المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌ ‌الطبقة الحادية والعشرون 201 - 210 هـ - تاريخ الإسلام - ت بشار - جـ ٥

[شمس الدين الذهبي]

فهرس الكتاب

‌الطبقة الحادية والعشرون

201 -

210 هـ

ص: 5

بسم الله الرحمن الرحيم

(الحوادث)

الحمد لله الذي بيده ملكوت كل شيء، وإليه يرجع كل شيء، وصلى الله على نبينا محمد وآله وسلم.

هذا مبدأ القرن الثالث من تاريخ الإسلام، والله أسأل حسن العون على الإتمام.

‌تاريخ سنة إحدى ومائتين

إن المأمون جعل ولي العهد من بعده علي بن موسى الرضا، وخلع أخاه القاسم ابن الرشيد، وأمر بترك السواد ولبس الخضرة في سائر الممالك، وتم ذلك عنده بخراسان. فعظم هذا على بني العباس، لا سيما أهل بغداد. وثاروا وخرجوا على المأمون، وطردوا الحسن بن سهل من بغداد، وبايعوا إبراهيم ابن المهدي بالخلافة وغيرها.

وكتب المأمون إلى إسماعيل بن جعفر بن سليمان العباسي أمير البصرة يأمره بلبس الخضرة، فامتنع ولم يبايع بالعهد لعلي الرضا. فبعث المأمون عسكرا لحربه، فسلم نفسه بلا قتال، فحمل هو وولداه إلى خراسان وبها المأمون، فمات هناك.

وفيها عسكر منصور ابن المهدي بكلواذا، ونصب نفسه نائبا للمأمون ببغداد، فسموه المرتضى، وسلموا عليه بالخلافة، فامتنع من ذلك وقال: إنما أنا نائب للمأمون، فلما ضعف عن قبول ذلك عدلوا عنه إلى أخيه إبراهيم ابن المهدي فبايعوه. وجرت فتنة كبيرة، واختبط العراق.

ص: 7

وفيها ولي المغرب زيادة الله بن إبراهيم بن الأغلب التميمي لبني العباسي بعد موت أخيه عبد الله، وبقي في الإمرة اثنتين وعشرين سنة.

وفيها تحرك بابك الخرمي.

وفيها توفي أبو أسامة الكوفي، وحماد بن مسعدة، وحرمي بن عمارة، وعلي بن عاصم.

‌حوادث سنة اثنتين ومائتين

في سنة اثنتين ومائتين جرت أمور، توفي ضمرة بن ربيعة، وعبد الحميد الحماني، وعمر بن شبيب المسلي، ويحيى ابن اليزيدي، والفضل بن سهل الوزير.

وفي أولها بايع العباسيون وأهل بغداد بالخلافة إبراهيم ابن المهدي، وخلعوا المأمون لكونه أخرجهم من الأمر وبايع بولاية العهد لعلي بن موسى الرضا، وأمرهم والدولة بإلقاء السواد ولبس الخضرة، فلما كان يوم الجمعة خامس المحرم صعد إبراهيم ابن المهدي - الملقب بالمبارك - المنبر. فأول من بايعه عبيد الله بن العباس بن محمد بن علي، ثم منصور ابن المهدي أخوه، ثم بنو عمه، ثم القواد.

وكان المطلب بن عبد الله بن مالك الخزاعي هو المتولي لأخذ البيعة. وسعى في ذلك، وقام به السندي، وصالح صاحب المصلى، ونصير الوصيف، ثم بايعه أهل الكوفة والسواد. وعسكر بالمدائن، واستعمل على جانبي بغداد العباس بن موسى الهاشمي، وإسحاق بن موسى الهادي. فخرج عليه مهدي بن علوان الحروري محكما، فجهز لقتاله أبا إسحاق ابن الرشيد، وهو المعتصم، فهزم مهديا. وقيل: بل وجه لقتاله المطلب.

وخرج أخو أبي السرايا بالكوفة، فلبس البياض، وتجمع إليه طائفة، فلقيه غسان بن الفرج في رجب فقتله، وبعث برأسه إلى إبراهيم ابن المهدي. فولاه

ص: 8

إبراهيم الكوفة، وبيت عسكر إبراهيم بعض أصحاب الحسن بن سهل، وخامر حميد بن عبد الحميد إلى الحسن بن سهل، ثم إنه بعثه إلى الكوفة، فولى عليها العباس بن موسى، وأمره أن يلبس الخضرة، وأن يدعو لأخيه علي الرضا بعد المأمون. وقال له: قاتل عن أخيك عسكر ابن المهدي، فإن أهل الكوفة شيعتكم، وأنا معك. فلما كان الليل خرج حميد وتركه.

ثم تواقع بعض عسكر ابن المهدي وأصحاب ابن سهل، فانكسر عسكر ابن سهل، وجرت أمور وحروب بين أهل الكوفة؛ وأهل العراق عند إبراهيم، ثم أمر إبراهيم عيسى بن محمد بن أبي خالد، وهو أكبر قواده، بالمسير إلى ناحية واسط، وبها الحسن بن سهل، وأمر ابن عائشة الهاشمي، ونعيم بن خازم أن يسيرا، فلحق بهم سعيد بن الساجور، وأبو البط، ومحمد الإفريقي، فعسكروا بقرب واسط، وأمير الكل عيسى. وأما الحسن بن سهل فكان متحصنا بواسط فعبى أصحابه، والتقوا في رجب، فاقتتلوا أشد قتال، ثم انهزم جيش إبراهيم ابن المهدي، فأخذ أصحاب الحسن أثقالهم وأمتعتهم.

وفي السنة ظفر إبراهيم ابن المهدي بسهل بن سلامة الأنصاري المطوعي، فحبسه وعاقبه. وكان ببغداد يدعو إلى العمل بالكتاب والسنة، واجتمع له عامة بغداد. فكانوا ينكرون بأيديهم على الدولة ويغيرون، ولهم شوكة، وفيهم كثرة، حتى هم إبراهيم بقتاله.

فلما جاءت الهزيمة أقبل سهل بن سلامة يقول لأصحابه: لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق. فكان كل من أجابه إلى ذلك عمل على باب داره برجا بآجر، وجص وينصب عليه السلاح والمصاحف. فلما وصل عيسى من الهزيمة أتى هو وإخوته وأصحابه نحو سهل، لأنه كان يذكرهم بالفسق ويسبهم، فقاتلوه أياما. ثم خذله أهل الدروب، لأن عيسى وهبهم جملة من الدراهم، فكفوا. فلما وصل القتال إلى دار سهل بن سلامة ألقى سلاحه واختلط بالنظارة، واختفى ودخل بين النساء. فجعلوا العيون عليه، فأخذوه في الليل من بعض الدروب، فأتوا به إسحاق ابن الهادي، وهو ولي عهد عمه إبراهيم، فكلمه وحاجه وقال: حرضت علينا الناس وعبتنا! فقال: إنما كانت دعواي عباسية؛ وإنما كنت أدعو إلى الكتاب والسنة. وأنا على ما كنت عليه، أدعوكم إليه الساعة. فلم يقبل منه وقال: اخرج إلى الناس وقل: ما كنت

ص: 9

أدعوكم إليه باطل. فخرج إلى الناس وقال: معشر الناس، قد علمتم ما كنت أدعوكم إليه من الكتاب والسنة، وأنا أدعوكم إلى ذلك الساعة. فوجأ الأعوان في رقبته ولطموه، فنادى: يا معشر الحربية، المغرور من غررتموه، ثم قيد وبعث به إلى المدائن، إلى إبراهيم بن المهدي، فجرى بينه وبين إبراهيم كنحو ما جرى بين ابن الهادي وبينه. فأمر بسجنه. وكانوا قد أخذوا رجلا من أصحابه، يقال له: محمد الرفاعي، فضربه إبراهيم ونتف لحيته وقيده.

واستعمل إبراهيم على قضائه ببغداد قتيبة بن زياد الخراساني الحنفي، فهاجت في أيامه العامة على بشر المريسي، وسألوا إبراهيم ابن المهدي أن يستتيبه، فأمر قتيبة بذلك.

قال محمد بن خلف القاضي: سمعت محمد بن عبد الرحمن الصيرفي يقول: شهدت جامع الرصافة وقد اجتمع الناس، وقتيبة جالس. فأقيم بشر المريسي على صندوق، وكان مستملي سفيان بن عيينة أبو مسلم، ومستملي يزيد بن هارون يذكران أن أمير المؤمنين إبراهيم أمر قاضيه أن يستتيب بشرا من أشياء عددها. منها ذكر القرآن. فرفع بشر صوته يقول: معاذ الله لست بتائب، فكثر الناس عليه حتى كادوا يقتلونه، فأدخل إلى باب الخدم.

وأما المأمون، فذكر أن علي بن موسى الرضا حدث المأمون بما فيه الناس من القتال والفتن منذ قتل الأمين، وبما كان الفضل بن سهل يستره عنه من الأخبار، وأن أهل بيته والناس قد نقموا عليه أشياء، وأنهم يقولون: إنك مسحور أو مجنون، وقد بايعوا عمك إبراهيم. فقال: لم يبايعوه بالخلافة، وإنما صيروه أميرا يقوم بأمرهم، فبين له أن الفضل قد كتمه وغشه، فقال: ومن يعلم هذا؟ قال: يحيى بن معاذ، وعبد العزيز بن عمران، وعدة من أمرائك، فأدخلهم عليه، فسألهم، فأبوا أن يخبروا إلا بأمان من الفضل أن لا يعرض لهم. فضمن المأمون ذلك، فكتب لكل واحد بخطه كتابا، فأخبروه بما فيه الناس من البلاء، ومن غضب أهل بيته وقواده عليه في أشياء كثيرة. وبما موه عليه الفضل من أمر هرثمة. وأن هرثمة إنما جاءه لنصحه ولتدارك الأمر، وأن الفضل دس إلى هرثمة من قتله، وأن طاهر بن الحسين قد أبلى في طاعتك ما أبلى، وفتح الأمصار، وقاد إليك الخلافة مزمومة، حتى إذا وطأ الأمر أخرج من ذلك كله، وصير في زاوية من الأرض بالرقة، قد منع من الأموال حتى

ص: 10

ضعف أمره، وشغب عليه جنده، وأنه لو كان على بغداد لضبط الملك بخلاف الحسن بن سهل، وقد تنوسي طاهر بالرقة لا يستعان به في شيء من هذه الحروب، ثم سألوا المأمون الخروج إلى العراق، فإن بني هاشم والقواد لو رأوا غرتك سكنوا وأذعنوا بالطاعة. فنادى بالمسير إلى العراق.

ولما علم الفضل بن سهل بشأنهم تعنتهم حتى ضرب البعض وحبس البعض، فعاود علي الرضا المأمون في أمرهم، وذكره بضمانه لهم، فذكر المأمون أنه يداري ما هو فيه.

ثم ارتحل من مرو وقدم سرخس، فشد قوم على الفضل بن سهل وهو في الحمام فضربوه بالسيوف حتى مات في ثاني شعبان، وكانوا أربعة من حشم المأمون: غالب الشعوذي الأسود، وقسطنطين الرومي، وفرج الديلمي، ومرافق الصقلبي، فعاش ستين سنة، وهرب هؤلاء، فجعل المأمون لمن جاء بهم عشرة آلاف دينار. فجاء بهم العباس بن الهيثم الدينوري، فقالوا للمأمون: أنت أمرتنا بقتله، فضرب أعناقهم، وقد قيل: إنهم اعترفوا أن علي ابن أخت الفضل بن سهل دسهم.

ثم إنه طلب عبد العزيز بن عمران، وعلي ابن أخت الفضل، وخلفا المصري، ومؤنسا، فقررهم، فأنكروا. فلم يقبل ذلك منهم، وضرب أعناقهم أيضا، وبعث برؤوسهم إلى واسط، إلى الحسن بن سهل، وأعلمه بما دخل عليه من المصيبة بقتل الفضل، وأنه قد صيره مكانه، فتأخر عن المسير ليحصل مغل واسط. ورحل المأمون نحو العراق.

وكان عيسى بن محمد، وأبو البط، وسعيد يواقعون عسكر الحسن كل وقت.

وأما المطلب بن عبد الله فإنه قدم من المدائن من عند إبراهيم، واعتل بأنه مريض، وأخذ يدعو في السر للمأمون، على أن يكون منصور ابن المهدي خليفة للمأمون ويخلعون إبراهيم. فأجابه إلى ذلك منصور ابن المهدي وخزيمة بن خازم وطائفة، فكتب إلى حميد بن عبد الحميد، وعلي بن هشام أن يتقدما إلى نهر صرصر والنهروان. ففهم إبراهيم بن المهدي حركتهم، فطلب بغداد وبعث إلى المطلب ومنصور وحميد وخزيمة ليحضروا. فتعللوا على الرسول،

ص: 11

فبعث إبراهيم إلى عيسى بن محمد بن أبي خالد وإخوته.

فأما منصور وخزيمة فأعطيا بأيديهم. وأما المطلب فقاتل عنه أصحابه وعن منزله حتى كثر عليهم الناس. وأمر إبراهيم بنهب دياره واختفى هو. فلما بلغ ذلك حميدا وعلي بن هشام، بعث حميد قائدا فأخذ المدائن، ثم نزلاها. فندم إبراهيم على ما صنع بالمطلب ولم يقع به.

وفي‌

‌ سنة ثلاث ومائتين

توفي: أزهر السمان، وحسين الجعفي، وزيد بن الحباب، وعلي بن موسى الرضا، وأبو داود الحفري، ومحمد بن بشر العبدي، ويحيى بن آدم، والوليد بن مزيد البيروتي.

ولما وصل المأمون إلى طوس أقام بها عند قبر أبيه أياما؛ ثم إن علي بن موسى الرضا أكل عنبا فأكثر منه فمات فجاءة في آخر صفرها. فدفن عند قبر الرشيد. واغتم المأمون لموته. ثم كتب إلى بغداد يعلمهم إنما نقموا عليه بيعته لعلي بن موسى وها قد مات. فجاوبوه بأغلظ جواب.

ولما قدم المأمون الري أسقط عنها ألفي ألف درهم.

وفيها مرض الحسن بن سهل مرضا شديدا، فأعقبه السوداء، وتغير عقله حتى ربط وحبس. وكتب قواده بذلك إلى المأمون، فأتاهم الخبر أن يكون على عسكره دينار بن عبد الله، وها أنا قادم عليكم.

وأما عيسى بن محمد بن أبي خالد فشرع يكاتب حميدا، والحسن بن سهل سرا. وبقي إبراهيم بن المهدي كلما ألح عليه في الخروج إلى المدائن لقتال حميد يعتل عليه بأرزاق الجند مرة، وحتى يستغلوا مرة. حتى إذا توثق بما يريد مما بينه وبين حميد والحسن فارقهم، وكان قد ناوشهم بعض القتال في الصورة، ثم وعدهم أن يسلم إليهم إبراهيم بن المهدي. فلما وصل إلى بغداد قال للناس: إني قد سالمت حميدا وضمنت له أن لا أدخل عمله ولا يدخل عملي. ثم خندق على باب الجسر وباب الشام. فبلغ إبراهيم ما هو فيه فحذر.

وقيل: إن الذي نم إليه هارون أخو عيسى، فطلبه إبراهيم، فاعتل عليه

ص: 12

عيسى. ثم ألح عليه في المجيء، فأتاه، فحبسه بعد معاتبة بينهما، وبعد أن ضربه وحبس معه عدة من قواده في آخر شوال. فمضى بقية أصحابه ومواليه بعضهم إلى بعض، وحرضوا إخوته على إبراهيم بن المهدي، فتجمعوا، وكان رأسهم عباس نائب عيسى، فطردوا كل عامل لإبراهيم في الكرخ وغيره. ثم شدوا على عامل باب الجسر فطردوه. فدخل إلى إبراهيم وقطع الجسر. ثم ظهر الأوباش والشطار.

وكتب عباس نائب عيسى إلى حميد يحثه على المجيء ليتسلم بغداد. ولم يصلوا جمعة بل ظهرا. فقدم حميد وخرج لتلقيه عباس وقواد أهل بغداد، فوعدهم ومناهم وأن ينجز لهم العطاء على أن يصلوا الجمعة فيدعوا للمأمون، ويخلعوا إبراهيم، فأجابوه. فبلغ إبراهيم بن المهدي الخبر، فأخرج عيسى من الحبس، وسأله أن يكفيه أمر حميد، فأبى عليه.

فلما كان يوم الجمعة بعث عباس إلى محمد بن أبي رجاء الفقيه فصلى بالناس ودعا للمأمون. ووصل حميد إلى الياسرية، فعرض بعض الجند وأعطاهم الخمسين درهما التي وعدهم، فسألوه أن ينقصهم عشرةً عشرة لأنهم تشاءموا لما أعطاهم علي بن هشام خمسين خمسين، فغدر بهم وقطع العطاء عنهم. فقال حميد: بل أزيدكم عشرةً وأعطيكم ستين.

فدعا إبراهيم عيسى، وسأله أيضا أن يقابل حميدا فأجابه، فخلى سبيله وضمن عليه. فكلم عيسى الجند أن يعطيهم كعطاء حميد فأبوا عليه. فعبر إليهم هو وإخوته إلى الجانب الآخر الغربي، وقال: أزيدكم عن عطاء حميد. فسبوه، وقالوا: لا نريد إبراهيم. فدخل عيسى وأصحابه المدينة، فأغلقوا الأبواب، وصعدوا السور وقاتلوا ساعة. ثم انصرفوا إلى ناحية باب خراسان، فركبوا في السفن. ورد عيسى كأنه يريد يقاتلهم، ثم احتال حتى صار في أيديهم شبه الأسير، فأخذه بعض قواده فأتى به منزله، ورجع فرقة إلى إبراهيم فأخبروه بأسر عيسى، فاغتم، وكان قد ظفر في هذه الليالي بالمطلب بن عبد الله وحبسه ثلاثة أيام، ثم إنه خلى عنه.

وكان الناس يذكرون أن إبراهيم قد قتل سهل بن سلامة المطوعي، وإنما هو في حبسه. فأخرجه إبراهيم، فكان يدعو الناس في مسجد الرصافة إلى

ص: 13

إبراهيم بالنهار. فإذا كان الليل رده إلى حبسه. فأتاه أصحابه ليكونوا معه فقال: الزموا بيوتكم فإني أداري إبراهيم.

ثم إن إبراهيم خلى سبيله في أول ذي الحجة، فذهب واختفى. فلما رأى إبراهيم تفرق الجيش عليه أخرج جميع من عنده للقتال فالتقوا على جسر نهر ديالى فاقتتلوا، فهزمهم حميد. فقطعوا الجسر وراءهم.

فلما كان يوم الأضحى أمر إبراهيم بن المهدي القاضي أن يصلي بالناس في عيساباذ. فلما انصرف الناس من صلاتهم اختفى الفضل بن الربيع، ثم تحول إلى حميد، وتبعه على ذلك علي بن ريطة، وأخذ الهاشميون والقواد يتسللون إلى حميد، فأسقط في يد إبراهيم وشق عليه. وبلغه أن من بقي عنده من القواد يعملون على قبضه. فلما جنه الليل اختفى لثلاث عشرة بقيت من ذي الحجة، وبقي مختفيا مدة سنين.

وأما سهل بن سلامة فأحضره حميد بن عبد الحميد فأكرمه، وحمله على بغل ورده إلى داره. فلما قدم المأمون أتاه فأجازه ووصله، وأمره أن يجلس في منزله.

وكانت أيام إبراهيم سنتين إلا بضعة عشر يوما.

ووصل المأمون إلى همذان في آخر السنة.

وفي‌

‌ سنة أربع ومائتين

توفي فيها: إسحاق بن الفرات الفقيه، وأشهب بن عبد العزيز الفقيه، وأبو داود الطيالسي، وأبو بدر شجاع بن الوليد، وعبد الوهاب بن عطاء، والشافعي، والنضر بن شميل، وهمام ابن الكلبي.

وفيها وصل المأمون إلى النهروان، فتلقاه بنو هاشم والقواد. وقدم عليه من الرقة بإذنه طاهر بن الحسين، ودخل بغداد في نصف صفر. ولباسهم وأعلامهم خضر. فنزل الرصافة، وبعد ثمانية أيام كلمه بنو هاشم العباسيون وقالوا له: يا أمير المؤمنين، تركت لبس آبائك وأهل دولتك ولبست الخضرة. وكاتبه قواد خراسان في ذلك.

ص: 14

وقيل: إنه أمر طاهر بن الحسين أن يسأله حوائجه فقال: أسأل طرح الخضرة، ولبس السواد وزي آبائك، فتوقف.

ثم جلس يوما وعليه الثياب الخضر، فلما اجتمع الملأ دعا بسواد فلبسه، ثم دعا بخلعة سوداء فألبسها طاهرا، ثم ألبس عدة من القواد أقبية وقلانس سودا. فطرح الناس الخضرة ومزقت، وأسرعوا إلى لبس السواد.

وفيها ولى المأمون يحيى بن معاذ الجزيرة، فواقع بابك الخرمي، فلم يظفر واحد منهما بصاحبه.

واستعمل المأمون أبا عيسى أخاه على الكوفة. واستعمل صالحا أخاه أيضا على البصرة.

ومن‌

‌ سنة خمس ومائتين

فيها توفي روح بن عبادة، وأبو عامر العقدي، ومحمد بن عبيد، ويعقوب الحضرمي.

فيها استعمل المأمون على جميع خراسان والمشرق طاهر بن الحسين. فسار إلى عمله في ذي القعدة، وأعطاه عشرة آلاف ألف درهم، وكان ولده عبد الله بن طاهر قد قدم على المأمون بعد أبيه من الرقة، فولاه الجزيرة.

وولى على أذربيجان وأرمينية عيسى بن محمد بن أبي خالد، وأمره بقتال بابك. واستعمل على السند بشر بن داود على أن يحمل إليه في كل سنة ألف ألف درهم. واستعمل على محاربة الزط عيسى بن يزيد الجلودي.

وحج بالناس عبيد الله بن الحسن العلوي أمير الحرمين.

ومن‌

‌ سنة ست ومائتين

فيها كان المد الذي غرق منه السواد، وذهبت الغلات. وغرقت قطيعة أم جعفر وقطيعة العباس.

وفيها نكب بابك عيسى بن محمد بن أبي خالد وبيته.

وفيها - ويقال في التي قبلها - دعا المأمون عبد الله بن طاهر فقال: إني أستخير الله منذ شهر، وقد رأيت أن الرجل يصف ابنه ليطريه وليرفعه. وقد

ص: 15

رأيتك فوق ما وصفك أبوك. وقد مات يحيى بن معاذ واستخلف ابنه أحمد وليس بشيء. وقد رأيت توليتك مصر، ومحاربة نصر بن شبث. فقال: السمع والطاعة، وأرجو أن يجعل الله الخيرة لأمير المؤمنين. فعقد له لواء مكتوبا عليه فزاد فيه المأمون: يا منصور. وركب الفضل بن الربيع إلى داره تكرمة له.

وفيها استعمل المأمون على بغداد إسحاق بن إبراهيم.

وفيها توفي أبو حذيفة البخاري صاحب المبتدأ، وحجاج الأعور، وشبابة بن سوار، ومحاضر بن المورع، وقطرب النحوي، ومؤمل بن إسماعيل، ووهب بن جرير، ويزيد بن هارون.

ومن‌

‌ سنة سبع ومائتين

فيها توفي جعفر بن عون، وطاهر بن الحسين الأمير، وأبو قتادة الحراني، وعبد الصمد بن عبد الوارث، وعمر بن حبيب العدوي، وقراد أبو نوح، وكثير بن هشام، والواقدي، ومحمد بن كناسة، وهاشم بن القاسم، والهيثم بن عدي، والفراء النحوي.

وفيها - وقيل قبلها - خرج عبد الرحمن بن أحمد بن عبد الله بن محمد بن عمر بن علي بن أبي طالب ببلاد عك من اليمن يدعو إلى الرضا من آل محمد صلى الله عليه وسلم خرج لأن عامل اليمن أساء السيرة. فبايع عبد الرحمن خلق. فوجه المأمون لحربه دينار بن عبد الله، وكتب معه بأمانه. وحج دينار، ثم سار إلى اليمن حتى قرب من عبد الرحمن، فبعث إليه بأمانه فقبله، وجاء مع دينار إلى المأمون. وعند ظهوره منع المأمون الطالبيين من الدخول عليه، وأمرهم بلبس السواد.

وفيها أصابت طاهر بن الحسين حمى وحرارة فوجد على فراشه ميتا، فذكر أن عميه علي بن مصعب، وحميد بن مصعب عاداه بغلس، فقال الخادم: هو نائم. فانتظروا ساعة، فلما انبسط الفجر قالا للخادم: أيقظه. قال: لا أجسر. فدخلا فوجداه ميتا.

وقيل: إنه قطع الدعاء يوم الجمعة للمأمون ولم يزد على: اللهم أصلح أمة محمد بما أصلحت به أولياءك، واكفها مؤونة من بغى عليها. وطرح عنه السواد. فعرض له عارض فمات لليلته. فأتى الخبر على المأمون بخلعه أول

ص: 16

النهار من النصحاء، ووافى الخبر بموته ليلا. وقام بعده ابنه طلحة بن طاهر، فأقره المأمون، فبقي على خراسان سبع سنين ثم توفي، فتولى بعده أخوه عبد الله بن طاهر وهو يحارب بابك، فسار إلى خراسان، وولي حرب بابك علي بن هشام.

وقيل: لما جاء نعي طاهر بن الحسين قال المأمون لليدين وللفم: الحمد لله الذي قدمه وأخرنا. وقد كان في نفس المأمون منه شيء لكونه قتل أخاه الأمين لما ظفر به، ولم يبعث به إلى المأمون ليرى فيه رأيه. ومات طاهر في جمادى الأولى.

وفيها ولي موسى بن حفص طبرستان، والرويان، ودنباوند.

وحج بالناس أبو عيسى أخو المأمون.

وفيها ظهر الصناديقي باليمن فاستولى عليها، وقتل النساء والولدان، وادعى النبوة، وتبعه خلق وارتدوا عن الإسلام. ثم أهلكه الله بالطاعون، وهلك أيضا في دولة المأمون.

ومن‌

‌ سنة ثمان ومائتين

فيها توفي الأسود بن عامر، وأشهل بن حاتم، وحماد بن عيسى الجهني، وسعيد بن عامر الضبعي، وعبد الله بن بكر السهمي، والقاسم بن الحكم العرني، وقريش بن أنس، ومحمد بن مصعب القرقساني، والست نفيسة، ويحيى بن حسان التنيسي، ويحيى بن أبي بكير الكرماني، ويعقوب بن إبراهيم الزهري، ويونس بن محمد المؤدب.

وفيها صار الحسن بن الحسين أخو طاهر بن الحسين من خراسان إلى كرمان ممتنعا بها، فسار خلفه أحمد بن أبي خالد حتى أخذه وقدم به على المأمون فعفا عنه.

وفيها ولى المأمون محمد بن عبد الرحمن المخزومي قضاء عسكر المهدي.

وفيها استعفى محمد بن سماعة من القضاء فأعفي، وولي مكانه إسماعيل

ص: 17

ابن حماد بن أبي حنيفة، ثم عزل المخزومي المذكور عن القضاء، ووليه بشر بن الوليد الكندي.

وفيها حج بالناس صالح بن هارون الرشيد.

ومن‌

‌ سنة تسع ومائتين

فيها توفي الحسن بن موسى الأشيب، وحفص بن عبد الله النيسابوري، وأبو علي الحنفي، وعثمان بن سعيد بن كثير الحمصي، وعثمان بن عمر بن فارس، ويعلى بن عبيد الطنافسي.

وفيها كان المأمون يقرب أهل الكلام، ويأمرهم بالمناظرة بحضرته، وينصر ما دل عليه العقل. ويجالسه بشر بن غياث المريسي، وثمامة بن أشرس، وهؤلاء الجنوس النحوس.

وكان قد طال القتال بين عبد الله بن طاهر، ونصر بن شبث العقيلي. ثم إن عبد الله استظهر عليه وحصره في حصن له، وضيق عليه حتى طلب الأمان. فقال المأمون لثمامة بن أشرس: ألا تدلني على رجل من أهل الجزيرة له عقل وبيان يؤدي عني رسالة إلى نصر بن شبث. فقال: بلى يا أمير المؤمنين: جعفر بن محمد من بني عامر. قال جعفر: فأحضرني ثمامة، فكلمني المأمون بكلام كثير لأبلغه نصرا. قال: فأتيته وهو بسروج فأبلغته فأذعن، وشرط أن لا يطأ له بساطا. فأتيت المأمون فأخبرته. فقال: لا أجيبه والله حتى يطأ بساطي. وما باله ينفر مني؟ قلت: لجرمه. قال: أتراه أعظم جرما عندي من الفضل بن الربيع، ومن عيسى بن أبي خالد؟ أتدري ما صنع بي الفضل؟ أخذ قوادي وأموالي وجنودي فذهب بذلك إلى أخي وتركني وحيدا، وأفسد علي أخي حتى جرى ما جرى، وعيسى طرد خليفتي عن بغداد، وذهب بخراجي وفيئي، وأقعد إبراهيم في الخلافة. قلت: الفضل وعيسى لهم سوابق ولسلفهم وهم مواليكم. وهذا رجل لم يكن له يد قط فيحتمل عليها ولا لسلفه. إنما كانوا جند بني أمية. قال: إن ذلك كما تقول فكيف بالحنق والغيظ؟ فأتيت نصرا فأخبرته بأنه لا بد أن يطأ بساطه. فصاح بالخيل صيحة فجالت وقال: ويلي عليه! هو لم يقو على أربعمائة ضفدع تحت جناحه - يعني الزط - يقوى على جلبة العرب!.

ص: 18

ثم إن عبد الله بن طاهر حصره ونال منه، فطلب الأمان، وخرج إلى عبد الله بن طاهر، وكتب له المأمون أمانا. فهدم عبد الله كيسوم وخربها.

وفيها ولى المأمون صدقة على أرمينية وأذربيجان ومحاربة بابك، وأعانه بأحمد بن الجنيد الإسكافي، فأسره بابك. فولى إبراهيم بن ليث أذربيجان.

وحج بالناس أمير مكة صالح بن العباس بن محمد بن علي.

وفيها مات طاغية الروم ميخائيل بن جورجس، وكان ملكه تسع سنين، وملك بعده ابنه توفيل. لعنهما الله.

ومن‌

‌ سنة عشر ومائتين

فيها توفي أبو عمرو الشيباني صاحب العربية، والحسن بن محمد بن أعين الحراني، وعبد الصمد بن حسان المروزي، ومحمد بن صالح بن بيهس أمير العرب، ومروان بن محمد الطاطري، وأبو عبيدة اللغوي، ويحيى بن إسحاق السيلحيني.

وفي صفر أدخل بغداد نصر بن شبث، فأنزله المأمون بمدينة أبي جعفر وعليه الحرس.

وفيها ظهر المأمون على إبراهيم بن عائشة، وهو إبراهيم بن محمد بن عبد الوهاب بن إبراهيم الإمام، ومحمد بن إبراهيم الإفريقي، وملك بن شاهي، وفرج البغواري، ومن كان معهم ممن كان يسعى في البيعة لإبراهيم ابن المهدي ثانيا. فأطلعه عليهم عمران القطربلي، فأرسل إليهم المأمون في صفر، وأمر بابن عائشة أن يقام ثلاثة أيام في الشمس على باب المأمون، ثم ضربه بالسياط وحبسه في المطبق. وضرب الباقين.

وفي ربيع الآخر أخذ إبراهيم ابن المهدي وهو منتقب بين امرأتين. أخذه حارس بالليل، وقال: من أنتن وأين تردن؟ فأعطاه إبراهيم فيما قيل خاتم ياقوت له قيمة ليخليهم. فلما رأى الياقوت استراب وقال: هذا خاتم من له شأن، فرفعهن إلى صاحب الجسر، فبدت لحية إبراهيم فعرفه، فذهب به إلى المأمون. فلما كان في الغد، وحضر الأمراء أقعده والمقنعة في رقبته والملحفة

ص: 19

على جسده يوهنه بذلك. ثم إن الحسن بن سهل كلمه فيه، فرضي عنه.

وقيل: إن المأمون استشار الملأ في قتل إبراهيم، فقال بعضهم: اقطع أطرافه، وقال بعضهم: اصلبه. فقال أحمد بن أبي خالد: إن قتلته وجدت مثلك قتل مثله كثيرا، وإن عفوت عنه لم تجد مثلك عفا عن مثله. فأيما أحب إليك؟ وكان اختفاؤه ثمان سنين، فصيره عند أحمد بن أبي خالد في سعة، وعنده أمه وعياله. وكان يركب إلى المأمون ومعه قائدان يحفظانه.

وأما إبراهيم بن عائشة ومن معه في الحبس فإنهم هموا بنقب السجن، وسدوا بابه من عندهم. فركب المأمون بنفسه، فدعا بإبراهيم وبثلاثة، فقتلهم صبرا وصلبوا على الجسر.

وفيها في رمضان سار الخليفة المأمون إلى واسط، ودخل ببوران بنت الحسن بن سهل. وأقام عنده سبعة عشر يوما. وخلع الحسن على القواد على مراتبهم. وتكلف هذه الأيام بكل ما ينوب جيش المأمون، فكان مبلغ النفقة عليهم خمسين ألف ألف درهم. فوصله المأمون بعشرة آلاف ألف درهم، وأعطاه مدينة فم الصلح.

فذكر أحمد بن الحسن بن سهل قال: كان أهلنا يتحدثون أن الحسن كتب رقاعا فيها أسماء ضياع له ونثرها على القواد والعباسيين، فمن وقعت في يده رقعة باسم ضيعة تسلمها. ونثر صينية ملأى جواهر بين يدي المأمون عندما زفت إليه.

وفيها كتب المأمون إلى عبد الله بن طاهر بن الحسين أن يسير إلى مصر. فلما قرب منها، كان بها ابن السري، فخندق عليها وتهيأ للحرب. ثم التقوا فانهزم ابن السري، وتساقط عامة جنده في خندقه. ودخل هو الفسطاط وتحصن. ثم خرج إلى ابن طاهر بالأمان، وبذل له أموالا.

ثم فتح عبد الله بن طاهر الإسكندرية، وكان قد تغلب عليهم طائفة أتوا من الأندلس في المراكب، وعليهم رجل يكنى أبا حفص. وأنهم نزحوا عنها خوفا من ابن طاهر، ونزلوا جزيرة أقريطش فسكنوها، وبها بقايا من أولادهم.

وفيها امتنع أهل قم، فوجه المأمون إليهم علي بن هشام فحاربهم وظفر بهم، وهدم سورها، واستخرج منهم سبعة ألف ألف درهم.

ص: 20

بسم الله الرحمن الرحيم

‌مختصر رجال هذه الطبقة على الحروف

32

1 -

‌ أحمد بن عطاء الهجيمي البصري العابد

. تلميذ عبد الواحد بن زيد.

قال ابن الأعرابي: برز في العبادة والاجتهاد، وأخذ المعلوم من القوت. وذكر أن الطريق إلى الله لا تكون إلا من هذه الأبواب: الصوم، والصلاة، والجوع. وكان يميل إلى اكتساب القوت بيده. ولزم طريق شيخه في اللطف، فكان قدريا غير معتزلي. وكتب شيئا من الحديث.

قال عبد الرحمن بن عمر رستة: مر بي عبد الرحمن بن مهدي يوم جمعة، فرآني جالسا إلى جنب أحمد بن عطاء، وكان من أهل البدع يتكلم في القدر، وكان من أزهد من رأيت. فأتيت عبد الرحمن أعتذر، فقال: لا تجالسه، فإن أهون ما ينزل بك أن تسمع منه شيئا يجب لله عليك أن تقول له كذبت. ولعلك لا تفعل.

وكان أحمد بن عطاء قد نصب نفسه للأستاذية، ووقف دارا في بلهجيم للمتعبدين والمريدين والمنقطعين يقص عليهم في العشيات. وأحسبها أول دار وقفت بالبصرة للعبادة.

وقد صحبه جماعة منهم: أحمد بن غسان، وأبو بكر العطشي، وأبو عبد الله الحمال، وجلس في المشيخة بعده أحمد بن غسان، ووقف دارا لنفسه.

قال الدارقطني: أحمد بن عطاء الهجيمي يروي عن: خالد العبد وعن الضعفاء، وهو متروك.

ص: 21

وقال الساجي: وهو صاحب المضمار، وكان مجتهدا، يعني في العبادة. وكان مغفلا يحدث بما لم يسمع.

وقال ابن المديني: أتيته يوما فوجدت معه درجا يحدث به. فقلت له: أسمعت هذا؟. قال: لا، ولكن اشتريته وفيه أحاديث حسان أحدث بها هؤلاء. قلت: أما تخاف الله؟! تقرب العباد إلى الله بالكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم.

2 -

ن:‌

‌ أحمد بن أبي طيبة عيسى بن سليمان الدارمي الجرجاني

.

روى عن أبيه أبي طيبة، وحمزة الزيات، ومالك بن مغول، وعمر بن ذر الهمداني، وورقاء، وإبراهيم بن طهمان، ومالك بن أنس، وجماعة. وعنه الحسين بن عيسى البسطامي، ومحمد بن يزيد النيسابوري، وعمار بن رجاء الإستراباذي وآخرون.

وكان عالما زاهدا نبيلا. ولاه المأمون قضاء جرجان، ووثقه ابن حبان. وقال أبو حاتم: يكتب حديثه.

وقال البخاري: توفي سنة ثلاث ومائتين.

قلت: بقومس على قضائها.

3 -

‌ إبراهيم بن إسحاق بن إبراهيم

، أبو إسحاق القاري، حليف بني زهرة. قاضي مصر.

كان رجلا صالحا، توفي في جمادى الآخرة سنة خمس ومائتين.

4 -

‌ إبراهيم بن أيوب العنبري الفرساني

.

عن الثوري، ومبارك بن فضالة، وغيرهما، وعنه هذيل بن معاوية، والنضر بن معاوية، وأهل أصبهان.

وكان صاحب عبادة وليل، قيل: لم يعرف له فراش أربعين سنة رحمه الله.

5 -

‌ إبراهيم بن بكر

، أبو الأصبغ البجلي الدمشقي. أخو بشر بن بكر.

ص: 22

حدث بمصر عن ثور بن يزيد، وزرعة بن إبراهيم، وعنه أبو بكر ابن البرقي، وجامع بن سوادة.

توفي قريبا من سنة عشر ومائتين.

6 -

‌ إبراهيم بن بكر الشيباني

.

عن شعبة، وعنه محمد بن الحسين البرجلاني، ويحيى بن أبي طالب، وغيرهما.

وهو متهم، ساقط الحديث.

. قال أحمد بن حنبل: أحاديثه موضوعة.

وقال الدارقطني: متروك.

7 -

ن:‌

‌ إبراهيم بن حبيب بن الشهيد

، أبو إسحاق البصري.

عن أبيه، وعنه ابنه إسحاق، ومحمود بن غيلان، ومحمد بن عثمان بن أبي صفوان.

وثقه النسائي.

وتوفي سنة ثلاث ومائتين.

8 -

‌ إبراهيم بن الحكم بن أبان العدني

، أبو إسحاق.

عن أبيه، وعنه أحمد بن الأزهر، وإسحاق بن راهويه، وسلمة بن شبيب، والذهلي، النيسابوريون، وجماعة.

قال الأثرم: سمعت أبا عبد الله يقول: في سبيل الله دراهم أنفقناها في الذهاب إلى عدن إلى إبراهيم بن الحكم.

وقال ابن معين: ليس بشيء.

وقال النسائي: لا يكتب حديثه.

وقال ابن عدي: عامة ما يرويه لا يتابع عليه.

ص: 23

قلت: وله رواية في تفسير ابن ماجه، وفي الأجزاء.

9 -

د ن:‌

‌ إبراهيم بن خالد بن عبيد الصنعاني المؤذن

.

عن معمر، ورباح بن زيد، وسفيان الثوري، وأبي وائل القاص عبد الله بن بحير، وأمية بن شبل، وجماعة. وعنه أحمد بن صالح المصري، وأحمد بن حنبل، وبكر بن خلف، وسلمة بن شبيب، والرمادي، وجماعة.

وثقه ابن معين، وأحمد.

وقال ابن حبان: كان مؤذن مسجد صنعاء سبعين سنة.

وقال أحمد بن صالح: سمع من معمر حديثا واحدا.

10 -

‌ إبراهيم بن رستم

، أبو بكر المروزي الفقيه. أحد الأئمة.

سمع ابن أبي ذئب، وشعبة. وعنه أحمد بن حنبل، ويوسف القطان، وغيرهما.

وثقه ابن معين. وكان نبيلا جليلا، قربه المأمون وعرض عليه القضاء فامتنع. وكان قد تفقه على محمد بن الحسن.

توفي سنة عشر، ولم يرووا له في الكتب.

11 -

‌ إبراهيم بن سليمان

، أبو إسحاق البلخي الزيات.

عن شعبة، وسفيان، وعبد الحكم صاحب أنس. وعنه محمد بن أسلم الطوسي، ومحمد بن أشرس، وغيرهما.

12 -

‌ إبراهيم بن عبد الحميد

، أبو إسحاق الجرشي.

عن شعبة، وسعيد بن بشير، ومحمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى، وعبد الوهاب بن مجاهد، وجماعة، وعنه إبراهيم بن أيوب الحوراني، وموسى بن عامر المري، ومحمد بن الحسين بن أبي الدرداء، وآخرون.

قال أبو زرعة الرازي: ما به بأس.

ص: 24

13 -

ق:‌

‌ إبراهيم بن علي بن حسن بن علي بن أبي رافع الرافعي المدني

، مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم.

قدم بغداد وبها مات، وروى عن أبيه، وعمه أيوب، وكثير بن عبد الله بن عوف، وغيرهم، وعنه إبراهيم ابن المنذر، وأحمد الدورقي، ومحمد بن إسحاق المسيبي، وجماعة.

ضعفه الدارقطني، وغيره.

14 -

‌ إبراهيم بن قرة الأسدي الأصم

، من أهل قاشان.

روى عن الثوري، وصحبه. وله صنف الثوري كتاب الجامع وقرأه في أذنه.

سكن الري، وسمع منه عمرو بن بزيع، ومحمد بن حميد، وإبراهيم بن أيوب.

15 -

‌ إبراهيم بن موسى

، أبو يحيى الموصلي الزيات.

رحل وسمع من إسماعيل بن أبي خالد، وهشام بن عروة، وعوف الأعرابي، والجريري، والأعمش، وعنه محمد بن جامع، ومحمد بن عبد الله بن عمار، ومحمد بن أحمد بن أبي المثنى.

توفي سنة خمس.

• إبراهيم بن هدبة. تقدم.

16 -

‌ الأحنف بن حكيم

، أبو بحر.

حدث بأصبهان عن جرير بن حازم، وحماد بن سلمة، وأبي ثعلبة العابد.

قال يونس بن حبيب: حدثنا عن حماد بن سلمة، قال: سمع إياس بن معاوية يقول: أذكر الليلة التي ولدت فيها، وضعت أمي على رأسي جفنة.

قلت: الأحنف مجهول، وبهذه الحكاية تبين كذبه.

17 -

‌ إدريس بن محمد الرازي

، أبو أحمد.

ص: 25

عن الثوري، وعبد العزيز بن أبي رواد، وعثمان بن زائدة، ووهيب، وعنه محمد بن عمرو زنيج، وسلمة بن شبيب.

وثقه أبو حاتم.

18 -

سوى ق:‌

‌ أزهر بن سعد السمان

، أبو بكر الباهلي، مولاهم البصري.

عن ابن عون، وسليمان التيمي، ويونس بن عبيد. وعنه إسحاق بن راهويه، وعلي ابن المديني، وبندار، ومحمد بن يحيى، ومحمد بن المثنى، وعباس الدوري، وأحمد بن الفرات، والكديمي، وطائفة. ومن الكبار عبد الله بن المبارك.

وكان ثقة نبيلا، أوصى إليه ابن عون، وعمر وعاش أربعا وتسعين سنة.

توفي سنة ثلاث ومائتين.

وقيل: إنه كان صاحبا لأبي جعفر المنصور قبل أن يستخلف، فلما ولي جاء يهنئه فقال: أعطوه ألف دينار وقولوا له: لا تعد. فأخذها ثم عاد من قابل فحجب، ثم دخل عليه في مجلس عام، فقال: ما جاء بك؟ قال: سمعت أنك مريض فجئت أعودك. فقال: أعطوه ألف دينار. قد قضيت حق العيادة، فلا تعد فإني قليل الأمراض. قال: فعاد من قابل ودخل في مجلس عام. فقال: ما جاء بك؟ قال: دعاء سمعته منك جئت لأتعلمه منك. قال: يا هذا، إنه غير مستجاب، إني في كل سنة أدعو به أن لا تأتيني وأنت تأتيني!.

19 -

د ن ق:‌

‌ أزهر بن القاسم

، أبو بكر الراسبي البصري. نزيل مكة.

عن هشام الدستوائي، وزكريا بن إسحاق المكي وجماعة، وعنه أحمد، وإسحاق، ومحمد بن رافع، ومحمود بن غيلان، وآخرون.

وثقه النسائي.

ص: 26

20 -

‌ إسحاق بن إبراهيم

، أبو علي السمرقندي، قاضي سمرقند وبلخ.

روى عن ابن جريج، والحسين بن واقد. وعنه عبدة، وأحمد بن منصور زاج.

ذكره ابن أبي حاتم هكذا.

21 -

‌ إسحاق بن إدريس الأسواري البصري

.

عن هشام، وسويد أبي حاتم، وأبي معاوية، وطائفة، وعنه محمد بن المثنى العنزي، وعمر بن شبة.

تركه علي ابن المديني.

وقال أبو زرعة: واهي الحديث.

وقال ابن معين: ليس بشيء، يضع الأحاديث.

وقال البخاري: تركه الناس. يكنى أبا يعقوب.

22 -

‌ إسحاق بن بشر بن محمد بن عبد الله بن سالم

، أبو حذيفة البخاري، مولى بني هاشم. صاحب كتاب المبتدأ.

حدث عن الأعمش، وإسماعيل بن أبي خالد، وحجاج بن أرطاة، وعبد الله بن طاووس، ومحمد بن إسحاق، وابن جريج، وجويبر، ومقاتل بن سليمان، وخلق سواهم. وعنه أيوب بن الحسن، وسلمة بن شبيب، وأحمد بن حفص، ومحمد بن يزيد النيسابوريون، ومحمد بن قدامة البخاري، وعلي بن حرب الجنديسابوري، وإسماعيل بن عيسى العطار، وطائفة.

قال مكي بن عبدان: حدثنا محمد بن عمر الدارابجردي، قال: حدثنا أبو حذيفة البخاري، ثقة، عن ابن جريج، عن ابن أبي ملكية، عن ابن عباس، عن النبي صلى الله عليه وسلم: من طاف بالبيت فليستلم الأركان كلها.

ص: 27

تفرد الدارابجردي بتوثيق أبي حذيفة، وما هو ممن يعبأ بتوثيقه. والحديث كما ترى ساقط.

وقال مسلم: أبو حذيفة تركوا حديثه.

وقال علي ابن المديني: كذاب، كان يحدث عن ابن طاووس، فجاؤوا إلى ابن عيينة فأخبروه بسنه، فإذا ابن طاووس قد مات قبل أن يولد.

وقال الدارقطني: متروك الحديث.

وقال أحمد بن سيار المروزي: كان يروي عمن لم يدرك، فإذا سئل عن آخرين دونهم يقول: من أين أدرك أنا هؤلاء. وكانت فيه غفلة مع أنه كان يزن بحفظ.

وقال غنجار: توفي في رجب سنة ست ومائتين ببخارى.

قلت: له عجائب أوردها ابن حبان، وابن عدي، وغير واحد. نسأل الله الستر.

23 -

‌ إسحاق بن عيسى بن علي بن عبد الله بن عباس

، الأمير أبو الحسن الهاشمي. ولي إمرة دمشق للرشيد، وولي البصرة،

وغيرها، وحدث عن أبيه، وعن المنصور. وعنه إبراهيم بن المهدي، وغيره.

وبقي إلى بعد المائتين. قال خليفة: توفي سنة ثلاث ومائتين.

وحكى المدائني قال: تناظر قوم في مجلس إسحاق بن عيسى الهاشمي، فألزم قوم دم عثمان عليا وعابوه بذلك، فرد قوم عليهم وعابوا عثمان، فتكلم إسحاق وقال: أعيذ عليا بالله أن يكون قتل عثمان، وأعيذ عثمان بالله أن يكون قتله علي. قال: فاستحسنوا كلامه.

24 -

مد:‌

‌ إسحاق بن عيسى القشيري

، ابن بنت داود بن أبي هند.

رأى جده، وروى عن الأعمش، وعباد بن راشد، وجماعة. وعنه الحسن

ص: 28

ابن الصباح البزار، وأبو كريب، وإسحاق بن بهلول، ورزق الله بن موسى، وعبد الله بن أبي زياد القطواني، وآخرون.

25 -

ن:‌

‌ إسحاق بن الفرات المصري الفقيه

، قاضي مصر، مولى التجيبيين: كنيته أبو نعيم.

كان من جلة أصحاب مالك. حدث عن مالك، ويحيى بن أيوب، والليث، وحميد بن هانئ وهو أكبر شيخ له.

ذكره ابن يونس هنا، وفي ترجمة حميد. ولكن قال ابن وزير: سمعت ابن الفرات يقول: ولدت سنة خمس وثلاثين ومائة.

قلت: وذكر ابن يونس وفاة حميد بن هانئ سنة اثنتين وأربعين ومائة، ويبعد أن يكون ابن الفرات سمع وله سبع سنين.

وعنه محمد بن عبد الله بن عبد الحكم، وأبو الطاهر ابن السرح، وبحر بن نصر، وأحمد ابن أخي ابن وهب، وجماعة.

وروي عن الشافعي، قال: ما رأيت بمصر أحدا أعلم باختلاف العلماء من إسحاق بن الفرات.

وقال ابن يونس: توفي سنة أربع ومائتين في ثاني ذي الحجة، وله سبعون سنة.

وقال بحر بن نصر: سمعت ابن علية يقول: ما رأيت ببلدكم أحدا يحسن العلم إلا إسحاق بن الفرات.

وقال ابن عبد الحكم: ما رأيت فقيها أفضل منه.

وقال أحمد بن سعيد الهمداني: قرأ علينا إسحاق بن الفرات موطأ مالك من حفظه فما أسقط حرفا فيما أعلم.

وقال إسحاق: مولدي سنة خمس وثلاثين ومائة.

وهو إسحاق بن الفرات بن الجعد بن سليم مولى معاوية بن حديج. ولي قضاء مصر نيابة عن محمد بن مسروق.

ص: 29

سئل أبو حاتم عنه فقال: شيخ ليس بمشهور، يعني: ليس بمشهور بالحديث.

26 -

د:‌

‌ إسحاق بن محمد بن عبد الرحمن بن عبد الله بن المسيب

، أبو محمد المسيبي المدني المقرئ. صاحب نافع بن أبي نعيم.

قرأ عليه ولده محمد بن إسحاق، وخلف بن هشام، ومحمد بن سعدان، وأبو حمدون الطيب. وكان إماما في القراءة مقبولا.

توفي سنة ست ومائتين.

وقد روى عن ابن أبي ذئب، ونافع بن عمر.

روى له: أبو داود.

27 -

‌ إسحاق بن مرار

، أبو عمرو الشيباني الكوفي، صاحب اللغة.

حدث عن ركن الشامي، وغيره. وأخذ العربية عن جماعة، ونزل بغداد، وطال عمره. وكان موثقا فيما ينقله. أخذ عنه ابنه عمرو، وأحمد بن حنبل، وأبو عبيد، ومحمد بن حبيب.

وكان ثعلب يفضله على أبي عبيدة، وكان صاحب دين ونزاهة وصدق.

قال ابنه: لما سمع أبي أشعار العرب، كانت نيفا وثمانين قبيلة، فكان كلما عمل منها قبيلة وأخرجها إلى الناس كتب مصحفا وجعله في مسجد الكوفة، حتى كتب بخطه نيفا وثمانين مصحفا.

وقال عبد الله بن أحمد: كان أبي يلزم مجالس أبي عمرو الشيباني ويكتب أماليه.

وقال ثعلب: دخل أبو عمرو البادية وأكثر عن العرب. إلا أنه كان مستهترا بشرب النبيذ.

وقال الجاحظ: إنما قيل له: الشيباني؛ لانقطاعه إلى أناس من بني شيبان.

وقال غيره: صنف أبو عمرو كتاب الحروف في اللغة وسماه كتاب الجيم. ولم يذكر لم سماه بذلك. ولا علم أحد من العلماء ذلك. وقد سئل

ص: 30

ابن القطاع عن تسميته بذلك فأبى أن يخبر بذلك إلا بمائة دينار. وله عدة تصانيف في اللغة.

توفي سنة عشر ومائتين، وله نيف وتسعون سنة. وقيل: بل جاوز المائة.

28 -

ع:‌

‌ إسحاق بن منصور

، أبو عبد الرحمن السلولي، مولاهم الكوفي.

عن عبد الله بن واقد الهروي، وإسرائيل، وهريم بن سفيان. وجماعة كثيرة، وعنه أبو كريب محمد بن العلاء، ومحمد بن عبد الله بن نمير، وعباس الدوري، وعمرو الناقد، وأبو عمرو أحمد بن أبي غرزة، وطائفة.

وكان أحد الثقات الأعلام.

توفي سنة خمس ومائتين على الأصح. قاله جماعة. وقال البخاري: مات سنة أربع ومائتين.

وقال ابن معين: ليس به بأس.

وقد روى عنه من أقرانه أبو نعيم الفضل بن دكين، وغيره.

29 -

‌ إسحاق بن منصور بن حيان الأسدي الكوفي

.

عن عقبة بن إسحاق السلولي، وعاصم بن محمد العمري. وعنه: عثمان بن أبي شيبة، ومحمد بن عبد الله بن نمير، وسفيان بن وكيع. وآخرون.

ذكره ابن أبي حاتم، وغيره.

قال ابن سعد: كان خيرا فاضلا.

30 -

‌ إسماعيل بن أبان

، أبو إسحاق الغنوي الكوفي الحناط.

عن هشام بن عروة، وإٍسماعيل بن أبي خالد، ومحمد بن عجلان، وجماعة. وعنه أحمد بن الوليد الفحام، وأحمد بن أبي غرزة، وأحمد بن عبيد بن ناصح وآخرون.

قال ابن معين: كذاب.

ص: 31

وقال البخاري، وجماعة: متروك الحديث.

وقال ابن عدي: عامة رواياته عن هشام بن عروة وغيره مما لا يتابع عليه إما إسنادا وإما متنا.

قلت: توفي سنة عشر ومائتين.

• وأما إسماعيل بن أبان الوراق، فثقة، لقيه البخاري.

31 -

‌ إسماعيل بن حكيم

.

شيخ بصري فيه جهالة. روى عن يونس بن عبيد. وعنه محمد بن يونس الكديمي.

32 -

ت:‌

‌ إسماعيل بن سعيد بن عبيد الله بن جبير الثقفي البصري

.

عن أبيه. وعنه بشر بن آدم الأصغر، وبندار، وسعيد بن مسعود المروزي، والكديمي، وجماعة.

قال أبو حاتم: أدركته ولم أكتب عنه.

قلت: له حديث في الجنائز صححه الترمذي.

• إسماعيل بن سنان: هو أبو عبيدة العصفري. يأتي بكنيته.

33 -

‌ إسماعيل بن مرزوق

، أبو يزيد المرادي المصري.

روى عن يحيى بن أيوب، ونافع بن يزيد، وجماعة.

توفي في رجب.

روى عنه محمد بن عبد الله بن عبد الحكم، وغيره.

34 -

‌ إسماعيل ابن الوزير أبي عبيد الله معاوية بن عبيد الله الأشعري

، أبو الحسن نزيل الري.

روى عن شريك، وابن أبي الزناد، وهشيم. وعنه علي بن ميسرة. وأدركه أبو حاتم.

ص: 32

قال ابن معين: قد سمع، ولكنه كان يشرب الخمر. ليس بشيء.

35 -

‌ إسماعيل بن نصر

.

روى عن أبي بكر الهذلي، وغيره. وعنه زياد بن أبي مسلم، وغيره.

قال أبو حاتم: قد رأيته، ولا أرى بحديثه بأسا.

36 -

د:‌

‌ إسماعيل بن عبد الكريم بن معقل بن منبه اليماني الصنعاني

.

عن عمه عبد الصمد بن معقل، وعن ابن عمه إبراهيم بن عقيل. وعنه أحمد، وإسحاق، وعبد بن حميد، وأحمد بن الأزهر، والحارث بن أبي أسامة. وطائفة.

قال النسائي: ليس به بأس.

قلت: مات سنة عشر.

37 -

م د ن:‌

‌ إسماعيل بن عمر أبو المنذر الواسطي ثم البغدادي

.

عن عيسى بن طهمان، ويونس بن أبي إسحاق، وداود بن قيس الفراء، وجماعة. وعنه أحمد، وابن معين، ومحمد بن رافع، وعباس الدوري. وآخرون.

وكان عبدا صالحا.

قال أبو حاتم: صدوق.

وقال أحمد بن حنبل: كان ربما يصلي حتى تورم قدماه.

38 -

ع:‌

‌ الأسود بن عامر

، شاذان، أبو عبد الرحمن.

شامي ثقة نزل بغداد. وروى عن هشام بن حسان، وشعبة، وسفيان، وجرير بن حازم، وطلحة بن عمرو، والحمادين، وذواد بن علبة، وعبد العزيز الماجشون وطائفة. وعنه أحمد، وابن المديني، وأبو ثور الكلبي، وأحمد بن الوليد الفحام، وأحمد بن الخليل البرجلاني، وعمرو الناقد، والحارث بن أبي أسامة، والدارمي، ويعقوب بن شيبة، وخلق.

وثقه ابن المديني، وغيره.

ص: 33

وقد روى عنه من القدماء بقية بن الوليد.

ومات في أول سنة ثمان.

39 -

‌ أشعث بن عطاف الأسدي الكوفي المقرئ

، نزيل الري، أبو النضر.

روى القراءة عن حمزة الزيات، والحديث عن الثوري. وعنه محمد بن عيسى التيمي، ومحمد بن مقاتل، ومحمد بن حميد الرازي، وإبراهيم بن موسى.

سئل عنه أبو حاتم فقال: صالح الحديث.

وقال ابن أبي حاتم: روى عن شيبان النحوي، ويونس بن الحارث، والقاسم بن حبيب.

قال أبو زرعة: كان شيخا صالحا.

وذكره ابن عدي قال: وله أحاديث يخالف في إسنادها ومتونها.

40 -

د ن:‌

‌ أشهب بن عبد العزيز بن داود بن إبراهيم

، أبو عمرو القيسي العامري المصري الفقيه قيل: اسمه مسكين، وأشهب لقبه.

سمع: الليث، ومالكا، ويحيى بن أيوب، وسليمان بن بلال، وبكر بن مضر، وداود العطار، وجماعة. وعنه الحارث بن مسكين، وبحر بن نصر، ومحمد بن عبد الله بن عبد الحكم، ويونس بن عبد الأعلى، ومحمد بن إبراهيم بن المواز الفقيه، وسحنون بن سعيد، وعبد الملك بن حبيب، وهارون بن سعيد الأيلي، وطائفة.

قال الشافعي: ما أخرجت مصر أفقه من أشهب لولا طيش فيه.

وقيل: كان أشهب على خراج مصر، وله أموال وحشمة.

وقال سحنون: رحم الله أشهب ما كان يزيد في سماعه حرفا واحدا.

ص: 34

وقال أبو عمر بن عبد البر: كان فقيها حسن الرأي والنظر. فضله محمد بن عبد الله بن عبد الحكم على ابن القاسم في الرأي. فذكر ذلك لمحمد بن عمر بن لبابة الأندلسي فقال: إنما قال ذلك ابن عبد الحكم لأنه لازم أشهب، وكان أخذه عنه أكثر. وابن القاسم عندنا أفقه في البيوع وغيرها.

قال ابن عبد البر: أشهب شيخه، وابن القاسم شيخه، وهو أعلم بهما لكثرة مجالسته لهما وأخذه عنهما.

قال: ولم يدرك الشافعي حين قدم مصر أحدا من أصحاب مالك إلا أشهب، وابن عبد الحكم.

قال سعد بن معاذ: سمعت محمد بن عبد الله بن عبد الحكم يقول: أشهب أفقه من ابن القاسم مائة مرة.

وروينا عن محمد بن عبد الله بن عبد الحكم أنه قال: سمعت أشهب في سجوده يدعو على الشافعي بالموت. فذكرت ذلك للشافعي، فأنشد متمثلا:

تمنى رجال أن أموت وإن أمت فتلك سبيل لست فيها بأوحد فقل للذي يبقى خلاف الذي مضى تهيأ لأخرى مثلها فكأن قد قال: فمات - والله - الشافعي في رجب سنة أربع ومائتين، ومات بعده أشهب بثمانية عشر يوما. واشترى أشهب من تركة الشافعي غلاما اسمه فتيان، اشتريته أنا من تركة أشهب.

وقال أبو سعيد بن يونس: ولد أشهب سنة أربعين ومائة، ومات لثمان بقين من شعبان.

قلت: وقول ابن عبد البر: أشهب شيخه، وابن القاسم شيخه وهم، فإن محمدا لم يدرك ابن القاسم، والذي أدركه والده عبد الله بن عبد الحكم. ولعله أراد عبد الله، بدليل ما قال بعد ذلك: ولم يدرك الشافعي في حين قدومه مصر أحدا من أصحاب مالك إلا أشهب وابن عبد الحكم.

ص: 35

قلت: وكان أشهب من كبار أصحاب مالك، وما هو بدون ابن القاسم، وإن كان ابن القاسم أبصر بفقه مالك منه. ولكن أشهب أعلم بالحديث من ابن القاسم.

41 -

خ ت:‌

‌ أشهل بن حاتم الجمحي مولاهم البصري أبو عمرو

، وقيل: أبو عمر.

عن عبد الله بن عون، وكهمس بن الحسن، وقرة بن خالد، وابن لهيعة، وغيرهم. وعنه محمد بن المثنى، وعبد الله بن منير المروزي، ومحمد بن إسحاق الصاغاني، ومحمد بن يحيى الذهلي، والحارث بن أبي أسامة، والكديمي، وخلق. ومن القدماء: عبد الله بن وهب. وقال: لا أعلم أحدا من أهل العلم سمي بهذا الاسم غيره.

وقال أبو زرعة: محله الصدق، وليس بقوي.

قلت: توفي سنة ثمان ومائتين.

42 -

‌ أصرم بن حوشب

، أبو هشام الكندي الهمذاني. أحد المتروكين.

روى عن أبي جعفر الرازي، وقرة بن خالد، وهشام بن عروة، ومالك. وعنه أحمد بن الفرات، وأبو إسحاق الجوزجاني، وعلي بن سلمة اللبقي، وعلي بن الحسن الذهلي.

كذبه يحيى بن معين.

يقال: مات سنة اثنتين ومائتين.

وقيل: روى عن الأعمش.

43 -

‌ أصرم بن غياث أبو غياث النيسابوري

.

عن عاصم الأحول، وأبي حنيفة، ومقاتل بن سليمان. وعنه أحمد بن حرب الزاهد، وأيوب بن الحسن، وعلي بن الحسن الدارابجردي وآخرون.

وهو متروك عند الجماعة.

ص: 36

44 -

م د ت ن:‌

‌ أمية بن خالد القيسي البصري

. أخو هدبة.

عن إسحاق بن يحيى بن طلحة بن عبيد الله، وشعبة، والثوري، والمسعودي، وأبي الجارية العبدي، وجماعة. وعنه أحمد بن المقدام، والفلاس، وبندار، ومحمد بن عثمان بن أبي صفوان الثقفي، ومسدد، وآخرون.

قال أبو زرعة: ثقة.

وقال البخاري: مات سنة إحدى ومائتين.

45 -

‌ أوس بن عبد الله بن بريدة بن الحصيب الأسلمي المروزي

.

عمر دهرا، ولم يدرك أباه. وروى عن أخيه سهل، والحسين بن واقد. وعنه محمد بن مقاتل المروزي، والحسين بن حريث، وسليمان بن عبيد الله، وغيرهم.

قال أبو حاتم الرازي: سألت المراوزة عنه فعرفوه.

وقال الدارقطني: متروك.

وقال الحسين بن حريث: كأنه مات سنة اثنتين ومائتين، توفي بعد خروج المأمون من مرو.

46 -

‌ أيوب بن خالد

، أبو عثمان الجهني الحراني.

عن الأوزاعي، وغيره. وعنه أحمد بن الأزهر، وسليمان بن سيف، وإسحاق الكوسج، وإبراهيم بن هانئ النيسابوري. ووثقه.

قال ابن عدي: حدث بالمناكير.

وقال أبو أحمد الحاكم: لا يتابع في أكثر حديثه.

47 -

د ت ق:‌

‌ أيوب بن سويد الرملي

، أبو مسعود الحميري السيباني.

ص: 37

عن ابن جريج، ويونس الأيلي، وأسامة بن زيد الليثي، ويحيى بن أبي عمرو السيباني، وعبد الرحمن بن يزيد بن جابر، والأوزاعي، وطائفة. وعنه أبو الطاهر أحمد بن السرح، وعبد الرحمن بن إبراهيم دحيم، وكثير بن عبيد الحمصي، والربيع المرادي، وبحر بن نصر، ومحمد بن عبد الله بن عبد الحكم، وآخرون.

قال عباس عن ابن معين: ليس بشيء، يسرق الأحاديث.

وقال النسائي: ليس بثقة.

وقال أبو حاتم: لين الحديث.

وقال إبراهيم بن عبد الله الختلي: سألت ابن معين عن أيوب بن سويد، فقال: ليس بشيء حدثهم بالرملة بأحاديث عن ابن المبارك، ثم جعلها بعد عن نفسه عن شيوخ ابن المبارك.

وقال ابن عدي: يكتب حديثه في جملة الضعفاء.

وذكره ابن حبان في الثقات، لكن قال: كان رديء الحفظ.

وقال البخاري: يتكلمون فيه.

قلت: وروى عنه من القدماء: بقية، والشافعي، ومن المتأخرين إبراهيم بن محمد بن يوسف الفريابي، ومحمد بن أبي السري العسقلاني.

قال ابن أبي عاصم: توفي سنة اثنتين ومائتين.

وقال البخاري: قال لي محمد بن إسحاق: سمعت عبد الله بن أيوب يقول: غرق أيوب بن سويد في البحر سنة ثلاث وتسعين، يعني: ومائة.

قلت: الأول أصح.

ص: 38

48 -

خ د ن ق:‌

‌ بشر بن بكر التنيسي أبو عبد الله البجلي

الدمشقي الأصل.

عن عبد الرحمن بن يزيد بن جابر، وعبدة بنت خالد بن معدان، والأوزاعي، وجماعة. وعنه ابنه أحمد، والحارث بن أسد الهمداني، ودحيم، ومحمد بن عبد الله بن عبد الحكم، والربيع المرادي، وأبو الطاهر بن السرح، وخلق. ومن القدماء: الشافعي.

وثقه أبو زرعة، والدارقطني.

وقال محمد بن وزير: سمعته يقول: ولدت سنة أربع وعشرين ومائة.

وقال ابن يونس: كان أكثر مقامه بتنيس ودمياط. توفي بدمياط في ذي القعدة سنة خمس ومائتين.

وقال الخطيب: حدث عنه: عبد الله بن وهب، وسليمان بن شعيب الكيساني، وبين وفاتيهما ست وسبعون سنة.

49 -

خت ق:‌

‌ بشر بن ثابت البصري البزار أبو محمد

.

عن أبي خلدة خالد بن دينار، وشعبة، وموسى بن علي بن رباح، وغيرهم. وعنه أبو عبيدة بن أبي السفر، وأبو داود الحراني، وعباس الدوري، والدارمي، وطائفة.

وثقه ابن حبان.

50 -

‌ بشر بن الحسين الهلالي الأصبهاني

، أبو محمد.

عن الزبير بن عدي، عن أنس، فذكر نسخة، وعن: عبد الرحمن بن عبد الله بن دينار. وعنه يحيى بن أبي بكير، وهو من أقرانه، ومحمد بن زبار الكلبي، وأحمد بن سليمان المروزي، والحجاج بن يوسف بن قتيبة، وغيرهم.

قال أبو نعيم الحافظ: توفي بعد المائتين.

قال: وجاء إلى أبي داود الطيالسي فقال: حدثني الزبير بن عدي، فكذبه

ص: 39

أبو داود، وقال: ما نعرف للزبير، عن أنس إلا حديثا واحدا.

قال ابن حبان: روى عن الزبير، عن أنس نسخة موضوعة.

وقال البخاري: فيه نظر.

51 -

ع:‌

‌ بشر بن عمر الزهراني البصري

، أبو محمد.

عن شعبة، وعكرمة بن عمار، وهمام، وأبان العطار، وعاصم بن محمد العمري، وجماعة. وعنه إسحاق بن راهويه، وبشر بن آدم، وإسحاق الكوسج، ومحمد بن يحيى، ونصر بن علي، ومحمد بن يحيى القطعي، وآخرون.

قال أبو حاتم: صدوق.

ووثقه ابن سعد، وقال: توفي بالبصرة سنة سبع.

وقال غيره: توفي في آخر يوم من سنة ست.

52 -

‌ بشر بن مبشر

، أبو المسيب الواسطي.

عن شعبة، وأبي الأشهب، ومهدي بن ميمون. وعنه أحمد بن سنان، ومحمد ابن وزير الواسطيان، وأحمد بن محمد بن يحيى بن سعيد القطان، ومحمد بن عبد الله المخرمي، وغيرهم.

53 -

‌ بشر بن المعتمر

، أبو سهل، شيخ المعتزلة، وصاحب التصانيف، من القرامي الكبار.

ذكره ابن النجار في تاريخ بغداد، فقال: ذكره محمد بن إسحاق النديم، وأنه كوفي، ويقال: بغدادي، انتهت إليه رياسة الاعتزال في وقته، قال: وكان مع ذلك راوية للشعر والأخبار، شاعرا، وكان جماعة من الفضلاء يفضلونه على أبان اللاحقي، وله قصيدة نحو ثلاثمائة ورقة، وكان أبرص، وله مصنفات كثيرة. توفي سنة عشر، وقد علت سنه.

ص: 40

54 -

‌ بكر بن بكار

، أبو عمرو القيسي البصري.

عن ابن عون، وعباد بن منصور، وقرة بن خالد، وهشام الدستوائي، وحمزة الزيات، ومسعر، وشعبة، وغيرهم. وعنه أبو داود الطيالسي، وهو من طبقته، والحسن بن علي الحلواني، وإسماعيل سمويه، وإبراهيم بن سعدان، ومحمد بن إبراهيم الجيراني، وآخرون.

وثقه أبو عاصم النبيل.

وقال أبو حاتم: ليس بالقوي.

وقال ابن معين: ليس بشيء.

وقال ابن حبان: ثقة ربما يخطئ.

وقال أبو نعيم الحافظ: قدم أصبهان سنة ست ومائتين، وحدث بها سنة سبع.

55 -

‌ بكر بن خداش

، أبو صالح الكوفي.

نزل أصبهان، وحدث عن فطر بن خليفة، وعيسى بن المسيب البجلي، وحبان بن علي. وعنه أبو إسحاق الجوزجاني، وأحمد بن يونس الضبي، وسليمان بن توبة النهرواني، وآخرون.

لا أعلم فيه ضعفا.

56 -

ن:‌

‌ بكر بن عيسى الراسبي

، أبو بشر، صاحب البصري.

عن شعبة بن الحجاج، وعنه أحمد بن حنبل، وبندار، وجماعة.

توفي سنة أربع ومائتين.

57 -

ق:‌

‌ بكر بن يحيى بن زبان البصري

.

عن أبيه، وشعبة، وحبان بن علي. وعنه عباد بن الوليد الغبري، وأبو

ص: 41

قلابة الرقاشي، وأبو أمية الطرسوسي، وجماعة.

وثقه ابن حبان.

58 -

‌ بكير بن جعفر السلمي الجرجاني الزاهد

، قاضي جرجان.

روى عن سفيان الثوري، وحسن بن فرقد، ومغيرة بن موسى. وعنه إبراهيم بن موسى، وأحمد بن يحيى السابري، ومحمد بن بندار السباك، وآخرون.

قال ابن عدي: حدث بمناكير عن المعروفين، وأرجو أنه لا بأس به.

ومن قوله: لو كان ما أخطأ فلان جوزا لاكتفى به ناس كثير.

• - بهز بن أسد العمي، أحد الثقات، تقدم سنة سبع وتسعين.

59 -

‌ بهلول بن حسان بن سنان

، أبو الهيثم التنوخي الأنباري.

عن سعيد بن أبي عروبة، وابن أبي ذئب، وشعبة، وشيبان، وورقاء، ومالك، وطائفة. وعنه ابنه إسحاق بن بهلول الحافظ.

وقد كان أديبا لغويا أخباريا زاهدا، توفي سنة أربع ومائتين.

60 -

ق:‌

‌ بهلول بن مورق السامي البصري

، أبو غسان.

عن ثور بن يزيد، وموسى بن عبيدة، والأوزاعي. وعنه أبو خيثمة، وإسحاق الكوسج، والفلاس، والكديمي، وأبو قلابة، ومحمد بن أحمد بن أبي العوام.

قال أبو حاتم: لا بأس به.

61 -

‌ بهيم العجلي العابد

، من نساك عبادان، يكنى أبا بكر.

ص: 42

كان قد غلب عليه الخوف والبكاء والخشوع. توفي سنة ست ومائتين - رحمة الله عليه -.

حدث عن أبي إسحاق الفزاري ونحوه، روى عنه: عبد الله بن داود الخريبي، وغيره.

62 -

‌ ثابت بن نصر بن مالك بن الهيثم الخزاعي الأمير

، أخو الشهيد أحمد بن نصر.

ولي إمرة الثغور سبع عشرة سنة، ومات بالمصيصة سنة ثمان ومائتين.

قال الخطيب: يذكر عنه فضل وصلاح.

63 -

‌ الجارود بن يزيد

، أبو علي العامري، وقيل: أبو الضحاك الفقيه النيسابوري، أحد أصحاب أبي حنيفة، وخطته بنيسابور مشهورة، ومسجده على رأس السكة.

روى عن إسماعيل بن أبي خالد، وسليمان التيمي، وعمر بن ذر، وشعبة، وسفيان، وطائفة. وعنه أبو سلمة التبوذكي، وأحمد بن أبي رجاء الهروي، والحسن بن عرفة، وسلمة بن شبيب، ومحمد بن عبد الملك بن زنجويه، وطائفة.

قال أبو حاتم: لا يكتب حديثه.

وقال النسائي: متروك.

مات سنة ثلاث، وقيل: سنة ست.

64 -

ت:‌

‌ جابر بن نوح

، أبو بشير الحماني الكوفي.

عن حريث بن السائب، وإسماعيل بن أبي خالد، والأعمش، ومحمد بن عمرو، وعبد الملك بن أبي سليمان. وعنه أحمد بن حنبل، وأحمد بن بديل، ومحمد بن جعفر الفيدي، وأبو كريب، ومحمد بن آدم المصيصي، ومحمد بن طريف البجلي.

قال أبو حاتم: ضعيف الحديث.

ص: 43

وقال النسائي: ليس بالقوي.

وقال مطين: مات سنة ثلاث ومائتين.

جابر بن نوح الحماني. ذكرناه في الطبقة الماضية. ويقال: إنه مات سنة ثلاث ومائتين، فيحول إلى هنا.

65 -

ع:‌

‌ جعفر بن عون بن جعفر بن عمرو بن حريث

، أبو عون المخزومي العمري الكوفي، أحد الأثبات.

ولد سنة نيف وعشرة ومائة، وسمع وهو شاب كبير من الأعمش، وإسماعيل بن أبي خالد، وهشام بن عروة، ويحيى بن سعيد، وأبي العميس عتبة بن عبد الله، وأبي حنيفة، وجماعة. وعنه إسحاق بن راهويه، وأبو إسحاق الجوزجاني، وإسحاق الكوسج، وأحمد بن الفرات، وإبراهيم بن عبد الله القصار، وعبد بن حميد، ومحمد بن أحمد بن أبي المثنى، وخلق.

وقال أبو حاتم: صدوق.

وقال غيره: توفي في أول السنة راجعا من الحج، وله نيف وتسعون سنة.

وقال أحمد: رجل صالح ليس به بأس.

وقال محمد بن عبد الوهاب الفراء: قال لي أحمد بن حنبل: أين تريد؟ قلت: الكوفة. قال: عليك بابن عون.

قلت: مات في أول سنة سبع.

وقال البخاري: مات سنة ست.

66 -

ن:‌

‌ جنيد الحجام

.

ص: 44

عن أستاذه أبي أسامة زيد الحجام.

عن عكرمة وغيره. وعنه: قتيبة بن سعيد، وأبو بكر بن أبي شيبة، وعلي بن محمد الطنافسي، وهارون بن إسحاق، والحسن بن علي بن عفان العامري.

قال أبو زرعة: ثقة.

وقال النسائي: ليس به بأس.

67 -

‌ حاتم بن عبيد الله

، أبو عبيدة النميري البصري.

حدث بأصبهان سنة بضع ومائتين عن مبارك بن فضالة، والقاسم بن الفضل الحداني، وأبي هلال، وجماعة. وعنه عبد الرحمن بن عمر رستة، وإبراهيم بن راشد، وسمويه في فوائده.

قال أبو نعيم الحافظ: كان من الثقات.

68 -

‌ الحارث بن أسد العتكي

، أبو علي البصري.

مات في ذي القعدة سنة عشر.

69 -

‌ الحارث بن أسد الإفريقي

، صاحب مالك.

قال ابن يونس: مات سنة ثمان ومائتين.

70 -

ن:‌

‌ الحارث بن عطية البصري

، نزيل المصيصة.

عن هشام بن حسان، وهشام بن أبي عبد الله، والأوزاعي، وغيرهم. وعنه إبراهيم بن الحسين الأنطاكي، وحاجب بن سليمان المنبجي، والحسن بن الصباح البزار، وآخرون.

وثقه ابن معين. وكان من الزهاد المذكورين.

71 -

ق:‌

‌ الحارث بن عمران الجعفري المدني

.

عن هشام بن عروة، وجعفر الصادق، ومحمد بن سوقة، وغيرهم. وعنه الأشج، وإبراهيم بن يوسف الصيرفي، وعبد الله بن هاشم الطوسي، ومحمود بن غيلان، وجماعة.

ص: 45

ضعفه أبو زرعة.

72 -

‌ الحارث بن مسلم الروذي المقرئ

.

عن الربيع بن صبيح، وسفيان الثوري، وجماعة. وعنه محمد بن مهران الجمال، ومحمد بن حماد الطهراني. وأهل الري.

ذكره أبو حاتم فقال: ثقة عابد، صليت خلفه.

73 -

‌ الحارث بن النعمان بن سالم

، أبو النضر الطوسي الأكفاني، البزاز. مولى بني هاشم، سكن بغداد.

وحدث عن سميه الحارث بن النعمان بن سالم الليثي ابن أخت سعيد بن جبير، وحريز بن عثمان، وشعبة، والثوري، وشيبان. وعنه أحمد بن حنبل، ومحمد بن حرب النشائي، والحسن بن الصباح البزار، وآخرون.

74 -

‌ حجاج بن زبان

، أبو محمد السهمي، مولاهم، المصري.

عبد صالح، مجاب الدعوة، كبير القدر.

روى عن هزان بن سعيد. وعنه أبو الطاهر بن السرح.

مات سنة خمس ومائتين.

75 -

ع:‌

‌ حجاج بن محمد

، أبو محمد المصيصي الأعور. مولى سليمان بن مجالد. ترمذي الأصل، سكن بغداد، ثم نزل المصيصة.

سمع حريز بن عثمان، ويونس بن أبي إسحاق، وابن جريج، وعمر بن ذر، وشعبة، وحمزة الزيات، وجماعة. وعنه أحمد، وابن معين، وأبو عبيدة بن أبي السفر، وأحمد الرمادي، والحسن الزعفراني، وأبو خيثمة، ومحمد صاعقة، وهارون الحمال، ويوسف بن مسلم، وهلال بن العلاء، وخلق.

قال الإمام أحمد: ما كان أضبطه، وأصح حديثه، وأشد تعاهده للحروف، ورفع أمره جدا وقال: كان صاحب عربية. وكان يقول: حدثنا ابن جريج،

ص: 46

وإنما قرأ عليه ثم ترك ذلك، فكان يقول: قال ابن جريج. وقد قرأ الكتب كلها على ابن جريج إلا كتاب التفسير، فإنه سمعه منه إملاء.

وقال أبو داود: رحل أحمد ويحيى إلى الحجاج الأعور.

قال: وبلغني أن يحيى كتب عنه نحوا من خمسين ألف حديث.

وقال ابن معين: كان أثبت أصحاب ابن جريج.

وقال إبراهيم بن عبد الله السلمي الخشك: حجاج بن محمد نائما، أوثق من عبد الرزاق يقظان.

وقال ابن سعد: قدم حجاج بغداد في حاجة، فمات بها في ربيع الأول سنة ست، وقد تغير في آخر عمره حين رجع إلى بغداد، وكان ثقة إن شاء الله.

• - حجين بن المثنى، في الطبقة الآتية.

76 -

‌ حذيفة بن قتادة المرعشي الزاهد

، صاحب سفيان الثوري.

قد ذكرناه في الطبقة العشرين، وكان موته سنة سبع ومائتين، فينقل.

له قدم في العبادة وكلام نافع، وهو القائل: إن لم تخش أن يعذبك الله على أفضل عملك فأنت هالك.

قلت: يعني لما يعتوره من الآفات.

وقال: لو وجدت من يبغضني في الله لأوجبت على نفسي حبه.

77 -

سوى ت:‌

‌ حرمي بن عمارة بن أبي حفصة

، أبو روح العتكي، مولاهم، البصري.

لم يدرك الأخذ عن والده. وروى عن: قرة بن خالد، وأبي خلدة خالد بن دينار، وشعبة، وهشام بن حسان وهو أكبر شيخ له. وعنه علي ابن المديني، وأبو حفص الفلاس، وبندار، وهارون الحمال، والرمادي، وطائفة.

قال ابن معين: صدوق.

ص: 47

قلت: توفي سنة إحدى ومائتين.

78 -

ت:‌

‌ حرملة بن عبد العزيز بن الربيع بن سبرة الجهني الحجازي

.

عن أبيه، وعمه عبد الملك. وعنه علي بن حجر، ودحيم، ومحمد بن عبد الله بن عبد الحكم الفقيه، وأبو عتبة أحمد بن الفرج الحمصي.

قال ابن معين: ليس به بأس.

مات سنة أربع.

79 -

‌ الحسن بن زياد اللؤلؤلي الفقيه

، أبو علي، مولى الأنصار، صاحب أبي حنيفة.

أخذ عنه محمد بن شجاع الثلجي، وشعيب بن أيوب الصريفيني، وهو كوفي نزل بغداد، قال محمد بن شجاع: سمعته يقول - وسأله رجل - أكان زفر قياسا؟ فقال: وما قولك قياسا؟ هذا كلام الجهال، كان عالما. فقال الرجل: أكان زفر نظر في الكلام؟ فقال: ما أسخفك، نقول لأصحابنا نظروا في الكلام وهم بيوت الفقه والعلم، إنما يقال: نظر في الكلام من لا عقل له، وهؤلاء كانوا أعلم بالله وبحدوده من أن يتكلموا في الكلام الذي تعني، ما كان همهم غير الفقه.

قال محمد بن شجاع الثلجي: سمعت الحسن بن أبي مالك يقول: كان الحسن بن زياد إذا جاء إلى أبي يوسف أهمت أبا يوسف نفسه من كثرة سؤالاته.

قال ابن كاس النخعي: حدثنا أحمد بن عبد الحميد الحارثي قال: ما رأيت أحسن خلقا من الحسن بن زياد، ولا أقرب مأخذا منه، ولا أسهل جانبا، مع توفر فقهه وعلمه وزهده وورعه، وكان يكسو مماليكه ككسوه نفسه.

وقال جعفر بن محمد بن عبيد الهمداني: سمعت يحيى بن آدم يقول: ما رأيت أفقه من الحسن بن زياد.

وقال ابن كاس: حدثنا محمد بن أحمد بن الحسن بن زياد، عن أبيه أن الحسن بن زياد سئل عن مسألة فأخطأ فيها، فلما ذهب السائل ظهر له الحق، فاكترى مناديا فنادى: إن الحسن بن زياد استفتي فأخطأ في كذا، فمن كان أفتاه

ص: 48

الحسن في شيء فليرجع إليه، فما زال حتى وجد صاحب الفتوى فأعلمه بالصواب.

قال زكريا الساجي: يقال: إن اللؤلؤي كان على القضاء، وكان حافظا لقولهم، يعني أصحاب الرأي، فكان إذا جلس ليحكم ذهب عنه التوفيق حتى يسأل أصحابه عن الحكم، فإذا قام عاد إليه حفظه.

قال نفطويه: توفي حفص بن غياث سنة أربع وتسعين ومائة، فولي مكانه الحسن بن زياد اللؤلؤي.

قال أحمد بن يونس: لما ولي الحسن بن زياد لم يوفق، وكان حافظا لقول أصحابه، فبعث إليه البكائي: إنك لم توفق للقضاء، وأرجو أن يكون هذا لخيرة أرادها الله بك، فاستعف. فاستعفى واستراح.

قال محمد بن سماعة: سمعت الحسن بن زياد يقول: كتبت عن ابن جريج اثني عشر ألف حديث كلها تحتاج إليها الفقهاء.

وقال أحمد بن عبد الحميد الحارثي: ما رأيت أحسن خلقا من الحسن بن زياد، ولا أسهل جانبا. وكان يكسو مماليكه كما يكسو نفسه.

وضعفه ابن المديني.

وكان له كتب في المذهب.

وقال محمد بن رافع: كان الحسن اللؤلؤي يرفع قبل الإمام ويسجد قبله.

قلت: قد ساق في ترجمة هذا أبو بكر الخطيب أشياء لا ينبغي لي ذكرها. وتوفي سنة أربع ومائتين.

وقد روى القراءة عن عيسى بن عمر، وزكريا بن سياه. روى عنه الحروف الوليد بن حماد اللؤلؤي.

80 -

خ م ن:‌

‌ الحسن بن محمد بن أعين الحراني

، أبو علي، مولى بني أمية.

عن عمه موسى بن أعين، وزهير بن معاوية، ومعقل بن عبيد الله، وفليح بن

ص: 49

سليمان، وفضيل بن غزوان، وجماعة. وعنه لوين، وسلمة بن شبيب، والفضل بن يعقوب الرخامي، ومحمد بن يحيى بن كثير، وأحمد بن سليمان الرهاوي، وسليمان بن سيف الحراني، وطائفة.

مات سنة عشر.

ووثقه ابن حبان.

81 -

ت ق:‌

‌ الحسن بن محمد بن عبيد الله بن أبي يزيد المكي

، أبو محمد المقرئ.

قرأ على شبل بن عباد، عن ابن كثير، وابن محيصن. وسمع من ابن جريج.

روى عنه القراءة حامد بن يحيى البلخي، وأحمد بن محمد البزي، وغيرهما.

82 -

ع:‌

‌ الحسن بن موسى الأشيب

، أبو علي البغدادي. قاضي الموصل مرة، وقاضي حمص، وقاضي طبرستان.

سمع من ابن أبي ذئب، والحمادين، وشعبة، وشيبان، وحريز بن عثمان، وزهير بن معاوية، وطائفة. وعنه أحمد، وأبو خيثمة، وأبو إسحاق الجوزجاني، وأحمد بن منيع، وحجاج بن الشاعر، وعبد بن حميد، ومحمد بن أحمد بن أبي العوام، والحارث بن أبي أسامة، وبشر بن موسى، وإسحاق الحربي، وخلق.

وثقه ابن معين، وغيره.

قال محمد بن عبد الله بن عمار: كان بالموصل بيعة قد خربت، فاجتمع النصارى على الحسن الأشيب، وجمعوا له مائة ألف درهم، على أن يحكم لهم بها حتى تبنى. فقال: ادفعوا المال إلى بعض الشهود. فلما حضروا الجامع قال: اشهدوا علي بأني قد حكمت بأن لا تبنى. فنفر النصارى ورد عليهم المال.

قال أبو حاتم: مات بالري وحضرت جنازته.

ص: 50

وقال ابن سعد: ولي قضاء حمص والموصل لهارون الرشيد، ثم قدم بغداد إلى أن ولاه المأمون قضاء طبرستان، فتوجه إليها، فمات بالري في ربيع الأول سنة تسع ومائتين.

83 -

‌ الحسين بن الحسن بن عطية بن سعد العوفي الكوفي

، أبو عبد الله.

ولي قضاء الشرقية ببغداد، ثم ولي قضاء عسكر المهدي، وحدث عن أبيه، والأعمش، وأبي مالك الأشجعي، وعبد الملك بن أبي سليمان. وعنه ابنه الحسن، وابن أخيه سعد بن محمد، وعمر بن شبة، وإسحاق بن بهلول، وروى عنه بقية بن الوليد، وهو أكبر منه.

ضعفه أبو حاتم، وغيره.

قال ابن معين: كان ضعيفا في القضاء، ضعيفا في الحديث.

وقال الحارث بن أبي أسامة: حدثني بعض أصحابنا قال: جاءت امرأة إلى العوفي ومعها صبي ورجل، فقالت: هذا زوجي وهذا ابني منه. فقال له: هذه امرأتك؟ قال: نعم. قال: وهذا ابنك؟ قال: أصلح الله القاضي أنا خصي. قال: فألزمه الولد، فأخذه على رقبته وانصرف، فلقيه صديق له خصي. فقال: ما هذا؟ قال: القاضي يفرق أولاد الزنا على الخصيان.

وقال الحسين بن فهم: كانت لحية العوفي تبلغ إلى ركبته.

وعن زكريا الساجي قال: اشترى رجل من أصحاب القاضي العوفي جارية، فعاصته، فشكا ذلك إلى العوفي. فقال: أنفذها إلي. فقال لها العوفي: يا لعوب، يا عزوب، يا ذات الجلابيت، ما هذا التمنع المجانب للخيرات، والاختيار للأخلاق المشنوءات؟ قالت: أيد الله القاضي، ليست لي فيه حاجة، فمره يبعني. فقال: يا هنية كل حكيم وبحاث عن اللطائف عليم، أما علمت أن فرط الاعتياصات من الموموقات على طالبي المودات، والباذلين لكرائم المصونات، مؤديات إلى عدم المفهومات؟ فقالت له: ليس في الدنيا أصلح

ص: 51

هذه العثنونات المنتشرات على صدور أهل الركاكات من المواسي الحالقات. وضحكت، وضحك من حضر. وكان العوفي عظيم اللحية.

ولبعضهم:

لحية العوفي أبدت ما اختفى من حسن شعري هي لو كانت شراعا لذوي متجر بحري جعلوا السير من الصـ ـين إليها نصف شهر قال خليفة: توفي سنة إحدى ومائتين.

وضعفه النسائي.

وقيل: مات سنة اثنتين.

84 -

ن:‌

‌ الحسين بن الحسن الأشقر

، أبو عبد الله الفزاري الكوفي.

عن الحسن بن صالح بن حي، وقيس بن الربيع، وشريك، ورفاعة بن إياس الضبي، وزهير بن معاوية. وعنه أحمد بن حنبل، وأحمد بن عبدة، والفلاس، والكديمي، وطائفة.

قال البخاري: عنده مناكير.

وقال أبو حاتم: ليس بقوي.

واتهمه ابن عدي.

وقال أبو زرعة: منكر الحديث.

ومات سنة ثمان ومائتين.

له حديث في النسائي.

ص: 52

85 -

خ م ن:‌

‌ الحسين بن الحسن

.

شيخ جليل.

عن ابن عون. وعنه أحمد بن حنبل، ونعيم بن حماد، ومحمد بن بشار، والحسن بن محمد الزعفراني، وغيرهم.

قال عبد الله بن أحمد، عن أبيه: كان من الثقات المأمونين. دلهم عليه ابن مهدي، وكان حسن الهيئة، يحفظ عن ابن عون. كتبنا عنه.

86 -

‌ الحسين بن علوان بن قدامة

، أبو علي الكوفي، نزيل بغداد.

عن هشام بن عروة، والأعمش، وابن عجلان، وغيرهم. وعنه إسماعيل بن عيسى العطار، وزيد بن إسماعيل الصائغ، وأحمد بن عبيد بن ناصح، وغيرهم.

وهو كذاب، روى عن هشام، عن أبيه، عن عائشة: كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا دخل الغائط أدخل على أثره فلا أرى شيئا. فذكرت ذلك له، فقال: يا عائشة، أما علمت أجسادنا نبتت على أرواح أهل الجنة، فما خرج منا من شيء ابتلعته الأرض.

سئل ابن معين عن هذا، فقال: كذاب.

وقال صالح جزرة: كان يضع الحديث.

قلت: توفي بعد المائتين، لا بل في حدود بضع عشرة ومائتين، فإن أبا حاتم الرازي سمع منه، وقال: ضعيف متروك.

وقال ابن أبي حاتم: حدثنا عنه صالح بن بشر الطبراني.

87 -

ع:‌

‌ الحسين بن علي بن الوليد الجعفي

، مولاهم، الكوفي المقرئ الزاهد، أبو عبد الله وأبو محمد.

عن حمزة الزيات، وكان قد قرأ عليه، وأخذ الحروف عن أبي عمرو بن العلاء، وعن أبي بكر بن عياش. وسمع الثوري، والأعمش، وفضيل بن

ص: 53

مرزوق، وعبد الرحمن بن يزيد بن جابر، وزائدة، وجعفر بن برقان، ومجمع بن يحيى الأنصاري. وصحب الفضيل بن عياض، وغيره. وعنه أحمد، وإسحاق، وابن معين، وإسحاق الكوسج، وأحمد بن الفرات، وأحمد بن عمر الوكيعي، وعبد بن حميد، وهارون الحمال، وعباس الدوري، ومحمد بن عاصم الثقفي، وخلق.

قال أحمد بن حنبل: ما رأيت أفضل من حسين الجعفي.

وقال ابن معين: ثقة.

وقال قتيبة: قيل لسفيان بن عيينة: قدم حسين الجعفي، فوثب قائما وقال: قدم أفضل رجل يكون قط.

وقال موسى بن داود: كنت عند ابن عيينة، فجاء حسين الجعفي، فقام سفيان فقبل يده.

وقال يحيى بن يحيى النيسابوري: إن بقي من الأبدال أحد فحسين الجعفي.

وسئل أبو مسعود أحمد بن الفرات: من أفضل من رأيت؟ قال: الحفري وحسين الجعفي، وذكر آخرين.

وقال محمد بن رافع: حدثنا الحسين الجعفي، وكان راهب أهل الكوفة. وروى أبو هشام الرفاعي، عن الكسائي قال: قال لي هارون الرشيد: من أقرأ الناس؟ قلت: حسين بن علي الجعفي.

وقال حميد بن الربيع: رأى حسين الجعفي كأن القيامة قد قامت، وكأن مناديا ينادي: ليقم العلماء فيدخلوا الجنة، فقاموا وقمت معهم، قال: فقيل لي: اجلس، لست منهم، أنت لا تحدث. قال: فلم يزل يحدث بعد أن لم يكن يحدث حتى كتبنا عنه أكثر من عشرة آلاف حديث.

وقال أحمد بن عبد الله العجلي: هو ثقة. وكان يقرئ القرآن، رأس فيه، وكان رجلا صالحا، لم أر رجلا قط أفضل منه. وروى عنه سفيان بن عيينة حديثين، ولم نره إلا مقعدا. ويقال: إنه لم ينحر، ولم يطأ أنثى قط. وكان

ص: 54

جميلا لباسا، يخضب إلى الصفرة خضابه، وخلف ثلاثة عشر دينارا. وكان من أروى الناس عن زائدة، كان زائدة يختلف إليه إلى منزله يحدثه. وكان سفيان الثوري إذا رآه عانقه، وقال: هذا راهب جعفي.

قيل: إنه ولد سنة تسع عشر ومائة، ومات في ذي القعدة سنة ثلاث ومائتين.

88 -

ن:‌

‌ الحسين بن عياش بن حازم

، أبو بكر السلمي، مولاهم، اللغوي الجزري الباجدائي الرقي.

عن جعفر بن برقان، وحرام بن عثمان، وزهير بن معاوية، وغيرهم. وعنه علي بن جميل الرقي، وعبد الحميد بن المستام الحراني، وهلال بن العلاء، وهو آخر من روى عنه.

وثقه النسائي.

وله مصنف في غريب الحديث.

قال هلال: مات بباجدا سنة أربع ومائتين.

89 -

ن خت:‌

‌ الحسين بن الوليد القرشي

، مولاهم، النيسابوري، الفقيه أبو علي وأبو عبد الله.

عن ابن جريج، وعكرمة بن عمار، وشعبة، والثوري، وإبراهيم بن طهمان، وسعيد بن عبد العزيز، وعبد الرحمن ابن الغسيل، وطائفة. وعنه أحمد بن الأزهر، وأحمد بن حفص السلمي، وأحمد بن حنبل، وحميد بن زنجويه، وسلمة بن شبيب، ومحمد بن عبد الوهاب الفراء، وخلق.

وثقه أحمد بن حنبل وأثنى عليه خيرا.

وقال آخر: كان يطعم أصحاب الحديث الفالوذج، وكان يصلهم، كان كريما جوادا، متمولا فقيها، جليل القدر.

وذكره الحاكم فقال: الثقة المأمون، شيخ بلدنا في عصره. وكان من أسخى الناس وأورعهم وأقرأهم للقرآن، قرأ على الكسائي.

ص: 55

وغزا الترك مرات، وحج مرات.

ومات سنة اثنتين ومائتين، قاله محمد بن عبد الوهاب الفراء. وقال البخاري: سنة ثلاث.

90 -

‌ حفص بن سلم

، أبو مقاتل السمرقندي.

عن هشام بن عروة، ومسعر، وأبي حنيفة، وعبيد الله بن عمر. وقيل: روى عن أيوب، وله مناكير. روى عنه علي بن سلمة اللبقي، وعتيق بن محمد، وأيوب بن الحسن النيسابوريون.

سئل عنه إبراهيم بن طهمان فقال: خذوا عنه عبادته وحسبكم.

قال الحاكم في تاريخه: قد أفحش القول فيه قتيبة بن سعيد، وغيره. وتوفي سنة ثمان ومائتين.

91 -

خ د ن ق:‌

‌ حفص بن عبد الله بن راشد

، أبو عمرو السلمي النيسابوري، ويقال: أبو سهل، قاضي نيسابور.

عن إبراهيم بن طهمان وهو مجود عنه، وابن أبي ذئب، وعمر بن ذر، وسفيان، ويونس بن أبي إسحاق، وجماعة. وعنه ابنه أحمد، وقطن بن إبراهيم، ومحمد بن عقيل الخزاعي، ومحمد بن عمرو قشمرد، ومحمد بن يزيد محمش، وطائفة من أهل نيسابور.

قال محمد بن عقيل: كان قاضينا عشرين سنة بالأثر، ولا يقضي بالرأي البتة.

وقال النسائي: ليس به بأس.

وقال ابنه أحمد: توفي لخمس بقين من شعبان سنة تسع ومائتين.

قلت: يقع لنا حديثه بعلو.

92 -

‌ حفص بن عمر

، أبو عمر الزبيدي الموصلي.

ص: 56

سمع أبا الأحوص، وشريكا، وعبثر بن القاسم، وجماعة. روى عنه علي بن حرب، وغيره.

مات سنة سبع ومائتين.

93 -

‌ حفص بن عمر الحبطي الرملي

، نزيل بغداد.

حدث عن ابن جريج، وأبي زرعة يحيى السيباني. وعنه محمد بن إسحاق الصغاني، ومحمد بن الفرج الأزرق، وجماعة.

قال ابن معين: ليس بشيء.

وفي أتباع التابعين:

94 -

ق:‌

‌ حفص بن عمر المدني

، اسم جده أبو العطاف.

منكر الحديث.

روى عن أبي الزناد، وغيره، خرج له ابن ماجه في سننه عن إبراهيم بن المنذر، عنه.

95 -

‌ حفص بن عمر الرازي

، المعروف بالإمام.

ليس بثقة، كان قبل المائتين، روى عن ابن المبارك.

قال أبو حاتم: كان يكذب.

نقل له ابن ماجه في تفسيره.

96 -

ق:‌

‌ حفص بن عمر الشامي البزاز

.

من طبقة بقية، مجهول. روى له ابن ماجه.

• - حفص بن عمر العدني المعروف بالفرخ، يذكر في الطبقة الآتية. واه.

97 -

ت:‌

‌ حفص بن عمر بن عبيد الطنافسي

ص: 57

مقل، مقبول، خرج له الترمذي.

• - حفص بن عمر الحوضي، أبو عمر النمري، ثقة مشهور، سيأتي إن شاء الله.

• - حفص بن عمر الضرير، أبو عمر البصري، سيأتي أيضا فيما بعد.

98 -

‌ حفص بن عمر بن جابان

.

شيخ مجهول، روى عن شعبة، له ذكر.

99 -

‌ حفص بن عمر الرفاء

.

يروي أيضا عن شعبة.

قال أبو حاتم: كذاب.

100 -

‌ حفص بن عمر الواسطي

، النجار الإمام.

عن العوام بن حوشب.

ضعفوه، قال ابن عدي: روى عن شعبة، وعبد الحميد بن جعفر. يتكلمون فيه.

وقال أبو أحمد الحاكم: يكنى أبا عمران، ويقال له: الإمام. روى عنه أحمد بن سليمان الرهاوي، وعمرو بن رافع القزويني، ووهب بن بيان، وغيرهم.

قال أبو حاتم: ضعيف الحديث.

روى أيضا عن ثور بن يزيد، وهمام بن يحيى، وأبان بن أبي سنان الشيباني.

وقال ابن معين: ليس بشيء.

ص: 58

وقال أبو زرعة: ليس بقوي.

101 -

‌‌

‌ حفص بن عمر

و البغدادي العدوي

.

عن معاوية بن سلام، وجماعة. وعنه إبراهيم بن عبد الله بن الجنيد، وعبد الله بن أبي سعد الوراق.

وهو مقل.

• - حفص بن عمر الكفر.

روى الأباطيل، يأتي فيما بعد، وهو كبير.

102 -

حفص بن عمر، قاضي حلب.

قديم الموت. روى عن هشام بن حسان، ومحمد بن إسحاق، وصالح بن حسان، والفضل بن عيسى الرقاشي، وجماعة. وعنه يحيى بن صالح الوحاظي، ومحمد بن بكار، وعامر بن سيار الحلبي.

وهو منكر الحديث، لم يخرجوا له.

قال أبو حاتم: ضعيف.

وقال ابن حبان: لا يحل الاحتجاج به.

103 -

د ت:‌

‌ حفص بن عمر بن مرة الشني

.

أقدم من هؤلاء، روى عنه أبو سلمة التبوذكي.

وهو صدوق. خرج له أبو داود، والترمذي.

ذكرناه استطرادا، والله أعلم.

104 -

‌ حفص بن عمر بن حفص المخزومي

، قاضي عمان.

عن الزهري، وغيره. وعنه الهيثم بن خارجة، وسليمان ابن بنت شرحبيل، وهشام بن عمار.

ص: 59

أحاديثه مستقيمة. قاله ابن عساكر.

105 -

خ م ت ن:‌

‌ الحكم بن عبد الله

، أبو النعمان البصري.

عن سعيد بن أبي عروبة، وشعبة، وأبي عوانة. وعنه محمد بن المثنى، وعقبة بن مكرم، وأحمد البزي المقرئ، وأبو قدامة عبيد الله بن سعيد السرخسي.

وكان ثقة حافظا، قال البخاري: حديثه معروف، كان يحفظ.

106 -

‌ الحكم بن مروان الكوفي

.

عن كامل أبي العلاء، وزهير بن معاوية، وإسرائيل. وعنه أحمد بن حنبل، وعبد الله المخرمي.

قال أبو حاتم: لا بأس به.

107 -

‌ الحكم بن هشام بن عبد الرحمن بن معاوية

بن هشام بن عبد الملك بن مروان. الأمير أبو العاص الأموي الأندلسي، ملك الأندلس.

ولي الأمر بعد والده، وامتدت أيامه، وأقام في الإمرة سبعا وعشرين سنة وشهرا. ولقب نفسه بالمرتضى. وكان فارسا شجاعا فاتكا جبارا ذا حزم ودهاء. وعاش خمسين سنة.

هو الذي أوقع بأهل الربض الوقعة المشهورة. وكان الربض محلة متصلة بقصره، فهدمه ومساجده. وفعل بأهل طليطلة أعظم من ذلك في سنة إحدى وتسعين ومائة.

وتظاهر في صدر ولايته بالخمور والفسق، فقامت الفقهاء والكبار فخلعوه في سنة تسع وثمانين. ثم أعادوه لما تنصل وتاب، فقتل طائفة من الكبار. قيل: بلغوا سبعين نفسا. وصلبهم بإزاء قصره. وكان يوما شنيعا ومنظرا فظيعا، فلا قوة إلا بالله. فمقتته القلوب وأضمروا له الشر، وأسمعوه الكلام المر، فتحصن واستعد، وجرت له أمور يطول شرحها.

قال أبو محمد بن حزم: كان من المجاهرين بالمعاصي، سفاكا للدماء.

ص: 60

كان يأخذ أولاد الناس الملاح فيخصيهم ثم يمسكهم لنفسه.

وله أشعار. ولي الأمر بعده ابنه أبو المطرف عبد الرحمن.

مات سنة ست.

108 -

ع:‌

‌ حماد بن أسامة بن زيد

، الحافظ، أبو أسامة الكوفي، مولى بني هاشم.

عن الأعمش، وإسماعيل بن أبي خالد، وأسامة بن زيد الليثي، والأجلح الكندي، وإدريس الأودي، وبريد بن عبد الله بن أبي بردة، وحبيب بن الشهيد، وبهز بن حكيم، وحسين المعلم، وزكريا بن أبي زائدة، والجريري، وهشام بن عروة، وخلق. وعنه عبد الرحمن بن مهدي مع تقدمه ونبله، وأحمد، وإسحاق، وابن معين، وابن المديني، وأبو بكر بن أبي شيبة، وإسحاق الكوسج، وأحمد الدورقي، والحسن الحلواني، وسلمة بن شبيب، وعلي بن محمد الطنافسي، ومحمد بن عبد الله بن نمير، ومحمد بن عبد الله المخرمي، وأبو كريب، ومحمود بن غيلان، وأحمد بن عبد الحميد الحارثي، وأحمد بن عبيد بن ناصح، والحسن بن علي العامري، وخلائق.

قال أحمد: أبو أسامة ثقة. كان أعلم الناس بأمور الناس وأخبار الكوفة. وما كان أرواه عن هشام بن عروة.

وقال أيضا: كان ثبتا لا يكاد يخطئ.

وقال عبد الله بن عمر بن أبان: سمعت أبا أسامة يقول: كتبت بإصبعي هاتين مائة ألف حديث.

وقال ابن الفرات: كان عنده ستمائة حديث عن هشام بن عروة.

وقال محمد بن عبد الله بن عمار: كان أبو أسامة في زمن الثوري يعد من النساك.

وروى يحيى بن يمان عن سفيان قال: ما بالكوفة شاب أعقل من أبي أسامة.

قال البخاري: مات في ذي القعدة سنة إحدى ومائتين، وهو ابن

ص: 61

ثمانين سنة، فيما قيل.

قال الفسوي: سمعت ابن نمير يوهن أبا أسامة، ثم يعجب من أبي بكر بن أبي شيبة، مع معرفته بأبي أسامة، ثم هو يحدث عنه.

قال ابن نمير: وهو الذي يروي عن عبد الرحمن بن يزيد بن جابر، نرى بأنه ليس بابن جابر، بل هو رجل تسمى به.

قلت: تلقت الأئمة حديث أبي أسامة بالقبول لحفظه ودينه، ولم ينصفه ابن نمير.

قال محمد بن عثمان بن كرامة: سمعت أبا أسامة يقول: وضعت بنو أمية على رسول الله صلى الله عليه وسلم أربعة آلاف حديث.

قلت: هذه مجازفة من أبي أسامة وغلو، والكوفي لا يسمع قوله في الأموي.

قال أحمد العجلي: أبو أسامة ثقة من حكماء أصحاب الحديث، شهدت جنازته في شوال سنة إحدى ومائتين.

109 -

م 4:‌

‌ حماد بن خالد

، أبو عبد الله القرشي البصري الخياط، نزيل بغداد.

عن أفلح بن حميد، وأفلح بن سعيد، وابن أبي ذئب، ومعاوية بن صالح الحضرمي، وهشام بن سعد، وعدة. وعنه أحمد بن حنبل، وأحمد بن منيع، والحسن الزعفراني، وإسحاق بن بهلول، وعمرو الناقد، وابن نمير، وجمع.

قال أحمد: كان حافظا، وكان يحدثنا وهو يخيط، كتبت عنه أنا ويحيى بن معين.

وقال ابن معين: كان أميا لا يكتب، ثقة، وكان يقرأ الحديث.

وقال غيره: كان مدنيا يخيط على باب مالك.

ص: 62

110 -

ت ق:‌

‌ حماد بن عيسى بن عبيدة الجهني الواسطي

. وقيل: البصري.

عن جعفر الصادق، وابن جريج، وموسى بن عبيدة، وحنظلة بن أبي سفيان وغيرهم. وعنه عبد بن حميد، وإبراهيم الجوزجاني، وأبو بكر الصغاني، وعباس الدوري، والكديمي، وآخرون.

قال ابن معين: شيخ صالح.

وقال أبو حاتم: شيخ ضعيف الحديث.

قلت: يقال له: غريق الجحفة، لأنه حج في سنة ثمان فغرق بوادي الجحفة.

111 -

‌ حماد بن قيراط

، أبو علي النيسابوري.

حدث بالري عن سعيد بن أبي عروبة، وشعبة بن الحجاج. وعنه إبراهيم بن موسى الفراء، وإسحاق بن إبراهيم المروزي نزيل الري، ثم خرج إلى الشام وتعبد هناك.

قال أبو زرعة: صدوق.

وقال أبو حاتم: لا يحتج به.

قلت: توفي سنة اثنتين ومائتين.

112 -

ع:‌

‌ حماد بن مسعدة

، أبو سعيد التميمي، ويقال: الباهلي، مولاهم، البصري.

عن يزيد بن أبي عبيد، وهشام بن عروة، وابن عون، وابن جريج، وعبيد الله بن عمر، وسليمان التيمي. وعنه أحمد، وإسحاق، ويحيى بن أبي طالب، وأحمد بن الفرات، وطائفة.

وثقه أبو حاتم.

وتوفي في رجب سنة اثنتين ومائتين.

ص: 63

وقع لنا حديثه بعلو.

113 -

‌ حماد بن معقل

، أبو سلمة البصري.

عن مالك بن دينار، وغالب القطان. وعنه عمر بن الصلت، ومسلم بن إبراهيم، ونصر بن علي، وعبد الرحمن بن عمر رستة.

قال أبو حاتم: صدوق.

114 -

‌ حماد بن أبي سليمان بن المرزبان الفقيه

، أبو سليمان النيسابوري، صاحب محمد بن الحسن، ويلقب قيراط.

عن شعبة، وسعيد بن أبي عروبة، وداود بن أبي هند، والثوري.

قال الحاكم: لقي جماعة من التابعين، وتفقه على كبر السن عند محمد.

روى عنه أحمد بن الأزهر، ومحمد بن عبد الوهاب.

115 -

ن ق:‌

‌ حمزة بن الحارث بن عمير

، أبو عمارة العدوي، مولى آل عمر رضي الله عنه، البصري نزيل مكة.

يروي عن أبيه. وعنه إبراهيم بن عبد الله الهروي، وأحمد بن أبي شعيب الحراني، وإسحاق بن أبي إسرائيل، وبكر بن خلف ختن المقرئ، ورجاء بن السندي الإسفراييني.

قال ابن سعد: كان ثقة قليل الحديث.

116 -

‌ حمزة بن زياد بن سعد الطوسي

، أبو محمد، نزيل بغداد.

حدث عن شعبة، والثوري، ومالك، وفليح بن سليمان. وعنه ابنه محمد، وموسى بن هارون الطوسي، وأحمد بن زياد السمسار.

قال ابن معين: لا بأس به.

وقال مهنا الشامي: سألت الإمام أحمد عنه فقال: لا يكتب عنه الخبيث.

117 -

‌ حمزة بن القاسم

، أبو عمارة الأزدي الكوفي الأحول المقرئ.

قرأ القرآن على حمزة مرتين، وروى عنه، وعن حفص بن سليمان، وأبي بكر بن عياش، ويعقوب بن جعفر القارئ، وتصدر للإقراء. روى عنه أبو عمر

ص: 64

الدوري، وأبو الحارث الليث بن خالد، وعبد الرحمن بن واقد.

118 -

‌ حميد بن عبد الحميد

، الأمير، من كبار قواد المأمون.

توفي سنة عشر.

119 -

‌ حنيفة بن مرزوق أبو الحسن

.

عن شعبة، وشريك. وعنه خلاد بن أسلم، وعباس الدوري، وعلي بن شيبة السدوسي.

120 -

‌ خالد بن إسماعيل

، أبو الوليد المخزومي، أحد المتروكين.

روى عن هشام بن عروة، وابن جريج، وعبيد الله بن عمر، وابن أبي ذئب. وعنه الحسين بن الحسن الشيلماني، والعلاء بن مسلمة، وسعدان بن نصر، وأبو يوسف محمد بن أحمد الصيدلاني، ومحمد بن المغيرة الشهرزوري.

قال ابن عدي: يضع الحديث على الثقات.

وقال ابن حبان: لا تجوز الرواية عنه.

قلت: من موضوعاته: عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة:{وَإِذْ أَسَرَّ النَّبِيُّ إِلَى بَعْضِ أَزْوَاجِهِ حَدِيثًا} . قال: أسر إليها أن أبا بكر خليفتي من بعدي. رواه عنه سعدان.

121 -

‌ خالد بن الحسين أبو الجنيد الضرير

.

كان ببغداد، روى عن يحيى بن القاسم، وحماد الربعي، وعثمان بن مقسم، وغيرهم. وعنه الحسن بن يزيد الجصاص، وسليمان بن توبة، وأيوب الوزان.

قال ابن معين: ليس بثقة.

ووهى ابن عدي حديثه.

• -د ن: خالد بن عبد الرحمن، أبو الهيثم الخراساني المروروذي. نزيل ساحل دمشق.

ص: 65

عن ابن أبي ذئب، ومالك بن مغول، وشعبة، وطائفة.

سيأتي في الطبقة المقبلة.

122 -

‌ خالد بن عبد الرحمن بن خالد بن سلمة

المخزومي المكي.

شيخ روى عنه أبو يحيى بن أبي مسرة أيضا، وأبو الدرداء عبد العزيز بن منيب، ويحيى بن عبدك القزويني، وجماعة.

سمع مسعرا، والثوري، وورقاء.

قال البخاري وأبو حاتم: ذاهب الحديث.

وقد جعله ابن عدي والذي قبله واحدا، وفرق بينهما العقيلي، وهو الصواب.

123 -

د ق:‌

‌ خالد بن عمرو بن محمد بن عبد الله

بن سعيد بن العاص بن سعيد بن العاص بن أمية أبو سعيد الأموي الكوفي، ابن عم عبد العزيز بن أبان.

عن هشام الدستوائي، ويونس بن أبي إسحاق، وشعبة، وسفيان، ومالك بن مغول، وطائفة كبيرة. وعنه: الحسن بن علي الخلال، والرمادي، وأحمد بن عبيد بن ناصح، وأحمد بن محمد بن أبي الخناجر، ويوسف بن مسلم، وخلق.

قال أحمد بن حنبل: ليس بثقة.

وقال أبو زرعة: منكر الحديث.

وقال صالح جزرة: كان يضع الحديث.

124 -

‌ خالد بن نجيح أبو يحيى المصري

، مولى آل الخطاب.

عن حيوة بن شريح، وموسى بن عُلَي، والليث بن سعد، ومالك، وطائفة.

ص: 66

قال ابن يونس: منكر الحديث.

وقال أبو حاتم الرازي: كذاب، كان يضع الحديث. والأحاديث التي أنكرت على عبد الله بن صالح يتوهم أنها من فعله. كان يصحبه.

توفي في شوال سنة أربع ومائتين.

قلت: وهذا غير المدائني، ذاك في الطبقة الآتية.

125 -

‌ خالد بن يزيد ابن الأمير خالد بن عبد الله

بن يزيد بن أسد القسري الدمشقي.

عن هشام بن عروة، وإسماعيل بن أبي خالد، وأبي حيان التيمي، وابن عون، وجماعة. وعنه الوليد بن مسلم، وهو أكبر منه، ودحيم، وأحمد بن بكر البالسي، وأحمد بن جناب المصيصي، وآخرون.

قال ابن عدي: أحاديثه لا يتابع عليها لا إسنادا ولا متنا، ولم أر لهم فيه قولا.

وقال أبو حاتم: ليس بقوي.

126 -

ق:‌

‌ خالد بن أبي يزيد

. ويقال: ابن يزيد أبو الهيثم الفارسي القرني. وقرن قرية من ناحية قطربل.

عن شعبة، وورقاء، وأبي شهاب الحناط، وجماعة. وعنه عباس الدوري، وأبو بكر الصاغاني، وبشر بن موسى، وجماعة.

وعن ابن معين قال: لم يكن به بأس.

قلت: توفي قريبا من سنة عشر.

127 -

د ق:‌

‌ خالد بن يزيد السلمي الدمشقي

والد محمود بن خالد.

عن ليث بن أبي سليم، وعمرو بن قيس الملائي، وابن أبي ليلى الفقيه، ومطعم بن المقدام، وجماعة. وعنه ابنه، ودحيم، وسليمان ابن بنت شرحبيل، وأحمد بن بكروية البالسي.

ص: 67

ووثقه ابن حبان.

128 -

‌ خزيمة بن خازم بن خزيمة الخراساني الأمير

.

من كبار قواد المأمون، ومن أبناء الدعوة العباسية.

له ذكر في الحروب.

توفي سنة ثلاث ومائتين بعدما عمي.

وقد روى عن ابن أبي ذئب. وعنه يعقوب بن يوسف.

129 -

‌ الخصيب بن ناصح الحارثي البصري

. نزيل مصر.

عن هشام بن حسان، وشعبة، ويزيد بن إبراهيم التستري، ونافع بن عمر، وهمام بن يحيى، وجماعة. وعنه الربيع المرادي، وبحر بن نصر الخولاني، وعبد الرحمن بن عبد الله بن عبد الحكم، وسليمان بن شعيب الكيساني، وجماعة.

قال أبو زرعة: ما به بأس إن شاء الله.

لم يخرجوا له.

قال ابن يونس: توفي سنة ثمان ومائتين، وقيل: سنة سبع. وقيل: أصله بلخي.

130 -

ت:‌

‌ خلاد بن يزيد الجعفي

. كوفي مقل.

روى عن يونس بن أبي إسحاق، وزهير بن معاوية، وشريك. وعنه أبو كريب، وعبيد بن يعيش، وابن نمير.

ذكره ابن حبان في الثقات، وقال: ربما أخطأ.

131 -

ن ق:‌

‌ خلف بن تميم بن أبي عتاب مالك أبو عبد الرحمن الكوفي

، نزيل المصيصة.

عن سفيان، وزائدة، وأبي بكر النهشلي، وإسرائيل، وجماعة. وعنه أبو إسحاق الفزاري مع تقدمه، وأحمد بن الخليل البرجلاني، وأحمد بن بكروية البالسي، والحسن بن الصباح البزار، وعباس الترقفي، وعباس الدوري، ويعقوب بن شيبة، وخلق.

ص: 68

وقال ابن شيبة: ثقة، صدوق، أحد النساك والمجاهدين، صحب إبراهيم بن أدهم.

وقال أبو حاتم: ثقة.

قال ابن سعد: توفي سنة ثلاث عشرة بالمصيصة.

وقال أبو مسلم المستملي، وغيره: توفي سنة ست ومائتين.

132 -

ت:‌

‌ خلف بن أيوب الفقيه أبو سعيد العامري البلخي الحنفي

. مفتي أهل بلخ وزاهدهم وعابدهم.

أخذ الفقه عن أبي يوسف، وقيل: إنه أدرك محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى وتفقه عليه، وقد سمع منه. ومن عوف الأعرابي، ومعمر، وإبراهيم بن أدهم وصحبه مدة. روى عنه أحمد بن حنبل، وابن معين، وأبو كريب، وعلي بن سلمة اللبقي، وجماعة.

وكان من أعلام الأئمة رحمه الله تعالى.

وقد لينه ابن معين.

وقد روى الترمذي له حديثا في باب فضل الفقه على العبادة، حدثنا أبو كريب، قال: حدثنا خلف بن أيوب، عن عوف، عن ابن سيرين، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: خصلتان لا تجتمعان في منافق: حسن سمت، ولا فقه في الدين. قال الترمذي: غريب، تفرد به خلف. ولا أدري كيف هو.

قال الحاكم في تاريخه: سمعت محمد بن عبد العزيز المذكر قال: سمعت محمد بن علي البيكندي الزاهد يقول: سمعت مشايخنا يذكرون أن السبب لثبات ملك آل سامان أن أسد بن نوح جد الأمير الماضي إسماعيل خرج إلى المعتصم، وكان شجاعا عاقلا، فتعجبوا من حسنه وعقله. فقال له المعتصم: هل في أهل بيتك أشجع منك؟. قال: لا. قال: فهل في أهل بيتك

ص: 69

أعقل وأعلم منك؟ قال: لا. فما أعجب الخليفة ذلك. ثم بعد ذلك سأله كذلك فأعاد قوله، وقال: هلا قلت: ولم ذلك؟ قال: ويحك ولم ذلك؟. قال: لأنه ليس في أهل بيتي من وطئ بساط أمير المؤمنين وشاهد طلعته غيري! فاستحسن ذلك منه، وولاه بلخ، فكان يتولى الخطبة بنفسه، ثم سأل عن علماء بلخ، فذكر له خلف بن أيوب ووصفوا له زهده وعلمه. فتحين مجيئه للجمعة وركب إلى ناحيته. فلما رآه ترجل وقصده. فقعد خلف وغطى وجهه. فقال له: السلام عليكم. فأجاب ولم يرفع رأسه. فرفع الأمير أسد رأسه إلى السماء، وقال: اللهم إن هذا العبد الصالح يبغضنا فيك، ونحن نحبه فيك. ثم ركب ومر، فأخبر بعد ذلك أن أن خلف بن أيوب قد مرض فعاده، وقال: هل لك من حاجة؟ قال: نعم! حاجتي أن لا تعود إلي، وإن مت فلا تصل علي وعليك السواد. فلما توفي شهد أسد جنازته راجلا، ثم نزع السواد وصلى عليه، فسمع صوتًا بالليل: بتواضعك وإجلالك لخلف ثبتت الدولة في عقبك.

قال عبد الصمد بن الفضل: توفي في رمضان سنة خمس عشرة ومائتين.

قلت: هذا يوضح لك أن وفادة أسد بن نوح لم تكن على المعتصم بل على المأمون إن صحت الحكاية.

توفي خلف سنة خمس ومائتين في أول رمضان، وله تسع وستون سنة.

133 -

ق:‌

‌ الخليل بن زكريا البصري الشيباني العبدي

.

عن حبيب بن الشهيد، وابن جريج، وابن عون، وعمرو بن عبيد، وهشام بن حسان، ومجالد. وعنه محمد بن عقيل النيسابوري، وإبراهيم بن نصر الكندي، والحارث بن أبي أسامة، وفضل بن أبي طالب، وأحمد بن الخليل التاجر، وجعفر بن محمد بن شاكر، وأحمد بن الهيثم بن خالد البزاز.

قال أبو جعفر العقيلي: يحدث عن الثقات بالبواطيل.

وقال ابن عدي: عامة حديثه لم يتابع عليه.

134 -

‌ خنيس بن بكر بن خنيس

.

عن أبيه، ومسعر، ومالك بن مغول، والثوري. وعنه محمد بن عبد الملك

ص: 70

الدقيقي، وداود بن سليمان السامري، والحسن بن عرفة، وحمدان الوراق، وابن الفرات.

ضعفه صالح جزرة.

135 -

‌ داود بن عيسى بن علي العباسي

. أمير الكوفة للرشيد.

روى عن أبيه. وعنه حفيده محمد بن عيسى بن داود، وسعيد بن عمرو، ومحمد بن عبد الرحمن المخزومي.

وقد ولي إمرة الحرمين. وأقام الموسم سنة إحدى ومائتين.

قال وكيع: أهل الكوفة اليوم بخير؛ أميرهم داود بن عيسى، وقاضيهم حفص بن غياث، ومحتسبهم حفص الدورقي.

136 -

ق:‌

‌ داود بن المحبر بن قحذم بن سليمان أبو سليمان الطائي

، ويقال: الثقفي البصري، نزيل بغداد الذي جمع كتاب العقل.

يروي عن شعبة، وهمام، والربيع بن صبيح، والحمادين، ومقاتل بن سليمان، والأسود بن شيبان، وطائفة. وعنه محمد بن يحيى الأزدي، وعلي بن إشكاب، وأبو شعيب، وعبد الله بن أيوب المخرمي، والحسين بن عيسى البسطامي، وأبو أمية الطرسوسي، وإسماعيل بن أبي الحارث، ومحمد بن أحمد ابن أبي العوام، والحارث بن أبي أسامة، وجماعة.

قال عبد الله بن أحمد: سألت أبي عنه فضحك، وقال: شبه لا شيء، كان لا يدري ما الحديث.

وقال عباس الدوري: سمعت ابن معين، وذكر داود بن المحبر. فأحسن الثناء عليه، وقال: ما زال معروفا يكتب الحديث، ثم ترك ذلك فصحب قوما من المعتزلة فأفسدوه، وهو ثقة.

وقال في موضع آخر: كان ثقة، ولكنه جفا الحديث. وكان يتنسك، وجالس الصوفيين بعبادان، وكان يعمل الخوص. ثم قدم بغداد. فلما أسن أتاه

ص: 71

أصحاب الحديث فكان يحدثهم، وكان يخطئ كثيرا ويصحف.

وقال أبو زرعة: ضعيف الحديث.

وقال أبو حاتم: ذاهب الحديث.

وقال أبو داود: ثقة، شبه ضعيف.

وقال النسائي: ضعيف.

وقال الدارقطني: متروك الحديث.

وقال عبد الغني بن سعيد، عن الدارقطني: كتاب العقل وضعه أربعة: أولهم ميسرة بن عبد ربه، ثم سرقه منه داود بن المحبر، فركبه بأسانيد غير أسانيد ميسرة، وسرقه عبد العزيز بن أبي رجاء فركبه بأسانيد أخر، ثم سرقه سليمان بن عيسى السجزي، فأتى بأسانيد أخر. أو كما قال.

وقال الخطيب: لو لم يكن له غير وضعه كتاب العقل بأسره لكان دليلا كافيا على ما ذكرته من أنه غير ثقة.

قلت: روى ابن ماجة، عن ثقة، عن داود: حدثنا الربيع بن صبيح، عن يزيد الرقاشي، عن أنس: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ستفتح عليكم مدينة يقال لها: قزوين، من رابط فيها أربعين ليلة كان له في الجنة عمود من ذهب وزمردة خضراء، على ياقوتة حمراء، لها سبعون ألف مصراع

الحديث. وهو حديث موضوع.

توفي في جمادى الأولى سنة ست ومائتين.

137 -

‌ داود بن يحيى بن يمان العجلي الكوفي

.

ص: 72

ثبت حافظ ماهر. روى عن أبيه.

وكتب في حدود السبعين ومائة وبعدها.

سمع منه معاوية بن عمرو الأزدي.

توفي سنة ثلاث ومائتين شابا. ولو عاش لكان له شأن.

138 -

‌ داود بن يزيد

. أمير السند.

توفي سنة خمس ومائتين.

139 -

‌ دبيس بن حميد الملائي

.

عن سفيان الثوري، وحمزة الزيات، وعبد الرحمن بن حميد الرؤاسي. وعنه علي بن جعفر الأحمر، ومحمد ابن الأصبهاني، وعلي بن محمد الطنافسي، وعبد المؤمن بن علي الزعفراني.

قال أبو حاتم: ضعيف.

140 -

ت:‌

‌ روح بن أسلم أبو حاتم الباهلي البصري

.

عن زائدة، وحماد بن سلمة، وجماعة. وعنه أبو محمد الدارمي، وحميد بن زنجوية، ومحمد بن يونس الكديمي، وآخرون.

قال أبو حاتم: لين الحديث.

وذكره ابن حبان في الثقات.

وقال البخاري: يتكلمون فيه.

141 -

ع:‌

‌ روح بن عبادة بن العلاء بن حسان أبو محمد

القيسي البصري الحافظ.

سمع ابن عون، وأيمن بن نابل، وحسينا المعلم، وحاتم بن أبي صغيرة، وابن جريج، وسعيد بن أبي عروبة، وأشعث بن عبد الملك الحمراني، وزكريا بن إسحاق، وشعبة، وخلقا. وعنه أحمد، وإسحاق، وبندار، وابن نمير، وهارون الحمال، وإبراهيم الجوزجاني، وأحمد بن سعيد الرباطي، وإسحاق الكوسج، وعبد بن حميد، والحارث بن أبي أسامة، وبشر بن موسى، ومحمد

ص: 73

ابن أحمد بن أبي العوام، والكديمي، وأبو قلابة، وخلق كثير.

قال الكديمي: سمعت ابن المديني يقول: نظرت لروح بن عبادة في أكثر من مائة ألف حديث، كتبت منها عشرة آلاف.

وقال يعقوب بن شيبة: كان روح أحد من يتحمل الحمالات، وكان سريا مريا، كثير الحديث جدا، سمعت علي ابن المديني يقول: من المحدثين قوم لم يزالوا في الحديث لم يشغلوا عنه. نشأوا، فطلبوا، ثم صنفوا، ثم حدثوا، منهم روح بن عبادة.

وقال أبو بكر الخطيب: روح بن عبادة قدم بغداد وحدث بها مدة، ثم انصرف إلى البصرة فمات بها، وكان كثير الحديث. صنف الكتب في السنن، والأحكام، وجمع التفسير. وكان ثقة.

وقال أبو مسعود الرازي: طعن على روح بن عبادة اثنا عشر أوثلاثة عشر، فلم ينفذ قولهم فيه.

قلت: صدقه ابن معين، وغيره. وما تكلم فيه أحد بحجة. وتكلم فيه ابن مهدي، ثم رجع عن ذلك.

توفي في جمادى الأولى سنة خمس ومائتين، وغلط من قال سنة سبع. وحديثه في الكتب الستة ومسانيد الإسلام.

142 -

د ن:‌

‌ ريحان بن سعيد بن المثنى أبو عصمة القرشي السامي الناجي

، أخو المثنى، وروح، والمغيرة.

كان إمام مسجد عباد بن منصور بالبصرة.

سمع عباد بن منصور، وشعبة، وروح بن القاسم. وعنه أحمد، وإسحاق، وأحمد بن إبراهيم الدورقي، وإبراهيم بن سعيد الجوهري، ومحمد بن حسان الأزرق، وآخرون.

قال النسائي، وغيره: ليس به بأس.

قال ابن سعد: توفي سنة ثلاث أو أربع ومائتين.

143 -

‌ الزحاف بن أبي الزحاف الأصبهاني أبو محمد

.

عن هشام بن حسان، وابن جريج، والمثنى بن الصباح

ص: 74

وله بأصبهان عقب. وعنه ابنه جعفر، وعقيل بن يحيى، وغيرهما.

144 -

‌ زحر بن حصن الطائي

.

يروي عن أبيه، وعمه. وعنه زكريا بن يحيى الطائي.

توفي سنة أربع ومائتين.

145 -

‌ زهير بن نعيم البابي الزاهد أبو عبد الرحمن

.

نزل البصرة، وروى عن سلام بن أبي مطيع، وبشر بن منصور السليمي. وعنه عارم، والفلاس، وأحمد الدورقي، وعبد الرحمن رستة، وأحمد بن عصام الأصبهاني، وطائفة.

قال سهل بن عاصم: سألت زهيرًا البابي: ألك حاجة؟. قال: نعم، أن تتقي الله!.

وعنه قال: جالست الناس خمسين سنة، فما رأيت أحدا إلا وهو يتبع الهوى، حتى أنه ليخطئ، فيحب أن الناس قد أخطأوا.

وعنه وددت أن الخلق أطاعوا الله، وأني عذبت بالمقاريض.

146 -

م 4:‌

‌ زيد بن الحباب بن الريان

، أو رومان، أبو الحسين العكلي الخراساني، ثم الكوفي. والحباب ضرب من الحيات.

كان حافظا زاهدا رحالا جوالا. روى عن أسامة بن زيد الليثي، وأسامة بن زيد بن أسلم، وأيمن بن نابل، وسيف بن سليمان المكي، وعكرمة بن عمار، والضحاك بن عثمان، وقرة بن خالد، ومالك بن مغول، وموسى بن عُلَي بن رباح، وموسى بن عبيدة، ويحيى بن أيوب، ومعاوية بن صالح، والحسين بن واقد المروزي، وخلق.

طلب العلم بعد الخمسين ومائة.

وروى عنه أحمد بن حنبل، وأبو خيثمة، ومحمد بن رافع، وأبو إسحاق الجوزجاني، وأحمد بن سليمان الرهاوي، والحسن بن علي الحلواني، وسلمة بن شبيب، وابن نمير، وأبو كريب، ويحيى بن أبي طالب. ومن القدماء: يزيد بن هارون، وهو أكبر منه.

وثقه ابن المديني وغيره.

وقال أحمد: كان صاحب حديث كيسا، قد رحل إلى مصر وخراسان في

ص: 75

الحديث، وما كان أصبره على الفقر. كتبت عنه بالكوفة وهاهنا. وقد ضرب في الحديث إلى الأندلس. نقله المروذي، عن أحمد.

قال الخطيب: ظن أحمد رحمه الله أن زيدا سمع من معاوية بن صالح بالأندلس، وكان على قضائها، وهذا وهم. وأحسب أن زيدا سمع منه بمكة، فإن عبد الرحمن بن مهدي سمع منه بمكة.

وقال الخطيب: روى عنه عبد الله بن وهب، ويحيى بن أبي طالب وبين وفاتيهما ثمان وسبعون سنة.

وقال مطين، وغيره: توفي سنة ثلاث ومائتين.

وقال بعضهم، عن علي بن حرب قال: أتينا زيدا، فلم يكن له ثوب يخرج فيه إلينا، فجعل الباب بيننا وبينه حاجزا، وحدثنا من ورائه.

• زيد بن واقد القرشي، مولاهم الدمشقي، أبو عمر من صغار التابعين. تقدم.

147 -

‌ زيد بن أبي الزرقاء يزيد

، أبو محمد التغلبي الموصلي نزيل الرملة، وقيل: اسم أبيه بريد.

سمع شعبة، والثوري، والأوزاعي، وجرير بن حازم، ومسعرا، ويزيد بن إبراهيم التستري، وجعفر بن برقان وهو أكبر شيخ له. وعنه ابنه هارون، وعلي بن حرب، وعلي بن سهل الرملي، وسعيد بن أسد بن موسى، وطائفة.

قال محمد بن عبد الله بن عمار: لم أر مثل هؤلاء الثلاثة في الفضل: المعافى بن عمران، وزيد بن أبي الزرقاء، وقاسم الجرمي.

وقال ابن معين: لم يكن به بأس، كان عنده جامع سفيان، رأيته بمكة.

ص: 76

وقال زيد بن أبي الزرقاء: إذا كان للرجال عيال فخاف على دينه فليهرب.

وقال أبو زكريا الأزدي في تاريخ الموصل: ومنهم زيد بن أبي الزرقاء من أهل الفضل والنسك، خرج من الموصل إلى الرملة مهاجرا لفتنة كانت فيها سنة ثلاث وتسعين، ومات هناك سنة أربع وتسعين؛ فأخبرني عبد الله بن أبان عن أحمد بن أبي نافع أو غيره قال: أخذ زيد أسيرا في الجهاد فمات في الأسر سنة ثلاث أو أربع وتسعين.

وقال علي بن حرب: كان زيد ينتمي إلى بني تعلب، كان جده نبطيا فأضاف عليا عليه السلام مسيره إلى صفين.

148 -

‌ زيد بن واقد

، أبو علي السمتي البصري. نزيل الري.

عن أبي هارون العبدي، وإسماعيل السدي، وحميد الطويل. وعنه سهل بن زنجلة، وأبو حاتم الرازي، وقال: كان شيخا كبيرا فانيا.

وقال أبو زرعة: رأيته يحدث، وليس بشيء.

قلت: هذا أكبر شيخ لأبي حاتم، وهو آخر من روى في الدنيا عن السدي.

قال أبو حاتم: هو بصري ثقة.

149 -

د ن ق:‌

‌ زيد بن يحيى بن عبيد

، أبو عبد الله الخزاعي الدمشقي.

عن أبي معيد حفص بن غيلان، وخليد بن دعلج، والأوزاعي، وعبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان، وعفير بن معدان، وجماعة. وعنه أحمد بن حنبل، وأحمد بن الأزهر، وأيوب بن محمد الوزان، وشعيب بن شعيب بن إسحاق، وعباس الترقفي، وأبو محمد الدارمي، ويحيى بن عثمان الحمصي، وطائفة.

وثقه أحمد، وغيره.

وشهد جنازته أبو زرعة الدمشقي سنة سبع، ودفن بباب الصغير. قال أبو زرعة: وكان من أهل الفتوى بدمشق.

وقال ابن معين: كتبت عنه، وكان صاحب رأي.

ص: 77

150 -

‌ زينب بنت الأمير سليمان بن علي بن عبد الله

بن العباس العباسية الهاشمية.

كانت صغيرة بالحميمة مع أهلها في آخر أيام بني أمية. ثم نشأت في السعادة والنعمة، وأدركت عدة خلفاء من بني عمها، وعاشت إلى هذا الوقت.

وإليها ينسب بنو العباس الزينبيون أولاد عبد الله ولدها ابن محمد بن إبراهيم الإمام.

روت عن أبيها. وعنها عاصم بن علي، وأحمد بن الخليل بن مالك، ومحمد بن صالح القرشي، وعبد الصمد الهاشمي والد إبراهيم. وحكى عنها المأمون، وكان يحترمها ويجلها. ويقال: إنها عاشت بعد المأمون، فالله أعلم.

ذكرها ابن عساكر.

151 -

م د ت ن:‌

‌ سالم بن نوح البصري العطار

.

عن سعيد الجريري، ويونس بن عبيد، وعبيد الله بن عمر. وعنه قتيبة، وأحمد بن حنبل، وبندار، وخليفة بن خياط، وعبد الرحمن بن بشر بن الحكم، ومحمد بن المثنى، ومحمد بن عبد الله بن حفص الأنصاري، وعمر بن شبة.

قال البخاري: توفي بعد المائتين.

ووثقه أبو زرعة.

وقال أبو حاتم: لا يحتج به.

قال أحمد بن حنبل: كتبنا عنه حديثا واحدا، لا بأس به.

152 -

خ ن:‌

‌ سعد بن إبراهيم بن سعد بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف

، أبو إسحاق، أخو يعقوب، ووالد عبد الله، وعبيد الله الزهري.

سمع أباه، وابن أبي ذئب، وعبيدة بن أبي رائطة. وعنه ابناه، ومحمد بن سعد الكاتب، ومحمد بن الحسين البرجلاني.

ص: 78

قال أحمد: لم يكن به بأس. ولكن يعقوب أقرأ للكتب وأحر رأسا منه.

وقال أحمد العجلي: لا بأس به، وكان على قضاء واسط.

وقال غيره: عزل عن القضاء، فلحق بالحسن بن سهل، فولاه قضاء عسكره بفم الصلح، ومات بالمبارك سنة إحدى ومائتين. ولهثلاث وستون سنة.

153 -

‌ سعيد بن زكريا الآدم

، أبو عثمان المصري، مولى مروان بن الحكم الأموي.

سمع الليث، وشهاب بن خراش، ومفضل بن فضالة. وعنه الحارث بن مسكين، وأبو الطاهر بن السرح، وسليمان المهري، وسليمان بن شعيب الكيساني.

قال سليمان المهري: كان سعيد الآدم لو قيل له: إن القيامة تقوم غدا ما استطاع أن يزداد من العبادة.

وقال الحارث بن مسكين، عن عبد الرحمن بن القاسم: رأيت كأنه يقال لي: إن الله يصلي عليك وعلى سعيد بن زكريا.

توفي سنة سبع ومائتين، وكانت له عبادة وفضل. توفي بإخميم. ورخه ابن يونس.

• سعيد بن زكريا المدائني. مر قبل المائتين.

154 -

ت:‌

‌ سعيد بن سفيان الجحدري البصري

.

عن داود بن أبي هند، وابن عون، وكهمس، وشعبة، وعبد الله بن معدان. وعنه بندار، وزيد بن أخزم، ومحمد بن المثنى، وعقبة بن مكرم، وغيرهم.

توفي سنة أربع أو خمس ومائتين.

قال أبو حاتم: محله الصدق.

وقال علي ابن المديني: سعيد بن سفيان ذهب حديثه.

ص: 79

155 -

‌ سعيد بن سلم بن قتيبة بن مسلم

، الأمير أبو محمد الباهلي الخراساني.

ولي بعض خراسان، وكان بصيرا بالحديث والعربية. سمع ابن عون، وأبا يوسف القاضي، وغيرهما. وعنه علي بن خشرم، وابن الأعرابي صاحب العربية، ومحمود بن غيلان.

قال ابن أبي حاتم: سمعت أبي يقول: أتيته وكان عنده حديث عن ابن عون، محله الصدق.

156 -

‌ سعيد بن الصباح أبو سعد النيسابوري الزاهد

، أخو يحيى بن الصباح، وإليهما ينسب بنيسابور محلة وخان كبير.

رحل وسمع من مالك بن مغول، ومسعر، وشعبة، وسفيان. وعنه أحمد بن يوسف، وأحمد بن حفص، وعلي بن سلمة اللبقي، وأحمد بن يحيى بن الصباح، وآخرون.

قال أحمد بن حفص: لم أر أعبد ولا أزهد منه.

وقال ابن أبي حاتم: حدثنا يوسف بن إسحاق الرازي قال: حدثنا أحمد بن الوليد، قال: حدثنا سعيد بن الصباح قال: سمعت سفيان الثوري، وذكر عنده رجل، فقال: لقد شرع في الدين ما لم يأذن به الله.

157 -

ع:‌

‌ سعيد بن عامر أبو محمد الضبعي البصري الزاهد

، مولى بني عجيف. وأخواله بنو ضبيعة.

عن حبيب بن الشهيد، ومحمد بن عمرو بن علقمة، وابن أبي عروبة، وحميد بن الأسود، ويونس بن عبيد، وهمام بن يحيى، وصالح بن رستم، وجماعة. وعنه أحمد، وإسحاق، وابن معين، وابن المديني، وبندار، وعبد، والدارمي، ومحمود بن غيلان، وعبد الله بن محمد بن مضر الثقفي، ومحمد بن أحمد بن أبي العوام، وأحمد بن الفرات، والحارث بن أبي أسامة، وخلق.

ص: 80

قال محمد بن الوليد البسري: سمعت يحيى بن سعيد يقول: هو شيخ المصر منذ أربعين سنة.

وقال أبو داود: قال يحيى بن سعيد: إني لأغبط جيران سعيد بن عامر.

وقال زياد بن أيوب، وابن الفرات: ما رأينا بالبصرة مثل سعيد بن عامر.

وقال ابن معين: حدثنا سعيد بن عامر الثقة المأمون.

وقال أبو حاتم: كان رجلا صالحا صدوقا، في حديثه بعض الغلط.

وقال أحمد بن حنبل: ما رأيت أفضل منه، ومن حسين الجعفي.

وقال الخطيب: حدث عنه ابن المبارك، ومحمد بن يحيى بن المنذر القزاز، وبين وفاتيهما مائة وتسع سنين.

وقال ابن حبان: مات لأربع بقين من شوال سنة ثمان ومائتين، وهو ابن ست وثمانين سنة رحمه الله.

158 -

‌ سعيد بن هبيرة بن عدبس بن أنس بن مالك الكعبي

أبو مالك المروزي.

عن حماد بن سلمة، وجرير بن حازم، وجويرية بن أسماء، وأبي عوانة، وداود بن أبي الفرات. وعنه أحمد بن سعيد الدارمي، وأحمد بن منصور زاج، ورجاء بن مرجى، والسري بن خزيمة.

قال أبو حاتم: ليس بالقوي.

159 -

ت ق:‌

‌ سعيد بن مسلمة بن هشام بن عبد الملك بن مروان

، ومنهم من زاد في نسبه أمية بين مسلمة، وهشام. كان بالجزيرة.

وروى عن هشام بن عروة، وإسماعيل بن أمية، وابن عجلان، والأعمش، وجعفر الصادق، وجماعة. وعنه محمد بن الصباح الجرجرائي، وأيوب بن محمد بن الوزان، وعبد الله بن ذكوان القارئ، ودحيم، ومحمد بن مسعود

ص: 81

العجمي، ويوسف بن بحر قاضي جبلة، وجماعة.

قال البخاري: منكر الحديث، في حديثه نظر.

وضعفه النسائي.

وقال ابن عدي: أرجو أنه ممن لا يترك حديثه.

160 -

‌ سعيد بن واصل أبو عمر الحرشي البصري

.

عن شعبة، وجعفر بن برقان. وعنه سعيد بن عون، ومحمد بن المختار، ومحمد بن يحيى الذهلي، وعباس الدوري، وجماعة.

قال ابن المديني: ذهب حديثه.

وقال النسائي: متروك.

وقال أبو حاتم: لين الحديث.

161 -

‌ سعيد بن وهب أبو عثمان السامي

مولاهم البصري الشاعر المشهور.

كان مختصا بآل برمك، ثم إنه تنسك وغسل أشعاره.

توفي سنة تسع ومائتين.

وهو القائل: قدمي اعتورا رمل الكثيب.

الأبيات.

162 -

خ ت:‌

‌ سعيد بن يحيى أبو سفيان الحميري الواسطي

.

سمع معمرا، والعوام بن حوشب، وعوفا الأعرابي، والضحاك بن حمرة، وجماعة. وعنه يعقوب الدورقي، وعبد الله المخرمي، ومحمد بن وزير، ومحمد بن يحيى الذهلي، وأحمد بن سنان، وجماعة.

وثقه أبو داود، وغيره.

وتوفي سنة اثنتين في شعبان، وله تسعون سنة.

ص: 82

وقد ضعفه ابن سعد.

163 -

ق:‌

‌ سفيان بن حمزة بن سفيان بن فروة الأسلمي المدني

، أبو طلحة، عم حمزة بن مالك.

عن عروة بن سفيان، وكثير بن زيد. وعنه إبراهيم بن حمزة الزبيري، وإبراهيم بن المنذر الحزامي، وجماعة.

قال أبو حاتم: صالح الحديث.

164 -

4:‌

‌ سفيان بن عقبة السوائي الكوفي أخو قبيصة

.

عن حسين المعلم، ومسعر، وحمزة الزيات، وسفيان. وعنه أبو بكر بن أبي شيبة، وأبو كريب، ومحمود بن غيلان، وعبد الله بن محمد بن شاكر، وطائفة.

قال ابن نمير: لا بأس به.

165 -

‌ سلم بن سلام الواسطي

.

عن شعبة، وشيبان، وبكر بن خنيس. وعنه أحمد بن سنان، وخلف بن محمد كردوس، ومحمد بن عبد الملك، وعلي بن إبراهيم الواسطيون، وغيرهم.

166 -

خ م ن:‌

‌ سلمة بن سليمان المروزي المؤدب

.

عن أبي حمزة السكري، وعبد الله بن المبارك. وعنه أحمد بن أبي رجاء الهروي، وأحمد بن سعيد الرباطي، وعبدة بن عبد الرحيم المروزي، ومحمد بن أسلم الطوسي، ومحمد بن عبد الله بن قهزاد، وجماعة.

وكان من جلة العلماء.

قال أحمد بن منصور زاج: حدثنا بنحو من عشرة آلاف حديث من حفظه.

وقال النسائي: ثقة.

قيل: مات سنة ثلاث أو أربع ومائتين.

وأما البخاري فقال: قال محمد

ص: 83

ابن الليث: توفي سنة ست وتسعين ومائة.

167 -

‌ سلمة بن سليمان الأزدي الموصلي

.

عن عبد العزيز بن أبي رواد، وخليد بن دعلج، وسفيان الثوري. وعنه علي بن حرب، ومحمد بن يزيد الرياحي.

لينه ابن عدي، وأبو الفتح الأزدي.

توفي سنة سبع ومائتين.

168 -

‌ سلمة بن عقار

.

وثقه ابن معين.

يروي عن فضيل بن عياض، وحماد بن زيد. وعنه أحمد بن إبراهيم الدورقي، وسعدان بن يزيد.

169 -

‌ سليمان بن الحكم بن عوانة الكلبي

.

حدث عن أبيه، والعلاء بن كثير الشامي، والقاسم بن الوليد الكوفي. وعنه محمد بن الصباح الجرجرائي، ومحمد بن قدامة المصيصي، ومحمد بن أبي العوام الرياحي.

متروك.

170 – خت م 4: سليمان بن داود بن الجارود أبو داود البصري، الفارسي الأصل، مولى آل الزبير الطيالسي الحافظ، مصنف المسند المشهور.

سمع هشاما الدستوائي، ومعروف بن خربوذ، وأيمن بن نابل، وشعبة، وسفيان، وبسطام بن مسلم، وصالح بن أبي الأخضر، وأبو عامر الخزاز، وطلحة بن عمرو، وخلقا سواهم. وعنه جرير بن عبد الحميد أحد شيوخه، وأبو حفص الفلاس، وعباس الدوري، ومحمد بن سعد الكاتب، وبندار، ويعقوب الدورقي، وأخوه أحمد، والكديمي، وهارون بن سليمان، وأحمد بن الفرات، ويونس بن حبيب، وخلق.

ص: 84

قال الفلاس: ما رأيت أحفظ منه.

وقال عبد الرحمن بن مهدي: هو أصدق الناس.

وقال أحمد بن عبد الله العجلي: رحلت إلى أبي داود فأصبته قد مات قبل قدومي بيوم. قال: وكان قد شرب البلاذر فجذم.

وقال عامر بن إبراهيم: سمعت أبا داود يقول: كتبت عن ألف شيخ.

وجاء عنه أنه كان يسرد من حفظه ثلاثين ألف حديث، وقال سليمان بن حرب: كان شعبة يحدث، فإذا قام قعد أبو داود وأملى من حفظه ما مر في المجلس.

وحدث عبد الرحمن بن أبي حاتم، عن يونس بن حبيب قال: قال أبو داود: كنا ببغداد، وكان شعبة وابن إدريس يجتمعون يتذاكرون، فذكروا باب المجذوم فقلت: حدثنا ابن أبي الزناد، عن أبيه، عن خارجة بن زيد قال: كان معيقيب يحضر طعام عمر، فقال له: يا معيقيب، كل مما يليك. فقال شعبة: يا أبا داود لم تجئ بشيء أحسن مما جئت به.

وقال وكيع: ما بقي أحد أحفظ لحديث طويل من أبي داود. قال: فذكر ذلك لأبي داود، فقال: قل له: ولا قصير.

وقال علي بن أحمد بن النضر: سمعت ابن المديني يقول: ما رأيت أحفظ من أبي داود الطيالسي.

وقال عمر بن شبة: كتبوا عن أبي داود بأصبهان أربعين ألف حديث، وليس معه كتاب.

وقال حفص بن عمر المهرقاني: كان وكيع يقول: أبو داود جبل العلم.

وقال إبراهيم بن سعيد الجوهري: أخطأ أبو داود في ألف حديث.

قال خليفة، وغيره: توفي سنة أربع ومائتين.

ص: 85

وآخر من روى عن أبي داود محمد بن أسد المديني، سمع منه مجلسا واحدا.

وقد سمعنا مسند أبي داود من أصحاب ابن خليل الأدمي الحافظ.

وقد تكلم فيه محمد بن المنهال الضرير، وقال: كنت أتهمه. قال لي: لم أسمع من ابن عون.

قال: ثم سألته بعد ذلك: أسمعت من ابن عون؟. فقال: نعم، نحو عشرين حديثا.

171 -

خ ن:‌

‌ سليمان بن صالح أبو صالح الليثي مولاهم المروزي سلموية

، صاحب ابن المبارك أكثر عنه.

وسمع من أوس بن عبد الله بن بريدة. وعنه إسحاق بن راهوية، وأحمد بن شبوية، ومحمد بن عبد العزيز بن أبي رزمة.

وعمر دهرا.

قيل: إنه عاش نحوا من مائة سنة.

روى له البخاري مقرونا بغيره، وهو أكبر من ابن المبارك.

172 -

‌ سليمان بن عيسى السجزي

.

يروي عن ابن عون، وشعبة. وعنه أحمد بن يوسف، ومحمد بن أشرس، ومحمد بن يزيد السلميون.

وكان متهما بالكذب. له عدة أحاديث موضوعة، ساقها ابن عدي وقال: وضاع.

وذكره الحاكم في تاريخه وقال: يكنى أبا يحيى، ويقال: أبو الربيع، روى عن عبيد الله بن عمر، وابن عون، وداود بن أبي هند، وأكثر عن الثوري، ومالك.

روى عنه جماعة من أكابر مشايخ الحديث عن غير معرفة منهم بحاله. إلى أن قال: وأكثر تعجبي من إمام أهل الحديث يحيى بن يحيى أنه روى عنه وخفي عليه حاله.

ص: 86

173 -

‌ سليم بن عثمان الفوزي أخو خطاب

، حمصي.

زعم أنه سمع من محمد بن زياد الألهاني، فروى عنه أحاديث منكرة.

روى عنه: محمد بن عوف، وأخوه خطاب، وأبو حميد أحمد بن محمد بن سيار العوهي، وسليمان بن سلمة.

قال ابن عوف: لم نكن نتهمه.

قلت: وروى ابن عدي عن النسائي، عن عبد الله بن الرحمن، فذكر حديثا.

174 -

ن:‌

‌ السميدع بن واهب بن سوار الجرمي البصري

.

عن شعبة، ومبارك بن فضالة. وعنه صالح بن عدي، وعمر بن شبة، ومحمد بن يونس الكديمي.

قال أبو حاتم: صدوق.

قلت: له حديث في النسائي يقع بعلو في الغيلانيات.

175 -

‌ السندي بن شاهك

. الأمير أبو نصر، مولى أبي جعفر المنصور.

ولي إمرة دمشق للرشيد، ثم وليها بعد المائتين. وكان ذميم الخلق سنديا كاسمه.

قال الجاحظ: كان لا يستحلف المكاري، ولا الملاح، ولا الحائك، بل يجعل القول قول المدعي.

ويروى أن السندي هدم سور دمشق.

وقد ضرب رجلا طويل اللحية، فجعل يقول: العفو يا ابن عم رسول الله؛ فقال: والك أهاشمي أنا؟! فقال: يا سيدي، تريد لحيهْ وعقلْ!.

وقال خليفة: توفي السندي سنة أربع ومائتين ببغداد.

ص: 87

176 -

‌ السندي بن عبدوية الكلبي الرازي

، أبو الهيثم قاضي قزوين وهمذان. واسمه سهيل بن عبد الرحمن.

روى عن إبراهيم بن طهمان، وأبي بكر النهشلي، وجرير بن حازم، وعمرو بن أبي قيس. وعنه أحمد بن الفرات، ومحمد بن حماد الطهراني، ومحمد بن عمار. ورآه أبو حاتم وسمع كلامه.

وروي أن أبا الوليد الطيالسي قال: ما رأيت بالري أعلم من السندي بن عبدوية، ومن يحيى بن الضريس.

قلت: يقع حديثه بعلو في جزء ابن أبي ثابت، ويقال: اسمه سهل بن عبدوية.

177 -

‌ سورة بن الحكم الكوفي

. الفقيه، نزيل بغداد.

يروي عن شيبان النحوي، وسليمان بن أرقم. وعنه محمد بن هارون، وعباس الدوري، وجماعة.

وكان من كبار الحنفية.

178 -

م ت ن ق:‌

‌ سويد بن عمرو أبو الوليد الكلبي الكوفي العابد

.

روى عن داود الطائي، وعبد العزيز بن أبي سلمة الماجشون، وحماد بن سلمة، وغيرهم. وعنه أحمد بن حنبل، وأبو كريب، وإسحاق بن بهلول، وجماعة.

وكان ثقة.

179 -

‌ سهل بن حسام بن مصك

.

عن شعبة، وغيره. وعنه محمد بن مرزوق.

توفي سنة اثنتين ومائتين.

180 -

م 4:‌

‌ سهل بن حماد العنقزي أبو عتاب الدلال البصري

.

عن عباد بن منصور، وقرة بن خالد، وشعبة، وجماعة. وعنه الدارمي،

ص: 88

وأبو إسحاق الجوزجاني، ومحمد بن يحيى بن المنذر القزاز، وأبو قلابة الرقاشي، وجماعة.

قال أحمد بن حنبل: لا بأس به.

قلت: توفي سنة ثمان، وهو بكنيته أشهر.

وقال أبو حاتم: صالح الحديث.

181 -

‌ سهل بن المغيرة أبو علي البزاز

، إمام مسجد عفان ببغداد.

حدث عن أبي معشر السندي، وإسماعيل بن جعفر، وعبد الرحمن بن زيد بن أسلم، وعباد بن عباد، وطائفة. وعنه ابنه علي، ويحيى بن معلى بن منصور، ومحمد بن سهل بن عسكر.

محله الصدق.

182 -

ن:‌

‌ سيف بن عبيد الله

، أبو الحسن الجرمي البصري السراج.

عن شعبة، والأسود بن شيبان، والمسعودي، وورقاء، وجماعة. وعنه عمرو الفلاس، وعمر بن الخطاب السجستاني، وحفص بن عمر السياري، وإسحاق بن يسار النصيبي، وآخرون.

قال الفلاس: كان من خيار الخلق.

وقال عمرو بن يزيد الجرمي: ثقة.

183 -

ع:‌

‌ شبابة بن سوار أبو عمرو الفزاري

مولاهم المدائني.

عن ابن أبي ذئب، ويونس بن أبي إسحاق، وشعبة، وإسرائيل، وحريز بن عثمان، وعبد الله بن العلاء بن زبر، وطائفة. وعنه أحمد، وابن راهوية، وابن المديني، وابن معين، وأحمد بن الفرات، والحسن الحلواني، وأبو خيثمة، ومحمد بن عاصم الثقفي، وعباس الدوري، وخلق.

قال ابن المديني، وغيره: كان يرى الإرجاء.

وقال أحمد العجلي: قيل لشبابة: أليس الإيمان قولا وعملا؟ قال: إذا قال فقد عمل.

ص: 89

وقال أبو زرعة: رجع شبابة عن الإرجاء.

وقال أحمد بن حنبل: كان شعبة يتفقد أصحاب الحديث، فقال يوما: ما فعل ذاك الغلام الجميل، يعني شبابة.

وقال ابن قتيبة: خرج إلى مكة فمات بها.

وقال جماعة: توفي سنة ست ومائتين.

184 -

ع:‌

‌ شجاع بن الوليد بن قيس

، أبو بدر السكوني الكوفي العابد، نزيل بغداد.

عن عطاء بن السائب، وليث بن أبي سليم، ومغيرة بن مقسم، وقابوس بن أبي ظبيان، وخصيف، والأعمش، وموسى بن عقبة، وهشام بن عروة، وجماعة. وعنه ابنه أبو همام الوليد بن شجاع، وأحمد، وإسحاق، وابن معين، وأبو عبيد، وعلي ابن المديني، وأبو بكر الصغاني، وسعدان بن نصر، ويحيى بن أبي طالب، ومحمد بن المنادي، وعبد الله بن روح، وخلق.

قال أحمد بن حنبل: صدوق.

وقال ابن سعد: كان أبو بدر كثير الصلاة ورعا.

وقال الثوري: لم يكن بالكوفة أعبد منه.

وقال المروذي: قال أبو عبد الله: كنت مع ابن معين، فلقي أبا بدر، فقال له: يا شيخ اتق الله، وانظر هذه الأحاديث لا يكون ابنك يعطيك. قال أبو عبد الله: فاستحييت وتنحيت. فبلغني أنه قال: إن كنت كاذبا فعل الله بك وفعل. قال أبو عبد الله: أرجو أن يكون صدوقا.

قلت: ثم وثقه ابن معين وأنصفه. روى عنه توثيقه أحمد بن زهير، وغيره.

وأما أبو حاتم فقال: لين الحديث، لا يحتج به، إلا أن عنده عن محمد بن عمرو أحاديث صحاح.

ص: 90

قال ابن سعد، وأبو حسان الزيادي: توفي سنة أربع ومائتين.

وقال البخاري: سنة خمس.

185 -

د ن:‌

‌ شريح بن يزيد

، أبو حيوة الحضرمي الحمصي المقرئ المؤذن.

عن صفوان بن عمرو، وسعيد بن عبد العزيز، وأبي البرهسم حدير بن معدان، وجماعة. وعنه ابنه حيوة بن شريح، وإسحاق بن راهويه، وأحمد بن الفرج الحجازي، وآخرون.

وتوفي سنة ثلاث ومائتين.

قرأ على الكسائي، وله اختيار في القراءة شاذ.

186 -

ن:‌

‌ شعيب بن بيان البصري الصفار

.

عن أبي ظلال القسملي، وشعبة، وغيرهما. وعنه سليمان بن سيف الحراني، ومحمد بن يونس الكديمي، وإبراهيم بن المستمر العروقي، وجماعة.

توفي سنة بضع ومائتين.

187 -

‌ صالح بن عبد الكريم البغدادي العابد

.

أخذ عن سفيان الثوري، وغيره. حكى عنه علي بن الموفق، ومحمد بن الحسين البرجلاني.

وكان يقول: يا أصحاب الحديث ما ينبغي أن يكون أحد أزهد منكم، إنما تقلبون دواوين الموتى ليس بينكم وبين النبي صلى الله عليه وسلم أحد إلا وقد مات.

188 -

‌ صدقة بن سابق الكوفي

.

سمع محمد بن إسحاق. وعنه أبو يحيى صاعقة، ومحمد بن أبي عتاب الأعين، وإبراهيم بن سعيد الجوهري، وسعدان بن نصر، وغيرهم.

وما علمت أحدا ضعفه.

ص: 91

189 -

ق:‌

‌ صفوان بن هبيرة

، أبو عبد الرحمن التيمي العيشي البصري.

عن أبيه، وعيسى بن المسيب البجلي، وابن جريج، وأبي مكين نوح بن ربيعة، وغيرهم. وعنه الحسن بن علي الخلال، ومحمد بن عمر المقدمي، ومحمد بن يحيى الذهلي، وأبو قلابة الرقاشي، وجماعة.

قال أبو حاتم: شيخ.

له حديث واحد عند ابن ماجه في المريض يشتهي شيئا.

190 -

‌ صلة بن سليمان

، أبو زيد العطار.

عن محمد بن عمرو، وهشام بن حسان. وعنه محمد بن عبد الملك الدقيقي، وغيره.

قال أبو داود، وغيره: كذاب.

وقد ذكره ابن عدي، وأورد له بلايا منها: محمد بن حرب النشائي: حدثنا صلة، عن ابن جريج، عن عطاء، عن ابن عباس مرفوعا: من حج عن والديه أو قضى عنهما مغرما بعث مع الأبرار.

وله عن أشعث الحداني، وعنه أيضا: القاسم بن عيسى الطائي، وسليمان بن أحمد الواسطي.

وروى عباس الدوري، عن ابن معين قال: كان صلة ببغداد يكذب، ترك الناس حديثه.

191 -

ت:‌

‌ صيفي بن ربعي الأنصاري الكوفي

.

عن ابن أبي ذئب، وشعبة، والثوري، وجماعة. وعنه أبو كريب، والحسين بن يزيد الطحان، وغيرهما.

قال أبو حاتم: صالح الحديث.

ص: 92

192 -

‌ الضحاك بن عثمان بن الضحاك بن عثمان

بن عبد الله الحزامي الصغير.

يروي عن جده، ومالك. وعنه ابنه محمد، وإبراهيم بن المنذر الحزامي، وغيرهما.

وكان نسابة قريش بالمدينة، عارفا بالأخبار وأيام الناس.

193 -

4:‌

‌ ضمرة بن ربيعة

، أبو عبد الله القرشي مولاهم الدمشقي ثم الرملي.

سمع عبد الله بن شوذب، ويحيى بن أبي عمرو السيباني، والأوزاعي، ومولاه علي بن أبي حملة، ورجاء بن أبي سلمة، وإبراهيم بن أبي عبلة، وعثمان بن عطاء الخراساني، وسفيان الثوري، وجماعة. وعنه يحيى بن بكير، ودحيم، وأبو عمير عيسى ابن النحاس، وعمرو بن عثمان، وهشام بن عمار، وابن ذكوان، ومحمد بن عمرو بن حنان، وأحمد بن الفرج الحجازي، وخلق. وكان عالما نبيلا، له غلطات.

قال أحمد بن حنبل: بلغني أنه كان شيخا صالحا وهو أحب إلي من بقية، وهو من الثقات المأمونين لم يكن بالشام رجل يشبهه.

وفي لفظ عن أحمد بن حنبل: بقية أحب إلي منه. والأول أصح عن أحمد.

وقال ابن معين: ثقة.

قلت: توفي في رمضان سنة اثنتين ومائتين عن سن عالية.

وقد روى عنه من شيوخه إسماعيل بن عياش. وقال فيه آدم بن أبي إياس: ما رأيت أحدا أعقل لما يخرج من رأسه منه.

وقال ابن سعد: كان ثقة مأمونا خيرا. لم يكن هناك أفضل منه. وقال: مات في أول رمضان سنة اثنتين.

وقال ابن يونس: كان فقيههم في زمانه رحمه الله.

ص: 93

194 -

‌ طاهر بن الحسين بن مصعب بن رزيق الأمير ذو اليمينين

، أبو طلحة الخزاعي.

أحد قواد المأمون الكبار، والقائم بإكمال خلافته، فإنه ندبه، وهو معه بخراسان، إلى محاربة أخيه الأمين. فسار بالجيوش وظفر بالأمين وقتله.

وكان جوادا ممدحا من أفراد العالم.

روى عن عبد الله بن المبارك، وعلي بن مصعب عمه. وعنه ابناه: عبد الله أمير خراسان، وطلحة.

وفيه يقول مقدس الخلوقي الشاعر:

عجبت لحراقة ابن الحسيـ ـن كيف تعوم ولا تغرق وبحران من فوقها واحد وآخر من تحتها مطبق وأعجب من ذاك عيدانها إذا مسها كيف لا تورق وعن بعض الشعراء قال: كان لي ثلاث سنين أتردد إلى باب طاهر بن الحسين فلا أصل، فركب يوما للعب بالصوالجة، فصرت إلى الميدان، فإذا الوصول إليه متعذر، وإذا فرجة من بستان، فلما سمعت ضرب الصوالجة ألقيت نفسي منها، فنظر إلي وقال: من أنت؟ قلت: أنا بالله وبك وإياك قصدت، وقد قلت بيتي شعر. قال: هاتهما. فأنشدته:

أصبحت بين خصاصة وتجمل والحر بينهما يموت هزيلا فامدد إلي يدا تعود بطنها بذل النوال وظهرها التقبيلا فوصله بعشرين ألف درهم.

ويقال: إنه وقع يوما بصلات بلغت ألف ألف وسبعمائة ألف درهم. وكان مع شجاعته وفروسيته خطيبا بليغا مفوها أديبا مهيبا.

توفي سنة سبع ومائتين، وهو في الكهولة.

195 -

‌ طاهر بن رشيد البزاز

، أبو عبد الرحمن، قاضي همذان.

عن سليمان بن عمرو صاحب عبد الملك بن عمير، وغيره. وعنه عبدويه القواس، وحمدان بن المغيرة السكري، وعبد الرحيم بن يحيى الديبلي.

ص: 94

ذكره شيرويه.

196 -

‌ طلاب بن حوشب الشيباني

. أخو العوام بن حوشب. يكنى أبا يريم، ويقال: أبو رويم.

روى عن أخيه، وعاش بعده دهرا، وعن جعفر الصادق، وإسماعيل بن أبي خالد، ومجالد، وغيرهم. وعنه عبد الله بن عمر القرشي، وموسى بن عبد الرحمن المسروقي، ومحمد بن إسماعيل الأحمسي، وعباس الدوري، وهو أكبر شيخ لعباس.

سئل عنه أبو حاتم، فقال: صالح.

197 -

‌ عابد بن أبي عابد البغدادي

، أبو بشر المقرئ.

قرأ على حمزة الزيات، وتصدر ببغداد للإقراء زمانا. قرأ عليه خلف بن هشام، وأحمد بن جبير، ومحمد بن الجهم السمري، وغيرهم.

198 -

‌ عافية بن أيوب بن عبد الرحمن

. مولى دوس، أبو عبيدة المصري.

روى عن معاوية بن صالح، وحيوة بن شريح، وسعيد بن عبد العزيز، والمحرر بن بلال بن أبي هريرة، وجماعة. روى عنه طائفة آخرهم موتا بحر بن نصر الخولاني.

توفي في شعبان سنة أربع ومائتين. قاله ابن يونس.

199 -

ن:‌

‌ عامر بن إبراهيم بن واقد الأشعري

. مولى أبي موسى رضي الله عنه، أبو إبراهيم الأصبهاني المؤذن.

عن مبارك بن فضالة، وحماد بن سلمة، ومالك، ويعقوب القمي، وخطاب بن جعفر بن أبي المغيرة، وأبي عبيد الله عذار بن عبيد الله الأصبهاني، والنعمان بن عبد السلام، وجماعة. وعنه ابناه إبراهيم، ومحمد، وأبو حفص الفلاس، وأسيد بن عاصم، ويونس بن حبيب، وحفص بن عمر المهرقاني، وآخرون.

قال الفلاس: كان ثقة من خيار الناس.

ص: 95

وقال أبو نعيم الحافظ: خرج عامر إلى يعقوب القمي، فكتب عنه عامة كتبه. وكان يبيع الخشب. وقيل له: لم لم تكتب عن النعمان بن عبد السلام كتبه؟ قال: كانوا أغنياء لهم وراقون، ولم يكن لي شيء.

توفي سنة إحدى أو اثنتين ومائتين.

200 -

‌ عامر بن خداش

، أبو عمرو الضبي النيسابوري. أحد الأئمة والصالحين.

سمع شريكا القاضي، وفرج بن فضالة، وعباد بن العوام. وعنه محمد بن عبد الوهاب الفراء، والحسين بن منصور، وغيرهما.

توفي سنة خمس ومائتين.

فيه لين.

201 -

ق:‌

‌ عباد بن يوسف الكندي الحمصي الكرابيسي

.

عن أرطاة بن المنذر، وصفوان بن عمرو، وغيرهما. وعنه يزيد بن عبد ربه الجرجسي، وإبراهيم بن العلاء الزبيدي، وعمرو بن عثمان، وغيرهم. وقد روى عنه الوليد بن مسلم، وهو أكبر منه.

وذكره ابن حبان في الثقات، وقال: مات سنة ست ومائتين.

202 -

ق:‌

‌ عباءة بن كليب

، أبو غسان الليثي الكوفي.

عن مبارك بن فضالة، وحماد بن سلمة، وداود الطائي العابد، وجويرية بن أسماء، وجماعة. وعنه عبد الله بن الوضاح اللؤلؤي، وأبو كريب، وعلي بن محمد الطنافسي، ومحمد بن عبادة الواسطي، وإسحاق بن بهلول، والحسن بن علي بن عفان، وطائفة.

حدث بالعراق والري.

قال أبو حاتم: صدوق. ولينه غيره.

203 -

د ن:‌

‌ عبد الله بن إبراهيم بن عمر بن كيسان

، أبو يزيد الصنعاني.

ص: 96

عن أبيه، وعميه: حفص، ووهب، ونويس قليل يمانيين. وعنه أحمد بن حنبل، وأحمد بن صالح المصري، وعلي بن المديني، وسلمة بن شبيب، والرمادي، وطائفة.

قال أبو حاتم: صالح الحديث.

وقال النسائي: ليس به بأس.

قلت: أخرج له أبو داود والنسائي هذا الحديث فقط: عن أبيه، عن وهب بن مأنوس، عن سعيد بن جبير، عن أنس قال: ما رأيت أحدا أشبه صلاة برسول الله صلى الله عليه وسلم من هذا الفتى، يعني عمر بن عبد العزيز. قال: فحزرنا في الركوع عشر تسبيحات، وفي السجود عشر تسبيحات.

204 -

د ت:‌

‌ عبد الله بن إبراهيم بن أبي عمرو الغفاري المدني

، أبو محمد.

عن أبيه، وإسحاق بن محمد الأنصاري، ومالك، والمنكدر بن محمد، وجماعة. وعنه سلمة بن شبيب، والحسن بن عرفة، وأبو قلابة الرقاشي، ويحيى بن زكريا بن شيبان، والكديمي، وجماعة.

قال أبو داود، وغيره: منكر الحديث.

وقال ابن عدي: عامة ما يرويه لا يتابعه عليه الثقات.

ونسبه ابن حبان إلى وضع الحديث.

205 -

‌ عبد الله بن إبراهيم بن الأغلب التميمي المغربي

. الأمير.

ولي إمرة القيروان بعد والده سنة ست وتسعين ومائة، وأنشأ عدة حصون، وبنى القصر الأبيض بمدينة العباسية التي بناها أبوه. وأنشأ جامعا عظيما

ص: 97

بالعباسية طوله مائتا ذراع في مثلها. وعمل سقفه بالآنك وزخرفه. والعباسية على ميلين من القيروان.

مات عبد الله سنة إحدى ومائتين، وولي الأمر بعده أخوه الأمير زيادة الله.

206 -

ع:‌

‌ عبد الله بن بكر بن حبيب

، أبو وهب السهمي الباهلي البصري.

نزيل بغداد. سمع أباه، وحميدا الطويل، وابن عون، وهشام بن حسان، وحاتم بن أبي صغيرة، وجماعة. وعنه أحمد، وأبو بكر بن أبي شيبة، وعلي ابن المديني، وإسحاق الكوسج، وأبو إسحاق الجوزجاني، وعبد الله بن منير المروزي، ومحمود بن غيلان، ومحمد بن الفرج الأزرق، والحارث بن أبي أسامة، وعباس الدوري، ومحمد بن أحمد بن أبي العوام، وخلق.

وثقه أحمد، وجماعة.

وقال: سمعت من سعيد بن أبي عروبة سنة إحدى أو اثنتين وأربعين ومائة.

توفي في المحرم سنة ثمان ومائتين.

وكان فقيها محدثا ثقة. وكان أبوه رأسا في العربية.

اختلف أبو عمرو بن العلاء وعيسى بن عمر في سطر وسطر فحكما بكرا عليهما.

207 -

م د ن:‌

‌ عبد الله بن حمران بن عبد الله بن حمران بن أبان

. أبو عبد الرحمن العثماني، مولاهم البصري.

عن ابن عون، وعوف، وعبد الحميد بن جعفر الأنصاري، وابن أبي عروبة، وجماعة. وعنه أحمد بن حنبل، وأبو خيثمة، ومحمد بن المثنى، وبندار، وبكار بن قتيبة، ويزيد بن سنان البصري، وإبراهيم بن مرزوق الذين سكنوا مصر، وأسيد بن عاصم الأصبهاني، وطائفة.

قال أبو حاتم: مستقيم الحديث، صدوق.

وقال ابن أبي عاصم: مات سنة ست ومائتين.

208 -

‌ عبد الله بن خلف الكلابي

. ويقال: الطفاوي، أبو محمد البصري.

ص: 98

لم يذكره ابن أبي حاتم.

سمع من هشام بن حسان، وهو مقل، روى عنه أحمد بن سعيد الدارمي، وإبراهيم بن مرزوق المصري، وعثمان، وابن طالوت.

له حديث وقد خولف فيه. قال العقيلي: في حديثه وهم ونكارة.

209 -

‌ عبد الله بن سعيد الأموي الكوفي

. أخو يحيى بن سعيد.

روىعن زياد البكائي. وعنه ابن أخيه سعيد بن يحيى.

وكان ثقة علامة في اللغة والعربية.

حكى عنه أبو عبيد القاسم كثيرا.

توفي شابا بعد سنة ثلاثة ومائتين. وروى عن أبيه أيضا.

حدث عنه ابن نمير، وأحمد بن إبراهيم الدورقي.

210 -

‌ عبد الله بن عبد الرحمن بن مليحة النيسابوري

، أبو محمد، مسجده بسكة حرب.

أكثر عن عكرمة بن عمار، وشعبة، والثوري، ونهشل بن سعيد. وعنه أحمد بن نصر المقرئ، وأحمد بن حرب الزاهد.

قال الحاكم: الغالب على حديثه المناكير، جاور بمكة مدة.

211 -

ق:‌

‌ عبد الله بن عثمان بن إسحاق بن سعد بن أبي وقاص

الزهري المدني، كان ذا قعدد في النسب إلى سعد.

روى عن جده لأمه مالك بن حمزة بن أبي أسيد الساعدي، وعبد الرحمن بن زيد بن أسلم. وعنه إبراهيم بن عبد الله الهروي، وأحمد بن عبد الرحمن ابن أخي ابن وهب، ومحمد بن صالح بن النطاح، والكديمي، وغيرهم.

قال ابن معين: لا أعرفه.

وقال أبو حاتم: شيخ.

قلت: له حديث في فضل العباس وبنيه. رواه ابن ماجه.

ص: 99

212 -

ق:‌

‌ عبد الله بن عصمة البناني النصيبي

.

شيخ مقل، يروي عن سعيد، عن نافع، وعن حماد بن سلمة، وأبي العطوف الجراح بن المنهال، وأسد بن عمرو، ومحمد بن سلمة البناني. وعنه علي بن الحسين البزاز شيخ لمطين، ويعقوب بن حميد بن كاسب، ومبارك بن عبد الله السراج، وميمون بن الأصبغ، وغيرهم.

قال العقيلي: يرفع الأحاديث ويزيد فيها.

وقال ابن عدي: لم أر للمتقدمين فيه كلاما. ورأيت له أحاديث أنكرها.

213 -

‌ عبد الله بن عطارد بن أذينة الطائي البصري

.

عن ثور بن يزيد، وهشام بن الغاز، ومسعر بن كدام، وموسى بن عُلَيِّ بن رباح. وعنه عبد الغفار بن عبد الله، والخليل بن ميمون، وصهيب بن محمد بن عباد، وإسحاق بن عيسى الأبلي.

وكان ضعيفا. قال ابن حبان: منكر الحديث جدا.

وقال ابن عدي: منكر الحديث.

214 -

‌ عبد الله بن عمرو بن عثمان بن أبي أمية الموصلي

.

أحد من عني بالحديث، روى الكثير عن سفيان الثوري، وشريك القاضي. روى عنه أحمد بن علي السمسار، وغيره.

فقد بطريق مكة سنة ست ومائتين، رحمه الله.

ورخه يزيد بن محمد الأزدي.

215 -

د:‌

‌ عبد الله بن أبي جعفر عيسى بن ماهان الرازي التاجر

.

عن أبيه أبي جعفر، وأيوب بن عتبة اليمامي، وقيس بن الربيع، وغيرهم. وعنه الحسن بن عمر بن شقيق، وعمار بن الحسن، وعبد الرحمن بن

ص: 100

زريق، وشبيب بن الفضل، ومحمد بن عمرو زنيج، وإبراهيم بن موسى الفراء، وطائفة.

قال محمد بن حميد: كان فاسقا، سمعت منه عشرة آلاف حديث فرميت بها.

وقال ابن عدي: بعض حديثه لا يتابع عليه.

وقال أبو زرعة، وأبو حاتم: صدوق.

216 -

ق:‌

‌ عبد الله بن كثير بن جعفر بن أبي كثير الأنصاري

، مولاهم المدني، أبو عمر ابن أخي إسماعيل بن جعفر.

يروي عن أبيه، وكثير بن عبد الله المزني، وسعد بن سعيد المقبري. وعنه عباس العنبري، ويحيى بن أيوب المقابري، وإبراهيم بن سعيد الجوهري، والزبير بن بكار.

وهو مقل.

217 -

ت ق:‌

‌ عبد الله بن معاذ الصنعاني

، مولى خالد بن غلاب.

عن معمر، ويونس بن يزيد. وعنه إبراهيم بن المنذر الحزامي، ومحمد بن يحيى العدني، وعبد العزيز بن يحيى صاحب الحيدة، وأبو خيثمة، والزبير بن بكار، وطائفة.

قال ابن معين: هو ثقة إلا أن عبد الرزاق كان يكذبه.

وقال أبو زرعة: أنا أقول هو أوثق من عبد الرزاق.

وقال ابن عدي: أرجو أنه لا بأس به.

218 -

ت:‌

‌ عبد الله بن ميمون بن داود القداح المخزومي

، مولاهم المكي.

عن يحيى بن سعيد الأنصاري، وجعفر الصادق، ومحمد بن أبي حميد،

ص: 101

وعبيد الله بن عمر، وجماعة. وعنه زياد بن يحيى الحساني، وإسماعيل بن أبي خالد المقدسي، وأحمد بن شيبان الرملي، وأحمد بن الأزهر النيسابوري، ومؤمل بن إهاب، وعبد الوهاب بن فليح المكي، وآخرون.

قال البخاري: ذاهب الحديث.

وقال أبو زرعة: واهي الحديث.

وقال ابن عدي: عامة ما يرويه لا يتابع عليه.

وقال الترمذي: منكر الحديث. خرج له في الجامع حديثا في القدر.

219 -

‌ عبد الله بن محمد بن المغيرة بن نشيط

، أبو الحسن، مولى جعدة بن هبيرة المخزومي.

كوفي متروك. سكن مصر وروى الطامات.

عن مالك بن مغول، والثوري، ومسعر، وعبد العزيز بن أبي رواد. وعنه محمد بن عبد الله ابن البرقي، ومحمد بن يوسف بن أبي معمر، ومقدام بن داود الرعيني، ومؤمل بن إهاب، وآخرون.

قال النسائي: روى عن الثوري، ومالك بن مغول أحاديث كانا أتقى لله من أن يحدثا بها.

وقال ابن عدي: عامة أحاديثه لا يتابع عليها، ومع ضعفه يكتب حديثه.

وقال ابن يونس: مات في خامس رجب سنة عشر ومائتين.

220 -

‌ عبد الله بن محمد بن ربيعة بن قدامة بن مظعون

، أبو محمد القدامي المصيصي.

عن مالك، وإبراهيم بن سعد، وطائفة. وعنه صالح بن علي النوفلي،

ص: 102

ومحمد بن أبان القلانسي، وإبراهيم بن محمد الصفار، وإسحاق بن إبراهيم بن سهم، وغيرهم.

قال ابن حبان: لا يحل ذكره في الكتب إلا على سبيل الاعتبار.

وقال أبو عبد الله الحاكم: يروي عن مالك الموضوعات.

221 -

‌ عبد الله بن محمد بن عمارة

، أبو محمد ابن القداح الأنصاري المدني.

عن ابن أبي ذئب، وسليمان بن بلال، ومخرمة بن بكير، وجماعة. وعنه عمر بن شبة، ومحمد بن سعد، والفضل بن سهل، وآخرون.

وكان عالما بالنسب، ولم يضعفه أحد.

ذكره الخطيب، وغيره.

222 -

م 4:‌

‌ عبد الله بن نافع الصائغ المدني المخزومي

، مولاهم الفقيه.

عن أسامة بن زيد الليثي، وابن أبي ذئب، وداود بن قيس الفراء، وسليمان بن يزيد الكعبي، ومحمد بن عبد الله بن حسن الذي ثار بالمدينة، ومالك بن أنس، والليث بن سعد، وكثير بن عبد الله بن عوف، وخلق. وعنه محمد بن عبد الله بن نمير، وسحنون الفقيه، وأحمد بن صالح الحافظ، وسلمة بن شبيب، والحسن بن علي الخلال، ويونس بن عبد الأعلى، ومحمد بن عبد الله بن عبد الحكم، وأحمد بن الحسن الترمذي، والزبير بن بكار، وخلق.

قال أبو طالب، عن أحمد بن حنبل: كان صاحب رأي مالك. وكان يفتي أهل المدينة. ولم يكن صاحب حديث؛ كان ضيقا فيه.

وقال ابن معين: ثقة.

قال البخاري: يعرف وينكر.

وقال أبو حاتم: هو لين في حفظه، وكتابه أصح.

ص: 103

وقال النسائي: ليس به بأس.

وقال ابن عدي: روى عن مالك غرائب. لكن لم يرو ابن عدي في ترجمته إلا حديثا واحدا فوهم فيه وهما منكرا. ذلك أنه روى بإسناده، عن عبد الوهاب بن بخت أحد القدماء الذين ماتوا في خلافة هشام بن عبد الملك، عبد الله بن نافع، عن هشام بن عروة، عن أبيه، فذكر حديثا.

ثم قال: وإذا روى عن عبد الله مثل عبد الوهاب بن بخت يكون ذلك دليلا على جلالته. وهو من رواية الكبار عن الصغار.

قلت: لم يولد صاحب الترجمة إلا بعد موت عبد الوهاب بدهر. وإنما عبد الله بن نافع هذا ابن مولى ابن عمر قديم الموت. وأما الصائغ فمتأخر.

وقال ابن سعد: كان قد لزم مالكا لزوما شديدا، وهو دون معن. وتوفي في رمضان سنة ست ومائتين.

223 -

‌ عبد الله بن واقد

، أبو قتادة الحراني. أحد الضعفاء.

عن ابن جريج، وسعيد بن أبي عروبة، وحنظلة بن أبي سفيان، وفائد أبي الورقاء. وعنه إسحاق بن راهوية، وإسحاق بن الضيف، وسعدان بن نصر، ومحمد بن يحيى بالحراني، وغيرهم.

قال البخاري: تركوه، منكر الحديث.

وقال النسائي: متروك الحديث.

وأما ابن معين فاختلف قوله فيه.

ص: 104

وقال أحمد: ما به بأس. يشبه أهل النسك والخير.

قلت: توفي سنة سبع ومائتين، وقيل: سنة عشر.

224 -

د ت ن:‌

‌ عبد الله بن الوليد بن ميمون العدني

، أبو محمد. مولى عثمان رضي الله عنه. وكان يقول: أنا مكي، فلم يقال لي عدني؟ قلت: هو لقب له.

روى عن سفيان الثوري، ومصعب بن ثابت بن عبد الله بن الزبير، وزمعة بن صالح، وإبراهيم بن طهمان، وجماعة. وعنه أحمد بن حنبل، وأحمد بن نصر النيسابوري، وإسماعيل بن أبي خالد المقدسي، ومؤمل بن إهاب، وجماعة.

قال أحمد بن حنبل: لم يكن صاحب حديث، وحديثه حديث صحيح.

وقال أبو زرعة: صدوق.

قلت: واستشهد به البخاري في الصحيح.

225 -

‌ عبد الأعلى بن سليمان

، أبو عبد الرحمن العبدي الزراد.

سمع هشام بن حسان، وهشاما الدستوائي، وغالبا القطان. وعنه علي بن حرب، والرمادي، ويعقوب السدوسي، ومحمد بن سعد العوفي، وجماعة.

وهو مستور.

226 -

سوى ق:‌

‌ عبد الحميد بن أبي أويس عبد الله بن عبد الله بن مالك

بن أبي عامر، أبو بكر الأصبحي المدني الأعشى، أخو إسماعيل.

عن أبيه، وسليمان بن بلال، وابن أبي ذئب، وسفيان الثوري، ومحمد بن أبي حميد، والربيع بن مالك عم جده، وجماعة. وقيل: إنه روى عن ابن عجلان. وعنه أخوه، وأيوب بن سليمان بن بلال، وإبراهيم بن المنذر الحزامي، وإسحاق بن راهوية، ومحمد بن رافع، ومحمد بن عبد الله بن عبد الحكم، وهو آخر من حدث عنه.

وثقه ابن معين، وغيره.

ص: 105

ومات سنة اثنتين ومائتين. قاله أخوه.

وقد قرأ القرآن على نافع. روى عنه القراءة أحمد بن صالح، وإبراهيم بن محمد المدني.

227 -

خ د ت ق:‌

‌ عبد الحميد بن عبد الرحمن

، أبو يحيى الحماني الكوفي. ولاؤه لحِمَّان. وهم بطن من تميم. وأصله خوارزمي، ولقبه بِشْمين.

روى عن الأعمش، وبريد بن عبد الله بن أبي بردة، والحسن بن عمارة، وأبي حنيفة، وطلحة بن يحيى بن طلحة التيمي، وطلحة بن عمرو المكي، وجماعة. وعنه ابنه يحيى، وأحمد بن عمر الوكيعي، وأحمد بن عبد الحميد الحارثي، والحسن بن علي الخلال، وعباس الدوري، ومحمد بن عاصم الثقفي، والحسن ابن علي بن عفان، وخلق.

وثقه ابن معين.

وقال النسائي: ليس بالقوي.

وقال أبو داود: كان داعية في الإرجاء.

وقال هارون الحمال: مات سنة اثنتين ومائتين.

228 -

‌ عبد الرحمن بن أحمد بن عطية

، أبو سليمان الداراني الزاهد، شيخ أهل الشام في زمانه.

قال أحمد بن أبي الحواري: مات سنة خمس ومائتين.

وقال أبو يعقوب القراب، وأبو عبد الرحمن السلمي: سنة خمس عشرة.

ستأتي ترجمته في الطبقة الآتية.

ص: 106

229 -

‌ عبد الرحمن بن أبي حماد التميمي الكوفي المقرئ

. واسم أبيه شُكَيْل، يكنى أبا محمد.

قرأ على حمزة، وكان من جلة أصحابه. ثم قرأ على أبي بكر بن عياش.

وروى الحروف عن نافع وشيبان النحوي، وعيسى بن عمر.

وسمع من إسرائيل بن يونس، ويحيى بن سلمة بن كهيل، وفطر بن خليفة، وطائفة.

روى عنه الحسن بن جامع، ومحمد بن جنيد، وإسحاق بن الحجاج، ومحمد بن عيسى، وهارون بن حاتم، ومحمد بن الهيثم، وآخرون.

230 -

4:‌

‌ عبد الرحمن بن عبد الله بن سعد الدشتكي

، أبو محمد الرازي المقرئ. ودشتك محلة بالري.

روى عن أبيه، وعمرو بن أبي قيس الرازي، وأبي جعفر الرازي، وزهير بن معاوية، وإبراهيم بن طهمان، وأبي حمزة السكري، وجماعة. وعنه ابنه أحمد بن عبد الرحمن، وأحمد بن سعيد الرباطي، وأحمد بن الفرات، وعبد بن حميد، وأحمد بن الأزهر، وعامة أهل الري.

وقد رآه أبو حاتم وسمع كلامه. وقال: كان رجلا صالحا صدوقا.

وقال ابن معين: لا بأس به.

231 -

‌ عبد الرحمن بن علقمة

، أبو يزيد السعدي المروزي.

سمع أبا حمزة السكري، وحماد بن زيد، وجماعة.

وكان فقيها بصيرا بالرأي والحديث. أخذ الفقه عن محمد بن الحسن.

روى عنه أحمد بن حنبل، وإسحاق بن راهوية، ويحيى بن أبي طالب، وجعفر الصائغ، وغيرهم.

أكره على قضاء سرخس فحكم مدة، ثم هرب فرارا بدينه، رحمه الله.

232 -

خ د ت ن:‌

‌ عبد الرحمن بن غزوان

، أبو نوح الخزاعي، ويقال: الضبي، مولاهم الملقب بقراد.

سكن بغداد، وحدث عن عوف الأعرابي، ويونس بن أبي إسحاق، وعكرمة بن عمار، وشعبة، وجرير بن حازم، وجماعة. وعنه أحمد بن حنبل،

ص: 107

ويحيى بن معين، وإبراهيم بن يعقوب الجوزجاني، وعباس الدوري، ومحمد بن عبد الله المخرمي، وعبد الله بن أبي مسرة، ومحمد بن سعد العوفي، ومحمد بن إسحاق الصغاني، والحارث بن أبي أسامة، وخلق. وروى عنه من القدماء أبو معاوية.

قال مجاهد بن موسى: ما كتبت عن شيخ كان أحر رأسا منه، إنما كان يهدر، حدثنا شعبة، حدثنا شعبة.

وقال ابن المديني، وابن نمير: ثقة.

وقال ابن معين: ليس به بأس.

وقال أحمد بن حنبل: كان عاقلا من الرجال.

وقال ابن حبان: كان يخطئ، يتخالج في القلب منه لروايته عن الليث، عن الزهري، عن عروة، عن عائشة، قصة المماليك وضربهم.

توفي سنة سبع.

233 -

‌ عبد الرحمن بن قلوقا الكوفي القارئ

.

قرأ على حمزة، ثم على سليم.

قرأ عليه رجاء بن عيسى الجوهري، وغيره.

234 -

‌ عبد الرحمن بن قيس

، أبو معاوية الزعفراني البصري، ثم البغدادي. نزيل نيسابور.

عن حميد الطويل، وعبد الله بن عون، والثوري، وجماعة. وعنه أحمد بن الفرات، ومحمد بن إسحاق الصغاني، وجماعة.

وهو مجمع على ضعفه.

روى له الترمذي حديثا في الشمائل.

وقال أبو زرعة: كذاب.

ص: 108

وكذبه عبد الرحمن بن مهدي.

أنبأني يحيى الصيرفي، قال: أخبرنا عبد القادر الرهاوي الحافظ قال: أخبرنا مسعود الثقفي، قال: أخبرنا عبد الوهاب بن مندة، قال: أخبرنا أبي، قال: أخبرنا عبد الرحمن بن يحيى بن مندة، قال: حدثنا أحمد بن الفرات، قال: حدثنا عبد الرحمن بن قيس، قال: حدثنا حماد بن سلمة، عن أبي العشراء الدارمي، عن أبيه قال: سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن العتيرة فحسنها. تفرد به عبد الرحمن بن قيس.

قال ابن أبي داود: حدثنا أبي، قال: حدثنا محمد بن عمرو زنيج، قال: حدثنا عبد الرحمن بن قيس، فذكره.

قال أبي: ذكرته لابن حنبل فاستحسنه. وقال: هذا من حديث الأعراب، أمله علي. فكتبه عني.

235 -

خ د:‌

‌ عبد الرحمن بن المغيرة بن عبد الرحمن بن عبد الله

بن خالد بن حكيم بن حزام، أبو القاسم الأسدي الحزامي المدني.

عن أبيه، ومالك، وعبد الرحمن بن عياش السمعي، والدراوردي، وغيرهم. وعنه إبراهيم بن حمزة الزبيري، وأبو بكر عبد الرحمن بن عبد الملك بن شيبة، والزبير بن بكار، وآخرون.

236 -

‌ عبد الرحمن بن يوسف بن معدان الأصبهاني

. أخو الزاهد محمد بن يوسف.

روى عن عثمان بن زائدة. روى عنه: صالح بن مهران، وعبد الرحمن بن عمر رستة، ومحمد بن عاصم الثقفي.

توفي سنة عشر.

237 -

‌ عبد الرحيم بن حماد الثقفي البصري

.

عن الأعمش.

قال العقيلي: حدث عن الأعمش ما ليس من حديثه. وعنه يزيد بن محمد العقيلي، جَدِّي.

وحدث عن عمرو بن عبيد أيضا.

238 -

ت:‌

‌ عبد الرحيم بن هارون الغساني الواسطي

، أبو هشام، نزيل بغداد.

عن عبد الله بن عون، وعوف، وهشام بن حسان، وشعبة، وعبد العزيز بن

ص: 109

أبي رواد. وعنه يحيى بن موسى خت، وعبد بن حميد، ومحمد بن عبد الملك الدقيقي، وأحمد بن سليمان الرهاوي، وجماعة.

قال الدارقطني: متروك الحديث يكذب.

وقال أبو حاتم الرازي: لا أعرفه.

وحسن الترمذي حديثه.

239 -

‌ عبد السلام بن هاشم

، أبو عثمان البصري البزاز.

سمع شعبة، وحنبل بن عبد الله البصري، وعثمان بن سعد الكاتب، والعلاء بن المغيرة، وخالد بن برد، وطائفة. وعنه أبو الربيع الزهراني، وعثمان بن طالوت، ومحمد بن عمر المقدمي، وهلال بن بشر.

شهد عليه أبو حفص الفلاس بالكذب.

240 -

‌ عبد الصمد بن حسان

، أبو يحيى المروذي.

عن سفيان الثوري، وزائدة، وإسرائيل، وخارجة بن مصعب، ومالك بن أنس. وعنه محمد بن يحيى الذهلي، وأحمد بن يوسف السلمي، وأحمد بن معاذ السلمي، وأيوب بن الحسن الزاهد، ومحمد بن عبد الوهاب العبدي الفراء.

وكان إماما فقيها، ولي قضاء هراة، وغيرها.

وتوفي سنة عشر ومائتين.

لم يخرجوا له شيئا في الكتب. وهو من مرو الروذ.

قال علي بن قدامة: حدثنا عبد الصمد بن حسان قال: سمعت الثوري يقول: مر شيخ فظننته صاحب حديث، فقلت: عندك حديث؟ فقال: ما عندي حديث، ولكن عند عتيق. قال: وكان يهوديا خمارا.

روي عن أحمد بن حنبل أنه ترك حديث عبد الصمد.

وقال السليماني: روى عنه البخاري في المبسوط.

ص: 110

241 -

ع:‌

‌ عبد الصمد بن عبد الوارث بن سعيد بن ذكوان

، أبو سهل التميمي العنبري، مولاهم البصري التنوري.

عن أبيه، وعكرمة بن عمار، وهشام الدستوائي، وهمام بن يحيى، وأبان العطار، وأبي خلدة خالد بن دينار، وربيعة بن كلثوم، وإسماعيل بن مسلم العبدي، وحرب بن شداد، وحرب بن أبي العالية، وحرب بن ميمون، وخلق. وعنه إسحاق بن راهوية، ويحيى بن معين، وإسحاق الكوسج، وحجاج بن الشاعر، وبندار، وهارون بن عبد الله، وعبد بن حميد، وابنه عبد الوارث بن عبد الصمد، ومحمد بن يحيى الذهلي، وخلق.

وكان من ثقات البصريين وحفاظهم.

قال أبو حاتم: صدوق.

وقال محمد بن سعد وجماعة: توفي سنة سبع ومائتين.

• عبد الصمد بن النعمان. في الطبقة الآتية.

242 -

‌ عبد العزيز بن أبان بن محمد بن عبد الله

بن سعيد بن العاص بن أبي أحيحة سعيد بن العاص بن أمية، أبو خالد القرشي الأموي السعيدي الكوفي. نزيل بغداد. وأحد المتروكين.

عن هشام الدستوائي، ومسعر، وفطر بن خليفة، ومالك بن مغول، ويونس بن أبي إسحاق، وشعبة، والثوري، وطائفة كبيرة. وعنه الحسن بن مكرم، والحارث بن أبي أسامة، ومحمد بن الجهم السمري، ومحمد بن أحمد بن أبي العوام الرياحي، وإدريس بن جعفر العطار، وجماعة.

قال أحمد بن حنبل: لما حدث بحديث المواقيت تركته.

وقال ابن معين: كذاب خبيث، حدث بأحاديث موضوعة.

ص: 111

وقال أبو حاتم: متروك، لا يكتب حديثه.

وقال البخاري: تركوه.

وقال ابن سعد: ولي قضاء واسط، ثم عزل. فقدم بغداد وبها توفي في رابع عشر رجب سنة سبع ومائتين.

وقال الحارث بن أبي أسامة: كان كثير العيال شديد الفقر.

243 -

د ت:‌

‌ عبد العزيز بن أبي رزمة غزوان

، أبو محمد اليشكري مولاهم المروزي.

عن شعبة، وإسرائيل، وعبد الرحمن بن عبد الله المسعودي، وجويبر بن سعيد، وأبي المنيب عبيد الله العتكي، ومالك بن مغول، وجماعة. وعنه ابنه محمد بن عبد العزيز، وأحمد بن منصور زاج، وعبد بن حميد، وأبو وهب محمد بن مزاحم، وجماعة من المراوزة.

وكان قد حج في سنة خمس وخمسين ومائة، وسمع من جماعة.

ولد سنة تسع وعشرين ومائة، ومات في المحرم سنة ست ومائتين.

ذكره ابن حبان في الثقات.

244 -

‌ عبد العزيز بن النعمان الموصلي

.

روى عن شعبة، وكثير بن سليم. وعنه الحسن بن محمد الزعفراني، وعلي بن حرب. قاله ابن أبي حاتم، ثم قال: سئل أبي عنه، فقال: مجهول.

245 -

‌ عبد العزيز بن الوليد بن سليمان بن أبي السائب

القرشي الدمشقي.

روى عن أبيه، والأوزاعي، وأيوب بن تميم. وعنه بقية، ودحيم، وهشام بن عمار، ومحمود بن خالد، وأحمد بن أبي الحواري، وأحمد بن إبراهيم الدورقي، وآخرون.

ص: 112

ويعرف بعبيد الزاهد. وكان كبير القدر.

قال هشام بن عمار: ما أدركنا أعبد منه.

وقال الوليد بن عتبة: ما أدركنا أفضل منه.

وقال أبو زرعة الدمشقي: كان أورع أهل زمانه، وهو الذي يعرف بعبيد.

246 -

‌ عبد الغفار، أبو خازم

. خراساني رابط بعكا.

وروى عن محمد بن منصور، عن ابن المنكدر، وروى عن مالك بن مغول، وسفيان الثوري، وجماعة من المجاهيل. وعنه محمد بن وزير الدمشقي، وأبو الطاهر بن السرح، وإسماعيل بن حصن الجبيلي.

قال أبو حاتم: لا بأس به.

247 -

ع:‌

‌ عبد الكبير بن عبد المجيد

، أبو بكر الحنفي البصري. أخو أبي علي الحنفي.

عن أسامة بن زيد الليثي، وخثيم بن عراك، وأفلح بن حميد، وعبد الحميد بن جعفر الأنصاري، ويونس بن أبي إسحاق، وسعيد بن أبي عروبة، والضحاك بن عثمان، وجماعة. وعنه أحمد بن حنبل، وابن راهوية، وابن المديني، وبندار، ومحمد بن المثنى، وإسحاق الكوسج، والذهلي، وخلق آخرهم الكديمي.

وثقه أحمد، وغيره.

وقال ابن سعد: مات سنة أربع ومائتين.

248 -

م 4:‌

‌ عبد المجيد بن عبد العزيز بن أبي رواد الأزدي المكي أبو عبد الحميد

، مولى المهلب بن أبي صفرة.

ص: 113

عن أبيه، وابن جريج، ومعمر، وعثمان بن الأسود، ومروان بن سالم الجزري، وأيمن بن نابل، وجماعة.

وكان أعلم الناس بحديث ابن جريج. وعنه أحمد بن حنبل، وأبو بكر الحميدي، ومحمد بن يحيى العدني، وحاجب بن سليمان المنبجي، وأحمد بن شيبان الرملي، والزبير بن بكار، وخلق كثير.

. وثقه ابن معين، وأحمد.

وقال أحمد: كان فيه غلو في الإرجاء، ويقول: هؤلاء الشكاك.

وقال ابن معين: كان أعلم الناس بحديث ابن جريج، ولكن لم يكن يبذل نفسه للحديث. ثم ذكر من نبله وهيئته.

وقال مرة: كان صدوقا، ما كان يرفع رأسه إلى السماء. وكانوا يعظمونه.

وقال عبد الله بن أيوب المخرمي: لو رأيت عبد المجيد لرأيت رجلا جليلا من عبادته.

وقال الحسين بن عبد الله الرقي: حدثنا عبد المجيد، ولم يرفع رأسه أربعين سنة إلى السماء. وكان أبوه أعبد منه.

وقال أبو داود: كان رأسا في الإرجاء.

وقال يعقوب الفسوي: كان مبتدعا داعية.

وقال سلمة بن شبيب: كنت عند عبد الرزاق، فجاءنا موت عبد المجيد، وذلك في سنة ست ومائتين، فقال عبد الرزاق: الحمد لله الذي أراح أمة محمد من عبد المجيد.

وقال ابن عدي: عامة ما أنكر عليه الإرجاء.

ص: 114

قال هارون الحمال: ما رأيت أخشع لله من وكيع، وكان عبد المجيد أخشع منه.

وقال أبو نعيم: مات سنة سبع وتسعين ومائة. قلت: هذا غلط.

249 -

خ د ت ن:‌

‌ عبد الملك بن إبراهيم

، أبو عبد الله القرشي الجدي المكي. مولى بني عبد الدار.

عن شعبة، ويزيد بن إبراهيم التستري، والقاسم بن الفضل الحداني، وإبراهيم بن طهمان، وسفيان الثوري، وجماعة. وعنه عبد الله بن منير المروزي، ومحمود بن غيلان، وأحمد بن منصور زاج، وسليمان بن سيف الحراني، وأحمد ابن محمد البزي القارئ، وأحمد بن منصور الرمادي، وخلق كثير.

قال أبو زرعة: لا بأس به، وقال البزي: ثقة مأمون.

وقال أبو عبد الرحمن المقرئ: هو أحفظ مني.

قال البخاري: مات سنة أربع أو خمس ومائتين.

250 -

‌ عبد الملك بن بزيع

، أبو مروان الدمشقي. الرجل الصالح نزيل تنيس.

روى عن يحيى الذماري، والأوزاعي، وعبد الرحمن بن يزيد بن جابر، وجماعة. وعنه عبد العزيز بن الوليد، وجعفر بن مسافر، والحسن بن عبد العزيز الجروي، وقال: كان أفضل من رأيته رحمه الله.

251 -

‌ عبد الملك بن الحكم الرملي

.

عن جعفر بن برقان، وابن ثوبان، وطلحة بن زيد، وشعبة، وابن لهيعة،

ص: 115

وطائفة. وعنه موسى بن سهل الرملي، وإبراهيم بن محمد بن يوسف الفيريابي المقدسي.

252 -

ع:‌

‌ عبد الملك بن عمرو القيسي

، أبو عامر العقدي البصري.

عن زكريا بن إسحاق المكي، وهشام الدستوائي، ومحمد بن أبي حميد، وقرة بن خالد، وعمر بن أبي زائدة، وعكرمة بن عمار، ورباح بن أبي معروف، وأفلح بن حميد، وأفلح بن سعيد، وأيمن بن نابل، وشعبة، وإبراهيم بن طهمان، وخلق. وعنه أحمد بن حنبل، وإسحاق بن راهوية، وأبو خيثمة، وإسحاق الكوسج، وأحمد بن الفرات، وعباس الدوري، ومحمد بن شداد المسمعي. ومحمد بن يحيى الذهلي، والكديمي، وخلق.

قال النسائي: ثقة مأمون.

وقال محمد بن سنان القزاز: هو مولى للعقديين من بني قيس. وكان لا يخضب.

وقال غيره: كان من حفاظ أهل البصرة.

قال ابن سعد، ونصر الجهضمي: مات سنة أربع ومائتين.

قلت: وقع حديثه عاليًا في الغيلانيات.

253 -

د:‌

‌ عبد الملك بن أبي كريمة الأنصاري

، مولاهم المغربي أبو يزيد.

يروي عن عبد الرحمن بن زياد بن أنعم الإفريقي، وعبيد بن ثمامة المرادي، ويقال: عتبة بن ثمامة، ومالك بن أنس، وخالد بن حميد المهري. وعنه أبو الطاهر أحمد بن السرح: وعبد الرحمن بن زياد الرصاصي، وقاضي تونس أبو زيد شجرة بن عيسى التونسي.

قال ابن السرح: كان من خيار المسلمين.

ص: 116

وقال ابن يونس: توفي سنة أربع ومائتين.

أنبئت عن الصيدلاني أن فاطمة أخبرته، قالت: أخبرنا ابن ريذة، قال: أخبرنا الطبراني، قال: حدثنا عمرو بن أبي الطاهر بن السرح، قال: حدثنا أبي، قال: حدثنا عبد الملك بن أبي كريمة المغربي: قال: حدثني عتبة بن ثمامة قال: قدم علينا مصر عبد الله بن الحارث بن جزء، فسمعته يحدث في مسجد مصر، وسئل عن ما مست النار.

الحديث.

254 -

‌ عبد الوهاب بن حبيب بن مهران العبدي

، أبو عصمة النيسابوري الفراء الزاهد، والد محمد بن عبد الوهاب.

قال الحاكم في تاريخه: إمام في الدين والفقه والأدب والورع، غزاء، حجاج، صوام، يقاس بعبد الله بن المبارك في عصره. كنيته أبو عصمة المطوعي. قرأ القرآن على نافع بن أبي نعيم القارئ، والأدب على الأصمعي، وأخذ الفقه عن مالك، والثوري. وسمع من ابن أبي ذئب، وعبد العزيز الماجشون، وزائدة بن قدامة، وذكر جماعة. وروى عنه ابنه، وسلمة بن شبيب، وأيوب بن الحسن الزاهد، وأحمد بن يوسف السلمي، وعبد الرحمن بن بشر بن الحكم، وغيرهم.

قال ابنه أبو أحمد: مات أبي في شوال سنة ست ومائتين وأنا بالكوفة.

255 -

م 4:‌

‌ عبد الوهاب بن عطاء

، أبو نصر البصري الخفاف. مولى بني عجل.

سكن بغداد، وحدث عن حميد الطويل، وسعيد الجريري، وخالد الحذاء، وثور بن يزيد، وسعيد بن أبي عروبة وكان مكثرا عنه، وابن عون، وسليمان التيمي، ومحمد بن عمرو بن علقمة، وغيرهم. وروى القراءة عن أبي عمرو بن العلاء، روى عنه الحروف: خلف البزار، وأحمد بن جبير الأنطاكي. وعنه أحمد بن حنبل، وعمرو الناقد، والحسن بن محمد الزعفراني، وعباس الدوري، والحارث بن أبي أسامة، وخلق كثير.

ص: 117

قال ابن سعد: كان كثير الحديث. لزم ابن أبي عروبة وعرف بصحبته.

وقال ابن معين: ثقة.

وقال البخاري: ليس بالقوي.

وقال الدارقطني: ثقة.

وقال غيره: كان صالحا بكاء، رحمه الله.

قلت: مات في آخر سنة أربع ومائتين، وكان قد سمع من سعيد تصانيفه.

قال أحمد بن حنبل: كان عبد الوهاب يقرأ عند ابن أبي عروبة تصانيفه، فكان عبد الله الأفطس يقول: يا عبد الوهاب طرب طرب. قال: وكان يحيى بن سعيد حسن الرأي فيه.

وقال المروذي: قلت لأحمد: عبد الوهاب ثقة؟ قال: تدري ما تقول؟ الثقة يحيى القطان.

وروى الأثرم، عن أحمد قال: كان عبد الوهاب عالما بسعيد.

وقال يحيى بن أبي طالب: بلغنا أن عبد الوهاب كان مستملي سعيد، وكان عبد الوهاب أكثر الناس بكاء. ما كان يقوم من مجلسه حتى يبكي.

وقال أبو حاتم: يكتب حديثه.

وقال أبو زرعة: هو أصلح من علي بن عاصم. روى عن ثور حديثين ليسا من حديثه.

ص: 118

قلت: أحدهما في العباس: اللهم اخلفه في ولده حسنه الترمذي.

256 -

‌ عبيد الله بن سفيان بن رواحة البصري

.

عن ابن عون، وسفيان الثوري. وعنه عبد الرحمن بن بشر بن الحكم، ومحمد بن يونس الكديمي.

قال يحيى بن معين: كذاب.

وهو أبو سفيان الصوفي.

257 -

ع:‌

‌ عبيد الله بن عبد المجيد

، أبو علي الحنفي، أخو أبي بكر الحنفي. ولهما أخوان: عمير، وشريك ليسا بالمشهورين.

روى عن هشام الدستوائي، وقرة بن خالد، وإسماعيل بن مسلم العبدي، ومالك بن مغول، ومحمد بن عبد الرحمن بن أبي ذئب، وعكرمة بن عمار، وطبقتهم. وعنه محمد بن بشار، ومحمد بن يحيى، وعبد الله الدارمي، وإسحاق الكوسج، ونصر بن علي الجهضمي، وابنه علي بن نصر، وسليمان بن سيف، والكديمي، وخلق.

قال أبو حاتم، وغيره: ليس به بأس.

وقال الكديمي: مات سنة تسع ومائتين.

ووقع حديثه عاليا في القطيعيات.

258 -

د ن:‌

‌ عبيد بن عقيل بن صبيح

، أبو عمرو الهلالي البصري الضرير المقرئ المؤدب.

عن أبي عمرو بن العلاء، وقرة بن خالد، وهارون بن موسى الأعور، وشعبة بن الحجاج، ويونس بن أبي إسحاق، وأبي خلدة خالد بن دينار، وأبان بن يزيد، ومصعب بن ثابت، وطائفة. وعنه حفيده محمد بن عبد الله بن عبيد بن عقيل، ومحمد بن يحيى القطعي، وأبو قلابة الرقاشي، وإبراهيم بن يعقوب

ص: 119

الجوزجاني، ومحمد بن الجهم السمري، وأبو حاتم السجستاني، والحارث بن أبي أسامة، وآخرون.

قال أبو حاتم: صدوق.

وقال ابن حبان: مات في شعبان سنة سبع.

259 -

‌ عبيد بن أبي قرة البغدادي

.

عن مالك، والليث، وابن لهيعة، وسليمان بن بلال، وعبد الجبار بن الورد، وطبقتهم. وعنه أحمد بن حنبل في مسنده، ومسدد، وأبو خيثمة، وأحمد بن محمد بن يحيى القطان، وحجاج بن الشاعر، وآخرون.

قال ابن معين: ما به بأس.

وقال البخاري: لا يتابع على حديثه في قصة العباس.

قلت: الحديث في المسند وهو منكر.

قال: حدثنا الليث، عن أبي قبيل، عن أبي ميسرة مولى العباس، عن العباس. قال: كنت عند النبي صلى الله عليه وسلم ذات ليلة فقال: انظر. قلت: أرى الثريا. قال: أما إنه يملك هذه الأمة بعددها من صلبك.

260 -

د ن ق:‌

‌ عثمان بن عبد الرحمن بن مسلم الحراني الطرائفي المؤدب

، مولى بني أمية، وقيل: هو مولى بني تيم. وفي كنيته أقوال.

روى عن عبيد الله بن عمر، وهشام بن حسان، وجعفر بن برقان، وابن أبي ذئب، وأيمن بن نابل، ومعاوية بن سلام، وأشعث بن عبد الملك، وطائفة. وعنه بقية بن الوليد، وهو أكبر منه، وأبو جعفر النفيلي، وأبو كريب، وقتيبة، وعلي بن ميمون الرقي، وأبو شعيب السوسي، وأحمد بن سليمان الرهاوي، وخلق.

ص: 120

وكان أبيض الرأس واللحية.

قال ابن معين: صدوق.

وقال أبو عروبة: متعبد لا بأس به، يحدث عن قوم مجهولين بالمناكير.

وقال ابن عدي: كنيته أبو عبد الرحمن، عنده عجائب عن المجهولين، وهو في الجزريين كبقية في الشاميين.

وقال ابن أبي حاتم: أنكر أبي على البخاري إدخاله في كتاب الضعفاء.

وقال محمد بن يحيى بن كثير الحراني: مات سنة ثلاث ومائتين.

وقال غيره: سنة اثنتين.

261 -

ق:‌

‌ عثمان بن خالد بن عمر بن عبد الله بن الوليد

ابن الشهيد عثمان بن عفان، أبو عفان الأموي العثماني المدني.

عن مالك، وعبد الرحمن بن أبي الزناد، وغيرهما. وعنه ابنه أبو مروان محمد بن عثمان العثماني، والحسين بن أبي زيد الدباغ، وإبراهيم بن سعيد الجوهري.

قال البخاري: عنده مناكير.

وقال النسائي: ليس بثقة.

وقال ابن عدي: كل أحاديثه غير محفوظة.

ص: 121

262 -

ع:‌

‌ عثمان بن عمر بن فارس بن لقيط بن قيس العبدي البصري

، يقال: أصله من بخارى، أبو محمد ويقال: أبو عدي.

روى عن هشام بن حسان، ويونس بن يزيد، وقرة بن خالد، وأسامة بن زيد الليثي، وعلي بن المبارك الهنائي، وابن أبي ذئب، وشعبة، ومالك، وخلق. وعنه أحمد، وإسحاق، وأبو خيثمة، والفلاس، وبندار، وأحمد بن منصور الرمادي، وعباس الدوري، ومحمد بن يونس الكديمي، وخلق.

قال أحمد: رجل صالح ثقة.

وقال أحمد العجلي: ثقة ثبت.

وقال يحيى بن حكيم المقوم: مات ليلة الأحد لثمان بقين من ربيع الأول سنة تسع. وكذا ورخه الفلاس. وغلط أبو أمية فقال: مات سنة ثمان.

وغلط آخر فقال: سنة سبع.

263 -

‌ عثمان بن كليب القضاعي المصري الحرسي

. والحرس قرية من قرى مصر.

روى عن عمرو بن الحارث، ونافع بن يزيد. وعنه زكريا كاتب العمري، وأبو يحيى الوقار.

قتلته البجه بالحرس سنة سبع.

264 -

‌ عثمان بن اليمان

، أبو عمر البصري، ثم المكي.

سمع سفيان الثوري، وزمعة بن صالح، وغيرهما. وعنه أحمد الدورقي، وأحمد بن الوليد البغدادي.

ص: 122

كناه الحاكم.

265 -

‌ عصام بن يزيد بن عجلان

، أبو سعيد جبر الأصبهاني، خادم سفيان الثوري.

يروي عن سفيان، وشعبة، وحمزة الزيات، ومالك. وعنه ابناه محمد، وروح، وعبد الرحمن بن عمر رستة، وآخرون.

ومن القدماء: النعمان بن عبد السلام، وهو أكبر منه.

وقيل: إن عجلان مولى لمرة الطيب.

266 -

ن ق:‌

‌ عقبة بن علقمة بن حديج البيروتي

، أبو عبد الرحمن، ويقال: أبو يوسف، وأبو سعيد.

عن أرطاة بن المنذر، وإبراهيم بن أبي عبلة، وعثمان بن عطاء الخراساني، ويونس الأيلي، والأوزاعي، وجماعة. وعنه أبو مسهر، ونعيم بن حماد، وعيسى بن يونس الفاخوري، وعمرو بن عثمان الحمصي، وأبو عتبة الحجازي، والعباس بن الوليد البيروتي، وخلق.

وثقه عبد الرحمن بن خراش، وغيره.

وقال ابن عدي: روى عن الأوزاعي ما لم يوافقه عليه أحد.

وقال عباس البيروتي: مات سنة أربع ومائتين.

وممن روى عنه ابنه محمد بن عقبة.

وفي التابعين.

• -عقبة بن علقمة، أبو الجنوب.

يروي عن علي رضي الله عنه.

267 -

ن:‌

‌ علي بن بكار

، أبو الحسن البصري، نزيل المصيصة والثغور، الزاهد العارف.

صحب إبراهيم بن أدهم مدة.

وروى عن محمد بن عمرو بن علقمة، وابن

ص: 123

عون، وهشام بن حسان، والأوزاعي، وحسين المعلم، وجماعة. وعنه هناد بن السري، ويوسف بن مسلم، والفيض بن إسحاق، وسلمة بن شبيب، وبركة بن محمد الحلبي، وعبد الله بن خبيق الأنطاكي، وآخرون.

قال يوسف بن مسلم: بكى علي بن بكار حتى عمي، وكان قد أثرت الدموع على خديه.

قلت: وكان فارسا مجاهدا في سبيل الله، مرابطا بالثغر. فبلغنا عنه أنه قال: واقعنا العدو فانهزم المسلمون وقصر بي فرسي، فقلت: إنا لله وإنا إليه راجعون. فقال الفَرَس: نعم إنا لله وإنا إليه راجعون حيث تتكل على فلانة في علفي. فضمنت أن لا يليه غيري.

وعنه قال: لأن ألقى الشيطان أحب من أن ألقى حذيفة المرعشي، أخاف أن أتصنع له فأسقط من عين الله.

وقال موسى بن طريف: كانت الجارية تفرش له فيلمسه بيده ويقول: والله إنك لطيب، والله إنك لبارد، والله لا علوتك الليلة. وكان يصلي الفجر بوضوء العتمة.

قال مطين: مات سنة سبع ومائتين.

قلت: غلط من قال إنه مات سنة تسع وتسعين ومائة.

• -أما علي بن بكار المصيصي الصغير، فيأتي بعد الأربعين.

268 -

ت:‌

‌ علي بن جعفر الصادق بن محمد الباقر

بن زين العابدين علي بن الحسين. العلوي الحسيني أخو موسى، وإسماعيل، وإسحاق، ومحمد، وعبد الله، وعباس، وفاطمة، وأسماء، وأم فروة، وفاطمة الصغرى رحمهم الله. وأمه أم ولد.

روى عن أبيه شيئا يسيرا، وعن أخيه موسى الكاظم، وسفيان الثوري، وغيرهم. وعنه ابناه: محمد وأحمد، وحفيده عبد الله بن الحسن بن علي، وابن

ص: 124

ابن أخيه إسماعيل بن محمد بن إسحاق، وأحمد البزي صاحب القراءة، وسلمة بن شبيب، ونصر بن علي الجهضمي، وجماعة.

روى له الترمذي حديثا في حب آل محمد، عن نصر الجهضمي، وقع موافقة في جزء الغطريف. قال الترمذي: غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه.

وقال ابن ابن أخيه المذكور: توفي سنة عشر ومائتين.

269 -

م د ت ن:‌

‌ علي بن حفص المدائني

، أبو الحسن.

عن عكرمة بن عمار، وحريز بن عثمان، وشعبة، وورقاء، وسفيان الثوري، وطائفة. وعنه أحمد بن حنبل، وأبو خيثمة، وأبو بكر بن أبي شيبة، ومحمد بن إشكاب، ومحمد بن إسحاق الصغاني، ومحمد بن رافع، ويعقوب بن شيبة، وآخرون.

وثقه ابن معين، وغيره.

270 -

د ت ق:‌

‌ علي بن عاصم بن صهيب

. مولى قريبة بنت محمد بن أبي بكر الصديق، أبو الحسن الواسطي، ولد سنة خمس ومائة.

وروى عن سهيل بن أبي صالح، وعطاء بن السائب، ويزيد بن أبي زياد، ويحيى البكاء، وبيان بن بشر، وحصين بن عبد الرحمن، وعبد الله بن عثمان بن خثيم، وأبي هارون العبدي، وليث بن أبي سليم، وحميد الطويل، وطائفة. وعنه أحمد بن حنبل، وأحمد بن الأزهر، ومحمد بن يحيى الذهلي، وعبد بن حميد، ويحيى بن أبي طالب، ويعقوب بن شيبة، والحسن بن مكرم البزاز، والحارث بن أسامة، وهو آخر من حدث عنه.

ومن القدماء: يزيد بن زريع، وعفان بن مسلم، وآخرون.

قال يعقوب بن شيبة: كان رحمة الله عليه من أهل الدين والصلاح والخير البارع. وكان شديد التوقي. ومنهم من أنكر عليه كثرة الغلط والخطأ. ومنهم من أنكر عليه تماريه في ذلك وترك الرجوع. ومنهم من تكلم في سوء حفظه.

ص: 125

وعن عباد بن العوام قال: ليس ينكر عليه أنه لم يسمع. ولكنه كان رجلا موسرا، وكان الوراقون يكتبون له. فأتي من كتبه التي كتبوها له.

وقال وكيع: ما زلنا نعرفه بالخير، فخذوا الصحاح من حديثه ودعوا الغلط.

وقال عفان: قدمت أنا وبهز واسط، فدخلنا على علي بن عاصم فقال: ممن أنتما؟ قلنا: من أهل البصرة. فقال: من بقي؟ فذكرنا حماد بن زيد ومشايخ البصريين. فلا نذكر له إنسانا إلا استصغره، فلما خرجنا قال بهز: ما أرى هذا يفلح.

وقال أحمد بن أعين: سمعت علي بن عاصم يقول: دفع إلي أبي مائة ألف درهم. وقال: اذهب فلا أرى لك وجها إلا بمائة ألف حديث.

وقال وكيع: أدركت الناس والحلقة لعلي بن عاصم بواسط. فقيل له: إنه يغلط. فقال: دعوه وغلطه.

وقال أحمد بن حنبل: أما أنا فأحدث عنه. كان فيه لجاج ولم يكن متهما.

وقال محمد بن يحيى: قلت لأحمد بن حنبل في علي بن عاصم فقال: كان حماد بن سلمة يخطئ، وأومأ أحمد بيده، أي كثيرا، ولم ير بالرواية عنه بأسا.

وقال الخطيب في تاريخه: كان يستصغر الناس ويزدريهم.

وقال عبد الله بن علي ابن المديني: سمعت أبي يقول: أتيت علي بن عاصم فنظرت في أثلاث كثيرة، فأخرجت منها مائتي طرف. فذهبت إليه فحدث عن مغيرة، عن إبراهيم في التمتع. فقلت: إنما هذا عن مغيرة رأى حماد. فقال: من حدثكم؟ قلت: جرير. قال: ذاك الضبي رأيته ما يعقل ما يقال له. قال: ومر شيء آخر، فقلت: يخالفونك: قال: من؟ قلت: أبو عوانة. قال: وضاح

ص: 126

ذاك العبد. قال: ومر شيء، فقلت: يخالفونك. قال: من؟ قلت: إسماعيل بن إبراهيم. قال: ما رأيت ذاك يطلب حديثا قط. قال: وقال لشعبة: ذاك المسكين كنت أكلم له خالدا الحذاء، فيحدثه.

قال الخطيب: ومما أنكروه عليه حديث محمد بن سوقة.

قلت: هو الحديث الذي في جزء المروزي، والمخرمي عنه، عن محمد، عن إبراهيم النخعي، عن الأسود، عن عبد الله قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من عزى مصابا فله مثل أجره.

وللحديث طرق كثيرة كلها واهية عن محمد حتى أنهم رووه عن شعبة وسفيان، وإسرائيل عن محمد بن سوقة.

قال يعقوب بن شيبة: وهو حديث منكر. يرون أنه لا أصل له مسندا ولا موقوفا. ولا نعلم أحدا أسنده ولا وقفه غير علي. وهو من أعظم ما أنكره الناس عليه.

وقال المخرمي: حدثنا حسن بن صالح، رجل من أهل العلم، أنه رأى النبي صلى الله عليه وسلم، فسأله عن هذا الحديث فقال: صدق أنا قلته.

وقال الحارث بن أبي أسامة: حدثنا محمد بن المعافى العابد، وكان ثقة، أنه رأى النبي صلى الله عليه وسلم فسأله: أهو عنك؟ قال: نعم.

وقال محمد بن سليمان الباغندي: سمعت أبا علي الزمن يقول: رأيت النبي صلى الله عليه وسلم، وأبو بكر عن يمينه، وعمر عن يساره، وعثمان أمامه، وعلي خلفه، حتى جاؤوا فجلسوا على رابية. فقال النبي صلى الله عليه وسلم: أين علي بن عاصم؟ أين علي بن عاصم؟ فجيء به. فلما رآه قبل بين عينيه ثم قال: أحييت سنتي. قالوا: يا رسول الله إنهم يقولون: إنه أخطأ في حديث ابن مسعود: من عزى مصابا فله مثل أجره. فقال: أنا حدثت به ابن مسعود.

قال الباغندي: فجئت إلى عاصم بن علي بن عاصم في سنة تسع عشرة ومائتين، فحدثته بذلك، فركب إلى أبي علي فسمعه منه.

وقال محمد بن المنهال، وغيره: حدثنا يزيد بن زريع قال: لقيت علي

ص: 127

ابن عاصم الواسطي، فأفادني أشياء عن خالد الحذاء. فأتيت خالدا فسألته عنها فأنكرها كلها.

وقال الفلاس: علي بن عاصم فيه ضعف، وكان إن شاء الله من أهل الصدق.

وقال الليث بن حبروية: سمعت يحيى بن جعفر البيكندي يقول: كان يجتمع عند علي بن عاصم أكثر من ثلاثين ألفا. وكان يجلس على سطح. وكان له ثلاثة مستملين.

قال هارون بن حاتم: سألته عن مولده، فقال: سنة خمس ومائة.

وقال تميم بن المنتصر: ولد علي بن عاصم سنة ثمان ومائة. قال: ومات سنة إحدى ومائتين.

وقال محمد بن سعد: ولد سنة تسع ومائة. قال: وتوفي في جمادى الأولى بواسط، وهو ابن اثنتين وتسعين سنة وأشهر.

271 -

ق:‌

‌ علي بن موسى الرضا

. أحد الأعلام.

هو الإمام أبو الحسن بن موسى الكاظم بن جعفر الصادق بن محمد الباقر بن علي زين العابدين بن الحسين بن علي بن أبي طالب الهاشمي العلوي الحسيني.

روى عن أبيه، وعبيد الله بن أرطاة. وعنه ابنه أبو جعفر محمد، وأبو عثمان المازني، والمأمون، وعبد السلام بن صالح، ودارم بن قبيصة، وطائفة.

وأمه أم ولد. وله عدة إخوة كلهم من أمهات أولاد وهم: إبراهيم، والعباس، والقاسم، وإسماعيل، وجعفر، وهارون، وحسن، وأحمد، ومحمد، وعبيد الله، وحمزة، وزيد، وعبد الله، وإسحاق، وحسين، والفضل، وسليمان. وعدة بنات سماهم الزبير في كتاب النسب.

وكان سيد بني هاشم في زمانه، وأجلهم وأنبلهم. وكان المأمون يعظمه ويخضع له، ويتغالى فيه، حتى أنه جعله ولي عهده من بعده. وكتب بذلك إلى الآفاق. فثار لذلك بنو العباس وتألموا لإخراج الأمر عنهم، كما هو مذكور في الحوادث.

وقيل: إن

ص: 128

دعبلا الخزاعي أنشده مديحا فوصله بست مائة دينار وبجبة خز بذل له فيها أهل قم ألف دينار، فامتنع وسافر، فأرسلوا من قطع عليه الطريق وأخذ الجبة، فرد إلى قم وكلمهم، فقالوا: ليس إليها سبيل ولكن هذه ألف دينار، وأعطوه خرقة منها.

وقال المبرد، عن أبي عثمان المازني قال: سئل علي بن موسى الرضا: أيكلف الله العباد ما لا يطيقون؟ قال: هو أعدل من ذلك، قيل: فيستطيعون أن يفعلوا ما يريدون؟ قال: هم أعجز من ذلك.

ويروى أن المأمون هم مرة أن يخلع نفسه من الأمر ويوليه علي بن موسى الرضا، ولما جعله ولي عهده نزع السواد العباسي وألبس الناس الخضرة، وضرب اسم الرضا على الدينار والدرهم.

وقيل: إنه قال يوما للرضا: ما يقول بنو أبيك في جدنا العباس؟ فقال: ما يقولون في رجل فرض الله طاعة نبيه على خلقه، وفرض طاعته على نبيه، فأمر له المأمون بألف ألف درهم، وبلغنا أن زيد بن موسى خرج بالبصرة على المأمون وفتك بأهلها، فبعث إليه المأمون أخاه علي بن موسى الرضا يرده عن ذلك، فسار إليه فيما قيل وحجه وقال له: ويلك يا زيد، فعلت بالمسلمين ما فعلت، وتزعم أنك ابن فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم، والله لأشد الناس عليك رسول الله صلى الله عليه وسلم، ينبغي لمن أخذ برسول الله أن يعطي به، فبلغ كلامه المأمون فبكى، وقال: هكذا ينبغي أن يكون أهل بيت النبوة.

ولأبي نواس في علي رحمه الله تعالى:

قيل لي أنت أحسن الناس طرا في فنون من المقال النبيه لك من جيد القريض مديح يثمر الدر في يدي مجتنيه فعلام تركت مدح ابن موسى والخصال التي تجمعن فيه قلت لا أستطيع مدح إمام كان جبريل خادما لأبيه قلت: هذا لا يجوز إطلاقه من أن جبريل عليه السلام خادم لأبيه إلا بنص،

ص: 129

والنص معدوم فيه، وقد كذبت الرافضة على علي الرضا وآبائه أحاديث ونسخا هو بريء من عهدتها، ومنزه من قولها، وقد ذكروه من أجلها في كتب الرجال، من جملتها: عن أبيه، عن جده جعفر، عن أبيه، عن جده، عن أبيه علي مرفوعا: السبت لنا والأحد لشيعتنا، والاثنين لبني أمية، والثلاثاء لشيعتهم، والأربعاء لبني العباس، والخميس لشيعتهم، والجمعة للناس جميعا، فانظر ما أسمج هذا الكذب، قبح الله من وضعه.

وبالإسناد: لما أسري بي سقط إلى الأرض من عرقي، فنبت منه الورد، فمن أحب أن يشم رائحتي فليشم الورد، وبالسند: ادهنوا بالبنفسج، فإنه بارد في الصيف حار في الشتاء، و: من أكل رمانة بقشرها أنار الله قلبه أربعين ليلة، و: الحناء بعد النورة أمان من الجذام، و: كان عليه السلام إذا عطس قال علي له: رفع الله ذكرك، وإذا عطس علي قال له النبي صلى الله عليه وسلم: أعلى الله كعبك، فأظن هذا كله من كذب الزنادقة.

نقل القاضي شمس الدين بن خلكان، أن سبب موته أنه أكل عنبا فأكثر منه، قال: وقيل: بل كان مسموما، فاعتل منه، ومات.

قلت: مات في صفر سنة ثلاث ومائتين، عن خمسين سنة بطوس، ومشهده مقصود بالزيارة، رحمه الله.

272 -

‌ علي بن يزيد سليم الصدائي الكوفي

صاحب الأكفان.

عن: الأعمش، وهارون بن عنترة، وفطر بن خليفة، وزكريا بن أبي زائدة، وفضيل بن مرزوق، وجماعة. وعنه: أحمد بن أبي سريج الرازي، وإسحاق بن بهلول، وعبد الرحمن بن محمد بن سلام الطرسوسي، وعبد الله بن أيوب المخرمي، ومحمد بن حرب النشائي، وهارون الحمال، وطائفة، وابنه الحسين.

ص: 130

قال أحمد بن حنبل: ما كان به بأس.

وقال أبو حاتم: ليس بقوي، منكر الحديث.

وقال ابن عدي: عامة ما يرويه لا يتابع عليه.

قلت: لم يخرجوا له.

273 -

‌ علي بن يونس البلخي

، العابد.

روى عن: سفيان الثوري، وهشام بن الغاز، وعبد العزيز بن أبي رواد، ومالك بن أنس، وإسماعيل بن جعفر، وآخرين. وعنه: يعقوب بن عبيد النهرتيري، وإبراهيم بن هارون البلخي، وإسحاق بن عبد الله بن رزين النيسابوري.

ذكره ابن أبي حاتم، وما رأيت أحدا ضعفه ولا من ذكره في أصحاب مالك.

أخبرتنا فاطمة بنت سليمان، عن أبي الوفاء محمود قال: أخبرنا أبو الخير محمد، قال: أخبرنا أبو عمرو بن منده، قال: أخبرنا أبي، قال: أخبرنا محمد بن عمر بن حفص النيسابوري قال: حدثنا إسحاق بن عبد الله بن رزين، قال: حدثنا علي بن يونس البلخي، قال: حدثنا مالك، والسفيانان، وإسماعيل بن جعفر، عن عبد الله بن دينار، عن ابن عمر: نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن بيع الولاء وعن هبته.

ثم ظفرت بذكره في الضعفاء للعقيلي، فقال: لا يتابع على حديثه، ثم

ص: 131

ساق من رواية الفضل بن سهل الأعرج، عن علي بن يونس حديثا، معروف المتن، غريب السند.

274 -

‌ علية بنت أمير المؤمنين المهدي

، أخت الرشيد.

اشتريت أمها مكنونة للمهدي بمائة ألف درهم، فأولدها علية في سنة ستين ومائة، وكانت علية من أحسن النساء وأظرفهن وأعقلهن، ذات صيانة وأدب بارع.

تزوجها موسى بن عيسى بن موسى بن محمد العباسي، وكان الرشيد يبالغ في إكرامها واحترامها.

ولها ديوان شعر معروف بين الأدباء، عاشت خمسين سنة، وتوفيت في حدود العشر ومائتين.

275 -

‌ عمار بن عبد الجبار السعدي المروزي

، أبو الحسن.

سمع: ابن أبي ذئب، وشعبة، وطبقتهما. وعنه: أحمد بن سعيد الدارمي، ومحمد بن عقيل الخزاعي.

وسيعاد.

276 -

‌ عمار بن عبد الملك المروزي

، أبو اليقظان اليربوعي، مولاهم، المستملي.

سمع: شعبة، وابن لهيعة.

ذكره هكذا محمد بن حمدويه في تاريخ مرو فقال: مات ببغداد سنة خمس ومائتين، قال: وكان سيئ الحفظ مغفلا، له صلاح وعبادة، حدثنا عنه محمد بن مسعدة.

277 -

‌ عمار بن مطر العبدي الرهاوي

، أبو عثمان.

أحد المتروكين المعنيين بالحديث، روى عن: ابن أبي ذئب، وزهير، وأبي هلال، ومالك بن أنس. وعنه: عبد الله بن سالم، ومبارك بن عبد الله السراج، ومحمد بن الخضر الرقي، وأبو فروة الرهاوي، وعبد الله بن مسلمة البلدي، وآخرون.

قال ابن عدي: متروك الحديث.

ص: 132

278 -

ن:‌

‌ عمارة بن بشر الدمشقي

.

عن: الأوزاعي، ومعاوية بن يحيى الصدفي، وعبد الرحمن بن يزيد بن جابر، وغيرهم. وعنه: علي بن سهل الرملي، ونصير بن الفرج شيخ للنسائي، ويوسف بن سعيد بن مسلم.

وحدث سنة مائتين.

وتوفي بعد ذلك.

279 -

‌ عمران بن أبان الواسطي

، أخو محمد بن أبان.

روى عن: حمزة الزيات، وشعبة. وعنه: حميد بن زنجويه، وسليمان بن سيف الحراني، وآخرون.

وهو ضعيف الحديث.

280 -

ق:‌

‌ عمر بن حبيب العدوي البصري القاضي

، قيل: هو ابن حبيب بن محمد بن مجالد بن سليم، من بني عدي بن عبد مناة.

روى عن: حميد الطويل، وخالد الحذاء، ومحمد بن عجلان، وهشام بن عروة، ويونس بن عبيد، وطائفة. وعنه: إسحاق بن إبراهيم شاذان، وحفص الربالي، وحماد بن الحسن بن عنبسة، وأبو أمية الطرسوسي، ومحمد بن سنان القزاز، وأبو قلابة الرقاشي، ومحمد بن يونس الكديمي، وخلق.

قال عباس، عن يحيى بن معين: ضعيف يكذب.

وقال البخاري: يتكلمون فيه.

وقال النسائي: ضعيف.

وقال ابن عدي: حسن الحديث، يكتب حديثه مع ضعفه.

ص: 133

قلت: ولي قضاء البصرة، ثم ولي قضاء الجانب الشرقي ببغداد للمأمون، وهو جد أبي رفاعة عبد الله بن محمد بن عمر العدوي، ويروى أنه حضر مجلس الرشيد، فتنازع الفقهاء في الاحتجاج بأبي هريرة، فقال عمر بن حبيب: هو صدوق صحيح النقل، فهم الرشيد بقتله لكونه رد عليه، وطلبه، ثم دفع الله عنه.

قال غير واحد: توفي سنة سبع ومائتين بالبصرة.

281 -

م 4:‌

‌ عمر بن سعد أبو داود الحفري الكوفي العابد

، والحفر: مكان بالكوفة، وذكره بالكنية أولى.

عن: مالك بن مغول، ومسعر، وسفيان الثوري، وصالح بن حسان، وبدر بن عثمان، وجماعة. وعنه: أحمد بن حنبل، ومحمود بن غيلان، وإسحاق الكوسج، وعلي بن حرب، ومحمد بن رافع، وعبد بن حميد، وطائفة.

قال عباس: سمعت يحيى بن معين يقدمه في حديث سفيان على محمد بن يوسف وقبيصة.

وقال وكيع: إن كان يدفع بأحد في زماننا فبأبي داود.

وقال علي ابن المديني: لا أعلمني رأيت بالكوفة أعبد منه.

وقال أبو حاتم: صدوق، رجل صالح.

وقال الدارقطني: كان من الصالحين الثقات.

حكي أنه أبطأ يوما في الخروج إليهم، ثم خرج، فقال: أعتذر إليكم، فإنه لم يكن لي ثوب غير هذا، صليت فيه، ثم أعطيته بناتي حتى صلين فيه، ثم أخذته وخرجت إليكم.

وقال أبو حمدون المقرئ: دفنا أبا داود الحفري رحمه الله وتركنا بابه مفتوحا، ما كان في البيت شيء.

ص: 134

قال ابن سعد وغيره: مات في جمادى الأولى سنة ثلاث.

282 -

ق:‌

‌ عمر بن شبيب المسلي

، أبو حفص المذحجي الكوفي.

رأى أبا إسحاق السبيعي، وروى: عن عبد الملك بن عمير، وليث بن أبي سليم، وعمرو بن قيس الملائي، وإبراهيم بن مهاجر، وإسماعيل بن أبي خالد، وكثير النواء، وطائفة. وعنه: إبراهيم بن سعيد الجوهري، وأبو بكر بن أبي شيبة، وعمر بن شبة، ومحمد بن طريف، والحسن بن علي بن عفان العامري، وسعدان بن نصر، وخلق.

قال ابن معين: ليس بثقة.

وقال أبو زرعة: لين الحديث.

وقال أبو حاتم: لا يحتج به.

وقال النسائي: ليس بالقوي.

وقال ابن حبان: كان صدوقا، ولكنه كان يخطئ كثيرا على قلة روايته.

قلت: له حديث واحد في سنن ابن ماجه في الطلاق.

توفي سنة اثنتين.

283 -

م د:‌

‌ عمر بن عبد الله بن رزين

، أبو العباس السلمي النيسابوري، أخو مبشر، وجعفر.

رحل وسمع: محمد بن إسحاق، وسفيان بن حسين الواسطي، وإبراهيم بن طهمان، وسفيان الثوري، وجماعة. وعنه: أحمد بن الأزهر، وأحمد بن يوسف السلمي، وسهل بن عمار، وأيوب بن الحسن، وجماعة.

ص: 135

وقال سهل بن عمار: لم يكن بخراسان أنبل منه.

وقال الحاكم: خطتهم أشهر خطة بنيسابور في أيام عبد الله بن عامر بن كريز.

وروى أبو العباس وفاته في سنة ثلاث ومائتين.

284 -

‌ عمر بن عبد الواحد

، قد مر.

وقال بعضهم: توفي سنة إحدى ومائتين.

285 -

ق:‌

‌ عمر بن عثمان بن عمر بن موسى بن عبيد الله بن معمر

، أبو حفص التيمي المدني.

عن: إسحاق بن يحيى بن طلحة بن عبيد الله، وعبيد الله بن عمر، ويونس بن يزيد، وأبيه. وعنه: محمد بن الحسن بن زبالة، وإبراهيم بن المنذر الحزامي، والزبير بن بكار.

286 -

ع:‌

‌ عمر بن يونس اليمامي

، أبو حفص.

عن: عكرمة بن عمار، وأبيه يونس بن القاسم الحنفي، وعاصم بن محمد العمري، وملازم بن عمرو، وعمر بن أبي خثعم، وحباب بن فضالة صاحب أنس، وغيرهم. وعنه: أبو ثور الفقيه، وأبو خيثمة، وإسحاق بن وهب العلاف، وعبد الرحمن بن عمر رستة، وعمرو الناقد، وعبد بن حميد، وبندار، وخلق.

وثقه ابن معين، والنسائي.

287 -

‌ عمر بن أبي بكر

، أبو حفص المؤملي قاضي الأردن.

عن: سليمان بن بلال، وعبد الرحمن بن أبي الزناد، وجماعة. وعنه: إبراهيم بن المنذر الحزامي، والزبير بن بكار، وغيرهما.

ضعفه أبو زرعة، وغيره.

وقال أبو حاتم: ذاهب الحديث.

ص: 136

وقال سعيد بن عمرو البرذعي: آفة من الآفات.

وأما أخوه عمرو بن أبي بكر المؤملي أبو بكر فولي قضاء دمشق للرشيد ثم للأمين.

وتوفي في حدود المائتين، ذكره أبو القاسم ابن عساكر مختصرا.

288 -

‌ عمرو بن الأزهر البصري العتكي

، نزيل واسط ثم بغداد.

عن: حميد الطويل، وهشام بن عروة، وبهز بن حكيم، وطبقتهم. وعنه: حسان بن سيار، وعبد الرحمن بن عبيد الله الحلبي، وخالد بن عمرو، وغيرهم.

وقال ابن معين: ليس بثقة.

وقال النسائي: متروك.

وكذبه بعضهم.

289 -

‌ عمرو بن خالد

، أبو حفص الأعشى، ويقال: أبو يوسف.

كوفي واه، روى عن: عاصم، وهشام بن عروة، والأعمش، ومحل الضبي. وعنه: عمرو بن عبد الله الأودي، وأحمد بن حازم بن أبي غرزة، وجماعة.

قال ابن عدي: منكر الحديث.

وقال ابن حبان: لا تحل الرواية عنه.

290 -

ت:‌

‌ عمرو بن محمد بن أبي رزين

، أبو عثمان الخزاعي البصري.

عن: ثور بن يزيد، وهشام بن حسان، وسعيد بن أبي عروبة، وشعبة، والثوري. وعنه: رجاء بن محمد العذري، ويحيى بن معين، ومحمد بن سنان القزاز، ومحمد بن بشار، ومحمد بن يونس الكديمي، وطائفة.

وذكره ابن حبان في الثقات، فقال: ربما أخطأ.

ص: 137

وحدث سنة ست ومائتين.

291 -

م 4:‌

‌ عمرو بن محمد العنقزي البصري

.

توفي سنة ثلاث ومائتين، وقيل: سنة تسع وتسعين ومائة.

292 -

‌ عمرو بن عبد الغفار الفقيمي الكوفي

.

حدث عن: عمه الحسن بن عمرو الفقيمي، وهشام بن عروة، والأعمش، وابن أبي ليلى. وعنه: قتيبة، وأحمد بن الفرات، والحسن بن مكرم، ويحيى بن أبي طالب، وآخرون.

قال علي ابن المديني: رميت بحديثه، وكان رافضيا.

وقال أحمد العجلي: متروك.

ومشاه بعضهم.

توفي سنة اثنتين ومائتين.

293 -

‌ عمران بن أبان بن عمران بن زياد

، أبو موسى الواسطي الطحان.

عن: حريز بن عثمان، وحمزة الزيات، وشعبة، وشريك، وجماعة. وعنه: الحسن بن علي الخلال، والحسين بن عيسى البسطامي، وحميد بن زنجويه، وسليمان بن سيف الحراني، وعبد الله بن الحكم القطواني.

قال أبو داود: خرج مع أبي السرايا وقذف قوما.

وقال النسائي: ليس بالقوي.

وقال ابن عدي: لا أرى بحديثه بأسا.

ص: 138

وقال ابن حبان: مات سنة خمس ومائتين.

لم يخرجوا له.

294 -

‌ عنبسة بن سعيد بن أبان الأموي الكوفي

، أبو خالد، أخو يحيى، وعبيد، ومحمد، وعبد الله، وأبان.

روى عن ابن المبارك. وعنه: ابن أخيه سعيد بن يحيى، ومحمد بن حسان الأزرقي.

وثقه الدارقطني، وغيره.

مات شابا قبل أخيه عبد الله المتوفى بعد سنة ثلاث ومائتين، وقد ولي قضاء الري.

295 -

‌ عوف بن محمد

، أبو غسان المرادي البصري.

عن: يوسف بن عبدة العتكي، ومحمد بن مسلم الطائفي. وعنه: أبو حفص الفلاس، وعبدة بن عبد الله الصفار، وبندار، وغيرهم.

296 -

ن:‌

‌ العلاء بن عصيم

، أبو عبد الله الجعفي، مؤذن مسجد حسين الجعفي.

عن: زهير بن معاوية، وأبي الأحوص سلام، وعبثر بن القاسم. وعنه: أحمد بن سعيد الرباطي، وأبو بكر بن أبي شيبة، وعلي ابن المديني، وعبد الله بن عبد الرحمن الدارمي، وآخرون.

قال مطين: توفي سنة ثمان ومائتين.

297 -

‌ عيسى بن إبراهيم القرشي الهاشمي

.

أحد الضعفاء، قد دار أكثر أقاليم الإسلام، وروى عن موسى بن أبي حبيب، شيخ تابعي، غير حديث منكر. وروى عن زهير بن محمد. روى عنه:

ص: 139

بقية بن الوليد، وبشر بن القاسم، والحسين بن منصور السلمي، وعلي بن الحسن الذهلي، وجماعة من النيسابوريين.

تركه غير واحد.

وقال الحاكم: واهي الحديث بمرة، روى عنه من القدماء: كثير بن هشام، وبقية.

298 -

‌ عيسى بن خالد

، أبو عبد الله اليمامي.

قدم دمشق، وحدث عن: شعبة، وزهير بن معاوية، ومبارك بن فضالة، والليث بن سعد، وجماعة. وعنه: محمود بن خالد، ودحيم، وأحمد بن أبي الحواري، وعبد الوهاب بن عبد الرحيم الأشجعي، وموسى بن عامر، وعدة.

قال أبو حاتم: لا بأس بحديثه.

299 -

‌ عيينة بن عبد الرحمن

، أبو المنهال المهلبي اللغوي النحوي، صاحب الخليل بن أحمد، ومؤدب الأمير عبد الله بن الطاهر.

روى عن: داود بن أبي هند، وسعيد بن أبي عروبة. وعنه: علي بن الحسن الهلالي، ومحمد بن عبد الوهاب الفراء، وأهل نيسابور.

وكان من كبار أئمة العربية.

300 -

‌ غالب بن فرقد الأصبهاني

.

عن: مبارك بن فضالة، وكثير بن سليم، وعمر بن الصبح. وعنه: إسماعيل بن يزيد القطان، وعقيل بن يحيى، وروح بن جبر.

301 -

‌ فتيان بن أبي السمح عبد الله بن السمح

، أبو الخيار المصري الفقيه.

ولد سنة خمسين ومائة أو إحدى، وكان من أعيان أصحاب مالك.

قال محمد بن وزير: كان فتيان من أشغب الناس في البحث، وكان بينه وبين الشافعي مناظرة، فكان فتيان يقول: لا يباع الحر في الدين.

وقال الشافعي: إن ثبت على القول ببيعه أفعل بك كيت وكيت، وكان الشافعي حليما.

ص: 140

وقال ابن عبد الحكم: كان في فتيان عجلة، فأغلظ مرة للشافعي، فانتصر للشافعي سري بن الحكم وضرب فتيان وطوف به.

وقال محمد بن وزير: حضرت الشافعي وفتيان فتناظرا، وجرى بينهما الكلام، إلى أن قال فتيان: سمعت مالكا يقول: إن الإمام لا يكون إماما إلا على شرط أبي بكر؛ فإنه قال: وليتكم ولست بخيركم، فإن زغت فقوموني.

فاحتج الشافعي بأشياء، فبلغ السري ذلك، فضرب فتيان، ثم وثب أهل المسجد بالشافعي، فدخل منزله فلم يخرج منه إلى أن مات.

قال يونس بن عبد الأعلى: قال السري: لو شهد عندي آخر مثل الشافعي لضربت عنقه، وسمعت الشافعي يقول: والله ما شهدت على فتيان قط، ولقد سمعت منه ما لو شهدت به عليه لحل دمه.

وقال ابن أخي فتيان: سمعت عمي يقول: الله بيني وبين الشافعي، أو لا حلل الله الشافعي.

توفي سنة خمس ومائتين، ذكره ابن عمر الكندي في الموالي.

302 -

الفراء، وهو أبو زكريا يحيى بن زياد بن عبد الله بن منظور الأسدي، مولاهم، الكوفي النحْوي، صاحب التصانيف.

سكن بغداد، وأملى بها كتاب معاني القرآن، وغير ذلك.

وحدث عن: قيس بن الربيع، ومندل بن علي، وأبي الأحوص سلام بن سليم، وأبي الحسن الكسائي، وأبي بكر بن عياش. وعنه: سلمة بن عاصم، ومحمد بن الجهم السمري، وغيرهما.

وكان ثقة.

وقد روي عن ثعلب أنه قال: لولا الفراء لما كانت عربية، ولسقطت؛ لأنه خلصها؛ ولأنها كانت تتنازع ويدعيها كل أحد.

وذكر أبو بديل الوضاحي قال: أمر المأمون الفراء أن يؤلف ما يجمع به أصول النحو، وأمر أن يفرد في حجرة، ووكل به خدما وجواري يقمن بما يحتاج إليه، وصير له الوراقين، فكان يملي ذلك سنين، قال: ولما أملى كتاب

ص: 141

المعاني اجتمع له الخلق، فلم يضبط إلا القضاة، فكانوا ثمانين قاضيا، وأمل الحمد في مائة ورقة، قال: وكان المأمون قد وكل بالفراء ابنيه يلقنهما النحو، فأراد يوما النهوض لحاجة، فابتدرا إلى نعله فتنازعا أيهما يقدمه، ثم اصطلحا أن يقدم كل واحد فردة، فبلغ المأمون، فقال: ليس يكبر الرجل عن تواضعه لسلطان ووالده ومعلمه العلم.

وقال ابن الأنباري: لو لم يكن لأهل بغداد والكوفة من علماء العربية إلا الكسائي والفراء لكان لهم بهما الافتخار على الناس، قال: وكان يقال للفراء: أمير المؤمنين في النحو.

وعن هناد بن السري قال: كان الفراء يطوف معنا على الشيوخ فما رأيناه أثبت سوداء في بيضاء، فظننا أنه كان يحفظ ما يحتاج إليه.

وقال محمد بن الجهم السمري: ما رأيت مع الفراء كتابا قط إلا كتاب يافع ويفعة.

وقال أحمد بن يحيى ثعلب: حدثنا سلمة قال: أمل الفراء كتبه كلها حفظا، لم يأخذ بيده نسخة إلا كتابين: كتاب ملازم، وكتاب يافع ويفعة.

قال ابن الأنباري: مقدارهما خمسون ورقة، ومقدار كتب الفراء ثلاثة آلاف ورقة، وقيل: إنما سمي بالفراء لأنه كان يفري الكلام، وجاء أنه توفي بطريق مكة سنة سبع ومائتين، وله ثلاث وستون سنة رحمه الله.

وقال سلمة بن عاصم: إني لأعجب من الفراء كيف يعظم الكسائي وهو أعلم بالنحو منه.

303 -

‌ الفضل بن الربيع بن يونس

، حاجب الرشيد، وابن حاجب المنصور.

كان من رجال الدهر رأيا وحزما ودهاء ورياسة، وهو الذي قام بخلافة الأمين، وساق إليه الخزائن بعد موت والده، وسلم إليه القضيب والخاتم، وأتاه بذلك من طوس، وكان هو الكل لاشتغال الأمين باللعب واللهو، ولما تداعت دولة الأمين ولاح عليها الإدبار اختفى الفضل مدة طويلة، فلما بويع

ص: 142

إبراهيم بن المهدي ظهر الفضل، وساس نفسه، فلم يدخل معهم في شيء، ولهذا عفا عنه المأمون.

توفي سنة ثمان ومائتين، وهو في عشر السبعين.

304 -

‌ الفضل بن عبد الحميد الموصلي

.

شيخ مسن، رحل وسمع من الأعمش، وعمرو بن قيس الملائي، وإسماعيل بن أبي خالد، وجماعة، روى عنه: سعيد بن المغيرة، وإسحاق بن إبراهيم لؤلؤ، وعبيد بن حفص، وطائفة آخرهم موتا محمد بن أحمد بن أبي المثنى.

وما علمت أحدا ضعفه.

قال الأزدي: توفي سنة تسع ومائتين.

305 -

ت:‌

‌ القاسم بن الحكم بن كثير بن جندب العرني الكوفي

، القاضي أبو أحمد، قاضي همذان.

عن: زكريا بن أبي زائدة، وأبي حنيفة، والقاسم بن معن المسعودي، ويونس بن أبي إسحاق، وعبيد الله بن الوليد الوصافي، ومسعر، والثوري، وطائفة. وعنه: إسحاق بن الفيض، وأحمد بن محمد بن سعيد بن أبان التبعي، وزكريا بن يحيى البلخي، ومحمد بن المغيرة الضبي، وعمرو بن رافع القزويني، ومحمد بن حسان الأزرق، والمنسجر بن الصلت، وخلق.

وقد كان أحمد بن حنبل عزم على الرحلة إليه.

وثقه غير واحد.

وقال أبو زرعة: صدوق.

وقال أبو علي الرفاء، عن محمد بن صالح الأشج: مات القاسم بن الحكم سنة ثمان ومائتين، وحضرت جنازته، ولي ثلاث عشرة سنة.

306 -

‌ القاسم بن الحكم بن أوس الأنصاري البصري

.

ص: 143

عن معمر بن راشد، وغيره. وعنه: عبيد الله بن عمر القواريري، ومحمد بن المثنى العنزي.

قال أبو حاتم: مجهول.

307 -

‌ القاسم بن هارون بن محمد بن عبد الله بن محمد بن علي العباسي

، المؤتمن ابن الرشيد.

كان أبوه قد جعله ولي عهد بعد الأمين والمأمون، وشرط للمأمون إن شاء أن يقره أقره، وإن شاء أن يخلعه خلعه، فخلعه سنة ثمان وتسعين.

توفي سنة ثمان ومائتين وله خمس وثلاثون سنة.

308 -

ن:‌

‌ قدامة بن محمد بن خشرم الخشرمي المدني

.

روى عن أبيه، وأبوه مجهول، وعن مخرمة بن بكير، روى عنه: عبد الله بن هارون بن موسى الفروي، وسعد بن عبد الله بن عبد الحكم، وأهل المدينة.

قال ابن حبان: روى المقلوبات التي لا يشارك فيها، لا يجوز الاحتجاج به.

قلت: وروى أيضا عن داود بن المغيرة. وعنه: ابن نمير، وابن شيبة الحزامي.

قال أبو حاتم: ليس به بأس.

• - قراد أبو نوح، اسمه عبد الرحمن، تقدم ذكره.

309 -

‌ قريش بن إبراهيم الصيدلاني

.

بغدادي ثبت حافظ.

مات قبل الشيخوخة.

روى عن: عبد العزيز

ص: 144

الدراوردي، ومعتمر بن سليمان.

روى عنه: رفيقاه أحمد بن حنبل، وسريج بن يونس.

قال يعقوب بن شيبة: كان من علية أصحاب الحديث.

مات قبل أن يكتب عنه.

310 -

خ م د ت ن:‌

‌ قريش بن أنس البصري

.

عن: حميد الطويل، وابن عون، وحبيب بن الشهيد، وعوف الأعرابي، وجماعة. وعنه: علي ابن المدني، وبندار، وبكار بن قتيبة، والكديمي، ومحمد بن أحمد بن أبي العوام، وخلق.

قال النسائي: ثقة إلا أنه تغير.

وقال علي ابن المديني: كان ثقة.

وقال البخاري، عن إسحاق بن إبراهيم بن حبيب: مات سنة تسع ومائتين.

قال: وكان قد اختلط ست سنين في البيت.

وقال أبو داود، عن محمد بن عمر المقدمي: مات في رمضان سنة ثمان.

311 -

‌ قطرب، تلميذ سيبويه

.

هو أبو علي محمد بن المستنير البصري النحوي، صاحب التصانيف.

كان يؤدب أولاد الأمير أبي دلف العجلي، وكان أيام اشتغاله يبكر في تحصيل النوبة على سيبويه، فقال له: ما أنت إلا قطرب ليل، فلزمه هذا اللقب.

روى عنه: محمد بن الجهم السمري، وغيره.

وكان موثقا فيما ينقله.

توفي سنة ست ومائتين، قبل الفراء بسنة.

312 -

م 4:‌

‌ كثير بن هشام

، أبو سهل الكلابي الرقي، نزيل بغداد.

ص: 145

روى الكثير عن جعفر بن برقان، وحدث أيضا عن شعبة. وعنه: أحمد بن حنبل، وإسحاق، وعمرو الناقد، ومحمد بن المثنى، وعباس الدوري، والحارث بن أبي أسامة، وجماعة.

وثقه ابن معين، وأبو داود.

توفي في شعبان سنة سبع. ولما مات قالوا: اليوم مات جعفر بن برقان.

وقيل: إنه روى عن جعفر ألفا ومائة حديث.

وقال عباس الدوري: حدثنا كثير بن هشيم وكان من خيار المسلمين.

313 -

4:‌

‌ محمد بن إدريس بن العباس بن عثمان

بن شافع بن السائب بن عبيد بن عبد يزيد بن هاشم بن المطلب بن عبد مناف بن قصي، الإمام العلم أبو عبد الله الشافعي المكي المطلبي الفقيه، نسيب رسول الله صلى الله عليه وسلم.

ولد سنة خمسين ومائة بغزة، وحمل إلى مكة وهو ابن سنتين فنشأ بها، وأقبل على الأدب والعربية والشعر، فبرع في ذلك، وحبب إليه الرمي حتى فاق الأقران وصار يصيب من العشرة تسعة، ثم كتب العلم.

وروى عن: مسلم بن خالد الزنجي فقيه مكة، وداود بن عبد الرحمن العطار، وعبد العزيز بن أبي سلمة الماجشون، وعمه محمد بن علي بن شافع، ومالك بن أنس، وعرض عليه الموطأ حفظا، وعطاف بن خالد، وسفيان بن عيينة، وإبراهيم بن سعد، وإبراهيم بن أبي يحيى الأسلمي الفقيه، وإسماعيل بن جعفر، وعبد الرحمن بن أبي بكر المليكي، وعبد العزيز الدراوردي، ومحمد بن علي الجندي، ومحمد بن الحسن الفقيه، وإسماعيل بن علية،

ص: 146

ومطرف بن مازن قاضي صنعاء، وخلق سواهم. وعنه: أبو بكر الحميدي، وأبو عبيد القاسم بن سلام، وأحمد بن حنبل، وأبو ثور إبراهيم بن خالد الكلبي، وأبو يعقوب يوسف بن يحيى البويطي، وحرملة بن يحيى، وأبو إبراهيم إسماعيل بن يحيى المزني، والحسين بن علي الكرابيسي، والحسن بن محمد الزعفراني، ومحمد بن عبد الله بن عبد الحكم، والربيع بن سليمان المرادي، وموسى بن أبي الجارود المكي، ويونس بن عبد الأعلى، وأحمد بن سنان القطان، وأبو الطاهر أحمد بن عمرو بن السرح، وبحر بن نصر الخولاني، وعبد العزيز المكي صاحب الحيدة وخلق سواهم.

وممن روى عن الشافعي: أحمد بن محمد الأزرقي شيخ البخاري، وأحمد بن محمد بن سعيد الصيرفي البغدادي، وأحمد بن سعيد الهمداني، وأحمد بن أبي سريج الرازي، وأحمد بن خالد البغدادي الخلال، وأحمد بن يحيى بن وزير المصري، وأحمد ابن أخي وهب، وأحمد بن صالح، وإبراهيم بن محمد الشافعي، وإبراهيم بن المنذر، وإسحاق بن راهويه، وإسحاق بن بهلول، وأحمد بن يحيى أبو عبد الرحمن الشافعي المتكلم، والحسن بن عبد العزيز الجروي، والحارث بن سريج النقال، وحامد بن يحيى البلخي، وسليمان بن داود المهري، وسليمان بن داود الهاشمي، والأصمعي، وعبد الغني بن عبد الغني المصري العسال، وعبد العزيز بن عمران بن مقلاص، وعلي بن معبد الرقي، وعلي بن سلمة الحنفي اللبقي، وعمرو بن سواد، وأبو حنيفة قحزم بن عبد الله الأسواني، ومحمد بن يحيى العدني، ومحمد بن سعيد بن غالب العطار، ومسعود بن سهل المصري الأسود، وهارون بن سعيد الأيلي، ويحيى بن عبد الله الخثعمي.

وهذا التاريخ يضيق عن ذكر شمائل الإمام الشافعي رحمه الله، فإن غير واحد من العلماء قد أفردوا ترجمة الشافعي في مجلد تام، ولكنا نذكر إن شاء الله له ترجمة حسنة:

ص: 147

كان السائب بن عبيد المطلبي أحد من أسر يوم بدر من المشركين، وكان يشبه بالنبي صلى الله عليه وسلم، وأمه هي الشفاء بنت أرقم بن نضلة أخي عبد المطلب ابني هاشم، فيقال: إنه أسلم بعد أن فدى نفسه، ولابنه رؤية، أعني شافعا، وعثمان بن شافع معدود من التابعين، وكانت أم الشافعي أزدية، فعن ابن عبد الحكم قال: لما حملت أم الشافعي به رأت كأن المشتري خرج من فرجها حتى انقض بمصر، ثم وقع في كل بلد منه شظية، فتأول المعبرون أنه يخرج منها عالم يخص علمه أهل مصر، ثم يتفرق في سائر البلدان.

وعن الشافعي قال: لم يكن لي مال، فكنت أطلب العلم في الحداثة أذهب إلى الديوان أستوهب الظهور أكتب فيها.

وقال عمرو بن سواد: قال لي الشافعي: كانت نهمتي في شيئين: في الرمي وطلب العلم، فنلت من الرمي حتى كنت أصيب من عشرة عشرة، وسكت عن العلم، فقلت له: أنت والله في العلم أكبر منك في الرمي.

قال: وولدت بعقسلان فلما أتت علي سنتان حملتني أمي إلى مكة، هذه رواية صحيحة.

وقد قال عبد الرحمن بن أبي حاتم: حدثنا أحمد بن عبد الرحمن ابن أخي ابن وهب قال: سمعت الشافعي يقول: ولدت باليمن فخافت أمي علي الضيعة، وقالت: الحق بأهلك فتكون مثلهم، فجهزتني إلى مكة فقدمتها وأنا ابن عشر، فصرت إلى نسيب لي وجعلت أطلب العلم، فيقول لي: لا تشتغل بهذا وأقبل على ما ينفعك، فجعلت لذتي في هذا العلم وطلبه حتى رزق الله منه ما رزق.

كذا قال أنه ولد باليمن، وهذا غلط، أو لعله أراد باليمن القبيلة.

وقال أحمد بن إبراهيم الطائي الأقطع، وهو مجهول: حدثنا المزني، سمع الشافعي يقول: حفظت القرآن وأنا ابن سبع سنين، وحفظت الموطأ وأنا ابن عشر سنين.

وقال الآبري في مناقب الشافعي: سمعت الزبير بن عبد الواحد الهمذاني قال: أخبرنا علي بن محمد بن عيسى قال: سمعت الربيع بن سليمان يقول: ولد الشافعي يوم مات أبو حنيفة. علي بن محمد لا أعرفه.

وقال أبو بكر محمد بن أحمد بن عبد الله بن محمد المطلبي الشافعي

ص: 148

المكي، شيخ لابن جميع، قال أبي: سمعت عمي يقول: سمعت الشافعي يقول: أقمت في بطون العرب عشرين سنة آخذ أشعارها ولغاتها، وحفظت القرآن، فما علمت أنه مر بي حرف إلا وقد علمت المعنى فيه، والمراد: ما خلا حرفين، أحدهما: دساها.

عبد الملك بن محمد أبو نعيم الفقيه: حدثني علان بن المغيرة قال: سمعت حرملة يقول: سمعت الشافعي يقول: أتيت مالكا وأنا ابن ثلاث عشرة سنة، وكان ابن عم لي والي المدينة، فكلم لي مالكا فأتيته، فقال: اطلب من يقرأ لك، فقلت: أنا أقرأ، فقرأت عليه، فكان ربما قال لي لشيء قد مر: أعده، فأعيده حفظا، وكأنه أعجبه، ثم سألته عن مسألة فأجابني، ثم أخرى، فقال: أنت تحب أن تكون قاضيا.

وقال ابن عبد الحكم: سمعت الشافعي يقول: قرأت على إسماعيل بن قسطنطين، وقال: قرأت على شبل، وأخبر شبل أنه قرأ على عبد الله بن كثير، وأخبر ابن كثير أنه قرأ على مجاهد، وأخبر مجاهد أنه قرأ على ابن عباس.

قال: وكان إسماعيل يقول: القران اسم وليس بمهموز، ولم يؤخذ من قرأت، ولو أخذ من قرأت كان كل ما قرئ قرآنا، ولكنه اسم للقران مثل التوراة والإنجيل.

وقال محمد بن إسماعيل، أظنه السلمي: حدثني حسين الكرابيسي قال: بت مع الشافعي غير ليلة، وكان يصلي نحو ثلث الليل، فما رأيته يزيد على خمسين آية فإذا أكثر فمائة، وكان لا يمر بآية رحمة إلا سأل الله، ولا يمر بآية عذاب إلا تعوذ منها.

وقال إبراهيم بن محمد بن الحسن الأصبهاني: حدثنا الربيع قال: كان الشافعي يختم القرآن ستين مرة في رمضان.

وكان الشافعي من أحسن الناس قراءة، فروى الزبير بن عبد الواحد الإستراباذي، قال: سمعت عباس بن الحسين، قال: سمعت بحر بن نصر يقول: كنا إذا أردنا أن نبكي قال بعضنا لبعض: قوموا بنا إلى هذا الفتى المطلبي يقرأ القرآن، فإذا أتيناه استفتح القرآن حتى يتساقط الناس ويكثر عجيجهم بالبكاء من حسن صوته، فإذا رأى ذلك أمسك عن القراءة.

ص: 149

وقال أحمد بن عبد الرحمن بن الجارود، وهو كذاب: سمعت الربيع يقول: كان الشافعي يفتي وله خمس عشرة سنة، وكان يحيي الليل إلى أن مات.

وقال محمد بن محمد الباغندي: حدثني الربيع بن سليمان قال: حدثنا الحميدي قال: سمعت مسلم بن خالد الزنجي ومر على الشافعي وهو يفتي وهو ابن خمس عشرة سنة، فقال: يا أبا عبد الله أفت فقد آن لك أن تفتي.

قال أبو بكر الخطيب: هكذا ذكر في هذه الحكاية، وليس ذلك بمستقيم؛ لأن الحميدي كان يصغر عن إدراك الشافعي وله تلك السن، والصواب ما أخبرنا علي بن المحسن، قال: حدثنا محمد بن إسحاق الصفار، قال: حدثنا عبد الله بن محمد القزويني قال: سمعت الربيع بن سليمان قال: سمعت الحميدي يقول: قال مسلم بن خالد الزنجي للشافعي: يا أبا عبد الله أفت الناس، آن لك والله أن تفتي، وهو ابن دون عشرين سنة.

ورواها أبو نعيم الإستراباذي كذلك، عن الربيع، عن الحميدي قال: قال مسلم الزنجي.

وقال أبو نعيم الحافظ: حدثنا خالي، قال: أخبرنا أبو نصر المصري، قال: سمعت محمد بن العباس قال: سمعت إبراهيم بن برانة قال: كان الشافعي طوالا جسيما نبيلا.

وقال الزعفراني: كان الشافعي يخضب بالحناء، خفيف العارضين.

وقال المزني: ما رأيت أحسن وجها من الشافعي، وكان ربما قبض على لحيته، فلا تفضل عن قبضته.

وقال الربيع: سمعت الشافعي يقول: كنت ألزم الرمي حتى كان الطبيب يقول: أخاف أن يصيبك السل من كثرة وقوفك في الحر، وكنت أصيب من العشرة تسعة.

وروى عبد الرحمن بن أبي حاتم في كتاب مناقب الشافعي له بإسنادين، أن الشافعي قال: كنت أكتب في الأكتاف والعظام.

وقال الحميدي: سمعت الشافعي يقول: كنت يتيما في حجر أمي ولم يكن

ص: 150

لها ما تعطي المعلم، وكان المعلم قد رضي مني أن أقوم على الصبيان إذا غاب، وأخفف عنه.

وقال الربيع: سمعت الشافعي يقول: قدمت على مالك وقد حفظت الموطأ ظاهرا، فقلت: أريد سماعه، فقال: اطلب من يقرأ لك، فقلت: لا عليك أن تسمع قراءتي، فإن سهل عليك قرأت لنفسي، فقال: اطلب من يقرأ لك، وكررت عليه، فلما سمع قراءتي قرأت لنفسي.

وقال جعفر ابن أخي أبي ثور: سمعت عمي يقول: كتب عبد الرحمن بن مهدي إلى الشافعي وهو شاب، أن يضع له كتابا فيه معاني القرآن، ويجمع قبول الأخبار فيه، وحجة الإجماع، وبيان الناسخ والمنسوخ من القرآن والسنة، فوضع له كتاب الرسالة.

قال عبد الرحمن بن مهدي: ما أصلي صلاة إلا وأنا أدعو للشافعي فيها، قلت: وكان عبد الرحمن من كبار العلماء، قال فيه أحمد بن حنبل: عبد الرحمن بن مهدي إمام.

وروى أبو العباس بن سريج، عن أبي بكر بن الجنيد قال: حج بشر المريسي فرجع، فقال لأصحابه: رأيت شابا من قريش بمكة ما أخاف على مذهبنا إلا منه، يعني: الشافعي.

وقال الزعفراني: حج المريسي، فلما قدم قال: رأيت بالحجاز رجلا ما رأيت مثله سائلا ولا مجيبا، يعني: الشافعي، قال: فقدم علينا، فاجتمع إليه الناس وخفوا عن بشر، فجئت إلى بشر، فقلت: هذا الشافعي الذي كنت تزعم قد قدم، فقال: إنه قد تغير عما كان عليه، قال: فما كان مثله إلا مثل اليهود في أمر عبد الله بن سلام.

وقال الميموني: سمعت أحمد بن حنبل يقول: ستة أدعوا لهم سحرا، أحدهم الشافعي.

وقال محمد بن هارون الزنجاني: حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل قال: قلت لأبي: يا أبة، أي رجل كان الشافعي؟ فإني سمعتك تكثر من الدعاء له؟ فقال لي: يا بني، كان الشافعي كالشمس للدنيا، وكالعافية للناس، فهل لهذين من خلف، أو منهما عوض؟ الزنجاني مجهول.

ص: 151

وقال أبو داود: ما رأيت أحمد يميل إلى أحد ميله إلى الشافعي.

وقال أبو عبيد: ما رأيت رجلا أعقل من الشافعي.

وقال قتيبة: الشافعي إمام.

وقال أبو علي الصواف: حدثني أحمد بن الحسن الحماني، قال: سمعت أبا عبيد يقول: رأيت الشافعي عند محمد بن الحسن، وقد دفع إليه خمسين دينارا، وكان قد دفع إليه قبل ذلك خمسين درهما، وقال: إن اشتهيت العلم فالزم.

قال أبو عبيد: فسمعت الشافعي يقول: كتبت عن محمد بن الحسن وقر بعير، ولما أعطاه محمد قال: لا تحتشم، قال: لو كنت عندي ممن أحتشمك ما قبلت برك، تفرد بها الحماني، وهو مجهول.

لكن قول الشافعي: حملت عن محمد وقر بختي صحيح، رواه ابن أبي حاتم قال: حدثنا الربيع، قال: سمعت الشافعي يقول: حملت عن محمد بن الحسن حمل بختي، ليس عليه إلا سماعي.

وقال أبو حاتم: حدثنا أحمد بن أبي سريج الرازي، قال: سمعت الشافعي يقول: أنفقت على كتب محمد بن الحسن ستين دينارا، ثم تدبرتها، فوضعت إلى جنب كل مسألة حديثا.

قلت: وكان الشافعي مع فرط ذكائه يستعمل ما يزيده حفظا وذكاء.

قال هارون بن سعيد الأيلي: قال لنا الشافعي: أخذت اللبان سنة للحفظ، فأعقبني رمي الدم سنة.

وقال يونس بن عبد الأعلى: لو جمعت أمة لوسعهم عقل الشافعي.

وعن يحيى بن أكثم قال: كنا عند محمد بن الحسن في المناظرة، وكان الشافعي رجلا قرشي العقل والفهم والذهن، صافي العقل والفهم والدماغ، سريع الإصابة، ولو كان أكثر سماعا للحديث لاستغنى أمة محمد صلى الله عليه وسلم به عن غيره من الفقهاء.

رواها أبو جعفر الترمذي، قال: حدثني أبو الفضل الواشجردي قال: سمعت أبا عبد الله الصاغاني، عن يحيى، فذكرها.

ص: 152

وعن المأمون، قال: قد امتحنت محمد بن إدريس في كل شيء فوجدته كاملا.

وقال عمرو بن عثمان المكي الزاهد: حدثني أحمد بن محمد ابن بنت الشافعي قال: سمعت أبي وعمي يقولان: كان ابن عيينة إذا جاءه شيء من التفسير والفتيا التفت إلى الشافعي فيقول: سلوا هذا.

وقال أبو سعيد ابن الأعرابي: حدثنا تميم بن عبد الله، قال: سمعت سويد بن سعيد يقول: كنا عند سفيان، فجاء الشافعي، فروى سفيان حديثا رقيقا، فغشي على الشافعي، فقيل: يا أبا محمد مات محمد بن إدريس، فقال: إن كان مات فقد مات أفضل أهل زمانه.

وقال الدارقطني في ذكر من روى عن الشافعي: حدثنا أبو بكر محمد بن أحمد بن سهل النابلسي الشهيد، قال: حدثنا أحمد بن محمد بن زياد الأعرابي، قال: سمعت تميم بن عبد الله الرازي، قال: سمعت أبا زرعة يقول: سمعت قتيبة يقول: مات الثوري ومات الورع، ومات الشافعي وماتت السنن، ويموت أحمد بن حنبل وتظهر البدع.

وقال الحارث بن سريج النقال: سمعت يحيى القطان يقول: أنا أدعو الله للشافعي أخصه به.

وقال أبو بكر بن خلاد: أنا أدعو الله في دبر صلاتي للشافعي.

وقال داود بن علي الظاهري: سمعت إسحاق بن راهويه يقول: لقيني أحمد بن حنبل بمكة، فقال: تعال حتى أريك رجلا لم تر عيناك مثله، قال: قأقامني على الشافعي.

وقال أبو ثور: ما رأيت مثل الشافعي، ولا رأى هو مثل نفسه.

وقال أيوب بن سويد صاحب الأوزاعي: ما ظننت أني أعيش حتى أرى مثل الشافعي.

وقال أحمد بن حنبل، وله طرق عنه: إن الله يقيض للناس في رأس كل مائة سنة من يعلمهم السنن وينفي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم الكذب، فنظرنا، فإذا في رأس المائة عمر بن عبد العزيز، وفي رأس المائتين الشافعي.

وقال حرملة: سمعت الشافعي يقول: سميت ببغداد: ناصر الحديث.

ص: 153

وقال الفضل بن زياد: سمعت أحمد بن حنبل يقول: ما أحد مس محبرة ولا قلما إلا وللشافعي في عنقه منة.

وقال أحمد: كان الشافعي من أفصح الناس.

وقال إبراهيم الحربي: سألت أحمد عن الشافعي فقال: حديث صحيح، ورأي صحيح.

وقال الزعفراني: ما قرأت على الشافعي حرفا من هذه الكتب إلا وأحمد حاضر.

وقال إسحاق بن راهويه: ما تكلم أحد بالرأي - وذكر الأوزاعي، والثوري، وأبا حنيفة، ومالكا - إلا والشافعي أكثر اتباعا وأقل خطأ منه، الشافعي إمام.

وقال ابن معين: ليس به بأس.

وعن أبي زرعة قال: ما عند الشافعي حديث فيه غلط.

وقال أبو داود: ما أعلم للشافعي حديثا خطأ.

وقال أبو حاتم: صدوق.

وقال الربيع بن سليمان: لو رأيتم الشافعي لقلتم إن هذه ليست كتبه، كان والله لسانه أكبر من كتبه.

وعن يونس بن عبد الأعلى قال: ما كان الشافعي إلا ساحرا، ما كنا ندري ما يقول إذا قعدنا حوله، كأن ألفاظه سكر.

وعن عبد الملك بن هشام النحوي قال: طالت مجالستنا للشافعي، فما سمعت منه لحنة قط، وكان ممن تؤخذ عنه اللغة.

وقال أحمد بن أبي سريج الرازي: ما رأيت أحدا أفوه ولا أنطق من الشافعي.

وقال الأصمعي: أخذت شعر هذيل عن الشافعي.

ص: 154

وقال الزبير: أخذت شعر هذيل ووقائعها عن عمي مصعب الزبيري، وقال: أخذتها من الشافعي حفظا.

