان الدارمي، عن ابن معين: ليس بشيء.
وقال النسائي: متروك الحديث.
425 – د:
يحيى بن أزهر المصري
.
عن: عمار بن سعد، وحجاج بن شداد، وأفلح بن حميد.
وعنه: ابن وهب، وابن القاسم، وسعيد بن عفير، وإدريس بن يحيى الخولاني.
وكان عبدا صالحا، له فضل، مات كهلا أو شابا في سنة إحدى وستين ومائة.
وثقه ابن حبان.
426 -
يحيى بن إسماعيل بن سالم الأسدي
.
عن أبيه، وعن الشعبي.
وعنه: أبو داود الطيالسي، وشبابة، وسعيد بن سليمان الواسطي.
427 -
يحيى بن إسماعيل بن عبيد الله بن أبي المهاجر الدمشقي
.
عن أبيه. وعنه: الوليد بن مسلم، وأبو مسهر، وعلي المدائني.
صدوق.
قال أبو حاتم: ليس به بأس.
428 – ع:
يحيى بن أيوب
، هو عالم أهل مصر، أبو العباس الغافقي المصري المفتي.
روى عن: بكير بن عبد الله بن الأشج، وجعفر بن ربيعة، وأبي قبيل حيي بن هانئ، ويزيد بن أبي حبيب، وربيعة بن أبي عبد الرحمن، وحميد الطويل، وعبد الله بن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم، وطائفة سواهم.
وعنه: ابن المبارك، وابن وهب، وجرير بن حازم، وزيد بن الحباب، وأبو عبد الرحمن المقرئ، وسعيد بن أبي مريم، وعبد الله بن صالح، وسعيد بن عفير، وغيرهم كثير.
وحدث عنه من شيوخه ابن جريج بحديث في الصحيحين.
وممن حدث عنه: إسحاق بن الفرات، وأشهب، ويحيى السيلحيني.
وكان أحد أوعية العلم.
قال يحيى بن معين: صالح الحديث.
وقال أحمد بن حنبل: سيئ الحفظ.
وقال أبو حاتم: لا يحتج به.
وقال النسائي: ليس بالقوي.
وقال الدارقطني: في بعض حديثه اضطراب.
وقال ابن عدي: هو عندي صدوق.
قلت: ينفرد بغرائب كغيره من الأئمة.
قال ابن يونس: كان أحد الطلابين للعلم.
حدث عن أهل الحرمين، والشام، ومصر، والعراق.
وحدث عنه الغرباء بأحاديث ليست عند المصريين.
وقال ابن أبي مريم: حدثت مالكا بحديث حدثنا به يحيى بن أيوب عنه، فسألته عنه، فقال: كذب، وحدثته بآخر عنه فقال: كذب.
وقال أحمد بن حنبل: هو دون حيوة، وسعيد بن أبي أيوب في الحفظ والحديث، كان سيئ الحفظ.
وذكر لأحمد بن حنبل حديث في الوتر مما ينفرد به يحيى بن أيوب، فقال: ها، من يحتمل هذا؟
قلت: الحديث عند سعيد بن أبي مريم، حدثنا يحيى بن أيوب، عن يحيى بن سعيد، عن عمرة، عن عائشة قالت: كان النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ في الركعة الأولى من الوتر: سبح اسم ربك الأعلى، وفي الثانية بـ قل يا أيها الكافرون، وفي الثالثة بـ قل هو الله أحد، وقل أعوذ برب الفلق، وقل أعوذ برب الناس.
قال العقيلي: ذكر المعوذتين لا يصح.
قلت: فهذا على شرط الشيخين، وما أخرجه أرباب الكتب الستة.
قال أبو بشر الدولابي: يحيى بن أيوب المصري: ليس بذاك القوي.
قلت: وضعفه أبو محمد بن حزم في المحلى.
وقال ابن عدي: يقال له قاضيا بمصر.
ومن غرائبه أيضا: سعيد بن أبي مريم، قال: حدثنا يحيى بن أيوب،
قال: حدثني ابن جريج، عن أبي الزبير، عن جابر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا تعلموا العلم لتباهوا به العلماء، ولا لتماروا به السفهاء، ولا لتخيروا به المجالس، فمن فعل ذلك فالنار النار، فهذا معروف بيحيى.
قلت: هو على شرط مسلم، وإنما لم يخرجه لنكارته.
قال سعيد بن عفير، وغيره: مات يحيى بن أيوب سنة ثمان وستين ومائة.
429 -
ت:
يحيى بن سلمة بن كهيل الحضرمي الكوفي
.
عن: أبيه، وجماعة. وعنه: ابنه إسماعيل، ويحيى بن عبد الحميد الحماني، وجماعة.
فيه ضعف، وسأعيد ترجمته في الطبقة الآتية لاختلافهم في وفاته.
ذكر البخاري وفاته سنة ستين ومائة، وهذا وهم.
وقال خليفة بن خياط: توفي سنة ثمان وستين.
وقال ابن سعد: في خلافة المهدي.
وقال مطين الكوفي: سنة اثنتين وسبعين ومائة.
430 -
يحيى بن عبد الله بن أبي قتادة بن ربعي الأنصاري المدني
، أبو قتادة.
روى عن: يزيد بن عبد الله بن الهاد، وعمرو بن أبي عمرو، وأبي بكر بن نافع العمري.
وعنه: ابن وهب، والمقرئ، ومكي بن إبراهيم، وأبو صالح كاتب الليث.
قال ابن سعد: مات سنة اثنتين وستين ومائة.
431 – د ق:
يحيى بن العلاء البجلي الرازي
، أبو عمرو.
أحد الأعلام الجلة على ضعفه. روى عن: عبد الله بن محمد بن عقيل، وزيد بن أسلم، والزهري، وصفوان بن سليم، وبشر بن نمير، وابن طاوس، وعدة. وعنه: عبد الرزاق بن همام، ومعاذ بن هانئ، وحفص بن عمر الحوضي، ووكيع، وجبارة بن المغلس، ومحمد بن ربيعة الكلابي، وعدة.
وكان فصيحا مفوها من نبلاء الرجال.
قال أبو حاتم: ليس بالقوي.
وقال ابن معين، وجماعة: ضعيف.
وقال البخاري، والدارقطني، والدولابي: متروك الحديث.
وروى عباس، عن ابن معين: ليس بثقة.
وقال الجوزجاني: بلغنا أنه روى عشرين حرفا في خلع النعل على الطعام.
وقال ابن حبان: كان ممن ينفرد عن الثقات بالأشياء المقلوبات التي إذا سمعها مَنِ الْحَدِيثُ صِنَاعَتُهُ، سبق إلى قلبه أنه كان المتعمد لها؛ لذلك لا يجوز الاحتجاج به، وكان وكيع شديد الحمل عليه، حدثنا أبو يعلى، قال: حدثنا عمرو بن الحصين،، قال: حدثنا يحيى بن العلاء، عن صفوان بن سليم، عن عطاء بن يسار، عن ابن عباس قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا نظر في المرآة قال: الحمد لله الذي حسن خلقي وخلقي، وأزان مني ما أشان من غيري، وإذا اكتحل فعل في كل عين ثنتين، وواحدة بينهما.
قلت: لعل آفته عمرو بن الحصين.
قال: حدثنا أبو يعلى، قال: حدثنا جبارة، قال: حدثنا يحيى بن العلاء، عن يحيى بن عبد الرحمن بن أبي لبيبة، عن أبيه، عن جده مرفوعا: إذا طاق الغلام صوم ثلاثة أيام، وجب عليه صوم رمضان.
قلت: ويحيى، وجبارة واهيان.
432 – ت:
يحيى بن عمرو بن مالك النكري البصري
.
عن أبيه. وعنه: ابنه مالك، ومسلم بن إبراهيم، وبشر بن الوليد، وعبد الله بن عبد الوهاب الحجبي.
ضعفه أبو داود، وغيره.
ومن مناكيره: عن أبيه، عن أبي الجوزاء، عن ابن عباس مرفوعا: لو لم تذنبوا لجاء الله بقوم يذنبون فيغفر لهم، وكفارة الذنب الندم.
وبه عن ابن عباس: كان للنبي صلى الله عليه وسلم كاتب يسمى السجل.
فأما هذا فتابعه فيه يزيد بن كعب، عن أبي الجوزاء.
وأخرجه أبو داود والنسائي، وهو خبر منكر.
433 – ن:
يحيى بن عمير البزاز المدني
.
سمع: نافعا، وسعيدا المقبري.
وعنه: معن بن عيسى، وخالد بن مخلد، والقعنبي، وإسماعيل بن أبي أويس.
قال أبو حاتم: صالح الحديث.
434 – د:
يحيى بن المتوكل
، أبو عقيل المدني الضرير الحذاء.
يروي عن: بهية، ومحمد بن المنكدر، وابن سوقة، ويحيى بن سعيد
الأنصاري. وعنه: يحيى بن يحيى، وموسى بن إسماعيل، ويحيى الوحاظي، ولوين، وأمية بن بسطام، وخلق سواهم.
وقيل: بل هو كوفي.
ضعفه ابن المديني، والنسائي.
وقال ابن معين: أبو عقيل صاحب بهية ليس بشيء.
وقد ذكر له مسلم في خطبة صحيحه.
قال ابن نافع: مات سنة سبع وستين ومائة.
قلت: قال البغوي في الجعديات: حدثنا علي بن الجعد، قال: حدثنا أبو عقيل، عن بهية، عن عائشة: سألت النبي صلى الله عليه وسلم عن ولدان المشركين، قال: إن شئت أسمعتك تضاغيهم في النار.
هذا حديث منكر، يدفعه ما في الصحاح، وهو قوله عليه السلام: الله أعلم بما كانوا عاملين.
435 – خ ت ن:
يحيى بن المهلب
، أبو كدينة البجلي الكوفي.
عن: حصين بن عبد الرحمن، وسهيل بن أبي صالح، ومغيرة بن مقسم.
وعنه: أبو أسامة، وأبو نعيم، وعفان، وعون بن سلام، ومحمد بن الصلت الأسدي، وآخرون.
وثقه ابن معين، وغيره.
436 -
يحيى بن موسى القتبي البصري
.
مقل، روى عن نافع مولى ابن عمر.
وعنه: عبد الرحمن بن مهدي، وأبو الوليد، وجماعة.
وثقه ابن معين.
437 – ع:
يزيد بن إبراهيم التستري
، الحافظ أبو سعيد البصري.
عن: الحسن، ومحمد بن سيرين، وعطاء بن أبي رباح، وابن أبي مليكة، وقتادة، وأبي الزبير.
وعنه: وكيع، وابن مهدي، وعفان، وأبو الوليد، والقعنبي، وموسى بن إسماعيل، وشيبان بن فروخ، وهدبة القيسي، وخلق.
وثقه أحمد بن حنبل.
وقال ابن المديني: هو ثبت في الحسن وابن سيرين.
وكان عفان يرفع أمره.
وقال يحيى بن معين: هو في قتادة ليس بذاك.
روى ابن أبي خيثمة أنه مات في المحرم سنة اثنتين وستين ومائة.
ويقال: سنة إحدى وستين.
438 -
يزيد بن بزيع الرملي
.
عن: عطاء الخراساني. وعنه: آدم بن أبي إياس، وأبو الوليد الطيالسي، والحسن بن سوار البغوي، وغيرهم.
ضعفه الدارقطني، وغيره.
439 -
يزيد بن حاتم بن قبيصة بن المهلب بن أبي صفرة الأزدي المهلبي الأمير
.
ولي نيابة إفريقية من قبل المنصور في سنة خمس وخمسين ومائة، وكان أخوه روح متوليا عل السند، فلما مات يزيد، بعث الرشيد روحا واليا على إفريقية.
قال ابن معين: يزيد بن حاتم ثقة.
قلت: وكذا ذكره ابن أبي حاتم مختصرا، فما ذكره له شيخا ولا
راويا.
مات بإفريقية في ثاني عشر رمضان سنة سبعين ومائة.
440 – ت ق:
يزيد بن حيان البلخي
، أخو مقاتل بن حيان.
عن: عبد الله بن بريدة، وأبي مجلز لاحق بن حميد.
وعنه: يحيى بن إسحاق السيلحيني، وأحمد بن يونس، وصالح بن عبد الغفار بن داود، وإبراهيم بن الحجاج السامي.
قال البخاري: عنده غلط كثير.
وقال ابن الجنيد: عن ابن معين: ليس به بأس.
وقال الخطيب: نزل المدائن، يروي عنه شبابة.
441 -
يزيد بن ربيعة
، أبو كامل الرحبي، الصنعاني، الدمشقي.
عن: أبي أسماء الرحبي، وأبي الأشعث الصنعاني، وبلال بن سعد.
وعنه: بقية، ويحيى الوحاظي، وأبو توبة الحلبي، وجماعة.
قال أبو مسهر: كان شيخا كبيرا.
وقال أبو حاتم، وغيره: منكر الحديث.
وقال الدارقطني: متروك.
وقال ابن عدي: أرجو أنه لا بأس به.
وقال البخاري: أحاديثه مناكير.
442 – ت ق:
يزيد بن زياد الدمشقي مولى قريش
.
عن: الزهري، وسليمان بن حبيب المحاربي، وحميد الطويل.
وعنه: وكيع، وأبو نعيم، ومروان بن معاوية، وأبو اليمان، ويحيى الوحاظي.
قال البخاري: منكر الحديث.
وقال الترمذي: ضعيف.
وقال النسائي: متروك.
وبعضهم يقول: يزيد بن أبي زياد الدمشقي.
443 -
يزيد بن سعيد بن ذي عصوان الدمشقي الداراني
.
عن: مكحول، وعبد الملك بن عمير.
وعنه: مروان الطاطري، ويحيى الوحاظي، وغيرهما.
وثقه ابن شاهين.
444 – ق:
يزيد بن السمط الدمشقي الفقيه
.
عن: قرة بن عبد الرحمن، والوضين بن عطاء، والنعمان بن المنذر، والأوزاعي، وطبقتهم.
وعنه: أبو إسحاق الفزاري مع تقدمه، وأبو مسهر، ومروان بن محمد، وجماعة.
وكان أحد الأئمة، حياته ورع، وفقه.
وثقه أبو داود، وغيره.
وضعفه الحاكم.
وقد ذكر البخاري أن إبراهيم الفراء روى عنه. وإنما يروي عن الوليد بن مسلم، عنه.
أبو مسهر: حدثنا سعيد بن عبد العزيز قال: كان عالم الجند بعد الأوزاعي: يزيد بن السمط ويزيد بن يوسف، يعني: جند دمشق.
وقال أبو مسهر: كان ابن السمط على تقلل وتعفف، ما تلبس من
الدنيا بشيء، قال: ومات في حياة سعيد بن عبد العزيز.
445 – خ م د ن:
يزيد بن عبد العزيز بن سياه الحماني الكوفي
، أخو قطبة.
روى عن: أبيه، والأعمش، وهشام بن عروة، وجماعة.
وعنه: أبو معاوية، وأبو نعيم، ويحيى بن آدم، وإسحاق السلولي، وطائفة.
وثقه أحمد.
446 – ق:
يزيد بن عبد الملك النوفلي المدني
.
عن: سعيد المقبري، وعن: أبيه عبد الملك، ويزيد بن رومان.
وعنه: معن بن عيسى، وخالد بن مخلد، وإسحاق بن محمد الفروي، وعبد العزيز الأويسي، وابنه يحيى بن يزيد.
ضعفه أحمد، وغيره.
وهو من بني نوفل بن الحارث بن عبد المطلب بن هاشم، فهو هاشمي.
قال البخاري: هو يزيد بن عبد الملك بن المغيرة بن نوفل بن الحارث.
قال أحمد: عنده مناكير.
447 – ت ق:
يزيد بن عياض بن جعدبة
، أبو الحكم الليثي الحجازي، نزيل البصرة.
عن: سعيد المقبري، ونافع، وعاصم بن عمر بن قتادة، وابن شهاب، وعدة.
وعنه: شبابة، وسعيد بن أبي مريم، وسعدويه الواسطي، وعلي بن الجعد، وشيبان بن فروخ، وجماعة.
قال البخاري، وغيره: منكر الحديث.
وقال ابن عدي: عامة ما يرويه غير محفوظ، ثم ساق له عدة مناكير، فأورد منها حديث عمرو بن دينار، عن يزيد بن جعدبة، عن عبد الرحمن بن مخراق، عن أبي ذر، في الريح الأذيب.
حكم ابن عدي أن هذا هو صاحب الترجمة، وما هو فذلك آخر قديم.
وليزيد بن عياض، عن الأعرج، عن أبي هريرة: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا دخل بيته قال: السلام علينا من ربنا التحيات الطيبات المباركات لله، السلام عليكم.
448 – م د ت ق:
يعقوب بن أبي سلمة الماجشون
.
نقل وفاته أبو القاسم بن عساكر في سنة أربع وستين ومائة، فوهم، إنما تلك وفاة ابن أخيه عبد العزيز مفتي المدينة.
449 – م:
يعقوب بن محمد بن طحلاء
، أبو يوسف الليثي، مولاهم، المدني.
عن: بلال بن أبي هريرة، وأبي الرجال محمد بن عبد الرحمن.
وعنه: ابن المبارك، والقعنبي، وابن أبي مريم، وداود بن عمرو الضبي، والأصمعي، وعدة.
وثقة أحمد، وغيره، وقل ما روى.
توفي سنة اثنتين وستين ومائة.
450 – خ م د ن ق:
يعلى بن الحارث المحاربي الكوفي
.
عن إياس بن سلمة بن الأكوع، وغيلان بن جامع، وإسماعيل بن أبي خالد، وسليمان بن حبيب المحاربي، وأشعث بن أبي الشعثاء.
وعنه: ابنه
يحيى بن يعلى، ووكيع، وعبد الرحمن بن مهدي، وأبو الوليد، ويحيى الحماني، وطائفة.
وثقه ابن المديني.
مات سنة ثمان وستين ومائة.
451 – ت:
يمان بن المغيرة
، أبو حذيفة البصري.
عن: عطاء بن أبي رباح، ومحمد بن كعب، وابن جودان. وعنه: يزيد بن هارون، ومسلم بن إبراهيم، وحجاج الفساطيطي، وطالوت بن عباد، وآخرون.
ضعفه أبو حاتم وغيره، والدارقطني.
452 – ت:
يوسف بن عبدة، مولى يزيد بن المهلب
، أبو عبدة الأزدي البصري القصاب.
سمع: الحسن، وابن سيرين، وثابتا. وعنه: يونس المؤدب، وبدل بن المحبر، والأصمعي، وموسى بن إسماعيل، وأبو عمر الضرير.
وثقه يحيى بن معين، وضعفه أبو حاتم.
453 -
أبو إسحاق الحميسي
.
اسمه خازم بن حسين، لا يكاد يعرف باسمه.
عن: ثابت البناني، وأيوب السختياني، وعطاء بن السائب.
وعنه: أحمد بن يونس، ويحيى الحماني، وجبارة بن المغلس، وجماعة.
قال يحيى بن معين: ليس بشيء.
وقال أبو حاتم: يكتب حديثه.
وقال ابن عدي: ضعيف.
454 – ت ق:
أبو إسرائيل الملائي الكوفي
.
اسمه إسماعيل، وقيل: عبد العزيز.
عن: الحكم بن عتيبة، وعطية العوفي، وفضيل الفقيمي. وعنه: وكيع، وأبو نعيم، وأسيد الجمال، وإسماعيل بن عمرو البجلي، وكان يترفض وينال من عثمان.
قال ابن المبارك: لقد من الله على المسلمين بسوء حفظ أبي إسرائيل.
وقال أحمد: يكتب حديثه.
وقال أبو حاتم: لا يحتج به.
وقال النسائي: ليس بثقة.
قلت: وأكبر شيخ له ميمون بن مهران.
قيل: مات سنة تسع وستين ومائة.
455 – ع:
أبو الأشهب العطاردي
، اسمه جعفر بن حيان البصري الخراز الضرير.
عن: أبي رجاء العطاردي، وأبي الجوزاء الربعي، والحسن البصري، وبكر المزني، وطائفة.
وعنه: يحيى القطان، وأبو الوليد، وأبو نصر التمار، وعاصم بن علي، وعلي بن الجعد، وشيبان بن فروخ، وموسى بن إسماعيل، وخلق كثير.
وثقه ابن معين، وأبو حاتم.
مولده سنة سبعين، فقد أدرك من حياة أنس بضعا وعشرين سنة، والعجب كيف لم يسمع منه وهو معه في البصرة؟
وقد قرأ القرآن فيما نقل أبو عمر الداني على أبي رجاء.
مات في آخر يوم من شعبان سنة خمس وستين ومائة، ووهم خليفة إذ جعل وفاته سنة اثنتين وستين.
قال حماد بن زيد: لم يلحق أبا الجوزاء.
456 -
أبو الأشهب النخعي
، اسمه جعفر بن الحارث الكوفي، نزيل واسط.
عن: عاصم بن بهدلة، ومنصور بن المعتمر، وليث بن أبي سليم، وموسى بن أبي عائشة، وعدة.
وعنه: إسماعيل بن عياش، ووكيع، ومحمد بن يزيد الواسطي، ويزيد بن هارون، وغيرهم.
مات كهلا.
قال ابن معين: ضعيف، وقال مرة: ليس بشيء.
وقال البخاري: منكر الحديث.
وقال النسائي: ضعيف.
وتوقف ابن حبان في تضعيفه.
لم يخرجوا له شيئا.
457 – م 4:
أبو أويس الأصبحي
، اسمه عبد الله بن عبد الله بن أويس بن مالك بن عامر المدني.
من بني عم الإمام مالك، وزوج أخته.
روى عن: محمد بن المنكدر، وشرحبيل بن سعد، وعبد الله بن دينار، والزهري، وطائفة.
وعنه: ابنه إسماعيل بن أبي أويس، وابنه الآخر
عبد الحميد بن أبي أويس، وحسين المروذي، والقعنبي، وعلي بن عاصم بن علي، ومنصور بن أبي مزاحم، وآخرون.
قال أحمد بن حنبل: ليس به بأس.
وقال البخاري، والنسائي: ليس بالقوي.
وقال أبو بشر الدولابي: صدوق، وليس بحجة.
ولابن معين فيه قولان: ليس بحجة، وضعيف.
مات سنة سبع وستين ومائة.
• - ق: أبو بردة.
هو عمرو بن يزيد التميمي، مر.
458 – ق:
أبو بكر بن عبد الله بن محمد بن أبي سبرة القرشي السبري المدني الفقيه
، قاضي العراق.
سمع: عبد الرحمن بن هرمز الأعرج، وعطاء بن أبي رباح، وزيد بن أسلم، وشريك بن أبي نمر، وطائفة.
وعنه: ابن جريج مع تقدمه، وأبو عاصم، والواقدي، وعبد الرزاق، وغيرهم.
ضعفه البخاري، وغيره.
وروى عبد الله، وصالح ابنا أحمد بن حنبل عن أبيهما قال: كان يضع الحديث.
وقال أبو داود: كان مفتي أهل المدينة.
وروى عباس، عن ابن معين قال: ليس حديثه بشيء، قدم ههنا،
فاجتمع عليه الناس، فقال: عندي سبعون ألف حديث، إن أخذتم عني كما أخذ عني ابن جريج، وإلا فلا.
وروى معن، عن مالك، قال لي أبو جعفر المنصور: يا مالك، من بقي بالمدينة من المشيخة؟ قلت: ابن أبي ذئب، وابن أبي سلمة الماجشون، وابن أبي سبرة.
وقال النسائي: متروك الحديث.
وأبو سبرة جده، هو ابن أبي رهم العامري، أحد البدريين.
وقال ابن سعد: أخبرنا محمد بن عمر، سمعت أبا بكر بن أبي سبرة يقول: قال لي ابن جريج: اكتب لي أحاديث من أحاديثك جيادا، فكتبت له ألف حديث ثم دفعتها إليه، ما قرأها علي، ولا قرأتها عليه.
وقال أحمد: قال لي حجاج: قال لي ابن أبي سبرة: عندي سبعون ألف حديث في الحلال والحرام.
وقال ابن المديني: هو عندي مثل ابن أبي يحيى.
قلت: واختلف في اسم أبي بكر، فقيل: عبد الله، وقيل: محمد.
قال معصب الزبيري: كان من علماء قريش، ولاه المنصور القضاء.
وقال ابن سعد: مات سنة اثنتين وستين ومائة ببغداد، قال: وكان قد ولي قضاء موسى الهادي، وهو ولي عهد، وولي قضاء مكة لزياد بن عبيد الله، وعاش ستين سنة، فلما مات استقضي بعده أبو يوسف.
وقال مصعب: خرج محمد بن عبد الله بالمدينة، وابن أبي سبرة على صدقات أسد وطيئ، فقدم على محمد منها بأربعة وعشرين ألف دينار، فلما قتل محمد أسر أبو بكر وسجن، فاستعمل المنصور، جعفر بن سليمان على المدينة، وقال: إن بيننا وبين ابن أبي سبرة رحما، وقد أساء وقد أحسن
الآن، فإذا وصلت فأطلقه وأحسن جواره، وكان الإحسان الذي ذكره أن عبد الله بن الربيع الحارثي قدم المدينة بعدما شخص عيسى بن موسى، ومعه العسكر، فعاثوا بالمدينة، وأفسدوا فوثب عليه سودان المدينة والرعاع فقتلوا جنده وطردوهم، ونهبوا متاع ابن الربيع، فخرج حتى نزل بئر المطلب يريد العراق على خمسة أميال من المدينة، وكسر السودان السجن، وأخرجوا أبا بكر بن أبي سبرة، فحملوه حتى أجلسوه على المنبر، وأرادوا كسر قيوده، فقال لهم: ليس على هذا فوت، دعوني حتى أتكلم، فتكلم في أسفل المنبر، فحمد الله وأثنى عليه، وحذرهم الفتنة، وذكرهم ما كانوا فيه، ووصف عفو المنصور عنهم وأمرهم بالطاعة، فأقبل الناس على كلامه، وتجمع القرشيون، فخرجوا إلى عبد الله بن الربيع فضمنوا له ما ذهب له ولجنده، وكان قد تأمر على السودان وثيق الزنجي، فمضى إليه رجل من الكبار، فلم يزل يخدعه حتى دنى منه، فقبض عليه وأمر من معه فأوثقوه في الحديد، ورجع أبو بكر إلى الحبس حتى قدم جعفر بن سليمان فأطلقه وأكرمه، ثم صار إلى المنصور فاستقضاه.
قال ابن عدي: عامة ما يرويه ابن أبي سبرة غير محفوظ، وهو في جملة من يضع الحديث.
وقال جماعة: مات سنة اثنتين وستين ومائة.
459 – ن:
أبو بكر بن علي بن عطاء بن مقدم البصري
، مولى ثقيف.
وهو والد محمد بن أبي بكر، لم يدركه ابنه، وهو أخو عمر ومحمد، وحديثه قليل؛ لأنه مات كهلا.
روى عن: حجاج بن أرطاة، ويونس بن عبيد.
أخذ عنه: ابن المبارك، وغيره.
توفي سنة سبع وستين ومائة.
460 – ق:
أبو بكر الهذلي
، اسمه سلمى بن عبد الله بن سلمى البصري.
كان في صحابة المنصور، وكان أخباريا علامة.
روى عن: الحسن، ومحمد، ومعاذة العدوية، وعكرمة، والشعبي، وغيرهم.
وعنه: ابن المبارك، وشبابة بن سوار، ومسلم بن إبراهيم، وموسى بن إسماعيل، لقيه بمكة، وجماعة.
لم يرضه يحيى القطان.
وقال ابن معين: ليس بشيء.
وقال أحمد: ضعيف.
وقال البخاري: ليس بالحافظ عندهم.
وأما غندر، فقال: كذاب.
يقال: مات سنة سبع وستين.
461 – م ت ن ق:
أبو بكر النهشلي الكوفي
.
في اسمه أقوال، ولا يرد إلا بالكنية، روى عن: أبي بكر بن أبي موسى الأشعري، وعبد الرحمن بن الأسود بن يزيد، وزياد بن علاقة، وحبيب بن أبي ثابت، وغيرهم.
وعنه: عبد الرحمن بن مهدي، وبهز بن أسد، وعون بن سلام، ويحيى الحماني، وجبارة بن المغلس، وطائفة.
وثفه أحمد، وابن معين.
وهو الذي يقول فيه وكيع: حدثنا أبو بكر بن عبد الله بن أبي القطاف.
مات يوم عيد لفطر سنة ست وستين ومائة.
واسمه على الأصح: عبد الله.
وقد تكلم فيه ابن حبان، فقال: كان شيخا صالحا فاضلا، غلب عليه التقشف حتى صار يهم ولا يعلم، ويخطئ ولا يفهم، فبطل الاحتجاج به.
قلت: دع عنك الخطابة، فالرجل حجة قد وثقه إماما الفن، واحتج به مسلم.
قال عثمان الدارمي: سمعت أحمد بن يونس يقول: كان أبو بكر النهشلي رجلا صالحا، كان في مرضه يثب إلى الصلاة ولا يقدر، فيقال له: إنك في عذر، فيقول: أبادر طي الصحيفة.
• - أبو الجمل اليمامي، اسمه أيوب: مر.
462 -
أبو جناب البصري القصاب
.
وقد تقدم أبو جناب الكلبي.
فالقصاب: اسمه عون بن ذكوان الحرشي، رأى زرارة بن أوفى، وسمع من مطر بن طهمان، وغيره، روى عنه: مسلم بن إبراهيم، ويونس المؤدب، وعبد الواحد بن غياث، وهدبة بن خالد.
وثقه ابن معين، وغيره، وبقي إلى حدود سنة سبعين ومائة، وعاش فيما قال ابن معين مائة وست سنين، وقد وهم من قال: إنه عاش مائة وستين سنة، ولو كان كذلك لعد في الصحابة مع من ولد في أيام النبي صلى الله عليه وسلم.
463 -
خ: أبو حفص، هو عمر بن العلاء المازني البصري، أخو الإمام أبي عمرو، يقال: اسمه عمر.
يروي عن نافع مولى ابن عمر.
وعنه: يحيى بن كثير العنبري، وعبد الله بن رجاء الغداني، وغيرهما.
خرج له البخاري: عن نافع، عن ابن عمر في حنين الجذع.
وله ثلاثة إخوة: أبو عمرو، ومعاذ، وأبو سفيان.
وقد روى عثمان بن عمر بن فارس حنين الجذع عن معاذ بن العلاء، عن نافع، فلعله هو هو، وإلا فالحديث عند معاذ، وأبي حفص.
464 – ع:
أبو حمزة السكري
، هو محمد بن ميمون المروزي الحافظ.
عن: زياد بن علاقة، وأبي إسحاق، وعبد الملك بن عمير، ومنصور بن المعتمر، وجابر الجعفي، وسليمان الأعمش، والكوفيين، ما أعلمه روى عن غيرهم.
حدث عنه: ابن المبارك، وعبدان بن عثمان، وعلي بن الحسن بن شقيق، ونعيم بن حماد، وعدة.
قال يحيى بن معين: كان أبو حمزة من ثقات الناس، ولم يكن يبيع السكر، وإنما سمي بذلك لحلاوة كلامه.
وقال إبراهيم الحربي: قال محمد بن علي بن الحسن: أراد جار لأبي حمزة السكري أن يبيع داره، فقيل له: بكم؟ فقال: ألفين ثمن الدار وألفين جوار أبي حمزة، قال: فبلغ ذلك أبا حمزة، فوجه إلى جاره بأربعة آلاف، فقال: لا تبع دارك.
وعن أبي حمزة قال: ما شبعت منذ ثلاثين سنة إلا أن يكون لي ضيف.
وقال العباس بن مصعب في تاريخه: كان أبو حمزة مجاب الدعوة.
وقال ابن معين: كان أبو حمزة إذا مرض أحد من جيرانه يحسب ما أنفق في مرضه ثم يتصدق أبو حمزة بمثل ذلك، ويقول: ونحن أصحاء.
مات أبو حمزة سنة ثمان وستين، أو سنة سبع وستين ومائة.
465 – ق:
أبو حمزة الأبلي العطار
.
شيخ بصري، اسمه إسحاق بن الربيع، وهو جد بكر بن بكار.
عن: الحسن، وابن سيرين، والعلاء بن المسيب. وعنه: الأصمعي، وأبو عمر الحوضي، وطالوت بن عباد، وشيبان بن فروخ، وطائفة.
قال أبو حاتم: كان حسن الحديث.
وضعفه الفلاس، وقال: كان شديد القول في القدر.
466 – ت ق:
أبو الربيع البصري السمان
، أشعث بن سعيد.
عن: عمرو بن دينار، وعاصم بن عبيد الله، وأبي الزناد، وغيرهم. وعنه: وكيع، وشيبان بن فروخ، وعبد الله بن معاوية الجمحي، وأبو نعيم، وطائفة.
قال البخاري: ليس بالحافظ عندهم.
وروى عباس، عن ابن معين: ليس بشيء.
وروى عبد الله بن أحمد، عن أبيه: ليس بذاك، مضطرب.
وقال السعدي: واهي الحديث.
وقال النسائي: لا يكتب حديثه.
467 – م 4:
أبو سعيد المؤدب
، من أهل الجزيرة، نزل بغداد، واسمه محمد بن مسلم بن أبي الوضاح.
عن: حماد بن أبي سليمان، وعبد الكريم الجزري، وخصيف، وعلي بن بذيمة، وهشام بن عروة، وطبقتهم. وعنه: عبد الرحمن بن مهدي، وهاشم بن القاسم، ومحمد بن بكار بن الريان، ومنصور بن أبي مزاحم.
وثقه أحمد.
وكان مؤدب الخليفة الهادي.
مات قبل السبعين ومائة.
468 – ت ق:
أبو شيبة العبسي
، قاضي واسط، جد الحافظين أبي بكر بن أبي شيبة، وعثمان.
اسمه إبراهيم بن عثمان بن خواستي، مولى بني عبس.
روى عن: خاله الحكم بن عتيبة، وسلمة بن كهيل، وسماك بن حرب، وأبي إسحاق، وعبد الملك بن عمير، وغيرهم. وعنه: شعبة وهو أكبر منه، ويزيد بن هارون، وشبابة، وسعيد بن سليمان سعدويه، وعلي بن الجعد، ومنصور بن أبي مزاحم، وجبارة بن المغلس.
ضعفه أحمد، ويحيى، والناس.
وقال البخاري: سكتوا عنه.
وقال النسائي: متروك الحديث.
وقال أحمد: حدثنا أمية بن خالد، قلت لشعبة: إن أبا شيبة حدثنا عن الحكم، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى قال: شهد صفين من أهل بدر سبعون، فقال: كذب والله، لقد ذاكرت الحكم في بيته فما وجدنا شهد صفين أحدًا من أهل بدر غير خزيمة.
قال سفيان بن عبد الملك: سمعت ابن المبارك، سئل عن أبي شيبة الواسطي، فقال: ارم به.
قلت: مات سنة تسع وستين ومائة.
469 -
أبو عبيد الله، وزير المهدي وكاتبه
، اسمه معاوية بن عبيد الله بن يسار الأشعري، مولاهم.
روى عن: أبي إسحاق السبيعي، ومنصور بن المعتمر. وعنه: منصور بن أبي مزاحم، وغيره.
أصله من طبرية، وكان ذا دين وتعبد، من خيار الوزراء. وكان المهدي يعظمه ولا يخالفه في رأي.
قال حفيده عبيد الله بن سليمان بن أبي عبيد الله: أبلى أبو عبيد الله سجادتين، وأسرع في الثالث موضع الركبتين، والوجه، واليدين، من كثرة صلاته، وكان له في كل يوم كر دقيق يتصدق به، فلما اشتد الغلاء أتاه مولاه، فقال: قد غلا السعر فلو نقصنا من الكر، فقال: أنت شيطان، صيره كرين.
قال: وأخبرت أن الجسور يوم مات امتلأت، فلم يعبر عليها أحد إلا من تبع جنازته من مواليه، واليتامى، والأرامل، والمساكين.
روى منصور بن مزاحم، عن أبي عبيد الله قال: دخلت على المنصور فاستحلفني أن أصدقه، فحلفت له، فقال: ما قولك في خلفاء بني أمية؟ قلت: كل من كان منهم مطيعا لله، عاملا بكتاب الله، متبعا لسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، فإنه إمام تجب طاعته، قال: جئت بها عراقية، أهكذا أدركت أشياخك من أهل الشام يقولون؟ قلت: لا، بل أدركتهم يقولون: إن الخليفة إذا استخلف غفر الله له ما مضى، فقال: إي والله، وما تأخر من ذنوبه، أتدري ما الخليفة؟ به تقام الصلاة والحج للبيت، ويجاهد العدو، وعدد من مناقب الخلافة ما لم نسمع أحدا ذكر مثله.
قال علي بن الجعد: حدثنا عبد الأعلى بن أبي المساور قال: دخلت على أبي عبيد الله الوزير فما هش لي، فجلست إلى رجل كاتب، فقلت: حدثنا الشعبي، فسمعني أبو عبيد الله، فقال: ورأيت الشعبي؟ قلت: نعم، قال: ارتفع، ارتفع، كتمتنا نفسك حتى كدت أن تلحقنا دما لا ترخصه
المعاذير، ثم اشتغل بي حتى قضيت حاجتي.
يقال: إن أبا عبيد الله وقع بينه وبين الربيع الحاجب، فرمى ابنه بحرم الهادي، فما زال المهدي حتى قتل الابن، ثم سجن أبا عبيد الله مدة.
قال ابن عساكر: كان أبو عبيد الله من أهل طبرية، سمع أيضا من الزهري، وعاصم بن رجاء الكندي، حكى عنه: ابنه هارون، ومبارك الطبري، ومنصور بن أبي مزاحم.
ومربعة أبي عبيد الله بالجانب الشرقي منسوبة إليه.
ويقال: وصف رجل أبا عبيد الله الوزير، فقال: ما رأيت أوفر من حلمه، ولا أطيش من قلمه.
وقال الزبير: حدثنا عبد الله بن نافع بن ثابت، قال: بعث أبو عبيد الله الوزير إلى والد مصعب الزبيري بألفي دينار، فردها، وقال: لا أقبل صلة إلا من خليفة أو من ولي عهد.
عمر بن شبة: عن سعيد بن حزم، أن جعفر بن يحيى البرمكي حدثه، أن الفضل بن الربيع أخبره، أن أباه حج مع المنصور في العام الذي مات فيه المنصور، فلما قدم ذهب إلى أبي عبيد قبل أن يأتي منزله، فلم يقم له، ولا رفع له رأسا، فغضب الربيع، وقال لي: يا بني لأجهدن في أذاه، وذكر القصة، ومضت في الحوادث سنة إحدى وستين ومائة.
مات أبو عبيد الله في الحبس سنة سبعين ومائة.
470 -
أبو عزة الدباغ
، اسمه الحكم بن طهمان، وهو الحكم بن أبي القاسم البصري.
عن أبي الرباب. وعنه: مسلم، والتبوذكي.
471 -
أبو العطوف الجزري الحراني
، اسمه الجراح بن منهال.
روى عن: الحكم بن عتيبة، والزهري، وأبي الزبير، وغيرهم. وعنه: يزيد بن هارون، وشبابة، وبقية بن الوليد، ويحيى بن صالح الوحاظي.
قال البخاري: منكر الحديث.
وقال ابن المديني: لا يكتب حديثه.
وقال النسائي: متروك.
وقال ابن معين: أبو العطوف الجزري ليس بشيء.
شبابة بن سوار: أخبرنا أبو العطوف، عن أبي الزبير، عن جابر قال: إنما كانت بيعة الرضوان في عثمان خاصة لما احتبس، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن قتلوه لأنابذنهم، فبايعناه على أن لا نفر، ونحن ألف وثلاث مائة.
هذا منكر لم يتابع عليه.
472 – ت ق:
أبو المثنى الخزاعي الكعبي المدني
، اسمه سليمان بن يزيد.
يقال: روى عن أنس، روى عن سالم بن عبد الله، وسعيد المقبري، وربيعة الرأي، وهشام بن حسان. وعنه: ابن وهب، وعبد الله بن نافع الصائغ، وابن أبي فديك، ويحيى بن حسان التنيسي، وآخرون.
قال أبو حاتم: ليس بقوي، منكر الحديث.
وذكره ابن حبان في تاريخ الثقات.
473 – 4: أبو معشر، هو نجيج بن عبد الرحمن السندي المدني.
كان من أوعية العلم والأيام والمغازي، وقد كاتب مولاة له مخزومية فأدى، فاشترت أم موسى بنت منصور ولاءه فيما قيل.
رأى أبا أمامة بن سهل، وحدث عن: محمد بن كعب القرظي، وموسى
ابن يسار، ونافع العمري، وسعيد المقبري، ومحمد بن قيس، ومحمد بن المنكدر، وطائفة سواهم.
وفي جامع الترمذي له عن سعيد بن المسيب، وذلك منقطع، أو هو عن سعيد المقبري، فتصرف فيه الرواة فوهموا.
روى عنه: ابنه محمد بن أبي معشر، وعبد الرزاق، وأبو نعيم، ومحمد بن بكار، ومحمد بن جعفر الوركاني، ومنصور بن أبي مزاحم، وطائفة.
قال عبد الرحمن بن مهدي: يعرف وينكر.
وقال ابن معين: هو ليس بقوي.
وقال أحمد: كان بصيرا بالمغازي صدوقا، ولكنه لا يقيم الإسناد.
وقال ابن معين أيضا: كان أميا ينتقى من حديثه المسند.
وقيل: كان أبو معشر أبيض أزرق سمينا، أشخصه معه المهدي إلى العراق، وأمر له بألف دينار، وقال: تكون بحضرتنا فتفقه من حولنا.
قال الخطيب: كان من أعلم الناس بالمغازي، أصله يماني، سبي في وقعة يزيد بن المهلب باليمامة والبحرين.
قال ابنه محمد: كان أبي أبيض.
وأما أبو مسهر الغساني، فقال: كان أسود.
وذكر ابنه محمد أن أباه كان اسمه عبد الرحمن بن الوليد بن هلال، فسرق فبيع بالمدينة، فاشتراه قوم من بني أسد، فسموه نجيحا، فاشتري لأم موسى الهادي فأعتقته، فصار ميراثه لبني هاشم.
قال: وكان ينتسب إلى حنظلة بن مالك.
قال أبو نعيم: كان أبو معشر كيسا حافظا.
وقال الفلاس: كان القطان لا يحدث عن أبي معشر.
وكان عبد الرحمن يحدث عنه.
وقال أحمد بن أبي خيثمة: سمعت محمد بن بكار يقول: تغير أبو معشر قبل أن يموت حتى كان يخرج منه الريح ولا يشعر.
قلت: مات في رمضان سنة سبعين.
وقال أبو أمية الطرسوسي: حدثنا أبو نعيم، أن أبا معشر كان رجلا ألكن.
وكان سنديا يقول: حدثنا محمد بن قعنب، يعني: ابن كعب.
قلت: ومن مناكيره: روايته عن سعيد المقبري، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا تقوم الساعة حتى تعبد اللات والعزى، قال أبو هريرة: كأني أنظر إلى نساء دوس يصطففن بألياتهن على صنم يقال له: ذو الخلصة.
قال أبو رزعة: أبو معشر صدوق، ليس بالقوي.
474 – 4: أبو هلال، هو محمد بن سليم الراسبي البصري.
نزل في بني راسب، فنسب إليهم، وولاؤه لسامة بن لؤي.
روى عن: الحسن، وابن سيرين، وابن أبي مليكة، وحميد بن هلال، ومطر الوراق. وعنه: أسد بن موسى، وعبد الرحمن بن مهدي، والحوضي، وشيبان بن فروخ، وطائفة.
وثقه أبو داود.
وقال ابن معين: لم يكن له كتاب، وهو ضعيف الحديث.
وقال أبو حاتم: محله الصدق.
وقال النسائي: ليس بالقوي.
قلت: علق له البخاري.
وتوفي سنة سبع وستين ومائة.
475 – ت:
أبو يحيى، صاحب السقط
.
بصري معروف، اسمه رجاء بن صبيح.
روى عن: مسافع بن شيبة، والحسن، ومحمد بن سيرين. وعنه: يزيد بن زريع، وعارم، وموسى بن إسماعيل، وهدبة بن خالد.
قال أبو حاتم: ليس بقوي.
وضعفه ابن معين.
تمت الطبقة السابعة عشرة ولله الحمد.
الطبقة الثامنة عشرة
من 271 – 180 هـ
بسم الله الرحمن الرحيم
(الحوادث)
سنة إحدى وسبعين ومائة
فيها مات: إبراهيم بن سويد المديني، وحبان بن علي بخلف، وخديج بن معاوية فيها أو بعدها، وأبو المنذر سلام القارئ، وعبد الله بن عمر العمري المديني، وعبد الرحمن ابن الغسيل، وعدي بن الفضل البصري، وعمر بن ميمون بن الرماح، ومهدي بن ميمون البصري بخلف، ويزيد بن حاتم المهلبي في قول، وأبو شهاب الحناط عبد ربه بن نافع فيها أو في الآتية.
وفيها قدم الأمير أبو العباس الفضل بن سليمان الطوسي معزولا عن نيابة خراسان، فصيره الرشيد على ختم الخلافة، فلم ينشب أن مات، فدفع الخاتم إلى يحيى بن خالد بن برمك مع الوزارة.
وفيها أمر الرشيد أبا حنيفة بن قيس فضرب عنق أمير الجزيرة أبي هريرة محمد بن فروخ.
وفيها أخرج هارون الرشيد من كان ببغداد من العلويين إلى المدينة النبوية، سوى العباس بن حسن بن عبد الله بن العباس ابن الإمام علي بن أبي طالب، وكان أبوه حسن فيمن أخرج.
وفي رمضان سافرت السيدة الخيزران للحج، وكان أمير الموسم عبد الصمد بن علي، وأقامت الخيزران بمكة نحو الشهر.
ثم دخلت
سنة اثنتين وسبعين ومائة
فمات فيها: الحسن بن عياش أخو أبي بكر بن عياش بالكوفة، وروح بن مسافر البصري، وسليمان بن بلال، وصالح المري بخلف، وصاحب الأندلس عبد الرحمن الداخل الأموي، وابن عم المنصور علي بن سليمان بن علي، وابن عمه الآخر الفضل بن صالح بن علي، ومهدي بن ميمون بخلف، والوليد بن أبي ثور، والوليد بن مغيرة المصري، ويحيى بن سلمة بن كهيل بخلف.
وفيها عزل الرشيد عن أرمينية يزيد بن مزيد الشيباني، وأمر عليها عبيد الله ابن المهدي.
وحج بالناس يعقوب ابن المنصور.
سنة ثلاث وسبعين ومائة
مات فيها: إسماعيل بن زكريا الخلقاني، وجويرية بن أسماء الضبعي، وأم الرشيد الخيزران، وسعيد بن عبد الله المعافري، وسلام بن أبي مطيع، والسيد الحميري الشاعر، وزهير بن معاوية، وطليب بن كامل اللخمي المصري، وعبد الرحمن بن أبي الموال مولى بني هاشم، والأمير محمد بن سليمان بن علي، وقاضي مرو نوح الجامع.
وفيها حج بالناس هارون الرشيد.
وعزل عن إمرة خراسان جعفر بن محمد بن أشعث، وأمر ولد المعزول العباس بن جعفر.
ثم دخلت
سنة أربع وسبعين ومائة
فمات: بكر بن مضر المصري، والأمير روح بن حاتم المهلبي، وقاضي مصر، وعالمها عبد الله بن لهيعة، وعبد الرحمن بن أبي الزناد، ونعيم بن ميسرة النحوي، ويعقوب القمي بخلف.
وفيها حج بالناس أيضا أمير المؤمنين.
ودخلت
سنة خمس وسبعين ومائة
فمات فيها: حزم بن أبي حزم القطعي، والحكم بن فضيل الواسطي، والخليل بن أحمد، فيما قيل وقد مر، وخشاف الكوفي صاحب اللغة، والقاسم بن معن المسعودي الكوفي، والليث بن سعد فقيه مصر، والهقل بن زياد في قول.
وفيها كان عقد البيعة بولاية العهد لابن أمير المؤمنين الرشيد محمد، ولقب بالأمين، وله يومئذ خمس سنين، فكان هذا أول وهن جرى في دولة الإسلام من حيث الإمامة، حرصت أمه زبيدة بنت جعفر ابن المنصور حتى تم ذلك، وأرضوا العساكر بأموال عظيمة، فسكتوا.
وفيها صار يحيى بن عبد الله بن حسن العلوي إلى بلاد الديلم، ثم تحرك هناك، وقويت شوكته، وطلب الخلافة، وأسرع إليه الشيعة من الأمصار، فاغتم لذلك الرشيد وأبلس، واشتغل عن الشرب واللهو، وندب لحربه الفضل بن يحيى البرمكي في خمسين ألفا من الخراسانية وغيرهم، وفرق فيهم الذهب العظيم، فانحلت عزائم يحيى المذكور، وطلب الصلح والأمان، فسر بذلك الرشيد، وكتب له أمانا، وأشهد عليه الكبار، ونفذه مع تحف وهدايا ومال جليل، ففرح يحيى واطمأن، ووفد على الرشيد، فبالغ في إكرامه وعطاياه، ثم إنه بعد سجنه، فاعتل، فقيل: سقي السم، ولم يصح، ويقال: حبسه مرة بعد أخرى، ويطلقه، وقيل: إن الذي وصل إلى يحيى بن عبد الله من الرشيد أربع مائة ألف دينار.
وقد كان عبد الله بن مصعب الزبيري افترى عليه لبغضه للطالبية، وزعم أنه طلب إليه أن يخرج معه، فباهله يحيى بحضرة الرشيد وقام، فمات الزبيري ليومه، وكان يحيى طلب مباهلته، وشبك يده في يده، وقال: قل: اللهم إن كنت تعلم أن يحيى بن عبد الله بن حسن لم يدعني إلى الخلاف والخروج على أمير المؤمنين هذا، فكلني إلى حولي وقوتي واسختني بعذاب من عندك، آمين رب العالمين، قال: فتلجلج الزبيري وقالها، ولما قال يحيى مثله ما تلجلج.
وفيها هاجت العصبية بالشام بين القيسية واليمانية، وكان كبير النزارية يومئذ الأمير أبو الهيذام المري، وقتل منهم عدد كثير، وكان على إمرة الشام موسى ابن ولي العهد عيسى بن موسى، فاستعمل الرشيد على الشام موسى بن يحيى البرمكي، فقدم وأصلح بينهم.
وفيها عزل الرشيد عن خراسان العباس بن جعفر، وأمر عليها خاله الغطريف بن عطاء، وأمر على ديار مصر جعفر بن يحيى البرمكي.
سنة ست وسبعين ومائة
فيها مات: أبو وكيع الجراح بن مليح الرؤاسي، والقاضي سعيد بن عبد الرحمن الجمحي، وصالح المري بخلف، وصالح ابن الخليفة المنصور، وعبد الواحد بن زياد البصري، وأبو عوانة الوضاح بن عبد الله.
وفيها هاج الحرب بالشام بين اليمانية والقيسية، واشتد الخطب، ونشأت
بينهم أحقاد وإحن إلى وقتنا، وبقي لبعضهم على بعض دماء يهيجون لها كل حين.
وفيها فتحت مدينة دبسة، ولها قصة يطول شرحها، افتتحها الأمير عبد الرحمن بن عبد الملك بن صالح بن علي العباسي، ومعه مخلد بن يزيد بن عمر بن هبيرة الفزاري.
سنة سبع وسبعين ومائة
فيها مات: شريك بن عبد الله القاضي، وعبد العزيز بن أبي ثابت المديني، وعبد الواحد بن زيد الزاهد فيما قيل، ومحمد بن جابر الحنفي اليمامي، ومحمد بن مسلم الطائفي، وموسى بن أعين الحراني، وهياج بن بسطام الهروي، ويزيد بن عطاء اليشكري معتق أبي عوانة.
وفيها عزل الرشيد جعفرا البرمكي عن مصر بإسحاق بن سليمان، وعزل حمزة بن مالك عن خراسان، وولاها الفضل بن يحيى البرمكي، مع سجستان والري.
وفيها حج الرشيد بالناس.
سنة ثمان وسبعين ومائة
فيها مات: إبراهيم بن حميد الرؤاسي الكوفي، وجعفر بن سليمان الضبعي، وخارجة بن مصعب، والصحيح قبل هذا بعشر سنين، وعليلة بن بدر البصري، وعبثر بن القاسم الكوفي، وعبد الله بن جعفر أبو علي المديني، وعمر بن المغيرة بالمصيصة، ومفضل بن يونس، يقال فيها.
وفيها هاجت الحوفية بديار مصر من قيس وقضاعة، فوثبوا بنائب الرشيد إسحاق بن سليمان فقاتلوه، فوجه الرشيد جيشا مع هرثمة بن أعين فخمدت الفتنة، ثم ولى مصر هرثمة بن أعين، ثم عزل بعد شهر بعبد الملك بن صالح الهاشمي.
وفيها وثبت أهل المغرب فقتلوا متولي إفريقية الفضل بن روح بن حاتم المهلبي، وطردوا من عندهم من آل المهلب، فبادر إليها هرثمة بن أعين، وكان شجاعا مهيبا، فذلوا وأذعنوا بالطاعة.
وفيها فوض الرشيد جميع أمور ممالكه إلى يحيى بن خالد البرمكي.
وفيها خرج بالجزيرة الوليد بن طريف الشاري محكما، يعني قال: لا
حكم إلا لله، وفتك بإبراهيم بن خازم بن خزيمة بنصيبين، وسار إلى أرمينية، إلى أن جاء الخبر بموته.
وفيها سار الفضل بن يحيى البرمكي إلى خراسان فعدل في الناس، وأحسن السيرة، وتهيأ للجهاد فغزا ما وراء النهر، واستخدم جيشا عظيما، وفيه يقول مروان ابن أبي حفصة:
ألم تر أن الجود من لدن آدم تحدر حتى صار في راحة الفضل إذا ما بنو العباس رامت سماؤهم فيا لك من هطل ويا لك من وبل
ولمروان فيه عدة قصائد في هذه الغزاة، فنال من الفضل سبع مائة ألف درهم.
وقيل: إن الأمير إبراهيم بن جبريل سار مع الفضل إلى خراسان، فعقد له على سجستان، ثم سار إلى كابل فغزا وفتح وغنم، فوصل إليه من ذلك سبعة آلاف ألف، فلما رجع الفضل من خراسان بعد أن مهدها تلقاه الرشيد والدولة، فكان ربما وصل الرجل بألف ألف درهم، وبخمس مائة ألف درهم، فإنه كان سخيا.
سنة تسع وسبعين ومائة
فيها مات: حماد بن زيد، وخالد بن عبد الله الطحان، وعبد الله بن سالم الأشعري الحمصي، ومالك بن أنس الإمام، وفقيه دمشق هقل بن زياد، والوليد بن طريف الخارجي، وأبو الأحوص سلام بن سليم.
وفيها ولي إمرة خراسان منصور بن يزيد بن منصور الحميري.
وفيها رجع الوليد بن طريف الشاري بجموعه من ناحية أرمينية إلى الجزيرة، وقد اشتدت بليته، وكثر جيشه، فسار لحربه يزيد بن مزيد الشيباني، فراوغه يزيد ثم التقاه على غرة بقرب هيت، فظفر به فقتله ومزق جمعه، وفي ذلك تقول الفارعة أخت الوليد:
أيا شجر الخابور ما لك مورقا كأنك لم تجزع على ابن طريف فتى لا يحب الزاد إلا من التقى ولا المال إلا من قنى وسيوف حليف الندى ما عاش يرضى به الندى فإن مات لم يرض الندى بحليف ألا يا لقومي للحمام وللبلى وللأرض همت بعده برجوف ألا يا لقومي للنوائب والردى ودهر ملح بالكلام عنيف
فإن يك أرداه يزيد بن مزيد فرب زحوف لفها بزحوف عليك سلام الله وقفا فإنني أرى الموت وقاعا بكل شريف
وفيها اعتمر الرشيد في رمضان، ودام على إحرامه إلى أن حج، ومشى من بيوته إلى عرفات.
وفي ربيع الأول قدم هرثمة بن أعين أميرا على القيروان والمغرب، فأمن الناس وسكنوا، وأحسن سياستهم، وكانت له هيبة عظيمة، فبنى القصر الكبير الملقب بالمنستير في سنة ثمانين ومائة، وبنى سور طرابلس المغرب، ثم إنه رأى كثرة الأهواء والاختلاف بالمغرب فطلب من الرشيد أن يعفيه، وألح في ذلك.
سنة ثمانين ومائة
فيها مات: إسماعيل بن جعفر المدني، وبشر بن منصور السليمي الواعظ، وحفص بن سليمان المقرئ، ورابعة العدوية، وصدقة بن خالد الدمشقي، بخلف، وعبد الوارث بن سعيد التنوري، وعبيد الله بن عمرو الرقي، ومحمد بن الفضل بن عطية البخاري، ومسلم بن خالد الزنجي المكي، ومعاوية بن عبد الكريم الضال، وصاحب الأندلس هشام بن عبد الرحمن الأموي، وأبو المحياة يحيى بن يعلى التميمي، ويقال: فيها مات سيبويه شيخ النحو.
وفيها هاجت العصبية بين قيس ويمن بالشام، وتفاقم الأمر وعظم الخطب.
وفيها سار الرشيد إلى الموصل، ثم إلى الرقة فاستوطنها مدة، وعمر بها دار الملك.
وفيها كانت الزلزلة العظمى سقط منها رأس منارة الإسكندرية.
وفيها خرج خراشة الشيباني محكما بالجزيرة، فقتله مسلم بن بكار العقيلي.
وفيها خرجت المحمرة بجرجان، هيجهم على الخروج زنديق يقال له: عمرو بن محمد العمركي، فقتل بأمر الرشيد بمرو.
وفيها استخلف الرشيد على بغداد ولده الأمين.
وحج بالناس موسى بن عيسى العباسي، والله أعلم.
الوفيات
تراجم الطبقة على المعجم
1 – خ م ت ن:
إبراهيم بن حميد الرؤاسي الكوفي
.
شيخ ثقة، يروي عن: إسماعيل بن أبي خالد، وهشام بن عروة، وثور بن يزيد. وعنه: شهاب بن عباد، وإسحاق بن منصور السلولي، وزكريا بن عدي، وغيرهم.
مات سنة ثمان وسبعين ومائة.
2 – د:
إبراهيم بن سعيد المديني
.
روى عن: نافع، عن ابن عمر في الإحرام. وعنه: زكريا زحمويه، وقتيبة.
3 – خ د:
إبراهيم بن سويد المدني
.
عن: أنيس بن أبي يحيى الأسلمي، وعبد الله بن محمد بن عقيل، وعمرو بن أبي عمرو، ويزيد بن أبي عبيد. وعنه: ابن وهب، وسعيد بن أبي مريم.
وثقه ابن معين.
4 -
إبراهيم بن صالح بن علي بن عبد الله بن العباس العباسي الهاشمي
.
ولي إمرة دمشق للمهدي، ثم ولي مصر للرشيد، وتزوج بأخت الرشيد عباسة.
حكى عنه: ابن وهب.
يروى أن إبراهيم ابن المهدي قال: تأخر جبريل بن بختيشوع عن الرشيد،
فشتمه، فقال: تشاغلت بإبراهيم بن صالح؛ لأنه يموت، فبكى وجزع ولم يأكل، فقال له جعفر البرمكي: جبريل أعلم بطب الروم، وابن بهلة أعلم بطب الهند، قال: فبعث الرشيد بابن بهلة إلى إبراهيم، فرجع وحلف له إنه لا يموت في علته، فأكل الرشيد وسكن، فلما كان الليل جاءه الموت فبكى، يعني الرشيد، وقال: ابن عمي في الموت وأنا آكل وأتمتع، ثم تقيأ ما أكل، وبكر لحضور الجنازة إلى دار إبراهيم، فأتاه ابن بهلة فقال: الله الله يا أمير المؤمنين أن تطلق نسائي وتعتق أرقائي، ابن عمك لم يمت فقام الرشيد معه فنخسه ابن بهلة بمسلة تحت ظفره، فحرك يده، ثم أمر بنزع الكفن عنه، ثم دعا بمنفخة وكندس، فنفخ في أنفه، فعطس وفتح عينيه، فرأى الرشيد فأخذ يده فقبلها، فقال: كيف حالك؟ فقال: قد كنت في ألذ نومة، فعض شيء إصبعي فآلمني، قال: ثم عوفي من علته، وزوجه بعباسة أخته، وولاه إمرة مصر وبها مات، فكانوا يقولون: رجل توفي ببغداد ودفن بمصر، من هو؟
قال أحمد بن أبي الحواري: حدثني أخي محمد قال: دخل عباد الخواص على إبراهيم بن صالح، وهو أمير فلسطين، فقال إبراهيم: عظني.
قال: بلغني أن الأعمال من الأحياء تعرض على أقاربهم من الموتى، فانظر ماذا يعرض على رسول الله صلى الله عليه وسلم من عملك، فبكى إبراهيم.
قيل: مات بمصر في شعبان سنة ست وسبعين ومائة، أرخه ابن يونس.
5 -
إبراهيم بن عبد الرحمن بن أبي شيبان العنسي
، بنون، الدمشقي.
عن: زياد بن أبي سودة، وعبدة بن أبي لبابة، ويونس بن ميسرة. وعنه: أبو مسهر، والهيثم بن خارجة، وهشام بن عمار، وجماعة.
قال أبو حاتم: لا بأس به.
وقال أبو مسهر: ثقة.
قلت: يكنى أبا إسماعيل.
وقيل: أبو أمية.
6 -
إبراهيم بن عقبة أبو رزام الراسبي
.
بصري مقل، عن: عطاء بن أبي رباح، وكبشة بنت كعب، وعنه: موسى بن إسماعيل، ومسدد بن مسرهد، وغيرهما.
ما ضعفه أحد.
7 -
آدم بن عبد العزيز بن عمر بن عبد العزيز بن مروان بن الحكم الأموي
.
شاعر ماجن ثم إنه نسك، وقد توهم فيه المهدي الزندقة لمجونه، وقوله في الخمر:
اسقني، واسق خليلي في مدى الليل الطويل قهوة صهباء صرفا سبيت من نهر بيل قل لمن يلحاك فيها من فقيه أو نبيل أنت دعها وارج أخرى من رحيق السلسبيل
فضرب ثلاث مائة سوط، فقال: والله لا أقر على نفسي بباطل، والله ما كفرت بالله طرفة عين، ولكني كنت فتى أشرب النبيذ، ثم إنه صلح حاله. سامحه الله تعالى.
8 -
د ت ق:
إسحاق بن إبراهيم
، أبو يعقوب الثقفي الكوفي.
عن: أبي إسحاق السبيعي، وعبد الملك بن عمير.
أحاديثه غير محفوظة، روى عنه: عبيد الله بن موسى، وأبو نعيم، وسعدويه، وعمار أبو ياسر.
قال ابن عدي: روى عن الثقات ما لا يتابع عليه.
9 -
إسحاق بن إبراهيم بن نسطاس
، أبو يعقوب المدني، مولى كثير بن الصلت الكندي.
رأى سهل بن سعد الساعدي، وروى عن: محمد بن كعب، وإسماعيل بن مصعب، وسعد بن إسحاق، وعدة، وعنه: مرحوم بن عبد العزيز العطار، وإسماعيل بن أبي أويس، وهشام بن عمار، وعبد العزيز الأويسي، والحميدي، وطائفة.
قال أبو حاتم: ليس بالقوي.
وقال البخاري: منكر الحديث.
وقال النسائي، والدارقطني: ضعيف.
يعقوب بن محمد الزهري: حدثنا إسحاق بن إبراهيم بن نسطاس، قال: حدثنا نوح بن أبي بلال، عن ابن عمر: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: من صلى في مسجد قباء كان له كأجر عمرة
10 -
إسحاق بن عبيد الله بن أبي مليكة
يروي عن: ابن أبي مليكة، وغيره، وعنه: الوليد بن مسلم، وأسد بن موسى، ويعقوب بن محمد الزهري، وآخرون. قاله أبو حاتم.
صدوق.
11 -
إسماعيل بن إبراهيم المديني
، هو غير ابن عقبة المتقدم ذكره في الماضين.
روى عن: شرحبيل بن سعد، وعنه: أبو معمر القطيعي، وقتيبة بن سعيد، وصالح بن عبد الله الترمذي.
قال أبو زرعة: هو صاحب الرقيق.
وقال أبو حاتم: رأيته مستقيم الحديث.
12 – ع:
إسماعيل بن جعفر
، هو أخو محمد بن جعفر بن أبي كثير الأنصاري المدني، أبو إسحاق، مولى الأنصار.
من كبار علماء المدينة في القرآن، والحديث، روى عن: عبد الله بن دينار، وأبي طوالة عبد الله بن عبد الرحمن، وربيعة الرأي، والعلاء بن عبد الرحمن، وحميد الطويل، وطبقتهم.
وقرأ القرآن على شيبة بن نصاح، ثم عرض على نافع، وسليمان بن مسلم بن جماز، وتصدر للإقراء، والحديث، وقيل: بل كنيته أبو إبراهيم.
روى عنه: محمد بن الصباح، ومحمد بن سلام البيكندي، وإبراهيم بن عبد الله الهروي، وقتيبة، وعلي بن حجر، والوليد بن شجاع السكوني، ومحمد بن زنبور، وداود بن عمرو الضبي، وأبو عمر الدوري.
وكان أقرأ من بقي بالمدينة بعد نافع، وهو آخر أصحاب شيبة وفاة، وسكن بغداد يؤدب عليا ولد المهدي.
قال ابن معين: ثقة مأمون، هو أثبت من ابن أبي حازم، ومن عبد العزيز الدراوردي.
قرأت على علي بن أحمد الهاشمي: أخبركم محمد بن أحمد القطيعي، (ح) وقرأت على عيسى بن يحيى، أخبركم أبو الحسن بن المقير قالا: أخبرنا أحمد بن محمد العباسي - قال ابن المقير إجازة - أخبرنا الحسن بن عبد الرحمن الفقيه، قال: أخبرنا أحمد بن إبراهيم بن فراس، قال: حدثنا محمد بن إبراهيم الديبلي، قال: حدثنا أبو صالح محمد بن أبي الأزهر، قال: حدثنا إسماعيل بن جعفر، قال: حدثنا عبد الله بن دينار، عن ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من اقتنى كلبا إلا كلب ضارية أو كلب ماشية، نقص من عمله كل يوم قيراط. أخرجه مسلم، من حديث إسماعيل، فوقع لنا بدلا عاليا.
وقد أخذ القرآن عنه الكسائي، والدوري، وسليمان بن داود الهاشمي، وأسند لهم قراءته عن نافع.
توفي سنة ثمانين ومائة.
وقال ابن المديني: ثقة.
13 – ع:
إسماعيل بن زكريا الخلقاني
، أبو زياد الكوفي.
عن: عاصم الأحوال، والعلاء بن عبد الرحمن، ويزيد بن عبد الله بن أبي بردة، وحجاج بن دينار، وإسماعيل بن أبي خالد، وسليمان بن مهران، وعبيد الله بن عمر، وطائفة، وعنه: سعيد بن منصور، ومحمد بن الصباح الدولابي، وأبو الربيع الزهراني، ولوين، وآخرون.
وهو صدوق يتشيع.
اختلف قول يحيى بن معين فيه، فمرة قال: ضعيف، ومرة وثقه، ومرة يقول: ليس به بأس.
وقال أحمد بن حنبل: مقارب الحديث.
وقال الميموني: قلت لأحمد: ما هو؟ قال: أما الأحاديث المشهورة التي يرويها فهو فيها مقارب الحديث، ولكنه ليس ينشرح الصدر له، هو شيخ ليس يعرف، يعني بالطلب.
قال الخطيب في تاريخه: إسماعيل بن زكريا بن مرة، أبو زياد الخلقاني مولى بني أسد بن خزيمة، كوفي يلقب شقوصا: نزل بغداد.
وقال العقيلي في ترجمته: حدثنا محمد بن أحمد قال: حدثني إبراهيم بن الجنيد، قال: حدثنا أحمد بن الوليد بن أبان، قال: حدثني حسين بن حسن، قال: حدثني خالي إبراهيم قال: سمعت إسماعيل الخلقاني شقوصا يقول: الذي نادى من جانب الطور عبده: علي بن أبي طالب، قال: وسمعته يقول: هو الأول والآخر: علي بن أبي طالب.
قلت: إسنادها مظلم، ولعل إسماعيل شقوصا هذا آخر زنديق لعين غير صاحب الترجمة، فإن هذا الكلام لا يصدر من رافضي، فضلا عن مسلم مبتدع، أو أنه قاله ثم تاب وجدد إسلامه، أو أن الراوي كذبها.
توفي الخلقاني سنة ثلاث وسبعين ومائة، وقيل: سنة أربع، وله خمس وستون سنة.
14 – ق:
إسماعيل بن زياد السكوني قاضي الموصل
.
روى عن: ثور بن يزيد، وابن جريج، وغالب القطان، وعنه: نائل بن نجيح، وإسماعيل بن علي الشعيري، وعيسى غنجار، وآخرون.
وهو هالك ليس بثقة.
ويقال له: إسماعيل بن أبي زياد، وإسماعيل بن مسلم كوفي.
قال ابن معين: كذاب متروك يضع.
وقال ابن حبان: إسماعيل بن زياد دجال، لا يحل ذكره في الكتب إلا على سبيل القدح فيه.
روى عن غالب القطان، عن المقبري، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: أبغض الكلام إلى الله الفارسية، وكلام الشياطين الخوزية، وكلام أهل النار البخارية، وكلام أهل الجنة العربية.
15 -
إسماعيل بن عبد الله بن قسطنطين
، شيخ الإقراء بمكة، أبو إسحاق المكي، مولى بني مخزوم، ويقال له: إسماعيل القسط.
هو آخر من بقي من أصحاب عبد الله بن كثير، فإنه قرأ عليه، وقرأ على صاحبيه شبل، ومعروف.
وحدث عن: علي بن زيد بن جدعان.
وأقرأ الناس مدة، قرأ عليه: أبو الإخريط وهب بن واضح، وعكرمة بن سليمان، والشافعي، ومحمد بن سبعون، ومحمد بن بزيع، وسمع منه: أحمد بن موسى اللؤلؤي، ويعقوب بن إسحاق بن أبي عباد القلزمي، وأبو قرة موسى بن طارق، وغيرهم.
وقد اختلف الناقلون لموته، فقيل: سنة سبعين ومائة، وقيل سنة: تسعين
ومائة، تصحفت الواحدة بالأخرى، وأنا إلى السبعين أميل.
ذكره ابن حبان في الثقات مختصرا.
16 -
إسماعيل بن قيس
، أبو سعد القيسي.
عن: عكرمة، ونافع، وعامر بن عبد الله بن الزبير، والعلاء بن عبد الرحمن، وعنه: موسى بن إسماعيل، وعبيد الله القواريري، ومعن بن عيسى، وغيرهم.
وهو صالح الحديث إن شاء الله.
وهو غير:
17 -
إسماعيل بن قيس بن سعد بن زيد بن ثابت الأنصاري المدني
، المكنى بأبي مصعب
الذي قال فيه البخاري: منكر الحديث، كان قد أتى عليه إحدى وتسعون سنة.
يروي عنه: إبراهيم بن حمزة الزبيدي، وعبد الرحمن بن شيبة الحزامي.
روى عن: يحيى بن سعيد الأنصاري، وأبي حازم المديني.
18 -
إسماعيل بن مختار الكوفي
.
عن: عطية العوفي، ورأى موسى بن طلحة بن عبيد الله، وعنه: يوسف بن عدي، وهناد بن السري، وبشير بن يزيد.
قال أبو حاتم: شيخ.
* إسماعيل بن مجالد، في الآتية.
19 -
إسماعيل بن اليسع
، أبو عبد الرحمن الكوفي الفقيه.
أخذ عن: أبي حنيفة، وروى عن: محمد بن عمرو بن علقمة.
حدث عنه: سعيد بن أبي مريم، وعبد الله بن صالح، وجماعة.
وولي قضاء مصر بعد ابن لهيعة.
قال ابن أبي مريم: كان من خير قضاتنا، وكان مذهبه إبطال الأحباس، فتبرم به أهل مصر.
وقال يحيى بن بكير: كان فقيها مأمونا.
قلت: تولى القضاء ثلاثة أعوام، وعزل سنة سبع وسبعين ومائة.
سعى في عزله الليث بن سعد، كذا قيل، وهذا لا يستقيم؛ لأن الليث مات سنة خمس وسبعين، وبلغنا أنهم إنما سعوا فيه لأنه أحدث أحكاما ما ألفوها.
20 -
أمية بن شبل الصنعاني
.
عن: عبد الله بن طاووس، والحكم بن أبان، وعنه: هشام بن يوسف، وعبد الرزاق، وعبد الملك بن عبد الرحمن الذماري.
قال ابن معين: ثقة.
21 – د ت: أيوب بن جابر السحيمي اليمامي ثم المدني، أبو سليمان، وهو أخو محمد بن جابر.
روى عن الكوفيين: سماك بن حرب، وآدم بن علي، وحماد بن أبي سليمان، وطائفة، وعنه: سعيد بن يعقوب الطالقاني، وخالد بن مرداس، وقتيبة بن سعيد، ولوين، وآخرون.
قال أحمد بن حنبل: حديثه يشبه حديث أهل الصدق.
وقال أبو حفص الفلاس: صالح.
وقال ابن معين: ليس بشيء.
وقال النسائي: ضعيف.
محمد بن جعفر الوحاظي: حدثنا أيوب بن جابر، عن سماك، عن
القاسم بن عبد الرحمن، عن ابن بريدة، عن أبيه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: اشربوا فيما بدا لكم، ولا تسكروا.
قال العقيلي: لا يصح في هذا المتن شيء.
قال ابن حبان: أيوب بن جابر بن سيار بن طلق الحنفي السحيمي، عن عبد الله بن عصم، وبلال بن المنذر، وعنه: علي بن إسحاق السمرقندي، يخطئ حتى خرج عن حد الاحتجاج به لكثرة وهمه.
22 -
أيوب بن سيار الزهري
، أبو سيار.
عن: محمد بن المنكدر، وشرحبيل بن سعد، وعنه: الصلت بن محمد، وجبارة بن المغلس، وشبابة، وسويد بن سعيد، وغيرهم.
ضعفوه، قال ابن حبان: مدني، يقلب الأسانيد، ويرفع المراسيل.
وروى عباس، عن ابن معين: ليس بشيء.
وقال البخاري: منكر الحديث.
23 – ق:
أيوب بن عتبة أبو يحيى اليمامي
، قاضي اليمامة.
عن: قيس بن طلق، وعطاء بن أبي رباح، وأبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم، وإياس بن سلمة، ويحيى بن أبي كثير، وغيرهم، وعنه: الأسود بن عامر شاذان، وحجاج الأعور، وأحمد بن يونس، وسعدويه الواسطي، وعاصم بن علي، وآدم بن أبي إياس، ومحمود بن محمد الظفري.
قال ابن معين: ضعيف.
وقال البخاري: لين الحديث عندهم.
وقال بعض الحفاظ: أكثر عن يحيى بن أبي كثير، وكتابه صحيح عنه.
وروى عباس، عن ابن معين: ليس بالقوي.
وقال أبو حاتم: فيه لين، حدث من حفظه فغلط.
وقال ابن حبان: كان يخطئ كثيرا حتى فحش الخطأ منه.
وهو الذي روى عنه عطاء، عن ابن عباس قال: جاء رجل من الحبشة إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: فضلتم علينا بالألوان والصور والنبوة، أفرأيت إن آمنت بك، وعملت بمثل ما عملت إني لكائن معك في الجنة؟ قال: نعم، ثم قال النبي صلى الله عليه وسلم: والذي نفسي بيده إنه ليرى بياض الأسود في الجنة من مسيرة ألف سنة. . . الحديث بطوله رواه عفيف بن سالم عنه وهو باطل.
وقد مر أيوب في طبقة الستين ومائة، وقيل: مات سنة سبعين ومائة، ونبهت عليه في الطبقة المارة.
24 – ق:
البختري بن عبيد بن سلمان الكلبي
شامي من أهل ناحية القلمون.
روى عن أبيه، عن أبي هريرة، وعن سعيد بن مسهر، وعنه: الوليد بن مسلم، وهشام بن عمار، وسليمان ابن بنت شرحبيل، ومحمد بن أبي السري العسقلاني.
ضعفه أبو حاتم.
وقال ابن عدي: له عن أبيه، عن أبي هريرة قدر عشرين حديثا عامتها مناكير. منها: أشربوا أعينكم الماء.
وقال أبو نعيم الأصبهاني: روى عن أبيه موضوعات.
قال هشام بن عمار: ذهبنا إليه إلى القلمون في موضع يقال له الأفاعي.
25 -
بشر بن عمارة الكوفي المؤدب
.
عن: أبي روق عطية بن الحارث الهمداني، وأحوص بن حكيم، وعنه: محمد بن الصلت الأسدي، وعون بن سلام، وجبارة بن المغلس، ومنجاب بن الحارث، ويحيى الحماني، وآخرون.
قال أبو حاتم: ليس بقوي.
وقال النسائي: ضعيف.
وقال ابن عدي: لم أر له حديثا منكرا.
قلت: ما خرجوا له.
26 – م د ن:
بشر بن منصور الإمام أبو محمد الأزدي السليمي البصري
، الزاهد العابد.
عن: أيوب، وشعيب بن الحبحاب، وعاصم الأحول، والجريري، وطبقتهم، وعنه: ابنه إسماعيل، وبشر الحافي، وعبد الأعلى بن حماد، وعلي ابن المديني، والقواريري، ومن القدماء: الفضيل بن عياض، وعبد الرحمن بن مهدي.
قال ابن مهدي: ما رأيت أحدا أقدمه عليه في الورع والرقة.
وقال ابن المديني: ما رأيت أخوف لله منه، كان يصلي كل يوم خمس مائة ركعة.
وقال القواريري: هو أفضل من رأيت من المشايخ.
وقال أحمد بن حنبل: هو ثقة، وزيادة.
وقال غسان الغلابي: كان بشر بن منصور إذا رأيت وجهه ذكرت الآخرة، رجل منبسط ليس بمتماوت، ذكي، فقيه.
وقال عباس النرسي: ربما قبض بشر بن منصور على لحيته، ويقول: أطلب الرئاسة بعد سبعين سنة؟
وعن غسان بن المفضل قال: قيل لبشر بن منصور: يسرك أن لك مائة ألف؟ فقال: لأن تندر عيناي أحب إلي من ذلك.
قال شيخنا في التهذيب: قال علي ابن المديني: ما رأيت أحدا أخوف لله من بشر بن منصور، كان يصلي كل يوم خمس مائة ركعة، وكان قد حفر قبره، وختم فيه القرآن، وكان ورده ثلث القرآن، وكان ضيغم صديقا له فماتا في يوم واحد.
وقال غسان: حدثني ابن أخي بشر قال: ما رأيت عمي فاتته التكبيرة الأولى، وأوصاني في كتبه أن أغسلها أو أدفنها.
قال غسان: وكنت أراه إذا زاره الرجل من إخوانه قام معه حتى يأخذ بركابه، فعل بي ذلك كثيرا، رواها أحمد بن إبراهيم الدورقي، عن غسان، ثم قال الدورقي: حدثنا إبراهيم بن عبد الرحمن بن المهدي، قال: حدثني عبد الخالق أبو همام قال: قال بشر بن منصور: أقل من معرفة الناس فإنك لا تدري ما يكون، فإن كان يعني فضيحة يوم القيامة كان من يعرفك قليلا.
وحدثنا سهل بن منصور قال: كان بشر يصلي فطول ورجل وراءه ينظر ففطن له. فلما انصرف قال: لا يعجبك ما رأيت مني، فإن إبليس قد عبد الله كذا وكذا مع الملائكة.
وعن بشر قال: ما جلست إلى أحد فتفرقنا إلا علمت أني لو لم أقعد معه كان خيرا لي.
قال سيار: حدثنا بشر بن المفضل قال: رأيت بشر بن منصور في المنام فقلت: ما صنع الله بك؟ قال: وجدت الأمر أهون مما كنت أحمل على نفسي.
قلت: مات بشر بن منصور رحمه الله سنة ثمانين ومائة.
27 – ق:
بشر بن منصور الحناط
.
شيخ مجهول، حدث عنه: أبو سعيد الأشج، نعم، وابن مهدي، تقوى.
28 -
بشير بن طلحة الخشني
.
شامي، روى عن: خالد بن دريك، وعطاء الخراساني، وجماعة، وعنه: سعيد بن عبد الجبار، وأبو توبة الحلبي، والهيثم بن خارجة، وآخرون.
قال أحمد بن حنبل: ليس به بأس.
29 – ق:
بشير بن ميمون الواسطي أبو صيفي
.
عن: مجاهد، وعكرمة، والمقبري، وعنه: محمد بن بكار بن الريان، وإسحاق بن أبي إسرائيل، والحسن بن عرفة، وطائفة.
تركوه.
وقال البخاري: منكر الحديث.
فمن مناكيره: حدثنا علي بن حجر، قال: حدثنا بشير، قال: حدثنا مجاهد، عن أبي هريرة مرفوعا: ما من صدقة أفضل من صدقة على مملوك عند مليك سوء.
وقال أحمد بن حنبل: قدم فكتبنا عنه وليس بشيء.
وقال ابن حبان: يخطئ كثيرا، روى عنه: قتيبة بن سعيد، وعمرو بن زرارة.
قلت: كأنه بقي إلى بضع وثمانين ومائة.
30 -
بكر بن حمران الرفاء
.
عن: عبد العزيز بن عمر بن عبد العزيز، وابن عون، وداود بن أبي هند، وعنه: الطيالسي، وأبو عمر الحوضي، وعفان، وخالد بن خداش، وعدة.
ما علمت به جرحا.
31 – ع سوى ق:
بكر بن مضر بن محمد
، الإمام أبو عبد الملك المصري. مولى شرحبيل بن حسنة.
روى عن: أبي قبيل المعافري، ويزيد بن عبد الله بن الهاد، وجعفر بن ربيعة، وابن عجلان، وعمرو بن الحارث، وطائفة، وعنه: ابنه إسحاق، وابن وهب، وعبد الرحمن بن القاسم، وقتيبة بن سعيد، وآخرون.
وكان من الثقات العباد.
ولد سنة مائة.
قال الحارث بن مسكين: كان ابن القاسم لا يقدم على بكر بن مضر من أهل الفسطاط أحدا، وقد رأيته، وأنا حدث، فحدثني ابنه إسحاق قال: ما كنت أرى أبي يجلس في البيت على طنفسة. ما كان يجلس إلا على حصير، وكان طويل الحزن، وأحيانا تطيب نفسه فيفرح، فربما جاء الرجل يسأله المسألة فيعلمه، ويرجع إلى حاله، ويتغير، ويقول: ما لي ولهذا؟ فنقول له: أفنصرفه؟ فيقول: أويحل لي أويحل لي؟ وربما جاءه الأحداث يطلبون منه الحديث، فيقول لهم: تعلموا الورع.
قرأت على أحمد بن هبة الله، عن عبد المعز بن محمد: قال: أخبرنا محمد بن إسماعيل، قال: أخبرنا محلم بن إسماعيل، قال: أخبرنا الخليل بن أحمد السجزي، قال: حدثنا محمد بن إسحاق السراج، قال: حدثنا قتيبة بن سعيد، قال: حدثنا بكر بن مضر، عن عمرو بن الحارث، عن بكير، عن يزيد مولى سلمة، عن سلمة بن الأكوع قال: لما نزلت هذه الآية: وعلى الذين يطيقونه فدية طعام مسكين كان من أراد منا أن يفطر ويفتدي، حتى نزلت هذه الآية الني بعدها فنسختها، أخرجه البخاري، ومسلم،
وأبو داود، والترمذي، والنسائي، خمستهم عن قتيبة، فوافقناهم بعلو درجة.
مات بكر في يوم عرفة سنة أربع وسبعين ومائة.
32 -
تمام بن بزيع أبو سهل
.
عن: الحسن، والعاصي الطفاوي، وعنه: معلى بن أسد، ومحمد بن أبي بكر المقدمي، ومحمد بن بكير الحضرمي، وغيرهم.
قال ابن معين: ليس بشيء.
وقال البخاري: يتكلمون فيه.
وقال الدارقطني: متروك.
وقال البخاري: هو أبو سهل السعدي، مولاهم، سمع محمد بن كعب، والحسن، والعاص بن عمر، حدثنا عنه: موسى بن إسماعيل، ومحمد بن أبي بكر.
وقال العقيلي: تمام بن بزيع الشقري، من حديثه: ما حدثنا محمد بن إسماعيل، قال: حدثنا يحيى الحماني، قال: حدثنا تمام بن بزيع الشقري: قال: سمعت محمد بن كعب: قال: سمعت ابن عباس يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن لكل مجلس شرفا، وإن أشرف المجالس ما استقبل به القبلة، وإنما تجالسون بالأمانة، واقتلوا الحية والعقرب في الصلاة. . . . الحديث.
قال العقيلي: رواه هشام أبو المقدام، وعيسى بن ميمون، ومصارف بن زياد، عن محمد، ولم يحدث به عنه ثقة.
33 -
ثمامة بن عبيدة
، أبو خليفة العبدي.
بصري، روى عن: ثابت، وأبي الزبير، وعنه: زيد بن الحباب، والحسن بن الربيع، وأحمد بن عبدة، وآخرون.
نسبه المديني إلى الكذب.
وقال أبو حاتم: منكر الحديث.
قلت: ولحقه محمد بن يحيى العدني.
34 -
جابر بن غانم السلفي الخشني
.
عن: سليم بن عامر، وأسد بن وداعة، وشبيب بن نعيم، وعنه: بقية، وعصام بن خالد، ويحيى الوحاظي، وعثمان بن سعيد بن كثير، وغيرهم.
قال أبو حاتم: شيخ.
قلت: لم يضعفه أحد.
35 -
جارية بن هرم
، أبو شيخ الفقيمي البصري.
عن: عبد الله بن بسر الحبراني، وابن جريج، وهشام بن عروة، وجعفر بن محمد، وأشعث بن عبد الملك أو ابن سوار.
روى عنه: عمرو بن مالك الراسبي، ويحيى بن بسطام، وأحمد بن عبيدة الضبي، وزياد بن أيوب.
قال ابن المديني: كتبنا عنه وكان ضعيفا، تركناه، وكان رأسا في القدر.
وقال أبو حاتم، وغيره: ضعيف.
وقال ابن عدي: أحاديثه كلها لا يتابعه عليها الثقات.
36 – ت: الجراح بن الضحاك الكندي الكوفي ثم الرازي.
عن: علقمة بن مرثد، وغيره.
قال أبو حاتم: لا بأس به، صالح الحديث.
روى عنه: إسحاق بن سليمان، وعلي بن أبي بكر الإسفذني، ومحمد بن المعلى.
37 – م د ت ق:
الجراح بن مليح الرؤاسي الكوفي
، والد وكيع، وناظر بيت المال ببغداد لهارون الرشيد.
روى عن جابر الجعفي، ومنصور، وعطاء بن السائب، وجماعة، وعنه: ابنه وكيع، وعبد الرحمن بن مهدي، ومسدد، وعثمان بن أبي شيبة، وعدة.
وثقه ابن معين، وأبو داود.
وقال النسائي: ليس به بأس.
وقال ابن عدي: لم أجد له حديثا منكرا.
وقال محمد بن سعد: كان ضعيفا في الحديث.
وأما الخطيب فروى عن البرقاني أنه سأل الدارقطني، عن الجراح بن مليح الرؤاسي، فقال: ليس بشيء.
فقلت: يعتبر به؟ قال: لا.
وقال ابن قانع: مات سنة ست وسبعين ومائة.
وقال أبو حاتم: لا يحتج به.
وروى أحمد بن زهير، عن ابن معين قال: ضعيف الحديث.
38 – ن ق:
الجراح بن مليح البهراني الحمصي
، أبو عبد الرحمن.
عن: عبد الله بن دينار البهراني، وحجاج بن أرطاة، ومحمد بن الوليد الزبيدي، وبكر بن زرعة صاحب أبي عتبة الخولاني، وأرطاة بن المنذر، وعنه: الحسن بن خمير الحرازي، والهيثم بن خارجة، وهشام بن عمار، وسليمان ابن بنت شرحبيل، وموسى بن أيوب النصيبي.
قال النسائي: ليس به بأس.
وقال أبو حاتم: صالح الحديث.
وقال ابن معين: لا أعرفه.
39 -
جعفر بن سليمان بن علي بن عبد الله بن عباس بن عبد المطلب
، الأمير الهاشمي.
روى عن أبيه، وعنه: ابناه القاسم، ويعقوب، والأصمعي.
وكان جوادا ممدحا، عالما فاضلا، أحد الموصوفين بالشجاعة والفروسية، مولده بالشراة من البلقاء، وقد ولي إمرة الحجاز، وإمرة البصرة.
قال الأصمعي: ما رأيت أحدا أكرم أخلاقا، ولا أشرف أفعالا منه.
وقال يعقوب بن شيبة: ولي البصرة ثلاثة أشهر وعزل.
وقد مدح بأشعار كثيرة، وكانت له مآثر كثيرة، وهو أول من وقف على المنقطعين وأعقابهم، وأول من نقلهم عن أوطانهم وأمصارهم، وكان قد علم علما حسنا.
قال خليفة: عزل عبد الله بن الربيع الحارثي عن المدينة، فوليها جعفر بن سليمان ثلاث سنين، وعزل سنة تسع وأربعين ومائة بالحسن بن زيد العلوي.
وروي أنه أجاز قدامة بن موسى على ثمانية أبيات ثمان مائة دينار.
قال الأصمعي: حدثنا حماد بن زيد قال: غسلت جعفر بن سليمان، وزررت عليه قميصه حين ألبسته الكفن.
قلت: مات سنة أربع أو خمس وسبعين ومائة.
40 – م 4:
جعفر بن سليمان الإمام أبو سليمان الضبعي البصري
، كان ينزل في بني ضبيعة فنسب إليهم.
روى عن: ثابت البناني، وأبي عمران الجوني، ويزيد الرشك، ومالك بن دينار، والجعد أبي عثمان، وطائفة كبيرة، وعنه: سيار بن حاتم، وعبد الرزاق،
وقتيبة، وبشر بن هلال الصواف، ومسدد، وإسحاق بن أبي إسرائيل، ولوين، وغيرهم.
وهو من عباد الشيعة وصالحيهم.
وثقه ابن معين، ولينه غيره.
وقد حج وذهب إلى صنعاء اليمن، فأكثر عنه عبد الرزاق، وحمل عنه رأيه وتشيع به.
وقد قيل لجعفر بن سليمان: تشتم أبا بكر، وعمر؟ قال: لا، ولكن بغضا يا لك.
وفي صحة هذه عنه نظر، فإنه لم يكن رافضيا، حاشاه.
وقال زكريا الساجي: قوله بغضا يا لك إنما عنى به جارين له، كان قد تأذى بهما اسمهما أبو بكر، وعمر.
قال علي ابن المديني: أكثر جعفر بن سليمان عن ثابت، وكتب عنه مراسيل فيها مناكير.
وقال ابن سعد: كان ثقة فيه ضعف.
وقال محمد بن عثمان بن أبي شيبة، عن ابن معين: كان يحيى بن سعيد لا يحدث عن جعفر بن سليمان، ولا يكتب حديثه، وكان عندنا ثقة.
وقال أحمد بن المقدام العجلي: كنا في مجلس يزيد بن زريع، فقال: من أتى جعفر بن سليمان، وعبد الوارث فلا يقربني، وكان التنوري ينسب إلى الاعتزال، وكان جعفر ينسب إلى الرفض.
وروى عباس، عن ابن معين: ثقة، وكان يحيى بن سعيد يستضعفه.
محمد بن أبي بكر المقدمي: سمعت عمي عمر بن علي يقول: رأيت ابن المبارك في مسجدنا يقول لجعفر بن سليمان: رأيت أيوب؟ قال: نعم، قال: ورأيت ابن عون؟ قال: نعم، قال: فرأيت يونس؟ قال: نعم قال: كيف
لم تجالسهم، وجالست عوفا؟ والله ما رضي عوف ببدعة حتى كانت فيه بدعتان، كان قدريا، وشيعيا.
وقال البخاري في الضعفاء له: جعفر بن سليمان الحرشي، كان ينزل ببني ضبيعة، يخالف في بعض حديثه.
وقال السعدي: روى مناكير، وهو متماسك لا يكذب.
وقال أبو نعيم الحافظ: صحب ثابتا البناني، ومالك بن دينار، وأبا عمران الجوني، وفرقدا السبخي، وشميط بن عجلان.
روى عنه سيار قال: اختلفت إلى مالك بن دينار عشر سنين، وإلى ثابت عشر سنين.
وروى سليمان الشاذكوني: حدثنا جعفر: قال: سمعت مالك بن دينار يقول: إن القلب إذا لم يحزن خرب، كما أن البيت إذا لم يسكن خرب، لو أن قلبي يصلح على كناسة لذهبت حتى أجلس عليها، إن العالم إذا لم يعمل بعلمه زلت موعظته عن القلوب.
أخبرنا إسحاق الأسدي، قال: أخبرنا ابن خليل، قال: أخبرنا اللبان، قال: أخبرنا الحداد، قال: أخبرنا أبو نعيم، قال: حدثنا سليمان بن أحمد، قال: حدثنا معاذ بن المثنى، قال: حدثنا مسدد، قال: حدثنا جعفر بن سليمان، عن يزيد الرشك، عن مطرف، عن عمران بن حصين قال: بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم سرية، واستعمل عليهم عليا، فأصاب علي جارية فأنكروا عليه. قال: فتعاقد أربعة من الصحابة قالوا: إذا لقينا رسول الله صلى الله عليه وسلم أخبرناه، وكان المسلمون إذا قدموا من سفر بدءوا برسول الله صلى الله عليه وسلم، فلما قدمت السرية سلموا على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقام أحد الأربعة فقال: يا رسول الله ألم تر أن عليا صنع كذا وكذا؟ فأقبل عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم يعرف الغضب من وجهه، فقال: ما تريدون من علي؟. ثلاث مرات: إن عليا مني، وأنا منه، وهو ولي كل مؤمن
بعدي. رواه قتيبة، وبشر بن هلال، وطائفة عن جعفر، ولم يتابعه عليه أحد.
أخرجه النسائي، والترمذي، وقال: حديث حسن غريب، ورواه الإمام أحمد في مسنده عن عبد الرزاق، وعفان عنه، وإسناده على شرط مسلم، وإنما لم يخرجه في صحيحه لنكارته.
مات جعفر الضبعي سنة ثمان وسبعين ومائة.
41 -
جميل بن عبيد
بصري.
عن: الحسن، وإياس بن معاوية، وثمامة بن عبد الله، وعنه: زيد بن الحباب، ومسلم بن إبراهيم، وشيبان بن فروخ، وغيرهم.
وثقه ابن معين، وهو طائي.
42 -
خ م د ن ق:
جويرية بن أسماء بن عبيد أبو مخارق
، وقيل أبو مخراق، وهو أصح، الضبعي البصري، أحد الثقات.
روى عن: نافع، والزهري، ومالك بن أنس رفيقه، وعنه: ابن أخيه عبد الله بن محمد بن أسماء، وابن أخته سعيد بن عامر الضبعي، وأبو الوليد، وحجاج بن منهال، ومسدد، وآخرون.
قال أحمد، وابن معين: ليس به بأس.
وقد ذكره ابن أبي خيثمة في تاريخه، فما زاد فيه على قول يحيى هذا.
توفي جويرية سنة ثلاث وسبعين ومائة.
43 -
حاتم بن شفي الهمداني
، أبو فروة الدمشقي.
عن: مكحول، وحسان بن عطية، وعنه: الوليد بن مسلم، وهشام بن عمار، وسليمان ابن بنت شرحبيل.
قال أبو حاتم: يكتب حديثه.
44 -
الحارث بن الصلت المدني الأعور
، المؤذن.
سمع: أباه، وعبد الملك بن المغيرة، وعنه: القعنبي، والهيثم بن جميل، وخالد بن مخلد، وغيرهم.
محله الصدق.
45 – م د ت:
الحارث بن عبيد أبو قدامة الإيادي البصري
.
عن: أبي عمران الجوني، وثابت البناني، وغيرهما.
ليس بالمكثر، وعنه: عبد الرحمن بن مهدي، وسعيد بن منصور، ويحيى بن يحيى، ومسدد، وأبو الربيع الزهراني، وعدد كثير.
وهو حسن الحديث.
قال أبو حاتم، والنسائي، وغيرهما: ليس بالقوي.
وقال عبد الله بن أحمد: سألت ابن معين عنه فقال: ضعيف الحديث.
وسألت أبي فقال: هو مضطرب الحديث.
وقال الفلاس، قال ابن مهدي: كان من شيوخنا، وما رأيت إلا خيرا.
46 – 4:
الحارث بن عمير البصري أبو عمير
، نزيل مكة.
عن: أيوب، وأبي طوالة، وحميد، وجعفر بن محمد، وغيرهم، وعنه: ابنه حمزة، وعبد الرحمن بن مهدي، وأحمد بن أبي شعيب الحراني، وإبراهيم بن محمد الشافعي، وآخرون.
وثقة ابن معين، وأبو حاتم، واحتج به النسائي، وما علمت أحدا من المتقدمين ضعفه قبل أبي حاتم البستي، وأجاد.
وقال الحاكم: روى عن حميد، وجعفر بن محمد أحاديث موضوعة.
وقال ابن حبان: كان ممن يروي عن الأثبات الأشياء الموضوعة، ثم ساق له حديث: إن آية الكرسي، وشهد الله، والفاتحة، معلقات بالعرش. . . الحديث بطوله، وحكم ابن حبان بوضعه، ثم ذكر له عن حميد، عن أنس حديثا في فضل الرباط، لا يحتمل.
47 -
الحباب بن موسى السعيدي الكوفي
، من آل سعيد بن العاص الأموي.
له عن: هشام بن عروة، وعبيد الله بن عمر، وعنه: عبيد بن محمد المحاربي، وأبو النضر هاشم، وعبد الحميد بن صالح.
48 – ق:
حبان بن علي العنزي أبو علي الكوفي
، أخو مندل بن علي.
عن: عبد الملك بن عمير، وليث بن أبي سليم، ويزيد بن أبي زياد، وسهيل بن أبي صالح، وجماعة، وعنه: حجين بن المثنى، وخلف بن هشام، ولوين، وأبو الربيع الزهراني، ومحمد بن الصباح الدولابي، وجماعة.
وكان أحد الفقهاء العلماء.
قال البخاري: ليس بالقوي عندهم.
وقال النسائي: ضعيف.
وقال عثمان الدارمي: سألت يحيى بن معين عن مندل بن علي فقال: ليس به بأس، قلت: فأخوه؟ قال: صدوق، قلت: أيهما أعجب إليك؟ قال: كلاهما، وتمرى، كأنه يضعفهما.
وقال حجر بن عبد الجبار: ما رأيت بالكوفة فقيها أفضل من حبان بن علي.
قال الخطيب: كان قد أشخصه المهدي، وأخاه من الكوفة، فلما دخلا
عليه قال: أيكما مندل؟ قال مندل: هذا حبان يا أمير المؤمنين.
وروى عباس، عن ابن معين قال: فيهما ضعف، وهما أحب إلي من قيس بن الربيع.
مات حبان سنة إحدى وسبعين ومائة، وقيل سنة اثنتين.
49 -
حبيب بن حبيب الكوفي
، مثقل، هو أخو حمزة الزيات.
روى عن: أبي إسحاق السبيعي، وعنه: يحيى بن المغيرة، وإبراهيم بن موسى الفراء، وأبو بكر بن أبي شيبة، وغيرهم.
قال أبو زرعة: واهي الحديث.
50 -
حديج بن معاوية بن حديج بن الرحيل الجعفي الكوفي
، أخو زهير بن معاوية.
عن: أبي الزبير المكي، وأبي إسحاق، وعنه: سعيد بن منصور، وأحمد بن يونس، ويحيى الحماني، ولوين، وأبو جعفر النفيلي، وغيرهم.
قال البخاري: يتكمون في بعض حديثه.
وقال أبو حاتم: محله الصدق، يكتب حديثه.
وقال ابن معين: ليس بشيء.
قلت: له حديث واحد في كتاب اليوم والليلة للنسائي.
مات سنة إحدى وسبعين ومائة تقريبا.
51 – م ن:
حرب بن أبي العالية أبو معاذ البصري
.
عن: الحسن، وأبي الزبير المكي، وعنه: عبد الصمد بن عبد الوارث، وبدل بن المحبر، وأبو الوليد، وقتيبة، ولوين.
وثقة ابن معين في رواية عباس الدوري.
روى أحمد بن زهير عنه: ضعيف.
وله في الكتابين حديث واحد.
قال عبد الله بن أحمد: سألت أبي عن حرب بن أبي العالية، فقال: روى عنه هشيم، ما أدري له أحاديث كأنه ضعفه.
قال الفلاس: هو حرب بن مهران.
52 – خ:
حزم بن أبي حزم مهران القطعي
هو أخو سهيل، بصري صدوق.
روى عن: الحسن، ومعاوية بن قرة، وميمون بن سياه، وطلحة بن عبيد الله بن كريز، وثابت البناني، وجماعة، وعنه: ابن المبارك، وخلف بن هشام، وعبد الواحد بن غياث، ومسدد، والقواريري، وهدبة، ولوين، وأحمد بن المقدام.
يقع حديثه عاليا في جزء الحفار.
وثقه ابن معين، وغيره.
توفي سنة خمس وسبعين ومائة.
53 – م ت ن:
الحسن بن عياش بن سالم أخو أبي بكر بن عياش الكوفي
.
كان وصي سفيان الثوري، روى عن: الأعمش، وأبي إسحاق الشيباني، وجعفر الصادق، والطبقة، وعنه: ابن المبارك، ويحيى بن آدم، وابن مهدي، وقبيصة، وأحمد بن يونس، وغيرهم.
وثقه ابن معين، والنسائي.
ومات كهلا في سنة اثنتين وسبعين ومائة.
له في صحيح مسلم حديث واحد.
54 -
حسين بن عبد الله بن ضميرة الحميري المدني
. نزيل ينبع.
روى عن: أبيه، وعبد الرحمن بن يحيى بن عباد، وعنه: ابن أبي ذئب مع تقدمه، وزيد بن الحباب، وأبو مصعب الزهري.
قال ابن خزيمة: لا يحتج به.
وقال أحمد: متروك الحديث.
وممن يروي عنه: أنس بن عياض، وإسماعيل بن أبي أويس.
ساق ابن عدي في ترجتمه عدة أحاديث.
قال أبو مصعب: تقدم مالك حين أقيمت الصلاة يصل الصف فوجد الحسين بن عبد الله بن ضميرة فقال له مالك: حدثني بحديث أبيك، عن جدك، عن علي في الوتر، فذكره له، ومتنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يوتر بثلاث: في الأولى بالحمد، وقل هو الله أحد، وفي الثانية بالحمد، وقل يا أيها، وفي الثالثة بالحمد، وقل هو، والمعوذتين، فقال مالك: الله أكبر، الحمد لله الذي وافق وتري وتر رسول الله صلى الله عليه وسلم.
قلت: هذا يدل على أن حسينا ثقة عند مالك.
وقال البخاري: منكر الحديث.
وقال العقيلي: حدثنا محمد بن أحمد بن داود السمناني: قال: حدثنا مهدي بن علي قال: حدثنا مطرف بن عبد الله: قال: سمعت مالكا يقول: إن هنا قوما يحدثون يكذبون: حسين بن ضميرة.
قال ابن المثنى: سمعت ابن مهدي يحدث عن حسين بن عبد الله بن ضميرة.
55 – خ د ت ن:
حصين بن نمير الواسطي
.
عن: حصين بن عبد الرحمن، وحسين بن قيس الرحبي، ومحمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى، وعنه: مسدد، وعلي ابن المديني، وعبيد الله القواريري، وحميد بن مسعدة.
وثقه أبو زرعة.
56 – ق:
حفص بن جميع العجلي الكوفي
.
عن: سماك بن حرب، وأبان بن أبي عياش، وعنه: عبد الواحد بن غياث، وأحمد بن عبدة، وجماعة.
ضعفه أبو حاتم.
وقال ابن حبان: لا يحتج به.
57 – ت ق:
حفص المقرئ
.
هو حفص بن سليمان الأسدي الغاضري الكوفي، أبو عمر، شيخ القراء، ويقال له: حفص بن أبي داود، وكان حجة في القراءة، واهيا في الحديث.
قرأ على زوج أمه عاصم بن أبي النجود.، وروى عن: علقمة بن مرثد، وثابت البناني، وابن إسحاق، وكثير بن زاذان، ومحارب بن دثار، وإسماعيل السدي، وليث بن أبي سليم، وطائفة.
قرأ عليه: عمرو بن الصباح، وعبيد بن الصباح، وأبو شعيب القواس، وحمزة بن القاسم، وحسين بن محمد المروذي، وخلف الحداد وسمى أبو عمرو الداني خلقا ممن أخذ القراءة عن حفص.
وحدث عنه: بكر بن بكار، وأدهم بن أبي إياس، وأحمد بن عبدة،
وعمرو بن الناقد، وهشام بن عمار، وعلي بن حجر، وأبو نصر التمار، وهبيرة بن محمد التمار.
قال أحمد بن حنبل: ما به بأس.
وقال البخاري: تركوه.
وقال خلف البزار: مولد حفص سنة تسعين.
وقيل: إنه جلس إلى الحسن البصري وسأله.
قال صالح جزرة: لا يكتب حديثه، وقرأ القرآن على عاصم مرات، وجوده، وكان القدماء يعدون حفصا في الإتقان للحروف فوق أبي بكر بن عياش، ويصفونه بالضبط.
وقال زكريا الساجي: حدث حفص، عن قيس بن مسلم، وجماعة أحاديث بواطيل.
وقال ابن عدي: عامة أحاديثه غير محفوظة.
وقال أبو هشام الرفاعي: كان حفص أعلمهم بقراءة عاصم.
قلت: إنما دخل عليه الداخل في الحديث لتهاونه به.
قال أحمد بن حنبل: حدثنا يحيى القطان قال: ذكر شعبة حفص بن سليمان فقال: كان يأخذ كتب الناس وينسخها، أخذ مني كتابا فلم يرده، وكان يستعير الكتب.
وروى عبد الله بن أحمد، عن أبيه قال: وحفص متروك الحديث.
وقال ابن معين: ليس بشيء.
وقال العقيلي: حدثنا محمد، قال: حدثنا الحسن، قال: حدثنا
شبابة قال: قلت لأبي بكر بن عياش: أبو عمر رأيته عند عاصم؟ فقال: لا.
مات حفص بن سليمان سنة ثمانين ومائة.
58 -
حفص بن صبيح الأزرق
.
عن: بشير بن زيد، وعطاء بن السائب، وعنه: رباح بن خالد، وقبيصة بن عقبة، وأبو غسان النهدي، ويحيى الحماني.
95 – ت:
الحكم بن ظهير
، أبو محمد الكوفي، وهو الحكم بن أبي خالد.
عن: علقمة بن مرثد، وإسماعيل السدي، وعاصم بن أبي النجود، والربيع بن أنس الخراساني، وعنه: ابنه إبراهيم، وأحمد بن إبراهيم الموصلي، وأبو معمر القطيعي، ومحمد بن الصباح الدولابي، ومحمد بن حاتم الزمي، والحسن بن عرفة، وروى عنه من القدماء: سفيان الثوري، وهو أكبر منه.
قال أبو زرعة: متروك الحديث.
وقال البخاري: منكر الحديث، تركوه.
وقال ابن عدي: عامة أحاديثه غير محفوظة.
قلت: مات في حدود ثمانين ومائة.
وروى عباس، عن يحيى: ليس بثقة.
وقال يحيى: كان مروان يقول: أخبرنا الحكم بن أبي ليلى، وهو ابن ظهير، حدثنا محمد بن إسماعيل الصائغ، قال: حدثنا سعيد بن منصور، قال: حدثنا الحكم بن ظهير، عن السدي، عن عبد الرحمن بن سابط، عن جابر قال: جاء بستان اليهودي فقال: يا محمد، أخبرني عن النجوم التي رآها يوسف أنها ساجدة له، فلم يجبه حتى أتاه جبريل فأخبره، فأرسل إلى اليهودي فقال:
إن أخبرتك بأسمائها تسلم؟ قال: أخبرني. قال: خرقان، وطارق، والذيال، وذو الكنفات، وذو الفرع، ووثاب، وعموداي، وقابس، والضروح، والمصبح، والقليق، والضياء، والنور يعني أباه وأمه رآها في أفق السماء أنها ساجدة له، فقال اليهودي: هذه والله أسماؤها.
60 – ق: الحكم بن عبد الله بن خطاف أبو سلمة العاملي الأزدي، وقيل: الدمشقي.
عن: الزهري، وعبادة بن نسي، وعنه: الثوري مع تقدمه، والوليد بن مسلم، وهشام بن عمار، وعدة.
قال أبو حاتم: كذاب.
وقال النسائي: ليس بثقة.
61 – ق:
الحكم بن عبدة
بصري نزل مصر.
روى عن: أبي هارون العبدي، وأيوب السختياني، وربيعة الرأي، وعنه: ابن وهب، وإدريس بن يحيى الخولاني، ويحيى بن بكير.
فيه لين.
62 -
الحكم بن عمرو
، ويقال: ابن عمر الرعيني الحمصي.
عن: عبد الله بن بسر المازني، فهو بهذا الاعتبار تابعي.
وعن: عمر بن عبد العزيز، وقتادة، وعنه: خالد بن مرداس، ويحيى بن صالح الوحاظي، ومنصور بن أبي مزاحم، وجماعة.
ضعفه ابن معين، وغيره، ولم يترك.
أخبرنا عمر بن عبد المنعم، عن أبي اليمن الكندي أن أبا الفتح البيضاوي
أخبرهم سنة اثنتين وثلاثين وخمس مائة.
قال: أخبرنا أبو الحسين أحمد بن محمد البزاز، قال: أخبرنا عيسى بن علي، قال: حدثنا أبو القاسم البغوي، قال: حدثنا خالد بن مرداس إملاء سنة ثلاثين ومائتين قال: حدثنا الحكم بن عمر، قال: صليت مع عمر بن عبد العزيز، فكان يجهر ببسم الله الرحمن الرحيم من كل سورة يقرؤها.
63 -
الحكم بن فصيل أبو محمد الواسطي
.
عن: خالد الحذاء، وسيار أبي الحكم، وعطية العوفي، ويعلى بن عطاء، وعنه: عاصم بن علي، ومحمد بن أبان، وسويد بن سعيد، وغيرهم.
قال عاصم بن علي: كان من أعبد أهل زمانه.
وقال أبو داود: ثقة.
وقال ابن عدي: يخالف الثقات.
قلت: توفي سنة خمس وسبعين، ومثله يحيى بن فصيل، والباقون فضيل بضم ومعجمة.
64 – ن ت:
الحكم بن هشام الثقفي العقيلي
كوفي نزل دمشق.
وروى عن: قتادة، وحماد بن أبي سليمان، ومنصور بن المعتمر، وعبد الملك بن عمير، وعنه: ابن المبارك، وأبو مسهر، والهيثم بن خارجة، وهشام بن عمار، وإسحاق بن إبراهيم الفراديسي.
وكان شريف النفس متعففا.
قال أبو زرعة: لا بأس به.
وقال ابن معين: ثقة.
وقال العجلي: كان ثقة حدثني أبي قال: كان الحكم فقيرا فيدعى إلى الطعام، وهو جائع، فيلبس مطرف خز عتيقا، ثم يدخل العرس فيبارك، ولا
يأكل، وكان عسرا في الحديث ثم إنه انبسط، وكان مؤاخيا لأبي حنيفة.
وروى سليمان بن أبي شيخ، عن عبد الله بن صالح العجلي قال: أقبل الحكم بن هشام يريد مندلا، فلما جلس قال له أصحاب مندل: يا أبا محمد، ما تقول في عثمان؟ قال: كان، والله خيار الخيرة، أمير البررة، قتيل الفجرة، منصور النصرة، مخذول الخذلة، أما خاذله فقد خذل، وأما قاتله فقد قتل، وأما ناصره فقد نصر، قالوا له: فعلي خير أم معاوية؟ قال: بل علي رضي الله عنه. قالوا: فأيهما كان أحق بالخلافة؟ قال: كان أحق بالخلافة من جعله الله خليفة.
أبو مسهر: حدثنا الحكم بن هشام العقيلي قال: من أغرق في الحديث فليعد للفقر جلبابا، فليأخذ منه أحدكم بقدر الطاقة، وليحترف حذر الفاقة.
الأصمعي، عن الحكم بن هشام قال: يقال: خمسة قبيحة: الفتوة في الشيوخ، والحرص في الزهاد، وقلة الحياء في ذوي الحسب، والبخل في ذوي المال، والحدة في السلطان.
قال أبو حاتم الرازي: الحكم بن هشام الثقفي لا يحتج به.
65 -
حكيم بن نافع
، أبو جعفر الرقي.
عن: عطاء الخراساني، ومغيرة بن مقسم، وهشام بن عروة، والأعمش، وعنه: محمد بن بكار بن الريان، والنفيلي، وأبو إبراهيم الترجماني، ومعافى بن سليمان.
ضعفه أبو حاتم.
وقال أبو زرعة: ليس بشيء.
وقال النسائي: لا بأس به.
وجاء عن ابن معين فيه ثلاثة أقوال، أحدها: ثقة.
66 – ع:
حماد بن زيد بن درهم الإمام أبو إسماعيل الأزدي مولاهم البصري الأزرق الضرير الحافظ
، أحد الأعلام، مولى آل جرير بن حازم، كان جده درهم من سبي سجستان.
روى حماد عن: أنس بن سيرين، ومحمد بن زياد القرشي، وعمرو بن دينار، وثابت البناني، وأبي جمرة الضبعي، وأيوب السختياني، وخلق، وعنه: سفيان الثوري، وعبد الوارث، وعبد الرحمن بن مهدي، ومسدد، والقواريري، ومحمد بن أبي بكر المقدمي، وعلي ابن المديني، وعارم، وأحمد بن المقدام العجلي، وأحمد بن عبدة، وسليمان بن حرب، ومحمد بن عبيد بن حساب، وقتيبة، وأمم سواهم.
قال ابن مهدي: أئمة الناس في زمانهم أربعة: الثوري بالكوفة، ومالك بالحجاز، والأوزاعي بالشام، وحماد بن زيد بالبصرة.
قال ابن معين: ليس أحد أثبت من حماد بن زيد.
وقال يحيى بن يحيى: ما رأيت شخصا أحفظ منه.
وقال أحمد: حماد بن زيد من أئمة الدنيا من أهل الدين، هو أحب إلي من حماد بن سلمة.
وقال ابن مهدي: لم أر أحدا قط أعلم بالسنة، ولا بالحديث الذي يدخل في السنة من حماد بن زيد.
وقال أيضا: ما رأيت أعلم منه، ومن مالك، وسفيان.
وقال: ما رأيت بالبصرة أفقه منه.
وعن حماد بن زيد قال: جالست أيوب عشرين سنة.
وقال أحمد بن سعيد الدارمي: سمعت أبا عاصم النبيل يقول: مات حماد بن أيوب يوم مات، ولا أعلم له في الإسلام نظيرا في هيئته ودله، وأظنه قال: وسمته.
وقال يزيد بن زريع، يوم مات حماد بن زيد: مات سيد المسلمين.
قال ابن حبان: كان ضريرا يحفظ كل حديثه.
وقال ابن مصفى: حدثنا بقية قال: ما رأيت بالعراق مثل حماد بن زيد.
قلت: ومن خاصية حماد بن زيد أنه لا يدلس أبدا. قال خالد بن خداش: سمعته يقول: المدلس متشبع بما لم يعط.
قلت: والمدلس داخل في عموم قوله: (ويحبون أن يحمدوا بما لم يفعلوا)، وداخل في قوله عليه السلام: من غشنا فليس منا لأنه يوهم السامعين أن حديثه متصل، وفيه انقطاع، هذا إذا دلس عن ثقة، أما إذا دلس خبره عن ضعيف يوهم أنه صحيح، فهذا قد خان الله ورسوله، وقد قال عبد الوارث بن سعيد: التدليس ذل.
وقال سليمان بن أيوب صاحب البصري: سمعت عبد الرحمن بن مهدي يقول: ما رأيت أحدا أعلم من حماد بن زيد، ولا سفيان، ولا مالكا.
وقال فيه الثوري: رجل البصرة بعد شعبة ذلك الأزرق.
وقال وكيع: ما كنا نشبهه إلا بمسعر.
وقال سليمان بن حرب: لم يكن لحماد بن زيد كتاب إلا كتاب يحيى بن سعيد الأنصاري.
وقال ابن الطباع: ما رأيت أعقل من حماد بن زيد.
وقال أحمد العجلي: حماد بن زيد ثقة، كان حديثه أربعة آلاف، كان يحفظها، ولم يكن له كتاب.
وقال فيه عبد الرحمن بن خراش: لم يخطئ في حديث قط.
أخبرنا محمد بن سلامة كتابة، عن أبي المكارم اللبان، قال: أخبرنا أبو
علي، قال: أخبرنا أبو نعيم، قال: حدثنا الطبراني، عن عبد الله بن أحمد، قال: حدثني أحمد الدورقي، قال: حدثنا سليمان بن حرب قال: سمعت حماد بن زيد - وذكر الجهمية - فقال: إنما يحاولون أن يقولوا: ليس في السماء شيء.
أخبرنا محمد بن علي السلمي، قال: أخبرنا البهاء عبد الرحمن أنه قرأ على أبي الفتح الدباس، قال: أخبرنا أبو غالب الباقلاني، قال: أخبرنا أبو القاسم الواعظ، قال: أخبرنا أبو بكر النجاد، قال: حدثنا الحسن بن مكرم، قال: حدثنا عارم: سمعت ابن المبارك يقول:
قل لمن يطلب علما ائت حماد بن زيد تلتمس حكما وعلما ثم قيده بقيد
أخبرنا أبو المعالي الأبرقوهي، قال: أخبرنا الفتح بن عبد السلام، قال: أخبرنا محمد بن عمر، ومحمد بن علي، ومحمد بن أحمد قالوا: أخبرنا أبو جعفر المعدل، قال: أخبرنا عبيد الله الزهري، قال: حدثنا جفعر الفريابي، قال: حدثنا محمد بن عبيد بن حساب، قال: حدثنا حماد بن زيد، عن يحيى بن عتيق قال: قال محمد بن سيرين: لم يكن شيء أخوف على من قال هذا القول من هذه الآية (ومن الناس من يقول آمنا بالله وباليوم الآخر وما هم بمؤمنين).
قلت: وقع لي أحاديث عالية من طريق حماد قد أفردتها.
وكان مولده في سنة ثمان وتسعين، وعاش إحدى وثمانين سنة، قال الفلاس: مات يوم الجمعة تاسع شهر رمضان.
وقال عبيد الله بن عمر: مات في آخر سنة تسع، كذا قال.
وقال عارم: مات لعشر ليال خلون من رمضان، سنة تسع وسبعين، في يوم الجمعة.
قال أبو داود: مات مالك قبله بأشهر.
67 -
حماد بن شعيب التميمي الحماني
، الكوفي. أبو شعيب، وهو حماد بن أبي زياد.
قرأ القرآن على عاصم بن بهدلة، ثم عرضه على أبي بكر بن عياش.
قرأ عليه يحيى بن محمد العليمي، وحدث عن: حبيب بن أبي ثابت، وسلمة بن كهيل، وأبي الزبير المكي، ومنصور بن المعتمر، وطائفة، وعنه: حسين الجعفي، ويحيى الوحاظي، وعبد الأعلى بن حماد النرسي، وغيرهم.
قال أبو حاتم: ليس بالقوي.
وضعفه أبو زرعة، وغيره.
وروى عباس، عن ابن معين قال: ليس بشيء.
وقال البخاري: فيه نظر.
شريح بن النعمان: حدثنا حماد بن شعيب، عن أبي الزبير، عن جابر: نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يدخل الماء إلا بمئزر. قال العقيلي: لا يتابعه عليه إلا من هو دونه أو مثله.
68 -
حماد ابن الإمام أبي حنيفة النعمان بن ثابت بن زوطي
، الفقيه أبو إسماعيل.
تفقه بوالده، وقيل: كان من العباد الأخيار.
حدث عن: أبيه، وعن: ليث بن أبي سليم، وعنه: ابن المبارك، وقتيبة، وسويد بن سعيد.
لينوه من قبل حفظه.
وقد ذكره ابن عدي في الكامل.
قيل: مات في ذي العقدة سنة سبع وسبعين ومائة.
69 – ت:
حماد بن يحيى الأبح أبو بكر البصري
.
روى عن: ابن أبي مليكة، ومكحول، والزهري، والحكم بن عتيبة، وطائفة، وعنه: خلف بن هشام، وقتيبة بن سعيد، وبشر بن معاذ، وأحمد بن إبراهيم الموصلي، ويحيى بن معين، وقال: ثقة.
وقال عبد الرحمن بن مهدي: كان من شيوخنا، يشبه يزيد بن هارون أو قال: يزيد بن إبراهيم.
وقال أبو بشر الدولابي: ربما يهم في الشيء بعد الشيء.
وقال ابن عدي: هو ممن يكتب حديثه.
وقال البخاري أيضا: ربما يهم في الشيء بعد الشيء.
وقال أحمد بن حنبل: ما أرى فيه بأسا.
70 -
حمزة بن عبد الواحد المكي
.
عن: علقمة بن أبي علقمة، وعنه: ابن وهب، ومعن بن عيسى، وعبد الله بن نافع.
وثقه أبو زرعة.
71 -
حنظلة بن أبي المغيرة عبد الرحمن القاص
، المعلم أبو عبد الرحمن.
روى عن: الضحاك بن قيس، وعبد الكريم بن أبي أمية، وحماد بن أبي سليمان، وعنه: وكيع، وأبو أحمد الزبيري، وأبو نعيم، وخلاد بن يحيى، وآخرون.
ولعله مات بعد الستين ومائة.
72 – د:
خارجة بن الحارث بن رافع بن مكيث الجهني المدني
.
عن: أبيه، وسالم بن سرج، وعنه: عبد الرحمن بن مهدي، ومحمد بن الحسن الفقيه، ومحمد بن خالد الجهني، وإسماعيل بن أبي أويس.
قال أبو حاتم: صالح الحديث.
73 -
خاقان بن عبد الله بن الأهتم المنقري
.
عن: الحكم بن عتيبة، وابن جدعان، وعنه: مسدد، وعبد الصمد بن عبد الوراث.
قال أبو داود: ضعيف.
74 -
خالد بن زياد الأزدي الترمذي
.
عن: أبي زرعة البجلي، ونافع العمري، وقتادة، وغيرهم، وعنه: شعيب بن حرب، والليث بن خالد البلخي، وعبد الرحمن بن علقمة المروزي، وقتيبة، ومسدد، وصالح بن عبد الله الترمذي.
محله الصدق، ما ضعفه أحد.
75 – خ:
خالد بن سعيد بن عمرو بن سعيد بن العاص الأموي
، أخو إسحاق.
روى عن: أبيه، وبديح مولى عبد الله بن جعفر، وعنه: ابن المبارك، وعبد الله بن عمر بن أبان، وإبراهيم بن موسى الفراء، وعبد الرحمن بن صالح الأزدي، ويحيى الحماني، وجماعة.
وثقه ابن حبان.
76 -
خالد بن شوذب الجشمي البصري
.
عن: الحسن، وعنه: أبو غسان النهدي، وقتيبة، ومحمد بن أبي بكر المقدمي، وجماعة.
قال أبو حاتم: ليس به بأس.
77 – د ن:
خالد بن ميسرة البصري العطار
.
عن: عطاء الخراساني، ومعاوية بن قرة، وعنه: أبو عامر العقدي، وعبد الصمد بن حسان، ويونس المؤدب، وأبو أحمد الفرات الرازي.
قال ابن عدي: هو عندي صدوق.
78 -
خالد بن يزيد الزيات الكوفي، أبو عبد الله
.
عن: الشعبي، وعمرو بن مرة، وعنه: وكيع، وزهير بن عباد، وعبد الله مشكدانة، ويحيى بن سليمان الجعفي.
قال أبو حاتم: ليس به بأس.
وقال أحمد: ما به بأس.
79 – ن:
خلاد بن سليمان أبو سليمان الحضرمي المصري
.
عن: نافع مولى ابن عمر، وخالد بن أبي عمران، ودراج أبي السمح، وعنه: حسان بن عبد الله، وسعيد بن أبي مريم، وعمرو بن خالد، ويحيى بن بكير، وجماعة سواهم.
وكان ثقة صالحا قانتا لله.
وكان أميا لا يكتب.
توفي سنة ثمان وسبعين ومائة.
80 -
خلف الأحمر
. اللغوي الشاعر، صاحب البراعة في الأدب، يكنى أبا محرز، مولى بلال بن أبي بردة.
تعبد في أواخر عمره.
حمل عنه ديوانه أبو نواس، ورثاه بقصيدة، ولخلف القصيدة السائرة التي نحلها تأبط شرا:
إن بالشعب الذي دون سلع لقتيل دمه ما يطل
* خلف بن خليفة. يأتي.
*
الخليل بن أحمد
صاحب العروض.
قد تقدم، ويقال: مات سنة خمس وسبعين ومائة.
وفيها مات:
81 -
خشاف الكوفي صاحب اللغة
.
82 -
الخليل بن أحمد.
روى عن: مستنير بن أخضر، وعنه: إبراهيم بن محمد بن عرعرة، ومحمد بن أبي سمينة.
شيخ مستور.
83 -
الخيزران الجرشية
، مولاة المهدي، وحبيبته، وزوجته، وأم ولديه الهادي والرشيد.
رزقت من سعادة الدنيا ما لا يوصف.
قال المسعودي: كان مغلها في السنة مائتي ألف وستين ألفا.
وقد روى الخطيب في ترجمتها حديثا ترويه عن المهدي، عن آبائه ولا يثبت.
قيل: توفيت سنة ثلاث وسبعين ومائة.
84 – ت ق:
داود بن الزبرقان البصري
.
عن: مطر الوراق، وداود بن أبي هند، وعلي بن جدعان، وعنه: محمد بن شعيب بن شابور، وزكريا بن يحيى بن صبيح، ومحمد بن أبي بكر المقدمي، وغيرهم.
ضعفه أبو حاتم.
وحسن حاله ابن حبان، وقال: كان يهم في المذاكرة ويعتبر به.
وقال أحمد بن حنبل: لا أتهمه في الحديث.
وقال البخاري: حديثه مقارب.
وقال ابن معين: ليس بشيء.
85 – ع:
داود بن عبد الرحمن العطار أبو سليمان المكي
.
عن: عمرو بن دينار، والقاسم بن أبي بزة، وعمرو بن يحيى بن عمارة، ومنصور بن صفية، وعبد الله بن عثمان بن خثيم، وهاشم بن عروة، وغيرهم، وعنه: يحيى بن يحيى، وقتيبة بن سعيد، وأحمد بن محمد الأزرقي، وسعيد بن منصور، وإبراهيم بن محمد الشافعي، وداود بن عمرو الضبي، وخلف بن هشام البزار، وآخرون.
قال إبراهيم الشافعي: ما رأيت أحدا أورع منه.
وقال محمد بن سعد: حدثنا أحمد بن محمد الأزرقي قال: كان عبد الرحمن العطار والد داود نصرانيا شاميا يتطبب، فقدم مكة فنزلها، وولد له أولاد فأسلموا، وكان يعلمهم القرآن والفقه، ووالى آل جبير بن مطعم، وولد له سنة مائة داود، وكان عبد الرحمن يجلس في أصل منارة الحرم من قبل الصفا، وكان يضرب به المثل يقال: أكفر من عبد الرحمن، لقربه من الأذان والمسجد، ولحال ولده وإسلامهم، وكان يسلمهم في الأعمال السرية، ويحثهم على الأدب، ولزوم الخير وأهله.
قال: ومات داود بمكة سنة أربع وسبعين ومائة، وكان كثير الحديث.
قلت: أنا أتعجب من تمكين هذا النصراني من الإقامة بحرم الله، فلعلهم اضطروا إلى طبه، فالله أعلم، والحكاية صحيحة.
وقيل: توفي سنة خمس وسبعين ومائة، وهو من كبار شيوخ الشافعي.
87 -
داود بن يزيد الثقفي البصري
.
عن: بشر بن حرب الندبي، وعاصم بن بهدلة، وحبيب المعلم، وعنه: قتيبة، وهشام بن عبيد الله الرازي، والحكم بن المبارك، ومحمد بن أبي بكر المقدمي.
قال ابن أبي حاتم: سمعت أبي يقول ذلك، فسألته عنه فقال: شيخ مجهول.
قلت: هذا القول يوضح لك أن الرجل قد يكون مجهولا عند أبي حاتم، ولو روى عنه جماعة ثقات، يعني أنه مجهول الحال عنده، فلم يحكم بضعفه ولا بتوثيقه.
87 – ق:
ديلم بن غزوان أبو غالب العبدي البصري البراء
.
عن: ثابت البناني، وميمون الكردي، وجماعة، وعنه: عفان، وعارم، ومسدد، والقواريري.
قال أبو حاتم: ليس به بأس.
وذكره ابن عدي في كامله، وقوى أمره.
88 – ت ق:
ذواد بن علبة
، أبو المنذر الحارثي الكوفي.
عن: مطرف بن طريف، وليث بن أبي سليم، وإسماعيل بن أمية، وعنه: أبو مطيع البلخي، وابنه مزاحم بن ذاود، وجبارة بن مغلس، وسعيد بن منصور.
ضعفه ابن معين.
وقال ابن عدي: هو ممن يكتب حديثه.
وكان عابدا.
89 -
رابعة العدوية
، العابدة البصرية المشهورة بالتأله والزهد، هي رابعة بنت إسماعيل، كنيتها أم عمرو، وولاؤها للعتكيين.
وقد أفرد ابن الجوزي أخبارها في جزء
في الشاميات رابعة العابدة معاصرة لها فربما تداخلت أخبارهما.
قال خالد بن خداش: سمعت رابعة صالحا المري يذكر الدنيا في قصصه، فنادته: هيه يا صالح من أحب شيئا أكثر من ذكره.
قال محمد بن الحسين البرجلاني: حدثنا بشر بن صالح العتكي قال: استأذن ناس على رابعة، ومعهم سفيان الثوري، فتذاكروا عندها ساعة، وذكروا شيئا من أمر الدنيا، فلما قاموا قالت لامرأة تخدمها: إذا جاء هذا الشيخ وأصحابه فلا تأذني لهم، فإني رأيتهم يحبون الدنيا.
وعن أبي يسار مسمع قال: أتيت رابعة، فقالت: جئتني وأنا أطبخ أرزا، فآثرت حديثك على طبيخ الأرز، فرجعت إلى القدر، وقد طبخت.
ابن أبي الدنيا: حدثنا محمد بن الحسين: حدثني عبيس بن ميمون العطار: قال: حدثتني عبدة بنت أبي شوال، وكانت تخدم رابعة العدوية قالت: كانت رابعة تصلي الليل كله، فإذا طلع الفجر هجعت هجعة حتى يسفر الفجر، فكنت أسمعها تقول: يا نفس كم تنامين، وإلى كم تقومين، يوشك أن تنامي نومة لا تقومين منها إلا ليوم النشور.
وقال أحمد بن أبي الحواري: حدثنا العباس بن الوليد قال: قالت رابعة: أستغفر الله من قلة صدقي في قولي، أستغفر الله.
وقال جعفر بن سليمان: دخلت مع الثوري على رابعة، فقال سفيان: واحزناه، فقالت: لا تكذب قل: واقلة حزناه.
وعن حماد بن زيد قال: دخلت على رابعة أنا وسلام بن أبي مطيع، فأخذ سلام في ذكر الدنيا، فقالت: إنما يذكر شيء هو شيء، فأما شيء ليس بشيء فلا.
وقال شيبان: حدثنا رياح القيسي قال: كنت أختلف إلى شميط بن عجلان أنا ورابعة، فقالت مرة: تعال يا غلام، وأخذت بيدي، ودعت الله تعالى،
فإذا جرة خضراء مملوءة عسلا أبيض، فقالت: كل، فهذا والله لم تحوه بطون النحل، قال: ففزعت من ذلك، فقمنا وتركناه.
قال أبو سعيد ابن الأعرابي: أما رابعة فقد حمل الناس عنها حكمة كثيرة، وحكى عنها سفيان، وشعبة، وغيرهما ما يدل على بطلان ما قيل عنها، وقد تمثلت بهذا البيت:
ولقد جعلتك في الفؤاد محدثي وأبحت جسمي من أراد جلوسي
فنسبها بعضهم إلى الحلول بنصف البيت، وإلى الإباحة بتمام البيت، وهذا غلو وجهل، ولا أحسب ينسبها إلا حلولي مباحي؛ لينفق بها زندقته، كما احتجوا بالخبر النبوي: فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به. الحديث.
قيل: توفيت سنة ثمانين ومائة، عن نحو ثمانين سنة.
90 -
الربيع بن سهل بن الركين الفزاري
.
عن: سعيد بن عبيد الطائي، وهشام بن عروة، وعنه: يحيى بن أبي بكير، وموسى بن إسماعيل، وإسماعيل بن موسى السدي.
قال ابن معين: ليس بشيء.
وقال أبو زرعة: منكر الحديث.
وقال البخاري: يخالف في حديثه.
قال إسماعيل بن موسى: حدثنا الربيع بن سهل، عن سعيد بن عبيد، عن علي بن ربيعة، سمعت عليا على منبركم هذا يقول: عهد إلي النبي صلى الله عليه وسلم أني مقاتل بعده القاسطين، والناكثين، والمارقين.
قال العقيلي: أسانيد هذا المتن لينة الطرق.
91 -
د ت ن:
رفاعة بن يحيى بن عبد الله بن رفاعة بن رافع الأنصاري الزرقي المدني
، إمام مسجد بني زريق.
روى عن: عم أبيه معاذ بن رفاعة.
روى عنه: سعيد بن عبد الجبار، وقتيبة بن سعيد، وعبد العزيز بن أبي ثابت.
له في السنن حديث واحد، أن رفاعة قال:(عطست في الصلاة فقلت: الحمد لله) حسنه الترمذي.
92 -
ق:
رفدة بن قضاعة الغساني مولاهم الدمشقي
.
عن: ثابت بن عجلان، وجعفر بن برقان، والأوزاعي، وعنه: مروان الطاطري، وهشام بن عمار.
قال أبو حاتم، وغيره: منكر الحديث.
وقال أبو مسهر: لم يكن عند رفدة شيء، كان مولى الحي، يعني حي أبي مسهر.
وقال البخاري: في حديثه بعض المناكير.
93 -
روح بن حاتم بن قبيصة بن المهلب بن أبي صفرة الأزدي المهلبي الأمير
.
من كبار القواد، ولي إفريقية مدة للرشيد، ثم ولي الكوفة بالبصرة، وكان بطلا شجاعا كبير القدر، وولي أيضا السند، واتفق موته بالمغرب عند أخيه يزيد بن حاتم أمير إفريقية في رمضان سنة أربع وسبعين ومائة، وله أخبار ومآثر في الجود.
94 -
روح بن مسافر
، أبو بشر البصري.
عن: أبي إسحاق السبيعي، وأبان بن أبي عياش، والأعمش، وعدة، وعنه:
منصور بن أبي مزاحم، وإسماعيل بن عيسى العطار.
ضعفوه.
وقال أبو داود: متروك.
95 -
روح بن عطاء بن أبي ميمونة
.
عن: أبيه، وأبي بشر، وغيلان مولى عثمان، وشعبة بن الحجاج، وعنه: النضر بن شميل، وأبو داود الطيالسي، وإبراهيم بن الحجاج السامي، وغيرهم.
قال أحمد: منكر الحديث.
وقال ابن معين: ضعيف.
وقال ابن عدي: عندي لا بأس به.
نعيم بن حماد: حدثنا روح بن عطاء: حدثنا أبي، عن الحسن، عن سمرة: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يسلم في الصلاة تسليمة قبالة وجهه، فإذا سلم عن يمينه سلم عن يساره.
قال العقيلي: الأحاديث في تسليمه أسانيدها لينة.
96 -
رياح بن عمرو القيسي البصري الزاهد
، أبو المهاجر.
كان خاشعا خائفا بكاء.
روى عن: مالك بن دينار، وواصل بن السائب، وقيل إنه لقي الحسن البصري.
روى عنه: سيار بن حاتم، وموسى بن داود، ويزيد بن هارون، وعمرو بن عون، وروح بن عبد المؤمن، وطائفة.
قال أبو زرعة: صدوق.
وذكره أبو داود السجستاني فوهاه، وقال: رجل سوء.
قال علي بن الحسن بن أبي مريم: قال رياح القيسي: لي نيف وأربعون ذنبا، قد استغفرت الله لكل ذنب مائة ألف مرة.
وقال سيار: حدثنا رياح قال: قال لي عتبة الغلام: من لم يكن معنا فهو علينا.
وكان رياح بن عمرو تسمع منه الموعظة، ويغشى عليه.
97 – ع:
زهير بن معاوية بن حديج بن الرحيل أبو خيثمة الجعفي
الكوفي الحافظ، أحد الثقات، وهو أخو حديج والرحيل.
روى عن: الأسود بن قيس، وسماك بن حرب، وأبي إسحاق، وأبي الزبير، والحسن بن الحر، وحميد الطويل، وزبيد اليامي، ومنصور بن المعتمر، وزياد بن علاقة، وخلق كثير، وعنه: الحسن بن موسى الأشيب، وأبو داود الطيالسي، وأبو نعيم، وأحمد بن يونس، وعمرو بن خالد، ويحيى بن يحيى التميمي، وأبو جعفر النفيلي، وأبو الوليد، وخلق.
قال سفيان بن عيينة لرجل: عليك بزهير بن معاوية فما بالكوفة مثله.
وقال معاذ بن معاذ: لا والله ليس سفيان الثوري عندي بأثبت من زهير بن معاوية.
وقال شعيب بن حرب، وذكر حديثا لزهير، وشعبة، فقال عند ذلك: زهير أحفظ عندي من عشرين مثل شعبة.
وقال أحمد بن حنبل: زهير من معادن العلم.
وقال أبو حاتم: زهير أحب إلينا من إسرائيل في كل شيء إلا في حديث أبي إسحاق.
قيل لأبي حاتم: فزهير وزائدة؟ قال: زهير أتقن، وهو صاحب سنة، غير أنه تأخر سماعه من أبي إسحاق.
وقال أبو زرعة: سمع زهير من أبي إسحاق بعد الاختلاط، وهو ثقة.
وقال حميد بن عبد الرحمن الرؤاسي: كان زهير بن معاوية إذا سمع
الحديث من الشيخ مرتين كتب عليه: فرغت.
قلت: وسكن زهير في أواخر عمره الجزيرة، أظن بحران.
قال النفيلي، وعمرو بن خالد: توفي سنة ثلاث وسبعين ومائة، زاد النفيلي: في رجب.
وقال أحمد: مات سنة أربع وسبعين.
قلت: وأصابه الفالج قبل موته بسنة.
98 -
زهير بن هنيد
، أبو الذيال العدوي.
بصري مقل، عن: أبي نعامة عمرو بن عيسى العدوي، ومحمد بن عبد الله الشعيثي، وعنه: محمد بن عقبة السدوسي، وعبيد الله بن عمر القواريري، وإسحاق بن أبي إسرائيل.
محله الصدق إن شاء الله تعالى.
99 -
زياد أبو السكن الباهلي
، مولاهم.
نزل بغداد، وزعم أنه رأى الشعبي.
روى عن: طلحة بن مصرف، وعلقمة بن مرثد، وعنه: داود بن رشيد، وإسحاق بن أبي إسرائيل.
قال ابن معين: ليس بشيء.
وقال النسائي: ليس بثقة.
100 – د:
سالم أبو جميع القزاز البصري
هو ابن دينار، وقيل: ابن راشد، مولى بني تميم.
عن: الحسن، ومحمد بن سيرين، وثابت، وعنه: عبد الرحمن بن مهدي، ومحمد ابن الطباع، وأبو سلمة التبوذكي، ومسدد.
قال أبو زرعة: لين الحديث.
وروى الدارمي، عن ابن معين: ثقة.
وقال آخر: صالح الحديث.
101 -
سعد بن زياد
، أبو عاصم العباسي مولى الأمير سليمان بن علي.
عن: سالم بن عبد الله، وكيسان مولى ابن الزبير، وجماعة، وعنه: أبو سلمة التبوذكي، والقواريري، وعبد الرحمن بن المبارك، وعبد الله بن حميد بن الأسود، ومحمد بن أبي بكر المقدمي، وغيرهم.
قال أبو حاتم: يكتب حديثه، وليس بالمتين.
102 -
سعد بن عبد الله بن سعد
، أبو عمر المعافري الإسكندراني الفقيه.
عن: موسى بن علي بن رباح، ويحيى بن أيوب، وأبي معشر السندي.
ومات شابا.
روى عنه: ابن القاسم، وابن وهب، وإسماعيل بن بكير، وخالد بن نزار.
قال ابن يونس: كانت له عبادة وفضل وفقه، وهو الذي أعان ابن وهب على تصنيف كتبه.
وقال فتح بن حماد المهري: قدمت من الإسكندرية فلقيت الليث بن سعد، فقلت له: مات سعد فاسترجع، وقال: لو كان الناس في عدوة، وكنت أنا وسعد في عدوة لرجوت أن أكون به مليا.
ثم قال أبو سعيد بن يونس: حدثنا يعقوب بن الوليد الأيلي، قال: حدثنا ابن بكير، قال: حدثنا سعد المعافري، عن يحيى بن أيوب، فذكر حديثا في التواضع، ثم قال: مات سنة ثلاث وسبعين ومائة.
103 – خ ت ق:
سعدان بن بشر الجهني الكوفي
.
عن: سعد الطائي، ومحمد بن جحادة، وعنه: وكيع، وأبو عاصم، ومحمد بن ربيعة، وخلاد بن يحيى، وآخرون.
قال أبو حاتم: صالح الحديث.
وقال الدارقطني: ليس بالقوي.
104 – م ن:
سعيد بن سلمة بن أبي الحسام العدوي مولاهم المدني
.
عن: أبيه، ومحمد بن المنكدر، وصالح بن كيسان، وعمرو بن أبي عمرو، وجماعة، وعنه: عبد الصمد بن عبد الوارث، وعبد الله بن رجاء، والتبوذكي، ومحمد بن أبي بكر المقدمي، وغيرهم.
قال أبو سلمة التبوذكي: ما رأيت أصح من كتابه.
قلت: واعتمده مسلم في صحيحه.
وما ذكره النسائي في الضعفاء بل قال في سننه: هو ضعيف.
105 -
سعيد بن عبد الله بن الربيع بن خثيم الكوفي
.
عن: نسير بن ذعلوق، وسعيد والد الثوري، وعنه: سنيد بن داود، وأبو توبة الحلبي، وعبد الله بن عمر بن أبان، وأبو بكر بن أبي شيبة، وغيرهم.
ما علمت به بأسا.
106 – م د ن ق:
سعيد بن عبد الرحمن بن عبد الله القرشي الجمحي المدني
، قاضي بغداد للرشيد، كان من جلة العلماء.
روى عن: عبد الرحمن بن القاسم، وسهيل بن أبي صالح، وهشام بن عروة، وعبيد الله بن عمر، وطائفة.
وأحسبه تفقه على ربيعة الرأي.
وعنه: سعيد بن أبي مريم، وعبد العزيز الأويسي، وعلي بن حجر، ومحمد بن الصباح الدولابي، ويحيى بن أيوب المقابري، وأحمد بن إبراهيم الموصلي، وعدة.
وقد روى عنه الليث بن سعد، وهو أكبر منه.
وثقه ابن معين.
وقال أحمد: ليس به بأس.
ولينه الفسوي فقال: لين الحديث.
وأما ابن حبان فخسف في شأنه فقال: سعيد بن عبد الرحمن بن عبد الله بن الجمحي، أبو عبد الله ولي القضاء ببغداد يروي عن: عبيد الله بن عمر وغيره أشياء موضوعة يتخايل إلى من يسمعها أنه المتعمد لها. حدثنا ابن مجاشع، قال: حدثنا أبو إبراهيم الترجماني، قال: حدثنا سعيد، عن عبيد الله، عن نافع، عن ابن عمرو مرفوعا: من نسي صلاة فلم يذكرها إلا مع الإمام فليتم صلاته ثم يقضي ما فاته.
مات سنة ست وسبعين ومائة، وله اثنتان وسبعون سنة.
ورثاه بعض الشعراء بقوله:
ثلمة في الإسلام موت سعيد شملت كل مخلص التوحيد ذاك أني رأيته لا يبالي في تقى الله لوم أهل الوعيد
107 – م ت ن:
سعير بن الخمس التميمي الكوفي
عن: مغيرة بن مقسم، وأبي إسحاق، وحبيب بن أبي ثابت، وزعم الحاكم أنه رأى عبد الله بن أبي أوفى، وعنه: عاصم بن يوسف اليربوعي، وحسين الجعفي، ويحيى الحماني، وجبارة بن المغلس، ويحيى بن يحيى.
وثقه ابن معين.
واتفق له حكاية عجيبة، وذلك أنه عندما قدم إلى قبره ليدفنوه تحرك فرد إلى منزله فقام وولد له بعد ذلك ولده مالك بن سعير، رواها عبيد الله القواريري، عن الخريبي، أنه شاهد ذلك.
وهو مقل، له نحو عشرة أحاديث، وهو ثقة.
وقال أبو حاتم: لا يحتج به.
108 -
سكين بن عبد العزيز بن قيس
وهو سكين بن أبي الفرات العبدي البصري العطار.
عن: أبي هارون العبدي، وأشعث بن عبد الله الحداني، وإبراهيم الهجري، ووالده، ومثنى بن دينار الأحمر، وهلال بن خباب، وعنه: حبان بن هلال، وشيبان بن فروخ، وعفان، وعارم، وآخرون.
قال أبو حاتم: لا بأس به.
وقال أبو داود: ضعيف.
وقال ابن معين: ثقة. وهو عند ابن أبي مريم، والدارمي.
خرج له البخاري في أدبه.
ولشيبان بن فروخ، عنه، عن أبيه، عن أنس مرفوعا: عمر الذباب أربعون ليلة. . الحديث.
109 -
سكن بن أبي خالد البصري
، صاحب الغنم.
عن: الحسن، وأبي نعامة السعدي، وعنه: سيار بن حاتم، والأصمعي، وقتيبة بن سعيد، وغيرهم.
* ع: سلام بن سليم هو أبو الأحوص الكوفي الحافظ، مذكور في الكنى.
110 – ت ن:
سلام بن سليمان أبو المنذر المزني
، مولاهم البصري، ثم الكوفي القارئ النحوي، ويقال: ابن سليم.
قرأ القرآن على عاصم، وأبي عمرو، وغيرهما، وصار شيخ القراء في عصره ومصره. قرأ عليه: يعقوب الحضرمي، وإبراهيم بن الحسن العلاف، ويقال: إنه قرأ على عاصم الجحدري.
وحدث عن: ثابت البناني، ومطر الوراق، وحميد الأعرج، وابن جدعان، وجماعة.
روى عنه: عفان، ومحمد بن سلام الجمحي، وعبيد الله ابن عائشة، وعبد الواحد بن غياث، وخلق سواهم.
قال يحيى بن معين: لا بأس به.
وقال أبو حاتم: صدوق.
وقال يعقوب الحضرمي: لم يكن في وقته أعلم منه، كان فصيحا نحويا، وقيل: لم يكن أحد مثله في الإنكار على القدرية.
وقال أبو داود: كان نصر بن علي ينكر عليه شيئا من الحروف.
وعن عفان بن مسلم قال: كنت عنده فأتاه رجل بمصحف فقال: أليس هذا ورق وزاج؟ فقال سلام: قم يا زنديق.
مات سلام القارئ سنة إحدى وسبعين ومائة.
111 – ق:
سلام بن سلم أبو سليمان التميمي السعدي المدائني الطويل
، خراساني الأصل.
روى عن: منصور بن زاذان، وزيد العمي، وحميد الطويل، وثور بن يزيد، وعنه: أسد بن موسى، وخلف بن هشام، وعلي بن الجعد، ومحمد بن عبد الواهب الحارثي، وجماعة كبار.
قال يحيى بن معين: ليس بشيء.
وقال أبو زرعة: ضعيف الحديث.
وقال أبو حاتم، وغيره: تركوه.
قال العقيلي: سلام بن سلم المدائني الطويل: حدثنا محمد بن عثمان، عن ابن معين، وسئل عنه فقال: ضعيف.
وقال البخاري: سلام بن سلم السعدي الطويل، عن زيد العمي، تركوه.
وقال الأعين: سمعت أبا نعيم ضعف سلام بن سلم.
وقال أحمد بن يونس: حدثنا سلام، قال: حدثنا زيد العمي، عن أبي الصديق، عن أبي سعيد الخدري، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أرحم هذه الأمة بها أبو بكر، وأقواهم في دين الله عمر، وأفرضهم زيد، وأقضاهم علي، وأصدقهم حسان، وأمين هذه الأمة أبو عبيدة، وأقرؤهم أبي، وأبو هريرة وعاء من العلم، وسلمان علم لا يدرك، ومعاذ أعلمهم بالحلال والحرام، وما أضلت الخضراء أصدق من أبي ذر.
أما سلام بن سليمان المدائني الصغير، فآخر سيأتي قبل العشرين ومائتين.
وأما صاحب الترجمة سلام بن سلم، فقيل في أبيه: سليمان، وقيل: سالم، وهو وهم، ويعرف بالطويل.
قيل: توفي سنة سبع وسبعين ومائة ظنا لا يقينا.
112 -
سلام بن أبي صهباء أبو المنذر
، بصري فزاري.
روى عن قتادة، وثابت، وعنه: أبو كامل الجحدري: ومحمد بن عبد الملك بن أبي الشوارب، وعبيد الله العيشي، وغيرهم.
قال البخاري: سلام بن أبي الصهباء العدوي، منكر الحديث.
وقال أبو حاتم: شيخ.
وقال العقيلي: سلام بن أبي الصهباء، أبو بشر العدوي بصري، حدثنا إبراهيم بن محمد، قال: حدثنا عبد الله بن عبد الوهاب، قال: حدثنا سلام بن أبي صهباء، عن ثابت، عن أنس، مرفوعا: لو لم تذنبوا لخشيت عليكم ما هو أشد من ذلك: العجب.
113 – خ م ت ن ق:
سلام بن أبي مطيع البصري أبو سعيد الخزاعي
، مولاهم.
عن: أبي عمران الجوني، وقتادة، وأبي حصين عثمان بن عاصم، ومنصور بن المعتمر، وجماعة، وعنه: ابن المبارك، وعبد الرحمن بن مهدي، ومسدد، وهدبة، وعبد الأعلى بن حماد، وأبو الوليد، وإبراهيم بن الحجاج السامي، وآخرون.
قال أحمد: ثقة، صاحب سنة.
وقال ابن عدي: كان يعد من خطباء أهل البصرة، وعقلائهم.
وقال أبو حاتم: صالح الحديث.
وقال ابن حبان: كثير الوهم لا يحتج به إذا انفرد.
قلت: قد احتج به الشيخان.
قال خليفة: مات بطريق مكة سنة ثلاث وسبعين ومائة.
ويقال: سنة أربع.
قال زهير البابي: سمعته يقول: الجهمية كفار لا يصلى خلفهم.
وقال أبو داود: قال سلام: لأن ألقى الله بصحيفة الحجاج أحب إلي
من أن ألقاه بصحيفة عمرو بن عبيد.
* سلام بن أبي خبرة البصري.
شيخ ضعيف، يذكر في طبقة وكيع.
114 -
سلمة بن عمرو العقيلي
، قاضي دمشق.
كان قبل يحيى بن حمزة القاضي، ثم عزل.
روى عن: ربيعة بن يزيد القصير، وشداد أبي عمار، وعبد الله بن علي الأمير، وعنه: يحيى بن حمزة، وعبد الملك الصنعاني، وعلي بن حجر، وأبو مسهر.
قال أبو زرعة النصري: سمعت محمد بن الوليد: قال: سمعت أبا مسهر يقول: قال سلمة بن عمرو القاضي: لا رحم الله فلانا، فإنه أول من زعم أن القرآن مخلوق.
115 – ق:
سلمة بن كلثوم الكندي الدمشقي
نزيل حمص.
عن: جعفر بن برقان، والأوزاعي، وإبراهيم بن أدهم، وعنه: بقية، ومحمد بن حميد، ويحيى بن صالح، وأبو توبة الحلبي.
قال أبو اليمان: ثقة، كان يقاس بالأوزاعي.
وقال أبو توبة: حدثنا سلمة بن كلثوم، وكان من العابدين، لم يكن في أصحاب الأوزاعي أهيأ منه.
116 -
سلم الخاسر
.
هو سلم بن عمرو بن حماد البصري، أحد الشعراء المحسنين، وهو غلام بشار بن برد، مدح المهدي وأكثر.
وكان عاكفا على المعاصي، ثم تزهد، ونسك مديدة، ثم مرق وعاد إلى اللهو، وباع مصحفه، واشترى بثمنه ديوان شعر، فلقب لذلك بالخاسر.
ولما صير الرشيد ولده الأمين، ولي عهده. قال سلم قصيدته السائرة:
قل للمنازل بالكثيب الأعفر سقيت غادية السحاب الممطر قد بايع الثقلان مهدي الهدى لمحمد بن زبيدة ابنة جعفر
فحشت زبيدة فاه جوهرا، قيل: باعه بعشرين ألف دينار.
ومن شعره:
بان شبابي فما يحور وطال من ليلي القصير أهدى لي الشوق وهو خلو أغن في طرفه فتور وقائل حين شب وجدي واشتعل المضمر الستير لو شئت أسلاك عن هواه قلب لأشجانه ذكور فقلت: لا تعجلن بلومي فإنما ينبئ الخبير عذبني والهوى صغير فكيف بي والهوى كبير من راقب الناس مات غما وفاز باللذة الجسور
قال أبو معاذ النميري: قال بشار بيتا، وكان يلهج به كثيرا، وهو:
من راقب الناس لم يظفر بحاجته وفاز بالطيبات الفاتك اللهج
فقلت له: قد قال في هذا، وأنشدته:
من راقب الناس مات هما وفاز باللذة الجسور
فقال: ذهب بيتي، والله لا أكلت اليوم شيئا ولا صمت.
ومن شعره:
لما أتتني على المهدي مالكة تظل من خوفها الأحشاء تضطرب كيف القرار أن يبلغ رضى ملك تبدو المنايا بكفيه، وتحتجب إني أعوذ بخير الملوك كلهم وأنت ذاك بما تأتي وتجتنب وأنت كالدهر مبثوثا حبائله والدهر لا ملجأ منه، ولا هرب
وله:
ملك كأن الشمس فوق جبينه تملك الإمساء والإصباح وإذا حللت ببابه ورواقه فانزل بسعد وارتحل بنجاح
فأجازه الرشيد بمائة ألف.
117 – ع:
سليمان بن بلال أبو أيوب
، ويقال: أبو محمد المدني الحافظ، أحد الأئمة من موالي آل أبي بكر الصديق.
روى عن: زيد بن أسلم، وعبد الله بن دينار، وأبي طوالة، وخثيم بن عراك، وأبي حازم الأعرج، ويحيى بن سعيد الأنصاري، وربيعة الرأي، وسهيل بن أبي صالح، وعمارة بن غزية، وطبقتهم، وعنه: القعنبي، وخالد بن مخلد، وعبد الحميد بن أبي أويس، وسعيد بن أبي مريم، وسعيد بن عفير، ولوين، ويحيى الوحاظي، ويحيى بن يحيى، وعدد كثير.
قال ابن سعد: كان بربريا حسن الهيئة، ثقة، عاقلا، يفتي بالبلد، وولي خراج المدينة.
وقال ابن معين: ثقة صالح.
أخبرنا أحمد بن إسحاق، قال: أخبرنا الفتح بن عبد الله، قال: أخبرنا هبة الله الحاسب، قال: أخبرنا أبو الحسين بن النقور، قال: حدثنا عيسى بن علي، قال: حدثنا عبد الله بن سليمان، قال: حدثنا لوين، قال: حدثنا سليمان بن بلال، عن أبي وجزة، عن عمر بن أبي سلمة قال: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا بني ادن وكل بيمينك، وكل مما يليك أخرجه أبو داود عن لوين.
مات سليمان سنة اثنتين وسبعين ومائة، ويقال: كان محتسب المدينة، أرخه ابن سعد.
روى البخاري، عن هارون بن محمد المدني، مات في سنة سبع وسبعين ومائة.
118 -
سليمان بن سالم القرشي البصري القطان
، أبو داود.
محله الصدق.
سمع: علي بن جدعان، ولبابة مولاة بني خلف، وعنه: موسى بن إسماعيل، وإسحاق بن أبي إسرائيل.
119 – ق:
سليمان بن عطاء القرشي أبو عمر الحراني
.
عن: عبد الله بن دينار البهراني، ومسلمة بن عبد الله الجهني، وعنه: الوليد بن عبد الملك بن مسرح، ويحيى بن صالح الوحاظي، وأبو جعفر النفيلي.
قال البخاري: في حديثه مناكير.
وذكره ابن حبان في الثقات.
120 – د:
سليمان بن موسى الزهري الكوفي أبو داود
.
عن: جعفر بن سعد بن سمرة، ومظاهر بن أسلم، وعنه مروان الطاطري، وهشام بن عمار، ويحيى بن حسان التنيسي، وطائفة.
قال أبو حاتم: محله الصدق.
وقال مرة: صالح الحديث.
ولينه العقيلي.
121 – م د ت ن:
سليم بن أخضر البصري
.
عن: سليمان التيمي، وعبيد الله بن عمر، وابن عون، وغيرهم، وعنه: عبد الرحمن بن مهدي، وعفان، ويحيى بن يحيى، وأحمد بن عبدة، وحميد بن مسعدة.
قال سليمان بن حرب: ثقة مأمون.
وقال أبو زرعة: ثقة.
وقيل: كان ثبتا في حديث ابن عون مجودا له.
122 – ت:
سنان بن هارون البرجمي أبو بشر الكوفي
، أخو سيف.
عن: كليب بن وائل، وبيان بن بشر، وحميد الطويل، وجماعة، وعنه: الأسود بن شاذان، وعون بن سلام، ولوين، ومحمد بن الصباح الدولابي، وجماعة.
ضعفه النسائي.
وقال الداراقطني: يعتبر به.
وقال عباس، عن ابن معين: سنان، وسيف ضعيفان، وسنان أعجبهما إلي.
ومن مناكيره عن حميد، عن أنس مرفوعا: يا أم حبيبة ذهب حسن الخلق بخير الدنيا والآخرة.
123 -
سهل مولى المغيرة
، أبو حريز المدني، مولى عبد الرحمن بن عوف.
عن: الزهري، وعلي بن جدعان، ومحمد بن عمرو بن علقمة، وغيرهم، وعنه: عبد الغفار بن داود الحراني، والعباس بن طالب، وحسان بن غالب، وسعيد بن عفير، ويحيى بن بكير، ومؤمل بن عبد الرحمن الثقفي، وآخرون.
فيه ضعيف.
ذكره ابن عدي، وابن حبان فرويا من وجهين، عنه عن الزهري، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة مرفوعا: أنه كان إذا اهتم أخذ لحيته فنظر فيها.
وروى مؤمل، عنه، عن حسين بن رستم الأيلي، عن عروة، عن عائشة
مرفوعا: يا عائشة ردي علي البيتين اللذين لفلان اليهودي، فقالت:
ارفع ضعفيك لا يجز بك ضعفه يوما فتدركه العواقب قد نما يجزيك أو يثني عليك وإن من أثنى عليك بما فعلت فقد جزا
وذكر الحديث وهو منكر.
124 -
سوار بن مصعب الهمداني الكوفي الضرير
، أحد الضعفاء.
عن: عطية العوفي، وعمرو بن مرة، وزيد بن علي، وأبي إسحاق السبيعي، ومطرف بن طريف، وكليب بن وائل، وغيرهم، وعنه: أبو نوح قراد، وشبابة، وأبو الجهم الباهلي، وسويد بن سعيد.
قال أحمد: ليس بشيء.
وقال أبو داود: ليس بثقة.
وقال ابن معين: ضعيف، كان يجيئنا إلى منزلنا.
وقال جماعة: متروك.
وقال البخاري: منكر الحديث.
قلت: وقع لنا من عواليه في نسخة أبي الجهم أحاديث منها: عن كليب بن وائل، عن ابن عمر مرفوعا: من كذب بالقدر أو خاصمهم فقد كفر بما جئت به.
125 –
سيبويه
، إمام أهل النحو أبو بشر عمرو بن عثمان بن قنبر البصري، أصله فارسي.
طلب الفقه والحديث، ثم طلب العربية فبرع فيها وساد أهل زمانه، وصنف فيها كتابه الكبير الذي لم يصنف أحد بعده مثله.
واستملى على حماد بن سلمة، وأخذ كتاب الجامع في النحو عن مؤلفه
عيسى بن عمر، وأخذ عن: يونس بن حبيب، وأبي الخطاب الأخفش الكبير، وصحب الخليل بن أحمد مدة، ووفد إلى بغداد على يحيى البرمكي، فجمع بينه وبين الكسائي للمناظرة بحضور سعيد بن مسعدة الأخفش، والفراء، والأحمر.
وجرى ذاك البحث المشهور في مسألة الزنبور، وتعصبوا للكسائي دونه، ثم وصله يحيى بن خالد بعشرة آلاف درهم، فخرج إلى بلاد فارس فتوفي بشيراز، وقيل بساوة، وكان قد سأل عمن يرغب في النحو، فقيل له طلحة بن طاهر بن الحسين الخزاعي الأمير فقصده.
ويقال: كان في لسان سيبويه حبسة، وفي قلمه انطلاق وبراعة.
قال إبراهيم الحربي: سمي سيبويه؛ لأن وجنتيه كانتا كالتفاحتين، وكان بديع الجمال، وقيل: هو لقب بالفارسية معناه: رائحة التفاح.
قال أبو زيد الأنصاري: كان سيبويه يأتي مجلسي وله ذؤابتان فإذا قال: حدثني من أثق بعربيته، فإنما يعنيني.
قال إبراهيم الحربي: سمعت ابن عائشة يقول: كنا نجلس مع سيبويه في المسجد، وكان شابا جميلا نظيفا قد تعلق من كل علم بسبب، وضرب بسهم في كل أدب، مع حداثة سنه، فهبت الريح مرة، فقال لبعض الجماعة: انظر أي ريح هذه، وكان على المنارة تمثال فرس نحاس، فنظر ثم عاد فقال: ما تثبت الفرس على شيء، فقال سيبويه: العرب تقول في مثل هذه الريح: قد تذاءبت الريح، أي: فعلت فعل الذئب يجيء من ها هنا، وها هنا ليختل فيظن الناظر أنه عدة ذئاب.
ويقال: إن سيبويه لما احتضر وضع رأسه في حجر أخيه، فأغمي عليه، فدمعت عين أخيه، فأفاق فرآه يبكي فقال:
أخيين كنا فرق الدهر بيننا إلى الغاية القصوى فمن يأمن الدهرا؟
عن الأصمعي قال: قرأت على قبر سيبويه بشيراز هذه الأبيات، وهي لسليمان بن يزيد العدوي:
ذهب الأحبة بعد طول تزاور ونأى المزار فأسلموك، وأقشعوا تركوك أوحش ما تكون بقفرة لم يؤنسوك، وكربة لم يدفعوا
قضي القضاء، وصرت صاحب حفرة عنك الأحبة أعرضوا وتصدعوا
وقال ابن دريد: قبره بشيراز.
قيل: إنه توفي سنة تسع وسبعين ومائة، وقيل: سنة ثمانين ومائة، وهو أصح الأقوال، وأشهرها.
وأبعد من قال: مات سنة أربع وتسعين ومائة، وقيل غير ذلك، وقيل: إن مدة عمره كانت اثنتين وثلاثين سنة، وقيل: عاش أزيد من أربعين سنة، فالله أعلم.
وكتابه مروي بالسماع، رواه الإمام أبو حيان عن شيخنا بهاء الدين ابن النحاس النحوي، عن علم الدين القاسم الأندلسي، عن الكندي.
126 -
السيد الحميري
.
هو أبو هاشم إسماعيل بن محمد بن يزيد بن ربيعة، وجده هذا هو يزيد بن مفرغ الحميري الشاعر.
كان السيد هذا شاعرا محسنا، بديع القول، إلا أنه رافضي جلد، زائغ عن القصد، له مدائح جمة في أهل البيت عليهم السلام، وكان مقيما بالبصرة، ثم قدم بغداد.
قال الصولي: الصحيح أن جده يزيد ليس هو بابن مفرغ الحميري.
وروي عن محمد بن جبلة الكوفي قال رأيت السيد الشاعر طويلا شديد الأدمة.
وقال محمد بن سلام الجمحي: حدثنا عبد الله بن إسحاق الهاشمي قال: جمعت للسيد الحميري ألفي قصيدة.
قال الفضل بن الربيع: عهدي بالسيد حين ولي الرشيد الأمر، وقد رفع إليه أنه رافضي، فقام ثم تنصل، وأنشده قصيدته هذه:
شجاك الحي إذ بانوا فدمع العين هتان كأني يوم ردوا العيـ س للرحلة نشوان وفوق العيس إذ ولوا مهى حور، وغزلان
إذا ما قمن فالأعجا ز في التشبيه كثبان وما جاز إلى الأعلى فأقمار وأغصان
منها:
فحبي لك إيمان وميلي عنك كفران فعد الناس ذا رفضا فلا عدوا ولا كانوا
وقد قال له بشار بن برد: لولا أن الله شغلك بمدح أهل البيت لافتقرنا.
وقيل للسيد الحميري: لم لا تدخل شعرك الغريب؟ قال: ذاك عي، وتكلف، وقد رزقني الله طبعا واتساقا في الكلام، فأنا أنظم ما يفهمه الصغير والكبير.
وقيل: كان أبواه يبغضان عليا رضي الله عنه فسمعهما يسبانه بعد صلاة الفجر بكرة بالبصرة، فانزعج، وقال:
لعن الله والدي جميعا ثم أصلاهما عذاب الجحيم حكما غدوة كما صليا الفجـ ر بلعن الوصي باب العلوم لعنا خير من مشى فوق ظهر الأرض أو طاف محرما بالحطيم كفرا عند شتم آل رسو الله نسل المطهر المعصوم والوصي الذي به تثبت الأرض ولولاه دكدكت كالرميم وكذا آله أولوا العلم، والفهم هداة إلى الصراط القويم
وعنه قال: كنت صبيا فإذا سمعت أبوي يسبان عليا خرجت عنهما فأبقى جائعا، فإذا أجهدني الجوع جئت فأكلت، فلما كبرت قليلا قلت الشعر، وخرجت عنهما فتوعداني بالقتل، فأتيت الأمير فكان من أمري ما كان.
وقيل: إن المنصور استحضره فقال: أنشدنا قولك فينا في القصيدة الميمية التي أولها: أتعرف دارا عفى رسمها
فقال:
فدع ذا وقل في بني هاشم فإنك بالله تستعصم بني هاشم حبكم قربة وحبكم خير ما نعلم بكم فتح الله باب الهدى كذاك غدا بكم يختم ألام وألقى الأذى فيكم ألا لا يني فيكم اللوم
وما لي ذنب يعدونه سوى أنني بكم مغرم وأصبحت عندهم مآثمي مآثم فرعون بل أعظم فلا زلت عندكم مرتضى كما أنا عندهم مجرم جعلت ثنائي ومدحي لكم على رغم أنف الذي يرغم
فقال له المنصور: ما أظن إلا أن الله قد أيدك في مدح بني هاشم كما أيد حسان في مدح رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وكان السيد الحميري يرى رأي الكيسانية في رجعة محمد ابن الحنفية إلى الدنيا، وهو القائل فيه:
بان الشباب ورق عظمي، وانحنى صدر القتاة وشاب مني المفرق يا شعب رضوى ما لمن بك لا يرى وبنا إليه من الصبابة أولق حتى متى؟ وإلى متى؟ وكم المدى؟ يا ابن الوصي وأنت حي ترزق إني لآمل أن أراك فإنني من أن أراك ولا أراك لأفرق
ويقال: إنه اجتمع بجعفر بن محمد الصادق، فعرفه خطأه، وأنه على ضلالة فرجع وأناب.
ومما روي ولم يصح عن جعفر أنه قيل له: إن السيد الحميري يشرب المسكر، فقال: إن زلت به قدم فقد ثبتت له أخرى.
وقيل: إنه ذكر عنده فدعا له، فقالوا: تدعو له وهو يشرب النبيذ، ويسب أبا بكر وعمر، ويؤمن بالرجعة؟ فقال: حدثني أبي، عن أبيه أن محبي آل محمد لا يموتون إلا تائبين.
وذكر أبو محمد بن حزم في الملل والنحل أن السيد الحميري كان يقول بتناسخ الأرواح.
وقد بلغنا أن مولده كان سنة خمس ومائة، ومات على الصحيح في سنة ثلاث وسبعين ومائة.
وقيل: مات سنة ثمان وسبعين ومائة.
والقول بالتناسخ زندقة.
127 – ت:
سيف بن عمر التميمي الأسيدي
، ويقال: الضبي الكوفي. صاحب كتاب الفتوح، وكتاب الردة، وغير ذلك.
روى عن جابر الجعفي، وهشام بن عروة، وإسماعيل بن أبي خالد، وعبيد الله بن عمر، وطائفة كبيرة من المجاهيل والأخباريين. روى عنه النضر بن حماد العتكي، ويعقوب بن إبراهيم الزهري، وشعيب بن إبراهيم الكوفي، وأبو معمر إسماعيل القطيعي، وجبارة بن المغلس، وآخرون.
قال يحيى بن معين: ضعيف الحديث.
وقال أبو حاتم: متروك، بابة الواقدي.
وقال أبو داود: ليس بشيء.
وقال ابن حبان: اتهم بالزندقة.
وروى عباس عن يحيى قال: سيف بن عمر الضبي يحدث عنه المحاربي، ضعيف.
وكذا قال النسائي.
وقال الحاكم: سيف بن عمر الضبي اتهم بالزندقة، وهو ساقط في رواية الحديث.
وروى ابن حبان بإسناد أنه كان يضع الحديث.
128 – ت ق:
سيف بن هارون البرجمي الكوفي العابد
، أخو سنان بن هارون.
عن إبراهيم الهجري، وإسماعيل بن أبي خالد، وسليمان التيمي، وطبقتهم. وعنه محمد بن الصباح الدولابي، وأحمد بن إبراهيم الموصلي،
وإسماعيل بن موسى السدي، وداود بن رشيد.
قال النسائي: ضعيف.
وقال أبو نعيم: سمعت منه، وكان ثقة.
وقال ابن معين: ضعيف.
وقال ابن حبان: يروي عن الأثبات الموضوعات.
وهو الذي روى عن سليمان، عن أبي عثمان، عن سلمان الفارسي مرفوعا: ما سكت الله عنه فهو مما عفا عنه. أخرجه الترمذي، وابن ماجة. وهذا يروونه عن سليمان موقوفا.
129 – خت 4 م متابعة:
شريك القاضي
، هو أبو عبد الله شريك بن عبد الله النخعي الكوفي الفقيه، أحد الأعلام.
مولده سنة خمس وتسعين.
روى عن أبي صخرة جامع بن شداد، وجامع بن أبي راشد، وزياد بن علاقة، وسلمة بن كهيل، وسماك بن حرب، وأبي إسحاق، وحبيب بن أبي ثابت، وعلي بن الأقمر، ومنصور بن المعتمر، وإبراهيم بن جرير البجلي، وخصيف، وعاصم بن بهدلة، وعمار الدهني، وعبد الملك بن عمير، وطبقتهم. ولم يرحل، بل اكتفى بعلم أهل بلده. وعنه أبان بن تغلب، ومحمد بن إسحاق؛ وهما من شيوخه، وابن المبارك، ووكيع، وعبد الرحمن بن مهدي، ويزيد بن هارون، وإسحاق الأزرق، وأبو نعيم، وعلي بن الجعد، وقتيبة، وعلي بن حجر، ولوين، وهناد، وابنا أبي شيبة، وعباد بن يعقوب الرواجني، وإسحاق بن أبي إسرائيل، وخلف بن هشام، وخلق كثير.
قال الخطيب: شريك بن عبد الله بن الحارث بن أوس النخعي القاضي أدرك عمر بن عبد العزيز.
قلت: يعني بالسن، ولم يره.
قال: وسمع منه إسحاق الأزرق تسعة آلاف حديث.
قال ابن المبارك: شريك أعلم بحديث بلده من الثوري.
وقد قيل مثل هذا لابن معين، فقال: ليس يقاس بسفيان أحد، لكن شريك أروى منه في بعض المشايخ، وهو ثقة.
وقال أبو يعلى: سمعت ابن معين يقول: شريك أحب إلي من أبي الأحوص.
وقال عثمان الدارمي: قلت ليحيى: شريك أحب إليك في أبي إسحاق أو إسرائيل؟ فقال: شريك أحب إلي، وهو أقدم.
ذكر نسبه
هو شريك بن عبد الله بن أبي شريك الحارث بن أوس، وقيل: ابن أبي شريك سنان بن أوس بن الحارث بن الأذهل بن وهبيل بن سعد بن مالك بن النخع، والنخع من مذحج.
شهد جده أبو شريك القادسية، وولد شريك فيما قيل ببخارى، ونشأ بالكوفة، وسمى البخاري جده سنانا، وسماه أبو نعيم حارثا.
وقال الفضل بن زياد: قال أحمد بن حنبل: شريك في أبي إسحاق أقوى من إسرائيل. قال: وكان يحيى القطان لا يروي عن شريك إلا على سبيل العبرة، كان لا يرضاه.
وقال علي بن المديني: شريك أعلم من إسرائيل، وإسرائيل أقل خطأ منه.
وقال أبو داود: شريك ثقة، يخطئ على الأعمش.
وقال صالح جزرة: قل ما يحتاج إلى شريك في الأحاديث التي يحتج بها. ولما ولي القضاء اضطرب حفظه.
وقال معاوية بن صالح: سألت أحمد بن حنبل عن شريك، فقال: كان عاقلا صدوقا محدثا عندي، وكان شديدا على أهل الريب والبدع، قديم السماع من أبي إسحاق، قبل زهير وقبل إسرائيل. فقلت له: إسرائيل أثبت منه؟ قال: نعم. قلت: يحتج به؟ قال: لا تسألني عن رأيي في هذا. قلت: فإسرائيل يحتج به؟ قال: أي لعمري.
قال أبو إسحاق الجوزجاني: شريك سيئ الحفظ مضطرب مائل.
وقال النسائي: ليس به بأس.
قلت: استشهد به البخاري، وخرج له مسلم متابعة، واحتج به النسائي وغيره.
قال إبراهيم بن سعيد الجوهري: أخطأ شريك في أربعمائة حديث.
قلت: لكنه كان من بحور العلم، فعن عبد الرحمن بن شريك قال: كان عند أبي عن جابر الجعفي عشرة آلاف مسألة، وعنده عن ليث بن أبي سليم عشرة آلاف.
قال أبو نعيم: سمعت شريكا يقول: قدم عثمان بن عفان يوم قدم وهو أفضل القوم.
وعن شريك قال: لو أدركت عليا لقاتلت معه.
وقال منصور بن أبي مزاحم: سمعت شريكا في مجلس الوزير أبي عبيد الله، وفيه الحسن بن زيد بن الحسن بن علي بن أبي طالب، وعبد الله بن مصعب الزبيري، وابن أبي موسى، والأشرف، فتذاكروا النبيذ، فرخص مرخص من العراقيين فيه، وشدد الباقون، فقال شريك: حدثنا أبو إسحاق، عن عمرو بن ميمون قال: قال عمر: إنا لنأكل لحوم هذه الإبل وليس نقطعها في بطوننا إلا بهذا النبيذ الشديد. فقال الحسن بن زيد: (ما سمعنا بهذا في الملة الآخرة إن هذا إلا اختلاق)، فقال: أجل، شغلك الجلوس على الطنافس في صدور المجالس عن استماع هذا وأمثاله! فلم يجبه الحسن، وأسكت
القوم، فتحدثوا بعد في النبيذ، وشريك ساكت، فقال له الوزير: حدثنا يا أبا عبد الله بما عندك. فقال: كلا! الحديث أعز على أهله من أن يعرض للتكذيب. فقال بعضهم: شربه سفيان الثوري، فقال قائل: بلغنا أن سفيان تركه. فقال شريك: أنا رأيته يشرب في بيت خير أهل الكوفة في زمانه؛ مالك بن مغول.
قال عيسى بن يونس: ما رأيت أحدا أورع في علمه من شريك.
وجرى بحضرة عيسى بن يونس في المذاكرة: من رجل الآمة؟ فقال: رجل الأمة شريك.
قال يعقوب بن شيبة: دعا المنصور شريكا فقال: إني أريد أن أوليك قضاء الكوفة. فقال: أعفني يا أمير المؤمنين. قال: لست أعفيك. قال: فأنصرف يومي هذا، وأعود فيرى أمير المؤمنين رأيه. قال: تريد أن تتغيب، ولئن فعلت لأقدمن على خمسين من قومك بما تكره. فولاه القضاء، فبقي إلى أيام المهدي، فأقره المهدي، ثم عزله. قال: وكان شريك مأمونا، ثقة، كثير الحديث، أنكر عليه الغلط والخطأ.
قال عيسى بن يونس: ومن يفلت من الخطأ والتصحيف! ربما رأيت شريكا يخطئ ويصحف حتى أستحي.
وقال يحيى القطان: أملى علي شريك، فإذا هو لا يدري.
يعقوب بن شيبة: حدثنا سليمان بن منصور قال: حدثنا إسماعيل بن حماد بن أبي حنيفة قال: قلت لمحمد بن الحسن: أما ترى كثرة قول الناس في شريك؟ يعني في حمده مع كثرة خطئه وخطله. قال: اسكت ويلك، أهل الكوفة كلهم معه، يتعصب للعرب فهم معه، ويتشيع لهؤلاء الموالي الحمقى، فهم معه.
قال عيسى بن يونس: ما رأيت في أصحابنا أشد تقشفا من شريك، وربما رأيته يأخذ شاته يذهب بها إلى التياس، وربما حزرت ثوبيه قبل أن يلي القضاء بعشرة دراهم، وربما دخلت بيته فإذا ليس فيه إلا شاة يحلبها ومطهرة وبارية وجرة، فربما بل الخبز في المطهرة فيلقي إلي كتبه فيقول: اكتب حديث جدك ومن أردت.
قال يعقوب: وحدثني الهيثم بن خالد قال: حدث شريك يوما بهذا الحديث: وضعت في كفة، ووضعت الأمة في كفة، فقال رجل لشريك: فأين كان علي عليه السلام؟ قال: كان مع الناس في الكفة الأخرى.
قال أحمد بن عبد الله العجلي: سمعت بعض الكوفيين يقول: قال شريك: قدم علينا سالم الأفطس، فأتيته ومعي قرطاس فيه مائة حديث، فسألته، فحدثني بها، وسفيان يسمع. فلما فرغت قال لي سفيان: أرني قرطاسك. فأعطيته فخرقه، فرجعت إلى منزلي، واستلقيت على قفاي فحفظت منها سبعة وتسعين، وحفظها سفيان كلها.
ابن عدي: حدثنا أبو العلاء محمد بن أحمد بن جعفر قال: حدثنا محمد بن الصباح الدولابي قال: حدثنا نصر بن المجدر قال: كنت شاهدا حيث أدخل شريك ومعه أبو أمية، وكان أبو أمية رفع إلى المهدي أن شريكا حدثه عن الأعمش، عن سالم بن أبي الجعد، عن ثوبان أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: استقيموا لقريش ما استقاموا لكم، فإذا زاغوا عن الحق فضعوا سيوفكم على عواتقكم، ثم أبيدوا خضراءهم. فقال المهدي: أنت حدثت بهذا؟ فقال: لا. فقال أبو أمية: علي المشي إلى بيت الله وكل مالي صدقة إن لم يكن حدثني. فقال شريك: علي مثل الذي عليه إن كنت حدثته. فكأن المهدي رضي، فقال أبو أمية: يا أمير المؤمنين، عندك أدهى العرب، إنما يعني مثل الذي علي من الثياب، قل له يحلف كما حلفت. فقال: احلف. قال شريك: قد حدثته. فقال: ويلي على شارب الخمر؛ يعني الأعمش، وذلك أنه كان يشرب المنصف، ولو علمت موضع قبره أحرقته. قال شريك: لم يكن يهوديا، كان رجلا صالحا. قال: بل زنديق. قال: للزنديق علامات؛ بتركه الجماعات، وجلوسه مع القيان، وشربه الخمر. فقال: والله لأقتلنك. قال: ابتلاك الله بمهجتي. قال: أخرجوه. فأخرج، فجعل الحرس يشققون ثيابه، وخرقوا قلنسوته. قال نصر: فقلت لهم: أبو عبد الله. قال المهدي: دعهم.
أحمد بن عثمان بن حكيم الأودي: أخبرنا أبي قال: كان شريك القاضي لا يجلس للحكم حتى يتغدى ويشرب أربعة أرطال نبيذا، ثم يصلي ركعتين، ثم يخرج رقعة، فينظر فيها ثم يدعو بالخصوم. وقيل لابنه عن الرقعة، فأخرجها إلينا فإذا فيها: يا شريك، اذكر الصراط وحدته، يا شريك، اذكر الموقف بين يدي الله تعالى.
قيل: إن شريكا دخل على المهدي فقال: لا بد من ثلاث؛ إما أن تلي القضاء، أو أن تؤدب ولدي وتحدثهم، أو أن تأكل عندي أكلة. ففكر ساعة فقال: الأكلة أخف علي. فأمر المهدي بعمل ألوان من المخ المعقود بالسكر، وغير ذلك، فأكل. فقال الطباخ: ليس يفلح بعدها. قال: فحدثهم بعد ذلك، وعلمهم العلم، وولي القضاء!
ولقد كتب له برزقه على الصيرفي فضايقه في النقد، فقال: إنك لم تبع به بزا. فقال شريك: بل والله بعت به ديني.
قال علي بن الحسن بن الجنيد: سمعت أبا توبة يقول: كنا بالرملة فقالوا: من رجل الأمة؟ فقال قوم: ابن لهيعة. وقال قوم: مالك. وقال عيسى بن يونس: شريك.
قال منجاب بن الحارث: قال رجل لشريك: كيف تجدك؟ قال: أجدني شاكيا غير شاكي الله.
قال أحمد بن زهير: حدثنا سليمان بن أبي شيخ قال: قال شريك لبعض إخوانه: أكرهت على القضاء. قال: أفأكرهت على أخذ الرزق؟
قال ابن أبي شيخ: وحدثني عبد الله بن صالح بن مسلم قال: كان شريك على قضاء الكوفة، فخرج يتلقى الخيزران، فبلغ شاهي، وأبطأت، فانتظرها ثلاثا، ويبس خبزه، فجعل يبله بالماء ويأكله، فقال العلاء بن المنهال:
فإن كان الذي قد قلت حقا بأن قد أكرهوك على القضاء فما لك موضعا في كل يوم تلقى من يحج من النساء
مقيما في قرى شاهي ثلاثا بلا زاد سوى كسر وماء قال عبد الرحمن بن شريك: كانت أم شريك خراسانية، فرآها أعرابي وهي على حمار، وشريك صبي بين يديها، فقال: إنك لتحملين جندلة من الجنادل.
قال ابن أبي شيخ: قال موسى بن عيسى الأمير لشريك: يا أبا عبد الله، عزلوك عن القضاء؟ ما رأينا قاضيا عزل. قال: هم الملوك، يعزلون ويخلعون ولاة العهود؛ يعرض أن أباه عزل.
ولقي مرة عبد الله بن مصعب الزبيري فقال: بلغني أنك تنال من أبي بكر وعمر. فقال شريك: والله ما أتنقص الزبير، فكيف أبا بكر وعمر؟
قال ابن أبي شيخ: حدثني أبي قال: لما وجه شريك إلى قضاء الأهواز جلس فجعل لا يتكلم حتى قام، وهرب واختفى، يقال: اختفى عند الوالي، فحدثني يحيى بن سعيد الأموي قال: كنت عند الحسن بن عمارة حين بلغه ذلك، فقال: الخبيث استصغر قضاء الأهواز.
البغوي في الجعديات: حدثنا محمد بن يزيد، حدثني حمدان ابن الأصبهاني قال: كنت عند شريك، فأتاه ابن المهدي فاستند وسأل عن حديث، فلم يلتفت شريك، ثم أعاد فعاد، فقال: كأنك تستخف بأولاد الخلفاء! قال: لا، ولكن العلم أزين عند أهله من أن يضيعوه. قال: فجثا على ركبتيه ثم سأله، فقال شريك: هكذا يطلب العلم.
عباد بن العوام، قال شريك: أثر فيه بعض الضعف أحب إلي من رأيهم.
عفان قال: كان شريك يخضب بالحمرة.
ولشريك مناقب جمة، ولسنا نرى فيه العصمة، وقد بلغنا عنه أنه قال: ما وليت القضاء حتى حلت لي الميتة.
قال العقيلي: حدثنا محمد بن عثمان العنسي قال: حدثنا علي بن حكيم الأودي قال: حدثنا علي بن قادم قال: جاء عتاب وآخر إلى شريك،
فقال عتاب: الناس يقولون إنك شاك؟ فقال: يا أحمق، كيف أكون شاكا؟! لوددت أني كنت مع علي فخضبت يدي بسيفي من دمائهم.
قلت: كان في شريك يسير تشيع مع ثنائه على عثمان.
قال محمد بن عثمان العنسي: وحدثنا عبد الله بن محمد بن سالم قال: حدثنا محمد بن سعيد قال: ذكر قوم معاوية عند شريك فنعتوه بالحلم، فقال: ليس بحليم من سفه الحق وقاتل عليا.
قال محمد بن عثمان: وحدثنا الحسن، سمعت أبا نعيم يقول: شهد ابن إدريس بشهادة عند شريك، أو تقدم إليه في شيء، فأمر به، فأقيم ودفع في قفاه، وقال شريك: من أهل بيت حمق ما علمت.
قلت: هذا لما كان ابن إدريس شابا، ثم إنه طال عمره وساد أهل الكوفة.
وكانت في شريك قوة نفس، فعن يحيى بن أيوب قال: كنا عند شريك، فظهر منه جفاء للمحدثين انتهر بعضهم، فقال له شيخ إلى جنبه: يا أبا عبد الله، لو رفقت بهم. قال شريك: النبل عون على الدين.
عبد الله بن أحمد: سمعت أبي يقول: كان شريك لا يبالي كيف حدث، حسن بن صالح أثبت منه.
قال أبو نعيم، وأحمد بن حنبل، وغيرهما: مات شريك سنة سبع وسبعين ومائة.
قلت: مات في أول ذي القعدة، وقد وقع لي من عواليه، رحمه الله.
130 – ت:
شعيب بن رزيق المقدسي
، أبو شيبة.
عن الحسن البصري، وعثمان بن أبي سودة، وعطاء الخراساني، وغيرهم. وعنه آدم بن أبي إياس، ويحيى بن يحيى التميمي، ومحمد بن معاوية النيسابوري، وبشر بن عمر الزهراني، وجماعة.
قال دحيم: لا بأس به.
وقال الدارقطني: ثقة.
وقد فرق البخاري بينه وبين:
131 – د:
شعيب بن رزيق الطائفي الثقفي
.
فالطائفي يروي عن الحكم بن حزن الكلفي الصحابي، روى عنه شهاب بن خراش.
قال أبو حاتم: صالح.
قلت: هو أقدم من الذي قبله، ما هو هو.
132 – م ن:
شعيب بن صفوان الثقفي
، أبو يحيى.
عن أبي زرعة عن أبي هريرة، وعبد الملك بن عمير، وعطاء بن السائب، وحميد الطويل، وعدة. وعنه عبد الرحمن بن مهدي، وزكريا بن يحيى بن صبيح الواسطي، وأبو إبراهيم الترجماني، وعلي بن حجر، والوليد بن شجاع، وأبو حسان الزيادي، وغيرهم.
وكان في صحابة المنصور.
قال أبو حاتم: يكتب حديثه، ولا يحتج به.
وقال أحمد بن حنبل: لا بأس به.
وأما ابن عدي فقال: عامة حديثه لا يتابع عليه.
133 – د:
شهاب بن خراش الواسطي
، هو أبو الصلت ابن أخي العوام بن حوشب.
سكن الرملة، وروى عن قتادة، ومحمد بن زياد الجمحي، ومنصور، وعمرو بن مرة، وعبد الملك بن عمير، وعدة. وعنه عبد الرحمن بن مهدي، وسعيد بن منصور، وسويد بن سعيد، وهشام بن عمار، ويزيد بن موهب
الرملي، وقتيبة بن سعيد، وعبد الجبار بن عاصم، وأبو توبة الحلبي، وعلي بن حجر، وعدة.
عبد الله بن أحمد وأبو يعلى، قالا: حدثنا الحكم بن موسى قال: حدثنا شهاب بن خراش، عن شعيب بن رزيق الطائفي - قال عبد الله: حدثني شعيب - قال: كنت جالسا عند رجل يقال له الحكم بن حزن، فقال: قدمت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم سابع سبعة، فقلنا: يا رسول الله، أتيناك لتدعو لنا بخير، فدعا لنا. قال: وشهدنا الجمعة، فقام صلى الله عليه وسلم متوكئا على قوس أو عصا. . . الحديث.
شهاب وثقه ابن المبارك وجماعة.
وقال عبد الرحمن بن مهدي: لم أر أحدا أحسن وصفا للسنة منه.
وقال أبو زرعة: ثقة، صاحب سنة.
وقال ابن معين: ليس به بأس.
وقال ابن حبان: يخطئ كثيرا.
وقال ابن عدي: أحاديثه ليست كثيرة، وفي بعضها ما ينكر عليه، ولا أعرف للمتقدمين فيه كلاما.
يعني بالتليين، وإلا فقد وثقه عدة.
وقال هشام بن عمار: حدثنا شهاب بن خراش: لقيته سنة أربع وسبعين ومائة، فقال لي: إن لم تكن قدريا ولا مرجئا حدثتك.
قال أبو حاتم: صدوق، لا بأس به.
قال محمد بن سعيد الخريمي، عن هشام بن عمار: سمعت شهاب بن خراش يقول: أراد القدرية أن يصفوا الله بعدله فأخرجوه من فضله.
134 -
شهاب بن شرنفة المجاشعي البصري، أحد القراء الكبار.
قرأ على هارون بن موسى الأعور، والمعلى بن عيسى. ويقال: إنه قرأ على أبي رجاء العطاردي، وهذا بعيد ولكنه ممكن.
وقد حدث عن الحسن البصري وغيره. روى عنه عبد الرحمن بن مهدي، وعفان، ومسلم، وعلي بن عثمان اللاحقي. وقرأ عليه القرآن سلام الطويل، ومسلمة بن عبد الله بن محارب، وسعيد بن مسعدة الأخفش، ويعقوب الحضرمي، عرض عليه يعقوب ختمة في خمسة أيام. وكان من سادة القراء العباد.
قال أبو حاتم: روى عن الحسن، وكان شيخ صدق.
135 -
شيطان الطاق
.
هو محمد بن علي بن النعمان بن أبي طريفة البجلي، أبو جعفر الكوفي المتكلم المعتزلي الشيعي المبتدع، والرافضة تنتحله تسميه مؤمن الطاق.
كان صيرفيا بالكوفة بطاق المحامل، اختلف هو وصيرفي في نقد درهم، فغلبه هذا وقال: أنا شيطان الطاق، فلزمته.
وقيل: إن هشام بن الحكم الرافضي المجسم قال: كنت مع مؤمن الطاق وقد دخل مسجد الكوفة، وقعد جماعة من المرجئة ومعهم سفيان وأبو حنيفة، وقد أسعر الناس رجل حروري بحجاجه، فلما رأى أبو حنيفة مؤمن الطاق ضحك، وقال: هذا رأس الشيعة، فهل لك أن تقوم إليه؟ قال: نعم. فقاما، وقام معهما سفيان، فناظرهم مؤمن الطاق، فقال له أبو حنيفة وسفيان: يا أبا جعفر، أنت لا يقوم لك مناظر، وقالا: هذا شيطان الطاق.
وقيل: إن له شعرا كثيرا وتصاينف، قيل لبشار: ما أشعرك! قال: أشعر
مني مؤمن الطاق في قوله، وذكر له أبياتا حسنة. نقلت هذا من تاريخ ابن أبي طي الرافضي.
وقال الجاحظ: أخبرني أبو إسحاق النظام وبشر بن خالد أنهما قالا لشيطان الطاق: ويحك، ما اتقيت الله أن تقول في كتاب الإمامة: إن الله تعالى لم يقل قط في القرآن: (ثاني اثنين إذ هما في الغار)! فضحك طويلا حتى كأننا نحن الذين أذنبنا.
قلت: إن صحت هذه الحكاية عنه دلت على زندقته، قاتله الله.
136 – ت:
صالح المري
هو واعظ أهل البصرة، أبو بشر صالح بن بشير البصري القاص الزاهد الخاشع.
روى عن الحسن، وبكر بن عبد الله، ومحمد بن سيرين، وقتادة، وأبي عمران الجوني، وثابت، وعطاء السليمي، ومالك بن دينار، وطائفة. وعنه عفان، ومسلم بن إبراهيم، وخالد بن خداش، وإبراهيم بن الحجاج السامي، وإبراهيم بن الحجاج النيلي، وعبيد الله بن عائشة، وطالوت بن عباد، وآخرون.
قال البخاري: منكر الحديث.
وقال أبو داود: لا يكتب حديثه.
ولابن معين فيه قولان؛ فروى محمد بن عثمان عن ابن معين قال: ضعيف.
وقال عفان: ذكر عند حماد بن سلمة صالح المري في حديث عن ثابت، فقال: كذب.
قال أبو بشر الدولابي: متروك الحديث.
روى عباس عن يحيى أنه ليس له في صالح المري كبير رأي، قال: ليس به بأس.
قلت: روى خمسة عن يحيى تليين صالح المري، وما في ضعفه نزاع، إنما الخلاف هل يترك حديثه أو لا؟
قال ابن عدي: صالح قاص، حسن الصوت، وعامة أحاديثه منكرات ينكرها الأئمة عليه، وليس بصاحب حديث، وإنما أتي من قلة معرفته بالأسانيد والمتون، وعندي أنه لا يتعمد الكذب، بل يغلط شيئا.
وقيل: كان صالح مولى لامرأة من بني مرة.
قال البرجلاني، عن أحمد بن إسحاق الحضرمي: سمعت صالحا يقول: للبكاء دواع؛ الفكرة في الذنوب، فإن أجابت على ذلك القلوب وإلا نقلتها إلى الموقف وتلك الشدائد والأهوال، فإن أجابت وإلا فاعرض عليها التقلب بين أطباق النيران. ثم إنه صاح وغشي عليه، وضج الناس.
قال عثمان: كان شديد الخوف لله، كأنه ثكلى إذا قص.
وقال أبو سعيد ابن الأعرابي: كان الغالب عليه كثرة الذكر والقراءة بالتحزين، يقال: إنه أول من قرأ بالبصرة بالتحزين. وقال: إن غير واحد ممن سمع قراءة صالح مات منها.
ويقال: إن سفيان الثوري لما دخل البصرة واختفى عند مرحوم العطار، فقال له مرحوم: هل لك أن تأتي قاصا عندنا؟ فأتاه على نكرة على أنه كأحد القصاص، فلما سمع كلامه وتلاوته وسمعه يقول: حدثني فلان وحدثني فلان، قال لمرحوم: تقول هذا قاص! إنما هذا نذير، وأعجب به.
وقال عفان: كنا نحضر مجلس صالح المري، وكان إذا قص كأنه رجل مذعور يفزعك أمره من حزنه وكثرة بكائه.
وقال الأصمعي: شهدت صالحا المري عزى رجلا في ابنه فقال: لئن كانت مصيبتك بابنك لم تحدث لك موعظة في نفسك، فمصيبتك بابنك جلل في مصيبتك بنفسك، فإياها فابك.
أخبرنا أحمد بن أبي الخير، عن اللبان إجازة قال: أخبرنا أبو علي قال: أخبرنا أبو نعيم قال: حدثنا محمد بن علي بن حبيش قال: حدثنا أحمد بن القاسم بن مساور قال: حدثنا أبو إبراهيم الترجماني قال: حدثنا صالح بن بشير أبو بشر المري قال: سمعت الحسن يحدث عن أنس، عن النبي صلى الله عليه وسلم فيما يرويه عن ربه عز وجل قال: أربع خصال، واحدة فيما بيني وبينك، وواحدة فيما بينك وبين عبادي، وواحدة لي، وواحدة لك؛ فأما التي لي فتعبدني لا تشرك بي شيئا، وأما التي لك فما عملت من خير جزيتك به، وأما التي بيني وبينك فمنك الدعاء وعلي الإجابة، وأما التي بينك وبين عبادي ترضى لهم ما ترضى لنفسك. تفرد به صالح، وقد روي موقوفا.
توفي صالح المري سنة اثنتين وسبعين ومائة، وقيل: سنة ست، والأول أصح.
137 – خ د ن ق:
صدقة بن خالد
، أبو العباس القرشي الدمشقي، مولى بني أمية.
قرأ القرآن على يحيى الذماري، وروى عن عثمان بن أبي العاتكة، ويزيد بن أبي مريم، وزيد بن واقد، وعتبة بن أبي حكيم، وعدة. وعنه عبد الله بن يوسف التنيسي، وسعيد بن منصور، والهيثم بن خارجة، وهشام بن عمار، والحكم بن موسى.
وثقه ابن معين والنسائي.
وحديثه في صحيح البخاري في مناقب الصديق.
قال محمد بن عبد الله بن نمير: هو أوثق من صدقة بن عبد الله وصدقة بن يزيد.
وقال هشام: مات سنة ثمانين ومائة، وله اثنتان وستون سنة.
وقال دحيم: سنة أربع وثمانين ومائة.
138 -
صدقة بن المنتصر
، أبو شعبة الشعباني.
حدث بالرملة عن عروة بن رويم، ويحيى بن أبي عمرو السيباني. وعنه ضمرة بن ربيعة، وإبراهيم بن سويد، ويزيد بن موهب، ويحيى بن سليمان الجعفي.
قال أبو زرعة: لا بأس به.
139 -
صعصعة بن سلام الفقيه
، أبو عبد الله الشامي، نزيل الأندلس ومفتيها.
يروي عن الأوزاعي، وسعيد بن عبد العزيز، ومالك بن أنس.
قال ابن الفرضي في تاريخه: كانت الفتيا دائرة عليه بالأندلس في دولة عبد الرحمن بن معاوية وصدر من أيام ابنه هشام، وولي الصلاة بقرطبة. روى عنه عبد الملك بن حبيب، وعثمان بن أيوب.
قلت: اختلف في تاريخ وفاته، وقيل: اسمه صعصعة بن عبد الله الدمشقي.
قال أبو سعيد بن يونس: كان أول من أدخل الحديث الأندلس.
قلت: بل كان قبله معاوية بن صالح في طبقة شيوخه.
قال: وتوفي قريبا من سنة ثمانين ومائة.
وقيل: توفي سنة اثنتين وتسعين ومائة، فالله أعلم، والثاني أولى.
140 -
الصلت بن الحجاج
، أبو محمد الكوفي.
عن محمد بن جحادة، وليث بن أبي سليم، وعطاء بن السائب، وثور بن يزيد. وعنه يحيى القطان، ونوح بن يزيد، وأبو الربيع الزهراني، وآخرون.
له مناكير أوردها ابن عدي.
141 – د ت:
طعمة بن عمرو الجعفري العامري الكوفي
.
عن موسى بن طلحة بن عبيد الله، وعمر بن بيان بن عروة. وعنه وكيع، وأبو نعيم، وأبو غسان النهدي، وسعيد بن منصور، وشهاب بن عباد.
وثقه ابن معين.
وهذا أكبر شيخ لسعيد، ولعله توفي قبل السبعين ومائة.
وقال الدارقطني: ليس بحجة.
142 -
طليب بن كامل
، أبو خالد اللخمي الفقيه المصري، من كبار أصحاب مالك، ويقال: اسمه عبد الله، ولقبه طليب.
تفقه عليه ابن القاسم مدة، وغيره.
توفي سنة ثلاث وسبعين ومائة، ولم يطل عمره.
143 -
عاصم بن العلاء بن مغيث
، أبو الليث الخولاني المصري الفقيه، قاضي الديار المصرية.
روى شيئا يسيرا. حدث عنه ابن وهب، وإدريس بن يحيى الخولاني.
مات في شهر ربيع الآخر سنة ست وسبعين ومائة.
ذكره ابن يونس.
144 -
عامر بن عبد الله بن يساف اليمامي
، أبو محمد، ويقال: عامر بن يساف، ينسب إلى الجد.
روى عن يحيى بن أبي كثير، والنضر بن عبيد، وسعيد بن أبي عروبة. وعنه العقدي، ومحمد بن الحسن بن التل، ومحمد بن عيسى ابن الطباع، وأبو نصر التمار، وبشر بن الوليد، وطائفة.
قال أبو داود: ليس به بأس.
وقال ابن عدي: مع ضعفه يكتب حديثه.
145 -
عباد بن عبد الصمد
، أبو معمر البصري التميمي، قد مر.
عن أنس بن مالك، وسلمى راعي النبي صلى الله عليه وسلم، وسعيد بن جبير. وعنه كامل بن طلحة، ويحيى بن سليمان الحفري، ومؤمل بن عبد الرحمن الثقفي.
قال البخاري: فيه نظر.
وقال أبو حاتم: ضعيف، لا أعرف له حديثا صحيحا.
وقال البخاري في كتاب الضعفاء: منكر الحديث. ثم قال: حدثنا أحمد بن عبد الله قال: حدثنا كامل بن طلحة قال: حدثنا عباد بن عبد الصمد قال: سمعت أنسا يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من رابط أربعين ليلة سلم وغنم، فإذا مات جعل الله روحه في حواصل طير خضر تسرح في الجنة. . . الحديث.
وقال العقيلي: حدثنا جبرون بن عيسى بمصر قال: حدثنا يحيى بن سليمان قال: حدثنا عباد بن عبد الصمد، عن أنس مرفوعا: إذا كان أول يوم من رمضان نادى الله رضوان أن زين الجنان للصائمين والقائمين من أمة محمد. . . الحديث بطوله، وفيه: إن لله ملكا رأسه تحت العرش ورجلاه في التخوم، أحد جناحيه من ياقوت والآخر من زبرجد، ينادي كل ليلة من رمضان: هل من تائب؟ هل من مستغفر؟، وسرد حديثا طويلا منكرا.
قال العقيلي: وله عن أنس مناكير كثيرة.
وقال ابن حبان: له عن أنس نسخة أكثرها موضوعة حدثنا بها ابن قتيبة، قال: حدثنا غالب بن وزير الغزي قال: حدثنا المؤمل الثقفي، عنه. منها:
أمتي خمس طبقات، كل طبقة أربعون عاما. . . الحديث.
146 – ع:
عبثر بن القاسم
، أبو زبيد الكوفي الزبيدي.
عن حصين بن عبد الرحمن، وأشعث بن سوار، ومغيرة بن مقسم، ومطرف بن طريف، والعلاء بن المسيب، والأعمش. وعنه أحمد بن إبراهيم الموصلي، وخلف البزار، وقتيبة بن سعيد، وهناد بن السري. وآخر من حدث عنه موتا أبو حصين عبد الله بن أحمد بن يونس اليربوعي.
ذكره أبو داود، وقال: ثقة ثقة.
أخبرنا أحمد بن هبة الله قال: أخبرنا عبد المعز بن محمد إجازة قال: أخبرنا محمد بن إسماعيل الفضيلي سنة تسع وعشرين وخمسمائة قال: أخبرنا محلم بن إسماعيل قال: أخبرنا الخليل بن أحمد قال: أخبرنا محمد بن إسحاق قال: حدثنا قتيبة بن سعيد قال: حدثنا عبثر بن القاسم، عن أشعث، عن محمد، عن نافع، عن ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من مات وعليه صيام شهر فليطعم عنه مكان كل يوم مسكين. أخرجه الترمذي عن قتيبة، وأخرجه القزويني عن محمد بن يحيى الذهلي عن قتيبة، فوقع لنا بدلا بعلو درجتين.
قال الترمذي: الصحيح أنه من قول ابن عمر، ومحمد هو ابن أبي ليلى، ويقال: هو ابن سيرين، وأشعث هو ابن سوار.
توفي عبثر سنة ثمان وسبعين ومائة.
147 – ت ق:
عبد الله بن جعفر بن نجيح السعدي مولاهم
، أبو جعفر، المديني ثم البصري، والد علي ابن المديني.
روى عن عبد الله بن دينار، وزيد بن أسلم، وصفوان بن سليم، وسهيل بن أبي صالح، وطائفة. وعنه ابنه، وعلي بن حجر، وإسحاق بن أبي إسرائيل، وداهر بن نوح، وقتيبة، وداود بن رشيد، وبشر بن معاذ العقدي، وأحمد بن المقدام، وعدد كثير.
مجمع على ضعفه.
قال عباس، عن ابن معين: ليس بشيء.
وقال الفلاس: ضعيف. سمعت أبا داود يقول: قدم علينا عبد الله بن جعفر، فأتيته أنا وعبد الصمد بن عبد الوارث فقلنا: سمعت من ضمرة بن سعيد؟ فقال: لا. فقلنا: سمعت من العلاء بن عبد الرحمن؟ فحدثنا عنه بأحاديث قليلة، ثم خرج فعاد إلينا فقال: حدثنا ضمرة. وحدث عن العلاء بأكثر من مائة حديث.
وقال أحمد: كان وكيع إذا أتى على حديث لعبد الله بن جعفر قال: أجز.
وقال النسائي: متروك الحديث.
وقد روى علي ابن المديني مرة عن أبيه، ثم قال: وفي حديث الشيخ ما فيه.
وقال ابن عدي: عامة ما يرويه لا يتابع عليه.
وقال ابن حبان: يأتي بالأخبار مقلوبة حتى كأنها معمولة. قال: وقد سئل علي ابن المديني عن أبيه فقال: سلوا غيري. فقالوا: سألناك. فأطرق، ثم رفع رأسه وقال: هذا هو الدين، أبي ضعيف.
ثم قال ابن حبان: هو الذي روى عن سهيل، عن أبيه، عن أبي هريرة مرفوعا: الديك الأبيض صديقي، وصديق صديقي، وعدو عدوي. ثم ذكر له أحاديث ساقطة.
قال ابن حبان: مات بالبصرة في جمادى الأولى سنة ثمان وسبعين ومائة، وله إحدى وسبعون سنة.
علي بن حجر قال: حدثنا عبد الله بن جعفر، عن عبد الله بن دينار، عن ابن عمر قال: إذا دعوتم لأحد من اليهود والنصارى فقولوا: أكثر الله مالك وولدك.
148 -
عبد الله بن حكيم
، أبو بكر الداهري البصري.
عن هشام بن عروة، وعاصم بن محمد، وإسماعيل بن أبي خالد، وثور بن يزيد، وطبقتهم. وعنه أسد بن موسى، وسعيد بن سليمان، وعمرو بن عون، وموسى بن داود، وجبارة بن المغلس، وعدة.
وثقه سعدوية، ووهاه الناس.
قال أحمد: ليس بشيء.
وقال ابن معين: ليس حديثه بشيء.
وقال البخاري: لا يصح حديثه.
وقال النسائي: ليس بثقة.
وقال الحاكم: روى عن الأعمش وإسماعيل أحاديث موضوعة.
149 – ت ن:
عبد الله بن زيد بن أسلم العمري مولاهم
، المدني، أبو محمد.
روى عن أبيه فقط. وعنه ابن المبارك، وابن مهدي، والقعنبي، وقتيبة، وأبو الجماهر محمد بن عثمان.
وثقه معن بن عيسى.
وقال النسائي: ليس بالقوي.
وضعفه ابن معين.
150 – خ د ن:
عبد الله بن سالم الأشعري الوحاظي الحمصي
، أبو يوسف.
عن محمد بن زياد الألهاني، وإبراهيم بن أبي عبلة، ومحمد بن الوليد الزبيدي، وجماعة. وعنه أبو مسهر، وعبد الله بن يوسف، وأبو المغيرة عبد القدوس، والهيثم بن خارجة.
قال أبو مسهر: ما رأيت أحدا أنبل في عقله ومروءته من عبد الله بن سالم.
وذمه أبو داود، وقال: كان يقول: علي أعان على قتل أبي بكر وعمر.
وقال النسائي: ليس به بأس.
قلت: يعني في نقله، أما في رأيه ففيه بأس شديد.
وقد قال يحيى بن حسان التنيسي: ما رأيت بالشام مثله.
قيل: مات سنة تسع وسبعين ومائة.
151 – ق:
عبد الله بن عبد العزيز الليثي المدني
عن سعيد المقبري، والزهري، وأبي طوالة، وربيعة الرأي. وعنه سعيد بن منصور، ويعقوب بن محمد الزهري، ويحيى بن بكير، وذؤيب بن عمامة، وطائفة.
ضعفه أبو حاتم وغيره.
وقال أبو زرعة: ليس بالقوي.
وقال البخاري: منكر الحديث.
وقال ابن حبان: اختلط بأخرة، فكان يقلب الأسانيد وهو لا يعلم، فاستحق الترك، وربما أدخل بينه وبين الزهري محمد بن عبد العزيز.
152 – ت ن ق:
عبد الله بن عثمان البصري
، صديق شعبة.
عن هشام بن عروة، وعبد الرحمن بن قاسم، وإسماعيل بن أبي خالد. وعنه وكيع، وابن مهدي، ويحيى بن آدم، ويحيى بن كثير العنبري، وعبد الله بن عبد الوهاب الحجبي.
صدوق.
153 – ق:
عبد الله بن عرادة السدوسي
، أبو شيبان البصري.
عن زيد العمي، ويزيد الرقاشي، وداود بن أبي هند، ومحمد بن الزبير الحنظلي. وعنه إسماعيل أخو القعنبي، وسليمان الشاذكوني، ومحمد بن أبي بكر المقدمي، وداهر بن نوح، وجماعة.
ضعفه ابن معين.
وقال البخاري: منكر الحديث.
وقال ابن عدي: عامة ما يرويه لا يتابع عليه.
154 – 4:
عبد الله بن عقيل الثقفي
، أبو عقيل، مولاهم، الكوفي، نزيل بغداد.
حدث ببغداد عن هشام بن عروة، وموسى بن المسيب، ومجالد بن سعيد، وعبد الله بن يزيد الدمشقي، ويزيد بن سنان الجزري، وعدة. وعنه أبو النضر هاشم، وعاصم بن علي، وسريج بن النعمان، وآخرون.
وثقه أحمد وابن معين.
155 – 4 م متابعة:
عبد الله بن عمر بن حفص بن عاصم ابن أمير المؤمنين عمر بن الخطاب
، أبو عبد الرحمن العدوي العمري المدني، أحد
أوعية العلم، وهو أخو عبيد الله وعاصم وأبي بكر.
روى عن سعيد المقبري، ونافع، والزهري، وأبي الزبير، ووهيب بن كيسان، وأخيه، وطائفة. وعنه وكيع، وابن وهب، وسعيد بن أبي مريم، والقعنبي، وإسحاق الفروي، وأبو جعفر النفيلي، وعبد العزيز الأويسي، وأبو نعيم، وأبو مصعب، وخلق كثير.
وكان رجلا صالحا عالما خيرا صالح الحديث.
قال أحمد بن حنبل: لا بأس به.
وقال ابن معين: صويلح.
وقال ابن المديني: ضعيف.
وقال الفلاس: كان يحيى لا يحدث عن عبد الله بن عمر.
وقال أيضا: كان عبد الرحمن بن مهدي يحدث عنه.
وقال أحمد بن حنبل: كان عبد الله بن عمر رجلا صالحا، كان يسأل في حياة عبيد الله عن الحديث فيقول: أما وأبو عثمان حي فلا، يريد عبيد الله.
قال أحمد: كان عبد الله يزيد في الأسانيد ويخالف.
وقال النسائي: ليس بالقوي.
وقال ابن حبان: هو الذي روى عن نافع، عن ابن عمر مرفوعا: من أتى عرافا فسأله لم تقبل له صلاة أربعين ليلة.
وبه: كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا توضأ خلل لحيته.
قلت: وروى ابن ماجة عن نافع، عن ابن عمر أن أهل قباء كانوا
يجمعون. وبه روى ابن ماجة مرفوعا قال: لا يحرم الحرام الحلال.
أخبرنا ابن عساكر قال: أنبأنا عبد البر الهمذاني قال: أخبرنا أبو الخير الباغبان قال: أخبرنا أبو عمرو بن مندة قال: أخبرنا الحسن بن يوة قال: أخبرنا أحمد بن محمد اللنباني قال: حدثنا ابن أبي الدنيا قال: حدثنا الفضل بن سهل قال: حدثنا موسى بن هلال قال: حدثنا عبد الله بن عمر، عن نافع، عن ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من زار قبري فقد وجبت له شفاعتي.
تفرد به موسى، وقد قال ابن عدي: أرجو أنه لا بأس به. وقال العقيلي: لا يصح حديثه ولا يتابع عليه، حدثنا مطين قال: حدثنا جعفر بن محمد البزوري قال: حدثنا موسى بن هلال البصري، عن عبد الله بن عمر، عن نافع، عن ابن عمر، فذكره.
أخبرنا أبو الحسن الهاشمي قال: أخبرنا ابن روزبة قال: أخبرنا أبو الوقت قال: أخبرنا أبو إسماعيل الأنصاري قال: أخبرنا أبو الحسين ابن العالي قال: حدثنا بشر بن أحمد قال: حدثنا ابن ناجية قال: حدثنا عبيد بن محمد الوراق قال: حدثنا موسى بن هلال العبدي، عن عبد الله بن عمر، عن نافع، عن ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من زارني بعد موتي وجبت له شفاعتي.
ورواه القاضي المحاملي عن عبيد مثله، وهو حديث منكر، وفي الباب الأخبار اللينة مما يقوي بعضه بعضا، لأن ما في رواتها متهم بالكذب،
والله أعلم. ومن أجودها إسنادا ما صح عن وكيع قال: حدثنا ابن عون وغيره، عن الشعبي وأسود بن ميمون، عن هارون بن أبي قزعة، عن حاطب: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من زارني بعد موتي فكأنما زارني في حياتي.
وقال الطيالسي في مسنده: حدثني سوار بن ميمون العبدي قال: حدثني رجل من آل عمر، عن عمر قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: من زار قبري - أو قال: من زارني - كنت له شفيعا. . . الحديث.
وقد أفردت أحاديث الزيارة في جزء.
وعبد الله بن عمر لا يبلغ حديثه درجة الصحة، وقد قال ابن عدي: لا بأس به في رواياته، ولا يلحق أخاه.
قلت: مات سنة إحدى وسبعين ومائة، هذا هو الصحيح.
وقال ابن حبان: مات سنة ثلاث وسبعين ومائة.
156 -
عبد الله بن عمرو بن مرة الكوفي
.
عن أبيه. وعنه حفص بن غياث، ووكيع، وإسحاق السلولي، ومحمد بن الصلت.
قال أبو حاتم: لا بأس به.
157 – د:
عبد الله بن فروخ
، أبو محمد، الفارسي ثم المغربي، فقيه القيروان وزاهدها.
ولد سنة خمس عشرة ومائة بالأندلس، ثم رحل وأخذ عن الأعمش، وهشام بن حسان، وزكريا بن أبي زائدة، وابن جريج، وأبي حنيفة، والثوري، ومالك، وتفقه مدة بمالك، ثم رجع فاستوطن القيروان، وتعلم به خلق من
أهلها، وكان صالحا ورعا قوالا بالحق، لا يهاب الملوك في نهيهم عن الظلم، وكان كثير التهجد والتأله.
قيل: إن روح بن حاتم المهلبي قال لابن فروخ: إنك ترى الخروج علينا؟ قال: نعم. فغضب منه، فقال ابن فروخ: وذلك مع ثلاثمائة وسبعة عشر عدة أصحاب بدر، كلهم أفضل مني. فقال روح: أمناك من أن تخرج أبدا. ثم ألزمه بالقضاء وأقعده في الجامع، وأمر الخصوم أن يأتوه، فجعل يبكي ويقول: ارحموني رحمكم الله. ثم أعفاه بعد، واستقضى عبد الله بن غانم، فكان يشاور ابن فروخ في أموره، فقال: يا ابن أخي، لم أقبلها أميرا، فكيف أقبلها وزيرا؟! فلما ألح عليه في ذلك خرج ابن فروخ إلى مصر فمات بها.
وكان يرى الخروج والسيف، فلما وصل إلى مصر رجع عن هذا الرأي.
قال أبو سعيد بن يونس: قدم مصر فسمع منه سعيد بن أبي مريم، وعمرو بن الربيع بن طارق.
قلت: وهشام بن عبيد الله الرازي، وخلاد بن هلال التميمي.
وقع لنا من عواليه في الغيلانيات من طريق الترمذي قال: حدثنا محمد بن إسماعيل، عن ابن أبي مريم، عنه.
قال الجوزجاني: رأيت سعيد بن أبي مريم يقول: هو أرضى أهل الأرض عندي.
وقال البخاري: تعرف منه وتنكر.
قلت: له حديث واحد في سنن أبي داود.
وقال ابن عدي: أحاديثه غير محفوظة.
قال ابن يونس: مات بعد انصرافه من الحج سنة خمس وسبعين ومائة.
158 -
عبد الله بن كرز الفهري
، أبو كرز.
عن نافع مولى ابن عمر، والزهري، وغيرهما. وعنه عبد الصمد بن النعمان، وعلي بن الجعد.
وقد ولي قضاء الموصل.
ضعفه أبو زرعة.
وقال الدارقطني: لا يعرف.
وقال البخاري: هو عبد الله بن عبد الملك بن كرز، متروك الحديث.
159 – د ت ق م تبعا:
عبد الله بن لهيعة بن عقبة بن فرعان
، عالم الديار المصرية وقاضيها ومفتيها ومحدثها، أبو عبد الرحمن الحضرمي المصري.
روى عن عبد الرحمن بن هرمز الأعرج، وعطاء بن أبي رباح، ومشرح بن هاعان، وأبي يونس مولى أبي هريرة، وموسى بن وردان، ويزيد بن أبي حبيب، وأبي الأسود يتيم عروة، وعبيد الله بن أبي جعفر، وخلق كثير من أهل بلده ومن أهل الحرمين. وعنه ابن وهب، والوليد بن مسلم، وابن المبارك، وأبو عبد الرحمن المقرئ، وعبد الله بن صالح، وقتيبة بن سعيد، ويحيى بن بكير، ومحمد بن رمح، وكامل بن طلحة، وخلق كثير. ومن الكبار: الأوزاعي، وعمرو بن الحارث، وشعبة، وجرير بن حازم.
قال أبو داود: سمعت أحمد بن حنبل يقول: ما كان محدث مصر إلا ابن لهيعة.
وقال ابن بكير: احترق منزل ابن لهيعة وكتبه سنة سبعين ومائة.
وقال أحمد بن حنبل أيضا: من كان بمصر مثل ابن لهيعة في كثرة حديثه وضبطه وإتقانه؟ حدثني إسحاق بن عيسى أنه لقيه سنة أربع وستين ومائة، وأن كتبه احترقت سنة تسع وستين ومائة.
وأما سعيد بن أبي مريم فقال: لم يحترق له كتاب، وكان سيئ الرأي فيه، فكأنه احترقت بعض كتبه.
وقال أحمد بن صالح: كان ابن لهيعة صحيح الكتاب طلابا للعلم.
وقال زيد بن الحباب: سمعت الثوري يقول: كان عند ابن لهيعة الأصول، وعندنا الفروع.
وقال عثمان بن صالح السهمي: احترقت له كتب مع داره، وسلمت أصوله، أنا كتبت كتاب عمار بن غزية من أصله.
قلت: ضعفه يحيى بن سعيد القطان وغيره، وسائر النقاد على أنه لا يحتج بحديثه.
قال عبد الرحمن بن مهدي: كتب إلي ابن لهيعة كتابا، فإذا فيه: حدثنا عمرو بن شعيب. فقرأته على ابن المبارك، فأخرج إلي كتابه عن ابن لهيعة، فإذا فيه: حدثني إسحاق بن أبي فروة، عن عمرو بن شعيب.
قال معاوية بن صالح، عن ابن معين: ضعيف.
وقال أحمد بن زهير، عن ابن معين: ليس بذاك القوي.
وروى الدارمي عن ابن معين: ضعيف الحديث.
وروى عباس عن ابن معين: لا يحتج به.
وسئل أبو زرعة عن سماع القدماء من ابن لهيعة فقال: أوله وآخره سواء، إلا أن ابن المبارك وابن وهب كانا يتتبعان أصوله.
وقال أبو حاتم: سمعت سعيد بن أبي مريم يقول: حضرت ابن لهيعة في آخر عمره وقوم من البربر يقرأون عليه من حديث منصور والأعمش، فقلت له: يا أبا عبد الرحمن، ليس هذا من حديثك. قال: بلى، هذه أحاديث قد مرت على مسامعي. فلم أكتب عنه بعد ذلك.
وقال أبو زرعة: كان ابن لهيعة لا يضبط، وليس بحجة.
وقال أبو سعيد بن يونس: ذكر النسائي يوما ابن لهيعة فضعفه، وقال: ما أخرجت من حديثه شيئا قط إلا حديثا واحدا، وهو حديث عمرو بن الحارث، عن ابن لهيعة، عن مشرح، عن عقبة مرفوعا قال: في الحج سجدتان. أخبرنا به هلال بن العلاء قال: حدثنا معافى بن سليمان، عن موسى بن أعين، عنه.
وقال الجوزجاني: ابن لهيعة لا نور على حديثه، ولا ينبغي أن يحتج به، ولا يعتد به.
وقال الحميدي، عن يحيى القطان: إنه كان لا يرى ابن لهيعة شيئا.
وقال البخاري: حدثني أحمد بن عبد الله قال: أخبرنا صدقة بن عبد الرحمن قال: حدثنا ابن لهيعة، عن مشرح بن هاعان، عن عقبة قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: لو تمت البقرة ثلاثمائة آية لتكلمت.
قال الميموني: سمعت أبا عبد الله، وذكر ابن لهيعة فقال: كانوا يقولون: احترقت كتبه، فكان يؤتى بكتب الناس فيقرأها.
أحمد بن حنبل: حدثنا خالد بن خداش قال: قال لي ابن وهب، ورآني لا أكتب حديث ابن لهيعة: إني لست كغيري في ابن لهيعة، فاكتبها.
وعن أبي الوليد بن أبي الجارود، عن ابن معين قال: يكتب عن ابن لهيعة ما كان قبل احتراق كتبه.
قال ابن حبان: كان ابن لهيعة شيخا صالحا، ولكنه كان يدلس عن الضعفاء قبل احتراق كتبه، ثم احترقت كتبه قبل موته بأربع سنين. وكان من أصحابنا يقولون: سماع من سمع منه قبل احتراق كتبه مثل العبادلة؛ عبد الله بن وهب، وعبد الله بن المبارك، وعبد الله بن يزيد المقرئ، وعبد الله بن مسلمة
القعنبي، فسماعهم صحيح، ومن سمع منه بعد احتراق كتبه فسماعه ليس بشيء.
قال: وكان ابن لهيعة من الكتابين للحديث، والجماعين للعلم، والرحالين فيه. ولقد حدثني شكر قال: حدثنا يوسف بن مسلم، عن بشر بن المنذر قال: كان ابن لهيعة يكنى أبا خريطة؛ وذاك أنه كانت له خريطة معلقة في عنقه، فكان يدور بمصر، فكلما قدم قوم كان يدور عليهم، فكان إذا رأى شيخا سأله: من لقيت؟ وعمن كتبت؟
عثمان بن صالح السهمي: حدثنا إبراهيم بن إسحاق قاضي مصر قال: أنا حملت رسالة الليث إلى مالك، فجعل مالك يسألني عن ابن لهيعة وأخبره بحاله، فجعل يقول: أليس يذكر الحج؟ فسبق إلى قلبي أنه يريد مشافهته والسماع منه.
قال ابن حبان: قد سبرت أخبار ابن لهيعة من رواية المتقدمين والمتأخرين، فرأيت التخليط عنه في رواية المتأخرين موجودا، وما لا أصل له في رواية المتقدمين كثيرا، فرجعت إلى الاعتبار، فرأيته يدلس عن قوم ضعفى على قوم رآهم ابن لهيعة ثقات، فألزق تلك الموضوعات بهم.
قال قتيبة: لما احترقت كتب ابن لهيعة بعث إليه الليث بن سعد بألف دينار، وقال: حضرت موت ابن لهيعة، فسمعت الليث يقول: ما خلف مثله.
وقال نعيم بن حماد: سمعت يحيى بن حبان يقول: جاء قوم ومعهم جزء، فقالوا: سمعناه من ابن لهيعة، فنظرت فيه فإذا ليس فيه حديث من حديثه، فقمت إلى ابن لهيعة فقلت: ما هذا؟ قال: فما أصنع بهم؟ يجيئون بكتاب فيقولون: هذا من حديثك، فأحدثهم به.
قلت: ولي ابن لهيعة قضاء مصر للمنصور في سنة خمس وخمسين ومائة، فبقي تسعة أشهر، ورزق في الشهر ثلاثين دينارا.
وقد قال ابن وهب مرة: حدثني والله الصادق البار عبد الله بن لهيعة.
قلت: ومناكيره جمة، ومن أردئها: كامل بن طلحة، عن ابن لهيعة أن حيي بن عبد الله أخبره عن أبي عبد الرحمن الحبلي، عن عبد الله بن عمرو أن
رسول الله صلى الله عليه وسلم قال في مرضه: ادعوا لي أخي. فدعوا أبا بكر، فأعرض عنه، ثم قال: ادعوا لي أخي. فدعوا له عمر، فأعرض عنه، ثم عثمان كذلك، ثم قال: ادعوا لي أخي. فدعوا له عليا، فستره بثوبه وانكب عليه، فلما خرج قيل: يا أبا الحسن، ماذا قال لك؟ قال: علمني ألف باب، يفتح كل باب ألف باب.
رواه أبو أحمد بن عدي، ثم قال: لعل البلاء فيه من ابن لهيعة، فإنه مفرط في التشيع. كذا قال ابن عدي، وما رأيت أحدا قبله رماه بالتشيع، وكامل الجحدري وإن كان قد قال أبو حاتم: لا بأس به، وقال ابن حنبل: ما علمت أحدا يدفعه بحجة، فقد قال فيه أبو داود: رميت بكتبه، وقال ابن معين: ليس بشيء. فلعل البلاء من كامل، والله أعلم.
وقد وقع لي غير حديث من عوالي ابن لهيعة.
وقال ابن يونس: مات في نصف ربيع الأول سنة أربع وسبعين ومائة، وولد سنة سبع وتسعين.
وقال ابن حبان: كان مولده سنة ست وتسعين، رحمه الله.
160 – خ ت ق:
عبد الله بن المثنى بن عبد الله بن أنس بن مالك بن النضر الأنصاري البصري
، أبو المثنى.
عن عمه ثمامة بن عبد الله، وثابت البناني، وعبد الله بن دينار. وقيل: إنه سمع من الحسن البصري. روى عنه ابنه محمد بن عبد الله الأنصاري، وعبد الصمد بن عبد الوراث، ومسلم بن إبراهيم، ومسدد، والعباس بن بكار، وعبد الواحد بن غياث.
قال ابن معين: صالح الحديث.
وقال مرة: ليس بشيء.
وقال أبو حاتم: شيخ، وقال: صالح الحديث.
وقال أبو داود: لا أخرج حديثه.
وقال العقيلي: لا يتابع على أكثر حديثه.
وقال التبوذكي: حدثنا عبد الله بن المثنى، ولم يكن في القريتين بعظيم، منكر الحديث.
161 – د:
عبد الله بن محمد
، أبو يحيى الأسلمي سحبل، أخو الفقيه إبراهيم بن أبي يحيى.
وكان عبد الله أوثق من إبراهيم. روى عن سعيد بن أبي هند، وأبي صالح السمان، وأبيه، وعمه أنيس، وبكير بن الأشج، وعدة. وعنه ابن أبي فديك، والواقدي، والقعنبي، وأخوه عبد الملك القعنبي، ومطرف بن عبد الله، وقتيبة بن سعيد، وسفيان بن وكيع، فيما قيل. وطال عمره، وتأخر عن أخيه.
وثقه أحمد، وابن معين، وأبو داود.
وقال أبو حاتم: يروي عن يزيد بن عبد الله بن قسيط.
وقد وهم ابن حبان في سنه فقال: عاش سبعا وخمسين سنة. قال: ومات ببغداد سنة أربع وسبعين ومائة.
162 -
عبد الله بن محمد بن عبد الملك بن مسلم الرقاشي
.
عن جده. وعنه جعفر بن سليمان، وأبو عاصم، وأبو الوليد، ومسدد، وابنه محمد بن عبد الله أبو عبد الملك.
قال البخاري وأبو حاتم: في حديثه نظر.
163 – ت:
عبد الله بن مسلم بن جندب الهذلي المدني
.
عن أبيه. وعنه ابن أبي فديك، وأبو مروان العثماني.
قال أبو زرعة: لا بأس به.
164 -
ق:
عبد الله بن ميسرة
، أبو ليلى، ويقال: أبو إسحاق، وقيل: أبو عبد الجليل، الحارثي الكوفي.
عن عدي بن ثابت، وعلباء بن أحمر، وإبراهيم بن أبي حرة، ومزيدة بن جابر، وأبي جرير، وعبيد الله بن أبي بكر بن أنس، وغيرهم.
والغالب عليه أبو إسحاق الكوفي.
روى عنه هشيم وكان لا يفصح باسمه، ووكيع، وعبيد الله بن موسى، ومسلم، وأحمد بن يونس، وسعدويه، وإسحاق ابن الطباع، وآخرون.
ضعفه ابن معين، والنسائي، والناس.
165 – خ م:
عبد الله بن يحيى بن أبي كثير اليمامي
.
عن أبيه. وعنه زيد بن الحباب، ومسدد، ويحيى بن يحيى، وإسحاق بن أبي إسرائيل.
وقال ابن أبي إسرائيل: كان من خيار الناس وأهل الورع والدين، ما رأيت باليمامة خيرا منه، روى لنا عن أبيه عن رجل من الأنصار أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عن أكل أذني القلب.
قلت: قل ما روى عبد الله.
166 – د ق:
عبد الله بن يحيى بن سلمان الثقفي
، أبو يعقوب البصري المعروف بالتوأم.
روى عن ابن أبي مليكة، وعبد الملك بن عمير. وعنه عاصم بن علي، وعمرو بن عون، وخلف البزار، وقتيبة، وآخرون.
قال النسائي: صالح.
وقال بعضهم: فيه لين.
167 -
عبد الحكيم بن عبد العزيز بن أبي هنيدة الصيرفي المصري
، يكنى أبا رجاء.
روى عن أبي قبيل المعافري، وابن هبيرة السبئي.
وعنه سعيد بن عفير، ويحيى بن بكير.
قال ابن يونس: مات بعد السبعين ومائة.
168 -
عبد الحكم بن أعين
، مولى بني أمية.
قد تقدم في الطبقة الماضية.
روى عنه ولده عبد الله، وابن وهب، وغيرهما.
يقال: توفي سنة إحدى وسبعين ومائة.
169 – ت:
عبد الحميد بن الحسن الهلالي الكوفي
، أبو عمر، نزيل الري.
عن محمد بن المنكدر، وقتادة، وأبي التياح يزيد الضبعي، وأبي بشر جعفر بن أبي وحشية. وعنه هشام بن عبيد الله، وعلي بن حجر، وسويد بن سعيد، وداهر بن نوح، ومحمد بن موسى الحرشي، وعدة.
قال أبو حاتم: شيخ.
وقال ابن معين: ليس به بأس، وقال مرة: ثقة.
وضعفه أبو زرعة والدارقطني.
170 – ت ق:
عبد الحميد بن سليمان
، أبو عمر المدني، أخو فليح.
عن أبي الزناد، وأبي حازم الأعرج، وجماعة. وعنه سعيد بن منصور، ويحيى بن صالح، وقتيبة، ولوين، وآخرون.
ضعفه علي ابن المديني.
وكان ضريرا، سكن بغداد.
قال عباس، عن ابن معين: ليس بشيء.
171 -
عبد الرحمن بن جرير
.
عن عطاء بن يسار، والقاسم بن محمد، ومحمد بن كعب، وأبي الحويرث. وعنه نعيم بن حماد، ومحمد بن بشير الدعاء، وغيرهما.
لا أعرفه بعد.
172 – 4:
عبد الرحمن بن أبي الزناد
، أبو محمد المدني.
أحد أوعية العلم. سمع أباه، وسهيل بن أبي صالح، وموسى بن عقبة، وعمرو بن أبي عمرو مولى المطلب، وهشام بن عروة، وطبقتهم. وعنه ابن جريج وهو من شيوخه، وأحمد بن يونس، وسعيد بن منصور، وسويد بن سعيد، وعلي بن حجر، وهناد بن السري، وعدة.
قال يحيى بن معين: هو أثبت الناس في هشام بن عروة.
وضعفه ابن مهدي وابن معين.
وقال ابن سعد: كان فقيها مفتيا.
وقال الخطيب: روى عنه الوليد بن مسلم، وابن وهب، وسريج بن
النعمان، وسليمان بن داود الهاشمي، وداود بن عمرو الضبي. انتقل من المدينة فنزل بغداد.
وقال ابن المديني: ما حدث بالمدينة فصحيح، وما حدث ببغداد أفسده البغداديون.
وقال النسائي: ضعيف.
وقال الفلاس: فيه ضعف، كان يحيى وابن مهدي لا يرويان عنه.
وروى عبد الله بن أحمد عن أبيه قال: هو كذا وكذا؛ يعني يلينه.
وقال سليمان بن أيوب البغدادي: سمعت يحيى بن معين يقول: إني لأعجب ممن يعد في المحدثين فليح وابن أبي الزناد.
وقال عباس، عن ابن معين: ابن أبي الزناد، وفليح، وابن عقيل، وعاصم بن عبيد الله - لا يحتج بحديثهم.
قلت: أما فليح فاحتج به صاحبا الصحيح.
وقال ابن حبان: كان عبد الرحمن ممن ينفرد بالمقلوبات عن الأثبات، وكان ذلك من سوء حفظه وكثرة خطئه، فلا يجوز الاحتجاج به إلا فيما وافق الثقات؛ فهو صادق.
قال أبو عمرو الداني: أخذ عبد الرحمن القراءة عرضا عن أبي جعفر القارئ، ثم روى الحروف عن نافع بن أبي نعيم، وروى عنه الحروف حجاج الأعور. وسمع منه علي بن حمزة الكسائي، وابن وهب.
قال أبو أحمد الحاكم: ليس بالحافظ عندهم.
قلت: مات سنة أربع وسبعين ومائة.
173 -
عبد الرحمن بن سليمان ابن الأصبهاني الكوفي
.
عن عكرمة، والشعبي. وعنه محمد بن سعيد ابن الأصبهاني، ومحمد بن سليمان ابن الأصبهاني أقاربه، وعبد الرحمن بن صالح، وغيرهم.
قال أبو داود: صالح الحديث.
وقال أبو زرعة وغيره: ثقة.
وروى عباس عن ابن معين: ليس بشيء.
وروى إسحاق الكوسج عن ابن معين: ثقة.
174 – خ م د ق:
عبد الرحمن بن سليمان بن عبد الله بن حنظلة ابن الغسيل
، أبو سليمان الأنصاري الأوسي، وقيل لجدهم: الغسيل؛ لأنه استشهد يوم أحد وهو جنب فغسلته الملائكة.
رأى عبد الرحمن بن سعد الساعدي، وروى عن عكرمة، وأسيد بن علي بن عبيد، والمنذر والزبير ابني أبي أسيد الساعدي، وعباس بن سهل بن سعد، وعاصم بن عمر بن قتادة، وغيرهم. وعنه وكيع، وأبو أحمد الزبيري، وأبو نعيم، وأبو الوليد، ويحيى الحماني، وأحمد بن يعقوب المسعودي، وجبارة بن المغلس، وإبراهيم بن أبي الوزير، ومحمد بن عبد الوهاب، وجماعة.
وثقه أبو زرعة والدارقطني.
وقال النسائي: ليس بالقوي.
وروى عثمان بن سعيد عن ابن معين قال: صويلح.
أخبرنا عبد الحافظ ويوسف بن غالية، قالا: أخبرنا موسى بن عبد القادر قال: أخبرنا سعيد ابن البناء قال: أخبرنا علي بن السري قال: أخبرنا أبو طاهر الذهبي قال: حدثنا عبد الله البغوي قال: حدثنا محمد بن عبد الوهاب الحارثي قال: حدثنا عبد الرحمن ابن الغسيل، عن أسيد، عن أبيه علي بن عبيد، عن أبي أسيد - وكان بدريا - قال: كنت عند النبي صلى الله عليه وسلم جالسا، فجاء رجل من الأنصار فقال: يا رسول الله، هل بقي من بر والدي من بعد موتهما شيء أبرهما به؟ قال: نعم، الصلاة عليهما، والاستغفار لهما، وإنفاذ عهدهما من بعدهما، وإكرام صديقهما، وصلة الرحم التي لا رحم لك إلا من قبلهما، فهذا الذي بقي عليك.
هذا حديث صالح الإسناد، رواه أبو داود وابن ماجة من طريق عبد الله بن إدريس عن عبد الرحمن ابن الغسيل، وأخرجه البخاري في كتاب الأدب له عن أبي نعيم عنه، فوقع لنا عاليا، ولله الحمد.
مات عبد الرحمن سنة إحدى وسبعين ومائة، عن نحو من مائة سنة.
175 -
عبد الرحمن بن العريان الحارثي البصري
، أبو الحسن.
عن أبي عمران الجوني، وثابت البناني، والأزرق بن قيس، ومنصور بن زاذان. وعنه مسلم بن إبراهيم، ومعلى بن أسد، وأبو سلمة التبوذكي، وعبيد الله القواريري.
قال ابن معين: صالح.
وقال أبو حاتم: محله الصدق.
176 -
عبد الرحمن بن معاوية بن هشام بن عبد الملك بن مروان بن الحكم بن أبي العاص
، الأمير الأموي المرواني الداخل إلى الأندلس.
وهو أول من تملك الأندلس، وذلك أنه هرب وانفلت من بني العباس عند استيلائهم، وأبعد إلى المغرب، فروى جابر بن عبد الله الأندلسي أن عبد الرحمن بن معاوية الداخل لما سار هاربا من مصر صار إلى أرض برقة، فأقام بها خمس سنين، ثم رحل منها يريد الأندلس، فدخل بدر مولاه يتجسس عن الأخبار، فقال للمضرية: لو وجدتم رجلا من أهل الخلافة أكنتم تبايعونه؟ قالوا: وكيف لنا بذاك؟ فقال بدر: هذا عبد الرحمن بن معاوية. فأتوه فبايعوه، فولي عليهم ثلاثا وثلاثين سنة، ثم ولي ابنه من بعده.
قال: ودخوله الأندلس في سنة تسع وثلاثين ومائة. وكان يوسف الفهري أول من قطع الدعوة عنهم، وكان من قبله يدعون لولد عبد الملك بن مروان بالخلافة، فأبطل يوسف ذلك ودعا لنفسه، فلما دخل عبد الرحمن الداخل إلى الأندلس قاتل يوسف، واستولى على البلاد.
قلت: وبقي ملك الأندلس بأيدي أولاده إلى رأس الأربعمائة، وبلغنا أن عبد الرحمن بن معاوية لما توجه إلى يوسف الفهري عدى إلى الجزيرة فنزلها، فاتبعه أهلها، فمضى في عسكر إلى إشبيلية، فأطاعه أهلها، ثم مضى إلى قرطبة فاستولى عليها، فكان كلما قصد مدينة بايعوه، فلما رأى يوسف العساكر قد أظلته هرب إلى دار الشرك، فتحصن هناك، فغزاه فيما بعد عبد الرحمن الداخل، فوقعت نفرة في عسكره فانهزم، ورجع عبد الرحمن مظفرا منصورا، وجعل لمن يأتيه برأس يوسف مالا، فأتاه رجل من خاصة يوسف برأسه.
قال أبو عبد الله الحميدي: ولد الأمير أبو المطرف عبد الرحمن بالشام سنة ثلاث عشرة ومائة، ودخل الأندلس في ذي القعدة سنة ثمان وثلاثين ومائة، فقامت معه اليمانية، وحارب يوسف بن عبد الرحمن الفهري متولي الأندلس، فهزمه واستولى على قرطبة يوم النحر من العام، وعاش إلى سنة اثنتين وسبعين ومائة. قاله لنا أبو محمد بن حزم.
قال: وكان عبد الرحمن من أهل العلم على سيرة جميلة من العدل، ومن قضاته معاوية بن صالح الحضرمي الحمصي.
قال أبو المظفر الأبيوردي: كانوا يقولون: ملك الدنيا ابنا بربريتين؛ يعنون المنصور وعبد الرحمن بن معاوية.
وكان المنصور إذا ذكر عبد الرحمن قال: ذاك صقر قريش، دخل المغرب وقد قتل قومه، فلم يزل يضرب العدنانية بالقحطانية حتى تملك.
قال أبو محمد بن حزم: أقام عبد الرحمن في بلاده يدعو بالخلافة لأبي جعفر المنصور أعواما، ثم ترك الخطبة.
وقيل: لما توطد ملك عبد الرحمن سارت إليه بنو أمية من كل ناحية، فأكرم موردهم وادبر أرزاقهم، ولم يهجه بنو العباس، ولا هو تعرض لهم، بل قنع بإقليم الأندلس.
قال سعيد بن عثمان اللغوي الذي توفي سنة أربعمائة: كان بقرطبة جنة اتخذها عبد الرحمن بن معاوية، وكان فيها نخلة أدركتها، ومنها تولدت كل نخلة بالأندلس.
قال: وفي ذلك يقول عبد الرحمن بن معاوية:
يا نخل أنت غريبة مثلي في الغرب نائية عن الأهل فابكي، وهل تبكي مكمشة عجماء، لم تطبع على خبل؟ لو أنها تبكي، إذا لبكت ماء الفرات ومنبت النخل لكنها ذهلت، وأذهلني بغضي بني العباس عن أهلي ومن شعره أيضا:
أيها الراكب الميمم أرضي أقر من بعضي السلام لبعضي إن جسمي كما علمت بأرض وفؤادي ومالكيه بأرض قدر البين بيننا فافترقنا فطوى البين عن جفوني غمضي وقضى الله بالفراق علينا فعسى باجتماعنا الله يقضي توفي في شهر جمادى الأولى سنة اثنتين وسبعين، وقام من بعده ابنه هشام.
177 – خ 4:
عبد الرحمن بن أبي الموال المدني
، مولى آل علي بن أبي طالب.
حدث عن محمد بن كعب القرظي، وأبي جعفر محمد بن علي، وعبد الرحمن بن أبي عمرة، ومحمد بن المنكدر، وطائفة. وعنه سفيان الثوري مع تقدمه، والقعنبي، وخالد بن مخلد، ويحيى بن يحيى التميمي لا الليثي، وعبد العزيز الأويسي، وقتيبة بن سعيد، وآخرون.
قال ابن خراش: صدوق.
وقد قدمنا أن المنصور آذاه وضربه ضربا شديدا ليدله على محمد بن عبد الله بن حسن، وسجنه مدة، وكان من شيعتهم.
قال أبو طالب: سألت أحمد بن حنبل عن ابن أبي الموال، فقال: لا بأس به، وكان محبوسا في المطبق حين هرب، ويروي حديث الاستخارة، ليس يرويه غيره، وهو حديث منكر. قلت: هو منكر؟ قال: نعم. قال: وأهل المدينة يقولون إذا كان حديث غلط: ابن المنكدر، عن جابر. وأهل البصرة يقولون: ثابت عن أنس، يحيلون عليهما.
قال ابن عدي: وقد روى حديث الاستخارة غير واحد من الصحابة، كما رواه ابن أبي الموال.
قلت: مات سنة ثلاث وسبعين ومائة.
178 -
عبد السلام بن مكلبة البيروتي
.
عن ابن جريج، وأبي أمية الشعباني، والأوزاعي. وعنه الوليد بن مزيد، والوليد بن مسلم، وأبو مسهر، وغيرهم.
مات كهلا، ولم يلين.
179 -
عبد الصمد بن معقل بن منبه اليماني
.
عن أبيه، وعمه وهب بن منبه، وطاووس، وعكرمة، وغيرهم. وعنه ابن أخيه إسماعيل بن عبد الكريم، وعبد الرزاق، وأخوه عبد الوهاب بن همام، ومحمد بن خالد، وعمر بن عبيد، وغيرهم من أهل صنعاء.
وثقه أحمد وابن معين.
قال أحمد: كان قد عمر، وأظنه مات أيام هشيم.
قلت: مع ثقته لم يخرج له أحد.
180 -
عبد العزيز بن الحصين بن الترجمان
، أبو سهل المروزي.
عن الزهري، وثابت البناني، وعمرو بن دينار، وأيوب السختياني، وعبد الكريم بن أبي المخارق، وعدة. وعنه الهيثم بن جميل، ومحمد بن شعيب بن شابور، والهيثم بن يمان الرازي، وهشام بن عمار، وآخرون.
قال البخاري: ليس بالقوي عندهم.
وقال ابن معين: ضعيف.
وقال مسلم: ذاهب الحديث.
وقال خالد بن مخلد، عن عبد العزيز بن الحصين، عن أيوب، عن محمد، عن أبي هريرة مرفوعا، وساق الأسماء الحسنى.
181 – م د:
عبد العزيز بن الربيع بن سبرة بن معبد الجهني
عن أبيه. وعنه ولداه؛ سبرة وحرملة، وابن وهب، ويحيى بن صالح، ويحيى بن يحيى النيسابوري.
182 -
عبد العزيز بن سلمان الراسبي البصري
، الزاهد المذكر.
وكانت رابعة العدوية تسميه سيد العابدين، قال أحمد بن أبي الحواري: حدثنا عبد العزيز بن عمير قال: قيل لعبد العزيز الراسبي: ما بقي مما يلتذ به؟ قال: سرادب أخلو به فيه.
وحكى أبو طاهر التبان قال: كان عبد العزيز بن سلمان إذا ذكر
الموت والقيامة صرخ كما تصرخ الثكلى، ويصرخ الخائفون من جوانب المسجد.
183 – ع:
عبد العزيز بن المختار الأنصاري البصري الدباغ
، مولى حفصة بنت سيرين.
روى عن ثابت البناني، وأيوب السختياني، وعاصم الأحول. وعنه مسدد، ويعلى بن أسد، وأبو الربيع الزهراني، ومحمد بن عبد الملك بن أبي الشوارب، وآخرون.
وثقه ابن معين.
184 – ت:
عبد الكريم بن محمد الجرجاني
، قاضي جرجان.
هرب من القضاء وجاور بمكة. روى عن ثور بن يزيد، وأبي حنيفة. وعنه الشافعي، وهشام بن عبيد الله، وقتيبة بن سعيد.
مات سنة بضع وسبعين ومائة.
185 -
عبد الملك بن صالح بن علي بن عبد الله بن عباس بن عبد المطلب العباسي الأمير
.
ولي غزو الروم، وكان أمير غزوة أقراطية في جيش لجب، فدخل من درب الصفاف، ورجع منصورا على درب الحدث، وغنم المسلمون وحصلوا من السبي سبعة عشر ألف نسمة.
186 -
عبد الملك بن محمد بن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم الأنصاري الأعرج
، أبو الطاهر المدني الفقيه.
ولي قضاء ديار مصر سنة سبعين ومائة، وكان من جلة العلماء، بصيرا بالأحكام، متضلعا بمعرفة أقوال أئمة المدينة كالقاسم وسالم وربيعة الرأي.
حدث عن أبيه، وعمه عبد الله. وعنه ابن وهب، وعبد الله بن صالح العجلي، وسريج بن النعمان.
قال ابن سعد: مات ببغداد، وكان قاضيا بها للرشيد.
وقال غيره: ولي قضاء الجانب الشرقي، ولم تطل مدته.
توفي سنة سبع وسبعين ومائة.
وممن يروي عنه: سعيد بن عفير.
وقيل: مات سنة ست وسبعين ومائة. وقيل: سنة ثمان.
وثقه الخطيب.
187 – ت ق:
عبد المهيمن بن عباس بن سهل بن سعد الساعدي المدني
، هو أخو أبي.
روى عن أبيه، وزوجة جده هند، وأبي حازم المديني. وعنه ابنه عباس، ويعقوب بن محمد الزهري، ويعقوب بن كاسب، وأبو مصعب، وآخرون.
له نحو من عشرة أحاديث.
قال البخاري: منكر الحديث.
وقال النسائي: ليس بثقة.
وقال ابن معين: ضعيف.
وقال ابن حبان: لا يحتج به.
188 – ع:
عبد الواحد بن زياد العبدي مولاهم
، البصري، أبو بشر، وقيل: أبو عبيدة.
من مشاهير العلماء. روى عن حبيب بن أبي عمرة، وكليب بن وائل، وعاصم الأحول، وعمارة بن القعقاع، والأعمش، والمختار بن فلفل، وطبقتهم. وعنه أبو داود الطيالسي، وعفان، ومسدد، وقتيبة، والقواريري، ويحيى بن يحيى، وخلق سواهم.
وثقه أحمد وغيره.
وقال ابن معين: ليس بشيء.
ولينه يحيى بن سعيد، وقال: قل ما رأيته يطلب العلم.
وقال أبو داود الطيالسي: عمد عبد الواحد إلى أحاديث كان الأعمش يرسلها، فوصلها كلها.
وقال ابن المديني: سمعت يحيى بن سعيد يقول: ما رأيت عبد الواحد يطلب حديثا قط بالبصرة ولا الكوفة، وكنا نجلس على بابه يوم الجمعة بعد الصلاة أذاكره حديث الأعمش، لا يعرف منه حرفا.
قال عبيد الله القواريري، والفلاس: مات سنة ست وسبعين ومائة.
وقال أحمد وغيره: سنة سبع.
189 – ع: عبد الوارث، هو الإمام أبو عبيدة عبد الوارث بن سعيد العنبري مولاهم، البصري التنوري، أحد الأعلام.
روى عن أيوب، ويزيد الرشك، وأيوب بن موسى، والجعد أبي عثمان، وشعيب بن الحبحاب، وابن أبي عروبة، وطائفة. وعنه ابنه عبد الصمد، وابن مهدي، ومسدد، وقتيبة، وبشر بن هلال الصواف، وأبو معمر المقعد، وحميد بن مسعدة، وخلق سواهم.
وقرأ القرآن على أبي عمرو بن العلاء وغيره، وتلا عليه غير واحد.
قال أبو عمر الجرمي: ما رأيت فقيها قط أفصح من عبد الوارث، وكان حماد بن سلمة أفصح منه.
قلت: قد كان عبد الوارث إماما حجة متعبدا، لكنه قدري، نسأل الله العفو، وكان من خواص تلامذة عمرو بن عبيد.
قال محمود بن غيلان: قيل لأبي داود الطيالسي: لم لا تحدث عن عبد الوارث؟ قال: أحدثك عن رجل كان يزعم أن يوما من عمرو بن عبيد أكثر من عمر أيوب وابن عون ويونس؟
قال الفسوي: حدثنا الحسن بن الربيع قال: كنا نسمع من عبد الوارث، فإذا أقيمت الصلاة ذهبنا فلم نصل خلفه.
قال: وقيل لابن المبارك: كيف رويت عن عبد الوارث وتركت عمرو بن عبيد؟ قال: إن عمرا كان داعيا.
وقال علي: سمعت يحيى القطان وذكر له أن عبد الوارث قال: سألت شعبة عن الخروج مع إبراهيم بن عبد الله، فأمرني به، فأنكر ذلك يحيى وقال: كان شعبة لا يرى يوم صفين، ولا يرى الخروج مع علي، يرى الخروج مع إبراهيم! وأنا سمعت شعبة يقول: ما أدري أخطأوا أم أصابوا.
وقال يحيى بن معين: قال عبد الصمد: لم يكتب أبي عن أيوب السختياني حرفا حتى مات.
وقال عبيد الله القواريري: ما رأيت يحيى القطان روى عن أحد من مشايخنا قبل موته، إلا عن عبد الوارث.
قلت: وكان حماد بن زيد ينهى عن الأخذ عن عبد الوارث لمكان القدر.
مولده سنة اثنتين ومائة، ومات في المحرم سنة ثمانين ومائة، بعد حماد بن زيد بأشهر.
• - عبيد الله بن شعيب بن الحبحاب، هو أبو بكر، يأتي بالكنية.
190 – ع:
عبيد الله بن عمرو
، أبو وهب الرقي، عالم أهل الجزيرة ومحدثها.
روى عن زيد بن أبي أنيسة، وأيوب السختياني، وعبد الملك بن عمير، وعبد الكريم الجزري، وطائفة. وعنه عبد الله بن جعفر الرقي، وعلي بن
حجر، وأبو توبة الحلبي، وعبد الجبار بن عاصم النسائي، ولوين، والعلاء بن هلال، وخلق كثير.
قال ابن سعد: كان ثقة، وربما أخطأ، ولم يكن أحد ينازعه في الفتوى في دهره.
قلت: مولده سنة إحدى ومائة، وتوفي سنة ثمانين.
191 -
عبيد الله بن محمد بن عبد الله بن سنان بن طغان التركي الخراساني السجزي الفقيه
، أبو الهيثم، شيخ آل الترك وجدهم، كان بنيسابور.
كان جده متولي إمرة خراسان، وقد أدخل عبيد الله وهو صغير على الحسن البصري.
وسمع من أيوب السختياني، وهشام بن حسان، وابن إسحاق. وعنه عثمان بن زائدة وهو أكبر منه، وابن المبارك، وعيسى غنجار، وهشام بن عبيد الله، وأبو الربيع الزهراني، وغيرهم.
وكان من كبار الفقهاء، وما رأيت لأحد فيه تضعيفا.
192 – ق:
عبيس بن ميمون التيمي
، أبو عبيدة الخزاز.
بصري واه.
عن بكر بن عبد الله المزني، ومعاوية بن قرة، وثابت البناني، والقاسم بن محمد، والحسن. وعنه قتيبة، ومحمد بن أبي بكر المقدمي، وداهر بن نوح، وأحمد بن عبدة الضبي، وإسماعيل بن عبد الله بن زرارة السكري، وغيرهم.
قال أحمد: أحاديثه مناكير.
وقال عثمان بن سعيد، عن ابن معين: ضعيف.
وقال البخاري: منكر الحديث.
وقال أحمد بن زهير، عن ابن معين: كثير الخطأ، متروك الحديث.
وقال النسائي: ليس بثقة.
وقال ابن عدي وغيره: عامة ما يرويه غير محفوظ.
قلت: له عند ابن ماجة حديث واحد.
وقال ابن حبان: عبيس بن ميمون التيمي أصله من المدينة، سكن البصرة، كان مغفلا، يروي عن الثقات الأشياء الموضوعات توهما لا تعمدا.
أبو إبراهيم الترجماني: حدثنا عبيس، عن يحيى بن أبي كثير، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة مرفوعا: أيما نائحة ماتت ولم تتب، ألبست سربالا من نار، وأقامها الله للناس يوم القيامة.
الحسن بن عمر بن شقيق: حدثنا عبيس بهذا الإسناد مرفوعا: من حلف فقال: أنا يهودي، فهو يهودي، أو قال: أنا مجوسي، فهو مجوسي. . . الحديث.
قال أبو داود: عبيس بن ميمون ضعيف، يذهب إلى القدر.
ولعبيس عن موسى بن أنس، عن أنس، عن النبي صلى الله عليه وسلم: لا تقولوا: سورة البقرة، ولا سورة آل عمران، وكذلك القرآن كله.
193 -
عتبة بن ضمرة بن حبيب الزبيدي الحمصي
.
عن أبيه، ولقمان بن عامر، ومحمد بن زياد الألهاني، وعبد الله بن أبي قيس. وعنه الوليد بن مسلم، وعلي بن عياش، وأبو المغيرة، والقاسم بن يزيد الجرمي، وغيرهم.
قال أبو حاتم: صالح.
وقد روى له الإمام في مسنده.
194 – خ م ن:
عثمان بن جبلة بن أبي رواد العتكي مولاهم
، المروزي، والد عبدان وشاذان.
روى عن شعبة، وكان شريكا له ومضاربه فيما قيل، تفرد عنه بأشياء حسنة. وروى عن عمه عبد العزيز بن أبي رواد، وعلي بن المبارك الهنائي. وعنه ولداه، وأبو جعفر النفيلي، ومصعب بن بشير المروزي.
وثقه أبو حاتم وغيره، وهو أحد أرباب الصحيح.
قال النفيلي: كنا معه بالكوفة في درب، فدخل ليبول فأبطأ، فنظرنا فإذا هو ميت، رحمه الله.
195 – ق:
عثمان بن مطر الشيباني البصري المطري الرهاوي
، نزيل بغداد.
عن ثابت البناني، وحنظلة السدوسي، وزكريا بن ميسرة. وعنه بشر بن الوليد، ومحمد بن الصباح الدولابي، وسويد بن سعيد، وسريج بن يونس، وجماعة.
ضعفه أبو حاتم، وأبو داود، وابن معين.
وقال البخاري: منكر الحديث.
196 – ق:
عدي بن الفضل
، أبو حاتم.
شيخ بصري واهٍ، من موالي آل تيم بن مرة.
عن سعيد بن أبي سعيد المقبري، وطلحة بن عبيد الله بن كريز، وعلي بن
جدعان، وأيوب السختياني. وعنه أبو عمر الحوضي، وأبو عمر الضرير، وعبد الواحد بن غياث، وسعدوية الواسطي، ومنصور بن أبي مزاحم.
ولعله بقي إلى بعد السبعين ومائة.
قال يحيى بن معين: لا يكتب حديثه ولا كرامة.
وقال النسائي وغيره: متروك الحديث.
يقال: توفي سنة إحدى وسبعين ومائة.
197 – ت ن:
العطاف بن خالد بن عبد الله بن العاص بن وابصة بن خالد بن عبد الله بن عمر بن مخزوم
، أبو صفوان القرشي المخزومي المدني.
ولد سنة إحدى وتسعين.
روى عن نافع مولى ابن عمر، وزيد بن أسلم، وأبي حازم الأعرج، وجماعة. وعنه سعيد بن أبي مريم، وأبو اليمان، وآدم بن أبي إياس، وسعيد بن منصور، وقتيبة، وأبو مصعب، وآخرون.
قال أبو داود: ليس به بأس.
وقال أبو حاتم: ليس بذاك.
وقال أحمد بن حنبل: ثقة، له نحو من مائة حديث.
قلت: وله أخوان؛ المسور، وعبد الله.
198 -
عطوان بن مشكان
، أبو أسماء الخياط.
يروي حديثا عن مولاته جمرة اليربوعية ولها صحبة؛ خرج حديثها بقي بن مخلد. وعنه بكر بن الأسود، ويحيى بن عبد الحميد الحماني، وأبو معمر القطيعي، وغيرهم.
محله الصدق إن شاء الله، وله في سداسيات الرازي.
199 – ت:
العلاء بن خالد بن عبد الله الرياحي
، مولى قريش.
رأى الحسن، وسمع أخاه سعيد بن أبي الحسن، وقتادة. وعنه مسدد، وهدبة القيسي.
ضعفه موسى التبوذكي، ومشاه غيره.
200 -
العلاء بن خالد بن وردان البصري
، أبو شيبة الحنفي.
عن عطاء بن أبي رباح، والحكم بن عتيبة. وعنه أبو عاصم النبيل، والحسن الأشيب، وأبو كامل الجحدري، وغيرهم.
وثقه ابن حبان، وما ضعفه غيره.
201 – ن:
علي بن أبي سارة الشيباني
، ويقال: الأزدي.
شيخ بصري، له عن مكحول، وثابت، ومحمد بن واسع، وغيرهم. وعنه عبد الله بن عبد الوهاب الحجبي، وإسحاق بن أبي إسرائيل، وموسى التبوذكي، ومحمد بن أبي بكر المقدمي، وعدة.
ضعفه أبو حاتم.
وقال أبو داود: ترك الناس حديثه.
وقال ابن حبان: غلب على روايته المناكير فاستحق الترك.
قلت: ومن مناكيره: عن ثابت، عن أنس مرفوعا: من أخذ بأحد قوائم السرير؛ يعني النعش، حط الله عنه أربعين كبيرة.
خرج له النسائي حديثا واحدا.
202 -
علي بن سليمان بن كيسان
، أبو نوفل الكوفي، نزيل دمشق.
عن قتادة، وعبد الملك بن عمير، وأبي إسحاق السبيعي، والأعمش. وعنه الوليد بن مسلم، وأبو مسهر، ويحيى الوحاظي، وهشام بن عمار، وآخرون.
وثقه هشام.
وقال أبو حاتم: صالح الحديث.
قلت: لم يخرجوا له.
203 -
علي بن سليمان بن علي بن عبد الله بن عباس العباسي الأمير
.
ولي نيابة الجزيرة وغيرها، ومات سنة اثنتين وسبعين ومائة، وهو أخو الأميرين؛ جعفر ومحمد.
204 -
ت:
علي بن عابس الأسدي الكوفي الملائي
.
عن إسماعيل السدي، وأبي إسحاق السبيعي، وعثمان بن المغيرة، ومسلم الملائي، وجماعة. وعنه إسماعيل بن موسى الفزاري، وعباد بن يعقوب الرواجني، وعبد الله بن عمر مشكدانة، وعلي بن سعيد بن مسروق، وجماعة.
ضعفه ابن معين والجوزجاني، وغيرهما.
205 -
علي بن أبي علي القرشي اللهبي المدني
.
عن عمر بن المنكدر، وجعفر بن محمد، وابن عجلان، وابن جريج، وغيرهم. وهو من ذرية أبي لهب. وعنه بقية، وابن أبي فديك، وعبد العزيز الأويسي، وأبو مصعب، وعلي بن بحر القطان، ومحمد بن عباد المكي، وغيرهم.
قال البخاري: منكر الحديث.
وقال النسائي: متروك الحديث.
وقال ابن حبان: يروي عن الثقات الموضوعات.
قال الحميدي ويحيى الحارثي: حدثنا علي بن أبي علي، عن محمد،
عن جابر مرفوعا: إن لله ديكا براثنه في الأرض السابعة وعنقه تحت العرش، فإذا كان هوي من الليل قال: سبوح قدوس، فعندها تصيح الديكة.
206 – ن:
علي بن الفضيل بن عياض التميمي المكي الزاهد ابن الزاهد
.
روى عن عباد بن منصور، وعبد العزيز بن أبي رواد. حدث عنه أبوه لأنه مات قبله، وابن عيينة، وأبو بكر بن عياش، وأبو سليمان الداراني، وأحمد بن يونس اليربوعي.
وكان بعض العلماء يفضله على أبيه في العبادة والخوف، وكان إذا سمع آيات الوعيد يغشى عليه.
قال النسائي: ثقة مأمون.
وقال الخطيب: كان من الورع بمحل عظيم.
وقال الفضيل: قال لي ابن المبارك: ما أحسن حال من انقطع إلى ربه عز وجل، فسمع ذلك ابني فسقط مغشيا عليه.
وقال: أشرفت ليلة على ابني وهو يقول: النار، ومتى الخلاص من النار؟
وروى عمر بن بسر عن الفضيل قال: أهدى لنا ابن المبارك شاة، فكان ابني لا يشرب من لبنها، فسألته فقال: لأنها رعت بالعراق.
وقال الفضيل: بكى ابني علي فقلت: ما لك يا بني؟ فقال: أخاف أن لا تجمعنا القيامة.
وقال ابن عيينة: ما رأيت أحدا أخوف لله من الفضيل وابنه علي.
قلت: بلغنا أن عليا سمع قارئا يتلو بصوت شجي قوله تعالى: (ولو ترى إذ وقفوا على النار فقالوا يا ليتنا نرد) فشهق وسقط ميتا، رحمه الله.
وله أخبار في الغشي عند التلاوة.
قال أحمد بن إبراهيم الدورقي: حدثنا أبو بكر بن المثنى المخزومي قال: قال ابن المبارك يوما: خير الناس الفضيل، وخير منه ابنه علي.
وقال عبد الصمد بن يزيد: سمعت الفضيل بن عياض يقول: قال لي علي: يا أبه، سل الذي وهبني لك في الدنيا أن يهبني لك في الآخرة. ثم بكى الفضيل وقال: كان يساعدني على الحزن والبكاء، يا ثمرة قلبي، شكر الله لك ما قد علمه فيك.
قال أحمد بن أبي الحواري: سمعت أبا سليمان يقول: كان علي بن فضيل لا يستطيع أن يقرأ القارعة ولا تقرأ عليه.
قلت: له في النسائي حديث واحد في التسبيح.
207 – ت ق:
عليلة بن بدر البصري
، أبو العلاء، قيل: اسمه الربيع، وعليلة لقبه.
روى عن أبيه، وأيوب، وابن الزبير، وسعيد الجريري. وعنه علي بن حجر، وداود بن رشيد، وهشام بن عمار، ولوين، وإسحاق بن أبي إسرائيل. وحدث عنه من الكبار عبد الله بن عون.
ضعفه قتيبة وغيره.
وقال النسائي: متروك الحديث.
وقال ابن عدي: عامة ما يرويه لا يتابع عليه.
وروى عباس عن ابن معين: ليس بشيء.
وقال ابن حبان: يروي عن الثقات المقلوبات، وعن الضعفاء الموضوعات.
قلت: مات سنة ثمان وسبعين ومائة.
208 -
عمارة بن حمزة الكاتب
، مولى بني هاشم.
أحد البلغاء والفصحاء والصدور الكبراء، ولي ولايات جليلة، وكان
جوادا ممدحا تياها يضرب بكبره المثل. وناهيك أن يحيى بن خالد البرمكي نكب مرة، فبعث ولده إلى عمارة لكي يقرضه ثلاثة آلاف ألف درهم، فأعطاه، فلما تراجع أمره وعاد إلى رتبته رد المال إلى عمارة مع ابنه، فقطب وقال: أكنت صيرفيا له؟ ثم قال للفضل بن يحيى: اذهب فخذ المال لك. والله أعلم بصحة هذه الحكاية.
قال عبد الله بن أبي أيوب: وصل عمارة أبي بثلاثمائة ألف درهم.
وقال أبو العيناء: حكى إبراهيم بن داود أن قوما أتوا عمارة ليشفعوا في بر قوم فاستأذنوه، فأخبره بهم حاجبه، فأمر لهم بمائة ألف.
أخبرنا المؤمل بن محمد وغيره إجازة قال: أخبرنا أبو اليمن الكندي قال: أخبرنا القزاز قال: أخبرنا الخطيب قال: حدثنا الأزهري قال: حدثنا أحمد بن محمد بن عمران قال: حدثنا الصولي قال: حدثنا محمد بن العباس، عن أبيه، عن الأصمعي قال: قال الفضل: حل على أبي خراج الأهواز للرشيد ثلاثة آلاف ألف، فأرسل إليه: إن حملت ما وجب عليك إلى العصر وإلا قتلت. فقال لي أبي: يا بني، قد ترى ما نحن فيه، والله ما عندي عشرها، فامض إلى عمارة بن حمزة. فمضيت إليه، فسمع كلامي فأعرض، ولم يجبني، فانصرفت، فلم أصل إلا وقد سبقني المال، فلما كان بعد ذلك وتحصل المال قال لي أبي: امض إلى هذا الكريم واحمل المال. فمضيت به وشكرته، وسألته أن يقبض المال، فقال كالمغضب: أتظن أني كنت قسطارا لأبيك، اذهب فهو لك. قال: فذهبت به إلى أبي وعرفته ما جرى فقال لي: يا بني، والله ما تسمح نفسي لك بالكل، ولكن خذ ألف ألف واترك ألفي ألف.
209 -
عمر بن رديح
.
عن عطاء بن أبي ميمونة، وثابت البناني. وعنه مسلم بن إبراهيم، وإبراهيم بن مهدي، ومعلى بن الفضل.
ضعفه أبو حاتم، وقواه غيره.
وقال ابن معين: صالح الحديث.
210 – ق:
عمر بن رياح العبدي البصري الضرير
.
عن عمرو بن شعيب، وثابت البناني، وهشام بن عروة. وعنه معلى بن أسد، ويحيى بن يحيى التميمي، وأحمد بن عبدة، وآخرون.
وهو متروك الحديث.
قال الفلاس: هو دجال.
وقال النسائي: متروك.
وقال العقيلي: يقال له: عمر بن أبي عمر العبدي، وهو من موالي عبد الله بن طاوس. حدثنا أحمد بن عمرو قال: حدثنا عمرو بن علي قال: حدثنا عمر بن رياح السعدي قال: حدثنا ابن طاوس، عن أبيه، عن ابن عباس قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا رعف يبني على ما مضى من صلاته.
سعيد بن أشعث: حدثنا عمر بن أبي عمر العبدي، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن جده: استقبل رسول الله صلى الله عليه وسلم جبريل فناوله يده فأبى، وقال: إنك أخذت بيد يهودي، فتوضأ رسول الله صلى الله عليه وسلم وناوله يده فأخذ بها.
211 – ت:
عمر بن شاكر البصري
.
عن أنس بن مالك له نسخة نحو عشرين حديثا منكرة. وعنه نصر بن الليث البغدادي، وعثمان الطرائفي، وإسماعيل ابن بنت السدي، وقال: لقيته بالمصيصة.
وقد أدخله ابن حبان في كتاب الثقات فلم يصنع شيئا.
قال أبو حاتم: ضعيف.
وقال ابن عدي: روى نسخة عشرين حديثا غير محفوظة.
قلت: له حديث واحد ثلاثي في جامع أبي عيسى.
212 – ق:
عمر بن صهبان الأسلمي
، شيخ من أهل المدينة.
عن ثابت البناني، ونافع مولى ابن عمر، والزهري، وأبي طوالة. وعنه عبيد الله بن موسى، ومحمد بن بكر، وأبو قتادة الحراني، وعبد الله بن واقد، ومعلى بن أسد.
قال أحمد: أدركته ولم أسمع منه.
وقال النسائي: متروك الحديث.
وقال البخاري: منكر الحديث.
213 -
عمر بن طلحة بن علقمة بن وقاص الليثي المدني
.
عن سعيد المقبري، وعن عمه عبد الله بن علقمة، وعن أبي سهيل نافع بن مالك. وعنه عبد الله بن عبد الحكم المصري، وعلي ابن المديني، وأبو مصعب الزهري، وأبو ثابت محمد بن عبيد الله، وعدة.
قال أبو زرعة: ليس بقوي.
وقال أبو حاتم: محله الصدق.
قلت: له في الأدب للبخاري.
214 -
عمر بن عبد الله بن عبد الرحمن الرومي
.
بصري، روى عن أبيه فقط. وعنه موسى التبوذكي، وعبيد الله بن عمر القواريري، وقتيبة.
وهو صدوق، غلط ابن حبان فلينه، وإنما اللين ابنه محمد بن عمر.
215 -
عمر بن مساور البصري
.
عن أبي جمرة الضبعي، والحسن البصري. وعنه معلى بن أسد، والمحاربي، وعفان، والصلت الجحدري، ومحمد بن جامع العقيلي، وآخرون.
قال البخاري: يروي عن أبي جمرة، عن ابن عباس: بورك لأمتي في بكورها، وهذا منكر.
وقال أبو حاتم: ضعيف.
216 -
عمر بن المغيرة
، أبو حفص البصري، نزيل المصيصة.
عن أيوب السختياني، وأبي هارون العبدي، وعمرو بن دينار قهرمان ابن الزبير. وعنه بقية، وأبو مسهر، وأبو توبة الحلبي، وهشام بن عمار، وآخرون.
وكان أحد الفقهاء بالثغر، وكان يلقب بمفتي المساكين، لم يورده البخاري في تاريخه.
وقال ابن المديني: لا أعرفه.
وقال ابن سعد: كان فقيها عالما يقدمه أبو إسحاق الفزاري وغيره لعلمه.
وقال أبو حاتم: شيخ.
قلت: هو صالح الحديث، مات سنة ثمان وسبعين.
217 – ت:
عمر بن ميمون بن بحر ابن الرماح
، أبو علي الفقيه، قاضي بلخ.
روى عن سهيل بن أبي صالح، وكثير بن زياد العتكي، ومقاتل بن حيان، وغيرهم. وعنه ابنه عبد الله قاضي نيسابور، وكاتبه سلم بن سالم البلخي، وسريج بن النعمان، ويحيى بن يحيى، ويحيى بن عبد الحميد الحماني.
قال الخطيب: ولي قضاء بلخ نحوا من عشرين سنة، وكان محمودا في
ولايته، مذكورا بالحلم والعلم والصلاح والفهم، وقد أضر في آخر عمره.
وقال أبو داود: ثقة.
مات في سنة إحدى وسبعين ومائة.
218 -
عمر بن يزيد
، أبو حفص الأزدي، قاضي المدائن.
عن أبي إسحاق، وعطاء. وعنه يحيى بن أبي بكير، وبهلول بن حسان، ومحمد بن معاوية بن صالح، وغيرهم.
لم يضعف.
219 -
عمرو بن أبي المقدام ثابت بن هرمز الكوفي
.
عن أبيه، والحكم بن عتيبة، وسماك، وأبي إسحاق السبيعي. وعنه عمرو بن محمد العنقزي، وأبو داود الطيالسي، وهناد بن السري، وعبد الله بن صالح العجلي، وسهل بن عثمان العسكري.
وكان شيعيا متغاليا، تركه ابن المبارك وغيره.
وقال ابن معين: ليس بثقة.
وقال هناد: لما مات لم أصل عليه، فإنه قال: لما مات النبي صلى الله عليه وسلم كفر الناس إلا خمسة.
وقال ابن حبان: لا يحل ذكره في الكتب إلا على سبيل الاعتبار.
وقال ابن المبارك: لا تحدثوا عنه؛ فإنه كان يسب السلف.
وقال البخاري: ليس بالقوي عندهم.
وقال ابن معين: لا يكتب حديثه.
وروى عباس عن ابن معين: ليس بثقة ولا مأمون.
وقال أبو زرعة وأبو حاتم: ضعيف.
• - عمرو بن عثمان، هو سيبوية، مر.
220 – ت ق:
عمرو بن واقد
، أبو حفص القرشي مولاهم، الدمشقي.
عن إسماعيل بن عبيد الله بن أبي المهاجر، ويونس بن ميسرة، وعروة بن رويم، وثور بن يزيد. وعنه محمد بن المبارك الصوري، ويحيى بن صالح، وأبو جعفر النفيلي، وهشام بن عمار، وآخرون.
وكان محدثا شاعرا أديبا.
قال أبو مسهر: ليس بشيء.
وقال البخاري: منكر الحديث.
وقال النسائي والدارقطني: متروك الحديث.
هشام: حدثنا عمرو بن واقد قال: حدثنا يونس بن ميسرة، عن أبي إدريس الخولاني، عن معاذ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: الصراط المستقيم كتاب الله.
221 – خ ق:
عمرو بن يحيى بن سعيد بن الأشدق
، واسمه عمرو بن سعيد بن العاص، أبو أمية الأموي السعيدي المكي.
عن جده عن أبي هريرة، وذلك في الصحيح. روى عنه أحمد بن محمد الأزرقي، وموسى التبوذكي، وسويد بن سعيد، وإبراهيم بن محمد الشافعي، وعبد الله بن عبد الوهاب الحجبي، ومحمد بن يحيى العدني وهو آخر من حدث عنه.
قال ابن معين: صالح.
222 -
عمران بن خالد الخزاعي
.
بصري جليل، روى عن الحسن، ومحمد بن سيرين، وثابت. وعنه معلى بن هلال، وبشر بن معاذ العقدي، وعمر بن يزيد السياري، وغيرهم.
ضعفه أبو حاتم وغيره.
قال ابن حبان: روى العجائب، لا يجوز الاحتجاج به.
قلت: ومن مناكيره: عن ثابت، عن أنس أن سلمان دخل على عمر فألقى له وسادة فقال: الله أكبر، سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: من دخل على أخيه المسلم فألقى له وسادة إكراما له لم يتفرقا حتى تغفر ذنوبهما.
223 – د:
عنبسة بن سعيد بن القطان
.
عن هشام بن عروة وغيره، وعنه سعيد بن أبي الربيع السمان وغيره.
قال محمد بن المثنى: ما سمعت ابن مهدي يحدث عن عنبسة القطان.
قلت: ويروي عنبسة هذا أيضا عن حنظلة السدوسي، وعداده في البصريين، والظاهر أنه أخ لأبي الربيع السمان أشعث بن سعيد، فقد روى عنه ابن أخيه سعيد بن أشعث.
قال يزيد بن هارون: عنبسة بن سعيد ذاك المجنون.
وقال إسماعيل بن صبيح: حدثنا عنبسة أخو أبي الربيع السمان، عن أبي الزبير، عن جابر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أتاه يهودي فقال: يا رسول الله، اعرض علي الإسلام. فعرض عليه فأسلم، فلما رجع إلى منزله أصيب في عينه وأصيب في بعض ولده، فرجع إلى رسول الله فقال: أقلني. فقال النبي صلى الله عليه وسلم: إن الإسلام لا يقال، إن رجعت ضربت عنقك. . . الحديث.
عنبسة أخو الربيع، ضعفه ابن معين والدارقطني.
وقال ابن حبان: منكر الحديث جدا، هو الذي روى عن هشام، عن أبيه، عن عائشة مرفوعا: قتل الصبر لا يمر بذنب إلا محاه.
قال: وروى عن عمرو بن ميمون، عن الزهري، عن عروة، عن عائشة مرفوعا: الزنجي إذا جاع سرق، وإذا شبع زنى، أما إن فيهم سماحة ونجدة، ونهى عليه السلام عن جذاذ النخل بالليل.
224 – ت ق:
عنبسة بن عبد الرحمن بن عنبسة بن سعيد بن العاص بن سعيد الأموي
.
عن محمد بن المنكدر، وزيد بن أسلم، وأبان بن عياش، وهشام بن عروة. وعنه أحمد بن يونس، وداود بن المحبر، وعبد الواحد بن غياث، وإسحاق بن أبي إسرائيل، وجماعة.
قال البخاري: تركوه.
وقال أبو زرعة والنسائي: ضعيف.
وقال ابن حبان: روى عنه الوليد بن مسلم وأهل العراق، صاحب أشياء موضوعة، لا يحل الاحتجاج به.
روى ابن زهير عن ابن معين: ليس بشيء.
ومن مناكيره: عن محمد بن زاذان، عن خارجة بن زيد، عن أم سعد قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إياكم وتشبيك الأصابع في الصلاة، فإنه يورث النسيان.
الوليد بن مسلم، عن عنبسة بن عبد الرحمن، عن محمد بن زاذان، عن جابر مرفوعا: إذا وقعت كبيرة أو هاجت ريح مظلمة فعليكم بالتكبير، فإنه يجلو العجاج الأسود.
الوليد، عن عنبسة، عن عبد الرحمن بن عبد الواحد، عن أنس بن مالك: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: مروا نساءكم بالغزل فإنه أزين لهن وخير.
225 -
عنبسة بن نجاد العابد
.
عن جابر الجعفي، وعبد الله بن حسن، وجعفر الصادق. وعنه زيد بن الحباب، وأبو غسان النهدي، وعثمان بن أبي شيبة وغيرهم.
فيه تشيع.
226 -
عون بن موسى الليثي البصري
، أبو روح.
عن الحسن، ومعاوية بن قرة. وعنه وكيع، وموسى بن إسماعيل، وخلف بن هشام، وغيرهم.
مستور.
227 -
عيسى بن داب
، هو أبو الوليد عيسى بن يزيد بن بكر بن داب المديني.
سكن بغداد، وحظي عند الهادي إلى الغاية، حتى إنه أمر له في ليلة واحدة بثلاثين ألف دينار.
وحدث عن هشام بن عروة، وصالح بن كيسان، وغيرهما. وعنه شبابة بن سوار، وحوثرة بن أشرس، ومحمد سلام الجمحي، وغيرهم.
وكان أخباريا علامة، رواية عن العرب، نسابة، نديما، ولكن أحاديثه ساقطة.
قال خلف الأحمر: كان يضع الحديث.
وقال البخاري: منكر الحديث.
قلت: توفي قبل مالك.
قال الزبير بن بكار: أنشدني إبراهيم بن المنذر لابن مناذر:
ومن يبغ الوصاة فإن عندي وصاة للكهول وللشباب خذوا عن مالك وعن ابن عون ولا ترووا أحاديث ابن داب
228 -
عيسى بن وردان المدني الحذاء المقرئ المجود أبو الحارث
.
قرأ على: يزيد بن القعقاع، وشيبة بن نصاح، ثم عرض على نافع، وهو من قدماء أصحابه، قرأ عليه: إسماعيل بن جعفر، والواقدي، وقالون وغيرهم.
229 – ق:
غسان بن برزين الطهوي المصري أبو المقدام
.
عن: أبي المنهال سيار بن سلامة الرياحي، وثابت البناني، وعنه: عفان، وأسد بن موسى، ومسدد، وعبد الله بن معاوية.
وثقه ابن معين، وغيره.
وروى له ابن ماجه حديثا واحدا.
230 -
فرات بن أبي الفرات القرشي
.
بصري، له عن عطاء بن أبي رباح، ومعاوية بن قرة، وعنه: مسلم بن إبراهيم، ويحيى بن يحيى، وأبو الربيع الزهراني، وعبد الواحد بن غياث.
قال أبو حاتم: صدوق.
وقال ابن معين: ليس بشيء.
وقال ابن عدي: الضعف على رواياته بين.
231 – د ت ق:
فرج بن فضالة التنوخي الحمصي وقيل الدمشقي
.
عن: عبد الله بن عامر اليحصبي، والعلاء بن الحارث، ولقمان بن عامر، وربيعة بن يزيد، ويحيى بن سعيد الأنصاري، وعنه: آدم، وقتيبة، ولوين، وسريج بن يونس، وعلي بن حجر، وخلق.
وولي بيت المال ببغداد مدة.
قال أبو حاتم: صدوق لا يحتج به.
وقال ابن معين: صالح.
وضعفه النسائي، والدارقطني، وابن عدي، وغيرهم.
قال المديني: مر المنصور بفرج بن فضالة فلم يقم له، فعوتب في ذلك، فقال: خفت أن يسألني الله لم قمت، ويسأله لم رضيت؟.
وقال سليمان بن أحمد: سمعت عبد الرحمن بن مهدي يقول: ما رأيت شاميا أثبت من فرج بن فضالة، وأنا أستخير الله في الحديث عنه.
وقال أحمد بن حنبل: إذا حدث فرج عن الشاميين فليس به بأس، ولكن حدث عن يحيى بن سعيد بمناكير.
قلت: مولده سنة ثمان وثمانين في عصر بقايا الصحابة.
ومات سنة ست وسبعين ومائة.
قال ابن معين: إسماعيل بن عياش أعجب إلي من فرج بن فضالة، فرج ضعيف، وأيش عنده؟
232 -
فرج بن يزيد أبو شيبة الكلاعي الشامي
.
عن: يزيد بن أبي مالك، ومدرك بن عبد الله الكلاعي، وجماعة، وعنه: بقية بن الوليد، ويحيى الوحاظي، وعتبة بن السكن.
مستور.
233 -
فضالة بن عبد الملك الشحام
.
شيخ معمر، روى عن: طاوس، وابن سيرين، والحسن، وعطاء بن أبي رباح، وعنه: يحيى بن زكريا الفراء، وعمرو بن علي الفلاس.
قال أبو حاتم: شيخ.
ولينه أبو الفتح الأزدي.
234 -
الفضل بن صالح بن علي بن عبد الله بن العباس بن عبد المطلب أبو العباس الهاشمي
، الأمير نائب دمشق.
ولي إمرة دمشق، ثم ولي الديار المصرية للمهدي، مولده سنة اثنتين وعشرين ومائة، ورخه محمد بن جرير.
وقال خليفة: حج بالناس سنة ثمان وثلاثين ومائة.
وروى محمد بن العلاء قال: أدركت الفضل بن صالح العباسي، وهو متولي دمشق، وهو الذي عمل أبواب الجامع، والقبة التي في الصحن، وتعرف بقبة المال.
وكان محمد بن العلاء قد جاوز المائة.
أبو مسهر: عن سعيد بن عبد العزيز أن الفضل بن صالح أرسل إليه أن ينظر في دم قتيل، فأبى وقال: سلمة بن عمرو يأخذ الرزق، وأنا أنظر في الدماء؟ فقال لي الفضل: صدق.
قال يعقوب الفسوي: مات الفضل سنة اثنتين وسبعين ومائة.
235 -
الفضل بن المختار
. أبو سهل المصري.
واه.
عن: عبيد الله بن موهب، وأبان بن أبي عياش، وحميد الطويل، والصلت بن دينار، وابن أبي ذئب، وعنه: خالد بن عبد السلام المهري، وعبد الله بن وهب، وإدريس بن يحيى، وسعيد بن عفير، وآخرون.
أورد له ابن عدي في كامله أحاديث، وقال: عامة ما يرويه مما لا يتابع عليه.
وقال أبو حاتم الرازي: يحدث بالأباطيل.
236 – ق:
القاسم بن عبد الله بن عمر بن حفص بن عاصم بن عمر العدوي العمري المدني
، أخو عبد الرحمن.
روى عن: عمه عبيد الله بن عمر، وعمرو بن شعيب، وعبد الله بن دينار، ومحمد بن المنكدر، وأبي طوالة، وعنه: سعيد بن أبي مريم، وعبد الله بن الجراح القهستاني، وقتيبة، وهشام بن عمار، وجماعة.
كذبه أحمد بن حنبل.
وقال البخاري: سكتوا عنه.
وروى عباس، عن ابن معين: ليس بشيء.
محمد بن بكير الحضرمي، حدثنا القاسم، عن ابن المنكدر، عن جابر مرفوعا: إذا بلغ الماء أربعين قلة لم يحمل الخبث.
وهذا رواه الثوري، عن ابن المنكدر، وقال: عن عبد الله بن عمرو قوله، ورواه أيوب السختياني، عن ابن المنكدر، قوله.
237 – د ن:
القاسم بن معن قاضي الكوفة
، وعالم زمانه أبو عبد الله القاسم بن معن بن عبد الرحمن بن عبد الله بن مسعود الهذلي المسعودي الكوفي الفقيه، أخو أبي عبيدة بن معن.
روى عن: عبد الملك بن عمير، ومنصور بن المعتمر، وحصين بن عبد الرحمن، وهشام بن عروة، والأعمش، وطبقتهم، وعنه: عبد الرحمن بن مهدي، وأبو نعيم، وعبد الله بن الوليد العدني، وأبو غسان مالك بن إسماعيل، والمعافى الرسعني، ومنجاب بن الحارث، ومعلى بن منصور الرازي، وآخرون.
وكان ثقة، صاحب عربية وشعر، وكان كبير القدر، ولا يأخذ على القضاء رزقا، قاله أحمد بن حنبل.
وقال أبو حاتم: ثقة، كان أروى الناس للحديث والشعر، وأعلمهم بالعربية والفقه.
وقال بعض الأئمة: كان يقال له: شعبي زمانه لسعة علمه.
أخذ عنه: محمد بن زياد ابن الأعرابي، وولي قضاء الكوفة للمهدي، وهو من كبار تلامذة أبي حنيفة في الفقه، وكان عفيفا صارما مهيبا.
توفي القاسم سنة خمس وسبعين ومائة، وقد شاخ.
238 -
قحذم الأزدي الجرمي البصري
.
عن: معاوية بن قرة، ومكحول، وسالم بن عبد الله، وعنه: ولده أبو داود المحبر، وإبراهيم بن مهدي النصيصي، وقتيبة بن سعيد.
وقد وفد رسولا من يوسف بن عمر أمير العراق على الخليفة هشام بن عبد الملك.
وهو قليل الرواية، وما علمت به بأسا.
239 – ت ق:
قزعة بن سويد بن حجير الباهلي شيخ بصري
.
روى عن: أبيه، وابن أبي مليكة، ومحمد بن المنكدر، وحميد بن قيس الأعرج، وجماعة. وعنه: عاصم بن علي، وإبراهيم بن الحجاج السامي، وقتيبة، ومسدد، ولوين، وآخرون.
ضعفه أبو داود.
وقال البخاري: ليس بذاك القوي.
وعن ابن معين فيه قولان، ومشاه ابن عدي، وقال أبو حاتم: لا يحتج به.
240 -
كثير بن عبد الله
، أبو هاشم الأبلي البصري.
يروي عن أنس، وعنه: أبو إبراهيم الترجماني، وإسحاق بن أبي إسرائيل، وبشر بن الوليد، وقتيبة بن سعيد، ومحمد بن أبي الشوارب، ومخلد بن محمد شيخ لابن خزيمة.
قال أبو حاتم: منكر الحديث شبه المتروك.
وقد وهاه ابن حبان ورماه بالكذب، وقال: هو ابن سليم.
أعدته لأجل تأخر موته.
241 -
كثير بن عبد الله اليشكري
هو كثير بن أبي كثير، وقيل: هو كثير بن حبيب الليثي اليشكري.
روى عن: الحسن البصري، وثابت البناني، وعنه: مسلم بن إبراهيم، ومحمد بن أبي بكر المقدمي، وعبيد الله القواريري، والصلت بن مسعود الجحدري، وعلي ابن المديني.
قال أبو حاتم: لا بأس به.
وذكره العقيلي في الضعفاء لأجل حديث استنكره له.
242 – ع:
الليث بن سعد
.
شيخ إقليم مصر وعالمه، أبو الحارث الليث بن سعد بن عبد الرحمن الفهمي، مولاهم، الأصبهاني الأصل المصري، أحد الأعلام.
سمعه يحيى بن بكير يقول: ولدت سنة أربع وتسعين في شعبان.
قلت: حج سنة ثلاث عشرة ومائة فلقي: عطاء، ونافعا، وابن أبي مليكة، وسعيد المقبري، وأبا الزبير، وابن شهاب فأكثر عنهم، وعن: مشرح بن هاعان، وأبي قبيل المعافري، ويزيد بن أبي حبيب، وبكير بن عبد الله بن الأشج، وجعفر بن ربيعة، وعبد الرحمن بن القاسم، ودراج أبي السمح، والحارث بن يعقوب، وعبيد الله بن أبي جعفر، وعقيل بن خالد، وأيوب بن موسى، وبكر بن سوادة، والجلاح أبي كثير، والحارث بن يزيد الحضرمي، وخالد بن يزيد، وخير بن نعيم، وصفوان بن سليم، وأبي الزناد، وعبد الرحمن، وقتادة، ومحمد بن يحيى بن حبان، ويحيى بن سعيد، ويزيد بن الهاد، وآخرين، حتى أنه روى عن كاتبه أبي صالح.
روى عنه: ابن عجلان، وهو من شيوخه، وابن لهيعة، وابن المبارك، وابن وهب، وشبابة، وحجين بن المثنى، وسعيد بن أبي مريم، وآدم بن أبي إياس، وأحمد بن يونس، وولده شعيب بن الليث، ويحيى بن بكير، ويحيى بن يحيى الليثي المغربي، ويحيى ين يحيى التميمي الخراساني، وأبو الجهم العلاء الباهلي، وقتيبة بن سعيد، ومحمد بن رمح، ويزيد بن موهب الرملي، وكامل بن طلحة، وعيسى بن حماد، وخلق سواهم.
وكان كبير الديار المصرية ورئيسها ومحتشمها وعالمها، وأمير من بها في عصره، بحيث أن القاضي والنائب من تحت أمره ومشورته.
وكان الشافعي يتأسف على فوات لقيه.
روى جماعة، عن الليث، عن الزهري، عن أنس مرفوعا: من كذب علي متعمدا. . الحديث. أخرجه الترمذي، وقال: صحيح غريب.
قال ابن عساكر في ترجمة الليث: قال أبو مسهر: قدم علينا الليث فكان يجالس سعيد بن عبد العزيز، فأتاه أصحابنا فعرضوا عليه، فلم أر أخذها عرضا حتى قدمت إلى مالك.
قال ابن بكير: وحدثني شعيب بن الليث عنه قال: كان يقول لنا بعض أهلي: ولدت في شعبان سنة اثنتين وتسعين، والذي أوقنه سنة أربع.
وقال ابن بكير: سمعت الليث يقول: سمعت من الزهري بمكة سنة ثلاث عشرة، وأنا ابن عشرين سنة.
وقال ابن زعبة، عن الليث قال: أصلنا من أصبهان، فاستوصوا بهم خيرا، قال: حججت أنا وابن لهيعة، فلما صرت بمكة رأيت نافعا فأقعدته في دكان علاف، فمر بي ابن لهيعة فقال: من ذا؟ قلت: مولى لنا، فلما أتيت مصر قلت: حدثني نافع، فوثب إلي ابن لهيعة، وقال: يا سبحان الله! فقلت: ألم تر رجلا معي في دكان العلاف؟ ذاك نافع، قال: فحج ابن لهيعة من قابل، فوجده قد مات.
وقدم الأعرج يريد الإسكندرية، فرآه ابن لهيعة فأخذه، فما زال عنده يحدثه حتى هيأ له سفينة وأحدره إلى الإسكندرية، وقعد يروي عنه، عن أبي هريرة، فقلت: متى رأيت الأعرج؟ فقال: إن أردته فهو بالإسكندرية، فخرج إليه الليث فوجده قد مات، فذكر أنه صلى عليه.
قلت: هذه بهذه جزاء وفاقا.
قال الفسوي: قال ابن بكير: أخبرني من سمع الليث يقول: كتبت من علم ابن شهاب علما كثيرا، وطلبت ركوب البريد إليه إلى الرصافة، فخفت أن لا يكون ذلك لله فتركته.
قال: ودخلت على نافع فسألني، فقلت: أنا مصري، فقال: ممن؟ قلت: من قيس! فقال: ابن كم؟ قلت: ابن عشرين، قال: أما لحيتك فلحية ابن أربعين.
عن ابن وهب قال: كل ما في كتب مالك: أخبرني من أرضى من أهل العلم، فهو الليث.
قال الفلاس: سمعت ابن مهدي يحدث عن ابن المبارك، عن الليث.
قال يحيى بن بكير: لم أر مثل الليث ولا أكمل منه؛ كان فقيه البدن، عربي اللسان، يحسن القرآن والنحو، ويحفظ الشعر والحديث، حسن المذاكرة.
قال ابن بكير عن يعقوب وزير المهدي قال: قال لي أمير المؤمنين لما قدم الليث العراق: الزم هذا الشيخ، أو قال أكرم، فقد ثبت عندي أنه لم يبق أحد أعلم بما حمل منه.
وقال أبو صالح كاتب الليث: كنت مع الليث لما خرج إلى العراق، فكان يقرأ على أصحاب الحديث من فوق علية، والكتاب بيدي، فإذا فرغ منه رميت به إليهم فينسخوه.
وروى عبد الملك بن شعيب، عن أبيه قال: قيل لليث: أمتع الله بك، إنا نسمع منك الحديث ليس في كتبك؟ فقال: أكل ما في صدري في كتبي؟ لو كتبت ما في صدري ما وسعه هذا المركب، رواها أبو سعيد بن يونس، قال: حدثنا أحمد بن محمد بن الحارث، قال: حدثنا محمد بن عبد الملك، عن أبيه، فذكرها.
ابن بكير قال: قال الليث: كنت بالمدينة مع الحجاج، وهي كثيرة السرقين، فكنت ألبس خفين، فإذا بلغت باب المسجد نزعت أحديهما، ودخلت، فقال يحيى بن سعيد الأنصاري: لا تفعل هذا فإنك إمام منظور إليك.
قوله: ألبس خفين: يريد خفا فوق خف.
قال عباس الدوري: حدثنا يحيى قال: هذه رسالة مالك إلى الليث: حدثنا عبد الله بن صالح فذكرها؛ فيها: وأنت في إمامتك، وفضلك ومنزلتك من أهل بلدك، وحاجة من قبلك إليك، واعتمادهم على ما جاءهم منك.
أحمد ابن أخي ابن وهب: سمعت الشافعي يقول: الليث أفقه من مالك، إلا أن أصحابه لم يقوموا به.
أبو زرعة، سمع ابن بكير يقول: الليث أفقه من مالك، ولكن كانت الحظوة لمالك.
وقال جماعة: سمعنا ابن وهب يقول: لولا مالك والليث لضللنا.
وقال حرملة: سمعت الشافعي يقول: الليث أتبع للأثر من مالك.
قال عثمان الدارمي: قلت ليحيى بن معين: كيف حديثه عن نافع؟ قال: صالح ثقة.
وقال عباس، عن يحيى: الليث أرفع عندي من ابن إسحاق.
وقال الأثرم: سمعت أحمد يقول: ما في المصريين أثبت من الليث، لا عمرو بن الحارث، ولا أحد؛ رأيت لعمرو بن الحارث مناكير.
وقال عبد الله بن أحمد: سمعت أبي يقول: أصح الناس حديثا عن المقبري ليث بن سعد، يفصل ما روى عن أبي هريرة، مما روى عن أبيه، عن أبي هريرة، هو ثبت في حديثه جدا.
وقال ابن المديني: الليث ثبت.
وقال أبو حاتم: هو أحب إلي من مفضل بن فضالة.
وقال النسائي: ثقة.
وقال أبو داود: حدثني محمد بن الحسين: سمعت أحمد يقول: الليث ثقة، ولكن في أخذه سهولة.
وقال يحيى بن بكير: حدثني شعيب بن الليث، عن أبيه قال: لما ودعت المنصور ببيت المقدس قال: أعجبني ما رأيت من شدة عقلك، فالحمد لله الذي جعل في رعيتي مثلك، فكان أبي يقول: لا تخبروا بهذا ما عشت.
قال قتيبة: كان الليث أكبر من ابن لهيعة، ولكن إذا نظرت إليهما قلت: ذا ابن ذا.
قال عثمان بن صالح: كان أهل مصر ينتقصون عثمان حتى نشأ فيهم الليث فحدثهم بفضائله فكفوا، وكان أهل حمص ينقصون عليا حتى نشأ فيهم إسماعيل بن عياش فحدثهم بفضائله فكفوا عن ذلك.
قال يحيى بن بكير: قال لي الليث: قال لي أبو جعفر: تلي لي مصر؟
قلت: لا يا أمير المؤمنين، إني أضعف عن ذلك، وإني رجل من الموالي، فقال: ما بك من ضعف معي، ولكن ضعفت نيتك، أتريد قوة أقوى مني؟ فأما إذا أبيت فدلني على رجل أقلده مصر، قلت: عثمان بن الحكم الجذامي، رجل له صلاح وله عشيرة، قال: فبلغه ذلك، فعاهد الله أن لا يكلم الليث.
وولي الليث ثلاث ولايات لصالح بن علي، قال صالح لعمرو: لا أدع الليث حتى يتولى لي، فقال عمرو: لا يفعل، فقال: لأضربن عنقه، فجاءه عمرو فحذره، فولاه العطاء، وولي الجزيرة أيام أبي جعفر، وولي الديوان أيام المهدي.
قتيبة قال: قفلنا مع الليث من الإسكندرية، ومعه ثلاث سفن، سفينة فيها مطبخه، وسفينة فيها عياله، وسفينة فيها أضيافه، وصلى بنا فجهر ببسم الله الرحمن الرحيم، وسلم واحدة تلقاء وجهه، وكان ابنه شعيب إمامه، فحم ليلة فصلى بنا الليث.
قال أبو علاثة المفرض: حدثنا إسماعيل بن عمرو الغافقي: سمعت أشهب يقول: كان الليث له كل يوم أربعة مجالس، أحدها لنائبة السلطان وحوائجه، وكان الليث تغشاه الدولة، فإذا أنكر من القاضي أمرا، أو من السلطان، كتب إلى أمير المؤمنين، ومجلس لأصحاب الحديث، ومجلس للمسائل يغشاه الناس فيسألونه، ومجلس لحوائج الناس لا يسأله أحد فيرده، كبرت حاجته أو صغرت، وكان يطعم الناس في الشتاء الهرائس بعسل النحل، والسمن، وفي الصيف سويق اللوز بالسكر.
قال أبو عمرو أحمد بن محمد الحيري: حدثنا أبي: قال: سمعت محمد بن معاوية يقول، وسليمان بن حرب إلى جنبه: خرج الليث يوما فقوموا ثيابه ودابته وخاتمه، وما عليه ثمانية عشر ألف درهم إلى عشرين ألفا.
وقال سليمان: خرج علينا شعبة يوما، فقوموا حماره وسرجه ولجامه ثمانية عشر درهما إلى عشرين.
قال منصور بن عمار: كنا عند الليث، فأتته امرأة معها قدح فقالت: يا أبا الحارث إن زوجي يشتكي، وقد وصف له العسل، فأمر لها بزق عسل كبير.
رواها أبو صالح، وزاد فقال: سألت على قدرها، وأعطينا على قدرنا.
أحمد بن عثمان النسائي، حدثنا قتيبة: سمعت شعيب بن الليث يقول: خرجت مع أبي حاجا، فقدم إلى المدينة فبعث إليه مالك بطبق رطب، فجعل أبي على الطبق ألف دينار ورده إليه، وسألته امرأة نوبة سكرجة عسل، فأمر لها بزق، وكان أبي ليستغل في السنة عشرين ألف دينار وأكثر، فما يحول عليه الحول إلا عليه خمسة آلاف دينار دين.
أبو داود قال: قال قتيبة: كان الليث يستغل عشرين ألف دينار في العام، ما وجبت عليه زكاة قط، وأعطى ابن لهيعة ومالكا ومنصور بن عمار لكل واحد ألف دينار.
وعن أبي صالح قال: كنا على باب مالك، فامتنع عن الحديث، فقلت: ما يشبه هذا صاحبنا، فسمعها مالك فقال: من صاحبكم؟ قلنا: الليث، فقال: تشبهونا برجل كتبنا إليه في قليل عصفر يصبغ ثياب صبياننا، فأنفذ منه ما بعنا فضلته بألف دينار.
عبد الملك بن شعيب بن الليث: سمعت أسد بن موسى يقول: كان عبد الله بن علي يطلب بني أمية يقتلهم، فدخلت مصر في هيئة رثة، فدخلت على الليث، فلما فرغت من مجلسه تبعني خادم له فدفع إلي صرة فيها مائة دينار، وكان في حزتي هميان فيه ألف دينار، فأخرجت الهميان، وقلت: أنا عنها غني، استأذن لي على الشيخ، فاستأذن فدخلت، وأخبرته بنسبي، واعتذرت من ردها، فقال: هي صلة.
فقلت: أكره أن أعود نفسي، فقال: ادفعها إلى من ترى من أصحاب الحديث.
قال قتيبة: كان الليث يركب في جميع الصلوات إلى الجامع، ويتصدق كل يوم على ثلاث مائة مسكين.
وقال أبو الشيخ: حدثنا إسحاق الرملي، قال: حدثنا محمد بن رمح قال: كان دخل الليث في السنة ثمانين ألف دينار، ما أوجب الله عليه زكاة درهم قط.
قال سليم بن منصور بن عمار: حدثنا أبي قال: دخلت على الليث خلوة،
فاستخرج من تحته كيسا فيه ألف دينار، وقال: يا أبا السري لا تعلم بها ابني فتهون عليه.
وقال عبد الله بن صالح: صحبت الليث عشرين سنة، لا يتغدى ولا يتعشى إلا مع الناس، وكان لا يأكل إلا بلحم إلا أن يمرض.
وسمعته يقول: قال لي الرشيد لما قدمت عليه: ما صلاح بلدكم؟ قلت: بإجراء النيل، وبصلاح أميرها، ومن رأس العين يأتي الكدر، فإن صفت العين صفت السواقي، قال: صدقت يا أبا الحارث.
وعن ابن وزير قال: قد ولي الليث الجزيرة، وكان أمراء مصر لا يقطعون أمرا إلا بمشورته، فقال أبو المسعد، وبعث بها إلى المنصور:
لعبد الله عبد الله عندي نصائح حكتها في السر وحدي أمير المؤمنين تلاف مصرا فإن أميرها ليث بن سعد
وقال بكر بن مضر: قدم علينا كتاب مروان بن محمد إلى حوثرة والي مصر: إني بعثت إليكم أعرابيا بدويا فصيحا، من حاله ومن حاله، فاجمعوا له رجلا يسدده في القضاء ويصوبه في المنطق، فأجمع رأي الناس على الليث بن سعد، وفيهم معلماه: يزيد بن أبي حبيب، وعمرو بن الحارث.
قال أحمد بن صالح: أعضلت الرشيد مسألة فجمع لها فقهاء الأرض حتى أشخص الليث فأخرجه منها.
سعيد بن أبي مريم: حدثنا الليث قال: قدمت مكة، فجئت أبا الزبير، فدفع إلي كتابين فانقلبت بهما، ثم قلت: لو عاودته فسألته أسمع هذا كله من جابر بن عبد الله؟ فأتيته فقال: منه ما سمعته، ومنه ما حدثت عنه، فقلت: علم لي على ما سمعت، فعلم لي على هذا الذي عندي.
قلت: قد روى الليث، عن نافع نسخة، ثم روى عن رجل عنه، وقال: حدثنا خالد بن يزيد، عن سعيد بن أبي هلال، عن نافع، فذكر حديثا، وقد روى أحاديث، أعني الليث، عن الهقل بن زياد، عن الأوزاعي، عن داود بن عطاء، عن موسى بن عقبة، عن نافع، وهذا من عجيب الاتفاق؛ لأن الليث رحمه الله لا يتوقف في ذلك، وقد وقع لي من هذا النمط أشياء.
وكان رحمه الله طلابة للعلم، ولا يرى التدليس، وقد سمع من الزهري.
وقال عبد الله بن صالح: حدثني الليث: عن خالد بن يزيد، عن سعيد، عن ابن الهاد، عن ابن شهاب، عن عروة، أنه سأل عائشة عن قوله: وإن خفتم ألا تقسطوا في اليتامى الحديث.
الرمادي، وغيره: حدثنا عبد الله بن صالح قال: حدثني الليث قال: حدثني ابن الهاد، عن إبراهيم بن سعد، عن صالح، عن ابن شهاب، عن سعيد، عن أبي هريرة، سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول: بينا أنا نائم رأيتني على قليب، فنزعت منها. . . . . الحديث.
وقد ذكرنا أنه سمع من أبي الزبير جملة.
وقال عبد الله بن صالح: حدثنا الليث قال: حدثني خالد بن يزيد، عن سعيد، عن ابن عجلان أن أبا الزبير أخبره أنه رأى ابن عمر إذا سجد فرفع رأسه من السجدة الأولى قعد على أطراف أصابعه، ويقول: إنه من السنة، قال الطبراني: وهذا لم يروه إلا الليث.
وقال منصور بن سلمة، ويونس المؤدب: حدثنا الليث، عن يزيد بن الهاد، عن عبد الوهاب بن أبي بكر، عن عبد الله بن مسلم، عن ابن شهاب، عن أنس، أن النبي صلى الله عليه وسلم سئل عن الكوثر فقال: نهر أعطانيه ربي أشد بياضا من اللبن، وأحلى من العسل، وفيه طير كأعناق الجزر فقال عمر: يا رسول الله إن تلك الطير ناعمة! قال: آكلها أنعم منها يا عمر.
ورواه يحيى بن بكير عنه، وعبد الله هو أخو الزهري.
قال عبد الله بن عبد الحكم: كنا في مجلس الليث، ومعنا مسلمة بن علي فذكر العدس، فقال مسلمة: بارك فيه سبعون نبيا، قال: فقضى الليث بن سعد صلاته، وقال: ولا نبي واحد، إنه بارد مؤذ.
قال يحيى بن بكير: سمعت الليث يقول: أعرف رجلا لم يأت محرما قط، فعلمنا أنه أراد نفسه لأن أحدا لا يعلم هذا من أحد.
وقال ابن بكير: حدثني الدراوردي قال: لقد رأيت الليث بن سعد، وإن ربيعة، ويحيى بن سعيد ليتزحزحون له زحزحة.
وقال سعيد الآدم: قال العلاء بن كثير: الليث بن سعد سيدنا، وإمامنا، وعالمنا.
قال محمد بن سعد: كان الليث قد استقل بالفتوى في زمانه.
قلت: ومناقب الليث كثيرة، وعلمه واسع، وقد وقع لي من عواليه، لكن اليوم ليس على وجه الأرض في عام ستة وعشرين وسبع مائة من بينه وبين الليث ستة أنفس، وهذا علو لا نظير له أصلا، ولقد كتبت نسخة أبي الجهم من بضع وثلاثين سنة فرحا بعلوها في ذلك الوقت، وسمعتها من ستين شيخا، وهي الآن مروية بالسماع، ولو رحل اليوم الطالب من مس رة ألف فرسخ لإدراكها، وغرم مائة دينار، لكان له الحظ الأوفر، نعم.
قال خالد بن عبد السلام الصدفي: شهدت جنازة الليث مع والدي، فما رأيت جنازة قط أعظم منها، ورأيت الناس كلهم عليهم الحزن، وهم يعزي بعضهم بعضا ويبكون، فقلت: يا أبت، كأن كل واحد من الناس صاحب هذه الجنازة، فقال: يا بني لا ترى مثله أبدا.
قال أبو عبيد، ومحمد بن رمح، وجماعة: مات الليث سنة خمس وسبعين ومائة، زاد بعضهم في شعبان، وقال بعضهم: ليلة الجمعة منتصف شعبان رضي الله عنه.
243 – ع:
مالك بن أنس
.
هو الإمام العلم، شيخ الإسلام أبو عبد الله مالك بن أنس بن مالك بن أبي عامر بن عمرو بن الحارث بن غيمان بن خثيل بن عمرو بن الحارث، والحارث هو ذو أصبح بن عوف بن مالك بن زيد بن عامر بن ربيعة بن نبت بن مالك بن زيد بن كهلان بن سبأ بن يشجب بن يعرب بن قحطان، وإلى قحطان جماع اليمن، وقيل: ذو أصبح من حمير؛ المدني الأصبحي، حليف عثمان بن
عبيد الله التيمي أخي طلحة رضي الله عنهما.
مولد مالك سنة ثلاث وتسعين، سمعه منه يحيى بن بكير، وهي السنة التي مات فيها أنس بن مالك الأنصاري خادم النبي صلى الله عليه وسلم.
وقال أبو داود: ولد سنة اثنتين وتسعين.
قلت: الأول هو الصحيح.
وقيل: ولد في خلافة سليمان بن عبد الملك، وليس بشيء.
وأول طلبه للعلم في حدود سنة عشر ومائة، وفيها توفي الحسن البصري، وأخذ عن نافع ولازمه، وعن: سعيد المقبري، ونعيم المجمر، ووهب بن كيسان، والزهري، وابن المنكدر، وعامر بن عبد الله بن الزبير، وعبد الله بن دينار، وزيد بن أسلم، وصفوان بن سليم، وإسحاق بن أبي طلحة، ومحمد بن يحيى بن حبان، ويحيى بن سعيد، وأيوب السختياني، وأبي الزناد، وربيعة بن أبي عبد الرحمن، وخلق سواهم من علماء المدينة، فقل ما روى عن غير أهل بلده.
روى عنه من شيوخه: الزهري، وربيعة، ويحيى بن سعيد، وغيرهم.
ومن أقرانه: الأوزاعي، والثوري، والليث، وخلق، وابن المبارك، ويحيى بن سعيد القطان، ومحمد بن الحسن، وابن وهب، ومعن بن عيسى، والشافعي، وعبد الرحمن بن مهدي، وأبو مسهر، وأبو عاصم، وعبد الله بن يوسف التنيسي، والقعنبي، وسعيد بن منصور، ويحيى بن يحيى، ويحيى بن يحيى القرطبي، ويحيى بن بكير، والنفيلي، ومصعب الزبيري، وأبو مصعب الزهري، وقتيبة بن سعيد، وهشام بن عمار، وسويد بن سعيد، وعتبة بن عبد الله المروزي، وإسماعيل بن موسى السدي، وخلائق آخرهم وفاة أحمد بن إسماعيل السهمي.
قال مصعب الزبيري: سمعت ابن أبي الزبير يقول: حدثنا مالك قال: رأيت عطاء بن أبي رباح دخل المسجد، وأخذ برمانة المنبر، ثم استقبل القبلة يدعو.
قال علي ابن المديني: لمالك نحو ألف حديث.
وكان عبد الرحمن بن مهدي لا يقدم على مالك أحدا.
قال معن بن عيسى، والواقدي، ومحمد بن الضحاك: حملت بمالك أمه ثلاث سنين.
وعن عيسى بن عمر المدني قال: ما رأيت بياضا قط، ولا حمرة أحسن من وجه مالك، ولا أشد بياض ثوب من مالك.
وقال غير واحد: كان مالك رجلا طوالا جسيما، عظيم الهامة، أبيض الرأس واللحية، أشقر، أصلع، عظيم اللحية، عريضها، وكان لا يحفي شاربه، ويراه مثلة، وقيل: كان أزرق العينين.
وقال مطرف بن عبد الله: كان طويلا عظيم الهامة أبيض الرأس واللحية، شديد البياض بشقرة.
وقال محمد بن الضحاك الحزامي: كان مالك نقي الثوب رقيقه، يكره اختلاف اللبوس.
قال الوليد بن مسلم: كان مالك يلبس البياض، ورأيته والأوزاعي يلبسان السيجان ولا يريان بلبسها بأسا.
قال أشهب: كان مالك إذا اعتم جعل منها تحت ذقنه ويسدل طرفها بين كتفيه.
وقال خالد بن خداش: رأيت على مالك طيلسانا، وثيابا مروية جيادا.
قال أشهب: كان مالك إذا اكتحل للضرورة جلس في بيته.
وقال مصعب: كان يلبس الثياب العدنية الجياد ويتطيب.
قلت: قد كان هذا الإمام عظيم الجلالة كثير الوقار.
قال عبد الله بن أحمد: قلت لأبي: من أثبت أصحاب الزهري؟ قال: مالك أثبت في كل شيء.
وقال الشافعي: إذا ذكر العلماء فمالك النجم.
وقال ابن سعد في الطبقات: كان مالك رحمه الله ثقة، ثبتا، حجة، فقيها، عالما، ورعا.
وقال ابن مهدي: مالك أفقه من الحكم، وحماد.
وقال الشافعي: لولا مالك، وابن عيينة لذهب علم الحجاز، وما في الأرض كتاب في العلم أكثر صوابا من الموطأ.
أخبرنا أحمد بن إسحاق، قال: أخبرنا محمد بن أبي القاسم الخطيب، وأخبرنا علي بن تيمية بمصر، قال: أخبرنا عبد اللطيف بن يوسف قالا: أخبرنا محمد بن عبد الباقي، قال: أخبرنا علي بن محمد الأنباري، قال: أخبرنا عبد الواحد بن محمد، قال: حدثنا محمد بن مخلد، قال: حدثنا أبو يحيى محمد بن سعيد بن غالب العطار، قال: حدثنا ابن عيينة، عن ابن جريج، عن أبي الزبير، عن أبي صالح، عن أبي هريرة يبلغ به النبي صلى الله عليه وسلم قال: ليضربن الناس أكباد الإبل في طلب العلم، فلا يجدون عالما أعلم من عالم المدينة.
وبه قال ابن مخلد: حدثنا ليث بن الفرج بالعسكر، قال: حدثنا عبد الرحمن بن مهدي، عن سفيان، عن ابن جريج، فذكر الحديث مرفوعا.
وبه قال ابن مخلد: حدثني إسحاق بن يعقوب العطار، قال: حدثنا أبو موسى الأنصاري قال: سألت ابن عيينة: أكان ابن جريج يقول: نرى أنه مالك بن أنس؟ فقال: إنما العالم من يخشى الله، ولا نعلم أحدا كان أخشى لله من العمري، يعني عبد الله بن عبد العزيز.
وقال محمد بن حماد الطهراني: قال عبد الرزاق عقيبه: كنا نرى أنه مالك.
قلت: وكذا قال غير واحد أنه مالك. وقيل: هو سعيد بن المسيب.
قال خالد بن نزار الأيلي: بعث أبو جعفر المنصور إلى مالك حين قدم المدينة فقال: إن الناس قد اختلفوا بالعراق، فضع للناس كتابا نجمعهم عليه، فوضع الموطأ.
قال ابن وهب، عن مالك قال: دخلت على أبي جعفر مرارا، وكان لا يدخل عليه أحد من الهاشميين وغيرهم إلا قبل يده، فلم أقبل يده قط.
وقال يحيى القطان: كان مالك إماما في الحديث، وهو أحب إلي من معمر.
وقال الشافعي: كان مالك إذا شك في حديث طرحه كله.
قال شعبة: قدمت المدينة بعد وفاة نافع بسنة، وإذا لمالك حلقة.
قلت: تصدر للعلم، وقد نيف على العشرين.
قال عبد السلام بن عاصم: قلت لأحمد بن حنبل: رجل يحب أن يحفظ حديث رجل بعينه؟ قال: يحفظ حديث مالك. قلت: فرأي؟ قال: رأي مالك.
وقال ابن وهب: قيل لأخت مالك: ما كان شغل مالك في بيته؟ قالت: المصحف والتلاوة.
وقال أبو مصعب: كانوا يزدحمون على باب مالك حتى يقتتلوا من الزحام، وكنا نكون عنده فلا يكلم ذا ذا، ولا يلتفت ذا إلى ذا، والناس قائلون برؤوسهم هكذا، وكانت السلاطين تهابه، وهم قابلون منه ومستمعون.
وكان يقول: لا ونعم، ولا يقال له: من أين قلت هذا؟ قال مطرف بن عبد الله، وغيره: كان خاتم مالك فصه أسود حجر، ونقشه: حسبي الله ونعم الوكيل، كان يلبسه في يساره، وربما لبسه في يمينه.
وعن عبد الرحمن بن مهدي قال: ما رأيت أهيب من مالك، ولا أتم عقلا، ولا أشد تقوى.
قال ابن وهب: الذي نقلنا من أدب مالك أكثر مما تعلمنا من علمه.
وعن مالك قال: ما جالست سفيها قط.
قال ابن عبد الحكم: أفتى مالك مع نافع، وربيعة، ويحيى بن سعيد.
وعن مالك قال: قدم الزهري، وحدثنا فقال له ربيعة: ها هنا من يسرد عليك ما حدثت به أمس، قال: ومن؟ قال: ابن أبي عامر، قال: هات، فحدثه بأربعين حديثا من نيف وأربعين، فقال الزهري: ما كنت أرى من يحفظ هذا الحفظ غيري.
وقال الواقدي: حسدوا مالكا وسعوا به إلى جعفر بن سليمان وهو على المدينة، وقال: إنه لا يرى بيعتكم هذه شيئا، ويأخذ بحديث في طلاق المكره
أنه لا يجوز، فغضب، ودعا به، وجرد ومدت يده حتى انخلع كتفه، وفي رواية: يداه، حتى انخلعت كتفاه.
قال الواقدي: فوالله ما زال بعد ذلك الضرب في علو ورفعة.
وروى الحافظ أبو الوليد الباجي قال: حج المنصور فأقاد مالكا من جعفر بن سليمان، فامتنع مالك وقال: معاذ الله.
قال نعيم بن حماد: حدثنا ابن المبارك قال: ما رأيت أحدا ارتفع مثل ما ارتفع مالك، من رجل لم تكن له كثير صلاة، إلا أن تكون له سريرة.
وقال أشهب: رأيت أبا حنيفة بين يدي مالك كالصبي بين يدي أبيه.
وقال أبو مصعب: سمعت مالكا يقول: سألني أبو جعفر عن أشياء ثم قال: أنت، والله أعقل الناس، وأنت أعلم الناس، قلت: لا، والله يا أمير المؤمنين، قال: بلى، ولكنك تكتم، والله لئن بقيت لأكتبن قولك كما تكتب المصاحف، ولأبعثن به إلى الآفاق فأحملهم عليه.
حفص بن عبد الله: سمعت إبراهيم بن طهمان يقول: أتيت المدينة فكتبت بها ثم قدمت الكوفة فأتيت أبا حنيفة، فسلمت عليه، فقال لي: عمن كتبت؟ أكتبت عن مالك شيئا؟ قلت: نعم، قال: جئني بما كتبت عنه، فأتيته به فدعا بقرطاس ودواة، فجعلت أملي عليه، وهو يكتب.
وقال نصر بن علي: حدثنا حسين بن عروة قال: قدم المهدي فبعث إلى مالك بألفي دينار، أو قال: بثلاثة آلاف دينار.
قال قتيبة: كنا إذا دخلنا على مالك خرج إلينا مكحلا مزينا مطيبا قد لبس من أحسن ثيابه، ثم تصدر فدعا بالمراوح فأعطى كل إنسان منا مروحة.
ابن سعد: أخبرنا محمد بن عمر قال: كان مالك يشهد الصلوات، والجمعة، والجنائز، ويعود المرضى، ويقضي الحقوق، ويجلس في المسجد، ثم ترك الجلوس في المسجد، فكان يصلي ويرجع إلى منزله، وترك شهود الجنائز فكان يأتي أصحابها فيعزيهم، ثم ترك ذلك كله حتى ترك الجمعة، واحتمل الناس ذلك كله، وكانوا أرغب ما كانوا فيه، وأشد له تعظيما، حتى مات على ذلك، وكان ربما كلم قي ذلك فيقول: ليس كل واحد يقدر أن يتكلم بعذره.
وكان يجلس في منزله على ضجاع ونمارق يمنة ويسرة في سائر البيت لمن يأتيه من قريش والأنصار والناس، وكان مجلسه مجلس وقار وحلم وعلم، وكان مهيبا نبيلا ما في مجلسه شيء من المراء واللغط، ولا رفع صوت، وكان الغرباء يسألونه عن الحديث فلا يجيب إلا في الحديث بعد الحديث، وربما أذن لبعضهم أن يقرأ عليه، وكان له كاتب قد نسخ كتبه يقال له: حبيب، يقرأ للجماعة، فليس أحد من يحضره يدنو، ولا ينظر في كتابه، ولا يستفهم هيبة له وإجلالا، وكان حبيب إذا قرأ فأخطأ فتح عليه مالك، وكان ذلك قليلا.
قال هلال بن العلاء، وأبو حاتم: أخبرنا أبو يوسف محمد بن أحمد، قال: حدثنا عتبة بن حماد الدمشقي، عن مالك قال: قال لي المنصور: ما على ظهرها أعلم منك، قلت: بلى، قال: فسمهم لي، قلت: لا أحفظ أسماءهم، قال: قد طلبت هذا الشأن في زمان بني أمية فقد عرفته، فأما أهل العراق فأهل إفك وباطل، وأما أهل الشام فأهل جهاد، وليس فيهم كثير علم، وأما أهل الحجاز ففيهم بقية العلم فأنت عالم الحجاز، زاد أبو حاتم: فلا تردن على أمير المؤمنين قوله، ثم قال: أكتب هذا العلم لمحمد.
حماد بن غسان واه، قال: حدثنا ابن وهب، سمعت مالكا يقول: لقد حدثت بأحاديث وددت أني ضربت بكل حديث منها سوطين ولم أحدث بها.
قال مصعب الزبيري: سأل الرشيد مالكا، وهو في منزل مالك، ومعه بنوه أن يقرأ عليهم فقال: ما قرأت على أحد منذ زمان، وإنما يقرأ علي، فقال: أخرج الناس حتى أقرأ أنا، فقال: إذا منع العام لبعض الخاص لم ينتفع الخاص، وأمر معنا، فقرأ عليه.
قال إسماعيل بن أبي أويس: كان مالك لا يفتي حتى يقول: لا حول ولا قوة إلا بالله.
وقال أبو مصعب: لم يشهد مالك الجماعة خمسا وعشرين سنة، فقيل له: ما يمنعك؟ قال: مخافة أن أرى منكرا فأحتاج أن أغيره، رواها إسماعيل القاضي عنه.
وقال الحسين بن الحسن بن مهاجر الحافظ: سمعت أبا مصعب يقول: كان مالك بعد تخلفه عن المسجد يصلي في منزله في جماعة يصلون بصلاته.
وكان يصلي صلاة الجمعة في منزله وحده.
وقال أحمد بن سعيد الرباطي: سمعت عبد الرزاق قال: سأل سندي مالكا عن مسألة فأجابه، فقال: أنت من الناس أحيانا تخطئ وأحيانا لا تصيب، قال: صدقت، هكذا الناس، ففطنوا مالكا فقال: عهدت العلماء لا يتكلمون بمثل هذا.
وقال يحيى بن بكير: قلت لمالك: إني سمعت الليث يقول: إن رأيت صاحب كلام يمشي على الماء فلا تثقن به، فقال مالك: إن رأيته يمشي على الهواء فلا تأمنن ناحيته، ولا تثقن به.
النجاد: حدثنا هلال بن العلاء: قال: حدثني أبو يوسف الصيدلاني قال: سمعت محمد بن الحسن الشيباني قال: كنت عن مالك فقال لأصحابه: انظروا أهل المشرق فنزلوهم بمنزلة أهل الكتاب، إذا حدثوكم فلا تصدقوهم ولا تكذبوهم، ثم رآني فكأنه استحيى فقال: يا أبا عبد الله أكره أن تكون غيبة، كذا أدركت أصحابنا يقولون.
فهذه الحكاية عن مالك يريد بها من لم تثبت عدالته منهم، فإنه بلا ريب مجهول الحال فلا يعتمد عليه، ومن علم كذبه رد خبره، أما من ثبت صدقه، وإتقانه فهم كعلماء المدينة، فلمالك نظراء في أهل المشرق مثل: شعبة، وحماد بن زيد، ويزيد بن زريع، ولشيوخ مالك نظراء كمنصور، والأعمش، وقتادة، وللقاسم، وسالم، وعروة نظراء في الجلالة كالشعبي، والنخعي، ومحمد بن سيرين، نعم، الكذابون يندرون بالحجاز ويكثرون بالعراق.
قال البوسنجي: سمعت عبد الله بن عمر بن الرماح قال: دخلت على مالك فقلت: يا أبا عبد الله ما في الصلاة من فريضة، وما فيها من سنة؟ فقال مالك: هذا كلام الزنادقة أخرجوه.
وقال أشهب: كنت عند مالك فسئل عن البتة فقال: هي ثلاث، فأخذت ألواحي لأكتب فقال: لا تكتب فعسى في العشي أن أقول إنها واحدة.
وقال معن بن عيسى: سمعت مالكا يقول: إنما أنا بشر أخطئ وأصيب، فانظروا في رأيي فكل ما وافق الكتاب والسنة فخذوا به، وما خالف فاتركوه.
إسماعيل بن أبي أويس: حدثني مالك قال: لما أراد يحيى بن سعيد أن
يخرج إلى العراق قال لي: اكتب لي مائة حديث من حديث ابن شهاب، فكتبتها له، فأخذها، قلت لمالك: فما قرأها عليك، ولا قرأتها عليه؟ قال: لا، هو كان أفقه من ذلك.
منصور بن سلمة الخزاعي: كنت عند مالك فقال له رجل: يا أبا عبد الله أقمت على بابك سبعين يوما وقد كتبت ستين حديثا، فقال: ستون حديثا وجعل يستكثرها، فقال له الرجل: إنا ربما كتبنا بالكوفة في المجلس ستين حديثا، قال: وكيف بالعراق دار الضرب، يضرب بالليل وينفق بالنهار.
أحمد بن حنبل: حدثنا إسحاق ابن الطباع: سألت مالكا عما يترخص فيه أهل المدينة من الغناء، فقال: إنما يفعله عندنا الفساق.
ابن وهب، عن مالك قال: سمعت من الزهري أحاديث كثيرة لا أحدث بها أبدا.
وقال معن: كان مالك يتحفظ من الباء، والتاء.
وسمع ابن وهب مالكا يقول: إن الرجل إذا ذهب يمدح نفسه ذهب بهاؤه.
وقال أبو الربيع ابن أخي رشدين: حدثنا ابن وهب قال: كنا عند مالك فقال رجل: يا أبا عبد الله الرحمن على العرش استوى كيف استواؤه؟ فأطرق مالك وأخذته الرحضاء، ثم رفع رأسه فقال: الرحمن على العرش استوى كما وصف نفسه، ولا يقال له: كيف، وكيف عنه مرفوع، وأنت رجل سوء صاحب بدعة أخرجوه، فأخرج الرجل.
وقال محمد بن عمرو بن النضر النيسابوري: سمعت يحيى بن يحيى يقول: كنا عند مالك فجاءه رجل فقال: الرحمن على العرش استوى كيف استوى؟، وذكر نحوه ولفظه، فقال: الاستواء غير مجهول، والكيف غير معقول.
وقال عبد الله بن نافع: قال مالك: الله في السماء، وعلمه في كل مكان، رواه أحمد بن حنبل، عن سريج بن النعمان، عن ابن نافع.
قال عبد الرحمن بن مهدي: سمعت مالكا يقول: التوقيت في المسح على الخفين بدعة.
قلت: قد صح التوقيت، ولكن لم يبلغ مالكا ذلك.
قال البخاري: أصح الأسانيد مالك، عن نافع، عن ابن عمر.
قال ابن عبد البر في تمهيده: هذا كتبته من حفظي أن عبد الله بن عبد العزيز العمري كتب إلى مالك يحضه على الانفراد، والعمل، فكتب إليه مالك: إن الله قسم الأعمال كما قسم الأرزاق، فرب رجل فتح له في الصلاة، ولم يفتح له في الصوم، وآخر فتح له في الصدقة، ولم يفتح له في الصوم، وآخر فتح له في الجهاد، ونشر العلم من أفضل الأعمال، وقد رضيت ما فتح لي فيه، وما أظن ما أنا فيه بدون ما أنت فيه، وأرجو أن يكون كلانا على خير وبر.
قلت: ما أحسن ما جاوب العمري واحتج عليه بسابق مشيئة الله في عباده، ولم يفضل طريقته في العلم على طريقة العمري في التأله والزهد.
قال أبو حاتم الرازي: حدثنا عبد المتعالي بن صالح صاحب مالك قال: قيل لمالك: إنك تدخل على السلطان وهم يظلمون، ويجورون، قال: يرحمك الله، فأين المكلم بالحق؟.
قال موسى بن داود: سمعت مالكا يقول: قدم علينا أبو جعفر سنة خمسين ومائة، فدخلت عليه، فقال لي: يا مالك كثر شيبك، قلت: نعم يا أمير المؤمنين، من أتت عليه السنون كثر شيبه، قال: ما لي أراك تعتمد على قول ابن عمر من بين الصحابة؟، قلت: كان آخر من بقي عندنا من الصحابة، فاحتاج إليه الناس فسألوه، فتمسكوا بقوله.
قال ابن المديني في مراتب أصحاب نافع: أيوب وفضله، ومالك وإتقانه، وعبيد الله بن عمر وحفظه.
محمد بن عبد الله بن عبد الحكم: سمعت الشافعي يقول: قال لي محمد بن الحسن: أيما أعلم، صاحبنا أو صاحبكم؟ قلت: على الإنصاف، قال: نعم، قلت: أنشدك بالله من أعلم بالقرآن؟ قال: صاحبكم، قلت: فمن أعلم بالسنة؟ قال: اللهم صاحبكم، قلت: فمن أعلم بأقاويل الصحابة، والمتقدمين؟ قال: صاحبكم، يعني مالكا، قلت: لم يبق إلا القياس، والقياس لا يكون إلا على هذه الأشياء، فمن لم يعرف الأصول على أي شيء يقيس؟.
أحمد بن سنان: سمعت عبد الرحمن بن مهدي قال: كنا عند مالك، فجاءه
رجل فقال: جئتك من مسيرة ستة أشهر، حملني أهل بلادي مسألة، قال: سل. فسأله عنها، فقال: لا أحسن، قال: فأي شيء أقول لأهل بلادي؟ قال: تقول: قال مالك لا أحسن.
قال الفضل بن زياد: سألت أحمد: من الذي ضرب مالكا؟ قال: ضربه بعض الولاة في طلاق المكره. كان لا يجيزه، فضربه لذلك.
وقال أبو داود السجزي: ضرب جعفر بن سليمان العباسي مالكا في طلاق المكره، فحدثني بعض أصحاب ابن وهب، عن ابن وهب أن مالكا ضرب وحلق، وحمل على بعير، فقيل له: ناد على نفسك، فنادى: ألا من عرفني فقد عرفني، أنا مالك بن أنس، أقول: طلاق المكره ليس بشيء، فقال جعفر: أدركوه أنزلوه.
وعن إسحاق الفروي، وغيره قال: ضرب مالك ونيل منه، وحمل مغشيا عليه.
فعن مالك قال: ضربت فيما ضرب فيه سعيد بن المسيب، ومحمد بن المنكدر، وربيعة، ولا خير فيمن لا يؤذى في هذا الأمر.
وعن الليث بن سعد قال: إني لأرجو أن يرفعه الله بكل سوط درجة في الجنة.
قال مصعب بن عبد الله: ضربوه ثلاثين سوطا ويقال: ستين سوطا وذلك في سنة ست وأربعين ومائة.
قال الأصمعي: ضربه جعفر، ثم بعد مشيت بينهما حتى جعله في حل.
سليمان بن معبد: حدثنا الأصمعي قال: قال عمر بن قيس سندل لمالك: يا أبا عبد الله، أنت مرة تخطئ، ومرة لا تصيب، قال: كذاك الناس، ثم فطن فقال: من هذا؟ قيل: أخو حميد بن قيس، فقال: لو علمت أن لحميد أخا مثل هذا ما رويت عن حميد.
عن ابن وهب: أن مناديا نادى بالمدينة: ألا لا يفتي الناس إلا مالك، وابن أبي ذئب.
حرملة: حدثنا ابن وهب: سمعت مالكا، وقال له رجل: طلب العلم فريضة؟ قال: طلب العلم حسن لمن رزق خيره، وهو قسم من الله.
وقال: لا يكون إماما من حدث بكل ما سمع.
وقال: إن حقا على من طلب العلم أن يكون له وقار، وسكينة، وخشية، وأن يكون متبعا لأثر من مضى قبله.
قال الرمادي: حدثنا القعنبي، وسئل: كم أتى على مالك، قال: سمعتهم يقولون: تسع وثمانون سنة، قال: ومات سنة تسع وسبعين ومائة، وعرضت عليه سنة إحدى وستين.
قال إسماعيل بن أبي أويس: اشتكى مالك، فسألت بعض أهلنا عما قال عند الموت، قالوا: تشهد ثم قال: لله الأمر من قبل ومن بعد.
وتوفي في صبيحة أربع عشرة من ربيع الأول فصلى عليه أمير المدينة عبد الله بن محمد بن إبراهيم الملقب بالإمام ابن محمد بن علي بن عبد الله بن عباس العباسي -، وأمه زينب بنت سليمان العباسية، وكان الأمير عبد الله يعرف بأمه، يقال له: ابن زينب، رواها محمد بن سعد، عن إسماعيل: ثم قال: وسألت مصعبا الزبيري فقال: بل توفي في صفر، فأخبرني معن بن عيسى بمثل ذلك.
وقال أبو مصعب الزهري: مات لعشر مضت من ربيع الأول.
وقال ابن سحنون: مات في حادي عشر ربيع الأول.
وقال ابن وهب: مات لثلاث عشرة خلت من ربيع الأول.
واتفقوا على سنة تسع.
ومناقب مالك وسيرته يطول شرحها، وقد أفردت له ترجمة في جزء ضخم، وكذا أفردت ما وقع لي عاليا من حديثه في جزء، وقد سمعنا موطأ أبي مصعب عنه بالإجازة العالية، وموطأ القعنبي، وموطأ يحيى بن بكير، وموطأ سويد بن سعيد الثلاثة بالاتصال، والله أعلم.
244 – ق:
مبارك بن سحيم البصري
له نسخة عن مولاه عبد العزيز بن صهيب، روى عنه: سويد بن سعيد، ومحمد بن يحيى بن أبي سمينة، وحفص بن عمرو الربالي، وجماعة.
والظاهر أنه مات سنة بضع وثمانين ومائة.
وهو هالك، قال أبو زرعة: ما أعرف له حديثا صحيحا.
وقال النسائي: لا يكتب حديثه.
وقال عبد الله بن أحمد: عرضت على أبي أحاديث مبارك بن سحيم التي حدثنا بها سويد، فأنكرها ولم يحمده، وأظنه قال: ليس بثقة.
وقال البخاري: منكر الحديث.
العقيلي: حدثنا يوسف بن موسى، قال: حدثنا علي بن الحسين الدرهمي، قال: حدثنا مبارك أبو سحيم، عن عبد العزيز بن صهيب، عن أنس، عن النبي صلى الله عليه وسلم: ما من فئتين مسلمتين التقيا بأسيافهما إلا كان القاتل والمقتول في النار.
245 – د ت:
مبارك بن سعيد بن مسروق الثوري أبو عبد الرحمن الكوفي الضرير
، أخو سفيان.
روى عن: أبيه، وأخيه، وعاصم بن أبي النجود، وموسى الجهني، وعمرو بن قيس الملائي، وعنه: إبراهيم بن موسى الرازي، وأبو عبيد، ويحيى بن معين، وعبد الله بن عون الخراز، والوليد بن شجاع السكوني، والحسن بن عرفة، وجماعة.
قال أبو حاتم: ما به بأس.
وقال ابن معين: ثقة.
وقال مطين: مات في أول سنة ثمانين ومائة.
246 -
المبارك بن مجاهد
، أبو الأزهر المروزي، نزيل الري.
عن: هشام بن عروة، وموسى بن عقبة، وعبيد الله بن عمر، وعنه: سلمة الأبرش، وعصام بن يوسف البلخي.
قال قتيبة: كان قدريا، وضعفه جدا.