وقال موسى بن سهل: حدثنا أحمد بن صالح قال: قال لي الشافعي: تعبد من قبل أن ترأس، فإنك إن تراءست لم تقدر أن تتعبد.

قال أحمد: وكان الشافعي إذا تكلم كأن صوته صوت صنج أو جرس من حسن صوته.

وقال محمد بن عبد الله عبد الحكم: ما رأيت الشافعي يناظر أحدا إلا رحمته. وقال: لو رأيت الشافعي يناظرك لظننت أنه سبع يأكلك، وهو الذي علم الناس الحجج.

وقال الربيع ب سليمان: سئل الشافعي عن مسألة، فأعجب بنفسه، فأنشأ يقول:

إذا المشكلات تصدينني كشفت حقائقها بالنظر ولست بإمعة في الرجال أسائل هذا وذا ما الخبر ولكنني مدره الأصغرين فتاح خير وفراج شر وعن هارون بن سعيد الأيلي قال: لو أن الشافعي ناظر على أن هذا العمود الحجر خشب لغلب؛ لاقتداره على المناظرة.

وقال الزعفراني: قدم علينا الشافعي بغداد سنة خمس وتسعين، فأقام عندنا سنتين، ثم خرج إلى مكة، ثم قدم علينا سنة ثمان وتسعين، فأقام عندنا أشهرا، ثم خرج، يعني إلى مصر.

قلت: وقد قدم قبل ذلك بغداد قدمته الأولى التي لقي فيها محمد بن الحسن.

وقال الربيع: سمعت الشافعي يقول في حكاية ذكرها:

لقد أصبحت نفسي تتوق إلى مصر ومن دونها أرض المهامه والقفر فوالله ما أدري أللفوز والغنى أساق إليها أم أساق إلى قبري فسيق والله إليهما جميعا.

وقال ابن خزيمة، ويوسف بن عبد الأحد الرعيني، ومحمد بن أحمد بن زغبة، وأبو القاسم بن بشار: سمعنا الربيع يقول: سمعت الشافعي يقول: القرآن كلام الله غير مخلوق. لفظ ابن خزيمة.

ص: 155

الدارقطني: حدثنا الحسن بن رشيق، قال: أخبرنا فقير بن موسى بن فقير الأسواني، قال: أخبرنا أبو حنيفة قحزم بن عبد الله الأسواني، قال: حدثنا الشافعي، قال: حدثنا أبو حنيفة بن سماك بن الفضل الخولاني الشهابي، قال: حدثنا ابن أبي ذئب، عن المقبري، عن أبي شريح الكعبي، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يوم الفتح: من قتل له قتيل فهو بخير النظرين: إن أحب العقل أخذ، وإن أحب فله القود.

وقال علي بن محمد بن أبان القاضي: حدثنا أبو يحيى الساجي، قال: حدثنا المزني، قال: لما وافى الشافعي مصر، قلت في نفسي: إن كان أحد يخرج ما في ضميري وما تعلق به خاطري من أمر التوحيد فهو، فصرت إليه وهو في مسجد مصر، فلما جثوت بين يديه قلت: إنه هجس في ضميري مسألة في التوحيد، فعلمت أن أحدا لا يعلم علمك، فما الذي عندك؟ فغضب ثم قال: أتدري أين أنت؟ قلت: نعم، قال: هذا الموضع الذي غرق فيه فرعون، أبلغك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمر بالسؤال عن ذلك؟ فقلت: لا، فقال: هل تكلم فيه الصحابة؟ قلت: لا، قال: تدري كم نجما في السماء؟ قلت: لا، قال: فكوكب منها تعرف جنسه، طلوعه، أفوله، مم خلق؟ قلت: لا، قال: فشيء تراه بعينك من الخلق لست تعرفه، تتكلم في علم خالقه، ثم سألني عن مسألة في الوضوء، فأخطأت فيها، ففرعها على أربعة أوجه، فلم أصب في شيء منه، فقال: شيء تحتاج إليه في اليوم خمس مرات تدع علمه، وتتكلف علم الخالق، إذا هجس في ضميرك ذلك، فارجع إلى الله تعالى، وإلى قوله: وإلهكم إله واحد الآية، والآية بعدها، فاستدل بالمخلوق على الخالق، ولا تتكلف علم ما لم يبلغه عقلك، قال: فتبت.

مدارها على أبي علي بن حمكان، وهو ضعيف.

وقال ابن أبي حاتم: في كتابي عن الربيع بن سليمان، قال: حضرت الشافعي، أو حدثني أبو شعيب، إلا أني أعلم أنه حضر عبد الله بن عبد الحكم، ويوسف بن عمرو، وحفص الفرد، وكان الشافعي يسميه المنفرد، فسأل حفص

ص: 156

عبد الله: ما تقول في القرآن؟ فأبى أن يجيبه، فسأل يوسف فلم يجبه، وكلاهما أشار إلى الشافعي، فسأل الشافعي، واحتج عليه، فطالت فيه المناظرة، فقام الشافعي بالحجة عليه بأن القرآن كلام الله غير مخلوق، وبكفر حفص.

قال الربيع: فلقيت حفصا في المسجد، فقال: أراد الشافعي قتلي!

وقال الربيع: سمعت الشافعي يقول: الإيمان قول وعمل، يزيد وينقص.

وقال الربيع: قال الشافعي: تجاوز الله عما في القلوب، وكتب على الناس الأفعال والأقاويل.

وقال المزني: قال الشافعي: يقال لمن ترك الصلاة لا يعملها: فإن صليت وإلا استتبناك، فإن تبت وإلا قتلناك، كما تكفر، فنقول: إن آمنت وإلا قتلناك.

وعن الربيع: قال الشافعي: ما أوردت الحجة، والحق على أحد فقبله إلا هبته واعتقدت مودته، ولا كابرني على الحق أحد ودافع إلا سقط من عيني.

وقال ابن عبد الحكم، وغيره: قال الشافعي: ما ناظرت أحدا فأحببت أن يخطئ.

وقال أحمد بن حنبل: كان الشافعي إذا ثبت عنده الحديث قلده وخبر خصائله، لم يكن يشتهي الكلام، إنما همته الفقه.

وقال عبد الله بن أحمد بن حنبل، سمعت أبي يقول: قال الشافعي: أنتم أعلم بالأخبار الصحاح منا، فإذا كان خبر صحيح فأعلمني حتى أذهب إليه، كوفيا كان، أو بصريا، أو شاميا.

وقال حرملة: قال الشافعي: كل ما قلت فكان من رسول الله صلى الله عليه وسلم خلاف قولي مما صح فهو أولى ولا تقلدوني.

وقال الربيع: سمعت الشافعي يقول: إذا وجدتم في كتابي خلاف سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم فقولوا بها، ودعوا ما قلته. وقال: سمعته يقول، وقال له رجل: يا أبا عبد الله، تأخذ بهذا الحديث؟ فقال: متى رويت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم حديثا صحيحا ولم آخذ به، فأشهدكم أن عقلي قد ذهب.

ص: 157

وقال الحميدي: روى الشافعي يوما حديثا، فقلت: أتأخذ به؟ فقال: رأيتني خرجت من كنيسة، وعلي زنار، حتى إذا سمعت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم حديثا لا أقول به؟

وقال الشافعي: إذا صح الحديث فهو مذهبي.

وقال: إذا صح الحديث فاضربوا بقولي الحائط.

وقال الربيع: سمعته يقول: أي سماء تظلني، وأي أرض تقلني إذا رويت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم حديثا، فلم أقل به.

وقال أبو ثور: سمعته يقول: كل حديث عن النبي صلى الله عليه وسلم فهو قولي، وإن لم تسمعوه مني.

وقال محمد بن بشر العكري، وغيره: حدثنا الربيع قال: كان الشافعي قد جزأَ الليل ثلاثة أجزاء: ثلثه الأول يكتب، والثاني يصلي، والثالث ينام.

قلت: هذه حكاية صحيحة، تدل على أن ليله كان كله عبادة، فإن كتابة العلم عبادة، والنوم لحق الجسد عبادة، قال عليه السلام: إن لجسدك عليك حقا. وقال معاذ: فأحتسب نومتي كما أحتسب قومتي.

وقال أبو عوانة: حدثنا الربيع قال: سمعت الشافعي يقول: ما شبعت منذ ست عشرة سنة إلا مرة، فأدخلت يدي فتقيأتها، رواها ابن أبي حاتم فزاد فيها: لأن الشبع يثقل البدن، ويزيل الفطنة، ويجلب النوم، ويضعف عن العبادة.

وعن الربيع: قال لي الشافعي: عليك بالزهد، فإن الزهد على الزاهد أحسن من الحلي على الناهد.

وقال إبراهيم بن الحسن الصوفي: أخبرنا حرملة قال: سمعت الشافعي يقول: ما حلفت بالله صادقا ولا كاذبا.

وقال أبو ثور: قلما كان الشافعي يمسك الشيء من سماحته.

وقال عمرو بن سواد: كان الشافعي أسخى الناس على الدينار والدرهم والطعام، قال لي: أفلست ثلاث مرات، فكنت أبيع قليلي وكثيري حتى حلي ابنتي وزوجتي، ولم أرهن قط.

ص: 158

وقال الربيع: أخذ رجل بركاب الشافعي، فقال لي: أعطه أربعة دنانير واعذرني عنده.

وعن المزني: أن الشافعي وقف على رجل رآه حسن الرمي، فأعطاه ثلاثة دنانير، وقال له: أحسنت.

وقال أبو علي الحصائري: سمعت الربيع يقول: مر الشافعي على حمار في الحذائين، فسقط سوطه، فوثب غلام ومسح السوط بكمه وناوله إياه، فقال لغلامه: أعطه تلك الدنانير. قال الربيع: ما أدري كانت تسعة أو سبعة. وقال: تزوجت، فسألني الشافعي، كم أصدقتها؟ قلت: ثلاثين دينارا، عجلت منها ستة، فأعطاني أربعة وعشرين دينارا.

وعن الربيع: أن رجلا ناول الشافعي رقعة فيها: إني رجل بقال، رأس مالي درهم، وقد تزوجت فأعني، فقال: يا ربيع، أعطه ثلاثين دينارا، واعذرني عنده، فقلت: إن هذا تكفيه عشرة دراهم، فقال: ويحك أعطه.

وقال ابن أبي حاتم: حدثنا عبد الرحمن بن إبراهيم قال: حدثنا محمد بن روح قال: حدثنا الزبير بن سليمان القرشي، عن الشافعي قال: خرج هرثمة فأقرأني سلام أمير المؤمنين هارون، وقال: قد أمر لك بخمسة آلاف دينار، قال: فحمل إليه المال، فدعا بحجام فأخذ شعره، فأعطاه خمسين دينارا، ثم أخذ رقاعا فصرر صررا، وفرقها في القرشيين، حتى ما بقي معه إلا نحو مائة دينار.

وقال أبو نعيم بن عدي، والأصم، والعكري، وآخرون: حدثنا الربيع قال: أخبرني الحميدي، قال: قدم علينا الشافعي صنعاء، فضربت له الخيمة، ومعه عشرة آلاف دينار، فجاء قوم فسألوه، فما قلعت الخيمة ومعه منها شيء.

وقال ابن عبد الحكم: كان الشافعي أسخى الناس بما يجد.

وقال إبراهيم بن محمود النيسابوري: حدثنا داود الظاهري قال: حدثنا أبو ثور قال: كان الشافعي من أسمح الناس، كان يشتري الجارية الصناع التي تطبخ وتعمل الحلواء، ويشترط عليها هو أن لا يقربها، لأنه كان عليلا لا يمكنه أن يقرب النساء لباسور به إذ ذاك، فكان يقول لنا: اشتهوا ما أردتم.

قلت: هذا أصابه بأخرة، وإلا فقد تزوج وجاءته الأولاد.

ص: 159

وقال أبو علي بن حكمان في كتاب فضائل الشافعي: حدثنا إبراهيم بن محمد بن يحيى المزكي قال: حدثنا ابن خزيمة قال: حدثنا الربيع قال: أصحاب مالك يفخرون علينا فيقولون: كان يحضر مجلس مالك نحو من ستين معمما، والله لقد عددت في مجلس الشافعي ثلاث مائة معمم سوى من شذ عني.

وقال الحسن بن سفيان: حدثنا أبو ثور، قال: سمعت الشافعي، وكان من معادن الفقه، ونقاد المعاني، وجهابذة الألفاظ يقول: حكم المعاني خلاف حكم الألفاظ؛ لأن المعاني مبسوطة إلى غير غاية، وأسماء المعاني معدودة محدودة، وجميع أصناف الدلالات على المعاني، لفظا وغير لفظ، خمسة أشياء أولها اللفظ، ثم الإشارة، ثم العقد، ثم الخط، ثم الذي يسمى النصبة؛ والنصبة في الحال الدلالة التي تقوم مقام تلك الأصناف، ولا تقصر عن تلك الدلالات؛ ولكل واحد من هذه الخمسة صورة بائنة من صورة صاحبتها، وحلية مخالفة لحلية أختها، وهي التي تكشف لك عن أعيان المعاني في الجملة، وعن خفائها عن التفسير، وعن أجناسها وأفرادها، وعن خاصها وعامها، وعن طباعها في السار والضار، وعما يكون بهوا بهرجا وساقطا مدحرجا.

وقال الربيع: كنت أنا والمزني والبويطي عند الشافعي، فقال لي: أنت تموت في الحديث، وقال للمزني: هذا لو ناظره الشيطان قطعه وجدله، وقال للبويطي: أنت تموت في الحديد، فدخلت على البويطي أيام المحنة، فرأيته مقيدا مغلولا.

وقال أبو بكر محمد بن إدريس وراق الحميدي: سمعت الحميدي يقول: قال الشافعي: خرجت إلى اليمن في طلب كتب الفراسة حتى كتبتها وجمعتها، وقد روي عن الشافعي عدة إصابات في الفراسة.

وعن الشافعي قال: أقدر الفقهاء على المناظرة من عود لسانه الركض في ميدان الألفاظ، ولم يتلعثم إذا رمقته العيون بالألحاظ.

وعنه قال: بئس الزاد إلى المعاد العدوان على العباد.

وعنه قال: العالم يسأل عما يعلم وعما لا يعلم، فيثبت ما يعلم ويتعلم ما لا يعلم، والجاهل يغضب من التعليم ويأنف من التعلم.

ص: 160

وقال يونس: قال لي الشافعي: ليس إلى السلامة من الناس سبيل، فانظر الذي فيه صلاحك فالزمه.

وعنه قال: ما رفعت من أحد فوق منزلته، إلا وضع مني بمقدار ما رفعت منه.

وعنه قال: ضياع الجاهل قلة عقله، وضياع العالم أن يكون بلا إخوان، وأضيع منهما من واخى من لا عقل له.

وعنه قال: إذا خفت على عملك العجب، فاذكر رضى من تطلب، وفي أي نعيم ترغب، ومن أي عقاب ترهب، فحينئذ يصغر عندك عملك.

وقال: آلات الرياسة خمس: صدق اللهجة، وكتمان السر، والوفاء بالعهد، وابتداء النصيحة، وأداء الأمانة.

وقال: من استغضب فلم يغضب فهو حمار، ومن استرضي فلم يرض فهو شيطان.

وقال: أيما رجال أو أهل بيت لم يخرج نساؤهم إلى رجال غيرهم، ورجالهم إلى نساء غيرهم، إلا كان في أولادهم حمق.

وقال الحسن بن سفيان: حدثنا حرملة قال: سئل الشافعي عن رجل في فيه تمرة، فقال: إن أكلتها فامرأتي طالق، وإن طرحتها فامرأتي طالق، قال: يأكل نصفها، ويطرح النصف.

قال حسان بن محمد الفقيه: سمع مني أبو العباس بن سريج هذه الحكاية وبنى عليها تفريعات الطلاق.

قال الربيع: سمعت الشافعي يقول: إن لم يكن الفقهاء العاملون أولياء الله فما لله ولي.

وقال الشافعي: طلب العلم أفضل من صلاة النافلة.

وقال: حكمي في أصحاب الكلام أن يطاف بهم في القبائل، وينادى عليهم: هذا جزاء من ترك الكتاب والسنة، وأقبل على الكلام.

وقال محمد بن عبد الله بن عبد الحكم: ما رأيت أحدا أقل صبا للماء في تمام التطهر من الشافعي.

ص: 161

وقال أبو ثور: سمعت الشافعي يقول: ينبغي للفقيه أن يضع التراب على رأسه تواضعا لله، وشكرا له.

وقال الأصم: سمعت الربيع يقول: سأل رجل الشافعي عن قاتل الوزغ هل عليه غسل؟ فقال: هذا فتيا العجائز.

وقال محمد بن عبد الله بن عبد الحكم: ما رأت عيني قط مثل الشافعي، لقد قدمت المدينة فرأيت أصحاب عبد الملك الماجشون يغلون بصاحبهم يقولون: صاحبنا الذي قطع الشافعي، فلقيت عبد الملك، فسألته عن مسألة، فأجابني، فقلت: ما الحجة؟ قال: لأن مالكا قال كذا وكذا، فقلت في نفسي: هيهات، أسألك عن الحجة فتقول: قال معلمي؛ وإنما الحجة عليك وعلى معلمك. رواها الحسن بن علي بن الأشعث المصري عنه.

وقال إبراهيم بن أبي طالب: سألت أبا قدامة السرخسي، عن الشافعي، وأحمد، وأبي عبيد، وإسحاق، فقال: الشافعي أفقههم.

وقال يحيى بن منصور القاضي: سمعت محمد بن إسحاق بن خزيمة يقول، وقلت له: هل تعرف سنة لرسول الله صلى الله عليه وسلم في الحلال والحرام لم يودعها الشافعي كتابه؟ قال: لا.

وعن الشافعي قال: إذا رأيت رجلا من أصحاب الحديث فكأني رأيت رجلا من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم جزاهم الله خيرا، حفظوا لنا الأصل، فلهم علينا الفضل.

قال أبو نعيم بن عدي، وغيره: قال داود بن سليمان، عن الحسين بن علي: سمع الشافعي يقول: حكمي في أهل الكلام حكم عمر رضي الله عنه في صبيغ.

وقال محمد بن إسماعيل الترمذي: سمعت أبا ثور، وحسين بن علي الكرابيسي يقولان: سمعنا الشافعي يقول: حكمي في أصحاب الكلام أن يضربوا بالجريد ويحملوا على الإبل ويطاف بهم في العشائر والقبائل، قد تقدم هذا.

ص: 162

وقال البويطي: سمعت الشافعي يقول: عليكم بأصحاب الحديث، فإنهم أكثر الناس صوابا.

وقال محمد بن إسماعيل: سمعت الحسين بن علي يقول: قال الشافعي: كل متكلم على الكتاب والسنة فهو الجد، وما سواه فهو هذيان.

وقال حرملة: قال الشافعي: كنت أقرئ الناس وأنا ابن ثلاث عشرة سنة، وحفظت الموطأ قبل أن أحتلم، وكان ابن عمي على المدينة، فسأل مالكا أن أقرأ عليه الموطأ.

وقال حرملة أيضا: قال الشافعي: رحلت إلى مالك وأنا ابن ثلاث عشرة سنة، فأعجبته قراءتي، رواها هميم بن همام، عن حرملة.

وقال الحسن بن علي الطوسي: حدثنا أبو إسماعيل السلمي قال: سمعت البويطي يقول: سئل الشافعي: كم أصول الأحكام؟ قال: خمس مائة، قيل له: كم أصول السنن؟ قال: خمس مائة، قيل له: كم منها عند مالك؟ قال: كلها، إلا خمسة وثلاثين، قيل له: كم عند ابن عيينة؟ قال: كلها إلا خمسة.

الأصم: حدثنا محمد بن عبد الله بن عبد الحكم قال: سمعت الشافعي يقول: ليس فيه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في التحليل والتحريم - يعني: في الزجر - عن إتيان النساء في أدبارهن، حديث ثابت، والقياس أنه حلال، وقد غلط سفيان في حديث ابن الهاد.

وقال زكريا الساجي: سمعت ابن عبد الحكم: سمعت الشافعي يقول في إتيان النساء في محاشهن، فذكر مثله.

قال الساجي: فذكرت ذلك للربيع فقال: كذب، في كتاب الشافعي مسطور خلاف ما قال، وكان الشافعي يحرم إتيان النساء في أدبارهن.

قلت: حديث سفيان بن عيينة رواه الناس عنه، عن يزيد بن الهاد، عن عمارة بن خزيمة بن ثابت، عن أبيه، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: إن الله لا يستحي من الحق، لا تأتوا النساء في أدبارهن.

ص: 163

قال أبو حاتم الرازي: الصحيح: ابن الهاد، عن عبيد الله بن عبد الله بن الحصين، عن هرمي بن عبد الله، عن خزيمة، عن النبي صلى الله عليه وسلم.

قلت: رواه أبو أسامة، عن الوليد بن كثير، عن عبيد الله بن عبد الله بن الحصين الخطمي، عن عبد الملك بن عمرو بن قيس الخطمي، عن هرمي بن عبد الله، عن خزيمة مثله.

وقال محمد بن عبد الله بن عبد الحكم: حدثنا أبو بكر بن أبي أويس قال: حدثني سليمان بن بلال، عن زيد بن أسلم، عن ابن عمر، أن رجلا أتى امرأته في دبرها، فوجد في نفسه من ذلك وجدا شديدا، فأنزل الله تعالى: نساؤكم حرث لكم فأتوا حرثكم أنى شئتم. قلت: يعني أتاها في فرجها وظهرها إليه.

وقال الربيع: قال الشافعي: لأن يلقى الله المرء بكل ذنب ما خلا الشرك بالله خير له من أن يلقاه بشيء من الأهواء.

وقال: لما كلم قال حفص الفرد في مناظرته للشافعي: القرآن مخلوق، قال له: كفرت بالله العظيم.

وقال: سمعت الشافعي يقول: من حلف باسم من أسماء الله فحنث، فعليه الكفارة، لأن اسم الله غير مخلوق، ومن حلف بالكعبة والصفا والمروة، فليس عليه الكفارة؛ لأنه مخلوق.

وقال يونس بن عبد الأعلى: سمعت الشافعي يقول: ما صح أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قاله، لا يقال فيه: لم، ولا كيف؟.

وقال حرملة: سمعت الشافعي يقول: الخلفاء خمسة: أبو بكر، وعمر، وعثمان، وعلي، وعمر بن عبد العزيز.

وقال ابن عبد الحكم: كان الشافعي بعد أن ناظر حفصا الفرد يكره الكلام.

ويقول: ما شيء أبغض إلي من الكلام وأهله.

وقال الربيع: دخلت على الشافعي وهو مريض، فقال: وددت أن الناس تعلموا هذه الكتب، ولا ينسب إلي منها شيء.

ص: 164

وقال حرملة: سمعت الشافعي يقول: وددت أن كل علم أعلمه يعلمه الناس أؤجر عليه ولا يحمدوني.

وقال محمد بن مسلم بن وارة: سألت أحمد بن حنبل قلت: ما ترى في كتب الشافعي التي عند العراقيين؟ هي أحب إليك أو التي بمصر؟ قال: عليك بالكتب التي وضعها بمصر، فإنه وضع هذه الكتب بالعراق ولم يحكمها، ثم رجع إلى مصر فأحكم تلك.

وقال ابن وارة: قلت لأحمد مرة: ما ترى لي من الكتب أن أنظر فيه، رأي مالك، أو الثوري، أو الأوزاعي؟ فقال لي قولا أجلهم أن أذكره، وقال: عليك بالشافعي، فإنه أكثرهم صوابا، وأتبعهم للآثار.

وقال عبد الله بن ناجية: سمعت ابن وارة يقول: لما قدمت من مصر أتيت أحمد بن حنبل، فقال لي: كتبت كتب الشافعي؟ قلت: لا، قال: فرطت، ما عرفنا العموم من الخصوص، وناسخ الحديث من منسوخه حتى جالسنا الشافعي، فحملني ذلك على الرجوع إلى مصر.

وقال محمد بن يعقوب الفرجي: سمعت علي ابن المديني يقول: عليكم بكتب الشافعي.

قلت: وكان الشافعي مع عظمته في علم الشريعة وبراعته في العربية بصيرا بالطب، نقل ذلك غير واحد.

فعنه قال: عجبا لمن يدخل الحمام ثم لا يأكل من ساعته، كيف يعيش؟ وعجبا لمن يحتجم ثم يأكل من ساعته، كيف يعيش؟

وقال حرملة عنه: من أكل الأترنج، ثم نام لم آمن أن تصيبه ذبحة.

وقال محمد بن عصمة الجوزجاني: سمعت الربيع يقول: سمعت الشافعي يقول: ثلاثة أشياء دواء من لا دواء له، وأعيت الأطباء مداواته: العنب، ولبن اللقاح، وقصب السكر، ولولا قصب السكر ما أقمت ببلدكم.

وقال: سمعت الشافعي يقول: كان غلامي أعشى، فلم يكن يبصر باب الدار، فأخذت له زيادة الكبد، فكحلته بها، فأبصر.

وعنه قال: عجبا لمن تعشى البيض المسلوق فنام عليه كيف لا يموت؟

وقال: الفول يزيد في الدماغ، والدباغ يزيد في العقل.

وعن يونس عنه قال: لم أر أنفع للوباء من البنفسج، يدهن به ويشرب.

ص: 165

وقال صالح جزرة: سمعت الربيع يقول: سمعت الشافعي يقول: لا أعلم علما بعد الحلال والحرام أنبل من الطب، إلا أن أهل الكتاب قد غلبونا عليه.

وقال حرملة: كان الشافعي يتلهف على ما ضيع المسلمون من الطب ويقول: ضيعوا ثلث العلم، ووكلوه إلى اليهود والنصارى.

وقيل: إن الشافعي نظر في التنجيم، ثم تاب منه وهجره، فقال أبو الشيخ: حدثنا عمرو بن عثمان المكي قال: حدثنا ابن بنت الشافعي قال: سمعت أبي يقول: كان الشافعي وهو حدث ينظر في النجوم، وما ينظر في شيء إلا فاق فيه، فجلس يوما وامرأته تطلق، فحسب فقال: تلد جارية عوراء، على فرجها خال أسود، تموت إلى كذا وكذا، فولدت وكان كما قال، فجعل على نفسه أن لا ينظر فيه أبدا، ودفن تلك الكتب.

وقال فوران: قسمت كتب أبي عبد الله أحمد بن حنبل بين ولديه، فوجدت فيها رسالتي الشافعي العراقي والمصري بخط أبي عبد الله.

وقال أبو بكر الصومعي: سمعت أحمد بن حنبل يقول: صاحب حديث لا يشبع من كتب الشافعي.

وقال البيهقي: أخبرنا الحاكم قال: سمعت أبا أحمد علي بن محمد المروزي قال: سمعت أبا غالب علي بن أحمد بن النضر الأزدي يقول: سمعت أحمد بن حنبل، وسئل عن الشافعي فقال: لقد من الله علينا به، لقد كنا تعلمنا كلام القوم، وكتبنا كتبهم، حتى قدم علينا الشافعي، فلما سمعنا كلامه علمنا أنه أعلم من غيره، وقد جالسناه الأيام والليالي، فما رأينا منه إلا كل خير، فقال له رجل: يا أبا عبد الله، فإن يحيى بن معين، وأبا عبيد لا يرضيانه، يعني في نسبتهما إياه إلى التشيع، فقال أحمد: ما ندري ما يقولان، والله ما رأينا منه إلا خيرا.

وقال ابن عدي الحافظ: حدثنا عبد الله بن محمد بن جعفر القزويني قال: حدثنا صالح بن أحمد بن حنبل قال: سمعت أبي يقول: سمعت

ص: 166

الموطأ من الشافعي، لأني رأيته فيه ثبتا، وقد سمعته من جماعة قبله.

وقال الحاكم أبو عبد الله: سمعت الفقيه أبا بكر محمد بن علي الشاشي يقول: دخلت على ابن خزيمة وأنا غلام، فقال: يا بني على من درست الفقه؟ فسميت له أبا الليث، فقال: على من درس؟ قلت: على ابن سريج، فقال: وهل أخذ ابن سريج العلم إلا من كتب مستعارة، فقال بعضهم: أبو الليث هذا مهجور بالشاش، فإن البلد للحنابلة.

فقال ابن خزيمة: وهل كان ابن حنبل إلا غلاما من غلمان الشافعي؟

وقال أبو داود السجس اني، وسأله زكريا الساجي: من أصحاب الشافعي؟ قال: أولهم الحميدي، وأحمد بن حنبل، وأبو يعقوب البويطي.

ومن غرائب الاتفاق أن الإمام أحمد روى عن رجل، عن الشافعي، قال سليمان بن إبراهيم الحافظ: حدثنا أبو سعيد النقاش قال: حدثنا علي بن الفضل الخيوطي قال: حدثنا عبد الله بن محمد بن زياد (ح)، وأنبأنا محمد بن محمد بن عبد الوهاب الحسيني، عن محمد بن محمد بن محمد بن غانم المقرئ قال: أخبرنا أبو موسى الحافظ قال: أخبرنا أبو علي الحداد قال: أخبرنا أبو سعد السمان، قدم علينا، قال: حدثنا أحمد بن محمد بن محمود بتستر قال: حدثنا الحسن بن أحمد بن المبارك قالا: حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل قال: حدثني أبي قال: حدثنا سليمان بن داود الهاشمي قال: حدثنا الشافعي، عن يحيى بن سليم، عن عبيد الله، عن نافع، عن ابن عمر، أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى صلاة الكسوف أربع ركعات وأربع سجدات، واللفظ للنقاش.

قال أحمد بن سلمة النيسابوري: تزوج إسحاق بن راهويه بمرو بامرأة رجل كان عنده كتب الشافعي، فتوفي؛ لم يتزوج بها إلا لحال الكتب، فوضع جامع الكبير على كتاب الشافعي، ووضع جامع الصغير على جامع الثوري الصغير، فقدم أبو إسماعيل الترمذي نيسابور، وكان عنده كتب الشافعي، عن البويطي، فقال له إسحاق: لا تحدث بكتب الشافعي ما دمت هنا، فأجابه، فلم يحدثه بها حتى خرج.

ص: 167

قلت: ترى من كان يكتب عن رجل، عن آخر، عن الشافعي، مع وجود إسحاق، وفي نفسي من صحة ذلك.

وقال داود الظاهري: سمعت إسحاق بن راهويه يقول: ما كنت أعلم أن الشافعي في هذا المحل، ولو علمت لم أفارقه.

وقال محمد بن إبراهيم البوشنجي: قال إسحاق: قدمت مكة فقلت للشافعي: ما حال جعفر بن محمد عندكم؟ فقال: ثقة، كتبنا عن إبراهيم بن أبي يحيى عنه أربع مائة حديث.

وقال يونس بن عبد الأعلى: سمعت الشافعي يقول: ما رأيت أفقه من ابن عيينة، أسكت عن الفتيا منه.

ونقل أبو الشيخ بن حيان وغيره من وجه أن الشافعي لما دخل مصر أتاه جلة أصحاب مالك، وأقبلوا عليه، فلما رأوه يخالف مالكا وينقض عليه تنكروا له وجفوه، فأنشأ يقول:

أأنثر درا بين سارحة النعم؟ أأنظم منثورا لراعية الغنم؟ لعمري لئن ضيعت في شر بلدة فلست مضيعا بينهم غرر الكلم فإن فرج الله اللطيف بلطفه وصادفت أهلا للعلوم والحكم بثثت مفيدا واستفدت ودادهم وإلا فمخزون لدي ومكتتم ومن منح الجهال علما أضاعه ومن منع المستوجبين فقد ظلم وكاتم علم الدين عمن يريده يبوء بأوزار وآثم إذا كتم وقال الحافظ ابن منده: حدثت عن الربيع قال: رأيت أشهب بن عبد العزيز ساجدا، وهو يقول في سجوده: اللهم أمت الشافعي ولا تذهب علم مالك، فبلغ الشافعي ذلك، فتبسم وأنشأ يقول:

تمنى رجال أن أموت وإن أمت فتلك سبيل لست فيها بأوحد فقل للذي يبغي خلاف الذي مضى تهيأ لأخرى مثلها فكأن قد وقد علموا لو ينفع العلم عندهم لئن مت ما الداعي علي بمخلد وقال المبرد: دخل رجل على الشافعي فقال: إن أصحاب أبي حنيفة لفصحاء، فأنشأ الشافعي يقول:

فلولا الشعر بالعلماء يزري لكنت اليوم أشعر من لبيد

ص: 168

وأشجع في الوغى من كل ليث وآل مهلب وأبي يزيد ولولا خشية الرحمن ربي حشرت الناس كلهم عبيدي قال الحاكم: أخبرني الزبير بن عبد الواحد الحافظ، قال: أخبرنا أبو عمارة حمزة بن علي الجوهري، قال: حدثنا الربيع بن سليمان قال: حججنا مع الشافعي، فما ارتقى شرفا، ولا هبط واديا، إلا وهو يبكي وينشد:

يا راكبا قف بالمحصب من منى واهتف بقاعد خيفنا والناهض سحرا إذا فاض الحجيج إلى منى فيضا كملتطم الفرات الفائض إن كان رفضا حب آل محمد فليشهد الثقلان أني رافضي قلت: بهذا الاعتبار قال أحمد بن عبد الله العجلي في الشافعي: كان يتشيع، وهو ثقة.

قلت: ومعنى هذا التشيع حب علي وبغض النواصب، وأن يتخذه مولى، عملا بما تواتر عن نبينا صلى الله عليه وسلم: من كنت مولاه فعلي مولاه، أما من تعرض إلى أحد من الصحابة بسب فهو شيعي غال نبرأ منه، ومن تعرض لأبي بكر وعمر فهو رافضي خبيث حمار، نعوذ بالله منه.

وقال أبو عثمان الصابوني: أنشدني أبو منصور بن حمشاذ قال: أنشدت لأبي عبد الله محمد بن إبراهيم البوشنجي في الشافعي رضي الله عنه:

ومن شعب الإيمان حب ابن شافع وفرض أكيد حبه لا تطوع وإني حياتي شافعي فإن أمت فتوصيتي بعدي بأن تتشفعوا قلت: للشافعي أشعار كثيرة.

قال الحافظ أبو عبد الله محمد بن محمد بن محمد بن غانم في كتاب مناقب الشافعي، وهو مجلد: قد جمعت ديوان شعر الشافعي كتابا على حدة، ثم ساق بإسناده إلى ثعلب أنه قال: الشافعي إمام في اللغة.

وقال أبو نعيم بن عدي: سمعت الربيع مرارا يقول: لو رأيت الشافعي وحسن بيانه وفصاحته لعجبت، ولو أنه ألف هذه الكتب على عربيته التي كان يتكلم بها معنا في المناظرة لم يقدر على قراءة كتبه لفصاحته وغرائب ألفاظه؛

ص: 169

غير أنه كان في تأليفه يوضح للعوام.

وقال أبو الحسن علي بن مهدي الفقيه: حدثنا محمد بن هارون، قال: حدثنا هميم بن همام قال: حدثنا حرملة قال: سمعت الشافعي يقول: ما جهل الناس، ولا اختلفوا إلا لتركهم لسان العرب، وميلهم إلى أرسطاطاليس، محمد بن هارون لا أعرفه.

الأصم: أخبرنا الربيع قال: قال الشافعي: المحدثات من الأمور ضربان:

أحدهما: ما أحدث يخالف كتابا أو سنة أو أو أثرا إجماعا، فهذه البدعة ضلالة.

والثاني: ما أحدث من الخير لا خلاف فيه، لو أحدث هذا فهذه محدثة غير مذمومة، وقد قال عمر رضي الله عنه في قيام رمضان: نعمت البدعة هذه، يعني أنها محدثة لم تكن، وإذ كانت فليس فيها رد لما مضى، رواه البيهقي، عن الصدفي عنه.

وقال مصعب بن عبد الله: ما رأيت أحدا أعلم بأيام الناس من الشافعي.

وروى أبو العباس بن سريج، عن بعض النسابين قال: كان الشافعي من أعلم الناس بالأنساب، لقد اجتمعوا معه ليلة، فذاكرهم بأنساب النساء إلى الصباح، وقال: أنساب الرجال يعرفها كل أحد.

وقال الحسن بن رشيق: أخبرنا أحمد بن علي المدائني قال: قال المزني: قدم علينا الشافعي، فأتاه ابن هشام صاحب المغازي، فذاكره أنساب الرجال، فقال له الشافعي بعد أن تذاكرا: دع عنك أنساب الرجال فإنها لا تذهب عنا وعنك، وحدثنا في أنساب النساء، فلما أخذوا فيها بقي ابن هشام.

وقال يونس بن عبد الأعلى: كان الشافعي إذا أخذ في أيام الناس تقول: هذه صناعته.

وقال أحمد بن محمد ابن بنت الشافعي: حدثنا أبي قال: أقام الشافعي علي العربية وأيام الناس عشرين سنة، وقال: ما أردت بهذا إلا الاستعانة على الفقه.

وقال أبو حاتم: حدثنا يونس بن عبد الأعلى: قال: ما رأيت أحدا لقي من السقم ما لقي الشافعي، فدخلت عليه، فقال: اقرأ علي ما بعد العشرين

ص: 170

والمائة من آل عمران، فقرأت فلما قمت قال: لا تغفل عني فإني مكروب.

قال يونس: عنى بقراءتي ما بعد العشرين والمائة ما لقي النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه أو نحوه.

وقال ابن خزيمة، وغيره: حدثنا المزني قال: دخلت على الشافعي في مرضه الذي مات فيه، فقلت: يا أبا عبد الله كيف أصبحت؟ فرفع رأسه وقال: أصبحت من الدنيا راحلا، ولإخواني مفارقا، ولسوء عملي ملاقيا، وعلى الله واردا، ما أدري روحي تصير إلى الجنة فأهنئها، أو إلى نار فأعزيها، ثم بكى وأنشأ يقول:

ولما قسا قلبي وضاقت مذاهبي جعلت رجائي دون عفوك سلما تعاظمني ذنبي فلما قرنته بعفوك ربي كان عفوك أعظما فما زلت ذا عفو عن الذنب لم تزل تجود وتعفو منة وتكرما فإن تنتقم مني فلست بآيس ولو دخلت نفسي بجرم جهنما ولولاك لم يقو بإبليس عابد فكيف وقد أغوى صفيك آدما وإني لآتي الذنب أعرف قدره وأعلم أن الله يعفو تكرما وقال الأصم: حدثنا الربيع قال: دخلت على الشافعي وهو مريض، فسألني عن أصحابنا، فقلت: إنهم يتكلمون، فقال: ما ناظرت أحدا قط على الغلبة، وبودي أن جميع الخلق تعلموا هذا الكتاب، يعني كتبه، على أن لا ينسب إلي منه شيء.

قال هذا يوم الأحد، ومات يوم الخميس، وانصرفنا من جنازته ليلة الجمعة، فرأينا هلال شعبان سنة أربع ومائتين، وله نيف وخمسون سنة.

وقال ابن أبي حاتم: حدثنا الربيع قال: حدثني أبو الليث الخفاف، وكان معدلا قال: حدثني العزيزي، وكان متعبدا، قال: رأيت ليلة مات الشافعي، كأنه يقال: مات النبي صلى الله عليه وسلم في هذه الليلة، فأصبحت، فقيل: مات الشافعي رحمه الله.

قال حرملة: قدم علينا الشافعي مصر سنة تسع وتسعين ومائة.

ص: 171

وقال أبو علي بن حمكان: حدثنا الزبير بن عبد الواحد قال: حدثنا الحسن بن سفيان قال: حدثنا سفيان بن وكيع قال: رأيت فيما يرى النائم كأن القيامة قد قامت، والناس في أمر عظيم، إذ بدر لي أخي، فقلت: ما حالكم؟ قال: عرضنا على ربنا، قلت: فما حال أبي؟ قال: غفر له، وأمر به إلى الجنة، فقلت: ومحمد بن إدريس؟ قال: حشر إلى الرحمن وفدا، وألبس حلل الكرامة، وتوج بتاج البهاء.

وقال زكريا بن أحمد البلخي، وغيره: سمعنا أبا جعفر محمد بن أحمد بن نصر الترمذي، يقول: رأيت في المنام النبي صلى الله عليه وسلم في مسجده بالمدينة، كأني جئت إليه فسلمت عليه، وقلت: يا رسول الله أكتب رأي أبي حنيفة؟ قال: لا، فقلت: أكتب رأي مالك؟ قال: لا تكتب منه إلا ما وافق حديثي، قلت: أكتب رأي الشافعي؟ فقال بيده هكذا، كأنه انتهرني، وقال: تقول رأي الشافعي، إنه ليس برأي، ولكنه رد على من خالف سنتي.

وقد روي عن جماعة عديدة نحو هذه القصة ونحو التي قبلها في أنه غفر له، وساق جملة منها الحافظ ابن عساكر في ترجمة الشافعي، رحمه الله تعالى وأسكنه الجنة مع محبيه، إنه سميع مجيب.

314 -

‌ محمد بن أبان بن الحكم العنبري

، أبو عبد الرحمن الكوفي، نزيل أصبهان، وهو عم محمد بن يحيى بن أبان.

حدث بعد المائتين عن: مسعر بن كدام، وأبي حنيفة، وسفيان، وشعبة، وعمرو بن شمر، وزفر بن الهذيل، وجماعة. وعنه: سهل بن عثمان، وأحمد بن معاوية بن الهذيل، وسليمان بن سيف العتكي، ومحمد بن عمر الزهري أخو رستة.

وهو منكر الحديث.

روى أبو نعيم الحافظ في ترجمته أحاديث ضعيفة، ولم أر لأحد فيه

ص: 172

جرحا.

وهو ضعيف الحديث، فإن أبا نعيم قال: حدثنا أحمد بن إسحاق الشعار قال: حدثنا عبد الله بن محمد بن عيسى المقرئ، قال: حدثنا محمد بن عامر قال: حدثنا محمد بن أبان العبدي قال: حدثنا سفيان الثوري، عن هشام بن حسان، عن حفصة بنت سيرين، عن أم الحسن، عن أم سلمة، قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إذا حضرت الميت فقل: {سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ * وَسَلامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ * وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} هذا حديث منكر، ورواته معروفون.

315 -

‌ محمد بن إسماعيل الفارسي

، أبو إسماعيل، نزيل الكوفة.

روى عن: فطر بن خليفة، ومالك بن مغول. وعنه: معمر بن سهل الأهوازي، ومحمد بن يحيى الذهلي، والحسن بن علي بن عفان، وغيرهم.

316 -

ع:‌

‌ محمد بن بشر بن الفرافصة بن المختار بن رديح العبدي الحافظ

، أبو عبد الله الكوفي.

عن: إسماعيل بن أبي خالد، وزكريا بن زائدة، وهشام بن عروة، ومحمد بن عمرو، وعبيد الله بن عمر، وسعيد بن أبي عروبة، وحجاج بن دينار، وحجاج بن أبي عثمان الصواف، وخلق. وعنه: إسحاق بن راهويه، وعلي ابن المديني، وأبو بكر بن أبي شيبة، وأبو كريب، وابن نمير، وأحمد بن الفرات، وعبد بن حميد، ومحمد بن عاصم الثقفي، وخلق.

قال أبو عبيد الآجري: سألت أبا داود عن سماع محمد بن بشر من سعيد بن أبي عروبة، فقال: هو أحفظ من كان بالكوفة.

وقال الكديمي، عن أبي نعيم قال: لما خرجنا في جنازة مسعر جعلت أتطاول، قلت: يجيؤوني فيسألوني عن حديث مسعر، فذاكرني محمد بن بشر بحديث مسعر فأغرب علي سبعين حديثا، لم يكن عندي منها إلا حديث واحد.

ص: 173

وثقه ابن معين، وغيره.

وقال البخاري: مات سنة ثلاث ومائتين.

317 -

ع:‌

‌ محمد بن بكر بن عثمان البرساني البصري

، أبو عبد الله، ويقال: أبو عثمان، وبرسان من الأزد.

روى عن: ابن جريج، وسعيد بن أبي عروبة، وأيمن بن نابل، وهشام بن حسان، ويونس بن يزيد، وعبيد الله بن أبي زياد القداح، وشعبة، وحماد بن سلمة، وطائفة. وعنه: أحمد بن حنبل، وابن راهويه، وإسحاق الكوسج، وبندار، ومحمد بن يحيى الذهلي، وهارون الحمال، وعبد بن حميد، وأحمد بن منصور الرمادي، وعبد الله الدارمي، وآخرون.

قال ابن معين: حدثنا البرساني، وكان والله ظريفا صاحب أدب، ثقة.

وقال ابن سعد: كان ثقة.

مات في ذي الحجة سنة ثلاث ومائتين بالبصرة.

318 -

م ت:‌

‌ محمد بن جعفر المدائني

، أبو جعفر البزاز.

عن: شعبة، وحمزة الزيات، وورقاء، ومنصور بن أبي الأسود، وبكر بن خنيس، وجماعة. وعنه: أحمد بن حنبل، وحجاج بن الشاعر، وعباس الدوري، والصغاني، وأحمد بن يونس الضبي، ومحمد بن أحمد بن أبي العوام، وطائفة.

قال أحمد: لا بأس به.

وقال أبو حاتم: يكتب حديثه، ولا يحتج به.

قلت: له حديث واحد في مسلم، أخبرناه أحمد بن هبة الله، عن القاسم

ص: 174

الصفار، قال: أخبرنا وجيه، قال: أخبرنا أبو القاسم القشيري، قال: أخبرنا الخفاف، قال: حدثنا السراج، قال: حدثنا حجاج بن الشاعر، قال: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا ورقاء، عن محمد بن المنكدر، عن جابر قال: كنت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر، فانتهينا إلى مشرعة، فقال: ألا تشرع يا جابر؟ قلت: بلى، فنزل فأشرعته، ثم ذهب لحاجته، فوضعت له وضوءا، فجاء فتوضأ، ثم قام فصلى في ثوب واحد، مخالفا بين طرفيه، رواه مسلم، عن حجاج.

وقال مطين: توفي سنة ست ومائتين.

319 -

‌ محمد بن جعفر الصادق بن محمد الباقر بن علي بن الحسين

، أبو جعفر الهاشمي العلوي الحسيني المدني، الملقب بالديباج.

روى عن: أبيه، وهشام بن عروة. وعنه: إبراهيم بن المنذر الحزامي، ويعقوب بن حميد بن كاسب، ومحمد بن يحيى العدني، وجماعة.

وله عدة إخوة، خرج بمكة في أوائل دولة المأمون، ودعا إلى نفسه، فبايعوه في سنة مائتين، فحج حينئذ أبو إسحاق المعتصم، وندب عسكرا لقتاله فأخذوه، وقدم في صحبة أبي إسحاق إلى بغداد، فبقي بها قليلا وتوفي.

وكان بطلا شجاعا عاقلا، يصوم يوما ويفطر يوما.

وكان موته بجرجان في شعبان سنة ثلاث ومائتين، فصلى عليه المأمون ونزل في لحده وقال: هذه رحم قطعت من سنين.

وقيل: إن سبب موته أنه جامع ودخل الحمام وافتصد في يوم واحد، فمات فجاءة، رحمه الله.

320 -

‌ محمد بن جهضم اليمامي

، ويعرف بالخرساني.

قد أخرته إلى بعد العشرين لأنني وجدت عبد الله بن شبيب يروي عنه، وهو فأقدم شيخ له محمد بن طلحة بن مصرف فأخرته، وحديثه في الصحيحين بواسطة.

ص: 175

321 -

‌ محمد بن حرب المكي

.

عن: مالك، والليث، وابن لهيعة، وجماعة. وعنه: بكر بن خلف، والحسين بن عيسى البسطامي.

قال أبو حاتم: ليس به بأس، أصله بصري.

322 -

‌ محمد بن الحسن بن أتش الصنعاني الأبناوي

، وقد ينسب إلى جده، فيقال: محمد بن أتش.

عن: إبراهيم بن عمرو الصنعاني، وأبي بكر بن أبي سبرة، وجعفر بن سليمان الضبعي، وجماعة. وعنه: محمد بن رافع، ونوح بن حبيب القومسي، وأحمد بن صالح المصري، وجماعة.

قال أبو زرعة: ثقة.

وأما النسائي فقال: ليس بثقة.

قلت: له حديث في المراسيل لأبي داود.

وقد قال ابن أبي حاتم في ترجمته: إنه روى عن همام بن منبه.

قلت: لم يلحقه أبدا.

• - محمد بن الحسن، لقبه: محبوب، يأتي بلقبه إن شاء الله.

323 -

‌ محمد بن خالد أبو عبد الله الحنظلي الرازي الفقيه مموية

، ويقال: متوية.

شيخ إستراباذ وعالمها والذي بنى الجامع بها، وأول من فقه الناس بها.

أخذ عن أبي يوسف، وروى عن: الجراح بن الضحاك الكندي، وعمران بن وهب الطائي صاحب أنس، ومالك بن أنس. وعنه: يوسف بن حماد، وإسحاق بن إبراهيم الطلقي، وعمار بن رجاء، وجعفر بن أحمد بن بهرام الإستراباذيون.

ص: 176

ترجمه أبو سعد الإدريسي.

324 -

‌ محمد بن أبي رجاء الخراساني الفقيه

، صاحب أبي يوسف.

ولي قضاء بغداد للمأمون، ومات سنة سبع ومائتين، لا أعرفه.

325 -

‌ محمد بن صالح بن بيهس القيسي الكلابي

.

أمير عرب الشام، وفارس قيس وزعيمها وشاعرها، والمقاوم للسفياني أبي العميطر الذي خرج بدمشق، لم يزل يجلب على أبي العميطر بخيله ورجله، ويحاربه حمية لدولة بني العباس، وهوى على اليمانية، وما برح حتى أباده وشتت جموعه، وحكم على الشام، فولاه المأمون إمرة دمشق.

توفي سنة عشر.

326 -

‌ محمد بن صالح الواسطي

، أبو إسماعيل البطيخي.

سكن بغداد، وحدث عن: عبد الرحمن بن إسحاق الواسطي، وحجاج بن دينار، ومالك. روى عنه: إبراهيم بن المنذر الحزامي، والحسن بن عرفة، ومحمد بن عبد الله المخرمي.

لم يضعفه أحد.

وقد كناه مسلم وقال: أصله واسطي، سكن بغداد.

327 -

ت ن ق:‌

‌ محمد بن عباد الهنائي البصري

.

عن: يونس بن أبي إسحاق، وشعبة، وعلي بن المبارك، وجماعة. وعنه: زيد بن أخزم، وعلي بن نصر بن علي الجهضمي، وعباد بن الوليد الغبري، وآخرون.

ص: 177

قال أبو حاتم: صدوق.

328 -

ع:‌

‌ محمد بن عبد الله بن الزبير بن عمر بن درهم

، أبو أحمد الأسدي الزبيري، مولاهم، الكوفي الحبال.

عن: فطر بن خليفة، ومسعر، ويونس بن أبي إسحاق، ومالك بن مغول، وحمزة الزيات، وعيسى بن طهمان، وسفيان، وشيبان النحوي، وإسرائيل، وأبي إسرائيل الملائي، وخلق. وأول طلبه سنة نيف وخمسين ومائة. وعنه: أحمد بن حنبل، وأحمد بن سنان، وأحمد بن الفرات، وأحمد بن عصام الأصبهاني، وأبو خيثمة، وأبو بكر بن أبي شيبة، ومحمد بن رافع، ومحمود بن غيلان، ونصر بن علي، وخلق.

قال نصر بن علي: سمعته يقول: لا أبالي أن يسرق مني كتاب سفيان، إني أحفظه كله.

وقال العجلي: كوفي ثقة يتشيع.

وقال بندار: ما رأيت رجلا قط أحفظ من أبي أحمد الزبيري.

وقال أبو حاتم: حافظ للحديث، عابد مجتهد، له أوهام.

وقال أحمد بن أبي خيثمة، عن محمد بن يزيد: كان محمد بن عبد الله الأسدي يصوم الدهر، فكان إذا تسحر برغيف لم يصدع، فإذا تسحر بنصف رغيف صدع من نصف النهار إلى آخره، فإن لم يتسحر صدع يومه أجمع.

قال أحمد بن حنبل: مات بالأهواز سنة ثلاث ومائتين.

زاد مطين: في جمادى الأولى، رحمه الله.

329 -

ن:‌

‌ محمد بن عبد الله بن كناسة

، واسم كناسة عبد الأعلى بن عبد الله بن خليفة بن زهير بن نضلة أبو يحيى، وأبو عبد الله الأسدي

ص: 178

الكوفي، وقيل: بل كناسة لقب لأبيه، وقيل: هو ابن أخت إبراهيم بن أدهم العابد.

روى عن: هشام بن عروة، والأعمش، وإسماعيل بن أبي خالد، وعبد الله بن شبرمة، وجعفر بن برقان، ومحمد بن السائب الكلبي، ومسعر، وجماعة. وعنه: أحمد بن حنبل، وأبو خيثمة، وأبو بكر بن أبي شيبة، وابن نمير، وأحمد بن منصور الرمادي، ومؤمل بن إهاب، ومحمد بن إسحاق الصغاني، ومحمد بن الفرج الأزرق، والحارث بن أبي أسامة، وخلق.

قال ابن معين، وأبو داود، وعلي ابن المديني، والعجلي، وغيرهم: ثقة.

قال أبو حاتم: كان صاحب أخبار، يكتب حديثه ولا يحتج به.

وقال يعقوب السدوسي: ثقة، صالح الحديث، له علم بالعربية والشعر وأيام الناس، وهو ابن أخت إبراهيم بن أدهم.

أنبأنا أحمد بن سلامة، عن أبي المكارم اللبان، وخليل الراراني قالا: أخبرنا أبو علي قال: أخبرنا أبو نعيم، قال: حدثنا أبو بكر بن خلاد، قال: حدثنا محمد بن الفرج، والحارث بن محمد، قالا: حدثنا محمد بن عبد الله بن كناسة، قال: حدثنا هشام بن عروة، عن أخيه عثمان، عن أبيه، عن الزبير بن العوام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: غيروا الشيب ولا تشبهوا باليهود، تفرد به ابن كناسة، رواه النسائي، عن حميد بن زنجويه، عنه.

قال ابن معين: إنما هو عن عروة مرسل.

وقال الدارقطني: لم يتابع عليه، رواه الحفاظ من أصحاب هشام،

ص: 179

عن عروة مرسلا.

وقال زيد بن الحريش: حدثنا عبد الله بن رجاء، عن الثوري، عن هشام، عن أبيه، عن عائشة نحوه.

قال يعقوب بن شيبة: مات بالكوفة لثلاث خلون من شوال، سنة سبع ومائتين.

وقال مطين: سنة سبع.

وقال ابن قانع: سنة تسع، فوهم.

ويقال: إنه ولد سنة ثلاث وعشرين ومائة، وله كتاب الأنواء، وكتاب معاني الشعر، وكتاب سرقات الكتب من القرآن، وله يرثي ولده:

وسميته يحيى ليحيى ولم يكن إلى قدر الرحمن فيه سبيل تفاءلت لو يغني التفاؤل باسمه وما خلت فالا قبل ذاك يفيل

330 -

‌ محمد بن عبد الله بن عبد الرحمن بن القاسم

بن محمد بن أبي بكر الصديق التيمي المدني.

عن: أبيه، وموسى بن عقبة. وعنه: الزبير بن بكار، وأبو بكر بن عبد الرحمن بن شيبة الحزامي.

331 -

‌ محمد بن عبد الرحمن الباهلي السهمي البصري

.

سمع حصين بن عبد الرحمن، ولعله آخر من حدث عنه، روى عنه: محمد بن المثنى، ونصر بن علي، وغيرهما.

قال الفلاس: توفي سنة سبع ومائتين.

وروى له ابن عدي حديثين، وقال: هو عندي لا بأس به.

• - ت ن ق: محمد بن عبد الوهاب الكوفي السكري القناد، أحد العباد وثقات الزهاد.

ورخه مطين سنة تسع، وورخه جماعة سنة اثنتي عشرة، فسيذكر هناك.

ص: 180

332 -

ع:‌

‌ محمد بن عبيد بن أبي أمية الطنافسي الكوفي الأحدب

، أحد الإخوة.

عن: الأعمش، وإسماعيل بن أبي خالد، ويزيد بن كيسان، وإدريس الأودي، وعبيد الله بن عمر، والعوام بن حوشب، وطائفة كبيرة. وعنه: أحمد، وإسحاق، وابن معين، وابن نمير، وابنا أبي شيبة، وأبو خيثمة، وأحمد بن الفرات، وأحمد بن سليمان الرهاوي، ومحمد بن يحيى الذهلي، وعباس الدوري، وخلق.

قال أحمد، وابن معين: عمر، ومحمد، ويعلى بنو عبيد: ثقات.

وقال الدارقطني: يعلى، ومحمد، وعمر، وإدريس، وإبراهيم بنو عبيد كلهم ثقات.

وكان أبو طالب الحافظ يقول: عبيد بن أبي مية.

وقال صالح بن أحمد بن حنبل: سمعت أبي يقول: كان محمد بن عبيد يخطئ ولا يرجع عن خطأه.

وقال ابن سعد: نزل محمد بن عبيد بغداد دهرا، ثم رجع إلى الكوفة، فمات قبل يعلى في سنة أربع ومائتين، قال: وكان ثقة كثير الحديث، صاحب سنة وجماعة.

قال يعقوب بن شيبة: كان ممن يقدم عثمان على علي، وقل من يذهب إلى هذا من الكوفيين.

ومات سنة أربع.

وقال خليفة، وجماعة: توفي سنة خمس.

333 -

م د ن ق:‌

‌ محمد بن أبي عبيدة بن معن بن عبد الرحمن

بن عبد الله بن مسعود المسعودي الكوفي، واسم أبيه عبد الملك.

ص: 181

روى عن أبيه. وعنه: ابنا أبي شيبة، وإبراهيم بن أبي بكر أبي شيبة، وأبو كريب، وابن نمير، وجماعة.

قال ابن أبي خيثمة، عن ابن معين: ثقة.

وقال البخاري: مات سنة خمس.

قلت: روى الحروف عن حمزة.

334 -

ق:‌

‌ محمد بن عمر بن واقد الأسلمي

، مولاهم، الإمام أبو عبد الله المدني الواقدي.

عن: محمد بن عجلان، وابن جريج، وثور بن يزيد، وأسامة بن زيد، ومعمر بن راشد، وابن أبي ذئب، وهشام بن الغاز، وأبي بكر بن أبي سبرة، وسفيان الثوري، ومالك، وأبي معشر، وخلائق، وكتب ما لا يوصف كثرة، وروى القراءة عن نافع بن أبي نعيم، وعيسى بن وردان. وعنه: أبو بكر بن أبي شيبة، ومحمد بن سعد، وأبو حسان الحسن بن عثمان الزيادي، وسليمان الشاذكوني، ومحمد بن شجاع الثلجي، ومحمد بن يحيى الأزدي، ومحمد بن إسحاق الصغاني، وأحمد بن عبيد بن ناصح، وأحمد بن الخليل البرجلاني، والحارث بن أبي أسامة.

وكان من أوعية العلم، ولي قضاء الجانب الشرقي من بغداد، وسارت الركبان بكتبه في المغازي والسير والفقه أيضا، وكان أحد الأجواد المذكورين.

وكان جده واقد مولى لعبد الله بن بريدة الأسلمي.

ولد محمد سنة تسع وعشرين ومائة، وهو مع عظمته في العلم ضعيف.

قال أحمد بن حنبل: لم ندفع أمر الواقدي حتى روى عن معمر، عن الزهري، عن نبهان، عن أم سلمة، عن النبي صلى الله عليه وسلم: أفعمياوان أنتما، فجاء بشيء لا حيلة فيه، وهذا لم يروه غير يونس.

قال أبو القاسم بن عساكر: قد رواه عقيل ثم ساقه من طريق الذهلي

ص: 182

قال: أخبرنا سعيد بن أبي مريم، قال: أخبرنا نافع بن يزيد، عن عقيل.

وقال ابن المظفر: حدثني عبد الله بن محمد بن جعفر القزويني، قال: حدثنا الرمادي قال: لما حدثني ابن أبي مريم بهذا الحديث ضحكت، قال: مم تضحك؟ فأخبرته بما قال ابن المديني، وكتب إليه أحمد بن حنبل، يقول: هذا حديث تفرد به يونس، وأنت قد حدثت به عن نافع بن يزيد، عن عقيل، فقال: إن شيوخنا المصريين لهم عناية بحديث الزهري.

وقال إبراهيم بن جابر: سمعت الرمادي يقول، وقد حدث بحديث عقيل، عن الزهري: هذا مما ظلم فيه الواقدي.

وقال محمد بن سعد: ولي الواقدي القضاء ببغداد للمأمون أربع سنين، وكان عالما بالمغازي والسيرة والفتوح والأحكام واختلاف الناس، وقد فسر ذلك في كتب استخرجها ووضعها وحدث بها، أخبرني أنه ولد سنة ثلاثين ومائة، وقدم بغداد سنة ثمانين في دين لحقه، فلم يزل بها.

قال: ولم يزل قاضيا حتى مات ببغداد لإحدى عشر ليلة خلت من ذي الحجة سنة سبع ومائتين.

وقال البخاري: سكتوا عنه.

وقال ابن نمير، ومسلم، وأبو زرعة: متروك الحديث.

وقال أبو داود: كان أحمد بن حنبل لا يذكر عنه كلمة، وأنا لا أكتب حديثه.

وروى غير واحد، عن أحمد قال: كان يقلب الأسانيد، وكان يجمع الأسانيد ويأتي بمتن واحد.

وقال ابن أبي حاتم: حدثنا يونس قال: قال لي الشافعي: كتب الواقدي كذب.

ص: 183

وقال إسحاق بن راهويه: هو عندي ممن يضع الحديث.

وقال البخاري: ما عندي للواقدي حرف.

قلت: له ترجمة طويلة في تاريخ ابن عساكر.

وحاصل الأمر أنه مجمع على ضعفه، وأجود الروايات عنه رواية ابن سعد في الطبقات، فإنه كان يختار من حديثه بعض الشيء.

قال أبو بكر الخطيب: هو ممن طبق شرق الأرض وغربها ذكره.

وقال محمد بن سلام الجمحي: الواقدي عالم دهره.

وقال إبراهيم الحربي وناهيك به: الواقدي أمين الناس على أهل الإسلام، كان أعلم الناس بأمر الإسلام، فأما الجاهلية فلم يعلم فيها شيئا.

وقال مصعب بن عبد الله: والله ما رأينا مثل الواقدي قط.

وقال يعقوب بن شيبة: حدثنا عبيد بن أبي الفرج قال: حدثني يعقوب مولى آل أبي عبيد الله قال: سمعت الدراوردي وذكر الواقدي، فقال: ذاك أمير المؤمنين في الحديث.

قال يعقوب: وحدثني مفضل قال: قال الواقدي: لقد كانت ألواحي تضيع، فأوتى بها من شهرتها بالمدينة، يقال: هذه ألواح ابن واقد.

وعن ابن المبارك قال: كنت أقدم المدينة، فما يفيدني ويدلني على الشيوخ إلا الواقدي.

وقال أبو حاتم: حدثنا معاوية بن صالح الدمشقي قال: سمعت سنيد بن داود يقول: كنا عند هشيم، فدخل الواقدي، فسأله هشيم عن باب ما يحفظ فيه، فقال: ما عندك يا أبا معاوية؟ فذكر خمسة أو ستة أحاديث في الباب، ثم قال للواقدي: ما عندك؟ فذكر فيه ثلاثين حديثا عن النبي صلى الله عليه وسلم، وأصحابه، والتابعين، ثم قال: سألت مالكا، وسألت ابن أبي ذئب، وسألت وسألت، فرأيت وجه هشيم يتغير، فلما خرج قال هشيم: لئن كان كذابا فما في

ص: 184

الدنيا مثله، وإن كان صادقا فما في الدنيا مثله.

وقال مجاهد بن موسى: ما كتبت عن أحد أحفظ من الواقدي.

وقال محمد بن جرير الطبري: قال محمد بن سعد: كان الواقدي يقول: ما من أحد إلا وكتبه أكثر من حفظه، وحفظي أكثر من كتبي.

وقال يعقوب بن شيبة: لما انتقل الواقدي من جانب الغربي إلى هاهنا يقال: إنه حمل كتبه على عشرين ومائة وقر.

وعن أبي حذافة قال: كان للواقدي ست مائة قمطر كتب.

وقال إبراهيم الحربي: سمعت المسيبي يقول: رأينا الواقدي يوما جلس إلى أسطوانة في مسجد المدينة وهو يدرس، فقلنا: أيش تدرس؟ قال: جزء من المغازي.

وقلنا له مرة: هذا الذي تجمع الرجال، تقول: حدثنا فلان وفلان، وتجيء بمتن واحد، لو حدثتنا بحديث كل رجل على حدة، قال: يطول، قلنا له: قد رضينا، فغاب عنا جمعة، ثم جاءنا بغزوة أحد عشرين جلدا، فقلنا: ردنا إلى الأمر الأول.

قال أبو بكر الخطيب: وكان مع ما ذكرناه من سعة علمه وكثرة حفظه لا يحفظ القرآن، فأنبأنا الحسين بن محمد الرافقي قال: حدثنا أحمد بن كامل قال: حدثني محمد بن موسى البربري قال: قال المأمون للواقدي: أريد أن تصلي الجمعة غدا بالناس، فامتنع، فقال: لا بد، فقال: والله ما أحفظ سورة الجمعة، قال: فأنا أحفظك، فجعل يلقنه السورة حتى يبلغ النصف منها، فإذا حفظه ابتدأ بالنصف الثاني، فإذا حفظ النصف الثاني نسي الأول، فأتعب المأمون ونعس، فقال لعلي بن صالح: حفظه أنت، قال علي: ففعلت فلم يحفظ، واستيقظ المأمون فأخبرته فقال: هذا رجل يحفظ التأويل ولا يحفظ التنزيل، اذهب فصل بهم، واقرأ أي سورة شئت.

قلت: هذه حكاية قوية السند لكنها مرسلة، وأنا أستبعدها، وقد وثقه غير واحد لكن لا عبرة بقولهم مع توافر من تركه.

قال إبراهيم بن جابر الفقيه: سمعت محمد بن إسحاق الصغاني يقول،

ص: 185

وذكر الواقدي فقال: والله لولا أنه عندي ثقة ما حدثت عنه.

وقال مصعب بن عبد الله، وسئل عن الواقدي فقال: ثقة مأمون.

وسئل معن بن عيسى عنه فقال: أنا أسأل عن الواقدي؟ الواقدي يسأل عني.

وقال جابر بن كردي: سمعت يزيد بن هارون يقول: الواقدي ثقة.

وقال إبراهيم الحربي: سمعت أبا عبيد يقول: الواقدي ثقة.

وقال إبراهيم الحربي: من قال إن مسائل مالك وابن أبي ذئب تؤخذ عن أوثق من الواقدي فلا تصدق.

وقال علي ابن المديني فيما رواه عنه ابنه عبد الله: عند الواقدي عشرون ألف حديث لم أسمع بها.

وقد روى أبو بكر ابن الأنباري، عن أبيه، عن أبي عكرمة الضبي أن الواقدي قدم العراق في دين لحقه، فقصد يحيى بن خالد، فوصله بثلاثة آلاف دينار.

وروي نظيرها من غير وجه أن يحيى وصله بمال طائل.

وقال الحسن بن شاذان: قال الواقدي: صار إلي من السلطان ست مائة ألف درهم، ما وجبت علي فيها زكاة.

وقال أبو عكرمة الضبي: حدثنا سليمان بن أبي شيخ قال: حدثنا الواقدي، قال: أضقت مرة وأنا مع يحيى بن خالد، وجاء عيد، فقالت الجارية: ليس عندنا من آلة العيد شيء، فمضيت إلى تاجر صديق لي ليقرضني، فأخرج إلي كيسا مختوما فيه ألف دينار ومائتا درهم، فأخذته، فلما استقررت في منزلي جاءني صديق لي هاشمي فشكا إلي تأخر غلته وحاجته إلى القرض، فدخلت إلى زوجتي فأخبرتها فقالت: على أي شيء عزمت؟ قلت: على أن أقاسمه الكيس، قالت: ما صنعت شيئا، أتيت رجلا سوقة فأعطاك ألفا ومائتي درهم، وجاءك رجل من آل رسول الله صلى الله عليه وسلم تعطيه نصف ما أعطاك السوقة؟ فأخرجت إليه الكيس، فمضى به، فذهب التاجر إلى الهاشمي ليقترض منه، فأخرج إليه الكيس بعينه فعرفه، وجاء إلي فخبرني بالأمر، وجاءني رسول يحيى بن خالد يقول: إنما تأخر رسولي عنك لشغلي، فركبت إليه فأخبرته خبر الكيس، فقال: يا غلام هات تلك الدنانير، فجاءه بعشرة آلاف دينار، فقال:

ص: 186

خذ ألفي دينار لك، وألفين للتاجر، وألفين للهاشمي، وأربعة آلاف لزوجتك، فإنها أكرمكم.

وروي نحوها من وجه آخر إلى الواقدي، لكنه قال: أمر لكل واحد من الثلاثة بمائتي دينار.

قال عباس الدوري: مات الواقدي وهو على القضاء، وليس له كفن، فبعث المأمون بأكفانه.

وقد تقدمت وفاته عن ابن سعد.

روى ابن ماجه له حديثا واحدا ولم يسمه، بل قال: حدثنا ابن أبي شيبة، عن شيخ له، عن عبد الحميد بن جعفر، فذكر حديثا في التجمل للجمعة، قد رواه عبد بن حميد، عن ابن أبي شيبة، عن الواقدي.

335 -

د ن:‌

‌ محمد بن أبي الوزير عمر بن مطرف الهاشمي

، مولاهم.

عن: شريك، وعبد الله بن جعفر المخرمي، ومحمد بن موسى الفطري. وعنه: بندار، وبكار بن قتيبة القاضي، والكديمي، وآخرون.

وكان صدوقا، توفي كهلا.

336 -

د ن ق:‌

‌ محمد بن عيسى بن القاسم بن سميع

، مولى معاوية بن أبي سفيان الأموي، أبو سفيان الدمشقي.

عن: هشام بن عروة، والأوزاعي، وعبيد الله بن عمر، وحميد الطويل، ومحمد بن الوليد الزبيدي، وابن أبي ذئب، وطائفة. وعنه: هشام بن عمار، والعباس بن الوليد الخلال، والهيثم بن مروان، وجماعة.

قال أبو حاتم: يكتب حديثه.

ص: 187

وقال ابن عدي: لا بأس به، والذي أنكر عليه حديث مقتل عثمان.

وقال صالح جزرة: حدثنا هشام بن عمار قال: جهدت به أن يقول: حدثنا ابن أبي ذئب فأبى إلا أن يقول: عن ابن أبي ذئب.

قال صالح: قال لي محمود ابن بنت محمد بن عيسى: هو في كتاب جدي عن إسماعيل بن يحيى، عن ابن أبي ذئب.

قال صالح: وإسماعيل هذا يضع الحديث.

وقال ابن جوصا: سألت محمود بن سميع، فقال: رأيت في كتاب جدي: عن إسماعيل بن يحيى، عن ابن أبي ذئب، فترك إسماعيل بن يحيى.

337 -

‌ محمد بن غياث

، أبو لبيد الكلابي السرخسي.

رحل، وسمع من مالك، وعبد الله بن المبارك. وعنه: أبو قدامة عبيد الله بن سعيد السرخسي، ومحمد بن يحيى الذهلي.

338 -

ت:‌

‌ محمد بن القاسم الأسدي

، أبو إبراهيم الكوفي،.

أحد الضعفاء، يروي عن: الأوزاعي، وسعيد بن عبيد الطائي، وابن جريج، والربيع بن صبيح، وطائفة. وعنه: وهب بن حفص الحراني، وأبو معمر القطيعي، وجماعة.

قال البخاري: يعرف وينكر.

وقال أحمد بن حنبل: يكذب.

وقال النسائي، وغيره: متروك.

قيل: مات في ربيع الأول سنة سبع ومائتين.

339 -

ت:‌

‌ محمد بن مزاحم

، أبو وهب المروزي.

ص: 188

عن زفر بن الهذيل، وابن المبارك. وعنه: أحمد بن عبدة الآملي، وأحمد بن منصور زاج، وعبدة بن عبد الرحيم المروزي.

340 -

ت ق:‌

‌ محمد بن مصعب بن صدقة القرقساني

.

رحل إلى الأوزاعي فروى عنه.

وعن: مبارك بن فضالة، وحماد بن سلمة، وأبي الأشهب جعفر بن حيان. وعنه: أحمد بن حنبل، وعباس الدوري، والصغاني، والرمادي، وأحمد بن عبيد بن ناصح، وأحمد بن عصام الأصبهاني، والحسن بن مكرم، وآخرون.

قال صالح بن محمد بن جزرة: عامة أحاديثه عن الأوزاعي مقلوبة.

وقال أبو حاتم: ليس بالقوي.

وقال النسائي: ضعيف.

وقال الخطيب: كان كثير الغلط لتحديثه من حفظه، ويذكر عنه الخير والصلاح.

وقال ابن معين: ليس بشيء.

وروى سعيد بن رحمة، عن القرقساني: قلت: كنت آتي الأوزاعي فيحدث ثلاثين حديثا، فإذا تفرق الناس عرضتها عليه، فلا أخطئ، فيقول: ما أتاني أحفظ منك.

وقال أحمد بن محمد بن أبي الخناجر: ما رأينا لمحمد بن مصعب كتابا قط.

قال ابن عدي: عندي ليس برواياته بأس.

وقال أبو أمية الطرسوسي: مات سنة ثمان ومائتين.

ص: 189

341 -

‌ محمد بن موسى بن مسكين

، أبو غزية المدني.

من شيوخ الزبير بن بكار، توفي سنة سبع ومائتين، روى عن: عبد الرحمن بن أبي الزناد، وفليح بن سليمان، ومالك بن أنس، وغيرهم، وولي قضاء المدينة. وعنه: يعقوب بن محمد الزهري، والنضر بن سلمة، وإبراهيم بن المنذر الحزامي، والزبير، وآخرون.

قال البخاري: عنده مناكير.

وقال ابن حبان: كان يسرق الحديث ويروي عن الثقات الموضوعات.

342 -

‌ محمد بن مناذر البصري

، الشاعر، أبو ذريح.

روى عن شعبة وغيره، وغلب عليه اللهو والمجون وإجادة النظم، روى عنه: الصلت بن مسعود، ومحمد بن ميمون الخياط، ومزداد بن جميل.

قال ابن معين: أعرفه صاحب شعر، ولم يكن من أصحاب الحديث، وكان يتعشق ولد عبد الوهاب الثقفي ويشبب بنساء ثقيف، فطردوه من البصرة، فخرج إلى مكة، وكان يرسل العقارب في المسجد الحرام يلسعن الناس، ويصب المداد بالليل في مواضع يتوضأ منها الناس ليسود وجوههم، ليس يروي عنه أحد فيه خير.

343 -

‌ محمد بن منيب العدني

، أبو الحسن.

عن: السري بن يحيى، لقيه بعدن، وقريش بن حيان. وعنه: محمد بن رافع، وأحمد بن الأزهر، وعبد بن حميد، وطائفة.

قال أبو حاتم: ليس به بأس.

344 -

ت:‌

‌ محمد بن ميسر

، أبو سعد الصغاني البلخي الضرير، نزيل بغداد.

عن: هشام بن عروة، وأبي حنيفة، وابن إسحاق، وأبي جعفر الرازي،

ص: 190

وجماعة. وعنه: أحمد بن حنبل، وعتيق بن محمد، وأبو كريب، وعباس الترقفي، وجماعة.

قال يحيى بن معين: كان جهميا شيطانيا، ليس بشيء.

وقال الدارقطني: ضعيف.

345 -

خ:‌

‌ محمد بن يحيى

، أبو غسان الكناني المدني.

سمع مالكا، ومحمد بن جعفر بن أبي كثير، وجماعة. وعنه: عبد الله بن شبيب الربعي، ومحمد بن يحيى الذهلي، وغيرهما.

وكان كاتبا أخباريا، له حديث في الصحيح.

346 -

ت ق:‌

‌ محمد بن يعلى

، أبو علي السلمي الكوفي، زنبور.

روى عن: أبي حنيفة، وموسى بن عبيدة، وعبد الملك بن أبي سليمان، وجماعة. وعنه: إسحاق بن راهويه، وعلي بن حرب، وإبراهيم بن أبي العنبس، وأبو بكر الصغاني.

قال البخاري: ذاهب الحديث.

347 -

‌ مجيب بن موسى الأصبهاني

، صاحب الثوري وخادمه.

قال أحمد بن عصام: سمعته يقول: كنت عديل سفيان الثوري إلى مكة، فكان يكثر البكاء، فقلت له: بكاؤك هذا خوفا من الذنوب؟ فأخذ عودا من المحمل فرمى به، وقال: لذنوبي أهون علي من هذا، ولكني أخاف أن أسلب التوحيد.

ص: 191

روى عن مجيب: عبد الرحمن بن عمر رستة، وأحمد بن يزيد، وأحمد بن عصام.

348 -

م د ن:‌

‌ محاضر بن المورع الهمداني اليامي

، ويقال: السلولي، الكوفي، أبو المورع.

عن: الأعمش، وهشام بن عروة، وعاصم الأحول، والأجلح الكندي، وهشام بن حسان، وجماعة. وعنه: أحمد بن حنبل، وأحمد بن سليمان الرهاوي، وحجاج بن الشاعر، وسليمان بن سيف، وأحمد بن يونس الضبي، وعباس الدوري، ومحمد بن يحيى الذهلي، ومحمد بن إسحاق الصغاني، ويعقوب بن شيبة.

قال أحمد بن حنبل: سمعت منه، وكان مغفلا جدا، لم يكن من أصحاب الحديث.

وقال أبو زرعة: صدوق.

وقال النسائي: ليس به بأس.

وقال ابن سعد: مات سنة ست ومائتين.

له حديث واحد في صحيح مسلم.

349 -

ت خ مقرونا بآخر:‌

‌ محبوب بن الحسن بن هلال أبو جعفر البصري

، قيل: اسمه محمد.

روى عن: خالد الحذاء، وعبد الله بن عون، ويونس بن عبيد، وأشعث بن عبد الملك، وجماعة. وعنه: أحمد بن حنبل، والحسن بن علي الحلواني، ومحمد بن سنان القزاز، وجماعة.

ص: 192

وقد روى حروف القراءة عن إسماعيل بن مسلم المكي، عن ابن كثير، وهو ثقة.

350 -

م 4:‌

‌ مروان بن محمد بن حسان

، أبو بكر الأسدي الدمشقي الطاطري التاجر. وقيل: كنيته أبو حفص، وقيل: أبو عبد الرحمن.

روى عن عبد الله بن العلاء بن زبر، وسعيد بن بشير، ومعاوية بن سلام، وعثمان بن حصن بن علاق، وسعيد بن عبد العزيز، وسليمان بن بلال، ومالك، والليث، وابن لهيعة، وخلق. وعنه صفوان بن صالح المؤذن، وعبد الله بن ذكوان المقرئ، وأحمد بن أبي الحواري، وأحمد بن الأزهر، وعبد الله بن عبد الرحمن الدارمي، وأحمد بن عبد الأحد بن عبود، ومحمود بن خالد السلمي، وهارون بن محمد بن بكار، وخلق.

وثقه أبو حاتم، وغيره.

وكان الإمام أحمد يثني عليه ويقول: كان يذهب مذهب أهل العلم.

وقال أبو زرعة الدمشقي: قال لي أحمد بن حنبل: كان عندكم ثلاثة أصحاب حديث: مروان الطاطري، والوليد بن مسلم، وأبو مسهر.

قال أبو زرعة: وحدثني عبد الله بن يحيى بن معاوية الهاشمي قال: أدركت ثلاث طبقات: أحدها طبقة سعيد بن عبد العزيز، ما رأيت فيهم أخشع من مروان بن محمد.

وعن أحمد بن أبي الحواري قال: ما رأيت شاميا خيرا من مروان بن محمد.

وقال ابن أبي الحواري، عن مروان قال: لا غنى لصاحب الحديث عن ثلاثة: صدقه، وحفظه، وصحة كتبه. فإن أخطأ الحفظ لم يضره.

وقال أبو سليمان الداراني: ما رأيت شاميا خيرا من مروان بن محمد.

وقال صفوان بن صالح: سمعت مروان بن محمد وقيل له: إنهم يقولون:

ص: 193

ليس لله عين ولا يد. فقال: إنما مذهبهم التعطيل.

قال البخاري: إنما قيل له: الطاطري لثياب نسب إليها.

وقال الطبراني: كل من يبيع الكرابيس بدمشق يسمى الطاطري.

وقال محمد بن عوف: كان مرجئا.

وقال عباس الدوري عن ابن معين: لا بأس به. وكان مرجئا.

وأهل دمشق من كان مرجئا فعليه عمامة، ومن لم يكن مرجئا لا يعتم.

وقال الحسن بن محمد بن بكار: مولد مروان عام انتثرت النجوم سنة سبع وأربعين ومائة، ومات سنة عشر.

351 -

‌ مسعود بن عبد الله بن رزين السلمي

، القهندزي النيسابوري. أخو مبشر وإخوته.

كان عالما بالقرآن فاضلا. روى عن إبراهيم بن طهمان، وخارجة بن مصعب. روى عنه: أحمد بن معاذ، ومحمد بن عبد الوهاب الفراء، وجماعة من أهل نيسابور.

توفي سنة عشر.

352 -

ت ق:‌

‌ مسعود بن واصل البصري الأزرق

، صاحب السابري.

روى عن النهاس بن قهم، عن قتادة، وله حديث آخر عن غالب التمار.

روى عنه: عمر بن شبة، وأبو بكر بن نافع العبدي، وأبو غسان مالك بن عبد الواحد المسمعي.

ضعفه أبو داود الطيالسي.

353 -

‌ المسيب بن زهير الأمير

.

من كبار القواد ببغداد؛ وكان من حزب الحسن بن سهل الوزير عند قيام الهاشميين ببغداد على المأمون، لما زوى الأمر عنهم إلى علي بن موسى الرضا. وقد انكسر جيش الحسن بن سهل غير مرة. فلما توفي ضده والمحارب

ص: 194

له محمد بن أبي خالد استظهر وقوي، وانتصر غير مرة على العباسيين، وكان القائم بحربهم عيسى بن محمد بن أبي خالد. فجمع عيسى جيشا كثيفا يسد الفضاء، فقيل: إنهم أحصاهم فبلغوا مائة ألف وخمسة وعشرين ألفا من بين فارس وراجل. فأعطى الفارس أربعين درهما، والراجل عشرين درهما. وجرى على الرعية ببغداد منهم ضر وبلاء عظيم من النهب والفسق وأخذ الحريم والصبيان علانية. وبقي الناس غنما بلا راع. ومال هذا الجيش الذين أقامهم عيسى على قطربل فانتهبوها كلها. ثم قام ببغداد سهل بن سلامة الأنصاري، ودعا إلى الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، فبايعه خلق من المطوعة، وقمعوا كثيرا من أهل الفساد؛ ثم آل أمرهم إلى الخروج والقتال. وأما المسيب هذا فإنه قتل. ولي ذبحه أبو زنبيل، وحمل رأسه على رمح، وذلك في ربيع الآخر سنة إحدى ومائتين.

354 -

‌ مصعب بن ماهان المروزي

.

روى عن سفيان الثوري. وعنه زهير بن عباد الرؤاسي، وعبدة بن سليمان المروزي، وإبراهيم بن شماس السمرقندي، وآخرون.

قال أحمد بن أبي الحواري: كان أميا لا يكتب.

قال أبو توبة الحلبي: أشار علي عيسى بن يونس بالكتابة عن مصعب بن ماهان، وكان مصعب يلحن.

وقال أحمد بن حنبل: كان رجلا صالحا، وحديثه مقارب، فيه شيء من الخطأ.

وقال أبو حاتم: شيخ.

355 -

م ت ن ق:‌

‌ مصعب بن المقدام

، أبو عبد الله الخثعمي الكوفي.

عن أبي حنيفة، ومسعر، وفطر بن خليفة، وفضيل بن غزوان، وابن جريج، وعكرمة بن عمار، وسفيان الثوري، وزائدة، وغيرهم. وعنه إسحاق

ص: 195

ابن راهويه، وأبو بكر بن أبي شيبة، ومحمد بن رافع، وعبد بن حميد، والقاسم بن زكريا بن دينار، ومحمد بن عبد الله بن نمير، وجماعة.

قال أبو داود: لا بأس به.

وقال الدارقطني، وغيره: ثقة.

وقال علي بن حكيم عنه، قال: كنت أرى رأي الإرجاء، فرأيت في منامي كأن في عيني صليبا، فتركته.

قال مطين، وغيره: توفي سنة ثلاث ومائتين.

356 -

‌ مضاء بن عيسى الكلاعي

. الدمشقي الزاهد، من أهل قرية راوية قبلي مدينة دمشق.

روى عن شعبة، وصحب سلما الخواص. حكى عنه: أحمد بن أبي الحواري، وقاسم الجوعي، وإبراهيم بن أيوب الحوراني، وعبيد بن عصام.

قال ابن أبي الحواري: سمعته يقول: لإزالة الجبال أهون من إزالة رياسة قد ثبتت.

وقال ابن أبي الحواري: زرت مضاء أنا وأبو سليمان الداراني، فجاءنا ببيض وخلاط.

357 -

ن:‌

‌ مظفر بن مدرك

، أبو كامل الخراساني، ثم البغدادي الحافظ.

عن شيبان النحوي، وحماد بن سلمة، وزهير بن معاوية، وعاصم بن محمد العمري، ونافع بن عمر الجمحي، وعبد العزيز بن الماجشون، وخلق. وعنه أحمد بن حنبل، ويحيى بن معين، وأبو خيثمة، ومحمد بن أبي غالب القومسي، ومحمد بن عبد الله المخرمي، وغيرهم.

وكان أثبت الناس في زهير.

ص: 196

قال أحمد بن حنبل: كان أصحاب الحديث ببغداد: أبو كامل، وأبو سلمة الخزاعي، والهيثم، يعني ابن جميل. وكان الهيثم أحفظهم. وكان أبو كامل أتقن للحديث منهم. وكان له عقل شديد ووقار وهيئة.

وقال ابن معين: كنت آخذ عنه هذا الشأن، وكان بغداديا من الأبناء، رجلا صالحا قل ما رأيت من يشبهه.

وقال أبو خيثمة: ما كان أبو كامل عندنا بدون وكيع عند الكوفيين، وعبد الرحمن بن مهدي عند البصريين.

وقال أبو داود: ثقة ثقة.

وقال النسائي: ثقة مأمون.

وقال إبراهيم الحربي: مات سنة سبع ومائتين.

قلت: هو من أقران علي بن الجعد، ولكنه مات قبله بدهر، فلهذا لم يشتهر.

وقد ذكره ابن عدي في شيوخ البخاري، فغلط ووهم.

358 -

ن:‌

‌ معاذ بن خالد بن شقيق بن دينار

، أبو بكر العبدي المروزي، ابن عم علي بن الحسن بن شقيق.

روى عن سفيان الثوري، وأبي طيبة عبد الله بن مسلم، وأبي حمزة السكري، والحسين بن واقد، وحماد بن سلمة، وجماعة. وعنه إسحاق بن راهويه، وعبدان، ووهب بن زمعة، ومحمد بن علي بن حرب، ومحمد بن عبد الله بن قهزاذ، ومحمد بن مقاتل المروزيون.

وثقه ابن حبان، وقال: مات بعد المائتين.

قال شيخنا أبو الحجاج: الأشبه أن يكون مات بعد المائتين.

359 -

‌ معاذ بن خالد العسقلاني

.

عن أيمن بن نابل، وزهير بن محمد التميمي. وعنه حرملة بن يحيى،

ص: 197

ومحمد بن خلف العسقلاني، والحسن بن عبد العزيز الجروي، وغيرهم.

قال أبو حاتم: شيخ. تشبه أحاديثه عن زهير أحاديث إبراهيم بن أبي يحيى.

قلت: يلينه بذلك.

360 -

خ 4:‌

‌ معاذ بن هانئ القيسي

، وقيل: العيشي، وقيل: اليشكري، أبو هانئ البصري.

عن حماد بن سلمة، وهمام بن يحيى، وإبراهيم بن طهمان، وحرب بن شداد، ومحمد بن مسلم الطائفي، وجماعة. وعنه الفلاس، وبندار، وإبراهيم بن يعقوب الجوزجاني، وعبد الله الدارمي، والكديمي، وآخرون.

توفي سنة تسع.

361 -

‌ المعافى بن عمران الحميري الظهري الحمصي

.

يروي عن عبد العزيز الماجشون، ومالك، وابن لهيعة، وجماعة. وعنه محمد بن مصفى، وأبو حميد أحمد بن محمد بن المغيرة العوهي، وسعيد بن عمرو السكوني، وكثير بن عبيد، وأبو التقي هشام اليزني، وأبو عتبة الحجازي، ومحمد بن عوف الطائي.

قال محمد بن عوف: ما رأيت مثله في عقله وفضله وورعه.

وروي أن المعافى هذا كان يحتطب على ظهره ويتبلغ به.

وثقه ابن حبان.

362 -

ن:‌

‌ معاوية بن حفص الشعبي

. الكوفي، نزيل حلب.

روى عن إبراهيم بن أدهم، وكامل أبي العلاء، وداود الطائي، والسري بن يحيى، والحكم بن هشام، وطائفة. وعنه أبو جعفر النفيلي، ومحمد بن مصفى، وأبو حميد أحمد بن محمد العوهي، وآخرون.

ص: 198

قال أبو حاتم: صدوق.

363 -

م 4:‌

‌ معاوية بن هشام

، أبو الحسن الأسدي، مولاهم الكوفي القصار.

عن علي بن صالح بن حي، وحمزة الزيات، وشيبان، وسفيان، وعمار بن رزيق، وهشام بن سعد، وجماعة. وعنه أحمد بن حنبل، وأبو بكر بن أبي شيبة، وأبو كريب، ومحمود بن غيلان، وأحمد بن سليمان الرهاوي، والحسن بن علي بن عفان، وآخرون.

قال أبو حاتم: صدوق.

وقال يعقوب بن شيبة: كان هو وإسحاق الأزرق من أعلمهم بحديث شريك.

وقال أبو داود: ثقة.

قلت: توفي سنة أربع أو خمس ومائتين.

364 -

‌ معبد بن راشد

، أبو عبد الرحمن.

حدث ببغداد عن معاوية بن عمار الدهني فقط. وعنه رويم المقرئ، وموسى بن داود الضبي، والحسن بن الصباح البزار.

قال عبد الله بن أحمد: قال أبي: رأيت معبدا هذا ولم يكن به بأس. وكان يفتي برأي ابن أبي ليلى.

قال ابن معين من رواية ابن أبي خيثمة عنه: واسطي ضعيف الحديث.

قلت: حديثه عن معاوية أنه سأل جعفر بن محمد الصادق عن القرآن. فقال: ليس بخالق ولا مخلوق، ولكنه كلام الله.

• - معروف الكرخي العابد. رحمه الله.

مر سنة مائتين. وقيل: توفي سنة أربع ومائتين.

ص: 199

وقد أفرد أبو الفرج ابن الجوزي أخباره في جزئين. وكان عديم النظير زهدا وعبادة.

365 -

‌ معلى بن دحية بن قيس

، أبو دحية المصري المقرئ.

قرأ القرآن على نافع. قرأ عليه يونس بن عبد الأعلى، وأبو مسعود المدني، وعبد القوي بن كمونة. وسمع منه: هشام بن عمار.

فعن معلى قال: خرجت بكتاب الليث بن سعد إلى نافع لأقرأ عليه، فوجدته يقرئ الناس بجميع القراءات، فقلت له: يا أبا رويم، ما هذا؟ قال: إذا جاءني من يطلب حرفي أقرأته.

366 -

ق:‌

‌ معلى بن عبد الرحمن الواسطي

.

عن الأعمش، وابن أبي ذئب، ومنصور بن أبي الأسود، وعبد الحميد بن جعفر، وشعبة، والثوري، وجماعة. وعنه الحسن بن علي الحلواني، وعلي بن أحمد الجواربي، ومحمد بن إسحاق الصاغاني، وخلف الواسطي كردوس، وإبراهيم بن دنوقا، وجماعة.

قال أبو داود: سمعت يحيى بن معين، وسئل عن المعلى بن عبد الرحمن، فقال: أحسن أحواله عندي أنه قيل له عند موته: ألا تستغفر الله؟ فقال: ألا أرجو أن يغفر لي وقد وضعت في فضل علي بن أبي طالب سبعين حديثا.

وذهب ابن المديني إلى أنه كان يكذب.

وقال أبو زرعة: ذاهب الحديث.

وقال الدارقطني: كذاب.

وأما ابن عدي فقال: أرجو أنه لا بأس به.

قلت: له حديث في سنن ابن ماجه.

ص: 200

• - أما معلى بن منصور فثقة، سيأتي ذكره.

367 -

د، قوله:

‌ معمر بن المثنى

، أبو عبيدة التيمي البصري النحوي. صاحب التصانيف.

يقال: إنه ولد في الليلة التي توفي فيها الحسن البصري.

روى عن هشام بن عروة، وأبي عمرو بن العلاء، ورؤبة بن الحجاج، وجماعة. روى عنه أبو عبيد القاسم بن سلام، وابن المديني، وعلي بن المغيرة الأثرم، وأبو عثمان المازني، وعمر بن شبة، وأبو العيناء محمد بن القاسم وآخرون. وحدث ببغداد بأشياء من كتبه.

قال الجاحظ: لم يكن في الأرض خارجي ولا جماعي أعلم بجميع العلوم من أبي عبيدة.

وقال يعقوب بن شيبة: سمعت علي ابن المديني ذكر أبا عبيدة فأحسن ذكره وصحح روايته. وقال: كان لا يحكي عن العرب إلا الشيء الصحيح.

وقال ابن معين: ليس به بأس.

وقال المبرد: كان الأصمعي وأبو عبيدة متقاربان في النحو، وكان أبو عبيدة أكمل القوم.

وقال ابن قتيبة: كان الغريب وأخبار العرب وأيامها أغلب عليه، وكان مع معرفته ربما لم يقم البيت إذا أنشده حتى يكسره. وكان يخطئ إذا قرأ القرآن نظرا، وكان يبغض العرب. وألف في مثالبها كتبا. وكان يرى رأي الخوارج.

وقال غير ابن قتيبة: إن الرشيد أقدم أبا عبيدة وقرأ عليه بعض كتبه. وكتبه تقارب مائتي تصنيف، منها كتاب: مجاز القرآن، وكتاب غريب الحديث، وكتاب مقتل عثمان، وكتاب أخبار الحجاج، وغير ذلك في اللغات والأخبار والأيام. وكان ألثغ، وسخ الثياب، بذيء اللسان.

قال أبو حاتم السجستاني: كان يكرمني بناء على أنني من خوارج سجستان.

ويذكر أنه كان يميل إلى الملاح، وفيه يقول أبو نواس:

ص: 201

صلى الإله على لوط وشيعته أبا عبيدة قل بالله آمينا فأنت عندي بلا شك بقيتهم منذ احتلمت وقد جاوزت سعبينا توفي أبو عبيدة سنة عشر ومائتين.

وروى ابن خلكان أنه توفي سنة تسع، ويقال: توفي سنة إحدى عشر، وكان من أبناء المائة.

368 -

‌ المغيرة بن سقلاب

، أبو بشر قاضي حران.

عن جعفر بن برقان، ومحمد بن إسحاق، ومعقل بن عبيد الله، وجماعة. وعنه الفضل بن يعقوب الرخامي، ويزيد بن محمد الرهاوي، والمعافى بن سليمان الرسعني، وآخرون.

قال أبو زرعة: ليس به بأس.

وقال ابن عدي: عامة ما يرويه لا يتابع عليه.

وقال أبو جعفر النفيلي: لم يكن مؤتمنا على حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم.

وقال الوليد بن عبد الملك بن مسرح: حدثنا المغيرة بن سقلاب، عن ابن إسحاق، عن نافع، عن ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إذا كان الماء قلتين لم ينجسه شيء. والقلة أربعة آصع.

وبه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إذا كان الماء قلتين من قلال هجر لم ينجسه شيء.

قال أبو عروبة: توفي سنة اثنتين ومائتين.

369 -

‌ المفضل بن عبد الله الحبطي اليربوعي البصري

.

عن داود بن أبي هند، وإسماعيل بن مسلم، وعمر بن عامر. وعنه أبو معمر القطيعي، ومحمد بن عبد الله المخرمي الحافظ.

وكان جار عبد الله بن بكر السهمي نزيل بغداد.

قال ابن معين: ليس بشيء.

ص: 202

وقال أبو حاتم: محله الصدق.

370 -

خ م ن:‌

‌ منصور بن سلمة بن عبد العزيز بن صالح

، أبو سلمة الخزاعي البغدادي.

عن عبد العزيز الماجشون، وحماد بن سلمة، ومالك بن أنس، والليث بن سعد، وشريك بن عبد الله، ويعقوب القمي، وسليمان بن بلال، وطائفة. وعنه أحمد بن حنبل، ومحمد بن عبد الرحيم صاعقة، ومحمد بن إسحاق الصغاني، وعباس الدوري، وأبو أمية الطرسوسي، وأحمد بن أبي حيثمة، وآخرون.

وثقه ابن معين، وغيره.

وكان حجة ثبتا عارفا.

قال أحمد بن أبي خيثمة: قال لي أبي وقد رجعنا من عند أبي سلمة الخزاعي: كتبت اليوم عن كبش نطاح.

قال الدارقطني: أبو سلمة أحد الحفاظ الرفعاء الذين كانوا يسألون عن الرجال ويؤخذ بقوله فيهم. أخذ عنه أحمد، وابن معين، وغيرهما علم ذلك.

وقال ابن سعد: كان ثقة يتمنع بالحديث، ثم حدث أياما، وخرج إلى الثغر فمات بالمصيصة سنة عشر.

وقال أبو بكر الأعين: مات سنة عشر.

وقال مطين كذلك.

وقال مرة: مات سنة تسع.

371 -

‌ منصور بن سلمة بن الزبرقان

. وقيل: ابن الزبرقان بن سلمة، أبو الفضل النمري الشاعر.

كان من أهل الجزيرة فقدم بغداد وامتدح الرشيد، وغيره. وجرت بينه

ص: 203

وبين العتابي وحشة حتى تهاجيا وتناقضا، وسعى كل واحد منهما في هلاك الآخر.

372 -

ق:‌

‌ منصور بن صقير

، أبو النضر البغدادي الجندي.

روى عن حماد بن سلمة، ونافع بن عمر الجمحي، وثابت بن محمد العبدي، كذا عند ابن ماجه، والصواب محمد بن ثابت العبدي، وعبد الله بن عرادة، وأبي عوانة. وعنه سهل بن أبي الصغدي، ويعقوب بن شيبة، وأبو أمية، ومحمد أحمد بن الجنيد، ومحمد بن غالب تمتام، وجماعة.

قال أبو حاتم: كان جنديا، وليس بالقوي.

373 -

‌ منصور بن عكرمة

، أبو عكرمة الكلابي.

سمع ابن عون، وطلحة بن يحيى التيمي. وعنه أحمد بن محمد بن يحيى القطان، ومحمد بن سنان القزاز، وهو بصري مقل.

374 -

‌ منصور بن المهاجر

، أبو الحسن الواسطي، بياع القصب.

عن سعد بن طريف الإسكاف، وشعيب بن ميمون، ومحمد المحرم، وأبي حمزة صاحب لأنس. وعنه إسحاق بن وهب العلاف، وسهم بن إسحاق، وعلي بن إبراهيم بن عبد المجيد، ومحمد بن عبد الملك الدقيقي، وغيرهم.

روى له ابن ماجه في تفسيره.

375 -

د:‌

‌ مهنا بن عبد الحميد البصري

.

عن حماد بن سلمة. وعنه أحمد بن حنبل، وبندار، ونصر بن علي، وإسحاق الكوسج.

وثقه علي بن مسلم الطوسي.

ص: 204

376 -

د ق:‌

‌ موسى بن عبد العزيز

، أبو شعيب القنباري العدني. والقنبار شيء تحرز به السفن.

ذكر أنه سمع من الحكم بن أبان قال: حدثني عكرمة، فذكر صلاة التسبيح.

روى عنه بشر بن الحكم، وابنه عبد الرحمن بن بشر، وإسحاق بن أبي إسرائيل المروزي، وزيد بن المبارك الصنعاني، ومحمد بن أسد الخشني.

قال عبد الله بن أحمد، عن ابن معين: لا أرى به بأسا.

وقال النسائي: ليس به بأس.

وقع حديثه عاليا في سبعة مجالس المخلص.

377 -

‌ موسى بن عبد الله الطويل

، أبو عبد الله.

فارسي نزل واسط وزعم أنه سمع من أنس بن مالك، فحدث عنه بعجائب.

روى عنه: إسحاق بن شاهين، ومحمد بن مسلمة الواسطي.

وقع لنا حديثه عاليا، ولكنه ليس بشيء.

فمن حديثه: حدثنا مولاي أنس، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من أفطر على تمر زيد في صلاته أربعمائة صلاة.

378 -

‌ موسى ابن الأمين محمد ابن الرشيد هارون

ابن المهدي الهاشمي العباسي.

كان شابا مليح الصورة، وهو الذي خلع أبوه المأمون لأجله، وجعله ولي عهده.

توفي في شعبان سنة ثمان ومائتين.

379 -

‌ موسى بن هلال العبدي البصري

.

عن هشام بن حسان، وعبد الله بن عمر العمري، وغيرهما. وعنه محمد بن

ص: 205

إسماعيل الأحمسي، وأبو أمية الطرسوسي، والفضل بن سهل الأعرج، وعبيد الوراق، وأحمد بن حنبل في كتاب الزهد، ومحمد بن جابر المحاربي، وأحمد بن حازم بن أبي غرزة.

وكان قلانسيا.

قال ابن أبي حاتم: سألت أبي عنه فقال: مجهول.

قلت: لم أجد أحدا ذكره بتضعيف يسقطه فيكشف من الثقات لابن حبان. وهو الذي انفرد بحديث: من زار قبري وجبت له شفاعتي. والحديث، وإن كان غريبا، فهو مطابق لقوله: أسعد الناس بشفاعتي من مات يشهد أن لا إله إلا الله مخلصا من قلبه. وقد روى هذا الحديث ابن عدي في ترجمة موسى بن هلال، ثم قال: أرجو أنه لا بأس به.

380 -

ت ن ق:‌

‌ مؤمل بن إسماعيل

، أبو عبد الرحمن العدوي، مولاهم البصري. مولى آل عمر رضي الله عنه.

عن شعبة، والثوري، وعكرمة بن عمار، ونافع بن عمر الجمحي، وطائفة. وعنه أحمد بن حنبل، وابن راهويه، وبندار، ومؤمل بن إهاب، ومحمود بن غيلان، ومحمد بن سهل بن المهاجر الرقي، وغير واحد.

قال ابن معين: ثقة.

وقال أبو حاتم: صدوق، شديد في السنة، كثير الخطأ.

وقال البخاري: منكر الحديث.

وأما أبو داود فعظمه ورفع من شأنه، وقال: إلا أنه يهم في الشيء.

قلت: توفي في رمضان مجاورا بمكة سنة ست ومائتين.

ص: 206

381 -

ق:‌

‌ نائل بن نجيح البغدادي

، ويقال: البصري.

عن فطر بن خليفة، ومسعر بن كدام، وعمرو بن شمر. وعنه حفص بن عمر الربالي، وعمر بن شبة، ومحمد بن يونس الكديمي، وآخرون.

وحديثه يقع عاليا في الغيلانيات.

قال أبو أحمد بن عدي: أحاديثه مظلمة.

382 -

ق:‌

‌ نصر بن حماد

، أبو الحارث البصري البجلي الوراق الحافظ.

عن مسعر، وشعبة، ومقاتل بن سليمان، وعاصم بن محمد بن زيد، وإسرائيل، وخلق. وعنه قعنب بن المحرر، وروح بن الفرج البزاز، ومحمد بن رافع، ويحيى بن جعفر بن الزبرقان، ومحمد بن إسحاق الصاغاني.

قال أحمد بن حنبل: كذاب.

وقال البخاري: يتكلمون فيه.

وقال أبو حاتم: متروك.

383 -

ع:‌

‌ النضر بن شميل بن خرشة

، أبو الحسن المازني البصري النحوي اللغوي الحافظ. نزيل مرو.

روى عن حميد الطويل، وهشام بن عروة، وابن عون، وهشام بن حسان، وإسماعيل بن أبي خالد، وطائفة كبيرة. وعنه يحيى بن يحيى، وإسحاق بن راهويه، وإسحاق الكوسج، وأحمد بن سعيد الدارمي، ومحمد بن رافع، وعبد الله بن منير، ومحمود بن غيلان، وعبد الله بن عبد الرحمن الدارمي، وسعيد بن مسعود المروزي، وخلق.

وثقه غير واحد.

وقال أبو حاتم: ثقة صاحب سنة.

ص: 207

وقيل: إنه عاش ثمانين سنة.

قال العباس بن مصعب: بلغني أن عبد الله بن المبارك سئل عن النضر بن شميل فقال: ذاك أحد الأحدين. لم يكن أحد من أصحاب الخليل يدانيه.

قال العباس: كان إماما في العربية والحديث. وهو أول من أظهر السنة بمرو وجميع خراسان. وكان أروى الناس عن شعبة.

أخرج كتبا كثيرة لم يسبقه إليها أحد، وولي قضاء مرو.

وقال أحمد بن سعيد الدارمي: سمعت النضر بن شميل يقول في كتاب الحيل كذا وكذا مسألة كفر.

وسمعته يقول: خرج بي أبي من مرو الروذ إلى البصرة سنة ثمان وعشرين ومائة وأنا ابن خمس أو ست سنين. هرب حين كانت الفتنة.

وقال داود بن مخراق: سمعت النضر بن شميل يقول: لا يجد الرجل لذة العلم حتى يجوع وينسى جوعه.

وقال: من أراد شرف الدنيا والآخرة، فليتعلم العلم.

قال أحمد: مات في أول سنة أربع ومائتين.

وقال محمد بن عبد الله بن قهزاذ: مات في آخر يوم من ذي الحجة سنة ثلاث، ودفن في أول يوم من المحرم.

384 -

سوى ن:‌

‌ النضر بن محمد بن موسى الجرشي اليمامي

، أبو محمد.

عن عكرمة بن عمار، وأبي أويس، وشعبة، وصخر بن جويرية. وعنه عباس العنبري، وعبد الله بن محمد بن الرومي، وأحمد بن جعفر المعقري، وأحمد بن يوسف السلمي، ومؤمل بن إهاب.

وقال أحمد بن عبد الله العجلي: ثقة، روى عن عكرمة بن عمار ألف حديث. رحلت إليه فوصلت في خمسة عشر يوما.

ص: 208

• - النضر بن محمد المروزي في طبقة هشيم. تقدم.

385 -

نفيسة، السيدة الصالحة ابنة الأمير حسن بن زيد ابن السيد الحسن بن علي بن أبي طالب الهاشمية الحسنية، صاحبة المشهد الذي بين مصر والقاهرة.

وقد ولي أبوها المدينة للمنصور. ثم قبض عليه وحبسه مدة، فلما استخلف المهدي أطلق أباها ورد عليه كل شيء ذهب له. وحج معه، فمات رحمه الله بالحاجر. وأما هي فتحولت من المدينة إلى مصر مع زوجها إسحاق بن جعفر الصادق، فيما قيل. ولم يبلغنا شيء من مناقبها، رحمها الله.

توفيت في شهر رمضان سنة ثمان ومائتين.

وللجهال فيها اعتقاد لا يجوز مثله، وقد يبلغ بهم الشرك بالله. ويسجدون للقبر، ويطلبون منها المغفرة.

وكان أخوها القاسم بن الحسن زاهدا عابدا سكن أولاده نيسابور. والسيد العلوي شيخ البيهقي من أولاده.

386 -

خ م ت ن ق:‌

‌ هارون بن إسماعيل

، أبو الحسن البصري الخزاز.

عن علي بن المبارك، وقرة بن خالد، وهمام بن يحيى. وعنه إسحاق الكوسج، وعبد بن حميد، وأبو إسحاق الجوزجاني، وسليمان بن سيف، ومحمد بن عبد الملك الدقيقي، والكديمي، وجماعة.

قال أبو حاتم: شيخ تاجر محله الصدق. عنده كتاب عن علي بن المبارك.

وقال أبو داود: لا بأس به.

وقال ابن أبي عاصم: توفي سنة ست ومائتين.

ص: 209

387 -

‌ هارون بن عمران الأنصاري الموصلي

.

عن فطر بن خليفة، ويونس بن أبي إسحاق، وسفيان الثوري.

وكان فقيها مفتيا، أريد على القضاء فامتنع. روى عنه محمد بن عبد الله بن عمار، وعلي بن حرب.

وتوفي سنة إحدى ومائتين.

388 -

ع:‌

‌ هاشم بن القاسم بن مسلم بن مقسم

، أبو النضر الليثي، الخراساني ثم البغدادي، قيصر.

روى عن عكرمة بن عمار، وشعبة، وابن أبي ذئب، وحريز بن عثمان، وعبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان، وورقاء بن عمر، وأبي جعفر الرازي، وأبو عقيل الثقفي، وطائفة. وعنه أحمد وإسحاق، وابن معين، وابن أبي شيبة، ومحمود بن غيلان، وهارون الحمال، وعبد بن حميد، وأحمد بن الفرات، وعباس الدوري، والصاغاني، وخلق.

وأبو بكر بن أبي النضر ولده.

وإنما لقب بقيصر؛ لأن نصر بن مالك الخزاعي كان على شرطة الرشيد، فدخل نصر الحمام وقت العصر وقال للمؤذن: لا تقم الصلاة حتى أخرج. فجاء أبو النضر إلى المسجد، فقال: ما لك لا تقيم؟ قال: أنتظر أبا القاسم. فقال: أقم. فأقام الصلاة وصلوا. فلما جاء نصر فلام المؤذن فقال: لم يدعني أبو النضر. فقال: ليس هذا هاشم هذا قيصر، يريد ملك الروم، فلزمه ذلك.

وقال أحمد بن حنبل: كان أبو النضر شيخنا من الآمرين بالمعروف والناهين عن المنكر.

وقال ابن المديني، وغيره: ثقة.

وقال العجلي: ثقة صاحب سنة من الأبناء. كان أهل بغداد يفخرون به.

وعن أبي النضر قال: ولدت سنة أربع وثلاثين ومائة.

وقال ابن حبان: توفي في ذي القعدة سنة خمس. وقيل سنة سبع.

ص: 210

قلت: إنما توفي سنة سبع بلا شك. قاله مطين، والحارث بن أبي أسامة، وغيرهما.

389 -

‌ هشام بن محمد بن السائب بن بشر

، أبو المنذر الكلبي النسابة العلامة الأخباري الحافظ.

روى عن أبيه، وعن مجالد، وأبي مخنف لوط بن يحيى، وغير واحد.

قال أحمد بن حنبل: إنما كان صاحب سمر ونسب، ما ظننت أن أحدا يحدث عنه.

وقال الدارقطني، وغيره: متروك.

روى عنه: ابنه العباس، وخليفة بن خياط، ومحمد بن سعد، وأحمد بن المقدام العجلي، وابن أبي السري.

وروي عنه قال: حفظت ما لم يحفظ أحد، ونسيت ما لم ينسه أحد. كان لي عم، فعاتبني على حفظ القرآن، فحفظته في ثلاثة أيام؛ دخلت بيتا وحلفت أني لا أخرج منه حتى أحفظه، فحفظته في ثلاثة أيام. ونظرت في المرآة مرة فقبضت على لحيتي، فنسيت، وأخذ بالمقص ما فوق القبضة.

ومع فرط ذكاء ابن الكلبي لم يكن بثقة، وفيه رفض. وله كتاب الجمهرة في النسب، وهو مشهور، وكتاب حلف الفضول، وحلف عبد المطلب وخزاعة، وحلف تميم وكلب، وكتاب المنافرات، وكتاب بيوتات قريش، وفضائل قيس عيلان، وبيوتات ربيعة، وكتاب الموردات، وكتاب الكنى، وكتاب ملوك الطوائف، وكتاب ملوك كندة، ويقال: إن تصانيفه تزيد على مائة وخمسين مصنفا.

قلت: توفي ابن الكلبي سنة أربع ومائتين على الصحيح. وقيل بعد ذلك.

390 -

‌ هشام بن معاوية

. الكوفي الضرير. من علماء أئمة العربية.

ص: 211

صحب الكسائي وأخذ عنه. وصنف كتبا في النحو.

توفي سنة تسع.

391 -

‌ هرثمة بن أعين

. الأمير. ولي مملكة خراسان للرشيد. وكان من رجال الدهر ورؤوس الدولة.

توفي سنة إحدى ومائتين.

392 -

ت:‌

‌ الهيثم بن الربيع

، أبو المثنى العقيلي.

عن الحمادين، وسماك بن عطية، وقرة بن خالد، وصالح المري. وعنه نصر بن علي الجهضمي، وخشيش بن أصرم، وأبو أمية الطرسوسي، وإبراهيم بن عبد الله السعدي النيسابوري، وجماعة.

قال أبو حاتم: شيخ ليس بالمعروف.

393 -

‌ الهيثم بن عبد الغفار الطائي

.

روى عن همام بن يحيى وسعيد بن بشير، ومسرة بن معبد. وعنه عبد الرحمن بن نافع درخت، وأبو بكر محمد بن خلاد، وغيرهما.

قال أحمد بن حنبل: عرضت على ابن مهدي أحاديث الهيثم بن عبد الغفار، عن همام، وغيره فقال: هذا رجل كذاب، أو غير ثقة، كان يضع الحديث.

394 -

‌ الهيثم بن عدي بن عبد الرحمن بن زيد بن أسيد بن جابر

، أبو عبد الرحمن الطائي الأخباري المؤرخ الكوفي.

عن هشام بن عروة، ومجالد بن سعيد، ومحمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى، وسعيد بن أبي عروبة، وطائفة. وعنه محمد بن سعد، وأبو الجهم العلاء بن موسى، وعلي بن عمرو الأنصاري، وأحمد بن عبيد بن ناصح، وآخرون.

وله تاريخ صغير. وهو من بابة الواقدي.

ص: 212

قال أبو زرعة: ليس بشيء.

وقال ابن معين، وأبو داود: كذاب.

وقال النسائي، وغيره: متروك الحديث.

وقال البخاري: سكتوا عنه.

ويروى عن ابن المديني: هو عندي أصلح من الواقدي.

وقال عباس الدوري: حدثنا بعض أصحابنا قال: قالت جارية الهيثم بن عدي: كان مولاي يقوم عامة الليل يصلي، فإذا أصبح جلس يكذب.

توفي الهيثم سنة سبع بفم الصلح، وله ثلاث وتسعون سنة، وقل ما روى من المسند.

395 -

‌ ورد بن عبد الله

، أبو محمد التميمي الطبري. نزيل بغداد.

عن محمد بن طلحة بن مصرف، ومحمد بن جابر الحنفي، وإسماعيل بن عياش، وجماعة. وعنه ولداه محمد ويحيى، ومحمد بن عبد الله المخرمي، وأحمد بن ملاعب.

وثقه إبراهيم بن يعقوب الجوزجاني.

قلت: مات كهلا، ولم يخرجوا له.

396 -

ق:‌

‌ وساج بن عقبة بن وساج الأزدي

، أبو عقبة المقدسي.

عن الهقل بن زياد، وعبد الحميد بن أبي العشرين، والوليد بن محمد الموقري. وعنه إبراهيم بن محمد الفريابي ثم المقدسي، وسليمان بن عبد الحميد البهراني.

ص: 213

ذكره ابن حبان في الثقات.

397 -

خ‌

‌ الوليد بن عبد الرحمن العبدي الجارودي البصري

.

عن شعبة، والحسن بن أبي جعفر الجفري، وجماعة. وعنه ولده المنذر بن الجارود.

توفي في جمادى الآخرة سنة اثنتين ومائتين.

398 -

ت ق:‌

‌ الوليد بن القاسم بن الوليد

. الهمداني، ثم الخبذعي الكوفي. وخبذع بطن من قبائل همدان. قيده ابن ماكولا بفتح الخاء والذال، وقيده غيره بالكسر.

روى عن الأعمش، ومجالد، ويزيد بن كيسان، وأبي حيان التيمي، وفضيل بن غزوان، وإسماعيل بن أبي خالد، وجماعة. وعنه أحمد بن حنبل، وأحمد الرمادي، وإسحاق بن بهلول، والحسين بن علي الصدائي، وعبد بن حميد، ومحمد بن أحمد بن الجنيد الدقاق، ومحمد بن أحمد بن أبي العوام، ومؤمل بن إهاب، وخلق.

قال ابن الجنيد الدقاق: سئل عنه أحمد بن حنبل فقال: ثقة كتبنا عنه. وكان جارا ليعلى بن عبيد، فسألت عنه يعلى فقال: نعم الرجل، هو جارنا منذ خمسين سنة، ما رأينا إلا خيرا.

قال أحمد بن حنبل: قد كتبنا عنه أحاديث حسانا عن يزيد بن كيسان فاكتبوا عنه.

وقال ابن عدي: إذا روى عن ثقة فلا بأس به.

وقال ابن أبي خيثمة عن ابن معين: ضعيف.

وقال مطين: مات سنة ثلاث ومائتين.

399 -

د ن:‌

‌ الوليد بن مزيد

، أبو العباس العذري البيروتي.

ص: 214

عن الأوزاعي، وعثمان بن أبي العاتكة، وعثمان بن عطاء الخراساني، ومقاتل بن سليمان المفسر، وعبد الله بن شوذب، وعبد الرحمن بن يزيد بن جابر، وطائفة. وعنه ابنه العباس، وأبو مسهر، ودحيم، وأبو عمير عيسى بن النحاس الرملي، وأحمد بن أبي الحواري، ومحمد بن وزير الدمشقي، وجماعة.

قال أبو مسهر: وجدت عند الوليد بن مزيد علما لم يكن عند غيره.

وقال يوسف بن السفر: سمعت الأوزاعي يقول: ما عرضت فيما حمل عني أصح من كتب الوليد بن مزيد.

وقال أبو مسهر: كان ثقة. ولم يكن يحفظ، وكانت كتبه صحيحة.

وقال الدارقطني: ثقة ثبت.

قال ابنه: مات أبي سنة ثلاث ومائتين عن سبع وسبعين سنة.

وقال دحيم: مات سنة سبع ومائتين.

400 -

ع:‌

‌ وهب بن جرير بن حازم بن زيد بن عبد الله بن شجاع

، أبو العباس الأزدي البصري.

عن أبيه، وهشام بن حسان، وابن عون، وقرة بن خالد، وهشام الدستوائي، وشعبة، وجماعة. وعنه أحمد بن حنبل، وعلي ابن المديني، وابن راهويه، وإسحاق الكوسج، وأبو خيثمة، وعبد الله المسندي، وعمرو الفلاس، وبندار، ومحمد بن المثنى، وعلي بن نصر بن علي الجهضمي، وأبوه، ومحمد بن رافع، ومحمد بن أحمد بن أبي العوام، وخلق.

قال عثمان الدارمي، عن ابن معين: ثقة.

وقال النسائي: ليس به بأس.

وقال أحمد العجلي: بصري ثقة، كان عفان يتكلم فيه. قال: ومات

ص: 215

بالمنجشانية على ستة أميال من المدينة منصرفا من الحج. فحمل ودفن بالبصرة.

وقال محمد بن سعد: مات سنة ست ومائتين.

401 -

ع:‌

‌ يحيى بن آدم بن سليمان

. أبو زكريا القرشي الكوفي الأحول الحافظ، مولى آل أبي معيط.

روى عن فطر بن خليفة، وفضيل بن مرزوق، ومسعر، ويونس بن أبي إسحاق، وعيسى بن طهمان، وسفيان الثوري، وإسرائيل، ومفضل بن مهلهل، وورقاء بن عمر، وخلق. وعنه أحمد بن حنبل، وإسحاق بن راهويه، ويحيى بن معين، وأبو كريب، وهارون الحمال، وعبدة الصفار، ومحمد بن رافع، ومحمد بن عبد الله المخرمي، وعبد بن حميد، والحسن بن علي بن عفان العامري، وخلق.

وكان فقيها إماما مقرئا غزير العلم.

وثقه ابن معين والنسائي.

وسئل عنه أبو داود فقال: يحيى واحد الناس.

وقال يعقوب بن شيبة: ثقة، فقيه البدن. سمعت ابن المديني يقول: يرحم الله يحيى بن آدم أي علم كان عنده، وجعل يطريه.

وقال أبو أسامة: ما رأيت يحيى بن آدم قط إلا ذكرت الشعبي، يعني أنه كان جامعا للعلم.

قال أبو سعيد هشام بن منصور: سمعت أحمد بن حنبل يقول: قال لي يحيى بن آدم: يجيئني الرجل ممن أبغضه أكره مجيئه، فأقرأ عليه كل شيء حتى أستريح منه ولا أراه. ويجيء الرجل أوده فأردده حتى يرجع إلي.

قلت: وعلى يحيى مدار قراءة أبي بكر بن عياش، فإنه ضبط الحروف وحررها، وراجع فيها أبا بكر، ولم يقرأ عليه.

قال عبد الواحد بن أبي هاشم: حدثنا علي بن أحمد العجلي، قال: حدثنا

ص: 216

أبو هشام الرفاعي، قال: حدثنا يحيى بن آدم قال: سألت أبا بكر بن عياش، عن حروف عاصم التي في هذه الكراسة أربعين سنة، فحدثني بها كلها، وقرأها علي حرفا حرفا.

قلت: فقرأ عليه شعيب بن أيوب الصريفيني، وغيره. وسمع منه الحروف: أبو حمدون الطيب بن إسماعيل، وخلف بن هشام البزار، وأبو هشام الرفاعي، وأحمد بن عمر الوكيعي، وآخرون.

قال محمود بن غيلان: سمعت أبا أسامة يقول: كان عمر رضي الله عنه في زمانه رأس الناس، وكان بعده ابن عباس في زمانه، وكان بعده الشعبي في زمانه، وكان بعد الشعبي الثوري في زمانه، وكان بعد الثوري يحيى بن آدم.

وقال ابن سعد: توفي بفم الصلح في النصف من ربيع الأول سنة ثلاث ومائتين، وصلى عليه الحسن بن سهل.

402 -

م 4:‌

‌ يحيى بن إسحاق

، أبو زكريا البجلي السيلحيني والسالحيني، والسالحين قرية من عمل بغداد.

روى عن أبان بن يزيد العطار، وحماد بن سلمة، وسعيد بن عبد العزيز التنوخي، ويحيى بن أيوب المصري، ويزيد بن حيان أخي مقاتل، ومحمد بن سليمان ابن الأصبهاني، وموسى بن علي بن رباح، وخلق.

رحل في العلم إلى الحجاز ومصر والشام. وعنه أحمد بن حنبل، وأبو بكر بن أبي شيبة، وهارون الحمال، ومحمد بن عبد الله المخرمي، وأحمد بن سيار المروزي، وأحمد بن أبي غرزة، وأحمد بن أبي خيثمة، وبشر بن موسى، والحارث بن أبي أسامة، وأحمد بن ملاعب، وآخرون.

قال أحمد بن حنبل: شيخ صالح ثقة، سمع من الشاميين، ومن ابن لهيعة، وهو صدوق.

وقال ابن سعد: كان ثقة حافظا لحديثه.

توفي ببغداد سنة عشر ومائتين

ص: 217

في خلافة المأمون.

وقال مطين وغيره: توفي سنة عشر. زاد ابن حبان أنه توفي في شعبان.

ومن غرائبه: حدثنا عبد الله بن يحيى بن أبي كثير، عن أبيه، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة قال: نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن أكل أذني القلب. خالفه مسدد، وإسحاق بن أبي إسرائيل، وغيرهما، فرووه عن عبد الله، عن أبيه، فقال: عن رجل من الأنصار. ولفظ مسدد: حدثني رجل من الأنصار أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى. رواه أبو داود في المراسيل.

403 -

ع:‌

‌ يحيى بن أبي بكير بن نسر بن أبي أسيد

، أبو زكريا العبدي القيسي، مولاهم الكوفي، قاضي كرمان.

حدث ببغداد وغيرها عن أبي جعفر الرازي، وشعبة، وزائدة، وإبراهيم بن طهمان، وإسرائيل، وجماعة. وعنه أحمد بن سعيد الدارمي، وعباس الدوري، وعيسى بن أبي حرب، ومحمد بن سعد العوفي، والحارث بن أبي أسامة، وعلي بن سهل، وإبراهيم بن الحارث البغدادي، وحفيده عبد الله بن محمد بن يحيى، وآخرون.

وثقه ابن معين، وأحمد العجلي.

قال محمد بن المثنى: توفي سنة ثمان ومائتين.

وقال ابن قانع: سنة تسع.

اسم أبي بكير: نسر، وقيل: بشر، وقيل: بشير، والله أعلم.

404 -

ت ن:‌

‌ يحيى بن أبي الحجاج الأهتمي المنقري البصري

، أبو أيوب.

ص: 218

عن سعيد الجريري، وابن عون، وحاتم بن أبي صغيرة، وابن جريج، وجماعة. وعنه إسحاق بن راهويه، وأحمد بن الأزهر، ومحمد بن يحيى الذهلي، وعيسى بن أحمد البلخي العسقلاني.

قال أبو حاتم: ليس بالقوي.

قلت: روى عنه من أقرانه سعيد بن عامر.

405 -

‌ يحيى بن الحجاج بن أبي الحجاج

، أبو أيوب. إن لم يكن الأول، وإلا فهو مكي.

روى عن عوف، وابن جريج، وعبد الله بن مسلم بن هرمز، وسفيان الثوري. وعنه محمد بن حسان الأزرق، وعبد الجبار بن العلاء، ويزيد بن سنان، ومحمد بن منصور الجواز، ورزق الله بن موسى، وأحمد بن الأزهر.

ومن غرائبه: عن ابن جريج، عن أبي الزبير، عن جابر: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى أن تجصص القبور، وأن يبنى عليها، وأن توطأ، وأن يكتب على القبور. رواه عنه عبد الجبار بن العلاء.

قال ابن عدي: وليحيى بن أبي الحجاج غير ما ذكرت، ولا أرى بحديثه بأسا.

406 -

سوى ق:‌

‌ يحيى بن حسان

، أبو زكريا التنيسي.

عن معاوية بن سلام الحبشي، وحماد بن سلمة، وسليمان بن قرم، والليث بن سعد، ومحمد بن مهاجر، وجماعة. وعنه الشافعي، ودحيم، ويونس بن عبد الأعلى، والربيع بن سليمان المرادي، وعبد الله الدارمي، وبحر بن نصر الخولاني، وآخرون.

وقع لنا في مسند الدارمي ولأولادنا الحديثان اللذان رواهما مسلم والترمذي عن الدارمي، عن يحيى، عن سليمان بن بلال، عن هشام، عن أبيه، عن عائشة: نعم الإدام الخل. وحديث: لا يجوع أهل بيت عندهم

ص: 219

تمر. وهما من أعز الموافقات.

قال دحيم: ولد يحيى بن حسان سنة أربع وأربعين ومائة.

وقال ابن يونس: يحيى بن حسان البكري بصري قدم مصر. ثقة، حسن الحديث، صنف كتبا وحدث بها.

وتوفي بمصر في رجب سنة ثمان ومائتين.

وقال الشافعي: أخبرنا الثقة يحيى بن حسان.

وقال أحمد بن حنبل: ثقة، رجل صالح، رأيته وما كتبت عنه.

كان يحيى بن حسان موسرا محتشما.

قال الحاكم: حدثني الوليد بن بكر قال: حدثنا أحمد بن محمد بن جابر التنيسي، عن شيوخه، أن الشافعي لما ورد تنيس نزل على يحيى. وكان طباخه لا يعيد اللون في الأسبوع إلا مرة. فأمر الشافعي الطباخ بإعادة لون استطابه. فلما أحضر تغير يحيى، فقال الشافعي: أنا أمرته بهذا. فسري عنه، وقال للغلام الطباخ: أنت حر لوجه الله شكرا لانبساط أبي عبد الله عندنا.

• - يحيى بن حماد، أبو بكر، في الطبقة الآتية.

407 -

‌ يحيى بن حميد الطويل

.

عاش دهرا، وروى عن أبيه. وعنه أبو علقمة عبد الله بن عيسى الفروي، وسعد بن عبد الله بن عبد الحكم.

قال ابن عدي: أحاديثه غير مستقيمة.

408 -

‌ يحيى بن خليف بن عقبة السعدي

.

عن ابن عون، وشعبة، والثوري. وعنه إبراهيم بن سعيد الجوهري، ومعمر بن سهل، وأبو أمية الطرسوسي. وله حديث منكر عن سفيان. وعنه أيضا: محمد بن سعد في الطبقات. ولم أر للقدماء فيه كلاما.

ص: 220

409 -

ق:‌

‌ يحيى بن زياد الأسدي

. مولاهم الرقي، لقبه: فهير.

روى عن ابن جريج، وموسى بن وردان، وطلحة بن زيد الرقي. وعنه أيوب بن محمد الوزان، وداود بن رشيد، ومحمد بن عبد الله بن سابور الرقي.

410 -

‌ يحيى بن سعيد

، أبو زكريا الحمصي العطار.

سمع يونس بن يزيد الأيلي، وحريز بن عثمان، وبكر بن خنيس، والسري بن يحيى، وعبد الرحمن المسعودي، وأيوب بن خوط البصري، وسوار بن مصعب، وفضيل بن مرزوق، وأبا غسان محمد بن مطرف، ومبارك بن فضالة، ويحيى بن أيوب المصري، وخلقا بالشام والعراق، ومصر. وعنه نعيم بن حماد، وإسحاق بن راهويه، ومحمد بن أبي السري العسقلاني، ومحمد بن مصفى، وأبو حميد أحمد بن محمد بن المغيرة العوهي، وآخرون.

ضعفه ابن معين.

ووثقه محمد بن مصفى.

وقال أبو داود: جائز الحديث.

وقال ابن خزيمة: لا يحتج به.

وقال ابن عدي: له مصنف في حفظ اللسان. حدثنا به أحمد بن محمد بن عنبسة، عن أبي التقي هشام بن عبد الملك، عنه. وفي الكتاب أحاديث لا يتابع عليها، وهو بين الضعف.

411 -

‌ يحيى بن السكن البصري

. نزيل الرقة.

عن شعبة، وعمران القطان. وعنه هلال بن العلاء، ويحيى بن أبي طالب، ومحمد بن حسان الأزرق.

قال أبو حاتم: ليس بالقوي.

ص: 221

وقال غيره: توفي سنة اثنتين ومائتين؛ وقيل: سنة مائتين.

412 -

‌ يحيى بن سلام البصري

.

عن فطر بن خليفة، وشعبة، والمسعودي، وابن أبي عروبة، والثوري، ومالك.

وقال ابن عدي: يكتب حديثه مع ضعفه.

وقال أبو عمرو الداني: يحيى بن سلام بن أبي ثعلبة أبو زكريا البصري.

روى الحروف عن أصحاب الحسن وغيره، وله اختيار في القراءة من طريق الآثار، سكن إفريقية دهرا، وسمعوا منه كتابه في تفسير القرآن، وليس لأحد من المتقدمين مثله، وكتابه الجامع. وكان ثقة ثبتا عالما بالكتاب والسنة، وله معرفة باللغة والعربية.

ولد سنة أربع وعشرين ومائة.

قال ابن يونس: توفي بمصر بعد رجوعه من الحج في صفر سنة مائتين.

قلت: وروى عنه ابنه محمد بن يحيى، وأحمد بن موسى. وسمع منه عبد الله بن وهب مع تقدمه. وروى أيضا عنه بحر بن نصر الخولاني، ومحمد بن عبد الله بن عبد الحكم.

قال أبو حاتم: صدوق.

413 -

م ت:‌

‌ يحيى بن الضريس بن يسار

، القاضي أبو زكريا البجلي، مولاهم الرازي، قاضي الري.

رأى محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى. وروى عن عكرمة بن عمار، وابن جريج، وزكريا بن إسحاق، ومحمد بن إسحاق بن يسار، وفضيل بن مرزوق، وإبراهيم بن طهمان، وعمرو بن أبي قيس الرازي، وسفيان، وزائدة، وطائفة. وعنه إبراهيم بن موسى الفراء، ومحمد بن عمرو زنيج، ومحمد بن حميد، وعبد الله بن الجهم، وموسى بن نصر الرازيون، ويحيى بن معين،

ص: 222

ويحيى بن أكثم، وإسحاق بن راهويه، وإسحاق بن الفيض الأصبهاني. وروى عنه من القدماء جرير بن عبد الحميد.

وكان من حفاظ الري، كان جرير معجبا به.

وقال النسائي: ليس به بأس.

وقال إبراهيم بن موسى: منه تعلمنا الحديث.

قال البخاري، عن يوسف بن موسى: مات في ربيع الأول سنة ثلاث ومائتين.

414 -

‌ يحيى بن طلحة

، أبو طلحة المرادي البصري.

سمع من جده لأمه سعيد بن جمهان، وعمر دهرا.

روى عنه: يحيى بن أبي الخصيب، وأحمد بن الأزهر النيسابوري، وعبد الملك بن محمد الرقاشي، وغيرهم.

قال ابن أبي حاتم: حدثنا عنه يزيد بن سنان البصري بمصر.

قرأت على عبد الحافظ بن بدران: أخبركم ابن قدامة، قال: أخبرنا محمد بن الحسين الحاجب، قال: أخبرنا طراد، قال: أخبرنا ابن حسنون، قال: حدثنا محمد بن عمرو، قال: حدثنا عبد الملك بن محمد، قال: حدثنا يحيى بن طلحة أبو طلحة إملاء سنة ست ومائتين قال: سمعت سعيد بن جمهان، عن سفينة قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: احملوا عليه فإنه سفينة. هذا حديث حسن عال.

415 -

خ م ت ن:‌

‌ يحيى بن عباد

، أبو عباد الضبعي.

بصري صدوق، ربما أغرب. حدث ببغداد عن شعبة، وفليح بن سليمان، والمسعودي، ويعقوب القمي. وعنه أحمد بن حنبل، وأبو ثور الكلبي، والحسن بن محمد الزعفراني، ومحمد بن سعد، وآخرون.

ص: 223

قال أبو حاتم: ليس به بأس.

416 -

‌ يحيى بن عنبسة البصري

.

عن حميد الطويل، وأبي حنيفة، وجماعة. وعنه أحمد بن نصر الفراء، ويوسف بن سعيد بن مسلم، وعلي بن يزيد الفرائضي، ونصر بن هذيل البالسي.

يأتي عن الثقات بالطامات. فله عن حميد، عن أنس، عن النبي صلى الله عليه وسلم:«خدر الوجه من السكر يهدر الحسنات» ، وبه قال: حسن الوجه، وحسن الشعر، وحسن اللسان مال - يعني في النوم - وكلا الحديثين مكذوبان.

417 -

‌ يحيى بن عيسى التميمي النهشلي الكوفي الفاخوري الجرار

. نزيل الرملة.

روى عن الأعمش، ومسعر، وعبد الأعلى بن أبي المساور، وجماعة. وعنه علي بن محمد الطنافسي، ومحمد بن عثمان بن كرامة، ومحمد بن مصفى، وخلق سواهم.

وكان يتردد إلى العراق. وكان الإمام أحمد حسن الثناء عليه.

وقال النسائي: ليس بالقوي.

قال أحمد بن سنان القطان: قال لنا أبو معاوية الضرير: اكتبوا عنه، فطالما رأيته عند الأعمش.

ومن غرائبه ما رواه محمد بن مصفى، عنه قال: حدثنا الأعمش قال: اختلف أهل البصرة في القصص، فأتوا أنس بن مالك فسألوه: أكان النبي صلى الله عليه وسلم يقص؟ قال: لا. إنما بعث النبي صلى الله عليه وسلم بالسيف والقتال. ولكن سمعته يقول: لأن أقعد مع قوم يذكرون الله بعد صلاة العصر حتى تغيب الشمس أحب إلي من الدنيا وما فيها.

قيل: توفي سنة اثنتين ومائتين.

• - يحيى بن غيلان البغدادي.

ص: 224

قيل: توفي سنة عشر. قاله محمد بن سعد، وغيره. سيأتي في الطبقة المقبلة.

418 -

‌ يحيى بن فصيل الغنوي الكوفي

.

يروي نسخة عن الحسن بن صالح بن حي. وعنه محمد بن إسماعيل الأحمسي، والحسن بن علي بن عفان، وغيرهما.

419 -

‌ يحيى بن فصيل العنزي البصري

.

عن أبي عمرو بن العلاء. حكى عنه أبو عبيدة معمر بن المثنى.

• - أما يحيى بن فضيل فرجل يأتي بعد الستين ومائتين.

420 -

ع:‌

‌ يحيى بن كثير بن درهم

، أبو غسان البصري. مولى بني العنبر.

عن قرة بن خالد، وشعبة، وعمر بن العلاء المازني، وسليم بن أخضر، وسلم بن جعفر، وعلي بن المبارك. وعنه بندار، والفلاس، ومحمد بن أبي عتاب الأعين، ومحمد بن يحيى الأزدي، ومحمد بن أحمد بن أبي العوام، ومحمد بن يونس الكديمي، وطائفة.

وكان ثقة صاحب حديث.

توفي سنة خمس أو ست ومائتين.

قال أبو حاتم: صالح الحديث.

وقال النسائي: ليس به بأس.

ص: 225

• قلت: مر قبل المائتين يحيى بن كثير صاحب البصري أبو النضر.

421 -

‌ يحيى بن المبارك بن المغيرة

، أبو محمد العدوي البصري المقرئ النحوي المعروف باليزيدي؛ لاتصاله بيزيد بن منصور خال المهدي يؤدب ولده.

قرأ القرآن وجوده على أبي عمرو بن العلاء، وحدث عنه، وعن ابن جريج وغيرهما. قرأ عليه أبو عمر الدوري، وأبو شعيب السوسي، وجماعة. وحدث عنه أبو عبيد، وإسحاق الموصلي، وابنه محمد بن يحيى، وآخرون.

وقد اتصل بالرشيد وأدب المأمون. وكان ثقة حجة، فصيحا مفوها، عالما باللغات والشعر والآداب. أخذ العربية عن أبي عمرو، والخليل بن أحمد، وصنف كتاب النوادر، وكتاب المقصور والممدود، وكتاب الشكل، وكتاب نوادر اللغة، ومختصرا في النحو. وكان يجلس زمن الرشيد مع الكسائي في مسجد واحد يقرئان الناس، فكان الكسائي يؤدب الأمين، وكان اليزيدي يؤدب المأمون.

وروي عن أبي حمدون الطيب بن إسماعيل، قال: شهدت ابن أبي العتاهية وكتب عن اليزيدي نحو عشرة آلاف ورقة، عن أبي عمرو بن العلاء خاصة.

قال أبو عمرو الداني: روى القراءة عن اليزيدي من آله: محمد، وعبد الله، وإبراهيم، وإسماعيل، وإسحاق أولاده؛ وابن ابنه أحمد بن محمد، وأبو عمر الدوري، وأبو حمدون، وعامر بن عمر الموصلي أوقية، وأبو شعيب السوسي، وسليمان بن خلاد، ومحمد بن سعدان، وأحمد بن جبير، ومحمد بن شجاع، وأبو أيوب الخياط، وجعفر بن غلام سجادة، ومحمد بن عمر الرومي. وقد خالف أبا عمرو في اختياره في أحرف.

ثم قال أبو عمرو: أخبرنا خلف بن إبراهيم، قال: أخبرنا محمد بن عبد الله، قال: أخبرنا محمد بن يعقوب قال: أخبرني عبيد الله بن محمد بن اليزيدي، عن أبيه، عن يحيى بن المبارك. قال: كان أبي صديقا لأبي عمرو بن

ص: 226

العلاء فخرج إلى مكة، فذهب أبو عمرو ليشيعه وأنا معه، فأوصى بي إلى أبي عمرو. قال: فلم يرني أبو عمرو حتى قدم أبي فأتى أبو عمرو يستقبله. فقال: يا أبا عمرو كيف رضاك عن يحيى؟ قال: ما رأيته منذ فارقتك إلى هذا الوقت. فحلف أبي أن لا أدخل البيت حتى أقرأ القرآن على أبي عمرو قائما على رجلي. فقرأت عليه القرآن كله قائما. أحسبه أنه قال: وكانت اليمين بالطلاق.

عاش اليزيدي أربعا وسبعين سنة، وتوفي ببغداد سنة اثنتين ومائتين، وقيل: توفي بمرو مع المأمون.

422 -

ت:‌

‌ يحيى بن محمد بن عباد المدني الشجري

.

يروي عن محمد بن إسحاق، وموسى بن عقبة، وهشام بن سعد، وغيرهم. وعنه ابنه إبراهيم، ومحمد بن المنذر بن سعيد.

ضعفه أبو حاتم.

423 -

‌ يحيى بن معاذ

. متولي الجزيرة.

كان من كبار قواد المأمون. توفي سنة ست ومائتين.

• - يحيى بن يمان. أحد الثقات المشاهير.

توفي سنة ثلاث ومائتين. كذا ورخه بعضهم فغلط. بل توفي قبل التسعين ومائة كما مر. وإنما الذي توفي سنة ثلاث ومائتين ولده داود بن يحيى. والله أعلم.

424 -

ت:‌

‌ يزيد بن بيان

، أبو خالد العقيلي البصري المعلم المؤذن الضرير.

عن أبي الرحال، عن أنس. وعنه بندار، والفسوي، والفلاس، وأثنى عليه.

425 -

خ ت ن ق:‌

‌ يزيد بن أبي حكيم الكناني العدني

.

ص: 227

عن سفيان الثوري، والحكم بن أبان، وزمعة بن صالح، ومالك بن أنس. وعنه إسحاق بن راهويه، وعبد بن حميد، وأحمد بن منصور الرمادي، والكديمي، وآخرون.

قال أبو داود: لا بأس به.

قلت: ينبغي أن يؤخر، فإن أبا حاتم عزم على الرحلة إليه.

426 -

ع:‌

‌ يزيد بن هارون بن زاذي

. الإمام أبو خالد السلمي، مولاهم الواسطي.

ولد سنة ثمان عشرة ومائة. وسمع من عاصم الأحول، ويحيى بن سعيد الأنصاري، وسليمان التيمي، وسعيد الجريري، وابن عون، وحميد الطويل، وداود بن أبي هند، وبهز بن حكيم، ومحمد بن عمرو بن علقمة، وحريز بن عثمان، وشعبة، وشريك، وخلق كثير. وعنه أحمد، وابن المديني، وأبو خيثمة، وأبو بكر بن أبي شيبة، وعبد بن حميد، وأحمد بن الفرات، وأحمد بن سنان القطان، وأحمد بن سليمان الرهاوي، وأبو قلابة الرقاشي، وابن نمير، ويعقوب الدورقي، والحسن بن مكرم، والحارث بن أبي أسامة، ومحمد بن مسلمة الواسطي، وعبد الله بن روح المدائني، ومحمد بن ربح البزاز، وخلق آخرهم وفاة إدريس بن جعفر العطار.

قيل: إنه بخاري الأصل.

قال علي ابن المديني: ما رأيت أحفظ من يزيد بن هارون.

وقال يحيى بن يحيى: يزيد بن هارون أحفظ من وكيع.

وقال أحمد بن حنبل: كان يزيد حافظا متقنا.

وقال زياد بن أيوب: ما رأيت ليزيد كتابا قط، ولا حدثنا إلا حفظا.

وقال السراج: سمعت علي بن شعيب يقول: سمعت يزيد بن هارون يقول: أحفظ أربعة وعشرين ألف حديث بالإسناد ولا فخر، وأحفظ للشاميين عشرين ألف حديث، لا أسأل عنها.

ص: 228

وقال الفضل بن زياد: سمعت أبا عبد الله وقيل له: يزيد بن هارون له فقه؟ قال: نعم، ما كان أذكاه وأفهمه وأفطنه.

وقال أحمد بن سنان: ما رأينا عالما قط أحسن صلاة من يزيد بن هارون. لم يكن يفتر من صلاة الليل والنهار.

وقال أبو حاتم: يزيد ثقة إمام لا يسأل عن مثله.

وروى عمرو بن عون، عن هشيم قال: ما بالمصرين مثل يزيد بن هارون.

وقال مؤمل بن إهاب: سمعت يزيد بن هارون يقول: ما دلست حديثا قط، إلا حديثا واحدا عن عوف، فما بورك لي فيه.

وعن عاصم بن علي قال: كنت أنا ويزيد بن هارون عند قيس بن الربيع، فأما يزيد فكان إذا صلى العتمة لا يزال قائما حتى يصلي الغداة بذلك الوضوء نيفا وأربعين سنة.

وقال محمد بن إسماعيل الصائغ بمكة: قال رجل ليزيد بن هارون: كم جزؤك؟ قال: وأنام من الليل شيئا؟ إذا لا أنام الله عيني.

وقال يحيى بن أبي طالب: سمعت من يزيد بن هارون ببغداد، وكان يقال: إن في مجلسه سبعين ألفا.

وقال أحمد بن عبد الله العجلي: يزيد بن هارون ثقة، ثبت، متعبد، حسن الصلاة جدا. يصلي الضحى ست عشرة ركعة بها من الجودة غير قليل. وكان قد عمي.

وقال أبو بكر بن أبي شيبة: ما رأيت أتقن حفظا من يزيد بن هارون.

وقال أحمد بن سنان: هو وهشيم معروفان بطول صلاة الليل والنهار.

وقال يعقوب بن شيبة: كان يزيد يعد من الآمرين بالمعروف والناهين عن المنكر.

أخبرنا جماعة إجازة: أن الكندي أخبرهم، أخبرنا القزاز، قال:

ص: 229

أخبرنا الخطيب، قال: أخبرنا أبو بكر الحيري، قال: حدثنا الأصم، قال: حدثنا يحيى بن أبي طالب، قال: أخبرني الحسن بن شاذان الواسطي الحافظ قال: حدثني ابن عرعرة، قال: حدثني يحيى بن أكثم. قال: قال لنا المأمون: لولا مكان يزيد بن هارون لأظهرت القرآن مخلوق. فقيل: ومن يزيد حتى يتقى؟ فقال: ويحك، إني لأرتضيه لا أن له سلطنة. ولكن أخاف إن أظهرته فيرد علي، فيختلف الناس وتكون فتنة.

وقال أبو نافع سبط يزيد بن هارون: كنت عند أحمد بن حنبل وعنده رجلان، فقال أحدهما: رأيت يزيد بن هارون في المنام. فقلت له: ما فعل الله بك؟ قال: غفر لي وشفعني وعاتبني وقال: أتحدث عن حريز بن عثمان؟ قلت: يا رب، ما علمت إلا خيرا. قال: إنه كان يبغض عليا. وقال الآخر: رأيته في المنام، فقلت له: هل أتاك منكر ونكير؟ قال: إي والله، وسألاني من ربك؟ وما دينك؟ ومن نبيك؟ فقلت: ألمثلي يقال هذا؟ وأنا كنت أعلم الناس بهذا في دار الدنيا؟ فقالا لي: صدقت.

قال يعقوب بن شيبة: توفي بواسط في ربيع الآخر سنة ست ومائتين.

قلت: وقع جملة أحاديث بعلو في الغيلانيات من حديث يزيد بن هارون منها حديث: الأعمال بالنيات. والله أعلم.

وقد روى عباس بن عبد العظيم، وأحمد بن سنان، عن شاذ بن يحيى، أنه سمع يزيد بن هارون يقول: من قال القرآن مخلوق فهو زنديق.

427 -

ع:‌

‌ يعقوب بن إبراهيم بن سعد بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف

، أبو يوسف القرشي الزهري العوفي المدني، نزيل بغداد.

حدث عن أبيه، ومحمد ابن أخي الزهري، وعاصم بن محمد العمري، والليث بن سعد، وشعبة بن الحجاج. وعنه أحمد، وإسحاق، ومحمد بن يحيى الذهلي، وعبد بن حميد، وعلي ابن المديني، ويحيى بن معين، وأبو

ص: 230

خيثمة، وعباس الدوري، ومحمد بن إسحاق الصغاني، ويعقوب بن شيبة، وخلق سواهم.

قال ابن سعد: ثقة جليل القدر مقدم على أخيه سعد في الفضل والورع والإتقان.

وقال ابن معين: ثقة.

وقال ابن سعد: توفي بفم الصلح في صحبة الحسن بن سهل في شوال سنة ثمان ومائتين.

428 -

م د ن ق:‌

‌ يعقوب بن إسحاق بن زيد بن عبد الله بن أبي إسحاق

. الإمام أبو محمد الحضرمي مولاهم البصري. قارئ أهل البصرة بعد أبي عمرو بن العلاء، وأحد الأئمة القراء العشرة.

أخذ القرآن عن أبي المنذر سلام الطويل، وأبي الأشهب العطاردي، ومهدي بن ميمون، وشهاب شرنقة. وسمع حروفا من حمزة. وتصدر للإقراء فقرأ عليه خلق، منهم: روح بن عبد المؤمن، ومحمد بن المتوكل رويس، والوليد بن حسان التوزي، وأحمد بن عبد الخالق المكفوف، وكعب بن إبراهيم، وحميد بن وزير، والمنهال بن شاذان العمري، وأبو حاتم السجستاني، وأبو عمر الدوري، وخلق سواهم.

وسمع الكثير من شعبة، وهارون بن موسى النحوي، وسليم بن حيان، والأسود بن شيبان، وهمام، وزائدة، وأبي عقيل الدورقي.

روى عنه أبو حفص الفلاس، وأبو قلابة الرقاشي، وإسحاق بن إبراهيم شاذان، ومحمد بن يونس الكديمي، وخلق.

وكان أصغر من أخيه أحمد بن إسحاق.

قال أبو حاتم السجستاني: هو أعلم من رأينا بالحروف والاختلاف في القرآن، وبعلله ومذاهبه ومذاهب النحو.

ص: 231

وقال أحمد بن حنبل: صدوق.

وقال محمد بن أحمد العجلي يمدح يعقوب الحضرمي:

أبوه من القراء كان وجده ويعقوب في القراء كالكوكب الدري تفرده محض الصواب ووجهه فمن مثله في وقته وإلى الحشر قال أبو الحسن طاهر بن غلبون: وإمام أهل البصرة بالجامع، لا يقرأ إلا بقراءة يعقوب رحمه الله.

وقال علي بن جعفر السعيدي: كان يعقوب أقرأ أهل زمانه. وكان لا يلحن في كلامه. وكان أبو حاتم السجستاني من بعض غلمانه.

وعن أبي عثمان المازني قال: رأيت النبي صلى الله عليه وسلم فقرأت عليه سورة طه، فقرأت مكانا سوى. فقال: اقرأ سوى، اقرأ قراءة يعقوب.

وقال أبو القاسم الهذلي: ومنهم يعقوب بن إسحاق الحضرمي لم ير في زمنه مثله. كان عالما بالعربية ووجوهها، والقرآن واختلافه، فاضلا تقيا نقيا ورعا زاهدا. بلغ من زهده أن سرق إزاره عن كتفه وهو في الصلاة ولم يشعر، ورد إليه فلم يشعر لشغله بعبادة ربه. وبلغ من جاهه بالبصرة أنه كان يحبس ويطلق.

وقال أبو طاهر بن سوار: توفي في ذي الحجة سنة خمس ومائتين.

قال: وكان حاذقا بالقراءة قيما بها، متحريا، نحويا فاضلا.

قال روح بن عبد المؤمن، وغيره: قرأ يعقوب على سلام الطويل، وقرأ سلام على أبي عمرو بن العلاء.

وقال محمد بن المتوكل: قرأت على يعقوب، وقرأ على سلام، وقرأ سلام على عاصم بن أبي النجود، عن أبي عبد الرحمن، عن علي رضي الله عنه.

وروي عن يعقوب أنه قرأ على سلام، وأنه قرأ على عاصم الجحدري. فهذه ثلاثة أقوال مختلفة.

ص: 232

429 -

ع:‌

‌ يعلى بن عبيد الطنافسي الكوفي

، أبو يوسف الحافظ، أحد الإخوة.

روى عن الأعمش، وإسماعيل بن أبي خالد، ويحيى بن سعيد الأنصاري، وزكريا بن أبي زائدة، وعبد الملك بن أبي سليمان، ومحمد بن إسحاق، وأبي حيان التيمي، وطائفة. وعنه إسحاق بن راهويه، ومحمود بن غيلان، ومحمد بن عبد الله بن نمير، وهارون الحمال، وعلي بن حرب، وعبد بن حميد، وأحمد بن الفرات، ومحمد بن يحيى الذهلي، وخلق.

قال أحمد بن حنبل: كان صحيح الحديث صالحا في نفسه.

وقال إسحاق الكوسج، عن ابن معين: ثقة.

وقال سعيد بن أيوب البخاري: كان يعلى بن عبيد يحفظ عامة حديثه، أو جميع ما عنده. وما رأيت أحفظ من وكيع.

وقال أبو حاتم: هو أثبت أولاد أبيه في الحديث.

وقال أحمد بن عبد الله بن يونس: ما رأيت أفضل من يعلى بن عبيد، وما رأيت أحدا يريد بعلمه الله عز وجل إلا يعلى بن عبيد.

وقال أحمد بن الفرات: ما رأيت يعلى ضاحكا قط.

قال محمد بن سعد: توفي بالكوفة يوم الأحد لخمس خلون من شوال سنة تسع ومائتين.

430 -

‌ يعمر بن بشر

، أبو عمرو المروزي الفقيه.

من كبار أصحاب ابن المبارك. سمع أبا حمزة السكري، والحسين بن واقد. وعنه أحمد بن حنبل، وابن أبي شيبة، وعلي ابن المديني، والفضل بن سهل، ومحمد بن أحمد بن الجنيد، وآخرون.

وثقه الدارقطني.

431 -

د ن:‌

‌ يوسف بن عمرو

، أبو يزيد الفارسي، ثم المصري.

ص: 233

إمام مفت. روى عن ابن لهيعة، وعبد الرحمن بن أبي الزناد، وابن وهب، والليث. وعنه الحارث بن مسكين، ومحمد بن عبد الله بن عبد الحكم، وجماعة.

توفي سنة أربع ومائتين. وقيل: سنة خمس.

432 -

خ ت ن ق:‌

‌ يوسف بن يعقوب السدوسي

. مولاهم المعروف بالضبعي، نزل فيهم بالبصرة. ويقال له: السلعي لسلعة في قفاه. وقيل فيه: السلعي؛ لأنه كان يبيع السلع.

روى عن سليمان التيمي، وبهز بن حكيم، وحسين المعلم، وجماعة. وعنه محمد بن بشار بندار، وأحمد بن عصام الأصبهاني، ومحمد بن يونس الكديمي، ويعقوب بن شيبة، وآخرون.

وثقه أحمد بن حنبل.

وتوفي سنة اثنتين.

433 -

‌ يونس بن عبيد الله العميري الليثي البصري

، أبو عبد الرحمن.

عن مبارك بن فضالة، ومالك بن أنس، وعدي بن الفضل. وعنه عمر بن شبة، والفلاس، والكديمي.

وكان صدوقا.

434 -

ع:‌

‌ يونس بن محمد بن مسلم

، أبو محمد البغدادي المؤدب الحافظ.

سمع شيبان النحوي، والحمادين، وفليح بن سليمان، والليث بن سعد، وعبد الله بن عمر العمري، والقاسم بن الفضل الحداني، وحرب بن ميمون، وطبقتهم.

وكان من الحفاظ المجودين.

روى عنه أحمد بن حنبل، وعلي ابن المديني، وأبو خيثمة، والرمادي،

ص: 234

وعباس الدوري، وحبيش بن مبشر، وأحمد بن الخليل البرجلاني، ومحمد بن عبيد الله المنادي، والحارث بن أبي أسامة، وخلق كثير.

وثقه ابن معين.

ومات في صفر سنة ثمان ومائتين.

435 -

ت ن ق:‌

‌ يونس بن يحيى بن نباتة

، أبو نباتة المدني النحوي.

عن ابن أبي ذئب، وسلمة بن وردان، وداود بن قيس. وعنه عبد الله بن الحكم القطواني، والزبير بن بكار، وأبو بكر بن شيبة الحزامي، وجماعة.

قال أبو زرعة: صدوق.

436 -

خ م د ت ن:‌

‌ أبو صفوان الأموي

. عبد الله بن سعيد بن عبد الملك بن مروان.

مكي، ثقة. قتل أبوه عند زوال دولتهم، ففرت بعبد الله أمه إلى مكة، ونشأ بها. وسمع من ابن جريج، وثور بن يزيد، ويونس الأيلي، وجماعة. وكان ثقة.

روى عنه الشافعي، وأحمد، وابن معين، وعلي ابن المديني، وأبو خيثمة. وحديثه في الكتب الستة سوى ابن ماجه.

وقد كنت ذكرته في طبقة ابن المبارك، ثم إنني ظفرت بما رواه ابن النجار في تاريخه بالإجازة عن أحمد بن أبي بكر الأزجي، قال: أخبرنا سعد الله بن نصر، قال: أخبرنا أبو منصور الخياط، قال: أخبرنا أحمد بن مسرور المقرئ، قال: حدثنا المعافى بن زكريا، قال: حدثنا محمد بن مخلد، قال: حدثني أحمد بن محمد بن عبد الرحيم صاحبنا، قال: سمعت أبا السكين زكريا بن يحيى الطائي قال: كان بمكة شيخ من ولد سعيد بن عبد الملك بن مروان، وكان يكنى أبا صفوان. وكان شيخا جميلا حسن الخضاب، فحدثني في سنة أربع، أو في سنة خمس ومائتين. قال: لقد رأيتني ولي أربع بنات، وما أملك قليلا ولا كثيرا، فحضر الموسم وما علي إلا أخلاق لي. فطرقني جماعة

ص: 235

من القرشيين فقالوا: يا أبا صفوان، إن أمير المؤمنين الرشيد كان اليوم ببطن مر، وهو يصبحنا فهل لك أن نمضي فنلقاه بفخ أو على العقبة فنسأله، فمضيت معهم. فتلقيناه حين صلى الفجر، فكلمناه وقلنا له: يا أمير المؤمنين، ناس من قومك جعنا وعرينا، فإن رأيت أن تنظر لنا، فترك القوم ورماني ببصره وقال: أنت ممن؟ قلت: من بني عبد مناف. قال: من أيهم؟ قلت: نشدتك الله والرحم أن لا تكشفني عن أكثر من هذا. قال: ويلك، من أي بني عبد مناف؟ فلما رأيت غضبه قلت: يا أمير المؤمنين، رجل من بني أمية. قال: من أي بني أمية؟ قلت: نشدتك الله والرحم أن لا تكشفني عن أكثر من هذا. قال: ويلك من أي بني أمية؟ قلت: من ولد مروان. قال: من أي ولد مروان؟ قلت: من ولد عبد الملك، فرأيت والله الغضب يتردد في وجهه، قال: ومن أي ولد عبد الملك؟ قلت: من ولد سعيد. قال: سعيد الشر؟ قلت: نعم. قال: أنخ. فأنيخت الجمازة، ثم قال: علي بحماد، وهو عامله على مكة. فأقبل بحماد فقال: ويها يا حماد، أُوَلِّيك أمرَ قوم ويكون في ناحيتك مثل هذا ولا تطلعني عليه. فرأيت حمادا ينظر إلي نظر الجمل الصؤول يكاد يأكلني. ثم قال: أثر يا غلام، فأثار الجمازة، ومروا يطردونه، ورجعت وأنا أخزى خلق الله، وأخوفه من حماد، وانقمعت في منزلي. فلما كان جوف الليل أتاني أتٍ، فقال: أجب أمير المؤمنين، فودعت والله وداع الميت، وخرجت وهن ينتفن شعورهن ويلطمن، فأدخلت عليه، فسلمت، فرد علي وقال: حياك الله يا أبا صفوان، يا غلام، احمل مع أبي صفوان خمسة آلاف دينار. فأخذتها وجئت إلى بناتي فصببتها بينهن، فوالله ما تم سرورنا حتى طرق الباب أن أجب أمير المؤمنين. قلت: والله بدا له في، فدخلت عليه، فمد يده إلى كتاب كأنه إصبع فقال: الق حمادا بهذا الكتاب. فأخذته وصرت إلى بناتي فسكنت منهن، ثم أتيت حمادا وهو جالس عند المقام ينظر إلى الفجر، ويتوقع خروج أمير المؤمنين، وكان يغلس بالفجر، فلما نظر إلي كاد يأكلني ببصره. فقلت: أصلح الله الأمير ليفرج روعك، فقد جاءك الله بالأمر على ما تحب، فأخذ الكتاب مني، ومال إلى بعض المصابيح. فقرأه، ثم قال: يا أبا صفوان، تدري ما فيه؟ قلت: لا والله.

قال: اقرأه. فإذا فيه مكتوب: بسم الله الرحمن الرحيم، يا حماد، لا تنظر إلى أبي صفوان إلا بالعين التي تنظر بها إلى الأولياء، وأجر عليه في كل شهر ثلاثة

ص: 236

آلاف درهم. قال: فما زلت والله آخذها حياة الرشيد.

قلت: أحمد بن محمد شيخ ابن مخلد ليس بمشهور.

437 -

‌ أبو عبيدة العصفري

.

شيخ بصري، اسمه إسماعيل بن سنان. روى عن عكرمة بن عمار، وغيره. وعنه أبو حفص الفلاس، وأبو قلابة الرقاشي.

قال أبو حاتم الرازي: ما بحديثه بأس.

• - أبو عبيدة اللغوي، معمر. مر.

• - أبو عمرو الشيباني النحوي، إسحاق بن مرار. مر

438 -

‌ أبو عيسى بن هارون الرشيد بن محمد المهدي بن المنصور العباسي الأمير

. واسمه محمد، وأمه أم ولد.

ولي إمرة الكوفة سنة أربعٍ ومائتين، وحج بالناس سنة سبعٍ، وكان موصوفا بحسن الصورة، وكمال الظرف، وله أدب وشعر جيد.

قال الصولي: حدثني عبد الله بن المعتز قال: كان أبو عيسى ابن الرشيد أديبا ظريفا، إذا عمل بيتين وثلاثة جودها. فمن شعره:

لساني كتوم لأسراركم ودمعي نموم بسري مذيع فلولا دموعي كتمت الهوى ولولا الهوى لم تكن لي دموع وقال مسبح بن حاتم العكلي: حدثنا إبراهيم بن محمد قال: انتهى جمال ولد الخلافة إلى أولاد الرشيد؛ كان فيهم الأمين، وأبو عيسى. لم ير الناس أجمل منه قط. كان إذا أراد الركوب جلس له الناس حتى يروه أكثر مما يجلسون للخلفاء.

ص: 237

وقال الغلابي: حدثنا يعقوب بن جعفر قال: قال الرشيد لابنه أبي عيسى وهو صبي: ليت جمالك لعبد الله، يعني المأمون. فقال: على أن حظه لي، فعجب من جوابه على صغره، وضمه إليه وقبله. وقيل: إن المأمون كلم أخاه أبا عيسى بشيء فأخجله فقال:

يكلمني ويعبث بالبنان من التشويش منكسر اللسان وقد لعب الحياء بوجنتيه فصار بياضها كالأرجوان وقال الصولي: حدثنا الحسين بن فهم قال: لما قال أبو عيسى بن الرشيد:

دهاني شهر الصوم لا كان من شهر ولا صمت شهرا بعده آخر الدهر ولو كان يعديني الإمام بقدره على الشهر لاستعديت جهدي على الشهر ناله بعقب هذا صرع، فكان يصرع في اليوم مراتٍ حتى مات، ولم يبلغ رمضان آخر.

وقال محمد بن عباد المهلبي: كان المأمون قد أهل أخاه أبا عيسى الخلافة بعده. وكان يقول: ما أجزع من قرب المنية حق الجزع لبلوغ أبي عيسى ما لعله يشتهيه. وكان أبو عيسى ممن لم ير قط أحسن منه، فمات. فدخلت للتعزية، فنبذت عمامتي وجعلتها ورائي؛ لأن الخلفاء لا تعزى في العمائم، فقال المأمون: يا محمد، حال القدر دون الوطر، وألوت المنية بالأمنية. وكان يعرفني ما له عنده وعزمه فيه، فقلت: يا أمير المؤمنين، كل مصيبة أخطأتك سوى، فجعل الله الحزن لك لا عليك.

وقال صاحب الأغاني أبو الفرج: حدثني ابن أبي سعد الوراق، قال: حدثني محمد بن عبد الله بن طاهر قال: حدثني أبي قال: قال أحمد بن أبي دؤاد: دخلت على المأمون في أول صحبتي إياه، وقد توفي أخوه أبو عيسى، وكان له محبا، وهو يبكي ويتمثل:

سأبكيك ما فاضت دموعي فإن تغض فحسبك مني ما تجن الجوانح

ص: 238

كأن لم يمت حي سواك ولم تقم على أحد إلا عليك النوائح فقالت عريب:

كذا فليجل الخطب وليفدح الأمر وليس لعين لم يفض ماؤها عذر كأن بني العباس يوم وفاته نجوم سماء خر من بينها البدر فبكى المأمون وبكينا، ثم قال لها: نوحي. فناحت، ورد عليها الجواري، فبكينا أحرق بكاء، وبكى المأمون حتى قلت قد جادت نفسه.

وقال هبة الله بن إبراهيم بن المهدي: مات أبو عيسى سنة تسعٍ ومائتين، ونزل في قبره المأمون، وامتنع من الطعام أياما.

وقال الصولي: كان أبو عيسى يسمى أحمد أيضا، وكانت أمه بربرية.

وله جماعة إخوة اسمهم محمد سوى الأمين، وهم: أبو علي محمد: توفي سنة إحدى وثلاثين ومائتين. وأبو العباس محمد: مات سنة خمسٍ وأربعين ومائتين، وكان أعمى القلب مغفلا. وأبو أحمد محمد: وكان ظريفا نديما فاضلا، توفي سنة أربعٍ وخمسين، وهو آخر من مات من إخوته. وأبو سليمان محمد: سماه ابن جرير الطبري. وأبو أيوب محمد: وكان أديبا شاعرا. وأبو يعقوب محمد، وكلهم أولاد إماء، وهذا الأخير مات سنة ثلاثٍ وعشرين، وسأترجم لأبي العباس، ولأبي أحمد إن شاء الله تعالى.

439 -

‌ أبو يوسف الأعشى الكوفي

. واسمه يعقوب بن محمد بن خليفة المقرئ.

أحد الكبار. قرأ على أبي بكر بن عياش. وتصدر للإقراء مدة، فقرأ عليه أبو جعفر محمد بن غالب الصيرفي، ومحمد بن حبيب الشموني.

وأخذ عنه الحروف محمد بن إبراهيم الخواص، ومحمد بن خلف التيمي،

ص: 239

وأحمد بن جبير، وعبيد بن نعيم، وعمرو بن الصباح، وخلف بن هشام البزار، وطائفة سواهم.

قال أبو بكر النقاش: كان أبو يوسف الأعشى صاحب قرآن وفرائض، ولست أقدم عليه أحدا في القراءة على أبي بكر، ولا أقدم في رواية الحروف أحدا على يحيى بن آدم عن أبي بكر.

قال أبو العباس بن عقدة: حدثنا القاسم بن أحمد، قال: أخبرنا الشموني، عن أبي يوسف الأعشى، قال: قال لي أبو بكر: يا أبا يوسف، أنا أصلي خلف إمام بني السيد وهو يقرأ قراءة حمزة، فقد شككني في بعض الحروف التي أقرؤها. فاعرضْ علي عرضةً تكون لك أتحفظها عنك. قال: فقعد له في أصحاب الشعير، فقرأ واجتمع الناس حوله يكتبون الحروف.

(آخر الطبقة، والحمد لله)

ص: 240

‌الطبقة الثانية والعشرون

211 -

220 هـ

ص: 241

بسم الله الرحمن الرحيم

(الحوادث)

دخلت‌

‌ سنة إحدى عشرة ومائتين

ففيها توفي: عبد الرزاق بن همام الصنعاني باليمن. ومعلى بن منصور الرازي الفقيه ببغداد، وعلي بن الحسين بن واقد بمرو، وعبد الله بن صالح العجلي المقرئ، والأحوص بن جواب أبو الجواب الضبي، وطلق بن غنام، ثلاثتهم بالكوفة، وأبو العتاهية الشاعر ببغداد.

وفيها قدم الأمير عبد الله بن طاهر بن الحسين الخزاعي بغداد، من الديار المصرية، فتلقاه العباس ولد المأمون، وأبو إسحاق أخو المأمون، وقدم معه بالمتغلبين على الشام وغيرها ابن أبي الجمل، وابن السري، وابن الصفر.

وفيها أمر المأمون بأن ينادى: برئت الذمة ممن ذكر معاوية بخير، أو فضله على أحد من الصحابة، وإن أفضل الخلق بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم علي بن أبي طالب رضي الله عنه.

وكان المأمون يبالغ في التشيع، ولكن لم يتكلم في الشيخين بسوء، بل كان يترضى عنهما، ويعتقد إمامتهما.

‌سنة اثنتي عشرة ومائتين

فيها توفي: أسد بن موسى السنة بمصر، وأبو عاصم النبيل، وعبد الرحمن بن حماد الشعيثي، وعون بن عمارة العبدي بالبصرة، ومحمد بن يوسف الفريابي بقيسارية، ومنبه بن عثمان بدمشق، وأبو المغيرة عبد القدوس الخولاني بحمص، وزكريا بن عدي ببغداد، وعبد الملك بن عبد العزيز بن الماجشون الفقيه بالمدينة، وعلي بن قادم بالكوفة، وخلاد بن يحيى بمكة،

ص: 243

والحسين بن حفص الهمداني بأصبهان، وعيسى بن دينار الغافقي الفقيه بالأندلس.

وفيها وجه المأمون محمد بن حميد الطوسي لمحاربة بابك الخرمي، واستعمل على اليمن أبا الداري محمد بن عبد الحميد.

وفيها أظهر المأمون القول بخلق القرآن، مضافا إلى تفضيل علي على أبي بكر، وعمر رضي الله عنهم، فاشمأزت النفوس منه، ثم سار إلى دمشق فصام بها رمضان، وتوجه فحج بالناس.

‌سنة ثلاث عشرة ومائتين

فيها توفي عبيد الله بن موسى العبسي، وخالد بن مخلد القطواني بالكوفة، وعبد الله بن داود الخريبي، وعمرو بن عاصم الكلابي بالبصرة، وأبو عبد الرحمن عبد الله بن يزيد المقرئ بمكة، وعمرو بن أبي سلمة التنيسي بها. والهيثم بن جميل الحافظ بأنطاكية.

وفيها خرج عبد السلام وابن حلبس بمصر في القيسية واليمانية، فاستعمل المأمون على مصر والشام أخاه أبا إسحاق المعتصم، واستعمل على الجزيرة ولده العباس، وأمر لكل واحد منهما بخمسمائة ألف دينار، وأمر بمثل ذلك لعبد الله بن طاهر، فقيل: إنه لم يفرق ملك في يوم من المال مثل ذلك أبدا.

واستعمل على السند الأمير غسان بن عباد، وكان غسان ذا رأي وحزم ودهاء وخبرة تامة، قد ولي إمرة خراسان قبل طاهر بن الحسين.

ص: 244

‌سنة أربع عشرة ومائتين

فيها توفي حسين بن محمد المروذي ببغداد، وأحمد بن خالد الوهبي بحمص، وعبد الله بن عبد الحكم الفقيه بمصر، وسعيد بن سلام العطار بالبصرة، ومحمد بن حميد الطوسي الأمير، قتل في حرب الخرمية، وأبو الداري أمير اليمن قتل أيضا، وعمير الباذغيسي نائب مصر خلافةً عن المعتصم قتل بالحوف في حرب ابن حلبس وعبد السلام، فسار أبو إسحاق المعتصم بنفسه إليهما فظفر بهما وقتلهما.

وفيها خرج بلال الشاري وقويت شوكته، فسار لحربه هارون بن خلف فظفر به هارون وقتله.

وفيها ولي أصبهان وأذربيجان والجبال وحرب بابك علي بن هشام، فواقع بابك غير مرة.

‌سنة خمس عشرة ومائتين

فيها توفي أبو زيد الأنصاري صاحب العربية بالبصرة، واسمه سعيد بن أوس، والعلاء بن هلال الباهلي بالرقة، ومحمد بن عبد الله الأنصاري القاضي بالبصرة، ومكي بن إبراهيم الحنظلي ببلخ، وعلي بن الحسن بن شقيق بمرو، ومحمد بن المبارك الصوري بدمشق، وإسحاق بن عيسى ابن الطباع ببغداد، وقبيصة بن عقبة السوائي بالكوفة.

وفيها سار المأمون لغزو الروم في أول العام، واستخلف على بغداد الأمير إسحاق بن إبراهيم بن مصعب، وقدم عليه محمد بن علي بن موسى الرضا، فأكرمه وأجازه بمال عظيم، وأمره بالدخول بأهله، وهي أم الفضل ابنة المأمون، فدخل بها ببغداد، ثم سار المأمون إلى دابق وأنطاكية، ثم دخل المصيصة، وخرج منها إلى طرسوس، ثم دخل الروم في نصف جمادى الأولى، فنازل حصن قرة حتى فتحه عنوة وهدمه، وافتتح حصن ماجدة، وتسلم حصنين بالأمان.

وأما أخوه أبو إسحاق فإنه هذب قواعد الديار

ص: 245

المصرية، ورجع فقدم واجتمع بأخيه المأمون بنواحي الموصل، وقدم المأمون دمشق بعد غزوته المذكورة.

‌سنة ست عشرة ومائتين

وفيها توفي حبان بن هلال، وعبد الملك بن قريب الأصمعي، وهوذة بن خليفة، ومحمد بن كثير المصيصي الصنعاني، والحسن بن سوار البغوي، وعبد الله بن نافع المدني الفقيه، وعبد الصمد بن النعمان البزاز، ومحمد بن بكار بن بلال قاضي دمشق، ومحمد بن عباد بن عباد المهلبي أمير البصرة، ومحمد بن سعيد بن سابق نزيل قزوين، وزبيدة زوجة الرشيد وابنة عمه.

وفيها كر المأمون راجعا إلى غزو الروم، لكونه بلغه أن ملك الروم قتل خلقا من أهل طرسوس والمصيصة، فدخلها في جمادى الأولى، وأقام بها إلى نصف شعبان، وجهز أخاه أبا إسحاق، فافتتح عدة حصون.

ثم وجه يحيى بن أكثم فأغار وقتل وسبى، ثم رجع.

وفي آخر السنة توجه المأمون من دمشق إلى الديار المصرية ودخلها، فهو أول من دخلها من الخلفاء العباسيين.

‌سنة سبع عشرة ومائتين

فيها توفي حجاج بن منهال الأنماطي بالبصرة، وسريج بن النعمان الجوهري، وموسى بن داود الضبي الكوفي ببغداد، وهشام بن إسماعيل العطار العابد بدمشق، وعمرو بن مسعدة أبو الفضل الصولي كاتب الإنشاء للمأمون، وإسماعيل بن مسلمة أخو القعنبي بمصر.

وفيها دخل المأمون مصر، فأحضر بين يديه عبدوس الفهري فضربت عنقه.

قال المسعودي: وكان قد تغلب عليها، وعاد إلى دمشق، ثم سار إلى أذنة، ودخل أرض الروم، فنزل على لؤلؤة وحاصرها مائة يوم، ثم رحل عنها، وخلف عليها عجيفا، فخدعه أهلها وأسروه، ثم أطلقوه بعد جمعة، وأقبل الملك توفيل في جيوش الروم - لعنهم الله - إلى حصن لؤلؤة فأحاط بعجيف،

ص: 246

فبلغ ذلك المأمون، فجهز الجنود لحربه، فارتحل توفيل وكتب كتابا إلى المأمون يطلب الصلح، فبدأ بنفسه وأغلظ في المكاتبة، فاستشاط المأمون غضبا وقصد الروم، وعزم على المسير إلى قسطنطينية، ثم فكر في هجوم الشتاء فرجع.

وفيها وقع حريق عظيم بالبصرة يقال: إنه أتى على أكثرها، وكان أمرا مزعجا يفوق الوصف.

‌سنة ثمان عشرة ومائتين

فيها توفي أبو مسهر الغساني شيخ الشام، ومعلى بن أسد العمي، ويحيى بن عبد الله البابلتي على الصحيح، ومحمد بن الصلت الأسدي الكوفي، وعبد الله بن يوسف التنيسي، وحجاج بن أبي منيع الرصافي، وإسحاق بن بكر بن مضر المصري، ومحمد بن نوح العجلي، والخليفة المأمون، وحبيب كاتب مالك، وبشر المريسي.

وفيها اهتم المأمون ببناء طوانة من أرض الروم، وحشد لها الرجال والصناع، وأمر ببنائها ميلا في ميل، وقرر ولده العباس على بنائها، ولزمه عليها أموال لا يحصيها إلا الله تعالى، وهي على فم الدرب مما يلي طرسوس. وافتتح عدة حصون.

ذكر المحنة

في أثناء السنة كتب المأمون إلى نائبه على بغداد إسحاق بن إبراهيم الخزاعي ابن عم طاهر بن الحسين، في امتحان العلماء، كتابا يقول فيه: وقد عرف أمير المؤمنين أن الجمهور الأعظم والسواد الأكبر من حشو الرعية، وسفلة العامة، ممن لا نظر له ولا روية ولا استضاءة بنور العلم وبرهانه، أهل جهالة بالله وعمىً عنه، وضلالة عن حقيقة دينه، وقصورٍ أن يقدروا الله حق

ص: 247

قدره، ويعرفوه كنه معرفته، ويفرقوا بينه وبين خلقه، وذلك أنهم ساووا بين الله وبين خلقه، وبين ما أنزل من القرآن. فأطبقوا على أنه قديم لم يخلقه الله ويخترعه. وقد قال تعالى:{إِنَّا جَعَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا} فكل ما جعله الله فقد خلقه كما قال: {وَجَعَلَ الظُّلُمَاتِ وَالنُّورَ} وقال: {نَقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنْبَاءِ مَا قَدْ سَبَقَ} فأخبر أنه قصص لأمور أحدثه بعدها. وقال: {أُحْكِمَتْ آيَاتُهُ ثُمَّ فُصِّلَتْ} والله محكم كتابه ومفصله، فهو خالقه ومبتدعه. ثم انتسبوا إلى السنة، وأنهم أهل الحق والجماعة، وأن من سواهم أهل الباطل والكفر. فاستطالوا بذلك وغروا به الجهال، حتى مال قوم من أهل السمت الكاذب والتخشع لغير الله إلى موافقتهم، فنزعوا الحق إلى باطلهم، واتخذوا دون الله وليجة إلى ضلالهم، إلى أن قال: فرأى أمير المؤمنين أن أولئك شر الأمة، المنقوصون من التوحيد حظا، أوعية الجهالة وأعلام الكذب، ولسان إبليس الناطق في أوليائه، والهائل على أعدائه من أهل دين الله، وأحق أن يتهم في صدقه، وتطرح شهادته، ولا يوثق به، من عمي عن رشده وحظه من الإيمان بالتوحيد، وكان عما سوى ذلك أعمى وأضل سبيلا.

ولعمر أمير المؤمنين، إن أكذب الناس من كذب على الله ووحيه. وتخرص الباطل، ولم يعرف الله حقيقة معرفته. فاجمع من بحضرتك من القضاة، فاقرأ عليهم كتابنا وامتحنهم فيما يقولون، واكشفهم عما يعتقدون في خلق الله وإحداثه. وأعلمهم أني غير مستعين في عملٍ ولا واثق بمن لا يوثق بدينه. فإذا أقروا بذلك ووافقوا فمرهم بنص من بحضرتهم من الشهود، ومسألتهم عن علمهم في القرآن، وترك شهادة من لم يقر أنه مخلوق. واكتب إلينا بما يأتيك عن قضاة أهل عملك في مسألتهم، والأمر لهم بمثل ذلك.

وكتب المأمون إليه أيضا في أشخاص سبعة أنفس، وهم: محمد بن سعد كاتب الواقدي، ويحيى بن معين، وأبو خيثمة، وأبو مسلم مستملي يزيد بن هارون، وإسماعيل بن داود، وإسماعيل بن أبي مسعود، وأحمد بن إبراهيم الدورقي. فأشخصوا إليه، فامتحنهم بخلق القرآن فأجابوه، فردهم من الرقة إلى بغداد، وسبب طلبهم أنهم توقفوا أولا، ثم أجابوه تقيةً. وكتب إلى إسحاق بن إبراهيم بأن يحضر الفقهاء ومشايخ الحديث ويخبرهم بما أجاب به هؤلاء

ص: 248

السبعة، ففعل ذلك، فأجابه طائفة وامتنع آخرون. فكان يحيى بن معين وغيره يقولون أجبنا خوفا من السيف.

ثم كتب المأمون كتابا آخر من جنس الأول إلى إسحاق، وأمره بإحضار من امتنع، فأحضر جماعةً منهم: أحمد بن حنبل، وبشر بن الوليد الكندي، وأبو حسان الزيادي، وعلي بن أبي مقاتل، والفضل بن غانم، وعبيد الله بن عمر القواريري، وعلي بن الجعد، وسجادة، والذيال بن الهيثم، وقتيبة بن سعيد، وكان حينئذ ببغداد، وسعدويه الواسطي، وإسحاق بن أبي إسرائيل، وابن الهرش، وابن علية الأكبر، ومحمد بن نوح العجلي، ويحيى بن عبد الرحمن العمري، وأبو نصر التمار، وأبو معمر القطيعي، ومحمد بن حاتم بن ميمون، وغيرهم. وعرض عليهم كتاب المأمون فعرضوا، ووروا ولم يجيبوا ولم ينكروا.

فقال لبشر بن الوليد: ما تقول؟ قال: قد عرفت أمير المؤمنين غير مرة، قال: وإن فقد تجدد من أمير المؤمنين كتاب، قال: أقول: كلام الله، قال: لم أسألك عن هذا. أمخلوق هو؟ قال: ما أحسن غير ما قلت لك. وقد استعهدت أمير المؤمنين أن لا أتكلم فيه، ثم قال لعلي بن أبي مقاتل: ما تقول؟ قال: القرآن كلام الله، وإن أمرنا أمير المؤمنين بشيء سمعنا وأطعنا، وأجاب أبو حسان الزيادي بنحو من ذلك، ثم قال لأحمد بن حنبل: ما تقول؟ قال: كلام الله، قال: أمخلوق هو؟ قال: هو كلام الله لا أزيد على هذا، ثم امتحن الباقين وكتب بجواباتهم، وقال ابن البكاء الأكبر: أقول القرآن مجعول ومحدث لورود النص بذلك، فقال له إسحاق بن إبراهيم: والمجعول مخلوق؟ قال: نعم، قال: فالقرآن مخلوق؟ قال: لا أقول مخلوق، ثم وجه بجواباتهم إلى المأمون، فورد عليه كتاب المأمون: بلغنا ما أجاب به متصنعة أهل القبلة، وملتمسوا الرياسة، فيما ليسوا له بأهلٍ، فمن لم يجب أنه مخلوق فامنعه من الفتوى والرواية.

ويقول في الكتاب: فأما ما قال بشر فقد كذب، لم يكن جرى بين أمير المؤمنين وبينه في ذلك عهد أكثر من إخبار أمير المؤمنين من اعتقاده كلمة الإخلاص، والقول بأن القرآن مخلوق، فادع به إليك، فإن تاب فأشهر أمره، وإن أصر على شركه، ودفع أن يكون القرآن مخلوقا بكفره وإلحاده فاضرب عنقه، وابعث إلينا برأسه. وكذلك إبراهيم بن المهدي فامتحنه، فإن أجاب،

ص: 249

وإلا فاضرب عنقه. وأما علي بن أبي مقاتل، فقل له: ألست القائل لأمير المؤمنين: إنك تحلل وتحرم. وأما الذيال فأعلمه أنه كان في الطعام الذي سرقه من الأنبار ما يشغله. وأما أحمد بن يزيد أبو العوام وقوله: إنه لا يحسن الجواب في القرآن، فأعلمه أنه صبي في عقله لا في سنه، جاهل سيحسن الجواب إذا أدب، ثم إن لم يفعل كان السيف من وراء ذلك. وأما أحمد بن حنبل فأعلمه أن أمير المؤمنين قد عرف فحوى مقالته، واستدل على جهله وآفته بها. وأما الفضل بن غانم، فأعلمه أنه لم يخف على أمير المؤمنين ما كان فيه بمصر، وما اكتسب من الأموال في أقل من سنة، يعني في ولايته القضاء. وأما الزيادي فأعلمه أنه كان منتحلا ولاء دعي. فأنكر أبو حسان أن يكون مولىً لزياد بن أبيه، وإنما قيل له: الزيادي لأمرٍ من الأمور. قال: وأما أبو نصر التمار فإن أمير المؤمنين شبه خساسة عقله بخساسة متجره. وأما ابن نوح، وابن حاتم فأعلمهم أنهم مشاغيل بأكل الربا عن الوقوف على التوحيد، وإن أمير المؤمنين لو لم يستحل محاربتهم في الله إلا لآرابهم، وما نزل به كتاب الله في أمثالهم لاستحل ذلك، فكيف بهم وقد جمعوا مع الإرباء شركا، وصاروا للنصارى شبها؟ وأما ابن شجاع فأعلمه أنه صاحبه بالأمس، والمستخرج منه ما استخرجه من المال الذي كان استحله من مال الأمير علي بن هشام. وأما سعدويه الواسطي، فقل له: قبح الله رجلا بلغ به التصنع للحديث والحرص على الرياسة فيه، أن تمنى وقت المحنة. وأما المعروف بسجادة، وإنكاره أن يكون سمع ممن كان يجالس من العلماء القول بأن القرآن مخلوق، فأعلمه أن في شغله وإعداد النوى، وحكمه لإصلاح سجادته، وبالودائع التي دفعها إليه علي بن يحيى وغيره ما أذهله عن التوحيد. وأما القواريري ففيما تكشف من أحواله، وقبوله الرشا والمصانعات ما أبان عن مذهبه وسوء طريقته وسخافة عقله ودينه. وأما يحيى العمري، فإن كان من ولد عمر بن الخطاب فجوابه معروف. وأما محمد بن الحسن بن علي بن عاصم،

ص: 250

فإنه لو كان مقتديا بمن مضى من سلفه لم ينتحل النحلة التي حكيت عنه، وأنه بعد صبي يحتاج إلى أن يعلم. وقد كان أمير المؤمنين وجه إليك المعروف بأبي مسهر بعد أن نصه أمير المؤمنين عن محنته في القرآن، فجمجم عنها ولجلج فيها حتى دعا له أمير المؤمنين بالسيف، فأقر ذميما، فأنصصه عن إقراره، فإن كان مقيما عليه فأشهر ذلك وأظهره. ومن لم يرجع عن شركه ممن سميت بعد بشر، وابن المهدي، فاحملهم موثقين إلى عسكر أمير المؤمنين ليسألهم، فإن لم يرجعوا حملهم على السيف.

قال: فأجابوا كلهم عند ذلك، إلا أحمد بن حنبل، وسجادة، ومحمد بن نوح، والقواريري، فأمر بهم إسحاق فقيدوا، ثم سألهم من الغد وهم في القيود فأجاب سجادة، ثم عاودهم ثالثا فأجاب القواريري، ووجه بأحمد بن حنبل، ومحمد بن نوح المضروب إلى طرسوس، ثم بلغ المأمون أنهم إنما أجابوا مكرهين، فغضب وأمر بإحضارهم إليه، فلما صاروا إلى الرقة تلقتهم وفاة المأمون، وكذا جاء الخبر بموت المأمون إلى أحمد، ولطف الله وفرج. وأما محمد بن نوح فكان عديلا لأحمد بن حنبل في المحمل، فمات، فوليه أحمد بالرحبة وصلى عليه ودفنه رحمه الله تعالى.

وأما المأمون فمرض بالروم، فلما اشتد مرضه طلب ابنه العباس ليقدم عليه، وهو يظن أنه لا يدركه، فأتاه وهو مجهود، وقد نفذت الكتب إلى البلدان فيها: من عبد الله المأمون وأخيه أبي إسحاق الخليفة من بعده بهذا النص. فقيل: إن ذلك وقع بأمر المأمون، وقيل: بل كتبوا ذلك وقت غشيٍ أصابه، فأقام العباس عنده أياما حتى مات.

ذكر وصية المأمون

هذا ما أشهد عليه عبد الله بن هارون أمير المؤمنين أن الله وحده لا شريك له في ملكه، وأنه خالق وما سواه مخلوق. ولا يخلو القرآن من أن يكون شيئا له مثل، والله لا مثل له إلى أن قال: والبعث حق، وإني مذنب أرجو وأخاف، فإذا مت فوجهوني وليصل علي أقربكم مني نسبا، وليكبر خمسا، وذكر وصايا

ص: 251

من هذا النوع، إلى أن قال: فرحم الله عبدا اتعظ وفكر فيما حتم الله على جميع خلقه من الفناء، وقضى عليهم من الموت الذي لا بد منه، فالحمد لله الذي توحد بالبقاء، ثم لينظر المرء ما كنت فيه من عز الخلافة، هل أغنى عني شيئا إذا جاء أمر الله؟ لا والله. ولكن أضعف به علي الحساب، فيا ليت عبد الله بن هارون لم يك بشرا بل ليته لم يك شيئا. يا أبا إسحاق، ادن مني واتعظ بما ترى، وخذ بسيرة أخيك في القرآن، واعمل في الخلافة إذ طوقكها الله تعالى عمل المريد لله، الخائف من عقابه، ولا تغتر بالله وتمهيله، فكأن قد نزل بك الموت. ولا تغفل أمر الرعية الرعية الرعية، العوام العوام، فإن الملك بهم الله الله فيهم وفي غيرهم. يا أبا إسحاق، عليك عهد الله لتقومن بحق الله في عباده، ولتؤثرن طاعة الله على معصيته. قال: اللهم نعم، قال: فانظر من كنت تسمعني أقدمه فأضعف له التقدمة. وعبد الله بن طاهر أقره على عمله، فقد عرفت بلاءه وغناءه، وأبو عبد الله بن أبي دؤاد لا يفارقك، وأشركه في المشورة في كل أمرك، ولا تتخذن بعدي وزيرا، فقد علمت ما نكبني به يحيى بن أكثم في معاملة الناس، وخبث سريرته حتى أبعدته، هؤلاء بنو عمك من ذرية أمير المؤمنين علي صلوات الله عليه، أحسن صحبتهم، وتجاوز عن مسيئهم، وأعطهم الصلات.

ثم توفي في رجب، ودفن بطرسوس.

وكان أول من بايع المعتصم: العباس بن المأمون.

قال محمد بن عبيد الله المسبحي في تاريخ مصر: كتب المعتصم إلى نائبه على مصر كندر، وإلى قاضي مصر هارون بن عبد الله الزهري كتابا بخط الفضل بن مروان يمتحن فيه الناس بخلق القرآن. فأحضرهم القاضي هارون، فأجاب عامة الشهود وأكثر الفقهاء، إلا من هرب منهم. وكان هارون إذا شهد عنده عدلان سألهما عن القرآن، فإن أقرا أنه مخلوق قبلهما، وأخذ بذلك المؤذنون والمحدثون. وأُمِرَ المعلمون أن يعلموا الصبيان كتعليم القرآن، يعني القول بخلق القرآن. وبقيت المحنة إلى أن ولي الخلافة المتوكل سنة اثنتين وثلاثين.

وفيها وقع الوباء العظيم بمصر، فمات أكثرهم، وغلا السعر هذه السنة

ص: 252

وبعض سنة تسع عشرة، قال: ولم تبق دار ولا قرية إلا مات أكثر أهلها، ولم يبق بمصر رئيس ولا شريف مشهور، وولت الدنيا عمن بقي من أولادهم، وركبهم الذل، وجفاهم السلطان؛ لأنهم خرجوا غير مرة وأثاروا الفتنة.

ثم سرد من مات من أشرافهم من أول دولة المأمون إلى آخرها، فسمى من كبارهم أبا نصر الوليد بن يعفر بن الصباح بن أبرهة، توفي سنة سبعٍ وتسعين ومائة، وإبراهيم بن حوي توفي فيها، وإبراهيم بن نافع الطائي، توفي سنة ثمانٍ وتسعين، وعثمان بن بلادة فيها، وهاشم بن حديج، ومحمد بن حسان بن عتاهية سنة تسعٍ وتسعين، وهبيرة بن هاشم بن حديج، وزرعة بن معاوية سنة مائتين. ثم سمى عددا كثيرا لا نعرفهم كان لهم جاه وحشمة في عصرهم بمصرهم، انمحت آثارهم وانطوت أخبارهم.

وفيها أمر المعتصم بهدم طوانة التي قدمنا أن المأمون أمر ببنائها، ثم حمل ما بها من الآلات والسلاح، وتفرق ما تعب عليه المأمون، وسافر الناس الذين أسكنوا بها إلى بلادهم، ثم انصرف المعتصم إلى بغداد، فدخلها في أول رمضان من السنة.

وفيها عظم الخطب واشتد الأمر بالخرمية - لعنهم الله - ودخل في دينهم خلق من أهل بلاد همذان وبلاد أصبهان، وجيشوا بأرض همذان، فسار لحربهم إسحاق بن إبراهيم بن مصعب في ذي القعدة، فظفر بهم، وقتل منهم ملحمة عظمى. فيقال: إنه قتل منهم ببلاد همذان ستين ألفا، وهرب باقيهم إلى بلاد الروم، وكان المصاف بأرض همذان مما يلي الري. وبعضهم يقول: قتل منهم فوق المائة ألف، وكانت ملحمة هائلة.

‌سنة تسع عشرة ومائتين

فيها توفي علي بن عياش الألهاني بحمص، وأبو بكر عبد الله بن الزبير الحميدي بمكة، وأبو نعيم الفضل بن دكين، وأبو غسان مالك بن إسماعيل النهدي بالكوفة، وعمرو بن حكام، وإبراهيم بن حميد الطويل، وسعد بن شعبة بن الحجاج بالبصرة، وأبو الأسود النضر بن عبد الجبار بمصر، وسليمان

ص: 253

ابن داود الهاشمي، وغسان بن المفضل الغلابي ببغداد.

وفيها ظهر محمد بن القاسم العلوي الحسيني بالطالقان يدعو إلى الرضا من آل محمد. فاجتمع عليه خلق، فسار لقتاله جيش من قبل عبد الله بن طاهر، فجرت بينهم وقعات عديدة، ثم انهزم محمد بن القاسم فقصد بعض كور خراسان، فظفر به متولي نسا، فقيده وبعث به إلى ابن طاهر، فحبسه المعتصم. ثم إنه هرب من السجن ليلة عيد الفطر، ونزل في حبل دلي له. فنودي عليه: من أحضره فله مائة ألف درهم، فلم يقعوا به.

وفي جمادى الأولى قدم بغداد، إسحاق بن إبراهيم بسبيٍ عظيم من أهل الخرمية الذين أوقع بهم بهمذان.

وفيها عاثت الزط بنواحي البصرة، فانتدب لحربهم عجيف بن عنبسة، فظفر بهم وقتل منهم نحو الثمانمائة. ثم جرت له معهم حروب. وكان عدتهم خمسة عشر ألفا.

وفيها امتحن المعتصم أحمد بن حنبل، وقيل: سنة عشرين، وذلك في ترجمة أحمد رحمه الله.

ثم دخلت‌

‌ سنة عشرين ومائتين

فيها توفي عفان ببغداد، وقالون بن عيسى بن مينا، ومطرف بن عبد الله بالمدينة، وأبو حذيفة النهدي، وعاصم بن يوسف اليربوعي، وخلاد بن خالد القارئ بالكوفة، وعثمان بن الهيثم المؤذن، والخليل بن عمر بن إبراهيم العبدي، وعبد الله بن رجاء بالبصرة، وآدم بن أبي إياس بعسقلان، وعبد الله بن جعفر الرقي بالرقة، وقرعوس بن العباس الثقفي صاحب مالك بالأندلس، ومحمد الجواد ولد علي بن موسى الرضا ببغداد.

ويوم عاشوراء دخل عجيف بغداد بسبي الزط وأسراهم، فعبأهم على هيئتهم في الحرب، وكان يوما مشهودا. ثم نفذوا إلى عين زربة، فأغارت عليهم الروم، فاجتاحوهم حتى لم ينج منهم أحد.

وفيها عقد المعتصم على حرب بابك وعلى بلاد الجبل للأفشين، واسمه

ص: 254

حيدر بن كاوس. ثم وجه أبا سعيد محمد بن يوسف إلى أردبيل لعمارة الحصون التي خربها بابك، ففعل ذلك. وكان محمد بن البعيث صديق بابك في قلعة شاهي وحصن تبريز من بلاد أذربيجان، فبعث بابك قائده عصمة، فنزل بابن البعيث فأكرمه وأنزل إليه الإقامات وأضافه وسقاه خمرا وأسره، وقتل جماعة من مقدميه، فهرب عسكره، وشرع ابن البعيث يناصح المعتصم، ودله على عورة بلاد بابك، ثم كانت وقعة كبيرة بين بابك والأفشين انهزم فيها بابك، وقتل من أصحابه نحو الألف، وهرب إلى موغان، ومنها إلى مدينته التي تسمى البذ، وبعث الأفشين بالرؤوس والأسرى إلى بغداد.

وفي رمضانها كانت محنة الإمام أحمد، وضرب بالسياط، ولم يجب. وسيأتي ذلك في ترجمته.

وفي ذي القعدة نزل المعتصم بالقاطول وأمر بإنشاء مدينة سر من رأى، فاشترى أرضها من رهبان لهم دير هناك. وقد كان الرشيد يتنزه بالقاطول لطيبه. واستخلف المعتصم على بغداد ولده الواثق.

وفيها غضب المعتصم على وزيره الفضل بن مروان وصادره، وأخذ منه أموالا عظيمة تفوت الوصف، حتى قيل: إنه أخذ منه عشرة آلاف ألف دينار، واستأصله وأهل بيته ونفاه إلى السن؛ قرية بطريق الموصل. وولى بعده الوزارة محمد بن عبد الملك ابن الزيات.

واعتنى المعتصم باقتناء الترك، فبعث إلى سمرقند وفرغانة والنواحي في شرائهم، وبذل فيهم الأموال، وألبسهم أنواع الديباج ومناطق الذهب. فكانوا يطردون خيلهم ببغداد ويؤذون الناس. فربما ثار أهل البلد بالتركي فقتلوه عند صدمه للمرأة والشيخ. فعزم المعتصم على التحول من بغداد وتنقل على دجلة، والقاطول هو نهر منها، فانتهى إلى موضع سامراء، وفي مكانها دير عادي لرهبان. فرأى فضاءً واسعا جدا وهواءً طيبا فاستمرأه، وتصيد ثلاثا فوجد نفسه تطلب أكثر من أكله، فعلم أن ذلك لتأثير الهواء والتربة والماء. فاشترى من أهل الدير أرضهم بأربعة آلاف دينار، وأسس قصره بالوزيرية التي ينسب إليها التين الوزيري العديم النظير في الحسن. فجمع عليها الفعلة

ص: 255

والصناع من الممالك. ونقل إليها أنواع الأشجار والغروس، واختطت الخطط والدروب، وجدوا في بنائها، وشيدت القصور، واستنبطت المياه من دجلة وغيرها، وتسامع الناس وقصدوها، وكثرت بها المعايش.

ص: 256

ذكر‌

‌ أهل هذه الطبقة على الحروف

1 -

م د ت ن:‌

‌ أحمد بن إسحاق بن زيد بن عبد الله بن أبي إسحاق

، أبو إسحاق، الحضرمي مولاهم، البصري، أخو المقرئ يعقوب، كان أسن من يعقوب.

روى عن عكرمة بن عمار، وحماد بن سلمة، وهمام، ووهيب، وأبي عوانة، وجماعة. وعنه إبراهيم بن سعيد الجوهري، وأبو بكر بن أبي شيبة، وإبراهيم الجوزجاني، وإسحاق الحربي، وأبو خيثمة، وولده أحمد بن أبي خيثمة، والحارث بن أبي أسامة، وعبد بن حميد، وطائفة.

وثقه أبو حاتم والنسائي.

ومات سنة إحدى عشرة، وكان يحفظ حديثه.

2 -

خ:‌

‌ أحمد بن إشكاب الصفار

، أبو عبد الله، كوفي نزل مصر، قيل: اسمه أحمد بن معمر بن إشكاب، وقيل: أحمد بن عبيد الله بن إشكاب.

سمع شريكا، وعبد السلام بن حرب، ورفاعة بن إياس الضبي، ومحمد بن فضيل، وأبا بكر بن عياش، وجماعة. وعنه البخاري، ويعقوب الفسوي، وأحمد بن عيسى اللخمي الخشاب، وبكر بن سهل الدمياطي، وعباس الدوري، وأبو حاتم الرازي، وجماعة.

قال أبو حاتم: ثقة مأمون.

ص: 257

وقال ابن يونس في تاريخه: توفي سنة سبع أو ثمان عشرة.

3 -

‌ أحمد بن أوفى الأهوازي

.

عن عباد بن منصور، وشعبة. وعنه معمر بن سهل، وغيره.

4 -

‌ أحمد بن أيوب السمرقندي

، نزيل مرو.

عن أبي حمزة السكري. وعنه إسحاق بن راهوية، والنضر بن سلمة، وغيرهما.

5 -

‌ أحمد بن توبة السلمي المروزي المطوعي

، الغازي الأمير المجاهد البطل الزاهد.

سمع ابن المبارك، وإبراهيم بن المغيرة، وسفيان بن عيينة، وحرملة بن عبد العزيز. وعنه إسحاق الكوسج، وعبد الله بن أحمد بن شبوية، ويحيى بن المثنى.

ذكره ابن ماكولا فقال: لم يتهدف للتحديث. قال: وكان يقال: إنه مستجاب الدعوة. فتح أسبيجاب في أربعين رجلا، بها أولادهم تعرف بأولاد الأربعين، يشار إليهم في أسبيجاب.

قال غنجار: سكن أحمد بن توبة بيكند، وبها توفي.

6 -

‌ أحمد بن جعفر

، أبو عبد الرحمن الوكيعي الكوفي الضرير الحافظ.

عن حفص بن غياث، ووكيع، وغيرهما.

وكان أبو نعيم يقول: ما رأيت أحفظ منه.

وعنه إبراهيم الحربي، وقال: كان يحفظ مائة ألف حديث، وما أحسبه سمع حديثا إلا وحفظه.

قلت: وروى عنه أحمد بن القاسم الأنماطي.

وقال إبراهيم الحربي: قال أحمد بن حنبل لأحمد بن جعفر الوكيعي: يا أبا عبد الرحمن، إني لأحبك؛ حدثنا يحيى، عن ثور، عن حبيب بن عبيد، عن

ص: 258

المقدام قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: «إذا أحب أحدكم أخاه فليعلمه» .

وقال أبو داود: كان أبو عبد الرحمن الوكيعي يحفظ العلم على الوجه.

وقال الدارقطني: هو ثقة، وابنه محمد ثقة.

وقال الحربي: مات سنة خمس عشرة.

7 -

‌ أحمد بن حفص

، أبو حفص البخاري الفقيه الحنفي.

عالم أهل بخارى في زمانه، ووالد شيخ بخارى أبي عبد الله محمد بن أحمد بن حفص الفقيه.

لم أظفر بأخباره، وقد توفي في المحرم سنة سبع عشرة ومائتين.

رحل وتفقه بمحمد بن الحسن، وسمع من وكيع وطبقته.

قال محمد بن أبي رجاء البخاري: سمعت أبا حفص أحمد بن حفص يقول: رأيت النبي صلى الله عليه وسلم في النوم عليه قميصٌ، وامرأة إلى جنبه تبكي. فقال لها: لا تبكي، فإذا مت فابكي. قال: فلم أجد من يعبرها لي، حتى قال لي إسماعيل والد البخاري: إن السنة قائمة بعد.

وقال عبد الله بن محمد بن عمر الأديب: سمعت الليث بن نصر الشاعر يقول: تذاكرنا الحديث: إن على رأس كل مائة سنة من يصلح أن يكون علم الزمان. فبدأت بأبي حفص أحمد بن حفص فقلت: هو في فقهه وورعه وعمله يصلح أن يكون علم الزمان، ثم ثنيت بمحمد بن إسماعيل فقلت: هو في معرفة الحديث وطرقه يصلح أن يكون علما، ثم ثلثت بأحمد بن إسحاق السرماري فقلت: رجلٌ يقرأ على منبر الخليفة ههنا يقول: شهدت مرة أن رجلا وحده كسر جند العدو، فإنه يصلح أن يكون علم الزمان. قالوا: نعم.

ولد أحمد بن حفص سنة خمسين ومائة، ولقي أيضا هشيما وجرير بن عبد الحميد.

أخبرنا أبو علي ابن الخلال قال: أخبرنا جعفر قال: أخبرنا السلفي قال: أخبرنا ابن الطيوري قال: أخبرنا هناد بن إبراهيم قال: أخبرنا محمد

ص: 259

ابن أحمد الحافظ ببخارى قال: حدثنا أبو نصر أحمد بن سهل بن حمدوية قال: أخبرنا أحمد بن عمر بن داود قال: حدثنا أبو حفص أحمد بن حفص، عن جرير، عن منصور، عن ربعي، عن علي قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا يؤمن عبد حتى يؤمن بأربعة؛ بالله وحده لا شريك له، وأن الله بعثني بالحق، وبالبعث بعد الموت، وبالقدر خيره وشره من الله.

8 -

خ ن:‌

‌ أحمد بن حميد

، أبو الحسن الطريثيثي الكوفي، ختن عبيد الله بن موسى، ويعرف بدار أم سلمة.

كان من حفاظ الكوفة. سمع حفص بن غياث، وابن المبارك، وعبيد الله الأشجعي، ومحمد بن فضيل، ويحيى بن أبي زائدة، وجماعة. وعنه البخاري، وحنبل بن إسحاق، والدارمي، وعباس الدوري، ومحمد بن إسماعيل الترمذي، وآخرون.

وثقه أبو حاتم.

وقال مطين: مات سنة عشرين.

9 -

4:‌

‌ أحمد بن خالد بن موسى

، ويقال: ابن محمد، أبو سعيد الوهبي، الكندي الحمصي، أخو محمد بن خالد.

روى عن محمد بن إسحاق، ويونس بن أبي إسحاق، وشيبان، وعبد العزيز الماجشون، وإسرائيل، وجماعة. وعنه البخاري خارج الصحيح، ومحمد بن يحيى، وسلمة بن شبيب، ومحمد بن مصفى، ويحيى وعمرو ابنا عثمان بن سعيد، وصفوان بن عمرو، ومحمد بن خالد بن خلي، وموسى بن عيسى بن المنذر، وعمران بن بكار، وأحمد بن علي الدمشقي الخراز، وأحمد بن عبد الوهاب بن نجدة، وأبو زرعة الدمشقي.

وقال ابن معين في رواية أبي زرعة عنه: ثقة.

ص: 260

وقال ابن أبي عاصم: مات سنة أربع عشرة.

10 -

خ:‌

‌ أحمد بن محمد بن الوليد بن عقبة بن الأزرق

بن عمرو بن الحارث بن أبي شمر، أبو الوليد الغساني الأزرقي المكي.

جد صاحب تاريخ مكة أبي الوليد محمد بن عبد الله الأزرقي.

روى عن عمرو بن يحيى بن سعيد الأموي، ومالك، وعبد الجبار بن الورد، وإبراهيم بن سعد، وفضيل بن عياض، ومسلم بن خالد الزنجي، وجماعة. وعنه البخاري، ومحمد بن سعد كاتب الواقدي، وأبو حاتم، وأبو بكر الصاغاني، وحنبل بن إسحاق، وأبو جعفر محمد بن أحمد بن نصر الترمذي وهو آخر من روى عنه، إلا أن يكون محمد بن علي الصائغ.

وثقه أبو حاتم وغيره.

وكان حيا في سنة سبع عشرة، ثم ظفرت بوفاته سنة اثنتين وعشرين ومائتين.

11 -

د ن:‌

‌ أحمد بن المفضل القرشي الحفري

، مولى عثمان رضي الله عنه.

عن الثوري، والحسن بن صالح، وإسرائيل، وأسباط بن نصر. وعنه أبو بكر بن أبي شيبة، وأبو زرعة، وأبو حاتم.

كان صدوقا، من رؤساء الشيعة.

وقال ابن سعد: مات في ذي القعدة سنة خمس عشرة ومائتين.

12 -

خ:‌

‌ أحمد بن يعقوب المسعودي الكوفي

.

عن إسحاق بن سعيد بن عمرو بن سعيد الأموي، وعبد الرحمن بن الغسيل، ويزيد بن المقدام بن شريح. وعنه البخاري، ومحمد بن عبد الله بن

ص: 261

نمير، وأبو سعيد الأشج، والدارمي، وجماعة.

13 -

‌ أحمد بن يوسف

، أبو جعفر الكوفي، مولى بني عجل.

كان أحد الأذكياء والأدباء والشعراء، ولي كتابة الرسائل للمأمون.

حكى عنه ابنه محمد، وأحمد بن أبي سلمة، وعلي بن سليمان الأخفش ولم يدركه، وأبو هفان.

قال الخطيب: كان من أذكى الكتاب وأفطنهم، وأجمعهم للمحاسن، وكان فصيح اللسان، حسن الخط. قال: وبلغني أنه توفي سنة ثلاث عشرة ومائتين. وهو القائل:

إذا قلت في شيء نعم فأتمه فإن نعم دين على الحر واجب وإلا فقل لا فاسترح وأرح بها لكيلا تقول الناس إنك كاذب أبو هفان عن أحمد بن يوسف أنه أهدى للمأمون هدية وكتب معها:

على العبد حق فهو لا بد فاعله وإن عظم المولى وجلت فواضله ألم ترنا نهدي إلى الله ماله وإن كان عنه ذا غنىً فهو قابله ولو كان يهدى للمليك بقدره لقصر عل البحر عنه وناهله ولكننا نهدي إلى من نجله وإن لم يكن في وسعنا ما يشاكله وله:

قلبي يحبك يا منى قلبي ويبغض من يحبك لأكون فردا في هوا ك فليت شعري كيف قلبك؟

14 -

‌ أحمد بن أبي خالد يزيد بن عبد الرحمن

، أبو العباس الكاتب الأحول.

ولي وزارة المأمون بعد الفضل بن سهل، ولكن لم يبلغ رتبة الفضل، وكان خبيرا مدبرا كريما جوادا ذا رأي ودهاء، إلا أنه كانت فيه فظاظة وزعارة أخلاق، يقال: إن رجلا قال له يوما: لقد أعطيت ما لم يعطه رسول الله صلى الله عليه وسلم.

ص: 262

فقال: لئن لم تخرج مما قلت لأعاقبنك. فقال: قال الله تعالى لنبيه: {وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ} وأنت فظٌ غليظٌ وما ننفض من حولك.

يقال: إن أصله من الأردن، كتب لبعض أمراء دمشق ثم ترقت به الحال إلى الوزارة، وكان أبوه كاتبا لوزير المهدي أبي عبيد الله، ثم صار كاتبا للهادي، فمات بجرجان مع الهادي. وقد ناب أحمد بن أبي خالد في الوزارة عن الحسن بن سهل.

قال الصولي: حدثني القاسم بن إسماعيل قال: سمعت إبراهيم بن العباس يقول: بعثني أحمد بن أبي خالد إلى طلحة بن طاهر فقال لي: قل له: ليست لك بالسواد ضيعة، وهذه ألف ألف درهم فاشتر بها ضيعة، ووالله إن فعلت لتسرني وإن أبيت لتغضبني، فردها وقال: أنا أقدر على مثلها، وأخذها اغتنام، والحال بيننا مرتفع عن أن يزيد في الود أخذها أو ينقصه ردها، فما رأيت أكرم منهما.

قال: وحدثنا عون بن محمد قال: حدثنا أحمد بن رشيد قال: أمر لي أحمد بن أبي خالد بمالٍ، فامتنعت من قبوله، فقال لي: والله إني لأحب الدراهم، ولولا أنك أحب إلي منها ما بذلتها.

وقال أحمد بن أبي طاهر: كان أحمد بن أبي خالد سيئ اللقاء، عابس الوجه، يهر في وجه الخاص والعام، غير أن فعله كان أحسن من لقائه.

قال الصولي: حدثنا الزبيري قال: من كلام أحمد بن أبي خالد: لا تعد لي شجاعا من لم يكن جوادا، فإن من لم يقدر على نفسه بالبذل لم يقدر على عدوه بالقتل.

توفي أحمد بن أبي خالد سنة اثنتي عشرة.

15 -

خ ت:‌

‌ أحمد بن أبي الطيب المروزي

، هو أحمد بن سليمان البغدادي.

سكن مرو ثم سكن الري، ثم قدم بغداد، وولي شرطة بخارى.

ص: 263

وروى عن إبراهيم بن سعد، وإسماعيل بن مجالد، وخالد بن عبد الله، ومصعب بن سلام، وعبد الله بن المبارك، وعبيد الله بن عمرو، وطائفة. وعنه البخاري، وأحمد بن سيار وعبد الله بن منير المروزيان، وأبو زرعة الرازي، وأبو بكر الأثرم، وجماعة.

ضعفه أبو حاتم.

وقال أبو زرعة: كان حافظا، محله الصدق.

وخرج له أيضا الترمذي.

16 -

‌ أبان بن سفيان البجلي الموصلي

.

روى الكثير عن زائدة، وحماد بن سلمة، وهمام. وعنه محمد بن إسماعيل وغيره.

توفي سنة أربع عشرة.

وهو متروك.

17 -

د ت:‌

‌ إبراهيم بن إسحاق بن عيسى الطالقاني

، أبو إسحاق.

روى عن المنكدر بن محمد بن المنكدر، وعبد الله بن المبارك، والوليد بن مسلم، وطبقتهم. وعنه أحمد بن حنبل، والصغاني، والرمادي، وآخرون.

وثقه يحيى بن معين.

توفي بمرو سنة خمس عشرة، قاله الخطيب.

وقيل: إنه سمع من مالك، وصنف كتاب الرؤيا وكتاب الفرس، وغير ذلك.

18 -

‌ إبراهيم بن إسماعيل بن إبراهيم ابن علية

، أبو إسحاق الأسدي البصري المتكلم الجهمي.

ص: 264

وقد ناظر الشافعي، وكان يقول بخلق القرآن ويناظر عليه، وكان يرد خبر الواحد ويقول: الحجة للإجماع، فقال له الشافعي في مناظرته: أبإجماع رددت خبر الواحد، أم بغير إجماع؟ فانقطع.

وقد ذكره أبو سعيد بن يونس فقال: له مصنفات في الفقه تشبه الجدل.

روى عنه بحر بن نصر الخولاني، وياسين بن زرارة القتباني.

قلت: وكان الإمام أحمد يقول: ضالٌ مضل.

توفي ابن علية بمصر سنة ثمان عشرة، وكان أبوه من أئمة الإسلام.

19 -

‌ إبراهيم بن الجراح بن صبيح

، التميمي ثم المازني مولاهم، المروذي ثم الكوفي.

ولي قضاء مصر بعد إبراهيم بن إسحاق سنة خمسٍ ومائتين، وعزل سنة إحدى عشرة.

وتوفي في أول سنة سبع عشرة أو تسع عشرة.

روى عن يحيى بن عقبة بن أبي العيزار، شيخ ساقط. روى عنه حرملة، وأحمد بن عبد المؤمن.

وشهد عليه حرملة بأنه يقول بخلق القرآن.

وقال يونس بن عبد الأعلى: كان داهية عالما. وذكره ابن يونس.

20 -

‌ إبراهيم بن حميد بن تيروية الطويل البصري

.

لم يدرك الأخذ عن والده. وحدث عن شعبة، ومبارك بن فضالة، والحكم بن عطية، وحماد بن سلمة، وصالح بن أبي الأخضر. روى عنه أبو مسلم الكجي، وهشام بن علي السيرافي، وعبد الله بن محمد بن النعمان، ومحمد بن سليمان الباغندي، ومحمد بن سليمان المصيصي وأحمد بن داود المكي شيخا الطبراني.

وهو صدوق.

توفي في ذي الحجة سنة تسع عشرة.

21 -

ن:‌

‌ إبراهيم بن أبي العباس السامري

.

ص: 265

عن أبي معشر السندي، وشريك. وعنه أحمد بن حنبل، والعباس الدوري، والصغاني.

وثقه الدارقطني.

22 -

خ 4:‌

‌ إبراهيم بن عمر بن مطرف

، مولى بني هاشم المكي ثم البصري، أخو محمد بن أبي الوزير.

عن عبد الرحمن بن الغسيل، ونافع بن عمر، وزنفل العرفي، ومالك بن أنس. وعنه عبد الله بن محمد المسندي، وبندار، ومحمد بن المثنى.

وكان حيا في سنة ثلاثٍ ومائتين.

23 -

‌ إبراهيم بن عيسى

، أبو إسحاق البصري الخلال.

عن سفيان الثوري، ومبارك بن فضالة، وأبي هلال.

قال ابن أبي حاتم: كتب عنه أبي سنة أربع عشرة ومائتين.

24 -

‌ إبراهيم بن نصر

، أبو إسحاق السوريني المطوعي النيسابوري الفقيه الحافظ.

ولد بنيسابور، رحل وجمع المسند، ومات قبل الكهولة.

لقي في الرحلة والمقام عبد الله بن المبارك، وجرير بن عبد الحميد، وأبا بكر بن عياش، وجماعة أمثالهم. روى عنه أبو زرعة، وأبو حاتم، وأحمد بن يوسف السلمي.

قدم الري مجاهدا أيام بابك، وكان أبو زرعة يقدمه في حفظ المسند

ص: 266

قتل في سبيل الله في وقعة بابك الخرمي التي بالدينور، وكان مقدم المسلمين محمد بن حميد الطوسي، وذلك في سنة عشر، وقيل: سنة ثلاث عشر ومائتين.

25 -

م د ت ن:‌

‌ أحوص بن جواب

، أبو الجواب الضبي الكوفي.

عن عمار بن رزيق، ومحمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى، ويونس بن أبي إسحاق، وسفيان الثوري، وسليمان بن قرم. وعنه أبو خيثمة، وحجاج بن الشاعر، وعباس الدوري، وأبو بكر الصاغاني، وأحمد بن يونس الضبي الأصبهاني، وخلق سواهم.

قال أبو حاتم: صدوق.

وقال غيره: مات سنة إحدى عشرة ومائتين.

• - إبراهيم الموصلي، في طبقة هشيم، مر.

26 -

‌ إدريس بن يحيى

، أبو عمرو، مولى بني أمية، المصري المعروف بالخولاني الزاهد.

عن حيوة بن شريح، ورجاء بن أبي عطاء، وبكر بن مضر، وحرملة بن عمران. وعنه أبو الطاهر أحمد بن السرح، وسعيد بن أسد بن موسى، ويونس بن عبد الأعلى الصدفي، وجماعة.

وقال أبو زرعة الرازي: صدوق.

وقال غيره: كان يقال: إنه من الأبدال، وكان يشبه ببشر الحافي في فضله وعبادته.

توفي سنة إحدى عشرة ومائتين.

أخبرنا محمد بن الحسين بمصر قال: أخبرنا محمد بن عماد قال: أخبرنا عبد الله بن رفاعة قال: أخبرنا علي بن الحسن القاضي قال: أخبرنا عبد الرحمن

ص: 267

ابن عمر قال: أخبرنا أبو الطاهر أحمد بن محمد بن عمرو. (ح)، وبه قال القاضي: وأخبرنا أبو العباس ابن الحاج الإشبيلي قال: حدثنا أبو الفوارس أحمد بن محمد الصابوني إملاءً، قالا: حدثنا يونس بن عبد الأعلى قال: حدثنا إدريس بن يحيى الخولاني قال: حدثنا رجاء بن أبي عطاء المؤذن، عن واهب بن عبد الله الكعبي، عن عبد الله بن عمرو بن العاص قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من أطعم أخاه المسلم حتى يشبعه وسقاه من الماء حتى يرويه، بعده الله من النار سبع خنادق، ما بين كل خندق مسيرة خمسمائة عام. هذا حديث غريب جيد الإسناد، رواته كلهم إلي مصريون أو نازلون بديار مصر. رواه الخرائطي في مكارم الأخلاق عن عمارة بن وثيمة عن أبيه عن إدريس.

وقال الحاكم في المستدرك: حدثنا أبو علي الحافظ قال: حدثنا أحمد بن داود بمصر قال: حدثنا إسحاق بن كامل قال: حدثنا إدريس بن يحيى قال: حدثنا حيوة، عن يزيد بن أبي حبيب، عن نافع، عن ابن عمر قال: وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم جعفرا إلى الحبشة، فلما قدم اعتنقه، ثم قال: ألا أهب لك، ألا أبشرك، ألا أمنحك، فذكر صلاة التسبيح. ثم قال الحاكم: هذا إسناد صحيح لا غبار عليه.

أخبرنا إسحاق الصفار قال: أخبرنا يوسف بن خليل قال: أخبرنا أبو الفضائل الكاغدي قال: أخبرنا أبو علي الحداد قال: أخبرنا أبو نعيم الحافظ قال: حدثنا علي بن هارون قال: حدثنا موسى بن هارون الحافظ قال: سمعت ابن زنجوية - فيما أرى يذكر - أن إدريس بن يحيى

ص: 268

الخولاني كان بمصر كبشر بن الحارث عندنا ببغداد. قال موسى: ولا أظنهم كانوا يقدمون عليه أحدا.

وبه أخبرنا أبو نعيم قال: حدثنا سليمان بن أحمد قال: أخبرنا أحمد بن طاهر بن حرملة قال: حدثنا جدي قال: حدثنا إدريس بن يحيى قال: أخبرني حيوة بن شريح، عن عقيل، عن ابن شهاب، عن نافع، عن ابن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: يقبض الله الأرض بيده والسماوات بيمينه، ثم يقول: أنا الملك.

قال يونس بن عبد الأعلى: ما رأيت في الصوفية عاقلا إلا إدريس بن يحيى الخولاني.

قلت: كان إدريس بن يحيى من سادة الأولياء بالديار المصرية، رحمه الله ورضي عنه.

وقال أبو عمر الكندي في تاريخه: كان إدريس أفضل أهل زمانه وأعظمهم قدرا. رحمه الله.

وقال الفضل بن يعقوب الرخامي: حدثنا إدريس بن يحيى، وكان يقال: إنه من الأبدال.

وقال ابن أبي حاتم: سئل أبو زرعة عنه فقال: رجل صالح من أفاضل المسلمين، صدوق.

وعن عبد الله بن عبد الحكم قال: سمعت ابن وهب يقول: ما رأيت صوفيا قط إلا أحمق، إلا إدريس بن يحيى.

27 -

خ ت ن ق:‌

‌ آدم بن أبي إياس العسقلاني الإمام

، اسم أبيه عبد الرحمن، وقيل: ناهية بن شعيب، أبو الحسن الخراساني المروذي.

ص: 269

نشأ ببغداد وسمع بها الكثير، وبالحرمين، والكوفة، والبصرة، والشام، ومصر، وسكن عسقلان إلى أن مات بها.

روى عن ابن أبي ذئب، وشيبان النحوي، وإسرائيل، وحفص بن ميسرة، وحريز بن عثمان، وحماد بن سلمة، وشعبة، والمسعودي، والليث بن سعد، ومبارك بن فضالة، وطائفة. وعنه البخاري، والترمذي، والنسائي، وابن ماجة بواسطة، وأحمد بن الأزهر، وأحمد بن عبد الله العكاوي اللحياني، وإسحاق بن سويد الرملي، وإسحاق بن إسماعيل الرملي نزيل أصبهان، وسموية، وثابت بن نعيم الهوجي، وأبو زرعة الدمشقي، وهاشم بن مرثد الطبراني، وأبو حاتم، وخلق كثير.

وقال أبو حاتم: ثقة مأمون متعبد، من خيار عباد الله.

وقال أحمد بن حنبل: كان مكينا عند شعبة، وكان من الستة الذين كانوا يضبطون الحديث عند شعبة.

وقال أبو حاتم: حضرت آدم بن أبي إياس، فقال له رجل: سمعت أحمد بن حنبل وسئل عن شعبة، كان يملي عليهم ببغداد، هو كان يقرأ؟ قال: كان يقرأ، وكان أربعة يكتبون؛ آدم، وعلي النسائي. فقال آدم: صدق أحمد، كنت سريع الخط، وكنت أكتب، وكان الناس يأخذون من عندي. وقدم شعبة بغداد فحدث بها أربعين مجلسا، في كل مجلس مائة حديث، فحضرت منها عشرين مجلسا.

وقال إبراهيم بن الهيثم البلدي: بلغ آدم نيفا وتسعين سنة، وكان لا يخضب، كان أشغل من ذلك؛ يعني من العبادة.

وقال الحسين الكوكبي: حدثني أبو علي المقدسي قال: لما حضرت آدم بن أبي إياس الوفاة ختم القرآن وهو مسجى، ثم قال: بحبي لك إلا رفقت، لهذا المصرع كنت أؤملك، لهذا اليوم كنت أرجوك. ثم قال: لا إله إلا الله، ثم

ص: 270

قضى.

وقال أبو بكر الأعين: أتيت آدم العسقلاني فقلت له: عبد الله بن صالح كاتب الليث يقرئك السلام. فقال: لا تقرئه مني السلام. قلت: لم؟ قال: لأنه قال: القرآن مخلوق. فأخبرته بعذره وأنه أظهر الندامة وأخبر الناس بالرجوع، قال: فأقرئه السلام. وقال: إذا أتيت بغداد فأقرئ أحمد بن حنبل السلام، وقل له: يا هذا، اتق الله وتقرب إلى الله بما أنت فيه، ولا يستفزنك أحدٌ، فإنك إن شاء الله مشرف على الجنة، وقل له: حدثنا الليث، عن ابن عجلان، عن أبي الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من أرادكم على معصية الله فلا تطيعوه. قال: فأبلغت ذلك أبا عبد الله فقال: رحمه الله حيا وميتا، فلقد أحسن النصيحة.

وقال محمد بن سعد: توفي في جمادى الآخرة سنة عشرين، وهو ابن ثمانٍ وثمانين سنة.

وقال الفسوي ومطين: مات سنة عشرين.

وقال أبو زرعة الدمشقي: سنة إحدى وعشرين.

قلت: حدث عنه من القدماء بشر بن بكر التنيسي.

28 -

د ق:‌

‌ إسحاق بن إبراهيم الحنيني المدني

، نزيل طرسوس.

عن أسامة بن زيد بن أسلم، وسفيان الثوري، وكثير بن عبد الله المزني، ومالك، وجماعة. وعنه علي بن ميمون الرقي، ومحمد بن عوف الطائي، وأبو الأحوص محمد بن الهيثم، وفهد بن سليمان المصري، وأحمد بن إسحاق الخشاب.

قال البخاري: في حديثه نظر.

ص: 271

وقال النسائي: ليس بثقة.

وقال ابن عدي: ضعيف.

مات سنة ست عشرة.

29 -

م ن:‌

‌ إسحاق بن بكر بن مضر بن محمد بن حكيم

، أبو يعقوب المصري.

سمع أباه فقط. وعنه الحارث بن مسكين، ومحمد وعبد الرحمن ابنا عبد الله بن عبد الحكم، وأخوهما سعد، وموسى بن قريش التميمي، والربيع بن سليمان الجيزي، وخلق آخرهم يحيى بن عثمان بن صالح.

قال أبو حاتم: لا بأس به، عنده درج عن أبيه.

وقال ابن يونس: كان فقيها مفتيا، وكان يجلس في حلقة الليث بن سعد ويفتي بقول الليث، وكان ثقة. توفي سنة ثمان عشرة.

وقال غيره: ولد سنة اثنتين وأربعين ومائة.

قلت: أظنه تفقه على الليث.

30 -

‌ إسحاق بن بريد الكوفي

.

عن أبان بن تغلب، وسليمان بن خشرم، وعمار بن رزيق. وعنه يحيى بن زكريا بن شيبان، وجعفر بن عمرو بن عنبسة، وسليمان بن عبد الله، وأحمد بن الحسين بن عبد الملك؛ الكوفيون.

كأنه صدوق.

31 -

‌ إسحاق بن حسان

، أبو يعقوب الخريمي المري مولاهم، الشاعر.

له ديوان مشهور.

قال أبو حاتم السجستاني: الخريمي أشعر المولدين.

وعن المبرد قال: كان جميل الشعر، مقبولا عند الكتاب. ذهبت عيناه

ص: 272

بعد السبعين ومائة.

روى عنه من شعره الجاحظ، وأحمد بن عبيد بن ناصح.

32 -

‌ إسحاق بن خلف الكوفي

، صاحب الحسن بن صالح بن حي.

زاهد عابد، نزل الشام وروى عن حفص بن غياث. روى عنه أحمد بن أبي الحواري، وقال: كان من الخائفين لله، ما دخل الشام عراقي منذ ستين سنة خير منه. وقال: سمعته يقول: من دخل في السفر والبرية بلا زاد فمات، كان على غير السنة.

وقال ابن أبي الحواري: قال لي عمر بن حفص بن غياث: خرج إسحاق بن خلف من الكوفة وما يعدل به أحد.

33 -

‌ إسحاق بن سالم الضبي البصري الصائغ

.

عن عبد الواحد بن زياد، وفضيل بن عياض، وجماعة. وعنه أبو حاتم، وقال: ثقة، لقيته في أيام الأنصاري.

34 -

م ت ن ق:‌

‌ إسحاق بن عيسى بن نجيح ابن الطباع

، أبو يعقوب، أخو محمد ويوسف.

بغدادي ثقة، نزل أذنة. سمع مالكا، وابن لهيعة، وحماد بن زيد، وشريكا، وجرير بن حازم، وحماد بن سلمة، والقاسم بن معن المسعودي، وطائفة. وعنه أحمد بن حنبل، وأحمد بن منيع، وأبو خيثمة، وعبد الله الدارمي، والحارث بن أبي أسامة، ويعقوب بن شيبة، ويوسف بن مسلم، وخلق.

وقال صالح جزرة: صدوق.

ولد سنة أربعين ومائة.

وقال ابن سعد: مات بأذنة في ربيع الأول سنة خمس عشرة.

ص: 273

وقيل: سنة أربع عشرة.

35 -

‌ أسد بن الفرات

، الفقيه أبو عبد الله القيرواني المغربي، مولى بني سليم.

أحد الكبار من أصحاب مالك، ولد بحران سنة خمسٍ وأربعين ومائة، ودخل القيروان مع أبيه في الغزو.

قال ابن ماكولا: أسد بن الفرات بن سنان قاضي إفريقية، مولده في سنة أربع وأربعين ومائة.

روى الموطأ، ورحل إلى الكوفة فأخذ عن أهلها، وسمع من يحيى بن أبي زائدة، وأبي يوسف، وجرير بن عبد الحميد، ومحمد بن الحسن الشيباني، وكتب علم أبي حنيفة. أخذ عنه أبو يوسف القاضي مع تقدمه، وكان قد تفقه قبل ذلك ببلده على علي بن زياد التونسي. وكان جليلا محترما كبير القدر.

قيل: إنه لما قدم مصر من الكوفة أتى ابن وهب فقال له: هذه كتب أبي حنيفة، وسأله أن يجيب فيها على مذهب مالك فتورع، فذهب بها إلى ابن القاسم، فأجابه بما حفظ عن مالك وبما يعلم من أصول مالك وقواعده، وتسمى المسائل الأسدية. وحصلت له رياسة بإفريقية، واشتغلوا عليه، فلما ارتحل سحنون بالأسدية إلى ابن القاسم فعرضها عليه، قال ابن القاسم: فيها شيء لا بد من تغييره. وأجاب عن أماكن، ثم كتب إلى أسد أن عارض كتبك بكتب سحنون، فلم يفعل ذلك، فبلغ ذلك ابن القاسم فتألم وقال: اللهم لا تبارك في الأسدية. فهي مرفوضة عند المالكية.

قال أبو زرعة الرازي: كان عند ابن القاسم ثلاثمائة جلد أو نحوه عن مالك مسائل، وكان أسد رجل من أهل المغرب، سأل محمد بن الحسن عن مسائل، ثم سأل ابن وهب فأبى أن يجيبه، فأتى ابن القاسم فتوسع له،

ص: 274

وأجابه بما عنده عن مالك وما يراه، والناس يتكلمون في هذه المسائل.

قال عبد الرحيم الزاهد: قدم علينا أسد فقلت: بم تأمرني؛ بقول مالك أو بقول أهل العراق؟ فقال: إن كنت تريد الله والدار الآخرة فعليك بمالك، وإن كنت تريد الدنيا فعليك بقول أهل العراق. ولما كان بالعراق كان يلزم محمد بن الحسن فنفدت نفقته، وكلم محمدٌ فيه الدولة، فوصلوه بعشرة آلاف درهم.

قال: ومات صاحب لنا، فنودي على كتبه، فكان المنادي يقول: هذه مقابلة على كتب الإفريقي؛ يريدني، وكنت معروفا بتصحيح المقابلة، فبيعت ورقتين بدرهم.

وعنه قال: قال لي ابن القاسم: كنت أقرأ ختمتين في اليوم والليلة، فأنزل لك عن ختمة رغبة في إحياء العلم.

وقال داود بن أحمد: رأيت أسدا يعرض التفسير، فقرأ:{إِنَّنِي أَنَا اللَّهُ لا إِلَهَ إِلا أَنَا فَاعْبُدْنِي} فقال: ويل أم أهل البدع، يزعمون أن الله خلق كلاما يقول: أنا.

قلت: ومضى أسد بن الفرات غازيا أميرا من قبل زيادة الأغلبي أمير القيروان، فافتتح بلدا من جزيرة صقلية، ومات هناك في ربيع الآخر سنة ثلاث عشرة ومائتين.

وكان بطلا شجاعا زحف إليه ملك صقلية في مائة ألف وخمسين ألفا. قال بعضهم: فلقد رأيت أسدا وفي يده اللواء يقرأ يس، ثم حمل بالناس فهزم الله المشركين، وانصرف أسد فرأيت الدم قد سال مع قناة اللواء على ذراعه وقد جمد. ومرض وهو محاصر سرقوسية.

ويقال: إن أسدا قال: أيها الأمير، عزلتني عن القضاء؟ فقال: لا، ولكن زدتك الإمرة وهي أشرف؛ فأنت أمير وقاضٍ.

36 -

خت د ن:‌

‌ أسد بن موسى بن إبراهيم بن الوليد بن عبد الملك بن مروان

، الحافظ الأموي المرواني، أسد السنة، المصري.

ولد بمصر - ويقال: بالبصرة - سنة اثنتين وثلاثين ومائة عند زوال دولة بني مروان، فنشأ في طلب الحديث. وروى عن شعبة، وجرير بن عبد الحميد، وبكر بن خنيس، وشيبان النحوي، وعافية بن يزيد، وعبد الرحمن المسعودي،

ص: 275

وعبد العزيز الماجشون، وفضيل بن مرزوق، وطائفة. وأقدم شيخ له ابن أبي ذئب، ويونس بن أبي إسحاق. وعنه أحمد بن صالح، وعبد الملك بن حبيب، وابنه سعيد بن أسد، والربيع المرادي، والربيع الجيزي، والمقدام بن داود الرعيني، وأبو يزيد يوسف القراطيسي، وطائفة.

قال النسائي: ثقة، ولو لم يصنف كان خيرا له.

وقال البخاري: هو مشهور الحديث، يقال له: أسد السنة.

وقال ابن يونس: ثقة، توفي بمصر في المحرم سنة اثنتي عشرة، وقد استشهد به البخاري.

37 -

خ ت:‌

‌ إسماعيل بن أبان الوراق

.

كوفي مكثر. سمع إسرائيل، وعبد الحميد بن بهرام، وعبد الرحمن بن الغسيل، ومسعر بن كدام، ويحيى بن يعلى الأسلمي، وأبا المحياة يحيى بن يعلى التيمي، وأبا الأحوص، وجماعة كثيرة. وعنه البخاري، وإبراهيم بن أبي بكر بن أبي شيبة، وإبراهيم الجوزجاني، وأحمد بن حازم بن أبي غرزة، وسموية الأصبهاني، والحسين بن الحكم الحبري، وأبو زرعة الرازي، وأبو محمد الدارمي، ومحمد بن سليمان الباغندي، وخلق كثير.

وثقه أحمد وأبو داود.

وقال عباس، عن ابن معين: إسماعيل بن أبان الوراق ثقة، وإسماعيل بن أبان الغنوي كذاب، وضع حديثا متنه السابع من ولد العباس يلبس الخضرة؛ يعني المأمون.

وقيل: كان في الوراق تشيع.

وقال مطين: مات سنة ست عشرة.

38 -

‌ إسماعيل بن جعفر بن سليمان بن علي بن عبد الله بن عباس

،

ص: 276

الأمير، أبو الحسن الهاشمي العباسي.

كان نبيلا سيدا كبير القدر، لم يل لبني عمه ولاية، وقد حدث عن أبيه عن جده، وتوفي ببغداد سنة ست عشرة، وصلى عليه الأمير إسحاق بن إبراهيم.

39 -

‌ إسماعيل بن حماد بن أبي حنيفة

، القاضي أبو حيان الكوفي الفقيه، قاضي الجانب الشرقي بغداد، ثم قاضي البصرة.

روى عن مالك بن مغول، وابن أبي ذئب، وعمر بن ذر. وعنه غسان بن المفضل الغلابي، وسهل بن عثمان العسكري، وعمرو بن عبد الله الأودي، وعبد المؤمن بن علي الزعفراني.

وكان صالحا دينا عابدا، محمود القضاء. ولي قضاء الأمين، وولي قضاء البصرة بعد محمد بن عبد الله الأنصاري.

قال أحمد بن أبي عمران قاضي مصر: كان إسماعيل بن حماد بن أبي حنيفة إذا سئل ما كان أبو حنيفة يقول فيمن تزوج ذات محرمٍ منه ودخل بها؟ قال: حدثنا أبو نعيم، عن سفيان الثوري قال: لا حد عليه.

وقد ولي إسماعيل أيضا قضاء الكوفة ثم قضاء البصرة، ولما عزل من قضائها بعيسى بن أبان شيعوه وأثنوا عليه، وقالوا: عففت عن أموالنا ودمائنا. فانبسط وقال: وعن أبنائكم؛ يعرض بيحيى بن أكثم.

وقال صالح جزرة: كان جهميا، ليس بثقة.

وقال إسحاق بن موسى الأنصاري: سمعت سعيد بن سلم الباهلي يقول: سمعت إسماعيل بن حماد يقول في دار المأمون: القرآن مخلوق، ديني ودين أبي.

قلت: توفي سنة اثنتي عشرة ومائتين.

40 -

‌ إسماعيل بن داود بن عبد الله بن مخراق المخراقي المدني

.

عن مالك، وهشام بن سعد، ومحمد بن نعيم المجمر. وعنه محمد بن

ص: 277

منصور المكي، وبكر بن خلف، ورزق الله بن موسى المصري، وآخرون.

قال أبو حاتم: ضعيف الحديث جدا.

وكذا ضعفه ابن حبان وغيره.

41 -

ت:‌

‌ إسماعيل بن سعيد بن عبيد الله بن جبير بن حية الثقفي البصري

.

روى عن أبيه. وعنه بندار، ومحمد بن المثنى، ويحيى بن أبي الخصيب، ويزيد بن سنان القزاز.

قال أبو حاتم: أدركته ولم أكتب عنه، شيخ.

42 -

ق:‌

‌ إسماعيل بن صبيح اليشكري الكوفي

.

عن مبارك بن حسان، وكامل أبي العلاء، وأبي إسرائيل إسماعيل الملائي. وعنه أبو كريب، والحسين بن الحكم الحبري، وجماعة.

توفي سنة سبع عشرة، وذكره ابن حبان في الثقات.

وممن روى عنه ولده الحسن، ومحمد بن عبيد بن عتبة الكندي. وكان ذا قوة حافظة.

روى أبو سعيد الأشج عن أبي بكر بن عياش قال: قدم الرشيد الكوفة فأرسل إلي: حدث المأمون. فحدثته نيفا وأربعين حديثا، فقال لي رجل معه: يا أبا بكر، تريد أن أعيد ما حدثت؟ قلت: نعم. فأعادها كلها، ما أسقط منها حرفا. فقلت: من أنت؟ قال المأمون: هذا إسماعيل بن صبيح. فقلت: القوم كانوا أعلم بك حين وضعوك هذا الموضع.

ص: 278

43 -

‌ إسماعيل بن عبد الملك الزئبقي البناني

.

عن الثوري، ومعرف بن واصل، وإبراهيم بن طهمان. وعنه أبو أمية الطرسوسي، وأبو حاتم، وقال: صدوق.

44 -

‌ إسماعيل بن أبي مسعود

، كاتب الواقدي.

روى عن خلف بن خليفة، وعباد بن العوام. وعنه عباس الدوري، وعبد الكريم بن الهيثم.

بغدادي ثقة.

45 -

ق:‌

‌ إسماعيل بن مسلمة بن قعنب

، أبو بشر الحارثي المصري، أخو القعنبي ويحيى وعبد الملك وعبد العزيز.

وهو مدني سكن مصر. وحدث عن أبيه، والحمادين، وشعبة، وعبد الله بن عرادة، والربيع بن صبيح، ووهيب بن خالد، وجماعة. وعنه الربيع بن سليمان المرادي، وأبو زرعة الرازي، وأبو حاتم، وأبو إسماعيل الترمذي، وأبو يزيد القراطيسي، ويحيى بن عثمان بن صالح، وخلق.

قال أبو حاتم: صدوق.

ووثقه ابن حبان وقال: كان من خيار الناس.

وقال غيره؛ الحاكم أبو عبد الله: زاهد ثقة.

روى له ابن ماجة حديثا في الوضوء.

وقال ابن حبان: مات سنة تسعٍ ومائتين. وهذا لا يصح؛ فإن أبا زرعة ويعقوب الفسوي لقياه، وإنما رحلا سنة بضع عشرة.

ورأيت بخطي أنه توفي سنة سبع عشرة، وكذا أرخه ابن يونس.

ص: 279

46 -

‌ أسود بن سالم

، أبو محمد البغدادي العابد.

سمع حماد بن زيد، وعبيد الله الأشجعي. وعنه محمد بن عبد الله المخرمي، وأحمد بن زياد السمسار. وكان صديقا ودودا لمعروف الكرخي.

قال محمد بن جرير: كان ثقة ورعا.

توفي سنة ثلاثٍ أو أربع عشرة.

ويذكر عنه أنه غسل وجهه يوما من بكرة إلى الظهر، فقيل له في ذلك فقال: رأيت مبتدعا، وقد غسلت وجهي إلى الساعة وما أظنه نقي.

47 -

خ:‌

‌ أسيد بن زيد بن نجيح

، مولى صالح بن علي الهاشمي العباسي، أبو محمد الكوفي الجمال.

عن أبي إسرائيل الملائي، وزهير بن معاوية، وشريك، وعمرو بن شمر، والليث بن سعد، ومحمد بن عطية العوفي، وجماعة. وعنه البخاري حديثا واحدا قرنه بآخر عن هشيم، وإبراهيم الحربي، وإسماعيل بن عبد الله سموية، والحسن بن علي بن عفان، وعيسى بن عبد الله زغاث الطيالسي، وابن وارة، وعدة.

قال ابن معين: كذاب، ذهبت إليه إلى الكرخ فأردت أن أقول له: يا كذاب، ففرقت من شفار الحذائين.

وقال النسائي: متروك.

وقال ابن عدي: عامة ما يرويه لا يتابع عليه.

وقال الخطيب: قدم بغداد وحدث بها، وكان غير مرضي.

ص: 280

قلت: كأنه مات قبل العشرين بقليل، وفي هذا الحدود لقيه سموية.

48 -

‌ أشرف بن محمد

، القاضي أبو سعيد النيسابوري الفقيه، تلميذ أبي يوسف القاضي.

حدث عن قيس بن الربيع، وهشيم، وابن الأحوص، وغيرهم. حدث عنه محمد بن الحسين البخاري، وإبراهيم بن عبد الله السعدي.

49 -

خ 4:‌

‌ بدل بن المحبر بن منبه

، أبو المنير التميمي اليربوعي الواسطي ثم البصري.

عن شعبة، وزائدة، وحرب بن ميمون، وحرب بن أبي العالية، وشداد بن سعيد أبي طلحة الراسبي، وجسر بن فرقد، وعباد بن راشد، وعبد الملك بن الوليد بن معدان، وجماعة. وعنه البخاري، والأربعة بواسطة، وأحمد بن الأزهر، وحماد بن عنبسة، وأبو يحيى عبد الله بن أبي مسرة، وبندار، ومحمد بن المثنى، ومحمد بن يونس الكديمي، وأبو مسلم الكجي، وطائفة كبيرة.

قال أبو زرعة: ثقة.

وقال أبو حاتم: صدوق. وهو أرجح من أمية بن خالد وبهز وحبان وعفان.

قلت: بدل فقد ولا يدرى أين مات، ولا ورخه أحد.

ومات في حدود سنة خمس عشرة، ولا يعبأ بقول من ضعفه.

50 -

خ ق:‌

‌ بشر بن آدم

، أبو عبد الله البغدادي الضرير الأكبر.

عن الحمادين، وشريك، وعبد العزيز بن المختار، وعلي بن مسهر، وطائفة. وعنه البخاري، وإسحاق بن راهوية، والذهلي، والدارمي، وعباس الدوري، وأحمد بن الفرات، وإبراهيم الحربي، ومحمد بن غالب تمتام، وآخرون.

ص: 281

قال أبو حاتم: صدوق.

وذكره ابن حبان في الثقات.

وقال هارون الحمال: ولد سنة خمسين ومائة.

وقال ابن قانع: مات في ربيع الأول سنة ثمان عشرة.

قال ابن سعد: رأيت أصحاب الحديث يتقون حديثه.

51 -

‌ بشر بن أبي الأزهر

، القاضي أبو سهل النيسابوري الكوفي الفقيه، أحد الأعلام.

سمع شريكا، وابن المبارك، وخارجة بن مصعب، وابن عيينة، وتفقه على القاضي أبي يوسف. وعنه الذهلي، وأحمد بن يوسف السلمي، ومحمد بن عبد الوهاب الفراء، وآخرون.

وكان من أعيان علماء الكوفة وزهادهم.

مات في سادس رمضان سنة ثلاث عشرة ومائتين، وقد كتب إليه المأمون مرة كتابا فأخذ يبكي.

52 -

خ ت ن:‌

‌ بشر بن شعيب بن أبي حمزة دينار

، أبو القاسم الحمصي، مولى قريش.

روى عن أبيه بس. وعنه أحمد بن حنبل، وإسحاق الكوسج، وعمران بن بكار، والبخاري في غير الصحيح، وهو والترمذي والنسائي بواسطة، ومحمد بن يحيى الذهلي، ومحمد بن خالد بن خلي، وجماعة.

قال أبو حاتم: ذكر لي أن أحمد بن حنبل قال له: سمعت من أبيك شيئا؟ فقال: لا. قال: فأجاز لك؟ قال: نعم.

وقال أبو زرعة: سماعه كسماع أبي اليمان؛ إنما كان إجازة.

ص: 282

وقال أبو اليمان الحكم بن نافع: كان شعيب عسرا، فدخلنا عليه حين احتضر، فقال: هذه كتبي قد صححتها، فمن أراد أن يأخذها فليأخذها، ومن أراد أن يعرض فليعرض، ومن أراد أن يسمعها من ابني فليسمع؛ فإنه قد سمعها مني.

وقال ابن حبان: مات سنة ثلاث عشرة.

قلت: روى البخاري عن إسحاق عنه.

53 -

‌ بشر بن غياث بن أبي كريمة

، أبو عبد الرحمن المريسي العدوي، مولى زيد بن الخطاب.

كان من أعيان أصحاب الرأي، أخذ عن أبي يوسف، وبرع في الفقه، ونظر في الكلام والفلسفة، وجرد القول بخلق القرآن وناظر عليه ودعا إليه.

وكان رأس الجهمية، أخذ عن الجهم بن صفوان فيما أرى، ثم تبينت أنه لم يدرك الجهم. وسمع من حماد بن سلمة، وسفيان بن عيينة.

وقد رماه بالكفر غير واحد من الأئمة، ساق الخطيب أقوالهم في تاريخه، ونقل أنه مات في ذي الحجة سنة ثمان عشرة ومائتين.

قال البويطي: سمعت الشافعي يقول: ناظرت المريسي في القرعة فذكرت له حديث عمران بن حصين في القرعة، فقال: هذا قمار. فأتيت أبا البختري القاضي فذكرت له قوله فقال: يا أبا عبد الله، شاهدا آخر وأصلبه.

وقال أبو النضر هاشم: كان أبو بشر المريسي يهوديا قصارا صباغا في سويقة نصر بن مالك.

وقال غير واحد: قال رجلٌ ليزيد بن هارون: إن عندنا ببغداد رجلا يقال له المريسي يقول: القرآن مخلوق. فقال: ما في فتيانكم أحدٌ يفتك به؟!

قلت: وقد كان المريسي أخذ في دولة الرشيد وأوذي لأجل مقالته.

قال أحمد بن حنبل فيما رواه عنه أبو داود في المسائل: سمعت

ص: 283

عبد الرحمن بن مهدي أيام صنع ببشر ما صنع يقول: من زعم أن الله لم يكلم موسى عليه السلام يستتاب، فإن تاب وإلا ضربت عنقه.

قال المروذي: سمعت أبا عبد الله وذكر بشرا، فقال: من كان أبوه يهوديا، أي شيء تراه يكون؟!

وقال أحمد بن حنبل: كان بشر يحضر مجلس أبي يوسف فيستغيث ويصيح، فقال له أبو يوسف مرة وهو يناظره: لا تنتهي أو تفسد خشبة.

وقال أحمد بن الحسن الترمذي: سمعت أحمد بن حنبل يقول: كان المريسي ليس بصاحب حججٍ، بل صاحب خطب.

قال الأثرم: سئل أبو عبد الله عن الصلاة خلف بشر المريسي، فقال: لا يصلى خلفه.

وقال أبو داود: سمعت قتيبة يقول: بشر المريسي كافر.

وأخبار بشر في ست ورقات في تاريخ الخطيب.

54 -

‌ بشر بن القاسم بن حماد

، أبو سهل السلمي الهروي ثم النيسابوري، الفقيه الحنفي.

حج وسمع من مالك، ودخل مصر وسمع من الليث بن سعد، وابن لهيعة، وبالبصرة من أبي عوانة، وحماد بن زيد، وأبي الأحوص. وعنه بنوه الفقهاء؛ سهل والحسن والحسين، ومحمد بن عبد الوهاب الفراء، وأحمد بن يوسف السلمي، وجماعة. وكان رفيق يحيى بن يحيى في الرحلة.

توفي في آخر ذي القعدة سنة خمس عشرة.

55 -

‌ بشر بن محمد بن أبان السكري

.

عن شعبة، وورقاء، وحريز بن عثمان. وعنه أبو حاتم، وإبراهيم الحربي، وجماعة.

وهو صدوق.

ص: 284

56 -

‌ بشر بن المنذر الرملي

.

روى عن الليث، وابن لهيعة، ومحمد بن مسلم الطائفي. وعنه موسى بن سهل الرملي، ومحمد بن عوف الحمصي.

قال أبو حاتم: صدوق، أتيناه فدققنا بابه قويا، فحلف أن لا يحدثنا.

57 -

‌ بكر بن خداش

.

روى عن عيسى بن المسيب البجلي، وحبان بن علي. وعنه العباس بن أبي طالب، وأحمد بن يونس الضبي، وغير واحد.

58 -

‌ بكر بن الخصيب الرام

، أبو يونس القافلاني.

عن داود بن أبي هند، وحبيب بن الشهيد. وعنه محمد بن سنان القزاز، ومحمد بن يونس الكديمي.

كناه الحاكم، وهو أخو خالد بن الخصيب الذي روى عنه أحمد، وخالد لم أر أحدا ذكره.

59 -

د ن ق:‌

‌ بكر بن عبد الرحمن بن عبد الله بن عيسى

بن عبد الرحمن بن أبي ليلى القاضي، أبو عبد الرحمن الأنصاري الكوفي.

عن ابن عمه عيسى بن المختار، وقيس بن الربيع. وعنه أبو كريب، وأحمد الدورقي، وإبراهيم بن أبي بكر بن أبي شيبة، وأحمد بن أبي غرزة.

وثقه الدارقطني.

ومات سنة تسع عشرة.

ولي قضاء الكوفة.

60 -

‌ بكر بن محمد العابد

.

ص: 285

عن سفيان الثوري، والفضيل بن عياض، وعلي بن بكار. وعنه أحمد بن أبي الحواري، ومحمد بن عبد الملك بن أبي الشوارب، وحسن بن مالك الضبي، وآخرون.

وهو قليل الحديث.

61 -

‌ بلال بن يحيى بن هارون الأسواني

، أبو الوليد.

عن الليث، ومالك، وابن لهيعة.

توفي سنة ثمان عشرة ومائتين.

روى عنه يحيى بن محمد رفيقه.

62 -

خ ت:‌

‌ ثابت بن محمد الكوفي

، أبو محمد العابد.

عن مسعر بن كدام، وفطر بن خليفة، والثوري، وزائدة. وعنه البخاري، وأحمد بن ملاعب، وأبو زرعة، وأبو بكر الصاغاني، وأبو حاتم، وآخرون.

قال أبو حاتم: صدوق.

وقال الحاكم: ليس بضابط.

توفي في ذي الحجة سنة خمس عشرة.

63 -

‌ ثمامة بن أشرس

، أبو معن النميري البصري المتكلم.

أحد رؤوس المعتزلة المشهورين. اتصل بالرشيد، ثم من بعده بالمأمون، وكان أحد من يقول بخلق القرآن. حكى عنه تلميذه الجاحظ نوادر وملحا، وكان هو وبشر المريسي آفة على السنة وأهلها.

قال ابن حزم: ذكر عنه أنه كان يقول: إن العالم فعل الله بطباعه، وإن المقلدين من اليهود والنصارى وعباد الأوثان لا يدخلون النار بل يصيرون ترابا، وإن من مات من المؤمنين مصرا على كبيرة مخلد في النار، وإن جميع أطفال المؤمنين يصيرون ترابا ولا يدخلون الجنة.

قال المبرد: قال ثمامة: خرجت من البصرة أريد المأمون، فرأيت مجنونا

ص: 286

شد، فقال لي: ما اسمك؟ قلت: ثمامة. قال: المتكلم؟ قلت: نعم. قال: جلست على هذه الآجرة، ولم يأذن لك أهلها. قلت: رأيتها مبذولة. قال: لعل لهم تدبيرا غير البذل، أخبرني متى يجد النائم لذة النوم؟ إن قلت قبل أن ينام أحلت لأنه يقظان، وإن قلت في حال النوم أبطلت لأنه لا يعقل، وإن قلت بعده فقد خرج عنه، ولا يوجد الشيء بعد فقده. فما كان عندي فيها جواب.

وعنه قال: عدت رجلا وتركت حماري على بابه، ثم خرجت فإذا عليه صبي، فقلت: لم ركبته بغير إذني؟ قال: خفت أن يذهب فحفظته لك. قلت: لو ذهب كان أهون علي. قال: فهبه لي وعد أنه ذهب، واربح شكري. فلم أدر ما أقول!

وقال الخطيب في تاريخه: أخبرنا الحسين بن عبد الله بن أبي علانة قال: أخبرنا أحمد بن جعفر بن سلم قال: أخبرنا أبو دلف هاشم بن محمد الخزاعي قال: حدثنا الجاحظ سنة ثلاثٍ وخمسين ومائتين قال: حدثني ثمامة بن أشرس قال: شهدت رجلا وقد قدم خصمه إلى والٍ فقال: أصلحك الله، هذا ناصبي رافضي جهمي مشبه، يشتم الحجاج بن الزبير الذي هدم الكعبة على علي بن أبي سفيان، ويلعن معاوية بن أبي طالب.

وقال الخطيب: أخبرنا الصيمري قال: أخبرنا المرزباني قال: أخبرني محمد بن يحيى قال: أخبرنا يموت بن المزرع قال: حدثني الجاحظ قال: دخل أبو العتاهية على المأمون فطعن على المبتدعة ولعن القدرية، فقال المأمون: أنت صاحب شعرٍ ولغة، وللكلام قوم. قال: نعم، ولكن أسأل ثمامة عن مسألة، فقل له يجبني. ثم أخرج يده فحركها وقال: يا ثمامة، من حرك يدي؟ قال: من أمه زانية. فقال: شتمني والله. قال ثمامة: ناقض والله.

قال أبو روق الهزاني: حدثنا الفضل بن يعقوب قال: اجتمع ثمامة ويحيى بن أكثم عند المأمون، فقال المأمون ليحيى: ما العشق؟ قال: سوانح تسنح للعشاق يؤثرها ويهتم بها. قال ثمامة: أنت بالفقه أبصر منك بهذا، ونحن

ص: 287

أحذق منك. قال المأمون: فقل. قال: إذا امتزجت جواهر النفوس بوصل المشاكلة نتجت لمح نورٍ ساطع تستضيء به بواصر العقل، وتهتز لإشراقه طبائع الحياة، يتصور من ذلك اللمح نور خاص بالنفس، متصلٌ بجوهرها يسمى عشقا. فقال المأمون: هذا وأبيك الجواب!!

هارون بن عبد الله الحمال: حدثنا محمد بن أبي كبشة قال: كنت في سفينة، فسمعت هاتفا يقول: لا إله إلا الله، كذب المريسي على الله. ثم عاد الصوت يقول: لا إله إلا الله، على ثمامة والمريسي لعنة الله. قال: ومعنا رجلٌ من أصحاب المريسي في المركب فخر ميتا.

64 -

‌ جعفر بن جسر بن فرقد البصري

.

عن أبيه، وهشام بن حسان، وحبيب بن الشهيد.

قال أبو حاتم: كتبت عنه وهو شيخ، ولقبه شبان.

وعنه أبو أمية الطرسوسي، وأبو مسلم الكجي.

وهو ممن يعتبر بحديثه، وله مناكير عن أبيه، وهو أيضا ضعيف.

قال ابن عدي: جعفر بن جسر أحاديثه مناكير.

وقال أبو الفتح الأزدي: يتكلمون فيه.

قلت: وقع لي حديثه بعلو، والله أعلم.

65 -

‌ جعفر بن عيسى بن عبد الله بن الحسن

بن أبي الحسن البصري الحسني.

حدث عن حماد بن زيد وجعفر بن سليمان، وولي قضاء الجانب الشرقي في أيام المأمون وأول دولة المعتصم.

وقال أبو زرعة: ولي قضاء الري، وهو صدوق.

ص: 288

وقال أبو حاتم: جهمي ضعيف.

قلت: روى عنه أبو الأحوص محمد بن نصر وإبراهيم السوطي، ومات سنة تسع عشرة.

66 -

‌ جنادة بن مروان الحمصي

.

عن حريز بن عثمان، وعيسى بن أبي رزين الثمالي. وعنه إسحاق بن إبراهيم بن العلاء، وعمران بن بكار، ومحمد بن عوف.

قال أبو حاتم: ليس بقوي، أخشى أن يكون كذب في حديث عبد الله بن بسر أنه رأى في شارب النبي صلى الله عليه وسلم بياضا بحيال شفتيه.

67 -

‌ حاتم الجلاب المروزي

، صاحب ابن المبارك، قيل: هو ابن العلاء، وقيل: ابن يوسف، وقيل: ابن إبراهيم.

روى أيضا عن خالد الطحان، وفضيل بن عياض. وعنه أحمد بن عبدة الآملي، ومحمد بن عبد الله بن قهزاذ، ومحمد بن موسى؛ المروزيون.

مات سنة ثلاث عشرة.

• - حاتم بن عبيد الله، أبو عبيدة النميري.

ذكر في الطبقة الماضية.

68 -

‌ الحارث بن أسد

، أبو علي العتكي البصري.

توفي في ذي القعدة سنة عشر.

69 -

‌ الحارث بن خليفة

، أبو العلاء المؤدب.

سمع شعبة، وأبان بن يزيد. وعنه عباس الدوري، ومحمد بن غالب تمتام، وحمدان بن علي.

ص: 289

70 -

د:‌

‌ الحارث بن منصور الواسطي الزاهد

، أبو سفيان، ويقال: أبو منصور.

عن سفيان، وإسرائيل، وبحر السقاء، ويزيد بن إبراهيم، وغيرهم. وعنه الحسن بن مكرم، والباغندي الكبير، وخلف بن محمد كردوس، ويحيى بن جعفر بن الزبرقان، ومحمد بن عبد الملك الدقيقي.

قال أبو حاتم: صدوق.

71 -

ع:‌

‌ حبان بن هلال الباهلي

، ويقال: الكناني البصري، أبو حبيب.

عن شعبة، وجويرية بن أسماء، وأبان العطار، وحماد بن سلمة، وسلم بن زرير، ومعمر بن راشد، وهمام بن يحيى، وطائفة. وعنه أحمد بن سعيد الدارمي، وإسحاق الكوسج، وعبد بن حميد، والدارمي، ومحمد بن الحسين الحنيني، ويعقوب الفسوي، وخلق.

وثقه ابن معين وأحمد بن حنبل.

وقال ابن سعد: كان ثقة حجة ثبتا، امتنع من التحديث قبل موته. قال: ومات بالبصرة في رمضان سنة ست عشرة.

قلت: ولامتناعه لم يسمع منه البخاري وأبو حاتم وطبقتهما، وهو من آخر من حدث عن معمر.

قال أحمد بن حنبل: حبان إليه المنتهى بالبصرة في التثبت.

قال بكار بن قتيبة: ما رأيت نحويا يشبه الفقهاء إلا حبان بن هلال والمازني.

72 -

ق:‌

‌ حبيب بن أبي حبيب مرزوق

، وقيل: رزيق، أبو محمد الحنفي مولاهم، المدني.

ص: 290

كاتب مالك وقارئه، كان يقرأ عليه الموطأ للناس في بعض الأوقات، وبقراءته سمع يحيى بن بكير مرة.

قال ابن معين وغيره: أشر السماع عرض حبيب على مالك؛ كان يقرأ، فإذا انتهى المجلس صفح أوراقا وكتب: بلغ.

وقال أبو أحمد الحاكم: روى أحاديث شبيهة بالموضوعة عن مالك، وابن أبي ذئب، وهشام بن سعد. روى عنه الربيع بن سليمان الجيزي، وأحمد بن الأزهر. أخبرنا السراج قال: سمعت محمد بن سهل بن عسكر قال: كتبنا عن حبيب كاتب مالك عشرين حديثا، فأتينا ابن المديني فعرضنا عليه فقال: هذا كله كذب.

وقال يحيى بن معين: وعامة سماع المصريين عرض حبيب. ثم قال ابن معين: سألوني عنه بمصر فقلت: ليس بشيء.

وقال الإمام أحمد: حبيب ليس بثقة.

وقال النسائي: متروك.

وقال ابن عدي: كان يضع الحديث. ثم روى له عن مالك عن نافع عن ابن عمر حديثين موضوعين.

وروى عن ابن أبي ذئب، وشبل بن عباد، وهشام بن سعد - المناكير. وعنه عبد الله بن الوليد الحراني، وأحمد بن الأزهر، وحم بن نوح، ومحمد بن مسعود العجمي، وجماعة.

وسكن مصر، وبها توفي سنة ثمان عشرة.

ومن حديثه: قال ابن عدي: حدثنا محمد بن حاتم بالرملة قال: حدثنا إسماعيل بن محمد بن يوسف أبو هارون الجبريني - وهي مدينة بيت إبراهيم

ص: 291

عليه السلام، وحوله قرى، وفيه قبر إبراهيم، وكل من يدخل هذه القرية يضيفونه ويقولون: إنه ضيف إبراهيم. ولإبراهيم عليه السلام أوقاف على الضيافة إلى الساعة - قال: حدثنا حبيب قال: حدثنا ابن أبي ذئب ومالك، عن نافع، عن ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا يعجبنكم إسلام المرء حتى تعلموا ما عقده عقله.

قال ابن عدي: وهذا عن مالك وابن أبي ذئب باطل، إنما يرويه عبيد الله بن عمرو الرقي عن إسحاق بن أبي فروة، عن نافع. وإسحاق متروك الحديث.

73 -

‌ حجاج بن رشدين بن سعد

، أبو الحسن المصري.

روى عن أبيه، وحيوة بن شريح.

توفي سنة إحدى عشرة ومائتين.

ضعفه أبو أحمد بن عدي.

74 -

ع:‌

‌ حجاج بن منهال الأنماطي البصري

، أبو محمد.

عن قرة بن خالد، وشعبة، وجويرية، والحمادين، وهمام، وعبد العزيز الماجشون، ويزيد بن إبراهيم التستري، وجماعة. وعنه البخاري، والباقون بواسطة، وإسحاق الكوسج، وإسحاق شاذان، وأحمد بن الفرات، وإسماعيل القاضي، وعبد، والدارمي، وعلي بن عبد العزيز البغوي، ومحمد بن يحيى الذهلي، وهلال بن العلاء، وأبو مسلم الكجي، وطائفة.

قال أبو حاتم: ثقة فاضل.

وقال أحمد العجلي: ثقة، رجل صالح، كان سمسارا يأخذ من كل

ص: 292

دينار حبة، فجاء خراساني موسرٌ من أصحاب الحديث فاشترى له أنماطا، فأعطاه ثلاثين دينارا، فقال: ما هذه؟ قال: سمسرتك. قال: دنانيرك أهون علي من هذا التراب، هات من كل دينار حبة. فأخذ دينارا وكسرا.

وقال خلف كردوس: توفي سنة ست عشرة، وكان صاحب سنة يظهرها.

وقال ابن سعد والبخاري: توفي سنة سبع عشرة في شوال.

75 -

‌ حجاج بن أبي منيع الرصافي

.

عن جده عبيد الله بن أبي زياد الرصافي؛ رصافة هشام بن عبد الملك، عن الزهري، وله عنه نسخة كبيرة. وعنه محمد بن يحيى الذهلي، وابن وارة، وهلال بن العلاء، ويعقوب الفسوي، وأحمد بن مهدي الأصبهاني، وأيوب الوزان، وأبو أسامة عبد الله بن محمد بن أبي أسامة الحلبي، وجماعة.

قال هلال: وكان من أعلم الناس بالأرض وما أنبتت، وأعلم الناس بالفرس من ناصيته إلى حافره، وبالبعير من سنامه إلى خفه، وكان مع بني هشام في الكتاب. كذا قال، وإنما الذي كان مع بني هشام جده عبيد الله.

وقال الذهلي: لم أر لعبيد الله راوية غير ابن ابنه الذي يقال له: حجاج بن أبي منيع، أخرج إلي جزءا من حديث الزهري، فنظرت فيها فوجدتها صحاحا.

وذكره ابن حبان في الثقات.

وعلق له البخاري في الطلاق.

واسم أبيه يوسف بن عبيد الله.

وقال هلال بن العلاء: سكن حلب في آخر عمره.

ص: 293

قال الحجاج في سنة ست عشرة ومائتين: أنا اليوم ابن ست وسبعين سنة.

76 -

ت:‌

‌ حجاج بن نصير

، أبو محمد الفساطيطي القيسي البصري.

عن هشام الدستوائي، وأبي خلدة خالد بن دينار، وقرة بن خالد، وفطر بن خليفة، ومعارك بن عباد، وخلق. وعنه أحمد بن سعيد الدارمي، والرمادي، ومحمد بن عبد الملك الدقيقي، وأحمد بن الحسن الترمذي، ومحمد بن يونس الكديمي، وأبو محمد الدارمي، وعباس الدوري، وخلق آخرهم أبو مسلم الكجي.

قال أبو حاتم: ضعيف، ترك حديثه.

وقال البخاري: يتكلمون فيه.

وقال النسائي: ضعيف، لا يكتب حديثه.

وذكره ابن حبان في الثقات، لكن قال: يخطئ ويهم.

وقال مطين: مات سنة ثلاث عشرة.

قلت: وساق له ابن عدي أربعة أحاديث وهم في سندها، أما متونها فمعروفة.

77 -

خ م د ت ن:‌

‌ حجين بن المثنى

، أبو عمر اليمامي، نزيل بغداد.

عن عبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان، وعبد العزيز بن الماجشون، والليث، ومالك، وجماعة. وعنه أحمد، ومحمد بن رافع، وحجاج بن الشاعر، وأحمد بن منصور الرمادي، وأحمد بن منصور زاج، وعباس الدوري، وطائفة.

ص: 294

قال البخاري: كان قاضيا على خراسان، وأصله من اليمامة.

وقال ابن سعد: قدم بغداد ونزلها، وكان صاحب لؤلؤ وجوهر، لزم السوق، وكان ثقة.

قلت: توفي بعد عشرٍ ومائتين، أو قبلها.

78 -

ق:‌

‌ الحر بن مالك

، أبو سهل العنبري البصري.

عن مالك بن مغول، وشعبة، ووهيب. وعنه بندار، وابن وارة، وأبو حاتم الرازي - وقال: صدوق - ومحمد بن سليمان الباغندي.

79 -

خ:‌

‌ حسان بن حسان بن أبي عباد

، أبو علي البصري، نزيل مكة.

عن شعبة، وهمام بن يحيى، وجماعة. وعنه البخاري، وأبو زرعة الرازي، ومحمد بن أحمد الجنيد الدقاق، ويحيى بن عبدك القزويني، وعلي بن الحسن الهسنجاني.

قال أبو حاتم: منكر الحديث.

قلت: مات سنة ثلاث عشرة، وكان المقرئ يثني عليه.

80 -

‌ حسان بن حسان الواسطي

.

شيخ ليس بالقوي، ينفرد عن الثقات بما لا يتابع عليه. قاله الدارقطني، وقال: ليس هو بالذي يروي عنه البخاري.

81 -

‌ الحسن بن بلال البصري ثم الرملي

.

عن جرير بن حازم، وحماد بن سلمة، وأشعث بن براز، ونصر بن

ص: 295

طريف. وعنه جعفر بن مسافر التنيسي، وسعيد بن أسد بن موسى، والفضل بن يعقوب الرخامي، ومحمد بن عوف الطائي، وآخرون.

قال أبو حاتم: لا بأس به.

له حديث في اليوم والليلة.

82 -

‌ الحسن بن الحسين العرني الكوفي

.

عن أجلح بن عبد الله الكندي، وجرير بن عبد الحميد، وأهل الكوفة. وعنه جعفر بن عبد الله العلوي وغيره، ومن متأخري الرواة عنه الحسين بن الحكم الحبري.

ضعفه ابن حبان.

83 -

سي:‌

‌ الحسن بن خمير الحرازي

.

حمصي مقل، صدوق.

عن إسماعيل بن عباس، والجراح بن مليح البهراني. وعنه عمران بن بكار، ومحمد بن عوف الطائي.

84 -

د ت ن:‌

‌ الحسن بن سوار

، أبو العلاء البغوي المروذي.

حدث ببغداد عن عكرمة بن عمار، وموسى بن علي بن رباح، والليث بن سعد، ومبارك بن فضالة، وإسماعيل بن عياش، وغيرهم. وعنه أحمد بن حنبل، وأبو حاتم الرازي، وإسحاق الحربي، وهارون الحمال، ومحمد بن إسماعيل الترمذي، وجماعة

قال أبو حاتم: صدوق.

ووثقه أحمد.

ص: 296

توفي سنة ست عشرة بخراسان.

85 -

ت:‌

‌ الحسن بن عطية بن نجيح

، أبو علي القرشي الكوفي البزاز.

عن أبي عاتكة صاحب أنس، وعن حمزة الزيات، وفضيل بن مرزوق، ويعقوب القمي، وجماعة. وقرأ القرآن على حمزة.

قرأ عليه محمد بن عيسى الأصبهاني وغيره. وروى عنه إبراهيم بن أبي بكر بن أبي شيبة، وعباس الدوري، وأبو زرعة الرازي، والبخاري في تاريخه، وأبو حاتم، ومحمد بن غالب تمتام، وطائفة.

قال أبو حاتم: صدوق.

وقال البخاري: مات سنة إحدى عشرة ومائتين، أو نحوها.

قال محمد بن عيسى الأصبهاني: قرأت عليه القرآن، وقال لي: قرأت على حمزة ختمة.

86 -

‌ الحسن بن عنبسة الوراق

، بصري.

روى عن شعبة، وشريك. وعنه ابنه حماد، ومحمد بن المثنى الزمن، وجماعة.

قال ابن قانع: توفي في رمضان سنة ثلاث عشرة فجاءة.

87 -

‌ الحسن بن قتيبة الخزاعي المدائني

.

عن مسعر، وموسى بن عبيدة، وعكرمة بن عمار، وحجاج بن أرطاة، وحمزة الزيات، وجماعة. وعنه الحسن بن عرفة، وأبو أمية الطرسوسي، والحسن بن مكرم، والحارث بن أبي أسامة، وأحمد بن حازم بن أبي غرزة.

قال الدارقطني: متروك الحديث.

ص: 297

وقال أبو حاتم: ضعيف.

ويكنى أبا علي، وقد ذكره العقيلي في الضعفاء فروى عن محمد بن بحر الواسطي عنه حديثا وهم في سنده، وساق ابن عدي له حديثين منكرين؛ أحدهما رواه الحسن بن إبراهيم البياضي عنه قال: حدثنا عبد الخالق بن المنذر، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، عن ابن عباس يرفعه: من تمسك بسنتي عند فساد أمتي فله أجر مائة شهيد.

وهذا أخاف أن يكون موضوعا، وما فيه مجروح سوى الحسن.

88 -

ت:‌

‌ الحسن بن واقع

، أبو علي، صاحب ضمرة بن ربيعة.

روى عنه محمد بن مسلم بن وارة، والبخاري في غير الصحيح، وإسماعيل سموية، وجماعة. وهو من أهل الرملة.

وثقه ابن حبان.

وتوفي سنة عشرين ومائتين كهلا، ولا أعلمه روى عن غير ضمرة إلا عن أيوب بن سويد شيئا، وقد كتب عنه يحيى بن معين مع تقدمه، وحدث عنه أبو حاتم وقال: صدوق.

89 -

خ:‌

‌ الحسين بن إبراهيم بن الحر بن زعلان

، أبو علي العامري الفقيه البغدادي الملقب بإشكاب، من أبناء الخراسانية.

روى عن محمد بن راشد المكحولي، وفليح بن سليمان، وشريك، وجماعة. وعنه ابناه علي ومحمد، ومحمد بن إسحاق الصاغاني، وعباس الدوري، ومحمد بن عبد الله المخرمي.

قال ابن سعد: لزم أبا يوسف القاضي فأبصر الرأي، ثم قعد عنهم، ولم

ص: 298

يزل ببغداد يؤتى في الحديث والفقه إلى أن مات سنة ست عشرة، وهو ابن إحدى وسبعين سنة.

ووثقه أبو بكر الخطيب.

وروى له البخاري مقرونا بغيره.

90 -

م ق:‌

‌ الحسين بن حفص بن الفضل بن يحيى بن ذكوان الهمداني

، أبو محمد الأصبهاني.

ثقة، نبيل، كوفي. نقل علما كثيرا إلى أصبهان، وأفتى بمذهب الكوفيين، وكان إليه الرئاسة والقضاء والفتوى بأصبهان.

روى عن السفيانين، وهشام بن سعد، وإسرائيل، وإبراهيم بن طهمان، وعبد العزيز بن أبي رواد، وأبي يوسف القاضي، وجماعة. وعنه حفيده أحمد بن محمد، وأسيد بن عاصم، وإسماعيل سموية، وأحمد بن الفرات، وعمر بن شبة، وأبو قلابة الرقاشي، ومحمد بن إسماعيل الصائغ المكي، ويحيى بن حاتم العسكري، ومحمد بن يونس الكديمي، وجماعة كبيرة.

قال أبو حاتم: محله الصدق.

وقال أبو حاتم أيضا: هو أحب إلي من عصام بن يزيد جبر.

وقال أبو نعيم: كان وجه الناس وزينهم. وكان دخله في كل سنة مائة ألف درهم، فما وجبت له زكاة قط، وكانت جوائزه وصلاته دارة على المحدثين وأهل العلم والفضل مثل أبي مسعود وعمرو بن علي، وكان من المختصين بسفيان الثوري، وقيل: إن سفيان حج على مركبه.

قلت: وآخر من روى عنه محمد بن إبراهيم الجيراني.

ص: 299

توفي سنة اثنتي عشرة.

91 -

‌ الحسين بن خالد

، أبو الجنيد، البغدادي الضرير.

عن شعبة، والثوري، وحماد بن سلمة، ومقاتل بن سليمان، وعبد الحكم صاحب أنس، وجماعة. وعنه سلمان بن توبة النهرواني، والحسن بن مكرم، والحارث بن أبي أسامة، وآخرون.

قال ابن معين: ليس بثقة.

92 -

ق:‌

‌ الحسين بن عروة البصري

.

عن الحمادين، ومالك. وعنه أحمد بن المعذل الفقيه، ونصر بن علي الجهضمي، وبكر بن خلف ختن المقرئ، وغيرهم.

قال أبو حاتم: لا بأس به.

93 -

ع:‌

‌ الحسين بن محمد بن بهرام

، أبو أحمد المروذي المؤدب، نزيل بغداد، ويقال: أبو علي.

عن شيبان النحوي، وجرير بن حازم، وإسرائيل، وسليمان بن قرم، وابن أبي ذئب، وأبي غسان محمد بن مطرف، وجماعة. وعنه أحمد، وابن معين، وأبو خيثمة، وعباس الدوري، وإبراهيم الحربي، ومحمد بن يحيى الذهلي، وطائفة. ومن القدماء عبد الرحمن بن مهدي، ومن المتأخرين حنبل بن إسحاق.

قال معاوية بن صالح بن أبي عبيد الله الأشعري: أبو أحمد حسين بن محمد قال لي أحمد بن حنبل: اكتبوا عنه، وجاء معي إليه يسأله أن يحدثني.

وقال ابن سعد: ثقة.

وقال النسائي: ليس به بأس.

قال حنبل: مات سنة ثلاث عشرة.

ص: 300

وقال مطين: سنة أربع عشرة.

94 -

‌ حفص بن حمزة

، أبو عمر الضرير البغدادي.

عن سوار بن مصعب، وجماعة. وعنه الحارث بن أبي أسامة.

95 -

د:‌

‌ حفص بن عمر البصري

، أبو عمر الضرير.

عن جرير بن حازم، ومبارك بن فضالة، وحماد بن سلمة، وغيرهم. وعنه أبو داود، وأبو زرعة، وأبو حاتم، ويعقوب الفسوي، وأبو مسلم الكجي، وحفص بن عمر الحبطي السياري، وأبو خليفة الفضل بن الحباب الجمحي، وآخرون.

قال أبو حاتم: صدوق، يحفظ عامة حديثه.

وقال ابن حبان: كان من العلماء بالفقه والأخبار والفرائض والحساب والشعر وأيام الناس، وولد أعمى.

وقال ابن عساكر: مات لتسع بقين من شعبان سنة عشرين.

96 -

‌ حفص بن عمر بن خالد

، أبو عمر المازني البصري.

سمع جعفر بن سليمان الهاشمي، والنضر بن عاصم الهجيمي. وعنه أبو مسعود، ويزيد بن خالد، وأبو قلابة الرقاشي.

كناه الحاكم.

وقال الدارقطني: يحدث عن شعبة وسعيد.

97 -

‌ حفص بن عمر الأبلي

.

يروي عن ثور بن يزيد، ومسعر بن كدام، وعبد الله بن المثنى، وجعفر بن

ص: 301

محمد، وغيرهم. واسم جده دينار. وعنه إبراهيم بن مرزوق، ومحمد بن سليمان الباغندي، وأبو حاتم، ويزيد بن سنان القزاز، وجد أبي جعفر العقيلي. ولكنه قال: حدثنا حفص بن عمر بن ميمون أبو إسماعيل الأبلي.

قال ابن عدي: أحاديثه كلها مناكير المتن، أو منكرة الإسناد، وهو إلى الضعف أقرب.

وجعل ابن حبان الأبلي والحبطي واحدا فوهم.

قال أبو حاتم: كان شيخا كذابا.

98 -

ق:‌

‌ حفص بن عمر بن ميمون العدني الملقب بالفرخ

، يكنى أبا إسماعيل.

عن ثور بن يزيد، وابن أبي ذئب، ومالك بن مغول، والحكم بن أبان، والمفضل بن لاحق، وشعبة، وطائفة. وعنه أحمد بن عمر الوكيعي، وعثمان بن طالوت بن عباد، وعباس الترقفي، ومحمد بن حماد الطهراني، ونصر بن علي الجهضمي، ومحمد بن مصفى، وهارون بن ملول المصري، وآخرون.

قال ابن أبي حاتم: أخبرنا أبو عبد الله الطهراني قال: حدثنا حفص بن عمر العدني، وكان ثقة.

وقال أبو حاتم: لين الحديث.

وقال النسائي: ليس بثقة.

ص: 302

وقال ابن عدي: عامة حديثه غير محفوظ.

ويقال له: الصنعاني.

• - ولهم حفص بن عمر الحوضي، صاحب شعبة، في الطبقة الآتية.

99 -

‌ حفص بن عمر بن حكيم

، ويعرف بحفص الكفر.

عن هشام بن عروة، وعمرو بن قيس. وعنه علي بن حرب الطائي، وتمتام.

قال ابن عدي: حدث بالبواطيل. ثم ساق له عدة أحاديث واهية.

100 -

‌ الحكم بن أسلم

، وهو ابن سلمان، أبو معاذ الحجبي.

عن شعبة، وعبد العزيز بن مسلم. وعنه أبو حاتم وقال: صدوق، ومحمد بن غالب تمتام.

101 -

ت:‌

‌ الحكم بن المبارك الباهلي مولاهم

، البلخي الخاشتي، أبو صالح.

عن مالك، وحماد بن زيد، وشريك، ومحمد بن راشد المكحولي. وعنه أبو محمد الدارمي، ويحيى بن بشر ويحيى بن زكريا البلخيان.

وثقه ابن حبان.

وأخرج له الترمذي، والبخاري في كتاب الأدب.

وقد روى عبد بن حميد في مسنده عن الدارمي عنه حديثا وقع لنا

ص: 303

موافقة بعلوٍ من كتاب الدارمي.

قال البخاري: مات سنة ثلاث عشرة أو نحوها.

قال محمد بن العباس بن الأخرم في وصيته: وقال الحكم بن المبارك البلخي: إن الجهمي لا يعرف ربه.

102 -

‌ الحكم بن المبارك النيسابوري

.

سمع خارجة بن مصعب، والوليد بن سلمة. روى عنه قطن بن إبراهيم، ومحمد بن الحجاج العامري؛ النيسابوريان.

103 -

‌ الحكم بن محمد الآملي الطبري

، أبو مروان، نزيل مكة.

سمع ابن عيينة، ويحيى بن أبي زائدة، وعبد المجيد بن أبي رواد. وعنه سلمة بن شبيب، والنضر بن سلمة المروزي، والبخاري في كتاب أفعال العباد.

وما لينه أحد.

104 -

‌ حماد بن عمرو النصيبي

، أبو إسماعيل.

عن الأعمش، والثوري. وعنه علي بن حرب، وسعدان بن نصر، وإبراهيم بن الهيثم.

قال ابن معين: ليس بثقة.

وقال الفلاس وغيره: متروك.

وروى عنه أيضا إبراهيم بن موسى الفراء، ومحمد بن مهران.

105 -

‌ خالد بن الحباب البصري

، أبو الحباب، نزيل حماة.

سمع ابن عون، وسليمان التيمي، وهشام بن حسان. وعنه أبو حاتم، وغيره.

ص: 304

حديثه في الغيلانيات.

قال أبو حاتم: يكتب حديثه.

106 -

د ن:‌

‌ خالد بن عبد الرحمن

، أبو الهيثم الخراساني، نزيل ساحل دمشق.

سمع عيسى بن طهمان، ومالك بن مغول، وشعبة، والمسعودي. وعنه يحيى بن معين ووثقه، وبحر بن نصر الخولاني، والربيع المرادي، ومحمد بن عبد الله بن البرقي، وعبد الله بن أبي مسرة المكي، وآخرون.

107 -

خالد بن عمرو السلفي - بالضم - الحمصي.

عن بقية بن الوليد، ومحمد بن حرب، ومروان الفزاري. وعنه أبو حاتم الرازي، وقال: شيخ.

وقال جعفر الفريابي: كان يكذب.

108 -

‌ خالد بن القاسم المدائني الحافظ

.

أحد المتهمين بالكذب، وضع على الليث بن سعد أحاديث.

قال الخطيب: خالد بن القاسم أبو الهيثم المدائني، عن الليث، وحماد بن زيد، وعبيد الله بن عمرو الرقي، وجماعة.

حدث عنه عيسى بن أبي حرب، والحسن بن مكرم، والحارث بن أبي أسامة.

قال ابن معين، والبخاري، ومسلم: متروك.

وقال ابن معين أيضا: كان يزيد في الأحاديث؛ يوصلها لتصير مسندة.

ص: 305

وقال أبو يحيى صاعقة: توفي سنة إحدى عشرة ومائتين. وقد روى عنه صاعقة، وقال: كذاب، يدعي ما لم يسمع، كنيته أبو الهيثم.

وقال أبو زرعة: كذاب.

وقال أبو حاتم: متروك، صحب الليث من العراق إلى مصر.

109 -

ع:‌

‌ خالد بن مخلد القطواني

، أبو الهيثم البجلي، وقطوان موضع بالكوفة.

سمع مالكا، ونافع بن أبي نعيم، وسليمان بن بلال، وعلي بن صالح بن حي، وأبا الغصن ثابت بن قيس، وعبد الله بن جعفر المخرمي، وكثير بن عبد الله المزني، ومحمد بن موسى الفطري، وجماعة. وعنه البخاري، والباقون سوى أبي داود عن رجلٍ عنه، وعبد بن حميد، وعباس الدوري، ومحمد بن شداد المسمعي، وأبو أمية الطرسوسي، وطائفة. ومن الكبار عبيد الله بن موسى.

قال ابن معين: ما به بأس.

قال أبو داود: صدوق، لكنه يتشيع.

وقال مطين: مات سنة ثلاث عشرة.

وقال ابن سعد: كان منكر الحديث مفرطا في التشيع، كتبوا عنه ضرورة.

110 -

خ:‌

‌ خالد بن يزيد الكاهلي الكوفي المقرئ المجود

، أبو الهيثم الكحال.

من أصحاب حمزة الزيات. روى عن شيخه حمزة، وإسرائيل، والحسن بن صالح الفقيه. وعنه البخاري، وأبو أمية الطرسوسي، وأبو حاتم، وأبو زرعة، ومحمد بن الحجاج الضبي، وآخرون. وقرأ عليه سهل بن محمد

ص: 306

الجلاب وغيره.

وعنه قال: قرأت على حمزة، فقال لي حمزة: حسنها لا جعلني الله فداك.

مات سنة اثنتي عشرة.

وقال مطين: سنة خمس عشرة.

وكان صدوقا.

• -‌

‌ خالد بن يزيد

، أبو الوليد العمري المكي، يذكر بعد.

111 -

ق: خالد بن يزيد، وقيل: خالد بن أبي يزيد، أبو الهيثم المزرفي، ويقال: القطربلي.

عن شعبة، ومندل بن علي، وحماد بن زيد. وعنه أبو بكر الصغاني، وعباس الدوري، وبشر بن موسى، وجماعة.

قال ابن معين: لم يكن به بأس.

112 -

خ ن:‌

‌ خطاب بن عثمان الطائي الفوزي الحمصي

، أبو عمرو، وفوز من قرى حمص.

سمع إسماعيل بن عياش، وعيسى بن يونس، ومحمد بن حمير، وجماعة. وعنه البخاري، والنسائي بواسطة، وإبراهيم بن يعقوب الجوزجاني، وإسماعيل سموية، وقرابته سلمة بن أحمد الفوزي، وسليمان بن عبد الحميد البهراني، وآخرون.

قال ابن أبي الدنيا: حدثنا القاسم بن هاشم قال: حدثني خطاب الفوزي، وكان يعد من الأبدال.

وذكره ابن حبان في الثقات.

113 -

خ:‌

‌ خلف بن خالد

، أبو المهنا المصري، مولى قريش.

عن الليث، وبكر بن مضر، وابن لهيعة. وعنه البخاري، وأبو حاتم،

ص: 307

وإبراهيم بن ديزيل، وحبوش بن رزق الله، وعبد الله بن محمد بن سعيد بن أبي مريم.

قال أبو حاتم: شيخ.

وقال ابن يونس: مات قبل الثلاثين.

114 -

‌ خلف بن خالد بن إسحاق المصري

، أبو المضاء، مولى قريش.

يروي عن يحيى بن أيوب المصري.

قال ابن يونس: توفي في ذي القعدة سنة خمسٍ وعشرين ومائتين.

قلت: يغلب على ظني أنه هو الذي قبله لاتفاق العصر والاسم والأب والبلد والولاء، لم يبق إلا الكنية. والمهنا والمضاء من أسرع شيء إلى تصحيف الواحدة بالأخرى، فالله أعلم.

115 -

‌ خلف بن الوليد البغدادي الجوهري

، نزيل مكة.

سمع شعبة، وإسرائيل، وأبا جعفر الرازي، وغيرهم. وعنه أحمد بن أبي خيثمة، وأحمد بن ملاعب، وبشر بن موسى، ويحيى بن عبدك القزويني، وأبو زرعة الرازي ووثقه.

توفي سنة اثنتي عشرة بمكة.

116 -

‌ خلاد بن خالد

، وقيل: ابن عيسى، أبو عيسى، وقيل: أبو عبد الله الشيباني الصيرفي الكوفي المقرئ الأحول، صاحب سليم القارئ.

أقرأ الناس مدة بحرف حمزة. قرأ عليه أبو بكر محمد بن شاذان الجوهري، وأبو الأحوص محمد بن الهيثم العكبري، ومحمد بن يحيى الخنيسي، والقاسم بن يزيد الوزان وهو أجل أصحابه، وعليه دارت قراءته.

ص: 308

وقد سمع الحديث من الحسن بن صالح بن حي، وزهير بن معاوية. روى عنه أبو حاتم، وأبو زرعة، وغيرهما.

قال أبو حاتم: صدوق.

قلت: توفي سنة عشرين بالكوفة.

وقد ذكر الداني رجلا آخر فقال: خلاد بن خالد، ويقال: ابن يزيد أبو عيسى الأحول، قرأ على حمزة، وهو من أصاحبه. وقال ابن مجاهد: وممن قرأ على حمزة خلاد بن خالد الأحول.

وقال أبو هشام الرفاعي: أقرأ من قرأ على حمزة أربعة؛ إبراهيم الأزرق، وخالد الكحال، وخلاد الأحول، وكان عبد الرحمن بن أبي حماد أكبرهم وأعلمهم بعلل القراءات.

117 -

خ د ت:‌

‌ خلاد بن يحيى بن صفوان

، أبو محمد السلمي الكوفي.

سمع عيسى بن طهمان، وفطر بن خليفة، وعبد الواحد بن أيمن، وسفيان الثوري، وخلقا. وعنه البخاري، وأبو داود، والترمذي عن رجل عنه، وأبو زرعة، ومحمد بن يونس الكديمي، وبشر بن موسى، وإسماعيل بن يزيد عم أبي زرعة وخال أبي حاتم، وحنبل بن إسحاق.

وقال أبو داود: ليس به بأس.

وقال محمد بن عبد الله بن نمير: صدوق، إلا أن في حديثه غلطا قليلا.

وقال حنبل: مات سنة سبع عشرة.

وقال البخاري: سكن مكة، ومات بها قريبا من سنة ثلاث عشرة.

118 -

‌ خلاد بن يزيد بن حبيب بن سيار التميمي البصري

.

قال أبو سعيد بن يونس: روى عن حميد الطويل، وله عقب بمصر، وبها توفي في ذي الحجة سنة أربع عشرة.

قلت: لم يذكره البخاري ولا ابن أبي حاتم، وهو كالمجهول.

ص: 309

119 -

‌ خلاد بن يزيد الباهلي البصري الأرقط

، صهر يونس بن حبيب النحوي.

يروي عن هشام بن الغاز، وسفيان الثوري. وعنه عمر بن شبة، والفلاس.

ذكره ابن حبان في الثقات، وقال: مات سنة عشرين ومائتين.

120 -

ن:‌

‌ الخليل بن عمر بن إبراهيم

، أبو محمد العبدي البصري.

عن أبيه، وعمر بن سعيد الأبح، وعبيد الله بن شميط بن عجلان. وعنه محمد بن المثنى، وإسماعيل سموية، ويعقوب الفسوي، ومحمد بن يحيى الذهلي، ومحمد بن عبد الملك الدقيقي، وعلي ابن المديني ووثقه.

توفي سنة عشرين ومائتين.

121 -

‌ الخليل بن أبي نافع المزني الموصلي العابد

.

بلغنا عنه أنه كان يكتب كل ما يتكلم به في لوح ويحصيه، فيجده في آخر النهار بضع عشرة كلمة.

توفي ببغداد سنة سبع عشرة، رحمة الله عليه.

122 -

ق:‌

‌ داود بن عبد الله بن أبي الكرام

محمد بن علي بن عبد الله بن جعفر بن أبي طالب، أبو سليمان الهاشمي الجعفري المدني.

عن مالك، وإبراهيم بن أبي يحيى، والدراوردي. وعنه أبو بكر بن أبي شيبة، وأخوه عثمان بن أبي شيبة، وابن نمير، وأبو حاتم، ومحمد بن غالب تمتام.

وثقه أبو حاتم.

وقيل: كان سريا جوادا ممدحا، مكثرا عن حاتم بن إسماعيل.

ص: 310

قال أبو حاتم: كان عنده عن حاتم بن إسماعيل مصنفات شريك نحو ثلاثين جزءا.

123 -

‌ داود بن المفضل

، أبو الحسن الأزدي البصري الخياط.

عن حماد بن سلمة، وسعيد بن راشد، وغيرهما. وعنه أبو حاتم وغيره.

قال أبو حاتم: روى عن حماد، عن حميد قال: رأيت الحسن يشد أسنانه بالذهب. فتكلم الناس فيه لهذا الحديث وقالوا: إنما روى هذا عبد الرحمن بن مهدي عن حماد.

قال أبو حاتم: وليس هذا مما يوهنه. وصدق أبو حاتم.

124 -

ن:‌

‌ داود بن منصور النسائي

، أبو سليمان، نزيل بغداد.

عن جرير بن حازم، والليث بن سعد، ومحمد بن راشد المكحولي، وإبراهيم ابن طهمان، وعبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان، وجماعة. وعنه علي بن محمد بن علي بن أبي المضاء، ويوسف بن سعيد بن مسلم، وأبو حاتم الرازي، وعبد الكريم الديرعاقولي، وجماعة.

ولي قضاء المصيصة، وسكنها.

وثقه النسائي.

وقال أبو حاتم: صدوق، سمعت منه في سنة عشرين ومائتين.

125 -

‌ داود بن مهران

، أبو سليمان البغدادي الدباغ.

سمع عبد العزيز بن أبي رواد، وداود العطار، وعبد الجبار بن الورد، وطائفة. وعنه محمد بن عبد الرحيم صاعقة، وعيسى زغاث، وعباس الدوري.

قال أحمد العجلي: ثقة.

ص: 311

توفي داود سنة سبع عشرة.

126 -

‌ ذؤيب بن عمامة السهمي المدني

، أبو عبد الله.

عن عبد المهيمن بن عباس بن سهل، ويوسف بن الماجشون، ومالك بن أنس، ومحرز بن هارون. وعنه إسحاق بن موسى الأنصاري، وأبو حاتم الرازي، وجماعة.

وقال أبو حاتم: صدوق.

وقال غيره: سكن الموصل وحدث بها، ثم رد إلى المدينة فتوفي بها في ذي الحجة سنة عشرين ومائتين. وهو منسوب إلى جده الأعلى، فهو ذؤيب بن عبد الله بن عمرو بن محمد بن ذؤيب بن عمامة القرشي السهمي.

127 -

د ن:‌

‌ الربيع بن روح الحضرمي الحمصي

، أبو روح.

عن المغيرة بن عبد الرحمن المخزومي، وبقية، وجماعة. وعنه محمد بن عوف الطائي، وعمران بن بكار، وأبو حاتم الرازي وقال: كان ثقة خيارا.

128 -

ق:‌

‌ رواد بن الجراح

، أبو عصام العسقلاني.

عن الأوزاعي، وابن زبر، وخليد بن دعلج، وأبي سعد الساعدي الراوي عن أنس، وأبي بكر الهذلي، وسفيان الثوري، وجماعة. وعنه يحيى بن معين، وعباس الترقفي، وذاكر بن شيبة شيخ للطبراني، ومحمد بن خلف العسقلاني، ومهنا بنيحيى الشامي.

وثقه ابن معين.

وقال النسائي: ليس بالقوي، روى غير حديث منكر.

وقال عباس، عن ابن معين: ليس به بأس، إنما غلط في حديثٍ عن

ص: 312

الثوري.

وقال أبو حاتم: محله الصدق، وتغير بأخرة.

وقال البخاري: كان قد اختلط، لا يكاد يقوم حديثه.

وقال أحمد بن حنبل: صاحب سنة، لا بأس به، إلا أنه حدث عن سفيان بمناكير.

وقال محمد بن عوف الطائي: دخلنا عسقلان ورواد قد اختلط.

وقال أبو أحمد الحاكم: كان من أهل خراسان، وسنه قريب من سن سفيان الثوري، لم يكن بالشام أكبر منه في وقته.

129 -

‌ رويز بن محمد بن رويز بن لاحق البصري

.

عن شعبة، وأبي شهاب الحناط. وعنه حاتم بن الليث، وعمر بن شبة، ومحمد بن سليمان الباغندي.

صالح الحديث، ولم يورده ابن أبي حاتم، وجاء به الأمير مع وزير.

130 -

‌ رويم بن يزيد

، أبو الحسن المقرئ البصري، مولى العوام بن حوشب.

روى عن سلام أبي المنذر، والليث بن سعد. وعنه علي ابن المديني، ومحمد بن أبي عتاب الأعين، ومحمد بن عبد الرحيم صاعقة، وجعفر بن محمد بن شاكر، وجماعة.

وكان ثقة.

توفي سنة إحدى عشرة.

قال الخطيب: وله مسجد بنهر القلائين ببغداد ينسب إليه، كان يقرئ

ص: 313

فيه.

قرأ على سليم، وميمون القناد. قرأ عليه محمد بن شاذان الجوهري وغيره.

وهو جد شيخ الصوفية رويم المذكور بعد الثلاثمائة، والله أعلم.

131 -

‌ زبيدة بنت جعفر ابن المنصور أبي جعفر

عبد الله بن محمد بن علي، واسمها أمة العزيز، وكنيتها أم جعفر الهاشمية العباسية، والدة الأمين محمد ابن الرشيد.

وقيل: لم تلد عباسية خليفة إلا هي. وكان لها حرمة عظيمة وبر وصدقات، وآثار حميدة في طريق الحج. والمنصور جدها هو الذي لقبها زبيدة.

ومن أخبارها أنها أنفقت في حجتها بضعة وخمسين ألف ألف درهم؛ فروى هارون بن سليمان الأصبهاني قال: حدثنا رجل من ثقيف يقال له: محمد بن عبد الله، قال: سمعت إسماعيل بن جعفر بن سليمان يقول: حجت أم جعفر، فبلغ نفقتها في ستين يوما أربعة وخمسين ألف ألف.

وحكى الفضل بن مروان أن زبيدة قالت للمأمون عند دخوله بغداد: أهنئك بخلافة قد هنأت نفسي بها عنك، ولئن فقدت ابنا خليفة لقد عوضت ابنا خليفة لم ألده، وما خسر من اعتاض مثلك.

وقيل: كان في قصرها من الأموال والحشم والخدم والآلات ما يقصر عنه الوصف، من جملة ذلك مائة جارية كل منهن تحفظ القرآن، فكان يسمع من قصرها كدوي النحل من القراءة.

ولم تزل زين نساء الوقت بالعراق في أيام زوجها وأيام ولدها الأمين، وأيام ابن زوجها المأمون.

توفيت سنة ست عشرة ومائتين.

132 -

‌ زفر بن عبد الله البصري

، نزيل أذنة.

روى عن حماد بن زيد، وجعفر بن سليمان. سمع منه أبو حاتم الرازي

ص: 314

سنة عشرين ومائتين، وعاش بعد ذلك قليلا.

133 -

خ م ت ن ق:‌

‌ زكريا بن عدي بن رزيق

، وقيل: الصلت؛ بدل رزيق. أبو يحيى التيمي الكوفي، نزيل بغداد، أخو يوسف بن عدي نزيل مصر، كان أبوهما ذميا فأسلم.

روى عن شريك، وحماد بن زيد، وابن الأحوص، وابن المبارك، وعبيد الله بن عمرو الرقي، ويزيد بن زريع، وطبقتهم. وعنه إسحاق بن راهوية، والكوسج، وحجاج بن الشاعر، وعبد، والدارمي، وأحمد بن علي البربهاري، ومعاوية بن صالح الأشعري الدمشقي، ومحمد بن إسماعيل البخاري في غير الصحيح، وفي الصحيح بواسطة، وآخرون.

قال أحمد العجلي: كوفي ثقة، رجل صالح متقشف.

وقال المنذر بن شاذان: ما رأيت أحفظ من زكريا بن عدي؛ جاءه أحمد وابن معين فقالا: أخرج إلينا كتاب عبيد الله بن عمرو. فقال: ما تصنعون به! خذوا حتى أملي عليكم كله.

وكان يحدث عن عدة من أصحاب الأعمش فيميز ألفاظهم.

وقال عبد الرحمن بن خراش: ثقة، ورع.

وقيل: إن زكريا لما احتضر قال: اللهم إني إليك لمشتاق.

قال ابن سعد: توفي في جمادى الأولى سنة إحدى عشرة.

وقال إسماعيل بن أبي الحارث وغيره: توفي يوم الخميس ليومين مضيا من جمادى الآخرة سنة اثنتي عشرة رحمه الله ببغداد.

وقال أبو عوف البزوري: ما كتبت عن أحدٍ أفضل من زكريا بن عدي.

وقال صاعقة: قدم زكريا فكلموا له من استعمله على ضيعة في الشهر بثلاثين درهما، فقدم بعد شهر وقال: ليس أراني أعمل بقدر الأجرة. واشتكت

ص: 315

عينه فأتاه رجل بكحل، فقال: أنت ممن يسمع الحديث؟ قال: نعم. فأبى أن يأخذه.

قلت: لا اعتبار بقول أبي نعيم: ما له وللحديث، هو بالتوراة أعلم.

قال ابن سعد: هو من موالي تيم الله، كان رجلا صالحا ثقة.

134 -

‌ زكريا بن عطية البحراني البصري

.

عن عثمان بن عطاء الخراساني، وسعد بن محمد الزهري. وعنه الحسن بن علي الحلواني، ومحمد بن إبراهيم الرازي الفامي، وأبو أمية الطرسوسي.

قال أبو حاتم: منكر الحديث.

135 -

د سي:‌

‌ زياد بن يونس الحضرمي الإسكندراني

، أبو سلامة المقرئ.

قرأ على نافع بن أبي نعيم وروى عنه، وعن سليمان بن بلال، والليث، ونافع بن عمر، وغيرهم. وعنه أحمد بن عبد الرحمن الوهبي، ويونس بن عبد الأعلى، ومحمد بن داود الإسكندراني، وجماعة.

وثقه أبو سعيد بن يونس، وقال: كان طلابا للعلم.

توفي سنة إحدى عشرة، وكان يسمى سوسة العلم.

136 -

د:‌

‌ زيد بن المبارك الصنعاني اليمني العابد

، نزيل الرملة.

عن رباح بن زيد، ومحمد بن ثور، وعبد الملك بن محمد، ويوسف بن زكريا؛ الصنعانيين، وسفيان بن عيينة. وعنه جعفر بن مسافر، والرمادي، وعباس بن عبد العظيم العنبري.

وكان العنبري يعظمه ويثني عليه.

وقال أبو حاتم: صدوق، قد أدركته.

وقال عباس العنبري: كنا نقول: أحمد بن حنبل بالعراق، وصدقة بن

ص: 316

الفضل بخراسان، وزيد بن المبارك باليمن.

137 -

‌ زينب بنت الأمير سليمان بن علي بن عبد الله بن عباس العباسية

.

ولدت بالحميمة من أرض البلقاء في أواخر دولة بني أمية، وأدركت دولة بني العباس من أولها، وحدثت عن أبيها. روى عنها عاصم بن علي، وعبد الصمد بن موسى الهاشمي، وأحمد بن الخليل البرجلاني، وآخرون.

وكان المأمون يحترمها ويتأدب معها.

وعاشت بضعا وثمانين سنة، وإليها ينسب طراد الزينبي وأهل بيته.

138 -

‌ سريج بن مسلم الكوفي العابد

.

يروي عن الثوري وغيره. وعنه أبو حاتم وقال: ثقة، ومحمد بن خلف التيمي، وغيرهما.

كنيته أبو عمرو.

139 -

خ 4:‌

‌ سريج بن النعمان بن مروان

، أبو الحسين، ويقال: أبو الحسن البغدادي الجوهري اللؤلؤي.

عن الحمادين، وفليح، وحشرج بن نباتة، وعبد الله بن المؤمل المخزومي، ونافع بن عمر، وأبي عوانة، وجماعة. وعنه البخاري، والباقون سوى مسلم بواسطة، وأحمد بن منيع، وإسماعيل سموية، وإبراهيم الحربي، ومحمد بن رافع، وأبو زرعة الرازي، ومحمد بن إسحاق الصاغاني، وخلق. وروى البخاري أيضا عن رجل عنه.

وثقه أبو داود، وقال: غلط في أحاديث.

وقال النسائي: ليس به بأس.

قال حنبل: توفي يوم الأضحى سنة سبع عشرة.

ص: 317

140 -

‌ سعدان بن بشر الموصلي التمار

.

عن سفيان الثوري، وجماعة. وعنه علي بن الحسين، والمواصلة.

توفي سنة سبع عشرة.

141 -

خ سي:‌

‌ سعد بن حفص

، أبو محمد الطلحي الكوفي المعروف بالضخم، مولى آل طلحة.

روى عن شيبان فقط. وعنه البخاري، وحفص بن عمر الرقي سنجة، وعباس الدوري، وأبو محمد الدارمي، ومحمد بن يحيى الذهلي، وجماعة.

قال مطين: كان ثقة، وتوفي سنة خمس عشرة.

142 -

‌ سعد بن شعبة بن الحجاج العتكي

.

عن أبيه، ويحيى بن يسار صاحب الحسن البصري، وعنه. . .

وقال أبو حاتم: صدوق.

قلت: توفي سنة تسع عشرة.

143 -

ت ن ق:‌

‌ سعد بن عبد الحميد بن جعفر

، أبو معاذ الأنصاري الحكمي المدني، نزيل بغداد.

سمع مالكا، وفليح بن سليمان، وعبد الرحمن بن أبي الزناد. وعنه عباس الدوري، وإسماعيل سموية، وأحمد بن ملاعب، وإبراهيم الحربي، وطائفة.

قال ابن معين وغيره: ليس به بأس.

144 -

د ت:‌

‌ سعيد بن أوس بن ثابت بن بشير بن أبي زيد

، أبو زيد الأنصاري البصري النحوي الإمام، صاحب التصانيف اللغوية والأدبية، وهو بكنيته أشهر.

عن ابن عون، وعوف الأعرابي، ومحمد بن عمرو، وسليمان التيمي،

ص: 318

وأبي عمرو بن العلاء، وسعيد بن أبي عروبة، ورؤبة بن العجاج، وعمرو بن عبيد شيخ المعتزلة، وطائفة. وعنه خلف البزار وقرأ عليه القرآن، وأبو عمر الجرمي صالح بن إسحاق، والعباس الرياشي، وأبو حاتم السجستاني، وأبو عبيد القاسم، وأبو عثمان المازني، وعمر بن شبة، وأبو حاتم، والكديمي، وأبو العيناء، ومحمد بن يحيى بن المنذر القزاز، وأبو مسلم الكجي، وخلق.

قال ابن أبي حاتم: سمعت أبي يجمل القول فيه ويرفع شأنه، ويقول: هو صدوق.

وقال صالح جزرة: ثقة.

وقال غيره: أبو زيد الأنصاري، جد هذا، هو أحد الستة الذين جمعوا القرآن في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومات في خلافة عمر بالبصرة، واسمه ثابت بن زيد بن قيس الخزرجي.

وعن أبي عثمان المازني قال: كنا عند أبي زيد، فجاء الأصمعي فأكب على رأسه وجلس، وقال: هذا عالمنا ومعلمنا منذ ثلاثين سنة، فنحن كذلك إذ جاء خلف الأحمر فأكب على رأسه، وقال: هذا عالمنا ومعلمنا منذ عشر سنين.

وقال المازني: سمعت أبا زيد يقول: وقفت على قصاب فقلت: بكم البطنان؟ فقال: بمصفعان يا مضرطان! فغطيت رأسي وفررت.

وذكر أبو سعيد السيرافي أن أبا زيد كان يقول: كل ما قال سيبوية: أخبرني الثقة، فأنا أخبرته.

ومات أبو زيد بعد سيبوية بنيف وثلاثين سنة، قال: ويقال: إن الأصمعي كان يحفظ ثلث اللغة، وكان أبو زيد يحفظ ثلثي اللغة، وكان الخليل يحفظ نصف اللغة، وكان أبو مالك عمرو بن كركرة الأعرابي يحفظ اللغة كلها.

وقال المبرد: كان أبو زيد أعلم الثلاثة بالنحو؛ أبو زيد، وأبو عبيدة، والأصمعي. وكان له حلقة بالبصرة.

ص: 319

قال أبو موسى الزمن، وأبو حاتم، والرياشي: مات سنة خمس عشرة. زاد أبو حاتم: وله ثلاث وتسعون سنة.

وعن أبي زيد قال: أردت الانحدار إلى البصرة، فقلت لابن أخٍ لي: اكتر لنا. فنادى: يا معشر الملاحون. فقلت: ويلك! ما تقول؟ قال: أنا مغرىً بحب النصب.

145 -

‌ سعيد بن بريد التميمي الصوفي العارف

، أبو عبد الله النباجي الزاهد.

أخذ عن الفضيل بن عياض وغيره. حكى عنه أحمد بن أبي الحواري، وعبد الله بن خبيق الأنطاكي، والوليد بن عتبة الدمشقي، وغيرهم، وكان عبدا صالحا وعابدا سائحا، له أحوال وكرامات.

قال ابن أبي الحواري: سمعته يقول: أصل العبادة عندي في ثلاث؛ لا ترد من أحكامه شيئا، ولا تسأل غيره حاجة، ولا تدخر عنه شيئا.

وقال أحمد بن أبي الحواري: سمعت أبا عبد الله النباجي يقول: تدري أي شيء قلت البارحة؟ قلت: قبيحٌ بعبدٍ ذليلٍ مثلي يعلم عظيما مثلك، ما تعلم أنك لو خيرتني بين أن تكون لي الدنيا كلها أتنعم فيها حلالا لا أسأل عنها غدا وبين أن تخرج نفسي الساعة، لاخترت الموت.

وقال ابن أبي الدنيا: حدثنا داود بن محمد، سمع أبا عبد الله النباجي يقول: خمس خصالٍ بها يتم العمل؛ معرفة الله، ومعرفة الحق، وإخلاص العمل لله، والعمل على السنة، وأكل الحلال. فإن فقدت واحدة لم يرفع العمل، وذلك أنك إذا عرفت الله ولم تعرف الحق لم تنتفع، وإذا عرفت الحق وعرفت الله ولم تخلص لم تنتفع، وإذا عرفت الله والحق وأخلصت ولم تكن على السنة لم تنتفع، وإن تمت الأربع ولم يكن الأكل من الحلال لم تنتفع.

وقال أبو نعيم في الحلية: سمعت أبي يقول: سمعت خالي أحمد بن محمد بن يوسف يقول: سمعت أبي يقول: كان أبو عبد الله النباجي مجاب

ص: 320

الدعوة، له آيات وكرامات؛ بينما هو في بعض أسفاره على ناقة وفي الرفقة رجلٌ عائن قل ما نظر إلى شيء إلا أتلفه. فقيل له: احفظ ناقتك من العائن. قال: ليس له إليها سبيل. فأخبر العائن بقوله، فتحين غيبة النباجي فجاء فعان الناقة، فاضطربت وسقطت. وأتى النباجي فرآها فقال: دلوني عليه، فدلوه. فأتاه فوقف عليه وقال: باسم الله، حبسٌ حابس، وشهاب قابس. رددت عين العائن عليه، وعلى أحب الناس إليه، في كلوتيه رشيق، وفي ماله يليق، {فَارْجِعِ الْبَصَرَ هَلْ تَرَى مِنْ فُطُورٍ * ثُمَّ ارْجِعِ الْبَصَرَ كَرَّتَيْنِ يَنْقَلِبْ إِلَيْكَ الْبَصَرُ خَاسِئًا وَهُوَ حَسِيرٌ} فخرجت حدقتا العائن وقامت الناقة لا بأس بها.

146 -

خت:‌

‌ سعيد بن داود بن سعيد بن أبي زنبر

، أبو عثمان الزنبري المدني، نزيل بغداد.

سمع مالكا، وأبا شهاب الحناط. وعنه البخاري في الأدب، والرمادي، وإبراهيم الحربي، والحسن بن الصباح البزار، وأبو حاتم، والحارث التميمي، وآخرون.

قال ابن الصباح: كان من خيار الناس.

وقال أبو حاتم: يروي الموطأ، وليس بالقوي.

قلت: تفرد عن مالك بمناكير.

قال يحيى بن معين: ما كان عندي بثقة.

وقال أبو زرعة: ضعيف.

وقال أحمد بن حنبل: أخاف أن يكون قد خلط على نفسه.

147 -

خ م ت ن:‌

‌ سعيد بن الربيع

، أبو زيد، صاحب الهروي. شيخ بصري كان يبيع الثياب الهروية.

روى عن قرة بن خالد، وشعبة،

ص: 321

وعلي بن المبارك، وغيرهم. وعنه البخاري. ومسلم. والترمذي. والنسائي بواسطة، وحجاج بن الشاعر، وبندار، وعبد بن حميد، وأبو قلابة الرقاشي، والكديمي، وجماعة.

قال أبو حاتم: صدوق.

توفي في ذي الحجة سنة إحدى عشرة.

وكان جده مكاتبا لزرارة بن أوفى.

148 -

‌ سعيد بن سلام العطار

، أبو الحسن البصري.

عن ثور بن يزيد، وزكريا بن إسحاق، وسفيان الثوري. وعنه أبو قلابة الرقاشي، وإسماعيل القاضي، وأبو مسلم الكجي، وجماعة.

قال أبو داود: ضعيف.

وقال الدارقطني: متروك.

توفي سنة أربع عشرة.

149 -

خ ن ق:‌

‌ سعيد بن شرحبيل الكندي الكوفي

.

عن الليث، وابن لهيعة، ويحيى بن العلاء الرازي، وجماعة. وعنه البخاري. والنسائي، وابن ماجه عن رجل عنه، وأبو كريب، والقاسم بن زكريا الكوفي، وإبراهيم بن أبي بكر بن أبي شيبة، ووالده، والحارث بن أبي أسامة، وجماعة.

وقال مطين: مات سنة اثنتي عشرة.

150 -

‌ سعيد بن عبد الله بن دينار

، أبو روح البصري التمار. نزيل دمشق.

ص: 322

عن الربيع بن صبيح، وعبد الواحد بن زيد. وعنه سلمة بن شبيب، وعباس الترقفي، وجماعة.

151 -

خ ن:‌

‌ سعيد بن عيسى بن تليد الرعيني

، مولاهم المصري، وقد ينسب إلى جده.

سمع المفضل بن فضالة، وعبد الله بن وهب، وابن القاسم، وزين بن شعيب، ورشدين بن سعد، وابن عيينة، وجماعة. وعنه البخاري، والنسائي. عن رجل عنه، وابن أخيه المقدام بن داود بن عيسى، وأبو حاتم الرازي، وجماعة.

وثقه أبو حاتم.

وتوفي في ذي الحجة سنة تسع عشرة، وكان كاتبا لغير واحد من قضاة مصر.

152 -

‌ سعيد بن مسعدة

، أبو الحسن البصري، مولى بني مجاشع، ويعرف بالأخفش، النحوي، أحد الأعلام.

أخذ عن الخليل، ولزم سيبويه حتى برع. وكان أسن من سيبويه.

قال أبو حاتم السجستاني: كان الأخفش رجل سوء قدريا، كتابه في المعاني صويلح إلا أن فيه أشياء في القدر.

وقال أبو عثمان المازني: كان الأخفش أعلم الناس بالكلام وأحذقهم بالجدل.

قلت: كان المازني من تلامذة الأخفش.

وروى ثعلب، عن سلمة، عن الأخفش قال: جاءنا الكسائي إلى

ص: 323

البصرة، فسألني أن أقرأ عليه كتاب سيبويه ففعلت، فوجه إلي خمسين دينارا. قال سلمة: وكان الأخفش يعلم ولد الكسائي.

وكان ثعلب يفضل الأخفش، ويقول: كان أوسع الناس علما، وله كتب كثيرة في النحو والعَروض.

وعن الأخفش قال: أتيت بغداد ووافيت مسجد الكسائي، فإذا بين يديه الفراء، والأحمر، وابن سعدان، وغيرهم. فسألته عن مائة مسألة، فأجاب بجوابات خطأته في جميعها. فهم بالوثوب أصاحبه علي فمنعهم وقال: بالله أنت أبو الحسن سعيد بن مسعدة؟ قلت: نعم. فقام إلي وعانقني وأجلسني إلى جانبه، ثم قال: أحب أن يتأدب أولادي بك، فأجبته. ثم فيما بعد سألني أن أؤلف له كتابا في معاني القرآن.

قال محمد بن إسحاق: توفي الأخفش سنة إحدى عشرة.

وقال غيره: توفي سنة اثنتي عشرة.

وقيل: سنة خمس عشرة ومائتين. وله عدة مصنفات.

153 -

ن:‌

‌ سعيد بن المغيرة

، أبو عثمان المصيصي الصياد.

عن أبي إسحاق الفزاري، وابن المبارك، ومعتمر بن سليمان. وعنه الدارمي، وأبو حاتم، وعبد الكريم الديرعاقولي، وإبراهيم بن ديزيل، وفهد بن سليمان الكوفي، وجماعة.

وكان صالحا فاضلا كبير القدر.

قال أبو حاتم: حسبك به فضلا أنه ابتدأ قراءة كتاب السير فرأيت أهل المصيصة قد غلقوا حوانيتهم وحضروا مجلسه.

قلت: وثقه أبو حاتم، وغيره.

154 -

‌ سعيد بن هاشم بن صالح

، أبو عمر المخزومي، مولاهم المصري الفقيه الفيومي.

كان من أصحاب مالك. توفي بالفيوم سنة أربع عشرة.

ص: 324

155 -

‌ سفيان بن زياد البغدادي المخرمي الرصافي

.

عن عيسى بن يونس، وعبد الله بن ضرار، وغيرهما. وعنه عباس الدوري، ومحمد بن عبيد الله ابن المنادي، وتمتام، وغيرهم.

قال الخطيب: وكان ثقة.

156 -

‌ السكن بن سليمان الأزدي البصري

.

عن سلم بن زرير. وعنه محمد بن يحيى الذهلي.

توفي سنة عشرين.

157 -

‌ سلامة بن بشر

، أبو كلثم العذري الدمشقي.

عن يزيد بن السمط، وصدقة بن عبد الله السمين، والحسن بن يحيى الخشني. وعنه أبو إسحاق الجوزجاني، وأحمد بن أبي الحواري، ويزيد بن محمد بن عبد الصمد، وأبو حاتم، وجماعة.

قال أبو حاتم: صدوق.

158 -

ق:‌

‌ سلام بن سليمان بن سوار المدائني

، أبو العباس الثقفي الضرير، نزيل دمشق.

سمع بإفادة عمه شبابة من أبي عمرو بن العلاء، وابن أبي ذئب، وعيسى بن طهمان، وشعبة، وغيرهم. وعنه أحمد بن الأزهر، وعباس بن الوليد البيروتي، وعبد الله بن روح، وأبو حاتم، وعثمان بن سعيد الدارمي، وعلي بن محمد الجكاني، وهارون الأخفش الدمشقي.

قال أبو حاتم: ليس بالقوي. ووثقه غيره.

وقال ابن عدي: منكر الحديث.

توفي بدمشق في حدود العشرين.

ص: 325

159 -

د ق:‌

‌ سلم بن إبراهيم البصري

، أبو محمد الوراق.

عن عكرمة بن عمار، وشعبة، ومبارك بن فضالة، وغيرهم. وعنه إبراهيم بن عبد الله بن الجنيد، وأحمد بن صالح الوزان، ومحمد بن يحيى الذهلي، وتمتام، وآخرون.

قال أبو حاتم: شيخ.

وضعفه ابن معين.

160 -

‌ سلم بن ميمون الخواص الزاهد

. رازي الأصل. سكن الرملة.

وروى عن مالك، وأبي خالد الأحمر، وجماعة. وعنه يونس بن عبد الأعلى، وعمرو بن أسلم الطرسوسي، ومحمد بن عوف الحمصي، وغيرهم.

قال إسماعيل بن مسلمة بن قعنب: رأيت كأن القيامة قد قامت، وكأن مناديا ينادي: ألا ليقم السابقون. فقام سفيان الثوري، ثم نادى: ألا ليقم السابقون. فقام سلم الخواص، ثم نادى الثالثة فقام إبراهيم بن أدهم.

وقال سلم الخواص: الناس ثلاثة أصناف: صنف شبه الملائكة، وصنف شبه البهائم، وصنف شبه الشياطين.

قال أبو حاتم: أدركته وكان مرجئا، لا يكتب حديثه.

وقد تقدم سليمان الخواص.

وعاش ابن ميمون هذا إلى بعد ثلاث عشرة ومائتين.

161 -

‌ سلمة بن بشير النيسابوري

.

روى عن هشيم، وابن أبي حازم، وطبقتهما. وعنه أبو زرعة، وأبو حاتم.

ص: 326

قيل: إنه روى بالري أربعين ألف حديث سنة إحدى عشرة وبعدها.

162 -

‌ سلمة بن داود العرضي

.

عن أبي المليح الرقي، وإسماعيل بن عياش. وعنه صالح بن بشر الطبراني، وأبو حاتم الرازي وقال: ثقة.

163 -

‌ سليمان بن أيوب بن سليمان بن عيسى

بن موسى بن طلحة بن عبيد الله التيمي. الطلحي الكوفي، أبو أيوب.

له عن آبائه نسخة نحو بضعة وعشرين حديثا أورد منها ابن عدي عدة أحاديث منكرة.

روى عنه الفضل بن سخيت، وأحمد بن منصور الرمادي، ومحمد بن عمرو بن تمام المصري، وغيرهم.

164 -

‌ سليمان بن برد بن نجيح

، أبو الربيع التجيبي، مولاهم المصري الفقيه، أحد الأئمة.

عن مالك، والليث، والدراوردي، وطبقتهم.

قال مقدام بن داود: ما رأيت أحدا كان أعلم بالقضاء وآلته منه، روى عنه مقدام، ومالك بن عبد الله بن سيف.

مات في ذي الحجة سنة اثنتي عشرة ومائتين.

165 -

‌ سليمان بن الحكم بن عوانة الكلبي

.

حدث عن العلاء بن كثير، والقاسم بن الوليد الهمداني. وعنه محمد بن قدامة المصيصي، ومحمد بن الصباح، ومحمد بن أبي العوام.

قال ابن معين: ليس بشيء.

وقال النسائي: متروك.

166 -

‌ سليمان بن داود بن داود بن علي بن عبد الله بن العباس

، أبو أيوب، وأبو داود الهاشمي العباسي الأمير.

ص: 327

كان شريفا جليلا، عالما ثقة سريا. بلغنا عن أحمد بن حنبل أنه قال: كان يصلح للخلافة.

سمع عبد الرحمن بن أبي الزناد، وإسماعيل بن جعفر، وإبراهيم بن سعد، وعبثر بن القاسم، وسفيان بن عيينة، وجماعة. وعنه أحمد بن حنبل، ومحمد بن عبد الرحيم صاعقة، وعباس الدوري، وإبراهيم الحربي، والحارث بن أبي أسامة، وأبو مسلم الكجي، وغيرهم.

وقال الزعفراني: قال لي الشافعي: ما رأيت أعقل من هذين الرجلين: أحمد بن حنبل، وسليمان بن داود الهاشمي.

وقال النسائي، وغيره: ثقة.

وعن ابن وارة: سمع سليمان بن داود الهاشمي يقول: ربما أحدث بحديث واحد ولي نية، فإذا أتيت على بعضه تغيرت نيتي، وإذا الحديث الواحد يحتاج إلى نيات.

وقال ابن سعد، وأحمد بن زهير: مات سنة تسع عشرة.

167 -

ت ق:‌

‌ سليمان بن عبيد الله الأنصاري الرقي

، أبو أيوب الحطاب.

سمع عبيد الله بن عمرو الرقي، وبقية بن الوليد. وعنه أبو أمية الطرسوسي، وإسماعيل سمويه، وأبو حاتم الرازي، وحفص بن عمر سنجة، وطائفة.

قال النسائي: ليس بالقوي.

168 -

‌ سليمان بن علي

، أبو داود الكلابي البصري العطار.

عن القاسم بن الفضل الحداني، وحزم بن أبي حزم. وعنه أسيد بن عاصم.

قال أبو حاتم: شيخ.

169 -

‌ سليمان بن كران

.

ص: 328

سمع مبارك بن فضالة، وعمر بن عبد الرحمن الأبار. وعنه محمد بن مرزوق، ومحمد بن زكريا الأصبهاني.

توفي سنة ثمان عشرة، وهو طفاوي.

لينه ابن عدي، وغيره، وآخر من روى عنه محمد بن عثمان بن أبي سويد.

وهو ابن كران براء مخففة، قيده عبد الحق في أحكامه في السواك.

170 -

‌ سليمان بن النعمان الشيباني البصري

.

عن همام بن يحيى، ويحيى بن العلاء. وعنه أبو زرعة، وأبو حاتم.

وقال أبو حاتم: شيخ.

171 -

‌ سليمان بن أبي هوذة

.

عن حماد بن سلمة، وأبي هلال، وعمرو بن أبي قيس، وجماعة. وعنه عيسى بن أبي فاطمة، ومقاتل بن محمد، وسليمان بن داود القزاز.

قال أبو زرعة: صدوق.

172 -

‌ سليمان بن محمد الأسلمي اليساري

. ابن عم مطرف بن عبد الله.

سكن الجار، وحدث عن ابن أبي ذئب، ومالك، ونافع القارئ، وعبد الرحمن بن زيد بن أسلم، وجماعة. روى عنه أبو حاتم. وقال:

ص: 329

صدوق.

173 -

‌ سهل بن عامر البجلي

.

عن مالك بن مغول، وفضيل بن مرزوق، وإسرائيل. وعنه إبراهيم بن أبي بكر بن أبي شيبة، والحسن بن علي بن عفان، وجماعة.

قال أبو حاتم: أدركته بالكوفة. كان يفتعل الحديث.

174 -

‌ سهل بن محمود

، أبو السري.

حدث ببغداد عن سفيان بن عيينة، وأبي بكر بن عياش. وعنه محمد بن أحمد بن السكن، وعباس الدوري.

وكان صالحا ناسكا ثقة.

توفي كهلا في سنة خمس عشرة.

قال يعقوب بن شيبة: كان أحد أصحاب الحديث، وأحد النساك.

175 -

‌ سوار بن عمارة

، أبو عمارة الرملي.

عن رجاء بن أبي سلمة، والسري بن يحيى، وابن عيينة. وعنه أبو عمير عيسى بن محمد، وموسى بن سهل، ومحمد بن خلف العسقلاني، وزياد بن أيوب، وأبو زرعة الدمشقي.

قال أبو حاتم: أدركته ولم أسمع منه، وهو صدوق.

توفي سنة أربع أو خمس عشرة.

176 -

‌ سورة بن زهير

، أبو السري الخراساني.

روى عن مسعر بن كدام، وغيره.

قال أحمد بن سيار المروزي: حدثنا سورة بن زهير رجل من أهل خراسان لقيته بالإسكندرية أريد أن يتكلم على المنبر بخلق القرآن فامتنع.

177 -

‌ شداد بن حكيم

.

ص: 330

ولي قضاء بلخ مكرها فحكم ستة أشهر وهرب إلى سمرقند.

مات سنة ثلاث عشرة ومائتين عن تسعٍ وثمانين سنة.

نقلته من تعاليق ابن قاضي الـ.

178 -

ن:‌

‌ شعيب بن يحيى التجيبي العبادي المصري

.

عن نافع بن يزيد، ويحيى بن أيوب، والليث، ومالك، وغيرهم. وعنه الحارث بن مسكين، وعبد الرحمن بن عبد الله بن عبد الحكم، وزيد بن بشر، وبكر بن سهل الدمياطي، وجماعة.

ذكره ابن حبان في الثقات.

وقال ابن يونس: كان رجلا صالحا، غلبت عليه العبادة.

توفي سنة إحدى عشرة، وقيل: سنة خمس عشرة.

179 -

‌ شهاب بن معمر

، أبو الأزهر العوقي البصري ثم البلخي.

عن حماد بن سلمة، وفرات بن السائب، وسوادة بن أبي الأسود. وعنه البخاري في الأدب، وأبو قدامة عبد الله السرخسي، وعبد الصمد بن الفضل البلخي، وجماعة، وابن أخيه أبو شهاب معمر بن محمد.

وثقه ابن حبان.

180 -

ت ق:‌

‌ صاعد بن عبيد البجلي الحراني

.

عن زهير بن معاوية، وموسى بن أعين. وعنه جعفر بن مسافر، ومحمد بن الحجاج الحضرمي، وأبو محمد الدارمي.

181 -

ن:‌

‌ صالح بن مهران

، أبو سفيان الشيباني، مولاهم الأصبهاني الصوفي العارف.

ص: 331

روى عن النعمان بن عبد السلام، وغيره. وعنه محمد بن عاصم، وأخوه أسيد بن عاصم، ومحمد بن عبد الله بن الحسن.

وكان يسمى الحكيم لعقله وورعه. وقد دونوا من كلامه رحمه الله.

أخرج النسائي، عن الفلاس، عنه. ووثقه الفلاس.

وقال أبو نعيم الحافظ: كان من الورع بمحل.

وقال أسيد بن عاصم: كان يفتي، وكان أفقه من الحسين بن حفص.

182 -

‌ صالح ابن الأمير نصر بن مالك الخزاعي

. أخو أحمد بن نصر الشهيد.

روى عن ابن أبي ذئب، وشعبة، وجماعة. وعنه عباس الدوري، وأحمد بن أبي خيثمة، وآخرون.

وثقه محمد بن جرير الطبري.

وتوفي سنة تسع عشرة.

183 -

خ ن:‌

‌ الصلت بن محمد

، أبو همام البصري الخاركي. وخارك من ساحل البصرة.

سمع حماد بن زيد، ومهدي بن ميمون، وأبا عوانة، وعبد الواحد بن زياد، وجماعة. وعنه البخاري، والنسائي، عن رجل عنه، وإبراهيم بن المستمر العروقي، ومحمد بن مرزوق البصري، وآخرون.

وكان أحد الثقات.

قال أبو حاتم: صالح الحديث.

184 -

ع:‌

‌ الضحاك بن مخلد بن الضحاك بن مسلم بن الضحاك

، أبو عاصم النبيل الشيباني البصري، التاجر في الحرير، الحافظ.

ولد سنة اثنتين وعشرين ومائة، وسمع جعفر بن محمد الصادق، ويزيد بن أبي عبيد، وأيمن بن نابل، وبهز بن حكيم، وزكريا بن إسحاق المكي، وابن

ص: 332

جريج، وهشام بن حسان، وابن عون، وسليمان التيمي، وثور بن يزيد، وابن عجلان، والأوزاعي، وابن أبي عروبة، وخلقا. وعنه البخاري، وهو والجماعة عن رجلٍ عنه، وجرير بن حازم أحد شيوخه، وسفيان بن عيينة إن صح، وأحمد بن حنبل، وأبو خيثمة، وأبو بكر بن أبي شيبة، وبندار، وأبو حفص الفلاس، والدارمي، والحارث بن أبي أسامة، وأبو مسلم الكجي، وخلق؛ آخرهم موتا محمد بن حبان البصري المتوفى بعد الثلاثمائة.

قيل: إن فيلا قدم البصرة فخرج الناس يتفرجون، فقال ابن جريج لأبي عاصم: ما لك لا تخرج؟ قال: لم أجد منك عوضا، قال: أنت نبيل.

وقيل: لقب به لأنه كان فاخر البزة.

وقيل: حلف شعبة أن لا يحدث شهرا، فقصده أبو عاصم وقال: حدث وغلامي حرٌ كفارةً عنك.

وكان أبو عاصم حافظا ثبتا، لم ير في يده كتاب قط. وكان فيه مزاح وكيس.

قال عمر بن شبة: والله ما رأيت مثله.

وقال البخاري، وغيره: سمعنا أبا عاصم يقول: ما اغتبت أحدا منذ علمت أن الغيبة تضر أهلها.

وقال ابن معين: ثقة.

ولم يكن يعرب.

وقال أبو داود: كان أبو عاصم يحفظ قدر ألف حديث من جيد حديثه، وكان فيه مزاح.

قال إسماعيل بن أحمد أمير خراسان: سمعت أبي يقول: كان أبو عاصم كبير الأنف، فسمعته يقول: تزوجت امرأةً، فعمدت لأقبلها، فمنعني أنفي، فقالت: نح ركبتك، فقلت: إنما هو أنف.

ص: 333

قال غير واحد: توفي في ذي الحجة في آخر أيام التشريق سنة اثنتي عشرة.

وقال بعضهم: سنة ثلاث عشرة، وأظنه غلطا.

وقد جاوز التسعين بيسير.

قال ابن سعد: كان ثقةً فقيها، مات بالبصرة ليلة الخميس لأربع عشرة خلت من ذي الحجة.

قلت: غلط من قال: إنه مات سنة ثلاث عشرة، وذلك لأنه لم يصل خبر موته إلى بغداد إلا في سنة ثلاث عشرة، فورخه بعض المحدثين فيها.

وأما البخاري فقال: مات سنة أربع عشرة في آخرها.

قال يزيد بن سنان القزاز: سمعت أبا عاصم يقول: كنت أختلف إلى زفر بن الهذيل، وثم آخر يكنى أبا عاصم رث الهيئة يختلف إلى زفر. قال: فجاء أبو عاصم يستأذن، فخرجت جارية فقالت: من ذا؟ قال: أنا أبو عاصم، فدخلت وقالت لزفر: أبو عاصم بالباب، قال: أيهما هو؟ فقالت: النبيل منهما، فأذنت لي فدخلت، فقال لي زفر: قد لقبتك الجارية بلقب لا أراه أبدا يفارقك. لقبتك بالنبيل، فلزمني هذا اللقب. رواها غير واحد عن القزاز.

قال محمد بن عيسى: سمعت أبا عاصم يقول: ما دلست قط، وذاك أني أرجم من يدلس.

وفي تهذيب الكمال، عن البخاري ما ذكرنا من وفاته. كذا قال، وكذا قال شيخنا عبد الله بن تيمية:، بل ذكر البخاري وفاته سنة اثنتي عشرة غير مرة.

185 -

‌ طلق بن السمح بن شرحبيل

، أبو السمح المصري.

عن يحيى بن أيوب، ونافع بن يزيد، وموسى بن علي بن رباح، وقحذم بن

ص: 334

يزيد اللخمي، وحيوة بن شريح، وجماعة. وعنه ابنه حيوة، والربيع بن سليمان الجيزي، ومحمد بن عبد الملك بن زنجويه، وعبد الرحمن بن عبد الله بن عبد الحكم وآخرون.

قال ابن يونس: كان نفاطا في البحر يرمي بالنار، وتوفي بالإسكندرية سنة إحدى عشرة ومائتين.

قلت: روى النسائي في كتاب اليوم والليلة له حديثا، ذكره ابن أبي حاتم في كتابه.

186 -

خ 4:‌

‌ طلق بن غنام بن طلق بن معاوية النخعي

.

ابن عم حفص بن غياث. وكاتب شريك القاضي ثم حفص بن غياث على الحكم.

سمع زائدة، وشيبان، وشريكا، والمسعودي، ومالك بن مغول، وهمام بن يحيى، وجماعة. وعنه البخاري. والباقون سوى مسلم بواسطة، وأحمد بن حنبل، وأبو بكر، وعثمان ابنا أبي شيبة، وأبو كريب، وأبو أمية الطرسوسي، وعباس الدوري، وعبد الله بن الحسين المصيصي، وطائفة.

قال أبو داود: صالح.

وقال ابن سعد: ثقة صدوق.

مات في رجب سنة إحدى عشرة أيضا.

187 -

خ ت ن:‌

‌ عاصم بن يوسف اليربوعي

، أبو عمرو الكوفي الخياط.

عن أبي الأحوص سلام بن سليم، وقطبة بن عبد العزيز السعدي، وأبي شهاب الحناط، وإسرائيل بن يونس، وجماعة. وعنه إبراهيم بن أبي بكر بن أبي شيبة، وأحمد بن أبي خيثمة، وأحمد بن أبي غرزة الغفاري، وجعفر بن

ص: 335

محمد بن الهذيل، وأبو محمد الدارمي، وجاره يوسف بن موسى القطان، وطائفة.

وثقه مطين، وقال: مات سنة عشرين.

188 -

‌ عباد بن صهيب

، أبو بكر الكليبي البصري.

عن الأعمش، وسعيد بن أبي عروبة، وعمر مولى غفرة، وهشام بن عروة، وابن عجلان، وأمثالهم. وعنه حسين بن علي بن مهران، وإبراهيم بن راشد، ومحمد بن عثمان، ومحمد بن خزيمة البصري، وآخرون.

قال ابن عدي: لعباد تصانيف كثيرة، ومع ضعفه يكتب حديثه. قال لنا عبدان: عند أحمد بن روح، عن عباد بن صهيب مائة ألف حديث، قال عبدان: وعباد لم يكذبه الناس، إنما لقن بأخرة.

وقال البخاري: سكتوا عنه. وكان يرى القدر. توفي قريبا من سنة اثنتي عشرة ومائتين.

وأما ابن معين فروى عنه يحيى بن عبد الرحمن الأعمش، ولا أعرفه أنه قال: عباد بن صهيب أثبت من أبي عاصم.

189 -

‌ عباد بن موسى

، أبو عقبة القرشي البصري العباداني الأزرق، نزيل بغداد.

عن سفيان، وإسرائيل، وإبراهيم بن طهمان، وحماد بن سلمة، وعبد العزيز بن أبي رواد، وجماعة، وقيل: إنه سمع من ابن عون. وعنه أحمد بن يوسف التغلبي، ومحمد بن إسحاق الصاغاني، وإسحاق

ص: 336

الحربي، وإبراهيم بن فهد الساجي، وجماعة.

وثقه الصغاني، ولم يخرجوا له شيئا.

190 -

‌ عباس بن طالب البصري

. نزيل مصر.

عن حماد بن سلمة، وأبي عوانة، وروح بن عطاء، وعبد الواحد بن زياد. وعنه إسماعيل سمويه، وأبو حاتم.

حدث في سنة ست عشرة.

قال أبو زرعة: ليس بذاك.

191 -

‌ عباس بن الفضل الهذلي

.

عداده في البصريين عن حماد بن سلمة، وجرير بن حازم، وعنه أبو حاتم، وقال: شيخ، والحارث بن أبي أسامة، وغيرهما.

192 -

‌ عباس بن الوليد

، أبو الفضل البصري.

نزل الشام وحدث عن شعبة، ومبارك بن فضالة، وأبي جعفر الرازي. وعنه أحمد بن محمد بن سيار العوهي، وأحمد بن محمد بن أبي الخناجر الطرابلسي.

193 -

‌ عباس بن الوليد الفارسي

، ثم الإفريقي، أبو الوليد.

روى عن عبد الله بن فروخ، ومالك بن أنس، قتل شهيدا في رمضان سنة ثمان عشرة، وذلك عند فتح تونس لما خالفت على ابن الأغلب.

194 -

‌ عبد الله بن إسماعيل بن عثمان

، أبو مالك الجهضمي البصري.

عن شعبة، وجرير بن حازم، وحماد بن سلمة، وجماعة. وعنه إسحاق بن سيار النصيبي.

وكتب عنه أبو حاتم الرازي ولم يحدث عنه. قال: هو لين.

195 -

‌ عبد الله بن أيوب التيمي الشاعر

.

ص: 337

مدح الأمين، والمأمون، وغيرهما.

وكان شاعرا محسنا.

196 -

ع:‌

‌ عبد الله بن جعفر بن غيلان الرقي

، أبو عبد الرحمن مولى آل عقبة بن أبي معيط.

سمع عبيد الله بن عمرو، وأبا المليح الحسن بن عمر، وموسى بن أعين الرقيين، وإسماعيل بن عياش، وعبد العزيز الدراوردي، ومعتمر بن سليمان. وعنه أحمد الدورقي، وإسماعيل سمويه، وسلمة بن شبيب، وعبد الله بن عبد الرحمن الدارمي، ومعاوية بن صالح الأشعري، وهلال بن العلاء، وطائفة؛ آخرهم موتا أبو شعيب الحراني.

وثقه ابن معين، وغيره.

وقال هلال: أضر سنة ست عشرة، وتغير سنة ثمان عشرة، ومات سنة عشرين.

قلت: توفي في ثالث وعشرين شعبان بالرقة.

روت الجماعة عن رجلٍ عنه.

197 -

د:‌

‌ عبد الله بن الجهم

، أبو عبد الرحمن الرازي.

لم يرحل. وسمع من قاضي الري عكرمة بن إبراهيم، وجرير بن عبد الحميد، وعمرو بن أبي قيس الرازي، وابن المبارك، وجماعة. وعنه أحمد بن أبي سريج، ويوسف بن موسى القطان، وجماعة.

قال أبو زرعة: رأيته وكان صدوقا. لم أكتب عنه.

• عبد الله بن خيران. تأخر.

198 -

خ 4:‌

‌ عبد الله بن داود بن عامر بن الربيع

، أبو عبد الرحمن الهمداني، ثم الشعبي الكوفي المعروف بالخريبي.

سكن الخريبة، وهي محلة بالبصرة. وكان من كبار أئمة الأثر.

سمع هشام

ص: 338

ابن عروة، والأعمش، وسلمة بن نبيط، وإسماعيل بن أبي خالد، وثور بن يزيد، وابن جريج، والأوزاعي، وابن أبي ليلى، وخلقا. وعنه الحسن بن صالح بن حي، وسفيان بن عيينة وهما من شيوخه. ومسدد، ونصر بن علي، وبندار، وعمرو الفلاس، ومحمد بن يحيى الذهلي، والكديمي، وبشر بن موسى الأسدي، وخلق.

قال ابن سعد: كان ثقة، عابدا، ناسكا.

وقال ابن معين: ثقة مأمون.

وقال الكديمي، عن عبد الله بن داود قال: كان سبب دخولي البصرة لأن ألقى ابن عون، فلما صرت إلى قناطر سردار تلقاني نعيه، فدخلني ما الله به عليم.

أبو حفص الفلاس: سألت عبد الله بن داود عن بازي أخذ من أرض العدو. فقال: إن كان معلما وضع في المغنم، وإن كان وحشيا فهو لصاحبه.

علي بن حرب: سألت الخريبي عن الإيمان؟ قال: قولي فيه قول ابن مسعود، وحذيفة، وإبراهيم النخعي: قولٌ وعملٌ، يزيد وينقص.

ثم قال: أنا مؤمن عند نفسي، ولا أدري كيف أنا عند ربي.

وقال زيد بن أخزم: سمعت الخريبي يقول: نول الرجل أن يكره ولده على طلب الحديث، ليس الدين بالكلام، إنما الدين بالآثار.

وقال الكديمي عنه: ما كذبت إلا مرةً واحدة. قال لي أبي: قرأت على المعلم؟ قلت: نعم، وما كنت قرأت عليه.

وقال الفلاس: سمعت الخريبي يقول: كانوا يستحبون أن يكون للرجل خبيئة من عمل صالح لا تعلم به زوجته ولا غيرها.

وقال زيد بن أخزم: سمعت الخريبي يقول: من أمكن الناس من كل ما يريدون أضروا بدنياه ودينه.

ص: 339

وقال أبو داود: خلف الخريبي أربعمائة دينار. وبعث إليه محمد بن عباد مائة دينار فقبلها.

وقال إسماعيل الخطبي: سمعت أبا مسلم الكجي يقول: كتبت الحديث وعبد الله بن داود حي. ولم آته لأني كنت في بيت عمتي. فسألت عن أولادها فقالوا: قد مضوا إلى عبد الله. فأبطئوا، ثم جاءوا يذمونه وقالوا: طلبناه في منزله فقالوا هو في بسيتينية له بالقرب، فقصدناه فسلمنا، وسألناه أن يحدثنا، فقال: متعت بكم، أنا في شغل عن هذا، هذه البسيتينية لي فيها معاش، وتحتاج إلى سقي، وليس لي من يسقيها، فقلنا: نحن ندير الدولاب ونسقيها، فقال: إن حضرتكم نيةٌ فافعلوا، فتشلحنا وأدرنا الدولاب حتى سقينا البستان. ثم قلنا: تحدثنا؟ قال: متعت بكم ليس لي نية، وأنتم كانت لكم نية تؤجرون عليها.

وقال أحمد بن كامل: حدثنا أبو العيناء قال: أتيت الخريبي فقال: ما جاء بك؟ قلت: الحديث. قال: اذهب فتحفظ القرآن، قلت: قد حفظت القرآن، قال: اقرأ {وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ نُوحٍ} فقرأت العشر حتى أنفدته، فقال: اذهب الآن فتعلم الفرائض، قلت: قد تعلمت الفرائض الصلب والجد والكبر، قال: فأيهما أقرب إليك ابن أخيك أو ابن عمك؟ قلت: ابن أخي، قال: ولم؟ قلت: لأن أخي من أبي، وعمي من جدي، قال: اذهب الآن فتعلم العربية، قلت: قد علمتها قبل هذين، قال: فلم قال عمر حين طعن يا لله يا للمسلمين؟ قلت: فتح تلك على الدعاء، وكسر هذه على الاستغاثة والاستنصار، فقال: لو حدثت أحدا لحدثتك.

وقال عباس العنبري: سمعت الخريبي يقول: ولدت سنة ست وعشرين ومائة.

وقال الكديمي: مات في النصف من شوال سنة ثلاث عشرة.

وقال بشر الحافي: دخلت على عبد الله بن داود في مرضه الذي مات فيه، فجعل يقول ويمر يده إلى الحائط: لو خيرت بين دخول الجنة وبين أن أكون

ص: 340

لبنة من هذا الحائط لاخترت أن أكون لبنةً، متى أدخل أنا الجنة؟.

وكان يقف في القرآن تورعا وجبنا.

قال عثمان بن سليمان بن سافري: قال لي وكيع: النظر في وجه عبد الله بن داود عبادة.

وقال إسماعيل القاضي: لما دخل يحيى بن أكثم البصرة مضى إلى الخريبي، فلما دخل رأى الخريبي مشيته. فلما جلس وسلم قال: معي أحاديث تحدثني بها؟ قال: متعت بك، إني لما نظرت إليك نويت أن لا أحدث.

قال محمد بن شجاع البلخي: قلت لعبد الله الخريبي إن بعض الناس أخبرني أن أبا حنيفة رجع عن مسائل كثيرة، قال: إنما يرجع الفقيه عن القول إذا اتسع علمه.

199 -

ت:‌

‌ عبد الله بن داود الواسطي التمار

.

هو أقدم وفاة من الخريبي وأصغر. عن حنظلة بن أبي سفيان، وابن جريج، وحماد بن سلمة، والليث بن سعد، وجماعة. وعنه محمد بن المثنى، وأحمد بن سنان القطان، وأحمد بن أبي سريج الرازي، وهارون بن سليمان الأصبهاني، وآخرون.

قال ابن المثنى: كان والله ما علمته، ثقة صاحب سنة.

وقال ابن عدي: هو عندي ممن لا بأس به إن شاء الله.

200 -

خ ن ق:‌

‌ عبد الله بن رجاء الغداني

، أبو عمرو البصري.

عن شعبة، وعكرمة بن عمار، وهمام، وشيبان، وعاصم بن محمد العمري، وعبد الرحمن المسعودي، وجرير بن أيوب البجلي، وإسرائيل، وعبد الحميد بن بهرام، وسعيد بن سلمة بن أبي الحسام، وخلق. وعنه البخاري، والنسائي، وابن ماجه بواسطة، وإبراهيم الحربي، وأبو بكر الأثرم،

ص: 341

وإسماعيل سمويه، وأسيد بن عاصم، وعثمان بن سعيد الدارمي، وعثمان بن عمر الضبي، وأبو مسلم الكجي، وعلي بن عبد العزيز البغوي، وأبو خليفة الفضل بن الحباب، وخلق كثير. وروى البخاري أيضا عن محمد عنه.

قال أبو حفص الفلاس: صدوق كثير الغلط والتصحيف.

وقال أبو حاتم: ثقة رضىً.

وقال ابن المديني: اجتمع أهل البصرة على عدالة رجلين: أبي عمر الحوضي، وعبد الله بن رجاء.

توفي في سلخ ذي الحجة سنة تسع عشرة. ودفن من الغد سنة عشرين.

• - أما عبد الله بن رجاء المكي، فقد مر في طبقة وكيع.

201 -

خ د ت ن:‌

‌ عبد الله بن الزبير بن عيسى

. الإمام أبو بكر القرشي الأسدي الحميدي، حميد بن زهير بن الحارث بن أسد المكي.

محدث مكة وفقيهها، وأجل أصحاب سفيان بن عيينة.

سمع ابن عيينة، وعبد العزيز بن أبي حازم، وعبد العزيز الدراوردي، وفضيل بن عياض، ومروان بن معاوية، والوليد بن مسلم، ووكيعا، والشافعي، وطائفة، وعنه البخاري، وأبو داود، والترمذي، والنسائي، عن رجل عنه، وهارون الحمال، ومحمد بن يحيى الذهلي، وسلمة بن شبيب، ويعقوب الفسوي، ويعقوب السدوسي، وأبو زرعة، وأبو حاتم الرازيان، وأبو بكر محمد بن إدريس المكي وراقه، ومحمد بن عبد الله بن سنجر الجرجاني، ومحمد بن عبد الله ابن البرقي، وبشر بن موسى، والكديمي، وخلق.

قال أحمد بن حنبل: الحميدي عندنا إمام.

وقال أبو حاتم: أثبت الناس في ابن عيينة: الحميدي.

قال: جالست ابن عيينة تسع عشرة سنة أو نحوها.

ص: 342

وقال يعقوب بن سفيان: حدثنا الحميدي وما لقيت أنصح للإسلام وأهله منه.

وقال غيره: كان حجةً حافظا. كان لا يكاد يخفى عليه شيء من حديث سفيان.

وقال بشر بن موسى: حدثنا الحميدي، وذكر حديث إن الله خلق آدم على صورته، فقال: لا تقول غير هذا على التسليم والرضا بما جاء به القرآن والحديث. ولا تستوحش أن تقول كما قال القرآن والحديث.

قال الفسوي: سمعت الحميدي يقول: كنت بمصر، وكان لسعيد بن منصور حلقة في مسجد مصر يجتمع إليه أهل خراسان وأهل العراق. فجلست إليهم فذكروا شيخا لسفيان وقالوا: كم يكون حديثه؟ فقلت: كذا وكذا، فاستكثر ذلك سعيد وابن ديسم. فلم أزل أذاكرهما بما عندهما عنه، ثم أخذت أغرب عليهما، فرأيت فيهما الحياء والخجل.

وقال محمد بن سهل القهستاني: حدثنا الربيع قال: سمعت الشافعي يقول: ما رأيت صاحب بلغمٍ أحفظ من الحميدي. كان يحفظ لابن عيينة عشرة آلاف حديث.

وقال محمد بن إسحاق المروزي: سمعت إسحاق بن راهويه يقول: الأئمة في زماننا: الشافعي، والحميدي، وأبو عبيد.

وقال علي بن خلف: سمعت الحميدي يقول: ما دمت بالحجاز، وأحمد بالعراق، وإسحاق بخراسان لا يغلبنا أحد.

وقال السراج: سمعت محمد بن إسماعيل يقول: الحميدي إمامٌ في الحديث.

قلت: والحميدي معدود من الفقهاء الذين تفقهوا بالشافعي.

ص: 343

قال ابن سعد، والبخاري: توفي بمكة سنة تسع عشرة ومائتين.

وقال غيرهما: في ربيع الأول.

202 -

ق:‌

‌ عبد الله بن السري الأنطاكي الزاهد

.

كان من أهل المدائن، وصحب شعيب بن حرب العابد، وروى عنه، وعن سعيد بن زكريا المدائني، وصالح المري، وعبد الرحمن بن أبي الزناد، وحفص بن سليمان القارئ، وغيرهم. وعنه خلف بن تميم الكوفي مع تقدمه، وأحمد بن أبي الحواري، وأحمد بن نصر النيسابوري، وموسى بن سهل الرملي، وعباس الدوري، وأحمد بن خليد الحلبي شيخ الطبراني، وآخرون.

له حديث واحد في سنن ابن ماجه: عن الحسين بن أبي السري، عن خلف بن تميم، قال: حدثنا عبد الله بن السري، عن ابن المنكدر، عن جابر، رفعه قال: سيلعن آخر هذه الأمة أولها.

أسقط خلف، أو من بعده من إسناده سطرا، إما عمدا أو غلطا. فإن أحمد بن خليد الحلبي، وغيره رووه عن عبد الله بن السري الأنطاكي قال: حدثنا سعيد بن زكريا، قال: حدثنا عنبسة بن عبد الرحمن، عن محمد بن زاذان، عن محمد بن المنكدر، وكذلك رواه محمد بن معاوية الأنماطي، عن سعيد المدائني.

وحديث خلف وقع عاليا في جزء محمد بن الفرج الأزرق عنه، عن عبد الله بن السري.

قال ابن عدي: لا بأس به.

ص: 344

203 -

ن:‌

‌ عبد الله بن سليم

، أبو عبد الرحمن الجزري الرقي.

عن أبي المليح، وعبيد الله بن عمرو، وعيسى بن يونس. وعنه أيوب الوزان، ومحمد بن جبلة الرافقي، ومحمد بن علي بن ميمون الرقي.

مات سنة ثلاث عشرة.

204 -

‌ عبد الله بن سنان الهروي

.

روى عن عبد الله بن المبارك، ويعقوب القمي، وفضيل بن عياض. وعنه الذهلي، وأبو زرعة، وبشر بن موسى، وجماعة.

توفي سنة ثلاث عشرة.

وثقه أبو داود.

205 -

‌ عبد الله بن صالح بن مسلم بن صالح العجلي الكوفي المقرئ

. والد الحافظ أحمد بن عبد الله صاحب التاريخ.

قرأ القرآن على: حمزة الزيات، وهو آخر من قرأ عليه موتا. وروى عنه، وعن أبي بكر النهشلي، والحسن بن صالح بن حي، وعبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان، وفضيل بن مرزوق، وزهير بن معاوية، وحماد بن سلمة، وأسباط بن نصر، وشبيب بن شيبة، وعبد العزيز الماجشون، وجماعة. وعنه البخاري، فيما قيل، وابنه أحمد بن عبد الله العجلي، وأحمد بن أبي غرزة، وأحمد بن يحيى البلاذري الكاتب، وبشر بن موسى، وأبو زرعة الرازي، وأبو حاتم، ومحمد بن غالب تمتام، وإبراهيم الحربي، وخلق سواهم.

ولد بالكوفة سنة إحدى وأربعين ومائة، وسكن بغداد وأقرأ بها، تلا عليه: أبو حمدون الطيب بن إسماعيل، وإبراهيم بن نصر الرازي.

قال عبد الخالق بن منصور، عن ابن معين: ثقة.

وقال أبو حاتم: صدوق.

وقال ابن حبان في كتاب الثقات: كان مستقيم الحديث.

ص: 345

فصل

قال البخاري في تفسير سورة الفتح: حدثنا عبد الله، قال: حدثنا عبد العزيز بن أبي سلمة، عن هلال، عن عطاء بن يسار، عن عبد الله بن عمرو، فذكر حديث:{إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا}

قال أبو نصر الكلاباذي، وأبو القاسم اللالكائي، والوليد بن بكر الأندلسي: عبد الله هو ابن صالح العجلي.

وقال أبو علي بن السكن في روايته عن الفربري، عن البخاري: حدثنا عبد الله بن مسلمة، يعني القعنبي، قال: أخبرنا عبد العزيز، فذكره.

وقال أبو مسعود الدمشقي في الأطراف: عبد الله هو ابن رجاء، ثم قال: والحديث عند عبد الله بن رجاء، وعبد الله بن صالح.

وقال أبو علي الغساني: عبد الله هو ابن صالح كاتب الليث. وتابعه على ذلك أبو الحجاج شيخنا، وقال: هو أولى الأقوال بالصواب، لأن البخاري رواه في باب الانبساط إلى الناس من كتاب الأدب له، فقال: حدثنا عبد الله بن صالح، عن عبد العزيز بن أبي سلمة، ذكره عقيب حديث محمد بن سنان العوقي، عن فليح عن هلال، ورواه في البيوع من الصحيح عن العوقي. فالحديث عنده بهذين الإسنادين في الصحيح وفي كتاب الأدب، إلى أن قال: وإذا تقرر أن البخاري روى هذا الحديث عن عبد الله بن صالح، وقع الاشتراك بين العجلي، وبين الكاتب. فكونه كاتب الليث أولى لأنا تيقنا أن البخاري قد لقي كاتب الليث وأكثر عنه في التاريخ وغيره من مصنفاته،

ص: 346

وعلق عنه في أماكن من الصحيح، عن الليث، وعن عبد العزيز بن أبي سلمة. وهذا معدوم في حق العجلي، فإن البخاري ذكر له ترجمةً في التاريخ مختصرةً جدا، لم يرو عنه فيها شيئا، ولا وجدنا له رواية متيقنة عنه لا في الصحيح ولا في غيره. وقد روى في التاريخ، عن رجلٍ، عنه. وأيضا فلم نجد للعجلي روايةً عن عبد العزيز بن أبي سلمة سوى حديثٍ واحدٍ رواه إبراهيم الحربي عنه، عن عبد الله بن دينار، عن ابن عمر: الظلم ظلمات يوم القيامة، بخلاف كاتب الليث فإنه روى الكثير عن عبد العزيز بن أبي سلمة.

قلت: وأيضا فإن الناس رووا الحديث المذكور عن كاتب الليث.

وقد روى البخاري في الجهاد من صحيحه فقال: حدثنا عبد الله، قال: حدثنا عبد العزيز بن أبي سلمة، عن صالح بن كيسان، عن سالم، عن أبيه: كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا قفل من حج

الحديث، فقال أبو علي بن السكن، عن الفربري، عن البخاري، حدثنا عبد الله بن يوسف. ثم رواه ابن السكن في مصنفه من حديث عبد الله بن يوسف.

وقال أبو مسعود في الأطراف: هذا الحديث رواه الناس عن عبد الله بن صالح، قال: وقد روي أيضا عن عبد الله بن رجاء، فالله أعلم أيهما هو.

وقال أبو علي الغساني: هو عبد الله بن صالح كاتب الليث.

ثم ظفرنا برواية البخاري، عن كاتب الليث في نفس الصحيح ولله الحمد؛ وذلك أنه في مكان خفي. فإنه روى حديثا علقه فقال: وقال الليث، عن جعفر بن ربيعة في الذي نجر الخشبة وأوقرها الألف دينار. ثم قال في آخر الحديث: حدثني عبد الله بن صالح، قال: حدثنا الليث بهذا.

ص: 347

قال أحمد العجلي: ولد أبي سنة إحدى وأربعين ومائة. وتوفي سنة إحدى عشرة وله سبعون سنة.

قلت: الظاهر أن أحمد لم يضبط وفاة أبيه، وأظنه عاش إلى قريب العشرين. فإنه روى عنه من لا يعرف له سماع في سنة إحدى عشرة،، بل بعدها بأربع سنين، وخمس سنين، وأكثر. فروى عنه: أبو زرعة، وأبو حاتم، وإبراهيم الحربي، وإبراهيم بن عبد الله بن الجنيد، وإبراهيم بن دنوقا، ومحمد بن إسماعيل الترمذي، ومحمد بن العباس المؤدب مولى بني هاشم، ومحمد بن غالب تمتام، وهؤلاء من طلبة بعد سنة إحدى عشرة. وأول رحلة أبي حاتم سنة ثلاث عشرة. ولا أعلم لأكثرهم سماعا إلا بعد ذلك. والله أعلم.

206 -

ن:‌

‌ عبد الله بن عبد الحكم بن أعين بن ليث

، الفقيه أبو محمد المصري، والد الفقيه محمد، وسعد، وعبد الرحمن، وعبد الحكم، ويقال: إنه مولى عثمان رضي الله عنه.

سمع مالكا، والليث، ومفضل بن فضالة، ومسلم بن خالد الزنجي، ويعقوب بن عبد الرحمن الإسكندراني، وابن وهب، وابن القاسم، وبكر بن مضر، وجماعة.

وعنه بنوه الأربعة، والدارمي، وخير بن عرفة، ومحمد بن عبد الله ابن البرقي، ومقدام بن داود الرعيني، ويوسف بن يزيد القراطيسي، ومالك بن عبد الله بن سيف التجيبي، ومحمد بن عمرو أبو الكروس المصري، وآخرون.

قال أبو زرعة: ثقة.

وقال ابن وراة: كان شيخ مصر.

وقال أحمد العجلي: لم أر بمصر أعقل منه ومن سعيد بن أبي مريم.

وقال ابن حبان: كان ممن عقل مذهب مالك وفرع على أصوله.

ص: 348

وذكر أبو الفتح الأزدي في الضعفاء: أن ابن معين كذب عبد الله. وذكر هذا الساجي، عن ابن معين. وقد حدث عن الشافعي محمد بن عبد الله بن عبد الحكم بكتاب الوصايا. قال الساجي: فسألت الربيع فقال: هذا الكتاب وجدناه بخط الشافعي ولم يحدث به، ولم يقرأ عليه.

قلت: تكذيب يحيى له لم يصح.

وقال أبو عمر الكندي في كتاب الموالي بمصر: ومنهم عبد الله بن عبد الحكم بن أعين. سكن عبد الحكم وأبوه جميعا الإسكندرية وماتا بها، وولد عبد الله سنة خمسٍ وخمسين ومائة، وتوفي في رمضان سنة أربع عشرة.

وقال ابن عبد البر: صنف كتابا اختصر فيه أسمعته من ابن القاسم، وابن وهب، وأشهب. ثم اختصر من ذلك كتابا صغيرا. وعليهما مع غيرهما عن مالك معول البغداديين المالكية في المدارسة. وإياهما شرح أبو بكر الأبهري.

قلت: وقد صنف كتاب الأموال، وكتاب فضائل عمر بن عبد العزيز وسارت بتصانيفه الركبان. وكان محتشما نبيلا، متمولا، رفيع المنزلة، وهو مدفون إلى جانب الشافعي، وهو الأوسط من القبور الثلاثة.

وقال أبو إسحاق الشيرازي: كان أعلم أصحاب مالك بمختلف قوله، أفضت إليه الرياسة بمصر بعد أشهب.

قيل: إنه أعطى الشافعي ألف دينار.

207 -

ق:‌

‌ عبد الله بن عثمان بن عطاء بن أبي مسلم الخراساني

، أبو محمد. أخو محمد بن عثمان. من أهل الرملة.

روى عن عطاف بن خالد المخزومي، وطلحة بن زيد الرقي، ومسلم بن خالد الزنجي، وشهاب بن خراش، وغيرهم. ووهم من قال: إنه روى عن أبي مالك الأشجعي، روى عنه: إبراهيم بن محمد بن يوسف الفريابي، وإسماعيل سمويه، ومحمد بن إسماعيل البخاري، وموسى بن سهل الرملي، وأبو حاتم

ص: 349

الرازي، وقال: سمعت منه بالرملة سنة سبع عشرة.

ذكره ابن حبان في الثقات.

208 -

ق:‌

‌ عبد الله بن غالب العباداني

.

عن الربيع بن صبيح، وعبد الله بن زياد البحراني، وعامر بن يساف. وعنه عباد بن الوليد الغبري، وعباس الترقفي، ومحمد بن عبدك القزاز، ويحيى بن عبدك القزويني، ومحمد بن يحيى الأزدي.

209 -

‌ عبد الله بن مروان

، أبو شيخ الحراني.

عن زهير بن معاوية، وعيسى بن يونس. وعنه أبو حاتم الحافظ، وإبراهيم بن الهيثم البلدي، وإسحاق الحربي. وغيرهم.

وثقه أبو حاتم، ولقيه في سنة ثلاث عشرة ومائتين.

210 -

ن ق:‌

‌ عبد الله بن نافع بن ثابت بن عبد الله بن الزبير بن العوام

، أبو بكر الأسدي الزبيري المدني. وليس بالصائغ، ذاك مخزومي، وهذا يقال له: عبد الله بن نافع الأصغر.

يروي عن مالك، وعبد العزيز بن أبي حازم، وأخيه عبد الله بن نافع الأكبر. وعنه محمد بن يحيى الذهلي، وهارون الحمال، ويعقوب بن شيبة، وعباس الدوري، وأحمد بن المعذل الفقيه، وأحمد بن الفرج الحمصي، وطائفة.

قال ابن معين: صدوق.

وقال البخاري: أحاديثه معروفة.

وقال الزبير بن بكار: كان المنظور إليه من قريش بالمدينة في هديه وفقهه وعفافه. وكان قد سرد الصوم، وتوفي في المحرم سنة ست عشرة وهو

ص: 350

ابن سبعين سنة. وكذا ورخ البخاري وفاته.

• - وأما الصائغ فقد مر.

211 -

ن:‌

‌ عبد الله بن هارون بن أبي عيسى

، أبو علي الشامي، نزيل البصرة.

عن أبيه، ويونس بن عبيد، وسعيد بن أبي عروبة. وعنه ابن المديني، والفلاس، والكديمي، وسليمان بن سيف الحراني، وأبو قلابة الرقاشي، وجماعة.

وكان صدوقا.

كان حيا سنة إحدى عشرة.

212 -

‌ عبد الله المأمون ابن هارون الرشيد ابن محمد المهدي

ابن عبد الله المنصور، أبو العباس الهاشمي.

ولد سنة سبعين ومائة عندما استخلف أبوه الرشيد، وقرأ العلم في صغره، وسمع من هشيم، وعباد بن العوام، ويوسف بن عطية، وأبي معاوية الضرير، وطبقتهم.

وبرع في الفقه والعربية وأيام الناس. ولما كبر عني بالفلسفة وعلوم الأوائل ومهر فيها، فجره ذلك إلى القول بخلق القرآن.

روى عنه ولده الفضل، ويحيى بن أكثم، وجعفر بن أبي عثمان الطيالسي، والأمير عبد الله بن طاهر، وأحمد بن الحارث الشيعي، ودعبل الخزاعي، وآخرون.

وكان من رجال بني العباس حزما وعزما، وحلما وعلما، ورأيا ودهاءً، وهيبةً وشجاعةً، وسؤددا وسماحة، وله محاسن وسيرة طويلة.

ص: 351

قال ابن أبي الدنيا: كان أبيض، ربعة، حسن الوجه، تعلوه صفرة، وقد وخطه الشيب. أعين، طويل اللحية رقيقها. ضيق الجبين، على خده خال.

وقال الجاحظ: كان أبيض فيه صفرة. وكان ساقاه دون جسده صفراوين، كأنهما طليتان بالزعفران.

وقال ابن أبي الدنيا: قدم الرشيد طوس سنة ثلاثٍ وتسعين، فوجه ابنه المأمون إلى سمرقند. فأتته وفاة أبيه وهو بمرو.

وقال غيره: لما خلع الأمين أخاه المأمون من ولاية العهد غضب المأمون ودعا إلى نفسه بخراسان، فبايعوه في أول سنة ثمانٍ وتسعين ومائة.

وقال الخطبي: كان يكنى أبا العباس، فلما استخلف اكتنى بأبي جعفر. وأمه أم ولد اسمها مراجل، ماتت أيام نفاسها به.

وقال أيضا: دعي للمأمون بالخلافة والأمين حي في آخر سنة خمسٍ وتسعين، إلى أن قتل الأمين، فاجتمع الناس عليه، وتفرقت عماله في البلاد، وأقيم الموسم سنة ست وسنة سبعٍ باسمه، وهو مقيم بخراسان. واجتمع الناس عليه ببغداد في أول سنة ثمانٍ. وأتاه الخبر بمرو، فولى العراق الحسن بن سهل، فقدمها سنة تسعٍ، ثم بايع المأمون بالعهد لعلي بن موسى الرضا الحسيني رحمه الله، ونوه بذكره، وغير زي آبائه من لبس السواد، وأبدله بالخضرة. فغضب بنو العباس بالعراق لهذين الأمرين وخلعوه، وبايعوا إبراهيم عمه ولقبوه المبارك.

فحاربه الحسن بن سهل، فهزمه إبراهيم وألحقه بواسط. وأقام إبراهيم بالمدائن. ثم سار جيش الحسن وعليهم حميد الطوسي، وعلي بن هشام، فهزموا إبراهيم، فاختفى وانقطع خبره إلى أن ظهر في وسط خلافة المأمون، فعفا عنه.

وكان المأمون فصيحا مفوها. وكان يقول: معاوية بعمره، وعبد الملك بحجاجه، وأنا بنفسي. وقد رويت هذه عن المنصور.

وقيل: كان نقش خاتمه: المأمون عبد الله بن عبيد الله.

وروي عنه أنه ختم في بعض الرمضانات ثلاثا وثلاثين ختمة.

وقال الحسين بن فهم الحافظ: حدثنا يحيى بن أكثم قال: قال لي المأمون: أريد أن أحدث، فقلت: ومن أولى بهذا من أمير المؤمنين؟ فقال:

ص: 352

ضعوا لي منبرا. ثم صعد، فأول حديث: حدثنا عن هشيم، عن أبي الجهم، عن الزهري، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة، رفع الحديث وقال: امرؤ القيس صاحب لواء الشعراء إلى النار.

ثم حدث بنحوٍ من ثلاثين حديثا ثم نزل فقال لي: كيف رأيت يا يحيى مجلسنا، قلت: أجل مجلس، تفقه الخاصة والعامة، فقال: ما رأيت لكم حلاوة. إنما المجلس لأصحاب الخلقان والمحابر.

وقال السراج: حدثنا محمد بن سهل بن عسكر قال: تقدم رجل غريب بيده محبرة إلى المأمون فقال: يا أمير المؤمنين صاحب حديث منقطع به، فقال: ما تحفظ في باب كذا؟ فلم يذكر فيه شيئا، قال: فما زال المأمون يقول: حدثنا هشيم، وحدثنا يحيى، وحدثنا حجاج، حتى ذكر الباب، ثم سأله عن باب آخر، فلم يذكر فيه شيئا، فقال المأمون: حدثنا فلان، وحدثنا فلان، إلى أن قال لأصحابه: يطلب أحدهم الحديث ثلاثة أيامٍ ثم يقول أنا من أصحاب الحديث، أعطوه ثلاثة دراهم.

ومع هذا فكان المأمون مسرفا في الكرم، جوادا ممدحا، جاء عنه أنه فرق في ساعة ستةً وعشرين ألف ألف درهم.

وكان يشرب النبيذ. وقيل:، بل كان يشرب الخمر، فيحرر ذلك.

وجاء أنه أجاز أعرابيا مرةً لكونه مدحه بثلاثين ألف دينار.

وأما ذكاؤه فمتوقد. روى مسروق بن عبد الرحمن الكندي: حدثني محمد بن المنذر الكندي جار عبد الله بن إدريس قال: حج الرشيد، فدخل الكوفة وطلب المحدثين. فلم يتخلف إلا عبد الله بن إدريس، وعيسى بن يونس، فبعث إليهما الأمين والمأمون. فحدثهما ابن إدريس بمائة حديث، فقال المأمون: يا عم، أتأذن أن أعيدها من حفظي؟ قال: افعل، فأعادها، فعجب من حفظه، ومضيا إلى عيسى فحدثهما، فأمر له المأمون بعشرة آلاف درهم،

ص: 353

فأبى أن يقبلها وقال: ولا شربة ماء على حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم.

وروى محمد بن عون، عن ابن عيينة أن المأمون جلس فجاءته امرأة فقالت: يا أمير المؤمنين مات أخي وخلف ستمائة دينار، فأعطوني دينارا، وقالوا: هذا نصيبك، فحسب المأمون وقال: هذا نصيبك. هذا خلف أربع بنات، قالت: نعم، قال: لهن أربعمائة دينار. وخلف والدةً فلها مائة دينار. وخلف زوجةً فلها خمسة وسبعون دينارا. بالله ألك اثنا عشر أخا؟ قالت: نعم، قال: لكل واحد ديناران ولك دينار.

وقال ابن الأعرابي: قال لي المأمون: أخبرني عن قول هند بنت عتبة:

نحن بنات طارق نمشي على النمارق من طارق هذا؟ قال: فنظرت في نسبها فلم أجده، فقلت: ما أعرف، قال: إنما أرادت النجم، انتسبت إليه لحسنها. ثم دحى إلي بعنبرةٍ بعتها بخمسة آلاف درهم.

وقال بعضهم عن المأمون: من أراد كتابا سرا فليكتب بلبنٍ حليب حلب لوقته، ويرسله إلى من يريد فيعمد إلى قرطاس فيحرقه ويذر رماده على الكتابة، فيقرأ له.

وقال الصولي: كان المأمون قد اقترح في الشطرنج أشياء. وكان يحب اللعب بها.

وعن بعضهم قال: استخرج المأمون كتب الفلاسفة واليونان من جزيرة قبرس، وقدم الشام غير مرة.

وقال أبو معشر المنجم: كان أمارا بالعدل، محمود السيرة، ميمون النقيبة، فقيه النفس، يعد مع كبار العلماء.

وعن الرشيد قال: إني لأعرف في عبد الله حزم المنصور، ونسك المهدي، وعزة الهادي، ولو أشاء أن أنسبه إلى الرابع، يعني نفسه، لنسبته. وقد قدمت محمدا عليه، وإني لأعلم أنه منقاد إلى هواه، مبذر لما حوته يده،

ص: 354

يشارك في رأيه الإماء والنساء. ولولا أم جعفر وميل بني هاشم إليه لقدمت عبد الله عليه.

وعن المأمون قال: لو عرف الناس حبي للعفو لتقربوا إلي بالجرائم، وأخاف أن لا أؤجر فيه. يعني لكونه طبعا له.

وعن يحيى بن أكثم قال: كان المأمون يحلم حتى يغيظنا.

وقيل: إن ملاحا مر فقال: أتظنون أن هذا ينبل في عيني وقد قتل أخاه الأمين؟ فسمعها المأمون فتبسم، وقال: ما الحيلة حتى أنبل في عين هذا السيد الجليل؟.

وعن يحيى بن أكثم قال: كان المأمون يجلس للمناظرة في الفقه يوم الثلاثاء، فجاء رجل عليه ثياب قد شمرها ونعله في يده. فوقف على طرف البساط وقال: السلام عليكم. فرد عليه المأمون، فقال: أتأذن لي في الدنو؟ قال: ادن وتكلم، قال: أخبرني عن هذا المجلس الذي أنت فيه. جلسته باجتماع الأمة أم بالمغالبة والقهر؟ قال: لا بهذا ولا بهذا. بل كان يتولى أمر المسلمين من عقد لي ولأخي. فلما صار الأمر لي علمت أني محتاج إلى اجتماع كلمة المسلمين في الشرق والغرب على الرضى بي. فرأيت أني متى خليت الأمر اضطرب حبل الإسلام ومرج عهدهم، وتنازعوا، وبطل الجهاد والحج، وانقطعت السبل. فقمت حياطةً للمسلمين إلى أن يجمعوا على رجلٍ يرضون به، فأسلم إليه الأمر. فمتى اتفقوا على رجلٍ خرجت له من الأمر، فقال: السلام عليكم ورحمة الله، وذهب، فوجه المأمون من يكشف خبره. فرجع وقال: يا أمير المؤمنين مضى إلى مسجد فيه خمسة عشر رجلا في مثل هيئته، فقالوا له: ألقيت الرجل؟ قال: نعم. وأخبرهم بما جرى، قالوا: ما نرى بما قال بأسا. وافترقوا. فقال المأمون: كفينا مؤونة هؤلاء بأيسر الخطب.

وقيل: أهدى ملك الروم إلى المأمون تحفا سنية منها مائة رطل مسك، ومائة حلة سمور. فقال المأمون: أضعفوها له ليعلم عز الإسلام وذل الكفر.

وقيل: دخل رجل من الخوارج على المأمون، فقال: ما حملك على الخلاف؟ قال قوله تعالى: {وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ} قال: ألك علمٌ بأنها منزلة؟ قال: نعم. قال: ما

ص: 355

دليلك؟ قال: إجماع الأمة. قال: فكما رضيت بإجماعهم في التنزيل، فارض بإجماعهم في التأويل. قال: صدقت، السلام عليك يا أمير المؤمنين.

وقال محمد بن زكريا الغلابي: حدثنا مهدي بن سابق قال: دخل المأمون يوما ديوان الخراج، فمر بغلام جميل على أذنه قلم. فأعجبه حسنه فقال: من أنت؟ قال: الناشئ في دولتك، وخريج أدبك، والمتقلب في نعمتك يا أمير المؤمنين، الحسن بن رجاء، فقال: يا غلام بالإحسان في البديهة تفاضلت العقول، ثم أمر برفع مرتبه عن الديوان، وأمر له بمائة ألف درهم.

وعن إسحاق الموصلي قال: كان المأمون قد سخط على الخليع الشاعر لكونه هجاه عندما قتل الأمين. فبينا أنا ذات يوم عند المأمون إذ دخل الحاجب برقعة، فاستأذن في إنشادها. فأذن له، فقال:

أجرني فإني قد ظمئت إلى الوعد متى تنجز الوعد المؤكد بالعهد أعيذك من خلف الملوك فقد ترى تقطع أنفاسي عليك من الوجد أيبخل فرد الحسن عني بنائلٍ قليلٍ وقد أفردته بهوىً فرد إلى أن قال:

رأى الله عبد الله خير عباده فملكه والله أعلم بالعبد ألا إنما المأمون للناس عصمة مميزة بين الضلالة والرشد فقال له: أحسنت، قال: يا أمير المؤمنين أحسن قائلها، قال: ومن هو؟ قال: عبيدك الحسين بن الضحاك، فقال: لا حياه الله ولا بياه. أليس هو القائل:

فلا تمت الأشياء بعد محمدٍ ولا زال شمل الملك فيها مبددا ولا فرح المأمون بالملك بعده ولا زال في الدنيا طريدا مشردا هذه بتلك، ولا شيء له عندنا، قال الحاجب: فأين عادة عفو أمير المؤمنين، قال: أما هذه فنعم. ائذنوا له، فدخل، فقال له: هل عرفت يوم قتل أخي هاشمية هتكت؟ قال: لا، قال: فما معنى قولك:

ومما شجى قلبي وكفكف عبرتي محارم من آل الرسول استحلت ومهتوكة بالجلد عنها سجوفها كعابٌ كقرن الشمس حين تبدت

ص: 356

فلا بات ليل الشامتين بغبطةٍ ولا بلغت آمالهم ما تمنت فقال: يا أمير المؤمنين، لوعة غلبتني، وروعة فاجأتني، ونعمة سلبتها بعد أن غمرتني. فإن عاقبت فبحقك، وإن عفوت فبفضلك. فدمعت عينا المأمون وأمر له بجائزة.

حكى الصولي أن المأمون كان يحب اللعب بالشطرنج، واقترح فيه أشياء، وكان ينهى أن يقال: تعال نلعب، ويقول:، بل نتناقل، ولم يكن بها حاذقا، فكان يقول: أنا أدبر أمر الدنيا وأتسع لها، وأضيق عن تدبير شبرين. وله فيها:

أرضٌ مربعةٌ حمراء من أدمٍ كما بين إلفين معروفين بالكرم تذاكرا الحرب فاحتالا لها حيلا من غير أن يأثما فيها بسفك دم هذا يغير على هذا وذاك على هذا يغير وعين الحزم لم تنم فانظر إلى فطنٍ جالت بمعرفةٍ في عسكرين بلا طبلٍ ولا علم وقيل: إن المأمون نظر إلى عمه إبراهيم بن المهدي وكان يلقب بالتنين، فقال: ما أظنك عشقت قط. ثم أنشد:

وجه الذي يعشق معروف لأنه أصفر منحوف ليس كمن يأتيك ذا جثةٍ كأنه للذبح معلوف وعن المأمون قال: أعياني جواب ثلاثة. صرت إلى أم ذي الرياستين أعزيها فيه، فقلت: لا تأسي عليه فإني عوضه لك، قالت: يا أمير المؤمنين وكيف لا أحزن على ولدٍ أكسبني مثلك، وأتيت بمتنبئ فقلت: من أنت؟ قال: أنا موسى بن عمران، قلت: ويحك، موسى كانت له آيات فأتني بها حتى أؤمن بك، قال: إنما أتيت بهذه المعجزات فرعون، إذ قال أنا ربكم الأعلى. فإن قلت كذلك أتيتك بالآيات.

قال: وأتى أهل الكوفة يشكون عاملهم فقال خطيبهم: هو شر عاملٍ. أما في أول سنةٍ فإنا بعنا الأثاث والعقار، وفي الثانية بعنا الضياع، وفي الثالثة نزحنا عن بلدنا وأتيناك نستغيث بك. فقلت: كذبت، بل هو رجل قد حمدت مذهبه، ورضيت دينه، واخترته معرفةً مني بكم وتقديم سخطكم على العمال. قال: صدقت يا أمير المؤمنين وكذبت أنا. فقد خصصتنا به هذه المدة دون باقي البلاد، فاستعمله على بلدٍ آخر ليشملهم من عدله وإنصافه مثل الذي

ص: 357

شملنا. فقلت: قم في غير حفظ الله، قد عزلته عنكم.

ومما ينسب إلى المأمون من الشعر:

لساني كتومٌ لأسراركم ودمعي نمومٌ لسري مذيع فلولا دموعي كتمت الهوى ولولا الهوى لم تكن لي دموع وكان قدوم المأمون من خراسان إلى بغداد في سنة أربعٍ ومائتين. دخلها في رابع صفر بأبهةٍ عظيمة، وتجمل زائد.

قال إبراهيم بن محمد بن عرفة النحوي في تاريخه: حكى أبو سليمان داود بن علي، عن يحيى بن أكثم قال: كنت عند المأمون وعنده جماعة من قواد خراسان، وقد دعا إلى خلق القرآن حينئذٍ، فقال لأولئك القواد: ما تقولون في القرآن؟ فقالوا: كان شيخونا يقولون: ما كان فيه من ذكر الحمير والجمال والبقر فهو مخلوق، وما كان من سوى ذلك فهو غير مخلوق. فأما إذا قال أمير المؤمنين هو مخلوق، فنحن نقول كله م لوق، فقلت للمأمون: أتفرح بموافقة هؤلاء؟ قال ابن عرفة: أمر المأمون مناديا فنادى في الناس ببراءة الذمة ممن ترحم على معاوية أو ذكره بخير.

وكان كلامه في القرآن سنة اثنتي عشرة. فكثر المنكر لذلك، وكاد البلد يفتتن ولم يلتئم له من ذلك ما أراد، فكف عنه. يعني كف عنه إلى بعد هذا الوقت.

ومن كلام المأمون: الناس ثلاثة، فمنهم مثل الغذاء لا بد منه على حالٍ من الأحوال، ومنهم كالدواء يحتاج إليه في حال المرض، ومنهم كالداء مكروه على كل حالٍ.

وعن المأمون قال: لا نزهة ألذ من النظر في عقول الرجال.

وقال: غلبة الحجة أحب إلي من غلبة القدرة. لأن غلبة الحجة لا تزول، وغلبة القدرة تزول بزوالها.

وكان المأمون يقول: الملك يغتفر كل شيء إلا القدح في الملك، وإفشاء السر، والتعرض للحرم.

وقال: أعيت الحيلة في الأمر إذا أقبل أن يدبر، وإذا أدبر أن يقبل.

ص: 358

وقيل للمأمون: أي المجالس أحسن؟ قال: ما نظر فيه إلى الناس. فلا منظر أحسن من الناس.

وكان المأمون معروفا بالتشيع، فروى أبو داود المصاحفي قال: سمعت النضر بن شميل يقول: دخلت على المأمون فقال: إني قلت اليوم:

أصبح ديني الذي أدين به ولست منه الغداة معتذرا حب علي بعد النبي ولا أشتم صديقه ولا عمرا وابن عفانٍ في الجنان مع الأبرار ذاك القتيل مصطبرا وعائش الأم لست أشتمها من يفتريها فنحن منه برا وقد نادى المأمون بإباحة متعة النساء، ثم لم يزل به يحيى بن أكثم حتى أبطلها، وروى له حديث الزهري، عن ابني الحنفية، عن أبيهما محمد، عن علي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عن متعة النساء يوم خيبر. فلما صحح له الحديث رجع إلى الحق.

وأما مسألة خلق القرآن فلم يرجع عنها وصمم عليها في سنة ثمان عشرة. وامتحن العلماء، فعوجل ولم يمهل. توجه غازيا إلى أرض الروم فلما وصل إلى البذندون مرض واشتد به الأمر فأوصى بالخلافة إلى أخيه المعتصم.

وكان قد افتتح في غزوته أربعة عشر حصنا، ورد فنزل على عين البذندون، فأقام هناك واعتل.

قال المسعودي: أعجبه برد ماء العين وصفاؤها، وطيب الموضع وكثرة الخضرة، وقد طرح له درهم في العين، فقرأ ما عليه لفرط صفائها. ولم يقدر أحد أن يسبح فيها لشدة بردها. فرأى سمكة نحو الذراع كأنها الفضة. فجعل لمن يخرجها سيفا، فنزل فراشٌ فاصطادها وطلع، فاضطربت وفرت إلى الماء فتنضح صدر المأمون ونحره وابتل ثوبه. ثم نزل الفراش ثانيةً وأخذها. فقال المأمون: تقلى الساعة. ثم أخذته رعدة فغطي باللحف وهو يرتعد ويصيح. فأوقدت حوله نارٌ. ثم أتي بالسمكة فما ذاقها لشغله بحاله. فسأل المعتصم بختيشوع وابن ماسوية عن مرضه، فجساه، فوجدا نبضه خارجا عن الاعتدال،

ص: 359

منذرا بالفناء، ورأيا عرقا سائلا منه كلعاب اللاعية فأنكراه ولم يجداه في كتب الطب، ثم أفاق المأمون من غمرته، فسأل عن تفسير اسم المكان بالعربي، فقيل: مد رجليك. فتطير به. وسأل عن اسم البقعة، فقيل الرقة. وكان فيما علم من مولده أنه يموت بالرقة. فكان يتجنب النزول بالرقة. فلما سمع ذلك من الروم عرف وأيس، وقال: يا من لا يزول ملكه ارحم من قد زال ملكه، وأجلس المعتصم عنده من يلقنه الشهادة لما ثقل. فرفع الرجل بها صوته، فقال له ابن ماسوية: لا تصيح، فوالله ما يفرق الآن بين ربه وبين ماني. ففتح عينيه وبهما من عظم التورم والاحمرار أمر شديد، وأقبل يحاول بيديه البطش بابن ماسوية، ورام مخاطبته فعجز، فرمق بطرفه نحو السماء وقد امتلأت عيناه دموعا، وقال في الحال: يا من لا يموت ارحم من يموت. ثم قضى ومات في يوم الخميس لاثنتي عشرة ليلة بقيت من رجب سنة ثماني عشرة. فنقله ابنه العباس وأخوه المعتصم لما توفي إلى طرسوس، فدفن هناك في دار خاقان خادم أبيه.

213 -

ن:‌

‌ عبد الله بن يحيى

، أبو محمد الثقفي البصري.

عن بكار بن عبد العزيز بن أبي بكرة، وعبد الواحد بن زياد، وأبي عوانة، وسليم بن أخضر. وعنه إبراهيم بن يعقوب الجوزجاني، وأبو محمد الدارمي، والكديمي، ويعقوب الفسوي، وعبد العزيز بن معاوية القرشي، ومحمد بن يحيى الأزدي، وإبراهيم بن حرب العسكري.

وقال الجوزجاني: ثقة مأمون.

214 -

خ د: عبد الله بن يحيى، أبو يحيى المعافري المصري البرلسي.

عن سعيد بن أبي أيوب، وموسى بن علي، وعبد الرحمن بن زياد بن أنعم، وحيوة بن شريح، ومعاوية بن صالح، والليث، وجماعة. وعنه دحيم،

ص: 360

والحسن بن عبد العزيز الجروي، وجعفر بن مسافر، ووهب الله بن رزق المصري، وآخرون.

قال أبو حاتم: لا بأس به.

زاد أبو زرعة: وأحاديثه مستقيمة.

وقال ابن يونس: توفي بالبرلس سنة اثنتي عشرة.

215 -

ع:‌

‌ عبد الله بن يزيد مولى آل عمر الفاروق

، أبو عبد الرحمن المقرئ المكي.

أصله من ناحية الأهواز مما يلي البصرة، ولد في حدود العشرين ومائة، وروى عن كهمس بن الحسن، وأبي حنيفة، وابن عون، وموسى بن علي بن رباح، ويحيى بن أيوب، وحرملة بن عمران التجيبي، وحيوة بن شريح، وسعيد بن أبي أيوب، وشعبة، وعبد الرحمن بن زياد بن أنعم الإفريقي، وخلق. وعنه البخاري، والأربعة، عن رجلٍ عنه، وأحمد بن حنبل، وأبو خيثمة، وابن راهويه، وابن نمير، وهارون الحمال، والحسن بن علي الخلال، وعباس الدوري، ومحمد بن يحيى الذهلي، ومحمد بن مسلمة الواسطي، ومحمد بن إسماعيل الصائغ، وبشر بن موسى، والحارث بن أبي أسامة، وروح بن الفرج القطان، وهارون بن ملول، وخلق.

وثقه النسائي، وغيره. وهو من أكبر شيوخ البخاري.

قال محمد بن عاصم: سمعته يقول: أنا ما بين التسعين إلى المائة. وأقرأت القرآن بالبصرة ستا وثلاثين سنة. وهاهنا بمكة خمسا وثلاثين سنة.

قلت: كان قد أخذ الحروف عن نافع بن أبي نعيم، وله اختيار في القراءة رواه عنه ابنه محمد. وكان يلقن القرآن، وكان إماما في القرآن والحديث، كبير الشأن.

ص: 361

قال البخاري: مات بمكة سنة اثنتي عشرة أو ثلاث عشرة.

وقال مطين: سنة ثلاث عشرة توفي أبو عبد الرحمن المقرئ رحمه الله.

216 -

خ د ت ن:‌

‌ عبد الله بن يوسف التِّنِّيسي

، أبو محمد الكلاعي الدمشقيُّ ثم المصريُّ، نزيل تنيس.

عن سعيد بن عبد العزيز، ومعاوية بن يحيى الأطرابلسي، ومالك، والليث، وعبد الرحمن بن يزيد بن جابر، وسعيد بن بشير، وعبد الله بن سالم الحمصي، ويحيى بن حمزة، وطائفة. وعنه البخاري، وأبو داود والترمذي والنسائي عن رجل عنه، ويحيى بن معين، والذُّهلي، وإسماعيل سمُّويه، والربيع الجيزي، والربيع المرادي، وأبو حاتم، ومحمد بن إسحاق الصاغاني، ويحيى بن عثمان بن صالح، وبكر بن سهل الدِّمياطي، ويوسف بن يزيد القراطيسي، وآخرون.

قال ابن معين: أثبت الناس في الموطأ القعنبي، وعبد الله بن يوسف.

وقال: ما بقي على أديم الأرض أوثق منه في الموطأ، يعني: ابن يوسف.

وقال البخاري: كان من أثبت الشاميين.

وقال أبو مسهر: سمع معي عبد الله بن يوسف الموطأ سنة ست وستين ومائة.

وقال أبو حاتم وغيره: ثقة.

وقال ابن عدي: صدوق خير فاضل.

وقال ابن يونس: توفي بمصر سنة ثمان عشرة. وكذا ورَّخه أحمد ابن البرقي وغيره.

ص: 362

217 -

ق:‌

‌ عبد الأعلى بن القاسم

، أبو بشير الهمداني البصري اللؤلؤي.

عن حماد بن سلمة، وهمام بن يحيى، وسوار بن عبد الله بن قدامة، وشريك. وعنه عبدة بن عبد الله الصفار، وأبو حفص الفلاس، ويعقوب الفسوي، وأبو حاتم الرازي، وقال: صدوق.

218 -

‌ عبد الأعلى بن مسهر بن عبد الأعلى بن مسهر

. الإمام أبو مسهر الغساني الدمشقي، أحد الأعلام، ويعرف بابن أبي درامة، وهي كنية جده عبد الأعلى.

ولد أبو مسهر سنة أربعين ومائة.

وروى عن سعيد بن عبد العزيز، وعبد الله بن العلاء بن زبر، وسعيد بن بشير، ومالك بن أنس، وإسماعيل بن عياش، وإسماعيل بن عبد الله بن سماعة، وخالد بن يزيد المري، وصدقة بن خالد، ويحيى بن حمزة، وخلق.

وأخذ القراءة عن نافع بن أبي نعيم، وأيوب بن تميم. وعنه أحمد بن حنبل، ومحمد بن يحيى الذهلي، ومحمد بن إسحاق الصغاني، وإسحاق الكوسج، وعباس الترقفي، وأبو أمية محمد بن إبراهيم الطرسوسي، ومحمد بن عوف الطائي، وإبراهيم بن ديزيل، وأبو زرعة الدمشقي، وعبد الرحمن بن القاسم ابن الرواس، وخلق.

قال أبو داود: سمعت أحمد بن حنبل يقول: رحم الله أبا مسهر ما كان أثبته، وجعل يطريه.

وقال يحيى بن معين: إذا رأيتني أحدث ببلدة فيها مثل أبي مسهر فينبغي للحيتي أن تحلق.

وقال أبو زرعة، عن أبي مسهر: ولد لي ولد والأوزاعي حي، وجالست

ص: 363

سعيد بن عبد العزيز ثنتي عشرة سنة، وما كان من أصحابه أحدٌ أحفظ لحديثه مني، غير أني نسيت.

وقال محمد بن عوف: سمعت أبا مسهر يقول: قال لي سعيد بن عبد العزيز: ما شبهتك في الحفظ إلا بجدك أبي درامة. ما كان يسمع شيئا إلا حفظه.

وقال محمد بن عثمان التنوخي: ما بالشام مثل أبي مسهر.

وقال أبو زرعة الدمشقي: قال ابن معين: منذ خرجت من باب الأنبار إلى أن رجعت لم أر مثل أبي مسهر.

قال أبو زرعة: رأيت أبا مسهر يحضر الجامع بأحسن هيئة في البياض والساج والخف، ويعتم على شامية طويلة بعمامة سوداء عدنية.

قلت: كان أبو مسهر مع جلالته وعلمه من رؤساء الدمشقيين وأكابرهم.

قال العباس بن الوليد البيروتي: سمعت أبا مسهر يقول: لقد حرصت على علم الأوزاعي حتى كتبت عن إسماعيل بن سماعة ثلاثة عشر كتابا، حتى لقيت أباك فوجدت عنده علما لم يكن عند القوم.

وقال دحيم: قال أبو مسهر: رأيت الأوزاعي، وجلست مع عبد الرحمن بن يزيد بن جابر.

وقال ابن أبي حاتم: سألت أبي عن أبي مسهر فقال: ثقة، ما رأيت أفصح منه ممن كتبنا عنه، هو وأبو الجماهر.

وقال محمد بن الفيض الغساني: خرج السفياني أبو العميطر سنة خمسٍ وتسعين ومائة فولى قضاء دمشق أبا مسهر كرها، ثم تنحى عن القضاء لما خلع أبو العميطر.

وقال ابن زنجويه: سمعت أبا مسهر يقول: عرامة الصبي في صغره زيادة في عقله في كبره.

ص: 364

وقال ابن ديزيل: سمعت أبا مسهر ينشد:

هبك عمرت مثل ما عاش نوح ثم لاقيت كل ذاك يسارا هل من الموت - لا أبا لك - بد أي حي إلى سوى الموت صارا محنة أبي مسهر مع المأمون

قال الحافظ ابن عساكر: قرأت بخط أبي الحسين الرازي، قال: سمعت محمود بن محمد الرافقي، قال: سمعت علي بن عثمان النفيلي يقول: كنا على باب أبي مسهر جماعةً من أصحاب الحديث، فمرض، فدخلنا عليه نعوده، فقلنا: كيف أنت؟ كيف أصبحت؟ قال: في عافيةٍ راضيا عن الله، ساخطا على ذي القرنين، حيث لم يجعل السد بيننا وبين أهل العراق، كما جعله بين أهل خراسان وبين يأجوج ومأجوج، قال: فما كان بعد هذا إلا يسيرا حتى وافى المأمون دمشق، ونزل بدير مُر ن وبنى القبيبة فوق الجبل، فكان يأمر بالليل بجمرٍ عظيم فيوقد، ويجعل في طسوت كبار، ويدلى من عند القبيبة بسلاسل وحبال، فتضيء له الغوطة، فيبصرها بالليل، وكان لأبي مسهر حلقة في الجامع بين العشاءين عند حائط الشرقي، فبينا هو ليلةً إذ قد دخل الجامع ضوء عظيم، فقال أبو مسهر: ما هذا؟ قالوا: النار التي تدلى لأمير المؤمنين من الجبل حتى تضيء له الغوطة، فقال:{أَتَبْنُونَ بِكُلِّ رِيعٍ آيَةً تَعْبَثُونَ * وَتَتَّخِذُونَ مَصَانِعَ لَعَلَّكُمْ تَخْلُدُونَ} وكان في الحلقة صاحب خبر للمأمون، فرفع ذلك إلى المأمون، فحقدها عليه. وكان قد بلغه أنه كان على قضاء أبي العميطر. فلما رحل المأمون أمر بحمل أبي مسهر إليه، فامتحنه بالرقة في القرآن.

قال: وحدثني أبو الدحداح أحمد بن محمد قال: حدثنا الحسن بن حامد النيسابوري، قال: حدثني أبو محمد قال: سمعت أصبغ وكان مع أبي مسهر هو وابن أبي النجا خرجا معه يخدمانه، فحدثني أصبغ أن أبا مسهر أدخل

ص: 365

على المأمون بالرقة وقد ضرب رقبة رجلٍ وهو مطروحٌ بين يديه، فأوقفا أبا مسهر في الحال، فامتحنه فلم يجبه، فأمر به، فوضع في النطع لتضرب رقبته، فأجاب إلى خلق القرآن، فأخرج من النطع، فرجع عن قوله، فأعيد إلى النطع، فأجاب، فأمر به أن يوجه إلى بغداد، ولم يثق بقوله، فأحدر وأقام عند إسحاق بن إبراهيم، يعني متولي بغداد، أياما لا تبلغ مائة يوم، ومات.

قال الحسن بن حامد: فحدثني عبد الرحمن، عن رجل من إخواننا يكنى أبا بكر أن أبا مسهر أقيم ببغداد ليقول قولا يبرئ فيه نفسه عن المحنة، ويقى المكروه، فبلغني أنه قال في ذلك الموقف: جزى الله أمير المؤمنين خيرا، علمنا ما لم نكن نعلم، وعلم علما لم يعلمه من كان قبله. وقال: قل القرآن مخلوق وإلا ضربت عنقك، ألا فهو مخلوق، هو مخلوق، قال: فأرجو أن تكون له في هذه المقالة نجاة.

وقال الصولي: حدثنا عون بن محمد، عن أبيه قال: قال إسحاق بن إبراهيم: لما صار المأمون إلى دمشق ذكروا له أبا مسهر، ووصفوه بالعلم والفقه، فأحضره فقال: ما تقول في القرآن؟ قال: كما قال الله: {وَإِنْ أَحَدٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ فَأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلامَ اللَّهِ}

قال: أمخلوق أو غير مخلوق؟ قال: ما يقول أمير المؤمنين؟ قال: مخلوق، قال: بخبرٍ عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، أو عن الصحابة، أو التابعين؟ قال: بالنظر. واحتج عليه، قال: يا أمير المؤمنين، نحن مع الجمهور الأعظم، أقول بقولهم، والقرآن كلام الله غير مخلوق، قال: يا شيخ أخبرني عن النبي صلى الله عليه وسلم هل اختتن؟ قال: ما سمعت في هذا شيئا، قال: فأخبرني عنه أكان يشهد إذا زوج أو تزوج؟ قال: ولا أدري، قال: اخرج قبحك الله، وقبح من قلدك دينه، وجعلك قدوة.

قال أبو حاتم الرازي: ما رأيت أحدا في كورة من الكور أعظم قدرا ولا أجل عند أهلها من أبي مسهر بدمشق، وكنت أرى أبا مسهر إذا خرج إلى المسجد اصطفت الناس يسلمون عليه ويقبلون يده.

قال أحمد بن علي بن الحسن البصري: سمعت أبا داود سليمان بن

ص: 366

الأشعث، وقيل له: إن أبا مسهر كان متكبرا في نفسه، فقال: كان من ثقات الناس. رحم الله أبا مسهر لقد كان من الإسلام بمكانٍ حمل على المحنة فأبى، وحمل على السيف مد رأسه وجرد السيف فأبى. فلما رأوا ذلك منه حمل إلى السجن فمات.

وقال محمد بن سعد: أشخص أبو مسهر من دمشق إلى المأمون، فسأله عن القرآن فقال: هو كلام الله، وأبى أن يقول مخلوق. فدعا له بالسيف والنطع. فلما رأى ذلك قال: مخلوق. فتركه. وقال: أما إنك لو قلت ذاك قبل أن أدعو لك بالسيف لقبلت منك ورددتك إلى بلادك، ولكنك تخرج الآن فتقول: قلت ذلك فرقا من السيف. أشخصوه إلى بغداد فاحبسوه بها حتى يموت. فأشخص من الرقة إلى بغداد في ربيع الآخر سنة ثمان عشرة فحبس، فلم يلبث إلا يسيرا حتى مات في الحبس في غرة رجب، فأخرج ليدفن، فشهده قوم كثير من أهل بغداد.

وقال غيره: عاش تسعا وسبعين سنة.

قلت: حديث يا عبادي إني حرمت الظلم قال البخاري في كتاب الأدب له: حدثنا عبد الأعلى بن مسهر، أو بلغني عنه، قال: حدثنا سعيد بن عبد العزيز، وساق الحديث. وأخرجه مسلم في صحيحه عن الصغاني، عن أبي مسهر.

219 -

ن:‌

‌ عبد الحميد بن إبراهيم أبو تقي الحضرمي الحمصي الضرير

، وهو أبو تقي الكبير.

روى عن عفير بن معدان، وعبد الله بن سالم، وإسماعيل بن عياش. وعنه عمران بن بكار البراد، وسليمان بن عبد الحميد البهراني، ومحمد بن عوف الحمصيون، وغيرهم.

روى له النسائي حديثا واحدا متابعةً، وقال: ليس بشيء.

ص: 367

وقال أبو حاتم: ليس بشيء، كان لا يحفظ ولا عنده كتب.

220 -

‌ عبد الحميد بن الوليد بن المغيرة

، أبو زيد الأشجعي، مولاهم المصري الفقيه الأخباري.

سمع الليث، وابن لهيعة، وجماعة. وأخذ الآداب عن ابن الكلبي، وأبي عبيدة، والواقدي، والهيثم بن عدي، وطائفة.

وكان عجبا من العجب، علامة. ولقب بكبد لأنه كان ثقيلا.

توفي سنة إحدى عشرة ومائتين عن سبعين سنة.

وقد روى أيضا عن مالك. روى عنه سعيد بن عفير، وأحمد بن يحيى بن وزير، وغيرهما.

توفي في شوال.

221 -

‌ عبد الرحمن بن إبراهيم

، أبو علي الراسبي المخرمي.

عن فرات بن السائب، ومالك. وعنه يحيى بن جعفر بن الزبرقان، وغيره. وهو منكر الحديث.

222 -

خ ت:‌

‌ عبد الرحمن بن حماد بن شعيث

، أبو سلمة العنبري الشعيثي البصري.

عن ابن عون، وسعيد بن أبي عروبة، وعباد بن منصور، وكهمس، وسفيان الثوري. وعنه البخاري. والترمذي، عن رجل عنه، ويعقوب الفسوي، وإسحاق بن سيار النصيبي، والكديمي، وأبو مسلم الكجي، وجماعة.

قال أبو زرعة: لا بأس به.

وقال أبو حاتم: ليس بالقوي.

ص: 368

وقال أبو القاسم بن منده: مات في ذي الحجة سنة اثنتي عشرة.

223 -

‌ عبد الرحمن بن أحمد

، وقيل: عبد الرحمن بن عطية، وقيل: ابن عسكر، وقيل: ابن أحمد بن عطية السيد القدوة، أبو سليمان الداراني العنسي، قيل: أصله واسطي.

ولد في حدود الأربعين ومائة، أو قبل ذلك، وروى عن سفيان الثوري، وأبي الأشهب، وعبد الواحد بن زيد، وعلقمة بن سويد، وعلي بن الحسن الزاهد، وصالح بن عبد الجليل. وعنه تلميذه أحمد بن أبي الحواري. وهاشم بن خالد، وحميد بن هشام العنسي، وعبد الرحيم بن صالح الداراني، وإسحاق بن عبد المؤمن، وعبد العزيز بن عمير، وإبراهيم بن أيوب الحوراني، وآخرون.

قال أبو الجهم بن طلاب: حدثنا أحمد بن أبي الحواري قال: كان اسم أبي سليمان عبد الرحمن بن أحمد بن عطية العنسي من صليبة العرب.

وقال حميد بن هشام: قلت لأبي سليمان عبد الرحمن بن أحمد بن عطية، فذكر حكاية.

واختلف على أبي الجهم فقال أبو أحمد الحاكم، عنه، عن ابن أبي الحواري: اسمه عبد الرحمن بن عسكر.

قال ابن أبي الحواري: سمعت أبا سليمان رحمة الله عليه يقول: صل خلف كل مبتدعٍ إلا القدري لا تصل خلفه، وإن كان سلطانا.

وقال: سمعت أبا سليمان يقول: كنت بالعراق أعمل، وأنا بالشام أعرف.

قال: وسمعته يقول: ليس لمن ألهم شيئا من الخير أن يعمل به حتى يسمعه من الأثر. فإذا سمعه من الأثر عمل به وحمد الله حيث وافق ما في قلبه.

وقال الخلدي: سمعت الجنيد يقول: قال أبو سليمان الداراني: ربما يقع في قلبي النكتة من نكت القوم أياما فلا أقبل منه إلا بشاهدين عدلين: الكتاب والسنة.

ص: 369

قال الجنيد: وقال أبو سليمان: أفضل الأعمال خلاف هوى النفس.

وقال: لكل شيء علم، وعلم الخذلان ترك البكاء. ولكل شيء صدأ، وصدأ نور القلب شبع البطن.

وقال أحمد بن أبي الحواري: سمعت أبا سليمان يقول: أصل كل خير الخوف من الله، ومفتاح الدنيا الشبع، ومفتاح الآخرة الجوع.

وقال الحاكم: أخبرنا الخلدي قال: حدثني الجنيد قال: سمعت السري السقطي قال: حدثني أحمد بن أبي الحواري قال: سمعت أبا سليمان يقول: قدم إلي أهلي مرةً خبزا وملحا، فكان في الملح سمسمة فأكلتها، فوجدت رانها على قلبي بعد سنة.

وقال أحمد: سمعت أبا سليمان يقول: من رأى لنفسه قيمة لم يذق حلاوة الخدمة.

وعنه قال: إذا تكلف المتعبدون أن يتكلموا بالإعراب ذهب الخشوع من قلوبهم.

وقال أحمد: سمعت أبا سليمان يقول: إن في خلق الله خلقا لو زين لهم الجنان ما اشتاقوا، فكيف يحبون الدنيا وقد زهدهم فيها.

وسمعته يقول: لولا الليل لما أحببت البقاء في الدنيا. وما أحب البقاء في الدنيا لتشقيق الأنهار وغرس الأشجار، ولربما رأيت القلب يضحك ضحكا.

وقال أحمد: رأيت أبا سليمان حين أراد أن يلبي غشي عليه، فلما أفاق قال: بلغني أن العبد إذا حج من غير وجهه، فلبى قيل له: لا لبيك ولا سعديك حتى تطرح ما في يديك، فما يؤمنا أن يقال لنا مثل هذا؟ ثم لبى.

وقال الجنيد: شيء يروى عن أبي سليمان أنا أستحسنه كثيرا، قوله: من اشتغل بنفسه شغل عن الناس، ومن اشتغل بربه شغل عن نفسه وعن الناس.

وقال عمر بن بحر الأسدي: سمعت ابن أبي الحواري قال: سمعت أبا سليمان يقول: من وثق بالله في رزقه زاد في حسن خلقه، وأعقبه الحلم، وسخت نفسه في نفقته، وقلت وساوسه في صلاته.

وعن أبي سليمان قال: الفتوة أن لا يراك الله حيث نهاك، ولا يفقدك حيث أمرك. وللشيخ أبي سليمان رضي الله عنه كلام جليل من هذا النمط.

ص: 370

وقد أنبأنا أبو الغنائم بن علان، عن القاسم بن علي، قال: أخبرنا أبي، قال: أخبرنا طاهر بن سهل، قال: أخبرنا عبد الدائم الهلالي، قال: أخبرنا عبد الوهاب الكلابي قال: سمعت محمد بن خريم العقيلي قال: سمعت أحمد بن أبي الحواري يقول: تمنيت أن أرى أبا سليمان الداراني في المنام، فرأيته بعد سنة، فقلت له: يا معلم، ما فعل الله بك؟ قال: يا أحمد دخلت من باب الصغير، فلقيت وسق شيح، فأخذت منه عودا، فلا أدري تخللت به أم رميت به؟ فأنا في حسابه من سنة.

قال أبو زرعة الطبري: سألت سعيد بن حمدون عن موت أبي سليمان الداراني فقال: سنة خمس عشرة ومائتين.

وكذا ورخ وفاته أبو عبد الرحمن السلمي، والقراب.

وقيل: سنة خمسٍ ومائتين، قاله ابن أبي الحواري.

224 -

‌ عبد الرحمن بن سنان أبو يحيى الرازي المقرئ

.

عن عبد العزيز بن أبي رواد، ونعيم بن ميسرة. وعنه يحيى بن عبدك، وأبو زرعة، وأبو حاتم، والفضل بن شاذان المقرئ.

قال أبو حاتم: مقرئ صدوق.

225 -

‌ عبد الرحمن بن عبد العزيز المدائني سبويه

.

روى عن سليم بن أخضر. روى عنه عباس الدوري، وأحمد بن إسحاق الوزان.

226 -

‌ عبد الرحمن بن علقمة

، أبو يزيد السعدي المروزي الفقيه.

سمع أبا حمزة السكري، وأبا عوانة، وحماد بن زيد. وكان من كبار أصحاب ابن المبارك. روى عنه أحمد بن حنبل، ويحيى بن أبي طالب، وأبو

ص: 371

زرعة، وحمدان الوراق، وكان بصيرا بالرأي، تفقه على محمد بن الحسن، وغيره. أكرهوه على قضاء سرخس فهرب.

قال أبو حاتم الرازي: صدوق.

227 -

ت ق:‌

‌ عبد الرحمن بن مصعب بن يزيد الأزدي المعني

. عم علي بن عبد الحميد الكوفي القطان، نزيل الري.

عن فطر بن خليفة، وسفيان الثوري، وإسرائيل، وشريك، وعنه القاسم بن زكريا الكوفي، وعلي بن محمد الطنافسي، وأحمد بن الفرات، وعباس الدوري، وعبد السلام بن عاصم، وحفص بن عمر الرقي سنجة ألف، وطائفة.

أنبأنا أحمد بن سلامة، عن خليل الراراني، قال: أخبرنا أبو علي، قال: أخبرنا أبو نعيم، قال: حدثنا الطبراني، قال: حدثنا حفص بن عمر بن الصباح، قال: حدثنا عبد الرحمن بن مصعب المعني، قال: حدثنا إسرائيل، عن محمد هو ابن جحادة، عن عطية، عن أبي سعيد قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن من أعظم الجهاد كلمة عدلٍ عند سلطانٍ جائر، رواه الترمذي، وابن ماجه، عن القاسم بن زكريا، عن عبد الرحمن، فوقع بدلا عاليا.

وقال الترمذي: حسن غريب.

قلت: ليس له في الكتابين سوى هذا الحديث، وما أعلم فيه جرحا.

قال ابن سعد: كان عابدا ناسكا يكنى أبا يزيد.

قيل: توفي سنة إحدى عشرة ومائتين.

228 -

د ق:‌

‌ عبد الرحمن بن هانئ بن سعيد

، أبو نعيم النخعي الكوفي. ابن بنت إبراهيم النخعي.

روى عن ابن جريج، ومسعر، وفطر بن خليفة، وسفيان الثوري، ومالك

ص: 372

ابن مغول، ومحل بن محرز الضبي، وجماعة. وعنه البخاري في تاريخه، وإسماعيل سمويه، وأبو زرعة، وأحمد بن أبي غرزة، ومحمد بن إسماعيل الصائغ، ومحمد بن غالب تمتام، وأبو حاتم، وآخرون.

قال أحمد: ليس بشيء.

وقال أبو حاتم: لا بأس به.

وقال ابن معين مرة: ضعيف، وقال مرة: كذاب.

وقال أبو داود: ضعيف.

وقال ابن حبان: في القلب منه لروايته عن الثوري، عن أبي الزبير، عن جابر، عن النبي صلى الله عليه وسلم: من قتل ضفدعا فعليه شاة محرما كان أو حلالا.

قال مطين: مات سنة ست عشرة.

229 -

‌ عبد الرحمن بن واقد البصري العطار

.

عن شريك، وأبي عوانة، وأبي الأحوص سلام بن سليم، والجراح بن مليح. وعنه إسحاق بن سيار النصيبي، وأبو حاتم الرازي.

وسئل عنه أبو حاتم فقال: شيخ.

230 -

‌ عبد الرحيم بن واقد الخراساني

.

عن هياج بن بسطام، وعدي بن الفضل. وعنه محمد بن الجهم، والحارث بن أبي أسامة.

حدث ببغداد.

ص: 373

قال الخطيب: في حديثه مناكير.

231 -

خ ق:‌

‌ عبد الرحيم ابن المحاربي عبد الرحمن بن محمد الكوفي

، أبو زياد.

سمع أباه، ومبارك بن فضالة، وشريكا، وزائدة، وغيرهم. وعنه البخاري، وابن ماجه، عن رجل عنه، وأبو بكر بن أبي شيبة، وأبو كريب، وابن نمير، وعبد بن حميد، وأحمد بن أبي غرزة.

قال أبو زرعة: شيخ فاضل، ثقة.

وقال أبو داود: هو أثبت من أبيه.

قال البخاري: مات في رمضان سنة إحدى عشرة.

232 -

ع:‌

‌ عبد الرزاق بن همام بن نافع

. الإمام أبو بكر الحميري، مولاهم الصنعاني، أحد الأعلام.

عن أبيه، ومعمر، وعبد الله بن سعيد بن أبي هند، وعبيد الله بن عمر، وابن جريج، والمثنى بن الصباح، وثور بن يزيد، وحجاج بن أرطاة، وزكريا بن إسحاق، والأوزاعي، وعكرمة بن عمار، والسفيانين، ومالك، وخلق. ورحل إلى الشام بتجارةٍ فسمع الكثير من جماعة.

ومولده سنة ست وعشرين ومائة. وعنه شيخاه معتمر بن سليمان، وسفيان بن عيينة، وأبو أسامة وهو أكبر منه، وأحمد، وابن معين، وإسحاق، ومحمد بن رافع، ومحمد بن يحيى، ومحمود بن غيلان، وأحمد بن صالح، وأحمد بن الأزهر، وأحمد بن الفرات، والرمادي، وإسحاق الكوسج، والحسن بن علي الخلال، وسلمة بن شبيب، وعبد بن حميد، وإسحاق الدبري، وإبراهيم بن سويد الشبامي، وخلق كثير.

ص: 374

قال عبد الرزاق: جالسنا معمرا سبع سنين.

وقال أحمد بن صالح: قلت لأحمد بن حنبل: رأيت أحدا أحسن حديثا من عبد الرزاق؟ قال: لا.

وقال عبد الوهاب بن همام: كنت عند معمر فذكر أخي عبد الرزاق، فقال: خليق إن عاش أن تضرب إليه أكباد الإبل.

قال ابن أبي السري العسقلاني: فوالله لقد أتعبها، يعني الإبل، قال: ولما ودعت عبد الرزاق قال: أما في الدنيا فلا أظن أن نلتقي فيها، ولكنا نسأل الله أن يجمع بيننا في الآخرة.

وقال أبو زرعة الدمشقي: قلت لأحمد بن حنبل: كان عبد الرزاق يحفظ حديث معمر؟ قال: نعم، قيل له: فمن أثبت في ابن جريج: عبد الرزاق، أو محمد بن بكر البرساني؟ قال: عبد الرزاق، وقال لي: أتينا عبد الرزاق قبل المائتين، وهو صحيح البصر. ومن سمع منه بعدما ذهب بصره فهو ضعيف السماع.

وقال هشام بن يوسف: كان لعبد الرزاق حين قدم ابن جريج اليمن ثمان عشرة سنة.

قال ابن معين: هشام بن يوسف أثبت في ابن جريج من عبد الرزاق.

وقال الأثرم: سمعت أبا عبد الله يسأل عن حديث النار جبار. فقال: هذا باطل، ليس من هذا شيء. ثم قال: ومن يحدث به عن عبد الرزاق؟ قلت: حدثني أحمد بن شبويه، قال: هؤلاء سمعوا بعدما عمي. كان يلقن فلقنه، وليس هو في كتبه. وقد أسندوا عنه أحاديث ليست في كتبه، كان يلقنها بعدما عمي.

قلت: عبد الرزاق راوية الإسلام، وهو صدوق في نفسه. وحديثه محتجٌ به في الصحاح. ولكن ما هو ممن إذا تفرد بشيء عد صحيحا غريبا. بل إذا تفرد بشيء عد منكرا.

وكان من مذهبه أن يقول: أخبرنا، ولا يقول: حدثنا. وهي

ص: 375

عادة جماعة من أقرانه، وممن قبله كحماد بن سلمة، وهشيم.

قال الحافظ ابن أبي الفوارس: يزيد بن هارون، وهشيم، وعبد الرزاق لا يقولون إلا أخبرنا، فإذا رأيت حدثنا فهو من خطأ الكاتب.

وقال محمد بن رافع: قدم أحمد، ويحيى بن معين، وإسحاق على عبد الرزاق، وكان من عادته أن يقول: أخبرنا. فقالا له: قل: حدثنا. فقالها.

وقال نعيم بن حماد: ما رأيت ابن المبارك قط يقول: حدثنا، كأنه يرى أن أخبرنا أوسع.

وقال يحيى القطان، وأحمد بن حنبل، والبخاري، وطائفة: حدثنا، وأخبرنا واحد.

فصل

قال جعفر بن أبي عثمان الطيالسي: سمعت ابن معين يقول: سمعت من عبد الرزاق كلاما يوما فاستدللت به على ما ذكر عنه من المذهب، يعني التشيع، فقلت له: إن أستاذيك الذين أخذت عنهم ثقات كلهم أصحاب سنة: معمر، ومالك، وابن جريج، وسفيان، والأوزاعي. فعمن أخذت هذا المذهب؟ فقال: قدم علينا جعفر بن سليمان الضبعي، فرأيته فاضلا حسن الهدي، فأخذت هذا عنه.

وقال ابن أبي خيثمة: سمعت يحيى بن معين، وقيل له: إن أحمد بن حنبل قال: إن عبيد الله بن موسى يرد حديثه للتشيع. فقال: كان والله الذي لا إله إلا هو عبد الرزاق أغلى في ذلك منه مائة ضعف. ولقد سمعت من عبد الرزاق أضعاف أضعاف ما سمعت من عبيد الله.

وقال عبد الله بن أحمد: سألت أبي: أكان عبد الرزاق يفرط في التشيع؟ فقال: أما أنا فلم أسمع منه في هذا شيئا.

وقال سلمة بن شبيب: سمعت عبد الرزاق يقول: والله ما انشرح صدري قط أن أفضل عليا على أبي بكر وعمر.

وقال أحمد بن الأزهر: سمعت عبد الرزاق يقول: أفضل الشيخين بتفضيل

ص: 376

علي إياهما على نفسه، ولو لم يفضلهما لم أفضلهما. كفى بي آزرا أن أحب عليا ثم أخالف قوله.

وقال محمد بن أبي السري: قلت لعبد الرزاق: ما رأيك في التفضيل؟ فأبى أن يخبرني، وقال: كان سفيان يقول: أبو بكر، وعمر، ويسكت، وكان مالك يقول: أبو بكر، وعمر، ويسكت.

قال ابن عدي: قد رحل إلى عبد الرزاق ثقات المسلمين وأئمتهم، وكتبوا عنه، ولم يروا بحديثه بأسا، إلا أنهم نسبوه إلى التشيع. وقد روى أحاديث في الفضائل مما لا يوافقه عليه أحد من الثقات، فهذا أعظم ما ذموه من روايته لهذه الأحاديث، ولما رواه في مثالب غيرهم.

وقال أبو صالح محمد بن إسماعيل: بلغنا ونحن عند عبد الر اق أن ابن معين، وأحمد بن حنبل وغيرهما تركوا حديث عبد الرزاق، أو كرهوه، فدخلنا من ذلك غمٌ شديد. فلما كان وقت الحج وافيت بمكة يحيى بن معين، فسألته، فقال: يا أبا صالح، لو ارتد عبد الرزاق عن الإسلام ما تركنا حديثه. رواها ابن عدي، عن ابن حماد، عن أبي صالح هذا.

وقال أحمد بن الأزهر: سمعت عبد الرزاق يقول: صار معمر هليلجةً في فمي.

وقال فياض بن زهير النسائي: تشفعنا بامرأة عبد الرزاق عليه، فدخلنا، فقال: هاتوا، تشفعتم إلي بمن ينقلب معي على فراشي. ثم قال:

ليس الشفيع الذي يأتيك متزرا مثل الشفيع الذي يأتيك عريانا وقال ابن معين: قال بشر بن السري: قال عبد الرزاق: قدمت مكة مرةً، فأتاني أصحاب الحديث يومين، ثم انقطعوا يومين ثلاثة، فقلت: يا رب ما شأني؟ كذاب أنا؟ أي شيء أنا؟ فجاءوني بعد ذلك.

وقال المفضل الجندي: سمعت سلمة بن شبيب يقول: سمعت عبد الرزاق يقول: أخزى الله سلعةً لا تنفق إلا بعد الكبر والضعف. حتى إذا بلغ أحدهم

ص: 377

مائة سنة كتب عنه. فإما أن يقال: كذاب فيبطلون علمه، وإما أن يقال: مبتدع فيبطلون علمه. فما أقل من ينجو من ذلك.

وقال محمود بن غيلان، عن عبد الرزاق، قال: قال لي وكيع: أنت رجل عندك حديث وحفظك ليس بذاك. فإذا سئلت عن حديثٍ فلا تقل ليس هو عندي، ولكن قل: لا أحفظه.

وقال ابن معين، قال لي عبد الرزاق: اكتب عني حديثا واحدا من غير كتاب. فقلت: لا، ولا حرف.

قلت: وقد صنف عبد الرزاق التفسير والسنن وغير ذلك. ومصنف عبد الرزاق بضعة وخمسون جزءا، يجيء ثلاث مجلدات. وسمع منه كتبه: إسحاق الدبري، وعمر دهرا، فأكثر عنه الطبراني.

قال محمد بن سعد: مات في النصف من شوال سنة إحدى عشرة.

• - عبد الصمد بن حسان. مر.

233 -

‌ عبد الصمد بن عبد العزيز الرازي

، أبو علي العطار المقرئ.

عن أبي جعفر الرازي، وبشير بن سليمان، وعنبسة قاضي الري، وجسر بن فرقد، وعمرو بن أبي قيس، وأبي الأحوص، وفضيل بن عياض، وخلق كثير. وعنه حفص بن عمر المهرقاني، ويحيى بن عبدك، وإسماعيل بن يزيد خال أبي حاتم، ومحمد بن عمار، وآخرون.

توفي في حدود نيفٍ ومائتين.

وقيل: إن أبا زرعة الرازي روى عنه، وهو بعيد.

وكان صدوقا.

234 -

‌ عبد الصمد بن النعمان البغدادي البزاز

.

حدث عن عيسى بن طهمان صاحب أنس، وحمزة الزيات، وابن أبي

ص: 378

ذئب، وشعبة، وطائفة. وعنه عباس الدوري، وأحمد بن ملاعب، ومحمد بن غالب تمتام، وجماعة كثيرة.

وثقه ابن معين، وغيره، ولم يقع له شيء في الكتب الستة.

توفي سنة ست عشرة ببغداد.

وعن الدارقطني قال: ليس بالقوي.

235 -

خ د ت ق:‌

‌ عبد العزيز بن عبد الله بن يحيى بن عمرو بن أويس بن سعد

بن أبي سرح القرشي العامري، أبو القاسم المدني المعروف بالأويسي.

روى عن عبد العزيز بن عبد الله الماجشون، ونافع بن عمر الجمحي، ومحمد بن جعفر بن أبي كثير، وسليمان بن بلال، ومالك بن أنس، وعبد الله بن يحيى بن أبي كثير، وابن لهيعة، وعبد الله بن جعفر المخرمي، وإبراهيم بن سعد، وطائفة. وعنه البخاري، وأبو داود والترمذي، عن رجل عنه، وهارون الحمال، ومحمد بن يحيى الذهلي، وعبد الله بن أبي زياد القطواني، وأبو زرعة، وأبو حاتم، ومحمد بن إسماعيل الترمذي، وعبد الله بن شبيب المدني، وجماعة.

وثقه أبو داود، وغيره.

236 -

‌ عبد العزيز بن عمير

، أبو الفقير الخراساني الزاهد أحد العارفين.

نزل دمشق وجالس أبا سليمان الداراني. وروى عن زيد بن أبي الزرقاء، وحجاج الأعور، وجماعة. روى عنه: أحمد بن أبي الحواري، وإبراهيم بن أيوب الجوزجاني، وغيرهما.

وكانت رابعة الشامية تسميه سيد العابدين.

ومن قوله: إن من القلوب قلوبا مرتصدة، فإذا وجدت بغيتها طارت إليه.

ص: 379

وعنه قال: إنما يفتح على المؤدب بقدر المتأدبين.

قد تكلم أبو الفقير مرة بحضرة أبي سليمان، فجعل أبو سليمان يخور كما يخور الثور.

وقال: ذكر النعم يورث الحب لله تعالى.

237 -

ق:‌

‌ عبد العزيز بن المغيرة بن أمي أو ابن أمية

، أبو عبد الرحمن المنقري البصري الصفار. نزيل الري.

عن مبارك بن فضالة، ويزيد بن إبراهيم التستري، وجرير بن حازم، والحمادين. وجماعة. وعنه يوسف بن موسى القطان، ويحيى بن عبدك القزويني، وابن وارة، وأبو زرعة، وأبو حاتم الرازيون.

قال أبو حاتم: صدوق لا بأس به.

238 -

‌ عبد العزيز بن منصور

، أبو الأصبغ اليحصبي المصري.

عن حيوة بن شريح، والليث، ومالك، ونافع المقرئ، وغيرهم. وعنه قاسم بن الفرج الزوفي، وغيره.

توفي سنة ست عشرة ومائتين.

239 -

‌ عبد الغفار بن الحكم

، أبو سعيد الحراني، مولى بني أمية.

عن فضيل بن مرزوق، وزهير بن معاوية، ومبارك بن فضالة، والليث بن سعد، وجماعة. وعنه عمرو الناقد، ومحمد بن يحيى الذهلي، ومحمد بن يحيى الحراني، وأبو فروة يزيد بن محمد الرهاوي، وآخرون.

توفي في آخر شعبان سنة سبع عشرة.

وقد وثق.

روى له النسائي حديثا في مسند علي رضي الله عنه.

240 -

‌ عبد الغفار بن عبيد الله القرشي الكريزي البصري

.

ص: 380

عن شعبة، وصالح بن أبي الأخضر، وأبي المقدام هشام بن زياد. وعنه ابن وارة، وأبو حاتم.

ما رأيت أحدا ضعفه إلا البخاري فقال: ليس بقائم الحديث.

وقال: عبد الغفار بن عبيد الله بن عبد الأعلى ابن الأمير عبد الله بن عامر بن كريز القرشي حديثه في البصريين.

241 -

ع:‌

‌ عبد القدوس بن الحجاج

، أبو المغيرة الخولاني الحمصي.

عن صفوان بن عمرو السكسكي، وحريز بن عثمان الرحبي، وأرطاة بن المنذر، وأبي بكر بن عبد الله بن أبي مريم، وعبدة بنت خالد بن معدان، وعفير بن معدان الحمصيين، وأبي عمرو الأوزاعي، وعبد الله بن العلاء بن زبر، ويزيد بن عطاء اليشكري، وعبد الرحمن المسعودي، وعبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان، وطائفة من صغار التابعين. وعنه البخاري، والأربعة، عن رجل عنه، وأحمد بن حنبل، ويحيى بن معين، والذهلي، وإسحاق الكوسج، وسلمة بن شبيب، وأبو محمد الدارمي، وأحمد بن عبد الرحيم بن يزيد الحوطي، ومحمد بن عوف الطائي، وخلق كثير.

وكان من ثقات الشاميين ومسنديهم.

قال البخاري: مات سنة اثنتي عشرة وصلى عليه أحمد بن حنبل.

قال محمد بن عبد الملك بن زنجويه: ما رأيت أخوف لله من إسحاق بن سليمان الرازي، وما رأيت أخشع من أبي المغيرة، ولا أحفظ من يزيد بن هارون، ولا أعقل من أبي مسهر، ولا أورع من الفريابي، ولا أشد تقشفا من بشر الحافي.

242 -

ق:‌

‌ عبد الكريم بن روح بن عنبسة

، أبو سعيد البصري، مولى عثمان رضي الله عنه.

عن أبيه، وسفيان الثوري، وشعبة، وحماد بن سلمة. وعنه خلف بن

ص: 381

محمد كردوس، وأبو أمية الطرسوسي، ومحمد بن شداد المسمعي، ويحيى بن أبي طالب، والكديمي، وجماعة.

ذكره ابن حبان في الثقات.

وقال ابن أبي عاصم: توفي سنة خمس عشرة.

243 -

ن ق:‌

‌ عبد الملك بن عبد العزيز بن عبد الله بن أبي سلمة الماجشون

، أبو مروان التيمي، مولاهم المدني الفقيه صاحب مالك.

روى عن أبيه، ومالك بن أنس، وإبراهيم بن سعد، وخاله يوسف بن يعقوب الماجشون، ومسلم بن خالد الزنجي، وغيرهم. وعنه أبو حفص الفلاس، ومحمد بن يحيى الذهلي، وعبد الملك بن حبيب الفقيه، والزبير بن بكار، ويعقوب الفسوي، وسعد بن عبد الله بن عبد الحكم، وجماعة.

قال مصعب بن عبد الله: كان مفتي أهل المدينة في زمانه.

وقال ابن عبد البر: كان فقيها فصيحا، دارت عليه الفتيا في زمانه، وعلى أبيه قبله. وكان ضريرا، قيل: إنه عمي في آخر عمره، وكان مولعا بسماع الغناء.

وقال أحمد بن المعذل: كلما تذكرت أن التراب يأكل لسان عبد الملك بن الماجشون صغرت الدنيا في عيني.

وكان ابن المعذل من الفصحاء المذكورين، فقيل له: أين لسانك من لسان أستاذك عبد الملك؟ فقال: لسانه إذا تعايى أحيى من لساني إذا تحايى.

وقال أبو داود: كان لا يعقل الحديث.

قيل: توفي سنة اثنتي عشرة، وقيل سنة ثلاث عشرة، وقيل سنة أربع عشرة.

وقد قال فيه يحيى بن أكثم: كان عبد الملك بحرا لا تكدره الدلاء.

ص: 382

244 -

د ت:‌

‌ عبد الملك بن قريب بن عبد الملك

بن علي بن أصمع بن مظهر بن عبد شمس بن أعيا بن سعد بن عبد بن غنم بن قتيبة بن معن بن مالك بن أعصر بن سعد بن قيس بن عيلان بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان، أبو سعيد الباهلي الأصمعي البصري، صاحب اللغة، قيل: اسم أبيه عاصم، ولقبه قريب.

كان إمام زمانه في علم اللسان.

روى عن أبي عمرو بن العلاء، وقرة بن خالد، ومسعر بن كدام، وابن عون، ونافع بن أبي نعيم، وسليمان التيمي، وشعبة، وبكار بن عبد العزيز بن أبي بكرة، وحماد بن سلمة، وسلمة بن بلال، وعمر بن أبي زائدة، وخلق. وعنه أبو عبيد، ويحيى بن معين، وإسحاق الموصلي، وزكريا بن يحيى المنقري، وسلمة بن عاصم، وعمر بن شبة، وعبد الرحمن بن عبد الله بن قريب ابن أخي الأصمعي، وأبو حاتم السجستاني، وأبو الفضل الرياشي، ونصر بن علي الجهضمي، وأبو العيناء، وأبو مسلم الكجي، وأحمد بن عبيد أبو عصيدة، وبشر بن موسى، وأبو حاتم الرازي، ومحمد بن يونس الكديمي، وخلق.

روى عباس، عن ابن معين قال: سمعت الأصمعي يقول: سمع مني مالك بن أنس.

وأثنى أحمد بن حنبل على الأصمعي في السنة.

وقال الأصمعي: قال لي شعبة: لو أتفرغ لجئتك.

وقال إسحاق الموصلي: دخلت على الأصمعي أعوده، وإذا قمطرٌ، فقلت: هذا علمك كله؟ فقال: إن هذا من حق لكثير.

وقال ثعلب: قيل للأصمعي: كيف حفظت ونسي أصحابك؟ قال: درست وتركوا.

ص: 383

وقال عمر بن شبة: سمعت الأصمعي يقول: أحفظ ستة عشر ألف أرجوزة.

وقال ابن الأعرابي: شهدت الأصمعي وقد أنشد نحو مائتي بيت، ما فيها بيت عرفناه.

وقال الربيع: سمعت الشافعي يقول: ما عبر أحدٌ عن العرب بأحسن من عبارة الأصمعي.

وقال أبو معين الحسين بن الحسن الرازي، سألت يحيى بن معين، عن الأصمعي فقال: لم يكن ممن يكذب، وكان من أعلم الناس في فنه.

وقال أبو داود: صدوق.

وقال أبو داود السنجي: سمعت الأصمعي يقول: إن أخوف ما أخاف على طالب العلم إذا لم يعرف النحو أن يدخل في جملة قول النبي صلى الله عليه وسلم: من كذب علي فليتبوأ مقعده من النار، لأنه صلى الله عليه وسلم لم يكن يلحن، فمهما رويت عنه ولحنت فيه كذبت عليه.

وقال نصر بن علي: كان الأصمعي يتقي أن يفسر حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم، كما يتقي أن يفسر القرآن.

وقال إسحاق الموصلي: لم أر الأصمعي يدعي شيئا من العلم، فيكون أحدٌ أعلم به منه.

وقال الرياشي: سمعت الأخفش يقول: ما رأينا أحدا أعلم بالشعر من الأصمعي.

وقال المبرد: كان الأصمعي بحرا في اللغة لا نعرف مثله فيها. وكان أبو زيد الأنصاري أكبر منه في النحو.

وقال الدعلجي غلام أبي نواس: قيل لأبي نواس: قد أشخص أبو عبيدة والأصمعي إلى الرشيد. فقال: أما أبو عبيدة فإنهم إن مكنوه من سفره قرأ عليهم أخبار الأولين والآخرين. وأما الأصمعي، فبلبل يطربهم بنغماته.

وقال أبو العيناء: قال الأصمعي: دخلت أنا وأبو عبيدة على الفضل بن الربيع، فقال: يا أصمعي كم كتابك في الخيل؟ قلت: جلدٌ. فسأل أبا عبيدة عن ذلك، فقال: خمسون جلدا، فأمر بإحضار الكتابين، وأحظر فرسا، فقال

ص: 384

لأبي عبيدة: اقرأ كتابك حرفا حرفا، وضع يدك على موضع موضع. فقال: لست ببيطار، إنما هذا شيء أخذته وسمعته من العرب. فقال لي: قم فضع يدك على موضع موضع من الفرس، فقمت فحسرت عن ذراعي وساقي، ثم وثبت فأخذت بأذن الفرس، ثم وضعت يدي على ناصيته، فجعلت أقبض منه بشيء شيء وأقول: هذا اسمه كذا، وأنشد فيه، حتى بلغت حافره، فأمر لي بالفرس. فكنت إذا أردت أن أغيظ أبا عبيدة ركبت الفرس وأتيته.

وروى ابن دريد، عن شيخٍ له، قال: كان الأصمعي بخيلا، وكان يجمع أحاديث البخلاء.

وقال محمد بن سلام الجمحي: كنا مع أبي عبيدة في جنازة، ونحن بقرب دار الأصمعي، فارتفعت ضجة من دار الأصمعي، فبادر الناس ليعرفوا ذلك، فقال أبو عبيدة: إنما يفعلون هذا عند الخبز، كذا يفعلون إذا فقدوا رغيفا.

وقال الأصمعي: بلغت ما بلغت بالعلم، ونلت ما نلت بالملح.

وقد قال له أعرابي رآه يكتب كل شيء: ما أنت إلا الحفظه تكتب لفظ اللفظه.

قلت: ومع كثرة طلبه واجتهاده كان من أذكياء بني آدم وحف ظهم.

قال أبو العباس ثعلب، عن أحمد بن عمر النحوي قال: لما قدم الحسن بن سهل العراق قال: أحب أن أجمع قوما من أهل الأدب فيجرون بحضرتي في ذاك، فحضر أبو عبيدة معمر بن المثنى، والأصمعي، ونصر بن علي الجهضمي، وحضرت معهم. فابتدأ الحسن فنظر في رقاع كانت بين يديه ووقع عليها، وكانت خمسين رقعة. ثم أمر فدفعت إلى الخازن. ثم أقبل علينا فقال: قد فعلنا خيرا، ونظرنا في بعض ما نرجو نفعه من أمور الناس والرعية، فنأخذ الآن فيما نحتاج إليه. فأفضنا في ذكر الحفاظ، فذكرنا الزهري، وقتادة، ومررنا، فالتفت أبو عبيدة فقال: ما الغرض أيها الأمير في ذكر ما مضى؟ وإنما تعتمد في قولنا على حكايةٍ عن قوم، وتترك ما تحضره ها هنا من يقول: إنه ما قرأ كتابا قط فاحتاج إلى أن يعود فيه، ولا دخل قلبه شيء فخرج عنه؟ فالتفت الأصمعي فقال: إنما يريدني بهذا القول أيها الأمير. والأمر في ذلك على ما حكى، وأنا أقرب عليه. قد نظر الأمير فيما نظر فيه من الرقاع، وأنا أعيد ما

ص: 385

فيها، وما وقع به الأمير على التوالي. فأحضرت الرقاع، فقال الأصمعي: سأل صاحب الرقعة الأولى كذا، واسمه كذا، فوقع له بكذا. والرقعة الثانية والثالثة، حتى مر في نيفٍ وأربعين رقعة، فالتفت إليه نصر بن علي فقال: أيها الرجل أبق على نفسك من العين. فكف الأصمعي.

وروي نحوها من وجهٍ آخر، وفيه فقال: حسبك الساعة، والله تقتلك الجماعة بالعين، يا غلام خمسين ألف درهمٍ واحملوها معه. فقال: تنعم بالحامل كما أنعمت بالمحمول، قال: هم لك، يعني الغلمان الذين حملوها له، ثم عوضه عنهم بعشرة آلاف.

وقال عمرو بن مرزوق: رأيت الأصمعي وسيبويه يتناظران، فقال يونس النحوي: الحق مع سيبويه، وهذا يغلبه بلسانه.

وعن الأصمعي أن الرشيد أجازه مرةً بمائة ألف درهم.

وللأصمعي تصانيف كثيرة منها: كتاب خلق الإنسان، والمقصور والممدود، الأجناس، الأنواء، الصفات، الهمز، الخيل، الفرق، القداح، الميسر، خلق الفرس، كتاب الإبل، الشاء، الوحوش، الأخبية، البيوت، فعل وأفعل، الأمثال، الأضداد، الألفاظ، السلاح، اللغات، مياه العرب، النوادر، أصول الكلام، القلب والإبدال، معاني الشعر، المصادر، الأراجيز، النخلة، النبات، ما اختلف لفظه واتفق معناه، غريب الحديث، السرج واللجام، الترس والنبال، الكلام الوحشي، المذكر والمؤنث، نوادر الأعراب، وغير ذلك من الكتب. وأكثر تصانيفه مختصرات.

قال أبو العيناء: كنا في جنازة الأصمعي سنة خمس عشرة.

وقال شباب: مات سنة خمس عشرة.

وقال البخاري، ومحمد بن المثنى: مات سنة ست عشرة.

ص: 386

وقيل: إنه عاش ثمانيا وثمانين سنة.

245 -

‌ عبد الملك بن نصير

، أبو طيبة المرادي، مولاهم، المصري، مفرض أهل مصر في زمانه.

قال ابن يونس: روى عن الليث، ومالك، وكذا في أولاده، علم الفرائض.

توفي سنة إحدى عشرة ومائتين.

246 -

‌ عبد الملك بن هشام بن أيوب

، أبو محمد الذهلي، وقيل: الحميري المعافري البصري النحوي.

نزيل مصر، ومهذب السيرة النبوية، سمعها من زياد بن عبد الله البكائي صاحب ابن إسحاق ونقحها، وحذف جملة من أشعارها، وروى فيها مواضع عن عبد الوارث التنوري، وغيره.

رواها عنه: أحمد بن عبد الله بن عبد الرحيم ابن البرقي، وأخوه عبد الرحيم، ومحمد بن الحسن القطان، وجماعة.

وثقه أبو سعيد بن يونس.

وذكره أبو زيد السهيلي فقال: هو حميري، له كتاب في أنساب حمير وملوكها.

قلت: الأصح أنه ذهلي كما ذكر ابن يونس وقال: توفي بمصر في ثالث عشر ربيع الآخر سنة ثمان عشرة ومائتين.

وقال السهيلي: توفي سنة ثلاث عشرة، فوهم أيضا.

وقد سمعت السيرة من روايته، فأخبرنا بها أبو المعالي الأبرقوهي. قرأتها في ستة أيام في النهار الطويل.

قال: أخبرنا عبد القوي بن عبد العزيز السعدي، قال: أخبرنا عبد الله بن رفاعة السعدي، قال: حدثنا علي بن الحسن الخلعي، قال: أخبرنا أبو محمد ابن النحاس، قال: أخبرنا أبو محمد بن الورد، قال: أخبرنا أبو سعيد عبد الرحيم بن عبد الله بن عبد الرحيم، قال: حدثنا

ص: 387

عبد الملك بن هشام، قال: حدثنا زياد بن عبد الله، عن ابن إسحاق، فذكر الكتاب.

وكان ابن هشام نحويا أديبا أخباريا فاضلا، رحمه الله.

قال الدارقطني: حدثني أبو العباس عبيد الله بن محمد المطلبي بالرملة، عن زكريا بن يحيى بن حيوية قال: سمعت المزني يقول: قدم علينا الشافعي، وكان بمصر عبد الملك بن هشام صاحب المغازي. وكان علامة أهل مصر بالعربية والشعر. فقيل له في المصير إلى الشافعي، فتثاقل، ثم ذهب إليه فقال: ما ظننت أن الله خلق مثل الشافعي.

247 -

ن ق:‌

‌ عبد الوهاب بن عطية وهو وهب بن عطية الفقيه

، أبو محمد السلمي الدمشقي، أحد الأئمة. منسوب إلى جده. واسم أبيه سعيد بن عطية.

سمع عبد الرحمن بن زيد بن أسلم، وسفيان بن عيينة، وشعيب بن إسحاق، وطائفة. وعنه العباس بن الوليد الخلال، ويحيى بن عثمان الحمصي، وعبد الله الدارمي، وآخرون.

قال أبو زرعة النصري: شهدت جنازة عبد الوهاب بن سعيد بن عطية المفتي الذي يقال له وهب في سنة ثلاث عشرة ومائتين.

248 -

‌ عبيد الله بن الحارث بن محمد بن زياد القرشي

.

شيخ معمر، لم يلحق جده.

وروى عن ابن عون، وهشام بن حسان، وابن أبي عروبة، وجماعة. وعنه عثمان بن طالوت، وأبو حاتم الرازي.

قال أبو حاتم: صدوق.

249 -

‌ عبيد الله بن عبد الواحد بن صبرة القرشي

.

بصري معمر.

قال ابن أبي حاتم: روى عن أشعث بن عبد الملك، وعمرو بن عبيد.

ص: 388

كتب عنه أبي أيام الأنصاري.

250 -

ع:‌

‌ عبيد الله بن موسى بن أبي المختار باذام

، أبو محمد العبسي، مولاهم الكوفي الحافظ المقرئ الشيعي.

ولد بعد العشرين ومائة، وسمع هشام بن عروة، والأعمش، وإسماعيل بن أبي خالد، وزكريا بن أبي زائدة، وحنظلة بن أبي سفيان المكي، وأيمن بن نابل، وابن جريج، وشيبان النحوي، وعثمان بن الأسود، والأوزاعي، ومعروف بن خربوذ، وخلقا. وعنه البخاري، والأربعة بواسطة، وأحمد بن حنبل، وابن راهويه، وابن معين، وعبد بن حميد، وأبو بكر بن أبي شيبة، وابن نمير، وأحمد بن أبي غرزة الغفاري، وعباس الدوري، والحارث بن أبي أسامة، والدارمي، ومحمد بن سليمان الباغندي، والكديمي، وخلق كثير.

قال ابن معين، وغيره: ثقة.

قال أبو حاتم: ثقة صدوق، وأبو نعيم أتقن منه، وعبيد الله أثبتهم في إسرائيل.

وقال أحمد بن عبد الله العجلي: كان عالما بالقرآن، رأسا فيه، ما رأيته رافعا رأسه. وما رؤي ضاحكا قط.

وقال أبو داود: كان محترقا شيعيا.

وقال أبو الحسن الميموني: ذكر عند أحمد بن حنبل عبيد الله بن موسى فرأيته كالمنكر له، قال: كان صاحب تخليط. حدث بأحاديث سوء، وأخرج تلك البلايا، فحدث بها.

قال أبو عمرو الداني: قرأ على عيسى بن عمر الهمداني، وعلي بن صالح بن حي. وأخذ الحروف عن حمزة، وعن الكسائي، وعن شيبان النحوي. وتصدر للإقراء؛ قرأ عليه إبراهيم بن سليمان، وأيوب بن علي، ومحمد بن عبد الرحمن، وأحمد بن جبير.

ص: 389

وسمع منه الحروف محمد بن علي بن عفان العامري، وهارون بن حاتم، وجماعة، وأقرأ الناس في مسجد الكوفة.

قلت: هو من كبار شيوخ البخاري.

قال ابن سعد: توفي في ذي القعدة سنة ثلاث عشرة.

قلت: غلط من قال: توفي سنة أربع عشرة. وقد أخذ القرآن والعبادة عن حمزة الزيات. وكان صاحب تعبد وفضل وزهادة، عفا الله عنه.

251 -

‌ عبيد بن إسحاق العطار

، أبو عبد الرحمن الكوفي، عطار المطلقات.

عن قيس بن الربيع، وزهير بن معاوية، وشريك، وسيف بن عمر التميمي، وسنان بن هارون البرجمي، وغيرهم. وعنه ميمون بن الأصبغ، ومحمد بن يحيى الذهلي، ومحمد بن عوف الحمصي، ويحيى بن محمد بن حريش، وأبو زرعة، وأبو حاتم وقال: ما رأينا إلا خيرا، ولم يكن بذاك. وعنه أيضا الحسن بن علي بن زياد الرازي شيخ العقيلي.

ضعفه ابن معين، وقال: قلت له: هذه الأحاديث التي تحدث بها باطل، فقال: اتق الله ويحك، فقلت له: هي باطل.

وقال البخاري: عنده مناكير.

قلت: ومن مناكيره قال: حدثنا قيس، عن عاصم بن بهدلة، عن زر، عن عبد الله قال: جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا محمد حدثني عن ربك هذا، أو من لؤلؤ هو؟ قال: فبعث الله صاعقةً فأحرقته.

ص: 390

قال ابن حبان: توفي سنة أربع عشرة ومائتين.

252 -

‌ عبيد بن حبان الجبيلي الساحلي

.

عن الأوزاعي، والليث بن سعد، وابن لهيعة. وعنه أبو زرعة الدمشقي، ومحمد بن عوف الطائي، ويزيد بن عبد الصمد، وغيرهم.

قال ابن عوف: لا بأس به.

253 -

‌ عبيد بن الصباح الكوفي الخزاز

.

عن عيسى بن طهمان، وموسى بن علي بن رباح، وفضيل بن مرزوق، وكامل أبي العلاء، وجماعة. وعنه موسى بن عبد الرحمن المسروقي، وأحمد بن يحيى الصوفي.

قال أبو حاتم: ضعيف الحديث.

254 -

‌ عبيدة بن عثمان الثقفي الدمشقي

.

أحد الفقهاء.

روى عن مالك، وسعيد بن عبد العزيز.

روى عنه: عباس بن الوليد، ومعاوية بن صالح الأشعري، ومحمد بن عمر الدولابي.

255 -

‌ عبيس بن مرحوم بن عبد العزيز العطار

. مولى آل معاوية بن أبي سفيان.

بصري مقل.

روى عن أبيه، وعن عبد المهيمن بن عباس بن سهل الساعدي، وغيرهما. وعنه ابنه بشر، والحسن بن عرفة، والبصريون.

ذكره ابن حبان في الثقات.

256 -

ق:‌

‌ عتاب بن زياد

، أبو عمرو المروزي.

عن أبي حمزة محمد بن ميمون السكري، وخارجة بن مصعب، وعبد الله بن المبارك، ومحمد بن مسلم الطائفي. وعنه أحمد بن حنبل، وابن معين،

ص: 391

وأبو حاتم، والصغاني، والحسين بن الجنيد الدامغاني، وإبراهيم بن عبد الرحيم بن دنوقا، وطائفة.

قال أبو حاتم: ثقة.

وقال مطين: مات سنة اثنتي عشرة.

قلت: روى له ابن ماجه حديثا واحدا.

257 -

ن:‌

‌ عثمان بن حكيم بن ذبيان

، أبو عمرو الأودي الكوفي، أخو عثمان بن حكيم.

عن الحسن بن صالح بن حي، وشريك القاضي، وحبان بن علي. وعنه ولده أحمد بن عثمان، ومحمد بن الحسين الحنيني.

قال مطين: توفي سنة تسع عشرة.

258 -

‌ عثمان بن رقاد البصري

. إمام مسجد بني عقيل.

عن الحسن بن أبي جعفر، وأبي هلال، وسويد بن أبي حاتم، والخليل بن مرة. وعنه إسحاق بن سيار، وأبو حاتم الرازي.

259 -

ت ن:‌

‌ عثمان بن زفر بن مزاحم بن زفر

. وقيل: عثمان بن زفر بن علاج التيمي الكوفي.

عن عاصم بن محمد العمري، ويعقوب القمي، وقيس بن الربيع، وزهير بن معاوية، وعبد العزيز الماجشون، وأبي بكر النهشلي، وجماعة. وعنه إبراهيم الجوزجاني، وأحمد بن أبي خيثمة، وأحمد الرمادي، وعلي بن عبد العزيز البغوي، ويعقوب الفسوي، وخلق.

قال أبو حاتم: صدوق.

وقال مطين: مات في ربيع الآخر سنة ثمان عشرة ومائتين.

ص: 392

وقد وهم ابن سعد وقال فيه: عثمان بن زفر بن الهذيل.

260 -

د:‌

‌ أما عثمان بن زفر الجهني الدمشقي

.

فكان في حدود الثلاثين ومائة. له حديثان. روى عنه معمر، وبقية بن الوليد.

261 -

د ن ق:‌

‌ عثمان بن سعيد بن كثير بن دينار القرشي

، مولى بني أمية، أبو عمرو الحمصي.

عن حريز بن عثمان، وحسان بن نوح، وشعيب بن أبي حمزة، وأبي غسان محمد بن مطرف، ومعاوية بن سلام، وجماعة. وعنه ولداه عمرو ويحيى، وأحمد بن محمد بن المغيرة العوهي، وعباس الترقفي، وعثمان بن سعيد الدارمي، ومحمد بن عوف الطائي، وآخرون.

وثقه أحمد، وابن معين.

وقال عبد الوهاب بن نجدة: كان يقال: هو من الأبدال.

قلت: بقي إلى حدود العشرين.

262 -

‌ عثمان بن سعيد بن مُرَّة

، أبو عبد الله القرشيُّ المريُّ الكوفيُّ.

قَدِمَ الري، وحدث عن علي بن صالح، ومنهال بن خليفة، وشريك، وبدر بن عثمان. وعنه محمد بن عمَّار، وإسماعيل بن يزيد، وابن أخته أبو حاتم؛ الرازيون، وأبو كريب، وأحمد بن يوسف السُّلميُّ وغيرهم.

263 -

‌ عثمان بن سعيد الزَّيات

.

ص: 393

عن عبيد الله بن عمرو الرقي، وروح بن مسافر وغيرهما. وعنه أبو كريب، وأحمد بن يحيى الصوفي.

قال أبو حاتم وسئل عنه: لا بأس به.

264 -

خ ن ق:‌

‌ عثمان بن صالح بن صفوان السهمي المصري

، أبو يحيى.

عن مالك، والليث، والزنجي، وابن لهيعة، وضمرة بن ربيعة، وبكر بن مضر، وجماعة. وعنه البخاري، والنسائي، وابن ماجه، عن رجلٍ عنه، ويحيى بن معين، وحميد بن زنجويه، وإسماعيل سمويه، ومالك بن عبد الله بن سيف التجيبي، ويعقوب الفسوي، وابنه يحيى بن عثمان، وخلق.

قال أبو حاتم: كان شيخا صالحا سليم الناحية، فقيل له: كان يلقن؟ قال: لا.

وقال ابن حبان: كان راويا لابن وهب.

وقال ابن يونس: مات في المحرم سنة تسع عشرة.

قال أحمد بن محمد بن الحجاج بن رشدين: سألت أحمد بن صالح عن عثمان بن صالح، فقال: دعه دعه. ورأيته عند أحمد متروكا.

265 -

‌ عثمان بن عمارة البصري

ُّ، صاحب عبد الواحد بن زيد.

روى عن مالك، وأبي عوانة، وحماد بن زيد. وعنه محمد بن موسى الفاشاني.

266 -

‌ عثمان بن عمرو البصريُّ الكحَّال

، نزيل الكوفة.

ص: 394

عن مبارك بن فضالة، ومحمد بن مروان العجلي. وعنه أبو زرعة، وأبو حاتم؛ قاله ابن أبي حاتم.

267 -

خ ت:‌

‌ عثمان بن الهيثم بن جهم بن عيسى بن حسان بن المنذر

، وهو الأشج العصري العبدي، أبو عمرو المؤذن، مؤذن جامع البصرة.

عن عوف، وابن جريج، ورؤبة بن العجاج، وهشام بن حسان، وجعفر بن الزبير الشامي، ومبارك بن فضالة. وعنه البخاري، وأسيد بن عاصم، ومحمد بن يحيى الذهلي، ومحمد بن عثمان الذارع، والحارث بن أبي أسامة، وأبو مسلم الكجي، وأبو خليفة الجمحي، وهو آخر من روى عنه، ومحمد بن زكريا الأصبهاني، وخلق.

قال أبو حاتم: كان صدوقا، غير أنه كان بأخرة يلقن.

وقال أبو داود: مات في حادي عشر رجب سنة عشرين.

268 -

ن:‌

‌ عثمان بن يمان

، أبو محمد الحداني الهروي اللؤلؤي، نزيل مكة.

عن موسى بن علي بن رباح، وسفيان الثوري، وأبي المقدام هشام بن زياد، وزمعة بن صالح، وجماعة. وعنه أحمد بن إبراهيم الدورقي، وأحمد بن نصر النيسابوري، وعبد الله بن أحمد بن أبي مسرة، وعبد الله بن شبيب، والكديمي، وطائفة.

قال ابن حبان: ربما أخطأ.

قلت: له حديث واحد في كتاب النسائي.

ص: 395

269 -

‌ عروة بن مروان

، أبو عبد الله العرقي الطرابلسي الزاهد.

حدث بمصر عن زهير بن معاوية، وموسى بن أعين. وعنه يونس بن عبد الأعلى، وسعيد بن عثمان التنوخي، وخير بن عرفة.

قال الدارقطني: شيخ أمي ليس بالقوي.

وقال غيره: كان عابدا ورعا يتقوت من النبات، رحمه الله.

وهو عروة بن مروان الرقي الجرار، يروي أيضا عن محمد بن عبد الله المحرم، وإسماعيل بن عياش، وعبيد الله بن عمرو الرقي. وعنه أيوب بن محمد الوزان.

ومنهم من فرق بينهما.

270 -

خ:‌

‌ عصام بن خالد

، أبو إسحاق الحضرمي الحمصي.

عن حريز بن عثمان، وصفوان بن عمرو، وحسان بن نوح، وأرطاة بن المنذر، وعبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان، وجماعة. وعنه البخاري. وهو من كبار شيوخه، وأحمد بن حنبل، وحميد بن زنجويه، ومحمد بن عوف الطائي، ومحمد بن مسلم بن وارة، وآخرون.

قال النسائي: ليس به بأس.

وقال البخاري: مات ما بين سنة إحدى عشرة إلى سنة خمس عشرة ومائتين.

271 -

‌ عصام بن يوسف بن ميمون بن قدامة

، أبو محمد الباهلي البلخي، أخو إبراهيم بن يوسف.

عن شعبة، وسفيان الثوري، وغيرهما. وعنه معمر بن محمد العوفي،

ص: 396

وإسماعيل بن محمد الفسوي، ومحمد بن عبد بن عامر السمرقندي الضعيف، وابنه عبد الله بن عصام، وآخرون.

وكان هو وأخوه شيخي بلخ في زمانهما.

توفي سنة خمس عشرة ببلخ.

قال ابن عدي: له عن الثوري ما لا يتابع عليه.

272 -

‌ عصمة بن سليمان الكوفي الخزاز

.

عن شعبة، وسفيان، وجرير بن حازم. وعنه أبو حاتم الرازي، والحارث بن أبي أسامة، وأبو مسلم الكجي.

قال أبو حاتم: ما به بأس.

273 -

ع:‌

‌ عفان بن مسلم بن عبد الله

، مولى عزرة بن ثابت الأنصاري، أبو عثمان البصري الصفار، الحافظ، نزيل بغداد.

ولد سنة أربعٍ وثلاثين ومائة تقريبا أو تحديدا، وسمع سنة نيف وخمسين ومائة فأكثر.

حدث عن شعبة، وهمام، والحمادين، وهشام الدستوائي، ووهيب، وصخر بن جويرية، وديلم بن غزوان، وطائفة. وعنه البخاري، والأربعة، عن رجل عنه، وأحمد بن حنبل، وإسحاق بن راهويه، وابن المديني، وابن معين، والفلاس، وأبو بكر بن أبي شيبة، والذهلي، وهلال بن العلاء، وإسحاق الكوسج، وحنبل بن إسحاق، والدارمي، وعبد، وعبد الله بن أحمد الدورقي، وأبو زرعة الدمشقي، وأبو حاتم، وأبو زرعة الرازي، وعلي بن عبد العزيز، وخلق.

قال يحيى القطان: إذا وافقني عفان لا أبالي من خالفني.

وقال أبو حفص الفلاس: حدثنا يحيى بن سعيد، قال: حدثنا شعبة، وهشام، عن قتادة، عن جابر بن زيد، عن ابن عباس، رفعه شعبة: يقطع الصلاة الكلب والحمار والمرأة.

قال الفلاس: فقال له عفان: حدثنا همام،

ص: 397

عن قتادة، عن صالح أبي الخليل، عن جابر بن زيد، عن ابن عباس فبكى يحيى وقال: اجترأت علي، ذهب أصحابي خالد بن الحارث، ومعاذ بن معاذ.

قال أحمد العجلي: عفان بصري ثقة، ثبت، صاحب سنة. كان على مسائل معاذ بن معاذ القاضي، فجعل له عشرة آلاف دينار على أن يقف على تعديل رجلٍ فلا يقول عدل ولا غير عدل، فأبى، وقال: لا أبطل حقا من الحقوق. وكان يذهب برقاع المسائل إلى الموضع البعيد يسأل، فجاء يوما إلى معاذ وقد تلطخت بالناطف. قال: ما هذا؟ قال: إني أبعد فأجوع، فأخذت ناطفا في كمي أكلته.

وقال عبد الله بن جعفر المروزي: سمعت عمرو بن علي يقول: جاءني عفان فقال: عندك شيء نأكله؟ فما وجدت شيئا، فقلت: عندي سويق شعير، فقال: أخرجه، فأخرجته فأكل أكلا جيدا، وقال: ألا أخبرك بأعجوبة! شهد فلانٌ وفلان عند القاضي بأربعة آلاف دينار على رجل. فأمرني أن أسأل عنهما. فجائني صاحب الدنانير فقال لي: لك من هذا المال نصفه وتعدل شاهدي؟ فقلت: استحييت لك، وشهوده عندنا غير مستورين.

وقال حنبل: حضرت أبا عبد الله وابن معين عند عفان بعد ما دعاه إسحاق بن إبراهيم، يعني نائب بغداد للمحنة، وكان أول من امتحن من الناس عفان، فسأله يحيى بن معين فقال: أخبرنا، فقال: يا أبا زكريا لم أسود وجهك ولا وجوه أصحابك، أي لم أجب، فقال له: فكيف كان؟ قال: دعاني إسحاق، فلما دخلت عليه قرأ علي كتاب المأمون، فإذا فيه: امتحن عفان وادعه إلى أن يقول: القرآن كذا وكذا، فإن قال ذلك فأقره على أمره، وإلا فاقطع عنه الذي يجري عليه، وكان المأمون يجري عليه خمس مائة درهم كل شهر، قال: فقال لي إسحاق: ما تقول؟ فقرأت عليه: {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} حتى ختمتها. فقلت: أمخلوق هذا؟ قال: يا شيخ إن أمير المؤمنين يقول: إنك إن لم تجبه يقطع عنك ما يجري عليك، فقلت له: يقول الله تعالى

ص: 398

: {وَفِي السَّمَاءِ رِزْقُكُمْ وَمَا تُوعَدُونَ} فسكت وانصرفت، فسر بذلك أحمد ويحيى بن معين، ومن حضر.

وقال إبراهيم بن ديزيل: لما دعي عفان للمحنة كنت آخذا بلجام حماره، فلما حضر عرض عليه القول فامتنع، فقيل له: يحبس عطاؤك، وكان يعطى ألف درهم في كل شهر، فقال:{وَفِي السَّمَاءِ رِزْقُكُمْ وَمَا تُوعَدُونَ} .

قال: وكان في داره نحو أربعين إنسانا. فدق عليه الباب داق، فدخل عليه رجل شبهته بسمان أو زيات، ومعه ألف درهم، فقال: يا أبا عثمان ثبتك الله كما ثبت الدين، وهذا لك في كل شهر، يعني الألف.

وقال جعفر بن محمد الصائغ: اجتمع عفان، وعلي ابن المديني، وأبو بكر بن أبي شيبة، وأحمد بن حنبل، فقال عفان: ثلاثة يضعفون في ثلاثة: علي ابن المديني في حماد بن زيد، وأحمد في إبراهيم بن سعد، وابن أبي شيبة في شريك.

فقال علي: وعفان في شعبة.

قلت: هذا على وجه المزاح، وإلا فهؤلاء ثقات في شيوخهم المذكورين لا سيما عفان في شعبة، فإن الحسين بن حبان قال: سألت ابن معين فقلت: إذا اختلف أبو الوليد وعفان عن شعبة؟ قال: القول قول عفان، قلت: فأبو نعيم وعفان؟ قال: عفان أثبت.

وقال أحمد بن حنبل: عفان، وحبان، وبهز هؤلاء المتثبتون، وإذا اختلفوا رجعت إلى قول عفان، هو في نفسي أكبر.

وقال الحسن الحلواني: سمعت يحيى بن معين قال: كان عفان، وبهز، وحبان يختلفون إلي، فكان عفان أضبط القوم وأنكدهم. عملت مرة عليهم في شيء فما فطن به إلا عفان.

وذكر عفان عند علي ابن المديني فقال: كيف أذكر رجلا يشك في حرف فيضرب على خمسة أسطر!.

وسئل أحمد بن حنبل: من تابع عفان على الحديث الفلاني؟ فقال: وعفان يحتاج إلى متابع؟.

وقال يعقوب بن شيبة: سمعت ابن معين يقول: أصحاب الحديث خمسة: مالك، وابن جريج، والثوري، وشعبة، وعفان.

ص: 399

قلت: مالك أفقههم، وابن جريج أعرفهم بالتفسير، والثوري أحفظهم وأكثرهم رواية، وشعبة أتقنهم وأوثقهم شيوخا، وعفان مختصر شعبة، فإنه كان متعنتا في الرجال، كثير الشكل والضبط للخط. يكتب ثم يعرض على الشيخ ما سمعه.

قال علي ابن المديني: أبو نعيم وعفان لا أقبل قولهما في الرجال. لا يدعون أحدا إلا وقعوا فيه.

وقال ابن معين: عبد الرحمن بن مهدي أحفظ من عفان، ولم يكن من رجال عفان في الكتاب. وكان عبد الرحمن أصغر منه بسنتين.

وقال عبد الرحيم بن منيب: قال عفان: اختلف يحيى بن سعيد وعبد الرحمن في الحديث، فبعثا إلي، فقال عبد الرحمن: أقول شيئا وتسأل عفان؟! فقال يحيى: ما أحد أكره إلي أن يخالفني من عفان، قال عفان: وخالفتهما، فنظر يحيى في كتابه فوجد الأمر على ما قلت.

وقال عبد الله بن أحمد، عن أبيه: لزمنا عفان عشر سنين، وكان أثبت من عبد الرحمن بن مهدي.

وقال أبو حاتم: عفان إمام، ثقة، متقن، متين.

وقال جعفر بن أبي عثمان الطيالسي: سمعت عفان يقول: يكون عند أحدهم حديث فيخرجه بالمقرعة، كتبت عن حماد بن سلمة عشرة آلاف حديث ما حدثت منها بألفين. وكتبت عن عبد الواحد بن زياد ستة آلاف حديث ما حدثت منها بألف. وكتبت عن وهيب أربعة آلاف حديث ما حدثت منها بألف.

قلت: ومع حفظه وإمامته واتفاق كتب الإسلام على الاحتجاج به قد تكلم فيه، وتبارد ابن عدي بذكره في كتاب الضعفاء؛ لكنه ما ذكره إلا ليبطل قول من ضعفه. فإن إبراهيم بن أبي داود قال: سمعت سليمان بن حرب يقول: ترى عفان كان يضبط عن شعبة، والله لو جهد جهده أن يضبط عن شعبة

ص: 400

حديثا واحدا ما قدر عليه. كان بطيئا رديء الفهم.

قال ابن عدي: عفان أشهر وأوثق من أن يقال فيه شيء. ولا أعلم له إلا أحاديث مراسيل، عن حماد بن سلمة، وغيره وصلها، وأحاديث موقوفة رفعها، وهذا مما لا ينقصه، فإن الثقة قد يهم، وعفان قد رحل إليه أحمد بن صالح من مصر، وكانت رحلته إليه خاصةً دون غيره.

الفسوي في تاريخه: قال سلمة، هو ابن شبيب: قلت لأحمد بن حنبل: طلبت عفان في منزله قالوا: خرج، فخرجت أسأل عنه، فقيل توجه هكذا. فجعلت أمضي وأسأل عنه حتى انتهيت إلى مقبرة، وإذا هو جالس يقرأ على قبر بنت أخي ذي الرياستين، فبزقت عليه، وقلت: سوءة لك، قال: يا هذا، الخبز الخبز، قلت: لا أشبع الله بطنك، قال: فقال لي أحمد بن حنبل: لا تذكرن هذا، فإنه قد قام في المحنة مقاما محمودا عليه، ونحو هذا من الكلام.

قال الحسن الحلواني: قلت لعفان: كيف لم تكتب عن عكرمة بن عمار؟ قال: كنت قد ألححت في طلب الحديث فأضر ذلك بي، فحلفت أن لا أكتب الحديث ثلاثة أيام، فقدم عكرمة في تلك الثلاثة الأيام، فحدث ثم خرج.

ابن عدي: حدثنا زكريا الساجي، قال: أخبرنا أحمد بن محمد البغدادي، قال: حدثنا عفان، قال: حدثنا همام قال: حدثنا قتادة، عن الحسن، عن أبي بكرة: نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يتعاطى السيف مسلولا. وكان بسام لقبه هماما، فلما فرغه قال بسام: والله ما حدثكم بهذا همام، ولا حدثه قتادة هماما. ففكر في نفسه وعلم أنه أخطأ، فمد يده إلى لحية بسام وقال: ادعوا لي صاحب الربع يا فاجر، قال: فما خلصوه منه إلا بالجهد.

وقال ابن معين، وأبو خيثمة: أنكرنا عفان في صفر سنة تسع عشرة، وفي رواية سنة عشرين، ومات بعد أيام.

ص: 401

وقال محمد بن عبيد الله المسبحي: مات عفان في ربيع الآخر سنة عشرين.

قال أبو داود: شهدت جنازته ببغداد ولم أسمع منه.

قلت: غلط من ورخه سنة تسع عشرة.

274 -

ت:‌

‌ علي بن إسحاق السلمي

، مولاهم المروزي الداركاني، أبو الحسن.

عن أبي حمزة السكري، والفضل السيناني، وابن المبارك. وعنه أحمد بن حنبل، وأحمد بن الفرات، وأحمد بن الخليل البرجلاني، وعباس الدوري، وموسى بن حزام الترمذي، وآخرون.

وثقه النسائي، وغيره.

وقال أبو رجاء محمد بن حمدويه: توفي سنة ثلاث عشرة.

275 -

‌ علي بن إسحاق بن إبراهيم

، أبو الحسن الحنظلي السمرقندي.

عن إسماعيل بن جعفر المدني، وعبد الله بن المبارك، وجماعة، وعنه أبو حاتم الرازي، ومحمد بن كرام شيخ الكرامية، وآخرون.

توفي أيضا سنة ثلاث عشرة، فيما قيل.

276 -

ق:‌

‌ علي بن ثابت الدهان الكوفي العطار

.

عن سعاد بن سليمان، وأبي بكر النهشلي، وأسباط بن نصر، وعلي بن صالح بن حي، وجماعة. وعنه إبراهيم بن أبي بكر بن أبي شيبة، وأحمد بن أبي غرزة الغفاري، وعبد الله بن أسامة الكلبي، ومحمد بن غالب تمتام، ومحمد بن عبيد بن عتبة الكندي، ومحمد بن الحسين الحنيني، وجماعة.

ذكره ابن حبان في الثقات.

وقال مطين: توفي سنة تسع عشرة.

ص: 402

277 -

‌ علي بن جبلة

، أبو الحسن الكوفي الحضرمي.

روى عن سالم بن أبي مريم، وغيره.

وهو مقل.

روى عنه: أبو قدامة السرخسي، وعلي بن سلمة اللبقي، وغيرهما.

278 -

‌ علي بن جبلة، أبو الحسن الضرير

، الشاعر الملقب بالعكوك.

شاعر محسن، مقدم في زمانه. مدح المأمون والأمير أبا دلف، وسارت له أمثال وأشعار، أخذ عنه: الجاحظ، وأبو عصيدة أحمد بن عبيد، وغيرهما.

وكان آخر أمره إلى الهلاك. فإن المأمون أمر به فسل لسانه، فمات.

وقال: أستحل دمك بكفرك حيث تقول:

أنت الذي تنزل الأيام منزلها وتنقل الدهر من حالٍ إلى حال وما مددت مدى طرفٍ إلى أحدٍ إلا قضيت بأرزاقٍ وآجال

أخرجوا لسانه من قفاه. ذكره ابن خلكان.

والعكوك: القصير السمين.

توفي سنة ثلاث عشرة أيضا.

279 -

ع:‌

‌ علي بن الحسن بن شقيق بن دينار بن مشعب

، أبو عبد الرحمن العبدي. مولى آل الجارود العبدي.

وكان شقيق بصريا. نزل مرو.

سمع علي من الحسين بن واقد، وأبي حمزة السكري، وأبي المنيب عبيد الله العتكي، وإبراهيم بن طهمان، وإسرائيل بن يونس، وقيس بن الربيع، وخارجة بن مصعب، وابن المبارك، وطائفة. وعنه البخاري، ومسلم. والأربعة، عن رجل عنه، وأحمد بن حنبل، ويحيى بن معين، وأحمد بن سيار، وإبراهيم بن يعقوب الجوزجاني، وعباس الدوري، وأحمد بن منصور زاج، ومحمد بن عبد الله بن قهزاذ المروزي، وولده محمد بن علي، وخلق.

قال أحمد بن حنبل: لم يكن به بأس. تكلموا فيه للإرجاء، وقد رجع عنه.

ص: 403

وقال الحسين بن حبان: قال ابن معين: ما أعلم أحدا قدم علينا من خراسان كان أفضل من ابن شقيق. كان عالما بابن المبارك، قد سمع الكتب مرارا.

حدث يوما عن ابن المبارك، عن عوف بن زيد بن شراجة، فقيل له: شراحة. فقال: لا، ابن شراجة، سمعته من ابن المبارك أكثر من ثلاثين مرة.

وقال أبو داود: سمع الكتب من ابن المبارك أربع عشرة مرة.

وقال علي: سمعت من أبي حمزة كتاب الصلاة، فنهق حمار، فاشتبه علي حديثٌ ولا أدري أي حديث، فتركت الكتاب كله.

وقال العباس بن مصعب: كان علي بن الحسن بن شقيق جامعا، وكان يعد من أحفظهم لكتب ابن المبارك. وقد شارك ابن المبارك في كثيرٍ من رجاله. وكان أول أمره المنازعة مع أهل الكتاب، حتى كتب التوراة والإنجيل والأربعة والعشرين كتابا من كتب ابن المبارك، ثم صار شيخا ضعيفا لا يمكنه أن يقرأ، فكان يحدث كل إنسان الحديثين والثلاثة، وتوفي في سنة خمس عشرة ومائتين.

وكذلك قال جماعة في وفاته.

ويقال: ولد ليلة قتل أبو مسلم الخراساني سنة سبعٍ وثلاثين ومائة.

280 -

‌ علي بن الحسن بن يعمر السامي المصري

.

روى عن سفيان الثوري، ومبارك بن فضالة، وعمر بن صبح، وعبد الله بن عمر العمري، والهيثم بن أبي زياد. وعنه ياسين بن عبد الأحد القتباني، ومالك بن عبد الله بن سيف، ومحمد بن عمرو بن نافع، ومحمد بن روح القتيري، وسعيد بن عثمان التنوخي، ومحمد بن عبد الله بن ميمون الرقي، وعبد الرحمن بن خالد بن نجيح.

قال ابن عدي: أحاديثه بواطيل، وهو ضعيف جدا.

281 -

‌ علي بن الحسن التميمي البزاز

. كراع.

ص: 404

سكن الري.

وحدث عن مالك، وشريك، وجعفر بن سليمان، وحماد بن زيد، وجماعة. وعنه أبو زرعة، وأبو حاتم، وجعفر بن محمد الزعفراني الرازيون.

قال أبو زرعة: لم يكن به بأس.

282 -

4:‌

‌ علي بن الحسين بن واقد

. مولى عبد الله بن عامر بن كريز، أبو الحسن القرشي المروزي.

عن أبيه، وأبي حمزة السكري، وسليم مولى الشعبي، وهشام بن سعدٍ المدني، وخارجة بن مصعب، وابن المبارك، وعنه إسحاق بن راهويه، ومحمود بن غيلان، ورجاء بن مرجى، وعلي بن خشرم، ومحمد بن عقيل بن خويلد، وأبو الدرداء عبد العزيز بن منيب، ومحمد بن رافع، وخلق.

قال أبو حاتم: ضعيف الحديث.

وقال النسائي: ليس به بأس.

وقال البخاري: مات سنة إحدى عشرة ومائتين.

قلت: وولد سنة ثلاثين ومائة.

283 -

خ:‌

‌ علي بن حفص

، أبو الحسن المروزي، نزيل عسقلان.

روى عن ابن المبارك. وعنه البخاري. وقال: لقيته بعسقلان سنة سبع عشرة.

284 -

‌ علي بن عبيدة

، أبو الحسن الريحاني الكاتب.

أحد البلغاء والفصحاء. له تصانيف أدبية، ولهجة عربية، واختصاص بالمأمون.

توفي سنة تسع عشرة ومائتين.

ص: 405

وقد اتهم بالزندقة، فالله أعلم. وتصانيفه تدل على فلسفته وفراغه من الدين. وهي كثيرة سردها ياقوت في تاريخ الأدباء وقال: قال جحظة: حدثنا أبو حرملة قال: قال علي بن عبيدة: حضرني ثلاثة تلامذة، فقلت كلاما أعجبهم، فقال أحدهم: حق هذا الكلام أن يكتب بالغوالي على خدود الغواني، وقال الآخر: بل حقه أن يكتب بأنامل الحور على النور. وقال الآخر: بل حقه أن يكتب بقلم الشكر في ورق النعم.

285 -

خ 4:‌

‌ علي بن عياش بن مسلم

، أبو الحسن الألهاني الحمصي البكاء.

عن حريز بن عثمان، وشعيب بن أبي حمزة، والمثنى بن الصباح، وعبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان، وصدقة بن عبد الله السمين، وعتبة بن ضمرة بن حبيب، وعفير بن معدان، وأبي غسان محمد بن مطرف، وعدة. وعنه البخاري. والأربعة، عن رجلٍ عنه، وأحمد بن حنبل، وعمرو بن منصور النسائي، وإبراهيم الجوزجاني، وإبراهيم بن الهيثم البلدي، وأحمد بن عبد الرحيم الحوطي، وأحمد بن عبد الوهاب بن نجدة، وأحمد بن محمد بن يحيى بن حمزة، وإسماعيل سمويه، وأبو زرعة الدمشقي، ومحمد بن عوف الطائي، ويزيد بن محمد بن عبد الصمد، ومحمد بن يحيى، وخلق.

وثقه النسائي، وجماعة.

قال أبو حاتم: كنت أفيد الناس عن علي بن عياش وأنا بدمشق، فيخرجون ويسمعون منه وأنا مقيم بدمشق حتى ورد نعيه.

وقال يحيى بن أكثم: أدخلت علي بن عياشٍ على المأمون، فتبسم ثم بكى، فقال: يا يحيى أدخلت علي مجنونا؟ قلت: أدخلت عليك خير أهل الشام وأعلمهم بالحديث، ما خلا أبا المغيرة.

وقال علي: ولدت سنة ثلاثٍ وأربعين ومائة.

ص: 406

وقال يعقوب الفسوي: مات سنة تسع عشرة.

قلت: يقع حديثه عاليا لابن طبرزد.

286 -

د ت:‌

‌ علي بن قادم

، أبو الحسن الخزاعي الكوفي.

عن سعيد بن أبي عروبة، وفطر بن خليفة، ومسعر بن كدام، وسفيان، وشعبة، وأسباط بن نصر، وجماعة. وعنه أحمد بن الفرات، وأحمد بن عبد الحميد الحارثي، وأحمد بن حازم الغفاري، وأحمد بن ميثم بن أبي نعيم، وأحمد بن يحيى الصوفي، وعباس الدوري، وأبو أمية الطرسوسي، ويعقوب الفسوي، وطائفة.

قال أبو حاتم: محله الصدق.

وقال ابن معين: ضعيف.

وقال مطين: مات سنة اثنتي عشرة.

وقال ابن سعد: سنة ثلاث عشرة، وقال: منكر الحديث، شديد التشيع.

287 -

‌ علي بن محمد المنجوري البلخي

. ومنجور من قرى بلخ.

سمع شعبة، والثوري، وأبا جعفر الرازي، ومقاتل بن سليمان، وابن أبي ذئب، وعدة. وعنه عبد الصمد بن الفضل البلخي.

ذكره السليماني.

288 -

ت ن:‌

‌ علي بن معبد بن شداد العبدي الرقي الحافظ

، نزيل مصر.

يروي عن أبي الأحوص سلام بن سليم، والليث بن سعد، وعبيد الله بن عمرو الرقي، وإسماعيل بن جعفر، وابن المبارك، وابن وهب، وخلق من

ص: 407

الشام والجزيرة ومصر والعراق والحجاز. وعنه إسحاق الكوسج، ودحيم، وعبد الرحمن بن عبد الله بن عبد الحكم، وعبد الملك بن حبيب الفقيه، وأبو حاتم الرازي، ومقدام بن داود الرعيني، ويحيى بن عثمان بن صالح، وأبو يزيد يوسف القراطيسي، وخلق.

وكان من كبار الحفاظ والفقهاء، وقيل: ليس هو رقيا.

قال الطحاوي: سمعت سليمان بن شعيب، قال: سمعت علي بن معبد يقول: أدخلت على المأمون فقال: يا علي بلغنا عنك أحوالٌ جميلة، وقد رأيت أن أوليك قضاء مصر، فقلت: يا أمير المؤمنين إني أضعف عن ذلك، قال: فاستعن بأخيك، فقد قيل لي: إن له فضلا وعلما. كما استعنت أنا بأخي هذا؟ فالتفت، فإذا المعتصم قائم فأدارني. فلم أجبه، فتبينت الغيظ في وجهه، فقلت: لي حرمة. قال: وما ذاك؟ قلت: بسماعي العلم مع أمير المؤمنين عند محمد بن الحسن. قال: ومن أين كنت أنت تصل إلى محمد؟ فقلت: بأبي معبد بن شداد، فقال: أبوك معبد؟ قلت: نعم، قال: إنه كان من طاعتنا على غاية، فلم لا تكون مثله؟ ثم خرجت من عنده.

قال أبو حاتم: ثقة.

وقال ابن يونس: يكنى أبا محمد، مروزي الأصل، قدم مصر مع أبيه، وكان يذهب في الفقه مذهب أبي حنيفة.

توفي بمصر في رمضان سنة ثمان عشرة.

289 -

‌ علي بن ميثم الأسدي الكوفي التمار

.

شيخ الشيعة في وقته ومتكلمهم. روى عن زرارة بن أعين، وغيره. حكى عنه عمر بن شبة، وأبو العيناء محمد بن القاسم النحوي.

وهو علي بن إسماعيل بن شعيب بن ميثم.

290 -

‌ علي بن هشام

، الأمير أبو الحسن المروزي.

ص: 408

أحد قواد المأمون.

كان فارسا موصوفا بالشجاعة والإقدام، مع الظلم والفتك، وكان شاعرا فاضلا.

ولي كور الجبال، فأساء السيرة، وقتل جماعة، وصادر، ثم هم بالخروج واللحوق ببابك الخرمي، فظفر به عجيف الأمير، وأتى به المأمون فقتله، وقتل معه أخاه حسينا سنة سبع عشرة ومائتين.

291 -

‌ عمار بن عبد الجبار

، أبو الحسن القرشي، مولاهم المروزي.

روى عن شعبة، وغيره.

توفي في ذي الحجة سنة إحدى عشرة.

وقد ذكره الخطيب في تاريخه فقال: سمع من ابن أبي ذئب، ومبارك بن فضالة، وشعبة، روى عنه عباس الدوري، وإبراهيم بن دنوقا، ومحمد بن إسرائيل الجوهري، وأحمد بن زياد السمسار.

توفي بمكة.

قال البخاري: مات بعد أيام التشريق بيوم.

قلت: هو صدوق.

292 -

‌ عمار بن مطر الرهاوي

.

عن ابن ثوبان، وابن أبي ذئب، ومالك، وسعيد بن عبد العزيز. وعنه أحمد بن عبد الله الباجدائي، وأحمد بن داود المكي، وغيرهما.

قال ابن عدي: متروك.

293 -

‌ عمرو بن حكام

، أبو عثمان البصري.

عن شعبة وهو مكثر عنه. له عنه نحو أربعة آلاف حديث لكنه ضعيف بمرة.

ص: 409

قال البخاري: ضعفه علي ابن المديني.

وقال النسائي: متروك.

وقال أحمد بن حنبل: ترك حديثه.

وهو صاحب حديث حق الزنجبيل.

توفي سنة تسع عشرة.

والحديث منكر، رواه عن شعبة، عن علي بن زيد، عن أبي المتوكل، عن أبي سعيد: أن ملك الروم أهدى إلى النبي صلى الله عليه وسلم جرة زنجبيل فقسمها بين أصحابه، لكل واحدٍ قطعة، وأعطاني قطعة.

قلت: الحفاظ استنكروه لأنه ما أتى به أحد عن شعبة سواه. وأنا أستنكره أيضا لمعناه. كيف يهدي ملك الروم الزنجبيل إلى الحجاز، وإنما يهدى الزنجبيل من هناك إلى أرض الروم؟ فهو كما قيل: كجالب التمر إلى هجر.

وهذا الحديث رواه عنه عبد الله بن أبي زياد القطواني، وأسيد بن عاصم، وعبد العزيز بن معاوية، وسفيان بن محمد الفزاري، وآخرون.

وروى عنه أيضا رجاء بن الجارود، ومحمد بن داود، وأبو رفاعة، وآخرون.

وسمع أيضا من: سليمان بن حبان.

294 -

‌ عمر بن راشد

. مولى مروان بن عثمان.

شيخ مصري.

عن ابن عجلان، وابن أبي ذئب، وهشام بن عروة، وعبد الرحمن بن حرملة، وغيرهم. وعنه أبو مصعب المديني الملقب بمطرف، وأحمد بن عبد المؤمن المصري، ويعقوب بن سفيان الفسوي.

وهو منكر الحديث بمرة، يأتي بعجائب.

قال ابن أبي حاتم: شيخ مدني سكن القلزم. قال أبي: تركت السماع منه لما وجدت حديثه كذبا.

قلت: هو عمر بن راشد الجاري، كان ينزل الجار أيضا، وهو القرشي.

ص: 410

قال الدارقطني: متروك.

295 -

ق:‌

‌ عمر بن سهل بن مروان المازني

، أبو حفص البصري، نزيل مكة.

روى عن مبارك بن فضالة، وأبي الأشهب العطاردي، وبحر بن كنيز السقاء، وأبي حمزة العطار، وجماعة. وعنه بكر بن خلف، ومؤمل بن إهاب، ويحيى بن عبدك القزويني، ويعقوب الفسوي، وبشر بن موسى الأسدي، وعبد الله بن شبيب الربعي، وجماعة.

له حديث واحد في سنن ابن ماجه.

296 -

‌ عمر بن عمرو

، أبو حفص العسقلاني الطحان.

عن سفيان الثوري، وأبي فاطمة النخعي، وعمر بن صبح، ومحمد بن جابر، وصدقة الدمشقي. وعنه زكريا بن الحكم، وأبو قرصافة العسقلاني، وإبراهيم بن أبي سفيان القيسراني، ومحمد بن عبد الحكم القطري.

قال ابن عدي: كان في عداد من يضع الحديث. حدث بالبواطيل.

297 -

‌ عمر بن يزيد الرفاء الشيباني البصري

.

عن عكرمة بن عمار، وشعبة. وعنه سليمان بن توبة النهرواني، وأبو حاتم ثم تركه، وضرب الفلاس على حديثه، واتهمه غيره.

298 -

خ م د:‌

‌ عمرو بن الربيع بن طارق

، أبو حفص الهلالي الكوفي ثم المصري.

عن يحيى بن أيوب، والليث، ومالك، وابن لهيعة، وعكرمة بن إبراهيم الموصلي قاضي الري. وعنه البخاري، ومسلم، وأبو داود، عن رجل عنه، وإسحاق الكوسج، وأبو بكر الصاغاني، وأبو حاتم، وإسماعيل سمويه، وإبراهيم بن ديزيل، ويحيى بن عثمان بن صالح، وطائفة.

ص: 411

قال أبو حاتم: صدوق.

وقال ابن يونس: توفي لثمانٍ بقين من ربيع الأول سنة تسع عشرة.

299 -

ع:‌

‌ عمرو بن أبي سلمة التنيسي

، أبو حفص الهاشمي، مولاهم الدمشقي، نزيل تنيس.

عن الأوزاعي، وأبي معيد حفص بن غيلان، وزهير بن محمد التميمي، وعبد الله بن العلاء بن زبر، وصدقة بن عبد الله السمين، ومالك، والليث، وجماعة. وعنه عبد الله بن محمد المسندي، وأحمد بن صالح الطبري، ومحمد بن يحيى الذهلي، ومحمد بن وارة، ومحمد بن عبد الله ابن البرقي، وأخوه أحمد بن عبد الله، ومحمد بن إدريس الشافعي، ومات قبله بزمان، وعبد الله بن محمد بن سعيد بن أبي مريم، وأحمد بن مسعود المقدسي، وخلق.

قال حميد بن زنجويه: لما رجعنا من مصر دخلنا على أحمد بن حنبل، فقال: مررتم بأبي حفص عمرو بن أبي سلمة؟ فقلت: وما عنده؟ إنما عنده خمسون حديثا والباقي مناولة، قال: كنتم تنظرون في المناولة وتأخذون منها.

قال الوليد بن بكر الحافظ الأندلسي: عمرو بن أبي سلمة أحد أئمة الأخبار من نمط ابن وهب، يختار من قول مالك، والأوزاعي.

ضعفه ابن معين. ووثقه جماعة.

وتوفي سنة أربع عشرة على الصحيح. وقيل: سنة ثلاث عشرة.

وحديثه في الكتب.

300 -

ع:‌

‌ عمرو بن عاصم بن عبيد الله بن الوازع

، أبو عثمان الكلابي القيسي البصري.

عن شعبة، وهمام، وجرير بن حازم، وحماد بن سلمة، وجده عبيد الله بن الوزاع، وطائفة. وعنه البخاري، والستة بواسطة، وأحمد بن إسحاق

ص: 412

السرماري، والحسن بن علي الحلواني، وعبد الله الدارمي، وبندار، وعبد بن حميد، ويعقوب الفسوي، ومحمد بن يونس الكديمي، وطائفة كبيرة.

وثقه ابن معين.

وقال النسائي: ليس به بأس.

وقال إسحاق بن سيار: سمعته يقول: كتبت عن حماد بضعة عشر ألفا.

وقال البخاري: مات سنة ثلاث عشرة.

301 -

ق:‌

‌ عمرو بن عثمان بن سيار الكلابي الرقي

.

عن زهير بن معاوية، وعبيد الله بن عمرو، وإسماعيل بن عياش، وموسى بن أعين، وجماعة. وعنه أحمد بن الأزهر، وسلمة بن شبيب، وعبد الله بن حماد الآملي، ومحمد بن يحيى الذهلي، وسموية، وأحمد بن إسحاق الخشاب، وخلق.

قال أبو حاتم: يتكلمون فيه. كان شيخا أعمى بالرقة يحدث الناس من حفظه بأحاديث منكرة.

وقال النسائي: متروك الحديث.

وقال ابن عدي: هو ممن يكتب حديثه.

وذكره ابن حبان في كتاب الثقات وقال: مات سنة تسع عشرة.

وقال غيره: سنة سبع عشرة، والأول أشبه.

302 -

‌ عمرو بن محمد الأعسم الزمن

.

بصري نزل بغداد، وحدث عن فضيل بن مرزوق، وحسام بن مصك،

ص: 413

وقيس بن الربيع. وعنه علي بن إشكاب، ورجاء بن الجارود، وزكريا بن يحيى الناقد.

قال الدارقطني: ضعيف، كثير الوهم.

وممن روى عنه: أحمد بن الحسين بن عباد البغدادي. فروى عنه عن سليمان بن أرقم، وعن إسماعيل بن عياش، وجماعة.

وقد وهاه ابن حبان، وذكر له أحاديث منها: عن سليمان بن أرقم عن الزهري، عن سعيد، عن أبي هريرة مرفوعا: من أتى حائضا فجاء ولده أجذم فلا يلومن إلا نفسه.

303 -

‌ عمرو بن مخرم

، أبو قتادة.

بصري، متروك. روى عن جرير بن حازم، وثابت الحفار، شيخ يروي عن ابن أبي مليكة، ويزيد بن زريع، وسفيان بن عيينة. وعنه جعفر بن طرخان، وأحمد بن عمر بن يونس، وجماعة.

قال ابن عدي: روى البواطيل.

304 -

‌ عمرو بن مسعدة بن سعيد بن صول

، الأديب أبو الفضل الصولي.

أحد كتاب المأمون البلغاء. كان فصيحا مفوها جوادا ممدحا.

توفي سنة سبع عشرة بأذنة في خدمة المأمون.

وقيل: إنه خلف ثمانين ألف ألف درهم، فرفع ذلك إلى المأمون فقال: هذا لمن اتصل بنا قليل، فبارك الله لورثته.

305 -

‌ عمرو بن منصور القيسي البصري القداح

.

عن هشام بن حسان، وأبي هاشم الزعفراني، وشعبة، ومبارك بن فضالة، وجماعة. وعنه محمد بن عاصم الثقفي، ويعقوب الفسوي، وأبو حاتم، وأبو

ص: 414

عبد الله البخاري في كتاب القراءة خلف الإمام، وآخرون.

توفي سنة خمس عشرة.

ووثقه ابن حبان.

306 -

ق:‌

‌ عمرو بن هاشم البيروتي

، أبو هاشم.

عن ابن عجلان إن صح، وعن الأوزاعي، وعبد الله بن لهيعة، والهيثم بن حميد، وهقل بن زياد، وجماعة. وعنه يوسف بن بحر قاضي حمص، ومحمد بن عوف الطائي، ومحمد بن مسلم بن وارة، وأبو زرعة الرازي، ويزيد بن محمد بن عبد الصمد، وأحمد بن محمد بن يحيى بن حمزة، وبكر بن سهل الدمياطي، وطائفة.

قال ابن وارة: كان قليل الحديث، وليس بذاك. كان صغيرا حين كتب عن الأوزاعي.

وقال ابن عدي: ليس به بأس.

307 -

‌ عوف بن محلم

، أبو المنهال الخزاعي النديم.

كان أخباريا علامة، شاعرا مجودا. وكان عبد الله بن طاهر يقدمه ويكرمه. وكان أبوه طاهر لا يكاد يفارق عوفا. وأصله من حران، وهو القائل:

إن الثمانين وبلغتها قد أحوجت سمعي إلى ترجمان وبدلتني بالشطاط الحنا وكنت كالصعدة تحت السنان منها:

فقرباني بأبي أنتما من وطني قبل اصفرار البنان وقبل منعاي إلى نسوةٍ أوطانها حران والرقتان فأذن له عبد الله بن طاهر في السفر إلى وطنه، فمات في الطريق.

308 -

ق:‌

‌ عون بن عمارة

، أبو محمد العبدي البصري.

عن حميد الطويل، وبهز بن حكيم، وعبد الله بن عون، وسليمان التيمي،

ص: 415

وهشام بن حسان، وعبد الله بن المثنى الأنصاري، وسعيد بن أبي عروبة، ومحمد بن عمرو، وطائفة. وعنه أحمد بن الأزهر، وأحمد بن يوسف النيسابوريان، والحسن بن علي الخلال، وإسحاق بن سيار، والحارث بن أبي أسامة، وعباس الدوري، وأبو قلابة الرقاشي، ومحمد بن يونس الكديمي، وخلق.

قال أبو زرعة: منكر الحديث.

وقال البخاري: تعرف وتنكر.

وقال أبو حاتم: أدركته ولم أكتب عنه.

وقال ابن عدي: يكتب حديثه.

وقال مطين: توفي سنة اثنتي عشرة.

309 -

خ ت ق:‌

‌ العلاء بن عبد الجبار

، أبو الحسن العطار مولى الأنصار.

بصري مشهور، سكن مكة، وحدث عن الحمادين، ومبارك بن فضالة، وجرير بن حازم، ونافع بن عمر، ووهيب بن خالد، وطائفة. وعنه البخاري، والترمذي، وابن ماجه، عن رجلٍ عنه، وإبراهيم بن يعقوب الجوزجاني، وأحمد بن الفرات، وأحمد بن سليمان الرهاوي، وعبد الله بن أحمد بن أبي مسرة، وعبد الله بن شبيب المدني الأخباري، ومحمد بن يونس الكديمي، وعلي بن أحمد بن النضر الأزدي، وولده عبد الجبار بن العلاء، وبشر بن موسى، وطائفة.

قال النسائي: ليس به بأس.

ص: 416

قلت: توفي سنة اثنتي عشرة.

310 -

ت ق:‌

‌ العلاء بن الفضل بن عبد الملك بن أبي سوية المنقري

، أبو الهذيل البصري.

عن عبيد الله بن عكراش، ومحمد بن إسماعيل بن طريح الثقفي، وغيرهما. وعنه محمد بن بشار، وعمر بن شبة، ومحمد بن يونس الكديمي، وإسماعيل القاضي، وجماعة.

قال ابن حبان: لا يعجبني الاحتجاج به.

وقال ابن قانع: مات سنة عشرين.

قلت: له حديث واحد في الترمذي، وابن ماجه. وكان معمرا. وذاك الحديث وقع لنا عاليا في الغيلانيات وهو ثماني لابن البخاري.

311 -

ن:‌

‌ العلاء بن هلال بن عمر بن هلال بن أبي عطية

، أبو محمد الباهلي الرقي.

عن حماد بن زيد، وإسماعيل بن عياش، وخلف بن خليفة، وعبيد الله بن عمرو الرقي، وهشيم، وطائفة. وعنه ابنه هلال بن العلاء، ومحمد بن علي بن ميمون الرقي، ومحمد بن جبلة الرافقي، وحفص بن عمر سنجة، وأبو إسحاق الجوزجاني، وطائفة.

ضعفه أبو حاتم.

وقال النسائي: هلال بن العلاء، عن أبيه، له غير حديث منكر فلا أدري

ص: 417

أتى منه أو من أبيه.

وقال هلال: ولد أبي سنة خمسين ومائة، ومات سنة خمس عشرة.

312 -

‌ عيسى بن جعفر الرياحي الكوفي

. قاضي الري.

روى عن مسعر بن كدام، وسفيان الثوري، وعبد العزيز بن أبي رواد، وجماعة. وعنه أبو حاتم الرازي، وقال: شيخ صالح صدوق، ومحمد بن عمار الرازي، وغيرهما.

313 -

‌ عيسى بن دينار بن واقد

. الفقيه أبو محمد الغافقي، نزيل قرطبة.

رحل وسمع من عبد الرحمن بن القاسم وصحبه مدةً وعول عليه.

قال ابن الفرضي: كانت الفتيا تدور عليه بالأندلس، ولا يتقدمه أحد. وكان صالحا ورعا، يرونه مستجاب الدعوة، وكان محمد بن وضاح يقول: هو الذي علم أهل الأندلس الفقه، وقال محمد بن عبد الملك بن أيمن: كان عيسى بن دينار أفقه من يحيى بن يحيى الليثي.

وقال أبان بن عيسى بن دينار: كان أبي قد أجمع على ترك الفتيا بالرأي، وأحب الفتيا بما روي من الحديث، فأعجلته المنية عن ذلك.

توفي سنة اثنتي عشرة ومائتين، رحمه الله.

314 -

‌ عيسى بن زياد الرازي

.

عن نعيم بن ميسرة، وابن المبارك، ويعقوب القمي، وجماعة. وعنه أبو حاتم، وقال: صدوق.

315 -

‌ عيسى بن صبيح

، وهو ابن أبي فاطمة.

عن زكريا بن سلام، والثوري، ومالك، ويعقوب القمي، وطائفة. وعنه علي بن ميسرة، وأبو زرعة، وأبو حاتم.

ص: 418

قال أبو حاتم، وغيره: صدوق.

316 -

م:‌

‌ عيسى بن المنذر السلمي الحمصي

.

عن إسماعيل بن عياش، وبقية بن الوليد، وجماعة. وعنه ابنه موسى بن عيسى، وإسحاق الكوسج، وابن وارة.

317 -

‌ عيسى بن المنكدر بن محمد بن المنكدر

. القاضي أبو الفضل التيمي المدني الأصل، المصري.

ولي قضاء مصر سنة إحدى عشرة ومائتين، وكان يتنكر بالليل ويكشف أخبار الشهود. ولما قدم المعتصم مصر عزله سنة أربع عشرة، وأقامه للناس، وأخرجه معه إلى بغداد فمات بها في السجن.

وقد روى عن أبيه وغيره. وله بمصر دار كبيرة.

318 -

‌ عيسى بن موسى الأنصاري

، أبو عمرو.

عن ابن عون، وشعبة. وعنه أبو حاتم، ووثقه.

319 -

‌ غسان بن المفضل الغلابي البصري

.

نزل بغداد، وحدث بها عن معتمر بن سليمان، وعبد الوهاب الثقفي، وسفيان بن عيينة. وعنه محمد بن عبد الله المخرمي، وإسحاق الحربي، ومحمد بن غالب التمتام، وآخرون.

وثقه الدارقطني، وغيره.

ومات كهلا سنة تسع عشرة، وكان عاقلا لبيبا.

320 -

‌ فتح بن سعيد الموصلي

، أبو نصر الزاهد، أحد سادات مشايخ الصوفية.

له أحوال ومقامات. يقال: إنه كان يتقوت بفلس نخالة، وورد أنه رأى صبيين، مع ذا كسرةٌ عليها كامخ، ومع الآخر كسرةٌ عليها عسل. فقال صاحب

ص: 419

الكامخ: أطعمني من عسلك، قال: إن صرت لي كلبا أطعمتك، قال: نعم، فجعل في عنقه حبلا وقال: انبح، قال فتح: لو قنعت بكامخك ما صرت له كلبا. ثم قال: هكذا الدنيا.

وكان فتح قد سمع الحديث من عيسى بن يونس، وقدم بغداد زائرا لبشر الحافي، فأضافه بنصف درهم خبزا وتمرا.

وهو فتح الصغير، توفي سنة عشرين. وأما الكبير، فهو فتح الموصلي المتوفى سنة سبعين ومائة، رحمهما الله.

321 -

‌ فديك بن سليمان

، أبو عيسى القيسراني العابد.

روى عن الأوزاعي، ومحمد بن سوقة. وعنه البخاري في جزء رفع اليدين، وأحمد بن الفرات، وعمرو بن ثور الجذامي، وجماعة.

وقال محمد بن يحيى الذهلي: كان من العباد.

قلت: وقع لنا حديثه بعلو.

322 -

‌ الفضل بن خالد

، أبو معاذ المروزي النحوي.

عن سليمان التيمي، وداود بن أبي هند، وغيرهما. وعنه أيوب بن الحسن، وعلي بن الحسن الأفطس.

توفي سنة إحدى عشرة. ورخه البخاري.

وترجمه الحاكم ولم يضعفه.

وقال ابن أبي حاتم: روى عنه محمد بن شقيق، وعبد العزيز بن منيب.

323 -

ع:‌

‌ الفضل بن دكين

، الإمام أبو نعيم. واسم أبيه عمرو بن حماد بن زهير بن درهم التيمي الطلحي. مولاهم الكوفي الملائي الأحول، شريك عبد السلام بن حرب، وكانا في دكانٍ واحد يبيعان الملاء.

ص: 420

سمع الأعمش، وزكريا بن أبي زائدة، وإسماعيل بن مسلم العبدي، وجعفر بن برقان، وأبا خلدة خالد بن دينار، وسيف بن سليمان المكي، وعمر بن ذر، وفطر بن خليفة، ومالك بن مغول، ومسعر بن كدام، وموسى بن علي بن رباح، ويونس بن أبي إسحاق، وشعبة، والثوري، وخلقا كثيرا. وعنه البخاري، والستة، عن رجلٍ عنه، وأحمد بن حنبل، وإسحاق بن راهويه، ويحيى بن معين، وأبو خيثمة، ومحمد بن يحيى الذهلي، والدارمي، وعبد، وعباس الدوري، وأبو زرعة، وأبو حاتم، وأبو زرعة الدمشقي، ومحمد بن سنجر الجرجاني، ومحمد بن جعفر القتات، ومحمد بن الحسن بن سماعة، وعلي بن عبد العزيز البغوي، وخلق كثير.

وقد روى عنه: عبد الله بن المبارك مع تقدمه.

قال أبو حاتم: قال أبو نعيم: شاركت الثوري في أربعين أو خمسين شيخا.

وأما حنبل بن إسحاق فقال: قال أبو نعيم: كتبت عن نيفٍ ومائة شيخ ممن كتب عنهم سفيان.

وقال محمد بن عبدة بن سليمان: كنت مع أبي نعيم، فقال له أصحاب الحديث: يا أبا نعيم، إنما حملت عن الأعمش هذه الأحاديث، فقال: ومن كنت أنا عند الأعمش؟ كنت قردا بلا ذنب.

وقال صالح بن أحمد بن حنبل: قلت لأبي: وكيع، وعبد الرحمن بن مهدي، ويزيد بن هارون، أين يقع أبو نعيم من هؤلاء؟

قال: يجيء حديثه على النصف من هؤلاء إلا أنه كيس يتحرى الصدق، قلت: فأبو نعيم أثبت أو وكيع؟ قال: أبو نعيم أقل خطأً.

وقال حنبل: سئل أبو عبد الله فقال: أبو نعيم أعلم بالشيوخ وأنسابهم، وبالرجال، ووكيع أفقه.

وقال يعقوب بن شيبة: سمعت أحمد بن حنبل يقول: هو أثبت من وكيع.

ص: 421

وقال عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن أبيه قال: أخطأ وكيع في خمس مائة حديث.

وقال أحمد بن الحسن الترمذي: سمعت أبا عبد الله يقول: إذا مات أبو نعيم صار كتابه إماما. إذا اختلف الناس في شيء فزعوا إليه.

وقال أبو زرعة الدمشقي: سمعت يحيى بن معين يقول: ما رأيت أثبت من رجلين: أبو نعيم، وعفان.

وسمعت أحمد بن صالح يقول: ما رأيت محدثا أصدق من أبي نعيم.

وقال يعقوب الفسوي: أجمع أصحابنا أن أبا نعيم كان غايةً في الإتقان.

وقال أبو حاتم: كان حافظا متقنا، لم أر من المحدثين من يحفظ ويأتي بالحديث على لفظٍ واحدٍ لا يغيره سوى قبيصة وأبي نعيم في حديث الثوري.

وكان أبو نعيم يحفظ حديث الثوري حفظا جيدا، وهو ثلاثة آلاف وخمس مائة حديث، ويحفظ حديث مسعر وهو خمس مائة حديث. وكان لا يلقن.

وقال الرمادي: خرجت مع أحمد وابن معين إلى عبد الرزاق خادما لهما، فلما عدنا إلى الكوفة. قال يحيى: أريد أختبر أبا نعيم، فقال أحمد: لا نريد، الرجل ثقة، فقال يحيى: لا بد لي، فأخذ ورقة فكتب فيها ثلاثين حديثا، وجعل على رأس كل عشرة منها حديثا ليس من حديثه. ثم جاءوا إلى أبي نعيم، فخرج وجلس على دكان طين، وأخذ أحمد فأجلسه عن يمينه، وأخذ يحيى فأجلسه عن يساره. ثم جلست أسفل الدكان. ثم أخرج يحيى الطبق، فقرأ عليه عشرة أحاديث، فلما قرأ الحادي عشر قال أبو نعيم: ليس هذا من حديثي، اضرب عليه. ثم قرأ العشر الثاني، وأبو نعيم ساكت، فقرأ الحديث الثاني، فقال أبو نعيم: ليس هذا من حديثي، فاضرب عليه. ثم قرأ العشر الثالث، وقرأ الحديث الثالث، فتغير أبو نعيم وانقلبت عيناه، ثم أقبل على يحيى، فقال: أما هذا، وذراع أحمد بيده، فأورع من أن يعمل مثل هذا، وأما هذا، يريدني، فأقل من أن يفعل ذلك. ولكن هذا من فعلك يا فاعل. ثم أخرج

ص: 422

رجله فرفس يحيى بن معين، فرمى به من الدكان، فقام ودخل داره. فقال أحمد ليحيى: ألم أمنعك من الرجل وأقل لك: إنه ثبتٌ؟ قال: والله لرفسته لي أحب إلي من سفرتي.

وقال محمد بن عبد الوهاب الفراء: كنا نهاب أبا نعيم أشد من هيبة الأمير.

وقال أحمد بن ملاعب: حدثني ثقة، قال: قال أبو نعيم: ما كتبت علي الحفظة أني سببت معاوية.

وقال محمد بن أبان: سمعت يحيى القطان يقول: إذا وافقني هذا الأحول ما باليت من خالفني.

وقال يعقوب بن شيبة: سمعت أحمد بن حنبل يقول: أبو نعيم نزاحم به ابن عيينة.

وقال حنبل: سمعت أبا عبد الله يقول: شيخان كان الناس يتكلمون فيهما ويذكرونهما، وكنا نلقى من الناس في أمرهما ما الله به عليم. قاما لله بأمرٍ لم يقم به كبير أحد: عفان، وأبو نعيم.

وقال أبو العباس محمد بن إسحاق الثقفي: عن الكديمي: لما دخل أبو نعيم على الوالي ليمتحنه، وثم أحمد بن يونس، وأبو غسان، وغيرهما. فأول من امتحن فلان فأجاب، ثم عطف على أبي نعيم فقال: قد أجاب هذا. ما تقول؟ فقال: والله ما زلت أتهم جده بالزندقة. ولقد أخبرني يونس بن بكير أنه سمع جد هذا يقول: لا بأس أن يرمي الجمرة بالقوارير. أدركت الكوفة وبها أكثر من سبع مائة شيخ، الأعمش فمن دونه يقولون: القرآن كلام الله. وعنقي أهون علي من زري هذا. فقام إليه أحمد بن يونس فقبل رأسه، وكان بينهما شحناء، وقال: جزاك الله من شيخٍ خيرا.

روى أحمد بن الحسن الترمذي، وغيره، عن أبي نعيم قال: القرآن كلام الله ليس بمخلوق.

وقال صاحب مرآة الزمان: قال عبد الصمد بن المهتدي: لما دخل

ص: 423

المأمون بغداد، نادى بترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وذلك لأن الشيوخ بقوا يضربون ويحبسون، فنهاهم المأمون، وقال: قد اجتمع الناس على إمامٍ، فمر أبو نعيم فرأى جنديا وقد أدخل يده بين فخذي امرأةٍ، فنهاه بعنف، فحمله إلى الوالي، فحمله الوالي إلى المأمون، قال: فأدخلت عليه بكرةً وهو يسبح، فقال: توضأ. فتوضأت ثلاثا ثلاثا، على ما روى عبد خير، عن علي فصليت ركعتين. فقال: ما تقول في رجل مات عن أبوين؟ فقلت: للأم الثلث وما بقي للأب، قال: فإن خلف أبويه وأخاه؟ قلت: المسألة بحالها، وسقط الأخ، قال: فإن خلف أبوين وأخوين؟ قلت: للأم السدس، وما بقي للأب، فقال: في قول الناس كلهم؟ قلت: لا، إن جدك ابن عباس ما حجب الأم عن الثلث إلا بثلاثة إخوة، فقال: يا هذا من نهى مثلك عن أن يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر؟ إنما نهينا أقواما يجعلون المعروف منكرا، ثم خرجت.

وقال أبو بكر المروذي، عن أحمد بن حنبل: إنما رفع الله عفان وأبا نعيم بالصدق حين نوه بذكرهما.

وقال أبو عبيد الآجري: قلت لأبي داود: كان أبو نعيم حافظا؟ قال: جدا.

وقال هارون بن حاتم: سألت أبا نعيم متى ولدت؟ قال: سنة تسعٍ وعشرين ومائة.

وقال أحمد بن ملاعب: سمعته يقول: ولدت في آخر سنة ثلاثين ومائة.

قلت: ومات شهيدا، فإنه طعن في عنقه وحصل له ورشكين.

وقال يعقوب بن شيبة، عن بعض أصحابه: إن أبا نعيم مات بالكوفة ليلة الثلاثاء لانسلاخ شعبان سنة تسع عشرة.

وقال غيره: مات في رمضان، ولا منافاة بين القولين، فإن مطينا رأى أبا نعيم وخاطبه، وقال: مات يوم الشك من رمضان سنة تسع عشرة. وقد غلط محمد بن المثنى فخالف الجمهور وقال: مات سنة ثمان عشرة في آخرها.

وقال بشر بن عبد الواحد: رأيت أبا نعيم في المنام فقلت: ما فعل بك

ص: 424

ربك؟ يعني فيما كان يأخذ على الحديث، قال: نظر القاضي في أمري، فوجدني ذا عيالٍ فعفا عني.

وقال علي بن خشرم: سمعت أبا نعيم يقول: يلومونني على الأخذ، وفي بيتي ثلاث عشر، وما في بيتي رغيف.

قلت: كان بين الفخر علي ابن البخاري وبين أبي نعيم خمسة أنفس في عدة أحاديث. وهو أجل شيخ للبخاري.

324 -

ق:‌

‌ الفضل بن الموفق

، أبو الجهم الكوفي. ابن عمة سفيان بن عيينة.

سمع فضيل بن مرزوق، ومسعر بن كدام، وسفيان الثوري. وعنه أحمد بن حنبل، وإسحاق بن سيار النصيبي، وأبو أمية الطرسوسي.

ضعفه أبو حاتم، وغيره. وليس بالمتروك.

325 -

‌ فهد بن عوف

، أبو ربيعة القطعي، واسمه زيد، ولقبه فهد.

روى عن حماد بن سلمة، ووهيب، وأبي عوانة، وشريك وطائفة. وعنه أبو حاتم الرازي، ومحمد بن الجنيد، وآخرون.

تركه الفلاس، ومسلم.

وقال أبو حاتم: ما رأيت بالبصرة أكيس ولا أحلى من أبي ربيعة.

قيل له: فما تقول فيه؟ قال: تعرف وتنكر.

وقال أبو زرعة: اتهم بسرقة حديثين.

قلت: توفي في المحرم سنة تسع عشرة ومائتين.

326 -

‌ فيض بن الفضل

، أبو محمد البجلي الكوفي.

ص: 425

عن مسعر، ومالك بن مغول، وعمر بن ذر. وعنه أبو حاتم الرازي، وإبراهيم بن ديزيل، والفضل بن يوسف القصباني، وغيرهم.

327 -

‌ الفيض بن إسحاق

، أبو يزيد الرقي، خادم الفضيل بن عياض.

سمع الفضيل، ومحمد بن عبد الله بن عبيد المحرم. وعنه محمد بن غالب بن سعيد الأنطاكي، وعبد الله بن الربيع الرقي، وهلال بن العلاء.

328 -

ت ن:‌

‌ القاسم بن كثير القرشي

. مولاهم المصري، قاضي الإسكندرية.

روى عن أبي غسان محمد بن مطرف، والليث بن سعد. وعنه أبو محمد الدارمي، ومحمد بن سهل بن عسكر، ويزيد بن سنان البصري، وآخرون.

قال النسائي: ثقة.

وقال أبو حاتم: صالح الحديث.

وقال ابن يونس: يقال: إنه من أهل العراق، وهو عندي مصري.

وكان رجلا صالحا.

توفي قريبا من سنة عشرين ومائتين.

329 -

‌ قالون المقرئ

. صاحب نافع بن أبي نعيم، واسم قالون عيسى بن مينا بن وردان بن عيسى الزرقي، مولى الزهريين، أبو موسى المدني النحوي، معلم العربية.

يقال: إنه ربيب نافع، وهو الذي لقبه قالون لجودة قراءته.

وقالون معناه جيد، وهي لفظة رومية.

حدث عن شيخه نافع، وعن محمد بن جعفر بن أبي كثير، وعبد الرحمن بن أبي الزناد، وغيرهم. وعنه أبو زرعة الرازي، وإبراهيم بن ديزيل، وإسماعيل القاضي، وموسى بن إسحاق القاضي، وجماعة.

وقرأ عليه القرآن طائفة كبيرة، منهم: ابنه أحمد، وأحمد بن يزيد الحلواني، وأبو نشيط محمد بن هارون، وأحمد بن صالح المصري الحافظ.

ص: 426

وانتهى إليه رئاسة الإقراء في زمانه بالحجاز. ورحل إليه الناس، وطال عمره، وبعد صيته.

قال عبد الرحمن بن أبي حاتم: سمعت علي بن الحسن الهسنجاني يقول: كان قالون شديد الصمم. فلو رفعت صوتك حتى لا غاية، لا يسمع، فكان ينظر إلى شفتي القارئ فيرد عليه اللحن والخطأ.

وقال عثمان بن خرزاذ الحافظ: حدثنا قالون قال: قال لي نافع: كم تقرأ، اجلس إلى أسطوانة حتى أرسل إليك.

وقال أبو عمرو الداني: عرض أيضا على عيسى بن وردان الحذاء.

روى القراءة عنه: ابناه أحمد وإبراهيم، والحلواني، وأحمد بن صالح، ومحمد بن عبد الحكم القطري، وعثمان بن خرزاد، ثم سمى جماعة.

قلت: توفي قالون سنة عشرين ومائتين، ورخه غير واحد، وعاش نيفا وثمانين سنة.

وغلط من قال: توفي سنة خمسٍ ومائتين غلطا بينا.

330 -

ع:‌

‌ قبيصة بن عقبة بن محمد بن سفيان بن عقبة

، أبو عامر السوائي الكوفي.

عن شعبة، وسفيان، وإسرائيل، وورقاء، وطبقتهم، وعن أكبر منهم كعيسى بن طهمان، وفطر بن خليفة، ومالك بن مغول، ومسعر، وعاصم بن محمد العمري. وعنه البخاري، ومسلم، والأربعة، عن رجلٍ عنه، وعبد بن حميد، ومحمود بن غيلان، ومحمد بن إسحاق الصغاني، وأبو زرعة الرازي، وأحمد بن سليمان الرهاوي، والحارث بن أبي أسامة، وحفص بن عمر سنجة، وخلق.

قال حنبل: قال أبو عبد الله: كان قبيصة كثير الغلط، وكان رجلا صالحا ثقة، لا بأس به. وأي شيء لم يكن عنده، يعني أنه كثير الحديث.

وقال عبد الله بن أحمد بن حنبل: سمعت أبي يذكر أبا حذيفة، فقال: قبيصة أثبت منه جدا، يعني في سفيان.

ص: 427

وقال ابن معين: قبيصة ثقة في كل شيء، إلا في حديث سفيان، ليس بذاك القوي. فإنه سمع منه وهو صغير.

وقال يعقوب الفسوي: سمعت قبيصة يقول: صليت بسفيان الفريضة.

وقال محمد بن عبد الله بن نمير: لو حدثنا قبيصة، عن النخعي لقبلنا منه.

وقال ابن أبي حاتم: سئل أبو زرعة عن قبيصة، وأبي نعيم فقال: كان قبيصة أفضل الرجلين، وأبو نعيم أتقن الرجلين.

وقال أبو حاتم: لم أر من المحدثين من يحفظ ويأتي بالحديث على لفظ واحدٍ لا يغيره سوى قبيصة، وأبي نعيم في حديث الثوري، وسوى يحيى الحماني في حديث شريك، وعلي بن الجعد في حديثه.

وقال إسحاق بن سيار النصيبي: ما رأيت من الشيوخ أحفظ من قبيصة.

وكان هناد بن السري صالحا كثير البكاء. فإذا ذكر قبيصة قال: الرجل الصالح. وتدمع عيناه.

وقال جعفر بن حمدويه: كنا على باب قبيصة ومعنا دلف بن أبي دلف، ومعه الخدم يكتب الحديث. فصار إلى باب قبيصة، فدق عليه فأبطأ، فعاوده الخدم وقيل: ابن ملك الجبل على الباب، وأنت لا تخرج إليه؟ فخرج وفي طرف إزاره كسر من الخبز. فقال: رجلٌ قد رضي من الدنيا بهذا، ما يصنع بابن ملك الجبل؟ والله لا حدثته. فلم يحدثه.

وقال هارون الحمال: سمعته يقول: جالست الثوري وأنا ابن ست عشرة سنة ثلاث سنين.

قال مطين، وغيره: مات في صفر سنة خمس عشرة، رحمه الله.

ص: 428

331 -

‌ قتيبة بن مهران الآزاذانيُّ الأصبهانيُّ

المقرئ صاحب الإمالة.

أخذ القراءة عن الكسائي. وحدَّث عن شُعبة، والليث بن سَعْد، وأبي معشر نجيح، وجماعة. وكنيته أبو عبد الرحمن قرأ عليه إدريس بن عبد الكريم الحداد، والعباس بن الوليد بن مرداس، وأحمد بن محمد بن حوثرة الأصم، وزهير بن أحمد الزَّهْراني، وبشر بن إبراهيم الثقفي، وقُرَّاء أصبهان. وانتهت إليه رياسة الإقراء بأصبهان. وله إمالات مزعجة ومعروفة. وقد صحب الكسائي مدة طويلة. وأخذ أيضا عن إسماعيل بن جعفر وسليمان بن مسلم.

حدث عنه إسماعيل بن يزيد القطان، ويونس بن حبيب، وعقيل بن يحيى، وعبد الرحمن بن محمد، الأصبهانيون.

وكان موجودا في حدود العشرين ومائتين، لأن إدريس أدركه وقرأ عليه.

وقال يونس بن حبيب: كان من خيار الناس، وكان مقرئ أصبهان في زمانه.

وروى العباس بن الوليد عن قتيبة أنه قرأ: {وَمَا أُنْزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ} بالكسر، جعلهما من ملوك الدنيا. وقال عقيل بن يحيى: سمعت قتيبة يقول: قرأت على الكسائي، وقرأ عليَّ الكسائي، وقيل: إنه صحب الكسائي خمسين سنة.

332 -

‌ قحطبة بن غدانة

، أبو معمر الجشمي البصري.

عن هشام الدستوائي، وسعيد بن أبي عروبة. سمع منه أبو حاتم، وقال: صدوق.

333 -

ن:‌

‌ قدامة بن محمد بن قدامة بن خشرم الأشجعي المدني

.

ص: 429

عن إسماعيل بن شيبة الطائفي، وداود بن المغيرة، ومخرمة بن بكير. وعنه أحمد بن صالح الحافظ، وسلمة بن شبيب، ومحمد بن عبد الوهاب الفراء، ومحمد بن سعد العوفي، وآخرون.

334 -

‌ قرعوس بن العباس بن قرعوس بن عبيد بن منصور الثقفي الأندلسي

. الفقيه صاحب مالك.

كان إماما صالحا دينا، كبير القدر، عالي الإسناد.

رحل وأخذ عن ابن جريج.

قال ابن يونس: وفي ذلك نظر.

وأخذ عن سفيان الثوري، ومالك، والليث، ثم غلب عليه الفقه واشتهر به، وكان يروي الموطأ عن مالك.

حمل عنه أصبغ بن الخليل، وعثمان بن أيوب، وغير واحد.

قال ابن الفرضي: كان فقيها لا علم له بالحديث، قال: وكان دينا ورعا فاضلا، مات سنة عشرين بالأندلس.

335 -

‌ قطبة بن العلاء بن المنهال

، أبو سفيان الغنوي الكوفي.

روى عن أبيه، وسفيان الثوري. وعنه علي بن حرب، وأحمد بن يوسف السلمي، ويعقوب الفسوي، وجماعة.

قال البخاري: فيه نظر.

وقال النسائي، وغيره: ضعيف.

336 -

ق:‌

‌ قيس بن محمد بن عمران الكندي

.

عن عفير بن معدان، وغيره. وعنه العباس الرياشي، وأبو حاتم، وجماعة.

ص: 430

وثق.

337 -

‌ كثير بن إياس الدؤلي المصري

.

عن الليث، ونافع بن يزيد، ومفضل بن فضالة.

ذكره ابن يونس.

توفي سنة تسع عشرة ومائتين.

338 -

‌ كعب بن خريم المري الدمشقي

، أبو حارثة.

عن يحيى بن حمزة، ومحمد بن حرب، وجماعة، وعنه ابنه أحمد، ودحيم، وأبو حاتم الرازي.

قال دحيم: شيخ صالح.

339 -

‌ كلثوم بن عمرو

، أبو عمرو العتابي الأديب الشاعر الأخباري.

كان خطيبا بليغا وفصيحا مفوها، مدح الرشيد والمأمون. وكان يتزهد ويتصون ويقل من السلطان، وقد قال مرة للمأمون: يدك بالعطاء أطلق من لساني بالسؤال. وإنه لا دين إلا بك، ولا دنيا إلا معك.

ومن شعره:

ألا قد نكس الدهر فأضحى حلوه مرا وقد جربت من فيه فلم أحمدهم طرا فألزم نفسك اليأس من الناس تعش حرا وقال الرياشي: قال مالك بن طوق للعتابي: يا أبا عمرو رأيتك كلمت فلانا فأقللت كلامك، قال: نعم. كانت معي حيرة الداخل، وفكرة صاحب الحاجة، وذل المسألة، وخوف الرد مع شدة الطمع.

340 -

ن:‌

‌ الليث بن عاصم أبو زرارة القتباني المصري

.

روى عن ابن عجلان، وابن جريج، وغيرهما. وعنه يونس بن عبد الأعلى، وحفيده ياسين بن عبد الأحد القتباني.

ص: 431

وكان صالحا عابدا، معمرا، نيف على التسعين.

ومات سنة إحدى عشرة في صفر.

وهو ليث بن عاصم بن كليب بن خيار بن خير بن أسعد بن ناشرة.

وقال ابن أبي حاتم: ليث بن عاصم أبو زرارة القتباني، روى عن أبي قبيل، وأبي الخير الجيشاني. وعنه ابن وهب، وأبو شريك يحيى بن يزيد المصري، وأبو الطاهر بن السرح.

قلت: فهذا الذي ذكره ابن أبي حاتم آخر أكبر من صاحب الترجمة، وهو سميه، وهذا عجيب.

وأما شيخنا المزي فخلط الترجمتين، أعني الذي ذكره ابن أبي حاتم بليث بن عاصم بن العلاء الخولاني الحدادي بالضم والتخفيف. والظاهر أنهما واحد، وهم ابن أبي حاتم في نسبته وكنيته.

مات قبل ابن وهب.

341 -

‌ محمد بن أسعد التغلبي

، أبو سعيد المكي ثم المصيصي.

عن زهير بن معاوية، وأبي إسحاق الفزاري، وعبثر بن القاسم، وابن المبارك. وعنه عبد الله الدارمي، ومحمد بن إسماعيل، ومحمد بن المثنى العنزي، وإسحاق الكوسج، وأحمد بن حازم بن أبي غرزة، ومحمد بن أحمد بن الجنيد الدقاق، وآخرون.

قال أبو زرعة: منكر الحديث.

342 -

ت:‌

‌ محمد بن أعين

، أبو الوزير المروزي، خادم ابن المبارك، ووصيه.

ص: 432

عنه، وعن ابن عيينة، وفضيل بن عياض، وغيرهم. وعنه أحمد بن حنبل، وابن راهويه، ومحمد بن عبد العزيز بن أبي رزمة، وأحمد بن عبدة الآملي، وأحمد بن منصور زاج، وآخرون.

قال محمد بن عبد الله بن قهزاد: مات سنة ثلاث عشرة ومائتين.

343 -

د ت ن:‌

‌ محمد بن بكار بن بلال

، أبو عبد الله العاملي الدمشقي، قاضي دمشق.

عن محمد بن راشد المكحولي، وسعيد بن بشير، وموسى بن عُلي بن رباح، وسعيد بن عبد العزيز، والليث بن سعد، وجماعة. وعنه ابناه هارون والحسن، ومحمد بن يحيى الذهلي، والهيثم بن مروان العنسي، ويزيد بن محمد بن عبد الصمد، وأبو زرعة الدمشقي، وأبو حاتم الرازي، وجماعة.

وذكره أبو زرعة في أهل الفتوى بدمشق.

وقال ابن أبي حاتم: كتب عنه أبي بمكة، وقال: صدوق.

وقال ابنه: توفي سنة ست عشرة ومائتين، وولد سنة اثنتين وأربعين ومائة.

• - أما محمد بن بكار بن الريان فمن أقرانه، لكنه تأخر كثيرا.

344 -

د ق:‌

‌ محمد بن بلال

، أبو عبد الله الكندي البصري التمار.

عن همام بن يحيى، وعمران القطان، وعبد الحكم القسملي، وحرب بن ميمون الأنصاري. وعنه أحمد بن سنان، وأحمد بن الأزهر، ومحمد بن عبد الله بن نمير، والبخاري في كتاب الأدب، وعثمان بن طالوت، والكديمي، وجماعة.

ص: 433

قال أبو داود: ما سمعت إلا خيرا.

وقال ابن عدي: أرجو أنه لا بأس به.

وهو يغرب عن عمران القطان.

345 -

‌ محمد بن حجاج المُصَفِّر

، مولى بني هاشم.

مُجمعٌ على تركه. روى عن شعبة، وعبد العزيز الدراوردي. وعنه عمرو الناقد، وجعفر بن محمد بن شاكر.

توفي سنة ست عشرة.

346 -

د: قوله:‌

‌ محمد بن الحسن بن زبالة المخزومي

. مولاهم أبو الحسن المدني.

أحد الضعفاء. روى عن أسامة بن زيد بن أسلم، ومالك، وسليمان بن بلال، والدراوردي، وخلق كثير من أهل المدينة ضعفاء ومجاهيل. وعنه أحمد بن صالح المصري، وأبو خيثمة، وهارون الحمال، والزبير بن بكار، وعبد الله بن أحمد بن أبي مسرة، وآخرون.

رماه ابن معين بالكذب.

وقال أحمد بن صالح: كتبت عنه مائة ألف حديث، ثم تبين لي أنه كان يضع الحديث فتركته. وما رأيت أحدا أعلم بالمغازي والأنساب منه.

وقال أبو داود: كذاب.

وقال النسائي: متروك.

وقال ابن عدي: أنكر ما روى عن مالك، عن هشام، عن أبيه، عن عائشة، عن النبي صلى الله عليه وسلم: افتتحت القرى بالسيف وافتتحت المدينة بالقرآن.

ص: 434

قلت: كان أخباريا علامة، أكثر عنه الزبير.

وقد ضعفه أبو حاتم، وقال: ليس بمتروك.

347 -

‌ محمد بن حميد الطوسي الأمير

.

كان مقدم الجيش الذين حاربوا بابك الخرمي، فقتل إلى رحمة الله وعفوه، فولي بعده على الجيوش علي بن هشام، إلى أن قتل أيضا في قتال الخرمية سنة سبع عشرة.

وكان مقتل محمد في سنة أربع عشرة.

348 -

4:‌

‌ محمد بن خالد بن عثمة الحنفي البصري

. وعثمة هي أمه.

روى عن مالك، وسليمان بن بلال، وسعيد بن بشير، وجماعة، وعنه: بندار، ومحمد بن يونس الكديمي، وأبو قلابة الرقاشي، وآخرون.

قال أبو حاتم: صالح الحديث.

ذكره عبد الرحمن بن منده فيمن مات سنة إحدى عشرة ومائتين.

349 -

‌ محمد بن أبي الخصيب الأنطاكي

.

عن مالك بن أنس، وابن لهيعة.

وثقه الخطيب.

وعنه إبراهيم الحربي، وتمتام، وجماعة.

توفي سنة ثمان عشرة، وكان صدوقا.

350 -

‌ محمد بن رويز بن لاحق

.

شيخ بصري. يروي عن شعبة، وجماعة. وعنه حاتم بن الليث، ومحمد بن

ص: 435

سليمان الباغندي، وأبو حاتم، وقال صدوق.

351 -

‌ محمد بن زرعة الرعيني

.

روى عن الوليد بن مسلم، وابن شعيب، وجماعة. وعنه أبو زرعة الدمشقي، وأبو إسحاق الجوزجاني.

قال أبو زرعة الدمشقي: ثقة، حافظ، من أصحاب الوليد.

توفي سنة ست عشرة.

352 -

‌ محمد بن زياد

، أبو إسحاق المقدسي.

عن إبراهيم بن أبي عبلة، وأبي المرجى الموقري. وعنه موسى بن سهل الرملي، ومحمد بن عوف الحمصي.

قال أبو حاتم: صالح، لم يقدر لي أن أكتب عنه.

353 -

خ م د ت ن:‌

‌ محمد بن سابق

، أبو جعفر البغدادي البزاز، مولى بني تميم.

سمع مالك بن مغول، وشيبان بن عبد الرحمن النحوي، وورقاء بن عمر، وإبراهيم بن طهمان، وجماعة. وعنه أحمد بن حنبل، وأبو خيثمة، وعباس الدوري، ومحمد بن غالب تمتام، وأحمد بن أبي خيثمة، وآخرون.

وروى عنه: البخاري في كتاب الأدب، وقال في الصحيح: حدثنا محمد بن سابق أو الفضل بن يعقوب، عنه، وذلك في كتاب الوصايا من الجامع الصحيح.

توفي سنة ثلاث عشرة.

قال يعقوب بن شيبة: صدوق.

وقال النسائي: ليس به بأس.

ص: 436

وقيل: مات سنة أربع عشرة، نقله ابن قانع، وأحمد بن كامل.

ونقل الأول مطين.

354 -

د ن:‌

‌ محمد بن سعيد بن سابق الرازي

. نزيل قزوين.

روى عن أبيه، وأبي جعفر الرازي، وزهير بن معاوية، وعمرو بن أبي قيس، وطائفة. وعنه أحمد بن أبي سريج، وأبو زرعة، وأبو حاتم، ويحيى بن عبدك، ومحمد بن أيوب الرازيون، وجماعة.

وثقه يعقوب بن شيبة.

وتوفي سنة ست عشرة.

355 -

خ ت:‌

‌ محمد بن سعيد بن سليمان

، أبو جعفر الكوفي المعروف بابن الأصبهاني.

سمع القاسم بن معن المسعودي، وأبا الأحوص، وشريك بن عبد الله، وعبد الله بن المبارك، وجماعة. وعنه البخاري. والترمذي، عن رجل عنه، وأحمد بن ملاعب، وإسماعيل سمويه، وبشر بن موسى، وآخرون.

وصفه بالإتقان يعقوب بن شيبة، وغيره.

ولقبه حمدان.

قال أبو حاتم: كان حافظا يحدث من حفظه. لم يكن بالكوفة أتقن حفظا منه. وكان لا يقبل التلقين.

قلت: توفي سنة عشرين.

356 -

‌ محمد بن سعيد بن الفضل

، أبو الفضل القرشي الدمشقي المقرئ.

كان أبوه يروي عن ابن عون وطبقته بدمشق، وهو روى عن الليث، وابن

ص: 437

لهيعة، والهيثم بن حميد، وطائفة.

روى عنه: الحسن بن علي الحلواني، ومحمود بن سميع، وجماعة.

قال ابن عساكر: ذكره ابن أبي حاتم.

357 -

‌ محمد بن سعيد القرشي البصري

.

روى عن حمزة بن واصل، وحماد بن سلمة. وعنه عبد الرحمن بن الأزهر البلخي، ومحمد بن حاتم المصيصي، وأبو زرعة، وطائفة.

نزل بغداد، يأتي بعد الثلاثين.

358 -

ن:‌

‌‌

‌ محمد بن سليم

ان بن أبي داود الحراني

، أبو عبد الله، ولقبه بومة.

عن أبيه، وشعيب بن أبي حمزة، وعبد الله بن العلاء بن زبر، وفطر بن خليفة، وأبي جعفر الرازي، وجعفر بن برقان، وعدة. وعنه حفيده سليمان بن عبد الله، وسليمان بن سيف، وأحمد بن سليمان الرهاوي، ومحمد بن يحيى الحراني، وطائفة.

وثقه النسائي.

وقال ابن حبان في الثقات: مات سنة ثلاث عشرة.

وقال أبو حاتم: منكر الحديث.

قلت: تفرد بالرواية عن جماعةٍ قدماء.

359 -

محمد بن سليم، أبو عبد الله الكوفي البغدادي القاضي.

ص: 438

حدث عن شريك، وإبراهيم بن سعد، وهشيم. روى عنه كاتب الواقدي، وكتب عنه أبو حاتم وضعفه.

وقال ابن معين: ليس بثقة.

قيل: ولي قضاءً ببغداد.

360 -

خ ت ن ق:‌

‌ محمد بن الصلت بن الحجاج

، أبو جعفر الأسدي. مولاهم الكوفي الأصم.

عن فليح بن سليمان، ومنصور بن أبي الأسود، وعبيد الله بن إياد بن لقيط، وعبد الرحمن بن سليمان بن الغسيل، وزهير بن معاوية، وأبي كدينة يحيى بن المهلب، وخلق. وعنه البخاري، والترمذي، والنسائي، وابن ماجه، عن رجلٍ عنه، والحسن بن علي بن عفان، وعباس الدوري، وعبد الله الدارمي، وأبوا زرعة، وأبو حاتم، ومحمد بن إسماعيل السلمي، ومحمد بن الحسين الحنيني، وخلق.

وثقه أبو حاتم، وغيره.

توفي سنة ثمان عشرة، وقيل: سنة تسع عشرة ومائتين.

361 -

ق:‌

‌ محمد بن عاصم بن حفص بن تدراق بن ذكوان بن يناق

، أبو عبد الله المعافري، مولاهم المصري.

عن مالك، ومفضل بن فضالة، وضمام بن إسماعيل. وعنه محمد بن يحيى الذهلي، وعبد الرحمن بن عبد الله بن عبد الحكم، وأبو زرعة، وأبو حاتم وقد التقاه بمكة.

وثقه أبو سعيد بن يونس وقال: توفي في خامس صفر سنة خمس عشرة.

ص: 439

362 -

‌ محمد بن عباد بن زياد المعافري الإسكندراني

.

عن عبد الرحمن بن شريح. وعنه أبو يحيى الوقار، وهانئ بن المتوكل.

توفي سنة ثمان عشرة.

363 -

‌ محمد بن عباد بن زياد المزني

، أبو جعفر الكوفي الخزاز، نزيل الري.

عن الدراوردي، وهشيم، وطبقتهما. وعنه أبو حاتم وقال: صدوق.

364 -

‌ محمد بن عباد بن عباد بن حبيب بن المهلب بن أبي صفرة

، الأزدي المهلبي. أمير البصرة.

روى عن أبيه، وهشيم. وعنه إبراهيم الحربي، ومحمد بن يونس الكديمي، وأبو العيناء محمد بن القاسم.

وكان جوادا ممدحا من سروات بني المهلب.

قال عبد الله بن أبي سعد الوراق: حدثنا يزيد بن محمد بن المهلب قال: سمعت أبي يقول: كتب منصور بن المهدي إلى محمد بن عباد يشكو دينا وضيقا وجفوة سلطانه، فأرسل إليه محمد عشرة آلاف دينار.

قلت: منصور هو أخو هارون الرشيد، وما كان محمد مع كرمه وحشمته ليصله، وقد عرض بالطلب بأقل من عشرة آلاف دينار.

وقال أبو العيناء: قال المأمون لمحمد بن عباد: أردت أن أوليك فمنعني إسرافك في المال، فقال: منع الجود سوء ظن بالمعبود، فقال: لو شئت أبقيت على نفسك، فإن هذا المال الذي تنفقه ما أبعد رجوعه إليك، فقال: يا أمير المؤمنين، من له مولى غني لا يفتقر، فقال المأمون للناس: من أراد أن يكرمني، فليكرم ضيفي محمد بن عباد، فجاءت إليه الأموال من كل ناحية، فما برح وعنده منها درهم، وقال: الكريم لا تحنكه التجارب.

قال أبو الشيخ: أخبرنا محمد بن يحيى البصري قال: حدثنا عمي قال: دخل محمد بن عباد على المأمون، فقال: كم دينك يا أبا عبد الله؟ قال: ستون ألف دينار، قال: يا خازن أعطه مائة ألف دينار.

ص: 440

وروى ابن الأنباري، عن أبيه، عن المغيرة بن محمد، وغيره قال: قال المأمون لمحمد بن عباد: بلغني أنه لا يقدم أحد البصرة إلا أضفته، فقال: منع الجود سوء ظن بالمعبود. فاستحسنه منه وأعطاه المأمون ما مبلغه ستة آلاف درهم.

ومات محمد وعليه خمسون ألف دينار دينا.

وقال الغلابي: قيل للعتبي: مات محمد بن عباد. فقال: نحن متنا بفقده، وهو حي بمجده.

كانت وفاته سنة ست عشرة ومائتين.

365 -

‌ محمد بن عبد الله بن زياد

، أبو سلمة الأنصاري البصري.

روى عن مالك بن دينار، وحميد، وسليمان التيمي، وقرة بن خالد. وعنه يحيى بن خذام، ومحمد بن صالح بن النطاح البغدادي.

وهو صاحب مناكير عن مالك بن دينار.

قال ابن حبان: يروي عن الثقات ما ليس من حديثهم. لا يجوز الاحتجاج به.

366 -

‌ محمد بن عبد الله بن خاقان

، أبو عبد الله المازني البصري ثم النسفي، مفتي نسف.

روى عن هشيم، وسفيان بن عيينة. وعنه إبراهيم ولده، وطفيل بن زيد النسفي.

قال جعفر المستغفري: توفي سنة عشرين ومائتين.

367 -

ع:‌

‌ محمد بن عبد الله بن المثنى بن عبد الله بن أنس بن مالك

. الإمام أبو عبد الله الأنصاري النجاري الأنسي البصري، قاضي البصرة زمن الرشيد، ثم قاضي بغداد بعد العوفي.

سمع حميدا الطويل، وسليمان التيمي، وابن عون، وسعيدا الجريري،

ص: 441

وهشام بن حسان، وحبيب بن الشهيد، ومحمد بن عمرو بن علقمة، وأشعث بن عبد الله الحداني، وأشعث بن عبد الملك الحمراني، وحبيب بن الشهيد وابن جريج، وسعيد بن أبي عروبة، وأباه عبد الله، وآخرين. وعنه البخاري. والستة عن رجلٍ عنه، وأحمد بن حنبل، ويحيى بن معين، وبندار، ومحمد بن المثنى، وإسماعيل سمويه، ومحمد بن يحيى الذهلي، وأبو حاتم، ومحمد بن إسماعيل الترمذي، وإسماعيل القاضي، وأبو مسلم الكجي، وخلق كثير.

وثقه ابن معين، وغيره.

وقال أبو حاتم: لم أر من الأئمة إلا ثلاثة: أحمد بن حنبل، وسليمان بن داود الهاشمي، ومحمد بن عبد الله الأنصاري.

وقال النسائي: ليس به بأس.

وقال أحمد بن حنبل: ما كان يضع الأنصاري عند أصحاب الحديث إلا النظر في الرأي. وأما السماع فقد سمع.

وقال: وذهب للأنصاري كتبٌ في فتنة، أظن المبيضة، فكان بعد يحدث من كتب أبي الحكم. فكان حديث الحجامة من ذاك.

وقال ابن معين: كان الأنصاري يليق به القضاء، قيل: والحديث؟ فقال:

للحرب أقوام لها خلقوا

وقال زكريا الساجي: رجل جليل عالم، غلب عليه الرأي، ولم يكن عندهم من فرسان الحديث مثل يحيى القطان ونظرائه.

وقال أحمد بن حنبل، وغيره: أنكر معاذ بن معاذ، ويحيى بن سعيد حديث الأنصاري، عن حبيب بن الشهيد، عن ميمون، عن ابن عباس: احتجم النبي صلى الله عليه وسلم وهو محرمٌ صائم.

ص: 442

وقال أبو بكر الخطيب: يقال: إنه وهم فيه. والصواب حديث حميد بن مسعدة، عن سفيان بن حبيب، عن حبيب بن الشهيد، عن ميمون بن مهران، عن يزيد بن الأصم: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم تزوج ميمونة وهو محرم؛ وقد روى الأنصاري أيضا حديث يزيد بن الأصم هكذا. ويقال: إن غلاما له أدخل عليه حديث ابن عباس.

وقال علي ابن المديني: ليس من ذلك شيء، إنما أراد حديث حبيب، عن ميمون، عن يزيد بن الأصم: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم تزوج ميمونة وهو محرم، رواه يعقوب الفسوي، عن علي.

قال الخطيب: وقد جالس الأنصاري في الفقه سوار بن عبد الله، وعثمان البتي، وعبيد الله بن الحسن العنبري. وقدم بغداد فولي بها القضاء، وحدث بها، ثم رجع.

وقال ابن قتيبة: قلد الرشيد محمد بن عبد الله الأنصاري القضاء بالجانب الشرقي في آخر خلافته. فلما ولي الأمين عزله، وولى مكانه عون بن عبد الله، وولي محمد بن عبد الله المظالم بعد إسماعيل ابن علية.

قال محمد بن المثنى: سمعت الأنصاري يقول: ولدت سنة ثمان عشرة ومائة. وكان يأتي علي قبل اليوم عشرة أيامٍ لا أشرب فيها الماء، واليوم أشرب كل يومين.

وسمعته يقول: ما أتيت سلطانا قط إلا وأنا كاره.

وقال محمد بن سعد: توفي في رجب سنة خمس عشرة ومائتين.

قلت: وذكر الخطيب وغيره أنه سمع من مالك بن دينار.

ص: 443

368 -

‌ محمد بن عبد الله بن قيس

، أبو محرز الكناني الفقيه، قاضي إفريقية.

روى عن مالك بن أنس، وغيره.

وكان أحد الصالحين. ولي القضاء مدة، وذلك بعد عبد الله بن عمر بن غانم.

قال ابن يونس: فبلغني أن إبراهيم بن الأغلب لما توفي ابن غانم قيل له: عليك بصاحب اللفافة، وكان يلبس عمامة لطيفة، فلما أراد أن يوليه أمره فركب معه. فركب على حمارٍ فكبا به. فعن عليه إبراهيم فلحقه ثم قال: يا أبا محرز، إني عزمت على توليتك القضاء، قال: لست أصلح، فقال: لو كان الأغلب بن سالم حيا لم أكن أنا واليا، ولو كان عبد الرحمن بن زياد بن أنعم وابن فروخ حيين لم تكن أنت قاضيا. ولكن لكل زمانٍ رجال. فولاه القضاء فامتنع، فأمر قائدا من قواده فأخذ بضبعيه حتى أجلسه مجلس الحكم، حتى حكم بين الناس.

توفي سنة أربع عشرة ومائتين.

369 -

خ م ن ق:‌

‌ محمد بن عبد الله بن محمد بن عبد الملك

أبو عبد الله الرقاشي البصري.

عن مالك بن أنس، وحماد بن زيد، وجماعة. وعنه ابنه أبو قلابة، ومحمد بن إسماعيل الترمذي، وجماعة.

وثقه أحمد بن عبد الله العجلي.

وكان من عباد الله الصالحين.

وروى عنه أيضا: البخاري، ومسلم، والنسائي، وابن ماجه عن رجلٍ عنه.

وقال يعقوب بن شيبة: ثقة ثبت.

وقال العجلي: يقال: إنه كان يصلي في اليوم والليلة أربع مائة ركعة.

ص: 444

وقال أبو حاتم: حدثنا محمد بن عبد الله الرقاشي الثقة الرضا.

وقال محمد بن المثنى: مات سنة تسع عشرة.

370 -

د:‌

‌ محمد بن عبد الله ابن الشيخ أبي جعفر الرازي

عيسى بن ماهان.

سمع عبد العزيز بن أبي حازم، وزافر بن سليمان، وإبراهيم بن المختار. وعنه أحمد بن الفرات، وأبو حاتم، ومحمد بن أيوب بن الضريس.

وروى أبو داود عن رجلٍ عنه.

371 -

خ ن:‌

‌ محمد بن عبد العزيز الرملي المؤذن

.

عن قيس بن الربيع، وحفص بن ميسرة، وإسماعيل بن عياش، وجماعة. وعنه البخاري. والنسائي بواسطة، وإسماعيل سمويه، ويعقوب الفسوي، وابن وارة، وآخرون.

وكان يغرب.

372 -

‌ محمد بن عبد الملك

، أبو جابر الأزدي البصري ثم المكي.

عن ابن عون، وشعبة، والحسن الجفري، وهشام بن حسان، ومعلى بن هلال، وعدة. وعنه أبو يحيى بن أبي مسرة، ومحمد بن عوف الطائي، ومحمد بن إسماعيل الصائغ، والحارث بن أبي أسامة، وآخرون.

قال أبو حاتم: أدركته ومات قبلنا بيسير. وليس بقوي.

373 -

ت ن ق:‌

‌ محمد بن عبد الوهاب بن إبراهيم الكوفي القناد

. الرجل الصالح.

روى عن مسعر، وأبي حنيفة، وسفيان الثوري، وغيرهم. وعنه محمد بن

ص: 445

الحسين البرجلاني، وأحمد بن جواس، وهارون بن إسحاق الهمداني، وقال: كان من أفضل الناس، يعني كان من الصلحاء.

توفي سنة اثنتي عشرة.

374 -

خ م:‌

‌ محمد بن عرعرة بن البرند السامي

.

عن شعبة، والقاسم بن الفضل الحداني، وابن عون، وإسماعيل بن مسلم العبدي، وعمر بن أبي زائدة، ومبارك بن فضالة. وعنه البخاري، ومسلم، وأبو داود، عن رجلٍ عنه، وبندار، وابن وارة، وأحمد بن الحسن الترمذي، وابنه إبراهيم بن محمد، وآخر من روى عنه أبو مسلم الكجي.

قال أبو حاتم: ثقة.

وقال ابن سعد: مات سنة ثلاث عشرة.

375 -

خ:‌

‌ محمد بن عقبة الشيباني

، أبو عبد الله، وأبو جعفر.

سمع سوار بن مصعب، وأبا إسحاق النميري، وفضيل بن سليمان النميري. وعنه البخاري، ويعقوب الفسوي، ومحمد بن أيوب الرازي، وجماعة.

وثقه مطين، ومات سنة عشرين.

376 -

‌ محمد ابن الرضا علي ابن الكاظم موسى

ابن الصادق جعفر ابن الباقر محمد ابن زين العابدين علي ابن الشهيد الحسين ابن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب، أبو جعفر الهاشمي الحسيني، كان يلقب بالجواد، وبالقانع، وبالمرتضى.

كان من سروات آل بيت النبي صلى الله عليه وسلم، زوجه المأمون بابنته. وكان يبعث إليه إلى المدينة في العام أكثر من ألف ألف درهم، فلما مات المأمون، وفد هو

ص: 446

وزوجته على المعتصم فأكرمه وأجله.

وتوفي ببغداد في آخر سنة عشرين شابا طريا له خمسٌ وعشرون سنة.

وكان أحد الموصوفين بالسخاء، ولذلك لقب بالجواد.

وقبره عند قبر جده موسى.

وقيل: توفي في آخر سنة تسع عشرة، رحمه الله ورضي عنه.

وهو أحد الأئمة الاثنى عشر الذين تدعي الشيعة فيهم العصمة.

وكان مولده في سنة خمسٍ وتسعين ومائة.

ولما توفي حملت زوجته أم الفضل إلى دار عمها المعتصم.

377 -

‌‌

‌ محمد بن عمر

بن الوليد بن لاحق التيمي

.

عن مالك، وشريك، ومسلم الزنجي، ومحمد بن الفرات، وطائفة. وعنه أبو زرعة، وغيره.

قال أبو حاتم: أرى أمره مضطربا.

قلت: هو محمد بن الوليد اليشكري. نسب إلى جده.

وله أيضا عن هشيم، روى عنه: محمد بن غالب تمتام.

قال أبو الفتح الأزدي: لا يسوى بلحة.

وقال الدارقطني: ضعيف.

ووهاه ابن حبان.

378 -

ت: محمد بن عمر، أبو عبد الله ابن الرومي.

عن شعبة، والخليل بن مرة، وشريك. وعنه إبراهيم بن موسى، وحفص بن عمر سنجة ألف، ويعقوب الفسوي، وأبو حاتم، وآخرون.

قال أبو زرعة: فيه لين.

ص: 447

قلت: قرأ على اليزيدي، وعباس بن الفضل.

379 -

ت:‌

‌ محمد بن عيينة الفزاري المصيصي

. ختن أبي إسحاق الفزاري.

عن أبي إسحاق، وابن المبارك، ومروان بن معاوية. وعنه أبو عبيد وهو من أقرانه، وأحمد الدورقي، وعبد الله بن عبد الرحمن الدارمي، وجماعة.

380 -

‌ محمد بن القاسم بن علي بن عمر ابن زين العابدين علي بن الحسين

، أبو عبد الله العلوي الحسيني الزاهد.

وكان يلقب بالصوفي للبسه الصوف. وكان فقيها عالما معظما عند الزيدية.

ظهر بالطالقان فدعا إلى الرضا من آل محمد صلى الله عليه وسلم، فاجتمع له خلق كثير، وجهز العساكر، وحارب عسكر خراسان وقوي سلطانه، ثم انهزم جنده وقبض عليه، وأتي به المعتصم في شهر ربيع الآخر من السنة، سنة تسع عشرة، فحبس بسامراء. ثم إنه هرب من حبسه يوم العيد، وستر الله عليه وأضمرته البلاد.

قال أبو الفرج صاحب الأغاني في كتاب مقاتل الطالبيين: احتال لنفسه فخرج مختفيا، وصار إلى واسط، وغاب خبره.

وقال ابن النجار في تاريخه: بواسط مشهد يقال إنه مدفون فيه، فالله أعلم.

وروي عن ابن سلام الكوفي أن المعتصم قتله صبرا.

وكان أبيض صبيح الوجه، تام الخلق، قد وخطه الشيب، ونيف على الخمسين. وذهبت طائفة من الجارودية إلى أنه حي لم يمت ولا يموت حتى يملأ الأرض قسطا وعدلا، نقل ذلك أبو محمد ابن حزم.

ص: 448

381 -

د ت ن:‌

‌ محمد بن كثير بن أبي العطاء المصيصي

الصنعاني الأصل، أبو يوسف.

سمع الأوزاعي، وعبد الله بن شوذب، ومعمر بن راشد، والثوري، وزائدة. وعنه محمد بن يحيى الذهلي، ومحمد بن عوف، وعبد الله الدارمي، وجماعة.

ضعفه الإمام أحمد.

وقال ابن معين: صدوق.

وقال النسائي: ليس بالقوي.

وقال العقيلي: هو من صنعاء دمشق.

وذكر ابن الأكفاني قال: هو من مصيصية دمشق، وليس هذا القول بشيء.

روى جماعة عن محمد بن كثير، عن الأوزاعي قال: كان عندنا ببيروت صياد يخرج يوم الجمعة يصطاد، ولا يمنعه مكان الجمعة لذلك. فخرج يوما فخسف به وببغلته، فلم يبق منها إلا أذناها وذنبها.

قال خليفة: محمد بن كثير صنعاني، نشأ بالشام، ونزل المصيصة.

وقال ابن سعد: يذكرون أنه اختلط في آخر عمره.

وقال ابن أبي حاتم: حدثنا أبي قال: سمعت الحسن بن الربيع يقول: محمد بن كثير المصيصي اليوم أوثق الناس. كان يكتب عنه وأبو إسحاق الفزاري حي، وكان يعرف بالخير منذ كان.

وقال محمد بن عوف: سمعت محمد بن كثير المصيصي يقول:

ص: 449

بني كثير، كثير الذنوب ففي الحل والبل من كان سبه بني كثير دهته اثنتان رياءٌ وعجب يخالطن قلبه بني كثير أكولٌ نؤومٌ وما ذاك من فعل من خاف ربه بني كثير يعلم علما لقد أعوز الصوف من جز كلبه قال الحسن بن الربيع: ينبغي لمن يطلب الحديث لله أن يرحل إلى محمد بن كثير المصيصي.

وقد ضعفه أحمد بن حنبل جدا، وكان مغفلا.

قال ابن أبي حاتم: سئل عنه أبو زرعة فقال: دفع إليه كتاب الأوزاعي، وفي كل حديث: حدثنا محمد بن كثير، فقرأه إلى آخره يقول: حدثنا محمد بن كثير، عن الأوزاعي، وهو محمد بن كثير.

قلت: حديثه يقع عاليا في الغيلانيات.

وتوفي سنة ست عشرة في تاسع عشر ذي الحجة، وله مناكير.

382 -

ع:‌

‌ محمد بن المبارك بن يعلى

، أبو عبد الله القرشي الصوري القلانسي.

سمع سعيد بن عبد العزيز، ومعاوية بن سلام، ومالك بن أنس، وإسماعيل بن عياش، وصدقة بن خالد، وطائفة.

وعنه يحيى بن معين، ومحمد بن يحيى الذهلي، ومحمد بن عوف، وأبو زرعة الدمشقي، وعبد الله الدارمي، ويوسف بن سعيد بن مسلم، وعباس الترقفي، وآخرون.

قال ابن معين: كان شيخ البلد - يعني دمشق - بعد أبي مسهر.

وقال أبو داود: كان رجل الشام بعد أبي مسهر.

ص: 450

قلت: يعني في الجلالة والعلم، وإلا فأبو مسهر عاش بعده ثلاث سنين.

وثقه غير واحد.

وقال محمد بن العباس بن الدرفس: سمعت محمد بن المبارك الصوري يقول: اعمل لله فإنه أنفع لك من العمل لنفسك.

وعن محمد بن المبارك، وسئل عن علامة المحبة لله، قال: المراقبة للمحبوب، والتحري لمرضاته.

وقال أبو زرعة: شهدت جنازته بدمشق في شوال سنة خمس عشرة، وصلى عليه أبو مسهر بباب الجابية، وجعل يثني عليه.

ومن كلام محمد بن المبارك: كذب من ادعى المعرفة بالله ويداه ترعى في قصاع المكثرين. ومن وضع يده في قصعة غيره ذل له.

وقال: اتق الله تقوى، لا تطلع نفسك على تقوى الله تخبر به غيرك، وتسلط الآفة على قلبك.

383 -

‌ محمد بن مخلد

، أبو أسلم الرعيني الحمصي.

عن محمد بن الوليد الزبيدي، وأبي معيد حفص بن غيلان. ولعله آخر من حدث عنهما. وعنه محمد بن مصفى، وسعد بن محمد البيروتي، وأزهر بن زفر، وإبراهيم بن محمد بن يوسف الفريابي، وبكر بن سهل، وغيرهم، وله أيضا عن مالك، وإسماعيل بن عياش.

قال ابن عدي: هو منكر الحديث عن كل من يروي.

وقال البغوي: يحدث عن مالك وغيره بالبواطيل.

قال أبو حاتم: لم أر له حديثا منكرا.

384 -

‌ محمد بن مسعر

، أبو سفيان التميمي البصري.

ص: 451

سمع فضيلا، وداود العطار، وابن عيينة. وعنه المفضل الغلابي، وأبو إسماعيل الترمذي، وأبو العيناء.

حدث ببغداد.

قال أبو إسماعيل: كان من خيار عباد الله.

385 -

‌ محمد بن مسلمة

، أبو هشام المخزومي المدني الفقيه النسابة، نزيل دمشق.

حدث عن مالك، وإبراهيم بن سعد. وعنه أبو حاتم، وأبو إسحاق الجوزجاني، وهارون الحمال، وأبو زرعة الدمشقي، وآخرون.

قال أبو إسحاق في كتاب طبقات الفقهاء: جمع بين العلم والورع.

وقال أبو حاتم الرازي: كان من أفقه أصحاب مالك.

وقال أبو زرعة: ثقة.

وقال الجوزجاني: سألته، وكان علامة بأنساب بني مخزوم.

قلت: هو محمد بن مسلمة بن محمد بن هشام بن إسماعيل بن هشام بن الوليد بن المغيرة.

وقد ذكره البخاري في تاريخه وقال: قيل له: ما لرأي رجلٍ دخل البلاد كلها إلا المدينة، قال: لأنه دجال، والمدينة لا يدخلها الطاعون ولا الدجال.

386 -

ت:‌

‌ محمد بن مزاحم

. أخو سهل، مروزي.

ص: 452

أظنه قد توفي سنة إحدى عشرة ومائتين، وله إحدى وثمانون سنة.

387 -

‌ محمد بن معاذ بن عبد الحميد الدمشقي

. مولى قريش.

عن سعيد بن عبد العزيز، ومعاوية بن يحيى الأطرابلسي، وسعيد بن بشير، وسهل بن هشام، وجماعة. وعنه يزيد بن عبد الصمد، والعباس بن الوليد بن صبح، وأبو زرعة الدمشقي.

وقال: مات في نصف شعبان سنة خمس عشرة.

388 -

‌ محمد بن النوشجان

، أبو جعفر البغدادي السويدي الحافظ، لقب بذلك لرحلته إلى سويد بن عبد العزيز الدمشقي.

روى عنه وعن الدراوردي، والوليد بن مسلم، وطبقتهم.

ومات قبل أوان الرواية.

روى عنه أقرانه: أحمد بن حنبل في مسنده، وابن معين، وأحمد الدورقي.

قال أبو داود: ثقة. حدثنا عنه أحمد بن حنبل، وكان صاحب شكوك. رجع الناس من عند عبد الرزاق بثلاثين ألف حديث، ورجع بأربعة آلاف.