247 -
مجاشع بن عمرو
.
عن: ليث بن أبي سليم، وهارون بن محمد، وعبيد الله بن عمر، وغيرهم، وعنه: بقية، وعثمان بن عبد الرحمن الوقاصي، ويزداد بن أسد الدينوري.
كذبه يحيى بن معين.
وقال ابن حبان: كان يضع الحديث، كذا نقله ابن الجوزي.
* د ن: مجمع بن يعقوب، مر سنة ستين ومائة.
248 – ت: محرز، ويقال: محرر بالإهمال، ابن هارون القرشي التيمي المدني
عنده ثلاثة أحاديث عن: عبد الرحمن الأعرج، عن أبي هريرة، وعنه: ابن أبي فديك، ويعقوب بن محمد الزهري، وأبو مصعب الزهري.
قال البخاري: منكر الحديث.
وقد حسن له الترمذي، ووهاه غيره، والجمهور على تضعيفه.
249 -
محمد بن أبان بن صالح
، أبو عمر الجعفي، مولاهم الكوفي، جد عبد الله بن عمر مشكدانة.
روى عن: عاصم بن بهدلة حروفه، وحدث عن أبي إسحاق، وحماد بن أبي سليمان، وعنه: نعيم بن يحيى السعيدي، والطيالسيان، ويحيى الحماني، وعبد الحميد بن صالح، وغيرهم.
ضعفه ابن معين، وأبو داود.
ويقال له أيضا: القرشي؛ لأن ولاءه لعثمان بن عفان.
مات سنة إحدى وسبعين ومائة.
وأبوه فثقة يروي عن مجاهد.
250 -
محمد بن إسماعيل بن رجاء الزبيدي الكوفي
.
عن: منصور، وليث، وأبي إسحاق الشيباني، وعنه: أحمد بن يونس، ويحيى الحماني، وعباد الرواجني، وغيرهم.
قال أبو حاتم: شيخ صالح الحديث.
وقال غيره: شيعي.
قلت: له في خصائص علي شيء.
251 – د:
محمد بن أنس الكوفي مولى عمر بن الخطاب
.
سكن الدينور، وروى عن: حصين بن عبد الرحمن، وسهيل بن أبي صالح، والأعمش، وعنه: علي بن بحر القطان، وإبراهيم بن موسى الرازي.
صدوق، استشهد به البخاري.
وحدث سنة خمس وسبعين ومائة.
وقد تفرد بأحاديث ولم يترك، وجريرالضبي عمه.
252 -
محمد بن أيوب بن ميسرة بن حلبس أبو بكر الجبلاني الدمشقي
.
عن أبيه، وعنه: أبو مسهر، ومحمد بن المبارك الصوري، وهشام بن عمار، وآخرون.
قال أبو حاتم: لا بأس به، وأبوه صالح الحديث.
253 – د ق:
محمد بن ثابت العبدي أبو عبد الله البصري
.
عن: عطاء بن أبي رباح، وعمرو بن دينار، ونافع العمري، ومحمد بن واسع، وطائفة، وعنه: خلف البزار، وأحمد بن إبراهيم الموصلي، وقتيبة، وأبو الربيع الزهراني.
قال النسائي: ليس بالقوي.
وقال ابن معين: ليس بشيء.
وممن حدث عنه عبد الرحمن بن مهدي، لكن قال ابن عدي: عامة أحاديثه مما لا يتابع عليه.
* ت: محمد بن ثابت البناني
قد ذكر هو قديم الموت.
254 – د ق:
محمد بن جابر اليمامي الضرير الحنفي السحيمي
، أخو أيوب بن جابر.
روى عن: قيس بن طلق، ويحيى بن أبي كثير، وعطية العوفي، وحبيب بن أبي ثابت، وسماك بن حرب، وأبي إسحاق، وعنه: أيوب السختياني، وهو من شيوخه، وابن عون مع تقدمه، وسفيان، وشعبة، ويحيى بن يحيى، ومسدد، ولوين، وإسحاق بن أبي إسرائيل، ومحمد بن زنبور المكي، وعدة.
وأصله كوفي فيما قيل.
ضعفه ابن معين، والنسائي، وغيرهما.
وقال أبو حاتم: ساء حفظه في الآخر، وذهبت كتبه.
وقال البخاري، وغيره: ليس بالقوي.
قال أحمد بن حنبل: حدثنا عتاب بن زياد قال: قدم ابن المبارك على محمد بن جابر، وهو يحدث بمكة سنة ثمان وستين ومائة، فقال: يا شيخ حدث من كتبك، فقال: من هذا؟ قيل له: عبد الله بن المبارك، فأرسل إليه بكتبه.
قال إسحاق بن أبي إسرائيل: حدثنا محمد بن جابر، قال: حدثنا قيس بن طلق، عن أبيه، عن النبي صلى الله عليه وسلم في مس الذكر قال: إنما هو منك.
بندار: حدثنا غندر، قال: حدثنا شعبة، عن محمد بن جابر، بهذا، ورواه قاسم بن يزيد، عن الثوري، عنه.
وقال محمد بن عمرو بن أبي مذعور: حدثنا عبد الوهاب الثقفي، عن هشام، عن محمد بن جابر.
قال ابن عدي: ورواه عكرمة بن عمار، وعبد الله بن بدر، وغيرهما، عن قيس بن طلق.
255 – ق:
محمد بن داب المدني
.
عن: صفوان بن سليم، وابن أبي ذئب، وعنه: عبد الله بن عاصم، ومحمد بن سلام الجمحي.
كذبه أبو زرعة، وابن حبان.
* عيسى بن داب، مر.
256 – د ت:
محمد بن دينار الأزدي الطاحي البصري أبو بكر
.
عن: يونس بن عبيد، وهشام بن عروة، ومعمر، وعنه: عفان، والقعنبي، وقتيبة، ومحمد بن عبيد بن حساب.
قال أبو زرعة: صدوق.
وقال ابن عدي: يتفرد بأشياء، وهو صدوق.
257 – ت:
محمد بن زياد اليشكري أبو مصعب الكوفي الطحان
، ويعرف أيضا بالميموني.
روى عن: ميمون بن مهران، وأبي ظلال القسملي، وابن عجلان، وعنه: شيبان بن فروخ، وعقبة بن مكرم، والوليد بن شجاع، والربيع بن ثعلب.
قال أحمد: كذاب أعور يضع الحديث.
وقال الفلاس: سمعته يقول: حدثنا ميمون بن مهران، عن ابن عباس مرفوعا: زينوا مجالس نسائكم بالمغزل، ثم قال الفلاس: هو كذاب. وقال الجوزجاني: كان كذابا خبيثا.
قلت: وله بهذا الإسناد: اتخذوا الحمام المقاصيص فإنها تلهي الجن عن صبيانكم.
وبه قال: سمن البقر وألبانها شفاء ولحومها داء.
258 -
محمد بن سليمان بن علي
.
هو أمير البصرة، وابن عم المنصور، والذي ثبت دولتهم بعمله وبلائه يوم باخمرا، وكان قتل إبراهيم بن عبد الله بن حسن على يده، وولي أيضا إمرة فارس، وكان بطلا شجاعا ممدحا، وكان الرشيد يجله، ويبالغ في إكرامه، وقد ولي أيضا الكوفة، قيل: إن الرشيد استولى على تركته، واصطفاها، فكانت بنحو خمسين ألف ألف درهم.
وكان مولده بالحميمة من الشام سنة اثنتين وعشرين ومائة.
قال الخطيب: كان عظيم قومه.
وقال البخاري: محمد بن سليمان، عن أبيه، عن جده في مسح رأس الصبي، منقطع سمع منه: صالح الناجي، قال أبو نعيم: جاء رجل من قبل محمد بن سليمان الأمير إلى الأعمش يسلم عليه، ويستعرض حوائجه فسكت الأعمش، وقال: قد علم حال الناس، وما نحب أن نعلمه بشيء، فأرسل إليه بأربع مائة درهم.
حكى العمري الكاتب أن رجلا ادعى النبوة أيام محمد بن سليمان، فأدخل إليه وهو مقيد فقال له: أنت نبي، قال: نعم، قال: ويلك من غرك؟ قال: أبهذا تخاطب الأنبياء يا جاهل؟ والله لولا أني مقيد لأمرت جبريل أن يدمدمها عليك، قال له: فالموثق لا يجاب؟ قال: أجل، الأنبياء خاصة إذا قيدت لم يرتفع دعاؤها، فضحك، وقال: متى قيدت؟ قال: اليوم قال: فنحن نطلقك، وتأمر جبريل فإن أطاعك آمنا بك، قال: صدق الله، فلا وربك لا يؤمنون حتى يروا العذاب الأليم، فإن شئت فافعل، فأطلق، فلما وجد رائحة العافية قال: يا جبريل ومد بها صوته، ابعثوا من شئتم، فما بيني وبينكم عمل، هذا محمد بن سليمان في عشرين ألفا، ودخله كل يوم مائة ألف، وأنا وحدي ما ذهب لكم في حاجة إلا كشحان.
أبو العيناء قال: قال أبو العباس: دخل فزارة صاحب المظالم على محمد بن سليمان يعوده، فقال له: خذ من الخلنجين مقدار فأرة، ومن دواء الكركم مقدار خنفساء، وسوطه بمقدار محجمة من ماء، فإذا صار كالمخاط فتحساه، فقال: أفعل إن غلبت على عقلي، وإلا فلا، قال: تجلد، أعزك الله، قال: الصبر على ما بي أهون.
قال ابن أبي الدنيا: حدثنا أبو محمد العتكي: حدثني الحسين مولى آل سليمان بن علي قال: لما احتضر محمد بن سليمان كان رأسه في حجر أخيه جعفر، فقال جعفر: وا انقطاع ظهري، فقال محمد: وا انقطاع ظهر من يلقى
الحساب غدا، يا ليت أمك لم تلدني، وليتني كنت حمالا، وأني لم أكن فيما كنت فيه.
وقيل: إن نساك البصرة هموا بتوبيخ محمد بن سليمان، وقام رجل منهم فوعظه، وهو على المنبر، فخنقت محمدا العبرة، فلم يقدر أن يخطب، فقام أخوه جعفر إلى جنب المنبر، فتكلم عنه فأحبه النساك، وقالوا: مؤمن مذنب.
قال محمد بن جرير: مات في جمادى الآخرة سنة ثلاث وسبعين ومائة، واصطفى الرشيد عامة ما خلف.
259 – ق:
محمد بن سليمان بن أبي ضمرة الحمصي
.
عن: نافع العمري، وراشد بن سعد، وجماعة، وعنه: بقية، ويحيى الوحاظي، ومحمد بن بكار بن بلال، وابنه نصر بن محمد بن سليمان، وآخرون.
قال أبو حاتم: حدثنا عنه الوحاظي بأحاديث مستقيمة.
قلت: مات سنة ثمانين ومائة.
260 -
محمد بن عبد الرحمن بن أبي بكر بن عبيد الله بن أبي مليكة القرشي التيمي المليكي المدني
، وهو أبو غرارة، زوج جبرة الخزاعية.
وروى عن: عم أبيه، وعن عبيد الله بن عمر، وغيرهما، وعنه: أحمد بن محمد الأزرقي، ومسدد، والمقدمي، وإبراهيم بن محمد الشافعي.
قال البخاري: منكر الحديث.
وقال ابن حبان: لا يحتج به.
وقال أحمد بن حنبل، وأبو زرعة: لا بأس به.
261 -
محمد بن عبد الرحمن بن أبي الزناد المدني
.
عاش بعد أبيه ليالي، وهو أصغر من أبيه بسبع عشرة سنة.
سمع: هشام بن عروة، وطبقته، لم يحدث عنه إلا الواقدي.
وقد وثقه ابن سعد، وأطنب في وصفه.
وضعفه ابن معين.
262 – ق:
محمد بن عبد الرحمن القشيري الكوفي نزيل بيت المقدس
.
عن: سليمان بن بريدة، وأبي الزبير، وحميد الطويل، وخالد الحذاء، وعنه: بقية، وأبو ضمرة، وسليمان بن عبد الرحمن ابن بنت شرحبيل.
وهو كمجهول، وأحاديثه ساقطة.
وقال ابن الجوزي: كذاب.
قلت: وهو متروك الحديث.
263 – ت:
محمد بن عمار بن حفص بن عمر بن سعد القرظ بن عائذ الأنصاري السعدي
مؤذن مسجد النبي صلى الله عليه وسلم، ويلقب بكشاكش.
روى عن: سعيد المقبري، وصالح مولى التوأمة، وأسيد البراد، وشريك بن أبي نمر، وعن جده لأمه محمد بن عمار المؤذن، وعنه: ابن أبي فديك، وسعيد بن منصور، وعلي بن حجر، وسويد بن سعيد، وغيرهم.
وثقه ابن المديني، وغيره.
وذكره البخاري في الضعفاء، فما تكم فيه، بل ذكر له حديثا لم يتقنه.
264 – م 4:
محمد بن مسلم الطائفي أبو عبد الله المكي
.
عن: عمرو بن دينار، وإبراهيم بن ميسرة، وابن طاوس، وعبد الله بن أبي نجيح، وعنه: أسد بن موسى، وسعيد بن أبي مريم، والقعنبي، ويحيى بن يحيى، وقتيبة بن سعيد، وعدة.
قال عبد الرحمن بن مهدي: كتبه صحاح.
وقال أحمد: ضعيف، ما أضعف حديثه.
وقال ابن عدي: له غرائب، ولم أر له حديثا منكرا.
قال معرف بن واصل: رأيت الثوري بين يدي محمد بن مسلم الطائفي يكتب.
وعن عبد الرزاق قال: سمعت محمد بن مسلم يقول: إذا رأيت سفيان الثوري فسل الله الجنة، وإذا رأيت العراقي فاستعذ بالله.
قلت: مات سنة سبع وسبعين ومائة.
270 -
محمد بن عيينة بن أبي عمران الهلالي الكوفي أخو سفيان
.
روى عن: أبي حازم المديني، وعن: شعبة، ومات قبل أوان الرواية.
حدث عنه: يحيى بن سعيد القطان، وزافر بن سليمان، والحسن بن الربيع البوراني.
مات بالمصيصة.
قال أبو حاتم: لا يحتج به؛ يأتي بالمناكير.
266 -
محمد بن عيينة بن المهلب
.
عن معاوية بن قرة، وغيره، وعنه حماد بن زيد مع تقدمه، وسليمان بن حرب، وأبو سلمة المنقري، وخالد بن خداش.
محله الصدق.
267 – م 4:
محمد بن موسى الفطري المدني أبو عبد الله
، مولى الفطريين موالي بني مخزوم.
عن: سعيد المقبري، وعبد الله بن عبد الله بن أبي طلحة، ومحمد بن عمر بن علي بن أبي طالب، ويعقوب بن سلمة الليثي، وعون بن محمد ابن الحنفية، وسعد بن إسحاق بن كعب بن عجرة، وعنه: عبد الرحمن بن مهدي، وابن أبي فديك، وإسحاق الفروي، وقتيبة بن سعيد.
وثقه الترمذي.
وقال أبو حاتم: صدوق يتشيع.
268 –
محمد بن النضر، أبو عبد الرحمن الحارثي الكوفي
عابد أهل الكوفة في زمانه.
روى عن الأوزاعي يسيرا، وعنه: عبد الرحمن بن مهدي، وأبو نصر التمار.
قال ابن المبارك: كان إذا ذكر له الموت اضطربت مفاصله.
وقال بعضهم: شهدت غسل محمد بن النضر، فلو سلخ كل لحم عليه ما كان رطلا.
وعن أبي الأحوص سلام بن سليم قال: كان محمد بن النضر جعل على نفسه أن لا ينام قبل موته بثلاث سنين إلا ما غلبته عينه.
قال عبثر بن القاسم: اختفى محمد بن النضر عندي من الوزير يعقوب بن داود في هذه العلية أربعين ليلة، فما رأيته نائما ليلا ولا نهارا.
قال أحمد بن حنبل: حدثنا عبد القدوس بن بكر، عن محمد بن النضر قال: أول العلم الإنصات، ثم الاستماع له، ثم حفظه، ثم العمل به، ثم بثه.
269 -
مرثد بن عامر الهنائي
.
عن: كلثوم بن حبر، وبشر بن حرب، وعنه: مسدد، ومحمد بن أبي بكر المقدمي، وحرمي بن حفص، وقتيبة بن سعيد.
سئل عنه أحمد بن حنبل فقال: لا أعرفه.
270 -
مرزوق بن عبد الرحمن
بصري.
عن: ابن سيرين، وقتادة، وعنه: التبوذكي، ويحيى بن يحيى، وسعدويه، وشيبان.
صالح الحديث.
271 – ن:
مسعود بن سعد الجعفي الكوفي أبو سعد
.
عن: عطاء بن السائب، والأعمش، ومطرف بن طريف، ويزيد بن أبي زياد، وعنه: أبو نعيم، وإسماعيل بن أبان الوراق، وأبو غسان النهدي، وعبد العزيز بن الخطاب.
قال يحيى بن معين: كان من خيار عباد الله، وكان ابن عم زهير بن معاوية.
وقال أبو حاتم: يكتب حديثه.
272 -
مسكين بن صالح
، أبو حفص الأنصاري، مؤذن بيت المقدس.
عن: سعيد المقبري، وعروة بن رويم، وعنه: إسحاق بن سليمان الرازي، وعمرو بن خالد المصري، كناه مسلم.
273 –
مسكين أبو فاطمة الطاحي البصري
.
عن العلاء بن برد بن سنان، وأبي عبيدة صاحب الدستوائي، وعنه بشر بن الحكم النيسابوري، وأبو نصر التمار، ونصر بن علي الجهضمي، وغيرهم.
274 -
مسكين بن ميمون، مؤذن الرملة
.
عن: عروة بن رويم، وعنه: سعيد بن منصور، وهشام بن عمار، ويزيد بن خالد بن موهب الرملي.
275 – د ق:
الزنجي، مسلم بن خالد المكي
الفقيه أبو خالد الزنجي مولى بني مخزوم.
روى عن: الزهري، وابن أبي مليكة، وعمرو بن دينار، وأبي طوالة، وعتبة بن مسلم، وزيد بن أسلم، وهشام بن عروة، وابن جريج. وروى حرف
عبد الله بن كثير عنه، نقله سماعا منه الشافعي، وأحمد بن يونس اليربوعي.
وتفقه به الشافعي، وهو الذي أذن له في الفتيا، وروى عنه هو، ومروان بن محمد، والحميدي، ومسدد، وإبراهيم بن موسى الفراء، والحكم بن موسى، وهشام بن عمار، وعدة.
قال ابن معين: ليس به بأس.
وقال البخاري: منكر الحديث.
وقال أبو حاتم: لا يحتج به.
وقال ابن عدي: حسن الحديث، أرجو أنه لا بأس به.
قال سويد: سمي الزنجي لسواده، خالفه ابن سعد، وغيره فقالوا: كان أشقر، ولقب بالزنجي بالضد.
قال أحمد بن محمد الأزرقي: كان فقيها عابدا يصوم الدهر.
وقال أبو داود: ضعيف.
قلت: مولده سنة مائة، ومات سنة ثمانين ومائة.
قال إبراهيم الحربي: كان مسلم الزنجي فقيه مكة، وإنما سمي الزنجي؛ لأنه كان أشقر مثل البصلة.
وقال ابن أبي حاتم: هو إمام في العلم والفقه، كان أبيض مشربا حمرة، وإنما لقب بالزنجي لمحبته التمر. قالت جاريته: ما أنت إلا زنجي، لأكل التمر.
276 -
مسلمة بن جعفر البجلي الأحمسي الكوفي الأعور
.
عن: الركين بن الربيع، وعمرو بن قيس، وأرطاة، وغيرهم، وعنه: يحيى بن يمان، وأبو نعيم، ومالك بن إسماعيل، ومحمد بن عمران بن أبي ليلى.
ضعفه أبو الفتح الأزدي، روى في ناكح يده.
277 – د:
مسلمة بن قعنب
.
عن: أيوب السختياني، وهشام بن عروة، ويونس بن عبيد، وعنه: ابناه إسماعيل، وعبد الله القعنبي، ويوسف بن خالد السمتي.
وهو صدوق.
278 – د:
مطر بن عبد الرحمن العنزي
، أبو عبد الرحمن الأعنق، شيخ بصري معمر.
روى عن: أبي العالية الرياحي، والحسن، ومعاوية بن قرة، وجدته أم أبان بنت الوازع، وعنه: أبو داود الطيالسي، وموسى بن إسماعيل، ومحمد بن عيسى ابن الطباع، وقتيبة بن سعيد.
قال أبو حاتم: محله الصدق.
279 -
مشمعل بن ملحان
، أبو عبد الله الطائي الكوفي.
عن: حجاج بن أرطاة، ومحمد بن عمرو، وعنه: أبو العوام الرياحي، وأبو إبراهيم الترجماني، وبشر بن آدم.
قال ابن معين: صالح.
وضعفه الدارقطني.
280 – خـ:
معاوية بن عبد الكريم الضال أبو عبد الرحمن الثقفي البصري
، ضل في طريق مكة فلقب بالضال.
روى عن: بكر بن عبد الله، والحسن، وابن بريدة، ومحمد بن سيرين، وعطاء بن أبي رباح، وجماعة، وعنه: عبد الرحمن بن مهدي، ويحيى بن يحيى، وقتيبة، وعلي ابن المديني، وأحمد بن إبراهيم الموصلي، ومحمد بن عبيد بن
حساب، ومحمد بن موسى الحرشي، وإبراهيم بن موسى الفراء، ولوين.
وهو من موالي أبي بكرة الثقفي.
ويقال: إنه حج، وكان في رفقته آخر اسمه باسمه، فكانوا ربما نادوا هذا، فيجيب هذا، فقالوا: الضال، ليفرقوا بينهما. حكى معنى ذلك أبو حاتم.
وثقه أحمد، وابن معين. قال أحمد بن حنبل: ما أثبت حديثه، ما أصح حديثه. فقيل لأحمد: بعض ما رواه عن عطاء لم يسمعه، فأنكر هذا.
وقال أبو حاتم: صالح الحديث، وأنكر على البخاري إخراجه في الضعفاء.
قلت: لم أره في الضعفاء للبخاري، فلعله أسقطه بعد.
وقيل: إن أبا حاتم قال: لا يحتج به.
ولم يذكره العقيلي، ولا الدولابي، ولا أحد في الضعفاء.
وقال النسائي: ليس به بأس.
ولكن ما خرج له أحد من الستة، بل علق له البخاري.
توفي سنة ثمانين.
281 -
م ن:
معاوية بن عمار الدهني البجلي الكوفي
.
عن أبيه، وعن أبي الزبير، وجعفر الصادق. وعنه محمد بن عيسى ابن الطباع، ويحيى بن يحيى، وقتبية، وسويد بن سعيد.
قال ابن معين: ليس به بأس.
وقال أبو حاتم: لا يحتج به.
وعن ابن معين أيضا: ليس بالقوي.
282 –:
معاوية بن ميسرة
.
عن: الحكم بن عتيبة، وعنه: قتيبة، وعثمان بن أبي شيبة، ويحيى بن سليمان، وجماعة، وهو حفيد شريح قاضي الكوفة.
بقي إلى حدود سنة ثمانين ومائة.
• - معاوية بن يحيى الصدفي مر.
283 -
ن ق: معاوية بن يحيى أبو مطيع الأطرابلسي ثم الدمشقي.
عن: أبي الزناد، وخالد الحذاء، وأرطاة بن المنذر، وليث بن أبي سليم، وجماعة، وعنه: بقية، وعلي بن عياش، وعبد الله بن يوسف التنيسي، وإسحاق بن إبراهيم الفراديسي، وهشام بن عمار.
قال دحيم، وغيره: لا بأس به.
وقال أبو حاتم: صدوق.
قلت: له غرائب وأفراد، وقد قال الدارقطني: هو أكثر مناكير من الصدفي.
قلت: وقد تقدم أن الصدفي ضعيف.
وقال الغلابي، عن ابن معين: إن الطرابلسي أقوى من الصدفي.
وقال أبو زرعة: أبو مطيع هذا ثقة مستقيم الحديث.
وكذا وثقه صالح جزرة، وأبو علي النيسابوري.
وقال أبو القاسم البغوي: ضعيف.
وروى إبراهيم بن الجنيد، عن ابن معين: صالح ليس بذاك.
وقد خبط ابن حبان، وخلط ترجمة هذا بهذا في كتاب الضعفاء.
وهو دمشقي نزل طرابلس.
284 -
معروف بن عبد الله الدمشقي أبو الخطاب الخياط
.
أحد الضعفاء، مولى عبيد الأموي الأعور، وقيل: بل هو من موالي واثلة بن الأسقع.
روى عن واثلة، وعنه: الوليد بن مسلم، ويحيى بن بشر الحريري، ولوين، ودحيم، وعلي بن حجر، وهشام بن عمار، وسليمان بن عبد الرحمن، وآخر من حدث عنه شيخ ابن جوصا عمر بن حفص الخياط.
قال البخاري في تاريخه: معروف أبو الخطاب مولى بني أمية، رأى واثلة يشرب الفقاع.
وساق ابن عدي له عدة أحاديث، وقال: عامة ما يرويه لا يتابع عليه.
وذكر مسلم وأصحاب الكنى أن معروفا رأى واثلة.
وسأل ابن أبي حاتم أباه عنه فقال: ليس بقوي.
285 – ق:
معلى بن هلال الكوفي الطحان
.
عن: عبد الله بن محمد بن عقيل، ومنصور بن المعتمر، وأبي إسحاق، وعبد الله بن أبي نجيح، وغيرهم، وعنه: عبد الله بن رجاء الغداني، وعلي بن سعيد بن مسروق، وعبد الله بن عامر بن زرارة، ومحمد بن عبيد المحاربي، وجماعة.
قال أحمد: كذاب.
وقال ابن معين: معروف بوضع الحديث.
وقال البخاري: تركوه.
وقيل: إنه كان متعبدا يصلي في اليوم مائة ركعة.
قال علي ابن المديني: سمعت أبا أحمد الزبيري يقول: حدث سفيان بن عيينة عن معلى الطحان ببعض حديث ابن أبي نجيح فقال: ما أحوج صاحب هذا إلى أن يقتل.
وقال ابن معين: ليس بشيء.
وقال مرة: كذاب.
وقال ابن حبان: يروي الموضوعات عن الثقات، وكان غاليا في التشيع يشتم الصحابة، لا تحل الرواية عنه بحال.
خالد بن مرداس: حدثنا معلى بن هلال، عن محمد بن سوقة، عن ابن المنكدر، عن جابر: نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يكون الإمام مؤذنا.
قال البخاري: معلى ذاهب الحديث، حدثنا ابن أبي القاضي، قال: حدثنا محمد بن يعلى الهروي، قال: حدثنا المعلى بن هلال، عن سليمان التيمي، عن أنس مرفوعا: أن ملكا موكلا بالقرآن، فمن قرأه فلم يقمه قومه الملك، ثم رفعه مقوما.
286 – ع:
المغيرة بن عبد الرحمن بن عبد الله بن خالد بن حزام بن خويلد الأسدي الحزامي المدني
، ويلقب بقصي.
عن: أبي الزناد وهو مكثر عنه، وعن سالم أبي النضر، والمطلب بن عبد الله بن حنطب، وعبد المجيد بن سهيل، وعنه: سعيد بن أبي مريم، والقعنبي، وخالد بن خداش، ويحيى بن يحيى، ويحيى بن بكير، وسعيد بن منصور، وقتيبة، وآخرون.
وهو ثقة، شريف، كبير القدر، قيل: كان علامة بالنسب.
قال أبو داود: لا بأس به.
وعن ابن معين قال: ليس بشيء.
قلت: حديثه متفق عليه، لكن له ما ينفرد به، وينكر عليه، فمن ذلك: عن
أبي الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة مرفوعا: قضى باليمين مع الشاهد، أخرجه النسائي. وقال محمد بن عوف: إن أحمد بن حنبل قال: ليس في الباب أصح من هذا الحديث.
وبه عن النبي صلى الله عليه وسلم: اتقوا المجذوم كما يتقى الأسد وهذا مما لم يتابع عليه.
أما:
• - مغيرة بن عبد الرحمن المخزومي، فسيذكر في الطبقة الآتية.
287 – ت:
مفضل بن صالح أبو جميلة النخاس
، الكوفي، ويكنى أيضا أبا علي.
روى عن: أبان بن تغلب، ومحمد بن المنكدر، وأبي إسحاق السبيعي، وعمرو بن دينار، وغيرهم، وعنه: سويد بن سعيد، ومحمد بن عمر بن الوليد، وإسماعيل بن أبان الوراق، وعلي بن عبد الله الدهان.
قال البخاري، وغيره: منكر الحديث.
وقال ابن حبان: يروي المقلوبات عن الثقات حتى يسبق إلى القلب أنه المتعمد لذلك.
288 – د:
المفضل بن يونس الكوفي أبو يونس الجعفي
.
عن: الأوزاعي، وإبراهيم بن أدهم، وأبي جناب الوليد بن بكير، وعنه: أبو أسامة: وابن المبارك، وهما أكبر منه، لكنه مات شابا.
وممن روى عنه: عبد الرحمن بن مهدي، ومحمد بن عبد الوهاب القناد، وخلف بن تميم، وآخرون.
وثقه أبو حاتم ثم قال: لما نعي المفضل لابن المبارك قال: وكيف تقر العين بعد المفضل؟.
قلت: له حديث واحد في سنن أبي داود.
مات سنة ثمان وسبعين ومائة.
289 -
المنذر بن زياد أبو يحيى الطائي البصري
.
سمع: محمد بن المنكدر، وعمرو بن دينار، وزيد بن أسلم، والوليد بن سريع، وعنه: محمد بن صدران، وعبد الله بن محمد العبادي، وأبو حفص الفلاس، ويزيد بن النضر، وآخرون.
له مناكير قليلة.
قال أبو حفص الفلاس: كان كذابا.
وقال الدارقطني: متروك الحديث.
294 – د ت ن:
منصور بن أبي الأسود الكوفي
.
عن: مغيرة بن مقسم، والمختار بن فلفل، وحصين بن عبد الرحمن، وسليمان الأعمش، وعنه: عبد الرحمن بن مهدي، ومعن القزاز، وسعدويه، وداود بن عمرو الضبي، وأبو الربيع الزهراني.
قال ابن معين: ليس به بأس، كان من الشيعة الكبار.
وقال أبو حاتم: يكتب حديثه.
291 -
منصور بن عبد الحميد أبو رياح
.
شيخ من أهل الجزيرة، سكن مرو، من موالي عمار بن ياسر، وزعم أنه لقي الصحابة.
يروي عن: أبي أمامة، وابن عمر، وأبي هريرة، وأنس بن مالك، وطاوس، ومكحول، وغيرهم.
هكذا ذكره ابن أبي حاتم، وعنه: سلمة بن
سليمان، ومعاذ بن أسد المروزيان، وعبد الله بن موسى الخاني.
قال ابن حبان: له عن أبي أمامة نسخة موضوعة نحو ثلاث مائة حديث لا تحل الرواية عنه.
وقال قتيبة: سمعت عمر بن هارون يقول: لما قدم أبو رياح بلخ كان يروي عن أبي أمامة، فخرج أطروش بالسحر، فلقيه رجل فقال: أين تريد؟ قال: أريد هذا الذي لقي جبريل وميكائيل.
292 -
منصور أبو أمية
.
عن: مولاه عمر بن عبد العزيز، ورجاء بن حيوة، ومكحول، وعنه: داود بن رشيد، وعبد الجبار بن عاصم النسائي.
293 -
منصور النمري الشاعر
.
من فحول الشعراء، يعد من طبقة سلم الخاسر، ومروان بن أبي حفصة.
ومن شعره في الرشيد:
ما تنقضي حسرة مني ولا جزع إلا ذكرت شبابا ليس يرتجع ما كنت أوفي شبابي كنه غرته حتى إذا ما انقضى الدنيا له تبع
منها:
إن المكارم والمعروف أودية أحلك الله منها حيث تجتمع
فيقال: إن هارون الرشيد أجازه بمائة ألف.
وهو القائل فيه:
جعل القرآن إمامه ودليله لما تخيره القرآن إماما
294 – ت:
المنكدر بن محمد بن المنكدر التيمي المدني
عن: أبيه، والزهري، وصفوان بن سليم، وعنه: ابنه عبد الله، والقعنبي، وإبراهيم بن موسى الرازي، وقتيبة بن سعيد، ويحيى الحماني.
ضعفه النسائي.
وقال أبو حاتم: كان رجلا صالحا كثير الخطأ.
وقال ابن حبان: قطعته العبادة عن مراعاة الحفظ.
مات سنة ثمانين ومائة.
295 – ع:
مهدي بن ميمون أبو يحيى الأزدي المعولي
، مولاهم البصري.
عن: محمد بن سيرين، وأبي رجاء العطاردي، وعبدان بن جرير، وأبي الوازع جابر بن عمرو الراسبي، والحسن البصري، وواصل الأحدب، وواصل مولى أبي عيينة، وعدة، وقرأ القرآن على شعيب بن الحبحاب، وهو من مشيخة يعقوب الحضرمي الذين عرض عليهم الكتاب العزيز، وعنه: يحيى القطان، وعبد الرحمن بن مهدي، ومسدد، وأبو الوليد، وعارم، وموسى التبوذكي، وعبد الله بن محمد ابن أسماء، وهدبة بن خالد، وعبد الله بن معاوية الجمحي، وحدث عنه من القدماء: هشام بن حسان، وغيره.
وثقه شعبة، وأحمد بن حنبل.
وذكر ابن سعد أنه كان كرديا.
مات سنة اثنتين وسبعين ومائة.
296 -
مهدي بن هلال البصري
.
عن: يونس بن عبيد، ويعقوب بن عطاء بن أبي رباح، وعيسى بن المطلب، ونحوهم، وعنه: ابنه محمد، وحمدان بن عمر الضرير، وأحمد بن خلاد القطان.
قال يحيى بن معين: كذاب يضع الحديث، صاحب بدعة.
وقال يحيى القطان: غير ثقة.
وقال أبو بكر الأعين: حدثني علي ابن المديني قال: سمعت يحيى
القطان يقول: ما أشهد على أحد أنه كذاب إلا على إبراهيم بن أبي يحيى، ومهدي بن هلال، فإني أشهد أنهما كذابان.
297 – من عدا ت: موسى بن أعين الإمام أبو سعيد الجزري الحراني مولى بني عامر بن لؤي.
روى عن: عطاء بن السائب، ويزيد بن أبي زياد، وليث بن أبي سليم، وعبد الكريم بن مالك الجزري، وعبد الله بن محمد بن عقيل، والأعمش، وإسحاق بن راشد، ومعمر، ومطرف بن طريف، وعدة، وعنه: إسماعيل بن عبد الله بن سماعة، وأحمد بن أبي شعيب الحراني، وعبد الغفار بن داود، وسعيد بن حفص، وعبد الله بن محمد النفيليان، ويحيى بن يحيى التميمي، وجماعة.
وثقه أبو حاتم، وغيره، وكان من علماء الحديث.
توفي سنة سبع وسبعين ومائة.
298 -
موسى بن عمير القرشي مولاهم الكوفي الضرير
، أبو هارون.
عن: الشعبي، ومكحول، والحكم، والزهري، وجماعة، وعنه: سويد بن سعيد، وجعفر بن حميد، وجبارة بن المغلس، وعباد الرواجني، ومحمد بن عبيد النحاس، وعدة.
كذبه أبو حاتم.
وقال ابن معين: ليس بشيء.
وقال الدارقطني: ضعيف.
299 -
ميسرة
.
هو ميسرة بن عبد ربه الفارسي البصري التراس، هكذا قال ابن أبي حاتم، والظاهر أنه الأكال المشهور.
روى عن: ليث بن أبي سليم، وموسى بن عبيدة، وغالب بن عبيد الله، وعمر بن سليمان الدمشقي، ومالك، والأوزاعي، وغيرهم، وعنه: شعيب بن حرب، وعلي بن قتيبة، ويحيى بن غيلان، ومجاشع بن عمرو، وداود بن المحبر، وآخرون.
قال آدم بن موسى: سمعت البخاري يقول: ميسرة بن عبد ربه يرمى بالكذب.
وقال النسائي: متروك الحديث.
وقال الدارقطني: ميسرة بن عبد ربه، بغدادي، عن زيد بن أسلم، وكتاب العقل تصنيفه، متروك الحديث.
وقال الحاكم: ساقط يروي الموضوعات.
وقال ابن حبان: ميسرة بن عبد ربه الفارسي من أهل دورق كان ممن يروي الموضوعات عن الأثبات، ويضع في الحث على الخير.
وقال جعفر بن محمد بن نوح: سمعت محمد بن عيسى بن الطباع: قلت لميسرة بن عبد ربه: من أين جئت بهذه الأحاديث: من قرأ كذا وكذا كان له كذا؟ قال: وضعته أرغب الناس فيه.
وقال أبو داود: أقر بوضع الحديث.
وقال أبو حاتم: كان يفتعل الحديث، روى في قزوين والثغور.
وقال أبو زرعة الرازي: وضع في فضائل قزوين أربعين حديثا، وكان يقول: إني أحتسب في ذلك.
قلت: فأما إن كان ميسرة التراس الأكال فهو ممكن، وإن لم يكن هو فالتراس كان معاصرا له، وقد ورد عنه أخبار مشهورة في كثرة الأكل، وقد قال أبو بكر بن مجاهد المقرئ: حدثنا غلام خليل - قلت: وغلام خليل واه -: قال: حدثنا زيد بن أخزم، قال: حدثنا مسلم بن إبراهيم قال: قلت لميسرة التراس: أيش أكلت اليوم؟ قال: أكلت أربعة آلاف تينة ومائة رغيف، وقوصرتين بصل، وكيلجة نمك، ومسلوخ، وشربت نصف جرة سمن، قال: فدخلت منزلي فما خلوا شيئا حتى خبأوه مني.
وقال نصر بن علي الجهضمي: حدثنا الأصمعي قال: قال لي الرشيد: كم أكثر شيء أكل ميسرة؟ قلت: مائة رغيف ونصف مكوك ملح، فدعا الرشيد بفيل، فطرح له مائة رغيف فأكلها إلا رغيفا، فهذه حكاية صحيحة.
وقال أبو سعيد ابن الأعرابي: حدثنا عبد الله بن محمد العتكي، قال: حدثنا عبد الواحد بن غياث قال: كنت مع قوم من أبناء المترفين، إذ أقبل ميسرة على حماره، فقالوا: أتأكل كبشا؟ قال: ما أكره ذلك، قال: فأنزلوه، وأخذوا حماره إلى مكان، ثم بعد وقت جاءت الغلمان بجفنة ملأى، فأقبل يأكل ويقول: ويحكم هذا لحم فيل وهذا لحم شيطان حتى فرغه، ثم قال: حماري؟ قالوا: حمارك في بطنك، قال: أيش تقولون؟ فأطعموه حماره، وغرموا له ثمنه.
أخبرنا علي بن أحمد، قال: أخبرنا عتيق السلماني، وإبراهيم ابن الخشوعي قالا: أخبرنا أبو القاسم ابن عساكر، قال: أخبرنا أبو القاسم النسيب، قال: أخبرنا رشأ المقرئ، قال: أخبرنا الحسن بن إسماعيل، قال: حدثنا أحمد بن مروان، قال: حدثنا إبراهيم بن ديزيل، قال: حدثنا مسلم بن إبراهيم قال: سمعتهم يقولون لميسرة الأكول: كم تأكل؟ قال: من مالي أو من مال غيري؟ قالوا: من مالك، قال: رغيفين، قالوا: فمن مال غيرك؟ قال: اخبز، واطرح.
مسعود بن بشر: سمعت الأصمعي يقول: نذرت امرأة أن تشبع ميسرة التراس، فأتته وقالت: اقتصد علي فإني امرأة متجملة غير متمولة، قال: فإني
أقتصد، فذكر لها من أصناف الطعام، فإذا هو قوت سبعين رجلا فاتخذته، ثم أحضرت ميسرة، فأكله عن آخره.
وكان ميسرة يزوق السقوف، فدعاه رجل يزوق له وهو لا يعرفه، وكان الرجل قد دعا ثلاثين إنسانا إلى الموضع، وصنع لهم طعاما كثيرا، فلما فرغ الطباخ خرج لحاجة، ونظر ميسرة إلى الموضع قد خلا، فنزل فأكل ذلك الطعام كله، وعاد إلى عمله. فجاء الطباخ وليس في المطبخ إلا العظام، فأعلم صاحب المنزل، وقد حضر القوم، فحار الرجل في أمره، ولم يدر من أين أتي، وأنكره القوم، فسألوه عن حاله، فصدقهم، فنهضوا جميعا حتى دخلوا المطبخ، وعاينوا الحال، فكثر تعجبهم حتى قال بعضهم: هذا من فعل الجن. فلمح رجل منهم ميسرة، وكان يعرفه، فصاح: قد عرفت والله الخبر، هذا ميسرة عندك، وهو أكل طعامك، قال: فاستنزله من الموضع، فقال: أنا أكلته، ولو كان لي مثله لأكلته فجربوا إن شتم، فانصرف القوم إلى منازلهم، وطلع إلى عمله.
رواها أبو محمد بن زبر القاضي، عن الحسن بن عليل القاضي، عن مسعود بن بشر، عن الأصمعي.
فميسرة هذا كان يأكل بالحال، ألا تراه ذكر أن عادته أكل رغيفين كآحاد الناس، وأنه أكل ما يكفي سبعين رجلا، ونحو ذلك عندما يجمع همته، وقد رأيت أنا من يأكل إذا أراد بالحال، وهذا الحال ليس من كرامات الأولياء، فإن الأولياء أكلهم قليل، والمؤمن يأكل في معا واحد، والكافر يأكل في سبعة أمعاء.
وأيضا فالولي يأكل قوت يوم في أسبوع، يتقوت به، ويبارك له في طعامه، وفي قواه، لا أنه يأكل نصف قنطار من الطعام في جلسة، ولعل من يفعل هذا لا يسمي الله، ويقبل بنفس حادة محرقة للأكل، وقد تعينه الشياطين في أكل ذلك فيفرغ، وتطير بركته، ويظن هو ومن حضره أن هذا الفعل من كرامات المتقين، وإنما كرامات السادة أن يحضر أحدهم ما يكفي واحدا، فيقوت به الجمع الكبير، ويشبعون ببركة دعائه.
300 -
ناصح بن العلاء، مولى بني هاشم، أبو العلاء البصري
.
عن: عمار بن أبي عمار، عن عبد الرحمن بن سمرة في ترك الجمعة
للمطر، وعنه: مسلم بن إبراهيم، وسعيد بن منصور، وبشر بن معاذ العقدي، والقواريري.
ضعفه ابن معين.
وحدث عنه ابن المديني، ووثقه.
وقد وثقه أيضا أبو داود.
ما خرجوا له شيئا.
301 -
نجم بن فرقد
، أبو عامر البصري العطار.
عن: عطاء الخراساني، وابن أبي عروبة، وعنه: مسدد، وقتيبة، ومحمد بن أبي بكر المقدمي، وأحمد بن يونس، وعدة.
قال أبو حاتم: لا بأس به.
302 – ت:
نعيم بن ميسرة أبو عمرو الكوفي النحوي المقرئ
، نزيل الري.
عن: عكرمة، وقيس بن مسلم الجدلي، وإسماعيل السدي، والزبير بن عدي، وعاصم بن أبي النجود، وعنه: يحيى بن ضريس، وإسحاق بن سليمان، ويحيى بن يحيى، وعمرو بن رافع القزويني، ومحمد بن حميد، وأبو الربيع الزهراني، وجماعة.
قال أحمد: لا بأس به.
وكان قد قدم بغداد، وحدث بها.
قلت: وقرأ على عبد الله بن عيسى بن أبي ليلى، وغيره.
قال قتيبة: مات سنة أربع وسبعين ومائة.
قال النسائي: ثقة.
303 -
نوح الجامع
.
هو أبو عصمة نوح بن أبي مريم المروزي الفقيه، أحد الأعلام، ويلقب بنوح الجامع لمعنى، وهو أنه أخذ الفقه عن أبي حنيفة، وابن أبي ليلى، والحديث عن حجاج بن أبي أرطاة، والتفسير عن الكلبي ومقاتل، والمغازي عن ابن إسحاق.
وروى أيضا عن: الزهري، وعمرو بن دينار، وابن المنكدر، وعدة، وعنه: بسر بن القاسم، وعبد الوهاب بن حبيب الفراء، وحماد بن قيراط، ونعيم بن حماد، وحبان بن موسى، وسويد بن نصر، ومحمد بن معاوية، والحسن بن عيسى بن ماسرجس، وغيرهم.
وولي قضاء مرو في حياة شيخه أبي حنيفة، فكتب إليه أبو حنيفة بموعظة معروفة عند المراوزة.
قال ابن حبان: قد جمع كل شيء إلا الصدق.
وقيل: كان مرجئا.
وذكر أبو عبد الله الحاكم أنه وضع حديث فضائل سور القرآن.
وذكره ابن عدي في كامله، وساق له عدة مناكير، ثم قال: وله غير ما ذكرت، وعامته لا يتابع عليه، وهو مع ضعفه يكتب حديثه.
وقال أحمد بن حنبل: لم يكن في الحديث بذاك، يعني كان لا يجود حفظ الحديث، قال: وكان شديدا على الجهمية، وتعلم ذلك منه نعيم بن حماد.
وقال مسلم بن الحجاج: متروك الحديث.
وقال نعيم بن حماد: سئل عبد الله بن المبارك عن نوح الجامع فقال: هو يقول لا إله إلا الله.
وقال البخاري: ذاهب الحديث جدا.
وقال ابن حبان: اسم أبيه أبي مريم: يزيد بن جعونة، لا يجوز الاحتجاج بنوح بحال، وهو الذي روى عن يحيى بن سعيد الأنصاري، عن سعيد بن المسيب، عن أبي هريرة قال: نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يقطع الخبز بالسكين، وقال: أكرموا الخبز فإن الله أكرمه.
مات سنة ثلاث وسبعين ومائة.
304 -
هارون بن حيان الرقي
.
عن: محمد بن المنكدر، وخصيف، وليث بن أبي سليم، وعنه: عمرو بن عثمان الكلابي، ومحمد بن كثير الصنعاني، وسعيد بن حفص الحراني، وآخرون.
قال الدارقطني: ليس بالقوي.
قلت: لم يضعفه أحد من القدماء.
وقال أبو عبد الله الحاكم: كان يضع الحديث.
وقال ابن حبان: كان ممن ينفرد عن الثقات بما لا يشبه حديث الأثبات، فسقط الاحتجاج به.
305 -
هاشم بن أبي بكر بن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي بكر الصديق القرشي البكري
، القاضي أبو بكر المدني الفقيه قاضي الديار المصرية بعد القاضي العمري.
وكان من سكان الكوفة مدة، وتفقه على مذهبهم، وكان ممن شرب النبيذ المختلف فيه.
قال ابن يونس: مات في المحرم سنة. . . وسبعين ومائة.
306 -
هشام بن سلمان
، أبو يحيى المجاشعي.
بصري، جائز الحديث، روى عن: يزيد الرقاشي، وغيره، وعنه: موسى بن إسماعيل، وأبو الربيع الزهراني، وطالوت بن عباد، وروح بن عبادة.
أورد له ابن عدي في كامله خمسة أحاديث، وما ضعفه.
وسئل عنه أبو حاتم فقال: شيخ.
307 -
هشام بن عبد الرحمن بن معاوية بن هشام بن عبد الملك بن مروان الأموي المرواني
، الأمير أبو الوليد صاحب الأندلس.
بايعه أهل الأندلس بالملك بعد موت والده في سنة اثنتين وسبعين، فكانت دولته ثماني سنين، ومات في صفر سنة ثمانين، وقام بعده ولده الحكم بن هشام.
وكان هشام حسن السيرة يعود المرضى، ويشيع الجنائز، ويكثر الصدقات، ويتعاهد المساكين.
عاش سبعا وثلاثين سنة، وأمه أم ولد اسمها حوراء.
308 -
هشام بن يحيى بن يحيى بن قيس الغساني الدمشقي
، أبو الوليد، ويقال: أبو عثمان.
روى عن: أبيه، وعن: عطاء الخراساني، وعروة بن رويم، وهشام بن عروة، وعنه: إبراهيم ابنه، والوليد بن مسلم، وأبو مسهر، ومحمد بن المبارك الصوري، وهشام بن عمار، وطائفة.
قال أبو حاتم: صالح الحديث.
309 – م 4:
الهقل بن زياد الدمشقي
نزيل بيروت، أبو عبد الله.
كان كاتب الأوزاعي، وتلميذه، وحامل علمه.
روى أيضا عن: هشام بن حسان، وحريز بن عثمان، والمثنى بن الصباح، وطلحة بن عمرو المكي، وعنه: الليث بن سعد، وهو أكبر منه، وأبو مسهر، وأبو صالح كاتب الليث،
وعلي بن حجر، وهشام بن عمار، والحكم بن موسى، وسليمان ابن بنت شرحبيل.
قال يحيى بن معين: ما كان بالشام أوثق منه.
وقال مروان الطاطري: كان أعلم الناس بالأوزاعي، وبمجلسه، وفتياه.
قال أبو مسهر، وغيره: توفي الهقل سنة تسع وسبعين ومائة.
310 – ق:
هياج بن بسطام أبو خالد التميمي الحنظلي الهروي
.
عن: ليث بن أبي سليم، ويونس بن عبيد، وحميد الطويل، وأبي مالك الأشجعي، وسليمان التيمي، وجماعة، وعنه: ابنه خالد، ويونس بن محمد المؤدب، وسعيد بن سليمان الواسطي، وإبراهيم بن عبد الله الهروي، وداود بن عمرو الضبي.
قال أبو حاتم: يكتب حديثه.
وقال يحيى بن معين: ضعيف.
وعن مكي بن إبراهيم قال: ما علمنا الهياج إلا صادقا عالما.
وقال سعيد بن هناد: ما رأيت أفصح من الهياج، ولقد حدث بالعراق فاجتمع عليه مائة ألف إنسان يتعجبون من فصاحته، يكتبون عنه.
وعن مالك بن سليمان الهروي قال: كان الهياج بن بسطام أعلم الناس، وأحلم الناس، وأفقه الناس، وأسخى الناس، وأشجع الناس، وأرحم الناس، يعني في زمانه.
قلت: وهذا من مبالغة العجم في التعظيم.
قال أبو داود: تركوا حديثه.
وقال ابن حبان: يروي المعضلات عن الثقات.
وقال أحمد بن حنبل: متروك.
311 – الوضاح، هو أبو عوانة الوليد بن طريف بن الصلت الشيباني، وقيل التغلبي الشاري الخارجي.
أحد أشراف العرب الأبطال، خرج في ثلاثين نفسا من قومه بطرف الفرات، وأقبل إلى رأس العين فلقي تاجرا نصرانيا فقتله، وأخذ ماله، ثم أتى دارا فعاث ونهب، وقصد ميافارقين، وقد كثر جيشه، ففدوها منه بعشرين ألفا، ثم دخل أرزن، وقتل رجلا من وجوه أهلها من بني شيبان، ثم قصد خلاط، وحاصرها عشرين يوما فصالحوه على ثلاثين ألفا، ثم سار إلى ناحية أذربيجان.
وسار في جيشه إلى حلوان، فالتقاه الأمير الحرشي، فهزم عسكر الحرشي، ثم قصد حولايا وبلد، ففدوها منه بمائة ألف، ثم أتى نصيبين، فاستباحها، وقتل بها خمسة آلاف نفس، واستفحل شره إلى أن سار إليه يزيد بن مزيد، فالتقاه، وظفر به يزيد وقتله، وتمزق جمعه في سنة تسع وسبعين ومائة.
وقولهم الشاري، يعني من قولهم: شرينا أنفسنا لله، وقد رثته أخته بأبيات فائقة.
312 – د ت ق:
الوليد بن عبد الله بن أبي ثور الهمداني المرهبي الكوفي
.
عن: زياد بن علاقة، وإسماعيل السدي، وسماك بن حرب، وعبد الملك بن عمير، وعنه: فروة بن أبي المغراء، ومحمد بن الصباح الدولابي، وسعيد بن محمد الجرمي، وعباد الرواجني، وجماعة.
ضعفه صالح جزرة، وغير واحد.
قال عبد الله بن أحمد بن حنبل: سألت ابن معين عن الوليد بن أبي ثور، فقال: ليس بشيء.
وقال محمد بن عثمان بن أبي شيبة: سألت ابن نمير عنه فقال: كذاب.
وقال ابن حبان: منكر الحديث جدا.
وقال النسائي: ضعيف.
قلت: مات سنة اثنين وسبعين ومائة.
313 -
الوليد بن عمرو بن ساج الحراني
.
عن: عون بن أبي جحيفة، وعن: أبيه عمرو، وعبد الله بن أبي هند، وإسماعيل بن أبي خالد، وعنه: الوليد بن عبد الملك بن مسروح، وعلي بن ثابت الجزري، وعبيد الله بن يزيد القردواني، وغيرهم.
قال ابن معين، والنسائي: ضعيف.
وقال ابن عدي: مع ضعفه يكتب حديثه.
314 -
الوليد بن المغيرة أبو العباس الأشجعي
، مولاهم المصري.
عن: مشرح بن هاعان، وواهب بن عبد الله المعافري، والحارث بن يزيد، وعنه: ابن وهب، وزيد بن الحباب، ومنصور بن سلمة الخزاعي، وعبد الله بن يوسف التنيسي.
قال الخزاعي: لم أر بمصر أثبت منه.
قلت: له شيء في المراسيل لأبي داود.
مات في ذي القعدة سنة ثنتين وسبعين ومائة، أرخه ابن يونس.
315 – ت:
يحيى بن سلمة بن كهيل الحضرمي الكوفي
.
عن: أبيه، وعاصم بن بهدلة، ويزيد بن أبي زياد.
كنيته أبو جعفر.
روى عنه: ولده إسماعيل، وعبد الله بن صالح العجلي، وعون بن سلام، ومالك بن إسماعيل النهدي، ويحيى الحماني، ومحمد بن عبد الواهب الحارثي، وآخرون.
قال البخاري: في حديثه مناكير.
وقال ابن معين: ضعيف.
قيل: توفي سنة اثنتين وسبعين.
وقال ابن حبان: سنة تسع وسبعين ومائة.
وقيل: قبل ذلك، والأول أصح.
وتركه النسائي.
316 – ق:
يحيى بن عثمان أبو سهل القرشي التيمي
، مولاهم البصري الدستوائي.
عن: ابن طاوس، ويحيى بن عبد الله بن أبي مليكة، وأيوب السختياني، وعبد الله بن أبي نجيح، وعنه: أبو غسان النهدي، ومسلم بن إبراهيم، وأبو حفص الفلاس، ومحمد بن موسى الحرشي.
قال البخاري، وغيره: منكر الحديث.
وقال أبو حاتم: شيخ.
وذكره ابن حبان في الثقات، وأنه توفي سنة ثمانين ومائة.
وقال النسائي: ليس بثقة.
• - يحيى بن يعلى، هو أبو المحياة، يأتي بكنيته.
317 -
يزيد بن حاتم بن قبيصة بن المهلب بن أبي صفرة الأزدي
البصري الأمير.
ولي المغرب وإفريقية زمانا للمهدي، والهادي، والرشيد، وولي قبل ذلك إمرة الديار المصرية للمنصور سبعة أعوام، أولها سنة أربع وأربعين ومائة.
وكان أحد الشجعان المعدودين، والأبطال الموصوفين، وفيه يقول محمد بن المولى الشاعر:
وإذا تباع كريمة أو تشترى فسواك بائعها، وأنت المشتري وإذا الفوارس عددت أبطالها عدوك في أبطالهم بالخنصر
وعن صفوان بن صفوان قال: كنا مع يزيد بن حاتم فقال: استبقوا إلي ثلاثة أبيات، فكأنما كانت في كمي، فقلت:
لم أدر ما الجود إلا ما سمعت به حتى لقيت يزيدا عصمة الناس لقيت أكرم من يمشي على قدم مفضلا برداء الجود، والباس لو نيل بالمجد ملك كنت صاحبه وكنت أولى به من آل عباس
قال: ثم كففت، فقال: لا يسمعن هذا منك أحد.
قال الجاحظ: وقال ربيعة بن ثابت يمدح يزيد بن حاتم، ويهجو يزيد بن أسيد السلمي:
لشتان ما بين اليزيدين في الندى يزيد سليم، والأغر ابن حاتم فهم الفتى الأزدي إتلاف ماله وهم الفتى القيسي جمع الدراهم ولا يحسب التمتام أني هجوته ولكنني فضلت أهل المكارم
قال ابن عساكر: توفي يزيد بن حاتم سنة سبعين أو إحدى وسبعين ومائة، واستخلف ابنه داود مكانه على إفريقية.
قلت: وقد مر في الطبقة السالفة يزيد، وأنه مات في رمضان سنة سبعين ومائة.
318 -
يزيد بن عبد الله أبو خالد الدمشقي السراج
.
عن: مكحول، ومحمد بن المنكدر، وعنه: موسى بن محمد البلقاوي، وهشام بن عمار، وعبد الرحمن بن يحيى بن أبي المهاجر.
محله الصدق.
319 – د:
يزيد بن عطاء اليشكري
، ويقال الكندي، ويقال السلمي، مولاهم أبو خالد الواسطي، التاجر البزاز مولى أبي عوانة وضاح الحافظ.
روى عن: منصور، وعلقمة بن مرثد، وسماك بن حرب، ونافع مولى ابن عمر، وأبي إسحاق السبيعي، وعنه: أسد بن موسى، وعبد الرحمن بن مهدي، وأبو المغيرة عبد القدوس الخولاني، وعبد الواحد بن زياد، ويحيى بن صالح الوحاظي، وسعدويه الواسطي، وخلق من العراقيين والشاميين.
قال أحمد: حديثه مقارب.
وقال ابن سعد: ضعيف.
وقال أبو حاتم: لا يحتج به.
وقال ابن عدي: هو حسن الحديث.
320 – د ن ق:
يزيد بن المقدام بن شريح بن هانئ الحضرمي الكوفي
.
سمع أباه، وعنه: قتيبة، ويحيى بن يحيى، وأبو توبة الحلبي، ومنجاب بن الحارث، وغيرهم.
قال النسائي: ليس به بأس.
325 – ت:
يزيد بن يوسف الدمشقي الصنعاني
شامي نزل بغداد.
له عن: حسان بن عطية، والقاسم بن مخيمرة، ومحمد بن الوليد الزبيدي، وعمارة بن غزية، ويزيد بن يزيد بن جابر.
وكان من فقهاء دمشق.
روى عنه: سعيد بن سليمان الواسطي، وخالد بن مرداس، ومنصور بن أبي مزاحم.
قال أحمد بن حنبل: قد رأيته.
وقال النسائي: متروك الحديث.
وقال الدارقطني: لا يستحق الترك.
322 -
يزيد بن معاوية
، أبو شيبة الخراساني الكوفي.
عن: ابن أبي مليكة، وعطاء، وعبد الملك بن عمير، وعنه: محمد بن فضيل، وسعدويه، وسعيد بن منصور.
قال أبو حاتم: ليس بالقوي.
وقال أبو زرعة: صدوق.
323 – 4:
يعقوب بن عبد الله بن سعد بن مالك بن هانئ بن عامر بن أبي عامر الأشعري أبو الحسن القمي
.
من علماء العجم، يروي عن: جعفر بن أبي المغيرة القمي، وعن: زيد بن أسلم، وعبد الله بن محمد بن عقيل، وليث بن أبي سليم، وعيسى بن جارية صاحب جابر، وعنه: الحسن بن موسى الأشيب، وعبد الرحمن بن مهدي، وعامر بن إبراهيم الأصبهاني، ويحيى الحماني، والهيثم بن خارجة، وأبو الربيع الزهراني، وعمرو بن رافع شيخ قزوين، ومحمد بن حميد الرازي، وجماعة.
قال أبو نعيم: كان جرير بن عبد الحميد إذا رآه قال: هذا مؤمن آل فرعون، يعني لكثرة الرافضة بقم.
وقال النسائي: ليس به بأس.
وقال الدارقطني: ليس بالقوي.
قلت: قد علق له البخاري.
مات سنة أربع وسبعين ومائة.
وقيل: سنة اثنتين وسبعين.
• - يعلى بت الأشدق، سيأتي.
324 – ق:
يوسف بن محمد بن المنكدر
.
عن: أبيه، وعنه: محمد بن عيسى ابن الطباع، وعبد الله بن جعفر الرقي، وعبيد بن جناد، وسنيد بن داود المصيصي.
ضعفه أبو داود، وغيره، وما هو بمتروك، قد قال ابن عدي: أرجو أنه لا بأس به.
قلت: أحاديثه نحو العشرة منها: روى عبيد بن جناد، عنه، عن أبيه، عن جابر: سئل النبي صلى الله عليه وسلم عن الإيمان فقال: الصبر، والسماحة.
وبهذا السند من طريق عبد الرحمن بن عبيد الله الحلبي، عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا رأى مغير الخلق سجد، وإذا رأى القرد سجد.
325 -
يونس بن أرقم البصري
.
عن: محمد بن سيرين، ومحمد بن أبي يعفور، وأبي حرب الدؤلي، ويزيد بن أبي زياد، وعنه: علي بن محمد المدائني، وعبيد الله القواريري، وحميد بن مسعدة، ومحمد بن عقبة.
ولم أره في الثقات، ولا الضعفاء، نعم لينه ابن خراش.
326 – د:
يونس بن راشد أبو إسحاق قاضي حران
.
عن: عبد الكريم الجزري، وخصيف، وعلي بن بذيمة، وعنه: سعيد بن حفص، وعبد الله بن محمد النفيليان، وعثمان بن عبد الرحمن الطرائفي.
قال أبو زرعة: لا بأس به.
327 -
يونس بن عثمان
. أبو سعيد الحمصي.
عن: لقمان بن عامر، ومحمد بن الوليد الزبيدي، وراشد بن سعد. وعنه: يحيى الوحاظي، ويحيى بن سعيد العطار، وغيرهما.
صويلح.
328 – خ:
يونس بن القاسم الحنفي اليمامي
عن: عكرمة بن خالد، وعطاء بن أبي رباح، وإسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة. وعنه: ابنه عمر بن يونس، ويحيى بن إسحاق السيلحيني، ومسدد، لقيه مسدد بمكة سنة أربع وسبعين ومائة.
وهو صدوق.
329 – د ن:
يونس بن نافع أبو غانم
، نزيل خراسان.
روى عن: عمرو بن دينار، وزيد بن أسلم، وكثير بن زياد، وغيرهم. وعنه: أهل مرو، ابن المبارك، ويحيى بن واضح، ومعاذ بن أسد، وعتبة بن عبد الله المروزيون.
ما أعلم به بأسا.
330 – م ق:
يونس بن أبي يعفور العبدي
، واسم أبيه وقدان الكوفي.
روى عن: أبيه، وعون بن أبي جحيفة، والزهري، والأسود بن قيس، وعمار الدهني. وعنه: محمد بن بكير الحضرمي، وسعيد بن منصور، وجعفر بن حميد، وسويد بن سعيد، وعثمان بن أبي شيبة، وعباد بن يعقوب.
ضعفه ابن معين.
وقال أبو حاتم: صدوق.
وقال النسائي: ضعيف.
الكنى
331 – ع:
أبو الأحوص الكوفي
، مولى بني حنيفة، هو سلام بن سليم الحافظ.
روى عن: زياد بن علاقة، وسماك بن حرب، وأشعث بن أبي الشعثاء، ومنصور بن المعتمر، وشبيب بن غرقدة، وآدم بن علي، والأسود بن قيس، وأبي إسحاق، وطبقتهم من أهل بلده، ولم يرحل. وعنه: مسدد، وقتيبة، وابنا أبي شيبة، وخلف البزاز، وهناد بن السري، وخلق.
قال ابن معين: ثقة متقن.
وقال أحمد بن عبد الله العجلي: ثقة صاحب سنة واتباع، كان إذا ملئت داره من المحدثين قال لابنه أحوص: قم، فمن رأيته يشتم أحدا من الصحابة فأخرجه. وكان حديثه نحوا من أربعة آلاف.
قلت: وكان متعبدا متألها كبير القدر، قرأ القرآن على حمزة الزيات، وهو خال سليم القارئ.
توفي سنة تسع وسبعين ومائة.
وثقه أبو زرعة، والنسائي.
وقال أبو حاتم: شريك أحب إلي منه، ما أقربه من أبي بكر بن عياش.
332 – ت ن:
أبو إسماعيل القناد
، إبراهيم بن عبد الملك.
بصري صدوق، روى عن: قتادة، ويحيى بن أبي كثير. وعنه: يحيى بن درست، ولوين، وإسحاق بن أبي إسرائيل.
قال النسائي: لا بأس به.
ولينه زكريا الساجي.
وقال العقيلي: يهم في الحديث.
333 – م ت:
أبو بكر بن شعيب بن الحبحاب الأزدي البصري
.
عن: أبيه، والشعبي، وأبي الوازع جابر بن عمرو. وعنه: موسى بن إسماعيل، وخالد بن خداش، ويحيى بن يحيى، ومحمد بن عبيد بن حساب.
وثقه أبو داود.
واسمه عبيد الله.
334 -
أبو بكر الداهري
، اسمه عبد الله بن حكيم.
روى عن: هشام بن عروة، ويوسف بن صهيب، وغيرهما. وعنه: سعيد بن سليمان، وجبارة بن المغلس، وأسد بن موسى، وعمرو بن عون، وطائفة.
روى عباس، عن ابن معين: ليس بشيء.
وقال أيضا: ليس بثقة.
وقال البخاري: لا يصح حديثه.
وقال الدارقطني، وغيره: متروك.
وقال العقيلي: روى عن الثقات أحاديث لا أصل لها.
• - أبو حريز الزهري اسمه سهل، مولى آل عبد الرحمن بن عوف.
قد مر، يروي عن ابن شهاب. وعنه: سعيد بن عفير، ويحيى بن بكير.
335 -
أبو الخطاب الثقفي
، هو عبد الملك بن خطاب بن عبيد الله بن أبي بكرة الثقفي.
بصري سمع: عمارة بن أبي حفصة، وإسماعيل بن أمية. وعنه: سويد بن سعيد، ومحمد بن عبد العزيز الرملي.
لا أعلم فيه جرحا.
336 -
أبو الخطاب الأخفش الكبير
، شيخ العربية.
أخذ عنه سيبويه، قيل: اسمه عبد الحميد بن عبد المجيد.
كان في هذا الوقت، ولولا سيبويه لما كان يعرف، فإن الأخفش الأوسط الذي أخذ عن سيبويه هو المشهور، وسيأتي بعد سنة مائتين.
ولأبي الخطاب هذا أشياء غريبة يتفرد بها عن العرب، وقد أخذ عنه أيضا: عيسى بن عمر النحوي، وأبو عبيدة معمر بن المثنى.
ولم أظفر بوفاته.
337 -
أبو دلامة الشاعر المشهور
، صاحب المجون.
كان عبدا حبشيا فصيحا له نوادر عجيبة وملح وشعر سائر، وهو من موالي بني أسد، واسمه زند بن الجون، ويقال: بل اسمه زبد بموحدة، وهو عبد مولد.
روى مصعب بن عبد الله، عن أبيه، أن المنصور ألزم أبا دلامة بحضور الظهر، والعصر في جماعة، فقال:
يكلفني الأولى جميعا وعصرها وما لي وللأولى وما لي وللعصر وما ضره والله يغفر ذنبه لو أن ذنوب العالمين على ظهري
338 – ق:
أبو سلمة العاملي الشامي
.
عن: الزهري، وعبادة بن نسي، وأنيسة بنت الحسن بن علي. وعنه: الثوري، وشيبان، وهما من جيله، والوليد بن مسلم، وعبد الملك بن محمد الصنعاني، وعبد الله بن عبد الجبار الخبائري.
وقيل: إن هشام بن عمار لحقه.
قال أبو حاتم: كذاب متروك.
وقال الجعابي: هو الحكم بن عبد الله بن خطاف أبو سلمة، قال: وأبو سلمة العاملي دمشقي.
قال ابن عساكر: بل هما واحد.
339 -
أبو الشمقمق الشاعر
، اسمه مروان بن محمد.
له في الجد، والهزل أشياء، وكان يكون ببغداد في عصر أبي دلامة.
340 – خ م د ن ق:
أبو شهاب الحناط
، هو عبد ربه بن نافع الكوفي، ثم المدائني.
روى عن: العلاء بن المسيب، وعاصم الأحول، وإسماعيل بن أبي خالد، وخالد الحذاء، وطبقتهم. وعنه: سعيد بن منصور، وأحمد بن يونس، وسعدويه، وخلف بن هشام، ومحمد بن جعفر الوركاني، وطائفة.
وثقه ابن معين.
وقال يحيى القطان: لم يكن بالحافظ.
قيل: مات سنة إحدى وسبعين أو اثنتين وسبعين ومائة بالموصل أو ببلد، وكان ذا ورع وفضل، رحمه الله.
• - أبو عبيدة الخزاز، هو عبيس بن ميمون، مر.
341 – ق:
أبو عبد رب العزة الدمشقي
، يقال: اسمه عبد الجبار.
روى عن معاوية. روى عنه: ابن جابر، وابن المبارك، ويحيى الوحاظي، وعمر دهرا طويلا.
342 – ع:
أبو عوانة
.
هو الوضاح بن عبد الله البزاز الواسطي الحافظ، مولى يزيد بن عطاء اليشكري، يقال: من سبي جرجان.
رأى الحسن، وابن سيرين، وروى عن: قتادة، والحكم، وزياد بن علاقة، وأبي بشر، وسماك بن حرب، وعمر بن أبي سلمة بن عبد الرحمن، والأسود بن قيس، ومنصور، والسدي، ومغيرة بن مقسم، وطبقتهم فأكثر. وعنه: حبان بن
هلال، وعفان، ويحيى بن حماد ختن أبي عوانة، وأبو الوليد، وعارم، ويحيى بن يحيى، وسعيد بن منصور، ومسدد، وخلف بن هشام، وقتيبة بن سعيد، ومحمد بن أبي بكر المقدمي، وشيبان، وعدد كثير.
قال عفان: هو أصح حديثا عندنا من شعبة.
وقال أحمد بن حنبل: هو صحيح الكتاب، وإذا حدث من حفظه ربما يهم.
وقال عفان: كان صحيح الكتاب كثير العجم والنقط، ثبتا.
وقال ابن عدي: كان مولاه يزيد قد خيره بين الحرية، وبين كتابة الحديث، فاختار كتابة الحديث، وفوض إليه مولاه التجارة، فجاءه سائل فقال: أعطني درهمين فإني أنفعك، فأعطاه درهمين، فدار السائل على رؤساء البصرة بكذبة يقول: بكروا على يزيد، فإنه قد أعتق أبا عوانة، قال: فاجتمعوا إلى يزيد يثنون عليه، فأنف من أن ينكر ذلك، فأعتقه حقيقة.
وروى أبو عمر الضرير، عن أبي عوانة قال: دخلت على همام بن يحيى أعوده، وهو مريض، فقال لي: يا أبا عوانة، ادع الله أن لا يميتني حتى يبلغ ولدي الصغار، فقلت: إن الأجل قد فرغ منه، فقال لي: أنت بعد في ضلالك.
قلت: قد صح أن النبي صلى الله عليه وسلم دعا لأنس ولغيره بطول العمر.
قال يحيى بن سعيد: ما أشبه حديث أبي عوانة بحديث سفيان، وشعبة.
قال عفان: سمعت شعبة يقول: إن حدثكم أبو عوانة عن أبي هريرة، فصدقوه يعني على سبيل المبالغة في أنه صدوق.
مات في ربيع الأول بالبصرة سنة ست وسبعين ومائة.
وقع لنا من عواليه.
قال ابن مهدي: كتاب أبي عوانة أثبت من حفظ هشيم.
وقال أبو حاتم: ثقة، وكتبه صحيحة، فإذا حدث من حفظه غلط كثيرا، وهو أحفظ من حماد بن سلمة.
343 – م ت ن ق:
أبو المحياة يحيى بن يعلى بن حرملة التميمي الكوفي
.
عن: سلمة بن كهيل، ومنصور، وعبد الملك بن عمير، وطبقتهم. وعنه: إبراهيم بن موسى الفراء، وسويد بن سعيد، وعباد بن يعقوب، وهناد، وأبو بكر بن أبي شيبة، وعدة.
وثقه ابن معين، وغيره.
344 -
أبو مسلم
، قائد الأعمش.
شيخ كوفي اسمه عبيد الله بن سعيد، له عن: الأعمش، وهشام بن عروة. وعنه: حسين بن حفص الأصبهاني، ويحيى بن أبي بكير، وأبو مسلم عبد الرحمن بن واقد.
قال البخاري: في حديثه نظر.
345 – خ م:
أبو معشر البراء اسمه يوسف بن يزيد البصري العطار
، وكان أيضا يبري النبل.
روى عن: حنظلة السدوسي، وأبي حازم الأعرج، وخالد بن ذكوان، ويونس بن عبيد. وعنه: سيدان بن مضارب، وإبراهيم بن محمد بن عرعرة، وأبو كامل الجحدري، ولوين، ويحيى بن يحيى، ومحمد بن أبي بكر المقدمي، وآخرون.
ثقة، وروي أن يحيى بن معين ضعفه، فالله أعلم.
346 -
أبو نوفل هو الكلبي، اسمه علي بن سليمان الدمشقي الدار، الكوفي الأصل.
روى عن: قتادة، وعبد الملك بن عمير، وأبي إسحاق. وعنه: أبو مسهر، ويحيى الوحاظي، وأبو توبة الحلبي، وهشام بن عمار.
وثقه هشام.
* السيد الحميري، مر في السين.
آخر الطبقة والحمد لله
الطبقة التاسعة عشر
181 -
190 هـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحوادث
استهلت
سنة إحدى وثمانين ومائة
.
ففيها توفي: إبراهيم بن عطية الثقفي، وإسماعيل بن عياش الحمصي، وأبو المليح الحسن بن عمر الرقي، وحفص بن ميسرة الصنعاني، والحسن بن قحطبة الأمير، وحمزة بن مالك، وضيغم بن مالك، وسهل بن أسلم العدوي، وخلف بن خليفة الواسطي بها، وعباد بن عباد المهلبي، وعبد الله بن المبارك المروزي، وروح بن المسيب الكلبي، وسهيل بن صبرة العجلي، وعبد الرحمن بن عبد الملك بن أبجر، وعفان بن سيار قاضي جرجان، وعلي بن هاشم بن البريد الكوفي، وعيسى ابن الخليفة المنصور، وقران بن تمام الأسدي تخمينا، ومحمد بن حجاج الواسطي، ومحمد بن سليمان ابن الأصبهاني الكوفي، ومصعب بن ماهان المروزي، ومفضل بن فضالة قاضي مصر، ويعقوب بن عبد الرحمن القاري، وأم عروة بنت جعفر بن الزبير بن العوام.
وفيها غزا الرشيد بلاد الروم، فافتتح حصن الصفصاف عنوة.
وسار عبد الملك بن صالح بن علي حتى بلغ أنقرة من أرض الروم، وافتتح حصنا.
وحج بالناس الرشيد.
واستعفاه يحيى بن خالد بن برمك من الأمور، فعزله، وأخذ منه الخاتم، وأذن له في المجاورة فأقام بمكة.
وفيها كتب الرشيد إلى هرثمة بن أعين يعفيه من إمرة المغرب، ويأذن له في القدوم، واستعمل على المغرب محمد بن مقاتل العكي رضيع الرشيد، وكان أبوه مقاتل أحد من قام بالدعوة العباسية، وبذل جهده، وكان لا يفارق المنصور، وكان جعفر البرمكي عظيم العناية بمحمد بن مقاتل، فوصل محمد إلى القيروان في رمضان.
سنة اثنتين وثمانين
فيها توفي: خالد بن عبد الله الطحان، وأبو سفيان الحميري، وعبد الرحمن بن زيد بن أسلم، وعبيد الله بن عبيد الرحمن الأشجعي، وعمار بن محمد ابن أخت الثوري، وأبو سفيان محمد بن حميد المعمري، ومحمد بن أبي شيبة العبسي والد أبي بكر، ومحمد بن إبراهيم بن دينار المدني، ومروان بن أبي حفصة الشاعر، ونوح بن دراج القاضي، والوليد بن محمد الموقري، ويحيى بن زكريا بن أبي زائدة، ويزيد بن زريع، وقاضي القضاة أبو يوسف في ربيع الآخر، ويعقوب ابن المنصور.
وفيها أخذ الرشيد البيعة بولاية العهد من بعد ولده الأمين لولده الآخر عبد الله المأمون، وكان ذلك بالرقة، فسيره إلى بغداد في خدمته جعفر عم الرشيد، وعبد الملك بن صالح، وعلي بن عيسى، وولاه ممالك خراسان بأسرها، وهو يومئذ مراهق.
وفيها وثبت الروم على ملكهم قسطنطين فسملوه واعتقلوه، وملكوا عليهم أمه، أغطسه.
وفيها حج بالناس موسى بن عيسى بن موسى العباسي.
سنة ثلاث وثمانين
توفي فيها: إبراهيم بن سعد، وإبراهيم بن الزبرقان الكوفي، وأبو إسماعيل المؤدب إبراهيم بن سليمان ظنا، وأزهر بن مسلمة المصري، وأنيس بن سوار الجرمي، وبكار بن بلال الدمشقي، وبهلول بن راشد الفقيه، وجابر بن نوح الحماني، وحاتم بن وردان في قول، وحيوة بن معن التجيبي، وخالد بن يزيد الهدادي، وخنيس بن عامر، يروي عن أبي قبيل المعافري، وداود بن مهران الربعي الحراني، وزياد بن عبد الله البكائي، وسفيان بن حبيب البصري، وسليمان بن سليم الرفاعي العابد، وعباد بن العوام في قول، وعبد الله بن مراد المرادي، وعفيف بن سالم الموصلي، وعمرو بن يحيى الهمداني، والماضي بن محمد الغافقي، ومحمد بن السماك الواعظ، ومحمد بن أبي عبيدة بن
معن، وموسى الكاظم بن جعفر، وموسى بن عيسى الكوفي القارئ، والنضر بن محمد المروزي، والنعمان بن عبد السلام الأصبهاني، ونوح بن قيس البصري، وهشيم بن بشير، ويحيى بن حمزة قاضي دمشق، ويحيى بن أبي زائدة في قول، ويوسف بن الماجشون، قاله الواقدي، ويونس بن حبيب صاحب العربية.
وفيها كان خروج الخزر بسبب ابنة الخاقان، وقد كانت في العام الماضي حملت إلى الفضل بن يحيى البرمكي، وتزوج بها؛ فما وصلت، وماتت ببرذعة، فرجع من كان في خدمتها من العساكر إلى أبيها فأخبروه أنها قتلت غيلة، فاشتد غضبه، وخرج للقتال بجيوشه من باب الأبواب، فأوقعوا بأهل الإسلام وبالذمة، وسفكوا وسبوا، فيما قيل، أزيد من مائة ألف نسمة، وفي الجملة جرى على الإسلام أمر عظيم لم يسمع قبله بمثله أبدا، فاستعمل الرشيد على أرمينية يزيد بن مزيد مع أذربيجان، وأمده بالجيوش، وأردفه بخزيمة بن خازم، وساروا فدفعوا الخزر عن أرمينية، وأغلقوا باب الدربند.
وحج بالناس العباس ابن الخليفة الهادي.
وأما المغرب فتمرد متوليها محمد بن مقاتل العكي، وظلم وعسف، واقتطع من أرزاق الأجناد، وآذى العامة، فخرج عليه تمام بن تميم التميمي، نائبه على تونس فزحف إليه، وبرز لملتقاه العكي، ووقع المصاف، فانهزم العكي، وتحصن بالقيروان في القصر، وغلب تمام على البلد، ثم نزل العكي بأمان، وتسحب إلى طرابلس، فنهض لنصرته إبراهيم بن الأغلب، فتقهقر تمام إلى تونس، ودخل ابن الأغلب القيروان فصلى بالناس وخطب وحض على الطاعة والألفة، ثم التقى ابن الأغلب وتمام، فانهزم تمام، واشتد بغضة الناس للعكي، وكاتبوا الرشيد فيه، فعزله وأمر عليهم إبراهيم بن الأغلب.
سنة أربع وثمانين
فيها مات: إبراهيم بن سعد الزهري في قول، وإبراهيم بن أبي يحيى المدني، وحميد بن الأسود، وزين بن شعيب الفقيه بمصر، وصدقة بن خالد في قول، وعبد الله بن عبد العزيز الزاهد العمري، وعبد الله بن مصعب الزبيري، وعبد الرحيم بن زيد العمي، وعبد الرحيم بن سليمان الرازي، وعبد السلام بن
شعيب بن الحبحاب، وعبد العزيز بن أبي حازم في قول، وعثمان بن عبد الرحمن الجمحي، وعلي بن غراب القاضي، ومحمد بن يوسف الأصبهاني الزاهد، والمعافي بن عمران الموصلي، ومروان بن شجاع الجزري، ويوسف بن الماجشون، قاله البخاري، وأبو أمية بن يعلى، قاله خليفة.
وفيها خرج بشهرزور أبو عمرو الشاري، فسار لحربه زهير الأمير فقتله.
وفيها ولي حماد البربري مكة واليمن، وولي داود بن يزيد بن حاتم المهلبي السند، وابن الأغلب المغرب، ومهرويه الرازي طبرستان.
وفيها طلب أبو الخصيب الخارج بخراسان الأمان، فأمنه علي بن عيسى بن ماهان، وأكرمه.
وفيها سار أحمد بن هارون الشيباني فأغار على ممالك الروم، فغنم، وسلم.
وفيها سار ابن بيهس الكلابي إلى ملكة الروم في الفداء.
سنة خمس وثمانين ومائة
فيها مات: أبو إسحاق الفزاري في قول إبراهيم بن محمد، وخالد بن يزيد بن أبي مالك الدمشقي، وزياد بن الربيع البصري، وسليمان بن عتبة الدمشقي، وصالح بن عمر الواسطي، وضمام بن إسماعيل المصري، وعبد الله بن صالح بن علي بسلمية، وعبد الصمد عم المنصور، وعبد الواحد بن مسلم العابد، وعمر بن عبيد الطنافسي، ومحمد ابن الإمام إبراهيم بن محمد ابن عم المنصور، وقاضي مصر محمد بن مسروق الكندي، والمسيب بن شريك، والمطلب بن زياد، والمعافى بن عمران في قول قوي، ويزيد بن مزيد الشيباني، ويوسف بن الماجشون في الأصح، ويقطين بن موسى الأمير.
وفيها وثب أهل طبرستان على متوليهم مهرويه، فقتلوه، فولى الرشيد بدله عبد الله بن سعيد الحرشي.
وفيها عاث حمزة الشاري بباذغيس فانتدب لحربه عيسى بن علي بن عيسى، وأباد عشرة آلاف من جموع حمزة.
وفيها خرج أبو الخصيب ثانية، وغدر، وغلب على نيسابور، وطوس، وأبيورد، وزحف بجيشه إلى مرو فالتقوه، فانكسر، وتأخر إلى سرخس، واستفحل أمره.
قال القطبي: وفيها ظهر بعبادان أحمد بن عيسى بن زيد بن علي الحسيني، وبناحية البصرة، وبويع سرا، ثم عجز وهرب، فلم يزل مستخفيا إلى أن مات بعد دهر طويل سنة سبع وأربعين ومائتين بالبصرة، ولا أعلم أحدا في دولة الإسلام استمر في طول هذه المدة أبدا غيره.
سنة ست وثمانين ومائة
فيها مات: جعفر ابن المنصور، وحاتم بن إسماعيل فيها أو سنة سبع، والحارث بن عبيدة حمصي، وحسان بن إبراهيم الكرماني، وخالد بن الحارث، ورشدين بن سعد المصري، وصالح بن قدامة الجمحي، وطيفور الأمير مولى المنصور، وعباد بن العوام في قول، وعباس بن الفضل الواقفي المقرئ، والعباس بن محمد بن علي الأمير، وعبد الرحمن بن عبد الله بن عمر المدني، وعيسى البخاري غنجار، والمسيب بن شريك بخلف، والمغيرة بن عبد الرحمن المخزومي.
وفيها سار علي بن عيسى بن ماهان من مرو لحرب أبي الخصيب، فالتقاه بنسا، فقتل أبو الخصيب وتمزقت جيوشه، وسبيت حرمه، واستقام أمر خراسان.
وفيها سجن الرشيد ثمامة بن أشرس المتكلم؛ لأنه وقف منه على شيء من إعانة أحمد بن عيسى بن زيد.
وحج الرشيد وابناه الأمين والمأمون، وفرق الأموال بالحرمين.
وفيها بايع الرشيد بولاية العهد لولده قاسم من بعد الأخوين الأمين، والمأمون، ولقبه المؤتمن، وولاه الجزيرة، والثغور، وهو صبي، فلما قسم الرشيد الدنيا بين هؤلاء الثلاثة، قال بعض العقلاء: قد ألقى بأسهم بينهم، وغائلة ذلك يضر بالرعية.
وقالت الشعراء في البيعة المدايح، ثم إنه علق نسخة البيعة في البيت العتيق، وفي ذلك يقول إبراهيم الموصلي:
خير الأمور مغبة وأحق أمر بالتمام أمر قضى إحكامه الر حمن في البيت الحرام
سنة سبع وثمانين ومائة
فيها: أو في سنة ست بشر بن المفضل، وجعفر بن يحيى البرمكي صلب، ورباح بن زيد الصنعاني، وزكريا بن يحيى الذارع، وعباد بن العوام في قول، وعبد الرحيم بن سليمان الرازي في آخرها، وعبد السلام بن حرب الملائي، وعبد العزيز بن عبد الصمد العمي، وعبد العزيز بن محمد الدراوردي في رجب، وعلي بن نصر الجهضمي أبو نصر، ومحمد بن سواء السدوسي، ومحمد بن عبد الرحمن الطفاوي، ومرحوم بن عبد العزيز البصري، ومعاذ بن مسلم النحوي المعمر، ومعتمر بن سليمان التيمي، ويوسف بن عطية الصفار، وأبو إسحاق الفزاري في قول.
وفيها مقتل جعفر البرمكي، وقد اختلف في سبب قتله على أقوال، فقيل: إن جبريل بن بختيشوع الطبيب قال: إني لقاعد عند أمير المؤمنين الرشيد، إذ أتى يحيى بن خالد بن برمك، وكان يدخل بلا إذن، فلما قرب سلم فرد عليه الرشيد ردا ضعيفا، فعلم يحيى أن أمرهم قد تغير، فأقبل علي الرشيد، فقال: يا جبريل، يدخل عليك أحد منزلك بلا إذن؟ فقلت: لا! قال: فما بالنا يدخل علينا بلا إذن؟ فوثب يحيى، فقال: يا أمير المؤمنين، قدمني الله قبلك، والله ما هو إلا شيء خصصتني به، والآن فأكون في الطبقة الثانية من أهل الإذن إن أمرتني، فاستحيا الرشيد، وكان من أرق الخلفاء، وأطرق ثم قال: ما أردت ما تكره، ولكن الناس يقولون، قال: فظننت أنه لم يسنح له جواب يرتضيه، ثم خرج يحيى.
وقيل: إن ثمامة بن أشرس قال: أول ما أنكر يحيى بن خالد من أمره أن محمد بن الليث رفع رسالة إلى الرشيد يعظه ويقول: إن يحيى لا يغني عنك من الله شيئا، وقد جعلته فيما بينك وبين الله، فكيف بك إذا وقفت بين يدي الله،
فسألك عما عملت في عباده وبلاده؟
فدعا الرشيد يحيى، وقد بلغته الرسالة، فقال: تعرف محمد بن الليث؟ قال: نعم، هو متهم على الإسلام، فأمر بابن الليث فوضع في المطبق دهرا، فلما تنكر الرشيد للبرامكة أمر بإخراجه فأحضره، وقال له: أتحبني؟ قال: لا، والله، قال: أتقول هذا؟ قال: نعم، وضعت في رجلي الأكبال، وحلت بيني وبين عيالي بلا ذنب سوى قول حاسد يكيد الإسلام وأهله، ويحب الإلحاد وأهله، فأطلقه ثم قال: أتحبني؟ قال: لا، ولكن قد ذهب ما في قلبي، فأمر له بمائة ألف، ثم قال: أتحبني؟ قال: نعم، قد أحسنت إلي، فقال: انتقم الله ممن ظلمك، وأخذ لك ممن بعثني عليك.
قال: فقال الناس في البرامكة فأكثروا. وقيل: إن يحيى بن خالد دخل بعد على الرشيد، فقام الغلمان له، وقال الرشيد لمسرور: مرهم لا يقومون، قال: فدخل، فما قام أحد فاربد لون يحيى.
وقيل: إن سبب قتل جعفر أن الرشيد سلم له يحيى بن عبد الله بن حسن، فرق له بعد قليل وأطلقه.
وكان ابن حسن مربوعا، أجلح، بطينا، حسن العينين، فأتى رجل بصفته وهيئته إلى الرشيد، وأنه رآه بحلوان، فأعطى الرجل جائزة.
وقيل: إن جعفر بنى دارا أنفق عليها عشرين ألف ألف درهم فأسرف.
وعن موسى بن يحيى بن خالد قال: اعتمر أبي في العام الذي نكب فيه وأنا معه، فتعلق بأستار الكعبة، وجعل يقول: اللهم ذنوبي عظيمة لا يحصيها غيرك، إن كنت معاقبي فاجعل عقوبتي في الدنيا، وإن أحاط ذلك بسمعي، وبصري، ومالي، وولدي حتى أبلغ رضاك، ولا تجعل عقوبتي في الآخرة، وكان موسى هذا أحد الأبطال الموصوفين، فقيل: إن علي بن عيسى بن ماهان قدح فيه عند الرشيد، وأعلمه طاعة أهل خراسان له ومحبتهم إياه، وأنه يكاتبهم ويعمل على الذهاب إليهم، فاستوحش الرشيد منه.
ثم ركب موسى دين فاستتر من الغرماء، فتوهم الرشيد أنه سار إلى خراسان، ثم ظهر فحبسه، فكان ذلك أول نكبتهم، فأتت زوجة يحيى بن خالد إلى الرشيد ولاطفته، فقال: يضمنه أبوه، فضمنه يحيى.
وكان الرشيد قد غضب على الفضل بن يحيى لتركه الشرب معه.
وكان الفضل يقول: لو علمت أن شرب الماء ينقص من مروءتي ما شربته، وكان مشغوفا بالسماع.
وأما جعفر فكان ينادم الرشيد، وأبوه يأمره بالإقلال من ذلك فيخالفه، وقد كان يحيى قال: يا أمير المؤمنين، أنا والله أكره مداخل جعفر معك، فلو اقتصرت به على الإمرة دون العشرة، قال: يا أبة، ليس هذا بك ولكنك تريد أن تقدم الفضل عليه.
قال ابن جرير: حدثني أحمد بن زهير، أظنه عن عمه زاهر بن حرب، أن سبب هلاك البرامكة أن الرشيد كان لا يصبر عن جعفر، وعن أخته عباسة بنت المهدي، قال: وكان يحضرهما مجلس الشراب، فقال: أزوجكها على أن لا تمسها، فكانا يثملان من الشرب وهما شابان، فيقوم الرشيد، فيثب جعفر عليها، فولدت منه غلاما، فخافت الرشيد، فوجهت بالطفل مع حواضن إلى مكة، واختفى الأمر، ثم ضربت جارية لها فوشت بها إلى الرشيد، فلما حج أرسل إلى الموضع الذي به الحواضن، وهم بقتل الصبي، ثم تأثم من ذلك، فلما رجع إلى الحيرة، وناحية الأنبار أرسل ليلة السبت لانسلاخ المحرم إلى مسرور الخادم ومعه أبو عصمة وأجناد، فأحاطوا بجعفر ليلا، فدخل عليه مسرور، وهو في مجلس لهوه، فأخرجه بعنف، وقيده بقيد حمار وأتى به، فأعلم الرشيد، فأمر بضرب عنقه، ففعل.
وحدث مسرور قال: وقع على رجلي يقبلها، وقال: دعني أدخل فأوصي، قلت: لا سبيل إلى ذلك، فأوص بما شئت، فأوصى، وأعتق مماليكه، ثم ذبحته بعد أن راجعت الرشيد فيه، وأتيته برأسه.
ثم وجه الرشيد جندا أحاطوا بأبيه، وبجميع أولاده ومواليه، وأخذت أموالهم وأملاكهم، وكتب إلى سائر العمال بقبض مالهم، وبعثت جثة جعفر إلى بغداد، فنصبت على خشبة، ونودي ألا لا أمان لمن أوى أحدا من البرامكة.
ثم أمر الرشيد يوم دخل الرقة بقتل أنس بن أبي شيخ، فقتل وصلب على الزندقة، وكان من أصحاب البرامكة.
وذكر ابن الصابئ في كتاب الأماثل والأعيان عن إسحاق الموصلي، عن إبراهيم بن المهدي قال: خلا جعفر بن يحيى يوما بندمائه وأنا فيهم، فلبس الحرير، وتضمخ بالطيب، وفعل بنا مثله، فقدم إليه عبد الملك بن صالح بن علي، فدخل في رصافيته وسواده، فاربد وجه جعفر، فدعا غلامه فناوله سواده وقلنسوته، وأتى مجلسنا، وقال: أشركونا معكم، فألبسوه حريرا، وأحضر له طعام وشراب، فقال لجعفر: والله ما شربته قبل اليوم، فليخفف علي، ثم ضمخ بالخلوق، فنادمنا أحسن منادمة، وسري عن جعفر، فلما أراد الانصراف قال له: اذكر حوائجك فإنني ما أستطيع مقابلة ما كان منك، قال: في قلب أمير المؤمنين علي موجدة فتخرجها؟ قال: قد رضي عنك أمير المؤمنين، قال: وعلي أربعة آلاف ألف درهم دينا، قال: قضي دينك، قال: وإبراهيم ابني أحب أن أزوجه، قال: قد زوجه أمير المؤمنين بالعالية بنته، قال: وأوثر أن يولى بلدا، قال: قد ولاه أمير المؤمنين إمرة مصر، فخرج ونحن متعجبون من إقدام جعفر على هذه الأمور العظيمة من غير استئذان، وركب من الغد إلى الرشيد فدخل ووقفنا، فما كان بأسرع من أن دعي بالقاضي أبي يوسف، وبمحمد بن الحسن، وإبراهيم بن عبد الملك بن صالح، ثم خرج إبراهيم، وعليه الخلع، واللواء بين يديه، وقد زوج بالعالية، وزفت إليه، وحملت الأموال إلى دار عبد الملك، وخرج جعفر فقال لنا: وقفت بين يدي أمير المؤمنين، وعرفته بأمر عبد الملك كله، وهو يقول: أحسن أحسن، ثم قال: فما صنعت معه؟ فعرفته ما كان من قولي، فاستصوبه، وأمضاه.
قال إبراهيم بن المهدي: فوالله ما أدري أيهم أعجب فعلا: عبد الملك في شربه النبيذ ولباسه ما ليس من لبسه، وكان صاحب جد ووقار، أو إقدام جعفر بما أقدم به، أو إمضاء الرشيد لما حكم جعفر به؟!
قال القاضي ابن خلكان البرمكي: قد بلغ جعفر من علو المرتبة ما لم يبلغه أحد، حتى إن الرشيد اتخذ ثوبا له زيقان، فكان يلبسه هو وجعفر معا، ولم يكن له عنه صبر، وكان الرشيد شديد المحبة لأخته عباسة، وهي أعز النساء عليه، فكان متى غاب أحد منهما لا يتم سرور الرشيد فقال: إني لا صبر
لي عنكما، وإني سأزوجكها لأجل النظر فقط، فاحذر أن تخلو بها، فزوجه بها على هذا الشرط، ثم تغير عليه.
واختلفوا في سبب هذا التغير، فقيل: إن عباسة أحبت جعفرا وراودته فخاف، وأعيتها الحيلة، فبعثت إلى أم جعفر: أن ابعثيني إلى ابنك كأنني جارية لك تتحفيه بها، وكانت أمه تتحفه كل جمعة بجارية بكر، فيشرب ثم يقتضها، فأبت عليها أم جعفر، فقالت: لئن لم تفعلي لأقولن أنك خاطبتني بهذا، ولئن اشتملت من ابنك على ولد ليكونن لكم الشرف، فأجابتها وجاءتها عباسة فأدخلتها متنكرة على جعفر، وكان لا يثبت صورتها، ولا يجسر أن يرفع طرفه إليها من الرشيد قال: فاقتضها، فلما فرغ قالت له: كيف رأيت خديعة بنات الخلفاء؟ قال: ومن أنت؟ قالت: أنا مولاتك، فطار السكر من رأسه، وقام إلى أمه فقال: بعتني والله رخيصا، وعلقت منه العباسة، فلما ولدت وكلت بالولد خادما، ومرضعا، ثم بعثت به إلى مكة، ثم وشت بها زبيدة إلى الرشيد، فحج وكشف عن الأمر وتحققه، فأضمر السوء للبرامكة. ولأبي نواس يشير إلى ذلك:
ألا قل لأمين اللـ ـه وابن القادة الساسه إذا ما ناكث سر ك أن تعدمه رأسه فلا تقتله بالسيف وزوجه بعباسة
وقيل: إن الرشيد سلم إليه يحيى بن عبد الله بن حسن كما ذكرنا، فقال له: اتق الله في، ولا تجعل خصمك غدا جدي، فرق له وأطلقه، وخفره إلى مأمنه.
وسئل سعيد بن سالم عن جناية البرامكة، فقال: ما كان منهم بعض ما يوجب ما عمل الرشيد بهم، ولكن طالت أيامهم، وكل طويل مملول.
وقيل: رفعت ورقة إلى الرشيد فيها:
قل لأمين الله في أرضه ومن إليه الحل والعقد هذا ابن يحيى قد غدا مالكا مثلك ما بينكما حد أمرك مردود إلى أمره وأمره ليس له رد
وقد بنى الدار التي ما بنى الـ فرس لها مثلا ولا الهند الدر والياقوت حصباؤها وتربها العنبر والند ونحن نخشى أنه وارث ملكك إن غيبك اللحد ولن يضاهي العبد أربابه إلا إذا ما بطر العبد
فلما قرأها أثرت فيه.
وقيل: إن أخت الرشيد قالت له: ما رأيت لك سرورا تاما منذ قتلت جعفرا، فلأي شيء قتلته؟ قال: لو علمت أن قميصي يعلم السبب في ذلك لمزقته.
ولم يزل يحيى بن خالد وابنه الفضل وعدة من الخدم محبوسين، وحالهم حسن إلى أن سخط الرشيد على عبد الملك بن صالح، فعمهم بسخطه، وجدد لهم التهمة، وضيق عليهم، وبقيت جثة جعفر معلقة مدة، وقطعت أعضاؤه، وعلقت بأماكن، ثم بعد مدة أنزلت وأحرقت، وحبس يحيى وأولاده كلهم سوى محمد وبنيه.
ولأبي العتاهية:
قولا لمن يرتجي الحياة أما في جعفر عبرة ويحياه كانا وزيري خليفة الله هـ ـارون هما ما هما وزيراه فذاكم جعفر برمته في حالق رأسه ونصفاه والشيخ يحيى الوزير أصبح قد نحاه عن نفسه وأقصاه وشتت بعد الجميع شملهم فأصبحوا في البلاد قد تاهوا كذاك من يسخط الإله بما يرضي به العبد يجزه الله سبحان من دانت الملوك له أشهد أن لا إله إلا هو طوبى لمن تاب قبل غرته فمات قبل الممات طوباه
وفيها هاجت العصبية بين القيسية واليمانية بالشام، فوجه الرشيد محمد بن منصور بن زياد فأصلح بينهم.
وفيها خرج عبد السلام الخارجي بآمد فظفر به يحيى العقيلي فقتله.
وفيها أغزى الرشيد ولده القاسم الصائفة، ووهبه لله، وولاه العواصم.
وكان لعبد الملك بن صالح ولد، وهو عبد الرحمن، فسعى هو ووزير أبيه بابنه إلى الرشيد، قالا: إنه عامل على الخلافة، فاعتقله الرشيد في مكان مليح وفي إكرام، فما زال محبوسا حتى توفي الرشيد فأطلقه الأمين وولاه الشام، ثم مات قبل الأمين، وكان من أشراف بيته وفصحائهم ونبلائهم، مر الرشيد بمنبج فقال له، وبها إذ ذاك مقر عبد الملك: هذا منزلك؟ قال: هو لك يا أمير المؤمنين ولي بك، قال: كيف هو؟ قال: دون بناء أهلي، وفوق منازل منبج، قال: كيف ليلها؟ قال: سحر كله.
وفيها انتقض الصلح بين المسلمين وبين الروم، وملكوا عليهم نقفور، والروم تذكر أن نقفور هذا من ولد جفنة الغساني، وأنه قبل الملك كان يلي ديوان خراجهم، وكان عقد الهدنة مع الملكة زبني، فخلعتها الروم وسلطنوا نقفور.
ثم ماتت زبني بعد أشهر، فكتب: من نقفور ملك الروم، إلى هارون ملك العرب، أما بعد، فإن الملكة التي قبلي كانت أقامتك مقام الرخ، وأقامت نفسها مقام البيدق، فحملت إليك من أموالها أحمالا، وذلك لضعف النساء وحمقهن، فإذا قرأت كتابي فاردد ما حصل قبلك من أموالها، وافتد نفسك، وإلا فالسيف بيننا وبينك.
قال: فلما قرأ الرشيد الكتاب استشاط غضبا حتى لم يمكن أحد أن ينظر إلى وجهه دون أن يخاطبه، وتفرق جلساؤه من الخوف، واستعجم الرأي على الوزير، فدعا الرشيد بدواة وكتب على ظهر كتابه: بسم الله الرحمن الرحيم، من هارون أمير المؤمنين إلى نقفور كلب الروم، قد قرأت كتابك يا ابن الكافرة، والجواب ما تراه لا ما تسمعه.
ثم سار ليومه، فلم يزل حتى نازل مدينة هرقلة، وكانت غزوة مشهودة، وفتحا مبينا، فطلب النقفور الموادعة، والتزم بخراج يحمله كل سنة، فأجيب، فلما رجع الرشيد إلى الرقة نقض الكلب العهد لإياسه من كرة الرشيد في البرد، فلم يجسر أحد أن يبلغ الرشيد نقضه، بل قال عبد الله بن يوسف التيمي:
نقض الذي أعطيته نقفور فعليه دائرة البوار تدور أبشر أمير المؤمنين فإنه غنم أتاك به الإله كبير
وقال أبو العتاهية أبياتا، وعرضت على الرشيد، فقال: أو قد فعلها؟ فكر راجعا في مشقة شديدة حتى أناخ بفنائه، فلم يبرح حتى بلغ مراده وحاز جهاده، وفي ذلك يقول أبو العتاهية:
ألا بادت هرقلة بالخراب من الملك الموفق للصواب غدا هارون يرعد بالمنايا ويبرق بالمذكرة العضاب ورايات يحل النصر فيها تمر كأنها قطع السحاب
وفيها أمر الرشيد بقتل إبراهيم بن عثمان بن نهيك؛ لأنه بلغه عنه أنه إذا شرب طلب سيفه وأخذه، ويقول: لأقتلن الرشيد أو لأقتلن قاتل جعفر بن يحيى، ثم يبكي حزنا على جعفر.
وحج وأقام الموسم عبيد الله بن العباس ابن أخي المنصور.
وولي دمشق شعيب بن حازم بن خزيمة، فهاجت الأهواء بين المضرية، واليمانية، وجرت بينهم وقعة مهولة، ظهرت فيها اليمانية، وقتل نحو من خمس مائة نفس، ثم عزل شعيب بعد عام بمحمد بن منصور.
سنة ثمان وثمانين ومائة
فيها توفي: إسحاق بن مسور المرادي المصري، وجرير بن عبد الحميد الضبي، والحسين بن الحسن البصري، ورشدين بن سعد المصري، وسليم بن عيسى المقرئ، وعبد الملك بن ميسرة الصدفي، وعبدة بن سليمان الكوفي، وعتاب بن بشير الحراني بخلف، وعقبة بن خالد السكوني، وعمر بن أيوب الموصلي، وعيسى بن يونس السبيعي، ومحمد بن يزيد الواسطي أو سنة تسعين ومائة، ومرحوم بن عبد العزيز العطار البصري، ومعروف بن حسان الضبي، ومهران بن أبي عمر الرازي، ويحيى بن عبد الملك بن أبي غنية.
وفيها غزا المسلمون الصائفة، ودخلوا من درب الصفصاف، فبرز نقفور بجموعه، فالتقوا فجرح نقفور ثلاث جراحات وانهزم، وقتل من الروم مقتلة
عظيمة، فقيل: بلغت القتلى أربعين ألفا، وقيل: أربعة آلاف وسبع مائة.
وحج بالناس الرشيد.
سنة تسع وثمانين ومائة
فيها توفي: حكام بن سلم الرازي، وأبو خالد الأحمر، وشعيب بن إسحاق الدمشقي، وعبد الأعلى بن عبد الأعلى السامي، وعلي بن مسهر الكوفي، وعمر بن أبي خليفة العبدي، ومبشر بن عبد الله بن رزين النيسابوري، ومحمد بن الحسن قاضي القضاة، وعلي بن حمزة الكسائي شيخ القراء، وهارون بن المغيرة، ويحيى بن يمان العجلي، ويوسف بن خالد السمتي.
وفيها سار الرشيد إلى الري بسبب أن أهل خراسان كتبوا يشكون علي بن عيسى بن ماهان، وعسفه وظلمه، ويطلبون عزله، وتحدث بأن ابن ماهان على نية الخروج، فأقام الرشيد بالري أربعة أشهر حتى وافاه ابن ماهان بالأموال والجواهر والمسك والتحف والخيل، ثم أهدى بعد ذلك إلى كبار القواد، ورأى منه الرشيد ما أعجبه وأرضاه، فرده إلى إمارة خراسان، وركب مشيعا له.
وفيها كان الفداء حتى لم يبق بممالك الروم في الأسر مسلم.
سنة تسعين ومائة
فيها توفي: أسد بن عمرو البجلي الفقيه، وإسماعيل بن عبد الله بن قسطنطين مقرئ مكة في قول، والحكم بن سنان الباهلي القربي، وحماد بن شعيب الحماني، وشجاع بن أبي نصر البلخي المقرئ، وعائذ بن حبيب بياع الهروي، وعبد الله بن عمر بن غانم قاضي إفريقية، وأبو علقمة عبد الله بن محمد الفروي المدني، وعبد الحميد بن كعب بن علقمة المصري، وعثمان بن عبد الحميد اللاحقي، وعبيدة بن حميد الكوفي الحذاء، وعطاء بن مسلم الحلبي الخفاف، وعمر بن علي المقدمي، ومحمد بن بشر المعافري بحلب، ومحمد بن يزيد الواسطي، ومخلد بن الحسين في رواية، ومسلمة بن علي
الجهني، وميمون بن يحيى مصري، ووهب بن واضح أبو الأخريط مقرئ مكة، ويحيى بن خالد بن برمك محبوسا، ويحيى بن أبي زكريا الغساني بواسط، ويحيى بن ميمون البغدادي التمار، وأبو بحر البكراوي عبد الرحمن بن عثمان، وأبو عبيدة الحداد عبد الواحد بن واصل.
وفيها خلع الطاعة رافع بن الليث بن نصر بن سيار بسمرقند، فوجه ابن ماهان لحربه ابنه عيسى، فالتقوا فانهزم عيسى.
وفيها أسلم الفضل بن سهل المجوسي على يد المأمون بن هارون الرشيد.
وفيها افتتح الرشيد مدينة هرقلة، وبث جيوشه بأرض الروم، وكان في مائة ألف فارس، وخمسة وثلاثين ألفا سوى المطوعة، وجال في أرض الكفر الأمير داود بن عيسى بن موسى في سبعين ألفا.
وافتتح شراحيل بن معن بن زائدة حصن الصقالبة.
وافتتح يزيد بن مخلد الصفصاف، وفلقونية.
وكان فتح هرقلة في شوال، فأخربها وسبى أهلها، وكان الحصار ثلاثين يوما.
وولى إمرة سواحل الشام إلى مصر حميد بن معيوف، فسار في البحر إلى قبرس فهدم وحرق، وسبى من أهلها ستة عشر ألفا، وأبيعوا بالرقة، وبلغ ثمن أسقف قبرس ألفي دينار.
واتخذ الرشيد قلنسوة كان يلبسها مكتوب عليها بالرقم غاز حاج، وفي ذلك يقول أبو المعلى الكلابي، وكان شخوص الرشيد إلى الروم في رجب:
فمن يطلب لقاءك أو يرده فبالحرمين أو أقصى الثغور ففي أرض العدو على طمر وفي أرض البرية فوق كور
وفيها بعث نقفور إلى الرشيد بالحمل، وبالجزية عن رأسه أربعة دنانير.
وكتب: لعبد الله أمير المؤمنين، من نقفور ملك الروم، سلام عليك أما بعد، فإن لي إليك حاجة لا تضرك في دينك ولا دنياك، أن تهب لابني جارية من بنات مدينة هرقلة قد كنت خطبتها على ابني، فإن رأيت أن تسعفني بها فعلت، والسلام.
واستهداه أيضا سرادقا وطيبا، فأمر الرشيد فأحضرت الجارية فحليت
وزينت، وبعث معها ما سأل من العطر، والطرف، والسرادق، فوهب نقفور للرسول خمسين ألفا وثلاث مائة ثوب، واثني عشر بازا، وأربعة أكلب، وثلاثة براذين، وطلب من الرشيد أن لا يخرب حصن ذي الكلاع، ولا صمله، ولا حصن سنان، فاشترط عليه الرشيد أن لا يعمر هرقلة، وأن يحمل إليه ثلاث مائة ألف دينار.
وفيها نقض أهل قبرص، فغزاهم معيوف بن يحيى، فقتل وسبى.
الوفيات
تراجم أهل هذه الطبقة
1 -
إبراهيم بن إسحاق الواسطي السواق
.
عن: منصور، وهشام بن حسان، وعمران القصير، وسفيان الثوري. وعنه: محمد بن حمير، ومحمد بن وزير الواسطي، وغيرهما.
لم يضعف.
2 – ق:
إبراهيم بن أعين الشيباني
.
حدث بمصر عن: معمر، وشعبة، وإسماعيل بن يحيى الشيباني. وعنه: إسرائيل، وهو شيخه، وهشام بن عمار، وأبو سعيد الأشج، وغيرهم.
ضعفه أبو حاتم.
3 -
إبراهيم بن أبي بكر بن المنكدر التيمي المدني
.
عن: عمه محمد بن المنكدر، وصفوان بن سليم، وربيعة بن أبي عبد الرحمن. وعنه: ابن وهب، والحميدي، وإبراهيم بن موسى الفراء، وعبد الملك بن مسلمة المصري.
ضعفه الدارقطني.
4 -
إبراهيم بن جعفر بن محمود بن مسلمة الأنصاري المدني
.
عن: أبيه، وعمه سليمان، وصالح بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف. وعنه: عبد الله بن عبد الوهاب، وذؤيب بن عمامة، وعبد العزيز الأويسي، وعلي بن بحر، وإبراهيم بن حمزة الزبيري.
قال أبو حاتم: صالح الحديث.
5 -
إبراهيم بن أبي حية أبو إسماعيل المكي
، واسم أبيه: اليسع بن أشعث.
روى عن: هشام بن عروة، وجعفر بن محمد، وابن جريج، وحميد الأعرج، وعدة، وقرأ القرآن على حميد الأعرج.
روى عنه: الحميدي، وقتيبة، وأحمد بن عيسى، ونعيم بن حماد، وابن أبي مسرة، والد أبي يحيى، وداود بن حماد.
ضعفه ابن عدي، والنسائي.
وقال الدارقطني: متروك.
ومن مناكيره: قتيبة، قال: أخبرنا إبراهيم، عن هشام، عن أبيه، عن عائشة أنها استأذنت رسول الله صلى الله عليه وسلم في كنيف بمنى، فلم يأذن لها.
وقتيبة عنه، عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جابر مرفوعا: يوم الأربعاء يوم نحس مستمر.
6 – ع:
إبراهيم بن سعد بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف الزهري
، الإمام أبو إسحاق القرشي المدني.
سمع: أباه، والزهري، وصفوان بن سليم، وصالح بن كيسان، ويزيد بن الهاد، وابن إسحاق، والوليد بن كثير، وطائفة. وعنه: ابناه يعقوب، وسعد، وأحمد بن حنبل، ومنصور بن أبي مزاحم، ومحمد بن الصباح الدولابي، ولوين، والحسين بن سيار الحراني، وهو آخر من مات من أصحابه، وقد حدث عنه شعبة، والليث بن سعد، وقيس بن الربيع، وهم أكبر منه.
وكان من العلماء الثقات، عاش خمسا وسبعين سنة، وولي قضاء المدينة، وقد كان أبوه أيضا قاضيها، وكان إبراهيم أسود اللون.
قال عبيد الله بن سعيد بن عفير، عن أبيه قال: قدم إبراهيم بن سعد العراق سنة أربع وثمانين ومائة، فأكرمه الرشيد، وأظهر بره، وسئل عن الغناء فأفتى بتحليله، فأتاه بعض أصحاب الحديث ليسمع منه، فسمعه يتغنى فقال: لقد كنت حريصا على أن أسمع منك، فأما الآن فلا أسمع منك، فقال: إذا لا
أفقد إلا شخصك، وعلي، وعلي إن حدثت ببغداد حديثا حتى أغني قبله، وشاعت هذه عنه ببغداد، فبلغت الرشيد، فدعا به، وسأله عن حديث المخزومية التي قطعها رسول الله صلى الله عليه وسلم في السرقة، فدعا بعود، فقال الرشيد: أعود البخور؟ قال: لا، ولكن عود الطرب، فتبسم، وفهمها إبراهيم بن سعد فقال: لعلك بلغك يا أمير المؤمنين حديث السفيه الذي آذاني بالأمس، وألجأني إلى أن حلفت؟ قال: نعم، ودعا له الرشيد بعود، فغناه:
يا أم طلحة إن البين قد أزفا قل الثواء لئن كان الرحيل غدا
وقال له الرشيد: من كان من فقهائكم يكره السماع؟ قال: من ربطه الله، قال: فهل بلغك عن مالك في هذا شيء؟ قال: أخبرني أبي أنهم اجتمعوا في مدعاة كانت في بني يربوع، وهم يومئذ جلة، ومعهم دفوف ومغان وعيدان يغنون ويلعبون، ومع مالك دف مربع وهو يغنيهم:
سليمى أجمعت بينا فأين لقاؤها أينا وقد قالت لأتراب لها زهر تلاقينا تعالين فقد طاب لنا العيش تعالينا
فضحك الرشيد ووصله بمال عظيم.
رواها غير واحد، عن أبي بكر محمد بن إسحاق الصفار، قال: حدثنا علي بن الحسن بن خلف بمصر، قال: حدثنا عبيد الله، فذكرها.
قال أحمد العجلي: كان إبراهيم بن سعد ثقة، يقال: كان أسود.
وقال إبراهيم بن حمزة الزبيري: كان عند إبراهيم بن سعد عن ابن إسحاق نحو من سبعة عشر ألف حديث في الأحكام، سوى المغازي.
قلت: وكان عنده عنه مغازيه، رواه عن إبراهيم: أحمد بن محمد بن أيوب.
ومات سنة أربع وثمانين ومائة، وقيل: سنة ثلاث.
وهو من صغار أصحاب الزهري، وقع لي من عواليه.
وقد روى عنه: سليمان بن داود الهاشمي، حدثه عن هشام، عن أبيه، عن عائشة مرفوعا: الحمى من فيح جهنم فأبردوها بالماء، ثم قال إبراهيم بن سعد: لم أسمع من هشام سواه.
قال أبو عبيد الآجري: سمعت أبا داود يقول: ولي إبراهيم بن سعد بيت المال ببغداد.
قال عبد الله بن أحمد: مولد إبراهيم سنة ثمان ومائة.
وقال صالح جزرة: سماعه من الزهري ليس بذاك؛ لأنه كان صغيرا.
وقال ابن معين: هو أثبت من الوليد بن كثير، وابن إسحاق، وهو أحب إلي من ابن أبي ذئب في الزهري.
وقال أحمد بن حنبل: إبراهيم بن سعد ثقة.
وقال عبد الرحمن بن خراش: صدوق.
7 -
إبراهيم بن عطية الثقفي البغدادي
، ثم الواسطي، أبو إسماعيل
عن: منصور بن المعتمر، ويونس بن خباب. وعنه: الربيع بن ثعلب، ويوسف بن عدي، وقيل: إن هشيما روى عنه.
ضعفه ابن معين.
وقد كتب عنه أحمد وتركه.
وقال البخاري: له مناكير.
قيل: مات سنة إحدى وثمانين ومائة.
8 – ع:
أبو إسحاق الفزاري
.
هو الإمام إبراهيم بن محمد بن الحارث بن أسماء بن خارجة بن حصن بن حذيفة بن بدر الكوفي، أحد الأعلام.
سكن المصيصة مرابطا في سبيل الله، وروى عن: عبد الملك بن عمير، وعطاء بن السائب، وسهيل بن أبي صالح، وعبيد الله بن عمر، والأعمش، وسليمان التيمي، ويحيى بن سعيد الأنصاري، وحميد الطويل، وخلق كثير من صغار التابعين.
وعنه: الأوزاعي، والثوري، وهما من شيوخه، وعيسى بن يونس، وبقية،
والوليد بن مسلم، وموسى بن أيوب النصيبي، والمسيب بن واضح، ومحمد بن عبد الرحمن بن سهم، وعبد الله بن عون الخراز، وأبو نعيم الحلبي، ومحمد بن سلام البيكندي، وطائفة.
حدث بدمشق، وبالثغور.
قال ابن سعد: كان ثقة فاضلا صاحب سنة وغزو، كثير الخطأ في حديثه.
وقال النسائي: ثقة مأمون، أحد الأئمة، روى عنه ابن المبارك.
وقال أبو حاتم: ثقة مأمون إمام.
وقال علي بن الحسن بن شقيق: ذكر أبو إسحاق الفزاري عند سفيان بن عيينة فقال: ما ينبغي أن يكون رجل أبصر بالسنة منه.
وقال عبد الله الخريبي: قول أبي إسحاق الفزاري أحب إلي من قول إبراهيم النخعي.
وقال: وقال ابن المبارك: ما رأيت رجلا أفضل من أبي إسحاق.
وقال عبد الرحمن بن مهدي: الأوزاعي، والفزاري إمامان في السنة.
وقال الحسن بن الربيع: ما رأيت أورع من أبي إسحاق الفزاري، هو أفضل من معمر، حدثني علي بن بكار أنه سمع أبا إسحاق يقول: كنت عند الأوزاعي، فذكر سفيان الثوري، فقال: لو خيرت لهذه الأمة من ينظر لها ويختار لها، ما أختار لها إلا سفيان أو ابن عون، فقلت في نفسي: وأنا لو خيرت لهذه الأمة من ينظر لها ويختار لها ما اخترت لها غيرك، يعني: الأوزاعي.
قال ابن بكار: فقلت أنا في نفسي: لو خيرت أنا ما اخترت لها غيرك، يعني: أبا إسحاق الفزاري.
عبيد بن جناد الحلبي: سمعت محمد بن يوسف الأصبهاني يقول: حدث الأوزاعي بحديث، فقال له رجل: من حدثك يا أبا عمرو؟ قال: حدثني به الصادق المصدوق أبو إسحاق الفزاري.
محبوب بن موسى الفراء: سألت ابن عيينة عن حديث كنت سمعته من أبي
إسحاق الفزاري، فقال: والله ما رأيت من أقدمه على أبي إسحاق الفزاري.
وعن الأوزاعي أنه قال لكاتبه: اكتب إلى أبي إسحاق الفزاري وابدأ به، فإنه والله خير مني.
وعن محبوب بن موسى قال: لقيت الفضيل بن عياض، فعزاني بأبي إسحاق، وقال: كان والله كريما، اشتقت إلى المصيصة، ما بي فضل الرباط إلا لأرى أبا إسحاق.
قال محبوب: سمعت علي بن بكار يقول: لقيت الذين لقيهم أبو إسحاق، ابن عون، وغيره، والله ما رأيت فيهم أفقه من أبي إسحاق.
إبراهيم بن عمر بن أبي الوزير: سمعت ابن عيينة يقول: كان أبو إسحاق الفزاري إماما.
وقال نصر الجهضمي: قال الخريبي: كان الأوزاعي أفضل أهل زمانه، وكان بعده أبو إسحاق الفزاري أفضل أهل زمانه. قال نصر: وأنا أقول: كان أحمد بن حنبل أفضل أهل زمانه.
قال أحمد العجلي: أبو إسحاق أدب أهل الثغر وعلمهم السنة، وكان يأمر وينهى، وإذا دخل الثغر مبتدع أخرجه، وكان كثير الحديث فقيها، وكان عربيا فزاريا، أمر سلطانا يوما ونهاه، فضربه مائتي سوط، فغضب له الأوزاعي، فتكلم في أمره.
وقال ابن مهدي: إذا رأيت الشامي يحب الأوزاعي وأبا إسحاق الفزاري فهو صاحب سنة. وقال مرة: فاطمئن إليه.
سفيان بن عيينة: قال لي أبو إسحاق الفزاري: أدخلت على هارون، فلما رآني رفع رأسه إلي ثم قال: يا أبا إسحاق، إنك في موضع وفي شرف، فقلت: يا أمير المؤمنين، إن ذلك لا يغني عني في الآخرة شيئا.
ابن الأنباري: حدثنا ابن المرزبان، قال: حدثنا يزيد بن محمد المهلبي، قال: حدثنا الأصمعي قال: كنت جالسا بين يدي الرشيد، وأبو يوسف جالس، فأدخل أبو إسحاق الفزاري، فقال: السلام عليك يا أمير المؤمنين، فقال: لا سلم الله عليك، ولا قرب دارك، ولا حبا مزارك، قال: لم؟ قال: أنت الذي تحرم
السواد؟ قال: من أخبرك بهذا يا أمير المؤمنين؟ لعل ذا أخبرك، وأشار إلى أبي يوسف، وذكر كلمة، والله يا أمير المؤمنين، لقد خرج إبراهيم بن عبد الله على جدك المنصور، فخرج أخي معه، وعزمت على الغزو، فأتيت أبا فلان فذكرت ذلك له، فقال لي: مخرج أخيك أحب إلي مما عزمت عليه من الغزو، والله ما حرمت السواد، فقال الرشيد: سلم الله عليك، وقرب دارك، وحبا مزارك، اجلس أبا إسحاق، يا مسرور، ثلاثة آلاف دينار لأبي إسحاق، فأتى بها فوضعها في يده، وخرج، فانصرف ولقيه ابن المبارك، فقال: أنا عن هذه الدنانير غني، فقال: إن كان في نفسك منها شيء فتصدق بها، فما خرج من سوق الرافقة حتى تصدق بها.
إبراهيم بن سعيد الجوهري: حدثنا أبو أسامة: سمعت فضيل بن عياض يقول: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم في المنام، وإلى جنبه فرجة، فذهبت لأجلس، فقال: هذا مجلس أبي إسحاق الفزاري.
وقيل: قدم ابن المبارك المصيصة، فزار أبا إسحاق الفزاري، فأتى ابن المبارك رجل يسأله فقال: سل أبا إسحاق.
عثمان الدارمي: سألت ابن معين عن أبي إسحاق الفزاري فقال: ثقة ثقة.
نعيم بن حماد، وغيره: حدثنا مخلد بن الحسين قال: رأيت كأن الناس قد جمعوا في صحراء، فغشيتهم غبرة، فماج الناس، فسمعت مناديا ينادي من السماء: اتبعوا إبراهيم بن محمد الفزاري، فلما أصبحت أتيته فأخبرته، فقال: أنشدك الله لا تخبر به حتى أموت.
قال أبو مسهر: قدم الفزاري دمشق، فاجتمع الناس ليسمعوا منه، فقال لمولى: اخرج إلى الناس فقل لهم: من كان يرى القدر فلا يحضر مجلسنا، فخرجت، فأخبرت الناس.
وروي أن الرشيد أخذ زنديقا، فأمر بقتله، فقال: أين أنت من ألف حديث وضعتها على رسول الله؟ قال: فأين أنت يا عدو الله من أبي إسحاق الفزاري، وابن المبارك يتخللانها فيخرجانها حرفا حرفا.
نصر بن علي الجهضمي: رأيت أبا داود يقول: مات أبو إسحاق الفزاري، وليس على وجه الأرض أفضل منه.
في صحيح البخاري في غزو البحر، حديث لأبي إسحاق الفزاري، عن عبد الله بن عبد الرحمن الأنصاري، سمع أنسا، فذكر حديث أم حرام.
وقد قال ابن مردويه الحافظ، وغيره: لم يسمع أبو إسحاق من عبد الله أبي طوالة، والصواب ما رواه المسيب بن واضح، عن أبي إسحاق، عن زائدة، عن عبد الله بن عبد الرحمن.
قال أبو صالح الفراء، وأحمد بن حنبل، وجماعة: مات أبو إسحاق الفزاري سنة خمس وثمانين ومائة.
وقال ابن سعد، وخليفة، وسليمان بن عمر الرقي، ومحمد بن فضيل: سنة ثمان وثمانين.
وقال أحمد في رواية، والبخاري، وابن أبي السري: سنة ست وثمانين ومائة.
وقيل غير ذلك، رحمه الله.
9 -
إبراهيم بن ماهان بن بهمن
، أبو إسحاق الموصلي
كبير أهل الغناء، فارسي من أهل أرجان، ولاؤه للحنظليين، لقب بالموصلي لغيبته وقتا بالموصل، ثم قدم.
صحب بالكوفة فتيانا في طلب الغناء، فاشتد عليه أخواله، ففر إلى الموصل مديدة، وكان خرج ماهان بزوجته من أرجان وهذا حمل، فولدته بالكوفة في سنة خمس وعشرين ومائة، فبرع في الشعر والأدب، وتتبع عربي الغناء وعجميه، وسافر فيه إلى البلاد، ثم اتصل بالخلفاء والملوك ببغداد.
قال الزبير بن بكار: حدثني إسحاق الموصلي، عن أبيه قال: جاءني غلامي، فقال: بالباب حائك يطلبك، قلت: ويلك، ما لي وله؟ قال: قد حلف بالطلاق لا ينصرف حتى يكلمك بحاجته، قلت: ائذن له، فدخل، قلت: ما بك؟ قال: جعلني الله فداك، أنا رجل حائك، وكان عندي جماعة فتذاكرنا
الغناء، فأجمع من حضر أنك رأس القوم وسيدهم وبندارهم، فحلفت بطلاق بنت عمي ثقة بكرمك أن تشرب عندي غدا، وتغنيني، فمن علي بذاك، فقال: أين منزلك، وصف للغلام الموضع وانصرف فإني رائح إليك، قال: فصليت الظهر، وأمرت غلامي أن يحمل معه قنينة وقدحا وخريطة العود، وأتيته، ودخلت، فقام إلي الحاكة، فأكبوا، وقبلوا أطرافي، وعرضوا علي الطعام، فقلت: شبعان، وشربت من نبيذي، ثم تناولت العود، فقلت: اقترح، فقال: غنني:
يقولون لي لو كان بالرمل لم تمت نشيبة والطراق تكذب قيلها
فغنيت، فقال: أحسنت، والله، ثم قلت: اقترح، ثم غنيت له. ثم قلت: يا ابن اللخناء، أنت بابن سريج أشبه منك بالحاكة، فغنيته ثم قلت: إنك إن عدت والله ثانية حلت امرأتك لغلامي قبل أن تحل لك، ثم انصرفت، وجاء رسول الرشيد يطلبني، فدخلت عليه، فقال: أين كنت يا إبراهيم؟ قلت: ولي الأمان؟ قال: نعم، فأخبرته، فضحك، فقال: هذا أنبل الحياك، والله لقد كرمت في أمره، وأحسنت، وبعث إلى الحائك فاستنطقه، وساءله فأجاب، فاستظرفه واستطابه، وأمر له بثلاثين ألف درهم.
وروى الصولي بإسناد له أن الرشيد حبس إبراهيم الموصلي لشيء جرى بينه وبين ابن جامع في مجلسه، فتاب إبراهيم من الغناء، فأمر بحبسه حتى يغني، فكتب أبو العتاهية إلى سلم الخاسر:
سلم يا سلم ليس دونك سر حبس الموصلي فالعيش مر ما استطاب اللذات قد سكن المـ ـطبق رأس اللذات في الأرض حر حبس اللهو والسرور فما في الأ رض شيء يلهى به ويسر
قال عمر بن شبة: مات إبراهيم الموصلي في سنة ثمان وثمانين ومائة.
وقال أحمد بن كامل: قيل: مات سنة ثلاث عشرة ومائتين.
10 -
إبراهيم بن محمد بن ثابت بن شرحبيل القرشي العبدري الحجبي المكي
.
عن: أبيه، وشريك بن أبي نمر، وعمرو بن أبي عمرو، وعثمان بن عبد الله
ابن أبي عتيق، وغيرهم. وعنه: ابن وهب، ومحمد بن سنان العوقي، ويعقوب بن حميد، ويحيى بن يحيى التميمي، وغيرهم.
صالح الحديث، وله مناكير.
11 -
إبراهيم بن محمد بن مالك الهمداني الخيواني
.
عن: زياد بن علاقة، وعلي بن الأقمر، وعدي بن ثابت، والسدي، وجماعة. وعنه: محمد بن عبد الله بن نمير، وأبو سعيد الأشج، وهارون بن إسحاق.
قال أبو حاتم: لا بأس به.
12 – ت ق:
إبراهيم بن المختار الرازي أبو إسماعيل
، ولقبه حبويه، بمهملة ثم بموحدة.
روى عن: ابن جريج، وابن إسحاق، وشعبة. وعنه: فروة بن أبي المغراء، ومحمد بن حميد، وغيرهما.
قال أبو حاتم: صالح الحديث.
ومن كلامه: قال: عليكم باللبان فإنه يشجع القلب، ويذهب النسيان.
قيل: توفي قريبا من سنة اثنتين وثمانين ومائة.
13 -
إبراهيم بن مهاجر بن مسمار المدني من موالي سعد بن أبي وقاص
.
روى عن: عمر بن حفص بن ذكوان، وصفوان بن سليم. وعنه: معن بن عيسى، وإبراهيم بن منذر الحزامي.
قال ابن عدي: لم أجد له أنكر من حديث: قرأ طه وياسين، وباقي أحاديثه صالحة.
وقال البخاري: منكر الحديث.
وروى عثمان بن سعيد، عن ابن معين: صالح ليس به بأس.
14 – ق:
إبراهيم بن أبي يحيى الفقيه المدني أحد الأعلام
، وهو إبراهيم بن محمد بن أبي يحيى الأسلمي.
روى عن: الزهري، وابن المنكدر، وصفوان بن سليم، وموسى بن وردان، وصالح مولى التوأمة، وطبقتهم. وعنه: الشافعي، وإبراهيم بن موسى الفزاري، والحسن بن عرفة، وطائفة، وهو الذي يروي عنه الشافعي فيدلسه فيقول: حدثني من لا أتهم، قال الشافعي: كان قدريا، ونهى ابن عيينة عن الكتابة عنه.
وقال أبو يحيى هارون بن عبد الله الزهري: حدثنا إبراهيم بن سعد، قال: كنا نسمي إبراهيم بن أبي يحيى، ونحن نطلب الحديث: خرافة.
وقال بشر بن عمر الزهراني: نهاني مالك عن إبراهيم بن أبي يحيى، فقلت: من أجل القدر تنهاني؟ فقال: ليس هو في حديثه بذاك.
أبو همام الوليد بن شجاع: سمعت إبراهيم بن أبي يحيى يشتم بعض السلف.
سفيان بن عبد الملك: سألت ابن المبارك: لم تركت حديث إبراهيم بن أبي يحيى؟ قال: كان مجاهرا بالقدر، وكان اسم القدر يغلب عليه، وكان صاحب تدليس.
إبراهيم بن محمد بن عرعرة: سمعت يحيى بن سعيد يقول: سألت مالكا عن إبراهيم بن أبي يحيى: أثقة في الحديث؟ قال: لا، ولا في دينه.
عبد الله بن أحمد: سمعت أبي يذكر، عن المعيطي، عن يحيى بن سعيد قال: كنا نتهمه بالكذب، يعني: إبراهيم بن أبي يحيى. قال أبي: قدري جهمي كل بلاء فيه، يعني: إبراهيم.
وسمعت أبي يقول: ترك الناس حديثه، وأبوه ثقة.
وعن ابن معين قال: ليس بثقة.
وروى عباس، عن ابن معين
قال: كان إبراهيم بن أبي يحيى رافضيا قدريا وقال مرة: كان كذابا رافضيا.
وقال أبو داود: قدري رافضي كذاب.
أحمد بن علي الأبار: حدثنا محمد بن عبد الرحمن القرمطي، قال: حدثنا يحيى الأسدي، قال: حدثنا إبراهيم بن أبي يحيى، وأملى على رجل غريب ثلاثين حديثا فجاء بها من الحسن شيئا عجبا، وقال للغريب: لو ذهبت إلى ذاك الحمار فحدثك بثلاثة أحاديث لفرحت بها، يعني: مالكا.
عبد الله بن أحمد بن حنبل: حدثنا عبد الله بن عبد الرحمن السمرقندي: سمعت يزيد بن هارون يكذب زياد بن ميمون، وإبراهيم بن أبي يحيى.
وقال البخاري: قدري جهمي، تركه ابن المبارك، والناس.
وقال يحيى القطان: لم يترك للقدر بل للكذب.
ابن خزيمة: حدثنا ابن عبد الحكم: سمعت الشافعي يقول: كان ابن أبي يحيى أحمق، أو قال: أبله، كان لا يمكنه جماع النساء، فأخبرني من رآه معه فأس، فقال: بلغني أنه من بال في ثقب فأس أمكنه الجماع، فدخل خربة فبال في الفأس.
وقال مؤمل بن إسماعيل: سمعت يحيى القطان يقول: أشهد على إبراهيم بن أبي يحيى أنه يكذب.
وقال محمد ابن البرقي في الضعفاء له: إبراهيم بن أبي يحيى كان يرى القدر والتشيع والكذب.
وقال النسائي: متروك الحديث.
وأما ابن عدي فصلحه، وقال: لم أجد له حديثا منكرا إلا عن شيوخ يحتملون.
وقد حدث عنه: ابن جريج، والثوري، والكبار، وله كتاب الموطأ، هو أضعاف موطأ مالك، وأحاديث كثيرة.
وقال أبو إسحاق الجوزجاني: فيه ضروب من البدع، فلا يشتغل بحديثه فإنه غير مقنع.
قلت: اسم جده أبي يحيى: سمعان، وقد تقرر أن إبراهيم من الضعفاء بلا ريب.
وهل هو متروك أو لا؟ فيه قولان.
مات سنة أربع وثمانين ومائة.
15 -
إسحاق بن عبد الرحمن بن المغيرة بن حميد بن عبد الرحمن بن عوف الزهري المدني
.
من الأجواد النبلاء، يعرف بابن غرير، كان ببغداد.
16 -
أسد بن عمرو أبو المنذر البجلي الكوفي الفقيه
. صاحب أبي حنيفة.
من كبار أصحاب الرأي.
سمع: يزيد بن أبي زياد، وحجاج بن أرطاة، وربيعة الرأي، ومطرف بن طريف. وعنه: أحمد بن حنبل، وأحمد بن منيع، والحسن بن محمد الزعفراني.
قال ابن معين: كان قد سمع من ربيعة وجماعة، ولم يكن به بأس، فلما أنكر بصره ترك القضاء.
وقال أحمد: صالح الحديث.
وقال أبو داود: ليس به بأس.
وقال البخاري: ضعيف، وقال غيره: ليس بقوي.
وقال ابن عدي: لأسد أحاديث كثيرة، ولم أر له شيئا منكرا، وليس في أصحاب الرأي بعد أبي يوسف أكثر حديثا منه.
قلت: قد ولي قضاء بغداد، وكان فقيها علامة بارعا كبير الشأن.
قيل: توفي سنة ثمان وثمانين ومائة، وقيل: توفي سنة تسعين ومائة.
وقد ذكره الخطيب، وقال: ضعفه ابن المديني، وعثمان بن أبي شيبة.
قال الخطيب: وتولى أيضا قضاء واسط، قال: وكان ثقة إن شاء الله.
17 -
إسماعيل بن صالح بن علي بن عبد الله بن عباس الهاشمي العباسي
، أمير الديار المصرية، ثم أمير قنسرين.
روى عن أبيه. وعنه: ابنه طاهر، والوليد بن مسلم، وغيرهما.
ولد بحلب وبها توفي، وله بها ذرية.
قال سعيد بن عفير: ما رأيت أخطب منه على هذه الأعواد، كان جامعا لكل سؤدد، ويعرف الفلسفة والنجوم وضرب العود.
قلت: عيبه علومه.
وقيل: كان الرشيد يجله ويحترمه، وقيل: كان شاعرا محسنا، رأسا في الغناء، استوعب أبو القاسم بن العديم أخباره في تاريخ حلب.
ويقال: إن الرشيد تحيل على إسماعيل حتى ضرب له بالعود، وكانت على إسماعيل يمين، فناوله الرشيد عودا فيه عشر جوهرات، ثمنها ثلاثون ألف دينارا، ثم قال له: كفر بهذه يمينك، فغناه، فلما فرغ دعا الرشيد برمح، وعقد له لواء على إمرة مصر، وكان ذلك في سنة اثنتين وثمانين ومائة، فوليها ست سنين، فعدل وحصل خمس مائة ألف دينار، ثم تحول إلى إمرة حلب.
وقد ذكره ابن عساكر مختصرا.
18 – د ت ن:
إسماعيل بن عبد الله بن سماعة الدمشقي الفقيه
، مولى العمريين.
صحب الأوزاعي ولازمه، وروى عنه وعن موسى بن أعين. وعنه: أبو مسهر، وعمران بن يزيد القرشي، وهشام بن إسماعيل العطار.
قال أبو حاتم: كان من أجل أصحاب الأوزاعي، وأقدمهم.
وقال أبو مسهر: كان من الفاضلين.
ووثقه النسائي.
19 -
إسماعيل بن عبد الله بن قسطنطين
، مقرئ مكة.
مات سنة تسعين ومائة، وقيل: قبلها، وقد مر في الطبقة الماضية.
20 -
إسماعيل بن عياش بن سليم
، الإمام أبو عتبة العنسي، بالنون، الحمصي الحافظ، أحد الأعلام.
ولد بعد المائة، وروى عن: شرحبيل بن مسلم، ومحمد بن زياد الألهاني، وأبي طوالة عبد الله بن عبد الرحمن، وتميم بن عطية، ويحيى بن سعد، وعمرو بن قيس السكوني، ومحمد بن مهاجر، وأخيه عمرو بن مهاجر، وسهيل بن أبي صالح، وهشام بن عروة، وعدد كثير من الشاميين والحجازيين، وعن: الأعمش، وحجاج بن أرطاة، والكوفيين. وعنه: سفيان الثوري مع تقدمه، وابن إسحاق، وهما من شيوخه، والليث بن سعد، وهو أكبر منه، وابن المبارك، وابن وهب، ويزيد بن هارون، ويحيى بن حسان، وهشام بن عمار، ويحيى بن معين، وأبو اليمان، وداود بن رشيد، والحسن بن عرفة، وخلق كثير.
وكان صدرا معظما نبيلا، حج بضع عشرة حجة، وبعثه المنصور إلى دمشق فعدل أرضها للخراج.
قال أبو خيثمة: كان أحول.
وقال أحمد بن حنبل، ويزيد بن عبد ربه: ولد سنة ست ومائة.
وقال بقية: ولد سنة خمس ومائة.
وقيل: ولد سنة اثنتين ومائة؛ فإن ابن عيينة يقول: مولدي سنة ثمان ومائة، وولد إسماعيل قبلي بست سنين.
يزيد بن هارون: شهدت شعبة سمع من فرج بن فضالة، عن إسماعيل بن عياش.
وقال أبو اليمان: كان منزل إسماعيل إلى جانب منزلي، فكان يحيى الليل، فكان ربما قرأ ثم قطع، ثم رجع، فلقيته يوما، فسألته عن ذلك، فقال: يا بني إني أصلي فأقرأ، فأذكر الحديث في الباب، فأقطع الصلاة فأكتبه في الباب، ثم أرجع إلى صلاتي، فأبتدئ من الموضع الذي قطعت منه.
قال يعقوب الفسوي: كنت أسمعهم يقولون: علم الشام عند إسماعيل بن عياش، والوليد بن مسلم.
وسمعت أبا اليمان يقول: كان أصحابنا لهم رغبة في العلم، وطلب شديد بالشام، والحجاز.
وكانوا يقولون: نجهد في الطلب ونتعب، فإذا جئنا وجدنا كل ما كتبنا عند إسماعيل بن عياش.
قال يعقوب: تكلم قوم في إسماعيل، وإسماعيل ثقة عدل، أعلم الناس بحديث أهل الشام، أكثر ما يتكلمون فيه قالوا: يغرب عن ثقات الحجازيين.
قال يحيى الوحاظي: ما رأيت رجلا أكبر نفسا من إسماعيل بن عياش، كنا إذا أتيناه إلى مزرعته لم يرض لنا إلا بالخروف والخبيص يتنقصون.
سمعته يقول: ورثت عن أبي أربعة آلاف دينار، فأنفقتها في طلب العلم.
عثمان بن صالح قال: كان المصريون ينتقصون عثمان حتى نشأ فيهم الليث فحدثهم بفضائل عثمان فكفوا.
وكان أهل حمص ينتقصون عليا حتى نشأ فيهم إسماعيل فحدثهم بفضائل علي، فكفوا عن ذلك.
عبد الله بن أحمد: سمعت أبي يسأل داود بن عمرو فقال: يا أبا سليمان، كان إسماعيل بن عياش يحدثكم هذه الأحاديث حفظا؟ قال: نعم، ما رأيت معه كتابا قط، فقال: لقد كان حافظا، كم كان يحفظ؟ قال: كان يحفظ شيئا كثيرا، قال: فكان يحفظ عشرة آلاف؟ قال: عشرة آلاف، وعشرة آلاف، وعشرة آلاف، فقال أبي: هذا مثل وكيع.
روى الفضل بن زياد، عن أحمد: ليس أحدا أروى لحديث الشاميين من ابن عياش، والوليد.
وقال سليمان بن أحمد الواسطي: سمعت يزيد بن هارون يقول: ما رأيت شاميا ولا عراقيا أحفظ من إسماعيل بن عياش.
وقال الهيثم بن خارجة: سمعت يزيد بن هارون يقول: ما رأيت أحفظ من إسماعيل، ما أدري ما سفيان الثوري.
وقال الجوزجاني: سألت أبا مسهر، عن إسماعيل وبقية، فقال: كل
كان يأخذ عن غير ثقة، فإذا أخذت حديثهم عن الثقات فهو ثقة.
عباس، عن ابن معين: إسماعيل بن عياش ثقة، وكان أحب إلى أهل الشام من بقية، وقد مضيت إلى إسماعيل بن عياش فرأيته عند دار الجوهري على غرفة، ومعه رجلان ينظران في كتاب، فيحدثهم خمس مائة في اليوم، أقل أو أكثر، وهم أسفل وهو فوق، فيأخذون كتابه فينسخون من غدوة إلى الليل، فرجعت، ولم أسمع منه شيئا، ولكني شهدته يملي إملاء، فكتبت عنه.
وقال النسائي في الكنى: أخبرنا سليمان بن الأشعث، قال: سمعت يحيى بن معين يقول: إسماعيل بن عياش ثقة.
وقال عبد الله بن أحمد: سألت يحيى بن معين: أكتبت عن ابن عياش؟ قال: نعم، وحدثنا قال: حدثنا إسماعيل بن عياش، عن شرحبيل بن مسلم، عن أبي أمامة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: الزعيم غارم.
وروى الدارمي، عن ابن معين قال: أرجو أن لا يكون به بأس.
وروى محمد بن عثمان، والغلابي، وغيرهما، عن ابن معين قال: إسماعيل بن عياش ثقة فيما روى عن الشاميين، وأما عن غيرهم ففيه شيء.
وقال أبو زرعة الرازي: صدوق يغلط في حديث الحجازيين، والعراقيين.
وقال أحمد بن الحسن الترمذي: قال أحمد: هو أصلح من بقية، لبقية مناكير عن الثقات.
زكريا بن عدي: قال لي أبو إسحاق الفزاري: لا تكتب عن إسماعيل بن عياش شيئا، واكتب عن بقية ما روى عن المعروفين.
وقال ابن مثنى: ما سمعت عبد الرحمن بن مهدي يحدث عن إسماعيل بن عياش شيئا قط.
وقال ابن خراش، والنسائي: إسماعيل بن عياش ضعيف.
وقال ابن خزيمة: لا يحتج به.
وقال ابن عدي: يغلط في حديث الحجازيين، إما حديثا برأسه، أو مرسلا يوصله، أو موقوفا يرفعه، ويحتج به في الشاميين.
قلت: لم يذكره البخاري في الضعفاء.
وقال الدولابي: قال البخاري: إسماعيل بن عياش ما روى عن الشاميين فهو أصح.
وقال العقيلي: إذا حدث عن غير أهل الشام اضطرب وأخطأ.
أحمد بن سعد بن أبي مريم: سمعت علي ابن المديني يقول: رجلان صاحبا حديث بلدهما: إسماعيل بن عياش، وابن لهيعة.
وقال ابن المبارك: بقية أحب إلي.
الفلاس: سمعت أبا قتيبة يقول ليحيى يوما: حدثنا إسماعيل بن عياش، عن، بحير، عن خالد بن معدان، عن عائشة قالت: آخر طعام أكله النبي صلى الله عليه وسلم فيه بصل، فقال يحيى: ما هذه الأزقة يا أبا قتيبة؟ قال: حدثنا ابن جريج، عن عطاء بن جابر: نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن البصل، والكراث.
قلت: خرج أبو داود، والنسائي الأول من حديث بقية، عن بحير، فأدخل بين خالد وبينها: خيار بن سلمة.
قال عبد الله بن أحمد: عرضت على أبي حديث لا تقرأ الحائض، ولا الجنب شيئا، فقال: هذا باطل. يعني أن إسماعيل وهم.
أخبرنا أحمد بن سلامة، ومسعود بن عبد الله كتابة، عن ابن كليب، قال: أخبرنا ابن بيان، قال: أخبرنا ابن مخلد، قال: أخبرنا الصفار، قال: حدثنا ابن عرفة، قال: حدثنا إسماعيل بن عياش، عن موسى بن عقبة، عن نافع، عن ابن
عمر، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: لا تقرأ الحائض، ولا الجنب من القرآن شيئا.
قال مضر بن محمد الأسدي: سألت يحيى بن معين، عن إسماعيل بن عياش، فقال: إذا حدث عن الشاميين فحديثه صحيح، وإذا حدث عن العراقيين، والمدنيين خلط ما شئت.
وقال ابن حبان: كان إسماعيل من الحفاظ المتقنين في حداثته، فلما كبر تغير حفظه.
قلت: روى عن إسماعيل من شيوخه: الأعمش، وقدم بغداد فولاه المنصور خزانة الكسوة.
وقال يزيد بن عبد ربه، وابن مصفى، وأحمد بن حنبل، وحيوة بن شريح: مات سنة إحدى وثمانين ومائة، زاد ابن مصفى: لثمان خلون من ربيع الأول.
وقال خليفة، وأبو عبيد، والزيادي: سنة اثنتين.
21 – خ ت:
إسماعيل بن مجالد بن سعيد الهمداني الكوفي
، أبو عمر نزيل بغداد.
روى عن: أبيه، وسماك بن حرب، وعبد الملك بن عمير، وبيان بن بشر. وعنه: ابنه عمر، وسريج بن يونس، ويحيى بن معين، وعثمان بن أبي شيبة، وغيرهم.
وثقه ابن معين.
وقال النسائي: ليس بالقوي.
وروى الحاكم، عن الدارقطني قال: ليس فيه شك أنه ضعيف.
• - إسماعيل بن يعلى هو أبو أمية، يأتي بكنيته.
22 -
أغلب بن تميم المسعودي البصري
.
عن: قتادة، ويونس بن عبيد، ومعلى بن زياد. وعنه: زيد بن الحباب، ومحمد بن وزير الواسطي، وزياد بن يحيى، ويحيى بن حماد.
قال ابن معين: ليس بشيء.
23 – د ت:
أيوب بن جابر اليمامي الحنفي
، أبو محمد.
عن: سماك بن حرب، وآدم بن علي، وحماد بن أبي سليمان الكوفيين. وعنه: قتيبة بن سعيد، ومحمد بن جعفر الوركاني، ولوين، وعلي بن حجر، وخالد بن مرادس.
قال الفلاس: صالح الحديث.
وقال النسائي: ضعيف.
وقال ابن عدي: سائر حديثه صالح.
وقال محمد بن عثمان: سألت ابن معين عنه فقال: كتبت عنه وليس بشيء.
وروى عباس، عن يحيى مثله.
وروى معاوية بن صالح، عن يحيى: ضعيف.
وقال أبو زرعة: واهي الحديث.
24 -
أيوب بن مدرك بن العلاء
، أبو محمد الحنفي الدمشقي.
قرأ القرآن على يحيى الذماري، وروى عن: مكحول، وأبي إسحاق السبيعي.
قرأ عليه: الربيع بن ثعلب، وروى عنه: سبطه العلاء بن عمرو، ورواد بن الجراح، وأبو إبراهيم الترجماني، وعلي بن حجر، وجماعة.
قال أبو حاتم: متروك.
وقال أبو زرعة: ضعيف.
وقال البخاري: حديثه عن مكحول مرسل.
25 – خ م ن:
أيوب بن النجار بن زياد الحنفي قاضي اليمامة أبو إسماعيل
.
روى عن: يحيى بن أبي كثير، والجريري، وإسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة. وعنه: أحمد بن حنبل، وعمرو الناقد، ومحمد بن قدامة الجوهري، ومحمد بن أبي عبد الرحمن المقرئ، ومحمد بن مهران الرازي، وطائفة.
قال محمد بن مهران: كان يقال إنه من الأبدال.
ووثقه ابن معين، فقال: ثقة صدوق، كان يقول: لم أسمع من يحيى إلا حديث التقى آدم وموسى.
وقال أحمد: صالح ثقة، عفيف.
قلت: ليس له في الكتب سوى الحديث المذكور.
26 -
بزيع بن عبد الله أبو خازم اللحام مولى أبي بسطام
من سبي بخارى.
روى عن: الضحاك بن مزاحم. وعنه: أبو معاوية الضرير، ويحيى بن سلام، وإسحاق بن موسى الخطمي، وأبو سعيد الأشج.
قال أبو حاتم: هو قريب من الأجلح في اللين.
وقال النسائي، وغيره: ضعيف.
27 -
بشر بن عمارة الخثعمي المؤدب
.
عن: أحوص بن حكيم، وأبي روق. وعنه: محمد بن الصلت، ويوسف بن عدي، ومنجاب بن الحارث.
قال أبو حاتم: ليس بقوي.
وقال النسائي: ضعيف.
وقال البخاري: يعرف، وينكر.
منجاب بن الحارث: أخبرنا بشر بن عمارة، عن أبي روق، عن عطية، عن أبي سعيد، عن النبي صلى الله عليه وسلم في قوله: لا تدركه الأبصار قال: لو أن الإنس والجن والشياطين مذ يوم خلقوا إلى يوم تفنى صفا واحدا، ما أحاطوا بالله أبدا.
هذا حديث منكر، لا يعرف إلا ببشر، وفيه عطية ضعيف أيضا.
28 – ع:
بشر بن المفضل بن لاحق الحافظ
، أبو إسماعيل الرقاشي، مولاهم، البصري.
عن: سعيد الجريري، وسهيل بن أبي صالح، وحميد الطويل، وخالد الحذاء، وطائفة من صغار التابعين. وعنه: ابن المديني، وأحمد بن حنبل، وابن راهويه، ونصر بن علي، وأبو حفص الفلاس، وأحمد بن المقدام، وخلق سواهم.
قال أحمد بن حنبل: إليه المنتهى في التثبت بالبصرة.
وقال علي ابن المديني: كان يصلي كل يوم أربع مائة ركعة، ويصوم يوما، ويفطر يوما.
وذكروا عنده بعض الجهمية، فقال: لا تذكروا ذاك الكافر.
قلت: توفي بشر سنة ست أو سبع وثمانين ومائة.
29 – ق:
بشير بن ميمون
، أبو صيفي الواسطي خراساني الأصل.
روى عن: سعيد المقبري، ومجاهد، وعكرمة، والحكم بن عتيبة، ومنذر الثوري، وأشعث بن سوار، وعطاء الخراساني، وغيرهم. وعنه: إسحاق بن أبي إسرائيل، وإبراهيم بن موسى الرازي، وأحمد بن عاصم العباداني، والحسن بن عرفة، وعلي بن حجر، وطائفة.
وكتب عنه أحمد، وتركه.
قال البخاري: يتهم بالوضع.
وقال النسائي: ليس بثقة ولا مأمون.
30 -
بكار بن سفيان المازني
.
عن: أبيه، والحسن البصري، وأبي رجاء العطاردي، وعاصم الجحدري. وعنه: أبو سلمة التبوذكي، وعلي ابن المديني، وعبيد الله القواريري، ونعيم بن حماد، وآخرون.
ما علمت فيه جرحا.
31 -
بكار بن محمد بن الجارست المدني المقرئ النحوي من قراء أهل المدينة
.
روى عن: موسى بن عقبة. وعنه: يحيى بن محمد بن قيس، وابن أبي فديك، وإبراهيم بن المنذر الحزامي.
قال أبو زرعة: لا بأس به.
وقال ابن الجوزي: بكار بن جارست، اسم أبيه عبد الرحمن، ثم لينه ابن الجوزي.
32 -
بكر بن بشر السلمي الترمذي
، إمام مسجد عسقلان.
سمع: عبد الحميد بن سوار. وعنه: محمد بن أبي السري.
وقال: مات سنة اثنتين وثمانين ومائة.
33 -
البهلول بن راشد
، أبو محمد الزاهد المغربي القيرواني الفقيه.
قيل: كان ثقة، صادقا مجتهدا، خيرا، مجاب الدعوة، واسع العلم.
سمع من: يونس بن يزيد الأيلي، وحنظلة بن أبي سفيان، والثوري، ومالك، والليث، وابن أنعم الإفريقي، وغيرهم.
وأقبل على العبادة، فلما احتيج إليه سمع الموطأ من أقرانه ابن غانم، وعلي بن زياد، وسمع جامع الثوري من أبي الخطاب، وأبي خارجة، ودون الناس عنه جامعا، وقام بفتياهم.
سمع منه: سحنون، والقعنبي، وعون، والحكم، ويحيى بن سلام.
وقيل: إن مالكا نظر إليه، فقال: هذا عابد أهل بلده.
وعن بهلول بن عمر قال: ما رأيت أتقى لله عز وجل من البهلول بن راشد.
ويقال: إن العكي أمير إفريقية بلغه أن البهلول يقع في سلطانه ويتكلم فيه، فهم به، فتحاشد الناس يمنعونه منه، فزاده ذلك حنقا، وبعث إليهم الأجناد، فأحضره وضربه بالسياط، فرمى جماعة أنفسهم عليه يقونه، فضربوا، وكانوا نحو العشرين، ثم مات بعد من ذلك الضرب.
قيل: توفي بعد علي بن زياد الفقيه بشهر وأيام، وذلك في أثناء سنة ثلاث وثمانين ومائة، رحمه الله.
34 -
بهلول بن عبيد الكندي
يكنى: أبا عبيد.
روى عن: أبي إسحاق السبيعي، وسلمة بن كهيل، وإسماعيل بن أبي خالد، وابن جريج، وغيرهم. وعنه: موسى بن مروان، والحسين بن أبي زيد، والربيع بن سليمان الجيزي، والحسن بن قزعة.
قال ابن حبان: كان يسرق الحديث.
وقال ابن عدي: له أحاديث لا يتابعه عليها الثقات.
35 -
البهلول المجنون
.
هو البهلول بن عمرو، أبو وهيب الصيرفي الكوفي، وسوس في عقله، وما أظنه اختلط، أو قد كان يصحو في وقت، فهو معدود في عقلاء المجانين.
له كلام حسن، وحكايات، وقد حدث عن: عمرو بن دينار، وعاصم بن بهدلة، وأيمن بن نابل، وما تعرضوا له بجرح ولا تعديل، ولا كتب عنه الطلبة.
كان حيا في دولة الرشيد. طول ترجمته ابن النجار، وذكر أنه أتى بغداد.
وعن الأصمعي قال: خرجت من عند الرشيد من باب الرصافة، فإذا بهلول يأكل خبيصا، فقلت: أطعمني، قال: ليس هو لي. قلت: لمن هو؟
قال: لحمدونة بنت الرشيد أعطتنيه آكله لها.
وعن الأشهلي قال: بكرت في حاجة، فلقيت البهلول، فقلت: ادع لي، فرفع يديه، وقال: يا من لا تختزل الحوائج دونه، اقض له حوائج الدنيا والآخرة، فوجدت لدعائه راحة، فناولته درهمين، فقال لي: يا أبا محمد، تعلم أني آخذ الرغيف ونحوه، لا والله، لا آخذ على دعائي أجرا، قال: فقضيت حاجتي.
ويروى أن البهلول مر به الرشيد، فقام وناداه ووعظه، فأمر له بمال، فقال: ما كنت لأسود وجه الموعظة.
وقيل له: قد غلا السعر، فادع الله، قال: ما أبالي، ولو حبة بدينار، إن لله علينا أن نعبده كما أمرنا، وعليه أن يرزقنا كما وعدنا.
وعن حسن بن سهل قال: رأيت الصبيان يرمون البهلول بالحصى، فأدمته حصاة فقال:
رب رام لي بأحجار الأذى لم أجد بدا من العطف عليه
فقلت: تعطف عليهم، وهم يرمونك؟ قال: اسكت! لعل لله يرى غمي، ووجعي، وشدة فرحهم، فيهب بعضنا لبعض.
ومما نقل عنه قال: من كانت الآخرة أكبر همه أتته الدنيا راغمة، ثم قال:
يا خاطب الدنيا إلى نفسه تنح عن خطبتها تسلم إن التي تخطب غرارة قريبة العرس إلى المأتم
وقد ساق أبو القاسم المفسر في كتاب عقلاء المجانين له حكايات وأشعارا، ولم أجد له وفاة.
36 -
بهلول بن مورق
، أبو غسان
عن موسى بن عبيدة. وعنه: أبو خيثمة، والفلاس، ومحمد بن المثنى، وغيرهم.
قال أبو حاتم: لا بأس به.
37 -
ثابت بن الوليد بن عبد الله بن جميع أبو جبلة الكوفي
.
عن أبيه. وعنه: يحيى بن معين، وأحمد بن حنبل، وإبراهيم بن موسى الفراء.
قال أبو حاتم: صالح الحديث.
38 -
جابر بن سليم الزرقي المدني
.
عن: عثمان بن صفوان، وعباد بن أبي صالح، وعبد الله بن عبد العزيز. وعنه: قتيبة بن سعيد، ومنصور بن أبي مزاحم، وأحمد بن حنبل، وسنيد بن داود.
وثقه أحمد.
39 – ت:
جابر بن نوح
، أبو بشير الحماني الكوفي.
عن: الأعمش، وحريث بن السائب، وإسماعيل بن أبي خالد، وجماعة. وعنه: أحمد بن حنبل، وأبو كريب، وأحمد بن بديل، وآخرون.
قال النسائي: ليس بالقوي.
وقال ابن معين، وأبو حاتم الرازي: ضعيف.
40 – ع:
جرير بن عبد الحميد الحافظ
.
أبو عبد الله الضبي الكوفي، ثم الرازي، أحد الأئمة.
مولده سنة عشر ومائة بالكوفة.
سمع: منصور بن المعتمر، وحصين بن عبد الرحمن، وعبد الملك بن عمير، وبيان بن بشر، وسهيل بن أبي صالح، ومغيرة بن مقسم، والأعمش، وأمما من طبقتهم، وقرأ القرآن على حمزة الزيات. وعنه: ابن المبارك، وهو من طبقته، والطيالسي، وسليمان بن حرب، وعلي ابن المديني، وقتيبة، وابن
معين، وأبو خيثمة، وإسحاق، وعلي بن حجر، وعثمان بن أبي شيبة، ومحمد بن حميد، وإبراهيم بن موسى، ويعقوب الدورقي، والحسن بن عرفة، ويوسف بن موسى القطان، وموسى بن نصر، وعدد كثير، وقدم في آخر عمره بغداد، وحدث بها.
ويقال: إنه ولد سنة سبع ومائة.
قال يعقوب السدوسي: سمعت ابن المديني يقول: كان جرير صاحب ليل، وكان له رسن يقولون: إذا أعيا تعلق به.
قال يعقوب: وذكر لأبي خيثمة إرسال جرير، فقال: لم يكن يدلس؛ لأنا كنا إذا أتيناه، وهو في حديث الأعمش أو منصور أو مغيرة ابتدأ فأخذ الكتاب، فقال: حدثنا فلان، ثم يحدث عنه مبهما في حديث واحد، يقول: منصور منصور حتى يفرغ المجلس.
قال الخطيب: هو جرير بن عبد الحميد بن جرير بن قرط بن هلال الضبي.
قلت: كان الناس يرحلون إليه لعلمه وإتقانه.
قال سفيان بن عيينة: قال لي ابن شبرمة: عجبا لهذا الرازي عرضت عليه أن أجري عليه مائة درهم في الشهر من الصدقة، فقال: أيأخذ المسلمون كلهم مثل هذا؟ قلت: لا. قال: لا حاجة لي فيه، يعني: جرير بن عبد الحميد.
وقال ابن معين: سمعت جريرا يقول: عرضت علي بالكوفة ألفا درهم يعطوني مع القراء فأبيت، ثم جئت اليوم أطلب ما عندهم.
قال ابن معين: طلب جرير الحديث خمس سنين فقط.
قال ابن سعد: وكان جرير ثقة، كثير العلم، يرحل إليه.
قال محمد بن عمرو زنيج: سمعت جريرا يقول: رأيت ابن أبي نجيح، ولم أكتب عنه، ورأيت جابرا الجعفي ولم أكتب عنه، ورأيت ابن جريج ولم أكتب عنه، فقال رجل: ضيعت يا أبا عبد الله، فقال: لا، أما ابن أبي نجيح فكان يرى
القدر، وأما جابر فكان يؤمن بالرجعة، وأما ابن جريج فإنه أوصى بنيه بستين امرأة قال: لا تزوجوا بهن فإنهن أمهاتكم، وكان يرى المتعة.
قال زنيج: وجد لجرير عن الكوفيين عشرة آلاف حديث.
وقال يعقوب بن شيبة: حدثني عبد الرحمن بن محمد قال: سمعت سليمان بن حرب يقول: كان جرير بن عبد الحميد، وأبو عوانة يتشابهان في رأي العين، ما كانا يصلحان إلا أن يكونا راعيي غنم، كتبت عنه بمكة أنا وابن مهدي.
قال ابن شيبة: وسمعت عبد الرحمن بن محمد يقول: سمعت أبا الوليد الطيالسي يقول: قدمت الري ومعي أبو داود الطيالسي بعقب موت شعبة، فكان جرير يجالسنا، فسمعنا نتذاكر، ولم يكن له حفظ، فسمعني أذكر حديثا، فقال: اكتبه لي، فكتبته وحدثته به، وقلت له: حدثنا، فقال: لست أحفظ وكتبي غائبة، وأنا أرجو أن أؤتى بها، قد كتبت في ذلك، فأتته، فنظرنا فيها.
وقال إبراهيم بن هاشم: ما قال لنا جرير قط ببغداد: حدثنا، فقلت: تراه لا يغلط مرة، وكان ربما نعس فنام، ثم ينتبه، فيقرأ من الموضع الذي انتهى إليه.
وذكر البيهقي أن جريرا تغير قبل موته قليلا، كذا قال، والمعروف بذلك جرير بن حازم.
وتناكد العقيلي بذكر جرير الضبي في الضعفاء، فقال: حدثنا محمد بن عيسى الهاشمي، قال: حدثني جعفر بن عامر قال: سمعت أحمد بن حنبل يقول: جرير بن عبد الحميد لا يفصل بين مغيرة وإبراهيم، كان نكرة، فذكرت ذلك لخلف بن سالم، قال: أحمد اشتكت عينه، فحلفت عليه أمه أن لا يجيء إلى جرير، مثل جرير يقال له هذا؟!
حدثنا عبد الله بن أحمد: سمعت أبي يقول: لم يكن جرير الرازي بالذكي في الحديث، قلت: أروى عن أشعث بن سوار شيئا؟ قال: نعم، كان اختلط عليه حديث أشعث، وعاصم الأحول، حتى قدم عليه بهز، فقال له: هذا حديث عاصم، وهذا حديث أشعث. قال: فعرفها فحدث بها الناس.
قلت: كانوا لا يكتبون على النسخة طبقة سماع، ولا اسم الشيخ، فكتب جرير عن هذا كتابا، وعن هذا كتابا، وفاته أن يرقم على كل كتاب اسم من كتبه عنه، وطال العهد فاشتبه عليه.
وبكل حال هو ثقة، نحتج به في كتب الإسلام كلها.
مات سنة ثمان وثمانين ومائة بالري، رحمه الله.
قال يحيى بن معين: جرير أعلم بمنصور من شريك.
وقال أبو حاتم: جرير ثقة يحتج به.
وقال يعقوب السدوسي: سمعت إبراهيم بن هاشم قال: قدم جرير بغداد، فنزل على بني المسيب الضبي، فلما عبر إلى الجانب الشرقي جاء المد، فقلت لأحمد بن حنبل: تعبر؟ قال: أمي لا تدعني، فعبرت أنا، فلزمته، وكتبت عنه ألفا وخمس مائة حديث.
وكتبت عنه قبل أن يخرج إلى مكة.
قال يوسف بن موسى القطان: مات جرير ليوم خلا من جمادى الأولى سنة ثمان وثمانين ومائة، وهو ابن ثمان أو تسع وسبعين سنة، وصلى عليه ابنه عبد الله.
41 -
جعفر البرمكي
.
الوزير جعفر بن يحيى بن خالد بن برمك، أبو الفضل، أصله من الفرس، كان مليحا، جميلا، لسنا، بليغا، عالما، أديبا، يضرب بجوده المثل، وكان مسرفا على نفسه، غارقا في بحر اللذات، والمعاصي، تمكن من الرشيد، وبلغ من الجاه والرفعة ما لا مزيد عليه، وولي هو وأبوه وإخوته الأعمال الجليلة، وكثرت عليهم الأموال.
وقد مر في الحوادث من أخباره، وأنه قتل في صفر سنة سبع، وقد ولي نيابة الملك على دمشق، فقدمها في سنة ثمانين ومائة.
ومن ألفاظه: قال مرة للرشيد: إذا أقبلت الدنيا عليك، فأعط، فإنها لا تفنى، وإذا أدبرت فأعط، فإنها لا تبقى.
قال محمد بن جرير: هاجت العصبية بالشام وتفاقم الأمر، فاغتم
الرشيد، فعقد لجعفر، وقال: إما أن تخرج أنت أو أخرج أنا، فسار إليهم جعفر، فأصلح بينهم، وقتل فيهم، ولم يدع لهم رمحا ولا قوسا، فهجم الأمر، واستخلف على دمشق عيسى بن المعلى، وانصرف.
قال الخطيب: كان جعفر عند الرشيد بحالة لم يشاركه فيها أحد، وجوده، وسخاؤه أشهر من أن يذكر، وكان من ذوي اللسن والبلاغة، يقال: إنه وقع في ليلة بحضرة الرشيد زيادة على ألف توقيع، ونظر في جميعها، فلم يخرج شيئا منها عن موجب الفقه، وكان أبوه يحيى قد ضمه إلى أبي يوسف القاضي حتى علمه، وفقهه.
وعن ثمامة بن أشرس قال: ما رأيت أبلغ من جعفر بن يحيى، والمأمون.
قيل: اعتذر رجل إلى جعفر، فقال: قد أغناك الله بالعذر منا عن الاعتذار إلينا، وأغنانا بالمودة لك عن سوء الظن بك.
قال محمد بن عبد الله بن طهمان: حدثني أبي قال: كان أبو علقمة الثقفي صاحب الغريب عند جعفر بن يحيى، فقال وقد أقبلت عليه خنفساة: أليس يقال إن الخنفساة إذا أقبلت إلى رجل أصاب خيرا؟ قالوا: بلى، فقال: يا غلام أعطه ألف دينار، فأعطاه، فنحوها عنه، قال: فعادت إليه، فقال: يا غلام أعطه ألفا أخرى.