389 -

‌ محمد بن هانئ أبو عمرو الطائي

. والد الحافظ أبي بكرم الأثرم.

سمع أبا الأحوص، وهشيما، وابن المبارك، وطبقتهم. وعنه محمد بن يحيى الأزدي، وأبو حاتم الرازي.

محله الصدق.

390 -

‌ محمد بن يحيى بن المبارك

، أبو عبد الله ابن اليزيدي البغدادي الشاعر، أحد أئمة اللسان.

ص: 453

كان عارفا بالقرآن واللغة، مدح الرشيد والمأمون، وخرج إلى مصر مع المعتصم زمن المأمون، فمات بها.

391 -

‌ محمد بن يزيد بن سنان بن يزيد

، أبو يزيد التميمي، مولاهم الجزري الرهاوي.

روى عن أبيه، وجده سنان، وابن أبي ذئب، ومعقل بن عبيد الله، وجماعة. وعنه ابنه الأصغر أبو فروة يزيد بن محمد، وابن وارة، وأبو الدرداء عبد العزيز بن منيب، وأبو أمية الطرسوسي، وأبو حاتم، وقال: كان رجلا صالحا لم يكن من أحلاس الحديث.

وقال النسائي: ليس بالقوي.

وقال الدارقطني: ضعيف.

قلت: وكان مولده في سنة اثنتين وثلاثين ومائة. ومات جده في خلافة المنصور، وكان شيخا معمرا رأى عليا وشهد معه صفين.

قال أبو حاتم: قلت لمحمد بن يزيد كان جدك أدرك عليا فما سنه؟ قال: كان جدي يكنى أبا حكيم، أتت عليه ست وعشرون ومائة سنة.

وأخبرني جدي أنه غزا ثمانين غزاة.

قلت: أخرج النسائي لمحمد في مسند علي.

ومات سنة عشرين ومائتين.

392 -

ت ق:‌

‌ محمد بن يزيد بن خنيس المخزومي

. مولاهم المكي.

عن ابن جريج، وسعيد بن حسان، وسفيان الثوري، وعبد العزيز بن أبي رواد. وعنه أحمد بن الفرات، ومحمد بن بشار بندار، ومحمد بن يونس الكديمي، وحنبل بن إسحاق، وجماعة.

ص: 454

وكان صالحا، ورعا، كبير القدر.

وثقه أبو حاتم.

393 -

‌ محمد بن أبي يزيد الخراساني

.

رجل فاضل، نزل الموصل، وحدث عن حماد بن سلمة، ومهدي بن ميمون، وشريك، وجماعة. وعنه سنان بن محمد، ومحمد بن أحمد بن أبي المثنى الموصليان.

توفي سنة سبع عشرة.

394 -

ع:‌

‌ محمد بن يوسف بن واقد

. الإمام أبو عبد الله الضبي، مولاهم الفريابي، وفرياب من بلاد الترك.

روى عن الأوزاعي، وسفيان الثوري، وإبراهيم بن أبي عبلة، ويونس بن أبي إسحاق، وعمر بن ذر الهمداني، وعبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان، وجرير بن حازم، وخلق. وعنه البخاري، والستة بواسطة، وأحمد بن حنبل، ودحيم، وابن وارة، وأحمد بن يوسف السلمي، وعباس الترقفي، وأحمد بن عبد الرحيم ابن البرقي، وعبد الله بن محمد بن سعيد بن أبي مريم، وعمرو بن أبي ثور الجذامي، وإبراهيم بن أبي سفيان القيسراني، وخلق.

قال: ولدت سنة عشرين ومائة.

قال أحمد بن حنبل: لقيته بمكة، وكان رجلا صالحا.

وقال البخاري: كان من أفضل أهل زمانه.

وقال محمد بن عبد الملك بن زنجويه: ما رأيت أورع من الفريابي.

وقال محمد بن سهل بن عسكر: خرجت مع الفريابي في الاستسقاء، فرفع يديه فما أرسلها حتى مطرنا.

وقال أحمد بن يوسف السلمي: قلت للفريابي: أوصني؟ قال: عليك بتقوى الله، ولزوم السنة، واجتناب السلطان.

وقال الدارقطني: يقدم الفريابي على قبيصة في الثوري لفضله ونسكه.

ص: 455

وقال ابن عدي: للفريابي عن الثوري إفرادات. وقد رحل إليه أحمد بن حنبل، فلما قرب من قيسارية نعي إليه، فعدل إلى حمص. وهو فيما يتبين لي، صدوق، لا بأس به.

قلت: كان الناس يرحلون إليه إلى قيسارية من ساحل فلسطين.

قال يعقوب الفسوي: توفي في أول سنة اثنتي عشرة.

395 -

ع:‌

‌ مالك بن إسماعيل

، أبو غسان النهدي، مولاهم، الكوفي سبط إسماعيل بن حماد بن أبي سليمان.

روى عن فضيل بن مرزوق، وإسرائيل، وزهير بن معاوية، وعبد العزيز بن الماجشون، والحسن بن صالح بن حي، وأسباط بن نصر، وجويرية بن أسماء، وورقاء بن عمر، وخلق. وعنه البخاري، ومسلم والأربعة عن رجلٍ عنه، وأحمد بن ملاعب، وأحمد بن سليمان الرهاوي، وعباس الدوري، ومحمد الصاغاني، ومعاوية بن صالح الأشعري، وأبو زرعة، وأبو حاتم، وآخرون.

قال محمد بن علي بن داود البغدادي: سمعت يحيى بن معين يقول لأحمد بن حنبل: إن سرك أن تكتب عن رجلٍ ليس في قلبك منه شيء فاكتب عن أبي غسان.

وقال أبو حاتم: قال ابن معين: ليس بالكوفة أتقن منه.

وقال يعقوب بن شيبة: ثقة، صحيح الكتاب، متثبت من العابدين.

وقال محمد بن عبد الله بن نمير: أبو غسان محدث من أئمة المحدثين.

وقال أبو حاتم: لم أر بالكوفة أتقن منه لا أبو نعيم ولا غيره. وله فضلٌ وعبادة واستقامة. وكانت عليه سجادتان. كنت إذا نظرت إليه كأنه خرج من قبر.

ص: 456

وقال النسائي: ثقة.

وقال أبو داود: جيد الأخذ، شديد التشيع.

وقال ابن سعد: مات في غرة ربيع الآخر سنة تسع عشرة.

396 -

‌ مالك بن سليمان الهروي

، أبو عبد الرحمن السعدي المفسر.

روى عن إبراهيم بن طهمان، وشعبة بن الحجاج، ومعمر بن الحسن، وإسرائيل، وابن أبي ذئب، وجماعة. وعنه. . . . . . .

توفي سنة أربع عشرة.

397 -

‌ مالك بن فديك

.

كوفي، سمع من الأعمش، لقيه مطين.

خرج له البيهقي في الصلاة، لم أره في كتاب ابن أبي حاتم، ولا غيره.

398 -

‌ المثنى بن يحيى بن عيسى بن هلال

، أبو علي التميمي الموصلي، جد أبي يعلى أحمد بن علي.

روى عن أبي شهاب الحناط، وعلي بن مسهر.

ونزل بغداد للتجارة.

روى عنه: أحمد بن مساور، ومحمد بن غالب تمتام.

399 -

‌ مخول بن إبراهيم بن مخول بن راشد النهدي

. الكوفي الحناط.

عن إسرائيل بن يونس، وعبد الجبار بن العباس، وغيرهما. وعنه أحمد بن يحيى الصوفي، وأحمد بن عثمان بن حكيم، وأبو حاتم الرازي، وقال: صدوق.

قلت: يقال: إنه كان من غلاة الرافضة.

ص: 457

400 -

‌ مسرور بن صدقة الحارثي الدمشقي

.

عن الأوزاعي. وعنه قاسم الجوعي، وأحمد بن عبد الواحد بن عبود، وأحمد بن بكر البالسي، وآخرون.

401 -

‌ مسرور بن موسى

، أبو عبد الرحمن. قاضي نيسابور.

كناه الحاكم، سمع في رحلته مع يحيى بن يحيى من مالك، وابن لهيعة، وابن المبارك، وغيرهم. وعنه أحمد بن عبد الله العتكي، ورجاء بن السندي، وعلي بن سلمة اللبقي، والحسين بن منصور، وغيرهم.

402 -

‌ مسكين بن عبد الرحمن التجيبي المصري

، أبو الأسود.

عن الليث بن سعد، وخالد بن حميد، ويحيى بن أيوب.

توفي سنة خمس عشرة ومائتين.

403 -

خ ت ق:‌

‌ مطرف بن عبد الله بن مطرف بن سليمان بن يسار

. مولى أم المؤمنين ميمونة، الفقيه أبو مصعب الهلالي اليساري المدني الأطروش.

روى عن خاله مالك بن أنس، وابن أبي ذئب، وأسامة بن زيد بن أسلم، وعبد الرحمن بن أبي الموال، ونافع بن أبي نعيم، ومسلم بن خالد الزنجي، وجماعة. وعنه: البخاري، والترمذي، وابن ماجه، عن رجل عنه، ومحمد بن يحيى الذهلي، والربيع بن سليمان المرادي، وأبو زرعة الرازي، وأبو حاتم، ويعقوب الفسوي، وأحمد بن خليد الحلبي، وبشر بن موسى، وأبو يحيى عبد الله بن أبي مسرة، وخلق سواهم.

قال أبو حاتم: صدوق، مضطرب الحديث. وهو أحب إلي من إسماعيل بن أبي أويس.

مات سنة عشرين ومائتين.

وتابعه على وفاته أحمد بن أبي خيثمة.

وقيل: ولد سنة سبعٍ وثلاثين ومائة.

ص: 458

وكان من كبار الفقهاء المالكية، رحمه الله.

404 -

‌ معاذ بن عوذ الله البصري

.

عن سليمان التيمي، وعوف الأعرابي، وغير واحد. وعنه أبو مسلم الكجي، وأبو رفاعة عبد الله بن محمد بن حبيب، وجماعة، وما علمت فيه جرحا.

405 -

خ:‌

‌ معاذ بن فضالة

، أبو زيد البصري.

عن هشام الدستوائي، وسفيان الثوري، ويحيى بن أيوب المصري، وحفص بن ميسرة، وعمر بن قيس سندل، وجماعة. وعنه البخاري، ومحمد بن يحيى الذهلي، وأحمد بن منصور الرمادي، وأبو حاتم ووثقه، ويعقوب الفسوي، وأبو قلابة الرقاشي، وأبو مسلم الكجي، وآخرون.

406 -

‌ معاوية بن عبد الله الأسواني

. مولى بني أمية أبو سفيان.

روى عن مالك، والليث، وابن لهيعة. وعنه يحيى بن عثمان بن صالح، وغيره، توفي سنة ثمان عشرة.

407 -

ع:‌

‌ معاوية بن عمرو بن المهلب بن عمرو الأزدي المعني البغدادي

، أبو عمرو.

عن فضيل بن مرزوق، وإسرئيل، وزائدة، وجرير بن حازم، وعبد الرحمن المسعودي، وجماعة.

وروى المغازي عن أبي إسحاق الفزاري. وعنه البخاري. والستة، عن رجلٍ عنه، ويحيى بن معين، وأبو بكر بن أبي شيبة، وأحمد بن منيع، وعمرو الناقد، وزهير بن حرب، وهارون الحمال، وعبد بن حميد، ومحمد بن أحمد بن النضر الأزدي، وخلق.

قال أحمد بن حنبل: صدوق ثقة.

وقال ابن معين: كان رجلا شجاعا لا يبالي بلقاء رجلٍ أو عشرين. وكان يقال له: ابن الكرماني.

ص: 459

وقال ابن سعد: روى عن زائدة مصنفه، وعن أبي إسحاق الفزاري كتاب السيرة في دار الحرب. ونزل بغداد وسمع منه أهلها.

وقال أبو غالب علي بن أحمد بن النضر الأزدي: رأيت جدي معاوية بن عمرو وهو عند رأس أمه وهي في الموت، فجعل وجهها بحذاء القبلة ورجليها بحذاء القبلة. فلما قاربت أن تقضي سترها منا وصلى عليها فكبر أربعا.

قال: وكان مولده سنة ثمانٍ وعشرين ومائة.

ومات سنة أربع عشرة ومائتين.

قال ابن سعد: توفي في غرة جمادى الأولى سنة أربع عشرة. قاله في الطبقات الصغير.

408 -

ت:‌

‌ معقل بن مالك

، أبو شريك الباهلي البصري.

عن محمد بن راشد المكحولي، وعقبة بن عبد الله الأصم، وأبي عوانة، وطائفة. وعنه محمد بن المثنى، وأبو أمية الطرسوسي، وأحمد بن الحسن الترمذي، والبخاري في كتاب القراءة خلف الإمام، ويعقوب الفسوي، والكديمي.

وثقه ابن حبان.

وتوفي سنة ثلاث عشرة.

409 -

خ م ت ن ق:‌

‌ معلى بن أسد

، أبو الهيثم العمي البصري المؤدب. أخو بهز بن أسد.

عن وهيب بن خالد، وعبد العزيز بن المختار، وعبد الله بن المثنى الأنصاري، ويزيد بن زريع، وجماعة. وعنه البخاري، ومسلم، والترمذي، والنسائي، وابن ماجه، عن رجلٍ عنه، وأحمد بن يوسف السلمي، وحجاج بن الشاعر، وسليمان بن معبد السنجي، وحفص بن عمر سنجة الرقي، وعبد الله الدارمي، وهلال بن العلاء، وعثمان الدارمي، وعلي بن عبد العزيز البغوي، وطائفة.

ص: 460

وكان من الثقات الأثبات.

قال أبو حاتم: ما أعلم أني عثرت له على خطأ غير حديث واحد.

وقال ابن حبان: مات في رمضان سنة ثمان عشرة ومائتين بالبصرة.

وقال خليفة: مات سنة تسع عشرة.

410 -

‌ المعلى بن تركة

، أبو عبد الصمد.

سمع المسعودي، وأبا معشر السندي، وسكن الثغور.

روى عنه محمد بن آدم بن سليمان، وأحمد بن هارون بن آدم المصيصيان.

قال أبو الفتح الأزدي: متروك.

وقال أبو أحمد الحاكم: لا يتابع في جل روايته.

411 -

ع:‌

‌ معلى بن منصور

، أبو يعلى الرازي، نزيل بغداد.

عن مالك، والليث، وشريك، وأبي عوانة، وحماد بن زيد، وسليمان بن بلال، وعبد الله بن جعفر المخرمي، وهشيم، وخلق، وتفقه على أبي يوسف، وغيره، وكان من كبار علماء الرأي.

روى عنه أبو ثور الكلبي، وأبو خيثمة، ومحمد بن يحيى الذهلي، وحجاج بن الشاعر، وأحمد بن الأزهر، وأحمد الرمادي، وأبو بكر بن أبي شيبة، وعباس الدوري، ومحمد بن عبد الله المخرمي، والبخاري في غير الصحيح، وخلق.

ولم يكتب عنه أحمد بن حنبل حرفا.

وقال أبو حاتم الرازي: قيل لأحمد: كيف لم تكتب عن المعلى بن منصور؟ قال: كان يكتب الشروط، ومن كتبها لم يخل من أن يكذب.

وقال أبو زرعة: رحم الله أحمد بن حنبل بلغني أنه كان في قلبه غصص من أحاديث ظهرت عن المعلى بن منصور كان يحتاج إليها. وكان المعلى أشبه

ص: 461

القوم، يعني أصحاب الرأي بأهل العلم. وذلك أنه كان طلابة للعلم، رحل وعني، وهو صدوق.

وقال عثمان الدارمي: عن ابن معين: ثقة.

وقال أحمد العجلي: ثقة صاحب سنة، نبيل، طلبوه للقضاء غير مرة فأبى.

وقال يعقوب بن شيبة: ثقة متقن فقيه.

وقال أحمد بن كامل: كان من كبار أصحاب أبي يوسف ومحمد ومن ثقاتهم في الرواية.

وقال ابن عدي: لم أجد له حديثا منكرا.

وقال عمر بن بكار القافلاني: حدثنا محمد بن إسحاق، وعباس بن محمد. قالا: سمعنا يحيى بن معين يقول: كان المعلى بن منصور الرازي يوما يصلي، فوقع على رأسه كور الزنابير، فما التفت ولا انفتل حتى أتم صلاته. فنظروا فإذا رأسه قد صار هكذا من شدة الانتفاخ.

وقال أبو عمرو أحمد بن المبارك المستملي: حدثني سهل بن عمار قال: كنت عند المعلى بن منصور، وإبراهيم بن حرب النيسابوري في أيام خاض الناس في القرآن. فدخل علينا إبراهيم بن مقاتل المروزي، فذكر للمعلى أن الناس قد خاضوا في أمره، قال: ماذا؟ قال: يقولون: إنك تقول: القرآن مخلوق، فقال: ما قلت، ومن قال: القرآن مخلوق فهو عندي كافر.

قال ابن سعد، وجماعة: توفي سنة إحدى عشرة.

قلت: وقد دخل عليه البخاري سنة عشر فسمع منه شيئا يسيرا؛ لأنه وجده عليلا.

ص: 462

412 -

‌ معمر بن عباد

. وقيل: معمر بن عمرو، أبو المعتمر البصري العطار المعتزلي، مولى بني سليم وأحد كبارهم ومتبوعيهم.

وكان يقول: إن في العالم أشياء موجودة لا نهاية لها ولا تحصى، ولا لها عند الله عدد ولا مقدار. وهذا تكذيب للآية:{وَكُلُّ شَيْءٍ عِنْدَهُ بِمِقْدَارٍ} ولقوله: {وَأَحْصَى كُلَّ شَيْءٍ عَدَدًا} وعلى هذا طلبته المعتزلة بالبصرة عند السلطان، ففر إلى بغداد، وبها مات مختفيا عن إبراهيم بن السندي.

وكان يزعم أن الله لم يخلق لونا، ولا طولا، ولا عرضا، ولا عمقا، ولا رائحة ولا قبحا، ولا حسنا، ولا سمعا ولا بصرا، وذلك كله فعل الأجسام بطباعها. وعورض بقوله تعالى:{خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ} فقال: إنما أراد خلق الإماتة والإحياء.

وكان يزعم أن النفس ليست جسما ولا عرضا، ولا تماس شيئا ولا تباينه، ولا تتحرك ولا تسكن. وهذا قول أهل الإلحاد.

وكان بينه وبين النظام مناظرات ومنازعات في مسائل، وله مصنفات في الكلام.

قال محمد بن إسحاق النديم: توفي سنة خمس عشرة ومائتين.

413 -

ق:‌

‌ معمر بن محمد بن عبيد الله بن أبي رافع الهاشمي

، مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم. وقيل: معمر بن محمد بن عبيد الله بن علي بن عبيد الله بن أبي رافع.

روى عن جده، وأبيه، وعمه معاوية. وعنه عباد بن الوليد الغبري، وعباس الدوري، وأحمد بن يحيى بن مالك السوسي، والحسن بن مكرم.

قال ابن معين: لم يكن من أهل الحديث لا هو ولا أبوه. كان يلعب بالحمام.

وقال ابن عدي: مقدار ما يرويه لا يتابع عليه.

ص: 463

وقال أبو حاتم: رأيته سنة ثلاث عشرة ومائتين.

روى له ابن ماجه حديثين.

414 -

ن:‌

‌ معمر بن يعمر الليثي الدمشقي

.

سمع معاوية بن سلام. وعنه محمد بن يحيى الذهلي، وأحمد بن يوسف السلمي، والعباس بن الوليد الخلال.

ضبطه بالتثقيل عبد الغني، ومحله الصدق.

415 -

‌ معن بن الوليد بن هشام بن يحيى بن يحيى الغساني

.

عن أبيه، وسفيان بن عيينة، ومروان بن معاوية، وجماعة. وعنه أبو زرعة الدمشقي، وأبو حاتم، ويزيد بن محمد بن عبد الصمد، وآخرون.

وكان دحيم لا يقدم عليه أحدا من أصحاب الوليد بن مسلم.

وقال أبو حاتم: ثقة.

قلت: توفي سنة ثمان عشرة، وما أظنه جاوز الخمسين رحمه الله.

416 -

ع:‌

‌ مكي بن إبراهيم بن بشير بن فرقد

، أبو السكن التميمي الحنظلي البلخي.

أحد الثقات الأعلام، روى عن أيمن بن نابل، ويزيد بن أبي عبيد، وبهز بن حكيم، والجعيد بن عبد الرحمن، وجعفر الصادق، وعبد الله بن سعيد بن أبي هند، وهشام بن حسان، وهاشم بن هاشم بن عتبة، وابن جريج، وأبي حنيفة، وطائفة. وعنه البخاري، والستة عن رجل عنه، وأحمد بن حنبل، ويحيى بن معين، وبندار، ومحمد بن يحيى الذهلي، وإبراهيم بن يعقوب الجوزجاني، وعباس الدوري، وعبد الصمد بن سليمان البلخي، ومحمد بن يونس الكديمي، وعبد الصمد بن الفضل البلخي، وحفيده محمد بن الحسن بن مكي، وخلق آخرهم موتا معمر بن محمد بن معمر البلخي.

ص: 464

قال عبد الله بن عمرو ابن العمركي: سمعت عبد الصمد بن الفضل قال: سمعت مكيا يقول: حججت ستين حجةً، وتزوجت ستين امرأة. وجاورت بالبيت عشر سنين، وكتبت عن سبعة عشر من التابعين. ولو علمت أن الناس يحتاجون إلي لما كتبت عن أحدٍ دون التابعين.

وعن عمر بن مدرك، عن مكي قال: قطعت البادية من بلخ خمسين مرة حاجا، ودفعت في كري بيوت مكة ألف دينار ونيفا.

وقال الفلاس: قدم علينا مكي بن إبراهيم سنة اثنتي عشرة.

وقال آخر: قدم بغداد سنة خمسٍ ومائتين. وعنه قال: ولدت سنة ست وعشرين ومائة.

وقال محمد بن سعد، وغيره: مات ببلخ في النصف من شعبان سنة خمس عشرة.

قال محمد: وكان ثقة ثبتا.

وقال محمد بن عبد الوهاب الفراء: حدثنا مكي بن إبراهيم الرجل الصالح بنيسابور.

وقال الدارقطني: ثقة مأمون.

وقال النسائي: ليس به بأس.

قلت: وحدث مكي، عن مالك، عن نافع، عن ابن عمر: أن النبي صلى الله عليه وسلم كبر على النجاشي، قال ابن معين: وهذا باطل.

قلت: ثم إنه امتنع من روايته.

قال عبد الصمد بن الفضل: سألنا مكي بن إبراهيم فحدثنا من كتابه، عن مالك، عن الزهري، عن سعيد، عن أبي هريرة، فذكره، وقال: هكذا في كتابي، يعني حديث: كبر على النجاشي.

وروى النسائي في اليوم والليلة: حدثنا يزيد بن سنان، عن مكي، عن مالك، عن نافع، عن ابن عمر، عن عمر قال: متعتان كانتا على عهد رسول

ص: 465

الله صلى الله عليه وسلم أنهى عنهما وأعاقب عليهما: متعة النساء، ومتعة الحج.

قال النسائي: هذا حديث معضل، لا أعلم رواه غير مكي، وهو لا بأس به، ولا ندري من أين أتى به.

وقال مكي: حضرت مجلس محمد بن إسحاق، فإذا هو يروي أحاديث في صفة الله تعالى لم يحتملها قلبي، فلم أعد إليه.

وعن مكي قال: طلبت الحديث ولي سبع عشرة سنة.

• - مكي بن عبد الله الرعيني. في طبقة أحمد بن حنبل، يأتي.

417 -

‌ منبه بن عثمان اللخمي الدمشقي

. كان أسند شيخٍ بقي بدمشق.

روى عن ثور بن يزيد، وعروة بن رويم، وأرطاة بن المنذر، وخليد بن دعلج، وعمر بن زيد، والأوزاعي، والوضين بن عطاء، وطائفة. وعنه هشام بن عمار، وأحمد بن أبي الحواري، ومحمد بن مصفى، وهارون بن محمد بن بكار، وأحمد بن محمد بن يحيى بن حمزة، وأحمد بن عبد القاهر اللخمي شيخ للطبراني، وآخرون.

قال ابن زبر: ولد سنة ثلاث عشرة ومائة.

وقال أبو زرعة الدمشقي: سمعت منبه بن عثمان يقول: كنت حملا عام الجراح الحكمي، وهي سنة اثنتي عشرة.

وقال أبو حاتم: كان صدوقا.

وقال أبو زرعة: لقيته سنة اثنتي عشرة ومائتين ومات بعد ذلك بيسير.

418 -

‌ منصور بن زيد بن أبي خداش الموصلي

.

ص: 466

رحل، وكتب الكثير، وروى عن المعافى بن عمران، ومحمد بن مسلم الطائفي، وعيسى بن يونس، وجماعة. روى عنه نسيبه عبد الله بن عبد الصمد بن أبي خداش، ومبارك بن عبد الله النصيبي.

توفي سنة ثلاث عشرة ومائتين.

419 -

ق:‌

‌ منصور بن صقير

، أبو النضر.

عن حماد بن سلمة، وعبيد الله بن عمرو الجزري، وموسى بن أعين، وجماعة. وعنه عباس الدوري، وجعفر بن شاكر، وبشر بن موسى، وجماعة.

قال أبو حاتم: في حديثه اضطراب، وليس بالقوي.

روى عنه أيضا: محمد بن غالب تمتام، وأبو أمية محمد بن إبراهيم.

وكان جنديا.

420 -

‌ منصور بن مجاهد البصري

.

شيخ يروي عن أبي عوانة، وحماد بن زيد، وغيرهما.

قال أبو الفتح الأزدي: كان يضع الحديث.

وقال أبو القاسم بن منده: توفي سنة ثمان عشرة ومائتين.

421 -

‌ منهال بن بحر

، أبو سلمة العقيلي.

عن ابن عون، وهشام بن حسان، وسعيد بن أبي عروبة، وجماعة. وعنه أبو حفص الفلاس، وأبو حاتم الرازي وقال: ثقة، وعلي بن عبد العزيز.

قال العقيلي: في حديثه نظر.

422 -

م:‌

‌ موسى بن خالد

، أبو الوليد الحلبي، ختن الفريابي.

سمع أبا إسحاق الفزاري، ومعتمر بن سليمان، وجماعة.

وتوفي كهلا.

روى عنه: عباس الترقفي، ومحمد بن سهل بن عسكر، وعبد الله الدارمي.

ص: 467

له في مسلم حديث وقع لنا موافقةً في كتاب الدارمي.

423 -

م د ن ق:‌

‌ موسى بن داود الضبي

، أبو عبد الله الطرسوسي الخلقاني.

أصله من الكوفة، ثم سكن بغداد، ثم ولي قضاء طرسوس وبها توفي.

سمع شعبة، والثوري، وحماد بن سلمة، وعبد العزيز الماجشون، ومبارك بن فضالة، وزهير بن معاوية، ونافع بن عمر، وطائفة. وعنه أحمد بن حنبل، وحجاج بن الشاعر، ومحمد بن يحيى الذهلي، ومحمد بن يحيى الأزدي، ومحمد بن أحمد بن أبي خلف، ومحمد بن أحمد بن أبي العوام، وعباس الدوري، وخلق.

وثقه غير واحد.

وقال محمد بن عبد الله بن عمار: كان زاهدا، ثقة، صاحب حديث.

ولي قضاء المصيصة.

وقال الدارقطني: كان مصنفا مكثرا مأمونا، ولي قضاء الثغور.

قلت: آخر مَن حدث عنه بشر بن موسى الأسدي.

قال ابن سعد: كان ثقة صاحب حديث، ولي قضاء طرسوس وبها مات سنة سبع عشرة.

له في مسلم حديث في الصلاة.

424 -

‌ موسى بن سليمان

، أبو عمران الباهلي البصري.

عن قزعة بن سويد، وحماد بن سلمة، وجرير بن حازم.

روى عنه: أبو حاتم وقال: ثقة ثقة.

425 -

موسى بن سليمان. الفقيه أبو سليمان الجوزجاني، صاحب أبي يوسف، ومحمد، روى عنهما، وعن ابن المبارك. وعنه بشر

ص: 468

ابن موسى، والقاضي البرتي، وأبو حاتم الرازي، وجماعة.

قال ابن أبي حاتم: كان يكفر القائلين بخلق القرآن.

وقيل: إن المأمون عرض عليه القضاء فامتنع، وذكر أنه لا يصلح، فأعفاه.

426 -

خ د ت ق:‌

‌ موسى بن مسعود

، أبو حذيفة النهدي البصري.

عن أيمن بن نابل، وإبراهيم بن طهمان، وسفيان، وزائدة، وعكرمة بن عمار، وشبل بن عباد، وغيرهم. وعنه البخاري. وأبو داود، والترمذي، وابن ماجه، عن رجلٍ عنه، وأحمد بن محمد شبويه، ومحمد بن يحيى، وعبد بن حميد، وإسماعيل سمويه، وأبو حاتم، وحماد بن إسحاق القاضي، ومحمد بن الحسن بن كيسان المصيصي، ومحمد بن غالب تمتام، ومحمد بن زكريا الأصبهاني، وحفص بن عمر الرقي، وخلق.

قال أحمد: هو من أهل الصدق.

وقال أبو حاتم: صدوق، معروف بالثوري. كان الثوري نزل البصرة على رجل، وكان أبو حذيفة معهم. فكان سفيان يوجه أبا حذيفة في حوائجه، ولكن كان يصحف. وروى عن سفيان الثوري بضعة عشرة ألف حديث وفي بعضها شيء.

وقال بندار: ضعيف.

وقال ابن خزيمة: لا أحتج به.

وقال الفلاس: لا يحدث عنه من يبصر الحديث.

وقال ابن حبان: قيل: إن الثوري تزوج أمه لما قدم البصرة.

وقال غيره: كان مؤدبا.

ص: 469

توفي في جمادى الآخرة سنة عشرين.

وفيها قال محمد بن المثنى: توفي المنهال بن بحر، وزفر بن هبيرة، وسكن بن سليمان، وبشر بن الوضاح، ومحمد بن مخلد الحضرمي، وهانئ بن يحيى.

وقال البخاري: مات أبو حذيفة سنة عشرين.

وقال غيره: عاش اثنتين وتسعين سنة.

427 -

‌ نصر بن مزاحم المنقري الكوفي

.

سكن بغداد. وروى عن شعبة، والثوري، ويزيد بن إبراهيم، وغيرهم. وعنه نوح بن حبيب، وأبو سعيد الأشج، وعلي بن المنذر، وغيرهم.

وكان يترفض.

قال أبو إسحاق الجوزجاني: كان زائغا عن الحق.

وقال صالح بن محمد: يروي عن الضعفاء.

وقال أبو الفتح الأزدي: هو غالٍ في مذهبه غير محمود في حديثه.

مات سنة اثنتي عشرة ومائتين.

428 -

د ن ق:‌

‌ النضر بن عبد الجبار بن نضير

، أبو الأسود المرادي، مولاهم المصري الكاتب، كاتب لهيعة بن عيسى بن لهيعة قاضي مصر.

روى عن ابن لهيعة، ونافع بن يزيد، والليث، وبكر بن مضر، ومفضل بن فضالة، وجماعة. وعنه أحمد بن صالح المصري، وأبو عبيد القاسم بن سلام، ويحيى بن معين، والربيع بن سليمان الجيزي لا المرادي، ومحمد بن إسحاق الصاغاني، ومحمد بن عوف الطائي، ويعقوب الفسوي، وأبو حاتم، والمقدام بن داود الرعيني، ويحيى بن عثمان السهمي، وجماعة.

قال ابن معين: كان راوية ابن لهيعة، وكان شيخ صدق.

ص: 470

وقال أبو حاتم: صدوق، عابد، شبهته بالقعنبي.

وقال النسائي: ليس به بأس.

وقال أبو سعيد بن يونس: توفي لخمس إن بقين من ذي الحجة سنة تسع عشرة ومائتين، وصلى عليه هارون بن عبد الله القاضي. وكان مولده سنة خمس وأربعين ومائة.

وله أخوان عالمان: روح، وعبد الله.

429 -

‌ نوح بن ميمون

، أبو سعيد العجلي البغدادي.

عن سفيان الثوري، ومالك بن أنس، وبكير بن معروف. وعنه أحمد بن حنبل، ومحمد بن عبد الملك الدقيقي، ومحمد بن غالب تمتام، وجماعة.

وثقه الخطيب.

ويقال له: المضروب لضربةٍ جاءته في وجهه من اللصوص.

430 -

‌ نوح بن يزيد بن سيار البغدادي المؤدب

.

عن إبراهيم بن سعد، وغيره. وعنه الذهلي، وعباس الدوري، ومحمد بن المثنى السمسار، وغيرهم.

431 -

‌ نوفل بن مطهر

، أبو مسعود الضبي الكوفي الحافظ.

روى عن أبي الأحوص سلام، وابن المبارك، ومفضل بن مهلهل. وعنه علي بن محمد الطنافسي، وعبد الرحمن بن الحكم، والحسن بن الربيع، وأحمد بن جواس الحنفي.

قال أبو حاتم: صاحب حديث صدوق، مثل يحيى بن آدم يحفظ ويعقل.

432 -

ت:‌

‌ هارون بن صالح بن إبراهيم التيمي الطلحي المدني

.

ص: 471

عن عبد الرحمن بن زيد بن أسلم، وعبد العزيز بن أبي حازم، وغيرهما. وعنه يحيى بن موسى البلخي، وأبو حاتم وقال: صدوق، ومحمد بن إسماعيل السلمي.

حدث سنة ست عشرة.

433 -

‌ هارون بن الفضل

، أبو يعلى الرازي الحناط.

عن عمرو بن يحيى بن سعيد الأموي، ومحمد بن سليمان الأصبهاني، ومسلم بن خالد الزنجي، ورفاعة بن إياس، وجماعة. وسمع من محمد بن سليمان البلخي صاحب الضحاك.

روى عنه أبو يحيى الزعفراني، وأبو حاتم الرازي.

434 -

ت:‌

‌ هارون ابن الوزير أبي عبيد الله معاوية

بن عبيد الله بن يسار الأشعري. مولاهم البغدادي.

سمع أباه، وعطاف بن خالد، وفرج بن فضالة، وحفص بن غياث. وعنه عبد الله الدارمي، وعبد الكريم الديرعاقولي، وأبو حاتم، وقال: صدوق.

435 -

‌ هانئ بن يحيى

، أبو مسعود السلمي البصري.

عن زائدة، وأبي قحذم النضر بن معبد. وعنه أبو حفص الصيرفي، وأبو حاتم الرازي، وقال: ثقة صدوق.

436 -

‌ هريم بن عثمان

، أبو المهلب الطفاوي.

عن القاسم بن الفضل الحداني، وعمارة بن زاذان، وحماد بن سلمة، وجماعة. وعنه أبو زرعة، وأبو حاتم.

قال أبو حاتم: بصري، صدوق.

437 -

د ت ن:‌

‌ هشام بن إسماعيل بن يحيى

، أبو عبد الملك الدمشقي العطار.

ص: 472

عن إسماعيل بن عياش، وهقل بن زياد، والوليد بن مسلم، وجماعة. وعنه أبو عبيد، وأحمد بن الفرات، وأبو زرعة الدمشقي، ويزيد بن محمد بن عبد الصمد، وآخرون.

وقال النسائي: ثقة.

وقال محمد بن عبد الله بن عمار الموصلي: كان من عباد الخلق. ما رأيت بدمشق أفضل منه.

وقال أحمد العجلي: ثقة صاحب سنة، صالح.

وقال عبد السلام بن عتيق: حدثنا هشام بن إسماعيل العطار، وما كان في بلدنا مثله، كنت أشبهه بالقعنبي، رحمهما الله.

وقال أبو زرعة: توفي سنة سبع عشرة.

438 -

د ن:‌

‌ هشام بن بهرام المدائني

.

عن أبي شهاب الحناط، والمعافى بن عمران. وعنه عباس الدوري، والصغاني، وعلي بن أحمد بن النضر.

وثقه الخطيب.

439 -

د ن:‌

‌ هشام بن سعيد الطالقاني البزاز

. نزيل بغداد.

عن معاوية بن سلام، وعبد الله بن لهيعة، ومحمد بن مهاجر. وعنه هارون الحمال، وأحمد بن أبي خيثمة، ومحمد بن رافع، ومحمد بن يوسف البيكندي، وأحمد بن حنبل.

قال الإمام أحمد: ثقة صالح.

440 -

ق:‌

‌ هوذة بن خليفة بن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي بكرة الثقفي

. البكرواي البصري الأصم، أبو الأشهب.

نزيل بغداد ومسندها.

روى عن سليمان التيمي، ويونس بن عبيد، وابن عون، وعوف الأعرابي،

ص: 473

وأبي حنيفة، وابن جريج، وطائفة. وعنه أحمد بن حنبل، ومحمد بن سعد، ويوسف بن موسى القطان، ومحمد بن عبد الله المخرمي، وعباس الدوري، والحارث بن أبي أسامة، وبشر بن موسى، وإبراهيم الحربي، وخلق.

قال أحمد بن حنبل: ما كان أصلح حديثه، أرجو أن يكون صدوقا.

وقال: ما كان أضبطه عن عوف.

وقال النسائي: ليس به بأس.

وقال أبو حاتم: صدوق.

وقال ابن معين: ضعيف.

وقال غيره: كان قد كتب الكثير ولكن ذهبت أكثر كتبه.

مات في شوال سنة ست عشرة، وله إحدى وتسعون سنة.

قلت: ووقع حديثه عاليا لأصحاب ابن طبرزد، والكندي.

441 -

ق:‌

‌ الهيثم بن جميل

، أبو سهل البغدادي الحافظ.

نزيل أنطاكية.

عن مالك، والليث، وحماد بن سلمة، وزهير بن معاوية، وشريك، ومندل بن علي، وطائفة. وعنه أحمد بن حنبل، ومحمد بن يحيى الذهلي، ومحمد بن عوف الطائي، ويوسف بن مسلم، وطائفة.

قال الدارقطني: ثقة حافظ.

وقال أحمد العجلي: ثقة، صاحب سنة.

وقال ابن قانع: توفي سنة ثلاث عشرة.

ص: 474

وأما ابن عدي فقال: ليس بالحافظ، يغلط على الثقات، وأرجو أنه لا يتعمد الكذب.

442 -

‌ الهيثم بن عبيد الله القرشي

.

عن يزيد بن إبراهيم التستري، وقيس بن الربيع، والحسن بن صالح بن حي. وعنه محمد بن إسماعيل الأحمسي، وأبو حاتم الرازي وقال: صدوق.

443 -

‌ ورد بن عبد الله

، أبو محمد الطبري.

سمع عدي بن الفضل البصري، وجرير الضبي، ومحمد بن طلحة بن مصرف. وعنه ابناه: محمد ويحيى، وأحمد بن ملاعب، وغيرهم.

وثقه ابن جوصا.

وقد سكن بغداد.

444 -

‌ الوضاح بن حسان الأنباري

.

عن فضيل بن مرزوق، وشعبة، وإسرائيل، وغيرهم. وعنه عباس الدوري، والصغاني، وأبو أمية الطرسوسي، ومحمد بن سعد العوفي.

قال الفسوي: شيخ مغفل.

445 -

‌ الوليد بن محمد بن النعمان السلمي البصري الحجام

.

حدث بنيسابور سنة سبع عشرة عن شعبة، وحماد بن سلمة، وله غرائب. وعنه محمد بن عبد الوهاب الفراء، وأحمد بن معاذ، وجماعة. وأبو زرعة، وأبو حاتم.

وكان عارفا بالعربية.

ص: 475

قال أبو حاتم: ما به بأس.

446 -

‌ الوليد بن موسى القرشي الدمشقي

.

عن الأوزاعي، وغيره.

وحدث بمصر.

روى عنه: يوسف بن يزيد القراطيسي، ويحيى بن عثمان السهمي.

وهو في عداد الضعفاء. قال العقيلي: روى عن الأوزاعي بواطيل.

447 -

‌ الوليد بن النضر المسعودي الرملي

.

عن مسرة بن معبد، والليث بن سعد. وعنه الدارمي عبد الله، وأبو زرعة الدمشقي، وإسحاق بن سويد الرملي، وآخرون.

448 -

‌ الوليد بن الوليد بن زيد

، أبو العباس العنسي الدمشقي القلانسي.

عن الأوزاعي، وعبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان، وسعيد بن عبد العزيز. وعنه سلمة بن شبيب الذهلي، وعباس الترقفي، وجماعة.

قال الدارقطني، وغيره: متروك.

وقال أبو حاتم: صدوق.

وقال صالح جزرة: قدري.

449 -

‌ وهب الله بن راشد

. مولى شرحبيل الحجري الرومي الأصل ثم المصري، أبو زرعة المؤذن.

شيخ معمر. كان مؤذن جامع مصر.

روى عن يونس بن يزيد الأيلي، وحميد بن شريح، وغيرهما، وذكر أنه ولد سنة سبعٍ وعشرين ومائة.

ص: 476

توفي في ربيع الأول سنة إحدى عشرة.

وقد غمزه سعيد بن أبي مريم.

روى عنه: سعيد بن عبد الله بن عبد الحكم، والربيع المرادي، وطائفة.

450 -

ت ن:‌

‌ وهب بن زمعة التميمي المروزي

، أبو عبد الله.

عن أبي حمزة السكري، وابن المبارك، وعبد العزيز بن أبي رزمة، وفضالة بن إبراهيم النسوي، وسفيان بن عبد الملك، وغيرهم. وعنه البخاري خارج الصحيح، وأحمد بن عبدة الآملي، ومحمد بن عبد الله بن قهزاد، وأحمد بن محمد بن شبويه، وجماعة.

وثقه النسائي.

451 -

‌ يحيى بن إبراهيم بن أبي قتيلة السلمي المدني

، أبو إبراهيم.

عن مالك، ومحمد بن إبراهيم بن دينار، وعبد العزيز، وعبد الخالق ابني أبي حازم، وعمر بن طلحة بن علقمة بن وقاص، والمغيرة بن عبد الرحمن المخزومي، وجماعة. وعنه الزبير بن بكار، ومحمد بن نصر النيسابوري الفراء، وإبراهيم بن أبي داود البرلسي، ومحمد بن إسماعيل الترمذي، وعبد الله بن شبيب الربعي.

قال أبو حاتم: ثقة.

452 -

‌ يحيى بن بسطام

، أبو محمد البصري.

رحل في طلب العلم، وسمع من الليث بن سعد، وابن لهيعة، وعبد الواحد بن زياد، ويحيى بن حمزة القاضي، وجماعة. وعنه أبو محمد الدارمي، وأبو حاتم الرازي، وقال: ما به بأس، كتبت عنه سنة أربع عشرة.

ص: 477

453 -

خ م ت ن ق:‌

‌ يحيى بن حماد بن أبي زياد أبو بكر

، ويقال: أبو محمد الشيباني. مولاهم البصري ختن أبي عوانة.

عن أبي عوانة، وعكرمة بن عمار، وشعبة، وهمام، وعبد العزيز بن المختار، والليث بن سعد، وجماعة. وعنه البخاري، والبخاري أيضا، ومسلم، والترمذي، والنسائي، وابن ماجه، عن رجلٍ عنه، وإسحاق بن راهويه، وإسحاق الكوسج، وإسحاق بن إبراهيم شاذان، وإسحاق بن سيار النصيبي، وبكار بن قتيبة، وعبد الله الدارمي، وبندار، وابن وارة، والكديمي، وخلق.

قال ابن سعد: ثقة كثير الحديث.

وقال محمد بن النعمان بن عبد السلام: لم أر أعبد من يحيى بن حماد، وأظنه لم يضحك.

وقال البخاري: مات سنة خمس عشرة.

454 -

‌ يحيى بن سعيد السعدي العبشمي

، أبو زكريا الكوفي، ويقال: البصري.

روى عن ابن جريج، عن عطاء، عن عبيد بن عمير، عن أبي ذر، فذكر الحديث الطويل المنكر الذي يروى أيضا عن أبي إدريس الخولاني، عن أبي ذر.

روى عنه الحسن بن إبراهيم البياضي، والحسن بن عرفة، وإبراهيم بن حرب بن عمر، ومحمد بن غالب تمتام، وموسى بن العباس التستري، وغيرهم.

قال العقيلي: لا يتابع على حديثه.

وقال ابن حبان: لا يجوز الاحتجاج به إذا انفرد.

ص: 478

وقال ابن عدي: يعرف بهذا الحديث، وهو حديث منكر من هذا الطريق.

455 -

ن:‌

‌ يحيى بن عبد الله بن الضحاك بن بابلت

. مولى بني أمية، أبو سعيد الحراني البابلتي.

وقال أبو حاتم وغيره: هو من بابلت، وهو رازي قدم حران، فقيل له: من أين أنت؟ قال: من الري من موضع يقال له: بابلت.

وأما أبو أحمد الحاكم فقال: بابلت قرية بين حران والرقة.

روى عن زوج أمه الأوزاعي، وأبي بكر بن أبي مريم الغساني، وابن أبي ذئب، وصفوان بن عمرو السكسكي، وأبي جعفر الرازي، وعبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان، وجماعة.

وعنه أبو إسحاق الجوزجاني، وأبو أمية الطرسوسي، وإسماعيل سمويه، ومحمد بن يحيى الحراني، وسليمان بن سيف الحراني، وإسحاق بن سيار النصيبي، وحفص بن عمر الرقي، وابن زوجته أبو شعيب عبد الله بن الحسن الحراني، وغيرهم.

قال البخاري: قال أحمد بن حنبل: أما السماع فلا يدفع.

وضعفه أبو زرعة، وغيره، وابن حبان.

وقال ابن عدي: له أحاديث صالحة عن الأوزاعي تفرد ببعضها. وأثر الضعف على حديثه بين.

ص: 479

قال محمد بن يحيى: توفي سنة ثمان عشرة ومائتين.

وأما قول أحمد بن كامل القاضي أنه عاش سبعين سنة فغير ثابت، ولعله كان تسعين سنة فتصحف.

456 -

‌ يحيى بن عمرو بن عمارة

، أبو الخطاب الليثي الدمشقي.

عن الأوزاعي، وعبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان. وعنه يزيد بن عبد الصمد، وأبو حاتم الرازي، وأبو زرعة الدمشقي.

قال أبو حاتم: ثقة.

457 -

‌ يحيى بن عنبسة القرشي

.

من ضعفاء العراقيين، روى عن حميد الطويل، وأبي حنيفة. وعنه يوسف بن سعيد بن مسلم، ومحمد بن غالب تمتام.

وكان متهما.

قال الدارقطني: كذاب.

وقال ابن حبان: دجال.

458 -

م ت ن:‌

‌ يحيى بن غيلان بن عبد الله بن أسماء بن حارثة

، أبو الفضل الأسلمي الخزاعي البغدادي.

عن مالك بن أنس، وأبي عوانة، ويزيد بن زريع، وجماعة. وعنه أحمد بن حنبل، والفضل بن سهل الأعرج، وأحمد بن يوسف السلمي، وإسحاق الحربي، وآخرون.

قال محمد بن سعد: توفي سنة عشر ومائتين.

ص: 480

وقال بعضهم: سنة ثلاث عشرة.

459 -

خ:‌

‌ يحيى بن قزعة المؤذن المكي

.

عن مالك بن أنس، وسليمان بن بلال، ونافع بن أبي نعيم القارئ، وجماعة. وعنه البخاري، ومحمد بن وارة، وأبو يحيى عبد الله بن أبي مسرة، وغيرهم.

460 -

‌ يحيى بن مبارك الصنعاني

. صنعاء دمشق.

رحل وروى عن مالك، وشريك، وشبل بن عباد، وكثير بن سليم.

نزل أرسوف، فروى عنه من أهلها: إسماعيل بن عباد، وخطاب بن عبد الدائم، وعبد العظيم بن إبراهيم، وغيرهم.

ذكره ابن عساكر.

461 -

‌ يحيى بن مصعب

، أبو زكريا الكلبي الكوفي. جار الأعمش، حكى عنه حكايات. وروى عن عمر بن نافع الثقفي، وإسماعيل بن زياد الفأفاء. وعنه أبو زرعة، وأبو حاتم، وقالا: صدوق.

462 -

‌ يحيى بن المغيرة السعدي الرازي

.

عن شريك، وعطاف بن خالد، وأبي الأحوص، وغيرهم.

ورأى الحجاج بن أرطاة. وعنه أبو زرعة، وأبو حاتم، وابن وارة، وابن الضريس.

قال أبو حاتم: صدوق.

463 -

‌ يحيى بن نصر بن حاجب المروزي

. نزيل بغداد.

روى عن الكبار: عاصم الأحول، وعبد الله بن شبرمة، وثور بن يزيد الحمصي، وهلال بن خباب، وورقاء بن عمر، ويونس بن يزيد الأيلي، وغيرهم. وعنه إبراهيم بن سعيد الجوهري، وأحمد بن منصور زاج، ورجاء بن

ص: 481

الجارود، وعبد العزيز بن عبد الله الهاشمي.

قال أحمد بن سيار المروزي: كتبنا عنه وكان يحدث عن سفيان الثوري، وابن شبرمة، ويونس. فلما حدث عن هلال بن خباب، وإسحاق بن سويد برد أمره، وفتر الناس عنه. ثم خرج إلى العراق.

وقال مهنا الشامي: سألت أحمد بن حنبل عنه فقال: كان جهميا يقول قول جهم.

وقال أبو حاتم الرازي: بليته عندي قدم رجاله.

وقال أبو زرعة: ليس بشيء.

قال عبد العزيز الهاشمي: مات سنة خمس عشرة ومائتين.

464 -

خ م د ن ق:‌

‌ يحيى بن يعلى بن الحارث

، أبو زكريا المحاربي.

عن أبيه، وزائدة. وعنه البخاري. ومسلم، والترمذي، والنسائي، وابن ماجه، عن رجلٍ عنه، وإسماعيل سمويه، ويعقوب الفسوي، وأحمد بن ملاعب، وطائفة.

وثقه أبو حاتم.

وقال مطين: مات سنة ست عشرة.

465 -

‌ يزيد بن خالد بن مرشل

، أبو مسلمة القرشي اليافي، من أهل يافا.

عن عبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان، وأبي خالد الأحمر، ورديح بن عطية، وأبان بن عنبسة. وعنه محمود بن إبراهيم بن سميع، وموسى بن سهل الرملي.

قال ابن سميع: ثقة عاقل.

466 -

‌ يزيد بن محمد

، أبو خالد الأيلي.

ص: 482

عن يونس بن يزيد، وابن لهيعة. وعنه إسماعيل سمويه، وابنه خالد بن يزيد.

ذكره أبو حاتم ولم يضعفه، وقال: أدركته.

467 -

خ:‌

‌ يسرة بن صفوان بن جميل

، أبو صفوان اللخمي الدمشقي.

كذا كناه النسائي، وغيره. وكناه محمد بن عوف الطائي: أبا عبد الرحمن، من أهل قرية البلاط.

عن إبراهيم بن سعد، وحديج بن معاوية، ونافع بن عمر الجمحي، وعبد الجبار بن الورد، وفليح بن سليمان، وطائفة.

وعنه البخاري، ودحيم، وأبو حاتم، وعباس الترقفي، وإسماعيل سمويه، وإبراهيم بن هانئ النيسابوري، وأبو زرعة الدمشقي، وآخرون.

وكان رجلا صالحا فاضلا.

وثقه أبو حاتم.

ومن شعره فيما قيل:

ولربما ابتسم الكريم من الأذى وضميره من حره يتأوه ولربما خزن التقي لسانه حذر الجواب وإنه لمفوه قال الحسن بن محمد بن بكار بن بلال: ولد يسرة بن صفوان سنة عشرٍ ومائة، ومات سنة ست عشرة ومائتين.

وقال أبو زرعة الدمشقي: توفي سنة خمس عشرة.

وقال غيره: عاش مائة سنة وأربع سنين.

468 -

‌ يعقوب بن إسحاق البصري

، ابن بنت حميد الطويل.

شيخ معمر قال: ولدت سنة عشرين ومائة.

سمع حميدا، وعبد الله بن أبي عثمان، ورأى أبان بن أبي عياش على برذونٍ

ص: 483

أشهب.

كتب عنه: أبو زرعة. وحدث عنه أبو يحيى بن أبي مسرة المكي، وغيره. وجاور بمكة.

ما علمت لهم فيه كلاما.

469 -

‌ يعقوب بن إسحاق بن أبي عباد المكي

.

عن إبراهيم بن طهمان، وحماد بن شعيب، وجماعة. وعنه عبد الرحمن بن عبد الله بن عبد الحكم، ومحمد بن الحجاج الضبي.

قال أبو حاتم: كان يسكن القلزم فقدمتها وهو غائب. وكان لا بأس به.

470 -

‌ يعقوب بن الجهم الحمصي

.

عن عمرو بن جرير، ومحمد بن واقد، وعلي بن عاصم، وغيرهم. وعنه أبو التقي هشام بن عبد الملك، وإبراهيم بن عبيد اليماني.

ذكر له ابن عدي أحاديث مناكير. وقال: البلاء منه.

471 -

ق:‌

‌ يعقوب بن محمد بن عيسى بن عبد الملك

بن حميد بن عبد الرحمن بن عوف. الفقيه أبو يوسف القرشي الزهري المدني.

عن إبراهيم بن سعد، وصالح بن قدامة، وعبد الرحمن بن أبي بكر المليكي، والمنكدر بن محمد بن المنكدر، والمغيرة بن عبد الرحمن المخزومي، وعبد العزيز الدراوردي، وخلق من الحجازيين. وعنه حجاج بن محمد، وحاتم بن الليث، وإسحاق الحربي، وعباس الدوري، والحارث بن أبي أسامة، وأبو العيناء محمد بن القاسم، ومحمد بن يونس الكديمي، وخلق.

قال ابن سعد: جالس العلماء وكان حافظا.

وقال ابن معين: ما حدثكم عن الثقات فاكتبوه.

ص: 484

وقال أبو زرعة: ليس بشيء. يقارب الواقدي.

وقال حجاج بن الشاعر: حدثنا، وهو ثقة.

وقال أبو حاتم: هو على يدي عدلٌ.

قلت: علق له البخاري مسألة في صحيحه في باب جوائز الوفد.

مات سنة ثلاث عشرة، قاله النسائي.

472 -

‌ يعلى بن عباد الكلابي

.

عن شعبة، وهمام، وطبقتهما. وعنه أحمد بن ملاعب، وإسحاق الحربي، وبشر بن موسى، وجماعة.

ضعفه الدارقطني.

473 -

‌ يوسف بن بهلول التميمي الأنباري

.

عن شريك، ويحيى بن زكريا بن أبي زائدة، وأبي خالد الأحمر. وعنه البخاري، وأحمد بن حنبل، وإبراهيم بن الهيثم البلدي، وأبو زرعة، وحنبل بن إسحاق، وطائفة.

وثقه مطين.

توفي بالكوفة سنة ثمان عشرة.

474 -

ن ق:‌

‌ يوسف بن المنازل التيمي الكوفي

، أبو يعقوب.

عن عبد الله بن إدريس، وحفص بن غياث، وجماعة. وعنه عباس الدوري، وإبراهيم الحربي، وأبو حاتم الرازي، وأحمد بن أبي خيثمة، وعدة.

وثقه ابن معين.

ص: 485

475 -

‌ أبو عباد الكاتب

، وزير المأمون.

طول ابن النجار ترجمة هذا، فقال: ثابت بن يحيى بن يسار أبو عباد الرازي كاتب المأمون، كان من الكفاة.

قلت: هو مشهور بالكنية.

ذكره الصولي، ومحمد بن عبدوس الجهشياري في أخبار الوزراء.

وملخص أمره أنه كان خبيرا بالحساب وبالكتابة، بارعا في التصرف، ناهضا في أمور المأمون على أتم ما يكون. ثم إنه عجز من النقرس واستعفى.

وكان جوادا نبيلا لكنه كان شرسا عبوسا.

قال الصولي: مات في المحرم سنة عشرين عن خمسٍ وستين سنة.

476 -

‌ أبو العتاهية، الشاعر المشهور

.

هو أبو إسحاق إسماعيل بن القاسم بن سويد بن كيسان العنزي، مولاهم الكوفي، نزيل بغداد، وأصله من سبي عين التمر، ولقبوه بأبي العتاهية لاضطراب كان فيه، وقيل: بل كان يحب الخلاعة فكني بأبي العتاهية لعتوه.

وهو أحد من سار قوله وانتشر شعره. ولم يجتمع لأحدٍ ديوان شعره لكثرته. وقد نسك بأخرة، وقال في الزهد والمواعظ، فأحسن وأبلغ.

وكان أبو نواس يعظمه ويخضع له، ويقول: والله ما رأيته إلا توهمت أنه سماوي وأني أرضي.

وقد مدح أبو العتاهية الخلفاء والبرامكة والكبار. ومن شعره:

ولقد طربت إليك حتى صرت من فرط التصابي يجد الجليس إذا دنا ريح الصبابة من ثيابي وله:

إن المطايا تشتكيك لأنها تطوي إليك سباسبا ورمالا فإذا رحلن بنا رحلن مخفةً وإذا رجعن بنا رجعن ثقالا وله أرجوزة فائقة يقول فيها:

هي المقادير فلمني أو فذر إن كنت أخطأت فما أخطأ القدر لكل ما يؤذي وإن قل ألم ما أطول الليل على من لم ينم

ص: 486

إن الشباب والفراغ والجدة مفسدة للمرء أي مفسدة حسبك مما تبتغيه القوت ما أكثر القوت لمن يموت وله فيما أنشدنا أبو علي ابن الخلال: أخبرنا ابن المقير، قال: أخبرتنا شهدة قالت: أخبرنا النعالي، قال: أخبرنا محمد بن عبيد الله، قال: حدثنا عثمان بن السماك، قال: حدثنا إسحاق الختلي، قال: حدثني سليمان بن أبي شيخ، قال: أنشدني أبو العتاهية:

ننافس في الدنيا ونحن نعيبها لقد حذرتناها لعمري خطوبها وما نحسب الساعات تقطع مدةً على أنها فينا سريعٌ دبيبها كأني برهطي يحملون جنازتي إلى حفرةٍ يحثى علي كثيبها وداعيةٍ حَرَّى تنادي وإنني لفي غفلةٍ عن صوتها لا أجيبها وإني لممن يكره الموت والبلى ويعجبه ريح الحياة وطيبها أيا هاذم اللذات ما منك مهربٌ تحاذر منك النفس ما سيصيبها رأيت المنايا قسمت بين أنفسٍ ونفسي سيأتي بعدهن نصيبها ومن شعره:

لدوا للموت وابنوا للخراب فكلكم يصير إلى ذهاب لمن نبني ونحن إلى تراب نصير كما خلقنا من تراب ألا يا موت لم أر منك بدا أتيت فما تحيف ولا تحابي كأنك قد هجمت على مشيبي كما هجم المشيب على شبابي ويا دنياي ما لي لا أراني أُسرُّ بمنزلٍ إلا نَبَا بِي وما لي لا ألح عليك إلا بعثت الهم لي من كل باب أراك وإن ظلمت بكل لونٍ كحلم النوم أو لمع السراب وهذا الخلق منك على وقارٍ وأرجلهم جميعا في الركاب تقلدت العظام من الخطايا كأنك قد أمنت من العقاب فمهما دمت في الدنيا حريصا فإنك لا توفق للصواب سأسأل عن أمورٍ كنت فيها فما عذري هناك وما جوابي؟ بأية حجةٍ تحتج نفسي إذا دعيت إلى طول الحساب

ص: 487

هما أمران يوضح لي مقامي هنالك حين أنظر في كتابي فإما أن أخلد في نعيمٍ وإما أن أخلد في عذاب ومن شعره:

أنساك محياك المماتا فطلبت في الأرض الثباتا أوثقت بالدنيا وأنـ ـت ترى جماعتها شتاتا وعزمت ويك على الحيا ة وطولها عزما بتاتا دارٌ تواصل أهلها سيعود نأيا وانبتاتا إن الإله يميت من أحيا ويحيي من أماتا يا من رأى أبويه في من قد رأى كانا فماتا هل فيهم لك عبرةٌ أم خِلْت أَنَّ لك انفلاتا ومن الذي طلب التفلـ ـت من منيته ففاتا كل تصبحه المنـ ـية أو تبيته بياتا توفي أبو العتاهية في جمادى الآخرة سنة إحدى عشرة ومائتين عن نيفٍ وثمانين سنة، وقيل: توفي سنة ثلاث عشرة.

مدح المهدي فمن بعده من الخلفاء.

أخبرنا سنقر الحلبي بها قال: أخبرنا يحيى بن جعفر، قال: أخبرنا أبي، قال: أخبرنا أحمد بن علي بن سوار، قال: أخبرنا محمد بن عبد الواحد، قال: أخبرنا أبو سعيد السيرافي، قال: أخبرنا محمد بن أبي الأزهر، قال: أنشدنا الزبير بن بكار لأبي العتاهية:

يا رب إن الناس لا ينصفونني فكيف وإن أنصفتهم ظلموني؟ وإن كان لي شيء تصدوا لأخذه وإن جئت أبغي شيئهم منعوني وإن نالهم بذلي فلا شكر عندهم وإن أنا لم أبذل لهم شتموني وإن طرقتني نكبة فكهوا بها وإن صحبتني نعمةٌ حسدوني سأمنع قلبي أن يحن إليهم وأحجب عنهم ناظري وجفوني ومن شعر أبي العتاهية:

ص: 488

أيا من خلفه الأجل ومن قدامه الأمل أما والله ما ينجيك إلا الصدق والعمل سل الأيام عن أملاكنا الـ ماضين ما فعلوا أما شغلوا بأنفسهم فصار بها لهم شغل وصاروا في بطون الأرض وارتهنوا بما عملوا وما دفع المنية عنـ هم جاهٌ ولا خول وكانوا قبل ذاك ذوي المهابة أين ما نزلوا وكانوا يأكلون أطايب الـ دنيا فقد أكلوا ذكرت الموت فالتبست علي بذكره السبل ومن شعره:

المرء في تأخير مدته كالثوب يبلى بعد جدته عجبا لمنتبهٍ يضيع ما يحتاج فيه ليوم رقدته وله:

حسناء لا تبتغي حليا إذا برزت كأن خالقها بالحسن حلاها قامت تمشي فليت الله صيرني ذاك التراب الذي مسته رجلاها وله:

وإني لمعذورٌ على طول حبها لأن لها وجها يدل على عذري إذا ما بدت والبدر ليلة تمه رأيت لها فضلا مبينا على البدر وتهتز من تحت الثياب كأنها قضيبٌ من الريحان في ورقٍ خضر أبى الله إلا أن أموت صبابةً بساحرة العينين طيبة النشر ذكر الصولي أن أبا العتاهية جلس حجاما ليذل نفسه ويتزهد، وكان يحجم الأيتام. فقال له بكر بن المعتمر: أتعرف من يحتاج إلى إخراج الدم من هؤلاء؟ قال: لا، قال: فتعرف مقدار ما تخرج من الدم؟ قال: لا، قال: فأنت تريد أن تتعلم على أكتافهم، ما تريد الأجر.

قال أبو تمام: خمسة أبيات لأبي العتاهية ما تهيأ لأحد مثلها:

ص: 489

قوله:

الناس في غفلاتهم ورحى المنية تطحن وقوله:

ألم تر أن الفقر يرجى له الغنى وأن الغنى يخشى عليه من الفقر وقوله في موسى الهادي:

ولما استقلوا بأثقالهم وقد أزمعوا بالذي أزمعوا قرنت التفاتي بآثارهم وأتبعتهم مقلةً تدمع وقوله:

هب الدنيا تساق إليك عفوا أليس مصير ذاك إلى زوال؟

ص: 490

‌الطبقة الثالثة والعشرون

221 -

230 هـ

ص: 491

بسم الله الرحمن الرحيم

‌الحوادث

دخلت‌

‌ سنة إحدى وعشرين ومائتين

ففيها توفي أبو اليمان الحمصي، وعاصم بن علي بن عاصم، والقعنبي، وعبدان المروزي، واسمه عبد الله بن عثمان، وهشام بن عبيد الله الرازي.

وفيها كانت وقعة هائلة بين الخرمية وبين المسلمين وأميرهم بُغا الكبير، فانكسر ثم تثبت وأُمد بالجيوش، والتقى الخرمية فهزمهم.

وفيها ولي إمرة مكة محمد بن داود بن عيسى العباسي، فبعث رجلا من بني جمح لعد المواشي وقال: هاتوا بكل فريضةٍ دينارا. فامتنعوا عليه وقالوا: تريد أن تغصبنا أموالنا. إنما في عهدك أن تأخذ الفريضة شاةً. فحاربهم وحاربوه وقتل طائفة، وقتل الجحمي، فجهز محمد بن داود أخا الجحمي، ففتك وبدع وعاث جيشه.

قال الفسوي: سمعت بعض السفهاء الذين كانوا معه يقول: اقتضضنا أكثر من عشرين ألف عذراء.

وفيها حج حنبل بن إسحاق، فيما حدث أبو بكر الخلال، عن عصمة بن عصام، عنه، قال: فرأيت كسوة البيت الديباج وهي تخفق في صحن المسجد، وقد كتب في الدارات: ليس كمثله شيء وهو اللطيف الخبير. فلما قدمت أخبرت أحمد بن حنبل، فقال: قاتله الله، الخبيث عمد إلى كتاب الله فغيره، يعني ابن أبي دؤاد، فإنه أمر بذلك.

وفيها تكامل بناء سامراء.

ص: 493

ثم دخلت‌

‌ سنة اثنتين وعشرين ومائتين

فتوفي فيها عمر بن حفص بن غياث، وخالد بن نزار الأيلي، وأحمد بن محمد الأزرقي الذي ذكرناه في الطبقة الماضية، وعلي بن عبد الحميد المعني، ومسلم بن إبراهيم، والوليد بن هشام القحذمي.

قال شباب العصفري: فيها كانت وقعة الأفشين بالكافر بابك الخرمي، فهزمه الأفشين واستباح عسكره، وهرب بابك، ثم أسروه بعد فصولٍ طويلة.

وكان من أبطال زمانه وشجعانهم المذكورين. عاث وأفسد وأخاف الإسلام وأهله. وغلب على أذربيجان وغيرها، وأراد أن يقيم ملة المجوس. وظهر في أيامه المازيار القائم بملة المجوس بطبرستان، فعظم شره وبلاؤه.

وكان المعتصم في أول هذه السنة قد بعث نفقات الجيوش إلى الأفشين، فكانت ثلاثين ألف ألف درهم.

وفي رمضان فتحت البذ مدينة بابك، لعنه الله، بعد حصار طويل صعب، وكان بها بابك قد عصى بها بعد أن عمل غير مصاف مع المسلمين، فلما أخذت اختفى في غيضة بالحصن، وأسر أهله وأولاده. ثم جاء كتاب المعتصم بأمانه، فبعث به إليه الأفشين مع رجلين، وكتب معهما: ولد بابك يشير على أبيه بالدخول في الأمان فهو خير فلما دخلا في الغيضة إلى بابك قتل أحدهما، وقال للآخر: اذهب إلى ابن الفاعلة ابني وقل له: لو كنت ابني للحقت بي. ثم خرق كتاب الأمان، وخرج من الغيضة وصعد الجبل في طريقٍ وعرة يعرفها، وكان الأفشين قد أقام الكمناء في المضايق، فأفلت بابك منهم، وصار إلى جبال أرمينية، فالتقاه رجل يقال له: سهل البطريق، فقال له: الطلب وراءك فانزل عندي. فنزل عنده. وبعث سهل إلى الأفشين يخبره. فجاء أصحاب الأفشين فأحاطوا به وأخذوه، وكان المعتصم قد جعل لمن جاء به حيا ألفي ألف درهم، ولمن جاء برأسه ألف ألف درهم، فأعطى سهلا ألفي ألف، وحط عنه خراج عشرين سنة، ثم قتل بابك سنة ثلاث وعشرين.

قال المسعودي: هرب بابك متنكرا بأخيه وأهله وولده ومن تبعه من خاصته، وتزيّوا بزي التجار السفارة، فنزل بأرض أرمينية بعمل سهل بن

ص: 494

سنباط، فابتاعوا شاةً من راعٍ فنكرهم وذهب إلى سهل فأخبره. فقال: هذا بابك بلا شك، وكانت قد جاءته كتب الأفشين بأن لا يفوته بابك إن مر به. فركب سهل في أجناده حتى أتى بابك، فترجل لبابك وسلم عليه بالملك وقال: قم إلى قصرك وأنا عبدك. فسار معه، وقدمت الموائد، فقعد سهل يأكل معه، فقال بابك بعتو وجهل: أمثلك يأكل معي؛ فقام سهل واعتذر وغاب، فجاء بحداد ليقيده، فقال بابك: أغدرا يا سهل؟ فقال: يا ابن الخبيثة، إنما أنت راعي بقر، وقيد من كان معه، وكتب إلى الأفشين، فجهز إليه أربعة آلاف فتسلموه، وجاؤوا ومعهم سهل، فخلع عليه الأفشين توجه، وأسقط عنه الخراج، وبعث بطاقة إلى المعتصم بالفتح، فانقلبت بغداد بالتكبير والضجيج، فلله الحمد.

ودخلت‌

‌ سنة ثلاث وعشرين ومائتين

فيها توفي عبد الله بن صالح كاتب الليث، وخالد بن خداش، ومحمد بن سنان العوقي، ومحمد بن كثير العبدي، وموسى بن إسماعيل التبوذكي، ومعاذ بن أسد المروزي.

وفيها قدم الأفشين بغداد في ثالث صفر ببابك الخرمي وأخيه. وكان المعتصم يبعث إلى الأفشين منذ فصل عن برزند كل يوم بفرس وخلعة، كل ذلك من فرحه بأسر بابك.

ومن عناية المعتصم بأمر بابك أنه رتب البريد من سامراء إلى الأفشين بحيث إن الخبر يأتيه في أربعة أيام من مسيرة شهر. فلما قدم ببابك أنزلوه بالمطيرة، فلما كان في جوف الليل أتى أحمد بن أبي دؤاد متنكرا، فنظر إلى بابك وشاهده، ورد إلى المعتصم فأخبره. فلم يصبر المعتصم حتى أتى متنكرا، فتأمله وبابك لا يعرفه.

وكان لعنه الله، ثنويا على دين ماني، ومزدك، يقول بتناسخ الأرواح، ويستحل البنت وأمها. وقيل: كان ولد زنا، وكانت أمه عوراء تعرف برومية العلجة. وكان علي بن مزدكان يزعم أنه زنى بها، وأن بابك منه.

وقيل: كانت فقيرة من قرى أذربيجان، فزنى بها نبطي، فحملت منه بابك، وربي بابك أجيرا في قريته، وكان راعيا، وكان بتلك الجبال قوم من الخرمية ولهم مقدمان: جاوندان وعمران. فتفرس جاوندان في بابك

ص: 495

الشجاعة، فاستأجره من أمه، فأحبته امرأة جاوندان، وأطلعته على أمور زوجها، ثم قتل جاوندان في وقعة بينه وبين ابن عم له، فزعمت امرأته أنه استخلف بابك، فصدقها الجند وانقادوا له، فأمرهم أن يقتلوا بالليل من وجدوا من رجل أو صبي. فأصبح خلقٌ مقتلين. ثم انضم إليه طائفة من قطاع الطريق، وطائفة من الفلاحين والشطار. ثم استفحل أمره، وعظم شره، وصار معه عشرون ألف مقاتل. وأظهر لمذهب الباطنية، واستولى على حصون ومدائن، وقتل وسبى إلى أن أظفر الله به. فأركبه المعتصم فيلا، وألبسه قباءً من ديباج، وقلنسوة سمور مثل الشربوش، وخضبوا الفيل بالحناء، وطافوا به.

ثم أمر المعتصم بأربعته فقطعت، ثم قطع رأسه وطيف به بسامراء. وبعث بأخيه إلى بغداد، ففعل به نحو ذلك، واسمه عبد الله. ويقال: إنه كان أشجع من بابك. فيقال: إنه قال لأخيه بابك قدام الخليفة: يا بابك قد عملت ما لم يعمله أحد، فاصبر صبرا لم يصبره أحد، فقال: سوف ترى صبري، فلما قطعت يده مسح بالدم وجهه، فقالوا: لم فعلت هذا؟ قال: قولوا للخليفة: إنك أمرت بقطع أربعتي وفي نفسك أنك لا تكويها وتدع دمي ينزف، فخشيت إذا خرج الدم أن يصفر وجهي، فترون أن ذلك من جزع الموت. فغطيت وجهي بالدم لهذا، فقال: فقال المعتصم: لولا أن أفعاله لا توجب الصنيعة والعفو لكان حقيقا بالاستبقاء، ثم ضربت عنقه، وأحرقت جثته، وفعل ذلك بأخيه، فما منهما من صاح، ويقال: إن بابك قتل مائةً وخمسين ألفا، وما ذاك ببعيد.

ووجدت بخط رفيقنا ابن جماعة الكناني أنه وجد بخط ابن الصلاح رحمه الله، قال: اجتمع قومٌ من الأدباء، فأحصوا أن أبا مسلم قتل ألفي ألف، وأن قتلى بابك بلغوا ألف ألف وخمسمائة ألف.

وفيها سار الأفشين بالجيوش، فالتقى طاغية الروم، فاقتتلوا أياما، وثبت كلا الفريقين، وقتل خلقٌ منهما، ثم انهزم الطاغية ونزل النصر. وكان هذا الكلب قد حصر زبطرة وافتتحها عنوة، وقتل وسبى وحرق الجامع.

وفيها خرب المعتصم أنقرة وغيرها، وأنكى في بلاد الروم وأوطأهم خوفا وذلا، وافتتح عمورية بالسيف كما هو مذكور في ترجمته. وكانت نكايته في الروم مما لم يسمع لخليفة بمثله، فإنه شتت جموعهم، وخرب ديارهم؛ وكان

ص: 496

ملكهم توفيل بن ميخائيل بن جرجس قد نزل على زبطرة في مائة ألف، ثم أغار على ملطية، وعم بلاؤه وفي ذلك يقول إبراهيم بن المهدي:

يا غيرة الله قد عاينت فانتقمي هتك النساء وما منهن يرتكب هب الرجال على أجرامها قتلت ما بال أطفالها بالذبح تنتهب؟ فلما سمع المعتصم هذا الشعر خرج لوقته إلى الجهاد، وجرى ما جرى، وكان على مقدمته أشناس التركي، وعلى ميمنته إيتاخ التركي، وعلى الميسرة جعفر بن دينار، وعلى الساقة بغا الكبير وعلى القلب عجيف ودخل من الدروب الشامية، وكان في مائتي ألف على أقل ما قيل، والمكثر يقول: كان في خمسمائة ألف.

ولما افتتح عمورية صمم على غزو القسطنطينية، فأتاه ما أزعجه من أمر العباس ابن المأمون، وأنه قد بويع، وكاتب طاغية الروم، فقفل المعتصم، وقبض على العباس ومتبعيه وسجنهم.

‌سنة أربعٍ وعشرين ومائتين

توفي إبراهيم بن المهدي، وإبراهيم بن أبي سويد الذارع بصري، وسعيد بن أبي مريم، وبكار بن محمد السيريني، وسليمان بن حرب، وأبو معمر عبد الله بن عمرو المنقري المقعد، وعبد السلام بن مطهر، وعبد الغفار بن داود الحراني، وعلي بن محمد المدائني، وأبو عبيد القاسم بن سلام، وعمرو بن مرزوق، وقرة بن حبيب، وأبو الجماهر محمد بن عثمان الكفرسوسي، ومحمد بن عيسى ابن الطباع الحافظ، ومحمد بن الفضل عارم، ويزيد بن عبد ربه الحمصي، والعباس بن المأمون بن الرشيد.

وفيها أظهر مازيار بن قارن الخلاف بطبرستان وحارب، وكان مباينا لآل طاهر. وكان المعتصم يأمره بحمل الخراج إليهم فيقول: لا أحمله إلا إلى أمير المؤمنين. وكان الأفشين يسمع أحيانا من المعتصم ما يدل على أنه يريد عزل عبد الله بن طاهر. فلما ظفر ببابك ونزل من المعتصم المنزلة الرفيعة، طمع في إمرة خراسان. وبلغه منافرة المازيار لابن طاهر، فترجى أن يكون ذلك سببا لعزل ابن طاهر. ثم إنه دس كتبا إلى المازيار يمنيه ويستميله. وكتب المعتصم إلى ابن طاهر لمحاربة المازيار، وكتب الأفشين إلى المازيار يقوي عزمه، وبعث المعتصم لمحاربة المازيار جيشا عليهم الأفشين، وجبى المازيار

ص: 497

الأموال، وعسف. وأخرب أسوار آمل والري وجرجان، وهرب الناس إلى نيسابور. فأرسل ابن طاهر جيشا، عليهم عمه الحسن بن الحسين. وجرت حروب وأمور، ثم اختلف أصحاب المازيار عليه. ثم قتل بعد أن أهلك الحرث والنسل.

ومن‌

‌ سنة خمس وعشرين ومائتين

فيها توفي أصبغ بن الفرج الفقيه، وأبو عمر الحوضي، وسعدويه الواسطي، وشاذ بن فياض، وأبو عمر الجرمي، وعمر بن سعيد الدمشقي الأعور، وفروة بن أبي المغراء، وأبو دلف الأمير، ومحمد بن سلام البيكندي، ويحيى بن هاشم السمسار.

وفيها استوزر المعتصم محمد بن عبد الملك الزيات.

وفيها قبض المعتصم على الأفشين لعداوته لعبد الله بن طاهر، ولأحمد بن أبي دؤاد، فعملا عليه، وما زالا حتى ألقيا في قلب المعتصم أن الأفشين يريد قتله. ونقل إليه ابن أبي دؤاد أنه يكاتب المازيار. فطلب المعتصم كاتبه وتهدده بالقتل، فاعترف وقال: كتبت إليه بأمره يقول: لم يبق غيري وغيرك وغير بابك. وقد مضى بابك، وجيوش الخليفة عند ابن طاهر، ولم يبق عند الخليفة سواي، فإن هزمت ابن طاهر كفيتك أنا المعتصم، ويخلص لنا الدين الأبيض، يعني المجوسية. وكان يتهم بها، فوهب المعتصم للكاتب مالا وأحسن إليه، وقال: إن أخبرت أحدا قتلتك. فروي عن أحمد بن أبي دؤاد قال: دخلت على المعتصم وهو يبكي ويقلق، فقلت: لا أبكى الله عينك، ما بك؟ قال: يا أبا عبد الله، رجل أنفقت عليه ألف ألف دينار، ووهبت له مثلها يريد قتلي. قد تصدقت لله بعشرة آلاف ألف درهم، فخذها ففرقها. وكان الكرخ قد احترق، فقلت: نفرق نصف المال في بناء الكرخ، والباقي في أهل الحرمين، قال: افعل.

وكان الأفشين قد سير أموالا عظيمة إلى مدينة أشروسنة، فهم بالهرب إليها، وأحس بالأمر. ثم هيأ دعوةً ليسم المعتصم وقواده، فإن لم يجبه دعا لها الأتراك مثل إيتاخ، وأشناس فيسمهم ويذهب إلى أرمينية، ويدور إلى أشروسنة. فطال به الأمر، ولم يتهيأ له ذلك، فأخبر بعض خواصه المعتصم بعزمه، فقبض حينئذ المعتصم عليه وحبسه، وكتب إلى ابن طاهر بأن يقبض على ولده الحسن بن الأفشين.

ص: 498

وفيها أسر المازيار، وقدم به إلى بين يدي المعتصم.

وعن هارون بن عيسى بن المنصور قال: شهدت دار المعتصم وقد أتي بالأفشين، وبالمازيار، وبموبذ موبذان أحد ملوك السغد، وبالمزربان، وأحضروا رجلين فعُرِّيا، فإذا أجنابهما عارية عن اللحم، فقال الوزير ابن الزيات: يا حيدر، تعرف هذين؟ قال: نعم. هذا مؤذن، وهذا إمام بنيا مسجدا بأشروسنة، فضربت كل واحد منهما ألف سوط. قال: ولم؟ قال: بيني وبين ملوك السغد عهد، أن أترك كل قوم على دينهم، فوثب هذان على بيت فيه أصنام أهل أشروسنة، فأخرجا الأصنام واتخذاه مسجدا، فضربتهما على تعديهما. فقال ابن الزيات: فما كتابٌ عندك قد زينته بالذهب والجواهر، وجعلته في الديباج، فيه الكفر بالله؟ فقال: كتاب ورثته عن أبي، فيه آداب وحكم من آداب الأكاسرة، فآخذ منه الأدب، وأدفع ما سواه، مثل كتاب كليلة ودمنة، وما ظننت أن هذا يخرجني عن الإسلام. فقال ابن الزيات للموبذ: ما تقول؟ فقال: إن كان هذا يأكل المخنوقة، ويحملني على أكلها، ويزعم أن لحمها أرطب لحما من المذبوحة. وقال لي: إني قد دخلت لهؤلاء القوم في كل ما أكره، حتى أكلت الزيت، وركبت الجمل، ولبست النعل، غير أني إلى هذا العام لم يسقط عني شعر، يعني عانته، ولم يختتن، وكان الموبذ مجوسيا، ثم بعد هذا أسلم على يد المتوكل، فقال الأفشين: خبروني عن هذا المتكلم، أثقة هو في دينه؟ قالوا: لا، قال: فما معنى قبولكم شهادته؟ فتقدم المرزبان فقال: يا أفشين، كيف يكتب إليك أهل مملكتك؟ قال: كما كانوا يكتبون إلى أبي وجدي. قال ابن الزيات: فكيف كانوا يكتبون؟ قال: كانوا يكتبون إليه بالفارسية ما تفسيره بالعربية: إلى الإله من عبده، قال: كذا هو. قال: نعم، قال: فما أبقيت لفرعون؟ قال: خفت أن يفسدوا علي بتغيير ما يعهدونه، فقال له إسحاق بن إبراهيم الأمير: كيف تحلف لنا بالله فنصدقك، وأنت تدعي ما ادعى فرعون، فقال: يا إسحاق، هذه سورة قرأها عجيف على علي بن هشام، وأنت تقرؤها علي، فانظر غدا من يقرؤها عليك. ثم تقدم مازيار، فقالوا له: تعرف هذا؟ قال: نعم، قالوا: هل كاتبته؟ قال: لا؟ فقالوا للمازيار: هل كتب إليك؟ قال: كتب إلي أخوه على لسانه أنه لم يكن ينصر هذا الدين الأبيض غيري وغيرك وغير بابك. فأما بابك فإنه بحمقه قتل نفسه، فإن خالفت لم يكن

ص: 499

للخليفة من يؤم بقتالك غيري، ومعي الفرسان وأهل النجدة والبأس. فإن وجهت إليك لم يبق أحد يحاربنا إلا ثلاثة: العرب، والمغاربة، والأتراك فأما العربي فبمنزلة الكلب، اطرح له كسرة، ثم اضرب رأسه بالدبوس. وهؤلاء الذئاب، يعني المغاربة، فإنهم أكلة رأس، وأما الترك فإنما هي ساعةٌ حتى تنفذ سهامهم، ثم تجول عليهم الخيل جولةً، فتأتي على آخرهم، ويعود الدين إلى ما لم يزل عليه أيام العجم، فقال الأفشين: هذا يدعي على أخي، ولو كنت كتبت بهذا إليه لأستميله كان غير مستنكر، لأني إذا نصرت أمير المؤمنين بيدي، كنت أن أنصره بالحيلة أحرى لآخذ برقبة ذا. فزجره أحمد بن أبي دؤاد، وقال: أمطهرٌ أنت؟ قال: لا، قال: ما منعك من ذلك؟ قال: خفت التلف، قال: أنت تلقى الحروب وتخاف من قطع قلفة. قال: تلك ضرورة أصبر عليها، وأما القلفة فلا، ولا أخرج بها من الإسلام. فقال أحمد: قد بان لكم أمره. قال: فرد إلى الحبس.

وفيها زلزلت الأهواز، وسقط أكثر البلد والجامع، وهرب الناس إلى ظاهر البلد، ودامت الزلزلة أياما، وتصدعت الجبال منها.

وفيها ولي إمرة دمشق دينار بن عبد الله، وعزل بعد أيام بمحمد بن الجهم السامي، وكلاهما لم يترجمه ابن عساكر، ولم يذكر من أخبارهما شيئا.

ومن‌

‌ سنة ست وعشرين ومائتين

فيها توفي إسحاق بن محمد الفروي، وإسماعيل بن أبي أويس، وجندل بن والق، وسعيد بن كثير بن عفير، وسنيد بن داود المصيصي، وعياش بن الوليد الرقام، وغسان بن الربيع الموصلي، ومحمد بن مقاتل المروزي، ويحيى بن يحيى التميمي النيسابوري.

وفيها في جمادى الآخرة مطر أهل تيماء، على ما ذكر ابن حبيب الهاشمي بردا كالبيض، قتل منهم ثلاثمائة وسبعين نفسا، ونظروا إلى أثر قدم طولها نحو ذراع، ومن الخطوة إلى الخطوة نحو خمسة أذرع. وسمعوا صوتا: ارحم عبادك، اعْفُ عن عبادك.

وكان المعتصم قد سجن الأفشين في مكان ضيق، فذكر حمدون بن إسماعيل قال: بعث معي الأفشين رسالة إلى المعتصم يترقق له، ويحلف

ص: 500

ويتنصل ويتذلل له، فلم يغن، ومنع من الطعام حتى مات. ثم أخرج وصلب في شعبان.

وقال الصولي: أخرج وصلب، وأتي بأصنامٍ كانت في داره قد حملت إليه من أشروسنة. فأحرقت وأحرق معها، وقيل: بل ترك مصلوبا مدة، واسمه حيدر بن كاوس من أولاد الأكاسرة، والأفشين لقب لمن ملك أشروسنة. وكان موصوفا بالشجاعة والرأي والخبرة. وقد مر أنه حارب بابك وظفر به. وكان أكبر من بقي في دولة المعتصم.

وأما المازيار صاحب طبرستان فاسمه محمد بن قارن. وكان ظلوما غشوما صادر أهل طبرستان وأذلهم، وجعل السلاسل في أعناقهم، وخرب أسوار مدائنهم. حارب جيوش المعتصم إلى أن انكسر، وأسر، وقتل أخوه شهريار. وضرب هو حتى مات، وصلب إلى جانب بابك. وكان عظيما عند المأمون يكتب إليه: إلى إصفهبذ أصبهان وصاحب طبرستان. وكان قد جمع أموالا لا تحصى.

وفيها عزل عن قضاء الديار المصرية هارون بن عبد الله الزهري الأصم، وولي محمد بن أبي الليث الحارث بن شداد الإيادي الجهمي الخوارزمي، وبقي في القضاء نحوا من عشر سنين، ولم يكن محمود السيرة في أحكامه. وقد امتحن الفقهاء بمصر في القرآن، وحكم على بني عبد الله بن عبد الحكم بودائع كانت للجروي عندهم بألف ألف دينار وأربعمائة ألف دينار، فأقاموا شهودا بأن الجروي كان قد أبرأهم وأخذ الذي له، فعسفهم هذا الجهمي، وعنتهم.

‌سنة سبعٍ وعشرين ومائتين

توفي فيها أحمد بن حاتم الطويل، وأحمد بن عبد الله بن يونس اليربوعي، وإبراهيم بن بشار الرمادي، وأبو النضر إسحاق بن إسحاق الفراديسي، وإسماعيل بن عمرو البجلي، وبشر الحافي، وسعيد بن منصور صاحب السنن، وسهل بن بكار، ومحمد بن حيان أبو الأحوص، وشعيث بن محرز، ومحمد بن الصباح الدولابي، ومحمد بن عبد الوهاب الحارثي، ومحمد بن هارون المعتصم بالله، وأبو الوليد الطيالسي، والهيثم بن خارجة، ويحيى بن بشر الحريري.

وفيها خرج بفلسطين المبرقع أبو حرب، الذي زعم أنه السفياني، فدعا

ص: 501

إلى الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر أولا، إلى أن قويت شوكته، واستفحل أمره. وسبب خروجه أن جنديا أراد النزول في داره وهو غائب فمانعته أهل المبرقع، فضربها بسوطٍ أثر في ذراعها، فلما جاء زوجها بكت وشكت، فذهب إلى الجندي فقتله، وهرب. ولبس برقعا؛ لئلا يعرف، ونزل بجبال الغور مبرقعا، فكان يأتيه الرجل، فيحثه على الأمر بالمعروف ويعيب الدولة. فاستجاب له قوم من فلاحي القرى، وادعى أنه أموي، وتكاثف الأمر، فسار لحربه رجاء الحصاري أحد قواد المعتصم في ألف فارس، فأتاه فوجده في زهاء مائة ألف. فعسكر بحذائه، ولم يجسر على لقائه. فلما كان أوان الزراعة تفرق أكثر أولئك في فلاحتهم، وبقي في نحو ألفين، فواقعه رجاء، وكان المبرقع بطلا شجاعا، فحمل على العسكر، فأفرجوا له، ثم أحاطوا به فأسروه وسجنوه، فمات في آخر هذه السنة، وقيل: خنقوه.

وفيها بعث المعتصم على دمشق الأمير أبا المغيث الرافقي، فخرجت عليه طائفة من قيس؛ لكونه أخذ منهم خمسة عشر نفسا فصلبهم، فأغارت قيس على خيل السلطان، وعسكروا بمرج راهط. فوجه أبو المغيث جيشا لقتالهم، فقُتِلَ خلق من الجيش، وثبتت القيسية، ثم زحفوا على دمشق، فتحصن بها أبو المغيث، فوقع حصار شديد، فمات المعتصم والأمر على ذلك.

قال محمد بن عائذ: قدم دمشق رجاء الحصاري، فواقع أهل المرج، وجسرين، وكفر بطنا، وسقبا في جمادى الأولى، وأصيب من الناس خلق.

وقال علي بن حرب: كتب الواثق إلى الرقة إلى رجاء الحصاري يأمره بالمسير إلى دمشق. فقدمها، ونزل بدير مران، والقيسية معسكرون بمرج راهط، فوجه إليهم يسألهم الرجوع إلى الطاعة، فامتنعوا إلا أن يعزل أبا المغيث عن دمشق، فأنذرهم القتال يوم الاثنين، ثم كبسهم يوم الأحد بغتةً بكفر بطنا. وكان جمهور القيسية بدومة، فوافاهم وقد تفرقوا، فوضع السيف فيهم، وقتل منهم ألفا وخمسمائة، وقتلوا الأطفال، وجرحوا النسوان، ونهبوا. فهرب ابن بيهس ولحق بقومه بحوران، وقتل ابن عم رجاء، وقتل من الأجناد نحو الثلاثمائة، وقد عاش رجاء إلى سنة أربعٍ وأربعين ومائتين، وبويع الواثق بالله هارون في تاسع عشر ربيع الأول بعد موت أبيه المعتصم بعهدٍ منه

ص: 502

‌سنة ثمانٍ وعشرين ومائتين

فيها توفي أحمد بن شبويه المروزي، وأحمد بن محمد بن أيوب، صاحب المغازي، وإبراهيم بن زياد سبلان، وأحمد بن عمران الأخنسي، وإسحاق بن بشر الكاهلي الكوفي، وبشار بن موسى الخفاف، وحاجب بن الوليد الأعور، وحماد بن مالك الحرستاني، وداود بن عمرو الضبي، وعبد الله بن سوار بن عبد الله العنبري القاضي، وعبد الله بن عبد الوهاب الحجبي، وعبد الرحمن بن المبارك، وأبو نصر عبد الملك بن عبد العزيز التمار، وعبيد الله العيشي، وعلي بن عثام الكوفي، وأبو الجهم صاحب الجزء، وعيسى بن إبراهيم البركي، ومحمد بن جعفر الوركاني، ومحمد بن حسان السمتي، وأبو يعلى محمد بن الصلت التوزي، والعتبي الأخباري محمد بن عبيد الله، ومحمد بن عمران بن أبي ليلى، والمثنى بن معاذ العنبري، ومسدد، ونعيم بن الهيصم، ويحيى الحماني.

وفيها استخلف الواثق على السلطنة أشناس وألبسه وشاحين مجوهرين وتاجا مجوهرا.

وفيها وقعت قطعة من الجبل الذي عند جمرة العقبة، فقتل جماعة من الحاج رحمهم الله.

‌سنة تسعٍ وعشرين ومائتين

فيها توفي أحمد بن شبيب الحبطي، وإسماعيل بن عبد الله بن زرارة الرقي، وثابت بن موسى العابد، وخالد بن هياج الهروي، وخلف بن هشام البزار، وأبو مكيس الذي زعم أنه سمع من أنس، وأبو نعيم ضرار بن صرد، وعبد الله بن محمد المسندي، وعبد العزيز بن عثمان المروزي، وعمار بن نصر، وعمرو بن خالد الحراني نزيل مصر، ومحمد بن معاوية النيسابوري، ونعيم بن حماد الخزاعي، ويحيى بن عبدويه صاحب شعبة، ويحيى بن يوسف الزمي، ويزيد بن صالح الفراء النيسابوري.

وفيها صادر الواثق بالله الدواوين وسجنهم، وضرب أحمد بن أبي إسرائيل ألف سوط، وأخذ منه ثمانين ألف دينار، وأخذ من سليمان بن وهب كاتب الأمير إيتاخ أربعمائة ألف دينار، ومن أحمد بن الخصيب وكاتبه ألف ألف

ص: 503

دينار. فيقال: إنه أخذ من الكتاب في هذه النوبة ثلاثة آلاف ألف دينار.

‌سنة ثلاثين ومائتين

توفي فيها أحمد بن جميل المرزوي، وأحمد بن جناب المصيصي، وإبراهيم بن إسحاق الصيني، وإبراهيم بن حمزة الزبيري، وإسحاق بن إسماعيل الطالقاني، وإسماعيل بن سعيد الشالنجي، شيخ أهل طبرستان، وإسماعيل بن عيسى العطار، وسعيد بن عمرو الأشعثي، وسعيد بن محمد الجرمي، وعبد الله بن طاهر الأمير، وعبد الحميد بن صالح البرجمي، وعبد العزيز بن يحيى المدني، نزيل نيسابور، وعلي بن الجعد، وعلي بن محمد الطنافسي، وعون بن سلام الكوفي، ومحمد بن إسماعيل بن أبي سمينة، ومحمد بن سعد كاتب الواقدي، وأبو غسان مالك بن عبد الواحد المسمعي، ومحبوب بن موسى الأنطاكي، ومهدي بن جعفر الرملي.

وفيها عاثت الأعراب حول المدينة، فسار لحربهم بغا الكبير، فدوخهم وأسر وقتل فيهم. وكان قد حاربهم حماد بن جرير الطبري القائد، فقتل هو وعامة أصحابه، واستباحوا عسكره.

وحبس بغا منهم في القيود بالمدينة نحو ألف نفس فنقبوا الحبس فأخبرت بهم امرأة، فأحاط بهم أهل المدينة وحصروهم يومين، ثم برزوا للقتال بكرةً، وكان مقدمهم عزيزة السلمي، فكان يحمل ويرتجز:

لا بد من رحم وإن ضاق الباب وإني أنا عزيزة بن قطاب الموت خير للفتى من العذاب وكان قد فك قيده وهو يقاتل به يومه. ثم قتل، وقتلت عامة بني سليم، وقتل جماعة من الأعراب.

ص: 504

‌رجال هذه الطبقة على المعجم

1 -

‌ أحمد بن جميل المروزي أبو يوسف

.

حدث ببغداد عن عبد الله بن المبارك. ومعتمر بن سليمان. وعنه أبو بكر بن أبي الدنيا، وعباس الدوري، وجماعة.

ووثقه ابن معين.

توفي سنة ثلاثين. وكان يبيع البز.

2 -

م د ن:‌

‌ أحمد بن جناب بن المغيرة

، أبو الوليد المصيصي، قيل: إنه بغدادي الأصل.

عن عيسى بن يونس، والحكم بن ظهير الفزاري، وخالد بن يزيد بن أسد القسري. وعنه مسلم، وأبو داود، وإبراهيم بن هانئ، وأحمد بن الحسن بن عبد الجبار الصوفي، وأبو يعلى الموصلي، وخلق.

ومن القدماء: أحمد بن حنبل، وأحمد بن ملاعب.

قال صالح جزرة: صدوق.

وروى النسائي عن رجلٍ عنه.

مات سنة ثلاثين.

3 -

‌ أحمد بن حاتم بن يزيد الطويل

.

سمع مالكا ومسلم بن خالد الزنجي، وعدة. وعنه ابن أبي الدنيا، وعبد الله بن أحمد، وأبو يعلى الموصلي.

وثقه الدارقطني.

وتوفي سنة سبعٍ وعشرين ببغداد.

ص: 505

4 -

‌ أحمد بن حاتم بن مخشي

. بصري.

سمع حماد بن زيد، وعبد الواحد بن زياد. وعنه أبو زرعة الرازي.

5 -

خ:‌

‌ أحمد بن الحجاج البكري الذهلي الشيباني المرزوي

.

عن أبي ضمرة، وحاتم بن إسماعيل، وابن المبارك، وابن عيينة، وجماعة. وعنه البخاري، وإبراهيم الحربي، وأحمد بن أبي خيثمة، والدارمي، ومحمد بن أيوب بن الضريس، وآخرون.

أثنى عليه أحمد بن حنبل، وقد حدث ببغداد.

توفي يوم عاشوراء سنة اثنتين وعشرين.

6 -

‌ أحمد بن الحريش

، أبو محمد، قاضي نيسابور ثم هراة. وكان من أفضل القضاة وأعلمهم. قيل: إنه من مرو الروذ.

سمع سفيان بن عيينة، ووكيعا، وابن فضيل، وأبا أسامة. وعنه عثمان الدارمي، ومحمد بن عبد الوهاب الفراء، وجعفر بن محمد بن الحسين، ومحمد بن نصر.

روى عنه أبو يزيد الهروي أنه سمع وكيعا، عن سفيان قال: لا يتقي الله أحدٌ إلا اتقاه الناس شاؤوا أم أبوا.

توفي فجاءة سنة ثلاثين.

7 -

‌ أحمد بن الحكم أبو علي العبدي

.

حدث بمصر عن مالك، وشريك. وعنه يحيى بن عثمان بن صالح، وغيره.

متفق على تركه.

توفي سنة ثلاث وعشرين.

8 -

‌ أحمد بن داود

، أبو سعيد الواسطي، الحداد.

عن حماد بن زيد، وخالد الطحان. وعنه محمد بن عبد الملك الدقيقي، وأبو بكر الصغاني.

وثقه ابن معين.

توفي سنة إحدى وعشرين.

ص: 506

وقال ابن حبان: كان حافظا متقنا.

9 -

خ ت:‌

‌ أحمد بن سليمان بن أبي الطيب

، أبو سليمان المروزي الحافظ، نزيل بغداد، ونزيل الري أيضا.

روى عن إبراهيم بن سعد، وأبي المليح الرقي، وعبيد الله الرقي، وابن المبارك، وأبي إسحاق الفزاري، وطبقتهم. وعنه الذهلي، والبخاري، وقد مر في الطبقة الماضية.

• - أحمد بن شبويه.

هو أحمد بن محمد.

10 -

خ ن:‌

‌ أحمد بن شبيب بن سعيد

، أبو عبد الله الحبطي، البصري، نزيل مكة. والحبطات من تميم.

سمع أباه، ويزيد بن زريع، ومروان بن معاوية، وجماعة. وعنه البخاري، والنسائي بواسطة، وإبراهيم الحربي، وأبو زرعة، والذهلي، ويعقوب الفسوي، وجماعة.

وثقه أبو حاتم.

وتوفي سنة تسع وعشرين.

وآخر من روى عنه محمد بن علي بن زيد الصائغ.

11 -

‌ أحمد بن عاصم

، أبو محمد البلخي.

عن عبد الرزاق، والأصمعي، وحيوة بن شريح الحمصي. وعنه البخاري في كتاب الأدب، وعبد الله بن محمد الجوزجاني.

توفي في ذي الحجة سنة سبعٍ وعشرين.

ص: 507

12 -

‌ أحمد بن عاصم الأنطاكي

، أبو عبد الله الزاهد الواعظ.

كتب العلم وحدث عن أبي معاوية، ومخلد بن الحسين، والهيثم بن جميل، وإسحاق الحنيني. وعنه أحمد بن أبي الحواري، وأبو زرعة النصري، ومحمود بن خالد السلمي، وعبد العزيز بن محمد الدمشقي، وآخرون.

وسكن دمشق مدة.

قال أبو حاتم الرازي: أدركته بدمشق، وكان صاحب مواعظ وزهد.

وقال السلمي: أحمد بن عاصم أبو علي، ويقال: أبو عبد الله من أقران بشر الحافي، وسري السقطي.

وكان يقال: هو جاسوس القلوب.

وقال أحمد بن أبي الحواري: سمعته يقول: إذا صارت المعاملة إلى القلب استراحت الجوارح. هذه غنيمة باردة: أصلح فيما بقي يغفر لك ما مضى. ما أغبط أحدا إلا من عرف مولاه. وقال: يسير اليقين يخرج كل الشك من القلب، ويسير الشك يخرج كل اليقين من القلب.

وقال ابن أبي حاتم: قال لي علي بن عبد الرحمن: قال لي أحمد بن عاصم: قلة الخوف من قلة الحزن في القلب. وإذا قل الحزن خرب القلب. كما أن البيت إذا لم يسكن خرب.

وقال أبو زرعة: أملى علي أحمد بن عاصم الحكيم: الناس ثلاث طبقات: مطبوعٌ غالب وهم المؤمنون، فإذا غفلوا ذكروا، ومطبوع مغلوب فإذا بصروا أبصروا، ورجعوا بقوة العقل، ومطبوع مغلوب غير ذي طباع، فلا سبيل إلى رده بالمواعظ.

13 -

ع:‌

‌ أحمد بن عبد الله بن يونس أبو عبد الله التميمي

اليربوعي الكوفي الحافظ.

ولد سنة اثنتين وثلاثين ومائة تقريبا.

وسمع من: سفيان الثوري، وزهير بن معاوية، وزائدة، وإسرائيل، وعاصم بن محمد بن زيد بن عبد الله بن عمر، وعبد العزيز الماجشون، وجده يونس بن

ص: 508

عبد الله بن قيس اليربوعي، وخلق. وعنه البخاري، ومسلم، وأبو داود، والباقون بواسطة، وإبراهيم الحربي، وعبد بن حميد، وأبو زرعة، وأبو حصين الوادعي، وإبراهيم بن شريك، وأحمد بن يحيى الحلواني، وخلق.

قال أبو داود: سألت أحمد بن يونس فقال: لا يصلى خلف من يقول: القرآن مخلوق؛ هؤلاء كفار.

قال الفضل بن زياد: سمعت أحمد بن حنبل، وسأله رجل: عمن أكتب؟ قال: ارحل إلى أحمد بن يونس، فإنه شيخ الإسلام.

وقال أبو حاتم: كان ثقة متقنا.

وقال البخاري: مات بالكوفة في ربيع الآخر سنة سبع وعشرين، وهذا من كبار شيوخ مسلم.

14 -

خ ن ق:‌

‌ أحمد بن عبد الملك بن واقد أبو يحيى الأسدي

. مولاهم الحراني.

عن حماد بن زيد، وإبراهيم بن سعد، وأبي المليح الرقي، والحسن بن عمر، وزهير بن معاوية، وعبيد الله بن عمرو، وأبي عوانة، وطائفة. وعنه البخاري والنسائي، وابن ماجه بواسطة، وأحمد بن حنبل، وأبو زرعة الرازي، وأبو حاتم، ومحمد بن غالب تمتام، وأبو شعيب الحراني، وطائفة.

قال أحمد بن حنبل: رأيته حافظا لحديثه صاحب سنة، فقيل له: أهل حران يسيئون الثناء عليه، فقال: أهل حران قلما يرضون عن إنسان، هو يغشى السلطان بسبب ضيعة له.

وقال أبو حاتم: كان نظير النفيلي في الصدق والإتقان.

وقال أبو عروبة: مات سنة إحدى وعشرين.

15 -

‌ أحمد بن عبدويه

، أبو عصمة المروزي.

ص: 509

سمع ابن المبارك وصحبه، وخارجة بن مصعب. وعنه أحمد بن سيار، ومحمد بن قهزاد.

وثقه ابن ماكولا.

16 -

خ د:‌

‌ أحمد بن عبيد الله بن سهيل أبو عبد الله الغداني البصري

. وغدانة هو ابن يربوع بن حنظلة بن مالك بن زيد مناة بن تميم. سمع جرير بن عبد الحميد، وخالد بن الحارث، وأبا أسامة، والوليد بن مسلم، وجماعة. وعنه البخاري، وأبو داود، وحرب الكرماني، وأحمد بن داود المكي، وآخرون. قال أبو حاتم: صدوق.

وهم ابن عساكر فقال في النبل: إن الترمذي روى عنه.

توفي سنة أربع وعشرين، ويقال: سنة سبعٍ وعشرين.

17 -

‌ أحمد بن عثمان المروزي

. سمع ابن المبارك وغيره.

وثقه ابن حبان.

وتوفي سنة ثلاث وعشرين.

روى عنه البخاري في بعض تواليفه.

18 -

‌ أحمد بن عمران بن عبد الملك

، أبو جعفر الأخنسي الكوفي. نزيل بغداد.

عن أبي خالد الأحمر، وعبد السلام بن حرب، وأبي بكر بن عياش، وعبد الله بن إدريس. وجماعة. وعنه ابن أبي الدنيا، وأحمد بن أبي خيثمة، والبغوي، وغيرهم.

ومنهم من سماه محمدا كالبخاري، وقال: منكر الحديث.

ص: 510

وقال أحمد بن عبد الله العجلي: لا بأس به.

19 -

‌ أحمد بن غسان البصري العابد

.

أحد مشايخ العابدين بالبصرة. صحب أحمد بن عطاء الهجيمي الزاهد، وبنى دارا للزهاد. وكان يعظ ويتكلم على الأحوال بعد شيخه، ولكن كان يقول بالقدر، ورجع عنه. فلما كانت المحنة أيام المعتصم أبى أن يقول بخلق القرآن، فحمل إلى بغداد فحبس بها. فاتفق معه في الحبس أحمد بن حنبل، والبويطي.

قال علي بن عبد العزيز البغوي: سمعت البويطي يقول: قلت لأحمد بن حنبل: ما أحسن كلام هذا الرجل، يعني أحمد بن غسان. قال: إنه بصري وأخاف عليه، يعني القدر، إلا أنهما سمعا كلامه، وأعجبهما هديه، وخاطباه في القدر، فرجع عنه.

قال ابن الأعرابي: وأخبرني بعضهم أن هذا كان يتهيأ للجمعة، ويجيء إلى باب السجن، فيرده السجان، فيقول: اللهم اشهد.

وذكر عبيد الله بن معاذ العنبري أن كتابا ورد عليهم من بغداد برجوع ابن غسان عن القدر.

قال ابن الأعرابي: إلا أن أولاده وأصحابه ينكروه ذلك.

قال: ومات فيما أحسب ببغداد في السجن. وأخبرني أحمد بن محمد المازني أنه سمع أبا داود يقول: قال أحمد بن حنبل: ما خرجت حتى رجع أحمد بن غسان عن القدر.

20 -

‌ أحمد بن محمد بن الوليد

، أبو الوليد الأزرقي المكي.

قد مر في الطبقة الماضية، ثم وجدت أبا عبد الله الحاكم قد ورخ وفاته في سنة اثنتين وعشرين.

21 -

د:‌

‌ أحمد بن محمد بن ثابت بن عثمان

أبو الحسن الخزاعي المروزي، وهو أحمد بن شبويه. والد عبد الله بن أحمد بن شبويه.

حافظ رحال، سمع ابن المبارك، والفضل السيناني، وسفيان بن عيينة،

ص: 511

وأبا أسامة، وجماعة. وعنه أبو داود، وأحمد بن أبي خيثمة، وأبو زرعة الدمشقي، وآخرون.

ومن أقرانه: يحيى بن معين، وغيره.

قال النسائي: ثقة.

وقال عبد الله بن أحمد بن شبويه: سمعت أبي يقول: من أراد علم القبر فعليه بالأثر. ومن أراد علم الخبز فعليه بالرأي.

وقال عبد الله بن أحمد بن حنبل: حدثني ثابت بن أحمد بن شبويه قال: كان يخيل إلي أن لأبي فضيلة على أحمد بن حنبل للجهاد، وفكاك الأسرى، ولزوم الثغور. فسألت أخي عبد الله فقال: أحمد بن حنبل أرجح. فلم أقنع بقوله، فأريت كأن شيخا حوله الناس ويسمعون منه، ويسألونه. فسألته فقلت: يا عبد الله، أخبرني عن أحمد بن حنبل، وأحمد بن شبويه أيهما عندك أعلى؟ فقال: سبحان الله، إن أحمد بن حنبل، ابتلي فصبر، وإن ابن شبويه عوفي. المبتلى الصابر كالمعافى؟ هيهات.

قال البخاري، وأبو زرعة، وأبو حاتم، ومطين: مات سنة ثلاثين.

زاد البخاري: وهو ابن ستين سنة.

وقال ابن ماكولا: مات بطرسوس سنة تسع وعشرين.

قال المزي: روى البخاري في الوضوء، والأضاحي، والجهاد، عن أحمد بن محمد، عن عبد الله بن المبارك. فقال الدارقطني: هو ابن شبويه هذا.

وقال أبو نصر الكلاباذي، وغير واحد: إنه أحمد بن محمد بن موسى المروزي السمسار مردويه، وهو من أهل الطبقة الآتية، ومن شيوخ الترمذي، والنسائي.

ص: 512

22 -

د:‌

‌ أحمد بن محمد بن أيوب البغدادي

. صاحب المغازي أبو جعفر الوراق.

كان ناسخا للفضل بن يحيى البرمكي، سمع إبراهيم بن سعد، وأبا بكر بن عياش. وعنه أبو داود، وعلي بن عبد العزيز البغوي، وعبد الله بن أحمد بن حنبل، ومحمد بن يحيى المروزي، وآخر من روى عنه أبو يعلى.

قال عثمان الدارمي: كان أحمد وابن المديني يحسنان القول فيه. وكان يحيى بن معين يحمل عليه.

قلت: روى إبراهيم بن الجنيد، عن ابن معين قال: هو كذاب لم يسمع من إبراهيم.

وروى عبد الخالق بن منصور، عن ابن معين قال: ليس بثقة.

وقال يعقوب بن شبية: ليس هو من أصحاب الحديث، ولا يعرفه أحد بالطلب، وإنما كان وراقا، فذكر أنه نسخ كتاب المغازي لبعض البرامكة، فأمره أن يأتي إبراهيم بن سعد يصححها، فزعم أن إبراهيم قرأها عليه وصححها.

وقال ابن عدي: روى عن إبراهيم بن سعد المغازي، وأنكرت عليه، وحدث عن أبي بكر بن عياش بالمناكير، وهو صالح الحديث ليس بمتروك.

وقال محمد بن سعد: مات لأربع بقين من ذي الحجة سنة ثمان وعشرين.

قلت: له في السنن حديث واحد في الأذان، عن امرأة من الأنصار قالت: كان بيتي من أطول بيت حول المسجد، فكان بلال يؤذن عليه الفجر.

23 -

‌ أحمد بن معاوية المذحجي

.

عن الوليد بن مسلم، وأبي معاوية الأسود، والحسن بن وسيم العابد. وعنه محمد بن وهب بن عطية، والقاسم الجوعي، وأحمد بن أبي الحواري.

ص: 513

وأظنه كان من الصالحين بدمشق.

24 -

د ن:‌

‌ أحمد بن المفضل

، أبو علي الكوفي.

عن وكيع، وأسباط بن محمد. وعنه يعقوب الفسوي، وأهل الكوفة.

قال ابن حبان: ثقة، قديم الموت.

25 -

م:‌

‌ أحمد بن المنذر الجدي القزاز

.

عن حماد بن مسعدة. وعنه عبد الله بن أحمد الدورقي.

توفي سنة ثلاثين.

26 -

‌ أحمد بن أبي سلمة نصر

، أبو بكر البغدادي الكاتب. ابن أخت أحمد بن يوسف وزير المأمون. شاعر مليح الألفاظ، رقيق الحاشية.

روى عنه عون بن محمد، وعبد الرحمن بن أحمد الكاتب، وغيرهما. وكتب لبعض أمراء بغداد.

وهو القائل:

معتدل القامة مثل القضيب يهتز في لينٍ وحسنٍ وطيب يعذلني فيه جميع الورى كأنني جئت بأمرٍ عجيب أظن نفسي لو تعشقتها بليت فيها بملام الرقيب ومن شعره:

آه ويلي على الشباب وفي أي زمانٍ فقدت شرخ الشباب حين مات الغيور وارتخص المهـ ر وزال الحجاب عن كل باب

27 -

‌ أحمد بن يحيى الضبي الكوفي

، أبو جعفر.

حدث بأصبهان عن هشيم، ويزيد بن زريع، وجماعة. وعنه إسماعيل بن عبد الله سموية، وعبد الله بن محمد بن زكريا.

28 -

‌ أحمد بن يحيى بن حميد بن تيروية الطويل

.

عن حماد بن سلمة، وغيره. وعنه أبو خليفة الجمحي، وأحمد بن داود المكي.

ص: 514

وثقه ابن حبان.

29 -

‌ أحمد بن أبي الجرجاني

، أبو محمد، نزيل طرابلس الشام.

سمع ابن علية، ومحمد بن يزيد الواسطي. وعنه محمد بن عوف، ومحمد بن يزيد بن عبد الصمد.

30 -

‌ أحمد بن يوسف الترمذي

. قاضي الري.

روى عن فضيل بن عياض، وعباد بن العوام، وطبقتهما. وعنه أبو حاتم، ومحمد بن أيوب بن الضريس.

31 -

‌ إبراهيم بن إسحاق

، أبو إسحاق الصيني الجعفي، مولاهم الكوفي.

عن قيس بن الربيع، ومالك بن أنس. وعنه موسى بن إسحاق الأنصاري الخطمي، ومحمد بن عثمان بن أبي شيبة، ومطين، وغيرهم، وكان صدوقا ضريرا.

ورخه مطين سنة ثلاثين، وقال ابن قانع: سنة اثنتين وثلاثين.

قال الدارقطني: متروك.

32 -

‌ إبراهيم بن الأشعث البخاري

. خادم الفضيل بن عياض.

روى عن الفضيل، ومعن القزاز، وابن عيينة، وغنجار. وعنه سعيد بن سعد البخاري، وعلي بن صالح.

روى حديثا باطلا.

قال أبو حاتم: كنا نظن به الخير فقد جاء بمثل هذا.

قال أبو الفضل السليماني: لقبه لام، روى عنه: عبد بن حميد، ونصر بن الحسين البخاري.

مات بالشاش.

ص: 515

33 -

د ت:‌

‌ إبراهيم بن بشار الرمادي

، أبو إسحاق البصري. وأصله من جرجرايا.

عن سفيان بن عيينة، وأبي معاوية، وعبد الله بن رجاء المكي، وعثمان بن عبد الرحمن الطرائفي، وغيرهم. وعنه أبو داود، والترمذي بواسطة، وأحمد بن أبي خيثمة، وأبو مسلم الكجي، وإسماعيل القاضي، وتمتام، وأبو خليفة الجمحي، وآخرون، ويوسف بن يعقوب القاضي.

قال البخاري: يهم في الشيء بعد الشيء.

وهو صدوق، وروى عنه في غير الصحيح.

وقال عبد الله بن أحمد بن حنبل: سمعت أبي يقول: كأن سفيان الذي يروي عنه إبراهيم بن بشار ليس سفيان بن عيينة، يعني مما يغرب عنه.

وقال ابن معين: ليس بشيء.

وقال النسائي: ليس بالقوي.

وقال أبو الفتح الأزدي: صدوق لكنه يهم.

وقال ابن عدي: سألت محمد بن أحمد الزريقي بالبصرة عن الرمادي فقال: كان والله أزهد أهل زمانه.

وقال ابن عدي: لا أعلم أنكر عليه إلا هذا الحديث الذي ذكره البخاري، يعني حديثا رواه الناس عن ابن عيينة مرسلا فوصله هو. قال: وباقي حديثه عن ابن عيينة وأبي معاوية وغيرهما من الثقات مستقيم. وهو عندنا من أهل الصدق.

وقال ابن حبان: كان متقنا ضابطا، صحب سفيان سنين كثيرة، فإنه قال: حدثنا سفيان بمكة وعبادان، وبين السماعين أربعون سنة.

ص: 516

توفي سنة أربعٍ، وقيل: سنة سبعٍ وعشرين.

ومن أقرانه: إبراهيم بن بشار الخراساني الزاهد. سيأتي في الطبقة الآتية.

34 -

‌ إبراهيم بن جابر الباهلي القزاز

.

عن يزيد بن إبراهيم التستري، ومهدي بن ميمون، والحمادين. وعنه أبو زرعة وأبو حاتم الرازيان.

35 -

‌ إبراهيم بن حبان بن البراء بن النضر بن أنس بن مالك

الأنصاري النجاري البصري. نزيل الموصل.

روى عن شعبة والحمادين، ومالك بن أنس، وشريك. وعنه بكر بن سهل الدمياطي، ومحمد بن سنان بن سرح الشيزري، والحسن بن سعيد بن مهران.

توفي سنة أربعٍ أو خمسٍ وعشرين.

وهو متهم بالكذب.

36 -

‌ إبراهيم بن الحسن التغلبي الكوفي

.

عن شريك، ويحيى بن أبي زائدة. وعنه أبو أسامة عبد الله الكلبي، وأحمد بن يحيى الصوفي.

قال أبو حاتم: شيخ.

37 -

خ د:‌

‌ إبراهيم بن حمزة بن محمد بن حمزة

بن مصعب بن عبد الله بن الزبير، أبو إسحاق القرشي الزبيري المدني.

عن إبراهيم بن سعد، ويوسف بن الماجشون، ووهب بن عثمان المخزومي، وعبد العزيز الدراوردي، وعبد العزيز بن أبي حازم، وحاتم بن إسماعيل، وجماعة. وعنه البخاري، وأبو داود، وإسماعيل القاضي، وأخوه حماد، والعباس بن الفضل الأسفاطي، ومحمد بن نصر الصائغ، وآخرون.

ص: 517

قال أبو حاتم: صدوق.

وقال محمد بن سعد: ثقة، صدوق في الحديث. يأتي الربذة كثيرا للتجارة ويقيم بها، ويشهد العيدين بالمدينة.

وقال البخاري: مات سنة ثلاثين.

38 -

م د ن:‌

‌ إبراهيم بن زياد البغدادي سبلان

، أبو إسحاق.

عن إسماعيل بن مجالد، وحماد بن زيد، وعباد بن عباد، وفرج بن فضالة، وهشيم. وعنه مسلم وأبو داود والنسائي بواسطة، وأبو زرعة، وأبو حاتم، ومحمد بن نصر المروزي، وأبو يعلى الموصلي، وخلق.

قال أبو بكر أحمد بن عثمان كرنيب: سمعت أحمد بن حنبل يقول: إذا مات سبلان ذهب علم عباد بن عباد.

وقال مهنا: سألت أحمد بن حنبل عن سبلان فقال: لا بأس به، كان معنا عند هشيم. وقد سمع من عباد بن عباد المهلبي.

وقال أبو زرعة: ثقة.

وقال موسى بن هارون: كان قد ضبب أسنانه بالذهب.

وتوفي في ذي الحجة سنة ثمان وعشرين.

• - إبراهيم بن سيار النظام، في الآخر، يأتي بكنيته.

39 -

‌ إبراهيم بن شماس

، أبو إسحاق السمرقندي الغازي، نزيل بغداد.

عن مسلم الزنجي، وابن المبارك، وإسماعيل بن عياش، وبقية، وطبقتهم. وعنه أحمد بن حنبل، وأحمد بن ملاعب، وأبو زرعة، وأحمد بن علي البربهاري، وعباس الدوري، وآخرون.

ص: 518

قال الأثرم: سمعت أبا عبد الله يحسن الثناء عليه.

وقال: كتب إلي بعض أصحابنا أنه أوصى بمائة ألف يستفك بها أسرى من الترك.

قال: فاشترينا مائتي نفس.

قال أبو عبد الله: قتلته الترك أيضا، فانظر بما ختم له.

وكان صاحب سنة، له نكاية في الترك.

وقال أحمد بن سيار: كان صاحب سنةٍ وجماعة، كتب العلم وجالس الناس. رأيت إسحاق بن راهوية يعظم من أمره، ويحرضنا على الكتابة عنه. وكان ضخما عظيم الهامة، حسن البضعة، أحمر الرأس واللحية، حسن المجالسة يفد على الملوك، وله حظ من الغزو. وكان فارسا شجاعا، قتلته الترك وهو جاء من ضيعته وهو غار لم يشعر بهم، وذلك خارج سمرقند، ولم يعرفوه، وقتل يوم الإثنين في المحرم سنة إحدى وعشرين.

وقال أبو سعد الإدريسي: كان شجاعا بطلا مبارزا، وعالما عاملا، ثقة متعصبا لأهل السنة، كثير الغزو. رحمه الله.

40 -

‌ إبراهيم بن صبيح الطلحي

. روى عن ابن جريج وتأخر. لكنه ليس بثقة.

روى مطين عنه، عن ابن جريج خبرا باطلا، وأول سماع مطين سنة خمسٍ وعشرين. قاله الخطيب.

41 -

‌ إبراهيم بن العباس بن عيسى بن عمر

بن الوليد بن عبد الملك بن مروان الأموي المرواني. القاضي أبو العباس.

ولي قضاء قرطبة بمشورة يحيى بن يحيى، فحمدت سيرته، وزانه تواضعه.

توفي سنة بضعٍ وعشرين ومائتين.

42 -

‌ إبراهيم بن عبد الله بن العلاء بن زبر الدمشقي

، أبو إسحاق.

روى عن أبيه، وعن سعيد بن عبد العزيز، ويحيى بن حمزة. روى عنه: البخاري خارج الصحيح، ويعقوب الفسوي، وأبو إسحاق الجوزجاني، وعثمان بن سعيد الدارمي، وأبو زرعة الدمشقي، وأبو عبد الملك أحمد بن إبراهيم البسري، وآخرون.

ص: 519

قال النسائي في الكنى: ليس بثقة.

ولد سنة سبع وأربعين ومائة، وتوفي في حدود الثلاثين ومائتين أو بعدها.

43 -

د ت:‌

‌ إبراهيم بن عبد الرحمن بن مهدي البصري

. أخو موسى.

روى عن أبيه، وجعفر بن سليمان، وبريه بن عمر بن سفينة، وابن عيينة، وأبي بكر بن عياش، وجماعة. وعنه أحمد الدورقي، وأبو أمية، وهارون الحمال، ويعقوب الفسوي، والكديمي، وجماعة. وله مناكير.

44 -

د:‌

‌ إبراهيم بن مهدي المصيصي

.

عن شريك القاضي، وأبي عوانة، وإبراهيم بن سعد، وحماد بن زيد، وأبي المليح الحسن بن عمر الرقي، وعلي بن مسهر، وشبيب بن سليم البصري، وطبقتهم. وعنه أبو داود، وإبراهيم بن الهيثم البلدي، وأحمد بن إبراهيم بن فيل، وإسحاق بن سيار النصيبي، والحسن بن علي بن الوليد الفارسي، وعبد الله بن أحمد الدورقي، وعبد الكريم الديرعاقولي، وطائفة كبيرة.

وثقه أبو حاتم.

وقال ابن قانع: مات سنة خمس وعشرين.

وقال آخر: سنة أربع.

• - أما إبراهيم بن مهدي الأبلي، فسيأتي سنة ثمانين.

45 -

‌ إبراهيم بن المهدي محمد بن المنصور

أبي جعفر عبد الله بن محمد بن علي أبو إسحاق العباسي الهاشمي الأسود، الملقب بالمبارك. ويلقب أيضا بالتنين لسمنه وضخامته.

كان فصيحا مفوها بارع الأدب والشعر. بارعا إلى الغاية في الغناء ومعرفة الموسيقى. ويقال له: ابن شكلة، وهي أمه.

ص: 520

روى عن المبارك ب فضالة، وحماد بن يحيى الأبح. وعنه ابنه هبة الله، وحميد بن فروة، وأحمد بن الهيثم، وغيرهم.

قال علي بن المغيرة الأثرم: حدثني إبراهيم بن المهدي أنه ولي إمرة دمشق سنتين، ثم أربع سنين لم يقطع على أحد في عمله طريق. وأخبرت أن الآفة كانت في قطع الطريق من دعامة والنعمان موليان لبني أمية، ويحيى بن أرميا من يهود البلقاء. وأنهم لم يضعوا أيديهم في يد عامل. فلما وليت كاتبتهم، قال: فكتب إليه النعمان بالأيمان المحرجة أنه لا يفسد في عمله ما دام واليا، قال: ودخل إلي دعامة سامعا مطيعا، وأعلمني أن النعمان قد صدق وأنه يفي. وأعلمني أن اليهودي كتب إليه: إني خارج إلى مناظرتك فاكتب لي أمانا تحلف لي فيه أنك لا تحدث في حدثا حتى تردني إلى مأمني. فأجبته، قال: فقدم علي شاب أشعر أمعر، عليه أقبية ديباج ومنطقة وسيف محلى. فدخل علي إلى دار معاوية، وكنت في صحنها. فسلم من دون البساط. فقلت: ارتفع، فقال: أيها الأمير إن للبساط ذماما، أخاف أن يلزمني جلوسي عليه، ولست أدري ماذا تسومني. فقلت له: أسلم واسمع وأطع، فقال: أما الطاعة فأرجو. وأما الإسلام فلا سبيل إليه. فأعلمني بما لي عندك إذا لم أدخل في دينك، قال: لا بد من أداء الجزية، فقال: يعفيني الأمير، قال: فقلت: لا سبيل إلى ذلك، قال: فأنا منصرف على أماني، فأذنت له، وأمرتهم بأن يسقوا فرسه عند خروجه إليه. فلما رأى ذلك دعا بدابةٍ شاكرية، فركبها وترك دابته، وقال: ما كنت لآخذ معي شيئا قد ارتفق منكم بمرفق فأحاربكم عليه، قال: فاستحسنت منه ذلك وطلبته، فلما دخل قلت: الحمد لله الذي أظفرني بك بلا عقد ولا عهد، قال: وكيف ذاك؟ قلت: لأنك قد انصرفت من عندي ثم عدت إلي، قال شرطك أن تصرفني إلى مأمني. فإن كان دارك مأمني فلست بخائف، وإن كان مأمني داري فردني إلى البلقاء، فجهدت به أن يجيبني إلى أداء الجزية، على أن أهبه في السنة ألفي دينار، فلم يفعل. فأذنت له في الرجوع إلى مأمنه. فرجع فأسعر الدنيا شرا، ثم حمل إلى عبيد الله بن المهدي مالٌ من مصر فخرج اليهودي متعرضا له، فكتب إلي النعمان بذلك، فكتبت إليه آمره بمحاربة اليهودي إن عرض للمال. فخرج النعمان متلقيا للمال، ووافاه اليهودي، ومع كل واحد منهما جماعته. فسأل النعمان اليهودي

ص: 521

الانصراف، فأبى وقال: إن شئت خرجت إليك وحدي وأنت في جماعتك، وإن شئت تبارزنا، فإن ظفرت بك انصرف أصحابك إلي وكانوا شركائي في الغنيمة، وإن ظفرت بي صار أصحابي إليك. فقال له النعمان: يا يحيى، ويحك أنت حدثٌ، وقد بليت بالعجب. ولو كنت من أنفس قريش لما أمكنك معارة السلطان. وهذا الأمير هو أخو الخليفة. وإنا وإن فرقنا الدين أحب أن لا يجري على يدي قتل فارسٍ من الفرسان، فإن كنت تحب ما أحب من السلامة فاخرج إلي، ولا يبتلى بك وبي من يسوؤنا قتله، قال: فخرجا جميعا وقت العصر، فلم يزالا في مبارزة إلى الظلام، فوقف كل منهما على فرسه، واتكأ على رمحه، إلى أن غلبت النعمان عيناه، فطعنه اليهودي، فوقع سنان رمحه في منطقة النعمان، فدارت المنقطة وصار السنان يدور بدوران المنطقة إلى الظهر، واعتنقه النعمان وقال له: أغدرا يا ابن اليهودية؟ فقال له: أومحاربٌ ينام يا ابن الأمة؟ واتكأ عليه النعمان عند معانقته إياه، فسقط فوقه، وكان النعمان ضخما، فصار فوق اليهودي، فذبحه وبعث إلي برأسه. فلم يختلف علي بعدها أحد. ثم ولي بعدي دمشق سليمان بن المنصور، فانتهبه أهل دمشق وسبوا حرمه، ثم ولي بعده أخوه منصور، فكانت على رأسه الفتنة العظمى. ثم لم يعط القوم طاعة بعد ذلك، إلى أن افتتح دمشق عبد الله ابن طاهر سنة عشر ومائتين.

وكان السبب في صرفي عن دمشق للمرة الأولى أنني اشتهيت الاصطباح فأغلقت الأبواب. قال: فحضر الكاتب، فصار إليه بعض الحشم، فسأله أن يكتب له إلى صاحب النزل، فلم يمكن إخراج الدواة، واستعجله ذلك الغلام، فأخذ فحمةً، وكتب في خزفة بحاجته، فأخذ سليم حاجبي تلك الفحمة فكتب على الحائط: كاتبٌ يكتب بفحمة في الخزف، وحاجب لا يصل. فوافى صاحب البريد، فقرأ ما كتب سليم، فكتب بذلك إلى الرشيد، فوافى كتابه الرقة يوم الرابع، فساعة وقع بصره على الكتاب عزلني، وحبسني مائة يوم، ثم رضي عني بعد سنة. ثم قال لي بعد سنتين: بحقي عليك لما تخيرت ولاية أوليكها، فقلت: دمشق، فسألني عن سبب اختياري لها، فأخبرته باستطابتي هواءها، واستمرائي ماءها، واستحساني مسجدها وغوطها، فقال: قدرك اليوم

ص: 522

عندي يتجاوز ولاية دمشق، ولكن أجمع لك مع ولاية الصلاة والمعادن ولاية الخراج، فعقد لي عليها.

وقال الخطيب: بويع إبراهيم بن المهدي بالخلافة زمن المأمون، وقاتل الحسن بن سهل، فهزمه إبراهيم، فتوجه نحو حميد الطوسي فقاتله فهزمه حميد واستخفى إبراهيم زمانا حتى ظفر به المأمون، فعفا عنه، وكان أسود حالكا، عظيم الجثة. لم ير في أولاد الخلفاء قبله أفصح منه ولا أجود شعرا، وكان وافر الأدب، جوادا حاذقا بالغناء معروفا به.

وفيه يقول دعبل:

نفر ابن شكلة بالعراق وأهلها وهفا إليه كل أطلس مائق إن كان إبراهيم مضطلعا بها فلتصلحن من بعده لمخارق وقال ابن ماكولا: ولد سنة اثنتين وستين ومائة.

وقال الخطبي: بايع أهل بغداد لإبراهيم في داره، ولقبوه المبارك، وقيل: المرضي، في أول سنة اثنتين ومائتين. فغلب على الكوفة وبغداد والسواد. فلما أشرف المأمون على العراق ضعف إبراهيم. قال: وركب إبراهيم بأبهة الخلافة إلى المصلى يوم النحر، فصلى بالناس وهو ينظر إلى عسكر المأمون. ثم انصرف من الصلاة وأطعم الناس بقصر الرصافة، ثم استتر وانقضى أمره، قال: وظفر به المأمون في سنة عشر، فعفا عنه وبقي مكرما إلى أن توفي في رمضان سنة أربع وعشرين.

وروى المبرد عن أبي محلم قال: قال إبراهيم بن المهدي حين أدخل على المأمون: ذنبي أعظم من أن يحيط به عذر، وعفوك أعظم من أن يتعاظمه ذنب.

وعن حميد بن فروة: أن المأمون قال لعمه إبراهيم: يا إبراهيم أنت المتوثب علينا تدعي الخلافة؟ فقال: يا أمير المؤمنين أنت ولي الثأر، والمحكم في القصاص، والعفو أقرب للتقوى. وقد جعلك الله فوق كل ذي

ص: 523

ذنب. فإن أخذت أخذت بحقك، وإن عفوت عفوت بفضل. ثم ذكر له حديثا في العفو فقال: قد قبلت الحديث وعفوت عنك. ها هنا يا عم ها هنا يا عم.

وقال ابن الأنباري: حدثنا أحمد بن الهيثم، قال: حدثنا إبراهيم بن المهدي، قال: حدثنا حماد بن الأبح، عن ابن أبي مليكة، عن عائشة قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من نوقش الحساب عذب. كذا أخرجه الحافظ ابن عساكر في صدر ترجمة إبراهيم، وهو إبراهيم بن مهدي المصيصي إن شاء الله.

وقال إبراهيم الحربي: نودي سنة ثمانٍ ومائتين أن أمير المؤمنين قد عفا عن عمه إبراهيم. وكان إبراهيم حسن الوجه، حسن الغناء، حسن المجلس، رأيته وأنا مع القواريري يوما، وكان على حمار، فقبل القواريري فخذه.

وقال داود بن سليمان الأنباري: حدثنا ثمامة بن أشرس، قال: قال لي المأمون: قد عزمت على تفزيع عمي، قال: فحضرت، فبينا نحن على السماط إذ سمعت صلصلة الحديد، فإذا بإبراهيم موقوف على البساط، ممسوك بضبعيه، مغلولة يده إلى عنقه، قد تهدل شعره على عينيه، فسلم، فقال المأمون: لا سلم الله عليك، أكفر يا إبراهيم بالنعمة وخروج على أمير المؤمنين؟! فقال: يا أمير المؤمنين، إن القدرة تذهب الحفيظة. ومن مد له في الاغترار هجمت به الأناة على التلف. وقد رفعك الله فوق كل ذي ذنب، كما وضع كل ذي ذنب دونك، فإن تعاقب فبحقك، وإن تعف فبفضلك، فقال: إن هذين قد أشارا علي بقتلك، وأومأ إلى المعتصم أخيه، وإلى العباس ابنه، فقال: أشارا عليك بما يشار به على مثلك، وفي مثلي من حسن السياسة، وإن الملك عقيم، ولكنك تأبى أن تستجلب نصرا إلا من حيث عودك الله، وأنا عمك، والعم صنو الأب. وبكى فتغرغرت عينا المأمون، ثم قال: يا ثمامة، إن الكلام كلامٌ كالدر، يا غلمان حلوا عن عمي، وغيروا من حالته في أسرع وقت، وجيئوني به، ففعلوا ذلك، فأحضره مجلسه، ونادمه، وسأله أن يغني، فأبى وقال: نذرت لله عند خلاصي تركه، فعزم عليه، وأمر أن يوضع العود في حجره، فغنى.

وعن منصور بن المهدي قال: كان أخي إبراهيم إذا تنحنح طرب من

ص: 524

يسمعه، فإذا غنى أصغت الوحوش ومدت أعناقها إليه حتى تضع رؤوسها في حجره. فإذا سكت نفرت وهربت. وكان إذا غنى لم يبق أحدٌ إلا ذهل، ويترك ما في يده حتى يفرغ.

وقال عبد الله بن العباس بن الفضل بن الربيع: ما اجتمع أخٌ وأختٌ أحسن غناء من إبراهيم بن المهدي وعلية. وكانت علية تُقَدَّمُ عليه.

وقال عون بن محمد: استتر إبراهيم، فكان يتنقل في المواضع، فنزل بقرب أخت له، فوجهت إليه بجاريةٍ حسناء لتخدمه، وقالت: أنت له. ولم يدر إبراهيم، فأعجبته، فقال:

بأبي من أنا قد أصبح ت مأسورا لديه والذي أجللت خدي هـ فقبلت يديه والذي يقتلني ظلما ولا يعدى عليه أنا ضيف وجزاء الضيف إحسان إليه ومن شعره:

قد شاب رأسي ورأس الحرص لم يشب إن الحريص على الدنيا لفي تعب لو كان يصدقني ذهني بفكرته ما اشتد غمي على الدنيا ولا نصبي بالله ربك كم بيتٍ مررت به قد كان يعمر باللذات والطرب طارت عقاب المنايا في جوانبه فصار من بعدها للويل والخرب وقيل: إن المأمون شاور في قتله أحمد بن خالد الوزير فقال: يا أمير المؤمنين إن قتلته فلك نظراء، وإن عفوت فما لك نظير.

قلت: لا يعد إبراهيم من الخلفاء، لأنه شق العصا وكانت أيامه سنتين إلا شهرا. وله ترجمة طويلة في تاريخ دمشق تكون في سبع عشرة ورقة.

ص: 525

46 -

‌ إبراهيم بن مهران بن رستم

، أبو إسحاق المروزي.

حدث ببغداد عن الليث، وابن لهيعة، وشريك. وعنه عبد الله بن أحمد، وموسى بن هارون.

47 -

ع:‌

‌ إبراهيم بن موسى بن يزيد بن زاذان

، أبو إسحاق التميمي الرازي الحافظ الفراء، المعروف بالصغير.

وكان الإمام أحمد ينكر هذا ويقول: هو كبير في العلم والجلالة.

سمع أبا الأحوص سلام بن سليم، وخالد بن عبد الله، وجرير بن عبد الحميد، ويحيى بن أبي زائدة، وعيسى بن يونس، وبقية، والوليد بن مسلم، وطبقتهم بالشام والعراق وغير موضع. وعنه البخاري، ومسلم، وأبو داود، والباقون بواسطة، ومحمد بن يحيى، وأبو زرعة، وأبو حاتم، ومحمد بن إبراهيم الطيالسي، ومحمد بن إسماعيل الترمذي، وجماعة.

وكان أحد الأئمة الأعلام.

قال أبو زرعة: هو أتقن من أبي بكر بن أبي شيبة، وأصح حديثا؛ وأتقن وأحفظ من صفوان بن صالح.

وقال أبو حاتم: هو من الثقات، أتقن من محمد بن مهران الجمال.

وقال صالح بن محمد جزرة: سمعت أبا زرعة يقول: كتبت عن إبراهيم بن موسى الرازي مائة ألف حديث، وعن أبي بكر بن أبي شيبة، مائة ألف حديث.

وقال النسائي: ثقة.

48 -

ت:‌

‌ إبراهيم بن يحيى بن محمد بن عباد بن هانئ المدني الشجري

. كان ينزل الشجرة بذي الحليفة.

روى عن أبيه، وإبراهيم بن سعد. وعنه إسحاق بن إبراهيم شاذان، ومحمد بن إسماعيل البخاري في جامع الترمذي، ومحمد بن إسماعيل

ص: 526

الترمذي، وعبد الله بن شبيب، ومحمد بن يحيى الذهلي، والعباس بن الفضل الأسفاطي، ومحمد بن الضريس، وآخرون.

قال أبو حاتم: ضعيف.

وقال محمد بن إسماعيل الترمذي: لم أر أعمى قلبا من الشجري. قلت له: حدثكم إبراهيم بن سعد. فقال: حدثكم إبراهيم بن سعد، وقلت: حدثك أبوك، فقال: حدثك أبوك، وقال مرة: حدثني إبراهيم بن سعد ولم أسمعه منه.

وأما ابن حبان فذكره في الثقات.

وروى له الترمذي.

يقع حديثه بعلو في الدعاء للمحاملي.

وقال بعضهم: توفي قبل أيوب بن سليمان بن بلال. ومات أيوب سنة أربع وعشرين ومائتين.

49 -

‌ إبراهيم بن يحيى بن المبارك اليزيدي اللغوي

.

كان من أئمة العربية، ومن أعيان الشعراء، أخذ عن أبيه وأبي زيد الأنصاري، والأصمعي.

وله كتاب ما اتفق لفظه واختلف معناه، وهو نهاية في فنه، يكون مجلدين. وله كتاب مصادر القرآن، وكتاب بناء الكعبة، وغير ذلك.

أدرك خلافة المعتصم، وكان ينادم المأمون على الشراب.

وهو قائل هذه الأبيات يخاطب بها المأمون:

أنا المذنب الخطاء والعفو واسع ولو لم يكن ذنب لما حسن العفو سكرت فأبدت مني الكأس بعض ما كرهت وما إن يستوي السكر والصحو

ص: 527

ولا سيما إذ كنت عند خليفةٍ وفي مجلس ما إن يليق به اللغو في أبيات، نسأل الله العفو والستر.

50 -

‌ إبراهيم بن أبي سويد الذارع الحافظ

. هو إبراهيم بن الفضل بن أبي سويد البصري.

سمع حماد بن سلمة، وأبا عوانة، وعبد الواحد بن زياد، وعمارة بن زاذان، وجماعة. روى عنه محمد بن بشار، ومحمد بن يحيى، وأبو زرعة الرازي، وأبو حاتم، وخلق كثير.

ذكر ليحيى بن معين فقال: كثير التصحيف.

وقال أبو حاتم: ثقة رضى.

قلت: توفي سنة أربعٍ وعشرين، ولا رواية له في كتب الأئمة الستة.

51 -

ن:‌

‌ إبراهيم بن أبي العباس

، ويقال: ابن العباس، أبو إسحاق السامري، كوفي نزل بغداد.

وقال ابن ماكولا: السامري، بفتح الميم وتخفيف الراء.

عن شريك، وعبد الرحمن بن أبي الزناد، وأيوب بن جابر، وبقية، وإسماعيل بن عياش، وعدة. وعنه أحمد بن حنبل، وعباس الدوري، ومحمد بن رافع، ومعاوية بن صالح الأشعري، وأحمد بن علي البربهاري، وجماعة.

وثقه الدارقطني.

وروى له النسائي حديثا واحدا في الخمر.

واختلط بأخرة، فحجبه أهله حتى مات.

ص: 528

52 -

‌ أزرق بين عذور بن دحين العنبري البصري

.

عن أبيه، عن جده. وعنه أبو حفص الفلاس، وأبو زرعة، ومحمد بن يونس الكديمي، وهشام بن علي السيرافي.

53 -

‌ الأزرق بن علي الحنفي

، أبو الجهم. كوفي مشهور.

سمع حسان بن إبراهيم الكرماني، وعمرو بن يونس اليمامي. وعنه أبو زرعة، وعبد الله بن أحمد، وأبو بكر بن أبي عاصم، وأبو يعلى الموصلي.

توفي في حدود الثلاثين ومائتين.

54 -

خ د ن:‌

‌ إسحاق بن إبراهيم

، أبو النضر القرشي الأموي، مولاهم الدمشقي الفراديسي.

عن سعيد بن عبد العزيز، وإسماعيل بن عياش، وصدقة بن خالد، ويحيى بن حمزة، وطائفة. وعنه أبو داود، والبخاري، وربما نسبه إلى جده فقال: إسحاق بن يزيد، والنسائي بواسطة، وأبو زرعة النصري، وأبو عبد الملك أحمد بن إبراهيم البسري، وعثمان بن خرزاذ، وطائفة.

وقال أبو زرعة: كان من الثقات البكائين.

وقال أبو حاتم، وغيره: ثقة.

توفي في ربيع الأول عن ست وثمانين سنة.

55 -

د:‌

‌ إسحاق بن إسماعيل الطالقاني

، أبو يعقوب، نزيل بغداد.

سمع جرير بن عبد الحميد، وسفيان بن عيينة، وعثام بن علي، وحسين بن علي الجعفي، وحكام بن سلم، وسليمان بن الحكم بن عوانة، ومعتمر بن سليمان، وجماعة. وعنه أبو داود، وإبراهيم الحربي، وابن أبي الدنيا، وخلف بن عمرو العكبري، وأحمد بن الحسن الصوفي، وأبو يعلى، وأبو القاسم البغوي، وآخرون.

وقال إبراهيم بن الجنيد: سئل يحيى بن معين، وأنا أسمع عن إسحاق بن إسماعيل، فقال: صدوق. ولقد كلمني أن أكلم أمه تأذن له في

ص: 529

الخروج إلى جرير بن عبد الحميد، فكلمتها، فأجابتني، فخرج معي اثنا عشر رجلا مشاة، ولم يكن له تلك الأيام شيء. قال: وبلي من الناس، قال: كيف هذا؟ قال: يكذبونه وهو صدوق.

وقال ابن المديني: كان معنا عند جرير، وكان غلاما ولم يكن يضبط.

وقال الدارقطني، وجماعة: ثقة.

وقال البغوي: مات في رمضان سنة ثلاثين، وقطع الحديث قبل أن يموت بخمس سنين.

56 -

‌ إسحاق بن بشر بن مقاتل

، أبو يعقوب الكاهلي الكوفي.

عن مالك، وأبي معشر، وحفص بن سليمان، وغيرهم، وكثير بن سليم. وعنه محمد بن علي الأزدي، وأحمد بن حفص السعدي، وإسحاق بن إبراهيم السجستاني، وعمر بن حفص السدوسي، وآخرون.

قال مطين: ما سمعت أبا بكر بن أبي شبية كذب أحدا إلا إسحاق بن بشر الكاهلي.

وقال ابن عدي: كان يضع الحديث.

وقال موسى بن هارون: مات بالمدينة سنة ثمانٍ وعشرين، وهو كذاب.

قلت: ومن مسموعاته على أبي معشر، عن ابن المنكدر، عن جابر، رفعه: يدخل بالحجة الواحدة ثلاثة نفرٍ الجنة: الميت، والحاج عنه، والمنقد له بذلك.

وبه قال: من مات في طريق مكة لم يعرض ولم يحاسب.

روى الحديث الأول عبد الرزاق، عن أبي معشر.

• - إسحاق بن بشر، أبو حذيفة البخاري، صاحب المبتدأ، قد ذكر.

57 -

‌ إسحاق بن بشر الرازي البزاز

.

عن ابن عيينة، والوليد بن مسلم، وجماعة. وعنه أبو حاتم، وأبو زرعة.

قال أبو حاتم: صدوق.

ص: 530

58 -

ن:‌

‌ إسحاق بن عبد الواحد القرشي الموصلي

.

سمع مالكا، وحماد بن زيد، وأبا الأحوص، وعبد العزيز الدراوردي. وعنه سليمان بن وهب، وعلي بن جابر، وتمتام، وعبد الله بن عبد الصمد بن أبي خداش، وإدريس بن سليم الموصليان.

توفي سنة ست وعشرين. قاله يزيد بن محمد الأزدي.

59 -

م:‌

‌ إسحاق بن عمر بن سليط

، أبو يعقوب البصري، هذلي النسب.

يروي عن مبارك بن فضالة، وحماد بن سلمة، وسليمان بن المغيرة. وعنه مسلم، وأبو حاتم، وأبو داود في غير السنن، وموسى بن هارون، وجماعة.

توفي سنة تسعٍ وعشرين.

60 -

‌ إسحاق بن كعب

. بغدادي.

سمع شريكا، وعباد بن العوام. وعنه ابن أبي الدنيا، وتمتام، وأبو حاتم، وقال: صدوق.

وقال النسائي: يكنى أبا يعقوب.

61 -

خ ت ق:‌

‌ إسحاق بن محمد بن إسماعيل بن عبد الله بن أبي فروة

، أبو يعقوب الفروي المدني، مولى عثمان رضي الله عنه.

سمع مالكا، ونافع بن أبي نعيم، ومحمد بن جعفر بن أبي كثير، وعبيدة بن نابل، وعبد الله بن جعفر المخرمي، وسليمان بن بلال، وجماعة. وعنه البخاري، والترمذي، وابن ماجه بواسطة، وأبو بكر الأثرم، وإسماعيل القاضي، وعبد الله بن شبيب، وعبد الله بن أحمد الدورقي، وعلي بن عبد العزيز البغوي، ومحمد بن إسماعيل الصائغ، وطائفة.

قال أبو حاتم: صدوق. ولكن ذهب بصره فربما لقن. وكتبه صحيحة.

ص: 531

وذكره ابن حبان في الثقات.

ووهاه أبو داود، ونقم عليه حديث الإفك لروايته عن مالك.

وقال الدارقطني: ضعيف. وقد روى عنه البخاري، ويوبخونه على هذا.

قال البخاري: مات سنة ست وعشرين ومائتين.

62 -

‌ إسحاق بن المنذر

.

عن أبي عقيل يحيى بن المتوكل، وعبد الحميد بن بهرام. وعنه الحسن بن محمد بن سلمة الرازي النحوي، ومحمد بن يحيى بن سليمان المروزي، وغيرهما.

ذكره ابن أبي حاتم، وما لينه أحد.

63 -

‌ إسماعيل بن جعفر بن إبراهيم بن محمد

بن علي بن عبد الله بن جعفر بن أبي طالب الهاشمي.

عن الحسن بن زيد العلوي، وحسين بن علي العلوي، وعبد الله بن عبد العزيز العمري. وعنه أبو حاتم الرازي، وغيره.

قال أبو حاتم: لم يكن به بأس.

64 -

‌ خ م: إسماعيل بن الخليل أبو عبد الله الكوفي الخزاز

.

عن يحيى بن أبي زائدة، وحفص بن غياث، وعلي بن مسهر، وأبي خالد الأحمر، وجماعة، وعنه البخاري، ومسلم، وبشر بن موسى، والحسين بن جعفر القتات، وتمتام، ويعقوب الفسوي، وجماعة.

وثقه مطين وقال: مات سنة خمسٍ وعشرين.

ص: 532

65 -

‌ إسماعيل بن سعيد الفقيه

، أبو إسحاق الطبري الكسائي الشالنجي.

والشالنجي من يبيع المخلاة والمقود، وسكن إستراباذ، وحدث عن عبد العزيز بن أبي حازم، وعباد بن العوام، وجماعة. وعنه الضحاك بن الحسين، وأهل إستراباذ وجرجان.

وكان صدوقا، صنف كتاب البيان في الفقه على مذهب أبي حنيفة.

وتوفي سنة ثلاثين ومائتين.

66 -

‌ إسماعيل بن عبد الله بن زرارة

، أبو الحسن الرقي.

عن عبيد الله بن عمرو، ويعلى بن الأشدق، وحماد بن زيد، وحجاج بن أبي منيع، وخالد بن عبد الله، وشريك، وإسماعيل بن عياش، وطائفة. وعنه ابنه إبراهيم، وأحمد بن بشر المرثدي، وأحمد بن يونس الضبي، وإسماعيل سمويه، والحسن بن علي بن الوليد الفسوي، وعبد الله بن أحمد بن حنبل، وأبو شعيب الحراني، وطائفة.

وثقه ابن حبان، والدارقطني، وغيرهما.

وقال أبو الفتح الأزدي: منكر الحديث.

قال ابنه: مات أبي بالبصرة سنة تسعٍ وعشرين.

قال شيخنا أبو الحجاج: قال أبو القاسم في الشيوخ النبل: روى عنه ابن ماجه، وروى النسائي، عن رجل عنه. وإنما الذي روى عنه ابن ماجه إسماعيل بن عبد الله بن خالد القرشي الرقي. ولم يدرك ابن ماجه ابن زرارة. وأما النسائي فلم نقف على روايته، عن رجل عنه.

ثم قال شيخنا: وذكر الدارقطني، والبرقاني، وابن طاهر أن البخاري

ص: 533

روى عن ابن زرارة المذكور. وقد روى البخاري عدة أحاديث عن إسماعيل بن عبد الله، عن مالك، وغيره، وهو إسماعيل بن أبي أويس، والله أعلم.

67 -

خ م د ت ق:‌

‌ إسماعيل بن عبد الله بن عبد الله بن أويس بن مالك بن أبي عامر

، أبو عبد الله بن أبي أويس الأصبحي، المدني. أخو عبد الحميد بن أبي أويس.

قرأ القرآن على نافع، وهو آخر أصحابه، وعليه قرأ أحمد بن صالح المصري، وغيره.

وروى عن خاله مالك بن أنس، وإبراهيم بن إسماعيل بن أبي حبيبة، وعبد العزيز الماجشون، وكثير بن عبد الله بن عمرو بن عوف، وسليمان بن بلال، وعبد الرحمن بن أبي الزناد، وسلمة بن وردان، وطائفة. وعنه البخاري، ومسلم، وأبو داود، والترمذي، وابن ماجه بواسطة، وأحمد بن صالح المصري، وأحمد بن يوسف السلمي، وعبد الله الدارمي، ويعقوب الفسوي، ومحمد بن نصر الصائغ، وعلي بن جبلة الأصبهاني، وخلق كثير.

وقال أحمد: لا بأس به.

وقال أحمد بن أبي خيثمة، عن ابن معين: صدوق، ضعيف العقل، ليس بذاك. يعني أنه لا يحسن الحديث، ولا يعرف يؤديه أو يقرأ من غير كتابه.

وقال أبو حاتم: محله الصدق، وكان مغفلا.

وقال النسائي: ضعيف.

وقال مرة: ليس بثقة.

وقال ابن عدي: روى عن خاله غرائب لا يتابعه عليها أحد، وهو خير من أبيه.

وقال الدارقطني: ليس أختاره في الصحيح.

قلت: روى عنه الشيخان، وروى مسلم أيضا عن رجل عنه.

مات سنة ست، ويقال: سنة سبعٍ وعشرين، وله ثمان وثمانون سنة.

ص: 534

قال محمد بن وضاح: قال لي ابن أبي أويس: ليس اليوم بالمدينة أحد أقرأ على نافع غيري.

قلت: ولم يكن متصديا للإقراء، بل للحديث.

قال الفضل بن زياد: سمعت أحمد بن حنبل وقيل له: من بالمدينة اليوم؟ قال: ابن أبي أويس هو عالم كثير العلم، أو نحو هذا.

وقال أحمد بن حنبل مرة: هو ثقة. قام في أمر المحنة، مقاما محمودا.

وقال البرقاني: قلت للدارقطني: لم ضعف النسائي إسماعيل بن أبي أويس؟ فقال: ذكر محمد بن موسى الهاشمي وهو إمام كان النسائي يخصه بما لم يخص به ولده، فقال: حكى لي النسائي أنه حكى له سلمة بن شبيب عنه، قال: ثم توقف أبو عبد الرحمن النسائي، فما زلت أداريه أن يحكي لي الحكاية، حتى قال: قال لي سلمة: سمعت إسماعيل بن أبي أويس يقول: ربما كنت أضع الحديث لأهل المدينة إذا اختلفوا في شيء فيما بينهم، فقلت للدارقطني: من حكى لك هذا عن محمد بن موسى؟ فقال: الوزير، يعني ابن حنزابة، وكتبتها من كتابه.

وقال ابن معين مرة: ليس بذاك، ضعيف العقل. وقال مرة: ليس بشيء؛ سمعهما منه ابن أبي خيثمة.

ثم قال ابن معين: قال لنا عبد الله بن عبيد الله الهاشمي صاحب اليمن: خرجت معي بإسماعيل بن أبي أويس إلى اليمن، فدخل إلي يوما ومعه ثوبٌ وشي، فقال: امرأتي طالق ثلاثا إن لم تشتر من هذا الرجل ثوبه بمائة دينار، فقلت للغلام: زن له، فوزن له. وإذا بالثوب يساوي خمسين دينارا، فسألته بعد فقال: إنه أعطاني منه عشرين دينارا.

قلت: استقر الأمر على توثيقه وتجنب ما ينكر له.

68 -

‌ إسماعيل بن عبد الحميد

، أبو بكر العجلي البصري العطار، صاحب الرقيق.

ص: 535

عن حماد بن سلمة، وأبي الأشهب، وطبقتهما. وعنه أبو زرعة، وأبو حاتم.

قال أبو حاتم: صدوق.

69 -

‌ إسماعيل بن عمرو بن نجيح البجلي

. مولاهم، الكوفي. نزيل أصبهان وشيخها ومسندها.

سمع مسعر بن كدام، ومالك بن مغول، وعبد الغفار بن القاسم، وكاملا أبا العلاء، وأبا معشر، وفضيل بن مرزوق، وسفيان الثوري، وشيبان، وغيرهم. وعنه عبد الله بن محمد بن زكريا، ومحمود بن أحمد بن الفرج، وإبراهيم بن نائلة، ومحمد بن نصير، ومحمد بن علي الفرقدي، ومحمد بن إبراهيم الصفار الأصبهانيون، وخلق كثير، وكان صاحب حديث.

قال محمد بن يحيى بن منده: سمعت إبراهيم بن أورمة وذكر إسماعيل فأحسن الثناء عليه، وقال: شيخا مثل ذاك ضيعوه، وكان عنده عن فلان وفلان.

وذكره ابن حبان في الثقات.

وأما الدارقطني فضعفه.

وقال ابن عدي: حدث عن مسعر، والثوري، والحسن بن صالح، وغيرهم بأحاديث لا يتابع عليها. وروى عنه أسيد بن عاصم، وعبد الله بن محمد بن سلام، والقاسم بن نصر المخرمي.

ثم روى له ابن عدي أحاديث، فقال: وهذه الأحاديث مع سائر رواياته التي لم أذكرها عامتها مما لا يتابع عليه، وهو ضعيف.

قلت: توفي سنة سبعٍ وعشرين.

70 -

‌ إسماعيل بن عيسى العطار

.

بغدادي صدوق. عن إسماعيل بن زكريا الخلقاني، وزياد بن عبد الله

ص: 536

البكائي، وعنده المبتدأ، عن أبي حذيفة البخاري، روى عنه الحسن بن علوية القطان، وأحمد بن علي البربهاري، وغيرهما.

توفي سنة ثنتين وثلاثين ومائتين.

وثقه الخطيب، وغيره، وضعفه الأزدي.

71 -

خ د ت ن:‌

‌ أصبغ بن الفرج بن سعيد بن نافع

، أبو عبد الله الأموي الفقيه، مولى عمر بن عبد العزيز.

ولد بعد الخمسين ومائة.

وإنما طلب العلم كبيرا، فلم يلق مالكا ولا الليث بل تفقه على ابن وهب، وعبد الرحمن بن القاسم وروى عنهما وعن أسامة بن زيد بن أسلم، وأخيه عبد الرحمن بن زيد، وعبد العزيز الدراوردي، وحاتم بن إسماعيل، والعباس بن خلف بن إدريس بن عمر بن عبد العزيز، وعيسى بن يونس، وغيرهم. وعنه البخاري. والترمذي، والنسائي بواسطة، وأحمد بن الحسن الترمذي، وأحمد بن الفرات، والربيع الجيزي، وأبو الدرداء عبد العزيز بن منيب المروزي، وإسماعيل سموية، وبكر بن سهل الدمياطي، ويحيى بن عثمان بن صالح، وأبو يزيد القراطيسي، وخلق.

ذكره يحيى بن معين فقال: كان من أعلم خلق الله برأي مالك يعرفها مسألة مسألة، متى قالها مالك ومن خالفه فيها.

وقال أحمد بن عبد الله العجلي: ثقة صاحب سنة.

وقال أبو حاتم: كان أجل أصحاب ابن وهب.

وقال ابن يونس: كان يحيى بن عثمان يقول: هو من ولد عبيد المسجد. كان بنو أمية يشترون للمسجد عبيدا يخدمونه، وهو من ولد أولئك. وكان مضطلعا بالفقه والنظر، توفي لأربعٍ بقين من شوال سنة خمسٍ وعشرين، وكان ذكر للقضاء في مجلس عبد الله بن طاهر، فسبقه سعيد بن عفير.

ص: 537

وقال ابن يونس: حدثني علي بن الحسن بن قديد، عن يحيى بن عثمان بن صالح، عن أبي يعقوب البويطي أنه كان حاضرا في مجلس ابن طاهر الأمير حين أمر بإحضار شيوخ مصر، قال: فقال لنا: إني جمعتكم لترتادوا لأنفسكم قاضيا. فكان أول من تكلم يحيى بن بكير، ثم تكلم ابن ضمرة الزهري فقال: أصلح الله الأمير، أصبغ بن الفرج الفقيه العالم الورع، فذكر الحكاية.

وقال بعض الكبار: ما أخرجت مصر مثل أصبغ.

وقال أبو نصر: سمعت الربيع والمزني يقولان: كنا نأتي أصبغ قبل قدوم الشافعي، فنقول له: علمنا مما علمك الله.

وقال مطرف بن عبد الله: أصبغ أفقه من عبد الله بن عبد الحكم.

وروى علي بن قديد، عن شيخ له قال: كان بين أصبغ وبين ابن عبد الحكم مباعدة، وكان أحدهما يرمي الآخر بالبهتان.

وقال ابن وزير: كان أصبغ خبيث اللسان، كان صاعقة.

ومن مناقب أصبغ: قال ابن قديد: كتب المعتصم في أصبغ ليحمل إليه في المحنة، فهرب واختفى بحلوان؛ رحمه الله.

وفيه يقول الجمل الشاعر:

وطويت أصبغ حقبةً في بيته فسترنه جدر البيوت الستر أبدلته برجاله وجموعه خرقا مقاعدة النساء الخدر فإذا أراد مع الظلام لحاجةٍ أخذ النقاب وفضل مرط المعجر

72 -

‌ أصرم بن حوشب

، القاضي أبو هشام الهمذاني. قاضي همذان.

حدث في سنة ثلاثين ومائتين عن قرة بن خالد، وزياد بن سعد، وعبد الله بن إبراهيم الشيباني، ومندل بن علي، وجماعة. وعنه إبراهيم بن سعيد الجوهري، وعصمة بن الفضل، وابن قهزاد، وعثمان بن صالح الحناط، ومحمد بن يحيى الأزدي، وطائفة سواهم.

قال ابن معين: كذاب خبيث.

ص: 538

وقال البخاري: متروك.

قال أبو إسحاق الجوزجاني: كتبت عنه بهمذان سنة ثلاثين. وهو ضعيف.

73 -

‌ أغلب بن إبراهيم بن الأغلب التميمي

. أمير القيروان وابن أميرها.

ولي الأمر بعد أخيه زيادة الله بن إبراهيم فبقي ثلاثة أعوام ومات في ربيع الآخر سنة ست وعشرين، ثم ولي بعده ولده محمد بن الأغلب وطالت أيامه، وبقي سبع عشرة سنة.

74 -

خ د ت ن:‌

‌ أيوب بن سليمان بن بلال

، أبو يحيى القرشي التيمي، مولاهم المدني.

مشهور صدوق، لم أره لحق أباه، وإنما روى عن رجلٍ عن أبيه. وهو عبد الحميد بن أبي أويس، له عنه نسخة. وحكى عن عبد العزيز بن أبي حازم. وعنه البخاري. وأبو داود، والترمذي والنسائي بواسطة، وأحمد بن شبوية المروزي، وإبراهيم بن أبي داود البرلسي، والزبير بن بكار، وأبو حاتم، ومحمد بن إسماعيل الترمذي، وعبد الله بن شبيب، وجماعة.

وذكره ابن حبان في الثقات وقال: سمع مالكا.

مات سنة أربعٍ وعشرين.

75 -

‌ أيوب بن سليمان البصري المكتب

.

عن أبي عوانة، وأبي هلال. وعن عمه عمر بن معدان. وعنه علي بن نصر بن علي الجهضمي، ومحمد بن شعبة بن جوان.

76 -

‌ بابك الخرمي

.

مذكور في الحوادث في أماكن.

ص: 539

77 -

‌ بشار بن موسى الخفاف

، أبو عثمان العجلي أو الشيباني البصري.

عن شريك، وأبي عوانة، وعبيد الله بن عمرو الرقي، ويزيد بن زريع، وعطاء بن مسلم الخفاف، وخلق. وعنه أحمد بن حنبل، وابنه عبد الله بن أحمد، وعبد الله بن أحمد الدورقي، والحسن بن علوية، وصالح جزرة، وأبو القاسم البغوي.

قال علي ابن المديني: ما كان ببغداد أصلب في السنة منه.

وقال ابن عدي: أرجو أنه لا بأس به، وقول من وثقه أشبه.

وقال أبو داود: كان أحمد يكتب عنه وأنا لا أحدث عنه.

وقال ابن معين: ليس بثقة.

وقال البخاري: منكر الحديث.

وقال الفلاس: ضعيف الحديث.

توفي سنة ثمان وعشرين في رمضان.

78 -

‌ بشر بن الحارث بن عبد الرحمن بن عطاء

، أبو نصر المروزي، ثم البغدادي الزاهد الكبير المعروف ببشر الحافي

وهو ابن عم علي بن خشرم المحدث، سمع إبراهيم بن سعد، وحماد بن زيد، وأبا الأحوص، وشريكا، ومالكا، والفضيل بن عياض، وعبد الرحمن بن زيد بن أسلم، وخالد بن عبد الله الطحان، والمعافى بن عمران، وعبد الله بن المبارك، وغيرهم. وعنه أحمد الدورقي، ومحمد بن يوسف الجوهري، ومحمد بن المثنى السمسار، وسري السقطي، وعمر بن موسى الجلاء، وإبراهيم بن هانئ، وخلق غيرهم.

وكان عديم النظير زهدا وورعا وصلاحا. كثير الحديث إلا أنه كان يكره الرواية، ويخاف من شهوة النفس في ذلك، حتى أنه دفن كتبه.

ص: 540

أخبرنا المسلم، والمؤمل، وغيرهما كتابةً قالوا: أخبرنا أبو اليمن الكندي، قال: أخبرنا أبو منصور الشيباني، قال: أخبرنا أبو بكر الخطيب قال: أخبرني أبو سعد الماليني، قال: أخبرنا أبو القاسم عبد العزيز بن جعفر، قال: حدثنا جعفر بن محمد الصندلي، قال: حدثنا محمد بن المثنى السمسار، قال: سمعت بشر بن الحارث يقول: سمعت العوفي عن الزهري عن أنس قال: اتخذ النبي صلى الله عليه وسلم خاتما، فلبسه، ثم ألقاه. العوفي هو إبراهيم بن سعد.

وعن بشر أنه قيل له: ألا تحدث؟ قال: أنا أشتهي أن أحدث، وإذا اشتهيت شيئا تركته.

وقال إسحاق الحربي: سمعت بشرَ بن الحارث يقول: ليس الحديث من عدة الموت، فقلت له: قد خرجت إلى أبي نعيم، قال: أتوب إلى الله من ذهابي.

وعن أيوب العطار سمع بشرا يقول: حدثنا حماد بن زيد ثم قال: أستغفر الله، إن لذكر الإسناد في القلب خيلاء.

وقال أبو بكر المروذي: سمعت بشرا يقول: الجوع يصفي الفؤاد، ويميت الهوى، ويورث العلم الدقيق.

وقال أبو بكر بن عفان: سمعت بشر بن الحارث يقول: إني لأشتهي شواء منذ أربعين سنة، ما صفى لي درهمه.

وقال الحسن بن عمرو: سمعت أبا نصر التمار يقول: أتاني بشر ليلةً، فقلت: الحمد لله الذي جاء بك. جاءنا قطن من خراسان، فغزلته البنت وباعته، واشترت لنا لحما، فتفطر عندنا.

قال: لو أكلت عند أحد أكلت عندكم. إني لأشتهي الباذنجان منذ سنين، فقلت: إن فيها الباذنجان من الحلال، فقال: حتى يصفو لي حب الباذنجان.

وقال محمد بن عبد الوهاب الفراء: سمعت علي بن عثام يقول: أقام بشر بن الحارث بعبادان يشرب من ماء البحر، ولا يشرب من حياض السلاطين، حتى أضر بجوفه، ورجع إلى أخته وجعا. وكان يتخذ المغازل ويبيعها. فذاك كسبه.

ص: 541

وقال موسى بن هارون الحافظ: حدثنا محمد بن نعيم بن الهيصم قال: رأيتهم جاؤوا إلى بشر فقال: يا أهل الحديث علمتم أنه يجب عليكم فيه زكاة، كما يجب على من ملك مائتي درهم، خمسة دراهم.

وقال محمد بن هارون أبو نشيط: نهاني بشر بن الحارث عن الحديث وأهله، وقال: أقبلت إلى يحيى القطان، فبلغني أنه قال: أحب هذا الفتى لطلبه الحديث.

وذكر يعقوب بن بختان الفراء أنه سمع بشر بن الحارث يقول: لا أعلم أفضل من طلب الحديث والعلم لمن اتقى الله، وحسنت نيته فيه، وأما أنا فأستغفر الله من كل خطوة خطوت فيه.

وقيل: كان بشر يلحن ولا يعرف العربية.

وعن المأمون قال: لم يبق أحد نستحي منه غير بشر بن الحارث.

وقال أحمد بن حنبل: لو كان بشر تزوج لتم أمره.

وقال إبراهيم الحربي: ما أخرجت بغداد أتم عقلا من بشر، ولا أحفظ للسانه، كان في كل شعرةٍ منه عقل، وطئ الناس عقبه خمسين سنة ما عرف له غيبة لمسلم، وما رأيت بعيني أفضل من بشر.

وعن بشر قال: المتقلب في جوعه، كالمتشحط في دمه في سبيل الله.

وعنه قال: شاطرٌ سخي أحب إلى الله من صوفي بخيل.

وعنه قال: أمس قد مات، واليوم في النزع، وغدا لم يولد.

وعنه قال: لا يفلح من ألف أفخاذ النساء.

وعنه قال: إذا أعجبك الكلام فاصمت، وإذا أعجبك الصمت فتكلم.

وقيل: إن بعضهم تسمع على بشر فسمعه يقول: اللهم إنك تعلم أن الذل أحب إلي من العز، وأن الفقر أحب إلي من الغنى، وأن الموت أحب إلي من الحياة.

وعن بشر قال: قد يكون الرجل مرائيا بعد موته، قالوا: وكيف هذا؟ قال: يحب أن يكثر الناس في جنازته.

وعنه قال: لا تجد حلاوة العبادة حتى تجعل بينك وبين الشهوات سدا من حديد.

ص: 542

أخبرنا القاضي أبو محمد بن علوان، قال: أخبرنا أبو محمد بن قدامة الفقيه سنة إحدى عشرة وست مائة قال: حدثني ابني أبو المجد عيسى، قال: أخبرنا أبو طاهر بن المعطوش، قال: أخبرنا أبو الغنائم محمد بن محمد، قال: أخبرنا أبو إسحاق البرمكي، قال: أخبرنا عبيد الله بن عبد الرحمن الزهري، قال: حدثني حمزة بن الحسين البزاز، قال: حدثنا عبد الله بن محمد بن عبيد، قال: حدثني حمزة بن دهقان، قال: قلت لبشر بن الحارث: أحب أن أخلو معك، قال: إذا شئت، فيكون يوما، فرأيته قد دخل قبةً، فصلى فيها أربع ركعات، لا أحسن أصلي مثلها، فسمعته يقول في سجوده: اللهم إنك تعلم فوق عرشك أن الذل أحب إلي من الشرف، اللهم إنك تعلم فوق عرشك أن الفقر أحب إلي من الغنى، اللهم إنك تعلم فوق عرشك أني لا أوثر على حبك شيئا. فلما سمعته أخذني الشهيق والبكاء. فلما سمعني قال: اللهم أنت تعلم أني لو أعلم أن هذا هاهنا لم أتكلم.

وقال صالح بن أحمد بن حنبل: سمعت أبي يقول: من زعم أن أسماء الله مخلوقة فقد كفر.

وقال عبد الرحمن بن أبي حاتم: حدثنا محمد بن المثنى صاحب بشر بن الحارث، قال: قال رجل لبشر وأنا حاضر: إن هذا الرجل، يعني أحمد بن حنبل، قيل له: أليس الله قديما، وكل شيء دونه مخلوق؟ قال: فما ترك بشر الرجل يتكلم حتى قال: لا، كل شيء مخلوق إلا القرآن.

قال المروذي فيما رواه الخلال عنه، عن عبد الصمد العباداني: قال رجل لبشر بن الحارث: يا أبا نصر يدخل أحدٌ من الموحدين النار؟ فقال: استرحت إن كان هذا عقلك.

وقال أحمد بن بشر المرثدي: حدثنا إبراهيم بن هاشم قال: دفنا لبشر ثمانية عشر ما بين قمطر إلى قوصرة، يعني من الحديث.

وقيل لأحمد بن حنبل: مات بشر، فقال: مات رحمه الله، وما له نظير في هذه الأمة إلا عامر بن عبد قيس، فإن عامرا مات ولم يترك شيئا. ثم قال أحمد: لو تزوج كان قد تم أمره. رواها أبو العباس البراثي، عن المروذي، عن أحمد.

ص: 543

ورأى بشرا بعض الفقراء بعد موته فقال: ما فعل الله بك؟ قال: غفر لي ولكل من تبع جنازتي، ولكل من أحبني إلى يوم القيامة.

توفي بشر رضي الله عنه في ربيع الأول سنة سبعٍ وعشرين قبل المعتصم بستة أيام، وله خمسٌ وسبعون سنة في يوم الجمعة ثالث عشر ربيع الأول.

قال أبو بكر بن أبي داود: قلت لعلي بن خشرم لما أخبرني أن سماعه وسماع بشر بن الحارث بن عيسى واحد. قلت له: فأين حديث أم زرع؟ فقال: سماعي معه، وكتبت إليه أن يوجه به إلي. فكتب إلي: هل عملت بما عندك، حتى تطلب ما ليس عندك؟

قال علي: ولد بشر في هذه القرية وكان يتفتى في أول أمره. وقد جرح.

وقال حسن المسوحي: سمعت بشر بن الحارث يقول: أتيت باب المعافى بن عمران، فدققت الباب، فقيل لي: من؟ فقلت: بشر الحافي، فقالت جويرية من داخل الدار: لو اشتريت نعلا بدانقين ذهب عنك اسم الحافي.

وقال الحسن بن رشيق، عن عمر بن عبد الله الواعظ: كان بشر بن الحارث شاطرا يجرح بالحديد، وكان سبب توبته أنه وجد قرطاسا في أتون حمام فيه بسم الله الرحمن الرحيم، فعظم ذلك عليه، ورفع طرفه إلى السماء وقال: سيدي، اسمك هنا ملقى. فرفعه، وقلع عنه السحاة التي هو فيها، وأعطى عطارا، فاشترى بدرهم غالية، لم يكن معه سواه، ولطخ بها تلك السحاة، وأدخله شق حائط. وانصرف إلى زجاج كان يجالسه. فقال له الزجاج: والله يا أخي، لقد رأيت لك في هذه الليلة رؤيا ما أقولها حتى تحدثني ما فعلت فيما بينك وبين الله، فذكر له شأن الورقة. فقال: رأيت كأن قائلا يقول لي في المنام: قل لبشر ترفع اسما لنا من الأرض إجلالا أن يداس، لننوهن باسمك في الدنيا والآخرة.

وذكر أبو عبد الرحمن السلمي أن بشرا كان من أبناء الرؤساء والكتبة، صحب الفضيل بن عياض. سألت الدارقطني عنه فقال: زاهد، جبل،

ص: 544

ثقة، ليس يروي إلا حديثا صحيحا.

وعن بشر قال: لا أعلم أفضل من طلب الحديث والعلم لمن اتقى الله وحسنت نيته فيه. وأما أنا فأستغفر الله من كل خطوة خطوت فيه.

وقال جعفر البرداني: سمعت بشر بن الحارث يقول: إن عوج بن العنق كان يأتي البحر فيخوضه برجله، ويحتطب الساج، وكان أول من دل على الساج وجلبه، وكان يأخذ من البحر حوتا بيده، فيشويه في عين الشمس.

وقيل: لقي بشر رجلا، فجعل يقبل بشرا ويقول: يا سيدي أبا نصر. فلما ذهب تغرغرت عينا بشر وقال: رجلٌ أحب رجلا على خير توهمه، لعل المحب قد نجا، والمحبوب لا يدرى ما حاله.

وقال إبراهيم الحربي: رأيت رجالات الدنيا، فلم أر مثل ثلاثة: رأيت أحمد بن حنبل، وتعجز النساء أن تلد مثله. ورأيت بشر بن الحارث من قرنه إلى قدمه مملوءا عقلا. ورأيت أبا عبيد كأنه جبل نفخ فيه علم.

وقال أيضا: لو قسم عقل بشر على أهل بغداد صاروا عقلاء.

قلت: وقد روى له أبو داود في كتاب المسائل، والنسائي في مسند علي.

79 -

‌ بشر بن عبيد أبو علي الدارسي

. ودارس بليدة من نواحي البصرة على البحر.

روى عن مسلمة بن الصلت، وأبي يوسف القاضي، وطلحة بن زيد، وغيرهم. وعنه أبو حاتم، وأحمد بن محمد بن معلى الأدمي، وعبيد الله بن جرير بن جبلة.

قال أبو حاتم: كتبت عنه في أيام سليمان بن حرب.

وقال ابن عدي: منكر الحديث بين الضعف.

ص: 545

وقال الأزدي: كذاب.

قلت: مات سنة ست وعشرين ومائتين.

• - بشر بن عبيس. في الطبقة الآتية.

80 -

خ:‌

‌ بشر بن محمد

، أبو محمد المروزي السختياني.

سمع ابن المبارك، والفضل بن موسى السيناني، ويحيى بن واضح. وعنه البخاري، وأحمد بن سيار، وإسحاق بن الفيض الأصبهاني، وجعفر الفرياني.

وقال ابن عساكر في النبل: إنه مات سنة أربعٍ وعشرين. وهذا لا يستقيم، فإن الفريابي رحل سنة ثمانٍ أو تسعٍ وعشرين، ولحقه.

وقد ذكره ابن حبان في الثقات، وقال: كان مرجئا.

ذكر وفاته في سنة أربعٍ وعشرين البخاري، والكلاباذي.

81 -

‌ بشر بن الوضاح

، أبو الهيثم البصري.

عن بشير بن عقبة الدورقي، وعباد بن منصور الناجي، والحسن بن أبي حعفر. وعنه أحمد بن يوسف السلمي، ومحمد بن إسماعيل البخاري في تاريخه، ومحمد بن بشار، ومحمد بن المثنى، وجماعة.

قال عبد العزيز بن معاوية القرشي: حدثني بشر بن الوضاح وكان من خيار المسلمين.

وذكره ابن حبان في الثقات.

وقال ابن أبي عاصم: مات سنة إحدى وعشرين.

وروى له الترمذي في الشمائل.

ص: 546

82 -

‌ بكار بن محمد بن عبد الله بن محمد بن سيرين السيريني البصري

. كبير مسن.

روى عن ابن عون، وأيمن بن نابل، وعباد بن راشد، وسفيان الثوري. وعنه الحسن بن محمد الزعفراني، وإبراهيم بن أبي داود البرلسي، ويعقوب الفسوي، وعباد بن علي البصري، وأبو مسلم الكجي، ومحمد بن زكريا الغلابي.

قال أبو حاتم: مضطرب لا يسكن القلب إليه.

وقال أبو زرعة: ذاهب الحديث.

وقال عبد الرحمن بن أبي حاتم: حدثنا الحسين بن الحسن الرازي قال: سئل يحيى بن معين عن بكار السريني فقال: كتبت عنه، ليس به بأس.

وقال غيره: توفي سنة أربعٍ وعشرين.

83 -

‌ بكر بن الأسود العائذي

. ويقال له: بكار.

كوفي، ثقة، روى عن أبي بكر بن عياش، ويحيى بن أبي زائدة، وابن المبارك، وطبقتهم. وعنه أبو سعيد الأشج، ومحمد بن عبيد بن عتبة، وأبو زرعة، وأبو حاتم، وآخرون.

كنيته أبو عمر.

قال أبو حاتم: صدوق.

84 -

خ:‌

‌ بيان بن عمرو البخاري

.

أحد العلماء العباد ومن أئمة السنة، سمع يحيى القطان، ويزيد بن هارون، وجماعة. وعنه البخاري، وأبو زرعة الرازي وعبيد الله بن واصل.

وثقه ابن حبان.

ص: 547

ومات سنة اثنتين وعشرين.

وبيان، بالياء آخر الحروف.

قال الحسين بن عمرو البخاري: كان بيان بن عمرو يقرأ القرآن في كل يوم وليلة ثلاث مرات. فقلت له: كيف تقرأ كل هذه القراءة؟ قال: يسر الله علي ذلك.

قال الحسين: كان يفرغ من الختمة الثالثة عند السحر، ثم يأخذ بالبكاء والتضرع. رحمة الله عليه.

وقال عبيد الله بن واصل: كان بيان بن عمرو يدخل بستانه، ولا يخرج حتى يصلي عند كل شجرة ركعتين.

قال ابن أبي حاتم: بيان بن عمرو أبو محمد البخاري روى عن سالم بن نوح، ويحيى بن سعيد، وابن مهدي. سمعت أبي يقول ذلك. وهو شيخ مجهول، والحديث الذي رواه عن سالم بن نوح باطل.

قلت: قوله: مجهول. ممنوع. وقوله في الحديث الذي رواه: فسالم له مناكير، لعل هذا منها.

قال فيه ابن معين: ليس بشيء.

قلت: ولهذا لم يخرج له البخاري، وخرج له مسلم.

85 -

‌ ترك الحذاء المقرئ

.

العبد الصالح. من مشاهير أصحاب سليم.

قرأ عليه رجاء بن عيسى الجوهري، ومحمد بن عمر بن أبي مذعور.

قال أحمد بن محمد الأدمي: كان ترك من أقرأ الناس للقرآن وأعبدهم.

86 -

ق:‌

‌ ثابت بن موسى

، أبو يزيد الكوفي العابد.

عن سفيان الثوري، وشريك. وعنه هناد، ومحمد بن عثمان بن كرامة، ومحمد بن عبيد المحاربي، وأحمد بن أبي غرزة، وأبو برزة الحاسب، ومحمد بن عبد الله مطين، وآخرون.

ص: 548

وهو ضعيف.

وليس هو ثابت بن محمد الكوفي العابد. ذاك أقدم وأوثق. مر.

وهذا هو صاحب حديث: من كثرت صلاته بالليل حسن وجهه بالنهار.

رواه هناد، وابن كرامة، وابن ملاعب، وغيرهم، عن ثابت، عن شريك.

وقال ابن عدي: حدثنا القاسم بن زكريا، ومحمد بن عبد الله الرازي قالا: حدثنا محمد بن عبيد المحاربي، قال: حدثنا ثابت بن موسى، عن شريك، عن الأعمش، عن أبي سفيان، عن جابر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من كانت له وسيلة إلى سلطان فدفع بها مغرما أو جر بها مغنما ثبت الله قدميه يوم تدحض الأقدام.

قلت: وقد ضعفه أبو حاتم، وغيره.

وتوفي سنة تسعٍ وعشرين.

قال أبو معين الحسين بن الحسن: سمعت يحيى بن معين يقول: ثابت أبو يزيد كذاب.

87 -

‌ جعفر بن إدريس الموصلي الزاهد

.

أحد الأمارين بالمعروف، استشهد في وقعة الروم بسميساط. وقد روى اليسير عن سفيان بن عيينة، ووكيع. وعنه محمد بن خطاب، وإبراهيم بن الهيثم البلدي.

وقتل سنة اثنتين وعشرين ومائتين.

88 -

‌ جعفر بن حرب الهمداني المعتزلي

.

من كبار مصنفي المعتزلة لا بارك الله فيهم، أخذ بالبصرة عن أبي الهذيل العلاف، واختص بالواثق.

ص: 549

ومات كهلا سنة ثلاثين، وقيل سنة ست وثلاثين.

89 -

‌ جنادة بن محمد بن أبي يحيى

، أبو عبد الله المري الدمشقي.

سمع يحيى بن حمزة، وعيسى بن يونس، وعبد الحميد بن أبي العشرين. وكان فقيها مفتيا، من علماء دمشق، روى عنه أبو حاتم الرازي وأبو زرعة الدمشقي، وعثمان بن خرزاذ.

توفي في جمادى الآخرة سنة ست وعشرين.

قال أبو حاتم: صدوق.

90 -

‌ جندل بن والق بن هجرس

، أبو علي التغلبي الكوفي.

عن عمرو بن شمر، وشريك، وأبي الأحوص ومندل بن علي. وغيرهم. وعنه البخاري في كتاب الأدب له، وأحمد بن ملاعب، وأحمد بن علي الخزاز، ومطين، وطائفة سواهم.

مات في سنة ست أيضا.

وروى عنه من المتأخرين: محمد بن عثمان بن أبي شيبة، وأبو حصين محمد بن الحسين الوادعي، والحسين بن جعفر القتات.

قال أبو حاتم: صدوق.

91 -

‌ جوين بن ضمرة القشيري

، أبو عمر.

سمع حرب بن أبي العالية. وعنه أبو زرعة، وأبو حاتم، ويعقوب بن إسماعيل الأزدي.

صدوق.

ص: 550

92 -

م:‌

‌ حاجب بن الوليد بن ميمون الأعور

، أبو أحمد الشامي المؤدب، نزيل بغداد.

عن حفص بن ميسرة الصنعاني، وبقية، والوليد بن محمد الموقري، ومحمد بن حرب الأبرش، وجماعة. وعنه مسلم؛ وأحمد بن سعيد الدارمي، والذهلي، وابن أبي الدنيا، ويعقوب بن شيبة، وأبو القاسم البغوي، وآخرون.

وثقه ابن حبان، وغيره.

ومات في رمضان سنة ثمانٍ وعشرين.

وقع لي من عواليه.

93 -

‌ حبان بن عمار بن الحكم

، أبو أحمد. والد الحسين بن حبان تلميذ يحيى بن معين.

عن عباد بن عباد المهلبي، ويحيى بن كثير البصريين. وعنه علي بن الحسن بن عبدوية الخزاز، وعلي بن عبد الله بن المبارك الصنعاني.

• - حبيب بن أوس، أبو تمام.

سيأتي، ويقال توفي سنة ثمانٍ وعشرين ومائتين.

94 -

د ن:‌

‌ حجاج بن إبراهيم الأزرق البغدادي

، نزيل مصر، ونزيل طرسوس.

عن حماد بن زيد، وخالد بن عبد الله، وأبي شهاب الحناط، وأبي عوانة، وجماعة. وعنه الربيع المرادي، وأحمد بن الحسن الترمذي، وعبد الكريم الديرعاقولي، وأبي الدرداء عبد العزيز بن منيب، ومقدام بن داود الرعيني، وطائفة.

وكان ثقة إماما صاحب سنة، أكثر عن ابن وهب.

95 -

‌ حرب بن محمد بن علي بن حيان

، أبو علي الطائي الموصلي.

عن مالك، وشريك، وأبي الأحوص والمعافى بن عمران. وعنه ابناه

ص: 551

علي ومعاوية، وجعفر بن أحمد النصيبي.

وكان متمولا كثير الإفضال على أهل الحديث.

توفي في سنة ست وعشرين.

96 -

خ د ن -‌

‌ حرمي بن حفص بن عمر

، أبو علي العتكي القسملي البصري.

عن حماد بن سلمة، وأبان بن يزيد، وعبد الواحد بن زياد، ومحمد بن عبد الله بن علاثة، ووهيب بن خالد، وعبد العزيز بن مسلم، وغيرهم. وعنه البخاري؛ وأبو داود، والنسائي بواسطة، وأبو بكر الأثرم، وإسماعيل القاضي، وإسماعيل سموية، وعلي بن عبد العزيز البغوي، وعبد الله بن أحمد بن إبراهيم الدورقي، وأحمد بن أبي خيثمة، وأبو مسلم الكجي، ومحمد بن عثمان بن أبي سويد الذارع، وخلق سواهم.

قال أبو حاتم: أدركته وهو مريض، ولم أكتب عنه.

قلت: قد عاش بعد ذلك مدة. فإن البخاري، وغيره قال: مات سنة ثلاثٍ وعشرين.

وقال بعضهم. سنة ست وعشرين.

وكان ثقة.

97 -

خ ن ق:‌

‌ حسان بن عبد الله الواسطي أبو علي الكندي

نزيل مصر.

عن الليث وابن لهيعة، ومفضل بن فضالة، وخلاد بن سليمان الحضرمي وجماعة. وعنه البخاري، والنسائي، وابن ماجه بواسطة، وإسحاق بن سيار النصيبي، ومحمد بن إسحاق الصغاني، وفهد بن سليمان الدلال، ويعقوب الفسوي، ويحيى بن عثمان بن صالح السهمي، وجماعة.

قال أبو حاتم: ثقة.

ص: 552

وقال ابن يونس: كان أبوه واسطيا، وولد حسان بمصر وبها توفي سنة اثنتين وعشرين.

98 -

‌ حسان بن غالب بن نجيح الرعيني

. مولاهم المصري أبو القاسم.

روى عن الليث، ومالك، وابن لهيعة وعبد الله بن سويد بن حيان.

قال ابن يونس: كان ثقة، توفي بدلاص، من الصعيد سنة ثلاث وعشرين في رجب.

99 -

خ ت ن:‌

‌ الحسن بن بشر بن سلم بن المسيب

أبو علي الهمداني البجلي الكوفي.

عن أسباط بن نصر، وزهير بن معاوية، وشريك، وأبي إسرائيل الملائي إسماعيل بن خليفة، وأبي الأحوص، والمعافى بن عمران، وجماعة. وعنه البخاري. والترمذي، والنسائي بواسطة، وإبراهيم الجوزجاني، وإبراهيم الحربي، وأحمد بن يونس الضبي، وإسماعيل سموية، وحرب الكرماني، وخلق سواهم.

قال أبو حاتم: صدوق.

وقال النسائي: ليس بالقوي.

وقال ابن عدي: ليس هو بمنكر الحديث.

وقال البخاري: مات سنة إحدى وعشرين ومائتين.

100 -

‌ الحسن بن حدان بن طريف

، أبو علي.

عن كثير بن سليم، وجسر بن الحسن، وإسماعيل بن عياش. وعنه

ص: 553

أبو حاتم، ومحمد بن أيوب الرازيان.

101 -

‌ الحسن بن الحكم القطربلي

.

حدث ببغداد عن الوليد بن مسلم، وشعيب بن حرب، وغيرهما. وعنه يعقوب السدوسي، وأبو القاسم البغوي.

توفي سنة ثلاثين.

102 -

ع:‌

‌ الحسن بن الربيع البوراني

، أبو علي البجلي القسري الكوفي الحصار الخشاب.

عن عبيد الله بن إياد بن لقيط، وعبد الجبار بن الورد، وأبي الأحوص، وحماد بن زيد وأبي إسحاق الحميسي خازم بن الحسين، وخالد بن عبد الله، ومهدي بن ميمون، وطائفة كبيرة. وعنه البخاري، ومسلم، وأبو داود، والباقون بواسطة، وأبو زرعة، وأبو حاتم، وأحمد بن أبي غرزة، وعثمان بن سعيد الدارمي، وعلي بن عبد العزيز البغوي، وإسماعيل سموية، وخلق.

قال أحمد بن عبد الله العجلي: ثقة، صالح، متعبد. كان يبيع البواري.

وقال أبو حاتم: كان من أوثق أصحاب عبد الله بن إدريس.

وقال غيره: كان يبيع الخشب والقصب.

قال ابن سعد: مات في رمضان سنة إحدى وعشرين، وكان من أصحاب ابن المبارك.

103 -

د:‌

‌ الحسن بن شوكر

، أبو علي البغدادي.

عن إسماعيل بن جعفر، وخلف بن خليفة، وهشيم، وإسماعيل بن

ص: 554

عياش، وجماعة. وعنه أبو داود، والحسن بن علي المعمري، ومحمد بن عبدوس السراج، والهيثم بن خلف الدوري، وجماعة.

وثقه ابن حبان.

ومات قريبا من سنة ثلاثين.

104 -

‌ الحسن بن عبيد الله بن الحسن العنبري

. قاضي البصرة وابن قاضيها.

توفي سنة ثلاث وعشرين، ورخه شباب العصفري.

105 -

د:‌

‌ الحسن بن عمرو السدوسي البصري

.

عن جرير بن عبد الحميد، وعبد الله بن الوليد العدني، وهشيم، ووكيع، وغيرهم. وعنه، أبو داود، وإسحاق بن سيار النصيبي، وعثمان بن سعيد الدارمي، وآخرون.

106 -

‌ الحسن بن عمرو بن سيف العبدي

. ويقال: الباهلي، أبو علي البصري.

عن شعبة، ومالك بن مغول، وأبي بكر الهذلي، والحسن بن أبي جعفر الحفري. وعنه الذهلي، وأبو أمية الطرسوسي، وابن وارة، ومحمد بن أيوب بن الضريس، وعبد الله بن الدورقي.

وله غرائب وعجائب، تركوه.

107 -

‌ الحسن بن عمرو السجستاني العابد

.

يروي عن حماد بن زيد، وطبقته.

وثقه ابن حبان، وقال: روى عنه أهل بلده.

توفي سنة أربعٍ وعشرين.

ص: 555

108 -

‌ الحسن بن محبوب بن الحسن بن هلال

القرشي البصري.

عن أبيه، وحماد بن زيد، وعبد العزيز بن المختار. وعنه أبو زرعة، وأبو حاتم، وقال: لا بأس به.

109 -

‌ الحسن بن محمد الطنافسي

. أخو علي.

روى عن خاله يعلى بن عبيد، وأبي بكر بن عياش، وعبد الله بن إدريس. وعنه أبو زرعة، ويحيى بن عبدك القزويني، وكثير بن شهاب.

110 -

‌ الحسين بن عبد الأول النخعي الكوفي

.

عن أبي خالد الأحمر، وأبي بكر بن عياش، وعبد الله بن إدريس، وأبي تميلة، وطبقتهم. وعنه أبو حاتم الرازي، ومحمد بن عبد الله مطين، وجماعة.

قال أبو زرعة: روى أحاديث لا أدري ما هي فلست أحدث عنه.

وقال أبو حاتم: تكلم الناس فيه. روى عن أبي تميلة، عن أبي المنيب، عن عطاء، عن جابر في صوم عاشوراء.

فقال أبو بكر بن أبي شيبة: إنما حدثنا أبو تميلة، عن أبي المنيب، عن عكناء بنت جابر بن زيد، عن أبيها.

قلت: وهم فصحف عكناء عطاء.

قال مطين: توفي سنة تسعٍ وعشرين ومائتين.

111 -

خ د ن:‌

‌ حفص بن عمر بن الحارث بن سخبرة

، أبو عمر الأزدي النمري؛ من النمر بن غيمان البصري، المعروف بالحوضي.

عن هشام الدستوائي، وأبي حرة واصل بن عبد الرحمن، وشعبة، وهمام، ويزيد التستري، ومحمد بن راشد المكحولي، وطائفة. وعنه البخاري، وأبو داود، والنسائي بواسطة، والبخاري أيضا عن صاعقة عنه، وأحمد بن الفرات، وأحمد بن داود المكي، وأبو مسلم الكجي، وأحمد بن محمد بن علي الخزاعي، وإسماعيل القاضي، وعبد الله بن أحمد الدورقي، وعثمان بن خرزاذ، وأبو خليفة الجمحي، ومحمد بن أيوب بن الضريس،

ص: 556

ومعاذ بن المثنى، وخلق.

قال أبو طالب، عن أحمد بن حنبل: ثبتٌ متقن، لا يؤخذ عليه حرفٌ واحد.

وقال علي ابن المديني: اجتمع أهل البصرة على عدالة أبي عمر الحوضي، وعبد الله بن رجاء.

وقال عبيد الله بن جرير بن جبلة: أبو عمر الحوضي مولى النمريين صاحب كتاب، متقن، رأيته أبيض الرأس واللحية. قال: وتوفي في جمادى الآخرة سنة خمس وعشرين.

وقال أبو حاتم: صدوق، متقن، أعرابي فصيح.

112 -

ع:‌

‌ الحكم بن نافع

، أبو اليمان الحمصي البهراني، مولاهم.

عن حريز بن عثمان، وعفير بن معدان، وأبي بكر بن أبي مريم، وصفوان بن عمرو، وأرطاة بن المنذر التابعين، وشعيب بن أبي حمزة، وسعيد بن عبد العزيز، وغيرهم. وعنه البخاري، والباقون بواسطة، وأحمد، وابن معين، وأبو عبيد، والذهلي، وأبو زرعة الدمشقي، ومحمد بن عوف، وعلي بن محمد الجكاني، وخلق.

وكان ثقة، نبيلا، إماما، استقدمه المأمون من حمص إلى دمشق ليوليه قضاء حمص.

قال ابن معين: أعتقهم امرأة من بهراء يقال لها: أم سلمة.

وقال أبو حاتم: ثقة، نبيل.

وقال سعيد البرذعي: سمعت أبا زرعة الرازي يقول: لم يسمع أبو اليمان من شعيب إلا حديثا واحدا، والباقي إجازة.

وقال أحمد بن حنبل: كان يقول: أخبرنا شعيب، واستحل ذلك بشيء عجيب: كان شعيب عسرا في الحديث، فسأله أهل حمص أن يأذن لهم، وحضر أبو اليمان، فقال لهم: ارووا تلك الأحاديث عني. فكان ابن شعيب بن

ص: 557

أبي حمزة يقول: جاءني أبو اليمان فأخذ كتب أبي مني بعد، وهو يقول: أخبرنا. فكأنه استحل ذلك بأن سمع شعيبا يقول لقوم: ارووه عني.

رواها الأثرم عن الإمام أحمد.

وقال أبو داود: حدثنا محمد بن عوف قال: لم يسمع أبو اليمان من شعيب إلا كلمة.

وقال إبراهيم بن ديزيل: قال لي أبو اليمان: سألني أحمد بن حنبل: كيف سمعت الكتب من شعيب؟ قلت: قرأت عليه بعضه، وقرأ علي بعضه، وأجاز لي بعضه، وبعضه مناولة. وقال في الآخر: قل في كله: أخبرنا شعيب.

وأما الأحوص ابن الغلابي فروى عن أبيه أن يحيى بن معين قال: سألت أبا اليمان عن حديث شعيب فقال: ليس هو مناولة، المناولة لم أخرجها إلى أحد.

قال أبو زرعة الدمشقي: سمعت أبا اليمان يقول: ولدت سنة ثمانٍ وثلاثين ومائة.

قال: ومات سنة إحدى وعشرين ومائتين.

وكذا ورخ موته محمد بن مصفى الحمصي، والفسوي.

وقال البخاري: سنة اثنتين وعشرين.

وقال أبو بكر محمد بن عيسى الطرسوسي: سمعت أبا اليمان يقول: صرت إلى مالك، فرأيت ثم من الحجاب والفرش شيئا عجيبا، فقلت: ليس هذا من أخلاق العلماء. فمضيت وتركته، ثم ندمت بعد.

قال أبو حاتم: كان يسمى كاتب إسماعيل بن عياش، كما يسمى أبو صالح كاتب الليث.

113 -

‌ حماد بن حماد بن خوار

، أبو نصر التميمي الضرير.

شيخ معمر، صدوق، روى عن كامل أبي العلاء، وفضيل بن مرزوق،

ص: 558

وأبي بكر النهشلي. وعنه أبو حاتم الرازي، ويعقوب الفسوي، وغيرهما.

قال أبو حاتم: لقيته بالكوفة سنة أربعٍ وعشرين ومائتين.

وقال يعقوب: سمعت منه في بني حرام.

114 -

‌ حماد بن محمد بن مجيب الفزاري الأزرق الكوفي

، أبو محمد. نزيل بغداد.

عن مبارك بن فضالة، ومحمد بن طلحة بن مصرف، وغيرهما. وعنه أبو بكر بن أبي الدنيا، وصالح جزرة، وأبو القاسم البغوي.

وضعفه جزرة.

توفي سنة ثلاثين ومائتين؛ أرخه البغوي، وقال: سمع من الأوزاعي، وسمعت منه.

وقال العقيلي: لم يصح حديثه. ثم ساق له عن أيوب بن عتبة، عن قيس بن طلق، عن أبيه، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: من سئل عن علم فكتمه .... . الحديث.

115 -

‌ حماد بن مالك بن بسطام

، أبو مالك الأشجعي الدمشقي الحرستاني.

عن عبد الرحمن بن يزيد بن جابر، والأوزاعي، وسعيد بن بشير. وعنه الوليد بن مسلم، وهو أكبر منه، ومحمد بن عوف الحمصي، وأبو زرعة الدمشقي، ومحمد بن إسماعيل الترمذي، وعثمان الدارمي، وأحمد بن إبراهيم البسري، وطائفة.

قال أبو حاتم: أخرج حماد بن مالك أربعين حديثا عن ابن جابر، فأخبر أبو مسهر بذلك فأنكره، وقال: لم يدرك ابن جابر.

ص: 559

وسئل أبو حاتم عنه فقال: شيخ.

وقال إسحاق بن إبراهيم الهروي: توفي سنة ثمانٍ وعشرين.

116 -

‌ حميد بن المبارك

.

عن أبي إسماعيل المؤدب. وعنه إسحاق الختلي، والحسن بن إسحاق العطار.

مات سنة ثلاثين ومائتين.

117 -

خ د ت ق:‌

‌ حيوة بن شريح بن يزيد

، أبو العباس الحضرمي الحمصي.

عن أبيه، وإسماعيل بن عياش، وبقية، والوليد بن مسلم، وجماعة. وعنه البخاري، وأبو داود، والترمذي، وابن ماجه بواسطة، وأحمد بن حنبل، وأبو محمد الدارمي، وأبو زرعة الدمشقي، وأبو حميد أحمد بن محمد العوهي، وخلق.

وثقه ابن معين، وغيره.

وتوفي سنة أربعٍ وعشرين.

118 -

م ن:‌

‌ خالد بن خداش بن عجلان

، أبو الهيثم المهلبي، مولاهم البصري، نزيل بغداد.

عن مالك، وأبي عوانة، وبكار بن عبد العزيز بن أبي بكرة، وحماد بن زيد، ومهدي بن ميمون، وجماعة. وعنه مسلم، والنسائي بواسطة، وأحمد بن زهير، وابن أبي الدنيا، وأبو زرعة، وعثمان بن خرزاد، وابنه محمد بن خالد، وطائفة.

قال أبو حاتم، وغيره: صدوق.

وقال زكريا الساجي: فيه ضعف.

ص: 560

قلت: أكثر ما نقموا عليه أنه يتفرد بأحاديث عن حماد بن زيد، ولا ينكر ذلك فإنه كان ملازما له.

توفي في جمادى الآخرة سنة ثلاثٍ وعشرين.

119 -

خ ن:‌

‌ خالد بن خلي الكلاعي الحمصي

، أبو القاسم قاضي حمص.

سمع بقية، ومحمد بن حرب، وسلمة بن عبد الملك العوصي، ومحمد بن حمير، وغيرهم. وعنه البخاري، والنسائي بواسطة، وأبو زرعة الدمشقي، ومحمد بن عوف، وابنه محمد بن خالد، وجماعة.

وقال النسائي: ليس به بأس.

قال أبو القاسم عبد الصمد بن سعيد القاضي: سمعت سليمان بن عبد الحميد البهراني يقول: لما وجه المأمون إلى أهل حمص ليقدموا عليه دمشق، فوقع اختياره على أربعة: يحيى بن صالح الوحاظي، وأبو اليمان، وعلي بن عياش، وخالد بن خلي. فأدخلوا. فأول من دخل أبو اليمان، فقال له يحيى بن أكثم: ما تقول في يحيى بن صالح؟ قال: أورد علينا من هذه الأهواء شيئا لا نعرفه، قال: فما تقول في علي بن عياش؟ قال: رجل صالح لا يصلح للقضاء، قال: فخالد بن خلي؟ قال: أنا أقرأته القرآن، فأمر به فأخرج. ثم أدخل يحيى فقال: ما تقول في الحكم بن نافع؟ قال: شيخ من شيوخنا مؤدب أولادنا، قال: فعلي بن عياش؟ قال: رجل صالح لا يصلح، قال: فخالد بن خلي؟ قال: عني أخذ العلم، وكتب الفقه، فأخرج، وأدخل علي بن عياش، فحادثه ثم قال: ما تقول في الحكم بن نافع؟ فقال: شيخ صالح يقرأ القرآن، قال: فما تقول في يحيى بن صالح؟ قال: أحد الفقهاء، قال: فخالد؟ قال: رجل من أهل العلم، ثم أخذ يبكي، فكثر بكاؤه، ثم أخرج، وأدخل خالد بن خلي، فقال له: ما تقول في أبي اليمان الحكم؟ قال: شيخنا وعالمنا ومن قرأنا عليه القرآن، قال: فما تقول في يحيى؟ قال: أحد فقهائنا، ومن أخذنا عنه العلم والفقه، قال: فما تقول في علي بن عياش؟ قال: رجل من الأبدال، إذا نزلت بنا نازلة سألناه، فدعا الله فكشفها. فإذا أصابنا القحط

ص: 561

سألناه، فدعا الله، فأسقانا الغيث، قال: ثم عمد يحيى بن أكثم إلى سترٍ رقيق بينه وبين المأمون فرفعه، فقال له المأمون: يا يحيى، هذا يصلح للقضاء فوله. فأمر بالخلع فخلعت عليه، وولاه القضاء.

120 -

‌ خالد بن القاسم المدائني

ُّ، أبو الهيثم.

أحد من عني بالعلم، وكان من حفَّاظ الحديث. أخذ عن الليث بن سعد، وحماد بن زيد، وطائفة. وعنه الحسن بن مكرم، والحارث بن أبي أسامة، وجماعة.

وكان غير ثقة، اتهم بوضع الحديث.

وتوفي سنة إحدى عشرة ومائتين. مر.

121 -

د ن:‌

‌ خالد بن نزار بن المغيرة

، أبو يزيد الأيلي.

عن الأوزاعي، وإبراهيم بن طهمان، ونافع بن عمر، ومالك بن أنس، وجماعة. وعنه ابنه طاهر بن خالد، وأحمد بن صالح المصري، ومحمد بن عبد الله بن عبد الحكم، وهارون بن سعيد الأيلي، وخلق آخرهم مقدام بن داود الرعيني.

وكان ثقة.

توفي سنة اثنتين وعشرين.

قال الداني: روى القراءة عرضا وسماعا عن نافع بن أبي نعيم.

122 -

‌ خالد بن هياج بن بسطام الهروي

.

عن أبيه. وعنه الحسين بن إدريس، ومحمد بن عبد الرحمن السامي، وآخرون.

توفي سنة تسعٍ وعشرين بهراة.

123 -

‌ خالد بن يزيد أبو الوليد العدوي العمري المكي

.

وقيل: كنيته أبو الهيثم.

ص: 562

روى عن سلمة بن وردان، وابن جريج، وسفيان الثوري، وابن أبي ذئب، وعمر بن صهبان، وأبي الغصن ثابت بن قيس، وإبراهيم بن سعد. وعنه علي بن حرب، ومحمد بن عوف الطائي، وقطن النيسابوري، وأحمد بن بكر البالسي، ومحمد بن علي بن زيد الصائغ، وموسى بن إسحاق الأنصاري، وآخرون.

سئل عنه ابن معين، فلم يعرفه.

وقال ابن عدي: عامة ما يرويه لا يتابع عليه.

وقال مرة: عامة أحاديثه مناكير.

وضعفه موسى بن هارون وقال: مات سنة تسعٍ وعشرين بمكة.

وقد فرق بينهما ابن عدي، فذكر أولا: أبا الوليد، فقال فيه: العدوي.

وقال في الثاني: يكنى أبا الهيثم العمري.

قلت: ما كناه غير هشام بن عمار بها.

وذكره ابن حبان، وقال: يروي الموضوعات عن الأثبات.

وصدق والله ابن حبان، فقد سرد له ابن عدي جملةً واهية. ومنها: عن ابن جريج، عن عطاء، عن ابن عباس: من حفظ على أمتي أربعين حديثا. . .

124 -

‌ خداش بن الدخداخ بن الفنجلاخ

.

عن مالك بن أنس، وابن لهيعة. وعنه أحمد بن داود المكي، ومحمد بن غالب تمتام، وغيرهما.

125 -

ن:‌

‌ الخضر بن محمد بن شجاع

، أبو مروان الحراني، ابن أخي مروان بن شجاع.

سمع عمه، وإسماعيل بن جعفر، وهشيما، وابن المبارك، وطائفة. وعنه محمد بن يحيى الذهلي، وإسماعيل بن عبد الله سموية، وهلال بن العلاء، وآخرون.

ص: 563

قال أبو حاتم الرازي: جالسته بحران، وذكر أن عليه يمينا أنه لا يحدث. كان صدوقًا.

قلت: توفي سنة إحدى وعشرين.

126 -

‌ خلف بن خالد

، أبو المضاء القرشي، مولاهم المصري.

روى عن يحيى بن أيوب، ونافع بن يزيد.

توفي سنة خمسٍ وعشرين ومائتين.

127 -

‌ خلف بن محرز

، أبو مالك الهذلي المدني.

عن مالك، وحاتم بن إسماعيل، وعبد العزيز الدراوردي، وغيرهم.

وكان رضيعا لقاضي مصر هارون بن عبد الله الزهري، قدم مصر وحدث بها.

روى عنه سعيد بن عفير، ويحيى بن عثمان بن صالح.

توفي في ربيع الآخر سنة ثلاثين.

128 -

ن:‌

‌ خلف بن موسى بن خلف العمي البصري

.

عن أبيه، وحفص بن غياث. وعنه إسماعيل سموية، والبخاري في كتاب الأدب له، وأحمد بن يونس الضبي، ومحمد بن غالب تمتام، وجماعة.

قال ابن أبي حاتم: مات سنة إحدى وعشرين.

129 -

م د:‌

‌ خلف بن هشام بن ثعلب

، وقيل: ابن طالب بن غراب، أبو محمد البغدادي المقرئ البزار. أحد الأعلام.

له قراءة اختارها وأقرأ بها، وقد قرأ على: سليم صاحب حمزة، وسمع مالكا، وأبا عوانة، وأبا شهاب عبد ربه الحناط، وحماد بن زيد، وأبا الأحوص، وشريكا، وحماد بن يحيى الأبح، وجماعة. وعنه مسلم، وأبو داود، وأحمد، وأبو زرعة، وموسى بن هارون، وإدريس بن عبد الكريم الحداد، وعرض عليه القرآن، وأحمد بن أبي خيثمة، وأبو يعلى الموصلي، وأبو القاسم

ص: 564

البغوي، ومحمد بن إبراهيم بن أبان السراج، وابنه محمد بن خلف، ووراقه أحمد بن إبراهيم، وآخرون.

قال أبو عمرو الداني: إنه قرأ أيضا على أبي يوسف يعقوب الأعشى، وروى الحروف عن إسحاق المسيبي، ويحيى بن آدم.

روى عنه القراءة عرضا أحمد بن يزيد الحلواني، وإدريس بن عبد الكريم، ومحمد بن الجهم، وسلمة بن عاصم، وأحمد بن زهير، ومحمد بن واصل، وأحمد بن إبراهيم الوراق، ومحمد بن يحيى الكسائي، وجماعة لا يحصون كثرةً.

قال حمدان بن هانئ المقرئ: سمعت خلفا البزار يقول: أشكل علي بابٌِ من النحو، فأنفقت ثمانين ألف درهم حتى حذقته.

وقال عبد الملك بن عبد الحميد الميموني: قال رجل لأبي عبد الله: ذهبت إلى خلف البزار أعظه بلغني أنه حدث بحديث أبي الأحوص، عن عبد الله: ما خلق الله شيئا أعظم .... ، فقال أبو عبد الله: ما كان ينبغي له أن يحدث بهذا في هذه الأيام.

قلت: يعني أيام المحنة، والحديث: ما خلق الله من سماء ولا أرض ولا كذا أعظم من آية الكرسي. قال أحمد بن حنبل لما أوردوا عليه هذا يوم المحنة: إن الخلق ها هنا وقع على السماء والأرض، وهذه الأشياء لا على القرآن.

قلت: وثقه ابن معين، والنسائي.

وقال الدارقطني: كان عابدا فاضلا.

وقال: أعدت الصلاة أربعين سنة كنت أتناول فيها الشراب على مذهب الكوفيين.

وقال الحسين بن فهم: ما رأيت أنبل من خلف بن هشام. كان يبدأ بأهل

ص: 565

القرآن، ثم يأذن لأصحاب الحديث. وكان يقرأ علينا من حديث أبي عوانة خمسين حديثا.

وقيل: إن خلفا كان يسرد الصوم.

وقد وقع لي حديثه بعلو: نبأني المؤمل بن محمد، وغيره قالوا: أخبرنا الكندي، قال: أخبرنا أبو منصور القزاز، قال: أخبرنا أبو بكر الخطيب، قال: أخبرنا علي بن محمد بن عبد الله بن بشران، قال: أخبرنا عثمان بن أحمد الدقاق قال: حدثنا إسحاق بن إبراهيم بن أبي حسان الأنماطي قال: سمعت أحمد بن إبراهيم وراق خلف بن هشام أنه سمع خلفا يقول: قدمت الكوفة فصرت إلى سليم بن عيسى، فقال لي: ما أقدمك؟ قلت: أقرأ على أبي بكر بن عياش، فقال: لا تريده، قلت: بلى، فدعا ابنه وكتب معه رقعة إلى أبي بكر، ولم أدر ما كتب فيها. فأتينا منزل أبي بكر، قال ابن أبي حسان: وكان لخلف تسعة عشر سنة. فلما قرأ الورقة قال: أدخل الرجل. فدخلت وسلمت، فصعد في النظر، ثم قال: أنت خلف؟ قلت: نعم، قال: أنت لم تخلف ببغداد أحدا أقرأ منك، فسكت، فقال لي: أقعد، هات، اقرأ. قلت: عليك؟ قال: نعم، قلت: لا والله، لا أقرأ على رجل يستصغر رجلا من حملة القرآن. ثم خرجت، فوجه إلى سليم يسأله أن يردني، فأبيت، قال: ثم ندمت، واحتجت، فكتبت قراءة عاصم، عن يحيى بن آدم، عن أبي بكر بن عياش.

توفي في سابع جمادى الآخرة سنة تسعٍ وعشرين، وولد سنة خمسين ومائة.

وقال النقاش: قال يحيى الفحام: رأيت خلف بن هشام في المنام، فقلت: ما فعل الله بك؟ قال: غفر لي.

130 -

‌ خلف بن يحيى المازني البخاري

. قاضي الري.

قال أبو نعيم الحافظ: ولي قضاء أصبهان.

وروى عن أبي مطيع البلخي، ومصعب بن سلام، وإبراهيم بن حماد

ص: 566

البصري، وعصام بن طليق. وعنه يحيى بن عبدك القزويني، ومحمد بن إسماعيل الأصبهاني، وعلي بن عبد العزيز البغوي.

قال أبو حاتم: متروك لا يشتغل به. كان يكذب.

131 -

‌ الخليل بن زياد المحاربي الكوفي الخواص

. كوفي سكن دمشق.

سمع عمرو بن أبي المقدام ثابت، وعلي بن مسهر، وأبا بكر بن عياش، وغيرهم. وعنه أبو زرعة الدمشقي، وأبو حاتم.

ويحتمل أن يكون هو الذي روى أبو داود في الديات، عن محمد بن يحيى، عن خليل، عن محمد بن راشد، فالله أعلم.

132 -

‌ دواد بن سليمان الجرجاني

.

عن سليمان بن عمرو النخعي، وعمرو بن جميع. وعنه أحمد بن مهران الأصبهاني، وأبو بكر بن أبي الدنيا، وغيرهما.

رماه ابن معين بالكذب.

133 -

خ د ق:‌

‌ داود بن شبيب

، أبو سليمان الباهلي البصري.

عن همام بن يحيى، وحماد بن سلمة، وحبيب بن أبي حبيب الجرمي، وعبيدة بن أبي رائطة، وجماعة. وعنه البخاري، وأبو داود، وابن ماجه، عن رجلٍ عنه، والذهلي، وأبو قلابة الرقاشي، وأبو مسلم الكجي، وحنبل بن إسحاق، وأحمد بن داود المكي، ومحمد بن الضريس، وأبو خليفة الجمحي، وهشام بن علي السيرافي، وخلق.

قال أبو حاتم: صدوق.

وقال غيره: مات سنة اثنتين أو ثلاث وعشرين ومائتين.

134 -

‌ داود بن أبي طيبة المقرئ

، أبو سليمان المصري، اسم أبيه هارون بن يزيد، مولى آل عمر بن الخطاب.

قرأ القرآن على ورش، وهو من جلة أصحابه، وعرض على علي بن

ص: 567

كيسة على سليم صاحب حمزة، فيما قيل. قرأ عليه: ابنه عبد الرحمن، ومواس بن سهل، والحسين بن علي بن زياد، وعبيد بن محمد البزاز، والفضل بن يعقوب الحمراوي، وغيرهم.

وقد رؤي في النوم فقيل: إلى ما صرت؟ قال: رحمني الله بتعليم القرآن.

قال ابن يونس: توفي في شوال سنة ثلاثٍ وعشرين ومائتين.

135 -

م ن:‌

‌ داود بن عمرو بن زهير بن عمرو بن جميل على الصحيح

، وقيل: ابن حميل بحاء مضمومة، أبو سليمان الضبي البغدادي، وضبة هو ابن أد بن طابخة بن إلياس.

روى عن جويرية بن أسماء، وحماد بن زيد، وإسماعيل بن عياش، وشريك، وأبي الأحوص، وعبد الجبار بن الورد، ونافع بن عمر الجمحي، وأبي معشر نجيح السندي، وأبي شهاب الحناط، وخلق كثير. وعنه مسلم، والنسائي بواسطة، وأحمد بن حنبل، وإبراهيم الحربي، وعثمان بن خرزاذ، وأبو بكر بن أبي الدنيا، وأبو العلاء محمد بن أحمد الوكيعي، وأبو القاسم البغوي، وأحمد بن الحسن الصوفي، وطائفة.

قال أبو الحسن محمد بن العطار: رأيت أحمد بن حنبل يأخذ لداود بن عمرو بالركاب.

قال ابن معين: ليس به بأس.

وقال البغوي: حدثنا داود بن عمرو بن زهير الثقة المأمون.

قلت: روى عنه مسلم حديثين، ووقع لي حديثه بعلو.

أخبرنا أبو المعالي الأبرقوهي، قال: أخبرنا الفتح بن عبد الله، قال: أخبرنا هبة الله بن أبي شريك، قال: أخبرنا أحمد بن محمد البزاز، قال: أخبرنا عيسى بن علي، قال: حدثنا عبد الله بن محمد، قال: حدثنا داود بن عمرو الضبي، قال: حدثنا محمد بن مسلم الطائفي، عن عمرو عن جابر قال: قال

ص: 568

رسول الله صلى الله عليه وسلم: الحرب خدعة.

توفي في ربيع الأول سنة ثمانٍ وعشرين.

136 -

‌ داود بن نوح السمسار الأشقر

.

عن حماد بن زيد، وغيره. وعنه محمد بن إسحاق الصغاني، والحارث بن أبي أسامة، وغيرهما.

توفي سنة ثمانٍ أيضا.

137 -

‌ درهم بن مظاهر الأصبهاني

.

حج ثلاثين حجة، وكان على المسائل بالبلد.

يروي عن عبد العزيز بن مسلم، وأبي صدقة الجدي. وعنه أحمد بن إبراهيم الدورقي، وإسماعيل بن عبد الله سموية، وحجاج بن يوسف بن قتيبة، ويحيى بن مطرف، وعبد الله بن محمد بن النعمان الأصبهانيون.

ولم يذكره ابن أبي حاتم في كتابه.

138 -

‌ دينار، أبو مكيس الحبشي

.

شيخ كبير زعم أنه مولى لأنس بن مالك، وأنه سمع منه.

روى عنه: محمد بن موسى البربري، وعبد الله بن محمد بن ناجية، وغيرهما.

وهو ساقط متروك باتفاق.

توفي سنة تسعٍ وعشرين ومائتين.

روى الطبراني في معجمه، عن محمد بن أحمد البصري القصاص قال: حدثنا دينار، عن أنس، فذكر حديثا.

وممن روى عنه عيسى بن يعقوب الزجاج شيخ أبي بكر بن شاذان، وأحمد بن محمد بن غالب غلام خليل.

وذكره ابن عدي في كامله وقال: منكر الحديث ذاهب، شبه

ص: 569

مجهول.

139 -

‌ رجاء بن السندي

، أبو محمد الإسفراييني.

من كبار أصحاب الحديث، لكنه مات قبل أن ينتشر ذكره. وقد حدث عن أيوب بن النجار، وأبي خالد الأحمر، وعبد الله بن وهب، وطائفة كبيرة. وعنه أحمد بن حنبل، وأبو عبد الله البخاري، ومحمد بن محمد بن رجاء بن السندي حفيده، وجماعة.

توفي سنة إحدى وعشرين، وليس له شيء في الكتب الستة.

وقال أبو حاتم: صدوق، كتبت عنه.

140 -

خ د:‌

‌ الربيع بن يحيى بن مقسم

، أبو الفضل المرئي البصري الأشناني.

عن شعبة، ومالك بن مغول، ومبارك بن فضالة، وزائدة، وطائفة. وعنه البخاري؛ وأبو داود، وحرب بن إسماعيل الكرماني، وأبو زرعة الرازي، ومحمد بن محمد التمار، وإسماعيل بن عبد الله سموية، وأبو مسلم الكجي، ومحمد بن أيوب بن الضريس، وجماعة.

قال أبو حاتم: ثقة ثبت.

وأما الدارقطني فصرح بضعفه، وقال أيضا: ليس بقوي يخطئ كثيرا.

قال الحاكم: سألت الدارقطني عنه فقال: روى عن الثوري، عن ابن المنكدر، عن جابر في الجمع بين الصلاتين، وهذا يسقط مائة ألف حديث.

وقال ابن قانع: مات سنة أربعٍ وعشرين.

141 -

‌ روح بن عبد الواحد

، أبو عيسى الحراني.

عن خليد بن دعلج، وزهير بن معاوية، وموسى بن أعين.

ص: 570

قال أبو حاتم: كتبت عنه بأذنة سنة عشرين ومائتين، وليس هو بالمتقن.

142 -

‌ زكريا بن سهل المروزي

.

روى عن ابن المبارك، والنضر بن شميل، ومعن بن عيسى القزاز، وجماعة. وعنه أبو زرعة، وأبو حاتم، وغيرهما.

حدث بالري.

قال أبو حاتم: صدوق.

143 -

‌ زكريا بن نافع الأرسوفي

.

روى عن السري بن يحيى، ومالك بن أنس، ومحمد بن مسلم الطائفي، وعباد بن عباد الخواص، ومصعب بن ماهان، وغيرهم. وعنه يعقوب الفسوي، وعلي بن الحسن الهسنجاني، ومعاذ بن محمد خشنام النسائي.

ذكره هكذا ابن أبي حاتم، ولم يضعفه لا هو ولا أحد، وقد تفرد بخبر طويل في قصة سلمان الفارسي.

144 -

خ ت:‌

‌ زكريا بن يحيى بن صالح بن سليمان بن مطر

، أبو يحيى البلخي اللؤلؤي الحافظ الفقيه، أحد الأئمة.

أخذ عن أبي مطيع الحكم بن عبد الله الفقيه، وغيره، ورحل فأخذ عن وكيع، وعبد الله بن نمير، وأبي أسامة، وغيرهم. وعنه البخاري، والترمذي عن رجل عنه، وأحمد بن سيار المروزي، وعبد الصمد بن سليمان، ويحيى بن منصور الهروي، وجعفر الفريابي، وغيرهم.

قال الحسن بن حماد الصاغاني: سمعت قتيبة يقول: فتيان خراسان أربعة: زكريا بن يحيى اللؤلؤي، والحسن بن شجاع، والدارمي، والبخاري.

وقال ابن حبان في كتاب الثقات: كان ثقة صاحب سنة وفضل،

ص: 571

ممن يرد على أهل البدع، وهو صاحب كتاب الإيمان.

ذكر أحمد بن يعقوب البلخي أنه توفي عند قتيبة ببغلان، يوم الأحد، لخمس بقين من ذي الحجة، سنة ثلاثين، وهو ابن ست وخمسين سنة.

وقال غيره: توفي في المحرم سنة اثنتين وثلاثين.

145 -

‌ زيادة الله بن إبراهيم بن الأغلب التميمي

.

أمير القيروان وابن أميرها، توفي سنة ثلاث وعشرين ومائتين.

146 -

‌ زيرك، أبو العباس الرازي

، مولى معاذ بن مهاصر.

سمع جرير بن عبد الحميد، وعمر بن علي بن مقدم، ويونس بن بكير، وطبقتهم. وعنه أبو حاتم، وعلي بن الحسين بن الجنيد.

قال ابن الجنيد: شيخ صدوق.

147 -

‌ سعد بن محمد بن الحسن بن عطية بن سعد العوفي

.

عن أبيه، وسليمان بن قرم، وفليح بن سليمان. وعنه ابنه محمد بن سعد، ومحمد بن غالب تمتام، وأبو بكر بن أبي الدنيا.

وثقه بعضهم، وأما أحمد بن حنبل فقال: كان جهميا.

148 -

‌ سعد بن يزيد الفراء

، أبو الحسن النيسابوري.

عن إبراهيم بن طهمان، ومبارك بن فضالة، وموسى بن علي بن رباح، وابن لهيعة، وجماعة. وعنه أيوب بن الحسن، ومحمد بن عبد الوهاب الفراء، وعلي بن الحسن الذهلي، والحسن بن سفيان، وداود بن الحسين البيهقي، وآخرون.

محله الصدق.

149 -

‌ سعيد بن أسد بن موسى الأموي المصري

، أبو عثمان.

روى عن ضمرة، ووالده.

وله مصنفات في فضائل التابعين رويت عنه، وكان فاضلا.

مات سنة تسعٍ وعشرين ومائتين.

ص: 572

150 -

‌ سعيد أشعث بن سعيد البصري

.

عن أبيه عن أبي الربيع السمان، وأبي عوانة، وسعيد بن سلمة، وأبي بكر بن شعيب ابن الحبحاب، ومحمد بن دينار. وعنه أبو زرعة الرازي، وغيره.

قال أحمد بن حنبل: ما أراه إلا صدوقا.

151 -

ع:‌

‌ سعيد بن أبي مريم

؛ وهو سعيد بن الحكم بن محمد بن سالم، أبو محمد الجمحي، مولاهم المصري.

أحد العلماء الثقات، سمع يحيى بن أيوب، ونافع بن يزيد، وأسامة بن زيد بن أسلم، وأبا غسان محمد بن مطرف، ونافع بن عمر الجمحي، وسليمان بن بلال، ومحمد بن جعفر بن أبي كثير، والليث، ومالكا، وإبراهيم بن سويد، وطائفة. وعنه البخاري، ثم هو والجماعة عن رجلٍ عنه، ومحمد بن يحيى الذهلي، ومحمد بن إسحاق الصغاني، ومحمد بن عبد الله ابن البرقي، ويحيى بن معين، ويحيى بن أيوب العلاف، ويحيى بن عثمان بن صالح، وحميد بن زنجوية، وعثمان الدارمي، وأحمد بن حماد زغبة، وخلق كثير.

في التهذيب في ترجمة قدامة بن موسى الجمحي أنه روى عن أنس، وابن عمر؛ وأن سعيد بن أبي مريم، وعثمان بن عمر بن فارس، وجماعة رووا عنه، وأنه مات سنة ثلاث وخمسين ومائة، وما أعتقد أن ابن أبي مريم لقي هذا.

قال أبو داود: هو عندي حجة.

وقال أحمد العجلي: ثقة. كان له دهليز طويل، وكان يأتيه الرجل فيقف، فيسلم، فيرد عليه: لا سلم الله عليك ولا حفظك، وفعل بك، فأقول: ما لهذا؟ فيقول: قدريٌّ خبيث. ويأتي آخر فيقول له مثل ذلك، فأقول: ما لهذا؟ فيقول: جهمي خبيث. ويأتي آخر فيقول: رافضي خبيث، ولا يظن ذاك إلا أنه رد عليه سلامه. ولم أر بمصر أعقل منه ومن عبد الله بن عبد الحكم.

وقال عثمان الدارمي: كنت عنده، فأتاه رجل فسأله، فامتنع أن يحدثه،

ص: 573

وسأله آخر فأجابه. فقال له الأول: سألتك فلم تجبني وأجبت هذا. وليس هذا حق العلم، فقال له: إن كنت تعرف السيباني من الشيباني، وأبا جمرة من أبي حمزة، حدثناك وخصصناك.

وقال ابن يونس: كان ابن أبي مريم فقيها، ولد سنة أربعٍ وأربعين ومائة، ومات سنة أربعٍ وعشرين.

152 -

‌ سعيد بن زنبور البغدادي

.

عن فضيل بن عياض، وإسماعيل بن مجالد. وعنه أحمد بن بشر المرثدي، وأحمد بن علي الأبار، وإدريس بن عبد الكريم الحداد.

وقال شيخنا أبو الحجاج الحافظ: إنما هو سعد.

153 -

‌ سعيد بن زياد

. مولى الأزد. ويعرف بالقطاس.

عدلٌ مصري جليل، قال ابن يونس: بلغ ابن أبي الليث القاضي عنه كلام، فأسقط شهادته، وأقامه للناس في المسجد، فجاء رجل من الأزد، فادعى رقبته، وأتى بشهود ملفقين، فشهدوا له بذلك. فحكم القاضي بشهادتهم، وأمر به فنودي عليه، فبلغ دينارا واحدا، فاشتراه القاضي ابن أبي الليث فأعتقه. قاله يحيى بن عثمان بن صالح، وقال: حضرت ذلك. وقد روى عنه يحيى أيضا.

وسمعت أبا جعفر الطحاوي يقول: ما رئي أمرٌ كان أوحش من أمر القطاس، ولا شهادة زورٍ كانت مثلها. لقد أخبرني جماعة ممن حضر أمره أن الشهود كانوا شهود زورٍ.

قال ابن يونس: لزم منزله، فلم يخرج منه حتى توفي سنة خمسٍ وعشرين ومائتين.

154 -

‌ سعيد بن سابق الرشيدي الأزرق

. مصري معروف، يكنى أبا عثمان.

ص: 574

يروي عن حيوة بن شريح، وخالد بن حميد، وغيرهما.

توفي سنة اثنتين وعشرين ومائتين في ربيع الآخر.

155 -

ع:‌

‌ سعيد بن سليمان سعدوية الواسطي

، أبو عثمان الضبي البزاز، نزيل بغداد.

رأى معاوية بن صالح الحضرمي بمكة، وسمع مبارك بن فضالة، وحماد بن سلمة، وأزهر بن سنان، وسليمان بن كثير العبدي، وعبد العزيز الماجشون، ومنصور بن أبي الأسود، والليث، وعباد بن العوام، وطائفة. وعنه البخاري، وأبو داود، والباقون بواسطة، والذهلي، وهلال بن العلاء، وإبراهيم الحربي، وأحمد بن يحيى الحلواني، وخلف بن عمرو العكبري، وأبو بكر بن أبي الدنيا، وعثمان بن خرزاذ، وخلق.

ذكره أحمد بن حنبل فقال: كان صاحب تصحيف ما شئت.

وقال أبو حاتم: ثقة مأمون، لعله أوثق من عفان.

وقال صالح بن محمد جزرة: سمعت سعيد بن سليمان، وقيل له: لم لا تقول: حدثنا؟ فقال: كل شيء حدثتكم به فقد سمعته، ما دلست حديثا قط. ليتني أحدث بما قد سمعت. وسمعته يقول: حججت ستين حجة.

وقال الخطيب: كان سعدوية من أهل السنة، وأجاب في المحنة، يعني تقية.

وقال أحمد بن عبد الله العجلي: قيل لسعدوية بعدما انصرف من المحنة: ما فعلتم؟ قال: كفرنا ورجعنا.

وقال ابن سعد: كان ثقة كثير الحديث، نزل بغداد، وتجر بها، وتوفي بها في رابع ذي الحجة سنة خمسٍ وعشرين.

وروي أن سعدوية عاش مائة سنة.

ص: 575

156 -

‌ سعيد بن سليمان بن خالد

، ابن بنت نشيط الديلي النشيطي البصري.

عن أبان بن يزيد، وجرير بن حازم، وسلم بن زرير، وديلم بن غزوان، وحماد بن سلمة، وجماعة، وعنه أبو زرعة، وأبو حاتم، وأحمد بن داود المكي، والعباس بن الفضل الأسفاطي، وعثمان بن عمر الضبي، وجماعة.

قال أبو داود: لا أحدث عنه.

وكان أبو حاتم لا يرضاه وقال: فيه نظر.

وقال ابن أبي حاتم: سألت أبا زرعة عنه فقال: نسأل الله السلامة، وحرك رأسه وقال: ليس بالقوي.

• - سعيد بن يحيى سعدوية الأصبهاني، يأتي إن شاء الله.

157 -

د:‌

‌ سعيد بن شبيب

، أبو عثمان الحضرمي المصري.

عن مالك، ويحيى بن أبي زائدة، وخلف بن خليفة، وبقية، وجماعة. وعنه أبو داود. وعبد الكريم الديرعاقولي، وأبو حاتم، وأبو إسحاق الجوزجاني، وجماعة.

وكان شيخا صالحا مقبولا، حدث بمصر، وبطرسوس.

لم يذكره ابن يونس.

158 -

‌ سعيد بن صلح القزويني

.

سمع هشيما، وعباد بن العوام، وجماعة. وعنه أبو زرعة، وأبو حاتم، ومحمد بن أيوب الرازيون.

قال أبو حاتم: صدوق.

ص: 576

159 -

‌ سعيد بن عبد الملك بن واقد

، أبو عثمان الأسدي الحراني، أخو أحمد بن عبد الملك.

سمع: أبا المليح الرقي، ومحمد بن سلمة الباهلي. وعنه: محمد بن إبراهيم البوسنجي، وغيره.

قال أبو حاتم: يتكلمون فيه، ورأيت فيما حدث أحاديث كذبا.

160 -

د:‌

‌ سعيد بن عمرو

، أبو عثمان الحضرمي الحمصي البابوسي.

عن: إسيماعيل بن عياش، وبقية. وعنه: أبو داود، وعبد الكريم الديرعاقولي، ومحمد بن عوف الطائي، وآخرون.

قال أبو حاتم: شيخ.

161 -

م ن:‌

‌ سعيد بن عمرو بن سهل بن إسحاق بن محمد بن الأشعث بن قيس

، أبو عثمان الكندي الأشعثي الكوفي.

عن: حماد بن زيد، وعبثر بن القاسم، وابن المبارك، وجماعة. وعنه: مسلم، والنسائي، عن رجل عنه، وبقي بن مخلد، وأبو زرعة، ومحمد بن عثمان بن أبي شيبة، وعثمان بن خرزاذ، وآخرون، وآخرون.

وثقه أبو زرعة، وغيره.

وقال مطين: مات في صفر سنة ثلاثين.

162 -

خ م ن:‌

‌ سعيد بن عفير

، هو سعيد بن كثير بن عفير بن سلم بن يزيد، أبو عثمان الأنصاري، مولاهم، المصري.

سمع: يحيى بن أيوب، ومالكا، والليث، وابن لهيعة، وسليمان بن بلال، ويعقوب بن عبد الرحمن، وجماعة. وعنه: البخاري، ومسلم، والنسائي، عن رجل عنه، وعبد الله بن حماد الآملي، وأبو الزنباع روح بن الفرج القطان،

ص: 577

ويحيى بن عثمان بن صالح، وأحمد بن حماد زغبة، وأحمد بن محمد الرشديني، وطائفة.

قال ابن عدى: سمعت ابن حماد يقول: قال السعدي: فيه غير لون من البدع، وكان مخلطا غير ثقة.

قال ابن عدي: وهذا الذي قاله السعدي لا معنى له، ولم أسمع أحدا ولا بلغني عن أحد كلام في سعيد بن عفير، وهو عند الناس ثقة. وقد حدث عنه الأئمة، إلا أن يكون السعدي أراد به سعيد بن عفير آخر.

وقال أبو حاتم: كان يقرأ من كتب الناس، وهو صدوق.

وقال ابن يونس: كان سعيد من أعلم الناس بالأنساب والأخبار الماضية، وأيام العرب، والتواريخ، وكان في ذلك كله شيئا عجبا، وكان مع ذلك أديبا فصيحا، حسن البيان، حاضر الحجة، لا تمل مجالسته، ولا ينزف علمه، وكان شاعرا مليح الشعر، وكان عبد الله بن طاهر لما قدم مصر رآه، فأعجب به، واستحسن ما يأتي به. وكان يلي نقابة الأنصار والقسم عليهم، وله أخبار مشهورة.

ولد سنة ست وأربعين ومائة.

وحدثني محمد بن موسى الحضرمي، قال: حدثنا علي بن عبد الرحمن، قال: حدثنا سعيد بن كثير بن عفير قال: كنا بقبة الهوى عند المأمون، فقال لنا: ما أعجب فرعون من مصر حيث يقول: أليس لي ملك مصر؟ فقلت: يا أمير المؤمنين، إن الذي ترى بقية ما دمر، لأن الله تعالى قال:{وَدَمَّرْنَا مَا كَانَ يَصْنَعُ فِرْعَوْنُ وَقَوْمُهُ وَمَا كَانُوا يَعْرِشُونَ} ، قال: صدقت، ثم أمسك.

وقال ابن يونس في مكان آخر: وهذا الحديث مما أنكر على سعيد بن عفير، ما رواه عن ابن لهيعة إلا هو، وكذا أنكر عليه حديث آخر رواه عن ابن لهيعة، ومات سنة ست وعشرين.

ص: 578

قال غيره: لسبعٍ بقين من رمضان.

163 -

‌ سعيد بن عون القرشي

.

عن: أبي عوانة، وعبد الواحد بن زياد، والدراوردي، وآخرون. وعنه: أبو زرعة، وأبو حاتم.

وقال أبو حاتم: بصري صدوق.

164 -

خ م د ق:‌

‌ سعيد بن محمد بن سعيد الجرمي الكوفي

، أبو عبيد الله.

عن: شريك، وعبد الرحمن بن عبد الملك بن أبجر، وحاتم بن إسماعيل، وعمرو بن أبي المقدام، وعمرو بن عطية العوفي، وأبي يوسف القاضي، ويعقوب بن أبي المتئد خال سفيان بن عيينة. وعنه: البخاري، ومسلم، وأبو داود، وابن ماجه، عن رجلٍ عنه، ومحمد بن يحيى، وأبو زرعة، وابن أبي الدنيا، وعبد الله بن أحمد بن حنبل، وإبراهيم الحربي، وإبراهيم بن عبد الله بن أيوب المخرمي، وآخرون.

سئل أحمد عنه، فقال: صدوق، كان يطلب معنا الحديث.

وقال أبو داود: ثقة.

وقال غيره: كان شيعيا.

قال إبراهيم ابن المخرمي: كان إذا قدم بغداد نزل على أبي، وكان إذا جاء ذكر النبي صلى الله عليه وسلم ربما سكت، وإذا جاء ذكر علي رضي الله عنه قال: صلى الله عليه وسلم.

165 -

ع:‌

‌ سعيد بن منصور بن شعبة

، الحافظ الحجة، أبو عثمان الخراساني المروزي، ويقال: الطالقاني.

قيل: إنه نشأ ببلخ، ورحل وطوف، وصار من الحفاظ المشهورين والعلماء المتقنين، وجاور بمكة.

سمع: مالكا، والليث، وفليح بن سليمان، ومهدي بن ميمون،

ص: 579

وإسماعيل بن زكريا، وحماد بن زيد، وخالد بن عبد الله، وحفص بن ميسرة، وأبا الأحوص، وعبيد الله بن إياد، وأبا معشر المديني، وأبا عوانة، وخلقا. وعنه: مسلم، وأبو داود، وأبو داود أيضا والباقون بواسطة، وأحمد بن حنبل، وأبو ثور الكلبي، وأبو بكر الأثرم، وأحمد بن نجدة الهروي، وبشر بن موسى، والحسين بن إسحاق التستري، وخلف بن عمرو العكبري، والعباس الأسفاطي، وأبو شعيب الحراني، ومحمد بن علي الصائغ، وخلق كثير.

قال سلمة بن شبيب: ذكرته لأحمد بن حنبل فأحسن الثناء عليه وفخم أمره.

وقال أبو حاتم: ثقة، من المتقنين الأثبات ممن جمع وصنف.

وكذا أثنى عليه جماعة.

وقال حرب الكرماني: أملى علينا نحوا من عشرة آلاف حديث من حفظه، ثم صنف بعد ذلك الكتب، وكان موسعا عليه.

وقال حنبل: سألت أبا عبد الله عنه، فقال: من أهل الفضل والصدق.

وقال الكلاباذي: ولد سعيد بجوزجان، ونشأ ببلخ.

قال سلمة بن شبيب: قد كنت أسمع سليمان بن حرب ينكر على سعيد بن منصور الشيء بعد الشيء، وكذلك كان الحميدي ينكر عليه، ويخطئه في بعض ما يروي عن سفيان، ولم يكن الذي بينه وبين الحميدي حسنا، فسمعت سعيدا يقول: لا تسألوني عن حديث حماد بن زيد، فإن أبا أيوب يجعلنا على طبق، ولا تسألونا عن حديث سفيان، فإن هذا الحميدي يجعلنا على طبق.

وقال الفضل بن زياد: سئل أحمد بن حنبل من بمكة؟ قال: سعيد بن منصور.

قلت: من نظر في سنن سعيد عرف حفظ الرجل وجلالته.

ص: 580

قال يعقوب الفسوي: سمعت الحميدي يقول: كنت بمصر، وكان لسعيد بن منصور حلقة بمصر في مسجدها.

قال الفسوي: كان سعيد إذا رأى في كتابه خطأ لم يرجع عنه.

وقال ابن سعد، وأبو داود، ومطين، وحاتم بن الليث: مات سنة سبعٍ وعشرين.

قال ابن يونس: مات بمكة في رمضان سنة سبعٍ.

وقال بعضهم: سنة ست، وهو غلط.

وقال بعضهم: سنة تسعٍ، وهو غلط أيضا.

166 -

‌ سعيد بن يحيى الأصبهاني

، سعدويه الطويل.

عن: مسلم بن خالد الزنجي، وإسماعيل بن جعفر، وأبي بكر بن عياش، وسلمة بن صالح. وعنه: إسماعيل سمويه، وعبد الله بن محمد بن زكريا، وأحمد بن مساور، ومحمد بن خلف التيمي، وغيرهم من الأصبهانيين.

قال أبو نعيم الحافظ: صدوق.

167 -

‌ سلم بن قادم

، أبو الليث.

حدث ببغداد عن: سفيان، وبقية بن الوليد، ومحمد بن حرب، وغيرهم. وعنه: صالح بن محمد جزرة، وموسى بن هارون، وجماعة.

وكان ثقة.

توفي سنة ثمانٍ وعشرين.

168 -

‌ سلم بن المغيرة

.

عن أبي بكر بن عياش، وغيره. وعنه عمر بن حفص السدوسي، وجماعة.

توفي سنة ثمانٍ أيضا.

ص: 581

169 -

‌ سلمة بن حبان العتكي البصري

.

عن: عبد الأعلى بن عبد الأعلى، وعرعرة بن البرند، وجماعة. وعنه: يوسف القاضي، وعبد الله بن أحمد بن حنبل، وأبو يعلى الموصلي، وآخرون.

170 -

ع:‌

‌ سليمان بن حرب بن بجيل

، أبو أيوب الأزدي الواشحي البصري، قاضي مكة.

سمع: شعبة، والحمادين، وجرير بن حازم، ويزيد بن إبراهيم التستري، ومبارك بن فضالة، وملازم بن عمرو، وحوشب بن عقيل، ووهيب بن خالد، والأسود بن شيبان. وعنه: البخاري، وأبو داود، وأبو داود أيضا والباقون عن رجلٍ عنه، ويحيى القطان، وأحمد بن حنبل، وإسحاق بن راهويه، وأبو زرعة، وأبو حاتم، والحارث بن أبي أسامة، وإبراهيم الحربي، وعباس الدوري، وأبو مسلم الكجي، وأبو خليفة الجمحي، ومحمد بن أيوب بن الضريس، وعثمان بن خرزاذ، وخلق.

قال أبو حاتم: هو إمام لا يدلس ويتكلم في الرجال، قرأ الفقه، وليس هو بدون عفان. وقد ظهر من حديثه نحو عشرة آلاف حديث، وما رأيت في يده كتابا قط، وحضرت مجلسه ببغداد فحزروا الحاضرين بأربعين ألفا، بني له شبه منبر بجنب قصر المأمون، فصعده وحضر المأمون والقواد، وكان المأمون في القصر قد أرسل ستر شف، وبقي يكتب ما يملي، قال: فسئل سليمان أول شيء، فلعله قد قال: حدثنا حوشب بن عقيل أكثر من عشر مرات، وهم يقولون: لا نسمع، ثم قالوا: ليس الرأي إلا أن نحضر هارون المستملي، فأحضروه، فلما قال: من ذكرت رحمك الله؟ إذا صوته خلاف الرعد، فسكتوا، وقعد المستملون كلهم، فاستملى هارون، وكان لا يسأل سليمان عن حديث إلا حدث من حفظه، فقمنا من مجلسه فأتينا عفان، فقال: ما حدثكم أبو أيوب؟ وإذا هو يعظمه.

وقال الفسوي: سمعت سليمان بن حرب يقول: سمعت الحديث في سنة ثمانٍ وخمسين ومائة. قال: ومولده سنة أربعين ومائة.

ص: 582

وعن يحيى بن أكثم قال: قال لي المأمون: من تركت بالبصرة؟ قلت: سليمان بن حرب، حافظ للحديث، ثقة، عاقل في نهاية الصيانة، فأمر بحمله إليه، فقدم، فاتفق أنه كان في مجلس المأمون أحمد بن أبي دؤاد، وثمامة، فكرهت أن يدخل مثله بحضرتهم، فلما دخل رفع المأمون مجلسه، فقال ابن أبي دؤاد: يا أمير المؤمنين نسأل الشيخ عن مسألة، فنظر المأمون إلى سليمان نظر تخيير له، فقال سليمان: حدثنا حماد بن زيد قال: قال رجل لابن شبرمة: إني أريد أن أسألك مسألةً، قال: إن كانت مسألتك لا تضحك الجليس، ولا تزري بالمسؤول، فسل، وحدثنا وهيب بن خالد قال: قال إياس بن معاوية: من المسائل ما لا ينبغي للسائل أن يسأل عنها، ولا للمسؤول أن يجيب فيها، فإن كانت مسألته من غير هذا فليسل، قال يحيى: فهابه القوم، فما نطق أحدٌ منهم بكلمة.

وقال حنبل: مات سنة أربع وعشرين.

زاد غيره: في ربيع الآخر.

ومن قال: سنة سبع، فقد غلط وصحف.

171 -

‌ سليمان بن عبد الله بن سليمان

بن علي بن عبد الله بن عباس الهاشمي الأمير.

ولي المدينة واليمن للمأمون، وعزله المعتصم. له ذكر.

172 -

ق:‌

‌ سنيد بن داود المصيصي

، أبو علي المحتسب.

عن: حماد بن زيد، وجعفر بن سليمان الضبعي، وابن المبارك، وأبي بكر بن عياش، وجماعة. وعنه: أبو بكر الأثرم، وأبو زرعة، وأحمد بن أبي خيثمة، وعبد الكريم الديرعاقولي، وخلق سواهم.

صدقه أبو حاتم.

وقال أبو داود: لم يكن بذاك.

وقال النسائي: ليس بثقة، ومشاه غيره.

وتوفي سنة ست وعشرين.

ص: 583

واسمه حسين، ولقبه سنيد.

173 -

خ د ن:‌

‌ سهل بن بكار

، أبو بشر البصري.

عن: شعبة، وجرير بن حازم، ويزيد بن إبراهيم، والسري بن يحيى، وأبان بن يزيد، وجويرية بن أسماء، وطائفة. وعنه: البخاري، وأبو داود، وأبو زرعة، وأبو حاتم ووثقه، ومحمد بن محمد التمار، وأبو مسلم الكجي، وآخرون.

توفي سنة سبعٍ، أو ثمانٍ وعشرين.

وروى النسائي عن رجلٍ عنه.

174 -

د:‌

‌ سهل بن تمام بن بزيع

، أبو عمرو الطفاوي البصري.

عن: أبيه، وقرة بن خالد، ويزيد بن إبراهيم التستري، وعباد بن منصور، وصالح بن أبي الجوزاء، وعمرو بن سليم الباهلي، وجماعة. وعنه: أبو داود، وأبو زرعة، وأبو حاتم، وعثمان بن خرزاذ، ومحمد بن محمد التمار، وآخرون.

قال أبو حاتم: شيخ.

وقال أبو زرعة: لم يكن يكذب، وربما وهم في الشيء.

175 -

ق:‌

‌ سهل بن زنجلة

، أبو عمرو الرازي.

حدث ببغداد عن: سفيان بن عيينة، ووكيع، وجماعة. وعنه: أبو حاتم، وإبراهيم الحربي، وأحمد بن الحسن الصُّوفي، وآخرون.

176 -

ق:‌

‌ سهل بن صقير

، أبو الحسن البصري ثم الخلاطي.

عن: مالك، والمبارك بن سحيم، وإبراهيم بن سعد، والدراوردي،

ص: 584

ويوسف بن عطية، وغيرهم. وعنه: سهل بن زنجلة، وشعيب بن محمد الدبيلي، وآخرون.

قال ابن عدي: لم يحدثنا عنه غير القاسم بن عبد الرحمن الفارقي، وأرجو أنه لا يتعمد الكذب.

وقال الخطيب: كان يضع.

177 -

د ن:‌

‌ سهل بن محمد بن الزبير العسكري

، نزيل البصرة.

سمع: عبثر بن القاسم، ويحيى بن أبي زائدة، وعبد الله بن إدريس. وعنه: أبو داود، والنسائي عن رجلٍ عنه، وأبو زرعة، وأبو حاتم، وأحمد بن محمد الخزاعي الأصبهاني، وجماعة.

وثقه أبو حاتم.

وتوفي سنة سبعٍ وعشرين.

قال أبو زرعة: كان أكيس من سهل بن عثمان.

178 -

‌ سهل بن نصر المطبخي

.

عن: حماد بن زيد، وجعفر بن سليمان، وخلف بن خليفة. وعنه: عباس الدوري، وأحمد بن أبي خيثمة، وآخرون.

ما علمت فيه مقالا.

179 -

خ:‌

‌ سيدان بن مضارب الباهلي البصري

.

عن: حماد بن زيد، ويزيد بن زريع، وغيرهما. وعنه: البخاري، وأبو حاتم، وهلال بن العلاء، وجماعة.

قال أبو حاتم: صدوق.

ص: 585

قلت: توفي سنة أربعٍ وعشرين.

180 -

د ن:‌

‌ شاذ بن فياض

، أبو عبيدة اليشكري البصري، واسمه هلال.

وشاذ أعجمي معناه الفرحان، وذاله مخففة، وقيل: مشددة. عن: هشام الدستوائي، وشعبة، والثوري، وعكرمة بن عمار، وجماعة. وعنه: أبو داود، والنسائي عن رجل عنه، والفلاس، ومحمد بن المثنى، وإبراهيم الحربي، وأحمد بن داود المكي، وحنبل بن إسحاق، ومحمد بن حبان المازني، ومحمد بن أيوب بن الضريس، وأبو خليفة الجمحي، وطائفة.

قال أبو حاتم: صدوق ثقة.

وقال البخاري: مات سنة خمسٍ وعشرين ومائتين.

181 -

‌ شاذ بن يحيى الواسطي

.

عن: وكيع، ويزيد بن هارون. وعنه: عباس بن عبد العظيم العنبري، وتميم بن المنتصر، وأحمد بن سنان، وأبو بكر الأعين، وعباس الترقفي، ومحمد بن عبد العزيز الدينوري، وطائفة.

182 -

‌ شجاع بن أشرس

، أبو العباس البغدادي.

عن: عبد العزيز بن الماجشون، وقيس بن الربيع، والليث بن سعد، ويزيد بن عطاء، وغيرهم. وعنه: أبو زرعة، وأبو بكر بن أبي الدنيا، وأحمد بن علي الخزاز، وجماعة.

قال ابن معين: ليس به بأس.

183 -

خ ن:‌

‌ شريح بن مسلمة التنوخي الكوفي

.

عن: إبراهيم بن يوسف السبيعي، وشريك القاضي، ومندل بن علي، وغيرهم. وعنه: أحمد بن عثمان بن حكيم، وأبو حاتم الرازي، وقال:

ص: 586

صدوق.

وقد روى البخاري، والنسائي عن رجلٍ عنه.

وتوفي سنة اثنتين وعشرين.

184 -

‌ شعيث بن محرز بن شعيث بن زيد أبي الزعراء

، أبو محمد الكوفي، ثم البصري.

سمع شعبة، وجماعة. وعنه: أبو زرعة، وأبو حاتم الرازيان، وأبو خليفة.

قال أبو حاتم: شيخ.

واسم أبي الزعراء: عبد الله بن هانئ الأزدي، صاحب ابن مسعود، مشهور.

توفي شعيث سنة سبعٍ وعشرين.

185 -

خ م ت ق:‌

‌ شهاب بن عباد

، أبو عمر العبدي الكوفي.

سمع: الحمادين، وشريكا، وإبراهيم بن حميد الرؤاسي، وجماعة. وعنه: البخاري، ومسلم، والترمذي، وابن ماجه عن رجلٍ عنه، وإسماعيل سمويه، وأحمد بن أبي غرزة الغفاري، وإبراهيم بن شريك الأسدي، وآخرون.

وكان ثقة ثبتا.

توفي في جمادى الأولى سنة أربعٍ وعشرين.

أما:

186 -

‌ شهاب بن عباد العبدي العصري البصري

.

فتابعي يروي عن: ابن عباس، وابن عمر. وعنه ابنه: هود العصري، ويحيى بن عبد الرحمن.

لم يخرجوا له.

ص: 587

187 -

‌ صالح بن إسحاق

، أبو عمر الجرمي البصري النحوي.

كان من كبار أئمة العربية في زمانه، وأروعهم وأخيرهم. روى عن: عبد الوارث التنوري، ويزيد بن زريع. وأخذ اللغة عن يونس بن حبيب، وأبي عبيدة. والنحو عن سعيد بن مسعدة الأخفش. روى عنه: أحمد بن ملاعب، وأبو خليفة الجمحي، وجماعة. ونال بالأدب المال والجاه والحشمة.

قال أبو نعيم الأصبهاني: قدم أصبهان مع فيض بن محمد الثقفي، فأعطاه يوم مقدمه عشرة آلاف درهم، وكان يصله كل سنة باثني عشر ألف درهم.

وقال المبرد: كان الجرمي أثبت القوم في كتاب سيبويه، وعليه قرأت الجماعة، وكان عالما باللغة حافظا لها، وله كتب انفرد بها، وكان جليلا في الحديث والأخبار، وكان أغوص على الاستخراج من المازني، وإليهما انتهى علم النحو في زمانهما.

قلت: وله كتاب مختصرٌ في النحو مشهور، وكتاب غريب سيبويه، وكتاب الأبنية وكتاب العَروض، وغير ذلك من التصانيف الأدبية.

توفي سنة خمس وعشرين.

وقد قدم الجرمي بغداد، وناظر الفراء.

188 -

‌ صالح بن عبيد الله

، مولى بني هاشم.

نزل الثغر بمدينة أذنة، وحدث عن: أبي المليح الرقي، وسفيان بن عيينة. روى عنه: أبو حاتم الرازي، وغيره.

189 -

خ:‌

‌ صدقة بن الفضل المروزي

، أبو الفضل.

عن: أبي حمزة السكري، وحفص بن غياث، وسفيان بن عيينة، وعبد الله بن وهب، وطبقتهم. وعنه: البخاري، ويعقوب الفسوي، وعبيد الله بن واصل البخاري، ومحمد بن نصر المروزي، وأحمد بن منصور زاج، وأبو محمد الدارمي، وأبو الموجه محمد بن عمرو، وآخرون.

ص: 588

وكان إماما ثقة صاحب سنة، يقال: إنه كان بمرو كأحمد بن حنبل ببغداد.

توفي سنة ست وعشرين، أو سنة ثلاثٍ وعشرين، رحمه الله.

قال عباس بن الوليد النرسي: كنا نقول: صدقة بن الفضل بخراسان، وأحمد بن حنبل بالعراق.

190 -

‌ صفر بن إبراهيم

، أبو الربيع الأزدي البخاري العابد.

سمع من: الفضيل بن عياض، وابن المبارك، وابن عيينة. روى عنه: محمد بن الفضل المفسر، وأهل بخارى.

وقد اختلف في سكون الفاء من اسمه وحركتها.

توفي سنة سبعٍ وعشرين.

191 -

‌ صقر بن عبد الرحمن بن مالك بن مغول

، أبو بهز.

حدث بواسط عن: شريك، وخالد الطحان. وعنه: أبو حاتم، وقال: صدوق.

192 -

‌ ضرار بن صرد التيمي

، أبو نعيم الكوفي الطحان العابد.

سمع: إبراهيم بن سعد، وعبد الله بن المبارك، وعبد العزيز بن أبي حازم، وطبقتهم. وعنه: أحمد بن يوسف السلمي، وأبو زرعة الرازي، ومحمد بن عثمان بن أبي شيبة، ومطين، وجماعة.

قال أبو حاتم: صدوق، لا يحتج به.

وقال البخاري: متروك، مع أنه قد روى عنه في كتاب أفعال العباد.

قال مطين: توفي سنة تسع وعشرين في ذي الحجة.

ص: 589

وقال علي بن الحسن الهسنجاني: سمعت ابن معين يقول: بالكوفة كذابان: هو، وأبو نعيم النخغي.

قلت: ومن مناكيره ما روى عن معتمر بن سليمان، عن أبيه، عن الحسن، عن أنس، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لعلي: أنت تبين ما اختلفوا فيه بعدي. وهذا حديث موضوع.

193 -

‌ الطيب بن زبان

، أبو زبان العسقلاني.

عن زياد بن سيار. وعنه: أبو زرعة، وأبو حاتم.

قال عبد الرحمن بن أبي حاتم: سمعت أبا زرعة يقول: أتيته بأحاديث، فقلت: يا أبا زبان، حدثكم زياد بن سيار الكناني، فقال: يا أبا زبان حدثكم زياد بن سيار الكناني. فقلت: أبو زبان أنت هو. فقال: أبو زبان أنت هو. فكنت كلما قلت شيئا قال مثله، فوضعت يدي على بسم الله الرحمن الرحيم وعلى اسمه، وأريته، فقال: حدثنا زياد بن سيار. قال عبد الرحمن: فقلت لأبي زرعة: فهذا تحل الرواية عنه؟ قال: نعم، هو عندي صدوق!

194 -

خ ت ق:‌

‌ عاصم بن علي بن عاصم بن صهيب

، أبو الحسين الواسطي، مولى قريبة بنت محمد ابن الصديق أبي بكر التيمي.

سمع: أباه، وعكرمة بن عمار، وابن أبي ذئب، وعاصم بن محمد العمري، وشعبة، والمسعودي، والقاسم بن الفضل الحداني، وخلقا. وعنه: البخاري، والترمذي، وابن ماجه عن رجل عنه، وأحمد بن حنبل، وابن عمه حنبل، وإبراهيم الحربي، والدارمي، وأبو حاتم، وعبد الله بن أحمد الدورقي، وعلي بن عبد العزيز البغوي، ومحمد بن يحيى المروزي، وخلق.

حدث ببغداد مدة، وعاد إلى واسط، وبها مات.

وقد حط عليه يحيى بن معين.

ص: 590

وقال عبد الله بن أحمد، عن أبيه: صحيح الحديث، قليل الغلط.

وقال أبو حاتم: صدوق.

وقال أبو الحسين ابن المنادي: كان مجلسه يحزر ببغداد بأكثر من مائة ألف إنسان، وكان يستملي عليه هارون الديك، وهارون مكحلة.

وقال عمر بن حفص السدوسي: سمعنا من عاصم، فوجه المعتصم من يحزر مجلسه في رحبة النخل التي في جامع الرصافة، وكان يجلس على سطح، وينتشر الناس، حتى سمعته يوما يقول: حدثنا الليث بن سعد، ويستعاد، فأعاد أربع عشرة مرة، والناس لا يسمعون، وكان هارون يركب نخلة معوجة يستملي عليها، فبلغ المعتصم كثرة الجمع، فأمر بحزرهم، فوجه بقطاعي الغنم، فحزروا المجلس عشرين ومائة ألف.

وعن أحمد بن عيسى قال: أتاني آت في منامي فقال: عليك بمجلس عاصم بن علي فإنه غيظ لأهل الكفر.

وكان رحمه الله ممن ذب عن الإسلام في المحنة، فروى الهيثم بن خلف الدوري، أن محمد بن سويد الطحان حدثه، قال: كنا عند عاصم بن علي، ومعنا أبو عبيد، وإبراهيم بن أبي الليث، وجماعة. وأحمد بن حنبل يضرب، فجعل عاصم يقول: ألا رجل يقوم معي فنأتي هذا الرجل فنكلمه؟ قال: فما يجيبه أحد، ثم قال ابن أبي الليث: أنا أقوم معك يا أبا الحسين، فقال: يا غلام خفي، فقال ابن أبي الليث: يا أبا الحسين، أبلغ إلى بناتي فأوصيهن، قال: فظننا أنه ذهب يتكفن ويتحنط، ثم جاء فقال: إني ذهبت إليهن فبكين، قال: وجاء كتاب ابنتي عاصم من واسط: يا أبانا، إنه قد بلغنا أن هذا الرجل أخذ أحمد بن حنبل، فضربه على أن يقول القرآن مخلوق، فاتق الله ولا تجبه، فوالله لأن يأتينا نعيك أحب إلينا من أن يأتينا أنك قلت.

وذكر ابن عدي لعاصم ثلاثة أحاديث، تفرد بها عن شعبة، ثم قال ابن

ص: 591

عدي: لا أعلم شيئا منكرا سواها، ولم أر بحديثه بأسا.

توفي عاصم في رجب سنة إحدى وعشرين.

195 -

‌ عامر بن حجير بن سويد الباهلي البصري

، أبو الحسن.

عن: عمه قزعة بن سويد، وحماد بن زيد. وعنه: أبو زرعة، وأبو حاتم، ووثقاه.

196 -

‌ عامر بن سعيد

، أبو حفص الخراساني البزاز.

نزل دمشق وحدث عن: يزيد بن زريع، وأبي معاوية الضرير، وهشام بن يوسف الصنعاني، وجماعة. وعنه: سعد بن محمد البيروتي، وعثمان بن خرزاذ، وإبراهيم بن عبد الله بن الجنيد.

وثقه ابن معين.

197 -

خ م د ن:‌

‌ عباد بن موسى

، أبو محمد الختلي الأبناوي.

نزل بغداد، وحدث عن: إبراهيم بن سعد، وإسماعيل بن عياش، وهشيم، وإسماعيل بن جعفر، وجماعة. وعنه: مسلم، وأبو داود، والبخاري، والنسائي عن رجل عنه، وأحمد بن علي الأبار، وأحمد بن علي القاضي المروزي، وأبو يعلى أحمد بن علي، وصالح جزرة، وأحمد بن يحيى الحلواني، وجماعة.

وثقه أبو زرعة، وغيره.

توفي في آخر سنة تسع وعشرين. وقيل: في أول سنة ثلاثين بطرسوس.

198 -

‌ العباس بن بكار الضبي البصري

.

روى عن: أبي بكر الهذلي، وخالد بن عبد الله، وعبد الله بن المثنى الأنصاري، وآخرين. وعنه: قطن بن إبراهيم، وإسحاق بن وهب العلاف،

ص: 592

ومحمد بن زكريا الغلابي، وأبو حاتم الرازي، ومحمد بن عثمان بن أبي سويد، وجماعة.

وكان كذابا.

روى عن حماد بن سلمة، عن أبي الزبير، عن جابر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من غرس غرسا يوم الأربعاء، فقال: سبحان الباعث الوارث، أتته بأكله.

وروى عن عبد الله بن المثنى، عن ثمامة، عن أنس رفعه: الغلاء والرخص جندان من جنود الله، اسم أحدهما الرغبة، والآخر الرهبة.

قال ابن عدي: منكر الحديث.

وقال ابن حبان: لا يجوز الاحتجاج به، ولا كتب حديثه إلا على سبيل الاعتبار. وروى عن خالد بن عبد الله، عن بيان، عن الشعبي، عن أبي حجيفة، عن علي رفعه: إذا كان يوم القيامة نادى مناد: يا أهل الجمع، غضوا أبصاركم حتى تمر فاطمة.

قلت: وهو العباس بن الوليد بن بكار، نسب إلى جده.

توفي سنة إحدى وعشرين، ورخه أبو القاسم بن منده.

وكناه الحاكم أبو أحمد: أبا الوليد، وقال: ذاهب الحديث، وهو ابن أخت أبي بكر الهذلي.

199 -

‌ عباس بن سليمان بن جميل القسملي

، مولاهم، الموصلي.

عن: نافع بن عمر الجمحي، وأبي شهاب عبد ربه الحناط، وجماعة. وعنه: سليمان بن عبد الخالق البلدي، وابن أبي كامل الموصلي.

توفي سنة إحدى وعشرين.

200 -

‌ عباس بن الفضل العبدي

، أبو عثمان البصري الأزرق.

عن: همام بن يحيى، وحرب بن شداد. وعنه: عباس الدوري، وأبو حاتم الرازي، ومحمد بن الضريس.

ص: 593

تركه أبو زرعة.

وقال البخاري: ذهب حديثه.

قلت: قد مر في طبقة ابن المبارك عباس بن الفضل البصري الأنصاري، متروك أيضا. فأما الأزرق، فقال ابن أبي حاتم: كتب عنه أبي أيام الأنصاري، وسمعته يقول: ترك حديثه.

201 -

‌ العباس ابن المأمون ابن الرشيد الهاشمي الأمير

.

أحد من ذكر للخلافة عند وفاة أبيه. وقد تلكأ عند مبايعة المعتصم، وهم بالخروج عليه في سنة ثلاث وعشرين، فقبض عليه المعتصم، ومات في سنة أربع وعشرين ومائتين شابا.

202 -

‌ عبد الله بن أيوب بن أبي علاج الموصلي

، مولى عقيل بن أبي طالب.

عن: يونس الأيلي، وابن أبي ذئب، وهشام بن الغاز، وعكرمة بن عمار. وعنه: سنان بن محمد بن طالب، وعلي بن جابر الموصليان.

قال ابن حبان: روى عن يونس نسخةً كلها موضوعة.

وقال يزيد بن محمد: كان رجلا صالحا منكر الحديث.

قال: ويقال كان من أعبر الناس للرؤيا.

وقال غيره: ليس بثقة ولا مأمون.

توفي سنة خمس وعشرين.

203 -

‌ عبد الله بن أبي حسان

، واسم أبيه عبد الرحمن بن يزيد، أو يزيد بن عبد الرحمن، اليحصبي، الإفريقي المغربي الفقيه.

رحل وأخذ عن: مالك، وابن أبي ذئب، وابن عيينة. وأخذ بالمغرب عن عبد الرحمن بن زياد بن أنعم الإفريقي. وعمر دهرا، وكان من الراسخين في العلم.

ص: 594

روي عن ابن وهب قال: ما رأيت مالكا أميل منه لعبد الله بن أبي حسان.

وعن سحنون قال: كنت أول طلبي إذا انغلقت علي المسائل، آتي ابن أبي حسان.

توفي ابن أبي حسان سنة سبع وعشرين، ومولده سنة أربعين ومائة.

قال محمد بن سحنون: مات سنة ست وعشرين.

204 -

‌ عبد الله بن خالد الكوفي الفقيه

.

عن: سفيان بن عيينة، وشعيب بن حرب، وإبراهيم بن بكر الشيباني، وغيرهم.

وقد أكرهه المأمون على القضاء بأصبهان، فسار إليها. وكان صالحا فاضلا. روى عنه: عبد الرحمن بن عمر رستة، وعمرو بن سعيد الجمال، ومحمد بن المغيرة، وأسيد بن عاصم، وغيرهم.

وبلغنا عنه أنه كان مارا إلى مجلس الحكم، فرأى رجلا قد وقع حمله، فشمر ونزل فحمل معه. وأن رجلا قال له في حكومة: اتق الله، فوضع يده على رأسه، وعنف نفسه ووبخها، ثم هرب، ولم ير بعد إلا يوما، رآه بعضهم في الثغر، وهو في جملة الحراس. رضي الله عنه.

205 -

‌ عبد الله بن أبي بكر العتكي

، وهو عبد الله بن السكن بن الفضل بن المؤتمن الأزدي، أبو عبد الرحمن البصري.

عن: شعبة، وهمام، والأسود بن شيبان، وجرير بن حازم، وجماعة. وعنه: البخاري في كتاب الأدب له، وإبراهيم الحربي، وصالح بن أحمد بن حنبل، وأحمد بن أبي خيثمة، وعبد الله بن أحمد بن إبراهيم الدورقي، وأبو زرعة، وأبو حاتم الرازيان، وعبيد الله بن واصل البخاري، وطائفة.

قال أبو حاتم: صدوق.

ص: 595

وقال ابن أبي عاصم: توفي سنة أربع وعشرين.

206 -

‌ عبد الله بن خيران

، أبو محمد الكوفي.

حدث ببغداد عن: شعبة، وعبد الرحمن المسعودي. وعنه: أحمد بن حرب المعدل، ومحمد بن غالب تمتام، وعيسى الطيالسي زغاث، وأبو بكر بن أبي الدنيا، وهو أكبر شيخ لأبي بكر.

قال الخطيب: اعتبرت من روايته أحاديث كثيرة، فوجدتها مستقيمة تدل على ثقته.

وذكره العقيلي في الضعفاء، فقال: لا يتابع على حديثه، ثم ساق له ثلاثة أحاديث حسنة أحدها موقوف رفعه.

207 -

‌ عبد الله بن داهر الرازي الأحمري

.

حدث ببغداد عن: عبد الله بن عبد القدوس، وعمرو بن جميع. وعنه: صالح بن محمد جزرة، وموسى بن هارون، وأحمد بن الحسن الصوفي.

وقال صالح: صدوق.

208 -

‌ عبد الله بن رُشَيْد

، أبو عبد الرحمن.

لم يذكره ابن أبي حاتم. وكنَّاه أبو أحمد، وقال: سمع مجاعة بن الزُّبَيْر العتكي. وعنه بشر بن سهل الجُنْدَيسابوري.

209 -

‌ عبد الله بن سلم المسمعي البصري

، صاحب الطيالسة.

قال ابن أبي حاتم: روى عن: جده خالد بن رخيم الباهلي المسمعي، وعبد الله بن عون. وعنه: أبو الوليد الطيالسي، ونعيم بن حماد، ونصر بن علي الجهضمي.

وأدركه علي بن الحسين بن الجنيد، وكتب عنه وقال: صدوق.

وقال القواريري: هو من كبار أصحاب ابن عون إلا أنه قل ما روى.

ص: 596

210 -

ن:‌

‌ عبد الله بن سوار بن عبد الله بن قدامة العنبري

، القاضي أبو السوار البصري.

سمع: أباه، وعبد الله بن بكر المزني، ويزيد بن إبراهيم، وحماد بن سلمة، وجرير بن حازم ووهيب بن خالد، ومالك بن أنس، وعنه: ابنه سوار، ومعاوية بن صالح الأشعري، وأبو زرعة الرازي، وحرب الكرماني، ومحمد بن إبراهيم البوشنجي، وعبيد الله بن واصل البخاري، ومعاذ بن المثنى، وأبو خليفة، وخلق.

وثقه أبو داود، وغيره.

وكان صاحب سنة وعلم.

توفي سنة ثمان وعشرين.

روى له النسائي حديثا في الفرائض، وهو وأبوه وجده قضاة البصرة.

211 -

خ د ت ق:‌

‌ عبد الله بن صالح بن محمد بن مسلم الجهني

، مولاهم المصري، أبو صالح، كاتب الليث بن سعد.

ولد سنة سبع وثلاثين ومائة، ورأى زبان بن فائد، وعمرو بن الحارث، وسمع موسى بن علي بن رباح، ومعاوية بن صالح، ويحيى بن أيوب، وعبد العزيز بن الماجشون، وسعيد بن عبد العزيز التنوخي، ونافع بن يزيد، وجماعة، وأكثر على الليث.

وعنه: يحيى بن معين، والذهلي، والبخاري على الصحيح، ثم ظفرت برواية البخاري، عن عبد الله بن صالح، عن الليث، في باب التجارة في البحر، في الصحيح، كما شرحناه في ترجمة عبد الله بن صالح العجلي، وأبو حاتم، وأبو إسحاق الجوزجاني، وإسماعيل سمويه، وحميد بن زنجويه،

ص: 597

والدارمي، وعثمان بن سعيد الدارمي، وأبو زرعة الدمشقي، ومحمد بن إسماعيل الترمذي، وإبراهيم بن الحسين بن ديزيل، وخلق، وآخر من روى عنه وفاة محمد بن عثمان بن سعيد بن أبي السوار المصري المتوفى سنة سبع وتسعين ومائتين.

وقد روى عنه شيخه الليث حديثا رواه ابن ديزيل قال: حدثنا خلف بن الوليد أبو المهنا، قال: حدثنا الليث بن سعد، عن عبد الله بن صالح، عمن أخبره يرفع الحديث إلى النبي صلى الله عليه وسلم قال: ما أعطي أحدٌ الشكر فمنع الزيادة. الحديث.

قال ابن ديزيل: ثم أتيت أبا صالح فسألته، فقال: نعم أنا حدثته بذلك. قلت: فمن حدثك؟ قال: يحيى بن عطارد بن مصعب، عن أبيه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم. مرسل.

وقد استشهد البخاري بعبد الله بن صالح في الصحيح، وروى عنه حديثا كما رجحنا في ترجمة عبد الله بن صالح المذكور في الطبقة الماضية.

وأثنى عليه سعيد بن عفير. وقال عبد الملك بن شعيب بن الليث: أبو صالح ثقة مأمون، سمع من جدي حديثه، وكان أبي يحضه على التحديث.

وقال عبد الله بن أحمد: سألت أبي عنه، فقال: فسد بأخرة، وليس بشيء.

قال ابن حبان: كان كاتبا على مغل الليث بن سعد، منكر الحديث جدا، وكان في نفسه صدوقا. سمعت ابن خزيمة يقول: كان له جار بينه وبينه عداوة، فكان يضع الحديث على شيخ عبد الله بن صالح، ويكتب في قرطاس بخط يشبه خط عبد الله بن صالح، ويطرح في داره في وسط كتبه، فيجده عبد الله، فيحدث به على التوهم أنه خطه. فمن ناحيته وقع المناكير في أخباره.

ص: 598

قال ابن حبان: وقد روى عبد الله بن صالح، عن يحيى بن أيوب، عن يحيى بن سعيد، عن عطاء بن يسار، عن عبد الله بن عمرو قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: حجة لمن لم يحج، خير من عشر غزوات، وغزوة لمن حج، خير من عشر حجج، وغزوة في البحر خير من عشرة في البر. حدثناه أبو عروبة، قال: حدثنا علي بن إبراهيم بن عزون، قال: أخبرنا عبد الله، فذكره.

وروى عن الليث، عن خالد بن يزيد، عن سعيد بن أبي هلال، عن ربيعة بن سيف، عن شفي الأصبحي، سمع عبد الله بن عمرو يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: يكون خلفي اثنا عشر خليفة، أبو بكر لا يلبث إلا قليلا، وصاحب رحى دارة العرب عمر ...... وذكر الحديث. حدثناه أحمد بن الحسن الصوفي، قال: حدثنا يحيى بن معين، قال: أخبرنا عبد الله فذكره. وذكر له ابن حبان أحاديث أخر منكرة.

قال ابن أبي حاتم في ترجمة عبد الله بن صالح: روى عنه الليث، وابن وهب، ودحيم.

قال ابن عبد الحكم: سمعت أبي، وسئل عن أبي صالح، فقال: تسألوني عن أقرب رجل إلى الليث؟ رجل معه في ليله ونهاره وسفره وحضره، ويخلو معه غالبا، فلا ينكر لمثله أن يكثر عن الليث.

وقال أبو حاتم: هو أمين صدوق ما علمته.

وقال أبو حاتم: سمعت ابن معين يقول: أقل الأحوال أنه قرأ هذه الكتب على الليث، فأجازها له، ويمكن أن يكون ابن أبي ذئب كتب إلى الليث بهذا الدرج.

قال أحمد بن صالح: لا أعلم أحدا روى عن الليث، عن ابن أبي ذئب إلا أبو صالح.

وذكر أن أبا صالح أخرج درجا قد ذهب أعلاه، ولم يدر حديث من هو،

ص: 599

فقيل له: حديث ابن أبي ذئب، فروى عن الليث، عن ابن أبي ذئب.

وقال صالح جزرة: كان ابن معين يوثقه، وعندي أنه كان يكذب في الحديث.

وقال النسائي: ليس بثقة.

وقال إسماعيل سمويه، عن عبد الله، قال: صحبت الليث عشرين سنة.

وقال الفضل بن محمد الشعراني: ما رأيت عبد الله بن صالح إلا وهو يحدث أو يسبح.

وقال يعقوب الفسوي: حدثنا الرجل الصالح أبو صالح عبد الله بن صالح.

وقال الرمادي، عن أبي صالح قال: خرجنا مع الليث إلى بغداد سنة إحدى وستين ومائة، فشهدنا الأضحى ببغداد.

قلت: في هذه النوبة سمع من سعيد مفتي دمشق، وأبلغ ما نقموا عليه حديثه عن نافع بن يزيد، عن زهرة بن معبد، عن سعيد بن المسيب، عن جابر يرفعه: إن الله اختار أصحابي على جميع العالمين بطوله، وهو حديث موضوع، ولكن قد تابعه على روايته سعيد بن أبي مريم، عن نافع، فرواه محمد بن الحارث العسكري، وعلي بن داود القنطري، عنهما، عن نافع.

قال أبو زرعة وغيره: هو من وضع خالد بن نجيح المصري، وكان يضع في كتب الشيوخ ما لم يسمعوا.

وقال ابن عدي: أبو صالح عندي مستقيم الحديث، إلا أنه يقع في حديثه غلط، ولا يتعمد الكذب.

وقال غير واحد: توفي يوم عاشوراء سنة ثلاث وعشرين ومائتين.

ص: 600

ومن طبقته سميه:

• - عبد الله بن صالح الكوفي، المذكور في الطبقة الماضية.

212 -

‌ عبد الله بن طاهر بن الحسين بن مصعب

، الأمير العادل أبو العباس الخزاعي المصعبي، أمير إقليم خراسان وما يليه.

ولد سنة اثنتين وثمانين ومائة، وتأدب في صغره، وقرأ العلم والفقه، وسمع من وكيع، ويحيى بن الضريس، وعبد الله المأمون. روى عنه: إسحاق بن راهويه وهو أكبر منه، ونصر بن زياد القاضي، وأحمد بن سعيد الرباطي، والفضل بن محمد الشعراني، وابنه محمد بن عبد الله الأمير، وابن أخيه منصور بن طلحة، وآخرون.

قال المرزباني: كان بارع الأدب، حسن الشعر، تنقل في الأعمال الجليلة شرقا وغربا، قلده المأمون مصر والمغرب، ثم نقله إلى خراسان.

وقال ابن ماكولا: رزيق بتقديم الراء: الحسين بن مصعب بن رزيق بن أسعد، مولى سعد بن أبي وقاص، كذا قال، وصوابه: مولى طلحة بن عبد الله الخزاعي، وهو طلحة الطلحات أمير سجستان.

وروى الحاكم في تاريخه عن أبي الحسين محمد بن يحيى الحسيني، أن أسعد جد بني طاهر كان يعرف في العجم بفرخ زرين موزة، فأسلم على يد علي عليه السلام، على أن لا يغير اسمه، فسأل عن اسمه فقيل: اسم مشتق من السعادة، فقال: هو إذًا أسعد، وكان والده يسمى فيروز.

وقال إبراهيم نفطويه: لما غلب عبد الله بن طاهر على الشام، وهب له المأمون ما وصل إليه من الأموال هناك، ففرقها على القواد. ولما دخل مصر وقف على بابها وقال: أخزى الله فرعون، ما كان أخسه، وأدنى همته، ملك هذه القرية فقال: أنا ربكم الأعلى، والله لا دخلتها.

وكان ابن طاهر جوادا ممدحا. وفد عليه دعبل الخزاعي، فلما أكثر عطاياه توارى عنه، وكتب إليه:

ص: 601

هجرتك لم أهجرك من كفر نعمة وهل يرتجى نيل الزيادة بالكفر ولكنني لما أتيتك زائرا فأفرطت في بري عجزت عن الشكر فملان لا آتيك إلا معذرا أزورك في الشهرين يوما وفي الشهر فإن زدت في بري تزيدت جفوةً ولم نلتق حتى القيامة والحشر فوصل إليه منه ثلاث مائة ألف درهم.

وعن العباس بن مجاشع قال: لما قدم ابن طاهر اعترضه دعبل فقال:

جئتك مستشفعا بلا سبب إليك إلا بحرمة الأدب فاقض ذمامي، فإنني رجلٌ غير ملح عليك في الطلب فبعث إليه بعشرة آلاف درهم، وبهذين البيتين:

أعجلتنا فأتاك عاجل برنا ولو انتظرت كثيره لم نقلل فخذ القليل وكن كمن لم يسأل ونكون نحن كأننا لم نفعل وفيه يقول عوف بن ملحم:

يا ابن الذي دان له المشرقان طرا وقد دان له المغربان إن الثمانين وبلغتها قد أحوجت سمعي إلى ترجمان وبدلنني بالشطاط انحنا وكنت كالصعدة تحت السنان ولم تدع في لمستمتع إلا لساني وبحسبي لسان أدعو به الله وأثني على فضل الأمير المصعبي الهجان فقرباني بأبي أنتما من وطني قبل اصفرار البنان وقبل منعاي إلى نسوة أوطانها حران فالرقمتان وقال أحمد بن يزيد السلمي: كنت مع ابن طاهر، فوقع على رقاع مرةً، فبلغت صلاته ألفي ألف وسبع مائة ألف، فدعوت له وحسنت فعاله.