قال جحظة: حدثني ميمون بن مهران قال: حدثني الرشيدي قال: حدثني مهذب حاجب العباس بن محمد: أن العباس نالته إضاقة، وكثر الغرماء، فأخرج سفطا فيه جوهر شراؤه ألف ألف درهم، فحمله إلى جعفر بن يحيى، فالتقاه جعفر، فقال: أريد على هذا خمس مائة ألف حتى تأتي الغلة، فقال: أفعل، ورفع السفط.
فلما رجع العباس بن محمد إلى منزله، وجد السفط قد سبقه، ومعه ألف ألف درهم، ثم من الغد دخل جعفر إلى الرشيد فكلمه فيه، فأمر له بثلاث مائة ألف دينار.
قال ابن المرزبان: حدثنا أبو يعقوب النخعي، قال: حدثنا علي بن زيد كاتب العباس ابن المأمون قال: حدثني إسحاق الموصلي، عن أبيه قال: حج الرشيد ومعه جعفر، وأنا معهم، فلما صرنا إلى المدينة، قال لي جعفر:
أحب أن تنظر لي جارية لا يكون مثلها في الغناء والظرف، فأرشدت إلى جارية لم أر مثلها، وغنت فأجادت، فقال لي صاحبها: لا أبيعها بأقل من أربعين ألف دينار. قلت: قد أخذتها، وأشترط عليك نظرة، قال: لك ذلك.
فأتيت جعفرا، فقلت: أصبت صاحبتك على غاية الكمال، فاحمل المال، فحملنا المال على حمالين، وجاء جعفر مستخفيا، فدخلنا على الرجل وأخرجها، فلما رآها جعفر أعجب بها، فغنت، فازداد بها عجبا، وقال: افصل أمرها، فقلت لمولاها: خذ المال، فقالت الجارية: يا مولاي في أي شيء أنت؟ قال: قد عرفت ما كنا فيه من النعمة، وقد نقصت عن ذلك، فقدرت أن تصيري إلى هذا الملك، فتنبسطي في شهواتك، فقالت: لو ملكت منك ما ملكت مني ما بعتك بالدنيا، فاذكر العهد، وقد كان حلف أن لا يأكل لها ثمنا، فتغرغرت عين الرجل بالدموع، وقال: اشهدوا أنها حرة لوجه الله، وأني قد تزوجتها، وأمهرتها داري، فقال جعفر بن يحيى: انهض بنا، فدعوت الحمالين ليحملوا الذهب، فقال جعفر: والله لا صحبنا منه درهما، وقال لمولاها: أنفقه عليكما.
وقيل: لما نكبت البرامكة، وجد في خزائن جعفر جرة فيها ألف دينار في الدينار مائة دينار سكته:
وأصفر من ضرب دار الملو ك يلوح على وجهه جعفر يزيد على مائة واحدا متى يعطه معسر يوسر
مثنى بن محمد، قال: حدثنا أبو عبد الرحمن مؤدب البرامكة قال: أمر جعفر أن تضرب له دنانير، زنة الدينار ثلاث مائة مثقال، وتصير عليه صورته.
وهو مراد أبي العتاهية بقوله:
يلوح على وجهه جعفر
قال صاحب الأغاني: أخبرنا عبد الله بن الربيع الربيعي: قال: حدثني أحمد بن إسماعيل، عن محمد بن جعفر بن يحيى قال: شهدت أبي وهو يحدث جدي يحيى، وأنا صغير، عن بعض خلواته مع الرشيد فقال: يا أبة، أخذ أمير المؤمنين بيدي، ثم أقبل في الحجر يخترقها، حتى انتهى إلى حجرة ففتحت له، ورجع من كان معنا، ثم صرنا إلى حجرة، ففتحها بيده، ودخلنا
معا، وأغلقها من داخل، ثم صرنا إلى رواق، وفي صدره مجلس مغلق، فقعد على بابه ونقره، فسمعنا حسا، ثم نقر، فسمعت صوت عود، فغنت جارية، ما ظننت أن الله خلق مثلها في حسن الغناء، فقال لها: غني صوتي، فغنت:
ومحبب شهد الرفاق وقبله غنى الجواري حاسرا، ومنقبا لبس الدلال وقام ينقر دفه نقرا أقر به العيون وأطربا إن النساء رأينه فعشقنه وشكون شدة ما بهن فكذبا
فطربت والله، ثم غنت فرقصنا معا، ثم قال لي: انهض بنا، فلما صرنا في الدهليز، قال: أتعرف هذه؟ قلت: لا، قال: هي علية بنت المهدي، والله لئن لفظت به لأقتلنك.
فقال له جدي: فقد والله لفظت به، والله ليقتلنك.
قيل: أنشدت جعفرا امرأة كلابية:
إني مررت على العقيق وأهله يشكون من مطر الربيع نزورا ما ضرهم إذ مر فيهم جعفر أن لا يكون ربيعهم ممطورا
وروى الإسكافي، عن إسحاق الموصلي قال: قال لي الرشيد بعد قتل جعفر وصلبه: اخرج بنا ننظر إليه، فلما عاينه أنشأ يقول:
تقاضاك دهرك ما أسلفا وكدر عيشك بعد الصفا ولا تعجبن فإن الزمان رهين بتفريق ما ألفا
الحارث بن أبي أسامة، حدثنا إسماعيل بن محمد - ثقة - قال: لما بلغ ابن عيينة قتل جعفر البرمكي حول وجهه إلى الكعبة، وقال: اللهم إنه كان قد كفاني مؤونة الدنيا، فاكفه مؤونة الآخرة.
ابن المرزباني، عن هاشم بن سعيد البلدي، عن أبيه قال: لما صلب جعفر، وقف الرقاشي الشاعر، وأنشأ يقول:
أما والله لولا خوف واش وعين للخليفة لا تنام لطفنا حول جذعك واستلمنا كما للناس بالحجر استلام فما أبصرت قبلك يا ابن يحيى حساما فله السيف الحسام على اللذات والدنيا جميعا لدولة آل برمك السلام
فطلبه الرشيد فأحضر، فقال: كم كان يعطيك جعفر؟ قال: في السنة ألف دينار، فأمر له بألفي دينار.
وقال الكوكبي: حدثني أبو بكر وجه الهرة، قال: حدثني غسان بن محمد القاضي، عن محمد بن عبد الرحمن الهاشمي صاحب صلاة الكوفة، قال: دخلت على أمي يوم النحر، وعندها امرأة برزة جلدة في أثواب رثة، فقالت لي: أتعرف هذه؟ قلت: لا، قالت: هذه عبادة أم جعفر البرمكي، فسلمت عليها، ورحبت بها، وقلت: يا فلانة حدثينا ببعض أمركم، قالت: أذكر لك جملة فيها عبرة، لقد هجم علي مثل هذا العيد، وعلى رأسي أربع مائة جارية، وأنا أزعم أن ابني جعفرا عاق لي، وقد أتيتكم يقنعني جلد شاتين، أجعل أحدهما شعارا، والآخر دثارا.
قال عبد الله بن روح المدائني: ولدت يوم قتل جعفر البرمكي، وهو أول صفر سنة سبع وثمانين ومائة.
قال ابن جرير: وعاش سبعا وثلاثين سنة.
وقد ذكرنا من أخباره في حوادث السنة المذكورة، سامحه الله.
42 -
جرول بن حنفل
، وقيل: ابن حيقل النميري، أبو توبة الحراني المعلم.
عن: خليد بن دعلج، وعمر بن قيس سندل، والنضر بن عربي، وابن لهيعة. وعنه: بقية بن الوليد، وهو أكبر منه سنا، والمعافي بن عمران، وموسى بن أعين، وأبو المغيرة عبد القدوس، ويحيى الحماني، وأبو كريب، وسليمان بن عبد الرحمن، وإسحاق الفراديسي، وعدة.
قال أبو حاتم: لا بأس به.
وقال ابن المديني: روى أحاديث منكرة.
43 -
جميع بن عمر
، أبو بكر العجلي الكوفي.
عن: رجل من آل أبي هالة في صفة النبي صلى الله عليه وسلم، وعن: داود بن أبي هند،
ومجالد. وعنه: يحيى الحماني، وأبو هشام الرفاعي، وسفيان بن وكيع، وآخرون.
وثقه ابن حبان.
وقال أبو نعيم: فاسق.
وقال أبو داود: أخشى أن يكون خبره في الصفة موضوعا.
قلت: روى له الترمذي في كتاب الشمائل.
44 – ت:
جنادة بن سلم بن خالد بن جابر بن سمرة السوائي
، أبو الحكم الكوفي والد أبي السائب سلم بن جنادة.
روى عن: هشام بن عروة، وحجاج بن أرطاة، والأعمش، وإسماعيل بن أبي خالد. وعنه: ولده، ومنجاب بن الحارث، ونوح بن حبيب.
ضعفه أبو زرعة، ذكره ابن حبان في الثقات، وأبو زرعة أعرف.
45 – ن:
جنيد بن عبد الله
، أبو محمد الكوفي الحجام.
عن: زيد بن أبي أسامة الحجام، ومختار بن منيح. وعنه: أبو نعيم، وسعدويه، وأبو بكر بن أبي شيبة، والأشج، وعلي بن محمد الطنافسي.
قال أبو زرعة: ثقة.
46 – ع:
حاتم بن إسماعيل الحافظ أبو إسماعيل المدني
، مولى بني عبد المدان، وأصله كوفي.
روى عن: هشام بن عروة، ويزيد بن أبي عبيد، وخيثم بن عراك، وجعفر بن محمد، والجعيد بن عبد الرحمن، ومعاوية بن أبي مزرد، وعمران القصير. وعنه: القعنبي، وإسحاق بن راهويه، وهناد بن السري، وقتيبة، وأبو بكر بن أبي شيبة، وأبو كريب، وخلق سواهم.
قال أحمد بن حنبل: هو أحب إلي من الدراوردي.
وقال غير واحد: ثقة.
يقال: مات سنة ست أو سبع وثمانين، والثاني أصح، فإن ابن حبان قال: مات في تاسع جمادى الأول سنة سبع وثمانين ومائة.
47 – خ م ت ن:
حاتم بن وردان
، أبو صالح السعدي.
شيخ بصري صدوق.
عن: أيوب السختياني، وعلي بن جدعان، والجريري، وغيرهم. وعنه: ابنه صالح، وإسحاق بن راهويه، وزياد بن يحيى الحساني، ونصر بن علي، وجماعة.
مات سنة أربع وثمانين.
قال أبو حاتم: لا بأس به.
48 -
الحارث بن عبيدة
، أبو وهب المصري، يقال له: الحارث بن عميرة الكلاعي.
عن: هشام بن عروة، والمصريين. وعنه: عمرو بن عثمان الحمصي، وطائفة.
قال ابن حبان في الثقات: مات سنة ست وثمانين ومائة.
49 -
الحارث بن موسى الطائي البصري
.
شيخ معمر، روى عن حبيب العجمي. وعنه: معتمر بن سليمان، وأحمد بن إبراهيم الدورقي.
50 – د ت ق:
الحارث بن وجيه الراسبي
.
له عن مالك بن دينار بحديث: تحت كل شعرة جنابة. وعنه: مسلم بن إبراهيم، وأبو كامل الجحدري، ومحمد بن أبي بكر المقدمي، ونصر بن علي.
ضعفه النسائي.
وقال ابن معين: ليس بشيء.
51 -
حبيب بن خالد الأسدي الكاهلي الكوفي
.
عن: أبي إسحاق السبيعي، وعبد الله بن الحسن، والأعمش. وعنه: إبراهيم بن موسى، ومحمد بن عبد الله بن نمير، وعبد الله بن عمر مشكدانة، وأبو سعيد الأشج، وغيره.
أنكر ابن المبارك عليه حديثا، وقال: هو صالح في كل شيء إلا في هذا الحديث.
وقال العقيلي: حبيب المالكي كوفي. حدثنا محمد بن سعيد الرازي، قال: سمعت عبد الرحمن بن الحكم بن بشير يذكر عن قوقل قال: كان بالكوفة رجل يقال له: حبيب المالكي، كان له صحة وفضل، فذكرناه لابن المبارك فأثنى عليه، فقلت عنده، عن الأعمش، عن زيد بن وهب قال: سألت حذيفة عن الأمر بالمعروف، قال: إنه لحسن، ولكن ليس من السنة أن يخرج على المسلمين بالسيف.
فقال ابن المبارك: ليس بشيء، فقلت: إنه، وإنه، فأبى، فلما أكثرت عليه في شأنه قال: عافاه الله في كل شيء إلا في هذا.
وهذا الحديث كنا نستحسنه من حديث حبيب بن أبي ثابت، عن البختري، عن حذيفة.
وقال أبو حاتم: لم يكن صاحب حديث، وليس بالقوي.
52 -
حبيب - مصغر - ابن حبيب الكوفي أخو حمزة الزيات.
يروي عن: أبي إسحاق السبيعي، روى عنه: محمد بن الحسن التغلبي، وسويد بن سعيد، وعثمان بن أبي شيبة، وأخوه أبو بكر.
وهاه أبو زرعة.
53 -
حجر بن الحارث الغساني
، أبو خلف الرملي.
عن عبد الله بن عوف القارئ. وعنه: أبو سعيد مولى بني هاشم، وسعيد بن منصور، وأبو توبة الحلبي، وآخرون.
ولم يضعف.
54 -
حجوة بن مدرك الغساني
.
شيخ كوفي نزل دمشق، كان من الشعراء المحسنين.
روى عن: هشام بن عروة، والأعمش، وإسماعيل بن أبي خالد. وعنه: عيسى غنجار، وأبو الجماهر محمد بن عثمان، وهشام بن عمار، والحكم بن موسى القنطري.
قال أبو حاتم: محله الصدق.
55 -
حرب بن ميمون صاحب الأغمية
، هو الزاهد الصالح أبو عبد الرحمن العبدي البصري.
روى عن: عوف الأعرابي، وخالد الحذاء، وحجاج بن أرطاة، والجلد بن أيوب، وغيرهم. وعنه: حميد بن مسعدة، وإسحاق بن أبي إسرائيل، والصلت بن مسعود، وأحمد بن عبده، ونصر بن علي، وعدة.
قال الفلاس، وغيره: حرب بن ميمون الأصغر ضعيف الحديث، وحرب بن ميمون الأكبر ثقة.
قلت: الأكبر تقدم، روى عن: عطاء بن أبي رباح، وقد جعلهما واحدا أبو عبد الله البخاري، ومسلم، والذي لا شك فيه ولا مرية أنهما رجلان، قال عبد الغني الأزدي: هذا مما، وهم فيه البخاري، أول من نبهني عليه الدارقطني، وخلطهما ابن عدي أيضا، فوهم، وكونهما اثنين أوضح شيء؛ لأن الأكبر من أصحاب عطاء، والثاني من أصحاب خالد الحذاء وذويه؛ ولأن الأكبر يكنى أبا الخطاب مولى النضر بن أنس الأنصاري، وهذا يخالفه في كنيته، وفي نسبته.
56 -
حزام بن هشام بن حبيش بن خالد بن الأشعر الخزاعي القديدي
.
وفد مع أبيه على عمر بن عبد العزيز.
وروى عنه وعن أبيه، وأخيه عبد الله بن هشام. وعنه: وكيع، والواقدي، ويحيى بن يحيى التميمي، والقعنبي، وداود بن عمرو الضبي، وآخرون، وبقي إلى قريب الثمانين ومائة.
قال أحمد: ليس به بأس.
وقال ابن سعد: ثقة.
قلت: هو راوي حديث أم معبد.
57 – خ م د:
حسان بن إبراهيم الكرماني الفقيه
، أبو هشام، قاضي كرمان.
عن: سعيد بن مسروق الثوري، وعاصم الأحول، ويونس الأيلي، وطائفة. وعنه: الأزرق بن علي، وعلي ابن المديني، وعلي بن حجر، وإسحاق بن شاهين، وأحمد بن عبدة، وخلق.
قال ابن معين، لا بأس به.
واستنكر له أحمد غير حديث.
وقال النسائي: ليس بالقوي.
وقال الدارقطني: ثقة.
وذكره العقيلي في الضعفاء، فقال: حدثنا عبد الله بن أحمد قال: حدثت أبي بحديث لحسان بن إبراهيم، عن عاصم، عن عبد الله بن حسن، عن أمه فاطمة بنت الحسين، عن أمها فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم، أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا دخل المسجد قال: السلام عليك أيها النبي ورحمة الله، اللهم اغفر لي ذنوبي، وافتح لي أبواب رحمتك، فقال أبي: ما هذا من حديث عاصم الأحول، هذا من طريق ليث.
وذكرت لأبي، عن حسان، عن عبد الملك الكوفي: سمعت العلاء، سمع مكحولا، عن أبي أمامة، وواثلة: كان نبي الله إذا قام في الصلاة لم يلتفت، ورمى ببصره إلى موضع سجوده، فأنكره، وقال: اضرب عليه.
قلت: توفي سنة ست وثمانين ومائة.
58 -
حسان بن سياه البصري الأزرق
.
عن: ثابت البناني، وعاصم بن بهدلة، والحسن بن ذكوان، وغيرهم. وعنه: لوين، وعمرو بن الحصين، وقاسم بن يزيد الكلابي، ومحمد بن موسى الحرشي، وآخرون.
له مناكير ساقها ابن عدي.
وقال الدارقطني: ضعيف.
وقال ابن حبان: منكر الحديث جدا.
59 –
الحسن بن ثابت التغلبي
، أبو الحسن الكوفي الأحول.
عن: هشام بن عروة، والأعمش، وعبد الله بن الوليد المزني، وعنه: ابن المبارك - وهو قرينه - ويحيى بن آدم، وهارون بن فلان، وإبراهيم بن موسى الرازي، وأبو سعيد الأشج.
وثقه محمد بن عبد الله بن نمير.
60 – الحسن بن قحطبة بن شبيب الطائي.
من أكبر قواد الرشيد، وأبوه هو الذي انتدب لأخذ العراق من جيوش بني أمية، فغرق وقام بالأمر بعده حميد بن قحطبة، وكان الحسن بن قحطبة كبير الدولة في وقته.
مات سنة إحدى وثمانين ومائة، وله أربع وثمانون سنة.
قال الخطيب: كان من رجالات الناس، وقد روي عنه حديث، يرويه عن أبي جعفر المنصور.
قلت: لكنه موضوع، فآفته ممن بعد ابن قحطبة.
ورخه نفطويه.
61 -
الحسن بن يزيد الأصم
.
له حديث عن إسماعيل السدي، رواه عنه: محمد بن بكار بن الريان، وسريج بن يونس، وسعيد بن منصور.
قال أبو حاتم: لا بأس به. وقال غيره: خبره منكر.
وقال أحمد وابن معين: ثقة.
يكنى أبا علي، وهو كوفي نزل بغداد.
62 -
الحسن بن الحكم بن طهمان الحنفي البصري
، أبو سعيد. وهو الحسن بن أبي عزة الدباغ.
سكن الري. وروى عن: هشام الدستوائي، وشعبة، وحماد بن سلمة، وعنه: هشام بن عبيد الله، وعبد الله بن الجهم، ويوسف بن موسى القطان، وغيرهم.
قال أبو حاتم: صالح الحديث، ليس بذاك، مضطرب، وبالبصرة لا يعرفونه؛ لأنه مات قديما.
63 -
الحسن بن علي بن الحسن
، أبو علي المدني البراد.
عن: الزبير بن المنذر بن أبي أسيد، وأبي مودود، ووالده، وعنه: إبراهيم بن المنذر الحزامي، وقتيبة بن سعيد، ويعقوب بن كاسب، وإسحاق بن موسى.
64 – خ م ن:
الحسين بن الحسن بن يسار بن مالك
، أبو عبد الله البصري.
عن: ابن عون، وعنه: أحمد بن حنبل، وبندار، ومحمد بن المثنى.
وثقه أحمد، والنسائي. وآخر من حدث عنه الحسن بن محمد الزعفراني.
مات سنة ثمان وثمانين ومائة.
65 – ق:
الحسين بن زيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب أبو عبد الله المدني
، ثم الكوفي الزيدي.
روى عن: أبيه، وعمه أبي جعفر الباقر، وابن عمه جعفر الصادق، وإسماعيل بن عبد الله بن جعفر، وغيرهم، وعنه: نعيم بن حماد، وأبو مصعب الزهري، وعباد الرواجني، وإسحاق بن موسى الخطمي، وأبو عبيد الله سعيد المخزومي.
قال ابن عدي: وجدت في حديثه بعض النكرة، وأرجو أنه لا بأس به.
وقال أبو حاتم الرازي: يعرف وينكر.
قلت: بقي إلى حدود التسعين ومائة، وكان بقية أهل بيته.
66 – د ق:
الحسين بن عيسى
، أبو عبد الرحمن الكوفي. أخو سليم القارئ.
عن: الحكم بن أبان، ومعمر بن راشد، وعنه: عثمان بن أبي شيبة، وأبو كريب، وأبو سعيد الأشج.
قال أبو حاتم: ليس بالقوي، له مناكير.
67 -
حصين بن جعفر الفزاري الدمشقي
.
عن: مكحول، وعمير بن هانئ، وعمرو بن مهاجر، وعنه: محمد بن وهب بن عطية، وهشام بن عمار، وغيرهما.
ما أظن به بأسا.
68 – ت:
حصين بن عمر الأحمسي الكوفي
، أبو عمر.
عن: أبي الزبير المكي، ومخارق الأحمسي، وسليمان الأعمش، وعنه: عبيد الله بن عبد الله بن الأسود، ومحمد بن أحمد بن أبي خلف القطيعي، ومحمد بن مقاتل المروزي، ومنجاب بن الحارث، ويحيى الحماني، وآخرون.
قال أبو زرعة: منكر الحديث.
وقال أبو حاتم: متروك الحديث.
وقال ابن عدي: عامة أحاديثه معاضيل.
ورماه بعضهم بالكذب.
وقال البخاري: منكر الحديث، قدم بغداد سائلا يسأل.
قلت: خرج له الترمذي: من غش العرب لم يدخل في شفاعتي.
69 – خ د ت ن:
حصين بن نمير الواسطي
، أبو محصن الضرير، كوفي الأصل.
عن: حصين بن عبد الرحمن، ومحمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى، ومحمد بن جحادة، وسفيان بن حسين، وعنه: حميد بن مسعدة، والحسن بن قزعة، ومسدد، وابن المديني، وعدة.
وثقه أبو زرعة.
وقال أبو حاتم: صالح.
70 -
حفص بن عمر بن حفص بن أبي السائب المخزومي المدني
، قاضي عمان.
عن: الزهري، وعمار بن يحيى، والأوزاعي، وعنه: ابنه أحمد، وحفيده السائب بن أحمد بن حفص، والهيثم بن خارجة، وهشام بن عمار، وسليمان ابن بنت شرحبيل.
صالح الحديث.
71 – ق:
حفص بن عمر بن أبي العطاف المدني
، مولى بني سهم.
عن: أبي الزناد، وعنه: إسماعيل بن أبي أويس، وعلي بن بحر القطان، وأبو ثابت محمد بن عبيد الله، وإبراهيم بن المنذر، وغيرهم.
قال أبو حاتم: منكر الحديث.
وضعفه النسائي، وجماعة، واتهمه يحيى بن يحيى بالكذب.
72 -
حفص بن عمر بن راشد التميمي المجاشعي
، مولاهم. الكوفي المؤدب.
عن: إسماعيل بن أبي خالد، وعبد الملك بن أبي سليمان، وابن أبي ليلى، وجماعة، وعنه: محمد بن عبد الله بن نمير، وأبو سعيد الأشج.
قال أبو حاتم: صالح الحديث، ليس به بأس.
73 -
حفص بن عمر
، قاضي حلب.
عن: المختار بن فلفل، وهشام بن حسان، ويحيى بن أبي غنية، وابن إسحاق، وطائفة، وعنه: عبد الرحمن المحاربي، وعبيد بن جناد، وداود بن رشيد، ومحمد بن أبي السري.
ضعفه أبو حاتم، وآخرون.
وقال أبو زرعة: منكر الحديث.
وقال ابن حبان: لا يحل الاحتجاج به.
74 – خ م ن ق:
حفص بن ميسرة
، أبو عمر العقيلي الصنعاني، نزيل عسقلان.
عن: زيد بن أسلم، والعلاء بن عبد الرحمن، وموسى بن عقبة، وعنه: آدم بن أبي إياس، وسعيد بن منصور، وسويد بن سعيد، ومحمد بن أبي السري، وآخرون.
وثقه أحمد، وغيره.
وروى عنه: سفيان الثوري مع تقدمه، وكان من العلماء الأتقياء، له مواعظ.
مات سنة إحدى وثمانين ومائة.
75 -
حفص بن النضر السلمي
.
شيخ بصري. له عن: أمه رملة، وعامر بن خارجة، وعنه: قتيبة، وعبيد الله بن عائشة، وابن المديني، وإبراهيم بن موسى الفراء.
قال ابن معين: صالح.
76 – م 4:
حكام بن سلم الكناني الرازي
، أبو عبد الرحمن.
حدث ببغداد، ومات بمكة قبل الوقفة.
سمع: إسماعيل بن أبي خالد، وحميد الطويل، وعبد الملك بن أبي سلميان، وعدة، وعنه: أبو بكر بن أبي شيبة، ويحيى بن معين، والحسن الزعفراني، ومحمد بن عبد الله بن نمير، وزنيج، ومحمد بن حميد، وموسى بن نصر الرازيون.
وثقه أبو حاتم وغيره، وكان من نبلاء الرجال.
مات سنة تسعين ومائة.
77 -
الحكم بن سنان الباهلي البصري القربي
.
عن: ثابت البناني، وأيوب السختياني، ويزيد الرقاشي، وعنه: عبدان المروزي، وسويد بن سعيد، وزياد بن يحيى الحساني.
ضعفوه لكثرة وهمه.
روى معاويه بن صالح، عن ابن معين: ضعيف.
وقال ابن حبان: يتفرد عن الثقات بالموضوعات، لا يشتغل به.
مات سنة تسعين ومائة. يروي عن: داود بن أبي هند، ومالك بن دينار.
78 – ن ق:
الحكم بن هشام الثقفي الكوفي
، نزيل دمشق.
عن: قتادة، وحماد بن أبي سليمان، وعبد الملك بن عمير، وطبقتهم، وعنه: الهيثم بن خارجة، وأبو مسهر، وطائفة. قد ذكر.
79 -
الحكم بن يعلى بن عطاء المحاربي
.
كوفي نزل دمشق، وروى عن: مجالد بن سعيد، وعمرو بن الحارث المصري، وعنه: منجاب بن الحارث، وعثمان بن أبي شيبة، وسليمان ابن بنت شرحبيل.
قال أبو حاتم، وغيره: متروك الحديث.
80 -
حكيم بن خذام الأزدي البصري
.
عن: عبد الملك بن عمير، وثابت البناني، والأعمش، وعلي بن زيد، وعنه: عبيد الله القواريري، ومحمد بن عبد الله بن بزيع، ولوين، وأحمد بن المقدام.
كنيته: أبو سمير.
قال أبو حاتم: متروك الحديث.
وقال ابن عدي: يكتب حديث، منكر الحديث.
81 -
حماد بن شعيب الحماني الكوفي
، يكنى أبا شعيب بن أبي زياد.
قد ذكر في الطبقة السالفة، ثم وجدت أنه توفي سنة تسعين ومائة.
وقد قرأ القرآن على: عاصم بن بهدلة. قرأ عليه: يحيى بن محمد العليمي.
82 – ق:
حماد بن عبد الرحمن الكلبي الشامي
.
عن: إدريس الأودي، وسماك بن حرب، وأبي إسحاق، وغيرهم، وعنه: هشام بن عمار، وصالح بن محمد الترمذي، وغيرهما.
قال أبو زرعة الرازي: روى أحاديث مناكير.
83 -
حماد بن عمرو بن سلمة
، أبو سلمة الكوفي النصيبي.
عن: زيد بن رفيع، والأعمش، والثوري، وعنه: المطلب بن زياد مع تقدمه، وإسحاق بن راهويه، ومحمد بن سعد، وعلي بن حجر.
قال البخاري: هو منكر الحديث، ضعفه علي بن حجر.
وقال ابن معين: يكذب.
وقال الفلاس: متروك.
وقال ابن حبان: يضع الحديث.
ويعاد بعد المائتين.
84 –
حماد بن سعيد البصري البزاز
عن الأعمش، وعباد بن عباد بن علقمة المازني. وعنه محمد بن سعيد الخزاعي، وأبو حفص الفلاس، ونصر الجهضمي، ومحمد بن يحيى القطعي.
صدوق.
85 -
حماد بن الوليد الأزدي
، كوفي.
عن سفيان، وشعبة. وعنه الحسين بن علي الصدائي، والحسن بن عرفة.
قال أبو حاتم: شيخ
86 – 4 خ قرنه:
حميد بن الأسود الكرابيسي البصري
.
عن: حبيب بن الشهيد، وسهيل بن أبي صالح، وحسين المعلم، وعدة، وعنه: حفيده عبد الله بن محمد بن أبي الأسود، ومسدد، وعلي ابن المديني، وحميد بن مسعدة، والجهضمي، وجماعة.
وثقه أبو حاتم.
وكان عفان يحمل عليه.
وقال أحمد بن حنبل: سبحان الله ما أنكر ما يجيء به.
قلت: خرج له البخاري مقرونا بغيره.
87 – ع:
حميد بن عبد الرحمن بن حميد
، أبو عوف الرؤاسي الكوفي.
أحد الأثبات. عن: أبيه، وهشام بن عروة، والأعمش، وابن أبي ليلى،
وعدة، وعنه: أحمد، وأبو بكر، وعثمان ابنا أبي شيبة، وأبو خيثمة، وعلي بن حرب، وجماعة.
قال الأثرم: أثنى عليه أحمد بن حنبل، ووصفه بخير.
وروى الكوسج، عن يحيى بن معين: ثقة.
وهو ابن أخي إبراهيم بن حميد بن عبد الرحمن الرؤاسي.
قال أبو بكر بن أبي شيبة: قل من رأيت مثله.
قيل: توفي في آخر سنة تسع وثمانين ومائة، وقيل: في أول سنة تسعين ومائة، وقال ابن حبان: في آخر سنة اثنتين وتسعين ومائة.
88 -
حنظلة بن عمرو بن حنظلة بن قيس الزرقي المدني
.
عن: أبي الحويرث عبد الرحمن بن معاويه، وأبي حزرة يعقوب بن مجاهد، وعنه: عبد العزيز الأويسي، وهشام بن عمار، ويعقوب بن كاسب، ومحمد بن مهران الجمال.
قال أبو حاتم: صدوق.
89 -
حيان بن عبد الله
، أبو جبلة الدارمي، وقيل المازني.
شيخ بصري. عن: قتادة، والجريري، وهشام بن عروة، وعنه: أبو الوليد الطيالسي، وأبو حفص الفلاس، وبندار، ومحمد بن المثنى.
قال أبو حاتم: شيخ.
وقال الفلاس: كذاب.
90 – ع:
خالد بن الحارث بن عبيد
، أبو عثمان الهجيمي، التميمي، البصري. الحافظ، أحد الأئمة.
روى عن: عبيد الله بن عمر، وأيوب السختياني، وحميد الطويل، وابن عون، وهشام بن عروة، وابن جريج، وابن أبي عروبة، وابن عجلان، وطبقتهم، وعنه: أحمد، وإسحاق، والفلاس، والقواريري، وأحمد بن
المقدام، والحسن بن عرفة، ومحمد بن المثنى، وخلق. وحدث عنه من شيوخه شعبة.
قال أحمد بن حنبل: إليه المنتهى في التثبت بالبصرة.
وقال أبو حاتم: إمام ثقة.
وقال الترمذي: ثقة مأمون، سمعت محمد بن المثنى يقول: ما رأيت بالبصرة مثل خالد بن الحارث، ولا بالكوفة مثل عبد الله بن إدريس.
وقال يحيى القطان: ما رأيت أحدا خيرا من سفيان، وخالد بن الحارث.
وقال النسائي: ثقة، ثبت.
قلت: توفي خالد سنة ست وثمانين ومائة بالاتفاق، وعاش ستا وستين سنة.
91 – خ:
خالد بن سعيد بن عمرو بن سعيد بن العاص الأموي
، أخو إسحاق بن سعيد.
عن: أبيه، وعنه: ابن المبارك، وعبد الله بن عمر مشكدانة، وإبراهيم بن موسى الفراء، وغيرهم.
92 – ع:
خالد بن عبد الله الطحان
.
قد مر، وقيل: توفي سنة اثنتين وثمانين ومائة، حكاه يعقوب السدوسي، ومحمد بن سعد، وخليفة بن خياط، وغيرهم، وأما من قال: توفي سنة تسع وسبعين ومائة، فعبد الحميد بن بيان، ويعقوب الفسوي، وهو: خالد بن عبد الله بن عبد الرحمن بن يزيد أبو الهيثم، ويقال: أبو محمد، المزني، مولاهم، الواسطي الحافظ، يقال: إنه من موالي صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم النعمان بن مقرن المزني.
روى عن: إسماعيل بن أبي خالد، وأبي بشر، وحصين بن عبد الرحمن، والجريري، وسهيل بن أبي صالح، ومغيرة بن مقسم، وخلق من طبقتهم، وعنه: ابن مهدي، وعفان، ويحيى القطان، ومسدد، وقتيبة، ووهب بن بقية، وعبد الحميد بن بيان، وإسحاق بن شاهين، وخلق.
قال عبد الله بن أحمد بن حنبل: قال أبي: كان خالد الطحان ثقة صالحا من أفاضل المسلمين، اشترى نفسه من الله أربع مرات، فتصدق بوزن نفسه فضة أربع مرات، هذه رواية. وجاء عن عبد الله أيضا، عن أبيه: اشترى نفسه من الله ثلاث مرات، وهو أحب إلينا من هشيم.
وقال أبو زرعة، وأبو حاتم، والنسائي، وغيرهم: ثقة.
وقال الترمذي: ثقة، حافظ.
قلت: يقع لي من عالي روايته.
93 -
خالد بن مهران
، أبو الهيثم الكوفي، ويعرف بالبلخي.
عن: علقمة بن مرثد، وهشام بن عروة، وإسماعيل بن أبي خالد، وعنه: إبراهيم بن عبد الله الهروي.
ورآه ابن معين، ووثقه. عنده عن هشام حديث: الخراج بالضمان.
94 -
خالد بن نافع الأشعري الكوفي
.
حدث ببغداد عن: أبي بكر بن أبي موسى الأشعري، وحماد بن أبي سليمان، وسعيد بن أبي بردة، وعنه: مسدد، ويسار بن موسى، وعبد الله مشكدانة، وأحمد بن حنبل، وسريج بن يونس.
قال أبو داود: متروك.
وقال النسائي، وغيره: ضعيف.
وهو من أولاد أبي موسى.
95 – ق:
خالد بن يزيد بن عبد الرحمن بن أبي مالك
، أبو هاشم الهمداني الشامي الفقيه.
عن: أبيه، وخلف بن حوشب، وأبي حمزة ثابت بن أبي صفية الثمالي، وعنه: سويد بن سعيد، وأحمد بن أبي الحواري، وسليمان ابن بنت شرحبيل، وهشام بن خالد الأزرق.
وثقه أبو زرعة، وضعفه أحمد، وابن معين، والدارقطني.
وقال النسائي: ليس بثقة.
وتردد ابن حبان في أمره.
وكان مفتيا إماما. مات سنة خمس وثمانين ومائة.
96 – د ت:
خالد بن يزيد الهدادي البصري
.
عن: قتادة، ويحيى بن أبي كثير، وبشر بن حرب، وعنه: إبراهيم بن موسى، ونصر بن علي، ونعيم بن حماد، والفلاس، ومحمد بن وزير الواسطي.
قال أبو حاتم: هو أثبت من عامر بن يساف.
97 – د ن:
خطاب بن القاسم
، أبو عمر، قاضي حران.
عن: زيد بن أسلم، وخصيف، وعبد الكريم الجزري، وعنه: أبو جعفر النفيلي، والمعافى بن سليمان، وعمرو بن خالد.
وثقه أبو زرعة، وغيره.
وقال أبو حاتم: يكتب حديثه.
98 – 4 م متابعة:
خلف بن خليفة بن صاعد
، أبو أحمد الأشجعي، مولاهم، الكوفي، نزيل واسط ثم بغداد.
من بقايا صغار التابعين، رأى عمرو بن حريث رضي الله عنه. وروى عن: أبيه، ومحارب بن دثار، وأبي مالك الأشجعي سعد بن طارق، وحفص ابن أخي أنس، وأبي بشر، وأبي هاشم الرماني، وجماعة، وعنه: قتيبة، وعلي بن حجر، وسريج بن يونس، والحسن بن عرفة، وخلق. ورآه أحمد بن حنبل، وحدث عنه من القدماء هشيم.
قال أبو حاتم: صدوق.
وقال ابن عدي: أرجو أنه لا بأس به.
وقد كذبه ابن عيينة في قوله: رأيت عمرو بن حريث.
وقال ابن سعد: تغير قبل موته، واختلط.
قلت: وقع لنا من عواليه في جزء ابن عرفة.
قال أحمد: رأيته ووضعه إنسان من يده فصاح، يعني من الكبر، فقال له رجل: يا أبا أحمد حدثكم محارب بن دثار، وقص الحديث، فتكلم بكلام خفي لم أفهمه، فلم أكتب عنه.
قال الميموني: سمعت أبا عبد الله يسأل: رأى خلف بن خليفة عمرو بن حريث؟ قال: لا، ولكنه عندي شبه عليه، فهذا شعبة وحجاج لم يروا عمرا، يراه خلف؟! رأيته وكان لا يفهم، وهو مفلوج.
قال ابن معين: ليس به بأس.
وقال زكريا بن يحيى زحمويه، عن خلف بن خليفة قال: فرض لي عمر بن عبد العزيز، وأنا ابن ثمان سنين.
قلت: فعلى قوله هذا يقتضى أنه ولد بعد التسعين، ولم يدرك عمرو بن حريث. وقد قال أحمد بن حنبل: قال رجل لابن عيينة: يا أبا محمد، عندنا
رجل يقال له خلف بن خليفة زعم أنه رأى عمرو بن حريث، فقال: كذب، لعله رأى جعفر بن عمرو بن حريث.
وقال ابن المقرئ: حدثنا صدقة بن منصور بحران، قال: حدثنا محمد بن بكار، قال: حدثنا خلف بن خليفة، قال: رأيت عمرو بن حريث يخرج من داره وأنا ابن سبع سنين. وروى قتيبة، عن خلف، قال: مر بي فارس على بغلة دهماء، فقالوا: هذا عمرو بن حريث.
قلت: مات سنة إحدى وثمانين ومائة، فقيل: إنه جاوز المائة، فقال البخاري: يقال: مات، وله مائة سنة وسنة.
99 -
الخليل بن موسى الباهلي البصري
، نزيل دمشق.
عن: حميد الطويل، وهشام بن عروة، وسليمان التيمي، وعنه: سويد بن سعيد، وهشام بن عمار، وسليمان بن عبد الرحمن.
قال أبو حاتم: محله الصدق.
وقال أبو زرعة: لا يحتج به.
100 -
خنيس بن عامر بن يحيى بن جشيب المعافري المصري
.
عن: أبي قبيل المعافري، وعنه: عبد الله بن عبد الحكم، ويحيى بن بكير، وجماعة. وكان من الصالحين.
قيل: مات سنة ثلاث وثمانين ومائة.
101 – ت ق:
داود بن الزبرقان الرقاشي البصري
، نزيل بغداد.
عن: ثابت البناني، وعلي بن زيد، وأيوب، وعطاء بن السائب، وعدة، وعنه: سعيد بن أبي عروبة، وشعبة، وهما من شيوخه، وإسماعيل بن موسى، وعلي بن حجر، وأحمد بن منيع، والحسن بن عرفة، وجماعة.
قال أبو حاتم: ضعيف الحديث.
وقال الجوزجاني: كذاب.
وقال أبو داود، وجماعة: متروك الحديث.
وقال البخاري: حديثه مقارب.
وقال ابن عدي: ضعيف، يكتب حديثه.
وقال النسائي: ليس بثقة.
102 -
داود بن عبد الجبار الكوفي المؤذن
. أبو سليمان.
عن: أبي إسحاق السبيعي، وإبراهيم بن جرير بن عبد الله، وسلمة بن المجنون - صاحب لأبي هريرة - وعنه: سويد بن سعيد، ويحيى الحماني، وأبو الربيع الزهراني، وسعيد بن محمد الجرمي، وغيرهم.
قال ابن معين: يكذب.
وقال أبو داود، والنسائي: ليس بثقة.
وقال غيرهم: متروك.
103 – ق:
داود بن عطاء المزني
، مولاهم، المدني.
عن: زيد بن أسلم، وصالح بن كيسان، وزيد بن عبد الحميد، وهشام بن عروة، وعنه: الأوزاعي، وهو شيخه، وإسماعيل بن محمد الطلحي، وإبراهيم بن المنذر الحزامي، وعبد الله بن محمد الأذرمي.
قال أحمد بن حنبل: رأيته قبل أن يموت بأيام، وقال: لا يحدث عنه.
وقال البخاري: منكر الحديث.
وقال آخر: متروك.
104 – د ق:
درست بن زياد البصري القزاز
.
عن: يزيد الرقاشي، وعلي بن جدعان، وأبان بن طارق، وحميد الطويل، وعنه: داهر بن نوح، ومسدد، وحفص الربالي، ومحمد بن المثنى، وخلق.
قال أبو زرعة: واهي الحديث.
وقال البخاري: ليس حديثه بالقائم.
وقواه ابن عدي، وبكل حال ما هو بحجة.
105 – د ن:
رباح بن زيد الصنعاني
، مولى قريش.
عن: معمر بن راشد، وعبد الملك بن خشك، وعبد الله بن سعيد بن أبي عاصم، وعنه: إبراهيم بن خالد الصنعاني، وعبد الرزاق، وأحمد بن نصر الخزاعي الشهيد.
قال أحمد بن حنبل: كان خيارا، ما أرى في زمانه كان خيرا منه، انقطع وجلس في بيته.
وعن أحمد قال: إني لأحب رباحا، وأحب حديثه، وأحب ذكره.
وقال ابن المبارك: حدثني رباح، ورباح رباح.
وقال أبو حاتم: جليل ثقة.
قلت: مات سنة سبع وثمانين.
106 -
الربيع بن زياد الضبي
، أبو عمرو الكوفي ثم الهمذاني، كان يجلب الغنم إلى الكوفة.
روى عن: يحيى بن سعيد، والأعمش، وخصيف، وليث بن أبي سليم، وخلق، وعنه: أصرم بن حوشب، ومحمد بن عبيد الأسدي، وعثمان بن أبي شيبة.
لم أر فيه جرحا لأحد.
107 -
الربيع بن سهل بن الركين بن الربيع بن عميلة الفزاري الكوفي
.
عن: جده، وسعيد بن عبيد، وهشام بن عروة، وعنه: سعدويه الواسطي، وأحمد بن صبيح الكوفي.
ضعفه ابن معين وغيره.
108 -
رديح بن عطية
، مؤذن بيت المقدس.
عن إبراهيم بن أبي عبلة، وعلي بن أبي حملة، ويحيى السيباني، وعنه هشام بن عمار، ونعيم بن حماد، وجماعة.
وثقه دحيم.
109 – ت ق:
رشدين بن سعد بن مفلح بن هلال
، أبو الحجاج المهري المصري.
عن: زبان بن فائد، وأبي هانئ حميد بن هانئ، وعقيل بن خالد، ويونس، وعمرو بن الحارث، وخلق.
وكان مولده في سنة عشر ومائة.
روى عنه: ابن المبارك - وهو من أقرانه - وقتيبة، وعيسى بن حماد، وأبو كريب، وأبو الطاهر بن السرح، وآخرون. وكان من الصالحين الأخيار، لكن سيئ الحفظ، لا يبالي عمن روى.
وقد قال أحمد بن حنبل: أرجو أنه صالح.
وقال أبو حاتم: هو أضعف من ابن لهيعة.
وقال أبو زرعة، وغيره: ضعيف.
وأرخ ابن يونس مولده، ثم قال: كان رجلا صالحا، فأدركته غفلة الصالحين.
آخر من حدث عنه عيسى بن مثرود. مات سنة ثمان وثمانين ومائة.
وقال ابن معين: ليس بشيء، ليس من جمال المحامل.
110 -
رفاعة بن إياس بن نذير الضبي الكوفي
.
عن: أبيه، عن جده، وعن الحارث العكلي، وعمارة بن القعقاع، وعنه: حسين بن حسن الأشقر، وأحمد بن إشكاب، ويحيى بن سليمان الجعفي.
قال أبو حاتم: يكتب حديثه.
وقال أبو زرعة: شيخ.
قيل: عاش تسعين سنة.
111 – ق:
رفدة بن قضاعة الغساني الدمشقي
.
عن: ثابت بن عجلان، والأوزاعي، وصالح بن راشد، وعنه: مروان الطاطري، وهشام بن عمار.
قال البخاري: لا يتابع على حديثه.
وقال أبو حاتم: منكر الحديث.
112 -
روح بن المسيب
، أبو رجاء الكببي.
عن: ثابت البناني، ويزيد الرقاشي، وعمرو بن مالك النكري، وعباس الجريري، وعنه: مسلم بن إبراهيم، وأحمد بن عبدة، ونصر بن علي، وأحمد بن عبد الله بن صخر الغداني.
قال ابن معين: صويلح.
وقال أبو حاتم: ليس بقوي، هو صالح.
ووهاه ابن حبان.
113 – ت ق:
زافر بن سليمان الإيادي القهستاني
، أبو سليمان الفقيه، نزيل الري، ثم نزيل بغداد.
عن: ليث بن أبي سليم، وابن جريج، وشعبة، وجماعة، وعنه: محمد بن بكار بن الريان، وعلي بن مسلم الطوسي، والحسن بن عرفة، وإسماعيل بن موسى السدي، ومحمد بن حميد.
قال أبو داود: كان ثقة، رجلا صالحا.
وقال البخاري: له مراسيل، ووهم.
وقال أحمد: ثقة، رأيته.
ووثقه أيضا ابن معين.
114 -
الزبير بن خبيب بن ثابت بن عبد الله بن الزبير بن العوام
. الأسدي المدني.
عن: هشام بن عروة، وطبقته، وعنه: معن بن عيسى.
وهو ضعيف مقل، كان منقطعا بقريته بوادي القرى، له فضل وتعبد، وقد وفد على الرشيد فاحترمه وأعطاه أربعة آلاف دينار.
115 -
زكريا بن عبد الله بن يزيد الصهباني النخعي
.
عن: أبيه، وعنه: فروة بن أبي المغراء، ويحيى بن يحيى، وقتيبة، وداود بن رشيد، وغيرهم.
116 – ق:
زكريا بن منظور بن ثعلبة
، أبو يحيى القرظي الأنصاري.
روى: عن زيد بن أسلم، وأبي حازم، وأرسل عن: أبي سلمة، ونافع العمري، وعنه: الحميدي، وهارون بن معروف، وإبراهيم بن المنذر، وأبو ثابت محمد بن عبيد الله، وداود بن رشيد، وخلق.
ضعفه أبو حاتم، وغيره.
وقال الدارقطني: متروك.
وقيل: كان طفيليا.
117 – د ن ق:
زكريا بن يحيى بن عمارة
، أبو يحيى الأنصاري البصري الذارع.
عن: ثابت البناني، وعبد الملك بن عمير، وعبد العزيز بن صهيب، وعنه: علي ابن المديني، وعبد الله بن محمد بن أبي الأسود، ونصر بن علي، والفلاس، وآخرون.
قال أبو حاتم: شيخ.
وقال ابن قانع: توفي سنة سبع وثمانين ومائة.
118 -
زياد بن راشد
، أبو سفيان المديني، يعرف بالمكاتب.
عن: داود بن فراهيج له حديثان، وعنه: علي ابن المديني، وأحمد بن عبيد الله الغداني، وعبد الرحمن بن جبلة الباهلي.
وثقه أبو حاتم.
119 – خ ت ق:
زياد بن الربيع اليحمدي
، أبو خداش البصري.
عن: أبي عمران الجوني، وواصل مولى أبي عيينة، وعمرو بن دينار القهرمان، وعاصم بن بهدلة، وعنه: أحمد، وأبو بكر بن أبي شيبة، ونصر بن علي، ومحمد بن المثنى، والفلاس.
وثقه أبو داود.
مات سنة خمس، وقيل: سنة ست وثمانين ومائة.
120 -
زياد بن سيار الكناني
، مولاهم.
عن: أبي قرصافة، فكأنه منقطع، وعن عزة عن أبي قرصافة، وعنه: أيوب بن علي، والطيب بن زبان العسقلانيان. قاله أبو حاتم، وما ضعفه.
121 – خ م ت ق:
زياد البكائي
.
هو الحافظ أبو محمد زياد بن عبد الله بن الطفيل البكائي العامري الكوفي، صاحب رواية السيرة النبويه عن ابن إسحاق، وهو أتقن من روى عنه السيرة.
وروى أيضا عن: حصين بن عبد الرحمن، وعطاء بن السائب، وعبد الملك بن عمير، ومنصور بن المعتمر، والأعمش، وعاصم الأحول، وعدة، وعنه: أحمد بن حنبل، وعبد الملك بن هشام السدوسي، وزياد بن أيوب، وعمرو بن علي الصيرفي، والحسن بن عرفة، وعدة.
قال أحمد: ليس به بأس.
وقال عبد الله بن إدريس: ما أحد في ابن إسحاق أثبت من زياد البكائي؛ لأنه أملى عليه مرتين.
وقال ابن معين: ثقة في ابن إسحاق، وأما في غيره فلا.
وقال صالح جزرة: هو في نفسه ضعيف، لكنه من أثبت الناس في هذا الكتاب، يعني المغازي، وذاك أنه باع داره، وخرج يدور مع ابن إسحاق.
وقال محمد بن يحيى، عن ابن المديني: لا أروي عن زياد بن عبد الله شيئا.
وقال محمد بن عثمان: سألت ابن معين عن البكائي، فضعفه.
وروى عباس: سمعت يحيى يقول: ليس بشيء، قد كتبت عنه المغازي.
وقال عبد الله بن أحمد بن حنبل: قال أبي: كان البكائي يحدث بحديث منصور، عن حبيب بن أبي ثابت، عن سعيد بن المسيب في دية اليهودي، والنصراني، وإنما هو عن ثابت الحداد، أخطأ فيه.
وعن وكيع قال: هو أشرف من أن يكذب، وهذه وهم فيها الترمذي،
فقال: عن البخاري، قال وكيع: زياد على شرفه يكذب.
وقال النسائي: ليس بالقوي.
وقال أبو حاتم: لا يحتج به.
وقال الترمذي: كثير المناكير.
وقال أبو زرعة: صدوق.
وقال ابن حبان: فاحش الخطأ، كثير الوهم، لا يجوز الاحتجاج بمفرده، يعتبر به. حدثنا الحسن بن سفيان، قال: حدثنا زكريا زحمويه، قال: حدثنا زياد، عن إدريس الأودي، عن عون بن أبي جحيفة، عن أبيه، قال: أذن بلال لرسول الله صلى الله عليه وسلم مثنى مثنى، وأقام مثل ذلك. قال ابن حبان: وهذا باطل، وقد رواه الثوري، والناس، عن عون، ولم يذكروا تثنية الإقامة.
مات سنة ثلاث وثمانين ومائة.
122 -
زياد، أبو السكن الباهلي
، مولاهم، الصغدي.
سمع: الشعبي، وعلقمة بن مرثد، وطلحة بن مصرف، وعنه: بشر بن الحكم النيسابوري، وإسحاق بن راهويه.
قال ابن معين: ليس بشيء.
وقال النسائي: ليس بثقة.
123 -
زياد، أبو سفيان الزهري، مولاهم
. المدني.
عن: داود بن فراهيج، وعنه: يعقوب بن محمد الزهري، وعلي ابن المديني، وأحمد الغداني.
وثقه أبو حاتم.
124 -
زياد بن المغيرة بن زياد البجلي الموصلي الفقيه
.
سمع: إسماعيل بن أبي خالد، والأعمش، وأبا حنيفة، وجماعة، وعنه: ابنه الخضر.
قال أبو زكريا الأزدي: توفي سنة سبع وثمانين ومائة.
125 -
زيد بن عبد الله بن حميد بن زيد بن ثابت
، أبو حميد الأنصاري.
عن: إسحاق بن عبد الله بن خارجة، وعنه: عبد العزيز بن عبد الله، وإبراهيم بن حمزة، وإبراهيم بن عبد الله الهروي.
له حديث أو حديثان.
126 -
زين بن شعيب المعافري المصري
. أبو عبد الملك.
عن: أسامة بن زيد الليثي، ومالك بن أنس، وعنه: ابن وهب - مع جلالته - ومرة البرلسي، ويحيى بن بكير، وسعيد بن تليد، وغيرهم.
مات كهلا سنة أربع وثمانين ومائة، وكان فقيها، كبير القدر، عابدا، عابرا للرؤيا.
قال الحارث بن مسكين: كان من علية أصحاب مالك.
127 -
سابق بن عبد الله الموصلي الحجام الزاهد أحد البكائين
من خشية الله.
قال محمد بن عبد الله بن عمار: رأيته، وكان لا تجف عينه من البكاء.
وقال رباح بن الجراح: كان سابق من أفضل الناس، ومن أكثر الناس بكاء.
وقيل: إن المعافى بن عمران روى عنه شيئا. وقد ذكره ابن عدي، وإنما ذاك سابق الرقي الذي روى عنه المعافى حديثه، عن أبي خلف، عن أنس: إذا مدح الفاسق اهتز العرش.
توفي سابق الموصلي سنة تسع وثمانين ومائة.
128 -
سالم الدورقي
، من عباد أهل الموصل.
قيل: إن فتحا الموصلي كان يجلس إليه.
روى سهل بن صالح القطان، عن سالم، عن أبي خلف، عن أنس.
توفي سالم سنة أربع وثمانين ومائة.
129 – د: سحبل، واسمه عبد الله بن محمد بن أبي يحيى سمعان الأسلمي المدني، أخو إبراهيم بن أبي يحيى الفقيه، ولكن سحبل هو الثقة.
روى عن: أبي صالح السمان، وسعيد بن أبي هند، وبكير بن الأشج، وأبي الأسود محمد بن عبد الرحمن، وعدة. طال عمره، كان أسن من أخيه. روى عنه: القعنبي، وقتيبة، والواقدي، وسفيان بن وكيع، وغيرهم.
وثقه أحمد بن حنبل، وابن معين، وهو مقل.
130 – خ ن ق:
سعدان بن يحيى بن صالح اللخمي
، واسمه سعيد، أبو يحيى الكوفي، نزيل دمشق.
روى عن: إسماعيل بن أبي خالد، ومحمد بن عمرو، وعبد الملك بن أبي سليمان، وطبقتهم من الكوفيين، وعنه: هشام بن عمار، وعلي بن حجر، وسليمان ابن بنت شرحبيل.
قال أبو حاتم: محله الصدق.
وقال الدارقطني: ليس بذاك.
131 – ت ن:
سعيد بن خثيم
، أبو معمر الهلالي الكوفي.
عن: أيمن بن نابل، وعبد الله بن شبرمة، وحنظلة بن أبي سفيان، وعنه: أحمد بن حنبل، وعمرو الناقد، وأبو سعيد الأشج، وأحمد بن رشد بن خثيم، وجماعة.
وثقه ابن معين.
وقال الأزدي: منكر الحديث.
وقال ابن عدي: مقدار ما يرويه غير محفوظ.
132 – ق:
سعيد بن عبد الجبار الزبيدي
، أبو عثمان الحمصي.
عن: وحشي بن حرب بن وحشي، وروح بن جناح، وصفوان بن عمرو، وغيرهم، وعنه: يحيى بن آدم، وابن شابور، ومحمد بن أبي بكر المقدمي.
قال قتيبة: رأيته بالبصرة، وكان جرير يكذبه.
وقال النسائي، وغيره: ضعيف.
133 -
سعيد بن الفضل
، أبو عثمان القرشي، مولاهم، البصري.
عن: عاصم الأحول، وحميد الطويل، وابن عون، وعدة، وعنه: أبو النضر إسحاق بن إبراهيم الفراديسي، وهشام بن عمار، وصفوان بن صالح، وطالوت بن عبادة، وأحمد بن عبدة.
قال أبو حاتم: ليس بالقوي، منكر الحديث.
وقال الحسين بن سلمة: ثقة، سمعت منه.
134 – 4:
سفيان بن حبيب البصري البزاز
.
عن: عاصم الأحول، وخالد الحذاء، وسليمان التيمي، وحجاج الصواف، وعنه: الحسن بن قزعة، وحميد بن مسعدة، والفلاس، ونصر بن علي، وجماعة، وكان أحد الحفاظ.
قال صاعقة: سمعت عليا قال: لم يكن من أصحابنا ممن طلب الحديث، وعني به، وحفظه، وأقام عليه لم يزل فيه إلا ثلاثة: يحيى بن سعيد، وسفيان بن حبيب، ويزيد بن زريع، هؤلاء لم يدعوه، ولم يشتغلوا عنه إلى أن حدثوا.
قال أبو حاتم: ثقة، أعلم الناس بحديث سعيد بن أبي عروبة.
وقال خليفة: مات سنة ثلاث وثمانين ومائة.
وقيل: سنة ست.
135 – م:
سفيان بن موسى البصري
.
عن: أيوب السختياني، وغيره، وعن سيار أبي الحكم، وعنه: الصلت بن مسعود، وعبد الله بن عمر بن أبان، والفلاس، والجهضمي، وجماعة.
وثق، أورده ابن حبان في تاريخ الثقات.
وقال أبو حاتم: مجهول.
136 – د:
سلمة بن بشر بن صيفي الدمشقي
، وهو سلمة بن صيفي.
روى عن: ابنة واثلة، وحجر بن الحارث الغساني، وجماعة، وعنه: محمد بن يوسف الفريابي، وسليمان ابن بنت شرحبيل، وداود بن رشيد، وعبد الرحمن بن نافع درخت.
له في السنن حديث.
137 – خ ت ق:
سلمة بن رجاء
، أو عبد الرحمن التميمي الكوفي.
عن: هشام بن عروة، ومحمد بن عمرو، وأبي سعد البقال، وجماعة، وعنه: أبو نعيم، وعقبة بن مكرم، وابن نمير، ومحمد بن موسى الحرشي.
قال أبو زرعة: صدوق.
وقال أبو حاتم: ما بحديثه بأس.
138 -
سلمة بن صالح الأحمر
.
حدث ببغداد عن: علقمة بن مرثد، وحماد بن أبي سليمان، وابن المنكدر، وأبي إسحاق، وعنه: بشر بن الوليد، وأحمد بن منيع، وإبراهيم بن مجشر، ومحمد بن الصباح، وغيرهم.
ولي قضاء واسط، وهو جعفي كوفي، يكنى: أبا إسحاق.
قال أحمد: ليس بشيء.
وقال أبو داود، وغيره: متروك الحديث.
ومن بلاياه عن حماد عن إبراهيم أن أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم أحرموا في المورد.
مات سنة ست وثمانين ومائة، ويقال: سنة ثمان.
139 – ع:
أبو خالد الأحمر
، سليمان بن حيان الأزدي الكوفي الأحمر الحافظ.
مولده بجرجان سنة أربع عشرة ومائة.
وروى عن: سليمان التيمي، وحميد الطويل، وهشام بن عروة، وأبي مالك الأشجعي، وليث بن أبي سليم، وعنه: أحمد بن حنبل، وابن نمير، وأبو كريب، وأبو سعيد الأشج، ويوسف بن موسى القطان، وإسحاق بن راهويه، والحسن بن حماد الحضرمي سجادة، والحسن بن حماد الضبي، والحسن بن حماد المرادي، ومحمد بن سلام البيكندي، وهناد بن السري، وحميد بن الربيع.
قال أحمد بن عبد الله العجلي: كان ثقة يؤاجر نفسه من التجار.
وقال أبو حاتم: صدوق.
ووثقه غير واحد.
وقال ابن معين، وابن عدي: صدوق، وليس بحجة.
وقال أبو نعيم: سئل الثوري، عن أبي خالد الأحمر فقال: ابن نمير رجل صالح.
وروى عباس، عن ابن معين: قال لي حجاج الأعور، وكان قد نزل عند
أبي خالد الأحمر، قال حجاج: كان أبو خالد يأخذ كتابي، عن الليث، عن ابن عجلان يقرأها على سفيان بن عيينة.
وقال معاويه بن صالح: سمعت ابن معين يقول: أبو خالد الأحمر ثقة، وليس بثبت.
قلت: أبو خالد محتج به في الكتب، ولكن ما هو في الثبت مثل يحيى القطان، وله هفوة في شبيبته، خرج مع إبراهيم بن عبد الله بن حسن. ومات سنة تسع وثمانين ومائة، وكان مذكورا بالخير والدين.
140 -
سليمان بن سالم
، أبو داود القرشي مولاهم، المدني القطان.
شيخ قليل الحديث، روى عن: الزهري، وعلي بن جدعان، وعبد الرحمن بن حميد بن عبد الرحمن العوفي، وعنه: يعقوب بن كاسب، وأبو مصعب، وإسحاق بن راهويه، وإبراهيم بن المنذر.
قال ابن عدي: ما أرى بمقدار ما روى بأسا.
وقال أبو حاتم: شيخ.
وقال البخاري: أتى بخبر لا يتابع عليه.
141 – ق:
سليمان بن عتبة بن ثور
، أبو الربيع الدمشقي الداراني.
عن: يونس بن ميسرة بن حلبس، وعنه: إسحاق الفراديسي، وهشام بن عمار، وسليمان بن عبد الرحمن، وجماعة.
وثقه دحيم. وقال ابن معين: ليس بشيء.
مات سنة خمس وثمانين ومائة.
142 -
سليمان بن داود بن قيس الفراء المدني
.
عن: عبد الله بن يزيد بن هرم، ويحيى بن سعيد الأنصاري، وموسى بن
عقبة، وعنه: ابن وهب، ومحمد بن إسحاق المسيبي، وإسماعيل بن أبي أويس، وغيرهم.
• - سليمان بن عمرو. هو أبو داود النخعي، يأتي.
143 -
سليمان بن مسلم
، أبو المعلى الخزاعي، ويقال: العجلي، الكوفي، نزيل البصرة.
روى عن: الشعبي، وابن أشوع، وأبيه مسلم، وعنه: أبو سلمة التبوذكي، والقواريري، وأحمد بن عبدة، وأبو حفص الفلاس. قاله أبو حاتم.
ما كأن به بأسا.
144 -
سليم، هو
سليم بن عيسى بن سليم بن عامر الحنفي
، مولاهم، الكوفي، أبو عيسى المقرئ المجود.
صاحب حمزة، وبقية الحذاق، فإنه جود على حمزة الزيات عشر ختم، وكان الكسائي يهابه، ويتأدب معه، انتصب للإقراء مدة، فقرأ عليه: أبو حمدون الطيب بن إسماعيل، وخلف بن هشام، وخلاد بن خالد الصيرفي، وأبو عمر الدوري، وإبراهيم بن زربى، وأحمد بن جبير الأنطاكي، وترك الحذاء، وطائفة. وحدث عن سفيان الثوري، وحمزة، وروى عنه: ضرار بن صرد، وأحمد بن حميد الكوفي، وأبو صالح كاتب الليث، وأبو هشام الرفاعي.
وقد سقت من أخباره في تاريخ طبقات القراء.
قال خلف: مات سنة ثمان وثمانين ومائة.
145 – ت:
سنان بن هارون البرجمي
، أخو سيف.
عن: حميد الطويل، ومغيرة بن مقسم، وطبقتهما، وعنه: وكيع، وأبو نعيم، وعبيد بن إسحاق العطار، وآخرون.
قال ابن معين: صالح.
وقال مرة: ليس بشيء.
وقال أبو حاتم: شيخ.
146 – ت:
سهل بن أسلم العدوي البصري
.
عن: الحسن، وحميد بن هلال، ويونس بن عبيد، وغيرهم، وعنه: سيار بن حاتم، وأسود بن سالم، والصلت بن مسعود، وإبراهيم بن موسى الفراء، وأحمد بن المقدام، ونصر بن علي.
قال أبو حاتم: لا بأس به.
وقال أبو داود: ثقة.
وقد سمع سهل بإفريقية من يزيد بن أبي منصور، عن أنس حديثا خرجه الترمذي.
* سيبويه، شيخ العربية.
في وفاته أقوال، وقد مر.
147 – ت:
سيف بن محمد الثوري الكوفي
، أخو عمار بن محمد.
عن: منصور، وليث، وعاصم الأحول، والأعمش، وخاله سفيان بن سعيد، وسكن بغداد. روى عنه: محمد بن الصباح الجرجرائي، ومحمود بن خداش، والحسن بن عرفة.
قال ابن معين: كذاب.
وقال أحمد: كان يضع الحديث، لا يكتب حديثه.
وروى عباس، عن ابن معين: ليس بثقة.
الحسين بن الحسن المروزي، قال: حدثنا سيف بن محمد، عن عاصم،
عن أبي عثمان، عن جرير، قال: كنت معه بالبوازيج، فلما انتهينا نظر إلى قنطرة الصراة، فركض دابته، فركضت على أثره، فقلت: لأي شيء ركضت؟ قال: هذا المكان يخسف به، سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: تبنى مدينة يجتمع فيها جبارة أهل الأرض يخسف بها .... الحديث.
قال أحمد بن حنبل: ليس لهذا الحديث أصل.
* سيف بن هارون البرجمي، من أهل هذه الطبقة هو، لكنه قد ذكر.
148 – خ ن:
شبيب بن سعيد الحبطي
، أبو سعيد البصري.
عن: أبان بن أبي عياش، ويونس بن يزيد، وشعبة، وعنه: ابنه أحمد بن شبيب، وابن وهب، وزيد بن بشر.
قال أبو حاتم: كان عنده كتب يونس، وهو صالح الحديث.
وقال ابن يونس: قدم مصر للتجارة، توفي سنة ست وثمانين ومائة، وله غرائب.
149 -
شجاع بن أبي نصر البلخي
، أبو نعيم المقرئ العابد.
صاحب أبي عمرو بن العلاء، وله عنه رواية مشهورة رواها عنه أبو عبيد القاسم بن سلام، ومحمد بن غالب. وقد حدث عن الأعمش، وجماعة، وعنه: أبو عمر الدوري، والحسن بن عرفة، وسريج بن يونس، وهارون الحمال.
وثقه أبو عبيد.
وسئل أحمد بن حنبل عنه، فقال: بخ بخ، وأين مثل شجاع اليوم؟.
قلت: مات ببغداد سنة تسعين ومائة.
150 – خ م د ن ق:
شعيب بن إسحاق بن عبد الرحمن بن عبد الله بن راشد القرشي
، مولاهم الدمشقي، الحنفي.
عن: هشام بن عروة، وعبيد الله بن عمر، وأبي حنيفة.
وكان يذهب في فروع الفقه مذهب أبي حنيفة. وروى عن: الأوزاعي، وابن جريج، حدث عنه: ابن راهويه، وداود بن رشيد، ودحيم، ومحمد بن عائذ، وعبد الوهاب الجوبراني، وآخرون.
وهو ثقة مشهور، مات في رجب سنة تسع وثمانين ومائة، وله اثنتان وسبعون، وهو معدود في كبار الفقهاء، ولم يلحقه ولده شعيب بن شعيب.
151 -
شعيب بن حازم
.
ولي إمرة دمشق في سنة سبع وثمانين ومائة، فهاجت العصبية بين المضرية، واليمانية، فقتل في الوقعة نحو الخمس مائة.
152 -
شقران بن علي الإفريقي المغربي، الفقيه، الفرضي، العبد الصالح.
قال ابن يونس: يضرب بعبادته المثل بالمغرب. مات سنة ست وثمانين ومائة.
153 – م:
صالح بن عمر
، أبو عمر الواسطي، نزيل حلوان.
عن: أبي مالك الأشجعي، ويزيد بن أبي زياد، وسليمان الأعمش، ونحوهم، وعنه: داود بن رشيد، ولوين، وعلي بن حجر، وجماعة.
وثقه أبو زرعة.
وقال أحمد بن حنبل: صار إلى الري، لا بأس به.
قيل: توفي قريبا من سنة ست وثمانين ومائة.
154 – ن:
صالح بن قدامة بن إبراهيم بن محمد بن حاطب المدني
، أخو عبد الملك.
صدوق. روى عن: أبيه، وعبد الله بن دينار، وعنه: الحميدي، وإسحاق، ونعيم بن حماد، وأبو مصعب.
قال النسائي: ليس به بأس.
155 – ت ق:
صالح بن موسى بن إسحاق بن طلحة بن عبيد الله التيمي الطلحي الكوفي
.
عن: عبد العزيز بن رفيع، وعاصم بن بهدلة، ومنصور، وعبد الملك بن عمير، وعدة، وعنه: سعيد بن منصور، وقتيبة، وسويد بن سعيد، ومحمد بن عبيد المحاربي، ومنجاب بن الحارث، وداود بن عمرو الضبي، وطائفة.
قال ابن معين: ليس بشيء.
وقال أبو حاتم: منكر الحديث جدا.
وقال النسائي: لا يكتب حديثه.
وقال ابن عدي: عامة ما يرويه لا يتابعه عليه أحد.
وقال الجوزجاني: ضعيف الحديث على حسنه.
156 – ق:
الصباح بن محارب التيمي الكوفي
، نزيل الري.
عن: زياد بن علاقة، وحميد الأعرج، وهشام بن عروة، وحجاج بن أرطاة، وعنه: عبد السلام بن عاصم، ومحمد بن حميد، وسهل بن زنجلة، ومحمد بن مقاتل، وموسى بن نصر الرازي.
قال أبو حاتم صدوق. وأثنى عليه أبو زرعة.
وقال العقيلي: يخالف في بعض حديثه.
أخبرنا عمر ابن القواس، قال: أخبرنا ابن الحرستاني حضورا، قال: أخبرنا علي بن المسلم، قال: أخبرنا ابن طلاب، قال: أخبرنا ابن جميع، قال: أخبرنا أحمد بن علي بن عيسى الرازي ببغداد، قال: حدثنا موسى بن
نصر، قال: حدثنا الصباح بن محارب، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عبد الله بن عمرو، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن الله لا يقبض العلم انتزاعا ينتزعه من الناس، ولكن يقبضه بقبض العلماء، فإذا لم يبق عالما اتخذ الناس رؤوسا جهالا فسئلوا فأفتوا بغير علم، فضلوا وأضلوا.
وقد روى الصباح عن حمزة حروفه، وعنه محمد بن عيسى التيمي.
157 – ق:
صدقة بن بشير المدني
، مولى العمريين.
عن: قدامة بن إبراهيم الجمحي، عن ابن عمر في الحمد، وعنه: إبراهيم بن المنذر، وإبراهيم بن عرعرة، وإسماعيل بن أبي أويس، وغيرهم.
158 -
صدقة بن عبيد الله المازني
.
عن: الحارث بن غنية، وخالد الحذاء، ومحمد بن عمر بن أبي بكر بن عبد الرحمن المخزومي، وعنه: سعيد بن عون، وحميد بن مسعدة، وعبد الله بن محمد بن الربيع المصيصي.
قال أبو حاتم: ما أرى بحديثه بأسا.
159 -
الصلت بن عبد الرحمن الزبيدي الكوفي
، نزيل دمشق.
عن: ليث بن أبي سليم، وعطاء بن السائب، ومحمد بن سوقة، وجماعة، وعنه: يحيى الوحاظي، وسليمان ابن بنت شرحبيل.
قال العقيلي: لا يتابع على حديثه.
• - ضرار بن عمرو الغطفاني المعتزلي. كان في هذا العصر من رؤوس البدع. وقد ذكرت ترجمته فيما بعد.
160 -
ضمام بن إسماعيل
، هو الإمام أبو إسماعيل المعافري المصري.
تزوج بابنة أبي قبيل المعافري. وروى عن: أبي قبيل حيي بن هانئ، وموسى بن وردان، وخير بن نعيم، ويزيد بن أبي حبيب، وجماعة، وعنه:
سعيد بن أبي مريم، وقتيبة، ونعيم بن حماد، وسويد بن سعيد، ويحيى بن بكير، وأبو شريك يحيى بن يزيد المرادي، وآخرون.
قال أبو حاتم: كان صدوقا متعبدا.
وقال ابن يونس: ولد بأشمون سنة سبع وتسعين، ومات بالإسكندرية سنة خمس وثمانين ومائة.
ومن مناقبه أنه فاتته الصلاة في جماعة، فألزم نفسه أن لا يخرج من المسجد حتى تخرج جنازته، إلا لحاجة الإنسان، فمات رحمه الله في المسجد.
له حديث في الأدب للبخاري.
وقال أحمد بن حنبل: صالح الحديث.
وقال ابن معين: ضمام ختن أبي قبيل، لا بأس به.
وقال عبد الرحمن بن أبي الغمر: كان ضمام لا يقدر أن يمشي، وإذا أراد الصلاة هدي بني رجلين حتى يقوم، فإذا اعتدل قائما لم يبال ما قام في طول صلاته.
وقال سويد بن سعيد: حدثنا أحمد بن عيسى التستري، قال: حدثنا ضمام، عن أبي قبيل، عن عبد الله بن عمرو قال: ما زلنا نسمع: زر غبا تزدد حبا حتى سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ذلك.
قلت: ضمام صادق، حسن الحديث.
161 -
ضيغم بن مالك
، الزاهد العابد، أبو بكر الراسبي البصري.
أخذ عن التابعين، روى عنه: ابنه أبو غسان مالك بن ضيغم، وسيار بن حاتم، وأبو أيوب مولى ضيغم.
قال عبد الرحمن بن مهدي: ما رأيت مثله في الصلاح والفضل.
وقال ابن الأعرابي في طبقات النساك: كان من المجتهدين في العبادة،
وكان ورده في اليوم والليلة أربع مائة ركعة، وصلى حتى بقي راكعا لا يقدر على السجود فوقع، وقال: قرة عيني، ثم خر ساجدا. حكاها عنه سيار بن حاتم.
وقال القواريري: رأيت ندى في موضعين، فقال لي رجل: هذا - والله - من عيني ضيغم البارحة.
وعن عيسى بن بسطام أنه سمع ضيغما يقول: رأيت المجتهدين إنما قووا على الاجتهاد بما يدخل قلوبهم من الحلاوة في الطاعة.
وقال علي ابن المديني: كان ضيغم قد دفن كتبه، وكان ينام ثلث الليل، ويتعبد ثلثيه.
قيل: مات ضيغم، وصديقه بشر بن منصور في يوم واحد، فإن صح هذا فليحول إلى ثم، فإن بشرا مات سنة ثمانين ومائة.
162 -
ق: طلحة بن زيد الشامي ثم الرقي.
عن يزيد بن سنان الرُّهاوي، وهشام بن عروة، وإبراهيم بن أبي عبلة، وعقيل الأيلي، وجعفر بن محمد، وبرد بن سنان. وعنه إسماعيل بن عياش، وبقية، وهما من أسنانه، وعيسى غنجار، ومحمد بن شعيب بن شابور، وأحمد بن يونس، وشيبان بن فروخ، وأحمد بن محمد بن شبويه المروزي، وغيرهم.
قال علي ابن المديني: كان يضع الحديث.
وقال البخاري، وغيره: منكر الحديث.
وقال النسائي: ليس بثقة.
قال أبو علي محمد بن سعيد في تاريخه: آخر مَنْ حدث عنه محمد بن يزيد بن سنان الرهاوي.
قلت: له في سنن القزويني حديث واحد.
ومن بلاياه: حدثنا أبو يعلى، قال: حدثنا شيبان، قال: حدثنا طلحة بن
زيد الدمشقي، عن عبيدة بن حسان، عن عطاء الكيخاراني، عن جابر: قال النبي صلى الله عليه وسلم: لينهض كل رجل إلى كفئه. ونهض عليه السلام إلى عثمان فاعتنقه، وقال: أنت وليي في الدنيا والآخرة.
وقال العقيلي: حدثنا أسلم بن سهل، قال: حدثنا أحمد بن محمد بن ماهان، قال: حدثني أبي أبو حنيفة، قال: حدثنا طلحة بن زيد، عن عقيل، عن الزهري، عن عروة، عن عائشة، قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا يبرمن أحدكم أمرا من أمر دين ولا دنيا حتى يشاور.
163 -
خ م د ن ق:
طلحة بن يحيى بن النعمان بن أبي عياش الزرقي المدني
.
شيخ صدوق معمر، حدث ببغداد عن محمد بن أبي بكر الثقفي، وعبد الله بن سعيد بن أبي هند، ويونس بن يزيد الأيلي، وعنه ابن أبي فديك، وعثمان بن أبي شيبة، ومحمد بن عباد المكي، وعباد بن موسى الختلي، والحسين بن الضحاك النيسابوري.
وثقه ابن معين.
وقال أحمد: مقارب الحديث.
وقال أبو حاتم: ليس بقوي.
164 -
طلحة بن سنان بن الحارث بن مصرف اليامي الكوفي
.
عن: ليث بن أبي سليم، وعاصم الأحول، وابن أبجر، وعنه: عبد الله بن عمر مشكدانة، وأبو سعيد الأشج.
قال أبو حاتم: محله الصدق.
165 – ن:
عاصم بن سويد الأوسي المدني
.
عن: أبيه سويد بن عامر، وابني عمه محمد بن إسماعيل بن مجمع ومجمع بن يعقوب، ويحيى بن سعيد الأنصاري، وعنه: علي بن حجر، وأبو مصعب،
ومحمد بن الصباح الجرجرائي، ويعقوب بن حميد، وجماعة.
قال أبو حاتم: محله الصدق.
وكان إمام مسجد قباء.
166 – ن:
عاصم بن هلال
، أبو النضر البارقي، ويقال: العنبري، البصري، إمام مسجد أيوب السختياني.
عن: قتادة، وغاضرة بن عروة، والفقيمي. شيخ له، وعنه: أيوب شيخه، ومحمد بن جحادة، وعنه: سويد بن سعيد، وعلي ابن المديني، ومحمد بن يحيى القطعي، وزياد بن يحيى الحساني، والفلاس، وعدة.
قال أبو داود: ليس به بأس.
وقال أبو حاتم: محله الصدق.
وقال النسائي، وغيره: ليس بالقوي.
قال الفلاس: سمعت منه سنة ثمانين ومائة.
من كبار الأئمة.
167 – ن ق:
عائذ بن حبيب
، أبو أحمد الكوفي، بياع الهروي.
عن: أشعث بن سوار، وحميد الطويل، وهشام بن عروة، وعدة، وعنه: أحمد، وإسحاق، وأبو خيثمة، وأبو كريب، وأبو سعيد الأشج.
وثقه ابن معين.
مات سنة تسعين ومائة.
168 -
عائشة بنت الزبير بن هشام بن عروة بن الزبير الأسدية
، الزبيرية، المدنية.
روت عن جدها، وعنها: معاويه بن عبد الله الزبيري، وغيره. وقال ابن أبي حاتم في العلل: سألت أبا زرعة: ما حال عائشة؟ قال: حدث عنها
المدنيون.
169 – ع:
عباد بن عباد بن حبيب بن المهلب بن أبي صفرة الأزدي
، العتكي، والمهلبي، البصري، أبو معاويه.
عن: أبي جمرة الضبعي، وعاصم الأحول، وهشام بن عروة، وجماعة، وعنه: أحمد بن حنبل، وقتيبة، ومسدد، ويحيى بن معين، وأحمد بن منيع، والحسن بن عرفة، وطائفة.
وكان شريفا، جليلا، ثقة، نبيلا من عقلاء الأشراف، وعلمائهم. وقد تعنت أبو حاتم - كعادته - وقال: لا يحتج به.
وقال ابن سعد: لم يكن بالقوي في الحديث.
قلت: حديثه في الكتب كلها. توفي في ثامن عشر رجب سنة إحدى وثمانين ومائة، وكان ابنه من أمراء البصرة الأجواد.
170 – د:
عباد بن عباد الرملي الأرسوفي
، أبو عتبة الخواص، الزاهد العابد الذي كتب إليه سفيان الثوري بتلك الرسالة المرويه في الأدب والوعظ. روى عن: ابن عون، ويونس بن عبيد، ويحيى بن أبي عمرو السيباني، وحريز بن عثمان، والأوزاعي، وجماعة، وعنه: ضمرة بن ربيعة، وآدم بن أبي إياس، وأبو مسهر، وفديك بن سليمان، وآخرون.
روى عثمان الدارمي، عن ابن معين: ثقة.
وقال يعقوب الفسوي: ثقة من الزهاد العباد.
وقال العجلي: ثقة، رجل صالح.
وقال أبو حاتم: من العباد رحمه الله.
وأما ابن حبان فقال: كان يأتي بالمناكير فاستحق الترك.
قلت: بل العبرة بمن وثقوه.
قال محمد بن عمرو الغزي: سمعت أبا موسى الصوري، قال: كتب عباد بن عباد الخواص إلى أصحابه يعظهم: اعقلوا، والعقل نعمة، وإنه يوشك أن يكون حسرة، فرب ذي عقل قد شغل قلبه بالتعمق فيما هو عليه ضرر حتى صار عن الحق ساهيا، كأنه لا يعلم، إخوانكم إن أرضوكم لم تناصحوهم، وإن أسخطوكم اغتبتموهم، أنتم في زمان قد رق فيه الورع، وقل فيه الخشوع، وحمل العلم مفسدوه، فأحبوا أن يعرفوا بحمله، وكرهوا أن يعرفوا بإضاعة العمل به، فنطقوا فيه بالهوى، فذنوبهم ذنوب لا يستغفر منها، فكيف يهتدي السائل إذا كان الدليل حائرا؟!.
171 – ع:
عباد بن العوام بن عمر بن عبد الله بن المنذر الكلابي
، أبو سهل الواسطي.
عن: أبي مالك الأشجعي، وأبي إسحاق الشيباني، وعبد الله بن أبي نجيح، والجريري، وابن عون، وطائفة، وعنه: أحمد بن حنبل، وعمرو الناقد، والحسن بن عرفة، وزياد بن أيوب، وعلي بن مسلم، وآخرون.
وثقه أبو داود، وغيره.
وقال سعدويه: كان من نبلاء الرجال في كل أمره.
وقال ابن سعد: كان يتشيع فحبسه الرشيد زمانا، ثم خلى عنه، فأقام ببغداد. قلت: في وفاته أقوال: سنة ثلاث، وسنة خمس، وسنة ست، وسنة سبع وثمانين ومائة.
172 – ت ن ق:
عباد بن ليث القيسي البصري الكرابيسي
.
عن: عبد المجيد بن وهب، وبهر بن حكيم، وعنه: عثمان بن طالوت بن عباد، وقيس بن حفص الدارمي، وبندار، ومحمد بن المثنى، وطائفة.
قال أحمد، وابن معين: ليس بشيء.
وقال النسائي: ليس بالقوي.
وحسن الترمذي حديثا من طريقه.
173 – ق:
العباس بن الفضل بن عمرو بن عبيد بن الفضل بن حنظلة
، أبو الفضل الأنصاري، الواقفي، الموصلي، المقرئ.
قرأ القرآن على: أبي عمرو، وجود الإدغام الكبير.
مولده سنة خمس ومائة. وسمع من: يونس بن عبيد، وداود بن أبي هند، وخالد الحذاء، ورأى نافعا مولى ابن عمر في صغره، قرأ عليه الفتح عامر بن عمر أوقية، وروى عنه: عبد الغفار بن الزبير الموصلي، وبشر بن سالم، وإبراهيم بن عبد الله الهروي، ومحمد بن عبد الله بن عمار، وزكريا بن يحيى زحمويه، وطائفة من المواصلة. وقيل: إنه ناظر الكسائي في الإمالة، وولي قضاء الموصل.
بلغنا عن أبي عمرو بن العلاء، قال: لو لم يكن من أصحابي إلا عباس لكفاني.
وهو واهي الحديث. قال ابن معين، والنسائي: ليس بثقة.
وقال أحمد بن حنبل: ما أنكرت عليه إلا حديثا واحدا، وما بحديثه بأس.
قلت: أتى بشيء باطل، وهو: عن ابن أبي عروبة، عن قتادة، عن أبي الشعثاء، عن ابن عباس مرفوعا: إذا كانت سنة كذا وكذا يكون كذا وكذا، وإذا كانت سنة مائتين، تم كذا.
قال أحمد بن أصرم المزني: سمعت أحمد بن حنبل يقول: العباس بن الفضل روى حديثا شبه الموضوع.
وقال البخاري: منكر الحديث.
قلت: توفي سنة ست وثمانين ومائة.
174 -
العباس بن محمد بن علي بن عبد الله بن عباس
، الأمير أبو الفضل الهاشمي العباسي.
ولي إمرة الشام لأخيه المنصور، وقدمها مع ابن أخيه المهدي. حكى عنه: ولده صالح، ومبارك الطبري، وخالد بن إسماعيل، وولي إمرة الجزيرة لابن ابن أخيه هارون الرشيد، وحج بالناس مرات، وغزا الروم مرة في ستين ألفا.
قال خليفة: دخل الروم وبث سراياه فغنم وسلم في سنة تسع وخمسين ومائة.
وذكر غير واحد أن العباس كان من رجالات قريش، ذا رأي وسخاء وجود، وكان الرشيد يجله ويعظمه، وكان شيخ بني العباس في عصره.
قال خليفة: توفي سنة ست وثمانين ومائة، وولد سنة عشرين ومائة.
175 – د:
عبد الله بن أبي جعفر الرازي
.
عن: أبيه، وابن جريج، وموسى بن عبيدة، وعكرمة بن عمار، وشعبة، وجماعة، وعنه: ابنه محمد بن عبد الله، وإبراهيم بن موسى الفراء، ومحمد بن عمرو زنيج، وحامد بن آدم.
وثقه أبو حاتم، وأبو زرعة. وأما محمد بن حميد الحافظ ففسقه، وقال: رميت بما سمعت منه.
176 -
عبد الله بن الحارث الجمحي الحاطبي المدني
، أبو الحارث.
عن: زيد بن أسلم، وسهيل بن أبي صالح، وهشام بن عروة، وعنه: إبراهيم بن موسى، ومحمد بن مهران الجمال، ونعيم بن حماد، وهشام بن عمار.
قال أبو حاتم: صالح الحديث، والمخزومي أحب إلي منه، - يعني سميه -.
177 – م 4:
عبد الله بن الحارث بن عبد الملك المخزومي المكي
.
عن: ابن جريج، وسيف بن سليمان، ويونس الأيلي، وثور بن يزيد، وعنه: الشافعي، والحميدي، وإسحاق، وأحمد.
قال أحمد: ما كان به بأس.
وقال أبو يوسف محمد بن أحمد الصيدلاني: حدثنا عبد الله بن الحارث المخزومي سنة ست وثمانين ومائة.
قلت: الظاهر بقاؤه إلى سنة بضع وتسعين، فقد روى عنه أيضا حامد بن يحيى البلخي، وأبو قدامة السرخسي.
178 – ت:
عبد الله بن حفص الأرطباني البصري
.
عن: ثابت البناني، وعاصم الجحدري، وعنه: حسين بن محمد الذراع، وحسين بن محمد المروذي، وحبان بن هلال، ونصر بن علي الجهضمي.
فيه ضعف يسير.
179 – ق:
عبد الله بن الزبير بن معبد الباهلي البصري
.
عن: ثابت البناني، وأيوب السختياني، وعنه: نصر بن علي، وزيد بن الحريش، وغيرهما.
قال أبو حاتم: مجهول.
180 – د ت ن:
عبد الله بن سعد
، أبو عبد الرحمن الدشتكي المروزي، نزيل الري.
عن: أبيه، ومقاتل بن حيان، وإبراهيم الصائغ، وهشام بن حسان، وعنه: ابنه عبد الرحمن، وعمرو بن رافع القزويني، وأبو الوليد الطيالسي، ومحمد بن عيسى الدامغاني، ومحمد بن حميد.
صدوق.
181 – خ م د ت ن:
عبد الله بن سعيد بن عبد الملك بن مروان بن الحكم
، أبو صفوان الأموي.
ما زال في ذهني أنه معدود في هذه الطبقة، لكن وجدت ما يدل على بقائه إلى حدود المائتين، فكررت ذكره. قتل أبوه عند زوال ملك بني أمية، وكان هذا طفلا، ففرت به أمه إلى مكة.
روى عن: ابن جريج، ويونس بن يزيد، ومجالد بن سعيد، وثور بن يزيد.
طلب العلم في حدود خمسين ومائة. روى عنه: الشافعي، وأحمد، وابن المديني، وأبو خيثمة، وعدة.
وثقه ابن معين، وغيره.
وقد بقي وسمع منه أبو السكين الطائي بعد المائتين.
182 -
عبد الله بن سنان الكوفي
.
عن: أبيه، وزيد بن أسلم، وهشام بن عروة، ومحمد بن المنكدر. وعنه: داود بن رشيد، وأحمد بن حاتم الطويل، وجماعة.
ضعفه أبو حاتم.
وقال ابن معين: ليس بشيء.
183 -
عبد الله بن سويد بن حيان الحمراوي المصري
.
عن: عياش بن عباس القتباني، وحميد بن زياد، وعنه: سعيد بن أبي مريم، ويحيى بن بكير، وسعيد بن عفير.
توفي سنة اثنتين وثمانين ومائة في جمادى الأولى.
184 -
عبد الله بن صالح بن علي بن عبد الله بن عباس
، الأمير.
ولي الثغور للرشيد مدة، وله كلمة نفيسة، وهي: لا يكبرن عليك ظلم من ظلمك، فإنه يسعى في مضرته بنفعك.
مات بسلمية سنة ست وثمانين ومائة.
185 – م ت ن:
عبد الله بن عبد الرحمن بن يزيد بن جابر الأزدي الدمشقي
، أبو إسماعيل.
عن: أبيه، وإسماعيل بن عبيد الله بن أبي المهاجر، وعطاء الخراساني، وعنه:
مروان بن محمد الطاطري، وهشام بن عمار، ومحمد بن عائذ، وعلي بن حجر، وسليمان بن عبد الرحمن.
قال ابن معين: لا بأس به.
186 -
عبد الله العمري الزاهد
.
هو السيد القدوة أبو عبد الرحمن عبد الله بن عبد العزيز بن عبد الله بن عبد الله بن عمر بن الخطاب العدوي العمري المدني الزاهد، أحد الأعلام.
روى القليل عن أبيه، وعن: أبي طوالة عبد الله بن عبد الرحمن، وعنه: ابن المبارك، وابن عيينة، وعبد الله بن عمران العابدي، وغيرهم.
وثقه النسائي، وكان من العلماء العاملين، قانتا لله حنيفا، منعزلا عن الناس إلا من خير، وكان ينكر على مالك اجتماعه بالدولة.
وقد قال سفيان بن عيينة: هو عالم المدينة الذي ورد فيه الحديث، والناس على خلاف سفيان في هذا.
قال نعيم بن حماد: سمعت سفيان أكثر من ثلاثين مرة يقول: إن كان أحد فهو العمري. قال ذلك لما حدثنا عن أبي الزبير، عن أبي صالح، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يضرب الناس أكباد الإبل، فلا يجدون عالما أعلم من عالم المدينة.
وأخبرنا به عاليا علي بن عبد الغني، قال: أخبرنا الموفق عبد اللطيف، قال: أخبرنا ابن البطي، قال: أخبرنا علي بن محمد الأنباري، قال: أخبرنا أبو عمر بن مهدي، قال: حدثنا محمد بن مخلد، قال: حدثنا محمد بن سعيد بن غالب، قال: حدثنا سفيان بن عيينة بهذا.
قلت: هذا الخبر منطبق على من اتصف بأنه عالم زمانه، وهو سعيد بن المسيب في وقته، ومالك بن أنس في وقته.
وروى الطبري في تاريخه بإسناد عن بعض أولاد عبد الله بن عبد العزيز العمري، أن الرشيد قال: والله ما أدري ما آمر في هذا العمري، أكره أن أقدم
عليه، وله سلف أكرمهم، وإني أحب أن أعرف رأيه - يعني فينا - فقال عمر بن بزيع، والفضل بن الربيع: نحن له، فخرجا من العرج إلى موضع يقال له: خلص، حتى وردا عليه بالبادية في مسجد له، فأناخا راحلتيهما بمن معهما، وأتياه على زي الملوك في حشمة، فجلسا إليه، فقالا: يا أبا عبد الرحمن نحن رسل من وراءنا من أهل المشرق يقولون لك: اتق الله، وإن شئت فانهض، فقال: ويحكما، فيمن ولمن؟ قالا: أنت! قال: والله ما أحب أني لقيت الله عز وجل بمحجمة دم مسلم، وأن لي ما طلعت عليه الشمس، فلما آيسا منه قالا: إن معنا عشرين ألفا تستعين بها، قال: لا حاجة لي بها، قالا: أعطها من رأيت، قال: أعطياها أنتما، فلما آيسا منه ذهبا ولحقا بالرشيد، فحدثاه، فقال: ما أبالي ما أصنع بعد هذا، قال: فحج العمري في تلك السنة، فبينا هو في المسعى اشترى شيئا، فإذا بالرشيد يسعى على دابة، فعرض له العمري، فأتاه حتى أخذ بلجام الدابة، فأهووا إليه، فكفهم الرشيد، وكلمه - يعني وعظه - فرأيت دموع الرشيد تسيل على معرفة دابته، ثم انصرف.
وروى علي بن حرب الطائي، عن أبيه قال: مضى هارون الرشيد على حمار، ومعه غلام إلى العمري فوعظه، فبكى الرشيد، وحمل مغشيا عليه.
قال إسماعيل بن أبي أويس: كتب عبد الله العمري إلى مالك، وابن أبي ذئب، وغيرهما بكتب أغلظ لهم فيها، وقال: أنتم علماء تميلون إلى الدنيا وتلبسون اللين، وتدعون التقشف، فكتب له ابن أبي ذئب كتابا أغلظ له، وجاوبه مالك جواب فقيه.
وقيل: إن العمري وعظ الرشيد مرة، فتلقى قوله بنعم يا عم. فلما ذهب أتبعه الأمين والمأمون بكيسين فيهما ألفا دينار، فلما يأخذها، وقال: هو أعلم بمن يفرقها عليه، ثم أخذ من الكيسين دينارا، وقال: كرهت أن أجمع عليه سوء القول وسوء الفعل. وشخص إليه بعد ذلك إلى بغداد، فكره الرشيد مجيئه، وجمع العمريين، وقال: ما لي ولابن عمكم؛ احتملته بالحجاز فأتى إلى دار ملكي يريد أن يفسد علي أوليائي، ردوه عني. قالوا: لا يقبل منا، فكتب إلى الأمير موسى بن عيسى أن يرفق به حتى يرده.
أحمد بن زهير: حدثنا مصعب الزبيري قال: كان العمري جسيما أصفر،
لم يكن يقبل من السلطان، ولا من غيره، ومن ولي من معارفه وأقاربه لا يكلمه، وقد ولي أخوه عمر المدينة وكرمان واليمامة، فهجره حتى مات. ما أدركت بالمدينة رجلا أهيب عند السلطان والعامة منه، وكان ابن المبارك يصله فيقبل منه.
قال: وقدم الكوفة يريد أن يخوف الرشيد بالله، فرجفت لقدومه الدولة، حتى لو كان نزل بهم مائة ألف من العدو، ما زاد من هيبته، فرجع من الكوفة، ولم يصل إليه.
قال يحيى بن أيوب العابد: حدثني بعض أصحابنا قال: كتب مالك بن أنس إلى العمري: إنك بدوت، فلو كنت عند مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فكتب إليه: إني أكره مجاورة مثلك، إن الله لم يرك متغير الوجه فيه ساعة قط.
وقيل: كانت أم العمري أنصارية.
وكان زاهدا، قوالا بالحق، متألها، متعبدا، منعزلا بناحية غربي المدينة.
ويروى أن العمري كان يلزم المقبرة كثيرا، ومعه كتاب ينظر فيه، فقال: ليس شيء أوعظ من قبر، ولا آنس من كتاب.
عمر بن شبة، حدثنا أبو يحيى الزهري قال: قال عبد الله بن عبد العزيز عند موته: بنعمة ربي أحدث، لو أن الدنيا تحت قدمي ما يمنعني من أخذها إلا أن أزيل قدمي، ما أزلتها، إني لم أصبح أملك إلا سبعة دراهم من لحا شجر فتلته بيدي.
قال المسيب بن واضح: سمعت العمري الزاهد بمسجد منى يشير بيده، ويقول:
لله در ذوي العقول والحرص في طلب الفضول سلاب أكسية الأرامل واليتامى، والكهول والجامعين المكثرين من الجباية، والغلول وضعوا عقولهم من الدنيا بمدرجة السيول ولهوا بأطراف الفروع وأغفلوا علم الأصول وتتبعوا جمع الحطام وفارقوا أثر الرسول ولقد رأوا غيلان ريب الدهر غولا بعد غول
أخبرنا أحمد بن سلامة كتابة، عن أبي الفضائل الكاغدي، قال: أخبرنا أبو علي الحداد، قال: أخبرنا أبو نعيم، قال: حدثنا أحمد بن جعفر، قال: حدثنا أحمد بن علي الأبار، قال: حدثنا عبد الرحمن بن بشر بن الحكم، قال: حدثنا سفيان قال: دخلت على العمري الصالح، فقال: ما أحد يدخل علي أحب إلي منك، وفيك عيب، قلت: ما هو؟ قال: حب الحديث، أما إنه ليس من زاد الموت أو من أبزار الموت.
وقال أبو المنذر إسماعيل بن عمر: سمعت أبا عبد الرحمن العمري الزاهد يقول: إن من غفلتك عن نفسك إعراضك عن الله بأن ترى ما يسخطه، فتجاوزه، ولا تأمر، ولا تنهى خوفا ممن لا يملك لك ضرا ولا نفعا، من ترك الأمر بالمعروف من مخافة المخلوقين نزعت منه الهيبة، فلو أمر بعض ولده لاستخف به.
قال محمد بن حرب المكي: قدم العمري فاجتمعنا إليه، فلما نظر إلى القصور المحدقة بالكعبة نادى بأعلى صوته: يا أصحاب القصور المشيدة اذكروا ظلمة القبور الموحشة، يا أهل التنعم والتلذذ اذكروا الدود والصديد، وبلاء الأجسام في التراب، ثم غلبته عينه فقام.
أخبرنا إسحاق الأسدي، قال: أخبرنا ابن خليل، قال: أخبرنا الكاغدي، قال: أخبرنا أبو علي، قال: أخبرنا أبو نعيم، قال: حدثنا سليمان بن أحمد، قال: حدثنا إسحاق الخزاعي، قال: حدثنا الزبير بن بكار، قال: حدثنا سليمان بن محمد بن يحيى قال: سمعت عبد الله بن عبد العزيز العمري يقول: قال لي موسى بن عيسى: ينهى إلى المؤمنين أنك تشتمه وتدعو عليه، فبأي شيء استجزت ذلك؟ قلت: أما شتمه فهو - والله - أكرم علي من نفسي، لقرابته من رسول الله صلى الله عليه وسلم وأما الدعاء عليه فوالله ما قلت اللهم إنه قد أصبح عبئا ثقيلا على أكتافنا، ولا تطيقه أبداننا، وقذى في جفوننا، لا تطرف عليه جفوننا، وشجى في أفواهنا لا تسيغه حلوقنا، فاكفنا مؤونته، وفرق بيننا وبينه، ولكن قلت: اللهم إن كان تسمى بالرشيد ليرشد فأرشده، أو لغير ذلك فراجع به، اللهم إن
له في الإسلام بالعباس على كل مؤمن حقا، وله بنبيك قرابة ورحم، فقربه من كل خير، وباعده من كل سوء، وأسعدنا به، وأصلحه لنفسه ولنا، فقال موسى: رحمك الله أبا عبد الرحمن كذلك لعمري الظن بك.
أنبأنا ابن سلامة، عن أبي الفضائل عبد الرحيم بن محمد، أن أبا علي الحداد أخبرهم، قال: أخبرنا أبو نعيم الحافظ، قال: حدثنا سليمان بن أحمد، قال: حدثنا موسى بن محمد بن كثير السريني، قال: حدثنا عبد الملك بن إبراهيم الجدي، قال: حدثنا عبد الله بن عبد العزيز العمري، عن أبي طوالة، عن أنس، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: الزبانية أسرع إلى فسقة القرآن منهم إلى عبدة الأوثان، فيقولون: يبدأ بنا قبل عبدة الأوثان؟ فيقال: ليس من علم كمن لا يعلم، تفرد به العمري، وهو خبر منكر، وشيخ الطبراني لا أعرفه.
قال مصعب الزبيري: مات العمري سنة أربع وثمانين ومائة، وله ست وستون سنة.
187 – ت:
عبد الله بن عبد القدوس التميمي السعدي الرازي
.
عن: عبد الملك بن عمير، وجابر الجعفي، وليث بن أبي سليم، وسليمان الأعمش، وعنه: عباد بن يعقوب الرواجني، وأحمد بن حاتم الطويل، ومحمد بن حميد، وعبد الله بن داهر الرازيان، وجماعة.
قال ابن معين: رافضي خبيث.
وقال محمد بن مهران: لم يكن بشيء، كان شبه المجنون، تصيح به الصبيان.
وقال النسائي وغيره: ضعيف.
وقال ابن عدي: عامة ما يرويه في فضائل أهل البيت.
188 – د:
عبد الله بن عمر بن غانم الرعيني المغربي
، أبو عبد الرحمن قاضي إفريقية.
روى عن: عبد الرحمن بن زياد، وإسرائيل بن يونس، وداود بن قيس الفراء، ومالك بن أنس، وعنه: القعنبي.
قال أبو داود: أحاديثه مستقيمة.
قلت: مولده سنة ثمان وعشرين ومائة، ولم أظفر له بوفاة.
قال ابن حبان: يروي عن مالك ما لم يحدث به قط، لا يحل ذكر حديثه إلا على سبيل الاعتبار. روى عن مالك، عن نافع، عن ابن عمر مرفوعا: الشيخ في بيته كالنبي في قومه. وبه مرفوعا: ما من شجرة أحب إلى الله من الحناء، حدثنا بهما علي بن حاتم القومسي، قال: حدثنا عثمان بن محمد بن خشيش القيرواني، قال: حدثنا عبد الله بن عمر بن غانم.
قلت: فلعل البلية من عثمان.
189 – ع:
عبد الله بن المبارك بن واضح الحنظلي
، مولاهم، التركي، ثم المروزي الحافظ، فريد الزمان وشيخ الإسلام، وكانت أمه خوارزمية.
مولده سنة ثمان عشرة ومائة، وطلب العلم، وهو ابن بضع عشرة سنة، وأقدم شيخ له الربيع بن أنس الخراساني، ورحل سنة إحدى وأربعين ومائة فلقي التابعين، وأكثر الترحال والتطواف إلى الغاية في طلب العلم والجهاد والحج والتجارة.
روى عن: سليمان التيمي، وعاصم الأحول، وحميد، وهشام بن عروة، والجريري، وإسماعيل بن أبي خالد، والأعمش، وبريد بن عبد الله، وخالد الحذاء، ويحيى بن سعيد الأنصاري، والأجلح الكندي، وحسين المعلم، وحنظلة السدوسي، وحيوة بن شريح، والأوزاعي، وابن عون، وابن جريج، وموسى بن عقبة، وخلق من طبقتهم. ثم عن: الأوزاعي، والثوري، وشعبة، ومالك، والليث، وابن لهيعة، والحمادين، وطبقتهم، ثم عن: هشيم، وابن عيينة، وخلق من أقرانه، وصنف التصانيف النافعة.
وعنه: معمر، والثوري، وأبو إسحاق الفزاري - وهم من شيوخه - وبقية، وعبد الرحمن بن مهدي، وأبو داود، وعبد الرزاق، ويحيى القطان، وعفان، وحبان بن موسى، ويحيى بن معين، وأبو بكر بن أبي شيبة، وأحمد بن منيع،
وعلي بن حجر، والحسن بن عيسى، والحسين بن الحسن المروزي، والحسن بن عرفة.
وقع لنا حديثه عاليا من وجوه، وأقرب ذلك وأعلاه اليوم من جزء ابن عرفة.
قال ابن مهدي: الأئمة أربعة: مالك، والثوري، وحماد بن زيد، وابن المبارك.
وقال ابن مهدي: ابن المبارك أفضل من الثوري.
وقال ابن مهدي: حدثنا ابن المبارك، وكان نسيج وحده.
وقال أحمد بن حنبل: لم يكن في زمان ابن المبارك أطلب للعلم منه.
وعن شعيب بن حرب قال: ما لقي ابن المبارك مثل نفسه.
وقال شعبة: ما قدم علينا مثل ابن المبارك.
وقال أبو إسحاق الفزاري: ابن المبارك إمام المسلمين.
وقال يحيى بن معين: كان ثقة متثبتا، وكتبه نحو من عشرين ألف حديث.
وقال يحيى بن آدم: كنت إذا طلبت الدقيق من المسائل فلم أجده في كتب ابن المبارك آيست منه.
وعن إسماعيل بن عياش قال: ما على وجه الأرض مثل ابن المبارك.
قال العباس بن مصعب المروزي: جمع ابن المبارك الحديث، والفقه، والعربية، وأيام الناس، والشجاعة، والسخاء، ومحبة الفرق له.
وقال أبو أسامة: ما رأيت رجلا أطلب للعلم في الآفاق منه.
وقال شعيب بن حرب: سمعت سفيان الثوري يقول: لو جهدت جهدي أن أكون في السنة ثلاثة أيام على ما عليه ابن المبارك لم أقدر.
وقال ابن معين: سمعت عبد الرحمن يقول: كان ابن المبارك أعلم من الثوري.
وقال أبو أسامة: ابن المبارك في المحدثين مثل أمير المؤمنين في الناس.
قال أسود بن سالم: إذا رأيت من يغمز ابن المبارك فاتهمه على الإسلام.
وقال الحسن بن عيسى بن ماسرجس: اجتمع جماعة مثل الفضل بن موسى، ومخلد بن الحسين، ومحمد بن النضر، فقالوا: تعالوا حتى نعد خصال ابن المبارك من أبواب الخير، فقالوا: العلم، والفقه، والأدب، والنحو، واللغة، والزهد، والشعر، والفصاحة، وقيام الليل، والعبادة، والحج، والغزو، والشجاعة، والفروسية، والقوة، وترك الكلام فيما لا يعنيه، والإنصاف، وقلة الخلاف على أصحابه.
قال نعيم بن حماد: قال رجل لابن المبارك: قرأت البارحة القرآن في ركعة، فقال ابن المبارك: لكني أعرف رجلا لم يزل البارحة يردد ألهاكم التكاثر إلى الصبح ما قدر أن يتجاوزها، يعني نفسه.
قال نعيم: كان ابن المبارك إذا قرأ كتاب الرقاق يصير كأنه ثور يخور من البكاء.
روى العباس بن مصعب الحافظ، عن إبراهيم بن إسحاق البناني، عن ابن المبارك قال: حملت العلم عن أربعة آلاف شيخ، فرويت عن ألف، قال العباس: فتتبعتهم حتى وقع لي ثمانمائة شيخ له.
وقال حبيب الجلاب: سألت ابن المبارك: ما خير ما أعطي الإنسان؟ قال: غريزة عقل، قلت: فإن لم يكن؟ قال: حسن أدب، قلت: فإن لم يكن؟ قال: أخ شفيق يستشيره، قلت: فإن لم يكن؟ قال: صمت طويل، قلت: فإن لم يكن؟ قال: موت عاجل.
وقال عبدان بن عثمان: قال عبد الله: إذا غلبت محاسن الرجال على مساوئه لم تذكر المساوئ، وإذا غلبت المساوئ على المحاسن لم تذكر المحاسن.
قال نعيم: سمعت ابن المبارك يقول: عجبت لمن لم يطلب العلم كيف تدعوه نفسه إلى مكرمة.
وقال عبدان بن عثمان: سمعته يقول: ولدت سنة تسع عشرة ومائة.
قال العباس بن مصعب: كان عبد الله لرجل تاجر من همذان من بني
حنظلة، فكان إذا قدم همذان يخضع لولده، ويعظمهم.
وقال: وعن ابن المبارك قال: لنا في صحيح الحديث شغل عن سقيمه.
وقال عبد الله بن إدريس: كل حديث لا يعرفه ابن المبارك فنحن منه براء.
نعيم بن حماد: سمعت ابن المبارك يقول: قال لي أبي: لئن وجدت كتبك خرقتها، قلت: وما علي من ذلك وهو في صدري.
وقال علي بن الحسن بن شقيق: قمت لأخرج مع ابن المبارك في ليلة باردة من المسجد، فذاكرني عند الباب بحديث، أو ذاكرته، فما زال يذاكرني، وأذاكره حتى جاء المؤذن لصلاة الصبح.
وقال فضالة النسوي: كنت أجالسهم بالكوفة، فإذا تشاجروا في حديث قالوا: مروا بنا إلى هذا الطبيب حتى نسأله، يعنون ابن المبارك.
قال وهب بن زمعة: حدث جرير بن عبد الحميد بحديث عن ابن المبارك، فقالوا له: يا أبا عبد الحميد، تحدث عن عبد الله، وقد لقيت منصور بن المعتمر، فغضب، وقال: أنا مثل عبد الله، حمل علم أهل خراسان، وأهل العراق، وأهل الحجاز، وأهل اليمن، وأهل الشام؟.
أحمد بن أبي الحواري قال: جاء رجل من بني هاشم إلى ابن المبارك ليسمع منه، فأبى أن يحدثه، فقال الهاشمي لغلامه: يا غلام قم، أبو عبد الرحمن لا يرى أن يحدثنا، فلما قام ليركب جاء ابن المبارك ليمسك بركابه، فقال: يا أبا عبد الرحمن لا ترى أن تحدثني وتمسك بركابي؟ فقال: أذل لك بدني، ولا أذل لك الحديث.
المسيب بن واضح: سمعت ابن المبارك، وسأله رجل: عمن نأخذ؟ فقال: قد تلقى الرجل ثقة وهو يحدث عن غير ثقة، وتلقى الرجل غير ثقة يحدث عن ثقة، ولكن ينبغي أن يكون ثقة عن ثقة.
قال علي بن إسحاق بن إبراهيم: قال سفيان بن عيينة: تذكرت أمر الصحابة وأمر عبد الله بن المبارك، فما رأيت لهم عليه فضلا إلا بالصحبة، وبجهادهم.
عن محمد بن أعين: سمعت الفضيل بن عياض يقول: ورب هذا البيت ما رأت عيناي مثل عبد الله بن المبارك.
عثمان الدارمي: سمعت نعيم بن حماد، قال: ما رأيت ابن المبارك يقول قط: حدثنا، كان يرى أخبرنا أوسع، وكان لا يرد على أحد حرفا إذا قرأ.
وقال نعيم: ما رأيت أعقل من ابن المبارك، ولا أكثر اجتهادا في العبادة منه.
عبد الله بن سنان، قال: قدم ابن المبارك مكة وأنا بها، فلما أن خرج شيعه ابن عيينة، والفضيل وودعاه، فقال أحدهما: هذا فقيه أهل المشرق، فقال الآخر: وفقيه أهل المغرب.
الحسن بن الربيع قال: قال ابن المبارك في حديث ثوبان: استقيموا لقريش ما استقاموا لكم، تفسيره حديث أم سلمة لا تقتلوهم ما صلوا.
وعن ابن المبارك في الإرجاء قال: عن ابن شوذب، عن سلمة بن كهيل، عن هزيل بن شرحبيل قال: قال عمر بن الخطاب: لو وزن إيمان أبي بكر بإيمان أهل الأرض لرجح، بلى إن الإيمان يزيد.
نعيم بن حماد: سمعت ابن المبارك يقول: السيف الذي كان بين الصحابة كان فتنة، ولا أقول لأحد منهم مفتون.
قال عبد العزيز بن أبي رزمة: لم تكن خصلة من خصال الخير إلا جمعت في ابن المبارك: حسن خلق، وحسن صحبة، والزهد، والورع، وكل شيء.
وقيل: سئل ابن المبارك: من السفلة؟ قال الذي يدور على القضاة يطلب الشهادات.
وعنه، قال: إن البصراء لا يأمنون من أربع خصال: ذنب قد مضى لا يدرى ما يصنع الرب فيه، وعمر قد بقي لا يدرى ما فيه من الهلكات، وفضل قد أعطي لعله مكر واستدراج، وضلالة قد زينت له يراها هدى، وزيغ قلب ساعة فقد يسلب دينه ولا يشعر.
وعنه قال: لا أفضل من السعي على العيال حتى ولا الجهاد.
أبو صالح: سمعت ابن المبارك يقول: لا ينتخب على عالم إلا بذنب.
محبوب بن موسى الأنطاكي: سمعت ابن المبارك يقول: من بخل بالعلم ابتلي بثلاث: إما أن يموت فيذهب علمه، أو ينسى، أو يتبع السلطان.
منصور بن نافع، صاحب لابن المبارك، قال: كان عبد الله يتصدق لمقامه ببغداد كل يوم بدينار.
وعن عبد الكريم السكري قال: كان عبد الله يعجبه إذا ختم القرآن أن يكون دعاؤه في السجود.
إبراهيم بن نوح الموصلي، قال: لما قدم الرشيد عين زربة أمر أبا سليم أن يأتيه بابن المبارك، قال أبو سليمان: فقلت: لا آمن أن يجيب الرشيد بما يكره فيقتله، فقلت: يا أمير المؤمنين هو رجل غليظ الطباع، جلف، فأمسك الرشيد.
الفضل الشعراني: حدثنا عبدة بن سليمان: سمعت رجلا يسأل ابن المبارك عن الرجل يصوم يوما ويفطر يوما، قال: هذا رجل يضيع نصف عمره، وهو لا يدري، أي لم لا يصومها.
قلت: فلعل عبد الله لم يمر له حديث أفضل الصوم صوم داود.
وقال أبو وهب: سألت ابن المبارك: ما الكبر؟ قال: أن تزدري الناس، وسألته عن العجب؟ قال: أن ترى أن عندك شيء ليس عند غيرك، لا أعلم في المصلين شيئا شرا من العجب.
وقال إبراهيم بن شماس: قال ابن المبارك: ما بقي على ظهر الأرض عندي أفضل من الفضيل بن عياض.
حاتم بن الجراح: سمعت علي بن الحسن بن شقيق: سمعت ابن المبارك - وسأله رجل - قال: قرحة خرجت في ركبتي مذ سبع سنين، وقد عالجتها بأنواع العلاج، وسألت الأطباء، فلم أنتفع به. قال: اذهب واحفر بئرا في مكان حاجة إلى الماء، فإني أرجو أن ينبع هناك عينا، ويمسك عنك الدم، قال: ففعل الرجل، فبرأ.
وقال أحمد بن حنبل: كان ابن المبارك يحدث من كتاب، فلم يكن له سقط كثير، وكان وكيع يحدث من حفظه، فكان يكون له سقط، كم يكون حفظ الرجل.
وروى غير واحد أن ابن المبارك سئل: إلى متى تكتب العلم؟ قال: لعل الكلمة التي أنتفع بها لم أكتبها بعد.
أخبرنا اليونيني، وابن الفراء قالا: أخبرنا ابن صباح، (ح) وأخبرنا يحيى بن الصواف، قال: أخبرنا محمد بن عماد، قالا: أخبرنا ابن رفاعة، قال: أخبرنا الخلعي، قال: أخبرنا ابن الحاج، قال: أخبرنا أبو الفضل محمد بن عبد الرحمن الرملي، قال: حدثنا العباس بن الفضل الأسفاطي، قال: حدثنا أحمد بن يونس، قال: سمعت ابن المبارك قرأ شيئا من القرآن ثم قال: من زعم أن هذا مخلوق فقد كفر بالله العظيم.
قال عمرو الناقد: سمعت ابن عيينة يقول: ما قدم علينا أحد يشبه ابن المبارك، ويحيى بن زكريا بن أبي زائدة.
قال المسيب بن واضح: سمعت أبا إسحاق الفزاري يقول: ابن المبارك إمام المسلمين أجمعين.
وقال موسى التبوذكي: سمعت سلام بن أبي مطيع يقول لابن المبارك: ما خلف بالمشرق مثله.
وقال القواريري: لم يكن عبد الرحمن بن مهدي يقدم أحدا في الحديث على مالك، وابن المبارك.
وقال مخلد بن الحسين: جالست ابن عون وأيوب، فلم أجد فيهم من أفضله على ابن المبارك.
وهب بن زمعة: حدثنا معاذ بن خالد قال: تعرفت إلى إسماعيل بن عياش بابن المبارك فقال: ما على وجه الأرض مثله، ولا أعلم أن الله خلق خصلة من خصال الخير إلا وقد جعلها في ابن المبارك. ولقد حدثني أصحابي أنهم صحبوه من مصر إلى مكة، فكان يطعمهم الخبيص، وهو الدهر صائم.
وقال المسيب: سمعت معتمر بن سليمان يقول: ما رأيت مثل ابن المبارك، تصيب عنده الشيء الذي لا يصاب عند أحد.
وقال جعفر الطيالسي: سألت ابن معين عن ابن المبارك، فقال: ذاك أمير المؤمنين.
وقال النسائي: أثبت أصحاب الأوزاعي ابن المبارك.
سويد بن سعيد: رأيت ابن المبارك أتى زمزم فملأ إناء، ثم استقبل الكعبة، فقال: اللهم إن ابن أبي الموال حدثنا، عن ابن المنكدر، عن جابر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ماء زمزم لما شرب له، وهذا أشربه لعطشي يوم القيامة.
كذا، والمحفوظ ما رواه الحسن بن عيسى، فقال فيه: اللهم إن عبد الله بن المؤمل، حدثنا عن أبي الزبير، عن جابر، فذكر نحوه.
محمد بن النضر بن مساور، حدثنا أبي: قلت لابن المبارك: هل تتحفظ الحديث؟ قال: ما تحفظت حديثا قط، إنما آخذ الكتاب فأنظر، فما اشتهيته علق بقلبي.
وقال عبدان: قال ابن المبارك في التدليس قولا شديدا، ثم أنشد:
دلس للناس أحاديثه والله لا يقبل تدليسا
وعن ابن المبارك: من استخف بالعلماء ذهبت آخرته، ومن استخف بالأمراء ذهبت دنياه، ومن استخف بالإخوان ذهبت مروءته.
عن أشعث بن شعبة المصيصي قال: قدم الرشيد الرقة، فانجفل الناس خلف ابن المبارك، وتقطعت النعال، وارتفعت الغبرة، فأشرفت أم ولد الخليفة فقالت: هذا والله الملك لا ملك هارون الذي لا يجمع الناس إلا بشرط وأعوان.
أبو حاتم الرازي: سمعت عبدة بن سليمان المروزي يقول: كنا في سرية مع ابن المبارك في بلاد الروم، فصادفنا العدو، فلما التقى الصفان خرج رجل للمبارزة، فبرز إليه رجل فقتله، ثم آخر فقتله، ثم آخر فقتله، ثم دعا إلى البراز، فخرج إليه رجل فطارده ساعة، ثم طعنه فقتله، فازدحم الناس، فزاحمت فإذا هو ملثم وجهه، فأخذت بطرف ثوبه فمددته، فإذا هو عبد الله بن المبارك، فقال: يا أبا عمرو ممن يشنع علينا؟.
وقال محمد بن المثنى: حدثنا عبد الله بن سنان قال: كنت مع ابن المبارك، والمعتمر بن سليمان بطرسوس، فصاح الناس النفير، فخرج ابن المبارك والناس، فلما اصطف المسلمون والعدو خرج رومي فطلب البراز،
فخرج إليه رجل، فشد العلج على المسلم فقتله، حتى قتل ستة من المسلمين، وجعل يتبختر بين الصفين يطلب المبارزة، ولا يخرج إليه أحد، قال: فالتفت إلي ابن المبارك، وقال: يا فلان، إن حدث بي الموت فافعل كذا وكذا، فحرك دابته وبرز للعلج، فعالج معه ساعة فقتل العلج، وطلب المبارزة، فبرز إليه علج آخر فقتله، حتى قتل ستة علوج، وطلب البراز، قال: فكأنهم كاعوا عنه فضرب دابته، وطرد بين الصفين وغاب، فلم نشعر بشيء إذ أنا بابن المبارك في الموضع الذي كان، فقال لي: يا أبا عبد الله، لئن حدثت بهذا أحدا وأنا حي، فذكر كلمة.
قال الحاكم: أخبرني محمد بن أحمد بن عمر، قال: حدثنا محمد بن المنذر: قال: حدثني عمر بن سعيد الطائي، قال: حدثنا عمر بن حفص الصوفي بمنبج قال: سار ابن المبارك من بغداد يريد المصيصة، فصحبه الصوفية فقال لهم: أنتم لكم أنفس تحتشمون أن ينفق عليكم، يا غلام هات الطست، فألقى على الطست منديلا ثم قال: يلقي كل رجل منكم تحت المنديل ما معه. قال: فجعل الرجل يلقي عشرة دراهم، والرجل يلقي عشرين درهما، قال: فأنفق عليهم إلى المصيصة. فلما بلغ المصيصة قال: هذه بلاد نفير، فقسم ما بقي، فجعل يعطي الرجل عشرين دينارا، فيقول: يا أبا عبد الرحمن: إنما أعطيت عشرين درهما، فيقول: وما تنكر أن الله يبارك للغازي في نفقته.
أحمد بن الحسن المقرئ: حدثنا عبد الله بن أحمد الدورقي، قال: سمعت محمد بن علي بن الحسن بن شقيق قال: سمعت أبي قال: كان ابن المبارك إذا كان وقت الحج اجتمع إليه إخوته من أهل مرو، فيقولون: نصحبك، فيقول: هاتوا نفقاتكم، فيجعلها في صندوق، ثم يكتري لهم، ويطعمهم أطيب الطعام، والحلواء، فإذا وصلوا إلى الحرمين وإلى مكة يقول لكل منهم: ما أمرك عيالك أن تشتري لهم؟ فيقول: كذا وكذا، ثم لا يزال ينفق عليهم حتى يصيروا إلى مرو، قال: فيجصص دورهم، ويصنع لهم وليمة بعد ثلاث، ثم يكسوهم، فإذا أكلوا وشربوا دعا بالصندوق، ويدفع إلى كل رجل منهم صرته عليها اسمه، فأخبرني خادمه أنه عمل آخر سفرة سافرها دعوة، فقدم إلى الناس خمسة وعشرين خوانا فالوذج.
قال علي بن خشرم: حدثني سلمة بن سليمان قال: جاء رجل إلى ابن المبارك فسأله أن يقضي عنه دينا، فكتب إلى وكيله؛ فلما ورد عليه الكتاب قال الوكيل للرجل: كم دينك الذي سألت؟ قال: سبع مائة درهم، قال: فكتب إلى ابن المبارك: إن هذا سألك وفاء سبع مائة درهم، وقد كتبت إلي بسبعة آلاف درهم، وقد فنيت الغلات. فكتب إليه عبد الله: إن كانت الغلات فنيت فإن العمر أيضا قد فني، فأجر له ما سبق به قلمي.
وروى مثلها أبو الشيخ الحافظ قال: حدثنا أحمد بن محمد بن إبراهيم، قال: حدثنا علي بن محمد بن روح قال: سمعت المسيب بن وضاح قال: كنت عند ابن المبارك، فكلموه في رجل عليه سبع مائة درهم، فذكر الحكاية، وفيها أن كاتبه لما راجعه في ذلك أضعف السبعة آلاف.
وفي حكاية أخرى أن ابن المبارك قضى عن شاب عشرة آلاف درهم.
قال الفتح بن شخرف: حدثنا عباس بن يزيد، قال: حدثنا حبان بن موسى قال: عوتب ابن المبارك فيما يفرق من الأموال في البلدان، ولا يفعل في مرو؛ فقال: إني أعرف مكان قوم لهم فضل وصدق، طلبوا الحديث فأحسنوا الطلب، يحتاج الناس إليهم، احتاجوا، فإن تركتهم ضاع علمهم، وإن أعناهم بثوا العلم، ولا أعلم بعد النبوة أفضل من بث العلم.
إبراهيم بن بشار الخراساني: سمعت علي بن الفضيل يقول: سمعت أبي يقول لابن المبارك: تأمرنا بالزهد والتقلل، ونراك تأتي بالبضائع إلى البلد الحرام، كيف ذا؟ قال: إنما أفعل ذلك لأصون به وجهي، وأكرم به عرضي، وأستعين به على الطاعة، لا أرى لله حقا إلا سارعت إليه، فقال له أبي: ما أحسن ذا إن تم.
وقال نعيم بن حماد: كان ابن المبارك يكثر الجلوس في بيته، فقيل له: ألا تستوحش؟ فقال: كيف أستوحش وأنا مع النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه.
قال عبيد بن جناد: قال لي عطاء بن مسلم: رأيت ابن المبارك؟ قلت: نعم! قال: ما رأيت، ولا ترى مثله.
وقال عبيد بن جناد: سمعت العمري يقول: ما في دهرنا من يصلح لهذا الأمر إلا ابن المبارك.
وقال شقيق البلخي: قيل لابن المبارك: إذا صليت معنا لم تقف، قال: أجلس مع الصحابة والتابعين، فما أصنع معكم، أنتم تغتابون الناس.
وعن ابن المبارك: ليكن الذي تعتمدون عليه الأثر، وخذوا من الرأي ما يفسر لكم الحديث، وكان قد تفقه بأبي حنيفة، وغيره.
وعنه، قال: حب الدنيا في القلب، والذنوب قد احتوشته، فمتى يصل إليه الخير؟.
وعنه قال: لو أن رجلا اتقى مائة شيء، ولم يتق شيئا واحدا، لم يك من المتقين، ولو تورع عن مائة شيء سوى شيء، لم يكن من الورعين، ومن كانت فيه خلة من الجهل، كان من الجاهلين، أما سمعت الله يقول لنوح في شأن ابنه: إني أعظك أن تكون من الجاهلين.
وسئل: من الناس؟ قال: العلماء! قيل: فمن الملوك؟ قال: الزهاد! قيل: فمن الغوغاء؟ قال: خزيمة وأصحابه! قيل: فمن السفهاء؟ قال: الذين يعيشون بدينهم!، وعنه قال: ليكن مجلسك مع المساكين، وإياك أن تجلس مع صاحب بدعة.
وعنه قال: إذا عرف الرجل قدر نفسه صار أذل من كلب.
قال أبو أمية الأسود: سمعت عبد الله يقول: أحب الصالحين ولست منهم، وأبغض الطالحين وأنا شر منهم، ثم أنشأ يقول:
الصمت أزين بالفتى من منطق في غير حينه والصدق أجمل بالفتى في القول عندي من يمينه وعلى الفتى بوقاره سمة تلوح على جبينه فمن الذي يخفى عليك إذا نظرت إلى قرينه رب امرئ متيقن غلب الشقاء على يقينه
فأزاله عن رأيه فابتاع دنياه بدينه
قال ابن المبارك: رب عمل صغير تكبره النية، ورب عمل كبير تصغره النية.
وقال الحسن بن الربيع: لما احتضر ابن المبارك في السفر قال: أشتهي سويقا، فطلبناه له، فلم نجده إلا عند رجل كان يعمل للسلطان، فذكرناه لعبد الله فقال: دعوه، فمات ولم يشربه.
قال العلاء بن الأسود: ذكر جهم عند ابن المبارك فقال:
عجبت لشيطان أتى الناس داعيا إلى النار واشتق اسمه من جهنم
قال علي بن الحسن بن شقيق: سمعت ابن المبارك يقول: إنا لنحكي كلام اليهود والنصارى، ولا نستطيع أن نحكي كلام الجهمية.
أخبرنا إسحاق بن طارق، قال: أخبرنا ابن خليل، قال: أخبرنا عبد الرحيم بن محمد، قال: أخبرنا أبو علي المقرئ، قال: أخبرنا أبو نعيم الحافظ، قال: حدثنا إبراهيم بن عبد الله، قال: حدثنا محمد بن إسحاق، قال: سمعت أبا يحيى يقول: سمعت علي بن الحسن بن شقيق يقول: قلت لابن المبارك: كيف تعرف ربنا عز وجل؟ قال: في السماء على العرش، ولا نقول كما قالت الجهمية: هو معنا ههنا.
قال أبو صالح الفراء: سألت ابن المبارك عن كتابة العلم، فقال: لولا الكتاب ما حفظنا. وسمعته يقول: الحبر في الثوب خلوق العلماء.
وقال: تواطؤ الجيران على شيء أحب إلي من عدلين.
ويقال: مر ابن المبارك براهب عنده مقبرة ومزبلة، فقال: يا راهب عندك كنز الرجال، وكنز الأموال، وفيهما معتبر.
وقد كان ابن المبارك غنيا شاكرا، رأس ماله نحو من أربع مائة ألف. قال حبان بن موسى: رأيت سفرة ابن المبارك حملت على عجلة.
وقال أبو إسحاق الطالقاني: رأيت بعيرين محملين دجاجا مشويا لسفرة ابن المبارك.
وروى عبد الله بن عبد الوهاب، عن ابن سهم الأنطاكي قال: كنت مع ابن
المبارك، فكان يأكل كل يوم فيشوى له جدي، ويتخذ له فالوذق، فقيل له في ذلك، فقال: إني دفعت إلى وكيلي ألف دينار، وأمرته أن يوسع علينا.
قال الحسن بن حماد: دخل أبو أسامة على ابن المبارك، فوجد في وجهه أثر الضر، فلما خرج بعث إليه أربعة آلاف درهم، وكتب إليه:
وفتى خلا من ماله ومن المروءة غير خالي أعطاك قبل سؤاله وكفاك مكروه السؤال
قال المسيب بن وضاح: أرسل ابن المبارك إلى أبي بكر بن عياش أربعة آلاف درهم، فقال: سد بها فتنة القوم عنك.
وقال علي بن خشرم: قلت لعيسى بن يونس: كيف فضلكم ابن المبارك ولم يكن بأسن منكم؟ قال: كان يقدم ومعه الغلمة الخراسانية والبزة الحسنة، فيصل العلماء ويعطيهم، وكنا لا نقدر على ذلك.
وقال نعيم بن حماد: قدم ابن المبارك أيلة على يونس بن يزيد، ومعه غلام مفرغ لضرب الفالوذج، يتخذه للمحدثين.
أنبأنا أحمد بن سلامة، عن عبد الرحيم بن محمد، قال: أخبرنا الحسن بن أحمد، قال: أخبرنا أبو نعيم، قال: حدثنا عبد الله بن جعفر، قال: حدثنا إسماعيل بن عبد الله، قال: حدثنا نعيم بن حماد، قال: حدثنا الوليد بن مسلم، قال: حدثنا ابن المبارك، عن خالد الحذاء، عن عكرمة، عن ابن عباس، قال: قال: رسول الله صلى الله عليه وسلم: البركة مع أكابركم. فقلت للوليد: أين سمعته من ابن المبارك؟ قال: في الغزو.
وبه إلى أبي نعيم: حدثنا أحمد بن جعفر بن حمدان البصري، قال: حدثنا عبد الله بن أحمد الدورقي، قال: حدثنا أحمد بن جميل، قال: حدثنا ابن المبارك قال: حدثني صفوان بن عمرو، أن أبا المثنى المليكي حدثه، عن عتبة بن عبد رضي الله عنه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: القتلى ثلاثة: رجل مؤمن جاهد بنفسه وماله في سبيل الله، حتى إذا لقي العدو قاتلهم حتى يقتل، فذلك الممتحن في خيمة لله تحت عرشه، لا يفضله النبيون إلا بدرجة النبوة، ورجل
موقن فرق على نفسه من الذنوب والخطايا، جاهد بنفسه وماله حتى إذا لقي العدو قتل، فتلك مصمصة محت ذنوبه وخطاياه، إن السيف محاء للخطايا، وأدخل من أي أبواب الجنة شاء، فإن لها ثمانية أبواب، ولجهنم سبعة، ورجل منافق جاهد بنفسه وماله، حتى إذا لقي العدو قاتل فقتل، فذلك في النار، إن السيف لا يمحو النفاق.
وبه قال أبو نعيم، وحدثناه سليمان بن أحمد، ومحمد بن معمر في جماعة قالوا: حدثنا أبو شعيب الحراني، قال: حدثنا يحيى البابلتي، قال: حدثنا صفوان بن عمرو بهذا.
وقد كان عبد الله رضي الله عنه من فحول الشعراء المحسنين.
قال عبد الله بن محمد قاضي نصيبين: حدثني محمد بن إبراهيم بن أبي سكينة قال: أملى علي ابن المبارك بطرسوس، وودعته، وأنفذها معي إلى الفضيل بن عياض في سنة سبع وسبعين ومائة، هذه الأبيات:
يا عابد الحرمين لو أبصرتنا لعلمت أنك في العبادة تلعب من كان يخضب جيده بدموعه فنحورنا بدمائنا تتخضب أو كان يبعث خيله في باطل فخيولنا يوم الصبيحة تتعب ريح العبير لكم ونحن عبيرنا رهج السنابك والغبار الأطيب ولقد أتانا من مقال نبينا قول صحيح صادق لا يكذب لا يستوي وغبار خيل الله في أنف أمرئ ودخان نار تلهب هذا كتاب الله ينطق بيننا ليس الشهيد بميت لا يكذب
فلقيت الفضيل بكتابه في الحرم، فلما قرأه ذرفت عيناه، ثم قال: صدق أبو عبد الرحمن ونصح.
وروى إسحاق بن سنين لابن المبارك:
إني امرؤ ليس في ديني لغامزه لين ولست على الإسلام طعانا فلا أسب أبا بكر ولا عمرا ولن أسب معاذ الله عثمانا ولا ابن عم رسول الله أشتمه حتى ألبس تحت الترب أكفانا
ولا الزبير حواري الرسول، ولا أهدي لطلحة شتما عز أو هانا ولا أقول علي في السحاب إذا قد قلت والله ظلما ثم عدوانا ولا أقول بقول الجهم إن له قولا يضارع أهل الشرك أحيانا ولا أقول تخلى من خليقته رب العباد وولى الأمر شيطانا ما قال فرعون هذا في تجبره فرعون موسى ولا هامان طغيانا
وهي قصيدة طويلة منها:
الله يدفع بالسلطان معضلة عن ديننا رحمة منه ورضوانا لولا الأئمة لم تأمن لنا سبل وكان أضعفنا نهبا لأقوانا
فقيل: إن الرشيد أعجبه هذا، فلما بلغه موت ابن المبارك بهيت قال: إنا لله وإنا إليه راجعون، يا فضل ائذن للناس يعزونا في ابن المبارك، أليس هو القائل:
الله يدفع بالسلطان معضلة وذكر البيتين من الذي يسمع هذا من ابن المبارك ولا يعرف حقنا.
قال ابن سهم الأنطاكي: سمعت ابن المبارك ينشد:
وطارت الصحف في الأيدي منشرة فيها السرائر والجبار مطلع فكيف سهوك والأنباء واقعة عما قليل ولا تدري بما تقع إما الجنان، وعيش لا انقضاء له أم الجحيم فلا تبقي ولا تدع تهوي بساكنها طورا وترفعه إذا رجوا مخرجا من غمها قمعوا لينفع العلم قبل الموت عالمه قد سال قوم بها الرجعى فما رجعوا
قلت: ومنها، وهي طويلة:
فكيف قرت لأهل العلم أعينهم؟ أو استلذوا لذيذ النوم أو هجعوا والنار ضاحية لا بد موردها وليس يدرون من ينجو ومن يقع
قال سلم الخواص: أنشدنا ابن المبارك:
رأيت الذنوب تميت القلوب ويتبعها الذل إدمانها وترك الذنوب حياة القلوب وخير لنفسك عصيانها وهل بدل الدين إلا الملوك وأحبار سوء ورهبانها وباعوا النفوس ولم يربحوا ببيعهم النفس أثمانها
لقد رتع القوم في جيفة يبين لذي اللب إنتانها
قال أحمد بن جميل المروزي: قيل لابن المبارك: إن ابن علية قد ولي الصدقة، فكتب إليه:
يا جاعل العلم له بازيا يصطاد أموال المساكين احتلت للدنيا، ولذاتها بحيلة تذهب بالدين فصرت مجنونا بها بعدما كنت دواء للمجانين أين رواياتك في سردها عن ابن عون، وابن سيرين أين رواياتك فيما مضى في ترك أبواب السلاطين إن قلت أكرهت فماذا كذا زل حمار العلم في الطين
ولابن المبارك:
جربت نفسي فما، وجدت لها من بعد تقوى الإله كالأدب في كل حالاتها، وإن كرهت أفضل من صمتها عن الكذب أو غيبة الناس إن غيبتهم حرمها ذو الجلال في الكتب قلت لها طائعا، وأكرهها الحلم والعلم زين ذي الحسب إن كان من فضة كلامك يا نفس فإن السكوت من ذهب
قال السراج الثقفي: أنشدني يعقوب بن محمد لابن المبارك:
أبإذن نزلت بي يا مشيب؟ أي عيش، وقد نزلت يطيب وكفى الشيب واعظا غير أني آمل العيش، والممات قريب كم أنادي الشباب إذ بان مني وندائي موليا ما يجيب
وبه:
يا عائب الفقر ألا تزدجر عيب الغنى أكثر لو تعتبر من شرف الفقر، ومن فضله على الغنى إن صح منك النظر إنك تعصي لتنال الغنى وليس تعصي الله كي تفتقر
وقال حبان بن موسى: سمعت عبد الله ينشد:
كيف القرار، وكيف يهدأ مسلم والمسلمات مع العدو المعتدي الضاربات خدودهن برنة الداعيات نبيهن محمد
القائلات إذا خشين فضيحة جهد المقالة ليتنا لم نولد ما تستطيع، وما لها من حيلة إلا التستر من أخيها باليد
وله:
كل عيش قد أراه نكدا غير ركز الرمح في فيء الفرس وركوبي في ليال في الدجى أحرس القوم، وقد نام الحرس
أبو إسحاق الطالقاني قال: كنا عند عبد الله فانهد القهندز، فأتي بسنين فوجد، وزن أحدهما منوان، فقال عبد الله:
أتيت بسنين قد رمتا من الحصن لما أثاروا الدفينا على وزن منوين إحداهما تقل به الكف شيئا رزينا ثلاثون سنا على قدرها تباركت يا أحسن الخالقينا فماذا يقوم لأفواهها وما كان يملأ تلك البطونا إذا ما تذكرت أجسامهم تصاغرت النفس حتى تهونا وكل على ذاك ذاق الردى فبادوا جميعا فهم هامدونا
ومن طرق، عن ابن المبارك، ويقال بل هي لحميد النحوي:
اغتنم ركعتين زلفى إلى الله إذا كنت فارغا مستريحا وإذا ما هممت بالنطق بالباطل فاجعل مكانه تسبيحا فاغتنام السكوت أفضل من خوض، وإن كنت بالكلام فصيحا
عبدان بن عثمان، عن ابن المبارك أنه كان يتمثل:
وكيف تحب أن تدعى حليما وأنت لكل ما تهوى ركوب وتضحك دائما ظهرا لبطن وتذكر ما عملت فلا تتوب وسمع ابن المبارك وهو ينشد فوق سور طرسوس:
ومن البلاء وللبلاء علامة أن لا يرى لك عن هواك نزوع العبد عبد النفس في شهواتها والحر يشبع مرة ويجوع
قال أحمد بن عبد الله العجلي: حدثني أبي قال: لما احتضر ابن المبارك
جعل رجل يلقنه: قل لا إله إلا الله، فأكثر عليه، فقال: لست تحسن، وأخاف أن تؤذي مسلما بعدي إذا لقنتني فقلت: لا إله إلا الله ثم لم أحدث كلاما بعدها فدعني، فإذا أحدثت كلاما بعدها فلقني حتى تكون آخر كلامي.
وقيل: إن الرشيد لما بلغه موت ابن المبارك قال: مات اليوم سيد العلماء.
قال عبدان بن عثمان: خرج عبد الله إلى العراق أول شيء سنة إحدى وأربعين ومائة، ومات بهيت، وعانات في رمضان سنة إحدى وثمانين ومائة.
وقال حسن بن الربيع: قال لي ابن المبارك قبل أن يموت: أنا ابن ثلاث وستين.
وقال أحمد بن حنبل: ذهبت لأسمع من ابن المبارك فلم أدركه، وكان قد قدم فخرج إلى الثغر، ولم أره.
قال محمد بن فضيل بن عياض: رأيت ابن المبارك في النوم فقلت: أي العمل أفضل؟ قال: الأمر الذي كنت فيه.
قلت: الرباط، والجهاد؟ قال: نعم، قلت: فما صنع بك ربك؟ قال: غفر لي مغفرة ما بعدها مغفرة، رواها اثنان عن محمد.
وقال العباس بن محمد النسفي: سمعت أبا حاتم الفربري يقول: رأيت ابن المبارك واقفا على باب الجنة بيده مفتاح، فقلت: ما يوقفك هاهنا؟ قال: هذا مفتاح الجنة دفعه إلي محمد صلى الله عليه وسلم، وقال: حتى أزور الرب تعالى، فكن أميني في السماء كما كنت أميني في الأرض.
وقال إسماعيل بن إبراهيم المصيصي: رأيت الحارث بن عطية في النوم فسألته، فقال: غفر لي، قلت: فابن المبارك؟، قال بخ بخ، ذاك في عليين ممن يلج على الله كل يوم مرتين.
وقال أبو هشام الرفاعي: حدثنا ليث بن هارون، عن نوفل قال: رأيت ابن المبارك في النوم، فقلت: ما فعل بك ربك؟ قال: غفر لي برحلتي في الحديث، عليك بالقرآن، عليك بالقرآن، قلت: ما فعل سفيان الثوري؟ قال: ذاك عندهم في مكان رفيع.
وقال علي بن أحمد السواق: حدثنا زكريا بن عدي قال: رأيت ابن المبارك في النوم، فقلت: ما فعل الله بك؟ قال: غفر لي برحلتي.
ولبعضهم، وهو الوزير ابن المغربي:
مررت بقبر ابن المبارك بكرة فأوسعني وعظا وليس بناطق وقد كنت بالعلم الذي في جوانحي غنيا، وبالشيب الذي في مفارقي ولكن أرى الذكرى تنبه غافلا إذا هي جاءت من رجال الحقائق
• - عبد الله بن محمد، أبو علقمة الفروي، في الكنى.
190 -
عبد الله بن مراد السلماني المرادي الكوفي
.
عن: أبي إسحاق الشيباني، والنعمان بن قيس، وعنه: داود بن إسحاق الصائدي، وهارون بن حاتم.
توفي سنة ثلاث وثمانين ومائة.
191 -
عبد الله بن مصعب بن ثابت بن عبد الله بن الزبير بن العوام
، أبو بكر الأسدي الزبيري المدني الأمير، والد مصعب.
روى عن: هشام بن عروة، وأبي حازم المديني، وموسى بن عقبة، وطبقتهم، وعنه: ابنه مصعب، وهشام بن يوسف الصنعاني، وإبراهيم بن خالد الصنعاني.
ولي إمرة المدينة وإمرة اليمن، وحمدت سيرته، وكان، وسيما جميلا فصيحا مفوها من سروات قريش، أول ما اتصل بصحبة المهدي أحبه، وصار من خواصه.
قال مصعب: كان أبي يكره الولاية فألزمه الرشيد، وأقام ثلاث ليال يلزمه، وهو يمتنع، ثم غدا عليه فدعا الرشيد بقناة وعمامة، وعقد له اللواء بيده، ثم قال: عليك سمع وطاعة، قال: نعم يا أمير المؤمنين، قال: فناوله اللواء، وجعل له في العام اثني عشر ألف دينار، ووصله بعشرين ألف دينار، وولاه المدينة، ومعها اليمن، وزاده معها، ولاية عك.
قال الزبير بن بكار بن عبد الله: كان جدي مدره قريش، وخطيبها،
وواحدها شرفا وقدرا، وصونا، وكان وسيما جميلا فصيحا، قد عرفت له مروءته، وقدره بالبلد.
وقال عبد الله بن نافع بن ثابت الزبيري: بعث الوزير أبو عبيد الله إلى عبد الله بن مصعب في أول ما صحب المهدي بألفي دينار فردها، وقال: لا أقبل صلة إلا من خليفة أو ولي عهد.
قال يعقوب الفسوي: ولي بكار بن عبد الله المدينة، وقدم أبوه إلى بغداد.
وسئل ابن معين عن عبد الله بن مصعب فقال: ضعيف الحديث لم يكن له كتاب.
وقال أبو حاتم: هو بابة عبد الرحمن بن أبي الزناد.
قيل: مات عبد الله بالرقة في سنة أربع وثمانين ومائة، وله نحو من سبعين سنة.
وقد وقع لنا من عواليه، أخبرنا يحيى بن أبي منصور كتابة، قال: أخبرنا أبو محمد الرهاوي الحافظ، قال: أخبرنا عبد الجليل بن أبي سعد، ح، وأخبرنا أحمد بن محمد الحافظ، ومحمد بن إبراهيم النحوي قالا: أخبرنا عبد الله بن عمر العتابي بحلب، قال: أخبرنا أبو الوقت السجزي قالا: أخبرتنا بيبى الهرثمية، قالت: أخبرنا عبد الرحمن بن أبي شريح، قال: أخبرنا أبو القاسم البغوي، قال: حدثنا مصعب بن عبد الله، قال: حدثني أبي عن هشام بن عروة، عن محمد بن المنكدر، عن جابر بن عبد الله قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ألا أخبركم على من تحرم النار غدا، على كل هين لين قريب سهل.
192 -
عبد الله بن معاوية الزبيري أبو معاوية
، من ولد الزبير بن العوام.
روى عن: هشام بن عروة، وغيره، وعنه: أبو عاصم النبيل، وأبو الوليد، ويحيى بن معين، وأبو حفص الفلاس.
قال أبو حاتم: مستقيم الحديث.
وقال البخاري: منكر الحديث.
وقال أيضا في كتاب الضعفاء الكبير: عبد الله بن معاوية من ولد الزبير بن العوام بصري بعض أحاديثه مناكير.
قلت: العبارتان معناهما واحد؛ لأن من كان بعض أحاديثه منكرة فهو أيضا منكر الحديث؛ إذ قولنا في الرجل منكر الحديث لا نعني به أن كل ما رواه منكر، فإذا روى الرجل جملة، وبعض ذلك مناكير، فهو منكر الحديث.
193 – د ن:
عبد الله بن المنيب الأنصاري الحارثي
.
عن: جده عبد الله بن أبي أمامة، ووالده، وهشام بن عروة، وعنه: معن بن عيسى، والواقدي، وعبد الرحمن بن مهدي، وسعيد بن أبي مريم، ومحمد بن خالد بن عثمة.
قال النسائي: لا بأس به.
194 – ق:
عبد الله بن موسى بن إبراهيم التيمي الطلحي أبو محمد المدني
.
عن: صفوان بن سليم، وأسامة بن زيد، وجماعة، وعنه: إبراهيم بن المنذر الحزامي، وأثنى عليه، ويعقوب بن كاسب، ويعقوب بن محمد، وطائفة.
قال ابن معين: صدوق، كثير الخطأ.
قال ابن حبان، وغيره: لا يحتج به.
وجده هو إبراهيم بن محمد بن طلحة بن عبيد الله.
195 – ع:
عبد الأعلى بن عبد الأعلى السامي الإمام أبو محمد القرشي البصري
.
عن: حميد الطويل، والجريري، وداود بن أبي هند، ويونس بن عبيد، وابن أبي عروبة، وخلق، وعنه: إسحاق بن راهوية، وأبو بكر بن أبي شيبة، وعمرو بن علي الفلاس، ونصر بن علي، وبندار، وخلق.
قال يحيى بن معين: ثقة.
وقال عياش بن الوليد الرقام: حدثنا عبد الأعلى أبو محمد، وأبو همام، يعني له كنيتان.
قلت: احتجوا به في الكتب، وهو صدوق، لكن رمي بالقدر.
وقال محمد بن سعد: لم يكن بالقوي.
توفي في شعبان سنة تسع وثمانين ومائة.
196 -
عبد الجبار بن سليمان اليحصبي المصري
يكنى أبا سليمان.
روى عن: حيوة بن شريح، وغيره، وعنه: ابن وهب مع تقدمه، ويحيى بن بكير، وأبو الطاهر بن السرح.
ذكره ابن يونس، وقال في ترجمته: إنه قال: أدركت مصر، وليس فيها إلا سائل واحد، ثم طرأ علينا سائل آخر.
قلت: لو كان هذا في قرية لقضي منه التعجب، فكيف في مثل عظمة مصر.
مات عبد الجبار سنة تسعين ومائة.
197 -
عبد الحميد بن عدي
، أبو سنان الجهني الدمشقي.
عن: الأوزاعي، وهشام بن الغاز، وجماعة، وعنه: الهيثم بن خارجة، وهشام بن عمار، وسليمان بن عبد الرحمن.
قال أبو حاتم: صالح الحديث.
198 – ت ق:
عبد الحميد بن أبي العشرين الدمشقي أبو سعيد
، كاتب الأوزاعي.
سمع من الأوزاعي فقط، وعنه: أبو الجماهر محمد بن عثمان، وهشام بن عمار، وجنادة بن محمد المري.
وثقه أحمد، وأبو حاتم.
وقال النسائي: ليس بالقوي.
وقال ابن معين: ليس به بأس.
وقال الدارقطني: ثقة.
وقال ابن عدي: يغرب عن الأوزاعي بأحاديث، وهو ممن يكتب حديثه.
وقال أبو حاتم: لم يكن بصاحب حديث، كان كاتب ديوان.
وقال أبو أحمد الحاكم: حديثه في سوق الجنة لا أصل له في حديث أبي هريرة، ولا ابن المسيب، ولا حسان بن عطية، وقد تابعه عليه سويد بن عبد العزيز.
199 -
عبد الرحمن بن بشير، أبو أحمد الدمشقي الشيباني
.
عن: محمد بن إسحاق، وعمار بن إسحاق، وعنه: زهير بن عباد، ودحيم، وسليمان ابن بنت شرحبيل.
وثقه دحيم.
وقال أبو حاتم: منكر الحديث.
200 -
عبد الرحمن بن الحارث الساحلي
.
عن: الزهري، وعمير بن هانئ، ومحمد بن المنكدر، وربيعة الرأي، وغيرهم، وعنه: هشام بن عمار، والحكم بن موسى.
قال أبو حاتم: حديثه مقارب.
201 – ت ق:
عبد الرحمن بن زيد بن أسلم العدوي العمري المدني
مولى عمر رضي الله عنه.
روى عن: أبيه، وصفوان بن سليم، وأبي حازم، وعنه: ابن وهب، والقعنبي، وأبو مصعب، وعبد الأعلى بن حماد، وهشام بن عمار، وعلي بن مسلم الطوسي، وخلق.
وحدث عنه من شيوخه: يونس بن عبيد.
ضعفه أحمد، وغيره.
وهو صاحب حديث: أحلت لنا ميتتان، ودمان يرويه عن أبيه، عن ابن عمر، وعنه إسحاق ابن الطباع بهذا.
قال الشافعي: ذكر لمالك حديث منقطع فقال: اذهب إلى عبد الرحمن بن زيد يحدثك عن أبيه، عن نوح عليه السلام.
وقال البخاري: عبد الرحمن بن زيد ضعفه علي جدا.
قلت: أخواه أقوى منه، وأحسن حالا، عبد الله، وأسامة.
توفي عبد الرحمن سنة اثنتين وثمانين ومائة.
202 -
ق:
عبد الرحمن بن عبد الله بن عمر بن حفص بن عاصم بن عمر بن الخطاب أبو القاسم العمري المدني
، أخو قاسم.
عن: أبيه، وعبيد الله، وسهيل بن أبي صالح، وهشام بن عروة، وعنه: سريج بن يونس، وأبو الربيع الزهراني، ومحمد بن الصباح الجرجرائي، والحسن بن عرفة، وجماعة.
متفق على وهنه، مزق أحمد ما سمع منه.
وقال أبو زرعة: متروك.
وقال أبو داود: ليس بثقة.
قيل: مات في صفر سنة ست وثمانين ومائة.
203 -
م ن:
عبد الرحمن بن عبد الملك بن سعيد بن حيان بن أبجر الهمداني الكوفي
.
عن أبيه، وسفيان الثوري، وعنه: سعيد بن محمد الجرمي، وسريج بن
يونس، والوليد بن شجاع السكوني، وابن مهدي، وجماعة.
وكان عبدا صالحا، أم الناس في الصلاة على الثوري، ما أعلم فيه مغمزا.
مات سنة إحدى وثمانين ومائة.
قال ابن معين: صالح.
وذكره ابن حبان في الثقات.
وأخرج له مسلم حديثين عن أبيه.
204 -
عبد الرحمن بن عثمان بن إبراهيم بن محمد بن حاطب الحاطبي المدني
.
له عن: أبيه عن ابن عمر، وعن عمه، وعنه: سعدوية الواسطي، وأبو معمر القطيعي، وزكريا بن يحيى بن صبيح، وعثمان بن أبي شيبة.
قال أبو حاتم: ضعيف الحديث يهولني كثرة ما يسند.
205 -
عبد الرحمن بن مالك بن مغول البجلي الكوفي
.
عن: أبيه، وهشام بن عروة، والأعمش، ونحوهم، وعنه: أبو إبراهيم الترجماني، وعمرو الناقد، ومحمد بن معاوية بن مالج، بفتح اللام.
قال الدارقطني، وغيره: متروك.
وقال أبو داود: كان يضع الحديث.
وقال أحمد بن حنبل: خرقنا حديثه من دهر.
وقال ابن معين: رأيته، وليس بثقة.
206 -
عبد الرحمن بن القطامي
. بصري.
له عن: أبي المهزم، ومحمد بن زياد الجمحي، وعلي بن جدعان، وعنه: عبد الجبار بن العلاء، وعمر بن شبة، وعبد الرحمن بن معبد، وآخرون.
قال الفلاس: لقيته، وكان كذابا.
وذكره ابن حبان ووهاه، لكن غلط في قوله: روى عن أنس، إنما يروي عن أصحاب أنس.
وأورد ابن عدي له أحاديث، وقال: لعل الضعف فيها من قبل أبي المهزم، وابن جدعان.
207 – 4:
عبد الرحمن بن أبي الرجال
محمد بن عبد الرحمن بن عبد الله بن حارثة بن النعمان بن نفع الأنصاري النجاري المدني.
عن: أبيه، وعمارة بن غزية، وعمر مولى غفرة، ويحيى بن سعيد الأنصاري، ويعقوب بن محمد بن طحلاء، وجماعة، وعنه: أبو نعيم، وقتيبة، وهشام بن عمار، ويحيى الوحاظي، وسويد بن سعيد، والحكم بن موسى وجماعة.
وكان قد نزل بثغر الشام.
وثقه ابن معين، وغيره.
ولينه أبو حاتم قليلا.
208 -
عبد الرحمن بن محمد بن عبيد الله العرزمي
.
عن: أبيه، وجابر الجعفي، وعبد الملك بن أبي سليمان، وجويبر، وغيرهم، وعنه: ابنه محمد، وعلي بن جعفر الأحمر، وعبد الرحمن بن صالح الأزدي، وغيرهم.
قال أبو حاتم: ليس بقوي.
وقال الدارقطني: ضعيف.
209 -
عبد الرحمن بن مسهر أبو الهيثم الكوفي
، قاضي جبل، وهو أخو علي بن مسهر.
روى عن: هشام بن عروة، وعمرو بن شمر، وأشعث بن سوار، وعنه: يحيى بن أيوب العابد، وعبد الله المخرمي، والحسين بن أبي زيد الدباغ، وغيرهم.
قال النسائي: متروك.
وهو الذي ولاه أبو يوسف القاضي قضاء جبل، وأن الرشيد انحدر مرة إلى البصرة، قال عبد الرحمن: فسألت أهل جبل أن يثنوا علي فوعدوني ذلك، فلما قرب إلينا الرشيد، وأبو يوسف معه في الحراقة، فقلت: يا أمير المؤمنين نعم القاضي قاضي جبل، قد عدل وفعل وفعل، وجعلت أثني فعرفني أبو يوسف فضحك، ثم أخبر الرشيد، فضحك حتى فحص برجله، ثم قال: هذا شيخ قليل العقل فاعزله فعزلني، قلت: ومن نقص عقله كونه يحكي هذه الورطة عن نفسه.
قال ابن معين: ليس بشيء.
210 -
عبد الرحمن بن ميسرة
، أبو ميسرة الحضرمي المصري الفقيه من كبار علماء المصريين، وقرائهم.
ولد سنة عشر ومائة، وكان أول من أقرأ بمصر بحرف نافع، وكان من شهود القاضي العمري.
توفي سنة ثمان وثمانين ومائة.
211 – ق:
عبد الرحيم بن زيد بن الحواري العمي البصري أبو زيد
.
روى: عن أبيه، ومالك بن دينار، وعنه: سويد بن سعيد، ويحيى الحماني، والمسيب بن واضح، ومحمد بن يحيى العدني، وجماعة.
قال البخاري: تركوه.
وقال أبو حاتم: ترك حديثه، منكر الحديث، كان يفسد أباه، يحدث عنه بالطامات.
وقال ابن معين: ليس بشيء.
وقال أبو داود: ضعيف.
وقال النسائي: متروك الحديث.
مات سنة أربع وثمانين ومائة.
212 – ع:
عبد الرحيم بن سليمان الرازي أبو علي
، نزيل الكوفة.
عن: عاصم الأحول، وإسماعيل بن أبي خالد، وأشعث بن سوار، وسليمان الأعمش، وطائفة، وعنه: أبو بكر بن أبي شيبة، وأبو كريب، وهناد، وأبو سعيد الأشج، وعدة.
وهو رفيق حفص بن غياث في طلب العلم، وله تصانيف.
وثقه يحيى بن معين، وغيره.
توفي في آخر سنة سبع وثمانين ومائة، ويقال سنة أربع وثمانين.
قال أبو حاتم: صالح الحديث، صنف الكتب.
213 -
عبد الرزاق بن عمر
، أبو بكر الدمشقي.
عن: الزهري، وإسماعيل بن أبي المهاجر، وعنه: حفيده إسحاق بن عقيل، وأبو مسهر، وأبو الجماهر محمد بن عثمان، ويسرة بن صفوان، والحكم بن موسى، وجماعة.
قال البخاري: منكر الحديث.
وقال النسائي: ليس بثقة.
وقال الحسن بن علي: سألت هشيما، عن عبد الرزاق بن عمر فقال: ذهبت كتبه، خرج إلى بيت المقدس فجعل كتبه في خرج جديد، وثيابه في خرج خلق، فجاء اللصوص فأخذوا الخرج الجديد، فذهبت كتبه.
فكان بعد إذا سمع حديثا للزهري قال: هذا مما سمعت.
وروى عباس، عن ابن معين: ليس بشيء.
214 – خ 4:
عبد السلام بن حرب الملائي
كوفي أصله من البصرة.
وكان شريكا لأبي نعيم في بيع الملاء، وكان حافظا معمرا.
روى عن: أيوب السختياني، وإسحاق بن أبي فروة، وعطاء بن السائب، وخالد الحذاء، وطائفة، وعنه: أبو بكر بن أبي شيبة، وهناد، وأبو سعيد الأشج، والحسن بن عرفة، وخلق سواهم.
ومن الكبار: ابن إسحاق، وقيس بن الربيع، وهما أكبر منه.
قال يعقوب بن شيبة: ثقة، وفي حديثه لين.
وقال الترمذي: ثقة حافظ.
قال ابن شيبة: وكان عسرا في الحديث: سمعت ابن المديني يقول: كان يجلس في كل عام مرة مجلسا للعامة، فقلت لعلي: أكثرت عنه؟ قال: نعم، حضرت له مجلس العامة، وقد كنت أستنكر بعض حديثه حتى نظرت في حديث من يكثر عنه فإذا حديثه مقارب عن مغيرة، والناس، وذلك أنه كان عسرا، فكانوا يجمعون غرائبه في موضع، فكنت أنظر إليها مجموعة فاستنكرتها.
قال ابن معين: هو ثقة، والكوفيون يوثقونه.
وقال القواريري: أتيت عبد السلام بن حرب، فقلت: حدثني فإني رجل غريب من البصرة، فقال لي: كأنك تقول جئت من السماء، فلم يحدثني.
وقال غيره: ولد سنة إحدى وتسعين، ومات سنة سبع وثمانين ومائة.
215 -
عبد السلام بن مكلبة الفقيه البيروتي
صاحب الأوزاعي.
روى عن: ابن جريج، والأوزاعي، وأبي أمية الشعباني يحمد، وعنه: الوليد بن مسلم، والوليد بن مزيد، وأبو مسهر، وآخرون.
قال مروان بن محمد: أعلم الناس بحديث الأوزاعي، وفتياه عشرة منهم: عبد السلام بن مكلبة.
216 -
عبد الصمد بن علي بن عبد الله بن العباس بن عبد المطلب
، الأمير أبو محمد الهاشمي.
روى عن: أبيه.
حدث عنه: المهدي، ومات قبله بدهر.
وقد ورد أنه توفي بأسنانه التي ولد بها، وكانت ملتصقة، وكان عظيم الخلق، ضخما، ذا قعدد في النسب، وقد خرج عند موت السفاح مع أخيه عبد الله بن علي، وحارب أبا مسلم، ثم تقلبت به الأيام، وبقي إلى هذا الوقت، وكان الرشيد يحترمه ويجله، لأنه عم جده المنصور.
مولده بالحميمة من أرض البلقاء، وقد ولي إمرة دمشق، ثم ولي إمرة البصرة، فكان في هذا العصر عبد الصمد ولد علي، والفضل بن جعفر بن العباس بن موسى بن عيسى بن محمد ولد علي، وهذا من غريب الاتفاق.
قال ابن عساكر: وحدث عنه إسماعيل ابنه، وعبد الواحد، ويعقوب ابنا جعفر بن سليمان.
قال علي بن معروف القاضي، ومحمد بن عمر بن بهتة، ومحمد بن عبد الله بن بخيت الدقاق، وعثمان بن منتاب، وابن الصلت المجبر: حدثنا إبراهيم بن عبد الصمد بن موسى بن محمد بن إبراهيم الهاشمي، قال: حدثنا أبي، قال: حدثنا عمي إبراهيم بن محمد، عن عبد الصمد بن علي، عن أبيه، عن جده قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أكرموا الشهود، فإن الله يستخرج بهم الحقوق، ويدفع بهم الظلم. أخبرناه القاضي محيي الدين محمد بن إبراهيم الأسدي، وابن عمه أيوب، والتقي بن مؤمن، وابن الفراء، ومحمد بن فضل، وعبد الكريم بن محمد، وبيبرس التركي قالوا: أخبرنا إبراهيم بن عثمان، قال: أخبرنا علي ابن تاج القراء، وابن البطي، ح، وأخبرنا سنقر بن عبد الله، قال: أخبرنا عبد اللطيف بن يوسف، وعبد اللطيف بن محمد، وأنجب الحمامي، وعلي بن أبي الفخار، وابن السباك محمد بن محمد، وابن نغوبا قالوا: أخبرنا ابن البطي.
(ح) وأخبرنا أبو المعالي الزاهد، قال: أخبرنا محمد بن معالي، ومحمد بن أبي القاسم الخطيب، وعمر بن بركة، والأنجب الحمامي، وسعيد بن ياسين، وصفية بنت عبد الجبار قالوا: أخبرنا ابن البطي: قال هو وابن تاج القراء: أخبرنا مالك البانياسي، قال: أخبرنا ابن الصلت، فذكره.
قال العقيلي: الحديث غير محفوظ، انفرد به عبد الصمد، قلت: ولا يروى عنه إلا بهذا الإسناد، وعبد الصمد بن موسى، قال الخطيب: قد ضعفوه.
قال نفطوية: كان عبد الصمد بن علي أقعد أهل دهره نسبا، فبينه وبين عبد مناف كما بين يزيد بن معاوية، وبين عبد مناف.
قال: وكان أسنان عبد الصمد، وأضراسه قطعة واحدة.
وقال أحمد بن كامل القاضي: كان في القعدد يناسب سعيد بن زيد أحد العشرة، وكان عم جده الخليفة الهادي، وعاش بعد الهادي دهرا، وهو أعرق الناس في العمى، فإنه عمي بأخرة، فهو أعمى ابن أعمى ابن أعمى، كان طرح ببيت فيه ريش فطارت ريشة فسقطت في عينه.
قال ثعلب: أخبرني عافية بن شبيب أن عبد الصمد مات بأسنانه التي ولد بها.
وأمه هي كثيرة التي كان عبد الله بن قيس الرقيات يشبب بها في قوله:
عاد له من كثيرة الطرب فعينه بالدموع تنسكب
قال جعفر الفريابي: حدثنا محمد بن سعيد الصالحي، قال: سمعت سيف بن محمد ابن أخت الثوري يقول: مرض خالي سفيان، فعاده عبد الصمد بن علي، وكان سيد بني هاشم، فقال لنا سفيان: لا تأذنوا له، قلنا: لا يمكن ذلك، فحول وجهه إلى الحائط، ودخل فسلم، فلم يرد عليه، وجلس مليا، فقال: يا سيف، كان أبا عبد الله نائم؟ فقلت: أحسب ذاك، أصلحك الله، فقال سفيان: لا تكذب، لست بنائم، فقال عبد الصمد: يا أبا عبد الله، ألك حاجة، قال: نعم، لا تعود إلي ولا تشهد جنازتي، ولا تترحم علي، فخجل عبد الصمد، وخرج، وقال: هممت ألا أخرج إلا ورأسه معي.
قلت: سيف تالف.
مات عبد الصمد بالبصرة سنة خمس وثمانين ومائة، عن ثمانين سنة.
217 -
عبد الصمد بن معقل بن منبه اليماني
.
روى عن عمه وهب، وعن: طاوس، وعكرمة، وعنه: ابناه يحيى، ويونس، وابن أخته إسماعيل بن عبد الكريم، وعبد الرزاق، ومحمد بن خالد الصنعانيون.
قال أحمد بن حنبل: كان قد عمر، وأظنه مات أيام هشيم، وهو ثقة.
وكذا وثقه يحيى بن معين.
قال أحمد بن علي الأبار، وغيره: مات عبد الصمد بن معقل سنة ثلاث وثمانين ومائة.
قال الأبار: وحدثني بعض ولده أنه عاش خمسا وتسعين سنة.
218 – ع:
عبد العزيز بن أبي حازم
، واسم أبيه سلمة بن دينار. الفقيه أبو تمام المدني.
روى: عن أبيه، وزيد بن أسلم، والعلاء بن عبد الرحمن، وسهيل بن أبي صالح، ويزيد بن عبد الله بن الهاد، وهشام بن عروة، وموسى بن عقبة، وعدة، وعنه: الحميدي، وأبو مصعب، وعلي بن حجر، وعمرو الناقد، ويعقوب الدورقي، ويحيى بن أكثم، وخلق سواهم.
وكان إماما كبير الشأن.
قال يحيى بن معين: صدوق.
وقال أحمد بن أبي خيثمة: قيل لمصعب بن عبد الله: ابن أبي حازم ضعيف في حديث أبيه. فقال: أوقد قالوها؟ أما ابن أبي حازم فسمع مع سليمان بن بلال، فلما مات سليمان أوصى إليه بكتبه، فكانت عنده، فقد بال عليها الفأر فذهب بعضها، فكان يقرأ ما استبان ويدع ما لا يعرف منها، أما حديث أبيه فكان يحفظه.
قال أحمد بن حنبل: لم يكن بالمدينة بعد مالك أفقه من عبد العزيز بن أبي حازم.
وقال أبو حاتم: هو أفقه من الدراوردي.
وقال أحمد بن أبي خيثمة: سمعت يحيى بن معين يقول: ابن أبي حازم ليس بثقة في حديث أبيه كذا قال.
قلت: بل هو حجة في أبيه، وغير أبيه.
وقال أحمد بن حنبل: يرون أنه سمع من أبيه، وأما هذه الكتب التي عن غير أبيه فيقولون: إن كتب سليمان بن بلال صارت إليه.
وقال أحمد بن حنبل مرة: لم يكن يعرف بطلب الحديث، إلا كتب أبيه، فيقولون: سمعها.
وقال ابن سعد: ولد سنة سبع ومائة، وتوفي ساجدا في سنة أربع وثمانين ومائة – رحمه الله.
219 – ن:
عبد العزيز بن خالد الترمذي
.
روى عن: أبيه خالد بن زياد، وعن حجاج بن أرطاة، وطلحة بن عمرو المكي، وابن جريج، وأبي حنيفة، وغيرهم، وعنه: أحمد بن يعقوب، وداود بن حماد، والفضل بن مقاتل، ومحمد بن عصمة، ويحيى بن موسى (خت) البلخيون، ومحمد بن عبد العزيز بن أبي رزمة.
قال أبو حاتم: شيخ.
220 – ع:
عبد العزيز بن عبد الصمد العمي البصري أبو عبد الصمد
أحد الثقات الحفاظ.
روى عن: أبي عمران الجوني، ومنصور بن المعتمر، ومطر الوراق، وحصين بن عبد الرحمن، وعنه: أحمد بن حنبل، وإسحاق، والفلاس، وبندار، وزياد بن يحيى الحساني، والحسن بن عرفة، وخلق.
وثقه أحمد بن حنبل، وغيره.
وقال القواريري: حدثنا عبد العزيز العمي، وكان حافظا.
وقال الفلاس: سمعت عبد الرحمن بن مهدي يقول: يوم مات عبد العزيز بن عبد الصمد: ما مات لكم شيخ منذ ثلاثين سنة مثله.
قلت: توفي سنة سبع وثمانين ومائة.
221 – ت:
عبد العزيز بن أبي ثابت عمران المدني الأعرج
.
اتصل بيحيى البرمكي، وروى عن أفلح بن سعيد. وعنه يعقوب بن محمد الزهري، وإبراهيم بن المنذر الحزامي، وأبو حذافة السهمي.
وموته قريب من موت مالك.
قال البخاري: لا يكتب حديثه.
وروى عثمان الدارمي، عن ابن معين: ليس بثقة إنما كان صاحب شِعْر.
وقال النسائي: متروك.
وقال أحمد بن حنبل: لم نكتب عنه.
وقيل: توفي سنة سبع وسبعين ومائة وكأنه خطأ، فإن الحزامي ما كتب إلا بعد هذا الوقت بمدة. وكذا أحمد يقول: لم أكتب عنه، وأحمد فإنما يقول هذا بعد الثمانين ومائة.
222 – ع خ قرنه:
الدراوردي عبد العزيز بن محمد بن عبيد الإمام أبو محمد الجهني مولاهم المدني
، أصله من دراورد، قرية بخراسان فيما قيل، وقال الطبراني: حدثنا أحمد بن رشدين: قال: سمعت أحمد بن صالح يقول: كان الدراوردي من أهل
أصبهان، نزل المدينة، وكان يقول للرجل إذا أراد أن يدخل: أندرون، فلقبه أهل المدينة الدراوردي.
روى عن: صفوان بن سليم، ويزيد بن عبد الله بن الهاد، وأبي طوالة عبد الله بن عبد الرحمن، وثور بن زيد، وأبي حازم، وجعفر بن محمد، وشريك بن أبي نمر، والعلاء بن عبد الرحمن، وعمرو بن أبي عمرو، وسهيل بن أبي صالح، وعدة، وعنه: سفيان، وشعبة، وهما أكبر منه، وإسحاق بن راهوية، وعلي بن خشرم، وأحمد بن عبدة، ويعقوب الدورقي، وأبو حذافة السهمي، وخلق سواهم.
قال معن بن عيسى: يصلح أن يكون أمير المؤمنين.
وقال يحيى بن معين: هو أثبت من فليح بن سليمان.
وقال أبو زرعة: هو سيئ الحفظ.
وقال الفلاس: كان عبد الرحمن بن مهدي يحدث عن الرجل بالحديث، والشيء، لا يحدث بحديثه كله: وأنه حدث عن الدراوردي بحديث.
وقال الأثرم: قيل لأبي عبد الله الدراوردي: يروي عن عبيد الله، عن نافع، عن ابن عمر، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يرخي عمامته من خلفه، فتبسم، وأنكره، وقال: إنما هذا موقوف.
وعن أحمد قال: إذا حدث من حفظه يهم، ليس هو بشيء، وإذا حدث من كتابه فنعم.
وقال أبو حاتم: لا يحتج به.
قلت: أخرج له الأئمة الستة لكن قرنه البخاري بآخر.
مات سنة سبع وثمانين ومائة.
223 -
عبد العزيز بن يعقوب بن أبي سلمة ميمون
، ويعقوب هو الماجشون، أخو يوسف التيمي مولى آل المنكدر.
أحد العلماء بالمدينة.
وهو ابن عم عبد العزيز بن عبد الله الماجشون، يقال: لقب يعقوب بالماجشون لحمرة خديه.
يروي عن: ابن عمر، وعن الأعرج، روى عبد العزيز عن أبيه، ومحمد بن المنكدر، وعنه: أحمد، ومحمود بن خداش، وسريج بن يونس، والزعفراني، وعلي بن هاشم الرازي.
كنيته أبو الأصبغ، بقي إلى حدود سنة تسعين ومائة، ويوسف أخوه أكبر منه، وأشهر، وهو صدوق، مقل.
قال أبو حاتم: لا بأس به.
224 -
عبد الغني بن سمرة الرعيني المصري
، صاحب الشرطة بمصر.
عُمِّر دهرا، وحدث عن عمر بن عبد العزيز، روى عنه سعيد بن عفير، ومات سنة ثلاث وثمانين ومائة.
225 – د ق:
عبد القاهر بن السري أبو رفاعة السلمي البصري
.
عن: أبيه، وحميد الطويل، وعبد الله بن كنانة بن عباس بن مرداس، وغيرهم، وعنه: عيسى البركي، ومحمد بن أبي بكر المقدمي، والفلاس، والجهضمي، وغيرهم.
سئل عنه يحيى بن معين فقال: صالح.
226 – د ت:
عبد القاهر بن شعيب بن الحبحاب البصري
.
عن: أبيه، وابن عون، وهشام بن حسان، وعنه: زيد بن أخزم، ونصر بن علي، ويزيد بن سنان القزاز.
227 – ت ق:
عبد القدوس بن بكر بن خنيس أبو الجهم الكوفي
، أخو خنيس، وزيد.
روى عن: أبيه، وحبيب بن سليم، وحجاج بن أرطاة، وعنه: أحمد بن منيع، وصالح بن الهيثم الواسطي.
وهو قليل الرواية، ما رأيت لأحد فيه كلاما.
228 -
عبد الكريم بن يعفور الجعفي أبو يعفور
، شيخ كوفي من أجلاد الشيعة.
له عن: جابر الجعفي، ومشمرخ، وعنه: قتيبة، وإسحاق بن موسى الأنصاري.
قال أبو حاتم: كان من عتق الشيعة، وكان خزازا.
229 -
عبد المؤمن بن عبد الله بن خالد أبو الحسن العبسي الكوفي
.
عن: داود بن أبي هند، والأعمش، وعنه: قتيبة، وأحمد بن حنبل.
قال أبو حاتم: مجهول.
230 – ت:
عبيد الله بن شميط بن عجلان البصري
.
عن: أبيه، وعمه الأخضر بن عجلان، وأيوب السختياني، وعنه: سليمان بن حرب، وعبدان بن عثمان، ومحمد بن أبي بكر المقدمي، وحميد بن مسعدة، وطائفة.
وثقه ابن معين، وغيره.
يقال: توفي سنة إحدى وثمانين ومائة.
231 – خ م ت ن ق:
عبيد الله بن عبيد الرحمن الأشجعي الكوفي
أحد الأئمة يكنى أبا عبد الرحمن.
روى عن: إسماعيل بن أبي خالد، وهشام بن عروة، والطبقة، وصحب الثوري، فقال: سمعت منه ثلاثين ألف حديث.
قال يحيى بن معين: ما بالكوفة أعلم بسفيان من عبيد الله الأشجعي.
روى عنه: يحيى بن آدم، وهاشم بن القاسم، ويحيى بن معين، وأبو خيثمة، وأبو كريب، وعثمان بن أبي شيبة، ويعقوب الدورقي، وآخرون.
قال قبيصة: لما مات سفيان الثوري قعد الأشجعي موضعه.
قلت: نزل بغداد، ومات سنة اثنتين وثمانين ومائة.
* عبيد الله بن عمرو، شيخ الرقة، قد مر.
232 -
عبيد الله بن مالك الفهري
، أبو الأشعث، قاضي قرطبة في أواخر دولة عبد الرحمن بن معاوية الداخل، وقد ولي أيضا قضاء إشبيلية.
مات في ذي القعدة سنة اثنتين وثمانين.
233 – ت:
عبد ربه بن بارق الحنفي
، ثم اليمامي الكوفي الكوسج.
عن: جده لأمه أبي زميل سماك الحنفي، وعنه: علي ابن المديني، وزياد بن يحيى الحساني، وبشر بن الحكم، والفلاس، ونصر بن علي، وجماعة.
قال أحمد: ما به بأس.
وقال ابن معين: ضعيف.
وقال النسائي: ليس بالقوي.
234 -
عبد ربه بن صالح القرشي الدمشقي
.
عن: مكحول، وعروة بن رويم، ومحمد بن عبد الرحمن صاحب واثلة، وعنه: الوليد بن مسلم، ومروان بن محمد، وسليمان بن عبد الرحمن، وغيرهم.
235 -
عبد ربه بن ميمون
، أبو عبد الملك الأشعري النحاس، قاضي دمشق.
عن: يونس بن ميسرة، والعلاء بن الحارث، وإسماعيل بن عبيد الله بن أبي المهاجر، وزرعة بن إبراهيم، وعدة، وعنه: أبو مسهر، والهيثم بن خارجة، وهشام بن عمار، وسليمان ابن بنت شرحبيل.
وثقه أبو زرعة الدمشقي.
236 – ع:
عبدة بن سليمان أبو محمد الكلابي الكوفي
.
عن: عاصم الأحول، وهشام بن عروة، وإسماعيل بن أبي خالد، وعدة،
وعنه: ابن راهوية، وأبو خيثمة، وأبو كريب، وأبو سعيد الأشج، وآخرون.
قال أحمد بن حنبل: ثقة، ثقة، وزيادة مع صلاح، وشدة فقر، عليه فروة خلقة لا تساوي كبير شيء.
قلت: توفي سنة ثمان وثمانين في ثالث رجب، وصلى عليه محمد بن ربيعة الكلابي.
وقال العجلي: ثقة، صالح، صاحب قرآن، يقرئ.
237 – ت ق:
عبيدة بن الأسود الهمداني الكوفي
.
عن: أبي إسحاق السبيعي، ومجالد بن سعيد، والقاسم بن الوليد الهمداني، وعنه: عثمان بن أبي شيبة، ويوسف بن عدي، وعبد الله بن عمر مشكدانة، وآخرون.
قال أبو حاتم: ما بحديثه بأس.
238 – خ 4:
عبيدة بن حميد بن صهيب أبو عبد الرحمن الكوفي الحذاء النحوي
.
روى عن: الأسود بن قيس، وسعد بن طارق الأشجعي، وعبد العزيز بن رفيع، وعبد الملك بن عمير، ومنصور، والأعمش، وطائفة سواهم، وعنه: سفيان الثوري مع تقدمه، وجلالته، وأحمد بن حنبل، وأحمد بن منيع، والحسن بن الصباح البزار، والحسن بن محمد بن الصباح الزعفراني، وعمرو الناقد، ومحمد بن سعيد ابن غالب العطار، وآخرون.
وثقه أحمد، ويحيى.
وكان حجة، ثبتا، عالما، صاحب حديث، ونحو، وعربية، وقرآن، أدب محمدا الأمين.
قال أحمد: أتيته أنا وابن معين فأملى علينا، ثم كثر عليه الناس حتى غلبونا، وكثر الزحام، ثم قال: وهو أحب إلي من زياد البكائي، وأصلح
حديثا، وقال الأثرم: أحسن أبو عبد الله الثناء على عبيدة، ورفع أمره، وقال: ما أدري ما للناس، وله، كان قليل السقط.
وروى عثمان الدارمي، عن يحيى قال: ما به المسكين بأس، ليس له بخت، عابوه بأنه كان يقعد عند أصحاب الكتب.
وقال عبد الله بن علي ابن المديني، عن أبيه: أحاديثه صحاح، وما رويت عنه شيئا، وضعفه.
وقال في موضع آخر: ما رأيت أصح حديثا منه.
وقال يعقوب بن شيبة: لم يكن من الحفاظ المتقنين.
وقال زكريا الساجي: ليس بالقوي في الحديث.
وقال النسائي: ليس به بأس.
وقال هارون بن حاتم: سألت عبيدة بن حميد: متى ولدت؟ قال: سنة سبع ومائة.
ومات سنة تسعين.
قلت: مات سنة تسعين ومائة، ومولده قبل العشر ومائة.
239 -
عتاب بن أعين
، أبو القاسم الكوفي، سكن الري.
وروى عن: الأعمش، وإسماعيل بن أبي خالد، ومسعر، وأبي العميس، وطائفة، وعنه: جرير بن عبد الحميد، وهو أكبر منه، وهشام بن عبيد الله، وعبد الصمد بن عبد العزيز المقرئ، ومحمد بن حميد، وآخرون.
وثقه أبو حاتم.
ولا شيء له في الكتب.
240 – خ د ت ن:
عتاب بن بشير الأموي
، مولاهم الحراني.
عن: خصيف بن عبد الرحمن، وثابت بن عجلان، وعبيد الله بن أبي زياد القداح، وغيرهم، وعنه: أبو جعفر النفيلي، وإسحاق، وعلي بن حجر، ومحمد بن سلام البيكندي، وأبو نعيم الحلبي، وجماعة.
قال أحمد: أرجو أن لا يكون به بأس، أتى عن خصيف بمناكير أراها من قبل خصيف.
وقال يحيى بن معين: ثقة.
وقال مرة: ضعيف.
وقال عثمان الدارمي: سمعت علي ابن المديني يقول: ضربنا على حديث عتاب بن بشير.
قلت: قواه غير واحد، وفيه شيء.
مات سنة ثمان وثمانين ومائة. وقيل: سنة تسعين.
241 -
عتاب بن محمد بن شوذب البلخي
.
عن: هشام بن عروة، وعاصم الأحول، وأبي حنيفة، وجماعة، وعنه: يحيى بن موسى (خت)، ويونس بن يوسف البلخيان.
ما أعرفه.
242 – ن:
عثمان بن حصن بن علاق القرشي الدمشقي
.
عن: عروة بن رويم، وموسى بن يسار، وثور بن يزيد، وجماعة، وعنه: هشام بن عمار، وعلي بن حجر، والحكم بن موسى، وأبو نعيم الحلبي.
قال أبو زرعة الرازي: لا بأس به.
وقال أبو مسهر: ثقة، من طلبة العلم.
وفي التهذيب قيل: هو عثمان بن حصن بن عبيدة بن علاق، قيل: عثمان بن عبد الرحمن بن علاق، وقيل غير ذلك.
243 – م:
عثمان بن زائدة الكوفي المقرئ
، نزيل الري، يكنى أبا محمد.
عرض القرآن على حمزة. وسمع: الزبير بن عدي، وعطاء بن السائب، وعمارة بن القعقاع.
روى عنه القراءة: عبد الصمد بن عبد العزيز الرازي.
وحدث عنه غير واحد منهم: عيسى بن أبي فاطمة، وأبو الوليد الطيالسي، وإسحاق بن
سليمان، وعيسى بن جعفر القاضي، وموسى بن داود قاضي طرسوس، وغيرهم.
قال أبو حاتم: عثمان بن زائدة من أفاضل المسلمين.
وقال بعض الحفاظ: ما رأينا أورع منه.
وعن ابن عيينة قال: ما جاءنا أحد أفضل من عثمان بن زائدة.
وقال أبو الوليد: ما رأيت رجلا أفضل منه.
وقال العجلي: هو ثقة، رجل صالح.
244 – ت ق:
عثمان بن عبد الرحمن الجمحي البصري
.
عن: محمد بن زياد الجمحي صاحب أبي هريرة، وعن نعيم المجمر، وأيوب، وعدة، وعنه: علي ابن المديني، وأحمد بن عبدة الضبي، وبشر بن الحكم، ونصر بن علي، وجماعة.
قال أبو حاتم: لا يحتج به.
245 – م د ن:
عثمان بن عثمان
، أبو عمرو الغطفاني قاضي البصرة.
عن: زيد بن أسلم، وسليمان بن خربوذ، وعلي بن زيد بن جدعان، وعمر بن نافع العمري، وهشام بن عروة، وعنه: أبو بكر بن أبي شيبة، وعلي ابن المديني، ومحمد بن المثنى، ونصر بن علي الجهضمي، وجماعة.
وكان رجلا صالحا، حسن الحديث، فيه شيء.
قال البخاري: مضطرب الحديث.
وقال العقيلي: في حديثه نظر.
246 -
عثمان بن كنانة الفقيه
، أبو عمرو المدني، مولى آل عثمان رضي الله عنه.
قال يحيى بن بكير: لم يكن في حلقة مالك أضبط ولا أدرس من ابن كنانة، وكان ممن يخصه مالك بالإذن عند اجتماع الناس عليه على بابه.
وقال ابن عبد البر: كان من الفقهاء، وليس له في الحديث ذكر.
قال ابن مفرج القرطبي: توفي سنة ثلاث وثمانين ومائة.
وقال أبو إسحاق الشيرازي: توفي بعد مالك بسنتين أو قال: بسنين. وهو عثمان بن عيسى بن كنانة.
وقال يحيى بن بكير: توفي بمكة بعد مالك بعشر سنين.
247 -
عدي بن أبي عمارة البصري الذارع القسام
.
عن: معاوية بن قرة، وقتادة، وزياد النميري، وعلي بن جدعان، وعنه: ابن المديني، وإبراهيم بن موسى، وابنه.
قال أبو حاتم: ليس به بأس.
248 -
عرابي بن معاوية الحضرمي يكنى أبا زمعة.
روى عن: أبي قبيل المعافري، وعبد الله بن هبيرة، وعنه جماعة من أهل مصر.
مات في ربيع الآخر سنة اثنتين وثمانين ومائة.
249 – ن ق:
عطاء بن مسلم الخفاف
محدث كوفي، سكن حلب.
وروى عن: الأعمش، والمسيب بن رافع، وجعفر بن برقان، ومحمد بن سوقة، وعنه: ابن المبارك، وأبو نعيم الحلبي، ومحمد بن مهران الجمال، وموسى بن أيوب النصيبي، وأبو همام السكوني، وجماعة.
قال أبو حاتم: كان شيخا صالحا يشبه يوسف بن أسباط، يعني في الخير. قال: وكان قد دفن كتبه.
وقال أبو زرعة: كان يهم.
وقال أبو داود: ضعيف.
قلت: مات سنة تسعين ومائة.
250 -
عطوان بن مشكان التميمي الخياط
.
عن مولاته جمرة اليربوعية، ولها صحبة، حدث عنه: يحيى الحماني، وأبو معمر إسماعيل الهذلي، ومعلى بن منصور الرازي، وبكر بن الأسود الكوفي.
قال ابن أبي حاتم: شيخ، ليس بمنكر الحديث.
قلت: وقع لنا حديثه عاليا فيما قرب سنده لأبي القاسم ابن السمرقندي.
251 – ن:
عفان بن سيار الباهلي الجرجاني أبو سعيد قاضي جرجان
.
روى عن: أبي إسحاق، وعنبسة بن الأزهر، وأبي حنيفة، ومسعر بن كدام، وخارجة بن مصعب، وعنه: أحمد بن أبي طيبة الجرجاني، والحسين بن عيسى البسطامي، وعباد بن يعقوب الرواجني، وعبد الجبار بن عاصم النسائي، وغيرهم.
توفي سنة إحدى وثمانين ومائة. قال أبو زرعة الرازي.
وسئل عنه أبو حاتم فقال: شيخ.
252 -
عفيف بن سالم أبو عمرو البجلي
، مولاهم الموصلي الفقيه.
رحل، وطوف، وروى عن: الأوزاعي، وعبد الله بن طاوس، وموسى بن عبيدة، ويونس بن أبي إسحاق، وقرة بن خالد، وفطر بن خليفة، وشعبة، وطائفة، وعنه: إسحاق بن أبي إسرائيل، وحرب بن محمد الطائي، وداود بن رشيد، وعلي بن حجر، ومحمد بن عبد الله بن عمار الموصلي، وسعدان بن نصر.
وثقه أبو حاتم، وغيره.
وقال ابن عمار: كان أحفظ من المعافى بن عمران.
قلت: كان أحد علماء الموصل، مات كهلا سنة ثلاث أو أربع وثمانين، هكذا وجدت تاريخ وفاته، ولم يلحقه علي بن حرب.
وذكره الدارقطني فقال: ربما أخطأ، ولا يترك.
253 -
عقبة بن إسحاق السلولي الكوفي
.
عن: إسماعيل بن أبي خالد، وليث بن أبي سليم، وأبي شراعة، وعنه: إسحاق بن إدريس، وأبو نعيم، وإسحاق بن منصور السلولي. قاله أبو حاتم.
لم يضعف.
254 – ع:
عقبة بن خالد السكوني أبو مسعود الكوفي
.
عن: هشام بن عروة، وإسماعيل بن أبي خالد، وأبي سعد البقال سعيد، وعبيد الله بن عمر، وجماعة، وعنه: أحمد، وإسحاق، وأبو بكر بن أبي شيبة، وابن نمير، وأبو سعيد الأشج.
قال أبو حاتم: لا بأس به.
وقال الترمذي: توفي سنة ثمان وثمانين ومائة.
255 -
عكرمة بن سليمان شيخ القراء بمكة
.
هو عكرمة بن سليمان بن كثير بن عامر مولى آل شيبة العبدري الحجبي المكي المقرئ، أبو القاسم.
قرأ القرآن، وجوده على شبل بن عباد، ومعروف بن مشكان، وإسماعيل بن عبد الله بن قسطنطين، تلا عليه أبو الحسن أحمد بن محمد البزي، وغيره.
256 – د ت:
علي بن ثابت الجزري أبو أحمد
، نزيل بغداد.
عن: جعفر بن برقان، وبكير بن مسمار، وابن عون، وطائفة، وعنه: أحمد بن حنبل، وأبو عبيد، وابن عرفة، وحميد بن الربيع، والحسين بن الحسن المروزي.
وقال أحمد: ثقة صدوق، قال: وكان من أخف الناس روحا يضحك الإنسان، يحدث ببعض الحديث ثم يقطعه، ويجيء بآخر.
وقال ابن معين: ثقة.
وقال الأزدي: ضعيف.
257 –
الكسائي: علي بن حمزة بن عبد الله بن بهمن بن فيروز
، مولى بني أسد، أبو الحسن الأسدي الكوفي الكسائي، شيخ القراء والنحاة.
نزل بغداد، وأدب الرشيد، ثم ولده الأمين. قرأ القرآن على حمزة الزيات أربع مرات، وقرأ أيضا على محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى عرضا.
وروى عن: جعفر الصادق، والأعمش، وسليمان بن أرقم، وأبي بكر بن عياش، وتلا أيضا على عيسى بن عمر الهمداني.
واختار لنفسه قراءة صارت إحدى القراءات السبع، وتعلم النحو على كبر سنه، وخرج إلى البصرة، وجالس الخليل فقال له: من أين أخذت؟ قال: ببوادي الحجاز، ونجد، وتهامة. فخرج الكسائي إلى أرض الحجاز، وغاب مدة، ثم قدم وقد أنفد خمس عشرة قنينة حبر في الكتابة عن العرب سوى ما حفظ في قلبه، ورجع والخليل قد مات، وجلس يونس بعده، فمرت بين الكسائي وبين يونس مسائل أقر له فيها يونس.
قال عبد الرحيم بن موسى: سألته لم سميت الكسائي؟ قال: لأني أحرمت في كساء.
وقال الشافعي: من أراد أن يتبحر في النحو فهو عيال على الكسائي.
قال أبو بكر ابن الأنباري: اجتمع في الكسائي أمور: كان أعلم الناس بالنحو، وواحدهم في الغريب، وكان أوحد الناس في القرآن، وكانوا يكثرون عليه حتى لا يضبط عليهم، فكان يجمعهم، ويجلس على كرسي، ويتلو القرآن من أوله إلى آخره، وهم يسمعون، ويضبطون عنه حتى المقاطع والمبادئ.
قال إسحاق بن إبراهيم: سمعت الكسائي يقرأ القرآن على الناس مرتين، وعن خلف بن هشام قال: كنت أحضر بين يدي الكسائي، وهو يقرأ على الناس، وينقطون مصاحفهم على قراءته.
قلت: وتلا على الكسائي أبو عمر الدوري، وأبو الحارث الليث بن خالد، ونصير بن يوسف الرازي، وقتيبة بن مهران الأصبهاني، وأبو جعفر أحمد بن
أبي سريج، وأحمد بن جبير الأنطاكي، وأبو حمدون الطيب بن إسماعيل، وأبو موسى عيسى بن سليمان الشيزري.
وروى عنه: أبو عبيد القاسم بن سلام، ويحيى الفراء، وخلف البزار، وعدة.
قال خلف: أولمت وليمة فدعوت الكسائي، واليزيدي، فقال اليزيدي: يا أبا الحسن، أمور تبلغنا عنك ننكر بعضها، فقال الكسائي: أومثلي يخاطب بهذا؟ وهل مع العالم إلا فضل بصاقي في العربية، ثم بصق، فسكت اليزيدي.
وللكسائي كتب مصنفة، منها: كتاب معاني القرآن، ومختصر النحو، وكتاب في القراءات، وكتاب النوادر الكبير، وتصانيف أخر.
وقيل: إنما عرف بالكسائي؛ لأنه أيام قراءته على حمزة كان يلتف في كساء، فلقبه أصحاب حمزة بالكسائي.
أبو العباس بن مسروق: حدثنا سلمة بن عاصم قال: قال الكسائي: صليت بهارون الرشيد، فأعجبتني قراءتي فغلطت في آية ما أخطأ فيها صبي قط أردت أن أقول لعلهم يرجعون [آل عمران] فقلت يرجعين فوالله ما اجترأ الرشيد أن يقول أخطأت، لكنه لما سلم قال: أي لغة هذه؟ قلت: يا أمير المؤمنين قد يعثر الجواد، قال: أما هذا فنعم.
وعن سلمة: سمعت الفراء يقول: سمعت الكسائي يقول: ربما سبقني لساني باللحن فلا يمكنني أن أرد لساني.
وذكر ابن الدورقي قال: اجتمع الكسائي واليزيدي عند الرشيد، فحضرت العشاء فقدموا الكسائي، فأرتج عليه قراءة قل يا أيها الكافرون فقال اليزيدي: قراءة هذه السورة ترتج على قارئ أهل الكوفة! قال: فحضرت صلاة فقدموا اليزيدي فأرتج عليه في الحمد فلما سلم قال:
احفظ لسانك لا تقول فتبتلى إن البلاء موكل بالمنطق
وعن خلف قال: كان الكسائي يقرأ لنا على المنبر، فقرأ يوما: أنا أكثرَ منك مالا. فسألوه عن العلة فثرت في وجوههم، فمحوه من كتبهم، ثم قال لي: يا خلف، يكون أحد من بعدي يسلم من اللحن؟
قال الفراء: ناظرت الكسائي يوما وزدت، فكأني كنت طائرا يشرب من بحر.
وعن الفراء قال: إنما تعلم الكسائي النحو على كبر؛ لأنه جاء إلى قوم وقد أعيا، فقال: قد عييت، فقالوا له: تجالسنا، وأنت تلحن؟ قال: وكيف؟ قالوا: إن أردت من التعب فقل أعييت، وإن أردت انقطاع الحيلة في الأمر فقل عييت، فأنف من هذا، وقام وسأل عمن يعلم النحو، فأرشد إلى معاذ الهراء، فلزمه حتى أنفد ما عنده، ثم خرج إلى الخليل.
قلت: وقد كانت للكسائي عند الرشيد منزلة رفيعة، وسار معه إلى الري، فمرض، ومات بقرية رنبوية، فلما اعتل تمثل، فقال.
قدر أحلك ذا النخيل وقد رأى وأبي ومالك ذو النخيل بدار ألا كداركم بذي بقر الحمى هيهات ذو بقر من المزدار
ومات معه محمد بن الحسن الفقيه، فقال الرشيد لما رجع إلى العراق: دفنت الفقه والنحو برنبوية.
وقال نصير بن يوسف: دخلت على الكسائي في مرض موته فأنشأ يقول: قدر أحلك، وذكر البيتين، فقلت: كلا، ويمتع الله الجميع بك، فقال: لئن قلت ذاك لقد كنت أقرئ في مسجد دمشق، فأغفيت في المحراب، فرأيت النبي صلى الله عليه وسلم داخلا من باب المسجد، فقام إليه رجل، فقال: بحرف من نقرأ؟ فأومأ إلي.
قال الدوري: توفي الكسائي بقرية أرنبوية، وكذا سماها أحمد بن جبير، وزاد فقال: في سنة تسع وثمانين ومائة، وكذا أرخه جماعة.
فقيل إنه عاش سبعين سنة.
وفي وفاته أقوال واهية، سنة إحدى وثمانين، وسنة اثنتين، وسنة ثلاث، وسنة خمس وثمانين، وقيل: سنة ثلاث وتسعين، والأول أصح.
258 -
علي بن زياد التونسي الفقيه
. أبو الحسن العبسي، شيخ المغرب.
أصله من بلاد العجم، ومولده بأطرابلس، وكان إماما ثقة متعبدا، بارعا في العلم، رحل، وسمع من: سفيان الثوري، ومالك، والليث، وطبقتهم، وسمع قبل أن يرحل من قاضي إفريقية خالد بن أبي عمران، فهو أكبر شيخ له.
وصنف في الفقه كتابا سماه خيرا من زنته، يشتمل على البيوع والأنكحة.
قال أسد بن الفرات: كان علي بن زياد من أكابر أصحاب مالك.
روى عنه: بهلول بن راشد، وشجرة التونسي، وسحنون، وأسد بن الفرات.
وسنذكر في الطبقة الآتية، إن شاء الله، علي بن زياد الإسكندري.
259 -
علي بن عبيد الله بن محمد بن عمر بن علي بن أبي طالب
الهاشمي العلوي المدني الطبيب.
قال أبو حاتم الرازي: سمعت داود بن عبد الله الجعفري يقول: قال لي علي بن عبيد الله بن محمد، وكان أبصر الناس في الطب، وذكر حكاية.
260 – ن ق:
علي بن غراب أبو الحسن
، ويقال أبو الوليد الفزاري الكوفي القاضي.
روى عن: إسماعيل بن أبي خالد، وأحوص بن حكيم، وهشام بن عروة، وعمر مولى غفرة، وعنه: أحمد بن حنبل، وزياد بن أيوب، والحسين بن الحسن المروزي، ومحمد بن عبد الله بن عمار، وعدة.
قال ابن معين: صدوق.
وضعفه أبو داود.
وقال ابن حبان: كان غاليا في التشيع، كثير الخطأ.
وقال الجوزجاني: ساقط.
وقال الدارقطني: ثقة.
عبد الله بن أحمد بن حنبل: حدثنا علي بن الحسن أبو الشعثاء، قال: حدثنا علي بن غراب، عن صالح بن حيان، عن ابن بريدة، عن أبيه: نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يسمى كلب وكليب.
قال العقيلي: لا يتابع عليه.
قلت: توفي سنة أربع وثمانين ومائة.
قال أحمد: سمعت منه مجلسا.
261 – ت:
علي بن مجاهد الكندي الكابلي الرازي
.
عن: ابن إسحاق، وموسى بن عبيدة، ومسعر، وجماعة، وعنه: أحمد بن حنبل، وزياد بن أيوب، ومحمد بن حميد الرازي، وجماعة.
وولي قضاء الري.
رماه بالكذب يحيى بن الضريس، ومحمد بن مهران الجمال.
ووثقه ابن حبان، فالله أعلم.
262 – ع:
علي بن مسهر أبو الحسن القرشي مولاهم الكوفي الحافظ
، قاضي الموصل وهو أخو عبد الرحمن قاضي جبل.
روى عن: إسماعيل بن أبي خالد، وداود بن أبي هند، وعاصم الأحول، وزكريا بن أبي زائدة، وأبي مالك الأشجعي، وخلق من هذه الطبقة، وعنه: بشر بن آدم، وسويد بن سعيد، وابنا أبي شيبة، وعلي بن حجر، وهناد بن السري، وآخرون.
قال أحمد: هو أثبت من أبي معاوية في الحديث.
وقال أحمد بن عبد الله العجلي: كان ممن جمع الفقه، والحديث، ثقة.
وروى عباس عن ابن معين: كان ثبتا.
وولي قضاء أرمينية، فلما قدمها اشتكى عينه، فجعل يختلف إليه متطبب، فقال قاض كان بأرمينية للكحال: أكحله بما يذهب عينه حتى أعطيك مالا ففعل، فذهبت عينه، فرجع علي بن مسهر إلى الكوفة أعمى.
وقال ابن نمير: دفن علي بن مسهر كتبه.
قلت: توفي سنة تسع وثمانين ومائة.
263 – ع:
علي بن نصر بن علي بن صهبان
، أبو الحسن الجهضمي البصري والد الحافظ نصر بن علي.
روى عن: حمزة الزيات، وقرة بن خالد، وهشام الدستوائي، وشعبة، والخليل بن أحمد، وعدة، وعنه: ولده، وأبو نعيم، ومعلى بن أسد.
خرج الستة عن ولده نصر، عن أبيه.
وقد روى القراءات عن: أبي عمرو بن العلاء، وأبان بن يزيد العطار، وهارون بن موسى، وشبل بن عباد.
حمل عنه ولده نصر بن علي، وكان من كبار أصحاب الخليل بن أحمد في العربية، وكان صديقا لسيبوية.
مات سنة سبع وثمانين ومائة، وهو في عشر السبعين.
264 – م 4:
علي بن هاشم ابن البريد
، أبو الحسن القرشي، مولاهم الخزاز الكوفي.
عن: هشام بن عروة، والأعمش، وإسماعيل بن أبي خالد، وابن أبي ليلى، وطبقتهم، وعنه: أحمد بن حنبل، وابن أبي شيبة، وأخوه عثمان، وأحمد بن منيع، والحسن بن حماد سجادة، وعبد الله مشكدانة، وجماعة.
وثقه ابن معين، وغيره.
وكان شيعيا بغيضا.
قال أبو داود: ثبت يتشيع.
وقال أحمد بن حنبل: سمعت منه مجلسا واحدا.
وقال ابن حبان: روى المناكير عن المشاهير.
قلت: مات سنة إحدى وثمانين ومائة.
265 – م ت ق:
عمار بن محمد
، أبو اليقظان الثوري أخو سيف، كوفي سكن بغداد.
وروى عن: الصلت بن قويد، ومنصور بن المعتمر، وليث، والأعمش، وعنه: أحمد بن حنبل، وعمرو الناقد، وزياد بن أيوب، والحسن بن عرفة، ومحمد بن حاتم المؤدب.
قال ابن عرفة: كان لا يضحك، وكنا لا نشك أنه من الأبدال.
وقال أبو حاتم، وغيره: ليس به بأس.
وقال علي بن حجر: كان ثبتا، حجة.
وروي عن سفيان الثوري قال: إن نجا أحد من أهل بيتي فعمار.
وقال ابن حبان: كان ممن فحش خلافه، وكثر وهمه حتى استحق الترك.
قلت: هو ابن أخت سفيان، وقع لنا من عواليه في جزء ابن عرفة.
مات في المحرم سنة اثنتين وثمانين ومائة.
266 – م د ن ق:
عمر بن أيوب العبدي الموصلي أبو حفص
.
عن: جعفر بن برقان، وابن أبي ليلى، وأفلح بن حميد، وإبراهيم بن نافع المكي، وعنه: أحمد بن حنبل، وداود بن رشيد، وأبو سعيد الأشج، وأيوب الوزان، وعلي بن حرب، وجماعة.
قال يحيى بن معين: ثقة مأمون.
وقال محمد بن عبد الله بن عمار: ما رأيته يذكر الدنيا، وكان من أشد الناس حياء.
وذكره أحمد بن حنبل فقال: كانت له هيئة، وجعل يطريه.
قيل: مات سنة ثمان وثمانين ومائة.
267 – ن:
عمر بن أبي خليفة حجاج بن عتاب العبدي البصري أبو حفص
.
عن: أبيه، ومحمد بن زياد الجمحي، وأبي غالب حزور، وعلي بن زيد، وعدة، وعنه: خليفة بن خياط، وعمرو بن علي، وابن مثنى، وبندار، ويعقوب الدورقي، وجماعة.
قال أبو حاتم: صالح الحديث.
وقال العقيلي: منكر الحديث.
روى عن: هشام بن حسان، عن ابن سيرين، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم: آخر كلام في القدر لشرار أمتي.
ويروى من وجه آخر لين أيضا.
توفي سنة تسع، وثمانين.
268 – ق:
عمر بن الدرفس الغساني الدمشقي
.
من رؤساء البلد، عن: عبد الرحمن بن أبي قسيمة، وزرعة بن إبراهيم، وعنه: ابنه الوليد، والوليد بن مسلم، وأبو مسهر، وهشام، وابن بنت شرحبيل، وغيرهم.
قال أبو حاتم: صالح ما في حديثه إنكار.
• - عمر بن عبد الرحمن الأبار، يأتي بكنيته.
269 – ع:
عمر بن عبيد الطنافسي الكوفي الحافظ أخو يعلى
، ومحمد، وإبراهيم، وهو أسن إخوته.
روى عن: آدم بن علي، ومنصور، وسماك، وعبد الملك بن عمير، وجماعة، وعنه: أخواه يعلى، وإبراهيم، وأحمد بن حنبل، وإسحاق، وزياد بن أيوب، والحسن بن عرفة، وجماعة.
وثق.
وقال أبو حاتم: محله الصدق.
قلت: توفي سنة خمس وثمانين ومائة، وهو أكبر شيخ لقيه محمد بن عبد الله بن نمير.
270 -
عمر بن عبيد الخزاز أبو حفص البصري السابري
بياع الخمر.
نزل مكة، وجاوز، وحدث عن سهيل بن أبي صالح، وعنه: أبو عبد الرحمن المقرئ، والحميدي، وغيرهما.
ضعفه أبو حاتم.
وقال العقيلي: في حديثه اضطراب.
271 – ع:
عمر بن علي بن عطاء بن مقدم أبو حفص المقدمي
، مولى بني ثقيف.
بصري حافظ، وهو والد محمد، وعاصم، وعم محمد بن أبي بكر الحافظ.
روى عن: إسماعيل بن أبي خالد، وهشام بن عروة، وأبي حازم الأعرج، وخالد الحذاء، وطبقتهم، وعنه: أحمد بن عبدة، وأحمد بن المقدام، وخليفة بن خياط، وحفص الربالي، وبندار، وعمرو الفلاس، وطائفة.
قال ابن معين: ما به بأس.
وقال ابن سعد: ثقة كان يدلس تدليسا شديدا، يقول: سمعت، وحدثنا، ثم يسكت ساعة، ثم يقول: هشام بن عروة، الأعمش.
قلت: قد احتمل تدليسه الناس، واحتجوا به في الكتب الستة، مع أن أبا حاتم قال: لا يحتج به.
توفي في جمادى الأولى سنة تسعين ومائة.
272 -
عمرو بن جميع
، أبو المنذر قاضي حلوان.
عن: ليث بن أبي سليم، والأعمش، وجويبر، وابن جريج، وعنه: الحكم
ابن سليمان، وسريج بن يونس، والربيع بن ثعلب، وأبو إبراهيم الترجماني، وآخرون.
متفق على تركه.
قال يحيى بن معين: كان كذابا خبيثا.
وقال ابن عدي: يتهم بوضع الحديث.
273 -
عمرو بن صالح بن المختار الزهري الفقيه قاضي رامهرمز
.
سمع: أبا مالك الأشجعي، وعبيد الله بن عمر، وعنه: محمد بن المثنى، وإسماعيل بن عبد الله بن زرارة.
وثقه يحيى بن معين.
274 -
عمرو بن قاسم بن حبيب أبو علي التمار الكوفي
.
منكر الحديث.
روى عن: منصور، ويزيد بن أبي زياد، وعنه: إسماعيل بن موسى الفزاري، ومحمد بن مروان، وعباد بن يعقوب الرواجني، وآخرون.
ضعفه ابن عدي.
275 -
عمرو بن قيس بن بشير الكوفي
.
عن أبيه، وعنه: أبو نعيم، وإبراهيم بن موسى الفراء، ومحمد بن مهران الجمال، وأبو سعيد الأشج.
وثقه أبو حاتم.
وقال ابن معين: لا شيء.
276 – ق:
عمرو بن النعمان بن جبلة الباهلي البصري
.
عن: علي بن الحزور، وعبيد الله بن أبي زياد، وسليمان التيمي، وجماعة،
وعنه: زيد بن الحباب، وعيسى بن إبراهيم البركي، وحميد بن مسعدة، وأحمد بن عبدة.
قال أبو حاتم: صدوق لا بأس به.
277 -
ت ق:
عمران بن محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى
.
عن والده، وعنه: ابنه محمد، وعثمان بن أبي شيبة، وسهل بن عثمان.
ذكره ابن حبان في الثقات.
278 -
ن:
عنبسة بن الأزهر
، أبو يحيى الشيباني الكوفي، قاضي جرجان والري.
روى عن سلمة بن كهيل، ومحارب بن دثار، وسماك بن حرب، وعنه أحمد بن أبي طيبة، وعفان بن سيار، وهشام بن عبيد الله الرازي، وسفيان بن وكيع.
قال أبو داود: لا بأس به.
وقال أبو حاتم: لا يحتج به ويكتب حديثه.
279 – د:
عنبسة بن عبد الواحد بن أمية
بن عبد الله بن سعيد بن العاص أبو خالد الأموي الكوفي الأعور.
عن: عبد الملك بن عمير، وبيان بن بشر، وهشام بن عروة، وطائفة، وعنه: سريج بن يونس، وعبد الله بن عمر بن أبان، وأبو عبيد، القاسم، وإبراهيم بن موسى الرازي، وأبو همام السكوني.
وثقه أبو حاتم، وغيره.
280 -
عويد بن أبي عمران الجوني
.
روى عن أبيه، وعنه: أحمد بن أيوب بن راشد، ومحمد بن المثنى، ونصر الجهضمي.
قال ابن معين: ليس بشيء.
وقال أبو زرعة: ضعيف الحديث.
وقال النسائي: متروك الحديث.
281 -
عيسى بن حنيفة
، أبو عمرو الكندي.
عن: مالك بن دينار، ومحمد بن واسع، ويزيد الرقاشي، وفرقد السبخي، وحميد الطويل، وعنه: الحسين بن عمرو العنقزي، وأبو سعيد الأشج.
ذكره أبو حاتم، وما تكلم فيه، وكأن محله الصدق.
282 -
عيسى بن سوادة بن الجعد النخعي الكوفي
نزيل الري.
عن: الزهري، ومحمد بن المنكدر، وعمرو بن دينار، وليث بن أبي سليم، وجماعة.
وعنه: هشام بن عبيد الله، وزنيج، وأبو سعيد الأشج، وعمرو بن رافع، ويوسف بن واقد، وآخرون.
ضعفه أبو حاتم.
283 – ق:
غنجار، عيسى بن موسى أبو أحمد البخاري
الأزرق الحافظ؛ ولقبوه غنجارا لحمرة وجهه.
سمع: أبا حمزة السكري، وسفيان الثوري، وعيسى بن عبيد الكندي، وورقاء بن عمر، وخلقا، وعنه: بحير بن النضر، ومحمد بن أمية الساوي، ومحمد بن سلام البيكندي، وإسحاق بن حمزة البخاري، وآخرون.
قال الحاكم: هو إمام عصره، طلب العلم على كبر السن ورحل، وهو في نفسه صدوق، تتبعت رواياته عن الثقات فوجدتها مستقيمة.
قال: وروى عن أكثر من مائة شيخ من المجهولين.
قلت: في صحيح البخاري في أول بدء الخلق عقيب حديث: كان الله ولا شيء غيره.
وروى عيسى، عن رقبة، عن قيس بن مسلم، عن طارق: سمعت عمر، كذا في الصحيح، وقد سقط بين عيسى وبين رقبة
رجل، وهو أبو حمزة السكري، وبهذا الإسناد نسخة عند غنجار، ولم يلق رقبة.
مات غنجار في آخر سنة ست وثمانين ومائة، وله نسخة عند ابن طبرزد ليست بالعالية.
وقال الدارقطني: عيسى غنجار لا شيء.
284 – ع:
عيسى بن يونس بن أبي إسحاق عمرو بن عبد الله السبيعي
أبو عمرو الكوفي الحافظ أحد الأئمة الأعلام وشيخ الإسلام.
نزل الثغر بالحدث مرابطا في سبيل الله، وهو أصغر من أخيه إسرائيل.
رأى جده، وسمع: أباه، وهشام بن عروة، وحسينا المعلم، وإسماعيل بن أبي خالد، والأعمش، والجريري، ومجالدا، وزكريا بن أبي زائدة، وعمر بن سعيد بن أبي حسين، وعمر مولى غفرة، وخلقا سواهم، وعنه: حماد بن سلمة أحد شيوخه، وإسحاق بن راهوية، وأحمد، وإبراهيم بن موسى الفراء، وأبو بكر بن أبي شيبة، وسفيان بن وكيع، وعلي بن حجر، وعلي بن خشرم، ونصر بن علي، والحسن بن عرفة، وأمم.
سئل عنه ابن المديني فقال: بخ بخ، ثقة مأمون.
وقال يعقوب السدوسي: حدثنا إبراهيم بن هاشم: سمعت بشر بن الحارث يقول: كان عيسى بن يونس يعجبه خطي، ويأخذ القرطاس فيقرأه، فكتبت من نسخة قوم شيئا كان ليس من حديثه، فكأنهم لما رأوا إكرامه لي أدخلوا عليه أحاديث فجعل يقرأ علي، ويضرب على تلك الأحاديث، فغمني ذلك، فقال: لا يغمك، لو كان واوا ما قدروا أن يدخلوها علي.
وقال أحمد بن داود الحداني: سمعت عيسى بن يونس يقول: لم يكن في أسناني أحد أبصر بالنحو مني، فدخلني منه نخوة فتركته.
قال أحمد بن حنبل: الذي كنا نخبر أن عيسى بن يونس كان سنة في الغزو، وسنة في الحج، وقد قدم بغداد في شيء من أمر الحصون، فأمر له بمال، فأبى أن يقبله.
وقال أحمد بن جناب: غزا عيسى بن يونس خمسا وأربعين غزوة، وحج خمسا وأربعين حجة.
وقال جعفر البرمكي: ما رأيت في القراء مثل عيسى بن يونس، فذكر أنه عرض عليه مائة ألف درهم فقال: والله لا يتحدث أهل العلم أني أكلت للسنة ثمنا.
قال الوليد بن مسلم: ما أبالي من خالفني في الأوزاعي، ما خلا عيسى بن يونس، فإني رأيت أخذه أخذا محكما.
وقال ابن معين: رأيت عيسى بن يونس، وعليه قباء محشو، وخفان أحمران، يعني أنه كان بزي الأجناد.
قال الوليد بن مسلم: أفضل من بقي من علماء العرب أبو إسحاق الفزاري، وعيسى بن يونس، ومخلد بن الحسين.
وقال محمد بن عبيد الطنافسي: يا أصحاب الحديث، ألا تكونون مثل عيسى بن يونس كان إذا جاء إلى الأعمش ينظرون إلى هديه وسمته.
قال وكيع وذكر عيسى: ذاك رجل قد قهر العلم.
وقال أبو زرعة: حافظ.
وقال محمد بن عبد الله بن عمار: حجة، هو أثبت من أخيه إسرائيل.
وقال ابن سعد: ثقة ثبت.
وسئل أحمد بن حنبل عن عيسى بن يونس فقال: عيسى يسأل عنه؟.
قال محمد بن المنذر الكندي: إن المأمون جاء إلى عيسى بن يونس فسمع منه، فأعطاه عشرة آلاف درهم فردها، وقال: ولا شربة ماء على حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم.
قال أحمد بن جناب: مات عيسى سنة سبع وثمانين ومائة، وكذا ورخه سليمان بن عمر الرقي، وعلي بن بحر، وعبد الله بن جعفر.
وقال محمد بن مصفى: مات في نصف شعبان سنة ثمان وثمانين ومائة، وفيها أرخه المدائني، ومحمد بن المثنى، وأبو داود.
وقال ابن سعد، وغيره: مات سنة إحدى وتسعين ومائة.
285 – ن:
غسان بن مضر الأزدي النمري البصري المكفوف أبو مضر
.
عن: أبي مسلمة سعيد بن يزيد ليس إلا، وعنه: أحمد، وشباب، والفلاس، ومحمد بن المثنى، ونصر بن علي، وعدة.
قال: أحمد: ثقة، ثقة.
وقال: كان شيخا عسرا.
وقال أبو حاتم: لا بأس به، صالح الحديث.
قيل: مات سنة أربع وثمانين ومائة.
خرج له النسائي الصلاة في النعلين.
286 – د ق:
الفرج بن سعد أبو روح المأربي
.
عن: عمه ثابت، وعن خالد بن عمرو بن سعيد الأشدق، وعنه: محبوب بن موسى الفراء، والحميدي، وغيرهما.
287 -
فضالة بن حصين الضبي
، أبو معاوية شيخ بصري.
له عن: حميد الطويل، ويزيد بن نعامة، ويونس بن عبيد، وعنه: نعيم بن حماد، ومحمد بن أبي بكر المقدمي، وإبراهيم بن موسى.
قال أبو حاتم: مضطرب الحديث، وكذا قال البخاري.
288 -
الفضل بن عثمان
، أبو محمد المرادي الكوفي الصيرفي.
عن: الزهري، وأبي الزبير، وعنه: أبو كريب، ومحمد بن عبيد المحاربي.
ما يكاد يعرف.
289 – ع:
فضيل بن سليمان النميري أبو سليمان البصري
.
روى عن: أبي حازم الأعرج، وعمرو بن أبي عمرو، وموسى بن عقبة، وخثيم بن عراك، وطبقتهم، وعنه: علي ابن المديني، وخليفة بن خياط، وأحمد بن عبدة، وأحمد بن المقدام، ونصر الجهضمي، والفلاس، ومحمد بن موسى الحرشي، وآخرون.
قال أبو حاتم: ليس بالقوي.
وقال ابن معين: ليس بثقة.
رواه عباس الدوري، عنه.
وقال أبو زرعة: لين.
وقال النسائي: بصري، ليس بالقوي.
قلت: قد احتج به الجماعة.
مات سنة إحدى أو اثنتين وثمانين، وقيل سنة ست وثمانين ومائة.
290 – خ م د ت ن:
فضيل بن عياض بن مسعود
الأستاذ الإمام شيخ الإسلام، أبو علي التميمي ثم اليربوعي المروزي الزاهد.
عن: منصور، وبيان بن بشر، وأبان بن أبي عياش، وحصين بن عبد الرحمن، ويزيد بن أبي زياد، وعطاء بن السائب، وعبيد الله بن عمر، وهشام بن حسان، وصفوان بن سليم، وأبي هارون العبدي، والأعمش، وعنه: سفيان الثوري، وهو أكبر منه، وابن عيينة، وابن المبارك، ويحيى القطان، وحسين الجعفي، وابن مهدي، والشافعي، ومسدد، وقتيبة، ويحيى بن يحيى، وبشر الحافي، والقعنبي، ويحيى بن أيوب، وأحمد بن المقدام العجلي، وخلق سواهم.
وكان إماما، ثقة، حجة، زاهدا، عابدا، ربانيا، صمدانيا، كبير الشأن.
قال ابن سعد: ولد الفضيل بخراسان بكورة أبيورد، وقدم الكوفة وهو كبير، فسمع من منصور، وغيره: ثم تعبد، ونزل مكة، وكان ثقة نبيلا، فاضلا، عابدا، كثير الحديث.
وقال إبراهيم بن الأشعث، وغيره: سمعنا فضيلا يقول: ولدت بسمرقند.
وقال أبو عبد الرحمن السلمي: أخبرنا أبو بكر محمد بن جعفر، قال: حدثنا الحسن بن عبد العزيز العسكري، كذا قال، وصوابه ابن عبد الله العسكري، قال: حدثنا ابن أخي أبي زرعة، قال: حدثنا محمد بن إسحاق بن راهوية، قال: حدثنا أبو عمار، عن الفضل بن موسى قال: كان الفضيل بن عياض شاطرا يقطع الطريق بين أبيورد، وسرخس، وكان سبب توبته أنه عشق جارية، فبينا هو يرتقي الجدران إليها سمع رجلا يتلو ألم يأن للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله وما نزل من الحق، فقال: يا رب قد آن فرجع، فآواه الليل إلى خربة، فإذا فيها رفقة، فقال بعضهم: نرتحل؟، وقال قوم: حتى نصبح، فإن فضيلا على الطريق يقطع علينا، فبات الفضيل، وأمنهم، وجاور بالحرم حتى مات.
إبراهيم بن الليث النخشبي: حدثنا علي بن خشرم، قال: أخبرني رجل من جيران الفضيل من أبيورد قال: كان الفضيل يقطع الطريق وحده، فبينا هو ذات ليلة، وقد انتهت إليه القافلة، فقال بعضهم: اعدلوا بنا إلى هذه القرية، فإن الفضيل يقطع الطريق، فسمع ذلك فأرعد، فقال: يا قوم جوزوا، والله لأجتهدن أن لا أعصي الله.
وجاء نحوها من وجه آخر فيه ابن جهضم، وهو ساقط.
وفي الجملة فالشرك أعظم من كل إفك، وقد أسلم خلق صاروا أفضل هذه الأمة، نسأل الله أن يأخذ بنواصينا إلى طاعته، فإن قلوب العباد بيده يصرفها كيف يشاء.
قال ابن عيينة والعجلي وغيرهما: فضيل ثقة.
وقال أبو حاتم: صدوق.
وقال إبراهيم بن شماس: قال ابن المبارك: ما بقي على ظهر الأرض عندي أفضل من الفضيل بن عياض.
وقال أحمد بن عباد التميمي المروزي: سمعت النضر بن شميل، قال: سمعت هارون الرشيد يقول: ما رأيت في العلماء أهيب من مالك، ولا أورع من الفضيل.
وقال إبراهيم بن سعيد: قال لي المأمون: قال لي الرشيد: ما رأت عيناي مثل فضيل بن عياض، دخلت عليه فقال لي: يا أمير المؤمنين، فرغ قلبك للحزن والخوف حتى يسكناه، فيقطعاك عن المعاصي ويباعداك من النار.
عن ابن أبي عمر العدني قال: ما رأيت بعد الفضيل أعبد من وكيع.
وعن شريك قال: إن فضيل بن عياض حجة لأهل زمانه.
وقال الهيثم بن جميل نحوه.
قال إبراهيم بن الأشعث: رأيت سفيان بن عيينة يقبل يد الفضيل بن عياض مرتين.
وقال مردوية الصائغ: قال لي ابن المبارك: إن الفضيل صدق الله فأجرى الحكمة على لسانه، وهو ممن نفعه الله بعلمه.
وقال مردوية: وقال لي رباح بن خالد: إن ابن المبارك قال له: إذا نظرت إلى فضيل بن عياض جدد لي الحزن، ومقت نفسي. ثم بكى.
وعن ابن المبارك قال: إذا مات الفضيل ارتفع الحزن.
وقال أبو بكر الصوفي: سمعت وكيعا يقول يوم مات الفضيل: ذهب الحزن اليوم من الأرض.
وقال يحيى بن أيوب: دخلت مع زافر بن سليمان على الفضيل بن عياض بالكوفة فإذا الفضيل، وشيخ معه فدخل زافر، وأقعدني على الباب، قال زافر: فجعل الفضيل ينظر إلي، ثم قال: يا أبا سليمان هؤلاء
المحدثون يعجبهم قرب الإسناد، ألا أخبرك بإسناد لا شك فيه: رسول الله صلى الله عليه وسلم، عن جبريل، عن الله تعالى: نارا وقودها الناس والحجارة عليها ملائكة غلاظ شداد فأنا وأنت يا أبا سليمان من الناس.
قال: ثم غشي عليه، وعلى الشيخ، وجعل زافر ينظر إليهما، ثم تحرج الفضيل فقمنا، والشيخ مغشي عليه.
إبراهيم بن الأشعث: كنا إذا خرجنا مع الفضيل في جنازة لا يزال يعظ ويذكر ويبكي لكأنه مودع أصحابه، ذاهب إلى الآخرة، حتى يبلغ المقابر، فيجلس فلكأنه بين الموتى في الحزن والبكاء.
قال سهل بن راهوية: قلت لسفيان بن عيينة: ألا ترى إلى أبي علي، يعني فضيلا لا تكاد تجف له دمعة، فقال سفيان: إذا قرح القلب نديت العينان، ثم تنهد سفيان.
قال عبد الصمد مردوية الصائغ: سمعت الفضيل يقول: إذا علم الله من رجل أنه مبغض لصاحب بدعة رجوت أن يغفر الله له وإن قل عمله.
وقال: إن الله يزوي عن عبده الدنيا، ويمررها عليه، مرة بجوع، ومرة بعري، كما تصنع الوالدة بولدها، مرة صبرا، ومرة حضضا، ومرة مرا، وإنما تريد بذلك ما هو خير له.
وفي المجالسة للدينوري: حدثنا يحيى بن المختار: سمعت بشر بن الحارث يقول: كنت بمكة مع الفضيل بن عياض، فجلس معنا إلى نصف الليل ثم قام يطوف إلى الصبح، فقلت: يا أبا علي، ألا تنام؟ قال: ويحك، وهل أحد يسمع بذكر النار تطيب نفسه أن ينام.
وقال الأصمعي: نظر الفضيل بن عياض إلى رجل يشكو إلى رجل فقال: تشكو من يرحمك إلى من لا يرحمك.
وقيل سئل الفضيل: متى يبلغ المرء غاية حب الله؟ قال: إذا كان عطاؤه إياك ومنعه سواء.
وعنه قال: ترك العمل من أجل الناس رياء، والعمل من أجل الناس شرك، والإخلاص أن تعافى منهما.
وقال يونس بن محمد المكي: قال فضيل لرجل: لأعلمنك كلمة خير لك من الدنيا وما فيها، والله لئن علم الله منك إخراج الآدميين من قلبك حتى لا يبقى في قلبك مكان لغيره، ثم تسأله شيئا إلا أعطاك.
وعن فضيل قال: ما أدري ما أنا، أكذاب أو مراء.
وروى على بن عثام: قال الفضيل: ما دخلت على أحد إلا خفت أن أتصنع له، أو يتصنع لي.
قال أحمد بن أبي الحواري: حدثنا محمد بن إسحاق قال: أتينا الفضيل بن عياض نسمع منه، قال: لقد تعوذت بالله من شركم، قلنا: ولم يا أبا علي؟ قال: أكره أن تزينوا لي وأتزين لكم.
قال ابن أبي الحواري، وحدثنا أبو عبد الله الأنطاكي قال: اجتمع فضيل والثوري فتذاكروا فرق سفيان وبكى، ثم قال لفضيل: أرجو أن يكون هذا المجلس علينا رحمة، وبركة، فقال له الفضيل: لكني يا أبا عبد الله أخاف أن يكون أضر علينا من غيره، ألست تخلصت إلى أحسن حديثك، وتخلصت أنا إلى أحسن حديثي، فتزينت لي، وتزينت لك، فبكى سفيان، وقال: أحييتني أحياك الله.
وقال الفيض بن إسحاق: قال لي الفضيل: لو قيل لك يا مرائي غضبت، وشق عليك، وعسى ما قيل لك حق، تزينت للدنيا، وتصنعت لها، وقصرت ثيابك، وحسنت سمتك، وكففت أذاك حتى يقولوا: أبو يزيد عابد، ما أحسن سمته، فيكرمونك، وينظرونك، ويهدون إليك مثل الدرهم الستوق، لا يعرفه كل أحد، فإذا قشروا، قشروا عن نحاس، ويحك، ما تدري في أي الأصناف تدعى غدا.
ابن مسروق: سمعت السري بن المغلس، يقول: سمعت الفضيل بن عياض يقول: من خاف الله لم يضره شيء، ومن خاف غير الله لم ينفعه أحد.
الفيض بن يزيد الرقي: سمعت الفضيل، وسئل: ما الخلاص؟ قال: أخبرني من أطاع الله هل تضره معصية أحد؟ قال: لا. قال: فمن يعصي الله تنفعه طاعة أحد؟ قال: لا، قال: هذا الخلاص.
إبراهيم بن الأشعث: سمعت الفضيل يقول: بلغني أن العلماء فيما مضى
كانوا إذا تعلموا عملوا، وإذا عملوا شغلوا، وإذا شغلوا فقدوا، وإذا فقدوا طلبوا، وإذا طلبوا هربوا.
قال مردوية: سمعت الفضيل يقول: رحم الله امرأ أخمل ذكره، وبكى على خطيئته قبل أن يرتهن بعمله.
وقال الفيض بن إسحاق: قال الفضيل: أخلاق الدنيا والآخرة أن تصل من قطعك، وتعطي من حرمك، وتعفو عمن ظلمك، وعنه قال: ما أجد راحة ولا لذة إلا إذا خلوت.
وعنه قال: كفى بالله محبا، وبالقرآن مؤنسا، وبالموت واعظا، اتخذ الله صاحبا، ودع الناس جانبا، كفى بخشية الله علما، وبالاغترار جهلا، رهبة المرء من الله على قدر علمه بالله، وزهادته في الدنيا على قدر شوقه إلى الجنة.
قال إبراهيم بن الأشعث خادم الفضيل: سمعت الفضيل يقول: لو أن الدنيا عرضت علي حلالا أحاسب عليها لكنت أتقذرها كما يتقذر أحدكم الجيفة.
وسمعته يقول: من ساء خلقه شان دينه، وحسبه، ومروءته.
وقال: لن يهلك عبد حتى يؤثر شهوته على دينه، خصلتان تقسيان القلب: كثرة الكلام، وكثرة الأكل، أكذب الناس العائد في ذنبه، وأجهل الناس المدل بحسناته، وأعلم الناس بالله أخوفهم منه.
وعنه قال: أمس مثل، واليوم عمل، وغدا أمل.
قال فيض بن إسحاق الرقي: قال الفضيل: ما يسرني أن أعرف الأمر حق معرفته إذا لطاش عقلي.
إبراهيم بن الأشعث: سمعت الفضيل وقال له رجل: كيف أمسيت، وكيف حالك؟ قال له: عن أي حال تسأل؟ عن حال الدنيا أو حال الآخرة؟ أما الدنيا فإنها مالت بنا وذهبت كل مذهب، والآخرة فكيف ترى حال من كثرت ذنوبه، وضعف عمله، وفني عمره، ولم يتزود لمعاده.
الفيض بن إسحاق، سمعت الفضيل يقول: إذا أراد الله أن يتحف العبد سلط عليه من يظلمه.
الأصمعي: قال الفضيل: إذا قيل لك: أتخاف الله؟ فاسكت، فإنك إن
قلت لا، أتيت بأمر عظيم، وإن قلت: نعم، فالخائف لا يكون على ما أنت عليه.
وعن الفضيل: يا مسكين، أنت مسيء وترى أنك محسن، وأنت جاهل وترى أنك عالم، وأنت بخيل وترى أنك كريم، وأنت أحمق وترى أنك عاقل، وأجلك قصير، وأملك طويل، قلت: صدق والله، وأنت ظالم وترى أنك مظلوم، وأنت فاسق وترى أنك عدل، وأنت آكل للحرام وترى أنك متورع.
محرز بن عون: أتيت الفضيل، فسلمت عليه، فقال: وأنت أيضا مع أصحاب الحديث، ما فعل القرآن؟، والله لو نزل حرف باليمن لكان ينبغي أن تذهب حتى تسمعه، والله لأن تكون راعي الحمير وأنت طائع خير لك من أن تطوف بالبيت وأنت عاص.
إسحاق بن إبراهيم الطبري: سمعت الفضيل يقول: لو طلبت مني الدنانير كان أيسر من أن تطلب مني الأحاديث، فقلت: لو حدثتني بأحاديث كان أحب إلي من عدتها دنانير.
قال: إنك مفتون: أما والله لو عملت بما سمعت لكان لك في ذلك شغل عما لم تسمع، سمعت سليمان بن مهران يقول: إذا كان بين يديك طعام فتأخذ اللقمة فترمي بها خلف ظهرك، فمتى تشبع؟.
عباس الدوري: حدثنا محمد بن عبد الله الأنباري: سمعت فضيلا يقول: لما قدم هارون الرشيد إلى مكة، قعد في الحجر هو وولده وقوم من الهاشميين وأحضروا المشايخ، فبعثوا إلي فأردت أن لا أذهب، فاستشرت جاري فقال: اذهب لعله يريد أن تحدثه أو تعظه، فدخلت المسجد فلما صرت إلى الحجر قلت لأدناهم إلي: أيكم أمير المؤمنين؟ فأشار لي إليه، فقلت: السلام عليك يا أمير المؤمنين ورحمة الله وبركاته، فرد علي وقال: اقعد، ثم قال: إنما دعوناك لتحدثنا بشيء وتعظنا، قال: فأقبلت عليه، فقلت: يا حسن الوجه حساب الخلق كلهم عليك، قال: فجعل يبكي، ويشهق، فرددت عليه وهو يبكي حتى جاء الخادم فحملوني وأخرجوني، وقالوا: اذهب بسلام.
وقال محرز بن عون: كنت عند الفضيل، وأتى هارون، ويحيى بن خالد، وولده جعفر، فقال له يحيى: هذا أمير المؤمنين يا أبا علي يسلم عليك، قال: أيكم هو؟ قالوا: هذا، قال: يا حسن الوجه لقد طوقت أمرا عظيما وكررها، ثم قال: حدثني عبيد المكتب، عن مجاهد في قوله وتقطعت بهم الأسباب قال: الأوصال التي كانت في الدنيا، وأومأ بيده إليهم.
قال مردوية: سمعت الفضيل يقول: لو كانت لي دعوة مستجابة ما صيرتها إلا في الإمام، لو صيرتها في نفسي لم تجزني، ومتى صيرتها في الإمام فإصلاحه إصلاح العباد والبلاد، وعنه قال: لو كان دخولي على الخليفة كل يوم لكلمته في علماء السوء، أقول: يا أمير المؤمنين لا بد للناس من راع، ولا بد للراعي من عالم يشاوره، ولا بد له من قاض ينظر في أحكام المسلمين، وإذا كان لا بد من هذين فلا يأتيك عالم ولا قاض إلا على حمار بإكاف، فبالحري أن يؤدوا إلى الراعي النصيحة، يا أمير المؤمنين متى تطمع العلماء والقضاة أن يؤدوا إليك النصيحة، ومركب أحدهم بكذا وكذا.
قال فضيل بن عبد الوهاب: سمعت الفضيل بمكة يقول لهم: لا تؤذوني ما خرجت إليكم حتى بلت نحوا من ستين مرة.
قال محمد بن زنبور المكي، وغيره: احتبس بول الفضيل، فرفع يديه، وقال: اللهم بحبي لك إلا ما أطلقته، فما برحنا حتى بال.
قال عبد الله بن خبيق: قال الفضيل: تباعد من القراء، فإنهم إن أحبوك مدحوك بما ليس فيك، وإن غضبوا شهدوا عليك وقبل منهم.
قال قطبة بن العلاء: سمعت الفضيل يقول: آفة القراء العجب.
قال إبراهيم بن الأشعث: سمعت الفضيل يقول: أكذب الناس العائد في ذنبه، وأجهل الناس المدل بحسناته، وأعلم الناس أخوفهم من الله.
قال مردوية: سمعت الفضيل يقول: إذا علم الله من رجل أنه مبغض لصاحب بدعة رجوت أن يغفر الله له، وإن قل عمله، من جلس مع مبتدع لم يعط الحكمة.
قال المفضل الجندي: حدثنا إسحاق بن إبراهيم الطبري قال: ما رأيت أحدا كان أخوف على نفسه، ولا أرجى للناس من الفضيل، كانت قراءته حزينة، شهية، بطيئة، مترسلة، كأنه يخاطب إنسانا، إذا مر بآية فيها ذكر الجنة تردد فيها وسأل، وكانت صلاته بالليل أكثر ذلك قاعدا، يلقى له حصير، فيصلي من أول الليل ساعة، ثم تغلبه عينه، فيتكئ قليلا ثم يقوم، فإذا غلبه النوم نام ثم يقوم، هكذا حتى يصبح، وكان دأبه إذا نعس أن ينام، وكان شديد الهيبة للحديث إذا حدث، وكان يثقل عليه الحديث جدا.
وعن فضيل قال: لو خيرت بين أن أبعث فأدخل الجنة، وبين أن لا أبعث لاخترت أن لا أبعث.
قال أبو الشيخ: حدثنا أبو يحيى الرازي، قال: حدثنا محمد بن علي بن شقيق، قال: حدثنا أبو إسحاق قال: قال الفضيل بن عياض: لو خيرت بين أن أكون كلبا، ولا أرى يوم القيامة لاخترت ذلك.
إبراهيم بن الأشعث: سمعت الفضيل يقول:
من أحب أن يذكر لم يذكر، ومن كره أن يذكر ذكر.
إسحاق الطبري، سمعت الفضيل يقول: الخوف أفضل من الرجاء ما دام الرجل صحيحا، فإذا نزل به الموت، فالرجاء أفضل.
وقال: من استوحش من الوحدة، وأنس بالناس لم يسلم من الرياء.
وقال الفيض: سمعته يقول: لا حج ولا جهاد أشد من حبس اللسان، وليس أحد أشد غما ممن سجن لسانه.
قلت: للفضيل ترجمة في تاريخ دمشق، وفي الحلية، وكان يعيش من صلة ابن المبارك ونحوه من الإخوان، ويمتنع من جوائز السلطان.
وعن هشام بن عمار قال: توفي الفضيل رحمه الله يوم عاشوراء سنة سبع وثمانين ومائة.
وفيها أرخه علي ابن المديني، وجماعة.
وعن رجل قال: كنا جلوسا مع فضيل بن عياض، فقلنا له: كم سنك؟ فقال:
بلغت الثمانين أو جزتها فماذا أؤمل أو أنتظر علتني السنون فأبلينني فدق العظام وكل البصر
291 -
فضيل بن عياض الصدفي المصري، من طبقة الأعمش، وإنما ذكرته هنا للتمييز.
حدث عن: أبي سلمة بن عبد الرحمن، روى عنه: حيوة بن شريح، وعبد الله بن لهيعة، وغيرهما.
292 – ن:
قدامة بن شهاب المازني البصري
.
عن: برد بن سنان، ويحيى البكاء، وأم داود الوابشية التي رأت عليا رضي الله عنه، وعن جماعة، وعنه: محمد بن عبد الملك بن أبي الشوارب، ويوسف بن موسى، والحسن بن عرفة، وآخرون.
قال أبو زرعة: ليس به بأس.
293 – د ت ن:
قران بن تمام الأسدي الكوفي
.
حدث عن: سهيل بن أبي صالح، وهشام بن عروة، وموسى بن عبيدة، وجماعة، وعنه: أحمد بن حنبل، وأحمد بن منيع، وعلي بن حجر، وسعيد بن محمد الجرمي، والحسن بن عرفة.
وثقه أحمد، وكان يبيع الدواب.
توفي سنة إحدى وثمانين ومائة.
294 -
كثير بن مروان الفهري
.
عن: إبراهيم بن أبي عبلة، والحسن بن عمارة، وعنه: النفيلي، وأحمد بن حنبل، والحسن بن عرفة، ويعقوب الدورقي.
كذبه يحيى بن معين، وقال مرة: ليس بشيء.
295 -
الليث بن عاصم بن العلاء الخولاني المصري
.
عن: الحسن بن ثوبان، وعنه: ابن وهب، وعبد الرحمن بن أبي السمح.
مات سنة اثنتين وثمانين ومائة.
296 -
الليث بن نصر بن سيار أبو هشام الكناني
، أمير بخارى.
سمع: عبد الله بن عون، وابن إسحاق، وسعيد بن أبي عروبة، وعنه: عمرو بن مصعب، وغيره.
وكان صدوقا.
297 – ق:
الماضي بن محمد أبو مسعود الغافقي المصري
.
عن: ليث بن أبي سليم، وهشام بن عروة، وجويبر بن سعيد، روى عنه ابن وهب وحده، وكان وراقا ينسخ المصاحف.
قال ابن عدي: هو منكر الحديث.
قال ابن يونس: مات سنة ثلاث وثمانين ومائة.
* مبارك بن سحيم / قد تقدم، وكونه هنا أولى.
298 – ن:
مبشر بن عبد الله بن رزين أبو بكر القهندزي النيسابوري
.
أخو عمر، ومسعود وكان مبشر أكبرهم، ولم يرحل من نيسابور، روى عن: حجاج بن أرطاة، وابن إسحاق، وإبراهيم بن طهمان، وسفيان بن حسين، وعنه: أخوه عمر، وعلي بن سلمة اللبقي، وعلي بن الحسن الذهلي، وقال: ثقة، وبشر بن الحكم.
مات سنة تسع وثمانين ومائة.
299 – ت:
محبوب بن محرز التميمي الكوفي القواريري
.
عن: داود بن يزيد الأودي، وأسامة بن زيد، وكامل أبي العلاء، وجماعة، وعنه: سريج بن يونس، ومحمد بن عبد الله بن نمير، وأبو سعيد الأشج، وابن عرفة، وغيرهم.
قال أبو حاتم: يكتب حديثه.
وقال الدارقطني: ضعيف.
300 – خ:
محمد بن إبراهيم بن دينار المدني
، مولى جهينة، أبو عبد الله الفقيه، صاحب مالك.
روى عن: يزيد بن أبي عبيد الأكوعي، وموسى بن عقبة، وابن أبي ذئب، وعدة، وعنه: ابن وهب، ويعقوب بن محمد الزهري، وذؤيب بن عمامة، وأبو مصعب، وآخرون.
قال أشهب: ما رأيت في أصحاب مالك أفقه من ابن دينار.
وقال ابن معين: ثقة.
وقال القاضي عياض: توفي سنة اثنتين وثمانين ومائة.
وقال ابن عبد البر: كان مفتي أهل المدينة مع مالك.
قلت: روى له البخاري حديثا واحدا.
301 -
محمد ابن الإمام إبراهيم بن محمد بن علي بن عبد الله بن عباس العباسي الأمير.
ولي دمشق للمهدي، وللرشيد، وولي مكة، والموسم، وكان كبير القدر، معظما.
روى عن: جعفر بن محمد، وعن المنصور، وعنه: ابنه موسى، وحفيده عبد الصمد بن موسى الهاشمي، وغيرهما، وهو صاحب حديث: أكرموا الشهود.
مات ببغداد سنة خمس وثمانين ومائة، وله: ثلاث وستون سنة.
302 – ن:
محمد ابن القاضي أبي شيبة إبراهيم بن عثمان العبسي الكوفي
.
عن: أبيه، والأعمش، ومحمد بن عمرو بن علقمة، وعنه: ابناه الحافظان أبو بكر، وعثمان، ويزيد بن هارون.
وولي قضاء بعض مملكة فارس، وتوفي هناك وقد جاوز سبعين سنة، في سنة اثنتين وثمانين ومائة.
وثقه يحيى بن معين.
له حديث ينفرد بروايته في ذكر الموت.
303 – ق:
محمد بن إبراهيم بن المطلب بن السائب بن أبي وداعة السهمي المدني أبو عبد الله
.
عن: زهرة بن عبد الرحمن، وعبد الله بن موسى التيمي، وأبيه، وعنه: ابن أخته إبراهيم بن المنذر، وعبد الرحمن بن شيبة الحزاميان.
• - محمد بن إسحاق هو ابن محصن، يأتي.
304 – د:
محمد بن أنس الكوفي
نزيل الدينور.
عن: حصين بن عبد الرحمن، وسهيل بن أبي صالح، والأعمش، وعنه: علي بن بحر، وإبراهيم بن موسى الفراء.
وثقه أبو زرعة.
305 -
محمد بن الحجاج بن يوسف الدمشقي
.
عن: ربيعة بن يزيد، وإسماعيل بن عبيد الله، ويونس بن ميسرة، والتابعين، وعنه: بقية، والهيثم بن خارجة، وسليمان بن عبد الرحمن.
قال أبو حاتم: شيخ.
306 -
محمد بن الحسن بن فرقد الشيباني مولاهم الكوفي
الفقيه العلامة، مفتي العراقين، أبو عبد الله، أحد الأعلام.
قيل: أصله من حرستا من غوطة دمشق، ومولده بواسط، ثم إنه نشأ بالكوفة.
سمع أبا حنيفة، وأخذ عنه بعض كتب الفقه، وسمع: مسعرا، ومالك بن مغول، والأوزاعي، ومالك بن أنس، ولزم القاضي أبا يوسف، وتفقه به، أخذ عنه: الشافعي، وأبو عبيد، وهشام بن عبيد الله، وعلي بن مسلم الطوسي،
وعمرو بن أبي عمرو الحراني، وأحمد بن حفص البخاري، وخلق سواهم.
وقد أفردت له ترجمة حسنة في جزء.
قال ابن سعد: أصله من الجزيرة، وسكن أبوه الشام، ثم قدم واسطا فولد له بها محمد في سنة اثنتين وثلاثين ومائة، وسمع الكثير، ونظر في الرأي، وغلب عليه، وسكن بغداد، واختلف الناس إليه فسمعوا منه.
وقال آخر: ولي محمد بن الحسن القضاء للرشيد بعد القاضي أبي يوسف، وكان إماما مجتهدا من الأذكياء الفصحاء.
قال أبو عبيد: ما رأيت أعلم بكتاب الله منه.
وقال الشافعي: لو أشاء أن أقول: نزل القرآن بلغة محمد بن الحسن لقلت لفصاحته، وقد حملت عنه وقر بختي كتبا.
وعن الشافعي قال: ما ناظرت سمينا أذكى من محمد، وناظرته مرة فاشتدت مناظرتي له، فجعلت أوداجه تنتفخ، وأزراره تتقطع زرا زرا.
قال الشافعي: قال محمد بن الحسن: أقمت عند مالك ثلاث سنين وكسرا، وسمعت من لفظه سبعمائة حديث.
وقال يحيى بن معين: كتبت الجامع الصغير عن محمد بن الحسن.
وقال: إبراهيم الحربي: قلت لأحمد بن حنبل: من أين لك هذه المسائل الدقاق؟ قال: من كتب محمد بن الحسن.
وقال عمرو بن أبي عمرو الحراني: قال محمد بن الحسن: خلف أبي ثلاثين ألف درهم، فأنفقت على النحو والشعر خمسة عشر ألفا، وأنفقت على الحديث والفقه خمسة عشر ألفا.
وقال ابن عدي في كامله: سمع محمد الموطأ من مالك.
وقال إسماعيل بن حماد: قال محمد بن الحسن: بلغني أن داود الطائي كان يسأل عني وعن حالي، ويقول: إن عاش فسيكون له شأن.
وعن الشافعي قال: ما ناظرت أحدا إلا تمعر وجهه، ما خلا محمد بن الحسن.
قال أحمد بن أبي سريج: سمعت الشافعي يقول: أنفقت على كتب محمد بن الحسن ستين دينارا، ثم تدبرتها فوضعت إلى جنب كل مسألة حديثا.
وقال محمد بن الحسن فيما سمعه منه محمد بن سماعة: هذا الكتاب، يعني كتاب الحيل ليس من كتبنا، إنما ألقي فيها.
قال أحمد بن أبي عمران: إنما وضعه إسماعيل بن حماد بن أبي حنيفة.
الطحاوي: حدثنا يونس قال: قال الشافعي: كان محمد بن الحسن إذا قعد للمناظرة والفقه أقعد معه حكما بينه وبين من يناظره، فيقول لهذا: زدت، ولهذا: نقصت.
أبو حازم القاضي، عن بكر بن محمد العمي، عن محمد بن سماعة قال: كان سبب مخالطة محمد بن الحسن السلطان أن أبا يوسف القاضي شوور في رجل يولى قضاء الرقة، فقال: يصلح محمد بن الحسن، فأشخصوه، فلما قدم جاء إلى أبي يوسف، فدخل به على يحيى بن خالد، فولوه قضاء الرقة.
قلت: قد احتج بمحمد أبو عبد الله الشافعي.
وقال الدارقطني: لا يستحق محمد عندي الترك.
وقال النسائي: حديثه ضعيف، يعني من قبل حفظه.
وقال حنبل: سمعت أحمد بن حنبل يقول: كان أبو يوسف منصفا في الحديث، وأما محمد فكان مخالفا للأثر، يعني يخالف الأحاديث، ويأخذ بعموم القرآن.
وقد كان رحمه الله تعالى آية في الذكاء، ذا عقل تام، وسؤدد، وكثرة تلاوة للقرآن، فحكى أحمد بن أبي عمران قاضي مصر، عن بعض أصحاب محمد بن الحسن: أن محمدا كان حزبه في كل يوم وليلة ثلث القرآن.
وقال أبو حازم القاضي: سمعت بكرا العمي يقول: إنما أخذ ابن سماعة، وعيسى بن أبان حسن الصلاة من محمد بن الحسن.
وقال علي بن معبد: حدثني الرجل الرازي الذي مات محمد بن الحسن في بيته قال: حضرته وهو يموت فبكى، فقلت له: أتبكي مع العلم؟ فقال لي:
أرأيت إن أوقفني الله تعالى، وقال: يا محمد ما أقدمك الري؟ ألجهاد في سبيلي؟ أم لابتغاء مرضاتي؟ ماذا أقول؟
وقال أحمد بن محمد بن أبي رجاء: سمعت أبي يقول: رأيت محمد بن الحسن في النوم، فقلت: إلى ما صرت؟ قال: غفر لي، قلت: بم؟ قال: قيل لي لم نجعل هذا العلم فيك وإلا نحن نغفر لك.
قلت: توفي إلى رضوان الله في سنة تسع وثمانين ومائة.
307 -
محمد بن الحجاج اللخمي الواسطي
.
حدث ببغداد عن: عبد الملك بن عمير، ومجالد، وعنه: يحيى بن أيوب، وسريج بن يونس.
قال الدارقطني: كذاب.
وقال ابن عدي: هو وضع حديث الهريسة.
وقال البخاري: منكر الحديث.
قلت: مات سنة إحدى وثمانين ومائة.
308 – ت:
محمد بن حمران
، أبو عبد الله القيسي البصري.
عن: داود بن أبي هند، وخالد الحذاء، والجريري، وعنه: حميد بن مسعدة، وخليفة بن خياط، ونصر بن علي، والقواريري.
قال أبو حاتم: صالح.
وقال أبو زرعة: محله الصدق.
وقال النسائي: ليس بالقوي.
309 -
محمد بن زائدة أبو هشام التميمي
.
عن: ليث بن أبي سليم، ورقبة بن مصقلة، وداود بن يزيد، وعنه: أبو سعيد الأشج، وإسحاق بن موسى الخطمي.
310 – ت ن ق:
محمد بن سليمان ابن الأصبهاني
، أبو علي، الكوفي عم محمد بن سعيد ابن الأصبهاني.
روى عن: أبيه، وسهيل بن أبي صالح، وعطاء بن السائب، وأبي إسحاق الشيباني، وطائفة، وعنه: ابنا أبي شيبة، وقتيبة بن سعيد، ومحمد بن الصباح الجرجرائي، ويحيى بن يحيى، ولوين، وآخرون.
قال أبو حاتم: لا يحتج به.
وقال ابن عدي: هو قليل الحديث أخطأ في غير شيء.
قلت: مات سنة إحدى وثمانين.
311 -
محمد بن سعدان بن عبد الله بن حيان القرشي العامري
.
عن: أبيه، ويزيد بن أبي عبيد، وابن عجلان، وعنه: معن بن عيسى، والحميدي، وإبراهيم بن المنذر الحزامي، وآخرون.
قال أبو حاتم: شيخ.
312 -
محمد بن سليمان بن مسمول المخزومي المكي
.
عن: نافع، وحزام بن هشام، وجعفر بن محمد بن عباد، وعنه: محمد بن القاسم سحيم، وأبو جعفر النفيلي، ومحمد بن عباد المكي، وآخرون.
ضعفه أبو حاتم، وقال: الحميدي يتكلم فيه.
313 -
محمد بن سليم القرشي البلخي ثم المكي.
عن: الضحاك، وابن أبي مليكة، وقتادة.
عمر دهرا.
روى عنه: وكيع، وأبو عاصم، ومحمد بن عيسى ابن الطباع، ومنصور بن أبي مزاحم، وإبراهيم بن موسى الفراء.
وكان ابن عيينة يكرمه.
وروى الكوسج عن ابن معين توثيقه.
وقال أبو حاتم: صالح الحديث.
314 -
محمد بن سهل الأسدي الكوفي المقعد
.
عن: عاصم ابن بهدلة، وأبي حصين الأسدي، وعنه: علي بن حمزة الكسائي، ومنجاب بن الحارث، وغيرهما.
315 – خ م ت ن ق:
محمد بن سواء بن عنبر السدوسي أبو الخطاب البصري المكفوف
.
روى عن: حسين المعلم، وسعيد بن أبي عروبة، وابن عون، وطبقتهم، وأكثر عن سعيد.
روى عنه: ابن أخيه محمد بن ثعلبة، وإسحاق بن راهوية، وأحمد بن المقدام، وخليفة، وأبو حفص الفلاس، وجماعة.
وكان ثقة، نبيلا، صاحب حديث.
ورخ موته الفلاس سنة سبع وثمانين ومائة.
316 -
ابن السماك هو محمد بن صبيح أبو العباس العجلي، مولاهم الكوفي الواعظ الزاهد، أحد الأعيان.
سمع هشام بن عروة، وسليمان الأعمش، ويزيد بن أبي زياد، ونحوهم، وعنه: يحيى بن يحيى، وأحمد بن حنبل، ويحيى بن أيوب المقابري، ومحمد بن عبد الله بن نمير، وآخرون.
وقال ابن نمير: كان صدوقا.
قال الخطيب: قدم بغداد فمكث فيها مدة ثم رجع.
وعنه قال: كم من شيء إذا لم ينفع لم يضر، ولكن العلم إذا لم ينفع ضر.
وعن مغيرة بن شعيب قال: حضرت يحيى بن خالد البرمكي يقول لابن السماك: إذا دخلت على أمير المؤمنين فأوجز، ولا تكثر عليه، قال: فلما دخل عليه قال: يا أمير المؤمنين إن لك بين يدي الله مقاما، وإن لك من مقامك
منصرفا فانظر إلى أين منصرفك، إلى الجنة أم إلى النار، فبكى الرشيد حتى كاد أن يموت.
وقال عبد الله بن صالح العجلي: سمعت ابن السماك يقول: كتب إلي رجل من إخواني من أهل بغداد: صف لي الدنيا، فكتبت إليه: أما بعد، فإنه حفها بالشهوات، وملأها بالآفات، ومزج حلالها بالمؤونات، وحرامها بالتبعات، حلالها حساب، وحرامها عذاب، والسلام.
وعنه قال: همة العاقل في النجاة، والهرب، وهمة الأحمق في اللهو، والطرب، عجبا لعين تلذ بالرقاد، وملك الموت معه على الوساد، حتى متى يبلغنا الواعظون أعلام الآخرة، حتى كأن نفوسنا عليها واقفة، وكأن العيون إليها ناظرة، أفلا منتبه من نومته، أو مستيقظ من غفلته، ومفيق من سكرته، وخائف من صرعته؟ كدحا للدنيا كدحا، أما تجعل للآخرة منك حظا، أقسم بالله لو قد رأيت القيامة تخفق بزلزال أهوالها، والنار قد علت مشرفة على أهلها، وقد وضع الكتاب، ونصب الميزان، وجيء بالنبيين والشهداء لسرك أن تكون لك في ذلك الجمع منزلة، أبعد الدنيا دار معتمل أم إلى غير الآخرة منتقل؟ هيهات، كلا والله، ولكن صمت الآذان عن المواعظ، وذهلت القلوب عن المنافع، فلا الواعظ ينتفع، ولا السامع ينتفع.
وعنه قال: هب الدنيا كلها في يديك، ودنيا أخرى مثلها ضمت إليك، وهب المشرق والمغرب يجبى إليك، فإذا جاءك الموت فماذا بين يديك؟ ألا من امتطى الصبر قوي على العبادة، ومن أجمع اليأس استغنى عن الناس، ومن أهمته نفسه لم يول مرمتها غيره، ومن أحب الخير وفق له، ومن كره الشر جنبه، ألا متأهب فيما يوصف أمامه، ألا مستعد ليوم فقره وفاقته، ألا شيخ مبادر انقضاء مدته وفناء أجله، ما ينتظر من ابيضت شعرته بعد سوادها، وتكرش وجهه بعد انبساطه، وتقوس ظهره بعد انتصابه، وكل بصره، وضعف ركنه، وقل نومه، وبلي منه شيء بعد شيء في حياته، فرحم الله امرأ عقل الأمر، وأحسن النظر، واغتنم أيامه.
قال عبد الحميد بن صالح: حدثنا ابن السماك، عن سفيان الثوري قال: احتاجت امرأة العزيز فلبست ثيابها، فقال لها أهلها: إلى أين؟ قالت: أريد
أسأل يوسف. قالوا: نخافه عليك. قالت: كلا، إنه يخاف الله، ولست أخاف ممن يخاف الله. قال: فجلست على طريقه، فقامت إليه لما أقبل، فقالت: الحمد لله الذي جعل العبيد بطاعته ملوكا، وجعل الملوك بمعصيته عبيدا، أصابتنا حاجة. قال: فأمر لها بما يصلحها.
قال ثعلب: حدثنا ابن الأعرابي قال: كان ابن السماك يتمثل بهذا:
إذا خلا في القبور ذو خطر فزره يوما وانظر إلى خطره أبرزه الدهر من مساكنه ومن مقاصيره ومن حجره
وعن ابن السماك قال: الدنيا كلها قليل، والذي بقي منها في جنب ما مضى قليل، والذي لك من الباقي قليل، ولم يبق من قليلك إلا قليل، وقد أصبحت في دار الفناء والعزاء، وغدا تصير إلى دار الجزاء، فاشتر نفسك لعلك تنجو من عذاب ربك.
توفي ابن السماك سنة ثلاث وثمانين ومائة، وقد شاخ.
317 -
محمد بن عبد الرحمن بن رداد المدني
، من ولد ابن أم مكتوم.
روى عن عبد الله بن دينار، وسهيل بن أبي صالح، ويحيى بن سعيد. وعنه بشر بن معاذ، ويعقوب بن كاسب.
قال ابن عدي: عامة ما يرويه غير محفوظ.
وقال المؤلف في كتابه المغني: ضعفوه.
وقال أبو حاتم: ليس بقوي.
318 -
محمد بن عبد الرحمن بن عمرو، أبو عبد الله
، ابن الإمام أبي عمرو الأوزاعي.
كان رجلا صالحا عابدا، روى عن أبيه. وعنه أبو مسهر، ومغيرة بن تميم، وجماعة من أهل بيروت.
قال العباس بن الوليد البيروتي: أدركته وأدركت زمانه، وكانوا لا يشكون أنه من الأبدال.
319 -
محمد بن عبد الرحمن السهمي الباهلي
، يكنى أبا عبد الرحمن.
روى عن حصين بن عبد الرحمن وغيره. وعنه نصر بن علي، ومحمد بن المثنى العنزي.
قال البخاري: لا يتابع على حديثه.
قلت: له حديث واحد في الدعاء، مضطرب الإسناد.
320 -
محمد بن عبد الرحمن القشيري المقدسي
.
عن حميد الطويل، وجعفر بن محمد، وخالد الحذاء، وطبقتهم. وعنه بقية، وأبو بدر السكوني، وسليمان ابن بنت شرحبيل.
قال أبو حاتم: كان يكذب ويفتعل الحديث.
321 – خ د ت ن:
محمد بن عبد الرحمن الطفاوي
، أبو المنذر البصري.
سمع أيوب السختياني، وهشام بن عروة، والأعمش. وعنه أحمد، وابن المديني، وعمرو الناقد، وأحمد بن المقدام.
قال ابن معين: ما به بأس. ووثقه غير واحد.
وقال أبو زرعة: منكر الحديث. وقاله أبو حاتم.
مات سنة سبع وثمانين ومائة.
322 -
محمد بن عبد الملك الأنصاري
، أبو عبد الله.
عن عطاء بن أبي رباح، ونافع، وابن المنكدر، وسالم بن عبد الله، والزهري، وغيرهم. وعنه عامر بن سيار، ويحيى بن صالح الوحاظي، ويحيى بن سعيد العطار، وأبو المغيرة عبد القدوس، وآخرون.
وهو مدني سكن حمص، وما بقي إلى هذا الوقت، كأنه مات قبل السبعين
ومائة، نعم، ثم وجدت أن الإمام أحمد قال: قد رأيته، وكان أعمى، وكان يضع الحديث ويكذب.
وقال النسائي: متروك.
ومن بلاياه: يحيى الوحاظي، عنه، عن عطاء، عن ابن عباس: نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يتخلل بالقصب والآس، وقال: إنهما يسقيان عرق الجذام.
يزيد بن مروان الخلال، عنه، عن ابن المنكدر، عن جابر مرفوعا: من قاد أعمى أربعين خطوة وجبت له الجنة.
323 – ق:
محمد بن عثمان بن صفوان الجمحي المكي
.
عن حميد بن قيس الأعرج، وهشام بن عروة، والحكم بن أبان. وعنه الحميدي، وأحمد بن حنبل، وسريج بن يونس، وأحمد بن محمد بن عون النبال.
قال أبو حاتم: منكر الحديث، ضعيف.
324 -
محمد بن عمر الطائي المحري الحمصي
، أبو خالد.
عن ثابت بن سعد الطائي، وعبد الله بن بسر الحبراني، وأبي الزناد، وأبي عبد ربه الزاهد. وعنه بقية، ويحيى الوحاظي، وخطاب الفوزي، وسليمان ابن بنت شرحبيل.
قال أبو حاتم: ما به بأس.
325 -
محمد بن عمر بن صالح الكلاعي
، الحمصي ثم الحموي.
وحماة قرية من أعمال حمص ذاك الوقت، واليوم هي في قدر حمص مرتين.
روى عن الحسن، ومحمد بن سيرين، وقتادة، وإسحاق بن يزيد صاحب البراء. وعنه سويد بن سعيد، والمسيب بن واضح.
قال ابن عدي: منكر الحديث. ثم ساق له حديثا باطلا عن قتادة عن أنس.
وقد وقع لي من عواليه.
326 – ق:
محمد بن الفرات، أبو علي الكوفي
.
عن الحكم بن عتيبة، وحبيب بن أبي ثابت، ومحارب بن دثار. وعنه أبو توبة الحلبي، وقتيبة، وسويد بن سعيد، وسريج بن يونس، ومحمد بن عبيد المحاربي.
وهو واه باتفاق، عمر دهرا، وجاوز المائة، كذبه أحمد وابن أبي شيبة.
قرأت على أحمد بن هبة الله، عن عبد المعز بن محمد البزاز قال: أخبرنا محمد بن إسماعيل قال: أخبرنا محلم بن إسماعيل الضبي قال: أخبرنا الخليل بن أحمد القاضي قال: حدثنا محمد بن إسحاق الثقفي قال: حدثنا قتيبة بن سعيد قال: حدثنا محمد بن الفرات قال: سمعت محارب بن دثار قال: سمعت ابن عمر قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: شاهد الزور لا تزول قدماه حتى يؤمر به إلى النار.
أخرجه ابن ماجة عن سويد عن محمد.
327 – ت ق:
محمد بن الفضل بن عطية العبسي مولاهم
، الكوفي، أبو عبد الله، نزيل بخارى.
وقد حدث في آخر أيامه بالعراق عن أبيه، وزياد بن علاقة، وعمرو بن دينار، وعاصم بن بهدلة، ومنصور بن المعتمر، وجماعة. وعنه بقية، وأسد بن موسى، وعباد بن يعقوب، ويحيى بن يحيى، ومحمد بن عيسى بن حيان المدائني، وآخرون.
قال أحمد: حديثه حديث أهل الكذب.
وقال يحيى بن معين: لا يكتب حديثه.
وقال غير واحد: متروك الحديث.
وقيل: إنه حج بضعا وثلاثين حجة.
وقال محمد بن الفضل: كنت ابن خمس سنين حين كان يذهب بي والدي إلى الفقهاء.
قلت: مات سنة إحدى وثمانين أو بعدها أو قبلها، وقع لنا من عواليه.
328 -
محمد بن كثير
، أبو إسحاق القرشي الكوفي، نزيل بغداد.
عن ليث بن أبي سليم، وعمرو بن قيس الملائي، والأعمش. وعنه يحيى بن معين، وقتيبة، ومحمد بن الصباح الجرجرائي، والحسن بن عرفة.
كان ابن معين حسن الرأي فيه، وقال: لم يكن به بأس.
وقال أبو حاتم: ضعيف.
وقال البخاري: منكر الحديث.
329 -
محمد بن كثير البصري القصاب
.
له عن عبد الله بن طاووس، ويونس بن عبيد. وعنه نعيم بن حماد، وعثمان بن أبي شيبة.
قال أبو حاتم: منكر الحديث، ضعيف.
وقال العقيلي: لا يتابع على حديثه.
وقال الفلاس: ذاهب الحديث.
330 -
محمد بن مجيب الثقفي الكوفي الصائغ
.
عن ليث بن أبي سليم، وجعفر بن محمد. وعنه محمود بن خداش، وجمهور بن منصور، ومحمد بن إسحاق البلخي، ومحمد بن عبد الله الأرزي، ومحمد بن حسان الأزرق.
قال أبو حاتم: ذاهب الحديث.
وروى عباس عن ابن معين قال: عدو لله كذاب.
331 -
محمد بن محصن العكاشي
، وهو محمد بن إسحاق بن إبراهيم بن محمد بن عكاشة بن محصن الأسدي.
روى عن إبراهيم بن أبي عبلة، والأوزاعي، وجماعة. وعنه محمد بن أبي خداش الموصلي، ومعلل بن نفيل، وجماعة.
قال البخاري: يقال له الأندلسي، منكر الحديث. وقال: قال ابن معين: كذاب.
332 -
محمد بن مروان السدي الصغير
.
هو محمد بن مروان بن عبد الله بن إسماعيل بن عبد الرحمن السدي الكوفي.
روى عن الكلبي تفسيره، وعن يحيى بن سعيد الأنصاري، والأعمش، وجويبر. وعنه الأصمعي، ومحمد بن عبيد المحاربي، وأبو عمر الدوري، والحسن بن عرفة.
تركوا حديثه، وقد اتهم. قال البخاري: سكتوا عنه.
وقال ابن معين: ليس بثقة.
وقال عبد الله بن نمير: كذاب.
وقال أحمد بن حنبل: أدركته قد كبر فتركته.
333 -
محمد بن مسروق بن معدان الكندي الكوفي
، الفقيه أبو عبد الرحمن.
من أصحاب الرأي. روى عن محمد بن عمرو، ومسعر، وسفيان الثوري. وعنه ابن وهب، وسعيد بن أبي مريم، وهشام بن عمار، وآخرون.
وولي قضاء مصر ثمانية أعوام في دولة الرشيد، وصرف سنة خمس وثمانين ومائة، وكان قد ولي بعد مفضل بن فضالة، وكان عجبا في التيه
والصلف والتكبر، قال سعيد بن عفير: قدم علينا قاضيا، وكان متجبرا، فاعتدى على العمال وأنصف منهم. أرسل إليه الأمير عبد الله بن المسيب يأمره بحضور مجلسه، فقال لرسوله: لو كنت تقدمت إليه في هذا لفعلت به وفعلت، فانقطع ذلك عن القضاة بعده.
قال سعيد: ولما قدم مصر اتخذ قوما للشهادة، وأوقف سائر الشهود، فوثبوا به وشتموه وشتمهم، وكانت منه هنات إلى أشرافهم.
وقال يحيى بن بكير: ما كان بأحكامه بأس، لكنه كان من أعظم الناس تكبرا.
334 – ت:
محمد بن المعلى اليامي الكوفي
، وهو ابن أخي زبيد بن الحارث.
روى عن زياد بن خيثمة، وزكريا بن أبي زائدة، ويحيى بن سعيد الأنصاري، وأشعث بن سوار. واستوطن الري. روى عنه محمد بن عمرو زنيج، ومحمد بن مهران، ومحمد بن حميد، وآخرون.
قال أبو حاتم: صدوق.
335 – د ت ن:
محمد بن يزيد الواسطي الزاهد
، أبو سعيد، ويقال: أبو إسحاق، الخولاني مولاهم، أصله شامي.
روى عن أيوب أبي العلاء القصاب، وإسماعيل بن أبي خالد، وعاصم بن رجاء بن حيوة، والعوام بن حوشب، ومجالد بن سعيد، وطبقتهم. وعنه أحمد بن حنبل، وإسحاق بن راهوية، وبشر بن مطر، وأبو عمار الحسن بن حريث، ومحمد بن وزير، وسريج بن يونس، ويحيى بن معين، وآخرون.
قال وكيع: إن كان أحد من الأبدال فهو محمد بن يزيد.
وقال أحمد: كان ثبتا في الحديث.
وقال ابن معين، وأبو داود، والنسائي: ثقة.
وقال محمد بن وزير: مات سنة تسعين ومائة. وقيل: مات سنة ثمان
وثمانين ومائة. وقال مطين: سنة إحدى وتسعين.
336 -
محمد بن يوسف بن معدان
، أبو عبد الله الأصبهاني الزاهد، ويلقب بعروس الزهاد.
روى عن الأعمش، ويونس بن عبيد، وسفيان الثوري، والحمادين آثارا ومقاطيع. حدث عنه عبد الرحمن بن مهدي، ويحيى القطان، وابن المبارك، وسليمان الشاذكوني، وزهير بن عباد، وعصام جبر، وصالح بن مهران، وطائفة.
قال أبو الشيخ: لم أره روى حديثا مسندا إلا حديثا واحدا.
قلت: وهو حديث منكر.
قال الحسن بن عمرو مولى ابن المبارك: ما رأيت ابن المبارك أعجبه أحد ممن كان يأتيه إعجابه بمحمد بن يوسف الأصبهاني، كان كالعاشق له.
قلت: هو من أجداد الحافظ أبي نعيم لأمه، وقد استوفى ترجمته.
قال يحيى بن سعيد: ما رأيت رجلا خيرا من محمد بن يوسف، فقال له أحمد بن حنبل: ولا الثوري؟ فقال: كان الثوري شيئا ومحمد بن يوسف شيئا.
عبيد بن جناد: حدثنا عطاء بن مسلم الحلبي قال: كان محمد بن يوسف الأصبهاني يختلف إلي عشرين سنة لم أعرفه، يجيء إلى الباب فيقول: رجل غريب يسأل، ثم يخرج، حتى رأيته يوما في المسجد، فقيل لي: هذا محمد بن يوسف، فقلت: هذا يختلف إلي منذ عشرين سنة لم أعرفه.
قلت: كان يرابط بالمصيصة مدة.
قال أحمد بن عصام الأصبهاني: بلغني أن ابن المبارك كان يسمي محمد بن يوسف عروس الزهاد.
وقال أحمد الدورقي: حدثني حكيم الخراساني قال: كان محمد بن يوسف الأصبهاني يأتيه من عند أهله في كل سنة سبعون دينارا أو نحوها،
فيأخذ على الساحل فيأتي مكة، ثم يرجع إلى الثغر.
وقال عبيد بن جناد: قال محمد بن يوسف: أروني قبر أبي إسحاق الفزاري، فأريته إياه، فقال: إن مت فادفنوني إلى جنبه.
وقال عبد الرحمن بن مهدي: بايت محمد بن يوسف في الشتاء والصيف، فلم يكن يضع جنبه، وأما ليالي الشتاء، فكان حين يطلع الفجر يتمدد وهو جالس، ثم يقوم ويتمسح.
قلت: لعله بقي إلى المائتين.
337 -
مخلد بن خداش الكوفي
.
عن الأعمش، وأبان بن تغلب. وعنه أبو الصلت عبد السلام الهروي، وأبو سعيد الأشج.
قال أبو حاتم: صالح الحديث.
338 -
مخيس بن تميم، أبو بكر الأشجعي
.
عن بهز بن حكيم، وحازم بن عطاء البجلي، وحفص بن عمر. وعنه هشام بن عمار، وأحمد بن الضحاك إمام جامع دمشق. وهو شامي مقل.
قال العقيلي: لا يتابع على حديثه.
339 – د:
مدرك بن أبي سعد الفزاري الدمشقي
، أبو سعد.
عن يونس بن ميسرة بن حلبس، وإسماعيل بن أبي المهاجر، وحيان أبي النضر. وقرأ القرآن على يحيى بن الحارث، قرأ عليه هشام بن عمار. وروى عنه هشام، وعلي بن حجر، وسعيد بن منصور، وسليمان بن عبد الرحمن، وجماعة.
قال أبو حاتم: لا بأس به.
340 – ع:
مرحوم بن عبد العزيز البصري العطار
.
عن أبي عمران الجوني، وثابت البناني، ومالك بن دينار، وحبيب المعلم، وأبي نعامة السعدي. وعنه ابنه عبيس، وحفيده بشر بن عبيس بن
مرحوم، وإسحاق بن راهوية، وأبو بكر بن أبي شيبة، وبندار، ومحمد بن المثنى، ومسدد، وبكر بن خلف، والفلاس، ونصر بن علي.
قال الخريبي: ما رأيت بصريا أفضل منه ومن سليمان بن المغيرة.
ووثقه أحمد وغيره.
مات سنة سبع وثمانين، وقيل: سنة ثمان وثمانين ومائة. وروى البخاري عن حفيده بشر أن مولده سنة ثلاث ومائة.
341 -
مروان بن أبي حفصة سليمان بن يحيى بن أبي حفصة يزيد بن عبد الله الأموي مولاهم
، الشاعر الشهير، يكنى أبا السمط، ويقال: أبو الهندام، وولاؤه لمروان بن الحكم.
مدح الخلفاء والأمراء، وسار شعره لحسنه وفحولته، واشتهر اسمه. حكى عنه خلف الأحمر، والأصمعي. وقيل: كان مولدا، قليل الخبرة باللغة. وقد أجازه المهدي على قصيدة واحدة مائة ألف، وكذا أجازه الرشيد مرة بستين ألف درهم.
وكان بخيلا مقترا على نفسه، خرج مرة بجائزة المهدي ثمانين ألف درهم، فسأله مسكين فأعطاه ثلثي درهم، وقال: لو كان حصل له مائة ألف لكملت لك درهما. وقيل: إنه كان لا يسرج عليه، وله حكايات في البخل.
وما أحلى قوله يمدح بني مطر:
هم القوم إن قالوا أصابوا وإن دعوا أجابوا وإن أعطوا أطابوا وأجزلوا هم يمنعون الجار حتى كأنهم لجارهم بين السماكين منزل وعن الفضل بن بزيع قال: رأيت مروان بن أبي حفصة دخل على المهدي بعد موت معن بن زائدة فأنشده، فقال: من أنت؟ قال: شاعرك مروان. قال: ألست القائل:
وقلنا أين نرحل بعد معن وقد ذهب النوال فلا نوالا؟! وقد جئت تطلب نوالا! خذوا برجله. فلما كان بعد عام، تلطف حتى دخل
مع الشعراء، وإنما كانت الشعراء تدخل على الخلفاء في العام مرة، فأنشده:
طرقتك زائرة فحي خيالها بيضاء تخلط بالحياء دلالها قادت فؤادك واستقاد وقبلها قاد القلوب إلى الصبا وأمالها منها:
هل يطمسون من السماء نجومها بأكفهم أو يسترون هلالها أو تدفعون مقالة عن ربكم جبريل بلغها النبي فقالها شهدت من الأنفال آخر آية بتراثهم فأردتم إبطالها يعني بني العباس وبني علي، فرأيت المهدي وقد زحف من صدر مصلاه حتى صار على البساط إعجابا، وقال: كم أبياتها؟ قال: مائة، فأمر له بمائة ألف درهم.
وروى علي بن محمد النوفلي عن أبيه قال: كان مروان بن أبي حفصة لا يأكل اللحم بخلا حتى يقرم إليه، فإذا قدم بعث غلامه فاشترى له رأسا فأكله، فقيل له: لا نراك تأكل في الصيف والشتاء إلا الرؤوس، قال: نعم؛ لأني أعرف سعره فآمن خيانة الغلام، وإن مس عينه أو خده وقفت على ذلك، وآكل منه ألوانا، وأكفى مؤونة الطبخ.
وقال جهم بن خلف: أتينا اليمامة، فنزلنا على مروان بن أبي حفصة، فأطعمنا تمرا، وأرسل غلامه بفلس وسكرجة يشتري به زيتا، فلما جاءه بالزيت قال: خنتني. قال: من فلس! كيف أخونك؟! قال: أخذت الفلس واستوهبت زيتا.
قال الفسوي: مات مروان سنة اثنتين وثمانين ومائة.
وقيل: مولده سنة خمس ومائة.
342 – ق: مروان بن سالم الشامي ثم الجزري.
عن صفوان بن سليم، والأعمش، وعبد الملك بن أبي سليمان، وجماعة. وعنه الوليد بن مسلم، ونعيم بن حماد، وأبو همام السكوني، وغيرهم.
تركه غير واحد؛ لأن عامة ما يرويه لا يتابع عليه.
قال أحمد بن حنبل: ليس بثقة.
وقال البخاري: منكر الحديث.
وقال النسائي: متروك.
343 – خ د ت ق:
مروان بن شجاع الجزري الحراني
، أبو عمرو، مولى بني أمية.
حدث ببغداد عن خصيف فأكثر، وعن عبد الكريم بن مالك، وسالم الأفطس. وعنه أحمد بن حنبل، وأحمد بن منيع، وسريج بن يونس، وزياد بن أيوب، ويحيى بن معين، ويعقوب الدورقي، والحسن بن عرفة.
قال أحمد: لا بأس به.
وقال غيره: صدوق.
وقال أبو حاتم: ليس بحجة.
وقال ابن حبان: يروي المقلوبات عن الثقات.
قلت: مات سنة أربع وثمانين ومائة.
344 -
مروان، أبو عبد الملك الذماري
.
دمشقي، من أعيان قراء البلد. قرأ على يحيى الذماري، وزيد بن واقد، وحدث عنهما، وولي قضاء دمشق. روى عنه مروان بن محمد، وسليمان ابن بنت شرحبيل، ومحمد بن حسان الأسدي.
ما علمت فيه جرحا.
345 – م ت ن ق:
مسلمة بن علقمة المازني
، أبو محمد البصري، إمام مسجد داود بن أبي هند.
روى عن يزيد الرقاشي، وداود. وعنه سليمان الشاذكوني، وبشر بن معاذ، والحسن بن قزعة، وعلي ابن المديني، وجماعة.
وثقه ابن معين.
وقال أحمد بن حنبل: ضعيف، يحدث عن داود بمناكير، لم يكن يحيى بن سعيد بالراضي عنه.
346 – ق:
مسلمة بن علي بن خلف الخشني الدمشقي الغوطي البلاطي
؛ والبلاط قرية على فرسخ من البلد، يكنى: أبا سعيد.
روى عن يحيى الذماري، والأعمش، وابن عجلان، ومحمد بن الوليد الزبيدي، وابن جريج، وطائفة. وعنه بقية بن الوليد، وابن وهب، وأبو توبة الحلبي، ومحمد بن رمح، وهشام بن عمار، وآخرون.
قال البخاري: منكر الحديث.
وقال أبو حاتم: هو في حد الترك.
وقال الدارقطني: متروك الحديث.
وسئل ابن معين عنه وعن الحسن بن يحيى الخشني فقال: ليسا بشيء، والحسن أحبهما إلي.
قلت: ومن مفاريده، عن الأوزاعي، عن يحيى، عن أبي سلمة، عن صفوان بن عسال قال: حض رسول الله صلى الله عليه وسلم على العلم قبل ذهابه، فقيل: كيف يذهب وقد تعلمناه وعلمناه أبناءنا؟ فغضب وقال: أوليست التوراة والإنجيل في يد اليهود والنصارى! فما أغنيا عنهم؟.
ولمسلمة أحاديث عدة منكرة.
مات سنة تسعين ومائة.
347 -
المسيب بن شريك
، أبو سعيد التميمي الشقري الكوفي.
عن هشام بن عروة، والأعمش. وعنه يحيى بن معين، وأحمد بن منيع، وأحمد بن حنبل، وقال: هو أول من كتبت عنه الحديث.
قال مسلم والدارقطني: متروك الحديث.
وقال ابن سعد: ولي بيت المال للرشيد، مات سنة ست وثمانين ومائة.
348 -
مصعب بن الزبير العذري المصري
، مؤذن جامع الفسطاط.
عن يزيد بن أبي حبيب. وعنه ابنه عذرة، ويوسف بن عدي.
مات في صفر سنة أربع وثمانين ومائة، قاله ابن يونس.
349 – ت:
مصعب بن سلام التميمي الكوفي
.
عن زبرقان السراج، ومحمد بن سوقة، وعبد الله بن شبرمة. وعنه إسحاق بن موسى الأسدي، وزياد بن أيوب.
قال ابن حبان: كثير الغلط، لا يحتج به.
وقال ابن عدي: أرجو أنه لا بأس به، له غلط.
وقال أبو حاتم: محله الصدق.
وضعفه علي ابن المديني.
وروى عنه أيضا أحمد والأشج.
350 -
مصعب بن ماهان المروزي ثم العسقلاني.
عن سفيان الثوري، وعباد بن كثير. وعنه أبو توبة الربيع بن نافع، وزهير بن عباد، وسعيد بن نصير، وإبراهيم بن شماس السمرقندي، وآخرون.
وكان عبدا صالحا، وكان أميا لا يكتب.
قال أبو حاتم: شيخ.
قيل: مات سنة إحدى وثمانين ومائة.
351 -
مطر بن العلاء الفزاري الدمشقي
.
شيخ قليل الحديث. روى عن أبي سليمان الحرستاني، وعبد الملك بن يسار الثقفي، وروح بن القاسم. وعنه ختنه يحيى بن الغمر، وسليمان بن عبد الرحمن، وعلي بن حجر.
قال أبو حاتم: شيخ.
قال سليمان: حدثنا مطر بن العلاء قال: حدثنا عبد الملك بن يسار قال: حدثنا أبو أمية الشعباني وكان جاهليا، قال: حدثني معاذ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ثلاثون سنة نبوة وخلافة، وثلاثون سنة نبوة وملك، وثلاثون سنة ملك وتجبر، وما وراء ذلك فلا خير فيه.
رواه يعقوب الفسوي والطبراني، وفي السند مجهولان.
352 – ق:
المطلب بن زياد الكوفي
.
عن زياد بن علاقة، وزيد بن علي بن الحسين، وعبد الملك بن عمير، وإسماعيل السدي، وأبي إسحاق السبيعي. وعنه أحمد، وإسحاق، وسعيد بن محمد الجرمي، وسريج بن يونس، وابن نمير، ويحيى بن معين، وسفيان بن وكيع، وعدة.
وثقه أحمد ويحيى، وقال أبو حاتم: لا يحتج به.
وقال أبو داود: هو عندي صالح.
وقال ابن سعد: ضعيف.
وقال أحمد: لم ألق بالكوفة أحدا أسن منه.
قلت: توفي سنة خمس وثمانين ومائة.
353 -
معاذ بن مسلم النحوي الكوفي
، الهراء؛ لأنه كان يتجر في الثياب الهروية.
روى عن عطاء بن السائب، وجعفر بن محمد، وغيرهما. وصنف في النحو في دولة بني أمية، وعمر دهرا طويلا. روى عنه عبد الرحمن المحاربي، والحسن بن الحسين الكوفي.
وقال عثمان بن أبي شيبة: رأيته يشد أسنانه بالذهب.
وأخذ عنه الكسائي جملة من النحو.
وفيه يقول سهل بن أبي غالب تيك الأبيات السائرة:
إن معاذ بن مسلم رجل ليس لميقات عمره أمد قد شاب رأس الزمان واكتهل الدهر وأثواب عمره جدد يا بكر حواء كم تعيش وكم تسحب ذيل الحياة يا لبد. . . الأبيات.
توفي سنة سبع وثمانين ومائة، وقيل: سنة تسعين. وعاش تسعين سنة.
ذكره ابن النجار مختصرا، وقال: هو مولى محمد بن كعب القرظي. وولد في دولة يزيد بن عبد الملك، وكان من أعيان النحاة، وكان له أولاد وأحفاد فماتوا وهو باق، وله شعر جيد.
354 – خ د ن:
المعافى بن عمران بن نفيل بن جابر بن جبلة
، أبو مسعود الأزدي الموصلي الحافظ القدوة، شيخ أهل الموصل وعالمهم وزاهدهم.
مولده بعد العشرين ومائة.
سمع ثور بن يزيد، وهشام بن حسان، وابن جريج، وجعفر بن برقان، وحنظلة بن أبي سفيان، وسيف بن سليمان، وأفلح بن حميد، وموسى بن عبيدة، ومسعرا، والأوزاعي، وعبد الحميد بن جعفر، ومالك بن مغول، ويونس بن أبي إسحاق، وسفيان الثوري، وطبقتهم. وعنه بقية، وابن المبارك، ووكيع، وموسى بن أعين - وهم من أقرانه - وبشر الحافي، والحسن بن بشر، وإبراهيم بن عبد الله الهروي، ومحمد بن جعفر الوركاني، ومحمد بن
عبد الله بن عمار، وعبد الله بن أبي خداش، وآخرون.
وله ترجمة في تاريخ يزيد بن محمد الأزدي في بضع وعشرين ورقة، فقال: حدثنا موسى بن هارون الزيات قال: حدثنا أحمد بن عثمان قال: سمعت محمد بن داود الحداني قال: حدثنا عيسى بن يونس قال: خرج علينا الأوزاعي، ونحن ببيروت أنا والمعافى بن عمران وموسى بن أعين، ومعه كتاب السنن لأبي حنيفة، فقال: لو كان هذا الخطأ في أمة لأوسعهم خطأ.
قال الأزدي: صنف المعافى في الزهد، والسنن، والفتن، والأدب، وغير ذلك.
وقال أحمد بن يونس: كان سفيان الثوري يقول: المعافى بن عمران ياقوتة العلماء.
وقال بشر بن الحارث: إني لأذكر المعافى اليوم فأنتفع بذكره، وأذكر رؤيته فأنتفع.
وقال وكيع: حدثنا المعافى وكان من الثقات.
وعن بشر الحافي قال: كان ابن المبارك يقول: حدثني الرجل الصالح؛ يعني المعافى.
أحمد بن عبد الله بن يونس، عن الثوري قال: امتحنوا أهل الموصل بالمعافى.
وروي عن الأوزاعي قال: لا أقدم على الموصلي أحدا.
قال ابن سعد: كان المعافى ثقة خيرا فاضلا، صاحب سنة.
بشر بن الحارث: سمعت المعافى يقول: سمعت الثوري يقول: إذا لم يكن لله في العبد حاجة نبذه إلى السلطان.
قال بشر: كان المعافى يحفظ الحديث والمسائل، سألته عن الرجل يقول للرجل: اقعد هنا ولا تبرح، قال: يجلس حتى يأتي وقت صلاة ثم يقوم.
وقال محمد بن عبد الله بن عمار: حدثنا المعافى - ولم أر أفضل منه - يسأل عن تجصيص القبور فكرهه.
وقال علي بن مضاء: حدثنا هشام بن بهرام قال: سمعت المعافى يقول: القرآن كلام الله غير مخلوق.
قال الهيثم بن خارجة: ما رأيت رجلا آدب من المعافى.
وورد أن المعافى كان أحد الأسخياء الموصوفين؛ أفنى ماله الجود والحقوق، كان إذا جاءه مغله أرسل إلى أصحابه ما يكفيهم سنة، وكانوا أربعة وثلاثين رجلا.
قال بشر: كان المعافى في الفرح والحزن واحدا، قتلت الخوارج له ولدين فما تبين عليه شيء، وجمع أصحابه وأطعمهم، ثم قال لهم: آجركم الله في فلان وفلان. رواها جماعة.
عن بشر: قال محمد بن عبد الله بن عمار: كنت عند عيسى بن يونس فقال: أسمعت من المعافى؟ قلت: نعم. قال: ما أحسب أحدا رأى المعافى وسمع من غيره يريد بعلمه الله.
قال بشر: سمعت المعافى يقول: أجمع العلماء على كراهة السكنى؛ يعني ببغداد.
وقيل لبشر الحافي: نراك تعشق المعافى بن عمران. فقال: وما لي لا أعشقه وقد كان سفيان يسميه الياقوتة!
قال علي بن حرب: رأيت المعافى أبيض الرأس واللحية، عليه قميص غليظ، وكمه تبين منه أطراف أصابعه.
وقال يحيى بن معين: ثقة.
وقال بشر: كان المعافى صاحب دنيا واسعة وضياع كثيرة.
قال رجل: ما أشد البرد اليوم، فالتفت إليه المعافى وقال: استدفأت الآن؟ لو سكت لكان خيرا لك.
قلت: وقع لي من عوالي المعافى حديث؛ أخبرنا علي بن أحمد العلوي قال: أخبرنا محمد بن أحمد القطيعي قال: أخبرنا أبو بكر ابن الزاغوني.
(ح)، وأخبرنا أحمد بن إسحاق الهمذاني قال: أخبرنا عمر بن محمد السهروردي قال: أخبرنا هبة الله بن أحمد القصار، قالا: أخبرنا محمد
ابن محمد الهاشمي قال: أخبرنا أبو طاهر المخلص قال: حدثنا عبد الله بن محمد البغوي قال: حدثنا محمد؛ يعني ابن أبي سمينة، قال: حدثنا المعافى بن عمران، عن صالح بن أبي الأخضر، عن الزهري، عن أنس، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: كنت أسكب لرسول الله صلى الله عليه وسلم وضوءه عن جميع أزواجه في الليلة الواحدة. تابعه وكيع عن صالح.
أخرجه ابن ماجة من طريق وكيع، وهو غريب.
قال علي بن حسين الخواص وغيره: مات المعافى بن عمران سنة أربع وثمانين ومائة.
وقال ابن عمار وسلمة بن أبي نافع: مات سنة خمس وثمانين.
وقال الهيثم بن خارجة وغيره: سنة ست.
وللمعافى تريجمة في حلية الأولياء.
355 – ع:
معتمر بن سليمان بن طرخان
، الإمام أبو محمد التيمي البصري، وإنما ولاؤه لبني مرة، وقيل له التيمي لنزوله في بني تيم بالبصرة.
روى عن أبيه، وعن عبد الملك بن عمير، ومنصور بن المعتمر، وأيوب السختياني، وعمرو بن دينار القهرمان، والركين بن الربيع، وليث بن أبي سليم، وحميد الطويل، وخلق. وقد روى عمن هو أصغر منه. روى عن عبد الرزاق، وعاش أصحاب عبد الرزاق بعد معتمر مائة سنة. روى عنه ابن مهدي، وأحمد، وإسحاق، وابن معين، والفلاس، وأبو كريب، وخليفة، ويعقوب الدورقي، والحسن بن عرفة، وخلق.
وكان إماما حجة، زاهدا عابدا، كبير القدر.
قال قرة بن خالد: ما معتمر عندنا بدون والده سليمان التيمي.
وقال محمد بن سعد: أخبرنا أحمد بن إبراهيم العبدي قال: حدثني عباس النرسي قال: حدثني الأصمعي قال: حدثني معتمر بن سليمان قال:
قال أبي: عد لنفسك من سنة ست ومائة.
وقال سعيد بن عيسى الكريزي: مات معتمر يوم قتل زبان الطليقي، وكان الناس يقولون: مات اليوم أعبد الناس، وقتل أشطر الناس.
قلت: توفي معتمر في صفر سنة سبع وثمانين ومائة عن إحدى وثمانين سنة.
356 – ق:
معدي بن سليمان البصري
، صاحب الطعام.
روى عن علي بن زيد بن جدعان، وعمران القصير، ومحمد بن عجلان. وعنه بدل بن المحبر، وبندار، ومحمد بن المثنى، ونصر بن علي الجهضمي، وغيرهم.
قال سليمان الشاذكوني: كان يعد من الأبدال، وكان من أفضل الناس.
وروى عمر بن يزيد السياري، عنه قال: مررت بوادي القرى فإذا بها رجل يقال له شعيب بن مطير، فقلنا له: أدخلنا على أبيك، فأدخلنا، فقال: يا أبة، حدث هؤلاء بحديث ذي اليدين. قال: وكان شيخا كبيرا، فأبى وقال: اذكره أنت يا بني. فقال: حدثتنا يا أبة أنك مررت بذي خشب، فلقيت ذا اليدين رضي الله عنه فحدثك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سلم من الركعتين، وذكر الحديث.
معدي ضعفه النسائي، وقال ابن حبان: لا يجوز الاحتجاج به.
357 – ت ق:
معلى بن راشد
، أبو اليمان البصري القواس النبال.
عن الحسن البصري، وميمون بن سياه، وجدته أم عاصم؛ روت له عن نبيشة عن النبي صلى الله عليه وسلم: من لحس قصعة استغفرت له. روى عنه إبراهيم بن موسى، وعبيد الله بن عمر القواريري، وروح بن عبد المؤمن، ونصر الجهضمي، وجماعة.
لم أر فيه مقالا بجرح ولا توثيق، وهو شيخ.
358 – خ د ن ق:
المغيرة بن عبد الرحمن بن الحارث بن عبد الله بن عياش بن أبي ربيعة
، واسم أبي ربيعة عمرو بن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم، الإمام أبو هاشم المخزومي المدني الفقيه.
سمع هشام بن عروة، ويزيد بن أبي عبيد، وابن عجلان، وعبد الله بن سعيد بن أبي هند، وغيرهم. وعنه ولده عياش، وإبراهيم بن المنذر الحزامي، وأبو مصعب، وأحمد بن عبدة، ويعقوب بن حميد بن كاسب، وغيرهم.
وكان أحد الفقهاء الأعلام، وثقه ابن معين.
قال الزبير بن بكار: عرض عليه الرشيد قضاء المدينة فامتنع، فأعفاه ووصله بألفي دينار. قال: وكان فقيه المدينة بعد مالك.
وقال محمد بن مسلمة المخزومي: قال المغيرة بن عبد الرحمن: نحن أعلم الناس بالقرآن وأجهلهم به، صيرنا العلم بعظيم قدره إلى الجهل بكثير من معانيه.
وقال ابنه عياش: مات أبي في سابع صفر سنة ست وثمانين ومائة.
قلت: عاش اثنتين وستين سنة، وقد وثقه جماعة، وضعفه أبو داود وحده.
359 -
المغيرة بن المغيرة
، أبو هارون الربعي الرملي.
عن أبي زرعة يحيى السيباني، وعروة بن رويم، وجماعة. وعنه أبو مسهر، ومحمد بن عائذ، وهشام بن عمار، وجماعة.
قال أبو حاتم الرازي: لا بأس به.
360 -
المغيرة بن موسى
، أبو عثمان البصري، مولى عائذ بن عمرو المزني رضي الله عنه.
سمع هشام بن حسان، وسعيد بن أبي عروبة، وغيرهما. وحدث ببلد خوارزم. روى عنه يعقوب بن الجراح الخوارزمي، وبكير بن جعفر الجرجاني، وعمار بن عيسى النسوي.
قال البخاري: منكر الحديث.
وقال ابن عدي: ثقة، لا أعلم له حديثا منكرا.
361 – ق:
المفضل بن عبد الله الكوفي
.
عن أبي إسحاق السبيعي، وجابر الجعفي. وعنه سويد بن سعيد، ومحمد بن أبي السري العسقلاني.
ضعفه أبو حاتم، وقواه ابن حبان.
362 – ع:
المفضل بن فضالة بن عبيد القتباني المصري القاضي
، أبو معاوية، أحد الأعلام.
روى عن عياش بن عباس القتباني، ويزيد بن أبي حبيب، وعبد الله بن سليمان الطويل، ويونس وعقيل الأيليين، وطائفة. وعنه حسان بن عبد الله الواسطي ثم المصري، وأبو صالح الكاتب، وزكريا بن يحيى كاتب العمري، ومحمد بن رمح، ويزيد بن موهب الرملي، وآخرون.
وثقه ابن معين وغيره.
وشذ ابن سعد فقال: منكر الحديث.
قال ابن يونس في تاريخه: كان من أهل الدين والورع والفضل.
وقال أبو داود: كان مجاب الدعوة، لم يحدث عنه ابن وهب لأنه قضى عليه بقضية.
وروى عبد الرحمن بن عبد الله بن عبد الحكم عن بعض مشايخه أن رجلا لقي المفضل بن فضالة بعدما عزل من القضاء، فقال: قضيت علي بالباطل، وفعلت وفعلت. فقال له: لكن الذي قضيت له يطيب الثناء.
وقال عيسى بن حماد: كان المفضل قاضيا علينا، وكان مجاب الدعوة، وكان مع ضعف بدنه طويل القيام، رحمه الله.
وقال يحيى بن معين: كان مصريا رجل صدق، كان إذا جاءه من
انكسرت يده أو رجله جبرها، وكان يصنع الأرحية.
وقال لهيعة بن عيسى: كان المفضل قد دعا الله تعالى أن يذهب عنه الأمل، فأذهبه الله عنه فكاد أن يختلس عقله، ولم يهنه شيء من الدنيا، فدعا الله أن يرد إليه الأمل فرده، فرجع إلى حاله.
قال ابن يونس: ولد سنة سبع ومائة، وتوفي سنة إحدى وثمانين ومائة.
وقد مر المفضل بن فضالة البصري أخو مبارك.
363 – 4:
ملازم بن عمرو الحنفي اليمامي
.
عن موسى بن نجدة، وعن جده عبد الله بن بدر اليمامي، وعبد الله بن النعمان السحيمي، وغيرهم، ولم أجد له شيئا عن يحيى بن أبي كثير. روى عنه علي ابن المديني، ومسدد، ويحيى بن معين، وهناد، وأحمد بن المقدام، وجماعة.
وثقه ابن معين وغيره.
وما علمت فيه مقالا.
له في مس الذكر.
364 -
المنذر بن عبد الله بن المنذر بن المغيرة القرشي الأسدي الحزامي المدني
، والد إبراهيم بن المنذر.
عن هشام بن عروة، وموسى بن عقبة، وداود بن قيس الفراء. وعنه ابن وهب، وأصبغ بن الفرج، ومصعب بن عبد الله الزبيري، والواقدي، وغيرهم. ولم يلحق ابنه السماع منه.
وكان من سروات قريش وفضلائها، له ورع وعبادة، دعاه المهدي إلى قضاء المدينة فامتنع.
وروى قدامة بن محمد أنه مات سنة إحدى وثمانين ومائة، فيؤخَّر.
وثقه ابن حبان.
365 -
المنهال بن بحر
، أبو سلمة القشيري العقيلي.
عن ابن عون، وهشان بن حسان، وابن أبي عروبة، وقرة بن خالد، وعدة. وعنه أبو الوليد، وعلي ابن المديني، وأبو حفص الفلاس، وآخرون.
وثقه أبو حاتم، ولا شيء له في الكتب.
366 – ق:
مهران بن أبي عمر الرازي العطار
.
عن أبي حيان يحيى بن سعيد التيمي، وإسماعيل بن أبي خالد، وسعيد بن سنان، وسعيد بن أبي عروبة. وعنه عبد الله بن الجراح القهستاني، ومحمد بن عمرو زنيج، ويحيى بن معين، ويحيى بن أكثم، ويوسف بن موسى القطان، وغيرهم.
قال أبو حاتم: ثقة، صالح الحديث.
وقال النسائي: ليس بالقوي.
وقال ابن معين: كتبت عنه، وعنده غلط كثير في حديث سفيان الثوري.
وقال البخاري: في حديثه اضطراب.
367 – ت ق:
موسى الكاظم
.
هو الإمام أبو الحسن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب العلوي الحسيني، والد علي بن موسى الرضا، وببغداد مشهد موسى والجواد.
روى عن أبيه، وعن عبد الملك بن قدامة الجمحي. روى عنه بنوه؛ علي وإبراهيم وإسماعيل وحسين، وأخواه؛ محمد وعلي ابنا جعفر.
مولده كان في سنة ثمان وعشرين ومائة.
قال أبو حاتم: ثقة إمام.
وقال غيره: حج الرشيد فحمل موسى معه من المدينة إلى بغداد، وحبسه إلى أن توفي غير مضيق عليه.
وكان صالحا عالما عابدا متألها، بلغنا أنه بعث إلى الرشيد برسالة يقول: إنه لن ينقضي عني يوم من البلاء إلا انقضى عنك معه يوم من الرخاء، حتى نفضي جميعا إلى يوم ليس له انقضاء يخسر فيه المبطلون.
قال عبد الرحمن بن صالح الأزدي: زار الرشيد قبر النبي صلى الله عليه وسلم فقال: السلام عليك يا رسول الله، يا ابن عم؛ يفتخر بذلك، فتقدم موسى بن جعفر فقال: السلام عليك يا أبة. فتغير وجه الرشيد وقال: هذا الفخر يا أبا حسن حقا.
وقال النسابة يحيى بن حسن بن جعفر العلوي المدني، وكان موجودا بعد الثلاثمائة: كان موسى يدعى العبد الصالح من عبادته واجتهاده، وكان سخيا، كان يبلغه عن الرجل أنه يؤذيه فيبعث إليه بصرة فيها الألف دينار، وكان يصرر الصرر مائتي دينار وأكثر ويرسل بها، فمن جاءته صرة استغنى.
قلت: هذا يدل على كثرة إعطاء الخلفاء العباسيين له، ولعل الرشيد ما حبسه إلا لقولته تلك: السلام عليك يا أبة، فإن الخلفاء لا يحتملون مثل هذا.
روى الفضل بن الربيع عن أبيه أن المهدي حبس موسى بن جعفر، فرأى في المنام عليا رضي الله عنه وهو يقول:(فهل عسيتم إن توليتم أن تفسدوا في الأرض وتقطعوا أرحامكم)، قال: فأرسل إلي ليلا فراعني ذلك، فقال: علي بموسى. فجئته به، فعانقه وقص عليه الرؤيا، وقال: تؤمنني أن تخرج علي أو على ولدي؟ فقال: والله لا فعلت ذاك، ولا هو من شأني. قال: صدقت، وأعطاه ثلاثة آلاف دينار، وجهزه إلى المدينة.
عبد الله بن أبي سعد الوراق: حدثني محمد بن الحسين الكناني قال: حدثني عيسى بن مغيث القرظي قال: زرعت بطيخا وقثاء في موضع بالجوانية على بئر، فلما استوى بيته الجراد فأتى عليه كله، وكنت غرمت عليه مائة وعشرين دينارا، فبينما أنا جالس إذ طلع موسى بن جعفر فسلم، ثم قال: أيش حالك؟ فقلت: أصبحت كالصريم؛ بيتني الجراد. فقال: يا عرفة، زن له مائة وخمسين دينارا. ثم دعا لي فيها، فبعت منها بعشرة آلاف درهم.
مات موسى في شهر رجب سنة ثلاث وثمانين ومائة، وقيل: سنة ست،
والأول أصح. وعاش بضعا وخمسين سنة كأبيه وجده وجد أبيه وجد جده، ما في الخمسة من بلغ الستين.
368 -
موسى بن شيبة بن عمرو بن عبد الله بن كعب بن مالك السلمي الأنصاري المدني
.
عن عمومة أبيه؛ خارجة ونعمان وعميرة بني عبد الله. وعنه الحميدي، وأبو مصعب، وإبراهيم بن حمزة الزبيري.
قال أبو حاتم: صالح الحديث.
369 -
موسى بن ربيعة
، أبو الحكم، الجمحي مولاهم، المصري الزاهد العابد، أحد الأولياء.
قال أبو الطاهر بن السرح: كان إذا قدم الإسكندرية يصلي الليل أجمع، ويصوم النهار، ويكثر الذكر. وكانت الأساقفة يسمونه راهب المسلمين.
وقال غيره: كان وصي الإمام عمرو بن الحارث.
روى عن يزيد بن الهاد، ويحيى بن سعيد، وجماعة. روى عنه موسى بن أعين، ويحيى بن بكير، وسعيد بن عفير، وأحمد بن عمرو بن السرح، وسعيد بن أبي مريم.
قال أبو زرعة الرازي: كان ثقة.
وقال أحمد بن السرح: مات في آخر سنة تسع وثمانين ومائة. وقيل: مات سنة تسعين ومائة. وعاش ثمانين سنة، رحمه الله تعالى.
370 – م:
موسى بن عيسى الليثي الكوفي القارئ
.
روى عن زائدة وغيره. وعنه إسحاق بن راهوية، ومحمد بن عبد الله بن نمير، وسفيان بن وكيع.
وثقه مطين.
توفي سنة ثلاث وثمانين ومائة كهلا.
وله في الصحيح حديث واحد أخبرناه أحمد ابن تاج الأمناء عن زينب
الشعرية، والقاسم الصفار، وإسماعيل بن عثمان؛ قالوا: أخبرنا وجيه الشحامي قال: أخبرنا أبو القاسم القشيري قال: أخبرنا أحمد بن محمد القنطري قال: حدثنا محمد بن إسحاق الثقفي قال: حدثنا إسحاق بن إبراهيم الحنظلي قال: أخبرنا موسى القارئ قال: حدثنا زائدة، عن الأعمش، عن سالم بن أبي الجعد، عن كريب، عن ابن عباس، عن ميمونة قالت: وضعت للنبي صلى الله عليه وسلم ماء وسترته فاغتسل. . . وساق الحديث. أخرجه مسلم عن إسحاق، فوافقناه بعلو.
371 -
موسى بن منصور بن هشام بن أبي رقية اللخمي المصري
، أبو العلاء.
عن أبيه. وعنه ابنه العلاء، وابن وهب، والقاسم بن هانئ، وغيرهم.
قال ابن يونس: منكر الحديث، يقال: مات سنة ثلاث وثمانين ومائة.
372 -
مؤمل بن أميل المحاربي الكوفي
.
كان شاعرا محسنا، مدح المهدي مرة فأجازه بألف دينار.
ذكره الخطيب.
373 -
المؤمل بن أبي حفصة الشاعر
، هو ابن عم مروان بن أبي حفصة.
كان من أعيان شعراء المهدي.
374 -
ميمون بن يحيى بن مسلم بن الأشج
، أبو أمية المدني.
حدث بمصر عن مخرمة بن بكير. وعنه يحيى بن بكير، وأحمد بن سعيد الهمداني، وغيرهما.
مات سنة تسعين ومائة.
375 -
ميمون بن يزيد، أبو إبراهيم البصري السقاء
.
عن ليث بن أبي سليم، والحسن بن ذكوان. وعنه سريج بن النعمان، وعمرو الفلاس، ونصر بن علي، وغيرهم.
قال أبو حاتم: لين الحديث.
376 -
نصير بن زياد الطائي الكوفي
.
عن أبي اليقظان عثمان بن عمير، وأبي هارون العبدي، وصلت الدهان. وعنه حسين الأشقر، ومعاوية بن هشام، وإسماعيل بن أبان الوراق، ويحيى الحماني، وأبو سعيد الأشج.
ذكره بصاد مهملة البخاري ومطين وابن أبي حاتم.
وأما الدارقطني فقال: هذا وهم، بل هو بمعجمة؛ نضير.
قال الأزدي: منكر الحديث.
377 – ت ن:
النضر بن إسماعيل
، أبو المغيرة البجلي الكوفي القاص، إمام جامع الكوفة.
عن الأعمش، وإسماعيل بن أبي خالد، ومحمد بن سوقة، وجماعة. وعنه أحمد بن حنبل، وأبو عبيد، وأحمد بن منيع، وزياد بن أيوب، والحسن بن عرفة.
ضعفه ابن معين.
وقال البخاري وأحمد: لم يكن يحفظ الإسناد.
وقال ابن عدي: أرجو أنه لا بأس به.
378 – ن:
النضر بن محمد المروزي
، أبو عبد الله، مولى بني عامر.
روى عن محمد بن المنكدر، وعبد العزيز بن رفيع، ويزيد بن أبي زياد، والعلاء بن المسيب، وأبي حنيفة. وعنه إسحاق بن راهوية، والحسن بن عيسى بن ماسرجس.
وثقه النسائي.
مات سنة ثلاث وثمانين ومائة.
379 – ت:
النضر بن منصور الكوفي
.
عن أبي الجنوب عن علي، وعن سهل الفزاري. وعنه أبو هشام الرفاعي، وأبو كريب، وأبو سعيد الأشج، وآخرون.
ضعفه النسائي وغيره.
380 – ن:
النعمان بن عبد السلام بن حبيب التيمي؛ تيم الله بن ثعلبة
، أبو المنذر الأصبهاني الفقيه، شيخ أصبهان وعالمها، وأصله نيسابوري.
قدم أصبهان في فتنة ظهور أبي مسلم الخراساني وهو صغير مع أبيه، ثم رحل وطلب العلم، وكان من كبار الزهاد الورعين، وله تصانيف نافعة.
روى عن ابن جريج، وأبي حنيفة، ومسعر، وشعبة، والثوري، وطبقتهم. وعنه ابن مهدي، وعفان، وعامر بن إبراهيم، وصالح بن مهران، ومحمد بن المغيرة الأصبهانيان، ومحمد بن مبارك، ومحمد بن المنهال، وسليمان بن داود الشاذكوني.
قال أبو حاتم: محله الصدق.
وقال أبو نعيم الحافظ: كان أحد العباد والزهاد، زهد في ضياع أبيه لملابسته للسلطان، وكان يتفقه على مذهب سفيان، وجالس أبا حنيفة. قال: وتوفي سنة ثلاث وثمانين ومائة.
381 -
نعيم بن المورع بن توبة العنبري البصري
.
عن هشام بن عروة، والأعمش، وابن جريج. وعنه إبراهيم بن عبد الله بن يسار الواسطي، ومحمد بن أيوب الجبلي.
قال النسائي: ليس بثقة.
وقال ابن عدي: يسرق الحديث.
382 -
نوح بن دراج
، أبو محمد، النخعي مولاهم، الكوفي الفقيه، أحد المجتهدين.
تفقه وبرع على أبي حنيفة، وعلى عبد الله بن شبرمة؛ وروى عنهما، وعن الأعمش، وابن أبي ليلى. وعنه سعيد بن منصور، وأبو نعيم ضرار بن صرد، وعلي بن حجر، ومحمد بن الصباح الجرجرائي، وآخرون.
ولي قضاء الكوفة مدة، ثم ولي قضاء الجانب الشرقي ببغداد.
ضعفه في الحديث النسائي وغيره.
وكان من كبار أصحاب أبي حنيفة، يقال: إنه أضر، وبقي يحكم نحوا من ثلاث سنين حتى فطنوا به.
وقد كذبه يحيى بن معين.
وقال ابن حبان: روى موضوعات.
مات سنة اثنتين وثمانين ومائة.
383 -
م 4 -
نوح بن قيس الحداني الطاحي البصري
، أبو روح.
روى عن محمد بن زياد الجمحي فيما قيل، وعن أبي هارون عمارة بن جوين العبدي، وأيوب السختياني، ومحمد بن واسع، ويزيد الرقاشي، ويزيد بن كعب، وجماعة.
وهو أخو خالد بن قيس.
روى عنه خليفة بن خياط، وقتيبة، وحميد بن مسعدة، وأحمد بن المقدام، وزياد الحساني، ونصر الجهضمي، وخلق سواهم.
روى عثمان الدارمي عن ابن معين: ثقة.
وقال النسائي: ليس به بأس.
قلت: توفي سنة ثلاث أو أربع وثمانين ومائة، رحمه الله.
• - نوح بن أبي مريم الجامع، قد ذكر في الطبقة الماضية، والله أعلم.
384 -
هارون بن مسلم بن هرمز
، أبو الحسين، صاحب الحناء.
روى عن أبيه، وعبيد الله بن الأخنس، ودفاع، والقاسم بن عبد الرحمن. وعنه عبد العزيز بن المغيرة، وقتيبة، وسويد، ونصر بن علي الجهضمي، وعبد السلام بن مطهر.
قال أبو حاتم: لين.
وقال الحاكم: ثقة. وخرج له في مستدركه، وهو بصري.
385 – د ت:
هارون بن المغيرة البجلي الرازي الحافظ
.
عن عبيد الله بن عمر، وحجاج بن أرطاة، وعمرو بن أبي قيس الرازي، وأبي جعفر الرازي، وغيرهم. وعنه ابنه إبراهيم، ويحيى بن معين، وإبراهيم بن موسى الفراء، ومحمد بن حميد، وزنيج، وآخرون.
قال أبو داود: ليس به بأس.
386 -
هزال بن سعيد السبئي
، أبو مروان المصري.
عن يزيد بن أبي حبيب، وخير بن نعيم، وبكر بن عمرو. وعنه حجاج بن ريان، وسعيد بن عفير، وغيرهما. وكان ضريرا، مات سنة إحدى وثمانين ومائة.
وقد سمع هزال من أم الصعبة قالت: حدثنا أبو الدرداء.
387 -
هشام بن لاحق المدائني
.
عن عاصم الأحول وغيره. وعنه أحمد بن حنبل، وهشام بن بهرام.
قال النسائي: ليس به بأس.
388 – ع:
هشيم بن بشير بن أبي خازم قاسم بن دينار
، الحافظ أبو معاوية السلمي الواسطي، أحد الأعلام.
عن الزهري، وعمرو بن دينار، وأيوب، وأبي بشر، وحصين بن عبد الرحمن، ومنصور بن زاذان، وخلق سواهم. وعنه شعبة مع تقدمه، وابن المبارك، ويحيى القطان، وعبد الرحمن بن مهدي، وقتيبة، وأحمد بن حنبل، ويعقوب الدورقي، والحسن بن عرفة، وزياد بن أيوب، وإبراهيم بن مجشر، وخلق كثير.
سكن بغداد، وانتهت إليه مشيخة العلم ببغداد في زمانه.
مولده سنة أربع ومائة.
قال عمرو بن عون: كان هشيم قد سمع من الزهري، وعمرو بن دينار، وابن الزبير بمكة أيام الحج.
وقال يعقوب الدورقي: كان عند هشيم عشرون ألف حديث.
وقال أحمد: لم يسمع هشيم من يزيد بن أبي زياد، ولا من الحسن بن عبيد الله، ولا من أبي خالد، ولا من سيار، ولا من موسى الجهني، ولا من علي بن زيد. ثم سمى طائفة كثيرة؛ يعني حدث عنهم بصيغة عن، وكان من كبار المدلسين مع حفظه وصدقه.
قال إبراهيم الحربي: كان والد هشيم صاحب صحناءة وكامخ، وكان يمنع هشيما من الطلب، فكتب العلم حتى جالس أبا شيبة القاضي وناظره في الفقه. قال: فمرض هشيم، فجاء أبو شيبة يعوده، فمضى رجل إلى بشير، قال: الحق ابنك، فقد جاء القاضي يعوده، فجاء فوجد القاضي في داره، فقال: متى أملت أنا هذا؟ قد كنت أمنعك، أما اليوم فلا بقيت أمنعك.
قال وهب بن جرير: قلنا لشعبة: نكتب عن هشيم؟ قال: نعم، ولو حدثكم عن ابن عمر فصدقوه.
وقال أحمد بن حنبل: لزمت هشيما أربع أو خمس سنين، ما سألته عن
شيء إلا مرتين هيبة له، وكان كثير التسبيح بين الحديث، يقول بين ذلك: لا إله إلا الله، يمد بها صوته.
وعن عبد الرحمن بن مهدي قال: كان هشيم أحفظ للحديث من سفيان الثوري.
وقال يزيد بن هارون: ما رأيت أحدا أحفظ للحديث من هشيم إلا سفيان إن شاء الله.
قال أحمد العجلي: هشيم ثقة، يعد من الحفاظ، وكان يدلس.
وقال ابن أبي الدنيا: حدثني من سمع عمرو بن عون يقول: مكث هشيم يصلي الفجر بوضوء العشاء قبل أن يموت عشرين سنة.
وعن حماد بن زيد قال: ما رأيت في المحدثين أنبل من هشيم، سمعها عمرو بن عون منه.
وسئل أبو حاتم الرازي عن هشيم فقال: لا يسأل عنه في صدقه وأمانته وصلاحه.
وقال ابن المبارك: من غير الدهر حفظه، فلم يغير حفظ هشيم.
وقال يحيى بن أيوب العابد: سمعت نصر بن بسام وغيره من أصحابنا قالوا: أتينا معروفا الكرخي فقال: رأيت النبي صلى الله عليه وسلم في المنام وهو يقول لهشيم: جزاك الله عن أمتي خيرا. فقلت لمعروف: أنت رأيت؟ قال: نعم، هشيم خير مما تظن.
قال أحمد بن أبي خيثمة: حدثنا سليمان بن أبي شيخ قال: حدثنا أبو سفيان الحميري، عن هشيم قال: قدم الزبير رضي الله عنه الكوفة في خلافة عثمان، وعلى الكوفة سعيد بن العاص، فبعث إليه بسبعمائة ألف، وقال: لو كان في بيت المال أكثر من هذا لبعثت بها إليك، فقبلها الزبير. قال أحمد: فحدثت بهذا مصعب بن عبد الله، فقال: ما كان الذي بعث به إليه عندنا إلا الوليد بن عقبة، وكنا نشكرها لهم، وهشيم أعلم.
قال أبو سفيان: سألت هشيما عن التفسير؛ كيف صار فيه اختلاف؟ فقال: قالوا برأيهم فاختلفوا.
قال إبراهيم بن عبد الله الهروي: سمع هشيم وابن عيينة من الزهري سنة ثلاث وعشرين في ذي الحجة.
قال سفيان: أقام عندنا إلى عمرة المحرم، ثم خرج إلى الجعرانة فاعتمر منها، ثم نفر ومات من سنته.
قال إبراهيم بن عبد الله عقيب حديث: لم يسمعه هشيم من الزهري، ولم يرو عنه سوى أربعة أحاديث سماعا، منها: حديث السقيفة، وحديث المضامين والملاقيح، وحديث ما استيسر من الهدي، وحديث اعتكف فأتته صفية.
وقال أحمد بن حنبل: ليس أحد أصح حديثا من هشيم عن حصين.
وقال ابن مهدي: حفظ هشيم عندي أثبت من حفظ أبي عوانة، وكتاب أبي عوانة أثبت.
قال عبد الله بن أحمد: سمعت أبي يقول: الذين رأيتهم يخضبون: هشيم، معتمر، يحيى بن سعيد، معاذ بن معاذ، ابن إدريس، ابن مهدي، إسماعيل بن إبراهيم، عبد الوهاب الثقفي، يزيد بن هارون، أبو معاوية - خضابا جيدا قانيا. حفص بن غياث، عباد بن العوام - إلى السواد. جرير بن نمير، ابن فضيل، غندر البرساني، عبد الرزاق، عباد بن عباد بن أبي زائدة، الوليد بن مسلم - خضابا خفيفا. مرحوم العطار، حجاج، سعد ويعقوب ابنا إبراهيم، أبو داود، أبو النضر، أبو نعيم - خضابا خفيفا. محمد ويعلى ابنا عبيد، أخوهما عمر - خضابا خفيفا. أبو قطن، أبو المغيرة، علي بن عياش، أبو اليمان، عصام بن خالد، بشر بن شعيب المقرئ، يحيى بن أبي بكير، عثام بن علي، مروان بن شجاع، شجاع بن الوليد، حميد الرؤاسي، إبراهيم بن خالد - رأيت هؤلاء يخضبون.
وحديث هشيم من أعلى ما يقع اليوم؛ أخبرنا أحمد بن أبي الخير وأحمد بن أبي عصرون والخضر بن حموية في كتابهم، عن ابن كليب قال: أخبرنا
ابن بيان قال: أخبرنا ابن مخلد قال: أخبرنا الصفار قال: حدثنا ابن عرفة قال: حدثنا هشيم، عن مغيرة، عن إبراهيم، عن الأسود، عن عائشة قالت: إن كنت لأجده في ثوب رسول الله صلى الله عليه وسلم فأحته عنه.
أخرجه مسلم عن أبي بكر بن أبي شيبة عن هشيم، فوقع بدلا عاليا بدرجتين.
قالوا: توفي في شعبان سنة ثلاث وثمانين ومائة.
قلت: كان من أبناء الثمانين، وكتب عن الزهري نسخة كبيرة فضاعت، علق في ذهنه منها.
389 -
هشيم بن أبي ساسان
، أبو علي الكوفي، اسم أبي ساسان هشام.
عن أمي الصيرفي، وابن جريج، وعبيد الله بن عمر. وعنه إبراهيم بن موسى الفراء، ومحمد بن خلاد الباهلي، وقتيبة، وأبو سعيد الأشج، وأحمد بن حنبل.
سئل أبو حاتم عنه فقال: صالح الحديث.
وقال أبو داود: لا بأس به.
390 – 4:
الهيثم بن حميد الغساني مولاهم
، أبو أحمد، ويقال: أبو الحارث.
روى عن العلاء بن الحارث، وتميم بن عطية، وأبي وهب الكلاعي، وثور بن يزيد، ومطعم بن المقدام، وزيد بن واقد، والأوزاعي، ويحيى الذماري، وداود بن أبي هند. وعنه الوليد بن مسلم، وعبد الله بن يوسف، وهشام بن عمار، وعلي بن حجر، ومحمد بن عائذ، وعدة.
قال دحيم: كان أعلم الأولين والآخرين بقول مكحول.
وقال النسائي: ليس به بأس.
وقال أبو داود: قدري ثقة.
391 – ق:
وكيع بن محرز الناجي السامي البصري
.
عن زيد العمي، وعثمان بن الجهم، وعباد بن منصور. وعنه محمد بن أبي بكر المقدمي، ونصر الجهضمي، والعباس بن يزيد البحراني، وجماعة.
قال أبو حاتم: لا بأس به.
وقال البخاري: عنده عجائب.
392 – ق:
الوليد بن بكير التميمي الطهوي
، أبو خباب الكوفي.
عن الأعمش، وعمر بن نافع الثقفي، وسلام الخراز. وعنه سعيد بن سليمان، ومحمد بن عبد الله بن نمير، وعبيد بن يعيش، والحسن بن عرفة، والحسن بن محمد الطنافسي.
قال أبو حاتم: شيخ.
393 – ت ق:
الوليد بن محمد الموقري البلقاوي
، أبو بشر، مولى بني أمية.
عن الزهري، وعطاء الخراساني. وعنه أبو مسهر، وسويد بن سعيد، وحاجب بن الوليد، والحكم بن موسى، وعلي بن حجر، ومحمد بن عائذ.
قال أبو حاتم: ضعيف الحديث.
وقال ابن المديني: لا يكتب حديثه.
وقال ابن خزيمة: لا أحتج به.
وقال ابن معين: يكذب.
وقال النسائي: ليس بثقة.
قال سليمان ابن بنت شرحبيل: استحثثت الوليد الموقري في كتب الزهري، فقال: أنت تريد أن تأخذ في مجلس ما قد أقمت أنا فيه مع الزهري عشر سنين!
وقال أبو زرعة الدمشقي: لم يزل حديث الوليد بن محمد مقاربا حتى ظهر أبو طاهر المقدسي لا جزي خيرا، فقال له سليمان بن عبد الرحمن: ويحك، أهلكت علينا الوليد بن محمد. قال أبو زرعة: وظهرت عنه بحمص أحاديث أنكرت أيضا، وظهرت أحاديث بخراسان يستوحش منها.
قال عبد الله بن أحمد: قلت لأبي: الموقري يروي العجائب عن الزهري، فقال: آه ليس ذاك بشيء.
وقال أبو حاتم: سألت ابن المديني عن الموقري، فقال: يروي عنه أهل الشام، أرى أن كتبه من نسخ الزهري من الديوان.
وقال أبو زرعة: لين في الحديث.
قال محمد بن مصفى: توفي سنة اثنتين وثمانين ومائة.
وقيل: مات سنة إحدى.
394 – ق:
وهب بن إسماعيل الأسدي الكوفي
.
عن جده محمد بن قيس، وعمر بن ذر، والأوزاعي. وعنه أحمد بن حنبل، وابن نمير، وأبو سعيد الأشج.
قال أحمد: له مناكير.
395 -
وهب بن راشد الرقي
، ويقال: بصري.
عن ثابت، وفرقد السبخي، ومالك بن دينار، وهشام الدستوائي. وعنه سليمان بن عمر، وعلي بن معبد بن شداد، وداود بن رشيد، وغيرهم.
قال ابن عدي: ليس بالمستقيم.
وقال الدارقطني: متروك.
396 -
وهب بن واضح
، أبو الإخريط المكي، شيخ القراء، ويكنى أبا القاسم، من موالي عبد العزيز بن أبي رواد.
قرأ على إسماعيل بن عبد الله القسط، وعلى شبل بن عباد، ومعروف بن مشكان. وتصدر للإقراء، وأخذ عنه جماعة؛ منهم: أبو الحسن أحمد بن محمد النبال، وأبو الحسن البزي، وغيرهما.
مات سنة تسعين ومائة.
397 -
يحيى بن بريد بن عبد الله بن أبي بردة بن أبي موسى الأشعري
.
عن أبيه، وإسماعيل بن أبي خالد. وعنه العلاء بن عمرو، وعبيد الله القواريري.
وسمع منه يحيى بن معين وضعفه.
398 – ع:
يحيى بن حمزة بن واقد الحضرمي مولاهم
، البتلهي الدمشقي، أبو عبد الرحمن الفقيه، قاضي دمشق.
ولد سنة ثلاث ومائة، قاله أبو مسهر.
وقال مفضل الغلابي: سنة ثمان ومائة.
قرأ القرآن على يحيى الذماري. وروى عن عروة بن رويم، وعمرو بن مهاجر، وعطاء الخراساني، وأبي وهب عبيد الله الكلاعي، وثور بن يزيد، والزبيدي، ويزيد بن أبي مريم، وعدة. قرأ عليه الربيع بن ثعلب، وحدث عنه أبو مسهر، وولده محمد بن يحيى، وعبد الرحمن بن مهدي، ومحمد بن عائذ، ومحمد بن المبارك الصوري، وهشام بن عمار، وعلي بن حجر، والحكم بن موسى.
قال دحيم: ثقة عالم.
وقال أحمد: ليس به بأس.
وقال أبو حاتم: عاش ثمانين سنة.
وقال عباس، عن ابن معين: يرمى بالقدر. وقال مرة: كان قدريا.
وقال أبو زرعة الدمشقي: ولي يحيى بعد سلمة بن عمرو، فحدثني أحمد بن أبي الحواري، عن مروان قال: لما قدم المنصور دمشق سنة ثلاث وخمسين ومائة استعمل يحيى بن حمزة على القضاء، وقال له: يا شاب، أرى أهل بلدك قد أجمعوا عليك، فإياك والهدية؛ فلم يزل قاضيا حتى مات.
قال أبو زرعة: وأعلم الناس بقول مكحول الهيثم بن حميد ويحيى بن حمزة.
قال دحيم وجماعة: مات يحيى سنة ثلاث وثمانين ومائة.
399 -
يحيى البرمكي
، هو الوزير يحيى بن خالد بن برمك، أبو علي.
كان المهدي قد ضم إليه هارون الرشيد وجعله في حجره، فأحسن سياسته وأدبه، فلما استخلف نوه بذكره ورفع محله، فكان يقول: قال أبي. ورد إصدار الأمور وإيرادها إليه، فلما قتل ابنه جعفرا خلد يحيى في السجن.
قال الأصمعي: سمعته يقول: الدنيا دول، والمال عارية، ولنا بمن قبلنا أسوة، ولمن بعدنا عبرة.
قال إسحاق الموصلي: كانت صلات يحيى إذا ركب لمن تعرض له مائتي درهم.
وقال الموصلي: قال أبي: أتيت يحيى بن خالد فشكوت ضيقة، فقال: ما أصنع لك؟ ليس عندي شيء، ولكن أدلك على أمر فكن فيه رجلا، قد جاءني خليفة صاحب مصر يسألني أن أستهدي صاحبه شيئا، وقد أبيت فألح، وقد بلغني أنك أعطيت بجاريتك ثلاثة آلاف دينار، فهو ذا، استهديه إياها، فإياك أن تنقصها من ثلاثين ألف دينار شيئا، وانظر كيف يكون. قال: فوالله ما شعرت بالرجل إلا وقد وافاني، فساومني بالجارية، فلم يزل حتى بذل لي عشرين ألفا، فلما سمعتها ضعف قلبي عن ردها، فبعتها، فلما صرت إلى يحيى قال: إنك لخسيس، كنت صبرت، وهذا خليفة صاحب فارس قد جاءني في مثل هذا،
فخذ جاريتك، فإذا ساومك لا تنقصها من خمسين ألف دينار. قال: فجاءني فبعتها بثلاثين ألف دينار، فلما صرت إلى يحيى قال: ألم نؤدبك؟ خذ جاريتك إليك. فقلت: جارية قد أفدت بها خمسين ألف دينار ثم تعود إلي؟ أشهدك أنها حرة، وأني قد تزوجتها.
وقيل: إن ولد يحيى قال له وهم في السجن والقيود: يا أبة، بعد الأمر والنهي والأموال صرنا إلى هذا؟ فقال: يا بني، دعوة مظلوم غفلنا عنها، لم يغفل الله عنها.
مات يحيى سنة تسعين ومائة في حبس الرقة، وله سبعون سنة.
400 – ع:
يحيى بن أبي زائدة
، هو يحيى بن زكريا بن أبي زائدة، أبو سعيد الهمداني الوادعي مولاهم، الكوفي الفقيه، أحد الأئمة الأعلام.
روى عن أبيه، وعاصم الأحول، وداود بن أبي هند، وهشام بن عروة، وعبيد الله بن عمر، وأبي مالك الأشجعي، وليث بن أبي سليم، وطائفة كبيرة.
وتفقه بأبي حنيفة، ولزمه مدة حتى برع في الرأي وصار من أكبر أصحابه، مع الحفظ للحديث والإتقان له.
روى عنه أحمد بن حنبل، وإبراهيم بن موسى، وأبو كريب، وابن معين، وهناد، ويحيى بن يحيى، وأحمد بن منيع، وابن المديني، وابنا أبي شيبة، وعلي بن مسلم الطوسي، وزياد بن أيوب، ويعقوب الدورقي، والحسن بن عرفة، وخلق كثير.
قال علي ابن المديني: لم يكن بالكوفة بعد الثوري أثبت منه.
وقال ابن المديني أيضا: انتهى العلم إلى يحيى بن زكريا في زمانه.
قلت: ولي قضاء المدائن.
وقال عمرو الناقد: سمعت ابن عيينة يقول: ما قدم علينا أحد يشبه هذين الرجلين؛ ابن المبارك، وابن أبي زائدة.
وقال يحيى القطان: ما بالكوفة أحد يخالفني أشد علي من ابن أبي زائدة.
ويقال: إنه ما غلط قط.
وأما قول أبي نعيم الملائي: ما هو بأهل أن أحدث عنه، فما ذكر مستند ذلك فلا يلتفت إلى ذلك، ولا إلى كثير من كلام الأقران بعضهم في بعض.
قال ابن نمير: كان ابن أبي زائدة في الإتقان أكبر من ابن إدريس.
وقال النسائي: ثقة ثبت.
وقال العجلي: كان يعد من الحفاظ، مفتيا ثبتا، صاحب سنة، ووكيع إنما صنف كتبه على كتب يحيى.
وقال عباس، عن يحيى: ما أعلم يحيى بن أبي زائدة أخطأ إلا في حديث واحد.
وقال إسماعيل بن حماد: يحيى بن زكريا في الحديث مثل العروس العطرة.
وقال زياد بن أيوب: كان يحيى بن أبي زائدة يحدث من حفظه.
ويقال: إن يحيى أول من صنف الكتب بالكوفة، وإنه مات بالمدائن سنة اثنتين وثمانين. ويقال: سنة ثلاث وثمانين ومائة، وله ثلاث وستون سنة.
401 – ق:
يحيى بن راشد المازني البصري البراء
.
عن أبي الزبير المكي، وخالد الحذاء، وداود بن أبي هند، وجماعة. وعنه نعيم بن حماد، ومحمد بن أبي بكر المقدمي، وأبو حفص الفلاس.
ضعفه أبو حاتم.
وقال أبو زرعة: واهي الحديث.
وقال ابن معين: ليس بشيء.
قلت: سكن مصر وحدث بها.
402 – خ:
يحيى بن أبي زكريا الغساني الواسطي
، أبو مروان، أصله شامي.
روى عن هشام بن عروة، وعبد الله بن عثمان بن خثيم، ويونس بن عبيد. وعنه عبد الوهاب بن عيسى التمار، ومحمد بن حرب النشائي، وغيرهما.
ضعفه أبو داود.
وقال أبو حاتم: شيخ.
قلت: قد خرج له البخاري حديثا واحدا.
403 -
يحيى بن سابق المدني
.
عن أبي حازم، وزيد بن أسلم. وعنه قتيبة، وعلي بن حجر، وحجين بن المثنى.
فيه لين.
وقال أبو حاتم: ليس بقوي.
404 -
يحيى بن عبد الله بن حسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب الهاشمي الحسني
.
أخو اللذين خرجا على المنصور، وهما: محمد بالمدينة، وإبراهيم بالبصرة. فلما هلكا إلى عفو الله ورحمته هرب هذا إلى جبال الديلم في نحو من سبعين رجلا، ثم إن الرشيد آمنه بعد، وأشهد عليه بذلك، ووصله بمائة ألف دينار، ثم خاف من غائلته فحبسه حتى مات في سنة بضع وثمانين ومائة.
405 -
يحيى بن عبد الله بن يزيد بن عبد الله بن أنيس
، أبو زكريا الأنصاري المدني.
عن طلحة بن خراش، وعبد الرحمن ومحمد ابني جابر بن عبد الله، وعيسى بن سبرة. وعنه أبو جعفر النفيلي، وإبراهيم بن عبد الله الهروي، ويحيى بن معين، وعمرو بن رافع، وجماعة.
قال ابن معين: لم يكن به بأس.
406 – م ت ن ق خ قرنه:
يحيى بن عبد الملك بن أبي غنية
، أبو زكريا الخزاعي الكوفي.
عن أبيه، والعلاء بن المسيب، وهشام بن عروة، وطبقتهم. وعنه أحمد، وإسحاق، وأبو سعيد الأشج، وزياد بن أيوب، ويعقوب الدورقي، وجماعة.
قال أحمد: هو رجل صالح، له هيئة.
وقال أبو داود: ثقة.
وقال أحمد العجلي: قيل له إن دواء عينيك ترك البكاء، قال: فما خيرهما إذن؟!
قلت: خرج له البخاري مقرونا بآخر، وهو قليل الحديث.
مات سنة ثمان وثمانين ومائة.
407 -
يحيى بن عبيد الله الجرشي
، شيخ بصري.
عن أبيه، وزاجر بن الهيثم. وعنه مسلمة بن إبراهيم، ومحمد بن سعيد الخزاعي، ومحمد بن المثنى.
408 -
يحيى بن عقبة بن أبي العيزار
، أبو القاسم الكوفي.
عن ابن أبي ليلى، ومحمد بن جحادة، وإدريس الأودي، وهشام بن عروة. وعنه محمد بن بكار بن الريان، والربيع بن ثعلب.
قال البخاري: منكر الحديث.
وكذبه ابن معين.
وقال النسائي: ليس بثقة.
409 -
يحيى بن مضر
، أبو زكريا القيسي الشامي ثم القرطبي.
سمع من سفيان الثوري، ومالك يسيرا. وروى عنه مالك أيضا شيئا، وعبد الله بن وهب، ويحيى بن يحيى الأندلسي. وكان فقيها مفتيا.
وروي عن عبد الملك بن حبيب الفقيه قال: صلب يحيى بن مضر وأصحابه سنة تسع وثمانين ومائة، كانوا أرادوا خلع الحكم صاحب الأندلس، فحدثني محمد بن عيسى أن الجذوع التي للمصلبين مائة وأربعين جذعا.
410 – د:
يحيى بن ميمون التمار
، نزيل بغداد.
عن ليث بن أبي سليم وغيره. وعنه الحسن بن الصباح البزار، وعلي بن مسلم الطوسي.
تركه الدارقطني وغيره.
وقال أحمد: خرقنا حديثه.
411 – ت:
يحيى بن يعلى الأسلمي القطواني الكوفي
.
عن حميد بن عطاء الأعرج، وإسماعيل بن أبي خالد، والأعمش، ويونس بن خباب، وناصح المحلمي. وعنه قتيبة، وأبو بكر بن أبي شيبة، وإسحاق بن أبي إسرائيل، وأحمد بن إشكاب، وأبو هشام الرفاعي.
قال البخاري: مضطرب الحديث.
وقال أبو حاتم: ضعيف.
فأما يحيى بن يعلى أبو المحياة التيمي فقد ذكر.
412 – م 4:
يحيى بن اليمان العجلي الكوفي
، أبو زكريا الحافظ.
عن هشام بن عروة، وإسماعيل بن أبي خالد، والمنهال بن خليفة، وسفيان الثوري، وجماعة. وقرأ القرآن على حمزة، وكان من العلماء العاملين.
روى عنه ابنه داود بن يحيى، وبشر الحافي، وأبو كريب، وسفيان بن وكيع، والحسن بن عرفة، وعلي بن حرب، وطائفة.
قال أحمد: ليس بحجة.
وقال ابن المديني: هو صدوق، فلج فتغير حفظه.
وذكره أبو بكر بن عياش فقال: ذاك راهب.
أخبرنا عبد الحافظ بن بدران قال: حدثنا موسى بن عبد القادر قال:
أخبرنا سعيد بن أحمد قال: أخبرنا علي بن أحمد قال: أخبرنا أبو طاهر المخلص قال: حدثنا يحيى بن محمد قال: حدثنا سفيان بن وكيع قال: حدثنا يحيى بن يمان، عن شريك، عن أبي إسحاق، عن عبد الله بن سعيد بن جبير، عن أبيه، عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من طاف بالبيت خمسين مرة يخرج من ذنوبه كيوم ولدته أمه.
رواه الترمذي عن ابن وكيع.