وروي نحوها بإسناد آخر.

وقال ابن خلكان: كان ابن طاهر شهما نبيلا، عالي الهمة، ولي الدينور، فلما خرج بابك على خراسان بعث لها المأمون عبد الله، فسار إليها في

ص: 602

سنة ثلاث عشرة، وحارب الخوارج، وقدم نيسابور سنة خمس عشرة، فأمطروا.

فقال شاعر:

قد قحط الناس في زمانهم حتى إذا جئت جئت بالمطر غيثان في ساعة لنا أتيا فمرحبا بالأمير والدرر وقد رحل إليه أبو تمام، وعمل فيه قصائد، وصنف الحماسة في هذه السفرة بهمذان، لأنه انحبس بهمذان للثلوج، وأقام في دار رئيس له كتب عظيمة، فرأى فيها ما لا يوصف من دواوين العرب، فاختار منها أبو تمام كتاب الحماسة.

ومن كلام ابن طاهر: سمن الكيس، ونبل الذكر، لا يجتمعان.

ويقال: إن البطيخ العبدلاوي بمصر منسوب إلى عبد الله بن طاهر.

ومما ينسب إلى عبد الله بن طاهر من الشعر قوله:

نبهته وظلام الليل منسدلٌ بين الرياض دفينا في الرياحين فقلت خذ قال كفي لا تطاوعني فقلت قم قال رجلي لا تؤاتيني إني غفلت عن الساقي فصيرني كما تراني سليب العقل والدين وله:

نحن قوم تليننا الحدق النجـ ـل على أننا نلين الحديدا نملك الصيد ثم تملكنا البيـ ـض المصونات أعينا وخدودا تتقي سخطنا الأسود ونخشى سخط الخِشف حين يبدي الصدودا فترانا يوم الكريهة أحرا را وفي السلم للغواني عبيدا وعن سهل بن ميسرة أن جيران دار عبد الله بن طاهر أمر بإحصائهم، فبلغوا أربعة آلاف نفس، فكان يقوم بمؤونتهم وكسوتهم، فلما خرج إلى خراسان، انقطعت الرواتب من المؤونة، وبقيت الكسوة مدة حياته.

وروى الخطيب بإسناده إلى محمد بن الفضل: أن ابن طاهر لما افتتح مصر ونحن معه، سوغه المأمون خراجها، فصعد المنبر، فلم ينزل حتى أجاز

ص: 603

بها كلها، وهي ثلاثة آلاف ألف دينار، أو نحوها، فأتى معلى الطائي قبل أن ينزل، فأنشده، وكان واجدا عليه:

يا أعظم الناس عفوا عند مقدرة وأظلم الناس عند الجود بالمال لو يصبح النيل يجري ماؤه ذهبا لما أشرت إلى خزن بمثقال فضحك وسر بها، واقترض عشرة آلاف دينار، فدفعها إليه.

وكان ابن طاهر عادلا في الرعية، عظيم الهيبة، حسن المذهب.

قال أحمد بن سعيد الرباطي: سمعته يقول: والله لا أستجيز أن أقول إيماني كإيمان يحيى بن يحيى، وأحمد بن حنبل، وهؤلاء يقولان: إيماننا كإيمان جبريل وميكائيل.

وقال أبو زكريا يحيى العنبري: سمعت أبي يقول: خلف ابن طاهر في بيت ماله أربعين ألف ألف درهم، هذا دون ما في بيت العامة.

وقال أحمد بن كامل القاضي: مات عبد الله بن طاهر، وكان قد أظهر التوبة، وكسر الملاهي، وعمر الرباطات بخراسان، ووقف لها الوقوف، وافتدى الأسرى من الترك بنحو ألفي ألف درهم.

وقال أبو حسان الزيادي: مات بمرو في ربيع الأول سنة ثلاثين، مرض ثلاثة أيام بحلقه، يعني الخوانيق، وله ثمان وأربعون سنة.

213 -

ق:‌

‌ عبد الله بن عاصم الحماني

، أبو سعيد البصري.

سمع: الحمادين، ومحمد بن راشد المكحولي، وعبد الله بن المثنى الأنصاري، ومهدي بن ميمون، وجماعة. وعنه: أحمد بن عبد الله بن حكيم الفرياناني، وأبو زرعة، وتمتام، وأحمد بن سيار المروزي، ومحمد بن أيوب الرازي، وخلق.

قال أبو حاتم، وغيره: صدوق.

روى له ابن ماجه حديثا واحدا.

214 -

‌ عبد الله بن عبد الرحمن بن يزيد بن مالك

، أبو محمد الحجازي، نزيل بخارى.

ص: 604

سمع: مالكا، وحماد بن زيد، وإسماعيل بن عياش فيما زعم. وعنه: محمد بن عثمان السمسار، وإسحاق بن محمود البخاريان.

قال صالح جزرة: كذاب، من أكذب خلق الله، وعامة أحاديثه بواطيل.

215 -

‌ خ ن: عبد الله بن عبد الوهاب الحجبي البصري

.

عن: مالك، وأبي عوانة، وحماد بن زيد، ويوسف بن الماجشون، والعطاف بن خالد، ويزيد بن زريع، وطائفة. وعنه: البخاري، والنسائي، عن رجل عنه، وإسماعيل سمويه، وعثمان بن خرزاذ، وتمتام، وأبو مسلم الكجي، وأبو خليفة الجمحي، ويوسف بن يعقوب القاضي، وخلق.

وثقه أبو حاتم، وجماعة.

توفي سنة ثمان وعشرين.

216 -

خ م د ت ن:‌

‌ عبد الله بن عثمان بن جبلة بن أبي رواد ميمون

، وقيل: أيمن، الأزدي العتكي، أبو عبد الرحمن، المروزي عبدان، أخو عبد العزيز بن شاذان، وهما سبطا عبد العزيز بن أبي رواد.

سمع عبدان من شعبة حديثا واحدا. وقال العباس بن منصور: سمع عبدان من شعبة أحاديث دون العشرة، ومن أبيه، وأبي حمزة محمد بن ميمون السكري، ومالك بن أنس، وعيسى بن عبيد الكندي، وعبد الله بن المبارك، وحماد بن زيد، ويزيد بن زريع، وخلق. وعنه: البخاري، ومسلم، وأبو داود، والترمذي، والنسائي عن رجل عنه، وأحمد بن محمد بن شبويه، وأحمد بن سيار، ومحمد بن علي بن الحسن بن شقيق، وأبو الموجه محمد بن عمرو، والعباس بن مصعب، والقاسم بن محمد بن الحارث، وأبو علي محمد بن يحيى اليشكري المروزيون، ومحمد بن يحيى الذهلي، وعبيد الله بن واصل البخاري، ومحمد بن عمرو قشمرد، ويعقوب الفسوي، وخلق.

وكان ثقة إماما.

قال أحمد بن عبدة الآملي: تصدق عبدان في حياته بألف ألف درهم، وكتب كتب ابن المبارك بقلم واحد.

ص: 605

قال: وقال عبدان: ما سألني أحد حاجة إلا قمت له بنفسي فإن تم، وإلا قمت له بمالي، فإن تم، وإلا استعنت بالإخوان، فإن تم وإلا استعنت بالسلطان.

وعن أحمد بن حنبل قال: ما بقي إلا الرحلة إلى عبدان بخراسان.

وقال الحاكم: هو إمام بلده في الحديث، سمع من شعبة أحاديث دون العشرة، ولم يعقب. ورثه أخوه، وقد ولاه ابن طاهر قضاء الجوزجان، ثم استعفى فأعفي.

قلت: توفي عبدان في أواخر شعبان سنة إحدى وعشرين، وله ست وسبعون سنة.

وأما:

• - عبدان بن محمد المروزي، فآخر من طبقة عبدان الأهوازي، كتب عنه الطبراني، وغيره. ومات هذا سنة ثلاث وتسعين ليلة عرفة، وسوف يأتي.

217 -

ع:‌

‌ عبد الله بن عمرو بن أبي الحجاج ميسرة

، أبو معمر التميمي المنقري، مولاهم، البصري المقعد.

عن: أبي الأشهب جعفر بن حيان العطاردي، وعبد الوارث بن سعيد، وعبثر بن القاسم، وجرير بن عبد الحميد، وجماعة. وعنه: البخاري، وأبو داود، والباقون بواسطة، ومحمد بن يحيى الذهلي، وعبد الله الدارمي، وأحمد بن محمد البرتي القاضي، وأبو زرعة، وعثمان بن خرزاذ، وخلق.

وكان راوية عبد الوارث، وليس له في الكتب الستة شيء عن غيره.

قال أحمد بن أبي خيثمة، عن ابن معين: ثقة، ثبت.

وقال يعقوب بن شيبة: كان ثقة ثبتا، صحيح الكتاب، وكان يقول بالقدر.

وقال أبو داود: أبو معمر أثبت من عبد الصمد بن عبد الوارث مرارا.

ص: 606

وقال أبو حاتم: صدوق متقن، غير أنه لم يكن يحفظ. وكان له قدر عند أهل العلم.

وقال أبو زرعة: كان ثقة حافظا.

قال البخاري، وغيره: توفي سنة أربع وعشرين ومائتين.

218 -

‌ عبد الله بن عيسى الطفاوي

.

عن: مسمع بن عاصم، ويوسف بن عطية. وعنه: أبو بكر بن أبي الدنيا، وأبو حاتم، وعبد الله بن أحمد الدورقي، وجماعة.

219 -

‌ عبد الله بن أبي عرابة الشاشي الحافظ

.

من علماء الحديث. سمع: ابن عيينة، ووكيعا، وطبقتهما. وروى عنه وعن أخيه سلم المحدث خلف بن عامر البخاري، وغيره.

ذكره السليماني.

220 -

‌ عبد الله بن الفرج أبو محمد القنطري

.

أحد العلماء العباد ببغداد، كان بشر الحافي يزوره ويوده، وله كلام نافع، حكى عنه: محمد بن الحسين البرجلاني، وأحمد بن محمد اليتاخي، وعلي بن الموفق، وغيرهم.

221 -

خ د ت:‌

‌ عبد الله بن محمد بن حميد

، أبو بكر بن أبي الأسود الحافظ البصري، ابن أخت عبد الرحمن بن مهدي.

ولي قضاء همذان، وحدث عن: مالك، وأبي عوانة، وعبد الواحد بن زياد، وجعفر بن سليمان، وجده أبي الأسود حميد بن الأسود، ومعتمر بن سليمان، ويزيد بن زريع، وحاتم بن إسماعيل، وخلق. وعنه: البخاري، وأبو داود، والترمذي عن رجل عنه، وإبراهيم الحربي، وإسماعيل سمويه، وابن أبي الدنيا، وعثمان بن خرزاذ، ويعقوب الفسوي، وطائفة. وسمع وهو صغير باعتناء خاله.

ص: 607

قال عبد الخالق بن منصور، عن ابن معين: لا بأس به، ولكنه سمع من أبي عوانة وهو صغير. وقد كان يطلب الحديث.

وقال الخطيب: سكن بغداد، وكان حافظا متقنا.

وقال أبو حسان الزيادي، وغيره: مات في جمادى الآخرة سنة ثلاث وعشرين، وهو ابن ستين سنة.

222 -

خ ت:‌

‌ عبد الله بن محمد بن عبد الله بن جعفر

بن اليمان بن أخنس بن خنيس، الحافظ أبو جعفر الجعفي البخاري المسندي.

لقب بذلك لأنه كان يعتني بالمسند، ويزهد في المرسل. وعلى يد جده الأعلى يمان بن أخنس أسلم المغيرة جد أبي عبد الله البخاري.

سمع: عبد الله من سفيان بن عيينة، وإسحاق الأزرق، ومروان بن معاوية، وعبد الرحمن بن مهدي. ورحل إلى عبد الرزاق، وإلى سعيد بن أبي مريم، وعمرو بن أبي سلمة. وأقدم شيخ لقي الفضيل بن عياض. وعنه: البخاري، والترمذي عن البخاري عنه، وأبو زرعة، وأبو حاتم، ومحمد بن يحيى الذهلي، وعبيد الله بن واصل، وأحمد بن سيار المروزي، وآخر من حدث عنه محمد بن نصر المروزي الفقيه.

قال أبو حاتم: صدوق.

وقال أحمد بن سيار: غاب أبو جعفر عن بلده، وأقام في طلب الحديث في الآفاق. وكان يلقب بالمسندي، وهو من المعروفين من أهل العدالة والصدق، صاحب سنة وجماعة وإتقان. رأيته بواسط حسن القامة، أبيض الرأس واللحية. ورجع إلى بخارى، ومات بها.

قال البخاري: مات لست بقين من ذي القعدة سنة تسع وعشرين.

وقال الحاكم: هو إمام الحديث في عصره بما وراء النهر بلا مدافعة، وأستاذ أبي عبد الله البخاري.

ص: 608

وعن خلف بن عامر، عن البخاري قال: قال لي الحسن بن شجاع: أنت من أين يفوتك الحديث، وقد وقعت على هذا الكنز، يعني: المسندي.

وعن المسندي قال: ودعت الفضيل، فقلت: أوصني، قال: كن ذنبا ولا تكن رأسا.

223 -

ن:‌

‌ عبد الله بن محمد بن الربيع

، أبو عبد الرحمن العائذي الكرماني، ثم الكوفي، نزيل المصيصة، وقد ينسب إلى جده.

سمع: عبد العزيز بن أبي حازم، وعبد العزيز الدراوردي، وعلي بن مسهر، وجرير بن عبد الحميد، وعباد بن العوام، وابن المبارك، وطبقتهم، وعنه: إبراهيم الجوزجاني، وأحمد بن أبي خيثمة، والدارمي، وأبو حاتم، وعبد الكريم الديرعاقولي، وجماعة.

قال أبو حاتم: ثقة صدوق مأمون.

قلت: له في النسائي حديث واحد.

224 -

‌ عبد الله بن محمد بن هارون التوزي القرشي

، مولاهم، النحوي.

قرأ كتاب سيبويه على أبي عمر الجرمي، وحمل عن الأصمعي، وغيره.

قال أبو العباس المبرد: ما رأيت أحدا أعلم بالشعر منه، وله كتاب الخيل، وكتاب فعلت وأفعلت، وغير ذلك.

توفي سنة ثلاثين، وهو كهل.

225 -

‌ عبد الله بن مروان

، أبو شيخ الحراني.

حدث ببغداد عن: زهير بن معاوية، وعيسى بن يونس. روى عنه: أبو حاتم الرازي، وإبراهيم بن الهيثم البلدي، وإسحاق بن الحسن الحربي.

ص: 609

وثقه أبو حاتم.

226 -

‌ عبد الله بن مروان بن معاوية الفزاري

.

روى عن أبيه، وروى عن سفيان بن عيينة، وجماعة، يكنى أبا حذيفة.

روى عن: ابن أبي الدنيا، والبغوي. وكان ثقة.

227 -

خ م د ت ن:‌

‌ عبد الله بن مسلمة بن قعنب

، الإمام أبو عبد الرحمن الحارثي القعنبي المدني، نزيل البصرة ثم مكة.

ولد بعد الثلاثين ومائة، وسمع من صغار التابعين، سمع: أفلح بن حميد، وشعبة، وابن أبي ذئب، وأسامة بن زيد بن أسلم، ومالكا، والحمادين، وداود بن قيس الفراء، وسلمة بن وردان، والليث بن سعد، ويزيد بن إبراهيم التستري، ونافع بن عمر الجمحي، وخلقا. وعنه: البخاري، ومسلم، وأبو داود، ومسلم أيضا، والترمذي، والنسائي عن رجل عنه، وعبد الله بن داود الخريبي، وهو أكبر منه، ومحمد بن عبد الله بن سنجر الحافظ، ومحمد بن يحيى الذهلي، ومحمد بن عبد الله بن عبد الحكم، وهلال بن العلاء، وعبد بن حميد، وعمرو بن منصور النسائي، وأبو زرعة الرازي، ومحمد بن غالب تمتام، وإسماعيل القاضي، ومحمد بن أيوب بن الضريس، ومحمد بن علي الصائغ، ومحمد بن معاذ دران، ومعاذ بن المثنى، وأبو مسلم الكجي، وأبو خليفة الفضل بن الحباب، وخلق سواهم.

قال أبو زرعة: ما كتبت عن أحد أجل في عيني من القعنبي.

وقال أبو حاتم: ثقة حجة لم أر أخشع منه. سألناه أن يقرأ علينا الموطأ، فقال: تعالوا بالغداة، فقلنا: لنا مجلسٌ عند حجاج، قال: فإذا فرغتم منه، قلنا: نأتي مسلم بن إبراهيم، قال: فإذا فرغتم، قلنا: نأتي أبا حذيفة، قال: فبعد العصر، قلنا: نأتي عارما، قال: فبعد المغرب، فكان يأتينا

ص: 610

بالليل، فيخرج علينا وعليه كبل، ما تحته شيء في الصيف، فكان يقرأ علينا في الحر الشديد حينئذ.

وقال ابن معين: ما رأيت رجلا يحدث لله إلا وكيعا، والقعنبي.

وقال الحافظ أبو عمرو الجيزي أحمد بن محمد: سمعت أبي يقول: قلت للقعنبي: ما لك لا تروي عن شعبة غير هذا الحديث؟ قال: كان شعبة يستثقلني، فلا يحدثني.

وقال الخريبي، مع جلالته وفضله: حدثني القعنبي، عن مالك، وهو والله عندي خير من مالك.

وقال أبو حفص الفلاس: كان القعنبي مجاب الدعوة.

وقال عثمان بن سعيد الدارمي: سمعت ابن المديني، وذكر أصحاب مالك، فقيل له: معن، ثم القعنبي، قال: لا، بل القعنبي، ثم معن.

وقال محمد بن عبد الوهاب الفراء النيسابوري: سمعتهم بالبصرة يقولون: عبد الله بن مسلمة من الأبدال.

وقال إسماعيل القاضي: كان القعنبي من المجتهدين في العبادة.

وقال إمام الأئمة ابن خزيمة: سمعت نصر بن مرزوق يقول: أثبت الناس في الموطأ: القعنبي، وعبد الله بن يوسف التنيسي بعده.

وقال إسماعيل القاضي: كان القعنبي لا يرضى قراءة حبيب، فما زال حتى قرأ بنفسه الموطأ على مالك.

وقال محمد بن سعد: كان القعنبي عابدا فاضلا، قرأ على مالك كتبه.

وقال أبو بكر الشيرازي في كتاب الألقاب: سمعت أبا إسحاق المستملي قال: سمعت أحمد بن منير البلخي، قال: سمعت حمدان بن سهل البلخي الفقية يقول: ما رأيت أحدا إذا رؤي ذكر الله إلا القعنبي رحمه الله، فإنه كان إذا مر في مجلس يقولون: لا إله إلا الله.

وقيل: كان يسمى الراهب لعبادته وفضله.

ص: 611

وروى عبد الله بن أحمد بن الهيثم، عن جده قال: كنا إذا أتينا القعنبي خرج إلينا كأنه مشرف على جهنم.

وقال محمد بن عبد الله الزهيري، عن الحنيني: كنا عند مالك بن أنس، فقدم ابن قعنب من سفر، فقال مالك: قوموا بنا إلى خير أهل الأرض.

وقال الحاكم: قال الدارقطني: يقدم في الموطأ معن، وابن وهب، والقعنبي. قال: وأبو مصعب ثقة في الموطأ.

قلت: لم يرو عن القعنبي، عن شعبة سوى حديث واحد؛ لأنه أدركه في آخر أيامه، وروى بعضهم لذلك قصةً لا تصح.

توفي القعنبي في المحرم سنة إحدى وعشرين، وقد سمع منه مسلم في أيام الموسم سنة عشرين، وهو أكبر شيخ له، وآخر من روى حديثه عاليا أبو الحسن ابن البخاري، كان بينه وبينه خمس أنفس.

وسمعنا الموطأ من روايته بعلو المرة الأولى ببعلبك، والثانية بحلب.

228 -

‌ عبد الله بن مهدي

، أبو محمد العامري النيسابوري.

في أعقابه جماعة فضلاء بنيسابور.

سمع من: خارجة بن مصعب، وابن المبارك، وأصرم بن عتاب. وعنه: حفيده محمد بن فور، وسهل بن عمار العتكي، ومحمد بن زيد السلمي.

توفي سنة خمس وعشرين.

229 -

‌ عبد الأحد بن الليث بن عاصم

، أبو زرعة القتباني المصري.

شيخٌ نبيل.

روى عن: حيوة بن شريح، ويحيى بن أيوب، ومالك بن أنس، وعثمان بن الحكم، روى عنه .... .

قال ابن يونس: مات في رجب سنة ثمان وعشرين، عن بضع وثمانين سنة.

ص: 612

230 -

‌ عبد الأعلى بن عبد الواحد البرلسي

.

عن: ضمام، وزين بن شعيب.

توفي سنة ثلاثين ومائتين.

231 -

‌ عبد الباقي بن عبد السلام المصري

.

عن: ضمام بن إسماعيل، وابن وهب.

مات بعد العشرين ومائتين.

روى عنه محمد بن إسحاق الصاغاني، وغيره.

232 -

‌ عبد الجبار بن سعد بن سليمان المساحقي الفقيه المدني

، صاحب مالك.

روى عنه، وعن ابن أبي ذئب. وعنه إسماعيل القاضي، وغيره.

وولي قضاء المصيصة، وعاش بضعا وثمانين سنة.

قال مصعب الزبيري: كان أجمل قرشي وجها، وأحسنهم لسانا، رحمه الله. وقال: توفي سنة ست وعشرين ومائتين.

وقال ابن سعد: سنة تسع وعشرين.

233 -

‌ عبد الحميد بن بكار

، أبو عبد الله السلمي الدمشقي، ثم البيروتي.

قرأ القرآن على أيوب بن تميم.

وروى عن: سعيد بن عبد العزيز الفقيه، وسعيد بن بشير، والهقل بن زياد، والوليد بن مسلم، وغيرهم. وعنه: أبو داود في كتاب المراسيل، وسعد بن محمد البيروتي، والعباس بن الوليد البيروتي، وقرأ عليه العباس بحرف ابن عامر.

وروى عنه أيضا يعقوب الفسوي، وأحمد بن المعلى القاضي، وأبو عبد الملك أحمد بن إبراهيم البسري، وأبو زرعة الرازي، وطائفة.

ص: 613

234 -

ن:‌

‌ عبد الحميد بن صالح

، أبو صالح البرجمي الكوفي المقرئ.

قرأ على أبي بكر بن عياش، وعلى أبي يوسف الأعشى. قرأ عليه جعفر بن عنبسة، وإسماعيل بن علي الخياط. وكان يؤم بمسجد بني شيطان.

وحدث عن: زهير بن معاوية، وقيس بن الربيع، وحبان بن علي، وعاصم بن محمد العمري، وأبي بكر النهشلي، وجماعة. وعنه: أحمد بن أبي غرزة، والحسين بن إسحاق التستري، وعباس الدوري، ومطين، ومحمد بن عثمان بن أبي شيبة، وموسى بن إسحاق الأنصاري، وجماعة.

قال مطين: مات سنة ثلاثين.

وقال أبو حاتم: صدوق.

235 -

‌ عبد الحميد بن أبي طالب

، أبو يزيد البصري، واسم أبيه حماد.

روى عن: عبد الله بن المثنى، وحماد بن سلمة، وعبد العزيز بن مسلم، وجماعة. وعنه: أبو حاتم، وأبو زرعة.

236 -

‌ عبد الرحمن بن بجير الكلاعي

.

قال ابن يونس: ثقة شريف مصري. روى عن: يحيى بن أيوب، ومالك بن أنس.

توفي سنة إحدى وعشرين.

وعنه ابنه محمد، وابنه غير مأمون.

237 -

‌ عبد الرحمن بن بكر الطبري الآملي

.

عن: شريك، وعبد الواحد بن زياد، وجماعة. وعنه: أبو زرعة، وأبو حاتم.

وهو صدوق.

238 -

م:‌

‌ عبد الرحمن بن بكر بن الربيع

بن مسلم القرشي الجمحي البصري.

ص: 614

عن: جده، والنضر بن إسماعيل، ومحمد بن حمران القيسي. وعنه: مسلم، وأحمد بن داود المكي، وأبو زرعة الرازي، ومحمد بن غالب تمتام، وأبو خليفة، وجماعة.

قال أبو حاتم: محله الصدق.

وقال ابن عساكر: مات سنة ثلاثين.

239 -

‌ عبد الرحمن بن أبي جعفر الدمياطي الفقيه

، أبو محمد مولى بني مخزوم.

أخذ عن: ابن وهب، وأشهب، وابن القاسم، وابن نافع، وعبد الملك بن الماجشون، وبرع في رأي مالك، وحدث عن أبي ضمرة، وغيره.

وله مسائل تسمى الدمياطية.

روى عنه يحيى بن عمر، وغيره.

توفي سنة ست وعشرين ومائتين، وآخر من حدث عنه أحمد بن حماد زغبة.

240 -

‌ عبد الرحمن بن الحكم بن بشير الرازي الحافظ

.

رأى زكريا بن سلام العتبي نزيل الري، ثم حمل عن عتاب بن أعين صاحب الأعمش، وجرير بن عبد الحميد، ونوفل بن مطهر، وحكام، وأبي بكر بن عياش، وابن عيينة، وحفص بن غياث، وخلق. وعنه: محمد بن مهران الجمال، وابن وارة، وأبو زرعة، وآخرون.

قال ابن وارة: كان أعلم الناس بشيوخ الكوفيين.

وقال إبراهيم بن موسى الفراء: ما رأيت أحدا أفهم بمشيخة أبي إسحاق السبيعي من عبد الرحمن بن الحكم.

241 -

‌ عبد الرحمن بن شريك بن عبد الله النخعي

الكوفي.

لا نعلمه روى عن غير أبيه. وروى عنه البخاري في كتاب الأدب، ومحمد بن عبد الله بن نمير، ومحمد بن عبيد بن عتبة الكندي، وابن أخيه

ص: 615

محمد بن بشر بن شريك، وإبراهيم بن أبي بكر بن أبي شيبة، وجماعة.

قال أبو حاتم: واهي الحديث.

وقال ابن حبان: ربما أخطأ، وذكره في الثقات.

قال ابن عقدة: توفي سنة سبع وعشرين.

242 -

‌ عبد الرحمن بن الضحاك

، أبو سليم، ويقال: أبو مسلم البعلبكي القارئ المعروف بابن كسرى.

روى عن: سفيان بن عيينة، وسويد بن عبد العزيز، وجماعة. وعنه: أبو حاتم الرازي، وعمرو بن عيسى الحمصي، وأبو المنذر محمد بن سفيان.

قال أبو حاتم: محله الصدق.

243 -

خ ن:‌

‌ عبد الرحمن بن عبد الملك بن شيبة الحزامي

، مولاهم المدني أبو بكر.

سمع: ابن أبي فديك، والوليد بن مسلم، وأبا نباتة يونس بن يحيى المدني، وعبد الله بن نافع الصائغ، وعبد الرحمن بن المغيرة بن عبد الرحمن الحزامي، وجماعة. وقيل: إنه روى عن هشيم بن بشير، وفيه نظر. وعنه: البخاري، والنسائي عن رجل عنه، والفضل بن محمد الشعراني، وأبو زرعة الرازي، وأبو معين الرازي، ومحمد بن يزيد الأسفاطي.

قال أبو حاتم الرازي: كان يختلف إلى عبد العزيز الأويسي وهو شاب يكتب عنه، فرآه أبو زرعة فسمع منه.

وقال أبو زرعة: لم يكن بين تحديثه وبين موته كبير شيء، اختلفت إلى بيته عشرين ليلة أنظر في كتبه.

وقال أبو بكر بن أبي داود: ضعيف.

ص: 616

244 -

‌ عبد الرحمن بن عبيد الله بن محمد بن عائشة

.

شاعر محسن ظريف أديب. توفي في حياة والده ببغداد، فقدم أبوه من البصرة لأجل ميراثه في سنة سبع وعشرين.

245 -

خ د ن:‌

‌ عبد الرحمن بن المبارك البصري الخلقاني

، العيشي الطفاوي، ويقال: السدوسي؛ أبو بكر، ويقال: أبو محمد.

عن: وهيب بن خالد، ومهدي بن ميمون، وأبي عوانة، وحماد بن زيد، وحزم القطعي، وطائفة. وعنه: البخاري، وأبو داود، والنسائي عن رجل عنه، وحرب الكرماني، وأبو زرعة، وأبو حاتم، ومحمد بن أيوب الرازيون، ومحمد بن محمد التمار، وأبو خليفة الجمحي، وأحمد بن داود المكي، وأبو مسلم الكجي، وخلق.

قال أبو حاتم: ثقة.

وقال ابن عساكر: توفي سنة ثمان، وقيل: سنة تسع وعشرين.

246 -

‌ عبد الرحمن بن محمد بن علقمة

، أبو أمية الفرضي. بصري مستور.

يروي عن: شعبة، ومبارك بن فضالة. وعنه: سوار بن عبد الله القاضي.

قال خليفة: مات أبو أمية سنة ثلاث وعشرين ومائتين.

247 -

د:‌

‌ عبد الرحمن بن مقاتل

، أبو سهل التستري، ثم البصري، خال القعنبي.

عن: مالك بن أنس، وعبد الرحمن بن أبي الموال، وعبد الله بن عمر العمري. وعنه: أبو داود، وعلي بن عبد العزيز البغوي، ومعاذ بن المثنى، وأبو خليفة الجمحي.

ص: 617

قال أبو حاتم الرازي: صدوق.

248 -

‌ عبد الرحمن بن موسى الهواري

، أبو موسى الأندلسي الفقيه.

رحل في العلم، وأخذ عن مالك، وسفيان بن عيينة، ودخل العراق، وأخذ العربية عن أبي زيد الأنصاري، والأصمعي، وأحكم علم اللسان، وصدر إلى بلاده، فغرقت كتبه في البحر، فجاء أهل إستجة يهنونه بالسلامة، ويعزونه في كتبه، فقال: ذهب الخرج وبقي الدرج، وكان حافظا، وعنى بالدرج ما في صدره.

وكان متضلعا من القراءات والتفسير، وغير ذلك. روى عنه تفسيره محمد بن أحمد العتبي.

وحكى محمد بن عمر بن لبابة، عن العتبي قال: كان أبو موسى الإستجي إذا قدم قرطبة لم يفت يحيى بن يحيى، ولا عيسى، ولا سعيد بن حسان حتى يرحل عنها.

قلت: عيسى هو ابن دينار صاحب ابن القاسم، وهو أقدم موتا من أبي موسى رحمهما الله.

249 -

‌ عبد الرحمن بن يحيى بن إسماعيل

بن عبيد الله بن أبي المهاجر الدمشقي.

عن: المنكدر بن محمد بن المنكدر، وسفيان بن عيينة، والوليد بن مسلم. وعنه: أبو حاتم، والفسوي، وعثمان بن سعيد الدارمي، وأحمد بن إبراهيم البسري، وجماعة.

وكان من علماء دمشق الكبار.

قال أبو حاتم: ما بحديثه بأس.

وقال غيره: توفي سنة سبع وعشرين.

ص: 618

250 -

خ:‌

‌ عبد الرحمن بن يونس

، أبو مسلم الرومي المستملي البغدادي، مولى أبي جعفر المنصور.

كان يستملي على سفيان بن عيينة فروى عنه، وعن: حاتم بن إسماعيل، وابن فضيل، ومحمد بن أبي فديك، وجماعة. وعنه: البخاري، وإبراهيم الحربي، وعباس الدوري، وحنبل بن إسحاق، وآخرون.

قال أبو حاتم: صدوق.

وأما أبو العباس السراج، فقال: سألت أبا يحيى صاعقة عنه، فلم يرضه في الحديث، وأراد أن يتكلم فيه فقال: أستغفر الله.

وقال أبو أحمد الحاكم: ليس بالمتين عندهم.

وقال محمد بن سعد: أخبرني أنه ولد سنة أربع وستين ومائة ومات فجاءة في عاشر رجب سنة أربع وعشرين.

وكذا ورخه أحمد بن أبي خيثمة، وحاتم بن الليث.

251 -

‌ عبد الرحيم بن محمد بن زيد السكري

.

عن أبي بكر بن عياش. وعنه: أبو الآذان عمر بن إبراهيم، وإبراهيم بن موسى وغيرهما.

وثقه الدارقطني.

252 -

د:‌

‌ عبد الرزاق بن عمر الدمشقي العابد

، أحد الأولياء.

روى عن: مدرك بن أبي سعد الفزاري، ومحمد بن القاسم بن سميع، ومبشر الحلبي. وعنه: حفيده أحمد بن عبد الله بن عبد الرزاق، وأبو حاتم، وأبو زرعة الدمشقي، ويزيد بن محمد بن عبد الصمد.

أخرج أبو داود حديثا عن رجل عنه.

قال أبو حاتم: كان فاضلا متعبدا صدوقا، يعد من الأبدال.

ص: 619

وقال أبو داود: كان من ثقات المسلمين، رحمه الله تعالى.

253 -

‌ عبد الرزاق بن عمر بن بزيع البزيعي الشروي

.

عن: ابن المبارك، ويحيى بن أبي زائدة. وعنه: إبراهيم بن أبي بكر بن أبي شيبة، ومحمد بن عبيد بن عتبة الكندي، وقال: كان من خيار الناس.

254 -

خ د:‌

‌ عبد السلام بن مطهر بن حسام بن مصك

بن ظالم بن شيطان، أبو ظفر الأزدي البصري.

عن: شعبة، ومبارك بن فضالة، وجرير بن حازم، وموسى بن خلف العمي، وسليمان بن المغيرة، وجماعة يسيرة. وعنه: البخاري، وأبو داود، وإبراهيم الحربي، وأحمد بن أبي خيثمة، وأحمد بن داود المكي، وإسماعيل سمويه، وعثمان بن خرزاذ، ومحمد بن حيان المازني، وأبو خليفة، وخلق.

وقد روى أبو داود، عن محمد بن المثنى، عنه أيضا.

قال أبو حاتم: صدوق.

وقال أبو داود: مات في رجب سنة أربع وعشرين.

255 -

‌ عبد الصمد بن عبد الكريم القدسي المطوعي

.

عن: أبي المليح الرقي، وعبيد الله بن عمرو، وهشيم، وجماعة. وعنه: أبو حاتم، لقيه سنة عشرين ومائتين.

256 -

‌ عبد الصمد بن داود بن مهران الحراني

، أخو أبي صالح.

ولد بإفريقية، وسمع من زهير بن معاوية.

توفي سنة إحدى وعشرين ومائتين.

257 -

ق:‌

‌ عبد العزيز بن الخطاب

، أبو الحسن الكوفي، نزيل البصرة.

عن: شعبة، والحسن بن صالح، ومحمد بن إسماعيل بن رجاء الزبيدي،

ص: 620

وأبي معشر نجيح، وقيس بن الربيع، وجماعة. وعنه: عمرو بن علي الفلاس، وأحمد بن الأزهر، وأبو قلابة الرقاشي، وإبراهيم بن ديزيل، وأبو مسلم الكجي، والعباس بن الفضل الأسفاطي، وعثمان بن خرزاذ، ومحمد بن حيان المازني، وخلق.

قال أبو حاتم: صدوق.

وقال الفلاس: ثقة.

وقال أبو داود: مات في ذي القعدة سنة أربع وعشرين.

258 -

‌ عبد العزيز بن داود الحراني

، أخو عبد الغفار الآتي عن قريب.

سمع: زهير بن معاوية، وحماد بن سلمة. وعنه: أبو حاتم الرازي، لقيه بحران، وأبو شعيب عبد الله بن الحسن الحراني.

وثقه أبو حاتم.

وقال أبو عروبة: توفي سنة أربع وعشرين ومائتين.

259 -

خ ن:‌

‌ عبد العزيز بن عثمان بن جبلة

، أبو الفضل الأزدي المروزي، شاذان، أخو عبدان.

روى عن أبيه فقط. وعنه: ابنه خلف، ورجاء بن مرجى الحافظ، وأحمد بن سيار الحافظ، وأبو علي محمد بن يحيى المروزي الصائغ.

ولد سنة ثمان وأربعين ومائة، ومات في المحرم سنة تسع وعشرين بعد عبدان بثمان سنين.

روى البخاري والنسائي عن الصائغ عنه.

260 -

‌ عبد العزيز بن موسى

، أبو روح اللاحوني البهراني الحمصي، ابن عم أبي اليمان.

ص: 621

سمع أبا عوانة، وحماد بن زيد، وخالد بن عبد الله، وجماعة. وعنه: محمد بن عوف الطائي، وعبد الكريم الديرعاقولي، وأحمد بن عبد الوهاب الحوطي، وأبو حاتم، وقال: كتبت عنه بسلمية، وهو ثقة مأمون.

قلت: لم يخرجوا له.

261 -

ن:‌

‌ عبد العزيز بن أبي سلمة بن عبيد الله بن عمر بن الخطاب

، أبو عبد الرحمن العمري المدني، نزيل بغداد.

وحدث عن: إبراهيم بن سعد، وأبي أويس عبد الله الأصبحي. وعنه: إبراهيم بن الحارث العبادي، وأبو زرعة، وموسى بن هارون، وأبو بكر أحمد بن علي المروزي، وأبو يعلى.

قال الدارقطني: ليس به بأس.

قلت: وروى النسائي حديثا عن المروزي عنه، وقع لنا عاليا بدرجتين.

262 -

خ د ن ق:‌

‌ عبد الغفار بن داود بن مهران بن زياد

، أبو صالح البكري الحراني، نزيل مصر.

عن: حماد بن سلمة، وزهير بن معاوية، والليث بن سعد، وعبد الله بن لهيعة، وعبد الله بن عياش القتباني، ويعقوب بن عبد الرحمن القاري، وإسماعيل بن عياش، وأبي المليح الرقي، وخلق. وعنه: البخاري، وأبو داود، والنسائي، وابن ماجه عن رجل عنه، وأبو بكر الأثرم، وأبو زرعة الدمشقي، وعبد الله بن حماد الآملي، ومحمد بن عوف الطائي، وعثمان بن سعيد الدارمي، ومحمد بن عمرو بن نافع الطحان، والمقدام بن داود الرعيني، وموسى بن عيسى بن المنذر الحمصي، ويحيى بن أيوب العلاف، ويحيى بن

ص: 622

عثمان السهمي، وأحمد بن حماد زغبة، وخلق.

وكان أحد العلماء والرؤساء.

قال ابن يونس: كانت أمه من أهل البصرة بنت سعيد بن يزيد الأزدي، فخرج به أبوه من إفريقية سنة إحدى وأربعين وهو طفل، فنشأ بالبصرة، وكتب بها الفقه والحديث، إلى أن رجع إلى مصر مع أبيه سنة إحدى وستين ومائة، وخرج إلى المغرب. وكان ثقة ثبتا فقيها على مذهب أبي حنيفة، وكان أحد وجوه أهل مصر. قدم المأمون مصر، فكان يجالسه وله معه أخبار.

قال أبو حاتم: لا بأس به.

وقال أبو بكر الخطيب: ولد بإفريقية سنة أربعين ومائة، وخرج به أبوه وهو طفل إلى البصرة، فنشأ بها، وتفقه وسمع، ثم رجع إلى مصر مع أبيه، فسمع من الليث بن سعد، وغيره.

وقال: دخلت الإسكندرية، فسلمت على موسى بن علي بن رباح، وأعجلني السفر، فلم أسمع منه، وفاتني، وسمع بالشام والجزيرة، واستوطن مصر، وكان يكره أن يقال له: الحراني، وإنما سمي بذلك لأن أخويه عبد الله وعبد العزيز ولدا بها، ولم يزالا بها، ولهما ثروة ونعمة، وأما أخواه: عبد الخالق، وعبد الصمد، وهو فولدوا بإفريقية ثم تحولوا منها.

مات أبو صالح بمصر سنة أربع وعشرين في شعبان، وغلط من قال: سنة ثمان وعشرين.

263 -

‌ عبد الغني بن سعيد بن عبد الرحمن الثقفي

، مولاهم، المصري، أبو محمد.

روى عن موسى بن عبد الرحمن الصنعاني كتاب التفسير عن ابن جريج، وموسى متروك، رواه عنه بكر بن سهل الدمياطي.

قال ابن يونس: ضعيف الحديث.

توفي سنة سبع وعشرين في رجب.

264 -

‌ عبد الكبير بن المعافى بن عمران الأزدي الموصلي

.

أحد الفضلاء، والزهاد. روى عن أبيه، وعن حماد، وجماعة.

ص: 623

وخرج إلى الثغر رافضا للدنيا، ونزل المصيصة مخمل الذكر، يبيع البقل.

روى عنه عثمان بن سعيد التنوخي، وغيره.

توفي سنة إحدى وعشرين.

265 -

خ:‌

‌ عبد المتعالي بن طالب

، أبو محمد الأنصاري الظفري البغدادي.

عن: أبي عوانة، وإبراهيم بن سعد، وأبي المليح الرقي، وابن وهب. وعنه: البخاري، وأحمد بن حنبل، وابن أبي الدنيا، وعثمان بن سعيد الدارمي، وعبدان الأهوازي، وجماعة.

وقال عبد الخالق بن منصور، عن ابن معين: ثقة.

مات سنة ست وعشرين.

266 -

م ن:‌

‌ عبد الملك بن عبد العزيز بن عبد الملك بن ذكوان

، وقيل: عبد الملك بن عبد العزيز بن الحارث، أبو نصر القشيري النسوي الدقيقي التمار الزاهد.

عن: أبان بن يزيد العطار، وحماد بن سلمة، والقاسم بن الفضل الحداني، وجرير بن حازم، وسعيد بن عبد العزيز الدمشقي، وابن الأشهب العطاردي، وزهير بن معاوية، وعقبة بن عبد الله الرفاعي الأصم، ومالك بن أنس، وطائفة. وعنه: مسلم، والنسائي عن رجل عنه، وأبو حاتم، وأبو بكر بن أبي الدنيا، وأحمد ابن أبي خيثمة، ومحمد بن إبراهيم البوشنجي، وأحمد بن علي القاضي المروزي، وأبو يعلى الموصلي، وأبو القاسم البغوي، وأحمد بن الحسن الصوفي، وخلق.

قال أبو حاتم: ثقة، وقال: كان يعد من الأبدال.

وقال النسائي: ثقة.

وقال سعيد البرذعي: سمعت أبا زرعة يقول: كان أحمد بن حنبل لا

ص: 624

يرى الكتابة عن أبي نصر التمار، ولا عن يحيى بن معين، ولا عن أحد ممن امتحن فأجاب.

وقال محمد بن سعد: أبو نصر التمار من أبناء خراسان، ذكر أنه ولد بعد قتل أبي مسلم الداعية بستة أشهر، ونزل بغداد في ربض الطوسي، وتجر في التمر وغيره. وكان ثقة فاضلا خيرا ورعا.

توفي ببغداد في أول يوم من المحرم، سنة ثمان وعشرين، وهو ابن إحدى وتسعين سنة. وكان بصره قد ذهب.

أخبرنا أحمد بن إسحاق القرافي، قال: أخبرنا الفتح بن عبد الله الكاتب، قال: أخبرنا هبة الله الحاسب، قال: أخبرنا أبو الحسين بن النقور، قال: حدثنا عيسى بن علي الوزير، قال: حدثنا أبو القاسم البغوي، قال: حدثنا علي بن الجعد، وأبو نصر التمار، وعبد الأعلى بن حماد، وكامل بن طلحة، وعبيد الله العيشي قالوا: حدثنا حماد بن سلمة، عن أبي العشراء، عن أبيه قال: قلت: يا رسول الله، أما تكون الذكاة من اللبة؟ فقال: لو طعنت في فخذها لأجزأ عنك.

قال محمد بن محمد بن أبي الورد: قال لي مؤذن بشر الحافي: رأيت بشرا في النوم، فقلت: ما فعل الله بك؟ قال: غفر لي، قلت: فما فعل بأبي نصر التمار؟ فقال: هيهات ذاك في عليين بفقره وصبره على بنياته.

267 -

‌ عبد الملك بن مسلمة بن يزيد

، أبو مروان المصري الفقيه، مولى بني أمية.

حمل عن: مالك، والليث، وابن لهيعة، وغيرهم. وعنه: الحسن بن قتيبة أبو محمد العسقلاني، ويحيى بن عثمان بن صالح المصري، وإسماعيل بن عبد الله سمويه، وأبو حاتم، وجماعة.

ضعفه ابن حبان.

وقال أبو سعيد بن يونس: منكر الحديث، توفي في ذي الحجة سنة أربع

ص: 625

وعشرين ومائتين، وكان من أصحاب مالك، طول ابن يونس ترجمته، وقال: هو مولى جزء بن عبد العزيز بن مروان، كان فقيها من أصحاب مالك، ولد سنة أربعين ومائة.

حدثنا عبد الوهاب بن سعد، قال: حدثنا عمرو بن أحمد بن السرح، قال: حدثنا يحيى بن بكير، قال: أبطأ علينا حبيب ورَّاق مالك يوما، فقال لنا مالك: يقرأ بعضكم لكم. فقلنا لعبد الملك بن مَسْلَمَة: اقرأ لنا، فجعل يقرأ، فكلما مر بابن شهاب قال: حدثك شهاب، ففعل ذلك مرارا حتى ضجر مالك من كثرة ما يُرد عليه، حتى همَّ أن لا يحدثنا شيئا. وكنا نحضر ويغيب عبد الملك، فإذا انصرفنا أخذنا ألواحه فكتبنا فيها بعض ما سمعنا من مالك، فنقول له: اقرأ ألواحك، فيقرأ ويقول: حدثنا مالك فنضحك به، ونقول: نحن كتبناها، فيقول: هي ألواحي وأنا كتبتها وسمعتها، فيعجب أصحابنا من شدة غفلته. وقرأ لنا يوما على مالك في كتاب النُّذور، فقرأ: فقربت إليه جزء قنى مسكورا، فضحك مالك، وقال: جرو قثاء مكسورا عافاك الله!

268 -

‌ عبد المنعم بن إدريس اليماني

، ابن بنت وهب بن منبه.

روى عن أبيه كتاب المبتدأ، وادعى أنه سمع من ابن جريح، ومعمر. وحدث ببغداد، روى عنه أبو بكر بن أبي الدنيا، ومحمد بن أحمد بن البراء، وجماعة.

قال أحمد بن حنبل: يكذب على وهب.

وقال البخاري: ذاهب الحديث.

قيل: إنه عمر تسعين سنة، ومات سنة ثمان وعشرين ومائتين.

269 -

‌ عبد الوهاب بن علي، أبو بشر التميمي الكوفي

.

حدث بمصر عن إسماعيل بن جعفر، وغيره. وعنه: أحمد بن حماد زغبة.

توفي في ربيع الأول سنة ثلاثين.

ص: 626

270 -

‌ عبيد بن جنَّاد الكلابي الرَّقِّيُّ

، نزيل حلب وقاضيها، من موالي بني جعفر بن كلاب.

حدث عن: عبيد الله بن عمرو الرقي، وابن المبارك، وعطاء بن مسلم، وابن عيينة، وعدة. روى عنه: عمر بن شبة، وأحمد بن يحيى الحلواني. ذكره ابن النجار في تاريخه، وقال: قال عمر بن شبة: حدثنا عبيد بن جنَّاد، قال: قال لي المأمون: ما مهنتك؟ قلت: قلاء، وما قلوت شيئا لي غلمان قلاؤون. فقال: وهل تضع المهنة أحدا، فولاني القضاء.

قال ابن أبي حاتم: حدث عنه ابن أبي الحواري، وأبو زرعة سُئل أبي عنه، فقال: صدوق.

قال مؤتمن الساجي: عبيبد بن جنَّاد الحلبي، قدم بغداد، فحدَّث مجلسين، ثم فُقِدَ.

271 -

د ت ن:‌

‌ عبيد الله بن محمد بن حفص

بن عمر بن موسى بن عبيد الله بن معمر، أبو عبد الرحمن القرشي التيمي البصري الأخباري المعروف بابن عائشة، وبالعيشي؛ لأنه من ولد عائشة بنت طلحة بن عبيد الله.

سمع: حماد بن سلمة، وجويرية بن أسماء، وعبد الواحد بن زياد، ومهدي بن ميمون، ووهب بن خالد، وأبا عوانة، وأبا هلال الراسبي، وطائفة، وعنه: أبو داود، والنسائي عن رجل عنه، وأحمد بن حنبل، وأبو زرعة، وابن أبي الدنيا، وعثمان بن خرزاذ، ومحمد بن إبراهيم البوشنجي، وإبراهيم الحربي، وأبو القاسم البغوي، وخلق. وقع لي حديثه بعلو.

قال أبو حاتم، وغيره: صدوق في الحديث، وكان عنده عن حماد تسعة آلاف حديث.

ص: 627

وقال أبو داود: كان طلابا للحديث، عالما بالعربية وأيام الناس، لولا ما أفسد نفسه، وهو صدوق.

وقال زكريا الساجي: قرف بالقدر وكان بريئا منه، وكان من سادات أهل البصرة غير مدافع كريما سخيا.

وقال يعقوب بن شيبة: أنفق ابن عائشة على إخوانه أربع مائة ألف دينار في الله، حتى التجأ إلى أن باع سقف بيته.

أنبأني أبو الغنائم بن علان وجماعة، قالوا: أخبرنا الكندي، قال: أخبرنا أبو منصور القزَّاز، قال: أخبرنا الخطيب، قال: أخبرنا أبو طالب عمر بن إبراهيم، قال: أخبرنا مقاتل بن محمد العكي، قال: سمعت إبراهيم بن إسحاق المروزي المعروف بالحربي يقول: ما رأت عيني مثل ابن عائشة، فقيل له: يا أبا إسحاق، رأيت أحمد بن حنبل، ويحيى بن معين، وابن راهويه تقول: ما رأيت مثل ابن عائشة؟! فقال: نعم، بلغ الرشيد سناء أخلاقه فبعث إليه فأحضره، فعدَّد عليه جميع ما سمع، يقول: بفضل الله وفضل أمير المؤمنين، فلما أن صمت الرشيد، قال: يا أمير المؤمنين، وما هو أحسن من هذا؟ قال: وما هو يا عم؟ قال: المعرفة بقدري، والقصد في أمري، قال: يا عم أحسنت.

قلت: في صحة هذه الحكاية نظر، ولعلها جرت لأبيه أو للعيشي مع ابن الرشيد، وإلا فالعيشي كان شابا أو كهلا في أيام الرشيد، وما كان ليخاطبه يا عم وهو في سنِّه.

وقال أحمد بن كامل القاضي: حدثنا أسد بن الحسن البصري، قال: سأل رجل في المسجد وعبيد الله العيشي حاضر، فقال: خذ هذا المِطْرَف، فأخذه، فلما ولَّى قال له: إن ثمن هذا المِطْرَف أربعون دينارا، فلا تخدع عنه، فمضى فباعه، فعُرِف أنه مطرف العيشي، فاشتراه ابن عم له وردَّه عليه.

وقال إبراهيم نفطويه: حُكِيَ أنه - يعني: العيشي - كان يُمسك بيمينه

ص: 628

وشماله شاتين إلى أن تُسلخا. قال نفطويه: كان من سراة الناس جودا وحفظا ومحادثة.

قال البغوي: مات في رمضان سنة ثمان وعشرين.

272 -

ن:‌

‌ عبيد بن يحيى

، أبو سليم الأسدي مولاهم الجزري.

عن: قيس بن الربيع، وعبثر بن القاسم. وعنه: هلال بن العلاء الرقي، وأحمد بن بزيع الإسكاف الرقي.

273 -

م ن:‌

‌ عبيد بن يعيش

، أبو محمد الكوفي المحاملي العطار.

سمع: عبد الرحمن بن محمد المحاربي، وابن فضيل، وعبد الله بن نمير، وأبا بكر بن عياش، ويحيى بن آدم، وجماعة. وعنه: مسلم، والنسائي عن رجل عنه، وأبو زرعة، والبخاري في كتاب رفع اليدين، ومحمد بن أيوب بن الضريس، وإبراهيم بن أبي داود البرلسي، ومحمد بن جعفر القتات، ومطين، وخلق.

قال أبو داود: ثقة ثقة.

وقال أبو حاتم: صدوق.

وقال عمار بن رجاء: سمعت عبيد بن يعيش يقول: أقمت ثلاثين سنة، ما أكلت بيدي بالليل، كانت أختي تلقمني، وأنا أكتب.

وقال أبو بكر بن منجويه، وغيره: مات سنة تسع وعشرين في رمضان.

274 -

‌ عتبة بن سعيد بن حبان بن الرخص

، ويقال: الرخس، أبو سعيد السلمي الحمصي.

ص: 629

عن: إسماعيل بن عياش، والوليد الموقري، ومخلد بن الحسين، وأبي علقمة عبد الله الفروي. وعنه: أبو أمية الطرسوسي، وأبو عبد الله البخاري، وعثمان بن سعيد الدارمي، وعبد الكريم الديرعاقولي، ومحمد بن عوف الطائي، وجماعة.

قال النسائي: ليس به بأس.

قلت: لم يخرجوا له شيئا.

275 -

‌ عتيق بن يعقوب بن صديق بن موسى بن عبد الله بن الزبير

، أبو بكر الأسدي الزبيري الفقيه الصالح المدني.

سمع الموطأ ولازم مالكا، وصحب عبد الله بن عمر بن عبد العزيز العمري الزاهد، وما زال من خيار العلماء.

قال ابن أبي حاتم: سمعت أبا زرعة يقول: بلغني أن عتيق بن يعقوب حفظ الموطأ في حياة مالك.

فال ابن أبي حاتم: وروى عن: الزبير بن خبيب، والدراوردي.

قلت: وعن أبي بن عباس بن سهل. وعنه: الذهلي، وأبو زرعة، وعلي بن حرب، والعباس بن أبي طالب، وطائفة.

توفي سنة أربع أو ثمان وعشرين ومائتين.

276 -

‌ عثمان بن سعيد الكوفي الزيات الطبيب

الصائغ الأحول.

عن: مبارك بن فضالة، وأبي معشر نجيح السندي، وذواد بن علبة، والقاسم بن معن المسعودي، وعبيد الله بن عمرو الرقي، وجماعة. وعنه: أحمد بن عثمان الأودي، وأبو كريب، ومحمد بن عبيد بن عتبة الكندي، وأبو عبد الله البخاري، وعلي بن عبد العزيز البغوي، وآخرون.

ص: 630

قال أبو حاتم: لا بأس به.

277 -

‌ عثمان بن سعيد بن مرة القرشي المري الكوفي المكفوف

، جار أبي غسان النهدي.

روى عن: إسرائيل، ومسعر، وعلي بن صالح بن حي، والحسن بن صالح أخيه، وهياج بن بسطام، وطائفة. وعنه: إبراهيم بن أبي بكر بن أبي شيبة، وإسحاق الحربي، وعيسى بن عبد الله زغاث، وعلي بن عبد العزيز البغوي، ومحمد بن إسماعيل السلمي، ومحمد بن سليمان الباغندي، وخلق.

ذكره ابن حبان في كتاب الثقات.

278 -

‌ عريب المغنية

.

كانت بارعة الحسن، كاملة الظرف، حاذقة بالغناء وقول الشعر، معدومة المثل، اشتراها المعتصم بمائة ألف وأعتقها.

ويقال: إن جعفرا البرمكي كان قد أحب امرأة وهي أم عريب، فتزوجها وتردد إليها سرا، وأسكنها في مكان لئلا يعلم أبوه، فولدت له عريب، ثم ماتت. فاسترضع جعفر لعريب المراضع، وسلمها إلى امرأة نصرانية، فلما قتل باعتها النصرانية سرا، فاشتراها الأمين من النخاسين، ولم يعرف ثمنها، فلما هلك الأمين عادت إلى سنبس النخاس، وصارت له، وشغف بها. وقدم المأمون من طوس، فاشتهر أمرها، واشتراها من سنبس كرها، فمات صبابةً بها، ثم صارت للمعتصم.

ولها أصوات معروفة، وأشعار مطربة، وصيت بحسن الصوت.

279 -

‌ عفان بن مخلد البلخي

.

عن: وكيع، ويحيى بن يمان. وعنه: ابن أبي الدنيا، وعبد الله بن أحمد بن حنبل، وموسى بن إسحاق.

توفي سنة ست وعشرين.

ص: 631

280 -

‌ علي بن الجارود بن يزيد النيسابوري

، أبو الحسن.

ثقة مشهور، رحال.

سمع: مالك بن أنس، وابن لهيعة، وشريك بن عبد الله، وطبقتهم. وعنه: محمد بن أشرس، وزكريا بن داود الخفاف، ومحمد بن عبد الوهاب الفراء، وغيرهم.

توفي سنة ست وعشرين.

281 -

خ د:‌

‌ علي بن الجعد بن عبيد

، أبو الحسن الهاشمي، مولاهم البغدادي الجوهري الحافظ، مسند بغداد في زمانه.

سمع: محمد بن أبي ذئب، وشعبة، وسفيان، وحريز بن عثمان أحد التابعين، والحسن بن صالح بن حي، وحماد بن سلمة، وشيبان النحوي، وعاصم بن محمد العمري، وعبد الرحمن المسعودي، وعبد العزيز الماجشون، والقاسم بن الفضل الحداني، وخلقا كثيرا. وتفرد عن جماعة. وعنه: البخاري، وأبو داود، وأبوا زرعة، وأبو حاتم، وإبراهيم الحربي، وأبو يعلى الموصلي، وأحمد بن يحيى الحلواني، ومحمد بن عبدوس بن كامل، ومحمد بن يحيى بن سليمان المروزي، وعمر بن إسماعيل بن أبي غيلان، وإبراهيم بن هاشم البغوي، وأحمد بن علي المروزي، وأبو القاسم البغوي، وخلق.

وجاء عنه أنه رأى الأعمش وقال: قدمت البصرة سنة ست وخمسين، وكان سعيد بن أبي عروبة حيا، ولقيت فيها هماما، ولقيت سفيان بمكة سنة سبع، وسمعت منه ومن ابن عيينة.

وقال نفطويه: كان علي بن الجعد أكبر من بغداد بعشر سنين.

وعن موسى بن داود قال: ما رأيت أحفظ من علي بن الجعد. كنا عند ابن أبي ذئب، فأملى علينا عشرين حديثا، فحفظها وأملاها علينا.

وقال صالح جزرة: سمعت خلف بن سالم يقول: صرت أنا، وأحمد بن حنبل، ويحيى بن معين إلى علي بن الجعد، فأخرج إلينا كتبه وذهب فظننا أنه يتخذ لنا طعاما، فلم نجد في كتابه إلا خطأ واحدا. فلما فرغنا من الطعام

ص: 632

قال: هاتوا، فحدث بكل شيء كتبناه حفظا.

وقال علي بن الجعد: كتبت عن سفيان بن عيينة بالكوفة سنة ستين ومائة.

وقال عبدوس النيسابوري: ما أعلم أني لقيت أحفظ من علي بن الجعد، وكان عنده عن شعبة نحوٌ من ألف ومائتي حديث.

وقال أبو حاتم: ما كان أحفظه لحديثه، وهو صدوق.

وقال أبو جعفر النفيلي: لا يكتب عن علي بن الجعد، وضعف أمره جدا.

وقال أبو إسحاق الجوزجاني: علي بن الجعد متشبث بغير بدعة، زائغ عن الحق.

وقال أحمد بن إبراهيم الدورقي: قلت لعلي بن الجعد: بلغني أنك قلت: ابن عمر ذاك الصبي، قال: لم أقل، ولكن معاوية ما أكره أن يعذبه الله.

وقال هارون بن سفيان المستملي: كنت عند علي بن الجعد فذكر عثمان فقال: أخذ من بيت المال مائة ألف درهم بغير حق، فقلت: لا والله، ما أخذها إلا بحق، إن كان أخذها، فقال: لا والله، ما أخذها إلا بغير حق.

وقال داود: وسم علي بن الجعد بميسم سوء، قال: ما يسوؤني أن يعذب الله معاوية.

وقال العقيلي: قلت لعبد الله بن أحمد بن حنبل: لم لم تكتب عن علي بن الجعد؟ قال: نهاني أبي أن أذهب إليه، وكان يبلغه عنه أنه يتناول الصحابة.

وقال زياد بن أيوب: سمعت علي بن الجعد يقول: القرآن كلام الله، ومن قال: مخلوقٌ، لم أعنفه.

ص: 633

وقال ابن معين: علي بن الجعد أثبت البغداديين في شعبة، وهو ثقة، صدوق.

وقال النسائي: صدوق.

وقال عبد الرزاق بن سليمان بن علي بن الجعد: سمعت أبي يقول: أحضر المأمون أصحاب الجوهر، فناظرهم على متاع كان معهم ثم نهض لبعض حاجته، ثم خرج، فقام له كل من كان في المجلس إلا ابن الجعد، فنظر إليه المأمون كهيئة المغضب، ثم استخلاه، فقال: يا شيخ ما منعك أن تقوم لي؟ قال: أجللت أمير المؤمنين للحديث الذي نأثره عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: وما هو؟ قال: سمعت المبارك بن فضالة يقول: سمعت الحسن يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من أحب أن يتمثل له الرجال قياما فليتبوأ مقعده من النار. فأطرق المأمون ثم رفع رأسه فقال: لا يشترى إلا من هذا الشيخ. قال: فاشتري منه ذلك اليوم بقيمة ثلاثين ألف دينار.

قال أبو القاسم البغوي: أخبرت أنه ولد سنة أربع وثلاثين ومائة، وأخبرت عن إسحاق بن أبي إسرائيل أنه قال في جنازة علي بن الجعد: أخبرني، يعني عليا، أنه منذ نحو ستين سنة، يصوم يوما، ويفطر يوما.

قال البغوي: توفي يوم السبت لست بقين من رجب سنة ثلاثين، وقد استكمل ستا وتسعين سنة.

قلت: آخر من روى حديثه في الدنيا عاليا أبو المنجا ابن اللتي، وهو أعلى ما سمع اليوم، وهو سنة خمس عشرة وسبع مائة.

282 -

‌ علي بن جعفر بن زياد الأحمر الكوفي

.

حدث ببغداد عن: أبي بكر بن عياش، وعبد الله بن إدريس. وعنه: عبد الله بن أحمد بن حنبل، ومحمد بن يحيى المروزي، ومحمد بن عبدوس السراج.

ص: 634

وثقه مطين، وقال: توفي سنة ثلاثين أيضا.

283 -

خ ن:‌

‌ علي بن الحكم بن ظبيان

، أبو الحسن المروزي الملجكاني.

عن: مبارك بن فضالة، وأبي عوانة، ورافع بن سلمة. وعنه: البخاري، والنسائي، عن رجل عنه، وأحمد بن حنبل، وعبيد الله بن واصل، وجماعة.

توفي سنة ست وعشرين بخراسان.

284 -

‌ علي بن رزين

، أبو عبد الله الهروي.

من سادة الصوفية، كان أستاذ أبي عبد الله المغربي الزاهد.

ذكر إبراهيم بن شيبان الصوفي عليا، فقال: أتى عليه مائة وعشرون سنة. وقد صحب الحسن البصري.

قلت: هذا ليس بصحيح.

قال: وقبره بجبل الطور سنة خمس وعشرين ومائتين.

285 -

ت ن:‌

‌ علي بن عبد الحميد بن مصعب المعني

، أبو الحسن، وقيل: أبو الحسين الكوفي.

عن: حماد بن سلمة، وعبد العزيز الماجشون، وسليمان بن المغيرة، وسلام بن مسكين، وزهير بن معاوية، وجماعة. وعنه: أبو زرعة، وأبو حاتم، وأحمد بن الفرات، وأحمد بن أبي خيثمة، وإسماعيل بن سمويه، وبشر بن موسى، والدارمي، وعباس الدوري، وخلق.

وثقه أبو حاتم، وغيره.

قال النسائي: مات سنة اثنتين وعشرين.

علق له البخاري حديثا، رواه بعينه الترمذي، عن البخاري، عن

ص: 635

علي بن عبد الحميد.

وهو ابن عم عبد الرحمن بن مصعب؛ كذا قال ابن سعد. وإنما هو ابن أخيه. قال: وكان فاضلا خيرا.

286 -

‌ علي بن عثمان اللاحقي البصري

.

عن: حماد بن سلمة، وأبي عوانة، وداود بن أبي الفرات، وجويرية بن أسماء، وعبد الواحد بن زياد. وعنه: معاذ بن المثنى، ومحمد بن يحيى الذهلي، وأحمد بن علي الأبار، وإبراهيم بن فهد، وأبو زرعة، وأبو حاتم، وطائفة.

توفي بالبصرة سنة ثمان وعشرين، وكان صدوقا.

وأما ابن خراش فقال: فيه اختلاف.

وهو أبو الحسن علي بن عثمان بن عبد الحميد بن لاحق. وقد روى عنه عفان، وهو أكبر منه.

وقال أبو حاتم: ثقة.

287 -

م:‌

‌ علي بن عثام بن علي

، الإمام أبو الحسن الكلابي العامري الكوفي، نزيل نيسابور.

سمع: شريك بن عبد الله، وحماد بن زيد، وعبد السلام بن حرب، وعبد الله بن المبارك، وفضيل بن عياض، وداود بن نصير الطائي، وسفيان بن عيينة، ووالده عثام بن علي، وطائفة. وعنه: إسحاق بن راهويه، ومحمد بن يحيى الذهلي، وسلمة بن شبيب، وأيوب بن الحسن الزاهد، ومحمد بن عبد الوهاب الفراء، وأبو حاتم الرازي، وجماعة.

وثقه أبو حاتم.

وروى مسلم حديثا، عن رجل عنه.

ص: 636

قال الحاكم في تاريخه في حقه: أديب، فقيه، حافظ، زاهد، واحد عصره، وكان لا يحدث إلا بعد الجهد، وأكثر ما أخذ عنه الحكايات والزهديات، قرأت بخط أبي عمرو المستملي: سمعت محمد بن عبد الوهاب يقول: ما رأيت مثل علي بن عثام في العسرة في الحديث، وكان يقول: الناس لا يؤتون من حلم، يجيء الرجل فيسأل، فإذا أخذ غلط، ويجيء الرجل فيأخذ ثم يصحف، ويجيء الرجل فيأخذ ليماري صاحبه، ويجيء الرجل فيأخذ ليباهي به، وليس علي أن أعلم هؤلاء، إلا رجل يجيئني فيهتم لأمر دينه، فحينئذ لا يسعني أن أمنعه.

وقال: سمعت علي بن عثام، وكان من أفصح الناس يقول الناس يقول: دفت إلينا دافة من بني هلال، وهم من أفصح الناس، فخرج على بعضهم بني له فقال: يا أبه، إن فلانا دفعني في حومة الماء، قلت: يا بني، وما حومة الماء، قال: بعثطه، قلت: وما بعثطه؟ قال: مجمة الماء، قلت: وما مجمة؟ فقال كلمة لم أحفظها.

قال محمد بن عبد الوهاب: ورد علي بن عثام نيسابور سنة خمس ومائتين، فسكنها، فلما ورد عبد الله بن طاهر بعث إليه يسأله حضور مجلسه، فأبى عليه، وتشفع بإسحاق بن راهويه حتى أعفاه، ثم خرج من نيسابور سنة خمس وعشرين ومائتين، فحج وذهب إلى طرسوس، فسكنها إلى أن توفي بطرسوس سنة ثمان وعشرين.

288 -

‌ علي بن قدامة الطوسي الوكيل

.

حدث ببغداد عن: ابن المبارك، وعبيدة بن حميد. وعنه: عباس الدوري، وإسحاق الختلي.

قال يحيى بن معين: لم يكن ممن يكذب.

وقال غيره: مات سنة تسع وعشرين.

289 -

‌ علي بن قرين بن بيهس الأصبهاني

.

عن: خالد بن عبد الله الطحان، وعبد الله بن وهب، وجعفر بن سليمان

ص: 637

الضبعي، وعفيف بن سالم، وطائفة. وعنه: أسيد بن عاصم، ويحيى بن مطرف، وأحمد بن مهران، وعبد الله بن محمد بن زكريا، وعمران بن عبد الرحيم الأصبهانيون، وأحمد بن محمد البرائي.

قال أبو نعيم: كان يضعف.

وقيل: توفي بعد الثلاثين، فربما أعيده.

كذبه ابن معين، وموسى بن هارون، وجماعة.

290 -

‌ علي بن المثنى بن يحيى بن عيسى التميمي الموصلي

، والد أبي يعلى أحمد بن علي.

روى عن: هشيم، وجرير بن عبد الحميد، وسفيان بن عيينة، وجماعة. وعنه: ابنه في مسنده.

291 -

‌ علي بن محمد بن عبد الله بن أبي سيف

، أبو الحسن المدائني الأخباري.

بصري سكن بغداد بعد أن سكن المدائن مدة، فنسب إليها، وهو صاحب المصنفات المشهورة، وكان عالما بالمغازي والسير والأنساب، وأيام العرب، صدوقا فيما ينقله.

سمع من: قرة بن خالد، وشعبة، وعوانة بن الحكم، وجويرية بن أسماء، وابن أبي ذئب، وسلام بن مسكين، ومبارك بن فضالة، وحماد بن سلمة، وطائفة. وعنه: خليفة بن خياط العصفري، والزبير بن بكار، وأحمد بن أبي خيثمة، والحارث بن أبي أسامة، والحسن بن علي بن المتوكل، وآخرون.

قال أحمد بن أبي خيثمة: كان أبي، ومصعب الزبيري، ويحيى بن معين، يجلسون بالعشيات على باب مصعب، فمر ليلة رجلٌ على حمار فاره وبزة حسنة، فسلم وخص بمسائله يحيى بن معين، فقال له يحيى: يا أبا الحسن، إلى أين؟ قال: إلى دار هذا الكريم الذي يملأ كمي دنانير ودراهم،

ص: 638

إسحاق بن إبراهيم الموصلي. فلما ولى قال يحيى: ثقة ثقة ثقة، قال: فسألت أبي: من هذا؟ قال: المدائني.

وقال محمد بن جرير، وذكر المدائني، فقال: أخبرني بنسبه الحارث، وذكر أنه قبل موته بثلاثين سنة سرد الصوم، وأنه كان قد قارب المائة، فقيل له في مرضه: ما تشتهي؟ قال: أشتهي أن أعيش.

قال: وتوفي سنة أربع وعشرين، وكان عالما بالفتوح، والمغازي، والشعر، وأيام الناس، صدوقا في ذلك.

وقال غيره: توفي سنة خمس وعشرين ومائتين، وله ثلاثٌ وتسعون سنة، رحمه الله.

مات في دار إسحاق الموصلي، وكان منقطعا إليه.

وقال ابن الإخشيذ المتكلم: كان المدائني متكلما من غلمان معمر بن الأشعث.

حكى المدائني قال: أمر المأمون بإدخالي عليه، فذكر عليا رضي الله عنه، فحدثته فيه بأحاديث، إلى أن ذكر لعن بني أمية له، فقلت: حدثني أبو سلمة المثنى بن عبد الله الأنصاري قال: قال لي رجلٌ: كنت بالشام فجعلت لا أسمع عليا ولا حسنا ولا حسينا، إنما أسمع معاوية، يزيد، الوليد، فمررت برجل على بابه، فقال: اسقه يا حسن، فقلت: أسميت حسنا؟ فقال: أولادي حسن وحسين وجعفر، فإن أهل الشام يسمون أولادهم بأسماء خلفاء الله، ولا يزال أحدهم يلعن ولده ويشتمه، فلم أسمهم بذلك لئلا ألعن إن لعنتهم خلفاء الله، فقلت: حسبتك خير أهل الشام، وإذا ليس في جهنم شر منكم، فقال المأمون: لا جرم، قد جعل الله من يلعن أحياءهم وأمواتهم ومن في الأصلاب، يعني: لعن الشيعة للناصبة.

ذكر ياقوت الحموي أسماء مصنفات المدائني في خمس ورقات ونصف، منها: كتاب تسمية المنافقين وأخبارهم، كتاب خطب النبي صلى الله عليه وسلم، كتاب فتوحه، كتاب عهوده.

وله عدة كتب في أخبار قريش، وأهل البيت، كتاب من هجاها

ص: 639

زوجها، تاريخ الخلفاء الكبير، كتاب خطب علي وكتبه، كتاب أخبار الحجاج؛ وعدة كتب في الفتوحات، وعدة كتب في الشعراء وأخبارهم، خبر أصحاب الكهف، أخبار ابن سيرين، كتاب الجواهر، كتاب الأكلة، كتاب الزجر والفأل، وغير ذلك.

292 -

‌ علي بن ميسرة بن خالد الهمداني

، أبو الحسن.

محدث رحال، روى عن: ابن المبارك، وأشعث بن عطاف، وجرير بن عبد الحميد، وطبقتهم. وعنه: أبو زرعة، وأبو حاتم.

قال أبو حاتم: صدوق.

293 -

خ:‌

‌ علي بن أبي هاشم بن طبراخ البغدادي

، واسم أبيه عبيد الله.

عن: شريك، وهشيم، وحماد بن زيد، وإبراهيم بن سعد، وطائفة. وعنه: البخاري، ومحمد بن غالب تمتام، وإسحاق الحربي، وعبد الله بن الحسين المصيصي، وخلف بن عمرو العكبري، وأحمد بن علي الخزاز، وآخرون.

وقف في القرآن فتكلموا فيه قليلا.

وأما أبو حاتم فقال: وقف في القرآن، فترك الناس حديثه.

وتكلم فيه ابن معين، وابن المديني للوقف.

294 -

‌ عمار بن نصر

، أبو ياسر السعدي الخراساني، المروزي.

عن: جرير، وابن المبارك، وابن عيينة، وبقية، ويوسف بن عطية، وجماعة. وعنه: أبو حاتم، وصالح جزرة، وأبو يعلى الموصلي، وأبو القاسم البغوي، وآخرون.

قال جزرة: عندي لا بأس به.

وقال أبو حاتم: صدوق.

ص: 640

وذكره ابن حبان في الثقات.

مات في رمضان سنة تسع وعشرين ببغداد.

295 -

‌ عمار بن هارون

، أبو ياسر البصري المستملي الدلال.

عن أبي المقدام هشام بن زياد، وعتبة بن عبد الله الرفاعي، وسلام بن مسكين، وجعفر بن سليمان الضبعي، وجماعة. وعنه محمد بن أيوب بن الضريس، وأبو يعلى الموصلي، والحسن بن سفيان، وآخرون.

قال أبو أحمد بن عدي: عامة ما يرويه غير محفوظ.

وقال موسى بن هارون: متروك الحديث.

296 -

‌ عمر بن إبراهيم بن خالد الهاشمي

.

هو آخر من زعم أنه سمع من عبد الملك بن عمير. روى عنه عبد الله بن محمد المخرمي، وإسحاق الختلي، وأحمد بن مصعب المروزي.

ذكره ابن أبي حاتم ولم يضعفه.

وقال الخطيب في كتاب السابق واللاحق: بلغنا أنه توفي بعد العشرين ومائتين.

قلت: وروى عن عيسى بن علي العباسي، وابن أبي ذئب، وشعبة، وسفيان. وأظن أنه سقط بينه وبين عبد الملك رجل.

قال الخطيب في تاريخه: عمر بن إبراهيم أبو حفص يعرف بالكردي، مولى بني هاشم، كان غير ثقة.

وقال أحمد بن محمد بن عقدة الحافظ: ضعيف.

وقال الدارقطني: كذاب.

ص: 641

297 -

خ م د ت ن:‌

‌ عمر بن حفص بن غياث النخعي الكوفي

، أبو حفص.

عن أبيه، وأبي بكر بن عياش، وعبد الله بن إدريس الأودي. وعنه البخاري، ومسلم، وأبو داود، والترمذي، والنسائي عن رجل عنه، وأحمد بن إبراهيم الدورقي، وأحمد بن يوسف السلمي، وأحمد بن ملاعب، وإسماعيل سمويه، والدارمي، والذهلي، وأبو حاتم، ويعقوب الفسوي، وطائفة.

قال أبو حاتم: ثقة.

وقال أبو داود: تبعته إلى منزله، ولم أسمع منه. يعني لم يتفق له الأخذ عنه.

قال البخاري: توفي سنة اثنتين وعشرين.

قلت: لم يخرجوا له شيئا عن غير أبيه.

298 -

‌ عمر بن الخطاب الكندي مولاهم

، الإسكندراني.

أخباري له تاريخ. يروي عن ضمام بن إسماعيل، ويعقوب بن عبد الرحمن، وغيرهما.

قال ابن يونس: توفي في ذي القعدة سنة إحدى وعشرين.

299 -

‌ عمر بن سعيد بن سليمان

، أبو حفص القرشي الدمشقي الأعور.

روى عن سعيد بن عبد العزيز، وسعيد بن بشير، وخالد بن يزيد، والوليد بن مسلم، وجماعة. وعنه ابن سعد في الطبقات، وابن أبي الدنيا، ومحمد بن سعد العوفي، وأحمد بن علي الأبار، وعثمان بن خرزاذ، وطائفة.

تركه أبو حاتم.

وقال النسائي: ليس بثقة.

وقال مسلم: ضعيف الحديث.

ص: 642

وقال أبو حسان الزيادي: توفي سنة خمس وعشرين ومائتين عن نيف وثمانين سنة، سكن بغداد.

300 -

م ن:‌

‌ عمر بن عبد الوهاب بن رياح بن عبيدة

، أبو حفص الرياحي البصري.

عن جويرية بن أسماء، ويزيد بن زريع، ومعتمر بن سليمان. وعنه علي ابن المديني، والبخاري، ومحمد بن رافع، ومحمد بن غالب تمتام، وحنبل بن إسحاق، وعلي بن عبد العزيز البغوي، وجماعة.

قال أبو حاتم: ثقة مأمون، ذهبت إليه في جامع البصرة فقلت له: إن رأيت أن تحدثني؟ فقال: ليس هذا موضعه، إن أردت ففي المنزل. وكان منزله في أقصى البصرة، فأتيناه فلم نصادفه، ولم نعد إليه.

قال البخاري وابن أبي عاصم: توفي سنة إحدى وعشرين. زاد البخاري: لأيام بقين من شعبان.

301 -

‌ عمر بن عثمان بن عاصم بن صهيب التيمي مولاهم

، أبو حفص الواسطي، ابن عم عاصم بن علي.

روى عن عباد بن العوام، وعبد السلام بن حرب، ومعتمر بن سليمان، وجماعة. وعنه أحمد بن سنان، وأبو زرعة، وأبو حاتم. وقال أبو حاتم: صدوق.

302 -

‌ عمر بن علي بن أبي بكر الكندي

الإسفذني الرازي.

سمع أباه، وعبد العزيز الدراوردي، وأبا بكر بن عياش، وطبقتهم. وعنه

ص: 643

أبو زرعة وأبو حاتم، وقالا: صدوق.

302 م -:‌

‌ عمرو بن أسلم الطرسوسي العابد

، نزيل دمشق.

روى عن سلم بن ميمون الخواص، وأبي معاوية الأسود، ووكيع. وعنه أحمد بن أبي الحواري، وأبو حاتم الرازي، والحسن بن علي المعمري، وأبو موسى الطوسي. قال أبو حاتم: صدوق.

303 -

م د ن:‌

‌ عمرو بن حماد بن طلحة الكوفي القناد

، وقد ينسب إلى جده.

عن أسباط بن نصر وهو مكثر عنه، والمطلب بن زياد، ومندل بن علي، وعلي بن هاشم بن البريد، وحفص القارئ، وجماعة. وعنه مسلم، وأبو داود، والنسائي عن رجل عنه، وإبراهيم الجوزجاني، وأحمد بن ملاعب، وأحمد بن أبي خيثمة، وعباس الترقفي، ومحمد بن يحيى الذهلي، وأبو حاتم، وعبد الله بن محمد بن النعمان، وتمتام، وعلي بن عبد العزيز البغوي، وخلق.

قال أبو حاتم: صدوق.

وقال أبو داود: كان من الرافضة، ذكر عثمان بشيء فطلبه السلطان.

وقال مطين: مات في صفر سنة اثنتين وعشرين.

قلت: له في مسلم حديث واحد، أنبأناه أحمد بن سلامة، عن أبي الحسن الجمال قال: أخبرنا أبو علي قال: أخبرنا أبو نعيم قال: حدثنا سليمان بن أحمد قال: حدثنا علي بن عبد العزيز قال: حدثنا عمرو بن حماد قال: حدثنا أسباط، عن سماك، عن جابر بن سمرة قال: صليت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاة الأولى، ثم خرج إلى أهله وخرجت معه، فاستقبله ولدان المدينة، فجعل يمسح خدي أحدهم واحدا واحدا، فأما أنا فمسح خدي،

ص: 644

فوجدت ليده بردا وريحا كأنما أخرجها من جونة عطار.

وفي البصريين ممن اسمه عمرو بن حماد رجلان:

304 -

‌ عمرو بن حماد الأزدي الفراهيدي

.

عن حماد بن زيد، وعنه إسحاق بن وهب العلاف وغيره.

305 -

‌ عمرو بن حماد العبدي

.

عن مروان بن معاوية الفزاري وغيره. وعنه أبو زرعة، وأبو حاتم وقال: صدوق.

306 -

خ ق:‌

‌ عمرو بن خالد بن فروخ بن سعيد

، أبو الحسن التميمي، ويقال: الخزاعي الحراني، نزيل مصر، والد أبي علاثة محمد بن عمرو.

روى عن حماد بن سلمة، وعبد الحميد بن بهرام، والليث بن سعد، وزهير بن معاوية، وشريك بن عبد الله، وابن لهيعة، وطائفة. وعنه البخاري، وابن ماجه عن رجل عنه، وإسماعيل سمويه، وأبو زرعة، وأبو حاتم، وابنه أبو علاثة، ويحيى بن عثمان السهمي، وعثمان بن خرزاذ، وعمر بن عبد العزيز بن مقلاص، والحسن بن الفرج الغزي، وأبو الزنباع روح بن الفرج، وخلق.

قال أبو حاتم: صدوق.

وقال أحمد العجلي: ثقة ثبت.

وقال البخاري: مات سنة تسع وعشرين.

307 -

‌ عمرو بن الصباح

، أبو حفص الكوفي الضرير المقرئ المجود، صاحب حفص.

ص: 645

قرأ على حفص، وروى الحروف عن أبي يوسف الأعشى عن أبي بكر بن عياش.

وكان محققا حاذقا بالقرءاة، له حلقة كبيرة وأصحاب. قرأ عليه علي بن سعيد البزاز، والحسن بن المبارك، وعلي بن محصن، ومحمد بن عبد الرحمن الخياط شيخ ابن شنبوذ، وآخرون.

وبعض الناس يقول: إنه لم يقرأ على حفص، بل أخذ عنه الحروف.

توفي سنة إحدى وعشرين ومائتين.

308 -

ع:‌

‌ عمرو بن عون بن أوس بن الجعد

، الحافظ أبو عثمان السلمي الواسطي البزاز.

عن الحمادين، وأبي عوانة، وعبد العزيز بن الماجشون، وشريك القاضي، وهشيم، وطائفة. وعنه البخاري، وأبو داود، والبخاري أيضا والباقون بواسطة، وحجاج بن الشاعر، وعبد الله المسندي، والدارمي، وأبو زرعة، وأبو حاتم، وعثمان الدارمي، وعلي بن عبد العزيز البغوي، وعبد الكريم الديرعاقولي، وخلق.

وثقه غير واحد.

وقال يزيد بن هارون: عمرو بن عون ممن يزداد كل يوم خيرا.

وقال إبراهيم بن عبد الله الختلي: سمعت يحيى بن معين يقول: حدثنا عمرو بن عون، وأطنب يحيى في الثناء عليه.

وقال أبو زرعة: قل من رأيت أثبت منه.

وقال أبو حاتم: ثقة حجة.

وقال حاتم بن الليث: مات سنة خمس وعشرين.

309 -

د خ مقرونا:‌

‌ عمرو بن مرزوق

، أبو عثمان، الباهلي مولاهم، البصري.

ص: 646

عن عكرمة بن عمار، ومالك بن مغول، وشعبة، والحمادين، وعبد الرحمن المسعودي، وأبي إدريس صاحب لأنس. وعنه البخاري مقرونا، وأبو داود، وأبو زرعة، وحرب الكرماني، وأحمد بن داود المكي، وأبو بكر بن أبي عاصم، وأبو مسلم الكجي، وعبد الكريم الديرعاقولي، وعثمان بن خرزاذ، ومحمد بن محمد بن حيان التمار، وأبو خليفة الفضل بن الحباب، وخلق.

وكان يحيى القطان لا يرضاه في الحديث، قاله القواريري.

وقال أبو زرعة: سمعت سليمان بن حرب وذكر عمرو بن مرزوق، فقال: جاء بما ليس عندهم فحسدوه.

وقال سعيد بن سعد البخاري: سمعت مسلم بن إبراهيم يقول: كانت الكتب التي عند أبي داود الطيالسي لعمرو بن مرزوق، وكان عمرو رجلا غزاء يغزو في البحر، فلما مات أبو داود حول عمرو كتبه.

وقال ابن المديني: اتركوا حديث الفهدين والعمرين؛ يعني فهد بن حيان وفهد بن عوف، وعمرو بن مرزوق وعمرو بن حكام.

وقيل: كان عند عمرو بن مرزوق عن شعبة ثلاثة آلاف حديث.

وقال أبو الفتح الأزدي: كان سماع أبي داود الطيالسي وعمرو بن مرزوق من شعبة شيئا واحدا، وكان ابن معين يطري عمرا ويرفع ذكره.

وقال أبو زرعة: سمعت أحمد بن حنبل، وقيل له: إن علي ابن المديني تكلم في عمرو، فقال: عمرو رجل صالح، لا أدري ما يقول علي.

قال عبد الله بن محمد بن الفضل الأسدي: قال أحمد بن حنبل لابنه صالح حين قدم من البصرة: لم لم تكتب عن عمرو بن مرزوق؟ فقال: نهيت. فقال: إن عفان كان يرضى عمرا، ومن كان يرضى عفان؟

وقال أحمد: كان عمرو صاحب غزو وخير.

وقال محمد بن عيسى بن أبي قماش: سألت يحيى بن معين عنه، فقال:

ص: 647

ثقة مأمون، صاحب غزو وقرآن وفضل، وحمده جدا.

وقال أبو حاتم: كان ثقة من العباد، ولم نجد أحدا من أصحاب شعبة كان أحسن حديثا منه.

وقال ابن عدي: سمعت أحمد بن محمد بن خالد يقول: لم يكن بالبصرة مجلس أكبر من مجلس عمرو بن مرزوق؛ كان فيه عشرة آلاف رجل.

وقال النسائي في الكنى: أخبرنا الحسن بن أحمد بن حبيب قال: حدثنا بندار قال: سمعت عمرو بن مرزوق وسئل: أتزوجت ألف امرأة؟ فقال: أو زيادة على ألف امرأة.

قال محمد بن عيسى بن أبي قماش: رأيته أحمر الرأس واللحية، وكان يخضب بالحناء، ومات بالبصرة في صفر سنة أربع وعشرين.

قلت: وله سمي، وهو في طبقة شيوخه:

310 -

‌ عمرو بن مرزوق الواشحي البصري

.

عن عون بن أبي شداد وغيره. وعنه مسلم بن إبراهيم، وأبو الوليد، وأبو عمر الحوضي، وموسى بن إسماعيل، وجماعة.

قال ابن معين: ليس به بأس.

311 -

‌ عمرو بن هارون

، أبو عثمان المقرئ.

صدوق مرضي، روى عن ابن عيينة، ويحيى بن العلاء. وعنه أبو زرعة، وأبو سعيد بن يحيى بن سعيد القطان، وغيرهما.

312 -

خ د:‌

‌ عمران بن ميسرة

، أبو الحسن المنقري البصري الأدمي.

عن عبد الوارث بن سعيد، ويحيى بن زكريا بن أبي زائدة، وعباد بن العوام، ومحمد بن فضيل، وحفص بن غياث، وطائفة. وعنه البخاري، وأبو

ص: 648

داود، وأبو بكر الأثرم، وأبو زرعة الرازي، وأبو خليفة الفضل بن الحباب، وأبو مسلم الكجي، وأحمد بن داود المكي، وآخرون.

قال ابن أبي عاصم: مات سنة ثلاث وعشرين.

313 -

‌ عمران بن هارون الرملي

، أبو موسى.

عن عطاف بن خالد، وابن لهيعة، ومسكين المؤذن، وأبي خالد الأحمر، وجماعة. وعنه موسى بن سهل الرملي، وأبو زرعة، وأبو حاتم.

قال أبو زرعة: صدوق.

وقال ابن يونس: في حديثه لين، ويعرف بالصوفي.

قلت: يروي الطبراني عن مسعود بن محمد الرملي عنه.

314 -

‌ عون بن جبلة الأزدي الموصلي الأديب

.

روى عن وكيع، وعنه جابر الموصلي.

قتل سنة ثلاثين، فهاجت الحرب بسببه بين الأزد واليمن.

315 -

م:‌

‌ عون بن سلام

، أبو جعفر الكوفي.

سمع أبا بكر النهشلي، وزهير بن معاوية، ومحمد بن طلحة بن مصرف، وإسرائيل بن يونس. وعنه مسلم، وموسى بن إسحاق الأنصاري، ومحمد بن عثمان بن أبي شيبة، وموسى بن هارون، وأحمد بن علي الأبار، ومحمد بن عبد الله مطين.

وهو من كبار شيوخهم، وكان صدوقا معمرا، توفي في ذي القعدة سنة ثلاثين، وله تسعون سنة.

316 -

‌ العلاء بن عمرو الحنفي الكوفي

، أبو محمد.

شيخ واهي الحديث.

قال ابن قانع: توفي سنة سبع وعشرين.

قلت: روى عن أبي إسحاق الفزاري حديثا موضوعا، وعن وضاح بن

ص: 649

حسان حديثا موضوعا. روى عنه حفص بن عمر بن صبيح البصري، ومحمد بن يونس الكديمي، وعمر بن حفص السياري، وغيرهم.

قال ابن حبان: لا يجوز الاحتجاج به بحال.

وقال أبو الفتح الأزدي: لا يكتب عنه بحال.

317 -

‌ العلاء بن موسى بن عطية

، أبو الجهم الباهلي، صاحب الجزء المشهور الذي هو أعلى الأجزاء إسنادا في سنة خمس عشرة وسبعمائة.

قال أبو بكر الخطيب: كان صدوقا، سمع الليث بن سعد، وسوار بن مصعب، وسفيان بن عيينة، وجماعة. وعنه إسحاق بن سنين، وأحمد بن علي الأبار، وأبو القاسم البغوي، وغيرهم.

توفي ببغداد في أول سنة ثمان وعشرين ومائتين.

318 -

خ د:‌

‌ عياش بن الوليد الرقام

، أبو الوليد البصري القطان.

عن معتمر بن سليمان، وعبد الأعلى بن عبد الأعلى، ومحمد بن فضيل، والوليد بن مسلم، وطبقتهم. وعنه البخاري، وأبو داود، وأبو زرعة الرازي، وأحمد بن أبي خيثمة، وأبو حاتم، والعباس بن الفضل الأسفاطي، ومحمد بن محمد بن حيان التمار.

وقد روى أبو داود أيضا عن عيسى بن شاذان عنه.

قالوا: توفي سنة ست وعشرين.

319 -

د:‌

‌ عيسى بن إبراهيم البركي

، من سكة البرك بالبصرة.

سمع حماد بن سلمة، والحارث بن نبهان، وعبد العزيز بن مسلم القسملي، وجماعة. وعنه أبو داود، وأحمد بن أبي خيثمة، وعثمان بن خرزاذ، ومحمد بن أيوب بن الضريس، وآخرون.

قال أبو حاتم: صدوق.

ص: 650

قلت: توفي سنة ثمان وعشرين أيضا.

320 -

‌ عيسى بن أبان الفقيه

، صاحب محمد بن الحسن.

ولي قضاء البصرة وغيرها، وصنف التصانيف، وحدث عن هشيم وإسماعيل بن جعفر ويحيى بن أبي زائدة، وعنه الحسن بن سلام السواق وغيره.

وكان أحد الأجواد الكرام، يحكى عنه القول بخلق القرآن - أجارنا الله - وهو معدودٌ من الأذكياء.

قال بكار بن قتيبة: سمعت هلال الرأي يقول: ما قعد في الإسلام قاض أفقه من عيسى بن أبان في زمانه.

وقال الطحاوي: سمعت بكارا القاضي يقول: كان لنا قاضيان لا مثل لهما؛ إسماعيل بن حماد بن أبي حنيفة، وعيسى بن أبان.

قال الطحاوي: حدثني أبو خازم القاضي قال: حدثني شعيب بن أيوب قال: لما أتى عيسى بن هارون إلى المأمون بتلك الأحاديث التي أوردها على أصحابنا قال المأمون لإسماعيل بن حماد ولبشر ولابن سماعة: إن لم تبينوا الحجة وإلا منعتكم من الفتوى بهذا القول؛ يعني الذي يخالف هذه الأحاديث، وجمعت الناس على خلافه. ولم يكن عيسى بن أبان حضر، كان دونهم في السن، فوضع إسماعيل بن حماد كتابا كان سبابا كله، وتكلف يحيى بن أكثم فلم يعمل شيئا، فوضع عيسى بن أبان كتابه الصغير فأدخل على المأمون، فلما قرأه قال:

حسدوا الفتى إذ لم ينالوا سعيه فالناس أعداءٌ له وخصوم كضرائر الحسناء قلن لوجهها حسدا وبغيا: إنه لذميم توفي عيسى سنة إحدى وعشرين ومائتين.

321 -

‌ عيسى بن مسلم الصفار البغدادي

، المعروف بالأحمر.

له مناكير.

ص: 651

روى عن مالك، وحماد بن زيد. وعنه محمد بن عبد الله مطين وغيره.

322 -

‌ عيسى بن المنكدر بن محمد بن المنكدر بن الهُدَير

القرشي التَّيمي المدني.

ولد بمصر، وحدث عن أبيه، وولي قضاء مصر سنة إحدى عشرة ومائتين.

323 -

‌ غالب بن حلبس الكلبي

، أبو الهيثم، بصري.

عن جويرية بن أسماء، ومهدي بن ميمون، وعدة. وعنه الحسين بن بحر، وأبو زرعة، وأبو حاتم، وجماعة.

صدوق.

324 -

‌ غسان بن الربيع بن منصور

، أبو محمد الأزدي الموصلي.

سمع عبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان، وأبا إسرائيل الملائي، والليث بن سعد، وجماعة.

وكان شيخا نبيلا صالحا ورعا، له نسخة مروية. حدث عنه الإمام أحمد، ويحيى بن معين، وعباس الدوري، وأبو يعلى الموصلي، وجماعة.

ضعفه الدارقطني.

وتوفي سنة ست وعشرين.

وروى أبو محمد الخلال عن الدارقطني أنه صالح.

325 -

‌ غسان بن الفضل

، أبو عمرو السجستاني، نزيل مكة.

عن حماد بن زيد، وبشير بن ميمون، وحزم بن أبي حزم القطعي، وغيرهم. وعنه أبو زرعة، وأبو بكر الأثرم، وأبو داود في كتاب المراسيل.

ص: 652

وثقه ابن حبان.

326 -

‌ غسان بن مالك

، أبو عبد الرحمن البصري السلمي.

عن سلام بن مسكين، وحماد بن سلمة، وسلام أبي المنذر. وعنه أبو زرعة الرازي وغيره.

لينه أبو حاتم.

327 -

خ ت:‌

‌ فروة بن أبي المغراء

، أبو القاسم بن معدي كرب الكندي الكوفي.

عن شريك، وأبي الأحوص، وعلي بن مسهر، وعبيدة بن حميد، وغيرهم.

وعنه البخاري، والترمذي عن رجل عنه، وعبد الله الدارمي، وأبو زرعة، وأبو حاتم، وعبد الله بن محمد بن النعمان الأصبهاني، ومحمد بن عثمان بن أبي شيبة، وجماعة.

توفي سنة خمس وعشرين.

قال أبو حاتم: صدوق.

328 -

‌ فضالة بن المفضل بن فضالة

، أبو ثوابة الرعيني ثم القتباني المصري.

سمع أباه. وعنه يحيى بن عثمان بن صالح السهمي، وأبو الأحوص محمد بن الهيثم.

ذمه أبو حاتم.

وتوفي سنة ست وعشرين.

• - الفضل بن غانم، يأتي في الطبقة الآتية.

ص: 653

329 -

د:‌

‌ فضيل بن عبد الوهاب الغطفاني الكوفي القناد

، نزيل بغداد.

عن شريك، وأبي الأحوص، وحماد بن زيد. وعنه أبو داود، وابن أبي الدنيا، وأحمد بن أبي خيثمة، وعثمان بن خرزاذ، وموسى بن هارون، وآخرون.

وثقه أبو حاتم.

330 -

‌ فطر بن حماد بن واقد البصري

.

روى عن مالك بن أنس، ومهدي بن ميمون، وحماد بن زيد. روى عنه أبو زرعة الرازي ووثقه.

وقال أبو حاتم: ليس بقوي.

331 -

‌ الفيض بن وثيق الثقفي البصري

.

عن حماد بن زيد، وجرير، وأبي عوانة. وعنه أبو حاتم، وأبو زرعة، وعبد الله بن أحمد ابن الدورقي، وآخرون.

رماه ابن معين بالكذب، ومشاه غيره.

وذكره ابن أبي حاتم فما ضعفه، ولم أره في الكامل لابن عدي، والظاهر أنه صالح في الحديث.

332 -

‌ القاسم بن سلام

، الإمام أبو عبيد البغدادي الفقيه الأديب، صاحب المصنفات الكثيرة في القراءات والفقه واللغات والشعر.

قرأ القرآن على الكسائي، وإسماعيل بن جعفر، وشجاع بن أبي نصر، وسمع الحروف من طائفة. وقد سمع إسماعيل بن عياش، وإسماعيل بن جعفر، وهشيم بن بشير، وشريك بن عبد الله وهو أكبر شيخ له، وعبد الله بن المبارك، وأبا بكر بن عياش، وجرير بن عبد الحميد، وسفيان بن عيينة، وعباد بن عباد، وعباد بن العوام، وخلقا آخرهم موتا هشام بن عمار.

ص: 654

وعنه عبد الله بن عبد الرحمن الدارمي، وأبو بكر بن أبي الدنيا، وعباس الدوري، والحارث بن أبي أسامة، وأحمد بن يوسف التغلبي، وعلي بن عبد العزيز البغوي، ومحمد بن يحيى بن سليمان المروزي، وأحمد بن يحيى البلاذري الكاتب، وآخرون.

قال علي البغوي: ولد أبو عبيد بهراة، وكان أبوه عبدا لبعض أهل هراة.

وقال أبو بكر الخطيب: كان أبوه روميا، خرج يوما وأبو عبيد مع ابن مولاه في الكتاب، فقال للمؤدب: علمي القاسم فإنها كيسة.

وقال محمد بن سعد: كان أبو عبيد مؤدبا، صاحب نحو وعربية وطلب للحديث والفقه، ولي قضاء طرسوس أيام ثابت بن نصر بن مالك، ولم يزل معه ومع ولده. وقدم بغداد، ففسر بها غريب الحديث، وصنف كتبا وحدث، وحج فتوفي بمكة سنة أربع وعشرين ومائتين.

وقال ابن يونس: قدم مصر مع ابن معين سنة ثلاث عشرة، وكتب بمصر.

وقال إبراهيم بن أبي طالب: سألت أبا قدامة السرخسي عن الشافعي وأحمد وإسحاق وأبي عبيد فقال: أما أفهمهم فالشافعي إلا أنه قليل الحديث، وأما أورعهم فأحمد بن حنبل، وأما أحفظهم فإسحاق، وأما أعلمهم بلغات العرب فأبو عبيد.

وقال أحمد بن سلمة: سمعت إسحاق بن راهويه يقول: الحق يجب لله، أبو عبيد أفقه مني وأعلم مني.

وقال الحسن بن سفيان: سمعت ابن راهويه يقول: إنا نحتاج إلى أبي عبيد، وأبو عبيد لا يحتاج إلينا.

وقال عباس الدوري: سمعت أحمد بن حنبل يقول: أبو عبيد ممن يزداد عندنا كل يوم خيراً.

وقال أبو قدامة: سمعت أحمد بن حنبل يقول: أبو عبيد أستاذ.

ص: 655

وعن حمدان بن سهل قال: سألت يحيى بن معين عن أبي عبيد فقال: مثلي يسأل عن أبي عبيد؟ أبو عبيد يسأل عن الناس.

وقال أبو داود: ثقة مأمون.

وقال الدارقطني: ثقة إمام جبل، وسلام أبوه رومي.

وقال أبو عبد الله الحاكم: كان أبو محمد بن قتيبة يتعاطى التقدم في علوم كثيرة، ولم يرضه أهل علم منها، وإنما الإمام المقبول عند الكل فأبو عبيد.

وقال إبراهيم الحربي: رأيت ثلاثة تعجز النساء أن تلدن مثلهم؛ رأيت أبا عبيد ما مثلته إلا بجبل نفخ فيه روح، ورأيت بشر بن الحارث فما شبهته إلا برجل عجن من قرنه إلى قدمه عقلا، ورأيت أحمد بن حنبل فرأيت كأن الله قد جمع له علم الأولين من كل صنف؛ يقول ما شاء، ويمسك ما شاء.

وقال عبد الله بن أحمد: عرضت كتاب غريب الحديث لأبي عبيد على أبي، فاستحسنه وقال: جزاه الله خيرا.

وقال مكرم بن أحمد القاضي: قال إبراهيم الحربي: كان أبو عبيد كأنه جبل نفخ فيه الروح، يحسن كل شيء إلا الحديث صناعة أحمد بن حنبل ويحيى. قال: وكان أبو عبيد يؤدب غلاما، ثم اتصل بثابت بن نصر فولي ثابت طرسوس، فولي أبو عبيد قضاءها ثمان عشرة سنة، فاشتغل عن كتابة الحديث. كتب في حداثته عن هشيم وغيره، فلما صنف احتاج أن يكتب عن يحيى بن صالح وهشام بن عمار، وأضعف كتبه كتاب الأموال، يجيء إلى باب فيه ثلاثون حديثا وخمسون أصلا عن النبي صلى الله عليه وسلم، فيجيء بحديث، حديثين، يجمعهما من حديث الشام، ويتكلم في ألفاظهما. وليس له كتاب مثل غريب المصنف.

قال: وانصرف أبو عبيد يوما، فمر بدار إسحاق الموصلي، فقالوا له: يا أبا عبيد، صاحب هذه الدار يقول: إن في كتابك غريب المصنف ألف حرف خطأ. فقال: كتاب فيه أكثر من مائة ألف يقع فيه ألف خطأ ليس بكثير، ولعل إسحاق عنده رواية، وعندنا رواية، فلم يعلم، والروايتان صواب، ولعله أخطأ في حروف، وأخطأنا في حروف، فيبقى الخطأ شيئا يسيرا.

قال: وكتاب غريب الحديث فيه أقل من مائتي حرف سمعت،

ص: 656

والباقي قال الأصمعي وقال أبو عمرو، وفيه خمسة وأربعون حديثا لا أصل لها، أتي فيها أبو عبيد من أبي عبيدة معمر بن المثنى.

وقال عبد الله بن جعفر بن درستويه الفارسي: من علماء بغداد النحويين على مذهب الكوفيين ورواة اللغة والغريب والعلماء بالقراءات، ومن جمع صنوفا من العلم، وصنف الكتب في كل فن من العلوم والآداب فأكثر، وشهر أبو عبيد القاسم بن سلام. وكان مؤدبا لآل هرثمة، وصار في ناحية عبد الله بن طاهر، وكان ذا فضل ودين وستر ومذهب حسن.

روى عن أبي زيد، وأبي عبيدة، والأصمعي، واليزيدي، وابن الأعرابي، وأبي زياد الكلابي. وعن الأموي، وأبي عمرو الشيباني، والكسائي، والأحمر، والفراء. وروى الناس من كتبه المصنفة بضعة وعشرين كتابا في القرآن، والفقه، وغريب الحديث، والغريب المصنف، والأمثال، ومعاني الشعر، وغير ذلك. وله كتب لم يروها، قد رأيتها في ميراث بعض الطاهريين تباع، كثيرة، في أصناف الفقه كله.

قال: وبلغنا أنه كان إذا صنف كتابا أهداه إلى عبد الله بن طاهر، فيحمل إليه مالا خطيرا استحسانا لذلك، وكتبه مستحسنة مطلوبة في كل بلد، والرواة عنه مشهورون ثقات ذوو ذكر ونبل.

قال: وقد سبق إلى جميع كتبه، فمن ذلك: المصنف الغريب وهو أجل كتبه في اللغة، فإنه احتذى فيه كتاب النضر بن شميل الذي يسميه كتاب الصفات، بدأ فيه بخلق الإنسان، ثم بخلق الفرس، ثم بالإبل، فذكر صنفا بعد صنف، وهو أكبر من كتاب أبي عبيد وأجود. ومنها كتاب الأمثال، وقد صنف فيها قبله الأصمعي وأبو زيد وأبو عبيدة وجماعة، إلا أنه جمع رواياتهم في كتابه. وكتاب غريب الحديث أول من عمله أبو عبيدة وقطرب والأخفش والنضر، ولم يأتوا بالأسانيد، وعمل أبو عدنان البصري كتابا في غريب الحديث وذكر فيه الأسانيد، وصنفه على أبواب السنن، إلا أنه ليس بالكبير، فجمع أبو عبيد عامة ما في كتبهم وفسره، وذكر الأسانيد، وصنف المسند على حدته، وأحاديث كل رجل من الصحابة والتابعين على حدته، وأجاد تصنيفه، فرغب فيه أهل الحديث والفقه واللغة لاجتماع ما يحتاجون إليه فيه.

ص: 657

وكذلك كتابه في معاني القرآن؛ وذلك أن أول من صنف في ذلك من أهل اللغة أبو عبيدة ثم قطرب ثم الأخفش، وصنف من الكوفيين الكسائي ثم الفراء، فجمع أبو عبيد من كتبهم، وجاء فيه بالآثار وأسانيدها، وتفاسير الصحابة والتابعين والفقهاء، وروى النصف منه ومات. وأما الفقه فإنه عمد إلى مذهب مالك والشافعي، فتقلد أكثر ذلك، وأتى بشواهده، وجمعه من حديثه ورواياته، واحتج باللغة والنحو، فحسنها بذلك. وله في القراءات كتاب جيد، ليس لأحد من الكوفيين قبله مثله، وكتابه في الأموال من أحسن ما صنف في الفقه وأجوده.

وقال أبو بكر ابن الأنباري: كان أبو عبيد يقسم الليل؛ فيصلي ثلثه، وينام ثلثه، ويصنف ثلثه.

وقال الحافظ عبد الغني بن سعيد: في كتاب الطهارة لأبي عبيد حديثان، ما حدث بهما غيره، ولا حدث بهما عنه غير محمد بن يحيى المروزي؛ أحدهما حديث شعبة عن عمرو بن أبي وهب، والآخر حديث عبيد الله بن عمر عن سعيد المقبري، حدث به عن يحيى القطان عن عبيد الله، وحدث به الناس عن يحيى عن ابن عجلان.

وقال ثعلب: لو كان أبو عبيد في بني إسرائيل لكان عجبا.

وقال القاضي أبو العلاء الواسطي: أخبرنا محمد بن جعفر التميمي قال: حدثنا أبو علي النحوي قال: حدثنا الفسطاطي قال: كان أبو عبيد مع عبد الله بن طاهر، فبعث إليه أبو دلف يستهديه أبا عبيد مدة شهرين، فأنفذه إليه، فأقام شهرين، فلما أراد الانصراف وصله بثلاثين ألف درهم فلم يقبلها، وقال: أنا في جنبة رجل لم يحوجني إلى صلة غيره. فلما عاد إلى ابن طاهر وصله بثلاثين ألف دينار، فقال: أيها الأمير قد قبلتها، ولكن قد أغنيتني بمعروفك وبرك، وقد رأيت أن أشتري بها سلاحا وخيلا، وأوجه بها إلى الثغر، ليكون الثواب متوفرا على الأمير، ففعل.

وقال علي بن عبد العزيز: سمعت أبا عبيد يقول: المتبع للسنة كالقابض على الجمر، وهو اليوم عندي أفضل من ضرب السيف في سبيل الله.

ص: 658

وقال عباس الدوري: سمعت أبا عبيد يقول: عاشرت الناس وكلمت أهل الكلام، فما رأيت قوما أوسخ وسخا ولا أضعف حجة من الرافضة، ولا أحمق منهم، ولقد وليت قضاء الثغر فنفيت ثلاثة؛ جهميين ورافضيا، أو رافضيين وجهميا. وقال: إني لأتبين في عقل الرجل أن يدع الشمس ويمشي في الظل.

وقال بعضهم: كان أبو عبيد أحمر الرأس واللحية، مهيبا، وقورا، يخضب بالحناء.

وقال الزبيدي: عددت حروف الغريب المصنف فوجدته سبعة عشر ألفا وتسعمائة وسبعين.

وقال أبو عبيد: دخلت البصرة لأسمع من حماد بن زيد فإذا هو قد مات، فشكوت ذلك إلى عبد الرحمن بن مهدي فقال: مهما سبقت به فلا تسبقن بتقوى الله.

وقال محمد بن الحسن الآبري: سمعت ابن خزيمة قال: سمعت أحمد بن نصر المقرئ يقول: قال إسحاق: إن الله لا يستحيي من الحق؛ أبو عبيد أعلم مني ومن أحمد بن حنبل والشافعي.

وقال عبد الله بن طاهر الأمير، ورويت عنه من وجهين: للناس أربعة؛ ابن عباس في زمانه، والشعبي في زمانه، والقاسم بن معن في زمانه، وأبو عبيد في زمانه.

وقال عبدان بن محمد المروزي: حدثنا أبو سعيد الضرير قال: كنت عند عبد الله بن طاهر، فورد عليه نعي أبي عبيد، فأنشأ يقول:

يا طالب العلم قد مات ابن سلام وكان فارس علم غير محجام مات الذي كان فينا ربع أربعة لم يلق مثلهم إسناد أحكام خير البرية عبد الله أولهم وعامرٌ، ولنعم التلو يا عام هما اللذان أنافا فوق غيرهما والقاسمان؛ ابن معن وابن سلام ومناقب أبي عبيد كثيرة، وقد حكى عنه البخاري في كتاب أفعال العباد، وذكره أبو داود في كتاب الزكاة، وغيره في تفسير أسنان الإبل.

ص: 659

وعاش ثمانيا وستين سنة.

333 -

‌ القاسم بن سلام بن مسكين

، أبو محمد الأزدي البصري.

عن أبيه، وعبد العزيز بن مسلم، وعبد القاهر بن السري، وحماد بن زيد. وعنه أبو حاتم، ويعقوب الفسوي، وتمتام، ويوسف بن يعقوب القاضي.

قال أبو حاتم: صدوق.

أنبأنا عبد الرحمن بن قدامة الفقيه قال: أخبرنا عمر بن محمد قال: أخبرنا أبو بكر الأنصاري قال: أخبرنا الجوهري قال: أخبرنا علي بن كيسان قال: أخبرنا يوسف القاضي قال: حدثنا القاسم بن سلام بن مسكين قال: حدثنا أبي، عن قتادة، عن خليد العصري، عن أبي الدرداء، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ما غربت شمس إلا وبجنبيها ملكان يناديان، يسمعان الخلائق غير الثقلين: اللهم عجل لمنفق خلفا، اللهم عجل لممسك تلفا. صحيح عال.

وقال ابن حبان: مات سنة ثمان وعشرين.

334 -

‌ القاسم بن عمر بن عبد الله بن مالك بن أبي أيوب الأنصاري

.

حدث ببغداد في سنة أربع وعشرين ومائتين. عن محمد بن المنكدر، وداود بن أبي هند، وما استحى من ذلك فسمع منه إسحاق بن سنين الختلي، وآحاد الطلبة.

روى عنه الختلي حديثا منكرا، وقال: كان معمرا.

قلت: الحديث باطل، وهو آفته.

335 -

‌ القاسم بن عمرو بن محمد العنقزي

، أبو محمد الكوفي.

سمع أباه. وعنه أحمد بن سعيد الدارمي، وأحمد بن الأزهر.

ص: 660

336 -

‌ القاسم بن عيسى

، الأمير أبو دلف العجلي، صاحب الكرج وواليها.

حدث عن هشيم وغيره، روى عنه محمد بن المغيرة الأصبهاني.

وكان فارسا شجاعا، وجوادا ممدحا، وشاعرا محسنا، له أخبار في السخاء والحماسة. ولي حرب الخرمية فدوخهم وأبادهم، وولي إمرة دمشق للمعتصم.

قال إسحاق بن إبراهيم الموصلي، عن أبيه: كنت في مجلس هارون الرشيد إذ دخل عليه غلام أمرد، فسلم، فقال الرشيد: لا سلم الله على الآخر، أفسدت علينا الجبل يا غلام. قال: فأنا أصلحه يا أمير المؤمنين. ثم جاوره إلى أن قال: أفسدته يا أمير المؤمنين وأنت علي، أفأعجز عن صلاحه وأنت معي؟ فخلع عليه وولاه الجبل، فلما خرج قلت: من هذا؟ قالوا: أبو دلف العجلي. فلما ولى قال الرشيد: أرى غلاما يرمي من وراء همة بعيدة.

وكان أبو دلف فصيحا حاضر الجواب، قال له المأمون يوما وهو مقطب: أأنت الذي يقول فيك الشاعر:

إنما الدنيا أبو دلف بين مغزاه ومحتضره فإذا ولى أبو دلف ولت الدنيا على أثره فقال: يا أمير المؤمنين، شهادة زور، وقول غرور، وملق معتف، وطالب عرف، وأصدق منه ابن أخت لي حيث يقول:

دعيني أجوب الأرض ألتمس الغنى فلا الكرج الدنيا ولا الناس قاسم فتبسم المأمون.

ومن شعره:

أيها الراقد المؤرق عيني نم هنيئا لك الرقاد اللذيذ علم الله أن قلبي مما قد جنت مقلتاك فيه وقيذ وقال ثعلب: حدثنا ابن الأعرابي، عن الأصمعي قال: كنت واقفا بين يدي المأمون، إذ دخل عليه أبو دلف العجلي، فنظر إليه المأمون شزرا،

ص: 661

وقال: أنت الذي يقول فيك علي بن جبلة:

له راحة لو أن معشار عشرها على البر كان البر أندى من البحر له هممٌ لا منتهى لكبارها وهمته الصغرى أجل من الدهر ولو أن خلق الله في مسك فارس وبارزه كان الخلي من العمر أبا دلف بوركت في كل وجهة كما بوركت في شهرها ليلة القدر فقال: يا أمير المؤمنين، مكذوب علي، لا والذي في السماء بيته، ما أعرف من هذا حرفا. فقال: قد قال فيك:

ما قال لا قط من جود أبو دلف إلا التشهد لكن قوله نعم قال: لا أعرف هذا يا أمير المؤمنين.

وقال أبو العيناء: حدثني إبراهيم بن الحسن بن سهل قال: كنا في موكب المأمون، فترجل له أبو دلف، فقال له المأمون: ما أخرك عنا؟ قال: علة عرضت لي. فقال: شفاك الله وعافاك، اركب. فوثب من الأرض على الفرس، فقال: ما هذه وثبة عليل! فقال: بدعاء أمير المؤمنين شفيت.

وعن أبي دلف أنه فرق يوما مبلغا كثيرا من المال، ثم أنشأ يقول لنفسه:

كفاني من مالي دلاص وسابحٌ وأبيض من صافي الحديد ومغفر وقال مرة وقد تكاثر عليه الشعراء وهو مضيق اليد، فتمثل:

لقد خبرت أن عليك دينا فزد في رقم دينك واقض ديني يا غلام، اقترض لي عشرين ألفا بأربعين ألفا وفرقها فيهم.

ومن شعره:

نحن قوم تليننا الحدق النجل على أننا نلين الحديدا نملك الأسد ثم تملكنا البيض المصونات أعينا وخدودا فترانا يوم الكريهة أحرارا وفي السلم للغواني عبيدا وقال المحاملي: حدثنا عبد الله بن أبي سعد الورَّاق قال: حدَّثني محمد بن سلمة البلخي قال: حدثني محمد بن علي القهستاني قال: حدَّثني دُلَف

ص: 662

ابن أبي دلف قال: رأيت أبي في النوم، فأدخلني دارا وحشة سوداء مخربة، ثم أصعدني درجا فيها، فأدخلني غرفة حيطانها من أثر النار، وفي أرضها أثر الرماد، وإذا أبي عريان، فقال لي كالمستفهم: دلف؟ قلت: نعم، أصلح الله الأمير. فأنشأ يقول:

أبلغن أهلنا ولا تخف عنهم ما لقينا في البرزخ الخناق قد سئلنا عن كل ما قد فعلنا فارحموا وحشتي وما قد ألاقي أفهمت؟ قلت: نعم. فقال:

فلو أنا إذا متنا تركنا لكان الموت راحة كل حي ولكنا إذا متنا بعثنا ونسأل بعده عن كل شي قالوا: توفي أبو دلف سنة خمس وعشرين ببغداد.

337 -

‌ القاسم بن أبي سفيان محمد بن حميد المعمري البغدادي

.

حكى عن عبد الرحمن قصة أضحية خالد القسري بالجعد بن درهم؛ رواها عنه قتيبة، والحسن بن الصباح البزار، وعثمان بن سعيد الدارمي.

وثقه قتيبة.

وأما يحيى بن معين فقال: كذاب خبيث.

قلت: توفي سنة ثمان وعشرين.

338 -

‌ القاسم بن هانئ الأعمى

، أبو محمد، مولى آل عمر بن الخطاب، العدوي.

روى عن الليث بن سعد وغيره بمصر.

قال ابن يونس: منكر الحديث، وقد اختلط. مات في ذي القعدة سنة سبع وعشرين ومائتين.

339 -

‌ القاسم بن يزيد بن عوانة

، أبو صفوان الكلابي العامري البصري، نزيل دمشق.

روى عن حسان الأزرق، ويحيى بن كثير. وعنه أحمد بن أبي الحواري،

ص: 663

ومحمد بن إسماعيل الترمذي، وجماعة.

توفي سنة سبع وعشرين.

340 -

خ:‌

‌ قرة بن حبيب

، أبو علي البصري القنوي الرماح.

حدث عن عبد الله بن عون، وشعبة، وأبي الأشهب العطاردي، وعبد الرحمن بن عبد الله بن دينار. وهو آخر من حدث عن ابن عون من الثقات. وعنه البخاري في غير الصحيح، وأبو داود في غير السنن، وإسماعيل سمويه، وعثمان بن خرزاذ، ومحمد بن غالب تمتام، وأبو العباس أحمد بن محمد بن علي الخزاعي، وأحمد بن داود المكي، والحسن بن سهل المجوز، وعلي بن عبد العزيز البغوي، وجماعة.

وثقه أبو حاتم.

وتوفي سنة أربع وعشرين.

روى البخاري في صحيحه حديثا عن رجل عنه.

341 -

خ:‌

‌ قيس بن حفص الدارمي مولاهم

، البصري، أبو محمد.

عن أبي الأشهب، وحماد بن زيد، وأبي عوانة، وجماعة. وعنه البخاري، وأحمد بن سعيد الدارمي، وحرب الكرماني، ومحمد بن أيوب بن الضريس، وآخرون.

وكان ثقة.

توفي سنة سبع وعشرين.

342 -

‌ ليث بن خالد البلخي

، أبو بكر.

عن مالك بن أنس، وحماد بن زيد. وعنه أبو حاتم، وعبد الله بن أحمد بن حنبل، وغيرهما.

حدث ببغداد.

ص: 664

• - الليث بن خالد البغدادي، أبو الحارث، سيأتي بعد.

343 -

‌ الليث بن داود القيسي

.

عن شعبة، ومبارك بن فضالة. وعنه يوسف بن محمد بن صاعد، وأحمد بن علي الخزاز، ومقاتل بن صالح - أحاديث مستقيمة، قاله الخطيب.

344 -

‌ المثنى بن يحيى بن عيسى التميمي

، جد أبي يعلى الموصلي.

مكثر عن أبي شهاب الحناط وعلي بن مسهر، وسكن بغداد للتجارة، وكان له قدر ومحل، روى عنه ابن مساور الجوهري أحمد بن القاسم، وتمتام.

قال أبو يعلى: توفي جدي سنة ثلاث وعشرين.

345 -

‌ محمد بن أسد

، أبو عبد الله الخوشي الإسفراييني الحافظ، أحد الأعلام.

رحل وسمع الفضيل بن عياض، وابن المبارك، وسفيان بن عيينة، وبقية بن الوليد، والوليد بن مسلم، وجماعة. وعنه محمد بن عبد الوهاب الفراء، وإبراهيم الحربي، وأبو بكر الصغاني، وأبو حاتم الرازي، وأبو لبيد السرخسي، وآخرون.

ولما مات قال إسحاق بن راهويه: كان نصف خراسان.

وخوش من قرى إسفرايين، ويقال له: الخشي.

346 -

خ د:‌

‌ محمد بن إسماعيل بن أبي سمينة

، أبو عبد الله، الهاشمي مولاهم، البصري المحدث الغازي.

روى عن معتمر بن سليمان، وأبي خالد الأحمر، والمعافى بن عمران، ومعاذ بن هشام، وسفيان بن عيينة، وجرير بن عبد الحميد، وحفص بن غياث، ويزيد بن زريع، وأبي بكر بن عياش، وجماعة. وعنه أبو داود، والبخاري عن رجل عنه، وأبو زرعة، وأبو حاتم، والبخاري في تاريخه، وموسى بن

ص: 665

هارون، ومحمد بن أيوب الرازي، وأبو يعلى الموصلي، وأبو القاسم البغوي، ومحمد بن هارون بن المجدر، وخلق.

قال أبو حاتم: كان ثقة غزاء.

وقال أبو داود: كان من شجعان الناس.

وقال موسى بن هارون: مات في ربيع الأول سنة ثلاثين وهو متوجه إلى طرسوس، وكان لا يخضب.

أخبرنا علي بن أحمد العلوي قال: أخبرنا محمد بن أحمد قال: أخبرنا محمد بن عبيد الله ابن الزاغوني قال: أخبرنا أبو نصر محمد بن محمد الهاشمي قال: أخبرنا أبو طاهر المخلص قال: حدثنا عبد الله بن محمد قال: حدثنا محمد بن أبي سمنة قال: حدثنا ابن علية، عن سعيد بن يزيد قال: قلت لأنس: هل صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم في نعليه؟ قال: نعم.

347 -

د:‌

‌ محمد بن إسماعيل بن عياش العنسي الحمصي

.

عن أبيه. وعنه أبو زرعة، ومحمد بن عوف، وسليمان بن عبد الحميد البهراني، وأبو الأحوص محمد بن الهيثم العكبري، وجماعة.

قال أبو داود: لم يكن بذاك، قد رأيته ودخلت حمص غير مرة وهو حي.

قلت: ثم روى في سننه عن رجل عنه.

348 -

ق:‌

‌ محمد بن أمية بن آدم

، أبو أحمد، القرشي مولاهم، الساوي.

عن عيسى بن موسى غنجار، وعبد الله بن إدريس الأودي، وسلمة بن الفضل، وجماعة. وعنه أبو زرعة، وأبو حاتم، والبخاري في كتاب الأدب، وعلي بن جميلة الساوي.

ص: 666

قال النسائي: مات سنة ست وعشرين ومائتين.

349 -

ق:‌

‌ محمد بن أيوب

، أبو هريرة الكلابي الواسطي.

عن عبد العزيز الدراوردي، ومعتمر بن سليمان، وعبد الأعلى بن عبد الأعلى، ويحيى القطان، وجماعة. وعنه أبو زرعة، وأبو حاتم، والكديمي، ومحمد بن سليمان الباغندي، وإسحاق بن إبراهيم البشتي، وجماعة.

قال أبو حاتم: صالح.

350 -

‌ محمد بن أبي يعقوب إسحاق بن حرب

، الحافظ أبو عبد الله البلخي اللؤلؤي، مولى بني سهم.

كان أحد الأئمة. حدث ببغداد عن مالك بن أنس، وخارجة بن مصعب، ويحيى بن يمان، وبشر بن السري، وطائفة. وعنه أبو بكر بن أبي الدنيا، والحسين بن أبي الأحوص، وعبيد الله بن أحمد الكسائي، وآخرون.

قال أحمد بن سيار المروزي: كان آية من الآيات في الحفظ، وكان لا يكلمه إنسان إلا علاه في كل فن، وزعموا أنه ذاكر ابن الشاذكوني، فكان كل واحد منهما ينتصف من الآخر. قال: فروى له بابا لم يكن عند ابن الشاذكوني، فقال: ليس من ذا شيء.

أشار الخطيب أبو بكر إلى تضعيفه فقال: لم يكن يوثق.

351 -

‌ محمد بن بشر الأسدي الكوفي الحريري

، أخو يحيى بن بشر.

سمع الأوزاعي، وسعيد بن بشير، وسعيد بن عبد العزيز، ومعروفا الخياط، وجماعة.

وعمر دهرا، وهو أسن من أخيه. روى عنه أبو زرعة الرازي، والحسين بن عمر بن أبي الأحوص الثقفي، ويعقوب بن ثواب.

ص: 667

ويقال: إنه مات في العام الذي مات فيه أخوه يحيى.

352 -

خ:‌

‌ محمد بن بكير بن واصل بن مالك بن قيس الحضرمي

، أبو الحسين البغدادي، نزيل أصبهان.

عن شريك، وأبي الأحوص، وخالد بن عبد الله، ومصعب بن سلام، وأبي معشر السندي، وهشيم، وفرج بن فضالة، وطائفة. وعنه أحمد الرمادي، وأحمد بن الفرات، وعباس الدوري، وإبراهيم الحربي، وعبد الله بن محمد بن النعمان، وعبد الله بن محمد بن زكريا، ومحمد بن غالب تمتام، وخلق.

قال أبو حاتم: صدوق عندي، يغلط أحيانا.

وقال أبو نعيم الأصبهاني: هو صاحب غرائب، توفي بعد العشرين ومائتين.

وقال يعقوب بن شيبة: شيخ ثقة صدوق.

353 -

‌ محمد بن أبي بلال

.

عن مالك، وعنه موسى بن هارون الحافظ.

قال الخطيب: لا بأس به، توفي سنة ثمان وعشرين ومائتين.

وقال ابن معين: ليس به بأس.

354 -

‌ محمد بن توبة

، أبو بكر الطرسوسي الزاهد، نزيل دمشق.

روى عن الفضيل بن عياض، وسعيد بن عامر الضبعي، وجماعة. وعنه أحمد بن أبي الحواري، وأبو زرعة الدمشقي، وأخوه عبد الله.

355 -

م د ن:‌

‌ محمد بن جعفر بن زياد بن أبي هاشم

، أبو عمران الوركاني الخراساني، نزيل بغداد.

عن شريك، وأبي الأحوص، وعبد الرحمن بن أبي الزناد، ومالك بن

ص: 668

أنس، وأبي معشر السندي، وإبراهيم بن سعد، وطائفة. وعنه مسلم، وأبو داود، وعباس الدوري، وعبد الله بن أحمد، والحسن بن سفيان، وأبو يعلى، والبغوي، وآخرون. وكتب عنه من الكبار أحمد بن حنبل ويحيى بن معين، ووثقاه.

قال موسى بن هارون: توفي لتسع بقين من رمضان سنة ثمان وعشرين.

356 -

خ م د ن:‌

‌ محمد بن جهضم الثقفي اليمامي

، نزيل البصرة.

عن محمد بن طلحة بن مصرف، وإسماعيل بن جعفر، وأبي معشر المدني، وجماعة. وعنه إسحاق الكوسج، ومحمد بن المثنى، وخلف كردوس، وأبو أمية الطرسوسي، وعبد العزيز بن معاوية، وعبد الله بن شبيب الربعي، وجماعة.

357 -

د ن:‌

‌ محمد بن حاتم بن يونس

، أبو جعفر، الجرجرائي ثم المصيصي، العابد المعروف بحبي.

عن عبد الله بن المبارك، وسفيان بن عيينة، وعبدة بن سليمان، ومروان بن معاوية، وبشر بن حرب، وبشر الحافي، وجماعة. وعنه أبو داود، والنسائي عن رجل عنه، والحسن بن جرير الصوري، وهلال بن العلاء، ويعقوب بن شيبة، وعبد الكريم الديرعاقولي، والعباس بن الفضل البغدادي نزيل حلب، ومحمد بن إسماعيل الترمذي، ويوسف بن يعقوب القاضي، وجماعة. وروى أبو داود أيضا عن رجل عنه.

وقال أبو حاتم: صدوق.

وقال ابن أبي عاصم: مات سنة خمس وعشرين.

358 -

د:‌

‌ محمد بن حسان بن خالد

، أبو جعفر الضبي البغدادي السمتي.

عن خلف بن خليفة، وفضيل بن عياض، ويوسف بن الماجشون، وهشيم بن بشير، وإسماعيل بن مجالد، وابن المبارك، وطائفة. وعنه أبو

ص: 669

داود، وأبو بكر بن أبي الدنيا، ومحمد بن وضاح القرطبي، وأحمد بن أبي خيثمة، وأبو القاسم البغوي، وآخرون.

قال أبو حاتم: ليس بالقوي.

وقال الدارقطني: ثقة، يحدث عن الضعفاء.

وقال موسى بن هارون: مات في سابع ذي الحجة سنة ثمان وعشرين.

359 -

‌ محمد بن الحسن بن المختار التميمي الكوفي

، نزيل الري.

عن مسلم الزنجي، ويونس بن أبي يعفور، وعمرو بن أبي المقدام، وعلي بن مسهر، وطائفة. وعنه أبو زرعة، وأبو حاتم، وغيرهما.

قال أبو زرعة: صدوق.

قلت: توفي سنة إحدى وعشرين.

360 -

م:‌

‌ محمد بن حيان

، أبو الأحوص البغوي، نزيل بغداد.

عن عبد العزيز بن أبي حازم، ومسلم بن خالد الزنجي، وهشيم، وعمر بن عبيد الطنافسي، وابن علية، وجماعة. وعنه مسلم، وإبراهيم الحربي، وموسى بن هارون، وعثمان بن خرزاذ، وأبو القاسم البغوي.

وقع لنا حديثه عاليا.

وثقه ابن معين وغيره.

وقال أحمد بن زهير: مات في ذي الحجة سنة سبع وعشرين.

وله في مسلم فرد حديث، أنبأناه أبو الفرج بن قدامة قال: أخبرنا أبو اليمن الكندي قال: أخبرنا الحسين بن علي السبط قال: أخبرنا ابن النقور قال: أخبرنا ابن أخي ميمي قال: حدثنا البغوي قال: حدثنا أبو الأحوص قال: أخبرنا ابن أبي حازم، عن سهيل بن أبي صالح، عن أبيه، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من حمل علينا السلاح فليس منا.

ص: 670

موافقة بعلو.

361 -

‌ محمد بن خالد ابن أمه

، أبو جعفر الهاشمي.

روى عن مالك حديثا موضوعا. وعن المفضل بن فضالة، والوليد بن مسلم. روى عنه الحسن بن علي بن خلف الصيدلاني، وعبد الله بن منصور الصباغ، وأحمد بن سيار المروزي، وجماعة.

قال أبو حاتم الرازي: كان يكذب، سمعت منه حديثا عن مالك، عن نافع، عن ابن عمر رفعه: الندم توبة.

وقال أحمد الشيرازي في الألقاب: أبو نعيم الطوسي، عن محمد بن خالد الهاشمي برامة.

قال ابن عساكر: أظنه تصحيفا.

وقال أبو أحمد الحاكم: لقبه برامة.

362 -

‌ محمد بن خالد بن مرنتيل الأشج

، مولى عبد الرحمن بن معاوية الداخل.

كان من كبار الفقهاء بقرطبة، رحل وسمع ابن وهب، وابن القاسم، وجماعة.

وولي الشرطة والإمامة بقرطبة، وكان لا تأخذه في الله لومة لائم.

توفي سنة اثنتين وعشرين، وقيل: سنة عشرين.

363 -

‌ محمد بن زياد بن مخلد الأصبهاني

.

مكثر عن النعمان بن عبد السلام. روى عنه إسماعيل سمويه، ومحمد بن عيسى الزجاج.

وثقه أبو نعيم الحافظ، وذكره في تاريخه.

ص: 671

364 -

‌ محمد بن زياد

، أبو جعفر، الأصبهاني ثم الرازي، القطان.

عن سفيان بن عيينة، ومرحوم العطار. وعنه أبو حاتم، وقال: شيخ.

365 -

‌ محمد بن زياد بن زبار الكلبي

، أبو عبد الله الدمشقي.

أخباري عارف بالنسب. روى عن الشرقي بن قطامي مؤدب المهدي. روى عنه أحمد بن حنبل، وتمتام، وأحمد بن علي الخزاز، وجماعة.

قال ابن معين: لا شيء.

وقال جزرة: ليس بذاك.

366 -

د:‌

‌ محمد بن سعد بن منيع

، مولى بني هاشم، الحافظ أبو عبد الله البصري، كاتب الواقدي.

سكن بغداد، وصنف الطبقات الكبير، والطبقات الصغير، وحدث عن هشيم، وسفيان بن عيينة، وإسماعيل ابن علية، والوليد بن مسلم، ومعن بن عيسى، وأبي ضمرة، وابن أبي فديك، ومحمد بن عمر بن واقد الأسلمي الواقدي، ووكيع، وخلق كثير من طبقتهم ومن الطبقة التي بعدهم، حتى كتب عن أقرانه ومن هو أصغر.

وصنف، وظهرت فضائله ومعرفته الواسعة.

روى عنه أحمد بن عبيد أبو عصيدة، وأحمد بن يحيى البلاذري، وأبو بكر بن أبي الدنيا، والحسين بن محمد بن فهم، والحارث بن أبي أسامة، وعبيد الله بن محمد بن يحيى اليزيدي. وروى أبو داود في سننه حكاية عن رجل عنه.

قال ابن أبي حاتم: سألت أبي عنه فقال: يصدق، رأيته جاء إلى القواريري وسأله عن أحاديث فحدثه.

وقال إبراهيم الحربي: كان أحمد بن حنبل يوجه في كل جمعة بحنبل بن إسحاق إلى ابن سعد، يأخذ منه جزأين من حديث الواقدي، ينظر فيهما إلى

ص: 672

الجمعة الأخرى. قال إبراهيم: ولو ذهب سمعهما كان خيرا له.

قال الحسين بن فهم: محمد بن سعد هو مولى الحسين بن عبد الله بن عبيد الله بن العباس بن عبد المطلب، كثير العلم، كثير الحديث، كثير الكتب، كتب الحديث والغريب والفقه، وتوفي ببغداد يوم الأحد لأربع خلون من جمادى الآخرة سنة ثلاثين ومائتين، وهو ابن اثنتين وستين سنة، رحمه الله.

367 -

خ:‌

‌ محمد بن سعيد بن الوليد الخزاعي البصري مردويه

.

كان جار مسلم بن إبراهيم. روى عن همام بن يحيى، ودرست بن زياد، وزياد بن الربيع، وعبد الأعلى بن عبد الأعلى، وجماعة. وعنه البخاري، وأبو زرعة، وحرب الكرماني، ومحمد بن إبراهيم البوشنجي، ومحمد بن عثمان بن أبي شيبة، ومحمد بن غالب تمتام، ومحمد بن أيوب بن الضريس، وآخرون.

قال أبو حاتم: كان ثقة صدوقا.

368 -

‌ محمد بن سفيان بن وردان الأسدي الكوفي

المقرئ الحذاء، نزيل الري.

روى القراءات في جزء عن الكسائي، وسمع من شريك، وحماد بن زيد، وجماعة. روى عنه محمد بن عيسى الأصبهاني، وأبو حاتم، وأبو زرعة؛ وقالا: صدوق في الحديث.

369 -

خ د ت ق:‌

‌ محمد بن سنان

، أبو بكر الباهلي العوقي.

والعوقة حي من الأزد بالبصرة، نزل فيهم. وروى عن جرير بن حازم، وإبراهيم بن طهمان، ونافع بن عمر، وفليح بن سليمان، وهمام بن يحيى، وسليم بن حيان، ويزيد بن إبراهيم التستري، وجماعة. وعنه البخاري، وأبو داود، والترمذي، وابن ماجه عن رجل عنه، وإسماعيل سمويه، وحفص بن عمر سنجة، وعثمان بن خرزاذ، وأبو قلابة الرقاشي، وأبو مسلم الكجي، وآخرون.

ص: 673

وثقه ابن معين.

وقال أبو حاتم: صدوق.

وقال ابن أبي عاصم وغيره: توفي سنة ثلاث وعشرين.

370 -

خ:‌

‌ محمد بن سلام بن الفرج البخاري البيكندي الحافظ

، أبو عبد الله، مولى بني سليم.

طوف وكتب الكثير عن أبي الأحوص سلام بن سليم، ومالك بن أنس رآه فلم يسمع منه، وهشيم، وإسماعيل بن عياش، وابن المبارك، وإسماعيل بن جعفر، وزائدة بن أبي الرقاد، وجرير بن عبد الحميد، وعيسى بن موسى غنجار، وأبي إسحاق الفزاري، وخلق. وعنه البخاري، والدارمي، وعبيد الله بن واصل، ومحمد بن بجير أبو عمر، وأحمد بن الضوء، وحميد بن النضر، وطفيل بن زيد النسفي، وخلق لا نعرفهم من أهل ما وراء النهر.

قال أحمد بن الهيثم الشاشي: قال لي يحيى بن يحيى: بخراسان كنزان؛ كنز عند محمد بن سلام البيكندي، وكنز عند إسحاق بن راهويه.

وروى محمد بن يوسف السمرقندي عن محمد بن ميسر الكرميني قال: انكسر قلم محمد بن سلام البيكندي في مجلس شيخ، فأمر أن ينادى: قلم بدينار، فطارت إليه الأقلام.

وقال محمد بن يعقوب البيكندي: سمعت علي بن الحسين يقول: كان محمد بن سلام في منزله، فدق بابه فخرج، فقال: يا أبا عبد الله، أنا جني، ورسول ملك الجن إليك، يسلم عليك ويقول: لا يكون لك مجلس إلا يكون منا في مجلسك أكثر من الإنس. قال محمد بن يعقوب: وهذه حكاية عندنا مستفيضة مشهورة.

وعن محمد بن سلام قال: لم أجلس في سوق بيكند منذ أربعين سنة.

وقال سهل بن المتوكل: سمعته يقول: أنا محمد بن سلام؛ بالتخفيف.

ص: 674

وقيل: قلعت عين محمد بن سلام في غزاة.

وقال سهل بن المتوكل: سمعت محمد بن سلام يقول: أنفقت في طلب العلم أربعين ألفا، وأنفقت في نشره أربعين ألفا، وليت ما أنفقت في طلبه كان في نشره، أو كما قال.

وقال عبيد الله بن شريح: سمعت محمد بن سلام يقول: أحفظ نحوا من خمسة آلاف حديث.

قال غنجار: وكان له مصنفات في كل باب من العلم، وكان بينه وبين أبي حفص أحمد بن حفص مودة وأخوة، وكل واحد منهما مخالف للآخر في المذهب.

وقال عبيد الله بن واصل: سمعت محمد بن سلام يقول: كتبت عن أربعمائة شيخ.

وقال علي بن الحسين: سمعت محمد بن سلام يقول: أدركت مالك بن أنس، فإذا الناس يقرأون عليه، فلم أسمع منه لذلك.

قلت: كان عامة مشايخ ذلك الوقت إنما يروون من لفظهم.

وقد دخل ابن سلام خوارزم مع غنجار، وسمعا بها من عبد الكريم بن الأسود البصري، والمغيرة بن موسى.

قال حاضر بن الليث: حدثنا عيسى بن موسى، ومحمد بن سلام، قالا: حدثنا المغيرة بن موسى، عن سعيد بن بشير، عن قتادة، فذكر حديثا.

وقال سهل بن المتوكل: حدثنا محمد بن سلام قال: حدثنا مغيرة البصري، عن سعيد بن أبي عروبة، فذكر حديثا.

وقال محمد بن إسماعيل البخاري: مات في سابع صفر سنة خمس وعشرين.

وقال يحيى بن جعفر البيكندي: ولد محمد بن سلام في السنة التي مات فيها سفيان الثوري.

ص: 675

• - محمد بن سلام الجمحي، في الطبقة الآتية.

371 -

‌ محمد بن صالح الفزاري البغدادي الخياط

.

عن شريك القاضي وغيره. وعنه صالح بن محمد جزرة، وأحمد بن الحسن بن عبد الجبار الصوفي.

وثقه صالح بن محمد.

وتوفي سنة ثلاثين.

• -‌

‌ محمد بن الصباح

الجرجرائي، يأتي.

372 -

‌ محمد بن الصباح الرعيني

.

مصري، سمع ابن وهب.

توفي سنة ثلاثين.

373 -

ع: محمد بن الصباح، أبو جعفر البغدادي الدولابي البزاز، مولى مزينة.

وهو صاحب كتاب السنن الذي سمعناه.

سمع إبراهيم بن سعد، وشريك بن عبد الله، وإسماعيل بن زكريا، وخالد بن عبد الله، وسفيان بن عيينة، وإسماعيل بن جعفر، وابن المبارك، والوليد بن أبي ثور، وخلقا سواهم. وعنه البخاري، ومسلم، وأبو داود، والترمذي، والنسائي، وابن ماجه بواسطة، وإبراهيم الحربي، وأحمد بن أبي خيثمة، وإسماعيل بن عبد الله سمويه، وعبد الله بن أحمد بن حنبل، وعثمان الدارمي، وأبوا زرعة، وأبو العلاء محمد بن أحمد بن جعفر الوكيعي، وخلق سواهم.

وثقه أحمد وغيره.

وقال أبو حاتم: ثقة، يحتج بحديثه، حدث عنه أحمد بن حنبل، ويحيى بن معين، وكان أحمد يعظمه.

ص: 676

وقال تمتام: حدثنا محمد بن الصباح الدولابي الثقة المأمون والله.

وقال ابن حبان: ولد بقرية دولاب من الري.

وقال موسى بن هارون وغيره: مات يوم الأربعاء لأربع عشرة ليلة خلت من المحرم سنة سبع وعشرين.

وقال ابنه أحمد بن محمد: مات وهو ابن سبع وسبعين سنة غير شهر أو شهرين، رحمه الله.

374 -

‌ محمد بن صبيح الموصلي

.

سمع المعافى بن عمران وغيره. وعنه أحمد بن حنبل، وعلي بن حرب، وجماعة.

وكان صالحا عابدا، وقد ذكر البخاري أنه بغدادي فوهم.

375 -

خ ن:‌

‌ محمد بن الصلت

، أبو يعلى التوزي.

وتوز هي توج، بلدة من أعمال فارس. نزل البصرة، وحدث عن عبد العزيز بن أبي حازم، وحاتم بن إسماعيل، وعبد العزيز الدراوردي، وسفيان بن عيينة، والوليد بن مسلم، وجماعة. وعنه البخاري والنسائي عن رجل عنه، وإبراهيم بن حرب العسكري، وأبو زرعة، وأبو حاتم، والعباس بن الفضل الأسفاطي، ومحمد بن محمد التمار، وآخرون.

قال أبو حاتم: صدوق، كان يملي علينا من حفظه التفسير وغيره، وربما وهم.

وقال البخاري: مات سنة سبع وعشرين.

وقال غيره: سنة ثمان.

ص: 677

376 -

ت:‌

‌ محمد بن الطفيل بن مالك النخعي

، أبو جعفر.

عن ابن عمه شريك بن عبد الله، وحماد بن زيد، وفضيل بن عياض، وبشر بن عمارة، وجماعة. وعنه عباس الدوري، والبخاري في كتاب الأدب، وأحمد بن سيار المروزي، وأحمد بن عمرو القطراني، وعثمان وعبد الله الدارميان، ومحمد بن أيوب بن الضريس، وآخرون.

وثقه ابن حبان.

وكان قد سكن فيد.

توفي سنة اثنتين وعشرين.

روى الترمذي له حديثا واحدا.

377 -

د ق:‌

‌ محمد بن عبد الله بن عثمان الخزاعي البصري

، أبو عبد الله.

عن جرير بن حازم، وحماد بن سلمة، ومالك، ومبارك بن فضالة، ورجاء صاحب السقط، وأبي الأشهب جعفر بن حيان، وشبيب بن شيبة، وطائفة. وعنه أبو داود، وابن ماجه عن رجل عنه، وإبراهيم الحربي، وإسماعيل القاضي، وعلي بن عبد العزيز، ومحمد بن محمد التمار، وأبو حاتم، وأبو خليفة الفضل بن الحباب، وغيرهم.

وثقه علي ابن المديني.

وقال ابن أبي عاصم: توفي سنة ثلاث وعشرين.

378 -

‌ محمد بن عبد الله الأنباري

، أبو جعفر الحذاء.

عن فضيل بن عياض، وسفيان بن عيينة. وعنه أحمد بن حنبل، وابن عمه حنبل، وعبد الكريم الديرعاقولي.

379 -

‌ محمد بن عبد الوهاب بن الزبير

، أبو جعفر الحارثي، الكوفي ثم البغدادي.

ص: 678

رأى سفيان الثوري، وسمع أبا شهاب الحناط، وعبد الرحمن بن الغسيل، ومحمد بن مسلم الطائفي، وجماعة. وعنه عبد الله بن أحمد، وأحمد بن علي الأبار، وأبو القاسم البغوي، وآخرون.

قال الدارقطني: ثقة، له غرائب.

وكذا قال صالح بن محمد الحافظ.

قال موسى بن هارون: مات سنة سبع وعشرين.

قلت: وقع لنا حديثه عاليا في المنتقى من المخلصيات.

380 -

‌ محمد بن عبيد الله بن عمرو بن معاوية

بن عمرو بن عتبة بن أبي سفيان بن حرب بن أمية، أبو عبد الرحمن القرشي الأموي، المشهور بالعتبي، البصري الأخباري.

أحد الفصحاء والأدباء. سمع أباه، وسفيان بن عيينة، وجماعة. وعنه أبو حاتم السجستاني، وأبو الفضل الرياشي، ومحمد بن يونس الكديمي، وآخرون.

وله قصيدة سائرة في ولده، يقول فيها:

والصبر يحمد في المواطن كلها إلا عليك، فإنه مذموم توفي العتبي سنة ثمان وعشرين.

وأما:

• - العتبي المالكي، فمتأخر، يأتي.

381 -

خ:‌

‌ محمد بن عبيد الله بن محمد بن أبي زيد

، أبو ثابت المدني التاجر.

عن إبراهيم بن سعد، ومالك، وعبد العزيز بن أبي حازم، وجماعة. وعنه البخاري، وأبو زرعة، وإسماعيل القاضي، والعباس بن الفضل الأسفاطي، وآخرون.

توفي سنة سبع وعشرين ومائتين في المحرم.

ص: 679

382 -

د ق:‌

‌ محمد بن عثمان

، أبو الجماهر التنوخي الدمشقي الكفرسوسي، ويكنى أيضا أبا عبد الرحمن.

سمع سعيد بن بشير، وسليمان بن بلال، وخليد بن دعلج، وسعيد بن عبد العزيز التنوخي، وإسماعيل بن عياش، والهيثم بن حميد، وطائفة. وعنه أبو داود، وابن ماجه عن رجل عنه، وعبد الله بن حماد الآملي، وحويت بن أحمد، وأبوا زرعة، وأبو حاتم، وعثمان الدارمي، والحسن بن جرير الصوري، وأبو عبد الملك أحمد بن إبراهيم البسري، وخلق.

وثقه أبو مسهر وأبو حاتم.

وقال عثمان الدارمي: كان أوثق من أدركنا بدمشق، ورأيت أهل دمشق مجمعين على صلاحه، ورأيتهم يقدمونه على هشام، وعلى أبي أيوب؛ يعني سليمان بن عبد الرحمن. ولد سنة أربعين ومائة، أو سنة إحدى وأربعين.

وقال أبو زرعة: مات سنة أربع وعشرين.

قلت: وروى أبو داود أيضا عن محمود بن خالد عنه.

قال أبو حاتم: ما رأيت أفصح منه.

383 -

‌ محمد بن عطاء النخعي الكوفي

.

نزل مصر، وحدث عن شريك، وإسماعيل بن عياش، وعبد الوارث، وابن وهب، وطبقتهم. روى عنه أبو حاتم، وقال: شيخ. سمع منه بمصر سنة ست عشرة.

384 -

‌ محمد بن عقبة السدوسي البصري

، ابن عم عقبة بن هرم.

روى عن جعفر بن سليمان، وطالب بن حجير، ومسكين بن أبي فاطمة، ويونس بن أرقم، وعبد الله بن خراش، وآخرين. وعنه أبو زرعة وأبو حاتم، ثم تركه أبو زرعة وأبو حاتم؛ فما حدثا عنه لضعفه.

ص: 680

385 -

‌ محمد بن علي بن أبي خداش

، أبو هاشم الأسدي الموصلي العابد، راوية المعافى بن عمران.

رحل وأكثر عن ابن عيينة، وعيسى بن يونس، وجماعة. وكان من العلماء العاملين.

قال يعلى الزراد: سمعت بشر بن الحارث رحمة الله عليه يقول: وددت أني ألقى الله تعالى بمثل عمل أبي هاشم، أو بمثل صحيفته.

وقال أحمد بن دباس: كنا عند المعافى بن عمران، فأقبل أبو هاشم، فقال المعافى: أراه من القوم؛ يعني من الأبدال.

وقال أبو زكريا يزيد بن محمد بن إياس الأزدي: أخبرني عبد الله بن زياد قال: سمعت أبي يقول عن بعض مشايخه قال: توفي النبي صلى الله عليه وسلم فكان أشبه الناس بهديه ودله ابن مسعود، فلما مات كان أشبه الناس بهديه ودله علقمة، فلما مات كان أشبه الناس بهديه ودله إبراهيم النخعي، فلما مات كان أشبههم بهديه ودله منصور، فلما مات كان أشبههم بهديه ودله سفيان الثوري، فلما مات كان أشبه الناس بهديه ودله المعافى بن عمران، فلما مات كان أشبه الناس بهديه ودله أبو هاشم محمد بن علي.

وقال أبو زكريا الأزدي: حدثت عن تمتام قال: قلت ليحيى بن معين: كتبت جامع سفيان عن أبي هاشم عن المعافى؟ فقال ابن معين: بلغني أن هذا الرجل نظير المعافى أو أفضل منه.

قال أبو زكريا: حدثني العلاء بن أيوب قال: حدثني من حضر أبا هاشم لما التقى الجمعان، فقال لرفقائه: هذا يومٌ كنت أتمناه، عليكم السلام. ثم سدد رمحه، وجعله على قربوس سرجه، وحمل على الروم، فكان آخر العهد به. روى عن أبي هاشم جماعة؛ منهم: صالح بن العلاء، وإسماعيل بن حماد التمار، وحميد بن زنجويه.

قال أبو زكريا: كان صالحا زاهدا مجاهدا، استشهد في سبيل الله لما جاشت الروم بشمشاط مقبلا غير مدبر سنة اثنتين وعشرين، رحمه الله.

386 -

ت:‌

‌ محمد بن عمران بن محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى

، الإمام أبو عبد الرحمن الأنصاري الكوفي.

ص: 681

سمع أباه، ومعاوية بن عمار الدهني، وحبان بن علي العنزي، وشريك بن عبد الله، وطائفة. وعنه أبو بكر بن أبي الدنيا، والبخاري في كتاب الأدب، وأبو عمرو أحمد بن أبي غرزة، وعثمان بن سعيد الدارمي، وآخرون.

قال أبو حاتم: أملى علينا كتاب الفرائض عن أبيه، عن ابن أبي ليلى، عن الشعبي من حفظه، لا يقدم مسألة على مسألة، وهو صدوق.

وقال غيره: توفي سنة ثمان وعشرين.

• -‌

‌ محمد بن عمر

ان الأخنسي، وقيل: أحمد، تقدم في الألف.

387 -

‌ محمد بن عمر بن حفص القصبي

.

عن عبد الوارث بن سعيد، والمفضل بن محمد الضبي. وعنه عباس الدوري، وأبو بكر الصغاني، وصالح بن محمد الرازي.

وثقه يحيى بن معين.

388 -

محمد بن عمر، أبو عبد الله المعيطي البغدادي.

عن شريك بن عبد الله، وأبي الأحوص، وجماعة. وعنه إسحاق الحربي، ومحمد بن يونس الكديمي.

وثقه محمد بن سعد الكاتب، وقال: مات في سنة اثنتين وعشرين.

389 -

‌ محمد بن عمرو بن عثمان

، أبو جعفر الجعفي، الكوفي ثم المصري.

حدث عن ضمام بن إسماعيل وغيره.

توفي في أول سنة ثلاثين.

ص: 682

390 -

‌ محمد بن عون

، أبو عون الزيادي البصري.

عن إبراهيم بن طهمان، وهمام بن يحيى، وعمرو بن كثير بن أفلح، وجماعة. وعنه أبو زرعة، والعباس بن الفضل الأسفاطي، ومحمد بن أيوب بن الضريس، وجماعة.

قال أبو حاتم: ثقة.

391 -

‌ محمد بن عيسى بن عبد الواحد الفقيه

، أبو عبد الله المعافري القرطبي الأعشى.

رحل في طلب العلم في السنة التي مات فيها مالك بن أنس، فسمع من سفيان بن عيينة، ويحيى بن سعيد القطان، ووكيع بن الجراح، وطائفة.

وكان الغالب عليه الأثر، وكان رئيسا نبيلا، وسريا جليلا، وسخيا كريما.

توفي سنة إحدى وعشرين، وقيل: سنة اثنتين وعشرين، وقيل: سنة ثمان عشرة، فالله أعلم.

ترجمه ولد الفرضي.

روى عنه محمد بن وضاح، وأصبغ بن خليل، وآخرون. وكان فيه دعابة ومزاح، ويذكر أنه كان يشرب النبيذ.

392 -

د ن ق:‌

‌ محمد بن عيسى ابن الطباع

، الحافظ أبو جعفر البغدادي، نزيل أذنة من الثغر.

روى عن مالك، وجويرية بن أسماء، وشريك، وحماد بن زيد، وأبي عوانة، وفرج بن فضالة، وطائفة. وعنه البخاري تعليقا، وأبو داود، والنسائي، وابن ماجه عن رجل عنه، وأبو حاتم، وعبد الكريم الديرعاقولي، وابن أخيه محمد بن يوسف ابن الطباع، وآخرون.

قال أبو حاتم: حدثنا الثقة المأمون محمد بن عيسى، وما رأيت من

ص: 683

المحدثين أحفظ للأبواب منه.

وقال أبو داود: كان يتفقه، وكان يحفظ نحوا من أربعين ألف حديث.

وقال النسائي وغيره: ثقة، توفي سنة أربع وعشرين.

وروى عنه من شيوخ الطبراني أحمد بن عبد الرحيم وأحمد بن عبد الوهاب الحوطيان، وأحمد بن مسعود، وطالب بن قرة الأذني، وغيرهم.

وكان مولده في سنة خمسين ومائة تقريبا، وكان أخوه إسحاق أكبر منه بعشر سنين، وله مصنفات كثيرة.

سئل عنه أحمد بن حنبل فقال: عالم فهم.

وقال أبو حاتم: ثقة مبرز، كان أتقن من أخيه إسحاق، وإسحاق أجل منه. سمعت محمد بن عيسى يقول: خرج أخي إلى الري فكتب كتب جرير، فنظرت فيما كتب وحفظته، فقدم جرير العراق، فجعلت أطالبه بتلك الأحاديث، فقال: لم لم تقدم علينا؟ قلت: خفة اليد. قال: أرى حمارك فارها، وثيابك بيضاء. فقلت: عارية. وقال لأخي: أراه حافظا كيسا. قال: هو يتيم، أنا ربيته. قال: كيف شكره لك؟ فإنه يقال: إن اليتيم لا يكاد يشكر.

393 -

‌ محمد بن أبي غالب البغدادي

، أبو عبد الله.

عن هشيم. وعنه ابن أبي الدنيا، وأحمد بن أبي خيثمة، وعبد الله بن أحمد ابن الدورقي.

وثقه الخطيب.

قال ابن أبي حاتم: توفي سنة أربع وعشرين ومائتين.

أما:

• - محمد بن غالب القومسي، فتأخر.

394 -

‌ محمد بن غياث

، أبو لبيد السرخسي.

ص: 684

عن مالك، وحديج بن معاوية، ومفضل بن فضالة، ومحمد بن جابر، وابن أبي الزناد. وعنه محمد بن حاجب المروزي، وسلمة بن شبيب، وجماعة.

قال أبو حاتم: بلخي مرجئ.

395 -

ع:‌

‌ محمد بن الفضل

، أبو النعمان السدوسي البصري الحافظ، ولقبه عارم.

روى عن الحمادين، وجرير بن حازم، ومهدي بن ميمون، ومحمد بن راشد المكحولي، وثابت بن يزيد الأحول، وعمارة بن زاذان، وجماعة. وعنه البخاري، والستة عن رجل عنه، وأحمد بن حنبل، وأبو زرعة، وعبد بن حميد، ومحمد بن غالب تمتام، ومحمد بن وارة، ومحمد بن الحسين الحنيني، ويعقوب الفسوي، ومحمد بن يونس الكديمي، وأحمد بن سليمان الرهاوي، وخلق.

قال ابن وارة: حدثنا عارم بن الفضل الصدوق الأمين.

وقال أبو حاتم: إذا حدثك عارم فاختم عليه، وعارم لا يتأخر عن عفان. وكان سليمان بن حرب يقدم عارما على نفسه.

وقال أبو حاتم أيضا: اختلط عارم في آخر عمره وزال عقله، فمن سمع منه قبل سنة عشرين ومائتين فسماعه جيد، وأبو زرعة لقيه سنة اثنتين وعشرين.

وقال البخاري: تغير في آخر عمره.

قالوا: مات في صفر سنة أربع وعشرين.

وقال أبو داود السجستاني: بلغنا أن عارما أنكر سنة ثلاث عشرة ومائتين، ثم راجعه عقله، ثم استحكم به الاختلاط سنة ست عشرة.

قلت: فمما أنكروه عليه روايته عن حماد، عن حميد، عن أنس حديث:

ص: 685

اتقوا النار ولو بشق تمرة. وقد كان قبل ذلك رواه عن حماد، عن حميد، عن الحسن مرسلا، كما رواه عفان وغيره.

قال الحسن بن علي الخلال: سمعت سليمان بن حرب يقول: إذا ذكرت أبا النعمان فاذكر أيوب وابن عون.

وقال أبو جعفر العقيلي: قال لنا جدي: ما رأيت بالبصرة شيخا أحسن صلاة من عارم، وكانوا يقولون: أخذ الصلاة عن حماد بن زيد عن أيوب، وكان عارم من أخشع من رأيت، رحمه الله تعالى.

قال الدارقطني: ثقة، تغير بأخرة، وما ظهر له بعد اختلاطه حديث منكر.

قلت: فهذا قول الدارقطني الذي لم يأت بعد النسائي مثله، فأين هو من قول ابن حبان الخساف في عارم: اختلط في آخر عمره، وتغير حتى كان لا يدري ما يحدث به، فوقع المناكير الكثيرة في حديثه، فيجب التنكب عن حديثه فيما رواه المتأخرون، فإذا لم يعلم هذا من هذا وجب ترك الكل، ولا يحتج بشيء منها. ثم لم يقدر ابن حبان أن يسوق لعارم حديثا منكرا.

396 -

‌ محمد بن القاسم الحراني

، سحيم.

عن زهير بن معاوية، وعبيد الله بن عمرو الرقي، وإسماعيل بن عياش، وجماعة. وعنه أبو زرعة، وأبو حاتم.

قال أبو حاتم: صدوق.

397 -

ع:‌

‌ محمد بن كثير العبدي البصري

، أبو عبد الله، أخو سليمان.

روى عن أخيه، وسفيان، وشعبة، وإسرائيل، وهمام، وجماعة. وعنه البخاري، وأبو داود، ومسلم والأربعة عن رجل عنه، ومحمد بن يحيى الذهلي، وعبد، والدارمي، ومعاذ بن المثنى، ويوسف بن يعقوب القاضي، وأبو مسلم الكجي، وطائفة.

ص: 686

قال أبو حاتم: صدوق.

وقال البخاري: مات سنة ثلاث وعشرين.

وقال ابن حبان: حدثنا عنه الفضل بن الحباب وكان تقيا فاضلا يخضب. قال: وعاش تسعين سنة.

قال ابن معين: لم يكن يستأهل أن يكتب عنه. رواها ابن الجنيد الختلي عنه.

398 -

‌ محمد بن كثير بن مروان الفهري الشامي

.

نزل بغداد، وروى عن إبراهيم بن أبي عبلة، والأوزاعي، والليث بن سعد، وابن لهيعة. وعنه حامد بن شعيب البلخي، وأحمد بن الحسن الصوفي، وأبو القاسم البغوي.

قال إدريس بن عبد الكريم: سألت يحيى بن معين عنه، فقال: إذا مررت به فارجمه، ذاك الذي يروي عن النبي صلى الله عليه وسلم: لا يترك المصلوب على الخشبة أكثر من ثلاث.

وقال ابن معين: لم يكن ثقة.

وقال ابن عدي: روى بواطيل، والبلاء منه.

وقال أبو الفتح الأزدي: متروك.

وقال محمد بن هشام بن أبي الدميك: حدثنا محمد بن كثير الفهري قال: حدثنا إبراهيم بن أبي عبلة قال: رأيت عبد الله ابن أم حرام، وأخبرني أنه صلى مع رسول الله صلى الله عليه وسلم القبلتين.

قلت: حدث الفهري سنة ثلاثين ومائتين، وقد وقع لنا من عواليه في المنتقى من المخلصيات.

ص: 687

تقدم:

• - محمد بن كثير المصيصي.

399 -

‌ محمد بن كليب البصري

.

حدث ببغداد عن حماد بن زيد، وأبي إسماعيل المؤدب، ومعتمر بن سليمان. وعنه نصر بن طوق، وأبو القاسم البغوي.

وثقه الخطيب.

400 -

د ن ق:‌

‌ محمد بن محبب

، أبو همام الدلال القرشي البصري، صاحب الرقيق.

عن سفيان الثوري، وإسرائيل، وإبراهيم بن طهمان، وسعيد بن السائب، وغيرهم. وعنه رجاء بن مرجى، وأحمد بن منصور الرمادي، والقاضي البرتي، وأبو مسلم الكجي، وأبو خليفة الجمحي، وخلق.

وثقه أبو داود، وروى عن رجل عنه.

توفي سنة إحدى وعشرين.

401 -

خ د ن:‌

‌ محمد بن محبوب

، أبو عبد الله البناني البصري.

عن الحمادين، وأبي عوانة، وسرار بن مجشر، وعبد الواحد بن زياد، وجماعة. وعنه البخاري، وأبو داود، والنسائي عن رجل عنه، وعمرو بن منصور النسائي، ويعقوب الفسوي، ومحمد بن يونس الكديمي، وعبد الله بن أحمد الدورقي، وطائفة.

قال أبو داود: سمعت يحيى بن معين يثني عليه ويقول: كيس صادق، كثير الحديث.

قال البخاري: مات سنة ثلاث وعشرين.

ص: 688

وقال غيره: سنة اثنتين وعشرين.

402 -

‌ محمد بن مصعب البغدادي

، أبو جعفر الدعاء.

أحد عباد الله الأولياء، كان صاحب أحوال وكرامات، روى عن ابن المبارك وغيره. وعنه أبو الحسن محمد بن محمد بن العطار، ومحمد بن نصر الصائغ، وابن بسام، وغيرهم.

ووصفه الإمام أحمد بالسنة.

قلت: توفي سنة ثمان وعشرين ومائتين.

403 -

م د:‌

‌ محمد بن معاذ بن عباد بن معاذ العنبري البصري

.

عن عم أبيه معاذ بن معاذ، وأبي عوانة، ومعتمر بن سليمان، وعبد الواحد بن زياد، وسفيان بن عيينة، ومحمد ابن السماك، ومراجم بن العوام، وطائفة. وعنه مسلم، وأبو داود، وأبو زرعة، وأبو حاتم، وموسى بن إسحاق الأنصاري، والحسن بن علي بن الوليد الفسوي، وجماعة.

قال أبو حاتم: صدوق، ليس به بأس.

وقال أبو زرعة: قدم الري، وصار إلى طبرستان.

وقال أبو داود: أراه مات سنة ثلاث وعشرين.

404 -

‌ محمد بن معاوية بن أعين

، أبو علي الهلالي النيسابوري، نزيل مكة.

روى عن حماد بن سلمة، وزهير بن معاوية، وسليمان بن بلال، وخارجة بن مصعب، والليث بن سعد، وجماعة.

وطوف وصنف، وكان ضعيفا.

ص: 689

روى عنه محمد بن يحيى الذهلي، وأبو حاتم، ومطين، ومحمد بن عبد الرحمن السامي، وخلف بن عمرو العكبري، ومحمد بن علي الصائغ، وبهلول بن إسحاق، وأحمد بن عبد المؤمن، والحسن بن محمد الزعفراني، وآخرون.

قال يحيى بن معين: كذاب.

وقال غير واحد: ضعيف.

وقال الفلاس: فيه ضعف، وهو صدوق قد روى عنه الناس.

وقال أبو زرعة: كان شيخا صالحا، إلا أنه كان كلما لقن تلقن.

وقال أبو بكر محمد بن إدريس المكي: ما كتبت عنه إلا من أصله، وكان معروفا بالطلب، وكان يحدث حفظا، فلعله يغلط ولا يحفظ.

وقال حرب الكرماني: كتبت عنه، وكان مستميله سلمة بن شبيب، وكان موسرا.

وقال النسائي: متروك.

وقال مطين: توفي سنة تسع وعشرين. وكذا ورخه موسى بن هارون، وزاد: بمكة.

405 -

‌ محمد بن معاوية البصري

.

عن جويرية بن أسماء.

ضعيف مجهول.

406 -

خ:‌

‌ محمد بن مقاتل

، أبو الحسن المروزي الكسائي، ولقبه رخ.

روى عن ابن المبارك، وخالد بن عبد الله، وخلف بن خليفة، وأوس بن عبد الله بن بريدة، وابن عيينة، وابن وهب، ومبارك بن سعيد الثوري، وطائفة.

ص: 690

وعنه البخاري، وإبراهيم الحربي، وأبو زرعة، ومحمد بن إسحاق الصغاني، وإسماعيل سمويه، وأحمد بن سيار المروزي، ومحمد بن عبد الرحمن السامي، ومحمد بن علي الصائغ، ومحمد بن أيوب بن الضريس، وخلق.

قال أبو حاتم: صدوق.

وقال البخاري: مات في آخر سنة ست وعشرين ومائتين.

وقال الخطيب: سكن بغداد، ثم جاور بمكة.

407 -

د ن:‌

‌ محمد بن مكي بن عيسى المروزي

.

عن ابن المبارك، وعمر بن هارون البلخي. وعنه أحمد بن سيار المروزي، ويعقوب الفسوي، ومحمد بن حاتم المروزي، وأبو داود، والنسائي عن رجل عنه.

وثقه ابن حبان.

408 -

خ ن:‌

‌ محمد بن موسى بن أعين الجزري

.

عن أبيه، وزهير بن معاوية. وعنه علي بن عثمان النفيلي، ومحمد بن مسلم بن وارة، ومحمد بن يحيى الذهلي، وجماعة.

وكان صدوقا.

ثم وجدت ابن حبان قال: توفي سنة ثلاث وعشرين ومائتين.

409 -

‌ محمد بن نصر المروزي

.

شيخ يروي عن ابن المبارك، لا يكاد يعرف.

سمع منه عبد الله ابن الإمام أحمد في سنة ثمان وعشرين ومائتين.

ص: 691

410 -

‌ محمد بن أبي نعيم الواسطي الهذلي

، واسم أبيه موسى.

عن أبان بن يزيد العطار، ومهدي بن ميمون، ووهيب بن خالد، وجماعة. وعنه أبو زرعة، وأبو حاتم، وحنبل بن إسحاق، وعبد الكريم الديرعاقولي، وعلي بن إبراهيم الواسطي.

قال أبو حاتم: صدوق. وقال: سألت عنه يحيى بن معين فقال: ليس بشيء.

وقال أبو داود: سألت ابن معين عن ابن أبي نعيم فقال: كذاب خبيث.

وقال ابن عدي: عامة ما يرويه لا يتابعه عليه الثقات.

وقال ابن أبي حاتم: سمعت أحمد بن سنان يقول: ابن أبي نعيم ثقة صدوق.

411 -

‌ محمد المعتصم بالله

، أمير المؤمنين، أبو إسحاق بن هارون الرشيد ابن المهدي، الهاشمي العباسي.

ولد سنة ثمانين ومائة، وأمه أم ولد اسمها ماردة.

روى عن أبيه، وعن أخيه المأمون. روى عنه إسحاق الموصلي، وحمدون بن إسماعيل، وآخرون.

وبويع بعد المأمون بعهد منه إليه في رابع عشر رجب سنة ثماني عشرة ومائتين.

وكان أبيض، أصهب اللحية طويلها، ربع القامة، مشرب اللون، ذا شجاعة وقوة وهمة عالية. وكانت خلافته ثمانية أعوام وثمانية أشهر، وكان عريا من العلم؛ فروى الصولي عن محمد بن سعيد، عن إبراهيم بن محمد الهاشمي قال: كان مع المعتصم غلام في الكتاب يتعلم معه، فمات الغلام، فقال له الرشيد أبوه: يا محمد، مات غلامك. قال: نعم يا سيدي، واستراح من

ص: 692

الكتاب. فقال: وإن الكتاب ليبلغ منك هذا؟! دعوه؛ لا تعلموه. قال: فكان يكتب ويقرأ قراءة ضعيفة.

قال خليفة: حج بالناس أبو إسحاق ابن الرشيد سنة مائتين.

وقال الصولي: حدثنا عون بن محمد قال: رأيت المعتصم أول ركبة ركبها ببغداد وهو خليفة حين قدم من الشام، وذلك أول يوم من رمضان سنة ثمان عشرة، وأحمد بن أبي دؤاد يسايره، وهو مقبل عليه.

وقال أبو الفضل الرياشي: كتب ملك الروم - لعنه الله - إلى المعتصم يتهدده، فأمر بجوابه، فلما قرئ عليه الجواب لم يرضه، وقال للكاتب: اكتب بسم الله الرحمن الرحيم، أما بعد، فقد قرأت كتابك وسمعت خطابك، والجواب ما ترى لا ما تسمع، وسيعلم الكافر لمن عقبى الدار.

وقال أبو بكر الخطيب وغيره: غزا المعتصم بلاد الروم سنة ثلاث وعشرين، فأنكى في العدو نكاية عظيمة، ونصب على عمورية المجانيق، وفتحها، وقتل ثلاثين ألفا، وسبى مثلهم، وكان في سبيه ستون بطريقا، ثم أحرق عمورية.

قال خليفة: وفي هذه السنة أتي ببابك الخرمي أسيرا، فأمر بقطع أربعته وصلبه.

قلت: كان من أهيب الخلفاء وأعظمهم، لولا ما شان سؤدده بامتحان العلماء بخلق القرآن، نسأل الله السلامة.

قال نفطويه: للمعتصم مناقب، وكان يقال له: المثمن، فإنه كان ثامن الخلفاء من بني العباس، وملك ثمان سنين وثمانية أشهر، وفتح ثمانية فتوح؛ بلاد بابك على يد الأفشين، وفتح عمورية بنفسه، والزط بعجيف، وبحر البصرة، وقلعة الأجراف، وأعراب ديار ربيعة، والشاري، وفتح مصر. وقتل ثمانية أعداء؛ بابك، وباطيش، ومازيار، ورئيس الزنادقة، والأفشين،

ص: 693

وعجيفا، وقارون، وقائد الرافضة. وإنما فتح مصر قبل خلافته.

وزاد غير نفطويه أنه خلف من الذهب ثمانية آلاف ألف دينار، ومن الدراهم مثلها. وقيل: ثمانية عشر ألف ألف، ومن الخيل ثمانين ألف فرس، وثمانية آلاف مملوك، وثمانية آلاف جارية، وبنى ثمانية قصور، وقيل: بل بلغ عدد غلمانه الترك ثمانية عشر ألفا.

وعن أحمد بن أبي دؤاد قال: استخرجت من المعتصم في حفر نهر الشاش ألفي ألف، غير أنه كان إذا غضب لا يبالي من قتل.

وقال إسحاق الموصلي: دخلت عليه وعنده قينة تغني، فقال: كيف تراها؟ قلت: تقهر الغناء برفق، وتجليه برفق، وتخرج من الشيء إلى أحسن منه، وفي صوتها شجى وشذور أحسن من در على النحور. فقال: صفتك لها أحسن منها ومن غنائها، خذها لك. فامتنعت لعلمي محبته لها، فوصلني بمقدار قيمتها.

وبلغنا أن المعتصم لما تجهز لغزو عمورية حكم المنجمون أن ذلك طالع نحس، وأنه يكسر، فكان من ظفره ونصره ما لم يخف، وفي ذلك يقول أبو تمام الطائي قصيدته البديعة:

السيف أصدق إنباءً من الكتب في حده الحد بين الجد واللعب منها:

والعلم في شهب الأرماح لامعة بين الخميسين لا في السبعة الشهب أين الرواية أم أين النجوم وما صاغوه من زخرف فيها ومن كذب تخرصا وأحاديثا ملفقة ليست بنبع إذا عدت ولا غرب وعن أحمد بن أبي دؤاد قال: كان المعتصم يخرج ساعده إلي ويقول: يا أبا عبد الله، عض ساعدي بأكثر قوتك. فأقول: ما تطيب نفسي. فيقول: إنه لا يضرني. فأروم ذلك، فإذا هو لا تعمل فيه الأسنة، فضلا عن الأسنان.

وانصرف يوما من دار المأمون إلى داره، وكان شارع الميدان منتظما

ص: 694

بالخيم، فيها الجند، فإذا امرأة تبكي وتقول: ابني ابني. وإذا بعض الجند قد أخذ ولدها، فدعاه المعتصم، وأمره برد ابنها عليها، فأبى، فاستدناه، فدنا منه، فقبض عليه بيده، فسمعت صوت عظامه، ثم أطلقه فسقط، وأمر بإخراج الصبي إلى أمه.

وقال أحمد بن أبي طاهر: ذكر أحمد بن أبي دؤاد المعتصم يوما، فأسهب في ذكره، وأطنب في وصفه، وذكر من سعة أخلاقه ورضي أفعاله، وقال: كثيرا ما كنت أزامله في سفره.

قال أبو بكر الخطيب: ولكثرة عسكر المعتصم وضيق بغداد عنه بنى سر من رأى، وانتقل إليها فسكنها بعسكره، وسميت العسكر، وذلك في سنة إحدى وعشرين ومائتين.

وعن علي بن يحيى المنجم قال: استتم عدة غلمان المعتصم الأتراك بضعة عشر ألفا، وعلق له خمسون ألف مخلاة، وذلل العدو بالنواحي.

فيقال: إنه قال في مرض موته: {حَتَّى إِذَا فَرِحُوا بِمَا أُوتُوا أَخَذْنَاهُمْ بَغْتَةً}

وقال المسعودي: وزر له ابن الزيات إلى آخر أيامه، وغلب عليه أحمد بن أبي دؤاد.

وقال ابن أبي الدنيا: حدثنا علي بن الجعد قال: لما احتضر المعتصم جعل يقول: ذهبت الحيلة فليس حيلة، حتى صمت.

قال: وحدثني شيخ من قريش أنه جعل يقول: أؤخذ من بين هذا الخلق. قال: وكان أصهب اللحية جدا، طويلها.

قلت: وللمعتصم شعرٌ لا بأس به، وكلمات فصيحة.

قال نفطويه: فمما يروى من كلامه: إذا شغلت الألباب بالآداب، والعقول بالتعليم، تنبهت النفوس على محمود أمرها، وأبرز التحريك حقائقها.

ص: 695

قال نفطويه: وحدثت أنه كان من أشد الناس بطشا، وأنه جعل زند رجل بين إصبعيه فكسره.

وقال عبد الله بن حمدون النديم، عن أبيه، سمع المعتصم يقول: عاقل عاقل مرتين أحمق.

وقال إسحاق بن إبراهيم الأمير: والله ما رأيت كالمعتصم رجلا؛ لقد رأيته يملي كتابا، ويقرأ كتابا، ويعقد بيده، وإنه لينشد شعر أبي خراش الهذلي:

حمدت إلهي بعد عروة إذ نجا خراش وبعض الشر أهون من بعض بلى إنها تعفو الكلوم، وإنما نوكل بالأدنى، وإن جل ما يمضي ولم أدر من ألقى عليه رداءه ولكنه قد سل عن ماجد محض مات المعتصم يوم الخميس لإحدى عشرة ليلة بقيت من ربيع الأول سنة سبع وعشرين، وله سبع وأربعون سنة وسبعة أشهر.

قلت: فهذا يدل على أن مولده قبل سنة ثمانين بأشهر، ودفن بسر من رأى، وصلى ابنه الواثق عليه.

ومن أحسن ما سمع من المعتصم قوله إن صح عنه: اللهم إنك تعلم أني أخافك من قبلي ولا أخافك من قبلك، وأرجوك من قبلك ولا أرجوك من قبلي.

412 -

‌ محمد بن هانئ

، أبو عمرو الطائي.

حدث ببغداد عن مصعب بن سلام، وأبي الأحوص، وهشيم. وعنه ابنه، وأبو حاتم الرازي.

وابنه هو الحافظ أبو بكر الأثرم.

413 -

‌ محمد بن هانئ السلمي النيسابوري

.

رحل وسمع من هشيم، وجرير بن عبد الحميد، وابن المبارك. وعنه ابنه إبراهيم، ومحمد بن عمرو الحرشي، ومحمد بن عبد السلام الوراق.

ص: 696

توفي سنة سبع وعشرين.

414 -

‌ محمد بن وهب بن مسلم

، أبو عمرو، القرشي مولاهم، الدمشقي.

عن عبد الله بن العلاء بن زبر، وسعيد بن عبد العزيز، وصدقة بن خالد، والوليد بن مسلم. روى عنه الربيع بن سليمان الجيزي، ويحيى بن أيوب العلاف، وأحمد بن محمد بن رشدين، وأبو الأحوص محمد بن الهيثم، والمصريون.

سكن مصر، وهو منكر الحديث.

خلطه بالذي بعده غير واحد، والصواب التفريق بينهما.

415 -

خ ق:‌

‌ محمد بن وهب بن عطية

، أبو عبد الله السلمي الدمشقي.

سمع من بقية، ومحمد بن حرب الخولاني، والوليد بن مسلم، وعراك بن خالد، وجماعة. وعنه محمد بن يحيى الذهلي، وأبو أمية الطرسوسي، وأحمد بن منصور الرمادي، وأبو حاتم، وعلي بن محمد بن عيسى الجكاني، وعبيد بن شريك البزاز.

قال أبو حاتم: صالح الحديث.

ووثقه الدارقطني.

وروى البخاري وابن ماجه عن الذهلي عنه.

وقال ابن عدي: له غير حديث منكر، وقد تكلموا فيمن هو خيرٌ منه؛ حدثنا عيسى بن أحمد الصدفي بمصر قال: حدثنا الربيع بن سليمان الجيزي قال: حدثنا محمد بن وهب قال: حدثنا الوليد بن مسلم قال: حدثنا مالك، عن سمي، عن أبي صالح، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: أول ما خلق الله القلم، ثم خلق النون؛ وهو الدواة، ثم خلق العقل، ثم قال: ما خلقت خلقا أعجب إلي منك. وذكر الحديث، وهذا بهذا الإسناد باطل.

ص: 697

قلت: صدق ابن عدي، لكن محمد بن وهب ليس هو بالسلمي؛ بل هو - إن شاء الله - القرشي الذي نزل مصر، وهو أسن من السلمي، ألا ترى أن الراوي عنه هو الربيع الجيزي؟ والربيع لم يرحل، وما كان أبو حاتم والدارقطني ليثنيان على رجل يروي مثل هذا الحديث الموضوع.

وممن خلط فيه الحافظ ابن مندة، فقال: محمد بن وهب بن سعيد بن عطية مولى قريش، يكنى أبا عمرو، منكر الحديث، سكن مصر.

قال ابن عساكر: محمد بن وهب بن سعيد بن عطية السلمي الدمشقي. ثم قال بعده: محمد بن وهب بن مسلم القرشي، أبو عمرو الدمشقي. فهذا أكبرهما؛ لأنه روى عن عبد الله بن العلاء.

• - محمد بن يحيى بن سعيد القطان، أخرته عمدا.

416 -

‌ محمد بن يحيى بن السَّكن الموصلي الفقيه

، مفتي أهل الموصل.

كان من علماء أهل الرأي، وحدث عن بقية بن الوليد، ويحيى بن سليم، ومحمد بن شعيب.

توفي سنة تسع وعشرين.

417 -

خ:‌

‌ محمد بن يزيد الحزامي الكوفي البزاز

.

عن شريك، وابن المبارك، ويحيى بن أبي زائدة، والوليد بن مسلم، وحبان بن علي. وعنه البخاري، والدارمي، ويعقوب الفسوي، ومحمد بن عثمان بن أبي شيبة، وغيرهم.

418 -

م د:‌

‌ مالك بن عبد الواحد

، أبو غسان المسمعي البصري.

عن بشر بن المفضل، ومعتمر بن سليمان، وعبد العزيز العمي، وطبقتهم. وعنه مسلم، وأبو داود، وعثمان بن خرزاذ، وموسى بن هارون، ومحمد بن يونس الكديمي، وآخرون.

ص: 698

توفي سنة ثلاثين.

419 -

م:‌

‌ المثنى بن معاذ بن معاذ العنبري البصري

، أخو عبيد الله.

سمع أباه، وبشر بن المفضل، ومعتمر بن سليمان، وجماعة. وعنه ولداه؛ الحسن ومعاذ، وإبراهيم الحربي، وأبو بكر بن أبي الدنيا، وآخرون.

توفي سنة ثمان وعشرين.

420 -

د ن:‌

‌ محبوب بن موسى الأنطاكي

، أبو صالح الفراء.

عن عبد الله بن المبارك، وأبي إسحاق الفزاري، وشعيب بن حرب، وجماعة. وعنه أبو داود، وعثمان بن سعيد الدارمي، ومحمد بن إبراهيم البوشنجي، وآخرون.

توفي سنة ثلاثين.

قال العجلي: ثقة، صاحب سنة.

421 -

‌ محمود بن الحسن الوراق

، الشاعر المشهور.

أكثر من الشعر الحسن في المواعظ والحكم، وتوفي في خلافة المعتصم. روى عنه أبو بكر بن أبي الدنيا، وأبو العباس بن مسروق، وغيرهما.

فمن شعره:

كبر الكبير عن الأدب أدب الكبير من التعب حتى متى وإلى متى هذا التمادي في اللعب الرزق لو لم تأته لأتاك عفوا من كثب إن نمت عنه لم ينم حتى يحركه السبب روى الجاحظ أن المعتصم طلب جارية كانت لمحمود الوراق - وكان نخاسا - بسبعة آلاف دينار، فامتنع من بيعها، فلما مات اشتريت للمعتصم بسبعمائة دينار، فلما أدخلت إليه قال لها: كيف رأيت؟ قالت: إذا كان الخليفة ينتظر

ص: 699

بشهواته المواريث، فإن سبعين دينارا في ثمني كثيرة. فأخجلته.

• - مرداس، هو أبو بلال الأشعري، سيأتي بكنيته إن شاء الله.

422 -

‌ مرة بن عبد الواحد الكلاعي

، أبو يزيد البرلسي.

روى عن ضمام بن إسماعيل، وزين بن شعيب.

توفي سنة ثلاثين.

423 -

خ د ت ن:‌

‌ مسدد بن مسرهد

، الحافظ أبو الحسن الأسدي البصري.

عن جويرية بن أسماء، وأبي عوانة، وأبي الأحوص، وحماد بن زيد، وجعفر بن سليمان الضبعي، وعبد الواحد بن زياد، وعبد الوارث، ويزيد بن زريع، وابن علية، ويحيى بن سعيد القطان، وخلق. وعنه البخاري، وأبو داود، والترمذي والنسائي عن رجل عنه، وأبو حاتم، وأبو زرعة، وإسماعيل القاضي، وابن عمه يوسف بن يعقوب القاضي، ومعاذ بن المثنى، وأبو خليفة الجمحي، وآخرون.

قال يحيى القطان: لو أتيت مسددا فحدثته في بيته لكان يستأهل.

وقال يحيى بن معين: هو ثقة ثقة.

وقال أحمد بن عبد الله العجلي: مسدد بن مسرهد بن مسربل بن مستورد الأسدي، ثقة، كان يملي علي حتى أضجر، فيقول لي: يا أبا الحسن، اكتب هذا الحديث. فيملي علي بعد ضجري خمسين ستين حديثا، فأتيته في رحلتي الثانية فإذا عليه زحام، فقلت: قد أخذت بحظي منك.

وكان أبو نعيم يسألني عن اسمه واسم أبيه فأخبره، فيقول: يا أحمد، هذه رقية العقرب.

وقال أبو حاتم الرازي: أحاديث مسدد عن يحيى بن سعيد عن عبيد الله عن نافع عن ابن عمر كأنها الدنانير، كأنك تسمعها من النبي صلى الله عليه وسلم.

ص: 700

وصدق أبو حاتم.

فأما ما ذكر أبو علي منصور بن عبد الله الخالدي من نسبة مسدد، فرواها عن أبي إسحاق إبراهيم بن مسدد بن مسرهد بن مسربل بن مغربل بن مرعبل بن أرندل ابن سرندل بن غرندل بن ماسك بن مستورد، فهذا لا يعتمد عليه؛ لأن الخالدي غير ثقة.

قال محمد بن سعد: توفي مسدد سنة ثمان وعشرين.

424 -

ع:‌

‌ مسلم بن إبراهيم

، أبو عمرو الأزدي، ثم الفراهيدي مولاهم، البصري الحافظ.

سمع من ابن عون حديثا واحدا، ومن قرة بن خالد، وسعيد بن أبي عروبة، وشعبة، وهمام، وأبان العطار، ومالك بن مغول، ووهيب بن خالد، وسلام بن مسكين، وإسماعيل بن مسلم العبدي، وهشام بن عبد الله الدستوائي، وبشر كثير؛ يقال: إنه كتب عن ستمائة شيخ بالبصرة، ولم يسمع بغيرها إلا اليسير.

وعنه البخاري، وأبو داود، والباقون عن رجل عنه، ومحمد بن يحيى الذهلي، وعبد بن حميد، وعبد الله الدارمي، وسليمان بن سيف الحراني، ومحمد بن سنجر الحافظ، وعبد الله بن أحمد الدورقي، وأحمد بن أبي خيثمة، وأبو مسلم الكجي، وحفص بن عمر سنجة، وعلي بن عبد العزيز البغوي، وأبو خليفة الفضل بن الحباب، وخلق سواهم.

قرأت على أحمد بن هبة الله، عن أبي روح وزينب الشعرية أن زاهر بن طاهر أخبرهما قال: أخبرنا أبو يعلى الصابوني قال: أخبرنا أبو سعيد عبد الله بن محمد الرازي قال: أخبرنا محمد بن أيوب البجلي قال: حدثنا مسلم بن إبراهيم قال: سألت ابن عون فحدثني قال: أتيت أبا وائل وقد عمي، فقلت لمولاة: قولي لأبي وائل حدثنا ما سمع من ابن مسعود. فقالت: يا أبا وائل، حدثهم ما سمعت من عبد الله. قال: سمعت عبد الله بن مسعود يقول: أيها الناس، إنكم لمجموعون في صعيد واحد يسمعكم الداعي وينفذكم البصر، ألا

ص: 701

وإن الشقي من شقي في بطن أمه، والسعيد من وعظ بغيره.

قال أحمد بن أبي خيثمة، عن يحيى بن معين: ثقة مأمون.

وقال نصر بن علي: سمعت مسلم بن إبراهيم يقول: قعدت مرة أذاكر شعبة عن خالد بن قيس، فقال: كدت تلقى أبا هريرة.

وقال العجلي: كان مسلم يسكن البصرة في دار كبيرة، وإنما معه أخته، وكانت عجوزا كبيرة، كان أصحاب الحديث إذا أرادوا أن يغيظوه قالوا: أختك قدرية. فيقول: لا والله إلا مثبتة. وكان ثقة، عمي بأخرة، يروي عن سبعين امرأة.

وقال أبو زرعة: سمعت مسلم بن إبراهيم يقول: ما أتيت حلالا ولا حراما قط. وكان أتى عليه نيفٌ وثمانون سنة.

قال أبو حاتم: كان لا يحتاج إليه؛ يعني الجماع.

وقال أبو داود: كتب عن قريب من ألف شيخ.

وقال أبو إسماعيل الترمذي: سمعت مسلم بن إبراهيم يقول: كتبت عن ثمانمائة شيخ، ما جزت الجسر.

قال أبو داود: ما رحل إلى أحد، وكان يحفظ حديث قرة، وحديث هشام، وحديث أبان، يهذه هذا، وهو أحب إلينا من ابن كثير، كان ابن كثير لا يحفظ، وكانت فيه سلامة.

توفي في صفر سنة اثنتين وعشرين ومائتين، وقد قارب التسعين.

425 -

‌ مضاء بن الجارود الدينوري

، أبو الجارود.

عن سلام بن مسكين، وأبي عوانة، وصالح المري، وجماعة. وعنه

ص: 702

جعفر بن أحمد الزنجاني، والنضر بن عبد الله الدينوري.

قال أبو حاتم: محله الصدق.

426 -

‌ مضر بن غسان بن مضر

، أبو عيينة الأزدي.

سمع حماد بن سلمة. وعنه عقبة بن سنان، وهشام بن علي السدوسي.

427 -

‌ مسلم بن عبد الرحمن الجرمي

.

أحد أبطال الإسلام، ومن يضرب به المثل في الفروسية والإقدام، سمع من مخلد بن الحسين بالمصيصة.

قال عبد الرحمن بن أبي حاتم: روى عنه المنذر بن شاذان الرازي الصادق أنه قتل من الروم مائة ألف.

428 -

خ د:‌

‌ معاذ بن أسد بن أبي شجرة

، أبو عبد الله الغنوي المروزي، كاتب ابن المبارك.

سكن البصرة وحدث عن فضيل بن عياض، وابن المبارك، والفضل السيناني، والنضر بن شميل، وجماعة. وعنه البخاري، وأبو داود، وأحمد بن حنبل، وإسماعيل القاضي، وأبو زرعة، وأبو مسلم الكجي، وأحمد بن علي الأبار، وأحمد بن داود المكي، وطائفة.

قال أبو حاتم: ثقة.

وقال البخاري: ولد سنة خمسين ومائة، أو نحوها.

وقال ابن عساكر: مات سنة تسع وعشرين، وقيل: سنة ثمان وعشرين، وقيل: سنة ثلاث وعشرين.

429 -

‌ المعافى بن محمد

، أبو معدان الأزدي الموصلي.

عن مالك بن أنس، وأبي المليح الرقي، وإبراهيم بن سعد، ويوسف بن الماجشون. وعنه علي بن جابر الموصلي.

ص: 703

توفي سنة اثنتين وعشرين.

430 -

‌ معمر بن بكار السعدي

.

روى عن إبراهيم بن سعد، وهشام بن أبي هشام الحنفي، ونجيح بن إبراهيم، وجماعة. وعنه سلمة بن شبيب، ومطين.

قال العقيلي: في حديثه وهم.

431 -

‌ مقاتل بن محمد النصرآباذي الرازي

.

روى عن جرير بن عبد الحميد، وأبي بكر بن عياش، وطبقتهما، فأكثر وأحسن. روى عنه أبو زرعة، وأبو حاتم.

وقال أبو حاتم: كان فقيها ثقة.

وقال أبو زرعة: ما خلفت بالعراق مثله، كان ثقة مأمونا.

432 -

‌ مليح بن وكيع بن الجراح بن مليح الرؤاسي الكوفي

.

عن أبيه، وجرير بن عبد الحميد. وعنه أبو زرعة الرازي، ومطين، وأبو حصين الوادعي.

قال أبو حاتم: صدوق.

قلت: توفي سنة تسع وعشرين.

433 -

‌ مهدي بن جعفر بن جيهان بن بهرام

، أبو محمد، ويقال: أبو عبد الرحمن الرملي الزاهد.

عن سفيان بن عيينة، وعبد العزيز بن أبي حازم، وعلي بن ثابت الجزري، والوليد بن مسلم، وضمرة، ورديح بن عطية، وابن المبارك، وجماعة. وعنه أبو زرعة، وعثمان الدارمي، ومحمد بن إسماعيل الترمذي، وبكر بن سهل الدمياطي، وأبو الزنباع روح بن الفرج، وأبو عبد الملك أحمد بن إبراهيم البسري، وجماعة.

قال ابن معين وصالح جزرة: لا بأس به.

ص: 704

وقال ابن عدي: يروي عن الثقات ما لا يتابع عليه.

وقال ابن يونس: توفي سنة تسع وعشرين، وهذا وهم. قد سمع منه البسري بصور سنة ثلاثين.

434 -

د:‌

‌ مهدي بن حفص

، أبو أحمد البغدادي.

عن حماد بن زيد، وخلف بن خليفة، وأبي الأحوص سلام، وعيسى بن يونس. وعنه أبو داود، وإبراهيم الحربي، وعباس الدوري، وأبو بكر بن أبي الدنيا، ومحمد بن الفضل السقطي، وآخرون.

وثقه أبو بكر الخطيب.

ومات سنة ثلاث وعشرين.

435 -

‌ مهدي بن عيسى

، أبو الحسن الواسطي.

عن حماد بن زيد، وجعفر بن سليمان، وعيسى بن ميمون، وخالد بن عبد الله الطحان. وعنه أبو حاتم، وأبو زرعة وغيرهما.

قال أبو حاتم: صدوق.

436 -

‌ موسى بن إسماعيل

، أبو عمران البجلي الجبلي.

عن يعقوب القمي، وإبراهيم بن سعد الزهري، وابن السماك، وابن المبارك، وحفص بن مسلم، وآخرين، وعنه أحمد بن سنان، والحسن بن سهل المجوز، ومحمد بن عبد الله بن أبي نعيم، ومحمد بن عبادة، وأيوب بن حسان الدقاق، وجماعة، ومحمد بن عيسى بن السكن.

قال أبو حاتم: ليس به بأس.

وقال غيره: كان رفيق يحيى بن معين.

ص: 705

وجبل: قرية مما يلي واسط.

437 -

ع: موسى بن إسماعيل، أبو سلمة التبوذكي البصري الحافظ، مولى بني منقر.

روى حديثا واحدا عن شعبة، وآخر عن حماد بن زيد. وعن حماد بن سلمة تصانيفه، وعن يزيد بن إبراهيم التستري، وأبي الأشهب العطاردي، وبكار بن عبد العزيز بن أبي بكرة، وجرير بن حازم، وأبان بن يزيد العطار، وقيس بن الربيع، والربيع بن مسلم، ومحمد بن راشد المكحولي، وعبد العزيز الماجشون، وخلق. وعنه البخاري، وأبو داود، ومسلم، والترمذي، والنسائي، وابن ماجه عن رجل عنه، ويحيى بن معين، والذهلي، وأبو زرعة، وأبو حاتم، وإبراهيم الحربي، وأحمد بن أبي خيثمة، وإسماعيل سمويه، وأحمد بن داود المكي، ومحمد بن أيوب البجلي، ومحمد بن غالب تمتام، والعباس بن الفضل الأسفاطي، وسبطه أبو بكر أحمد بن عمرو بن أبي عاصم، وخلق كثير.

قال عباس، عن ابن معين قال: ما جلست إلى شيخ إلا هابني أو عرف لي، ما خلا هذا الأثرم التبوذكي. قال عباس: فعددت ما كتبنا عنه خمسة وثلاثين ألف حديث.

وقال ابن المديني: من لم يكتب عن أبي سلمة كتب عن رجل عنه.

وقال أبو حاتم: لا أعلم بالبصرة ممن أدركناه أحسن حديثا من أبي سلمة. وإنما سمي التبوذكي لأنه اشترى بتبوذك دارا، فنسب إليها.

وقال أحمد بن أبي خيثمة: سمعت أبا سلمة يقول: لا جزي خيرا من سماني تبوذكي، أنا مولى بني منقر، إنما نزل داري قوم من تبوذك، فسموني تبوذكي.

وقال أبو بكر ابن المقرئ: حدثنا الحسن بن القاسم بن دحيم الدمشقي، قال: حدثنا محمد بن سليمان قال: قدم علينا يحيى بن معين البصرة، فكتب عن أبي سلمة فقال: إني أريد أن أذكر لك شيئا فلا تغضب.

ص: 706

قال: هات. قال: حديث همام، عن ثابت، عن أنس في الغار، لم يروه أحد من أصحابك، إنما رواه عفان وحبان، ولم أجده في صدر كتابك، إنما وجدته على ظهره. قال: فتقول ماذا؟ قال: تحلف لي إنك سمعته من همام. قال: ذكرت أنك كتبت عني عشرين ألفا فإن كنت عندك فيها صادقا فما ينبغي أن تكذبني في حديث وإن كنت عندك كاذبا، فينبغي أن ترمي بها، ثم قال: برة بنت أبي عاصم طالق ثلاثا إن لم أكن سمعته من همام. والله لا كلمتك أبدا.

قال حاتم بن الليث الجوهري: كان أبو سلمة أحمر الرأس واللحية يخضب بالحناء. قد رأى سعيد بن أبي عروبة وحفظ عنه مسائل.

قال: ومات بالبصرة في رجب سنة ثلاث وعشرين ومائتين رحمه الله.

438 -

‌ موسى بن إبراهيم المروزي

.

عن ابن لهيعة، وأبي جعفر الرازي، وإبراهيم بن سعد. وعنه أبو القاسم البغوي، وهو من قدماء شيوخه، سمع منه سنة تسع وعشرين ومائتين.

قال الدارقطني، وغيره: متروك.

وقال ابن معين: كذاب.

439 -

د ن:‌

‌ موسى بن أيوب

، أبو عمران النصيبي الأنطاكي.

عن ابن المبارك، ومعتمر بن سليمان، وأبي المليح الرقي، وأبي إسحاق الفزاري، وبقية بن الوليد، وجماعة كثيرة. وعنه محمد بن عوف الحمصي، وأبو زرعة، وأبو حاتم، وعبد الله بن محمد بن تميم المصيصي، ومحمد بن إبراهيم البوشنجي، وأبو حميد أحمد بن محمد العوهي، وأحمد بن إبراهيم البسري، وآخرون.

قال أبو حاتم: صدوق.

وروى أبو داود، والنسائي، عن رجل عنه.

ص: 707

440 -

‌ موسى بن بحر العراقي ثم المروزي

، أبو عمران.

عن عبد العزيز بن عبد الصمد العمي، وعلي بن هاشم بن البريد، وعباد بن العوام، وجرير بن عبد الحميد. وعنه البخاري في كتاب الأدب، وعبيد الله بن واصل، والحسن بن سفيان.

وثقه ابن حبان، وقال: مات سنة ثلاثين ومائتين.

441 -

‌ موسى بن محمد

، أبو هارون البكاء. نزيل قزوين.

سمع الليث بن سعد، وعبد الله بن لهيعة، وحفص بن ميسرة. روى عنه يوسف بن يعقوب القزويني، وأبو حاتم الرازي، وأثنى عليه.

وأما أبو زرعة فضعفه.

وقال أبو حاتم: محله الصدق.

وضعفه أيضا أحمد بن حنبل.

442 -

‌ موسى بن محمد بن عطاء بن طاهر البلقاوي المقدسي

. ويقال: الرملي.

أحد المتروكين. عن مالك، وشريك، والعطاف بن خالد، وأبي المليح، والوليد الموقري، وطائفة. وعنه الربيع بن محمد اللاذقي، وأحمد بن خليد الحلبي، وبكر بن سهل الدمياطي، وعثمان الدارمي، وأبو الأحوص العكبري، والناس.

كناه النسائي: أبا طاهر، وقال: ليس بثقة.

ورماه بالكذب أبو زرعة وأبو حاتم.

وقال الدارقطني: متروك.

قال أبو سعيد بن يونس: حدثنا محمد بن موسى الحضرمي، قال: حدثنا إبراهيم بن سليمان الأسدي قال: جئت موسى بن محمد البلقاوي بتنيس، فقلت: حدثني، فقال: اكتب: حدثني مالك، عن نافع، عن ابن عمر، أن

ص: 708

النبي صلى الله عليه وسلم دفع إلى معاوية سفرجلة وقال: القني بها في الجنة. قال الأسدي: فلم أعد إليه.

443 -

‌ موسى بن معاوية

، أبو جعفر الصمادحي الفقيه، عالم إفريقية في وقته.

رحل في طلب العلم وتفقه، وأكثر عن وكيع. وكان يذكر أنه من ولد جعفر بن أبي طالب.

قال ابن يونس: عاش خمسا وستين سنة، أو أربعا وستين سنة.

قلت: وتواليف ابن عبد البر، وابن حزم، والطلمنكي مشحونة برواياته عن وكيع.

ومات في ذي القعدة سنة خمس وعشرين.

444 -

خ د ن:‌

‌ موسى بن هارون بن بشير

، أبو عمر القيسي الكوفي البردي المعروف بالبني.

وقيل: إن البردي لقب له لبردة كان يلبسها. رحل وسمع من الوليد بن مسلم، وابن وهب، وهشام بن يوسف الصنعاني. وعنه محمد بن يحيى الذهلي، ومحمد بن عبد الله ابن البرقي، وعبد الله غير منسوب فقيل: هو ابن حماد الآملي، ويحيى بن عثمان بن صالح، وجماعة آخرهم أحمد بن حماد زغبة التجيبي.

قال ابن يونس: كوفي، قدم مصر وحدث بها، وخرج إلى الفيوم، فتوفي بها في جمادى الآخرة سنة أربع وعشرين.

وقال ابن حبان في الثقات: كان يبيع التمر البردي فنسب إليه، وكان راويا للوليد.

قلت: روى له البخاري مقرونا بآخر.

445 -

د ن:‌

‌ مؤمل بن الفضل

، أبو سعيد الجزري الحراني.

ص: 709

عن عيسى بن يونس، وبقية بن الوليد، ومحمد بن حرب الأبرش، والوليد بن مسلم، وعتاب بن بشير، وطائفة. وعنه أبو داود، والنسائي عن رجل عنه، وأحمد بن سليمان الرهاوي، وسليمان بن سيف، وعثمان الدارمي، وعثمان بن خرزاذ، وطائفة. وقد روى عنه يحيى بن يحيى النيسابوري، وهو أكبر منه.

قال أبو حاتم: ثقة رضى.

وروى أبو عروبة، عن محمد بن يحيى بن كثير الحراني، أنه مات سنة تسع وعشرين.

446 -

‌ نصر بن المغيرة البخاري

. نزيل بغداد.

عن جرير بن حازم، ومسلم بن خالد الزنجي. وعنه عباس الدوري، وأحمد بن سعيد الجمال، وأحمد بن أبي خيثمة.

وثقه ابن معين.

وكناه محمد بن عبد الله المخرمي: أبا الفتح.

447 -

خ د ت ق:‌

‌ نعيم بن حماد بن معاوية بن الحارث بن همام بن سلمة بن مالك

، أبو عبد الله الخزاعي المروزي الأعور الفارض الحافظ الفقيه، نزيل مصر.

رأى الحسين بن واقد، وسمع من إبراهيم بن طهمان، وأبا حمزة السكري، وعيسى بن عبيد الكندي، وعبد الله بن المبارك، ونوح بن أبي مريم، وهشيم بن بشير، ومعتمر بن سليمان، وخارجة بن مصعب، وعبد العزيز الدراوردي، ونوح بن قيس، ويحيى بن حمزة، وسفيان بن عيينة، وبقية بن الوليد، وخلقا بالشام، والعراق، ومصر، وخراسان.

وعنه البخاري مقرونا بغيره، وأبو داود، والترمذي، وابن ماجه عن رجل عنه، ويحيى بن معين، ومحمد بن يحيى الذهلي، وعبد الله بن عبد الرحمن الدارمي، وأبو زرعة الدمشقي، وأبو حاتم الرازي، ويعقوب الفسوي، وأحمد

ص: 710

ابن يوسف السلمي، وعبد العزيز بن منيب، وعبيد بن شريك البزار، ومحمد بن إسماعيل الترمذي، وبكر بن سهل الدمياطي، وخلق آخرهم موتا حمزة بن محمد الكاتب.

قال الإمام أحمد: جاءنا نعيم ونحن على باب هشيم نتذاكر المقطعات، فقال: جمعتم حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فعنينا بها من يومئذ. وكان نعيم كاتبا لأبي عصمة نوح بن أبي مريم. وكان أبو عصمة شديد الرد على الجهمية، ومنه تعلم نعيم بن حماد.

وقال صالح بن مسمار: سمعت نعيم بن حماد يقول: أنا كنت جهميا فلذلك عرفت كلامهم، فلما طلبت الحديث عرفت أن أمرهم يرجع إلى التعطيل.

وقال يوسف بن عبد الله الخوارزمي: سألت أحمد بن حنبل، عن نعيم بن حماد، فقال: لقد كان من الثقات.

وقال الخطيب: يقال: نعيم أول من جمع المسند وصنف.

وقال الحسين بن حبان: سمعت ابن معين يقول: نعيم صدوق. رجل صدق، أنا أعرف الناس به. كان رفيقي بالبصرة. كتب عن روح بن عبادة خمسين ألف حديث.

وقال إبراهيم بن عبد الله بن الجنيد: سمعت ابن معين يقول: نعيم بن حماد ثقة.

وقال العجلي: صدوق ثقة.

وقال أبو زرعة الدمشقي: وصل أحاديث يوقفها الناس.

وقال أبو حاتم: محله الصدق.

وقال العباس بن مصعب: نعيم بن حماد الفارض وضع كتبا في الرد على

ص: 711

أبي حنيفة، وناقض محمد بن الحسن، ووضع ثلاثة عشر كتابا في الرد على الجهمية، وكان من أعلم الناس بالفرائض. ثم خرج إلى مصر، فأقام بها نيفا وأربعين سنة. وحمل إلى العراق في امتحان القرآن مع البويطي مقيدين، فمات نعيم بسر من رأى.

قال أحمد بن عبد الله العجلي الحافظ: سألت نعيم بن حماد - وكان ثقة -: أيسرك أنك شهدت صفين؟ قال: لا. وقال لي نعيم: وضعت ثلاثة كتب على الجهمية، أكتبها؟ قلت: لا، قال: ولم؟ قلت: أخاف أن يقع في قلبي منها شيء. قال: تركها - والله - خير لك. قلت: فلم تدعوني إليها؟

وقال أبو زرعة الدمشقي: أخبرنا نعيم، عن عيسى بن يونس، عن حريز ابن عثمان، عن عبد الرحمن بن جبير بن نفير، عن أبيه، عن عوف بن مالك، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: تفترق أمتي على بضع وسبعين فرقة، أعظمها فتنة على أمتي قوم يقيسون الأمور برأيهم، فيحلون الحرام ويحرمون الحلال.

قال أبو زرعة: فسألت يحيى بن معين عن صحة هذا فأنكره. وقال: شبه له.

وقال محمد بن علي بن حمزة المروزي: سألت ابن معين عن هذا الحديث فقال: ليس له أصل. قلت: فنعيم؟ قال: ثقة. قلت: كيف يحدث ثقة بباطل؟ قال: شبه له.

قال الخطيب: وافقه على روايته سويد بن سعيد، وعبد الله بن جعفر الرقي، عن عيسى بن يونس. ثم قال: أخبرناه علي بن أحمد الرزاز، قال: أخبرنا النجاد، قال: حدثنا هلال بن العلاء، قال: حدثنا عبد الله بن جعفر، وساقه من طريق الديرعاقولي، عن سويد.

وقال ابن عدي: هذا الحديث يعرف بنعيم، رواه عن عيسى، فتكلم الناس فيه: ثم رواه عن رجل من أهل خراسان يقال له: الحكم بن المبارك

ص: 712

الخواشتي، ويقال: إنه لا بأس به، ثم سرقه قوم ضعفاء ممن يعرفون بسرقة الحديث منهم: عبد الوهاب بن الضحاك، والنضر بن طاهر، وثالثهم سويد بن سعيد الأنباري.

قلت: قد رواه جعفر الفريابي، وكان ثبتا، عن سويد فقال: قدمت على سويد سنة إحدى وثلاثين ومائتين، فسألته عن هذا الحديث فقال: حدثنا عيسى بن يونس فذكره. فوافقت سويدا عليه بعد أن حدثني، ودار بيني وبينه كلام كثير.

قلت: سويد احتج به مسلم في صحيحه، وأنا أتعجب من هذا الحديث كيف يرويه مثل نعيم، وسويد، والحكم البلخي، وغيرهم، عن عيسى بن يونس، ثم لا ينسب إلى عيسى بل إلى هؤلاء. والذي أراه أنه محفوظ من حديث عيسى، فإن كان خطأ فمنه.

قال أبو داود: عند نعيم بن حماد نحو عشرين حديثا عن النبي صلى الله عليه وسلم ليس لها أصل.

وقال النسائي: هو ضعيف.

وقال أبو علي النيسابوري: سمعت النسائي يذكر فضل نعيم بن حماد وتقدمه في العلم والمعرفة والسنن، ثم قيل له في قبول حديثه فقال: قد كثر تفرده عن الأئمة المعروفين بأحاديث كثيرة، فصار في حد من لا يحتج به.

وقال أبو زرعة الدمشقي: عرضت على دحيم حديثا حدثناه نعيم بن حماد، عن الوليد بن مسلم، عن ابن جابر، عن ابن أبي زكريا، عن رجاء بن حيوة، عن النواس بن سمعان: إذا تكلم الله بالوحي. فقال دحيم: لا أصل له.

نعيم: حدثنا ابن وهب، قال: حدثنا عمرو بن الحارث، عن سعيد بن أبي هلال، عن مروان بن عثمان، عن عمارة بن عامر، عن أم الطفيل أنها سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: رأيت ربي في أحسن صورة، شابا موفرا، رجلاه في خضر، عليه نعلان من ذهب.

ص: 713

قال النسائي: مَن مروان حتى يصدق على الله؟!.

وقال عبد الخالق بن منصور: رأيت يحيى بن معين كأنه يهجن نعيم بن حماد في حديث أم الطفيل، ويقول: ما ينبغي له أن يحدث به.

نعيم: حدثنا ابن المبارك، عن معمر، عن الزهري، عن محمد بن جبير، عن عمرو بن العاص قال: لا تنقضي الدنيا حتى يملكها رجل من قحطان. فقال معاوية: ما هذا؟ سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: لا يزال هذا الأمر في قريش

. الحديث.

رواه شعيب بن أبي حمزة، عن الزهري قال: كان محمد بن جبير يحدث عن معاوية، فذكره.

قلت: هذا أمرٌ خفيف بالنسبة إلى حفظ نعيم.

وأما صالح جزرة فقال: ما نعرفه عند ابن المبارك.

قلت: وتفرد عن ابن المبارك، عن معمر، عن الزهري، عن أنس، أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا جاء شهر رمضان قال: قد جاءكم شهر مطهر.

وإنما رووه عن الزهري، عن ابن أبي أنس، عن أبيه، عن أبي هريرة، وقد ساق ابن عدي في كامله الأحاديث التي يتفرد بها نعيم؛ منها: حديثه عن سفيان، عن أبي الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة رفعه: أنتم في زمان من ترك عشر ما أمر به هلك .... . الحديث.

ومنها: عن ابن المبارك، وعبدة، عن عبيد الله، عن نافع، عن أبي هريرة، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يكبر في العيدين سبعا في الأولى، وخمسا في الثانية. والمحفوظ أنه موقوف.

ومنها: عن بقية، عن ثور، عن خالد بن معدان، عن واثلة، رفعه: المتعبد بلا فقه كالحمار في الطاحونة.

وبه، قال: تغطية الرأس بالنهار فقه، وبالليل ريبة. لم يروهما عن بقية سوى نعيم.

ومنها: عن الدراوردي، عن سهيل، عن أبيه، عن أبي هريرة، عن النبي

ص: 714

• صلى الله عليه وسلم: لا تقل أهريق الماء، ولكن قل: أبول. وإنما هو موقوف.

وقال محمد بن سعد: نزل نعيم مصر، فلم يزل بها حتى أشخص منها في خلافة أبي إسحاق - يعني المعتصم - فسئل عن القرآن، فأبى أن يجيب فيه بشيء مما أرادوه عليه، فحبس بسامراء، فلم يزل محبوسا حتى مات في السجن، في سنة ثمان وعشرين.

قال ابن يونس: مات في السجن ببغداد غداة يوم الأحد، لثلاث عشرة خلت من جمادى الأولى سنة ثمان. وكان يفهم الحديث، وروى أحاديث مناكير عن الثقات.

وورخه فيها مطين، وابن حبان.

وقال البغوي، ونفطوية، وابن عدي: مات سنة تسع. زاد نفطويه: كان مقيدا محبوسا لامتناعه من القول بخلق القرآن، فجر بأقياده، فألقي في حفرة ولم يكفن، ولم يصل عليه. فعل ذلك به صاحب ابن أبي دؤاد.

وقال أبو بكر الطرسوسي: أخذ سنة ثلاث أو أربع وعشرين، وألقوه في السجن، ومات في سنة سبع وعشرين، وأوصى أن يدفن في قيوده. وقال: إني مخاصم.

وكذا ورخه العباس بن مصعب سنة سبع. والأول أصح.

وقد روى مسلم في مقدمة كتابه، عن رجل عنه. ووقعت نسخة من حديثه لابن طبرزد عالية بمرة.

448 -

‌ نعيم بن الهيصم

، أبو محمد الهروي.

حدث ببغداد عن أبي عوانة، وجعفر بن سليمان الضبعي، وفرج بن فضالة، وجماعة. وعنه حاتم بن الليث، وموسى بن هارون، وأبو القاسم البغوي، وأحمد بن الحسن الصوفي، وآخرون.

قال ابن معين: صدوق.

ص: 715

وقال غيره: مات سنة ثمان وعشرين.

وله نسخة مروية.

449 -

‌ نوح بن أنس

، أبو محمد الرازي.

عن جرير بن عبد الحميد، وأبي معاوية، وطبقتهما. وعنه أبو حاتم وقال: صدوق، والفضل بن شاذان، والحسن بن أبي مهران.

وكان مقرئا محدثا.

450 -

د:‌

‌ نوح بن يزيد

، أبو محمد المؤدب.

بغدادي ثقة. روى عن إبراهيم بن سعد كتابه.

قال أحمد بن حنبل: أخرج إلي كتاب إبراهيم بن سعد، فرأيت فيه ألفاظا، وكان مستثبتا لا بأس فيه.

قلت: روى عنه هو، ومحمد بن يحيى الذهلي، وعباس الدوري، وأحمد بن علي الخزاز، وآخرون.

قال النسائي: ثقة.

451 -

خ:‌

‌ هارون بن الأشعث الهمداني البخاري

.

عن وكيع، وأبي سعيد مولى بني هاشم. وعنه البخاري، ومحمد بن أسلم الطوسي، والفضل بن محمد الشعراني، وسهل بن شاذويه، وآخرون.

وثقه البخاري.

452 -

‌ هارون بن عمر المخزومي الدمشقي

.

عن سويد بن عبد العزيز، والوليد بن مسلم، وجماعة. وعنه إبراهيم الحربي، وأبو بكر بن أبي الدنيا، وعثمان بن خرزاذ، وآخرون.

وكان فقيها من كبار أهل الرأي، نزل بغداد مدة.

ص: 716

• - هارون ابن الوزير أبي عبيد الله الأشعري، قد مر في الطبقة الماضية.

453 -

‌ هاشم بن عبد الواحد القيسي الكوفي الجشاش

.

عن الحسن بن صالح بن حي، ويزيد بن عبد العزيز بن سياه. وعنه أبو زرعة، وأبو حاتم، وقال: صدوق.

454 -

‌ الهذيل بن إبراهيم الجماني

؛ لأنه كان صاحب جمة.

روى عن عثمان بن عبد الرحمن الوقاصي. وعنه أبو مسلم الكجي، وأبو يعلى الموصلي.

455 -

د ن:‌

‌ هشام بن بهرام المدائني

.

عن المعافى بن عمران، وأبي شهاب عبد ربه الحناط، وحاتم بن إسماعيل. وعنه أبو داود، وعثمان بن خرزاذ، وتمتام، وأبو بكر الأثرم، وجماعة.

وثقه محمد بن وارة الحافظ.

456 -

‌ هشام بن الحكم الكوفي

، الرافضي الخزاز الضال المشبه، أحد رؤوس الرفض والجدل.

قال ابن حزم في كتاب الملل والنحل: وجمهور متكلميهم، يعني الرافضة، كهشام بن الحكم، وتلميذه أبي علي الضحاك، وغيرهما تقول بأن علم الله - تعالى - محدث، وأنه لم يعلم شيئا حتى أحدث لنفسه علما. قال: وقد قال هشام هذا في مناظرته لأبي الهذيل العلاف: إن ربه سبعة أشبار بشبر نفسه. وهذا كفر صحيح. قال: وكان داود الجواربي، من كبار متكلميهم، زعم أن ربه لحم ودم على صورة الإنسان. قال: ولا يختلفون أن الشمس ردت على علي بن أبي طالب مرتين. قال: ومن قول الإمامية كلها قديما وحديثا: إن القرآن مبدل، زيد فيه، ونقص منه كثيرا، إلا علي بن الحسين، يعني الشريف المرتضى، وصاحبيه.

ص: 717

457 -

ع:‌

‌ هشام بن عبد الملك

، الإمام أبو الوليد الطيالسي البصري، مولى باهلة.

ولد سنة ثلاث وثلاثين ومائة، وروى عن عكرمة بن عمار، وهشام الدستوائي، وعاصم بن محمد العمري، وعمر بن أبي زائدة، وهمام بن يحيى، وشعبة، وزائدة، وحماد بن سلمة، وسلم بن زرير، وخلق. وعنه البخاري، وأبو داود، والباقون عن رجل عنه، وأبو داود أيضا عن رجل عنه، وإسحاق بن راهويه، وإسحاق الكوسج، وعبد الله الدارمي، وعبد بن حميد، وأبو موسى الزمن، وبندار، ومحمد بن يحيى الذهلي، وأبو زرعة، وأبو حاتم، ومحمد بن غالب تمتام، وعبد الكريم بن الهيثم، ومحمد بن حيان المازني، وأحمد بن محمد بن علي الخزاعي الأصبهاني، وأبو بكر بن أبي عاصم، وأبو مسلم الكجي، ومحمد بن الضريس، وخلق.

قال الميموني، عن أحمد بن حنبل: أبو الوليد اليوم شيخ الإسلام ما أقدم عليه اليوم أحدا من المحدثين، أبو الوليد متقن.

وقال ابن وارة: قال لي أبو نعيم: لولا أبو الوليد ما أشرت عليك أن تقدم البصرة، فإن دخلتها لا تجد فيها إلا مغفلا إلا أبا الوليد.

وقال أحمد العجلي: أبو الوليد ثقة ثبت كان يروي عن سبعين امرأة، وكانت الرحلة إليه بعد أبي داود الطيالسي.

وقال أحمد بن سنان: حدثنا أبو الوليد أمير المحدثين.

وقال ابن وارة: حدثني أبو الوليد، وما أراني أدركت مثله.

وقال أبو زرعة: أدرك أبو الوليد نصف الإسلام. وكان إماما في زمانه، جليلا عند الناس.

وقال أبو حاتم: أبو الوليد إمام، فقيه، عاقل، ثقة، حافظ، ما رأيت في يده كتابا قط.

وعن محمد بن حماد قال: استأذن رجل على أبي الوليد، فوضع رأسه

ص: 718

على المخدة، وقال للخادم: قولي له الساعة وضع رأسه.

وقال عباس العنبري: سمعت أبا الوليد يقول: من لم يعقد قلبه على أن القرآن ليس بمخلوق، فهو خارج من الإسلام.

وقال ابن المديني لأبي الوليد: ما عذرك عند الله، وبأي شيء تحتج إذا وقفت بين يديه في ترك رفع اليدين قبل الركوع وبعده؟ فرفع يديه أبو الوليد بعد أن أتى عليه ثمانون سنة لا يرفع.

قال البخاري: مات أبو الوليد في ربيع الآخر سنة سبع وعشرين.

قلت: عاش أربعا وتسعين سنة، ووقع لنا من عالي حديثه بإجازة.

458 -

‌ هشام بن عبيد الله الرازي الفقيه

. السني - بالكسر نسبة إلى السن -.

روى عن ابن أبي ذئب، ومالك بن أنس، وعبد العزيز بن المختار، وحماد بن زيد، وطبقتهم بالحجاز والعراق. وعنه بقية بن الوليد وهو أكبر منه، ومحمد بن سعيد العطار، والحسن بن عرفة، وحمدان بن المغيرة، وأبو حاتم، وعبد الله بن يزيد، وأحمد بن الفرات، وآخرون.

قال موسى بن نصر: سمعته يقول: لقيت ألفا وسبعمائة شيخ أصغرهم عبد الرزاق، وخرج مني في طلب العلم سبعمائة ألف درهم.

وقال أبو حاتم: صدوق.

وقال: ما رأيت أحدا في كورة من الكور أعظم قدرا، ولا أجل قدرا عند أهلها أعظم من هشام الرازي بالري، وأبي مسهر بدمشق.

وأما ابن حبان فضعفه، وساق له حديثا عن ابن أبي ذئب، عن نافع،

ص: 719

عن ابن عمر: الدجاج غنم فقراء أمتي، والحج لهم الجمعة. وهذا حديث موضوع.

وذكره أبو إسحاق في طبقات الحنفية مختصرا، فقال: هو لين في الرواية، وفي داره مات محمد بن الحسن رحمه الله.

قلت: كان من كبار أئمة السنة.

قال ابن أبي حاتم: حدثنا محمد بن خلف الخزاز: سمعت هشام بن عبيد الله الرازي يقول: القرآن كلام الله غير مخلوق. فقال له رجل: أليس الله يقول: {مَا يَأْتِيهِمْ مِنْ ذِكْرٍ مِنْ رَبِّهِمْ مُحْدَثٍ} . فقال: محدث إلينا، وليس عند الله محدث.

قال: وحدثنا علي بن الحسن بن يزيد السلمي: سمعت أبي يقول: سمعت هشام بن عبيد الله يقول: حبس رجلٌ في التجهم، فتاب. قال: فجيء به إلى هشام ليمتحنه، فقال له: أتشهد أن الله على عرشه، بائن من خلقه؟ فقال: لا أدري ما بائن من خلقه. فقال: ردوه إلى الحبس، فإنه لم يتب بعد.

ذكرته على التقريب، ثم وجدت عبد الرحمن بن منده ذكره فيمن توفي سنة إحدى وعشرين ومائتين.

459 -

‌ هشام بن عمرو الفوطي

.

شيخ كبير. أخذ عنه عباد بن سلمان، وغيره.

وكان لا يجيز لأحد أن يقول: حسبنا الله ونعم الوكيل. ولا: إن الله يعذب الكفار بالنار، ولا: إنه يحيي الأرض بالمطر. ويرى أن القول بأن الله يضل من يشاء ويهدي من يشاء إلحاد وضلال، ويقول: قولوا: حسبنا الله ونعم المتوكل عليه. وقولوا: إن الله يعذب الكفار في النار، ويحيي الأرض عند نزول المطر.

قال المبرد: قال رجل لهشام بن عمرو الفوطي: كم تعد؟ قال: من واحد إلى أكثر من ألف. قال: لم أرد هذا، كم لك من السن؟ قال: اثنان وثلاثون سنا. قال: لم أرد هذا، كم لك من السنين. قال: ما لي منها شيء كلها لله. قال: فما سنك؟. قال: عظم. قال: فابن كم أنت؟ قال: ابن أب وأم. قال:

ص: 720

فكم أتى عليك؟ قال: لو أتى علي شيء لقتلني. قال: فكيف أقول؟ قال: قل كم مضى من عمرك.

قلت: هذا غاية ما عند هؤلاء المعثرين؛ عبارات وشقاشق يتقعرون بها قديما وحديثا، ويحرفون بها الكلم عن مواضعه، والخطاب العربي عن موضوعه، والحديث العرفي عن مفهومه في القرآن والحديث، وكلام الناس، فأبعد الله شرهم.

460 -

‌ هلال بن يحيى البصري

. الفقيه الحنفي صاحب أبي يوسف، ويعرف بهلال الرأي.

مشهور كبير روى عنه أحمد بن محمد بن بشر أنه سمع أبا يوسف يقول: العلم بالكلام يدعو إلى الزندقة.

461 -

خ ن ق:‌

‌ الهيثم بن خارجة

، أبو أحمد، ويقال: أبو يحيى المروذي، ثم البغدادي.

عن مالك، والليث، ويعقوب القمي، وحفص بن ميسرة، وطائفة كبيرة بالشام، والحجاز، والعراق، ومصر، وخراسان. وعنه البخاري، والنسائي، عن رجل عنه، وأحمد بن حنبل، وعبد الله ابنه، وأبو زرعة، وأحمد بن علي المروزي، وأبو يعلى الموصلي، وأحمد بن الحسن بن عبد الجبار الصوفي، وآخرون.

أخرج عنه البخاري في غزوة الفتح.

وقال أحمد الصوفي: حدثنا الهيثم بن خارجة، وكان يسمى شعبة الصغير.

وقال هشام بن عمار: كنا نسميه شعبة الصغير.

وقال ابن معين: ثقة.

وقال النسائي: ليس به بأس.

وقال صالح جزرة: كان يتزهد، وكان أحمد بن حنبل يثني عليه، وكان سيئ الخلق مع المحدثين.

وقال البخاري، وغيره، توفي في ذي الحجة سنة سبع وعشرين.

ص: 721

قلت: قد رآه البغوي، ولم يسمع منه. وآخر من روى عنه أبو يعلى الموصلي.

462 -

‌ واصل بن عبد الشكور البخاري

.

عن عيسى غنجار، وعبد الله بن وهب، ويحيى بن سليم. وعنه ابنه عبيد الله بن واصل الحافظ، وغيره.

463 -

‌ الوليد بن أبان الكرابيسي

. المتكلم.

أخذ عنه الكلام حسين الكرابيسي.

قال أحمد بن سنان القطان: كان الوليد خالي، فلما حضرته الوفاة قال لبنيه: تعلمون أحدا أعلم بالكلام مني؟ قالوا: لا. قال: فتتهموني؟. قالوا: لا. قال: فإني أوصيكم، عليكم بما عليه أصحاب الحديث، فإني رأيت الحق معهم، لست أعني الرؤساء، ولكن هؤلاء الممزقين.

464 -

خ م:‌

‌ الوليد بن صالح

، أبو محمد الضبي الجزري النخاس.

عن جرير بن حازم، وإسرائيل، والليث بن سعد، وجماعة. وعنه البخاري، ومسلم عن رجل عنه، وأبو بكر الأثرم، وإبراهيم الحربي، وإسماعيل القاضي، وآخرون كثيرون.

وثقه أبو حاتم.

وآخر من روى عنه الحسن بن علي بن شبيب المعمري.

465 -

‌ الوليد بن هشام بن قحذم

، أبو عبد الرحمن البصري الأخباري.

سمع أباه، وحريز بن عثمان، وجماعة. وعنه خليفة بن خياط، وأبو حاتم الرازي، وأبو خليفة الفضل بن الحباب.

وقع حديثه عاليا في جزء الغطريف.

وتوفي سنة اثنتين وعشرين بالبصرة.

ص: 722

466 -

د:‌

‌ يحيى بن إسماعيل، أبو زكريا

الواسطي.

عن عبد السلام بن حرب، وعباد بن العوام، وإبراهيم بن سعد، وطبقتهم. وعنه أبو داود؛ وأبو بكر بن أبي الدنيا، وعباس الدوري، ومحمد بن غالب تمتام، وأحمد بن علي الخزاز، وجماعة.

قال أحمد بن حنبل: أعرفه قديما وكان لي صديقا.

467 -

‌ يحيى بن إسماعيل، أبو العباس

، ويقال: أبو زكريا الكوفي الخواص.

عن شريك القاضي، وهشيم، وابن فضيل. وعنه البخاري في تاريخه، ومحمد بن عبيد بن عتبة الكندي، ومحمد بن عوف الطائي، وآخرون.

وثقه ابن حبان.

468 -

م:‌

‌ يحيى بن بشر بن كثير

، أبو زكريا الأسدي الكوفي الحريري.

قال ابن سعد: كان تاجرا قدم دمشق فسمع من معاوية بن سلام الحبشي، وسعيد بن عبد العزيز، وسعيد بن بشير.

قلت: ومعروف الخياط الشاميين، وغيرهم.

وعنه مسلم، وبقي بن مخلد، وعبد الله الدارمي، عثمان بن خرزاذ، وموسى بن إسحاق الأنصاري، ومحمد بن عثمان بن أبي شيبة، ومطين.

قال صالح جزرة: صدوق.

وقال الدارقطني: ثقة.

وقال ابن سعد، والبغوي: توفي سنة تسع وعشرين. زاد ابن سعد، فقال: في جمادى الأولى في خلافة الواثق.

ص: 723

وقال مطين: سنة سبع.

469 -

‌ يحيى بن أبي الخصيب زياد الرازي

. قاضي عكبرا.

عن حماد بن زيد، ومعاوية بن عبد الكريم الضال، وأبي بكر بن عياش، وعلي بن مسهر، وجماعة. وعنه إبراهيم بن موسى، وأبو زرعة، وأبو حاتم، ومحمد بن عمار، الرازيون.

قال أبو حاتم: ثقة من أوعية العلم؛ ما أعلم كان في زمانه أحدا أكثر حديثا منه.

470 -

خ م د ت ق:‌

‌ يحيى بن صالح الوحاظي

، أبو زكريا، ويقال: أبو صالح الدمشقي الحمصي الفقيه.

عن عفير بن معدان، وسعيد بن بشير، وسليمان بن بلال، وسعيد بن عبد العزيز، وفليح بن سليمان، ومعاوية بن سلام الحبشي، ومالك بن أنس، وسليمان بن عطاء، ومحمد بن مهاجر، وسلمة بن كلثوم، وطائفة. وعنه البخاري، ومسلم والبخاري أيضا، وأبو داود، والترمذي، وابن ماجه عن رجل عنه، وإسحاق الكوسج، ومحمد بن يحيى الذهلي، وأبو حاتم، ومحمد بن عبد الله بن عبد الحكم، وأبو زرعة الدمشقي، وأحمد بن عبد الوهاب بن نجدة، وأبو زيد أحمد بن عبد الرحيم بن يزيد الحوطيان، وعبد الرحمن بن القاسم ابن الرواس، وعثمان بن سعيد الدارمي، وعلي بن محمد بن عيسى الجكاني، وخلق وسواهم.

قال ابن معين: ثقة.

وقال أبو حاتم: صدوق.

وقال أبو عوانة الإسفراييني: حسن الحديث صاحب رأي، وهو عديل محمد بن الحسن الفقيه إلى مكة.

وقال أحمد بن صالح المصري: حدثنا يحيى بن صالح بثلاثة عشر حديثا عن مالك، وما وجدناها عند غيره.

ص: 724

وقد وثقه ابن عدي، وابن حبان، وغيرهما.

وضعفه بعضهم ببدعة فيه.

قال أحمد بن حنبل: أخبرني إنسان من أصحاب الحديث أن يحيى بن صالح قال: لو ترك أصحاب الحديث عشرة أحاديث، يعني هذه التي في الرؤية. قال أحمد بن حنبل: كأنه نزع إلى رأي جهم.

وقال أبو جعفر العقيلي: الوحاظي حمصي جهمي.

وقال البخاري: قال عبد الصمد: سألت يحيى بن صالح عن الإيمان فقال: حدثنا أبو المليح، سمعت ميمون بن مهران يقول: أنا أقدم من الإرجاء.

قال محمد بن مصفى، وجماعة: توفي سنة اثنتين وعشرين ومائتين.

471 -

‌ يحيى بن الصامت المدائني

.

عن أبي إسحاق الفزاري، وعبد الله بن المبارك. وعنه عباس الدوري، وتمتام، وموسى بن هارون.

وثقه الخطيب.

472 -

‌ يحيى بن عاصم البخاري

.

عن وكيع، وابن عيينة، وكان موصوفا بالصدق والحفظ. حدث بنيسابور فروى عنه إسماعيل بن قتيبة، وداود بن الحسين البيهقي، وآخرون. وكان من أئمة الأثر.

قال عبد الله بن سعد بن جعفر، بخاري: ما رأيت أعجب من يحيى بن عاصم. كان يجيء إلى أبي حفص أحمد بن حفص، فيجلس عنده، فكان أبو حفص يقول: حدثنا محمد بن الحسن، عن يعقوب، عن أبي حنيفة أنه قال كذا. فيثب يحيى ويقول: يا أبا حفص، خالف - والله - أبو حنيفة رسول الله صلى الله عليه وسلم. فيضع أبو حفص الكتاب من يده، ويقول: كيف؟ فيقول: حدثنا يزيد بن

ص: 725

هارون، وحدثنا عبد الرزاق، وحدثنا جعفر بن عون، فيسرد تلك الأحاديث. فيقول أبو حفص: هكذا قالوا؟ قال: ويصيح أصحاب أبي حفص يقولون: هذا يقع في سلفنا، هذا يقع في شيخنا، هذا كذا. فيسكت أبو حفص، ويظن أنه لا يعود. قال: فيأتي ويتكلم مثله.

قال ابن أبي حاتم: هو يحيى بن عاصم بن جويري بن سعيد بن عبد الرحمن بن النضر بن عبد الله بن الكوا اليشكري، روى عن النضر بن شميل، وعبد الرزاق، وابن عيينة، وسمى جماعةً، ثم قال: روى عنه أبي، وقال: صدوق.

473 -

‌ يحيى بن عبد الحميد بن عبد الرحمن بن ميمون العجلي

، أبو زكريا الحماني الكوفي الحافظ.

عن أبيه، وقيس بن الربيع، وعبد الرحمن بن الغسيل، وسليمان بن بلال، وشريك، وأبي عوانة، وأبي إسرائيل الملائي، ومندل بن علي، وعبد الواحد بن زياد، وخلق. وعنه أبو حاتم، وعثمان بن خرزاذ، وأبو بكر بن أبي الدنيا، وعلي بن عبد العزيز البغوي، وابن أخيه أبو القاسم البغوي، ومحمد بن إبراهيم البوشنجي، وموسى بن هارون، ومطين، وخلق.

وكان أحمد بن حنبل يضعفه ويتهمه.

وقال إبراهيم الجوزجاني: ترك حديثه.

وقال محمد بن يحيى الذهلي: ذهب كأمس الذاهب.

وقال أبو حاتم: سألت يحيى بن معين عن يحيى الحماني، فأجمل القول فيه، وقال: ما له؟ كان يسرد مسنده أربعة آلاف سردا. وحديث شريك ثلاثة آلاف.

وقال عباس، وأحمد بن أبي خيثمة وآخرون، عن ابن معين: ثقة.

ص: 726

ووصفه أبو حاتم بالحفظ لحديث شريك.

وقال ابن عدي: يقال: إن يحيى الحماني أول من صنف المسند بالكوفة، وأول من صنف المسند بالبصرة مسدد، وأول من صنف المسند بمصر أسد السنة. ويحيى قد تكلم فيه أحمد، وابن المديني، وكان ابن معين حسن الثناء عليه، وعلى أبيه. إلى أن قال: ولم أر في مسنده وأحاديثه أحاديث مناكير. وأرجو أنه لا بأس به.

قلت: وليحيى ذكر في القول عند دخول المسجد في صحيح مسلم؛ فإنه قال: وبلغني أن يحيى الحماني يقول: وأبو أسيد.

قلت: وكان أيضا شيعيا له كلام نحس في معاوية، نقله الخطيب، وهو: قال زياد بن أيوب: سمعت يحيى الحماني يقول: كان معاوية على غير ملة الإسلام. قال زياد: كذب عدو الله.

وقال عبد الله بن أحمد: سمعت أبي يقول: جاءني الحماني إلى هنا، وكان يكذب جهارا، فقلت: إنه حدث عنك، عن إسحاق الأزرق، عن شريك بحديث: أبردوا بالصلاة. فقال: كذب، ما حدثته به، ما زلنا نعرفه يسرق الأحاديث أو يلتقطها، وقد طلب وسمع، فلو اقتصر على ما سمع!

وقال ابن خداش: حدثنا محمد بن يحيى، عن أبي محمد الدارمي قال: أودعت كتبي عند يحيى الحماني، فقدمت فإذا هي على خلاف ما تركتها عنده، وإذا قد نسخ حديث خالد بن عبد الله، وسليمان بن بلال، ووضعه في المسند.

وأما الرمادي فقال: هو أوثق عندي من أبي بكر بن أبي شيبة، وما يتكلمون فيه إلا من الحسد.

قلت: وقع لنا حديثه عاليا.

أخبرنا أبو المعالي الهمذاني، قال: أخبرنا الفتح بن عبد السلام، قال: أخبرنا هبة الله بن الحسين، قال: أخبرنا ابن النقور، قال: حدثنا عيسى بن

ص: 727

الوزير، قال: حدثنا البغوي، قال: حدثنا يحيى بن عبد الحميد، قال: حدثنا شريك، قال: حدثنا منصور، قال: حدثنا ربعي بن حراش، قال: حدثنا علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال: أما إني سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: لا تكذبوا علي، فمن كذب علي متعمدا فليلج النار.

هذا حديث حسن عال متصل، سالم من العنعنة المحتملة للتدليس، قل أن يقع مثله.

قال البغوي: مات يحيى الحماني في رمضان سنة ثمان وعشرين، وكان أول من مات بسامراء من المحدثين الذين أقدموا، وكان لا يخضب.

474 -

‌ يحيى بن عبدوية البغدادي

.

عن شعبة، وشيبان، وحماد بن سلمة، ويقال له أيضا: يحيى بن عبد الله. وعنه إسحاق بن سنين، وجعفر بن كزال، وعبد الله بن أحمد بن حنبل.

وأثنى عليه أحمد بن حنبل، وأمر ابنه عبد الله بالسماع منه. وأما ابن معين فرماه بالكذب.

توفي سنة تسع وعشرين تقريبا.

475 -

‌ يحيى بن عمران

.

عن سليمان بن أرقم، وحصين الأحمسي. وعنه ابن أبي الدنيا، وتمتام، وأحمد بن علي الخزاز، وأحمد بن سيار المروزي.

ولي قضاء فارس لأبي يوسف القاضي.

476 -

ن:‌

‌ يحيى بن محمد بن سابق الكوفي

. ويعرف بعصا ابن إدريس، وهو ممن نزل المصيصة.

روى عن ابن إدريس، ويحيى بن سليم الطائفي، وعبد الله بن نمير، وأبي أسامة، وجماعة. وعنه أبو بكر الأثرم، ومحمد بن داود المصيصي، وغيرهما.

ص: 728

روى له النسائي.

477 -

‌ يحيى بن معمر بن عمران بن منير الألهاني

. الشامي، ثم الإشبيلي، أحد الأئمة.

كان فقيه إشبيلية وفرضيها. وكان زاهدا ورعا عاقلا، قوالا بالحق، ولي قضاء قرطبة فحمد وشكر، وكان آفةً على الفقهاء، رادعا للشهود، حتى أنه سجل على سبعة عشر نفسا بالسخط، فعملوا عليه حتى عزل، وهو من تلامذة أشهب، رحل إليه.

توفي سنة ست وعشرين ومائتين.

478 -

‌ يحيى بن هاشم

، أبو زكريا الغساني الكوفي السمسار.

حدث عن هشام بن عروة، والأعمش، وإسماعيل بن أبي خالد، وهؤلاء الكبار. وعنه الحارث بن أبي أسامة، ومحمد بن غالب تمتام، ومحمد بن أيوب الرازي، ومعاذ بن المثنى، وموسى بن إسحاق الأنصاري، وطائفة.

ولو كان ثقةً لكان مسند زمانه، ولكن رماه بالكذب يحيى بن معين، وصالح جزرة، وغيرهما.

توفي سنة خمس وعشرين، أو بعدها بقليل. وقع لنا من عالي حديثه بالإجازة.

قال النسائي: متروك.

وقال ابن عدي: هو في عداد من يضع الحديث.

479 -

خ م ت ن:‌

‌ يحيى بن يحيى بن بكر بن عبد الرحمن

، الإمام أبو زكريا التميمي المنقري النيسابوري.

قال الحاكم فيه: إمام عصره بلا مدافعة. ولد بنيسابور، وبها أعقابه وخطته المنسوبة إليه. قال حمدان السلمي: يحيى بن يحيى مولى جعفر بن

ص: 729

خرقاش التميمي المروزي. وقال أبو عمرو المستملي: ولد سنة اثنتين وأربعين ومائة.

قلت: سمع زياد بن ميمون، ويزيد بن المقدام بن شريح، وكثير بن سليم الأبلي، ولكن لم يرو عن هذه البابة لضعفهم، وروى عن زهير بن معاوية، ومالك، والليث، وسليمان بن بلال، وأبي عوانة، وعبثر بن القاسم، وجعفر بن سليمان، وهشيم، وخارجة بن مصعب، وشريك بن عبد الله، ومحمد بن جابر اليمامي، وإسماعيل بن جعفر، وابن لهيعة، وأبي الأحوص، وخلق.

وعنه البخاري، ومسلم، والترمذي، والنسائي، عن رجل عنه، وإسحاق بن راهويه، ومحمد بن يحيى الذهلي، وابنه يحيى بن محمد، وأحمد بن يوسف السلمي، وسلمة بن شبيب، ومحمد بن أسلم الطوسي، وخلق كثير من آخرهم إبراهيم بن علي الذهلي، وداود بن الحسين البيهقي، وعلي بن الحسن الصفار.

قال يحيى بن يحيى: أول من جالست في العلم حفص بن عبد الرحمن في سنة إحدى وستين ومائة.

وقال يحيى ابن الذهلي: سمعت إسحاق بن راهويه يقول: ما رأيت مثل يحيى بن يحيى ولا أحسب أن يحيى بن يحيى رأى مثل نفسه.

وقال سعيد بن شاذان: حدثنا أبو داود الخفاف، قال: سمعت أحمد بن حنبل يقول: ما رأى يحيى بن يحيى مثل نفسه وما رأى الناس مثله. رواها أبو إسحاق المزكي فقال: حدثنا سعيد.

وقال: أحمد بن سلمة: سمعت إسحاق بن راهويه يقول: مات يحيى بن يحيى يوم مات، وهو إمام لأهل الدنيا.

وقال الأمير عبد الله بن طاهر متولي خراسان: ما رأى يحيى بن يحيى مثل نفسه، وشك يحيى بن يحيى عندنا يقين.

وقد كتب يحيى مرة إلى عبد الله بن طاهر، فقبل الرقعة ووضعها على عينيه. وكانت من أجل ديون إسحاق بن راهويه، فوفاها عنه.

ص: 730

وقال يحيى بن محمد الذهلي: ما رأيت أحدا أجل ولا أخوف لربه من يحيى بن يحيى.

وعن ابن راهويه قال: ظهر ليحيى بن يحيى نيف وعشرون ألف حديث.

وقال محمد بن يحيى الذهلي: لو شئت لقلت هو رأس المحدثين في الصدق.

وعن الحسن بن علي الزنجاني قال: كان يحيى بن يحيى يحضر مجلس مالك، وكان المأمون يحضره؛ كذا قال، وذلك غلط، فإن المأمون لم يلق مالكا، قال؛ فانكسر قلم يحيى، فناوله المأمون قلما من ذهب، فامتنع من أخذه، فكتب المأمون على ظهر جزء: ناولت يحيى بن يحيى قلما فلم يقبله، فلما ولي الخلافة كتب إلى عامله أن يولي يحيى قضاء نيسابور، فقال يحيى للأمير: قل لأمير المؤمنين: ناولتني قلما وأنا شابٌ فلم أقبله، أفتجبرني على القضاء وأنا شيخ؟، فرفع ذلك إلى المأمون، فقال: يولي رجلا يختاره، فأشار برجل، فلم يلبث أن دخل على يحيى وعليه السواد، فضم يحيى فراشه كراهية أن يجمعه وإياه، فقال له: ألم تخترني؟ قال: إنما قلت اختاروه، وما قلت لك تتقلد القضاء.

ويروى أن يحيى بن يحيى شرب دواء، فقالت زوجته: قم فتمشى في الدار. قال: أنا أحاسب نفسي أربعين سنةً على خطاي، فما أعلم ما هذه المشية.

وقال محمود بن غيلان: سمعت يحيى بن يحيى يقول: من قال القرآن مخلوق فهو كافر بالله، وبانت منه امرأته.

وقال مسلم بن الحجاج: سمعت يحيى بن يحيى يقول: من زعم أن من القرآن من أوله إلى آخره آية مخلوقة، فهو كافر.

وقال غير واحد: كان يحيى بن يحيى متثبتا ثقة. كان إذا شك في حديث ضرب عليه.

وقال أحمد بن حنبل: أشتهي من يحيى بن يحيى، سليمان بن بلال، وزهير بن معاوية.

وروي أن يحيى بن يحيى أراد الحج بأخرة، فأشفق عليه عبد الله بن طاهر

ص: 731

من المحنة، فترك الحج، وقد حج في أيام مالك.

قال عبد الله بن أحمد بن حنبل: سمعت أبي يثني على يحيى بن يحيى، وقال: ما أخرجت خراسان بعد ابن المبارك مثله. كنا نسميه يحيى الشكاك، من كثرة ما كان يشك في الحديث.

وقال زكريا بن يحيى بن يحيى: أوصى أبي بثياب جسده لأحمد بن حنبل، فأتيته بها في منديل، فنظر إليها وقال: ليس هذا من لباسي. ثم أخذ ثوبا واحدا ورد الباقي.

قال البخاري: مات في آخر صفر سنة ست وعشرين.

قال الحاكم: والذي على لوح قبره أنه مات سنة أربع وعشرين خطأ.

وقال بشر بن الحكم: حزرنا في جنازة يحيى بن يحيى مائة ألف رجل.

قال الحاكم: سمعت الحافظ أبا علي النيسابوري يقول: كنت في غم شديد، فرأيت النبي صلى الله عليه وسلم في المنام، كأنه يقول لي: صر إلى قبر يحيى بن يحيى واستغفر، وسل الله حاجتك. فأصبحت ففعلت ما أمرني به، فقضيت حاجتي.

قال أحمد بن يوسف السلمي: سمعت يحيى بن يحيى يقول: من نظر في كتاب كليلة ودمنة جره ذلك إلى الزندقة، ومن نظر في كتاب صفين حمله على سب الصحابة، ومن نظر في كتاب أبي فلان كان آخر عهده بالعلم.

قلت: وقع لنا جزء كبير من حديث يحيى بن يحيى بإجازة عالية، فيه عدة أحاديث موافقات.

• - يحيى بن يحيى، أبو محمد الليثي، فقيه أهل الأندلس وصاحب مالك أيضا، سيأتي - إن شاء الله - في الطبقة الآتية.

480 -

خ ق:‌

‌ يحيى بن يوسف بن أبي كريمة الزمي

.

حدث ببغداد عن شريك، وأبي الأحوص، وأبي المليح الرقي، وضمام بن إسماعيل، وخلق كثير. وعنه البخاري. وابن ماجه عن رجل عنه، وأحمد

ص: 732

ابن محمد البرتي القاضي، وعثمان بن خرزاذ، وعلي بن أحمد بن النضر الأزدي، وأحمد بن الحسن بن عبد الجبار الصوفي، وأبو بكر بن أبي الدنيا، وآخرون.

وكان ثقة نبيلا، صاحب حديث.

وثقه أبو زرعة.

وقال حاتم بن الليث: مات سنة تسع وعشرين.

481 -

‌ يزيد بن صالح

، أبو خالد النيسابوري الفراء.

سمع إبراهيم بن طهمان، وأبا بكر النهشلي، وقيس بن الربيع، وعبد الله بن عمر، وخارجة بن مصعب، ومالك بن أنس، وطائفة. وعنه أحمد بن حفص السلمي، وإسماعيل بن قتيبة، وياسين بن النضر، ومحمد بن عبد الوهاب الفراء، والحسن بن سفيان، وآخرون.

قال إسماعيل بن قتيبة: كان من أورع مشايخنا وأكثرهم اجتهادا.

وقال الحسن بن سفيان: فاتني يحيى بن يحيى بالوالدة، لم تدعني أخرج إليه، فعوضني الله بأبي خالد الفراء، وكان أسند من يحيى بن يحيى.

قرأت على محمد بن عبد السلام التَّميمي، عن عبد المعز بن محمد أن تميم بن أبي سعيد وزاهر بن طاهر أخبراه قالا: أخبرنا محمد بن عبد الرحمن، قال: أخبرنا محمد بن أحمد، قال: أخبرنا الحسن بن سفيان، قال: حدثنا يزيد بن صالح، قال: حدثنا العمري، عن نافع، عن ابن عمر، قال: خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم حجاجا، فما أحللنا من شيء حتى أحللنا يوم النَّحر.

هذا حديث غريب، ولعل ابن عمر ساق الهدي وإلا فكل مَنْ لم يكن معه هدي فإنه مُتِّع عامئذٍ، صح في ذلك أحاديث.

قال إبراهيم بن علي الذُّهلي: توفي أبو خالد الفراء سنة تسع وعشرين.

482 -

د م ن ق:‌

‌ يزيد بن عبد ربه الجرجسي

، أبو الفضل الزبيدي الحمصي المؤذن الحافظ.

كان يسكن عند كنيسة جرجس فنسب إليها.

سمع بقية، ومحمد بن حرب، والوليد بن مسلم، وجماعة. وعنه أبو

ص: 733

داود، ومسلم، والنسائي، وابن ماجه عن رجل عنه، وأحمد بن حنبل وهو أسن منه، وإسحاق الكوسج، وأبو زرعة الدمشقي، وعبد الكريم الديرعاقولي، ومحمد بن عوف الطائي، وآخرون.

أثنى عليه أحمد بن حنبل وقال: ما كان أثبته.

قلت: مات كهلا في سنة أربع وعشرين، وكان مولده سنة ثمان وستين ومائة.

483 -

‌ يزيد بن عبد العزيز

، أبو خالد الطيالسي.

روى عن أبي خالد الأحمر، ويحيى بن سليم، وعبد الحميد بن بهرام. وعنه أبو زرعة، وأبو حاتم.

قال أبو حاتم: صدوق من نبلاء الرجال.

484 -

‌ يزيد بن عمرو بن جنزة المدائني

.

عن أبي عوانة، والربيع بن بدر. وعنه عباس الدوري، وعيسى زغاث، وهيذام بن قتيبة.

ولم يذكر بجرح.

485 -

د:‌

‌ يزيد بن قبيس الجبلي

. من أهل جبلة.

حدث عن الوليد بن مسلم، والمعافى بن عمران الحمصي، وجماعة. وعنه أبو داود، وسليمان بن عبد الحميد البهراني، وموسى بن عيسى بن المنذر، وآخرون.

486 -

ن:‌

‌ يزيد بن مهران الكوفي الخباز

.

عن أبي بكر بن عياش، ومحمد بن فضيل. وعنه عمرو بن منصور النسائي، وأبو حاتم، وإبراهيم بن عبد الله الختلي، وجماعة.

توفي سنة ثمان، وقيل: سنة تسع وعشرين.

روى النسائي عن رجل عنه.

ص: 734

487 -

‌ يزيد بن مروان الخلال

.

عن ابن أبي الزناد، وجماعة. وعنه أحمد بن علي الخزاز، وأبو شعيب الحراني.

قال ابن معين: كذاب.

488 -

خ:‌

‌ يوسف بن محمد العصفري

، أبو يعقوب.

خراساني نزل البصرة، عن سفيان الثوري، ويحيى بن سليم الطائفي. وعنه البخاري، وحرب بن إسماعيل الكرماني، وسعيد بن عبد الرحمن الفراء.

وثقه أبو داود

489 -

ن:‌

‌ يوسف بن مروان النسائي

، ثم الرقي المؤذن، نزيل بغداد.

عن عبيد الله بن عمرو الرقي، والفضيل بن عياض، وغيرهما. وعنه عباس الدوري، وعبد الله بن أحمد بن حنبل، وأحمد بن علي المروزي القاضي، وآخرون.

وثقه الخطيب. وروى له النسائي.

توفي سنة ثمان أيضا.

490 -

‌ يوسف بن يونس الأفطس

. أخو أبي مسلم المستملي.

عن مالك، وشريك، وسليمان بن بلال. وعنه أحمد بن يحيى كرنيب، ومحمد بن عوف الحمصي، وأحمد بن خليد الحلبي.

وثقه الدارقطني. ولينه ابن عدي.

491 -

‌ أبو إسحاق النظام

. البصري المتكلم المعتزلي، ذو الضلال والإجرام.

طالع كلام الفلاسفة فخلطه بكلام المعتزلة، وتكلم في القدر، وانفرد

ص: 735

بمسائل، وتبعه أحمد بن حائط، والأسواري، وغيرهما. وأخذ عنه: الجاحظ. وكان معاصرا لأبي الهذيل العلاف.

ذكره ابن حزم فقال: اسمه إبراهيم بن سيار مولى بني بجير بن الحارث بن عباد الضبعي، هو أكبر شيوخ المعتزلة ومقدمهم. كان يقول: إن الله لا يقدر على الظلم ولا الشر. قال: ولو كان قادرا لكنا لا نأمن من أن يفعله، أو أنه قد فعله. وإن الناس يقدرون على الظلم. وصرح بأن الله لا يقدر على إخراج أحد من جهنم، واتفق هو والعلاف على أن الله ليس يقدر من الخير على أصلح مما عمل.

قلت: القرآن والعقل الصحيح يكذب هؤلاء التيوس الضلال قبحهم الله.

ومن شعره:

بدرٌ دجى في بدن شطب. . . عطل حسن اللؤلؤ الرطب يلومني الناس على حبه. . . يا جهلهم باللوم في الحب يعشق من صبغهم ما حلا. . . فكيف ما من صبغة الرب وللنظام مقالات خبيثة، وقد كفره غير واحد.

وقال جماعة: كان على دين البراهمة المنكرين للنبوة والبعث، لكنه كان يخفي ذلك.

سقط من غرفة وهو سكران فهلك.

492 -

‌ أبو عبد الرحمن المتكلم الشافعي

.

هو أحمد بن يحيى بن عبد العزيز البغدادي، روى عن أبي عبد الله الشافعي، فنسب إليه.

ذكره الحافظ أبو بكر.

وكان أبو عبد الرحمن يقول: من فاتته صلاة حتى خرج وقتها فإنه لا يمكن أن يقضيها أصلا، كمن فاته الوقوف بعرفة لا يمكن أن يقضيه.

أخذ عنه داود بن علي علم الاختلاف.

493 -

‌ أبو عيسى الملقب بالمردار

.

ص: 736

أحد رؤوس المعتزلة بالبصرة. أخذ عن بشر بن المعتمر. وتزهد وتعبد وانفرد بمسائل ملعونة؛ زعم أن الرب - تعالى - يقدر على الكذب والظلم، وكفر من قال بقدم القرآن، وكفر من قال: أفعالنا مخلوقة، أو قال برؤية الله حتى أنه كفر كل من خالفه، حتى أنه قال له رجل: فالجنة التي عرضها السماوات والأرض لا يدخلها إلا أنت وثلاثة. فسكت.

ذكر قاضي حماة شهاب الدين إبراهيم في كتاب الفرق أنه توفي سنة ست وعشرين ومائتين.

494 -

‌ أبو موسى الفراء

.

من رؤوس المعتزلة البغداديين.

قال المسعودي: مات سنة ست وعشرين ومائتين.

495 -

‌ أبو بلال الأشعري

.

قال أبو حاتم الرازي: سألته عن اسمه فقال: هو كنيتي.

وقال أبو أحمد: اسمه مرداس بن محمد بن الحارث بن عبد الله بن أبي بردة بن أبي موسى الأشعري، ويقال: محمد بن محمد.

قلت: وقيل: اسمه عبد الله، ولم يصح.

وهو من كبار شيوخ الكوفة، لينه الدارقطني، روى عن مالك، وأبي بكر النهشلي، وقيس بن الربيع، وشريك، ويحيى بن العلاء، والقاسم بن معن، وعاصم بن محمد العمري، وطبقتهم. روى عنه مطين، ومحمد بن عثمان بن أبي شيبة، وأحمد بن محمد بن حميد البغدادي، وابن أبي الدنيا، وأحمد بن أبي غرزة، ومحمد بن عبدك القزاز، وبشر بن موسى الأسدي، والحسين بن بشار بن موسى الخياط، وأحمد بن يوسف التغلبي، وطائفة سواهم.

قال عبد الرحمن بن منده: توفي سنة اثنتين وعشرين ومائتين.

496 -

‌ أبو الهذيل العلاف البصري

. المتكلم المعتزلي، واسمه محمد بن الهذيل.

كان من أجلاد القوم ورؤوسهم. زعم بجهله أن أهل الجنة تنقطع حركاتهم حتى لا يتكلمون كلمة، وينقطع نعيم الجنة. وأنكر الصفات

ص: 737

المقدسة وقال: علم الله هو الله، وقدرة الله هي الله.

ونقل ابن حزم عنه في كتاب الفصل أنه قال: إن لما يقدر عليه آخرا، وأن لقدرته نهاية لو خرج إلى الفعل. وإن يخرج لم يقدر الله بعد ذلك على شيء أصلا، ولا على خلق ذرة فما فوقها. وهذا كفرٌ مجرد.

ويروى أن المأمون قال لحاجبه: من بالباب؟ قال: أبو الهذيل المعتزلي، وعبد الله بن إباض الخارجي، وهشام بن الكلبي الرافضي. فقال: ما بقي من رؤوس جهنم أحد إلا وقد حضر.

ورد أن هذا المعثر أبا الهذيل شرب مرة عند صاحب له، فراود غلاما أمرد في الطهارة، فضربه الغلام بتور، فدخل في رقبته، وصار مثل الطوق، فاحتاجوا إلى إحضار حداد حتى فكه عن رقبته.

أخذ الاعتزال عن عثمان بن خالد الطويل صاحب واصل بن عطاء. وقد طال عمره، وصنف الكتب، ونيف على التسعين، وأخذ عنه علي بن ياسين، وغيره.

مات في سنة سبع وعشرين، وقيل: في سنة خمس وثلاثين ومائتين.

ومن رؤوس المعتزلة أيضا:

497 -

‌ ضرار بن عمرو

. وإليه تنسب الطائفة الضرارية.

وكان يقول: يمكن أن يكون جميع من في الأرض ممن يظهر الإسلام، كفارا كلهم في الباطن، لأن ذلك جائز على كل فرد منهم في نفسه.

ويقول: إن الأجسام إنما هي أعراض مجتمعة، وإن النار ليس فيها حر، ولا في الثلج برد، ولا في العسل حلاوة، وغير ذلك. وإن ذلك إنما يخلقه الله عند اللمس والذوق.

ص: 738

قال المروذي: قال أحمد بن حنبل: شهدت على ضرار عند سعيد بن عبد الرحمن، فأمر بضرب عنقه فهرب.

وقال حنبل: دخلت على ضرار عندنا ببغداد، وكان مشوه الخلق، وكان به الفالج، وكان يرى رأي الاعتزال، فكلمه إنسان، فأنكر الجنة والنار. وقال: اختلف العلماء، بعضهم قال: خلقتا. وبعضهم قال: لم يخلقا. فوثب عليه أصحاب الحديث، وضربوه في الدار، وخرجت وجاء السلطان، وكنت حدثا، قال أحمد بن حنبل: وهذا الكفر وجحود القرآن، قال الله - تعالى -:{النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا غُدُوًّا وَعَشِيًّا} قال: فأتوا الجمحي، فشهدوا عليه عنده، فصير دمه هدرا لمن قتله، فاستخفى وهرب. قالوا: أخفاه يحيى بن خالد عنده حتى مات.

قلت: هذا يدل على موته في خلافة الرشيد، فينبغي أن يحول. وأيضا فإن حفصا الفرد الذي ناظر الشافعي من تلامذة ضرار، وكان ضرار ينكر عذاب القبر. قاله ابن حزم.

وقال الأبار: حدثنا أبو همام، قال: جاء قوم شهدوا على ضرار أنه زنديق، فقال سعيد: قد أبحت دمه، فمن شاء فليقتله، قال: فعزلوا سعيد بن عبد الرحمن، قال: فمر شريك القاضي ومناد ينادي: من أصاب ضرار فله عشرة آلاف، فقال شريك: الساعة خلفته عند يحيى بن خالد، أراد أن يعلم أنهم ينادون عليه وهو عندهم.

قلت: فلهذا ونحوه تكلم الناس في معتقد البرامكة.

498 -

‌ داود الجواربي

.

كان رافضيا مجسما كهشام بن الحكم.

ص: 739

قال أبو بكر بن أبي عون: سمعت يزيد بن هارون يقول: الجواربي والمريسي كافران، ثم سمعت يزيد ضرب للجواربي مثلا، فقال: إنما داود الجواربي عبر جسر واسط يريد العبد، فانقطع الجسر، فغرق من كان عليه، فخرج شيطان فقال: أنا داود الجواربي.

آخر الطبقة والحمد لله

ص: 740

‌الطبقة الرابعة والعشرون

231 -

240 هـ

ص: 741

بسم الله الرحمن الرحيم

(الحوادث)

‌سنة إحدى وثلاثين ومائتين

فيها توفي أحمد بن نصر الخزاعي شهيدا، وإبراهيم بن محمد بن عرعرة، وأمية بن بسطام، وأبو تمام حبيب بن أوس الطائي الشاعر، وخالد بن مرداس السراج، وسليمان بن داود الختلي، وسليمان بن داود المباركي، وسهل بن زنجلة الرازي، وعبد الله بن محمد بن أسماء، وعبد الرحمن بن سلام الجمحي، وعبد الله بن يزيد المقرئ الدمشقي، وعلي بن حكيم الأودي، وكامل بن طلحة الجحدري، ومحمد بن زياد الأعرابي اللغوي، ومحمد بن سلام الجمحي أخو عبد الرحمن، ومحمد بن المنهال التميمي الضرير، ومحمد بن المنهال العطار أخو حجاج، ومحمد بن يحيى بن حمزة قاضي دمشق، ومحرز بن عون، ومنجاب بن الحارث، وهارون بن معروف، ويحيى بن عبد الله بن بكير، وأبو يعقوب يوسف بن يحيى البويطي.

وفيها ورد كتاب الواثق إلي أمير البصرة يأمره أن يمتحن الأئمة والمؤذنين بخلق القرآن، وكان قد تبع أباه المعتصم في امتحان الناس بالقرآن، فلما استخلف المتوكل بعده رفع المحنة، ونشر السنة.

وفيها كان الفداء، فاستفك من طاغية الروم أربعة آلاف وستمائة نفس. فتفضل أحمد بن أبي دؤاد فقال: من قال من الأسارى: القرآن مخلوق، خلصوه وأعطوه دينارين، ومن امتنع دعوه في الأسر. ولم يقع فداء بين المسلمين والروم منذ سبع وثلاثين سنة.

وفيها نقل أبو مروان بن حيان في تاريخ الأندلس واقعة غريبة فقال: ورد مجوس يقال لهم الأردمانيون إلي ساحل الأندلس الغربي، في أيام الأمير عبد الرحمن، فوصلوا إشبيلية وهي بغير سور، ولا بها عسكر، فقاتلهم أهلها ثم انهزموا. فدخلوا، يعني المجوس إشبيلية، وسبوا الذرية ونهبوا. فأرسل

ص: 743

عبد الرحمن عسكرا، فكسروهم واستنقذوا الأموال والذرية، وأسروا منهم أربعة آلاف، وأخذوا لهم ثلاثين مركبا.

‌سنة اثنتين وثلاثين ومائتين

فيها توفي إبراهيم بن الحجاج النيلي لا السامي، والحكم بن موسى القنطري الزاهد، وحوثرة بن أشرس، وعبد الله بن عون الخراز، وعبد الوهاب بن عبدة الحوطي، وعلي بن المغيرة الأثرم اللغوي وعمرو بن محمد الناقد، وعيسى بن سالم الشاشي، وهارون الواثق بالله، ويوسف بن عدي الكوفي.

وفيها كانت وقعة كبيرة بين بغا الكبير وبين بني نمير، وكانوا قد أفسدوا الحجاز وتهامة بالغارات، وحشدوا في ثلاثة آلاف راكب، فهزموا أصحاب بغا، وجعل يناشدهم الرجوع إلى الطاعة، وبات بحذائهم ثم أصبحوا فالتقوا، فانهزم أصحاب بغا، فأيقن بالهلاك. وكان قد بعث مائتي فارس إلى جبل لبني نمير. فبينما هو في الإشراف على التلف، إذا بهم قد رجعوا يضربون الكوسات، فحملوا على بني نمير فهزموهم، وركبوا أقفيتهم قتلا وأسرا، فأسروا منهم ثمانمائة رجل. فعاد بغا وقدم سامراء، وبين يديه الأسرى.

وفيها مات خلق كثير من العطش بأرض الحجاز.

وفيها كانت الزلازل كثيرة بالشام، وسقطت بعض الدور بدمشق، ومات جماعة تحت الردم.

ص: 744

‌سنة ثلاث وثلاثين ومائتين

فيها توفي أحمد بن عبد الله بن أبي شعيب الحراني، وإبراهيم بن الحجاج السامي، وإسحاق بن سعيد بن الأركون الدمشقي، وحبان بن موسى المروزي، وسليمان بن عبد الرحمن ابن بنت شرحبيل، وداهر بن نوح الأهوازي، وروح بن صلاح المصري، وسهل بن عثمان العسكري، وعبد الجبار بن عاصم النسائي، وعقبة بن مكرم الضبي، ومحمد بن سماعة القاضي، ومحمد بن عائذ الكاتب، والوزير محمد بن عبد الملك ابن الزيات، ويحيى بن أيوب المقابري، ويحيى بن معين، ويزيد بن موهب الرملي.

وفيها جاءت زلزلة مهولة بدمشق، سقطت منها شرفات الجامع، وانصدع حائط المحراب، وسقطت منارته، وهلك خلق تحت الردم. وهرب الناس إلى المصلى باكين متضرعين، وبقيت ثلاث ساعات، وسكنت.

وقال أحمد بن كامل القاضي في تاريخه: إن بعض أهل دير مران رأى دمشق تنخفض وترتفع مرارا، فمات تحت الهدم معظم أهلها. كذا قال، والله حسيبه، قال: وانكفأت قرية بالغوطة، فلم ينج منه إلا رجل واحد، وكانت الحيطان تنفصل حجارتها، مع كون الحائط عرضه سبعة أذرع. وامتدت إلى أنطاكية، فهدمتها، وإلى الجزيرة فأخربتها، وإلى الموصل، فيقال: هلك من أهلها خمسون ألفا، ومن أهل أنطاكية عشرون ألفا.

وفيها أصاب أحمد بن أبي داؤد فالج صيره حجرا ملقى.

‌سنة أربع وثلاثين ومائتين

توفي فيها أحمد بن حرب النيسابوري الزاهد، وروح بن عبد المؤمن القارئ، وأبو خيثمة زهير بن حرب، وسليمان بن داود الشاذكوني، وأبو الربيع سليمان بن داود الزهراني، وعبد الله بن عمر ابن الرماح قاضي نيسابور، وأبو

ص: 745

جعفر عبد الله بن محمد النفيلي، وعلي بن بحر القطان، وعلي ابن المديني، ومحمد بن عبد الله بن نمير، ومحمد بن أبي بكر المقدمي، والمعافى بن سليمان الرسعني، ويحيى بن يحيى الليثي الفقيه.

وفيها هبت ريح بالعراق - فيما قيل - شديدة السموم، لم يعهد مثلها، أحرقت زرع الكوفة، والبصرة، وبغداد، وقتلت المسافرين. ودامت خمسين يوما، واتصلت بهمذان، فأحرقت الزرع والمواشي، واتصلت بالموصل وسنجار، ومنعت الناس من المعاش في الأسواق، ومن المشي في الطرق، وأهلكت خلقا عظيما، والله أعلم بصحة ذلك.

وحج بالناس من العراق محمد بن داود بن عيسى العباسي، وهو كان أمير الحاج في هذه الأعوام.

وفيها أظهر السنة المتوكل في مجلسه، وتحدث بها، ورفع المحنة ونهى عن القول بخلق القرآن، وكتب بذلك إلى الآفاق، واستقدم المحدثين إلى سامراء، وأجزل عطاياهم وأكرمهم، وأمرهم أن يحدثوا بأحاديث الصفات والرؤية، وجلس أبو بكر بن أبي شيبة في جامع الرصافة، فاجتمع له نحو من ثلاثين ألف نفس، وجلس أخوه عثمان بن أبي شيبة على منبر في مدينة المنصور، فاجتمع إليه أيضا نحو من ثلاثين ألفا، وجلس مصعب الزبيري وحدث، وتوفر دعاء الخلق للمتوكل، وبالغوا في الثناء عليه والتعظيم له، ونسوا ذنوبه، حتى قال قائلهم: الخلفاء ثلاثة: أبو بكر الصديق يوم الردة، وعمر بن عبد العزيز في رد المظالم، والمتوكل في إحياء السنة وإماتة التجهم.

وفيها خرج عن الطاعة محمد بن البعيث أمير أذربيجان وإرمينية، وتحصن بقلعة مرند، فسار لقتاله بغا الشرابي في أربعة آلاف، فنازله وطال الحصار، وقتل طائفة كبيرة من عسكر بغا. ثم نزل بالأمان. وقيل: بل تدلى ليهرب فأسروه. والله أعلم.

ص: 746

‌سنة خمس وثلاثين ومائتين

فيها توفي أحمد بن عمر الوكيعي، وإبراهيم بن العلاء زبريق الحمصي، وإسحاق الموصلي النديم، وسريج بن يونس العابد، وإسحاق بن إبراهيم بن مصعب أمير بغداد، وشجاع بن مخلد، وشيبان بن فروخ، وأبو بكر بن أبي شيبة، وعبيد الله بن عمر القواريري، ومحمد بن عباد المكي، ومحمد بن حاتم السمين، ومعلى بن مهدى الموصلي، ومنصور بن أبي مزاحم، وأبو الهذيل العلاف شيخ المعتزلة، وهريم بن عبد الأعلى البصري، وعمرو بن عباس.

وفيها ألزم المتوكل النصارى بلبس العسلي

‌سنة ست وثلاثين ومائتين

فيها توفي أحمد بن إبراهيم الموصلي، وإبراهيم بن أبي معاوية الضرير، وإبراهيم بن المنذر الحزامي، وأبو إبراهيم الترجماني إسماعيل بن إبراهيم، وأبو معمر القطيعي إسماعيل بن إبراهيم، والحارث بن سريج النقال، والحسن بن سهل وزير المأمون، وخالد بن عمرو السلفي، وصالح بن حاتم بن وردان، وأبو الصلت الهروي عبد السلام بن صالح، ومحمد بن إسحاق المسيبي، ومحمد بن عمرو السواق، ومحمد بن مقاتل العباداني، ومصعب بن عبد الله الزبيري، ومنصور بن المهدي الأمير، ونصر بن زياد قاضي نيسابور. وهدبة بن خالد.

وفيها أشخص المتوكل القضاة من البلدان لبيعة ولاة العهد أولاده: المنتصر بالله محمد، ومن بعده المعتز بالله محمد، ومن بعده المؤيد بالله إبراهيم. وبعث خواصه إلى البلدان ليأخذوا البيعة بذلك.

ص: 747

وفيها، أو في حدودها، وثبوا على نائب دمشق سالم بن حامد، فقتلوه يوم الجمعة على باب الخضراء. وكان من العرب، فلما ولي أذل قوما بدمشق من السكون والسكاسك، ولهم وجاهة ومنعة، فثاروا به وقتلوه. فندب المتوكل لدمشق أفريدون التركي، وسيره إليها. وكان شجاعا فاتكا ظالما، فقدم في سبعة آلاف فارس، وأباح له المتوكل القتل بدمشق والنهب - على ما نقل إلينا - ثلاث ساعات. فنزل ببيت لهيا، وأراد أن يصبح البلد، فلما أصبح نظر إلي البلد وقال: يا يوم ما يصبحك مني. وقدمت له بغلة فضربته بالزوج فقتلته، وقبر ببيت لهيا، ورد الجيش الذي معه خائفين. وبلغ المتوكل، فصلحت نيته لأهل دمشق.

وفيها أمر المتوكل بهدم قبر الحسين بن علي رضي الله عنهما وهدم ما حوله من الدور، وأن تعمل مزارع. ومنع الناس من زيارته وحرث وبقي صحراء. وكان معروفا بالنصب، فتألم المسلمون لذلك، وكتب أهل بغداد شتمه على الحيطان والمساجد، وهجاه الشعراء، دعبل، وغيره. وفي ذلك يقول يعقوب بن السكيت، وقيل: هي للبسامي علي بن أحمد، وقد بقي إلي بعد الثلاثمائة:

تالله إن كانت بنو أمية قد أتت. . . قتل ابن بنت نبيها مظلوما فلقد أتاه بنو أبيه بمثله. . . هذا لعمرك قبره مهدوما أسفوا على أن لا يكونوا شاركوا. . . في قتله، فتتبعوه رميما

وفيها غزا علي بن يحيى الصائفة في ثلاثة آلاف فارس، فكان بينه وبين ملك الروم مصاف، انتصر فيه المسلمون، وقتل خلق من الروم، وانهزم ملكهم في نفر يسير إلي القسطنطينية. فسار الأمير علي، فأناخ على عمورية، فقاتل أهلها، وأخذها عنوة، وقتل وأسر، وأطلق خلقا من الأسر، وهدم كنائسها، وافتتح حصن الفطس، وسبى منه نحو عشرين ألفا.

وحج بالناس محمد المنتصر ولي العهد، ومعه أم المتوكل وشيعها المتوكل إلي النجف ورجع، وأنفقت أموالا جزيلة.

ص: 748

‌سنة سبع وثلاثين ومائتين

فيها توفي إبراهيم بن محمد ابن عم الشافعي، وحاتم الأصم الزاهد، وسعيد بن حفص النفيلي، والعباس بن الوليد النرسي، وعبد الله بن عامر بن زرارة، وعبد الله بن مطيع، وعبد الأعلى بن حماد النرسي، وعبيد الله بن معاذ العنبري، وأبو كامل الفضيل بن الحسن الجحدري، ومحمد بن قدامة الجوهري، ووثيمة بن موسى نزيل مصر، وكان أخباريا.

وفيها وثبت بطارقة أرمينية بعاملها يوسف بن محمد فقتلوه، فجهز المتوكل لحربهم بغا الكبير، فالتقاهم على دبيل، فنصر عليهم، وقتل منهم خلقا عظيما، وسبى خلقا، حتى قيل: إن المقتلة بلغت ثلاثين ألفا، وسار إلي تفليس.

وفيها بعث المتوكل إلي نائب مصر أن يحلق لحية قاضي القضاة بمصر أبي بكر محمد بن أبي الليث، وأن يضربه، ويطوف به على حمار. ففعل ذلك به في شهر رمضان، وسجن، فإنا لله وإنا إليه راجعون. اللهم لا تأجره في مصيبته، فإنه كان ظالما من رؤوس الجهمية.

ثم ولي القضاء الحارث بن مسكين بعد تمنع، وأمر بإخراج أصحاب أبي حنيفة والشافعي من المسجد، ورفعت حصرهم، ومنع عامة المؤذنين من الأذان. وكان قد أقعد، فكان يحمل في محفة إلى الجامع، وكان يركب حمارا متربعا. وضرب الذين يقرؤون بالألحان. وحمله أصحابه على النظر في أمر القاضي الذي قتله محمد بن أبي الليث، وكانوا قد لعنوه لما عزل، ورفعوا حصره، وغسلوا موضعه من المسجد. فكان الحارث بن مسكين يوقف القاضي محمد بن أبي الليث، ويضرب كل يوم عشرين سوطا، لكي يؤدي ما وجب عليه من الأموال. وبقي على هذا أياما. وعزل الحارث بعد ثمان سنين ببكار بن قتيبة.

وفيها قدم محمد بن عبد الله بن طاهر وافدا على المتوكل من خراسان، فولاه العراق.

وفيها غضب المتوكل على أحمد بن أبي داؤد وصادره، وسجن ابنه

ص: 749

وإخوته وصادرهم، ثم صولح بعد ذلك على ستة عشر ألف ألف درهم، وأشهد بيع كل ضيعة لهم وافتقروا.

ورضي المتوكل عن يحيى بن أكثم، وولاه القضاء والمظالم.

وفيها أطلق المتوكل جميع من في السجون ممن امتنع عن القول بخلق القرآن في أيام أبيه، وأمر بإنزال جثة أحمد بن نصر الخزاعي، فدفعت إلى أقاربه فدفنت.

وفيها ظهرت نار بعسقلان، أحرقت البيوت والبيادر، وهرب الناس، ولم تزل تحرق إلى ثلث الليل، ثم كفت، بإذن الله.

وفيها كان بناء قصر العروس بسامراء، وتكمل في هذه السنة، فبلغت النفقة عليه ثلاثين ألف ألف درهم.

وفيها طلب المتوكل من أحمد بن حنبل المجيء إليه بسامراء، فسار إليه، ولم يجتمع به، بل دخل على ولده المعتز.

‌سنة ثمان وثلاثين ومائتين

فيها توفي أحمد بن جواس الحنفي، وأحمد بن محمد المروزي مردوية، وإبراهيم بن أيوب الحوراني الزاهد، وإبراهيم بن هشام الغساني، وإسحاق بن إبراهيم بن زبريق، وإسحاق بن راهويه، وبشر بن الحكم العبدي، وبشر بن الوليد الكندي، والربيع بن ثعلب، وزهير بن عباد الرؤاسي، وحكيم بن سيف الرقي، وطالوت بن عباد، وعبد الرحمن بن الحكم بن هشام صاحب الأندلس الأموي. وعبد الملك بن حبيب فقيه الأندلس، وعمرو بن زرارة، ومحمد بن بكار بن الريان، ومحمد بن الحسين البرجلاني، ومحمد بن عبيد بن حساب، ومحمد بن المتوكل اللؤلؤي المقرئ، ومحمد بن أبي السري العسقلاني، ويحيى بن سليمان الجعفي نزيل مصر.

وفيها حاصر بغا تفليس، وبها إسحاق بن إسماعيل مولى بني أمية، فخرج للمحاربة، فأسر وضربت عنقه، وأحرقت تفليس، واحترق فيها خلق. وفتحت عدة حصون بنواحي تفليس.

ص: 750

وفيها قصدت الروم - لعنهم الله - دمياط في ثلاثمائة مركب، فكبسوا البلد، وسبوا ستمائة امرأة، ونهبوا، وأحرقوا، وبدعوا، وخرجوا مسرعين في البحر. فلا قوة إلا بالله.

‌سنة تسع وثلاثين ومائتين

فيها توفي إبراهيم بن يوسف البلخي الفقيه، وداود بن رشيد، وصفوان بن صالح الدمشقي المؤذن، والصلت بن مسعود الجحدري، وعبد الله بن عمر بن أبان مشكدانة، وعثمان بن أبي شيبة، ومحمد بن مهران الجمال الرازي، ومحمد بن النضر المروزي، ومحمد بن يحيى بن أبي سمينة، ومحمود بن غيلان، ووهب بن بقية، ويحيى بن موسى خت.

وفيها نفى المتوكل علي بن الجهم إلى خراسان.

وفيها غزا الأمير علي بن يحيى الأرمني بلاد الروم، فأوغل فيها، فيقال: إنه شارف القسطنطينية فأحرق ألف قرية، وقتل عشرة آلاف علج، وسبى عشرين ألف رأس، وعاد غانما سالما.

وفيها عزل يحيى بن أكثم عن القضاء، وصودر، وأخذ من داره مائة ألف دينار، وأخذ له من البصرة أربعة آلاف جريب.

‌سنة أربعين ومائتين

فيها توفي أحمد بن خضرويه البلخي الزاهد، وأحمد بن أبي دؤاد القاضي، وأبو ثور الفقيه إبراهيم بن خالد، وإسماعيل بن عبيد بن أبي كريمة الحراني، وجعفر بن حميد الكوفي، والحسن بن عيسى بن ماسرجس، وخليفة العصفري شباب، وسويد بن سعيد الحدثاني، وسويد بن نصر المروزي،

ص: 751

وعبد السلام بن سعيد سحنون الفقيه، وعبد الواحد بن غياث، وقتيبة بن سعيد، ومحمد بن خالد بن عبد الله الطحان، ومحمد بن الصباح الجرجرائي، ومحمد بن عمرو زنيج الرازي، ومحمد بن أبي عتاب الأعين، والليث بن خالد المقرئ صاحب الكسائي.