وعن وكيع قال: ما كان أحد من أصحابنا أحفظ للحديث من يحيى بن يمان؛ كان يحفظ في المجلس خمسمائة حديث، ثم نسي.
وقال يحيى بن معين: أرجو أن يكون صدوقا، وقال مرة: ليس به بأس، وقال مرة: ضعيف.
وقال النسائي: ليس بالقوي.
وقال محمد بن عبد الله بن نمير: كان سريع الحفظ سريع النسيان.
وقال يعقوب بن شيبة: كان يعد في الكثرة عن سفيان مع الأشجعي، وإنما أنكروا عليه كثرة الغلط.
قيل: مات سنة تسع وثمانين ومائة. وقيل: سنة ثمان.
413 – ع:
يزيد بن زريع
، الإمام أبو معاوية العيشي البصري الحافظ.
عن أيوب، وحبيب المعلم، وحسين المعلم، والجريري، وخالد الحذاء، ويونس، وابن أبي عروبة، وخلق. وعنه علي ابن المديني، وبهز بن أسد، والقعنبي، وعفان، وعمرو الفلاس، وقتيبة، ومسدد، ويحيى بن يحيى، وبندار، وأمية بن بسطام، ومحمد بن المنهال الضرير، ومحمد بن المنهال أخو حجاج، وأحمد بن المقدام، ونصر بن علي، وأحمد بن عبدة، وخلق كثير.
قال أحمد بن حنبل: كان ريحانة البصرة، ما أتقنه وما أحفظه!
وقال أبو حاتم: ثقة إمام.
وقال أبو عوانة: صحبت يزيد بن زريع أربعين سنة يزداد في كل سنة خيرا.
وقال بشر الحافي: كان يزيد بن زريع متقنا حافظا، ما أعلم أني رأيت مثله ومثل صحة حديثه، رحمه الله.
وقال يحيى القطان: لم يكن هاهنا أحد أثبت منه.
وقال نصر الجهضمي: رأيت يزيد بن زريع في النوم، فقلت: ما فعل الله بك؟ قال: دخلت الجنة. قلت: بماذا؟ قال: بكثرة الصلاة.
وقال بعضهم: كان أبوه زريع والي الأبلة، مات عن خمسمائة ألف ما أخذ منها يزيد حبة. قاله ابن حبان.
توفي يزيد سنة اثنتين وثمانين ومائة، ومولده سنة إحدى ومائة.
قال أحمد بن أبي خيثمة: حدثنا أحمد بن محمد الصفار قال: سمعت يزيد بن زريع وسئل عن التدليس، فقال: التدليس كذب. وقال: حدثنا عفان قال: حدثنا يزيد بن زريع قال: أملى علي سعيد هذه المسائل من كتابه؛ يعني مسائل الحكم وحماد.
وعن القطان أنه كان لا يقدم على يزيد بن زريع أحدا في سعيد.
قلت: ولم يرحل في الحديث، وكان من بحور العلم.
قال ابن المديني: لم يزل مشتغلا بإتقان الحديث.
قلت: أقدم شيوخه أيوب.
414 -
يزيد بن عبد الله
، أبو خالد القرشي، ويقال له: البيسري، قيده ابن نقطة بموحدة وبسين مهملة.
روى عن ابن جريج، وأبي مالك الأشجعي، وإبراهيم الخوزي، وعمر بن محمد العمري. وعنه علي بن أبي هاشم الطبراخ، وقطن بن نسير، وغيرهما، والقواريري، وأبو كامل الجحدري. وبقي إلى بعد الثمانين ومائة.
قال ابن عدي: ليس بالمنكر الحديث.
قلت: تكلم فيه ولم يترك.
415 -
يزيد بن مزيد بن زائدة
، الأمير أبو خالد الشيباني، أحد الأبطال المذكورين والأجواد الممدحين، وهو ابن أخي معن بن زائدة.
ولي إمرة اليمن للرشيد، وولي أرمينية وأذربيجان معا للرشيد سنة ثلاث وثمانين، وهو الذي ظفر بالوليد بن طريف رأس الخوارج.
وكان يزيد مع كمال شجاعته من دهاة العرب، ما زال يقابل ابن طريف بالجيوش ويقاتله إلى أن أهلكه بعد أن بارزه بنفسه، وبقيت مبارزتهما نحو ساعتين من النهار أو أكثر، حتى تعجب منهما الجمعان، ثم أمكنت يزيد الفرصة فضرب رجل ابن طريف فسقط، وكان من بني شيبان أيضا، فلما قدم يزيد على الرشيد قال: يا يزيد، ما أكثر أمراء المؤمنين في قومك. قال: نعم، إلا أن منابرهم الجذوع.
وقيل فيما حكاه ابن خلكان: إن الرشيد لما جهزه إلى حرب ابن طريف الشيباني أعطاه ذا الفقار سيف النبي صلى الله عليه وسلم، وقال: خذه، فإنك ستنصر به. وفي ذلك يقول مسلم بن الوليد:
أذكرت سيف رسول الله سنته وبأس أول من صلى ومن صاما يريد بأس علي رضي الله عنه.
وعن عمر بن متوكل، عن أمه قالت: كان ذو الفقار مع محمد بن عبد الله بن حسن يوم قُتِل بالمدينة، فلمَّا أحس بالموت دفع ذا الفقار إلى رجل معه كان له عليه أربعمائة دينار، وقال: خذه فإنك لا تلقى طالبيا إلا أخذه منك وأعطاك حقك. فلما ولي جعفر بن سليمان العباسي المدينة واليمن دعا الرجل وأخذ منه السيف، وأعطاه أربعمائة دينار، فلم يزل عنده حتى ولي المهدي، فبلغه خبره، فأخذه منه، ثم صار إلى الرشيد.
وقال الأصمعي: رأيت الرشيد متقلدا سيفا، فقال: ألا أريك ذا الفقار؟
قلت: بلى. فقال: استل سيفي. قال: فاستللته، فرأيت فيه ثماني عشرة فقارة.
ولمنصور بن سلمة النميري:
لو لم يكن لبني شيبان من حسب سوى يزيد لفاتوا الناس بالحسب ما أعرف الناس أن الجود مدفعة للذم لكنه يأتي على النشب ومن كامل المبرد أن يزيد بن مزيد نظر إلى لحية عظيمة مخضوبة، فقال لصاحبها: أما إنك من لحيتك في مؤونة. فقال: أجل، ولذلك أقول:
لها درهم للدهن في كل ليلة وآخر للحناء يبتدران ولولا نوال من يزيد بن مزيد لصوت في حافاتها الجلمان وفي الأغاني أن يزيد بن مزيد أهديت له جارية، فلما رفع يده من طعامه وطئها، فلم ينزل عنها إلا ميتا، وذلك ببلد برذعة، وكان عنده مسلم بن الوليد صريع الغواني فرثاه، فقال:
قبر ببرذعة استسر ضريحه خطرا تقاصر دونه الأخطار أبقى الزمان على ربيعة بعده حزنا لعمر الله ليس يعار سلكت بك العرب السبيل إلى العلى حتى إذا استبق الردى بك حاروا فقضت بك الأحلاس آمال الغنى واسترجعت زوارها الأمصار فاذهب كما ذهبت غوادي مزنة أثنى عليها السهل والأوعار وقيل: إنما رثى مسلم بهذه يزيد بن أحمد السلمي، فالله أعلم.
ولصريع الغواني قصيدة فيه يقول فيها:
قد عوَّد الطير عادات وثقن بها فهن يتبعنه في كل مرتحل يعني: وقائعه، وأن الطير تفترس أشلاء القتلى.
قال: فأمر يزيد حاجبه أن يبيع ضيعة له ويعطي الشاعر خمسين ألفا، فبلغ ذلك الرشيد فأرسل إليه بمال عظيم، وقال: زده خمسين ألفا.
وقيل: إن سلما الخاسر هجاه فقال:
ليت الأمير أبا خالد يزيد، يزيد كما ينقص فحلف ليقتلنه، فمدحه بقوله:
إن لله في البرية سيف ـ ـ ين يزيدا وخالد بن الوليد ذاك سيف الرسول في سالف الده ـ ـ ر وهذا سيف الإمام الرشيد قال خليفة: مات يزيد سنة خمس وثمانين ومائة.
وله ابنان؛ أحدهما خالد ممدوح أبي تمام الطائي، والآخر محمد أحد الأجواد.
416 -
يزيد بن يحيى
، أبو خالد القرشي الدمشقي.
عن يحيى بن يحيى الغساني، وثور بن يزيد، وموسى بن سيار، وعمرو بن مهاجر. وعنه هشام بن عمار، والهيثم بن خارجة، وسليمان بن عبد الرحمن، وغيرهم.
ما ذكره البخاري ولا ابن أبي حاتم.
417 -
اليسع بن طلحة بن أبزوذ المكي
.
عن طاووس، ومجالد، وعطاء. وعنه سبطه عبد الوهاب بن فليح، وفيض الرقي، ونعيم بن حماد، والوليد بن عطاء بن الأغر.
قال أبو حاتم: ليس بقوي، منكر الحديث.
وقال ابن عدي: أحاديثه غير محفوظة.
قلت: وقع لنا من عواليه في المخلصيات.
418 -
يعقوب بن داود
، وزير المهدي.
مرت أخباره في حوادث سنة ست وستين ومائة، بقي إلى هذا الوقت معزولا مجاورا بمكة.
مات سنة اثنتين وثمانين ومائة.
419 – ع سوى ق:
يعقوب بن عبد الرحمن بن محمد القاري المدني الزهري
، حليفهم.
نزل في الآخر الإسكندرية، وحدث عن زيد بن أسلم، وسهيل بن أبي صالح، وعمرو بن أبي عمرو، وأبي حازم. وعنه يحيى بن يحيى، وسعيد بن منصور، ويحيى بن بكير، وقتيبة، وأبو شريك يحيى بن يزيد المرادي، وطائفة.
وهو ثقة عالم، مات سنة إحدى وثمانين ومائة.
420 – ت ق:
يعقوب بن الوليد
، أبو يوسف الأزدي المدني
عن أبي حازم، وهشام بن عروة، وجعفر الصادق. وعنه محمد بن الصباح الجرجرائي، ويحيى المقابري، ومحمود بن خداش، وأحمد بن منيع، والحسن بن عرفة.
قال أحمد بن حنبل: خرقنا حديثه.
وكذبه أبو حاتم، وقال النسائي وغيره: متروك.
421 -
يعلى بن الأشدق العقيلي
أحد المتروكين، أصله من بادية الطائف. روى عن عبد الله بن جراد، ورقاد بن ربيعة، وكليب بن جري. وزعم أن لهم صحبة، وسكن الرقة. وعنه داود بن رشيد، وإسماعيل بن عبد الله الرقي، وأيوب بن محمد الوزان، وطائفة. وحدث بحران، وطال عمره، وصار يسأل الناس.
قال البخاري: لا يكتب حديثه.
وقال ابن حبان: لا تحل الرواية عنه.
وقال ابن عدي: بلغني عن أبي مسهر قال: قلت ليعلى بن الأشدق: ما سمع عمك عبد الله بن جراد من النبي صلى الله عليه وسلم؟ قال: جامع سفيان، وموطأ مالك!
وسئل عنه أبو زرعة فقال: لا يصدق.
قلت: لا ينبغي التشاغل بتخريج عواليه؛ فإنها مما لا يفرح به.
422 – ت ق:
يعلى بن شبيب المكي
، مولى آل الزبير.
عن عبد الله بن عثمان بن خثيم، وهشام بن عروة. وعنه الحميدي، وقتيبة، وإبراهيم بن بشار الرمادي. روى اليسير، ومحله الصدق.
423 -
يغنم بن سالم بن قنبر البصري
.
له نسخة عن أنس بن مالك كأنها موضوعة، حدث بمصر. روى عنه عبد الغني بن سعيد وعبد الغني بن أبي عقيل المصريان، وإبراهيم بن صدقة العامري، ومحمد بن مخلد الرعيني، وعيسى بن مساور، وأبو مسلم عبد الرحمن بن واقد، وغيرهم.
قرأت على أبي المعالي أحمد بن إسحاق: أخبركم المبارك بن أبي الجود ببغداد قال: أخبرنا أحمد بن أبي غالب الزاهد قال: أخبرنا عبد العزيز بن علي قال: أخبرنا أبو طاهر المخلص قال: حدثنا محمد بن هارون قال: حدثنا عيسى بن مساور قال: حدثنا يغنم بن سالم قال: قال لي أنس: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: من قاد أعمى أربعين خطوة لم تمس وجهه النار.
يغنم مجمع على تركه، فلا يفرح بعواليه.
قال أبو سعيد بن يونس: روى عن أنس فكذب.
وقال أبو حاتم: هو مجهول، ضعيف الحديث.
وقال ابن عدي: عامة ما يرويه غير محفوظ.
قال الطحاوي: سمعت يونس بن عبد الأعلى يقول: قدم علينا يغنم بن سالم مصر، فجئته فسمعته يقول: تزوجت امرأة من الجن. فلم أرجع إليه.
وقال ابن حبان: كان يضع الحديث على أنس.
قلت: بقي إلى حدود التسعين ومائة.
424 – ق:
يوسف بن خالد بن عمير السمتي البصري
، الفقيه.
عن عاصم الأحول، ويونس بن عبيد، وإسماعيل بن أبي خالد، ومحمد بن عمرو، ولزم أبا حنيفة الإمام حتى برع وصار من نجباء أصحابه. روى عنه ابنه خالد بن يوسف، وداهر بن نوح، وزيد بن الحريش، وخليفة بن خياط، ومحمد بن أبي يعقوب الكرماني، ونصر بن علي الجهضمي.
رماه ابن معين بالكذب.
وقال أبو حاتم: رأيت له كتابا ألفه في التجهم ينكر فيه الميزان والقيامة.
وقال ابن سعد: كان بصيرا بالفتوى ضعيفا.
وقال النسائي: ليس بثقة.
قلت: مات في رجب سنة تسع وثمانين ومائة.
خرج له ابن ماجة حديثا.
425 -
يوسف بن عطية بن باب الصفار
، أبو سهل، السعدي ثم الأنصاري مولاهم، البصري.
رأى ابن سيرين، وروى عن قتادة، وثابت، ومحمد بن واسع، وفرقد السبخي، وجماعة. وعنه إسحاق بن راهوية، وأحمد بن منيع، وعبد الله بن عون الخراز، وزياد بن يحيى، وعمر بن شبة، والحسن بن محمد الزعفراني، وغيرهم.
قال البخاري: منكر الحديث.
وقال أبو حاتم والدارقطني: ضعيف الحديث.
وقال أبو داود: ليس بشيء.
وقال الفلاس: كان يهم، وما علمته يكذب.
وقال النسائي: متروك.
قلت: روى له ابن ماجة في تفسيره، ومات سنة سبع وثمانين ومائة.
426 -
يوسف بن عطية الباهلي
، أبو المنذر الكوفي الوراق.
صاحب مناكير. روى عن عمرو بن شمر، وغير واحد. وعنه عمرو بن علي الفلاس، ويزيد بن موهب الرملي، وغيرهما. قال الفلاس: هو أكذب من الصفار.
وقال الدارقطني وغيره: ضعيف.
427 – ق:
يوسف بن محمد بن زيد بن صيفي بن صهيب بن سنان الرومي المدني
.
روى عن ابن عمه عبد الحميد بن زياد، وعن أبيه. وعنه هشام بن عمار، وإبراهيم بن المنذر الحزامي، وجماعة.
قال البخاري: فيه نظر.
وقال أبو حاتم: لا بأس به.
428 – ع سوى د:
يوسف بن يعقوب بن أبي سلمة الماجشون المدني
، أبو سلمة، مولى آل المنكدر، التيمي.
عن أبيه، والزهري، ومحمد بن المنكدر، وصالح بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف. وعنه أبو مصعب، وأحمد بن حنبل، وعلي ابن المديني، وسريج بن يونس، ومحمد بن أبي بكر المقدمي، وعلي بن مسلم الطوسي، وخلق سواهم.
وثقه يحيى بن معين وأبو داود.
قال يحيى بن أيوب المقابري: سمعت يوسف بن الماجشون يقول: ولدت في عهد سليمان بن عبد الملك ففرض لي في المقاتلة، فلما قام عمر بن عبد العزيز مر باسمي، وكان بنا عارفا، فقال: ما أعرفني بمولد هذا الغلام! فنحاني من المقاتلة وردني عيلا.
قال يحيى بن معين: كنا نأتي يوسف بن الماجشون يحدثنا وجواريه في بيت آخر يضربن بالمعزفة.
قلت: أهل المدينة معروفون بالترخص في الغناء.
توفي يوسف بن الماجشون سنة خمس وثمانين ومائة، وله ثمان وثمانون سنة.
429 -
يونس بن حبيب
، العلامة أبو عبد الرحمن، الضبي مولاهم، البصري، إمام أهل النحو.
أخذ عن أبي عمرو بن العلاء، وحماد بن سلمة، وغيرهما. أخذ عنه الكسائي، وسيبوية، والفراء.
وله مصنفات في العربية، وطال عمره، وعاش ثلاثا وثمانين سنة.
قال خليفة بن خياط: مات سنة ثلاث وثمانين ومائة.
• - ع: أبو إسحاق الفزاري، هو إبراهيم بن محمد.
430 – ق:
أبو إسماعيل المؤدب
، هو إبراهيم بن سليمان بن رزين البغدادي، مؤدب أولاد الوزير أبي عبيد الله.
له عن عطية العوفي، وعاصم بن بهدلة، وعبد الملك بن عمير، وعاصم الأحول، وطائفة. وعنه يحيى بن معين، وعثمان بن أبي شيبة، وأخوه أبو بكر، ومحمد بن الصباح الدولابي، وأبو عمر الدوري، والحسن بن عرفة، وآخرون.
وثقه يحيى بن معين، وقال مرة: ضعيف، وقال مرة: ليس به بأس. وكذا قال أحمد.
وقال أبو داود: ثقة، رأيت أحمد بن حنبل يكتب أحاديثه بنزول.
وقال النسائي: ليس به بأس.
قيل: مات قريبا من سنة ثلاث وثمانين ومائة.
431 -
أبو أمية بن يعلى الثقفي
، يقال: اسمه إسماعيل.
مدني معمر، له عن نافع، وسعيد المقبري، وأبي الزناد، وهشام بن عروة. وحضر جنازة سالم بن عبد الله. روى عنه زيد بن الحباب، ومحمد بن أبان، ومحمد بن عقبة السدوسي، وشيبان بن فروخ، وداهر بن نوح، والقواريري، وسعيد بن هبيرة.
قال البخاري: سكتوا عنه.
وقال الدارقطني: بصري متروك.
وكذا تركه النسائي.
وقال ابن عدي بعد أن ساق له أحاديث: هو ممن يكتب حديثه.
وقال أبو أحمد الحاكم: ليس بالقوي.
وقال ابن معين: ليس بشيء.
وقال شعبة: اكتبوا عنه؛ فإنه شريف لا يكذب.
432 – د ق:
أبو بحر البكراوي
، هو عبد الرحمن بن عثمان بن أمية بن عبد الرحمن بن أبي بكرة الثقفي البصري.
عن حسين المعلم، وداود بن أبي هند، ومحمد بن عمرو، وجماعة. وعنه أحمد بن عبدة، وحفص الربالي، وخليفة بن خياط، وبندار، وعدة.
ضعفه ابن معين.
وقال أبو حاتم: يكتب حديثه.
ونقل ابن الجوزي أن أحمد بن حنبل قال: طرح الناس حديثه.
مات سنة تسعين ومائة.
433 – د ن ق:
أبو حفص الأبار
، هو عمر بن عبد الرحمن بن قيس.
كوفي ثقة، نزل بغداد، وروى عن منصور، وليث بن أبي سليم، والأعمش، وعمار الدهني، وعدة. وعنه يحيى بن معين، وداود بن رشيد، وعثمان بن أبي شيبة، وسريج بن يونس، والحسن بن عرفة، وآخرون.
وكان له غلمان يعملون الإبر وهو معلمهم، أضر بأخرة.
وثقه ابن معين وغيره.
• - ع: أبو خالد الأحمر، هو سليمان بن حيان، مر.
434 -
أبو داود النخعي
، هو سليمان بن عمرو، وهو ابن عم شريك القاضي.
روى عن أبي طوالة، وعبد الملك بن عمير، وإسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة، والمختار بن فلفل، وغيرهم. وعنه آدم بن أبي إياس، ويحيى بن أيوب المقابري، وعباد بن يعقوب، والمسيب بن واضح، وطائفة.
قال أبو معمر الهذلي: كان بشر المريسي قد أخذ رأي جهم من أبي داود النخعي، وكان أبو داود كذابا.
قلت: كان وقحا جريئا، قدريا، من الخير بريئا.
قال علي ابن المديني: كان من الدجالين.
وقال يحيى بن معين: هو كذاب النخع.
وقال البخاري: معروف بالكذب. قاله قتيبة وإسحاق.
وقال أحمد بن حنبل: كذاب.
وروى عباس عن يحيى قال: وأبو داود النخعي رجل سوء، كذاب خبيث، قدري، لم يكن ببغداد رجل إلا وهو خير من النخعي، كان يضع الحديث، سمعته يقول: سمعت خصيفا وخصافا ومخصفا، كان أكذب الناس.
435 -
أبو رويم
، هو طلاب بن حوشب الربعي، أخو العوام بن حوشب.
عمر دهرا، وحدث عن مجالد، وإسماعيل بن أبي خالد. وعنه موسى بن عبد الرحمن المسروقي، والحسين بن علي الصدائي.
لا يدرى من ذا.
436 -
م ن ق: أبو سفيان المعمري، اسمه محمد بن حميد.
شيخ بصري ثبت، سكن بغداد، وإنما لقب بالمعمري لرحلته إلى معمر باليمن، وكان من الصلحاء العباد. روى عن معمر، وهشام بن حسان، وسفيان الثوري، وغيرهم. وعنه سريج بن يونس، وأبو خيثمة، وأبو سعيد الأشج، والنفيلي، وابن نمير، وعمرو الناقد، وسفيان بن وكيع، وحميد بن الربيع.
وثقه يحيى بن معين وأبو داود.
ولم يخرج له البخاري، بل خرج لأبي سفيان الحميري، وفيه شيء.
قال الخطيب: محمد بن حميد اليشكري المعمري، كان مذكورا بالصلاح والعبادة.
وقال ابن معين أيضا: عبد الرزاق أحب إلي منه.
قال ابن قانع: مات سنة اثنتين وثمانين ومائة.
وسيأتي أبو سفيان الحميري بعد.
437 – ق:
أبو سليمان الداراني الكبير
، وما هو بالزاهد الشهير، اسم الكبير عبد الرحمن بن سليمان بن أبي الجون العنسي - بنون - الدمشقي.
له رحلة في الحديث. روى عن الأعمش، وليث بن أبي سليم، وإسماعيل بن أبي خالد، ويحيى بن سعيد الأنصاري، وعمرو بن شراحيل الداراني، وجماعة. روى عنه إسماعيل بن عياش وهو أكبر منه، وعبد الله بن يوسف التنيسي، وأبو توبة الحلبي، ومحمد بن عائذ، وصفوان بن صالح، وهشام بن عمار، وعدة.
وثقه دحيم.
وقال أبو حاتم: لا يحتج به.
وقال ابن عدي: أرجو أنه لا بأس به.
قلت: بقي إلى قريب التسعين ومائة.
438 – ق:
أبو عاصم العباداني
، اسمه عبد الله، وقيل: عبيد الله بن عبيد.
شيخ بصري الأصل. روى عن علي بن زيد بن جدعان، والفضل بن عيسى الرقاشي، وفائد أبي الورقاء، وغيرهم. وعنه سويد بن سعيد، وإسحاق بن راهوية، وعلي ابن المديني، والفلاس، وغيرهم.
قال أبو حاتم وغيره: ليس به بأس.
وقال العقيلي: منكر الحديث.
439 -
أبو عبد الرحمن الزاهد
، اسمه عبد الله بن محمد.
روى عن الأعمش، وأبي عقال هلال بن زيد، وإبراهيم بن أدهم. وعنه أسود بن سالم، وسعدوية الواسطي، ومهدي بن جعفر، وداود بن مهران، وهشام بن عمار، ويحيى بن أيوب الزاهد.
لم أر لهم فيه كلاما.
440 -
أبو عبد الرحمن الفراء
، من أفضل مشايخ الموصل، اسمه سعيد، وقيل: نوح.
حدث عن عوف الأعرابي، وسعيد بن أبي عروبة، وهشام بن حسان. وعنه القاسم بن يزيد الجرمي، ومعلى بن مهدي.
قال يزيد الأزدي: مات سنة ست وثمانين ومائة.
441 -
خ د ت ن:
أبو عبيدة الحداد
، هو عبد الواحد بن واصل السدوسي مولاهم، البصري، نزيل بغداد.
روى عن بهز بن حكيم، وعوف، ويونس بن إسحاق، وعثمان بن أبي رواد، وطبقتهم. وعنه أحمد بن حنبل، وابن معين، وزهير بن حرب، وعمرو الناقد، وزياد بن أيوب.
وثقه أبو داود.
وقال أحمد: لم يكن صاحب حفظ، إلا أن كتابه كان صحيحا.
وقال علي بن الحسين بن حبان: وجدت بخط أبي: ذكر ابن معين أبا عبيدة الحداد فقال: كان متثبتا، ما أعلم أنا أخذنا عليه خطأ البتة، جيد القراءة لكتابه.
وقال أبو قلابة الرقاشي: مات سنة تسعين ومائة.
442 -
أبو عبيدة العصفري
.
بصري فاضل، اسمه إسماعيل بن سنان، له عن عكرمة بن عمار وغيره. وعنه علي ابن المديني، وخليفة بن خياط.
443 -
م د ن:
أبو علقمة الفروي
، هو عبد الله بن محمد بن عبد الله بن أبي فروة المدني.
عن عمه إسحاق بن أبي فروة، وعن صفوان بن سليم، ومحمد بن المنكدر، ويزيد بن خصيفة. ورأى سعيدا المقبري. روى عنه إسحاق بن راهوية، وإبراهيم بن المنذر، وأحمد بن عبدة الضبي، ويحيى بن يحيى التميمي، وآخرون.
وقال ابن سعد: إنه لقي نافعا، وسعيدا المقبري، والصلت بن زبيد، وروى عنهم، وعمر حتى لقيناه في سنة تسع وثمانين ومائة، وكان ثقة.
وقال يحيى بن معين: ثقة.
قلت: ما أدري لم لم يخرج البخاري له.
مات في المحرم سنة تسعين ومائة.
444 – د ق:
أبو المليح الرقي
، اسمه الحسن بن عمر، ويقال: الحسن بن عمرو.
حج، ورأى عطاء بن أبي رباح. وروى عن ميمون بن مهران، والزهري، وزياد بن بيان الرقي، وعبد الله بن محمد بن عقيل، وغيرهم. وعنه عبد الله بن جعفر الرقي، وعمرو بن خالد الحراني، وإبراهيم بن مهدي المصيصي، وأبو جعفر النفيلي، وأبو نعيم عبيد بن هشام، وعبد الجبار بن عاصم، وآخرون.
وثقه أحمد بن حنبل وأبو زرعة.
مات في عشر المائة في سنة إحدى وثمانين ومائة.
وقع لي من عواليه.
445 -
أبو الهول الحميري
، الشاعر المشهور، اسمه عامر بن عبد الرحمن.
كان آية في الهجاء المقذع، وله مدائح في المهدي والرشيد.
446 -
أبو الهيذام المري
أمير عرب الشام، وزعيم قيس وفارسها الشهير، وهو قائد العرب المضرية في الفتنة العظمى الكائنة بدمشق بين القيسية واليمانية في دولة الرشيد، حتى تفاقم الأمر وكثر القتل.
وله شعر جيد مشهور.
وقد خرج على الرشيد لكونه قتل أخاه، ثم ظفر بأبي الهيذام، وحمل مقيدا إلى الرشيد، فلما مثل بين يديه أنشده أبياتا يستعطفه، فمن عليه وعفا عنه.
اسمه عامر بن عمارة بن خريم، وهو والد المحدث موسى بن عامر صاحب الوليد بن مسلم وراوي كتبه.
قال المرزباني: قتل عامل الرشيد بسجستان أخا لأبي الهيذام، فخرج أبو الهيذام بالشام، وجمع جمعا عظيما، ورثى أخاه، وغلظ أمره، وأعيت الرشيد الحيل فيه، فاحتال عليه بأخ له أرغبه، فشد على أبي الهيذام وقيده، وسار به إلى الرشيد، وهو القائل:
فأحسن أمير المؤمنين فإنه أبى الله إلا أن يكون لك الفضل فمن عليه وأطلقه.
أنشد الزبير بن بكار لأبي الهيذام:
سأبكيك بالبيض الرقاق وبالقنا فإن بها ما يطلب الماجد الوترا ولست كمن يبكي أخاه بعبرة يعصرها في جفن مقلته عصرا وإنا أناس ما تفيض دموعنا على هالك منا وإن قصم الظهرا قيل: توفي سنة اثنتين وثمانين ومائة.
447 -
القاضي أبو يوسف
، هو يعقوب بن إبراهيم بن حبيب بن حبيش بن سعد بن بجير بن معاوية الأنصاري.
وسعد بن بجير هو سعد بن حبتة، وحبتة أمه ابنة خوات بن جبير. شهد سعد الخندق، ونسبه في بجيلة، وإنما حالف الأنصار.
ولد أبو يوسف بالكوفة سنة ثلاث عشرة ومائة، وطلب العلم سنة نيف وثلاثين، فسمع من هشام بن عروة، وعطاء بن السائب، ويحيى بن سعيد، ويزيد بن أبي زياد، والأعمش، وأبي إسحاق الشيباني، وحجاج بن أرطاة، وعبيد الله بن عمر، وطائفة. وتفقه بأبي حنيفة حتى صار المقدم في تلامذته. تفقه به محمد بن الحسن، وهلال الرأي، ومعلى بن منصور، وعدد كثير. وروى عنه ابن سماعة، ويحيى بن معين، وأحمد بن حنبل، وعلي بن الجعد، وأحمد بن منيع، وعلي بن مسلم الطوسي، وإبراهيم بن الجراح، وأسد بن الفرات، وعمرو بن أبي عمرو الحراني، وعمرو الناقد، وخلق سواهم.
وكان والده إبراهيم فقيرا، فكان أبو حنيفة يتعاهد أبا يوسف بالمائة درهم بعد المائة، يعينه على طلب العلم، فروى علي بن حرملة التيمي عن أبي يوسف قال: كنت أطلب الحديث والفقه وأنا مقل، فجاء أبي يوما وأنا عند أبي حنيفة، فقال: لا تمدن يا بني رجلك مع أبي حنيفة، فأنت محتاج إلى
المعاش. فآثرت طاعة أبي، فتفقدني أبو حنيفة، فجعلت أتعاهده، فدفع إلي مائة درهم وقال لي: الزم الحلقة، فإذا نفدت هذه فأعلمني. ثم أعطاني بعد أيام مائة أخرى، ثم كان يتعاهدني.
ويقال: إن أمه هي التي لامته، وأن أباه مات وأبو يوسف صغير، فأسلمته عند قصار، فالله أعلم.
قال محمد بن الحسن: مرض أبو يوسف فعاده أبو حنيفة، فلما خرج قال: إن يمت هذا الفتى فهو أعلم من عليها. وأومأ إلى الأرض.
قال عباس الدوري: سمعت أحمد بن حنبل يقول: أول ما كتبت الحديث اختلفت إلى أبي يوسف فكتبت عنه، ثم اختلفت بعد إلى الناس.
وكان أبو يوسف أميل إلى المحدثين من أبي حنيفة ومحمد.
إبراهيم بن أبي داود البرلسي: سمعت ابن معين يقول: ما رأيت في أصحاب الرأي أثبت في الحديث ولا أحفظ ولا أصح رواية من أبي يوسف.
وروى عباس عن ابن معين قال: أبو يوسف صاحب حديث، صاحب سنة.
محمد بن سماعة، عن يحيى بن خالد البرمكي قال: قدم علينا أبو يوسف وأقل ما فيه الفقه، وقد ملأ بفقهه ما بين الخافقين.
وقال الخريبي: كان أبو يوسف قد أطلع الفقه والعلم إطلاعا، يتناوله كيف شاء.
قال عمرو الناقد: كان أبو يوسف صاحب سنة.
قال أحمد: كان أبو يوسف منصفا في الحديث.
بشر بن غياث: سمعت أبا يوسف يقول: صحبت أبا حنيفة سبع عشرة سنة، ثم رتعت في الدنيا تسع عشرة سنة، وأظن أجلي قد قرب. فما عبر إلا يسيرا حتى مات.
وروى بكر العمي الفقيه عن هلال الرأي قال: كان أبو يوسف يحفظ التفسير والمغازي وأيام العرب، وكان أحد علومه الفقه.
وروى أحمد بن عطية عن محمد بن سماعة قال: كان أبو يوسف بعدما ولي القضاء يصلي كل يوم مائتي ركعة.
وقال علي ابن المديني: ما أخذ على أبي يوسف إلا حديثه في الحجر عن هشام بن عروة، وكان صدوقا.
وقال يحيى بن يحيى التميمي: سمعت أبا يوسف يقول عند وفاته: كل ما أفتيت به فقد رجعت عنه، إلا ما وافق الكتاب والسنة. وفي لفظ: إلا ما في القرآن واجتمع عليه المسلمون.
وقال بشر بن الوليد: سمعت أبا يوسف يقول: من تتبع غريب الحديث كذب، ومن طلب المال بالكيمياء أفلس، ومن طلب الدين بالكلام تزندق.
وقال محمد بن سماعة: سمعت أبا يوسف في اليوم الذي مات فيه يقول: اللهم إنك تعلم أني لم أجر في حكم حكمت به متعمدا، ولقد اجتهدت في الحكم بما وافق كتابك وسنة نبيك.
قال الفلاس: أبو يوسف صدوق، كثير الغلط.
وقال ابن عدي: لا بأس به.
وقال أبو حاتم: يكتب حديثه.
قلت: وأبو يوسف هو أول من لقب قاضي القضاة، وكان عظيم الرتبة عند هارون الرشيد.
قال الطحاوي: حدثنا بكار بن قتيبة قال: سمعت أبا الوليد الطيالسي يقول: لما قدم أبو يوسف البصرة مع الرشيد، اجتمع أصحاب الرأي وأصحاب الحديث على بابه، فأشرف عليهم فلم يأذن لفريق منهم، وقال: أنا من الفريقين جميعا، ولا أقدم فرقة على فرقة، لكني أسأل عن مسألة، فمن أصاب دخلوا. ثم قال: رجل مضغ خاتمي هذا حتى هشمه، ما لي عليه؟ فاختلف أصحاب الحديث، فلم يعجبه قولهم.
وقال فقيه: عليه قيمته صحيحا، ويأخذ الفضة المهشومة إلا أن يشاء صاحب الخاتم أن يمسكه لنفسه، ولا شيء على هاشمه. فقال أبو يوسف: يدخل أصحاب هذا القول، فدخلت معهم، فسأله المستملي، فأملى حديثا عن الحسن بن صالح، وقال: ما أخاف على رجل من شيء خوفي عليه من كلامه في الحسن بن صالح. فوقع لي أنه أراد شعبة، فقمت وقلت: لا أجلس في مجلس يعرض فيه بأبي بسطام، ثم خرجت، فرجعت إلى نفسي، فقلت: هذا
قاضي الآفاق، ووزير أمير المؤمنين، وزميله في حجه، وما يضره غضبي؛ فرجعت فجلست حتى فرغ المجلس، فأقبل علي إقبال رجل ما كان له هم غيري، فقال: يا هشام، وإذا هو يثبتني؛ لأني كنت عنده ببغداد، والله ما أردت بأبي بسطام سوءا، ولهو في قلبي أكبر منه في قلبك فيما أرى، ولكن لا أعلم أني رأيت رجلا مثل الحسن بن صالح. قال بكار: فذكرت هذا لهلال الرأي فقال: أنا والله أجبت أبا يوسف عن مسألة الخاتم.
محمد بن شجاع: سمعت الحسن بن أبي مالك، سمعت أبا يوسف يقول: القرآن كلام الله، من قال: كيف؟ ولم؟ وتعاطى مراء ومجادلة استوجب الحبس والضرب المبرح، ولا يفلح من استحلى شيئا من الكلام، ولا يصلى خلف من قال: القرآن مخلوق.
أبو حازم القاضي: حدثنا الحسن بن موسى قاضي همذان قال: حدثنا بشر بن الوليد قال: كان أبو يوسف يقول: إذا ذكر محمد بن الحسن: أي سيف هو، غير أن فيه صدأ يحتاج إلى جلاء، وإذا ذكر الحسن بن زياد اللؤلؤي يقول: هو عندي كالصيدلاني إذا سأله رجل أن يعطيه ما يسهله أعطاه ما يمسكه، وإذا ذكر بشرا يقول: هو كإبرة الرفاء، طرفها دقيق، ومدخلها لطيف، وهي سريعة الانكسار، وإذا ذكر الحسن بن أبي مالك قال: هو كجمل حمل حملا في يوم مطير، فتذهب يده مرة هكذا، ومرة هكذا، ثم يسلم.
أبو سليمان الجوزجاني: سمعت أبا يوسف يقول: من طلب المال بالكيمياء أفلس، ومن طلب العلم بالكلام تزندق.
محمد بن سعدان: سمعت أبا سليمان الجوزجاني يقول: سمعت أبا يوسف يقول: دخلت على الرشيد وفي يده درتان يقلبهما، فقال: هل رأيت أحسن منهما؟ قلت: نعم يا أمير المؤمنين. قال: وما هو؟ قلت: الوعاء الذي هما فيه. فرمى بهما إلي وقال: شأنك بهما.
قال المؤلف: قد أفردت سيرة القاضي أبي يوسف رحمه الله في جزء.
قال بشر بن الوليد: مات أبو يوسف يوم الخميس لخمس خلون من ربيع الأول سنة اثنتين وثمانين ومائة. وقال غيره: في ربيع الآخر.
وعاش سبعين سنة إلا سنة.
وقد قال عباد بن العوام يوم جنازته: ينبغي لأهل الإسلام أن يعزي بعضهم بعضا بأبي يوسف.
آخر الطبقة، والحمد لله وحده دائما.
الطبقة العشرون
191: 200 هـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحوادث
سنة إحدى وتسعين ومائة
ومن توفي فيها
خالد بن حيان الرقي الخراز، سلمة بن الفضل الأبرش بالري، عبد الرحمن بن القاسم المصري الفقيه، عيسى بن يونس، في قول خليفة وابن سعد، الفضل بن موسى السيناني المروزي، محمد بن سلمة الحراني الفقيه، مخلد بن الحسين المهلبي بالمصيصة، مطرف بن مازن قاضي صنعاء، معمر بن سليمان النخعي الرقي. وتوفي فيها جماعة مختلف فيهم، سيذكرون.
وفيها خرج ثروان بن سيف بحولايا، فسار إليه طوق بن مالك؛ فهزمه طوق وقتل أصحابه، وهرب مجروحا.
وفيها خرج أبو النداء بالشام، فتوجه لقتاله يحيى بن معاذ.
وفيها غلظ أمر رافع بن الليث بسمرقند، وكتب إليه أهل نسف بالطاعة، وأن يوجه إليهم من يعينهم على قتال علي بن عيسى بن ماهان، فوجه صاحب الشاش في أتراكه وقائدا من قواده، فأحدقوا بعيسى ولد علي وقتلوه في ذي القعدة.
وفيها ولى الرشيد حمويه الخادم خراسان.
وفيها غزا يزيد بن خالد الروم في عشرة آلاف، فأخذت الروم عليه المضيق، فقتل بقرب طرسوس، وقتل معه سبعون رجلا، فولى الرشيد غزو الصائفة هرثمة بن أعين، وضم إليه ثلاثين ألفا من جند خراسان ومعه مسرور الخادم إليه النفقات وجميع الأمر خلا الرياسة.
ومضى الرشيد إلى درب الحدث فرتب الأمور، ثم انصرف بعد ثلاثة أيام في رمضان، فنزل الرقة، وأمر بهدم الكنائس بالثغور.
وعزل علي بن عيسى بن ماهان عن خراسان بهرثمة بن أعين. وقد ذكرنا سبب هلاك ولده عيسى، فلما قتل ولده خرج عن بلخ فأتى مرو خوفا من رافع أن يأتي مرو فيملكها. وكان ابنه دفن في بستان داره أموالا، نحو ثلاثين ألف
ألف، ولم يدر بها علي، فأعلمت جارية لعيسى بعض الخدم، وتحدث به الناس، فاجتمع أعيان البلد وأنهبوا المال هم والعامة، فعلم الرشيد فغضب، وعزله، وأخذ أمواله، فبلغت ثمانين ألف ألف. وكان علي بن عيسى قد عتى وتجبر على القواد، وكانت كتب قد وردت على الرشيد أن رافعا لم يخلع، ولا نزع السواد، ولا من شايعه، وأن غايتهم عزل علي بن عيسى الذي قد سامهم المكروه.
وحج بالناس أمير مكة الفضل بن العباس بن محمد بن علي.
ولم يكن للمسلمين بعد هذه السنة صائفة إلى سنة خمس عشرة ومائتين.
سنة اثنتين وتسعين
توفي فيها: صعصعة بن سلام خطيب قرطبة، عبد الله بن إدريس الأودي، أبو محمد، عبد الرحمن بن عبد الحميد المصري، عرعرة بن البرند السامي البصري، علي بن ظبيان العبسي الكوفي، الفضل بن يحيى البرمكي، توفي مسجونا، يحيى بن كريب الرعيني المصري، يوسف ابن القاضي أبي يوسف.
وفيها شخص هرثمة إلى خراسان، ووجه إلى علي بن عيسى في الظاهر أموالا وخلعا وسلاحا، فلما نزل نيسابور جمع وجوه أصحابه فخلا بكل منهم وأخذ عليه العهد والميثاق أن يكتم أمره، وولى كل رجل بلدا، ودفع إليه عهده، وجهزه سرا إلى بلده، فعل هذا خوفا من ثورة علي بن عيسى، ثم سار، فلما كان على مرحلة من مرو دعا ثقاتا من أصحابه، وكتب أسماء ولد علي بن عيسى وأهل بيته، ودفع إلى كل رجل رقعة باسم من وكله بحفظه إذا دخل مرو، ثم وجه إلى علي: إن أحب الأمير أن يوجهه ثقاته لقبض ما معي فعل، فإنه إذا تقدمت الأموال أمام دخولي كان أقوى للأمير وأفت في عضد أعدائه، فوجه علي جماعة لقبض الأموال؛ فقال هرثمة: اشغلوهم الليلة، ففعلوا، ثم سار إلى مرو، فلما صار منها على ميلين تلقاه علي بن عيسى وولده وقواده؛ فلما وقعت عين هرثمة عليه ثنى رجله لينزل، فصاح علي: والله لئن نزلت لأنزلن. فثبت ودنا، فاعتنقا، ثم سارا إلى قنطرة لا يجوزها إلا فارس. فحبس هرثمة لجام الفرس، وقال لعلي: سر، فقال: لا والله. فقال هرثمة: لا والله، أنت
أميرنا، ثم نزل منزل علي، وأكلا من السماط، ثم دفع الخادم كتاب الرشيد إلى علي، فلما رأى أول حرف منه سقط من يده، ثم أمر هرثمة بتقييده وتقييد ولده وعماله، ثم صار إلى الجامع فخطب وبسط من آمال الناس، وأخبر أن الرشيد ولاه ثغورهم بما بلغه من سوء سيرة الفاسق علي بن عيسى، وإني منصفكم منه، فأظهروا السرور وضجوا بالدعاء. ثم انصرف ودعا بعلي وآله فقال: اعفوني من الإقدام بالمكروه عليكم. ونودي ببراءة الذمة من رجل عنده لعلي وآله وديعة فأخفاها، فأحضر الناس شيئا كثيرا إلا رجل واحد، واستصفى هرثمة حتى حلي النساء والثياب، وبالغ في ذلك، ثم بعد ذلك أقامهم لمظالم الناس وشدد عليهم. ثم حمل عليا إلى الرشيد.
وفيها توجه الرشيد نحو خراسان لحرب رافع، فذكر محمد بن الصباح الطبري أن أباه شيع الرشيد إلى النهروان، فجعل يحادثه في الطريق إلى أن قال: يا صباح، لا أحسبك تراني بعدها، فقلت: بل يردك الله سالما، ثم قال: ولا أحسبك تدري ما أجد، فقلت: لا، والله، فقال: تعالى حتى أريك، وانحرف عن الطريق، وأومأ إلى الخواص فتنحوا، ثم قال: أمانة الله يا صباح أن تكتم علي، وكشف عن بطنه، فإذا عصابة حرير حوالي بطنه، فقال: هذه علة أكتمها الناس كلهم، ولكل واحد من ولدي علي رقيب، فمسرور رقيب المأمون، وجبريل بن بختيشوع رقيب الأمين، ونسيت الثالث، ما منهم أحد إلا وهو يحصي أنفاسي ويعد أيامي ويستطيل دهري، فإن أردت أن تعرف ذلك فالساعة أدعو ببرذون، فيجيئون به أعجف ليزيد في علتي، ثم دعا ببرذون، فجاؤوا به كما وصف، فنظر إلى ثم ركبه وودعني.
وفيها تحرك الخرمية ببلاد أذربيجان، فسار لحربهم عبد الله بن مالك في عشرة آلاف، فأسر وسبى.
وفيها قدم يحيى بن معاذ على الرشيد معه أبو النداء أسيرا فقتله.
وفيها تحرك ثروان الحروري فقتل عامل الطف.
وقدم بعلي بن عيسى بغداد، فحبس في داره.
وقتل فيها الرشيد هيصما اليماني، وكان قد خرج.
سنة ثلاث وتسعين
توفي فيها: إسماعيل بن علية، أبو بشر البصري، زياد بن عبد الرحمن شبطون، سعيد بن عبد الله المصري الفقيه، العباس بن الأحنف الشاعر المشهور، العباس بن الحسن العلوي الشاعر، العباس بن الفضل بن الربيع الحاجب، عبد الله بن كليب المرادي بمصر، عون بن عبد الله المسعودي، محمد بن جعفر البصري غندر، مخلد بن يزيد الحراني، مروان بن معاوية الفزاري نزيل دمشق، نصر بن باب الخراساني بها، هارون الرشيد أبو جعفر بطوس، أبو بكر بن عياش المقرئ بالكوفة.
وفيها وافى الرشيد جرجان، فأتته بها خزائن علي بن عيسى على ألف وخمسمائة بعير، ثم رحل منها في صفر، وهو عليل إلى طوس، فلم يزل بها إلى أن توفي.
وفيها كانت وقعة بين هرثمة، وأصحاب رافع بن الليث، فانتصر هرثمة، وأسر أخا رافع، وملك بخارى، وقدم بأخي رافع على الرشيد، فسبه، ودعا بقصاب، وقال: فصل أعضاءه، ففصله.
وذكر بعضهم أن جبريل بن بختيشوع غلط على الرشيد في علته في علاج عالجه به كان سبب منيته، فهم الرشيد بأن يفصله كما فعل بأخي رافع، ودعا به فقال: أنظرني إلى غد يا أمير المؤمنين، فإنك تصبح في عافية، فمات ذلك اليوم.
وقيل: إن الرشيد رأى مناما أنه يؤم بطوس فبكى، وقال: احفروا لي قبرا. فحفر له، ثم حمل في قبة على جمل وسيق به حتى نظر إلى القبر، فقال: يا ابن آدم تصير إلى هذا؟ وأمر قوما فنزلوا فختموا فيه ختمة، وهو في محفة على شفير القبر.
قال ابن جرير: وكان يقتفي أخلاق المنصور، ويطلب العمل بها، إلا في بذل المال، فإنه لم ير خليفة قبله أعطى منه لولي، وكان يحب الشعر،
ويميل إلى أهل الأدب والفقه، ويكره المراء في الدين، ويقول: هو شيء لا نتيجة له، وبالحري أن لا يكون فيه ثواب، وكان يحب المديح ويشتريه بأغلى ثمن، أجاز مرة مروان بن أبي حفصة على قصيدة خمسة آلاف دينار، وخلعة، وعشرة من رقيق الروم، وفرسا من مراكبه.
وقيل: إنه كان مع الرشيد ابن أبي مريم المدني، وكان مضحكا فكها أخباريا، فكان الرشيد لا يصبر عنه ولا يمل منه لحسن نوادره ومجونه.
وروي أن ابن السماك دخل على الرشيد يوما فاستسقى، فأتي بكوز، فلما أخذه قال: على رسلك يا أمير المؤمنين، لو منعت هذه الشربة بكم كنت تشتريها؟ قال: بنصف ملكي، قال: اشرب هناك الله، فلما شربها قال: أسألك لو منعت خروجها من بدنك، بماذا كنت تشتري خروجها؟ قال: بجميع ملكي، فقال: إن ملكا قيمته شربة ماء لجدير أن لا ينافس فيه، قال: فبكى هارون.
وقد ذكرت الرشيد في الأسماء أيضا.
وبويع لابنه الأمين محمد في العسكر صبيحة التي توفي فيها الرشيد. وكان المأمون حينئذ بمرو، والأمين ببغداد، فأتاه الخبر، فصلى بالناس الجمعة، وخطب، ونعى الرشيد إلى الناس وبايعه الناس، فأمر للجند برزق سنتين.
وأخذ رجاء الخادم البرد والقضيب والخاتم، وسار على البريد في اثني عشر يوما من مرو حتى قدم بغداد في نصف جمادى الآخرة، فدفع ذلك إلى الأمين.
وبلغ الخبر المأمون فبايع لأخيه ثم لنفسه، وأعطى الجند عطاء سنة، وأخذ يتألف أمراءه وقواده، ويظهر العدل، فأحبوا المأمون.
وأما الأمين فإنه بعد بيعته بيوم أمر ببناء ميدان جوار قصر المنصور للعب بالكرة، ثم قدمت أم جعفر زبيدة في شعبان، فتلقاها ابنها الأمين، قدمت من الرقة ومعها جميع الخزائن. وأقام المأمون على خراسان وإمرتها، وأهدى للأمين تحفا ونفائس.
وفيها دخل هرثمة حائط سمرقند، فلجأ رافع إلى المدينة الداخلة، وراسل
رافع الترك فوافوه، فصار هرثمة في الوسط، ثم لطف الله به ورد الترك، فضعف أمر رافع.
وفيها قتل نقفور ملك الروم في حرب برجان، وبقي في المملكة تسع سنين، وملك بعده ابنه إستبراق شهرين وهلك، فملك ميخائيل بن جرجس زوج أخته.
سنة أربع وتسعين
توفي فيها: حفص بن غياث النخعي في آخرها، الحكم بن عبد الله البصري، سلم بن سالم البلخي العابد ضعيف، سويد بن عبد العزيز قاضي بعلبك. شقيق بن إبراهيم البلخي الزاهد، عبد الوهاب بن عبد المجيد الثقفي، عبيد الله بن المهدي محمد ابن المنصور، عمر بن هارون البلخي أبو حفص، محمد بن حرب الخولاني الأبرش، محمد بن سعيد بن أبان الأموي الكوفي، محمد بن أبي عدي بصري ثقة، يحيى بن سعيد بن أبان الأموي أخو محمد، القاسم بن يزيد الجرمي.
وفيها ثار أهل حمص بعاملهم إسحاق بن سليمان، فبرح إلى سلمية، فولى عليهم الأمين عبد الله بن سعيد الخرشي، فحبس عدة من وجوههم وقتل عدة، وضرب النار في نواحي حمص، فسألوه الأمان فأمنهم، وسكنوا، ثم هاجوا فقتل طائفة منهم.
وفيها عزل الأمين أخاه القاسم عن ما كان الرشيد ولاه، وذلك إمرة الشام وقنسرين والثغور، وولى مكانه خزيمة بن خازم.
وفيها أمر الأمين بالدعاء لابنه موسى على المنابر بالإمرة، بعد ذكر المأمون والقاسم.
وتنكر كل واحد من الأمين والمأمون لصاحبه، وظهر الفساد بينهما. فقيل: إن الفضل بن الربيع علم أن الخلافة إذا أفضت إلى المأمون لم يبق عليه، فأغرى الأمين به، وحثه على خلعه، وأن يولي العهد لابنه موسى، وأعانه على رأيه علي بن عيسى بن ماهان، والسندي، ولما بلغ المأمون عزل أخيه القاسم عن الشام قطع البريدية عن الأمين، وأسقط اسمه من الطرز والضرب.
وكان رافع بن الليث بن نصر بن سيار لما انتهى إليه حسن سيرة المأمون
في عمله وإحسانه إلى الجيش، بعث في طلب الأمان لنفسه، فسارع إلى ذلك هرثمة ولحق رافع بالمأمون فأكرمه.
وقدم هرثمة بمن معه من الجيوش من سمرقند على المأمون، وكان معه طاهر بن الحسين، فتلقاه المأمون، وولاه حرسه.
ثم إن الأمين أرسل وجوها إلى المأمون يطلب منه أن يقدم موسى على نفسه، ويذكر أنه قد سماه: الناطق بالحق، فرد المأمون ذلك وأباه، وكان الرسول إليه العباس بن موسى بن عيسى بن موسى، فبايع المأمون بالخلافة سرا، ثم كان يكتب إليه بالأخبار، ويناصحه من العراق، ورجع فأخبر الأمين بامتناع المأمون، فأسقط اسمه من ولاية العهد، وطلب الكتاب الذي كتبه الرشيد، وجعله بالكعبة لعبد الله المأمون على الأمين فأحضروه فمزقه وقويت الوحشة، وأحضر المأمون رسل الأمين إليه، وقال: إن أمير المؤمنين كتب إلي في أمر كتبت إليه جوابه، فأبلغوه الكتاب، واعلموا أني لا أزال على طاعته حتى يضطرني بترك الحق الواجب إلى مخالفته فخرجوا وقد رأوا جدا غير مشوب بهزل.
ونصح الأمين أولو الرأي فلم ينتصح، وأخذ يستميل القواد بالعطاء، فقال له خازم بن خزيمة: يا أمير المؤمنين، لن ينصحك من كذبك، ولن يغشك من صدقك، لا تجرئ القواد على الخلع فيخلعوك، ولا تحملهم على نكث العهد فينكثوا بيعتك وعهدك، فإن الغادر مغلول، والناكث مخذول.
وفي ربيع الأول بايع الأمين بولاية العهد لابنه موسى، ولقبه: الناطق بالحق، وجعل وزيره علي بن عيسى بن ماهان.
وفيها وثبت الروم على ميخائيل صاحب الروم فهرب وترهب، وكان ملكه سنتين، فملكوا عليهم ليون القائد.
سنة خمس وتسعين
توفي فيها: إسحاق بن يوسف الأزرق واسطي، بشر بن السري الواعظ بمكة، عبد الرحمن بن محمد المحاربي الكوفي، عبيد الله بن المهدي فيها في قول، عثام بن علي الكوفي وقيل سنة أربع، مؤرج بن عمرو السدوسي
النحوي، محمد بن فضيل الضبي الكوفي، الوليد بن مسلم في أولها بذي المروة، يحيى بن سليم الطائفي بمكة، أبو معاوية الضرير محمد بن خازم.
وفيها قال بعض الشعراء فيما جرى من ولاية العهد لموسى وهو طفل وذلك برأي الفضل وبكر بن المعتمر.
أضاع الخلافة غش الوزير وفسق الأمير وجهل المشير ففضل وزير وبكر مشير يريدان ما فيه حتف الأمير لواط الخليفة أعجوبة وأعجب منه خلاق الوزير فهذا يدوس وهذا يداس كذاك لعمري خلاف الأمور فلو يستعفان هذا بذاك لكانا بعرضة أمر ستير وأعجب من ذا وذا أننا نبايع للطفل فينا الصغير ومن لم يحسن غسل استه ومن لم يخل من بوله حجر ظير
في أبيات.
ولما تيقن المأمون خلعه تسمى بإمام المؤمنين، وكوتب بذلك.
وفي ربيع الآخر عقد الأمين لعلي بن عيسى بن ماهان على بلد الجبال: همذان، ونهاوند، وقم، وأصبهان، وأمر له - فيما قيل - بمائتي ألف دينار، وأعطى لجنده مالا عظيما.
ولما جمع الأمين الملأ لقراءة العهد لابنه، قال: يا معشر أهل خراسان - يعني الذين ببغداد - إن الأمير موسى قد أمر لكم من صلب ماله بثلاثة آلاف ألف درهم.
وشخص علي بن عيسى في نصف جمادى الآخرة من بغداد، وأخذ معه قيد فضة ليقيد به المأمون بزعمه، وسار معه الأمين إلى النهروان، فعرض بها الجند الذين جهزهم مع علي، فسار حتى نزل همذان، فاستعمل عليها عبد الله بن حميد بن قحطبة، ثم شخص علي منها حتى بلغ الري، وهو على أهبة الحرب، فلقيه طاهر بن الحسين، وهو في أقل من أربعة آلاف، كان قد جهزه المأمون فأشرف على جيش علي وهم يلبسون السلاح، وامتلأت بهم الصحراء
بياضا وصفرة من السلاح المذهب، فقال طاهر بن الحسين: هذا ما لا قبل لنا به، ولكن نجعلها خارجية، نقصد القلب، فهيأ سبعمائة من الخوارزمية، قال أحمد بن هشام الأمير: فقلنا لطاهر: تذكر علي بن عيسى البيعة التي كانت، والبيعة التي أخذها هو للمأمون علينا معشر أهل خراسان. قال: نعم، فعلقناهما على رمحين، وقمت بين الصفين، فقلت: الأمان، ثم قلت: يا علي بن عيسى ألا تتقي الله؟ أليس هذه نسخة البيعة التي أخذتها أنت خاصة؟ اتق الله، فقد بلغت باب قبرك، قال: من أنت؟ قلت: أحمد بن هشام – وقد كان علي ضربه أربعمائة سوط - فصاح علي: يا أهل خراسان، من جاء به فله ألف درهم، وكان معنا قوم بخارية، فرموه وزنوه، وقالوا: نقتلك ونأخذ مالك.
وخرج من عسكر علي العباس بن الليث ورجل آخر، فشد عليه طاهر فضربه قتله، وشد داود سياه على علي بن عيسى فصرعه وهو لا يعرفه، فقال طاهر بن الناجي: أعلي بن عيسى أنت؟ قال: نعم! وظن أنه يهاب فلا يقدم عليه أحد، فشد عليه فذبحه بالسيف، ثم انهزم جيشه.
قال أحمد: فتبعناهم فرسخين، وواقفونا اثنتي عشرة مرة؛ كل ذلك نهزمهم، فلحقني طاهر بن الناجي ومعه رأس علي، فصليت ركعتين شكرا، ووجدنا في عسكره سبعمائة كيس، في كل كيس ألف درهم، ووجدنا عدة بغال عليها له خمر سوادي، فظنت البخارية أنه مال، فكسروا تلك الص اديق فرأوه خمرا، فضحكوا وقالوا: عملنا العمل حتى نشرب. وأعتق طاهر من كان بحضرته من غلمانه شكرا. فلما وصل البريد إلى المأمون سلموا عليه بالخلافة، وطيف بالرأس في خراسان.
وجاء الخبر بقتله إلى الأمين وهو يتصيد السمك، فقال للذي أخبره: ويلك دعني، فإن كوثرا قد صاد سمكتين وأنا ما صدت شيئا بعد.
وقال شاعر من أصحاب علي:
لقينا الليث مفترشا يديه وكنا ما ينهنهنا اللقاء نخوض الموت والغمرات قدما إذا ما كر ليس به خفاء
فضعضع ركننا لما التقينا وراح الموت وانكشف الغطاء وأودى كبشنا والرأس منا كأن بكفه كان القضاء
ثم وجه الأمين عبد الرحمن بن جبلة الأبناوي أمير الدينور بالعدة والقوة، فسار حتى نزل همذان.
وعن عبد الله بن خازم أنه قال: يريد محمد إزالة الجبال، وفل العساكر بالفضل وتدبيره، وهيهات، وهو - والله - كما قيل: قد ضيع الله ذودا أنت راعيها.
وقيل: إن الجيش الذين كانوا مع علي بن عيسى أربعون ألفا في هيئة لم ير مثلها.
وروى عبد الله بن مجالد أن الوقعه اشتد فيها القتال، وأن علي بن عيسى قتل بسهم جاءه، وأن طاهرا بعث بالأسرى والرؤوس إلى المأمون.
وذكر عبد الله بن صالح الجرمي أن عليا لما قتل أرجف الناس ببغداد إرجافا شديدا، وندم محمد على خلعه أخاه، وطمع الأمراء فيه، وشغبوا جندهم بطلب الأرزاق من الأمين، وازدحموا بالجسر يطلبون الأرزاق والجوائز؛ فركب إليهم عبد الله بن خازم في طائفة من قواد الأعراب فتراموا بالنشاب واقتتلوا، فسمع الأمين الضجة فأرسل يأمر ابن خازم بالانصراف، وأمر لهم بأرزاق أربعة أشهر، وزاد في عطائهم، وأمر للقواد بالجوائز، وجهز عبد الرحمن الأبناوي في عشرين ألفا، فسار إلى همذان وضبط طرقها، وحصن سورها، وجمع فيها الأقوات، واستعد لمحاربة طاهر.
وقد كان يحيى بن علي بن عيسى لما قتل أبوه أقام بين الري وهمذان، فكان لا يمر به أحد من المنكسرين إلا حبسه عنده بناء منه أن الأمين يوليه مكان أبيه. فكتب إليه الأمين يأمره بالمقام مع عبد الرحمن الأبناوي، فلما سار يحيى إلى قرب همذان تفرق أكثر أصحابه.
وأما طاهر فقصد مدينة همذان، فأشرف عليها، فالتقى الجيشان وصبر الفريقان وكثرت القتلى، ثم إن عبد الرحمن الأبناوي تقهقر ودخل مدينة همذان فأقام بها يلم شعث أصحابه، ثم زحف إلى طاهر، وقد خندق طاهر على عسكره، فاقتتلوا قتالا شديدا، وجعل عبد الرحمن يحرض أصحابه ويقاتل بيده، وحمل حملات منكرة ما منها حملة إلا وهو يكثر القتل في
أصحاب طاهر، فشد رجل على صاحب علم عبد الرحمن فقتله، وحمل أصحاب طاهر حملة صادقة حتى ألجأوهم إلى مدينة همذان، ونزل طاهر محاصرا لها، وكان عبد الرحمن يخرج كل يوم فيقاتل على باب المدينة، وتضرر بهم أهل البلد وجهدوا، فطلب عبد الرحمن من طاهر الأمان، فآمنه ووفى له.
وفيها ظهر بدمشق السفياني أبو العميطر علي بن عبد الله بن خالد بن يزيد بن معاوية فدعا إلى نفسه، وطرد عنها سليمان بن أبي جعفر بعد حصره إياه بالبلد، وكان عامل الأمين، فلم يفلت منه إلا بعد اليأس، فوجه الأمين لحربه الحسين بن علي بن عيسى بن ماهان فلم ينفذ إليه، ولكنه وصل إلى الرقة فأقام بها.
وعن صالح بن محمد بن صالح بن بيهس، قال: ضبط أبو العميطر دمشق وانضمت إليه اليمانية من كل ناحية، وبايعه أهل الغوطة والساحل وحمص وقنسرين، واستقام له الأمر، إلا أن قيسا لم تبايعه وهربوا من دمشق.
وجاء عن عبد الله بن طاهر أنه لما قدم دمشق قال لمحمد بن حنظلة: عندك من عظام أبي العميطر شيء؟ قال: هو أقل عندنا من هذا، ولكن هرب إلينا، وخلع نفسه فسترناه.
وغلب طاهر بن الحسين على قزوين وطرد عنها عامل الأمين، وغلب على سائر كور الجبال.
وذكر عبد الله بن صالح أن الأمين لما وجه عبد الرحمن الأبناوي إلى همذان أتبعه بعبد الله وأحمد ابني الخرسي في جيش مددا له، فلما خرج بالأمان هو وأصحابه، أقام يري طاهرا وجنده أنه لهم مسالم راض بعهودهم، ثم اغترهم وهم آمنون فركب في أصحابه، فلم يشعر طاهر وأصحابه بهم إلا وقد هجموا عليهم فوضعوا فيهم السيف، فقاتلوهم وردت عنهم بالأترسة رجالتهم حتى أخذت الفرسان عددها وصدقوهم القتال حتى تقطعت السيوف بين الفريقين.
ثم هرب أصحاب عبد الرحمن فترجل هو وجماعة فقاتل حتى قتل. ووصل المنهزمة إلى عسكر ابني الخرسي، فداخلهم الرعب فولوا منهزمين من غير قتال حتى أتوا بغداد.
وسار طاهر بن الحسين، وقد خلت له البلاد حتى قارب حلوان فعسكر بها، وخندق على جنده.
سنة ست وتسعين
توفي فيها: الحسين بن علي بن عيسى، قتل كما يأتي، سعد بن الصلت قاضي شيراز، عبد الله بن كثير الطويل الدمشقي، عبد الملك بن صالح بن علي الأمير، عتاب بن بشير الجزري - في قول -، مخلد بن الحسين - في قول - وكلاهما مر، معاذ بن معاذ العنبري القاضي، الوليد بن خالد بالشام، قاله ابن قانع، أبو نواس الشاعر هو الحسن بن هانئ.
وفيها روي عن عبد الرحمن بن رئاب قال: حدثني أسد بن يزيد بن مزيد، أن الفضل بن الربيع الحاجب بعث إليه بعد مقتل عبد الرحمن الأبناوي قال: فأتيته فوجدته مغضبا، فقال: يا أبا الحارث أنا وإياك نجري إلى غاية إن قصرنا عنها ذممنا، وإن اجتهدنا في بلوغها انقطعنا، وإنما نحن شعب من أصل، إن قوي قوينا، وإن ضعف ضعفنا، إن هذا الرجل - يعني الأمين - قد ألقى بيده إلقاء الأمة الوكعاء، يشاور النساء، ويعترض على الرؤساء، وقد أمكن مسامعه من اللهو والخسارة فهم يعدونه الظفر، والهلاك أسرع إليه من السيل إلى قيعان الرمل، وقد خشيت - والله - أن نهلك بهلاكه، ونعطب بعطبه، وأنت فارس العرب وابن فارسها، قد فزع إليك في لقاء هذا الرجل، وأطمعه فيما قبلك أمران: أما أحدهما فصدق طاعتك وفضل نصيحتك، والثاني يمن نقيبتك وشدة بأسك، وقد أمرني بإزاحة علتك، وبسط يدك فيما أحببت، فعجل المبادرة إلى عدوك، فإني أرجو أن يوليك الله شرف هذا الفتح، ويلم بك شعث هذه الخلافة، فقلت: أنا لطاعة أمير المؤمنين مقدم، ولكل ما أدخل الوهن والذل على عدوه حريص، غير أن المحارب لا يعمل بالغرر، ولا يفتتح أمره بالتقصير والخلل، وإنما ملاك المحارب الجنود، وملاك الجنود المال، وأمير المؤمنين فقد ملأ أيدي من عنده من العسكر، وتابع لهم الأرزاق والصلات، فإن سرت بأصحابي وقلوبهم متطلعة إلى من خلفهم من إخوانهم لم أنتفع بهم في لقاء، وقد فضل أهل السلم على أهل الحرب، والذي أسأل أن يؤمر لأصحابي برزق سنة،
ويحمل معهم أرزاق سنة، ولا أسأل عن محاسبة ما افتتحت من المدن، فقال: قد اشتططت، ولا بد من مناظرة أمير المؤمنين. ثم ركب معي إليه فدخلت، فما دار بيني وبينه إلا كلمتان حتى غضب وأمر بحبسي.
وذكر زياد قال: ثم قال الأمين: هل في أهل بيت هذا من يقوم مقامه؟ فإني أكره أن أستفسدهم مع سابقتهم وطاعتهم، قالوا: نعم، فيهم أحمد بن مزيد عمه، وأثنوا عليه، فاستقدمه على البريد. قال أحمد: فبدأت بالفضل بن الربيع، فإذا عنده عبد الله بن حميد بن قحطبة، وهو يريده على الشخوص إلى طاهر بن الحسين، وعبد الله يشتط في طلب المال والإكثار من الرجال، فلما رآني رحب وصيرني معه على صدر المجلس، فكلمني ثم قام معي حتى دخلنا على الأمين، فلم يزل يأمرني بالدنو حتى كدت ألاصقه، فقال: إنه قد كثر علي تخليط ابن أخيك وتنكره، وطال خلافه، وقد وصفت لي بخير، وأحببت أن أرفع قدرك وأعلي منزلتك، وأن أوليك جهاد هذه الفئة الباغية، فقلت: سأبذل في طاعتكم مهجتي.
قال: وانتخبت الرجال، فبلغ عدة من صححت اسمه عشرين ألف رجل، ثم سرت بهم إلى حلوان، ودخلت عليه قبل ذلك، فقلت: أوصني، قال: إياك والبغي، فإنه عقال النصر، ولا تقدم رجلا إلا بالاستخارة، ولا تشهر سيفا إلا بعد إعذار، ومهما قدرت عليه باللين فلا تتعده بالخرق، في كلام طويل، وأطلق له ابن أخيه أسدا.
وذكر يزيد بن الحارث أن الأمين وجه معه عشرين ألفا من الأعراب، ومع عبد الله بن حميد عشرين ألفا من الأبناء، وأمرهما أن ينزلا حلوان ويدفعا طاهرا عنها، وينصبا له الحرب، فنزلا بخانقين، فدس طاهر العيون إلى عسكرهما، فكانوا يأتون الجيشين بالأراجيف، ويخبرونهما أن الأمين قد وضع العطاء لأصحابه، وقد أمر لهم بالأرزاق، ولم يزل يحتال في وقوع الاختلاف والشغب بينهم حتى اختلفوا، وانتقض أمرهم وقاتلوا بعضهم بعضا، ورجعوا.
ثم دخل طاهر حلوان، وأتاه هرثمة بن أعين بكتابي المأمون، والفضل بن
سهل يأمرانه بتسليم ما حوى من المدن إلى هرثمة، والتوجه إلى الأهواز، فسلم ذلك إليه، وأقام هرثمة بحلوان فحصنها، وأحكم أموره، ومضى طاهر إلى الأهواز، ودعا المأمون الفضل بن سهل فولاه على جميع المشرق من همذان إلى جبل سفيان والتبت طولا، ومن بحر فارس والهند إلى بحر الديلم وجرجان عرضا، وقرر له على ذلك ثلاثة آلاف ألف درهم، ولقبه ذا الرياستين، ثم ولى أخاه الحسن بن سهل ديوان الخراج.
وكان في حبس الرشيد عبد الملك بن صالح بن علي، فأطلقه الأمين وقربه، فدخل عليه هذه الأيام، وقال: يا أمير المؤمنين إني أرى الناس قد طمعوا فيك، وقد بذلت سماحتك، فإن بقيت على أمرك أبطرتهم، وإن كففت عن البذل أسخطتهم، ومع هذا فإن جندك قد داخلهم الرعب وأضعفتهم الوقائع، وهابوا عدوهم، فإن سيرتهم إلى طاهر غلب بقليل من معه كثيرهم، وأهل الشام قوم قد ضرستهم الحروب، وأدبتهم الشدائد، وجلهم منقاد لي مسارع إلى طاعتي، فإن وجهتني اتخذت لك منهم جندا تعظم نكايته في عدوه، فولاه الشام والجزيرة، واستحثه بالخروج، فلما بلغ الرقة أقام بها، وأنفذ رسله وكتبه إلى رؤساء الأجناد بجمع الأمداد والرجال والزواقيل والأعراب من كل فج، وخلع عليهم، ثم إن بعض جنده الخراسانية نظر إلى فرس كانت أخذت منه في وقعة سليمان بن أبي جعفر بالشام تحت بعض الزواقيل، فتعلق بها، فتنازعا الفرس، واجتمعت الناس وتلاحموا، وأعان كل فئة صاحبها، وتضاربوا بالأيدي، فاجتمعت بعض الأبناء إلى محمد بن أبي خالد الحربي، فقالوا: أنت شيخنا، وقد ركب الزواقيل منا ما سمعت، فاجمع أمرنا وإلا استذلونا، فقال: ما كنت لأدخل في شغب، ولا أشاهدكم على مثل هذه الحال، فاستعد الأبناء، وأتوا الزواقيل وهم غارون، فوضعوا فيهم السيف، وقتلوا منهم مقتلة عظيمة، فتنادى الزواقيل، ولبسوا لأمة الحرب، وشبت الحرب بينهم، فوجه عبد الملك رسولا يأمرهم بالكف، فرموه بالحجارة، وكان عبد الملك مريضا مدنفا، فقال: واذلاه! تستضام العرب في دورها، وبلادها وتقتل؟! فغضب من كان أمسك عن الشر من الأبناء، وتفاقم الأمر.
وقام بأمر الأبناء الحسين بن علي بن عيسى بن ماهان، وأصبح الزواقيل وقد جيشوا بالرقة، واجتمع الأبناء والخراسانية بالرافقة، وقام رجل من أهل حمص، فقال: يا أهل حمص،
الهرب أهون من الغضب، والموت أهون من الذل، النفير النفير قبل أن ينقطع الشمل ويعسر المهرب، ثم قام آخر من كلب فقال نحو ذلك، فسار معه عامة أهل الشام، وتفللوا، وأقبل نصر بن شبيب في الزواقيل، وهو يقول:
فرسان قيس اصبري للموت لا ترهبن عن لقاء القوت دعي التمني بعسى وليت
ثم حمل هو وأصحابه، فقاتل قتالا شديدا، وكثر القتل والبلاء في الزواقيل، وحملت الأبناء فانهزمت الزواقيل.
ثم توفي عبد الملك في هذه الأيام، فنادى الحسين بن علي بن عيسى في الجند، فصير الرجالة في السفن، والفرسان على الظهر، ووصلهم حتى أخرجهم من بلاد الجزيرة في رجب، ودخل بغداد، فلما كان في جوف الليل طلبه الأمين، فقال للرسول: ما أنا بمغن ولا مسامر ولا مضحك، ولا وليت له عملا، فلأي شيء يريدني؟ انصرف فمن الغد آتيه. قال: فأصبح الحسين فوافى باب الجسر، واجتمع إليه الناس، فأمر بإغلاق الباب الذي يخرج منه إلى عبيد الله بن علي وباب سوق يحيى، وقال: يا معشر الأبناء، إن خلافة الله لا تجاور بالبطر، ونعمه لا تستصحب بالتجبر، وإن محمدا يريد أن يزيغ أديانكم، وينكث بيعتكم، ويفرق أمركم، وتالله إن طالت يده، وراجعه من أمره قوة، ليرجعن وبال ذلك عليكم، ولتعرفن ضرره، فاقطعوا أثره قبل أن يقطع آثاركم، وضعوا عزه قبل أن يضع عزكم.
ثم أمر الناس بعبور الجسر، فعبروا حتى صاروا إلى سكة باب خراسان، واجتمعت الحربية، وأهل الأرباض مما يلي باب الشام، فتسرعت خيول من خيول الأمين من الأعراب وغيرهم إلى الحسين، فاقتتلوا قتالا شديدا، ثم استظهر عليهم الحسين وتفرقوا، فخلع الحسين محمدا لإحدى عشرة ليلة خلت من رجب، وبايع للمأمون من الغد، ثم غدا إلى محمد. فوثب العباس بن موسى بن عيسى الهاشمي فدخل قصر الخلد، فأخرج منه محمدا إلى قصر المنصور، فحبسه هناك إلى الظهر، وأخرج أمه، أم جعفر، بعد أن أبت، وقنعها بالسوط وسبها، فأدخلت إلى مدينة المنصور.
فلما أصبح الناس من الغد طلبوا من الحسين بن علي بن عيسى بن ماهان الأرزاق، وماج الناس بعضهم في بعض، وقام محمد بن أبي خالد كبير الأبناء بباب الشام فقال: أيها الناس، والله ما أدري بأي سبب تأمر الحسين علينا؟ والله ما هو بأكبرنا سنا، ولا أكرمنا حسبا، ولا أعظمنا منزلة وغناء، وإن فينا من لا يرضى بالدنية، ولا ينقاد بالمخادعة، وإني أولكم نقض عهده، وأنكر فعله، فمن كان رأيه رأيي فليعتزل معي، وقام أسد الحربي فقال نحو مقالته، فأقبل شيخ كبير من أبناء الكفية فصاح: اسكتوا أيها الناس؛ فسكتوا له، فقال: هل تعتدون على محمد بقطع أرزاقكم؟ قالوا: لا. قال: فهل قصر بأحد من أعيانكم؟ قالوا: ما علمنا. قال: فهل عزل أحدا من قوادكم؟ قالوا: لا. قال: فما بالكم خذلتموه، وأعنتم عدوه على اضطهاده وأسره؟ أما والله ما قتل قوم خليفتهم إلا سلط الله عليهم السيف، انهضوا إلى خليفتكم فادفعوا عنه، وقاتلوا من أراد خلعه، فنهضت الحربية، ونهض معهم عامة أهل الأرباض، فقاتلوا الحسين وأصحابه قتالا شديدا، وأكثروا في أصحابه الجراح، وأسر الحسين، فدخل أسد الحربي على الأمين، فكسر قيوده وأقعده في مجلس الخلافة، فنظر محمد إلى قوم ليس عليهم لباس الجند، ولا عليهم سلاح، فأمرهم فأخذوا من الخزائن حاجتهم من السلاح، ووعدهم ومناهم.
وأحضروا الحسين فلامه على خلافه، وقال: ألم أقدم أباك على الناس، وأشرف أقداركم؟ قال: بلى. قال: فما الذي استحققت به منك أن تخلع طاعتي، وتؤلب الناس على قتالي؟ قال: الثقة بعفو أمير المؤمنين وحسن الظن بصفحه، قال: فإني قد فعلت ذلك، ووليتك الطلب بثأر أبيك، ثم خلع عليه، وأمره بالمسير إلى حلوان، فخرج.
فلما خف الناس قطع الجسر، وهرب في نفر من حشمه ومواليه، فنادى الأمين في الناس فركبوا فأدركوه، فلما بصر بالخيل نزل فصلى ركعتين ثم تهيأ، فلقيهم وحمل عليهم حملات في كلها يهزمهم، ثم عثر به فرسه فسقط وابتدره الناس فقتلوه، وذلك على فرسخ من بغداد للنصف من رجب، وأتوا برأسه.
وقيل: إن الأمين لما عفا عنه استوزره، ودفع إليه خاتمه، وصبيحة قتله جدد الجند البيعة للأمين. وليلة قتله هرب الفضل بن الربيع.
ولما سار طاهر إلى الأهواز بلغه أن محمد بن يزيد بن حاتم المهلبي عامل الأمين عليها قد توجه في جمع عظيم يريد النزول بجنديسابور، وهو ما بين حد الأهواز والجبل، ليحمي الأهواز، فدعا طاهر عدة أمراء من جنده بأن يكمشوا السير.
ثم سارت عساكره حتى أشرفوا على عسكر مكرم، وبه محمد بن يزيد، فرجع فدخل الأهواز، ثم عبى أصحابه على بابها والتقوا، وطال الحرب بينهم، ثم نزل محمد بن يزيد هو وغلمانه عن خيلهم وعرقبوها، وقاتل حتى قتل، طعنه رجل برمح، فذكر بعضهم مصرعه ورثاه، فقال:
من ذاق طعم الرقاد من فرح فإنني قد أضر بي سهري ولى فتى الرشد فافتقدت به قلبي وسمعي وغرني بصري كان غياثا لدى المحول فقد ولى غمام الربيع والمطر
وأقام طاهر بالأهواز، وولى عماله على اليمامة والبحرين، ثم أخذ على طريق البر متوجها إلى واسط، وبها يومئذ السندي بن يحيى الحرسي، وجعلت المسالح كلما قرب طاهر من واحدة هرب من يحفظها، فجمع السندي والهيثم بن شعبة أصحابهما، وهما بالقتال، ثم هربا عن واسط، فدخلها طاهر، ووجه إلى الكوفة أحمد بن المهلب القائد، وعليها يومئذ العباس بن موسى الهادي، فبلغه الخبر، فخلع الأمين، وكتب بالطاعة إلى طاهر، ونزلت خيله واسط ثم فم النيل، وكتب عامل البصرة منصور بن المهدي إلى طاهر بالطاعة، ثم نزل طاهر جرجرايا وخندق عليه، وكتب بالطاعة أمير الموصل المطلب بن عبد الله بن مالك للمأمون، كل ذلك في رجب.
ولما كتب هؤلاء إلى طاهر بالطاعة، أقرهم على أعمالهم، واستعمل على مكة والمدينة داود بن عيسى بن موسى الهاشمي، وعلى اليمن يزيد بن جرير القسري.
ثم غلب طاهر على المدائن، ثم صار منها إلى نهر صرصر، فعقد عليه جسرا، فوجه الأمين محمد بن سليمان القائد، ومحمد بن حماد البربري ليبيتا
يزك طاهر، فكانت بينهم وقعة شديدة، فانهزم محمد القائد.
ووجه الأمين على الكوفة الفضل بن موسى بن عيسى الهاشمي، وولاه عليها، فالتقاه محمد بن العلاء بعض قواد طاهر فاقتتلوا وانهزم أصحاب الفضل وهم في أقفيتهم قتلا وأسرا، فأسروا إسماعيل بن محمد القرشي، وجمهور البخاري.
وبقي أمر الأمين كل يوم في إدبار، والناس معذورون في خلعه، لكونه نكث وخلع أخويه المأمون والمؤتمن، وأقام بدلهما ابنه طفلا رضيعا، مع ما هو فيه من الانهماك على اللعب والجهل.
وأما داود بن عيسى الهاشمي فإنه كان على الحرمين، فأسرع في خلع الأمين تدينا، وبايعه للمأمون وجوه أهل الحرمين، فاستخلف عليهما ولده سليمان، وسار في وجوه من أقاربه يريد المأمون بمرو، فلما قدم عليه تيمن المأمون ببركة مكة والمدينة، إذ كانوا أول من بايعه بعد خراسان.
ووصل داود بخمسمائة ألف درهم، ثم رجع مسرعا ليقيم موسم الحج، ومعه ابن أخيه العباس بن موسى بن عيسى بن موسى بن محمد بن علي، فمرا بالعراق على طاهر، فبالغ في إكرامهما، ووجه معهما زيد بن جرير بن يزيد بن خالد بن عبد الله القسري، وقد عقد له طاهر على ولاية اليمن، وأقام الموسم العباس بن موسى المذكور، وأحسن زيد السيرة باليمن.
وفي شعبان عقد الأمين لعلي بن محمد بن عيسى بن نهيك الإمرة على نحو أربعمائة قائد، وأمره بالمسير إلى هرثمة، فساروا فالتقوا بجلولاء في رمضان، فهزمهم هرثمة، وأسر أمير الجيش علي بن محمد، وبعث به إلى المأمون، وزحف هرثمة فنزل النهروان.
وأقام طاهر بنهر صرصر، فكان لا يأتيه جيش من جهة الأمين إلا هزمه، وأخذ الأمين يدس الجواسيس إلى قواد طاهر يعدهم ويمنيهم، فشغبوا على طاهر، واستأمن خلق إلى الأمين فأسنى عطاياهم، ثم كروا إلى صرصر لحرب طاهر. فالتقوا، ودام القتال، ثم انهزم جيش بغداد، وانتهب أصحاب طاهر أثقالهم وأموالهم، فبلغ الأمين الخبر، فأخرج خزائنه وذخائره، وفرق الصلات، وجمع أهل الأرباض، واعترض الناس على عينه، فكان لا يرى أحدا،
وسيما حسن الرواء إلا خلع عليه وأمره، وغلف لحيته بالغالية، فسموا قواد الغالية، وأعطى كل واحد خمسمائة درهم وقارورة غالية.
ثم كاتب طاهر قواد الأمين فاستمالهم، فشغبوا على الأمين، وذلك لست خلون من ذي الحجة، فشاور قواده، فقيل له: تدارك أمرهم، فبذل فيهم العطاء فأسرف، ونزل معسكرا بالبستان، ففتح أهل السجون السجون وخرجوا، ووثب على العامة الشطار، وساءت حال الناس، وعظم الشر.
سنة سبع وتسعين
توفي فيها: أحمد بن بشير أبو بكر الكوفي، بقية بن الوليد أبو يحمد الكلاعي، إبراهيم بن عيينة أخو سفيان، بهز بن أسد بصري ثقة، ربعي بن علية أبو الحسن أخو إسماعيل، الحسن بن حبيب بن ندبة بصري، زيد بن أبي الزرقاء الموصلي، سلامة بن روح الأيلي عن عقيل، شعيب بن حرب المدائني الزاهد، عبد الله بن وهب أبو محمد بمصر، عبد العزيز بن عمران الزهري المدني، الفضل بن عنبسة الواسطي ثقة، القاسم بن يحيى بن عطاء بن مقدم حدث فيها، محمد بن فليح بن سليمان المدني، هشام بن يوسف الصنعاني الفقيه، ورش المقرئ واسمه عثمان بن سعيد، وكيع بن الجراح الرؤاسي الإمام، أبو سعيد مولى بني هاشم هو عبد الرحمن.
وفيها لحق القاسم الملقب بالمؤتمن - وهو أخو الأمين - ومنصور بن المهدي بالمأمون.
وفيها نزل زهير بن المسيب الضبي بكلواذا، ونصب المجانيق، واحتفر الخندق، وجعل يخرج في الأوقات عند اشتغال الجند بحرب طاهر، فيرمي بالمجانيق والعرادات من أقبل وأدبر، ويعشر أموال التجار، وجعل يؤذي المسلمين، فأتوا طاهرا يشكون منه، وبلغ ذلك هرثمة بن أعين، فأمده بالجنود.
ثم نزل هرثمة نهر تير وبنى عليه حائطا وخندقا، وأعد المجانيق، وأنزل
عبيد الله بن الوضاح الشماسية، ونزل طاهر بن الحسين البستان الذي بباب الأنبار، فضاق الأمين ذرعا، وتفرق ما كان في يده من الأموال العظيمة، فأمر ببيع ما في الخزائن من الأمتعة، وضرب آنية الذهب والفضة دنانير ودراهم لينفقها، ثم أمر برمي الحربية بالنفط والمجانيق، وهلك جماعة، وكثر الخراب والهدم حتى درست محاسن بغداد، وعملت فيها المراثي.
ولم يزل طاهر مصابرا للأمين وجنده، حتى مل أهل بغداد قتاله، فاستأمن إلى طاهر الموكلون للأمين بقصر صالح، وسلموا إليه القصر بجميع ما فيه في جمادى الآخرة في منتصفه، ثم استأمن إلى طاهر صاحب شرطة الأمين محمد بن عيسى، فضعف ركن الأمين واستسلم. وقتل داخل قصر صالح: أبو العباس يوسف بن يعقوب الباذغيسي، وجماعة من القواد، وقتل خلق من أصحاب طاهر، ثم لحق بطاهر عبد الله بن حميد الطائي، وإخوته، وابن الحسن بن قحطبة، ويحيى بن علي بن ماهان، ومحمد بن أبي العباس الطائي، وكاتبه قوم في السر من العباسيين.
ولما كانت وقعة يوم قصر صالح أقبل محمد على اللهو والشرب، ووكل الأمر إلى محمد بن عيسى بن نهيك وإلى الهرش، فأقبل أصحاب الهرش يؤذون الرعية وينهبونهم، فلجأ خلق ونزحوا إلى طاهر، فرأوا من أصحابه الأمن والخير، وبقي الناس في بغداد بأسوأ حال، وطال الأمر.
ولبعضهم:
بكيت دما على بغداد لما فقدت غضارة العيش الأنيق أصابتها من الحساد عين فأفنت أهلها بالمنجنيق
وهي طويلة.
وبقي يقاتل عن الأمين غوغاء بغداد والعيارون والحرافشة، فأنكوا في أصحاب طاهر، وكانوا يقاتلون بلا سلاح، فقال بعض الشعراء:
خرجت هذه الحروب رجالا لا لقحطانها ولا لنزار معشرا في جواشن الصوف يغدو ن إلى الحرب كالأسود الضواري وعليهم مغافر الخوص تجزيـ ـهم عن البيض والتراس البواري ليس يدرون ما الفرار إذا الأبـ ـطال عاذوا من القنا بالفرار
واحد منهم يشد على ألـ ـفين عريان ما له من إزار كم شريف قد أخملته وكم قد رفعت من مقامر عيار
وقال آخر في غوغاء البغاددة:
إذا حضروا قالوا بما يعرفونه وإن لم يروا شيئا قبيحا تخرصوا ترى البطل المشهور في كل بلدة إذا ما رأى العريان يوما يبصبص
ثم كانت بينهم وقعة درب الحجارة، وكانت لأصحاب محمد الأمين على أصحاب طاهر، فقتل فيها خلق كثير.
ثم كانت وقعة باب الشماسية، وأسر فيها هرثمة، وانتصر فيها أصحاب محمد، وأسر هرثمة رجل من العراة، ولم يعرفه، فحمل بعض أصحاب هرثمة على الرجل فقطع يده، وخلصه، فمر منهزما، وبلغ خبره أهل عسكره فتقوض بما فيه، وهرب أهله نحو حلوان، وكان على العراة حاتم بن الصقر.
ثم نجد هرثمة وأصحابه طاهر بن الحسين وأصحابه، وقتلوا من العراة خلائق، فأيقن محمد بالهلاك، وهرب من عنده عبد الله بن خازم بن خزيمة إلى المدائن في السفن بعياله.
وقيل في قتل العراة:
كم قتيل قد رأينا ما سألناه لأيش دارعا تلقاه عريا ن بجهل وبطيش حبشيا يقتل النا س على قطعة خيش مرتد بالشمس راض بالمنى من كل عيش يحمل الحملة لا يقـ ـتل إلا رأس جيش احذر الرمية يا طا هر من كف الحبيشي
ودام حصار بغداد خمسة عشر شهرا هكذا، فلا قوة إلا بالله.
وفيها قوي السفياني بالشام، واستولى على سائرها باليمانية، وهربت القيسية من الغوطة، ثم إنه توثب عليه مسلمة بن يعقوب الأموي المرواني، وقبض عليه في أثناء السنة وقيده، واستبد بالأمر وبايع لنفسه، فلم يبلع ريقه حتى حاصره ابن بيهس بدمشق أياما، ثم نصب على السور السلالم، كما يأتي.
سنة ثمان وتسعين
توفي فيها: إبراهيم بن يوسف بن أبي إسحاق السبيعي، أيوب بن تميم التميمي المقرئ بدمشق، سفيان بن عيينة أبو محمد الهلالي، صفوان بن عيسى الزهري - والأصح بعد ذلك -، عبد الرحمن بن مهدي أبو سعيد، عمر بن حفص العبدي - في قول -، عمرو بن الهيثم أبو قطن بصري ثقة، عنبسة بن خالد الأيلي، مالك بن سعير بن الخمس الكوفي، محمد بن شعيب بن شابور - في قول -، محمد بن معن الغفاري المدني تقريبا، مسكين بن بكير الحراني الحذاد، محمد بن هارون الأمين الخليفة قتل، معن بن عيسى القزاز المدني، يحيى بن سعيد القطان، يحيى بن عباد الضبعي البصري ببغداد.
وفيها الحصار - كما هو - على بغداد، ففارق محمدا خزيمة بن خازم من كبار قواده، وقفز إلى طاهر بن الحسين هو ومحمد بن علي بن عيسى بن ماهان، فوثبا على جسر دجلة في ثامن المحرم فقطعاه، وركزا أعلامهما، وخلعا الأمين، ودعيا للمأمون، فأصبح طاهر بن الحسين، وألح في القتال على أصحاب محمد الأمين، وقاتل بنفسه، فانهزم أصحاب محمد، ودخل طاهر قسرا بالسيف، ونادى مناديه: من لزم بيته فهو آمن، ثم أحاط بمدينة المنصور، وبقصر زبيدة، وقصر الخلد، فثبت على قتال طاهر حاتم بن الصقر والهرش والأفارقة، فنصب المجانيق خلف السور وعلى القصرين ورماهم. فخرج محمد بأمه وأهله من القصر إلى مدينة المنصور، وتفرق عامة جنده وغلمانه، وقل عليهم القوت والماء، وفنيت خزائنه على كثرتها.
وذكر عن محمد بن راشد: أخبرني إبراهيم بن المهدي أنه كان مع محمد بمدينة المنصور في قصر باب الذهب، فخرج ليلة من القصر من الضيق والضنك، فصار إلى قصر القرار فطلبني، فأتيت، فقال: ما ترى طيب هذه الليلة، وحسن القمر، وضوءه في الماء، فهل لك في الشراب؟ قلت: شأنك، فدعا برطل من نبيذ فشربه، ثم سقيت مثله، فابتدأت أغنيه من غير أن يسألني، لعلمي بسوء خلقه، فغنيت، فقال: ما تقول فيمن يضرب عليك؟ فقلت: ما أحوجني إلى ذلك، فدعا بجارية اسمها ضعف، فتطيرت من اسمها. ثم غنت بشعر النابغة الجعدي:
كليب لعمري كان أكثر ناصرا وأيسر ذنبا منك ضرج بالدم
فتطير بذلك، وقال: غني غير هذا، فغنت:
أبكى فراقهم عيني فأرقها إن التفرق للأحباب بكاء ما زال يعدو عليهم ريب دهرهم حتى تفانوا وريب الدهر عداء فاليوم أبكيهم جهدي وأندبهم حتى أؤوب وما في مقلتي ماء
فقال لها: لعنك الله، أما تعرفين غير هذا؟ فقالت: ظننت أنك تحب هذا! ثم غنت:
أما ورب السكون والحرك إن المنايا كثيرة الشرك ما اختلف الليل والنهار ولا دارت نجوم السماء في الفلك إلا لنقل السلطان عن ملك قد زال سلطانه إلى ملك وملك ذي العرش دائم أبدا ليس بفان ولا بمشترك
فقال لها: قومي لعنك الله. فقامت فتعست في قدح بلور - له قيمة - فكسرته، فقال: ويحك يا إبراهيم، أما ترى، والله ما أظن أمري إلا وقد قرب. فقلت: بل يطيل الله عمرك، ويعز ملكك، فسمعت صوتا من دجلة: قضي الأمر الذي فيه تستفتيان. فوثب محمد مغتما، ورجع إلى موضعه بالمدينة، فقتل بعد ليلة أو ليلتين.
وحكى المسعودي في المروج، قال: ذكر إبراهيم بن المهدي قال: استأذنت على الأمين في شدة الحصار، فإذا هو قد قطع دجلة بالشباك، وكان في القصر بركة عظيمة، يدخل من دجلة إليها الماء في شباك حديد، فسلمت وهو مقيم على الماء والخدم قد انتشروا في تفتيش الماء، وهو كالواله، فقال: لا تؤذيني يا عم، فإن مقرطتي قد ذهبت من البركة إلى دجلة، والمقرطة سمكة كانت قد صيدت له، وهي صغيرة، فقرطها بحلقتي ذهب، فيها جوهرتان، وقيل ياقوتتان، فخرجت وأنا آيس من فلاحه.
وكان محمد - فيما نقل المسعودي - في نهاية الشدة والبطش والحسن،
إلا أنه كان مهينا، عاجز الرأي، ضعيف التدبير.
وحكي أنه اصطبح يوما فأتي بسبع هائل على جمل في قفص، فوضع بباب القصر، فقال: افتحوه وخلوه، فقيل: يا أمير المؤمنين، إنه سبع هائل أسود كالثور، كثير الشعر، قال: خلوا عنه، ففعلوا، فخرج فزأر وضرب بذنبه الأرض، فتهارب الناس، وأغلقت الأبواب، وبقي الأمين وحده غير مكترث، فأتاه الأسد وقصده ورفع يده، فجذبه الأمين وقبض على ذنبه، وغمزه وهزه ورماه إلى خلف، فوقع السبع على عجزه فخر ميتا، وجلس الأمين كأنه لم يعمل شيئا، وإذا أصابعه قد تخلعت، فشقوا بطن الأسد فإذا مرارته قد انشقت على كبده.
وعن محمد بن عيسى الجلودي قال: دخل على محمد بن زبيدة: حاتم بن الصقر، ومحمد بن الأغلب الإفريقي وقواده، فقالوا: قد آلت حالنا إلى ما ترى، وقد رأينا أن تختار سبعة آلاف رجل من الجند فتحملهم على هذه السبعة آلاف فرس التي عندك، وتخرج ليلا، فإن الليل لأهله، فتلحق بالجزيرة والشام، وتصير في مملكة واسعة يتسارع إليك الناس، فعزم على ذلك، فبلغ الخبر إلى طاهر، فكتب إلى سليمان بن المنصور، وإلى محمد بن عيسى بن نهيك والسندي بن شاهك: لئن لم تردوه عن هذا الرأي لا تركت لكم ضيعة، فدخلوا على محمد، وخوفوه من الذين أشاروا عليه أنهم يأخذونه أسيرا، ويتقربون به إلى المأمون، وضربوا له الأمثال، فخاف ورجع إلى قبول ما يبذلون له من الأيمان، ويخرج إلى هرثمة.
وعن علي بن يزيد قال: وفارق محمدا سليمان بن المنصور، وإبراهيم بن المهدي ولحقا بعسكر المهدي، وقوي الحصار على محمد يوم الخميس والجمعة والسبت، وأشار عليه السندي بأنه ليس لهم فرج إلا عند هرثمة، فقال: وكيف لي بهرثمة، وقد أحاط الموت بي من كل جانب؟ فلما هم بالخروج إليه من دون طاهر، اشتد ذلك على طاهر، وقال: هو في حيزي، وأنا أحرجته بالحرب، ولا أرضى أن يخرج إلى هرثمة دوني، فقالوا له: هو خائف منك، ولكن يدفع إليك الخاتم والقضيب والبرد، فلا تفسد هذا الأمر فرضي بذلك.
ثم إن الهرش لما علم بذلك أراد التقرب إلى قلب طاهر، فقال في كتاب
إليه: الذي قالوه لك مكر، ولا يدفعون إليك شيئا، فاغتاظ، وكمن حول قصر أم جعفر في السلاح والرجال، وذلك لخمس بقين من المحرم، فلما خرج محمد وصار في الحراقة رموه بالنشاب والحجارة، فانكفأت الحراقة، وغرق محمد وهرثمة ومن كان فيها، فسبح محمد حتى صار إلى بستان موسى، فعرفه محمد بن حميد الطاهري، فصاح بأصحابه، فنزلوا ليأخذوه، فبادر محمد الماء، فأخذ برجله وحمل على برذون، وخلفه من يمسكه كالأسير.
وعن خطاب بن زياد أن محمدا وهرثمة لما غرقا أتانا محمد بن حميد، فأسر إلى طاهر أنه أسر محمدا، فدعا طاهر بمولاه قريش الدنداني، فأمره بقتل محمد.
وأما المدائني فروى عن محمد بن عيسى الجلودي: أن محمدا دعا بعد العشاء بفرس أدهم كان يسميه الزهيري، وقبل ولديه ودمعت عيناه، ثم ركب، وخرجنا بين يديه، فركبنا دوابنا، وبين يديه شمعة، وأنا أقيه بيدي خوفا من أن تجيئه ضربة سيف بغتة، ففتح لنا باب خراسان، وخرجنا إلى المشرعة، فإذا حراقة هرثمة فنزلها فرجعنا بالفرس، وغلقنا باب المدينة، ثم سمعنا الضجة، فصعدنا إلى أعلى الباب، فذكر عن أحمد بن سلام صاحب المظالم قال: كنت فيمن كان مع هرثمة من القواد في الحراقة، فلما دخل محمد الحراقة قمنا له، وجثا هرثمة على ركبتيه فقال: يا سيدي، لم أقدر على القيام لمكان النقرس، ثم قبل يديه ورجليه، وجعل يقول: يا سيدي ومولاي وابن مولاي، وجعل يتصفح وجوهنا، ونظر إلى عبيد الله بن الوضاح، فقال: أيهم أنت؟ قال: عبيد الله. قال: جزاك الله خيرا، فما أشكرني لما كان منك في أمر الثلج، فشد علينا أصحاب طاهر في الزواريق والحراقات، وصيحوا، وتعلق بعضهم بالحراقة، وبعضهم يسوقها، وبعض يرمي بالآجر والنشاب، فنقبت الحراقة، فدخلها الماء، وغرقت، فعلق الملاح بشعر هرثمة فأخرجه وخرجنا، وشق محمد عنه ثيابه، ورمى بنفسه، فطلعت فعلق بي رجل من أصحاب طاهر، وذهب بي إليه، فقال: ما فعل محمد؟ قلت: قد رأيته حين شق ثيابه، وقذف بنفسه، فركب، وأخذت معهم وفي عنقي حبل، وأنا أعدو فتعبت، فقال الذي يجنبني: هذا ليس يعدو: انزل فجز رأسه، فقلت: جعلت فداك، ولم؟ وأنا رجل من الله في نعمة، ولم أقدر على العدو، وأنا أفدي نفسي بعشرة
آلاف درهم، فقال: وأين هي؟ فقلت: حتى نصبح أنا أرسل من ترى أنت إلى وكيلي في منزلتي بعسكر المهدي، فإن لم يأتك بالعشرة آلاف فاقتلني، فأمر بحملي فحملت ردفا، وردوني إلى منزلتهم، وبعد هوي من الليل إذا نحن بحركة الخيل، ثم دخلوا وهم يقولون: بسر زبيدة، فأدخل علي رجل عريان عليه سراويل وعمامة ملثم بها، وعلى كتفيه خرقة خلقة، فصيروه معي، ووكلوا بنا، فلما حسر العمامة عن وجهه إذا هو محمد، فاستعبرت، واسترجعت في نفسي، ثم قال: من أنت؟ قلت: أنا مولاك أحمد بن سلام، فقال: أعرفك كنت تأتيني بالرقة، قلت: نعم، قال: كنت تأتيني وتلطفني كثيرا، لست مولاي بل أنت أخي ومني. أُدْنُ مني، فإني أجد وحشة شديدة، فضممته إلي، ثم قال: يا أحمد، ما فعل أخي؟ قلت: هو حي، قال: قبح الله صاحب البريد ما أكذبه، كان يقول لي قد مات، قلت: بل قبح الله وزراءك، قال: لا تقل، فما لهم ذنب، ولست بأول من طلب أمرا فلم يقدر عليه، قال: ما تراهم يصنعون بي؟ يقتلوني أو يفون لي بأمانهم؟ قلت: بل يفون لك يا سيدي، وجعل يمسك الخرقة بعضديه، فنزعت مبطنة علي، وقلت: ألقها، فقال: ويحك! دعني، فهذا من الله لي في هذا الموضع خير كثير. ثم قمت أوتر، فلما انتصف الليل دخل الدار قوم من العجم بالسيوف، فقام، وقال: إنا لله وإنا إليه راجعون، ذهبت - والله - نفسي في سبيل الله، أما من حيلة، أما من مغيث؟ فأحجموا عن التقدم، وجعل بعضهم يقول لبعض: تقدم، ويدفع بعضهم بعضا، فقمت وصرت وراء الحصر الملففة، وأخذ محمد بيده وسادة، وقال: ويحكم إني ابن عم رسول الله، أنا ابن هارون، أنا أخو المأمون، الله الله في دمي، فوثب عليه خمارويه - غلام لقريش الدنداني - فضربه بالسيف على مقدم رأسه، فضربه محمد بالوسادة، واتكى عليه ليأخذ السيف من يده، فصاح خمارويه: قتلني قتلني، فتكاثروا عليه فذبحوه من قفاه، وذهبوا برأسه إلى طاهر.
وذكر عن أحمد بن سلام في هذه القصة، قال: فلقنته لما حدثته ذكر الله والاستغفار، فجعل يستغفر.
قال: ونصب رأسه على حائط بستان، وأقبل طاهر يقول: هذا رأس المخلوع محمد، ثم بعث به مع البرد، والقضيب، والمصلى، وهو من سعف مبطن، مع ابن عمه محمد بن مصعب، فأمر له بألف ألف درهم، ولما رأى المأمون الرأس سجد.
ولما بلغ إبراهيم بن المهدي قتل محمد، وأن جثته جرت بحبل بكى طويلا، ثم قال:
عوجا بمغنى طلل داثر بالخلد ذات الصخر والآجر والمرمر المسنون يطلى به والباب باب الذهب الناضر وأبلغا عني مقالا إلى الـ ـمولى عن المأمور والآمر قولا له: يا ابن ولي الهدى طهر بلاد الله من طاهر لم يكفه أن جز أوداجه ذبح الهدايا بمدى الجازر حتى أتى تسحب أوصاله في شطن يفني به الشابر قد برد الموت على جفنه فطرفه منكسر الناظر
وبلغ ذلك المأمون فاشتد عليه.
ثم إن طاهرا صلى بالناس يوم الجمعة، وخطبهم خطبة بليغة، ثم إن الجند وثبوا به للأرزاق، ولم يكن في يديه مال، فضاق به أمره، فخشي وهرب من البستان، وانتهبوا بعض متاعه، وأحرق الجند باب الأنبار، وحملوا السلاح يومهم، ومن الغد نادوا: موسى يا منصور، ثم تعبى طاهر ومن معه لقتالهم، فأتاه الوجوه، واعتذروا بأن ما جرى من فعل السفهاء والأحداث، فأمر لهم برزق أربعة أشهر، ووصل البريد إلى المأمون في ستة عشر يوما، وهو بمرو.
ومما قيل في الأمين:
لم نبكيك لماذا للطرب يا أبا موسى وترويج اللعب ولترك الخمس في أوقاتها حرصا منك على ماء العنب وشنيف أنا لا أبكي له وعلى كوثر لا أخشى العطب لم تكن تصلح للملك ولا تعطك الطاعة بالملك العرب لم نبكيك لما عرضتنا للمجانيق وطورا للسلب
وساق ابن جرير عدة قصائد في مراثيه.
ولخزيمة بن الحسن على لسان أم جعفر قصيدة يقول فيها:
أتى طاهر لا طهر الله طاهرا فما طاهر فيما أتى بمطهر قد أخرجني مكشوفة الوجه حاسرا وأنهب أموالي وأحرق آدري يعز على هارون ما قد لقيته وما مر بي من ناقص الخلق أعور تذكر أمير المؤمنين قرابتي فديتك من ذي حرمة متذكر
قال ابن جرير: ذكر عن محمد بن سعيد بن بحر قال: لما ملك محمد، ابتاع الخصيان، وغالى بهم، وصيرهم لخلوته، ورفض النساء، والجواري.
وقال حميد: لما ملك وجه إلى البلدان في طلب الملهين، وأجرى لهم الأرزاق، واقتنى الوحوش والسباع والطيور، واحتجب عن أهل بيته وأمرائه واستخف بهم، ومحق ما في بيوت الأموال، وضيع الجواهر والنفائس، وبنى عدة قصور للهو في أماكن، وعمل خمس حراقات على خلقة الأسد والفيل والعقاب والحية والفرس، وأنفق في عملها أموالا، فقال أبو نواس:
سخر الله للأمين مطايا لم تسخر لصاحب المحراب فإذا ما ركابه سرن برا سار في الماء راكبا ليث غاب أسدا باسطا ذراعيه يهوي أهرت الشدق كالح الأنياب
وعن الحسين بن الضحاك قال: ابتنى الأمين سقيفة عظيمة، أنفق في عملها نحو ثلاثة آلاف ألف درهم.
وعن أحمد بن محمد البرمكي، أن إبراهيم بن المهدي غنى محمد بن زبيدة:
هجرتك حتى قلت: لا يعرف القلى وزرتك حتى قيل: ليس له صبر
فطرب محمد، وقال: أوقروا له زورقه ذهبا.
وجاء عنه أخبار في مثل هذا، وكان كثير الأكل.
قال أحمد بن حنبل: إني لأرجو أن يرحم الله الأمين بإنكاره على إسماعيل بن علية، فإنه أدخل عليه فقال له: يا ابن الفاعلة، أنت الذي تقول: كلام الله مخلوق؟!.
وفيها قوي محمد بن صالح بن بيهس الكلابي، وظهر على السفياني الذي خرج بدمشق، وحاصرها ثم نصب عليها السلالم، وتسورها أصحابه، وكان قد تغلب على دمشق مسلمة بن يعقوب الأموي، فهرب، وعمد إلى أبي العميطر، وكان في حبسه، ففك قيده، ثم خرجا بزي النساء في الأزر إلى المزة، واستولى ابن بيهس على البلد. ثم جرى بينه وبين أهل المزة وداريا حروب، وبقي حاكما على دمشق مدة من جهة المأمون إلى سنة ثمان ومائتين.
وفي ذي الحجة خرج الحسن الهرج في سفلة الناس، وخلق من الأعراب يدعو إلى الرضا من آل محمد، فأتى النيل، وجبى الخراج، وصادر التجار، ونهب القرى والمواشي.
وفيها استعمل المأمون الحسن بن سهل أخا الفضل على جميع ما افتتحه طاهر بن الحسين من كور الجبال والعراق والحجاز واليمن، وكتب إلى طاهر أن يسير إلى الرقة لحرب نصر بن شبث، وولاه الجزيرة والشام ومصر والمغرب، وأمر هرثمة أن يرد إلى خراسان.
وفي رمضان ثار أهل قرطبة بأميرهم الحكم بن هشام الأموي، وحاربوه لجوره وفسقه، وتسمى وقعة الربض، وهاج عليه أهل ربض البلد، وشهروا السلاح، وأحاطوا بالقصر، واشتد القتال، وعظم الخطب، واستظهروا على أهل القصر، فأمر الحكم أمراءه فحملوا عليهم، وأمر طائفة فنقبوا السور، وخرج منه عسكر، فأتوا القوم من وراء ظهورهم، وقتلوا منهم مقتلة عظيمة، ونهبوا الدور، وأسروا، وعملوا كل قبيح، ثم أمر الحكم فانتقى من الأسرى ثلاثمائة من وجوه البلد، فصلبوا على النهر منكسين، وبقي النهب والقتل،
والحريق في أرباض قرطبة ثلاثة أيام ثم أمنه، فهج أهل قرطبة، وتفرقوا أيادي سبأ ونهبوا في الطرق، ومضى منهم خلق إلى الإسكندرية فسكنها.
سنة تسع وتسعين
توفي فيها: إسحاق بن سليمان الرازي أبو يحيى، إبراهيم بن عيينة - في قول - وقد مر، حفص بن عبد الرحمن قاضي نيسابور، الحكم بن عبد الله أبو مطيع البلخي، سليمان بن المنصور أبي جعفر في صفر، سيار بن حاتم، شعيب بن الليث بن سعد في صفر، عبد الله بن نمير الخارفي الكوفي، عمر بن حفص العبدي بصري، عمرو بن محمد العنقزي الكوفي، محمد بن شعيب بن شابور ببيروت، الهيثم بن مروان العنسي الدمشقي، يونس بن بكير الكوفي راوي المغازي.
وفيها قدم الحسن بن سهل من عند المأمون إلى بغداد، ففرق عماله في البلاد، وجهز أزهر بن زهير بن المسيب إلى الهرش في المحرم فقتل الهرش.
وفي جمادى الآخرة خرج بالكوفة محمد بن إبراهيم بن طباطبا، واسمه إسماعيل بن إبراهيم بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب يدعو إلى الرضا من آل محمد، والعمل بالكتاب والسنة، وكان القائم بأمره أبو السرايا سري بن منصور الشيباني، فهاجت الفتن، وتسرع الناس إلى ابن طباطبا، واستوسقت له الكوفة، وأتاه الأعراب وأهل النواحي، فجهز الحسن بن سهل لحربه زهير بن المسيب في عشرة آلاف، فالتقوا، فهزم زهير واستباحوا عسكره، وغنموا السلاح والخيل، وقووا، وذلك في سلخ جمادى الآخرة.
فلما كان من الغد أصبح محمد بن إبراهيم بن طباطبا ميتا فجاءة، فقيل: إن أبا السرايا سمه لكون ابن طباطبا أحرز الغنيمة، ولم يحسن جائزة أبي السرايا، أو لغير ذلك، وأقام أبو السرايا في الحال مكانه شابا أمرد اسمه محمد بن محمد بن زيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب، ثم جهز الحسن بن سهل جيشا، عليهم عبدوس بن محمد المروروذي لحرب أبي السرايا فالتقوا في رجب، فقتل عبدوس، وأسر عمه هارون بن أبي خالد، وقتل أكثر جيشه
وأسروا، وقوي الطالبيون، وضرب أبو السرايا على الدراهم: إن الله يحب الذين يقاتلون في سبيله صفا. الآية.
ثم سار أبو السرايا قدما حتى نزل بقصر ابن هبيرة، وجهز جيوشا إلى البصرة وإلى واسط فدخلوها، وواقعوا أمير واسط من جهة الحسن بن سهل فهزموه وانحاز إلى بغداد، وعظم ذلك على الحسن، فبعث يرد هرثمة بن أعين من حلوان لحرب أبي السرايا، فامتنع، فأرسل إليه ثانيا يلاطفه، فرجع هرثمة، وعقد له الحسن بن سهل على حرب أبي السرايا، وجهز معه منصور بن المهدي، فعسكر بنهر صرصر بإزاء أبي السرايا، والنهر بينهما، ثم تقهقر أبو السرايا فطلبه هرثمة، وقتل من تطرف من جنده.
ثم كانت بينه وبينه وقعة عند قصر ابن هبيرة، قتل فيها خلق من أصحاب أبي السرايا، فتحيز إلى الكوفة، وعمد محمد بن محمد والطالبيون إلى دور العباسيين بالكوفة وضياعهم، فأحرقوا ونهبوا أموالهم، وأخرجوهم من الكوفة.
ثم وجه أبو السرايا على المدينة محمد بن سليمان بن داود بن الحسن بن الحسين بن علي بن أبي طالب، فدخلها ولم يقاتله أحد. ووجه على مكة والموسم حسين بن حسن الأفطس بن علي بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب، فلما قرب توقف عن مكة هيبة لمن فيها، وأميرها داود بن عيسى بن موسى بن محمد بن علي العباسي، فلما بلغ أميرها داود ذلك، جمع موالي بني العباس وعبيد حوائطهم.
وكان مسرور الخادم قد حج في تلك السنة في مائتي فارس، فقال لداود: أقم لي شخصك أو شخص بعض ولدك، وأنا أكفيك قتالهم، فقال داود: لا أستحل القتال في الحرم، ولئن دخلوا من هذا الفج لأخرجن من الفج الآخر، فقال: تسلم مكة وولايتك إلى عدوك؟ فقال داود: أي حال لي؟ والله لقد
أقمت معكم حتى شخت، فما وليت ولاية، حتى كبرت وفني عمري، فولوني من الحجاز ما فيه القوت، وإنما هذا الملك لك ولأشباهك، فقاتل عليه أو دع.
ثم انحاز داود إلى جهة المشاش بأثقاله، فوجه بها على درب العراق، وافتعل كتابا من المأمون بتولية ابنه محمد بن داود على صلاة الموسم، وقال له: اخرج فصل بالناس بمنى الظهر والعصر والمغرب والعشاء، وبت بمنى، وصل الصبح، ثم اركب دوابك فانزل طريق عرفة، وخذ على يسارك في شعب عمرو حتى تأخذ طريق المشاش، حتى تلحقني ببستان ابن عامر، ففعل ذلك، فخاف مسرور وخرج في أثر داود راجعا إلى العراق، وبقي الوفد بعرفة، فلما زالت الشمس حضرت الصلاة، فتدافعها قوم من أهل مكة، فقال أحمد بن محمد بن الوليد الأزرقي، وهو المؤذن وقاص الجماعة: إذا لم تحضر الولاة يا أهل مكة، فليصل قاضي مكة محمد بن عبد الرحمن المخزومي، وليخطب بهم، قال: فلمن أدعو، وقد هرب هؤلاء، وأطل هؤلاء على الدخول؟ قال: لا تدع لأحد، قال: بل تقدم أنت، فأبى الأزرقي، حتى قدموا رجلا فصلى الصلاتين بلا خطبة، ثم مضوا فوقفوا بعرفة، ثم دفعوا بلا إمام، وحسين بن حسن متوقف بسرف، فبلغه خلو مكة وهروب داود، فدخلها قبل المغرب في نحو عشرة، فطافوا وسعوا ومضوا بعد المغرب فأتوا عرفة ليلا، فوقفوا ساعة، وأتى مزدلفة فصلى بالناس الفجر، ثم إنه أقام بمكة، وعسف وظلم وصادر التجار، وكانت أعوانه تهجم بيوت التجار لأجل الودائع، فيتهمون البريء ويعذبونه، وأخذ ما في خزائن الكعبة من مال.
وأما هرثمة فواقع أبا السرايا ثانيا فانكسر، ثم ثبت وانهزم أصحاب أبي السرايا، ثم أخذ هرثمة يكاتب رؤساء الكوفة.
وفيها وثب علي بن محمد بن جعفر الصادق بالبصرة، واستولى عليها من غير حرب.
وظهر باليمن إبراهيم أخو علي بن موسى الرضا، فنفى عاملها عنها، وسبى، وأخذ الأموال، وكان يقال له الجزار لكثرة من قتل.
سنة مائتين
توفي فيها: أسباط بن محمد الكوفي في المحرم، أمية بن خالد البصري أخو هدبة، أيوب بن المتوكل البصري المقرئ، أنس بن عياض أبو ضمرة الليثي، سلم بن قتيبة الخراساني بالبصرة، سيار بن حاتم العنزي فيها بخلف، صفوان بن عيسى الزهري البصري، عمر بن عبد الواحد السلمي الدمشقي، عبد الملك بن الصباح المسمعي بصري، عمارة بن بشر فيها حدث بدمشق، قتادة بن الفضيل الرهاوي، مبشر بن إسماعيل الحلبي، محمد بن إسماعيل بن أبي فديك المدني، محمد بن الحسن الأسدي ابن التل، محمد بن حمير السليحي الحمصي، محمد بن شعيب بن شابور قاله دحيم، معاذ بن هشام الدستوائي، معروف الكرخي العابد على الأصح، المغيرة بن سلمة المخزومي بصري، أبو البختري القاضي وهب بن وهب.
وفيها هرب أبو السرايا والطالبيون من الكوفة في المحرم إلى القادسية، فدخلها هرثمة ومنصور بن المهدي وأمنوا أهلها، ثم أتى أبو السرايا إلى ناحية واسط، ثم مضى حتى أتى السوس، وأنفق الأموال، فجاءهم الحسن بن علي الباذغيسي فأرسل إليهم: اذهبوا حيث شئتم، فلا حاجة لي في قتالكم، ولست بتابعكم، فأبى أبو السرايا إلا قتاله، فالتقوا، فهزمهم الحسن واستباح عسكرهم، وجرح أبو السرايا، وهرب هو ومحمد بن محمد وأبو الشوك، وطلبوا ناحية رأس العين والجزيرة. فلما انتهوا إلى جلولاء عثر بهم حماد الكندغوش فأخذهم، وجاء بهم إلى الحسن بن سهل وهو بالنهروان، فقتل أبا السرايا في عاشر ربيع الأول، وبعث محمد بن محمد بن زيد بن علي إلى مرو إلى المأمون.
وسار علي بن أبي سعيد إلى البصرة فافتتحها، وكان بها زيد بن موسى بن جعفر أخو علي بن موسى الرضا، وهو الذي يقال له زيد النار، سمي بذلك لكثرة ما حرق من دور العباسيين بالبصرة. وكان يؤتى بالرجل من المسودة فيحرقه بالنار، وانتهب تجار البصرة، فأسره علي بن أبي سعيد، واختفى العلويون.
وأما حسين بن حسن الأفطس فبدع بمكة حتى نزح طائفة من أهلها، فهدم
دورهم، وأخذ أبناءهم، وجعل أصحابه يحكون ما على الأساطين من الذهب اليسير، ويقلعون الشبابيك، فبلغهم قتل أبي السرايا، فأتى حسين إلى محمد بن جعفر الصادق - وكان شيخا فاضلا محببا إلى الناس - تاركا للخروج، قد روى العلم عن أبيه، فقال: قد تعلم حالك في الناس، فابرز نبايعك بالخلافة، فلا يختلف عليك اثنان، فأبى ذلك، فلم يزل به ابنه علي وحسين بن حسن حتى غلبا الشيخ على رأيه، فأقاموه يوم الجمعة في ربيع الآخر، فبايعوه، وحشروا الناس لمبايعته طوعا وكرها، فأقام كذلك أشهرا.
ووثب حسين على امرأة قرشية بارعة الحسن، فأخذها قهرا من بيت زوجها، وبقيت عنده أياما، ثم هربت. ووثب علي بن محمد على أمرد بديع الجمال، فأخذه من دارهم، وأركبه فرسه في السرج، وركب على الكفل، وذهب به في السوق حتى خرج به إلى بئر ميمون في طريق منى. فاجتمع أهل مكة والمجاورون، وغلقت الأسواق، وأتوا محمد بن جعفر، وقالوا: والله لنخلعنك، ولنقتلنك، أو لتردن هذا الغلام الذي أخذه ابنك جهرة، فقال: والله ما علمت، وأمر حسينا أن يذهب إلى ابنه، فقال: إنك والله لتعلم أني لا أقوى على ابنك، وأخاف محاربته، فقال محمد بن جعفر لأهل مكة: أمنوني حتى أركب إليه، فأمنوه فركب حتى صار إلى ابنه وأخذ الغلام فسلمه إلى أهله.
وبعد قليل أقبل إسحاق بن موسى بن عيسى بن موسى بن محمد العباسي فارا عن اليمن، لتغلب إبراهيم بن موسى بن جعفر عليها، فنزل المشاش؛ فاجتمع العلويون إلى محمد بن جعفر فقالوا: قد رأينا أن نخندق علينا بأعلى مكة، ثم حشدوا الأعراب، فقاتلهم إسحاق أياما، ثم كره الحرب وطلب العراق، فلقيه ورقاء بن جميل في جند، فقال: ارجع بنا إلى مكة، فرجع.
واجتمع إلى محمد غوغاء أهل مكة، وسودان أهل المياه والأعراب، فعبأهم ببئر ميمون، وأقبل ورقاء وإسحاق بن موسى بمن معهما من القواد، والجند فالتقوا، وقتل جماعة، ثم تحاجزوا؛ ثم التقوا من الغد، فانهزم محمد وأهل مكة، وطلب محمد الأمان، فأجلوه ثلاثا، ثم نزح عن مكة، ودخلها إسحاق وورقاء في جمادى الآخرة. وتفرق الطالبيون عن مكة كل قوم ناحية، فأخذ محمد ناحية جدة، ثم طلب الجحفة، فخرج عليه محمد بن حكيم من موالي آل العباس قد كان الطالبيون انتهبوا داره بمكة، وبالغوا في عذابه، فجمع
عبيدا، ولحق محمدا بقرب عسفان، فانتهب جميع ما معه حتى بقي في وسطه سروايل، وهم بقتله، ثم رحمه وطرح عليه ثوبا وعمامة، وأعطاه دريهمات. فمضى وتوصل إلى بلاد جهينة على الساحل، فأقام هناك أشهرا يجمع الجموع، فكان بينه وبين والي المدينة هارون بن المسيب وقعات عند الشجرة وغيرها، فهزم محمد، وفقئت عينه بسهم، وقتل خلق من أصحابه، ورد إلى موضعه. ثم طلب الأمان من الجلودي، ومن ابن عم الفضل بن سهل رجاء، ورد إلى مكة في آخر السنة، فصعد عيسى بن يزيد الجلودي المنبر بمكة، وصعد دونه محمد بن جعفر، عليه قباء أسود؛ فخلع نفسه، واعتذر عن خروجه بأنه بلغه موت المأمون، وقد صح عنده الآن أنه حي، وخلع نفسه، واستغفر من فعله، ثم خرج به عيسى الجلودي إلى العراق، واستخلف على مكة ابنه محمد بن عيسى، فبعث الحسن بن سهل بمحمد إلى المأمون.
وأقام الحج أبو إسحاق المعتصم ابن الرشيد.
وأما هرثمة، فلما فرغ من حرب أبي السرايا سار نحو خراسان، فأتته الكتب من المأمون أن يرجع فيلي الشام أو الحجاز، فقال: لا أرجع حتى آتي أمير المؤمنين، إدلالا منه عليه، وليشافهه بمصالح، وليؤذي الفضل بن سهل بأنه ليس بناصح له. ففهم الفضل مراده، فقال للمأمون: إن هرثمة قد ظاهر عليك عدوك، وعادى وليك، وخالف كتبك، وإن خليته كان ذلك مفسدة لغيره. فتوحش عليه، وأبطأ هرثمة، ثم قدم في أواخر السنة، فقال له المأمون: مالأت علينا العلويين، وداهنت، وحسنت في السر لأبي السرايا الخروج. فذهب هرثمة ليتكلم ويدفع عن نفسه، فلم يقبل ذاك منه، وأمر به، فوجئ على أنفه، وديس بطنه، وسحب وحبس، ودس الفضل إلى الأعوان الغلظة عليه، ثم قتلوه، وقيل: مات.
وفيها هاج الجند ببغداد، لكون الحسن بن سهل لم ينصفهم في العطاء، وبقيت الفتنة أياما.
وفيها وجه المأمون رجاء بن أبي الضحاك، وهو الذي قدم عليه محمد بن جعفر ومعه فرناس الخادم، لإشخاص علي بن موسى الرضا.
وفيها أحصي ولد العباس، فبلغوا ثلاثة وثلاثين ألفا ما بين ذكر وأنثى.
وفيها قتلت الروم ملكها أليون، وكان قد تملك عليهم سبع سنين ونصفا، ثم ملكوا عليهم ميخائيل بن جورجس ثانية.
وفيها قتل المأمون يحيى بن عامر بن إسماعيل، لكونه أغلظ له وقال له: يا أمير الكافرين.
بسم الله الرحمن الرحيم
الوفيات
تراجم الأعيان في هذا العشر
1 – خ ت ق:
أحمد بن بشير الكوفي
، أبو بكر، مولى بني مخزوم
عن: هاشم بن هاشم الزهري، والأعمش، وعبد الله بن شبرمة، ومجالد، وغيرهم، وعنه: محمد بن سلام البيكندي، وسلم بن جنادة، والحسن بن عرفة، وغيرهم. توفي سنة سبع وتسعين.
2 -
أحمد بن موسى بن أبي مريم
، أبو بكر، وقيل: أبو عبد الله الخزاعي البصري اللؤلؤي المقرئ.
سمع: ابن عون، وأبان بن تغلب، وعاصم الجحدري، وروى القراءة عن: عيسى بن عمر، وعاصم الجحدري، وأبي عمرو بن العلاء، وإسماعيل القسط، وروى عنه: روح بن عبد المؤمن، ومحمد بن يحيى القطعي، وخليفة بن خياط، ونصر الجهضمي، ومحمد بن المثنى، وطائفة.
قال أبو زرعة الرازي: صدوق قدري.
وكناه مسلم: أبا بكر.
3 -
إبراهيم بن الأغلب بن سالم التميمي القيرواني الشهيد
، أمير المغرب.
كان من وجوه جند مصر، فوثب بعد موت أبيه هو واثنا عشر رجلا بمصر، فأخذوا من بيت المال مقدار أرزاقهم، لم يزيدوا على ذلك، وهربوا فلحقوا بالزاب من نواحي قيروان. فاعتقد إبراهيم بن الأغلب على من كان في تلك
الناحية من الجند وغيرهم الرياسة، وأقبل يهدي إلى هرثمة بن أعين أمير القيروان يومئذ ويلاطفه، ويعلمه أنني على الطاعة، وأنني ما دعاني إلا الحاجة ومطل الديون لي، فاستعمله هرثمة على ناحية الزاب، فكفاه أمرها وضبطها.
وقدم على المغرب محمد بن مقاتل العكي، فأساء إلى الناس وظلم، فقاموا عليه فنجده ابن الأغلب، وأعاده إلى القيروان بعد أن طردوه منها، ثم كاتبوا الرشيد يستقيلونه من ابن مقاتل، فاستعمل عليهم ابن الأغلب لما رأى من نهضته وحسن طاعته، وانقياد أهل القيروان له.
وكان فقيها، دينا، خطيبا، شاعرا، ذا رأي، وحزم، وبأس، ونجدة، وسيادة، وحسن سيرة، قل أن ولي إفريقية أحد مثله في العدل والسياسة، وقد طلب العلم، وأخذ عن الليث بن سعد وغيره، وكان الليث يكرمه، وأعطاه جارية حسناء هي أم ابنه زيادة الله، وكان له بمصر أخ اسمه عبد الله، محتشم نبيل، وانتقل أولاده إلى عند عمهم إبراهيم.
وكان مما رفع منزلة إبراهيم بن الأغلب عند الرشيد ظفره بإدريس بن عبد الله بن حسن الحسني نزيل المغرب، فقتله.
وأشار هرثمة بن أعين على الرشيد أيضا بتوليته، وبالغ في وصفه، فولاه في أثناء سنة أربع وثمانين ومائة.
ورد محمد العكي إلى المشرق، وانقمع الشر بالمغرب، وحسن حال إفريقية به، وبنى مدينة سماها العباسية، وكان يتولى الصلاة بنفسه في جامع القيروان.
وكان عالما عاملا بعلمه، عثر يوما في حصيرة المسجد، فدخل وقال لرؤساء الدولة: استنكهوني، ففعلوا فقال: إني خشيت أن يقع لأحدكم أني سكران.
وخرج عليه بتونس حمديس بن عبد الرحمن الكندي، فحاربه وظفر به، وقتل عشرة آلاف من عسكر حمديس في سنة ست وثمانين، وبعث برأس حمديس إلى الرشيد.
وكان قائد جيوشه عمران بن مخلد، وكان نازلا عنده في قصره، ثم خرج
على ابن الأغلب وحشد، واستولى على أكثر بلاد إفريقية، وخندق إبراهيم على نفسه وأقامت الحرب بينهما سنة، وهما كفرسي رهان، فأمده الرشيد بخزانة مال مع جماعة قواد، فقوي ابن الأغلب، وتقلل الجند عن ابن مخلد، والتفوا على ابن الأغلب لأخذ أعطياتهم.
توفي ابن الأغلب على إمرة المغرب لثمان بقين من شوال سنة ست وتسعين ومائة، وله ست وخمسون سنة، وولي بعده ابنه عبد الله، فأمن عمران وأكرمه وصيره معه في قصره. ثم خاف غائلته فقتله.
واشتغل الأمين والمأمون بأنفسهما، واختبط أمر المغرب وغيرها.
4 -
أبان بن عبد الحميد الرقاشي
، مولاهم البصري الشاعر الشهير.
مقدم في الشعر والأدب، وله بصر بالعلم والفقه، وكان دينا خيرا متألها، متهجدا، نظم للبرامكة كتاب كليلة ودمنة أرجوزة في أربعة آلاف بيت، فأجازه الوزير يحيى بن خالد بعشرة آلاف دينار، فتصدق بنصفها.
أثنى عليه الخطيب، وذكره في تاريخه.
5 – ت: إبراهيم بن صدقة. أبو عامر الأنصاري
بصري، قليل الرواية، سمع: يونس بن عبيد، وسفيان بن حسين، وعنه: محمد بن المثنى العنزي، وأحمد بن نصر المقرئ.
6 – ت ن: إبراهيم بن عبد العزيز بن عبد الملك بن أبي محذورة الجمحي المكي.
عن: جده، وأبيه، وعنه: الشافعي، والحميدي، وجماعة.
7 – د ن ق: إبراهيم بن عيينة بن أبي عمران الهلالي، مولاهم، الكوفي، أخو سفيان وعمران وآدم ومحمد، يكنى أبا إسحاق.
روى عن: أبي حيان يحيى بن سعيد التيمي، ومسعر بن كدام، وعمرو بن
منصور الهمداني، وعنه: أحمد بن بديل، ويحيى بن معين، وعلي بن محمد الطنافسي، والحسن بن علي بن عفان العامري، وهو آخر أصحابه موتا.
توفي سنة سبع وتسعين أيضا.
قال النسائي: ليس بالقوي.
8 -
إبراهيم بن هدبة، أبو هدبة البصري
.
يحدث عن أنس بالأباطيل، روى عنه: حميد بن الربيع، ومحمد بن عبيد الله ابن المنادي، وسعدان بن نصر، والخضر بن أبان، وله عنه نسخة، ورستة.
قال أبو نعيم الحافظ: قدم أصبهان فحدث على المنبر عن أنس، فرفع ذلك إلى جرير بن عبد الحميد، فصدقه. قال: وكان المأمون أيضا يصدقه.
قلت: وتصديقهما لا ينفعه، فإنه ذاهب الحديث، متهم عند الحفاظ بالكذب، ولمحمد بن سليم المعري عنه نسخة.
قال عباس: سمعت يحيى بن معين يقول: قدم أبو هدبة، فاجتمع عليه الخلق، فقالوا له: أخرج رجلك، خافوا أن تكون رجله رجل حمار أو شيطان.
وقال أحمد بن سنان القطان: سمعت محمد بن بلال الكندي يقول: كان أبو هدبة عدو الله يحفل الغنم عندنا بواسط.
وقال أبو حاتم الرازي: كذاب.
قلت: بقي إلى سنة مائتين.
9 – ن:
إبراهيم بن يزيد بن مردانبة الكوفي
، مولى عمرو بن حريث.
عن: رقبة بن مصقلة، وإسماعيل بن أبي خالد، وعنه: أبو كريب، وأبو سعيد الأشج، ومحمد بن المثنى، وجماعة.
10 – خ م د ت ن:
إبراهيم بن يوسف بن إسحاق بن أبي إسحاق
عمرو بن عبد الله الهمداني السبيعي الكوفي.
عن: أبيه، وجده، وعنه: أبو كريب، وإسحاق بن منصور السلولي، وأبو عبيدة بن أبي السفر.
ضعفه ابن معين.
وقال أبو حاتم: حسن الحديث.
وقال النسائي: ليس بالقوي.
قلت: حديثه في الصحيحين. وتوفي سنة ثمان وتسعين.
11 – خ:
أسامة بن حفص المدني
.
عن: هشام بن عروة، وموسى بن عقبة، ويحيى بن سعيد، وعنه: أبو ثابت محمد بن عبيد الله المدني، وإبراهيم بن حمزة الزبيري، وغيرهما.
روى له البخاري حديثا، وأغفله في تاريخه، وكذا ابن أبي حاتم.
12 – ع:
أسباط بن محمد
، أبو محمد بن أبي عمرو الكوفي، والد عبيد بن أسباط.
عن: الأعمش، وأبي إسحاق الشيباني، وعمرو بن قيس الملائي، وزكريا بن أبي زائدة، وعنه: أحمد، وإسحاق، والحسن الزعفراني، والحسن بن علي بن عفان.
وثقه ابن معين.
توفي سنة مائتين في المحرم.
قال ابن عمار الموصلي: قال لنا وكيع: إن لأسباط بن محمد القرشي آلاف حديث، فاسمعوا منه.
13 – ت ق:
إسحاق بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين الهاشمي الحسيني المدني
.
عن: عبد الله بن جعفر المخرمي، وعبد الرحمن بن أبي بكر المليكي، وعنه: إبراهيم بن المنذر الحزامي، ويعقوب بن حميد.
قال ابن معين: ما أراه إلا كان صدوقا.
14 -
إسحاق بن إسماعيل
، أبو يزيد الرازي، حيويه.
عن: عمرو بن أبي قيس، ونعيم بن ميسرة، ونافع بن عمر الجمحي، وعنه: محمد بن سعيد ابن الأصبهاني، وإبراهيم بن موسى الفراء، وأبو بكر بن أبي شيبة، وأخوه عثمان، وآخرون.
قال ابن معين: أرجو أن يكون صدوقا.
15 -
إسحاق بن الربيع العصفري الكوفي
.
عن: الأعمش، وداود بن أبي هند، ومسعر، وأبي مالك النخعي، وعنه: محمد بن عمر بن الوليد الكندي، وأحمد بن بديل، ومحمد بن إسماعيل الأحمسي.
ولا جرح فيه.
16 – ع:
إسحاق بن سليمان الرازي أبو يحيى الكوفي
، نزل الري.
عن: حنظلة بن أبي سفيان، وابن أبي ذئب، وحريز بن عثمان، وطبقتهم. وعنه: أحمد، ومحمد بن رافع، وإسحاق الكوسج، وأحمد بن الأزهر، وخلق آخرهم الحسن بن مكرم البزاز.
وكان سيدا صالحا، خاشعا، ثقة، حجة.
قال أحمد بن الفرات: رأيته روى حديثا، فضحك غلام، فأخرجه. قال: ويقال: إنه كان من الأبدال.
توفي سنة تسع وتسعين، وقيل: سنة مائتين.
قال إسحاق الكوسج: ما كان أبين خشوعه، كان يبكي كل ساعة.
17 -
إسحاق بن عيسى البغدادي
، أبو هاشم، سبط داود بن أبي هند.
سمع: الأعمش، وابن أبي ذئب، والثوري، وعنه: الحسن بن الصباح البزار، وإسحاق بن بهلول التنوخي.
قال الخطيب: وكان ثقة، جاور بمكة.
18 -
إسحاق بن نجيح الملطي
، أبو صالح نزيل بغداد.
عن: هشام بن حسان، وابن جريج، وجماعة، وعنه: سويد بن سعيد، وعلي بن حجر.
قال ابن معين: كذاب عدو الله.
وقال أبو حاتم بن حبان: هو دجال من الدجاجلة.
وقال الفلاس: يضع الحديث.
19 – ع:
إسحاق بن يوسف بن مرداس
، أبو محمد القرشي الواسطي الأزرق الحافظ.
عن: الأعمش، وابن عون، وفضيل بن غزوان، ومسعر، وعنه: أحمد، وابن معين، وأحمد بن منيع، ومحمد بن المثنى، وسعدان بن نصر، وآخرون.
وكان ثقة ثبتا من العابدين.
ولد سنة سبع عشرة ومائة.
وقيل: إنه مكث عشرين سنة لم يرفع رأسه إلى السماء. توفي سنة خمس وتسعين.
وكان أعلم الناس بشريك. وقد قرأ القرآن على حمزة، وسمع الحروف من أبي بكر بن عياش، وله اختيار في القراءة يروى عنه حمله عنه: إسماعيل بن هود الواسطي، وعبد الله بن هانئ، وغيرهما.
20 – ع:
إسماعيل بن إبراهيم بن مقسم
، أبو بشر الأسدي، مولاهم، البصري، الإمام ابن علية، وهي أمه.
أصله كوفي. سمع: أيوب السختياني، وإسحاق بن سويد العدوي، وحميدا الطويل، وعلي بن زيد، وعطاء بن السائب، ومحمد بن المنكدر، وعبد الله بن أبي نجيح، ويونس بن عبيد، وسهيل بن أبي صالح، والجريري، وأبا التياح الضبعي، وعبد العزيز بن صهيب، وليث بن أبي سليم، وابن عون، وطائفة.
وعنه: شعبة، وابن جريج، وحماد بن زيد - وهم أكبر منه - وعبد الرحمن بن مهدي، وأحمد، وإسحاق، وابن معين، وعلي ابن المديني، وبندار، وخلق كثير آخرهم موسى بن سهل الوشاء.
وكان حجة حافظا فقيها. ولد سنة عشر ومائة، وكان يقول: من قال ابن علية فقد اغتابني.
وقال مؤمل بن هشام: سمعته يقول: لقيت محمد بن المنكدر، وسمعت منه أربعة أحاديث، فقلت: ذا شيخ. فلما قدمت البصرة إذا أيوب يقول: حدثنا محمد بن المنكدر.
وقال غندر: نشأت في الحديث يوم نشأت، وليس أحد يقدم في الحديث على ابن علية.
وقال أبو داود: ما أحد من المحدثين إلا وقد أخطأ إلا ابن علية، وبشر بن المفضل.
وقال ابن معين: كان ابن علية ثقة ورعا تقيا.
وقال يونس بن بكير: سمعت شعبة يقول: ابن علية سيد المحدثين.
وقال عمرو بن زرارة: صحبت ابن علية أربع عشرة سنة فما رأيته تبسم فيها.
قال عفان: حدثنا خالد بن الحارث قال: كنا نشبه ابن علية بيونس بن عبيد.
وقال إبراهيم بن عبد الله الهروي: سمعت يزيد بن هارون يقول: دخلت البصرة وما بها خلق يفضل على ابن علية في الحديث.
وقال زياد بن أيوب: ما رأيت لابن علية كتابا قط. وكان يقال: ابن علية يعد الحروف.
وقال حماد بن سلمة: ما كنا نشبه شمائل إسماعيل إلا بشمائل يونس بن عبيد، حتى دخل فيما دخل فيه.
قلت: وقد ولي القضاء وبعث إليه ابن المبارك يعنفه بأبيات حسنة لدخوله في الصدقات.
وروى الخطيب في تاريخه: أن الحديث الذي أخذ عليه شيء يتعلق بالكلام في القرآن، دخل على محمد بن هارون الأمين فشتمه، فقال: أخطأت، وكان حدث بهذا: تجيء البقرة وآل عمران كأنهما غمامتان يحاجان عن صاحبهما. فقيل لابن علية: ألهما لسان؟ قال: نعم، فقالوا: إنه يقول القرآن مخلوق، وإنما غلط.
وقال الفضل بن زياد: سألت أحمد بن حنبل عن وهيب وابن علية: أيهما أحب إليك إذا اختلفا؟ قال: وهيب، ما زال إسماعيل وضيعا من الكلام الذي تكلم فيه إلى أن مات، قلت: أليس قد رجع وتاب على رؤوس الناس؟ قال:
بلى، ولكن ما زال لأهل الحديث بعد كلامه ذلك مبغضا، وكان لا ينصف في الحديث، كان يحدث بالشفاعات، وكان معنا رجل من الأنصار يختلف إلى الشيوخ، فأدخلني عليه، فلما رآني غضب، وقال: من أدخل هذا علي؟
قال أحمد: وبلغني أنه أدخل على الأمين، فلما رآه زحف إليه وجعل يقول: يا ابن
…
يا ابن
…
تتكلم في القرآن؟ وجعل إسماعيل يقول: جعلني الله فداك، زلة من عالم، ثم قال أحمد: إن يغفر الله له فبها، يعني الأمين، ثم قال: وإسماعيل ثبت.
وقال الفضل بن زياد: قلت: يا أبا عبد الله، إن عبد الوهاب قال: لا يحب قلبي إسماعيل أبدا، لقد رأيته في المنام، كان وجهه أسود، فقال: عافى الله عبد الوهاب.
ثم قال أحمد: لقد لزمت إسماعيل عشر سنين إلى أن أعيب، ثم جعل يحرك رأسه كأنه يتلهف، ثم قال: وكان لا ينصف في التحديث، ويحدث بالشفاعات.
قال المؤلف: لا ينبغي إلا تعظيم ابن علية، فقد كانت منه هفوة ثم تاب منها، فكان ماذا؟
مات ابن علية في ذي القعدة سنة ثلاث وتسعين. وحديثه بعلو درجتين في الغيلانيات.
21 – ق:
إسماعيل بن إبراهيم الكرابيسي البصري
، صاحب القوهي.
عن: ابن عون، وسليم القاص، وعنه: محمد بن عبد الله بن حفص الأنصاري، وحفص بن عمرو الربالي، ومثنى بن معاذ.
توفي سنة أربع وتسعين.
وثقه ابن حبان.
22 -
ت ق:
إسماعيل بن إبراهيم
، أبو يحيى التيمي الكوفي الأحول.
عن: عطاء بن السائب، والأعمش، ومخارق الأحمسي، ومطر، وطائفة، وعنه: أبو سعيد الأشج، وأبو كريب، ومحمد بن عبيد المحاربي، وآخرون.
ضعفه النسائي، وغيره.
وقال ابن نمير: ضعيف جدا.
32 -
إسماعيل بن حكيم
. صاحب الزيادي بصري.
روى عن: محمد بن المنكدر، والفضل بن عيسى الرقاشي، والجريري، وجماعة، وعنه: عقبة بن مكرم، وأزهر بن جميل، وعبد الرحمن بن عمر رستة.
كذا ذكره ابن أبي حاتم، ولم يضعفه.
24 – ق:
إسماعيل بن زياد
، أو ابن أبي زياد، السكوني، قاضي الموصل.
عن: ثور بن يزيد، وابن جريج، والثوري، وشعبة، وعنه: مسعود بن جويرية، ونائل بن نجيح، ومحمد بن الحسين البرجلاني، وآخرون.
قال ابن عدي: منكر الحديث.
وقال ابن حبان: لا يحل ذكره في الكتب إلا على سبيل القدح فيه.
25 -
إسماعيل بن قيس بن سعد بن زيد بن ثابت
، أبو مصعب الأنصاري، نافلة كاتب الوحي رضي الله عنه.
روى عن: أبيه، وأبي حازم الأعرج، وعنه: إبراهيم بن حمزة الزبيري، وأبو بكر عبد الرحمن بن شيبة الحزامي.
قال أبو حاتم: مدني ضعيف الحديث.
وقال غيره: إنه عمر إحدى وتسعين سنة.
26 – ت:
إسماعيل بن محمد بن جحادة الكوفي العطار الضرير
.
عن: أبيه، وداود بن أبي هند، وأبي مالك الأشجعي، وغيرهم، وعنه: الأشج، وسفيان بن وكيع، ونصر الجهضمي، وأحمد بن بديل، وجماعة.
قال أبو حاتم: صدوق.
27 -
إسماعيل بن يحيى بن عبيد الله التيمي البكري الكوفي
، أبو علي.
عن: إسماعيل بن أبي خالد، وأبي حنيفة، وغيرهما، وعنه: محمد بن حرب النشائي، وسعدان بن نصر.
قال صالح جزرة، وغيره: كان يضع الحديث.
وقال ابن حبان: لا تحل الرواية عنه، ولا الاحتجاج به بحال، وقال: يروي عن مسعر، وفطر بن خليفة أيضا.
28 -
أشجع بن عمرو السلمي
، الشاعر، بصري.
له نظم بديع، مدح الرشيد، وغيره، وكان جعفر البرمكي يجري عليه في الجمعة مائة دينار.
29 – د:
أشعث بن شعبة
، أبو أحمد المصيصي، أصله خراساني، سكن الثغر.
روى عن: إبراهيم بن أدهم، وأرطاة بن المنذر، والمنهال بن خليفة، وورقاء بن عمر، وعنه: محمد بن عيسى ابن الطباع، والمسيب بن واضح، وأبو الطاهر ابن السرح، ويعقوب بن كعب الأنطاكي.
قال أبو زرعة: لين.
وذكره ابن حبان في الثقات.
30 – د:
أشعث بن عبد الله الخراساني
، السجستاني، نزيل البصرة.
عن: إسماعيل بن أبي خالد، وعوف، وشعبة، وعنه: محمد بن أبي بكر المقدمي، ومحمد بن عمر المقدمي، ونصر بن علي الجهضمي، والفلاس.
وثقه أبو داود، وروى له حديثا.
31 – ت:
أشعث بن عبد الرحمن بن زبيد اليامي الكوفي
.
عن: مجالد، وعبيد الله بن عمر، وعنه: أحمد بن منيع، وأبو سعيد الأشج، والحسن بن عرفة.
قال أبو زرعة: ليس بالقوي.
وقال أبو حاتم: محله الصدق.
قال ابن عدي: تبحرت في حديثه فلم أر له حديثا منكرا.
32 – م د ت ن:
أمية بن خالد القيسي
، أبو عبد الله، أخو هدبة.
بصري، ثبت، روى عن: شعبة، والثوري، وأبي الجارية العبدي، وطائفة، وعنه: أبو حفص الفلاس، وبندار، ومحمد بن مثنى، وطبقتهم.
وثقه أبو حاتم.
مات في آخر سنة مائتين على الصحيح.
قال الأثرم: سمعت أبا عبد الله يسأل عن أمية بن خالد فلم أره يحمده في الحديث، وقال: إنما كان يحدث من حفظه، ولا يخرج الكتاب.
33 – ع:
أنس بن عياض الليثي
، أبو ضمرة المدني.
بقية المسندين الثقات. ولد سنة أربع ومائة. وروى عن: شريك بن أبي نمر، وسهيل بن أبي صالح، وهشام بن عروة، وأبي حازم الأعرج، وربيعة الرأي، وصفوان بن سليم، وطبقتهم من صغار التابعين، وعنه: أحمد بن حنبل، وابن المديني، وأحمد بن صالح، ومحمد بن عبد الله بن عبد الحكم، وخلق كثير. وروى عنه من أقرانه بقية بن الوليد.
قال أبو زرعة، والنسائي: لا بأس به.
وقال يونس بن عبد الأعلى: ما رأيت أحدا أحسن خلقا من أبي ضمرة، ولا أسمح بعلمه منه، قال لنا: والله لو تهيأ لي أن أحدثكم بكل ما عندي في مجلس لفعلت.
قلت: مات سنة مائتين، وله ست وتسعون سنة.
34 -
أوس بن عبد الله بن بريدة بن الحصيب الأسلمي المروزي
.
روى عن: أخيه سهل، والحسين بن واقد، ولم يدرك أباه، لعله مات، وأوس حمل، روى عنه: سليمان بن عبيد الله، ومحمد بن مقاتل، والحسين بن حريث المروزيون.
قال أبو حاتم: سألنا المراوزة عنه فعرفوه، وقالوا: تقادم موته.
35 -
أوس بن عبد الله السلولي البصري
.
عن: يزيد بن أبي مريم، وعنه: مسلم بن إبراهيم، ومعلى بن أسد، ومسدد، وغيرهم.
وهو قديم الوفاة.
36 -
أيوب بن تميم
، أبو سليمان التميمي الدمشقي، مقرئ أهل الشام.
قرأ على: يحيى الذماري، وأبي عبد الملك الذماري، تلا عليه: ابن ذكوان، والوليد بن عتبة، وحمل عنه الحروف: أبو مسهر، وهشام بن عمار.
وقد روى الحديث عن: الأوزاعي، وعثمان بن أبي العاتكة، وغيرهما.
حدث عنه: هشام، ودحيم، وآخرون.
وهو ثقة، في الحديث، والقراءة.
مات بعد التسعين ومائة.
37 -
أيوب بن حسان الجرشي الدمشقي
. أبو حسان.
عن: هشام بن عروة، ويونس بن يزيد، والأوزاعي، وثور بن يزيد، وطائفة، وعنه: هشام بن عمار، ودحيم، وسليمان الشرحبيلي.
قال أبو حاتم: صالح الحديث.
وقال أبو زرعة الدمشقي: مقارب.
38 -
أيوب بن المتوكل البصري الصيدلاني
، المقرئ الإمام.
سمع: فضيل بن سليمان، وطبقته. وتلا على: الكسائي، وعلى: سلام الطويل، وحسين الجعفي، واختار لنفسه مقرأً.
روى عنه: علي ابن المديني، ويحيى بن معين، ومحمد بن يحيى القطعي. وأجل من تلا عليه القطعي. قال ابن المديني: حدثنا أيوب بن المتوكل، عن عبد الرحمن بن مهدي قال: لا يكون إماما من أخذ بالشاذ من العلم، ولا من روى عن كل أحد، ولا من روى كل ما سمع.
ويقال: إن يعقوب الحضرمي وقف على قبر أيوب لما دفن، وقال: يرحمك الله يا أيوب، ما تركت خلفا أعلم بكتاب الله منك.
وعن أيوب قال: ما غلبت يعقوب إلا بالأثر.
وقال إسحاق بن إبراهيم الشهيدي: دخلت الكوفة فأتيت ابن إدريس الأودي، فأول ما سألني عن أيوب، ما فعل أيوب؟ قلت: بخير، قال: يقرئ؟ قلت: نعم! قال: ذاك أقرأ الناس.
وقال أحمد بن سنان القطان: سمعت أيوب بن المتوكل يقول: قرأت على يحيى القطان، وطلب مني كتاب الحروف، فسمعه منه.
قال أبو حاتم السجستاني: أيوب بن المتوكل من أقرأ القراء وأرواهم للآثار في القرآن.
قلت: وثقه ابن المديني.
ومات سنة مائتين كهلا.
39 -
أيوب بن واصل البصري
.
سمع: ابن عون، وعنه: إبراهيم بن المنذر، وعبد الله بن محمد المسندي، ومحمد بن أسد الخشي، وجماعة. وهو قليل الحديث.
قال أبو حاتم: يكتب حديثه.
40 – ت:
أيوب بن واقد الكوفي
، أبو الحسن، ويقال: أبو سهل.
سكن البصرة، وحدث عن: هشام بن عروة، ومحمد بن عمرو، وعثمان بن حكيم، وعنه: بشر بن معاذ، ومحمد بن أبي بكر المقدمي، وداهر بن نوح، وجماعة.
قال أحمد: ضعيف الحديث.
وقال ابن عدي: عامة ما يرويه لا يتابع عليه.
41 –
بختيشوع بن جرجس النصراني الخبيث
، رأس الأطباء وابن شيخهم.
خدم الرشيد وتقدم في أيامه. وبختيشوع بالسريانية: أي عبد المسيح، وقد ذكرنا أن أبا طبَّب المنصور ورجع مكرما إلى جنديسابور، ولما مرض الهادي سنة سبعين ومائة أمر بإقدام بختيشوع فأُحضر، فمات الهادي قبل مجيئه، وامتحنه الرشيد أول ما قدم بأن قدَّم له قارورة فيها بول حمار، وقال: ما يصلح لصاحب هذه القارورة؟ قال: شعير جيد، فضحكوا.
وله من المصنفات كتاب التذكرة ألفه لولده جبريل.
قلت: يؤخر إلى الطبقة الآتية، فإنه شهد موت الرشيد رحمه الله.
42 -
بشار بن قيراط
، أبو نعيم النيسابوري نزيل الري، وهو أخو حماد بن قيراط.
روى عن: هشام بن حسان، وابن جريج، وبكر بن معروف، والثوري، وجعفر بن محمد، وشعبة، وطبقتهم، وعنه: عبد الله بن الوليد بن مهران، وعمرو بن رافع القزويني، ونوح بن أنس.
قال أبو حاتم: لا يحتج به.
وقال أبو زرعة: يكذب، وأخوه حماد صدوق.
وقال ابن عدي: هو إلى الضعف أقرب.
43 -
بزيع بن حسان
، أبو الخليل البصري الخصاف.
عن: الأعمش، وهشام بن عروة، وثابت البناني، وعنه: عبد الرحمن بن المبارك، وأزهر بن جميل، ومحمد بن بكار، ويحيى بن سعيد العطار، ومحمد بن صدران.
وهو متروك، اتهمه ابن حبان، وغيره، أتى بعجائب لا تحتمل.
44 -
بشر بن إبراهيم الأنصاري المفلوج
.
عن: ثور بن يزيد، والأوزاعي، وأبي حرة الرقاشي، ومبارك بن فضالة، وعنه: داهر بن نوح، وعبيد الله بن يوسف الجبيري، ويوسف بن بحر، ومحمد بن عبد الله بن بزيع، وجماعة.
ضعفه أبو حاتم، وغيره،
وقال ابن عدي: هو عندي ممن يضع الحديث.
45 – ن:
بشر بن الحسن
، أبو مالك البصري، أخو حسين بن الحسن.
عن: ابن عون، وأشعث بن سوار، وابن جريج، وعنه: عمر بن شبة، وهارون الحمال، ومحمد بن عثمان بن أبي صفوان، ومحمد بن عبد الله المخرمي.
قال هارون الحمال: ثقة ثقة.
وقيل: كان يحافظ على الصف الأول خمسين سنة بجامع البصرة.
46 – ع:
بشر بن السري
، أبو عمرو البصري الواعظ العابد، الملقب بالأفوه. نزيل مكة.
سمع: مسعرا، والثوري، وزائدة، ومالكا، وحماد بن سلمة، وطائفة، وعنه: أحمد بن حنبل، وابن المديني، والفلاس.
قال أحمد بن حنبل: كان متقنا للحديث عجبا.
وقال أبو حاتم: ثبت صالح.
وقال يحيى بن معين: ثقة.
وقال ابن عدي: يقع في حديثه ما ينكر، وهو في نفسه لا بأس به.
وقال العقيلي: هو في الحديث مستقيم.
حدثنا أحمد الأبار، قال: حدثنا عوام قال: قال الحميدي: كان بشر بن السري جهميا، لا يحل أن يكتب حديثه.
قلت: قد صح رجوعه عن التجهم.
حدثنا جعفر الفريابي، قال: حدثنا أحمد بن محمد المقدمي، قال: حدثنا سليمان بن حرب قال: سأل بشر بن السري حماد بن زيد فقال: الحديث الذي جاء أن الله ينزل إلى سماء الدنيا يتجول من مكان إلى مكان؛ فسكت حماد ثم قال: هو في مكانه يقرب من خلقه كيف شاء.
قلت: كان حق حماد أن يزجر السائل، ويقول: الله ورسوله أعلم، فإن الخوض في هذا لا ينبغي، بل تمر الأحاديث كما جاءت، ولا يعترض عليها.
وقال: حدثنا عبد الله بن أحمد: سمعت أبي يقول: بشر بن السري تكلم بمكة بشيء، فوثب عليه ابن الحارث بن عمير، يعني حمزة؛ فلقد ذل بمكة حتى جاء فجلس إلينا مما أصابه من الذل. قال عبد الله: يعني تكلم في القرآن.
ثم قال: وسمعت أبي يقول: كان الثوري يستثقله، قلت: لم؟ قال: سأله عن شيء، يعني عن أطفال المشركين، فقال له سفيان: ما أنت وذا يا صبي؟
قلت: مات سنة خمس وتسعين ومائة، أو سنة ست.
47 -
بشر بن سلم بن المسيب البجلي
.
كوفي، روى عن: إسماعيل بن أبي خالد، ومسعر، وعنه: ابنه الحسن، وأحمد بن إبراهيم الدورقي.
قال أحمد بن حنبل: قد رأيته، ولم أسمع منه.
48 -
بشر بن عبد الله بن عمر بن عبد العزيز بن مروان الأموي
.
روى عن: عمه عبد العزيز بن عمر، وعنه: محمد بن معاوية الأنماطي، ويحيى بن معين. وقال يحيى: لا بأس به.
49 – م 4:
بقية بن الوليد بن صائد الحافظ
، أبو يحمد الكلاعي الحميري الميتمي الحمصي، أحد أعلام الحديث.
روى عن: محمد بن زياد الألهاني، وبحير بن سعد، وثور بن يزيد، وعبيد الله بن عمر، والزبيدي، والأوزاعي، وابن جريج، وصفوان بن عمرو، ويونس بن يزيد، وخلق لا يحصون، تسعة أعشارهم عامة مجهولون.
وعنه: من شيوخه: الأوزاعي، وشعبة.
ومن أقرانه: ابن المبارك، والوليد بن مسلم، وإسماعيل بن عياش، وطائفة، وأبو مسهر، وحيوة بن شريح، وهشام بن عمار، ومحمد بن مصفى، وداود بن رشيد، وكثير بن عبيد، وعمرو بن عثمان، وأبو عتبة أحمد بن الفرج الحجازي، وخلق، فالحجازي آخرهم موتا.
قال يحيى بن معين، وأبو زرعة، وغيرهما: إذا روى عن ثقة فهو ثقة حجة.
وقال ابن المبارك: أعياني بقية، يسمي الكنى، ويكني الأسامي.
وقال أبو حاتم: سألت أبا مسهر عن حديث لبقية فقال: احذر حديث بقية، وكن منها على تقية، فإنها غير نقية.
وقال النسائي: إذا قال: حدثنا وأخبرنا، فهو ثقة، وإن قال: عن، فلا.
أخبرنا أحمد بن هبة الله، عن القاسم الصفار، قال: أخبرنا هبة الرحمن القشيري، قال: أخبرنا عبد الحميد البحيري، قال: حدثنا عبد الملك بن الحسن، قال: حدثنا أبو عوانة، قال: حدثنا عطية بن بقية، وسعيد بن عمرو السكوني، وأبو عتبة قالوا: حدثنا بقية، قال: حدثنا الزبيدي، عن نافع، عن ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من دعي إلى عرس أو نحوه فليجب. أخرجه مسلم، عن إسحاق، عن عيسى بن المنذر، عن بقية، وليس له في الصحيح عن بقية سواه.
قال يزيد بن عبد ربه: سمعت بقية يقول: ولدت سنة عشر ومائة.
قال ابن معين: كان شعبة مبجلا لبقية حيث قدم عليه.
وقال حيوة بن شريح: سمعت بقية يقول: لما قرأت على شعبة نسخة بحير بن سعد، قال لي: يا أبا يحمد، لو لم أسمع هذا منك لطرت.
وقال زكريا بن عدي: قال لنا أبو إسحاق الفزاري: خذوا عن بقية ما حدث عن الثقات، ولا تأخذوا عن إسماعيل بن عياش ما حدث عن الثقات، وغير الثقات.
إبراهيم بن موسى الفراء، عن رباح، عن ابن المبارك، قال: إذا اجتمع بقية وإسماعيل بن عياش فبقية أحب إلي.
ورواه سفيان بن عبد الملك، عن ابن المبارك، وقال: كان صدوق اللسان، ولكن يأخذ عمن أقبل وأدبر.
وعن ابن المبارك: نعم الرجل بقية، لولا أنه يكني الأسامي، ويسمي الكنى، كان دهرا يحدثنا عن أبي سعيد الوحاظي فنظرنا فإذا هو عبد القدوس.
وقال أحمد بن حنبل: بقية أحب إلي من إسماعيل، وإذا حدث عن المجهولين فلا تقبلوه.
وقال أحمد: روى بقية عن عبيد الله مناكير.
عثمان الدارمي، عن ابن معين: بقية ثقة. قلت له: هو أحب إليك أو محمد بن حرب؟ فقال: ثقة وثقة.
وقال أحمد العجلي، ويعقوب بن شيبة: بقية ثقة عن المعروفين.
وقال أبو إسحاق الجوزجاني: رحم الله بقية، ما كان يبالي إذا وجد خرافة عمن يأخذه، فإذا حدث عن الثقات فلا بأس.
قلت: شرط أن يصرح بالإخبار، ولا يقول: عن فلان، فإنه قد دلس عن ابن جريج، وعن الأوزاعي بطامات.
وقال ابن عدي: ولبقية حديث صالح، وفي بعض رواياته يخالف الثقات، وإذا روى عن أهل الشام فهو ثبت، وإذا روى عن غيرهم خلط كإسماعيل بن عياش.
وقال أحمد بن الحسن الترمذي، عن أحمد بن حنبل: لبقية مناكير عن الثقات.
وقال حجاج بن الشاعر: سئل ابن عيينة عن حديث من هذه الملح، فقال: أبو العجب أنا، أبقية بن الوليد أنا!؟
وقال ابن خزيمة: لا أحتج ببقية.
قلت: وكان في بقية دعابة، وحسن خلق.
قال أبو التقي اليزني: سمعت بقية يقول: ما أرحمني ليوم الثلاثاء ما يصومه أحد.
وقال بركة بن محمد الحلبي: كنا عند بقية في غرفة، فسمع الناس يقولون: لا لا، فأخرج رأسه من الطاقة، وجعل يصيح معهم: لا لا؛ فقلنا: يا أبا يحمد، سبحان الله أنت إمام يقتدى بك، قال: اسكت هذه سنة بلدنا.
وعن قثم بن أبي جنادة قال: سمعت من يسأل بقية: كيف يقال للعروس إذا دخلت على زوجها؟ قال: ما زلنا نسمع عجائز الحي يقلن: إذا خلا أدال اليمين على المال والبنين.
وقال عطية بن بقية: قال أبي: دخلت على الرشيد، فقال لي: يا بقية إني لأحبك؛ فقلت: ولأهل بلدي؟ قال: لا، إنهم جند سوء، لهم كذا وكذا غدرة؟، ثم قال: حدثني، فقلت: حدثنا محمد بن زياد الألهاني، عن أبي أمامة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أنا سابق العرب إلى الجنة، وسلمان سابق الفرس، وصهيب سابق الروم، وبلال سابق الحبشة.
وحدثني محمد بن زياد، عن أبي أمامة مرفوعا: وعدني ربي أن يدخل الجنة من أمتي سبعين ألفا، مع كل ألف سبعين ألفا، وثلاث حثيات من حثيات ربي، قال: فامتلأ من ذلك فرحا، وقال: يا غلام ناولني الدواة أكتبها، وكان القيم بأمره الفضل بن الربيع،
ومرتبته بعيدة فناداني، فقال: يا بقية ناول أمير المؤمنين الدواة بجنبك، قلت: ناوله أنت يا هامان، فقال: سمعت ما قال لي يا أمير المؤمنين؟ قال: اسكت، فما كنت عنده هامان حتى أكون عنده فرعون.
قال يعقوب الفسوي: بقية يذكر بحفظ، إلا أنه يشتهي الملح والطرائف فيروي عن الضعفاء.
وروى عبد الرحمن بن الحكم بن بشير، عن وكيع قال: ما سمعت أحدا أجرأ على أن يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من بقية.
قلت: قد خرج له مسلم حديثا توبع فيه، واستشهد به البخاري، وله نسخة عن ابن جريج، عن عطاء، عن ابن عباس منها: تربوا الكتاب. ومنها: من أدمن على حاجبه المشط عوفي من الوباء.
ومنها: إذا جامع أحدكم زوجته فلا ينظر إلى فرجها، فإنه يورث العمى.
قال ابن حبان: وهذه النسخة كلها موضوعة، يشبه أن يكون بقية سمعها من إنسان ضعيف، عن ابن جريج، فدلس عنه.
وقال أبو حاتم: لا يحتج ببقية.
قال يزيد بن عبد ربه، وأحمد، وأبو عبيد، وخليفة، وابن مصفى، وابن سعد: توفي سنة سبع وتسعين ومائة.
وقال الوليد بن عتبة: سنة ست، وقيل: سنة ثمان.
50 -
بكار بن عبد الله بن مصعب بن ثابت بن عبد الله بن الزبير بن العوام الأسدي
، الأمير أبو بكر.
ولي المدينة للرشيد ثنتي عشرة سنة وأشهرا. وكان به معجبا، وعنده وجيها، أخرج على يديه أعطية جليلة ضخمة لأهل المدينة في ثلاث مرات،
مجموع ذلك ألف ألف دينار ومائتا ألف دينار. وكان يكتب إليه: من عبد الله هارون إلى أبي بكر بن عبد الله. ذكر هذا ولده الزبير بن بكار، ثم قال: وكان جوادا ممدحا، قوي الولاية، متفقدا لمصالح العوام، شديدا على المبتدعة، أمنت أعمال المدينة في أيامه.
مات سنة خمس وتسعين ومائة.
وقد طول الزبير ترجمة أبيه، وبالغ فيه.
51 -
بكار بن عبد الله بن عبيدة الربذي
.
عن: عمه موسى بن عبيدة، وعنه: أبو جعفر بن نفيل، ومحمد بن مهران الجمال، وحفص بن عمر الجندي، وأبو حصين الرازي.
ذكره ابن أبي حاتم.
52 -
بكر بن سليمان
، أبو يحيى البصري.
عن: ابن إسحاق، وغيره، وعنه: خليفة بن خياط، وشهاب بن معمر، ومحمد بن عباد الهذلي.
قال البخاري: معروف.
وقال أبو حاتم: مجهول.
53 – ق: بكر بن سليم الصواف الطائفي ثم المدني.
عن: زيد بن أسلم، وربيعة بن أبي عبد الرحمن، وأبي طوالة، وسهيل، وابن المنكدر، وأبي صخر حميد بن زياد، وعنه: إسحاق الخطمي، وإبراهيم بن المنذر الحزامي، وأبو الطاهر أحمد بن السرح، وآخرون، وعمر دهرا.
قال أبو حاتم: يكتب حديثه.
وذكره ابن حبان في الثقات.
وقال ابن عدي: ضعيف ينفرد بما لا يتابع عليه.
54 -
بكر بن الشرود
. وهو بكر بن عبد الله بن الشرود الصنعاني.
عن: معمر، وسفيان الثوري، ومالك، وعبد الله بن عمر العمري، ويحيى بن مالك بن أنس، وغيرهم، وعنه: محمد بن أبي السري العسقلاني، وميمون بن الحكم، ومحمد بن يحيى بن جميل، وآخرون.
قال ابن معين: ليس بشيء.
وقال النسائي، وغيره: ضعيف.
وقال ابن حبان: يقلب الأسانيد، ويرفع المراسيل.
55 –
بكر بن النطاح
، أبو وائل الحنفي البصري.
شاعر بديع القول، مدح الرشيد، وغيره، ولما توفي رثاه أبو العتاهية بأبيات.
56 -
بكر بن يزيد الحمصي الطويل
.
سكن بغداد، وحدث عن: عبد الرحمن بن يزيد بن جابر، وأبي بكر بن أبي مريم، وعنه: علي ابن المديني، وأحمد بن حنبل، وأبو سعيد الأشج.
صالح الحديث.
57 – ت ق:
بكر بن يونس بن بكير بن واصل الشيباني الكوفي
عن: موسى بن علي بن رباح، وعبد الله بن لهيعة، وعنه: أبو كريب، وعبيد بن يعيش.
قال ابن عدي: عامة ما يرويه لا يتابع عليه.
58 – ع:
بهز بن أسد
، أبو الأسود العمي البصري، أخو معلى بن أسد.