وفيها وثب أهل حمص على أبي المغيث الرافقي متولي البلد، وأخرجوه منها، وقتلوا جماعة من أصحابه، فسار إليهم الأمير محمد بن عبدويه، ففتك بهم، وفعل بهم العجائب.

وفيها سمع أهل خلاط صيحة عظيمة من جو السماء، فمات منها خلق.

وفيها وقع برد بالعراق كبيض الدجاج.

ويقال - والله أعلم -: إن فيها خسف بالمغرب بثلاث عشرة قرية، ولم ينج من أهلها، إلا نيف وأربعون رجلا، فأتوا القيروان، فمنعوهم من الدخول، وقالوا: أنتم مسخوط عليكم، فبنوا لهم خارج البلد.

ص: 752

‌رجال هذه الطبقة على المعجم

1 -

د:‌

‌ أحمد بن إبراهيم بن خالد

، أبو علي الموصلي، نزيل بغداد.

عن إبراهيم بن سعد، وأبي إسماعيل المؤدب إبراهيم بن سليمان، وجعفر بن سليمان الضبعي، وحماد بن زيد، وأبي الأحوص، وشريك، ومحمد بن ثابت العبدي، وأبي عوانة، وطائفة. وعنه أبو داود فرد حديث، وابن أبي الدنيا، وأحمد بن الحسن الصوفي، وأبو يعلى، ومطين، والبغوي، وموسى بن هارون، وطائفة.

وثقه ابن معين، فقال في رواية عبد الله بن أحمد: ليس به بأس.

أبو يعلى: حدثنا أحمد بن إبراهيم الموصلي قال: حدثنا صالح بن عمر، عن يزيد بن أبي زياد، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن البراء قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من قال للمدينة يثرب، فليستغفر الله. تفرد به يزيد، وهو لين، وصالح ثقة.

وقال موسى بن هارون: مات في ثامن ربيع الأول سنة ست وثلاثين.

• - أحمد بن أبي أحمد الجرجاني، أبو محمد. سيأتي.

2 -

‌ أحمد بن أسد بن عاصم

، أبو عاصم البجلي الكوفي. سبط مالك بن مغول.

سمع أبا الأحوص سلام بن سليم. وعنه محمد بن صالح بن ذريح، وغيره.

وثقه ابن حبان.

3 -

‌ أحمد بن أيوب بن راشد

، أبو الحسن الضبي البصري.

عن مسلمة بن علقمة، وعبد الوارث بن سعيد، ومحمد بن أبي عدي. وكان ثقة.

ص: 753

روى عنه البخاري في كتاب الأدب له، وأبو زرعة، وأبو يعلى، وغيرهم.

4 -

‌ أحمد بن بحر العسكري

، عسكر مكرم.

عن عبثر بن القاسم، وعمر بن عبيد، وعلي بن مسهر. وعنه إسماعيل بن إسحاق الكوفي، وعلي بن الحسن الهسنجاني.

قال أبو حاتم: حديثه صحيح ولا أعرفه.

5 -

‌ أحمد بن جعفر بن ميسرة

، أبو معشر الفقيه المحدث الهروي.

عن هشيم، وحفص بن غياث.

توفي سنة إحدى وثلاثين.

6 -

م د:‌

‌ أحمد بن جواس

، أبو عاصم الحنفي الكوفي.

عن جرير بن عبد الحميد، وأبي الأحوص سلام بن سليم، وعبيد الله الأشجعي، وابن المبارك، وابن عيينة، وأبي هريرة المكتب حباب. وعنه مسلم، وأبو داود، وإبراهيم بن أبي بكر بن أبي شيبة، والحسن بن سفيان، والحسن بن علي المعمري، ومحمد بن صالح بن ذريح، ومطين، وغيرهم.

مات في ثالث المحرم سنة ثمان وثلاثين.

ولهم شيخ آخر:

•- أحمد بن جواس الأستوائي. نيسابوري من طبقة مسلم.

7 -

‌ أحمد بن حاتم

، أبو نصر النحوي، صاحب الأصمعي.

أخذ عنه ثعلب، وإبراهيم الحربي. وصنف في اللغة كتاب الشجر وكتاب الخيل، وغير ذلك.

وكان موثقا مصدقا.

توفي سنة إحدى وثلاثين.

8 -

‌ أحمد بن حاتم البغدادي

.

ص: 754

عن شعيب بن حرب، ويحيى بن يمان. وعنه محمد بن عوف الحمصي، ومحمد بن أيوب البجلي.

أورده ابن أبي حاتم.

9 -

‌ أحمد بن حاج بن قاسم بن قطبة

، أبو عبد الله العامري النيسابوري الفقيه، صاحب محمد بن الحسن.

سمع ابن المبارك، وابن عيينة، ووكيعا. وكان رئيسا جليلا. روى عنه أحمد بن نصر اللباد، ومحمد بن ياسين بن النضر، وجماعة.

توفي سنة سبع وثلاثين.

10 -

‌ أحمد بن حرب بن فيروز

، الإمام أبو عبد الله النيسابوري الزاهد، أحد الفقهاء العابدين.

رحل وسمع من سفيان بن عيينة، ومحمد بن عبيد، وأبي داود الطيالسي، وأبي أسامة، وابن أبي فديك، وأبي عامر العقدي، وحفص بن عبد الرحمن، وعبد الوهاب الخفاف، وعبد الله بن الوليد العدني، وعامر بن خداش، وطبقتهم.

روى عنه أبو الأزهر، وسهل بن عمار، ومحمد بن شادل، والعباس بن حمزة، وإبراهيم بن محمد بن سفيان، وإبراهيم بن إسحاق الأنماطي، وأحمد بن نصر اللباد، وإسماعيل بن قتيبة، وزكريا بن دلويه، وخلق سواهم.

قال زكريا بن دلويه: كان أحمد بن حرب إذا جلس بين يدي الحجام ليحفي شاربه يسبح، فيقول له الحجام: اسكت حتى نفرغ ساعة. فيقول: اعمل أنت عملك. وربما قطع شفته وهو لا يعلم.

قال الحاكم: حدثنا أبو العباس عبد الله بن أحمد الصوفي، قال: حدثني أبو عمرو محمد بن يحيى، قال: مر أحمد بن حرب بصبيان يلعبون، فقال أحدهم: أمسكوا فإن هذا أحمد بن حرب الذي لا ينام الليل. قال: فقبض على لحيته وقال: الصبيان يهابونك بأنك لا تنام الليل، وأنت تنام. قال: فأحيا الليل بعد ذلك حتى مات.

وقال زكريا بن حرب: كان أخي أحمد ابتدأ في الصوم وهو في الكتاب

ص: 755

فلما راهق حج مع أخيه الحسين، وأقاما بالكوفة لطلب العلم، وببغداد والبصرة، ثم قدم، فأقبل على العبادة لا يفتر، وأخذ في المواعظ والذكر، وحث على العبادة، وأقبل الناس على مجلسه، وألف كتاب الأربعين، وكتاب عيال الله، وكتاب الزهد وكتاب الدعاء. وكتاب الحكمة، وكتاب المناسك، وكتاب التكسب. ورغب الناس في سماعها، فلما ماتت أمه سنة عشرين ومائتين عاد إلى الحج والغزو، وخرج إلى الترك، وفتح فتحا عظيما، فحسده عليه أصحاب الرباط، وسعوا فيه إلى عبد الله بن طاهر. فأدخل عليه، فلم يأذن له في الجلوس وقال: تخرج وتجمع إلى نفسك هذا الجمع، وتخالف أعوان السلطان. ثم علم ابن طاهر صدقه فتركه، فخرج إلى مكة وجاور.

وعن أحمد بن حرب قال: قال ابن المبارك: أربعة، منها ثلاثة مجاز، وواحد حقيقة: عمرنا في الدنيا، ومكثنا في القبور، ووقوفنا في الحشر، ومنصرفنا إلى الأبد، فهو الحقيقة، وما قبله مجاز. وأحمد بن حرب تنتحله الكرامية وتخضع له؛ لأنه شيخ ابن كرام.

وعن يحيى بن يحيى النيسابوري، قال: إن لم يكن أحمد بن حرب من الأبدال فلا أدري من هم.

وقال محمد بن الفضل البخاري: سمعت نصر بن محمود البلخي يقول: قال أحمد بن حرب: عبدت الله خمسين سنة، فما وجدت حلاوة العبادة حتى تركت ثلاثة أشياء: تركت رضا الناس حتى قدرت أن أتكلم بالحق. وتركت صحبة الفاسقين حتى وجدت صحبة الصالحين. وتركت حلاوة الدنيا حتى وجدت حلاوة الأخرى.

وقال محمد بن عبد الله بن موسى السعدي: كنا في مجلس أحمد بن حرب لما قدم بخارى، فاجتمع عليه العامة من أهل المدينة والقرى، فقالوا كلهم: يا أبا عبد الله، ادع الله لنا، فإن زرعنا وأرضنا لم تنبت منذ عامين، أو قال: عام. فرفع يديه ودعا، فما فرغ حتى طلعت سحابة - وكانت الشمس طالعة - فمطرنا مطرا لم نر مثله، فجئنا مشمرين أثوابنا من شدة المطر، حتى نبتت الزروع.

قلت: ساق الحاكم ترجمته في عدة أوراق.

ص: 756

وقال محمد بن علي المروزي: روى أشياء كثيرة لا أصول لها.

قال زكريا بن دلويه، وغيره: توفي سنة أربع وثلاثين ومائتين، وله ثمان وخمسون سنة.

11 -

‌ أحمد بن حماد الذهلي الخراساني المروزي

، الأمير.

عن ابن المبارك، والحسين بن واقد. وعمر دهرا. روى عنه ابنه الأمير أبو الهيثم خالد بن أحمد، ومحمد بن عبدة المروزي، وغيرهما. توفي أيضا سنة أربع وثلاثين.

12 -

‌ أحمد بن حماد الواسطي الخزاز

.

عن خالد الطحان. وعنه أسلم بن سهل في تاريخه وقال: مات سنة اثنتين وثلاثين.

13 -

‌ أحمد بن خضرويه البلخي الزاهد

، أبو حامد، من كبار المشايخ بخراسان.

صحب حاتما الأصم، وأبا يزيد البسطامي. قال السلمي في تاريخ الصوفية: أحمد بن خضرويه من جلة مشايخ خراسان، سألته امرأته أن يحملها إلى أبي يزيد، وتبرئه من مهرها، ففعل. فلما قعدت بين يديه كشفت عن وجهها، وكانت موسرة، فأنفقت مالها عليهما. فلما أراد أن يرجع قال لأبي يزيد: أوصني. قال: ارجع فتعلم الفتوة من امرأتك. وبلغني عن أبي يزيد أنه كان يقول: أحمد بن خضرويه أستاذنا. ويقال: إن أحمد بن خضرويه صحب إبراهيم بن أدهم ولقيه.

قلت: هذا بعيد.

ثم قال السلمي: سمعت منصور بن عبد الله قال: سمعت محمد بن حامد يقول: كنت جالسا عند ابن خضرويه وهو في النزع، فسأله رجل عن مسألة، فقال: يا بني، بابا كنت أدقه منذ خمس وتسعين سنة يفتح الساعة، لا أدري أيفتح بالسعادة أم بالشقاء، فأنى لي أوان الجواب. وكان عليه سبعمائة دينار دينا، فوفاها إنسان عنه.

ص: 757

وكان أبو حفص النيسابوري يقول: ما رأيت أكبر همة ولا أصدق حالا من أحمد بن خضرويه. وكان له قدم في التوكل.

وبلغنا عنه أنه قال: القلوب جوالة، فإما أن تجول حول العرش، وإما أن تجول حول الحش.

قيل: إن أحمد بن خضرويه مات سنة أربعين ومائتين.

14 -

‌ أحمد بن أبي دؤاد بن حريز

، القاضي أبو عبد الله الإيادي البصري ثم البغدادي. واسم أبيه: الفرج.

ولي القضاء للمعتصم وللواثق بالله، وكان مصرحا بمذهب الجهمية، داعية إلى القول بخلق القرآن. وكان موصوفا بالجود والسخاء، وحسن الخلق، وغزارة الأدب.

قال الصولي: كان يقال: أكرم من كان في دولة بني العباس البرامكة، ثم ابن أبي دؤاد، لولا ما وضع به نفسه من محبة المحنة لاجتمعت الألسن عليه، ولم يضف إلى كرمه كرم أحد.

ولد ابن أبي دؤاد سنة ستين ومائة بالبصرة.

قال حريز بن أحمد بن أبي دؤاد: كان أبي إذا صلى رفع يده إلى السماء وخاطب ربه وقال:

ما أنت بالسبب الضعيف وإنما. . . نجح الأمور بقوة الأسباب فاليوم حاجتنا إليك، وإنما. . . يدعى الطبيب لساعة الأوصاب

وقال أبو العيناء: كان أحمد بن أبي دؤاد شاعرا مجيدا، فصيحا بليغا، ما رأيت رئيسا أفصح منه. وقال فيه بعض الشعراء:

لقد أنست مساوئ كل دهر. . . محاسن أحمد بن أبي دؤاد وما سافرت في الأفاق إلا. . . ومن جدواك راحلتي وزادي يقيم الظن عندك والأماني. . . وإن قلقت ركابي في البلاد

وقال الصولي: حدثنا عون بن محمد الكندي قال: لعهدي بالكرخ، وإن رجلا لو قال: ابن أبي دؤاد مسلم لقتل في مكانه. ثم وقع الحريق في الكرخ، وهو الذي لم يكن مثله قط. كان الرجل يقوم في صينية شارع الكرخ فيرى السفن في دجلة. فكلم ابن أبي دؤاد المعتصم في الناس وقال: يا أمير المؤمنين رعيتك في بلد آبائك ودار ملكهم، نزل بهم هذا الأمر، فاعطف

ص: 758

عليهم بشيء يفرق فيهم، يمسك أرماقهم ويبنون به ما انهدم. فلم يزل ينازله حتى أطلق له خمسة آلاف ألف درهم، فقال: يا أمير المؤمنين إن فرقها عليهم غيري خفت أن لا يقسم بالسوية. قال: ذاك إليك، فقسمها على مقادير ما ذهب منهم، وغرم من ماله جملة.

قال عون: فلعهدي بالكرخ بعد ذلك، وإن إنسانا لو قال: زر ابن أبي دؤاد وسخ لقتل.

وقال ابن دريد: أخبرنا الحسن بن الخضر قال: كان ابن أبي دؤاد مؤالفا لأهل الأدب من أي بلد كانوا. وكان قد ضم إليه جماعة يمونهم، فلما مات اجتمع ببابه جماعة منهم، فقالوا: يدفن من كان على ساقه الكرم وتاريخ الأدب ولا نتكلم فيه؟ إن هذا لوهن وتقصير. فلما طلع سريره قام ثلاثة منهم، فقال أحدهم:

اليوم مات نظام الفهم واللسن. . . ومات من كان يستعدى على الزمن وأظلمت سبل الآداب إذ حجبت. . . شمس المكارم في غيم من الكفن

وقال الثاني:

ترك المنابر والسرير تواضعا. . . وله منابر لو يشا وسرير ولغيره يجبى الخراج وإنما. . . تجبى إليه محامد وأجور

وقال الثالث:

وليس نسيم المسك ريح حنوطه. . . ولكنه ذاك الثناء المخلف وليس صرير النعش ما يسمعونه. . . ولكنها أصلاب قوم تقصف

قال أبو روق الهزاني: حكى لي ابن ثعلبة الحنفي عن أحمد بن المعذل أن ابن أبي دؤاد كتب إلى رجل من أهل المدينة: إن تابعت أمير المؤمنين في مقالته استوجبت حسن المكافأة. فكتب إليه: عصمنا الله وإياك من الفتنة. الكلام في القرآن بدعة يشترك فيها السائل والمجيب، تعاطى السائل ما ليس له، وتكلف المجيب ما ليس عليه. ولا نعلم خالقا إلا الله، وما سواه مخلوق إلا القرآن، فإنه كلام الله.

وعن المهتدي بالله محمد ابن الواثق قال: كان أبي إذا أراد أن يقتل رجلا أحضرنا ذلك المجلس. فأتي بشيخ مخضوب مقيد، فقال أبي: ائذنوا لابن أبي دؤاد وأصحابه. فأدخل الشيخ، فقال: السلام عليك يا أمير المؤمنين. فقال

ص: 759

له: لا سلم الله عليك. قال: بئس ما أدبك مؤدبك. فقال له ابن أبي دؤاد: يا شيخ ما تقول في القرآن؟ فقال: لم تنصفني، ولي السؤال. قال: سل. قال: ما تقول في القرآن؟ قال: مخلوق. قال: هذا شيء علمه النبي صلى الله عليه وسلم، وأبو بكر، وعمر، والخلفاء الراشدون، أم شيء لم يعلموه؟ فقال - يعني ابن أبي دؤاد -: شيء لم يعلموه. فقال: سبحان الله، شيء لم يعلمه رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولا أبو بكر، ولا الخلفاء الراشدون علمته أنت. فخجل ابن أبي دؤاد فقال: أقلني. قال: أقلتك. ما تقول في القرآن؟ قال: مخلوق. قال: هذا شيء علمه رسول الله صلى الله عليه وسلم والخلفاء؟ قال: علموه، ولم يدعوا الناس إليه. قال: أفلا وسعك ما وسعهم؟ فقام أبي الواثق ودخل خلوته، واستلقى على ظهره وهو يقول: هذا شيء لم يعلمه النبي صلى الله عليه وسلم، ولا أبو بكر، ولا عمر، ولا عثمان، ولا علي، ولم يدعوا إليه، أفلا وسعك ما وسعهم. ثم دعا عمارا الحاجب، وأمره أن يرفع عنه القيود، ويعطيه أربعمائة دينار، وسقط من عينيه ابن أبي دؤاد، ولم يمتحن بعدها أحدا. قلت: في رواتها غير مجهول.

قال ثعلب: أنشدني أبو الحجاج الأعرابي:

نكست الدين يا ابن أبي دؤاد. . . فأصبح من أطاعك في ارتداد زعمت كلام ربك كان خلقا. . . أما لك عند ربك من معاد؟ كلام الله أنزله بعلم. . . وأنزله على خير العباد ومن أمسى ببابك مستضيفا. . . كمن حل الفلاة بغير زاد لقد أظرفت يا ابن أبي دؤاد. . بقولك إنني رجل إيادي

وقال أبو بكر الخلال في كتاب السنة: حدثنا الحسن بن أيوب المخرمي قال: قلت لأحمد بن حنبل: ابن أبي دؤاد؟ قال: كافر بالله العظيم.

وقال: حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، قال: سمعت أبي يقول: سمعت بشر بن الوليد يقول: استتبت ابن أبي دؤاد من: القرآن مخلوق في ليلة ثلاث مرات، يتوب ثم يرجع.

وقال: حدثني محمد بن أبي هارون، قال: حدثنا إسحاق بن إبراهيم بن

ص: 760

هانئ، قال: حضرت العيد مع أبي عبد الله، فإذا بقاص يقول: على ابن أبي دؤاد لعنة الله، وحشا الله قبره نارا. فقال أبو عبد الله: ما أنفعهم للعامة.

وقال خالد بن خداش: رأيت في المنام كأن آتيا أتاني بطبق، فقال: اقرأه. فقرأت: بسم الله الرحمن الرحيم. ابن أبي دؤاد يريد أن يمتحن الناس. فمن قال: القرآن كلام الله، كسي خاتما من ذهب، فصه ياقوتة حمراء، وأدخله الله الجنة وغفر له. ومن قال: القرآن مخلوق، جعلت يمينه يمين قرد، فعاش بعد ذلك يوما أو يومين ثم يصير إلى النار. ورأيت قائلا يقول: مسخ ابن أبي دؤاد، ومسخ شعيب، وأصاب ابن سماعة فالج، وأصاب آخر الذبحة - ولم يسم -.

هذا منام صحيح الإسناد، وشعيب هو ابن سهل القاضي من الجهمية.

وقد رمي ابن أبي دؤاد بالفالج وشاخ، فعن أبي الحسين بن الفضل: سمع عبد العزيز بن يحيى المكي قال: دخلت على أحمد بن أبي دؤاد وهو مفلوج، فقلت: لم آتك عائدا، ولكن جئت لأحمد الله على أن سجنك في جلدك.

وقال الصولي: حدثنا المغيرة بن محمد المهلبي قال: مات أبو الوليد محمد بن أحمد بن أبي دؤاد هو وأبوه منكوبين في ذي الحجة، سنة تسع وثلاثين، ومات أبوه يوم السبت لسبع بقين من المحرم سنة أربعين.

قال الصولي: ودفن في داره ببغداد.

15 -

خ:‌

‌ أحمد بن أبي رجاء

، أبو الوليد الحنفي الهروي.

قال البخاري: هو ابن عبد الله بن أيوب.

وقال أبو عبد الله الحاكم: أحمد بن عبد الله بن واقد بن الحارث، وساق نسبه إلى دؤل بن حنيفة. وقال: إمام عصره بهراة في الفقه والحديث. طلب مع أحمد بن حنبل، وكتب بانتخابه.

قلت: روى عن ابن عيينة، ويحيى القطان، والنضر بن شميل، ويحيى بن آدم، وأبي أسامة، وجماعة. وعنه البخاري، والدارمي، وأبو زرعة، وأبو حاتم، وحمدويه بن خطاب البخاري مستملي البخاري.

توفي في نصف جمادى الآخرة سنة اثنتين وثلاثين.

ص: 761

• - أحمد بن أبي سريج؛ هو أحمد بن عمر. سيأتي في الطبقة الآتية بعد أبي مصعب الزهري.

16 -

‌ أحمد بن سنان

، أبو عبد الله القشيري النيسابوري الخرقني، وخرقن من قرى نيسابور.

سمع ابن عيينة، وأبا معاوية، ووكيعا وسلم بن سالم. وعنه العباس بن حمزة، وأبو يحيى الخفاف، وجماعة.

توفي سنة تسع وثلاثين.

17 -

خ د ت ن:‌

‌ أحمد بن عبد الله بن أبي شعيب مسلم

، مولى عمر بن عبد العزيز، الأموي، أبو الحسن الحراني، والد الحسن، وجد المسند أبي شعيب عبد الله بن الحسن الحراني.

سمع زهير بن معاوية، والحارث بن عمير، وعيسى بن يونس، وموسى بن أعين، وجماعة، وجماعة. وعنه أبو داود، والبخاري، والترمذي، والنسائي بواسطة، وأحمد بن فيل البالسي، وحفيده أبو شعيب، وصالح بن علي النوفلي، ومحمد بن جبلة الرافقي، ومحمد بن يحيى بن كثير الحراني، وأبو زرعة الرازي، وطائفة.

قال أبو حاتم: صدوق، ثقة.

وقال ابن كثير الحراني: توفي سنة ثلاث وثلاثين.

وقيل غير ذلك، والأول أصح.

18 -

‌ أحمد بن عبد الله بن قيس بن سلمان بن بريدة

بن الحصيب الأسلمي المروزي.

عن النضر بن شميل، وعبد الله بن بكر، وشبابة. وعنه أبو حاتم، وقال: صدوق، كتبت عنه بالري سنة ثلاثين.

19 -

‌ أحمد بن عبد الصمد بن علي

، أبو أيوب الأنصاري الزرقي.

ص: 762

حدث ببغداد عن ابن عيينة، وعبد الله بن نمير. وعنه الحسن بن علي المعمري، وأبو القاسم البغوي، وغيرهما.

20 -

‌ أحمد بن عمار بن شادي البصري

، الوزير أبو العباس. وزير المعتصم.

كان من أهل المذار، فانتقل أبوه إلى البصرة زمن الرشيد. وكان أبو العباس موصوفا بالعفة والصدق، فاحتاج الفضل بن مروان الوزير إلى من يقوم بأمر ضياع أقطعها المعتصم، فنهض ابن عمار في ذلك، وبالغ، فطلبه الفضل ونوه بذكره، وأخذ يصف عفته للمعتصم. فلما نكب المعتصم الفضل لم تثق نفسه إلى أحد إلا إلى ابن عمار، فولاه العرض عليه، وسماه الناس وزيرا. وكان جده شادي طحانا وكذلك هو، فأثرى وكثر ماله وتقدم.

قال عون بن محمد: ولى المعتصم العرض عليه لثقته، ولما كان يصفه به الفضل، ولم يكن ممن تصلح له الوزارة ولا مخاطبة الملوك.

قال الصولي: وحدثنا أحمد بن إسماعيل قال: عرض أحمد بن عمار الكتب أربعة أشهر، وخوطب بالوزارة، ونفذت عنه الكتب، فورد يوما كتابا من عبد الله بن طاهر أحب المعتصم أن يجيب عنه سرا، فدعا ابن عمار وقال: أجب عنه بحضرتي، فلم يقم بذلك حتى أحضر بعض الكتاب. ولما رأى عجزه هم بعزله. وكان المعتصم يقول لمحمد بن عبد الملك الزيات: يا محمد ما أحوج ابن عمار إلى أن يكون مع عفته مثل فصاحتك.

قال الصولي: حدثنا محمد بن القاسم، قال: كان أحمد بن أبي دؤاد يحب بقاء أمر ابن عمار عليه، لئلا يصير الأمر إلى ابن الزيات، فإنه كان يبغضه. وقيل: إن ابن عمار كان يتصدق كل يوم بمائة دينار، مع ما هو فيه من الأمانة، فنبل بذلك عند المعتصم أيضا، وكان كثير الأموال.

قال الصولي: حدثنا أحمد بن شهريار، عن أبيه، قال: كان ابن عمار يختم في كل ثلاثة أيام ختمة، فلما عزل عن العرض رسم له بديوان الأزمة، فامتنع، واستأذن في المجاورة سنة، فأذن المعتصم له، ووصله بعشرة آلاف دينار، ثم أعطاه خمسة وعشرين ألف دينار، ففرقها بمكة.

ص: 763

توفي بالبصرة سنة ثمان وثلاثين ومائتين كهلا.

21 -

‌ أحمد بن عمران بن عيسى المري الموصلي المقرئ

.

روى جامع سفيان الثوري عن المعافى بن عمران. روى عنه عبيد الله بن أبي جعفر. وتوفي سنة خمس وثلاثين.

22 -

م:‌

‌ أحمد بن عمر بن حفص بن جهم بن واقد

، أبو جعفر الكندي الكوفي الجلاب الضرير المقرئ المعروف بالوكيعي. نزيل بغداد. والد إبراهيم.

روى عن حفص بن غياث، وابن فضيل، وأبي معاوية، وحسين الجعفي، وعبد الحميد الحماني، وجماعة. وعنه مسلم، وأبو داود في المسائل له، وإبراهيم الحربي، وأحمد بن علي القاضي المروزي، وأحمد بن علي الأبار، وأحمد بن علي الموصلي أبو يعلى، وعبد الله بن أحمد بن حنبل، ونصر بن القاسم الفرائضي، وطائفة.

وثقه ابن معين، وغيره.

ومات في صفر سنة خمسين وثلاثين.

قال العباس بن مصعب: سمعت أحمد بن يحيى الكشميهني، وكان معروفا بالفضل والعقل، يقول: سمعت أحمد بن عمر الوكيعي يقول: وليت المظالم بمرو اثنتي عشرة سنة، فلم يرد علي حكم إلا وأنا أحفظ فيه حديثا، فلم احتج إلى الرأي ولا إلى أهله.

وقد روي القراءة عن يحيى بن آدم.

23 -

خ ت ن:‌

‌ أحمد بن محمد بن موسى السمسار المروزي

، مردويه، وربما قيل فيه: أحمد بن موسى.

عن ابن المبارك، وجرير، وإسحاق الأزرق. وعنه البخاري، والترمذي، والنسائي، وقال: لا بأس به.

قال أحمد بن أبي خيثمة: مات سنة خمس وثلاثين. وممن روي عنه

ص: 764

محمد بن عمر الذهلي، وعبد الله بن محمود المروزي. وكان مكثرا عن ابن المبارك. وسمع من النضر بن محمد المروزي، شيخ يروي عن يحيى بن سعيد الأنصاري.

وقال الشيرازي: توفي سنة ثمان وثلاثين ومائتين.

24 -

‌ أحمد بن معاوية

، أبو بكر الباهلي البصري.

سمع عباد بن عباد، وأبا بكر بن عياش، وعنه محمد بن محمد الباغندي، وغيره.

قال الخطيب: لا بأس به.

25 -

‌ أحمد بن المعذل بن غيلان بن الحكم

، أبو العباس العبدي البصري المالكي الفقيه المتكلم.

قال أبو إسحاق الشيرازي: كان من أصحاب عبد الملك بن الماجشون، ومحمد بن مسلمة. وكان ورعا متبعا للسنة. وكان مفوها له مصنفات.

وقال غيره: سمع من بشر بن عمر الزهراني، وغيره، وكان بصيرا بمذهب مالك. وعليه تفقه إسماعيل القاضي وأخوه حماد، ويعقوب بن شيبة السدوسي.

وقال أبو بكر النقاش: قال لي أبو خليفة الجمحي: أحمد بن المعذل أفضل من أحمدكم، يريد أحمد بن حنبل.

وقال أبو إسحاق الحضرمي: كان أحمد بن المعذل من الفقه والسكينة والأدب والحلاوة في غاية. وكان أخوه عبد الصمد بن المعذل الشاعر يؤذيه ويهجوه. وكان أحمد يقول له: أنت كالإصبع الزائدة، إن تركت شانت، وإن قطعت آلمت.

ولأحمد بن المعذل أخبار. وكان أهل البصرة يسمونه الراهب لدينه وتعبده.

قال أبو داود: كان ابن المعذل ينهاني عن طلب الحديث.

وقال: يموت بن المزرع، عن المبرد، عن أحمد بن المعذل، قال: كنت عند ابن الماجشون، فجاءه بعض جلسائه فقال: يا أبا مروان، أعجوبة. قال: وما هي؟ قال: خرجت إلى حائطي بالغابة، فعرض لي رجل فقال: اخلع ثيابك، فأنا أولى بها. قلت: ولم؟ قال: لأني أخوك وأنا عريان. قلت:

ص: 765

فالمواساة؟ قال: قد لبستها برهة. قلت: فتعريني وتبدو عورتي؟ قال: قد روينا عن مالك أنه قال: لا بأس للرجل أن يغتسل عريانا. قلت: يلقاني الناس فيرون عورتي. قال: لو كان أحد يلقاك في هذه الطريق ما عرضت لك. قلت: أراك ظريفا، فدعني حتى أمضي إلى حائطي فأبعث بها إليك. قال: كلا، أردت أن توجه عبيدك فيمسكوني. قلت: أحلف لك. قال: لا، روينا عن مالك قال: لا تلزم الأيمان التي يحلف بها للصوص. قلت: فأحلف أني لا أحتال في يميني. قال: هذه يمين مركبة. قلت: دع المناظرة، فوالله لأوجهن بها إليك طيبة بها نفسي. فأطرق ثم قال: تصفحت أمر اللصوص من عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى وقتنا، فلم أجد لصا أخذ بنسيئة، وأكره أن أبتدع في الإسلام بدعة يكون علي وزرها ووزر من عمل بها إلى يوم القيامة، اخلع ثيابك. فخلعتها، فأخذها وانصرف.

وقال حرب الكرماني: سألت أحمد بن حنبل: أيكون من أهل السنة من قال: لا أقول مخلوق ولا غير مخلوق. قال: لا، ولا كرامة. وقد بلغني عن ابن معذل الذي يقول بهذا القول أنه فتن به ناس من أهل البصرة كثير.

وقال أبو قلابة الرقاشي: قال لي أحمد بن حنبل: ما فعل ابن معذل؟ قلت: هو على نحو ما بلغك. فقال: أما إنه لا يفلح.

وقال نصر بن علي: قال الأصمعي ومر به أحمد بن معذل فقال: لا تنتهي أو تفتق في الإسلام فتقا.

قلت: قد كان ابن المعذل من بحور العلم، لكنه لم يطلب الحديث، ودخل في الكلام، ولهذا توقف في مسألة القرآن رحمه الله.

26 -

‌ أحمد بن نصر بن مالك بن الهيثم بن عوف بن وهب

، أبو عبد الله الخزاعي المروزي البغدادي الشهيد.

كان جده مالك بن الهيثم أحد نقباء بني العباس في ابتداء الدولة السفاحية. وهو من ذرية عمرو بن لحي بن قمعة بن خندف، وإليه جماع خزاعة، ويقال لهم: بنو كعب. قال النبي صلى الله عليه وسلم: رأيت عمرو بن لحي يجر قصبه في النار؛ لأنه أول من بحر البحيرة، وسيب السائبة، وغير دين إسماعيل

وكان أحمد بن نصر شيخا جليلا، أمارا بالمعروف، قوالا بالحق، من أولاد الأمراء.

ص: 766

سمع من مالك، وحماد بن زيد، وهشيم، وسفيان بن عيينة. وروى اليسير؛ روى عنه أحمد بن إبراهيم الدورقي، وابنه عبد الله ابن الدورقي، ومعاوية بن صالح الأشعري الحافظ، ومحمد بن يوسف ابن الطباع، وجماعة. وروى أبو داود في المسائل عن رجل عنه.

وقال إبراهيم بن الجنيد: سمعت يحيى بن معين يترحم عليه ويقول: ختم الله له بالشهادة. قلت: فكتبت عنه؟ قال: نعم، كان عنده مصنفات هشيم كلها، وعن مالك أحاديث كبار. ثم قال ابن معين: كان أحمد يقول: ما دخل عليه أحد يصدقه - يعني الخليفة - سواه. ثم قال يحيى بن معين: ما كان يحدث، يقول: لست موضع ذاك.

وقال الصولي: كان أحمد بن نصر من أهل الحديث، وكان هو وسهل بن سلامة حين كان المأمون بخراسان بايعا الناس على الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، إلى أن قدم المأمون بغداد، فرفق بسهل حتى لبس السواد، وأخذ الأرزاق، ولزم أحمد بيته. ثم إن أمره تحرك ببغداد في آخر أيام الواثق، واجتمع إليه خلق يأمرون بالمعروف، إلى أن ملكوا بغداد. وتعدى رجلان من أصحابه موسرين، فبذلا مالا، وعزما على الوثوب ببغداد في شعبان سنة إحدى وثلاثين، فنم الخبر إلى إسحاق بن إبراهيم، فأخذ جماعة فيهم أحمد بن نصر وصاحباه، فقيدهما. ووجد في منزل أحدهما أعلاما. وضرب خادما لأحمد، فأقر أن هؤلاء كانوا يصيرون إليه ليلا فيعرفونه ما عملوا، فحملهم إسحاق مقيدين إلى سامراء فجلس لهم الواثق، وقال لأحمد: دع ما أخذت له. ما تقول في القرآن؟ قال: كلام الله. قال: أفمخلوق هو؟ قال: كلام الله. قال: أفترى ربك في القيامة؟ قال: كذا جاءت الرواية. قال: ويحك يرى كما يرى المحدود المتجسم، ويحويه مكان، ويحصره الناظر؟ أنا كفرت برب هذه صفته، ما تقولون فيه؟ فقال عبد الرحمن بن إسحاق، وكان قاضيا على الجانب الغربي، فعزل: هو حلال الدم. وقال جماعة من الفقهاء كقوله، فأظهر ابن أبي دؤاد أنه كاره لقتله، وقال: يا أمير المؤمنين شيخ مختل، لعل به عاهة، أو تغير عقله، يؤخر أمره ويستتاب. فقال الواثق: ما أراه إلا مؤديا لكفره، قائما بما يعتقده منه. ثم دعا بالصمصامة وقال: إذا قمت إليه فلا يقومن أحد معي، فإني

ص: 767

أحتسب خطاي إلى هذا الكافر الذي يعبد ربا لا نعبده ولا نعرفه بالصفة التي وصفه بها. ثم أمر بالنطع، فأجلس عليه وهو مقيد، وأمر بشد رأسه بحبل، وأمرهم أن يمدوه، ومشى إليه فضرب عنقه، وأمر بحمل رأسه إلى بغداد، فنصبت بالجانب الشرقي أياما، وفي الجانب الغربي أياما، وتتبع رؤساء أصحابه فسجنوا.

وقال الحسن بن محمد الحربي: سمعت جعفر بن محمد الصائغ، يقول: رأيت أحمد بن نصر حيث ضربت عنقه قال رأسه: لا إله إلا الله.

قال المروذي: سمعت أبا عبد الله وذكر أحمد بن نصر فقال: رحمه الله ما كان أسخاه، لقد جاد بنفسه.

وقال الحاكم عن القاسم بن القاسم السياري، عن شيخ له، وهو رئيس مرو أبو العباس أحمد بن سعيد بن مسعود المروزي قال: هذه نسخة الورقة المعلقة في أذن أحمد بن نصر، هذا رأس أحمد بن نصر بن مالك، دعاه عبد الله الإمام هارون إلى القول بخلق القرآن ونفي التشبيه، فأبى إلا المعاندة، فعجله الله إلى ناره. وكتب محمد بن عبد الملك.

وقيل: إن الواثق حنق عليه لأنه ذكر للواثق حديثا، فقال له الواثق: تكذب. فقال: بل أنت تكذب. وقيل: إنه قال له: يا صبي. وقيل: إنه كان يقول عن الواثق إذا خلا: فعل هذا الخنزير. وقال هذا الكافر. وبلغ ذلك الواثق، وخاف أيضا من خروجه، فقتله بحجة القول بخلق القرآن، ليومين بقيا من شعبان. وكان شيخا أبيض الرأس واللحية، وذلك في سنة إحدى وثلاثين.

قال أحمد بن كامل القاضي: أخبرني أبي أنه رآه، وأخبرني أنه وكل بالرأس من يحفظه، وأن الموكل به ذكر أنه يراه بالليل يستدير إلى القبلة بوجهه، فيقرأ سورة يس بلسان طلق. وأنه لما أخبر بذلك طلب فخاف وهرب.

قلت: هذه حكاية لا يصح إسنادها. وروي نحوها بإسناد فيه عثمان بن محمد العثماني، وهو ثقة.

وقال أبو العباس السراج: سمعت يعقوب بن يوسف المطوعي، وهو ثقة، يقول: لما جيء بالرأس نصبوه على الجسر، فكانت الريح تديره قبل القبلة، فأقعدوا له رجلا معه قصبة أو رمح، فكان إذا دار نحو القبلة أداره إلى خلاف القبلة.

وقال السراج: سمعت خلف بن سالم يقول بعدما قتل أحمد بن نصر وقيل له: ألا تسمع ما الناس فيه يا أبا محمد، يقولون: إن رأس أحمد بن نصر

ص: 768

يقرأ؟ قال: كان رأس يحيى بن زكريا يقرأ.

وقال السراج: سمعت عبد الله بن محمد يقول: حدثنا إبراهيم بن الحسن قال: رأى بعض أصحابنا أحمد بن نصر في النوم فقال: ما فعل بك ربك؟ قال: ما كانت إلا غفوة حتى لقيت الله، فضحك إلي.

وقال رجل اسمه محمد بن عبيد: رأيت أحمد بن نصر، فقلت: ما صنع الله بك؟ قال: غضبت له فأباحني النظر إلى وجهه.

قال الخطيب: لم يزل الرأس منصوبا ببغداد، والجسد مصلوبا بسر من رأى ست سنين، إلى أن أنزل وجمع، ودفن بالجانب الشرقي.

وقال غيره: دفن في شوال سنة سبع وثلاثين ومائتين، رضي الله عنه.

27 -

‌ أحمد بن أبي نافع المري الموصلي

.

عن المعافى بن عمران، وعفيف بن سالم. وعنه أبو عبد الله الدعاء.

توفي سنة خمس وثلاثين.

وهاه أبو يعلى الموصلي. له مناكير. وروى عنه علي بن الحسين بن الجنيد.

كنيته أبو سلمة.

28 -

‌ أحمد بن أبي أحمد الجرجاني

نزيل أطرابلس الشام.

حدث عن إسماعيل ابن علية، وشبابة بن سوار، وعنه هنبل بن محمد الحمصي، ومحمد بن عوف الطائي الحافظ، ومحمد بن يزيد بن عبد الصمد، وآخرون.

وقيل: اسم أبيه محمد. وكنيته أبو محمد.

أخبرنا عمر بن عبد المنعم، قال: أخبرنا عبد الصمد بن محمد حضورا في الرابعة، قال: أخبرنا علي بن مسلم الفقيه سنة ست وعشرين وخمسمائة، قال: أخبرنا الحسن بن أحمد بن أبي الحديد، قال: أخبرنا علي بن موسى السمسار، قال: أخبرنا مظفر بن حاجب الفرغاني، قال: حدثنا محمد بن يزيد، قال: حدثنا أحمد بن أبي أحمد، قال: حدثنا محمد بن يزيد الواسطي، قال:

ص: 769

أخبرنا صدقة الدقيقي، عن أبي عمران الجوني، عن أنس، قال: وقت لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم في تقليم الأظفار، وقص الشارب، وحلق العانة، أربعين يوما.

29 -

‌ إبراهيم بن أيوب الحوراني الزاهد

.

روى عن الوليد بن مسلم، وضمرة بن ربيعة، وسويد بن عبد العزيز، وأبي سليمان الداراني، وغيرهم. وعنه يعقوب الفسوي، وأحمد بن علي الأبار، وأحمد بن زبان الكندي، وغيرهم.

توفي في أحد الربيعين من سنة ثمان وثلاثين، وما أعلم فيه جرحا.

قال أحمد بن علي الأبار الحافظ: حدثنا محمد بن مقاتل الصيرفي، قال: حدثنا إبراهيم بن أيوب الحوراني قال: كان على حمص قاض طويل اللحية كنيته أبو العشق، وكان نقش خاتمه: ثبت الحب ودام، وعلى الله التمام.

قال ابن أبي حاتم: كان إبراهيم بن أيوب من العباد، رحمه الله.

30 -

‌ إبراهيم بن بشار الخراساني الصوفي

صاحب إبراهيم بن أدهم.

طال عمره وبقي إلى بعد الثلاثين. روى عن إبراهيم بن أدهم، وحماد بن زيد، والفضيل بن عياض. روى عنه: أحمد بن عون البزوري، وإبراهيم بن نصر المنصوري، وأبو العباس السراج.

وذكره ابن حبان في الثقات.

قال الدارقطني: تأخرت وفاته.

31 -

ن:‌

‌ إبراهيم بن الحجاج بن زيد السامي الناجي

، أبو إسحاق البصري.

عن أبان بن يزيد العطار، وحماد بن سلمة، وعبد العزيز بن المختار، ووهيب بن خالد، ومراجم بن العوام بن مراجم، وجماعة. وعنه النسائي بواسطة، وإبراهيم بن هاشم البغوي، وأبو بكر أحمد بن علي بن سعيد القاضي، وأبو بكر بن أبي عاصم، وأبو يعلى، وجعفر الفريابي، والحسن بن

ص: 770

سفيان، وعثمان بن خرزاذ، ومحمد بن عبدة بن حرب، ومحمد بن محمد الجذوعي القاضي، وموسى بن هارون وآخرون.

وثقه ابن حبان، وقال: مات سنة إحدى وثلاثين.

وقال موسى بن هارون: سنة ثلاث وثلاثين؛ وهو الصحيح. وقع لي من عواليه.

قال موسى: سألته عن مولده فقال: سنة ست وأربعين ومائة.

32 -

ن:‌

‌ إبراهيم بن الحجاج

، أبو إسحاق النيلي البصري. والنيل مدينة بين واسط والكوفة.

عن حماد بن زيد، وأبي عوانة، وسلام بن أبي مطيع، وغيرهم. وعنه النسائي بواسطة، وأبو يعلى، وأحمد بن علي بن سعيد القاضي، والحسن بن سفيان، وغيرهم.

ذكره ابن حبان أيضا في الثقات.

وقال ابن قانع: مات بالبصرة سنة اثنتين وثلاثين.

روى له النسائي حديثا في الأشربة.

33 -

‌ إبراهيم بن الحسن بن نجيح الباهلي المقرئ البصري

، التبان العلاف.

عن حماد بن زيد، ويونس بن حبيب. وقرأ على سلام بن سليمان الطويل. وعنه أبو حاتم، وأبو زرعة، وأبو حاتم السجستاني، وعبد الله بن أحمد بن حنبل.

قال أبو حاتم: شيخ ثقة بصير بالقرآن.

وقال محمد بن جرير: مات سنة خمس وثلاثين ومائتين.

ص: 771

34 -

د ق:‌

‌ إبراهيم بن خالد بن أبي اليمان

، أبو ثور الكلبي البغدادي، الفقيه أحد الأعلام. وقيل: كنيته أبو عبد الله، ولقبه أبو ثور.

عن ابن عيينة، وابن علية، وعبيدة بن حميد، وأبي معاوية، ووكيع، ومعاذ بن معاذ، وعبد الرحمن بن مهدي، والشافعي، ويزيد بن هارون، وجماعة.

وعنه أبو داود، وابن ماجه، ومسلم بن الحجاج خارج الصحيح، وأبو القاسم البغوي، والقاسم بن زكريا المطرز، ومحمد بن صالح بن ذريح، ومحمد بن إسحاق السراج، وأحمد بن الحسن بن عبد الجبار الصوفي، وجماعة.

قال عبد الرحمن بن خاقان: سألت أحمد بن حنبل عن أبي ثور فقال: لم يبلغني إلا خيرا إلا أنه لا يعجبني الكلام الذي يصيرونه في كتبهم.

وقال أبو بكر الأعين: سألت أحمد بن حنبل عنه، فقال: أعرفه بالسنة منذ خمسين سنة وهو عندي في مسلاخ سفيان الثوري.

وقال غيره: إن رجلا سأل أحمد بن حنبل عن مسألة فقال: سل غيرنا، سل الفقهاء، سل أبا ثور.

وقال النسائي: هو أحد الفقهاء، ثقة مأمون.

وقال ابن حبان: كان أحد أئمة الدنيا فقها وعلما وورعا وفضلا وخيرا، ممن صنف الكتب، وفرع على السنن، وذب عنها، وقمع مخاليفها.

وقال بدر بن مجاهد: قال لي سليمان الشاذكوني: اكتب رأي الشافعي، واخرج إلى أبي ثور فاكتب عنه، لا يفوتك بنفسه.

وقال أبو بكر الخطيب: كان أبو ثور أولا يتفقه بالرأي، ويذهب إلى قول أهل العراق، حتى قدم الشافعي بغداد، فاختلف إليه أبو ثور، ورجع عن الرأي إلى الحديث.

وقال أبو حاتم: هو رجل يتكلم بالرأي فيخطئ ويصيب، وليس

ص: 772

محله محل المسمعين في الحديث.

وقال عبيد بن محمد البزار صاحبه: توفي أبو ثور في صفر سنة أربعين.

35 -

م:‌

‌ إبراهيم بن دينار

، أبو إسحاق التمار.

بغدادي ثقة. سمع هشيما، ومعتمرا، وابن عيينة، وابن علية، وزياد بن عبد الله البكائي، وروح بن عبادة. وعنه مسلم، وأحمد بن أبي عوف البزوري، وأبو زرعة الرازي، وتمتام، وعبد الله بن أحمد، وأبو يعلى الموصلي، وجماعة.

توفي سنة اثنتين وثلاثين.

36 -

د:‌

‌ إبراهيم بن العلاء بن الضحاك بن المهاجر

، أبو إسحاق الزبيدي الحمصي، زبريق، والد إسحاق ومحمد.

سمع إسماعيل بن عياش، وبقية، والوليد بن مسلم، وثوابة بن عون الحموي، وجماعة. وعنه أبو داود، وأحمد بن علي الأبار، وبقي بن مخلد، وجعفر الفريابي، وحفيده عمرو بن إسحاق بن زبريق، ومحمد بن جعفر بن يحيى بن رزين الحمصي، وطائفة.

قال أبو حاتم: صدوق.

وقال ابن رزين: توفي سنة خمس وثلاثين.

37 -

‌ إبراهيم بن محمد بن سليمان الشامي

.

مجهول، لم يروِ عنه غير محمد بن الفيض الغساني، وذكر أنه توفي سنة اثنتين وثلاثين ومائتين.

ص: 773

قال أبو أحمد الحاكم: حدثنا ابن الفيض، قال: حدثنا أبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن سليمان بن بلال بن أبي الدرداء، قال: حدثني أبي، عن أبيه سليمان، عن أم الدرداء، عن أبي الدرداء، قال: لما دخل عمر الشام سأله بلال أن يقره به، ففعل ونزل داريا. ثم إنه رأى النبي صلى الله عليه وسلم وهو يقول: ما هذه الجفوة؟ أما آن لك أن تزورني، فانتبه حزينا وركب راحلته وقصد المدينة، فأتى قبر النبي صلى الله عليه وسلم، فجعل يبكي عنده ويمرغ وجهه عليه. فأقبل الحسن والحسين، فضمهما وقبلهما، فقالا: نشتهي أن نسمع أذانك. ففعل وعلا سطح المسجد، ووقف موقفه الذي كان يقف فيه، فلما أن قال: الله أكبر الله أكبر ارتجت المدينة، فلما أن قال: أشهد أن لا إله إلا الله ازدادت رجتها، فلما أن قال: أشهد أن محمدا رسول الله. خرج العواتق من خدورهن، وقيل: بُعث رسول الله صلى الله عليه وسلم. فما رُؤي يوم أكثر باكيا بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم من ذلك اليوم. إسناده جيد ما فيه ضعيف، لكن إبراهيم هذا مجهول.

38 -

ن ق:‌

‌ إبراهيم بن محمد بن العباس بن عثمان

بن شافع بن السائب بن عبيد بن عبد يزيد بن هاشم بن المطلب بن عبد مناف بن قصي بن كلاب، أبو إسحاق القرشي المطلبي ابن عم الشافعي، المكي.

سمع أباه، وفضيل بن عياض، وجده لأمه محمد بن علي بن شافع، والمنكدر بن محمد بن المنكدر، وحماد بن زيد، وعبد العزيز بن أبي حازم، وابن عيينة، وجماعة. وعنه ابن ماجه. والنسائي بواسطة، وأحمد بن سيار المروزي، وأبو بكر بن أبي عاصم، وبقي بن مخلد، ومطين.

وثقه النسائي، وغيره. ومات سنة سبع أو ثمان وثلاثين.

39 -

د:‌

‌ إبراهيم بن محمد بن خازم

، مولى بني سعد، أبو إسحاق ولد أبي معاوية الضرير الكوفي.

عن أبيه، وأبي بكر بن عياش، ويحيى بن عيسى الرملي. وعنه أبو داود. وبقي بن مخلد، وعبيد بن غنام، ومحمد بن عثمان بن أبي شيبة، ومطين، والحسن بن سفيان، وجماعة

ص: 774

قال أبو زرعة: صدوق صاحب سنة.

مات سنة ست وثلاثين.

40 -

‌ إبراهيم بن محمد بن البختري

، أبو إسحاق الموصلي.

عن شريك، وأبي عوانة، وحماد بن زيد. وعنه إبراهيم بن الهيثم الزهيري، وأبو نصر الخفاف، وغيرهما.

توفي سنة ست أيضا.

41 -

م:‌

‌ إبراهيم بن محمد بن عرعرة بن البرند بن النعمان

بن علجة بن الأقفع بن كزمان بن الحارث بن حارثة بن مالك بن سعد بن عبيدة بن الحارث بن سامة بن لؤي بن غالب، أبو إسحاق القرشي السامي البصري. نزيل بغداد.

عن جعفر بن سليمان الضبعي، وحرمي بن عمارة، والخليل بن أحمد المزني، وعبد الرحمن بن مهدي، ويحيى القطان، وعبد الرزاق، وعبد الوهاب الثقفي، وجده عرعرة، وغندر، وطائفة. وعنه مسلم، وإبراهيم الحربي، وأحمد بن أبي خيثمة، وأبو زرعة الرازي، وأبو حاتم، وأبو يعلى، وأحمد بن الحسن الصوفي، وآخرون.

قال أبو حاتم: صدوق.

وقال محمد بن عبيد الله: كنت عند أحمد بن حنبل، فقيل له: إنهم يكتبون عن إبراهيم بن عرعرة، فقال: أف، لا يبالون عمن كتبوا.

وروى الأثرم، عن أحمد أنه غمز ابن عرعرة.

وقال علي بن الحسين بن حبان: وجدت بخط أبي: قلت لابن معين: ابن عرعرة؟ فقال: ثقة معروف مشهور بالطلب، كيس الكتاب، ولكنه يفسد نفسه. يدخل في كل شيء.

وقال ابن عدي: حدثنا القاسم بن صفوان البرذعي قال: قال لنا عثمان بن خرزاذ: أحفظ من رأيت أربعة، فذكر إبراهيم بن عرعرة منهم

ص: 775

قال موسى بن هارون: مات لسبع بقين من رمضان سنة إحدى وثلاثين.

42 -

د:‌

‌ إبراهيم بن مخلد الطالقاني

.

عن رشدين بن سعد، وابن المبارك، وعبد الرحمن بن مغراء، وأبي بكر بن عياش، وجماعة. وعنه أبو داود، وأبو الزنباع المصري، ومحمد بن منصور الطوسي، وغيرهم.

43 -

خ ت ن ق:‌

‌ إبراهيم بن المنذر بن عبد الله بن المنذر بن المغيرة

بن عبد الله بن خالد بن حزام بن خويلد بن أسد، أبو إسحاق الأسدي المدني المعروف بالحزامي. وخالد هو أخو حكيم بن حزام.

كان إبراهيم بن المنذر من أئمة الحديث بالمدينة. روى عن سفيان بن عيينة، وابن وهب، ومعن بن عيسى، وابن أبي فديك، وأبي ضمرة، والوليد بن مسلم، وخلق كثير. وعنه البخاري، وابن ماجه، والترمذي، والنسائي بواسطة، وأحمد بن إبراهيم البسري، وثعلب النحوي، وبقي بن مخلد، وابن أبي الدنيا، وأبو جعفر محمد بن أحمد الترمذي، ومحمد بن إبراهيم البوشنجي، ومطين، ومسعدة بن سعد العطار، وخلق.

قال صالح جزرة: صدوق، وكذا قال أبو حاتم.

وقال عثمان الدارمي: رأيت يحيى بن معين كتب عن إبراهيم بن المنذر أحاديث ابن وهب ظننتها المغازي.

وقال عبدان بن أحمد الهمذاني: سمعت أبا حاتم يقول: إبراهيم بن المنذر أعرف بالحديث من إبراهيم بن حمزة، إلا أنه خلط في القرآن. جاء إلى أحمد بن حنبل فاستأذن عليه، فلم يأذن له، وجلس حتى خرج فسلم عليه، فلم يرد عليه السلام.

وقال الأثرم: سمعت أبا عبد الله يقول: أي شيء يبلغني عن الحزامي؟ لقد جاءني بعد قدومه من العسكر، فلما رأيته أخذتني - أخبرك - الحمية،

ص: 776

فقلت: ما جاء بك إلي؟ قالها أبو عبد الله بانتهار. قال: فخرج فلقي أبا يوسف، يعني عمه، فجعل يعتذر.

قال يعقوب الفسوي: مات في المحرم سنة ست وثلاثين.

وقيل: حفظ عن مالك مسألة.

44 -

‌ إبراهيم بن موسى الوردولي الفقيه

، شيخ أصحاب الرأي بجرجان.

رحل وطلب العلم؛ وسمع من فضيل بن عياض، ومعتمر بن سليمان، وعبد الله بن المبارك، وسفيان، وجماعة. وعنه عبد الرحمن بن عبد المؤمن المهلبي، وأحمد بن حفص السعدي، وغيرهما.

45 -

‌ إبراهيم بن مهران

، أبو إسحاق المروزي.

حدث ببغداد عن الليث بن سعد، وشريك، وابن لهيعة. وعنه عبد الله بن أحمد بن حنبل، وموسى بن هارون، وعمر بن حفص السدوسي.

46 -

‌ إبراهيم بن أبي الليث نصر

، أبو إسحاق.

بغدادي ضعيف. روى عن فرج بن فضالة، وعبيد الله الأشجعي، وعنه أحمد بن حنبل، وابنه عبد الله، وأبو يعلى الموصلي، وغيرهم.

وقال ابن عدي: أرجو أنه لا بأس به.

قال أبو حاتم: كان ابن معين يحمل عليه، والقواريري أحب إلي منه.

وقال الخطيب: هو ترمذي الأصل، يروي أيضا عن شريك، وهشيم. وعنه ابن المديني، وإبراهيم بن هانئ.

وقال أبو حاتم: كان أحمد يجمل القول فيه.

قلت: ثم توقف علي في الرواية عنه.

وقال أبو داود: سمعت يحيى بن معين يقول: أفسد نفسه في خمسة

ص: 777

أحاديث عنده، لو كانت بالجبل لكان ينبغي أن يرحل فيها. ثم قال أبو داود: صدق.

وقال عبد الله بن أحمد الدورقي: كنا نختلف إلى إبراهيم بن نصر بن أبي الليث سنة ست عشرة ومائتين أنا وأبي وابن معين ومحمد بن نوح وأحمد بن حنبل، في غير مجلس، نسمع منه تفسير الأشجعي، فكان يقرؤه علينا من صحيفة كبيرة. فأول ما فطن له أبي أنه كذاب، فقال له أبي: يا أبا إسحاق هذه الصحيفة كأنها أصل الأشجعي؟ فقال: نعم، كانت له نسختان، فوهب لي نسخة. فسكت أبي، فلما خرجنا قال أبي: يا بني، ذهب عناؤنا إلى هذا الشيخ باطلا. الأشجعي كان رجلا فقيرا، وكان يوصل، وقد رأيناه وسمعنا منه. من أين كان يمكنه أن يكون له نسختان؟ فلا تقل شيئا، وسكت. فلم يزل أمره مستورا حتى حدث بحديث أبي الزبير، عن جابر في الرؤية، وأقبل يتبع كل حديث فيه رؤية يدعيه. فأنكر عليه ابن معين لكثرة ما ادعى. وحدث بحديث عون بن مالك: إن الله إذا تكلم تكلم بثلاثمائة لسان. فقال يحيى: هذا الحديث أنكر على نعيم الفارض، من أين سمع هذا من الوليد بن مسلم؟ فجاء رجل خراساني فقال: أنا دفعته إلى إبراهيم بن أبي الليث في رقعة تلك الجمعة. فقال ابن معين: لا يسقط حديث رجل برجل واحد. فلما كان بعد قليل حدث بأحاديث حماد بن سلمة، عن يعلى بن عطاء، عن وكيع بن عدس: أين كان ربنا قبل أن يخلق السماوات والأرض، وضحك ربنا. فحدث بها عن هشيم، عن يعلى. فقال يحيى بن معين: إبراهيم بن أبي الليث كذاب، سرق الحديث.

قال إبراهيم بن عبد الله بن الجنيد: سمعت يحيى يقول: صاحب الأشجعي كذاب خبيث.

وقال يعقوب بن شيبة: كان أصحابنا كتبوا عن إبراهيم بن أبي الليث، ثم تركوه؛ لأنه روى أحاديث موضوعة. وقد سمعت يحيى بن معين يقول: هو يكذب في الحديث.

وقال الفلاس: كان يكذب، وكذا قال جزرة.

توفي سنة أربع وثلاثين.

ص: 778

47 -

‌ إبراهيم بن هشام بن يحيى بن يحيى

، أبو إسحاق الغساني الدمشقي.

عن أبيه، ومعروف الخياط، وعبد الله بن عياض الإسكندراني، وسويد بن عبد العزيز، وشعيب بن إسحاق. وقيل: إنه روى عن سعيد بن عبد العزيز. روى عنه ابنه أبو حارثة أحمد، ويعقوب الفسوي، وأبو زرعة الدمشقي، وأحمد بن علي الأبار، وجعفر الفريابي، والحسن بن سفيان، ومحمد بن الحسن بن قتيبة العسقلاني، وطائفة سواهم.

ولد سنة خمسين ومائة. وهو صاحب حديث أبي ذر الطويل. تفرد به، عن أبيه، عن جده. قال الطبراني: لم يروه عن يحيى إلا ولده، وهم ثقات.

وذكره ابن حبان في الثقات. وخرج حديثه الطويل وصححه.

وأما ابن أبي حاتم فقال: قلت لأبي: لم لا تحدث عن إبراهيم بن هشام الغساني؟ فقال: ذهبت إلى قريته، فأخرج إلي كتابا، زعم أنه سمعه من سعيد بن عبد العزيز، فنظرت فيه فإذا فيه أحاديث ضمرة، عن ابن شوذب، ورجاء بن أبي سلمة. فنظرت إلى حديث فاستحسنته من حديث الليث بن سعد، عن عقيل، فقلت له: اذكر هذا. فقال: حدثنا سعيد بن عبد العزيز، عن ليث بن سعد، عن عقيل بالكسر. ورأيت في كتابه أحاديث عن سويد بن عبد العزيز، عن مغيرة، فقلت: هذه أحاديث سويد، فقال: حدثنا سعيد بن عبد العزيز، عن سويد. وأظنه لم يطلب العلم وهو كذاب. قال عبد الرحمن: فذكرت لعلي بن الحسين بن الجنيد بعض هذا عن أبي، فقال: صدق أبو حاتم، ينبغي أن لا يحدث عنه.

قال محمد بن الفيض: مات سنة ثمان وثلاثين.

وقال ابن الجوزي: قال أبو زرعة: كذاب.

ص: 779

48 -

ن:‌

‌ إبراهيم بن يوسف بن ميمون بن قدامة

، وقيل: ابن رزين، أبو إسحاق الباهلي البلخي المعروف بالماكياني. وماكيان من قرى بلخ، وهو أخو عصام ومحمد.

عن حماد بن زيد، وأبي الأحوص، وخالد الطحان، ومالك، وشريك، وإسماعيل بن جعفر، وإسماعيل بن عياش، وهشيم، وطائفة. وعنه النسائي، ومحمد بن كرام شيخ الكرامية، وحامد بن سهل البخاري، وجعفر بن محمد بن سوار الحافظ، ومحمد بن عبد الله بن يوسف الدويري، ومحمد بن المنذر شكر الهروي، وأحمد بن قدامة البلخي، وزكريا السجزي خياط السنة، ومحمد بن محمد بن الصديق البلخي، وخلق سواهم.

وثقه النسائي، وابن حبان.

وقال ابن حبان: كان ظاهر مذهبه الإرجاء، واعتقاده في الباطن السنة؛ سمعت أحمد بن محمد، قال: سمعت محمد بن داود الفوغي يقول: حلفت أني لا أكتب إلا عمن يقول: الإيمان قول وعمل. فأتيت إبراهيم بن يوسف فأخبرته، فقال: اكتب عني، فإني أقول: الإيمان قول وعمل.

وقال عبد الرحمن بن أبي حاتم في كتاب الرد على الجهمية: حدثني عيسى ابن بنت إبراهيم بن طهمان، قال: كان إبراهيم بن يوسف شيخا جليلا من أصحاب الرأي، طلب الحديث بعد أن تفقه في مذهبهم، فأدرك ابن عيينة، ووكيعا. فسمعت محمد بن محمد بن الصديق يقول: سمعته يقول: القرآن كلام الله، ومن قال مخلوق فهو كافر، بانت منه امرأته، ومن وقف فهو جهمي.

وقال أبو يعلى الخليلي: روى عن مالك، عن نافع، عن ابن عمر: كل مسكر خمر. ولم يسمع منه غيره، وذلك أنه حضر ليسمع منه وقتيبة حاضر، فقال لمالك: إن هذا يرى الإرجاء. فأمر أن يقام من المجلس، ولم

ص: 780

يسمع منه غير هذا الحديث. ووقع له بهذا مع قتيبة عداوة، فأخرجه من بلخ، فنزل قرية بغلان.

قلت: وكان إبراهيم بن يوسف شيخ بلخ وعالمها في زمانه.

مات لأربع بقين من جمادى الأولى سنة تسع وثلاثين.

49 -

‌ إدريس بن سليمان بن يحيى بن أبي حفصة

يزيد مولى مروان بن الحكم اليمامي الشاعر، أخو مروان بن أبي حفصة.

شاعر مفلق بديع القول. فضله بعضهم على أخيه. وقد عاش بعد أخيه دهرا طويلا. مدح الواثق، والمتوكل، وآل طاهر. روى عنه أحمد بن أبي خيثمة، ويحيى بن علي المنجم. وكان الواثق يقول: ما مدحني شاعر بمثل ما مدحني به إدريس. وكان أعور، ويكنى أبا سليمان.

قال أبو هفان: هو أشعر من مروان.

وأنشد المبرد لإدريس من قصيدة:

يقول أناس إن مصر بعيدة وما بعدت مصر وفيها ابن طاهر وأبعد من مصر رجال نعدهم بحضرتنا معروفهم غير حاضر عن الخير موتى ما تبالي أزرتهم على طمع، أم زرت أهل المقابر

50 -

‌ أزداد بن جميل بن السبال

.

عن إسرائيل، وأبي جعفر الرازي، ومالك. وعنه علي بن الحسين بن حبان، وعبد الله بن إسحاق المدائني، وابن ناجية، وعمر بن أيوب السقطي.

ذكره الخطيب هكذا، ولم يتكلم فيه.

51 -

ع إلا ق:‌

‌ إسحاق بن إبراهيم بن مخلد بن إبراهيم

بن عبد الله بن مطر بن عبيد الله بن غالب بن وارث بن عبيد الله بن عطية بن مرة بن كعب بن همام بن أسد بن مرة بن عمرو بن حنظلة بن مالك بن زيد مناة بن تميم.

أنبأني بنسبه هذا أبو الغنائم القيسي، قال: أخبرنا أبو اليمن الكندي، قال: أخبرنا أبو منصور، قال: أخبرنا الخطيب أبو بكر، قال: حدثني أبو الخطاب العلاء بن أبي المغيرة بن أحمد بن حزم، عن ابن عمه أبي محمد علي بن

ص: 781

أحمد بن سعيد ابن حزم، قال: إسحاق بن راهويه هو إسحاق بن إبراهيم، فذكره.

قلت: هو أحد الأئمة الأعلام المتبوعين، أبو يعقوب التميمي الحنظلي المروزي الإمام، نزيل نيسابور وعالمها.

ولد سنة إحدى وستين ومائة. وسمع من عبد الله بن المبارك سنة بضع وسبعين، فترك الرواية عنه لكونه لم يتقن الأخذ عنه كما يحب. وارتحل في طلب العلم سنة أربع وثمانين.

قال علي بن إسحاق بن راهويه، فيما رواه عنه عثمان بن جعفر اللبان: ولد أبي من بطن أمه مثقوب الأذنين، فمضى جدي راهويه إلى الفضل بن موسى، فسأله عن ذلك، فقال: يكون ابنك رأسا إما في الخير، وإما في الشر.

وقال أحمد بن سلمة: سمعت إسحاق بن إبراهيم يقول: قال لي عبد الله بن طاهر: لم قيل لك ابن راهويه؟ وما معنى هذا؟ وهل تكره أن يقال لك هذا؟ قلت: إن أبي ولد في طريق مكة، فقالت المراوزة: راهويه، بأنه ولد في الطريق. وكان أبي يكره هذا، وأما أنا فلست أكرهه.

سمع إسحاق قبل الرحلة من ابن المبارك، والفضل السيناني، وأبي تميلة يحيى بن واضح، وعمر بن هارون، والنضر بن شميل. وفي الرحلة من جرير بن عبد الحميد، وسفيان بن عيينة، وعبد العزيز الدراوردي، وفضيل بن عياض، ومعتمر بن سليمان، وعيسى بن يونس، وعبد العزيز بن عبد الصمد العمي، وابن علية، وأسباط بن محمد، وبقية بن الوليد، وحاتم بن إسماعيل، وحفص بن غياث، وأبي خالد الأحمر سليمان بن حيان، وشعيب بن إسحاق، وعبد الله بن إدريس، وعبد الأعلى بن عبد الأعلى، وعبد الرحمن بن مهدي، وعبد الرزاق، وعبد الوهاب الثقفي، وعتاب بن بشير الجزري، وأبي معاوية، وغندر، وابن فضيل، والوليد بن مسلم، وأبي بكر بن عياش، وخلق سواهم.

وعنه الجماعة سوى ابن ماجه، وأحمد بن حنبل، ويحيى بن معين قريناه، ويحيى بن آدم شيخه، ومحمد بن يحيى الذهلي، وإسحاق الكوسج، وأحمد بن سلمة، وإبراهيم بن أبي طالب، وموسى بن هارون، وعبد الله بن محمد بن شيرويه، ومحمد بن رافع، والحسن بن سفيان، ومحمد بن نصر المروزي،

ص: 782

وابنه محمد بن إسحاق، وجعفر الفريابي، وإسحاق بن إبراهيم النيسابوري البشتي، وخلق آخرهم أبو العباس السراج.

أخبرنا أبو المعالي الأبرقوهي، قال: أخبرنا الفتح بن عبد الله الكاتب، قال: أخبرنا محمد بن عمر القاضي، ومحمد بن أحمد الطرائفي، ومحمد بن علي ابن الداية، قالوا: أخبرنا أبو جعفر محمد ابن المسلمة، قال: أخبرنا أبو الفضل عبيد الله الزهري، قال: أخبرنا جعفر بن محمد، قال: حدثنا إسحاق بن راهويه، قال: أخبرنا عيسى بن يونس، قال: حدثنا الأوزاعي، عن هارون بن رئاب أن عبد الله بن عمرو لما حضرته الوفاة خطب إليه رجل ابنته فقال: إني قد قلت فيه قولا شبيها بالعدة، وإني أكره أن ألقى الله بثلث النفاق.

وأخبرنا عبد الله بن يحيى، وجماعة إجازة، قالوا: أخبرنا إبراهيم بن بركات، قال: أخبرنا أبو القاسم الحافظ، قال: أخبرنا أبو القاسم النسيب، قال: أخبرنا أبو بكر الخطيب، قال: أخبرنا علي بن أحمد الرزاز، قال: أخبرنا جعفر بن محمد بن الحكم، قال: أخبرنا أحمد بن علي الأبار ح وأنبأنا ابن علان، قال: أخبرنا الكندي، قال: حدثنا القزاز، قال: حدثنا الخطيب، قال: أخبرنا الحسن بن الحسين بن رامين الإستراباذي القاضي، قال: أخبرنا أحمد بن محمد بن بندار الإستراباذي، قال: حدثنا عبد الله بن إسحاق المدائني قالا: حدثنا الوليد بن شجاع، قال: حدثني بقية، عن إسحاق بن راهويه، عن المعتمر بن سليمان، عن ابن فضاء، عن أبيه، عن علقمة بن عبد الله، قال: نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن كسر سكة المسلمين الجائزة إلا من بأس.

وقد روى عن إسحاق أبو العباس السراج كما قدمنا، وعاش بعد بقية مائة وست عشرة سنة.

وقال عبد الله بن أحمد بن حنبل: حدثنا أبي، قال: سمعت إسحاق بن راهويه يروي عن عيسى بن يونس، قال: لو أردت أبا بكر بن أبي مريم على أن يجمع لي فلانا وفلانا لفعل، يعني: يقول عن راشد بن سعد، وضمرة، وحبيب

ص: 783

ابن عبيد. قال عبد الله: لم يرو أبي عن إسحاق غير هذا. وقال موسى بن هارون: قلت لإسحاق: من أكبر، أنت أو أحمد؟ فقال هو أكبر مني في السن وغيره. وكان مولد إسحاق في سنة ست وستين ومائة فيما يرى موسى.

وقال محمد بن رافع: قال لي إسحاق: كتب عني يحيى بن آدم ألفي حديث.

وقال حاشد بن مالك: سمعت وهب بن جرير يقول: جزى الله إسحاق بن راهويه، وصدقة، يعني ابن الفضيل، ويعمر عن الإسلام خيرا، أحيوا السنة بالمشرق، يعمر هو ابن بشر.

وقال نعيم بن حماد: إذا رأيت الخراساني يتكلم في إسحاق بن راهويه فاتهمه في دينه.

وقال أحمد بن حفص السعدي: قال أحمد وأنا حاضر: لم يعبر الجسر إلى خراسان مثل إسحاق، وإن كان يخالفنا في أشياء، فإن الناس لم يزل يخالف بعضهم بعضا.

وقال محمد بن أسلم الطوسي حين مات إسحاق: ما أعلم أحدا كان أخشى لله من إسحاق، يقول الله تعالى:{إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ} . وكان أعلم الناس. ولو كان سفيان الثوري في الحياة لاحتاج إلى إسحاق.

وقال أحمد بن سعيد الرباطي: لو كان الثوري، والحمّادان في الحياة لاحتاجوا إلى إسحاق في أشياء كثيرة.

وقال الدَّارمي: ساد إسحاق أهل المشرق والمغرب بصدقه.

وعن أحمد بن حنبل، وذكر إسحاق فقال: لا أعرف له بالعراق نظيرا.

وقال حنبل: سمعت أحمد بن حنبل، وسئل عن إسحاق بن راهويه، فقال: مثل إسحاق يسأل عنه؟ إسحاق عندنا إمام.

وقال النسائي: إسحاق بن راهويه أحد الأئمة، ثقة مأمون. سمعت سعيد بن ذؤيب يقول: ما أعلم على وجه الأرض مثل إسحاق.

ص: 784

وقال ابن خزيمة: والله لو كان إسحاق في التابعين لأقروا له بحفظه وعلمه وفقهه.

وقال علي بن خشرم: حدثنا ابن فضيل، عن ابن شبرمة، عن الشعبي قال: ما كتبت سوداء في بيضاء إلى يومي هذا، ولا حدثني رجل بحديث قط إلا حفظته. فحدثت بهذا إسحاق بن راهويه فقال: تعجب من هذا؟ قلت: نعم. قال: ما كنت أسمع شيئا إلا حفظته وكأني أنظر في سبعين ألف حديث، أو قال: أكثر من سبعين ألف حديث في كتبي.

وقال أبو داود الخفاف: سمعت إسحاق بن راهويه يقول: لكأني أنظر إلى مائة ألف حديث في كتبي، وثلاثين ألفا أسردها.

قال: وأملى علينا إسحاق أحد عشر ألف حديث من حفظه ثم قرأها علينا، فما زاد حرفا، ولا نقص حرفا. رواها ابن عدي، عن يحيى بن زكريا بن حيويه، سمع أبا داود فذكرها.

وعن إسحاق قال: ما سمعت شيئا إلا وحفظته، ولا حفظت شيئا قط فنسيته.

وقال أبو يزيد محمد بن يحيى: سمعت إسحاق يقول: أحفظ سبعين ألف حديث عن ظهر قلب.

وقال أحمد بن سلمة: سمعت أبا حاتم الرازي يقول: ذكرت لأبي زرعة إسحاق بن راهويه وحفظه، فقال أبو زرعة: ما رؤي أحفظ من إسحاق. قال أبو حاتم: والعجب من إتقانه وسلامته من الغلط، مع ما رزق من الحفظ. قال: فقلت لأبي حاتم: إنه أملى التفسير عن ظهر قلبه. فقال أبو حاتم: وهذا أعجب، فإن ضبط الأحاديث المسندة أسهل وأهون من ضبط أسانيد التفسير وألفاظها.

وقال إبراهيم بن أبي طالب: فاتني عن إسحاق مجلس من مسنده، وكان يمله حفظا، فترددت إليه مرارا ليعيده، فيعتذر. فقصدته يوما لأسأله إعادته، وقد حمل إليه حنطة من الرستاق، فقال لي: تقوم عندهم وتكتب وزن هذه الحنطة، فإذا فرغت أعدت لك. ففعلت ذلك، فسألني عن أول حديث من المجلس، ثم اتكأ على عضادة الباب، فأعاد المجلس حفظا، وكان قد أملى المسند كله حفظا.

ص: 785

قال البرقاني: قرأنا على أبي أحمد بن إبراهيم الخورازمي بها: حدثكم أبو محمد عبد الله بن أبي القاضي، قال: سمعت إسحاق - يعني ابن راهويه - يقول: تاب رجل من الزندقة، وكان يبكي ويقول: كيف تقبل توبتي، وقد زورت أربعة آلاف حديث تدور في أيدي الناس.

وقال أبو عبد الله بن الأخرم: سمعت محمد بن إسحاق بن راهويه يقول: دخلت على أحمد بن حنبل، فقال: أنت ابن أبي يعقوب؟ قلت: بلى. قال: أما إنك لو لزمته كان أكثر لفائدتك، فإنك لم تر مثله.

وقال أبو داود: تغير إسحاق قبل أن يموت بخمسة أشهر، وسمعت منه في تلك الأيام فرميت به.

وقال قتيبة: الحفاظ بخراسان؛ إسحاق بن راهويه، ثم عبد الله الدارمي، ثم محمد بن إسماعيل.

وقال أحمد بن يوسف السلمي: سمعت يحيى بن يحيى يقول: قالت لي امرأتي: كيف تقدم إسحاق بين يديك، وأنت أكبر منه؟ قلت: إسحاق أكثر علما مني وأنا أسن منه.

وقال عبد الله بن أحمد بن شبويه: سمعت أحمد بن حنبل يقول: إسحاق لم يلق مثله.

وعن فضل بن عبد الله الحميري: سألت أحمد بن حنبل عن رجال خراسان، فقال: إسحاق فلم ير مثله، وأما الحسين بن عيسى البسطامي ففقيه، وأما إسماعيل بن سعيد الشالنجي ففقيه عالم. وأما أبو عبد الله العطار، فبصير بالعربية والنحو، وأما محمد بن أسلم، فلو أمكنتني زيارته لزرته.

وقال أحمد بن سلمة: قلت لأبي حاتم: أقبلت على قول أحمد بن حنبل، وإسحاق؟ فقال: لا أعلم في دهر ولا عصر مثل هذين الرجلين.

وقال داود بن الحسين البيهقي: سمعت إسحاق الحنظلي، يقول: دخلت على عبد الله بن طاهر الأمير، وفي كمي تمر آكله. فنظر إلي، وقال: يا أبا يعقوب إن لم يكن تركك للرياء من الرياء، فما في الدنيا أقل رياء منك.

. وقال أحمد بن سعيد الرباطي في إسحاق بن راهويه:

ص: 786

قربي إلى الله دعاني إلى حب أبي يعقوب إسحاق لم يجعل القرآن خلقا كما قد قاله زنديق فساق يا حجة الله على خلقه في سنة الماضين للباقي أبوك إبراهيم محض التقى سباق مجد وابن سباق وقال أحمد بن كامل: أخبرنا أبو يحيى الشعراني أن إسحاق توفي سنة ثمان وثلاثين ومائتين، وأنه كان يخضب بالحناء. وقال: ما رأيت بيده كتابا قط، وما كان يحدث إلا حفظا. وقال: كنت إذا ذاكرت إسحاق العلم وجدته فردا، فإذا جئت إلى أمر الدنيا رأيته لا رأي له.

وقال أحمد بن سلمة: سمعت إسحاق الحنظلي، رضي الله عنه يقول: ليس بين أهل العلم اختلاف أن القرآن كلام الله وليس بمخلوق. وكيف يكون شيء خرج من الرب عز وجل مخلوقا؟

وقال السراج: سمعت إسحاق الحنظلي يقول: دخلت على طاهر بن عبد الله وعنده منصور بن طلحة، فقال لي منصور: يا أبا يعقوب، تقول إن الله ينزل كل ليلة؟ قلت: نؤمن به، إذا أنت لا تؤمن أن لك في السماء ربا لا تحتاج أن تسألني عن هذا. فقال له طاهر: ألم أنهك عن هذا الشيخ؟.

وقال أبو داود: سمعت ابن راهويه يقول: من قال: لا أقول مخلوق ولا غير مخلوق فهو جهمي.

وعن إسحاق بن راهويه قال: إذا قال لك الجهمي: كيف ينزل ربنا إلى سماء الدنيا؟ فقل: كيف صعد؟

وقال الدولابي: قال محمد بن إسحاق بن راهويه: ولد أبي سنة ثلاث وستين ومائة، وتوفي ليلة نصف شعبان سنة ثمان وثلاثين.

قال: وفيه يقول الشاعر:

يا هدة ما هددنا ليلة الأحد في نصف شعبان لا تنسى بد الأبد وقال البخاري: توفي ليلة نصف شعبان، وله سبع وسبعون سنة.

قال الخطيب: فهذا يدل على أن مولده كان في سنة إحدى وستين.

ص: 787

وقال أبو عمرو المستملي النيسابوري: أخبرني علي بن سلمة الكرابيسي، وهو من الصالحين قال: رأيت ليلة مات إسحاق الحنظلي: كأن قمرا ارتفع من الأرض إلى السماء من سكة إسحاق، ثم نزل فسقط في الموضع الذي دفن فيه إسحاق، قال: ولم أشعر بموته، فلما غدوت إذ بحفار يحفر قبر إسحاق في الموضع الذي رأيت القمر وقع فيه.

وقال الحاكم: إسحاق بن راهويه، وابن المبارك، ومحمد بن يحيى، هؤلاء دفنوا كتبهم.

52 -

‌ إسحاق بن إبراهيم بن العلاء بن الضحاك

بن المهاجر أبو يعقوب الزبيدي الحمصي، ابن زبريق.

عن بقية، وزيد بن يحيى بن عبيد، وأبي مسهر، وأبي المغيرة عبد القدوس، وغيرهم. وعنه إبراهيم الجوزجاني، وعثمان الدارمي، ويحيى بن عثمان المصري، ويعقوب الفسوي، وآخر من حدث عنه يحيى بن محمد بن عمروس المصري.

قال أبو حاتم: لا بأس به، سمعت ابن معين أثنى عليه خيرا.

وقال النسائي: ليس بثقة.

وقال أبو داود: ليس بشيء.

وكذبه محمد بن عوف.

قلت: وقد روى عنه البخاري في كتاب الأدب، ومات بمصر في رمضان سنة ثمان وثلاثين، وهو أخو محمد بن إبراهيم، وقد مر أبوهما آنفا.

قال أبو حاتم بعد قوله: لا بأس به: لكنهم يحسدونه.

ص: 788

53 -

‌ إسحاق بن إبراهيم بن مصعب الخزاعي الأمير

، ابن عم طاهر بن الحسين الأمير. وكان يعرف بصاحب الجسر.

ولي إمرة بغداد مدة طويلة، أكثر من ثلاثين سنة، وعلى يده امتحن العلماء بأمر المأمون وأكرهوا على القول بخلق القرآن. وكان خبيرا صارما سائسا حازما وافر العقل، جوادا ممدحا، له مشاركة في العلم.

حكى المسعودي في ذكر وفاته قال: حدث عنه موسى بن صالح بن شيخ بن عميرة أنه رأى النبي صلى الله عليه وسلم في النوم يقول له: أطلق القاتل. فارتاع وأمر بإحضار السندي وعياش، فسألهما: هل عندكما من قتل؟ قال عياش: نعم. وأحضروا رجلا، فقال: إن صدقتني أطلقتك. فابتدأ يحدثه بخبره، فذكر أنه هو وجماعة كانوا يفعلون الفواحش، فلما كان أمس جاءتهم عجوز تختلف إليهم للفساد، فجاءتهم بصبية بارعة الجمال. فلما توسطت الدار صرخت صرخة وغشي عليها، فبادرت إليها فأدخلتها بيتا، وسكنت روعها، فقالت: الله الله في يا فتيان، خدعتني هذه وأخذتني بزعمها إلى عرس، فهجمت بي عليكم، وجدي رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأمي فاطمة، فاحفظوهما في. فخرجت إلى أصحابي فعرفتهم، فقالوا: بل قضيت إربك. وبادروا إليها، فحلت بينهم وبينها، إلى أن تفاقم الأمر، ونالتني جراح، فعمدت إلى أشدهم في أمرها فقتلته وأخرجتها. فقالت: سترك الله كما سترتني. فدخل الجيران وأخذت. فأطلقه إسحاق.

توفي لست بقين من ذي الحجة سنة خمس وثلاثين ومائتين. وولي بعده ابنه محمد، ذكره ابن النجار في تاريخه.

54 -

‌ إسحاق بن إبراهيم بن ميمون

، أبو محمد التميمي الموصلي النديم صاحب الغناء.

كان إليه المنتهى في معرفة الموسيقى، وله أدب وافر، وشعر رائق. وكان عالما بالأخبار وأيام الناس، وغير ذلك من الفقه والحديث واللغة، وفنون العلم.

سمع من مالك، وهشيم، وسفيان بن عيينة، وبقية، وأبي معاوية،

ص: 789

والأصمعي، وجماعة. وعنه ابنه حماد الراوية، والأصمعي شيخه، والزبير بن بكار، وأبو العيناء، وميمون بن هارون، ويزيد بن محمد المهلبي، وآخرون. وولد سنة خمسين ومائة أو بعدها.

قال إبراهيم الحربي: كان ثقة عالما.

وقال الخطيب: كان حلو النادرة، حسن المعرفة، جيد الشعر، مذكورا بالسخاء. له كتاب الأغاني الذي رواه عنه ابنه حماد.

وعن إسحاق الموصلي قال: بقيت دهرا من عمري أغلس كل يوم إلى هشيم، أو غيره من المحدثين، ثم أصير إلى الكسائي، أو الفراء، أو ابن غزالة فأقرأ عليه جزءا من القرآن، ثم إلى أبي منصور زلزل فيضاربني طريقتين أو ثلاثة، ثم آتي عاتكة بنت شهدة، فآخذ منها صوتا أو صوتين، ثم آتي الأصمعي وأبا عبيدة فأناشدهما وأستفيد منهما. فإذا كان العشي، رحت إلى أمير المؤمنين الرشيد.

وكان ابن الأعرابي يصف إسحاق النديم بالعلم والصدق والحفظ ويقول: أسمعتم بأحسن من ابتدائه:

هل إلى أن تنام عيني سبيل؟ إن عهدي بالنوم عهد طويل وقال إسحاق: لما خرجنا مع الرشيد إلى الرقة قال لي الأصمعي: كم حملت معك من كتبك؟ قلت: ستة عشر صندوقا، فكم حملت أنت؟ قال: معي صندوق واحد. وقال: رأيت كأن جريرا ناولني كبة من شعر، فأدخلتها في فمي، فقال المعبر: هذا رجل يقول من الشعر ما شاء.

وقيل: إن إسحاق النديم كان يكره أن ينسب إلى الغناء ويقول: لأن أضرب على رأسي بالمقارع، أحب إلي من أن يقال عني مغني.

وقال المأمون: لولا شهرته بالغناء لوليته القضاء.

وقيل: كان لإسحاق الموصلي غلام اسمه فتح يستقي الماء لأهل داره دائما على بغل، فقال يوما: ما في هذا البيت أشقى مني ومنك، أنت تطعمهم الخبز، وأنا أسقيهم الماء. فضحك إسحاق وأعتقه، ووهبه البغل.

الصولي: حدثنا أبو العيناء، قال: حدثنا إسحاق الموصلي قال: جئت

ص: 790

أبا معاوية الضرير، معي مائة حديث، فوجدت ضريرا يحجبه لينفعه. فوهبته مائة درهم، فاستأذن لي. فقرأت المائة حديث، فقال لي أبو معاوية: هذا معيل ضعيف، وما وعدته يأخذه من أذناب الناس، وأنت أنت. قلت: قد جعلتها مائة دينار. قال: أحسن الله جزاءك.

وقال إسحاق: أنشدت الأصمعي شعرا لي، على أنه لشاعر قديم:

هل إلى نظرة إليك سبيل يرو منها الصدى ويشفى الغليل إن ما قل منك يكثر عندي وكثير من الحبيب القليل فقال: هذا الديباج الخسرواني. قلت: إنه ابن ليلته. فقال: لا جرم فيه أثر التوليد. قلت: ولا جرم فيك أثر الحسد.

وقال أبو عكرمة الضبي قال: حدثنا إسحاق الموصلي قال: دخلت على الرشيد فأنشدته:

وآمرة بالبخل قلت لها: اقصري فذلك شيء ما إليه سبيل أرى الناس خلان الجواد، ولا أرى بخيلا له في العالمين خليل وإني رأيت البخل يزري بأهله فأكرم نفسي أن يقال بخيل ومن خير حالات الفتى لو علمته إذا نال شيئا أن يكون ينيل عطائي عطاء المكثرين تكرما ومالي كما قد تعلمين قليل وكيف أخاف الفقر أو أحرم الغنى ورأي أمير المؤمنين جميل؟ قال: لا كيف إن شاء الله. يا فضل، أعطه مائة ألف درهم. لله در أبيات تأتينا بها، ما أجود أصولها، وأحسن فصولها. فقلت: يا أمير المؤمنين كلامك أحسن من شعري. فقال: يا فضل أعطه مائة ألف أخرى. قال: فكان ذلك أول ما اعتقدته.

وهذه الكلمة لإسحاق: رضا المتجني غاية ليس تدرك، وأنشد:

ستذكرني إذا جربت غيري وتعلم أنني لك كنت كنزا بذلت لك الصفاء بكل جهدي وكنت كما هويت فصرت جزا وهنت عليك لما كنت ممن يهون إذا أخوه عليه عزا ستندم إن هلكت وعشت بعدي وتعلم أن رأيك كان عجزا

ص: 791

وعن إسحاق قال: جاء مروان بن أبي حفصة إلي يوما، فاستنشدني من شعري. فأنشدته:

إذا كانت الأحرار أصلي ومنصبي ودافع ضيمي خازم وابن خازم عطست بأنف شامخ وتناولت يداي السماء قاعدا غير قائم فجعل يستحسن ذلك، ويقول لأبي: إنك لا تدري ما يقول هذا الغلام.

توفي إسحاق سنة خمس وثلاثين، وقد نادم جماعة من الخلفاء، وكان محببا إليهم.

55 -

‌ إسحاق بن إبراهيم

، أبو موسى الهروي، ثم البغدادي.

عن هشيم، وابن عيينة، وحفص بن غياث. وعنه عبد الله بن أحمد، والبغوي.

سئل عنه الإمام أحمد فقال: ذاك لي صديق وأعرفه قديما، يكتب. وأثنى عليه.

وقال ابن معين: ثقة.

توفي سنة ثلاث وثلاثين.

56 -

‌ إسحاق بن إبراهيم بن أبي كامل الحنفي

، أبو الفضل، وأبو يعقوب الحافظ.

روى عن جعفر بن عون، ووهب بن جرير، وعبد الرزاق، وخلق من طبقتهم. وعنه أبو زرعة الدمشقي، وأبو حاتم، وأحمد بن علي الخزاز، والحسن بن سفيان.

قال أبو حاتم: صدوق.

57 -

‌ إسحاق بن إبراهيم بن صالح العقيلي

نزيل طرسوس.

حدث بأصبهان عن ابن المبارك، وسفيان بن عيينة، والشافعي. وعنه أحمد بن الفرات، وأسيد بن عاصم، ومسلم بن سعيد، والأصبهانيون.

توفي سنة أربعين.

ص: 792

58 -

‌ إسحاق بن سعيد بن إبراهيم بن عمير بن الأركون

، أبو مسلمة الجمحي الدمشقي.

عن سعيد بن بشير، وسعيد عبد العزيز الفقيه، وخليد بن دعلج، والوليد بن مسلم. وعنه أبو إسماعيل الترمذي، وأبو عبد الملك أحمد البسري، وأحمد بن أنس بن مالك، وأحمد بن علي الأبار، وأحمد بن إبراهيم بن فيل، وآخرون.

قال أبو حاتم: ليس بثقة.

وقال الدارقطني: منكر الحديث.

توفي سنة ثلاث وثلاثين.

59 -

‌ إسحاق بن يحيى بن معاذ بن مسلم الختلي

.

ولي نيابة إمرة دمشق في أيام المأمون، ثم وليها أيام الواثق استقلالا، ثم ولي إمرة مصر نيابة عن المنتصر في دولة المتوكل. وكان شجاعا جوادا ممدحا جليل القدر. حكى عنه عيسى بن لهيعة، وأحمد بن أبي طاهر صاحب كتاب أخبار بغداد، ومنصور بن النضر، وغيرهم.

وختلان: بلد عند سمرقند. ومات بمصر معزولا في مستهل ربيع الآخر سنة سبع وثلاثين.

60 -

ن:‌

‌ إسماعيل بن إبراهيم بن بسام

، أبو إبراهيم الترجماني البغدادي.

سمع إسماعيل بن عياش، وأبا عوانة، وعمرو بن جميع، وصالحا المري، وحديج بن معاوية، وخلف بن خليفة، وحبان بن علي، وشعيب بن صفوان، وعبد الله بن وهب، وطائفة. وعنه إبراهيم بن عبد الله بن أيوب المخرمي، وأحمد بن الحسن الصوفي، وأحمد بن الحسين الصوفي الصغير، وأبو يعلى الموصلي، وإسحاق بن إبراهيم المنجنيقي، وعبد الله بن أحمد بن حنبل، وأبو القاسم البغوي، ومحمد بن إبراهيم بن أبان السراج، وخلق.

قال ابن معين، وأبو داود: ليس به بأس.

وقال أبو العباس السراج: مات لست خلون من المحرم سنة ست وثلاثين.

ص: 793

وقال الحسين بن الفهم: توفي لخمس خلون منه وكان صاحب سنة وفضل وخير كثير.

قلت: روى له النسائي في السنن بواسطة.

61 -

خ م د ن:‌

‌ إسماعيل بن إبراهيم بن معمر بن الحسن

، أبو معمر الهذلي القطيعي الهروي، نزيل بغداد.

عن إسماعيل بن جعفر، وإسماعيل بن عياش، وخلف بن خليفة، وعبد الله بن المبارك، وعلي بن هاشم بن البريد، وهشيم، ومروان بن شجاع، وشريك، وابن عيينة، وطائفة. وعنه البخاري، ومسلم، وأبو داود، والنسائي بواسطة، وأبو زرعة، وأبو حاتم، وبقي بن مخلد، وروى البخاري أيضا، عن محمد صاعقة، عنه، وعنه أيضا أبو بكر أحمد بن علي المرزوي، وصالح بن محمد، وأبو يعلى الموصلي، وطائفة.

قال محمد بن سعد: ثقة ثبت، صاحب سنة وفضل.

وقال عبيد بن شريك: كان أبو معمر القطيعي من شدة إدلاله بالسنة يقول: لو تكلمت بغلتي لقالت: إنها سنية. فأخذ في المحنة، فأجاب، فلما خرج قال: كفرنا وخرجنا.

وقال سعيد البرذعي، عن أبي زرعة: كان أحمد بن حنبل لا يرى الكتابة عن أبي نصر التمار، ولا أبي معمر، ولا يحيى بن معين، ولا أحد ممن امتحن فأجاب.

وقال أبو يعلى: حدث أبو معمر بالموصل بنحو ألفي حديث حفظا، فلما رجع إلى بغداد، كتب إلى أهل الموصل بالصحيح من أحاديث كان أخطأ فيها نحو ثلاثين أو أربعين حديثا.

ص: 794

وقال عبد الله بن أحمد: سمعت أبا معمر الهذلي يقول: من زعم أن الله لا يتكلم ولا يسمع ولا يبصر ولا يرضى ولا يغضب فهو كافر؛ إن رأيتموه على بئر واقفا فألقوه فيها؛ بهذا أدين الله عز وجل.

وقال عبد الرحمن بن أبي حاتم: حدثنا يحيى بن زكريا بن عيسى قال: سمعت أبا شعيب صالح الهروي، قال: سمعت أبا معمر القطيعي يقول: آخر كلام الجهمية أنه ليس في السماء إله.

توفي أبو معمر في نصف جمادى الأولى سنة ست وثلاثين.

62 -

‌ إسماعيل بن إبراهيم بن هود

، أبو إبراهيم الواسطي الضرير.

عن إسحاق الأزرق، ويزيد بن هارون، ومحمد بن يزيد الواسطيين. وعنه بعض الناس.

قال أبو حاتم: كان جهميا فلا أحدث عنه. كان يقف في القرآن. وضرب أبو زرعة على حديثه بعد أن خرج عنه في مسنده.

63 -

م:‌

‌ إسماعيل بن سالم الصائغ

، بغدادي، نزل مكة.

روى عن هشيم، ويحيى بن أبي زائدة، وابن علية، وعباد بن عباد، وجماعة. وعنه ابنه محمد بن إسماعيل، ومسلم، وأبو بكر بن أبي عاصم، ويعقوب الفسوي، ومحمد بن علي بن زيد الصائغ المكي، وطائفة.

وثقه ابن حبان.

64 -

‌ إسماعيل بن سيف البصري

.

عن حماد بن زيد، وهشام بن سلمان المجاشعي، وغيرهما. وعنه عبدان، وأبو يعلى، وعمران بن موسى السختياني.

قال ابن عدي: كان يسرق الحديث.

ص: 795

65 -

ن ق:‌

‌ إسماعيل بن عبيد بن عمر بن أبي كريمة أبو أحمد الحراني

، مولى عثمان رضي الله عنه.

قدم بغداد، وحدث عن عتاب بن بشير، ومحمد بن سلمة، ويحيى بن يزيد، ومحمد بن موسى بن أعين، وسعيد بن بزيع الحرانيين، ويزيد بن هارون، وجماعة. وعنه النسائي. وابن ماجه، لكن روى عنه النسائي في اليوم والليلة، وروى عن زكريا السجزي، عنه في السنن، وأبو بكر بن أبي الدنيا، وأحمد بن أبي عوف البزوري، وعبد الله بن أحمد، وعبد الله بن ناجية، ومحمد بن محمد الباغندي، والهيثم بن خلف الدوري، وخلق.

وثقه الدارقطني.

وقال أبو عروبة: مات بسامراء سنة أربعين.

66 -

ق:‌

‌ إسماعيل بن محمد بن إسماعيل بن محمد

بن يحيى بن زكريا بن يحيى بن طلحة بن عبيد الله التيمي الطلحي الكوفي.

عن أبي بكر بن عياش، وأسباط بن محمد، وروح بن عبادة، وجماعة. وعنه ابن ماجه، وأبو زرعة، وأبو بكر بن أبي عاصم، ومحمد بن جعفر القتات، ومطين وقال: ثقة، توفي سنة اثنتين وثلاثين.

وقال غيره: سنة ثلاث.

67 -

‌ إسماعيل بن محمد بن جبلة أبو إبراهيم السراج المعقب

.

عن عباد بن عباد، ومروان بن معاوية، وعنه أحمد بن حنبل، وابنه عبد الله بن أحمد، ومحمد بن سعد العوفي.

خير فاضل، عظم أمره عبد الله بن أحمد.

68 -

‌ إسماعيل بن أبي الحكم بن محمد بن أبي الحكم

بن المختار بن أبي عبيد الثقفي الكوفي.

سمع المطلب بن زياد، وعيسى بن يونس. وعنه أبو زرعة، وغيره.

ص: 796

قال أبو حاتم: شيخ.

وقال مطين: توفي سنة اثنتين وثلاثين.

69 -

خ م ن:‌

‌ أمية بن بسطام بن المنتشر أبو بكر العيشي البصري

، ابن عم يزيد بن زريع.

روى عن يزيد بن زريع، ومعتمر بن سليمان، وأبي عقيل يحيى بن المتوكل، وبشر بن المفضل، وغيرهم. وعنه البخاري، ومسلم، والنسائي بواسطة، وأبو زرعة، وأبو بكر بن أبي عاصم، والحسن بن سفيان، وجعفر الفريابي، ومحمد بن حبان بن بكر الباهلي، وخلق آخرهم أبو يعلى الموصلي.

وثقه ابن حبان وقال: مات سنة إحدى وثلاثين ومائتين.

70 -

‌ إيتاخ التركي العباسي الأمير

.

كان سيف نقمة الخلفاء، وكان المتوكل قد خافه، فبات عنده ليلة على المسكر، فعربد على المتوكل. وكان بطلا شجاعا شهما جريئا، ثم إن إيتاخ حج، فلما بلغ الكوفة ولى مكانه وصيف، فلما رجع من حجه عزم على أن يسلك طريق الفرات إلى سامراء، ونيته الخروج، فلو فعل لظفر بالمتوكل، فكتب إليه إسحاق بن إبراهيم نائب بغداد باتفاق من المتوكل: أن قد رسم لك أن تدخل بغداد ليلقاك العباسيون وتطلق الجوائز. فجاء فدخل بغداد وتلقوه. ثم إن إسحاق فرق بينه وبين غلمانه، وأنزله دار خزيمة، ثم قبض عليه وقيده، وغله بثمانين رطل حديد، وهلك في السجن بعد قليل في جمادى الأولى. فلما مات أحضر إسحاق القضاة والشهود، فشهدوا أنه مات حتف أنفه، وأن لا أثر به. فيقال: إنه أميت عطشا. وأخذ المتوكل أمواله، فبلغت ألف ألف دينار، وسجن ولديه إلى أن أطلقهما المنتصر في خلافته.

مات سنة أربع وثلاثين.

71 -

‌ أيوب بن يونس أبو أمية البصري الصفار

.

روى عن وهيب بن خالد، وغيره. وعنه أبو زرعة الرازي، والحسن بن سفيان، ونحوهما.

ص: 797

وقع لنا من حديثه في آخر المصافحة الرقانية.

72 -

‌ بجير بن النضر بن سعد

، أبو أحمد البخاري العابد.

عن عيسى غنجار، وحج فرأى الفضيل، وسفيان. روى عنه سهل بن شاذويه، وطاهر بن محمويه، وعمر بن هناد.

مات سنة ثمان وثلاثين.

73 -

‌ بسام بن يزيد النقال الكيال

.

عن حماد بن سلمة. وعنه يزيد بن الهيثم، وأبو القاسم البغوي، وعلي بن الحسين بن الجنيد، وآخرون.

قال أبو الفتح الأزدي: تكلم فيه.

74 -

خ م ن:‌

‌ بشر بن الحكم بن حبيب بن مهران

، أبو عبد الرحمن العبدي النيسابوري الفقيه الزاهد.

عن مالك، وشريك بن عبد الله، وأبي شيبة إبراهيم بن عثمان العبسي، وعبد الرحمن بن أبي الرجال، وفضيل بن عياض، وسفيان بن عيينة، والدراوردي، ومسلم بن خالد الزنجي، وهشيم، وعبد ربه بن بارق، وفضيل بن منبوذ، وخلق. وعنه البخاري، ومسلم، والنسائي، وإسحاق بن راهويه؛ وهو من طبقته، وعبد الله الدارمي، ومحمد بن يحيى، والحسن بن سفيان، وإبراهيم بن أبي طالب، ومسدد بن قطن، وولده عبد الرحمن بن بشر، وابن عمه محمد بن عبد الوهاب الفراء، وآخرون.

وثقه ابن حبان، وغيره.

وقال إبراهيم بن أبي طالب، عن بشر قال: إن الله عاقب علي ابن المديني بكلامه في أبيه.

قال الحسين بن محمد القباني: توفي في شهر رجب سنة ثمان وثلاثين، وقال زكريا بن دلويه الواعظ: سنة سبع وثلاثين.

75 -

خ:‌

‌ بشر بن عبيس بن مرحوم بن عبد العزيز العطار

البصري مولى آل معاوية سكن الحجاز.

ص: 798

وروى عن جده، وأبيه، وحاتم بن إسماعيل، ويحيى بن سليم الطائفي، وجماعة. وعنه البخاري، وإبراهيم بن ديزيل، وإسماعيل القاضي، ومحمد بن علي الصائغ، وجماعة.

مات سنة ثلاثين، وقيل: سنة ثمان وثلاثين.

76 -

د:‌

‌ بشر بن عمار القهستاني

.

عن عيسى بن يونس، وعبد الرحيم العمي، وأسباط بن محمد. وعنه أبو داود حديثا واحدا، وابن أبي الدنيا، وأحمد بن سيار المروزي.

وثقه ابن حبان.

77 -

‌ بشر بن الوليد بن خالد

، أبو الوليد الكندي الفقيه.

سمع مالكا، وعبد الرحمن ابن الغسيل، وحشرج بن نباتة، وحماد بن زيد، وصالحا المري، وأبا يوسف القاضي وعليه تفقه. وعنه الحسن بن علويه، وحامد بن شعيب البلخي، وأبو القاسم البغوي، وأبو يعلى الموصلي، وجماعة.

وكان جميل المذهب، حسن الطريقة، ولي القضاء بعسكر المهدي سنة ثمان ومائتين. ثم ولي قضاء مدينة المنصور إلى سنة ثلاث عشرة، وكان واسع الفقه عالما دينا. كان يصلي في اليوم مائتي ركعة. وكان يصليها بعد ما فلج وشاخ.

قال محمد بن سعد العوفي: روى بشر بن الوليد عن أبي يوسف كتبه، وولي قضاء بغداد في الجانبين، فسعى به رجل إلى الدولة، وقال: إنه لا يقول القرآن مخلوق. فأمر به المعتصم أن يحبس في منزله، ووكل ببابه. فلما استخلف المتوكل أمر بإطلاقه، فبقي حتى كبرت سنه، ثم إنه تكلم بالوقف في القرآن، فأمسك أصحاب الحديث عنه وتركوه.

قال صالح بن محمد جزرة: بشر بن الوليد صدوق، ولكنه لا يعقل، كان قد خرف.

وذكر أبو عبد الرحمن السلمي أنه سأل الدارقطني عن بشر بن الوليد فقال: ثقة.

قلت: وبلغنا أن بشر بن الوليد كان صالحا خشنا في الحكم، وكان

ص: 799

يجري في مجلس ابن عيينة مسائل فيقول: سلوا بشر بن الوليد.

توفي في ذي القعدة سنة ثمان وثلاثين ومائتين.

78 -

‌ بكار بن الحسن بن عثمان العنبري الأصبهاني

الفقيه الحنفي.

حدث عن عبد الله بن المبارك، وغيره. وعنه مسلم بن سعيد، وعبد الله بن بندار الأصبهانيان.

وقد امتحن في أيام الواثق فلم يجب، فعزم القاضي حيان بن بشر على نفيه من أصبهان، فجاء البريد بموت الواثق، فطرد الأعوان عن داره، فقال الناس: ذهب بكار بالدست، وخرى حيان في الطست.

توفي بكار سنة ثمان وثلاثين، وقيل: سنة ثلاث وثلاثين.

79 -

د ق:‌

‌ بكر بن خلف البصري

، أبو بشر ختن أبي عبد الرحمن المقرئ.

روى عن ابن عيينة، وغندر، وعبد الرحمن بن مهدي، وإبراهيم بن خالد الصنعاني. وعنه البخاري تعليقا، وأبو داود، وابن ماجه، وعبد الله بن أحمد بن حنبل، وعلي بن سعيد الرازي.

وثقه أبو حاتم، ومات سنة أربعين.

80 -

‌ بكر بن سعيد بن عبد الله الخولاني

، أبو عبد الله الأسدي المصري الأحدب.

عن الليث بن سعد، وابن وهب. وعنه يحيى بن عثمان بن صالح.

مات في جمادى الآخرة سنة سبع وثلاثين. أرخه ابن يونس.

81 -

‌ بهلول بن صالح بن عمر بن عبيدة التجيبي

ثم الفردمي، أبو الحسن.

حدث عن أبيه، ومالك بن أنس، وعبد الله بن فروخ.

توفي سنة ثلاث وثلاثين.

82 -

‌ ثور بن عمرو القيسراني

.

عن ابن عيينة، والوليد بن مسلم. وعنه محمد بن الحسن بن قتيبة العسقلاني.

وثقه ابن حبان، ومات سنة اثنتين وثلاثين.

ص: 800

83 -

م:‌

‌ جعفر بن حميد الكوفي

، أبو محمد.

عن عبيد الله بن إياد بن لقيط، وشريك، وإسماعيل بن عياش. وعنه مسلم، وأبو زرعة، ومطين، وعبدان الأهوازي، وأبو يعلى الموصلي، وآخرون.

وكان ثقة.

توفي في جمادى الآخرة سنة أربعين، وله تسعون سنة.

84 -

‌ جعفر بن حرب الهمداني

.

من كبار المعتزلة. أخذ بالبصرة عن أبي الهذيل العلاف، وصنف الكتب. مات سنة ست وثلاثين، وكان شيخ أهل الكلام ببغداد، وإلى أبيه ينسب باب حرب.

85 -

‌ جعفر بن مبشر

، أبو محمد الثقفي البغدادي المعتزلي.

أحد مصنفي المعتزلة، انقلع سنة أربع وثلاثين، وكان موصوفا بالديانة.

86 -

‌ جعفر بن مهران

، أبو سلمة البصري السباك.

سمع الفضيل بن عياض، وعبد الوارث بن سعيد، وجماعة. وعنه الحسن بن سفيان، وأبو يعلى الموصلي.

وثقه ابن حبان، وقال: مات سنة إحدى أو اثنتين وثلاثين ومائتين.

87 -

خ:‌

‌ جمعة بن عبد الله بن زياد

، أبو بكر السلمي البلخي.

عن هشيم، ومروان بن معاوية، وغيرهما. وعنه البخاري، والحسن بن سفيان، والحسن بن الطيب البلخي، وآخرون.

توفي سنة ثلاث وثلاثين.

88 -

‌ جميل بن عزيز التميمي الموصلي الزاهد

.

صحب قاسم بن يزيد الحرمي، وتأدب بآدابه، وروى عنه، وعن المعافى بن عمران. وعنه عبد العزيز بن حيان الموصلي.

توفي سنة أربعين.

89 -

‌ حاتم الأصم

، أبو عبد الرحمن البلخي الزاهد الناطق بالحكمة.

ص: 801

له كلام عجب في الزهد والوعظ والحكم، وكان يقال له: لقمان هذه الأمة. حكى عنه سعيد بن العباس الصدفي، والحسن بن سعيد السقاء، وغيرهما. وكان قد صحب شقيقا البلخي وتأدب بآدابه.

قال السلفي: هو حاتم بن عنوان، ويقال: ابن يوسف، ويقال: حاتم بن عنوان بن يوسف. روى عن شقيق البلخي، وسعيد بن عبد الله الماهياني. قال: وروى عنه عبد الله بن سهل الرازي، وأحمد بن خضرويه البلخي الزاهد، ومحمد بن فارس البلخي. ثم قال: توفي سنة سبع وثلاثين ومائتين. وكذا ورخه أبو القاسم عبد الرحمن بن منده.

قال أبو عبد الله الخواص: دخلت مع أبي عبد الرحمن حاتم الأصم الري ومعنا ثلاثمائة وعشرون رجلا نريد الحج، وعليهم الصوف والزربنانقات، وليس معهم جراب ولا طعام.

وقال عبد الله بن محمد بن زكريا الأصبهاني: حدثنا أبو تراب النخشبي، قال: الرياء على ثلاثة أوجه: وجه في الباطن، ووجهان في الظاهر: فأما الظاهر فالإسراف والفساد، فإذا رأيتهما فاحكم بأن هذا رياء، إذ لا يجوز في الدين الإسراف والفساد، وإذ رأيت الرجل يصوم ويتصدق، فإنه لا يجوز لك أن تحكم عليه بالرياء، فإنه لا يعلم ذلك إلا الله. ولا أدري أيهما أشد على الناس اتقاء العجب أو الرياء، والعجب داخل فيك، والرياء داخل عليك، مثل كلب عقور في البيت، وآخر خارج البيت، فأيهما أشد عليك؟

قال أبو تراب: سمعت حاتما الأصم يقول: لي أربع نسوة، وتسعة أولاد، ما طمع شيطان أن يوسوس لي في شيء من أرزاقهم.

وسمعته يقول: المؤمن لا يغيب عن خمسة أشياء: عن الله، والقضاء، والرزق، والموت، والشيطان.

وقال محمد بن أبي عمران: حدثنا حاتم الأصم، وكان من جلة أصحاب شقيق البلخي، وسئل: عَلامَ بنيت أمرك؟ قال: علمت أن رزقي لا يأكله غيري، فاطمأنت به نفسي، وعلمت أن عملي لا يعمله غيري فأنا مشغول به. وعلمت أن الموت يأتيني بغتة، فأنا أبادره، وعلمت أني لا أخلو من عين الله حيث كنت، فأنا مستحي منه.

ص: 802

وعنه قال: لو أن صاحب خبر جلس إليك ليكتب كلامك لاحترزت منه، وكلامك يعرض على الله فلا تحترز!

90 -

الحارث بن أفلح.

عن عبد الرحمن بن أبي الزناد. روى عنه علي بن الحسين بن الجنيد ووثقه.

91 -

أما: الحارث بن أفلح.

شيخ مروان بن معاوية الفزاري فقديم، وهو الذي قال فيه ابن معين: ليس بثقة.

92 -

‌ الحارث بن سريج

، أبو عمرو الخوارزمي، ثم البغدادي النقال بالنون.

روى عن حماد بن سلمة، ويزيد بن زريع، وسفيان بن عيينة. وعنه ابن أبي الدنيا، وإبراهيم بن هاشم البغوي، وأحمد بن الحسن الصوفي.

قال النسائي: متروك.

وقال موسى بن هارون: مات النقال، وكان واقفيا يتهم بالحديث، سنة ست وثلاثين.

93 -

‌ الحارث بن عبد الله بن إسماعيل بن عقيل

، أبو الحسن البصري الخازن نزيل همذان.

سمع أبا معشر المدني، وقيس بن الربيع، وإبراهيم بن سعد. وعنه إبراهيم بن أحمد بن يعيش، ومحمد بن إسحاق المسوحي، ومحمد بن عبد الجبار سندول، وموسى بن هارون، والحسن بن سفيان، وجماعة.

قال أبو زرعة: لم يبلغني عنه أنه حدث بحديث منكر، إلا حديثا واحدا أخطأ فيه.

وقال غيره: توفي سنة خمس وثلاثين، وكان أبوه من خزان الخلافة. وقد غمزه ابن عدي.

ص: 803

94 -

‌ خ م: حامد بن عمر بن حفص بن عبيد الله بن أبي بكرة

الثقفي البكراوي، أبو عبد الرحمن البصري قاضي كرمان.

وأما مسلم فقال في نسبه: حامد بن عمر بن حفص بن عبد الرحمن بن أبي بكرة.

روى عن أبي عوانة، وحماد بن زيد، وعبد الواحد بن زياد، وبكار بن عبد العزيز بن أبي بكرة، وبشر بن المفضل، ومسلمة بن علقمة المازني، وجماعة. وعنه البخاري، ومسلم، وإبراهيم بن أبي طالب، والحسين بن محمد القباني، وأبو الهيثم بن خالد بن أحمد الأمير، وآخرون.

ذكره ابن حبان في الثقات وقال: استقدمه عبد الله بن طاهر إلى نيسابور فكتب عنه أهلها.

قال البخاري: مات في أول سنة ثلاث وثلاثين.

95 -

خ م ت ن:‌

‌ حبان بن موسى بن سوار

، أبو محمد السلمي المروزي الكشميهني.

عن أبي حمزة محمد بن ميمون السكري، وعبد الله بن المبارك، ونوح بن أبي مريم الفقيه، وداود بن عبد الرحمن العطار، وغيرهم. وعنه البخاري، ومسلم، والترمذي، والنسائي بواسطة، ويوسف بن عدي الكوفي وهو أقدم منه، وأبو زرعة الرازي، وابن وارة، وجعفر الفريابي، والحسن بن سفيان، وعبد الله بن محمود السعدي، وجماعة.

قال ابن معين: لا بأس به.

وقال البخاري: مات سنة ثلاث وثلاثين ومائتين.

• - أما سميه حبان بن موسى الكلابي الدمشقي. الذي روى عن زكريا خياط السنة، فتوفي سنة إحدى وثلاثين وثلاثمائة.

ص: 804

96 -

‌ حبيب بن أوس بن الحارث بن قيس أبو تمام الطائي

الحوراني الجاسمي الأديب.

حامل لواء الشعر في وقته، وكان أبوه أوس نصرانيا، فأسلم هو ومدح الخلفاء والأمراء، وسار شعره في الدنيا، وتنافس الأدباء في تحصيل ديوانه. وهو الذي جمع الحماسة. وكان أسمر طوالا فصيحا حلو الكلام، فيه تمتمة يسيرة. ولد سنة تسعين ومائة أو قبلها.

قال الخطيب أبو بكر: كان في أيام حداثته يسقي الماء بمصر في الجامع. ثم جالس الأدباء وأخذ عنهم. وكان فطنا فهما يحب الشعر، فلم يزل حتى قاله، فأجاد وشاع ذكره. وبلغ المعتصم خبره فطلبه، فعمل فيه قصائد فأجازه، وقدمه على شعراء وقته. وجالس ببغداد الأدباء، وكان موصوفا بالظرف وحسن الأخلاق، والكرم.

قال المسعودي: وكان ماجنا خليعا، ربما تهاون بالفرائض، مع صحة اعتقاد.

وروى محمد بن محمود الخزاعي، عن علي بن الجهم قال: كان الشعراء يجتمعون كل جمعة بالجامع ببغداد ويتناشدون، فبينما نحن يوم جمعة أنا ودعبل، وأبو الشيص، وابن أبي فنن، والناس يستمعون قولنا، إذ أبصرت شابا في أخريات الناس جالسا بزي الأعراب. فلما سكتنا قال: قد سمعت إنشادكم منذ اليوم، فاسمعوا إنشادي: قلنا: هات، فقال:

فحواك عين على نجواك يا مذل حتام لا يتقضى قولك الخطل فإن أسمج من تشكو إليه هوى من كان أحسن شيء عنده العذل ما أقبلت أوجه اللذات سافرة مذ أدبرت باللوى أيامنا الأول إن شئت أن لا ترى صبرا لمصطبر فانظر على أي حال أصبح الطلل كأنما جاد مغناه فغيره دموعنا يوم بانوا فهي تنهمل إلى أن قال فيها يمدح المعتصم:

تغاير الشعر فيه إذ سهرت له حتى ظننت قوافيه ستقتتل

ص: 805

فقلنا: لمن هذا الشعر؟ فقال: لمن أنشدكموه. قلنا: ومن تكون؟ قال: أبو تمام حبيب بن أوس. فرفعناه وجعلناه كأحدنا، ثم ترقت حاله، وكان من أمره ما كان.

والمذل: الخدر الفاتر.

وقيل للبحتري: يزعمون أنك أشعر من أبي تمام. فقال: والله ما ينفعني هذا القول، ولا يضر أبا تمام. والله ما أكلت الخبز إلا به. ولوددت أن هذا الأمر كما قالوا. ولكني والله تابع له لائذ به.

ومن شعره حيث يقول في قصيدته الدالية:

ولم تعطني الأيام نوما مسكنا ألذ به إلا بنوم مشرد وطول مقام المرء بالحي مخلق لديباجتيه، فاغترب تتجدد فإني رأيت الشمس زيدت محبة إلى الناس أن ليست عليهم بسرمد وقيل: إن الحسن بن وهب الكاتب مرض، فكتب إليه أبو تمام:

يا حليف الندى ويا تؤام الجو د ويا خير من حبوت القريضا ليت حماك بي وكان لك الأجـ ـر فلا تشتكي وكنت المريضا وله:

وإن أولى البرايا أن تواسيه لدى السرور لمن واساك في الحزن إن الكرام إذا ما أيسروا ذكروا من كان يألفهم في المنزل الخشن وله:

غدا الشيب مختطا بفودي خطة طريق الردى منها إلى النفس مهيع هو الرزء يجفى، والمعاشر يجتوى وذو الإلف يقلى والجديد يرقع له منظر في العين أبيض ناصع ولكنه في القلب أسود أسفع وله:

ألم ترني خليت نفسي وشأنها فلم أحفل الدنيا ولا حدثانها لقد خوفتني الحادثات صروفها ولو أمنتني ما قبلت أمانها يقولون: هل يبكي الفتى لخريدة متى ما أراد اعتاض عشرا مكانها؟

ص: 806

وهل يستعيض المرء من خمس كفه ولو صاغ من حر اللجين بنانها؟ وله:

ما جود كفك إن جادت وإن بخلت من ماء وجهي إذا أخلقته عوض وله:

وما أبالي وخير القول أصدقه حقنت له ماء وجهي أو حقنت دمي روى الصولي عن محمد بن موسى قال: عني الحسن بن وهب بأبي تمام، فولاه بريد الموصل، فأقام بها أقل من سنتين، ومات في جمادى الأولى سنة إحدى وثلاثين ومائتين. قال الصولي: وأخبرني مخلد الموصلي أن أبا تمام مات بالموصل سنة اثنتين وثلاثين في المحرم.

وللوزير محمد بن عبد الملك الزيات يرثي أبا تمام:

نبأ أتى من أعظم الأنباء لما ألم مقلقل الأحشاء قالوا: حبيب قد ثوى، فأجبتهم ناشدتكم، لا تجعلوه الطائي

97 -

‌ الحتات بن يحيى اللخمي المصري

.

عن رشدين بن سعد. وعنه يحيى بن عثمان بن صالح.

قال ابن يونس: توفي سنة أربعين في شوال، وقد رأى الليث.

98 -

ن:‌

‌ الحسن بن حماد الضبي الكوفي الوراق

، أبو علي.

سمع أبا خالد الأحمر، وابن عيينة، والمحاربي، وعمرو بن محمد العنقزي، وجماعة. وعنه أبو بكر أحمد بن علي المروزي، وأبو يعلى الموصلي، وأحمد بن الحسن الصوفي، وموسى بن إسحاق الأنصاري، وقال: ثقة مأمون.

قلت: توفي سنة ثمان أو تسع وثلاثين.

• - وأما: الحسن بن حماد الحضرمي سجادة. فعاش بعده مديدة، وسيأتي.

ص: 807

99 -

‌ الحسن بن سهل

، الوزير أبو محمد، أخو ذي الرياستين الفضل بن سهل.

كانا من بيت رياسة في المجوس، فأسلما مع أبيهما في أيام الرشيد، واتصلوا بالبرامكة، فكان سهل يتقهرم ليحيى البرمكي، فضم يحيى الأخوين إلى ولديه، فضم جعفر الفضل بن سهل إلى المأمون وهو ولي عهد، فغلب عليه، ولم يزل معه إلى أن قتل، فكتب المأمون بمنصبه، وهو الوزارة، إلى الحسن. ثم لم تزل رتبته في ارتقاء إلى أن تزوج المأمون ببوران بنته، وانحدر إلى فم الصلح للدخول بها سنة عشر ومائتين. ففرش للمأمون ليلة العرس حصير من ذهب مسفوف، ونثر عليه جوهر كثير، فلم يأخذ أحد شيئا. فوجه الحسن إلى المأمون: هذا نثار يجب أن يلقط. فقال لمن حوله من بنات الخلفاء: شرفن أبا محمد. فأخذن منه اليسير. ويقال: إن الحسن نثر على الأمراء رقاعا فيها أسماء ضياع، فمن أخذ رقعة ملك الضيعة. وأنفق في وليمة بنته أربعة آلاف ألف دينار. ولم يزل الحسن وافر الحرمة إلى أن مات. وكان يدعى بالأمير أبي محمد.

وقد شكى إليه الحسن بن وهب الكاتب إضاقة، فوجه إليه بمائة ألف درهم، ووصل محمد بن عبد الملك الزيات مرة بعشرين ألفا. ويقال: إنه بعث إليه نوبة بخمسة آلاف دينار. وكان أحد الأجواد الموصوفين.

قال إبراهيم نفطويه: كان من أسمح الناس وأكرمهم، ومات سنة ست وثلاثين، عن سبعين سنة.

وحدثني بعض ولده أنه رأى سقاء يمر في داره، فدعا به فقال: ما حالتك؟ فذكر له بنتا يريد زفافها، فأخذ يوقع له بألف درهم، فأخطأ فوقع له ألف ألف درهم. فأتى به السقاء وكيله، فأنكر الحال، واستعظم مراجعته. فأتوا غسان بن عباد أحد الكرماء، فأتاه فقال: أيها الأمير، إن الله لا يحب المسرفين. قال: ليس فى الخير إسراف. ثم ذكر أمر السقاء، فقال: والله لا رجعت عن شيء خطته يدي. فصولح السقاء على جملة منها.

قيل: إنه مات بسرخس في ذي القعدة من شرب دواء أفرط به سنة ست وثلاثين.

ص: 808

100 -

د:‌

‌ الحسن بن علي بن راشد الواسطي

، نزيل البصرة.

سمع أباه، وخالد بن عبد الله، وأبا الأحوص سلام بن سليم، وهشيما. وعنه أبو داود، وأحمد بن عمرو القطواني، وأحمد بن عمرو البزار، وعبدان الجواليقي، وزكريا الساجي، والبغوي، وآخرون.

قال ابن حبان: هو مستقيم الحديث.

قلت: توفي سنة سبع وثلاثين.

101 -

خ:‌

‌ الحسن بن عمر بن شقيق

، أبو علي الجرمي البصري. نزيل الري، وكان يتجر إلى بلخ، ويقيم بها. فقيل له: البلخي.

عن أبيه، وحماد بن زيد، وعبد الوارث، ويزيد بن زريع، وجعفر بن سليمان، وجرير بن عبد الحميد، ومعتمر بن سليمان. وعنه البخاري. وعبد الله بن الإمام أحمد، وأبو يعلى الموصلي، وجعفر الفريابي، وإبراهيم بن محمد بن نائلة الأصبهاني، والحسن بن سفيان، ومحمد بن علي الحكيم الترمذي، وعلي بن الحسين بن الجنيد، وخلق.

قال البخاري، وأبو حاتم: صدوق.

ومات بعد سنة ثلاثين بقليل.

قال أبو نصر الكلاباذي: خرج من بلخ إلى البصرة سنة ثلاثين، ومات بعد ذلك.

102 -

م د ن:‌

‌ الحسن بن عيسى بن ماسرجس

، أبو علي النيسابوري.

عن مولاه عبد الله بن المبارك، وأبي الأحوص سلام بن سليم، وأبي بكر بن عياش، وجرير بن عبد الحميد، وعبد السلام بن حرب، وسعير بن الخمس، وأبي معاوية، ونوح بن أبي مريم، وجماعة. وعنه مسلم، وأبو داود والنسائي

ص: 809

بواسطة، وزكريا خياط السنة، والبخاري خارج الصحيح، وأبو القاسم البغوي، وأبو العباس السراج، وأبو يعلى، ويحيى بن صاعد. ومن القدماء أحمد بن حنبل، وغيره. وكان من رؤساء النصارى وأولي الثروة، فأسلم وصار من العلماء.

قال أبو عبد الله الحاكم: سمعت الحسين بن أحمد بن الحسين الماسرجسي يحكي عن جده وغيره من أهل بيته قال: كان الحسن والحسين ابنا عيسى بن ماسرجس أخوين يركبان معا، فيتحير الناس من حسنهما وبزتهما، فاتفقا على أن يسلما، فقصدا حفص بن عبد الرحمن ليسلما على يده. فقال لهما: أنتما من أجل النصارى، وعبد الله بن المبارك خارج في هذه السنة إلى الحج، وإذا أسلمتما على يده كان ذلك أعظم عند المسلمين وأرفع لكما في عزكما وجاهكما، فإنه شيخ أهل المشرق. فانصرفا عنه. فمرض الحسين ومات نصرانيا، فلما قدم ابن المبارك، أسلم الحسن على يده.

قال الحاكم: وحدثني أبو علي النيسابوري الحافظ، عن شيوخه، أن ابن المبارك نزل مرة برأس سكة عيسى، وكان الحسن بن عيسى يركب، فيجتاز به وهو في المجلس، والحسن من أحسن الشباب، فسأل عنه ابن المبارك، فقيل: إنه نصراني. فقال: اللهم ارزقه الإسلام، فاستجيب له.

وقال أبو العباس السراج: حدثنا الحسن بن عيسى مولى عبد الله بن المبارك، وكان عاقلا، عد في مجلسه بباب الطاق اثنا عشر ألف محبرة، ومات بالثعلبية في المنصرف من مكة سنة تسع وثلاثين.

وقال أحمد بن محمد بن بكر: مات بالثعلبية سنة أربعين.

قال الحاكم: سمعت أبا بكر وأبا القاسم ابني المؤمل بن الحسن يقولان: أنفق جدنا في الحجة التي توفي فيها ثلاثمائة ألف درهم.

قال الحاكم: فحججت معهما، وزرت معهما بالثعلبية قبر جدهما، فقرأت على لوح قبره: بسم الله الرحمن الرحيم {وَمَنْ يَخْرُجْ مِنْ بَيْتِهِ مُهَاجِرًا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ يُدْرِكْهُ الْمَوْتُ فَقَدْ وَقَعَ أَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ} هذا قبر الحسن بن عيسى

ص: 810

ابن ماسرجس، مولى عبد الله بن المبارك، توفي في صفر سنة أربعين.

قال محمد بن المؤمل بن الحسن الماسرجسي: سمعت أبا يحيى البزاز يقول لأبي رجاء القاضي محمد بن أحمد: كنت فيمن حج مع الحسن بن عيسى وقت وفاته بالثعلبية سنة أربعين، فاشتغلت بحفظ محملي عن شهوده، لغيبة عديلي، فأريته في النوم فقلت: يا أبا علي، ما فعل الله بك؟ قال: غفر لي ولكل من صلى علي. فقلت: فاتتني الصلاة عليك لغيبة العديل. قال: لا تجزع، غفر لي ولمن صلى علي، ولكل من يترحم علي. اللهم ارحمه.

103 -

‌ الحسن بن هارون بن عقار

.

عن جرير بن عبد الحميد، وأبي خالد الأحمر. وعنه ابن مسروق، وأحمد بن علي الخزاز، وأحمد بن أبي العجوز.

104 -

‌ الحسن بن يوسف بن أبي المنتاب الرازي

. نزيل قزوين.

عن جرير بن عبد الحميد، وفضيل بن عياض، وجماعة. وعنه مطين، وهارون بن حيان القزويني شيخ لابن ماجه.

روى له ابن ماجه في تفسيره شيئا.

105 -

‌ الحسن بن أبي الحسن يزيد المؤذن

.

عن سفيان بن عيينة، وابن أبي فديك. وعنه قاسم المطرز، والهيثم بن خلف.

قال ابن عدي: منكر الحديث.

106 -

‌ الحسين بن الحسن الشيلماني

.

عن خالد بن إسماعيل المخزومي، شيخ يروي عن عبيد الله بن عمر. وعنه موسى بن إسحاق الأنصاري، وأبو يعلى الموصلي.

وقال موسى: توفي سنة خمس وثلاثين.

قال أبو حاتم: مجهول.

ص: 811

قلت: وروى أيضا عن وضاح بن حسان الأنباري.

107 -

‌ الحسين بن حبان

، صاحب يحيى بن معين.

له كتاب سؤالات عن ابن معين غزير الفوائد. رواه عنه ابنه علي وجادةً.

مات شابا قبل ابن معين بسنة.

108 -

‌ الحسين بن الضحاك القرشي النيسابوري

.

عن شريك بن عبد الله، وإبراهيم بن سعد. وعنه مسلم في غير الصحيح، ومحمد بن عبد الوهاب الفراء، وإبراهيم بن عمرويه.

109 -

‌ الحسين بن عبيد الله

، أبو علي العجلي.

روى عن مالك، وعبد العزيز بن الماجشون، وابن أبي حازم. وعنه إسحاق الختلي، وعبيد الله العثماني.

قال الدارقطني: كان يضع الحديث.

110 -

‌ الحسين بن الفرج

، أبو علي، وقيل: أبو صالح البغدادي ابن الخياط.

عن ابن عيينة، وأبي معاوية، وعبد الله بن إدريس، وشعيب بن حرب، وجماعة. وعنه عبيد بن الحسن الأصبهاني، وأحمد بن الهيثم بن خالد البزاز، وجعفر بن محمد بن شريك، والحسن بن الجهم بن جبلة الأصبهاني.

وكان حافظا؛ لكنهم ضعفوه.

وقال ابن معين: ذاك نعرفه يسرق الحديث.

قلت: سرقة الحديث أهون من وضعه واختلاقه. وسرقة الحديث أن يكون محدث ينفرد بحديث، فيجيء السارق ويدعي أنه سمعه أيضا من شيخ ذاك المحدث، وليس ذاك بسرقة الأجزاء والكتب، فإنها أنحس بكثير من سرقة الرواية، وهي دون وضع الحديث في الإثم لقوله: إن كذبا علي ليس ككذب على غيري.

ص: 812

قال أبو حاتم: لا أحدث عنه. أنكر عليه حديث لم يكن إلا عند ابن أبي شعيب فرواه هو.

111 -

ت ن:‌

‌ الحسين بن محمد

، أبو علي السعدي البصري الذارع.

حدث ببغداد عن فضيل بن سليمان النميري، وعبد المؤمن بن عباد العبدي، وسهل بن أسلم العدوي. وعنه أبو بكر بن أبي الدنيا، وأحمد بن الحسن الصوفي، والبغوي، وغيرهم.

112 -

ق:‌

‌ الحسين بن المتوكل بن عبد الرحمن بن حسان

، أبو عبد الله بن أبي السري العسقلاني، مولى بني هاشم أخو محمد بن أبي السري.

سمع ضمرة بن ربيعة، ووكيعا، ومحمد بن حمير الحمصي، وأبا داود الحفري. وعنه ابن ماجه، ومحمد بن سعد كاتب الواقدي وهو أكبر منه، والحسين بن إسحاق التستري، ومحمد بن الحسن بن قتيبة العسقلاني.

قال أخوه: لا تكتبوا عن أخي فإنه كذاب. وقال أبو عروبة الحراني: الحسين بن أبي السري خال أمي كذاب.

وقال أبو داود: ضعيف.

وقال غيره: مات سنة أربعين ومائتين.

113 -

خ ن:‌

‌ الحسين بن منصور بن جعفر بن عبد الله بن رزين

، أبو علي السلمي النيسابوري الحافظ.

روى عن أخوي جده عمر ومبشر، وأبي معاوية، وابن نمير، ووكيع، وسفيان بن عيينة، وأبي أسامة، وأسباط بن محمد، وطائفة. وعنه البخاري، والنسائي، وأحمد بن سلمة، وجعفر بن أحمد بن نصر الحافظ، والحسن بن سفيان، وأبو العباس السراج، ومحمد بن شادل، وأبو سعيد محمد بن شاذان، وآخرون. ومن القدماء يحيى ابن التميمي، وهو أكبر منه.

ص: 813

وثقه النسائي.

وقال الحاكم: هو شيخ العدالة والتزكية في عصره. وأخص الناس بيحيى بن يحيى. وكان يحيى يعيب عليه اشتغاله بالشهادة. سمعت خلف بن محمد البخاري يقول: سمعت أبا عمرو أحمد بن نصر رئيس نيسابور ببخارى يقول: حدثنا الحسين بن منصور، وقد عرض عليه قضاء نيسابور، فاختفى ثلاثة أيام، ودعا الله، فمات في اليوم الثالث.

ومن كلامه قال: رب معتزل للدنيا ببدنه مخالطها بقلبه، ورب مخالط للدنيا ببدنه، مفارقها بقلبه وهو أكيسهما.

قال السراج: مات في جمادى الآخرة سنة ثمان وثلاثين.

114 -

‌ حفص بن عبد الله الحلواني

، أبو عمر الضرير.

حدث بحلوان عن المبارك بن سحيم، وحفص بن سليمان القارئ، وعيسى غنجار. سمع منه أبو حاتم وقال: صدوق.

وبقي إلى سنة ست وثلاثين، فمات في جمادى الآخرة. قاله موسى بن هارون، وكناه أبا عمرو.

115 -

‌ حفص بن النضر التميمي البخاري

.

عن سفيان بن عيينة، وحفص بن غياث، وطبقتهما. وعنه أخوه علي.

توفي في صفر. قاله ابن ماكولا، سنة ست وثلاثين.

116 -

م ن ق:‌

‌ الحكم بن موسى

، أبو صالح البغدادي القنطري الزاهد.

سمع إسماعيل بن عياش، والعطاف بن خالد، وعبد الرحمن بن أبي الرجال، وعبد الله بن المبارك، وغيرهم. وعنه مسلم، والنسائي، وابن ماجه بواسطة، والإمام أحمد، والدارمي، وأبو يعلى الموصلي، وأبو القاسم البغوي، والحارث بن أبي أسامة، وغيرهم. وكتب عنه: علي ابن المديني.

وثقه ابن معين.

وقال الحسين بن فهم: كان رجلا صالحا، ثبتا في الحديث.

ص: 814

وقال علي بن محمد الحبيني: سألت أبا علي جزرة عن سريج بن يونس، والحكم بن موسى، ويحيى بن أيوب، فوثقهم جدا، وقال: هؤلاء الثلاثة تقطعوا من العبادة.

وقال عثمان الدارمي: قدم علي ابن المديني بغداد، فحدثه الحكم بن موسى بحديث أبي قتادة، عن النبي صلى الله عليه وسلم: أسوأ الناس سرقة الذي يسرق صلاته. فقال ابن المديني: لو غيرك حدث به ما صنع به؟

قلت: رواه الناس عن الحكم، عن الوليد بن مسلم، عن الأوزاعي، عن يحيى بن أبي بكير، عن عبد الله بن أبي قتادة، عن أبيه.

وقال أبو عبيدة الآجري: سألت أبا داود عن حديث الحكم بن موسى في الصدقات، فقال: لا أحدث به.

قلت: وكذا انفرد بحديث الصدقات، عن يحيى بن حمزة، عن سليمان بن داود، وصوابه سليمان بن أرقم.

توفي الحكم في شوال سنة اثنتين وثلاثين ليومين بقيا من الشهر.

117 -

د:‌

‌ حكيم بن سيف

، أبو عمرو الرقي مولى بني أسد.

عن أبي المليح الحسن بن عمر، وعبيد الله بن عمرو الرقيين، وعيسى بن يونس. وعنه أبو داود، وبقي بن مخلد، والحسن بن سفيان، ومحمد بن وضاح الأندلسي، والفريابي، والحسين بن عبد الله القطان، وجماعة.

قال أبو حاتم: صدوق، لا يحتج به.

قلت: توفي سنة ثمان وثلاثين.

118 -

‌ حمزة بن سعيد المروزي

. نزيل طرسوس.

عن أبي بكر بن عياش، وابن عيينة، وجماعة. وعنه أبو داود في كتاب المسائل، وإسحاق بن سيار النصيبي، وإبراهيم بن الحارث العبادي.

ص: 815

119 -

‌ حوثرة بن أشرس

، أبو عامر العدوي البصري.

عن مبارك بن فضالة، وعقبة بن عبد الله الرفاعي، وحماد بن سلمة، وجماعة. وعنه أبو زرعة، وأبو حاتم، وأبو يعلى الموصلي، وجعفر الفريابي، والحسن بن سفيان الفسوي، وطائفة سواهم.

توفي سنة اثنتين وثلاثين في آخرها، وما علمت به بأسا.

120 -

‌ حيان بن بشر القاضي

، أبو بشر الأسدي الحنفي.

عن هشيم، وأبي يوسف القاضي، وأبي معاوية، ويحيى بن آدم. وعنه بشر بن موسى، وإبراهيم بن عبد الله بن الجنيد، ومحمد بن عبدوس، وأبو القاسم البغوي.

وولي قضاء أصبهان في دولة المأمون، وولي قضاء الشرقية ببغداد في دولة المتوكل.

قال ابن معين: لا بأس به.

وتوفي سنة سبع أو ثمان وثلاثين. وكان من كبار أصحاب الرأي.

121 -

‌ خالد بن عابد بن يحيى الزوفي

.

مصري. عن رشدين بن سعد، وابن وهب. وعنه يحيى بن عثمان بن صالح.

توفي سنة إحدى وثلاثين ومائتين.

122 -

‌ خالد بن مرداس

، أبو الهيثم البغدادي السراج.

له نسخة رواها عنه أبو القاسم البغوي. وكان صدوقا ثقة.

يروي عن إسماعيل بن عياش، وأيوب بن جابر اليمامي، وعبد الله بن المبارك، وغيرهم، روى عنه أيضا: أبو يعلى الموصلي، وغيره.

وتوفي سنة إحدى وثلاثين.

123 -

‌ خديجة، أم محمد

.

روت عن إسحاق الأزرق، ويزيد بن هارون، وأبي النضر هاشم. وكانت تغشى أحمد بن حنبل. روى عنها: عبد الله بن أحمد في كتاب الزهد.

ص: 816

124 -

ن:‌

‌ خلف بن سالم

، أبو محمد السندي، مولى بني المهلب.

من شيوخ بغداد، يروي عن هشيم، وأبي بكر بن عياش. وعنه أحمد بن أبي خيثمة، والحسن بن علي المعمري، وغيرهما.

وكان يوصف بالحفظ والمعرفة. رحل إلى عبد الرزاق.

وتوفي سنة إحدى وثلاثين أيضا.

وروى أيضا عن ابن علية، وعبد الله بن إدريس، ويحيى القطان، وغندر. وآخر من روى عنه أحمد بن الحسن بن عبد الجبار الصوفي.

125 -

‌ خلف بن قديد

، أبو علي الأزدي المصري.

روى عن ابن وهب، وغيره.

ومات فجاءة سنة تسع وثلاثين وهو قائم يرمي في الغرض.

126 -

خ:‌

‌ خليفة بن خياط بن خليفة بن خياط

، الحافظ أبو عمرو العصفري البصري، المعروق بشباب.

كان حافظا نسابة أخباريا عالما بأيام الناس. صنف التاريخ والطبقات، وغير ذلك. وروى الكثير.

سمع أباه، وسفيان بن عيينة، وزياد بن عبد الله البكائي، ويزيد بن زريع، وابن علية، وخالد بن الحارث، وعبد الأعلى بن عبد الأعلى، وعبد الرحمن بن مهدي، وغندر، ومحمد بن أبي عدي، ومعتمر بن سليمان، وخلقا كثيرا.

وذكر شيخنا المزي في تهذيبه أنه روى عن حماد بن سلمة.

قلت: لم يدركه، فلعله حماد بن أسامة، فتصحف.

وعنه البخاري في صحيحه سبعة أحاديث أو أكثر، وبقي بن مخلد، وحرب الكرماني، وعبد الله الدارمي، وأبو بكر بن أبي عاصم، وأبو يعلى الموصلي، وعبدان الأهوازي، وعمر بن أحمد الأهوازي، وموسى بن زكريا التستري، وآخرون.

لينه بعضهم.

ص: 817

وقال ابن عدي: هو مستقيم الحديث، صدوق، من متيقظي الرواة.

وقال مطين: مات سنة أربعين.

127 -

‌ داهر بن نوح الأهوازي

.

عن أبي عوانة، وعبد الحميد بن الحسن الهلالي، وحماد بن زيد، وعنبس بن مرحوم، وعليلة بن بدر، وجماعة. وعنه جماعة آخرهم عبدان الأهوازي.

ذكره ابن حبان في الثقات، وقال: ربما أخطأ.

وقال أبو القاسم بن منده: توفي سنة ثلاث وثلاثين.

وممن روى عنه: سعيد بن عثمان الأهوازي.

128 -

د:‌

‌ داود بن أمية الأزدي

.

سمع سفيان بن عيينة، ومعاذ بن معاذ، ومعاذ بن هشام. روى عنه أبو داود في سننه، وأبو القاسم البغوي.

وهو صدوق.

129 -

‌ داود بن حماد

، أبو حاتم البلخي.

حدث ببغداد عن إبراهيم بن أبي حية المكي، وأبي مطيع البلخي، وابن عيينة ووكيع. وعنه محمد بن عبدوس بن كامل، وعلي بن سعيد الرازي، وأحمد بن سلمة النيسابوري. ومن الكبار مثل أبي زرعة.

130 -

خ م د ن ق:‌

‌ داود بن رشيد

، أبو الفضل الخوارزمي مولى بني هاشم. من أعيان شيوخ بغداد.

سمع أبا المليح الحسن بن عمر الرقي، وإسماعيل بن عياش، وإسماعيل بن جعفر، وهشيم بن بشير، ويحيى بن أبي زائدة، والوليد بن مسلم، وابن علية، وطائفة بالعراق والجزيرة والشام.

وعنه: مسلم، وأبو داود، وابن ماجه، والبخاري، والنسائي عن رجل عنه، وبقي بن مخلد، وإبراهيم الحربي، وأبو زرعة، وأبو حاتم، وأبو يعلى الموصلي،

ص: 818

وأحمد بن الحسن الصوفي، وأبو القاسم البغوي، ومحمد بن المجدر، وخلق.

وثقه ابن معين، وغيره.

وقال الدارقطني: ثقة نبيل.

وقال أحمد بن مروان الدينوري: حدثنا إبراهيم الحربي، قال: حدثنا داود بن رشيد، قال: قمت ليلة أصلي فأخذني البرد لما أنا فيه من العري، فأخذني النوم، فرأيت كأن قائلا يقول: يا داود أنمناهم وأقمناك فتبكي علينا.

قال إبراهيم قارئ داود: ما نام بعدها. يعني ما ترك تهجد الليل بعدها.

قال: وسمعت داود يقول: قالت حكماء الهند: لا ظفر مع بغي، ولا صحة مع نهم، ولا ثناء مع كِبْر، ولا صداقة مع خب، ولا شرف مع سوء أدب، ولا بر مع شح، ولا اجتناب محرم مع حرص، ولا محبة مع هزء، ولا ولاية حكم مع عدم فقه، ولا عذر مع إصرار، ولا سلم قلب مع غيبة، ولا راحة مع حسد، ولا سؤدد مع انتقام، ولا رئاسة مع عزازة نفس وعجب، ولا صواب مع ترك مشاورة، ولا ثبات ملك مع تهاون وجهالة وزراء.

توفي في سابع شعبان سنة تسع وثلاثين.

131 -

‌ داود بن صغير البخاري

.

حدث ببغداد سنة ثلاث وثلاثين ومائتين أو بعدها عن الأعمش. وزعم أن عمره مائة وخمس وعشرون سنة.

وكان من الضعفاء.

روى عنه إسحاق بن سنين الختلي. وروى أيضا عن أبي عبد الرحمن كثير النواء، وسفيان الثوري، لا بل وعن أنس بن مالك. وروى عنه عبيد الله بن عبد الله الصيرفي، وعبد الله بن محمد بن نصر المروزي، والفضل بن مخلد الدقاق.

قال الدارقطني: منكر الحديث.

وقال الخطيب: ضعيف.

ص: 819

وهو داود بن صغير، بمعجمة، بن شبيب بن رستم. لا ينبغي أن يروى عنه.

132 -

د:‌

‌ داود بن مخراق الفريابي

.

عن جرير بن عبد الحميد، وسفيان بن عيينة، وابن وهب، وغيرهم. وعنه: أبو داود، ومحمد بن عبد الوهاب الفراء، ومحمد بن أحمد بن سليمان الهروي، وإسحاق بن إبراهيم البستي القاضي، وجعفر الفريابي.

توفي سنة تسع وثلاثين.

وأما ابن حبان فذكر في كتاب الثقات أنه مات بعد الأربعين.

133 -

‌ داود بن مصحح العسقلاني

.

عن أبي خالد الأحمر.

ذكره ابن حبان في الثقات، وقال: مستقيم الحديث؛ حدثنا عنه محمد بن الحسن بن قتيبة.

134 -

د ن:‌

‌ داود بن معاذ

، أبو سليمان العتكي البصري نزيل المصيصة.

عن حماد بن زيد، وعبد الوارث، والحسن بن أبي جعفر الجفري، وجماعة. وعنه أبو داود، والنسائي عن رجل عنه، ومضر بن محمد الأسدي، وعثمان بن خرزاذ، وجعفر الفريابي.

وثقه النسائي.

وسمع الفريابي منه سنة ثلاث وثلاثين.

• - دينار. الذي ادعى لقي أنس. ذكرناه في الطبقة الماضية.

135 -

‌ الربيع بن ثعلب

، أبو الفضل المروزي ثم البغدادي العابد المقرئ.

ص: 820

رحل وقرأ بدمشق على الوليد بن مسلم، وعراك بن خالد، وجماعة. وكان بصيرا بقراءة الشاميين. وحدث عن إسماعيل المؤدب، وجارية بن هرم، وفرج بن فضالة، وجماعة. قرأ عليه جماعة منهم: أبو الطيب سالم، وسليمان بن يحيى الضبي. وحدث عنه: علي بن إسحاق بن زاطيا، وأبو العباس السراج، وأبو القاسم البغوي، وأحمد بن الحسين الصوفي، وعبد الله بن ناجية.

قال جزرة الحافظ: كان ثقة من عباد الله الصالحين.

وقال غيره: توفي سنة ثمان وثلاثين.

136 -

م:‌

‌ رفاعة بن الهيثم الواسطي

.

عن خالد بن عبد الله الطحان، وهشيم بن بشير. وعنه مسلم، وأسلم بن سهل، وعبد الله بن محمد بن شيرويه النيسابوري، وإبراهيم بن محمد الصيدلاني.

137 -

‌ روح بن صلاح بن سيابة بن عمرو

، أبو الحارث الحارثي الموصلي، ثم المصري.

عن يحيى بن أيوب، وسفيان الثوري، وموسى بن علي بن رباح، وسعيد بن أبي أيوب، والليث بن سعد، وغيرهم. وعنه أحمد بن محمد بن رشدين، وعيسى بن صالح المؤذن، وجعفر بن أحمد بن بيان، ومحمد بن إبراهيم البوسنجي، وأحمد بن حماد زغبة.

وله مناكير.

قال ابن عدي: ضعيف.

وأما ابن حبان فذكره في الثقات.

توفي بمصر في رمضان سنة ثلاث وثلاثين. وهو آخر من حدث عن موسى، ويحيى، وسعيد.

وقال الحاكم: هو ثقة مأمون شامي.

ص: 821

138 -

‌ روح بن عبد الجبار بن نضير

، أبو محمد المرادي، مولاهم المصري. أخو النضر، وعبد الله.

وقد كناه ابن يونس: أبا الزنباع، وهو أعرف. وقال: روى عن ابن وهب، وابن القاسم. حدث عنه ابنه الحارث بن روح، ويحيى بن عثمان بن صالح. قال: ومات في جمادى الآخرة سنة إحدى وثلاثين.

139 -

خ:‌

‌ روح بن عبد المؤمن أبو الحسن الهذلي

، مولاهم البصري المقرئ صاحب يعقوب الحضرمي.

قرأ عليه، وجلس للإقراء فأخذ عنه أبو بكر محمد بن وهب الثقفي، وأحمد بن يحيى الوكيل، وأحمد بن يزيد الحلواني، وأبو الطيب بن حمدان. وسمع الحديث من أبي عوانة، وحماد بن زيد، وجعفر الضبعي. وعنه البخاري، وإبراهيم بن محمد بن نائلة الأصبهاني، وعبد الله بن أحمد، ومطين، وأبو خليفة، وأبو يعلى الموصلي، وطائفة.

ذكره ابن حبان في الثقات وقال: مات سنة ثلاث وثلاثين قبلها أو بعدها.

وقال غيره: مات سنة أربع، وقيل: سنة خمس.

140 -

‌ روح بن قرة المقرئ

.

عرض القرآن على سلام الطويل، وعلى يعقوب الحضرمي. وسمع من ابن عيينة. قرأ عليه أبو عبد الله الزبيري فقيه البصرة. وسمع منه أحمد بن الصقر بن ثوبان.

141 -

‌ رويم بن يزيد المقرئ

.

سمع سلام بن سليمان الطويل، والليث بن سعد، وأخذ القراءة عرضا على سليم صاحب حمزة، وميمون القناد.

عرض عليه غير واحد؛ منهم: محمد بن شاذان الجوهري شيخ ابن شنبوذ. وحدث عنه محمد بن عبد الرحيم، وغيره.

142 -

‌ رياح بن الفرج الدمشقي

.

ص: 822

عن زيد بن يحيى، وأبي مسهر. وعنه أحمد بن المعلى، وجعفر الفريابي في الثقات.

143 -

‌ زكريا بن يحيى الواسطي الأحمر

.

عن خالد بن عبد الله الطحان. وعنه أسلم بن سهل بحشل، وقال: مات سنة أربع وثلاثين.

144 -

‌ زكريا بن يحيى بن صبيح اليشكري الواسطي

، زحمويه.

عن عبد الرحمن بن أبي الزناد، وفرج بن فضالة. وعنه أسلم في تاريخه، وأبو زرعة الرازي، وجماعة.

توفي سنة خمس وثلاثين.

145 -

خ م د ق:‌

‌ زهير بن حرب بن شداد

، أبو خيثمة النسائي الحافظ، مولى بني الحريش بن كعب بن عامر بن صعصعة.

قيل: كان اسم جده أشتال، فعرب شدادا.

كان من كبار أئمة الأثر ببغداد، وهو والد الحافظ أبي بكر صاحب التاريخ. سمع هشيما، وابن عيينة، وأبا معاوية، ويحيى القطان، وحفص بن غياث، وجرير بن عبد الحميد، وحميد بن عبد الرحمن الرؤاسي، وعبد الله بن إدريس، وابن فضيل، وخلقا كثيرا.

وعنه البخاري، ومسلم، وأبو داود، وابن ماجه، وابنه، وعباس الدوري، وبقي بن مخلد، وأبو يعلى، وابن أبي الدنيا، وأبو بكر أحمد بن علي بن سعيد المروزي، وخلق.

وثقه ابن معين.

وقال أبو حاتم: صدوق.

وقال يعقوب بن شيبة: هو أثبت من أبي بكر بن أبي شيبة.

وقال النسائي: ثقة مأمون.

ص: 823

وقال جعفر الفريابي: سألت محمد بن عبد الله بن نمير: أيما أحب إليك أبو خيثمة، أو أبو بكر بن أبي شيبة؟ فقال: أبو خيثمة، وجعل يطري أبا خيثمة ويضع من أبي بكر.

وقال علي بن الحسين بن الجنيد: سمعت يحيى بن معين يقول: أبو خيثمة زهير بن حرب يكفي قبيلة.

توفي في سابع شعبان سنة أربع وثلاثين، وله أربع وسبعون سنة.

146 -

‌ زهير بن عباد الرؤاسي ابن عم وكيع

.

سمع مالك بن أنس، وحفص بن ميسرة، وفضيل بن عياض، والمسيب بن شريك، وابن المبارك، وجماعة. وعنه محمد بن أحمد العريني، والحسن بن الفرج الغزي، والحسن بن سفيان، وجماعة؛ منهم: أبو حاتم الرازي، وقال: ثقة.

وكان يكنى أبا محمد.

توفي في شوال سنة ثمان وثلاثين بمصر.

147 -

م:‌

‌ زيد بن يزيد الثقفي

، أبو معن الرقاشي البصري.

سمع معتمر بن سليمان، وغندرا، وخالد بن الحارث، ووهب بن جرير، ووكيعا، وطائفة. وعنه مسلم، ومحمد بن محمد القاضي الجذوعي، والحسين بن إسحاق التستري، ومعاذ بن المثنى العنبري.

وثقه مسلم.

149 -

‌ سالم بن حامد الأمير

.

ولي إمرة دمشق للمتوكل، فظلم وعسف. وكان بدمشق جماعة من أشراف العرب لهم قوة ومنعة، فقتلوه يوم الجمعة على باب الخضراء. فغضب المتوكل وثارت نفسه، وقال: من للشام، وليكن في صولة الحجاج؟ فقيل له: أفريدون التركي، فأمره وسار إليها في سبعة آلاف. وأطلق له المتوكل القتل بدمشق يوما إلى ارتفاع النهار، والنهب ثلاثة أيام. فنزل ببيت لهيا، فلما أصبح قال: يا دمشق أيش يحل بك اليوم مني؟ فقدمت له بغلة دهماء ليركبها، فلما

ص: 824

أراد أن يضع رجله في الركاب ضربته بالزوج على صدره فسقط ميتا، وقبره يعرف ببيت لهيا. ورجع عسكره إلى بغداد. ثم جاء المتوكل بعد ذلك إلى دمشق وقد صلحت نيته للدمشقيين.

• - سحنون اسمه عبد السلام.

يأتي في هذه الطبقة.

150 -

خ م ن:‌

‌ سريج بن يونس بن إبراهيم

، أبو الحارث المروذي الأصل البغدادي.

عن إسماعيل بن جعفر، وهشيم، وإسماعيل بن مجالد، وعباد بن عباد، ويحيى بن أبي زائدة، ويوسف بن يعقوب الماجشون، وأبي إسماعيل المؤدب، ومروان بن شجاع، وخلق. وعنه مسلم، والبخاري، والنسائي، عن رجل عنه، وبقي بن مخلد، وأبو يحيى صاعقة، وأبو زرعة، وموسى بن هارون، ومطين، وأبو القاسم البغوي، وأحمد بن الحسن الصوفي، وخلق.

سئل عنه أحمد بن حنبل فقال: صاحب خير.

وقال ابن معين: ليس به بأس.

وقال البخاري: مات في ربيع الأول سنة خمس وثلاثين. وقال أبو حاتم: صدوق.

وقال عبد الله بن أحمد: سمعت سريج بن يونس يقول: رأيت رب العزة في المنام فقال: سل حاجتك. فقلت: رحمان سربسر، يعني رأسا برأس. قلت: وكان سريج من الزهاد والعباد ببغداد، له حكايات شبه الكرامات. وكان إماما في السنة.

151 -

ن:‌

‌ سعيد بن ذؤيب أبو الحسن المروزي

، النسائي الأصل.

عن أبي أسامة، وسفيان بن عيينة، وأبي ضمرة، وعبد الرزاق، وجماعة. وعنه حاشد بن إسماعيل، وعبيد الله بن واصل البخاريان، والحسن بن سفيان، وأبو عبد الرحمن أحمد بن شعيب النسائيان، والنسائي أيضا في سننه، عن رجل عنه.

ص: 825

توفي سنة سبع وثلاثين.

152 -

‌ سعيد بن سليمان التيمي الفقيه

.

أحد أصحاب الرأي، أخذ الفقه عن القاضي أبي يوسف، ومحمد بن الحسن، وحدث عنهما.

توفي سنة خمس وثلاثين.

153 -

‌ سعيد بن إدريس الواسطي

.

عن أبي شهاب الحناط عبد ربه. وعنه أسلم بن سهل الواسطي، وقال: توفي سنة إحدى وثلاثين بواسط.

154 -

‌ سعيد بن حسان

، أبو عثمان القرطبي، مولى بني أمية.

رحل وتفقه على أشهب، وأصحاب مالك، وبرع في مذهب مالك. وكان فقيها مفتيا إماما زاهدا كبير القدر. وكان مؤاخيا ليحيى بن يحيى الليثي آخذا بهديه. حمل عنه إبراهيم بن محمد بن باز، وغيره.

توفي سنة ست وثلاثين.

155 -

ن:‌

‌ سعيد بن حفص بن عمرو بن نفيل

، أبو عمرو الحراني النفيلي، خال الحافظ أبي جعفر النفيلي.

سمع زهير بن معاوية، ومعقل بن عبيد الله، وشريك بن عبد الله، وأبا المليح، وموسى بن أعين، وجماعة. وعنه محمد بن يحيى بن كثير محدث حران، ومضر بن محمد الأسدي، وهلال بن العلاء، وبقي بن مخلد، وأحمد بن سليمان الرهاوي، وأحمد بن فيل البالسي، والحسن بن سفيان، وجماعة.

توفي في رمضان سنة سبع وثلاثين.

ووثقه ابن حبان.

156 -

م د:‌

‌ سعيد بن عبد الجبار

، أبو عثمان القرشي الكرابيسي.

بصري نزل مكة، وحدث عن حماد بن سلمة، وحرب بن أبي العالية، ومالك، وفضيل بن عياض، وجماعة. وعنه مسلم، وأبو داود، وبقي بن

ص: 826

مخلد، وأبو زرعة، وابن أبي عاصم، وأبو يعلى الموصلي، وعبدان، وعمران بن موسى السختياني، وطائفة.

قال أبو حاتم: صدوق.

وقال أبو القاسم البغوي: مات في آخر سنة ست وثلاثين.

ومن رواة العلم بهذا الاسم:

157 -

‌ سعيد بن عبد الجبار بن وائل بن حجر الكوفي

.

له أحاديث عن أبيه، وعنه عبد الله بن عمر بن أبان.

158 -

‌‌

‌ وسعيد بن عبد الجبار

الزبيدي

.

من طبقة هشيم.

159 -

وسعيد بن عبد الجبار.

عن محمد بن جابر اليمامي، مجهول.

160 -

‌ سعيد بن نصير الواسطي

.

سمع ابن عيينة. وعنه عباس الدوري، والبغوي.

• - أما سعيد بن نصير، نزيل الرقة، ففي الطبقة الأخرى.

161 -

خ:‌

‌ سعيد بن النضر أبو عثمان البغدادي

، نزيل آمل جيحون.

سمع إسماعيل بن عياش، وهشيم بن بشير، وغيرهما. وعنه البخاري، والفضل بن أحمد الآملي.

ذكره ابن حبان في الثقات.

وتوفي سنة أربع وثلاثين.

162 -

‌ سفيان بن بشر أبو الحسين الأسدي الكوفي

.

عن مالك بن أنس، وعلي بن هاشم بن البريد. وعنه محمد بن رزيق بن جامع، ومحمد بن داود بن عثمان الصدفي، ومحمد بن عثمان بن أبي شيبة، ومطين، وغيرهم.

ص: 827

لم يذكره ابن أبي حاتم في كتابه.

163 -

‌ سلمة بن عاصم النحوي

.

من كبار أئمة العربية بالعراق. روى عن الفراء كتبه. روى عنه إبراهيم الحربي، وثعلب، وإدريس بن عبد الكريم.

وهو ثقة مشهور.

164 -

‌ سلمة بن حفص السعدي

، أبو بكر.

عن عبد الله بن إدريس، والمحاربي. وعنه تمتام، وابن أبي الدنيا، وصالح جزرة، وآخرون.

165 -

‌ سليمان بن أحمد بن محمد الجرشي الدمشقي ثم الواسطي

.

عن الوليد بن مسلم، ومروان بن معاوية، ومحمد بن شعيب، وجماعة. وعنه حنبل بن إسحاق، وأسلم بن سهل بحشل، وإبراهيم بن سعدان، وعلي بن عبد العزيز البغوي، وعبدان الأهوازي، وجماعة.

قال البخاري: فيه نظر.

وقال النسائي: ليس بثقة.

وقال ابن عدي: حدثنا عنه عبدان بالعجائب.

وقال أبو حاتم الرازي: كان حلوا، قدم بغداد فكتب عنه أحمد بن حنبل وابن معين، ثم تغير بأخرة. فلما كان في رحلتي الثانية سألت عنه، قيل لي: قد أخذ في الشراب والمعازف والملاهي.

وسئل عنه صالح جزرة فقال: يتهم في الحديث.

166 -

‌ سليمان بن أيوب

، أبو أيوب. صاحب البصري.

حدث عن حماد بن زيد، وهارون بن دينار، وعبد الرحمن بن مهدي، وطائفة. وعنه إسماعيل القاضي، وصالح جزرة، وأحمد بن الحسن بن

ص: 828

عبد الجبار، والبغوي.

قال ابن معين: هو ثقة حافظ، رواها ابن الجنيد عنه.

وقال الحسين بن حبان: قال ابن معين: سليمان صاحب البصري من الحفاظ الثقات، كان يتحفظ عند يحيى بن سعيد، يأنف أن يكتب عنده.

وقال مطين: مات سنة خمس وثلاثين.

وقال علي بن الجنيد: كان من الحفاظ، لم أر بالبصرة أنبل منه.

167 -

‌ سليمان بن داود بن بشر الشاذكوني الحافظ

، أبو أيوب المنقري البصري.

عن حماد بن زيد، وعبد الواحد بن زياد، وجعفر بن سليمان، وعبد الوارث، وخلق كثير. وعنه أبو قلابة الرقاشي، وأسيد بن عاصم، ومحمد بن يونس الكديمي، وأبو مسلم الكجي، وإبراهيم بن محمد بن الحارث، ومحمد بن علي الفرقدي، والأصبهانيون، والحسن بن سفيان، وأبو يعلى الموصلي وكانا يدلسانه، يقولان: سليمان أبو أيوب فقط.

قال عمرو الناقد: قدم سليمان الشاذكوني بغداد، فقال لي أحمد بن حنبل: اذهب بنا إلى سليمان نتعلم منه نقد الرجال.

وقال حنبل: سمعت أبا عبد الله يقول: كان أعلمنا بالرجال يحيى بن معين، وأحفظنا للأبواب سليمان الشاذكوني. وكان علي ابن المديني أحفظنا للطوال.

وقال عباس العنبري، وسئل: أيهما كان أعلم بالحديث الشاذكوني أو ابن المديني؟ فقال: ابن الشاذكوني بصغير الحديث، وعلي بجليله.

وقال أبو عبيد: انتهى العلم إلى أربعة - يعني علم الحديث - إلى أحمد بن حنبل، وعلي بن عبد الله، ويحيى بن معين، وأبي بكر بن أبي شيبة. فكان أحمد أفقههم به، وكان علي أعلمهم به، وكان ابن معين أجمعهم له، وكان أبو بكر أحفظهم له.

قال زكريا الساجي: وهم أبو عبيد، أحفظهم له سليمان الشاذكوني.

روى أبو بكر بن أبي الأسود قال: كنا عند يحيى القطان وعنده بلبل - يعني المحدث - وكان أسود، فجرى بينه وبين الشاذكوني كلام. فقال له

ص: 829

الشاذكوني: والله لأقتلنك. فقال يحيى: سبحان الله، تقتله؟ قال: نعم. أنت حدثتني عن عوف، عن الحسن، عن عبد الله بن مغفل قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لولا أن الكلاب أمة لأمرت بقتلها، فاقتلوا منها كل أسود بهيم وهذا أسود.

وقال ابن عدي: سألت عبدان عنه، فقال: معاذ الله أن يتهم، إنما كان قد ذهبت كتبه، فكان يحدث حفظا.

وقيل: إنه لما احتضر قال: اللهم إني أعتذر إليك؛ غير أني ما قذفت محصنة، ولا دلست حديثا.

وقال الساجي: حدثنا أحمد بن محمد، قال: حدثنا ابن عرعرة قال: كنت عند يحيى بن سعيد، وعنده بلبل، وابن أبي خدوية، وابن المديني، فقال علي ليحيى: ما تقول في طارق، وإبراهيم بن مهاجر؟ قال: يجريان مجرى واحدا. فقال الشاذكوني: نسألك عما لا تدري، وتكلف لنا ما لا تحسن، إنما تكتب عليك ذنوبك، حديث إبراهيم بن مهاجر خمسمائة حديث، عندك عنه مائة، وحديث طارق مائة، عندك منه عشرة. فأقبل بعضنا على بعض وقلنا: هذا ذل. فقال يحيى: دعوه، فإن كلمتموه لم آمن أن يقذفنا بأعظم من هذا.

وقال إبراهيم بن أورمة: كان أبو داود الطيالسي بأصبهان، فلما أراد الرجوع أخذ يبكي، فقالوا له: إن الرجل إذا رجع إلى أهله فرح، فقال: إنكم لا تعلمون إلى من أرجع؛ أرجع إلى شياطين الإنس: علي بن المديني، وسليمان الشاذكوني، وابن بحر السقاء - يعني الفلاس -.

وسئل صالح بن محمد الحافظ عن الشاذكوني فقال: ما رأيت أحفظ منه. فقلت: بأي شيء كان يتهم؟ قال: كان يكذب في الحديث.

وسئل أحمد بن حنبل عنه، فقال: جالس حماد بن زيد، وبشر بن المفضل، ويزيد بن زريع، فما نفعه الله بواحد منهم.

وقال ابن معين: جربت على سليمان الشاذكوني الكذب.

وقال النسائي: ليس بثقة.

وقال عباس العنبري: ما مات ابن الشاذكوني حتى انسلخ من العلم

ص: 830

انسلاخ الحية من قشرها.

قال ابن المديني: كنا عند ابن مهدي، فجاءوا بالشاذكوني سكران.

وعن البخاري قال: هو أضعف عندي من كل ضعيف.

وقال ابن معين: قال لنا سليمان الشاذكوني: هاتوا حرفا واحدا من رأي الحسن لا أحفظه.

وحكى ابن نافع أنه سمع إسماعيل بن الفضل يقول: رأيت ابن الشاذكوني في النوم، فقلت: ما فعل الله بك؟ قال: غفر لي. قلت: بماذا؟ قال: كنت في طريق أصبهان، فأخذني المطر ومعي كتب. ولم أكن تحت سقف، فانكببت على كتبي حتى أصبحت، فغفر الله لي بذلك.

قلت: كان أبوه يتجر في البز، ويبيع هذه المضربات الكبار، وتسمى باليمن شاذكونية، فنسب إليها.

قال ابن قانع، وأبو بكر بن أبي عاصم، ومطين، وغيرهم: توفي سنة أربع وثلاثين.

وقال أبو الشيخ: توفي سنة ست وثلاثين، وقدم إلى أصبهان مرات.

168 -

خ م د ن:‌

‌ سليمان بن داود

، أبو الربيع الأزدي العتكي الزهراني البصري المقرئ المحدث الثقة.

سمع مالكا، وفليح بن سليمان، وحماد بن زيد، وشريكا، وأبا شهاب الحناط، وجرير بن حازم، وجماعة. وعنه أحمد، وإسحاق، وابن المديني، وجماعة من أقرانه، والبخاري، ومسلم، وأبو داود، وروى النسائي عن رجل عنه. وروى عنه محمد بن يحيى الذهلي، وأبو زرعة، وإدريس بن عبد الكريم، وأبو يعلى الموصلي، والبغوي، وخلق.

وثقه ابن معين، وأبو زرعة، والنسائي، وغيرهم. وأما ابن خراش فقال: تكلم الناس فيه، وهو صدوق.

قلت: هذه مجازفة من عبد الرحمن، فإنا لا نعلم أحدا ضعف الزهراني؛ بل أجمعوا على الاحتجاج به.

توفي في رمضان سنة أربع وثلاثين.

ووقع لي من موافقاته العالية، وكان من أئمة العلم.

ص: 831

قال أبو عمرو الداني: له كتاب جامع في القراءات. سمع من نافع بن أبي نعيم حرفين، ومن حفص الغاضري، وعبد الوارث التنوري، وذكر جماعة.

169 -

‌‌

‌ سليمان بن داود

بن محمد بن شعبة بن النجار

، أبو أيوب اليمامي، ثم البصري.

عن فليح بن محمد، ويحيى بن مروان، وعمارة بن عقبة، وغيرهم. وعنه أبو زرعة، وأبو حاتم، وغيرهما.

قال أبو حاتم: أثنى عليه ابن معين، وقال: قل من رأيت أفهم لحديث اليمامة منه.

170 -

م:‌

‌ سليمان بن داود بن رشيد

، أبو الربيع الختلي، ثم البغدادي الأحول.

سمع أبا حفص الأبار، ومحمد بن حرب، وجماعة. وعنه مسلم، وأبو زرعة، وعبد الله بن أحمد بن حنبل، وأبو يعلى الموصلي، وآخرون.

وكان ثقة. وثقه صالح جزرة.

وتوفي في رمضان سنة إحدى وثلاثين. وليس لأبيه رواية.

171 -

م: سليمان بن داود، أبو داود المباركي، والمبارك بقرب واسط.

سمع أبا شهاب الحناط، وأبا حفص الأبار، ويحيى بن زكريا بن أبي زائدة، وعنه مسلم، وعبد الله بن أحمد، وأحمد بن الحسن الصوفي الكبير، وآخرون.

قال ابن معين: لا بأس به.

توفي سنة إحدى أيضا وكان ببغداد.

سماه ابن أبي حاتم: سليمان بن محمد. ووثقه أبو زرعة.

وقد جوده ابن نقطة وبين أنه سليمان بن محمد قطعا.

ص: 832

172 -

ن:‌

‌ سليمان بن سلم

، أبو داود البلخي المصاحفي.

عن النضر بن شميل، وأبي مطيع، وعمر بن هارون البلخيين، وجماعة. وعنه النسائي، والترمذي في كتاب الشمائل، وموسى بن هارون، وغيرهم.

وكان ثقة من خيار عباد الله، رحمه الله.

توفي سنة ثمان وثلاثين.

173 -

‌ سليمان بن عبد الله بن سليمان بن علي بن عبد الله بن عباس العباسي

.

ولي المدينة للمأمون، ثم مكة، وحج بالناس. ثم عزله المعتصم.

مات سنة أربع وثلاثين ومائتين.

174 -

خ 4:‌

‌ سليمان بن عبد الرحمن بن عيسى بن ميمون

، الحافظ أبو أيوب التميمي الدمشقي، ابن بنت شرحبيل بن مسلم الخولاني.

سمع معروفا الخياط الذي رأى واثلة بن الأسقع، وإسماعيل بن عياش، ويحيى بن حمزة، وسويد بن عبد العزيز، وبقية، والوليد بن مسلم، وعبد الله بن وهب، وابن عيينة، وخلقا. وعنه البخاري، وأبو داود، والبخاري أيضا والترمذي، والنسائي، وابن ماجه عن رجل عنه، وأبوا زرعة النصري والرازي، وأبو قصي إسماعيل العذري، وأحمد بن المعلى، وجعفر الفريابي، وخلق.

ولد سنة ثلاث وخمسين ومائة، وكان يخضب بالحمرة.

وقال أبو زرعة الدمشقي: حدثني سليمان فقيه أهل دمشق، وكان من أهل الفتوى.

وقال أبو داود السجستاني: سليمان ابن بنت شرحبيل يخطئ كما يخطئ الناس، وهو خير من هشام بن عمار.

وقال ابن معين: ليس به بأس، وهشام بن عمار أكيس منه.

وقال أبو حاتم: صدوق، لكنه أروى الناس عن الضعفاء والمجهولين، كان عندي في حد: لو أن رجلا وضع له حديثا لم يفهم، وكان لا يميز.

ص: 833

وقال الدارقطني: ثقة، عنده مناكير عن الضعفاء.

وقال ابن جوصا: سمعت إبراهيم بن يعقوب الجوزجاني قال: كنا عند سليمان بن عبد الرحمن، فلم يأذن لنا أياما، فلما دخلنا عليه قال: بلغني ورود هذا الغلام الرازي، يعني أبا زرعة، فدرست للقائه ثلاثمائة ألف حديث.

قال عمرو بن دحيم: توفي لليلة بقيت من صفر سنة ثلاث وثلاثين.

قلت: وقع لنا من عواليه قليل. وحديث الحفظ الذي رواه له الترمذي في نقدي إنه باطل، ولا يحتمله الوليد بن مسلم، فإنا لم نر من رواه عن الوليد غيره، ويقول هو: إن الوليد سمعه من ابن جريج. ولعل سليمان شبه له. فإن هشام بن عمار رواه عن محمد بن إبراهيم، مجهول، عن مجهول آخر، عن عكرمة.

175 -

ن:‌

‌ سليمان بن منصور البلخي الذهبي

.

عن مسلم بن خالد الزنجي، وعبد الجبار بن الورد، وأبي الأحوص، وجماعة. وعنه النسائي، ومحمد بن علي الحكيم الترمذي، ومحمد بن رمح، وأحمد بن علي الأبار، وآخرون.

وكان يلقب زرغندة.

توفي سنة أربعين.

وذكره ابن حبان في الثقات.

176 -

‌ سليم بن منصور بن عمار المروزي

، أبو الحسن.

عن أبيه، وإسماعيل بن علية، وأبي داود، وعلي بن عاصم. وعنه أبو حاتم الرازي وحسن أمره، وإسحاق الحربي، وموسى بن هارون.

قال ابن أبي حاتم: قلت لأبي: أهل بغداد يتكلمون فيه. فقال: مه!

ص: 834

177 -

‌ سهل بن بشير بن القاسم

، أبو القاسم النيسابوري الفقيه سهلويه. أخو حسن وحسين.

سمع جرير بن عبد الحميد، وبقية بن الوليد. وعنه العباس بن حمزة، ومطين، وجماعة.

توفي سنة تسع وثلاثين.

178 -

ق:‌

‌ سهل بن زنجلة

، الحافظ، أبو عمرو الرازي الخياط الأشتر.

قدم بغداد سنة إحدى وثلاثين، وحدث عن سفيان بن عيينة، والوليد بن مسلم، وأبي بكر بن عياش، وجرير بن عبد الحميد، وأبي معاوية، وحفص بن غياث، ووكيع، وجماعة. وعنه ابن ماجه، وأبو حاتم، وإدريس بن عبد الكريم الحداد، وإبراهيم الحربي، وعلي بن سعيد بن بشير الرازي، وأبي يعلى الموصلي، وأحمد بن الحسن الصوفي.

قال أبو حاتم: صدوق، وهو سهل بن أبي سهل.

له مصنفات في السنن.

يقال: توفي سنة ثمان وثلاثين.

قال سهل بن زنجلة: حدثنا أبو علي السمتي قال: حدثنا غالب القطان، قال: كنا ندعو في الزمن الأول: اللهم ارزقنا علم الحسن، وورع ابن سيرين، وحفظ قتادة، وعقل بكر بن عبد الله المزني، وعبادة ثابت البناني، وزهد مالك بن دينار، رحمهم الله ورضي عنهم.

179 -

م:‌

‌ سهل بن عثمان العسكري

، الحافظ، أبو مسعود، أحد الأئمة.

رحل وسمع حماد بن زيد، وشريك بن عبد الله، وأبا الأحوص، وعبد الرحمن بن عبد الملك بن أبجر، وزياد بن عبد الله، وعلي بن مسهر، ويزيد بن زريع، وخلقا. وعنه مسلم، وعلي بن أحمد بن بسطام الزعفراني، وعبيد الغزال، وجعفر بن أحمد بن فارس، وعبد الرحمن بن محمد بن سلم الرازي، وعبدان الأهوازي، وطائفة سواهم. وروى عنه من القدماء: علي ابن المديني.

ص: 835

قال أبو الشيخ: خرج عن أصبهان سنة اثنتين وثلاثين إلى الري، ثم رجع إلى العراق، ومات بعسكر مكرم. وكان كثير الفوائد والغرائب.

وذكره ابن حبان في كتاب الثقات.

وقال ابن أبي عاصم: توفي سنة خمس وثلاثين.

وروى عنه أبو زرعة، وأبو حاتم، وقال: صدوق.

180 -

م ق:‌

‌ سويد بن سعيد

، أبو محمد الهروي الحدثاني.

سكن حديثة النورة التي تحت عانة، فنسب إليها.

حدث عن مالك، وحفص بن ميسرة، وشريك، وإبراهيم بن سعد، وعلي بن مسهر، وسفيان بن عيينة، وغيرهم. وعنه مسلم، وابن ماجه، وعبيد العجل، ومطين، وعبد الله بن أحمد، وأحمد بن محمد الوشاء، ومحمد بن محمد الباغندي، وأبو القاسم البغوي، وعبد الله بن ناجية وخلق.

وكف بصره بأخرة، فربما لقن ما ليس من حديثه.

وقال أبو حاتم: كثير التدليس صدوق.

وقال البغوي: كان من الحفاظ. كان أحمد بن حنبل ينتقي عليه لولديه.

وقال النسائي: ليس بثقة.

وقال ابن معين: هو حلال الدم.

قلت: هذا الرجل ممن لم يتورع ابن معين في تضعيفه.

قال ابن عدي: حدثنا أبو يعلى، قال: حدثنا سويد، قال: حدثنا ابن أبي الرجال، عن عبد العزيز بن أبي رواد، عن نافع، عن ابن عمر، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: من قال في ديننا برأيه فاقتلوه. قال ابن عدي: هذا الحديث قد تلون فيه سويد، فمرة يرويه هكذا عن ابن أبي الرجال، ومرة يرويه عن إسحاق

ص: 836

ابن نجيح، عن ابن أبي رواد. وهذا الحديث الذي قال فيه يحيى بن معين: لو وجدت درقة وسيفا لغزوت سويدا الأنباري.

وقال الحاكم: أنكر على سويد حديثه في العشق. قال: وقيل إن يحيى بن معين لما ذكر له هذا الحديث قال: لو كان لي فرس ورمح غزوت سويدا.

وأكثر ما روى عنه مسلم، من روايته عن حفص بن ميسرة.

وقال إبراهيم بن أبي طالب: قلت لمسلم: كيف استجزت الرواية عن سويد في الصحيح؟ فقال: ومن أين كنت آتي بنسخة حفص بن ميسرة؟!

قال الدارقطني: سويد تكلم فيه يحيى، وقال: قد حدث عن أبي معاوية، عن الأعمش، عن عطية، عن أبي سعيد حديث: الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة. قال ابن معين: وهذا باطل عن أبي معاوية. قال الدارقطني: فلما دخلت مصر سنة سبع وخمسين وثلاثمائة، وجدت هذا الحديث في مسند إسحاق بن إبراهيم المنجنيقي، وكان ثقة، عن أبي كريب، عن أبي معاوية، كما قال سويد فتخلص سويد.

وقال ابن عدي: روى سويد، عن مالك الموطأ، ويقال: إنه سمعه خلف حائط، فضعف في مالك، وهو إلى الضعف أقرب.

وقال أبو زرعة الرازي: أما كتبه فصحاح. وأما إذا حدث من حفظه فلا.

وقال البخاري: توفي في أول شوال سنة أربعين بالحديثة. فيه نظر. كان قد عمي، فلقن ما ليس من حديثه.

قال البغوي: بلغ مائة سنة.

قلت: ومما تفرد به سويد، عن يزيد بن زريع، عن شعبة، عن قتادة، عن عكرمة، عن ابن عباس، أن النبي صلى الله عليه وسلم قيل له: لو صليت على أم سعد، فصلى عليها وقد أتى لها شهر، وكان غائبا. رواه جماعة ثقات عنه، وهو مما نقم عليه. .

ص: 837

وكذا تفرد عن ابن عيينة، عن عاصم، عن زر، عن عبد الله، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: المهدي من ولد فاطمة. وهذا إنما رواه الناس عن سفيان بهذا الإسناد، ولكن لفظه: لا تذهب الأيام والليالي حتى يملك رجل من أهل بيتي يواطئ اسمه اسمي.

181 -

ت ن:‌

‌ سويد بن نصر

، أبو الفضل المروزي، المعروف بالشاه.

سمع ابن المبارك، وسفيان بن عيينة، ونوح بن أبي مريم، وغيرهم. وعنه الترمذي، والنسائي، والحسين بن إدريس الهروي، والحسن بن الطيب البلخي، وجماعة.

قال النسائي: ثقة.

وقيل: إنه جاوز التسعين.

توفي سنة أربعين أيضا.

182 -

م د ق:‌

‌ شجاع بن مخلد

، أبو الفضل البغوي، نزيل بغداد.

سمع هشيما، وإسماعيل بن عياش، وابن عيينة، ووكيعا، وجماعة. وعنه مسلم، وأبو داود، وابن ماجه، وإبراهيم الحربي، وأبو القاسم البغوي، وموسى بن هارون، وحامد بن شعيب البلخي، وأحمد بن الحسن الصوفي.

وثقه ابن معين.

ومات سنة خمس وثلاثين.

ويقال له: الفلاس.

وقال إبراهيم الحربي: حدثني شجاع بن مخلد ولم نكتب ها هنا عن أحد خير منه.

وقال موسى بن هارون: ولد سنة خمسين ومائة.

وقال الحسين بن فهم: توفي في عاشر صفر، وحضره بشر كثير. وهو ثقة ثبت.

ص: 838

183 -

ن:‌

‌ شعيب بن يوسف النسائي

، أبو عمرو.

عن ابن عيينة، ويحيى القطان، وابن مهدي، وغيرهم. وعنه النسائي ووثقه، وأبو زرعة، وأبو حاتم.

وكان من أصحاب الحديث الأثبات.

184 -

م د ن:‌

‌ شيبان بن أبي شيبة فروخ

، أبو محمد الحبطي، مولاهم الأبلي البصري.

سمع أبا الأشهب العطاردي، وحماد بن سلمة، وجرير بن حازم، ومبارك بن فضالة، وسلام بن مسكين، وأبان العطار، ومحمد بن راشد، وجماعة. وعنه مسلم، وأبو داود، والنسائي عن رجل عنه، وجعفر الفريابي، والحسن بن سفيان، وأبو يعلى الموصلي، وأبو القاسم البغوي، وعبدان، ومطين، وخلق كثير.

وكان ثقة صدوقا مكثرا.

قال عبدان: كان عنده خمسون ألف حديث، وكان عندهم أثبت من هدبة.

قال أبو زرعة: صدوق.

وقال أبو حاتم: كان يرى القدر، واضطر الناس إليه بأخرة.

قيل: ولد سنة أربعين ومائة، فإن موسى بن هارون سأله عن مولده، فقال فيها، ثم شك شيئا في أن مولده قبل ذلك بسنة أو سنتين. ومات سنة خمس، وقيل: سنة ست وثلاثين وهو أصح.

185 -

م:‌

‌ صالح بن حاتم بن وردان

، أبو محمد البصري.

سمع أباه، وحماد بن زيد، ويزيد بن زريع، ومعتمر بن سليمان، وجماعة. وعنه مسلم، وأبو مسلم الكجي، وأبو يعلى الموصلي، والبغوي، وآخرون. .

توفي سنة ست وثلاثين. .

ص: 839

وقال: أبو حاتم: شيخ.

186 -

د:‌

‌ صالح بن سهيل

، أبو أحمد النخعي الكوفي.

عن مولاه يحيى بن زكريا بن أبي زائدة، وعن المحاربي. وعنه أبو داود، وأبو زرعة، وأبو حاتم، ومطين، وأبو لبيد السامي، وآخرون.

187 -

ت:‌

‌ صالح بن عبد الله بن ذكوان

، أبو عبد الله الترمذي الباهلي الحافظ، نزيل بغداد.

حدث عن مالك، وشريك، وعبد الوارث، وحماد الأبح، وأبي عوانة، وجعفر بن سليمان، وطائفة.

وكان ثقة صدوقا صاحب حديث. وعنه الترمذي، وروى أيضا عن رجل عنه، وابن أبي الدنيا، وصالح بن محمد جزرة، وأبو زرعة، وأبو يعلى الموصلي، وابن كرام، وخلق.

قال أبو حاتم: صدوق.

وقيل: إنه توفي بمكة سنة تسع وثلاثين.

وقال ابن حبان: كان صاحب حديث وسنة وفضل، وكتب وجمع.

188 -

‌ صالح بن محمد الترمذي

.

عن أبي داود الطيالسي، ومقاتل بن الفضل اليماني، والسدي الصغير، وعنه عاصم بن زمزم البلخي الحنفي. قاله ابن أبي حاتم.

قال ابن حبان: كان جهميا داعية يبيع الخمر ويبيح شربه، رشا لهم حتى ولوه القضاء بترمذ، فكان يؤذي من يقول: الإيمان قول وعمل. حتى أنه أخذ محدثا صالحا، فجعل في عنقه حبلا، وطوف به. وكان الحميدي بمكة يقنت عليه. وكان إسحاق بن راهويه إذا ذكره بكى من تجرئه على الله.

ولأبي عون عصام فيه قصيدة طويلة أولها:

ص: 840

تفتى بشرق الأرض شيخ مفتن له قحم في الصالحين إذ ذكر أناف على التسعين لا در دره وعجله ربي الجليل إلى سقر

189 -

‌ صالح بن مالك

، أبو عبد الله الخوارزمي نزيل بغداد.

حدث عن العزيز بن أبي سلمة الماجشون، وأظنه آخر من حدث عنه، وأبي مسلم قائد الأعمش، وصالح المري، وحفص بن سليمان المقرئ، وغيرهم. وعنه عبد الله بن أحمد، وأبو يعلى الموصلي، وأبو القاسم البغوي، وإبراهيم بن عبد الله المخرمي، وآخرون.

قال الخطيب: كان صدوقا.

190 -

د ت ن:‌

‌ صفوان بن صالح بن صفوان بن دينار

الحافظ الكبير، أبو عبد الملك الثقفي، مولاهم الدمشقي، مؤذن جامع دمشق.

سمع ابن عيينة، وسويد بن عبد العزيز، ومروان بن معاوية، والوليد بن مسلم، ووكيعا، وطبقتهم. وعنه أبو داود، والترمذي، والنسائي عن رجل عنه، وأبو زرعة، وأبو حاتم، وأحمد بن أنس بن مالك، وأحمد بن المعلى، وجعفر الفريابي، ومحمد بن قتيبة العسقلاني، وآخرون كثيرون. وكان ينتحل مذهب الكوفيين.

قال أبو حاتم: صدوق.

وقال الترمذي: ثقة.

وقال سلم بن معاذ: قلت لسليمان بن عبد الرحمن: إن صفوان بن صالح يأبى أن يحدثنا. قال: فدخل صفوان فسلم عليه، فقال سليمان: بلغني أنك تأبى أن تحدث. قال: يا أبا أيوب منعنا السلطان. قال: ويحك، حدث، فإنه بلغني أن أهل الجنة يحتاجون إلى العلماء في الجنة كما يحتاجون إليهم في الدنيا. فحدث لعلك أن تكون منهم. فحدثنا.

قال أبو زرعة الدمشقي: توفي في أول سنة تسع وثلاثين.

وقال عمرو بن دحيم: توفي في ربيع الأول سنة تسع.

ص: 841

وقال يعقوب الفسوي: ولد سنة ثمان أو تسع وستين ومائة.

191 -

‌ صقر بن عبد الرحمن الكوفي

.

حدث ببغداد، عن خلف بن خليفة، وعبد الله بن إدريس. وعنه أبو يعلى الموصلي، وغيره.

وهو متروك واه.

192 -

‌ الصلت بن مسعود

، أبو بكر، ويقال أبو محمد الجحدري البصري. قاضي سامراء.

سمع حماد بن زيد، وعبيد بن القاسم، ودرست بن زياد، والحارث بن وجيه، وحرب بن ميمون صاحب الأغمية، ومحمد بن ثابت العبدي، وجماعة. وعنه مسلم، وأبو القاسم البغوي، وأبو يعلى، وعبدان، وأبو لبيد محمد بن إدريس، وجماعة.

قال صالح جزرة: ثقة.

قلت: توفي في صفر سنة تسع وثلاثين. وكل ما روى عنه مسلم حديثا واحدا.

193 -

‌ طالوت بن عباد

، أبو عثمان البصري الصيرفي.

عن فضال بن جبير، عن أبي أمامة الباهلي. وعن الربيع بن مسلم، وحماد بن سلمة، وأبي هلال محمد بن سليم، واليمان أبي حذيفة، وسعيد بن إبراهيم، وجماعة.

وله نسخة مشهورة وقعت لنا بعلو.

روى عنه أبو حاتم الرازي وعبدان الأهوازي، وأبو القاسم البغوي، ويحيى بن محمد الحنائي، وعلي بن سعيد بن بشير الرازي، وآخرون.

قال أبو حاتم: صدوق.

وقال غيره: توفي سنة ثمان وثلاثين.

ص: 842

أخبرنا عبد الحافظ بن بدران، ويوسف بن أحمد، قالا: أخبرنا موسى بن عبد القادر، قال: أخبرنا سعيد بن البناء، قال: أخبرنا علي بن البسري، قال: حدثنا أبو طاهر الذهبي، قال: حدثنا أبو القاسم البغوي، قال: حدثنا طالوت بن عباد، قال: حدثنا سعيد بن إبراهيم، عن قتادة، عن الحسن، عن أبي بكرة، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إذا تواجه المسلمان بسيفيهما فالقاتل والمقتول في النار.

194 -

‌ طاهر بن أبي أحمد محمد بن عبد الله بن الزبير الزبيري

.

عن أبي بكر بن عياش، وغيره. وعنه محمد بن عبد الله الحضرمي، وموسى ابن إسحاق القاضي، وغيرهما.

أورده ابن أبي حاتم في كتابه.

وقد روى عنه محمد عثمان بن أبي شيبة، عن أبيه أبي أحمد.

ورخ مطين موته سنة أربعين ومائتين.

195 -

‌ الطيب بن إسماعيل

، أبو حمدون الذهلي البغدادي اللؤلؤي المقرئ العابد.

كان كبير الشأن، كثير الورع، إماما في القراءة والتجويد.

روى الحروف عن الكسائي، ويعقوب الحضرمي، ويحيى بن آدم. وقرأ على إسحاق المسيبي، وعبيد الله بن موسى، وحسين الجعفي. وروى عن سفيان بن عيينة، وغير واحد. روى عنه إسحاق بن سنين الختلي، وسليمان بن يحيى الضبي، وأبو العباس بن مسروق، والقاسم بن أحمد المعشري. وقرأ عليه برواية الكسائي أبو علي الحسن بن الحسين الصواف المقرئ، وقرأ عليه القاسم بن زكريا المطرِّز، وعبد الله بن الهيثم البلخي، والحسين بن شيرك الأدمي شيخ المطَّوعي.

ص: 843

نقل الخطيب في تاريخه أن أبا حمدون رحمه الله كان له صحيفة فيها أسماء ثلاثمائة نفس من أصحابه، فكان يدعو لهم كل ليلة ويسميهم، فنام عنهم ليلة، فقيل له في النوم: يا أبا حمدون، لم تسرج مصابيحك! قال: فقعد ودعا لهم. وبلغنا أنه كان يلتقط الأشياء المنبوذة فيتقوت بها.

196 -

‌ عاصم بن عمر بن علي بن مقدم

، أبو البشر المقدمي البصري.

حدث ببغداد عن أبيه. وعنه أبو بكر بن أبي الدنيا، وعبد الله بن أحمد، وأحمد بن الحسن الصوفي، وجماعة.

قال ابن معين: صدوق.

وقال البغوي: مات سنة إحدى وثلاثين، وقد كتبت عنه.

197 -

م د ن:‌

‌ عاصم بن النضر

، أبو عمر الأحول التيمي البصري.

ومنهم من سماه عاصم بن محمد بن النضر.

سمع معتمر بن سليمان، وخالد بن الحارث. وعنه مسلم، وأبو داود. والنسائي عن رجل عنه، وإبراهيم بن أورمة، وأبو يعلى الموصلي، وهو الذي سماه عاصم بن محمد، وأحمد بن محمد بن عاصم الرازي، وجعفر الفريابي، وعبدان الأهوازي، والحسين بن إسحاق التستري، وطائفة.

198 -

‌ عبادة بن زياد الأسدي

، الكوفي بفتح أوله.

روى عن يحيى بن العلاء الرازي، وقيس بن الربيع، وعمر بن سعد، وجماعة من طبقتهم. وعنه محمد بن عثمان بن أبي شيبة، وإبراهيم بن سليمان النهمي، وعثمان بن خرزاذ، وأبو حصين محمد بن الحسين الوادعي، وإبراهيم بن هانئ النيسابوري، ومطين وآخرون.

قال موسى بن هارون: تركت حديثه.

وقال ابن عدي: شيعي غال.

ص: 844

توفي سنة إحدى وثلاثين بالكوفة.

قال محمد بن محمد بن عمرو النيسابوري الحافظ: عبادة بن زياد مجمع على كذبه ووضعه الأحاديث.

وقال أبو حاتم الرازي: محله الصدق.

وقال موسى بن إسحاق الأنصاري: صدوق.

قلت: روى أيضا عن أبيه، عن أبي الزناد، وروى عن أبي بكر بن عياش.

199 -

خ:‌

‌ عباس بن الحسين أبو الفضل البغدادي القنطري

، قنطرة البردان.

عن يحيى بن آدم، وأبي أسامة، ومبشر الحلبي. وعنه البخاري، والحسن بن علي المعمري، وعبد الله بن أحمد، وموسى بن هارون.

وثقه عبد الله.

قال أبو عبد الله بن منده: توفي سنة أربعين.

200 -

‌ العباس بن عبد الله البغدادي الوراق

.

عن وكيع، ومحمد بن بكر البرساني. وعنه أبو بكر الصغاني، ويزيد بن الهيثم، وأحمد بن بشر المرثدي.

وثقه الدارقطني، وقال: عنده المصنف لوكيع.

مات سنة ثلاث وثلاثين.

201 -

‌ العباس بن عبد الرحمن

، أبو الحارث القرشي الدمشقي.

عن بكر بن عبد العزيز. وعنه أبو حاتم الرازي، وأبو عبد الملك البسري، وجماعة.

قال أبو حاتم: صدوق.

ص: 845

202 -

ق:‌

‌ عباس بن عثمان بن محمد

، أبو الفضل البجلي الدمشقي الراهبي، من محلة الراهب.

كان مؤدبا له فضيلة وإتقان.

سمع الوليد بن مسلم، وعراك بن خالد. وعنه ابن ماجه، وبقي بن مخلد، وأبو زرعة الدمشقي، وعثمان بن خرزاذ، وأحمد بن علي بن الأبار، وعمر بن سعيد المنبجي، وطائفة.

قال أحمد بن أبي الحواري: سمعت الوليد بن مسلم يقول: احفظوني في عباس، فإن لي فيه فراسة.

ووثقه أبو الحسن بن سميع.

قال أبو زرعة: ولد سنة ست وسبعين ومائة، ومات سنة تسع وثلاثين.

203 -

‌ العباس بن غالب البغدادي الوراق

.

كان عنده المصنف لوكيع.

روى عنه أبو بكر الصغاني، وأحمد بن بشر المرثدي.

وثقه الدارقطني، ومات سنة ثلاث وثلاثين.

قال أبو طالب أحمد بن حميد: كان أحمد بن حنبل يعظم شأنه.

وسئل عنه أبو زرعة الرازي فقال: ثقة لا بأس به.

204 -

خ م ن:‌

‌ العباس بن الوليد بن نصر

، أبو الفضل الباهلي. مولاهم النرسي البصري.

ابن عم عبد الأعلى بن حماد. ونرس هو جدهما نصر، كان بعض العجم يريد أن يدعوه نصر فينطق بها نرس لرداءة لسانه.

سمع أبا عوانة، وعبد الواحد بن زياد، والحمادين، ويزيد بن زريع، وعبد الله بن جعفر المديني، وجماعة. وعنه البخاري، ومسلم، والنسائي عن رجل عنه، وأبو بكر أحمد بن علي المروزي، وأحمد بن علي الأبار، وأحمد بن علي الموصلي، والحسن بن سفيان، وعبد الله بن أحمد، وطائفة.

ص: 846

وثقه ابن معين، وغيره ورجحوه على ابن عمه.

توفي سنة سبع وثلاثين، وقيل: سنة ثمان.

205 -

م:‌

‌ عبد الله بن براد بن يوسف بن أبي بردة بن أبي موسى الأشعري

، أبو عامر الكوفي، عم عبد الله بن عامر بن براد.

سمع عبد الله بن إدريس، وابن فضيل، وأبا أسامة، وغيرهم. وعنه مسلم، وقال البخارى في الصحيح: قال عبد الله بن براد: حدثنا أبو أسامة فذكر حديثا. وروى عنه موسى بن هارون، ومطين، وعبدان، والحسن بن سفيان.

قال الإمام أحمد: ليس به بأس، كان معنا بالكوفة.

وقال مطين: مات في جمادى الآخرة سنة أربع وثلاثين.

وأما ابن أخيه فيروي عنه ابن ماجه، وينسبه إلى جده فيوهم أنه هو.

206 -

‌ عبد الله بن بكار

.

سمع عكرمة بن عمار، ومحمد بن ثابت البناني. روى عنه أبو يعلى الموصلي، وهو من كبار شيوخه.

207 -

د ق:‌

‌ عبد الله بن الجراح بن سعيد

، أبو محمد التميمي القهستاني، نزيل نيسابور.

محدث جليل عالي الإسناد. رحل وسمع مالك بن أنس، وحماد بن زيد، وإبراهيم بن سعد، وأبا الأحوص، وشريك بن عبد الله، وطائفة. وعنه أبو داود، وابن ماجه، وأبو عبد الرحمن النسائي في حديث مالك، وإبراهيم بن أبي طالب، والحسن بن سفيان، وأبو العباس السراج، وعدة.

قال أبو حاتم: كان كثير الخطأ، ومحله الصدق.

وقال النسائي: ثقة.

وقال الحاكم: محدث كبير سكن نيسابور، وبها انتشر علمه.

وقال أبو يعلى الخليلي: توفي سنة سبع وثلاثين.

ص: 847

وقال أبو قريش الحافظ: توفي سنة اثنتين وثلاثين.

قلت: هذا غلط، ويبين ذلك سماع النسائي منه. فإنه إنما قدم نيسابور سنة خمس أو ست.

208 -

م د:‌

‌ عبد الله بن جعفر بن يحيى بن خالد

، أبو محمد البرمكي ابن وزير الرشيد.

سكن البصرة ثم بغداد. وحدث عن سفيان بن عيينة، وإسحاق الأزرق، ووكيع، ومعن القزاز. وعنه مسلم، وأبو داود، وأحمد بن عمرو البزار، وجعفر الفريابي، والقاسم بن زكريا المطرز، وجماعة.

قال الدارقطني: ثقة.

209 -

‌ عبد الله بن حرب الليثي

.

عن عبد السلام بن حرب، والمعتمر بن سليمان، وهذه الطبقة.

كتب عنه أبو حاتم، وقال: ثقة حافظ.

210 -

‌ عبد الله بن خليد

، أبو العميثل الكاتب.

شاعر مجيد، وكاتب بليغ، ولغوي بارع. كتب الإنشاء للأمير عبد الله بن طاهر، وله فيه مدائح، وبلغنا أن أبا تمام الطائي لما أنشد الأمير عبد الله بن طاهر قصيدته البائية قال أبو العميثل: يا أبا تمام لم لا تقول ما يفهم؟ فقال أبو تمام: يا أبا العميثل: لم لا تفهم ما يقال؟ قيل: هذا الجواب المسكت المطرب.

توفي سنة أربعين.

211 -

د ق:‌

‌ عبد الله بن سالم

، ويقال: عبد الله بن محمد بن سالم الزبيدي الكوفي القزاز، أبو محمد المفلوج.

سمع وكيعا، وعبيدة بن الأسود، والحسين بن زيد بن علي الهاشمي،

ص: 848

وجماعة. وعنه أبو داود، وابن ماجه، وأبو بكر بن أبي عاصم، وأبو يعلى الموصلي، ومطين، والحسن بن سفيان، وجماعة.

قال أبو يعلى: كان من خيار أهل الكوفة.

وقال مطين: مات في شوال سنة خمس وثلاثين.

212 -

‌ عبد الله بن سعد بن إبراهيم بن سعد بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف

، أبو القاسم الزهري العوفي البغدادي. كان أكبر إخوته.

سمع أباه، وعمه يعقوب بن إبراهيم، وجعفر بن عون. وعنه أبو حاتم الرازي، وعبد الله بن أحمد بن حنبل، وأبو القاسم البغوي، وجماعة.

وثقه ابن حبان، وغيره. ومات بالمصيصة، سنة ثمان وثلاثين.

ذكر ابن عدي وحده أن البخاري روى عنه في صحيحه. وأما رواية البخاري عن أخيه عبيد الله فبلا شك.

213 -

‌ عبد الله بن سلام الشاشي

.

عن حماد بن زيد، ومعاوية الضال، وهشيم، وعمرو بن الأزهر. وعنه فتح بن عبيد السمرقندي، وغيره.

مات في ذي الحجة سنة ثلاث وثلاثين ومائتين.

ذكره الخطيب في تلخيصه.

214 -

‌ عبد الله بن سليمان

، أبو محمد البعلبكي العدوي.

سمع الليث بن سعد، وابن المبارك، وغيرهما. وعنه يحيى بن محمد بن أبي الصفيراء شيخ لابن عدي، ومحمد بن محمد ابن الباغندي.

ص: 849

وهو مستقيم الحديث مقل.

215 -

م د ق:‌

‌ عبد الله بن عامر بن زرارة

، أبو محمد الحضرمي، مولاهم الكوفي.

عن أبيه، وشريك، ويحيى بن زكريا بن أبي زائدة، وعلي بن مسهر، وأبي بكر بن عياش، وجماعة. وعنه مسلم، وأبو داود، وابن ماجه، وبقي بن مخلد، وعبدان، وأبو يعلى، ومحمد بن صالح بن ذريح، وطائفة.

قال أبو حاتم: صدوق.

وقال مطين: مات سنة سبع وثلاثين.

وكان يلون بصفرة.

216 -

د:‌

‌ عبد الله بن عبد الجبار

، أبو القاسم الخبائري الحمصي، من ولد خبائر بن كلاع بن شرحبيل.

سمع إسماعيل بن عياش، ومحمد بن حرب، وبقية، وأبي إسحاق الفزاري، وطائفة. وأقدم شيخ له الحكم بن الوليد الوحاظي. تابعي سمع من عبد الله بن بسر رضي الله عنه وعمر دهرا. وعنه أبو زرعة، وأبو حاتم الرازيان، وإسماعيل بن محمد بن قيراط، ومحمد بن عوف الطائي، وجعفر الفريابي، وجماعة.

قال ابن عدي: توفي سنة خمس وثلاثين.

وقال أبو حاتم: صدوق.

وقال أبو أحمد الحاكم: كان إمام مسجد حمص.

217 -

ن:‌

‌ عبد الله بن عمر بن عبد الرحمن بن عبد الحميد بن عبد الرحمن بن زيد بن الخطاب

، أبو محمد، وقيل: أبو عمر الخطابي البصري.

سمع عبد العزيز بن محمد الدراوردي، ومعتمر بن سليمان، ويزيد بن زريع، ومحمد بن يزيد الواسطي، وجماعة. وعنه أبو بكر الأثرم، وعمران بن موسى بن مجاشع، وهلال بن العلاء، وعبدان الأهوازي، والبغوي.

ص: 850

وثقه الخطيب، وغيره.

ومات في ذي القعدة سنة ست وثلاثين.

روى النسائي عن هلال، عنه.

218 -

‌ عبد الله بن عمر بن الرماح

، أبو محمد النيسابوري قاضي نيسابور.

قال الحاكم: ولي القضاء أيام المعاذية، ثم بقي إلى أول أيام الطاهرية، وكان أبوه بلخيا.

سمع منه يحيى بن يحيى. وروى الرماح عن مقاتل بن سليمان. واسم الرماح: ميمون.

رحل عبد الله وسمع مالكا، وحماد بن زيد، ومعتمر بن سليمان، وجماعة.

روى عنه: إسحاق بن راهويه مع تقدمه، والذهلي، وإبراهيم بن أبي طالب، وجعفر بن محمد بن سوار، وزكريا بن دلويه، ومحمد بن عبد الوهاب الفراء، وخلق سواهم.

وقد كان عبد الله من غلاة السنة القوالين بالحق.

قال أبو زيد عبد الله بن محمد: سمعته يقول: من قال: القرآن مخلوق فهو كافر. ومن قال الجمعة ليست بواجبة فهو كافر، ومن شك في كفرهم فهو كافر.

قال محمد بن يحيى الذهلي: هو ثقة.

وقال الحاكم: حدثنا أبو الفضل محمد بن إبراهيم، قال: حدثنا أبو العباس مكي بن محمد البلخي، قال: حدثنا أبو سليمان محمد بن منصور قال: قال لي بشر بن الوليد: اشكروا ابن الرماح، فقد كنا في مجلس أمير المؤمنين وهو وراء الستر، فخرج خصي، فقال: أمير المؤمنين يقول: من لم يكن على رأينا فلا يشهد مجلسنا. فقام ابن الرماح، فقال: لسنا على هذا الرأي، ولا نبالي أن لا نجلس هذا المجلس. قال بشر: فغطيت وجهي وسددت أذني،

ص: 851

وقلت: الساعة أسمع وقع السيوف. فلما لم أسمع رفعت يدي، وإذا قفاه ووجهه إلينا قد بلغ الباب ليخرج، فقلت: الحمد لله الذي سلمه منهم.

توفي في ثالث عشر ذي القعدة سنة أربع وثلاثين.

219 -

م د:‌

‌‌

‌ عبد الله بن عمر

بن محمد بن أبان بن صالح بن عمير الأموي

، مولى عثمان رضي الله عنه، أبو عبد الرحمن الكوفي، مشكدانة.

سمع عبد العزيز الدراوردي، وابن المبارك، وعبيد الله الأشجعي، وعلي بن هاشم بن البريد، ويحيى بن زكريا بن أبي زائدة، وابن فضيل، وطائفة. وعنه مسلم، وأبو داود، وأبو زرعة الرازي، وأبو بكر أحمد بن علي القاضي، وأبو العباس السراج، ومحمد بن عبدوس السراج، ومحمد بن إبراهيم بن أبان السراج، وأبو القاسم البغوي.

قال أبو حاتم: صدوق.

وقال أبو العباس السراج: سمعته يقول، وأتاه رجل على كتابه مشكدانة فغضب، وقال: إنما لقبني مشكدانة أبو نعيم، كنت إذا أتيته تلبست وتطيبت، فإذا رآني قال: قد جاء مشكدانة، وهو بلسان الخراسانيين: وعاء المسك.

قال ابن عساكر: مات في المحرم سنة تسع وثلاثين.

قيل: كان يتشيع. وسيذكر في ترجمة صالح جزرة.

220 -

م: عبد الله بن عمر، ويقال: عبد الله بن محمد، ابن الرومي اليمامي. نزيل بغداد.

سمع عبد العزيز الدراوردي، وأبا معاوية، وجماعة. وعنه مسلم، وإبراهيم الحربي، وأبو حاتم الرازي، وقال: صدوق.

توفي سنة ست وثلاثين.

ص: 852

221 -

ق:‌

‌ عبد الله بن عمران بن أبي علي الأسدي الأصبهاني

. نزيل الري.

سمع جرير بن عبد الحميد، وحفص بن غياث، وأبا معاوية، وجماعة. وعنه ابن ماجه، وأبو محمد الدارمي، وإسماعيل سمويه، وإبراهيم بن نائلة، وعلي بن سعيد بن بشير الرازي، وآخرون.

قال أبو حاتم: صدوق.

وقد روى عنه البخاري خارج الصحيح.

222 -

م ن:‌

‌ عبد الله بن عون

، ابن أمير الديار المصرية أبي عون عبد الملك بن يزيد الهلالي البغدادي، أبو محمد الأدمي الخراز الزاهد. أخو محرز بن عون.

سمع مالكا، وشريكا، وإبراهيم بن سعد، وإسماعيل بن جعفر، ومبارك ابن سعيد الثوري، وخلف بن خليفة، ويوسف بن الماجشون، وخلقا وعنه مسلم، والنسائي، عن رجل عنه، وأبو زرعة، وعبد الله بن أحمد، وأبو شعيب الحراني، وأحمد بن علي المروزي، وأبو يعلى الموصلي، ومطين، وأبو القاسم البغوي، وخلق.

وثقه ابن معين، والدارقطني.

وقال صالح جزرة: ثقة مأمون، ويقال: إنه كان من الأبدال.

وقال البغوي: حدثنا عبد الله، وكان من خيار عباد الله. قال: ومات في رمضان سنة اثنتين وثلاثين.

قلت: وقع لي حديثه عاليا.

223 -

خ م د ن:‌

‌ عبد الله بن محمد بن أسماء بن عبيد بن مخارق

، ويقال: ابن مخراق، أبو عبد الرحمن الضبعي البصري.

سمع عمه جويرية بن أسماء، ومهدي بن ميمون، وجعفر بن سليمان، وابن المبارك. وعنه البخاري، ومسلم، وأبو داود، والنسائي، عن رجل عنه، وأبو بكر بن أبي عاصم، ومحمد بن إبراهيم البوشنجي، وموسى بن

ص: 853

هارون، ويوسف القاضي، وأبو يعلى الموصلي، وأبو خليفة، وآخرون.

وثقه أبو حاتم.

وقال ابن وارة: حدثني عبد الله بن محمد، وقيل له: هو أفضل أهل البصرة، فذكرته لعلي ابن المديني فعظم شأنه.

وقال أحمد الدورقي: لم أر بالبصرة أفضل منه.

توفي سنة إحدى وثلاثين ومائتين.

وفي مسند أبي يعلى جملة من عواليه.

224 -

‌ عبد الله بن محمد بن إسحاق

، أبو محمد الفهمي المعروف بالبيطاري الفقيه المصري.

روى عن مالك، وابن لهيعة، وسليمان بن بلال، وجماعة. وعنه أبو زرعة الرازي، ويعقوب الفسوي، وآخرون.

قال ابن يونس: توفي في صفر سنة إحدى وثلاثين.

وكان ينزل عند بلال البيطار، فنسب إليه.

وثقه أحمد بن صالح المصري.

225 -

خ 4:‌

‌ عبد الله بن محمد بن علي بن نفيل بن زراع بن علي

، وقيل: ابن زراع بن عبد الله بن قيس بن عصم بن كرز بن هلال. الإمام أبو جعفر القضاعي النفيلي الحراني الحافظ.

سمع مالك بن أنس، وزهير بن معاوية، ومعقل بن عبيد الله، وأبا المليح الحسن بن عمر الرقي، وابن المبارك، وعبد الرحمن بن أبي الزناد، وعفير بن معدان، وهشيم بن بشير، وخلقا. وأقدم شيخ سمع منه محمد بن عمران الحجبي - شيخ مدني - روى عن جدته صفية بنت شيبة.

وعنه أبو داود، والبخاري، والترمذي، والنسائي، وابن ماجه عن رجل عنه، وأحمد بن حنبل، وابن معين، ومحمد بن يحيى الذهلي، وأبو زرعة، وأبو داود سليمان بن سيف الحراني، وأحمد بن سليمان الرهاوي، ومحمد بن إبراهيم البوشنجي، وجعفر الفريابي، وخلق.

ص: 854

قال أبو عبيد الآجري: سمعت أبا داود يقول: ما رأيت أحفظ من النفيلي، قلت: ولا عيسى بن شاذان؟ قال: ولا عيسى بن شاذان.

وكان الشاذكوني لا يقر لأحد في الحفظ إلا للنفيلي.

وكان أحمد إذا ذكره يعظمه.

قال أبو داود: ما رأينا له كتابا قط. وكل ما حدثنا فمن حفظه. وقال: قلت لأحمد: أيما أثبت في زهير: أحمد بن يونس، أو النفيلي؟ فقال: أحمد بن يونس رجل صالح، والنفيلي صاحب حديث. وسمعت أبا داود يقول: أشهد على أني لم أر أحفظ من النفيلي.

وقال أبو حاتم: حدثنا ابن نفيل الثقة المأمون.

وروى أحمد بن سلمة النيسابوري عن ابن وارة قال: أحمد بن حنبل ببغداد، وأحمد بن صالح بمصر، وابن نمير بالكوفة، والنفيلي بحران، هؤلاء أركان الدين.

وقال جعفر بن أبان: سمعت أحمد بن حنبل يقول: أبو جعفر النفيلي أهل أن يقتدى به.

وعن ابن نمير قال: كان النفيلي رابع أربعة. قيل: من هم؟ قال: ابن مهدي، ووكيع، وأبو نعيم، وهو رابعهم.

توفي النفيلي في أحد الربيعين سنة أربع وثلاثين، وأحسبه جاوز الثمانين.

226 -

خ م د ن ق:‌

‌ عبد الله بن محمد بن أبي شيبة إبراهيم بن عثمان بن خواستي

، الإمام أبو بكر العبسي، مولاهم الكوفي الحافظ أحد الأعلام.

سمع شريك بن عبد الله القاضي، وأبا الأحوص، وعبد السلام بن حرب، وأبا خالد الأحمر، وجرير بن عبد الحميد، وابن المبارك، وعلي بن مسهر، وسفيان بن عيينة، وعباد بن العوام، وعبد الله بن إدريس، وحفص بن غياث، وخلف بن خليفة، وعبد الأعلى بن عبد الأعلى، وعبد العزيز بن عبد الصمد

ص: 855

العمي، وعلي بن هاشم بن البريد، وعمر بن عبيد، وهشيم بن بشير، وخلقا كثيرا.

وعنه البخاري، ومسلم، وأبو داود، وابن ماجه، والنسائي عن رجل عنه، وابنه، إبراهيم بن أبي بكر، وابن أخيه محمد بن عثمان بن أبي شيبة، وأبو زرعة، وأبو بكر بن أبي عاصم، ومحمد بن وضاح، وبقي بن مخلد القرطبيان، والحسن بن سفيان، وأبو يعلى الموصلي، وجعفر الفريابي، والبغوي، وخلق سواهم. وروى عنه من القدماء محمد بن سعد في الطبقات.

قال يحيى الحماني: أولاد ابن أبي شيبة من أهل العلم، كانوا يزاحموننا عند كل محدث.

وقال أحمد بن حنبل: أبو بكر بن أبي شيبة صدوق، وهو أحب إلي من أخيه عثمان.

وقال أحمد بن عبد الله العجلي: كان ثقة حافظا للحديث.

وقال محمد بن عمر بن العلاء الجرجاني: سمعت أبا بكر بن أبي شيبة، وأنا معه في جبانة كندة، فقلت له: يا أبا بكر سمعت من شريك وأنت ابن كم؟ قال: وأنا ابن أربع عشرة سنة، وأنا يومئذ أحفظ للحديث مني اليوم. فسألت ابن معين عن سماع أبي بكر من شريك، فقال: أبو بكر عندنا صدوق. وما يحمله أن يقول: وجدت في كتاب أبي بخطه، وحدثت عن روح بحديث الدجال وكنا نظن أنه سمعه من أبي هشام الرفاعي.

وقال عمرو الفلاس: ما رأيت أحفظ من ابن أبي شيبة. قدم علينا مع علي ابن المديني فسرد للشيباني أربعمائة حديث حفظا وقام.

وقال أبو عبيد: انتهى الحديث إلى أربعة: أبو بكر بن أبي شيبة أسردهم له، وأحمد بن حنبل أفقههم فيه، ويحيى بن معين أجمعهم له، وعلي ابن المديني أعلمهم به.

وقال عبدان الأهوازي: كان يقعد عند الأسطوانة أبو بكر بن أبي شيبة، وأخوه، ومشكدانة، وعبد الله بن البراد، وغيرهم، كلهم سكوت إلا أبو

ص: 856

بكر، فإنه يهدر.

قال ابن عدي: هي الأسطوانة التي كان يجلس إليها ابن عقدة. فقال لي ابن عقدة: هي أسطوانة ابن مسعود، جلس إليها بعده علقمة، وبعده إبراهيم، وبعده منصور، وبعده الثوري، وبعده وكيع، وبعده أبو بكر بن أبي شيبة، وبعده مطين.

وقال صالح بن محمد جزرة: أعلم من أدركت بالحديث وعلله: علي ابن المديني، وأحفظهم عند المذاكرة أبو بكر بن أبي شيبة.

وقال ابن عقدة: سمعت عبد الرحمن بن خراش يقول: سمعت أبا زرعة يقول: ما رأيت أحفظ من أبي بكر بن أبي شيبة. فقلت: يا أبا زرعة، فأصحابنا البغداديون؟ فقال: دع أصحابك، فإنهم أصحاب مخاريق، ما رأيت أحفظ من أبي بكر بن أبي شيبة.

وعن أبي عبيد قال: أحسنهم وضعا لكتاب أبو بكر بن أبي شيبة.

وقال الخطيب: كان متقنا حافظا. صنف المسند والأحكام والتفسير، وحدث ببغداد هو وأخواه: القاسم وعثمان.

وقال نفطويه في تاريخه: في سنة أربع وثلاثين أشخص المتوكل الفقهاء والمحدثين، فكان فيهم مصعب الزبيري، وإسحاق بن أبي إسرائيل، وإبراهيم بن عبد الله الهروي، وأبو بكر، وعثمان ابنا أبي شيبة، وكانا من الحفاظ. قال: فقسمت بينهم الجوائز، وأمرهم المتوكل أن يحدثوا بالأحاديث التي فيها الرد على المعتزلة والجهمية، فجلس عثمان في مدينة المنصور، واجتمع عليه نحو من ثلاثين ألفا. وجلس أبو بكر في مسجد الرصافة، وكان أشد تقدما من أخيه، واجتمع عليه نحو من ثلاثين ألفا.

قال البخاري: مات في المحرم سنة خمس وثلاثين.

قلت: له كتابان كبيران نفيسان: المسند والمصنف.

227 -

‌ عبد الله بن محمد بن هانئ

، أبو عبد الرحمن النيسابوري النحوي تلميذ الأخفش الأوسط.

ص: 857

سمع يوسف بن عطية، وعبد الأعلى بن عبد الأعلى، ومحمد بن جعفر غندرا، وجماعة. وعنه أبو بكر بن أبي الدنيا، وعبد الله بن ناجية، وجعفر بن محمد بن سوار، ومحمد بن شادل، والسراج.

قال الخطيب: ثقة.

توفي سنة ست وثلاثين.

228 -

‌ عبد الله بن محمد

، أبو الوليد الكناني.

عن عبد الله بن إدريس، وأبي معاوية الضرير، وأبي داود الطيالسي.

كان كثير الحديث، إلا أنه يجاهر بالرفض، وأنكر خلافة الصديق رضي الله عنه، فجمع له الأمير عبد العزيز بن دلف مشايخ ناحيته؛ أبا مسعود الحافظ، ومحمد بن بكار، ومحمد بن الفرج وزيد بن خرشة، فناظروه، فأبى إلا الثبات على ضلاله. فضربه أربعين سوطا، وهجره الناس. ثم صنف أبو مسعود كتابا في الرد عليه.

229 -

‌ عبد الله بن مروان بن معاوية

، أبو حذيفة الفزاري.

عن أبيه، وسفيان بن عيينة، والوليد بن مسلم. وعنه أبو بكر بن أبي الدنيا، وأبو القاسم البغوي.

وثقه الخطيب، وسماع البغوي منه سنة إحدى وثلاثين.

230 -

‌ عبد الله بن مسلم بن رشيد

، أبو محمد الهاشمي، مولاهم.

حدث بنيسابور عن مالك، والليث بن سعد، وإبراهيم بن هدبة. وعنه العباس بن حمزة، وعبد الله بن محمد النصرآباذي، وغيرهما.

وكان غير ثقة قد اتهم بالوضع.

231 -

م ن:‌

‌ عبد الله بن مطيع بن راشد

، أبو محمد البكري النيسابوري.

عن إسماعيل بن جعفر، وهشيم، وابن المبارك. وعنه مسلم، والنسائي عن رجل عنه، وعبد الله بن أحمد بن حنبل، وأبو القاسم البغوي، وجماعة.

وقع لي حديثه عاليا.

وتوفي سنة سبع وثلاثين.

ص: 858

232 -

‌ عبد الله بن موسى بن شيبة

، أبو محمد الأنصاري.

حدث ببغداد عن إسماعيل بن قيس، ومصعب النوفلي، وإبراهيم بن صرمة، وعنه تمتام، والبغوي، ومحمد بن المجدر.

قال أبو حاتم: كان بحلوان، ومحله الصدق.

233 -

‌ عبد الله بن يزيد بن راشد

، أبو بكر القرشي الدمشقي المقرئ، الملقب بحمار القراء.

شيخ مسن معمر، روى عن ثور بن يزيد، وهشام بن الغاز، والأوزاعي، وعبد الرحمن بن يزيد بن جابر، والوليد بن سليمان بن أبي السائب. وعنه أبوا زرعة، وأبو حاتم، ويزيد بن محمد بن عبد الصمد، وأحمد بن المعلى، وعثمان بن سعيد الدارمي، ومحمد بن الفيض الغساني، ومحمد بن إبراهيم البوشنجي، وجماعة.

قال ابن عدي: أرجو أنه لا بأس به، قد حدث عنه ثقات.

وقال بعضهم: لم يدرك ثور بن يزيد، إنما روى عن صدقة بن عبد الله عنه.

وقال ابن أبي حاتم: روى عن الأوزاعي حديثا واحدا ومسائل، وعن عبد الرحمن بن يزيد بن جابر حديثين، وعن إبراهيم بن أبي عبلة حديثا واحدا.

وقال الفسوي: سألت عبد الرحمن بن إبراهيم عنه. فقال: أف، نحن لم نحمل عنه ولا عن أمثاله.

قال الفسوي: لم تخف نفسي أن أكتب عنه.

وقال الحسن بن محمد بن بكار: توفي سنة إحدى وثلاثين ومائتين، وهو ابن خمس وتسعين سنة.

234 -

‌ عبد الله بن أبي بكر بن علي المقدمي البصري

.

عن جعفر بن سليمان، وفضيل بن عياض.

ص: 859

قال أبو حاتم: كتبنا عنه، وكنا نكتب عن أخيه محمد وهو ينظر من بعيد.

وقال أبو زرعة: رأيته وليس بشيء.

توفي هو وأخوه سنة أربع وثلاثين.

235 -

خ م د ن:‌

‌ عبد الأعلى بن حماد بن نصر

، الحافظ أبو يحيى الباهلي مولاهم البصري المعروف بالنرسي، ابن عم عباس المذكور آنفا.

روى عن الحمادين، وعبد الجبار بن الورد، ووهيب بن خالد، ومالك بن أنس وسلام بن أبي مطيع، ويزيد بن زريع، وخلق. وعنه البخاري، ومسلم، وأبو داود، والنسائي بواسطة، وأبو زرعة، وأبو حاتم، ومحمد بن عبد بن حميد الكشي، وعبد الله بن ناجية، وبقي بن مخلد، وأحمد بن يحيى البلاذري الكاتب، وأبو بكر بن أبي عاصم، وأبو يعلى الموصلي، وأبو بكر أحمد بن علي القاضي المروزي، وجعفر الفريابي، والبغوي، وخلق.

وثقه أبو حاتم، وغيره.

توفي في جمادى الآخرة سنة سبع وثلاثين، وأخطأ من قال: سنة ست.

وقع لي حديثه عاليا.

236 -

‌ عبد الجبار بن عاصم

، أبو طالب النسائي.

حدث ببغداد عن أبي المليح الحسن بن عمر، وعبيد الله بن عمرو الرقيين، وإسماعيل بن عياش، وبقية بن الوليد، وغيرهم. وعنه أحمد بن أبي خيثمة، وأبو القاسم البغوي، وجماعة.

قال موسى بن إسحاق الأنصاري: كان أبو طالب جلادا فتاب الله عليه. فيقال: إنه دلي عليه كيس، فكان ينفق منه. رواها ابن أبي حاتم، عن موسى.

وثقه غير واحد.

ص: 860

وتوفي سنة ثلاث وثلاثين.

قال الدارقطني: ثقة.

237 -

‌ عبد الحكم بن عبد الله بن عبد الحكم بن أعين الفقيه

، أبو عثمان المصري، أحد الإخوة.

سمع أباه، وابن وهب.

وكان فقيها صالحا عالما، ولد سنة ثمانين ومائة وسجن وعذب عذابا شديدا.

قال أبو سعيد بن يونس: عذب في السجن ودخن عليه فمات في جمادى الآخرة سنة سبع وثلاثين لكونه اتهم بودائع لعلي بن الجروي.

وقال ابن أبي دليم: لم يكن في إخوته أفقه منه.

وقيل: إن بني عبد الحكم ألزموا في نوبة ابن جروي بأكثر من ألف ألف دينار. واستصفيت أموالهم وأموال أصحابهم، ونهبت منازلهم. ثم بعد مدة ورد كتاب المتوكل بإخراج من بقي منهم في السجون، ورد إليهم أموالهم أو بعضها، وسجن القاضي الأصم الذي تعصب عليهم، وحلقت لحيته، وضرب بالسياط، وطيف به على حمار. وكان من كبار الجهمية، نسأل الله الستر.

قال أبو الطاهر بن أبي عبيد الله المديني: لم يكن في أصحاب ابن وهب أتقن منه ولا أجود خطا، يعني عبد الحكم.

وقال يحيى بن عثمان بن صالح: أحضر بنو عبد الحكم شهودا بأن ابن جروي أبرأهم، فأحضر وكيل ابن الجروي شهودا بخلاف ذلك، حتى كاد أن تكون فتنة. وبعث المتوكل مستخرجا للمال، ومعه عبد الله ولد ابن الجروي، فحكم على بني عبد الحكم بألف ألف دينار وأربعمائة ألف وأربعة آلاف دينار.

238 -

‌ عبد الرحمن بن إسحاق الضبي

مولاهم القاضي الفقيه الحنفي أحد العلماء.

ولي قضاء الرقة، ثم ولي قضاء مدينة المنصور والجانب الشرقي من بغداد في خلافة المأمون. وتوفي سنة اثنتين وثلاثين.

ص: 861

239 -

‌ عبد الرحمن بن الحكم بن هشام

، الأمير أبو المطرف الأموي المرواني صاحب الأندلس.

ولد بطليطلة في سنة ست وسبعين ومائة، وأمه أم ولد. وولي الأندلس سنة ست ومائتين، وامتدت أيامه. وكان عادلا في الرعية مشكور السيرة بخلاف أبيه، جوادا فاضلا له نظر في العلوم العقلية، وهو أول من أقام رسوم الإمرة، وامتنع من التبذل للعامة، وبنوا بأمره سور إشبيلية، وأمر بالزيادة في جامع قرطبة. وكان يتشبه بالوليد بن عبد الملك في علو الهمة، وكان محبا للعلماء مقربا لهم، مهتما بالثغور والجهاد. وكان يقيم الصلوات للناس بنفسه، ويصلي إماما بهم في كثير من الأوقات. وجاءه من الأولاد ما لم يجئ لأحد من الخلفاء. كان له خمسون ابنا وخمسون بنتا. وكانت دولته اثنتين وثلاثين سنة.

توفي في ربيع الآخر سنة ثمان وثلاثين ومائتين، وولي الأندلس بعده ابنه محمد، وعاش إلى سنة ثلاث وسبعين.

قال ابن ماكولا: واسم أمه حلاوة.

240 -

م:‌

‌ عبد الرحمن بن سلام بن عبيد الله الجمحي

، مولاهم، أبو حرب البصري، أخو محمد بن سلام الأخباري.

روى عن إبراهيم بن طهمان، وحماد بن سلمة، والربيع بن مسلم، ومبارك بن فضالة، وأبي المقدام هشام بن زياد، وجماعة. وعنه مسلم، وأبو زرعة، وأبو حاتم، ومحمد بن غالب تمتام، ومعاذ بن الموصلي، ومعاذ بن المثنى، وموسى بن هارون الحافظ، والحسن بن سفيان، وأبو يعلى الموصلي، وأبو خليفة الجمحي وآخرون.

وقال أبو حاتم: صدوق.

قال موسى بن هارون: توفي بالبصرة سنة إحدى وثلاثين، وفيها مات أخوه ببغداد.

ص: 862

241 -

‌ عبد الرحمن بن صالح الأزدي العتكي

، أبو صالح، ويقال: أبو محمد. كوفي نزل ببغداد.

عن شريك، ويحيى بن أبي زائدة، وعلي بن مسهر، وإبراهيم بن محمد بن أبي يحيى، وعبد الله بن المبارك، وفضيل بن عياض، ومهدي بن ميمون. وعنه إبراهيم الحربي، وأحمد بن أبي خيثمة، وعبد الله بن أحمد الدورقي، وعبد الله بن أحمد بن حنبل، ويوسف القاضي، وأبو يعلى الموصلي، وأبو القاسم البغوي، وأحمد بن الحسن بن عبد الجبار الصوفي، وخلق.

وكان أحد من عني بالأثر.

قال الحسين بن فهم: قال خلف بن سالم ليحيى بن معين: نمضي إلى عبد الرحمن بن صالح؟ فقال له: اغرب، لا صلى الله عليك. عنده والله سبعون حديثا ما سمعت منها شيئا.

وقال سهل بن علي الدوري: سمعت يحيى بن معين يقول: يقدم عليكم رجل من أهل الكوفة، يقال له: عبد الرحمن بن صالح، ثقة صدوق شيعي، لأن يخر من السماء، أحب إليه من أن يكذب في نصف حرف.

وقال أبو حاتم: صدوق.

وقال أبو داود: كان رجل سوء، وضع كتاب مثالب في الصحابة. وقال صالح جزرة: كان يقرض عثمان.

وقال موسى بن هارون: كان عبد الرحمن ثقة في الحديث، وكان يحدث بمثالب أزواج النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه، شيعي محترق.

وقال البغوي: سمعته يقول: خير هذه الأمة بعد نبيها أبو بكر وعمر.

توفي في سلخ ذي الحجة سنة خمس وثلاثين.

وقد روى له النسائي في كتاب خصائص علي رضي الله عنه حديثا واحدا.

242 -

‌ عبد الرحمن بن عفان

، أبو بكر الصوفي. أحد المتروكين.

يروي عن أبي بكر بن عياش، وأبي إسحاق الفزاري. وعنه إسحاق الختلي، وجعفر الفريابي.

ص: 863

قال ابن معين: كذاب.

243 -

‌ عبد الرحمن بن عمرو البجلي الحراني

.

عن زهير بن معاوية، وغيره. وعنه أبو عروبة وهو أكبر شيخ له.

توفي سنة ست وثلاثين ومائتين.

وقد ذكره الحاكم في الكنى فقال: يكنى أبا عثمان.

سمع زهيرا، وأبا عوانة الوضاح. روى عنه يعقوب الفسوي، ومحمد بن يحيى بن كثير الحراني.

244 -

‌ عبد الرحمن بن أبي الغمر عمر بن عبد الرحمن

، أبو زيد السهمي، مولاهم المصري الفقيه، صاحب ابن القاسم.

روى عن مفضل بن فضالة، وابن وهب، وابن القاسم. وعنه أحمد بن محمد بن رشدين، والبخاري، وأبو الزنباع روح بن الفرج القطان، وعاش ثلاثا وسبعين سنة.

توفي سنة أربع وثلاثين ومائتين.

245 -

‌ عبد الرحمن بن نافع أبو زياد المخرمي

، ولقبه: درخت.

روى عن عبد الرحمن بن أبي الزناد، والمغيرة بن سقلاب، وغيرهما. وعنه عبد الله بن أحمد الدورقي، وعبد الله بن أبي سعد الوراق.

وثقه بعضهم.

246 -

‌ عبد الرحيم بن عبد العزيز

، أبو يزيد الزريقي.

سمع هشيما، وبهز بن أسد. وعنه أبو حاتم، وعلي بن الحسين بن الجنيد.

قال أبو حاتم: صدوق.

247 -

‌ عبد الرحيم بن مطرف بن أنيس بن قدامة

، أبو سفيان الرؤاسي الكوفي ثم السروجي، ابن عم وكيع.

ص: 864

روى عن أبيه، وعبيد الله بن عمرو، وأبي إسحاق الفزاري، ويزيد بن زريع، وعتاب بن بشير، وعيسى بن يونس وجماعة. وعنه أبو داود، والنسائي، عن رجل عنه، وأبو زرعة، وابن أبي الدنيا، وأبو بكر بن أبي عاصم، وأحمد بن أبي خيثمة، وعثمان بن خرزاذ، وآخرون.

وثقه أبو حاتم، وغيره.

قال ابن حبان: توفي سنة اثنتين وثلاثين.

248 -

‌ عبد السلام بن رغبان بن عبد السلام بن حبيب

، أبو محمد الكلبي الحمصي الشاعر الملقب بديك الجن.

أحد شعراء الدولة العباسية، أصله من بلدة سلمية، ومولده بحمص. وقيل: إنه لم يفارق الشام، وكان شيعيا ظريفا خليعا ماجنا، له مراث في الحسين. وكان مولده سنة إحدى وستين ومائة.

أخذ عنه أبو تمام الطائي، وغيره.

وقيل: إن أبا نواس لما سار إلى مصر ليمدح الخصيب بن عبد الحميد اجتاز بحمص فاختفى منه ديك الجن، واستصغر نفسه معه، فجاء إلى داره وقال لجاريته: قولي له يخرج، فقد فتن أهل العراق بقوله:

موردة من كف ظبي كأنما تناولها من خده فأدارها فلما سمع ذلك خرج إليه وأدخله، وعمل له ضيافة. ومن أبيات هذه القصيدة:

فقم أنت فاحثث كأسها غير صاغر ولا تسق إلا خمرها وعقارها فقام يكاد الكأس يحرق كفه من الشمس أو من وجنتيه استعارها ظللنا بأيدينا نتعتع روحها فتأخذ من أقداحنا الراح ثارها وقال أبو أحمد بن عدي: حدثنا أحمد بن جعفر بن النجم بالموصل، قال: حدثنا يقظان بن سلام قال: قلنا لأبي تمام: لو نهيت ديك الجن مما هو فيه، ولك عشرة آلاف درهم. فقال أبو تمام: فدخلت عليه وهو مطروح على

ص: 865

حصير سكران، وعلى رأسه غلام يروحه. فلما رآني الغلام نبهه، فقام ولبني، وقال: تحسن تقول مثلي؟ ثم أنشدني:

أما ترى راهب الأسحار قد هتفا وحث تغريده لما علا الشعفا أوفى يصيغ إلى فانوس مغرقة كغرة التاج لما عولي الشرفا مشنف بعقيق فوق مذبحه هل كنت في غير أذن تعهد الشنفا لما أراحت رعاة الليل عارية من الكواكب كادت ترتقي السدفا هز اللواء على ما كان من سنة فارتج لما علاه اهتز ثم هفا ثم استمر كما كان غنى على طرب مزيج شرب على تغريده وصفا وقام مختلفا كالبدر مطلعا والريم ملتفتا والغصن منعطفا رقت غلالة خديه فلو رميا باللحظ أو بالمنى هما بأن يكفا كأن قافا أديرت فوق وجنته واختط كاتبها من فوقها ألفا فاستل راحا كبيض واقعت جحفا حلا لنا أو كنار صادفت سعفا فلم أزل من ثلاث واثنتين ومن خمس وست وما استعلى وما لطفا حتى توهمت نوشروان لي خولا وخلت أن نديمي عاشر الخلفا قال: فلم أزل به حتى نومته وخرجت، فقيل لي: إنما قلنا لك: تنهه، قلت: دعه ينام، فإني إن أنبهته تجرمنا عشرة آلاف كبيرة.

وقيل: إن ديك الجن كان له غلام وجارية مليحان، وكان يهواهما. فدخل يوما فرآهما في لحاف معتنقين، فشد عليهما فقتلهما، ثم سقط في يده، وجلس عند رأس الجارية يبكي ويقول:

يا طلعة طلع الحِمام عليها وجنى لها ثمر الردى بيديها رويت من دمها الثرى ولطالما روى الهوى شفتي من شفتيها فوحق عينها ما وطئ الثرى شيء أعز علي من عينيها ما كان قتليها لأني لم أكن أبكي إذا سقط الغبار عليها

ص: 866

لكن بخلت على سواي بحسنها وأنفت من نظر الغلام إليها

ثم جلس عند الغلام، وقال:

قمر أنا استخرجته من خدره بمودتي وجزيته من غدره فقتلته وله علي كرامة ملء الحشا وله الفؤاد بأسره عهدي به ميتا كأحسن نائم والدمع ينحر مقلتي في نحره لو كان يدري الميت ماذا بعده بالحي منه بكى له في قبره غصص تكاد تفيض منها نفسه ويكاد يخرج قلبه من صدره وقال سعيد بن يزيد الحمصي: دخلت على ديك الجن، وكنت أختلف إليه لأكتب شعره، فرأيته وقد شابت لحيته وحاجباه وشعر زنديه. وكانت عيناه خضراوين، ولذلك سمي ديك الجن، وقد صبغ لحيته بالزنجار، وعليه ثياب خضر. وكان جيد الغناء بالطنبور، وفي يديه آلة الشراب وهو يغني.

توفي ديك الجن سنة خمس أو ست وثلاثين.

249 -

‌ عبد السلام بن سعيد بن حبيب

، شيخ المغرب، أبو سعيد التنوخي الحمصي، ثم القيرواني الفقيه المالكي سحنون، قاضي القيروان، ومصنف المدونة.

رحل إلى مصر وقرأ على ابن وهب، وابن القاسم، وأشهب. وبرع في مذهب مالك. وعلى قوله المعول بالمغرب.

انتهت إليه رئاسة العلم بالمغرب، وتفقه به خلق كثير. وقد تفقه أولا على ابن غانم، غيره بإفريقية، ورحل في العلم سنة ثمان وثمانين ومائة. وسمع بمكة من سفيان بن عيينة، ووكيع، والوليد بن مسلم. وكان موصوفا بالديانة والورع، مشهورا بالسخاء والكرم. فعن أشهب قال: ما قدم علينا مثل سحنون.

وعن يونس بن عبد الأعلى قال: سحنون سيد أهل المغرب.

وروى عنه جماعة، منهم يحيى بن عمرو، وعيسى بن مسكين، وحمديس، وابن المغيث، وابن الحداد.

وعن ابن عجلان الأندلسي قال: ما بورك لأحد بعد النبي صلى الله عليه وسلم في أصحابه ما بورك لسحنون في أصحابه، فإنهم كانوا في كل بلد أئمة.

ص: 867

وعن سحنون قال: من لم يعمل بعلمه لم ينفعه علمه بل يضره.

وقال: إذا أتى الرجل مجلس القاضي ثلاثة أيام متوالية بلا حاجة ينبغي أن لا تقبل شهادته.

وسئل سحنون: أيسع العالم أن يقول: لا أدري فيما يدري؟ فقال: أما ما فيه كتاب أو سنة بائنة فلا. وأما ما كان من هذا الرأي فإنه يسعه ذلك؛ لأنه لا يدري أمصيب هو أم مخطئ.

قال أحمد بن خالد: كان محمد بن وضاح لا يفضل أحدا ممن لقي على سُحْنُون في الفقه، وتصنيف المسائل.

وعن سحنون قال: أكل بالمسكنة خير من أكل بالعلم.

محب الدنيا أعمى لم ينوره العلم.

ما أقبح بالعالم أن يأتي الأمراء فيقال هو عند الأمير. والله ما دخلت قط على السلطان إلا وإذا خرجت حاسبت نفسي، فوجدت عليها الدرك. وأنتم ترون مخالفتي لهواه، وما ألقاه به من الغلظة - والله ما أخذت لهم درهما، ولا لبست لهم ثوبا.

وقيل إن الرواة عن سحنون بلغوا تسعمائة إنسان.

وكان مولده سنة ستين ومائة.

وكان يقول: قبح الله الفقر. أدركنا مالكا، وقرأنا على ابن القاسم. وأما المدونة فأصلها أسئلة، سألها أسد بن الفرات لابن القاسم. فلما رحل بها سحنون عرضها على ابن القاسم، وأصلح فيها كثيرا، ثم رتبها سحنون وبوبها، واحتج لكثير من مسائلها بالآثار.

وتوفي في رجب سنة أربعين، وله ثمانون سنة.

وسحنون بفتح السين وبضمها طائر بالمغرب.

250 -

‌ عبد السلام بن صالح بن سليمان بن أيوب بن ميسرة

، أبو الصلت القرشي العبشمي، مولاهم الهروي، ثم النيسابوري. مولى عبد الرحمن بن سمرة.

روى عن مالك، وشريك، وحماد بن زيد، وعبد السلام بن حرب، وخلف بن خليفة، وهشيم، وعلي بن موسى الرضى، وإسماعيل بن عياش، وطائفة.

ص: 868

وعنه سهل بن أبي سهل، ومحمد بن إسماعيل الأحمسي، وابن أبي الدنيا، وعباس الدوري، وعلي بن الحسين بن الجنيد، ومحمد بن أيوب بن الضريس، وأحمد بن أبي خيثمة، والحسن بن الحباب المقرئ، والحسن بن علوية القطان، والحسين بن إسحاق التستري، وعبد الله بن أحمد بن حنبل، وخلق.

وكان موصوفا بالزهد والتأله.

قال أحمد بن سيار المروزي: قدم مرو غازيا، فأدخل على المأمون، فلما سمع كلامه جعله من خاصة إخوانه، وحبسه عنده، إلى أن خرج معه إلى الغزو. ولم يزل عنده مكرما إلى أن أراد المأمون إظهار كلام جهم وخلق القرآن. فجمع بينه وبين بشر المريسي، وسأله أن يكلمه. وكان أبو الصلت يرد على أهل الأهواء من المرجئة والجهمية والزنادقة والقدرية، وكلم بشر المذكور غير مرة بحضرة المأمون، وغيره من أهل الكلام. وفي كل ذلك كان الظفر له. وكان يعرف بكلام الشيعة، فناظرته في ذلك لاستخراج ما عنده، فلم أره يفرط. ورأيته يقدم أبا بكر وعمر، ويترحم على علي وعثمان، ولا يذكر الصحابة إلا بالجميل. وسمعته يقول: هذا مذهبي الذي أدين الله به. إلا أن ثم أحاديث يرويها في المثالب. وسألت إسحاق بن إبراهيم عن تلك الأحاديث، وهي مروية نحو ما جاء في أبي موسى، وما روي في معاوية، فقال: هذه أحاديث قد رويت، فأما من يرويها على طريق المعرفة فلا أكره ذلك. وأما من يرويها ديانة، فإني لا أرى الرواية عنه.

وسئل يحيى بن معين، عن أبي الصلت فقال: قد سمع وما أعرفه بالكذب.

وقال عباس الدوري: سمعت ابن معين يوثق أبا الصلت عبد السلام بن صالح، فقيل له: إنه حدث عن أبي معاوية عن الأعمش: أنا مدينة العلم وعلي بابها، فقال: ما تريدون من هذا المسكين؟ قد حدث به محمد بن جعفر الفيدي عن أبي معاوية.

ص: 869

وقال أحمد بن محمد بن القاسم بن محرز: وسألت ابن معين عن أبي الصلت، فقال: ليس ممن يكذب، فقيل له في حديث أبي معاوية أنا مدينة العلم، فقال: هو من حديث أبي معاوية، أخبرني ابن نمير، قال: حدث به أبو معاوية قديما ثم كف عنه، وكان أبو الصلت رجلا موسرا يطلب هذه الأحاديث، ويكرم المشايخ، وكانوا يحدثونه بها.

وقال أبو حاتم: لم يكن عندي بصدوق. وأما أبو زرعة فأمر أن يضرب على حديثه.

وقال النسائي: ليس بثقة.

وقال الدارقطني: كان رافضيا خبيثا. قيل: إنه كان يقول: كلب للعلوية خير من جميع بني أمية. وقال محمد بن عبد الرحمن السامي: توفي أبو الصلت يوم الأربعاء لست بقين من شوال سنة ست وثلاثين.

روى له ابن ماجه حديث: الإيمان معرفة بالقلب وعمل بالأركان.

قال البرقاني: سمعت الدارقطني يقول: كان أبو الصلت رافضيا، وهو متَّهم بوضع حديث: الإيمان إقرار بالقول، لم يحدث به إلا مَنْ سرقه منه.

251 -

ق:‌

‌ عبد السلام بن عاصم الهسنجاني الرازي

.

روى عن جرير بن عبد الحميد، والصباح بن محارب، وعبد الرحمن بن مغراء، ومعن ابن القزاز، ومعاذ بن هشام، وجماعة. وعنه ابن ماجه، وأبو يحيى بن أبي مسرة المكي، وأبو حاتم، ومحمد بن أيوب بن الضريس، وعلي بن الحسين ابن الجنيد، ومحمد بن شعيب، ومحمد بن عمار بن عطية الرازيون، ومطين، وجماعة.

قال أبو حاتم: شيخ.

252 -

‌ عبد السلام بن محمد الحضرمي الحمصي

، ويعرف بسليم.

عن بقية، وعبد الله بن سالم، والوليد بن مسلم، وطائفة. وعنه محمد بن عوف، وأبو حاتم، وغيرهما.

ص: 870

قال أبو حاتم: صدوق.

253 -

‌ عبد الصمد بن أبي خداش الموصلي

.

عن زهير بن معاوية، وإسماعيل بن عياش، والوليد بن مسلم. وعنه حفيده أحمد بن صالح.

توفي بالحدث سنة إحدى وثلاثين.

254 -

‌ عبد الصمد ابن الفقيه عبد الرحمن بن القاسم المصري

، أبو الأزهر.

يروي عن أبيه، وسفيان بن عيينة.

وكان فقيها، إماما، مصنفا. قرأ القرآن على ورش، ومن أجله اعتمد أهل الأندلس على قراءة ورش.

روى عنه محمد بن وضاح القرطبي، وغيره.

وهو أخو الفقيه موسى بن عبد الرحمن المتوفى سنة تسع وأربعين.

قال أبو عمرو الداني: قرأ عليه محمد بن سعيد الأنماطي، وبكر بن سهل الدمياطي، وحبيب بن إسحاق، والفضل بن يعقوب الحمراوي، وإسماعيل بن عبد الله النحاس، وعبد الجبار بن محمد، ومحمد بن وضاح، وغيرهم.

توفي في رجب سنة إحدى وثلاثين.

255 -

‌ عبد الصمد بن المعذل العبدي البصري

، الشاعر المشهور، أخو أحمد بن المعذل الفقيه.

كان من فحول الشعراء.

ومن شعره:

تكلفني إذلال نفسي لعزها وهان عليها أن أهان لتكرما تقول سل المعروف يحيى بن أكثم فقلت سليه رب يحيى بن أكثما وله:

أرى الناس أحدوثة فكوني حديثا حسن كأن لم يزل ما أتى وما قد مضى لم يكن إذا وطني رابني فكل بلاد لي وطن

ص: 871

256 -

‌ عبد الصمد بن يزيد

، أبو عبد الله الصائغ مردويه الصوفي. خادم الفضيل بن عياض.

كان ثقة دينا صالحا من أهل الورع والسنة، عن الفضيل، وابن عيينة، وشقيق البلخي. وعنه أبو بكر بن أبي الدنيا، وموسى بن هارون، وأحمد بن الحسن بن عبد الجبار الصوفي.

مات سنة خمس وثلاثين ومائتين، يوم مات عبد الرحمن بن صالح الأزدي، وحضره أمة من الأمم.

قال ابن هارون: وكان عبد الرحمن ميتا في داره، وما رأيت على بابه أحدا.

257 -

‌ عبد العزيز بن بحر المروزي المؤدب

. نزيل بغداد.

عن سليمان بن أرقم، وعطاف بن خالد، وإسماعيل بن عياش. وعنه عبد الله ابن أبي سعد الوراق، وابن أبي الدنيا، ومحمد بن سويد الطحان، وآخرون.

لم يضعف.

258 -

‌ عبد العزيز بن عمران بن أيوب بن مقلاص

، الإمام، أبو علي الخزاعي. مولاهم المصري الفقيه.

كان من كبار أصحاب ابن وهب، والشافعي، لزمهما مدة. وكان صالحا ورعا زاهدا.

توفي سنة أربع وثلاثين ومائتين.

روى عنه أبو زرعة، وأبو حاتم وقال: صدوق.

وهو ابن بنت سعيد بن أبي أيوب.

259 -

د ن:‌

‌ عبد العزيز بن يحيى بن يوسف

، أبو الأصبغ البكائي، مولاهم الحراني.

عن أبي إسحاق الفزاري، وسفيان بن عيينة، وعيسى بن يونس، ومحمد بن سلمة، وجماعة. وعنه أبو داود، والنسائي عن رجل عنه، وبقي بن مخلد، وأبو زرعة، ومحمد بن يحيى الذهلي، وجعفر الفريابي، وطائفة.

ص: 872

قال أبو حاتم: صدوق.

وقال محمد بن يحيى بن كثير: توفي بتل عبدى سنة خمس وثلاثين.

260 -

ن:‌

‌ عبد العزيز بن يحيى بن سليمان بن عبد العزيز المدني

، أبو محمد الهاشمي، وقيل: اسم جده عبد الله بن عمرو بن أوس، وقيل: عبد الله بن سعد، من موالي آل العباس.

حدث بنيسابور عن الليث بن سعد، ومالك، وسليمان بن بلال، والدراوردي، وروى عن مالك الموطأ. وعنه زكريا بن داود الخفاف، وصالح بن علي النوفلي الحلبي، ومحمد بن أيوب الرازي، ومحمد بن علي الصائغ المكي، وموسى بن إسحاق الأنصاري، وعلي بن سعيد بن بشير الرازي، ومحمد بن زنجويه بن الهيثم القشيري، وطائفة.

قال البخاري: ليس من أهل الحديث. يضع الحديث.

وقال أبو زرعة: ليس يصدق.

وقال العقيلي: يحدث عن الثقات بالبواطيل.

وقال ابن عدي: ضعيف جدا، يسرق حديث الناس.

قلت: حدث في شعبان سنة ثلاثين، وعاش بعد ذلك قليلا.

261 -

‌ عبد العزيز بن يحيى بن مسلم بن ميمون الكناني

، المكي الفقيه. صاحب كتاب الحيدة. وكان يلقب بالغول لدمامة منظره.

روى عن سفيان بن عيينة، ومروان بن معاوية الفزاري، وعبد الله بن معاذ الصنعاني، ومحمد بن إدريس الشافعي، وهشام بن سليمان المخزومي. وعنه أبو العيناء محمد بن القاسم، والحسين بن الفضل البجلي، وأبو بكر بن يعقوب بن إبراهيم التيمي، وغيرهم.

ص: 873

وهو قليل الحديث.

قال الخطيب: قدم بغداد زمن المأمون، وجرى بينه وبين بشر المريسي مناظرة في القرآن. وكان من أهل العلم والفضل. وله مصنفات عدة. وكان ممن تفقه بالشافعي، واشتهر بصحبته.

وقال داود بن علي الظاهري: كان عبد العزيز بن يحيى المكي أحد أتباع الشافعي والمقتبسين عنه. وقد طالت صحبته له، وخرج معه إلى اليمن، وآثار الشافعي في كتب عبد العزيز المكي ظاهرة.

ونقل الخطيب في تاريخه أن عبد العزيز بن يحيى المكي قال: دخلت على أحمد بن أبي دؤاد وهو مفلوج، فقلت: إني لم آتك عائدا، ولكن جئت لأحمد الله على أنه سجنك في جلدك.

قلت: فهذا يدل على أن عبد العزيز كان حيا في حدود الأربعين، والله أعلم.

قال المرزباني: حدثنا أحمد بن محمد بن عيسى قال: حدثنا أبو العيناء قال: لما دخل عبد العزيز المكي على المأمون، وكان شنع الخلقة جدا، ضحك أبو إسحاق المعتصم، فقال: يا أمير المؤمنين لم ضحك هذا؟ لم يصطف الله يوسف لجماله، وإنما اصطفاه لدينه وبيانه. فضحك المأمون وأعجبه.

قلت: لم يصح إسناد كتاب الحيدة عن عبد العزيز.

262 -

‌ عبد الملك بن حبيب بن سليمان بن هارون

بن جاهمة بن العباس بن مرداس السلمي. الفقيه، أبو مروان العباسي الأندلسي القرطبي المالكي. أحد الأعلام.

ولد سنة نيف وسبعين ومائة في حياة مالك. وروى قليلا عن صعصعة بن سلام، والغاز بن قيس، وزياد شبطون. ورحل فحج في حدود العشر ومائتين، وسمع من عبد الملك بن الماجشون، ومطرف بن عبد الله، وأسد بن موسى السنة، وأصبغ بن الفرج، وإبراهيم بن المنذر الحزامي، وخلق سواهم. فرجع إلى الأندلس بعلم جم وفقه كثير.

وكان موصوفا بالحذق في مذهب مالك.

ص: 874

له مصنفات كثيرة منها: كتاب الواضحة، وكتاب الجامع، وكتاب فضائل الصحابة، وكتاب غريب الحديث، وكتاب تفسير الموطأ، وكتاب حروب الإسلام، وكتاب سيرة الإمام في الملحدين، وكتاب طبقات الفقهاء، وكتاب مصابيح الهدى.

قال ابن بشكوال: قيل لسحنون: مات ابن حبيب. فقال: مات علم الأندلس، بل والله علم الدنيا.

وقال بعضهم: هاجت رياح وأنا في البحر، فرأيت عبد الملك بن حبيب رافعا يديه متعلقا بحبال السفينة يقول: اللهم إن كنت تعلم أني إنما أردت ابتغاء وجهك وما عندك فخلصنا. قال: فسلم الله.

وقد ضعف ابن حزم عبد الملك بن حبيب، ولا ريب أن ابن حبيب كان صحفيا.

قال أبو عمر أحمد بن سعيد الصدفي: قلت لأحمد بن خالد: إن الواضحة عجيبة جدا، وإن فيها علما عظيما، فما يدخلها؟ قال: أول شيء: إنه حكى فيها مذاهب لم نجدها لأحد من أصحابه، ولا نقلت عنهم، ولا هي في كتبهم.

ثم قال أبو عمر الصدفي في تاريخه: كان كثير الرواية، كثير الجمع، يعتمد على الأخذ بالحديث. ولم يكن يميزه، ولا يعرف الرجال، وكان فقيها في المسائل، وكان يطعن عليه بكثرة الكتب، وذكر أنه كان يستجيز الأخذ بلا رواية ولا مقابلة، وذكر أنه أخذ إجازة كبيرة، وأشير إليه بالكذب. سمعت أحمد بن خالد يطعن عليه بذلك ويتنقصه غير مرة. وقال: قد ظهر لنا كذبه في الواضحة في غير شيء. وقال أحمد بن خالد: سمعت ابن وضاح يقول: أخبرني ابن أبي مريم قال: كان ابن حبيب بمصر، فكان يضع الطويلة، وينسخ طول نهاره. فقلت: إلى كم ذا النسخ؟ متى تقرأه على الشيخ؟ فقال: قد أجاز لي كتبه، يعني أسد بن موسى، فخرجت من عنده فأتيت أسدا فقلت: تمنعنا أن نقرأ عليك وتجيز لغيرنا؟ فقال: أنا لا أرى القراءة فكيف أجيز؟ فأخبرته فقال: إنما أخذ مني كتبي فيكتب منها، ليس ذا علي.

ص: 875

وقال أحمد بن محمد بن عبد البر التاريخي: هو أول من أظهر الحديث بالأندلس، وكان لا يميز صحيحه من سقيمه، ولا يفهم طرقه، ويصحف أسماء الرجال، ويحتج بالمناكير. فكان أهل زمانه لا يرضون عنه، وينسبونه إلى الكذب. قال أحمد بن محمد بن عبد البر: وكان الذي بين عبد الملك بن حبيب وبين يحيى بن يحيى سيئا، وذلك أنه كان كثير المخالفة ليحيى. وكان قد لقي أصبغ بمصر، فأكثر عنه فكان إذا اجتمع مع يحيى بن يحيى، وسعيد بن حسان، ونظرائهما عند الأمير عبد الرحمن وقضاته فسئلوا، قال يحيى بن يحيى بما عنده، وكان أسن القوم وأولاهم بالتقدم - فيدفع عليه عبد الملك بن حبيب بأنه سمع أصبغ بن الفرج يقول كذا. فكان يحيى يغمه بمخالفته له. فلما كان في بعض الأيام جمعهم القاضي في الجامع، فسألهم عن مسألة، فأفتى فيها يحيى بن يحيى، وسعيد بن حسان بالرواية، فخالفهما عبد الملك، وذكر خلافهما رواية عن أصبغ. وكان عبد الأعلى بن وهب من أحداث أهل زمانه، وكان قد حج وأدرك أصبغ بن الفرج بمصر، وروى عنه. فدخل يوما بأثر شورى القاضي فحدثنا أحمد بن خالد عن ابن وضاح عن عبد الأعلى، قال: دخلت يوما على سعيد بن حسان، فقال لي: أبا وهب، ما تقول في مسألة كذا؟ - للمسألة التي س لهم فيها القاضي - هل تذكر لأصبغ بن الفرج فيها شيئا؟ فقلت: نعم، أصبغ يقول فيها كذا، وكذا فأفتى بموافقة يحيى بن يحيى وسعيد بن حسان. فقال لي سعيد: انظر ما تقول، أنت على يقين من هذا؟ قلت: نعم. قال: فأتني بكتابك، فخرجت مسرعا، ثم ندمت ودخل علي الشك. ثم أتيت داري، فأخرجت الكتاب من قرطاس كما رويته عن أصبغ، فسررت، ومضيت إلى سعيد بالكتاب. فقال: تمضي به إلى أبي محمد. فمضيت به إلى يحيى بن يحيى، فأعلمته ولم أدر ما القصة. فاجتمعا بالقاضي وقالا: إن عبد الملك يخالفنا بالكذب. والمسألة التي خالفنا فيها عندك. هنا رجل قد حج وأدرك أصبغ، وروى عنه هذه المسألة، كقولنا على خلاف ما ادعاه عبد الملك، فاردعه وكفه. فجمعهم القاضي ثانيا، وتكلموا، فقال عبد الملك: قد أعلمتك ما يقول فيها أصبغ. فبدر عبد الأعلى بن وهب فقال: يكذب على أصبغ. أنا رويت هذه المسألة عنه على ما قال هذان، وهذا كتابي.

ص: 876

وأخرج المسألة، فأخذ القاضي الكتاب وقرأ المسألة، فقال لعبد الملك ما ساءه من القول، وحرج عليه، وقال: تفتينا بالكذب والخطأ، وتخالف أصحابك بالهوى؟ لولا البقيا عليك لعاقبتك. ثم قاموا. قال عبد الأعلى: فلما خرجت خطرت على دار ابن رستم الحاجب، فرأيت عبد الملك خارجا من عنده وفي وجهه البشر. فقلت: ما لي لا أدخل على ابن رستم؟ فدخلت، فلم ينتظر جلوسي وقال: يا مسكين من غرك، أو من أدخلك في مثل هذا تعارض مثل عبد الملك بن حبيب وتكذبه؟ فقلت: أصلحك الله، إنما سألني القاضي عن شيء، فأجبته بما عندي. ثم خرجت من عنده. فإذا بعبد الملك قد شكا إليه الخبر وقال له: إنه عمل على صنيعته وأتى برجل ليس من أهل العلم والرواية، فأجلس معي وكذبني، وأوقفني موقفا عجيبا. فقال له ابن رستم: اكتب بطاقة تجلي الأمر وارفعها إلى الأمير. فكتب يصف القصة، ويشنع. فأمر الأمير أن يبعث في القاضي. فبعث فيه، فخرجت إليه وصية الأمير يقول له: من أمرك أن تشاور عبد الأعلى. وكان عبد الملك قد بنى بطاقته على أن يحيى بن يحيى أمره بذلك. فقال القاضي: ما أمرني أحد بمشاورته، ولكنه كان يختلف إلي، وكنت أعرفه من أهل العلم والخير، مع الحركة والفهم والحج والرحلة، فلم أر نفسي في سعة من ترك مشاورة مثله. وسأل الأمير وزراءه عن عبد الأعلى، فأثنوا عليه ووصفوا علمه وولاءه. وكان له ولاء. قال عبد الأعلى: فصحبت يوما عيسى ابن الشهيد، فقال لي: قد رفعت عليك رقعة رديئة لكن الله دفع شرها.

قال ابن الفرضي: كان فقيها، نحويا، شاعرا، عروضيًا، أخباريا نسَّابة، طويل اللسان متصرفا في فُنُون العلم، روى عنه بقيُّ بن مخلد، ومحمد بن وضاح، ويوسف بن يحيى المغامي، ومطرِّف بن قيس، وخلق، وآخر من مات من أصحابه يوسف المغامي. وقد سكن بلد البيرة من الأندلس مدَّة، ثم استقدمه الأمير عبد الرحمن بن الحكم، فرتبه في الفتوى بقرطبة، وقُرِّرَ مع يحيى بن يحيى في المشاورة والنظر، فلما تُوفِّي يحيى، تفرد عبد الملك برئاسة العلم بالأندلس.

ص: 877

قال ابن الفرضي: وكان حافظا للفقه، إلا أنه لم يكن له علم بالحديث، ولا يعرف صحيحه من سقيمه. ذكر عنه أنه كان يتسهل في سماعه ويحمل على سبيل الإجازة أكثر روايته. وعن محمد بن وضاح قال: قال لي إبراهيم بن المنذر: أتاني صاحبكم‌

‌ عبد الملك بن حبيب

بغرارة مملوءة كتبا، فقال لي: هذا علمك تجيزه لي؟ قلت له: نعم. ما قرأ علي منه حرفا ولا قرأته عليه.

وكان محمد بن عمر بن لبابة يقول: عبد الملك بن حبيب عالم الأندلس، ويحيى بن يحيى عاقلها، وعيسى بن دينار فقيهها.

وقال سعيد بن فحلون: مات عبد الملك بن حبيب يوم السبت لأربع مضين من رمضان سنة ثمان وثلاثين بعلة الحصى، وقيل: مات في ذي الحجة سنة تسع وثلاثين.

263 -

د: عبد الملك بن حبيب، أبو مروان المصيصي البزاز.

عن أبي إسحاق الفزاري، وعبد الله بن المبارك. وعنه أبو داود، ومحمد بن عوف الطائي، وعثمان بن خرزاذ، ومحمد بن وضاح القرطبي، وجعفر الفريابي، وجماعة.

264 -

‌ عبد الملك بن الحسن بن محمد بن زريق

بن عبيد الله بن أبي رافع مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم، أبو الحسن الأندلسي الزاهد.

عن ابن القاسم، وابن وهب، وغيرهما.

قال ابن يونس: توفي سنة اثنتين وثلاثين.

265 -

‌ عبد الملك بن زونان

، أبو مروان الأندلسي.

شيخ معمر، فقيه كبير. أدرك معاوية بن صالح الحمصي قاضي المغرب، وأخذ عنه. ورحل بأخرة فسمع من ابن وهب، وابن القاسم. وكان يفتي بالأندلس أولا على مذهب الأوزاعي، ثم رجع إلى مذهب مالك.

ص: 878

قال بعضهم: زونان لقبه، واسمه: حسن بن محمد.

وأظن عبد الملك جاوز التسعين. توفي سنة ثلاث وثلاثين ومائتين بالأندلس في شعبان.

وقال بعضهم: روى عن صعصعة بن سلام، وتوفي سنة اثنتين وثلاثين.

266 -

د:‌

‌ عبد الواحد بن غياث

، أبو بحر البصري المربدي.

سمع حماد بن سلمة، وفضال بن جبير، وعبد العزيز القسملي، وجماعة. وعنه أبو داود، وأبو يعلى الموصلي، والبزار، وبقي بن مخلد، وأبو القاسم البغوي، وزكريا الساجي، وخلق.

وكان من الثقات المسندين.

قال أبو زرعة: صدوق.

قلت: أحسبه آخر من روى عن أشعث بن براز. توفي سنة أربعين.

267 -

ت:‌

‌ عبد الوارث بن عبيد الله العتكي المروزي

.

عن ابن المبارك، ومسلم بن خالد الزنجي. وعنه الترمذي، وعبد الله بن محمود المروزي، وإسحاق بن إبراهيم البستي القاضي، وجماعة.

توفي سنة تسع وثلاثين ومائتين.

268 -

د ن:‌

‌ عبد الوهاب بن نجدة

، أبو محمد الحوطي الجبلي.

عن إسماعيل بن عياش، وبقية بن الوليد، وطائفة. وعنه ابنه أحمد، وأبو داود، وأبو بكر بن أبي عاصم، وجماعة، والنسائي عن رجل عنه، وكان صدوقا.

توفي سنة اثنتين وثلاثين.

269 -

‌ عبيد الله بن عمر بن يزيد الزهري الأصبهاني القطان

، أبو عمرو القصار أيضا؛ فله صنعتان.

ذكره أبو الشيخ وهو أسن الإخوة الأربعة عبد الله وعبد الرحمن

ص: 879

ومحمد، سمع جرير بن عبد الحميد، ويحيى القطان، ومحمد بن أبي عدي، ووكيع بن الجراح. وعنه إسحاق بن جميل، وعبدان بن أحمد، ومحمد بن يحيى بن منده، وجماعة.

قال أبو الشيخ: له أحاديث ينفرد بها.

قلت: آخر ما حدث سنة سبع وثلاثين فيما علمت.

270 -

خ م د ن:‌

‌ عبيد الله بن عمر بن ميسرة

، أبو سعيد القواريري البصري الحافظ. مولى بني جشم.

نزل بغداد ونشر بها علما كثيرا.

سمع حماد بن زيد، وأبا عوانة، ويوسف بن الماجشون، وعبد الواحد بن زياد، والفضيل بن عياض، وعبد العزيز الدراوردي، وعبد الوارث بن سعيد، وعثام بن علي، ومسلم بن خالد الزنجي، ومعاوية بن عبد الكريم الضال، وابن عيينة. وخلق وعنه البخاري، ومسلم، وأبو داود، والنسائي عن رجل عنه، وأبو زرعة، وإبراهيم الحربي، وصالح جزرة، وأبو يعلى الموصلي، وعبد الله بن أحمد، وأبو القاسم البغوي، وخلق. وكتب عنه أحمد، وابن معين، والقدماء.

وقد ربا القواريري يتيما، فإنه قال: كان الحسن بن جعفر الحفري يأتي جدِّي وأنا ابن ست سنين، ومات أبي قبل الحفري بستَّة أشهر، وحدثني أبو عمران النَّجَّار، وكان خادما للحفري، قال: فشهدته عند موته يُغمى عليه ثم يفيق وهو يقول: اللهم اغفر لعمر بن ميسرة صاحب القوارير، فلم يزل يقول هذا حتى مات، وهذا من حسن الإخاء.

قال ابن معين، والنسائي: ثقة.

وقال أحمد بن سيار المروزي: لم أر في جميع من رأيت مثل مسدد بالبصرة، والقواريري ببغداد، وصدقة بمرو، وقال صالح بن محمد الحافظ: ما رأيت أحداً أعلم بحديث البصرة من القواريري، ومن علي، ومن إبراهيم بن عرعرة.

وقال ثعلب: سمعت من القواريري مائة ألف حديث.

ص: 880

وقال أبو الحسن بن رزقويه: حدثنا علي بن الحسن بن زكريا القطيعي الشاعر، قال: سمعت أبا القاسم البغوي، قال: سمعت عبيد الله القواريري يقول: لم يكن يكاد تفوتني صلاة العتمة في جماعة، فشغلت بضيف، فخرجت أطلب الصلاة في قبائل البصرة، فإذا الناس قد صلوا، فقلت في نفسي: روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: صلاة الجميع تفضل على صلاة الفذ إحدى وعشرين درجة، وروي خمسا وعشرين درجة، وروي سبعا وعشرين، فانقلبت إلى منزلي، فصليت العتمة سبعا وعشرين مرة، ثم رقدت فرأيتني مع قوم راكبي أفراس، وأنا راكب فرسا كأفراسهم ونحن نتجارى، وأفراسهم تسبق فرسي، فجعلت أضربه لألحقهم، فالتفت إلي آخرهم، فقال: لا تجهد فرسك فلست بلاحقنا. فقلت: ولم؟ قال: لأنا صلينا العتمة في جماعة.

وقال الحسين بن فهم: توفي ببغداد يوم الجمعة لثلاث عشرة خلت من ذي الحجة سنة خمس وثلاثين، وحضره خلق كثير، وله أربع وثمانون سنة.

271 -

ن:‌

‌ عبيد الله بن فضالة بن إبراهيم

أبو قديد النسائي الحافظ.

رحل وسمع من عبد الرزاق باليمن، ومحمد بن يوسف الفريابي بالشام، ويزيد بن هارون بواسط، وأبي عبد الرحمن المقرئ بمكة، وأبي اليمان بحمص، والأنصاري بالبصرة، ويحيى بن يحيى بنيسابور، وخلق سواهم. وعنه النسائي، وأبو بكر بن أبي عاصم، والحسن بن سفيان، وغيرهم.

قال النسائي: ثقة مأمون.

قلت: بقي إلى حدود الأربعين ومائتين.

272 -

خ م د ن:‌

‌ عبيد الله بن معاذ بن معاذ بن نصر بن حسان

، أبو عمرو العنبري البصري الحافظ، من بني عم سوار بن عبد الله العنبري.

عن أبيه، ومعتمر بن سليمان، ويحيى القطان، ووكيع، وخالد بن الحارث، وغيرهم. وعنه مسلم، وأبو داود، والبخاري، والنسائي عن رجل عنه، وأبو زرعة، وأبو حاتم، وعثمان بن سعيد الدارمي، وزكريا بن يحيى السجزي، وزكريا بن يحيى الساجي، وجعفر الفريابي، والبغوي، وخلق.

قال أبو داود: كان يحفظ نحو عشرة آلاف حديث؛ أحاديث أشعث

ص: 881

بمسائله المعقدة وأحاديث معتمر وأحاديث خالد، ورأيته يدرس حديث سفيان على ابنه، وكان فصيحا.

وقال أبو حاتم الرازي: ثقة.

قال البخاري: مات سنة سبع وثلاثين.

273 -

‌ عبيد بن الصباح بن صبيح

، أبو محمد الكوفي المقرئ أخو عمرو بن الصباح.

قال أبو عمرو الداني: أخذ القراءة عرضا على حفص، وهو من أجل أصحابه وأضبطهم. روى عنه القراءة عرضا أحمد بن سهل الأشناني.

قال ابن شنبوذ: لم يرو عنه غير الأشناني، حدثنا ابن غلبون، قال: حدثنا علي بن محمد، قال: حدثنا الأشناني، قال: قرأت على عبيد، قال: وكان، ما علمت، من الورعين المتقين.

مات سنة خمس وثلاثين.

274 -

د:‌

‌ عبدة بن سليمان المروزي صاحب ابن المبارك

.

سكن المصيصة وحدث عن ابن المبارك والفضل السيناني، وأبي إسحاق الفزاري، ونوح بن أبي مريم. وعنه أبو داود، وأبو بكر الأثرم، وعثمان الدارمي، ومحمد بن عاصم الثقفي، وأبو حاتم، وقال: صدوق.

275 -

‌ عثمان بن صخر العقيلي البصري الزاهد

.

أحد مشايخ القوم، كان يقول بالخصوص، يعني أن الله يختص برحمته من يشاء، ويقول بالمحنة. وكان مقدما في النساك. كتب الحديث. روى عنه: الكديمي، وغيره.

سئل الحسن بن المثنى العنبري عنه فقال: بخ، ومن مثل عثمان؟ وقد صحبه أيضا أبو بكر بن أبي عاصم، وسافر معه.

276 -

‌ عثمان بن طالوت بن عباد الصيرفي

.

ص: 882

توفي في حياة والده. عن عبد الصمد بن عبد الوارث، وأزهر السمان، وقريش بن أنس، والأصمعي. وعنه أبو عبد البخاري، ومحمد بن يحيى الذهلي، وهاشم بن مرثد الطبراني. وكان صدوقا. توفي سنة أربع وثلاثين.

277 -

‌ عثمان بن عبد الله الأموي

.

عن حماد بن سلمة، ومالك، والليث بن سعد. وعنه علي بن إسحاق بن زاطيا، وعبد الله بن ناجية، وأبو يعلى، وآخرون.

وهو أحد المتروكين لإتيانه بالطامات.

وجده هو عمرو بن عثمان بن عفان.

قال ابن عدي: لعثمان أحاديث موضوعة.

وكنيته أبو عمرو.

278 -

‌ عثمان بن عبد الوهاب بن عبد المجيد الثقفي أبو عمرو

.

روى بأصبهان عن والده، وعن سفيان بن عيينة. وعنه النضر بن هشام، ويعقوب بن إسحاق الضبي، ومحمد بن إبراهيم بن شبيب، وغيرهم. ولا أعلم فيه حرجا.

279 -

خ م د ق:‌

‌ عثمان بن أبي شيبة

، وهو عثمان بن محمد بن أبي شيبة إبراهيم بن عثمان بن خوستي، أبو الحسن العبسي، مولاهم الكوفي. أخو أبي بكر، والقاسم.

كان من كبار الحفاظ كأخيه. رحل إلى الحجاز، والري، والبصرة، والشام، وبغداد، وصنف المسند، والتفسير، وغير ذلك.

وروى الكثير عن شريك، وأبي الأحوص، وهشيم، وإسماعيل بن عياش، وسفيان بن عيينة، وجرير بن عبد الحميد، وابن علية، وحميد الرؤاسي، وطلحة بن يحيى الزرقي، وابن المبارك، وعبدة بن سليمان، وعلي بن مسهر وخلق.

ص: 883

وعنه البخاري، ومسلم، وأبو داود، وابن ماجه، وإبراهيم الحربي، وإبراهيم بن أبي طالب، وعبد الله بن أحمد، وأبو بكر أحمد بن علي المروزي، وأبو يعلى، وأحمد بن الحسن الصوفي، والفريابي، والبغوي، وخلق.

سئل عنه أحمد بن حنبل، فقال: ما علمت إلا خيرا. وأثنى عليه.

وقال ابن معين: ثقة مأمون.

قلت: وكان لا يحفظ القرآن، وإذا جاء منه شيء صحف في بعض الأحايين.

قال الدارقطني: حدثنا أحمد بن كامل، قال: حدثني الحسن بن الحُباب، أن عثمان بن أبي شيبة قرأ عليهم في التفسير:{أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ} قالها: ألف لام ميم.

وقال: حدثنا علي بن محمد بن كاس القاضي، قال: حدثنا إبراهيم بن عبد الله الخصَّاف، قال: قرأ علينا عثمان بن أبي شيبة في التفسير: {فَلَمَّا جَهَّزَهُمْ بِجَهَازِهِمْ جَعَلَ} السفينة، فقيل له: إنما هو {السِّقَايَةَ} فقال: أنا وأخي أبو بكر لا نقرأ لعاصم.

قلت: وله في كثرة ما روى حديث أو حديثان تفرد بهما عن جرير، قال إبراهيم بن أبي طالب: دخلت على عثمان، فقال لي: إلى متى لا يموت إسحاق؟ فقلت له: شيخ مثلك يتمنى موت شيخ مثله؟ فقال: دعني، فلو مات لصفا لي جرير، فإن محمد بن حميد لا شيء. قال: فخرجت من مكَّة ودخلت على عثمان وهو في النَّزْع.

قال مطين: مات في ثالث المحرم سنة تسع وثلاثين كان لا يخضب.

قلت: بقي بعد إسحاق خمسة أشهر.

280 -

د:‌

‌ عثمان بن محمد بن سعيد

، أبو القاسم الرازي الدشتكي. نزيل البصرة.

عن عبد الرحمن بن عبد الله الدشتكي، وغيره. وهو مقل. وعنه أبو داود، وأبو بكر بن أبي عاصم، ومحمد بن محمد الجذوعي، وعبدان الأهوازي، وآخرون.

ص: 884

281 -

‌ عصام بن الحكم الشيباني العكبري

.

عن ابن عيينة، ويحيى بن آدم. وعنه ابنه عبد الوهاب، وابن ذريح، وصالح القيراطي.

282 -

‌ عقبة بن مكرم الضبي الهلالي الكوفي

، لا العمي البصري، ذاك تأخر.

عن سفيان بن عيينة، ومصعب بن سلام، والمسيب بن شريك، ويحيى بن يمان. وغيرهم. وعنه إبراهيم بن ديزيل، وأبو بكر بن أبي عاصم، وأحمد بن علي الأبار، ومطين، والحسن بن سفيان، وأبو يعلى، وعبدان الأهوازي.

قال أبو داود: ليس به بأس.

وقال مطين: توفي في ذي القعدة سنة أربع وثلاثين. وكان صدوقا لا يخضب.

قلت: لم يخرجوا له شيئا.

283 -

‌ علكدة بن نوح الأندلسي الرعيني

.

عن ابن وهب، وابن القاسم. توفي بالأندلس سنة سبع وثلاثين ومائتين.

284 -

د ت:‌

‌ علي بن بحر بن بري

، أبو الحسن الفارسي ثم البغدادي القطان الحافظ.

عن عبد العزيز الدراوردي، وحاتم بن إسماعيل، وعبد المهيمن بن عباس الساعدي، ومعتمر بن سليمان، وبقية بن الوليد، وعبد الرزاق، وهشام بن يوسف، وجرير بن عبد الحميد، وأبي خالد الأحمر، وخلق من الشاميين، والعراقيين، واليمانيين، والحجازيين. وعنه أبو داود، والترمذي عن رجل عنه، ومحمد بن يحيى الذهلي، وأبو زرعة، وأبو حاتم، وحنبل بن إسحاق، وهلال بن العلاء، وإبراهيم الحربي، وخلق.

ص: 885

وثقه ابن معين، وجماعة.

ومات ببابسير من ناحية الأهواز سنة أربع وثلاثين أيضا.

285 -

‌ علي بن بشر الأصبهاني الأموي

.

عن الوليد بن مسلم، ويزيد بن هارون، وعبد الرزاق، وطائفة. وعنه عبيد بن الحسن، وإبراهيم بن نائلة، والقاسم بن منده.

وكان متروكا فإنه روى عن يزيد بن حميد عن أنس رفعه: رأيت في الجنة ذئبا .. الحديث.

توفي سنة إحدى وثلاثين.

286 -

‌ علي بن بريد

، أبو دعامة القيسي الأخباري الراوية.

عن أبي العتاهية، وأبي نواس. وعنه أحمد بن أبي طاهر، ويزيد بن محمد المهلبي، وعون بن محمد الكندي، وغيرهم. وهو بكنيته أشهر.

287 -

‌ علي بن حبيب

، أبو الحسن البلخي علوية.

شيخ معمر. عن حماد بن سلمة، ونوح بن أبي مريم. وعنه حام بن نوح، وعلي بن إسماعيل الجوهري، وجماعة. وعاش مائة وخمس عشرة سنة فيما قيل.

توفي سنة اثنتين وثلاثين.

288 -

م ق:‌

‌ علي بن الحسن بن سليمان أبو الحسن الحضرمي الواسطي

، ويقال الكوفي الأدمي، الملقب بأبي الشعثاء.

عن أبي بكر بن عياش، وحفص بن غياث، وعبدة بن سليمان، وخالد بن عبد الله الطحان، وخالد بن نافع، وعبد السلام بن حرب، وطائفة، وعنه مسلم، وابن ماجه عن رجل عنه، وأبو زرعة الرازي، وأسلم بن سهل بحشل، وصالح بن محمد جزرة، وعمران بن موسى بن مجاشع، والحسن بن سفيان، وطائفة.

وثقه أبو داود، وقال: لم أسمع منه شيئا.

ص: 886

وقال بحشل: مات في آخر سنة ست وثلاثين.

289 -

م ن:‌

‌ علي بن حكيم بن ذبيان

، أبو الحسن الأودي الكوفي، أخو عثمان.