ثقة مشهور. يروي عن: شعبة، ويزيد بن إبراهيم التستري، وأبي بكر النهشلي، وعنه: أحمد بن حنبل، وبندار، وأحمد بن سنان، وعبد الله بن هاشم الطوسي، وعبد الرحمن بن بشر العبدي، وآخرون.
قال عبد الرحمن بن بشر: ما رأيت رجلا خيرا منه.
يقال: مات سنة سبع وتسعين ومائة.
59 – ت:
تليد بن سليمان المحاربي الكوفي
.
عن: أبي الجحاف داود، وعبد الملك بن عمير، وعطاء بن السائب، وجماعة، وعنه: أحمد بن حنبل، وإسحاق بن موسى، وابن نمير، وأبو سعيد الأشج.
قال أحمد بن حنبل: كان مذهبه التشيع، ولم نر به بأسا.
وقال داود، وغيره: رافضي خبيث.
وقال يحيى بن معين: قعد مع مولى لعثمان رضي الله عنه فتذاكروا أمر عثمان، فتناوله تليد، فقام إليه المولى فرماه من أعلى سطح، فانكسرت رجله، فكان يمشي على عصا. وكان مقيما ببغداد. سمعت منه وليس بشيء.
وكذا ضعفه ابن عدي. وكذبه الجوزجاني.
60 – ن ق:
الجراح بن مليح
، أبو عبد الرحمن البهراني الحمصي.
عن: الزبيدي، وحجاج بن أرطاة، وبكر بن زرعة، وغيرهم.
وعنه: الحسن
ابن خمير الحرازي، وهشام بن عمار، وسليمان ابن بنت شرحبيل، وموسى بن أيوب النصيبي، وغيرهم.
قال أبو حاتم: صالح الحديث.
وقال ابن معين: لا أعرفه.
وقواه النسائي.
61 – د:
الحارث بن مرة بن مجاعة الحنفي اليماني
، أبو مرة.
قدم بغداد، وحدث عن كليب بن منفعة، ويزيد الرقاشي، وجماعة فيهم جهالة. وعنه ابن المديني، وأحمد، ونصر بن علي، ويعقوب الدورقي، ويحيى بن أكثم، وآخرون.
قال ابن معين: ليس به بأس.
قلت: روى له أبو داود حديثا عن كليب عن جده.
62 -
الحارث بن عبيدة
، أبو وهب الكلاعي الحمصي، قاضي حمص.
روى عن هشام بن عروة، ومحمد بن الوليد الزبيدي، وسعيد بن غزوان، والعلاء بن عتبة، وإسماعيل بن رافع، وغيرهم. وعنه يزيد بن عبد ربه، وعبد الله بن عبد الجبار الخبائري، وعمرو بن عثمان، وآخرون. وقيل: إنه روى عن عبد الله بن عثمان بن خثيم.
وقد فرق بينه وبين صاحب ابن خثيم أبو عبد الله البخاري، وقال أبو
حاتم: هما واحد، قال: وليس بالقوي.
وقال الدارقطني: ضعيف.
63 -
حجاج بن سليمان الرعيني
، أبو الأزهر المصري، ويعرف بابن القمري.
روى عن حرملة بن عمران، والليث، ومالك، وابن لهيعة. وعنه محمد بن سلمة المرادي، وغيره.
قال ابن يونس: في حديثه خطأ ومناكير.
توفي فجاءة على حماره في سنة سبع وتسعين ومائة.
64 -
حجاج بن سليمان الحضرمي المصري
، أبو الأسود.
روى أيضا عن الليث، ومالك، وغيرهما. وعنه ابنه محمد، وأبو مصعب الزهري، ونعيم بن حماد، وعباد بن يعقوب الرواجني، وإسحاق بن موسى الأنصاري، وأبو عبيد الله سعيد المخزومي.
قال ابن عدي: وجدت في حديثه بعض النكرة، وأرجو أنه لا بأس به.
• - حذيفة المرعشي، الزاهد القدوة، صاحب سفيان الثوري، سيأتي بعد المائتين.
65 – ن:
الحسن بن حبيب بن ندبة
، أبو سعد البصري.
عن زكريا بن أبي زائدة، وأبي خلدة خالد بن دينار، وهشام بن عروة، وجماعة. وعنه يعقوب الدورقي، ومحمد بن المثنى، وعلي بن الحسين الدرهمي، وجماعة.
قال أحمد: ما به بأس.
قلت: توفي سنة سبع وتسعين ومائة.
66 -
الحسن بن علي بن عاصم بن صهيب الواسطي
.
مات قبل والده، وقد أدرك التابعين، وروى عن أيمن بن نابل، وعن الأوزاعي. روى عنه أخوه عاصم بن علي، وأحمد بن حنبل.
قال ابن عدي: أرجو أنه لا بأس به.
67 -
الحسن بن محمد البلخي الفقيه
، أبو محمد، قاضي مرو.
متروك الحديث.
روى عن حميد الطويل، وعوف الأعرابي، وهشام بن حسان. وعنه وارث بن الفضل، وإبراهيم بن مهدي، وأحمد بن عبد الله الفرياناني، وغيرهم.
قال ابن عدي: كل أحاديثه مناكير.
• - الحسن بن هانئ، أبو نواس، في الكنى.
68 – ق:
الحسن بن يحيى الخشني الدمشقي الغوطي البلاطي
، أبو عبد الملك.
عن زيد بن واقد، وهشام بن عروة، وابن جريج، وعمر بن قيس، والأوزاعي، وغيرهم. وعنه سليمان بن عبد الرحمن، وهشام بن عمار، والحكم بن موسى، وهشام بن خالد الأزرق، وآخرون.
قال دحيم: لا بأس به.
وقال أبو حاتم: صدوق، سيئ الحفظ.
وقال النسائي وغيره: ليس بثقة.
وقال الدارقطني: متروك.
وقال ابن معين: ليس بشيء.
قال الفريابي: حدثنا سليمان بن عبد الرحمن قال: حدثنا الحسن بن يحيى قال: حدثنا بشر بن حيان قال: أقبل واثلة بن الأسقع حتى وقف علينا ونحن نبني مسجدنا هذا؛ يعني مسجد البلاط، فقال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: من بنى لله مسجدا بنى الله له بيتا في الجنة أفضل منه.
69 – ق: الحسين بن زيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب، أبو عبد الله العلوي الكوفي، أحد الأشراف النبلاء.
روى عن أبيه، وعن عمه أبي جعفر الباقر، وإسماعيل بن عبد الله بن جعفر بن أبي طالب، وابن جريج، وجعفر بن محمد. وعنه أبو مصعب الزهري، ونعيم بن حماد، وإسحاق بن موسى الخطمي، وعباد بن يعقوب، وسعيد بن عبد الرحمن المخزومي.
قال ابن عدي: وجدت في حديثه بعض النكرة، وأرجو أنه لا بأس به.
قلت: كان شيخ الطالبية في عصره، أحسبه عاش بضعا وثمانين سنة.
70 – د:
حفص بن بغيل المرهبي الهمداني
.
روى عن الثوري، وزائدة، وداود الطائي. وعنه أبو كريب، وأحمد بن بديل، وجماعة.
محله الصدق.
71 – ن:
حفص بن عبد الرحمن
، الإمام أبو عمر البلخي الفقيه، المشهور بالنيسابوري، أحد الأعلام.
روى عن عاصم الأحول، وداود بن أبي هند، وابن عون، وأبي حنيفة، وابن أبي عروبة، وسفيان الثوري، وعيسى بن طهمان، وإسرائيل، وطائفة. وعنه الحسين بن منصور، ومحمد بن رافع القشيري، وسلمة بن شبيب، ومحمد بن عقيل الخزاعي، ومحمد بن يزيد السلمي، وإبراهيم بن عبد الله السعدي، وإسحاق بن عبد الله بن رزين، وعلي بن الحسن الذهلي، وخلق.
قال الحاكم: كان أبوه عبد الرحمن بن عمر بن فروخ بن فضالة البلخي قد ولي قضاء نيسابور في أيام قتيبة بن مسلم الباهلي الأمير، وهو في الكوفة. وحفص هذا أفقه أصحاب أبي حنيفة الخراسانية، وكان ولي القضاء، ثم ندم وأقبل على العبادة، وكان ابن المبارك يزوره، وقال فيه ابن المبارك: هذا اجتمع فيه الفقه والوقار والورع.
قال الحاكم: سكة حفص بنيسابور منسوبة إليه، وكان أبو عبد الله البخاري إذا قدم نيسابور يحدث في مسجده.
قلت: ثم ساق له الحاكم عدة أحاديث غرائب وأفراد.
وقد احتج به النسائي.
وقال أبو حاتم: مضطرب الحديث.
قال إبراهيم بن حفص: مات أبي في ذي القعدة سنة تسع وتسعين ومائة.
72 -
حفص بن عمر
، الإمام أبو عمران الرازي الواسطي، نزيل البصرة.
عن العوام بن حوشب، وقرة بن خالد، وعبد الحميد بن جعفر، وابن المبارك.
وعنه حفص الربالي، والعلاء بن سالم الطبري.
قال أبو حاتم والدارقطني: ضعيف.
وقال البخاري: يتكلمون فيه.
قال ابن عدي: ليس له حديث منكر المتن.
ومنهم من يفرق بين الرازي وبين الواسطي، ولا فرق.
73 – ع:
حفص بن غياث بن طلق
، الإمام أبو عمر النخعي الكوفي القاضي، أحد الأعلام.
مولده سنة سبع عشرة ومائة. وروى عن جده طلق بن معاوية، وعن عاصم الأحول، وليث بن أبي سليم، وهشام بن عروة، والأعمش، وداود بن أبي هند، وأبي إسحاق الشيباني، وابن أبي خالد، وعبيد الله بن عمر، وخلق سواهم.
وعنه ابنه عمر بن حفص، وأحمد بن حنبل، وإسحاق، وابن المديني، والحسن بن حماد سجادة، وأبو بكر بن أبي شيبة، وأخوه عثمان، وعمرو الناقد، ومحمد بن مثنى، ويعقوب الدورقي، ويحيى بن معين، والحسن بن عرفة، وأحمد العطاردي، وخلق.
وقد ولي قضاء الجانب الشرقي ببغداد، ثم بعث على قضاء الكوفة بعد شريك.
روى عباس عن ابن معين: حفص أثبت من عبد الواحد بن زياد، وهو أثبت من عبد الله بن إدريس.
وقال العجلي وغيره: ثقة مأمون، فقيه.
وقال داود بن رشيد: حفص كثير الغلط.
وقال يعقوب بن شيبة: هو ثبت إذا حدث من كتابه، ويتقى بعض حفظه.
وقال ابن عمار: عسر في الحديث جدا.
روى سعيد بن سعيد الحارثي عن طلق بن غنام قال: خرجت مع حفص بن غياث في زقاق، فأتت امرأة حسناء فقالت: أيها القاضي، زوجني؛ فإن إخوتي يضرون بي. فالتفت إلي فقال: يا طلق، اذهب فزوجها إن كان الذي يخطبها كفؤا، فإن كان يسكر من النبيذ أو رافضيا فلا تزوجه، فإن الذي يسكر يطلق وهو لا يدري، والرافضي فالثلاث عنده واحدة.
وقيل: إن أبا يوسف القاضي قال لأصحابه: تعالوا نكتب نوادر حفص بن غياث في القضاء. فلما وردت أحكامه على أبي يوسف قيل له: فأين النوادر التي زعمت؟ قال: ويحكم، إن حفصا أراد الله فوفقه.
وقال أحمد بن زهير: حدثنا محمد بن يزيد قال: سمعت حفص بن غياث قال: كنا ببغداد يجيئنا أصحاب الحديث، فيقول لهم ابن إدريس: عليكم بالشعر والعربية. فقلت: ألا تتقي الله؟ قوم يطلبون آثار رسول الله صلى الله عليه وسلم تأمرهم يطلبون هذا! لئن عدت لأسوءنك.
قال بشر الحافي: قال حفص بن غياث: لو رأيت أني أسر بما أنا فيه لهلكت.
قال محمد بن عثمان بن أبي شيبة: حدثنا أبي قال: سمعت عمر بن حفص قال: لما احتضر أبي بكيت، فقال: ما يبكيك؟ قلت: لفراقك، ولدخولك في هذا الأمر. قال: لا تبك، فما حللت سراويلي على حرام، ولا جلس إلي خصمان فباليت من توجه له الحكم.
قال حفص: مرض أبي خمسة عشر يوما، فرد معي مائة درهم إلى العامل، وقال: هذه لا حظ لي فيها، لم أحكم هذه الأيام.
قال يحيى القطان: هو أوثق أصحاب الأعمش.
وقال ابن معين: جميع ما حدث به حفص بن غياث ببغداد وبالكوفة إنما
هو من حفظه، ولم يخرج كتابا، كتبوا عنه ثلاثة آلاف أو أربعة آلاف حديث.
وقال إبراهيم بن مهدي: سمعت حفصا يقول لرجل يسأله عن مسائل القضاء: لعلك تريد أن تكون قاضيا؟ لأن يدخل الرجل إصبعه فيقلع عينه خير من أن يكون قاضيا.
قال أبو جعفر المسندي: كان حفص بن غياث من أسخى العرب، وكان يقول: من لم يأكل طعامي لا أحدثه، وإذا كان له يوم ضيافة لا يبقى رأس في الرواسين.
قال الحسن سجادة: كان يقال: ختم القضاء بحفص بن غياث.
وقال حفص: والله ما وليت القضاء حتى حلت لي الميتة. ومات وعليه تسعمائة درهم.
قال أحمد بن حنبل: رأيت مقدم فم حفص؛ مضببة أسنانه بذهب.
أخبرنا المؤمل البالسي وغيره إجازة قال: أخبرنا الكندي قال: أخبرنا القزاز قال: أخبرنا أبو بكر الخطيب قال: أخبرنا العشاري قال: أخبرنا علي بن عمر قال: أخبرنا ابن مخلد قال: سمعت عبد الله بن أحمد قال: سمعت أبا معمر يقول: لما جيء بحفص بن غياث وابن إدريس ووكيع إلى القضاء طرى حفص خضابه حين قرب إلى بغداد، فالتفت ابن إدريس إلى وكيع فقال: أما هذا فقد قبل.
قال ابن أبي شيبة: ولي القضاء ببغداد سنتين، وولي بالكوفة ثلاث عشرة سنة.
قال أبو داود: كان عبد الرحمن بن مهدي لا يقدم بعد الكبار من أصحاب الأعمش غير حفص بن غياث.
قلت: مات في آخر سنة أربع وتسعين ومائة، وفي هذا العام أرخه أحمد بن عبد الجبار وجماعة.
وقال سلم بن جنادة: سنة خمس وتسعين، وقيل: سنة ست، والصحيح الأول.
74 -
الحكم بن أيوب العبدي مولاهم
، الأصبهاني الفقيه، أبو محمد، من كبار أهل بلده.
روى عن سعيد بن أبي عروبة، والثوري، وزفر بن الهذيل، وإسرائيل بن يونس. روى عنه محمد بن المغيرة وغيره.
وحفيده هو محمد بن أحمد بن الحكم الأصبهاني من مشيخة أبي الشيخ.
75 – ت ق:
الحكم بن بشير
.
حدث عن أبيه، وعمرو بن قيس الملائي، وخلاد بن عيسى الصفار. وعنه إبراهيم بن موسى الفراء، ومحمد زنيج، ومحمد بن حميد، وموسى بن نصر - الرازيون.
وكان من علماء الري.
قال أبو حاتم: صدوق.
76 -
أبو مطيع البلخي
، هو الحكم بن عبد الله الفقيه، صاحب كتاب الفقه الأكبر.
تفقه بأبي حنيفة وروى عنه، وعن ابن عون، وهشام بن حسان، وعبيد الله بن عمر، وعبد الرحمن بن حرملة، وأبي الأشهب جعفر العطاردي، وإبراهيم بن طهمان، والحسن بن دينار، وطبقتهم.
وتفقه به أهل خراسان، وولي قضاء بلخ، وكان بصيرا بالرأي، حافظا للمسائل، كان ابن المبارك يعظمه ويجله.
روى عنه أحمد بن منيع، وأيوب بن الحسن الفقيه، وعتيق بن محمد، وعلي بن الحسين الذهلي، ونصر بن زياد، والخراسانيون.
وقدم بغداد مرات.
قال محمد بن الفضيل البلخي: سمعت حاتما السقطي قال: سمعت ابن
المبارك يقول: أبو مطيع له المنة على جميع أهل الدنيا.
قلت: حاتم لا يعرف، وما أعتقد في ابن المبارك أنه يطلق مثل هذه العبارة.
قال محمد بن فضيل البلخي: وقال حاتم: قال مالك بن أنس لرجل: من أين أنت؟ قال: من بلخ.
قال: قاضيكم أبو مطيع إنه قام مقام الأنبياء.
قال محمد بن الفضيل: سمعت عبد الله بن محمد العابد يقول: جاء كتاب؛ يعني من الخلافة، وفيه لولي العهد:(وآتيناه الحكم صبيا) ليقرأ على الناس. فسمع أبو مطيع فدخل على الوالي، فقال: بلغ من خطر الدنيا أنا نكفر بسببها. وكرر هذا مرارا حتى أبكى الأمير وقال له: إني معك، ولكن لا أجترئ بالكلام، فتكلم وكن مني آمنا. وكان أبو مطيع قاضيا، فذهب وذهب أبو معاذ متقلدا سيفا، وأخر يوم الجمعة، فارتقى أبو مطيع المنبر فحمد الله وأثنى عليه، ثم أخذ لحيته وبكى، وقال: يا معشر المسلمين، بلغ من خطر الدنيا أن نجر إلى الكفر؟ من قال (وآتيناه الحكم صبيا) لغير يحيى بن زكريا فهو كافر. قال: فرج أهل المسجد بالبكاء، وهرب اللذان أتيا بالكتاب.
وعن النضر بن شميل، قال أبو مطيع: نزل الإيمان والإسلام في القرآن على وجهين، وهو عندي على وجه واحد. فقلت له: فممن ترى الغلط؛ منك، أو من الرسول عليه السلام، أو من جبريل، أو من الله؟ فبقي باهتا.
وقد كان أبو مطيع فيما نقل الخطيب من رؤوس المرجئة.
قال عبد الله بن أحمد: سألت أبي عن أبي مطيع، فقال: لا ينبغي أن يروى عنه، ذكروا عنه أنه كان يقول: الجنة والنار خلقتا وستفنيان، وهذا كلام جهم.
وقال ابن معين: هو ضعيف.
وقال أبو داود: تركوا حديثه، كان جهميا.
قلت: وممن روى عنه محمد بن القاسم البلخي، وخلاد بن أسلم
الصفار، ومحمد بن يزيد السلمي. ومات سنة تسع وتسعين ومائة، وله أربع وثمانون سنة.
77 – خ م ت ن:
الحكم بن عبد الله
، أبو النعمان البصري.
عن سعيد بن أبي عروبة، وشعبة. وعنه أحمد بن محمد البزي، ومحمد بن المنهال، ومحمد بن المثنى، وأبو قدامة السرخسي، وغيرهم.
وكان ثقة من الحفاظ، مات سنة أربع وتسعين ومائة.
78 -
الحكم بن مروان الكوفي
، أبو محمد.
قال الخطيب: حدث عن كامل أبي العلاء، وأزهر بن سنان، وفرات بن السائب، وزهير بن معاوية. وعنه أحمد بن حنبل، وعبد الله بن محمد بن أيوب المخرمي، والعباس بن الفضل، ورشيد الطبري.
قال أبو حاتم: لا بأس به.
وقال ابن معين: ضرير، ليس به بأس.
79 – م 4:
حماد بن خالد الخياط المدني
.
عن ابن أبي ذئب، ومعاوية بن صالح، وأفلح بن حميد. وعنه ابن معين، وأحمد بن حنبل، والحسن الزعفراني، وإسحاق بن بهلول.
وكان أميا لا يكتب؛ بل كان يتحفظ، وهو صدوق.
قال أحمد: كان حافظا.
80 – د:
حماد بن دليل المدائني
، قاضي المدائن.
نزل مكة، وترك القضاء وصار يتجر. روى عن أبي حنيفة، والحسن بن عمارة، وسفيان الثوري. وعنه الحميدي، وأسد بن موسى، وأحمد بن أبي الحواري.
وثقه يحيى بن معين.
81 – ت:
حماد بن واقد الصفار
.
شيخ بصري. عن ثابت البناني، وأبي التياح، وأبان بن أبي عياش، وعبد العزيز بن صهيب. وعنه أحمد بن المقدام، وبشر بن معاذ، وعمر بن شبة، وحفص الربالي، وعبد الرحمن بن عمر رستة، ومحمد بن عبد الله الأرزي، وابنه فطر بن حماد الصفار.
قال البخاري: منكر الحديث.
وقال يحيى بن معين: ضعيف.
82 – د:
حميد بن حماد بن خوار
، ويقال: ابن أبي الخوار، أبو الجهم الكوفي.
عن حماد بن أبي سليمان الفقيه، وسماك بن حرب، والأعمش، وجماعة. وعنه زيد بن الحباب، وأبو كريب، ومحمد بن معمر البحراني، ومحمود بن غيلان.
ضعفه أبو داود.
وقال أبو حاتم: يكتب حديثه.
83 -
حنان بن سدير الصيرفي
.
عن جعفر بن محمد، وأمي الصيرفي، وعمرو بن قيس الملائي، ومحمد بن طلحة بن مصرف. وعنه العلاء بن عمرو الحنفي، وعلي بن محمد الطنافسي، ومحمد بن ثواب الهباري، وعيسى بن سعيد الرازي، ومحمد بن الجنيد العابد.
وثقه ابن حبان.
84 – ق:
خالد بن حيان الرقي
، أبو يزيد، الكندي مولاهم، الخراز؛ مهمل الأوسط.
عن سالم بن أبي المهاجر، وعلي بن عروة الدمشقي، وجعفر بن برقان.
وعنه أحمد بن حنبل، ويحيى بن معين، وأبو كريب، وابن عرفة.
قال النسائي: ليس به بأس.
مات بالرقة في ذي القعدة سنة إحدى وتسعين.
وقال أحمد: لم يكن به بأس، كتبنا عنه غرائب.
ووثقه ابن معين.
وأما الفلاس فقال: ضعيف.
85 -
خالد بن سليمان
، أبو معاذ البلخي، فقيه أهل بلخ.
مات سنة تسع وتسعين ومائة، كذا وجدته.
86 – د ق:
خالد بن عمرو القرشي الأموي الكوفي
، أبو سعيد.
أحد المتروكين. عن هشام الدستوائي، وسفيان الثوري. وعنه يوسف بن عدي، وأبو عبيد القاسم.
قال أحمد: متروك الحديث.
وقال صالح جزرة: كان يضع الحديث.
وقال ابن معين: ليس بشيء.
وقال البخاري: منكر الحديث.
وهو مذكور أيضا بعد المائتين.
87 – د ت:
خالد بن يزيد العتكي
، أبو يزيد البصري اللؤلؤي.
عن أبي جعفر الرازي، وورقاء اليشكري. وعنه أبو حفص الفلاس، ونصر الجهضمي.
قال أبو زرعة: ليس به بأس.
88 – ت:
خلف بن أيوب العامري البلخي
، أبو سعيد.
من علماء أهل بلخ. روى عن عوف الأعرابي، ومعمر بن راشد، وإسرائيل، وقيس بن الربيع. وعنه أحمد بن حنبل، وزكريا بن يحيى اللؤلؤي،
وأبو كريب، ومحمد بن مقاتل المروزي، وطائفة.
ذكره ابن حبان في الثقات، وقال: كان مرجئا غاليا يبغض من ينتحل السنن.
وقال ابن معين: ضعيف.
قلت: هو معاد في طبقة مكي بن إبراهيم البلخي، والذي تحرر لي أنه يحول من هناك ومن هنا فيقرر في طبقة الشافعي رحمهما الله.
89 -
الخليل بن أحمد بن بشر بن المستنير السلمي البصري
.
قليل الرواية، سمع المستنير بن أخضر بن معاوية بن قرة. وعنه محمد بن أبي سمينة، وإبراهيم بن محمد بن عرعرة، والعباس العنبري، وعبد الله بن محمد الجعفي.
وثقه ابن حبان.
90 -
خيران بن العلاء الكيساني الأصم
.
عن الأوزاعي، وحماد بن سلمة. وعنه عبد العزيز الأويسي، وعلي بن حجر، وأحمد بن عيسى التستري.
سكن مصر، وروى اليسير.
91 – ت:
ربعي بن إبراهيم الأسدي
، أبو الحسن البصري، أخو الإمام إسماعيل ابن علية لأبويه.
عن داود بن أبي هند، وسعيد بن مسروق، ويونس بن عبيد، وعوف الأعرابي. وعنه أحمد بن حنبل، وأحمد بن إبراهيم الدورقي، ومحمد بن المثنى، وعبد الرحمن بن بشر النيسابوري، والحسن الزعفراني، وآخرون. وحدث عنه من القدماء عبد الرحمن بن مهدي، وقال: كنا نعده من بقايا شيوخنا.
وقال أحمد الدورقي: كان يفضل على أخيه إسماعيل.
وقال يحيى بن معين: ثقة مأمون.
أخبرنا إسماعيل ابن الفراء وغيره، قالوا: أخبرنا الحسن بن يحيى الكاتب قال: أخبرنا ابن رفاعة، قال: أخبرنا الخلعي قال: أخبرنا عبد الرحمن بن عمر قال: أخبرنا أحمد بن محمد ابن الأعرابي قال: حدثنا الحسن بن محمد بن الصباح قال: حدثنا ربعي بن علية، عن داود بن أبي هند، عن عامر، عن النعمان بن بشير قال: جاء بي أبي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله، اشهد أني قد نحلت النعمان من مالي كذا وكذا. قال: كل بنيك نحلت مثل الذي نحلت النعمان؟ قال: لا. قال: فأشهد على هذا غيري، أليس يسرك أن يكونوا إليك في البر سواء؟ قال: بلى. قال: فلا إذا.
هذا حديث مخرج في الصحاح من طريق حصين وداود بن أبي هند وجماعة عن عامر الشعبي.
مات ربعي سنة سبع وتسعين ومائة.
92 – د ن:
ريحان بن سعيد بن المثنى السامي
.
شيخ بصري، عن عباد بن منصور. وعنه أبو خيثمة، وأبو بكر بن أبي شيبة، وإبراهيم بن سعيد الجوهري.
قال يحيى بن معين: ما أرى به بأسا.
93 -
زاجر بن الصلت الطاحي النمري
.
عن الحارث بن مالك، وجماعة. وعنه أبو حفص الفلاس، ومحمد بن مهران الجمال، وعثمان بن أبي شيبة، ومحمد بن مرزوق الباهلي.
قال أبو زرعة: لا بأس به.
94 – ت:
زياد بن الحسن بن الفرات التميمي الكوفي القزاز
روى عن جده فرات القزاز، وأبان بن تغلب، ومسعر. وعنه أبو سعيد الأشج، ومحمد بن عبد الله بن نمير، وعبد الله بن براد الأشعري، وجماعة.
ذكره ابن حبان في الثقات.
95 -
زياد بن عبد الرحمن بن زياد بن عبد الرحمن بن زهير بن ناشرة
، الفقيه الأندلسي شبطون اللخمي، عالم الأندلس وتلميذ مالك.
كان أول من أدخل مذهب مالك إلى الجزيرة الأندلسية، وقبل ذلك كانوا يتفقهون للأوزاعي وغيره.
قال ابن القاسم الفقيه: سمعت زيادا فقيه الأندلس يسأل مالكا.
قلت: وعليه تفقه يحيى بن يحيى الليثي قبل أن يرحل، وسمع زياد من معاوية بن صالح وتزوج بابنته، وحدث عنه، وعن مالك، والليث، وسليمان بن بلال، ويحيى بن أيوب، وموسى بن علي بن رباح، وأبي معشر السندي، وطبقتهم.
وكان أحد النساك الورعين، أراده هشام صاحب الأندلس على القضاء فأبى وهرب، وكان هشام يكرمه ويخلو به ويسأله.
قال عبد الملك بن حبيب الفقيه: كنا جلوسا عند زياد إذ جاء كتاب من بعض الملوك، فكتب فيه وختمه، فذهب به الرسول، فقال لنا زياد: أتدرون عما سأل هذا؟ سأل عن كفتي الميزان؛ أمن ذهب هي أم من فضة؟ فكتبت إليه هذا الحديث: حدثنا مالك، عن الزهري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:«من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه» .
وكان الأمير هشام يقول: صحبت الناس وبلوتهم، فما رأيت رجلا يسر الزهد أكثر مما يظهر إلا زياد بن عبد الرحمن.
قال ابن يونس: كنية زياد أبو عبد الله، توفي سنة ثلاث وتسعين ومائة. قال: وقيل: مات سنة تسع وتسعين ومائة.
96 – ت:
زيد بن الحسن القرشي الكوفي
، أبو الحسين، صاحب الأنماط.
روى عن جعفر بن محمد، وعلي بن المبارك الهنائي، ومعروف بن خربوذ. وعنه علي ابن المديني، وابن راهوية، ونصر الوشاء، وسعدوية.
قال أبو حاتم: منكر الحديث.
وذكره ابن حبان في الثقات.
97 – د ن:
زيد بن أبي الزرقاء الموصلي
، أبو محمد.
روى عن جعفر بن برقان، وعيسى بن طهمان، وشعبة، وعدة. وعنه علي بن سهل وأبو عمير عيسى الرمليان، ومحمد بن عبد الله بن عمار، وسعيد بن أسد بن موسى، وابنه هارون بن زيد.
قال ابن معين: ليس به بأس، كان عنده جامع سفيان عنه.
قلت: سكن الرملة قبل موته سنة، وكان أحد العباد والنساك، من أصدقاء المعافى بن عمران.
ويقال: إنه غزا فأسر، ومات في الأسر، مات سنة سبع وتسعين ومائة، وقيل: مات سنة أربع وتسعين ومائة.
وقال ابن حبان في الثقات: يغرب.
وقال ابن عمار: لم أر في الفضل مثل زيد والمعافى وقاسم الجرمي.
وروى بشر الحافي عن زيد قال: ما سألت إنسانا شيئا منذ خمسين سنة. وسمعت زيد بن أبي الزرقاء يقول: إذا كان للرجل عيال وخاف على دينه فليهرب.
وروى زيد عن الليث، عن عبيد الله بن أبي جعفر قال: خير الناس من كان من نفسه في عناء، والناس منه في راحة.
98 – بخ م د ت ن:
سالم بن نوح العطار البصري
، أبو سعيد.
عن يونس بن عبيد، وسعيد الجريري، وعبيد الله بن عمر، وعمر بن عامر، وسعيد بن أبي عروبة. وعنه بكر بن خلف، ومحمد بن بشار، وابن مثنى، وإسحاق بن إبراهيم الصواف.
قال أحمد بن حنبل: ما أرى به بأسا، وقد كتبت عنه.
وقال أبو حاتم: يكتب حديثه ولا يحتج به.
وقال أبو زرعة: صدوق ثقة.
وقال ابن معين: ليس بشيء.
وقال النسائي: ليس بالقوي.
وقال الدارقطني: فيه شيء.
99 – د:
سبرة بن عبد العزيز بن الربيع بن سبرة الجهني
، أخو حرملة بن عبد العزيز.
يروي عن أبيه، وعمه عبد الملك. وعنه ابن وهب، وهشام بن عمار، ويعقوب بن كاسب، والحكم بن موسى، وآخرون.
وثق.
100 – ق:
سعد بن سعيد بن أبي سعيد كيسان المقبري المدني
.
عن أخيه عبد الله، ولم يدرك أباه. وعنه الحميدي، وإبراهيم بن المنذر، وإسحاق بن موسى، والزبير بن بكار.
عداده في الضعفاء، وقد رمي بالقدر.
101 -
سعد بن الصلت بن برد بن أسلم البجلي الكوفي الفقيه
، قاضي شيراز.
ولاؤه لجرير بن عبد الله البجلي، سكن شيراز مدة. وروى عن هشام بن عروة، والأعمش، وأبان بن تغلب، ومطرف بن طريف، وطبقتهم. وعنه محمد بن عبد الله الأنصاري، ويحيى الحماني، وأبو بكر بن أبي شيبة، وسبطه إسحاق بن إبراهيم شاذان الفارسي، وغيرهم.
سأل عنه سفيان الثوري فقال: ما فعل سعد؟ قالوا: ولي قضاء شيراز. قال: درة وقع في الحش.
قلت: ما رأيت لأحد فيه جرحا، فمحله الصدق.
أخبرنا علي بن محمد الحافظ قال: أخبرنا أحمد بن محمد المحمودي قال: أخبرنا أبو طاهر السلفي قال: أخبرنا أبو عبد الله الثقفي قال: حدثنا عثمان ابن أحمد البرجي قال: حدثنا محمد بن عمر بن حفص قال: حدثنا إسحاق بن إبراهيم شاذان قال: حدثنا سعد بن الصلت قال: حدثنا عيسى بن عمر قال: حدثنا عطاء بن أبي رباح، عن زيد بن أرقم، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: من حج عن أبويه ولم يحجا جزأ عنهما وعنه، وبشرت أرواحهما في السماء، وكتب عند الله برا.
هذا حديث غريب فرد، لا نعرفه إلا بهذا الإسناد. وقد حدث به أبو الشيخ الحافظ عن محمد بن عمر بن حفص، ووقع لنا عاليا. وعيسى بن عمر هو الكوفي المقرئ، صدوق.
مات سعد بن الصلت سنة ست وتسعين ومائة.
102 – ت ق:
سعيد بن زكريا القرشي المدائني
، أبو عثمان.
عن الزبير بن سعيد الهاشمي، وحمزة الزيات، وجماعة. وعنه أحمد بن حنبل، والزعفراني، ومحمد بن سعيد بن غالب العطار، وطائفة.
وثقه صالح جزرة وغيره، وقد لين.
103 – د ن:
سعيد بن سالم القداح المكي
، أبو عثمان.
عن ابن جريج، وعبيد الله بن عمر، ويونس بن إسحاق، وسفيان
الثوري. وعنه الحسين بن حريث، وأسد بن موسى، وعلي بن حرب الطائي. وحدث عنه من الكبار بقية بن الوليد، وسفيان بن عيينة، والشافعي.
قال يحيى بن معين: ليس به بأس.
وقال عثمان بن سعيد الدارمي: ليس بذاك.
وقال محمد بن أبي عبد الرحمن المقرئ: قد كتبت عنه، وكان مرجئا.
وقال الحميدي: حدثنا يحيى بن سليم قال: قال سعيد بن سالم لابن عجلان: أرأيت إن أنا لم أرفع الأذى عن الطريق أكون ناقص الإيمان؟ فقال ابن عجلان: من يعرف هذا؟ هذا مرجئ. قال يحيى: فلما قمنا عاتبته، فرد علي القول، فقلت له: هل لك أن أقف أنا وأنت على الطواف، فتقول أنت: يا أهل الطواف، إن طوافكم ليس من الإيمان، وأقول أنا: طوافكم من الإيمان، فننظر ما يصنعون؟ قال: تريد أن تشهرني؟ فقلت: ما تريد إلى قول إذا أنت أظهرته شهرك.
104 – ن:
سعيد بن سلمة بن عطية
.
عن معمر. وعنه محمد بن عثمان بن أبي صفوان، وقال: كان خير أهل زمانه.
قلت: خرج له النسائي في الاستعاذة.
105 -
سعيد بن عبد الله بن سعد الفقيه
، من علماء المصريين.
تفقه عليه ابن وهب، وابن القاسم بمصر. وكان معدودا من زهاد الفقهاء.
قال ابن شعبان: هو الذي أعان ابن وهب على تأليفه.
مات بالإسكندرية سنة ثلاث وتسعين ومائة.
106 -
سعيد بن عمرو الزبيري
.
روى عن أبي الزناد. وعنه ابن أخيه محمد بن الوليد، وأحمد بن عبدة الضبي، وإبراهيم بن المنذر، والزبير بن بكار. قاله ابن أبي حاتم.
107 – ت ق:
سعيد بن محمد الثقفي الوراق
، أبو الحسن الكوفي، نزيل بغداد.
روى عن يحيى بن سعيد، وموسى الجهني، وفضيل بن غزوان، وبسام الصيرفي، وغيرهم. وعنه أحمد بن حنبل، وابن عرفة، وإبراهيم بن سعيد الجوهري، وعلي بن حرب، وآخرون.
ضعفه جماعة، وقال الدارقطني: متروك.
108 – د ت:
سفيان بن عبد الملك المروزي
، صاحب ابن المبارك وتلميذه.
روى عنه إسحاق بن راهوية، وعبدان بن عثمان مع تقدمه، ووهب بن زمعة، وحبان بن موسى - المروزيون.
قال البخاري: مات قبل المائتين.
109 – ع:
سفيان بن عيينة بن أبي عمران
، واسم أبي عمران ميمون، مولى محمد بن مزاحم الهلالي أخي الضحاك المفسر، أبو محمد الكوفي ثم المكي، الإمام شيخ الإسلام.
مولده سنة سبع ومائة في نصف شعبان.
وقيل: هو مولى عبد الله بن رويبة الهلالي، وطلب الحديث وهو غلام، ولقي الكبار، وسمع من قاسم الرحال في سنة عشرين ومائة. وسمع من الزهري، وعمرو بن دينار، وزياد بن علاقة، والأسود بن قيس، وعاصم بن أبي النجود، وأبي إسحاق، وزيد بن أسلم، وعبد الله بن أبي نجيح، وسالم أبي النضر، وعبدة بن أبي لبابة، وعبد الله بن دينار، ومنصور بن المعتمر، وسهيل بن أبي صالح، وخلق كثير. وانفرد بالرواية عن أكثرهم، ورحل إليه من الآفاق.
روى عنه الأعمش، وابن جريج، وشعبة؛ وهم من شيوخه، وابن المبارك، وابن مهدي، والشافعي، وابن المديني، والحميدي، وسعيد بن منصور، ويحيى بن معين، وأحمد، وإسحاق، وأحمد بن صالح، وإسحاق الكوسج، وأحمد بن منيع، وأبو خيثمة، وأبو بكر بن أبي شيبة، وابن نمير، وأبو كريب، ويحيى بن يحيى، والنفيلي، ومحمد بن يحيى العدني، وعمرو الناقد، والفلاس، وأحمد بن شيبان، وبشر بن مطر، وزكريا بن يحيى المروزي، وسعدان بن نصر، وعلي بن حرب، وعبد الرحمن بن بشر، ومحمد بن عاصم الثقفي، ومحمد بن عيسى المدائني، والزعفراني، والزبير بن بكار، ويونس بن عبد الأعلى، وأمم سواهم.
وقد كان طلبة العلم يحجون وما همتهم إلا لقي سفيان، فيزدحمون عليه في الموسم ازدحاما عظيما إلى الغاية لإمامته وعلو إسناده وحفظه، كان من بحور العلم.
قال الشافعي: لولا مالك وسفيان بن عيينة لذهب علم الحجاز.
وعنه قال: تطلبت أحاديث الأحكام، فوجدتها كلها سوى ثلاثين حديثا عند مالك، ووجدتها كلها سوى ستة أحاديث عند ابن عيينة.
وقال عبد الرحمن بن مهدي: كان ابن عيينة من أعلم الناس بحديث الحجاز.
وقال الترمذي: سمعت محمدا - يعني البخاري - يقول: ابن عيينة أحفظ من حماد بن زيد.
وقال حرملة: سمعت الشافعي يقول: ما رأيت أحدا فيه من آلة العلم ما في سفيان، وما رأيت أكف عن الفتيا منه، وما رأيت أحدا أحسن لتفسير الحديث منه.
وقال ابن وهب: لا أعلم أحدا أعلم بالتفسير من ابن عيينة.
وقال أحمد: ما رأيت أعلم بالسنن منه.
قال وكيع: كتبنا عن ابن عيينة أيام الأعمش.
وقال ابن المديني: ما في أصحاب الزهري أتقن من سفيان.
قال أحمد بن حنبل: دخل سفيان بن عيينة على معن بن زائدة باليمن، ولم يكن سفيان تلطخ بشيء بعد من أمر السلطان، فجعل يعظه.
وقال سفيان بن عيينة: حج بي أبي وعطاء حي.
قال أحمد بن عبد الله العجلي: كان ابن عيينة ثبتا في الحديث، وكان حديثه نحوا من سبعة آلاف، ولم يكن له كتب.
وقال بهز بن أسد: ما رأيت مثل سفيان بن عيينة. فقيل له: ولا شعبة؟ قال: ولا شعبة.
وقال ابن معين: هو أثبت الناس في عمرو بن دينار.
وقال ابن مهدي: عند ابن عيينة من معرفته بالقرآن وتفسير الحديث ما لم يكن عند سفيان الثوري.
وقال علي بن حرب الطائي: سمعت أبي يقول: كنت أحب أن تكون لي جارية في غنج ابن عيينة إذا حدث.
وقال رباح بن خالد، كوفي ثقة، إنه سأل ابن عيينة: يا أبا محمد، أبو معاوية يحدث عنك بشيء ليس تحفظه اليوم، وكذلك وكيع. قال: صدقهم، فإني كنت قبل اليوم أحفظ مني اليوم. قال محمد بن المثنى: سمعت ابن عيينة يقول ذلك لرباح في سنة إحدى وتسعين ومائة.
وقال حامد البلخي: سمعت ابن عيينة يقول: رأيت كأن أسناني سقطت، فذكرت ذلك للزهري فقال: تموت أسنانك وتبقى أنت، فمات أسناني وبقيت أنا، فجعل الله كل عدو لي محدثا.
قال غياث بن جعفر: سمعت ابن عيينة يقول: أول من أسندني إلى الأسطوانة مسعر، فقلت: إني حدث. قال: إن عندك الزهري وعمرو بن دينار.
وقال الرامهرمزي: حدثنا موسى بن زكريا قال: حدثنا زياد بن عبيد الله بن خزاعي قال: سمعت سفيان يقول: كان أبي صيرفيا بالكوفة، فركبه الدين فحملنا إلى مكة، فصرت إلى المسجد فإذا عمرو بن دينار، فحدثني بثمانية أحاديث، فأمسكت له حماره حتى صلى وخرج، فعرضت الأحاديث عليه فقال: بارك الله فيك.
وقال مجاهد بن موسى: سمعت ابن عيينة يقول: ما كتبت شيئا إلا وحفظته قبل أن أكتبه.
قال أحمد بن حنبل: ما رأيت أحدا أعلم بالسنن من سفيان بن عيينة، رواها صالح عن أبيه.
وقال ابن المبارك: سئل الثوري عن سفيان بن عيينة فقال: ذاك أحد الأحدين ما أغربه.
وقال ابن المديني: قال لي القطان: ما بقي من معلمي أحد غير سفيان بن عيينة، سفيان إمام منذ أربعين سنة.
وقال ابن المديني: سمعت بشر بن المفضل يقول: ما بقي على وجه الأرض أحد يشبه ابن عيينة.
وذكر حرملة بن يحيى أن ابن عيينة قال له وأراه خبز شعير: هذا طعامي منذ ستين سنة.
الحميدي: سمعت سفيان يقول: لا تدخل هذه المحابر بيت رجل إلا أشقى أهله وولده.
وقال سفيان لرجل: ما حرفتك؟ قال: طلب الحديث. قال: بشر أهلك بالإفلاس!
قال أبو مسلم المستملي، عنه: سمعت من عمرو بن دينار ما لبث نوح في قومه.
وقال علي بن الجعد: سمعت ابن عيينة يقول: من زيد في عقله نقص من رزقه.
وروى سنيد بن داود عن ابن عيينة قال: من كانت معصيته في الشهوة فارج له، ومن كانت معصيته في الكبر فاخش عليه؛ فإن آدم عصا مشتهيا فغفر له، وإبليس عصا متكبرا فلعن.
وقال ابن عيينة: الزهد الصبر وارتقاب الموت.
وقال: العلم إذا لم ينفعك ضرك.
قال عثمان بن زائدة: قلت للثوري: ممن أسمع؟ قال: عليك بزائدة بن قدامة وسفيان بن عيينة.
وقال ابن المبارك: سئل الثوري عن ابن عيينة فقال: ذاك أحد الأحدين يقول: ليس له نظير.
قال نعيم بن حماد: ما رأيت أحدا أجمع لمتفرق من ابن عيينة.
وقال علي بن نصر الجهضمي: حدثنا شعبة قال: رأيت ابن عيينة غلاما معه ألواح طويلة عند عمرو بن دينار، وفي أذنه قرط، أو قال: شنف.
ابن المديني: سمعت سفيان يقول: جالست عبد الكريم الجزري سنتين، وكان يقول لأهل بلده: انظروا إلى هذا الغلام؛ يسألني وأنتم لا تسألوني!
وقال ذؤيب السهمي: سألت ابن عيينة: أسمعت من صالح مولى التوأمة؟ قال: نعم، هكذا وهكذا. وأشار بيديه؛ يعني كثرة، وسمعت منه ولعابه
يسيل. قال أبو محمد بن أبي حاتم: فلا نعلمه روى عنه شيئا، كان منتقدا للرواة.
قال ابن المديني: سمعت سفيان يقول: كان عمرو بن دينار أكبر من الزهري، سمع من جابر، والزهري لم يسمع منه.
قال أحمد بن سلمة النيسابوري: حدثنا سليمان بن مطر قال: كنا على باب سفيان بن عيينة فاستأذنا عليه، فلم يأذن لنا، فقلنا: ادخلوا حتى نهجم عليه. قال: فكسرنا بابه ودخلنا وهو جالس، فنظر إلينا فقال: سبحان الله، دخلتم داري بغير إذني، وقد حدثنا الزهري عن سهل أن رجلا اطلع في جحر من باب النبي صلى الله عليه وسلم، ومع النبي صلى الله عليه وسلم مدرى يحك به رأسه، فقال: لو علمت أنك تنظرني لطعنت بها في عينك، إنما جعل الاستئذان من أجل النظر. قال: فقلنا له: ندمنا يا أبا محمد. فقال: ندمتم، حدثنا عبد الكريم الجزري، عن زياد، عن عبد الله بن معقل، عن ابن مسعود أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: الندم توبة، اخرجوا فقد أخذتم رأس مال ابن عيينة. سليمان هو أخو قتادة بن مطر صدوق إن شاء الله، وزياد هو ابن أبي مريم.
قال الفريابي: كنت أمشي مع سفيان بن عيينة، فقال لي: يا محمد، ما يزهدني فيك إلا طلبك الحديث. قلت: فأنت يا أبا محمد أي شيء كنت تعمل إلا طلب الحديث؟ قال: كنت إذ ذاك صبيا لا أعقل.
قال عبد الرحمن بن يونس: حدثنا ابن عيينة قال: أول من جالست عبد الكريم أبو أمية، جالسته وأنا ابن خمس عشرة سنة. قال: وقرأت القرآن وأنا ابن أربع عشرة سنة.
قال يحيى بن آدم: ما رأيت أحدا يختصر الحديث إلا وهو يخطئ، إلا سفيان بن عيينة.
قال أحمد بن أبي خيثمة: حدثنا الحسن بن حماد الحضرمي قال: حدثنا سفيان قال: قال حماد: يعني ابن أبي سليمان، ولم نسمعه منه، إذا قال لامرأته: أنت طالق، أنت طالق، أنت طالق، بانت بالأولى وبطلت الثنتان.
قال ابن عيينة: رأيت حماد بن أبي سليمان جاء إلى طبيب على فرس.
قال إبراهيم بن محمد الشافعي: ربما سمعت ابن عيينة وقد بلغ إحدى وتسعين سنة، ولم أر فقيها أكثر تمثلا بالشعر منه، ينشد:
سئمت تكاليف الحياة ومن يعش ثمانين عاما لا أبا لك يسأم وقال أبو قدامة السرخسي: سمعت ابن عيينة كثيرا ما يقول:
ذهب الزمان فسدت غير مسود ومن العناء تفردي بالسؤدد قال أبو حاتم: ابن عيينة إمام ثقة، كان أعلم بحديث عمرو بن دينار من شعبة، وأثبت أصحاب الزهري: مالك وابن عيينة.
وقال عبد الرزاق: ما رأيت بعد ابن جريج مثل ابن عيينة في حسن المنطق.
وروى الكوسج عن ابن معين: ثقة.
وقال يحيى بن سعيد القطان: اشهدوا أن ابن عيينة اختلط سنة سبع وتسعين ومائة، فمن سمع منه في هذه السنة فسماعه لا شيء.
قلت: أنا أستبعد صحة هذا القول، فإن القطان مات في صفر سنة ثمان وتسعين بعيد قدوم الحجاج بقليل، فمن الذي أخبره باختلاط سفيان؟ ومتى لحق يقول هذا القول؟ فسفيان حجة مطلقا بالإجماع من أرباب الصحاح.
وقد حج سفيان سبعين حجة، وكان يقول ليلة الموقف: اللهم لا تجعله آخر العهد منك، فلما كان عام موته لم يقل ذلك، وقال: قد استحييت من الله تعالى.
وروى سليمان بن أيوب عن سفيان قال: سمعته يقول: شهدت ثمانين موقفا.
قلت: هذا أشبه.
قال أحمد بن عبدة الضبي: سمعت ابن عيينة يقول: الزهد في الدنيا هو الصبر وارتقاب الموت.
وعن ابن عيينة قال: الورع طلب العلم الذي يعرف به الورع.
وكان له تسعة إخوة، حدث منهم أربعة؛ عمران، ومحمد، وآدم، وإبراهيم.
قال علي ابن المديني: كان سفيان لا يكاد يقول: حدثنا الزهري.
قلت: ابن عيينة معروف بالتدليس، لكنه لا يدلس إلا عن ثقة.
وقد وقع لي من عواليه جملة وافرة.
أخبرنا عبد الحافظ بن بدران ويوسف بن غالية، قالا: أخبرنا أبو نصر موسى بن عبد القادر قال: أخبرنا سعيد بن أحمد قال: أخبرنا علي بن أحمد قال: أخبرنا محمد بن عبد الرحمن المخلص قال: حدثنا عبد الله البغوي قال: حدثنا عثمان بن أبي شيبة قال: حدثنا سفيان، عن عمرو بن دينار، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس قال: شهدت النبي صلى الله عليه وسلم يخطب يقول: إنكم ملاقو الله يوم القيامة حفاة عراة غرلا. متفق عليه.
توفي سفيان في جمادى الآخرة، وقيل: في شهر رجب سنة ثمان وتسعين ومائة.
قال الواقدي: في أول رجب.
110 -
سقلاب بن شنينة
، أبو سعيد المصري المقرئ.
قرأ على نافع بن أبي نعيم، أخذ عنه يونس بن عبد الأعلى وغيره.
توفي سنة إحدى وتسعين ومائة.
وشنينة بشين معجمة.
111 -
السكن بن إسماعيل البصري الأصم
.
عن يونس بن عبيد، وهشام بن حسان، وحميد الطويل، وطائفة. وعنه علي ابن المديني، ومسدد، ويحيى بن معين، وعمرو الناقد.
وثقه أبو داود.
لم يخرجوا له شيئا.
112 – ن ق:
سلامة بن روح الأيلي
.
روى عن عمه عقيل بن خالد الأيلي كتابه عن الزهري. حدث عنه أحمد بن صالح، وأبو الطاهر بن السرح، ويونس بن عبد الأعلى، ومحمد بن عزيز الأيلي، وغيرهم.
ضعفه أبو زرعة فقال: منكر الحديث.
وقال أبو حاتم: ليس بالقوي، محله عندي محل الغفلة.
وقال أحمد بن صالح: أخبرني ثقة بأيلة أن سلامة لم يسمع من عقيل، بل حدث عن كتب عقيل.
له حديث منكر تفرد به؛ أخبرنا محمد بن حسين القرشي قال: أخبرنا محمد بن عماد قال: أخبرنا ابن رفاعة قال: أخبرنا الخلعي قال: أخبرنا أحمد بن محمد بن الحاج قال: حدثنا أحمد بن محمد بن السندي إملاء قال: حدثنا محمد بن عزيز قال: حدثنا سلامة قال: حدثنا عقيل، عن الزهري، عن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أكثر أهل الجنة البله. رواه عدد كثير، منهم أربعة عشر نفسا سمعه منهم ابن عدي عن محمد بن عزيز، ثم رواه ابن عدي عن اثنين عن إسحاق بن إسماعيل الأيلي أحد مشيخة النسائي عن سلامة.
ولسلامة أحاديث مناكير عن عقيل، منها عن الزهري، عن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: املكوا العجين، فإنه أعظم للبركة.
وبه: إن جبريل قال: بشر أمتك أن من قال: لا إله إلا الله دخل الجنة.
وبه: إني والساعة كهاتين.
113 -
سلام بن أبي خبزة البصري
.
عن ثابت البناني، وابن جدعان، ويونس بن عبيد، ومحمد بن المنكدر، وعاصم القارئ، وجماعة. وعنه صالح بن حرب، وإسحاق بن أبي إسرائيل، وسعيد بن محمد الجرمي، وأبو كامل الجحدري، وعبد الرحمن بن عبيد الله الحلبي، وآخرون. وهو والد سعيد بن سلام العطار.
قال أبو حاتم: ليس بقوي.
وقال النسائي: متروك الحديث.
وقال البخاري: سلام بن أبي خبزة أبو سعيد ضعفه قتيبة.
وقال ابن عدي: عامة ما يرويه ليس يتابع عليه.
114 -
سلمة بن عقار البغدادي
.
عن حماد بن زيد، وفضيل بن عياض. وعنه سعدان بن يزيد، وأحمد وهو الدورقي.
وثقه ابن معين.
115 – خ م ن:
سلمة بن سليمان المروزي المؤدب
، أحد الأئمة، وصاحب ابن المبارك.
أخذ عنه ابن راهويه، ومحمد بن عبد الله بن قهزاد، وجماعة.
وثقه النسائي.
قيل: توفي سنة ست وتسعين ومائة.
116 – د ت:
سلمة بن الفضل الأبرش الرازي
، أبو عبد الله، قاضي الري.
روى المغازي عن ابن إسحاق. وروى عن أيمن بن نابل، وحجاج بن
أرطاة، وعمرو بن أبي قيس، وسفيان الثوري، وغيرهم. وعنه عبد الله بن محمد المسندي، وعثمان بن أبي شيبة، ويحيى بن معين، ويوسف بن موسى القطان، وابن حميد، وعدة.
وثقه ابن معين.
وقال أبو حاتم: لا يحتج به.
وقال البخاري: عنده مناكير.
وضعفه النسائي.
وقال أبو زرعة: كان أهل الري لا يرغبون فيه لسوء رأيه وظلم فيه.
وقال ابن معين: كان يتشيع، وكان معلم كتاب.
وقال أبو حاتم أيضا: محله الصدق، في حديثه إنكار لا يمكن أن أطلق لساني فيه بأكثر من هذا.
وقال محمد بن سعد: ثقة، كان يقال: إنه من أخشع الناس في صلاته.
قلت: وورد عنه أنه من الحفاظ الذين يحفظون الشيء على البديهة.
وقال علي ابن المديني: ما خرجنا من الري حتى رمينا بحديث سلمة الأبرش.
قلت: كان قويا في ابن إسحاق.
وقال ابن سعد: أتى عليه مائة وعشر سنين.
قلت: إن صح هذا فكان يمكنه لقاء الصحابة وكبار التابعين.
مات سلمة بن الفضل سنة إحدى وتسعين ومائة.
117 – د ت:
سلم بن جعفر البكراوي الأعمى
.
روى عن الجريري، والحكم بن أبان.
وعنه يحيى بن كثير العنبري، ونعيم بن حماد.
ذكره ابن حبان في تاريخ الثقات.
118 -
سلم بن سالم البلخي
، أبو محمد الزاهد العابد.
حدث ببغداد عن عبيد الله بن عمر، وحميد الطويل، وابن جريج، وسفيان. وعنه أحمد بن منيع، والحسن بن عرفة، وسعدان بن نصر، وعلي بن محمد الطنافسي، وإبراهيم بن موسى الفراء، وغيرهم.
قال أبو مقاتل السمرقندي: سلم في زماننا كعمر بن عبد العزيز في زمانه.
وقال ابن سعد: كان أمارا بالمعروف، وكان مطاعا، فأقدمه الرشيد فحبسه، حتى مات الرشيد فأطلقوه. قال: وكان مرجئا ضعيفا.
قال الخطيب: كان مذكورا بالعبادة والزهد، ويذهب إلى الإرجاء.
وقال يحيى بن ماهان: سمعت محمد بن إسحاق اللؤلؤي يقول: رأيت سلم بن سالم مكث أربعين سنة لم يرفع رأسه إلى السماء ولم ير له فراش، ولم ير مفطرا إلا في العيد.
وقيل: إن الرشيد إنما حبسه لأنه قال: لو شئت أن أضرب الرشيد بمائة ألف سيف لفعلت.
وعن سلم قال: ما يسرني أن ألقى الله بعمل من مضى، وأن أقول: الإيمان قول وعمل.
وقال ابن المديني: أخبرني أبو يحيى قال: صحبت سلم بن سالم في طريق مكة، فما رأيته وضع جنبه في المحمل، إلا مرة مد رجله وجلس.
وقال أبو معاوية: دعاني الرشيد لأحدثه، فقلت: سلم هبه لي. فعرفت منه الغضب، وقال: إن سلما ليس على رأيك ورأي أصحابك في الإرجاء، وقد جلس في مكة وقال: لو شئت أن أضرب أمير المؤمنين بمائة ألف سيف لفعلت. قال: فكلمته فيه، فخفف عنه من قيوده.
وقال أحمد بن حنبل: رأيته أتى أبا معاوية، وكان صديقا له، وكان عبدا صالحا، ولم أكتب عنه، كان لا يحفظ، ويخطئ.
وقال النسائي: ضعيف.
وقال ابن معين: ليس بشيء.
أخبرنا غنائم بن محاسن قال: أخبرنا عبد الله بن أبي نصر القاضي سنة عشرين وستمائة قال: أخبرنا عيسى بن أحمد الهاشمي قال: أخبرنا الحسين بن علي بن أحمد قال: أخبرنا عبد الله بن يحيى السكري قال: أخبرنا إسماعيل الصفار قال: حدثنا سعدان قال: حدثنا سلم بن سالم البلخي، عن علي بن عروة الدمشقي، عن ابن المنكدر، عن ابن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: من قاد أعمى أربعين ذراعا وجبت له الجنة.
قلت: اتهم به ابن عروة.
مات سلم سنة أربع وتسعين ومائة.
119 – خ 4:
سلم بن قتيبة الخراساني الفريابي الشعيري
، أبو قتيبة، نزيل البصرة.
روى عن يونس بن أبي إسحاق، وعيسى بن طهمان، وعكرمة بن عمار، وشعبة، وطبقتهم. وعنه زيد بن أخزم، وأبو حفص الفلاس، وبندار، ومحمد بن يحيى الذهلي، وهارون بن سليمان الأصبهاني، وآخرون.
وثقه أبو داود.
توفي سنة مائتين.
120 -
سليمان ابن الخليفة أبي جعفر عبد الله بن محمد بن علي العباسي
، أبو أيوب.
نائب دمشق للرشيد وللأمين، وقد ولي أيضا البصرة، روى عن أبيه. وعنه بنته زينب، وابن أخيه إبراهيم بن عيسى.
مات في صفر سنة تسع وتسعين ومائة، وله خمسون سنة.
ذكره ابن عساكر مختصرا.
121 – ن:
سليمان بن عامر الكندي المروزي
.
عن الربيع بن أنس فقط. وعنه إسحاق بن راهوية، وعمرو بن رافع القزويني، ومحمد بن يحيى بن أيوب الثقفي، وغيرهم.
قال أبو حاتم: صدوق، حسن الحديث.
122 – سليم، هو صاحب حمزة الزيات، سليم بن عيسى بن سليم بن عامر بن غالب، أبو عيسى، الحنفي مولاهم، الكوفي المقرئ.
أحد الأعلام، وأخص تلامذة حمزة به، والمقدم في الحذق بحروفه. مولده سنة ثلاثين ومائة، ومات سنة مائتين، هكذا أرخه محمد بن سعد.
وأما خلف البزار فقال: ولد سنة تسع عشرة ومائة، ومات سنة ثمان وثمانين ومائة، وهذا أشبه كما تقدم.
123 -
سليم بن مسلم الجمحي المكي الخشاب
.
روى عن النضر بن عربي، وابن أبي ليلى، وابن جريج، ويونس بن يزيد الأيلي، وموسى بن عبيدة. وعنه يحيى بن حكيم المقوم، وابن راهوية،
ومحمد بن مهران الجمال، ويعقوب بن كاسب، وجعفر بن مهران، والمسيب بن واضح، ومحمد بن بحر البصري.
قال يحيى بن معين: جهمي خبيث.
وقال النسائي: متروك الحديث.
وقال أبو حاتم: ضعيف، منكر الحديث.
124 -
سهل بن زياد البصري الطحان
.
عن سليمان التيمي، وداود بن أبي هند، وشريك. وعنه أحمد بن حنبل، ونعيم بن حماد، وحفص الربالي، وبشر بن يوسف.
صدوق، قال أبو حاتم: تكلم فيه، وما رأينا إلا خيرا.
125 – ن:
سهل بن هاشم بن بلال الحبشي
، الواسطي ثم البيروتي.
عن الأوزاعي، وشعبة، وسفيان، وجماعة. وعنه مروان بن محمد الطاطري، وهشام بن عمار، ودحيم، وسليمان ابن بنت شرحبيل، وجماعة.
قال أبو حاتم: لا بأس به.
126 – خ 4:
سهل بن يوسف البصري الأنماطي
.
عن حميد الطويل، وعوف، والعوام بن حوشب، وعدة. وعنه أحمد، والفلاس، وبندار، ونصر بن علي.
قال النسائي: ثقة.
127 – ت ق:
سويد بن عبد العزيز بن نمير
، أبو محمد، السلمي مولاهم، الدمشقي القاضي.
ولي قضاء بعلبك، وشارك في قضاء دمشق يحيى بن حمزة في وقت، وكان من كبار العلماء.
قرأ القرآن على يحيى الذماري وغيره. أخذ عنه أبو مسهر، وهشام، والربيع بن ثعلب القراءة.
وقد روى الحديث عن أيوب، وأبي الزبير، وحصين بن عبد الرحمن، وثابت بن عجلان، وعاصم الأحول، وحميد الطويل، وطائفة. وقرأ أيضا على الحسن بن عمران تلميذ عطية بن قيس، وقد قرأ عطية على أم الدرداء. روى عنه دحيم، ومحمد بن عائذ، وداود بن رشيد، وابن ذكوان، ومحمد بن أبي السري، وعدة.
قال أبو نعيم الحلبي: حدثنا سويد، عن عاصم الأحول، عن أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن بيع السنبل حتى ييبس.
روى دحيم عن سويد قال: ولدت سنة ثمان ومائة.
وقال ابن معين: سويد واسطي، انتقل إلى دمشق، ليس حديثه بشيء، كان يقضي بين النصارى.
وروى محمد بن عوف عن ابن معين قال: سويد لا يجوز في الضحايا.
وقال أحمد: متروك.
وقال البخاري: في حديثه نظر لا يحتمل.
وقال النسائي: ليس بثقة.
وقال أبو حاتم: ليس بالقوي.
وقال الدارقطني: يعتبر به.
قال علي بن حجر: قلت لهشيم: شيخ من أهل واسط بدمشق يقال له: سويد، فأثنى عليه.
وقال ابن سعد: أخبرنا أبو عبد الله الشامي قال: ولي سويد قضاء بعلبك، وكان محتاجا، فلقيه داود بن أبي شيبان فقال: يا أبا محمد، وليت القضاء بعد العلم والحديث؟ قال: نعم، نشدتك بالله أتحت جبتك شعار؟ فقال داود: نعم. فرفع سويد جبته فإذا ما تحتها ثوب، ثم قال: أنشدك الله، هل هذا الطيلسان لك؟ قال: نعم. قال: فوالله ما هذا الطيلسان لي، أفلا ألي القضاء؟ فوالله لو وليت بيت المال لوليته.
قلت: قد روى عنه من البعالكة إبراهيم بن النضر، وعبد الحميد بن حماد القرشي، وأبو سليم عبد الرحمن بن ضحاك، ومحمد بن هاشم.
وقد وثقه دحيم وحده.
مات سنة أربع وتسعين ومائة.
128 – ت ن ق:
سيار بن حاتم
، أبو سلمة البصري العنزي العابد.
روى عن جعفر بن سليمان وصحبه مدة، وعن الحارث بن نبهان، وعبد الواحد بن زياد، وطائفة. ويغلب على حديثه القصص والرقائق. روى عنه أحمد بن حنبل، وهارون الحمال، وعلي بن مسلم الطوسي، ومؤمل بن إهاب، وعبد الله بن الحكم القطواني، وآخرون.
ذكره ابن حبان في الثقات.
وقيل: كان من الصلحاء السليمي الباطن.
قال أبو داود: سألت القواريري عنه فقال: لم يكن له عقل، كان معي في الدكان. قلت: أيتهم بكذب؟ قال: لا.
وقال الحاكم: كان عابد عصره، أكثر عنه أحمد بن حنبل.
وقال الأزدي: عنده مناكير.
قيل: مات سنة تسع وتسعين ومائة، وقيل: سنة مائتين.
129 -
شبيب بن سليم الأسيدي البصري
.
رأى الحسن البصري سلم واحدة، وروى عن مقسم، وعن أبي هانئ. وعنه إبراهيم بن مهدي، والفلاس، ومحمد بن المثنى، ونعيم بن حماد، ورستة.
ضعفه الفلاس والدارقطني.
130 – خ د ن:
شعيب بن حرب
، أبو صالح المدائني البغدادي الزاهد العابد، نزيل مكة.
روى عن عكرمة بن عمار، ومالك بن مغول، وشعبة، وجماعة. وعنه أحمد بن حنبل، والحسن بن الصباح البزار، ويعقوب الدورقي، ومحمد بن عيسى المدائني، وطائفة سواهم.
وثقه أبو حاتم وغيره.
وكان منعوتا بالعبادة والورع، أمارا بالمعروف، أثنى عليه سري السقطي.
وقال أحمد: شعيب حمل على نفسه في الورع.
وقال عبد الله بن خبيق: سمعت شعيب بن حرب يقول: أكلت في عشرة أيام أكلة.
وقال أبو حمدون الطيب بن إسماعيل: ذهبنا إلى شعيب إلى المدائن وقد بنى له كوخا، وعنده خبز يابس يبله، وهو جلد وعظم.
وقد كان قرأ القرآن غير مرة على حمزة الزيات وصحبه.
قال عبد الله بن أيوب المخرمي: قال شعيب بن حرب: من طلب الرئاسة ناطحته الكباش، ومن رضي بأن يكون ذنبا أبى الله إلا أن يجعله رأسا.
قلت: توفي سنة سبع وتسعين ومائة.
131 -
شعيب بن العلاء الرازي
، أبو محمد السراج، ولقبه أبو هريرة.
روى عن حجاج بن أرطاة، وابن جريج، وجويبر، وسفيان الثوري. وعنه عمرو بن رافع، ومحمد بن عمرو زنيج.
صدوق.
132 – م د ن:
شعيب بن الليث بن سعد الفهمي مولاهم
، المصري.
عن أبيه، وموسى بن علي بن رباح. وعنه ولده عبد الملك، ويونس بن عبد الأعلى، والربيع بن سليمان، ومحمد بن عبد الله بن عبد الحكم، وغيرهم.
وكان إماما مفتيا ثقة.
قال ابن وهب: ما رأيت ابنا لعالم أفضل من شعيب بن الليث.
قال ابن يونس: مات في رمضان سنة تسع وتسعين ومائة، وله أربع وستون سنة.
133 -
شقيق البلخي
، هو أبو علي شقيق بن إبراهيم الأزدي الزاهد، أحد الأعلام، صاحب إبراهيم بن أدهم.
حدث عن إسرائيل، وعباد بن كثير، وكثير بن عبد الله الأبلي. وعنه حاتم الأصم، وعبد الصمد بن يزيد مردوية، ومحمد بن أبان المستملي، والحسين بن داود البلخي، وغيرهم.
عن علي بن محمد بن شقيق البلخي قال: كانت لجدي ثلاثمائة قرية، ثم مات بلا كفن، وسيفه إلى الساعة يتبركون به. وخرج إلى الترك تاجرا، فدخل على عبدة الأصنام، فرأى عالمهم قد حلق لحيته، فقال: إن هذا باطل، ولكم خالق وصانع قادر على كل شيء. فقال له: ليس يوافق قولك فعلك. قال: وكيف؟ قال: زعمت أنه قادر على كل شيء، وقد تعنيت إلى ههنا تطلب الرزق، فلو كان كما تقول، كان الذي يرزقك هنا يرزقك هناك وتربح العناء. قال: فكان هذا سبب زهدي.
وعن شقيق قال: كنت شاعرا فرزقني الله التوبة، وخرجت من ثلاثمائة
ألف درهم، وكنت مرابيا، لبست الصوف عشرين سنة وأنا لا أدري، حتى لقيت عبد العزيز بن أبي رواد، فقال: ليس الشأن في أكل الشعير ولبس الصوف، الشأن أن تعرف الله بقلبك لا تشرك به شيئا، والثانية: الرضى عن الله، والثالثة: تكون بما في يد الله أوثق منك بما في أيدي الناس.
وعن شقيق قال: عملت في القرآن عشرين سنة حتى ميزت بين الدنيا والآخرة، فأصبته في حرفين؛ قوله تعالى:(فما أوتيتم من شيء فمتاع الحياة الدنيا وما عند الله خير وأبقى).
وعن حاتم الأصم، عن شقيق قال: لو أن رجلا عاش مائتي سنة لا يعرف هذه الأربعة لم ينج؛ أولها: معرفة الله، الثاني: معرفة النفس، الثالث: معرفة أمر الله ونهيه، الرابع: معرفة عدو الله وعدو النفس.
قال أبو عقيل الرصافي: حدثنا أحمد بن عبد الله الزاهد قال: سمعت شقيق بن إبراهيم يقول: ثلاث خصال هي نتاج الزهد؛ الأولى: أن يميل عن الهوى، الثانية: ينقطع إلى الزهد بقلب، الثالث: أن يذكر إذا خلا كيف مدخله ومخرجه، كيف يدخل قبره؟ ويذكر الجوع والعطش والحساب والصراط والعري والفضيحة وطول القيام.
وقد ورد عن شقيق مع انقطاعه وزهده أنه من كبار المجاهدين في سبيل الله، وكذا فليكن زهد الأولياء.
روى محمد بن عمران عن حاتم الأصم قال: كنا مع شقيق ونحن مصافو العدو الترك، في يوم لا أرى فيه إلا رؤوسا تندر، وسيوفا تقطع، ورماحا تقصف، فقال لي: كيف ترى نفسك؟ هي مثل الليلة التي زفت فيها إليك امرأتك؟ قلت: لا والله. قال: لكني أرى نفسي كذلك. ثم نام بين الصفين، ودرقته تحت رأسه حتى سمعت غطيطه، فأخذني يومئذ تركي فأضجعني للذبح، فبينا هو يطلب السكين من خفه إذ جاءه سهم عائر فذبحه فألقاه عني.
وعن حاتم، عن شقيق قال: مثل المؤمن مثل رجل غرس نخلة يخاف
أن تحمل شوكا، ومثل المنافق كمثل رجل زرع شوكا يطمع أن يحمل ثمرا، هيهات.
وعن شقيق قال: ليس شيء أحب إلي من الضيف؛ لأن رزقه على الله، وأجره لي.
وقال الحسين بن داود: حدثنا شقيق الزاهد في الدنيا الراغب في الآخرة، المداوم على العبادة، قال: حدثنا أبو هاشم الأبلي، فذكر حديثا.
وعن شقيق قال: لقيت سفيان الثوري فأخذت منه لباس الدون، رأيت له إزارا ثمن أربعة دراهم، إذا جلس متربعا أو مد رجليه يخاف أن تبدو عورته، وأخذت الخشوع من إسرائيل.
وقال محمد بن أبان المستملي: سمعت شقيقا يقول: أخذت العبادة من عباد بن كثير، والفقه من زفر.
قال ابن أبي الدنيا: حدثنا محمد بن الحسين قال: سئل شقيق: ما علامة التوبة؟ قال: إدمان البكاء على ما سلف من الذنوب، والخوف المقلق من الوقوع فيها، وهجران إخوان السوء، وملازمة أهل الخير.
وقال ابن أبي الدنيا: حدثنا أحمد بن سعيد: قيل لشقيق: ما علامة العبد المباعد المطرود؟ قال: إذا رأيته قد ضيع الطاعة، واستوحش قلبه منها، وحلى له المعصية، واستأنس بها، ورغب في الدنيا وزهد في الآخرة.
وعن شقيق قال: ما للعبد صاحب خير من الخوف والهم فيما مضى من ذنوبه وما ينزل به
وعنه قال: من شكا مصيبة نزلت به إلى غير الله، لم يجد حلاوة الطاعة أبدا.
قال الحاكم في تاريخه: قدم شقيق نيسابور عند خروجه راجلا في ثلاثمائة من زهاد خراسان معه أيام المأمون؛ يعني أيام ولايته خراسان. قال: فطلب المأمون الاجتماع به، فامتنع حتى تشفع إليه المأمون. روى عنه من أهل نيسابور أيوب بن الحسن الزاهد، وعلي بن الحسن الأفطس، وغيرهما.
أخبرنا أحمد بن محمد بن سعد وجماعة قالوا: أخبرنا محمد بن إبراهيم قال: أخبرنا يحيى بن ثابت قال: أخبرنا علي بن أبي عمر البزاز
• - عرف بابن الخل - قال: أخبرنا أحمد بن عبد الله ابن المحاملي سنة ثمان وعشرين وأربعمائة قال: أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الله الشافعي قال: حدثنا الحسين بن داود البلخي قال: حدثنا شقيق بن إبراهيم البلخي قال: حدثنا أبو هاشم الأبلي، عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا ابن آدم، لا تزول قدماك يوم القيامة بين يدي الله عز وجل حتى تسأل عن أربع؛ عمرك فيما أفنيته، وجسدك فيما أبليته، ومالك من أين اكتسبته وأين أنفقته. إسناده واه، ومعناه صحيح.
ذكر أبو يعقوب القراب أن شقيق بن إبراهيم رحمة الله عليه قتل في غزوة كولان سنة أربع وتسعين ومائة.
134 -
صالح بن بيان الثقفي
، ويقال: العبدي، قاضي بلد سيراف من أعمال فارس، ويعرف بالساحلي.
حكى عن شعبة، وسفيان، وفرات بن السائب. وعنه محمد بن إسماعيل بن أبي سمينة، وأحمد بن مطهر، وغيرهما.
قال الدارقطني: متروك الحديث.
135 – ت ق:
صالح بن موسى بن عبد الله بن إسحاق
بن طلحة بن عبيد الله التيمي الطلحي الكوفي
عن عبد العزيز بن رفيع، وسهيل بن أبي صالح، ومعاوية بن إسحاق، وهشام بن عروة. وعنه داود بن عمرو الضبي، وسويد بن سعيد، ومحمد بن عبيد المحاربي.
قال البخاري: منكر الحديث.
وقال النسائي: متروك الحديث.
136 -
صعصعة بن سلام
، ويقال: ابن عبد الله، الدمشقي.
روى عن الأوزاعي، وسعيد بن عبد العزيز، ومالك. ثم دخل الأندلس وصار عالمها ومفتيها، وولي خطابة قرطبة. حدث عنه عبد الملك بن حبيب، وعثمان بن أيوب القرطبي، وموسى بن ربيعة.
قال ابن يونس: كنيته أبو عبد الله، وكان أول من أدخل الحديث الأندلس. قال: وتوفي سنة اثنتين وتسعين ومائة، وقيل: سنة ثمانين ومائة.
137 -
صغدي بن سنان
، أبو معاوية البصري.
عن يونس بن عبيد، وابن جريج، وجعفر بن الزبير، ومحمد بن فضاء. وعنه محمد بن صالح البغدادي، وزيد بن الحريش، والوليد بن عمرو بن سكين، ومحمد بن هشام بن أبي خيرة السدوسي، وآخرون.
قال ابن معين: ليس بشيء.
وقال غيره: ضعيف.
138 – م 4:
صفوان بن عيسى
، أبو محمد الزهري البصري القسام.
عن ثور بن يزيد، وابن عجلان، ويزيد بن أبي عبيد، ومعمر، وجماعة. وعنه أحمد، وإسحاق، والفلاس، وأبو قدامة السرخسي، ومحمد بن يحيى، وطائفة.
قال ابن سعد: كان ثقة صالحا.
وقال البخاري: مات سنة ثمان وتسعين ومائة، وقيل: سنة مائتين.
139 -
صلة بن سليمان الواسطي العطار
.
نزل بغداد، وحدث عن ابن جريج، وهشام بن حسان، وأشعث بن عبد الملك. وعنه محمد بن حرب النشائي، وسليمان بن أحمد الواسطي، وحيدون بن عبد الله الطحان.
كذبه ابن معين.
وقال أبو حاتم: متروك الحديث.
وقال البخاري: ليس بذاك القوي.
قال سليمان بن أحمد: حدثنا صلة العطار قال: حدثنا ابن جريج، عن عطاء، عن جابر، عن معاذ، سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول: من آمن رجلا ثم قتله وجبت له النار، وإن كان المقتول كافرا. ويروى عن عمرو بن الحمق بإسناد صالح.
140 – ت:
صيفي بن ربعي الأنصاري
.
كوفي. عن أبيه، وابن أبي ذئب، وشعبة، وطبقتهم. وعنه أبو كريب، ومحمد بن منصور الكلبي، والحسين بن يزيد الطحان، وغيرهم.
قال أبو حاتم: صالح الحديث، ما أرى بحديثه بأسا.
قلت: له حديث منكر في الترمذي عن عبد الله بن عمر العمري.
• - ضمرة بن ربيعة، شيخ الرملة، سيأتي بعد المائتين.
141 -
عاصم بن حميد الكوفي الحناط
.
عن سماك بن حرب، وأبي حمزة ثابت الثمالي. وعنه يحيى بن عبد الحميد، وابن نمير، ومحمد بن مهران الجمال.
وثقه أبو زرعة.
142 -
عاصم بن سليمان
، أبو محمد، العبدي ثم الكوزي، الحذاء.
شيخ بصري ضعيف. عن عاصم الأحول، وداود بن أبي هند، وهشام بن حسان. وعنه محمد بن موسى الحرشي، ومحمد بن عيسى ابن الطباع، والحسن بن عرفة.
كذبه الفلاس.
وقال ابن حبان: يروي الموضوعات عن الأثبات.
ابن الطباع: حدثنا عاصم بن سليمان، عن إسماعيل بن أمية، عن أبي الزبير، عن جابر:(ومقام كريم)، قال: المنابر.
143 – ت ق:
عاصم بن عبد العزيز الأشجعي المدني
، أبو عبد الرحمن.
عن الحارث بن عبد الرحمن بن أبي ذباب، وهشام بن عروة، وسعد بن إسحاق. وعنه إبراهيم بن المنذر، وإسحاق بن موسى الخطمي، ومحمد بن المثنى، وقال: هو ثقة.
وقال النسائي والدارقطني: ليس بالقوي.
144 – ت:
عامر بن صالح بن عبد الله بن عروة بن الزبير الأسدي المدني
.
نزل بغداد، وحدث عن عم أبيه هشام بن عروة، وابن أبي ذئب، ويونس بن يزيد. وعنه أحمد بن حنبل، والصلت الجحدري، ويعقوب الدورقي، ومحمد بن حاتم الزمي.
وكان فقيها أخباريا علامة، لكنه واه.
قال أبو داود: قيل ليحيى بن معين: إن أحمد بن حنبل حدث عن عامر بن صالح، فقال: ما له، جن؟
وضعفه غير واحد.
وقال الدارقطني: يترك عندي.
وروى أحمد بن زهير عن ابن معين قال: كان كذابا يروي عن هشام كل حديث سمعه.
وقال أحمد بن محمد بن محرز، عن ابن معين: كذاب، عدو لله. قال
لي حجاج: إن هذا أتاه، فكتب عنه حديث هشام بن عروة، حدثه به عن الليث بن سعد وابن لهيعة، عنه.
وقال النسائي: ليس بثقة.
وقال ابن عدي: عامة حديثه مسروق من الثقات.
145 – ت:
عامر بن صالح بن رستم الخزاز
، أبو بكر البصري، وهو عامر بن أبي عامر.
روى عن أبيه، ويونس بن عبيد، وأيوب بن موسى. وعنه عبيد الله القواريري، وخلف البزار، ومحمد بن أبي بكر المقدمي، والفلاس، وابن مثنى، ونصر بن علي، وعدة.
قال أبو حاتم: ليس بقوي.
وقال ابن عدي: لم أر له حديثا منكرا.
146 -
عامر بن عبد الله
، أبو وهب المصري.
عن عمرو بن شراحيل المعافري. وعنه سعيد بن عفير، وأحمد بن سعيد الهمداني.
مات سنة مائتين.
147 -
العباس بن الأحنف
.
شاعر زمانه، له أخبار كثيرة مع الرشيد وغيره، وكان ظريفا كيسا حلو النادرة مجيدا في الغزل.
ومن شعره:
يا أيها الرجل المعذب نفسه أقصر فإن شفاءك الإقصار نزف البكاء دموع عينك فاستعر عينا يعينك دمعها المدرار
من ذا يعيرك عينه تبكي بها أرأيت عينا للبكاء تعار ومن شعره:
وحدثتني عنها حديثا فزدتني جنونا فزدني من حديثك يا سعد هواها هوى لم يعرف القلب غيره فليس له قبل وليس له بعد وله:
قد سحب الناس أذيال الظنون بنا وفرق الناس فينا قولهم فرقا فكاذب قد رمى بالحب غيركم وصادق ليس يدري أنه صدقا مات العباس بن الأحنف سنة ثلاث وتسعين ومائة، وقيل: مات سنة اثنتين وتسعين ومائة، قبل أبي نؤاس.
148 -
العباس بن الحسن بن عبيد الله بن عباس ابن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب
، أبو الفضل العلوي المدني.
قدم بغداد في دولة الرشيد وبقي في صحبته، ثم صحب بعده ولده المأمون. وكان شاعرا بليغا مفوها حتى قيل: إنه أشعر آل أبي طالب كلهم.
149 -
العباس بن الفضل بن الربيع بن يونس
، مولى المنصور، من كبار الأمراء. ولي حجابة الأمين، وكان من الشعراء الفصحاء.
توفي في حياة أبيه.
150 – ت ق:
عبد الله بن الأجلح الكندي الكوفي
، أبو محمد.
روى عنه أبيه، ومنصور بن المعتمر، ويزيد بن أبي زياد، وعاصم الأحول، وعطاء بن السائب، والأعمش. وعنه أبو كريب، ويحيى بن جعفر البيكندي، وعبد الله بن عامر بن زرارة.
قال أبو حاتم: لا بأس به.
151 – ع:
عبد الله بن إدريس بن يزيد بن عبد الرحمن
، أبو محمد الأودي الكوفي، أحد الأئمة الأعلام.
مولده سنة عشرين ومائة، وروى عن أبيه، وسهيل بن أبي صالح، وأبي إسحاق الشيباني، وحصين بن عبد الرحمن وهو أقدم شيخ لقيه، وهشام بن عروة، وإسماعيل بن أبي خالد، والأعمش، وابن جريج، وطائفة.
وكان من جلة المقرئين؛ قرأ على الأعمش وعلى نافع، وأقرأ القرآن.
روى عنه مالك مع تقدمه، وابن المبارك، وأحمد، وإسحاق، وابن معين، وابنا أبي شيبة، والحسن بن عرفة، وأحمد بن عبد الجبار العطاردي، وخلق.
وقد أقدمه الرشيد ليوليه قضاء الكوفة، فامتنع.
قال بشر الحافي: ما شرب أحد ماء الفرات فسلم إلا عبد الله بن إدريس.
وقال أحمد بن حنبل: كان نسيج وحده.
وقال يعقوب بن شيبة: كان عابدا فاضلا، كان يسلك في كثير من فتياه ومذاهبه مسلك أهل المدينة، يخالف الكوفيين، وكان بينه وبين مالك صداقة.
ثم قال: وقد قيل: إن جميع ما يرويه مالك في الموطأ بلغني عن علي رضي الله عنه فيرسلها أنه سمعها من ابن إدريس.
قال أبو حاتم الرازي: هو إمام من أئمة المسلمين، حجة.
وقيل: لم يكن بالكوفة أعبد لله منه.
قال الحسن بن عرفة: لم أر بالكوفة أفضل منه.
وروى أبو داود عن إسحاق بن إبراهيم، عن الكسائي قال: قال لي الرشيد: من أقرأ الناس؟ فقلت: عبد الله بن إدريس. قال: ثم من؟ قال: قلت: حسين الجعفي. قال: ثم من؟ قلت: رجل آخر.
وعن حسين العنقزي قال: لما نزل بابن إدريس الموت بكت ابنته، فقال: لا تبكي يا بنية، فقد ختمت القرآن في هذا البيت أربعة آلاف ختمة.
قال ابن عمار: كان ابن إدريس إذا لحن أحد في كلامه لم يحدثه.
وقال ابن معين: سمعت ابن إدريس يقول: عندي قوصرة ملكائية، وراوية من حوض الربابين، ودبة زيت، ما أحد أغنى مني.
وكان ابن إدريس يحرم النبيذ.
وقال: قلت لحفص بن غياث: اترك الجلوس في المسجد. فقال: أنت قد تركت ذلك ولم تترك. قلت: يأتيني البلاء وأنا فار أحب إلي من أن يأتيني وأنا متعرض له.
قال أبو خيثمة: سمعت ابن إدريس يقول: كل شراب مسكر كثيره فإنه محرم يسيره، إني لكم منه نذير.
أبو بكر بن أبي شيبة: سمعت ابن إدريس قال: كتبت حديث أبي الحوراء، فخفت أن يتصحف بأبي الجوزاء، فكتبت تحته: حور عين.
وقال يعقوب السدوسي: حدثنا عبيد بن نعيم قال: حدثنا الحسن بن الربيع البوراني قال: قرئ كتاب الخليفة إلى ابن إدريس وأنا حاضر: من عبد الله هارون أمير المؤمنين إلى عبد الله بن إدريس. قال: فشهق ابن إدريس شهقة، وسقط بعد الظهر، فقمنا إلى العصر وهو على حاله، وانتبه قبيل المغرب وقد صببنا عليه الماء، فلا شيء. قال: إنا لله وإنا إليه راجعون، صار يعرفني حتى يكتب إلي، أي ذنب بلغ بي هذا؟
قلت: وقد وثقه ابن معين وعبد الرحمن بن خراش والناس.
وقيل: بل ولد سنة خمس عشرة ومائة.
وقع لي من عالي حديثه.
توفي في شهر ذي الحجة سنة اثنتين وتسعين ومائة بالكوفة.
152 – ت ق:
عبد الله بن إسماعيل بن أبي خالد الكوفي
.
عن أبيه، وسعيد بن أبي عروبة، ومجالد. وعنه أبو كريب.
153 – ق:
عبد الله بن خراش بن حوشب الشيباني الكوفي
، أخو شهاب بن خراش.
عن عمه العوام، وموسى بن عقبة. وعنه أبو سعيد الأشج، وزيد بن الحريش، والحسن بن قزعة، وأحمد بن المقدام، وقيس بن حفص الدارمي، وآخرون.
ضعفوه؛ قال البخاري: منكر الحديث. وقال الدارقطني: ضعيف.
154 – ت:
عبد الله بن داود التمار
، أبو محمد الواسطي.
عن ابن جريج، وحنظلة بن أبي سفيان، والحمادين. وعنه محمد بن المثنى، وأحمد بن سنان القطان، وهارون بن سليمان الأصبهاني، وآخرون.
وكان صاحب سنة.
قال أبو أحمد الحاكم: ليس بالمتين.
وقال البخاري: فيه نظر.
قلت: روى أحاديث موضوعة كأنه آفتها.
155 – م د ن ق:
عبد الله بن رجاء المكي
.
بصري الأصل. عن أيوب السختياني، وإسماعيل بن أمية، وعبيد الله بن عمر، وابن عجلان، وعبد الله بن عثمان بن خثيم، وموسى بن عقبة، وابن جريج، وما في هؤلاء أحد أدركهم عبد الله بن رجاء الغداني. وعنه أحمد، وإسحاق، وسريج بن يونس، والحسن بن الصباح البزار، وابن معين، وبندار، وعمرو الناقد.
كنيته أبو عمران.
وثقه ابن معين وغيره.
156 -
عبد الله بن أبي رفاعة راشد
، أبو عبد الرحمن، الخولاني مولاهم، المصري الزاهد القدوة.
كان يقال هو أفضل أهل الإسكندرية، مات سنة مائتين، وعاش ثمانيا وستين سنة.
ذكره ابن يونس مختصرا.
157 – بخ:
عبد الله بن سعيد
، أبو بكير النخعي الكوفي.
روى عن العلاء بن المسيب، وأجلح بن عبد الله، وحجاج بن أرطاة. وعنه ابن راهوية، وأبو سعيد الأشج.
لم يذكره ابن أبي حاتم.
158 -
عبد الله بن سفيان بن عقبة
، الليثي مولاهم، المدني، أبو سفيان.
عن جده عقبة بن أبي عائشة، وأبي طوالة، وغنم بن نسطاس، وجماعة. وعنه نعيم بن حماد، وإبراهيم بن المنذر الحزامي، وأبو مصعب، وإسحاق بن موسى.
قال أبو حاتم: ليس به بأس.
159 -
عبد الله بن سلمة
، أبو عبد الرحمن البصري الأفطس.
عن الأعمش، وفضيل بن غزوان، وابن أبي ليلى، وموسى بن عقبة. وعنه الفلاس، وأبو كامل الجحدري، وعمر بن شبة، وآخرون.
قال يحيى القطان: ليس بثقة.
وقال أحمد بن حنبل: تركوا حديثه.
وقال ابن عدي: يكتب حديثه مع ضعفه.
قلت: كان يستخف بالأئمة، قال: يكذب سفيان، وتكلم في غندر. وقال عن القطان: ذاك الأحول. وكذا سنة الله في كل من ازدرى بالعلماء بقي حقيرا.
160 – ت:
عبد الله بن عبد القدوس
، الكوفي ثم الرازي.
عن الأعمش وغيره. وعنه محمد بن حميد، وعبد الله بن داهر، وعباد بن يعقوب الرواجني.
قال ابن معين: ليس بشيء، رافضي خبيث.
وقال غير واحد: ضعيف.
161 -
عبد الله بن عبد الملك بن أبي عبيدة بن عبد الله بن مسعود الهذلي المسعودي الكوفي
، أبو عبد الرحمن.
عن الحارث بن حصيرة، والأعمش. وعنه عباد بن يعقوب، وهارون بن حاتم، وآخرون.
لم أر به بأسا بعد.
162 – ت:
عبد الله بن عيسى الخزاز
، أبو خلف البصري الحريري.
روى عن يحيى البكاء، ويونس بن عبيد، وداود بن أبي هند. وعنه عقبة بن مكرم، وعمر بن شبة، وجماعة.
له في جامع أبي عيسى حديث واحد، وهو ضعيف عندهم.
163 -
عبد الله بن كثير الدمشقي الطويل المقرئ
، إمام جامع دمشق المحروسة.
روى عن الأوزاعي، وعبد الرحمن بن يزيد بن جابر، وشيبان النحوي، وغيرهم. وعنه هشام بن عمار، وسليمان بن عبد الرحمن، ومحمود بن خالد، والعباس بن الوليد الخلال.
قال محمد بن الفيض: سمعت أبي يقول: صلى بنا عبد الله بن كثير القارئ فقرأ (وإذ قال إبراهيم) فقال: إبراهام، فبعث إليه والي دمشق نصر بن حمزة فخفقه بالدرة وعزله عن الصلاة.
قال أبو زرعة الدمشقي: كان لا بأس به.
وقال أبو حفص بن شاهين: توفي سنة ست وتسعين ومائة؛ يعني بدمشق.
164 -
عبد الله بن قبيصة
، أبو قبيصة الفزاري.
كوفي. روى عن الأعمش، وهشام بن عروة، وغيرهما. وعنه أبو سعيد الأشج، وإبراهيم بن موسى الفراء.
قال أبو حاتم: شيخ.
165 -
عبد الله بن كليب بن كيسان المرادي المصري
، أبو عبد الملك.
ولد سنة مائة وعمر دهرا، تفقه على ربيعة الرأي، وروى عن يزيد بن أبي حبيب، وقيس بن الحجاج. روى عنه أبو صالح، ويحيى بن بكير، وعمرو بن سواد، ومحمد بن سلمة المرادي، وأحمد بن السرح.
قال أبو حاتم: لا بأس به.
قلت: مات سنة ثلاث وتسعين ومائة.
166 – ت ق:
عبد الله بن معاذ بن نشيط الصنعاني
، نزيل مكة.
عن يونس بن يزيد، ومعمر بن راشد. وعنه إبراهيم بن المنذر، وأبو خيثمة، ومحمد بن أبي عمر العدني، والزبير بن بكار، وجماعة.
وثقه مسلم وغيره، حتى يحيى بن معين، وأما عبد الرزاق فكان يكذبه.
قال أبو حاتم: هو أوثق من عبد الرزاق.
167 – ق:
عبد الله بن موسى بن إبراهيم بن طلحة التيمي الطلحي المدني
عن صفوان بن سليم، وأسامة بن زيد الليثي، وجماعة. وعنه إبراهيم بن المنذر الحزامي وأثنى عليه، ويعقوب بن محمد، ويعقوب بن كاسب، وجماعة.
قال ابن معين: صدوق، كثير الخطأ.
وقال بعض الحفاظ: ليس بحجة.
168 – ت:
عبد الله بن ميمون بن داود القداح
، المخزومي مولاهم، المكي.
عن يحيى بن سعيد الأنصاري، وجعفر الصادق، وعبيد الله بن عمر. وعنه إبراهيم الحزامي، ومؤمل بن إهاب، وأحمد بن شيبان الرملي، وأحمد بن الأزهر، وعبد الوهاب بن فليح.
قال البخاري: ذاهب الحديث.
وقال أبو زرعة: واهي الحديث.
وقال أبو حاتم: متروك.
قلت: مات في حدود المائتين.
169 – ع:
عبد الله بن نمير
، أبو هشام، الهمداني ثم الخارفي، الكوفي الحافظ.
روى عن هشام بن عروة، والأعمش، وأشعث بن سوار، وابن أبي
خالد، وزكريا بن أبي زائدة، وإبراهيم بن الفضل المخزومي، وعبيد الله بن عمر، ويزيد بن أبي زياد، وطائفة كبيرة. وعنه أحمد، وابن معين، وإسحاق الكوسج، وأحمد بن الفرات، وعلي بن حرب، والحسن بن علي بن عفان، وأبو عبيدة بن أبي السفر، وآخرون.
وثقه يحيى بن معين وغيره.
وكان مولده في سنة خمس عشرة ومائة، ومات سنة تسع وتسعين ومائة.
وقع لنا من عواليه.
170 – ع:
عبد الله بن وهب بن مسلم
، الإمام أبو محمد، الفهري مولاهم، المصري، أحد الأعلام، وعالم الديار المصرية.
قال أبو سعيد بن يونس: ولد سنة خمس وعشرين ومائة. قال: وقيل إنه مولى الأنصار.
طلب العلم وله سبع عشرة سنة، فعن ابن وهب قال: دعوت يونس بن يزيد لوليمة عرسي.
قلت: روى عن يونس، وابن جريج، وحيي بن عبد الله المعافري، وحنظلة بن أبي سفيان، وعمرو بن الحارث، وأسامة بن زيد الليثي، وعمر بن محمد العمري، وعبد الحميد بن جعفر، وأبي صخر حميد بن زياد، وعبد الله بن عامر الأسلمي، وموسى بن علي، والليث، ومالك، وخلائق. وتفقه بمالك والليث.
وعنه قال: رأيت عبيد الله بن عمر قد عمي وقطع الحديث، ورأيت هشام بن عروة جالسا في مسجد النبي صلى الله عليه وسلم، فقلت: آخذ عن ابن سمعان وأصير إلى هشام، فلما فرغت قمت إلى منزل هشام فقالوا: قد نام. فقلت: أحج وأرجع، فرجعت فوجدته قد مات.
قال محمد بن سلمة: سمعت ابن القاسم يقول: لو مات ابن عيينة لضربت إلى ابن وهب أكباد الإبل، ما دون العلم أحد تدوينه.
قال يونس بن عبد الأعلى، عن ابن وهب قال: أقرأني نافع بن أبي نعيم.
وقال أبو زرعة: نظرت في نحو ثلاثين ألف حديث لابن وهب لا أعلم أني رأيت له حديثا لا أصل له، وهو ثقة، وقد سمعت يحيى بن بكير يقول: هو أفقه من عبد الرحمن بن القاسم.
قلت: وله موطأ كبير إلي الغاية، وله كتاب الجامع، وكتاب البيعة، وكتاب المناسك، وكتاب المغازي، وكتاب الردة، وكتاب تفسير غريب الموطأ، وغير ذلك.
روى عنه الليث بن سعد، وأصبغ بن الفرج، وأبو صالح، وأحمد بن صالح، وحرملة، والحارث بن مسكين، ويحيى بن أيوب المقابري، وبحر بن نصر الخولاني، والربيع بن سليمان المرادي، ويونس بن عبد الأعلى، وأبو الطاهر ابن السرح، وبحر بن نصر، وعبد الله بن محمد بن رمح، وعلي بن خشرم، وعمرو بن سواد، وعيسى بن مثرود، ومحمد بن عبد الله بن عبد الحكم، وهارون بن سعيد الأيلي، وعبد الملك بن شعيب بن الليث، وعيسى بن أحمد العسقلاني، وأحمد بن عيسى التستري، وإبراهيم بن منقذ الخولاني، وسحنون بن سعيد القيرواني، وأحمد بن عبد الرحمن بن وهب ابن أخيه، وأمم سواهم.
وكان ثقة ثبتا من كبار الزهاد.
قال أحمد بن صالح: حدث ابن وهب بمائة ألف حديث، ما رأيت أحدا أكثر حديثا منه، وقد وقع عندنا عنه سبعون ألف حديث.
وقال يحيى بن بكير: ابن وهب أفقه من ابن القاسم.
وقال علي بن الجنيد: سمعت أبا مصعب يعظم ابن وهب ويقول: مسائله عن مالك صحيحة.
وقال أبو حاتم: صالح الحديث، صدوق.
وقال ابن عدي في كامله: ابن وهب من الثقات، لا أعلم له حديثا منكرا إذا حدث عنه ثقة.
وروى أبو طالب عن أحمد بن حنبل: ابن وهب يفصل السماع من العرض، ما أصح حديثه وأثبته، وقد كان يسيء الأخذ، لكن ما رواه وحدثه صحيحا.
وقال ابن معين: ثقة.
قال خالد بن خداش: قرئ على ابن وهب كتاب أهوال يوم القيامة - تأليفه - فخر مغشيا عليه، فلم يتكلم بكلمة حتى مات بعد أيام، رحمه الله.
وعن سحنون قال: كان ابن وهب قد قسم دهره أثلاثا؛ ثلثا في الرباط، وثلثا يعلم الناس بمصر، وثلثا في الحج. وذكر أنه حج ستا وثلاثين حجة، وكان مالك يكتب إليه: إلى عبد الله بن وهب مفتي أهل مصر، ولم يفعل هذا مع غيره.
وقد ذكر ابن وهب وابن القاسم عند مالك، فقال مالك: ابن وهب عالم، وابن القاسم فقيه.
وقال أحمد بن سعيد الهمداني: دخل ابن وهب الحمام، فسمع قارئا يقرأ:(وإذ يتحاجون في النار)، فغشي عليه.
قال أبو زيد بن أبي الغمر: كنا نسمي ابن وهب ديوان العلم.
وقال ابن أبي حاتم: سمعت أبا زرعة يقول: نظرت في حديث ابن وهب نحو ثمانين ألف حديث.
قلت: مر هذا، وقال: ثلاثين ألف حديث، فالله أعلم.
قال أبو عمر بن عبد البر: جد ابن وهب هو مسلم مولى ريحانة مولاة عبد الرحمن بن يزيد بن أنس الفهري.
وقال ابن أخي ابن وهب: طلب عباد بن محمد الأمير عمي ليوليه القضاء فتغيب، فهدم عباد بعض دارنا، فقال الصباحي لعباد: متى طمع هذا
الكذا وكذا أن يلي القضاء؟ فبلغ ذلك عمي، فدعا عليه بالعمى، فعمي بعد جمعة.
وقال حجاج بن رشدين: سمعت ابن وهب يتذمر ويصيح، فأشرفت عليه من غرفتي، فقلت: ما شأنك يا أبا محمد؟ قال: يا أبا الحسن، بينما أنا أرجو أن أحشر في زمرة العلماء أحشر في زمرة القضاة. فتغيب في يومه، فطلبوه.
قال أبو الطاهر بن عمرو: جاء نعي ابن وهب ونحن في مجلس سفيان، فقال: إنا لله وإنا إليه راجعون، أصيب المسلمون به عامة، وأصبت به خاصة.
وقال النسائي: ابن وهب ثقة، ما أعلمه روى عن الثقات حديثا منكرا.
قلت: بعض الأئمة المتنطعين تمحقل على ابن وهب في أخذه للحديث، وأنه كان يترخص في الأخذ، وابن وهب فحجة باتفاق، يكفيه قول الإمامين أبي زرعة والنسائي فيه، وما من يروي مائة ألف حديث ولا يستلحق عليه في شيء إلا وهو ثبت حافظ، والله لو غلط في المائة ألف في مائتي حديث لما أثر ذلك في ثقته.
قال أحمد بن صالح: كان ابن وهب يتساهل في المشايخ، ولو أخذ مأخذ مالك في ذلك لكان خيرا له.
قال يونس بن عبد الأعلى: مات في شعبان سنة سبع وتسعين ومائة. قال: وكانوا أرادوه على القضاء فتغيب.
قلت: وقع لي جملة من عواليه.
171 – ت:
عبد الحكيم بن منصور الخزاعي الواسطي
.
عن عبد الملك بن عمير، وعطاء بن السائب. وعنه عبد الله بن عون الخراز، وإسحاق بن شاهين، ومحمد بن عبد الله بن بزيع، ومحمد بن حرب النشاستجي، وآخرون.
وليس هو بقوي.
كذبه يحيى بن معين، وقال مرة: ليس حديثه بشيء.
وقال أبو داود: ضعيف.
وقال النسائي وغيره: متروك الحديث.
172 -
عبد الخالق بن زيد بن واقد الدمشقي
.
عن أبيه، والوضين بن عطاء، وغيرهما. وعنه نعيم بن حماد، وصفوان بن صالح، وسليمان ابن بنت شرحبيل.
قال الدارقطني: متروك الحديث.
وقال النسائي: ليس بثقة.
173 – ق:
عبد الرحمن بن سعد بن عمار
، ابن مؤذن النبي صلى الله عليه وسلم سعد القرظ، أبو محمد القرشي المخزومي المديني المؤذن.
روى عن أبيه، وأعمامه، وعن صفوان بن سليم، وأبي الزناد، وغيرهم. وعنه إسحاق بن راهوية، وهشام بن عمار، والحميدي، ويعقوب بن كاسب، وإبراهيم بن المنذر، وجماعة.
ضعفه يحيى بن معين وغيره، وصلحه بعضهم.
174 -
عبد الرحمن بن سعيد الخزاعي مولاهم
، المصري، أبو سعيد.
عن نافع بن يزيد، ومالك، والليث.
مات كهلا.
روى عنه يحيى بن بكير، ويونس بن عبد الأعلى.
مات سنة تسع وتسعين.
175 – ق:
عبد الرحمن بن سليمان بن أبي الجون العنسي الداراني الدمشقي
.
عن إسماعيل بن أبي خالد، ويحيى بن سعيد الأنصاري، وليث بن أبي سليم، ومحمد بن صالح المدني، والأعمش، وراشد بن سعد المقرائي. وعنه إسماعيل بن عياش وهو أكبر منه، ومحمد بن عائذ، وهشام بن عمار، وصفوان بن صالح، وعدة.
قال دحيم: لا أعلمه إلا ثقة.
وذكره ابن حبان في الثقات.
وقال أبو حاتم: لا يحتج به.
قلت: هذا أكبر من زاهد الشام أبي سليمان الداراني.
• - عبد الرحمن بن عبد الله، أبو سعيد، مولى بني هاشم، سيأتي بكنيته.
176 – د ن:
عبد الرحمن بن عبد الحميد المهري مولاهم
، المصري، أبو رجاء المكفوف.
من فضلاء المصريين. روى عن عقيل بن خالد، وبكر بن عمرو المعافري، وغيرهما. وعنه ابن أخته أبو الطاهر بن السرح، وعبد الله بن وهب مع تقدمه، ويونس بن عبد الأعلى.
وثقه أبو داود.
مات سنة اثنتين وتسعين ومائة.
177 – د ق:
عبد الرحمن بن عثمان بن أمية بن عبد الرحمن بن أبي بكرة
، أبو بحر الثقفي البكراوي البصري.
روى عن حميد الطويل، وحسين المعلم، وداود بن أبي هند، ومحمد
ابن عمرو، ومحمد بن السائب الكلبي، وطائفة. وعنه أبو بكر بن أبي شيبة، وبندار، ومحمد بن المثنى، ويحيى بن حكيم، والفلاس، وخلق كثير.
قال ابن المديني: كان يحيى بن سعيد حسن الرأي فيه، وحدث عنه، وأنا فلا أحدث عنه.
وقال ابن معين: ضعيف.
وقال أحمد بن حنبل: طرح الناس حديثه. هكذا رواية عبد الله عن أبيه، وأما أبو داود فقال: سمعت أحمد يقول: لا بأس به.
وقال النسائي: ضعيف.
قال الجراح بن مخلد: توفي في صفر أو المحرم سنة خمس وتسعين ومائة.
وقال ابن المديني أيضا: ذهب حديثه.
178 – خ ن:
عبد الرحمن بن القاسم بن خالد بن جنادة
، الإمام أبو عبد الله، العتقي مولاهم، المصري الفقيه.
أحد الأعلام، وأكبر أصحاب مالك القائمين بمذهبه، سمع منه، ومن نافع بن أبي نعيم، وعبد الرحمن بن شريح، وبكر بن مضر، وجماعة. وعنه أصبغ بن الفرج، وأبو الطاهر بن السرح، والحارث بن مسكين، ومحمد بن عبد الله بن عبد الحكم، وعيسى بن مثرود، وآخرون.
وقد أنفق أموالا جمة في طلب العلم.
قال النسائي: ثقة مأمون، أحد الفقهاء.
وعن مالك أنه ذكر عنده ابن القاسم فقال: عافاه الله، مثله كمثل جراب مملوء مسكا.
وقيل: إن مالكا سئل عن ابن القاسم وابن وهب، فقال: ابن وهب رجل عالم، وابن القاسم فقيه.
وعن أسد بن الفرات قال: كان ابن القاسم يختم كل يوم وليلة ختمتين، فنزل لي حين جئت إليه عن ختمة رغبة في إحياء العلم.
وبلغنا عن ابن القاسم أنه قال: خرجت إلى الحجاز اثنتي عشرة مرة، أنفقت كل مرة ألف دينار.
وروي عن ابن القاسم أنه كان لا يقبل جوائز السلطان، وكان يقول: ليس في قرب الولاة ولا الدنو منهم خير.
قال أحمد بن عبد الرحمن بن وهب: سمعت عمي يقول: خرجت أنا وعبد الرحمن بن القاسم بضع عشرة سنة إلى مالك، سنة أسأل أنا مالكا، وسنة ابن القاسم. فما سألت أنا كان عند ابن القاسم: سمعت مالكا. وما سأل هو كان عندي: سمعت مالكا. إلا أن ابن القاسم ترك من قوله ما خالف الأصل، وتركته أنا على حاله، أو كما قال.
قال الحارث بن مسكين: أخبرني أبي قال: كان ابن القاسم وهو حدث في العبادة أشهر منه في العلم.
قال الحارث: كان في ابن القاسم العبادة، والسخاء، والشجاعة، والعلم، والورع، والزهد.
قال ابن وضاح: أخبرني ثقة ثقة، عن علي بن معبد قال: رأيت ابن القاسم في النوم، فقلت: كيف وجدت المسائل؟ فقال: أف أف. قلت: فما أحسن ما وجدت؟ قال: الرباط بالإسكندرية. قال: ورأيت ابن وهب أحسن حالا منه.
وقد حدث سحنون أنه رأى ابن القاسم في النوم، فقال: ما فعل الله بك؟ قال: وجدت عنده ما أحببت. قال: فأي عمل وجدت أفضل؟ قال: تلاوة القرآن. قال: قلت: فالمسائل؟ فكان يشير بإصبعه يكشيها. قال: فكنت أسأله عن ابن وهب، فيقول: هو في عليين.
قال أبو جعفر الطحاوي: بلغني عن ابن القاسم أنه قال: ما أعلم في فلان عيبا إلا دخوله إلى الحكام، ألا اشتغل بنفسه؟
قال الحارث بن مسكين: سمعت ابن القاسم يقول في دعائه: اللهم امنع الدنيا مني، وامنعني منها. قال الحارث: فكان في الورع والزهد شيئا عجبا.
قال أبو سعيد بن يونس: ولد ابن القاسم سنة اثنتين وثلاثين ومائة، وتوفي في صفر سنة إحدى وتسعين ومائة.
أخبرنا يوسف بن أبي نصر وجماعة، قالوا: أخبرنا ابن الزبيدي قال: أخبرنا أبو الوقت السجزي قال: أخبرنا الداودي قال: أخبرنا ابن حموية قال: أخبرنا الفربري قال: حدثنا البخاري قال: حدثنا سعيد بن تليد قال: حدثنا ابن القاسم، عن بكر بن مضر، عن عمرو بن الحارث، عن يونس بن يزيد، عن ابن شهاب، عن سعيد بن المسيب وأبي سلمة (ح).
وأخبرنا أحمد ابن العماد عاليا - وهذا لفظه - قال: أخبرنا ابن قدامة قال: أخبرنا ابن البطي قال: أخبرنا الحسين بن أحمد قال: أخبرنا علي بن محمد قال: أخبرنا محمد بن عمرو قال: حدثنا يحيى بن جعفر قال: حدثنا عبد الوهاب بن عطاء قال: أخبرنا محمد بن عمرو، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إن الكريم ابن الكريم يوسف بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم). وقال: (لو لبثت في السجن مثل ما لبثه يوسف ثم جاءني الداعي لأجبته). وقال: (رحمة الله على لوط إن كان ليأوي إلى ركن شديد، فما بعث الله نبيا بعد إلا في ثروة من قومه).
لم يذكر البخاري الفصل الأول منه، وهو: إن الكريم. وقد رواه مسلم أيضا، ومن حيث العدد إلى أبي سلمة، كأن شيخنا لقي الفربري وسمعه منه.
• - ع: عبد الرحمن بن محمد المحاربي، ذكر بنسبته.
179 -
عبد الرحمن بن مسعود بن أشرس الإفريقي
، مولى الأنصار.
روى عن مالك، وعبد الله بن عمر. وعنه ابن وهب، وسعيد بن تليد، ومهدي بن جعفر، وعمران بن هارون؛ لقوه بمصر.
180 – 4:
عبد الرحمن بن مغراء
، أبو زهير الدوسي الرازي.
عن إسماعيل بن أبي خالد، والأعمش، وجماعة. وعنه محمد بن عائذ الكاتب، وسليمان بن عبد الرحمن، ومحمد بن حميد، وزنيج، ويوسف بن موسى القطان، وإسحاق بن الفيض الأصبهاني، وعدة.
وولي في أواخر عمره قضاء الأردن.
قال أبو زرعة: صدوق.
وضعفه ابن عدي.
وفي حديثه عن الأعمش مناكير، وكان طلابة للعلم حسن الحديث.
مات قبل المائتين.
181 – ع:
عبد الرحمن بن مهدي بن حسان بن عبد الرحمن
، العنبري مولاهم، وقيل: مولى الأزد، أبو سعيد البصري اللؤلؤي الحافظ، أحد الأئمة الأعلام.
ولد سنة خمس وثلاثين ومائة. قاله أحمد.
سمع أيمن بن نابل، وعمر بن أبي زائدة، وهشام بن أبي عبد الله، ومعاوية بن صالح، وإسماعيل بن مسلم العبدي قاضي جزيرة كيش، وعبد الله بن بديل المكي، وعبد الجليل بن عطية، وأبا خلدة خالد بن دينار السعدي، وشعبة، وسفيان، والمسعودي، وخلقا كثيرا.
وعنه ابن المبارك، وابن وهب، وأحمد، وإسحاق، وعلي، ويحيى، وابن أبي شيبة، وأبو خيثمة، وبندار، وأحمد بن سنان، وعبد الرحمن رستة، والقواريري، وأبو ثور، وأبو عبيد، وعبد الرحمن بن محمد بن منصور الحارثي، ومحمد بن يحيى الذهلي، وأمم سواهم.
قال أحمد بن حنبل: هو أفقه من يحيى بن سعيد. وقال: إذا اختلف هو ووكيع فابن مهدي أثبت؛ لأنه أقرب عهدا بالكتاب. واختلفا في نحو من خمسين حديثا للثوري، فنظرنا فإذا عامة الصواب في يد عبد الرحمن.
وقال أيوب بن المتوكل: كنا إذا أردنا أن ننظر إلى الدنيا والدين ذهبنا إلى دار عبد الرحمن بن مهدي.
قال إسماعيل القاضي: سمعت ابن المديني يقول: أعلم الناس بالحديث عبد الرحمن بن مهدي، قلت له: قد كتبت حديث الأعمش، وكنت عند نفسي أني قد بلغت فيها. فقلت: ومن يفيدني عن الأعمش؟، قال: فقال لي: من يفيدك عن الأعمش؟ قلت: نعم! فأطرق، ثم ذكر ثلاثين حديثا ليست عندي تتبع أحاديث الشيوخ الذين لم ألقهم أنا، لم أكتب حديثهم نازلا.
قال إسماعيل القاضي: أحفظ أن ممن ذكره منصور بن أبي الأسود.
وقال محمد بن أبي بكر المقدمي: ما رأيت أحدا أتقن لما سمع، ولما لم يسمع، ولحديث الناس من عبد الرحمن بن مهدي إمام ثبت، أثبت من يحيى بن سعيد، وأتقن من وكيع، كان عرض حديثه على سفيان.
قال القواريري: أملى علي عبد الرحمن بن مهدي عشرين ألف حديث حفظا.
وقال عبيد الله بن سعيد: سمعت ابن مهدي يقول: لا يجوز أن يكون الرجل إماما حتى يعلم ما يصح مما لا يصح.
وقال ابن المديني: كان علم عبد الرحمن بن مهدي في الحديث كالسحر.
وقال أبو عبيد: سمعت عبد الرحمن يقول: ما تركت حديث رجل إلا دعوت الله له، وأسميه.
وقال إبراهيم بن زياد سبلان: قلت لعبد الرحمن بن مهدي: ما تقول فيمن يقول القرآن مخلوق؟ فقال: لو كان لي سلطان لقمت على الجسر، فلا يمر بي أحد إلا سألته، فإذا قال: مخلوق ضربت عنقه، وألقيته في الماء.
وقال أبو داود السجستاني: التقى وكيع وعبد الرحمن في الحرم بعد العشاء، فتواقفا حتى سمعا أذان الصبح.
وعن ابن مهدي قال: لولا أني أكره أن يعصى الله تعالى لتمنيت أن لا يبقى أحد في المصر إلا اغتابني، وأي شيء أهنأ من حسنة يجدها الرجل في صحيفته لم يعمل بها،
وعنه قال: كنت أجلس يوم الجمعة، فإذا كثر الخلق، فرحت، وإذا قلوا حزنت، فسألت بشر بن منصور، فقال: هذا مجلس سوء، فلا تعد إليه، فما عدت إليه.
قال رستة: حدثنا يحيى بن عبد الرحمن بن مهدي أن أباه قام ليلة، وكان يحيي الليل كله، قال: فلما طلع الفجر رمى بنفسه على الفراش حتى طلعت الشمس، ولم يصل الصبح، فجعل على نفسه أن لا يجعل بينه، وبين الأرض شيئا شهرين، فقرح فخذاه جميعا.
قال عبد الرحمن بن عمر رستة: سمعت ابن مهدي يقول لفتى من ولد الأمير جعفر بن سليمان: بلغني أنك تتكلم في الرب، وتصفه، وتشبهه؟ قال: نعم، نظرنا فلم نر من خلق الله شيئا أحسن من الإنسان، فأخذ يتكلم في الصفة والقامة، فقال: رويدك يا بني حتى تتكلم أول شيء في المخلوق، فإن عجزنا عنه، فنحن عن الخالق أعجز.
أخبرني عما حدثني شعبة، عن الشيباني، عن سعيد بن جبير، عن عبد الله: لقد رأى من آيات ربه الكبرى قال: رأى جبريل له ست مائة جناح.
ثم قال عبد الرحمن: فصف لي مخلوقا له ست مائة جناح؟ فبقي الغلام ينظر، فقال: أنا أهون عليك، صف لي خلقا بثلاثة أجنحة، وركب الجناح الثالث منه موضعا حتى أعلم؟ قال: يا أبا سعيد، عجزنا عن صفة المخلوق، فأشهدك أني قد عجزت ورجعت.
قال أبو حاتم: سئل أحمد بن حنبل عن يحيى، وعبد الرحمن، فقال: عبد الرحمن أكثر حديثا.
قال أحمد بن عبد الله العجلي: شرب عبد الرحمن بن مهدي البلاذر، وكذا الطيالسي، فبرص عبد الرحمن، وجذم الآخر.
قال: وقال رجل لعبد الرحمن: لو قيل لك: يغفر لك ذنب أو تحفظ حديثا، أيما أحب إليك؟ قال: أحفظ حديثا!.
قال أبو الربيع الزهراني: سمعت جريرا الرازي يقول: ما رأيت مثل عبد الرحمن بن مهدي، ووصف بصره بالحديث وحفظه.
وقال نعيم بن حماد: قلت لابن مهدي: كيف تعرف الكذاب؟ قال: كما يعرف الطبيب المجنون!.
قال أبو حاتم: حدثنا محمد بن أبي صفوان: سمعت علي ابن المديني يقول: لو أخذت فأحلفت بين الركن والمقام لحلفت بالله أني لم أر أحدا قط أعلم بالحديث من عبد الرحمن بن مهدي.
قال ابن المديني: ثم كان بعد مالك عبد الرحمن بن مهدي يذهب مذهب تابعي أهل المدينة، ويقتدي بطريقتهم.
وقال: نظرت فإذا الإسناد يدور على ستة، ثم صار علمهم إلى اثني عشر، ثم صار علمهم إلى ستة: يحيى بن سعيد، وعبد الرحمن بن مهدي، ويحيى بن زكريا بن أبي زائدة، ووكيع، وابن المبارك، ويحيى بن آدم.
وقال علي: أوثق أصحاب سفيان يحيى القطان، وعبد الرحمن.
وقال أحمد بن حنبل: ابن مهدي ثقة، خيار، من معادن الصدق، صالح، مسلم.
وقال ابن مهدي: أبو الأسود يتيم عروة، أخ لهشام بن عروة من الرضاعة.
وقد قال هشام بن عروة: حدثني أخي محمد بن عبد الرحمن بن نوفل، عن أبي قال: لم يزل أمر بني إسرائيل معتدلا حتى نشأ فيهم أبناء سبايا الأمم، فقالوا فيهم بالرأي، فضلوا، وأضلوا.
قال أيوب بن المتوكل: كان حماد بن زيد إذا نظر إلى عبد الرحمن بن مهدي في مجلسه تهلل وجهه.
قال صدقة بن الفضل المروزي: أتيت يحيى بن سعيد أسأله، فقال لي: الزم عبد الرحمن بن مهدي، وأفادني عنه أحاديث، فسألت عبد الرحمن عنها، فحدثني بها.
أحمد بن سنان قال: سمعت مهدي بن حسان قال: كان عبد الرحمن يكون عند سفيان عشرة أيام، وخمسة عشر يوما بالليل والنهار، فإذا جاءنا ساعة
جاء رسول سفيان في أثره يطلبه فيدعنا، ويذهب إليه.
قال أحمد بن سنان: وسمعت ابن مهدي يقول: أفتى سفيان في مسألة، فرآني كأني أنكرت فتياه، فقال: أنت ما تقول؟ قلت: كذا وكذا، خلاف قوله، قال: فسكت.
علي ابن المديني: حدثنا عبد الرحمن قال: قال لي سفيان: لو أن عندي كتبي لأفدتك علما.
قال أحمد بن سنان: كان عبد الرحمن بن مهدي لا يتحدث في مجلسه، ولا يبرى قلم، ولا يتبسم، ولا يقوم أحد قائما كأن على رؤوسهم الطير، أو كأنهم في صلاة، فإذا رأى أحدا منهم تبسم أو تحدث لبس نعله وخرج.
قال أحمد بن سنان: سمعت عبد الرحمن يقول: عندي عن المغيرة بن شعبة في المسح على الخفين ثلاثة عشر حديثا.
وقال بندار: سمعت ابن مهدي يقول: لو استقبلت من أمري ما استدبرت لكتبت تفسير الحديث إلى جنبه، ولأتيت المدينة، حتى أنظر في كتب قوم سمعت منهم.
قال صاعقة: سمعت عليا يقول: - وذكر الفقهاء السبعة - فقال: كان أعلم الناس بقولهم وحديثهم ابن شهاب، ثم بعده مالك، ثم بعد مالك عبد الرحمن بن مهدي.
وقال أحمد بن حنبل: إذا حدث عبد الرحمن عن رجل فهو ثقة.
وقال علي: كان ورد عبد الرحمن كل ليلة نصف القرآن.
وقال محمد بن يحيى الذهلي: ما رأيت في يد عبد الرحمن بن مهدي كتابا قط.
وقال رستة: سمعت عبد الرحمن بن مهدي يقول: كان يقال إذا لقي الرجل الرجل فوقه في العلم كان يوم غنيمته، وإذا لقي من هو مثله دارسه وتعلم منه، وإذا لقي من هو دونه تواضع له وعلمه، ولا يكون إماما في العلم من حدث بكل ما سمع، ولا يكون إماما من حدث عن كل أحد، ولا من يحدث بالشاذ، والحفظ: الإتقان.
وقال ابن نمير: قال عبد الرحمن بن مهدي: معرفة الحديث إلهام.
قال يوسف بن الضحاك: سمعت القواريري يقول: كان ابن مهدي يعرف حديثه، وحديث غيره. وكان يحيى القطان يعرف حديثه.
وسمعت حماد بن زيد يقول: لئن عاش عبد الرحمن بن مهدي ليخرجن رجل من أهل البصرة.
أبو بكر بن أبي الأسود: سمعت ابن مهدي يقول، ويحيى القطان جالس، وذكر الجهمية فقال: ما كنت لأناكحهم، ولا أصلي خلفهم.
وقال عبد الرحمن رستة: سمعت عبد الرحمن بن مهدي يقول: الجهمية يريدون أن ينفوا عن الله الكلام، وأن يكون القرآن كلام الله، وأن الله كلم موسى، وقد وكده الله فقال وكلم الله موسى تكليما.
قال رستة: سألت ابن مهدي عن الرجل يبني بأهله، يترك الجماعة أياما؟ قال: لا، ولا صلاة واحدة.
وحضرت ابن مهدي صبيحة بنى على ابنيه، فخرج فأذن، ثم مشى إلى بابهما، فقال للجارية: قولي لهما يخرجان إلى الصلاة، فخرج النساء والجواري فقلن: سبحان الله، أي شيء هذا؟ فقال: لا أبرح حتى يخرجا إلى الصلاة، فخرجا بعد ما صلى، فبعث بهما إلى مسجد خارج من الدرب.
قلت: هكذا كان السلف رضي الله عنهم.
قال رستة: وكان عبد الرحمن يحج كل عام، فمات أخوه وأوصى إليه، فأقام على أيتامه، فسمعته يقول: قد ابتليت بهؤلاء الأيتام، فاستقرضت من يحيى بن سعيد أربع مائة دينار احتجت إليها في مصلحة أرضهم.
وقد طول أبو نعيم الحافظ ترجمة عبد الرحمن في الحلية، بحيث إنه روى فيها مائتين وثمانين حديثا ونيفا.
وقال: أدرك من التابعين عدة منهم: المثنى بن سعيد، وأبو خلدة، ويزيد بن أبي صالح، وداود بن قيس، وصالح بن درهم، وجرير بن حازم.
قلت: كان قد ذهب إلى أصبهان في آخر عمره وحدث بها.
توفي بالبصرة في شهر جمادى الآخرة سنة ثمان وتسعين ومائة.
182 – ق:
عبد السلام بن عبد القدوس بن حبيب الوحاظي الكلاعي الشامي أبو محمد
.
عن: هشام بن عروة، وثور بن يزيد، وإبراهيم بن أبي عبلة، وعنه: كثير بن عبيد، وأبو التقي هشام اليزني، والعباس بن الوليد الخلال، وجماعة.
وهو ضعيف كأبيه.
قال العقيلي: لا يتابع على شيء من حديثه.
وقال ابن حبان: يروي الموضوعات.
183 – ت:
عبد العزيز بن عمران بن عبد العزيز بن عمر بن عبد الرحمن بن عوف الزهري الأعرج
عن: جعفر بن محمد، وأفلح بن سعيد، وعبد الله بن جعفر المخرمي، وجماعة، وعنه: أبو مصعب، وإبراهيم بن المنذر الحزامي، وأحمد بن إسماعيل السهمي، وآخرون.
وكان شاعرا نسابة. وهو عبد العزيز بن أبي ثابت.
اتفقوا على تضعيفه.
وقال النسائي: متروك الحديث.
وقال البخاري: لا يكتب حديثه، منكر الحديث.
وقال ابن معين: لم يكن صاحب حديث، كان نسابة لم يكن بثقة.
وقال الخطيب: قدم بغداد، واتصل بصحبة يحيى البرمكي، وكان ذا بر وإفضال.
قلت: توفي سنة سبع وتسعين ومائة.
184 -
عبد العزيز بن أبي عثمان الكوفي ختن عثمان بن زائدة
.
يروي عن: موسى بن عبيدة، وسفيان الثوري، وجماعة، وعنه: زهير بن عباد، وعلي بن ميسرة، وهارون بن إسحاق الهمداني، وأبو هشام الرفاعي.
وكان كبير الشأن.
قال الرفاعي: قال لنا وكيع: اذهبوا فاسمعوا منه، هو أثبت من بقي في جامع سفيان.
وقال عبد الرحمن بن الحكم بن بشير: حدثنا عبد العزيز بن أبي عثمان، ولم أر مثله.
وقال أبو حاتم: كان ثقة.
185 – ت:
عبد الكريم بن محمد الجرجاني
. الفقيه أبو سهل.
روى عن: أبي حنيفة، والصلت بن دينار، وزهير بن محمد، وقيس بن الربيع، وسليمان بن هوذة، وجماعة، وعنه: أبو يوسف القاضي مع تقدمه، والشافعي، وقتيبة بن سعيد.
ولي قضاء جرجان، ثم كره القضاء وتركه، وحج وجاور بمكة.
ذكره حمزة السهمي في تاريخه، ولم يذكر له وفاة.
186 -
عبد الملك بن صالح بن علي بن عبد الله بن عباس بن عبد المطلب
الأمير أبو عبد الرحمن الهاشمي العباسي.
ولي المدينة والصوائف للرشيد، ثم ولي الشام والجزيرة للأمين.
وحدث عن: أبيه، ومالك بن أنس، روى عنه: ابنه علي، والأصمعي، وفليح بن إسماعيل، وغيرهم حكايات.
وقد كان الرشيد بلغه أن عبد الملك على نية الخروج عليه، فخاف منه، وطلبه ثم حبسه، ثم لاح له بطلان ذلك، فأطلقه، وأنعم عليه.
وعن عبد الرحمن مؤدب أولاد عبد الملك بن صالح قال: قال عبد الملك: لا تطريني في وجهي، فأنا أعلم بنفسي منك، ولا تعينني على ما
يقبح ودع: كيف أصبح الأمير؟ وكيف أمسى؟ واجعل مكان التعريض لي صواب الاستماع مني.
روى إسحاق بن إبراهيم النديم، عن أبيه قال: كنت بين يدي الرشيد، والناس يعزونه في طفل، ويهنونه بمولود ولد تلك الليلة، فقال عبد الملك بن صالح: يا أمير المؤمنين آجرك الله فيما ساءك، ولا ساءك فيما سرك، وجعل هذه بهذه جزاء للشاكر، وثوابا للصابر.
الرياشي: حدثنا الأصمعي قال: كنت عند الرشيد، فأتي بعبد الملك بن صالح يرفل في قيوده، فلما مثل بين يديه، التفت الرشيد يحدث يحيى بن خالد، وتمثل ببيت عمرو بن معدي كرب:
أريد حباءه، ويريد قتلي عذيري من خليلك من مراد
ثم قال: يا عبد الملك، لكأني والله أنظر إلى شؤبوبها قد همع، وإلى عارضها قد لمع، وكأني بالوعيد قد أورى نارا، فأبرز عن براجم بلا معاصم، ورؤوس بلا غلاصم، فمهلا مهلا بني هاشم، فبي والله، سهل لكم الوعر، وصفا لكم الكدر، وألقت إليكم الأمور أزمتها، فبدار بدار لكم من حلول داهية، أو حنوط باليد والرجل.
فقال: أتكلم يا أمير المؤمنين؟ قال: قل.
قال: اتق الله فيما ولاك، واحفظه في رعاياك التي استرعاك، ولا تجعل الكفر بموضع الشكر، والعقاب بموضع الثواب، فقد والله سهلت لك الوعور، وجمعت على خوفك، ورجائك الصدور، وسددت أواخي ملكك بأوثق من ركن يلملم، فأعاده إلى محبسه، ثم أقبل علينا، فقال: والله لقد نظرت إلى موضع السيف من عنقه مرارا، فمنعني من قتله إبقائي على مثله.
قال: فأراد يحيى بن خالد أن يضع من عبد الملك إرضاء للرشيد، فقال له: يا عبد الملك بلغني أنك حقود. قال: أيها الوزير إن كان الحقد هو بقاء الخير والشر، إنهما لباقيان في قلبي.
فقال الرشيد: ما رأيت أحدا احتج للحقد بأحسن من هذا.
ويقال: إنه إنما حبسه لما رآه نظيرا له في أشياء من النبل والفصاحة.
مات بالرقة سنة ست وتسعين ومائة، قاله خليفة بن خياط.
187 – خ م ن ق: عبد الملك بن الصباح المسمعي الصنعاني ثم البصري أبو محمد.
عن: ثور بن يزيد، وابن عون، وهشام بن حسان، وشعبة، وجماعة، وعنه: إسحاق بن راهويه، وبندار، ورستة، ومحمد بن المثنى، ومحمد بن يحيى الذهلي، وآخرون.
مات سنة مائتين.
قال أبو حاتم: صالح الحديث.
188 – د ن:
عبد الملك بن عبد الرحمن الصنعاني الذماري
وذمار من قرى صنعاء.
روى عن: إبراهيم بن أبي عبلة، وسفيان بن سعيد، والأوزاعي، ومحمد بن جابر السحيمي، وعنه: أحمد، وإسحاق، وأحمد بن صالح، والفلاس، ونوح بن حبيب القومسي.
وثقه الفلاس.
وقال أبو حاتم: ليس بالقوي.
وقال أبو داود: ضربت عنق عبد الملك الذماري صبرا، قضى بقود، فدخلت الخوارج فقتلته.
وقال ابن عدي: كان قد نزل البصرة.
وقال البخاري: هو شامي نزل البصرة.
فأما إبراهيم بن محمد بن عرعرة، ونوح بن حبيب فسمياه عبد الملك بن هشام، فلعلهما اثنان.
189 – د ن ق:
عبد الملك بن محمد البرسمي الصنعاني الدمشقي
عن: ثابت بن عجلان، ويحيى بن سعيد الأنصاري، ومعمر بن راشد، والأوزاعي، وأبي سلمة العاملي، وعدة، وعنه: زيد بن المبارك الصنعاني، وهشام بن عمار، وعمرو بن عثمان الحمصي، وداود بن رشيد، وسليمان بن عبد الرحمن، وجماعة.
وثقه سليمان بن عبد الرحمن، ولينه دحيم.
وقال أبو حاتم: يكتب حديثه.
190 -
عبد الملك بن مهران
، أبو هاشم الرفاعي الموصلي المغازلي.
روى عن: عمرو بن دينار، وسهيل بن أبي صالح، وزيد بن أسلم، وجماعة، وعنه: بقية، وأحمد بن أبي الحواري، وسليمان بن عبد الرحمن، وموسى بن أيوب النصيبي.
قال العقيلي: صاحب مناكير.
وقال ابن عدي: مجهول.
قلت: كذا ذكره أبو القاسم بن عساكر.
191 – ت:
عبد المنعم بن نعيم الأسواري البصري أبو سعيد صاحب السقاء
.
عن: الجريري، ويحيى بن مسلم البكاء، وعنه: يونس بن محمد المؤدب، ومحمد بن أبي بكر المقدمي، وعقبة بن مكرم العمي، وغيرهم.
قال البخاري: منكر الحديث.
وقال الدارقطني: ضعيف.
192 -
عبد الواحد بن سليمان الأزدي البصري البراء
.
عن: ابن عون، وحميد الطويل، وعنه: مسلم بن إبراهيم، وعبد الصمد، ومحمد بن جعفر المدائني، وإبراهيم بن عبد الله بن خالد المصيصي، والحسن بن محمد الزعفراني، وغيرهم.
محله الصدق.
قال أبو حاتم: مجهول.
193 -
عبد الوهاب بن حميد اليحصبي
.
عن: طلحة بن عمر، وعبد الجليل بن حميد، وعنه: عمران الصوفي، وأحمد بن السرح.
توفي قريبا من سنة خمس وتسعين ومائة بمصر.
194 – ع: عبد الوهاب الثقفي هو ابن عبد المجيد بن الصلت بن عبيد الله بن الحكم بن أبي العاص، أبو محمد البصري الحافظ، أحد الأئمة.
روى عن: أيوب السختياني، وخالد الحذاء، ومالك بن دينار، وحميد الطويل، وطبقتهم، وعنه: أحمد بن حنبل، والشافعي، وأبو حفص الفلاس، وبندار، وحفص الربالي، والحسن بن عرفة، وخلق كثير.
روي عن الفلاس قال: كانت غلة عبد الوهاب الثقفي في السنة نحو أربعين ألفا، ينفقها كلها على أصحاب الحديث.
وقال الجاحظ: ذكر عبد الوهاب الثقفي عند النظام فقال: هو والله أحلى من أمن بعد خوف، وبرء بعد سقم، وخصب بعد جدب، وغنى بعد فقر، ومن طاعة المحبوب، وفرج المكروب.
وقال علي ابن المديني، وابن معين: ثقة.
وقال قتيبة: ما رأيت مثل هؤلاء الفقهاء الأربعة: مالك، والليث، وعباد بن عباد، وعبد الوهاب الثقفي.
وقال ابن المديني: ليس في الدنيا كتاب عن يحيى بن سعيد أصح من كتاب عبد الوهاب الثقفي.
وقال أحمد العجلي: ثقة.
وقال العقيلي: حدثنا محمد بن زكريا، قال: حدثنا عقبة بن مكرم قال: كان عبد الوهاب الثقفي قد اختلط قبل موته بثلاث سنين أو أربع.
قال: وحدثنا الحسين بن عبد الله الذارع، قال: حدثنا أبو داود، قال: جرير بن حازم، وعبد الوهاب الثقفي تغيرا، فحجب الناس عنهم.
الحميدي: حدثنا عبد الوهاب الثقفي، عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جابر: أن رسول صلى الله عليه وسلم قضى باليمين مع الشاهد.
قال العقيلي: قال مالك، وابن جريج، وسليمان بن بلال، وعبد العزيز بن المطلب، والدراوردي، وإسماعيل بن جعفر، وأبو ضمرة، ويحيى القطان، وعبد العزيز بن أبي حازم، ويحيى بن سليم، عن جعفر، عن أبيه.
مرسلا: قلت: عبد الوهاب ثقة، والثقة يهم في الشيء بعد الشيء، وأما اختلاطه فما ضر حديثه؛ لأنه حجب فبقي بمنزلة من مات.
وكان مولده في سنة عشر ومائة، ومات في سنة أربع وتسعين ومائة.
195 -
عبيد الله ابن المهدي محمد ابن المنصور العباسي
.
وأمه رائطة بنت السفاح.
مات سنة أربع أو خمس وتسعين ومائة، وله عقب، وكان عظيم الجلالة في دولة أخيه الرشيد.
196 -
عبيد الله بن سهيل بن صخر الغداني أبو أحمد
.
عن: عقبة بن أبي جسرة، وغيره، وعنه: ابنه أحمد، وعلي ابن المديني، ومحمد بن يحيى القطعي، قاله ابن أبي حاتم.
197 – م ن ق:
عبيد بن سعيد بن أبان أبو محمد القرشي الأموي الكوفي
، أخو يحيى وعنبسة ومحمد وعبد الله.
حدث عن: الأعمش، وكامل أبي العلاء، وسفيان، وشعبة، وعنه: ابن راهويه، وابنا أبي شيبة، وأبو كريب، وعلي بن محمد الطنافسي.
وثقه أبو حاتم.
وقال ابن حبان: مات سنة مائتين.
198 – ق:
عبيد بن القاسم الأسدي الكوفي
.
عن: هشام بن عروة، والأعمش، وإسماعيل بن أبي خالد، وعنه: أحمد بن حنبل، وابن معين، وداود بن رشيد، وأحمد بن المقدام.
قال ابن حبان: حدث عن هشام بنسخة موضوعة.
وقال البخاري: ليس بشيء، لا يعرف.
ثم قال: حدثني عبد الله، قال: حدثنا الصلت بن مسعود، قال: حدثنا عبيد بن القاسم، قال: حدثنا هشام، عن أبيه، عن عائشة: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يأكل من كل طعام مما يليه، فإذا أتي بالتمر جالت يده.
قال يحيى بن معين: سمعنا منه، وكان كذابا.
199 – ت:
عبيد بن واقد القيسي
بصري، يقال اسمه عباد.
حدث عن: سعيد بن عطية الليثي، وزربي أبي محمد، وجماعة من الغرباء
الذين لا يكادون يعرفون، وعنه: نصر بن علي، وابن مثنى، وعمر بن شبة، وعبد الله بن عمر الأصبهاني أخو رستة.
ضعفه أبو حاتم.
200 – ق:
عتبة بن حماد أبو خليد الحكمي الدمشقي القارئ
إمام جامع دمشق.
حدث عن: الزبيدي، والأوزاعي، وابن ثوبان، والوضين بن عطاء، وسعيد بن عبد العزيز، ومنيب بن مدرك، وعنه: ابنه خليد، وهشام بن خالد الأزرق، وأيوب بن محمد الوزان، وسليمان ابن بنت شرحبيل، وسليمان بن أحمد الواسطي، ومحمد بن وهب بن عطية.
وثقه أبو علي النيسابوري، وأبو بكر الخطيب.
وقال أبو حاتم: شيخ.
201 – خ 4:
عثام بن علي بن هجير الكلابي العامري الكوفي
والد علي بن عثام.
روى عن: هشام بن عروة، والأعمش، وغيرهما، وعنه: ابنه، وأبو سعيد الأشج، وأحمد بن بديل، وخليفة بن خياط، وعلي بن حرب، وجماعة.
قال أبو حاتم: صدوق.
وقال غيره: مات سنة خمس وتسعين ومائة، وقيل سنة أربع.
202 – خ ت:
عثمان بن فرقد البصري العطار
عن: هشام بن عروة، وجعفر بن محمد، وعنه: ابن المديني، وزيد بن أخزم، ومحمد بن المثنى، ومحمد شيخ للبخاري، وكنيته أبو معاذ.
وثق، وقد لينه بعضهم يسيرا.
203 -
عراك بن خالد بن يزيد بن صالح بن صبيح المري أبو الضحاك
، الدمشقي المقرئ.
قرأ على يحيى الذماري، وحدث عن: أبيه، وإبراهيم بن أبي عبلة، وعثمان بن عطاء الخراساني، وغيرهم.
وأقرأ الناس مدة، فقرأ عليه: هشام بن عمار، والربيع بن ثعلب، وحدث عنه: ابن ذكوان، ومحمد بن وهب، وموسى بن عامر المري، وطائفة.
قال الدارقطني: لا بأس به.
وقال أبو حاتم: مضطرب الحديث.
قلت: روى له أبو داود في كتاب القدر له.
204 – ن:
عرعرة بن البرند بن النعمان بن علجة أبو محمد القرشي السامي الناجي البصري
، والد محمد، وسليمان، وإسماعيل.
روى عن: خاله عباد بن منصور، وهشام بن عروة، وابن عون، ومحمد بن عمرو بن علقمة، وعنه: حفيده إبراهيم بن محمد بن عرعرة، وإسحاق بن راهويه، والفلاس، ومحمد بن المثنى، وحميد بن الربيع.
ضعفه ابن المديني، وقواه ابن حبان، وغيره.
مات سنة اثنتين وتسعين ومائة.
205 -
عصمة بن محمد بن فضالة بن عبيد الأنصاري المدني
.
عن: موسى بن عقبة، وسهيل بن أبي صالح، وهشام بن عروة، ويحيى بن سعيد الأنصاري، وجماعة، وعنه: سعيد بن سلمة الأنصاري، ومحمد بن سعد، وعبد الله بن إبراهيم الغفاري، والسري بن عاصم.
قال ابن معين: كذاب.
وقال العقيلي: يحدث بالبواطيل.
قلت: له عن موسى بن عقبة، عن كريب، عن ابن عباس مرفوعا: كلوا التمر على الريق فإنه يقتل الدود هذا موضوع.
قال الدارقطني: متروك الحديث.
206 -
عطاء بن جبلة الفزاري
شيخ بغدادي واه، له عن: عباد بن منصور، والأعمش، وليث بن أبي سليم، وابن جريج، وعنه: محمد بن الصباح الجرجرائي، وإبراهيم بن موسى الفراء، وجماعة.
قال أبو زرعة: منكر الحديث.
وقال أبو حاتم: ليس بالقوي.
207 – ت ق:
علي بن أبي بكر الرازي الأسفذني
، وأسفذن بذال معجمة.
له عن: فضيل بن مرزوق، ومحمد بن إسحاق، ومهدي بن ميمون، وسفيان الثوري، وعنه: مخلد بن مالك الجمال، ومحمد بن حميد، ومحمد بن عبيد الهمذاني، وغيرهم.
وكان رجلا صالحا ورعا.
وثقه أبو حاتم.
وقال مخلد الجمال: ما رأيت أحدا أورع منه.
وقال القاسم بن زكريا: كان عند محمد بن حميد الرازي، عن علي بن أبي بكر عشرة آلاف حديث.
وقيل كان من الأبدال.
208 -
علي بن حرملة التيمي تيم الرباب
.
ولي قضاء القضاة بعد محمد بن الحسن، وكان من جلة أصحاب أبي حنيفة، وأبي يوسف.
ذكره الخطيب مختصرا.
209 -
علي بن زياد الفقيه أبو الحسن السهمي مولاهم الإسكندراني
، يعرف بالمحتسب.
روى عن: مالك، وغيره، وعنه: سعيد بن أبي مريم، ويونس بن عبد الأعلى، وكان زاهدا عابدا.
قال ابن عبد الحكم: قام علي بن زياد إلى الرشيد، وهو يخطب الناس بمكة، فقال: كبر مقتا عند الله أن تقولوا ما لا تفعلون فأمر به فضرب مائة سوط، فكان في البيت يتأوه، ويقول: الموت الموت، ثم أرسل إليه الرشيد يطلب أن يحالله، فأحله.
وعن ابن وهب قال: ما تشبه علي بن زياد إلا بنوح في قومه، لا يمل، ولا يفتر من الموعظة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
مات سنة ثلاث وتسعين ومائة، رحمه الله تعالى.
210 – ق:
علي بن ظبيان أبو الحسن العبسي الكوفي
قاضي القضاة للرشيد.
يقال: ولي بعد موت محمد بن الحسن، وقبل ذلك كان على قضاء الجانب الشرقي ببغداد.
روى عن: إسماعيل بن أبي خالد، وعبيد الله بن عمر، وأبي حنيفة، وعدة، وعنه: علي ابن المديني، وداود بن رشيد، وعثمان بن أبي شيبة، وعلي بن مسلم الطوسي، ومحمد بن قدامة المصيصي، ومحمد بن قدامة الجوهري، وجماعة.
قال ابن معين: ليس بشيء.
وقال النسائي: ليس بثقة.
وقال الخطيب: كان جليلا دينا متواضعا فقيها من أصحاب الإمام أبي حنيفة، محمود الأحكام.
توفي سنة اثنتين وتسعين، ومائة بقرميسين.
قال البخاري: منكر الحديث.
ومما انفرد به عن عبيد الله، عن نافع، عن ابن عمر مرفوعا قال: المدبر من الثلث. أخرجه ابن ماجه، عن عثمان بن أبي شيبة، عنه: وقال: ليس له أصل.
وقد رواه الشافعي، عن علي بن ظبيان، فلم يرفعه، ثم قال: قال ابن ظبيان: كنت أرفعه، فقال أصحابنا: ليس بمرفوع، فوقفته.
قال أبو زرعة: هو واهي الحديث جدا.
وروى أحمد بن محمد بن محرز، عن ابن معين قال: كذاب خبيث.
وقال ابن عدي: الضعف على رواياته بين.
وأما الحافظ أبو علي النيسابوري فقال: لا بأس به.
211 -
علي بن عيسى بن ماهان
، الأمير.
من كبار قواد الدولة، وهو الذي أشار على الأمين بخلع أخيه المأمون من ولاية العهد، فأمره الأمين على أصبهان والجبال، فسار في جيش لجب، وقدم جيش المأمون عليهم طاهر بن الحسين، فالتقى الجمعان، فكان علي بن
عيسى أول قتيل.
وذلك في سنة خمس وتسعين ومائة، وكان قد شاخ، وكان مقتله بظاهر الري.
212 -
علي بن القاسم الكندي الكوفي
.
عن: عاصم الأحول، وعاصم بن رجاء بن حيوة، ومعروف بن خربوذ، وعنه: سعيد بن محمد الجرمي، وأبو سعيد الأشج، وعبيد بن إسحاق العطار.
قال أبو حاتم: ليس بالقوي.
213 -
علي بن المبارك الأحمر
.
شيخ العربية، وتلميذ الكسائي، كان مؤدب الأمين بتعيين الكسائي له.
جرت بينه وبين سيبويه مناظرة.
قال ثعلب: كان الأحمر يحفظ سوى ما يحفظ أربعين ألف بيت من الشعر شاهدا في النحو.
وقال الأحمر: قعدت ساعة، فوصل إلي فيها ثلاث مائة ألف درهم.
وقيل: إنه كان في أول أمره من رجالة النوبة بباب الخلافة، وكان يتوقد ذكاء، فرأى الكسائي يغدو ويروح، فأحب العربية، ولزم الكسائي إلى أن برع، وصيره الكسائي يعلم أولاد الرشيد عوضا عن نفسه.
وللأحمر عدة تلامذة. أخذ عنه: إسحاق النديم، وسلمة بن عاصم.
وقيل: إن محمد بن الجهم أدركه، فقال: كنا إذا أتينا الأحمر تلقانا الخدم، فندخل قصرا من قصور الملوك، ثم يخرج لنا وعليه ثياب الملوك، ينفح منه المسك وهو يتبسم، ونصير إلى الفراء، فيخرج إلينا معبسا، فيجلس على بابه، ونجلس على الأرض بين يديه، فيكون أحلى عندنا من الأحمر.
قال سلمة بن عاصم: كان الفراء بينه وبين الأحمر متباعدا، فمات الأحمر بطريق مكة، فاسترجع الفراء وتوجع له.
توفي سنة أربع وتسعين ومائة.
ويقال: اسمه علي بن الحسن، فالله أعلم.
214 – ن:
عمارة بن بشر الدمشقي
عن: الأوزاعي، وعبد الرحمن بن يزيد بن جابر، وعنه: علي بن سهل الرملي، ونصير بن الفرج، ويوسف بن سعيد بن مسلم.
حدث عام مائتين.
215 -
عمر بن حفص العبدي البصري
.
عن: ثابت البناني، ومالك بن دينار، ومطر الوراق، وعنه: العلاء بن سالم، وأحمد بن بشار.
ضعفه مسلم، وغيره.
مات سنة ثمان وتسعين ومائة، وقيل: سنة تسع وتسعين.
216 -
عمر بن حفص بن عمر بن ثابت الأنصاري أبو سعد
.
عن: أبيه، وأبي حميد الساعدي، وعنه: يعقوب بن كعب الحلبي، وداود بن رشيد، وهشام بن عمار. كناه الحاكم.
217 -
عمر بن حفص المعيطي
.
عن: أبي حيان التيمي، وهشام بن عروة، وعبد الملك بن أبي سليمان، وعنه: أحمد بن حنبل، وغيره.
قال أبو حاتم: لا بأس به.
218 -
عمر بن زرعة الخارفي
.
عن: محمد بن سالم، وعيسى بن عمر، وعنه: قتيبة، وأبو بكر بن أبي شيبة، وابن نمير، وأبو سعيد الأشج.
219 -
عمر بن صالح بن أبي الزاهرية الأزدي البصري الأوقص
. نزيل دمشق.
عن: أبي جمرة الضبعي، وأيوب السختياني، ومالك بن دينار، وعنه: داود بن رشيد، وسليمان بن عبد الرحمن، ومحمد بن مصفى، وموسى بن عامر.
قال أبو حاتم: ضعيف.
وقال النسائي: متروك.
220 – د ن ق:
عمر بن عبد الواحد بن قيس أبو حفص السلمي الدمشقي
.
عن: يحيى بن الحارث الذماري، وتلا عليه كتاب الله.
وروى عن: الأوزاعي، وعمر بن محمد العمري، وعبد الرحمن بن ثوبان، والنعمان بن المنذر، وجماعة.
قرأ عليه هشام بن عمار، وروى عنه: هو، ودحيم، وإسحاق بن راهويه، ومحمود بن خالد، وموسى بن عامر، وأبو عتبة الحجازي، وعدة.
وثقه أحمد العجلي، وغيره.
ولد سنة ثماني عشرة ومائة، وتوفي سنة مائتين، ولم يلحق الأخذ عن والده، مات قديما.
221 – ت ق:
عمر بن هارون البلخي أبو حفص الثقفي مولاهم
.
عن: جعفر بن محمد، وابن جريج، وأسامة بن زيد، وأيمن بن نابل، وطائفة، وعنه: قتيبة، وعثمان بن أبي شيبة، وأبو سعيد الأشج، وسريج بن يونس، ومحمد بن حميد الرازي، وأحمد بن حنبل، ويحيى بن موسى (خت)، ونصر بن علي الجهضمي، وجماعة سواهم.
وكان قد جاور بمكة، وتزوج ابن جريج بأخته فيما قيل.
ضعفه ابن معين، والناس.
وقال النسائي، وجماعة: متروك، وبعضهم كذبه.
قال محمد بن عمرو زنيج: قال عمر بن هارون: ألقيت من حديثي سبعين ألفا لأبي جزء عشرين ألفا، ولعثمان البري كذا وكذا، فسئل زنيج
عنه، فقال: قال بهز: أرى يحيى بن سعيد القطان حسده، قال: أكثر عن ابن جريج، من يلازم رجلا اثنتي عشرة سنة لا يريد أن يكثر عنه؟.
قال زنيج: وبلغني أن أمه كانت تعينه على الكتاب.
قلت: قد طول شيخنا أبو الحجاج الحافظ ترجمته، وهو مع ضعفه حافظ إمام مقرئ مكثر.
قال فيه قتيبة: كان شديدا على المرجئة، من أعلم الناس بالقراءات.
وقال غيره: مات ببلخ في أول يوم من رمضان سنة أربع وتسعين ومائة.
ومن مناكيره: قال هناد بن السري: حدثنا عمر بن هارون، عن أسامة بن زيد، عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يأخذ من لحيته من طولها وعرضها، فهذا لا يعرف إلا به، ويخالفه ما ثبت من قوله عليه السلام: اعفوا اللحى.
قال ابن سعد: كتب عنه الناس كثيرا، وتركوا حديثه.
وقال أحمد بن سيار: كان أبو رجاء، يعني قتيبة، يطريه ويوثقه، ويقول: كان شديدا على المرجئة، وكان من أعلم الناس بالقراءات، كان القراء يقرءون عليه ويختلفون إليه في الحروف، فسألت عبد الرحمن بن مهدي عنه وقلت: قد أكثرنا عنه، وبلغنا أنك تذكره، فقال: أعوذ بالله ما قلت فيه إلا خيرا، ما هو عندنا بمتهم.
وقال ابن الجنيد: سمعت ابن معين يقول: كذاب، قدم مكة، وقد مات جعفر بن محمد، فحدث عنه.
222 – 4:
عمران بن عيينة بن أبي عمران أبو الحسن الهلالي الكوفي
، أخو سفيان الإمام.
روى عن: حصين بن عبد الرحمن، وعطاء بن السائب، وأبي إسحاق السبيعي، وعبد الملك بن عمير، وعنه: زيد بن الحريش، وعبدة بن عبد الرحيم المروزي، وأبو سعيد الأشج، وعمرو بن علي الباهلي، وآخرون.
قال يحيى بن معين: صالح الحديث.
وقال أبو حاتم: لا يحتج به، يأتي بالمناكير.
وقال العقيلي: له وهم وخطأ.
وضعفه أبو زرعة، وقواه غيره.
223 – ق:
عمرو بن بكر السكسكي الشامي
.
عن: إبراهيم بن أبي عبلة، وابن جريج، وثور بن يزيد، وعنه: إبراهيم بن محمد الفريابي، وأبو الدرداء هاشم بن محمد المقدسيان.
اتهمه ابن حبان بالوضع.
224 -
عمرو بن حمران
.
شيخ بصري نزل الري، له عن: عوف، وهشام بن حسان، وابن عون، وعنه: يوسف بن موسى القطان، ومحمد بن عيسى الدامغاني، وآخرون.
قال أبو حاتم: صالح الحديث.
225 -
عمرو بن خليفة البكراوي أخو هوذة
، يكنى أبا عثمان.
شيخ بصري صدوق، روى عن: محمد بن عمرو، وأشعث الحمراني، وعنه: محمد بن المثنى، ومحمد بن بشار، وغيرهما.
226 -
عمرو بن مجمع الكوفي
.
عن: إسماعيل بن أبي خالد، ويونس بن خباب، وغيرهما، وعنه: أحمد بن أبي سريج، وأبو كريب، ومحمد بن هشام المروزي، وآخرون.
قال ابن معين: ليس بشيء.
وقال الدارقطني: ضعيف.
227 – م 4:
عمرو بن محمد العنقزي أبو سعيد الكوفي
.
محدث مشهور، والعنقز: هو المرزنجوش.
حدث عن: ابن جريج، وأبي حنيفة، وحنظلة بن أبي سفيان، وعيسى بن طهمان، والثوري، وإسرائيل، وعنه: قتيبة، وابن راهويه، وأبو سعيد الأشج، ومحمد بن يحيى الذهلي، وجماعة.
وثقه أحمد بن حنبل، وغيره.
مات سنة تسع وتسعين ومائة.
128 – د ن:
عمرو بن هاشم الجنبي أبو مالك الكوفي
.
عن: هشام بن عروة، وإسماعيل بن أبي خالد، وأشعث بن سوار، وابن إسحاق، وطبقتهم، وعنه: يحيى بن معين، وإسحاق بن موسى الخطمي، والحسن بن حماد الحضرمي، وعبد الله بن الوضاح، ومحمد بن أبي السري، ويعقوب الدورقي.
قال ابن عدي: هو صدوق إن شاء الله.
وقال ابن حبان: كان ممن يقلب الأخبار، لا يجوز الاحتجاج به.
وقال أحمد: صدوق.
وقال النسائي: ليس بالقوي.
أخبرنا أبو المعالي الأبرقوهي، قال: أخبرنا الفتح بن عبد السلام، قال: أخبرنا هبة الله الحاسب، قال: أخبرنا أبو الحسين بن النقور، قال: حدثنا عيسى بن علي، إملاء قال: قرئ على يحيى بن صاعد، وأنا أسمع: حدثكم الحسن بن حماد سجادة، وعبد الله بن الوضاح اللؤلؤي قالا: حدثنا عمرو بن هاشم أبو مالك الجنبي، عن عبيد الله بن عمر، عن نافع، عن ابن عمر قال: كانت امرأة تأتي قوما فتستعير منهم الحلي، ثم تمسكه، فرفع ذلك إلى النبي
• صلى الله عليه وسلم فقال: لتتوب هذه المرأة إلى الله وإلى رسوله، وترد على الناس متاعهم، قم يا فلان فاقطع يدها.
هذا حديث غريب من العوالي أخرجه النسائي، عن عثمان بن عبد الله بن خرزاذ، عن الحسن بن حماد، فوقع بدلا بدرجتين عاليا.
• - م 4: عمرو بن الهيثم أبو قطن. يأتي بالكنية.
229 -
عمير بن عبد المجيد أبو المغيرة الحنفي
هو أخو أبي بكر الحنفي.
روى عن: عبد الحميد بن جعفر، وعنه: أبو خيثمة، وبندار، ومحمد بن معمر، وآخرون، قال أبو حاتم: ليس به بأس.
230 – د خ مقرونا:
عنبسة بن خالد بن يزيد الأيلي
.
عن: عمه يونس، وابن جريج، ورجاء بن جميل.
يكنى أبا عثمان.
روى عنه: ابن وهب مع تقدمه، ومحمد بن مهدي الإخميمي، وأحمد بن صالح المصري.
قال أبو داود: عنبسة أحب إلينا من الليث، كأنه يعني في يونس بن يزيد خاصة.
قلت: غمزه يحيى بن بكير، وقال: ما كان أهلا للأخذ عنه.
وقال أبو حاتم: كان على الخراج، فكان يعلق النساء بالثدي.
مات سنة ثمان وتسعين ومائة.
231 -
عون بن عبد الله بن عون بن عتبة بن مسعود الهذلي الكوفي
.
ولي القضاء ببغداد في أيام المهدي، ويقال: في أيام الرشيد.
أخذ عن: الأعمش، وغيره.
ولا يحفظ عنه شيء مسند.
قال الخطيب: مات سنة ثلاث وتسعين ومائة.
232 – د:
عون بن كهمس بن الحسن البصري التميمي
.
عن: أبيه، وسليمان التيمي، وهشام بن حسان، وعنه: خلف بن خليفة، ومحمد بن بشار، وأحمد بن عبد الله بن منجوف، وآخرون.
قال أبو داود: لم يبلغني إلا خير.
233 -
العلاء بن الحصين الكوفي أبو حصين الفقيه
، قاضي الري.
روى عن: عائذ بن شريح، والثوري، والليث، وخالد بن إياس، وطائفة، وعنه: عبد الله بن الجهم، ويوسف بن واقد، ومحمد بن الحسن بن المختار، ومحمد بن حميد الحافظ.
وكان يقضي بحصن الأزادان.
قال أبو حاتم: كوفي، صالح الحديث.
324 -
عيسى بن شعيب أبو الفضل البصري النحوي الضرير
.
عن: مطر الوراق، وسعيد بن أبي عروبة، وأبي حرة واصل، وروح بن القاسم، وعنه: عمرو الفلاس، ومحمد بن المثنى، ومحمد بن موسى الحرشي، وعباس بن يزيد البحراني، وآخرون.
صدقه الفلاس، وتركه غيره.
قال ابن حبان: فحش خطؤه فاستحق الترك.
قلت: ومما نقموا على عيسى بن شعيب حديث: قدس العدس على لسان سبعين نبيا، وهذا باطل. سمعه منه عبيد بن سعيد.
ولم أجد له ذكرا في كثير من كتب المجروحين.
وما ذكره العقيلي بل ذكر آخر، قال: عيسى بن شعيب بن ثوبان المدني. عن: فليح، لا يتابع على حديثه.
رواه عنه إبراهيم بن المنذر الحزامي، ثم ساق له العقيلي خبرا منكرا.
235 -
الغازي بن قيس
. أبو محمد الأندلسي،
أحد الأئمة المشاهير ارتحل إلى المشرق، وروى عن: ابن جريج، والأوزاعي، ومالك، وأخذ عنه الموطأ، وحفظه.
وكان كبير الشأن، مجاب الدعوة. وكان يقول: ما كذبت منذ احتلمت.
روى عنه: عبد الملك بن حبيب صاحب الواضحة.
وقال القاضي عياض: كان من أهل إفريقية. قرأ القرآن على نافع.
حدث عنه: عثمان بن أيوب، وأصبغ بن خليل، وغيرهما.
وعن أصبغ قال: سمعت الغازي يقول: والله ما كذبت كذبة قط منذ اغتسلت، ولولا أن عمر بن عبد العزيز رحمه الله قاله ما قلته.
قال أبو عمرو الداني: الغاز بن قيس الأموي القرطبي، قرأ على نافع، وضبط عنه اختياره، وسمع من ابن أبي ذئب، وهو أول من أدخل قراءة نافع، وموطأ مالك الأندلس، وعنه قال: عرضت مصحفي هذا، بمصحف نافع بن أبي نعيم ثلاث عشرة مرة.
روى عن الغازي القراءة: ابنه عبد الله.
وكان صالحا عابدا كثير التهجد بالليل، رحمه الله.
مات الغازي سنة تسع وتسعين ومائة.
236 -
غالب بن فائد الأسدي الكوفي المقرئ
.
عرض على حمزة. وسمع من: سفيان، وإسرائيل، وعنه: أبو سعيد الأشج، وسهل بن عثمان، وغيرهما.
قال أبو حاتم: ليس به بأس.
237 -
غسان بن عبيد الموصلي الأزدي
.
عن: ابن أبي ذئب، وعكرمة بن عمار، وغيرهما، وعنه: عبد الجبار بن عاصم، وسعدان بن نصر، وغيرهما.
ضعفه أحمد.
واختلف قول ابن معين فيه.
وقال الدارقطني: صالح.
وقال ابن عمار: كان يعالج الكيمياء.
قلت: هذا يدل على قلة ورعه.
238 – ن:
غسان بن مضر الأزدي البصري
.
سمع من: سعيد بن يزيد حديثا واحدا.
رواه عنه: أحمد بن حنبل، وخليفة بن خياط، وأبو حفص الفلاس، ومحمد بن يحيى القطعي.
وثقوه.
239 – بخ:
الفرات بن خالد الرازي
والد الحافظ أحمد.
روى عن: أسامة بن زيد الليثي، ومسعر بن كدام، ومالك بن مغول، ويونس بن أبي إسحاق، وعنه: إبراهيم بن موسى الفراء، ومحمد بن حميد.
وثقه أبو حاتم، وما أحسب ابنه أدرك الأخذ عنه.
240 – د ق:
فرج بن سعيد بن علقمة أبو روح المأربي السبئي اليماني
.
عن: عم أبيه ثابت بن سعيد بن أبيض بن حمال، وخالد بن سعيد الأموي، وعنه: الحميدي، ومحمد بن يحيى العدني، وسهل بن عاصم.
قال أبو زرعة: لا بأس به.
241 -
الفضل بن حبيب المدائني السراج
.
عن: عبد الله بن العلاء بن زبر، وجماعة، وعنه: ابن معين، ويزيد بن عمر المدائني.
قال ابن معين: لم يكن به بأس.
242 -
الفضل بن عبد الصمد الرقاشي البصري
.
من فحول الشعراء، مدح الخلفاء والكبار، وكان بينه وبين أبي نواس مهاجات ومباسطات.
243 – ن خ مقرونا:
الفضل بن العلاء أبو العباس الكوفي
، نزيل البصرة.
عن: ليث بن أبي سليم، وإسماعيل بن أمية، وأشعث بن سوار، وجماعة، وعنه: أحمد بن حنبل، وخليفة بن خياط، والفلاس، ومحمد بن عبد الله الرزي، وجماعة.
أخرج له البخاري مقرونا بآخر.
وقال النسائي: ليس به بأس.
244 – خ ن:
الفضل بن عنبسة الواسطي الخزاز أبو الحسن
.
عن: شعبة، ويزيد بن إبراهيم، وهشيم، وعنه: علي ابن المديني، وأحمد بن سنان القطان، ومحمد بن عبد الله المخرمي، وجماعة.
قرنه البخاري بآخر.
وقال فيه أحمد بن حنبل: ثقة من كبار أصحاب الحديث.
قلت: مات سنة سبع وتسعين ومائة.
وقيل: سنة ثلاث ومائتين.
245 – خ:
الفضل بن مساور البصري ختن أبي عوانة
.
روى عن: أبي عوانة، وعوف الأعرابي، وحجاج بن أرطاة، وعنه: محمد بن المثنى، وبندار، وجماعة.
صدوق.
246 – ع:
الفضل بن موسى أبو عبد الله السيناني المروزي
، أحد الأئمة الأعلام.
وسينان: من قرى مرو.
رحل، وسمع من: هشام بن عروة، وخثيم بن عراك، وإسماعيل بن أبي خالد، ومحمد بن عمرو بن علقمة، وحسين المعلم، ومعمر بن راشد، وآخرين، وعنه: إسحاق بن راهويه، وعلي بن حجر، ويحيى بن أكثم، والحسين بن حريث، وعلي بن خشرم، ومحمود بن غيلان، ومحمود بن آدم، وطائفة سواهم.
قال أبو نعيم: هو أثبت من ابن المبارك.
وقال وكيع: أعرفه ثقة، صاحب سنة.
وقال الأبار: حدثنا علي بن خشرم، قال: حدثنا الفضل بن موسى قال: كان علينا عامل بمرو، وكان نساء، فقال: اشتروا لي غلاما، وسموه بحضرتي حتى لا أنسى اسمه، فقال: ما سميتموه؟ قالوا: واقد، قال: فهلا اسما لا أنساه أبدا، قم يا فرقد!
قال الحسين بن حريث: سمعت السيناني يقول: طلب الحديث حرفة المفاليس. ما رأيت أذل من أصحاب الحديث.
قال إسحاق بن راهويه: كتبت العلم، فلم أكتب عن أحد أوثق في نفسي من هذين: الفضل بن موسى، ويحيى بن يحيى.
قال غيره: مولد الفضل سنة خمس عشرة ومائة.
وقال محمد بن حمدويه المروزي: مات ليلة دخل هرثمة بن أعين واليا على خراسان، لإحدى عشرة ليلة من ربيع الأول سنة اثنتين وتسعين ومائة.
247 -
الفضل البرمكي
، هو الفضل بن يحيى بن خالد بن برمك البغدادي الوزير.
أحد رجال الدهر سؤددا، وحزما، وعزما، وخبرة، ورأيا.
ولي الأعمال الجليلة من الوزارة والإمارة بخراسان وغيرها لهارون الرشيد. فلما قتل أخاه جعفر بن يحيى سجن هذا وأباه حتى توفيا في الحبس.
قيل: إن الفضل بن يحيى كان أندى كفا، وأسمح من جعفر، لكنه كان ذا كبر مفرط، وتيه زائد.
روي أنه مر بعمرو بن جميل التميمي، وهو يطعم الناس، فلما نزل قال: ينبغي لنا أن نعين عمرا على مروءته، فبعث إليه بألف ألف درهم. فعطايا هذا الرجل كانت من هذا النحو.
وكان أخا للرشيد من الرضاعة.
مولده سنة سبع وأربعين ومائة، وأمه بربرية اسمها زبيدة، من مولدات المدينة النبوية.
مات في آخر سنة اثنتين وتسعين ومائة.
248 -
فياض بن محمد الرقي
.
عن: جعفر بن برقان، وأبي جناب الكلبي، ومحمد بن إسحاق، وعنه: أحمد بن حنبل، وأبو يوسف محمد بن أحمد بن الحجاج الرقي، وغيرهما.
فأما.
249 -
فياض بن محمد البصري الراوي
.
عن يحيى بن أبي كثير، ففيه جهالة.
250 – خ م ت ن ق:
القاسم بن مالك المزني أبو جعفر الكوفي
.
عن: حصين بن عبد الرحمن، وعاصم بن كليب، والمختار بن فلفل، وأيوب بن عائذ.
وعنه: أحمد، وأبو خيثمة، وعمرو الناقد، وسعيد الجرمي، ويعقوب الدورقي، والحسن بن عرفة، وجماعة.
وثقه أحمد العجلي.
وقال أبو حاتم: لا يحتج به.
وضعفه الساجي.
251 – خ:
القاسم بن يحيى بن عطاء بن مقدم أبو محمد الهلالي المقدمي الواسطي
.
روى عن: أيوب بن خوط، وعن: داود بن أبي هند، وسليمان الأعمش، وعبيد الله بن عمر، وعنه: ابن أخيه مقدم بن محمد، ومحمد بن موسى الدولابي.
حدث في سنة سبع وتسعين.
252 – ن:
القاسم بن يزيد الجرمي الموصلي العابد الزاهد
، أحد العلماء.