عن جعفر بن زياد الأحمر، وشريك بن عبد الله، وعبثر بن القاسم، ومصعب بن المقدام، وابن المبارك، وطائفة. وعنه مسلم، والنسائي عن رجل عنه، وأبو عبد الله البخاري في كتاب الأدب، وأحمد بن أبي غرزة، وعبيد بن غنام، وعثمان بن خرزاذ، ومطين، وموسى بن إسحاق الأنصاري، وجعفر الفريابي، وعبدان الأهوازي، وخلق.

قال أبو حاتم: صدوق.

وقال غيره: توفي سنة إحدى وثلاثين، وكان لا يخضب.

290 -

‌ علي بن حكيم بن زاهر السمرقندي

، أبو الحسن.

عن سفيان بن عيينة، وأبي خالد الأحمر، وحفص بن سلم السمرقندي. وعنه جيهان الفرغاني، وجعفر الفريابي، وجماعة.

قال الخطيب أبو بكر: كان فقيها يعرف بعلي البكاء لكثرة بكائه. وكان ثقة. جاور بمكة نحوا من عشرين سنة، ومات سنة خمس وثلاثين.

291 -

‌ علي بن حمزة بن سوار العكي

.

بصري صدوق. عن جرير بن حازم، وحمزة المعولي. وعنه أبو زرعة، وأبو يعلى. وقع لنا حديثه بعلو.

292 -

خ ت ن:‌

‌ علي ابن المديني

.

هو علي بن عبد الله بن جعفر بن نجيح، مولى عروة بن عطية السعدي. الإمام أبو الحسن البصري، أحد الأعلام، وصاحب التصانيف.

ولد سنة إحدى وستين ومائة.

سمع أباه، وحماد بن زيد، وهشيما، وابن عيينة، والدراوردي، وعبد العزيز بن عبد الصمد العمي، وجعفر بن سليمان الضبعي، وجرير بن

ص: 887

عبد الحميد، وابن وهب، وعبد العزيز بن أبي حازم، وعبد الوارث، والوليد بن مسلم، وغندرا، ويحيى القطان، وعبد الرحمن بن مهدي، وابن علية، وعبد الرزاق، وخلقا سواهم.

وعنه البخاري، وأبو داود، والترمذي، والنسائي عن رجل عنه، وأحمد بن حنبل، ومحمد بن يحيى الذهلي، وهلال بن العلاء، وحميد بن زنجويه، وإسماعيل القاضي، وصالح جزرة، وعلي بن غالب البتلهي، وأبو خليفة الجمحي، وأبو يعلى الموصلي، ومحمد بن جعفر بن الإمام الدمياطي، ومحمد بن محمد الباغندي، وعبد الله البغوي، وخلق، آخرهم وفاة عبد الله بن محمد بن أيوب الكاتب، وأقدمهم وفاة شيخه سفيان بن عيينة.

قال الخطيب: وبين وفاتيهما مائة وثمان وعشرون سنة.

قال أبو حاتم: كان ابن المديني علما في الناس في معرفة الحديث والعلل، وما سمعت أحدا سماه قط، إنما كان يكنيه تبجيلا له.

وعن بن عيينة قال: تلوموني على حب علي ابن المديني. والله لقد كنت أتعلم منه أكثر مما يتعلم مني.

وقال أحمد بن سنان وغيره: كان ابن عيينة يسميه حيَّة الوادي.

وعن ابن عيينة، قال: لولا علي ابن المديني ما جلست.

وقال روح بن عبد المؤمن: سمعت عبد الرحمن بن مهدي يقول: علي ابن المديني أعلم الناس بحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم، وخاصة بحديث ابن عيينة، رواها زكريا الساجي. عن عباس بن عبد العظيم، عن روح.

وقال محمد بن علي بن داود: سمعت عبيد الله القواريري، قال: سمعت يحيى بن سعيد يقول: الناس يلوموني في قعودي مع علي، وأنا أتعلم من علي أكثر مما يتعلم مني. رواها صالح جزرة عن عبيد الله عن يحيى، قال: تلوموني في ابن المديني وأنا أتعلم منه.

وقال يحيى بن معين: علي من أروى الناس عن يحيى بن سعيد، إني أرى عنده أكثر من عشرة آلاف.

وقال أبو قدامة السرخسي: سمعت علي ابن المديني يقول: رأيت فيما

ص: 888

يرى النائم كأن الثريا تدلت حتى تناولتها.

قال أبو قدامة فصدق الله رؤياه. بلغ في الحديث مبلغا لم يبلغه كبير أحد.

وقال النسائي: كأن الله خلق علي ابن المديني لهذا الشأن.

وقال عباس العنبري: بلغ علي ابن المديني ما لو قُضي أن يتم على ذلك، لعله كان يقدم على الحسن البصري، كان الناس يكتبون قيامه وقعوده ولباسه، وكل شيء يقول أو يفعل أو نحو هذا.

وقال يعقوب الفسوي: قال علي ابن المديني: صنفت المسند مستقصى، وخلفته في المنزل، وغبت في الرحلة، فخالطته الأرضة، فلم أنشط بعد لجمعه.

وقال أبو يحيى صاعقة: كان علي ابن المديني إذا قدم بغداد تصدر الحلقة، وجاء يحيى، وأحمد بن حنبل والمعيطي، والناس يتناظرون، فإذا اختلفوا في شيء تكلم فيه علي.

وقال أحمد بن زهير: سمعت ابن معين يقول: كان علي ابن المديني إذا قدم علينا أظهر السنة، وإذا ذهب إلى البصرة أظهر التشيع.

وقال السراج: سمعت محمد بن يونس، قال: سمعت ابن المديني يقول: تركت من حديثي مائة ألف حديث، منها ثلاثون ألفا لعباد بن صُهيب.

قال السراج: قلت للبخاري: ما تشتهي؟ قال: أن أقدم العراق وعلي بن عبد الله حي، فأجالسه.

وقال إبراهيم بن معقل: سمعت البخاري يقول: ما استصغرت نفسي عند أحد إلا عند علي ابن المديني.

وقال أبو عبيد الآجري: قيل لأبي داود: أحمد أعلم أم علي؟ قال: علي أعلم باختلاف الحديث من أحمد.

وقال عبد المؤمن بن خلف: سألت صالح بن محمد جزرة، قلت: يحيى بن معين هل يحفظ؟ قال: لا، إنما كان عنده معرفة، قلت: فعلي ابن المديني، كان يحفظ؟ قال: نعم، ويعرف.

ص: 889

وقال أبو داود: ابن المديني خير من عشرة آلاف مثل الشاذكوني.

وقال عبد الله بن أبي زياد القطواني: سمعت أبا عبيد يقول: انتهى العلم إلى أربعة: أبو بكر بن أبي شيبة أسردهم له، وأحمد بن حنبل أفقههم فيه، وعلي ابن المديني أعلمهم به، ويحيى بن معين أكتبهم له.

قال الفرهياني وغيره: أعلم وقته بالعلل علي ابن المديني.

الفسوي في تاريخه: سمعت علي ابن المديني وقوم يختلفون إليه، فقرأ عليهم أبواب السجدة، وكان يذكر له طرف حديث، فيمر على الصفحة والورقة، فإذا تعايى في شيء لقنوه الحرف والشيء منه، ثم يمر، ويقول: الله المستعان، هذه الأبواب أيام نطلب كنا نتلاقى به المشايخ ونذاكرهم بها ونستفيد ما يذهب عنا منها، وكنا نحفظها، وقد احتجنا اليوم إلى أن نلقن في بعضها.

قلت: كان رحمه الله ممن أجاب في المحنة، نسأل الله العافية.

قال إبراهيم بن محمد بن عرعرة: سمعت يحيى القطان يقول: ويحك يا علي، أراك تتبع الحديث تتبعا، لا أحسبك تموت حتى تبتلى.

وقال أزهر بن جميل: كنا عند يحيى بن سعيد، إذ جاء عبد الرحمن بن مهدي منتقع اللون أشعث، فقال: رأيت البارحة كأن قوما من أصحابنا قد نكسوا. فقال ابن المديني: يا أبا سعيد هو خير، قال الله تعالى:{وَمَنْ نُعَمِّرْهُ نُنَكِّسْهُ فِي الْخَلْقِ} . فقال عبد الرحمن: اسكت، فوالله إنك لفي القوم.

وقال الأثرم علي بن المغيرة: سمعت الأصمعي وهو يقول لابن المديني: والله يا علي، لتتركن الإسلام وراء ظهرك.

وقال الصولي: حدثنا الحسين بن فهم، قال: قال أحمد بن أبي دؤاد لابن المديني بعد أن وصله بعشرة آلاف درهم وثياب ومركب بعدته: يا أبا الحسن، حديث جرير في الرؤية ما هو؟ قال: صحيح. قال: فهل عندك شيء؟ قال: يعفيني القاضي. قال: يا أبا الحسن هذه حاجة الدهر. ولم يزل به حتى قال: فيه من لا يعول عليه؛ قيس بن أبي حازم، إنما كان أعرابيا بوالا على

ص: 890

عقبيه. فقبله ابن أبي دؤاد واعتنقه. فلما ناظر أحمد بن حنبل قال: يا أمير المؤمنين يحتج علينا بحديث جرير، وإنما هو من رواية قيس بن أبي حازم، أعرابي بوال على عقبيه. قال: فقال أحمد بن حنبل بعد ذلك: فحين أطلع لي هذا علمت أنه من عمل علي ابن المديني.

قال أبو بكر الخطيب: هذا باطل، قد نزه الله علي ابن المديني عن قول ذلك في قيس، وليس في التابعين من أدرك العشرة، وروى عنهم غيره. ولم يحك أحد ممن ساق محنة أحمد بن حنبل أنه نوظر في حديث الرؤية.

قال: والذي يحكى عن علي أنه روى لابن أبي دؤاد حديثا عن الوليد بن مسلم في القرآن أخطأ فيه، فكان أحمد بن حنبل ينكر عليه رواية ذلك الحديث. واللفظ: كلوه إلى عالمه، فقال علي: كلوه إلى خالقه.

وقال أبو العيناء: دخل علي ابن المديني إلى أحمد بن أبي دؤاد بعد محنة أحمد بن حنبل، فناوله رقعة، وقال: طرحت في داري. فإذا فيها:

يا ابن المديني الذي شرعت له دنيا فجاد بدينه لينالها ماذا دعاك إلى اعتقاد مقالة قد كان عندك كافرا من قالها أمر بدا لك رشده فقبلته أم زهرة الدنيا أردت نوالها فلقد عهدتك لا أبا لك مرة صعب المقادة للتي تدعى لها إن الحريب لمن يصاب بدينه لا من يرزى ناقة وفصالها فقال له: لقد قمت وقمنا من حق الله بما يصغر قدر الدنيا عند كثير ثوابه. ثم وصله بخمسة آلاف درهم.

قال زكريا الساجي: قدم علي ابن المديني البصرة فصار إليه بندار، فجعل يقول: قال أبو عبد الله، قال أبو عبد الله، فقال له بندار على رؤوس الملأ: من أبو عبد الله، أحمد بن حنبل؟ قال: لا، أحمد بن أبي دؤاد، فقال بندار: أحتسب خطاي. وغضب وقام.

وقال ابن عمار في تاريخه: قال لي علي ابن المديني: ما يمنعك أن تكفِّر الجهمية. وكنت أنا أولا أمتنع أن أكفرهم، حتى قال ابن المديني ما قال، فلما أجاب إلى المحنة، كتبت إليه كتابا أذكِّره الله، وأذكِّره ما قال، فقال ابن

ص: 891

المديني أو قال: أخبرني رجل عنه أنه بكى حين قرأ كتابي، ثم رأيته بعد فقال لي: ما في قلبي مما قلت شيء؛ ولكني خفت أن أقتل، وتعلم ضعفي أني لو ضربت سوطا واحدا لمت.

وقال ابن عدي: سمعت مسدد بن أبي يوسف القلوسي: سمعت أبي يقول: قلت لعلي ابن المديني: مثلك في علمك يجيب إلى ما أجبت إليه؟ فقال: يا أبا يوسف ما أهون عليك السيف.

وقال إبراهيم بن عبد الله بن الجنيد: سمعت ابن معين، وذكر عنده ابن المديني، فحملوا عليه، فقلت: ما هو عند الناس إلا مرتد. فقال: ما هو بمرتد، هو على إسلامه. رجل خاف فقال، ما عليه.

وقال محمد بن عثمان بن أبي شيبة: سمعت علي ابن المديني يقول قبل أن يموت بشهرين: القرآن كلام الله غير مخلوق، ومَنْ قال: مخلوق فهو كافر.

وقال أبو نعيم الحافظ: حدثنا موسى بن إبراهيم العطار، قال: حدثنا محمد بن عثمان بن أبي شيبة: سمعت عليا على المنبر يقول: من زعم أن القرآن مخلوق فهو كافر، ومن زعم الله لا يرى فهو كافر، ومن زعم أن الله لم يكلم موسى على الحقيقة فهو كافر.

قال البخاري: مات علي بن عبد الله ليومين بقيا من ذي القعدة سنة أربع وثلاثين.

وقال الحارث، وغير واحد: مات بسامراء في ذي القعدة، وغلط مَنْ قال سنة ثلاث. ترجمته في تهذيب الكمال إحدى عشرة ورقة لعل سائرها من تاريخ الخطيب.

وقال الإمام أبو زكريا النووي: لابن المديني في الحديث نحو مائتي مصنف.

293 -

‌ علي بن عيسى المخرمي البغدادي

.

عن هشيم، وحفص بن غياث، وعبد الله بن إدريس. وعنه حرب

ص: 892

الكرماني، وأبو بكر بن أبي الدنيا، وعبد الله بن أحمد بن حنبل، وأبو القاسم البغوي، وجماعة.

وثقه صالح بن محمد جزرة.

وتوفي في ربيع الأول سنة ثلاث وثلاثين.

294 -

‌ علي بن قرين بن بيهس

، أبو الحسن البصري.

سكن بغداد، وحدث عن جرير بن عبد الحميد، وعبد الوارث، وجماعة. وعنه عبد الله بن هارون الشعبي، وغيره.

وهو متروك متهم.

قال موسى بن هارون: كذاب. توفي سنة ثلاث وثلاثين.

وقال ابن قانع: كان يضع الحديث.

295 -

ق:‌

‌ علي بن محمد بن إسحاق بن أبي شداد

، وقيل بدل إسحاق: شروى، وقيل: نباتة، وقيل: عبد الرحمن، الحافظ، أبو الحسن الطنافسي الكوفي. محدث قزوين.

عن أخواله محمد، ويعلى ابني عبيد الطنافسي، وأبي بكر بن عياش، وأبي معاوية، وسفيان بن عيينة، وحفص بن غياث، وعبد الله بن وهب، والمحاربي، وطبقتهم. وعنه ابن ماجه، وروى النسائي حديثاً في مسند علي عن زياد بن أيوب الطوسي عنه، وروى عنه أبو زرعة، وأبو حاتم، وابن وارة، وعلي بن الحسين بن الجنيد، ومحمد بن الضريس، وعلي بن سعيد بن بشير الرازيون، وابنه الحسين بن علي قاضي قزوين، ويحيى بن عبدك القزويني، وطائفة.

قال أبو حاتم: كان ثقة صدوقا. وهو أحب إلي من أبي بكر بن أبي شيبة في الفضل والصلاح. وأبو بكر أكثر حديثا منه وأفهم.

وقال أبو يعلى الخليلي: أقام هو وأخوه بقزوين، وارتحل إليهما الكبار، ولهما محل عظيم، ولم يكن إسنادهما في ذلك الوقت بعال، سمعا من ابن عيينة وأخوالهما، ووكيعا، وابن فضيل، توفي الحسن سنة اثنتين

ص: 893

وعشرين وتوفي سنة ثلاث وثلاثين.

296 -

ق:‌

‌ علي بن هاشم بن مرزوق

، أبو الحسن الرازي، مولى بني هاشم.

عن هشيم، وعبيدة بن حميد، وعباد بن العوام، وعلي بن غراب، وأبي مطيع الحكم بن عبد الله قاضي بلخ، وأبي بكر بن عياش. وعنه ابن ماجه، وأبو حاتم، والحسن بن العباس، وأحمد بن جعفر الجمال، وعبد الرحمن بن محمد بن سلم الرازيون، ومحمد بن عبد الله بن رستة الأصبهاني.

قال أبو حاتم: صدوق.

297 -

‌ علي بن المغيرة أبو الحسن الأثرم

، صاحب اللغة.

كان من كبار علماء اللسان ببغداد. حمل عن أبي عبيدة، والأصمعي، وغيرهما. وعنه أحمد بن أبي خيثمة، ومحمد بن يحيى الكسائي الصغير، وأحمد بن يحيى البلاذري، والزبير بن بكار، وأبو العباس ثعلب، وغيرهم.

وكان مقبول الرواية بصيرا بالنحو واللغة. توفي سنة اثنتين وثلاثين.

298 -

‌ عمر بن زرارة

، أبو حفص الحدثيُّ.

له نسخة مشهورة وقعت لنا من طريق البغوي عنه بعلو، روى فيها عن شريك بن عبد الله، وأبي المليح الرَّقي، وطبقتهما.

وثقه الدارقطني.

قال صالح بن محمد الحافظ: سمعت منه، شيخ مغفل، قدم بغداد واجتمع عليه خلق.

299 -

‌ عمر بن فرج الرخجي الكاتب

.

كان من علية الكتاب، يصلح للوزارة. سخط عليه المتوكل، فأخذ منه ما قيمته مائة وعشرون ألف دينار. ثم صالحه على أن يرد إليه ضياعه على مال. ثم غضب عليه وصفع ستة آلاف صفعة في أيام، وألبس عباءة. ثم رضي عنه، ثم سخط عليه ونفاه. توفي ببغداد.

ص: 894

300 -

‌ عمر بن موسى

، أبو حفص الحادي البصري، عم الكديمي.

عن حماد بن سلمة، وأبي الربيع السمان أشعث، وأبي هلال محمد بن سليم، وغيرهم. وعنه عبدان الأهوازي، وعمران السختياني، والبزار، وزكريا الساجي، وآخرون.

قال ابن عدي: ضعيف، يسرق الحديث.

301 -

ق:‌

‌ عمر بن هشام

، أبو حفص النسوي. صاحب مظالم الري.

عن الفضل بن موسى السيناني، والنضر بن شميل، وفضالة بن إبراهيم. وعنه ابن ماجه، وأبو حاتم، وإبراهيم بن عبد الله الختلي.

302 -

‌ عمار بن زربي

، أبو المعتمر البصري الضرير المؤدب.

عن معتمر بن سليمان، وبشر بن منصور، والنضر بن حفص. وعنه عبدان، والحسن بن سفيان، وأبو يعلى. كذبه عبدان.

303 -

ق:‌

‌ عمرو بن الحصين العقيلي الباهلي البصري ثم الجزري

، أبو عثمان.

عن محمد بن عبد الله بن علاثة، وأبي عوانة، وحماد بن زيد، ويحيى بن العلاء الرازي، وعبد العزيز بن مسلم، وعلي بن أبي سارة، وجماعة. وعنه أحمد بن داود المكي، وعثمان بن خرزاذ، ومحمد بن أيوب بن الضريس، ومعاذ بن المثنى، ومحمد بن إبراهيم البوشنجي، وأبو معشر الحسن بن سليمان الدارمي، والحسين بن إسحاق التستري، وأبو يعلى الموصلي، وخلق كثير.

قال أبو حاتم: ذاهب الحديث.

وقال ابن عدي: حدث عن الثقات بغير حديث منكر، وهو مظلم الحديث.

وقال الدارقطني: متروك.

ص: 895

قلت: وقع لنا حديثه عاليا، وله حديث في سنن ابن ماجه. توفي بعد الثلاثين.

304 -

‌ عمرو بن حفص

، ويقال: عمر، أبو هشام الثقفي مولاهم الدمشقي البزاز. ولاؤه للحجاج بن يوسف.

عن الوليد بن مسلم، ومحمد بن شعيب، وجماعة. وعنه أبو زرعة، وأبو حاتم الرازيان، وأبو زرعة الدمشقي، وأحمد بن المعلى، وأحمد بن إبراهيم البسري، وآخرون.

قال أبو حاتم: صدوق.

وآخر من روى عنه جعفر الفريابي.

305 -

ق:‌

‌ عمرو بن رافع بن الفرات بن رافع

، أبو حجر البجلي القزويني.

عن جرير بن عبد الحميد، وابن المبارك، وإسماعيل بن جعفر، وابن عيينة، والفضل بن موسى، وعباد بن العوام، وخلق. وعنه ابن ماجه وأبو زرعة، وأبو حاتم، والحسن بن العباس، وأحمد بن عبد الرحمن القلانسي، ومحمد بن أيوب الرازيون، ومحمد بن إبراهيم بن زياد الطيالسي، ومحمود بن الفرج الأصبهاني، وخلق.

قال أبو حاتم: قل من كتبنا عنه أصدق لهجة وأصح حديثا منه.

وقال الخليلي: توفي سنة سبع وثلاثين.

306 -

خ م ن:‌

‌ عمرو بن زرارة بن واقد

، أبو محمد الكلابي النيسابوري المقرئ.

قرأ القرآن على الكسائي، وحدث عن هشيم، ويحيى بن زكريا بن أبي زائدة، وعبد العزيز بن أبي حازم، وسفيان بن عيينة، وزياد بن عبد الله البكائي، وطبقتهم.

ص: 896

وعنه البخاري، ومسلم، والنسائي، ومحمد بن يحيى الذهلي، وعبد الله الدارمي، وإبراهيم بن أبي طالب، والحسن بن سفيان، ومحمد بن إسحاق السراج، ومسدد بن قطن، وطائفة.

قال أحمد بن سيار: كان قصيرا إلى أدمة ما هو، طويل اللحية، لا يخضب.

قال النسائي: ثقة.

وقال البخاري: مات سنة ثمان وثلاثين.

وروى عنه أحمد بن سلمة، أنه قال: صحبت ابن علية ثلاث عشرة سنة ما رأيته يتبسم فيها.

307 -

‌ عمرو بن زياد بن عبد الرحمن بن ثوبان

، مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم، أبو الحسن الباهلي.

عن إبراهيم بن سعد، ويعقوب القمي، وابن المبارك، وبكر بن مضر، وحماد بن زيد. وعنه يزيد بن خالد الأصبهاني، وصالح بن العلاء العبدي، وروح بن عبد المجيب، وغيرهم، سمع منه روح في سنة أربع وثلاثين ومائتين.

قال ابن عدي: يسرق الحديث ويحدث بالبواطيل.

308 -

خ:‌

‌ عمرو بن العباس الباهلي

، أبو عثمان البصري الأهوازي الرزي.

عن سفيان بن عيينة، وغندر، وعبد الرحمن بن مهدي، وجماعة. وعنه البخاري، وحرب الكرماني، وعبدان الأهوازي، وجماعة.

وهو والد محمد بن عمرو الباهلي، وكان حافظا صاحب حديث.

قال عبدان الأهوازي: سمعته يقول: كتبت عن غندر حديثه كله، إلا حديثه عن سعيد بن أبي عروبة، فإن ابن مهدي نهاني أن أسمع منه ذلك، وقال: إن غندرا سمع ابن أبي عروبة بعد الاختلاط.

ص: 897

وقال عمرو بن علي الفلاس: سمعت غندرا يقول: ما أتيت شعبة حتى فرغت من ابن أبي عروبة.

مات في ذي الحجة سنة خمس وثلاثين.

309 -

‌ عمرو بن عمرو بن يزيد

، أبو عبد الله الغافقي. مولاهم، المصري.

عن الليث بن سعد، وابن لهيعة. وعنه يحيى بن عثمان بن صالح، وغيره.

وهو والد إسماعيل بن عمرو الذي روى الموطأ عن عبد الملك بن الماجشون، عن مالك.

توفي سنة أربع وثلاثين.

310 -

د:‌

‌ عمرو بن قسط

، ويقال: ابن قسيط، أبو علي السلمي الرقي.

عن أبي المليح، وعبيد الله بن عمرو الرقيين، ويعلى بن الأشدق. وعنه أبو داود، وأحمد بن إسحاق بن يزيد الخشاب، وأبو زرعة الرازي، وعثمان بن خرزاذ، وجماعة. توفي سنة ثلاث وثلاثين ومائتين.

311 -

خ م د:‌

‌ عمرو بن محمد بن بكير بن سابور

، الحافظ، أبو عثمان البغدادي الناقد. نزل الرقة مدة.

عن هشيم، وأبي خالد الأحمر، وسفيان بن عيينة، وحفص بن غياث، ومعتمر بن سليمان، وأبي معاوية، وعبد الرزاق، وجماعة. وعنه: البخاري، ومسلم، وأبو داود، وأبو زرعة، وأبو حاتم محمد بن إبراهيم السراج، وأبو القاسم البغوي، وأبو يعلى الموصلي، وجعفر الفريابي، وخلق.

قال أحمد بن حنبل: كان عمرو الناقد يتحرى الصدق.

وقال أبو حاتم: ثقة أمين.

وقال الحسين بن فهم: كان ثقة، صاحب حديث، فقيها، من الحفاظ

ص: 898

المعدودين. وقال هو وجماعة: توفي في ذي الحجة سنة اثنتين وثلاثين ببغداد، زاد ابن فهم: توفي لأربع خلون من ذي الحجة.

312 -

‌ عمران بن يزيد بن أبي جميل الدمشقي

.

ذكره ابن أبي حاتم، فقال: روى عن إسماعيل بن عبد الله بن سماعة، وهقل بن زياد، والدراوردي، وشهاب بن خراش، وعيسى بن يونس. وعنه أبي، وأبو زرعة. كتب عنه أبي في الرحلة الثانية.

313 -

‌ عون بن يوسف

، أبو محمد الخزاعي المغربي الكناني الفقيه.

رحل سنة ثمان ومائة، فسمع من عبد الرحمن بن زيد بن أسلم، وغيره. وعنه محمد بن وضاح، وكان يفضله ويثني عليه.

توفي في جمادى الأول سنة تسع وثلاثين، عن سن عالية.

314 -

د:‌

‌ عياش بن الوليد

؛ وهو عياش بن الأزرق. بصري، نزل أذنة.

عن عبد الله بن وهب. وعنه أبو داود، وأحمد بن عبد الله العجلي الحافظ، وجعفر الفريابي.

315 -

‌ عياض بن عبد الملك المرادي

، مولاهم، المصري، أبو يزيد.

عن ابن عيينة، وعبد الله بن كليب، وابن وهب. وكان من أفرض أهل زمانه. وعنه عبد الكريم بن إبراهيم.

توفي بأيلة سنة تسع وثلاثين.

316 -

‌ عيسى بن سالم الشاشي

.

حدث ببغداد عن عبيد الله بن عمرو الرقي، وعبد الله بن المبارك. وعنه جعفر بن كزال، وموسى بن هارون، وأحمد بن الحسن بن عبد الجبار الصوفي، وأبو القاسم البغوي.

قال الخطيب: كان ثقة.

توفي بطريق حلوان سنة اثنتين وثلاثين ومائتين.

ص: 899

317 -

‌ غزيل بن سنان الموصلي

، مولى بني تميم.

عن المعافى بن عمران، وعفيف بن سالم. وعنه أحمد بن حمدون الموصلي.

توفي سنة تسع وثلاثين.

مجهول.

318 -

‌ الفتح بن هشام الترجماني

.

عن ابن علية. وعنه أبو العباس السراج.

مات سنة ثمان وثلاثين ومائتين.

319 -

‌ الفرات بن نصر الفقيه

، أبو حفص القهندزي الهروي.

سمع الكتب من محمد بن الحسن. وحمل أيضا عن أبي يوسف. وعنه أحمد بن حياة، وغيره.

توفي سنة ست وثلاثين.

320 -

‌ الفرج بن سهيل بن الفرج القضاعي

، ثم الفارابي الزاهد.

عن ابن وهب، وأبي إسماعيل الزاهد. وصحب إدريس بن يحيى.

قال ابن أبي حاتم: كان فرج حكيما ينطق بالحكمة.

وقال ابن يونس: توفي في المحرم سنة ثمان وثلاثين.

321 -

‌ الفضل بن زياد

، أبو العباس الطستي.

بغدادي ثقة.

عن إسماعيل بن عياش، وعباد بن عباد، وجماعة. وعنه ابن أبي الدنيا، وموسى بن هارون، وإبراهيم بن هاشم البغوي، وآخرون.

322 -

‌ الفضل بن غانم

، أبو علي المروزي الخزاعي.

عن مالك بن أنس، وسليمان بن بلال، وغيرهما. وعنه أحمد بن أبي خيثمة، ومحمد بن يحيى المروزي، وأبو القاسم البغوي. توفي سنة ست وثلاثين.

ص: 900

وكان قد ولي قضاء مصر عاما وعزل، وذلك سنة ثمان وتسعين ومائة، وكان كبير اللحية جدا، وكان يصلي بالناس الجمعة، فإذا خطب جعل في لحيته عودا ليرد عنها عين لهيعة بن عيسى، وكان فيما قيل: عيونا مجربا.

قال الدارقطني: الفضل ليس بقوي.

وتكلم فيه أيضا أحمد بن حنبل.

وذكره ابن أبي حاتم، وقال: كان قاضيا بالري، روى عن أبي يوسف، ومالك. وهم ابن يونس في قوله: توفي سنة سبع وعشرين.

323 -

‌ الفضل بن مقاتل

، أبو مقاتل الأزدي البلخي.

عن النضر بن شميل، وعبد الرزاق، ويزيد بن أبي حكيم. وعنه البخاري في كتاب الأدب، وأبو إسماعيل محمد بن إسماعيل السلمي، وأبو الدرداء عبد العزيز بن منيب، وجعفر الفريابي.

وثقه البخاري.

324 -

م د ن:‌

‌ فضيل بن الحسين بن طلحة

، أبو كامل الجحدري البصري، ابن أخي كامل بن طلحة.

سمع الحمادين، وعبد الواحد بن زياد، وخالد بن عبد الله الطحان، وسليم بن أخضر، وجماعة. وعنه البخاري تعليقا، ومسلم، وأبو داود، والنسائي بواسطة، وابن أبي عاصم، وعبدان الأهوازي، والبغوي، وآخرون.

وكان ثقة مشهورا.

توفي سنة سبع وثلاثين.

325 -

‌ فطر بن حماد بن واقد الصفار

.

بصري، مقل. عن أبيه، ومالك بن أنس. وعنه مسلم في غير الصحيح، وأبو بكر أحمد بن عمرو البزار، وعلي بن سعيد الرازي، وآخرون.

توفي سنة سبع أيضا.

ص: 901

326 -

‌ القاسم بن أمية العبدي البصري الحذاء

.

عن معتمر بن سليمان، وحفص بن غياث، وجماعة. وعنه أبو زرعة، وأبو حاتم وغيرهما.

قال أبو زرعة: صدوق.

327 -

‌ القاسم بن محمد بن أبي شيبة

، أخو أبي بكر، وعثمان.

ضعيف الحديث بمرة، عن يحيى بن زكريا بن أبي زائدة، وعبد الله بن إدريس، وإسماعيل ابن علية. وعنه أبو زرعة، وأبو حاتم، ثم تركا حديثه؛ وروى عنه صالح جزرة، وأبو يعلى الموصلي، وجماعة.

قال خليفة: توفي سنة خمس وثلاثين.

328 -

‌ القاسم بن هلال

، أبو محمد القرطبي.

رحل، وسمع عبد الله بن وهب، وعبد الرحمن بن القاسم. حدث عنه أولاده. وكان بصيرا بمذهب مالك.

توفي سنة إحدى وثلاثين، وقال ابن يونس: سنة سبع وثلاثين.

329 -

ع:‌

‌ قتيبة بن سعيد بن جميل بن طريف

، أبو رجاء الثقفي، مولاهم، البلخي، نزيل قرية بغلان.

واسمه يحيى، وقتيبة لقب له. قاله ابن عدي. وقال ابن مندة: اسمه علي.

قلت: ويحيى يتصحف بعلي في الخط المعلق، وابن عدي أتقن من ابن مندة، ولأنه سمع من جماعة من أصحاب قتيبة.

ولد سنة تسع وأربعين ومائة، فإنه قال: رحلت إلى العراق سنة اثنتين وسبعين ولي ثلاث وعشرون سنة.

سمع مالكا، والليث بن سعد، وعبد الله بن لهيعة، وأبا عوانة، وعبد الرحمن ابن أبي الموال، وشريك بن عبد الله، ومفضل بن فضالة، وحماد بن زيد، وعبد الواحد بن زياد، وبكر بن مضر، وسفيان بن عيينة، وجعفر بن سليمان، وإسماعيل بن جعفر، وأبا الأحوص، وخلقا كثيرا بخراسان،

ص: 902

والعراق، والحجاز، ومصر. وعنه الجماعة من عدا ابن ماجه وهو بواسطة، ونعيم بن حماد، وأحمد بن حنبل، وأبو بكر بن أبي شيبة، وأبو خيثمة، ويحيى بن معين، والحسن بن عرفة، وإبراهيم الحربي، وأبو زرعة، وجعفر الفريابي، والحسن بن سفيان، وموسى بن هارون، وأبو العباس السراج، وخلق كثير.

قال ابن المقرئ في معجمه: حدثنا محمد بن عبد الله العبدويي النيسابوري، قال: سمعت الحسن بن سفيان يقول: كنا على باب قتيبة، وكان معنا رجل يقول: لا أخرج حتى أكبر على قتيبة. فمرض الرجل فمات، فأخبر قتيبة فخرج، فصلى عليه، وكتب على قبره: هذا قبر قاتل قتيبة.

وقال أحمد بن سيار: كان جد قتيبة مولى للحجاج، وكان قتيبة يذكر كرامته عليه، وأنه كان يجلس على سرير عن يمينه. وكان قتيبة ربعة، أصلع، حلو الوجه، حسن الخلق، غنيا من ألوان الأموال من الإبل والبقر والغنم، ولقد قال لي: أقم عندي هذه الشتوة حتى أخرج لك مائة ألف حديث عن خمسة أناسي. وكان ثبتا صاحب سنة. كتب الحديث عن ثلاث طبقات.

وقال أحمد بن أبي خيثمة: سئل يحيى بن معين، عن قتيبة، فقال: ثقة.

وقال النسائي: ثقة مأمون.

ومن شعر قتيبة:

لولا القضاء الذي لا بد مدركه والرزق يأكله الإنسان بالقدر ما كان مثلي في بغلان مسكنه ولا يمر بها إلا على سفر وقع لنا حديثه عاليا.

مات في شعبان سنة أربعين ببغلان من وراء بلخ.

وله حديث تفرد به عن الليث في الجمع بين الصلاتين، وقيل: إنه أدخله المدائني على الليث. ومن عجائب الاتفاق أن هذا الحديث رواه الترمذي عن قتيبة، ثم رواه عن عبد الصمد بن سليمان، عن زكريا اللؤلؤي، عن أبي بكر الأعين، عن علي ابن المديني، عن أحمد بن حنبل، عن قتيبة.

330 -

م د ت:‌

‌ قطن بن نسير

، أبو عباد الغبري البصري.

ص: 903

عن جعفر بن سليمان، وعبد الرحمن بن مهدي وغيرهما. وعنه مسلم، وأبو داود، والترمذي بواسطة، ومطين، وأبو يعلى الموصلي، وعلي بن سعيد بن بشير الرازي، وآخرون.

قال ابن أبي حاتم: رأيت أبي يحمل عليه.

وقال ابن عدي: كان يسرق الحديث ويوصله.

331 -

‌ كامل بن طلحة

، أبو يحيى الجحدري البصري.

ولد سنة خمس وأربعين ومائة.

وحدث عن مبارك بن فضالة، وحماد بن سلمة، وأبي الأشهب جعفر بن حيان، والليث بن سعد، ومالك، وابن لهيعة، وطائفة. وعنه أبو بكر بن أبي الدنيا، وإبراهيم الحربي، وأبو داود السجستاني في كتاب المسائل، وأبو بكر بن أبي عاصم، وموسى بن هارون، وأحمد بن نجدة، وأبو العباس البراثي، وأبو يعلى الموصلي، وأبو القاسم البغوي.

أخبرنا علي بن أحمد الهاشمي، قال: أخبرنا أبو الحسن القطيعي، قال: أخبرنا أبو بكر ابن الزاغوني، قال: أخبرنا أبو نصر الزينبي، قال: أخبرنا أبو طاهر المُخلِّص، قال: حدثنا أبو القاسم البغوي، قال: حدثنا كامل بن طلحة، قال: حدثنا حماد بن سلمة، عن خالد الحذاء، عن عبد الله بن شقيق، عن ابن أبي الجدعاء، قال: قلت: يا رسول الله، متى كنت نبيًا؟ قال: إذ آدم بين الروح والجسد.

قال أحمد بن حنبل في كامل: هو مقارب الحديث.

وقال أبو حاتم: لا بأس به.

وقال الدارقطني: ثقة.

مات سنة إحدى وثلاثين ومائتين.

332 -

‌ كثير بن يحيى بن كثير

، صاحب البصري، أبو مالك.

حدث ببغداد عن أبي عوانة، وغيره. وعنه عبد الله بن أحمد في زيادات المسند، وإبراهيم بن هاشم البغوي، وجماعة.

ص: 904

توفي سنة اثنتين وثلاثين.

روى عن مطر الأعنق، ووالده أبي النضر، وثابت بن يزيد الأحول، وسفيان بن عيينة، وواهب بن سوار.

قال ابن أبي حاتم: روى عنه أبي، وأبو زرعة، وقال أبو زرعة: صدوق.

333 -

‌ كعب بن سعيد

، أبو سعيد العامري البخاري، يعرف بكعبان.

ذكره السليماني، فقال: كان ناسكا صدوقا من الأبدال. سمع مروان بن معاوية، ويحيى بن سليم، وأبا أسامة، وعبد الرزاق. وعنه بحير بن النضر، وأبو صفوان السرماري. وكان يقول: الإيمان قول وعمل.

334 -

‌ ليث بن حماد الصفار

.

حدث ببغداد في سنة اثنتين وثلاثين. عن عبد الواحد بن زياد، وأبي عوانة، وعنه: محمد بن جابر السقطي، وإدريس بن عبد الكريم الحداد، وعبد الله بن محمد البغوي.

قال الخطيب: كان صدوقا.

ثم قال: أخبرني المذهب، قال: أخبرنا المخلِّص، قال: حدثنا البغوي، قال: حدثنا ليث بن حماد، فذكر حديثاً في غيل الولد.

وقع لي في المنتقى من سبعة أجزاء المخلص.

335 -

‌ الليث بن خالد

، أبو الحارث البغدادي، وقيل: المروزي. المقرئ.

من كبار المقرئين ببغداد. قرأ على أبي الحسن الكسائي، وأخذ الحروف عن يحيى اليزيدي، وحمزة بن القاسم الأحول. وتصدر للإقراء، وحمل الناس عنه. وكان ثقة ثبتا فيما ينقله. روى عنه سلمة بن عاصم، ومحمد بن يحيى الكسائي الصغير، وغير واحد. توفي سنة أربعين، وله رواية في التفسير، وسائر الكتب.

ص: 905

336 -

‌ الليث بن خالد البلخي

.

عن حماد بن زيد، ومالك، وغيرهما. وعنه أبو حاتم، وجماعة. وهو قديم الموت. وأظنني ذكرته في ما تقدم. كنيته أبو بكر.

337 -

‌ مالك بن حويص الهروي

.

عن مالك بن أنس، وفضيل بن عياض. وعنه يحيى بن أحمد بن زياد، وغيره.

توفي سنة تسع وثلاثين ومائتين.

338 -

‌ مالك بن سليمان الألهاني

.

حمصي، ضعيف، يكنى أبا أنس. حدث بسامراء عن إسماعيل بن عياش، وبقية بن الوليد. وعنه ابن البراء العبدي، وعلي بن أحمد بن النضر، ومحمد بن محمد الباغندي، وآخرون.

ضعفه محمد بن عوف، وقال: كان ابن عم زوجتي.

قلت: سماع أبي برزة الحاسب منه سنة ثمان وثلاثين ومائتين.

339 -

‌ محمد بن أبان بن عمران بن زياد الواسطي الطحان

، أبو الحسن، ويقال: أبو عبد الله، ويقال: أبو عمران السلمي، ويقال: القرشي.

عن أبان بن يزيد العطار، والحمادين، وجرير بن حازم، وسلام بن مسكين. وشريك، وعقبة بن عبد الله الأصم، وفليح بن سليمان، وخلق.

وعنه بقي بن مخلد، وأبو زرعة، ومطين، وعبد الله بن أحمد، وأبو يعلى الموصلي، ومضر بن محمد الأسدي، ومحمود بن محمد الواسطي، ومحمد بن محمد الباغندي، وآخرون.

قال ابن حبان في كتاب الثقات: ربما أخطأ.

وفي صحيح البخاري: حدثنا محمد بن أبان، قال: حدثنا غندر، وذلك في موضعين من كتاب الصلاة. فقال ابن عدي: هو هذا الواسطي. وقال أبو نصر الكلاباذي، وجماعة: هو محمد بن أبان البلخي.

ص: 906

وما ذكره ابن عدي ممكن؛ فإن البخاري ذكر في تاريخه الواسطي ولم يذكر فيه البلخي.

وقال بحشل: كان فقيها، وكان يخضب بالحناء. توفي سنة سبع وثلاثين ومائتين، وقال غيره: سنة ثمان وثلاثين.

وقال ابنه أحمد: سمعت أبي يقول: ولدت سنة سبع وأربعين ومائة.

• - وأما محمد بن أبان البلخي: ففي الطبقة الآتية.

340 -

‌ محمد بن إبراهيم بن إسحاق بن أبي العنبس الكوفي

.

عن أبي معشر السندي. وعنه محمد بن عبد الله مطين.

قال أبو عبد الله بن منده: توفي بعد الثلاثين والمائتين.

341 -

م د:‌

‌ محمد بن أحمد بن أبي خلف القطيعي

، أبو عبد الله، مولى بني سليم.

كان إمام مسجد أبي معمر القطيعي. ولد سنة سبعين ومائة، وسمع سفيان بن عيينة، وأبا خالد الأحمر، وعبد الرحمن بن محمد المحاربي، ومعن بن عيسى، ويحيى بن أبي بكير، وخلقا. وعنه مسلم، وأبو داود، وعبد الله بن أحمد، والحسن بن سفيان، ومطين، وأبو العباس السراج، وخلق.

قال أبو حاتم: ثقة صدوق.

قال موسى بن هارون: مات سنة ست وثلاثين.

342 -

‌ محمد ابن القاضي أحمد بن أبي دؤاد

، أبو الوليد الإيادي.

لما ضرب أبوه بالفالج وانقطع في بيته ولاه المتوكل قضاء القضاة؛ لأن ابن أبي دؤاد كان يبالغ في خدمة المتوكل وفي نصحه. وكان المتوكل يكره أحمد لأجل مذهبه وتهجمه على القول بخلق القرآن.

ثم عزل المتوكل أبا الوليد عن القضاء بيحيى بن أكثم، وصادر أبا

ص: 907

الوليد، فحمل إليه مائة ألف دينار وجواهر ونفائس. ثم صولح بعد ذلك على ستة عشر ألف ألف درهم.

وتوالت الآفات على ابن أبي دؤاد بمرضه ونكبته، ثم فجع بابنه أبي الوليد هذا، فمات في آخر سنة تسع وثلاثين، أو في أول سنة أربعين. ومات أحمد بعده بعشرين يوما.

ولأبي الوليد أخبار طريفة في البخل.

343 -

م د:‌

‌ محمد بن إسحاق بن محمد بن عبد الرحمن

بن عبد الله بن المسيب بن أبي السائب بن عائذ بن عبد الله بن عمر بن مخزوم، أبو عبد الله القرشي المخزومي المسيبي المدني.

عن أبيه، وسفيان بن عيينة، وأنس بن عياض، ومعن بن عيسى، وعبد الله بن نافع، ومحمد بن فليح، وجماعة. وقرأ القرآن على أبيه عن نافع، وأقرأ. وعنه مسلم، وأبو داود، وأبو زرعة، وإبراهيم الحربي، وأبو يعلى الموصلي، ومحمد بن عبدوس بن كامل، وعبد الله بن الصقر السكري، وآخرون.

وكان عالما صالحا جليل القدر.

قال مصعب الزبيري: لا أعلم في قريش كلها أفضل من المسيبي.

ووثقه صالح جزرة، وغيره.

توفي ليومين بقيا من ربيع الأول سنة ست وثلاثين.

344 -

‌ محمد بن إسحاق بن هاشم الرافعي

، من ولد أبي رافع مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم.

دمشقي. حدث عن سعيد بن عبد العزيز، وغيره. وعنه أحمد بن نصر بن شاكر، وجعفر الفريابي، وأحمد بن المعلى.

345 -

‌ محمد بن أسد الخوشي الحافظ

، أبو عبد الله الإسفراييني.

ص: 908

أحد الأعلام. إمام، رحال، مصنف. وخوش من قرى إسفرايين.

عن ابن المبارك، وسفيان بن عيينة، وبقية بن الوليد، والوليد بن مسلم، وفضيل بن عياض. وعنه محمد بن عبد الوهاب الفراء، وإبراهيم الحربي، وأبو بكر الصغاني، وأبو حاتم الرازي، وأبو لبيد السرخسي.

ولما مات قال إسحاق بن راهويه: كان نصف خراسان.

346 -

‌ محمد بن أبي العتاهية إسماعيل البغدادي

الشاعر ابن الشاعر، ويلقب عتاهية.

له شعر جيد في الزهد.

عن أبيه، وهشام بن الكلبي. وعنه ابن أبي الدنيا، وأحمد بن أبي خيثمة، والمبرد.

ومن شعره:

قد أفلح الساكت الصموت كلام راعي الكلام قوت ما كل نطق له جواب جواب ما يكره السكوت يا عجبا لامرئ ظلوم مستيقن أنه يموت

347 -

‌ محمد بن بشير بن مروان

، أبو جعفر الكندي الدعاء.

بغدادي، جائز الحديث.

عن عبد الله بن المبارك، وابن السماك الواعظ، وابن عيينة. وعنه ابن أبي الدنيا، وأبو يعلى الموصلي.

ومات سنة ست وثلاثين.

قال الدارقطني: ليس بالقوي.

ص: 909

أما ابن معين فقال: ليس بثقة.

348 -

م د:‌

‌ محمد بن بكار بن الريان الهاشمي

، مولاهم الرصافي، أبو عبد الله.

عن محمد بن طلحة بن مصرف، وعبد الحميد بن بهرام، وفليح بن سليمان، وقيس بن الربيع، وأبي معشر نجيح السندي، والوليد بن أبي ثور، وإسماعيل بن جعفر، وخلق. وعنه مسلم، وأبو داود، وابنه إبراهيم بن محمد، وأبو بكر بن أبي الدنيا، وموسى بن هارون، وأبو يعلى الموصلي، وحامد بن شعيب، وإبراهيم بن هاشم البغوي، وأبو القاسم البغوي، وأحمد بن الحسن الصوفي، وعمران بن موسى بن مجاشع، وأبو العباس السراج، ومحمد بن الحسين بن مكرم، وآخرون.

وقال ابن معين: شيخ لا بأس به.

وقال الدارقطني: ثقة.

قال البغوي: مات في ربيع الآخر سنة ثمان وثلاثين.

قلت: عاش ثلاثا وتسعين سنة.

349 -

‌ محمد بن بكار بن الزبير العيشي البصري الصيرفي

.

عن سفيان بن عيينة، وزياد بن عبد الله البكائي، ويزيد بن زريع، ومعتمر بن سليمان، ومروان بن معاوية، وجماعة. وعنه مسلم، وأبو داود، وأبو بكر بن أبي عاصم، وأبو يعلى الموصلي، وعبدان الأهوازي، والحسن بن سفيان، وإبراهيم بن محمد بن نائلة الأصبهاني، وخلق.

وكان ثقة صاحب حديث.

قال مطين: توفي سنة سبع وثلاثين.

ص: 910

• - وأما محمد بن بكار بن بلال الدمشقي، فمن طبقة أبي مسهر.

350 -

خ م ن:‌

‌ محمد بن أبي بكر بن علي بن عطاء بن مقدم المحدث

، أبو عبد الله الثقفي، مولاهم، البصري المقدمي، والد أحمد بن محمد.

عن عمه عمر بن علي، وأبي عوانة، وحماد بن زيد، ويزيد بن زريع، ويوسف بن الماجشون، وعثام بن علي، وعباد بن عباد، وفضيل بن سليمان، وخلق. وعنه البخاري، ومسلم، والنسائي عن رجل عنه، وإسماعيل القاضي، ويوسف القاضي، وأبو بكر بن أبي عاصم، وأبو يعلى الموصلي، وأحمد بن علي بن سعيد المروزي، وعبد الله بن أحمد، والحسن بن سفيان، وآخرون.

وثقه ابن معين، وأبو زرعة. ومات في أول سنة أربع وثلاثين.

أخبرنا أبو المعالي الأبرقوهي، قال: أخبرنا الفتح بن عبد السلام، قال: أخبرنا أبو الفضل الأرموي، وأبو غالب بن الداية، ومحمد بن أحمد الطرائفي، قالوا: أخبرنا أبو جعفر ابن المُسْلمة، قال: أخبرنا أبو الفضل الزهري، قال: أخبرنا جعفر الفريابي، قال: حدثنا محمد بن أبي بكر المقدَّمي سنة إحدى وثلاثين ومائتين، قال: حدثنا عبد الله بن يزيد، قال: حدثنا ابن لهيعة، عن مِشْرِح بن هاعان، عن عقبة بن عامر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: أكثر منافقي هذه الأمة قراؤها.

وبالإسناد إلى الفريابي، قال: حدثنا قتيبة، قال: حدثنا ابن لهيعة، فذكر مثله، وفيه: أمتي بدل هذه الأمة.

351 -

ق:‌

‌ محمد بن ثعلبة بن سواء السدوسي البصري

.

عن عمه محمد بن سواء. وعنه ابن ماجه، وأبو بكر بن أبي عاصم، وموسى بن هارون، وأبو لبيد محمد بن إدريس السرخسي، وعبدان الأهوازي، وأبو يعلى، وآخرون، روى عن عمه فقط.

352 -

‌ محمد بن جامع البصري العطار

.

ص: 911

عن حماد بن زيد، ومعتمر، وجماعة. وعنه أبو يعلى، وعبدان، وعلي بن سعيد الرازي، وأحمد بن حفص الجرجاني.

ضعفه أبو يعلى.

وقال ابن عدي: له أحاديث لا يتابع عليها.

وقال أبو حاتم: كتبت عنه، وهو ضعيف الحديث.

353 -

خ:‌

‌ محمد بن جعفر بن أبي مواتية الكلبي الكوفي

، نزيل فيد. ويقال له: الفيدي العلاف.

عن أبي معاوية، وابن فضيل، ووكيع. وعنه البخاري، ومحمد بن الفضل بن جابر السقطي، ويزيد بن الهيثم البادا، ومطين، وآخرون.

توفي في جمادى الآخرة سنة ست وثلاثين.

354 -

م د:‌

‌ محمد بن حاتم بن ميمون المروزي

، ثم البغدادي السمين، أبو عبد الله.

عن عبد الله بن إدريس، ويحيى القطان، وسفيان بن عيينة، وعبد الله بن نمير، وإسماعيل ابن علية، ووكيع، وخلق. وعنه مسلم، وأبو داود، والحسن بن سفيان، وأحمد بن يحيى البلاذري، وأحمد بن الحسن بن عبد الجبار الصوفي، وجماعة.

وثقه ابن حبان، وابن عدي، والدارقطني.

قال محمد بن سعد: استخرج كتابا في تفسير القرآن كتبه الناس ببغداد، وكان ينزل قطيعة الربيع.

وقال الفلاس: ليس بشيء.

وقال موسى بن هارون: توفي يوم الأربعاء لخمس بقين من ذي الحجة سنة خمس وثلاثين، وقيل غير ذلك؛ وهو غلط.

• - وأما محمد بن حاتم المصيصي، العابد الملقب حبي.

ص: 912

فهو صدوق من أقرانه، ولكنه تقدم موته.

• وكذا: محمد بن حاتم الزمي.

من أقرانهما، ولكنه تأخر موته.

• - ومحمد بن حاتم بن بزيع.

أصغر منهم، توفي قبل الخمسين.

• - ومحمد بن حاتم بن نعيم المصيصي.

من صغار شيوخ النسائي، أدركه ابن عدي، وبقي إلى قرب الثلاث مائة.

355 -

ق:‌

‌ محمد بن الحارث بن راشد المصري

، يعرف بصدرة.

سمع ابن لهيعة، وعبيد الله بن عمرو الرقي، وضمام بن إسماعيل. وعنه ابن ماجه، والحسن بن سفيان، وأحمد بن داود بن أبي صالح الحراني، وحبش بن سعيد، وغيرهم.

قال ابن يونس: توفي في ذي القعدة سنة إحدى وأربعين.

وروى عنه أيضا الحسين بن بهان العسكري، وفيه لين.

356 -

‌ محمد بن حبيب الجارودي البصري

.

عن عبد العزيز بن أبي حازم. وعنه أحمد بن علي الخزاز، وأبو القاسم البغوي. وكان صدوقا.

357 -

‌ محمد بن حبيب الشموني

، أبو جعفر الكوفي المقرئ.

قرأ على أبي يوسف الأعشى صاحب ابن عياش. وكان أحذق أصحاب الأعشى. قرأ عليه إدريس بن عبد الكريم، والقاسم بن أحمد الخياط، ومحمد بن عبد الله الحربي. وكان يلقن القرآن.

358 -

‌ محمد بن الحسين بن أبي شيخ

، أبو جعفر البرجلاني

ص: 913

صاحب المؤلفات في الزهد والرقائق.

عن مالك بن ضيغم، وحسين الجعفي، والهيثم بن عبيد الصيد، وزيد بن الحباب، وسعيد بن عامر، وأزهر السمان، وطائفة. وعنه أبو بكر بن أبي الدنيا، وإبراهيم بن الجنيد، ومحمد بن يحيى الواسطي، وأبو يعلى الموصلي، وأبو العباس بن مسروق.

قال أبو حاتم: ذكر لي أن رجلا سأل أحمد بن حنبل عن شيء من أخبار الزهد، فقال: عليك بمحمد بن الحسين.

359 -

د:‌

‌ محمد بن حفص

، أبو عبد الرحمن البصري القطان، خال عيسى بن شاذان.

عن عبد الرحمن بن مهدي، وأبي داود، وسلم بن قتيبة، وأبي عاصم، وجماعة. وعنه أبو داود، وحرب الكرماني، وابن أبي الدنيا، ومطين.

وثقه ابن حبان.

360 -

ق:‌

‌ محمد بن خالد بن عبد الله بن يزيد الواسطي الطحان

.

سمع أباه، وشريك بن عبد الله، وأبا شهاب عبد ربه بن نافع، وفرج بن فضالة، وهشيم. وعنه ابن ماجه، وأبو بكر بن أبي عاصم، وإبراهيم بن يوسف الهسنجاني، وأبو يعلى الموصلي، ومحمود بن محمد الواسطي، ويوسف بن يعقوب إمام جامع واسط.

ضعفه أبو زرعة. واتهمه ابن معين.

وقال ابن عدي: أشد ما أنكر عليه يحيى بن معين وأحمد بن حنبل روايته عن أبيه عن الأعمش، ثم له من الحديث الذي أنكر عليه غير ما ذكرت.

قلت: توفي سنة أربعين، وله تسعون سنة.

361 -

‌ محمد بن خالد بن العباس بن زمل السكسكي البتلهي

.

عن الوليد بن مسلم، وبقية بن الوليد. وعنه يعقوب الفسوي، ومسلم بن

ص: 914

الحجاج، وأحمد بن محمد بن يحيى بن حمزة.

362 -

م د ق:‌

‌ محمد بن خلاد بن كثير

، أبو بكر الباهلي البصري.

عن معتمر بن سليمان، ونوح بن قيس، وغندر، ويحيى القطان ولزمه مدة. وعنه مسلم، وأبو داود، وابن ماجه، والحسن بن سفيان، وعبد الله بن ناجية، وعبد الله بن أحمد بن حنبل، وآخرون.

وثقه مسدد.

وقال ابن أبي عاصم: مات سنة أربعين.

وقال ابن حبان، وغيره: مات سنة تسع وثلاثين.

363 -

‌ محمد بن خلاد بن هلال

، التميمي الإسكندراني.

سمع الليث، وضمام بن إسماعيل، ويعقوب الإسكندراني.

لقبه أبو عبد الله. توفي سنة إحدى وثلاثين ومائتين.

قال ابن يونس: يروي المناكير.

364 -

‌ محمد بن زياد بن الأعرابي

، أبو عبد الله الهاشمي مولى آل العباس بن محمد الهاشمي.

كان عجبا في معرفة لغة العرب والأنساب. وكان أحول، عن أبي معاوية الضرير، وغيره. وعن الكسائي، والقاسم بن معن المسعودي. وعنه إبراهيم الحربى، وعثمان الدارمي، وأبو العباس ثعلب، وأبو شعيب الحراني، وشمر بن حمدويه، وآخرون.

وكان يقول: ولدت في الليلة التي مات فيها أبو حنيفة، ولم يكن في الكوفيين أشبه برواية البصريين منه.

وكان يزعم أن الأصمعي وأبا عبيدة لا يعرفان شيئا. وقال ابن الأعرابي في كلمة رواها الأصمعي: سمعتها من ألف أعرابي خلاف ما قاله الأصمعي.

وقال ثعلب: لزمت ابن الأعرابي تسع عشرة سنة، وكان يحضر مجلسه زهاء مائة إنسان، ما رأيت بيده كتابا قط. وانتهى إليه علم اللغة والحفظ، وقرأ على القاسم بن معن، والمفضل بن محمد.

وقال أبو منصور الأزهري: ابن الأعرابي كوفي الأصل، صالح زاهد،

ص: 915

ورع، صدوق، حفظ من الغريب والنوادر ما لم يحفظه غيره. وسمع من الأعراب الذين كانوا ينزلون بظاهر الكوفة؛ بني أسد، وبني عقيل، فاستكثر، وأخذ النحو عن الكسائي. وكان أبوه عبدا سنديا.

ولابن الأعرابي من التصانيف: كتاب النوادر وهو كبير، وكتاب الأنواء، وكتاب الخيل، وكتاب تاريخ القبائل، وكتاب معاني الشعر، وكتاب تفسير الأمثال، وكتاب الألفاظ، وغير ذلك من الكتب.

توفي سنة إحدى وثلاثين. وقد نيف على الثمانين، ومات بسامراء.

365 -

‌ محمد بن أبي زكير يحيى بن إسماعيل

، أبو عبد الله الصدفي، مولاهم، المصري.

مكثر عن ابن وهب، وغيره. روى عنه يعقوب الفسوي.

مات في جمادى الآخرة سنة اثنتين وثلاثين.

366 -

‌ محمد بن سعدان

، أبو عبد الله النحوي المقرئ الضرير. أحد الأئمة بالعراق.

عن عبد الله بن إدريس، وأبي معاوية، وجماعة. وعنه عبد الله بن أحمد بن حنبل، ومحمد بن يحيى المروزي، وآخرون. وصنف في النحو والقراءات.

وثقه أبو بكر الخطيب. وتوفي سنة إحدى وثلاثين.

قرأ القرآن على سليم، وجماعة، وكان بصيرا بالقراءات. قرأ عليه محمد بن أحمد بن واصل، وسليمان بن يحيى الضبي، وجعفر بن محمد الأدمي.

قال أبو الحسين المنادي: اختار لنفسه ففسد عليه الأصل. إلا أنه كان نحويا.

367 -

‌ محمد بن سعيد بن أبي مريم

، أبو عبد الله المصري.

عن ابن وهب، والفريابي، وجماعة.

توفي سنة خمس وثلاثين ومائتين.

368 -

‌ محمد بن سعيد بن زياد

، أبو سعيد القرشي الكريزي البصري الأثرم. نزيل بغداد.

ص: 916

عن حماد بن سلمة، وهمام بن يحيى، وأبان بن يزيد، وجماعة كثيرة. وعنه يعقوب الفسوي، ومحمد بن غالب تمتام، وعبد الرحمن بن الأزهر البلخي، ومحمد بن حاتم المصيصي، وأبو زرعة.

وقال أبو حاتم: كتبت عنه، وتركت حديثه، هو منكر الحديث.

ضعفه أبو زرعة. وتوفي سنة إحدى أيضا.

369 -

‌ محمد بن سفيان بن زياد الماسح

.

عن الليث بن سعد، وبكر بن مضر.

وكان صالحا عابدا. توفي سنة خمس أيضا.

370 -

‌ محمد بن سلام بن عبيد الله

، أبو عبد الله الجمحي، مولاهم البصري الأخباري، أخو عبد الرحمن. ولاؤهم لقدامة بن مظعون.

قال ابن قانع: بين محمد وبين أخيه في الوفاة أيام، قدم محمد بغداد فتوفي بها.

وكان أديبا عالما بارعا. صنف كتاب طبقات الشعراء. وحدث عن حماد بن سلمة، ومبارك بن فضالة، وأبي عوانة، وجماعة. وعنه أحمد بن أبي خيثمة، وثعلب، وعبد الله بن أحمد بن حنبل، وأحمد بن علي الأبار، وآخرون كثيرون آخرهم أبو خليفة الجمحي.

قال صالح جزرة: صدوق.

وقال الحسين بن فهم: قدم علينا محمد بن سلام بغداد سنة اثنتين وعشرين، فاعتل علة شديدة، وأهدى إليه الرؤساء أطباءهم، وكان منهم ابن ماسوية، فلما رآه قال: ما أرى من العلة كما أرى من الجزع. فقال: والله ما ذاك بحرص على الدنيا مع اثنتين وثمانين سنة، ولكن الإنسان في غفلة حتى يوقظ بعلمه. فقال: لا تجزع، فقد رأيت في عرقك من الحرارة الغريزية وقوتها ما إن سلمك الله من العوارض بلغك عشر سنين أخرى. قال ابن فهم:

ص: 917

فوافق كلامه قدرا، فعاش كذلك. ومات سنة اثنتين وثلاثين.

وقال أبو خليفة: ابيضت لحية محمد بن سلام ورأسه، وله سبع وعشرون سنة.

وقال غيره: توفِّي سنة إحدى وثلاثين.

وكان يقول: أفنيت ثلاثة أهلين ماتوا، وها أنا في الرابعة ولي أولاد.

371 -

د:‌

‌ محمد بن أبي داود سليمان الأنباري

.

عن أبي معاوية، وابن نمير، ووكيع. وعنه أبو داود، وبقي بن مخلد، وأبو بكر بن أبي عاصم، وآخرون.

توفي سنة أربع وثلاثين.

372 -

‌ محمد بن سليم بن مسلم

، أبو عبد الله الحجبي المكي.

عن شريك، ومسلم الزنجي، وجماعة. وعنه مضر بن محمد الأسدي، ومحمد بن علي الصائغ، ومطين، وغيرهم. وكان أبوه من أصحاب ابن جريج.

373 -

‌ محمد بن سماعة بن عبيد الله بن هلال التميمي الفقيه

، أبو عبد الله الكوفي قاضي بغداد، وصاحب أبي يوسف القاضي.

أخذ عنه، وعن محمد بن الحسن، وبرع في مذهب أبي حنيفة، وصنف التصانيف. وروى أيضا عن الليث، والمسيب بن شريك، وغيرهما. وعنه الحسن بن محمد بن عنبر الوشاء، ومحمد بن عمران الضبي.

قال يحيى بن معين: لو كان أهل الحديث يصدقون في الحديث كما يصدق محمد بن سماعة في الرأي لكانوا فيه على نهاية.

وقال مكرم القاضي: حدثنا أحمد بن عطية قال: كان محمد بن سماعة هذا يصلي كل يوم مائتي ركعة.

وذكر محمد بن عمران الضبي، قال: سمعت محمد بن سماعة يقول: مكثت أربعين سنة لم تفتني التكبيرة الأولى إلا يوما واحدا ماتت فيه أمي، ففاتتني صلاة في جماعة، فقمت فصليت خمسا وعشرين صلاة، أريد بذلك

ص: 918

التضعيف، فغلبتني عيني، فقيل لي في النوم: قد صليت، ولكن كيف لك بتأمين الملائكة؟

ولي ابن سماعة القضاء لهارون الرشيد سنة اثنتين وتسعين ومائة بعد يوسف بن أبي يوسف القاضي، فلم يزل قاضيا إلى أن ضعف بصره، فعزله المعتصم بإسماعيل بن حماد بن أبي حنيفة.

قال طلحة بن محمد بن جعفر: مولد ابن سماعة سنة ثلاثين ومائة، ومات سنة ثلاث وثلاثين ومائتين، وله مائة وثلاث سنين.

374 -

د:‌

‌ محمد بن سماعة

، أبو الأصبغ القرشي الرملي.

عن ضمرة، ومعن بن عيسى. وعنه أبو داود، وجعفر الفريابي، وجماعة.

توفي سنة ثمان وثلاثين.

375 -

د ق:‌

‌ محمد بن الصباح بن سفيان

، أبو جعفر الجرجرائي التاجر، مولى ابن عبد العزيز. وجرجرايا بين واسط وبغداد. سكن المخرم من بغداد.

عن عبد العزيز بن أبي حازم، وعبد العزيز الدراوردي، وهشيم، وجرير بن عبد الحميد، وسفيان بن عيينة، ومروان بن شجاع، وجماعة. وعنه أبو داود، وابن ماجه، وموسى بن هارون، وجعفر الفريابي، وأبو العباس السراج، والقاسم المطرز، وآخرون.

وثقه أبو زرعة، وغيره.

وقال البخاري: مات بجرجرايا لانسلاخ جمادى الآخرة سنة أربعين.

376 -

‌ محمد بن الضوء بن الصلصال

، أبو الغضنفر الكوفي.

مشهور بالزور والخمور.

ص: 919

عن العطاف بن خالد، وأبيه. وعنه محمد بن محمد الباغندي، وعلي بن سعيد العسكري، وطائفة.

قال ابن حبان: لا يجوز الاحتجاج به.

377 -

د ن:‌

‌ محمد بن عائذ أبو أحمد

، وأبو عبد الله الدمشقي. المفتي الكاتب.

ولي خراج الغوطة زمن المأمون، وصنف المغازي والفتوح والصوائف، وغير ذلك.

عن إسماعيل بن عياش، والهيثم بن حميد، ويحيى بن حمزة، والوليد بن محمد الموقري، والوليد بن مسلم، وسويد بن عبد العزيز، والعطاف بن خالد، وعبد الله بن عبد الرحمن بن يزيد بن جابر، وطائفة. وعنه محمود بن خالد السلمي، ويعقوب الفسوي، وأبوا زرعة، وأبو داود في غير السنن، وأحمد بن إبراهيم البسري، ومحمد بن وضاح القرطبي، وجعفر الفريابي، وجماعة.

قال صالح جزرة: ثقة إلا أنه قدري.

قال أبو زرعة النصري في ذكر أهل الفتوى بدمشق: محمد بن عائذ.

وقال النسائي: ليس به بأس.

وقال أبو داود: قال لي ابن عائذ: أيش تكتب عني، أنا أتعلم منك.

قال عمرو بن دحيم: مات بدمشق لخمس بقين من ربيع الآخر سنة ثلاث وثلاثين، قال: وولد سنة خمسين ومائة.

وقال الحسن بن محمد بن بكار: مات في ذي الحجة سنة اثنتين وثلاثين ومائتين.

وسئل عنه ابن معين فوثقه.

378 -

خ م ت ن ق:‌

‌ محمد بن عباد بن الزبرقان المكي

. نزيل بغداد.

عن سفيان بن عيينة، وحاتم بن إسماعيل، والدراوردي، ومروان بن معاوية، وجماعة. وعنه البخاري، ومسلم، والترمذي، والنسائي، وابن

ص: 920

ماجه، وعثمان بن خرزاذ، وعبد الله بن أحمد بن حنبل، ومحمد بن يحيى بن منده، وموسى بن هارون، والبغوي، وأبو يعلى، وخلق.

قال ابن معين: لا بأس به.

وقال أحمد: حديثه حديث أهل الصدق.

وقال البخاري: مات في آخر يوم من ذي الحجة سنة أربع وثلاثين.

وقال البغوي: في أول سنة خمس.

379 -

‌ محمد بن عباد بن موسى الكوفي

، سندولا.

حدث ببغداد عن عبد السلام بن حرب، وعبد العزيز الدراوردي. وعنه إبراهيم الحربي، وأبو بكر بن أبي الدنيا، وعبد الله بن ناجية، وغيرهم.

فيه ضعف.

380 -

‌ محمد بن العباس

، أبو عبد الله مولى بني هاشم البغدادي، صاحب الشامة.

سمع شعيب بن حرب، ومبشر بن إسماعيل، وجماعة. وعنه موسى بن هارون، وعبد الله بن ناجية.

توفي سنة تسع وثلاثين.

381 -

ع:‌

‌ محمد بن عبد الله بن نمير

، أبو عبد الرحمن الهمداني الخارفي الكوفي الحافظ. أحد الأعلام.

سمع أباه، وعمر بن عبيد، والمطلب بن زياد، وسفيان بن عيينة، وعبد الله بن إدريس، ومحمد بن فضيل، وعبدة بن سليمان، وحفص بن غياث، وابن علية، وخلقا سواهم. وعنه البخاري، ومسلم، وأبو داود، وابن ماجه، والترمذي، والنسائي بواسطة، وبقي بن مخلد، وأبو زرعة، وأحمد بن

ص: 921

ملاعب، ومحمد بن وضاح، ومطين، وأبو يعلى الموصلي، وخلق سواهم.

قال أبو إسماعيل الترمذي: كان أحمد بن حنبل يعظم‌

‌ محمد بن عبد الله

بن نمير تعظيما عجبا، ويقول: أي فتى هو؟!

وقال إبراهيم بن مسعود الهمذاني: سمعت أحمد بن حنبل يقول: هو درة العراق.

وقال علي بن الحسين بن الجنيد: ما رأيت بالكوفة مثل محمد بن عبد الله بن نمير، كان رجلا قد جمع العلم والفهم والسنة والزهد، وكان يلبس في الشتاء الشاتي لبادة وفي الصيف يدير، وكان فقيرا.

وقال أحمد بن سنان: ما رأيت من أحداث الكوفيين رجلا أفضل عندي من محمد بن عبد الله بن نمير؛ كان يصلي الفرائض وأبو يعلى خلفه، قدم علينا أيام يزيد.

وقال أبو حاتم: ثقة يحتج بحديثه.

وقال النسائي: ثقة مأمون.

قلت: وله كلام في الجرح والتعديل والعلل.

قال ابن الجنيد: كان أحمد بن حنبل، وابن معين يقولان في شيوخ الكوفيين ما يقول ابن نمير فيهم.

وقال أحمد بن محمد بن رشدين: سمعت أحمد بن صالح المصري الحافظ يقول: ما رأيت بالعراق مثل أحمد بن حنبل ببغداد، ومحمد بن عبد الله بن نمير بالكوفة جامعين، لم أر مثلهما بالعراق، أخبرني بذلك سليمان بن حمزة القاضي، قال: أخبرنا جعفر، قال: أخبرنا السلفي، قال: أخبرنا جعفر الأديب، قال: أخبرنا أبو محمد الخلال، قال: حدثنا يحيى بن علي بن يحيى، قال: حدثنا عبيد الله بن عبد الصمد بن المهتدي بالله، قال: حدثنا ابن رشدين، فذكره.

قال البخاري: مات في شعبان أو رمضان سنة أربع وثلاثين.

382 -

م د: محمد بن عبد الله، أبو جعفر البصري الرزي.

ص: 922

عن عاصم بن هلال، ومعتمر بن سليمان. وعنه مسلم، وأبو داود، وعباس الدوري، وعبد الله بن أحمد بن حنبل.

وكان صدوقا. توفي سنة إحدى وثلاثين.

383 -

‌ محمد بن عبد الله بن بكار

، أبو عبد الله البسري الدمشقي.

عن إسماعيل بن عياش، والوليد بن مسلم. وعنه حفيده أبو عبد الملك أحمد بن إبراهيم، وجعفر الفريابي، وجماعة.

توفي سنة اثنتين وثلاثين.

384 -

‌ محمد بن عبد الأعلى بن موسى المرادي

، مولاهم، المصري القراطيسي الفقيه.

ولد سنة خمسين ومائة. عن نافع بن يزيد، والمفضل بن فضالة.

توفي سنة خمس وثلاثين.

385 -

‌ محمد بن عبد الجبار القرشي الهمذاني

، سندولا.

من رؤساء همذان. كثير الحج والغزو والعبادة. يقال: إن يحيى بن معين أخذ بركابه.

عن سفيان بن عيينة، ويزيد بن هارون. وعنه أبو داود في المراسيل، ومطين، وابن أخيه إبراهيم بن مسعود الهمذاني، وغيرهم.

386 -

د:‌

‌ محمد بن عبد الرحمن بن عبد الصمد العنبري البصري

.

عن أمية بن خالد، وعبد الرحمن بن مهدي، وجماعة. وعنه أبو داود، وأبو بكر بن أبي عاصم، وعبدان الأهوازي.

387 -

‌ محمد بن عبد المجيد التميمي البغدادي المفلوج

.

عن حماد بن يزيد، وعبيد الله بن عمرو الرقي، وبقية بن الوليد. وعنه ابن أبي الدنيا، وعبد الله بن ناجية، ومحمد بن صالح بن ذريح، وغيرهم.

وهو ضعيف. ضعفه تمتام.

ص: 923

388 -

‌ محمد بن عبد الملك بن أبان بن أبي حمزة الوزير

، أبو جعفر، ابن الزيات.

كان أبوه زياتا، فنشأ هو وقرأ الآداب، وقال الشعر البديع، وتوصل بالكتابة إلى أن صار منه ما صار.

قال أبو بكر الخطيب: اتصل بالمعتصم، ووزر له، وكذلك للواثق. وكان أديبا بليغا عالما باللغة والنحو والشعر. رثى أبا تمام الطائي.

وكان بين ابن الزيات وبين ابن أبي دؤاد عداوة. فلما استخلف المتوكل أغراه ابن أبي دؤاد بابن الزيات، فصادره وعذبه وسجنه. وكان من القائلين بخلق القرآن.

روي أنه كان يقول: الرحمة خور في الطبيعة. ما رحمت أحدا قط. فلما سجن في القفص الضيق وسائر جهاته بمسامير إلى داخله كالمسال، كان لا يقر له قرار، ويصيح ارحموني. فيقولون: الرحمة خور في الطبيعة.

مات ابن الزيات في سنة ثلاث وثلاثين.

389 -

م د ن:‌

‌ محمد بن عبيد بن حساب الغبري البصري

.

عن حماد بن زيد، وأبي عوانة، وجعفر بن سليمان الضبعي، وعبد الواحد بن زياد، ومعاوية الضال، وعبد العزيز بن المختار، ومحمد بن ثور الصنعاني، وطائفة. وعنه مسلم، وأبو داود، والنسائي عن رجل عنه، وبقي بن مخلد، وعبد الله بن أحمد، والحسن بن سفيان، وزكريا الساجي، وجعفر الفريابي، وأبو يعلى، وعبدان، وآخرون.

وثقه النسائي.

وقال أبو داود: ابن حساب عندي حجة.

وقال مطين: مات سنة ثمان وثلاثين.

وقع لي من عواليه.

390 -

خ ق:‌

‌ محمد بن عبيد بن ميمون التيمي المدني التبان

.

عن عبد العزيز الدراوردي، وعيسى بن يونس، ومسكين بن بكير. وعنه

ص: 924

البخاري، وابن ماجه، وأبو زرعة الرازي، وأبو العباس ثعلب، ومطين، وآخرون.

قال أبو حاتم: شيخ.

391 -

‌ محمد بن أبي عتاب الأعين

، أبو بكر بن الحسن بن طريف البغدادي الحافظ.

عن روح بن عبادة، وأبي عبد الرحمن المقرئ، وزيد بن الحباب، وعمرو بن أبي سلمة التنيسي، ومحمد بن يوسف الفريابي، ووهب بن جرير، ويزيد بن هارون. وعنه مسلم في مقدمة كتابه، وأبو داود في غير السنن، وعباس الدوري، وأبو بكر بن أبي الدنيا، وأبو القاسم البغوي، وأبو العباس السراج، وآخرون.

وثقه ابن حبان. ومات في جمادى الآخرة سنة أربعين، كهلا.

قال عبد الله بن أحمد: ذكر أبي أبا بكر الأعين حين مات، فقال: رحمه الله، إني لأغبطه، مات وما يعرف إلا الحديث، لم يكن صاحب كلام، وإنما كان يكتب الحديث.

392 -

‌ محمد بن عمر بن حفص القصبي البصري المقرئ

.

روى الحروف عن عبد الوارث التنوري، عن أبي عمرو. وعنه أحمد بن أبي خيثمة، وأحمد بن محمد بن الشماس، ويموت بن المزرع.

قال ابن معين: صدوق.

393 -

‌ محمد بن عمر الرومي البغدادي الأخباري النديم

.

جالس المعتصم والواثق. حكى عنه أبو العيناء، ويزيد بن محمد المهلبي، وعون بن محمد الكندي، وآخرون.

توفي بسامراء في شعبان سنة أربعين.

ص: 925

• - وقد مضى محمد بن عمر الرُّومي، صاحب شعبة.

394 -

م د:‌

‌ محمد بن عمرو بن عباد بن جبلة بن أبي رواد

، أبو جعفر العتكي البصري.

سمع محمد بن جعفر، وابن أبي عدي، وأمية بن خالد، وطائفة. وعنه مسلم، وأبو داود، ومطين، والحسن بن سفيان، وأبو يعلى الموصلي، وآخرون.

وثقه أبو داود. وتوفي سنة أربع وثلاثين.

395 -

م د ق:‌

‌ محمد بن عمرو بن بكر التميمي العدوي الرازي

، أبو غسان الطيالسي، زنيج.

عن جرير، وسلمة بن الفضل، وحكام بن سلم، وأبي تميلة يحيى بن واضح، وبهز بن أسد، وطائفة. وعنه مسلم، وأبو داود، وابن ماجه، والحسن بن سفيان، وموسى بن هارون، ومحمد بن إسحاق السراج، وأبو بشر الدولابي، وآخرون.

وثقه أبو حاتم.

وقال السراج: توفي في آخر سنة أربعين، أو أول سنة إحدى وأربعين.

396 -

‌ محمد بن عمرو [بن الحجاج] الغزي الزاهد

.

روى عن العطاف بن خالد، ومالك، والوليد بن مسلم، وجماعة. وعنه أبو زرعة الرازي، ومحمد بن الحسن بن قتيبة العسقلاني، وولده عبد الله بن محمد الغزي، وإبراهيم بن أبي أيوب، وسعد البيروتي.

ص: 926

قال أبو زرعة: ما رأيت بالشام أصلح من محمد بن عمرو. وكان تأتي عليه ثمانية عشر يوما لا يأكل فيها ولا يشرب.

وقال إبراهيم بن أبي أيوب: كان يأكل في رمضان جميعه أكلتين.

وقال أبو حاتم: لا بأس به.

قلت: وهو والد عبد الله بن محمد بن عمرو بن الحجاج الغزي شيخ أبي داود.

397 -

خ ت:‌

‌ محمد بن عمرو البلخي السواق

، ويقال: السويقي.

عن هشيم، وحاتم بن إسماعيل، وعبد العزيز الدراوردي، وجماعة. وعنه البخاري، والترمذي، وأبو زرعة الرازي، وآخرون.

والأظهر أنه هو الذي قال البخاري: حدثنا محمد بن عمرو، قال: حدثنا مكي بن إبراهيم.

قال أبو زرعة: كان صالحا، قدم علينا للحج.

توفي سنة ست وثلاثين ومائتين.

398 -

خ:‌

‌ محمد بن غرير بن الوليد بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف الزهري

، أبو عبد الله المدني، نزيل سمرقند.

عن يعقوب بن إبراهيم بن سعد، ومطرف بن عبد الله، وغيرهما. وعنه البخاري، وعبد الله بن شبيب، وأبو جعفر محمد بن أحمد الترمذي.

399 -

م د:‌

‌ محمد بن الفرج بن عبد الوارث البغدادي

، مولى بني هاشم.

صالح عابد. سمع هشيما، وابن عيينة، وعيسى بن يونس، وخاله أبا همام محمد بن الزبرقان، وجماعة. وعنه مسلم، وأبو داود، وعبد الله بن

ص: 927

أحمد، وأبو يعلى الموصلي، وحامد بن شعيب البلخي، وموسى بن هارون، والبغوي، والسراج، وخلق.

قال أبو زرعة: صدوق.

وقال البغوي: مات سنة ست وثلاثين.

400 -

‌‌

‌ محمد بن قدامة

، أبو جعفر البغدادي اللؤلؤي الجوهري، مولى الأنصار.

عن سفيان بن عيينة، وعبد الله بن إدريس، وابن علية، وزيد بن الحباب، ووكيع، وأبي معاوية، ويزيد بن هارون، وخلق. وعنه أبو بكر بن أبي الدنيا، وأبو يعلى الموصلي، وعبد الله بن صالح البخاري، وإسحاق بن إبراهيم المنجنيقي، وأحمد بن الحسين الصوفي، وأبو القاسم البغوي، وآخرون.

قال ابن معين: ليس بشيء.

وقال أبو داود: ضعيف، لم أكتب عنه شيئا.

فأما:

401 -

‌ محمد بن قدامة المصيصي

، مولى بني هاشم، فإن أبا داود قد روى عنه أحاديث، وبقي إلى حدود الخمسين بالمصيصة. سيأتي.

وقد وهم أبو بكر الخطيب فخلط ترجمة أحدهما بالآخر، وفرق بينهما ابن أبي حاتم، وجماعة.

وأيضا فإن النسائي لم يدرك الجوهري؛ لأنه مات سنة سبع وثلاثين، وأدرك المصيصي كما هو مذكور في ترجمته. وقال فيه: لا بأس به.

402 -

محمد بن قدامة.

عن جرير بن عبد الحميد. وعنه محمد بن مخلد. شيخ طوسي تأخر.

ص: 928

403 -

م:‌

‌ محمد بن قدامة بن إسماعيل

، أبو عبد الله السلمي البخاري، نزيل مرو، ومستملي النضر بن شميل.

رحل وسمع من عمر بن عبيد، وجرير بن عبد الحميد، والنضر بن شميل، ويزيد بن هارون، وزيد بن الحباب، وإسحاق بن بشر صاحب المبتدأ. وعنه مسلم، وعيسى بن محمد المروزي الكاتب، وعبد الله بن صالح البخاري، والحسن بن سفيان، وأبو داود في غير السنن، وآخرون.

ذكره ابن حبان في الثقات.

404 -

ت ن:‌

‌ محمد بن كامل المروزي

.

عن هشيم، وعبد العزيز بن أبي حازم، وعباد بن العوام، ووكيع. وعنه الترمذي، والنسائي. وقال: ثقة.

405 -

‌ محمد بن كوثر البخاري

.

عن فضيل بن عياض، وسفيان بن عيينة، وأبي ضمرة. وعنه الفضل بن أبي علوان، وأسباط بن اليسع، وفتح بن الحسين البخاريون.

406 -

‌ محمد بن المتوكل

، أبو عبد الله اللؤلؤي المقرئ، صاحب يعقوب الحضرمي وتلميذه. ولقبه: رويس.

قرأ عليه أبو بكر محمد بن هارون التمار، وغيره.

توفي سنة ثمان وثلاثين بالبصرة.

407 -

د:‌

‌ محمد بن أبي السري المتوكل بن عبد الرحمن

، أبو عبد الله العسقلاني.

سمع الفضيل بن عياض، وعبد الله بن وهب، وسويد بن عبد العزيز، وسفيان بن عيينة، ومعتمر بن سليمان، ورشدين بن سعد، وخلقا سواهم. وعنه أبو داود، وأحمد بن إبراهيم البسري، وبكر بن سهل الدمياطي، وجعفر الفريابي، والحسن بن سفيان، وعلي بن محمد بن عيسى الجكاني، ومحمد بن الحسن بن قتيبة العسقلاني، وطائفة.

ص: 929

قال إبرهيم بن عبد الله بن الجنيد: سألت يحيى بن معين عن ابن أبي السري، فقال: ثقة.

وقال أبو حاتم: لين الحديث.

وقال ابن عدي: كثير الغلط.

وقال ابن حبان في كتاب الثقات: كان من الحفاظ.

وقال ابن عدي: سمعت محمود بن عبد البر يقول: حدثنا ابن أبي السري، ومات يوم الخميس لخمس خلون من شعبان سنة ثمان وثلاثين.

أخبرنا أحمد بن إسحاق، قال: أخبرنا الفتح بن عبد السلام، قال: أخبرنا محمد بن أحمد الطرائفي، وغيره، قالوا: أخبرنا ابن المسلمة، قال: أخبرنا أبو الفضل الزهري، قال: حدثنا جعفر الفريابي، قال: حدثنا محمد بن أبي السري العسقلاني، قال: حدثنا زيد بن أبي الزرقاء، عن سفيان الثوري قال: خلاف ما بيننا وبين المرجئة ثلاث؛ نقول: الإيمان قول وعمل، وهم يقولون: قول ولا عمل. ونقول: الإيمان يزيد وينقص، وهو يقولون: لا يزيد ولا ينقص. ونحن نقول: النفاق، وهم يقولون: لا نفاق.

408 -

‌ محمد بن مخشي البصري

.

عن أبي عوانة، وعنه بقي بن مخلد.

409 -

‌ محمد بن معاوية العتكي البصري

.

يروي عن معتمر بن سليمان، ويزيد بن زريع، وسهل بن عثمان. وعنه عبد الله بن محمد بن زكريا، وزكريا بن عصام الأصبهانيان.

قال أبو نعيم: قدم أصبهان بعد الثلاثين.

410 -

‌ محمد بن المغيرة بن سلم بن عبد الله بن المغيرة

بن عبد الله بن أبي مريم، أبو عبد الله الأموي الأصبهاني العابد.

صاحب النعمان بن عبد السلام. سمع منه تصانيفه، وكان من صغره

ص: 930

صاحب ليل وعبادة وأوراد. روى عنه أحمد بن الفرات، ومحمد بن عاصم، ويحيى بن مطرف، وإبراهيم بن محمد بن نائلة، وعبد الله بن محمد بن العباس الأصبهانيون.

توفي سنة إحدى وثلاثين.

411 -

‌ محمد بن مقاتل العباداني

، أبو جعفر.

أحد المشهورين بالفضل والسنة والعبادة. روى عن حماد بن سلمة، وابن المبارك. وعنه أحمد بن إبراهيم الدورقي، وأبو بكر المروذي، وموسى بن هارون، وأبو يعلى الموصلي. توفي سنة ست وثلاثين.

412 -

‌ محمد بن المنذر البغدادي

.

حدث بأصبهان سنة اثنتين وثلاثين، عن سفيان بن عيينة، وبقية بن الوليد، وجماعة. وعنه محمود بن أحمد بن الفرج.

413 -

خ م د ن:‌

‌ محمد بن المنهال التميمي المجاشعي البصري

، الضرير الحافظ، أبو جعفر، وقيل: أبو عبد الله.

سمع جعفر بن سليمان، وأبا عوانة، ويزيد بن زريع، وجماعة. وعنه البخاري، ومسلم، وأبو داود، والنسائي بواسطة، وعبد الله الدارمي، وعثمان الدارمي، ويوسف بن يعقوب القاضي، ومحمد بن إبراهيم البوشنجي، وأبو يعلى الموصلي، وأحمد بن علي بن سعيد المروزي.

قال أحمد العجلي: بصري ثقة، لم يكن له كتاب. قلت له: لك كتاب؟ قال: كتابي صدري.

وقال أبو حاتم: كتب عنه علي ابن المديني كتاب يزيد بن زريع، وهو ثقة حافظ.

وقال عثمان بن خرزاذ: أحفظ من رأيت أربعة: محمد بن المنهال الضرير، وإبراهيم بن محمد عرعرة، وأبو زرعة، وأبو حاتم.

ص: 931

وقال ابن عدي: سمعت أبا يعلى يذكر محمد بن المنهال ويفخم أمره، ويذكر أنه كان أحفظ من بالبصرة في وقته، وأثبتهم في يزيد بن زريع.

وقال أبو يعلى: مات في سابع عشر من شعبان سنة إحدى وثلاثين.

414 -

‌ محمد بن المنهال البصري العطار

، أخو حجاج بن منهال.

عن جعفر بن سليمان الضبعي، ويزيد بن زريع أيضا، وعبد الواحد بن زياد. وعنه أبو زرعة، وأبو حاتم، وعبد الله بن أحمد بن حنبل، ومطين، وأبو يعلى الموصلي.

قال ابن أبي حاتم: سألت أبي عنه وعن الضرير، فقال: ثقتان، والضرير أحفظ وأكيس.

قيل: إنه مات أيضا سنة إحدى وثلاثين.

415 -

خ م د:‌

‌ محمد بن مهران الرازي الجمال

، أبو جعفر الحافظ.

عن معتمر بن سليمان، ونوح بن قيس الحداني، وعبد العزيز الدراوردي، وسفيان بن عيينة، وجرير بن عبد الحميد، وحاتم بن إسماعيل، وعيسى بن يونس، وعبد الرزاق، والوليد بن مسلم، ومسكين بن بكير، وخلق. وعنه البخاري، ومسلم، وأبو داود، وأبو زرعة، وأبو حاتم، ومحمد بن إسحاق السراج، ومحمد بن إبراهيم الطيالسي، وجعفر بن أحمد بن فارس، وموسى بن هارون، وطائفة.

قال أبو حاتم: كان أبو جعفر الجمال أوسع حديثا من إبراهيم بن موسى، وكان إبراهيم أتقن.

وقال أبو بكر الأعين: مشايخ خراسان ثلاثة: أولهم قتيبة، والثاني محمد بن مهران، والثالث علي بن حجر.

قال البخاري: مات أول سنة تسع وثلاثين، أو قريبا منه.

416 -

‌ محمد بن ناصح البغدادي

.

ص: 932

عن بقية، ويحيى بن سعيد الأموي. وعنه ابن أبي الدنيا، ومحمد بن الليث الجوهري، وغيرهما.

417 -

د ن:‌

‌ محمد بن النضر بن مساور بن مهران المروزي

.

عن حماد بن زيد، وجعفر بن سليمان، وفضيل بن عياض، وسفيان بن عيينة، وجماعة. وعنه أبو داود، والنسائي، وعبد الله بن محمود السعدي، ونصر بن الحكم، وأحمد بن تميم المروزيون.

ذكره ابن حبان في الثقات، وقال: مات سنة تسع وثلاثين.

وكان أبوه ممن يروي عن خارجة بن مصعب، وقد حدث قديما.

418 -

‌ محمد بن الهذيل بن عبد الله البصري

، أبو الهذيل العلاف.

شيخ الاعتزال ورأس الضلال، وصاحب التصانيف. عمر دهرا فكف بصره وخرف. وعاش مائة سنة أو نحوها.

ومات بالبصرة سنة خمس وثلاثين ومائتين، وقيل: توفي سنة ست وعشرين.

وقد تقدم.

419 -

‌ محمد بن وهب بن يحيى

، أبو بكر الثقفي، وقيل: الفزاري البصري.

سمع قراءة يعقوب منه، وعرضها على روح بن عبد المؤمن عن يعقوب. قرأ عليه محمد بن المؤمل الصيرفي، ومحمد بن يعقوب المُعَدَّل، ومحمد بن جامع الحلواني، وسمع منه أبو سعيد ابن الأعرابي في سنة خمس وستين ومائتين، وقيل: إن أبا داود روى عنه.

ص: 933

420 -

‌ محمد بن يحيى بن حمزة الدمشقي البتلهي

، قاضي دمشق وابن قاضيها.

عن أبيه وجادة، وعن سويد بن عبد العزيز. وعنه ابناه أحمد وعبيد، ومحمد بن الفيض الغساني، وآخرون.

توفي سنة إحدى وثلاثين ومائتين.

قال أبو الحسين الرازي: حدثني أحمد بن البختري، قال: كان لمحمد بن بيهس الكلابي بنت خطبها جماعة من الكبار، وامتنع عن تزويجها. فشكت ذلك إلى محمد بن يحيى بن حمزة القاضي، فراسله فامتنع. فزوجها القاضي بكفء على كره من أبيها. ثم أثبتت البنية أنه كفء. وكان ذلك سبب الحرب بين اليمانية والقيسية بدمشق. جمع ابن بيهس القيسية لهدم بيت لهيا قرية القاضي، فجمع القاضي اليمانية، وامتنع بهم، فبقي الحرب بينهم خمس عشرة سنة، إلى أن قدم عبد الله بن طاهر.

وعن الحسن بن حامد: أن كتاب المأمون ورد على متولي دمشق بامتحان قاضي دمشق محمد بن يحيى، فأجاب، وكان بعد يمتحن الشهود.

وقال غيره: كان يحيى بن أكثم لما قدم مع المأمون استعمل على قضاء دمشق محمد بن يحيى البتلهي، فلما ولي ابن أبي دؤاد القضاء عزله.

421 -

‌ محمد بن يحيى بن سعيد بن فروخ

، أبو صالح البصري القطان.

سمع أباه، وفضيل بن عياض، وسفيان بن عيينة، ومعاذ بن معاذ، وجماعة. وعنه ابناه أحمد وصالح، والبخاري في تاريخه، وعلق له تعليقا. وروى مسلم في مقدمة صحيحه، عن رجل عنه. وروى عنه أيضا عفان وهو أكبر منه، وعبد الله بن أحمد بن حنبل، والحسن بن سفيان، وأبو يعلى الموصلي، وجماعة.

وكان صدوقا.

توفي سنة ثلاث وثلاثين ومائتين.

ص: 934

قال بعضهم: توفي سنة ثلاث وعشرين، وذلك غلط.

422 -

د:‌

‌ محمد بن يحيى بن أبي سمينة مهران البغدادي التمار

، أبو جعفر.

عن هشيم، والمعافى بن عمران، ومعتمر بن سليمان، وأبي معاوية، وأبي بكر بن عياش، وجرير بن عبد الحميد، وعباد بن العوام، وعبد الرزاق، وخلق كثير. وقيل: إنه روى عن أبي عوانة، وليس بشيء، ما أدركه.

وعنه أبو داود، وابرهيم الحربي، وأبو زرعة، وأبو حاتم، وعبد الله بن أحمد بن حنبل، وأبو يعلى الموصلي، وأبو العباس السراج، وأبو القاسم البغوي، والبخاري في غير الصحيح.

قال أبو حاتم: صدوق.

وسأل المروذي عنه أحمد بن حنبل فقال: لولا أن فيه تلك الخلة، يعني شرب النبيذ على مذهب الكوفيين.

وقال البغوي، ومطين: توفي سنة تسع وثلاثين.

قلت: أما:

• - محمد بن إسماعيل بن أبي سمينة؛ فبصري، تقدم ذكره.

423 -

‌ محمد بن يحيى بن نجيح المكي

.

قدم أصبهان. عن هشيم، والفضيل بن عياض، وسفيان بن عيينة، وعيسى بن يونس. وعنه أحمد بن الفرات، وعبيد بن الحسن، وعبد الله بن بندار الضبي، وجماعة. وله غرائب.

424 -

‌ محمد بن أبي زكير يحيى بن إسماعيل الفقيه

، أبو عبد الله الصدفي، مولاهم المصري.

عن ابن وهب، وضمرة بن ربيعة، والشافعي. وعنه أبو إبراهيم الزهري، وأبو زكريا البرذعي، ويعقوب الفسوي.

ص: 935

وكان صدوقا. توفي سنة اثنتين وثلاثين.

425 -

خ:‌

‌ محمد بن يوسف

، أبو أحمد البخاري البيكندي.

محدث، عالم، رحال. روى عن إبراهيم ولد حميد الطويل، وسفيان بن عيينة، ووكيع، والنضر بن شميل، وطائفة. وعنه البخاري، وعبيد الله بن واصل، وحريث بن عبد الرحمن البخاريون، وأحمد بن سيار المروزي، وغيرهم.

وقد روى عن أقرانه كأحمد بن حنبل، وأبي سعيد الأشج.

426 -

‌ محمد بن يوسف بن الصباح الغضيضي

.

عن عبد الله بن وهب، وغيره. وعنه أبو بكر بن أبي الدنيا، والبغوي.

وكان ثقة. توفي سنة تسع وثلاثين.

427 -

‌ محفوظ بن الفضل بن أبي توبة

.

حدث ببغداد عن ضمرة بن ربيعة، وعبد الرزاق، ومعن القزاز. وعنه صالح جزرة، وإسماعيل القاضي، وعمر بن أيوب السقطي.

وليس بالقوي. توفي سنة سبع وثلاثين.

قال أحمد بن حنبل: كان معنا باليمن، ولم يكن ينسخ وضعف أمره جدا.

428 -

ن:‌

‌ محمود بن سليمان بن أبي مطر

، قاضي بلخ.

عن الفضل السيناني، وأبي أسامة، وجماعة. وعنه النسائي.

توفي سنة ثمان وثلاثين.

429 -

ع سوى د:‌

‌ محمود بن غيلان

، أبو أحمد العدوي. مولاهم، المروزي الحافظ.

رحل وعني بالأثر، وتقدم في السنة. وحدث عن الفضل السيناني، وسفيان بن عيينة، والوليد بن مسلم، وعبد الرزاق، ويحيى بن سليم، وأبي معاوية، ووكيع، وخلق. وعنه الجماعة سوى أبي داود، وأبو زرعة، وأبو

ص: 936

حاتم، ومطين، والحسن بن سفيان، والهيثم بن خلف الدوري، وأبو القاسم البغوي، وخلق.

قال أحمد بن حنبل: أعرفه بالحديث، صاحب سنة، قد حبس بسبب القرآن.

وقال النسائي: ثقة.

وقال محمود: سمع مني إسحاق بن راهويه حديثين.

قلت: توفي في رمضان سنة تسع وثلاثين، وغلط من قال: سنة تسع وأربعين.

وقع لنا من عواليه.

أخبرنا يوسف بن أحمد، وعبد الحافظ بن بدران، قالا: أخبرنا موسى بن عبد القادر، قال: أخبرنا سعيد بن أحمد ابن البناء، قال: أخبرنا علي بن أحمد البندار، قال: أخبرنا محمد بن عبد الرحمن المخلص، قال: أخبرنا عبد الله بن محمد قال: أخبرنا محمود بن غيلان، قال: حدثنا الفضل بن موسى السيناني، قال: حدثنا الجعيد، عن عائشة بنت سعد قالت: سمعت سعدا يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا يكيد أحد أهل المدينة بسوء إلا انماع كما ينماع الملح في الماء.

قال الحاكم في تاريخه: روى عنه البخاري ومسلم في الصحيحين، وإبراهيم بن أبي طالب، ومحمد بن شاذان، ومحمد بن إسحاق بن خزيمة، ومحمد بن إسحاق السراج، وسائر مشايخنا. ثم قال: أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الله بمرو، قال: حدثنا أبو رجاء محمد بن حمدويه، قال: خرج محمود بن غيلان إلى الحج سنة ست وأربعين ومائتين، ثم انصرف إلى مرو، وتوفي لعشر بقين من ذي القعدة سنة تسع وأربعين.

قلت: كذا ورخه ابن حمدويه.

430 -

ق:‌

‌ محرز بن سلمة العدني المكي

.

شيخ معمر مسند، من أكبر شيوخ ابن ماجه. روى عن نافع بن عمر الجمحي، ومالك بن أنس، والمنكدر بن محمد بن المنكدر، وجماعة. وعنه

ص: 937

ابن ماجه، وأبو بكر بن أبي عاصم، ومحمد بن علي الصائغ، وموسى بن إسحاق الأنصاري، ومطين، وآخرون.

يقال: إنه حج ثلاثا وثمانين حجة. وتوفي سنة أربع وثلاثين بمكة.

ذكره ابن حبان في الثقات.

431 -

م:‌

‌ محرز بن عون

، أبو الفضل البغدادي، أخو الزاهد عبد الله بن عون الخزاز.

روى عن مالك بن أنس، وشريك القاضي، وخلف بن خليفة، وعلي بن مسهر، وجماعة. وعنه مسلم، والإمام أحمد، وابنه عبد الله بن أحمد، وأبو يعلى الموصلي، وأبو القاسم البغوي، وآخرون.

قال ابن معين: ليس به بأس.

وقال غيره: توفي في رجب سنة إحدى وثلاثين، ومولده كان في سنة خمس وأربعين ومائة.

432 -

‌ مخارق المغني المشهور

.

غنى للرشيد والمأمون. وله أخبار مسطورة في كتاب الأغاني، توفي سنة إحدى وثلاثين. وكان ذا تجمل وأموال وخدم.

قال ابن النجار: مخارق بن يحيى بن ناووس أبو المهنا المغني، مولى عاتكة، ثم مولى الرشيد. نشأ بالمدينة، وكان أبوه لحاما، وكان مخارق ينادي وهو صبي على اللحم. فلما بان طيب صوته علمته عاتكة المغنية الغناء، وقدمت به الكوفة، واشتراه إبراهيم الموصلي منها بثلاثين ألف درهم، وأهداه للفضل، فأخذه منه الرشيد ثم أعتقه. قاله أبو الفرج الأصبهاني.

قال محمد بن خلف وكيع: حدثني هارون بن مخارق قال: كان أبي إذا غنى هذا الصوت بكى: يا ربع سلمى لقد هيجت لي طربا

ص: 938

ويقول: غنيته الرشيد فأعتقني، وقال: أعده، فلما أعدته قال: سل حاجتك، قلت: ضيعة يقيمني عليها. قال: قد أمرت لك، فأعده، فأعدته، فقال: حاجتك؟ قلت: تأمر لي بمنزل وفرش وخادم. قال: ذلك لك. أعد الصوت، فأعدته، فبكى، وقال: سل حاجتك؟ فقبلت الأرض، وقلت: أن يطيل الله عمرك، ويجعلني من كل سوء فداك.

روى عبد الله بن أبي سعد، عن محمد بن محمد قال: كان والله مخارق ممن لو تنفس لأطرب من يسمعه بنفسه.

وذكر صاحب الأغاني قال: قال محمد بن الحسن الكاتب: حدثني محمد بن أحمد بن يحيى المكي، عن أبيه قال: خرج مخارق مع بعض إخوانه متنزها، فنظر إلى قوس فسأله إياها، فبخل بها، وسنحت ظباء بالقرب منه، فقال لصاحب القوس: أرأيت إن تغنيت صوتا فعطفت به خدود هذه الظباء، أتدفع لي القوس؟ قال: نعم. فاندفع يغني بأبيات، فانعطفت الظباء راجعة إليه، حتى وقفت بالقرب منه مصغية. فعجب من حضر، وناوله الرجل القوس.

433 -

م د:‌

‌ مخلد بن خالد الشعيري العسقلاني

، نزيل طرسوس.

سمع سفيان بن عيينة، وأبا معاوية، وإبراهيم بن خالد الصنعاني. وعنه مسلم، وأبو داود، وجعفر الفريابي، والحسن بن سفيان، وجماعة.

434 -

ن:‌

‌ مخلد بن الحسن الحراني

.

حدث ببغداد، عن أبي المليح، وعبيد الله بن عمرو الرقيين. وعنه النسائي، وأبو يعلى الموصلي، وأبو العباس السراج، ومحمد بن المجدر، وجماعة.

قال أبو حاتم: صدوق.

وقيل: أصله مروزي.

435 -

ن:‌

‌ مخلد بن خداش البصري

.

عن حماد بن زيد. وعنه النسائي.

مجهول.

ص: 939

436 -

‌ مروان بن جعفر بن سعد بن سمرة بن جندب السمري الكوفي

.

عن أبي بكر بن عياش، وعثام بن علي، ومحمد بن إبراهيم بن خبيب، وداود بن المحبر، وجماعة. وعنه أبو بكر الصغاني، وأبو زرعة، وأبو حاتم، وأحمد بن علي الأبار، ومطين، ومحمد بن أبي شيبة.

ذكره ابن أبي حاتم، فقال: صدوق صالح الحديث.

وقال أبو الفتح الأزدي: يتكلمون فيه.

قلت: هذا غير مفسر فلا يضر.

قال مطين: مات سنة اثنتين وثلاثين ومائتين.

437 -

ق:‌

‌ مسروق بن المرزبان بن مسروق بن معدان

، أبو سعيد الكندي.

عن أبي الأحوص، وشريك، وعبد الله بن المبارك، ويحيى بن أبي زائدة، وجماعة. وعنه ابن ماجه، وأبو يعلى الموصلي، وعبدان الأهوازي، ومطين، ومحمود بن محمد الواسطي، وآخرون.

قال أبو حاتم: ليس بقوي، يكتب حديثه.

وذكره ابن حبان في الثقات، وقال: مات سنة أربعين ومائتين، أو قبلها بقليل، أو بعدها بقليل.

438 -

‌ مسلم بن أبي مسلم بن عبد الرحمن البغدادي

، نزيل طرسوس.

روى عن وكيع، ومخلد بن الحسين، وجماعة. وعنه أبو يحيى صاعقة، وخلف بن عمرو العكبري، وموسى بن هارون، وجماعة.

وثقه الخطيب وقال: مات سنة أربعين.

439 -

د:‌

‌ مصرف بن عمرو الإيامي الكوفي

.

ص: 940

عن عبد الله بن إدريس، ويونس بن بكير. وعنه أبو داود، ومطين، والحسن بن سفيان، وأبو زرعة.

وثقه أبو زرعة، وتوفي سنة أربعين.

440 -

‌ مصعب بن سعيد الحراني المصيصي

، أبو خيثمة المكفوف.

عن ابن المبارك، وزهير بن معاوية، وعبيد الله بن عمر، وعيسى بن يونس، وموسى بن أعين، ومحمد بن سلمة، ومسكين بن بكير. وعنه محمد بن عوف الطائي، وأحمد بن عبد الوهاب المصيصي، وأحمد بن مسيب الحلبي، وأحمد بن النضر العسكري، والفضيل بن عبد الله الأنطاكي، وعمر بن الحسن بن نصر، والحسن بن سفيان، وآخرون.

قال ابن عدي: يحدث عن الثقات بالمناكير، ويصحف عليهم.

وقال أبو حاتم: صدوق، وعبد الله بن جعفر الرقي أحب إلي منه.

441 -

ن ق:‌

‌ مصعب بن عبد الله بن مصعب بن ثابت

بن عبد الله بن الزبير بن العوام الإمام، أبو عبد الله القرشي الأسدي الزبيري المدني، نزيل بغداد.

سمع أباه، ومالكا، والضحاك بن عثمان، وإبراهيم بن سعد، وعبد العزيز الدراوردي. وعنه ابن ماجه حديثا واحدا في النجش، والنسائي عن رجل عنه، وإبراهيم الحربي، والزبير بن بكار، وأبو يعلى الموصلي، وأبو العباس السراج، وأبو القاسم البغوي، وخلق.

وثقه الدارقطني، ومنهم من لينه للوقف في القرآن.

قال أبو بكر المروزي: كان من الواقفة، فقلت له: قد كان وكيع وأبو بكر بن عياش يقولان: القرآن غير مخلوق. فقال: أخطأ وكيع وأبو بكر. فقلت: عندنا عن مالك أنه قال: غير مخلوق. قال: أنا لم أسمعه.

قلت: يحكيه إسماعيل بن أبي أويس.

ص: 941

قال الحسين بن فهم: كان مصعب إذا سئل عن القرآن يقف، ويعيب من لا يقف.

قلت: وكان علامة في النسب، أخباريا أديبا فصيحا، من نبلاء الرجال وأفرادهم. قد روى عنه مسلم وأبو داود خارج كتابيهما.

وقال الزبير بن بكار: كان عمي وجه قريش مروءة وعلما وشرفا وبيانا وقدرا وجاها.

وكان نسابة قريش، عاش ثمانين سنة.

وقال ابن أبي خيثمة: سمعت مصعب بن عبد الله الزبيري يقول: حضرت حبيباً يقرأ على مالك، أنا عن يمينه، وأخي عن يساره، فيقرأ عليه كل يوم ورقتين ونصف، والناس ناحية، فإذا قضى، جاء الناس فعارضوا كتبنا بكتبهم، وكان حبيب يأخذ على كل عرضة دينارين من كل إنسان، فقلت لمصعب: إنهم كانوا لا يعرضون عرض حبيب، فأنكر هذا إذ مر بنا يحيى بن معين، فسأله مصعب عن حبيب، فقال: كان يصلح الورقة والورقتين. ومضى يحيى، فسكت مصعب.

وقال صالح بن محمد جزرة: روى عنه سفيان بن عيينة حرفاً، حدثناه محمد بن عباد عن سفيان عنه.

وقال أبو داود: سمعت أحمد بن حنبل يقول: مصعب الزبيري مستثبت.

قلت: حديثه عند ابن اللتي في غاية العلو، توفي في شوال سنة ست وثلاثين ومائتين. سامحه الله ورحمه.

تفرد بحديث: التمسوا الرزق في خبايا الأرض عن هشام بن عبد الله المخزومي، عن هشام بن عروة، وكان أبوه أميرا على اليمن.

قال الزبير بن بكار: حدثني عبد الله بن عمرو بن أبي صبيح المزني، قال: لما استعمل جدك عبد الله على اليمن، قال لي ابنه مصعب: امض معنا. فتأخرت، ثم قدمت عليهم صنعاء، فنزلت في دار الإمارة، فأكرمني وأجرى علي

ص: 942

خمسين دينارا في الشهر، ولما انصرفت وصلني بخمس مائة دينار.

ولابن أبي صبح فيه:

فما عيشنا إلا الربيع ومصعب يدور علينا مصعب ويدور وفي مصعب إن غبنا القطر والندى لنا ورق معرورق وشكير متى ما يرى الراؤون غرة مصعب ينير بها إشراقة فينير يروا ملكا كالبدر أما فناؤه فرحب وأما قدره فكبير له نعم من عد قصر دونها وليس بها عما يريد قصور

442 -

ن:‌

‌ المعافى بن سليمان الرسعني

.

عن فليح بن سليمان، وزهير بن معاوية، والقاسم بن معن المسعودي، وجماعة. وعنه هلال بن العلاء، وأحمد بن إبراهيم بن ملحان، والقاسم بن الليث العتابي الرسعني، وجعفر الفريابي. وخلق.

وكان صدوقا. روى النسائي عن رجل عنه.

وتوفي سنة أربع وثلاثين.

443 -

‌ معلل بن نفيل

، أبو أحمد النهدي الحراني.

عن زهير بن معاوية. وعنه أبو عروبة قال: سمعت منه مجلسا، وأبو عقيل أنس بن السلم. ومات قبل الأربعين ومائتين.

444 -

‌ معلى بن مهدي بن رستم

، أبو يعلى الموصلي الزاهد.

عن مهدي بن ميمون، وشريك بن عبد الله، وأبي عوانة، وحماد بن زيد. وعنه أحمد بن حمدون، وإدريس بن سليم، وإبراهيم بن علي العدوي، وأبو يعلى، وآخرون.

قال أحمد بن حمدون: حم معلى بن مهدي أربعين سنة؛ كل يوم دائما.

قال أبو يعلى: توفي في شعبان سنة خمس وثلاثين.

وهو بصري نزل الموصل.

445 -

ن:‌

‌ معمر بن مخلد الجزري السروجي

.

ص: 943

عن حماد بن زيد، وخلف بن خليفة، وجماعة. وعنه محمد بن جبلة الرافقي، وهلال بن العلاء، وآخرون.

توفي سنة إحدى وثلاثين بملطية.

قال النسائي: ثقة.

446 -

م ن:‌

‌ منجاب بن الحارث

، أبو محمد التميمي الكوفي.

عن أبي الأحوص سلام بن سليم، وشريك بن عبد الله، ومصعب بن سلام، وعلي بن مسهر. وعنه مسلم، وبقي بن مخلد، ومحمد بن عبد الله الحضرمي مطين، وجعفر الفريابي، وخلق.

توفي سنة إحدى وثلاثين أيضا.

447 -

‌ منصور بن المهدي محمد بن المنصور عبد الله بن محمد الهاشمي العباسي

.

ولي إمرة دمشق للأمين، وولي قبلها البصرة. ودعي إلى الخلافة في أول دولة المأمون، فامتنع.

روى عن الوليد بن مسلم، وسويد بن عبد العزيز. وعنه أبو العيناء، وغيره.

قال أبو الصقر محمد بن داود بن عيسى: كان أبي على شرطة منصور بدمشق، وكان الأمين يعجبه البلور، فدس منصور من سرق قلة الجامع البلور. فلما رأى إمام الجامع مكانها فارغا ضرب بقلنسوته الأرض وصرخ: سرقت قلتكم. فقال الناس: لا صلاة بعد القلة، فصار مثلا. قال أبو الصقر: فلما رجع المأمون إلى بغداد وجد القلة، فردها إلى جامع دمشق.

قال خليفة، وغيره: توفي منصور بن المهدي سنة ست وثلاثين.

448 -

م د ن:‌

‌ منصور بن أبي مزاحم

، أبو نصر التركي، واسم أبيه بشير. وولاؤه للأزد.

وكان منصور كاتبا ثقة صاحب سنة. كان له ديوان فتركه. سمع مالكا، وشريكا، وإبراهيم بن سعد، وأبا الأحوص، وإسماعيل بن جعفر.

ص: 944

ورأى شعبة. وعنه مسلم، وأبو داود، والنسائي عن رجل عنه، وإبراهيم الحربي، وموسى بن هارون، وأحمد بن الحسن الصوفي، وأبو القاسم البغوي، وعدة.

قال ابن معين: صدوق.

وقال الحسين بن فهم: توفي في ذي القعدة سنة خمس وثلاثين. وهو صاحب سنة.

449 -

‌ مهرجان النيسابوري الزاهد

.

سمع من عبد الله بن المبارك. وعنه أبو يحيى الخفاف، وإبراهيم بن محمد بن سفيان، وزكريا بن دلويه.

قال زكريا: كان مهرجان لا يشرب الماء في الصيف أربعين يوما، كان زاهدا.

وقال ابن سفيان: توفي سنة ثمان وثلاثين.

450 -

‌ موسى بن أيوب النصيبي

، أبو عمران، نزيل أنطاكية.

عن معتمر بن سليمان، وعبد الله بن المبارك، وجماعة. وعنه أبو حاتم الرازي، ومحمد بن إبراهيم البوشنجي، ومحمد بن يزيد بن عبد الصمد، وطائفة.

قال أبو حاتم: صدوق.

451 -

‌ موسى بن عبد الله بن عبد الرحمن السلمي البصري الأسلع

.

عن عمر بن سعيد الأبح، وغيره. وعنه أبو زرعة، وأبو يعلى، وأحمد بن علي بن سعيد المروزي القاضي.

452 -

د ق:‌

‌ موسى بن مروان الرقي

.

عن عيسى بن يونس، وأبي معاوية، وبقية، وخلق. وعنه أبو داود،

ص: 945

وابن ماجه، والقاسم بن الليث الرسعني. توفي سنة أربعين.

453 -

‌ موسى بن محمد بن حيان

، أو ابن محمد بن سعيد بن حيان بالحاء، ثم آخر الحروف.

صدوق، صاحب حديث. سمع بالبصرة عبد الوهاب الرومي، وغندرا، وابن أبي عدي، وعبد الرحمن بن مهدي. وعنه أبو بكر الصغاني، وأحمد بن الحسن الصوفي، وأبو يعلى الموصلي، وعبد الله المارستاني.

قال الخطيب: أحاديثه مستقيمة.

454 -

‌ موسى بن معاوية بن صمادح بن عون

بن عبد الله بن جعفر الشهيد بن أبي طالب المحدث الصدوق، أبو جعفر الهاشمي المغربي.

رحال مكثر عن وكيع، وابن مهدي. وعنه محمد بن أحمد العنسي، وطائفة.

قال محمد بن وضاح: لقيته بالقيروان، وهو كثير الحديث. رحل إلى الكوفة والري. وهو ثقة.

وقال العنسي: لقيته بالقيروان وقد كُفَّ.

وقال ابن لبابة: ثقة.

وقيل: أخذ عنه سحنون كثيرا من غير سماع.

مات بعد الثلاثين.

455 -

ت:‌

‌ موسى الإمام، أبو الوليد بن أبي الجارود

المكي الفقيه، صاحب الشافعي من كبار أصحاب الشافعي.

روى عنه: الترمذي، والربيع بن سليمان المرادي، ويعقوب الفسوي، وابن وارة. وأظنه قديم الموت. وله رواية عن سفيان بن عيينة أيضا.

قال الدارقطني: روى عن الشافعي حديثا كثيرا. روى عنه كتاب الأمالي وغير ذلك. وكان من القيمين بمذهب الشافعي بمكة.

ص: 946

قلت: ذكره الترمذي في آخر كتابه الجامع.

456 -

‌ نصر بن الحريش

، أبو القاسم الصامت.

بغدادي ضعيف، عن المشمعل بن ملحان، وأبي سهل مسلم الخراساني. وعنه إسحاق الختلي، والحسين بن بشار، ومحمد بن بشر بن مطر.

وقال: حججت أربعين حجة لم أكلم فيها أحدا.

قال الدارقطني: ضعيف.

457 -

‌ نصر بن الحكم الياسري

.

عن خلف بن خليفة، وهشيم. وعنه ابن البراء، وإسحاق بن سفيان، وأحمد بن علي الأبار، والحسن بن علوية.

458 -

د:‌

‌ نصر بن عاصم الأنطاكي

.

عن الوليد بن مسلم، ويحيى القطان، ومحمد بن سلمة الحراني، ومبشر بن إسماعيل، ومسكين بن بكير، وطبقتهم. ورحل إلى النواحي في طلب العلم.

وعنه أبو داود، والحافظ محمد بن عبد الله بن المستورد البغدادي أبو سيار، وعثمان بن خرزاذ، وجعفر الفريابي، وآخرون.

ذكره ابن حبان في الثقات.

459 -

‌ نصر بن زياد الفقيه

، أبو محمد النيسابوري، قاضي نيسابور.

تفقه على محمد بن الحسن، وتأدب على النضر بن شميل. وروى عن خارجة بن مصعب، وابن المبارك، وجرير بن عبد الحميد، وزافر بن سليمان، وهياج بن بسطام. وعنه محمد بن رافع، وأيوب بن الحسن، ومحمد بن عبد الوهاب الفراء، وجعفر بن محمد بن الحسين، وإبراهيم بن علي الذهلي، وطائفة.

قال الحاكم: نصر بن زياد بن نهيك بن حسل، ولي قضاء نيسابور بضع

ص: 947

عشرة سنة، ولم يزل محمود الأثر عند السلطان والرعية. وله عندنا بنيسابور آثار كبيرة مذكورة. وكانت كتب المأمون إليه متواترة. وكان كوفي المذهب، وأعقابه عن آخرهم حديثيون.

سمعت يحيى بن محمد العنبري: سمعت أحمد بن محمد البالوي يقول: كان نصر بن زياد يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر، ويقول: لولا هذا لم أتلبس لهم بعمل، لكني إذا لم ألِ القضاء لم أقدر عليه. وكان يحيي الليل ويصوم الاثنين والخميس والجمعة، ولا يرضى من العمال حتى يؤدوا حقوق الناس.

وقال غيره: عاش ستا وتسعين سنة.

وقال سبطه أحمد بن إبراهيم بن عبد الله: توفي في سابع صفر سنة ست وثلاثين ومائتين.

460 -

‌ نصر بن فضالة النيسابوري

.

عن سفيان بن عيينة، ووكيع. وعنه أحمد بن سيار المروزي، ومحمد بن إسحاق السراج.

توفي سنة ثمان وثلاثين عند قتيبة.

461 -

‌ نصير بن يوسف بن أبي نصر الرازي النحوي المقرئ

، أبو المنذر تلميذ أبي الحسن الكسائي.

كان من أئمة القراء المشهورين. أخذ عنه محمد بن عيسى بن رزين الأصبهاني، وعلي بن أبي نصر النحوي، ومحمد بن إدريس الدنداني. وآخر من قرأ عليه أحمد بن محمد بن رستم الطبري شيخ عبد الواحد بن أبي هاشم. وله مصنف في رسم المصحف. وقد روى الحديث عن إسحاق بن سليمان، وغيره.

462 -

‌ النضر بن سعيد بن النضر بن شبرمة

، أبو صهيب الحارثي الكوفي.

عن أبيه، وعبد الله بن بكير، والوليد بن أبي ثور، والحسن بن محمد إمام

ص: 948

المطمورة. وعنه أبو سعيد الأشج، ومحمد بن عثمان بن أبي شيبة، ومطين، وعلي بن الحسين بن الجنيد الرازي، وغيرهم.

ما أعلم فيه جرحا لغير ابن قانع؛ فإنه ضعفه.

463 -

‌ هارون بن سالم

، أبو عمر القرطبي الزاهد.

عن يحيى بن يحيى الليثي، وعيسى بن دينار. ورحل إلى ديار مصر فأخذ عن أشهب بن عبد العزيز، وأصبغ بن الفرج.

قال ابن الفرضي: كان منقطع القرين في الزهد والعلم، مجاب الدعوة، فقيها كبير القدر. يقال: امتحنت إجابة دعوته في غير ما شيء، ومات في الكهولة.

وكان عليه إخبات وحزن، وكان لا ينام على فراش في رمضان. حكى إمام مسجد قرطبة أنه رأى هارون بن سالم بالليل سجد، قال: فرأيت شجرة في المسجد سجدت وراءه، فلما قام قامت.

وقال إبراهيم بن هلال: ما رأيت هارون بن سالم يصلي قط إلا وهو يرتعد. وكان يسكن بيتا بلا أبواب، وكان مقدما في زمانه في الزهد والعبادة.

قال ابن بشكوال: وقبره يتبرك به، ويعرف بإجابة الدعوة. جربت ذلك مرارا.

قلت: روى عنه عامر بن معاوية القاضي، وغيره.

توفي سنة ثمان وثلاثين.

464 -

د:‌

‌ هارون بن عباد الأزدي المصيصي ثم الأنطاكي

.

عن جرير بن عبد الحميد، وأبي بكر بن عياش، وجماعة. وعنه أبو داود، ومحمد بن وضاح القرطبي.

465 -

‌ هارون بن عبد الله بن محمد بن كثير

بن معن بن عبد الرحمن بن عوف الزهري، أبو يحيى المكي القاضي نزيل بغداد.

ص: 949

روى عن عبد الله بن وهب. وتفقه على أصحاب مالك كأبي مصعب، والهديري. وقيل: إنه سمع من مالك.

قال أبو بكر الخطيب: سمع مالك بن أنس، والدراوردي، وعبد الرحمن بن زيد بن أسلم. وعنه يحيى بن عبد الله بن بكير، وعبد السلام الهروي، والزبير بن بكار، وولي قضاء العسكر، ثم ولي قضاء مصر إلى أن عزل في آخر خلافة المعتصم.

وقال أبو إسحاق الشيرازي: هو أعلم من صنف الكتب في مختلف قول مالك.

وقال القاضي عياض: كان من الفقهاء العلماء بمذهب أهل المدينة، واسع الأدب.

وقال أبو سعيد بن يونس: توفي بسامراء في شعبان سنة اثنتين وثلاثين.

466 -

‌ هارون الواثق بالله أبو جعفر

، وقيل: أبو القاسم. أمير المؤمنين، ولد المعتصم بالله أبي إسحاق محمد بن الرشيد هارون بن المهدي محمد بن المنصور الهاشمي العباسي. وأمه رومية اسمها قراطيس، أدركت دولته.

ولي الأمر بعهد من أبيه. ونقل إسماعيل الخطبي أنه ولد لعشر بقين من شعبان سنة ست وتسعين ومائة.

وقال يحيى بن أكثم: ما أحسن أحد إلى آل أبي طالب ما أحسن إليهم الواثق؛ ما مات وفيهم فقير.

وقال حمدون بن إسماعيل: كان الواثق مليح الشعر، وكان يحب خادما أهدي له من مصر، فأغضبه الواثق يوما، ثم إنه سمعه يقول لبعض الخدم: والله إنه ليروم أن أكلمه من أمس فما أفعل، فقال الواثق:

يا ذا الذي بعذابي ظل مفتخرا ما أنت إلا مليك جار إذ قدرا لولا الهوى لتجازينا على قدر وإن أفق منه يوما ما فسوف ترى قال الخطيب: كان أحمد بن أبي دؤاد قد استولى على الواثق وحمله

ص: 950

على التشدد في المحنة. ودعا الناس إلى القول بخلق القرآن. ويقال: إن الواثق رجع عن ذلك القول قبل موته.

وقال عبيد الله بن يحيى: حدثنا إبراهيم بن أسباط بن السكن قال: حمل رجل فيمن حمل، مكبل بالحديد من بلاده، فأدخل. فقال ابن أبي دؤاد: تقول أو أقول؟ قال: هذا أول جوركم. أخرجتم الناس من بلادهم، ودعوتموهم إلى شيء. لا، بل أقول. قال: قل. والواثق جالس. فقال: أخبرني عن هذا الرأي الذي دعوتم الناس إليه، أعلمه رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلم يدع الناس إليه، أم شيء لم يعلمه؟ قال: علمه. قال: فكان يسعه أن لا يدعو الناس إليه، وأنتم لا يسعكم. قال: فبهتوا. قال: فاستضحك الواثق، وقام قابضا على فمه، ودخل بيتا ومد رجليه وهو يقول: وسع النبي صلى الله عليه وسلم أن يسكت عنه ولا يسعنا. فأمر أن يعطى ثلاث مائة دينار، وأن يرد إلى بلده.

وعن طاهر بن خلف: سمعت المهتدي بالله ابن الواثق يقول: كان أبي إذا أراد أن يقتل رجلا أحضرنا. فأتي بشيخ مخضوب مقيد، وقال أبي: ائذنوا لابن أبي دؤاد وأصحابه. وأدخل الشيخ فقال: السلام عليك يا أمير المؤمنين. فقال: لا سلم الله عليك. قال: بئس ما أدبك مؤدبك. قال الله تعالى: {وَإِذَا حُيِّيتُمْ بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّوا بِأَحْسَنَ مِنْهَا أَوْ رُدُّوهَا} .

قلت: هذه حكاية منكرة، ورواتها مجاهيل، لكن نسوقها.

قال: فقال ابن أبي دؤاد: يا أمير المؤمنين الرجل متكلم. فقال له: كلمه. فقال: يا شيخ ما تقول في القرآن؟ قال: لم تنصفني، ولي السؤال. قال: سل يا شيخ قال: ما تقول في القرآن؟ قال: مخلوق. قال: هذا شيء علمه رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو بكر وعمر والخلفاء، أم شيء لم يعلموه؟ فقال: شيء لم يعلموه. فقال: سبحان الله، شيء لم يعلموه أعلمته أنت؟ قال: فخجل وقال: أقلني. قال: والمسألة بحالها؟ قال: نعم. قال: ما تقول في القرآن؟ قال: مخلوق، قال: شيء علمه رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال: علمه. قال: علمه ولم يدع إليه الناس؟ قال: نعم. قال: أفلا وسعك ما وسعه ووسع الخلفاء بعده. فقام أبي فدخل الخلوة، واستلقى وهو يقول: شيء لم يعلمه النبي صلى الله عليه وسلم، ولا أبو بكر، ولا عمر، ولا عثمان، ولا علي، علمته أنت؟ سبحان الله؛ علموه ولم يدعوا الناس إليه، أفلا وسعك ما وسعهم؟ ثم أمر برفع قيود الشيخ، وأمر

ص: 951

له بأربع مائة دينار، وسقط من عينه ابن أبي دؤاد، ولم يمتحن بعدها أحدا.

وروى نحوا من هذه الواقعة أحمد بن السندي الحداد، عن أحمد بن الممتنع، عن صالح بن علي الهاشمي المنصوري، عن المهتدي بالله، قال صالح: حضرته وقد جلس للمتظلمين، فنظرت إلى القصص تقرأ عليه من أولها إلى آخرها، فيأمر بالتوقيع عليها، ويختمها، فيسرني ذلك. وجعلت أنظر إليه، ففطن، ونظر إلي، فغضضت عنه، حتى كان ذلك منه ومني مرارا. فقال لي: يا صالح في نفسك شيء تحب أن تقوله؟ قلت: نعم. فلما انقضى المجلس أدخلت مجلسه فقال: تقول ما دار في نفسك أو أقوله؟ فقلت: يا أمير المؤمنين ما ترى. قال: أقول: إنه قد استحسنت ما رأيت منا فقلت: أي خليفة خليفتنا، إن لم يكن يقول القرآن مخلوق. فورد على قلبي أمر عظيم، ثم قلت: يا نفس هل تموتين قبل أجلك؟ فقلت: نعم. فأطرق ثم قال: اسمع مني، فوالله لتسمعن الحق. فسري عني وقلت: ومن أولى بالحق منك وأنت خليفة رب العالمين، وابن عم سيد المرسلين؟ قال: ما زلت أقول القرآن مخلوق صدرا من خلافة الواثق، حتى أقدم شيخا من أذنة مقيدا، وهو جميل حسن الشيبة. فرأيت الواثق قد استحيا منه ورق له. فما زال يدنيه حتى قرب منه وجلس، فقال: ناظر ابن أبي دؤاد. فقال: يا أمير المؤمنين إنه يضعف عن المناظرة. فغضب وقال: أبو عبد الله يضعف عن مناظرتك أنت؟ قال: هون عليك، وائذن لي في مناظرته. فقال: ما دعوناك إلا لهذا. فقال: احفظ علي وعليه، ثم قال: يا أحمد أخبرني عن مقالتك هذه، هي مقالة واجبة في عقد الدين، فلا يكون الدين كاملا حتى يقال فيه بما قلت؟ قال: نعم. قال: فأخبرني عن رسول الله صلى الله عليه وسلم حين بعثه الله، هل ستر شيئا مما أمر به؟ قال: لا. قال: فدعا إلى مقالتك هذه؟ فسكت. فقال الشيخ: يا أمير المؤمنين واحدة. فقال: أخبرني عن الله تعالى حين قال: {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ} أكان الله هو الصادق في إكمال الدين، أو أنت الصادق في نقصانه، حتى يقال بمقالتك هذه؟ فسكت. فقال الشيخ: اثنتان. قال الواثق: نعم. فقال: أخبرني عن مقالتك هذه، أعلمها رسول الله صلى الله عليه وسلم أم جهلها؟ قال: علمها. قال: فدعا الناس إليها؟ فسكت. فقال الشيخ: يا أمير المؤمنين ثلاثة. قال: نعم. قال: فاتسع لرسول الله صلى الله عليه وسلم أن علمها أن يمسك عنها، ولم يطالب بها

ص: 952

أمته؟ قال: نعم. قال: واتسع لأبي بكر، وعمر، وعثمان، وعلي ذلك؟ قال: نعم. فأعرض الشيخ عنه، وأقبل على الواثق، وقال: يا أمير المؤمنين قد قدمت القول أن أحمد يصبو ويضعف عن المناظرة. يا أمير المؤمنين إن لم يتسع لك من الإمساك عن هذه المقالة ما زعم هذا أنه اتسع للنبي صلى الله عليه وسلم، ولأبي بكر، وعمر، وعثمان، وعلي، فلا وسع الله عليك. قال الواثق: نعم كذا هو. اقطعوا قيد الشيخ. فلما قطعوه ضرب الشيخ بيده في القيد فأخذه، فقال الواثق: لم أخذته؟ قال: لأني نويت أن أتقدم إلى من أوصي له، إذا أنا مت أن يجعله بيني وبين كفني، حتى أخاصم به هذا الظالم عند الله يوم القيامة وأقول: يا رب لم قيدني وروع أهلي؟ ثم بكى فبكى الواثق وبكينا. ثم سأله الواثق أن يجعله في حل، وأمر له بصلة فقال: لا حاجة لي بها.

قال المهتدي بالله: فرجعت عن هذه المقالة، وأظن أن الواثق رجع عنها من يومئذ.

وقال إبراهيم نفطويه: حدثني حامد بن العباس، عن رجل عن المهتدي بالله، أن الواثق مات وقد تاب عن القول بخلق القرآن.

وكان الواثق وافر الأدب. بلغنا أن جارية غنته بشعر العرجي:

أظلوم إن مصابكم رجلا رد السلام تحية ظلم فمن الحاضرين من صوب نصب رجلا، ومنهم من قال: صوابها: رجل. فقالت: هكذا لقنني المازني. فطلب المازني، فلما مثل بين يدي الواثق، قال: ممن الرجل؟ قال: من بني مازن. قال: أي الموازن، أمازن تميم، أم مازن قيس، أم مازن ربيعة؟ قلت: مازن ربيعة. فكلمني حينئذ بلغة قومي، فقال: با اسمك. لأنهم يقلبون الميم باء والباء ميما فكرهت أن أواجهه بمكر، فقلت: بكر يا أمير المؤمنين. ففطن لها وأعجبته. فقال: ما تقول في هذا البيت. قلت: الوجه النصب. لأن مصابكم مصدر بمعنى إصابتكم. فأخذ اليزيدي يعارضني، قلت: هو بمنزلة إن ضربكم رجلا ظلم. فالرجل مفعول مصابكم، والدليل عليه أن الكلام معلق، إلى أن تقول ظلم فيتم. فأعجب الواثق، وأمر لي بألف دينار.

قال ابن أبي الدنيا: كان الواثق أبيض، تعلوه صفرة، حسن اللحية، في عينيه نكتة.

ص: 953

وقال زرقان بن أبي دؤاد: لما احتضر الواثق جعل يردد هذين البيتين:

الموت فيه جميع الخلق مشترك لا سوقة منهم يبقى ولا ملك ما ضر أهل قليل في تفاقرهم وليس يغني عن الأملاك ما ملكوا ثم أمر بالبسط فطويت، وألصق خده بالأرض، وجعل يقول: يا من لا يزول ملكه، ارحم من قد زال ملكه.

روى أحمد بن محمد الواثقي أمير البصرة، عن أبيه قال: كنت أحد من مرض الواثق في علته، إذ لحقته غشية، فما شككنا أنه مات. فقال بعضنا لبعض: تقدموا. فما جسر أحد، فتقدمت أنا، فلما صرت عند رأسه، وأردت أن أضع يدي على أنفه، لحقته إفاقة، ففتح عينيه، فكدت أموت فزعا، من أن يراني قد مشيت إلى غير رتبتي، فرجعت إلى خلف، فتعلقت قبيعة سيفي بالعتبة، فعثرت على سيفي فاندق، وكاد أن يدخل في لحمي. فسلمت وخرجت، فاستدعيت سيفا، وجئت فوقفت ساعة، فتلف الواثق تلفا لم يشك فيه. فشددت لحيته وغمضته وسجيته، وجاء الفراشون، فأخذوا ما تحته يردوه إلى الخزائن؛ لأنه مثبت عليهم، وترك وحده في البيت. فقال لي أحمد بن أبي دؤاد القاضي: إنا نريد أن نتشاغل بعقد البيعة، وأحب أن تحفظه حتى أن يدفن، فأنت من أخصهم به في حياتي. فرددت باب المجلس، وجلست عند الباب، فحسست بعد ساعة بحركة في البيت أفزعتني، فدخلت، فإذا بجرذون قد جاء فاستل عينه فأكلها، فقلت: لا إله إلا الله، هذه العين التي فتحها من ساعة، فاندق سيفي هيبة لها. قال: وجاءوا فغسلوه، وأخبرت ابن أبي دؤاد الخبر. قال: والجرذون دابة أكبر من اليربوع.

كانت خلافة الواثق خمس سنين، وثلاثة أشهر ونصف. ومات بسر من رأى، يوم الأربعاء، لست بقين من ذي الحجة، من سنة اثنتين وثلاثين، وبويع بعده المتوكل.

467 -

خ م د:‌

‌ هارون بن معروف

، أبو علي المروزي، نزيل بغداد.

كان خزازا وأضر بأخرة.

روى عن هشيم، ويحيى بن أبي زائدة، وابن عيينة، ومروان بن شجاع، وعبد العزيز الدراوردي، وعبد الله بن وهب، وأبي بكر بن عياش، والوليد بن

ص: 954

مسلم، وخلق كثير من العراقيين، والحجازيين، والمصريين، والشاميين، والجزريين.

وعنه مسلم، وأبو داود، والبخاري عن رجل عنه، وأحمد بن حنبل، ومحمد بن يحيى الذهلي، وصالح جزرة، وعبد الله بن أحمد، وأحمد بن خيثمة، وموسى بن هارون، وأبو القاسم البغوي، وطائفة.

وثقه أبو حاتم، وجماعة.

قال ابن أبي حاتم: سمع منه أبي ببغداد سنة خمس عشرة بعد ما عمي، من حفظه.

وقال أبو داود: سمعت الثقة يقول: قال هارون بن معروف: رأيت في المنام قيل لي: من آثر الحديث على القرآن عذب. قال: فظننت أن ذهاب بصري من ذلك.

وقال هارون الحمال: سمعت هارون بن معروف يقول: من زعم أن القرآن مخلوق فكأنما عبد اللات والعزى.

وروى عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن هارون بن معروف قال: من زعم أن الله لا يتكلم فهو يعبد الأصنام.

قلت: عاش هارون أربعا وسبعين سنة، ومات في آخر رمضان سنة إحدى وثلاثين. وكان صدوقا فاضلا صاحب سنة.

468 -

‌ هارون بن أبي هارون العبدي

.

حدث ببغداد عن أبي المليح الرقي، وبقية. وعنه مطين، وعبد الله بن ناجية. وكان صدوقا.

469 -

‌ هاشم بن الحارث المروذي

، نزيل بغداد.

عن أبي المليح، وعبيد الله بن عمرو الرقيين. وعنه أبو بكر بن أبي الدنيا،

ص: 955

والبغوي، وأحمد بن الحسن الصوفي الكبير، وغيرهم.

وثقه الخطيب وقال: توفي سنة أربع وثلاثين.

حديثه بعلو في جزء بيبى.

470 -

‌ هاشم بن الوليد

، أبو طالب الهروي.

عن أبي بكر بن عياش، وحفص بن غياث، ويحيى بن سليم الطائفي. وعنه أبو حاتم الرازي، ومحمد بن عبد الرحمن الشامي، والحسين بن إدريس، وآخرون.

توفي سنة تسع وثلاثين.

471 -

‌ هبيرة بن محمد التمار الأبرش

.

قرأ القرآن على حفص صاحب عاصم. وتصدر للإقراء. قرأ عليه حسنون بن الهيثم الدويري، والخضر بن الهيثم الطوسي، وأحمد بن علي الخزاز، وغيرهم.

كنيته أبو عمر.

472 -

خ م د:‌

‌ هدبة بن خالد بن الأسود بن هدبة

، أبو خالد القيسي الثوباني البصري، ويقال له: هداب.

صلى على شعبة، وسمع من: الحمادين، وهمام بن يحيى، وجرير بن حازم، وأبان العطار، وسليمان بن المغيرة، ومبارك بن فضالة، وهارون بن موسى النحوي، وسلام بن مسكين، وطائفة بصريين. وعنه البخاري، ومسلم، وأبو داود، وبقي بن مخلد، وأبو بكر بن أبي عاصم، وأبو بكر أحمد بن علي المروزي، وأحمد بن عمرو القطراني، وأبو يعلى الموصلي، وجعفر الفريابي، والحسن بن سفيان، وأبو معشر الحسن بن سليمان الدارمي، وعبد الله بن أحمد بن حنبل، وعبدان الأهوازي، وأبو القاسم البغوي، وخلق.

قال علي بن الجنيد، عن ابن معين: ثقة.

وقال أبو حاتم: صدوق.

ص: 956

وقال ابن عدي: لا بأس به. ولا أعرف له حديثا منكرا فيما يرويه.

وأما النسائي فقال: ضعيف.

وقال الحسن بن سفيان: سمعت هدبة يقول: صليت على شعبة، فقيل له: رأيته؟ قال: رأيت من هو خير منه، حماد بن سلمة، وكان سنيا، وكان شعبة يرى الإرجاء.

وقال عبدان الأهوازي: كنا لا نصلي خلف هدبة من طول صلاته. يسبح في الركوع والسجود نيفا وثلاثين تسبيحة. وكان من أشبه خلق الله بهشام بن عمار لحيته ووجهه وكل شيء منه حتى صلاته.

وقال ابن عدي: سمعت أبا يعلى، وقد سئل عن هدبة، وشيبان، أيهما أفضل؟ قال: هدبة أفضلهما وأوثقهما، وأكثرهما حديثا. كان حديث حماد بن سلمة عنده نسختين: واحدة على الشيوخ، وواحدة على التصنيف.

أخبرنا أبو المعالي الأبرقوهي، قال: أخبرنا الفتح بن عبد السلام، قال: أخبرنا محمد بن عمر، ومحمد بن علي، ومحمد بن أحمد قالوا: أخبرنا أبو جعفر محمد بن أحمد، قال: أخبرنا أبو الفضل الزهري، قال: أخبرنا جعفر الفريابي قال: حدثنا هدبة بن خالد، قال: حدثنا همام، قال: حدثنا قتادة، عن أنس، عن أبي موسى الأشعري، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: مثل المؤمن الذي يقرأ القرآن كمثل الأترجة. وذكر الحديث.

قال أبو داود، عن محمد بن عبد الملك: توفي هدبة سنة خمس وثلاثين.

وقال ابن حبان: مات سنة ست أو سبع وثلاثين.

473 -

م:‌

‌ هريم بن عبد الأعلى بن الفرات

، أبو حمزة الأسدي البصري.

عن معتمر بن سليمان، ويزيد بن زريع، وخالد بن الحارث، وجماعة.

ص: 957

وعنه مسلم، وبقي بن مخلد، وإسماعيل سمويه، وعبدان الأهوازي، وأبو يعلى الموصلي، وعبد الله بن أحمد بن حنبل، وطائفة. وحدث بأصبهان سنة عشرين ومائتين.

قال ابن حبان في الثقات: مات سنة أربعين أو قبلها أو بعدها بقليل.

وقال أبو الشيخ: مات بالبصرة سنة خمس وثلاثين.

474 -

ت:‌

‌ هريم بن مسعر

، أبو عبد الله الأزدي الترمذي، خادم الفضيل بن عياض.

روى عن الفضيل، وعبد العزيز الدراوردي، وعبد الله بن وهب. وعنه الترمذي، وجعفر الفريابي، وأحمد بن عبد الله بن مالك.

وثقه ابن حبان.

475 -

‌ هشام بن إسحاق أبو ربيعة العامري

، مولاهم، المصري.

قال ابن يونس: كان عالما بأخبار مصر. روى عن الليث، ومالك. ومات في ربيع الآخر سنة خمس وثلاثين.

476 -

ن:‌

‌ الهيثم بن أيوب

، أبو عمران الطالقاني.

عن إبراهيم بن سعد، ويحيى بن أبي زائدة، وعبد العزيز الدراوردي، وجماعة. وعنه النسائي، وجعفر الفريابي، ومحمد بن عبد الله بن يوسف الدويري، وجماعة.

وثقه النسائي، وكان إماما كبير القدر.

توفي سنة ثمان وثلاثين بالطالقان من بلاد خراسان.

477 -

د:‌

‌ الهيثم بن خالد الجهني الكوفي

.

عن وكيع، وحسين الجعفي، وعبد الله بن نمير، وجماعة. وعنه أبو داود. وقال: ثقة. كتبت عنه سنة خمس وثلاثين.

ص: 958

لم أجد من روى عنه غير أبي داود، وتوفي سنة تسع وثلاثين.

• -‌

‌ الهيثم بن خالد الكوفي

الوراق مستملي أبي نعيم. سيأتي.

• - والهيثم بن خالد المصيصي: حدث ببغداد بعد الخمسين.

• - والهيثم بن خالد البغدادي: شيخ من طبقة المصيصي.

478 -

و الهيثم بن خالد الكوفي. عن شريك. شيخ فيه جهالة.

479 -

‌ الهيثم بن اليمان

، أبو بشر الرازي.

عن شريك، وأبي الأحوص، وإسماعيل بن زكريا، وهشيم. روى عنه أبو حاتم، وعلي بن الحسين بن الجنيد، وغيرهما.

وهو صالح الحديث. قاله فيما أرى عبد الرحمن بن أبي حاتم.

480 -

‌ وثيمة بن موسى بن الفرات الفارسي

. نزيل مصر.

صنف كتاب الردة، وجوده. وكان تاجرا في الوشي. وله معرفة بالأخبار وأيام الناس. دخل إلى الأندلس وغيرها.

روى عنه ولده عمارة بن وثيمة.

ومات في جمادى الآخرة سنة سبع.

يروي عن سلمة بن الفضل الأبرش، ومالك بن أنس، وطائفة.

قال ابن أبي حاتم: يحدث عن سلمة بن الفضل بأحاديث موضوعة.

• - الواثق بالله.

اسمه هارون. مر.

481 -

‌ الوليد بن عبد الملك بن مسرح

، أبو وهب الحراني.

عن سليمان بن عطاء الحراني، وعبيد الله بن عدي بن عدي، ويعلى بن

ص: 959

الأشدق، وغيرهم. وعنه جعفر الفريابي، وأبو زرعة، وأبو حاتم وقال: صدوق.

قلت: مات سنة أربعين.

482 -

د:‌

‌ الوليد بن عتبة

، أبو العباس الأشجعي الدمشقي المقرئ.

قرأ على أيوب بن تميم. وسمع من الوليد بن مسلم، وبقية، وضمرة بن ربيعة، وجماعة. وعنه أبو داود، وأبوا زرعة، وجعفر الفريابي، ومحمد بن الحسين بن قتيبة العسقلاني، وعمر بن سعيد المنبجي، وجماعة.

قال أبو زرعة الدمشقي: كان القراء بدمشق الذين يحكمون القراءة الشامية العثمانية ويضبطونها: هشام، وابن ذكوان، والوليد بن عتبة.

وقال محمد بن عوف: هو أوثق من صفوان بن صالح.

ولد سنة ست وسبعين ومائة.

وقال أبو زرعة الدمشقي: مات في جمادى الأولى سنة أربعين.

قلت: قرأ عليه أحمد بن نصر بن شاكر، وأخذ عنه الحروف أحمد بن يزيد الحلواني، وفضل بن محمد الأنطاكي.

483 -

م د:‌

‌ وهب بن بقية بن عثمان بن سابور

، أبو محمد الواسطي، ويقال له: وهبان.

عن هشيم، ويزيد بن زريع، وخالد بن عبد الله الطحان، وطبقتهم. وعنه مسلم، وأبو داود، وأبو يعلى الموصلي، وأبو القاسم البغوي، وجعفر الفريابي، وأبو العباس السراج، وآخرون.

قال يحيى بن معين: ثقة، لكنه سمع وهو صغير.

قلت: وقع لنا حديثه عاليا. وتوفي سنة تسع وثلاثين.

484 -

م د:‌

‌ يحيى بن أيوب

، أبو زكريا البغدادي المقابري العابد.

عن شريك، وإسماعيل بن جعفر، وخلف بن خليفة، وهشيم، ومصعب بن سلام، وعباد بن عباد، وعبد الله بن وهب، وخلق. وعنه مسلم، وأبو

ص: 960

داود، وأبو زرعة، وابن أبي الدنيا، ومحمد بن وضاح القرطبي، والحسين بن فهم، وأحمد بن علي المروزي، وأبو يعلى الموصلي، وأحمد بن الحسن الصوفي، وأبو القاسم البغوي، ومحمد بن إبراهيم السراج، وحامد بن شعيب البلخي، وخلق.

قال أحمد بن حنبل: رجل صالح، صاحب سكون ودعة.

وقال علي ابن المديني: صدوق.

وقال أبو شعيب الحراني: حدثنا يحيى بن أيوب، وكان من خيار عباد الله.

وقال محمد بن مخلد: حدثنا العباس بن محمد بن عبد الرحمن الأشهلي، قال: حدثني أبي، قال: مررت بمقابر، فسمعت همهمة، فاتبعت الأثر، فإذا يحيى بن أيوب في حفرة من تلك الحفر، وإذا هو يدعو ويبكي، ويقول: يا قرة عين المطيعين، ويا قرة عين العاصين، ولم لا تكون قرة عين العاصين، وأنت سترت عليهم الذنوب. ولم لا تكون قرة عين المطيعين، وأنت مننت عليهم بالطاعة. قال: ويعاود البكاء. فغلبني البكاء، ففطن بي، وقال: تعال، لعل الله إنما بعث بك لخير.

وقال الحسين بن فهم: كان يحيى بن أيوب ثقة، ورعا، مسلما، يقول بالسنة، ويعيب من يقول بقول جهم وبخلاف السنة. قال: وتوفي يوم الأحد لاثنتي عشرة خلت من ربيع الأول سنة أربع وثلاثين.

وأما موسى بن هارون فقال: ليلة الأحد لعشر مضين من ربيع الأول. وأخبرني أنه ولد سنة سبع وخمسين ومائة.

485 -

خ:‌

‌ يحيى بن بشر البلخي الفلاس العابد

.

عن سفيان بن عيينة، والوليد بن مسلم، ووكيع، وشبابة، وطبقتهم. وعنه البخاري، وأحمد بن سيار المروزي، وعبد الله الدارمي، وعبد بن حميد، وآخرون.

قال البخاري: توفي في خامس المحرم سنة اثنتين وثلاثين.

ص: 961

486 -

‌ يحيى بن أبي عبيدة رجاء بن عبد الله

، أبو محمد الوادي الحراني.

سمع زهير بن معاوية، وأبا يوسف بن يعقوب بن إبراهيم. وعنه أبو عروبة الحراني، ورخه، وقال: سمعت منه وكان لا يخضب.

مات في جمادى الأولى سنة أربعين ومائتين.

487 -

خ ت:‌

‌ يحيى بن سليمان بن يحيى بن سعيد بن مسلم بن عبيد

، أبو سعيد الجعفي الكوفي المقرئ، نزيل مصر.

سمع حروف عاصم من أبي بكر بن عياش، أخذها عنه أحمد بن محمد بن رشدين. وسمع عبد العزيز الدراوردي، وأبا خالد الأحمر، وعبد الرحمن المحاربي، وأبا بكر بن عياش، ووكيعا، وعبد الله بن وهب، وطائفة. وعنه البخاري والترمذي، عن رجل، عنه، ومحمد بن يحيى الذهلي، ومحمد بن عوف الطائي، والحسين بن إسحاق التستري، والحسن بن سفيان، وأبو الطاهر محمد بن أحمد بن عثمان المديني، والحسن بن غليب المصري، وآخرون.

قال النسائي: ليس بثقة.

وقال غيره بتوثيقه.

قال أبو حاتم: شيخ.

وقال ابن حبان في كتاب الثقات: ربما أغرب.

وقال ابن يونس: توفي سنة سبع وثلاثين.

وقال في مكان آخر: سنة ثمان.

488 -

‌ يحيى بن سليمان الحفري الإفريقي

، أبو زكريا.

ص: 962

روى عن أبي معمر عباد بن عبد الصمد، وغيره. وعنه جبرون بن عيسى البلوي.

قيل: توفي سنة سبع أيضا.

489 -

‌ يحيى بن طلحة اليربوعي الكوفي

.

عن شريك، وفضيل بن عياض. وعنه علي بن الحسين بن الجنيد الرازي، وغيره.

490 -

خ م ق:‌

‌ يحيى بن عبد الله بن بكير المخزومي

، مولاهم، المصري الحافظ، أبو زكريا.

ولد سنة أربع وخمسين ومائة. وأخذ عن مالك، والليث، وابن لهيعة، وحماد بن زيد، والمغيرة بن عبد الرحمن الحزامي، ويعقوب بن عبد الرحمن القاري، وبكر بن مضر، ومفضل بن فضالة، وابن وهب، وخلق سواهم. وعنه البخاري، ومسلم، وابن ماجه عن رجل، عنه، وبقي بن مخلد، وحرملة بن يحيى، ومحمد بن يحيى الذهلي، وأبو زرعة، ومحمد بن إسحاق الصاغاني، ومحمد بن إبراهيم البوشنجي، ويحيى بن أيوب العلاف، ويحيى بن عثمان بن صالح السهمي، وأحمد بن محمد بن الحجاج بن رشدين، وخير بن موفق، وأبو الزنباع روح بن الفرج، وأبو علي الحسن بن الفرج الغزي، وآخرون كثيرون.

قال أبو حاتم: كان يفهم هذا الشأن، يكتب حديثه، ولا يحتج به.

قلت: قد احتج به صاحبا الصحيحين، وكان غزير العلم عارفا بالحديث وأيام الناس، بصيرا بالفتوى.

قال عبيد بن رجال: سمعت يحيى بن بكير يقول لأبي زرعة: ليس ذا زعزعة عن زوبعة، إنما ترفع الستر، وتنظر إلى نبيك وأصحابه بين يديه، حدثنا مالك، عن نافع، عن ابن عمر.

ص: 963

وقد قال فيه النسائي: ضعيف.

وقال في موضع آخر: ليس بثقة.

ولم يقبل الناس من النسائي إطلاق هذه العبارة في هذا، ولا الذي قبله، كما لم يقبلوا منه ذلك في أحمد بن صالح المصري.

قال أسلم بن عبد العزيز الأندلسي: حدثنا بقي بن مخلد أن يحيى بن بكير سمع الموطأ من مالك سبع عشرة مرة.

قلت: ومن جلالته عند البخاري أنه روى عن محمد بن عبد الله، وهو الذهلي، عن يحيى بن بكير.

أخبرنا محمد بن عبد السلام العصروني، وغير واحد، عن المؤيد الطوسي، وغيره، قال المؤيد: أخبرنا محمد بن الفضل الفراوي، قال: أخبرنا عمر بن مسرور، قال: أخبرنا إسماعيل بن نجيد، قال: حدثنا محمد بن إبراهيم البوشنجي، قال: حدثنا يحيى بن عبد الله بن بكير، قال: حدثني الليث، عن حيوة بن شريح، عن عقبة بن مسلم، عن عبد الله بن الحارث بن جَزء، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ويل للأعقاب وبطون الأقدام من النار.

توفي في النصف من صفر سنة إحدى وثلاثين.

491 -

خ:‌

‌ يحيى بن عبد الله بن زياد السلمي الخراساني

، خاقان المروزي، ويقال: البلخي. أخو جمعة وزنجويه، ويكنى أبا سهل، وقيل: أبو الليث.

روى عن ابن المبارك، ونوح بن أبي مريم، وحفص بن غياث، والوليد بن مسلم، وجماعة. وعنه البخاري، وحاشد بن إسماعيل، وعبيد الله بن سريج، وجماعة آخرهم أبو العباس محمد بن إسحاق السراج. وكانت أمه جارية من أهل تبت.

492 -

‌ يحيى بن عثمان

، أبو زكريا الحربي.

عن أبي المليح الرقي، وإسماعيل بن عياش، والهقل بن زياد، وبقية، وطائفة. وأصله من سجستان. وكان عابدا صالحا قانتا لله. روى عنه ابن

ص: 964

أبي الدنيا، وعلي بن الحسين بن حبان، ومحمد بن عبدوس بن كامل، وأبو زرعة الرازي، والبغوي، والسراج.

وثقه أبو زرعة، وقال ابن معين: ليس به بأس.

وقال البغوي: توفي سنة ثمان وثلاثين.

493 -

ع:‌

‌ يحيى بن معين بن عون بن زياد بن بسطام

. وقيل: غياث بدل عون، الإمام العالم أبو زكريا المري، مرة بن غطفان، مولاهم البغدادي.

أصله من الأنبار، ونشأ ببغداد، وسمع بها، وبالحجاز، والشام، ومصر، والنواحي، وقال: مولده في سنة ثمان وخمسين ومائة، فهو أسن من علي ابن المديني، وأحمد بن حنبل، وأبي بكر بن أبي شيبة، وإسحاق بن راهويه، وكانوا يتأدبون معه ويعرفون له فضله. وكان أبوه كاتبا لعبد الله بن مالك، فخلف ليحيى ألف ألف درهم فيما قيل.

سمع عبد الله بن المبارك، وهشيم بن بشير، ومعتمر بن سليمان، وجرير بن عبد الحميد، وإسماعيل بن مجالد، ويحيى بن أبي زائدة، ويحيى بن عبد الله الأنيسي المدني، وسفيان بن عيينة، وأبا حفص الأبار، وحفص بن غياث، وعباد بن العوام، وعمر بن عبيد الطنافسي، وعيسى بن يونس، ويحيى بن سعيد القطان، ووكيعا، وعبد الرحمن بن مهدي، وخلقا من طبقتهم ومن بعدهم. ورحل إلى اليمن إلى عبد الرزاق.

وعنه البخاري، ومسلم، وأبو داود، والبخاري، والترمذي، والنسائي، وابن ماجه، عن رجل، عنه، وأحمد بن حنبل، ومحمد بن سعد، وأبو خيثمة، وهناد، وطائفة من أقرانه، وعباس الدروي، وأبو بكر الصاغاني، وأحمد بن أبي خيثمة، ومعاوية بن صالح الأشعري، وعثمان بن سعيد الدارمي، وأبو زرعة، وأبو حاتم، وإبراهيم بن عبد الله بن الجنيد، وإسحاق الكوسج، وحنبل بن إسحاق، وصالح جزرة وخلق من أقرانهم من هذه الطبقة، وموسى بن هارون، وأبو يعلى الموصلي، وأحمد بن الحسن بن عبد الجبار الصوفي،

ص: 965

وعبد الله بن أحمد بن حنبل، وآخرون، وجعفر الفريابي، ومحمد بن إبراهيم البغدادي مربع، ومحمد بن صالح كيلجة، وعلي بن الحسن بن عبد الصمد ما غمه، والحسين بن محمد عبيد العجل، الحفاظ، يقال: إنهم من تلامذة يحيى بن معين، وإنه لقبهم. ووقع لنا حديثه عاليا.

أخبرنا أحمد بن إسحاق بمصر، قال: أخبرنا أحمد بن يوسف، والفتح بن عبد الله، قالا: أخبرنا أبو الفضل محمد بن عمر القاضي.

(ح) وأخبرنا أحمد بن هبة الله، عن عبد المعز الهروي قال: أخبرنا يوسف بن أيوب الزاهد، قالا: أخبرنا أحمد بن محمد بن النقور، قال: أخبرنا علي بن عمر الحربي، قال: حدثنا أحمد بن الحسن الصوفي، قال: حدثنا يحيى بن معين سنة سبع وعشرين ومائتين، قال: حدثنا هشام بن يوسف، عن عبد الله بن سليمان النوفلي، عن محمد بن علي، عن أبيه، عن ابن عباس، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أحبوا الله لما يغذوكم من نعمه، وأحبوني لحب الله، وأحبوا أهل بيتي لحبي. رواه الترمذي في المناقب، عن أبي داود السجستاني، عن يحيى بن معين.

وبالإسناد إلى ابن معين، قال: حدثنا ابن عيينة، عن حميد الأعرج، عن سليمان بن عتيق، عن جابر بن عبد الله، أن النبي صلى الله عليه وسلم أمر بوضع الجوائح، ونهى عن بيع السنين.

وبالإسناد قال: حدثنا حفص بن غياث، عن الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة: قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من أقال مسلما عثرته، أقاله الله يوم القيامة.

أخرجهما أبو داود، عن يحيى بن معين.

وهذا الحديث رواه عبد الله بن أحمد بن حنبل في مسند والده، عن ابن معين، وهو ما قيل: إن ابن معين تفرد به.

ص: 966

وقال ابن عدي: سمعت عبدان الأهوازي، قال: سمعت حسين بن حميد بن الربيع، قال: سمعت أبا بكر بن أبي شيبة يتكلم في يحيى بن معين، ويقول: من أين له حديث حفص بن غياث: من أقال مسلما؟ هو ذا كتب حفص عندنا. وهو ذا كتب ابنه عمر بن حفص عندنا، وليس فيه من هذا شيء.

قال ابن عدي: يحيى يوثق به، وأجل من أن ينسب إليه شيء من ذلك. والحسين بن حميد متهم في هذه الحكاية. وقد حدث بهذا الحديث أبو عوف البزوري، عن زكريا بن عدي، عن حفص بن غياث.

قال أحمد بن زهير: ولد يحيى سنة ثمان وخمسين ومائة.

وقال أبو حاتم: يحيى بن معين إمام.

وقال النسائي: هو أبو زكريا الثقة المأمون، أحد الأئمة في الحديث.

وقال علي ابن المديني: لا نعلم أحدا من لدن آدم كتب من الحديث ما كتب ابن معين.

وقال عباس الدوري: سمعت ابن معين يقول: لو لم نكتب الحديث خمسين مرة ما عرفناه.

وعن يحيى بن معين، قال: كتبت بيدي ألف ألف حديث.

وقال صالح بن محمد جزرة: ذكر لي أن يحيى بن معين خلف من الكتب ثلاثين قمطرا وعشرين حبا. طلب يحيى بن أكثم كتبه بمائتي دينار، فلم يدع أبو خيثمة أن تباع.

وقال عباس الدوري، فيما رواه عنه الأصم: سمعت يحيى بن معين يقول: كنا في قرية بمصر، ولم يكن معنا شيء، ولا ثَمَّ شيئا نشتريه، فلما أصبحنا إذا نحن بزنبيل مليء بسمك مشوي وليس عنده أحد، فسألوني عنه، فقلت: اقتسموه فكلوه قال يحيى: أظن أنه رزق رزقهم الله. وسمعت يحيى مرارا يقول: القرآن كلام الله وليس بمخلوق، والإيمان قول وعمل، يزيد وينقص.

ص: 967

وقال عباس الدوري: سمعت يحيى بن معين يقول: كنت إذا دخلت منزلي بالليل قرأت آية الكرسي على داري وعيالي خمس مرات، فبينا أنا أقرأ، إذا شيء يكلمني: كم تقرأ هذا، كأن إنسان لم يحسن أن يقرأ غيرك؟ فقلت: وأرى هذا يسوؤك، والله لأزيدنك إلا غيظا، فجعلت أقرأها في الليل خمسين ستين مرة.

قال عباس الدوري: قلت ليحيى بن معين: ما تقول في الرجل يقوم للرجل حديثه؟ يعني ينزع منه اللحن، فقال: لا بأس بحديثه.

وقال عباس: سمعت يحيى يقول: لو لم نكتب الحديث من ثلاثين وجها ما عقلناه.

وقال مجاهد بن موسى: سمعت ابن معين يقول: كتبنا عن الكذابين وسجرنا به التنور، وأخرجنا به خبزا نضيجا.

قال إبراهيم بن عبد الله بن الجنيد: سمعت ابن معين يقول: ما الدنيا إلا كحلم حالم. والله ما ضر رجلا اتقى الله على ما أصبح وأمسى، لقد حججت وأنا ابن أربع وعشرين سنة، خرجت راجلا من بغداد إلى مكة، هذا منذ خمسين سنة كأنما كان أمس. قلت ليحيى بن معين: ترى أن ينظر الرجل في الرأي؛ رأي الشافعي وأبي حنيفة؟ قال: ما أرى لمسلم أن ينظر في رأي الشافعي، ينظر في رأي أبي حنيفة أحب إلي.

قلت: إنما يقول هذا يحيى لأنه كان حنفيا، وفيه انحراف معروف عن الشافعي، والإنصاف عزيز.

قال ابن الجنيد: سمعت يحيى يقول: تحريم النبيذ صحيح، وأقف عنده لا أحرمه؛ قد شربه قوم صالحون بأحاديث صحاح، وحرمه قوم صالحون بأحاديث صحاح. أنا سمعت يحيى بن سعيد يقول: حديث الطلاء، وحديث عتبة بن فرقد جميعا صحيحان.

وقال علي ابن المديني: انتهى علم الناس إلى يحيى بن معين.

وقال القواريري: قال لي يحيى القطان: ما قدم علينا مثل هذين الرجلين؛ أحمد بن حنبل، ويحيى بن معين.

وقال أحمد بن حنبل: كان يحيى بن معين أعلمنا بالرجال.

ص: 968

وعن أبي سعيد الحداد، قال: الناس عيال في الحديث على يحيى بن معين.

وقال محمد بن هارون الفلاس: إذا رأيت الرجل يبغض يحيى بن معين فاعلم أنه كذاب.

وعن أحمد بن حنبل، قال: حديث لا يعرفه يحيى بن معين فهو كذب، أو ليس هو بحديث.

وقال جعفر بن أبي عثمان الطيالسي: كنا عند يحيى بن معين، فجاءه رجل مستعجل، فقال: يا أبا زكريا حدثني بحديث نذكرك به. قال يحيى: اذكر أنك سألتني أن أحدثك، فلم أفعل.

وقال أبو داود: سمعت ابن معين يقول: أكلت عجنة خبز وأنا ناقه من علة.

وقال الحسين بن فهم: سمعت ابن معين يقول: كنت بمصر فرأيت جارية بيعت بألف دينار ما رأيت أحسن منها صلى الله عليها. فقلت: يا أبا زكريا مثلك يقول هذا؟ قال: نعم. صلى الله عليها وعلى كل مليح.

وقال عباس الدوري: رأيت أحمد بن حنبل في المجلس عند روح بن عبادة يسأل يحيى بن معين عن أشياء، يقول: يا أبا زكريا، كيف حديث كذا؟ وكيف حديث كذا؟ يستثبته في أحاديث سمعوها، وأحمد يكتب ما يقول. وقل ما سمعت أحمد يسميه، إنما كان يقول: قال أبو زكريا.

وقال أبو عبيد الآجري: سألت أبا داود أيما أعلم بالرجال: علي ابن المديني، أو ابن معين؟ قال يحيى عالم بالرجال، وليس عند علي من خبر أهل الشام شيء.

وقال عباس الدوري: حدثنا ابن معين، قال: حضرت نعيم بن حماد المصري، فجعل يقرأ كتابا صنفه، فقال: حدثنا ابن المبارك، عن ابن عون، وذكر أحاديث. فقلت: ليس هذا عن ابن مبارك. فغضب وقال: ترد علي. قلت: إي والله أريد زينك. فأبى أن يرجع، فلما رأيته لا يرجع قلت: لا والله ما سمعت هذه من ابن المبارك، ولا سمعها هو من ابن عون قط. فغضب وغضب من كان عنده، وقام فدخل البيت، فأخرج صحائف فجعل يقول: أين

ص: 969

الذين يزعمون أن يحيى بن معين ليس بأمير المؤمنين في الحديث. نعم يا أبا زكريا غلطت، وإنما روى هذه الأحاديث عن ابن عون غير ابن المبارك.

قال الحسين بن حبان: قال ابن معين: دفع إلي ابن وهب كتابا عن معاوية بن صالح، خمسمائة حديث أو أكثر، فانتقيت منها شرارها. لم يكن لي يومئذ معرفة. قلت: أسمعتها من أحد قبل ابن وهب؟ قال: لا.

قلت: يعني أنه مبتدئا لا يعرف ينتخب.

وقال أبو زرعة: لم يكن يُنتفع بيحيى لأنه كان يتكلم في الناس.

وكان أحمد لا يرى الكتابة عن أبي نصر التمار، ولا عن يحيى بن معين، ولا عن أحد ممن امتحن فأجاب.

قلت: كان يحيى بن معين له أبهة وجلالة، وله بزة حسنة، ويركب البغلة ويتجمل، فأجاب في المحنة خوفا على نفسه.

قال حبيش بن مبشر الفقيه: كان يحيى بن معين يحج، فآخر حجة حجها ورجع ووصل إلى المدينة، أقام بها يومين أو ثلاثة. ثم خرج حتى نزل المنزل مع رفقائه، فباتوا. فرأى في النوم هاتفا يهتف به: يا أبا زكريا أترغب عن جواري، مرتين؟ فلما أصبح قال لرفقائه: امضوا ورجع فأقام بها ثلاثا، ثم مات، فحمل على أعواد النبي صلى الله عليه وسلم، وصلى عليه الناس، وجعلوا يقولون: هذا الذاب عن رسول الله صلى الله عليه وسلم الكذب.

قال الخطيب: الصحيح أنه مات في ذهابه قبل أن يحج.

وقال محمد بن جرير الطبري: خرج يحيى حاجا وكان أكولا. فحدثني أبو العباس أحمد بن شاه أنه كان في الرفقة التي فيها يحيى بن معين. فلما صاروا بفيد أهدي إلى يحيى بن معين فالوذج ولم ينضج، فقلت له: يا أبا زكريا لا تأكله، فإنا نخاف عليك. فلم يعبأ بكلامنا وأكله، فما استقر في معدته حتى شكا وجع بطنه، واستطلق بطنه، إلى أن وصلنا إلى المدينة ولا نهوض به، وتفاوضنا في أمره، ولم يكن لنا سبيل إلى المقام عليه لأجل الحج، ولم ندر فيما نعمل في أمره، فعزم بعضنا على القيام عليه وترك الحج. وبتنا ليلتنا فلم نصبح حتى وصى ومات، فغسلناه ودفناه.

وقال مهيب بن سليم البخاري: حدثنا محمد بن يوسف البخاري، قال:

ص: 970

كنا في الحج مع يحيى بن معين، فدخلنا المدينة ليلة الجمعة، ومات من ليلته. فلما أصبحنا تسامع الناس بقدوم يحيى وموته، فاجتمع العامة، وجاءت بنو هاشم فقالوا: نخرج له الأعواد التي غسل عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم، فكره العامة ذلك، وكثر الكلام. فقالت بنو هاشم: نحن أولى بالنبي صلى الله عليه وسلم منكم، وهو أهل أن يغسل عليها، فغسل عليها، ودفن يوم الجمعة في ذي القعدة سنة ثلاث وثلاثين.

قال مهيب بن سليم: وفيها ولدت.

قال عباس الدوري: مات قبل أن يحج، وصلى عليه والي المدينة، وكلم الحزامي الوالي، فأخرجوا له سرير النبي صلى الله عليه وسلم، فحمل عليه.

وقال أحمد بن أبي خيثمة: مات لسبع بقين من ذي القعدة سنة ثلاث وثلاثين، وقد استوفى خمسا وسبعين سنة ودخل في الست، ودفن بالبقيع.

وقال حبيش بن مبشر، وهو ثقة: رأيت يحيى بن معين في النوم، فقلت: ما فعل الله بك؟ قال: أعطاني وحباني وزوجني ثلاثمائة حوراء، ومهد لي بين البابين.

رأيت غريبة، وهي أن أبا عبد الرحمن السلمي روى عن الدارقطني، قال: مات يحيى بن معين قبل أبيه بعشرة أشهر.

قال ابن خلكان: رأيت في الإرشاد للخليلي أن ابن معين مات لسبع بقين من ذي الحجة. قال: فعلى هذا تكون وفاته بعد أن حج.

قلت: بل الصحيح أنه في ذي القعدة كما مر، وما حج تلك السنة، والله أعلم.

494 -

خ د ت ن:‌

‌ يحيى بن موسى بن عبد ربه المحدث

، أبو زكريا الحداني الكوفي، ثم البلخي، ولقبه خت.

رحال جوال. سمع سفيان بن عيينة، والوليد بن مسلم، ومحمد بن فضيل، وعبد الله بن نمير، وعبد الرزاق، وطبقتهم. فأكثر وأطنب. وعنه البخاري، وأبو داود، والترمذي، والنسائي، وعبد الله الدارمي، وجعفر

ص: 971

الفريابي، وأبو العباس السراج، وطائفة.

وثقه أبو زرعة، وغيره.

ومات في رمضان سنة تسع وثلاثين.

495 -

‌ يحيى بن يحيى بن كثير بن وسلاس بن شملال بن منغايا الإمام

، أبو محمد البربري المصمودي الليثي، مولى بني ليث، الأندلسي القرطبي الفقيه.

دخل جده أبو عيسى كثير بن وسلاس إلى الأندلس، وتولى بني ليث. وولد يحيى بن يحيى سنة اثنتين وخمسين ومائة، وسمع الموطأ من زياد بن عبد الرحمن شبطون، وسمع من يحيى بن مضر، وغير واحد. ثم رحل إلى المشرق وهو ابن بضع وعشرين سنة في آخر أيام مالك، فسمع من مالك الموطأ غير أبواب من الاعتكاف، شك في سماعها، فرواها عن زياد، عن مالك. وسمع الليث بن سعد، وسفيان بن عيينة، وابن وهب، فحمل عنه موطأه، وعن ابن القاسم مسائله. وحمل عن ابن القاسم من رأيه عشرة كتب؛ أكثرها سؤاله وسماعه من مالك، ثم رجع إلى المدينة ليسمع ذلك من مالك، فوجده عليلا، فأقام بالمدينة إلى أن توفي مالك، وحضر جنازته. وسمع أيضا من القاسم بن عبد الله العمري، وأنس بن عياض الليثي، وطائفة. وقيل: إنه سمع من نافع من أبي نعيم قارئ المدينة، وما أحسبه أدركه.

روى عنه خلق من علماء الأندلس، وانتفعوا به وبعلمه وبفضله، ونال من الرئاسة والحرمة الوافرة ما لم ينله غيره. حمل عنه ولده أبو مروان عبيد الله، ومحمد بن العباس بن الوليد، ومحمد بن وضاح، وبقي بن مخلد، وصباح بن عبد الرحمن العتقي، وآخرون.

وكان أحمد بن خالد بن الجباب يقول: لم يعط أحد من أهل العلم بالأندلس من الحظوة وعظم القدر وجلالة الذكر ما أعطيه يحيى بن يحيى.

ويذكر أن يحيى بن يحيى كان عند مالك، فخطر الفيل على باب مالك،

ص: 972

فخرج كل من كان في مجلسه لرؤيته سوى يحيى. فأعجب ذلك مالكا، وسأله: من أنت؟ وأين بلدك؟ ولم يزل بعد مكرما له.

وعن يحيى بن يحيى، قال: أخذت بركاب الليث، فأراد غلامه أن يمنعني، فقال الليث: دعه. ثم قال لي: قد خدمك العلم. فلم تزل بي الأيام حتى رأيت ذلك.

وقيل: إن عبد الرحمن بن الحكم أمير الأندلس نظر إلى جارية في رمضان، فلم يملك نفسه أن واقعها، فندم وطلب الفقهاء، فحضروا، فسألهم عن توبته، فقال يحيى: صم شهرين متتابعين. فسكتوا، فلما خرجوا قالوا ليحيى: ما لك لم تفته بمذهبنا عن مالك، أنه يخير بين العتق والصوم والإطعام؟ فقال: لو فتحنا له هذا الباب لسهل عليه أن يطأ كل يوم، ويعتق رقبة، فحملته على أصعب الأمور لئلا يعود.

وقال ابن عبد البر: قدم يحيى بن يحيى إلى الأندلس بعلم كثير، فعادت فتيا الأندلس بعد عيسى بن دينار عليه، وانتهى السلطان والعامة إلى رأيه. وكان فقيها حسن الرأي، كان لا يرى القنوت في الصبح، ولا في سائر الصلوات. ويقول: سمعت الليث بن سعد يقول: سمعت يحيى بن سعيد الأنصاري يقول: إنما قنت رسول الله صلى الله عليه وسلم نحو أربعين يوما يدعو على قوم، ويدعو لآخرين. قال: وكان الليث لا يقنت.

قال ابن عبد البر: وخالف يحيى مالكا في اليمين مع الشاهد، فلم ير القضاء به ولا الحكم، وأخذ بقول الليث في ذلك. وكان يرى كراء الأرض بجزء مما يخرج منها على مذهب الليث، وقال: هي سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم في خيبر، وقضى بدار أمين إذا لم يوجد في أهل الزوجين حكمان يصلحان لذلك.

وقال ابن عبد البر أيضا: كان يحيى بن يحيى إمام أهل بلده، والمقتدى به منهم، والمنظور إليه، والمعول. وكان ثقة عاقلا، حسن الهدي والسمت، يشبه في سمته بسمت مالك. ولم يكن له بصر بالحديث.

وقال ابن الفرضي: كان يفتي برأي مالك، وكان إمام وقته وواحد

ص: 973

بلده. وكان رجلا عاقلا.

قال محمد بن عمر بن لبابة: فقيه الأندلس عيسى بن دينار، وعالمها عبد الملك بن حبيب، وعاقلها يحيى بن يحيى.

قال ابن الفرضي: وكان يحيى ممن اتهم ببعض الأمر في الهيج، فهرب إلى طليطلة ثم استأمن، فكتب له الأمير الحكم أمانا ورد إلى قرطبة.

وقال عبد الله بن محمد بن جعفر: رأيت يحيى بن يحيى نازلا عن دابته، ماشيا إلى الجامع يوم جمعة وعليه عمامة ورداء متين، وأنا أحبس دابة أبي.

وقال أبو القاسم بن بشكوال: كان يحيى بن يحيى مجاب الدعوة؛ قد أخذ في نفسه وهيبته ومقعده هيئة مالك، رحمه الله.

قلت: وبه ظهر مذهب إلإمام مالك بالأندلس. فإنه عرض عليه القضاء فامتنع. فكان أمير الأندلس لا يولي القضاء بمدائن الأندلس إلا من يشير به يحيى بن يحيى، فكثر تلامذة يحيى لذلك، وأقبلوا على فقه مالك، ونبذوا ما سواه.

قال غير واحد: توفي في رجب سنة أربع وثلاثين ومائتين،: وقيل: سنة ثلاث.

496 -

‌ يزداد بن موسى بن جميل

.

حدث ببغداد عن أبي جعفر الرازي، وإسرائيل بن يونس. وتفرد بالرواية عنهما. وعاش بضعا وتسعين سنة. روى عنه عمر بن أيوب السقطي، وعبد الله بن إسحاق المدائني، وعبد الله بن ناجية، وغيرهم.

497 -

د ن ق:‌

‌ يزيد بن خالد بن يزيد بن عبد الله بن موهب

، أبو خالد الرملي الزاهد.

شيخ الرملة ومسندها. روى عن الليث بن سعد، ومفضل بن فضالة، ويحيى بن زكريا بن أبي زائدة، ويحيى بن حمزة، وعيسى بن يونس، وبكر بن مضر، وابن وهب، وجماعة. وعنه أبو داود، والنسائي، وابن ماجه عن رجل عنه، وأبو حاتم، وأحمد بن إبراهيم البسري، وجعفر بن محمد الفريابي،

ص: 974

ومحمد بن الحسن بن قتيبة العسقلاني، وآخرون.

قال أحمد بن محمد السجزي: ما رأيت محدثا أخشع لله من يزيد بن خالد الرملي.

قلت: وقع لي حديثه في السماء علوا.

أخبرنا أحمد بن إسحاق، قال: أخبرنا الفتح بن عبد الله، قال: أخبرنا محمد بن علي، والقاضي الأموي، ومحمد بن أحمد بن الداية، قالوا: أخبرنا أبو جعفر ابن المسلمة، قال: أخبرنا أبو الفضل الزهري، قال: حدثنا جعفر الفريابي، قال: حدثنا يزيد بن خالد بن موهب بالرملة سنة اثنتين وثلاثين، قال: حدثنا الليث، عن عقيل، عن ابن شهاب، أن أبا إدريس الخولاني أخبره أن يزيد بن عميرة، وكان من أصحاب معاذ بن جبل، قال: كان معاذ لا يجلس مجلسا إلا قال حين يجلس: الله حكم قسط، تبارك اسمه، هلك المرتابون ..... وذكر الحديث.

قال أبو القاسم بن عساكر: توفي سنة اثنتين، ويقال: سنة ثلاث وثلاثين، ويقال: سنة سبع وثلاثين ومائتين.

498 -

ق:‌

‌ يزيد بن عبد الله بن يزيد بن ميمون بن مهران

، أبو محمد اليمامي، نزيل مكة.

شيخ معمر، تفرد بالرواية عن عكرمة بن عمار. وعنه ابن ماجه، ويعقوب الفسوي، ومحمد بن عبد الله مطين، وموسى بن هارون، وجماعة.

توفي سنة ثلاث، أو أربع وثلاثين ومائتين.

499 -

‌ يزيد بن مخلد

، أبو خداش الواسطي.

عن هشيم، وبشر بن مبشر. وعنه إبراهيم بن يوسف الهسنجاني، وعلي بن الحسين بن الجنيد.

500 -

‌ يعقوب بن عيسى بن ماهان المروزي

، ثم البغدادي، المؤدب.

ص: 975

حدث عن إبراهيم بن سعد. وعنه أحمد بن حنبل، وابنه عبد الله بن أحمد، وأبو يعلى الموصلي.

501 -

‌ يعقوب بن القاسم أبو يوسف الطلحي التيمي

.

عن الدراوردي، وابن المبارك، وابن عيينة، وجماعة. وعنه الحارث بن أبي أسامة، وعبد الله بن أبي سعد الوراق.

وهو ثقة.

502 -

د:‌

‌ يعقوب بن كعب الأنطاكي الحلبي

، أبو حامد، وأبو يوسف.

عن عبد الله بن وهب، وبقية بن الوليد، وعيسى بن يونس، والوليد بن مسلم، ومحمد بن سلمة الحراني، وأبي معاوية الضرير، وخلق كثير. وعنه أبو داود، وأحمد بن سيار المروزي، ومحمد بن إبراهيم البوشنجي، وأحمد بن أبي خيثمة، وأبو بكر بن أبي عاصم، وآخرون.

قال أبو حاتم: ثقة.

وقال أحمد العجلي: ثقة، رجل صالح صاحب سنة.

503 -

خ ن:‌

‌ يوسف بن عدي

، أبو يعقوب الكوفي، مولى تيم؛ تيم الله. أخو زكريا بن عدي.

حدث عن مالك بن أنس، وشريك، وعبيد الله بن عمرو الرقي، وجماعة. وعنه البخاري، والنسائي، عن رجل، عنه، وأبو زرعة، وأبو حاتم، ويعقوب الفسوي، ومحمد بن إبراهيم البوشنجي، والحسن بن الفرج الغزي، ومحمد بن وضاح، وطائفة من المصريين، وغيرهم.

قال أبو زرعة: ثقة. ذهب إلى مصر للتجارة فسكنها.

وقال غيره: توفي في سنة اثنتين وثلاثين ومائتين في ربيع الأول.

وأضر قبل موته بيسير.

ص: 976

504 -

‌ يوسف بن عمرو بن يسار الإمام

، أبو يعقوب المدني ثم المصري، المقرئ المعروف بالأزرق.

لزم ورشا مدة طويلة وأتقن عليه القراءة، وتصدر للإقراء. وانفرد عن روش بتغليظ اللامات وترقيق الراءات.

قرأ عليه خلق؛ منهم: أبو الحسن إسماعيل بن عبد الله النحاس، ومواس المقرئ، وأبو بكر عبد الله بن مالك بن سيف.

قال أبو عدي عبد العزيز: سمعت أبا بكر بن سيف يقول: سمعت أبا يعقوب الأزرق يقول: إن ورشا لما تعمق في النحو اتخذ لنفسه مقرأً يسمى مقرأ ورش، فلما جئت لأقرأ عليه قلت له: يا أبا سعيد إني أحب أن تقرئني مقرأ نافع خالصا، وتدعني مما استحسنت لنفسك. قال: فقلدته مقرأ نافع. وكنت نازلا مع ورش في الدار، فقرأت عليه عشرين ختمة بين حدر وتحقيق. فأما التحقيق، فكنت أقرأ عليه في الدار التي كنا نسكنها في مسجد عبد الله. وأما الحدر، فكنت أقرأ عليه إذا رابطت معه بالإسكندرية.

قال أبو الفضل الخزاعي: أدركت أهل مصر والمغرب على رواية أبي يعقوب الأزرق عن ورش لا يعرفون غيرها.

505 -

ت:‌

‌ يوسف بن يحيى الإمام أبو يعقوب المصري البويطي الفقيه

، صاحب الشافعي.

روى عن ابن وهب، والشافعي، وغيرهما. وعنه الربيع المرادي رفيقه، وإبراهيم الحربي، ومحمد بن إسماعيل الترمذي، وأبو حاتم، وقال: صدوق، وأحمد بن إبراهيم بن فيل، والقاسم بن هاشم السمسار، وآخرون.

كان صالحا عابدا مجتهدا، دائم الذكر والتشاغل بالعلم. بلغنا أن الشافعي قال: ليس في أصحابي أعلم من البويطي.

قال إمام الأئمة ابن خزيمة: كان ابن عبد الحكم أعلم من رأيت بمذهب مالك، فوقعت بينه وبين البويطي وحشة عند موت الشافعي، فحدثني أبو جعفر السكري قال: تنازع ابن عبد الحكم والبويطي مجلس الشافعي، فقال البويطي: أنا أحق به منك. وقال الآخر كذلك. فجاء الحميدي، وكان تلك

ص: 977

الأيام بمصر، فقال: قال الشافعي: ليس أحد أحق بمجلسي من يوسف، وليس أحد من أصحابي أعلم منه. فقال له ابن عبد الحكم: كذبت. قال: كذبت أنت وأبوك وأمك. وغضب ابن عبد الحكم، وجلس البويطي في مجلس الشافعي، وجلس ابن الحكم في الطاق الثالث.

قال زكريا بن أحمد البلخي: أخبرنا أبو جعفر محمد بن أحمد الترمذي، قال: حدثنا الربيع بن سليمان، قال: كان البويطي حين مرض الشافعي بمصر هو، وابن عبد الحكم، والمزني، فاختلفوا في الحلقة أيهم يقعد فيها؟ فبلغ الشافعي فقال: الحلقة للبويطي، فلهذا اعتزل ابن عبد الحكم الشافعي وأصحابه. وكانت أعظم حلقة في المسجد، والناس في الفتيا إليه، والسلطان إليه. فكان أبو يعقوب البويطي يصوم ويقرأ القرآن، ولا يكاد يمر يوم وليلة إلا ختمه، مع صنائع المعروف للناس. قال: فسعي به، وكان أبو بكر الأصم ممن سعى به، ليس هو بابن كيسان الأصم. وكان أصحاب ابن أبي دؤاد وابن الشافعي ممن سعى به، حتى كتب فيه ابن أبي دؤاد إلى والي مصر، فامتحنه، فلم يجب. وكان الوالي حسن الرأي فيه. فقال: قل فيما بيني وبينك. قال: إنه يقتدي بي مائة ألف، ولا يدرون المعنى. قال: وكان قد أمر أن يحمل إلى بغداد في أربعين رطل حديد؟ قال الربيع: وكان المزني ممن سعى به، وحرملة. قال أبو جعفر الترمذي: فحدثني الثقة عن البويطي أنه قال: برئ الناس من دمي إلا ثلاثة: حرملة، والمزني، وآخر.

وقال الربيع: كان البويطي أبدا يحرك شفتيه بذكر الله، وما أبصرت أحدا أنزع لحجة من كتاب الله من البويطي. ولقد رأيته على بغل في عنقه غل، وفي رجليه قيد، وبين الغل والقيد سلسلة حديد، وهو يقول: إنما خلق الله الخلق بكن. فإذا كانت مخلوقة، فكأن مخلوقا خلق بمخلوق. ولئن أدخلت عليه لأصدقنه، يعني الواثق، ولأموتن في حديدي هذا، حتى يأتي قوم يعلمون أنه قد مات في هذا الشأن قوم في حديدهم.

وقال الربيع أيضا: كتب إلي البويطي أن أصبر نفسك للغرباء، وحسن خلقك لأهل حلقتك، فإني لم أزل أسمع الشافعي رحمه الله يكثر أن يتمثل بهذا البيت:

أهين لهم نفسي لكي يكرمونها. . . ولن تكرم النفس التي لا تهينها قلت: ولما توفي الشافعي جلس بعده في حلقته أبو يعقوب البويطي، ثم

ص: 978

إنه حمل في أيام المحنة إلى العراق مقيدا، فسجن إلى أن مات في سنة إحدى وثلاثين ومائتين في رجب، رضي الله عنه.

قال أبو عمرو المستملي: حضرنا مجلس محمد بن يحيى الذهلي، فقرأ علينا كتاب البويطي إليه، وإذا فيه: والذي أسألك أن تعرض حالي على إخواننا أهل الحديث، لعل الله يخلصني بدعائهم، فإني في الحديد، قد عجزت عن أداء الفرائض من الطهارة والصلاة. فضج الناس بالبكاء والدعاء له.

ومن محاسن البويطي، قال أبو بكر الأثرم: كنا في مجلس البويطي، فقرأ علينا عن الشافعي أن التيمم ضربتان. فقلت له: حديث عمار، عن النبي صلى الله عليه وسلم أن التيمم ضربة واحدة. فحك من كتابه ضربتان، وصيره ضربة على حديث عمار. ثم قال: قال الشافعي: إذا رأيتم عن النبي صلى الله عليه وسلم الثبت فاضربوا على قولي: وخذوا بالحديث فإنه قولي.

قال ابن الصلاح: روى هذا الحافظ أبو بكر بن مردويه، وهذا القول الذي حكى عن القديم أن التيمم للوجه والكف فحسب.

506 -

خ م:‌

‌ يوسف بن يعقوب الكوفي الصفار

.

عن عبد الله بن إدريس، وأبي بكر بن عياش، وجماعة. وعنه البخاري، ومسلم، وأبو بكر بن أبي عاصم، والحسن بن سفيان، ومحمد بن عبد الله الحضرمي مطين، وجماعة.

وثقه أبو حاتم. وتوفي سنة إحدى وثلاثين أيضا.

507 -

‌ يونس بن عبد الرحيم العسقلاني

.

سمع ابن وهب، وضمرة بن ربيعة. وعنه حنبل، وأبو بكر بن أبي الدنيا، ويعقوب الفسوي، وعبد الله بن أحمد بن حنبل.

قال أبو حاتم: ليس بالقوي.

508 -

‌ أبو بكر بن مروان بن الحكم الأسيدي البصري

.

توفي سنة أربع وثلاثين.

ص: 979

حدث عن جويرية بن أسماء، وحماد بن زيد. وعنه عمر بن شبة، والمعمري.

قال أبو حاتم: كتبت عنه وليس به بأس.

509 -

‌ أبو عبيدة بن الفضيل بن عياض المكي

.

قدم مصر في وكالة توكلها، فحدث عن والده رحمه الله، ثم رجع إلى مكة، وبها توفي سنة ست وثلاثين في صفر. قاله ابن يونس.

510 -

‌ أبو يوسف الغسولي الزاهد نزيل طرسوس

.

رأى إبراهيم بن أدهم، وطال عمره، ولقي كبار الصالحين. وتوفي سنة أربعين ومائتين بطرسوس.

511 -

‌ ماني الموسوس

.

هو أبو الحسن محمد بن القاسم المصري، الأديب الشاعر، نزيل بغداد. له نظم بديع، وكان يسكن مزاجه في بعض الأوقات. كان في دولة المتوكل.

قال ابن المرزباني: أنشدت لماني:

سلي عائداتي كيف أبصرن حالتي فإن قلت قد حابينني فسلي الناسا فإن لم يقولوا مات أو هو ميت فزيدي قلبي إذا جنونا ووسواسا وقال أبو هفان الشاعر: أنشدني أبو الحسن ماني لنفسه:

ما ساءني إعراضها عني ولكن سرني سألقاها عوض من كل وجه حسن وأنشد المبرد لماني:

هيف الخصور قواصد النبل. . . قتلننا بالأعين النجل كحل الجمال جفون أعينها. . . فغنين عن كحل بلا كحل وكأنهن إذا أردن خطا. . . يقلعن أرجلهن من وحل وقال أحمد بن عبيد الله: أنشدني ماني الموسوس قال: أنشدنا العديا الحنفي المصري لنفسه:

ما أنصفتك الجفون لم تكف. . . وقد رأين الحبيب لم يقف

ص: 980

فإن ديارا دب الزمان لها. . . فباع فيها الجفاء باللطف ثم استعارت مسامعا كسد اللـ. . . ـوم عليها من عاشق كلف كأنها إذ تقنعت ببلى. . . شمطاء ما تستقل من خرف

512 -

‌ أحمد بن يحيى بن عبد العزيز

، أبو عبد الرحمن الأشعري نسبا البغدادي، ويعرف بأبي عبد الرحمن الشافعي.

واشتهر بالكنية والنسبة لكونه تفقه بالشافعي، وغلب عليه الجدل والمناظرة والكلام. وأخذ عنه داود بن علي الأصبهاني علم الاختلاف؛ قاله أبو عبيد بن حربويه.

وقال الخطيب: حدث عن الوليد بن مسلم، والشافعي. روى عنه محمد بن إبراهيم القوهستاني، ومطين. ثم ساق الخطيب له حديثا.

قال الدارقطني: كان من كبار أصحاب الشافعي، ثم صار من أصحاب ابن أبي دؤاد، واتبعه على رأيه.

513 -

‌ ابن كلاب

.

هو أبو محمد عبد الله بن سعيد بن كلاب المتكلم البصري. كان يرد على المعتزلة وربما وافقهم.

ذكر أبو طاهر الذهلي أن الإمام داود بن علي الأصبهاني أخذ الكلام والجدل عن عبد الله بن كلاب.

وفي ترجمة الحارث بن أسد المحاسبي للخطيب: أنه تخرج بأبي محمد عبد الله بن سعيد القطان الملقب، فيما حكاه هو، كلابا. وأصحابه كلابية؛ لأنه كان يجر الخصوم إلى نفسه بفضل بيانه، كأنه كلاب.

قال شيخنا ابن تيمية: كان له فضل وعلم ودين، وكان ممن انتدب للرد على الجهمية، ومن قال عنه: إنه ابتدع ما ابتدعه ليظهر دين النصارى على المسلمين كما يذكره طائفة، ويذكرون أنه أرضى أخته بذلك، فهذا كذب عليه، افتراه عليه المعتزلة والجهمية الذين رد عليهم، فإنهم يزعمون أنه من أثبت فقد قال بقول النصارى.

قال شيخنا: وهو أقرب إلى السنة من خصومه بكثير، فلما أظهروا القول

ص: 981

بخلق القرآن، وقال أئمة السنة بل هو كلام الله غير مخلوق، فأحدث ابن كلاب القول بأنه كلام قائم بذات الرب بلا قدرة ولا مشيئة. فهذا لم يكن يتصوره عاقل، ولا خطر ببال الجمهور، حتى أحدث القول به ابن كلاب. وقد صنف كتبا كثيرة في التوحيد والصفات، وبين فيها أدلة عقلية على فساد قول الجهمية. وبين أن علو الله تعالى على عرشه ومباينته لخلقه معلوم بالفطرة والأدلة العقلية، كما دل على ذلك الكتاب والسنة. وكذلك ذكرها الحارث المحاسبي في كتاب فهم القرآن.

514 -

‌ أبو دعامة القيسي

.

أخباري مشهور اسمه علي بن بريد، تصغير برد.

روى عن أبي نواس، وأبي العتاهية، وغيرهما. ولم يرو غير الحكايات والأدب. روى عنه أحمد بن أبي طاهر، ويزيد بن محمد المهلبي، وعون بن محمد الكندي، وغيرهم.

ذكره ابن ماكولا في بريد. والله سبحانه وتعالى أعلم.

(آخر الطبقة والحمد لله)

ص: 982

‌الطبقة الخامسة والعشرون

241 -

250 هـ

ص: 983

بسم الله الرحمن الرحيم

(الحوادث)

‌سنة إحدى وأربعين

فيها توفي الإمام أحمد بن حنبل، وجبارة بن المغلس، والحسن بن حماد سجادة، وأبو توبة الربيع بن نافع الحلبي، وعبد الله بن منير المروزي، وأبو قدامة عبيد الله بن سعيد السرخسي، ومحمد بن عبد العزيز بن أبي رزمة، وأبو مروان محمد بن عثمان العثماني، ومحمد بن عيسى التيمي الرازي المقرئ، وهدية بن عبد الوهاب المروزي، ويعقوب بن حميد بن كاسب.

وفيها وثب أهل حمص بواليهم محمد بن عبدويه، وأعانهم النصارى، فقاتلهم، وأنجده صالح أمير دمشق.

وفي جمادى الآخرة ماجت النجوم في السماء، وتناثرت الكواكب كالجراد أكثر الليل؛ وكان أمرا مزعجا لم يعهد مثله.

وفيها أغارت الروم على من بعين زربة.

وأغارت البجاة على ناحية من مصر، فندب المتوكل لحربهم محمد بن عبد الله القمي، وكانت البجاة مهادنين من دهر، فسار إليهم القمي، وتبعه خلق من المطوعة من الصعيد، فكان في عشرين ألفا بين فارس وراجل. وحمل إليه في بحر القلزم عدة مراكب، فيها أقوات، ولججوا بها في البحر حتى تلاقوا بها ساحل البجاة. وحشد له ملك البجاة عساكر يقاتلون على الإبل بالحراب، فتناوشوا أياما من غير مصاف، وقصد البجاة ذلك ليفنى زاد المسلمين. ثم التقوا، فحملوا على البجاة، فنفرت إبلهم من الأجراس، ونفرت في الجبال والأودية، ومزقت جمعهم. فأسر وقتل خلق منهم، وساق وراءهم، فهرب الملك وأخذ تاجه وخزائنه. ثم أرسل الملك يطلب الأمان وهو يؤدي الخراج، وسار معهم إلى باب المتوكل في سبعين من خواصه، واستناب ولده، وكان يعبد الأصنام.

ص: 985

‌سنة اثنتين وأربعين

فيها توفي أبو مصعب الزهري، والحسن بن علي الحلواني، وابن ذكوان المقرئ، وزكريا بن يحيى كاتب العمري، ومحمد بن أسلم الطوسي، ومحمد بن رمح التجيبي، ومحمد بن عبد الله بن عمار، ويحيى بن أكثم.

ويقال: فيها كانت زلزلة عظيمة بقومس وأعمالها، هلك منها خلق تحت الهدم، قيل: بلغت عدتهم خمسة وأربعين ألفا. وكان معظم ذلك بالدامغان، حتى قيل: سقط نصفها. وزلزلت الري، وجرجان، ونيسابور، وطبرستان، وأصبهان وتقطعت جبال، وتشققت الأرض بمقدار ما يدخل الرجل في الشق. ورجمت قرية السويدا بناحية مضر، ووقع منها حجر على خيمة أعراب؛ ووزن حجر منها، فكان عشرة أرطال. وسار جبل باليمن عليه مزارع لأهله حتى أتى مزارع آخرين.

ووقع بحلب على دلبة طائر أبيض دون الرخمة في رمضان، فصاح: يا معاشر الناس، اتقوا الله الله الله، فصاح أربعين صوتا، ثم طار. وجاء من الغد، ففعل كذلك. وكتب البريد بذلك وأشهد خمسمائة إنسان سمعوه.

وفيها حشدت الروم، وخرجوا من ناحية شمشاط إلى آمد والجزيرة، فقتلوا وسبوا نحو عشرة آلاف، ورجعوا.

وحج بالناس والي مكة عبد الصمد بن موسى بن محمد الهاشمي. وحج من البصرة إبراهيم بن مطهر الكاتب على عجلة تجرها الإبل، وعجب الناس من ذلك.

‌سنة ثلاث وأربعين

توفي فيها أحمد بن سعيد الرباطي، وأحمد بن عيسى المصري، وإبراهيم بن العباس الصولي، والحارث المحاسبي، وحرملة، ومحمد بن يحيى العدني، وهارون الحمال.

وفي آخرها قدم المتوكل إلى دمشق، فأعجبته، وبني له القصر بداريا،

ص: 986

وعزم على سكناها، فعمل يزيد بن محمد المهلبي:

أظن الشام تشمت بالعراق. . . إذا عزم الإمام على انطلاق فإن تدع العراق وساكنيه. . . فقد تبلى المليحة بالطلاق فبدا له ورجع بعد شهرين أو ثلاثة، في سنة أربع.

وحج بالناس عبد الصمد بن موسى، وسار بالركب من العراق جعفر بن دينار.

‌سنة أربع وأربعين

فيها توفي أحمد بن منيع، وإبراهيم بن عبد الله الهروي، وإسحاق بن موسى الخطمي، والحسن بن شجاع البلخي الحافظ، وأبو عمار الحسين بن حريث، وحميد بن مسعدة، وعبد الحميد بن بيان الواسطي، وعلي بن حجر، وعتبة بن عبد الله المروزي، ومحمد بن أبان المستملي، ومحمد بن عبد الملك بن أبي الشوارب، ويعقوب بن السكيت.

وفيها افتتح بغا حصنا من الروم يقال له: صملة.

وفيها سخط المتوكل على طبيبه بختيشوع، ونفاه إلى البحرين.

وفيها اتفق عيد الأضحى، وفطير اليهود، وعيد الشعانين للنصارى في يوم واحد.

‌سنة خمس وأربعين

فيها توفي أحمد بن عبدة الضبي، وأبو الحسن أحمد بن محمد النبال القواس مقرئ مكة، وأحمد بن نصر النيسابوري، وإسحاق بن أبي إسرائيل، وإسماعيل بن موسى السدي، وذو النون المصري، وسوار بن عبد الله العنبري، وعبد الله بن عمران العابدي، ودحيم، وأبو تراب النخشبي، ومحمد بن رافع، وهشام بن عمار.

ويقال: فيها عمت الزلازل الدنيا، فأخربت القلاع والمدن والقناطر، وهلك خلق بالعراق والمغرب. وسقطت من أنطاكية نيف وتسعون برجا،

ص: 987

وتقطع جبلها الأقرع وسقط في البحر. وسمع من السماء أصوات هائلة، وهلك أكثر أهل اللاذقية تحت الردم. وذهبت جبلة بأهلها، وهدمت بالس وغيرها. وامتدت إلى خراسان، ومات خلائق منها. وأمر المتوكل بثلاثة آلاف ألف درهم للذين أصيبوا بمنازلهم، وزلزلت مصر، وسمع أهل بلبيس من ناحية مصر ضجة هائلة، فمات خلق من أهل بلبيس، وغارت عيون مكة.

وفيها أمر المتوكل ببناء الماحوزة، وسماها الجعفري. وأقطع الأمراء بناها، وأنفق بعد ذلك عليها أكثر من ألفي ألف دينار، وبنى قصرا سماه اللؤلؤة، لم ير مثله في علوه وارتفاعه، وحفر للماحوزة نهرا كان يعمل فيه اثنا عشر ألف رجل، فقتل المتوكل وهم يعملون فيه، فبطل عمله، وخربت الماحوزة، ونقض القصر.

وفيها أغارت الروم على سميساط فقتلوا نحو خمسمائة وسبوا، فغزا علي بن يحيى، فلم يظفر بهم.

‌سنة ست وأربعين

فيها توفي أحمد بن إبراهيم الدورقي، وأحمد بن أبي الحواري، وأبو عمرو الدوري المقرئ، ودعبل الشاعر، ولوين، ومحمد بن مصفى، والمسيب بن واضح.

وفيها غزا المسلمون الروم، فسبوا، واستنقذوا خلائق من الأسرى.

ويوم عاشوراء تحول المتوكل إلى الماحوزة مدينته التي أمر ببنائها، وفرق في الصناع والعمال عليها يومئذ مبلغا عظيما.

وفيها مطرت بناحية بلخ مطرا دما عبيطا.

وحج بالركب العراقي محمد بن عبد الله بن طاهر، فولي أعمال الموسم، وأخذ معه ثلاثمائة ألف دينار لأهل مكة، ومائة ألف لأهل المدينة، ومائة ألف لإجراء الماء من عرفات إلى مكة.

‌سنة سبع وأربعين

فيها توفي إبراهيم بن سعد الجوهري، وأبو عثمان المازني، والمتوكل على الله، وسلمة بن شبيب، وسفيان بن وكيع، والفتح بن خاقان الوزير.

وفي رابع شوال بويع بالخلافة بعد قتل المتوكل ابنه المنتصر بالله محمد.

ص: 988

فولَّى المظالم أبا عمرة أحمد بن سعيد مولى بني هاشم.

‌سنة ثمان وأربعين

فيها توفي أحمد بن صالح المصري، والحسين الكرابيسي، وطاهر بن عبد الله الأمير، وعبد الجبار بن العلاء، وعبد الملك بن شعيب بن الليث، وعيسى بن حماد زغبة، والقاسم بن عثمان الجوعي، ومحمد بن حميد الرازي، والمنتصر بالله محمد، ومحمد بن زنبور المكي، وأبو كريب محمد بن العلاء، ومحمد بن موسى الحرشي، وأبو هشام الرفاعي.

وفيها وقع بين الوزير أحمد بن الخصيب وبين وصيف التركي وحشة، فأشار الوزير على المنتصر أن يبعد عنه وصيفا، وخوفه منه، فأرسل إليه: إن طاغية الروم أقبل يريد الإسلام، فسر إليه. فاعتذر، فأحضره وقال: إما أن تخرج أنت أو أخرج، فقال: لا، بل أخرج أنا، فانتخب المنتصر معه عشرة آلاف، وأنفق فيهم الأموال، وساروا. ثم بعث المنتصر إلى وصيف يأمره بالمقام بالثغر أربع سنين.

وفي صفر خلع المعتز والمؤيد أنفسهما من العهد مكرهين؛ لما استقامت الأمور للمنتصر ألح عليه أحمد بن الخصيب، ووصيف، وبغا في خلعهما خوفا من موته قبل المعتز، فيهلكهم المعتز. وكان المنتصر مكرما للمعتز والمؤيد إلى أربعين يوما من خلافته، ثم جعلهما في حجرة، فقال المعتز لأخيه: أحضرنا يا شقي هنا للخلع، قال: ما أظنه يفعل، فجاءتهم الرسل بالخلع، فأجاب المؤيد، وامتنع المعتز، وقال: إن كنتم تريدون قتلي فافعلوا.

فمضوا وعادوا فحبسوه في بيت، وأغلظوا له، ثم دخل عليه أخوه المؤيد وقال: يا جاهل قد رأيت ما جرى على أبينا، وأنت أقرب إلى القتل، اخلع ويلك، فإن كان في علم الله أنك تلي لتلين، فخلع نفسه، وكتبا على أنفسهما أنهما عاجزان، وقصدنا أن لا يأثم المتوكل بسببنا، إذ لم نكن له موضعا. واعترفا بذلك في مجلس العامة بحضرة جعفر بن عبد الواحد الهاشمي، ووصيف، وبغا، ومحمد بن عبد الله بن طاهر، وبغا الصغير، وأعيان بني عمهما. فقال لهما المنتصر: أترياني خلعتكما طمعا في أن أعيش بعدكما حتى يكبر ولدي عبد الوهاب وأبايع له؟ والله ما طمعت في ذلك، ووالله لأن يلي بنو أبي أحب إلي من أن يلي بنو عمي، ولكن هؤلاء - وأومأ إلى الأمراء -

ص: 989

ألحوا علي في خلعكما، فخفت عليكما من القتل إن لم أفعل، فما كنت أصنع؟ أقتلهم؟ فوالله ما تفي دماؤهم كلهم بدم بعضكما. فأكبا عليه فقبلا يده وضمهما إليه وانصرفا.

وفيها حكم محمد بن عمر الخارجي بناحية الموصل؛ ومال إليه خلق، فسار لحربه إسحاق بن ثابت الفرغاني، فالتقوا، فقتل جماعة من الفريقين، ثم أسر محمد وجماعة، فقتلوا وصلبوا إلى جانب خشبة بابك.

وفيها قويت شوكة يعقوب بن الليث الصفار، واستولى على معظم إقليم خراسان، وسار من سجستان ونزل هراة، وفرق في هذه الأموال.

وفيها قتل المنتصر بالله بالذبحة، وهي الخوانيق، وقيل: إنه سم، وبويع بعده المستعين بالله أبو العباس أحمد بن المعتصم. وأمه أم ولد، اسمها مخارق.

وكان مليحا أبيض بوجهه أثر جدري، وكان ألثغ، ولما هلك المنتصر اجتمع القواد وتشاوروا، وذلك برأي ابن الخصيب، فقال لهم أوتامش: متى وليتم أحدا من ولد المتوكل لا يبقي منا أحدا، فقالوا: ما لها إلا أحمد بن المعتصم ولد أستاذنا، فقال محمد بن موسى المنجم سرا: أتولون رجلا عنده أنه أحق بالخلافة من المتوكل وأنتم دفعتموه عنها؟ ولكن اصطنعوا إنسانا يعرف ذلك لكم، فلم يقبلوا منه، وبايعوا أحمد المستعين وله ثمان وعشرون سنة، فاستكتب أحمد بن الخصيب، واستوزر أوتامش. فبينا هو قد دخل دار العامة في دست الخلافة، إذا جماعة من الشاكرية والغوغاء وبعض الجند، وهم نحو ألف، قد شهروا السلاح وصاحوا: المعتز يا منصور، ونشبت الحرب بين الفريقين، وقتل جماعة، فخرج المستعين عن دار العامة وأتى إلى القصر الهاروني، فبات به. ودخل الغوغاء دار العامة، فنهبوا خزائن السلاح، ونهبوا دورا عديدة. وكثرت الأسلحة واللامة عليهم، فأجلاهم بغا الصغير عن دار العامة، وكثرت القتلى بينهم. فوضع المستعين العطاء فسكنوا. وبعث بكتاب البيعة إلى محمد بن عبد الله بن طاهر إلى بغداد، فبايع له الناس، وأعطى المستعين أحمد بن الخصيب أموالا عظيمة.

ثم في هذه السنة، في رجب أو قبله، نفاه إلى أقريطش، ونهب أمواله بعد المحبة الزائدة، وذلك بتدبير أوتامش، وحطه عليه عند المستعين.

وفيها عقد المستعين لمحمد بن عبد الله بن طاهر على العراق والحرمين

ص: 990

والشرطة، وتوفي أخوه طاهر بن عبد الله بخراسان، فعقد المستعين لابنه محمد بن طاهر على خراسان.

ومات بغا الكبير في جمادى الآخرة، فعقد المستعين لابنه موسى بن بغا على أعمال أبيه.

وفيها حبس المستعين المعتز والمؤيد، وضيق عليهما، واشترى أكثر أملاكهما كرها، وجعل لهما في السنة نحو ثلاثة وعشرين ألف دينار.

وفيها أخرج أهل حمص عاملهم، فراسلهم وخدعهم حتى دخلها، فقتل منهم طائفة، وحمل من أعيانهم مائة إلى العراق، وهدم سور حمص.

وفيها عقد المستعين لأوتامش على مصر والمغرب مع الوزارة، ففرق في الجند ألفي ألف دينار.

وفيها غزا وصيف الصائفة.

وفيها نفى المستعين عبيد الله بن يحيى بن خاقان إلى برقة.

‌سنة تسع وأربعين

فيها توفي عبد بن حميد، وأبو حفص الفلاس.

وفي صفر شغب الجند ببغداد عند مقتل عمر بن عبيد الله الأقطع، وعلي بن يحيى الأرمني أمير الغزاة، قتلا ببلاد الروم مجاهدين، وعند استيلاء الترك على بغداد، وقتلهم المتوكل وغيره، وتمكنهم من الخلفاء وأذيتهم للناس. ففتح الجند والشاكرية السجون، وأحرقوا الجسر، وانتهبوا الدواوين، ثم خرج نحو ذلك بسر من رأى. فركب بغا وأوتامش، وقتلوا من العامة جماعة. فحمل عليهم العامة، فقتل من الأتراك جماعة. وشج وصيف بحجر، فأمر بإحراق الأسواق.

وفي ربيع الآخر قتل أوتامش وكاتبه شجاع، فاستوزر المستعين أبا صالح عبد الله بن محمد بن يزداد.

وفيها عزل عن القضاء جعفر بن عبد الواحد وولاه جعفر بن محمد بن عمار البرجمي الكوفي.

وكانت زلزلة هلك منها خلق تحت الهدم.

ص: 991

‌سنة خمسين ومائتين

فيها توفي أبو الطاهر أحمد بن السرح، وأبو الحسن البزي مقرئ مكة، والحارث بن مسكين، وأبو حاتم السجستاني، وعباد بن يعقوب الرواجني، شيعي، وعمرو بن عثمان الحمصي، والجاحظ، وكثير بن عبيد الحمصي، ونصر بن علي الجهمضي.

وفيها ظهر يحيى بن عمر بن حسين بن يحيى بن حسين بن زيد بن علي بن الحسين بالكوفة. وقتل في المصاف بينه وبين جيش محمد بن عبد الله بن طاهر بناحية الكوفة، ومحمود بن خالد، وهشام بن خالد الأزرق.

ثم في رمضان، خرج الحسن بن زيد بن محمد الحسني بطبرستان واستولى على آمل، وجبى الخراج، وامتد سلطانه إلى الري، وهمذان، والتجأ إليه كل من يريد الفتنة والنهب. وانهزم عسكر ابن طاهر بين يديه مرتين. فبعث المستعين جيشا إلى همذان يكون مسلحة.

وفيها عقد المستعين لابنه العباس على العراق والحرمين.

وفيها نفي جعفر بن عبد الواحد إلى البصرة لأنه عزل عن القضاء، وبعث إلى الشاكرية، فأفسدهم.

وفيها وثب أهل حمص بعاملها الفضل بن قارن، فقتلوه في رجب، فسار إليهم موسى بن بغا، فالتقوا عند الرستن، فهزمهم، وافتتح حمص، وقتل فيها مقتلة عظيمة، وأحرق فيها وأسر من رؤوسها.

ص: 992

‌رجال هذه الطبقة

1 -

م د ت ق:‌

‌ أحمد بن إبراهيم بن كثير

، أبو عبد الله العبدي النكري البغدادي الدورقي. أخو يعقوب الدورقي.

وهي نسبة إلى عمل القلانس الدورقية، وكان أبوهما صالحا ناسكا. فقيل: إنه كان من تنسك في ذلك الزمان سمي دورقيا، وقيل: كانوا يلبسون القلانس الطويلة الدورقية.

سمع هشيما، وجرير بن عبد الحميد، وحفص بن غياث، ويزيد بن زريع، وإسماعيل ابن علية، وطائفة. وعنه مسلم، وأبو داود، والترمذي، وابن ماجه، وأبو بكر بن أبي الدنيا، وأحمد بن منصور الرمادي، والهيثم بن خلف الدوري، ومحمد بن محمد بن بدر الباهلي، وآخرون.

قال أبو حاتم: صدوق.

وقال ابن عساكر: توفي لسبع بقين من شعبان سنة ست وأربعين.

قلت: كمل ثمانين سنة، وقد جمع وصنف، وكان حافظا فهما.

2 -

‌ أحمد بن إبراهيم بن مهران

، أبو الفضل البوشنجي.

عن سفيان بن عيينة، وأنس بن عياض.

وعنه الحسين المحاملي، ومحمد بن مخلد.

ولعله بقي إلى بعد الخمسين.

3 -

‌ أحمد بن أبان القرشي

.

سمع الدراوردي. وعنه أبو بكر البزار، وابن منده.

4 -

‌ أحمد بن إدريس

، أبو حميد الجلاب.

بغدادي، روى عن هشيم. وعنه الحسين المحاملي، وغيره.

5 -

خ:‌

‌ أحمد بن إسحاق بن الحصين

، أبو إسحاق السلمي

ص: 993

البخاري المعروف بالسرماري، وسرمارى من قرى بخارى.

سمع يعلى بن عبيد، وعثمان بن عمر بن فارس، وطبقتهما. وعنه البخاري، وإسحاق ابنه، وإدريس بن عبدك، وطائفة.

وكان ثقة زاهدا مجاهدا فارسا مشهورا، يضرب بشجاعته المثل.

قال إبراهيم بن عفان البزاز: كنا عند أبي عبد الله البخاري، فجرى ذكر أبي إسحاق السرماري فقال: ما نعلم أن في الإسلام مثله، فخرجت من عنده، فإذا أحيد رأس المطوعة، فأخبرته، فغضب ودخل على البخاري فسأله، فقال: ما كذا قلت، ولكن ما بلغنا أنه كان في الإسلام ولا في الجاهلية مثله.

رواها إسحاق بن أحمد بن خلف، عن إبراهيم هذا.

وقال أبو صفوان إسحاق: دخلت على أبي يوما، وهو في البستان يأكل وحده، فرأيت في مائدته عصفورا يأكل معه، فلما رآني العصفور طار.

وعن أحمد بن إسحاق السرماري قال: ينبغي لقائد الغزاة عشر خصال: أن يكون في قلب الأسد لا يجبن، وفي كبر النمر لا يتواضع، وفي شجاعة الدب يقتل بجوارحه كلها، وفي حملة الخنزير لا يولي دبره، وفي إغارة الذئب إذا آيس من وجه أغار من وجه؛ وفي حمل السلاح كالنملة تحمل أكثر من وزنها، وفي الثبات كالصخر، وفي الصبر كالحمار، وفي وقاحة الكلب؛ لو دخل صيده النار لدخل خلفه، وفي التماس الفرصة كالديك.

أخبرني أبو علي ابن الخلال، قال: أخبرنا جعفر الهمداني، قال: أخبرنا أبو طاهر السلفي، قال: أخبرنا المبارك ابن الطيوري، وأبو علي البرداني، قالا: أخبرنا هناد النسفي، قال: أخبرنا محمد بن أحمد غنجار، قال: سمعت أبا بكر محمد بن خالد المطوعي، قال: سمعت أبا الحسن محمد بن إدريس المطوعي البخاري، قال: سمعت إبراهيم بن شماس، يقول: كنت أكاتب أحمد بن إسحاق السرماري، فكتب إلي: إذا أردت الخروج إلى بلاد الغزية في شراء الأسرى فاكتب إلي، فكتبت إليه فقدم إلى سمرقند فخرجنا، فلما علم جبغويه استقبلنا في عدة من جيوشه، فأقمنا عنده، إلى أن فرغنا من شراء الأسرى. فركب يوما وعرض جيشه فجاء رجل فعظمه وبجله وخلع عليه، فسألني السرماري عن الرجل، فقلت: هذا رجل مبارز يعد بألف فارس، لا يولي منهم، فقال: أنا أبارزه، فلم ألتفت إلى قوله، فسمع جبغويه ذلك، فقال لي: ما يقول هذا؟ قلت: يقول كذا وكذا، فقال: لعل هذا الرجل سكران لا

ص: 994

يشعر، ولكن غدا نركب. فلما كان الغد ركبوا، وركب هذا المبارز، وركب أحمد السرماري ومعه عمود في كمه، فقام بإزائه، فدنا منه المبارز، فهزم أحمد نفسه منه حتى باعده من الجيش، ثم ضربه بالعمود فقتله، وتبع إبراهيم بن شماس لأنه كان سبقه بالخروج إلى بلاد المسلمين فلحقه. وعلم جبغويه فبعث في طلبه خمسين فارسا من خيار جيشه، فلحقوا أحمد. فوقف تحت تل مختفيا حتى مروا كلهم، ثم خرج، فجعل يضرب بالعمود واحدا بعد واحد، ولا يشعر من كان بالمقدمة حتى قتل تسعة وأربعين نفسا، وأخذ واحدا منهم فقطع أنفه وأذنيه وأطلقه، فذهب إلى جبغويه فأخبره. فلما كان بعد عامين وتوفي أحمد ذهب إبراهيم بن شماس في الفداء، فقال له جبغويه: من كان ذاك الذي قتل فرساننا؟ قال: ذاك أحمد السرماري، قال: فلم لم تحمله معك؟ قلت: إنه توفي، فصك في وجهه وصك في وجهي وقال: لو أعلمتني أنه هو لكنت أصرفه من عندي مع خمسمائة برذون وعشرة آلاف غنم.

وبه إلى غنجار قال: حدثنا أبو عمرو أحمد بن محمد المقرئ، قال: سمعت بكر بن منير يقول: رأيت أحمد السرماري، وكان ضخما، أبيض الرأس واللحية، ومات بقريته سرمارى، فبلغ كراء الدابة من المدينة إليها عشرة دراهم، وخلف ديونا كثيرة، فكان غرماؤه ربما يشترون من ماله حزمة القصب من خمسين درهما إلى مائة درهم حبا له. فما رجعوا حتى قضوا ديونه.

وبه، قال: سمعت أبا نصر أحمد بن أبي حامد الباهلي، قال: سمعت أبا موسى عمران بن محمد المطوعي، قال: سمعت أبي يقول: كان عمود السرماري ثمانية عشر منا. فلما شاخ جعله اثني عشر منا، وكان يقاتل بالعمود.

وبه، قال: سمعت محمد بن خالد، وأحمد بن محمد، قالا: سمعنا عبد الرحمن بن محمد بن جرير، قال: سمعت عبيد الله بن واصل، قال: سمعت السرماري يقول، وأخرج سيفه فقال: أعلم يقينا أني قتلت به ألف تركي، وإن عشت قتلت به ألفا أخرى، ولولا أني أخاف أن تكون بدعة لأمرت أن يدفن معي.

ذكر محمود بن سهل الكاتب، وذكر السرماري، فقال: كانوا في بعض الحروب وقد حاصروا مكانا ورئيس العدو قاعد على صفة، فأخرج السرماري سهما فغرزه في الصفة فأوما الرئيس لينزعه، فرماه بسهم آخر خاط يده،

ص: 995

فتطاول الكافر لينزع ما في يده، فرماه بسهم في نحره قتله، وانهزم العدو، وكان الفتح.

توفي سنة اثنتين وأربعين.

6 -

د ن:‌

‌ أحمد بن إسحاق الأهوازي البزاز

.

عن أبي أحمد الزبيري، وأبي عبد الرحمن المقرئ. وعنه أبو داود، والنسائي، وعبدان، ومحمد بن جرير الطبري، وجماعة.

وقال النسائي: صالح.

توفي سنة خمسين.

7 -

‌ أحمد بن أسد بن سامان

، الأمير أبو إسماعيل والد الملوك السامانية أمراء ما وراء النهر.

وهو أخو الأمير نوح بن أسد الذي افتتح أسبيجاب، إحدى مدائن الترك، في أيام المعتصم.

توفي أحمد بفرغانة سنة خمسين.

8 -

‌ أحمد بن بجير، أبو عبد الله البزاز

.

شيخ عراقي، روى عن إسماعيل ابن علية، ومعاذ بن معاذ، وإسحاق الأزرق. وعنه أبو بكر بن أبي الدنيا.

9 -

ن:‌

‌ أحمد بن بكار بن أبي ميمونة

، أبو عبد الرحمن الحراني، مولى بني أمية.

سمع محمد بن سلمة، وأبا معاوية الضرير. وعنه النسائي، وقال: لا بأس به، وأبو عروبة، ومحمد بن محمد الباغندي.

مات في صفر سنة أربع وأربعين بحران.

ص: 996

10 -

ق:‌

‌ أحمد بن ثابت

، أبو بكر الجحدري البصري.

عن سفيان بن عيينة، وغندر، وعبد الوهاب الثقفي، ووكيع، ويحيى القطان، وخلق. وعنه ابن ماجه، وابن أبي داود، وأبو عروبة الحراني، وعمر بن بجير، وأبو بكر بن خزيمة، وآخرون.

عاش إلى سنة خمسين.

11 -

‌ أحمد بن ثابت أبو يحيى الرازي الحافظ فرخويه

.

سمع عبد الرزاق، وعفان، وأقرانهما. وعنه محمد بن أيوب الرازي، وإبراهيم بن يوسف الهسنجاني.

وكان غير ثقة.

12 -

خ ت:‌

‌ أحمد بن الحسن بن جنيدب أبو الحسن الترمذي الحافظ

.

سمع أبا النضر، ويعلى بن عبيد، وعبيد الله بن موسى، وأبا نعيم، وسعيد بن أبي مريم، وأبا صالح كاتب الليث، وخلقا كثيرا بالعراق، ومصر، وخراسان. وعنه البخاري، والترمذي، وأبو بكر بن محمد بن إسحاق بن خزيمة، وأهل خراسان.

وسألوه عن العلل والجرح والتعديل والفقه. وكان من تلامذة أحمد بن حنبل.

روى عنه البخاري حديثا عن أحمد بن حنبل في المغازي، وقدم نيسابور سنة إحدى وأربعين. ولا تاريخ لموته.

13 -

م ت:‌

‌ أحمد بن الحسن بن خراش أبو جعفر البغدادي

.

عن عبد الرحمن بن مهدي، وشبابة، ووهب بن جرير. وعنه مسلم، والترمذي، ومحمد بن هارون بن المجدر، وأبو العباس السراج، وآخرون.

توفي سنة اثنتين وأربعين.

14 -

‌ أحمد بن الحسن الكندي البغدادي

.

حدث بالري عن أبي عبيدة اللغوي، وحجاج بن نصير. وعنه الفضل بن

ص: 997

شاذان المقرئ، والحسن بن الليث الرازيان.

ذكره ابن أبي حاتم.

15 -

‌ أحمد بن حميد أبو زرعة الجرجاني الصيدلاني الحافظ

، نزيل مكة.

صحب يحيى القطان. وكان عارفا بالعلل، روى عنه موسى بن هارون.

16 -

‌ أحمد بن حميد أبو طالب الفقيه صاحب أحمد بن حنبل

.

فقير صالح، خير، عالم، له مسائل. روى عنه أبو محمد فوران، وزكريا بن يحيى.

توفي سنة أربع وأربعين.

17 -

ت ن:‌

‌ أحمد بن خالد

، أبو جعفر البغدادي الخلال. قاضي الثغر.

سمع ابن عيينة، وإسحاق الأزرق.

وعنه الترمذي، والنسائي، وجعفر الفريابي، وأحمد الأبار، وجماعة.

قال أبو حاتم: ثقة خير.

وتوفي سنة ست وأربعين، أو سنة سبع.

18 -

‌ أحمد بن الخصيب الجرجرائي الكاتب

.

كان الكاتب للمنتصر قبل الخلافة، فلما استخلف وزر له، فظهر منه جهل وحمق وتيه.

قال له المنتصر يوما: أريد أن أقطع السيدة - يعني أمه - ضياع شجاع والدة المتوكل، قال: وما قلت للفاجرة؟ فقال المنتصر: قتلني الله إن لم أقتلك، وكان سيئ الخلق متكبرا، استغاث به مظلوم يوما، فأخرج رجله من الركاب ورفسه على فؤاده، فسقط ميتا، فعز ذلك على المنتصر، وأراد قتله، فمات قبل أن يتفرغ له. وقيل: إنه رفعت له قصص بني هاشم، فكتب عليها: هشم الله وجوههم. وكتب على قصة للأنصار: لا نصرهم الله. ولما ولي المستعين هم

ص: 998

به، فأرضاه بالأموال، فيقال: إنه أعطى المستعين ألف ألف درهم؛ ثم غضب عليه، ونفاه إلى جزيرة إقريطش.

19 -

ن:‌

‌ أحمد بن الخليل

، أبو علي البغدادي البزاز، نزيل نيسابور.

عن علي بن عاصم، ويزيد بن هارون، وحجاج بن محمد الأعور، وأبي النضر، وطبقتهم. وعنه النسائي. وقال: ثقة، وعبدان الأهوازي، وابن خزيمة، وآخرون.

مات لثلاث بقين من ربيع الأول سنة ثمان وأربعين.

20 -

خ م د ت ن:‌

‌ أحمد بن سعيد بن إبراهيم الحافظ

، أبو عبد الله الرباطي الأشقر، نزيل نيسابور.

سمع وكيعا، وعبد الرزاق، وإسحاق بن منصور السلولي، ووهب بن جرير، وسعيد بن عامر، وطائفة. وعنه الجماعة سوى ابن ماجه، وإبراهيم بن أبي طالب، والحسين بن محمد القباني، وابن خزيمة، وأبو العباس السراج، وعدة.

وعنه، قال: جئت إلى أحمد بن حنبل، فجعل لا يرفع رأسه إلي، فقلت: يا أبا عبد الله إنه يكتب الحديث عني بخراسان، فإن عاملتني بهذا رموا بحديثي، فقال أحمد: هل بد أن يقال يوم القيامة: أين عبد الله بن طاهر وأتباعه؟ فانظر أين تكون منه؟ قلت: إنما ولاني أمر الرباط، فلذلك دخلت معه، فجعل يكرر قوله علي.

توفي سنة ثلاث وأربعين، وقيل: سنة خمس وأربعين، وكان يحفظ ويفهم.

21 -

ن:‌

‌ أحمد بن سعيد بن يعقوب الكندي الحمصي

، أبو العباس.

عن بقية، وعثمان بن سعيد بن كثير. وعنه النسائي، وقال: لا بأس به، وسعيد بن عمرو البرذعي، وأجاز لابن أبي حاتم.

22 -

‌ أحمد بن صاعد الصوري الزاهد

.

ص: 999

له مواعظ وكلام نافع. حكى عنه أحمد بن أبي الحواري، وسعد بن محمد البيروتي، ومحمد بن الحسن الجوهري، وآخرون.

ذكره ابن أبي حاتم.

23 -

خ د:‌

‌ أحمد بن صالح

، أبو جعفر الطبري أبوه، المصري الحافظ، أحد أركان العلم والحفظ.

قال أبو سعيد بن يونس: كان أبوه جنديا من جنود طبرستان، فولد له أحمد بمصر سنة سبعين ومائة.

قلت: سمع سفيان بن عيينة، وعبد الله بن وهب، وحرمي بن عمارة، وعنبسة بن سعيد، وابن أبي فديك، وعبد الرزاق، وعبد الله بن نافع، وطائفة. وعنه البخاري، وأبو داود، ثم البخاري، عن رجل، عنه، وعمرو الناقد، والذهلي، ومحمد بن عبد الله بن نمير، ومحمود بن غيلان، وأبو زرعة الدمشقي، وصالح جزرة، وأبو إسماعيل الترمذي، وخلق كثير آخرهم أبو بكر بن أبي داود.

وقدم بغداد سنة اثنتي عشرة ومائتين، فسمع من عفان، وجالس أحمد بن حنبل وناظره.

قال أبو زرعة: سألني أحمد بن حنبل: من بمصر؟ قلت له: أحمد بن صالح. فسر بذكره ودعا له.

وقال صالح بن محمد: قال أحمد بن صالح: كان عند ابن وهب مائة ألف حديث، كتبت عنه خمسين ألف حديث.

قال صالح: لم يكن بمصر أحد يحسن الحديث غير أحمد بن صالح. وكان رجلا جامعا، يعرف الفقه والحديث والنحو، ويتكلم في حديث الثوري وشعبة وأهل العراق؛ يعني يذاكر به. قال: وكان يذاكر بحديث الزهري ويحفظه.

وقال علي بن الحسين بن الجنيد: سمعت ابن نمير يقول: حدثنا أحمد بن صالح، وإذا جاوزت الفرات فليس أحد مثله.

ص: 1000

وسئل عنه أبو حاتم فقال: ثقة كتبت عنه بمصر، ودمشق، وأنطاكية.

وقال البخاري: هو ثقة، ما رأيت أحدا يتكلم فيه بحجة.

وقال يعقوب الفسوي: كتبت عن ألف شيخ وكسر، حجتي فيما بيني وبين الله رجلان: أحمد بن حنبل، وأحمد بن صالح.

وقال أحمد بن عبد الله العجلي: أحمد بن صالح ثقة، صاحب سنة.

وقال أبو عبيد الآجري: سمعت أبا داود يقول: كتب أحمد بن صالح المصري عن سلامة بن روح، وكان لا يحدث عنه. وكتب عن ابن زبالة خمسين ألف حديث، وكان لا يحدث عنه.

وقال ابن وارة الحافظ: أحمد بن حنبل ببغداد، وأحمد بن صالح بمصر، والنفيلي بحران، وابن نمير بالكوفة؛ هؤلاء أركان الدين.

وقال البغوي: سمعت أبا بكر بن زنجويه يقول: قدمت مصر فأتيت أحمد بن صالح، فسألني: من أين أنت؟ قلت: من بغداد، قال: تكتب لي موضع منزلك، فإني أريد أن أوافي العراق، حتى تجمع بيني وبين أحمد بن حنبل، قال: فقدم، فذهبت به إلى أحمد، فقام إليه ورحب به وقربه، وقال: بلغني أنك جمعت حديث الزهري، فتعال حتى نذكر ما روى عن الصحابة، فتذاكرا، ولم يغرب أحدهما على الآخر. ثم تذاكرا ما روي عن أبناء الصحابة، إلى أن قال أحمد بن حنبل: عندك عن الزهري، عن محمد بن جبير، عن أبيه، عن عبد الرحمن بن عوف، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما يسرني أن لي حمر النعم وأني لم أشهد حلف المطيبين. فقال أحمد بن صالح: أنت الأستاذ وتذكر مثل هذا؟ فجعل أحمد يتبسم ويقول: رواه عنه رجل مقبول، أو صالح، عبد الرحمن بن إسحاق. فقال: من رواه عنه، قال: حدثناه رجلان ثقتان: ابن علية، وبشر بن المفضل. فقال: سألتك بالله إلا ما أمليته علي. فقال: من الكتاب، ثم قام وأخرج الكتاب وأملاه. فقال أحمد بن صالح: لو لم أستفد من العراق إلا هذا الحديث كان كثيرا، ثم ودعه وخرج.

ص: 1001

وقال أبو زرعة الدمشقي: حدثني أحمد بن صالح، قال: حدثت أحمد بن حنبل بحديث زيد بن ثابت في بيع الثمار، فأعجبه، واستزادني مثله، فقلت: ومن أين مثله؟

وعن أبي نعيم، قال: ما قدم علينا أحد أعلم بحديث أهل الحجاز من هذا الفتى، يعني أحمد بن صالح.

وقال عبدان: سمعت أبو داود يقول: أحمد بن صالح ليس هو كما يتوهمه الناس.

وقال صالح جزرة: حضرت مجلس أحمد بن صالح، فقال: حرج على كل مبتدع وماجن أن يحضر مجلسي، فقلت: أما الماجن فأنا هو؛ وذاك أنه قيل له: إن صالحا الماجن قد حضر مجلسك.

قال أبو بكر الخطيب: يقال كان آفة أحمد بن صالح الكبر وشراسة الخلق، ونال النسائي منه جفاء في مجلسه، فذلك الذي أفسد بينهما.

قال ابن عدي: سمعت محمد بن هارون البرقي يقول: حضرت مجلس أحمد بن صالح وطرد النسائي من مجلسه، فحمله على أن يتكلم فيه.

قال النسائي في الكنى: أبو جعفر أحمد بن صالح ليس بثقة ولا مأمون، تركه محمد بن يحيى، ورماه يحيى بن معين بالكذب، حدثناه معاوية بن صالح عن يحيى قال: أحمد بن صالح كذاب يتفلسف.

وقال ابن عدي: سمعت محمد بن سعد السعدي: سمعت النسائي: سمعت معاوية بن صالح يقول: سألت ابن معين، عن أحمد بن صالح فقال: رأيته كذابا يخطر في جامع مصر.

وروى الحاكم، عن أبي حامد النيسابوري قال: حدثنا أبو بكر محمد بن داود الرازي قال: سمعت أبا زرعة الرازي يقول: ارتحلت إلى أحمد بن صالح، فدخلت فتذاكرنا إلى أن ضاق الوقت، ثم أخرجت من كمي أطرافا فيها أحاديث سألته عنها. فقال لي: تعود. فعدت من الغد مع أصحاب الحديث،

ص: 1002

فأخرجت الأطراف وسألته عنها، فقال: تعود. فقلت: أليس قلت لي بالأمس تعود؟ ما عندك ما يكتب أو رد علي مسندا أو مرسلا أو حرفا مما أستفيد، فإن لم أورد لك عمن هو أوثق منك فلست بأبي زرعة. ثم قمت وقلت لأصحابنا: من ههنا ممن يكتب عنه؟ قالوا: يحيى بن بكير. فذهبت إليه.

وروى أبو عمرو الداني، عن مسلمة بن القاسم الأندلسي، قال: الناس مجمعون على ثقة أحمد بن صالح، وقال: وكان سبب تضعيف النسائي له أنه كان لا يحدث أحدا حتى يشهد عنده رجلان أنه من أهل الخير والعدالة، كما كان يفعل زائدة. فدخل النسائي بلا إذن ولم يأته بمن يشهد له، فلما رآه أنكره وأمر بإخراجه.

وقال ابن عدي: كان النسائي ينكر عليه أحاديث منها: عن ابن وهب، عن مالك، عن سهيل، عن أبيه، عن أبي هريرة: الدين النصيحة، والحديث فقد رواه يونس بن عبد الأعلى، عن ابن وهب.

قال: وقد كان سمع في كتب حرملة، فمنعه حرملة، ولم يدفع إليه إلا نصف الكتب. فكان أحمد بن صالح بعد، كل من بدأ بحرملة إذا وافى مصر، لم يحدثه أحمد.

وسمعت بعض مشايخنا يقول: قال أحمد بن صالح: صنف ابن وهب مائة ألف وعشرين ألف حديث، فعند بعض الناس منها الكل، يعني حرملة، وعند بعض الناس النصف، يعني نفسه.

قال: وسمعت القاسم بن مهدي يقول: كان أحمد بن صالح يستعير مني كل جمعة الحمار، فيركبه إلى الصلاة. وكنت جالسا عند حرملة في الجامع، فجاء أحمد على باب الجامع، فنظر إلينا وإلى حرملة ولم يسلم، فقال حرملة: نظر إلى هذا بالأمس يحمل دواتي، واليوم يمر بي فلا يسلم!. قال القاسم: ولم يحدثني أحمد لأني كنت جالسا عند حرملة.

قال: وسمعت عبد الله بن محمد بن سلم المقدسي يقول: قدمت

ص: 1003

مصر، فبدأت بحرملة، فكتبت عنه كتاب عمرو بن الحارث، ويونس بن يزيد، والفوائد. ثم ذهبت إلى أحمد بن صالح، فلم يحدثني فحملت كتاب يونس فخرقته بين يديه لأرضيه، وليتني لم أخرقه، فلم يرض، ولم يحدثني.

قال ابن عدي: وأحمد من حفاظ الحديث. وكلام ابن معين فيه تحامل وأما سوء ثناء النسائي عليه فلما تقدم. إلى أن قال: ولولا أني شرطت أن أذكر في كتابي كل من تكلم فيه متكلم لكنت أجل أحمد بن صالح أن أذكره.

وقال ابن يونس: مات في ذي القعدة سنة ثمان وأربعين. قال: ولم يكن عندنا بحمد الله كما قال النسائي، ولم تكن له آفة غير الكبر.

قلت: وقع لي حديثه عاليا في جزء ابن الطلاية وغيره.

24 -

‌ أحمد بن صالح المكي السواق

، يقال له: الشمومي.

عن مؤمل بن إسماعيل، ونعيم بن حماد، وطبقتهما. وعنه الحسن بن الليث الرازي.

قال أبو زرعة: صدوق، لكنه يحدث عن الضعفاء والمجهولين.

وقال ابن أبي حاتم: روى عن مؤمل أحاديث في الفتن تدل على توهين أمره.

25 -

م ت ن:‌

‌ أحمد بن عبد الله بن الحكم أبو الحسين ابن الكردي الهاشمي

، مولاهم، البصري.

عن مروان بن معاوية، وغندر، وجماعة. وعنه مسلم، والترمذي، والنسائي، والبزار في مسنده، وقاسم بن زكريا المطرز، وآخرون.

توفي سنة سبع وأربعين.

• - أحمد بن عاصم الأنطاكي الزاهد. قد تقدم.

ص: 1004

26 -

د ق:‌

‌ أحمد بن أبي الحواري عبد الله بن ميمون

أبو الحسن التغلبي الغطفاني الدمشقي الزاهد، أحد الأئمة.

أصله من الكوفة، سمع ابن عيينة، والوليد بن مسلم، وحفص بن غياث، وعبد الله بن إدريس، وأبا معاوية، وعبد الله بن نمير، وعبد الله بن وهب، وأبا الحسن الكسائي، وخلقا. وصحب أبا سليمان الداراني، وأخذ بدمشق عن أبي مسهر، وجماعة. وعنه أبو داود، وابن ماجه، وأبو زرعة، وأبو حاتم، وسعيد بن عبد العزيز الحلبي، ومحمد بن خزيم، ومحمد بن المعافى الصيداوي، وأبو الجهم المشغرائي، ومحمد بن محمد الباغندي، وخلق كثير.

قال هارون بن سعيد، عن يحيى بن معين، وذكر أحمد بن أبي الحواري، فقال: أهل الشام به يمطرون، رواها ابن أبي حاتم، عن محمد بن يحيى بن منده، عنه، قال ابن أبي حاتم: وسمعت أبي يحسن الثناء عليه ويطنب فيه.

وقال فياض بن زهير: سمعت ابن معين، وذكر ابن أبي الحواري، فقال: أظن أهل الشام يسقيهم الله الغيث به.

وقال محمود بن خالد، وذكر أحمد بن أبي الحواري فقال: ما أظن بقي على وجه الأرض مثله.

وعن الجنيد قال: أحمد بن أبي الحواري ريحانة الشام.

وقال أبو زرعة: حدثني أحمد بن أبي الحواري، قال: قلت لشيخ دخل مسجد النبي صلى الله عليه وسلم: دلني على مجلس إبراهيم بن أبي يحيى. فما كلمني، فإذا هو عبد العزيز الدراوردي.

وقال أحمد بن عطاء الروذباري: سمعت عبد الله بن أحمد بن أبي الحواري قال: كنا نسمع بكاء أبي بالليل حتى نقول: قد مات، ثم نسمع ضحكه حتى نقول: قد جن.

وقال محمد بن عوف الحمصي: رأيت أحمد بن أبي الحواري عندنا بطرسوس، فلما صلى العتمة قام يصلي، فاستفتح بالحمد إلى:{إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ} فطفت الحائط كله ثم رجعت، فإذا هو لا

ص: 1005

يجاوز {إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ} . ثم نمت، ومررت به سحرا وهو يقرأ {إِيَّاكَ نَعْبُدُ} فلم يزل يرددها إلى الصبح.

وقال سعيد بن عبد العزيز: سمعت أحمد بن أبي الحواري يقول: من عمل بلا اتباع سنة فعمله باطل.

وقال: من نظر إلى الدنيا نظر إرادة وحب، أخرج الله نور اليقين والزهد من قلبه.

قلت: ولأحمد قدم ثابت في العلم والحديث والزهد والمراقبة.

ومن مناقبه: قال أبو الدحداح الدمشقي: حدثنا الحسين بن حامد أن كتاب المأمون ورد على إسحاق بن يحيى بن معاذ أمير دمشق، أن أحضر المحدثين بدمشق فامتحنهم. فأحضر هشام بن عمار، وسليمان بن عبد الرحمن، وعبد الله بن ذكوان، وأحمد بن أبي الحواري، فامتحنهم امتحانا ليس بالشديد، فأجابوا، خلا أحمد بن أبي الحواري، فجعل يرفق به ويقول: أليس السماوات مخلوقة؟ أليس الأرض مخلوقة؟ وأحمد يأبى أن يطيعه. فسجنه في دار الحجارة، ثم أجاب بعد، فأطلقه.

وقال أحمد بن أبي الحواري: قال لي أحمد بن حنبل: متى مولدك؟ قلت: سنة أربع وستين ومائة، قال: هي مولدي.

وقد ذكر السلمي في محن الصوفية أحمد بن أبي الحواري فقال: شهد عليه قوم أنه يفضل الأولياء على الأنبياء، وبذلوا الخطوط عليه. فهرب من دمشق إلى مكة، وجاور حتى كتب إليه السلطان يسأله أن يرجع، فرجع.

قلت: هذا من الكذب على أحمد، فإنه كان أعلم بالله من أن يقع في ذلك، وما يقع في هذا إلا ضال جاهل.

وقال السلمي في تاريخ الصوفية: سمعت محمد بن جعفر بن مطر، قال: سمعت إبراهيم بن يوسف الهسنجاني يقول: رمى أحمد بن أبي الحواري بكتبه في البحر وقال: نعم الدليل كنت. والاشتغال بالدليل بعد الوصول محال، ثم قال السلمي: سمعت محمد بن عبد الله الطبري يقول: سمعت يوسف بن الحسين يقول: طلب أحمد بن أبي الحواري العلم ثلاثين سنة، ثم حمل كتبه

ص: 1006

كلها إلى البحر فغرقها، وقال: يا علم لم أفعل هذا بك استخفافا، ولكن لما اهتديت بك استغنيت عنك.

ثم روى السلمي وفاة ابن أبي الحواري سنة ثلاثين ومائتين، وهذا غلط.

حكاية عجيبة لا أعلم صحتها.

روى السلمي، عن محمد بن عبد الله، وأبي عبد الله بن باكويه، عن أبي بكر الغازي؛ سمعا أبا بكر السباك، قال: سمعت يوسف بن الحسين يقول: كان بين أبي سليمان الداراني، وأحمد بن أبي الحواري عقد لا يخالفه في أمر. فجاءه يوما وهو يتكلم في مجلسه، فقال: إن التنور قد سجر، فما تأمر؟ فلم يجبه. فأعاد قوله مرتين أو ثلاثا، فقال: اذهب فاقعد فيه. كأنه ضاق به. وتغافل أبو سليمان ساعة، ثم ذكر فقال: اطلبوا أحمد، فإنه في التنور، لأنه على عقد أن لا يخالفني. فنظروا فإذا هو في التنور لم يحترق منه شعرة.

قال عمرو بن دحيم: توفي لثلاث بقين من جمادى الآخرة سنة ست وأربعين.

27 -

‌ أحمد بن عبد الله بن خالد بن موسى

، أبو علي الشيباني الجوباري ويقال الجويباري الهروي، المعروف بستوق.

وجوبار: من أعمال هراة، روى عن جرير، وابن عيينة، والفضل بن موسى السيناني، ووكيع، وغيرهم أحاديث وضعها عليهم. وعنه محمد بن كرام السجستاني شيخ الكرامية، وأحمد بن بهرام، وآحاد الناس.

قال ابن عدي: له أحاديث كثيرة وضعها.

وقال الدارقطني: كذاب.

وقال الحاكم أبو عبد الله: لا يحل كتب حديثه بوجه.

قلت: ومن موضوعاته: روى عن أبي يحيى المعلم، عن حميد، عن

ص: 1007

أنس يرفعه، قال: يكون في أمتي رجل يقال له: النعمان بن ثابت يكنى أبا حنيفة، يجدد الله سنتي على يديه.

توفي في رجب سنة سبع وأربعين.

28 -

ت ن ق:‌

‌ أحمد بن عبد الرحمن بن بكار بن عبد الملك بن الوليد بن بسر بن أرطاة

، أبو الوليد القرشي العامري البسري الدمشقي، نزيل بغداد.

سمع الوليد بن مسلم، وعراك بن خالد، ومروان بن معاوية. وعنه الترمذي، والنسائي، وابن ماجه، وأبو محمد الدارمي، وعبد الله بن ناجية، وأبو القاسم البغوي، وأبو حامد الحضرمي، وحاجب الفرغاني، وآخرون.

قال أبو حاتم: صدوق.

وقال النسائي: صالح، مات في رمضان سنة ثمان وأربعين.

وقال الباغندي: حدثنا إسماعيل بن عبد الله اليشكري قال: لم يسمع أبو الوليد من الوليد بن مسلم شيئا. وكنت أعرفه شبه قاص. وكان يحلل النساء للرجال، ويعطى الشيء، سامحه الله.

29 -

م 4:‌

‌ أحمد بن عبدة بن موسى الضبي أبو عبد الله البصري

.

سمع حماد بن زيد، وعبد الواحد بن زياد، وحفص بن جميع، وطائفة. وعنه مسلم، والأربعة، وزكريا الساجي، وأبو بكر بن خزيمة، وخلق كثير، وكان ثقة نبيلا.

توفي في شوال سنة خمس وأربعين.

30 -

م ت ن:‌

‌ أحمد بن عثمان بن عبد النور أبو عثمان النوفلي البصري

، المعروف بأبي الجوزاء.

عن أبي داود الطيالسي، وقريش بن أنس، وأزهر السمان، وغيرهم.

ص: 1008

وعنه مسلم، والترمذي، والنسائي، وأبو بكر بن أبي عاصم، وآخرون.

وكان من نساك أهل البصرة وثقاتهم.

توفي سنة ست وأربعين.

31 -

م د ن ق:‌

‌ أحمد بن عمرو بن عبد الله بن عمرو بن السرح أبو الطاهر الأموي

، مولاهم المصري الفقيه.

عن سفيان بن عيينة، وابن وهب، وسعيد الأدم. وعنه مسلم، وأبو داود، والنسائي، وابن ماجه، وطائفة آخرهم أبو بكر بن أبي داود.

وكان من جلة العلماء، شرح موطأ ابن وهب. وتوفي لأربع عشرة خلت من ذي القعدة سنة خمسين.

وتفرد عن ابن وهب بحديث، قال ابن عدي: حدثناه أبو العلاء الكوفي، والقاسم بن مهدي، والعباس بن محمد، ومحمد بن زياد بن حبيب، وغيرهم قالوا: حدثنا أبو طاهر بن السرح قال: حدثنا ابن وهب، عن عمرو بن الحارث، عن أبي يونس، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: كل بني آدم سيد، والرجل سيد أهله، والمرأة سيدة بيتها. .

هذا حديث صحيح غريب.

32 -

خ م د ن ق:‌

‌ أحمد بن عيسى بن حسان

، أبو عبد الله المصري المعروف بابن التستري.

سمع ضمام بن إسماعيل، ومفضل بن فضالة، وابن وهب، وبشر بن بكر، وأزهر السمان، وغيرهم. وعنه الجماعة سوى الترمذي، وأبو زرعة، وأبو حاتم، وإبراهيم الحربي، ويوسف القاضي، وأبو القاسم البغوي، وأبو يعلى الموصلي، وآخرون.

قال: أبو داود: سألت ابن معين عنه فحلف بالله أنه كذاب.

وقال أبو زرعة لما نظر في صحيح مسلم: يروي عن أحمد بن عيسى في الصحيح! وما رأيت أهل مصر يشكون في أنه، وأشار إلى لسانه.

وأما النسائي، فقال: ليس به بأس.

ص: 1009

وقال الخطيب: ما رأيت لمن ترك الاحتجاج بحديثه حجة.

مات بسامراء في صفر سنة ثلاث وأربعين ومائتين. وكان أبوه يتجر إلى تستر، فعرف بالتستري، وهي ششتر.

33 -

‌ أحمد بن عيسى بن زيد بن علي ابن الشهيد الحسين الحسيني

. سيد العلوية وشيخهم.

حبسه الرشيد عند الفضل بن الربيع مدة، فهرب وتنقل واختفى دهرا طويلا، وكبر وضعف بصره.

مات بالبصرة سنة سبع وأربعين في رمضان.

34 -

‌ أحمد بن عيسى بن عبد الله بن محمد بن عمر

ابن الإمام علي بن أبي طالب، أبو طاهر العلوي المدني.

عن أبيه، وابن أبي فديك. وعنه محمد بن منصور بن يزيد الكوفي، وأبو يونس المديني، وغيرهما.

ذكره ابن أبي حاتم، وأبو أحمد الحاكم، ولم يضعفاه، له غرائب.

35 -

ع:‌

‌ أحمد بن محمد بن حنبل بن هلال بن أسد

بن إدريس بن عبد الله بن حيان بن عبد الله بن أنس بن عوف بن قاسط بن مازن بن شيبان بن ذهل بن ثعلبة بن عكابة بن صعب بن علي بن بكر بن وائل، الإمام أبو عبد الله الشيباني.

هكذا نسبه ولده عبد الله واعتمده أبو بكر الخطيب، وغيره.

وقال ابن أبي حاتم: حدثنا صالح بن أحمد قال: وجدت في كتاب أبي نسبه؛ فساقه إلى مازن، ثم قال: ابن هذيل بن شيبان بن ثعلبة بن عكابة.

قلت: قال فيه هذيل بن شيبان كما ترى، وهو غلط.

وقال البغوي: حدثنا صالح بن أحمد فقال: فيه ذهل بدل: هذيل. وكذا نقل إبراهيم بن إسحاق الغسيل، عن صالح. فدل على أن الوهم من ابن أبي حاتم.

ص: 1010

وأما قول عباس الدوري، وأبي بكر بن أبي داود أن الإمام أحمد كان من بني ذهل بن شيبان، فغلطهما الخطيب، وقال: إنما كان من بني شيبان بن ذهل بن ثعلبة، قال: وذهل بن ثعلبة هو عم ذهل بن شيبان بن ثعلبة. فينبغي أن يقال فيه: أحمد بن حنبل الذهلي على الإطلاق.

وقد نسبه البخاري إليهما معا فقال: الشيباني الذهلي.

وأما ابن ماكولا مع بصره بالأنساب فوهم، وقال في سياق نسبه: مازن بن ذهل بن شيبان بن ذهل بن ثعلبة. ولم يتابع عليه.

وقال صالح بن أحمد: قال لي أبي: ولدت في ربيع الأول سنة أربع وستين ومائة، قال صالح: وجيء بأبي حمل من مرو، فتوفي أبوه محمد شابا ابن ثلاثين سنة، فوليت أبي أمه. قال أبي: وكانت قد ثقبت أذني، فكانت أمي تصير فيهما لؤلؤتين. فلما ترعرعت نزعتهما، فكانتا عندها، فدفعتهما إلي، فبعتهما بنحو من ثلاثين درهما.

وقال عبد الله بن أحمد بن حنبل، وأحمد بن أبي خيثمة: إنه ولد في ربيع الآخر.

وقال حنبل: سمعت أبا عبد الله يقول: طلبت الحديث سنة تسع وسبعين، وجاءنا رجل وأنا في مجلس هشيم فقال: مات حماد بن زيد.

فمن شيوخه: هشيم، وسفيان بن عيينة، وإبراهيم بن سعد، وجرير بن عبد الحميد، ويحيى القطان، والوليد بن مسلم، وإسماعيل ابن علية، وعلي بن هاشم بن البريد، ومعتمر بن سليمان، وعمار بن محمد ابن أخت الثوري، ويحيى بن سليم الطائفي، وغندر، وبشر بن المفضل، وزياد البكائي، وأبو بكر بن عياش، وأبو خالد الأحمر، وعباد بن عباد المهلبي، وعباد بن العوام، وعبد العزيز بن عبد الصمد العمي، وعمر بن عبيد الطنافسي، والمطلب بن زياد، ويحيى بن أبي زائدة، والقاضي أبو يوسف، ووكيع، وابن نمير، وعبد الرحمن بن مهدي، ويزيد بن هارون، وعبد الرزاق، والشافعي، وخلق كثير.

وممن روى عنه: البخاري، ومسلم، وأبو داود، ومن بقي بواسطة؛

ص: 1011

والبخاري، وأبو داود أيضا بواسطة، وابناه صالح وعبد الله، وشيوخه: عبد الرزاق، والحسن بن موسى الأشيب، والشافعي لكنه قال: الثقة. ولم يسمه، وأقرانه: علي ابن المديني، ويحيى بن معين، ودحيم الشامي، وأحمد بن أبي الحواري، وأحمد بن صالح المصري. ومن القدماء: محمد بن يحيى الذهلي، وأبو زرعة، وعباس الدوري، وأبو حاتم، وبقي بن مخلد، وإبراهيم الحربي، وأبو بكر الأثرم، وأبو بكر المروذي، وحرب الكرماني، وموسى بن هارون، ومطين، وخلق آخرهم أبو القاسم البغوي.

وقال أبو جعفر بن ذريح العكبري: طلبت أحمد بن حنبل لأسأله عن مسألة، فسلمت عليه، وكان شيخا مخضوبا، طوالا، أسمر شديد السمرة.

وقال الخطيب: ولد أبو عبد الله ببغداد ونشأ بها، وطلب العلم بها، ثم رحل إلى الكوفة، والبصرة، ومكة، والمدينة، واليمن، والشام، والجزيرة.

وقال أحمد: مات هشيم سنة ثلاث وثمانين، وخرجت إلى الكوفة في تلك الأيام، ودخلت البصرة سنة ست وثمانين. ثم دخلتها سنة تسعين، وسمعت من علي بن هاشم سنة تسع وسبعين، ثم عدت إليه المجلس الآخر وقد مات، وهي السنة التي مات فيها مالك، وقال: قدمنا مكة سنة سبع وثمانين، وقد مات الفضيل، وفي سنة إحدى وتسعين، وفي سنة ست وتسعين. وأقمت بمكة سنة سبع، وخرجنا سنة ثمان. وأقمت سنة تسع وتسعين عند عبد الرزاق، وحججت خمس حجج، منها ثلاث راجلا، وأنفقت في إحدى هذه الحجج ثلاثين درهما. ولو كان عندي خمسون درهما لخرجت إلى جرير بن عبد الحميد، وقال: رأيت ابن وهب بمكة، ولم أكتب عنه.

وقال محمد بن حاتم: ولي جد الإمام أحمد حنبل بن هلال سرخس، وكان من أبناء الدعوة. فحدثت أنه ضربه المسيب بن زهير الضبي ببخارى، لكونه شغب الجند.

وعن عباس النحوي قال: رأيت أحمد بن حنبل حسن الوجه، ربعة، يخضب بالحناء خضابا ليس بالقاني. وفي لحيته شعرات سود، ورأيت ثيابه غلاظا، إلا أنها بيض. ورأيته معتما وعليه إزار.

وقال حنبل: سمعت أبا عبد الله يقول: ذهبت لأسمع من ابن المبارك فلم

ص: 1012

أدركه، وكان قد قدم فخرج إلى الثغر، فلم أسمع منه ولا رأيته.

وقال عارم أبو النعمان: وضع أحمد عندي نفقته، فكان يجيء فيأخذ منها حاجته، فقلت له يوما: يا أبا عبد الله بلغني أنك من العرب، فقال: يا أبا النعمان نحن قوم مساكين، فلم يزل يدافعني حتى خرج ولم يقل لي شيئا.

وقال صالح: عزم أبي على الخروج إلى مكة، ورافق يحيى بن معين، فقال أبي: نحج ونمضي إلى صنعاء إلى عبد الرزاق، قال: فمضينا حتى دخلنا مكة، فإذا عبد الرزاق في الطواف، وكان يحيى يعرفه، فطفنا، ثم جئنا إلى عبد الرزاق، فسلم عليه يحيى وقال: هذا أخوك أحمد بن حنبل، فقال: حياه الله، إنه ليبلغني عنه كل ما أسر به، ثبته الله على ذلك، ثم قام لينصرف، فقال يحيى: ألا نأخذ عليه الموعد، فأبى أحمد وقال: لم أغير النية في رحلتي إليه. أو كما قال. ثم سافر إلى اليمن لأجله، وسمع منه الكتب، وأكثر عنه.

فصل

في إقباله على العلم واشتغاله وحفظه

قال الخلال: أخبرنا المروذي أن أبا عبد الله قال له: ما تزوجت إلا بعد الأربعين.

وعن أحمد الدورقي، عن أبي عبد الله قال: نحن كتبنا الحديث من ستة وجوه وسبعة وجوه، لم نضبطه، فكيف يضبطه من كتبه من وجه واحد؟

وقال عبد الله بن أحمد بن حنبل: سمعت أبا زرعة يقول: كان أبوك يحفظ ألف ألف حديث، فقيل له: وما يدريك؟ قال: ذاكرته فأخذت عليه الأبواب.

وقال حنبل: سمعت أبا عبد الله يقول: حفظت كل شيء سمعته من هشيم، وهشيم حي.

وقال عبد الرحمن بن أبي حاتم: قال سعيد بن عمرو البرذعي: يا أبا زرعة، أنت أحفظ أم أحمد بن حنبل؟ قال: بل أحمد، قلت: وكيف علمت؟ قال: وجدت كتبه ليس في أوائل الأجزاء ترجمة أسماء المحدثين الذين سمع منهم، فكان يحفظ كل جزء ممن سمعه، وأنا لا أقدر على هذا.

ص: 1013

وعن أبي زرعة، قال: حرز كتب أحمد يوم مات، فبلغت اثني عشر حملا وعدلا، ما كان على ظهر كتاب منها: حديث فلان؛ ولا في بطنه حدثنا فلان، وكل ذلك كان يحفظه عن ظهر قلبه.

وقال الحسن بن منبه: سمعت أبا زرعة، قال: أخرج إلي أبو عبد الله أجزاء كلها سفيان، سفيان، ليس على حديث منها: حدثنا فلان. فظننتها عن رجل واحد، فانتخبت منها. فلما قرأ علي جعل يقول: حدثنا وكيع، ويحيى، وحدثنا فلان، فعجبت من ذلك، وجهدت أن أقدر على شيء من هذا، فلم أقدر.

قال المروذي: سمعت أبا عبد الله يقول: كنت أذاكر وكيعا بحديث الثوري، وكان إذا صلى العشاء الآخرة خرج من المسجد إلى منزله. فكنت أذاكره، فربما ذكر تسعة أو عشرة أحاديث، فأحفظها. فإذا دخل قال لي أصحاب الحديث: أمل علينا. فأملها عليهم.

وقال الخلال: حدثنا أبو إسماعيل الترمذي، قال: سمعت قتيبة بن سعيد يقول: كان وكيع إذا كانت العتمة ينصرف معه أحمد بن حنبل، فيقف على الباب فيذاكره. فأخذ وكيع ليلة بعضادتي الباب، ثم قال: يا أبا عبد الله، أريد أن ألقي عليك حديث سفيان، قال: هات. قال: تحفظ عن سفيان، عن سلمة بن كهيل كذا؟ قال: نعم، حدثنا يحيى. فيقول: سلمة كذا وكذا، فيقول: حدثنا عبد الرحمن. فيقول: وعن سلمة كذا كذا. فيقول: أنت حدثتنا، حتى يفرغ من سلمة، ثم يقول أحمد: فتحفظ عن سلمة كذا وكذا؟ فيقول وكيع: لا. ثم يأخذ في حديث شيخ شيخ. فلم يزل قائما حتى جاءت الجارية فقالت: قد طلع الكوكب. أو قالت: الزهرة.

وقال عبد الله: قال لي أبي: خذ أي كتاب شئت من كتب وكيع. فإن شئت أن تسألني عن الكلام حتى أخبرك بالإسناد، وإن شئت بالإسناد، حتى أخبرك عن الكلام.

وقال الخلال: سمعت أبا القاسم بن الختلي - وكفاك به - يقول: أكثر الناس يظنون أن أحمد إذا سئل كان علم الدنيا بين عينيه.

وقال إبراهيم الحربي: رأيت أحمد كأن الله جمع له علم الأولين والآخرين.

وعن أحمد بن سعيد الرازي قال: ما رأيت أسود الرأس أحفظ لحديث

ص: 1014

رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا أعلم بفقهه ومعانيه من أحمد بن حنبل.

وقال ابن أبي حاتم: حدثنا أحمد بن سلمة، قال: سمعت إسحاق بن راهويه يقول: كنت أجالس بالعراق أحمد بن حنبل، ويحيى بن معين، وأصحابنا. وكنا نتذاكر الحديث من طريقين وثلاثة. فيقول يحيى من بينهم: وطريق كذا. فأقول: أليس قد صح هذا بإجماع منا؟ فيقولون: نعم. فأقول: ما تفسيره؟ ما فقهه؟ فيقفون كلهم، إلا أحمد بن حنبل.

وقال الخلال: كان أحمد قد كتب كتب الرأي وحفظها، ثم لم يلتفت إليها.

وقال أحمد بن سنان: ما رأيت يزيد بن هارون لأحد أشد تعظيما منه لأحمد بن حنبل، ولا رأيته أكرم أحدا مثله. وكان يقعده إلى جنبه ويوقره ولا يمازحه.

وقال عبد الرزاق: ما رأيت أفقه من أحمد بن حنبل ولا أورع.

وقال إبراهيم بن شماس: سمعت وكيعا يقول: ما قدم الكوفة مثل ذاك الفتى - يعني أحمد - وسمعت حفص بن غياث يقول ذلك.

وعن عبد الرحمن بن مهدي قال: ما نظرت إلى أحمد بن حنبل إلا تذكرت به سفيان الثوري.

وقال القواريري: قال لي يحيى القطان: ما قدم علي مثل أحمد بن حنبل، ويحيى بن معين.

وقال أبو اليمان: كنت أشبه أحمد بن حنبل بأرطاة بن المنذر.

وقال الهيثم بن جميل: إن عاش هذا الفتى سيكون حجة على أهل زمانه، يعني أحمد.

وقال قتيبة: خير أهل زماننا ابن المبارك، ثم هذا الشاب، يعني أحمد بن حنبل.

وقال أبو داود: سمعت قتيبة يقول: إذا رأيت الرجل يحب أحمد فاعلم أنه صاحب سنة.

وقال عبد الله بن أحمد بن شبويه، عن قتيبة: لو أدرك أحمد عصر الثوري، والأوزاعي، ومالك، والليث، لكان هو المقدم، فقلت لقتيبة: تضم

ص: 1015

أحمد إلى التابعين؟ فقال: إلى كبار التابعين. وسمعت قتيبة يقول: لولا الثوري لمات الورع، ولولا أحمد بن حنبل لأحدثوا في الدين.

وقال أحمد بن سلمة: سمعت قتيبة يقول: أحمد بن حنبل إمام الدنيا.

وقال العباس بن الوليد البيروتي: حدثنا الحارث بن عباس، قال: قلت لأبي مسهر: هل تعرف أحدا يحفظ على هذه الأمة أمر دينها؟ قال: لا أعلمه إلا شاب في ناحية المشرق، يعني أحمد بن حنبل.

وقال المزني: قال لي الشافعي: رأيت ببغداد شابا إذا قال: حدثنا، قال الناس كلهم: صدق. قلت: من هو؟ قال: أحمد بن حنبل.

وقال حرملة: سمعت الشافعي يقول: خرجت من بغداد، فما خلفت بها رجلا أفضل ولا أعلم ولا أفقه ولا أتقى من أحمد بن حنبل.

وقال الزعفراني: قال لي الشافعي: ما رأيت أعقل من أحمد بن حنبل، وسليمان بن داود الهاشمي.

وقال محمد بن إسحاق بن راهويه: سمعت أبي يقول: قال لي أحمد بن حنبل: تعال حتى أريك رجلا لم تر مثله، فذهب بي إلى الشافعي. قال أبي: وما رأى الشافعي مثل أحمد بن حنبل، ولولا أحمد وبذل نفسه لما بذلها له لذهب الإسلام.

وعن إسحاق قال: أحمد حجة بين الله وبين خلقه.

وقال محمد بن عبدويه: سمعت علي ابن المديني وذكر أحمد بن حنبل فقال: هو أفضل عندي من سعيد بن جبير في زمانه. لأن سعيدا كان له نظراء، وإن هذا ليس له نظير. أو كما قال. وقال علي ابن المديني: إن الله أعز هذا الدين بأبي بكر الصديق يوم الردة، وبأحمد بن حنبل يوم المحنة.

وقال أبو عبيد: انتهى العلم إلى أربعة؛ أحمد بن حنبل وهو أفقههم، وذكر الحكاية.

وقال محمد بن نصر الفراء: سمعت أبا عبيد يقول: أحمد بن حنبل إمامنا، إني لأتزين بذكره.

وقال أبو بكر الأثرم، عن أبي عبيد: ما رأيت رجلا أعلم بالسنة من أحمد.

وقال أحمد بن الحسن الترمذي: سمعت الحسن بن الربيع يقول: ما

ص: 1016

شبهت أحمد بن حنبل إلا بابن المبارك في سمته وهيئته.

وقال الطبراني: حدثنا محمد بن الحسين الأنماطي، قال: كنا في مجلس فيه يحيى بن معين، وأبو خيثمة، وجماعة، فجعلوا يثنون على أحمد بن حنبل، فقال رجل: لا تكثروا بعض هذا، فقال يحيى بن معين: وكثرة الثناء على أحمد تستنكر؟ لو جلسنا مجالسنا بالثناء عليه ما ذكرنا فضائله بكمالها.

وقال عباس، عن ابن معين: ما رأيت مثل أحمد.

وقال جعفر النفيلي: كان أحمد من أعلام الدين.

وقال المروذي: حضرت أبا ثور سئل عن مسألة، فقال: قال أبو عبد الله أحمد بن حنبل شيخنا وإمامنا فيها: كذا وكذا.

وقال إبراهيم الحربي: قال ابن معين: ما رأيت أحدا يحدث لله إلا ثلاثة: يعلى بن عبيد، والقعنبي، وأحمد بن حنبل.

وقال عباس الدوري: سمعت ابن معين يقول: أرادوا أن أكون مثل أحمد، والله لا أكون مثله أبدا.

وقال أبو خيثمة: ما رأيت مثل أحمد بن حنبل، ولا أشد قلبا منه.

وقال علي بن خشرم: سمعت بشر بن الحارث، وسئل عن أحمد بن حنبل، فقال: أنا أسأل عن أحمد بن حنبل؟ إن أحمد أدخل الكير فخرج ذهبا أحمر. رواها جماعة، عن ابن خشرم.

وقال عبد الله بن أحمد بن حنبل: قال أصحاب بشر بن الحارث حين ضرب أحمد في المحنة: يا أبا نصر لو أنك خرجت، فقلت: إني على قول أحمد بن حنبل. فقال بشر: أتريدون أن أقوم مقام الأنبياء؟. رويت من وجهين عن بشر، وزاد أحدهما: قال بشر: حفظ الله أحمد من بين يديه ومن خلفه.

وقال القاسم بن محمد الصائغ: سمعت المروذي يقول: دخلت على ذي النون السجن ونحن بالعسكر، فقال: أي شيء حال سيدنا؟ يعني أحمد بن حنبل.

وقال إسحاق بن أحمد: سمعت أبا زرعة يقول: ما رأيت مثل أحمد بن حنبل في فنون العلم. وما قام أحد مثل ما قام أحمد به.

ص: 1017

وقال ابن أبي حاتم: قالوا لأبي زرعة: فإسحاق بن راهويه؟ قال: أحمد بن حنبل أكبر من إسحاق وأفقه، قد رأيت الشيوخ، فما رأيت أحدا أكمل منه. اجتمع فيه زهد وفضل وفقه وأشياء كثيرة.

وقال ابن أبي حاتم: سألت أبي عن علي ابن المديني وأحمد بن حنبل أيهما أحفظ؟ فقال: كانا في الحفظ متقاربين وكان أحمد أفقه، وقال أبي: إذا رأيت الرجل يحب أحمد فاعلم أنه صاحب سنة، وسمعت أبي يقول: رأيت قتيبة بمكة فقلت لأصحاب الحديث: كيف تغفلون عنه وقد رأيت أحمد بن حنبل في مجلسه؟ فلما سمعوا هذا أخذوا نحوه وكتبوا عنه.

وقال محمد بن حماد الطهراني: سمعت أبا ثور يقول: أحمد بن حنبل أعلم أو أفقه من الثوري.

وقال محمد بن يحيى الذهلي: جعلت أحمد بن حنبل إماما فيما بيني وبين الله.

وقال نصر بن علي الجهضمي: كان أحمد أفضل أهل زمانه.

وقال عمرو الناقد: إذا وافقني أحمد بن حنبل على حديث لا أبالي من خالفني.

وقال محمد بن مهران الجمال، وذكر له أحمد بن حنبل، فقال: ما بقي غيره.

وقال الخلال: حدثنا صالح بن علي الحلبي: سمعت أبا همام السكوني يقول: ما رأيت مثل أحمد بن حنبل، ولا رأى أحمد مثله.

وقال محمد بن إسحاق بن خزيمة: سمعت محمد بن سختويه البرذعي يقول: سمعت أبا عمير عيسى بن محمد الرملي، وذكر أحمد بن حنبل فقال: رحمه الله، عن الدنيا ما كان أصبره، وبالماضين ما كان أشبهه، وبالصالحين ما كان ألحقه. عرضت له الدنيا فأباها، والبدع فنفاها.

وقال أبو حاتم الرازي: كان أبو عمير بن النحاس الرملي من عباد

ص: 1018

المسلمين، فقال لي: كتبت عن أحمد بن حنبل شيئا؟ قلت: نعم، قال: فأمل علي، فأمليت عليه شيئا.

عن حجاج بن الشاعر قال: ما كنت أحب أن أقتل في سبيل الله ولم أصل على أحمد بن حنبل.

وعنه قال: قبلت يوما ما بين عيني أحمد بن حنبل وقلت: يا أبا عبد الله بلغت مبلغ سفيان ومالك، ولم أظن في نفسي أني بقيت غاية. فبلغ والله في الإمامة أكثر من مبلغهما.

وعن حجاج بن الشاعر قال: ما رأت عيناي روحا في جسد أفضل من أحمد بن حنبل.

وعن محمد بن نصر المروزي قال: اجتمعت بأحمد بن حنبل وسألته عن مسائل، وكان أكثر حديثا من إسحاق بن راهويه وأفقه منه.

وعن محمد بن إبراهيم البوشنجي قال: ما رأيت أجمع في كل شيء من أحمد بن حنبل ولا أعقل.

وقال محمد بن مسلم بن وارة: كان أحمد صاحب فقه، وصاحب حفظ، وصاحب معرفة.

وقال أبو عبد الرحمن النسائي: جمع أحمد بن حنبل المعرفة بالحديث، والفقه، والورع، والزهد، والصبر.

وقال خطاب بن بشر، عن عبد الوهاب بن الحكم الوراق: لما قال النبي صلى الله عليه وسلم: فردوه إلى عالمه. رددناه إلى أحمد بن حنبل. وكان أعلم أهل زمانه.

وقال أبو داود: كانت مجالس أحمد مجالس الآخرة، لا يذكر فيها شيء من أمر الدنيا. ما رأيته ذكر الدنيا قط.

وقال صالح جزرة: أفقه من أدركت في الحديث أحمد بن حنبل.

وقال عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن أبيه، وذكر الشافعي عنده، فقال: ما استفاد منا أكثر مما استفدنا منه. قال عبد الله: كل شيء في كتاب الشافعي: أخبرنا الثقة؛ فهو عن أبي.

وقال الخلال: حدثنا أبو بكر المروذي قال: قدم رجل من الزهاد،

ص: 1019

فأدخلته على أبي عبد الله، وعليه فرو خَلَق، وخريقة على رأسه، وهو حاف في برد شديد، فسلم، وقال: يا أبا عبد الله قد جئت من موضع بعيد، وما أردت إلا السلام عليك، وأريد عبادان، وأريد إن أنا رجعت أن أمر بك وأسلم عليك، فقال: إن قدر. فقام الرجل فسلم وأبو عبد الله قاعد. قال المروذي: ما رأيت أحدا قط قام من عند أبي عبد الله حتى يقوم أبو عبد الله له، إلا هذا الرجل. فقال لي أبو عبد الله: ما ترى ما أشبهه بالأبدال. أو قال: إني لأذكر به الأبدال، فأخرج إليه أبو عبد الله أربعة أرغفة مشطورة بكامخ وقال: لو كان عندنا شيء لواسيناك.

قال الخلال: وأخبرنا المروذي: قلت لأبي عبد الله: ما أكثر الداعي لك، قال: أخاف أن يكون هذا استدراجا بأي شيء هذا. وقلت لأبي عبد الله: إن رجلا قدم من طرسوس وقال لي: إنا كنا في بلاد الروم في الغزو، وإذا هدأ الليل رفعوا أصواتهم بالدعاء: ادعوا لأبي عبد الله، وكنا نمد المنجنيق ونرمي عنه، ولقد رمي عنه بحجر والعلج على الحصن متترس بدرقة، فذهب برأسه وبالدرقة، فتغير وجهه، وقال: ليته لا يكون استدراجا. فقلت: كلا.

قال الخلال: وأخبرني أحمد بن حسين قال: سمعت رجلا من خراسان يقول: عندنا ليرون أحمد بن حنبل لا ي به البشر، يظنون أنه من الملائكة. وقال لي رجل: نظرة عندنا من أحمد تعدل عبادة سنة.

قال الخلال: وقال المروذي: رأيت بعض النصارى الأطباء قد خرج من عند أبي عبد الله ومعه راهب، فسمعت الطبيب يقول: إنه سألني أن يجيء معي حتى ينظر إلى أبي عبد الله.

وقال المروذي: وأدخلت نصرانيا على أبي عبد الله يعالجه فقال: يا أبا عبد الله إني لأشتهي أن أراك منذ ستين سنة. ما بقاؤك صلاح الإسلام وحدهم بل للخلق جميعا، وليس من أصحابنا أحد إلا وقد رضي بك. قال المروذي: فقلت لأبي عبد الله: إني لأرجو أن يكون يدعى لك في جميع الأمصار، فقال: يا أبا بكر، إذا عرف الرجل نفسه فما ينفعه كلام الناس.

وقال عبد الله بن أحمد: خرج أبي إلى طرسوس ماشيا، وحج حجتين أو ثلاثا ماشيا، وكان أصبر الناس على الوحدة، وبشر فيما كان فيه لم يكن يصبر على الوحدة، كان يخرج إلى ذا وإلى ذا.

ص: 1020

وقال عباس الدوري: حدثني علي بن أبي فزارة جارنا، قال: كانت أمي مقعدة من نحو عشرين سنة، فقالت لي يوما: اذهب إلى أحمد بن حنبل، فسله أن يدعو لي، فأتيت فدققت عليه وهو في دهليزه، فلم يفتح لي وقال: من هذا؟ قلت: أنا رجل سألتني أمي، وهي مقعدة، أن أسألك أن تدعو الله لها، فسمعت كلامه كلام رجل مغضب، فقال: نحن أحوج أن تدعو الله لنا. فوليت منصرفا، فخرجت عجوز فقالت: إني قد تركته يدعو لها. فجئت إلى بيتنا دققت الباب، فخرجت أمي على رجليها تمشي وقالت: قد وهب الله لي العافية. رواها ثقتان، عن عباس.

وقال عبد الله بن أحمد: كان أبي يصلي في كل يوم وليلة ثلاثمائة ركعة، فلما مرض من تلك الأسواط أضعفته، فكان يصلي كل يوم وليلة مائة وخمسين ركعة.

وقال عبد الله بن أحمد: حدثنا علي بن الجهم قال: كان لنا جار فأخرج إلينا كتابا فقال: أتعرفون هذا الخط؟ قلنا: هذا خط أحمد بن حنبل، فكيف كتب لك؟ قال: كنا بمكة مقيمين عند سفيان بن عيينة، ففقدنا أحمد أياما، ثم جئنا لنسأل عنه، فإذا الباب مردود عليه، وعليه خلقان. فقلت: ما خبرك؟ قال: سرقت ثيابي، فقلت له: معي دنانير، فإن شئت صلة، وإن شئت قرضا، فأبى. فقلت: تكتب لي بأجرة؟ قال: نعم. فأخرجت دينارا، فقال: اشتر لي ثوبا واقطعه نصفين، يعني إزارا ورداء، وجئني ببقية الدينار. ففعلت وجئت بورق، فكتب لي هذا.

وقال عبد الرزاق: عرضت على أحمد بن حنبل دنانير، فلم يأخذها.

وقال إسحاق بن راهويه: كنت أنا وأحمد باليمن عند عبد الرزاق، وكنت أنا فوق الغرفة وهو أسفل. وكنت إذا جئت إلى موضع اشتريت جارية، قال: فاطلعت على أن نفقته فنيت، فعرضت عليه، فامتنع فقلت: إن شئت قرضا، وإن شئت صلة. فأبى، فنظرت فإذا هو ينسج التكك ويبيع وينفق. رواها أبو إسماعيل الترمذي، عنه.

وعن أبي إسماعيل قال: أتى رجل بعشرة آلاف درهم من ربح تجارته إلى أحمد، فأبى أن يقبلها، وقال: نحن في وسعة وغنى. وقال غيره: حمل رجل إلى أحمد ثلاثة آلاف دينار فأبى أن يقبلها.

ص: 1021

وقال عبد الله، عن أبيه قال: عرض علي يزيد بن هارون نحو خمسمائة درهم، فلم أقبلها.

وقيل: إن صيرفيا وصل أحمد بخمسمائة دينار، فردها.

وقال صالح: دخلت على أبي أيام الواثق، والله يعلم كيف حالنا، فإذا تحت لبده ورقة فيها: يا أبا عبد الله بلغني ما أنت فيه من الضيق، وقد وجهت إليك بأربعة آلاف درهم. فلما رد أبي من صلاته قلت: ما هذا؟ فاحمر وجهه وقال: رفعتها منك. ثم قال: تذهب بجوابه، فكتب إلى الرجل: وصل كتابك، ونحن في عافية. فأما الدين، فلرجل لا يرهقنا، وأما العيال، فهم في نعمة الله. فذهبت بالكتاب، فلما كان بعد حين، ورد كتاب الرجل بمثل ذلك، فامتنع. فلما مضى نحو سنة ذكرناها فقال: لو أنا قبلناها كانت قد ذهبت.

وقال جماعة: حدثنا سلمة بن شبيب قال: كنا في أيام المعتصم عند أحمد بن حنبل، فدخل رجل، فقال: من منكم أحمد بن حنبل؟ فسكتنا، فقال أحمد: ها أنا ذا. قال: جئت من أربعمائة فرسخ برا وبحرا، كنت ليلة جمعة نائما فأتاني آت، فقال لي: تعرف أحمد بن حنبل؟ قلت: لا. قال: فائت بغداد وسل عنه، فإذا رأيته فقل: إن الخضر يقرئك السلام، ويقول: إن ساكن السماء الذي على عرشه راض عنك، والملائكة راضون عنك بما صبرت نفسك لله.

‌فصل

مسند أحمد كتاب جليل مشهور أجازه لي جماعة سمعوه عالياً، ويقال: إن له تفسيراً كبيراً ما رأينا من نبَّأنا عن وجوده، إلا ما قال أبو الحسين ابن المنادي: إن تفسير أحمد مائة وعشرون ألفاً، قال: ورواه عنه ولده عبد الله بن أحمد.

ص: 1022

‌فصل في آدابه

قال عبد الله بن أحمد: رأيت أبي يأخذ شعرة من شعر النبي صلى الله عليه وسلم فيضعها على فيه يقبلها، وأحسب أني رأيته يضعها على عينه ويغمسها في الماء ويشربه يستشفي به. ورأيته قد أخذ قصعة النبي صلى الله عليه وسلم فغسلها في جب الماء، ثم شرب فيها. ورأيته يشرب ماء زمزم، يستشفي به، ويمسح به يديه ووجهه.