روى عن: أفلح بن حميد، وابن أبي ذئب، وثور بن يزيد، وإبراهيم بن نافع، وجرير بن عثمان، وشبل بن عباد، وسفيان الثوري، وعنه: صالح، وعبد الله ابنا عبد الصمد بن أبي خداش، وأحمد، وعلي ابنا حرب الطائي، ومحمد بن عبد الله بن عمار: المواصلة.
وثقه أبو حاتم.
وقال يزيد بن محمد الأزدي في تاريخه: كنيته أبو يزيد.
قال: وكان زاهدا ورعا، من أصحاب سفيان. رحل وكتب عمن لحق من الحجازيين والكوفيين والبصريين والشاميين والمواصلة.
وكان حافظا للحديث متفقها.
قال بشر بن الحارث: كان يقال: إن قاسما الجرمي من الأبدال، كان لا يشبههم في الزي، يعني أن لباسه وحاله دون لباس المعافى بن عمران، وزيد بن أبي الزرقاء.
قال علي بن حرب: دخلت منزل قاسم بن يزيد، فرأيت خرنوبا في زاوية البيت كان يتقوت منه، وسيفا، ومصحفا.
قال: ورأى قاسم الجرمي في النوم كأن الموصل على كتفه، قد أخذها من على كتف فتح الموصلي، ففسرها قاسم على رجل فقال: الموصل تقوم بفتح فيموت، وتقوم بك بعده.
قال بشر الحافي: كان قاسم يحفظ المسائل والحديث. قال لنا المعافى: اسمعوا منه فإنه الأمين المأمون.
وقال يزيد الأزدي: حدثنا عبد الله بن المغيرة مولى بني هاشم، عن
بشر الحافي، أنه ذكر عنده أصحاب سفيان، فأجمعوا على تفضيل المعافى، فقال بشر: رزق المعافى شهرة، وما رأت عيناي مثل قاسم الجرمي، رحمه الله.
وقال هشام بن بهرام: سمعت قاسما الجرمي يقول: القرآن كلام الله غير مخلوق.
وقال علي الخواص: توفي قاسم الجرمي سنة أربع وتسعين ومائة، ولم أشهد جنازته.
قلت: وقع لنا من عواليه.
253 – ت:
قبيصة بن الليث الأسدي أبو عيسى الكوفي
.
عن: عطاء بن السائب، ويزيد بن أبي زياد، ومطرف بن طريف، وإسماعيل بن أبي خالد، وغيرهم، وعنه: عثمان بن أبي شيبة، وسعيد بن محمد الجرمي، وأبو كريب، ومحمد بن عبيد المحاربي.
قال أبو حاتم: شيخ محله الصدق.
قلت: له في الجامع فرد حديث.
254 – ن:
قتادة بن الفضيل الرهاوي أبو حميد
.
عن: الأعمش، وثور بن يزيد، وإبراهيم بن أبي عبلة، وعنه: علي بن بحر القطان، وأحمد بن سليمان الرهاوي.
قال أبو حاتم: شيخ.
قيل: مات سنة مائتين.
وذكره ابن حبان في الثقات.
255 -
كريد بن رواحة القيسي
. شيخ بصري.
عن: شعبة، وأبي هلال محمد بن سليم، وهشام بن حسان،
وعنه: حسان بن إبراهيم، والهيثم بن المهلب البلدي والد إبراهيم، وعبد الغفار بن عبد الله شيخ أبي يعلى.
قال ابن عدي: أحاديثه غرائب أفرادات، ثم ساق له عن شعبة، عن قتادة، عن عكرمة قال: كان ابن عباس يحدر سورة البقرة، وهو جنب يقول: القرآن في جوفي، رواه حسان بن إبراهيم، عنه.
256 – خ ت ن ق:
مالك بن سعير بن الخمس التميمي الكوفي
عن: هشام بن عروة، وابن أبي ليلى، والأعمش، وعنه: زياد بن يحيى الحساني، وعلي بن حرب، ومؤمل بن إهاب، وأحمد بن الأزهر، وعبد الرحمن بن بشر العبدي، وآخرون.
قال أبو زرعة: صدوق.
قلت: خرج له البخاري متابعة.
وضعفه أبو داود.
مات سنة ثمان وتسعين ومائة.
257 – م 4 خ مقرونا:
مبشر بن إسماعيل الحلبي أبو إسماعيل مولى بني كلب
.
عن: جعفر بن برقان، وتمام بن نجيح، وحسان بن نوح، والأوزاعي، وحريز بن عثمان.
روى عنه: أحمد بن حنبل، والحسن بن الصباح البزار، ودحيم، وعبد الرحمن بن محمد بن سلام، وطائفة.
قال ابن سعد: كان ثقة مأمونا.
قال: ومات سنة مائتين.
قلت: تكلم فيه بعضهم بلا حجة.
258 – ن:
محرز بن الوضاح المروزي
عن: إسماعيل بن أمية، ومحمد بن ثابت قاضي مرو، وعنه: محمد بن علي بن حرب المروزي، ومحمد بن يحيى بن أيوب، ومحمود بن غيلان المراوزة.
وثقه ابن حبان.
259 – ع:
ابن أبي فديك
، محمد بن إسماعيل بن مسلم بن أبي فديك دينار الديلي مولاهم المدني الحافظ، أبو إسماعيل.
عن: سلمة بن وردان، وابن أبي ذئب، والضحاك بن عثمان، وإبراهيم بن الفضل المخزومي، وجماعة، وعنه: إبراهيم بن المنذر، وأحمد بن الأزهر، وسلمة بن شبيب، وعبد بن حميد، وأبو عتبة أحمد بن الفرج، ومحمد بن عبد الله بن عبد الحكم، وهارون بن عبد الله الحمال، والحسين بن عيسى البسطامي، ومحمد بن مصفى.
وخلق سواهم.
وكان ثقة صاحب حديث، لكنه لا رحلة له.
قال أبو داود: قد سمع من محمد بن عمرو بن علقمة حديثا واحدا.
قال ابن سعد وحده: ليس بحجة.
قال: وتوفي سنة تسع وتسعين ومائة.
وقال البخاري: توفي سنة مائتين.
260 – ق:
محمد بن إسحاق بن إبراهيم الأسدي العكاشي
.
عن: يحيى بن سعيد الأنصاري، وإبراهيم بن أبي عبلة، والأوزاعي، وجعفر بن برقان، وابن زياد الإفريقي، وعنه: هاشم بن القاسم الحراني، وسليمان بن سلمة الخبائري، وغيرهما.
كذبه أبو حاتم، وغيره.
أحاديثه بواطيل.
261 – د ن:
محمد بن ثور الصنعاني أبو عبد الله العابد
.
عن: عوف الأعرابي، ومعمر، وابن جريج، وعنه: نعيم بن حماد، ومحمد بن عبد الأعلى، ومحمد بن عبيد المحاربي، ومحمد بن عبيد بن حساب، وطائفة.
وثقه ابن معين، وغيره.
وكان صواما قواما قانتا لله.
قال ابن أبي حاتم: سألت أبي عنه فقال: الفضل والعبادة والصدق، رحمه الله.
262 – ع:
غندر، محمد بن جعفر أبو عبد الله البصري
التاجر الكرابيسي الطيالسي الحجة الثبت، مولى هذيل، أحد الحفاظ الأعلام.
سمع: حسينا المعلم، وابن أبي عروبة، وعبد الله بن سعيد بن أبي هند، وعوفا الأعرابي، ومعمر بن راشد، وابن جريج، وشعبة، فأكثر عنه.
روى عنه: أحمد، وابن المديني، وإسحاق، وابن معين، وأبو خيثمة، والفلاس، وابن أبي شيبة، وبندار، ومحمد بن المثنى، ومحمد بن الوليد البسري، وخلق سواهم.
قال يحيى بن معين: كان أصح الناس كتابا.
وأراد بعض الناس أن يخطئ غندرا فلم يقدر.
وقال أحمد بن حنبل: قال غندر: لزمت شعبة عشرين سنة.
قلت: وابن جريج هو الذي سماه غندرا لكونه شغب على ابن جريج أهل الحجاز، وذلك لأن ابن جريج تعنته في الأخذ.
قال ابن معين: أخرج إلينا غندر ذات يوم جرابا فيه كتب، فقال: اجهدوا أن تخرجوا فيه خطأ. فما وجدنا فيه شيئا.
وكان يصوم يوما، ويفطر يوما منذ خمسين سنة.
قال عبد الرحمن بن مهدي: كنا نستفيد من كتب غندر في حياة شعبة.
قلت: وكان يتجر في الطيالسة والكرابيس، وكان من خيار المحدثين على تغفل فيه في غير العلم.
قال الحسين بن منصور النيسابوري: سمعت علي بن عثام يقول: أتيت غندرا فذكر من فضله وعلمه بحديث شعبة، فقال لي: هات كتابك، فأبيت إلا أن يخرج كتابه، فأخرج وقال: يزعم الناس أني اشتريت سمكا فأكلوه، ولطخوا به يدي وأنا نائم، فلما استيقظت طلبته، فقالوا: أكلت فشم يدك، أفما كان يدلني بطني؟.
قال ابن عثام: وكان مغفلا.
وقال ابن المديني: هو أحب إلي في شعبة من ابن مهدي.
وقال ابن مهدي: غندر في شعبة أثبت مني.
وروى سلمة بن سليمان، عن ابن المبارك قال: إذا اختلف الناس في حديث شعبة فكتاب غندر حكم بينهم.
وقال أبو حاتم: كان غندر صدوقا مؤديا، وفي حديث شعبة ثقة.
وقال: في غير حديث شعبة، يكتب حديثه، ولا يحتج به.
وقال عباس، عن ابن معين: كان غندر يجلس على رأس المنارة يفرق زكاتهفقيل له: لم تفعل هذا؟ قال: أرغب الناس في إخراج الزكاة.
واشترى سمكا، وقال لأهله: أصلحوه، ونام، فأكل عياله السمك، ولطخوا يده. فلما انتبه قال: هاتوا السمك. قالوا: قد أكلت! قال: لا، قالوا: فشم يدك. ففعل ثم قال: صدقتم، ولكن ما شبعت.
وقال الدينوري في المجالسة: حدثنا جعفر بن أبي عثمان، سمعت يحيى بن معين يقول: دخلنا على غندر فقال: لا أحدثكم بشيء حتى تجيئوا معي إلى السوق تمشون، فيراكم الناس فيكرموني.
قال: فمشينا خلفه إلى
السوق، فجعل الناس يقولون له: من هؤلاء يا أبا عبد الله؟ فيقول: هؤلاء أصحاب الحديث جاءوني من بغداد يكتبون عني.
قال يحيى بن معين: والتفت يوما إلي فقال: اعلم أني منذ خمسين سنة أصوم يوما وأفطر يوما.
قلت: توفي في ذي القعدة سنة ثلاث وتسعين ومائة في عشر الثمانين.
263 – ق:
محمد بن الحارث بن زياد الحارث
شيخ بصري.
روى عن: أبي الزناد، ومحمد بن عبد الرحمن ابن البيلماني، وعنه: عفان، وسويد بن سعيد، وعمر بن شبة، وبندار.
قال أبو زرعة: متروك.
وقال ابن معين: ليس بشيء.
وقال ابن عدي: عامة ما يرويه غير محفوظ.
264 – ع:
محمد بن حرب الخولاني الحمصي الأبرش كاتب الزبيدي
، يكنى أبا عبد الله.
حدث عن: الزبيدي، وبحير بن سعد، ومحمد بن زياد الألهاني، وعمر بن رؤبة، والأوزاعي، وصفوان بن عمرو، وعدة، وعنه: أبو مسهر، ومحمد بن وهب بن عطية، وإسحاق بن راهويه، وكثير بن عبيد، ومحمد بن مصفى، وأبو التقي هشام بن عبد الملك، وأبو عتبة أحمد بن الفرج، وخلق.
ذكر ابن سعد أنه ولي قضاء دمشق.
وثقه ابن معين، وغيره.
قال يزيد بن عبد ربه: مات سنة أربع وتسعين ومائة.
قال أبو حاتم: صالح الحديث.
265 – خ ن ق:
محمد بن الحسن بن الزبير الأسدي الكوفي
ويقال له ابن التل، بمثناة.
عن: أبان بن عبد الله البجلي، وفطر بن خليفة، وسفيان، وإبراهيم بن طهمان، وطائفة، وعنه: ابنه عمر، وأبو بكر، وعثمان ابنا أبي شيبة، وجماعة.
قال أبو حاتم: شيخ.
وذكره ابن عدي في الكامل، وقال: لم أر بحديثه بأسا.
وقال العقيلي: لا يتابع على حديثه.
وروى عباس، عن يحيى قال: قد أدركته وحدثنا، وليس بشيء.
وقال البخاري: مات سنة مائتين أو نحوها.
قلت:
266 -
و
محمد بن الحسن الأسدي
.
عن الأعمش، وعنه: داود بن عمرو الضبي.
قال فيه ابن معين أيضا: ليس بشيء.
267 -
محمد بن الحسن بن أبي سارة أبو جعفر الرؤاسي الكوفي المقرئ
.
روى عن: أبي عمرو حروفه، وله في القراءات اختيار.
وسمع من: الأعمش، وغيره.
أخذ عنه: الكسائي، ويحيى الفراء، وخلاد بن خالد، وعلي بن محمد الكندي.
ذكره أبو عمرو الداني في طبقات المقرئين.
ولم يذكره ابن أبي حاتم؛، وهو شيخ.
268 – خ ت ق:
محمد بن الحسن بن عمران المزني الواسطي قاضي واسط
.
روى عن: إسماعيل بن أبي خالد، والعوام بن حوشب، وفضيل بن غزوان، وعوف الأعرابي، وجماعة، وعنه: أحمد، ومحمد بن سلام البيكندي، وزيد بن الحريش، ومحمد بن إسماعيل الأحمسي، ومحمد بن إسماعيل الحساني، وآخرون.
وثقه ابن معين.
269 – ت:
محمد بن الحسن بن أبي يزيد الهمداني الكوفي
نزيل واسط.
عن: الأعمش، وثور بن يزيد، وجعفر بن محمد، وعمرو بن قيس الملائي، وعنه: أحمد بن منيع، وسريح بن يونس، والحسن بن حماد، وعمرو بن زرارة، وجماعة.
قال النسائي، وغيره: متروك الحديث.
وقال ابن معين: كان يكذب.
وقال غير واحد: ضعيف.
270 -
محمد بن حمزة
، أبو وهب الأسدي الرقي، ويعرف بختن حبيب بن أبي مرزوق.
حدث عن: الخليل بن مرة، وجعفر بن برقان، وزيد بن رفيع، والثوري، وعنه: بقية، وهو من أقرانه، وداود بن رشيد، وسليمان بن عمر الأقطع، وسعيد بن يحيى الأموي، وموسى بن أيوب، وآخرون.
قال أبو عبد الله بن منده: في حديثه مناكير.
271 – خ ن ق:
محمد بن حمير بن أنيس السليحي الحمصي وسليح بطن من قضاعة
. يكنى أبا عبد الله.
وقيل: كنيته أبو عبد الحميد.
روى عن: محمد بن زياد الألهاني، وثابت بن عجلان، وعمرو بن قيس
الكندي، والزبيدي، إبراهيم بن أبي عبلة، وطائفة، وعنه: خطاب بن عثمان، ومحمد بن مصفى، وهشام بن عمار، وكثير بن عبيد، وأحمد بن الفرج، وطائفة.
وقد حدث عنه من شيوخه عبد الله بن لهيعة.
وثقه دحيم، ويحيى بن معين.
وقال النسائي: ليس به بأس.
وقال أبو حاتم: لا يحتج به، بقية أحب إلي منه.
وقال يعقوب الفسوي: ليس بالقوي.
قلت: انفرد بحديثه، عن محمد بن زياد، عن أبي أمامة، عن النبي صلى الله عليه وسلم: من قرأ آية الكرسي دبر كل صلاة مكتوبة لم يكن بينه وبين دخول الجنة إلا أن يموت.
رواه ابن حبان في صحيحه.
قلت: مات في صفر سنة مائتين.
• - ع: محمد بن خازم أبو معاوية. سيأتي.
272 – د ق:
محمد بن خالد بن محمد الوهبي الكندي الحمصي
أخو أحمد بن خالد.
روى عن: إسماعيل بن أبي خالد، وابن جريج، وأبي حنيفة، وعبد العزيز بن عمر بن عبد العزيز، وطائفة، وعنه: محمد بن مصفى، وعمرو بن عثمان، وكثير بن عبيد، وعمر بن أيوب الحمصيون.
قيل: إنه مات قبل بقية بقليل.
قال أبو داود: لا بأس به.
273 – ق:
محمد بن خالد الجندي الصنعاني مؤذن الجند
.
روى عن: أبان بن صالح، وعبد الصمد بن معقل، وشبل بن عباد المكي
وعنه: الشافعي، وزيد بن السكن، ومنصور بن محمد البلخي العابد.
قال أبو الفتح الأزدي: منكر الحديث.
وقال الحاكم: مجهول.
قلت: هو صاحب ذاك الحديث المنكر: لا مهدي إلا عيسى ابن مريم.
274 – 4:
محمد بن ربيعة الكلابي الرؤاسي الكوفي
أبو عبد الله ابن عم وكيع.
روى عن: الأعمش، وهشام بن عروة، وابن أبي خالد، وكامل أبي العلاء، وعنه: أحمد بن حنبل، وابن معين، وزياد بن أيوب، وإبراهيم بن سعيد الجوهري، وأحمد بن حرب الطائي، والحسين بن محمد بن أبي معشر.
قال أبو حاتم: صالح الحديث.
275 – خ م د ن ق:
محمد بن الزبرقان أبو همام الأهوازي
.
طوف الأقاليم ولقي الكبار.
حدث عن: سليمان التيمي، وابن عون، وموسى بن عقبة، وثور بن يزيد، وعنه: زهير بن حرب، وخلاد بن أسلم، وزيد بن الحريش، وعبد الله بن محمد المسندي، وبندار، ومحمد بن المثنى، وآخرون.
وهو ثقة.
276 – ن:
محمد بن سعد الأنصاري الأشهلي المدني
.
نزل بغداد.
عن: ابن عجلان، وغيره، وعنه: محمد بن عبد الله المخرمي.
وثقه ابن معين.
قال البخاري: مات قبل المائتين.
277 -
محمد بن سعد المقدسي
.
عن: ابن لهيعة، ورديح بن عطية، وعنه: صفوان بن صالح.
قال أبو حاتم: مجهول.
قلت: ليس ذكر هذا من شرط كتابنا.
278 -
محمد بن سعيد بن أبان الأموي الكوفي
.
حدث ببغداد عن: عبد الملك بن عمير، وأبي إسحاق الشيباني، وكان مصاحبا للدولة، فقل من كتب عنه.
روى عنه: ابن أخيه سعيد بن يحيى، وله عدة إخوة.
يحيى بن سعيد، وغيره.
مات سنة ثلاث وتسعين ومائة عن إحدى وثمانين سنة.
279 – م 4:
محمد بن سلمة الحراني أبو عبد الله
محدث حران.
روى عن: خاله أبي عبد الرحيم خالد بن أبي يزيد، وعن ابن عجلان، وابن إسحاق، وخصيف، وهشام بن حسان، وعنه: النفيلي، وأحمد بن حنبل، ومحمد بن الصباح الجرجرائي، وخلق كثير.
قال ابن سعد: كان ثقة، فاضلا.
توفي في آخر سنة إحدى وتسعين.
وقال النفيلي: مات في أول سنة اثنتين وتسعين ومائة.
280 -
محمد بن شجاع بن نبهان المروزي
.
عن: حسن المعلم، وزيد العمي، وأبي هارون العبدي، وعنه: عيسى غنجار، ونعيم بن حماد، وهدية بن عبد الوهاب، وغيرهم.
قال البخاري: سكتوا عنه.
وقال ابن المبارك: ليس بشيء.
وقال غير واحد: متروك.
281 – 4:
محمد بن شعيب بن شابور أبو عبد الله الدمشقي
، أحد علماء الحديث؛ من موالي بني أمية.
سكن بيروت.
روى عن: عروة بن رويم، ويحيى بن الحارث الذماري، ويحيى بن أبي عمرو السيباني، وعثمان بن أبي العاتكة، والأوزاعي، وعبد الرحمن بن حسان الكناني، وشيبان النحوي، وعمر مولى غفرة، ويزيد بن أبي مريم الشامي، وقرة بن حيوئيل، وعمرو بن الحارث المصري، وطائفة، وعنه: سليمان ابن بنت شرحبيل، ودحيم، وكثير بن عبيد، ومحمد بن مصفى، ومحمد بن هاشم البعلي، ومحمود بن خالد السلمي، وخلق سواهم.
وثقه دحيم.
وقال أحمد: ما أرى به بأسا، كان رجلا عاقلا.
وقال أبو عمرو الداني: أخذ القراءة عرضا عن يحيى الذماري، وكان يفتي في مجلس الأوزاعي.
قال ابن مصفى: مات سنة تسع وتسعين ومائة.
وقال هشام بن عمار: سنة ثمان.
وقال دحيم: سنة مائتين.
282 – ن ق:
محمد بن طلحة بن عبد الرحمن بن طلحة التيمي القرشي المدني أبو عبد الله
، ويقال له ابن الطويل.
يروي عن: عبد الرحمن بن ساعدة، وأبي سهيل نافع بن مالك، وعبد الله بن مسلم بن جندب، وعنه: الحميدي، وعلي ابن المديني، ودحيم، وأحمد بن صالح المصري.
قال أبو حاتم: محله الصدق ولا يحتج به.
وذكره ابن حبان في الثقات، ولكنه غلط في تاريخ موته حيث قال: توفي سنة ثمانين ومائة.
283 -
محمد بن عبد الله الكوفي المقرئ لقبه داهر.
سكن الري، وحدث عن: ليث بن أبي سليم، وعمرو بن شمر،
والأعمش، وعنه: ابنه عبد الله بن داهر، ومحمد بن عمرو زنيج، ومحمد بن حميد.
له مناكير. تكلم فيه أبو حاتم.
284 -
محمد بن عبد الله بن رزين الشاعر المشهور
، الملقب بأبي الشيص.
وهو ابن عم دعبل الخزاعي الشاعر.
وهو صاحب تيك القصيدة التي أولها:
أبقى الزمان به ندوب غضاض ورمى سواد قرونه ببياض
285 -
محمد بن عبس المروزي
.
رحل وسمع من: ثور بن يزيد، وهمام بن يحيى، وابن عون، وشعبة، وعبد الملك بن أبي سليمان، وطبقتهم، وعنه: حامد بن آدم، ومحمد بن عبدويه، ومحمد بن تميم، وغيرهم.
ذكره محمد بن حمدويه.
286 – ق:
محمد بن عثمان بن صفوان الجمحي
.
عن: حميد الأعرج، وهشام بن عروة، وعنه: الحميدي، ونعيم بن حماد، ومحمد بن مقاتل المروزي، ومحمد بن مهران الجمال.
ضعفه أبو حاتم.
287 – ع:
محمد بن أبي عدي السلمي مولاهم البصري
الحافظ يكنى أبا عمرو.
وقيل: هو محمد بن إبراهيم بن أبي عدي، وقيل: أبو عدي هو إبراهيم.
روى عن: حميد الطويل، وابن عون، وداود بن أبي هند، وعوف الأعرابي، وحسين المعلم، وعدة، وعنه: أحمد بن حنبل، والفلاس، والحسن بن محمد الزعفراني، وبندار، ومحمد بن المثنى، وجماعة.
وثقه أبو حاتم، وغيره.
مات سنة أربع وتسعين ومائة.
288 – د ن ق:
محمد بن عيسى بن القاسم بن سميع الأموي مولاهم الدمشقي
المحدث.
عن: حميد الطويل، وهشام بن عروة، والأوزاعي، وغيرهم، وعنه: هشام بن عمار، ووثقه، وهارون بن محمد بن بكار، والعباس بن الوليد الخلال، وجماعة.
قال أبو حاتم: لا يحتج به.
وذكره ابن عدي في الكامل، وقال: لا بأس به.
289 -
محمد بن عيسى الوابشي
.
عن: شريك القاضي، وأبي الأحوص، ووالده، وعنه: يزيد بن عبد الرحمن المعني، وشهاب بن عباد، وأحمد بن إبراهيم الدورقي، وآخرون.
صويلح.
• - محمد بن الفضل بن عطية. قد ذكر.
290 – ع:
محمد بن فضيل بن غزوان أبو عبد الرحمن الضبي
، مولاهم الكوفي الحافظ.
عن: أبيه، وإبراهيم الهجري، وبيان بن بشر، وحبيب بن أبي عمرة، وعاصم الأحول، وحصين بن عبد الرحمن، وعمارة بن القعقاع، وخلق كثير، وعنه: أحمد، وإسحاق، وأحمد بن بديل، وعلي بن حرب، وأخوه أحمد بن حرب، وأحمد بن سنان القطان، والحسن بن عرفة، والأشج، وأبو كريب، وأبو حفص الفلاس، وأحمد بن عبد الجبار العطاردي، وخلق كثير.
وكان من أحلاس الحديث.
وثقه ابن معين.
وقال أحمد بن حنبل: حسن الحديث شيعي.
وقال أبو داود: كان شيعيا متحرقا.
قلت: إنما كان متواليا فقط، مبجلا للشيخين، وقد قرأ القرآن على حمزة. ودخل على منصور بن المعتمر فوجده مريضا، فسماعاته من هذا الوقت.
قال ابن سعد: بعضهم لا يحتج به.
وكان أبو الأحوص يقول: أنشد الله رجلا يجالس محمد بن فضيل، وعمرو بن ثابت أن يجالسنا.
وقال يحيى الحماني: سمعت فضيلا أو حدثت عنه قال: ضربت أبي البارحة إلى الصباح أن يترحم على عثمان رضي الله عنه فأبى علي.
وقال الحسن بن عيسى بن ماسرجس: سألت ابن المبارك عن أسباط، وابن فضيل، فسكت. فلما كان بعد ثلاثة أيام قال: يا حسن صاحبيك لا أرى أصحابنا يرضونهما.
قلت: مات سنة خمس وتسعين ومائة. وقيل: سنة أربع.
291 – خ ن ق:
محمد بن فليح بن سليمان أبو عبد الله المدني
.
عن: أبيه، وموسى بن عقبة، وهشام بن عروة، وعبيد الله بن عمر، وجماعة، وعنه: إبراهيم بن المنذر الحزامي، وهارون بن موسى الفراء، ومحمد بن إسحاق المسيبي.
قال أبو حاتم: ما به بأس، ليس بذاك القوي.
وروى معاوية بن صالح، عن يحيى بن معين قال: ليس بثقة، ولا أبوه.
وقال العقيلي: لا يتابع على بعض حديثه.
قلت: كثير من الثقات قد تفردوا، فيصح أن يقال فيهم: لا يتابعون على بعض حديثهم.
قال البخاري: مات سنة سبع وتسعين ومائة.
292 – ت:
محمد بن القاسم الأسدي الكوفي
.
عن: ثور بن يزيد، وجعفر بن برقان، وموسى بن عبيدة، والأوزاعي، وعنه: إبراهيم بن موسى الفراء، والحسين بن عيسى البسطامي، وعبيد بن يعيش، ومحمد بن معمر البحراني، وجماعة.
ضعفه أحمد، وابن عدي.
وكناه العقيلي أبا إبراهيم، وقال: لا يتابع على حديثه.
وقال أحمد أيضا: أحاديثه أحاديث سوء، موضوعة.
وقال البخاري: مات سنة سبع ومائتين، يعرف وينكر.
293 – ق:
محمد بن مروان العقيلي أبو بكر
.
شيخ بصري يعرف بالعجلي.
له عن سعيد المقبري إن صح، وعن داود بن أبي هند، وعمرو بن قيس الملائي، وهشام بن حسان.
وعنه: يعقوب، وأحمد ابنا الدورقي، والفلاس، ونصر بن علي، ويحيى بن معين، وطائفة.
صدوق.
294 -
خ د ت ق:
محمد بن معن الغفاري المدني
.
عن: جده محمد بن معن بن نضلة، وعن أبيه، وربيعة بن أبي عبد الرحمن، ويحيى بن سعيد، وداود بن خالد، وعنه: ابن المديني، وإبراهيم بن المنذر الحزامي، وأبو مصعب، ويونس بن عبد الأعلى، وجماعة.
قال ابن سعد: كان ثقة، قليل الحديث. مات سنة ثمان وتسعين ومائة.
295 – د:
محمد بن ميمون الزعفراني الكوفي المفلوج
عن: هشام بن عروة، وجعفر بن محمد، وحنظلة بن أبي سفيان، وعنه: إبراهيم بن موسى الفراء، وأبو كريب، ومجاهد بن موسى، ويعقوب الدورقي.
وثقه أبو داود، وغيره.
ووهاه ابن حبان.
296 -
الأمين أمير المؤمنين، أبو عبد الله
محمد ابن الرشيد هارون ابن المهدي محمد ابن المنصور عبد الله بن محمد بن علي بن عبد الله بن العباس بن عبد المطلب الهاشمي العباسي البغدادي.
كان ولي عهد أبيه، فولي الخلافة بعد موت أبيه، وكان من أحسن الشباب صورة، أبيض، طويلا، جميلا، ذا قوة مفرطة، وبطش وشجاعة معروفة، وفصاحة، وأدب، وفضيلة، وبلاغة، لكن كان سيئ التدبير، كثير التبذير، ضعيف الرأي، أرعن، لا يصلح للإمارة.
ومن شدته قيل: إنه قتل مرة أسدا بيديه، وهذا شيء عجيب.
وورد أنه كتب بخطه رقعة إلى طاهر بن الحسين فيها: يا طاهر، ما قام لنا منذ قمنا قائم بحقنا، فكان جزاؤه عندنا إلا السيف، فانظر لنفسك أو دع، قال: فلم يزل طاهر يتبين موقع الرقعة منه.
قلت: وكان طاهر قد انتدب لحربه من جهة أخيه المأمون، فكتب له هذه الورقة، وهي غاية في التخذيل؛ لأنه لوح فيها بأبي مسلم، وأمثاله الذين بذلوا
نفوسهم في النصح، فكان مآلهم إلى القتل.
قال المسعودي: إلى وقتنا هذا، ما ولي الخلافة هاشمي ابن هاشمية، سوى علي رضي الله عنه ومحمد بن زبيدة، يعني الأمين.
وقد مر في الحوادث دولة الأمين وحروبه وما صار إليه.
وكناه بعضهم أبا موسى.
عاش سبعا وعشرين سنة. وآخر أمره خلع ثم أسر وقتل صبرا في المحرم سنة ثمان وتسعين ومائة بظاهر بغداد، وطيف برأسه.
الصولي: حدثنا أبو العيناء: قال: حدثني محمد بن عمرو الرومي قال: خرج كوثر خادم الأمين ليرى الحرب فأصابته رجمة في وجهه، فجلس يبكي، وجعل الأمين يمسح الدم عن وجهه ثم قال:
ضربوا قرة عيني من أجلي ضربوه أخذ الله لقلبي من أناس أحرقوه
قال: ولم يؤاته طبعه لزيادة، فأحضر عبد الله بن أيوب التيمي الشاعر، وقال له: قل عليهما، فقال:
ما لمن أهوى شبيه فبه الدنيا تتيه وصله حلو ولكن هجره مر كريه من رأى الناس له فضلا عليهم حسدوه مثل ما قد حسد القا ئم بالملك أخوه
فقال الأمين: أحسنت والله، بحياتي، يا عباسي انظر، فإن كان جاء على ظهر فأوقره له، وإن كان جاء في زورق فأوقره له. قال: فأوقر له ثلاثة أبغل دراهم.
وقيل: إن سليمان بن منصور رفع إلى الأمين أن أبا نواس هجاه، فقال: يا عم أأقتله بعد قوله:
أهدي الثناء إلى الأمين محمد ما بعده بتجارة متربص صدق الثناء على الأمين محمد ومن الثناء تكذب وتخرص
قد ينقص البدر المنير إذا استوى وبهاء نور محمد ما ينقص وإذا بنوا المنصور عد حصاهم فمحمد ياقوتها المتخلص
فغضب سليمان، فقال الأمين: فكيف يا عم أعمل بقوله، وأنشده أبياتا أخر، ثم أبياتا، ثم أرضى سليمان بحبس أبي نواس.
وكانت خلافته أربع سنين وأياما.
297 – د ت:
محمد بن يحيى بن قيس أبو عمر الشيباني
عن: أبيه، وموسى بن عقبة، وابن جريج، وعنه: قتيبة، والقواريري، ومحمد بن مهران الجمال، ومحمد بن يحيى العدني.
وثقه الدارقطني وأباه.
298 – ن م في مقدمته:
مخلد بن الحسين أبو محمد الأزدي المهلبي البصري
، نزيل المصيصة.
وكان أحد أوعية العلم. روى عن: موسى بن عقبة، وهشام بن حسان، ويونس الأيلي، والأوزاعي، وعدة، وعنه: حجاج الأعور، والحسن بن الربيع البوراني، وأبو صالح محبوب الفراء، والمسيب بن واضح، وموسى بن أيوب النصيبي، وجماعة.
قال أحمد العجلي: ثقة، رجل صالح عاقل.
وقال أبو داود: كان أعقل أهل زمانه.
وروي أن هارون الرشيد قال له: ما قرابة بينك وبين هشام بن حسان؟ فقال: هو والد إخوتي، يعني لم يقل زوج أمي.
قال سنيد بن داود: سمعت مخلد بن الحسين يقول: ما ندب الله العباد إلى شيء إلا اعترض فيه إبليس بأمرين، ما يبالي بأيهما ظفر: إما غلو فيه، وإما تقصير عنه.
مات مخلد سنة إحدى وتسعين ومائة.
وعن بعضهم أنه توفي سنة ست وتسعين ومائة.
299 -
خ م د ن ق:
مخلد بن يزيد الحراني
.
عن: يحيى بن سعيد الأنصاري، وابن جريج، وجعفر بن برقان، وحنظلة بن أبي سفيان، والأوزاعي، وعنه: أحمد، وإسحاق، وابنا أبي شيبة، وابن نمير، ومحمد بن سلام البيكندي، وآخرون.
قال أبو حاتم: صدوق.
قلت: مجمع على ثقته.
مات سنة ثلاث وتسعين ومائة.
300 -
مرجى بن وداع الراسبي البصري
.
عن: عطاء السليمي الزاهد، وغالب القطان، وأيوب بن وائل، وجماعة.
وعنه: سيار بن حاتم، وعارم، وأحمد بن حنبل، وعلي بن الحسين الدرهمي، وجماعة.
قال أبو حاتم: لا بأس به.
وقال ابن معين: ضعيف.
301 – ع:
مروان بن معاوية بن الحارث بن أسماء بن خارجة بن عيينة
بن حصن الفزاري الحافظ أبو عبد الله الكوفي نزيل مكة، ثم دمشق، وهو ابن عم الإمام أبي إسحاق الفزاري.
روى عن: حميد الطويل، وعاصم الأحول، وابن أبي خالد، وأبي مالك سعد بن طارق الأشجعي، ومحمد بن سوقة، وموسى الجهني، وخلق كثير فيهم عدد من المجاهيل، فإنه كان طلابة للحديث، يكتب عن كل أحد.
روى عنه: أحمد بن حنبل، وإسحاق، وأبو خيثمة، والحسين بن حريث، والحسن بن عرفة، ودحيم، وأبو كريب، ومحمد بن هشام بن ملاس، وأمم سواهم.
قال أحمد بن حنبل: ثبت حافظ، كان يحفظ حديثه كله.
وقال ابن المديني: ثقة فيما روى عن المعروفين.
وقال غيره: أكثر عن المجهولين، فينبغي أن يتأمل حال شيوخه، وهو في نفسه ثقة.
قال محمد بن عبد الله بن نمير: كان يلتقط الشيوخ من السكك.
وقال يحيى بن معين: وجدت عند مروان بخطه: وكيع رافضي، فقلت له: وكيع خير منك. فسبني.
وقيل: كان مروان فقيرا معيلا، كان الناس يبرونه.
قيل: مات فجاءة في عشر ذي الحجة سنة ثلاث وتسعين ومائة.
302 -
مزاحم بن زفر التيمي الكوفي
أخو عثمان بن زفر.
روى عن: فطر بن خليفة، وشعبة، وأيوب بن خوط، وعنه: أبو مسهر، وإبراهيم بن المنذر الحزامي، وهارون بن موسى، وأبو الربيع الزهراني، وكان من أشراف أهل الكوفة.
حدث بدمشق، ولا رواية له في الكتب الستة.
وقد وثقه ابن حبان.
وله سمي وهو:
• - مزاحم بن زفر. من طبقة صغار التابعين، قد ذكر.
303 -
مسعدة بن اليسع الباهلي البصري
أحد الضعفاء.
عن: بهز بن حكيم، وجعفر بن محمد، ومحمد بن أبي حميد، وعنه: عمر بن حفص، والحسن بن عرفة، وأحمد بن أبي الحواري، ومغيرة بن معمر، ومحمد بن وزير الواسطي.
قال أحمد بن حنبل: خرقنا حديثه منذ دهر.
روى ذلك البخاري
عن أحمد.
وقال أبو حاتم: يكذب على جعفر بن محمد.
وكذا كذبه أبو داود
محمد بن وزير، حدثنا مسعدة بن اليسع، عن جعفر بن محمد، عن أبيه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كسا عليا عمامة يقال لها السحاب، فأقبل وهي عليه، فقال عليه السلام: ها علي قد أقبل في السحاب، قال جعفر بن محمد: قال أبي: فحرفها هؤلاء، وقالوا: علي في السحاب.
304 – خ م د ن:
مسكين بن بكير الحراني الحذاء أبو عبد الرحمن
.
عن: ثابت بن عجلان، وأرطاة بن المنذر، وجعفر بن برقان، والأوزاعي، وشعبة، وعنه: النفيلي، وأحمد بن حنبل، وأحمد بن أبي شعيب الحراني، وولده الحسن بن أحمد، ومحمد بن وهب بن أبي كريمة، وموسى بن أيوب النصيبي، وآخرون.
قال أبو حاتم: لا بأس به، صالح الحديث.
وقال غير واحد: صدوق.
وقيل: له عن شعبة ما ينكر.
وقال أبو أحمد الحاكم: له مناكير كثيرة، كذا قال.
قيل: مات سنة ثمان وتسعين ومائة.
305 –
صريع الغواني
، مسلم بن الوليد مولى الأنصار، أبو الوليد.
أحد فحول الشعراء. مدح الرشيد، وآل برمك، وسار شعره.
ويقال: إن الرشيد هو الذي لقبه بصريع الغواني لقوله:
أديرا علي الكأس لا تشربا قبلي ولا تطلبا من عند قاتلتي ذحلي هل العيش إلا أن تروح مع الصبا وتغدو صريع الكأس والأعين النجل
وهو القائل:
أرادوا ليخفوا قبره عن عدوه فطيب تراب القبر دل على القبر
ومن هجائه وأقذع:
أما الهجاء فدق عرضك دونه والمدح عنك كما علمت كليل فاذهب فأنت طليق عرضك إنه عرض عززت به، وأنت ذليل
قال الخطيب: ومسلم بن الوليد كوفي نزل بغداد، وكان مداحا مفوها بليغا.
قال بعضهم: لمسلم ثلاثة أبيات: أرثى بيت، وأمدح بيت، وأهجى بيت.
فالأول: أرادوا ليخفوا قبره
…
.
والثاني قوله:
يجود بالنفس إذ ضن البخيل بها والجود بالنفس أقصى غاية الجود
والثالث قوله:
قبحت مناظره، فحين خبرته حسنت مناظره لقبح المخبر
وله في الشيب بيت سائر:
أكره شيبي، وآسى أن يزايلني أعجب بشيء على البغضاء مودود
وله يمدح يزيد بن مزيد:
يكسو السيوف نفوس الناكثين بها ويجعل الهام تيجان القنا الذبل إذا انتضى سيفه كانت مسالكه مسالك الموت في الأبدان والقلل كالليث إن هجته فالموت راحته لا يستريح إلى الأيام والدول قد عود الطير عادات وثقن بها فهن يصحبنه في كل مرتحل لله من هاشم في أرضه جبل وأنت وابنك ركنا ذلك الجبل
وله في جعفر بن يحيى البرمكي:
كأنه قمر أو ضيغم هصر أو حية ذكر أو عارض هطل لا يضحك الدهر إلا حين تسأله ولا يعبس إلا حين لا تسأل
306 -
مسروح أبو شهاب الكوفي
.
عن: الحسن بن عمارة، وسفيان الثوري، وعمرو بن خالد، وعنه: يزيد بن موهب الرملي، وعمر بن زرارة الحدثي.
قال أبو أحمد الحاكم: ليس حديثه بالقائم.
307 -
مسلمة بن يعقوب بن مسلمة بن عبد الملك بن مروان الأموي
.
أحد أشراف الشاميين، كان أحد من خرج على الدولة العباسية، وذلك أن أبا العميطر الأموي السفياني لما ظهر، وغلب على دمشق في سنة خمس وتسعين ومائة، وبعدها تمكن مسلمة هذا من الأمور، وعمل على أبي العميطر، وقبض عليه؛ لأن أبا العميطر كان شيخا كبيرا، فقيده ودعا إلى نفسه، وبايعوه، ثم قام عليه محمد بن صالح بن بيهس الكلابي أمير العرب، فأخذ منه دمشق فبادر مسلمة، وفك قيد أبي العميطر، وخرجا هاربين بزي النساء إلى المزة.
ثم إن مسلمة جاءه الموت بالمزة، فصلى عليه أبو العميطر، ثم مات بعده بقليل، وعموا قبره لئلا ينبش، وذلك في حدود المائتين.
308 -
مسهر بن عبد الملك بن سلع الهمداني الكوفي
.
روى عن: أبيه، وعن: الأعمش، وعيسى بن عمر القارئ، وعنه: إسحاق بن راهويه، والحسن بن علي الحلواني، ومحمد بن عبد الله المخرمي، وجماعة.
قال البخاري: فيه بعض النظر.
309 -
مطرف بن مازن قاضي صنعاء
.
روى عن: ابن جريج، ومعمر، وعنه: الشافعي، وداود بن رشيد.
وكان من الأخيار الصلحاء، لكنه واه.
قال النسائي: ليس بثقة.
وقال ابن معين: كذاب.
وأسقطه ابن حبان، وضعفه آخرون.
وأما أبو أحمد بن عدي فقال: لم أر له شيئا منكرا.
وسمعت عمر بن سنان قال: حدثنا حاجب بن سليمان قال: كان مطرف بن مازن قاضي صنعاء، وكان رجلا صالحا، فأتاه رجل، فقال: حلفت بطلاق امرأتي ثلاثا أني أخرأ على رأسك فقام ودخل، ووضع على رأسه منديلا، ثم قال للرجل: اصعد واقلل، أو كما قال.
310 – ق:
مطهر بن الهيثم الطائي البصري
.
روى عن: علقمة بن أبي جمرة الضبعي، وموسى بن علي بن رباح، وعنه: عباد بن الوليد الغبري، ومحمد بن المثنى، وعبد الرحمن بن محمد بن منصور كزبران، وجماعة.
قال ابن حبان: منكر الحديث.
وقال ابن يونس: متروك.
311 – ع:
معاذ بن معاذ بن نصر بن حسان الإمام أبو المثنى العنبري التميمي البصري
الحافظ، قاضي البصرة.
روى عن: حميد، وسليمان التيمي، وابن عون، وبهز بن حكيم، وعوف، ومحمد بن عمرو، وشعبة، وآخرون، وعنه: ابناه عبيد الله، والمثنى، وأحمد، وإسحاق، وبندار، وإسحاق بن موسى، وعبد الله بن هاشم الطوسي، وسعدان بن نصر، وخلق كثير.
قال أحمد بن حنبل: إليه المنتهى في التثبت بالبصرة، ما رأيت أحدا أعقل منه.
وقال يحيى بن سعيد القطان: ما بالبصرة ولا بالكوفة ولا بالحجاز أثبت من معاذ بن معاذ.
قلت: كان من أقران القطان.
قال النسائي: ثقة ثبت.
وقال ابن معين، وأبو حاتم: ثقة.
قلت: يحيى القطان أسن منه بشهرين.
قال أحمد بن حنبل: ولد معاذ بن معاذ سنة ست عشرة ومائة.
وقال المدائني: كان جده نصر واليا لخالد القسر بإصطخر، ومات معاذ بن نصر في حياة نصر سنة تسع عشرة ومائة.
قلت: مات معاذ بن معاذ في ربيع الآخر سنة ست وتسعين ومائة.
312 – ع:
معاذ بن هشام بن أبي عبد الله الدستوائي البصري
الحافظ.
عن: أبيه، وابن عون، وأشعث بن عبد الملك، وغيرهم، وعنه: أحمد بن حنبل، وإسحاق، وبندار، وابن المديني، ومحمد بن إسماعيل بن أبي سمينة، وعمرو الفلاس، وأبو سعيد الأشج، ومحمد بن المثنى، وإسحاق الكوسج، ويزيد بن سنان البصري، وجماعة.
قال ابن عدي: ربما يغلط، وأرجو أنه صدوق.
وروى عباس، عن ابن معين: صدوق، وليس بحجة.
وقال عباس بن عبد العظيم الحافظ: كان عنده عن أبيه عشرة آلاف حديث.
قلت: وفاته في ربيع الآخر سنة مائتين.
313 -
معروف الكرخي
.
هو زاهد العراق، وشيخ الوقت أبو محفوظ معروف بن الفيرزان، وقيل ابن فيروز، من أهل كرخ بغداد.
وقيل: كنيته أبو الحسن.
وكان أبوه من أعمال واسط من الصابئة.
وعن أبي علي الدقاق قال: كان أبواه نصرانيين فأسلماه إلى مؤدب نصراني، فكان يقول له: قل ثالث ثلاثة، فيقول معروف: بل هو الواحد،
فيضربه. فهرب، فكان أبواه يقولان: ليته رجع. ثم أسلم أبواه.
وذكر السلمي أن معروفا صاحب داود الطائي، ولم يصح.
أنبأنا المسلم بن علان، ومؤمل البالسي قالا: أخبرنا الكندي، قال: أخبرنا الشيباني، قال: أخبرنا الخطيب، قال: أخبرنا ابن رزق، قال: حدثنا عثمان بن أحمد، قال: حدثنا يحيى بن أبي طالب، قال: أخبرنا معروف الكرخي: قال: حدثني الربيع بن صبيح، عن الحسن، عن عائشة قالت: لو أدركت ليلة القدر ما سألت الله إلا العفو والعافية.
أخبرنا محمد بن علي السلمي، قال: أخبرنا البهاء عبد الرحمن بن إبراهيم، قال: أخبرتنا تجني الوهبانية، قالت: أخبرنا الحسين بن طلحة، قال: أخبرنا أبو الحسن بن رزقويه، قال: أخبرنا إسماعيل الصفار، قال: حدثنا زكريا بن يحيى بن أسد المروزي، قال: حدثنا معروف الكرخي قال: قال بكر بن خنيس: إن في جهنم لواديا تتعوذ جهنم من ذلك الوادي كل يوم سبع مرات، وإن في الوادي لجبا يتعوذ الوادي وجهنم من ذلك الجب كل يوم سبع مرات، وإن في الجب لحية يتعوذ الجب والوادي وجهنم من تلك الحية كل يوم سبع مرات، يبدأ بفسقة حملة القرآن، فيقولون: أي رب بدئ بنا قبل عبدة الأوثان؟! قيل لهم: ليس من يعلم كمن لا يعلم.
وقد روى معروف عن بكر بن خنيس، وابن السماك شيئا يسيرا، وعن: الربيع بن صبيح.
روى عنه: خلف البزار، وزكريا بن يحيى المروزي، ويحيى بن أبي طالب، وغيرهم.
وقد ذكر معروف عند أحمد بن حنبل فقالوا: قصير العلم، فقال للقائل: أمسك، وهل يراد من العلم إلا ما وصل إليه معروف؟.
قال إسماعيل بن شداد: قال لنا سفيان بن عيينة: ما فعل ذلك الحبر الذي فيكم ببغداد؟. قلنا: من هو؟ قال: أبو محفوظ، معروف. قلنا: بخير. قال: لا يزال أهل تلك المدينة بخير ما بقي فيهم.
وقال السراج: حدثنا أبو بكر بن أبي طالب قال: دخلت مسجد معروف، فخرج، وقال: حياكم الله بالسلام، ونعمنا وإياكم بالأحزان، ثم أذن، فارتعد ووقف شعره، وانحنى حتى كاد يسقط.
وعن معروف قال: إذا أراد الله بعبد شرا أغلق عنه باب العمل، وفتح عليه باب الجدل.
وقال جشم بن عيسى: سمعت عمي معروف بن الفيرزان يقول: سمعت بكر بن خنيس يقول: كيف تتقي وأنت لا تدري ما تتقي؟ رواها أحمد الدورقي عن معروف قال: ثم يقول معروف: إذا كنت لا تحسن تتقي أكلت الربا، ولقيت المرأة فلم تغض طرفك، ووضعت سيفك على عاتقك، إلى أن قال: ومجلسي هذا ينبغي أن يتقى، ومجيئكم معي من المسجد ينبغي لنا أن نتقيه، فتنة للمتبوع، وذلة للتابع.
وعن معروف، وبعث إليه رجل بعشرة دنانير فلم يأخذها، ومر سائل فأعطاها له.
وقيل: كان يبكي ثم يقول: يا نفس كم تبكين، أخلصي تخلصي.
وقيل: سأله رجل: يا أبا محفوظ كيف تصوم؟ فبقي يغالطه، ويقول: صوم نبينا صلى الله عليه وسلم كان كذا، وصوم داود كان كذا. فألح عليه فقال: أصبح دهري صائما، فمن دعاني أكلت، ولم أقل إني صائم.
وقيل: قص إنسان شارب معروف وهو يسبح فقال: كيف أقص وأنت تسبح؟ فقال: أنت تعمل وأنا أعمل.
وقال رجل: حضرت معروفا، فاغتاب رجل عنده، فقال: اذكر القطن إذا وضع على عينيك.
وعنه قال: ما أكثر الصالحين، وما أقل الصادقين.
وعنه قال: من كابر الله صرعه، ومن نازعه قمعه، ومن ماكره خدعه، ومن توكل عليه منعه، ومن تواضع له رفعه.
وعنه: كلام العبد فيما لا يعنيه خذلان من الله.
وقيل: جاءه ملهوف وقال: ادع لي أن يرد الله علي كيسي، سرق فيه ألف دينار، فقال: ماذا أدعو ما زويته عن أنبيائك وأوليائك، فرده عليه.
وقيل: إنه أنشد مرة في السحر:
ما يضر الذنوب لو أعتقتني رحمة لي، فقد علاني المشيب
وعنه قال: من لعن إمامه حرم عدله.
وعن محمد بن منصور الطوسي قال: قعدت مرة إلى جنب معروف، فلعله قال: واغوثاه بالله، عشرة آلاف مرة، وتلا: إذ تستغيثون ربكم فاستجاب لكم.
وعن ابن شيرويه: قلت لمعروف: بلغني أنك تمشي على الماء، قال: ما وقع هذا، ولكن إذا هممت بالعبور جمع لي طرفا النهر فأتخطاه.
أبو العباس بن مسروق: حدثنا محمد بن منصور الطوسي قال: كنت عند معروف، ثم جئت وفي وجهه أثر، فسأله رجل عن الأثر فقال: سل عما يعنيك عافاك الله، فألح عليه، وأقسم عليه، فتغير وجهه ثم قال: صليت البارحة هنا، واشتهيت أن أطوف بالبيت، فمضيت إلى مكة فطفت، وجئت لأشرب من زمزم، فزلقت، فأصاب وجهي هذا.
وقال ابن مسروق: حدثنا يعقوب ابن أخي معروف قال: قالوا لمعروف: استسق لنا، وكان يوما حارا، فقال: ارفعوا ثيابكم. قال: فما استتموا رفع ثيابهم حتى مطروا.
وقد استجاب الله لمعروف في غير ما قضية.
وقد أفرد ابن الجوزي كتابا في مناقبه.
وقال عبيد بن محمد الوراق: مر معروف وهو صائم بسقاء يقول: رحم الله من شرب، فشرب رجاء الرحمة.
وقد حكى السلمي شيئا منكرا، وهو أن معروفا كان يحجب علي بن موسى الرضا، قال: فكسروا ضلع معروف فمات، فهذا إن صح، يكون حاجب اسمه باسم معروف.
وعن إبراهيم الحربي قال: قبر معروف الترياق المجرب، يريد الدعاء عنده؛ لأن البقاع المباركة يستجاب فيها الدعاء، كما أن الدعاء في المساجد وفي السحر أفضل، ودعاء المضطر مجاب في كل مكان.
قال محمد بن عبيد الله ابن المنادي، وثعلب: مات معروف سنة مائتين.
وقال عبد الرزاق بن منصور: سنة إحدى ومائتين.
وشذ يحيى بن أبي طالب فقال: مات سنة أربع ومائتين.
وقال أبو بكر الخطيب: الصحيح سنة مائتين، رحمه الله تعالى ورضي عنه.
314 -
ت ن ق:
معمر بن سليمان الرقي أبو عبد الله النخعي
.
عن: خصيف، وإسماعيل بن أبي خالد، وحجاج بن أرطاة، وزيد بن حبان الرقي، وطائفة. وعنه: أبو عبيد، وأحمد بن حنبل، وأبو بكر بن أبي شيبة، وعلي بن حجر، وأبو سعيد الأشج، وسعدان بن نصر، وجماعة.
وثقه ابن معين.
وذكره أحمد فذكر من فضله وهيئته.
وقال أبو عبيد: كان من خير من رأيت.
قلت: مات في شعبان سنة إحدى وتسعين ومائة.
وقع لي من عواليه.
315 – ع:
معن بن عيسى بن يحيى بن دينار بن عبد الله الأشجعي مولاهم المدني القزاز الحافظ أبو يحيى
، أحد الأعلام.
كان صاحب حانوت وأجراء ينسجون القز.
روى عن: ابن أبي ذئب، ومالك، وأبي بن عباس بن سهل، وأبي الغصن ثابت بن قيس، وزهير بن محمد، وسعيد بن السائب الطائفي، وهشام بن سعد، ومعاوية بن صالح، وموسى بن علي، وإبراهيم بن طهمان، وطبقتهم.
ولزم مالكا زمانا، وكان من خيار أصحابه ومتقنيهم ومفتيهم.
روى عنه: أحمد بن خالد، وإبراهيم بن المنذر الحزامي، وأبو خيثمة، وهارون الحمال، ويونس بن عبد الأعلى، وخلق سواهم.
قال أبو حاتم: هو أوثق أصحاب مالك وأثبتهم.
وقال ابن سعد: كان يعالج القز بالمدينة، وله غلمان حاكة.
وقيل: كان مالك يتكئ على يده في خروجه إلى المسجد، حتى كان يقال له: عصا مالك.
وقال أبو حاتم أيضا: هو أحب إلي من ابن وهب.
أخبرنا أحمد بن إسحاق، قال: أخبرنا أحمد بن يوسف، والفتح بن عبد الله قالا: أخبرنا محمد بن عمر القاضي، قال: أخبرنا أحمد بن محمد بن النقور، قال: أخبرنا علي بن عمر الحربي، قال: حدثنا أحمد بن الحسن الصوفي، قال: حدثنا يحيى بن معين، قال: حدثنا معن، عن مالك، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة قالت: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يكن يصافح امرأة قط، أخرجه النسائي في كتاب مالك من تأليفه، عن معاوية بن صالح، عن ابن معين، فوقع لنا عاليا جدا.
توفي معن في شوال سنة ثمان وتسعين ومائة.
316 -
م د ن ق:
المغيرة بن سلمة أبو هشام المخزومي البصري
.
عن: أبان العطار، ونافع بن عمر، والقاسم بن المفضل الحداني، وعنه: إسحاق بن راهويه، وإسحاق الكوسج، وبندار، وعلي ابن المديني، ومحمد بن عبد الله المخرمي.
قال ابن المديني: ما رأيت قرشيا أفضل منه، ولا أشد تواضعا، أخبرني بعض جيرانه أنه كان يصلي طول الليل، رضي الله عنه.
قلت: مات سنة مائتين.
ورخه البخاري، واستشهد به في الصحيح.
وقال يعقوب بن شيبة: كان ثقة ثبتا.
317 – ت:
المفضل بن صالح الكوفي أبو جميلة الدلال النخاس
.
عن: زياد بن علاقة، وابن المنكدر، وعمرو بن دينار، وجماعة، وعنه: محمد بن عمر بن الوليد الكندي، ومحمد بن إسماعيل الأحمسي، وأحمد بن بديل، ومحمد بن عبيد المحاربي، وآخرون.
وعمر دهرا.
قال البخاري: منكر الحديث.
وقال ابن حبان: يروي المقلوبات عن الثقات حتى يتهمه القلب.
وقال الترمذي: ليس بذاك الحافظ.
318 -
منصور بن عبد الحميد بن راشد أبو رياح
.
عن: أنس بن مالك، وابن عمر، وأبي أمامة.
وعن: طاوس اليماني، وعدة.
حدث بمرو عنهم قبيل المائتين، وعنه: معاذ بن أسد، وسلمة بن سليمان المروزيان، ويحيى بن خالد البلخي، وعبد الله بن مثنى الخلمي، وغيرهم.
ليس بثقة.
وهاه ابن حبان.
وقال ابن عساكر في سباعياته: ذكر هبة الله بن فاخر السجزي هذا، وأن الرواية لا تحل عنه.
319 -
منصور بن عمار بن كثير أبو السري السلمي الخراساني
.
ويقال إنه بصري.
كان زاهدا، واعظا، كبير الشأن.
روى عن: الليث، وابن لهيعة، والمنكدر بن محمد، ومعروف الخياط، والهقل بن زياد، وبشير بن طلحة، وآخرين، وعنه: ابناه سليم، وداود، وزهير بن عباد الرؤاسي، ومحمد بن جعفر الأحول، وأحمد بن منيع، وعلي بن خشرم، ومنصور بن الحارث، وعبد الرحمن بن يونس الرقي، وغيرهم.
وكان إليه المنتهى في بلاغة الموعظة، وتحريك القلوب إلى الله.
أقام ببغداد مدة، ووعظ بها، وبالشام ومصر، وسار ذكره وبعد صيته.
قال أبو حاتم: صاحب مواعظ، ليس بالقوي.
وقال ابن عدي: منكر الحديث.
وقال الدارقطني: له أحاديث لا يتابع عليها.
قال ابن يونس: قص بمصر على الناس، وسمعه الليث فأعجبه ووصله بألف دينار. وقد حدث عنه أيضا يحيى بن بكير، وسعيد بن عفير. ما قص على الناس أحد مثله.
أبو شعيب الحراني: حدثنا علي بن خشرم قال: قال منصور بن عمار: لما قدمت مصر كانوا في قحط، فلما صلوا الجمعة ضجوا بالبكاء والدعاء، فحضرتني نية، فصرت إلى الصحن وقلت: يا قوم، تقربوا إلى الله بالصدقة، فما تقرب إليه بأفضل منها. ثم رميت بكسائي وقلت: اللهم هذا كسائي، وهو جهدي. فتصدقوا حتى جعلت المرأة تلقي خرصها، حتى فاض الكساء من أطرافه، ثم هطلت السماء ومطرنا، فخرج الناس في الطين والمطر، فدفعت إلى الليث وابن لهيعة، فنظرا إلى كثرة المال، فقال أحدهما لصاحبه: لا يحرك، ووكلوا به الثقات حتى أصبحوا، فرحت أنا إلى الإسكندرية، فبينا أنا أطوف على حصنها إذا رجل يرمقني، فقلت: ما لك؟ قال: أنت المتكلم يوم الجمعة؟ قلت: نعم. قال: إنك صرت فتنة، قالوا: ذاك الخضر، دعا فاستجيب له. قلت: بل أنا العبد الخاطئ. فقدمت مصر فلقيت الليث، فلما نظر إلي قال: أنت المتكلم يوم الجمعة؟ قلت: نعم. فأقطعني خمسة عشر فدانا، وصرت إلى ابن لهيعة فأقطعني خمس فدادين.
علي بن خشرم: حدثنا منصور (ح) وأبو داود، عن قتيبة، عن منصور قال: قدمت مصر وبها قحط، فتكلمت، فبذلوا صدقات كثيرة، فأتي بي الليث فقال: ما حملك على أن تكلمت ببلدنا بغير أمرنا؟ قلت: أصلحك الله، أعرض عليك، فإن كان مكروها نهيتني. قال: تكلم. فتكلمت، فقال: قم، لا يحل أن أسمع هذا وحدي.
قال: وأخرج إلي بعد هذا جارية قيمتها ثلاثمائة دينار، ثم لما خرج
الناس ناولني كيسا فيه ألف دينار، قال: ولا تعلم به ابني فتهون عليه.
وقال أبو حاتم: حدثنا سليم بن منصور قال: حدثنا أبي قال: أعطاني الليث ألف دينار.
قال علي بن خشرم: سمعت منصورا يقول: المتكلمون ثلاثة؛ الحسن البصري، وعمر بن عبد العزيز، وعون بن عبد الله. قلت: فأنت الرابع.
وقيل: إن الرشيد لما سمع وعظه قال: من أين تعلمت هذا؟ قال: تفل في في النبي صلى الله عليه وسلم في النوم، وقال لي: يا منصور، قل.
السراج: حدثنا أحمد بن موسى الأنصاري قال: قال منصور بن عمار: حججت فبت بالكوفة، فخرجت في الظلماء فإذا بصارخ يقول: إلهي، وعزتك ما أردت بمعصيتي مخالفتك، ولقد عصيتك وما أنا بنكالك جاهل، ولكن خطيئة عرضت أعانني عليها شقائي وغرني سترك، فالآن من ينقذني؟ فتلوت هذه الآية (قوا أنفسكم وأهليكم نارا وقودها الناس والحجارة) فسمعت دكدكة، فلما كان من الغد مررت هناك، فإذا بجنازة، وإذا عجوز تقول: مر البارحة رجل فتلا آية، فتفطرت مرارته فوقع ميتا.
قال أبو بكر وعثمان ابنا أبي شيبة: كنا عند ابن عيينة فجاء منصور بن عمار فسأله عن القرآن، فزبره وأشار بالعكاز إليه، وانتهره. فقيل: يا أبا محمد، إنه عابد. قال: ما أرى إلا شيطانا.
قال منصور: دخلت على سفيان بن عيينة، فحدثني ووعظته، فلما أثارت الأحزان دموعه رفع رأسه ورددها في عينيه، فقلت: هلا أسبلتها إسبالا، وتركتها تجري سجالا؟ قال: إن الدمعة إذا بقيت كان أبقى للحزن في الجوف.
قال سليم بن منصور: كتب بشر المريسي إلى أبي: أخبرني عن القرآن. فكتب إليه: عافانا الله وإياك، وجعلنا من أهل السنة، فإن يفعل فأعظم به منة، وإلا فهي الهلكة، نحن نرى أن الكلام في القرآن بدعة تشارك فيها السائل والمجيب، تعاطى السائل ما ليس له، وتكلف المجيب ما ليس عليه، وما أعرف خالقا إلا الله، وما دونه مخلوق، والقرآن كلام الله، فانته بنفسك وبالمختلفين فيه معك إلى أسمائه التي سماه الله بها، ولا تسم القرآن باسم من عندك فتكون من الضالين. رواها أبو الحسن الميموني وغيره عن سليم.
أبو علي الكوكبي: حدثنا حريز بن أحمد بن أبي دؤاد: حدثني سلموية بن عاصم قال: كتب بشر إلى منصور بن عمار يسأله عن قوله: (الرحمن على العرش استوى) كيف استوى؟ فكتب إليه: استواؤه غير محدود، والجواب فيه تكلف، ومساءلتك عنه بدعة، والإيمان بجملة ذلك واجب.
عن عبدك العابد قال: قيل لمنصور بن عمار: تكلم بهذا الكلام، ونرى منك أشياء؟ قال: احسبوني درة وجدتموها على كناسة.
وعن بشر الحافي أنه كتب إلى منصور بن عمار أن اكتب إلي بما من الله علينا. فكتب إليه: يا أخي، قد أصبحنا في نعم لا نحصيها في كثرة ما نعصي، فلا أدري كيف أشكره؛ بجميل ما نشر، أو قبيح ما ستر.
قلت: ساق ابن عدي لمنصور تسعة أحاديث منكرة.
وروي أنه رئي بعد موته، فقيل: ما فعل الله بك؟ قال: غفر لي وقال: يا منصور، قد غفرت لك على تخليطك، إلا أنك تحوش الناس إلى ذكري.
وقيل هذا لأبي العتاهية:
إن يوم الحساب يوم عسير ليس للظالمين فيه مجير فاتخذ عدة لمطلع القبـ ـر وهول الصراط يا منصور
320 – ت ق:
منصور بن وردان الأسدي الكوفي
.
عن أبان بن تغلب، وعلي بن عبد الأعلى الثعلبي. وعنه أحمد بن حنبل، وعلي بن محمد الطنافسي، وابن نمير، والحسن بن محمد الزعفراني.
وثقه أحمد.
وله سمي في طبقة منصور بن المعتمر.
وقال بعض الحفاظ: إن صاحب الترجمة لا يحتج به، بل هو صويلح.
321 -
مؤرج بن عمرو السدوسي البصري النحوي
، أبو فيد، أحد أئمة العربية واللغة.
أخذ عن أبي عمرو بن العلاء، وشعبة، والخليل بن أحمد. وسكن
نيسابور وبث بها علومه، وأخذ عنه أهلها، وصنف غريب القرآن.
أخذ عنه أحمد بن خالد الذهلي، وخليل بن أسد، وغيرهما.
وكان يقول: اسمي وكنيتي غريبان، تقول العرب: أرجت بين القوم إذا حرشت بينهم. والفيد ورد الزعفران، وفاد الرجل فيدا إذا مات.
توفي أبو فيد سنة خمس وتسعين ومائة.
322 – ت ق:
موسى بن إبراهيم بن كثير الأنصاري الحرامي المدني
.
عن طلحة بن خراش، ويحيى بن عبد الله بن أبي قتادة.
وعنه إبراهيم بن المنذر الحزامي، وعبدة بن عبد الله الصفار، وعلي ابن المديني، ودحيم، ويحيى بن حبيب بن عربي.
صدوق مقل.
323 – ن:
موسى بن طارق
، أبو قرة الزبيدي، قاضي زبيد وعالمها.
روى عن عبيد الله بن عمر، وموسى بن عقبة، وابن جريج، وأيمن بن نابل، وأخذ القراءة عن نافع بن أبي نعيم، وصنف السنن. روى عنه أحمد، وإسحاق، وصامت بن معاذ، وأبو حمة محمد بن يوسف الزبيدي.
قال أبو حاتم: محله الصدق.
324 -
موسى بن عبد الله بن حسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب
، أبو الحسن الهاشمي العلوي المدني، أخو محمد وإبراهيم اللذين حاربا المنصور.
روى عن أبيه. وعنه عبد العزيز الدراوردي مع تقدمه، ومروان بن محمد الطاطري، وإبراهيم بن عبد الله الهروي، وسلمة بن بشر، وولده عبد الله بن موسى.
اختفى مدة بالبصرة بعد قتل أخويه، ثم أخذ فحمل إلى المنصور فضربه سبعين سوطا، ثم عفا عنه.
قال أبو بكر الخطيب: روى شيئا كثيرا عن أبيه.
وقال يحيى بن معين: قد رأيته، وهو ثقة.
وقال البخاري: فيه نظر.
وقيل: إنه امتنع من التحديث، وله شعر حسن سائر.
325 -
موسى بن يحيى بن خالد بن برمك
.
من كبار أمراء الدولة، ولاه الرشيد إمرة الشام في أيام فتنة أبي الهيذام، فقدم وأصلح بين القيسية واليمانية. وكان شابا شجاعا كافيا ذا دهاء ورأي، عزم المأمون أن يوليه ثغر السند لشجاعته. حكى عنه ابنه هارون، والأصمعي، وعلي ابن المديني.
ولا أعلم متى توفي.
326 -
مؤمل بن عبد الرحمن بن العباس البصري، أبو العباس
.
حدث بمصر عن حميد الطويل، وعوف، وابن عجلان، وأبي أمية بن يعلى. وعنه أبو يحيى الوقار، وعبد الغني بن عبد العزيز العسال، وعمرو بن سواد، ومحمد بن عبد الله بن ميمون، وآخرون.
عداده في الضعفاء.
قال أبو حاتم: ضعيف.
وقال ابن عدي: عامة حديثه غير محفوظ.
327 -
ميسرة بن عبد ربه التستري
.
عن سفيان الثوري، وموسى بن عبيدة، وابن جريج. وعنه يحيى بن يزيد الخواص، وعمرو بن مطر السكسكي.
قال البخاري: يرمى بالكذب.
وقال النسائي: متروك الحديث.
قلت: هو واضع كتاب العقل، وقد تقدم ذكره أيضا.
328 -
نصر بن باب
، أبو سهل الخراساني.
سمع أبا إسحاق السبيعي، وإسماعيل بن أبي خالد، وداود بن أبي هند. وعنه علي ابن المديني، وأحمد بن حنبل، ومحمد بن رافع، ومحمد بن يزيد السلمي، وعلي بن سلمة، وأهل نيسابور.
وثقه أحمد.
وقال ابن معين: ليس بشيء.
وقال ابن حبان: لا يحتج به.
وقال البخاري: يرمونه بالكذب.
وقال غير واحد: متروك.
329 -
د ن:
النضر بن كثير
، أبو سهل البصري العابد.
عن عبد الله بن طاووس، وداود بن أبي هند، ويحيى بن سعيد، وجماعة. وعنه أحمد بن حنبل، وعقبة بن مكرم، وأحمد بن إبراهيم الدورقي، وعمر بن شبة.
وقال الفلاس: كان يعد من الأبدال.
وقال أحمد: ضعيف الحديث.
وقال البخاري: عنده مناكير.
330 – ن:
هارون بن أبي عيسى
.
روى السيرة النبوية عن ابن إسحاق.
قال البخاري: يخطئ عن غير ابن إسحاق.
قلت: حدث عنه ابنه عبد الله، ومعلى بن أسد.
331 -
الرشيد هارون
، أمير المؤمنين أبو جعفر بن محمد المهدي ابن المنصور أبي جعفر عبد الله بن محمد بن علي بن عبد الله بن عباس، العباسي البغدادي.
استخلف بعهد من أبيه سنة سبعين ومائة عند موت أخيه الهادي. حدث عن أبيه، وجده المنصور، ومبارك بن فضالة. روى عنه ابنه المأمون وغيره.
وكان من أميز الخلفاء وأجل ملوك الدنيا، وكان كثير الغزو والحج كما قيل فيه:
فمن يطلب لقاءك أو يرده فبالحرمين أو أقصى الثغور مولده بالري حين كان أبوه أميرا عليها وعلى خراسان في سنة ثمان وأربعين ومائة، وأمه أم ولد، واسمها الخيزران.
وكان أبيض طويلا جميلا مليحا، مسمنا، فصيحا، له نظر في العلم والآداب، وقد وخطه الشيب. أغزاه والده أرض الروم وهو ابن خمس عشرة سنة.
وبلغني أنه كان يصلي في خلافته في اليوم مائة ركعة إلى أن مات، ويتصدق كل يوم من صلب ماله بألف درهم، فالله أعلم.
وكان يحب العلم وأهله، ويعظم حرمات الإسلام، ويبغض المراء في الدين والكلام في معارضة النص، وكان يبكي على نفسه وعلى إسرافه وذنوبه، سيما إذا وعظ. وكان يحب المديح ويجيز عليه الأموال الجليلة، وله شعر يروق.
دخل عليه مرة ابن السماك الواعظ، فبالغ في احترامه، فقال له ابن السماك: تواضعك في شرفك أشرف من شرفك. ثم وعظه فأبكاه، وقد وعظه
الفضيل بن عياض حتى جعل يشهق بالبكاء، وكان هو أتى بنفسه إلى بيت الفضيل.
ومن محاسنه أنه لما بلغه موت ابن المبارك جلس للعزاء، وأمر الأعيان أن يعزوه في ابن المبارك.
قال نفطوية في تاريخه: حكى بعض أصحاب الرشيد أن الرشيد كان يصلي في اليوم مائة ركعة، لم يتركها إلا لعلة، وكان يقتفي آثار جده أبي جعفر، إلا في الحرص.
قال أبو معاوية الضرير: ما ذكرت النبي صلى الله عليه وسلم بين يدي الرشيد إلا قال: صلى الله على سيدي. وحدثته بحديثه صلى الله عليه وسلم: وددت أني أقاتل في سبيل الله فأقتل، ثم أحيى ثم أقتل فبكى حتى انتحب.
عن خرزاذ القائد قال: كنت عند الرشيد، فدخل أبو معاوية الضرير وعنده رجل من وجوه قريش، فذكر أبو معاوية حديث: احتج آدم وموسى، فقال القرشي: فأين لقيه؟ فغضب الرشيد، وقال: النطع والسيف، زنديق يطعن في حديث النبي صلى الله عليه وسلم. فما زال أبو معاوية يسكنه ويقول: يا أمير المؤمنين كانت منه بادرة، حتى سكن.
وعن أبي معاوية قال: أكلت مع الرشيد يوما، ثم صب على يدي رجل لا أعرفه. ثم قال الرشيد: تدري من يصب عليك؟ قلت: لا. قال: أنا، إجلالا للعلم.
وقال منصور بن عمار: ما رأيت أغزر دمعا عند الذكر من ثلاثة؛ الفضيل بن عياض، والرشيد، وآخر.
وقال عبيد الله القواريري: لما لقي الرشيد فضيلا قال له: يا حسن الوجه، أنت المسؤول عن هذه الأمة، حدثنا ليث، عن مجاهد:(وتقطعت بهم الأسباب) قال: الوصل التي كانت بينهم في الدنيا. فجعل هارون يبكي ويشهق.
قال الأصمعي: قال لي الرشيد: يا أصمعي، ما أغفلك عنا وأجفاك لنا؟ قلت: والله يا أمير المؤمنين، ما ألاقتني بلاد بعدك حتى أتيتك. فسكت، فلما
تفرق الناس قال: اجلس، فلم يبق سوى الغلمان، فقال: ما ألاقتني؟ فقال الأصمعي:
كفاك كف ما تليق بدرهم جودا وأخرى تعط بالسيف الدما فقال: أحسنت، وهكذا فكن، وقرنا في الملأ وعلمنا في الخلاء. وأمر لي بخمسة آلاف دينار. رواها أبو حاتم عنه.
قال الثعالبي في كتاب لطائف المعارف: قال الصولي: خلف الرشيد مائة ألف ألف دينار. قال الثعالبي: وحكى غيره أن الرشيد خلف من الأثاث والعين والورق والجوهر والدواب ما قيمته مائة ألف ألف دينار وخمسة وعشرون ألف دينار.
وفي مروج المسعودي قال: رام الرشيد أن يوصل ما بين بحر الروم وبحر القلزم مما يلي الفرما، فقال له يحيى بن خالد البرمكي: كان يختطف الروم الناس من المسجد الحرام وتدخل مراكبهم إلى الحجاز، فتركه.
وروي عن إسحاق الموصلي أن الرشيد أجازه مرة بمائتي ألف درهم.
وعن العباس بن الأحنف أن الرشيد قال في حظية له:
أما يكفيك أنك تملكيني وأن الناس كلهم عبيدي وأنك لو قطعت يدي ورجلي لقلت من الهوى: أحسنت، زيدي قال عبد الرزاق بن همام: كنت مع الفضيل بمكة، فمر هارون فقال فضيل: الناس يكرهون هذا، وما في الأرض أعز علي منه، لو مات لرأيت أمورا عظاما.
قال الجاحظ: اجتمع للرشيد ما لم يجتمع لغيره؛ وزراؤه البرامكة، وقاضيه أبو يوسف، وشاعره مروان بن أبي حفصة، ونديمه العباس بن محمد عم أبيه، وحاجبه الفضل بن الربيع أتيه الناس وأعظمهم، ومغنيه إبراهيم الموصلي، وزوجته زبيدة.
ويروى أن الرشيد أعطى سفيان بن عيينة مرة مائة ألف.
وأخبار الرشيد يطول شرحها، ومحاسنه جمة، وله أخبار في اللهو واللذات المحظورة والغناء، والله يسامحه.
قال أبو محمد بن حزم: أراه كان لا يشرب النبيذ المختلف فيه إلا الخمر
المتفق على تحريمها، ثم جاهر بها جهارا قبيحا.
قلت: توفي في الغزو بمدينة طوس من خراسان في ثالث شهر جمادى الآخرة سنة ثلاث وتسعين ومائة، وصلى عليه ابنه صالح، ودفن بطوس، رحمه الله. عاش خمسا وأربعين سنة.
332 -
هاشم بن أبي بكر بن عبد الرحمن القرشي التيمي البكري
، أبو بكر المدني الفقيه.
ولي قضاء مصر، فقدمها بعد انفصال العمري عنها، ولاه الأمين في سنة أربع وتسعين ومائة، وكان قد تفقه بالكوفة على مذهب أبي حنيفة، وكان يتناول النبيذ. لم تطل ولايته.
ومات في المحرم سنة ست وتسعين.
333 -
هاشم بن القاسم التيمي الكوفي
.
روى عن الأعمش. وعنه حميد بن الربيع، والعباس بن يزيد البحراني.
334 -
هذيل بن ميمون الجعفي الكوفي
.
عن يحيى بن أبي أنيسة، ومطرح الشامي. وعنه محمد بن الصباح الجرجرائي، وأحمد بن حنبل.
335 – م ق:
هشام بن سليمان بن عكرمة بن خالد المخزومي المكي
.
عن هشام بن عروة، وابن جريج، ويونس بن يزيد الأيلي. وعنه إبراهيم بن المنذر، وسعيد بن عبد الرحمن المخزومي، وسويد بن سعيد، ومحمد العدني.
صدوق فيه أدنى شيء، وله أثر في البيوع من البخاري.
336 -
هشام بن عبد الله بن عكرمة بن خالد المخزومي المكي
، ابن عم الذي قبله.
من نبلاء الشرفاء، صحب هشام بن عروة، وكان من خاصته فأكثر عنه، إلا أنه لم يحدث.
وكان جليل القدر يحتسب، ويأمر بالمعروف وينهى عن المنكر. ذكر هذا ابن سعد، ثم قال: دخل على الرشيد فدعا له، وكلمه بكلام أعجبه، ووعظه، فولاه قضاء المدينة، وأجازه بأربعة آلاف دينار، وكان سخيا وصولا لرحمه.
قلت: كنيته أبو الوليد، وقد غمزه ابن حبان لأجل الحديث الذي أخبرناه أحمد بن محمد الحافظ وجماعة، قالوا: أخبرنا أبو المنجى عبد الله بن عمر. (ح) وأخبرنا أحمد بن المؤيد قال: أخبرنا زكريا العلبي؛ قالا: أخبرنا أبو الوقت قال: أخبرتنا بيبي الهرثمية قالت: أخبرنا عبد الرحمن بن أبي شريح قال: حدثنا البغوي قال: حدثنا مصعب بن عبد الله إملاء سنة ثمان وعشرين ومائتين قال: حدثني هشام بن عبد الله بن عكرمة المخزومي، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: التمسوا الرزق في خبايا الأرض. هذا حديث غريب، تفرد ابن مصعب عن هشام.
قال عبد الملك بن حبيب الفقيه: قال لي مطرف بن عبد الله: أتي هشام بن عبد الله وهو قاضي المدينة، ومن صالح قضاتها برجل خبيث معروف باتباع الصبيان، قد لصق بصبي في زحمة حتى أفضى، فجلده أربعمائة سوط وسجنه، فما لبث أن مات.
337 – خ 4:
هشام بن يوسف الصنعاني الفقيه
، أبو عبد الرحمن، قاضي صنعاء وعالمها.
روى عن ابن جريج، ومعمر، والثوري، والقاسم بن فياض، وجماعة. وعنه ابن المديني، وإبراهيم بن موسى الفراء، وإسحاق بن راهوية، وابن معين، وعبد الله بن محمد المسندي، وجماعة.
قال ابن معين: هو أثبت من عبد الرزاق في ابن جريج.
وقال أبو حاتم: ثقة متقن.
وروى عبد الله بن أحمد عن أبيه قال: سمعت بعض أصحابنا قال مرة: قال يحيى بن معين: كتب لي عبد الرزاق إلى هشام قال: إنك تأتي رجلا إن كان غيره السلطان فإنه لم يغير حديثه. وقال يحيى: مكثنا على باب هشام بن يوسف خمسين يوما لا يحدثنا بحديث، نذهب معه إلى باب الأمير.
وقال أحمد: سمعت عبد الرزاق قال: أتاه - يعني يحيى - فأجزره شاة، وفعل به وفعل. قال أحمد: هشام ألأم من أن يذبح له.
قلت: توفي سنة سبع وتسعين ومائة.
قال إبراهيم بن موسى الفراء: سمعت هشام بن يوسف يقول: قدم الثوري اليمن، فقال: اطلبوا لي كاتبا سريع الخط. فارتادوني، فكنت أكتب.
قال أبو زرعة: هشام أصح اليمانيين كتابا.
وقال عبد الرزاق: إن حدثكم القاضي فلا عليكم أن لا تكتبوا عن غيره.
338 – ن:
الهيثم بن مروان العنسي
، أبو الحكم الدمشقي.
عن يونس بن ميسرة. وعنه هشام بن عمار، ومحمود بن خالد، وأبو همام السكوني، وجماعة. وعمر دهرا.
لم أر لأحد فيه كلاما، محله الصدق.
مات سنة تسع وتسعين ومائة.
339 -
والبة بن الحباب
، أبو أسامة الكوفي.
شاعر مشهور، محسن النعت للغزل والخمر على منهاج الشعراء، وكان
بينه وبين أبي العتاهية مهاجاة، وكان أبو نواس يثني على شعره، ولما مات والبة رثاه أبو نواس.
340 -
ورش المقرئ
، عثمان بن سعيد بن عبد الله بن عمرو بن سليمان. وقيل: عثمان بن سعيد بن عدي بن غزوان بن داود بن سابق القبطي المصري المقرئ، إمام القراء أبو سعيد، ويقال: أبو عمرو، ويقال: أبو القاسم.
أصله من القيروان، وعداده في موالي آل الزبير بن العوام، ويقال له: الرآس، وشيخه نافع هو الذي لقبه بورش لشدة بياضه، والورش: شيء يصنع من اللبن. وقيل: بل لقبه ورشان؛ باسم طائر معروف. فكان يعجبه هذا اللقب ويقول: أستاذي نافع سماني به، ويفتخر بذلك.
وكان في حداثته رآسا في ما قيل، ثم اشتغل وبرع في التلاوة، وانتهت إليه رئاسة الإقراء بالديار المصرية، وكان بصيرا بالعربية، وكان أبيض أشقر أزرق، سمينا مربوعا، يلبس ثيابا قصارا.
مولده سنة عشر ومائة، كذا أرخه الأهوازي، وكانت قراءته على نافع في سنة خمس وخمسين ومائة.
قال أبو عمرو الداني: تلا على نافع ختمات كثيرة، ثم رجع إلى مصر.
قلت: قرأ عليه أبو يعقوب الأزرق، وأحمد بن صالح، وداود بن أبي طيبة، وأبو الأزهر عبد الصمد بن عبد الرحمن العتقي، ويونس بن عبد الأعلى، وطائفة سواهم.
وقد وقع لي إسناد القرآن العظيم من طريقه في غاية العلو؛ تلوت كتاب الله على سحنون الفقيه، عن قراءته على ابن الصفراوي، عن ابن عطية، عن ابن الفحام، عن ابن نفيس، عن أبي عدي، عن أبي بكر بن سيف، عن الأزرق، عن ورش، عن نافع، عن خمسة، عن أصحاب أبي بن كعب وزيد، عن النبي صلى الله عليه وسلم.
وقد استوفيت أخبار ورش في طبقات القراء، وهو ثبت حجة في القراءة.
مات بمصر في سنة سبع وتسعين ومائة، ولا أعلمه روى حديثا.
341 -
ع:
وكيع بن الجراح بن مليح
، الإمام أبو سفيان الرؤاسي الأعور الكوفي، أحد الأعلام.
ورؤاس بطن من قيس عيلان. ولد سنة تسع وعشرين ومائة، وأصله من خراسان. سمع من الأعمش، وهشام بن عروة، وإسماعيل بن أبي خالد، وابن عون، وابن جريج، وداود بن يزيد الأودي، وأسود بن شيبان، ويونس بن أبي إسحاق، وهشام بن الغاز، والأوزاعي، وشعبة، والثوري، وإسرائيل، وجعفر بن برقان، وحنظلة بن أبي سفيان، وزكريا بن أبي زائدة، وطلحة بن عمرو المكي، وطلحة بن يحيى التيمي، وفضيل بن غزوان، وموسى بن علي، وهشام الدستوائي، وأبي جناب الكلبي، وخلق.
وعنه ابن المبارك وهو أكبر منه، وعبد الرحمن بن مهدي، ويحيى بن آدم، والحميدي، ومسدد، وأحمد بن حنبل، وإسحاق، وابن المديني، وابن معين، وأبو خيثمة، وابنا أبي شيبة، وأبو كريب، وعبد الله بن هاشم الطوسي، وإبراهيم بن عبد الله القصار، وأمم سواهم.
وكان رأسا في العلم والعمل، وكان أبوه الجراح بن مليح بن عدي بن فرس بن جمجمة ناظرا على بيت المال بالكوفة.
وقد أراد الرشيد أن يولي وكيعا القضاء فامتنع.
قال يحيى بن يمان: لما مات الثوري جلس وكيع موضعه.
قال القعنبي: كنا عند حماد بن زيد، فلما خرج وكيع قالوا: هذا راوية سفيان. فقال حماد: إن شئتم قلت: أرجح من سفيان.
وعن يحيى بن أيوب المقابري قال: ورث وكيع من أمه مائة ألف درهم.
وقال الفضل بن محمد الشعراني: سمعت يحيى بن أكثم يقول: صحبت وكيعا في الحضر والسفر، وكان يصوم الدهر ويختم القرآن كل ليلة.
قال يحيى بن معين: وكيع في زمانه كالأوزاعي في زمانه.
وقال أحمد بن حنبل: ما رأيت أوعى للعلم ولا أحفظ من وكيع.
وقال أحمد بن سهل بن بحر النيسابوري الحافظ: دخلت على أحمد بن حنبل بعد المحنة، فسمعته يقول: كان وكيع إمام المسلمين في وقته.
وروى نوح بن حبيب عن عبد الرزاق قال: رأيت الثوري ومعمرا ومالكا، فما رأت عيناي مثل وكيع قط.
وقال ابن معين: ما رأيت أفضل من وكيع؛ كان يحفظ حديثه، ويقوم الليل، ويسرد الصوم، ويفتي بقول أبي حنيفة، وكان يحيى القطان يفتي بقول أبي حنيفة أيضا.
وقال قتيبة: سمعت جريرا يقول: جاءني ابن المبارك، فقلت: من رجل الكوفة اليوم؟ فسكت عني ثم قال: رجل المصرين ابن الجراح؛ يعني وكيعا.
قال سلم بن جنادة: جالست وكيعا سبع سنين، فما رأيته بزق ولا مس حصاة، ولا جلس مجلسا فتحرك، ولا رأيته إلا مستقبل القبلة، وما رأيته يحلف بالله.
وقد روى غير واحد أن وكيعا كان يترخص في شرب النبيذ، قال إسحاق بن بهلول الحافظ: قدم علينا وكيع - يعني الأنبار - فنزل في المسجد على الفرات، فصرت إليه لأسمع منه، فطلب مني نبيذا فجئته به، فأقبل يشرب وأنا أقرأ عليه، فلما نفد طفا السراج، فقلت: ما هذا؟ قال: لو زدتنا لزدناك.
وقال أبو سعيد الأشج: كنا عند وكيع، فجاءه رجل يدعوه إلى عرس، فقال: أثم نبيذ؟ قال: لا. قال: لا نحضر عرسا ليس فيه نبيذ. قال: فإني آتيكم به. فقام.
قال ابن معين: سأل رجل وكيعا أنه شرب نبيذا، فرأى في النوم كأن رجلا يقول له: إنك شربت خمرا. فقال وكيع: ذاك الشيطان.
وقال نعيم بن حماد: سمعت وكيعا يقول: هو عندي أحل من ماء الفرات.
ويروى عن وكيع أن رجلا أغلظ له، فدخل بيتا فعفر وجهه ثم خرج إلى الرجل وقال: زد وكيعا بذنبه، فلولاه ما سلطت عليه.
وقال إبراهيم بن شماس: لو تمنيت كنت أتمنى عقل ابن المبارك وورعه، وزهد فضيل ورقته، وعبادة وكيع وحفظه، وخشوع عيسى بن يونس، وصبر حسين الجعفي.
وقال نصر بن المغيرة البخاري: سمعت إبراهيم بن شماس يقول: رأيت أفقه الناس وكيعا، وأحفظ الناس ابن المبارك، وأورع الناس فضيل بن عياض.
وقال مروان بن محمد الطاطري: ما رأيت فيمن رأيت أخشع من وكيع، وما وصف لي أحد قط إلا رأيته دون الصفة إلا وكيعا؛ فإني رأيته فوق ما وصف لي.
قال سعيد بن منصور: قدم وكيع مكة وكان سمينا، فقال له الفضيل بن عياض: ما هذا السمن وأنت راهب العراق؟! قال: هذا من فرحي بالإسلام! فأفحمه.
وقال محمد بن عبد الله بن عمار: ما كان بالكوفة في زمان وكيع أفقه ولا أعلم بالحديث منه.
وقال أبو داود: ما رؤي لوكيع كتاب قط، ولا لهشيم، ولا لحماد، ولا لمعمر.
قال أحمد بن حنبل: ما رأت عيني مثل وكيع قط؛ يحفظ الحديث، ويذاكر بالفقه فيحسن، مع ورع واجتهاد، ولا يتكلم في أحد.
قال حماد بن مسعدة: قد رأيت سفيان الثوري، فما كان مثل وكيع.
وقال أحمد أيضا: ما رأيت أوعى للعلم من وكيع، كان حافظا حافظا.
وقال ابن أبي خيثمة وغيره: سمعنا يحيى بن معين يقول: من فضل عبد الرحمن بن مهدي على وكيع فعليه، فذكر اللعنة.
قلت: ما أدري ما عذر يحيى في هذا اللعن.
وقال أبو حاتم: وكيع أحفظ من ابن المبارك.
وقال أحمد بن حنبل: عليكم بمصنفات وكيع.
وقال علي ابن المديني: كان وكيع يلحن، ولو حدثت عنه بألفاظه لكان عجبا، كان يقول: عن عيشة.
وروى أبو هشام الرفاعي وغيره عن وكيع قال: من زعم أن القرآن مخلوق فقد كفر.
قال وكيع: الجهر بالبسملة بدعة. سمعها أبو سعيد الأشج منه.
قال أحمد بن زهير: حدثنا محمد بن يزيد قال: حدثني حسين أخو زيدان قال: كنت مع وكيع، فأقبلنا جميعا من المصيصة أو طرسوس فأتينا الشام، فما أتينا بلدا إلا استقبلنا واليها، وشهدنا الجمعة بدمشق، فلما سلم الإمام أطافوا بوكيع، فما انصرف إلى أهله، فحدثت به مليحا ولده فقال: رأيت في جسده آثارا خضراء مما زحم.
قال الفضل بن عنبسة: ما رأيت مثل وكيع من ثلاثين سنة.
محمود بن غيلان: سمعت وكيعا يقول: اختلفت إلى الأعمش سنتين.
قال ابن راهوية: حفظي وحفظ ابن المبارك تكلف، وحفظ وكيع أصلي، قام وكيع واستند فحدث بسبعمائة حديث حفظا.
وقال محمود بن آدم: تذاكر بشر بن السري ووكيع ليلة وأنا أراهما من العشاء إلى أن نودي بالصبح، فقلت لبشر: كيف رأيته؟ قال: ما رأيت أحفظ منه. وكذا قال سهل بن عثمان: ما رأيت أحفظ من وكيع.
وقال عبد الله بن أحمد: سمعت أبي يقول: وكيع مطبوع الحفظ، كان حافظا حافظا، كان أحفظ من عبد الرحمن بكثير.
وقال ابن نمير: كانوا إذا رأوا وكيعا سكتوا؛ يعني في الحفظ والإجلال.
وقال أبو حاتم: سئل أحمد عن وكيع ويحيى وابن مهدي، فقال: كان وكيع أسردهم.
قال أبو زرعة الرازي: سمعت أبا جعفر الجمال يقول: أتينا وكيعا، فخرج بعد ساعة وعليه ثياب مغسولة، فلما بصرنا به فزعنا من النور الذي رأينا يتلألأ من وجهه، فقال رجل بجنبي: أهذا ملك؟ فتعجبنا من ذلك النور.
قال أحمد بن سنان القطان: رأيت وكيعا إذا قام في الصلاة ليس يتحرك منه شيء، لا يزول ولا يميل على رجل دون الأخرى.
قال أحمد بن أبي الحواري: سمعت وكيعا يقول: ما نعيش إلا في سترة، ولو كشف الغطاء لكشف عن أمر عظيم. وسمعته يقول: الصدق النية.
قال صالح بن أحمد: قلت لأبي: أيهما أصلح؛ وكيع أو يزيد؟ فقال: ما منهما والحمد لله إلا كل، لكن وكيع لم يختلط بالسلطان.
قال الفلاس: ما سمعت وكيعا ذاكرا أحدا بسوء قط.
وقال ابن عمار: أحرم وكيع من بيت المقدس.
وقال ابن سعد: كان وكيع ثقة مأمونا رفيعا كثير الحديث حجة.
وقال محمد بن خلف التيمي: أخبرنا وكيع قال: أتيت الأعمش فقلت: حدثني. قال: ما اسمك؟ قلت: وكيع. قال: اسم نبيل، وما أحسب إلا سيكون لك نبأ، أين تنزل من الكوفة؟ قلت: في بني رؤاس. قال: أين من منزل الجراح؟ قلت: هو أبي. وكان على بيت المال، قال: اذهب فجئني بعطائي، وتعال حتى أحدثك بخمسة أحاديث. فجئت أبي فقال: خذ نصف العطاء واذهب، فإذا حدثك بالخمسة فخذ النصف الآخر حتى تكون عشرة. فأتيته بذلك، فأملى علي حديثين، فقلت: وعدتني خمسة. قال: فأين الدراهم كلها؟ أحسب أن أباك أمرك بهذا ولم يدر أن الأعمش مدرب قد شهد الوقائع. قال: فكنت إذا جئته بالعطاء في كل شهر حدثني بخمسة.
قال قاسم الحرمي: كان سفيان يتعجب من حفظ وكيع ويقول: تعال يا رؤاسي، ويتبسم.
قال ابن عمار: سمعت وكيعا يقول: ما نظرت في كتاب منذ خمس عشرة
سنة، إلا في صحيفة يوما. فقلت له: عدوا عليك بالبصرة أربعة أحاديث غلطت فيها. قال: وحدثتهم بعبادان بنحو من ألف وخمسمائة حديث، أربعة ما هي كثيرة في ذلك.
قال ابن معين: سمعت وكيعا يقول: ما كتبت عن الثوري حديثا قط؛ إنما كنت أحفظ، فإذا رجعت كتبتها.
قال يحيى بن يمان: نظر سفيان في عيني وكيع فقال: لا يموت هذا حتى يكون له شأن. فمات سفيان وجلس وكيع مكانه.
قال سليمان الشاذكوني: قال لنا أبو نعيم: ما دام هذا التنين حيا ما يفلح أحد معه؛ يعني وكيعا.
وقال يحيى بن أيوب العابد: حدثني صاحب لوكيع أن وكيعا كان لا ينام حتى يقرأ ثلث القرآن، ثم يقوم في آخر الليل فيقرأ المفصل، ثم يجلس فيأخذ في الاستغفار حتى يطلع الفجر.
قال إبراهيم بن وكيع: كان أبي يصلي الليل، فلا يبقى في دارنا أحد إلا صلى، حتى جارية لنا سوداء.
ابن معين: سمعت وكيعا يقول: أي يوم لنا من الموت. وأخذ وكيع في قراءة كتاب الزهد، فلما بلغ حديثا منه قام فلم يحدث، وكذا فعل من الغد. وهو حديث: كن في الدنيا كأنك غريب.
الدارقطني: حدثنا القاضي أبو الحسن محمد بن علي ابن أم شيبان، عن أبيه، عن أبي عبد الرحمن بن سفيان بن وكيع، عن أبيه قال: كان أبي يجلس لأصحاب الحديث من بكرة إلى ارتفاع النهار، ثم ينصرف فيقيل، ثم يصلي الظهر ويقصد طريق المشرعة التي يصعد منها أصحاب الروايا، فيريحون نواضحهم، فيعلمهم من القرآن ما يؤدون به الفرض إلى حدود العصر، ثم يرجع إلى مسجده فيصلي العصر، ثم يجلس يتلو ويذكر الله إلى آخر النهار، ثم يدخل منزله فيفطر على نحو عشرة أرطال نبيذ، فيشرب منها، ثم يصلي ورده، كلما صلى ركعتين شرب منها حتى ينفدها ثم ينام.
قال نعيم بن حماد: تعشينا عند وكيع، فقال: أي شيء تريدون؟ أجيئكم بنبيذ الشيوخ أو نبيذ الفتيان؟ فقلت: تكلم بهذا؟! قال: هو عندي لأحل من ماء الفرات.
قلت: ماء الفرات لم يختلف فيه، وقد اختلف في هذا.
وقال الفسوي: قد سئل أحمد إذا اختلف وكيع وعبد الرحمن؟ فقال: عبد الرحمن يوافق أكثر خاصة في سفيان، وعبد الرحمن كان يسلم عليه السلف ويجتنب المسكر، ولا يرى أن يزرع في أرض الفرات.
وقال عباس: قلت لابن معين: إذا اختلف وكيع وأبو معاوية في حديث الأعمش؟ قال: يوقف حتى يجيء من يتابع أحدهما. ثم قال: كانت الرحلة إلى وكيع في زمانه.
قال ابن معين: لقيت عند مروان بن معاوية لوحا فيه: فلان رافضي، وفلان كذا، ووكيع رافضي، فقلت لمروان: وكيع خير منك. فبلغ وكيعا ذلك، فقال: يحيى صاحبنا. وكان بعد ذلك يعرف لي ويرحب.
قال أحمد بن سنان: كان وكيع يكونون في مجلسه كأنهم في صلاة، فإن أنكر من أحد شيئا قام. وكان عبد الله بن نمير يغضب ويصيح، وإذا رأى من يبري قلما تغير وجهه غضبا.
قال تميم بن محمد الطوسي: سمعت أحمد يقول: عليكم بمصنفات وكيع.
وروى عبد الله بن أحمد عن أبيه قال: أخطأ وكيع في خمسمائة حديث.
قال أبو هشام الرفاعي: سمعت وكيعا يقول: من زعم أن القرآن مخلوق فقد زعم أنه محدث، ومن زعم أن القرآن محدث فقد كفر. فيقول: احتج بعض المبتدعة بقول الله تعالى: (ما يأتيهم من ذكر ربهم محدث)، وبقوله تعالى:(لعل الله يحدث بعد ذلك أمرا)، وهذا قال فيه علماء السلف معناه: إنه أحدث إنزاله إلينا، وكذا في الحديث الصحيح: إن
الله يحدث من أمره ما شاء. وإن مما أحدث أن لا تكلموا في الصلاة، فالقرآن العظيم كلام الله ووحيه وتنزيله، وهو غير مخلوق.
قال أحمد بن أبي الحواري: سمعت وكيعا يقول: ما أحدث حديثا قط عرضا.
قال ابن أبي الحواري: ذكرت لابن معين وكيعا، فقال: وكيع عندنا ثبت.
وقال عبد الرحمن بن الحكم بن بشير: وكيع عن سفيان غاية الإسناد، ليس بعده شيء، ما أعدل بوكيع أحدا. فقيل له: أبو معاوية؟ فنفر من ذلك.
نوح بن حبيب: حدثنا وكيع قال: حدثنا عبد الرحمن بن مهدي قال: حضرت موت سفيان، فكان عامة كلامه: ما أشد الموت. قال نوح: فأتيت ابن مهدي فقلت: حدثنا وكيع عنك، وحكيت له الكلام، وكان متكئا فقعد، فقال: أنا حدثت أبا سفيان؟ جزى الله أبا سفيان خيرا، ومن مثل أبي سفيان، وما يقال لمثل أبي سفيان.
علي بن خشرم: حدثنا وكيع، عن إسماعيل بن أبي خالد، عن عبد الله البهي أن أبا بكر الصديق جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم بعد وفاته، فأكب عليه فقبل وقال: بأبي وأمي، ما أطيب حياتك ومماتك. ثم قال البهي: وكان النبي ترك يوما وليلة حتى ربا بطنه وانثنت خنصراه. قال ابن خشرم: فلما حدث وكيع بهذا بمكة اجتمعت قريش وأرادوا صلبه، ونصبوا خشبة ليصلبوه، فجاء ابن عيينة فقال لهم: الله الله، هذا فقيه أهل العراق وابن فقيهه، وهذا حديث معروف. قال: ولم أكن سمعته، إلا أني أردت تخليص وكيع.
قال ابن خشرم: سمعته من وكيع بعدما أرادوا صلبه، فتعجبت من جسارته، وأخبرت أن وكيعا احتج فقال: إن عدة من الصحابة منهم عمر قالوا: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يمت، فأحب الله أن يريهم آية الموت.
رواها أحمد بن محمد بن علي بن رزين الباشاني عن علي بن خشرم، ورواه قتيبة عن وكيع.
وهذه هفوة من وكيع كادت تذهب فيها نفسه، فما له ولرواية هذا الخبر
المنكر المنقطع، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: كفى بالمرء إثما أن يحدث بكل ما سمع، ولولا أن الحافظ ابن عساكر وغيره ساقوا القصة في تواريخهم لتركتها ولما ذكرتها، ولكن فيها عبرة.
قال الفسوي في تاريخه: وفي هذه السنة حدث وكيع بمكة عن إسماعيل عن البهي، وذكر الحديث. قال: فرفع إلى العثماني فحبسه، وعزم على قتله، ونصبت خشبة خارج الحرم، وبلغ وكيعا وهو محبوس، قال الحارث بن صديق: فدخلت عليه لما بلغني وقد سبق إليه الخبر. قال: وكان بينه وبين سفيان بن عيينة يومئذ متباعد، فقال: ما أرانا إلا قد اضطررنا إلى هذا الرجل واحتجنا إليه؛ يعني سفيان. فقلت: دع هذا عنك، فإن لم يدركك قتلت. فأرسل إليه وفزع إليه، فدخل سفيان على العثماني فكلمه فيه، والعثماني يأبى عليه، فقال له سفيان: إني لك ناصح، إن هذا رجل من أهل العلم، وله عشيرة، وولده بباب أمير المؤمنين، فتشخص لمناظرتهم. قال: فعمل فيه كلام سفيان، فأمر بإطلاقه. فرجعت إلى وكيع فأخبرته، وأخرج، فركب حمارا، وحملنا متاعه، وسافر، فدخلت على العثماني من الغد وقلت: الحمد لله الذي لم تبتل بهذا الرجل، وسلمك الله. قال: يا حارث، ما ندمت على شيء ندامتي على تخليته، خطر ببالي هذه الليلة حديث جابر بن عبد الله قال: حولت أبي والشهداء بعد أربعين سنة فوجدناهم رطابا يثبتون، لم يتغير منهم شيء.
قال الفسوي: فسمعت سعيد بن منصور يقول: كنا بالمدينة، فكتب أهل مكة إلى أهل المدينة بالذي كان من وكيع، وقالوا: إذا قدم عليكم فلا تتكلوا على الوالي، وارجموه حتى تقتلوه. قال: فعرضوا علي ذلك، وبلغنا الذي هم عليه، فبعثنا بريدا إلى وكيع أن لا يأتي المدينة، ويمضي من طريق الربذة. وكان قد جاوز مفرق الطريقين، فلما أتاه البريد رد، ومضى إلى الكوفة.
وقد ساق ابن عدي هذه الواقعة في ترجمة عبد المجيد بن أبي رواد، ونقل أنه هو الذي أفتى بقتل وكيع، فقال: أخبرنا محمد بن عيسى المروزي فيما كتب إلي قال: حدثنا أبي عيسى بن محمد قال: حدثنا العباس بن مصعب قال: حدثنا قتيبة قال: حدثنا وكيع قال: حدثنا ابن أبي خالد، فساق الحديث. ثم قال قتيبة: حدث وكيع بهذا بمكة سنة حج الرشيد، فقدموه إليه، فدعا الرشيد سفيان بن عيينة وعبد المجيد، فأما عبد المجيد فإنه قال: يجب أن يقتل، فإنه لم يرو هذا إلا من في قلبه غش للنبي صلى الله عليه وسلم. وقال سفيان: لا قتل عليه، رجل سمع حديثا فرواه، المدينة شديدة الحر، توفي النبي صلى الله عليه وسلم فترك ليلتين؛ لأن القوم كانوا في إصلاح أمر الأمة، واختلفت قريش والأنصار، فمن ذلك تغير. قال قتيبة: فكان وكيع إذا ذكر فعل عبد المجيد قال: ذاك جاهل، سمع حديثا لم يعرف وجهه فتكلم بما تكلم.
عن مليح بن وكيع قال: لما نزل بأبي الموت أخرج يديه فقال: يا بني، ترى يدي ما ضربت بها شيئا قط.
قال مليح: فحدثني داود بن يحيى بن يمان قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم في النوم، فقلت: يا رسول الله، من الأبدال؟ قال: الذين لا يضربون بأيديهم شيئا، وإن وكيعا منهم.
قلت: بل من ضرب بيديه في سبيل الله فهو أفضل.
قال علي بن عثام: مرض وكيع فدخلنا عليه، فقال: إن سفيان أتاني فبشرني بجواره، فأنا مبادر إليه.
غنجار في تاريخه: حدثنا أحمد بن سهل، سمعت قيس بن أنيف، سمعت يحيى بن جعفر، سمعت عبد الرزاق يقول: يا أهل خراسان، إنه نعي لي إمام خراسان؛ يعني وكيعا. قال: فاهتممنا لذلك. ثم قال: بعدا لكم يا معشر الكلاب، إذا سمعتم من أحد شيئا اشتهيتم موته.
قلت: ومن جسارته كونه حج بعد تيك المحنة.
قال أبو هشام الرفاعي: مات وكيع سنة سبع وتسعين ومائة يوم عاشوراء، ودفن بفيد؛ يعني راجعا من الحج.
وقال أحمد: حج وكيع سنة ست وتسعين، ومات بفيد.
342 – د:
الوليد بن عقبة بن المغيرة الشيباني الطحان الكوفي
، أخو محمد.
روى عن حنظلة بن أبي سفيان، وحمزة الزيات، وزائدة. وعنه أحمد، وإسحاق، وعلي بن محمد الطنافسي، ومحمد بن رافع، وجماعة.
قال أبو حاتم: صدوق.
وقال أبو داود: ليس به بأس.
343 – ن:
الوليد بن كثير المزني المدني
، نزيل الكوفة.
روى عن ربيعة الرأي، وعبيد الله بن عمر، والضحاك بن عثمان. وعنه أبو سعيد الأشج، ومحمد بن عبد الله بن عمار، ويوسف بن عدي، وأخوه زكريا.
قال أبو حاتم: يكتب حديثه.
344 – ع:
الوليد بن مسلم
، الإمام أبو العباس، الأموي مولاهم، الدمشقي، أحد الأعلام.
قرأ القرآن على يحيى الذماري، وحدث عنه، وعن ثور بن يزيد، وابن جريج، وابن عجلان، والمثنى بن الصباح، ويزيد بن أبي مريم، وصفوان بن عمرو، وعبد الله بن العلاء بن زبر، والأوزاعي، والثوري، ومالك، والليث، وعبد الرحمن بن يزيد بن جابر، وأبي بكر بن أبي مريم، وعفير بن معدان، ومروان بن جناح، وعثمان بن أبي العاتكة، وخلق.
وعنه الليث بن سعد شيخه، وبقية، وابن وهب، وأحمد بن حنبل، ودحيم، وأبو خيثمة، وعلي بن محمد الطنافسي، وإسحاق بن موسى الخطمي، وموسى بن عامر المري، ومحمد بن مصفى، ومحمود بن غيلان، وعمرو بن عثمان، وخلق كثير. وصنف التصانيف.
قال محمد بن سعد: كان الوليد ثقة كثير الحديث والعلم، حج سنة أربع وتسعين ومائة، ثم رجع فمات بالطريق.
وقال دحيم: مولده سنة تسع عشرة ومائة.
قال ابن عساكر: قرأ عليه هشام بن عمار، والربيع بن ثعلب.
وقال الفسوي: سألت هشام بن عمار عن الوليد، فأقبل يصف علمه وورعه وتواضعه، وقال: كان أبوه من رقيق الإمارة، وتفرقوا على أنهم أحرار. وكان للوليد أخ جلف متكبر يركب الخيل، ويركب معه غلمان كثير ويتصيد، وقد حمل الوليد دية فأدى ذلك في بيت المال، أخرجه عن نفسه إذ اشتبه عليه أمر أبيه. قال: فوقع بينه وبين أخيه في ذلك شغب وجفاء وقطيعة، وقال: فضحتنا، ما كان حاجتك إلى ما فعلت؟
وقال أبو التقي الحمصي: حدثنا سعيد بن مسلمة القرشي قال: أنا أعتقت الوليد بن مسلم، كان عبدي.
وقال ابن سعد، عن رجل: إن الوليد كان من الأخماس فصار لآل مسلمة بن عبد الملك، فلما قدم بنو هاشم في دولتهم قبضوا رقيق الأخماس وغيره، فصار الوليد وأهل بيته لصالح بن علي، فوهبهم لابنه الفضل فأعتقهم، ثم إن الوليد اشترى نفسه منهم، فأخبرني سعيد بن مسلمة قال: جاءني الوليد فأقر لي بالرق، فأعتقته. وكان للوليد أخ اسمه جبلة، كان له قدر وجاه.
قال أحمد: ليس أحد أروى لحديث الشاميين من الوليد وإسماعيل بن عياش.
إبراهيم بن المنذر: قدمت البصرة، فجاءني علي ابن المديني فقال: أول شيء أطلب، أخرج إلي حديث الوليد بن مسلم. فقلت: يا ابن أم، سبحان الله! وأين سماعي من سماعك؟! فجعلت أأبى ويلح، فقلت له: أخبرني عن إلحاحك ما هو؟ قال: أخبرك؛ الوليد رجل أهل الشام، وعنده علم كثير، ولم أستمكن منه، وقد حدثكم بالمدينة في المواسم، ويقع عندكم الفوائد؛ لأن
الحجاج يجتمعون بالمدينة من الآفاق، فيكون مع هذا بعض فوائده، ومع هذا شيء. قال: فأخرجت إليه، فتعجب من كتابه، كاد أن يكتبه على الوجه. سمعها الفسوي من إبراهيم.
قال أبو اليمان: ما رأيت مثل الوليد بن مسلم.
وقيل لأبي زرعة: الوليد أفقه أم وكيع؟ فقال: الوليد بأمر المغازي، ووكيع بحديث العراقيين.
وقال أبو مسهر: كان الوليد من حفاظ أصحابنا.
وقال أبو حاتم: صالح الحديث.
وقال أبو أحمد بن عدي: الثقات من أهل الشام مثل الوليد بن مسلم.
وقال ابن جوصا: لم نزل نسمع أنه من كتب مصنفات الوليد صلح أن يلي القضاء، ومصنفاته سبعون كتابا.
قلت: الكتاب منها جزء صغير وجزء كبير، ونحو ذلك.
الفسوي: سمعت الحميدي يقول: خرجت يوم الصدر والوليد في مسجد منى وعليه زحام كثير، وجئت في آخر الناس فوقفت بالبعد، وعلي ابن المديني بجنبه، فجعلوا يسألونه ويحدثهم، ولا أفهم، فجمعت جماعة من المكيين وقلت لهم: جلبوا وأفسدوا على من بالقرب منه. فجعلوا يصيحون ويقولون: لا نسمع. وجعل ابن المديني يقول: اسكتوا نسمعكم. فاعترضت وصحت، ولم أكن بعد حلقت، فنظر ابن المديني إلي ولم يثبتني، وقال: لو كان فيك خير لم يكن شعرك على ما أرى. قال: فتفرقوا ولم يحدثهم بشيء.
قلت: وكان الوليد مع حفظه وثقته قبيح التدليس، يحمل عن أناس كذابين وتلفى عن ابن جريج وغيره، ثم يسقط الذي سمع منه ويقول: عن ابن جريج.
قال أبو مسهر: كان الوليد يأخذ من ابن أبي السفر حديث الأوزاعي، وكان ابن أبي السفر كذابا، وهو يقول فيها: قال الأوزاعي.
قال صالح جزرة: سمعت الهيثم بن خارجة يقول: قلت للوليد: قد أفسدت حديث الأوزاعي. قال: وكيف؟ قلت: تروي عن الأوزاعي عن نافع، وعن الأوزاعي عن الزهري، وعنه عن يحيى، وغيرك يدخل بين الأوزاعي ونافع عبد الله بن عامر الأسلمي، وبينه وبين الزهري قرة وغيره، فما يحملك على هذا؟ قال: أنبل الأوزاعي أن يروي عن مثل هؤلاء. قلت: فإذا روى الأوزاعي عن هؤلاء الضعفاء مناكير، فأسقطتهم أنت وصيرتها من رواية الأوزاعي عن الثقات ضعف الأوزاعي. فلم يلتفت إلى قولي.
قال أحمد بن حنبل: ما رأيت في الشاميين أعقل من الوليد.
وقال ابن المديني: ما رأيت في الشاميين مثل الوليد، وقد أغرب أحاديث صحيحة لم يشركه فيها أحد.
وقال صدقة بن الفضل المروزي: ما رأيت رجلا أحفظ للحديث الطويل وأحاديث الملاحم من الوليد بن مسلم، وكان يحفظ الأبواب.
وقال أبو مسهر: ربما دلس الوليد عن كذابين.
قلت: إذا قال: حدثنا، فهو ثقة، وصاحبا الصحيح ينقبان حديثه إذا أخرجا له.
قال حرملة بن عبد العزيز الجهني: نزل علي الوليد بن مسلم بذي المروة قافلا من الحج، فمات عندي بذي المروة.
قال محمد بن مصفى وغيره: توفي في المحرم سنة خمس وتسعين ومائة، رحمه الله.
345 -
وهب بن عثمان المخزومي المدني
.
عن أبي حازم الأعرج، وموسى بن عقبة. وعنه إبراهيم بن حمزة، وإبراهيم بن المنذر الحزامي، ويعقوب بن كاسب.
وهو صدوق مقل، استشهد به البخاري.
346 -
يحيى بن زكريا بن إبراهيم بن سويد النخعي
.
عن عبد الملك بن أبي سليمان، والحسن بن الحكم النخعي. وعنه
عثمان بن أبي شيبة، وموسى بن عبد الرحمن المسروقي، وأبو سعيد الأشج.
قال أبو حاتم: ليس به بأس.
347 – ع:
يحيى بن سعيد الأموي
.
هو ابن سعيد بن أبان بن سعيد بن العاص بن سعيد بن العاص بن أمية بن عبد شمس، أبو أيوب القرشي الأموي الكوفي الحافظ، وله عدة إخوة.
روى عن بريد بن عبد الله بن أبي بردة، ويحيى بن سعيد الأنصاري، وهشام بن عروة، والأعمش، وابن أبي خالد، والثوري، وخلق، وحمل المغازي عن ابن إسحاق. حدث عنه أحمد بن حنبل، وسريج بن يونس، وحميد بن الربيع، وابنه سعيد بن يحيى، وجماعة كثيرة.
قال أحمد بن حنبل: عنده عن الأعمش غرائب، وليس به بأس. وكذا قال غير واحد: إنه لا بأس به.
وروى أحمد بن أبي خيثمة عن ابن معين: ثقة.
قلت: سكن بغداد، وكانوا يلقبونه جملا، مات سنة أربع وتسعين ومائة وهو في عشر الثمانين، ومات أخوه محمد بن سعيد قبله بعام. وأخوهما عبيد بن سعيد يروي عن إسرائيل وعدة، وأخوهم عبد الله بن سعيد فعالم باللغة والشعر، وأخوهم الخامس عنبسة بن سعيد روى عن ابن المبارك وطائفة، وهو أصغرهم، ولهم أخ سادس سمع زهير بن معاوية ومفضل بن صدقة. ذكرهم الدارقطني.
348 – ع:
يحيى القطان
.
هو يحيى بن سعيد بن فروخ، مولى بني تميم، الحافظ العلم أبو سعيد البصري القطان الأحول، أحد الأئمة الكبار.
مولده في أول سنة عشرين ومائة.
روى عن سليمان التيمي، وهشام بن عروة، وعطاء بن السائب، وحسين المعلم، وخثيم بن عراك، وحميد الطويل، ويحيى بن سعيد الأنصاري،
وإسماعيل بن أبي خالد، والأعمش، وعبيد الله بن عمر، وسفيان، وشعبة، وخلق كثير. وعنه عبد الرحمن بن مهدي، وعفان، ومسدد، وأحمد، وإسحاق، وابن المديني، ويحيى بن معين، وأبو حفص الفلاس، وبندار، وإسحاق الكوسج، ويعقوب الدورقي، ومحمد بن شداد المسمعي، وأمم سواهم.
وكان يقول: لزمت شعبة عشرين سنة.
قال ابن عمار: روى عبد الرحمن بن مهدي في تصانيفه ألفي حديث عن يحيى القطان، فحدث بها عنه ويحيى حي.
قال أحمد بن حنبل: ما رأيت بعيني مثل يحيى بن سعيد القطان.
وقال ابن معين: قال لي عبد الرحمن: لا ترى بعينيك مثل يحيى القطان.
وقال ابن المديني: ما رأيت أحدا أعلم بالرجال من يحيى بن سعيد.
وقال بندار: حدثنا يحيى بن سعيد إمام أهل زمانه.
وقال أحمد بن الحسن الترمذي: سمعت أحمد وسئل عن يحيى بن سعيد ووكيع، فقال: ما رأيت بعيني مثل يحيى.
وقال ابن عمار: كنت إذا نظرت إلى يحيى القطان ظننت أنه لا يحسن شيئا بزي التجار، فإذا تكلم أنصت له الفقهاء.
وقال أحمد بن محمد بن يحيى القطان: لم يكن جدي يمزح، ولا يضحك إلا تبسما، ولا دخل حماما، وكان يخضب.
وقال يحيى بن معين: أقام يحيى بن سعيد عشرين سنة يختم القرآن في كل ليلة.
وعن علي ابن المديني: كان يحيى يختم كل ليلة.
وقال بندار: اختلفت إليه عشرين سنة، فما أظن أنه عصى الله قط.
قال علي ابن المديني: كنا عند يحيى بن سعيد، فقرأ رجل سورة الدخان، فصعق يحيى وغشي عليه.
قال أحمد بن حنبل: لو قدر أحد أن يدفع هذا عن نفسه لدفعه يحيى؛ يعني الصعق.
قال أحمد بن محمد بن يحيى بن سعيد القطان: ما أعلم أني رأيت جدي قهقه قط، ولا دخل حماما قط، ولا اكتحل ولا ادهن، وكان يخضب خضابا حسنا.
وروى عباس عن يحيى بن معين قال: كان يحيى القطان إذا قرئ عنده القرآن سقط حتى يصيب وجهه الأرض.
وقال: ما دخلت كنيفا قط إلا ومعي امرأة؛ يعني من ضعف قلبه.
قال ابن معين: وجعل جار له يشتمه ويقع فيه ويقول: هذا الخوزي، ونحن في المسجد. قال: فجعل يحيى يبكي ويقول: صدق، ومن أنا وما أنا.
قال ابن معين: كان يحيى يجيء معه بمسباح، فيدخل يده في ثيابه فيسبح.
قال عبد الرحمن بن مهدي: اختلفوا يوما عند شعبة فقالوا: اجعل بيننا وبينك حكما. قال: قد رضيت بالأحول؛ يعني القطان. فجاء فقضى على شعبة، فقال شعبة: ومن يطيق نقدك يا أحول.
وقال ابن سعد: كان ثقة مأمونا، رفيعا حجة.
وقال النسائي: أمناء الله على حديث رسوله شعبة، ومالك، ويحيى القطان.
وقال محمد بن بندار الجرجاني: قلت لابن المديني: من أنفع من رأيت للإسلام وأهله؟ قال: يحيى بن سعيد القطان.
قال عبد الرحمن بن عمر رستة: سمعت علي بن عبد الله يقول: كنا عند يحيى بن سعيد، فلما خرج من المسجد خرجنا معه، فلما صار بباب داره قام وقمنا معه، فانتهى إليه الروبي، فقال يحيى لما رآه: ادخلوا. فدخلنا، فقال
للروبي: اقرأ. فلما أخذ في القراءة نظرت إلى يحيى يتغير حتى بلغ: (إن يوم الفصل ميقاتهم أجمعين) صعق يحيى وغشي عليه، وارتفع صوته. وكان باب قريب منه، فانقلب فأصاب الباب فقار ظهره وسال الدم، فصرخ النساء وخرجنا، ووقفنا بالباب حتى أفاق بعد كذا وكذا. ثم دخلنا عليه، فإذا هو نائم على فراشه، وهو يقول:(إن يوم الفصل ميقاتهم أجمعين). فما زالت به تلك القرحة حتى مات رحمه الله.
روى أحمد بن عبد الرحمن العنبري عن زهير البابي قال: رأيت يحيى بن سعيد في النوم عليه قميص، بين كتفيه مكتوب: بسم الله الرحمن الرحيم، كتاب من الله العزيز العليم براءة ليحيى بن سعيد القطان من النار.
وروى أبو بكر بن خلاد الباهلي عن يحيى القطان قال: كنت إذا أخطأت قال لي سفيان: أخطأت يا يحيى. فروى يوما عن عبيد الله، عن نافع، عن ابن عمر، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: الذي يشرب في آنية الذهب والفضة إنما يجرجر في بطنه نار جهنم. فقلت: أخطأت يا أبا عبد الله. قال: وكيف هو؟ قلت: حدثنا عبيد الله، عن نافع، عن زيد بن عبد الله، عن عبد الله بن عبد الرحمن، عن أم سلمة، عن النبي صلى الله عليه وسلم. فقال لي: صدقت يا يحيى، اعرض علي كتبك. قلت: تريد أن ألقى منك ما لقي زائدة؟ قال: وما لقي زائدة؟ أصلحت له كتبه وذكرته حديثه.
وقال أحمد: إلى يحيى القطان المنتهى في التثبت.
قال محمد بن أبي صفوان: كان يحيى القطان نفقته من غلته، إن دخل من غلته حنطة أكل حنطة، وإن دخل شعير أكل شعيرا، وإن دخل تمر أكل تمرا.
قال ابن معين: إن يحيى بن سعيد لم يفته الزوال في المسجد أربعين سنة.
وقال عفان: رأى رجل ليحيى بن سعيد قبل موته: أن بشر يحيى بن سعيد بأمان من الله يوم القيامة.
وقال أحمد: ما رأيت أحدا أقل خطأ من يحيى بن سعيد، ولقد أخطأ في
أحاديث. ثم قال: ومن يعرى من الخطأ والتصحيف؟
قال أحمد العجلي: كان يحيى بن سعيد نقي الحديث، لا يحدث إلا عن ثقة.
قال أبو قدامة السرخسي: سمعت يحيى بن سعيد يقول: أدركت الأئمة يقولون: الإيمان قول وعمل، يزيد وينقص. وسمعته يقول: أخاف أن يضيق على الناس تتبع الألفاظ؛ لأن القرآن أعظم حرمة، ووسع أن يقرأ على وجوه إذا كان المعنى واحدا.
قال شاذ بن يحيى: قال يحيى بن سعيد: من قال: إن (قل هو الله أحد) مخلوق، فهو زنديق والله الذي لا إله إلا هو.
قال الفلاس: كان هجيرى يحيى بن سعيد إذا سكت ثم تكلم يقول: يحيي ويميت وإليه المصير. وقلت له في مرضه: يعافيك الله إن شاء الله. فقال: أحبه إلي أحبه إلى الله.
وقال أبو حاتم: إذا اختلف ابن المبارك والقطان وابن عيينة في حديث، أخذ بقول يحيى بن سعيد.
ابن المديني: سألت يحيى بن سعيد عن أحاديث عكرمة بن عمار عن يحيى بن أبي كثير، فقال: ليست بصحاح.
الفلاس: سمعت يحيى يقول: كنت أنا وخالد بن الحارث ومعاذ بن معاذ وما تقدماني في شيء قط - يعني من العلم - كنت أذهب معهما إلى ابن عون، فيقعدان ويكتبان، وأجيء أنا فأكتبها في البيت.
قال محمد بن يحيى بن سعيد: قال أبي: كنت أخرج من البيت أطلب الحديث، فلا أرجع إلا بعد العتمة.
قال عبد الله بن قحطبة: حدثنا عباس العنبري: سمعت ابن مهدي يقول: لما قدم سفيان الثوري البصرة قال لي: جئني بمن أذاكره. فأتيته بيحيى بن سعيد، فلما خرج قال: قلت لك جئني بإنسان جئتني بشيطان!
وقال ابن معين: قال لي يحيى بن سعيد: لو لم أرو إلا عمن أرضى ما رويت إلا عن خمسة.
قال ابن معين: وروى يحيى عن الأوزاعي حديثا واحدا.
قلت: تفقه يحيى بن سعيد في هذا الشأن بشعبة وسفيان، ولزم شعبة دهرا، وأخص أصحاب يحيى بن سعيد به علي ابن المديني. وإذا وثق يحيى بن سعيد شيخا فتمسك به، أما إذا لين أحدا فتأن في أمره، فإن الرجل متعنت جدا، قد لين مثل إسرائيل وغيره من رجال الصحيح. ولم أقف على كتابه في الضعفاء، لكن يقع من كلامه في أسئلة ابن المديني والفلاس وابن معين أشياء نافعة. وكان رأسا في معرفة العلل، أخذ ذلك عنه ابن المديني، وأخذ ذلك عن ابن المديني أبو عبد الله البخاري.
وأعلى شيء يقع من حديث يحيى ما وقع في الغيلانيات؛ أنبأناه جماعة، أخبرنا عمر بن محمد قال: أخبرنا ابن الحصين قال: أخبرنا ابن غيلان قال: أخبرنا أبو بكر الشافعي قال: حدثنا محمد بن شداد قال: حدثنا يحيى بن سعيد القطان قال: حدثنا إسماعيل، عن قيس بن أبي حازم، عن جرير قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا يرحم الله من لا يرحم الناس.
قال محمد بن عمرو بن عبيدة العصفري: سمعت علي ابن المديني قال: رأيت خالد بن الحارث في النوم، فقلت: ما فعل الله بك؟ قال: غفر لي على أن الأمر شديد. قلت: فما فعل يحيى القطان؟ قال: نراه كما يرى الكوكب الدري في أفق السماء.
قلت: قالوا: مات يحيى بن سعيد في صفر سنة ثمان وتسعين ومائة، قبل موت ابن عيينة وابن مهدي بأربعة أشهر، رحمهم الله.
349 -
يحيى بن سعيد الأنصاري الحمصي العطار
، أبو زكريا المحدث.
روى عن يونس بن يزيد الأيلي، وحريز بن عثمان، ويحيى بن أيوب
المصري، وفضيل بن مرزوق، والمسعودي، ومحمد بن عبد الرحمن بن عرق اليحصبي، وأبي غسان محمد بن مطرف، وطائفة كبيرة بالحجاز والشام والعراق ومصر. وعنه عبد الوهاب بن نجدة، والوليد بن شجاع، ومحمد بن مصفى، وأبو تقي هشام بن عبد الملك، ومحمد بن عمرو بن حنان، وجماعة.
وثقه ابن مصفى وحده، وضعفه ابن معين والدارقطني وغيرهما.
وقال ابن خزيمة: لا يحتج به.
وقال ابن عدي: له مصنف في حفظ اللسان، وهو بين الضعف.
قلت: بقي إلى حدود المائتين، وسيعاد بعد المائتين.
350 -
يحيى بن سعيد السعيدي البصري
.
عن ابن جريج. وعنه الحسن بن عرفة، ومحمد بن غالب تمتام، وجماعة.
واه، وهو الأموي والعبشمي.
قال ابن حبان: يروي المقلوبات والملزقات، لا يجوز الاحتجاج به إذا انفرد.
وهو غير يحيى بن سعيد التميمي المدني، وغير يحيى بن سعيد قاضي شيراز، وقيل: التميمي هو قاضي شيراز، أحد الضعفاء.
351 -
يحيى بن سلام البصري
.
عن فطر بن خليفة، وشعبة، والمسعودي، وابن أبي عروبة، والثوري. وعنه بحر بن نصر، ومحمد بن عبد الله بن عبد الحكم.
قال أبو حاتم: صدوق.
قلت: سيعاد بعد المائتين، ثم ظفرت بموته في صفر سنة مائتين.
نزل إفريقية ونشر بها العلم.
352 – ع:
يحيى بن سليم القرشي الطائفي الخراز الحذاء
، نزيل مكة.
روى عن عبد الله بن عثمان بن خثيم، وعبيد الله بن عمر، وإسماعيل بن أمية القرشي، وموسى بن عقبة، وابن جريج. وعنه الشافعي، وإسحاق، والحسن الزعفراني، والحسن بن عرفة، وكثير بن عبيد، ومحمد بن يحيى العدني، وآخرون. وروى أحمد بن حنبل عنه حديثا واحدا.
قال ابن سعد: ثقة، كثير الحديث.
وعن الشافعي قال: كان رجلا فاضلا، كنا نعده من الأبدال، وكان إذا ركب حمارا أو دابة لا يقول له: اغد؛ إنما يقول: لا إله إلا الله.
وقال النسائي: ليس بالقوي.
وقال أحمد: رأيته يخلط في الأحاديث فتركته.
وقال ابن معين: ثقة.
وقال البزي المقرئ: مات يحيى بن سليم سنة خمس وتسعين ومائة.
353 – م ت:
يحيى بن الضريس بن يسار
، أبو زكريا، البجلي مولاهم، الرازي الحافظ، قاضي الري.
عن ابن جريج، وابن إسحاق، وعكرمة بن عمار، والثوري، وأبي جعفر الرازي، وزائدة، وجماعة. وعنه ابن معين، وإسحاق، ومحمد بن حميد، وأبو غسان زنيج، وإسحاق بن الفيض، وجماعة. وكان محدث الري في زمانه.
وثقه ابن معين.
وقال أبو حاتم: كان عنده عن حماد بن سلمة عشرة آلاف حديث.
وقال وكيع: يحيى بن ضريس من حفاظ الناس، لولا أنه خلط في حديثين.
وقال إبراهيم بن موسى الفراء: تعلمنا علم الحديث من يحيى بن ضريس.
354 -
خ م ت ن:
يحيى بن عباد الضبعي البصري
، أبو عباد، نزيل بغداد.
روى عن هشام الدستوائي، ويونس بن أبي إسحاق، وشعبة، والحمادين، وجماعة. وعنه أحمد بن حنبل، وأبو ثور، ومحمد بن حاتم السمين، والحسن بن محمد الزعفراني، وهارون بن سليمان الأصبهاني، وآخرون.
قال ابن معين: لم يكن بذاك، وكان صدوقا.
وضعفه زكريا الساجي، لكن احتج به الشيخان.
مات سنة ثمان وتسعين ومائة.
355 – ق:
يحيى بن كثير
، صاحب البصري، يكنى أبا النضر.
مذكور في تهذيب الكمال أنه روى عن عطاء بن أبي رباح، وهذا بعيد، فأحسبه سقط من بينهما. وروى عن أيوب، وعطاء بن السائب، وعاصم الأحول، ومحمد بن عمرو، ويزيد الرقاشي، وسليمان التيمي، والجريري. وعنه شيبان بن فروخ، وخشيش بن أصرم، ومحمد بن يحيى القطعي، وعباس بن أبي طالب، وولده أبو مالك كثير بن يحيى صاحب البصري.
قال أبو زرعة وغيره: ضعيف الحديث.
وقال الدارقطني: متروك.
356 -
يحيى بن المتوكل الباهلي
.
عن ابن جريج، وعن عبد العزيز بن أبي رواد. وعنه سليمان الشاذكوني، ومحمد بن حرب النشائي، ويعقوب بن كعب الحلبي، ومحمد بن سعيد بن غالب العطار، والحسن بن الصباح البزار، وطائفة.
ما علمت به بأسا، وهو أصغر من أبي عقيل يحيى بن المتوكل صاحب بهية.
357 -
ت ن ق م:
يحيى بن محمد بن قيس
، أبو زكير، المدني ثم البصري، مؤدب ولد جعفر بن سليمان الأمير.
طال عمره وعمي. حدث عن زيد بن أسلم، وصالح بن كيسان، والعلاء بن عبد الرحمن، وأبي حازم، وهشام بن عروة، وطائفة.
وعنه علي ابن المديني، والفلاس، وبندار، وحفص الربالي، وعبد الرحمن بن عمر رستة، وآخرون.
قال أبو حاتم: يكتب حديثه.
له حديث منكر في أكل البلح.
وقال ابن حبان: لا يحتج به.
وقال غيره: صدوق.
وروى الكوسج عن يحيى: ضعيف.
وقال الفلاس: ليس بمتروك.
قلت: تفرد عن هشام، عن أبيه، عن عائشة مرفوعا: كلوا البلح بالتمر، وذكر الحديث.
وروى عن محمد بن عمرو بن علقمة عن أنس سمعه يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لست من دد، ولا الدد مني.
قلت: خرج له مسلم متابعة.
358 – ت:
يحيى بن محمد بن عباد بن هانئ الشجري المدني
.
عن ابن إسحاق، وابن أخي الزهري، وموسى بن يعقوب الزمعي. وعنه ابنه إبراهيم، ومحمد بن عبد الله بن سعيد المساحقي، ومحمد بن منذر القابوسي.
قال أبو حاتم: ضعيف الحديث.
• - يحيى بن واضح، أبو تميلة، سيأتي بكنيته.
359 -
يحيى بن يزيد بن عبد الملك بن المغيرة بن نوفل بن الحارث بن عبد المطلب الهاشمي النوفلي المدني
.
روى عن أبيه. روى عنه أحمد بن حنبل، والهيثم بن خارجة، ودحيم، ومحمد بن إسحاق المسيبي، وإبراهيم بن سعيد الجوهري، وغيرهم.
قال أبو حاتم: منكر الحديث.
وقال ابن عدي: ضعيف.
قلت: أبوه يروي عن سعيد المقبري.
360 -
يزيد بن سمرة الرهاوي
، أبو هزان.
يروي عن عطاء الخراساني، وأبي زرعة يحيى السيباني. روى عنه أبو مسهر، ومحمد بن عائذ، ويحيى بن بكير.
قال أبو سعيد بن يونس: لم يذكروه بجرح.
قلت: ويجمل أن يصير في رجال الطبقة الماضية.
361 -
يعقوب بن إسحاق
، أبو عمارة، بصري نزل الري.
عن يونس بن عبيد، وداود بن أبي هند، وابن عون. وعنه عمرو بن رافع، وعيسى بن إبراهيم البركي، ومحمد بن حميد، والحسن بن عرفة.
قال أبو حاتم: ما أرى بحديثه بأسا.
وقال ابن عدي: روى ما لا يتابع عليه.
362 -
يعقوب بن جعفر بن أبي كثير الأنصاري المدني
.
روى القراءة عن نافع بن أبي نعيم. وعنه حمزة بن القاسم، ومحمد بن سعدان، وأبو عمر الدوري، وغيرهم.
363 – ق:
يمان بن عدي الحضرمي الحمصي
.
عن الزبيدي، وبردة بن سنان، وسفيان الثوري. وعنه إبراهيم بن موسى الفراء، وعمرو بن عثمان الحمصي، وأخوه يحيى بن عثمان، وموسى بن أيوب، وآخرون.
قال أبو حاتم: صدوق.
وضعفه أحمد والدارقطني.
364 -
يوسف بن أسباط الزاهد
، أحد مشايخ القوم.
له مواعظ وحكم. روى عن محل بن خليفة، وسفيان الثوري، وزائدة، وطائفة سواهم. روى عنه المسيب بن واضح، وعبد الله بن خبيق الأنطاكي، وغيرهما.
وكان مرابطا بالثغور الشامية.
قال المسيب: سألته عن الزهد فقال: أن تزهد في الحلال، فأما ما حرم الله فإن ارتكبته عذبك.
وقال تميم بن سلمة: سألت يوسف بن أسباط: ما غاية التواضع؟ قال: أن تخرج من بيتك فلا تلقى أحدا إلا رأيت له الفضل عليك.
وقال ابن خبيق: قال يوسف: خرجت من شيح فأتيت المصيصة وجرابي على عنقي، فقام ذا من حانوته يسلم علي، وقام ذا يسلم علي، فدخلت المسجد أركع، فأحدقوا بي، فتطلع رجل في وجهي، فقلت في نفسي: كم بقاء قلبي على هذا؟ فرجعت بعرقي إلي شيح، فما رجع إلي قلبي إلى سنتين.
وقال يوسف بن أسباط: للصادق ثلاث خصال؛ الحلاوة، والملاحة، والمهابة.
وعنه قال: خلق الله القلوب مساكن للذكر فصارت مساكن للشهوات، لا يمحو الشهوات من القلوب إلا خوف مزعج أو شوق مقلق.
وعنه قال: الزهد في الرئاسة أشد من الزهد في الدنيا.
وقال ابن خبيق: قلت ليوسف: مالك لم تأذن لابن المبارك يسلم عليك؟ قال: خشيت أن لا أقوم بحقه وأنا أحبه. وقال لي: إني أخاف أن يعذب الله الناس بذنوب العلماء. قال: ونظر يوما إلى رجل في يده كتاب، فقال: تزينوا بما شئتم، فلن يزيدكم الله إلا اتضاعا.
وقال أحمد بن يوسف بن أسباط: قلت لأبي: أكان مع حذيفة المرعشي علم؟ قال: كان معه العلم الأكبر؛ خشية الله.
وقال يوسف: سمعت الثوري يقول: لم يفقه من لم يعد البلاء نعمة والرخاء مصيبة.
وعن يوسف: إذا رأيت الرجل قد أشر وبطر فلا تعظه، فليس للعظة فيه موضع.
وعن يوسف قال: لي أربعون سنة ما حك في صدري شيء إلا تركته.
قال شعيب بن حرب: ما أقدم على يوسف بن أسباط أحدا.
وقال سهل أبو الحسن: سمعت يوسف بن أسباط يقول: يجزئ قليل الورع من كثير العمل، وقليل التواضع من كثير الاجتهاد.
أخبرنا إسحاق الأسدي قال: أخبرنا ابن خليل قال: أخبرنا اللبان، عن الحداد قال: أخبرنا أبو نعيم قال: حدثنا محمد بن علي بن حبيش قال: حدثنا يوسف بن موسى المرودي قال: حدثنا عبد الله بن خبيق قال: حدثنا يوسف بن أسباط، عن حبيب بن حسان، عن زيد بن وهب، عن ابن مسعود قال: حدثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو الصادق المصدوق: إن خلق أحدكم يجمع في بطن أمه أربعين ليلة، وذكر الحديث.
قلت: يوسف وثقه يحيى بن معين.
وقال أبو حاتم: لا يحتج به.
وقال البخاري: كان قد دفن كتبه، فكان لا يجيء حديثه كما ينبغي.
365 -
يوسف بن السفر بن الفيض
، أبو الفيض الدمشقي، كاتب الأوزاعي.
روى عن الأوزاعي، وبكر بن خنيس، ومالك بن أنس. وعنه هشام بن عمار، وموسى بن أيوب، ومحمد بن وزير، ومحمد بن مصفى، والعباس بن الوليد البيروتي، وعدة. وحدث عنه بقية، وهو أكبر منه.
قال النسائي: ليس بثقة.
وقال الدارقطني: متروك يكذب.
وقال ابن عدي: روى أحاديث بواطيل.
وقال البيهقي: هو في عداد من يضع الحديث.
وقال أبو بشر الدولابي: كذاب.
وقال يحيى بن معين: قال أبو مسهر: كان ابن أبي السفر كذابا.
قلت: ومن بلاياه، سمعه منه أبو همام السكوني وغيره: عن الأوزاعي، عن الزهري، عن عروة، عن عائشة مرفوعا: ما جبل ولي لله إلا على السخاء وحسن الخلق.
366 -
يوسف بن الغرق بن لمازة
، قاضي الأهواز.
عن سكين بن أبي سراج، وأبي شيبة إبراهيم بن عثمان العبسي، وعثمان البتي، والدستوائي.
وعنه مروان الرقي، ومحمود بن خداش، وأحمد بن أبي سريج.
ذكره ابن عدي، وما رأيته ضعفه. وبلغني عن بعضهم تكذيبه، ولا أحقق الآن من هو، وأما أبو حاتم فقال: ليس بالقوي.
367 -
يوسف ابن قاضي القضاة أبي يوسف يعقوب بن إبراهيم الفقيه
.
ولي القضاء بالجانب الغربي من بغداد في أيام والده، وروى عن يونس بن أبي إسحاق وغيره. وعنه أحمد بن منيع، والحسن بن شبيب.
مات سنة اثنتين وتسعين ومائة.
368 – م د ت ق:
يونس بن بكير بن واصل
، الحافظ أبو بكر الشيباني الكوفي الحمال، صاحب المغازي.
روى عن الأعمش، وابن إسحاق، وهشام بن عروة، وكهمس، وعمر بن ذر الهمداني، وأقرانهم. وعنه ولده عبد الله، ويحيى بن معين، وابن نمير، وأبو كريب، وأبو سعيد الأشج، ومحمد بن عثمان بن كرامة، وأحمد بن عبد الجبار، وطائفة.
قال ابن معين: صدوق.
وقال أبو حاتم: محله الصدق.
وسئل أبو زرعة عنه فقال: أما في الحديث فلا أعلم، فما ينكر عليه؟
وقال أبو داود: ليس بحجة عندي، سمع هو وزياد البكائي من ابن إسحاق بالري.
قلت: ومما ينقم عليه التشيع، ورواية مسلم له ففي الشواهد لا في الأصول.
وقال يحيى بن معين: هو ثقة، إلا أنه مرجئ.
وقال النسائي: ليس بالقوي.
وقال أحمد العجلي: ضعيف الحديث عند بعضهم.
وقال النسائي في مكان آخر: ضعيف.
قلت: وقد استشهد البخاري به، وأرخ مطين موته في سنة تسع وتسعين ومائة.
الكنى
369 -
أبو البختري، القاضي وهب بن وهب بن كثير بن عبد الله القرشي المدني الفقيه.
روى عن هشام بن عروة، وعبيد الله بن عمر، وجعفر بن محمد، وجماعة. وعنه رجاء بن سهل الصغاني، ونوح بن هيثم، والربيع بن ثعلب، والمعافى بن سليمان، والمسيب بن واضح، وعبد الله بن محمد الأذرمي، وآخرون.
سكن بغداد، وولاه هارون الرشيد القضاء بعسكر المهدي ثم عزله، ثم ولاه قضاء المدينة وإمرتها وحربها وصلاتها، وكان كريما جوادا ممدحا، لكنه ليس بثقة، وقد مدحه شاعر مرة فوصله بخمسمائة دينار.
قال يحيى بن معين: كان عدو الله يكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وقال عثمان بن أبي شيبة: أرى أنه يبعث يوم القيامة دجالا. وهو الذي
روى حديث: لا سبق إلا في خف أو حافر، فزاد فيه: أو جناح، ليسر بذلك الخليفة.
عن أبي سعيد العقيلي قال: لما قدم الرشيد المدينة أعظم أن يرقى منبر النبي صلى الله عليه وسلم في قباء أسود ومنطقة، فقال أبو البختري: حدثنا جعفر بن محمد، عن أبيه قال: نزل جبريل على النبي صلى الله عليه وسلم في قباء أسود ومنطقة، محتجزا فيها بخنجر، فقال المعاذي التيمي:
ويل وعول لأبي البختري إذا توافى الناس للمحشر من قوله الزور وإعلانه بالكذب في الناس على جعفر والله ما جالسه ساعة للفقه في بدو ولا محضر يزعم أن المصطفى أحمد أتاه جبريل التقي البري عليه خف وقباء أسود ممنطقا في الحقو بالخنجر عمر بن الحسن الأشناني وليس بثقة: حدثنا جعفر الطيالسي، عن يحيى بن معين أنه وقف على حلقة أبي البختري، فإذا هو يحدث بهذا الحديث، فقال له: كذبت يا عدو الله. فأخذني الشرط، فقلت لهم: هذا يزعم أن رسول رب العالمين نزل على النبي صلى الله عليه وسلم وعليه قباء. فقالوا لي: هذا والله قاض كذاب. وأفرجوا عني.
قال حنبل: سمعت أبا عبد الله يقول: ما أشك في كذب أبي البختري، إنه يضع الحديث.
وقال الكوسج: قال أحمد بن حنبل: أبو البختري أكذب الناس.
وقال أبو زرعة وغيره: كذاب.
وقال البخاري: سكتوا عنه.
قال ابن عساكر: هو وهب بن وهب بن كثير بن عبد الله بن زمعة بن الأسود بن المطلب بن أسد بن عبد العزى بن قصي بن كلاب الأسدي.
وقال ابن سعد: تحول من المدينة إلى الشام، ثم قدم بغداد فولي القضاء بعسكر المهدي، ثم ولي المدينة بعد والد الزبير بن بكار، ثم عزل، فقدم بغداد فسكنها حتى مات سنة مائتين.
قال المبرد: روي لنا أن رجلا باذ الهيئة دخل على قوم يشربون فحطوا مرتبته في الشراب، فقال:
نبيذان في مجلس واحد لإيثار مثر على مقتر ولو كنت تفعل ذا في الطعام لزمت قياسك في المسكر ولو كنت تفعل فعل الكرام سلكت سبيل أبي البختري تتبع أصحابه في البلاد فأغنى المقل عن المكثر قال: فبعث إليه أبو البختري بألف دينار.
370 – خ 4: أبو بكر بن عياش بن سالم الأسدي الحناط - بالنون - الكوفي المقرئ العابد، أحد الأئمة الكبار، مولى واصل الأحدب.
في اسمه عدة أقوال أشهرها: شعبة، فإن أبا هشام الرفاعي وحسين بن عبد الأول سألاه عن اسمه فقال: شعبة. وسأله يحيى بن آدم وغيره فقال: اسمي كنيتي. وقال النسائي: اسمه محمد، وقيل: اسمه مطرف، وقيل: رؤبة، وعتيق، وسالم، وغير ذلك.
وقال هارون بن حاتم: سألته عن مولده فقال: سنة خمس وتسعين.
قلت: هو أنبل أصحاب عاصم، قرأ القرآن على عاصم ثلاث مرات، وسمع منه، ومن إسماعيل السدي، وأبي إسحاق، وأبي حصين عثمان بن عاصم، وحصين بن عبد الرحمن، وعبد الملك بن عمير، وصالح بن أبي صالح مولى عمرو بن حريث؛ حدثه عن أبي هريرة.
ونقل أبو عمرو الداني أن أبا بكر عرض القرآن أيضا على عطاء بن السائب، وأسلم المنقري. وقرأ عطاء على أبي عبد الرحمن السلمي، ولكن ما رأينا من يسند قراءة أبي بكر في مصنفات القراءات إلا عن عاصم ليس إلا.
قرأ عليه الكسائي، ويحيى العليمي، ويعقوب الأعشى. وحدث عنه ابن
المبارك، وأبو داود الطيالسي، وأحمد، وإسحاق، وابن نمير، وأبو كريب، والحسن بن عرفة، وعلي بن محمد الطنافسي، وأبو هشام الرفاعي، وأحمد بن عبد الجبار العطاردي، وبشر كثير؛ فإنه عمر دهرا حتى قارب المائة، وساء حفظه قليلا ولم يختلط.
قال أحمد بن حنبل: ثقة، ربما غلط.
وهو صاحب قرآن وخير.
وقال ابن المبارك: ما رأيت أحدا أسرع إلى السنة من أبي بكر بن عياش.
وقال عثمان بن أبي شيبة: أحضر الرشيد أبا بكر من الكوفة، فجاء ومعه وكيع، فدخل وكيع يقوده لضعف بصره، وأدناه الرشيد، فقال له: يا أبا بكر، أدركت أيام بني أمية وأيامنا، فأينا خير؟ قال: أولئك كانوا أنفع للناس، وأنتم أقوم بالصلاة. قال: فصرفه الرشيد، وأجازه بستة آلاف دينار، وأجاز وكيعا بثلاثة آلاف دينار. رواها محمد بن عثمان عن أبيه.
وعن أبي بكر بن عياش قال: الدخول في هذا الأمر يسير، والخروج منه إلى الله شديد. رواها أيوب ابن الأصبهاني الحافظ عنه.
قال أبو هشام الرفاعي: سمعت أبا بكر يقول: أبو بكر الصديق خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم في القرآن؛ لأن الله تعالى يقول: (للفقراء المهاجرين) إلى قوله: (أولئك هم الصادقون)، فمن سماه الله صادقا ليس يكذب، هم قالوا: يا خليفة رسول الله؛ يعني: اتفقوا على خطابه بذلك.
قال يعقوب بن شيبة: كان أبو بكر بن عياش معروفا بالصلاح البارع، وكان له فقه وعلم بالأخبار، في حديثه اضطراب.
وقال أبو نعيم: لم يكن في شيوخنا أكثر غلطا من أبي بكر.
وأما أبو داود فقال: ثقة.
وقال يزيد بن هارون: كان أبو بكر خيرا فاضلا، لم يضع جنبه إلى الأرض أربعين سنة.
وقال يحيى بن معين: لم يفرش له فراش خمسين سنة.
وقال يحيى الحماني: حدثني أبو بكر بن عياش قال: جئت ليلة إلى زمزم، فاستقيت منها دلوا لبنا وعسلا.
وقد جاء من غير وجه عن أبي بكر أنه مكث أربعين عاما يختم القرآن في كل يوم وليلة مرة.
قال أبو العباس بن مسروق: حدثنا يحيى الحماني قال: لما حضرت أبا بكر الوفاة بكت أخته، فقال لها: ما يبكيك؟ انظري إلى تلك الزاوية، قد ختمت فيها ثماني عشرة ألف ختمة.
وروى بشر بن الوليد عنه أنه استقى دلوا فطلع فيه عسل ولبن.
وقال يحيى الحماني: سمعته يقول: الخلق أربعة؛ معذور، ومخبور، ومجبور، ومثبور، فالمعذور: البهائم. والمخبور: ابن آدم. والمجبور: الملائكة. والمثبور: إبليس.
وعن أبي بكر قال: أدنى نفع السكوت السلامة، وكفى بها عافية. وأدنى ضرر المنطق الشهرة، وكفى بها بلية.
وقال أبو بكر: القرآن كلام الله، غير مخلوق.
قال أبو داود: حدثنا حمزة بن سعيد المروزي قال: سألت أبا بكر بن عياش عن القرآن فقال: من زعم أنه مخلوق فهو عندنا كافر زنديق.
وعن أبي بكر قال: إمامنا يهمز (موصدة) فأشتهي أن أسد أذني إذا همزها.
أحمد بن يونس: قلت لأبي بكر بن عياش: لي جار رافضي قد مرض. قال: عده مثلما تعود اليهودي والنصراني، لا تنوي فيه الأجر.
وقال يوسف بن يعقوب الصفار: سمعت أبا بكر يقول: ولدت سنة سبع وتسعين، وأخذت رزق عمر بن عبد العزيز، ومكثت خمسة أشهر ما شربت ماء؛ ما أشرب إلا النبيذ. قال يوسف: ومات في جمادى الأولى سنة ثلاث وتسعين ومائة.
قلت: مناقبه كثيرة، وقد سقت منها في طبقات القراء، وكان قد قطع الإقراء قبل موته بنحو من عشرين سنة، لكنه كان يروي الحروف. وأثبت من حمل عنه قراءته يحيى بن آدم، وعليه دارت قراءته، مع أنها سماع للحروف فقط، تلا بها على يحيى شعيب الصريفيني وغيره، وأعلى ما يقع حديثه اليوم في جزء ابن عرفة، والله أعلم.
قال يعقوب بن شيبة: سمعت أبا عبد الله المعيطي يقول: رأيت أبا بكر بن عياش بمكة، فأتاه ابن عيينة وبرك بين يدي أبي بكر، فجعل يقول: يا سفيان، كيف أنت؟ وكيف عائلة أبيك؟ فجاء رجل سأل سفيان عن حديث فقال: لا تسألني ما دام هذا الشيخ قاعدا.
371 – ع:
أبو تميلة، يحيى بن واضح المروزي
الحافظ.
حدث عن موسى بن عبيدة، ومحمد بن إسحاق، وأبي طيبة عبد الله بن مسلم، وحسين بن واقد، والأوزاعي، وطبقتهم. وعنه أحمد، وإسحاق، وسعيد بن محمد الجرمي، وزياد بن أيوب، ومحمد بن عمرو زنيج، والحسن بن عرفة، وعدد كثير.
قال أحمد: ليس به بأس إن شاء الله، كتبنا عنه على باب هشيم.
وقال ابن معين: ثقة.
وقال ابن الجوزي في الضعفاء له: قد أدخله البخاري في كتاب الضعفاء.
قلت: لا، ما هو في الضعفاء، فعندي كتابا البخاري في الضعفاء، وما هو فيهما. وأيضا فقد احتج به البخاري في صحيحه.
وقيل: كان أديبا شاعرا أيضا، نعم، وكذا وهم أبو حاتم حيث حكى أن البخاري تكلم في أبي تميلة.
372 – خ ن ق: أبو سعيد، مولى بني هاشم، هو عبد الرحمن بن عبد الله.
شيخ بصري حافظ، جاور بمكة. سمع قرة بن خالد، وشعبة، وزائدة، وصخر بن جويرية، وأبان بن يزيد. وعنه أحمد بن حنبل، وعلي بن محمد الطنافسي، وأبو قدامة عبيد الله بن سعيد، ومحمد بن يحيى العدني، وآخرون.
وثقه أحمد وغيره.
مات في سنة سبع وتسعين ومائة.
373 -
أم عمر بنت أبي الغصن حسان بن زيد الثقفية
.
عن أبيها، عن علي، وعن زوجها سعيد بن يحيى بن قيس الثقفي. وعنها أحمد بن حنبل، ومحمد بن الصباح الجرجرائي، وأبو إبراهيم الترجماني، وإبراهيم بن عبد الله الهروي، وعلي بن مسلم الطوسي.
قال أحمد: عجوز صدق.
وروى أحمد بن محمد بن محرز عن ابن معين قال: قد سمعت منها، وليست بشيء.
وكناها محمد بن الصباح أم عمرو، والأول أصح.
374 -
أبو العميطر
.
هو الأمير علي بن عبد الله بن خالد ابن الخليفة يزيد بن معاوية بن أبي سفيان الأموي السفياني. وأمه هي نفيسة بنت عبيد الله بن عباس ابن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب، ولذلك كان يفتخر حيث يقول: أنا ابن شيخي صفين، أنا ابن العير والنفير.
وكان يسكن قرية المزة، وداره بدمشق غربي الرحبة، خرج بالمزة طالبا للملك، وقد كبر وشاخ، فبويع بالخلافة، وغلب على دمشق في دولة الأمين، وتخلخلها في سنة خمس وتسعين ومائة.
وكان خيرا في نفسه دينا، محمود الطريقة، معتزلا للدولة، قد كتب
العلم، فأفسدوا، وما زالوا به حتى خرج. وكان الذي نهض بأعباء دولته خطاب بن وجه الفلس الدمشقي، والقرشيون والعرب اليمانية، وكاد أن يتم له الأمر. وبقي مديدة، فانتدب لحربه محمد بن صالح بن بيهس الكلابي الأمير في المضرية، وحاصروا دمشق في آخر سنة سبع وتسعين ومائة، ثم تسوروا البلد وهجموه، وتخاذل الناس عن نصر أبي العميطر السفياني، فبادر ولبس زي امرأة، وخرج بين الحرم من الخضراء وذهب إلى المزة.
ثم جرت بينه وبين ابن بيهس حروب، وقام معه المزيون وغيرهم، ومات في حدود المائتين، وقد جاوز الثمانين.
قال موسى بن عامر: سمعت الوليد بن مسلم غير مرة يقول: لو لم يبق من سنة خمس وتسعين ومائة إلا يوم لخرج السفياني. قال موسى: فخرج أبو العميطر فيها. ورواه هشام بن عمار عن الوليد، وكان الوليد رأسا في الملاحم ومعرفتها فلعله ظفر بأثر في ذلك.
وعن أحمد بن حنبل أنه قال للهيثم بن خارجة: كيف كان مخرج السفياني؟ فوصفه بهيئة جميلة واعتزال للشر، ثم وصفه حين خرج بالظلم، وقال: أرادوه على الخروج مرارا ويأبى، فحفر له خطاب سربا تحت الأرض إلى تحت بيته، ثم دخلوا ونادوه في الليل: اخرج، فقد آن لك. فقال: هذا شيطان. ثم أتوه ثاني ليلة فوقع في نفسه، وأتوا ثالث ليلة فخرج، فقال الإمام أحمد: أفسدوه.
قال أحمد بن تبوك بن خالد السلمي: حدثنا أبي قال: خرج أبو العميطر إلى قرية الحرجلة لما ظهر فأحرقها، وقتل في بني سليم. ثم كان القرشيون في أصحابه واليمانية يمرون بالدار من دور دمشق فتقول: ريح قيسي تشم من ههنا، فيضربونها بالنار.
375 – ق:
أبو القاسم بن أبي الزناد عبد الله بن ذكوان المدني
.
لم يلحق أباه، فرباه أخوه عبد الرحمن. يروي عن سلمة بن وردان، وأفلح بن حميد، وإسحاق بن خازم. وعنه أحمد بن حنبل، ويعقوب بن محمد الزهري، وإبراهيم بن المنذر، وعبد الرحمن بن يونس الرقي.
قال يحيى بن معين: ليس به بأس.
وقال سعيد بن يحيى الأموي: سألته عن اسمه، فقال: اسمي كنيتي.
376 – م 4: أبو قطن، هو عمرو بن الهيثم القطعي
شيخ بصري، له عن حمزة الزيات، ومالك بن مغول، وأبي حرة واصل، وشعبة، وطائفة. وعنه أحمد، وأبو ثور، وبندار، وأحمد بن سنان القطان، ونصر الوشاء.
قال أبو حاتم: صدوق، صالح الحديث.
وقال ابن معين: ثقة.
قيل: مات سنة ثمان وتسعين ومائة.
377 -
أبو مسعود الزجاج
، هو عبد الرحمن بن حسن التميمي الموصلي.
روى عن معمر، وأبي سعد البقال، وسفيان الثوري. وعنه يحيى بن آدم، ويحيى الحماني، وعبد الله بن عمر بن أبان، وأبو هاشم محمد بن أبي خداش، وابن عمار، وعلي بن حرب، وإسحاق بن راهوية، وغيرهم.
صالح الأمر، وقال أبو حاتم: لا يحتج به.
378 – ع: أبو معاوية، هو محمد بن خازم الكوفي الضرير الحافظ، أحد أئمة الأثر.
روى عن هشام بن عروة، والأعمش، وليث بن أبي سليم، وأبي إسحاق الشيباني، وإسماعيل بن أبي خالد، وعاصم الأحول، وطبقتهم. وعنه أحمد بن حنبل، وابن معين، وأبو خيثمة، والحسن بن عرفة، وأحمد بن أبي الحواري، ويعقوب الدورقي، وسعدان بن نصر، والحسن بن محمد الزعفراني، وأحمد بن عبد الجبار العطاردي، وخلق كثير.
مولده سنة ثلاث عشرة ومائة.
قال أبو نعيم: سمعت الأعمش يقول لأبي معاوية: أما أنت فقد ربطت رأس كيسك. وكان شعبة إذا حدث بحضرة أبي معاوية يراجعه في حديث الأعمش ويقول: أليس كذا؟ أليس كذا؟
وقال أبو نعيم: لزم أبو معاوية الأعمش عشرين سنة. كذا قال أبو نعيم، ولعله أراد عشر سنين.
قال أحمد: كان أبو معاوية إذا سئل عن حديث الأعمش يقول: قد صار في فمي علقما.
قال أحمد: وكان والله حافظا للقرآن، وكان يضطرب في غير الأعمش.
قال ابن المديني: كتبنا عن أبي معاوية عن الأعمش ألفا وخمسمائة حديث.
وقال جرير بن عبد الحميد: كنا نرفع الحديث عند الأعمش ثم نخرج، فلا يكون أحفظ منا له من أبي معاوية. وكان الرشيد يبجل أبا معاوية ويحضره فيسمع منه.
أخبرنا المؤمل بن محمد في كتابه قال: أخبرنا الكندي قال: أخبرنا أبو منصور القزاز قال: أخبرنا الخطيب قال: أخبرنا ابن رزق قال: أخبرنا الصواف قال: حدثنا عبد الله بن أحمد قال: سمعت أبي يقول: كان أبو معاوية إذا سئل عن حديث الأعمش يقول: قد صار في فمي علقما، لكثرة ما يردد عليه.
قال يحيى بن معين: كان عند أبي معاوية عن الأعمش ألف ومائتان.
وروى أبو عبيد الآجري عن أبي داود قال: وأبو معاوية إذا جاز
حديث الأعمش كثر خطؤه، يخطئ على هشام بن عروة، وعلى إسماعيل وعبيد الله بن عمر.
وكذا قال عبد الرحمن بن يوسف بن خراش.
وروى عباس عن ابن معين قال: روى عن عبيد الله مناكير.
وقال أحمد بن داود الحداني: سمعت أبا معاوية يقول: البصراء كانوا علي عيالا عند الأعمش.
وقال أحمد بن الحسن السكري: أبو معاوية أعرف من سفيان ومن شعبة بالأعمش.
وقال علي بن خشرم: قال لي وكيع: إن تركت أبا معاوية ذهب علم الأعمش، على أنه مرجئ. فقلت: قد دعاني إلى الإرجاء.
وعن ابن المبارك: أبو معاوية مرجئ كبير.
وقال يعقوب بن شيبة: أبو معاوية من الثقات، وربما دلس، وكان يرى الإرجاء. قال: فيقال: إن وكيعا ما حضر جنازته لذلك.
قال الجماعة: مات سنة خمس وتسعين ومائة. وقيل: سنة أربع.
379 -
أبو معاوية الأسود
، أحد الزهاد.
صحب إبراهيم بن أدهم والثوري، وكان منقطعا إلى العبادة. حكى عنه أحمد بن أبي الحواري، وقاسم الجوعي، ومحمد بن إسحاق العكاشي، وغيرهم.
قال قاسم الجوعي: اسمه يمان.
وقال يحيى بن يحيى النيسابوري: إن كان بقي أحد من الأبدال فحسين الجعفي وأبو معاوية الأسود، وكان بطرسوس.
وقال ابن معين: رأيته يلتقط الخرق ويغسلها ويلبسها، وأغلظ له رجل فقال: أستغفر الله من ذنب سلطك به علي.
قلت: ومنه قول الفقراء: من جني عليه فليستغفر.
وفي الكرامات للالكائي أن أبا معاوية الأسود ذهب بصره، فكان إذا
أراد أن يقرأ في المصحف رد الله عليه بصره.
قال ابن أبي الحواري: جاء جماعة إلى أبي معاوية الأسود، فقالوا: ادع لنا. فقال: اللهم ارحمني بهم ولا تحرمهم بي.
عبد الرحمن بن عفان: سمعت أبا معاوية الأسود يقول: من كانت الدنيا همه طال في القيامة غمه، ومن خاف الوعيد لهى من الدنيا عما يريد، إن كنت تريد لنفسك الجزيل فلا تنم بالليل ولا تقيل، بادر بادر قبل أن ينزل بك ما تحاذر، أوه من يوم يتغير فيه لوني ويتلجلج فيه لساني ويقل فيه زادي.
380 -
أبو نواس الشاعر
.
هو شاعر العصر، أبو علي الحسن بن هانئ، وقيل: الحسن بن وهب الحكمي.
مولده بالأهواز، ونشأ بالبصرة. وسمع من حماد بن زيد، وعبد الواحد بن زياد. وعرض القرآن على يعقوب الحضرمي. وأخذ اللغة عن أبي زيد الأنصاري، وأبي عبيدة. ثم سكن بغداد، ومدح الخلفاء، والوزراء.
وكان رأسا في اللغة، وشعره في الذروة، قال شيخه أبو عبيدة: أبو نواس للمحدثين مثل امرئ القيس للمتقدمين.
وعن محمد بن مسعر قال: كنا عند سفيان بن عيينة، فتذاكروا شعر أبي نواس، فقال ابن عيينة: أنشدوني له، فأنشدوه:
ما هوى إلا له سبب
…
يبتدي منه وينشعب
فتنت قلبي محجبة
…
وجهها بالحسن منتقب
تركت والحسن تأخذه
…
تنتقي منه وتنتخب
فاكتست منه طرائفه
…
واستزادت بعض ما تهب
فقال ابن عيينة: آمنت بالذي خلقها.
ولقب أبو نواس بهذا لذؤابتين كانتا تنوس على عاتقيه؛ أي تضطرب، وهو من موالي الجراح بن عبد الله الحكمي الأمير.
ومن شعره قوله:
خل جنبيك لرامي
…
وامض عنه بسلام
مت بداء الصمت خيـ
…
ـر لك من داء الكلام
إنما العاقل من
…
ألجم فاه بلجام
شبت يا هذا وما
…
تترك أخلاق الغلام
والمنايا آكلات
…
شاربات للأنام
ومن شعره:
سبحان ذي الملكوت أية ليلة
…
مخضت صبيحتها بيوم الموقف
لو أن عينا وهمتها نفسها
…
ما في المعاد محصلا لم تطرف
ومن شعره في علي بن موسى الرضا:
قيل لي أنت أشعر الناس طرا
…
في روي تأتي به وبديه
فلماذا تركت مدح ابن موسى
…
والخلال التي تجمعن فيه
قلت: لا أهتدي لمدح إمام كان
…
جبريل خادما لأبيه
وله:
ألا كل حي هالك وابن هالك
…
وذو نسب في الهالكين عريق
إذا امتحن الدنيا لبيب تكشفت
…
له عن عدو في ثياب صديق
ومن شعره:
فتى يشتري حسن الثناء بماله
…
ويعلم أن الدائرات تدور
فما جازه جود ولا حل دونه
…
ولكن يصير الجود حيث يصير
قال الجماز: كان أبو نواس يجلس معه في حلقة يونس، فينتصف منا في النحو.
وقال أبو عمرو الشيباني: لولا أن أبا نواس أفسد شعره بهذه الأقذار - يعني الخمور - لاحتججنا به في كتبنا.
ومن شعر أبي نواس:
يا قمرا أبصرت في مأتم
…
يندب شجوا بين أتراب
تبكي فتذري الدر من عينها
…
وتلطم الورد بعناب
فقلت: لا تبكي على هالك
…
وابك قتيلا لك بالباب
لا زال موتا دأب أحبابه
…
ولم تزل رؤيته دابي
مات سنة ثمان وتسعين ومائة، وقيل: سنة ست وتسعين، وقيل: سنة خمس.
ترجمته سبع ورقات في تاريخ بغداد، وأفرد له أبو العباس بن شاهين جزءا في أخباره.
381 -
ع:
المحاربي، عبد الرحمن بن محمد بن زياد، أبو محمد الكوفي
الحافظ.
عن عبد الملك بن عمير، وليث بن أبي سليم، وإسماعيل بن أبي خالد، وفضيل بن غزوان، وطبقتهم. وعنه أحمد بن حنبل، وأبو كريب، وهناد، والحسن بن عرفة، والأشج، وعلي بن حرب، وخلق.
قال وكيع: ما كان أحفظه للطوال.
وقال ابن معين: ثقة.
وقال أبو حاتم: صدوق.
وقال أبو داود: ابنه عبد الرحيم ابن المحاربي أحفظ منه.
وقال أبو نعيم: كنا نكون عند الثوري، فإذا مر حديث من أحاديث الزهد قال: أين المحاربي؟ خذ إليك هذا من بابتك.
وقال أبو حاتم أيضا: يروي عن المجهولين أحاديث منكرة، فيفسد حديثه بذلك.
وقال ابن معين: له مناكير عن مجهولين.
وقال العقيلي: حدثنا عبد الله بن أحمد قال: بلغنا أن المحاربي كان يدلس، ولا نعلم أنه سمع من معمر شيئا، وأنكر أبي روايته عن معمر. قال: وقيل لأبي أن المحاربي روى عن عاصم، عن أبي عثمان، عن جرير حديث: تبنى مدينة بين دجلة ودجيل. فقال أبي: كان المحاربي جليسا لسيف بن محمد ابن أخت الثوري، وكان سيف كذابا، وأظن المحاربي سمع هذا منه.
قلت: ما بين عبد الله وبين المحاربي منقطع، فما صح عن المحاربي هذا. وقد مات سنة خمس وتسعين ومائة، رحمه الله.
(آخر الطبقة والحمد لله)