وقال أحمد بن سعيد الدارمي: كتب إلي أحمد بن حنبل: لأبي جعفر أكرمه الله، من أحمد بن حنبل.

وعن سعيد بن يعقوب قال: كتب إلي أحمد: من أحمد بن محمد إلى سعيد بن يعقوب، أما بعد، فإن الدنيا داء والسلطان داء، والعالم طبيب. فإذا رأيت الطبيب يجر الداء إلى نفسه فاحذره، والسلام عليك.

وقال عبيد الله بن عبد الرحمن الزهري: حدثني أبي، قال: مضى عمي أبو إبراهيم أحمد بن سعد إلى أحمد بن حنبل، فسلم عليه. فلما رآه وثب قائما وأكرمه.

وقال المروذي: قال لي أحمد: ما كتبت حديثا إلا وقد عملت به، حتى مر بي أن النبي صلى الله عليه وسلم احتجم وأعطى أبا طيبة دينارا، فأعطيت الحجام دينارا حين احتجمت.

وقال ابن أبي حاتم: ذكر عبد الله بن أبي عمر البكري، قال: سمعت عبد الملك الميموني يقول: ما أعلم أني رأيت أحدا أنظف ثوبا ولا أشد تعاهدا لنفسه في شاربه وشعر رأسه وشعر بدنه، ولا أنقى ثوبا وشدة بياض من أحمد بن حنبل.

وقال الخلال: أخبرني محمد بن الجنيد أن المروذي حدثهم قال: كان أبو عبد الله لا يدخل الحمام. وكان إذا احتاج إلى النورة تنور في البيت. وأصلحت له غير مرة النورة، واشتريت له جلدا ليده يدخل يده فيه ويتنور.

وقال حنبل: رأيت أبا عبد الله إذا أراد القيام قال لجلسائه: إذا شئتم.

وقال المروذي: رأيت أبا عبد الله قد ألقى لختان درهمين في الطست.

وقال موسى بن هارون: سئل أحمد بن حنبل فقيل له: أين نطلب البدلاء؟ فسكت حتى ظننا أنه لا يجيب، ثم قال: إن لم يكن من أصحاب الحديث فلا أدري.

ص: 1023

وقال المروذي: كان الإمام أحمد إذا ذكر الموت خنقته العبرة. وكان يقول: الخوف يمنعني أكل الطعام والشراب.

وقال: إذا ذكرت الموت هان علي كل شيء من أمر الدنيا. وإنما هو طعام دون طعام، ولباس دون لباس، وإنها أيام قلائل. ما أعدل بالفقر شيئا.

وقال: لو وجدت السبيل لخرجت حتى لا يكون لي ذكر.

وقال: أريد أن أكون في بعض تلك الشعاب بمكة، حتى لا أعرف. قد بليت بالشهرة. إني لأتمنى الموت صباحا ومساء.

وقال المروذي: ذكر لأحمد أن رجلا يريد لقاءه، فقال: أليس قد كره بعضهم اللقاء. يتزين لي وأتزين له.

وقال: لقد استرحت. ما جاءني الفرح إلا منذ حلفت أن لا أحدث، وليتنا نترك، الطريق ما كان عليه بشر بن الحارث.

وقال المروذي: قلت لأبي عبد الله: إن فلانا قال: لم يزهد أبو عبد الله في الدراهم وحدها، قد زهد في الناس. فقال: ومن أنا حتى أزهد في الناس؟ الناس يريدون أن يزهدوا في.

وسمعت أبا عبد الله يكره للرجل أن ينام بعد العصر، يخاف على عقله.

وسمعته يقول: لا يفلح من تعاطى الكلام، ولا يخلو من أن يتجهم.

وسئل عن القراءة بالألحان، فقال: هذه بدعة لا تسمع.

وكان قد قارب الثمانين، رحمه الله.

فصل

من قوله في أصول الدين

قال أبو داود: سمعت أحمد بن حنبل يقول: الإيمان قول وعمل، يزيد وينقص. البر كله من الإيمان، والمعاصي تنقص من الإيمان.

وقال إسحاق بن إبراهيم البغوي: سمعت أحمد بن حنبل، وسئل عمن يقول: القرآن مخلوق، فقال: كافر.

وقال سلمة بن شبيب: سمعت أحمد يقول: من قال القرآن مخلوق فهو كافر.

ص: 1024

وقال أبو إسماعيل الترمذي: سمعت أحمد بن حنبل يقول: من قال: القرآن مخلوق، فهو كافر.

وقال إسماعيل بن الحسن السراج: سألت أحمد عمن يقول: القرآن مخلوق. فقال: كافر. وعمن يقول: لفظي بالقرآن مخلوق. فقال: جهمي.

وقال صالح بن أحمد: تناهى إلى أبي أن أبا طالب يحكي أنه يقول: لفظي بالقرآن غير مخلوق. فأخبرت أبي بذلك، فقال: من أخبرك؟ قلت: فلان. فقال: ابعث إلى أبي طالب. فوجهت إليه، فجاء وجاء فوران، فقال له أبي: أنا قلت لفظي بالقرآن غير مخلوق؟ وغضب وجعل يرعد، فقال: قرأت عليك: {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} [الإخلاص] فقلت لي: ليس هذا بمخلوق. فقال: فلم حكيت عني أني قلت لك: لفظي بالقرآن غير مخلوق؟ وبلغني أنك وضعت ذلك في كتاب، وكتبت به إلى قوم. فامحه، واكتب إلى القوم أني لم أقل لك. فجعل فوران يعتذر إليه، وانصرف من عنده وهو مرعوب، فعاد أبو طالب، فذكر أنه قد حك ذلك من كتابه، وأنه كتب إلى القوم يخبرهم أنه وهم على أبي.

قلت: الذي استقر عليه قول أبي عبد الله: أن من قال: لفظي بالقرآن مخلوق فهو جهمي، ومن قال: لفظي بالقرآن غير مخلوق، فهو مبتدع.

وقال أحمد بن زنجويه: سمعت أحمد بن حنبل يقول: اللفظية شر من الجهمية.

وقال صالح بن أحمد: سمعت أبي يقول: افترقت الجهمية على ثلاث فرق: فرقة قالوا: القرآن مخلوق، وفرقة قالوا: القرآن كلام الله تعالى، وسكتوا، وفرقة قالوا: لفظنا بالقرآن مخلوق. وقال أبي: لا يصلى خلف واقفي، ولا خلف لفظي.

وقال المروذي: أخبرت أبا عبد الله أن أبا شعيب السوسي الذي كان بالرقة فرق بين ابنته وزوجها لما وقف في القرآن. فقال: أحسن، عافاه الله. وجعل يدعو له.

وقد كان أبو شعيب شاور النفيلي، فأمره أن يفرق بينهما.

قال المروذي: ولما أظهر يعقوب بن شيبة الوقف حذر أبو عبد الله عنه، وأمر بهجرانه وهجران من كلمه.

قلت: ولأبي عبد الله في مسألة اللفظ نصوص متعددة، وأول من أظهر اللفظ الحسين بن علي الكرابيسي، وذلك في سنة أربع وثلاثين ومائتين، وكان

ص: 1025

الكرابيسي من كبار الفقهاء، فقال المروذي في كتاب القصص: عزم حسن بن البزاز، وأبو نصر بن عبد المجيد، وغيرهما على أن يجيئوا بكتاب المدلسين الذي وضعه الكرابيسي يطعن فيه على الأعمش، وسليمان التيمي. فمضيت إليه في سنة أربع وثلاثين، فقلت: إن كتابك يريد قوم أن يعرضوه على أبي عبد الله، فأظهر أنك قد ندمت عليه، فقال: إن أبا عبد الله رجل صالح، مثله يوفق لإصابة الحق. قد رضيت أن يعرض عليه. لقد سألني أبو ثور أن أمحوه، فأبيت، فجيء بالكتاب إلى أبي عبد الله، وهو لا يعلم لمن هو، فعلموا على مستبشعات من الكتاب، وموضع فيه وضع على الأعمش، وفيه: إن زعمتم أن الحسن بن صالح كان يرى السيف فهذا ابن الزبير قد خرج، فقال أبو عبد الله: هذا أراد نصرة الحسن بن صالح، فوضع على أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم. وقد جمع للروافض أحاديث في هذا الكتاب، فقال أبو نصر: إن فتياننا يختلفون إلى صاحب هذا الكتاب، فقال: حذروا عنه، ثم انكشف أمره، فبلغ الكرابيسي، فبلغني أنه قال: سمعت حسينا الصائغ يقول: قال الكرابيسي: لأقولن مقالة حتى يقول أحمد بن حنبل بخلافها فيكفر، فقال: لفظي بالقرآن مخلوق، فقلت لأبي عبد الله: إن الكرابيسي قال: لفظي بالقرآن مخلوق. وقال أيضا: أقول: إن القرآن كلام الله غير مخلوق من كل الجهات، إلا أن لفظي بالقرآن مخلوق. ومن لم يقل إن لفظي بالقرآن مخلوق فهو كافر، فقال أبو عبد الله: بل هو الكافر، قاتله الله، وأي شيء قالت الجهمية إلا هذا؟ قالوا كلام الله، ثم قالوا: مخلوق. وما ينفعه وقد نقض كلامه الأخير كلامه الأول حين قال: لفظي بالقرآن مخلوق، ثم قال أحمد: ما كان الله ليدعه وهو يقصد إلى التابعين مثل سليمان الأعمش، وغيره، يتكلم فيهم. مات بشر المريسي، وخلفه حسين الكرابيسي، ثم قال: أيش خبر أبي ثور؟ وافقه على هذا؟ قلت: قد هجره، قال: قد أحسن، قلت: إني سألت أبا ثور عمن قال: لفظي بالقرآن مخلوق، فقال: مبتدع، فغضب أبو عبد الله وقال: أيش مبتدع؟! هذا كلام جهم بعينه. ليس يفلح أصحاب الكلام.

وقال عبد الله بن حنبل: سئل أبي وأنا أسمع عن اللفظية والواقفة فقال: من كان منهم يحسن الكلام فهو جهمي.

وقال الحكم بن معبد: حدثني أحمد أبو عبد الله الدورقي قال: قلت لأحمد بن حنبل: ما تقول في هؤلاء الذين يقولون: لفظي بالقرآن مخلوق؟

ص: 1026

فرأيته استوى واجتمع، وقال: هذا شر من قول الجهمية. من زعم هذا فقد زعم أن جبريل تكلم بمخلوق، وجاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم بمخلوق.

وقال ابن أبي حاتم: حدثنا عبد الله بن محمد بن الفضل الأسدي: سمعت أبا طالب أحمد بن حميد قال: قلت لأحمد بن حنبل: قد جاءت جهمية رابعة، فقال: وما هي؟ قلت: قال إنسان: من زعم أن في صدره القرآن، فقد زعم أن في صدره من الإلهية شيء، فقال: من قال هذا فقد قال مثل قول النصارى في عيسى أن كلمة الله فيه. ما سمعت بمثل هذا قط. قلت: أهذه الجهمية؟ قال: أكبر من الجهمية، ثم قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: ينزع القرآن من صدوركم. .

قلت: الملفوظ كلام الله، وهو غير مخلوق، والتلفظ مخلوق لأن التلفظ من كسب القارئ، وهو الحركة، والصوت، وإخراج الحروف، فإن ذلك مما أحدثه القارئ، ولم يحدث حروف القرآن ولا معانيه، وإنما أحدث نطقه به. فاللفظ قدر مشترك بين هذا وهذا، ولذلك لم يجوز الإمام أحمد: لفظي بالقرآن مخلوق ولا غير مخلوق، إذ كل واحد من الإطلاقين موهم. والله أعلم.

وقال أبو بكر الخلال: أخبرني أحمد بن محمد بن مطر، وزكريا بن يحيى، أن أبا طالب حدثهم أنه قال لأبي عبد الله: جاءني كتاب من طرسوس أن سريا السقطي قال: لما خلق الله الحروف سجدت إلا الألف فإنه قال: لا أسجد حتى أومر. فقال: هذا كفر. فرحم الله الإمام أحمد ما عنده في الدين محاباة.

قال الخلال: أخبرنا محمد بن هارون أن إسحاق بن إبراهيم حدثهم قال: حضرت رجلا يسأل أبا عبد الله فقال: يا أبا عبد الله إجماع المسلمين على الإيمان بالقدر خيره وشره؟ قال أبو عبد الله: نعم، قال: ولا نكفر أحدا بذنب؟ فقال أبو عبد الله: اسكت، من ترك الصلاة فقد كفر، ومن قال: القرآن مخلوق فهو كافر.

ص: 1027

وقال الخلال: أخبرني محمد بن سليمان الجوهري، قال: حدثنا عبدوس بن مالك العطار، سمعت أحمد بن حنبل يقول: أصول السنة عندنا التمسك بما كان عليه الصحابة، وترك البدع وترك الخصومات، والجلوس مع أصحاب الأهواء، وترك المراء والجدل. وليس في السنة قياس، ولا يضرب لها الأمثال، ولا تدرك بالعقول، والقرآن كلام الله غير مخلوق، وإنه من الله ليس ببائن منه. وإياك ومناظرة من أحدث فيه، ومن قال باللفظ وغيره، ومن وقف فيه فقال: لا أدري، مخلوق أو ليس مخلوقا، وإنما هو كلام الله؛ فهو صاحب بدعة. والإيمان بالرؤية يوم القيامة. وأن النبي صلى الله عليه وسلم رأى ربه؛ فإنه مأثور عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، رواه قتادة والحكم بن أبان، عن عكرمة، عن ابن عباس. ورواه علي بن زيد، عن يوسف بن مهران، عن ابن عباس. والحديث عندنا على ظاهره على ما جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم، والكلام فيه بدعة. ولكن نؤمن على ما جاء على ظاهره. وأن الله يكلم العباد يوم القيامة، ليس بينهم وبينه ترجمان.

قال حنبل بن إسحاق: قلت لأبي عبد الله: ما معنى قوله: {وَهُوَ مَعَكُمْ} [الحديد 4]، و {مَا يَكُونُ مِنْ نَجْوَى ثَلاثَةٍ إِلا هُوَ رَابِعُهُمْ} [المجادلة 7]؟ قال: علمه علمه. وسمعته يقول: ربنا على العرش بلا حد ولا صفة.

قلت: معنى قوله بلا صفة أي بلا كيف ولا وصف.

وقال أبو بكر المروذي: حدثني محمد بن إبراهيم القيسي قال: قلت لأحمد بن حنبل: يحكى عن ابن المبارك أنه قيل له: كيف نعرف ربنا؟ قال: في السماء السابعة على عرشه، قال أحمد: هكذا هو عندنا.

وقال صالح بن أحمد بن حنبل: سمعت أبي يقول: من زعم أن أسماء الله مخلوقة فقد كفر.

وقال عبد الله بن أحمد بن حنبل في كتاب الرد على الجهمية تأليفه: سألت أبي عن قوم يقولون: لما كلم الله موسى لم يتكلم بصوت. فقال أبي: بلى تكلم - جل ثناؤه - بصوت. هذه الأحاديث ترويها كما جاءت.

وقال أبي: حديث ابن مسعود: إذا تكلم الله سمع له صوت كمر السلسلة على الصفوان.

ص: 1028

قال: وهذه الجهمية تنكره، وهؤلاء كفار يريدون أن يموهوا على الناس. ثم قال: حدثنا المحاربي، عن الأعمش، عن مسلم، عن مسروق، عن عبد الله قال: إذا تكلم الله بالوحي سمع صوته أهل السماء فيخرون سجدا.

وقال عبد الله. وجدت بخط أبي مما يحتج به على الجهمية من القرآن: {إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ} [يس 82]، {إِنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكِ بِكَلِمَةٍ مِنْهُ} [آل عمران 45]{إِنَّمَا الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ رَسُولُ اللَّهِ وَكَلِمَتُهُ} [النساء 171]، {وَتَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ صِدْقًا وَعَدْلا لا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِهِ} [الأنعام 115]، {يَا مُوسَى إِنَّهُ أَنَا اللَّهُ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ} [النمل]، {أَلا لَهُ الْخَلْقُ وَالأَمْرُ} [الأعراف 54]، {كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلا وَجْهَهُ} [القصص 88]، {وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ} [الرحمن 27]، {وَلِتُصْنَعَ عَلَى عَيْنِي} [طه]، {وَكَلَّمَ اللَّهُ مُوسَى تَكْلِيمًا} [النساء]، {يَا مُوسَى * إِنِّي أَنَا رَبُّكَ} [طه 12]، {وَالأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّمَاوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ} [الزمر 67]، {وَقَالَتِ الْيَهُودُ يَدُ اللَّهِ مَغْلُولَةٌ غُلَّتْ أَيْدِيهِمْ وَلُعِنُوا بِمَا قَالُوا بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ} [المائدة 64].

قلت: وذكر آيات كثيرة في الصفات، أنا تركت كتابتها هنا.

وقال يعقوب بن إسحاق المطوعي: سمعت أحمد بن حنبل، وسئل عن التفضيل فقال: على حديث ابن عمر رضي الله عنهما: أبو بكر، وعمر، وعثمان.

وقال صالح بن أحمد: سئل أبي، وأنا شاهد، عمن يقدم عليا على عثمان يبدع؟ فقال: هذا أهل أن يبدع. أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم قدموا عثمان.

وقال عبد الله بن أحمد: قلت لأبي: من الرافضي؟ قال: الذي يشتم رجلا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم أو يتعرض لهم، ما أراه على الإسلام.

وقال أبو بكر المروذي: قيل لأبي عبد الله ونحن بالعسكر، وقد جاء بعض رسل الخليفة فقال: يا أبا عبد الله ما تقول فيما كان بين علي ومعاوية؟ فقال: ما أقول فيهم إلا الحسنى.

ص: 1029

وكلام الإمام أحمد كثير طيب في أصول الدين، لا يتسع هذا الباب لسياقه قد جمعه الخلال في مصنف سماه كتاب السنة عن أحمد بن حنبل في ثلاث مجلدات، فمما فيه:

أخبرنا المروذي: سمعت أبا عبد الله يقول: من تعاطى الكلام لا يفلح، من تعاطى الكلام لم يخل من أن يتجهم.

وسمعت أبا عبد الله يقول: لست أتكلم إلا ما كان من كتاب أو سنة، أو عن الصحابة والتابعين. وأما غير ذلك فالكلام فيه غير محمود.

وقال حنبل: سمعت أبا عبد الله يقول: من أحب الكلام لم يفلح، لا يؤول أمرهم إلى خير.

وسمعته يقول: عليكم بالسنة والحديث وإياكم والخوض والجدال والمراء، فإنه لا يفلح من أحب الكلام.

وقال لي: لا تجالسهم، ولا تكلم أحدا منهم. ثم قال: أدركنا الناس وما يعرفون هذا، ويجانبون أهل الكلام. عاقبة الكلام لا تؤول إلى خير.

وسمعته يقول: ما رأيت أحدا طلب الكلام واشتهاه فأفلح؛ لأنه يخرجه إلى أمر عظيم. لقد تكلموا يومئذ بكلام، واحتجوا بشيء ما يقوى قلبي ولا ينطلق لساني أن أحكيه.

قال الخلال: أخبرني محمد بن أبي هارون، قال: حدثنا أبو الحارث: سمعت أبا عبد الله يقول: قال أيوب: إذا تمرق أحدكم لم يعد.

وقال الخلال: أخبرنا أحمد بن أصرم المزني قال: حضرت أحمد بن حنبل قال له العباس الهمداني: إني ربما رددت عليهم. قال أحمد: لا ينبغي الجدال.

ودخل أحمد المسجد وصلى، فلما انفتل قال: أنت عباس؟ قال: نعم. قال: اتق الله، ولا ينبغي أن تنصب نفسك، وتشتهر بالكلام ولا بوضع الكتب. لو كان هذا خيرا لتقدمنا فيه الصحابة. لم أر شيئا من هذه الكتب، وهذه كلها بدعة. قال: مقبول منك يا أبا عبد الله، أستغفر الله وأتوب إليه، إني لست أطلبهم، ولا أدق أبوابهم؛ لكن أسمعهم يتكلمون بالكلام، وليس أحد يرد عليهم فأغتم، ولا أصبر حتى أرد عليهم. قال: إن جاءك مسترشد فأرشده. قالها مرارا.

قال الخلال: أخبرنا محمد بن أبي هارون، ومحمد بن جعفر، أن أبا الحارث حدثهم، قال: سألت أبا عبد الله قلت: إن هاهنا من يناظر الجهمية

ص: 1030

ويبين خطأهم، ويدقق عليهم المسائل، فما ترى؟ قال: لست أرى الكلام في شيء من هذه الأهواء، ولا أرى لأحد أن يناظرهم. أليس قال معاوية بن قرة: الخصومات تحبط الأعمال. والكلام رديء لا يدعو إلى خير. تجنبوا أهل الجدال والكلام، وعليكم بالسنن، وما كان عليه أهل العلم قبلكم، فإنهم كانوا يكرهون الكلام والخوض مع أهل البدع. وإنما السلامة في ترك هذا، لم نؤمر بالجدال والخصومات.

وقال: إذا رأيتم من يحب الكلام فاحذروه.

قال ابن أبي داود: حدثنا موسى أبو عمران الأصبهاني قال: سمعت أحمد بن حنبل يقول: لا تجالس أصحاب الكلام، وإن ذبوا عن السنة.

وقال الميموني: سمعت أحمد بن حنبل يقول: ما زال الكلام عند أهل الخير مذموما.

قلت: ذم الكلام وتعلمه قد جاء من طرق كثيرة عن الإمام أحمد، وغيره.

‌فصل في سيرته

قال الخلال: قلت لزهير بن صالح بن أحمد: هل رأيت جدك؟ قال: نعم، مات وقد دخلت في عشر سنين. كنا ندخل إليه كل يوم جمعة أنا وأخواتي، وكان بيننا وبينه باب. وكان يكتب لكل واحد منا حبتين حبتين من فضة في رقعة إلى فامي يعامله، فنأخذ منه الحبتين، وتأخذ الأخوات. وكان ربما مررت به وهو قاعد في الشمس، وظهره مكشوف، وأثر الضرب بين في ظهره. وكان لي أخ أصغر مني اسمه علي، فأراد أبي أن يختنه، فاتخذ له طعاما كثيرا، ودعا قوما، فلما أراد أن يختنه وجه إليه جدي، فقال له: بلغني ما أحدثته لهذا الأمر، وقد بلغني أنك أسرفت، فابدأ بالفقراء والضعفاء فأطعمهم، فلما أن كان من الغد، وأحضر الحجام أهلنا، فجاء جدي حتى جلس في الموضع الذي فيه الصبي، وأخرج صريرة فدفعها إلى الحجام، وصريرة دفعها إلى الصبي، وقام فدخل منزله. فنظر الحجام في الصريرة فإذا درهم واحد. وكنا قد رفعنا كثيرا مما افترش، وكان الصبي على مصطبة مرتفعة على شيء من الثياب الملونة، فلم ينكر ذلك. وقدم علينا من خراسان ابن خالة جدي، فنزل على أبي، وكان يكنى بأبي أحمد، فدخلت معه إلى جدي،

ص: 1031

فجاءت الجارية بطبق خلاف، وعليه خبز وبقل وخل وملح. ثم جاءت بغضارة فوضعتها بين أيدينا، فيها مصلية، فيها لحم وسلق كثير، فجعلنا نأكل وهو يأكل معنا، ويسأل أبا أحمد عمن بقي من أهلهم بخراسان في خلال ما يأكل، فربما استعجم الشيء على أبي أحمد، فيكلمه جدي بالفارسية، ويضع القطعة اللحم بين يديه وبين يدي. ثم رفع الغضارة بيده، فوضعها ناحية، ثم أخذ طبقا إلى جنبه، فوضعه بين أيدينا، فإذا تمر برني، وجوز مكسر، وجعل يأكل، وفي خلال ذلك يناول أبا أحمد.

وقال عبد الملك الميموني: كثيرا ما كنت أسأل أبا عبد الله عن الشيء فيقول: لبيك لبيك.

وعن المروذي قال: لم أر الفقير في مجلس أعز منه عند أبي عبد الله. كان مائلا إليهم، مقصرا عن أهل الدنيا. وكان فيه حلم، ولم يكن بالعجول. وكان كثير التواضع، تعلوه السكينة والوقار. إذا جلس في مجلسه بعد العصر للفتيا لا يتكلم حتى يسأل. وإذا خرج إلى مسجده لم يتصدر. يقعد حيث انتهى به المجلس.

وقال الطبراني: حدثنا موسى بن هارون قال: سمعت إسحاق بن راهويه يقول: لما خرج أحمد بن حنبل إلى عبد الرزاق انقطعت به النفقة، فأكرى نفسه من جمالين إلى أن وافى صنعاء، وعرض عليه أصحابه المواساة، فلم يقبل.

قال الفقيه علي بن محمد بن عمر الرازي: سمعت أبا عمر غلام ثعلب قال: سمعت أبا القاسم بن بشار الأنماطي قال: سمعت المزني قال: سمعت الشافعي يقول: رأيت ببغداد ثلاث أعجوبات: رأيت فيها نبطيا يتنحى علي حتى كأنه عربي وكأني نبطي. ورأيت أعرابيا يلحن كأنه نبطي، ورأيت شابا وخطه الشيب، فإذا قال: حدثنا. قال الناس كلهم: صدق. قال المزني: فسألته، فقال: الأول الزعفراني، والثاني أبو ثور الكلبي وكان لحانا، وأما الشاب فأحمد بن حنبل.

وقال عبد الله بن أحمد بن حنبل: رأيت أبي حرج على النمل أن يخرج النمل من داره. ثم رأيت النمل قد خرجن بعد ذلك نملا سودا، فلم أرهم بعد ذلك. رواها أحمد بن محمد اللنباني، عنه.

ص: 1032

قال أبو الفرج بن الجوزي: لما وقع الغرق سنة أربع وخمسين وخمسمائة، غرقت كتبي، وسلم لي مجلد، فيه ورقتان بخط الإمام أحمد.

ومن نهي أبي عبد الله عن الكلام، قال المروذي: أخبرت قبل موت أبي عبد الله بسنتين أن رجلا كتب كتابا إلى أبي عبد الله يشاوره في أن يضع كتابا يشرح فيه الرد على أهل البدع، فكتب إليه أبو عبد الله.

قال الخلال: وأخبرني علي بن عيسى أن حنبلا حدثهم قال: كتب رجل إلى أبي عبد الله. قال: وأخبرني محمد بن علي الوراق قال: حدثنا صالح بن أحمد قال: كتب رجل إلى أبي يسأله عن مناظرة أهل الكلام والجلوس معهم، فأملى علي أبي جواب كتابه: أحسن الله عاقبتك، الذي كنا نسمع عليه من أدركنا أنهم كانوا يكرهون الكلام والجلوس مع أهل الزيغ، وإنما الأمر في التسليم والانتهاء إلى ما في كتاب الله، لا تعد ذلك. ولم يزل الناس يكرهون كل محدث، من وضع كتاب، وجلوس مع مبتدع، ليورد عليه بعض ما يلبس عليه في دينه.

وقال المروذي: بلغني أن أبا عبد الله أنكر على وليد الكرابيسي مناظرته لأهل البدع.

وقال المروذي: قلت لأبي عبد الله: قد جاءوا بكلام فلان ليعرض عليك.

وأعطيته الرقعة، فكان فيها: والإيمان يزيد وينقص فهو مخلوق، وإنما قلت إنه مخلوق على الحركة والفعل لا على القول، فمن قال: الإيمان مخلوق، وأراد القول، فهو كافر. فلما قرأها أحمد وانتهى إلى قوله: الحركة والفعل، غضب، فرمى بها وقال: هذا مثل قول الكرابيسي؛ وإنما أراد الحركات مخلوقة، إذا قال الإيمان مخلوق، وأي شيء بقي؟ ليس يفلح أصحاب الكلام.

قلت: إنما حط عليه أحمد بن حنبل لكونه خاض وأفتى وقسم، وفي هذا عبرة وزاجر، والله أعلم. فقد زجر الإمام أحمد كما ترى في قصة الرقعة التي في الإيمان، وهي والله بحث صحيح، وتقسيم مليح. وبعد هذا فقد ذم من أطلق الخلق على الإيمان باعتبار قول العبد لا باعتبار مقوله، لأن ذلك نوع من الكلام، وهو كان يذم الكلام وأهله، وإن أصابوا، ونهى عن تدقيق النظر في أسماء الله وصفاته، مع أن محمد بن نصر المروزي قد سمع إسحاق بن راهويه يقول: خلق الله الإيمان والكفر، والخير والشر.

ص: 1033

‌فصل في زوجاته وأولاده

قال زهير بن صالح بن أحمد: تزوج جدي بأم أبي عباسة بنت الفضل من العرب من الربض، لم يولد له منها غير أبي. ثم ماتت.

قال المروذي: سمعت أبا عبد الله يقول: أقامت معي أم صالح ثلاثين سنة، فما اختلفت أنا وهي في كلمة.

وقال زهير: لما ماتت عباسة تزوج جدي بعدها امرأة من العرب، يقال لها ريحانة، فولدت له عبد الله وحده.

وقال أبو بكر الخلال: حدثنا أحمد بن محمد بن خلف البراثي قال: أخبرني أحمد بن عبثر قال: لما ماتت أم صالح قال أحمد لامرأة عندهم: اذهبي إلى فلانة ابنة عمي فاخطبيها لي من نفسها. قالت: فأتيتها فأجابته، فلما رجعت إليه قال: كانت أختها تسمع كلامك؟ قال: وكانت بعين واحدة، فقالت له: نعم. قال: فاذهبي فاخطبي تلك التي بعين واحدة. فأتتها فأجابته. وهي أم عبد الله ابنه. فأقام معها سبعا ثم قالت له: كيف رأيت يا ابن عمي؟ أنكرت شيئا؟ قال: لا، إلا أن نعلك هذه تصر.

فيما تقدم وهم من أن أحمد، رحمه الله، تزوج بهذه بعد موت أم صالح، وذلك لا يستقيم، لأن عبد الله ولد لأحمد، ولأحمد خمسون سنة غير أشهر، وكان صالح أكبر من عبد الله بسنوات، لأنه سمع من عفان، وأبي الوليد. وذكر أبو يعقوب الهروي، وغيره أن صالحا ولد سنة ثلاث ومائتين، ولأبيه إذ ذاك تسع وثلاثون سنة. فصالح أكبر من عبد الله بعشر سنين والله أعلم.

وقال الخلال: حدثني محمد بن العباس قال: حدثنا محمد بن علي قال: حدثني أبو بكر بن يحيى، قال: قال أبو يوسف بن بختان: لما أمرنا أبو عبد الله أن نشتري له الجارية مضيت أنا وفوران، فتبعني أبو عبد الله فقال لي: يا أبا يوسف، ويكون لها لحم.

قال زهير بن صالح: لما توفيت أم عبد الله اشترى حسن، فولدت منه زينب، ثم الحسن، والحسين توأما، وماتا بالقرب من ولادتها، ثم ولدت الحسن، ومحمدا، فعاشا حتى صارا من السن إلى نحو من الأربعين سنة. ثم ولدت بعدهما سعيدا.

قال الخلال: وحدثنا محمد بن علي بن بحر، قال: سمعت حسن، أم

ص: 1034

ولد أبي عبد الله تقول: قلت لمولاي: يا مولاي اصرف فرد خلخالي. قال: وتطيب نفسك؟ قلت: نعم. قال: الحمد لله الذي وفقك لهذا. قالت: فأعطيته أبا الحسن بن صالح، فباعه بثمانية دنانير ونصف، وفرقها وقت حملي. فلما ولدت حسنا أعطى مولاتي كرامة درهما، وهي امرأة كبيرة كانت تخدمهم، وقال لها: اذهبي إلى ابن شجاع القصاب يشتري لك بهذا رأسا. فاشترى لنا رأسا، وجاءت به، فأكلنا. فقال لي: يا حسن، ما أملك غير هذا الدرهم، وما لك عندي غير هذا اليوم. قالت: وكان إذا لم يكن عند مولاي شيء فرح يومه ذلك. فدخل يوما فقال لي: أريد أن أحتجم اليوم وليس معي شيء. فجئت إلى جرة لي فيها غزل، فبعته بأربعة دراهم، فاشتريت لحما بنصف درهم، وأعطى الحجام درهما، واشتريت طيبا بدرهم، ولما خرج إلى سر من رأى كنت قد غزلت غزلا لينا، وعملت ثوبا حسنا، فلما قدم أخرجته إليه، قال: ما أريده. فدفعته إلى فوران، فباعه باثنين وأربعين درهما، واشتريت منه قطنا، فغزلته ثوبا كبيرا، فلما أعلمته قال: لا تقطعيه دعيه. فكان كفنه كفن فيه. وأخرجت الغليظ فقطعه.

وعن أحمد بن جعفر ابن المنادي أن أبا عبد الله اشترى جارية بثمن يسير، سماها ريحانة ليتسرى بها.

لم يتابع ابن المنادي على هذا.

قال حنبل: ولد سعيد قبل موت أحمد بنحو من خمسين يوما.

وقال بعض الناس: ولي سعيد قضاء الكوفة، ومات سنة ثلاث وثلاثمائة.

وهذا لا يصح. فإن سعيدا ولد قبل موت أبيه، ومات قبل موت أخيه عبد الله بدهر. لأن إبراهيم الحربي عزى عبد الله بأخيه سعيد. وأما الحسن، ومحمد. قال ابن الجوزي: فلا نعرف من أخبارهما شيئا. وأما زينب فكبرت وتزوجت. وله بنت اسمها فاطمة، إن صح ذلك.

ص: 1035

‌ذكر محنة الإمام أحمد بن حنبل

ما زال المسلمون على قانون السلف من أن القرآن كلام الله تعالى ووحيه وتنزيله غير مخلوق، حتى نبغت المعتزلة والجهمية، فقالوا بخلق القرآن، متسترين بذلك في دولة الرشيد. فروى أحمد بن إبراهيم الدورقي، عن محمد بن نوح، أن هارون الرشيد قال: بلغني أن بشر بن غياث يقول: القرآن مخلوق. لله علي إن أظفرني به لأقتلنه. قال الدورقي: وكان بشر متواريا أيام الرشيد، فلما مات ظهر بشر ودعى إلى الضلالة.

قلت: ثم إن المأمون نظر في الكلام، وباحث المعتزلة، وبقي يقدم رجلا ويؤخر أخرى في دعاء الناس إلى القول بخلق القرآن، إلى أن قوي عزمه على ذلك في السنة التي مات فيها، كما سقناه.

قال صالح بن أحمد بن حنبل: حمل أبي، ومحمد بن نوح مقيدين، فصرنا معهما إلى الأنبار، فسأل أبو بكر الأحوال أبي فقال: يا أبا عبد الله، إن عرضت على السيف تجيب؟. قال: لا. ثم سيرا، فسمعت أبي يقول: صرنا إلى الرحبة ورحلنا منها، وذلك في جوف الليل، فعرض لنا رجل فقال: أيكم أحمد بن حنبل؟ فقيل له: هذا. فقال للجمال: على رسلك. ثم قال: يا هذا، ما عليك أن تقتل هاهنا وتدخل الجنة. ثم قال: أستودعك الله، ومضى. قال أبي: فسألت عنه، فقيل: هذا رجل من العرب من ربيعة يعمل الشعر في البادية، يقال له: جابر بن عامر، يذكر بخير.

وروى أحمد بن أبي الحواري: حدثنا إبراهيم بن عبد الله قال: قال أحمد بن حنبل: ما سمعت كلمة منذ وقعت في هذا الأمر أقوى من كلمة أعرابي كلمني بها في رحبة طوق، قال: يا أحمد، إن يقتلك الحق مت شهيدا، وإن عشت عشت حميدا. فقوى قلبي.

قال صالح بن أحمد: قال أبي: صرنا إلى أذنة، ورحلنا منها في جوف الليل، وفتح لنا بابها، فإذا رجل قد دخل فقال: البشرى، قد مات الرجل، يعني المأمون. قال أبي: وكنت أدعو الله أن لا أراه.

ص: 1036

وقال محمد بن إبراهيم البوشنجي: سمعت أحمد بن حنبل يقول: تبينت الإجابة في دعوتين: دعوت الله أن لا يجمع بيني وبين المأمون، ودعوته أن لا أرى المتوكل. فلم أر المأمون، مات بالبذندون وهو نهر الروم، وأحمد محبوس بالرقة حتى بويع المعتصم بالروم، ورجع فرد أحمد إلى بغداد. وأما المتوكل فإنه لما أحضر أحمد دار الخلافة ليحدث ولده، قعد له المتوكل في خوخة حتى نظر إلى أحمد، ولم يره أحمد.

قال صالح: لما صدر أبي ومحمد بن نوح إلى طرسوس ردا في أقيادهما، فلما صارا إلى الرقة حملا في سفينة، فلما وصلا إلى عانات توفي محمد، فأطلق عنه قيده، وصلى عليه أبي.

وقال حنبل: قال أبو عبد الله: ما رأيت أحدا على حداثة سنه وقدر علمه أقوم بأمر الله من محمد بن نوح. وإني لأرجو أن يكون قد ختم له بخير. قال لي ذات يوم: يا أبا عبد الله، الله، الله، إنك لست مثلي، أنت رجل يقتدى بك، قد مد الخلق أعناقهم إليك لما يكون منك. فاتق الله واثبت لأمر الله. أو نحو هذا. فمات وصليت عليه ودفنته. أظنه قال: بعانة.

قال صالح: وصار أبي إلى بغداد مقيدا، فمكث بالياسرية أياما، ثم حبس في دار اكتريت له عند دار عمارة، ثم نقل بعد ذلك إلى حبس العامة في درب الموصلية، فقال أبي: كنت أصلي بأهل السجن وأنا مقيد. فلما كان في رمضان سنة تسع عشرة حولت إلى دار إسحاق بن إبراهيم.

وأما حنبل بن إسحاق فقال: حبس أبو عبد الله في دار عمارة ببغداد في إسطبل لمحمد بن إبراهيم أخي إسحاق بن إبراهيم، وكان في حبس ضيق؛ ومرض في رمضان، فحبس في ذلك الحبس قليلا، ثم حول إلى سجن العامة، فمكث في السجن نحوا من ثلاثين شهرا، فكنا نأتيه. وقرأ علي كتاب الإرجاء وغيره في الحبس، ورأيته يصلي بأهل الحبس وعليه القيد، فكان يخرج رجله من حلقة القيد وقت الصلاة والنوم.

رجعنا إلى ما حكاه صالح بن أحمد، عن أبيه، فكان يوجه إلي كل يوم برجلين، أحدهما يقال له: أحمد بن رباح، والآخر أبو شعيب الحجام، فلا يزالان يناظراني حتى إذا أرادا الانصراف دعي بقيد، فزيد في قيودي. قال: فصار في رجله أربعة أقياد. قال أبي: فلما كان اليوم الثالث دخل علي أحد الرجلين فناظرني، فقلت له: ما تقول في علم الله؟ قال: علم الله مخلوق.

ص: 1037

فقلت له: كفرت. فقال الرسول الذي كان يحضر من قبل إسحاق بن إبراهيم: إن هذا رسول أمير المؤمنين. فقلت له: إن هذا قد كفر، فلما كان في الليلة الرابعة وجه، يعني المعتصم ببغا الذي كان يقال له الكبير، إلى إسحاق، فأمره بحملي إليه. فأدخلت على إسحاق فقال: يا أحمد، إنها والله نفسك، إنه لا يقتلك بالسيف. إنه قد آلى إن لم تجبه أن يضربك ضربا بعد ضرب، وأن يقتلك في موضع لا يرى فيه شمس ولا قمر. أليس قد قال الله عز وجل:{إِنَّا جَعَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا} [الزخرف 3]، أفيكون مجعولا إلا مخلوقا؟ فقلت: قد قال الله تعالى: {فَجَعَلَهُمْ كَعَصْفٍ مَأْكُولٍ} [الفيل] أفخلقهم؟ قال: فسكت فلما صرنا إلى الموضع المعروف بباب البستان أخرجت وجيء بدابة، فحملت عليها وعلي الأقياد، ما معي أحد يمسكني. فكدت غير مرة أن أخر على وجهي لثقل القيود فجيء بي إلى دار المعتصم، فأدخلت حجرة، وأدخلت إلى بيت، وأقفل الباب علي، وذلك في جوف الليل، وليس في البيت سراج. فأردت أن أتمسح للصلاة، فمددت يدي، فإذا أنا بإناء فيه ماء وطست موضوع، فتوضأت وصليت. فلما كان من الغد أخرجت تكتي من سراويلي، وشددت بها الأقياد أحملها، وعطفت سراويلي. فجاء رسول المعتصم فقال: أجب. فأخذ بيدي وأدخلني عليه، والتكة في يدي أحمل بها الأقياد. وإذا هو جالس، وابن أبي دؤاد حاضر، وقد جمع خلقا كثيرا من أصحابه، فقال لي، يعني المعتصم: ادنه، ادنه. فلم يزل يدنيني حتى قربت منه، ثم قال لي: اجلس. فجلست وقد أثقلتني الأقياد، فمكثت قليلا ثم قلت: أتأذن لي في الكلام؟ فقال: تكلم. فقلت: إلى ما دعا الله ورسوله؟ فسكت هنية ثم قال: إلى شهادة أن لا إله إلا الله. فقلت: فأنا أشهد أن لا إله إلا الله. ثم قلت: إن جدك ابن عباس يقول: لما قدم وفد عبد القيس على رسول الله صلى الله عليه وسلم سألوه عن الإيمان فقال: أتدرون ما الإيمان؟ قالوا: الله ورسوله أعلم. قال: شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله، وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة، وأن تعطوا الخمس من المغنم. قال أبي: قال - يعني المعتصم - لولا أني وجدتك في يد من كان قبلي ما عرضت لك. ثم قال: يا عبد الرحمن بن إسحاق، ألم آمرك برفع

ص: 1038

المحنة؟ فقلت: الله أكبر إن في هذا لفرجا للمسلمين. ثم قال لهم: ناظروه، كلموه، يا عبد الرحمن كلمه. فقال لي عبد الرحمن: ما تقول في القرآن؟ قلت له: ما تقول في علم الله؟ فسكت. فقال لي بعضهم: أليس قال الله تعالى: {اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ} [الرعد 16] والقرآن أليس هو شيء؟ فقلت: قال الله: {تُدَمِّرُ كُلَّ شَيْءٍ بِأَمْرِ رَبِّهَا} [الأحقاف 25] فدمرت إلا ما أراد الله. فقال بعضهم: {مَا يَأْتِيهِمْ مِنْ ذِكْرٍ مِنْ رَبِّهِمْ مُحْدَثٍ} [الأنبياء 2] أفيكون محدث إلا مخلوقا؟ فقلت: قال الله: {ص وَالْقُرْآنِ ذِي الذِّكْرِ} [ص] فالذكر هو القرآن. وتلك ليس فيها ألف ولام. وذكر بعضهم حديث عمران بن حصين أن الله خلق الذكر. فقلت: هذا خطأ، حدثنا غير واحد: إن الله كتب الذكر.

واحتجوا بحديث ابن مسعود: ما خلق الله من جنة ولا نار ولا سماء ولا أرض أعظم من آية الكرسي. فقلت: إنما وقع الخلق على الجنة والنار والسماء والأرض، ولم يقع على القرآن. فقال بعضهم: حديث خباب: يا هنتاه، تقرب إلى الله بما استطعت فإنك لن تتقرب إليه بشيء أحب إليه من كلامه. قلت: هكذا هو.

قال صالح بن أحمد: وجعل ابن أبي دؤاد ينظر إلى أبي كالمغضب، قال أبي: وكان يتكلم هذا، فأرد عليه، ويتكلم هذا، فأرد عليه، فإذا انقطع الرجل منهم اعترض ابن أبي دؤاد فيقول: يا أمير المؤمنين هو والله ضال مضل مبتدع، فيقول: كلموه، ناظروه، فيكلمني هذا، فأرد عليه، ويكلمني هذا، فأرد عليه، فإذا انقطعوا يقول لي المعتصم: ويحك يا أحمد ما تقول؟ فأقول: يا أمير المؤمنين، أعطوني شيئا من كتاب الله أو سنة رسول الله حتى أقول به، فيقول ابن أبي دؤاد: أنت لا تقول إلا ما في كتاب الله أو سنة رسول الله؟ فقلت له: تأولت تأويلا، فأنت أعلم، وما تأولت ما يحبس عليه وما يقيد عليه.

قال حنبل: قال أبو عبد الله: لقد احتجوا علي بشيء ما يقوى قلبي ولا ينطلق لساني أن أحكيه. أنكروا الآثار، وما ظننتهم على هذا حتى سمعت

ص: 1039

مقالتهم، وجعلوا يرغون، يقول الخصم: كذا وكذا. فاحتججت عليهم بالقرآن بقوله: {يَا أَبَتِ لِمَ تَعْبُدُ مَا لا يَسْمَعُ وَلا يُبْصِرُ وَلا يُغْنِي عَنْكَ شَيْئًا} [مريم] فذم إبراهيم أباه بأن عبد ما لا يسمع ولا يبصر، ولا يغني عنه شيئا، فهذا منكر عندكم؟ فقالوا: شبه يا أمير المؤمنين، شبه يا أمير المؤمنين.

وقال محمد بن إبراهيم البوشنجي: حدثني بعض أصحابنا أن ابن أبي دؤاد أقبل على أحمد يكلمه فلم يلتفت إليه حتى قال المعتصم: يا أحمد ألا تُكلم أبا عبد الله؟ فقال أحمد: لست أعرفه من أهل العلم فأكلمه.

وقال صالح بن أحمد: وجعل ابن أبي دؤاد يقول: يا أمير المؤمنين، والله لئن أجابك لهو أحب إلي من مائة ألف دينار، ومائة ألف دينار، فيعد من ذلك ما شاء الله أن يعد، فقال المعتصم: والله لئن أجابني لأطلقن عنه بيدي، ولأركبن إليه بجندي، ولأطأن عقبه. ثم قال: يا أحمد، والله إني عليك لشفيق، وإني لأشفق عليك كشفقتي على هارون ابني. ما تقول؟ فأقول: أعطوني شيئا من كتاب الله وسنة رسوله. فلما طال المجلس ضجر، وقال: قوموا. وحبسني، يعني عنده، وعبد الرحمن بن إسحاق يكلمني. وقال: ويحك أجبني. وقال: ما أعرفك، ألم تكن تأتينا؟ فقال له عبد الرحمن بن إسحاق: يا أمير المؤمنين أعرفه منذ ثلاثين سنة يرى طاعتك والجهاد معك والحج. فيقول: والله إنه لعالم، وإنه لفقيه، وما يسوءني أن يكون معي يرد عني أهل الملل. ثم قال لي: ما كنت تعرف صالحا الرشيدي؟ قلت: قد سمعت باسمه. قال: كان مؤدبي، وكان في ذلك الموضع جالسا، وأشار إلى ناحية من الدار، فسألته عن القرآن فخالفني، فأمرت به فوطئ وسحب. ثم قال: يا أحمد أجبني إلى شيء لك فيه أدنى فرج حتى أطلق عنك بيدي. قلت: أعطوني شيئا من كتاب الله وسنة رسوله. فطال المجلس وقام، ورددت إلى الموضع الذي كنت فيه، فلما كان بعد المغرب وجه إلي رجلين من أصحاب ابن أبي دؤاد يبيتان عندي ويناظراني ويقيمان معي، حتى إذا كان وقت الإفطار جيء بالطعام، ويجتهدان بي أن أفطر، فلا أفعل. ووجه إلي المعتصم ابن أبي دؤاد في بعض الليل فقال: يقول لك أمير المؤمنين: ما تقول؟ فأرد عليه نحوا مما كنت أرد. فقال ابن أبي دؤاد: والله لقد كتب اسمك في السبعة، يحيى بن معين، وغيره، فمحوته.

ص: 1040

ولقد ساءني أخذهم إياك. ثم يقول: إن أمير المؤمنين قد حلف أن يضربك ضربا بعد ضرب، وأن يلقيك في موضع لا ترى فيه الشمس، ويقول: إن أجابني جئت إليه حتى أطلق عنه بيدي. وانصرفت، فلما أصبح جاء رسوله فأخذ بيدي حتى ذهب بي إليه، فقال لهم: ناظروه وكلموه، فجعلوا يناظروني، فأرد عليهم، فإذا جاءوا بشيء من الكلام مما ليس في الكتاب والسنة قلت: ما أدري ما هذا، قال: يقولون: يا أمير المؤمنين إذا توجهت له الحجة علينا ثبت. وإذا كلمناه بشيء يقول: لا أدري ما هذا. فقال: ناظروه. فقال رجل: يا أحمد أراك تذكر الحديث وتنتحله. قلت: ما تقول في {يُوصِيكُمُ اللَّهُ فِي أَوْلادِكُمْ لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الأُنْثَيَيْنِ} [النساء 11]؟ قال: خص الله بها المؤمنين. قلت: ما تقول: إن كان قاتلا أو عبدا؟ فسكت. وإنما احتججت عليهم بهذا لأنهم كانوا يحتجون بظاهر القرآن، وحيث قال لي: أراك تنتحل الحديث احتججت بالقرآن. فلم يزالوا كذلك إلى قرب الزوال فلما ضجر قال لهم: قوموا؛ وخلا بي وبعبد الرحمن بن إسحاق. فلم يزل يكلمني. ثم قال أبي: فقام ودخل، ورددت إلى الموضع. قال: فلما كان في الليلة الثالثة قلت: خليق أن يحدث غدا من أمري شيء، فقلت لبعض من كان معي الموكل بي: ارتد لي خيطا. فجاءني بخيط، فشددت به الأقياد، ورددت التكة إلى سراويلي مخافة أن يحدث من أمري شيء فأتعرى.

فلما كان من الغد في اليوم الثالث وجه إلي، فأدخلت، فإذا الدار غاصة، فجعلت أدخل من موضع إلى موضع، وقوم معهم السيوف، وقوم معهم السياط، وغير ذلك. ولم يكن في اليومين الماضيين كبير أحد من هؤلاء. فلما انتهيت إليه قال: اقعد. ثم قال: ناظروه، كلموه. فجعلوا يناظروني، ويتكلم هذا فأرد عليه، ويتكلم هذا فأرد عليه، وجعل صوتي يعلو أصواتهم، فجعل بعض من على رأسه قائم يومئ إلي بيده، فلما طال المجلس نحاني، ثم خلا بهم. ثم نحاهم وردني إلى عنده فقال: ويحك يا أحمد، أجبني حتى أطلق عنك بيدي. فرددت عليه نحوا مما كنت أرد، فقال لي: عليك، وذكر اللعن. وقال: خذوه واسحبوه وخلعوه. قال: فسحبت ثم خلعت. قال: وقد كان صار إلي شعر من شعر النبي صلى الله عليه وسلم في كم قميصي، فوجه إلي إسحاق بن إبراهيم: ما هذا المصرور في كم قميصك؟ قلت: شعر من شعر رسول الله صلى الله عليه وسلم. قال: وسعى بعض القوم إلى القميص ليخرقه علي، فقال لهم، يعني

ص: 1041

المعتصم: لا تخرقوه. فنزع القميص عني. قال: فظننت أنه إنما درئ عن القميص الخرق بسبب الشعر الذي كان فيه.

قال: وجلس على كرسي؛ يعني المعتصم، ثم قال: العقابين والسياط. فجيء بالعقابين، فمدت يداي، فقال بعض من حضر خلفي: خذ ناتئ الخشبتين بيديك وشد عليهما. فلم أفهم ما قال، فتخلعت يداي.

وقال محمد بن إبراهيم البوشنجي: ذكروا أن المعتصم لان في أمر أحمد لما علق في العقابين، ورأى ثبوته وتصميمه وصلابته في أمره، حتى أغراه ابن أبي دؤاد وقال له: إن تركته قيل: إنك تركت مذهب المأمون وسخطت قوله. فهاجه ذلك على ضربه.

قال صالح: قال أبي: لما جيء بالسياط نظر إليها المعتصم فقال: ائتوني بغيرها. ثم قال للجلادين: تقدموا. فجعل يتقدم إلي الرجل منهم فيضربني سوطين، فيقول: شد، قطع الله يدك، ثم يتنحى، ويتقدم الآخر فيضربني سوطين وهو يقول في كل ذلك: شد، قطع الله يدك، فلما ضربت تسعة عشر سوطا قام إلي، يعني المعتصم، فقال: يا أحمد، علام تقتل نفسك؟ إني والله عليك لشفيق. قال: فجعل عجيف ينخسني بقائمة سيفه وقال: أتريد أن تغلب هؤلاء كلهم، وجعل بعضهم يقول: ويلك، الخليفة على رأسك قائم. وقال بعضهم: يا أمير المؤمنين دمه في عنقي، اقتله. وجعلوا يقولون: يا أمير المؤمنين أنت صائم وأنت في الشمس قائم. فقال لي: ويحك يا أحمد ما تقول؟ فأقول: أعطوني شيئا من كتاب الله أو سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم أقول به. فرجع وجلس، وقال للجلاد: تقدم وأوجع، قطع الله يدك، ثم قام الثانية فجعل يقول: ويحك يا أحمد أجبني. فجعلوا يقبلون علي ويقولون: يا أحمد إمامك على رأسك قائم. وجعل عبد الرحمن يقول: من صنع من أصحابك في هذا الأمر ما تصنع؟ وجعل المعتصم يقول: ويحك أجبني إلى شيء لك فيه أدنى فرج حتى أطلق عنك بيدي. فقلت: يا أمير المؤمنين، أعطوني شيئا من كتاب الله فرجع. وقال للجلادين: تقدموا، فجعل الجلاد يتقدم ويضربني سوطين ويتنحى، وهو في خلال ذلك يقول: شد، قطع الله يدك.

قال أبي: فذهب عقلي، فأفقت بعد ذلك، فإذا الأقياد قد أطلقت عني. فقال لي رجل ممن حضر: إنا كببناك على وجهك، وطرحنا على ظهرك بارية ودسناك. قال أبي: فما شعرت بذلك، وأتوني بسويق فقالوا لي: اشرب وتقيأ.

ص: 1042

فقلت: لا أفطر. ثم جيء بي إلى دار إسحاق بن إبراهيم، فحضرت صلاة الظهر، فتقدم ابن سماعة فصلى، فلما انفتل من الصلاة قال لي: صليت والدم يسيل في ثوبك؟! فقلت: قد صلى عمر وجرحه يثعب دما.

قال صالح: ثم خلي عنه، فصار إلى منزله. وكان مكثه في السجن منذ أخذ وحمل إلى أن ضرب وخلي عنه ثمانية وعشرين شهرا. ولقد أخبرني أحد الرجلين اللذين كانا معه قال: يا ابن أخي، رحمة الله على أبي عبد الله، والله ما رأيت أحدا يشبهه. ولقد جعلت أقول له في وقت ما يوجه إلينا بالطعام: يا أبا عبد الله، أنت صائم وأنت في موضع تقية. ولقد عطش، فقال لصاحب الشراب: ناولني. فناوله قدحا فيه ماء وثلج، فأخذه ونظر إليه هنية ثم رده ولم يشرب، فجعلت أعجب من صبره على الجوع والعطش وهو فيما هو فيه من الهول.

قال صالح: كنت ألتمس وأحتال أن أوصل إليه طعاما أو رغيفا في تلك الأيام، فلم أقدر. وأخبرني رجل حضره أنه تفقده في هذه الأيام الثلاثة وهم يناظرونه، فما لحن في كلمة. قال: وما ظننت أن أحدا يكون في مثل شجاعته وشدة قلبه.

وقال حنبل: سمعت أبا عبد الله يقول: ذهب عقلي مرارا، فكان إذا رفع عني الضرب رجعت إلى نفسي. وإذا استرخيت وسقطت رفع الضرب. أصابني ذلك مرارا، ورأيته، يعني المعتصم، قاعدا في الشمس بغير مظلة، فسمعته وقد أفقت يقول لابن أبي دؤاد: لقد ارتكبت في أمر هذا الرجل. فقال: يا أمير المؤمنين، إنه والله كافر مشرك، قد أشرك من غير وجه. فلا يزال به حتى يصرفه عما يريد. وقد كان أراد تخليتي بغير ضرب، فلم يدعه ولا إسحاق بن إبراهيم، وعزم حينئذ على ضربي.

قال حنبل: وبلغني أن المعتصم قال لابن أبي دؤاد بعدما ضرب أبو عبد الله: كم ضرب؟ فقال ابن أبي دؤاد: نيف وثلاثين أو أربعة وثلاثين سوطا. وقال أبو عبد الله: قال لي إنسان ممن كان: ثم ألقينا على صدرك بارية، وأكببناك على وجهك ودسناك.

ص: 1043

قال أبو الفضل عبيد الله الزهري: قال المروذي: قلت وأحمد بين الهنبازين: يا أستاذ، قال الله تعالى:{وَلا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ} [النساء 29]. قال: يا مروذي، اخرج انظر، فخرجت إلى رحبة دار الخليفة، فرأيت خلقا لا يحصيهم إلا الله، والصحف في أيديهم، والأقلام والمحابر. فقال لهم المروذي: أي شيء تعملون؟ قالوا: ننتظر ما يقول أحمد فنكتبه. فدخل إلى أحمد فأخبره، فقال: يا مروذي أضل هؤلاء كلهم؟

قلت: هذه حكاية منقطعة لا تصح.

قال ابن أبي حاتم: حدثنا عبد الله بن محمد بن الفضل الأسدي، قال: لما حمل أحمد ليضرب جاءوا إلى بشر بن الحارث فقالوا: قد حمل أحمد بن حنبل وحملت السياط، وقد وجب عليك أن تتكلم. فقال: تريدون مني مقام الأنبياء؟ ليس ذا عندي. حفظ الله أحمد من بين يديه ومن خلفه.

وقال الحسن بن محمد بن عثمان الفسوي: حدثني داود بن عرفة، قال: حدثنا ميمون بن الأصبغ، قال: كنت ببغداد، فسمعت ضجة، فقلت: ما هذا؟ قالوا: أحمد يمتحن. فأخذت مالا له خطر، فذهبت به إلى من يدخلني إلى المجلس، فأدخلوني، فإذا بالسيوف قد جردت، وبالرماح قد ركزت، وبالتراس قد صففت، وبالسياط قد طرحت، فألبسوني قباء أسود ومنطقة وسيفا، ووقفوني حيث أسمع الكلام. فأتى أمير المؤمنين، فجلس على كرسي، وأتي بأحمد بن حنبل، فقال له: وقرابتي من رسول الله صلى الله عليه وسلم لأضربنك بالسياط، أو تقول كما أقول. ثم التفت إلى جلاد فقال: خذه إليك، فأخذه، فلما ضرب سوطا قال: بسم الله. فلما ضرب الثاني قال: لا حول ولا قوة إلا بالله. فلما ضرب الثالث قال: القرآن كلام الله غير مخلوق. فلما ضرب الرابع قال: {قُلْ لَنْ يُصِيبَنَا إِلا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَنَا} [التوبة 51]. فضربه تسعة وعشرين سوطا. وكانت تكة أحمد حاشية ثوب، فانقطعت، فنزل السراويل إلى عانته، فقلت: الساعة ينهتك. فرمى بطرفه إلى السماء، وحرك شفتيه، فما كان بأسرع من أن بقي السراويل لم ينزل. فدخلت عليه بعد سبعة أيام، فقلت: يا أبا عبد الله رأيتك وقد انحل سراويلك، فرفعت طرفك نحو السماء، فما قلت؟

ص: 1044

قال: قلت: اللهم إني أسألك باسمك الذي ملأت به العرش إن كنت تعلم أني على الصواب، فلا تهتك لي سترا.

وقال جعفر بن أحمد بن فارس الأصبهاني: حدثنا أحمد بن أبي عبيد الله قال: قال أحمد بن الفرج: حضرت أحمد بن حنبل لما ضرب، فتقدم أبو الدن فضربه بضعة عشر سوطا، فأقبل الدم من أكتافه، وكان عليه سراويل، فانقطع خيطه، فنزل السراويل، فلحظته وقد حرك شفتيه، فعاد السراويل كما كان، فسألته عن ذلك فقال: قلت: إلهي وسيدي، وقفتني هذا الموقف، فتهتكني على رؤوس الخلائق!

هذه حكاية لا تصح. ولقد ساق فيها أبو نعيم الحافظ من الخرافات والكذب ما يستحى من ذكره.

وأضعف منها ما رواه أبو نعيم في الحلية: حدثنا الحسين بن محمد، قال: حدثنا إبراهيم بن محمد بن إبراهيم القاضي قال: حدثني أبو عبد الله الجوهري قال: حدثني يوسف بن يعقوب قال: سمعت علي بن محمد القرشي قال: لما قد أحمد ليضرب وجرد وبقي في سراويله، فبينا هو يضرب انحل سراويله، فجعل يحرك شفتيه بشيء، فرأيت يدين خرجتا من تحته وهو يضرب، فشدتا السراويل. فلما فرغوا من الضرب قلنا له: ما كنت تقول؟ قال: قلت: يا من لا يعلم العرش منه أين هو إلا هو، إن كنت على الحق فلا تبد عورتي.

قلت: هذه مكذوبة ذكرتها للمعرفة. ذكرها البيهقي، وما جسر على تضعيفها. ثم روى بعدها حكاية في المحنة، عن أبي مسعود البجلي إجازة، عن ابن جهضم، وهو كذوب، عن النجاد، عن ابن أبي العوام الرياحي، فيها من الركاكة والخبط ما لا يروج إلا على الجهال. وفيها أن مئزره اضطرب، فحرك شفتيه، فما استتم الدعاء حتى رأيت كفا من ذهب قد خرج من تحت مئزره بقدرة الله، فصاحت العامة.

وقال محمد بن إسماعيل بن أبي سمينة: سمعت شاباص التائب يقول:

ص: 1045

لقد ضربت أحمد بن حنبل ثمانين سوطا، لو ضربته فيلا لهدته.

قال ابن أبي حاتم: حدثنا أبي قال: قال إبراهيم بن الحارث العبادي: قال أبو محمد الطفاوي لأحمد: يا أبا عبد الله، أخبرني عما صنعوا بك، قال: لما ضربت جاء ذاك الطويل اللحية، يعني عجيفا، فضربني بقائم سيفه فقلت: جاء الفرج يضرب عنقي وأستريح. فقال ابن سماعة: يا أمير المؤمنين اضرب عنقه، ودمه في رقبتي. قال ابن أبي دؤاد: لا يا أمير المؤمنين، لا تفعل، فإنه إن قتل أو مات في دارك قال الناس: صبر حتى قتل، واتخذوه إماما، وثبتوا على ما هم عليه. ولكن أطلقه الساعة، فإن مات خارجا من منزلك شك الناس في أمره.

قال ابن أبي حاتم: وسمعت أبا زرعة يقول: دعا المعتصم بعم أحمد بن حنبل ثم قال للناس: تعرفونه؟ قالوا: نعم، هو أحمد بن حنبل. قال: فانظروا إليه أليس هو صحيح البدن؟ قالوا: نعم. ولولا أنه فعل ذلك لكنت أخاف أن يقع شيء لا يقام له، قال: فلما قال: قد سلمته إليكم صحيح البدن. هدأ الناس وسكنوا.

قال صالح: صار أبي إلى المنزل ووجه إليه من السحر من يبصر الضرب والجراحات ويعالج منها. فنظر إليه فقال لنا: والله لقد رأيت من ضرب ألف سوط، ما رأيت ضربا أشد من هذا. لقد جر عليه من خلفه ومن قدامه، ثم أدخل ميلا في بعض تلك الجراحات وقال: لم ينقب. فجعل يأتيه ويعالجه، وكان قد أصاب وجهه غير ضربة؛ ثم مكث يعالجه ما شاء الله. ثم قال: إن هاهنا شيئا أريد أن أقطعه. فجاء بحديدة، فجعل يعلق اللحم بها ويقطعه بسكين، وهو صابر يحمد الله، فبرأ. ولم يزل يتوجع من مواضع منه. وكان أثر الضرب بينا في ظهره إلى أن توفي.

وسمعت أبي يقول: والله لقد أعطيت المجهود من نفسي، ووددت أني أنجو من هذا الأمر كفافا لا علي ولا لي. ودخلت على أبي يوما فقلت له: بلغني

ص: 1046

أن رجلا جاء إلى فضل الأنماطي فقال له: اجعلني في حل إذ لم أقم بنصرتك. فقال فضل: لا جعلت أحدا في حل، فتبسم أبي وسكت. فلما كان بعد أيام قال: مررت بهذه الآية: {فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ} [الشورى 40] فنظرت في تفسيرها، فإذا هو ما حدثني أبو النضر قال: حدثنا ابن فضالة المبارك، قال: حدثني من سمع الحسن يقول: إذا جثت الأمم بين يدي الله رب العالمين نودوا: ليقم من أجره على الله. فلا يقوم إلا من عفا في الدنيا، قال أبي: فجعلت الميت في حل من ضربه إياي. ثم جعل يقول: وما على رجل ألا يعذب الله بسببه أحدا.

وقال حنبل بن إسحاق: لما أمر المعتصم بتخلية أبي عبد الله خلع عليه مبطنة وقميصا وطيلسانا وخفا وقلنسوة، فبينا نحن على باب الدار والناس في الميدان والدروب وغيرها، وأغلقت الأسواق، إذ خرج أبو عبد الله على دابة من دار أبي إسحاق المعتصم، وعليه تلك الثياب، وابن أبي دؤاد عن يمينه، وإسحاق بن إبراهيم، يعني نائب بغداد، عن يساره، فلما صار في دهليز المعتصم قبل أن يخرج قال لهم ابن أبي دؤاد: اكشفوا رأسه. فكشفوه، يعني من الطيلسان، وذهبوا يأخذون به ناحية الميدان نحو طريق الحبس. فقال لهم إسحاق: خذوا به هاهنا، يريد دجلة. فذهب به إلى الزورق، وحمل إلى دار إسحاق، وأقام عنده إلى أن صليت الظهر. وبعث إلى أبي وإلى جيراننا ومشايخ المحال، فجمعوا وأدخلوا عليه، فقال لهم: هذا أحمد بن حنبل إن كان فيكم من يعرفه، وإلا فليعرفه.

وقال ابن سماعة حين دخل الجماعة: هذا أحمد بن حنبل، فإن أمير المؤمنين ناظره في أمره، وقد خلى سبيله، وها هو ذا. فأخرج على دابة لإسحاق بن إبراهيم عند غروب الشمس، فصار إلى منزله ومعه السلطان والناس، وهو منحنٍ. فلما ذهب لينزل احتضنته ولم أعلم، فوقعت يدي على موضع الضرب فصاح، فنحيت يدي، فنزل متوكئا علي، وأغلق الباب ودخلنا معه، ورمى بنفسه على وجهه لا يقدر يتحرك إلا بجهد، وخلع ما كان خلع عليه، فأمر به فبيع، وأخذ ثمنه وتصدق به. وكان المعتصم أمر إسحاق بن إبراهيم أن لا يقطع عنه خبره، وذلك أنه ترك فيما حكي لنا عند الإياس منه. وبلغنا أن المعتصم ندم وأسقط في يده حتى صلح. فكان صاحب خبر إسحاق يأتينا كل يوم يتعرف خبره حتى صح، وبقيت إبهاماه منخلعتين يضربان عليه في

ص: 1047

البرد حتى يسخن له الماء. ولما أردنا علاجه خفنا أن يدس ابن أبي دؤاد سما إلى المعالج، فعملنا الدواء والمرهم في منزلنا. وسمعته يقول: كل من ذكرني في حل إلا مبتدع. وقد جعلت أبا إسحاق، يعني المعتصم، في حل. ورأيت الله تعالى يقول:{وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلا تُحِبُّونَ أَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ} [النور 22] وأمر النبي صلى الله عليه وسلم أبا بكر بالعفو في قصة مسطح. قال أبو عبد الله: العفو أفضل، وما ينفعك أن يعذب أخوك المسلم في سببك.

‌فصل في محنته زمن الواثق

قال حنبل: ولم يزل أبو عبد الله بعد أن برئ من مرضه يحضر الجمعة والجماعة ويفتي ويحدث حتى مات المعتصم، وولي ابنه الواثق، فأظهر ما أظهر من المحنة والميل إلى ابن أبي دؤاد وأصحابه. فلما اشتد الأمر على أهل بغداد، وأظهرت القضاة المحنة، وفرق بين فضل الأنماطي وامرأته، وبين أبي صالح وامرأته، كان أبو عبد الله يشهد الجمعة ويعيد الصلاة إذا رجع ويقول: الجمعة تؤتى لفضلها، والصلاة تعاد خلف من قال بهذه المقالة، وجاء نفر إلى أبي عبد الله وقالوا: هذا الأمر قد فشا وتفاقم، ونحن نخافه على أكثر من هذا. وذكروا أن ابن أبي دؤاد على أن يأمر المعلمين بتعليم الصبيان في الكتاب مع القرآن: القرآن كذا وكذا. فنحن لا نرضى بإمارته. فمنعهم من ذلك وناظرهم. وحكى حنبل قصده في مناظرتهم وأمرهم بالصبر. فبينا نحن في أيام الواثق إذ جاء يعقوب ليلا برسالة إسحاق بن إبراهيم إلى أبي عبد الله: يقول لك الأمير: إن أمير المؤمنين قد ذكرك، فلا يجتمعن إليك أحد، ولا تساكني بأرض ولا مدينة أنا فيها. فاذهب حيث شئت من أرض الله، فاختفى أبو عبد الله بقية حياة الواثق. وكانت تلك الفتنة، وقتل أحمد بن نصر، فلم يزل أبو عبد الله مختفيا في غير منزله في القرب. ثم عاد إلى منزله بعد أشهر أو سنة لما طفئ خبره. ولم يزل في البيت مختفيا لا يخرج إلى الصلاة ولا غيرها حتى هلك الواثق.

وعن إبراهيم بن هانئ قال: اختفى أحمد بن حنبل عندي ثلاثة أيام ثم قال: اطلب لي موضعا، قلت: لا آمن عليك. قال: افعل. فإذا فعلت أفدتك، فطلبت له موضعا، فلما خرج قال لي: اختفى رسول الله صلى الله عليه وسلم في الغار ثلاثة أيام، ثم تحول.

ص: 1048

قلت: أنا أتعجب من الحافظ أبي القاسم كيف لم يسق المحنة ولا شيئا منها في تاريخ دمشق مع فرط استقصائه، ومع صحة أسانيدها، ولعل له نية في تركها.

‌فصل في حال أبي عبد الله أيام المتوكل

قال حنبل: ولي جعفر المتوكل فأظهر الله السنة وفرج عن الناس، وكان أبو عبد الله يحدثنا ويحدث أصحابه في أيام المتوكل، وسمعته يقول: ما كان الناس إلى الحديث والعلم أحوج منهم في زماننا. ثم إن المتوكل ذكره وكتب إلى إسحاق بن إبراهيم في إخراجه إليه. فجاء رسول إسحاق إلى أبي عبد الله يأمره بالحضور، فمضى أبو عبد الله ثم رجع فسأله أبي عما دعي له فقال: قرأ علي كتاب جعفر يأمرني بالخروج إلى العسكر. قال: وقال لي إسحاق بن إبراهيم: ما تقول في القرآن؟ فقلت: إن أمير المؤمنين قد نهى عن هذا. فقال: لا تعلم أحدا أني سألتك. فقلت له: مسألة مسترشد أو مسألة متعنت؟ قال: بل مسألة مسترشد. فقلت له: القرآن كلام الله ليس بمخلوق، وقد نهى أمير المؤمنين عن هذا.

وخرج إسحاق إلى العسكر، وقدم ابنه محمد خليفة له ببغداد، ولم يكن عند أبي عبد الله ما يتجمل به وينفقه، وكانت عندي مائة درهم، فأتيت بها أبي، فذهبت بها إليه، فأخذها وأصلح بها ما احتاج إليه، واكترى منها، وخرج ولم يلق محمد بن إسحاق بن إبراهيم، ولا سلم عليه. فكتب بذلك محمد إلى أبيه، فحقدها إسحاق عليه، فقال للمتوكل: يا أمير المؤمنين إن أحمد بن حنبل خرج من بغداد ولم يأت محمدا مولاك. فقال المتوكل: يرد ولو وطئ بساطي. وكان أبو عبد الله قد بلغ بصرى، فوجه إليه رسولا يأمره بالرجوع، فرجع وامتنع من الحديث إلا لولده ولنا. وربما قرأ علينا في منزلنا. ثم إن رافعا رفع إلى المتوكل أن أحمد بن حنبل ربص علويا في منزله، وأنه يريد أن يخرجه ويبايع عليه، ولم يكن عندنا علم، فبينا نحن ذات ليلة نيام في الصيف سمعنا الجلبة،

ص: 1049

ورأينا النيران في دار أبي عبد الله، فأسرعنا، وإذا أبو عبد الله قاعد في إزار، ومظفر ابن الكلبي صاحب الخبر وجماعة معهم. فقرأ صاحب الخبر كتاب المتوكل: ورد على أمير المؤمنين أن عندكم علويا ربصته لتبايع له وتظهره. في كلام طويل، ثم قال له مظفر: ما تقول؟ قال: ما أعرف من هذا شيئا، وإني لأرى له السمع والطاعة في عسري ويسري ومنشطي ومكرهي، وإني لأوثره علي وإني لأدعو الله له بالتسديد والتوفيق في الليل والنهار. في كلام كثير غير هذا.

وقال ابن الكلبي: قد أمرني أمير المؤمنين أن أحلفك. قال: فأحلفه بالطلاق ثلاثا أن ما عنده طلبة أمير المؤمنين. وفتشوا منزل أبي عبد الله والسرب والغرف والسطوح، وفتشوا تابوت الكتب، وفتشوا النساء والمنازل، فلم يروا شيئا ولم يحسوا بشيء، ورد الله الذين كفروا بغيظهم. وكتب بذلك إلى المتوكل، فوقع منه موقعا حسنا، وعلم أن أبا عبد الله مكذوب عليه. وكان الذي دس عليه رجل من أهل البدع، ولم يمت حتى بين الله أمره للمسلمين، وهو ابن الثلجي.

فلما كان بعد أيام بينا نحن جلوس بباب الدار إذا يعقوب أحد حجاب المتوكل قد جاء، فاستأذن على أبي عبد الله، فدخل ودخل أبي وأنا، ومع بعض غلمانه بدرة، على بغل، ومعه كتاب المتوكل، فقرأه على أبي عبد الله: إنه صح عند أمير المؤمنين براءة ساحتك، وقد وجه إليك بهذا المال تستعين به. فأبى أن يقبله وقال: ما لي إليه حاجة. فقال: يا أبا عبد الله، اقبل من أمير المؤمنين ما أمرك به؛ فإن هذا خير لك عنده، فاقبله ولا ترده. فإنك إن رددته خفت أن يظن بك ظن سوء. فحينئذ قبلها. فلما خرج قال: يا أبا علي. قلت: لبيك. قال: ارفع هذه الإجانة وضعها، يعني البدرة، تحتها. فوضعتها وخرجنا. فلما كان الليل إذا أم ولد أبي عبد الله تدق علينا الحائط، فقلت لها: ما لك؟ قالت: مولاي يدعو عمه. فأعلمت أبي، وخرجنا فدخلنا على أبي عبد الله، وذلك في جوف الليل. فقال: يا عم، ما أخذني النوم هذه الليلة. فقال له أبي: ولم؟ قال: لهذا المال، وجعل يتوجع لأخذه، وجعل أبي يسكنه ويسهل عليه، وقال: حتى تصبح وترى فيه رأيك، فإن هذا ليل والناس في منازلهم، فأمسك، وخرجنا. فلما كان في السحر وجه إلى عبدوس بن مالك، والحسن بن البزار، فحضرا،

ص: 1050

وحضر جماعة؛ منهم: هارون الحمال، وأحمد بن منيع، وابن الدورقي، وأنا، وأبي، وصالح، وعبد الله فجعلنا نكتب من يذكرونه من أهل العفاف والصلاح ببغداد والكوفة، فوجه منها إلى أبي سعيد الأشج، وإلى أبي كريب، وإلى من ذكر من أهل العلم والسنة ممن يعلمون أنه محتاج. ففرقها كلها ما بين الخمسين إلى المائة والمائتين، فما بقي في الكيس درهم، ثم تصدق بالكيس على مسكين. فلما كان بعد ذلك مات إسحاق بن إبراهيم وابنه محمد، وولي بغداد عبد الله بن إسحاق، فجاء رسوله إلى أبي عبد الله، فذهب إليه، فقرأ عليه كتاب المتوكل وقال له: يأمرك بالخروج. فقال: أنا شيخ ضعيف عليل. فكتب عبد الله بما رد عليه، فورد جواب الكتاب أن أمير المؤمنين يأمره بالخروج. فوجه عبد الله جنوده، فباتوا على بابنا أياما حتى تهيأ أبو عبد الله للخروج، فخرج وخرج صالح، وعبد الله، وأبو زميلة. قال صالح: كان حمل أبي إلى المتوكل سنة سبع وثلاثين ومائتين، ثم عاش إلى سنة إحدى وأربعين، فكان قل يوم يمضي إلا ورسول المتوكل يأتيه.

قال حنبل في حديثه: وقال أبي ارجع. فرجعت، فأخبرني أبي قال: لما دخلنا إلى العسكر إذا نحن بموكب عظيم مقبل، فلما حاذى بنا قالوا: هذا وصيف. وإذا بفارس قد أقبل، فقال لأحمد: الأمير وصيف يقرئك السلام، ويقول لك: إن الله قد أمكنك من عدوك، يعني ابن أبي دؤاد، وأمير المؤمنين يقبل منك، فلا تدع شيئا إلا تكلمت به. فما رد عليه أبو عبد الله شيئا. وجعلت أنا أدعو لأمير المؤمنين، ودعوت لوصيف، ومضينا فأنزلنا في دار إيتاخ، ولم يعلم أبو عبد الله، فسأل بعد ذلك: لمن هذه الدار؟ قالوا: هذه دار إيتاخ. فقال: حولوني، اكتروا لي دارا، فلم نزل حتى اكترينا له دارا. وكانت تأتينا في كل يوم مائدة فيها ألوان يأمر بها المتوكل، والفاكهة والثلج، وغير ذلك. فما نظر إليها أبو عبد الله، ولا ذاق منها شيئا. وكانت نفقة المائدة كل يوم مائة وعشرين درهما. وكان يحيى بن خاقان، وابنه عبيد الله، وعلي بن الجهم يأتون أبا عبد الله ويختلفون إليه برسالة المتوكل. ودامت العلة بأبي عبد الله وضعف ضعفا شديدا. وكان يواصل، فمكث ثمانية أيام لا يأكل ولا يشرب. فلما كان في اليوم الثامن دخلت عليه، وقد كاد أن يطفأ، فقلت: يا أبا عبد الله، ابن

ص: 1051

الزبير كان يواصل سبعة أيام، وهذا لك اليوم ثمانية أيام، قال: إني مطيق. قلت: بحقي عليك، قال: فإني أفعل، فأتيته بسويق فشرب؛ ووجه إليه المتوكل بمال عظيم فرده، فقال له عبيد الله بن يحيى: فإن أمير المؤمنين يأمرك أن تدفعها إلى ولدك وأهلك. قال: هم مستغنون فردها عليه. فأخذها عبيد الله فقسمها على ولده وأهله. ثم أجرى المتوكل على أهله وولده أربعة آلاف في كل شهر، فبعث إليه أبو عبد الله: إنهم في كفاية، وليست بهم حاجة. فبعث إليه المتوكل: إنما هذا لولدك، ما لك ولهذا؟ فأمسك أبو عبد الله. فلم يزل يجري علينا حتى مات المتوكل.

وجرى بين أبي عبد الله وبين أبي في ذلك كلام كثير، وقال: يا عم، ما بقي من أعمارنا؟ كأنك بالأمر قد نزل بنا، فالله الله فإن أولادنا إنما يريدون يتأكلون بنا، وإنما هي أيام قلائل، لو كشف للعبد عما قد حجب عنه لعرف ما هو عليه من خير أو شر، صبر قليل وثواب طويل، وإنما هذه فتنة. قال أبي: فقلت: أرجو أن يؤمنك الله مما تحذر. قال: فكيف وأنتم لا تتركون طعامهم ولا جوائزهم، لو تركتموها لتركوكم. وقال: ماذا ننتظر؟ إنما هو الموت، فإما إلى جنة وإما إلى نار؛ فطوبى لمن قدم على خير. قال أبي: فقلت له: أليس قد أمرت، ما جاءك من هذا المال من غير مسألة ولا إشراف نفس أن تأخذه؟ قال: قد أخذت مرة بلا إشراف نفس فالثانية والثالثة؛ فما بال نفسك ألم تستشرف؟ فقلت: ألم يأخذ ابن عمر وابن عباس؟ فقال: ما هذا وذاك؟ وقال: لو أعلم أن هذا المال يؤخذ من وجهه ولا يكون فيه ظلم ولا حيف لم أبال.

قال حنبل: فلما طالت علة أبي عبد الله كان المتوكل يبعث بابن ماسوية المتطبب فيصف له الأدوية، فلا يتعالج، ويدخل المتطبب على المتوكل فقال: يا أمير المؤمنين، أحمد ليست به علة في بدنه، إنما هو من قلة الطعام والصيام والعبادة. فسكت المتوكل. وبلغ أم المتوكل خبر أبي عبد الله، فقالت لابنها: أشتهي أن أرى هذا الرجل. فوجه المتوكل إلى أبي عبد الله يسأله أن يدخل على ابنه المعتز ويسلم عليه ويدعو له ويجعله في حجره. فامتنع أبو عبد الله من ذلك، ثم أجاب رجاء أن يطلق وينحدر إلى بغداد. فوجه إليه المتوكل خلعة، وأتوه بدابة يركبها إلى المعتز، فامتنع، وكانت عليها ميثرة نمور. فقدم إليه بغل لرجل من التجار فركبه، وجلس المتوكل مع أمه في مجلس من المكان، وعلى المجلس ستر رقيق، فدخل أبو عبد الله على المعتز، ونظر إليه المتوكل وأمه،

ص: 1052

فلما رأته قالت: يا بني، الله الله في هذا الرجل، فليس هذا ممن يريد ما عندكم، ولا المصلحة أن تحبسه عن منزله، فأذن له فليذهب. فدخل أبو عبد الله على المعتز فقال: السلام عليكم، وجلس ولم يسلم عليه بالإمرة. قال: فسمعت أبا عبد الله بعد ذلك ببغداد يقول: لما دخلت عليه وجلست قال مؤدب الصبي: أصلح الله الأمير، هذا الذي أمره أمير المؤمنين يؤدبك ويعلمك؟ فرد عليه الغلام وقال: إن علمني شيئا تعلمته. قال أبو عبد الله: فعجبت من ذكائه وجوابه على صغره، وكان صغيرا. قال: ودامت علة أبي عبد الله وبلغ الخليفة ما هو فيه، وكلمه يحيى بن خاقان أيضا وأخبره أنه رجل لا يريد الدنيا. فأذن له في الانصراف. فجاء عبيد الله بن يحيى وقت العصر فقال: إن أمير المؤمنين قد أذن لك، وأمر أن تفرش لك حراقة تنحدر فيها. فقال أبو عبد الله: اطلبوا لي زورقا فأنحدر فيه الساعة، فطلبوا له زورقا فانحدر فيه من ساعته.

قال حنبل: فما علمنا بقدومه حتى قيل لي: إنه قد وافى، فاستقبلته بناحية القطيعة، وقد خرج من الزورق، فمشيت معه فقال لي: تقدم لا يراك الناس فيعرفوني. فتقدمت بين يديه حتى وصل إلى المنزل، فلما دخل ألقى نفسه على قفاه من التعب والعناء. وكان في حياته ربما استعار الشيء من منزلنا ومنزل ولده. فلما صار إلينا من مال السلطان ما صار امتنع من ذلك، حتى لقد وصف له في علته قرعة تشوى ويؤخذ ماؤها. فلما جاءوا بالقرعة قال بعض من حضر: اجعلوها في تنور، يعني في دار صالح، فإنهم قد خبزوا. فقال بيده: لا. ومثل هذا كثير.

وقد ذكر صالح بن أحمد قصة خروج أبيه إلى العسكر ورجوعه، وتفتيش بيوتهم على العلوي، ثم ورود يعقوب قرقرة ومعه العشرة آلاف، وأن بعضها كان مائتي دينار والباقي دراهم، قال: فجئت بإجانة خضراء، فأكببتها على البدرة، فلما كان عند المغرب قال: يا صالح خذ هذا صيره عندك. فصيرته عند رأسي فوق البيت. فلما كان سحر إذا هو ينادي: يا صالح. فقمت وصعدت إليه، فقال: ما نمت. قلت: لم يا أبه؟ فجعل يبكي وقال: سلمت من هؤلاء، حتى إذا كان في آخر عمري بليت بهم. وقد عزمت عليك أن تفرق هذا الشيء إذا أصبحت، فقلت: ذاك إليك. فلما أصبح جاءه الحسن ابن البزار فقال:

ص: 1053

جئني يا صالح بميزان. وجهوا إلى أبناء المهاجرين والأنصار. ثم قال: وجه إلى فلان حتى يفرق في ناحيته، وإلى فلان، حتى فرقها كلها، ونحن في حالة الله بها عليم، فجاءني ابن لي فقال: يا أبه أعطني درهما. فأخرجت قطعة فأعطيته. فكتب صاحب البريد: إنه تصدق بالدراهم في يومه، حتى تصدق بالكيس.

قال علي بن الجهم: فقلت: يا أمير المؤمنين قد تصدق بها. وعلم الناس أنه قد قبل منك. ما يصنع أحمد بالمال وإنما قوته رغيف؟! قال: فقال لي: صدقت يا علي.

قال صالح: ثم أخرج أبي ليلا، ومعنا حراس معهم النفاطات، فلما أصبح وأضاء الفجر قال لي: صالح معك دراهم؟ قلت: نعم. قال: أعطهم. فلما أصبحنا جعل يعقوب يسير معه، فقال له: يا أبا عبد الله، ابن الثلجي بلغني أنه كان يذكرك. فقال له: يا أبا يوسف سل الله العافية. فقال له: يا أبا عبد الله تريد أن نؤدي عنك رسالة إلى أمير المؤمنين؟ فسكت. فقال: إن عبد الله بن إسحاق أخبرني أن الوابصي قال له: إني أشهد عليه أنه قال: إن أحمد يعبد ماني. فقال: يا أبا يوسف يكفي الله. فغضب يعقوب والتفت إلي فقال: ما رأيت أعجب مما نحن فيه، أسأله أن يطلق لي كلمة أخبر أمير المؤمنين، فلا يفعل.

قال: ووجه يعقوب إلى المتوكل بما عمل، ودخلنا العسكر وأبي منكس الرأس، ورأسه مغطى، فقال له يعقوب: اكشف رأسك يا أبا عبد الله، فكشفه. ثم جاء وصيف يريد الدار، ووجه إليه بعدما جاز بيحيى بن هرثمة فقال: يقرئك أمير المؤمنين السلام ويقول: الحمد لله الذي لم يشمت بك أهل البدع. قد علمت ما كان من حال ابن أبي دؤاد، فينبغي أن تتكلم بما يجب لله. ومضى يحيى وأنزل أبي دار إيتاخ، فجاء علي بن الجهم وقال: قد أمر لكم أمير المؤمنين بعشرة آلاف مكان تلك التي فرقها، وأمر أن لا يعلم شيخكم بذلك فيغتم. ثم جاءه محمد بن معاوية فقال: إن أمير المؤمنين يكثر من ذكرك ويقول: تقيم هاهنا تحدث. فقال: أنا ضعيف. ثم صار إليه يحيى بن خاقان فقال: يا أبا عبد الله قد أمر أمير المؤمنين أن أصير إليك لتركب إلى ابنه أبي عبد الله، يعني المعتز. ثم قال لي: قد أمرني أمير المؤمنين، يجرى عليكم وعلى قراباتكم أربعة آلاف درهم، تفرقها عليهم.

ص: 1054

ثم عاد يحيى من الغد فقال: يا أبا عبد الله تركب؟ فقال: ذاك إليكم. ولبس إزاره وخفه. وكان خفه له عنده نحو من خمسة عشر عاما، قد رقع برقاع عدة. فأشار يحيى أن يلبس قلنسوة. قلت: ما له قلنسوة. إلى أن قال: فدخل دار المعتز، وكان قاعدا على دكان في الدار، فلما صعد الدكان قعد فقال له يحيى: يا أبا عبد الله إن أمير المؤمنين جاء بك ليسر بقربك، ويصير أبا عبد الله ابنه في حجرك. فأخبرني بعض الخدم أن المتوكل كان قاعدا وراء ستر. فلما دخل أبي الدار قال لأمه: يا أمه قد نارت الدار. ثم جاء خادم بمنديل، فأخذ يحيى المنديل، وذكر قصة في إلباسه القميص والطيلسان والقلنسوة وهو لا يحرك يده. ثم انصرف. وكانوا قد تحدثوا أنه يخلع عليه سوادا. فلما صار إلى الدار نزع الثياب، ثم جعل يبكي وقال: سلمت من هؤلاء منذ ستين سنة، حتى إذا كان في آخر عمري بليت بهم. ما أحسبني سلمت من دخولي على هذا الغلام، فكيف بمن يجب علي نصحه من وقت تقع عيني عليه، إلى أن أخرج من عنده. يا صالح وجه بهذه الثياب إلى بغداد تباع ويتصدق بثمنها، ولا يشتري أحد منكم منها شيئا. فوجهت بها إلى يعقوب بن بختان، فباعها وفرق ثمنها، وبقيت عندي القلنسوة. قال: ومكث خمسة عشر يوما يفطر في كل ثلاثة على ثمن سويق، ثم جعل بعد ذلك يفطر ليلة على رغيف، وليلة لا يفطر. وكان إذا جيء بالمائدة توضع بالدهليز لئلا يراها، فيأكل من حضر. فكان إذا أجهده الحر بل خرقة فيضعها على صدره. وفي كل يوم يوجه إليه بابن ماسوية فينظر إليه ويقول: يا أبا عبد الله أنا أميل إليك وإلى أصحابك، وما بك علة إلا الضعف وقلة الرز. إلى أن قال: وجعل يعقوب وغياث يصيران إليه ويقولان له: يقول لك أمير المؤمنين: ما تقول في ابن أبي دؤاد وفي ماله؟ فلا يجيب في ذلك بشيء. وجعل يعقوب ويحيى يخبرانه بما يحدث في أمر ابن أبي دؤاد في كل يوم، ثم أحدر إلى بغداد بعدما أشهد عليه ببيع ضياعه. وكان ربما صار إليه يحيى بن خاقان وهو يصلي، فيجلس في الدهليز حتى يفرغ.

وأمر المتوكل أن تشترى لنا دار فقال: يا صالح، قلت: لبيك. قال: لئن أقررت لهم بشراء دار لتكونن القطيعة بيني وبينكم. إنما يريدون أن يصيروا هذا البلد لي مأوى ومسكنا. فلم يزل يدفع بشراء الدار حتى اندفع. وجعلت رسل

ص: 1055

المتوكل تأتيه يسألونه عن خبره، ويصيرون إليه فيقولون: هو ضعيف. وفي خلال ذلك يقولون: يا أبا عبد الله لا بد من أن يراك.

وجاءه يعقوب فقال: يا أبا عبد الله، أمير المؤمنين مشتاق إليك ويقول: انظر يوما تصير فيه أي يوم هو حتى أعرفه. فقال: ذاك إليكم. فقال: يوم الأربعاء يوم خال. وخرج يعقوب، فلما كان من الغد جاء فقال: البشرى يا أبا عبد الله، أمير المؤمنين يقرأ عليك السلام ويقول: قد أعفيتك عن لبس السواد والركوب إلى ولاة العهود وإلى الدار. فإن شئت فالبس القطن، وإن شئت فالبس الصوف. فجعل يحمد الله على ذلك. ثم قال يعقوب: إن لي ابنا وأنا به معجب، وإن له من قلبي موقعا، فأحب أن تحدثه بأحاديث. فسكت، فلما خرج قال: أتراه لا يرى ما أنا فيه؟! وكان يختم من جمعة إلى جمعة. فإذا ختم دعا فيدعو ونؤمن، فلما كان غداة الجمعة وجه إلي وإلى أخي، فلما ختم جعل يدعو ونحن نؤمن، فلما فرغ جعل يقول: أستخير الله، مرات. فجعلت أقول ما يريد. ثم قال: إني أعطي الله عهدا، إن عهده كان مسؤولا. وقال الله:{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَوْفُوا بِالْعُقُودِ} إني لا أحدث حديث تمام أبدا حتى ألقى الله، ولا أستثني منكم أحدا. فخرجنا وجاء علي بن الجهم، فأخبرناه فقال: إنا لله وإنا إليه راجعون، وأخبر المتوكل بذلك وقال: إنما يريدون أحدث ويكون هذا البلد حبسي. وإنما كان سبب الذين أقاموا بهذا البلد لما أعطوا فقبلوا وأمروا فحدثوا. وجعل أبي يقول: والله لقد تمنيت الموت في الأمر الذي كان، وإني لأتمنى الموت في هذا، وذلك لأن هذا فتنة الدنيا، وذاك كان فتنة الدين، ثم جعل يضم أصابعه ويقول: لو كان نفسي في يدي لأرسلتها. ثم يفتح أصابعه. وكان المتوكل يوجه في كل وقت يسأله عن حاله، وكان في خلال ذلك يأمر لنا بالمال ويقول: يوصل إليهم، ولا يعلم شيخهم فيغتم. ما يريد منهم؟ إن كان هو لا يريد الدنيا، فلم يمنعهم؟ وقالوا للمتوكل: إنه لا يأكل من طعامك، ولا يجلس على فراشك، ويحرم الذي تشرب. فقال لهم: لو نشر لي المعتصم وقال فيه شيئا لم أقبل منه.

قال صالح: ثم انحدرت إلى بغداد، وخلفت عبد الله عنده، فإذا عبد الله قد قدم، وجاء بثيابي التي كانت عنده. فقلت: ما جاء بك؟ فقال: قال لي: انحدر، وقل لصالح لا يخرج، فأنتم كنتم آفتي. والله لو استقبلت من أمري ما استدبرت ما أخرجت واحدا منكم معي. لولاكم لمن كانت توضع هذه

ص: 1056

المائدة؟ ولمن كان تفرش هذه الفرش وتُجرى الأجراء؟ فكتبت إليه أعلمه ما قال لي عبد الله، فكتب إلي بخطه: أحسن الله عاقبتك، ودفع عنك كل مكروه ومحذور، الذي حملني على الكتاب إليك الذي قلت لعبد الله: لا يأتيني منكم أحد رجاء أن ينقطع ذِكري ويَخْمُل. إذا كنتم هاهنا فشا ذكري. وكان يجتمع إليكم قوم ينقلون أخبارنا، ولم يكن إلا خير. فإن أقمت فلم تأتني أنت ولا أخوك فهو رضائي، ولا تجعل في نفسك إلا خيرا، والسلام عليك ورحمة الله.

قال: ولما خرجنا من العسكر رفعت المائدة والفرش وكل ما أقيم لنا.

ثم ذكر صالح كتاب وصيته ثم قال: وبعث إليه المتوكل بألف دينار ليقسمها، فجاءه علي بن الجهم في جوف الليل، فأخبره بأنه يهيئ له حراقة لينحدر فيها. ثم جاء عبيد الله ومعه ألف دينار، فقال: إن أمير المؤمنين قد أذن لك، وقد أمر لك بهذه، فقال: قد أعفاني أمير المؤمنين مما أكره، فردها. وقال: أنا رقيق على البرد، والظهر أرفق بي. فكتب له جواز، وكتب إلى محمد بن عبد الله في بره وتعاهده، فقدم علينا. ثم قال بعد قليل: يا صالح. قلت: لبيك. قال: أحب أن تدع هذا الرزق، فإنما تأخذونه بسببي. فسكت، فقال: ما لك؟ فقلت: أكره أن أعطيك شيئا بلساني وأخالف إلى غيره، وليس في القوم أكثر عيالا مني ولا أعذر. وقد كنت أشكو إليك وتقول: أمرك منعقد بأمري، ولعل الله أن يحل عني هذه العقدة. وقد كنت تدعو لي، فأرجو أن يكون الله قد استجاب لك. فقال: والله لا تفعل. فقلت: لا. فقال: لم فعل الله بك وفعل؟

ثم ذكر قصة في دخول عبد الله عليه، وقوله له وجوابه له، ثم دخول عمه عليه وإنكاره الأخذ، إلى أن قال: فهجرنا وسد الباب بيننا وبينه، وتحامى منازلنا أن يدخل منا إلى منزله شيء. ثم أخبر بأخذ عمه فقال: نافقتني، وكذبتني. ثم هجره وترك الصلاة في المسجد، وخرج إلى مسجد خارج يصلي فيه.

ثم ذكر قصة دعائه صالحا ومعاتبته في ذلك، ثم في كتبته إلى يحيى بن خاقان ليترك معونة أولاده، وبلوغ الخبر إلى المتوكل، فأمر بحمل ما اجتمع لهم في عشرة أشهر، وهو أربعون ألف درهم إليهم. وأنه أخبر بذلك، فسكت

ص: 1057

قليلا وضرب بذقنه على صدره، ثم رفع رأسه وقال: ما حيلتي إن أردت أمرا وأراد الله أمرا؟!

قال أبو الفضل صالح: وكان رسول المتوكل يأتي أبي يبلغه السلام، ويسأله عن حاله، فتأخذه نفضة حتى ندثره، ثم يقول: والله، لو أن نفسي في يدي لأرسلتها. وجاء رسول المتوكل إلى أبي يقول: لو سلم أحد من الناس سلمت. رفع رجل إلي أن علويا قدم من خراسان، وأنك وجهت إليه من يلقاه، وقد حبست الرجل وأردت ضربه فكرهت أن تغتم فمر فيه. قال: هذا باطل، يخلى سبيله.

ثم ذكر قصة في قدوم المتوكل بغداد، وإشارته على صالح بأن لا يذهب إليهم، ثم في مجيء يحيى بن خاقان من عند المتوكل، وما كان من احترامه ومجيئه بألف دينار ليفرقها، وقوله: قد أعفاني أمير المؤمنين من كل ما أكره. وفي توجيه محمد بن عبد الله بن طاهر ليحضره وامتناعه من حضوره وقوله: أنا رجل لم أخالط السلطان، وقد أعفاني أمير المؤمنين مما أكره. وهذا مما أكره. قال: وكان قد أدمن الصوم لما قدم، وجعل لا يأكل الدسم. وكان قبل ذلك يُشترى له الشحم بدرهم، فيأكل منه شهرا، فترك أكل الشحم وأدمن الصوم والعمل، فتوهمت أنه قد كان جعل على نفسه إن سلم أن يفعل ذلك.

وقال الخلال أبو بكر: حدثني محمد بن الحسين أن أبا بكر المروذي حدثهم قال: كان أبو عبد الله بالعسكر يقول: انظر هل تجد لي ماء الباقلاء، فكنت ربما بللت خبزه بالماء فيأكله بالملح. ومنذ دخلنا العسكر إلى أن خرجنا ما ذاق طبيخا ولا دسما.

وعن المروذي قال: أنبهني أبو عبد الله ذات ليلة وكان قد واصل، فإذا هو قاعد فقال: هو ذا يدار بي من الجوع، فأطعمني شيئا، فجئته بأقل من رغيف، فأكله وقال: لولا أني أخاف العون على نفسي ما أكلت. وكان يقوم من فراشه إلى المخرج، فيقعد يستريح من الضعف من الجوع حتى إن كنت لأبل الخرقة فيلقها على وجهه لترجع إليه نفسه، حتى أوصى من الضعف من غير مرض، فسمعته يقول عند وصيته ونحن بالعسكر، وأشهد على وصيته: هذا ما أوصى به أحمد بن محمد، أوصى أنه يشهد أن لا إله إلا الله وحده لا

ص: 1058

شريك له، وأن محمدا عبده ورسوله، وذكر ما يأتي.

قال عبد الله بن أحمد بن حنبل: مكث أبي بالعسكر عند الخليفة ستة عشر يوما، ما ذاق شيئا إلا مقدار ربع سويق، ورأيت ماقي عينيه قد دخلا في حدقتيه.

وقال صالح بن أحمد: وأوصى أبي بالعسكر هذه الوصية:

بسم الله الرحمن الرحيم، هذا ما أوصى به أحمد بن محمد بن حنبل: أوصى أنه يشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأن محمدا عبده ورسوله أرسله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون. وأوصى من أطاعه من أهله وقرابته أن يعبدوا الله في العابدين، ويحمدوه في الحامدين، وأن ينصحوا لجماعة المسلمين. وأوصي أني قد رضيت بالله ربا وبالإسلام دينا وبمحمد نبيا. وأوصي أن لعبد الله بن محمد المعروف بفوران علي نحوا من خمسين دينارا، وهو مصدق فيما قال، فيقضى ما له علي من غلة الدار إن شاء الله، فإذا استوفى أعطي ولد صالح وعبد الله ابني أحمد بن محمد بن حنبل، كل ذكر وأنثى عشرة دراهم بعد وفاء مال أبي محمد. شهد أبو يوسف، وصالح، وعبد الله ابنا أحمد.

أنبئت عمن سمع أبا علي الحداد، قال: أخبرنا أبو نعيم في الحلية، قال: حدثنا سليمان بن أحمد، قال: حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل قال: كتب عبيد الله ابن يحيى إلى أبي يخبره أن أمير المؤمنين أمرني أن أكتب إليك أسألك عن أمر القرآن، لا مسألة امتحان، ولكن مسألة معرفة وتبصرة. فأملى علي أبي رحمه الله إلى عبيد الله بن يحيى وحدي ما معي أحد:

بسم الله الرحمن الرحيم، أحسن الله عاقبتك أبا الحسن في الأمور كلها، ودفع عنك مكاره الدنيا والآخرة برحمته. قد كتبت إليك رضي الله عنك بالذي سأل عنه أمير المؤمنين بأمر القرآن بما حضرني. وإني أسأل الله أن يديم توفيق أمير المؤمنين، فقد كان الناس في خوض من الباطل واختلاف شديد ينغمسون فيه، حتى أفضت الخلافة إلى أمير المؤمنين، فنفى الله بأمير المؤمنين كل بدعة، وانجلى عن الناس ما كانوا فيه من الذل وضيق المجالس، فصرف الله ذلك كله وذهب به بأمير المؤمنين، ووقع ذلك من المسلمين موقعا عظيما،

ص: 1059

ودعوا الله لأمير المؤمنين وأن يزيد في نيته، وأن يعينه على ما هو عليه. فقد ذكر عن عبد الله بن عباس أنه قال: لا تضربوا كتاب الله بعضه ببعض، فإن ذلك يوقع الشك في قلوبكم. وذكر عن عبد الله بن عمرو أن نفرا كانوا جلوسا بباب النبي صلى الله عليه وسلم. فقال بعضهم: ألم يقل الله كذا؟ وقال بعضهم: ألم يقل الله كذا؟ فسمع ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم، فخرج كأنما فقئ في وجهه حب الرمان فقال: أبهذا أمرتم أن تضربوا كتاب الله بعضه ببعض؟ إنما ضلت الأمم قبلكم في مثل هذا. إنكم لستم مما هاهنا في شيء. انظروا الذي أمرتم به فاعملوا به، وانظروا الذي نهيتم عنه، فانتهوا عنه. .

وروي عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: مراء في القرآن كفر.

وروي عن أبي جهيم، رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: لا تماروا في القرآن، فإن مراء فيه كفر. .

وقال ابن عباس: قدم على عمر بن الخطاب رجل، فجعل عمر يسأله عن الناس، فقال: يا أمير المؤمنين قد قرأ القرآن منهم كذا وكذا، فقال ابن عباس: فقلت: والله ما أحب أن يتسارعوا يومهم هذا في القرآن هذه المسارعة. قال: فزبرني عمر وقال: مه. فانطلقت إلى منزلي مكتئبا حزينا، فبينا أنا كذلك إذ أتاني رجل فقال: أجب أمير المؤمنين. فخرجت فإذا هو بالباب ينتظرني، فأخذ بيدي، فخلا بي وقال: ما الذي كرهت؟ قلت: يا أمير المؤمنين متى يتسارعوا هذه المسارعة يحتقوا، ومتى ما يحتقوا يختصموا، ومتى ما يختصموا يختلفوا، ومتى ما يختلفوا يقتتلوا. قال: لله أبوك، والله إن كنت لأكتمها الناس حتى جئت بها.

وروي عن جابر قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم يعرض نفسه على الناس بالموقف

ص: 1060

فيقول: هل من رجل يحملني إلى قومه، فإن قريشا قد منعوني أن أبلغ كلام ربي. .

وروي عن جبير بن نفير قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إنكم لن ترجعوا إلى الله بشيء أفضل مما خرج منه، يعني القرآن. .

وروي عن ابن مسعود أنه قال: جردوا القرآن؛ لا تكتبوا فيه شيئا إلا كلام الله عز وجل.

وروي عن عمر بن الخطاب أنه قال: إن هذا القرآن كلام الله، فضعوه مواضعه.

وقال رجل للحسن البصري: يا أبا سعيد، إني إذا قرأت كتاب الله وتدبرته كدت أن آيس، وينقطع رجائي. فقال: إن القرآن كلام الله، وأعمال ابن آدم إلى الضعف والتقصير، فاعمل وأبشر.

وقال فروة بن نوفل الأشجعي: كنت جارا لخباب، وهو من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، فخرجت معه يوما من المسجد وهو آخذ بيدي فقال: يا هناه، تقرب إلى الله بما استطعت، فإنك لن تتقرب إليه بشيء أحب إليه من كلامه.

وقال رجل للحكم بن عتيبة: ما حمل أهل الأهواء على هذا؟ قال: الخصومات.

وقال معاوية بن قرة - وكان أبوه ممن أتى النبي صلى الله عليه وسلم: إياكم وهذه الخصومات فإنها تحبط الأعمال.

وقال أبو قلابة - وكان قد أدرك غير واحد من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا

ص: 1061

تجالسوا أهل الأهواء، أو قال: أصحاب الخصومات، فإني لا آمن أن يغمسوكم في ضلالتهم، ويلبسوا عليكم بعض ما تعرفون.

ودخل رجلان من أصحاب الأهواء على محمد بن سيرين فقالا: يا أبا بكر نحدثك بحديث؟ قال: لا. قالا: فنقرأ عليك آية؟ قال: لا، لتقومان عني أو لأقومنه. فقاما. فقال بعض القوم: يا أبا بكر، وما عليك أن يقرآ عليك آية؟ قال: إني خشيت أن يقرآ علي آية فيحرفانها، فيقر ذلك في قلبي، ولو أعلم أني أكون مثلي الساعة لتركتهما.

وقال رجل من أهل البدع لأيوب السختياني: يا أبا بكر أسألك عن كلمة، فولى وهو يقول بيده: لا، ولا نصف كلمة.

وقال ابن طاوس لابن له يكلمه رجل من أهل البدع: يا بني، أدخل إصبعيك في أذنيك حتى لا تسمع ما يقول. ثم قال: اشدد اشدد.

وقال عمر بن عبد العزيز: من جعل دينه غرضا للخصومات أكثر التنقل.

وقال إبراهيم النخعي: إن القوم لم يدخر عنهم شيء خبئ لكم لفضل عندكم.

وكان الحسن يقول: شر داء خالط قلبا، يعني: الأهواء.

وقال حذيفة بن اليمان: اتقوا الله، وخذوا طريق من كان قبلكم، والله لئن استقمتم لقد سبقتم سبقا بعيدا، ولئن تركتموه يمينا وشمالا لقد ضللتم ضلالا بعيدا، أو قال: مبينا.

قال أبي: وإنما تركت ذكر الأسانيد لما تقدم من اليمين التي قد حلفت بها مما قد علمه أمير المؤمنين. لولا ذاك ذكرتها بأسانيدها. وقد قال الله تعالى: {وَإِنْ أَحَدٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ فَأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلامَ اللَّهِ} [التوبة 6] وقال: {أَلا لَهُ الْخَلْقُ وَالأَمْرُ} [الأعراف 54]، فأخبر بالخلق. ثم قال: والأمر فأخبر أن الأمر غير الخلق. وقال عز وجل: {الرَّحْمَنُ * عَلَّمَ الْقُرْآنَ} {خَلَقَ الإِنْسَانَ} {عَلَّمَهُ الْبَيَانَ} [الرحمن]، فأخبر أن القرآن من علمه. وقال تعالى:{وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ قُلْ إِنَّ هُدَى اللَّهِ هُوَ الْهُدَى وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُمْ بَعْدَ الَّذِي جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلا نَصِيرٍ} [البقرة]، وقال:{وَلَئِنْ أَتَيْتَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ بِكُلِّ آيَةٍ مَا تَبِعُوا قِبْلَتَكَ وَمَا أَنْتَ بِتَابِعٍ قِبْلَتَهُمْ وَمَا بَعْضُهُمْ بِتَابِعٍ قِبْلَةَ بَعْضٍ وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُمْ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ إِنَّكَ إِذًا لَمِنَ الظَّالِمِينَ} [البقرة]. وقال تعالى:

ص: 1062

{وَكَذَلِكَ أَنْزَلْنَاهُ حُكْمًا عَرَبِيًّا وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُمْ بَعْدَمَا جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلا وَاقٍ} [الرعد]. فالقرآن من علم الله. وفي هذه الآيات دليل على أن الذي جاءه هو القرآن، لقوله:{وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُمْ بَعْدَ الَّذِي جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ} [البقرة 120].

وقد روي عن غير واحد ممن مضى من السلف أنهم كانوا يقولون: القرآن كلام الله غير مخلوق. وهو الذي أذهب إليه. لست بصاحب كلام، ولا أرى الكلام في شيء من هذا، إلا ما كان في كتاب الله، أو في حديث عن النبي صلى الله عليه وسلم، أو عن أصحابه، أو عن التابعين. فأما غير ذلك فإن الكلام فيه غير محمود.

قلت: رواة هذه الرسالة عن أحمد أئمة أثبات، أشهد بالله أنه أملاها على ولده. وأما غيرها من الرسائل المنسوبة إليه كرسالة الإصطخري ففيها نظر. والله أعلم.

فصل

في ذكر مرضه رحمه الله

قال ابنه عبد الله: سمعت أبي يقول: استكملت سبعا وسبعين سنة، ودخلت في ثمان وسبعين سنة فحم من ليلته، ومات يوم العاشر.

وقال صالح: لما كان في أول يوم من ربيع الأول من سنة إحدى وأربعين ومائتين حم أبي ليلة الأربعاء، وبات وهو محموم يتنفس تنفسا شديدا، وكنت قد عرفت علته. وكنت أمرضه إذا اعتل. فقلت له: يا أبة، على ما أفطرت البارحة؟ قال: على ماء باقلاء. ثم أراد القيام فقال: خذ بيدي. فأخذت بيده، فلما صار إلى الخلاء ضعفت رجلاه حتى توكأ علي. وكان يختلف إليه غير متطبب، كلهم مسلمون، فوصف له متطبب قرعة تشوى ويسقى ماءها، وهذا

ص: 1063

يوم الثلاثاء فتوفي يوم الجمعة، فقال: يا صالح، قلت: لبيك، قال: لا تشوى في منزلك ولا في منزل أخيك. وصار الفتح بن سهل إلى الباب ليعوده فحجبته، وأتى ابن علي بن الجعد فحجبته، وكثر الناس، فقال: أي شيء ترى؟ قلت: تأذن لهم فيدعون لك. قال: أستخير الله تعالى، فجعلوا يدخلون عليه أفواجا حتى تمتلئ الدار، فيسألونه ويدعون له ثم يخرجون، ويدخل فوج آخر. وكثر الناس، وامتلأ الشارع، وأغلقنا باب الزقاق، وجاء رجل من جيراننا قد خضب، فقال أبي: إني لأرى الرجل يحيي شيئا من السنة فأفرح به. وكان له في خريقة قطيعات، فإذا أراد الشيء أعطينا من يشتري له. وقال لي يوم الثلاثاء: انظر في خريقتي شيء. فنظرت، فإذا فيها دراهم، فقال: وجه اقتض بعض السكان. فوجهت فأعطيت شيئا، فقال: وجه فاشتر تمرا وكفر عني كفارة يمين، وبقي ثلاثة دراهم أو نحو ذلك، فأخبرته فقال: الحمد لله. وقال: اقرأ علي الوصية. فقرأتها عليه فأقرها. وكنت أنام إلى جنبه، فإذا أراد حاجة حركني فأناوله. وجعل يحرك لسانه ولم يئن إلا في الليلة التي توفي فيها. ولم يزل يصلي قائما أمسكه فيركع ويسجد، وأرفعه في ركوعه. واجتمعت عليه أوجاع الحصر وغير ذلك، ولم يزل عقله ثابتا، فلما كان يوم الجمعة لاثنتي عشرة ليلة خلت من ربيع الأول لساعتين من النهار توفي.

وقال المروذي: مرض أبو عبد الله ليلة الأربعاء لليلتين خلتا من ربيع الأول، مرض تسعة أيام، وكان ربما أذن للناس، فيدخلون عليه أفواجا يسلمون عليه، ويرد عليهم بيده.

وتسامع الناس وكثروا، وسمع السلطان بكثرة الناس، فوكل السلطان ببابه وبباب الزقاق الرابطة وأصحاب الأخبار. ثم أغلق باب الزقاق، فكان الناس في الشوارع والمساجد، حتى تعطل بعض الباعة، وحيل بينهم وبين الباعة والشراء. وكان الرجل إذا أراد أن يدخل إليه ربما دخل من بعض الدور وطرز الحاكة، وربما تسلق. وجاء أصحاب الأخبار فقعدوا على الأبواب. وجاءه حاجب ابن طاهر فقال: إن الأمير يقرئك السلام وهو يشتهي أن يراك. فقال: هذا مما أكره، وأمير المؤمنين أعفاني مما أكره. وأصحاب الخبر يكتبون بخبره إلى العسكر، والبرد تختلف كل يوم.

وجاء بنو هاشم فدخلوا عليه وجعلوا يبكون عليه؛ وجاء قوم من القضاة وغيرهم، فلم يؤذن لهم. ودخل عليه شيخ فقال: اذكر وقوفك بين يدي الله. فشهق أبو عبد الله وسالت الدموع على خديه. فلما كان قبل وفاته بيوم أو يومين قال:

ص: 1064

ادعوا لي الصبيان بلسان ثقيل. فجعلوا ينضمون إليه، وجعل يشمهم ويمسح بيده على رؤوسهم وعينه تدمع. وأدخلت الطست تحته، فرأيت بوله دما عبيطا ليس فيه بول، فقلت للطبيب فقال: هذا رجل قد فتت الحزن والغم جوفه. واشتدت علته يوم الخميس ووضأته فقال: خلل الأصابع. فلما كانت ليلة الجمعة، ثقل، وقبض صدر النهار، فصاح الناس، وعلت الأصوات بالبكاء، حتى كأن الدنيا قد ارتجت، وامتلأت السكك والشوارع.

وقال أبو بكر الخلال: أخبرني عصمة بن عصام قال: حدثنا حنبل قال: أعطى بعض ولد الفضل بن الربيع أبا عبد الله وهو في الحبس ثلاث شعرات فقال: هذه من شعر النبي صلى الله عليه وسلم، فأوصى عند موته أن يجعل على كل عين شعرة، وشعرة على لسانه. ففعل به ذلك عند موته.

وقال حنبل: توفي يوم الجمعة في ربيع الأول.

وقال مطين: مات في ثاني عشر ربيع الأول.

وكذلك قال عبد الله بن أحمد، وعباس الدوري.

وقال البخاري: مرض أحمد بن حنبل لليلتين خلتا من ربيع الأول، ومات يوم الجمعة لاثنتي عشرة خلت من ربيع الأول.

قلت: غلط ابن قانع، وغيره، فقالوا في ربيع الآخر، فليعرف ذلك.

وقال الخلال: حدثنا المروذي قال: أخرجت الجنازة بعد منصرف الناس من الجمعة.

قلت: وقد روى الإمام أحمد في مسنده، حدثنا أبو عامر، قال: حدثنا هشام بن سعد، عن سعيد بن أبي هلال، عن ربيعة بن سيف، عن عبد الله بن عمرو، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ما من مسلم يموت يوم الجمعة إلا وقاه الله فتنة القبر. .

وقال صالح: وجه ابن طاهر، يعني نائب بغداد بحاجبه مظفر، ومعه غلامين معهما مناديل، فيها ثياب وطيب فقالوا: الأمير يقرئك السلام ويقول:

ص: 1065

قد فعلت ما لو كان أمير المؤمنين حاضره كان يفعل ذلك. فقلت: أقرئ الأمير السلام وقل له: إن أمير المؤمنين قد كان أعفاه في حياته مما كان يكره، ولا أحب أن أتبعه بعد موته بما كان يكرهه في حياته. فعاد، وقال: يكون شعاره، فأعدت عليه مثل ذلك. وقد كان غزلت له الجارية ثوبا عشاريا قوم بثمانية وعشرين درهما ليقطع منه قميصين، فقطعنا له لفافتين، وأخذ منه فوران لفافة أخرى، فأدرجناه في ثلاث لفائف، واشترينا له حنوطا، وفرغ من غسله، وكفناه. وحضر نحو مائة من بني هاشم ونحن نكفنه، وجعلوا يقبلون جبهته حتى رفعناه على السرير.

وقال عبد الله بن أحمد: صلى على أبي محمد بن عبد الله بن طاهر، غلبنا على الصلاة عليه. وقد كنا صلينا عليه نحن والهاشميون في الدار.

وقال صالح: وجه إلي ابن طاهر: من يصلي عليه؟ قلت: أنا. فلما صرنا إلى الصحراء إذا ابن طاهر واقف، فخطا إلينا خطوات وعزانا ووضع السرير. فلما انتظرت هنية تقدمت وجعلت أسوي صفوف الناس، فجاءني ابن طاهر فقبض هذا على يدي، ومحمد بن نصر على يدي وقالوا: الأمير. فمانعتهم فنحياني وصلى، ولم يعلم الناس بذلك. فلما كان من الغد علم الناس، فجعلوا يجيئون ويصلون على القبر. ومكث الناس ما شاء الله يأتون فيصلون على القبر.

وقال عبيد الله بن يحيى بن خاقان: سمعت المتوكل يقول لمحمد بن عبد الله: طوبى لك يا محمد، صليت على أحمد بن حنبل، رحمة الله عليه.

وقال أبو بكر الخلال: سمعت عبد الوهاب الوراق يقول: ما بلغنا أن جمعا في الجاهلية والإسلام مثله، حتى بلغنا أن الموضع مسح وحزر على الصحيح، فإذا هو نحو من ألف ألف، وحزرنا على القبور نحوا من ستين ألف امرأة.

وفتح الناس أبواب المنازل في الشوارع والدروب ينادون: من أراد الوضوء؟

وروى عبد الله بن إسحاق البغوي أن بنان بن أحمد القصباني أخبره أنه حضر جنازة أحمد، فكانت الصفوف من الميدان إلى قنطرة باب القطيعة، وحزر من حضرها من الرجال ثمان مائة ألف، ومن النساء ستين ألف امرأة. ونظروا فيمن صلى العصر في مسجد الرصافة فكانوا نيفا وعشرين ألفا.

وقال موسى بن هارون الحافظ: يقال: إن أحمد لما مات، مسحت

ص: 1066

الأمكنة المبسوطة التي وقف الناس للصلاة عليها، فحزر مقادير الناس بالمساحة على التقدير ستمائة ألف وأكثر، سوى ما كان في الأطراف والحوالي والسطوح والمواضع المتفرقة أكثر من ألف ألف.

وقال جعفر بن محمد بن الحسين النيسابوري: حدثني فتح بن الحجاج قال: سمعت في دار الأمير محمد بن عبد الله بن طاهر أن الأمير بعث عشرين رجلا يحزروا كم صلى على أحمد بن حنبل، فبلغ ألف ألف وثمانين ألفا، سوى من كان في السفن في الماء. ورواها خشنام بن سعيد فقال: بلغوا ألف ألف وثلاث مائة ألف.

وقال ابن أبي حاتم: سمعت أبا زرعة يقول: بلغني أن المتوكل أمر أن يمسح الموضع الذي وقف عليه الناس حيث صلي على أحمد، فبلغ مقام ألفي ألف وخمس مائة.

وقال البيهقي: بلغني عن البغوي أن محمد بن عبد الله بن طاهر أمر أن يحزر الخلق الذي في جنازة أحمد، فاتفقوا على سبع مائة ألف.

وقال أبو همام الوليد بن شجاع: حضرت جنازة شريك، وجنازة أبي بكر بن عياش، ورأيت حضور الناس، فما رأيت جمعا قط يشبه هذا. يعني في جنازة أحمد.

وقال أبو عبد الرحمن السلمي: حضرت جنازة أبي الفتح القواس مع الدارقطني، فلما نظر إلى الجمع قال: سمعت أبا سهل بن زياد يقول: سمعت عبد الله بن أحمد بن حنبل يقول: سمعت أبي يقول: قولوا لأهل البدع: بيننا وبينكم الجنائز.

وقال ابن أبي حاتم: حدثني أبو بكر محمد بن العباس المكي قال: سمعت الوركاني جار أحمد بن حنبل يقول: يوم مات أحمد بن حنبل وقع المأتم والنوح في أربعة أصناف: المسلمين واليهود والنصارى والمجوس. وأسلم يوم مات عشرون ألفا من اليهود والنصارى والمجوس. وفي لفظ

ص: 1067

عن ابن أبي حاتم: عشرة آلاف.

وهي حكاية منكرة لا أعلم أحدا رواها إلا هذا الوركاني، ولا عنه إلا محمد بن العباس، تفرد بها ابن أبي حاتم، والعقل يحيل أن يقع مثل هذا الحادث في بغداد ولا يرويه جماعة تتوفر هممهم، ودواعيهم على نقل ما هو دون ذلك بكثير. وكيف يقع مثل هذا الأمر الكبير ولا يذكره المروذي، ولا صالح بن أحمد، ولا عبد الله ولا حنبل الذين حكوا من أخبار أبي عبد الله جزيئات كثيرة لا حاجة إلى ذكرها. فوالله لو أسلم يوم موته عشرة أنفس لكان عظيما، ولكان ينبغي أن يرويه نحو من عشرة أنفس. وقد تركت كثيرا من الحكايات، إما لضعفها، وإما لعدم الحاجة إليها، وإما لطولها. ثم انكشف لي كذب الحكاية بأن أبا زرعة قال: كان الوركاني، يعني محمد بن جعفر، جار أحمد بن حنبل وكان يرضاه. وقال ابن سعد، وعبد الله بن أحمد، وموسى بن هارون: مات الوركاني في رمضان سنة ثمان وعشرين ومائتين. فظهر لك بهذا أنه مات قبل أحمد بدهر، فكيف يحكي يوم جنازة أحمد، رحمه الله؟

قال صالح بن أحمد: جاء كتاب المتوكل بعد أيام من موت أبي إلى ابن طاهر يأمره بتعزيتنا، ويأمر بحمل الكتب. فحملتها وقلت: إنها لنا سماع، فتكون في أيدينا وتنسخ عندنا. فقال: أقول لأمير المؤمنين. فلم نزل ندافع الأمير، ولم تخرج عن أيدينا، والحمد لله.

وقد جمع مناقب أبي عبد الله غير واحد، منهم أبو بكر البيهقي في مجلد، ومنهم أبو إسماعيل الأنصاري في مجيلد، ومنهم أبو الفرج ابن الجوزي في مجلد، والله تعالى يرضى عنه ويرحمه.

36 -

‌ أحمد بن الزبير الأطرابلسي

.

عن زيد بن يحيى بن عبيد، ومؤمل بن إسماعيل. وعنه ابن زياد النيسابوري، ومحمد أخو خيثمة، وعبد الرحمن بن أبي حاتم وقال: صدوق.

ص: 1068

37 -

‌ أحمد بن محمد بن عبد الله بن عبد الصمد بن علي الهاشمي العباسي

، أبو العبر الشاعر المفلق أحد البلغاء في الأدب.

قيل: إنه هجا آل أبي طالب فقتله رجل كوفي بكلام استحل به دمه.

وله شعر فائق من عهد الأمين وإلى أيام المتوكل. ثم أخذ في الحمق والمجون. وكان من أذكياء العالم، حتى قيل: لم يكن في الدنيا صناعة إلا وهو يعملها بيده.

قتل سنة خمسين.

38 -

‌ أحمد بن محمد بن عبد الله بن القاسم بن نافع بن أبي بزة

، أبو الحسن المخزومي مولاهم البزي المكي المقرئ. مؤذن المسجد الحرام أربعين سنة. والبزة: الشدة.

قال البخاري: اسم أبي بزة يسار مولى عبد الله بن السائب المخزومي، أصله من همذان. أسلم على يد السائب بن صيفي.

قلت: ولد سنة سبعين ومائة، وقرأ على عكرمة بن سليمان مولى بني شيبة، وأبي الإخريط وهب بن واضح مولى عبد العزيز بن أبي رواد، وعبد الله بن زياد مولى عبيد بن عمير الليثي، عن أحدهم، عن إسماعيل القسط، وغيره، عن ابن كثير إمام أهل مكة نفسه، قرأ عليه بعد أن أتقن القرآن على صاحبيه شبل بن عباد، ومعروف بن مشكان. كذا روى عنه أبو الإخريط.

قرأ عليه أبو ربيعة محمد بن إسحاق الربعي، وإسحاق بن أحمد الخزاعي، وأحمد بن فرج، والحسن بن الحباب، وغيرهم.

وكان شيخ الحرم وقارئه في زمانه، مع الدين والورع والعبادة. وقد تفرد بحديث مسلسل في التكبير من {وَالضُّحَى} رواه عنه: الحسن بن مخلد، ومحمد بن يوسف بن موسى، والحسن بن العباس الرازي، ويحيى بن محمد بن صاعد، وجماعة.

وقع لي عاليا، وهو حديث منكر.

ص: 1069

وقال أبو حاتم: لا أحدث عنه، فإنه روى عن عبيد الله بن موسى، عن الأعمش، عن إبراهيم، عن علقمة، عن عبد الله حديثا منكرا؛ وهو ضعيف الحديث.

قلت: وذكره أبو جعفر العقيلي في كتاب الضعفاء، فقال: منكر الحديث، يوصل الأحاديث. حدثنا خالد بن منصور، قال: حدثنا أحمد بن أبي بزة، قال: حدثنا أبو سعيد مولى بني هاشم قال: حدثنا الربيع بن صبيح، عن الحسن، عن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: الديك الأبيض الأفرق حبيبي وحبيب حبيبي جبريل، يحرس ستة عشر بيتا. .

قلت: ما هذا الحديث ببعيد عن الوضع.

وعاش ثمانين سنة. وتوفي بمكة سنة خمسين ومائتين. وقد روى عنه البخاري في تاريخه، وآخرون. سمع من: مالك بن سعير، ومؤمل بن إسماعيل، وسليمان بن حرب، وأبي عبد الرحمن المقرئ، وعبيد الله بن موسى.

39 -

‌ أحمد بن محمد بن علقمة بن نافع بن عمر بن صبح بن عون

، أبو الحسن المكي المقرئ النبال القواس.

سمع من مسلم بن خالد الزنجي، وغيره. وقرأ القرآن على أبي الإخريط وهب بن واضح. قرأ عليه قنبل، وأحمد بن يزيد الحلواني، وغير واحد. وحدث عنه بقي بن مخلد، ومحمد بن علي الصائغ، ومطين، وعلي بن أحمد بن بسطام، وغيرهم.

توفي سنة خمس وأربعين بمكة.

قال ابن مجاهد: قال لي قنبل: قال لي القواس: الق هذا الرجل البزي فقل له: ليس هذا الحرف من قراءتنا، يعني وما هو بمَيْت مخففا. قال: فلقيته فأخبرته فقال: قد رجعت. ثم أتى إليه من الغد.

ص: 1070

قال قنبل: سمعت القواس يقول: نحن نقف حيث انقطع النفس، إلا في ثلاث نتعمد الوقف عليها:{وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلا اللَّهُ} [آل عمران 7]، {وَمَا يُشْعِرُكُمْ} [109] في الأنعام، و {إِنَّمَا يُعَلِّمُهُ بَشَرٌ} [النحل 103].

قال الداني: توفي القواس سنة أربعين ومائتين، فيحرر.

40 -

‌ أحمد بن محمد بن عيسى

، أبو جعفر السكوني البغدادي.

عن أبي بكر بن عياش، وأبي يوسف القاضي. روى عنه محمد بن مخلد، وغيره.

وهو من الضعفاء.

41 -

ت:‌

‌ أحمد بن محمد بن نيزك

، أبو جعفر البغدادي المعروف بالطوسي.

عن روح بن عبادة، والأسود شاذان، وغيرهما. وعنه الترمذي، وأبو بكر ابن أبي الدنيا، وأبو حامد الحضرمي.

توفي سنة ثمان وأربعين.

42 -

‌ أحمد بن محمد بن يحيى بن المبارك

، أبو جعفر العدوي اليزيدي النحوي المقرئ.

من كبار ندماء المأمون وشعرائه. سمع أبا زيد الأنصاري صاحب العربية، وأباه.

وقرأ على جده فيما أظن. روى عنه أخواه الفضل وعبيد الله، وابن أخيه محمد بن العباس، وعون بن محمد الكندي، ومحمد بن عبد الملك الزيات.

له ذكر في تاريخ دمشق.

43 -

ن:‌

‌ أحمد بن مصرف بن عمرو اليامي

.

كوفي محدث، روى عن أبي أسامة، ومحمد بن بشر، وزيد بن الحباب، وطبقتهم. وعنه النسائي في السنن، والحكيم الترمذي محمد بن علي، ومحمد بن عمر بن يوسف النسائي، وغيرهم.

قال ابن حبان في كتاب الثقات: مستقيم الحديث.

ص: 1071

44 -

ع:‌

‌ أحمد بن منيع بن عبد الرحمن

، أبو جعفر البغوي الحافظ الأصم المروروذي الأصل نزيل بغداد؛ وصاحب المسند المشهور.

سمع هشيما، وعباد بن العوام، وابن عيينة، ومروان بن شجاع، وعبد العزيز بن أبي حازم، وعبد الله بن المبارك، وطبقتهم. وعنه الجماعة، لكن البخاري بواسطة، وسبطه أبو القاسم البغوي، وعبد الله بن ناجية، وابن صاعد، وخلق.

قال البغوي: أخبرت عن جدي أحمد بن منيع أنه قال: أنا من نحو أربعين سنة أختم في كل ثلاث.

قال صالح جزرة، وغيره: ثقة.

وقال البغوي: توفي جدي في شوال سنة أربع وأربعين، وكان مولده هو وأبو خيثمة سنة ستين ومائة.

45 -

ن:‌

‌ أحمد بن ناصح

، أبو عبد الله، نزيل الثغر.

عن عبد العزيز الدراوردي، وأبي بكر بن عياش.

وعنه النسائي، ومحمد بن سفيان المصيصي الصفار، وغيره.

لم يذكره ابن أبي حاتم.

46 -

ت ن:‌

‌ أحمد بن نصر بن زياد

، أبو عبد الله القرشي النيسابوري المقرئ الزاهد.

عن عبد الله بن نمير، وابن أبي فديك، وأبي أسامة، والنضر بن شميل، وجماعة. سمع منه أبو نعيم أحد شيوخه. وحدث عنه الترمذي، والنسائي، وسلمة بن شبيب، وابن خزيمة، وأبو عروبة الحراني، وخلق.

وكان كثير الرحلة إلى الشام، والعراق، ومصر. ورحل إلى أبي عبيد على كبر السن متفقها، فأخذ عنه، وكان يفتي بنيسابور على مذهبه، وعليه تفقه ابن خزيمة قبل أن يرحل. وكان ثقة نبيلا مأمونا صاحب سنة.

توفي سنة خمس وأربعين.

ص: 1072

قال الحاكم: كان فقيه أهل الحديث في عصره، كثير الحديث والرحلة.

47 -

‌ أحمد بن نصر

، أبو بكر العتكي السمرقندي.

ذكره ابن حبان في الثقات، وقال: كان رجلا صالحا مجتهدا في العبادة، قمع أهل البدع في أيام المحنة، وقام بما ينبغي.

يروي عن ابن عيينة، وأبي ضمرة. وعنه عبد الله بن عبد الرحمن الدارمي، وأهل سمرقند.

توفي سنة خمس وأربعين.

48 -

‌ أحمد بن هشام بن بهرام المدائني

.

عن أبي معاوية، ووكيع. وعنه ابن صاعد، وأبو بكر بن أبي داود.

وكان ثقة. قاله الخطيب.

49 -

‌ أحمد بن يحيى بن إسحاق

، أبو الحسين الراوندي.

قال المسعودي: توفي سنة خمسين ومائتين عن أربعين سنة.

قال: وله من الكتب مائة وأربعة عشر كتابا.

قلت: غلط المسعودي، بل بقي إلى قريب الثلاثمائة.

50 -

ن:‌

‌ أحمد بن يحيى بن الوزير بن سليمان بن مهاجر

، أبو عبد الله التجيبي، مولاهم المصري الحافظ النحوي، أحد الأئمة.

روى عن عبد الله بن وهب، وشعيب بن الليث، وأصبغ بن الفرج، وخلق سواهم. وعنه النسائي، وقال: ثقة، والحسين بن يعقوب المصري، وأبو بكر بن أبي داود، وآخرون.

ولد سنة إحدى وسبعين ومائة.

قال أبو عمر الكندي: كان فقيها من أصحاب ابن وهب، كان أعلم من أهل زمانه بالشعر والغريب وأيام الناس. وكان يتقبل، فانكسر عليه خراج، فسجنه أحمد بن محمد بن مدبر، فمات في حبسه في شوال سنة خمسين، رحمه الله.

ص: 1073

51 -

‌ أحمد بن يعقوب أبو صالح البلخي

.

عن أبي مقاتل حفص بن سلم.

توفي في رمضان سنة سبع وأربعين.

52 -

ع:‌

‌ أحمد بن أبي بكر القاسم بن الحارث بن زرارة

بن مصعب بن عبد الرحمن بن عوف، الفقيه أبو مصعب الزهري العوفي، المدني قاضي المدينة.

ولد سنة خمسين ومائة، ولزم مالكا وتفقه عليه، وسمع منه الموطأ، وسمع من العطاف بن خالد، ويوسف بن الماجشون، وإبراهيم بن سعد، وعبد العزيز الدراوردي، ومحمد بن إبراهيم بن دينار، وطائفة. وعنه الجماعة، لكن النسائي بواسطة، وبقي بن مخلد، وأبو زرعة الرازي، ومطين، وخلق؛ آخرهم موتا إبراهيم بن عبد الصمد الهاشمي.

ذكره الزبير بن بكار فقال: هو فقيه أهل المدينة غير مدافع.

توفي في رمضان سنة اثنتين وأربعين على القضاء، وله اثنتان وتسعون سنة.

قال عبد الرحمن بن أبي حاتم: حدثنا عبد الله بن محمد بن الفضل الصيداوي قال: أتى قوم أبا مصعب الزهري فقالوا: إن قبلنا ببغداد رجلا يقول: لفظه بالقرآن مخلوق. فقال: هذا كلامُ خبيثٍ نبطيٍّ.

وقال أبو محمد بن حزم: آخر ما روي عن مالك موطأ أبي مصعب وموطأ أبي حذافة. وفي هذين الموطأين على سائر الموطآت نحو من مائة حديث زائدة، وهي آخر ما روي عن مالك. فهذا دليل على أنه كان يزيد في الموطأ أحاديث بلغته فيما بعد، أو كان أغفلها ثم أثبتها. وهكذا تكون العلماء رحمهم الله.

قلت: أما أبو حذافة فهو أحمد بن إسماعيل السهمي المدني، سيأتي في الطبقة الآتية. وقد سمعت موطأ أبي مصعب على ابن عساكر بإجازته من المؤيد، وبين المؤيد، وبين أبي مصعب أربعة أنفس، وهذا في غاية العلو، ولله الحمد.

ص: 1074

قال الدارقطني: أبو مصعب ثقة في الموطأ. وقدمه على يحيى بن بكير.

وقال أبو عمر بن عبد البر: قال الزبير بن بكار: كان أبو مصعب على شرطة عبيد الله بن الحسن بن عبد الله الهاشمي عامل المأمون على المدينة، وولي القضاء. ومات وهو فقيه أهل المدينة غير مدافع.

قال أبو زرعة، وأبو حاتم: صدوق.

قال ابن عبد البر: مات سنة إحدى وأربعين ومائتين.

قلت: ما علمت فيه جرحة، ولا ذكر إلا في الثقات، لكن قال أحمد بن أبي خيثمة في تاريخه: خرجنا في سنة تسع عشرة ومائتين إلى مكة فقلت لأبي: عمن أكتب؟ فقال: لا تكتب عن أبي مصعب، واكتب عمن شئت.

قال ابن الذهبي: أراه نهاه عن الأخذ عنه، لكونه على القضاء، والله أعلم.

وقد ذكره ابن عساكر في النبل فقال فيه: أحمد بن أبي بكر زرارة.

فقد أخبرنا ابن عساكر، عن أبي روح قال: أخبرنا زاهر، قال: أخبرنا الكنجروذي، قال: أخبرنا أبو أحمد الحاكم، قال: أخبرنا أبو عبد الله محمد بن إبراهيم بن زياد الطيالسي قال: حدثنا أبو مصعب أحمد بن أبي بكر الزهري، وسألناه عن اسم أبيه فقال: لا يعرف له اسم.

53 -

خ د ن:‌

‌ أحمد بن أبي سريج الصباح النهشلي

، وقيل: أحمد

ص: 1075

ابن عمر بن الصباح، أبو جعفر الرازي البغدادي.

قرأ القرآن على أبي الحسن الكسائي، وأقرأه. وسمع شعيب بن حرب، وأبا معاوية الضرير، وابن علية، ووكيعا، وجماعة. وعنه البخاري، وأبو داود، والنسائي، وأبو بكر بن أبي داود، وأهل الري، وقرأ عليه العباس بن الفضل الرازي.

وقال النسائي: ثقة.

وروى عنه أيضا أبو زرعة، وأبو حاتم. وقال أبو حاتم: صدوق.

54 -

ت ن:‌

‌ أحمد بن أبي عبيد الله السليمي البصري الوراق

، اسم أبيه بشر.

عن يزيد بن زريع، وسلم بن قتيبة، وعمر المقدمي. وعنه الترمذي، والنسائي - وقال النسائي: ثقة -، والحسن بن عليل.

55 -

‌ إبراهيم بن الحارث الأنصاري

، أبو إسحاق العبادي؛ من ولد عبادة بن الصامت.

بغدادي جليل نزل طرسوس مرابطا. كان الإمام أحمد بن حنبل يحترمه ويعظمه، وكان هو يفتي بحضرة أبي عبد الله فيعجبه ويقول: جزاك الله يا أبا إسحاق خيرا.

روى عن مصعب الزبيري، وجماعة. وأكبر شيخ له علي بن عاصم.

روى عنه أبو بكر الأثرم، وحرب بن إسماعيل الكرماني، وأبو بكر بن أبي داود.

56 -

‌ إبراهيم بن الحسين بن خالد

، الفقيه أبو إسحاق الأندلسي القرطبي المالكي.

رحل وحج ولقي مطرف بن عبد الله، وعلي بن معبد، وعبد الله بن هشام،

ص: 1076

وغيرهم، وصنف تفسيرا للقرآن، وكان بصيرا بالفقه. ولي أحكام الشرطة ببلده.

ومات في رمضان سنة تسع وأربعين.

57 -

د:‌

‌ إبراهيم بن حمزة الرملي البزاز

.

عن ضمرة بن ربيعة، وزيد بن أبي الزرقاء. وعنه أبو داود، وعبدان الأهوازي، وأبو بكر بن أبي داود.

58 -

‌ إبراهيم بن خالد المروزي الجرميهني

، الحافظ المعروف بالبطيطي.

بلغنا عن بندار أنه قال: حفاظ الدنيا أربعة، وكلهم غلماني: إبراهيم الجرميهني، وأبو زرعة، والبخاري، والدارمي.

مات سنة خمسين.

59 -

‌ إبراهيم بن زياد البغدادي الصائغ

.

عن سفيان بن عيينة، وابن علية. وعنه أبو حاتم الرازي، وابن صاعد، وداود بن سليمان، وغيرهم.

وكان ثقة.

60 -

‌ أما إبراهيم بن زياد البغدادي الخياط

.

عن شريك، وجماعة، فشيخ أقدم من هذا. كتب عنه أبو حاتم أيضا.

61 -

م 4:‌

‌ إبراهيم بن سعيد الجوهري

، أبو إسحاق البغدادي.

طبري الأصل، صاحب حديث، سمع سفيان بن عيينة، وعبد الوهاب الثقفي، وابن فضيل، ووكيعا، وأبا ضمرة، وأبا أسامة، وأبا معاوية، وطائفة. وعنه الجماعة سوى البخاري، وأبو الجهم المشغراني، وابن جوصا، وأبو طاهر الحسن بن فيل، وأبو عروبة الحراني، ومحمد بن علي الحكيم الترمذي، ويحيى بن صاعد، وخلق.

ص: 1077

وروى النسائي في كتاب خصائص علي رضي الله عنه، عن زكريا السجزي، عنه، وقال: هو ثقة.

وقال عبد الله بن جعفر بن خاقان السلمي: سألت إبراهيم بن سعيد الجوهري، عن حديث لأبي بكر الصديق فقال لجاريته: أخرجي لي الجزء الثالث والعشرين من مسند أبي بكر. فقلت له: لا يصح لأبي بكر خمسون حديثا، من أين ثلاثة وعشرون جزءا؟ فقال: كل حديث لا يكون عندي من مائة وجه، فأنا فيه يتيم.

قال الخطيب: كان مكثرا ثقة ثبتا، صنف المسند.

وقال إبراهيم الهروي: كان أبوه ثقة محتشما نبيلا، حج مرة، فحج معه أربعمائة نفس، منهم هشيم، وإسماعيل بن عياش، وكنت أنا منهم.

اختلف في موت إبراهيم، فقيل: سنة أربع، وقيل سنة سبع، وقيل: سنة تسع وأربعين، وقيل: سنة ثلاث وخمسين، مات بعين زربة مرابطا، رحمه الله.

وكان حجاج بن الشاعر يلينه بلا حجة.

62 -

‌ إبراهيم بن سفيان الزيادي

، اللغوي النحوي، أحد أئمة العربية بالعراق.

أخذ عن الأصمعي، وغيره، وهو من ولد زياد بن أبيه أمير الكوفة. ذكره يعقوب بن السكيت فقال: هو نسيج وحده.

قلت: وقد ذكره الوزير ابن القفطي في تاريخ النحاة.

63 -

‌ إبراهيم بن سلام

، أبو إسحاق المكي، مولى بني هاشم.

روى عن الدراوردي، والفضيل، وسعيد بن سالم القداح، ويحيى بن سليم. وعنه أبو الأحوص العكبري، وابن صاعد، وابن خزيمة.

قال أبو أحمد الحاكم: ربما روى ما لا أصل له.

64 -

‌ إبراهيم بن العباس بن محمد بن صول

، مولى يزيد بن المهلب بن أبي صفرة، أبو إسحاق الصولي البغدادي الأديب.

ص: 1078

أحد الشعراء المشهورين والكتاب المذكورين. له ديوان مشهور؛ وكان جده صول المجوسي ملك جرجان، فأسلم على يد يزيد.

سمع الصولي من علي بن موسى الرضا. روى عنه أبو العباس ثعلب، وغيره، وكان موصوفا بالبلاغة والبراعة والنظم والشعر.

قال دعبل الخزاعي: لو تكسب إبراهيم بن العباس بالشعر لتركنا في غير شيء.

ومن نثره عن الخليفة: أما بعد، فإن لأمير المؤمنين أناة، فإن لم تغن أعقب عنها وعيدا، فإن لم يغن أغنت عزائمه، والسلام.

توفي في شعبان سنة ثلاث وأربعين بسامراء.

65 -

ن:‌

‌ إبراهيم بن عبد الله المروزي الخلال

.

عن عبد الله بن المبارك. وعنه النسائي، والحسن بن سفيان، وعبد الله بن محمود المروزي.

وثقه ابن حبان.

وتوفي سنة إحدى وأربعين.

66 -

ت ق:‌

‌ إبراهيم بن عبد الله بن حاتم الهروي

، أبو إسحاق الحافظ، نزيل بغداد.

سمع إسماعيل بن جعفر، وعبد الرحمن بن أبي الزناد، وهشيما وعبد العزيز الدراوردي، وطبقتهم. وعنه الترمذي، وابن ماجه، وابن أبي الدنيا، وجعفر الفريابي، وأبو يعلى الموصلي، وأحمد بن فرج المقرئ، وأحمد بن الحسين الصوفي، وموسى بن هارون، وخلق سواهم.

وكان صالحا زاهدا متعففا دائم الصيام، إلا أن يدعوه أحد فيفطر، وكان من أعلم الناس بحديث هشيم، وأثبتهم فيه.

قال الحارث بن أبي أسامة: حدثنا إبراهيم بن عبد الله قال: حدثنا إسماعيل، عن العلاء، عن أبيه، عن أبي هريرة، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: لا

ص: 1079

عدوى ولا هامة ولا نوء ولا صفر. نوء: من الأنواء.

قال صالح جزرة عنه: ما من حديث لهشيم إلا وقد سمعته عشرين مرة وأكثر، وكنت أوقفه. كنت سمعت منه مع سعيد الجوهري والد إبراهيم.

قال صالح: أعلم الناس بحديث هشيم: عمرو بن عون، وإبراهيم بن عبد الله الهروي.

وقال ابن معين: أصحاب هشيم محمد بن الصباح الدولابي، وإبراهيم الهروي، وإبراهيم أكيسُهما.

وقال أبو داود: إبراهيم بن عبد الله الهروي ضعيف.

وقال النسائي: ليس بالقوي.

توفي في رمضان سنة أربع وأربعين، عن بضع وتسعين سنة.

67 -

‌ إبراهيم بن عبد الله بن خالد المصيصي

.

عن وكيع بن الجراح، والحارث بن عطية، وحجاج الأعور. وعنه عبيد بن الهيثم الحلبي، وعلي بن موسى البزيعي.

ضعفه ابن حبان، وغيره، وله عجائب.

68 -

‌ إبراهيم بن عبد الله بن صفوان النصري الدمشقي الحداد

، عم الحافظ أبي زرعة.

روى عن ابن وهب، وضمرة بن ربيعة، والهيثم بن عمران. روى عنه أبو زرعة، وولده محمود بن أبي زرعة، وسليمان بن محمد الخزاعي، وآخرون.

69 -

ت:‌

‌ إبراهيم بن عبد الله بن المنذر الباهلي الصنعاني

.

روى عن وكيع، ويعلى بن عبيد، والمقرئ، وعبد الرزاق. وعنه الترمذي، ومحمد بن إسماعيل السلمي الترمذي.

ص: 1080

70 -

‌ إبراهيم بن عبد الرحمن بن أبي الفياض

، أبو إسحاق البرقي الفقيه.

يروي عن ابن وهب، وأشهب. أخذ الناس عنه بمصر. ومات سنة خمس وأربعين.

قال ابن يونس: له مناكير.

71 -

‌ إبراهيم بن عون بن راشد

، أبو إسحاق السعدي الأصبهاني المديني.

سمع ابن عيينة، ووكيعا، وعبيد الله بن موسى. وعنه محمد بن أحمد الأبهري، ومحمد بن أحمد بن يزيد.

قال أبو نعيم الحافظ: كان من خيار الناس.

72 -

‌ إبراهيم بن عيسى الأصبهاني الزاهد

، صاحب معروف الكرخي.

روى عن شبابة بن سوار، وأبي داود الطيالسي. وعنه أحمد بن محمد البزار.

قال أبو الشيخ: كان عابدا فاضلا، لم يكن بأصبهان في زمانه مثله.

ومن دعائه: اللهم إن كنت مدخلي النار فعظم خلقي فيها حتى لا يكون لأمة محمد صلى الله عليه وسلم فيها موضعا.

ومن الرواة عنه النضر بن هشام.

توفي سنة سبع وأربعين، وقيل: إن أبا العباس بن مسروق رأى هذا يمشي على الماء.

73 -

‌ إبراهيم بن محمد بن الأغلب بن إبراهيم بن الأغلب التميمي

، أمير القيروان، وابن أمرائها؛ أبو أحمد.

كان حسن السيرة، كثير العطاء، ميمون الطلعة. بنى بإفريقية حصونا كثيرة منيعة، واشترى العبيد والسلاح. وأمنت البلاد في أيامه.

مات في ذي القعدة سنة تسع وأربعين. وبعده ولي زيادة الله ابنه.

ص: 1081

74 -

د ن:‌

‌ إبرهيم بن محمد بن عبد الله

، أبو إسحاق التيمي المعمري، قاضي البصرة.

ثقة. عن ابن عيينة، ويحيى القطان، وابن داود الخريبي. وعنه أبو داود، والنسائي، وأبو حامد الحضرمي، وابن دريد، وأبو روق الهزاني.

توفي في ذي الحجة سنة خمسين. وكان من كبار العلماء.

75 -

ق:‌

‌ إبراهيم بن محمد بن يوسف بن سرج الفريابي

، نزيل القدس.

ما هو بابن صاحب الثوري.

سمع الوليد بن مسلم، وضمرة بن ربيعة، وأيوب بن سويد. وعنه ابن ماجه، وأبو بكر بن أبي عاصم، والفريابي، وابن قتيبة العسقلاني، وبقي بن مخلد، وخلق.

قال أبو حاتم: صدوق.

76 -

د ن ق:‌

‌ إبراهيم بن المستمر

، أبو إسحاق البصري العروقي.

عن أبيه، وأبي داود، وأبي عامر العقدي، وجماعة. وعنه أبو داود، والنسائي، وابن ماجه، وأبو عيسى الترمذي في الشمائل، وأبو بكر بن خزيمة، وخلق كثير.

وكان أحد الثقات.

77 -

‌ إبراهيم بن مكتوم المصاحفي

.

حدث بالبصرة في هذا الوقت عن أبي داود الطيالسي، وعبد الصمد بن عبد الوارث. وعنه ابن صاعد، وأبو روق الهزاني.

وكان صدوقا.

ص: 1082

78 -

ن:‌

‌ إبراهيم بن هارون البلخي العابد

.

عن حامد بن إسماعيل، ورواد بن الجراح. وعنه النسائي، والترمذي في شمائله، ومحمد بن علي الترمذي الحكيم، ومحمد بن علي بن طرخان.

79 -

‌ إبراهيم بن هاشم بن عبيد الله

، أبو إسحاق بن أبي صالح الثقفي المروزي، قاضي نيسابور.

عن النضر بن شميل، وروح بن عبادة.

وكان قدريا. روى عنه جماعة.

مات سنة ست وأربعين.

80 -

‌ إبراهيم ابن الإمام يحيى بن المبارك اليزيدي

. العلامة أبو إسحاق.

بصري نزل بغداد. وكان رأسا في الأدب. سمع من الأنصاري، والأصمعي.

وله مصنف يفتخر به اليزيديون، وهو ما اختلف معناه واتفق لفظه؛ نحو من سبعمائة ورقة. يرويه عنه ابن أخيه عبيد الله بن محمد اليزيدي، وكان شاعرا مجيدا من ندماء المأمون.

لم يذكر له الخطيب وفاة.

81 -

‌ إبراهيم بن يزيد

، أبو إسحاق البجلي الجُرْجاني الزَّاهد.

عن ابن عيينة، وعبد الرحمن بن مهدي. وعنه عبد الرحمن بن عبد المؤمن وجماعة.

82 -

‌ إبراهيم بن يوسف الحضرمي الكندي الكوفي الصيرفي

.

عن حفص بن غياث، وأبي بكر بن عياش. وعنه ابن صاعد، وقاسم المطرز، وعلي المقانعي.

ص: 1083

وثقه ابن حبان.

مات سنة تسع وأربعين.

83 -

ت ق:‌

‌ أزهر بن مروان الرقاشي البصري النواء

، يلقب فريخ.

عن حماد بن زيد، وعبد الوارث، والحارث بن نبهان، ومحمد بن سواء. وعنه الترمذي، وابن ماجه، وعبدان، وأبو بكر بن أبي عاصم، وموسى بن هارون.

توفي سنة ثلاث وأربعين.

84 -

د ن:‌

‌ إسحاق بن أبي إسرائيل إبراهيم بن كامجر المروزي

، نزيل بغداد، أبو يعقوب الحافظ.

عن شريك، وحماد بن زيد، وجعفر بن سليمان، وعبد الرحمن بن أبي الزناد، وعبد القدوس بن حبيب، وعبد الواحد بن زيد، وكثير بن عبد الله الأبلي، وخلق، ورأى زائدة. وعنه أبو داود، والنسائي بواسطة، وهارون الحمال، والبخاري في كتاب الأدب، وابن ناجية، وأبو بكر أحمد بن علي المروزي، وأبو يعلى الموصلي، وأحمد بن القاسم أخو أبي الليث الفرائضي، وأبو العباس السراج، وخلق.

وروى قراءة علي بن حمزة الكسائي عنه، وقراءة ابن عامر، عن الوليد بن مسلم، عن الذماري عنه.

قال أحمد بن زهير، عن ابن معين: ثقة.

وقال عثمان الدارمي، عن ابن معين: ثقة. ثم قال عثمان: لم يكن إسحاق أظهر الوقف حين سألت ابن معين عنه.

وقال أبو القاسم البغوي: كان ثقة مأمونا، إلا أنه كان قليل العقل.

وقال صالح جزرة: صدوق، إلا أنه كان يقول: القرآن كلام الله، ويقف.

وقال السراج: سمعت إسحاق بن أبي إسرائيل يقول: هؤلاء الصبيان

ص: 1084

يقولون: كلام الله غير مخلوق. ألا قالوا كلام الله وسكتوا. ويشير إلى دار أحمد بن حنبل.

قال إسحاق بن داود: قال أحمد بن حنبل: تجهم ابن أبي إسرائيل بعد تسعين سنة.

وقال محمد بن يحيى الكحال: ذكرت لأبي عبد الله إسحاق بن أبي إسرائيل فقال: ذاك أحمق.

وقال إسحاق بن إبراهيم بن هانئ: سمعت أبا عبد الله أحمد بن حنبل ذكر ابن أبي إسرائيل فقال: بعد طلبه للحديث وكثرة سماعه شك، فصار ضالا شكاكا.

وقال أبو حاتم الرازي: كتبت عنه فوقف في القرآن، فوقفنا عن حديثه، وقد تركه الناس حتى كنت أمر بمسجده وهو وحيد لا يقربه أحد بعد أن كان الناس إليه عنقا واحدا.

قال شاهين بن السميذع العبدي: سمعت أحمد بن حنبل يقول: إسحاق بن أبي إسرائيل واقفي مشؤوم، إلا أنه صاحب حديث كيس.

وقال زكريا الساجي: وتركوا إسحاق بن أبي إسرائيل لموضع الوقف، وكان صدوقا.

وقال الحسين بن إسماعيل الفارسي: سألت عبدوس بن عبد الله النيسابوري عن إسحاق بن أبي إسرائيل فقال: كان حافظا جدا ولم يكن مثله في الحفظ والورع. فقلت: كان يتهم بالوقف؟ قال: نعم.

وقال أحمد بن أبي خيثمة: قال لي مصعب الزبيري: ناظرني إسحاق بن أبي إسرائيل فقال: لا أقول كذا ولا أقول غير ذا، يعني في القرآن. فناظرته فقال: لم أقل على الشك ولكني أسكت كما سكت القوم قبلي.

وقال موسى بن هارون: مولده سنة خمسين ومائة.

وقال البخاري، وأحمد بن عبيد الله الثقفي، وابن قانع: مات سنة خمس وأربعين ومائتين.

زاد ابن قانع: في شعبان.

ص: 1085

وقال البغوي، وعلي بن أحمد بن النضر: مات سنة ست.

زاد البغوي: في شعبان بسامراء.

وقع لي من عوالي ابن أبي إسرائيل.

85 -

ق:‌

‌ إسحاق بن إبراهيم بن داود البصري السواق

.

عن يحيى القطان، وعبد الرحمن بن مهدي، وأبي عاصم. وعنه ابن ماجه، والفضل بن الحسن الأهوازي، وعبد الرحمن بن محمد بن حماد الطهراني.

86 -

‌ إسحاق بن الأخيل الحلبي

.

عن مبشر بن إسماعيل، وعثمان بن عبد الرحمن الطرائفي، وجماعة. وعنه أبو بكر بن أبي داود.

87 -

م ت ن ق:‌

‌ إسحاق بن موسى بن عبد الله بن موسى بن عبد الله بن يزيد الأنصاري الخطمي

، أبو موسى المدني الفقيه، نزيل سامراء. ثم قاضي نيسابور.

سمع ابن عيينة، وعبد السلام بن حرب، ومعن بن عيسى، وجماعة، وكان فاضلا صاحب سنة.

ذكره أبو حاتم الرازي وأطنب في الثناء عليه وروى عنه مسلم، والترمذي، والنسائي، وابن ماجه، وبقي بن مخلد، والفريابي، وابن خزيمة، وابنه موسى بن إسحاق الخطمي.

قيل: إنه توفي بجوسية من أعمال حمص سنة أربع وأربعين.

وثقه النسائي.

وكثيرا ما يقول الترمذي: حدثنا الأنصاري. وهو هذا.

وقد تفرد بحديث رواه عنه النسائي، وابن ناجية، وطائفة. قال: حدثنا معن، قال: حدثنا مالك، عن عبد الله بن إدريس، عن شعبة، عن سعد بن إبراهيم، عن أبيه: قال: بعث عمر إلى عبد الله بن مسعود، وإلى أبي الدرداء،

ص: 1086

وإلى أبي مسعود فقال: ما هذا الحديث الذي تكثرون عن رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فحبسهم بالمدينة حتى استشهد.

88 -

‌ إسحاق بن يوسف الجرجاني الديلماني

.

سمع ابن عيينة، وحفص بن عمر العدني. وعنه ابنه عبد الله، وعقيل بن يحيى.

وثقه أبو نعيم الأصبهاني.

ومات سنة خمس وأربعين.

89 -

ق:‌

‌ إسماعيل بن بهرام الوشاء الخزاز الخبذعي الكوفي

.

سمع عبد العزيز الدراوردي، ومعلى بن هلال، وعبيد الله الأشجعي. وعنه ابن ماجه، وبقي بن مخلد، وأبو داود السجستاني، ومطين، والحسن بن سفيان.

قال أبو حاتم: صدوق.

وقال غيره: مات سنة إحدى وأربعين.

90 -

ق:‌

‌ إسماعيل بن توبة الثقفي الرازي

. نزيل قزوين، أحد الثقات الرحالة.

سمع فضيل بن عياض، وإسماعيل بن جعفر، وخلف بن خليفة، وهشيم بن بشير. وعنه ابن ماجه، والحسين بن إسحاق التستري، وعبد الله بن وهب الدينوري، وأهل قزوين.

قال أبو حاتم: صدوق.

توفي سنة سبع وأربعين.

91 -

ن ق:‌

‌ إسماعيل بن حفص

، أبو بكر الأبلي البصري القطان.

سمع معتمر بن سليمان، وأبا بكر بن عياش، وطبقتهما. وعنه النسائي، وابن ماجه، وأبو بكر بن أبي عاصم، وعبدان، وابن خزيمة، وجماعة.

ص: 1087

92 -

‌ إسماعيل بن خزيمة بن المغيرة السلمي النيسابوري

.

سمع من عبد الرزاق، وغيره. وعنه ابن أخيه أبو بكر بن إسحاق، ومحمد بن ياسين بن النضر، وكان ثقة.

93 -

‌ إسماعيل بن زياد البلخي الأزدي

.

عن ضمرة بن ربيعة، وغيره.

مات سنة ست وأربعين.

94 -

ق:‌

‌ إسماعيل بن عبد الله بن خالد بن يزيد

، أبو عبد الله، وأبو الحسن القرشي العبدري الرقي الفقيه المعروف بالسكري. قاضي دمشق.

روى عن عبيد الله بن عمرو، وأبي المليح الحسن بن عمر، ويعلى بن الأشدق، وابن المبارك، وأبي إسحاق الفزاري، وبقية، وعيسى بن يونس، وجماعة. وعنه ابن ماجه، ومحمد بن سعد في الطبقات، وهو من أقرانه، وجماهر الزملكاني، وأبو العباس بن مسروق، وأبو يعلى الموصلي، ومحمد بن هشام بن ملاس، ومحمد بن محمد الباغندي، وآخرون.

وثقه الدارقطني.

وقال أبو حاتم: صدوق.

قال ابن الفيض الدمشقي: ولى أحمد بن أبي دؤاد على قضاء دمشق إسماعيل بن عبد الله السكري في سنة ثلاث وثلاثين، فأقام قاضيا إلى أن ولي القضاء للمتوكل يحيى بن أكثم، فعزل إسماعيل محمد بن هاشم بن ميسرة.

قلت: لم يذكره ابن عساكر في شيوخ النبل، وذكر بدله سميه: إسماعيل بن عبد الله بن زرارة الرقي، وقال: روى عنه ابن ماجه، وروى النسائي عن رجل عنه.

قال لنا الحافظ أبو الحجاج: روى ابن ماجه خمسة أحاديث قال فيها: حدثنا إسماعيل بن عبد الله الرقي، وإنما هو السكري لا ابن زرارة؛ لأن ابن زرارة مات سنة تسع وعشرين، وإنما رحل ابن ماجه بعد الثلاثين.

ص: 1088

قال إبراهيم بن أيوب الحوراني: قلت لإسماعيل بن عبد الله القاضي: بلغني أنك كنت صوفيا، من أكل من جرابك كسرة افتخر بها. فقال: حسبنا الله ونعم الوكيل.

وقال أبو الحسن علي بن الحسن بن علان الحراني: مات إسماعيل بن عبد الله السكري بعد الأربعين، وكان يرمى بالتجهم.

95 -

‌ إسماعيل بن عمرو

، أبو محمد المصري الفقيه، صاحب أشهب.

روى عن ابن وهب، وعبد الملك بن الماجشون، وغيرهما. وروى عنه جماعة؛ آخرهم عبد الحكم بن أحمد الصدفي.

توفي في رجب سنة ثمان وأربعين. قاله ابن يونس.

96 -

‌ إسماعيل بن الفضل

، أبو إبراهيم الشالنجي، قاضي جرجان.

روى عن إسماعيل بن جعفر، وسفيان بن عيينة، وجماعة. وعنه أحمد بن معاذ السلمي، وابن مجاشع السختياني، وأهل جرجان.

توفي سنة ست وأربعين.

97 -

ن:‌

‌ إسماعيل بن مسعود

، أخو الصلت بن مسعود الجحدري البصري.

عن يزيد بن زريع، ومعتمر بن سليمان التيمي، وبشر بن المفضل. وعنه النسائي، والفريابي، ومحمد بن جرير، وجماعة.

قال النسائي: ثقة.

وتوفي سنة ثمان وأربعين.

98 -

د ت ق:‌

‌ إسماعيل بن موسى الفزاري ابن ابنة إسماعيل السدي

، أبو محمد، وقيل: أبو إسحاق.

كوفي، ثقة، شيعي متوالي. سمع عمر بن شاكر، ومالك بن أنس، وشريك بن عبد الله، وعبد الرحمن بن أبي الزناد، وجماعة. وعنه أبو داود،

ص: 1089

والترمذي وابن ماجه، وأبو عروبة الحراني، وابن خزيمة، وطائفة كبيرة.

وأما ابن أبي حاتم فقال: سمعت أبي يقول: سألته عن قرابته من السدي، فأنكر أن يكون ابن ابنته، وإذا قرابته منه بعيدة.

قال أبو حاتم: صدوق، سمعته يقول: سمتني أمي باسم السدي.

قلت: توفي سنة خمس وأربعين، وشيخه عمر بن شاكر يروي عن أنس بن مالك. وقيل: إنه كان يغلو ويسب.

قال عبدان الأهوازي: أنكر علينا أبو بكر بن أبي شيبة أو هناد ذهابنا إلى إسماعيل بن موسى، وقال: أيش عملتم عند هذا الفاسق الذي يشتم السلف؟ رواها ابن عدي عنه وقال: أوصل عن مالك حديثين، وتفرد عن شريك بأحاديث. وإنما أنكروا غلوه في التشيع.

وقال علي بن محمد بن كاس الحنفي القاضي، وهو ثقة: حدثنا علي بن جعفر الرماني، قال: حدثنا إسماعيل ابن بنت السدي قال: كنت في مجلس مالك، فسئل عن فريضة، فأجاب بقول زيد. فقلت: ما قال فيها علي وابن مسعود؟ فأومأ إلى الحجبة، فلما هموا بي عدوت وأعجزتهم، فقالوا: ما نصنع بكتبه ومحبرته؟ قال: اطلبوه برفق. فجاءوا إلي، فجئت معهم، فقال مالك: من أين أنت؟ قلت: كوفي. قال: فأين خلفت الأدب؟ قلت: إنما ذاكرتك لأستفيد. فقال: إن عليا وعبد الله لا ينكر فضلهما، وأهل بلدنا على قول زيد بن ثابت. وإذا كنت بين قوم فلا تبدأهم بما لا يعرفون، فيبدو لك منهم ما تكره.

99 -

‌ إسماعيل بن يوسف

، أبو علي الديلمي الزاهد الحافظ.

روى شيئا عن مجاهد بن موسى، وأخذ عن أحمد بن حنبل. وكان شابا يتوقد ذكاء، لم يشتهر؛ لموته صغيرا.

قال الدارقطني: هو بغدادي، زاهد ورع، فاضل، ثقة.

قلت: وكان يسهر في طاحون بثلث درهم.

كتب عنه الحسن بن أبي العنبر، والعباس بن يوسف الشكلي.

ص: 1090

قال أبو الحسين ابن المنادي: ذكر لي أنه كان يحفظ أربعين ألف حديث، وكان مشهورا بالزهد. وكان مكسبه من المساهرة في الأرحاء، وقد رآه محمد بن مخلد العطار.

100 -

‌ أصبغ بن دحية الصدفي المصري

.

عن رشدين بن سعد، وعبد الله بن وهب. وعنه ابن جرول.

توفي سنة خمس وأربعين ومائتين.

101 -

ق:‌

‌ أيوب بن محمد بن أيوب الهاشمي البصري

، المعروف بالقلب.

عن عبد الواحد بن زياد، وعبد القاهر بن السري، وأبي عوانة. وعنه ابن ماجه، وابن أبي الدنيا، والحسن بن سفيان، وزكريا الساجي، وعلي بن سعيد بن بشير الرازي.

102 -

‌ أيوب بن عافية بن أيوب المصري

.

روى عن ابن وهب، ووالده عافية.

توفي في شعبان سنة ست وأربعين. قاله ابن يونس.

103 -

‌ أيوب بن علي بن الهيصم بن أيوب بن مسلم

، الكناني الفلسطيني.

سمع زياد بن سيار. وعنه سليمان بن محمد بن الفضل، وأبو بكر بن أبي داود، وأحمد بن جوصا، وآخرون.

قال أبو حاتم: شيخ.

وجده الأعلى مسلم هو أخو أبي قرصافة من أبيه.

104 -

د ن:‌

‌ أيوب بن محمد بن زياد بن فروخ

، أبو سليمان الرقي الوزان. مولى بني هاشم.

سمع أبا إسحاق الفزاري، ومعمر بن سليمان الرقي، ومروان بن معاوية، وابن علية. وعنه أبو داود، والنسائي، وأبو عروبة، وأبو بكر بن أبي

ص: 1091

داود، وأهل الجزيرة. وكان يزن القطن.

وثقه النسائي، وغيره.

ومات في ذي القعدة سنة تسع وأربعين ومائتين.

105 -

‌ بركة بن محمد الحلبي

، أبو سعيد الأنصاري.

عن مروان بن معاوية، ويوسف بن أسباط، وعلي بن بكار، ومبشر بن إسماعيل. وعنه أبو نشيط محمد بن هارون، وأبو الحسين عبد الله بن محمد بن يونس السمناني، وموسى بن محمد الأنطاكي، وأحمد بن زكريا البصري شاذان، وعمر بن محمد الهمداني، وآخرون.

قال الدارقطني: كذاب، يضع الحديث.

وقال ابن عدي: له بواطيل عن الثقات.

وقال ابن حبان: كان يسرق الحديث.

وقال ابن أبي حاتم: سمعت أبا الحسين السمناني يقول: نظر صالح بن أبي الأشرس في بعض حديثي عن بركة فقال: ليس هذا بركة، هذا عقوبة.

106 -

‌ بسطام بن جعفر الأزدي الموصلي

.

عن مالك، وحماد بن زيد، وإبراهيم بن أبي يحيى. وعنه أحمد بن حمدون، وإبراهيم بن علي الموصليان.

توفي سنة اثنتين وأربعين.

107 -

‌ بشر بن بشار البغدادي

.

عن يزيد بن هارون، وداود بن المحبر. وعنه ابن أبي الدنيا، والحسن بن الحباب، وأبو العباس السراج، وغيرهم.

108 -

ت ن ق:‌

‌ بشر بن معاذ العقدي

، أبو سهل البصري الضرير.

عن إبراهيم بن عبد العزيز بن عبد الملك بن أبي محذورة الجمحي، وأبي

ص: 1092

عوانة، ومرحوم بن عبد العزيز العطار، وعبد الواحد بن زياد، وحماد بن زيد، وهشيم، ومعتمر، وطائفة. وعنه الترمذي، والنسائي، وابن ماجه، وأبو بكر البزار، وعمر بن محمد بن بجير، والقاسم المطرز، وابن خزيمة، وآخرون.

وثقه ابن حبان، وقال: مات سنة خمس وأربعين أو في حدودها.

قلت: وكان من أبناء التسعين.

109 -

م 4:‌

‌ بشر بن هلال

، أبو محمد النميري البصري الصواف.

عن جعفر بن سليمان الضبعي، وعبد الوارث، ويزيد بن زريع، وعلي بن مسهر، وداود بن الزبرقان. وعنه الجماعة. سوى البخاري، وبقي بن مخلد، وإسحاق المنجنيقي، وعبدان الأهوازي، ومحمد بن علي الحكيم، وابن خزيمة، وآخرون.

قال أبو حاتم: محله الصدق، وكان أيقظ من بشر بن معاذ.

وقال ابن أبي عاصم: مات سنة سبع وأربعين.

110 -

‌ بغا الكبير، أبو موسى التركي

.

أحد قواد المتوكل وأكبرهم، كان موصوفا بالشجاعة والإقدام، وله همة عالية وهيبة، ووقع في النفوس.

وله فتوحات ووقعات. وكان مملوكا للحسن بن سهل الوزير. وكان يحمق ويجهل في رأيه، وقد باشر عدة حروب وما جرح قط. وكان فيه دين وإسلام.

طال عمره وعاش نحوا من تسعين سنة، وتوفي سنة ثمان وأربعين.

111 -

‌ بكر بن محمد بن عدي بن حبيب

، أبو عثمان المازني البصري النحوي، وهو بكنيته أشهر.

أخذ عن أبي عبيدة، والأصمعي. وصنف التصانيف المشهورة في العربية والتصريف.

روى عنه الحارث بن أبي أسامة، وأبو عمران موسى بن سهل

ص: 1093

الجوني، وأبو العباس محمد بن يزيد المبرد. ولزمه المبرد وأكثر عنه. وقد دخل على الواثق فوصله بجملة.

توفي سنة سبع، أو ثمان وأربعين.

وكان المبرد يقول: لم يكن بعد سيبوية أعلم بالنحو من أبي عثمان المازني.

قال المبرد: قال أبو عثمان المازني: قرأ علي رجل كتاب سيبوية في مدة طويلة، فلما بلغ آخره قال: أما إني ما فهمت منه حرفا، وأما أنت فجزاك الله خيرا.

وقال المازني: قرأت القرآن على يعقوب، فلما ختمت رمى إلي بخاتمه وقال: خذه، ليس لك مثل.

وكان المازني ذا دين وورع. قيل: إن يهوديا أتاه ليقرأ عليه كتاب سيبوية وبذل له مائة دينار، فامتنع وقال: هذا الكتاب يشتمل على ثلاث مائة آية ونيف، ولست أمكن منها ذميا.

وقال بكار بن قتيبة القاضي: ما رأيت نحويا يشبه الفقهاء إلا حبان بن هلال والمازني.

وقال المبرد: كان المازني إذا ناظر أهل الكلام لم يستعن بشيء من النحو، وإذا ناظره النحاة لم يستعن بشيء من الكلام.

وعن المازني قال: حضرت مجلس المتوكل، وحضر يعقوب بن السكيت، فقال: تكلما في مسألة. فقلت ليعقوب: ما وزن نكتل؟ فقال: نفعل. قلت: اتئد. ففكر وقال: نفتعل. قلت: نكتل أربعة أحرف، ونفتعل خمسة. فسكت. فقال المتوكل: ما الجواب؟ قلت: وزنها في الأصل نفتعل لأنها نكتيل، فلما تحرك حرف العلة، وانفتح ما قبله، وقلب ألفا، فصارت نكتال، ثم حذفت الألف للجزم، فبقيت نكتل. فقال المتوكل: هذا هو الحق. فلما خرجنا قال يعقوب: بالغت اليوم في أذاي. قلت: لم أقصدك بسوء.

وقيل: إن جارية غنت الواثق:

أظلوم إن مصابكم رجلا أهدى السلام تحية ظلم فقال بعض الحاضرين: رجل بالرفع. فقالت: هكذا لقنني المازني. فطلبه الواثق فقال: إن معناه إن إصابتكم رجلا كقوله: إن ضربك زيدا

ص: 1094

فالرجل مفعول، وظلم هو الخبر. قال: فأعطاني الواثق ألف دينار.

112 -

‌ بكر بن النطاح

.

من أعيان الشعراء. كان في هذا الزمان.

113 -

د ن ق:‌

‌ تميم بن المنتصر بن تميم بن الصلت

، الهاشمي مولى ابن عباس، أبو عبد الله الواسطي.

عن سفيان بن عيينة، وإسحاق الأزرق، ومحمد بن يزيد الواسطي، وأبي همام بن الزبرقان، ويزيد بن هارون، وطائفة. وعنه سبطاه أسلم بن سهل الحافظ بحشل، وخليل بن أبي رافع، وأبو داود، والنسائي، وابن ماجه، وبقي بن مخلد، وجعفر الفريابي، ومحمد بن جرير الطبري، ومحمود بن محمد الواسطي، وآخرون.

وكان محدثا ثقة.

مات سنة أربع وأربعين.

114 -

‌ جابر بن كردي الواسطي

.

عن يزيد بن هارون، وسعيد بن عامر الضبعي. وعنه محمد بن جرير، وابن صاعد.

قال النسائي: لا بأس به.

115 -

ت ن:‌

‌ الجارود بن معاذ السلمي الترمذي

، أبو معاذ، وأبو داود.

عن جرير بن عبد الحميد، وسفيان بن عيينة، وأبي خالد الأحمر، والفضل بن موسى السيناني، والوليد بن مسلم، ووكيع، وأبي ضمرة، وطائفة. وعنه الترمذي، والنسائي، وابنه محمد بن الجارود، ومحمد بن علي الحكيم الترمذي، وأحمد بن علي الأبار، ومحمود بن محمد المروزي، وطائفة.

قال النسائي: ثقة.

ص: 1095

قال ابن عساكر: مات سنة أربع وأربعين.

116 -

ق:‌

‌ جبارة بن المغلس

، أبو محمد الحماني الكوفي.

عن شبيب بن شيبة، وأبي بكر النهشلي، وأبي شيبة إبراهيم بن عثمان العبسي، وعبد الأعلى بن أبي المساور، وعبيد بن وسيم الجمال، وقيس بن الربيع، وأبي عوانة، وطائفة.

وعنه ابن ماجه، وابن أخيه أحمد بن الصلت الحماني، وبقي بن مخلد، والحسين بن إدريس الهروي، وعبد الله بن أحمد بن حنبل، ومطين، ومحمد بن عثمان بن أبي شيبة، والحسن بن سفيان، وأبو يعلى الموصلي، والحسين بن بحر البيروذي، وعبدان، وطائفة.

قال عبد الله بن أحمد بن حنبل: عرضت على أبي أحاديث سمعتها من جبارة فأنكر بعضها، وقال: هذه موضوعة.

وقال البخاري: مضطرب الحديث.

وقال أبو معين الحسين بن الحسن الرازي عن ابن معين: كذاب.

وقال محمد بن عبد الله بن نمير: ما هو ممن يكذب، كان يوضع له الحديث فيحدث به.

قال البخاري: مات بالكوفة سنة إحدى وأربعين.

وقال موسى بن هارون: توفي سنة إحدى وأربعين، وقد قارب المائة.

117 -

‌ الجراح بن عبد الله بن الفرج التجيبي

، مولاهم المصري.

سمع من ابن وهب مع يونس بن عبد الأعلى.

قال ابن يونس: توفي في ذي القعدة سنة ثلاث وأربعين.

118 -

ت:‌

‌ الجراح بن مخلد العجلي البصري القزاز

.

عن معاذ بن هشام، وروح بن عبادة، وأبي داود الطيالسي، ووهب بن جرير، وسلم بن قتيبة، وجماعة.

وعنه الترمذي، وأبو داود في كتاب القدر، والبخاري في التاريخ، وأبو بكر بن أبي عاصم، وأبو بكر بن أبي

ص: 1096

داود، وابن صاعد، ومحمد بن الحسين بن مكرم، وأبو عروبة، وعبدان، وآخرون.

وكان ثقة.

119 -

‌ جعفر المتوكل على الله

. أمير المؤمنين أبو الفضل ابن المعتصم بالله أبي إسحاق محمد بن هارون الرشيد القرشي العباسي البغدادي.

ولد سنة خمس ومائتين، وبويع في ذي الحجة سنة اثنتين وثلاثين بعد الواثق. وقيل: بل ولد سنة سبع ومائتين.

حكى عن أبيه، ويحيى بن أكثم. وعنه علي بن الجهم الشاعر، وغيره.

وكان أسمر، مليح العينين، نحيف الجسم، خفيف العارضين، إلى القصر أقرب. وأمه أم ولد اسمها: شجاع.

قال خليفة: استخلف المتوكل، فأظهر السنة، وتكلم بها في مجلسه، وكتب إلى الآفاق برفع المحنة وإظهار السنة، وبسطها ونصر أهلها، يعني محنة خلق القرآن.

وقد قدم دمشق في صفر سنة أربع وأربعين وعزم على المقام بها وأعجبته، ونقل دواوين الملك إليها. وأمر بالبناء بها. وأمر للأتراك بما أرضاهم من الأموال، وبنى قصرا كبيرا بداريا من جهة المزة.

قال علي بن الجهم: كانت للمتوكل جمة إلى شحمة أذنيه كأبيه وعمه.

وقال ابن أبي الدنيا: أم المتوكل أم ولد اسمها شجاع.

وقال الفسوي: بويع له لست بقين من ذي الحجة، وخرج من دمشق المتوكل بعد إقامة شهرين وأيام، ورجع إلى سامراء دار ملكه على طريق الفرات، وعرج من الأنبار. وقيل: إن إسرائيل بن زكريا الطبيب نعت له دمشق، وأنها توافق مزاجه وتذهب عنه العلل التي تعرض له في الصيف بالعراق.

وقال خليفة: حج المتوكل بالناس قبل الخلافة

ص: 1097

في سنة سبع وعشرين.

وكان إبراهيم بن محمد التيمي قاضي البصرة يقول: الخلفاء ثلاثة: أبو بكر الصديق يوم الردة، وعمر بن عبد العزيز في رد مظالم بني أمية، والمتوكل في محو البدع وإظهار السنة.

وقال يزيد بن محمد المهلبي: قال لي المتوكل: يا مهلبي، إن الخلفاء كانت تتصعب على الناس ليطيعوهم، وأنا ألين لهم ليحبوني ويطيعوني.

وحكى الأعسم أن علي بن الجهم دخل على المتوكل وبيده درتان يقلبهما، فأنشده قصيدة له يقول فيها:

وإذا مررت ببئر عر وة فاسقني من مائها قال: فدحا إلي بالدرة، فقلبتها، فقال: تستنقص بها! وهي والله خير من مائة ألف. قلت: لا والله، ولكني فكرت في أبيات أعملها آخذ بها الأخرى. فقال: قل. فأنشأت أقول:

بسر من رأى إمام عدل تغرف من بحره البحار يرجى ويخشى لكل خطب كأنه جنة ونار الملك فيه وفي بنيه ما اختلف الليل والنهار يداه في الجود ضرتان عليه كلتاهما تغار لم تأت منه اليمين شيئا إلا أتت مثلها اليسار قال: فدحاها إلي وقال: خذها، لا بارك الله لك فيها.

قال الخطيب أبو بكر: ورويت هذه الأبيات للبحتري في المتوكل.

وعن مروان بن أبي الجنوب أنه مدح المتوكل، فأمر له بمائة ألف وعشرين ألفا، وبخمسين ثوبا.

وقال علي بن الجهم: كان المتوكل مشغوفا بقبيحة لا يصبر عنها، فوقفت له يوما، وقد كتبت على خدها بالغالية جعفر. فتأملها ثم أنشأ يقول:

وكاتبة في الخد بالمسك جعفرا بنفسي محط المسك من حيث أثرا

ص: 1098

لئن أودعت سطرا من المسك خدها لقد أودعت قلبي من الحب أسطرا قد ورد عن المتوكل شيء من النصب.

ويقال: إنه سلم عليه بالخلافة ثمانية كل واحد منهم أبوه خليفة: منصور ابن المهدي، والعباس ابن الهادي، وأبو أحمد ابن الرشيد، وعبد الله ابن الأمين، وموسى ابن المأمون، وأحمد ابن المعتصم، ومحمد ابن الواثق، وابنه المنتصر ابن المتوكل، وكان جوادا ممدحا؛ ويقال: ما أعطى خليفة شاعرا ما أعطى المتوكل.

وفيه يقول مروان بن أبي الجنوب:

فأمسك ندى كفيك عني ولا تزد فقد خفت أن أطغى وأن أتجبرا فقال: لا أمسك حتى يغرقك جودي.

وقد بايع بولاية العهد ولده المنتصر، ثم إنه أراد أن يعزله ويولي المعتز أخاه لمحبته لأمه قبيحة، فسأل المنتصر أن ينزل عن العهد، فأبى. وكان يحضره مجالس العامة، ويحط منزلته ويتهدده، ويشتمه ويتوعده.

واتفق أن الترك انحرفوا عن المتوكل لكونه صادر وصيفا وبغا، وجرت أمور، فاتفق الأتراك مع المنتصر على قتل أبيه. فدخل عليه خمسة في جوف الليل وهو في مجلس لهوه في خامس شوال، فقتلوه سنة سبع وأربعين.

وورد أن بعضهم رآه في النوم، فقال له: ما فعل الله بك؟ قال: غفر لي بقليل من السنة أحييتها.

وقد كان المتوكل منهمكا في اللذات والشرب، فلعله رحم بالسنة، ولم يصح عنه النصب.

قال المسعودي: حدثنا ابن عرفة النحوي، قال: حدثنا المبرد قال: قال المتوكل لأبي الحسن علي بن محمد بن علي بن موسى بن جعفر الصادق: ما يقول ولد أبيك في العباس؟ قال: ما تقول يا أمير المؤمنين في رجل فرض الله طاعة نبيه على خلقه، وافترض طاعته على نبيه.

وكان قد سعي بأبي الحسن إلى المتوكل، وإن في منزله سلاحا وكتبا من أهل قم، ومن نيته التوثب. فكبس بيته ليلا، فوجد في بيت عليه مدرعة صوف، متوجه إلى ربه يقوم بآيات، فأخذ كهيئته إلى المتوكل وهو يشرب، فأعظمه وأجلسه إلى جانبه

ص: 1099

وناوله الكأس فقال: ما خامر لحمي ودمي قط، فاعفني منه، فأعفاه وقال: أنشدني شعرا. فأنشده:

باتوا على قلل الأجبال تحرسهم غلب الرجال ولم تنفعهم القلل الأبيات، فبكى والله المتوكل طويلا، وأمر برفع الشراب، وقال: يا أبا الحسن لقد لينت منا قلوبا قاسية. أعليك دين؟ قال: نعم، أربعة آلاف دينار. فأمر له بها ورده مكرما.

قتلة المتوكل.

حكى المسعودي أن بغا الصغير دعا بباغر التركي، وكان باغر أهوج مقداما، فكلمه واختبره في أشياء، فوجده مسارعا إليها، فقال: يا باغر هذا المنتصر قد صح عندي أنه عامل على قتلي، وأريد أن تقتله، فكيف قلبك؟ ففكر طويلا ثم قال: هذا لا شيء، كيف نقتله وأبوه، يعني المتوكل باق، إذا يقتلكم أبوه. قال: فما الرأي عندك؟ قال: نبدأ بالأب. قال: ويحك، وتفعل؟ قال: نعم، وهو الصواب. قال: انظر ما تقول. وردد عليه، فوجده ثابتا، ثم قال له: فادخل أنت على إثري فإن قتلته وإلا فاقتلني وضع سيفك علي وقل: أراد أن يقتل مولاه. فتم التدبير لبغا في قتل المتوكل.

حدث البحتري قال: اجتمعنا في مجلس المتوكل، فذكر له سيف هندي، فبعث إلى اليمن فاشتري له بعشرة آلاف وأتي به فأعجبه، ثم قال للفتح: ابغني غلاما أدفع إليه هذا السيف لا يفارقني به. فأقبل باغر التركي، فقال الفتح بن خاقان: هذا موصوف بالشجاعة والبسالة فدفع المتوكل إليه السيف وزاد في أرزاقه، فوالله ما انتضى ذلك السيف إلى ليلة ضربه به باغر. فلقد رأيت من المتوكل في الليلة التي قتل فيها عجبا. تذاكرنا الكبر، فأخذ يذمه ويتبرأ منه. ثم سجد وعفر وجهه بالتراب، ونثر من التراب على رأسه ولحيته وقال: إنما أنا عبد. فتطيرت له من التراب. ثم جلس للشرب، وعمل فيه النبيذ، وغني صوتا أعجبه فبكى، فتطيرت من بكائه. فإنا في ذلك إذ بعثت إليه قبيحة بخلعة استعملتها له دراعة حمراء خز، ومطرف خز، فلبسها، ثم تحرك فيه، فانشق فلفه، وقال: اذهبوا به ليكون كفني. فقلت: إنا لله، انقضت والله المدة، وسكر المتوكل سكرا شديدا، ومضى من الليل ثلاث

ص: 1100

ساعات، إذ أقبل باغر ومعه عشرة متلثمين تبرق أسيافهم فهجموا علينا، وقصدوا المتوكل. وصعد باغر وآخر إلى السرير، فصاح الفتح: ويلكم مولاكم. وتهارب الغلمان والجلساء والندماء على وجوههم، وبقي الفتح وحده، فما رأيت أقوى نفسا منه بقي يمانعهم، فسمعت صيحة المتوكل وقد ضربه باغر بالسيف المذكور على عاتقه، فقده إلى خاصرته، وبعج الفتح آخر بالسيف، فأخرجه من ظهره، وهو صابر لا يزول، ثم طرح نفسه على المتوكل، فماتا فلفا في بساط، وبقيا في تلك الليلة وعامة النهار، ثم دفنا معا.

وكان بغا الصغير قد استوحش من المتوكل لكلام لحقه منه. وكان المنتصر يتآلف الأتراك لا سيما من يبعده أبوه.

قال المسعودي: ونقل في قتلته غير ما ذكرنا. قال: وأنفق المتوكل - فيما قيل - على الهاروني والجوسق والجعفري أكثر من مائتي ألف ألف درهم. ويقال: إنه كان له أربعة آلاف سرية وطئ الجميع؛ ومات وفي بيت المال أربعة آلاف ألف دينار، وسبعة آلاف درهم. ولا يعلم أحد متقدم في جد أو هزل إلا وقد حظي بدولته، ووصل إليه نصيب وافر من المال.

ذكر محمد بن أبي عون قال: حضرت مجلس المتوكل وعنده محمد بن عبد الله بن طاهر، فغمز المتوكل مملوكا مليحا أن يسقي الحسين بن الضحاك الخليع كأسا ويحييه بتفاحة عنبر. ففعل، فأنشأ الخليع يقول:

وكالدرة البيضاء حيا بعنبر من الورد يسعى في قراطق كالورد له عبثات عند كل تحية بعينيه تستدعي الخلي إلى الوجد تمنيت أن أسقى بكفيه شربة تذكرني ما قد نسيت من العهد سقى الله دهرا لم أبت فيه ساعة من الدهر إلا من حبيب على وعد فقال المتوكل: أحسنت والله؛ يعطى لكل بيت ألف دينار.

ولما قتل رثته الشعراء، فمن ذلك قول يزيد المهلبي:

جاءت منيته والعين هاجعة هلا أتته المنايا والقنا قصد خليفة لم ينل ما ناله أحد ولم يصغ مثله روح ولا جسد

ص: 1101

قال علي بن الجهم: أهدى ابن طاهر إلى المتوكل وصائف عدة فيها محبوبة، وكانت شاعرة عالمة بصنوف من العلم عوادة، فحلت من المتوكل محلا يفوق الوصف. فلما قتل ضمت إلى بغا الكبير، فدخلت عليه يوما للمنادمة، فأمر بهتك الستر، وأمر القيان، فأقبلن يرفلن في الحلي والحلل. وأقبلت محبوبة في ثياب بيض، فجلست منكسرة، فقال: غن، فاعتلت. فأقسم عليها. وأمر بالعود فوضع في حجرها، فغنت ارتجالا على العود:

أي عيش يلذ لي لا أرى فيه جعفرا ملك قد رأيته في نجيع معفرا كل من كان ذا خبا ل وسقم فقد برا غير محبوبة التي لو ترى الموت يشترا لاشترته بما حوت ـه يداها لتقبرا فغضب وأمر بها فسحبت، فكان آخر العهد بها.

وبويع المنتصر بالله ابن المتوكل صبيحتئذ بالقصر الجعفري، وسنه ثلاث وعشرون سنة.

120 -

ت:‌

‌ جعفر بن محمد بن عمران الثعلبي الكوفي

ُّ.

عن عبد الرحمن بن محمد المحاربي، ووكيع. وعنه الترمذي، وأبو عبد الرحمن النسائي في اليوم والليلة، ومحمد بن يحيى بن منده، ومحمد بن إسحاق بن خزيمة، وجماعة.

قال أبو حاتم: صدوق.

121 -

‌ جعفر بن محمد بن عمار

، البرجمي الكوفي الفقيه، قاضي القضاة بسامراء للمتوكل.

ذكره الخطيب مختصراً.

122 -

‌ جعيفران الموسوس

، صاحب النَّظم الرائق.

ص: 1102

هو جعفر بن علي بن السَّري، أبو الفضل الأديب، وسوس في آخر عمره، وجُنَّ.

123 -

‌ الجماز اسمه محمد بن عمرو الشاعر النديم

.

من أهل البصرة، عمر دهرا، وكان يقول: أنا أسن من أبي نواس.

طلبه المتوكل، فلما حضر قال: إني أريد أن استبرئك. فقال: بحيضة يا أمير المؤمنين أم بحيضتين؟ ثم عبث به ابن خاقان، فقال: إن أمير المؤمنين قد عزم على أن يوليك جزيرة القرودقال: أفعليك سمع وطاعة؟

ومر مع رفيق له المغرب، فرآهما إمام فشرع يقيم الصلاة، فقال: اصبر، أما نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن تلقي الجلب.

وحضر عند أمير سماطا، فجعل يحول إليه زبادي فارغة وناقصة فقال: أيها الأمير نحن اليوم عصبة ربما فضل لنا شيء، وربما حواه أهل السهام.

124 -

‌ الحارث بن أسد المحاسبي

، أبو عبد الله البغدادي الصوفي الزاهد، العارف، صاحب المصنفات في أحوال القوم.

روى عن يزيد بن هارون، وغيره. وعنه أبو العباس بن مسروق، وأحمد بن القاسم أخو أبي الليث، وأحمد بن الحسن بن عبد الجبار الصوفي، والجنيد، وإسماعيل بن إسحاق السراج، وأبو علي ابن خيران الفقيه واسمه حسين.

قال الخطيب: وله كتب كثيرة في الزهد، وأصول الديانة، والرد على المعتزلة والرافضة.

قال الجنيد: مات والد الحارث المحاسبي يوم مات، وإن الحارث لمحتاج إلى دانق، وخلف مالا كثيرا، فما أخذ منه الحارث حبة، وقال: أهل ملتين لا يتوارثان. وكان أبوه واقفيا، يعني يقف في القرآن لا يقول: مخلوق، ولا غير مخلوق.

وقال أبو الحسن بن مقسم: سمعت أبا علي بن خيران الفقيه يقول: رأيت الحارث بن أسد بباب الطاق متعلقا بأبيه، والناس قد اجتمعوا عليه يقول

ص: 1103

له: طلق أمي، فإنك على دين وهي على غيره.

وقال أبو نعيم: أنبأنا الخلدي قال: سمعت الجنيد يقول: كان الحارث يجيء إلى منزلنا فيقول: اخرج معنا نصحر. فأقول: تخرجني من عزلتي وأمني على نفسي إلى الطرقات والآفات ورؤية الشهوات؟ فيقول: اخرج معي ولا خوف عليك. فأخرج معه. فكأن الطريق فارغ من كل شيء، لا نرى شيئا نكرهه. فإذا حصلت معه في المكان الذي يجلس فيه يقول: سلني.

فأقول: ما عندي سؤال. ثم تنثال علي السؤالات، فأسأله فيجيبني للوقت، ثم يمضي فيعملها كتبا.

وكان يقول لي: كم تقول: عزلتي أنسي، لو أن نصف الخلق تقربوا مني ما وجدت بهم أنسا، ولو أن النصف الآخر نأى عني ما استوحشت لبعدهم.

واجتاز بي الحارث يوما، وكان كثير الضر، فرأيت على وجهه زيادة الضر من الجوع. فقلت: يا عم، لو دخلت إلينا؟ قال: أو تفعل؟ قلت: نعم، وتسرني بذلك. فدخلت بين يديه، وعمدت إلى بيت عمي، وكان لا يخلو من أطعمة فاخرة، فجئت بأنواع من الطعام، فأخذ لقمة، فرأيته يلوكها ولا يزدردها. فوثب وخرج وما كلمني. فلما كان من الغد لقيته فقلت: يا عم، سررتني، ثم نغصت علي. قال: يا بني أما الفاقة فكانت شديدة، وقد اجتهدت في أن أنال من الطعام، ولكن بيني وبين الله علامة، إذا لم يكن الطعام مرضيا ارتفع إلى أنفي منه زفورة، فلم تقبله نفسي؛ فقد رميت تلك اللقمة في دهليزكم.

وقال ابن مسروق: قال حارث المحاسبي: لكل شيء جوهر، وجوهر الإنسان العقل، وجوهر العقل التوفيق.

قال: وسمعت الحارث يقول: ثلاثة أشياء عزيزة: حسن الوجه مع الصيانة، وحسن الخلق مع الديانة، وحسن الإخاء مع الأمانة.

ومن كلامه: ترك الدنيا مع ذكرها صفة الزاهدين. وتركها مع نسيانها صفة العارفين.

ص: 1104

وقد كان الحارث كبير الشأن قليل المثل، لكنه دخل في شيء يسير من الكلام، فنقموه عليه.

قال أحمد بن إسحاق الصبغي الفقيه: سمعت إسماعيل بن إسحاق السراج يقول: قال لي أحمد بن حنبل: يبلغني أن الحارث هذا يكثر الكون عندك، فلو أحضرته منزلك وأجلستني من حيث لا يراني، فأسمع كلامه. فقصدت الحارث، وسألته أن يحضرنا تلك الليلة، وأن يحضر أصحابه. فقال: فيهم كثرة، فلا تزدهم على الكسب والتمر.

فأتيت أبا عبد الله فأعلمته، فحضر إلى غرفة واجتهد في ورده، وحضر الحارث وأصحابه فأكلوا، ثم صلوا العتمة، ولم يصلوا بعدها، وقعدوا بين يدي الحارث لا ينطقون إلى قريب نصف الليل. ثم ابتدأ رجل منهم فسأل عن مسألة، فأخذ الحارث في الكلام، وأصحابه يستمعون وكأن على رؤوسهم الطير، فمنهم من يبكي، ومنهم من يحن، ومنهم من يزعق، وهو في كلامه. فصعدت الغرفة لأتعرف حال أبي عبد الله، فوجدته قد بكى حتى غشي عليه، فانصرفت إليهم. ولم تزل تلك حالهم حتى أصبحوا وذهبوا، فصعدت إلى أبي عبد الله وهو متغير الحال، فقلت: كيف رأيت هؤلاء يا أبا عبد الله؟ فقال: ما أعلم أني رأيت مثل هؤلاء القوم، ولا سمعت في علم الحقائق مثل كلام هذا الرجل، ومع هذا فلا أرى لك صحبتهم. ثم قام وخرج. رواها أبو عبد الله الحاكم، عن الصبغي.

وقال سعيد بن عمرو البردعي: شهدت أبا زرعة، وسئل عن الحارث المحاسبي وكتبه، فقال: إياك وهذه الكتب، هذه كتب بدع وضلالات. عليك بالأثر، فإنك تجد فيه ما يغنيك عن هذه الكتب. قيل له: في هذه الكتب عبرة. قال: من لم يكن له في كتاب الله عبرة، فليس له في هذه الكتب عبرة. بلغكم أن مالكا، والثوري، والأوزاعي، صنفوا هذه الكتب في الخطرات والوساوس؟! ما أسرع الناس للبدع!

وقال أبو سعيد ابن الأعرابي في طبقات النساك: كان الحارث قد كتب الحديث وتفقه، وعرف مذاهب النساك وآثارهم وأخبارهم. وكان من العلم بموضع، لولا أنه تكلم في مسألة اللفظ ومسألة الإيمان. صحبه جماعة، وكان الحسن المسوحي من أسنهم.

ص: 1105

وقال أبو القاسم النصرآباذي: بلغني أن الحارث تكلم في شيء من الكلام، فهجره أحمد بن حنبل، فاختفى في دار ببغداد ومات فيها. ولم يصل عليه إلا أربعة نفر. ومات سنة ثلاث وأربعين.

قال الحسين بن عبد الله الخرقي: سألت المروذي عن ما أنكر أبو عبد الله على المحاسبي فقال: قلت لأبي عبد الله: قد خرج المحاسبي إلى الكوفة فكتب الحديث وقال: أنا أتوب من جميع ما أنكر علي أبو عبد الله. فقال: ليس لحارث توبة. يشهدون عليه بالشيء ويجحد؛ إنما التوبة لمن اعترف. فأما من شهد عليه وجحد فليس له توبة.

ثم قال: احذروا حارث ما الآفة إلا بحارث. فقلت: إن أبا بكر بن حماد قال لي: إن الحارث مر به ومعه أبو حفص الخصاف. قال: فقلت له: يا أبا عبد الله، تقول: إن كلام الله بصوت. فقال لأبي حفص: أجبه. فقال أبو حفص: متى قلت بصوت احتجت أن تقول بكذا وكذا. فقلت للحارث: أيش تقول أنت؟ قال: قد أجابك أبو حفص. فقال: أبو عبد الله أحمد بن حنبل: أنا من اليوم أحذر عن حارث؛ حدثني لمحاربي، عن الأعمش، عن مسلم، عن مسروق، عن عبد الله قال: إذا تكلم الله بالوحي سمع صوته أهل السماء.

قلت: وبعد هذا فرحم الله الحارث، وأين مثل الحارث؟

• - الحارث بن أسد الهمداني المصري. يأتي في الطبقة الآتية.

125 -

‌ الحارث بن أسد بن عبد الله

. قاضي سنجار.

روى عن مروان بن محمد. وعنه إبراهيم بن رحمون، وطلحة بن بكر السنجاريان.

ذكره شيخنا المزي للتمييز، ولا أعلم متى كان.

• - وقد مر الحارث بن أسد العتكي سنة عشر ومائتين.

ص: 1106

• - والحارث بن أسد الإفريقي الفقيه صاحب مالك، سنة ثمان ومائتين.

126 -

د ن:‌

‌ الحارث بن مسكين بن محمد بن يوسف

، قاضي الديار المصرية أبو عمرو الفقيه، مولى زبان بن عبد العزيز بن مروان الأموي.

سأل الليث بن سعد عن مسألة، وتفقه بابن وهب، وابن القاسم، وروى عنهما. وعن سفيان بن عيينة، وأشهب، ويوسف بن عمرو الفارسي، وبشر بن عمر الزهراني، وجماعة.

وعنه أبو داود، والنسائي، وابنه أحمد بن الحارث، وعبد الله بن أحمد بن حنبل، وأبو يعلى الموصلي، وعلي بن الحسن بن قديد، ومحمد بن زبان بن حبيب، وأبو بكر بن أبي داود، وعبد الله بن محمد بن يونس السمناني، وآخرون.

سئل عنه أحمد بن حنبل فقال فيه قولا جميلا.

وقال ابن معين: لا بأس به.

ونقل علي بن الحسين بن حبان، عن أبيه قال: قال أبو زكريا: الحارث بن مسكين خير من أصبغ بن الفرج وأفضل.

وقال النسائي: ثقة مأمون.

وقال أبو بكر الخطيب: كان فقيها ثقة ثبتا؛ حمله المأمون إلى بغداد وسجنه في المحنة، فلم يجب. فلم يزل محبوسا ببغداد إلى أن ولي المتوكل فأطلقه، فحدث ببغداد ورجع إلى مصر. وكتب إليه المتوكل بقضاء مصر. فلم يزل يتولاه من سنة سبع وثلاثين إلى أن استعفى من القضاء، فصرف عنه سنة خمس وأربعين ومائتين.

قال بحر بن نصر: عرفت الحارث أيام ابن وهب على طريقة زهادة وورع وصدق حتى مات.

ص: 1107

قلت: كان مع تبحره في العلم، قوالا بالحق، عديم النظير.

قال يوسف بن يزيد القراطيسي: قدم المأمون مصر وبها من يتظلم من إبراهيم بن تميم، وأحمد بن أسباط عاملي مصر، فجلس الفضل بن مروان في الجامع، واجتمع الأعيان فأحضر الحارث بن مسكين ليولى القضاء، فبينا الفضل يكلمه إذ قال المتظلم: سله أصلحك الله عن ابن تميم وابن أسباط.

فقال: ليس لذا حضر. قال: أصلحك الله سله. فقال له الفضل: ما تقول فيهما؟ قال: ظالمين غاشمين. فاضطرب المسجد، فقام الفضل فأعلم المأمون، وقال: خفت على نفسي من ثورة الناس مع الحارث. فطلبه المأمون، فابتدأه بالمسألة، وقال: ما تقول في هذين الرجلين. قال: ظالمين غاشمين. قال: هل ظلماك بشيء؟ قال: لا. قال: فعاملتهما؟ قال: لا.

قال: فكيف شهدت عليهما؟ قال: كما شهدت أنك أمير المؤمنين، ولم أرك إلا الساعة. قال: اخرج من هذه البلاد، وبع قليلك وكثيرك. وحبسه في خيمة، ثم انحدر إلى البشرود فأحدره معه، فلما فتح البشرود أحضر الحارث، ثم سأله عن المسألة التي سأله عنها بمصر، فرد الجواب بعينه. قال: فما تقول في خروجنا هذا؟ قال: أخبرني ابن القاسم، عن مالك أن الرشيد كتب إليه يسأله عن قتالهم. فقال: إن كانوا خرجوا عن ظلم من السلطان فلا يحل قتالهم، وإن كانوا إنما شقوا العصا فقتالهم حلال. فقال له: أنت تيس، ومالك أتيس منك. ارحل عن مصر.

قال: يا أمير المؤمنين إلى الثغور؟ قال: الحق بمدينة السلام.

وروى داود بن أبي صالح الحراني، عن أبيه قال: لما أحضر الحارث مجلس المأمون جعل المأمون يقول: يا ساعي، يرددها. قال: يا أمير المؤمنين إن أذنت لي في الكلام تكلمت. قال: تكلم. قال: والله ما أنا بساعي، ولكني أحضرت فسمعت، وأطعت حين دعيت، ثم سئلت عن أمر فاستعفيت، فلم أعف ثلاثا، فكان الحق آثر عندي من غيره. فقال المأمون: هذا رجل أراد أن يرفع له علم ببلده، خذه إليك.

وقال أحمد المؤدب: خرج المأمون وأخرج الحارث سنة سبع عشرة ومائتين. وخرجت امرأة الحارث فحجت وذهبت إليه إلى العراق.

وقال محمد بن عبد الله بن عبد الحكم: قال لي ابن أبي دؤاد: يا أبا عبد الله

ص: 1108

لقد قام حارثكم لله عز وجل مقام الأنبياء. وكان ابن أبي دؤاد إذا ذكره أعظمه جدا.

قال القراطيسي: فأقام الحارث ببغداد ست عشرة سنة، وأطلقه الواثق في آخر أيامه، فنزل إلى مصر.

قال ابن قديد: أتاه في سنة سبع وثلاثين كتاب ولاية القضاء وهو بالإسكندرية فامتنع، فلم يزل به إخوانه حتى قبل وقدم مصر. فجلس للحكم، وأخرج أصحاب أبي حنيفة والشافعي من المسجد، وأمر بنزع حصرهم من العمد، وقطع عامة المؤذنين من الأذان، وأصلح سقف المسجد، وبنى السقاية، ولاعن بين رجل وامرأته، ومنع من النداء على الجنائز، وضرب الحد في سب عائشة، وقتل ساحرين.

روي عن الحسن بن عبد العزيز الجروي أن رجلا كان مسرفا على نفسه، فمات، فرئي في النوم، فقال: إن الله غفر لي بحضور الحارث بن مسكين جنازتي، وإنه استشفع لي فشفع في.

ولد الحارث سنة أربع وخمسين ومائة، وتوفي لثلاث بقين من ربيع الأول سنة خمسين.

127 -

‌ حامد بن المسور الأصبهاني شاذة

. مؤذن الجامع.

سمع أزهر السمان، وسليمان بن حرب. وعنه أحمد بن محمود بن صبيح، وغيره.

توفي سنة خمسين.

128 -

د:‌

‌ حامد بن يحيى بن هانئ

، أبو عبد الله البلخي، نزيل طرسوس.

عن أيوب بن النجار، وسفيان بن عيينة، ومروان الفزاري، وأبي النضر، ومحمد بن معن الغفاري، وغيرهم. وعنه أبو داود، وأحمد بن العباس بن الوليد بن مزيد البيروتي، وأحمد بن يحيى بن الوزير المصري، وجعفر الفريابي، ومحمد بن يزيد الدمشقي، وجماعة.

قال أبو حاتم: صدوق.

ص: 1109

وقال مطين: توفي سنة اثنتين وأربعين.

129 -

‌ حجاج بن يوسف بن مروان الموصلي المقرئ

.

وليس بابن الشاعر. ذاك يأتي في الطبقة الأخرى.

سمع جعفر بن عون، ويعلى بن عبيد. وعنه حسين بن عبد الحميد الموصلي.

ومات سنة خمس وأربعين.

130 -

م ق ن:‌

‌ حرملة بن يحيى بن عبد الله بن حرملة بن عمران

، أبو حفص التجيبي، مولى بني زميلة المصري الحافظ، صاحب الشافعي.

كان من أروى الناس عن ابن وهب. وروى عن الشافعي، وأيوب بن سويد الرملي، وبشر بن بكر التنيسي، وسعيد بن أبي مريم، وجماعة. وعنه مسلم، وابن ماجه. والنسائي، عن أحمد بن الهيثم عنه، وحفيده أحمد بن طاهر، وأبو عبد الرحمن أحمد بن عثمان النسائي. وأبو يعقوب إسحاق بن موسى النيسابوري، وبقي بن مخلد، والحسن بن سفيان، ومحمد بن أحمد بن عثمان المديني، ومحمد بن الحسن بن قتيبة العسقلاني، وخلق.

قال أبو حاتم: لا يحتج به.

وقال عباس عن يحيى بن معين: قال: شيخ بمصر يقال له: حرملة، كان أعلم الناس بابن وهب.

وقال ابن عدي: سألت عبد الله بن محمد بن إبراهيم الفرهاذاني فقال: حرملة ضعيف.

وقال أبو عمر الكندي: كان فقيها؛ لم يكن بمصر أحد أكتب عن ابن وهب منه؛ وذلك لأن ابن وهب أقام في منزلهم سنة وأشهر مستخفيا من عباد، إذ طلبه ليوليه القضاء بمصر. أخبرني بذلك يحيى بن أبي معاوية.

وأخبرني أبو سلمة، وأبو دجانة قالا: سمعنا حرملة يقول: عادني ابن وهب من الرمد وقال: يا أبا حفص، إنه لا يعاد من الرمد، ولكنك من أهلي.

ص: 1110

وعن أحمد بن صالح المصري قال: صنف ابن وهب مائة ألف وعشرين ألف حديث، عند بعض الناس منها النصف - يعني نفسه وعند بعض الناس الكل، يعني حرملة.

وقال محمد بن موسى الحضرمي: وحديث ابن وهب كله عند حرملة، إلا حديثين.

قال ابن عدي: وقد تبحرت حديث حرملة وفتشته الكثير، فلم أجد في حديثه ما يجب أن يضعف من أجله. ورجل توارى ابن وهب عندهم ويكون حديثه كله عنده، فليس ببعيد أن يغرب على غيره.

وقال هارون بن سعيد: سمعت أشهب ونظر إلى حرملة فقال: هذا خير أهل المسجد.

وقال ابن يونس: ولد سنة ست وستين ومائة، ومات لتسع بقين من شوال سنة ثلاث وأربعين.

قال: وكان أملى الناس بما حدث به ابن وهب.

قلت: لم يرحل حرملة، ولا عنده عن أحد من الحجازيين شيء.

131 -

م ت:‌

‌ الحسن بن أحمد بن أبي شعيب عبد الله بن مسلم

، أبو مسلم الحراني مولى بني أمية.

كان جده مسلم مولى عمر بن عبد العزيز. روى عن جده، ومحمد بن سلمة، ومسكين بن بكير.

وعنه مسلم، والترمذي، وأبو داود في المراسيل، وابنه أبو شعيب عبد الله بن الحسن، والدارمي، وأبو بكر بن أبي داود، ويحيى بن صاعد، وأبو العباس السراج، ومحمد بن الحسين بن مكرم، وآخرون.

وثقه ابن حبان، وغيره.

وقال موسى بن هارون: مات بسر من رأى سنة خمسين ومائتين.

132 -

خ ن:‌

‌ الحسن بن إسحاق

، أبو علي الليثي مولاهم المروزي الشاعر حسنوية.

عن النضر بن شميل، وروح بن عبادة، وأبي عاصم، وجماعة. وعنه

ص: 1111

البخاري، والنسائي، وأبو الدرداء عبد العزيز بن منيب، وعبدان الأهوازي.

قال النسائي: شاعر ثقة.

وقال البخاري: مات يوم النحر سنة إحدى وأربعين.

133 -

ن:‌

‌ الحسن بن إسماعيل بن سليمان بن مجالد

، أبو سعيد الكلبي المجالدي المصيصي.

عن إبراهيم بن سعد، وهشيم، وفضيل بن عياض، وعبد الله بن إدريس، والمطلب بن زياد، وجماعة. وعنه النسائي، وأبو بكر بن أبي عاصم، ومحمد بن هارون الحضرمي، وأبو يعلى الموصلي.

قال النسائي: ثقة.

134 -

‌ الحسن بن أيوب المدائني

.

عن عبد الوهاب الثقفي، وأبي عبد الصمد العمي. وعنه أبو عبد الله المحاملي.

135 -

‌ الحسن بن بشر بن القاسم

، أبو علي السلمي النيسابوري الفقيه، قاضي نيسابور ومفتي أهل الرأي ببلده.

رحل وسمع سفيان بن عيينة، ووكيعا، وأبا معاوية، ودخل الديار المصرية بعد ذلك فسمع من عبد الله بن صالح، وسعيد بن عفير. روى عنه أبو يحيى البزاز، وإبراهيم بن محمد بن سفيان، وجماعة.

قال إبراهيم بن محمد بن يزيد: سمعت الحسن بن بشر يذكر أحمد بن حنبل فقال: لقد أعجبني مذهبه وحيرني حفظه للحديث.

توفي سنة أربع وأربعين.

136 -

ت:‌

‌ الحسن بن بكر المروزي

، أبو علي، نزيل مكة.

عن إسحاق بن منصور السلولي، ومعلى بن منصور، والنضر بن شميل، ويعقوب بن إبراهيم بن سعد. وعنه الترمذي، وأحمد بن محمد بن عباد

ص: 1112

الجوهري البغدادي، وزكريا بن يحيى المقدسي، وجماعة.

137 -

‌ الحسن بن الجنيد البلخي

، ثم البغدادي.

عن عيسى بن يونس، ووكيع، وجماعة. وعنه ابن أبي الدنيا، وقاسم المطرز، وسعيد أخو زبير الحافظ.

توفي سنة سبع وأربعين.

138 -

د ن ق:‌

‌ الحسن بن حماد بن كسيب

، أبو علي الحضرمي البغدادي، سجادة.

عن أبي بكر بن عياش، وعبد الرحمن المحاربي، ومحمد بن فضيل، وحفص بن غياث، وأبي خالد الأحمر، وعلي بن هاشم بن البريد، وطائفة. وعنه أبو داود. وابن ماجه، والنسائي بواسطة، وأحمد بن الحسن الصوفي، وأبو يعلى الموصلي، وأحمد بن الحسين الصوفي، وأبو القاسم البغوي، وعلي بن زاطيا، وأبو لبيد السرخسي، ويحيى بن صاعد، وخلق سواهم.

قال الحسن بن الصباح البزار: قيل لأحمد بن حنبل: إن سجادة سئل عن رجل قال لامرأته: أنت طالق ثلاثا إن كلم زنديقا، فكلم رجلا يقول القرآن مخلوق، فقال سجادة: طلقت امرأته.

فقال أحمد: ما أبعد.

وقال علي بن فيروز: سألت سجادة عن رجل حلف بالطلاق لا يكلم كافرا، فكلم من يقول القرآن مخلوق، قال: طلقت امرأته.

وقال أبو علي عبد الرحمن بن يحيى بن خاقان: سألت أحمد بن حنبل عن سجادة فقال: صاحب سنة، وما بلغني عنه إلا خير.

أخبرونا عن الفتح، عن ابن أبي شريك أن ابن النقور أخبرهم، قال: حدثنا أبو القاسم ابن الوزير، قال: أخبرنا ابن صاعد، قال: حدثنا الحسن بن حماد سجادة، وعبد الله بن الوضاح اللؤلئي قالا: حدثنا أبو مالك الجنبي، فذكر حديثا في الحدود. رواه النسائي، عن عثمان بن خرزاد، عن سجادة.

ص: 1113

توفي في رجب سنة إحدى وأربعين، وكان من جلة العلماء ببغداد.

139 -

خ:‌

‌ الحسن بن خلف بن شاذان بن زياد

، أبو علي الواسطي البزاز، وقد ينسب إلى جده.

حدث ببغداد عن إسحاق الأزرق، ويحيى القطان، وابن مهدي، وعبد الوهاب الثقفي، وأبي معاوية، وغيرهم. وعنه البخاري حديثا واحدا، وأحمد بن عمرو البزار، وعلي بن العباس المقانعي، وعمر بن محمد بن بجير، وابن صاعد، والقاسم ابن المحاملي، وآخرون.

وثقه الخطيب، وغيره.

توفي سنة ست وأربعين.

140 -

ن ق:‌

‌ الحسن بن داود بن محمد بن المنكدر بن عبد الله بن الهدير

، أبو محمد التيمي المنكدري المدني.

عن معتمر بن سليمان، وابن عيينة، وأبي ضمرة، ومحمد بن أبي فديك. وعنه النسائي، وابن ماجه، وأحمد بن القاسم بن عطية، وأبو عروبة الحراني، وزكريا الساجي، وابن صاعد، وأبو حامد محمد بن هارون، وجماعة.

وقال محمد بن عبد الرحيم البزار: جلس إلينا المنكدري، فسألته في أي سنة كتب عن المعتمر، فقال: في سنة كذا. فنظرنا فإذا هو قد كتب عن المعتمر ابن خمس سنين.

قال البخاري: يتكلمون فيه.

قال ابن عدي: أرجو أنه لا بأس به.

وقال ابن حبان: إنه من الثقات.

قال البخاري: مات سنة سبع وأربعين.

ص: 1114

141 -

‌ الحسن بن رجاء بن أبي الضحاك

، الأديب، أبو علي الجرجرائي الكاتب البليغ والشاعر المفلق.

أخذ عن أبي محلم، وبكر بن النطاح. روى عنه المبرد كثيرا.

قلده المأمون كور الجبل، وضم إليه الأمير أبا دلف.

قال الحسن بن رجاء: قال المأمون: الناس على أربعة أقسام: زراعة، وصناعة، وتجارة، وإمارة، فمن خرج عن هذه الأشياء فهو كل علينا.

قال المبرد: أنشدني ابن رجاء لنفسه:

قد يصبر الحر على السيف ولا يرى الصبر على الحيف ويؤثر الموت على حالة يعجز فيها عن قرى الضيف قيل: كان ابن رجاء جوادا شاعرا، يذهب بنفسه، ويفرط في الصلف. مات على حرب فارس وخراجها سنة أربع وأربعين ومائتين.

142 -

‌ الحسن بن زريق

، أبو علي الطهوي.

عن أبي بكر بن عياش، وسفيان بن عيينة. وعنه موسى بن إسحاق الأنصاري، ومطين، ويعقوب الفسوي، وعبد الله بن زيدان البجلي.

محله الصدق.

143 -

‌ الحسن بن شبيب بن راشد

، أبو علي البغدادي المؤدب.

عن شريك بن عبد الله، وهشيم، وخلف بن خليفة، وأبي يوسف القاضي. وعنه أبو يعلى الموصلي، والهيثم بن خلف، ويحيى بن صاعد، والقاضي المحاملي، وآخرون.

ص: 1115

قال ابن عدي: حدث بالبواطيل، وأوصل أحاديث مرسلة.

وقال الدارقطني: ليس بالقوي، وهو أخباري يعتبر به.

144 -

ت:‌

‌ الحسن بن شجاع بن رجاء

، أبو علي البلخي الحافظ، أحد الأئمة.

سمع مكي بن إبراهيم، وعبيد الله بن موسى، وأبا نعيم، ومحمد بن الصلت، وأبا مسهر، وسعيد بن أبي مريم، ويحيى بن يحيى النيسابوري، وأبا الوليد، وخلقا بالشام، والعراق، وخراسان، ومصر، والنواحي. ومات كهلا.

روى عنه أبو زرعة الرازي، والبخاري وهو رفيقه. وقد روى في الصحيح فقال: حدثنا الحسن قال: حدثنا إسماعيل بن الخليل، فقيل: إنه هو.

وروى الترمذي عن رجل عنه، وأحمد بن علي الأبار، ومحمد بن إسحاق الثقفي، ومحمد بن زكريا البلخي.

قال الحسن بن حماد الصغاني: سمعت قتيبة يقول: فتيان خراسان أربعة، فذكر هذا، والبخاري، والدارمي، وزكريا بن يحيى اللؤلئي. رواها أيضا نصر بن زكريا، عن قتيبة.

وكان الحسن بن شجاع إماما عارفا بالأبواب لا يجارى.

قال محمد بن عمر بن الأشعث البيكندي: سمعت عبد الله بن أحمد بن حنبل يقول: سمعت أبي يقول: انتهى الحفظ إلى أربعة من خراسان: أبو زرعة، والبخاري، وعبد الله بن عبد الرحمن السمرقندي، والحسن بن شجاع البلخي.

قال البيكندي: فقلت لمحمد بن عقيل: لم لم يشتهر الحسن كما اشتهر هؤلاء؟ قال: لأنه لم يمتع بالعمر.

وقال محمد بن جعفر البلخي: مات لنصف شوال سنة أربع وأربعين

ص: 1116

وله إخوة: محمد، وهو أكبرهم، وأبو رجاء أحمد، وأبو شيخ، رحمهم الله. وعاش الحسن تسعا وأربعين سنة.

قلت: وهم من قال: توفي سنة ست وستين ومائتين.

145 -

خ د ت:‌

‌ الحسن بن الصباح بن محمد

، أبو علي الواسطي، ثم البغدادي البزار، أحد الأئمة.

عن إسحاق الأزرق، وسفيان بن عيينة، ومبشر بن إسماعيل، وأبي معاوية، وشبابة بن سوار، ومعن بن عيسى، وشعيب بن حرب، وحجاج الأعور، وخلق. وعنه البخاري، وأبو داود، والترمذي، وأبو بكر بن أبي عاصم، وأبو يعلى، والفريابي، والحسن بن سفيان، وعمر بن بحر، وابن صاعد، وخلق آخرهم المحاملي.

قال أبو حاتم: صدوق، وكانت له جلالة عجيبة ببغداد. كان أحمد بن حنبل يرفع من قدره ويجله.

وقال ابن الإمام أحمد، عن أبيه: ما يأتي على ابن البزار يوم إلا وهو يعمل فيه خيرا، ولقد كنا نختلف إلى فلان، فكنا نقعد نتذاكر إلى خروج الشيخ، وابن البزار قائم يصلي.

وقال أبو العباس السراج: سمعت الحسن بن الصباح يقول: أدخلت على المأمون ثلاث مرات. رفع إليه أول مرة أنه يأمر بالمعروف، وكان نهى أن يأمر أحد بالمعروف، فأخذت فأدخلت عليه، فقال لي: أنت الحسن البزار؟ قلت: نعم يا أمير المؤمنين. قال: وتأمر بالمعروف؟ قلت: لا، ولكني أنهى عن المنكر. قال: فرفعني على ظهر رجل، وضربني خمس درر، وخلى سبيلي. وأدخلت عليه المرة الثانية، رفع إليه أني أشتم عليا رضي الله عنه، فأدخلت، فقال: تشتم عليا؟ فقلت: صلى الله على مولاي وسيدي علي يا أمير المؤمنين، أنا لا أشتم يزيد لأنه ابن عمك، فكيف أشتم مولاي وسيدي؟! قال: خلوا سبيله. وذهبت مرة إلى أرض الروم إلى بدندون في المحنة، فدفعت إلى أشناس، فلما مات خلى سبيلي.

ص: 1117

مات في ربيع الآخر سنة تسع وأربعين. وعند ابن اللَّتِّي حديث عال من روايته موافقة للبخاري.

146 -

‌ الحسن بن عثمان بن حماد

، أبو حسان الزيادي البغدادي القاضي.

ولي قضاء الشرقية في إمرة المتوكل. وكان رئيسا محتشما جوادا. سمع إبراهيم بن سعد، وإسماعيل بن جعفر، وهشيما، وجرير بن عبد الحميد، وشعيب بن صفوان، ويحيى بن أبي زائدة، والوليد بن مسلم، والواقدي، وطائفة. وعنه ابن أبي الدنيا، وإسحاق الحربي، ومحمد بن محمد الباغندي، وأحمد بن الحسين الصوفي، وسليمان بن داود الطوسي، وغيرهم.

قال سليمان الطوسي: سمعت أبا حسان يقول: أنا أعمل في التاريخ من ستين سنة.

وسئل أحمد بن حنبل عن أبي حسان فقال: كان مع ابن أبي دؤاد، وكان من خاصته، ولا أعرف رأيه اليوم.

وعن إسحاق الحربي قال: حدثني أبو حسان الزيادي أنه رأى رب العزة في النوم فقال: رأيت نورا عظيما لا أحسن أصفه، ورأيت فيه شخصا خيل إلي أنه النبي صلى الله عليه وسلم وكأنه يشفع إلى ربه في رجل من أمته، وسمعت قائلا يقول: ألم يكفك أني أنزلت عليك في سورة الرعد: {وَإِنَّ رَبَّكَ لَذُو مَغْفِرَةٍ لِلنَّاسِ عَلَى ظُلْمِهِمْ} ثم انتبهت.

قلت: والزيادي نسبة إلى أحد أجداده؛ لكونه تزوج من أم ولد لزياد بن أبيه.

قال الخطيب: كان أبو حسان أحد العلماء الأفاضل الثقات. ولي قضاء الشرقية، وكان كريما مفضالا.

قال يوسف بن البهلول الأزرق: حدثني يعقوب بن شيبة قال: أظل العيد رجلا وعنده مائة دينار، لا يملك سواها، فكتب إليه أخ من إخوانه يستدعي منه نفقة، فأنفذ إليه المائة دينار. فلم تلبث الصرة عنده إلا يسيرا حتى وردت عليه رقعة من بعض إخوانه يذكر فيها إضاقة في هذا العيد، فوجه إليه بالصرة بعينها. فبقي الأول لا شيء عنده، فاتفق أنه كتب إلى الثالث، وهو

ص: 1118

صديقه، يذكر حاله، فأرسل إليه الصرة بختمها، فعرفها وركب إليه وقال: ما شأن هذه؟ فأخبره الخبر. فركبا إلى الذي أرسلها، وشرحوا القصة، ثم فتحوها واقتسموها. قال ابن البهلول: الثلاثة: يعقوب بن شيبة، وأبو حسان الزيادي، وآخر نسيه الراوي.

إسنادها صحيح.

توفي أبو حسان في رجب سنة اثنتين وأربعين، وكان من كبار أصحاب الواقدي، وعاش تسعا وثمانين سنة.

147 -

‌ الحسن بن علي بن الجعد بن عبيد الجوهري

. قاضي مدينة المنصور.

كان سريا محتشما، ذا مروءة. ولي القضاء في حياة أبيه سنة ثمان وعشرين.

سئل الإمام أحمد عنه فقال: بلغني أنه رجع عن التجهم.

قال طلحة بن محمد الشاهد: توفي هو وأبو حسان الزيادي في وقت واحد، وكل واحد منهما قاض، أحدهما على المدينة، والآخر على الشرقية في سنة اثنتين وأربعين ومائتين، وفي ذلك يقول ابن أبي حكيم:

سر بالكرخ والمدينة قوم مات في جمعة لهم قاضيان لهف نفسي على الزيادي منهم ثم لهفي على فتى الفتيان

148 -

ع سوى ن:‌

‌ الحسن بن علي بن محمد الهذلي الحلواني الخلال الريحاني

، أبو محمد الحافظ، نزيل مكة.

عن وكيع، وأبي معاوية، ومعاذ بن هشام، وأزهر السمان، وأبي أسامة، وزيد بن الحباب، وعبد الرزاق، وعبد الصمد بن عبد الوارث، ويزيد بن هارون، وخلق. ولم يلحق ابن عيينة.

وعنه الجماعة إلا النسائي، وأبو بكر بن أبي عاصم، وعبد الله بن صالح البخاري، ومطين، ومحمد بن إسحاق السراج، ومحمد بن المجدر، ويحيى بن الحسن النسابة العلوي، وآخرون.

قال يعقوب بن شيبة: كان ثبتا ثقة متقنا.

ص: 1119

وقال أبو داود: كان عالما بالرجال، ولا يستعمل علمه.

توفي الحلواني في ذي الحجة سنة اثنتين وأربعين.

قال إبراهيم بن أورمة الحافظ: بقي اليوم في الدنيا ثلاثة: محمد بن يحيى بخراسان، وابن الفرات بأصبهان، والحسن بن علي الحلواني بمكة.

149 -

ت ن ق:‌

‌ الحسن بن قزعة بن عبيد مولى بني هاشم

، أبو علي، ويقال: أبو محمد البصري الخلقاني.

عن معتمر بن سليمان، وفضيل بن عياض، وعباد بن عباد، وفضيل بن سليمان، ومسلمة بن علقمة، وخالد بن الحارث، وحصين بن نمير. وعنه الترمذي، والنسائي، وابن ماجه، وأحمد بن عمرو البزار، وأبو يعلى، وبقي بن مخلد، وزكريا الساجي، وعمر بن محمد بن بجير، وابن خزيمة، ومحمد بن جرير، وخلق سواهم.

قال أبو حاتم: صدوق.

ووثقه ابن حبان.

توفي قريبا من سنة خمسين.

150 -

خ ن ق:‌

‌ الحسن بن مدرك

، أبو علي البصري الطحان الحافظ.

عن عبد العزيز بن عبد الله الأويسي، ويحيى بن حماد. وعنه البخاري، والنسائي، وابن ماجه. وبقي بن مخلد، ومحمد بن هارون الروياني، ويحيى بن صاعد، وابن أبي داود، وآخرون.

ومات كهلا.

151 -

ن:‌

‌ الحسن بن يحيى بن كثير العنبري

.

عن عبد الرزاق، ومحمد بن كثير المصيصي، ووالده. وعنه النسائي في النبل.

وأما المزي فقال: لم أقف على روايته عنه. وابن أبي الدنيا،

ص: 1120

وأبو بكر بن أبي داود.

152 -

د:‌

‌ الحسن بن يحيى بن هشام الرزي البصري

، أبو علي.

عن النضر بن شميل، والخريبي، ويحيى بن حماد، ويعلى بن عبيد، وبشر بن عمر الزهراني، وطائفة. وعنه أبو داود، وأحمد بن عمرو البزار، وأبو عروبة الحراني، ومحمد بن هارون الروياني، وطائفة.

وكان ثقة حافظا.

153 -

‌ الحسين بن بشر بن القاسم بن حماد

، أبو محمد السلمي النيسابوري الفقيه، مفتي البلد، وأخو القاضي أبي علي.

سمع وكيعا، وأبا أسامة، ويزيد بن هارون، وحفص بن عبد الرحمن، وطائفة. وعنه ابنا ياسين، وإبراهيم بن محمد بن سفيان، وجعفر بن سهل.

ومات سنة اثنتين وأربعين. ونحوها قبل أخيه، قال الحاكم: توفي سنة أربعين ومائتين.

154 -

ع سوى ق:‌

‌ الحسين بن حريث بن الحسن بن ثابت بن قطبة

، أبو عمار المروزي، مولى عمران بن حصين الخزاعي.

كذا نسبه جماعة، وقال ابن حبان: الحسين بن حريث مولى الحسن بن ثابت بن قحطبة، مولى عمران بن حصين.

سمع ابن المبارك، والفضل بن موسى السيناني، وفضيل بن عياض، وجرير بن عبد الحميد، وابن عيينة، وعبد العزيز بن أبي حازم، والدراوردي، وطائفة. وعنه الجماعة إلا ابن ماجه، وأبو زرعة الرازي، وأبو القاسم البغوي، والحسن بن سفيان، ومحمد بن هارون الحضرمي، وابن صاعد، وإبراهيم بن محمد بن متوية، وابن خزيمة، وخلق.

وثقه النسائي.

قال أبو بكر بن خزيمة: رأيته في المنام بعد وفاته على منبر النبي صلى الله عليه وسلم، وعليه ثياب بيض وعمامة خضراء، وهو يقرأ:{أَمْ يَحْسَبُونَ أَنَّا لا نَسْمَعُ سِرَّهُمْ وَنَجْوَاهُمْ بَلَى وَرُسُلُنَا لَدَيْهِمْ يَكْتُبُونَ}

ص: 1121

فأجابه مجيب من موضع القبر: حقا قلت يا زين أركان الجنان.

توفي بقرميسين منصرفا من الحج سنة أربع وأربعين.

155 -

ت ق:‌

‌ الحسين بن الحسن بن حرب

، أبو عبد الله السلمي المروزي، صاحب ابن المبارك.

جاور بمكة. وروى عن ابن المبارك، وسفيان بن عيينة، والفضل بن موسى السيناني، ومعتمر بن سليمان، ويزيد بن زريع، وهشيم، والوليد بن مسلم، وطائفة. وعنه الترمذي، وابن ماجه، وبقي بن مخلد، وداود الظاهري، وعمر بن بجير، ويحيى بن صاعد، وجعفر بن أحمد بن فارس، وخلق آخرهم إبراهيم بن عبد الصمد الهاشمي.

قال أبو حاتم: صدوق.

وقال ابن حبان: مات سنة ست وأربعين.

156 -

ت ق:‌

‌ الحسين بن سلمة الأزدي اليحمدي البصري الطحان

.

عن عبد الرحمن بن مهدي، وسلم بن قتيبة، ويوسف بن يعقوب السدوسي، وجماعة. وعنه الترمذي، وابن ماجه، ومحمد بن يحيى بن منده، وعبدان الأهوازي، وابن أبي داود، وابن خزيمة، وابن صاعد، وجماعة.

قال الدارقطني: ثقة.

157 -

‌ الحسين بن الضحاك

، أبو علي البصري الشاعر المعروف بالخليع.

أقام ببغداد مدة ينادم الخلفاء. وله مع أبي نواس أخبار معروفة، وكان ظريفا ماجنا خفيف الروح. له يد طولى في فنون الشعر، وبلغ سنا عالية وعمر.

ورأى العز والحشمة، وسمي الخليع لكثرة مجونه في شعره.

توفي سنة خمسين، عن بضع وتسعين سنة.

ص: 1122

ومن شعره قوله:

إن عطف الأديب في بلد الغربة جود على ذوي الآداب أنا في ذمة السحاب وأظمأ إن هذا لوصمة في السحاب

158 -

‌ الحسين بن عبد الرحمن

، أبو عبد الله الاحتياطي المقرئ.

قرأ القرآن على أبي بكر بن عياش. وطال عمره، وتصدر للإقراء. قرأ عليه علي بن أحمد المسكي، وأبو إسحاق إبراهيم بن أحمد الكلابي.

وطريقه في المصباح والكامل.

كناه أبو أحمد الحاكم: أبا علي، وقال: سمع سفيان بن عيينة، وابن وهب.

روى عنه القاسم بن يحيى بن نصر المخرمي، وأبو عروبة الحراني، وجعفر بن محمد الخضيب، وغيرهم.

لم أر فيه جرحا.

وقد تفرد الخضيب المذكور عنه عن عبد الله بن إدريس الأودي، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة قالت: زينوا مجالسكم بالصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم، وبذكر عمر بن الخطاب.

هذا غريب موقوف.

159 -

‌ الحسين بن علي بن يزيد

، أبو علي الكرابيسي البغدادي الفقيه.

سمع إسحاق الأزرق، ومعن بن عيسى، ويعقوب بن إبراهيم، والشافعي وتفقه به، ويزيد بن هارون. وعنه عبيد بن محمد بن خلف البزاز، ومحمد بن علي فستقة.

ص: 1123

وكان فقيها فصيحا ذكيا صاحب تصانيف في الفقه والأصول تدل على تبحره.

قال الخطيب أبو بكر: حديث الكرابيسي يعز جدا؛ وذلك أن أحمد بن حنبل كان يتكلم فيه بسبب مسألة اللفظ. وكان هو أيضا يتكلم في أحمد، فتجنب الناس الأخذ عنه لهذا السبب. ولما بلغ يحيى بن معين أنه يتكلم في أحمد قال: ما أحوجه إلى أن يضرب، ثم لعنه.

قال أبو الطيب الماوردي، فيما رواه أبو بكر بن شاذان، عن عبد الله بن إسماعيل بن برهان عنه، قال: جاء رجل إلى الحسين الكرابيسي فقال: ما تقول في القرآن؟ قال: كلام الله غير مخلوق. قال الرجل: فما تقول في لفظي بالقرآن؟ قال حسين: لفظك به مخلوق. فمضى الرجل إلى أحمد بن حنبل فعرفه ذلك، فأنكره، وقال: هذه بدعة. فرجع إلى حسين فعرفه إنكار أبي عبد الله، فقال له حسين: تلفظك بالقرآن غير مخلوق. فرجع إلى أحمد فعرفه رجوع حسين، وأنه قال: تلفظك بالقرآن غير مخلوق. فأنكر أحمد ذلك أيضا، وقال: هذا أيضا بدعة. فرجع إلى حسين فعرفه إنكار أبي عبد الله أيضا فقال: إيش نعمل بهذا الصبي؟ إن قلنا: مخلوق، قال: بدعة، وإن قلنا: غير مخلوق، قال: بدعة؟ فبلغ ذلك أبا عبد الله، فغضب له أصحابه، فتكلموا في حسين الكرابيسي.

وقال الفضل بن زياد: سألت أبا عبد الله، عن الكرابيسي، وما أظهر، فكلح وجهه ثم أطرق، ثم قال: هذا قد أظهر رأي جهم. قال الله تعالى: {وَإِنْ أَحَدٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ فَأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلامَ اللَّهِ} فممن يسمع؟ إنما جاء بلاؤهم من هذه الكتب التي وضعوها. تركوا آثار رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه، وأقبلوا على هذه الكتب.

وقال ابن عدي: سمعت محمد بن عبد الله الصيرفي الشافعي يقول لهم، يعني التلامذة: اعتبروا بهذين: حسين الكرابيسي، وأبو ثور. فالحسين في علمه وحفظه، وأبو ثور لا يعشره في علمه، فتكلم فيه أحمد بن حنبل في باب اللفظ فسقط، وأثنى على أبي ثور، فارتفع للزومه السنة.

توفي سنة ثمان، وقيل: سنة خمس وأربعين.

ص: 1124

ثم قال الحسين الخرقي: سألت أبا بكر المروذي، عن قصة الكرابيسي، فقال: كان أول ما أنكر أبو عبد الله أحمد بن حنبل عليه أنه بلغني أن حسن البزار، وأبا نصر وغيره عزموا على أن يجيؤوا بكتاب المدلسين الذي وضعه الكرابيسي يطعن على الأعمش فيه وسليمان التيمي، فمضيت إلى الكرابيسي في سنة أربع وثلاثين، فقلت له: إن كتاب المدلسين يريد قوم أن يعرضوه على أبي عبد الله فأظهر أنك قد ندمت عليه، فقال: إن أبا عبد الله رجل صالح يوفق مثله لإصابة الحق، قد رضيت أن يُعرض عليه فيعلم لم وضعته، قد سألني أبو ثور أن أضرب على الكتاب فأبيت، فقلت: بل أزيد فيه، فجيء بالكتاب إلى أبي عبد الله، وأبو عبد الله لا يعلم لمن هو فعلَّموا على المستبشعات من الكتاب وموضع فيه وضع على الأعمش، وفيه: إن زعمتم أن الحسن بن صالح كان يرى السَّيف فهذا ابن الزبير قد خرج، فقال أبو عبد الله: هذا أراد نصرة الحسن بن صالح فوضع على أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقد جمع للروافض أحاديث في هذا الكتاب، فقال له أبو نصر: إن فتياننا يختلفون إلى صاحب هذا الكتاب، فقال: حذِّروا عنه، ثم انكشف أمره فبلغ الكرابيسي، فقال: لأقولن مقالة حتى يعمل أحمد بخلافها فيكفر، فقال: لفظي بالقرآن مخلوق، فقلت لأبي عبد الله: إن الكرابيسي يقول: القرآن كلام الله غير مخلوق من كل الجهات إلا أن لفظي بالقرآن مخلوق، ومَنْ لم يقل: إن لفظي بالقرآن مخلوق فهو كافر، فقال أبو عبد الله: بل هو الكافر، قاتله الله، وأي شيء قالت الجهمية إلا هذا، قالوا: كلام الله، ثم قالوا: مخلوق، وما ينفعه، وقد نقض كلامه الأخير كلامه الأول حين قال: لفظي بالقرآن مخلوق، ثم قال: ما كان الله ليدعه وهو يقصد إلى التابعين مثل الأعمش وغيره يتكلم فيهم. مات بشر المريسي وخلفه حسين الكرابيسي.

160 -

‌ الحسين بن علي بن جعفر الأحمر بن زياد الكوفي

.

وقال أبو جعفر محمد بن الحسين بن هارون الموصلي: سألت أبا عبد الله أحمد بن حنبل. قلت: أنا رجل من أهل الموصل، والغالب على بلدنا الجهمية، وقد وقعت مسألة الكرابيسي نطقي بالقرآن مخلوق. فقال: إياك وهذا الكرابيسي، لا تكلمه، ولا تكلم من يكلمه. قلت: فهذا القول وما تشاغب منه يرجع إلى قول جهم؟ قال: هذا كله من قول جهم.

عن جده جعفر الأحمر، ويحيى بن زكريا بن أبي زائدة، وداود بن

ص: 1125

الربيع. وعنه أبو داود، وأحمد بن محمد بن الهيثم الدوري الدقاق، وأحمد بن عمرو البزار، وعبد الله بن أحمد بن سوادة. وسمع منه النسائي، وما أظنه روى عنه شيئا.

161 -

ت:‌

‌ الحسين بن علي بن يزيد الصدائي الأكفاني

، البغدادي.

عن أبيه، ووكيع، وعبد الله بن نمير، والوليد بن القاسم بن الوليد الهمداني، وعلي بن عاصم، وجماعة. وعنه الترمذي، وأبو بكر بن أبي عاصم، والنسائي في اليوم والليلة، وعبد الله بن ناجية، وعبدان، ومحمد بن جرير، وابن صاعد، والمحاملي، وآخرون.

وكان عبدا صالحا نبيلا.

قال عبد الرحمن بن خراش: عدل، ثقة. كان حجاج بن الشاعر يمدحه؛ يقول: هو من الأبدال.

وقال البغوي: مات في رمضان سنة ست.

162 -

خ م ن:‌

‌ الحسين بن عيسى بن حمران

، أبو علي الطائي البسطامي الدامغاني نزيل نيسابور.

سمع ابن عيينة، ووكيعا، وأبا أسامة، وابن أبي فديك، ومعن بن عيسى، ويزيد بن هارون، وجماعة. وعنه البخاري، ومسلم، وأبو داود، والنسائي، وأحمد بن سلمة، وإبراهيم بن أبي طالب، وعمر بن بجير، وابن خزيمة، ومأمون بن هارون صاحب الجزء المشهور، وطائفة.

قال أبو حاتم: صدوق.

وقال الحاكم: كان من ثقات المحدثين ومن أئمة أصحاب العربية.

مات سنة سبع وأربعين.

163 -

‌ الحسين بن الفضل بن أبي حديرة الواسطي

.

حدث بمصر عن ضمرة بن ربيعة، وجماعة. وآخر من حدث عنه عبد الكريم بن إبراهيم المروذي.

ص: 1126

قال ابن يونس: توفي قبل الخمسين.

164 -

‌ الحسين بن المبارك الطبراني

.

عن إسماعيل بن عياش، وبقية. وعنه عمر بن سنان المنبجي.

روى له ابن عدي حديثا موضوعا وقال: البلاء من الحسين هذا.

165 -

ت ن:‌

‌ الحسين بن محمد بن أيوب

، أبو علي السعدي البصري الذارع.

عن ابن علية، وخالد بن الحارث، وحصين بن نمير، وعثام بن علي، وفضيل بن سليمان النميري، ويزيد بن زريع. وعنه الترمذي، والنسائي، وحرب الكرماني، وأحمد بن عمرو البزار، وأحمد بن الحسن الصوفي، وآخرون.

وقال أبو حاتم: صدوق.

توفي سنة سبع وأربعين.

166 -

ت:‌

‌ الحسين بن محمد بن جعفر البلخي الجريري

.

عن عبد الرزاق، وجعفر بن عون، وإبراهيم بن إسحاق الطالقاني، وجماعة. وعنه الترمذي، وأحمد بن علي الأبار، وأحمد بن محمد بن ماهان الباهلي، وعبد الله بن محمد بن عقيل بن طرخان البلخيان.

167 -

د:‌

‌ الحسين بن معاذ البصري

.

عن سلام بن أبي خبزة، وعبد الأعلى بن عبد الأعلى، ومحمد بن أبي عدي. وعنه أبو داود، وبقي بن مخلد، والحسن بن سفيان، وعبد الله بن ناجية.

قال أبو داود: كان ثبتا في عبد الأعلى.

168 -

ت ق:‌

‌ الحسين بن مهدي الأبلي

، أبو سعيد البصري.

عن عبد الرزاق، وعبيد الله بن موسى، والفريابي، وغيرهم. وعنه

ص: 1127

الترمذي، وابن ماجه، وأحمد البزار، وأحمد الأبار، وإسحاق بن إبراهيم البستي القاضي، وعمر بن بجير، ومحمد بن إبراهيم بن نيروز الأنماطي.

قال أبو حاتم: صدوق.

توفي سنة سبع وأربعين.

169 -

د ت:‌

‌ الحسين بن يزيد الكوفي الطحان

.

عن عبد السلام بن حرب، والمطلب بن زياد، وحفص بن غياث، وابن فضيل، وجماعة. وعنه أبو داود، والترمذي، وأبو زرعة، ومحمد بن عثمان بن أبي شيبة، ومطين، ومحمد بن يحيى بن منده، وأبو يعلى، وآخرون.

قال أبو حاتم: لين الحديث.

وذكره ابن حبان في الثقات.

مات في رمضان سنة أربع وأربعين.

وقال ابن أبي حاتم: حدثنا عنه مسلم بن الحجاج.

170 -

ق:‌

‌ حفص بن عمر بن عبد العزيز بن صهيب

، ويقال صهبان، الإمام أبو عمر الدوري الأزدي المقرئ الضرير نزيل سامراء، وشيخ المقرئين بالعراق.

سمع إسماعيل بن جعفر المدني، وقرأ عليه القرآن بقراءة نافع. وقرأ القرآن على أبي الحسن الكسائي بحرفه، وعلى يحيى اليزيدي بحرف أبي عمرو، وعلى سليم بن عيسى بحرف حمزة.

ويقال: إنه جمع القراءات وصنفها.

وروى عن أبي إسماعيل المؤدب إبراهيم بن سليمان، وإبراهيم بن أبي يحيى، وإسماعيل بن عياش، وابن عيينة، وأبي معاوية، ومحمد بن مروان السدي. وروى عن أحمد بن حنبل وهو من أقرانه، وعن نصر الجهضمي، وهو أصغر منه. وقعد للإقراء ونشر العلم.

ص: 1128

قرأ عليه أبو الزعراء بن عبدوس أستاذ ابن مجاهد، وأبو جعفر أحمد بن فرح، وأبو حفص عمر بن محمد الكاغذي، والحسن بن علي بن بشار العلاف صاحب مرثية الهر، والقاسم بن زكريا المطرز، وأبو عثمان سعيد بن عبد الرحيم الضرير، وعلي بن سليم، وجعفر بن محمد بن أسد النصيبي، والقاسم بن عبد الوارث، وأحمد بن مسعود السراج، وبكر السراويلي، وعبد الله بن أحمد البلخي، وابن النفاح الباهلي نزيل مصر، ومحمد بن حمدون المنقي، والحسن بن عبد الوهاب، وعبيد الله بن بكار، وجعفر بن محمد الرافقي، وأحمد بن يعقوب ابن أخي العرق، وأبو حامد، والحسن بن الحسين الصواف، وأحمد بن حرب المعدل، وغيرهم. وحدث عنه ابن ماجه، وحاجب بن أركين الفرغاني، وأبو زرعة الرازي، ومحمد بن حامد خال ولد السني، وآخرون، وصدقه أبو حاتم.

قال أبو داود: رأيت أحمد بن حنبل يكتب عن أبي عمر الدوري.

وقال أحمد بن فرح: سألت أبا عمر الدوري: ما تقول في القرآن؟ قال: كلام الله غير مخلوق.

وقال محمد بن محمد بن بدر الباهلي: حدثنا أبو عمر الدوري قال: قرأت على إسماعيل بن جعفر بقراءة أهل المدينة ختمة، وأدركت حياة نافع، ولو كان عندي عشرة دراهم لرحلت إليه.

قال أبو علي الأهوازي: رحل أبو عمر الدوري في طلب القراءات، وقرأ سائر الحروف السبعة وبالشواذ. وسمع من ذلك شيئا كثيرا. وصنف كتابا في القراءات. وهو ثقة في جميع ما يرويه، وعاش دهرا، وذهب بصره في آخر عمره، وكان ذا دين.

قال أبو علي الصواف، وأبو القاسم البغوي، وسعيد بن عبد الرحيم المؤدب الضرير، وغيرهم: مات سنة ست وأربعين. زاد بعضهم: في شوال.

وقال حاجب بن أركين: سنة ثمان. فوهم؛ وهو منسوب إلى الدور، محلة معروفة بالجانب الشرقي من بغداد.

مات في عشر المائة.

ص: 1129

قال الحاكم: قال الدارقطني، وأبو عمر الدوري أيضا يقال له: الضرير، وهو ضعيف.

171 -

ن:‌

‌ حفص بن عمر

، أبو عمر المهرقاني الرازي.

عن يحيى بن سعيد القطان، وعبد الرحمن بن مهدي، وعبد الرزاق، وطائفة. وعنه النسائي، وأبو زرعة، وأبو حاتم، وعلي بن سعيد الرازيون، وطائفة من أهل تلك الناحية.

وقال أبو زرعة، وأبو حاتم: صدوق.

172 -

م ن:‌

‌ حماد بن إسماعيل بن علية

، الأسدي البصري أخو إبراهيم، ومحمد.

سمع أباه. وعنه مسلم، والنسائي، ومحمد بن عبدوس بن كامل، وغيرهم.

وثقه النسائي.

ومات سنة أربع وأربعين.

173 -

ع سوى خ:‌

‌ حميد بن مسعدة

، أبو علي الباهلي البصري.

عن حماد بن زيد، وجعفر بن سليمان، وعبد الوارث التنوري، وطائفة. وعنه الجماعة سوى البخاري، وأبو زرعة، وجعفر الفريابي، وأبو جعفر محمد بن جرير، والحسن بن محمد بن دكه، والأصبهانيون، فإنه قد وفد عليهم، وكان صدوقا مكثرا.

توفي سنة أربع وأربعين أيضا. وهو من كبار شيوخ محمد بن جرير.

174 -

‌ حميد بن هشام بن حميد بن خليفة العبلي المصري

.

عمر دهرا، وروى عن الليث، وابن لهيعة، وتوفي سنة أربع وأربعين في شوال.

روى عنه ابنه محمد. وقال حفيده قرة بن محمد: أدركته شيخا كبيرا. وكان يقال: إنه مستجاب الدعاء، رحمه الله.

ص: 1130

175 -

‌ خالد بن عبد السلام بن خالد

، أبو يحيى المصري.

جالس الليث بن سعد. وسمع رشدين بن سعد، وابن وهب، والفضل بن المختار.

روى عنه الربيع الجيزي، وأبو حاتم الرازي، وقال: صالح الحديث، ومحمد بن محمد بن الأشعث.

وتوفي في المحرم سنة أربع.

176 -

ن:‌

‌ خالد بن عقبة بن خالد

، أبو عقبة السكوني الكوفي.

سمع أباه، والحسين الجعفي، وأبا أسامة. وعنه النسائي، ومطين، وأبو العباس السراج، وغيرهم.

وثقه ابن حبان.

وقال مطين: توفي سنة سبع وأربعين.

177 -

‌ خالد بن يوسف بن خالد بن عمر السمتي

، أبو الربيع البصري. والسمتي لقب لأبيه.

روى عن أبيه، وأبي عوانة، وفضيل بن سليمان، وعبد الله بن رجاء المكي، وآخرين. وعنه عبدان الأهوازي، ومحمد بن أحمد بن عمر الأصبهاني، ومحمد بن هارون الحضرمي، ومحمد بن إسماعيل البصلاني، وأبو غسان أحمد بن سهل الأهوازي، وطائفة.

ذكره ابن عدي وحسن حاله.

وفي بعض حديثه النكرة. وأما أبوه فساقط.

توفي خالد سنة تسع وأربعين.

178 -

‌ خازم بن خزيمة البخاري

، أبو خزيمة.

عن خليد بن حسان. وعنه أسلم بن بشر، ومحمد بن الحسين بن غزوان، وأحمد بن الجنيد، وحفص بن داود الربعي، ونصر بن الحسين.

قال السليماني: فيه نظر.

179 -

‌ الخضر بن زياد بن المغيرة بن زياد الموصلي

.

ص: 1131

سمع أباه، وعبد الوهاب بن عطاء، ومعتمر بن سليمان. وعنه ابنه مغيرة.

قال يزيد بن محمد الأزدي: توفي سنة نيف وأربعين ومائتين.

180 -

ت ن:‌

‌ خلاد بن أسلم البغدادي الصفار

، أبو بكر.

سمع هشيم بن بشير، ومروان بن شجاع، وعبد العزيز الدراوردي. وعنه الترمذي، والنسائي، ويحيى بن صاعد، والمحاملي، وجماعة.

وكان ثقة.

توفي سنة تسع وأربعين في جمادى الآخرة بسر من رأى. وكان ذا جود وسخاء.

181 -

ق:‌

‌ الخليل بن عمرو البغوي

.

حدث ببغداد عن شريك القاضي، وعيسى بن يونس، وجماعة. وعنه ابن ماجه، وعلي بن سعيد بن بشير الرازي، وأبو القاسم البغوي، وقاسم المطرز، وغيرهم.

قال الخطيب: ثقة. توفي سنة اثنتين وأربعين في صفر.

182 -

‌ دعبل بن علي بن رزين بن عثمان بن عبد الله الخزاعي

، أبو علي الشاعر المشهور.

قيل: إنه من ولد بديل بن ورقاء، فالله أعلم.

له ديوان مشهور، وكتاب في طبقات الشعراء. وكان يكون ببغداد. وقيل: هو كوفي. وقيل: اسمه محمد، ودعبل لقب له، وهو البعير المسن.

ويقال للشيء القديم دعبل.

روى عن مالك بن أنس، وشريك.

وحكى عن الواقدي، والمأمون، وقيل: إنه روى عن شعبة، وسفيان الثوري، ولا يصح ذلك.

روى عنه أحمد بن أبي دؤاد القاضي، ومحمد بن موسى البربري، وأخوه علي بن علي. وحديثه يقع عاليا في جزء الحفار.

وقد سار إلى خراسان، فنادم عبد الله بن طاهر فأعجب به ووصله بأموال كثيرة، قيل: إنها بلغت ثلاث مائة ألف درهم.

ص: 1132

وقال ابن يونس: قدم دعبل مصر هاربا من المعتصم لكونه هجاه، وخرج إلى المغرب.

وقال الخطيب: روى دعبل عن مالك، وغيره، وكل ذلك باطل، نراها من وضع ابن أخيه إسماعيل.

وكان دعبل أطروشا وفي ظهره سلعة.

ومن شعره قوله:

وقائلة لما استمرت بها النوى ومحجرها فيه دم ودموع ترى يقضى للسفر الذين تحملوا إلى بلد فيه الشجي رجوع فقلت ولم أملك سوابق عبرة نطقن بما ضمت عليه ضلوع تأن فكم دار تفرق شملها وشمل شتيت عاد وهو جميع كذاك الليالي صرفهن كما ترى لكل أناس جدبة وربيع وقال ابن قتيبة: سمعت دعبلا يقول: دخلت على المعتصم فقال: يا عدو الله، أنت الذي تقول في بني العباس إنهم في الكتب سبعة؟ وأمر بضرب عنقي. وما كان في المجلس إلا من هو عدوي، وأشدهم علي ابن شكلة، يعني إبراهيم بن مهدي، فقال: يا أمير المؤمنين أنا الذي قلت هذا ونميته إلى دعبل. فقال: وما أردت بهذا؟ قال: لما تعلم من العداوة بيننا. فأردت أن أشيط بدمه. فقال: أطلقوه. فلما كان بعد مدة، قال لابن شكلة: سألتك بالله، أنت الذي قلته؟ قال: لا والله يا أمير المؤمنين، ولكن رحمته.

وورد أن دعبلا هجا الرشيد، والمأمون، وطاهر بن الحسين، وبني طاهر.

وكان خبيث اللسان رافضيا هجاء.

وله في المعتصم:

ملوك بني العباس في الكتب سبعة ولم تأتنا في ثامن منهم الكتب كذاك أهل الكهف في الكهف سبعة غداة ثووا فيه وثامنهم كلب وإني لأزهي كلبهم عنك رغبة لأنك ذو ذنب وليس له ذنب لقد ضاع أمر الناس حيث يسوسهم وصيف وأشناس وقد عظم الخطب وإني لأرجو أن يرى من مغيبها مطالع شمس قد يغص بها الشرب وهمك تركي عليه مهانة فأنت له أم وأنت له أب

ص: 1133

ويروى: وهم سواك الطعن في الروع والضرب.

وهجا ابن أبي دؤاد بعد كثرة إنعامه عليه، حتى قيل: إنه هجا خزاعة قبيلته، فقال:

أخزاع غيركم الكرام فأقصروا وضعوا أكفكم على الأفواه الراتقين ولات حين مراتق والفاتقين شرائع الأستاه وله يهجو الحسن بن رجاء، وابني هشام، ودينار، ويحيى بن أكثم جملة:

ألا فاشتروا مني ملوك المخرم أبع حسنا وابني هشام بدرهم وأعط رجاء بعد ذاك زيادة وأغلط بدينار بغير تندم فإن رد من عيب علي جميعهم فليس يرد العيب يحيى بن أكثم وله يهجو أخاه ويهجو نفسه:

مهدت له ودي صغيرا ونصرتي وقاسمته مالي وبوأته حجري وقد كان يكفيه من العيش كله رجاء ويأس يرجعان إلى فقر وفيه عيوب ليس يحصى عدادها فأصغرها عيب يجل عن الفكر ولو أنني أبديت للناس بعضها لأصبح من بصق الأحبة في بحر فدونك عرضي فاهج حيا وإن أمت فبالله إلا ما خريت على قبري وله يهجو امرأته:

يا من أشبهها بحمى نافض قطاعة للظهر ذات زئير يا ركبتي جمل وساق نعامة وزنبيل كناس ورأس بعير صدغاك قد شمطا ونحرك يابس والصدر منك كجؤجؤ الطنبور قبلتها فوجدت طعم لثاتها فوق اللثام كلسعة الزنبور وله الأبيات السائرة التي منها:

أين الشباب وأية سلكا لا أين يطلب، ضل، بل هلكا لا تعجبي يا سلم من رجل ضحك المشيب برأسه فبكا لا تأخذي بظلامتي أحدا طرفي وقلبي في دمي اشتركا يا ليت شعري كيف نومكما يا صاحبي إذا دمي سفكا

ص: 1134

وله:

علم وتحكيم وشيب مفارق طلسن ريعان الشباب الرائق وإمارة من دولة ميمونة كانت على اللذات أشغب عائق فالآن لا أغدو ولست برائح في كبر معشوق وذلة عاشق أنى يكون وليس ذاك بكائن يرث الخلافة فاسق عن فاسق نعر ابن شكلة بالعراق وأهله فهفا إليه كل أطلس مائق إن كان إبراهيم مضطلعا بها فلتصلحن من بعده لمخارق فلما بلغت هذه الأبيات المأمون ضحك وقال: قد غفرنا لدعبل كلما هجانا به. وآمنه، فسار دعبل إليه ومدحه لكون المأمون يتشيع، فإنه عهد إلى الرضا، وكتب اسمه على السكة، وأقبل يجمع ما جاء في فضائل أهل البيت.

وكان دعبل أول داخل إليه وآخر خارج من عنده. فلم ينشب أن هجا المأمون، وبعث إليه بهذه الأبيات:

ويسومني المأمون خطة ظالم أوما رأى بالأمس رأس محمد إني من القوم الذين سيوفهم قتلت أخاك، وشرفتك بمقعد شادوا بذكرك بعد طول خموله واستنقذوك من الحضيض الأوهد ثم إنه مدح المعتصم ونفق عليه وأجزل له الصلات، فما لبث أن هجاه وهرب.

وله القصيدة الطنانة في أهل البيت تدل على رفضه:

مدارس آيات خلت من تلاوة ومنزل وحي مقفر العرصات لآل رسول الله بالخيف من منى وبالركن والتعريف والجمرات منها:

ألم تر أني مذ ثلاثين حجة أروح وأغدو دائم الحسرات أرى فيئهم في غيرهم متقسما وأيديهم من فيئهم صفرات وآل رسول الله نحف جسومهم وآل زياد غلظ الرقبات بنات زياد في القصور مصونة وبنت رسول الله في الفلوات

ص: 1135

فلولا الذي أرجوه في اليوم أو غد تقطع قلبي إثرهم حسرات وهي قصيدة طويلة.

توفي سنة ست وأربعين، عن بضع وتسعين سنة.

ويقال: إنه هجا مالك بن طوق، فجهز عليه من ضربه بعكاز مسموم في قدمه، فمات من ذلك بعد يوم، ومات بالطيب من ناحية واسط. وما أحلى قول عبد الله بن طاهر الأمي: دعبل قد حمل جذعه على عنقه ولم يجد من يصلبه عليه.

ولام رجل هاشمي دعبلا في هجائه الخلفاء فقال: دعني من فضولك أنا والله أستصلب منذ سبعين سنة، ما وجدت أحدا يجود لي بخشبة.

183 -

‌ دهثم بن خلف

، أبو سعيد الرملي.

حدث ببغداد عن ضمرة بن ربيعة، وأيوب بن سويد، وجماعة. وعنه ابن أبي الدنيا، وعبد الله بن ناجية، ونصر بن القاسم الفرضي، وآخرون.

184 -

‌ ذو النون المصري الزاهد

، رحمة الله عليه.

اسمه ثوبان بن إبراهيم، ويقال: الفيض بن أحمد، ويقال: ابن إبراهيم أبو الفيض، ويقال: أبو الفياض الإخميمي. وأبوه نوبي.

روى عن مالك، والليث، وابن لهيعة، وفضيل بن عياض، وسفيان بن عيينة، وسلم الخواص، وجماعة. وعنه أحمد بن صبيح الفيومي، وربيعة بن محمد الطائي، ورضوان بن محيميد، ومقدام بن داود الرعيني، والحسن بن مصعب النخعي، والجنيد بن محمد، وغيرهم.

روى سليمان بن أحمد الملطي - وهو ضعيف -، قال: حدثنا أبو قضاعة ربيعة بن محمد، قال: حدثنا ثوبان بن إبراهيم، قال: حدثنا الليث بن سعد، فذكر حديثا.

وقال محمد بن يوسف الكندي في كتاب الموالي من أهل مصر: ومنهم ذو النون بن إبراهيم الإخميمي مولى لقريش. وكان أبوه نوبيا.

وقال الدارقطني: روى عن مالك أحاديث فيها نظر، وكان واعظا.

ص: 1136

وقال ابن يونس: كان عالما فصيحا حكيما، أصله من النوبة. توفي في ذي القعدة سنة خمس وأربعين.

وقال السلمي: حمل ذو النون إلى المتوكل على البريد من مصر ليعظه سنة أربع وأربعين، وكان إذا ذكر بين يدي المتوكل أهل الورع بكى.

وقال يوسف بن أحمد البغدادي: كان أهل ناحيته يسمونه الزنديق، فلما مات أظلت الطير جنازته، فاحترموا بعد ذلك قبره.

وقال أبو القاسم القشيري: كان رجلا نحيفا تعلوه حمرة، ليس بأبيض اللحية. وقيل: كانت تعلوه صفرة.

وعن أيوب مؤدب ذي النون قال: أتى أصحاب المطالب ذا النون، فخرج معهم إلى قفط وهو شاب، فحفروا قبرا، فوجدوا فيه لوحا فيه اسم الله الأعظم، فأخذه ذو النون، وسلم إليهم ما وجدوا.

وقال يوسف بن الحسين الرازي: حضرت مجلس ذي النون فقيل: يا أبا الفيض ما كان سبب توبتك؟ قال: أردت الخروج إلى قرى مصر فنمت في الصحراء ففتحت عيني فإذا أنا بقنبرة عمياء معلقة بمكان، فسقطت من وكرها، فانشقت الأرض، فخرج منها سكرجتان ذهب وفضة، في إحداهما سمسم، وفي الأخرى ماء، فأكلت وشربت. فقلت: حسبي، قد تبت. ولزمت الباب إلى أن قبلني.

وفي كتاب المحن للسلمي: إن ذا النون أول من تكلم ببلدته في ترتيب الأحوال ومقامات أهل الولاية. أنكر عليه عبد الله بن عبد الحكم، وكان رئيس مصر، وكان يذهب مذهب مالك، ولذلك هجره علماء مصر، حتى شاع خبره أنه أحدث علما لم يتكلم فيه السلف. وهجروه حتى رموه بالزندقة. قال: فدخل عليه أخوه فقال: إن أهل مصر يقولون: إنك زنديق. فأنشأ يقول:

وما لي سوى الإطراق والصمت حيلة ووضعي كفي تحت خدي وتذكاري قال: وقال محمد بن يعقوب بن الفرخي: كنت مع ذي النون في الزورق، فمر بنا زورق آخر، فقيل لذي النون: إن هؤلاء يمرون إلى السلطان يشهدون عليك بالكفر. فقال: اللهم إن كانوا كاذبين فغرقهم. فانقلب الزورق وغرقوا. فقلت له: أحسب أن هؤلاء قد مضوا يكذبون، فما بال الملاح؟ قال:

ص: 1137

لم حملهم وهو يعلم قصدهم. ولأن يقفوا بين يدي الله غرقى خير لهم من أن يقفوا شهود زور. ثم انتفض وتغير، وقال: وعزتك لا أدعو على خلقك بعد هذا. ثم دعاه أمير مصر وسأله عن اعتقاده فتكلم، فرضي أمره، وكتب به إلى المتوكل، فأمر بإحضاره، فحمل على البريد. فلما سمع كلامه ولع به وأحبه وأكرمه، حتى كان إذا ذكر الصلحاء يقول: إذا ذكر الصالحون فحي هلا بذي النون.

وقال علي بن حاتم: سمعت ذا النون يقول: القرآن كلام الله غير مخلوق.

وقال يوسف بن الحسين: سمعت ذا النون يقول: مهما تصور في وهمك، فالله بخلاف ذلك. وقال: سمعت ذا النون يقول: الاستغفار اسم جامع لمعان كثيرة، أولهن: الندم على ما مضى، والثاني: العزم على ترك الرجوع، والثالث: أداء كل فرض ضيعته فيما بينك وبين الله، والرابع: رد المظالم في الأموال والأعراض والمصالحة عليها، والخامس: إذابة كل لحم ودم نبت على الحرام، والسادس: إذاقة البدن ألم الطاعة كما وجدت حلاوة المعصية.

وعن عمرو بن السرح قال: قلت لذي النون كيف خلصت من المتوكل وقد أمر بقتلك؟ قال: لما أوصلني الغلام إلى الستر رفعه ثم قال لي: ادخل. فنظرت فإذا المتوكل في غلالة مكشوف الرأس، وعبيد الله قائم على رأسه متكئ على السيف. فعرفت في وجوه القوم الشر. ففتح لي باب، فقلت في نفسي: يا من ليس في السموات قطرات ولا في البحار قطرات، ولا في ديلج الرياح ديلجات، ولا في الأرض خبيئات، ولا في قلوب الخلائق خطرات إلا وهي عليك دليلات، ولك شاهدات، وبربوبيتك معترفات، وفي قدرتك متحيرات. فبالقدرة التي تجير بها من في الأرضين والسماوات إلا صليت على محمد وآل محمد، وأخذت قلبه عني. فقام إلي المتوكل يخطو، حتى اعتنقني، ثم قال: أتعبناك يا أبا الفيض. إن تشأ تقيم عندنا فأقم، وإن تشأ أن تنصرف فانصرف. فاخترت الانصراف.

وقال يوسف بن الحسين: حضرت مع ذي النون مجلس المتوكل، وكان مولعا به يفضله على العباد والزهاد، فقال له يوما: يا أبا الفيض صف لي أولياء الله. قال: يا أمير المؤمنين، هم قوم ألبسهم الله النور الساطع من محبته،

ص: 1138

وجللهم بالبهاء من أردية كرامته، ووضع على مفارقهم تيجان مسرته، ونشر لهم المحبة في قلوب خليقته، ثم أخرجهم وقد أودع القلوب ذخائر الغيوب، فهي معلقة بمواصلة المحبوب، فقلوبهم إليه سائرة، وأعينهم إلى عظيم جلاله ناظرة. ثم أجلسهم بعد أن أحسن إليهم على كراسي طلب المعرفة بالدواء، وعرفهم منابت الأدواء، وجعل تلاميذهم أهل الورع والتقى، وضمن لهم الإجابة عند الدعاء، وقال: يا أوليائي إن أتاكم عليل من فرقي فداووه، أو مريض من إرادتي فعالجوه، أو مجروح بتركي إياه فلاطفوه، أو فارُّ مني فرغبوه، أو خائف مني فأمنوه، أو مستوصف نحوي فأرشدوه، أو مسيء فعاتبوه. أو استغاث بكم مستغيث فأغيثوه. في فصل طويل.

ولذي النون ترجمة طويلة في تاريخ دمشق، وأخرى في حلية الأولياء.

وما أحسن قوله: العارف لا يلتزم حالة واحدة، ولكن يلتزم أمر ربه في الحالات كلها.

قد تقدمت وفاته في سنة خمس. وكذا ورخه عبيد الله بن سعيد بن عفير. وأما حيان بن أحمد السهمي فقال: مات بالجيزة وعدي به إلى مصر في مركب خوفا من زحمة الناس على الجسر لليلتين خلتا من ذي القعدة سنة ست وأربعين. وقال آخر: سنة ثمان وأربعين. والأول أصح. وقد قارب التسعين أو جازها.

185 -

ق:‌

‌ راشد بن سعيد

، أبو بكر المقدسي.

حدث سنة ثلاث وأربعين عن الوليد بن مسلم، وضمرة بن ربيعة. وعنه ابن ماجه، وأبو حاتم الرازي، وعبد الله بن محمد بن سلم المقدسي.

وقال أبو حاتم: صدوق، كتبت عنه ببيت المقدس.

ص: 1139

186 -

‌ رباح بن جراح

، أبو الوليد العبدي الموصلي، صاحب الزهد والمواعظ.

عن المعافى بن عمران، وعفيف بن سالم، والقاسم بن يزيد الجرمي، وزيد بن أبي الزرقاء، وسابق الموصلي، وعمر بن أيوب، وجماعة. وعنه أحمد بن بشر، وأبو يعلى الموصلي، وغيرهما. وكتب عنه يحيى بن معين مع جلالته وتقدمه.

قال الأزدي: كان صالحا خاشعا ذا قدر ومحل. توفي سنة نيف وأربعين ومائتين.

قلت: وآخر من روى عنه يحيى بن محمد بن صاعد. وكان ثقة.

وثقه الخطيب وقال: حدث ببغداد سنة ست وأربعين.

وممن روى عنه أبو بكر بن أبي الدنيا، والحسن بن الحسين الصواف المقرئ. وكان حُفَظَة للرقائق، رحمه الله.

187 -

خ م ن ق:‌

‌ الربيع بن نافع

، أبو توبة الحلبي نزيل طرسوس.

عن معاوية بن سلام، وشريك، وأبي الأحوص، وأبي المليح الرقي الحسن بن عمر، وعبيد الله بن عمرو، والهيثم بن حميد، وإسماعيل بن عياش، وإبراهيم بن سعد، ويزيد بن المقدام، وابن المبارك، وطائفة. وعنه أبو داود فأكثر، والبخاري، ومسلم، والنسائي، وابن ماجه عن رجل عنه، وأحمد بن حنبل، والحسن بن الصباح، والدارمي، وأبو حاتم، ويزيد بن جهور، ويعقوب الفسوي، وأحمد بن خليد الحلبي، وآخرون.

قال أبو حاتم: ثقة حجة.

وقال أبو داود: قدم أبو توبة الكوفة ولم يقدم البصرة. وكان يحفظ الطوال يجيء بها. ورأيته يمشي حافيا وعلى رأسه طويلة. قال: وكان يقال: إنه من الأبدال، رحمه الله.

قلت: هو آخر من حدث عن معاوية بن سلام.

ص: 1140

قال الفسوي: مات سنة إحدى وأربعين ومائتين.

188 -

ت ن:‌

‌ رجاء بن محمد

، أبو الحسن العذري البصري السقطي.

عن عبد الصمد بن عبد الوارث، وسعيد بن عامر الضبعي. وعنه الترمذي، والنسائي، وجعفر الفريابي، وابن خزيمة، وآخرون.

ولا أعلم متى توفي. وقد سمع منه أبو حاتم والكبار.

189 -

د ق -‌

‌ رجاء بن مرجى

، أبو محمد الحافظ، ويقال: أبو أحمد المروزي، ويقال: السمرقندي. نزيل بغداد.

سمع النضر بن شميل، ويزيد بن أبي حكيم العدني، وأبا نعيم، ومسلم بن إبراهيم، وأبا اليمان، وعبد الله بن رجاء، وخلقا. وعنه أبو داود، وابن ماجه، وأحمد بن محمد بن أبي شيبة البزاز، وعمر بن محمد بن بجير، وأبو العباس السراج، ويحيى بن صاعد، والقاضي المحاملي، وطائفة.

قال الدارقطني: حافظ ثقة.

وقال الخطيب: كان ثقة ثبتا إماما في علم الحديث وحفظه والمعرفة به.

وقال البخاري: مات ببغداد في غرة جمادى الأولى سنة تسع وأربعين.

190 -

‌ روح بن حاتم البغدادي البزاز

.

عن إسماعيل بن عياش، وهشيم، وزياد البكائي، وجماعة. وعنه أبو بكر بن أبي الدنيا، وأبو يعلى، وأبو صخرة الكاتب.

وحدث سنة إحدى وأربعين.

ص: 1141

ضعفه ابن معين، ومشاه غيره.

191 -

‌ روح بن عصام بن يزيد الأصبهاني

، المعروف بابن جبر.

وكان أبوه جبر يخدم سفيان الثوري.

عن أبيه، وشريك بن عبد الله، وعباد بن عباد، وأبي الأحوص، وهشيم.

وكان به صمم، وهو أسن من أخيه محمد بن عصام.

روى عنه أبو غسان محمد بن أحمد الزاهد، ومحمد بن يحيى بن منده، وأحمد بن الحسين الأنصاري، وإسماعيل بن محمد بن عصام ولد أخيه.

192 -

م:‌

‌ زكريا بن يحيى بن صالح

، أبو يحيى القضاعي المصري الحرسي. كاتب العمري القاضي. واسم العمري: عبد الرحمن بن عبد الله.

عن مفضل بن فضالة، ورشدين بن سعد، ونافع بن يزيد، وغيرهم. وعنه مسلم، وأحمد بن محمد بن الحجاج الرشديني، والحسين بن إدريس الهروي، ومحمد بن زبان بن حبيب، وإسماعيل بن داود بن وردان، وجماعة.

وكان من كبار عدول مصر.

قال ابن يونس: توفي في شعبان سنة اثنتين وأربعين.

193 -

‌ زياد بن عبد الرحمن

، أبو محمد النيسابوري، وإليه ينسب ميدان زياد.

رحل وسمع بالكوفة عبد الله بن نمير، وأبا أسامة، وجماعة. وعنه الحسين القباني، وإبراهيم بن أبي طالب.

وقال محمد بن سليمان بن خالد: سمعت زيادا يقول: أتيت يونس بن بكير فسألني: من أين أنت؟ قلت: من نيسابور. فقال: من تقدمون من الرجلين؟ يعني عليا، وعثمان. قلت: عثمان. قال: وتمطرون؟

توفي زياد في رجب سنة سبع وأربعين.

194 -

‌ زيادة الله بن إبراهيم بن محمد بن الأغلب بن إبراهيم

، أبو محمد التميمي الأغلبي أمير القيروان وابن أمرائها.

ص: 1142

ولي بعد أبيه سنة كاملة، ومات شابا في ذي القعدة سنة خمسين، وولي الأمر بعده ابن أخيه محمد بن أحمد.

195 -

‌ زيد بن بشر بن زيد

، أبو البشر الأزدي، وقيل: الحضرمي.

رأى عبد الله بن لهيعة. وسمع ابن وهب، ورشدين بن سعد، وأشهب بن عبد العزيز. وكان أحد فقهاء المغرب.

روى عنه أبو زرعة الرازي، وقال: ثقة رجل صالح عاقل، خرج إلى المغرب فمات هناك.

وروى عنه سليمان بن سالم، ويحيى بن عمر، وسعيد بن إسحاق المغاربة.

وكان أحد الكرماء الأجواد.

قال أبو العرب: كان سبب خروجه من مصر المحنة بخلق القرآن.

وقال ابن يونس: توفي بتونس سنة اثنتين وأربعين.

وقال أبو عمر الكندي: كان زيد بن بشر من صليبة الأزد، وكانت أم أبيه مولاة لحضرموت، فأعتق بشرا عبد الله بن يزيد الحضرمي، وربي زيد بن بشر في حجر ابن لهيعة، وما سمع منه شيئا.

وقال يحيى بن عثمان بن صالح: كان فقيها من أكابر أصحاب ابن وهب.

196 -

‌ زيد بن الحريش الأهوازي

.

عن عمران بن عيينة الهلالي، وعبد الوهاب بن عطاء، وجماعة. وعنه عبدان الأهوازي، وإبراهيم بن يوسف الهسنجاني، وغيرهما.

توفي سنة إحدى وأربعين. وكان صاحب حديث.

197 -

‌ زيد بن سنان الأسدي

، أبو سنان القيرواني.

كان فقيها إماما مفتيا صالحا. سمع ابن عيينة، وعبد الرحمن بن القاسم، وأبا ضمرة. وعاش تسعين سنة. وكان يخدم نفسه، ويحمل خبزه إلى الفرن.

توفي سنة أربع وأربعين.

198 -

‌ زيد بن أبي موسى المروزي

.

عن نوح بن أبي مريم الفقيه، وأبي غانم يونس بن نافع. وعنه بيان بن عمرو البخاري، وحنش بن حرب البيكندي، وغيرهما.

توفي سنة خمسين.

ص: 1143

199 -

‌ سختوية بن الجنيد

، أبو عبد الله الجرجاني الدباغ.

رحال جوال. سمع عبد الرزاق، وأبا داود الطيالسي، وأبا عاصم، وطبقتهم. وعنه عبد الرحمن بن عبد المؤمن، وأبو عمران بن هانئ، ومحمد بن إبراهيم الرقاق الجرجانيون.

ولا أعلم فيه جرحا.

200 -

‌ سعيد بن العباس

، أبو عثمان الرازي الزاهد.

من سادة الصوفية.

قال أبو نعيم الحافظ: له الكلام المبسوط في مصنفاته، وله من كثرة الحديث مسانيد وتفسير ما يقارب الأئمة في الكثرة. حدث عن أبي نعيم، ومكي بن إبراهيم، والحميدي، وجماعة. ثم روى فصلا طويلا من كلامه في الزهد.

201 -

ت ن:‌

‌ سعيد بن عبد الرحمن

، أبو عبيد الله المخزومي المكي.

سمع سفيان بن عيينة، والحسن بن زيد بن علي بن الحسين، وعبد الله بن الوليد العدني، وجماعة. وعنه الترمذي، والنسائي، ويحيى بن صاعد، وابن خزيمة، وطائفة.

وثقه النسائي.

وتوفي سنة تسع وأربعين.

202 -

‌ سعيد بن عثمان الكريزي

.

عن حفص بن غياث، وغندر، ويحيى القطان. وعنه يوسف بن محمد المؤدب، ومحمد بن أحمد بن مزيد الزهري الأصبهانيان.

له مناكير.

203 -

ن:‌

‌ سعيد بن الفرج

، أبو النضر البلخي.

ص: 1144

عن أبي النضر هاشم بن القاسم، ويحيى بن أبي بكير.

وعنه النسائي، وعبد الله بن محمد البلخي، ومحمد بن شاذان النيسابوري.

قال النسائي: لا بأس به.

توفي بمكة سنة إحدى وأربعين.

204 -

‌ سعيد بن وهب الأصبهاني الجروآني الحافظ

.

رحل وسمع مسلم بن إبراهيم، وعمرو بن حكام، وأبا عمر الحوضي، وسليمان بن حرب، وخلقا. وعنه محمد بن أحمد الزهري، وأبو عبد الرحمن المقرئ الأصبهانيان.

205 -

م ق:‌

‌ سعيد بن يحيى بن الأزهر

، أبو عثمان الواسطي.

سمع ابن عيينة، ووكيعا، وجماعة. وعنه مسلم، وابن ماجه، وأبو خبيب العباس بن البرتي، وعمران بن موسى السختياني، وغيرهم.

توفي سنة أربع وأربعين.

ووثقه علي بن الحسين بن الجنيد.

206 -

ع سوى ق:‌

‌ سعيد بن يحيى بن سعيد بن أبان

، أبو عثمان الأموي البغدادي.

سمع أباه، وأعمامه عبد الله ومحمدا، وعبيدا، وعبد الملك بن المبارك، وعبد الله بن إدريس. وعنه الستة سوى ابن ماجه، وأبو يعلى الموصلي، وابن صاعد، والقاضي المحاملي، وخلق.

وثقه النسائي، وغيره.

ومات في ذي القعدة سنة تسع وأربعين.

207 -

د ت ن:‌

‌ سعيد بن يعقوب

، أبو بكر الطالقاني.

عن حماد بن زيد، وخالد بن عبد الله الطحان، وإسماعيل بن عياش،

ص: 1145

وطائفة. وعنه أبو داود، والترمذي، والنسائي، وأبو بكر بن أبي الدنيا، والفريابي، وأبو العباس السراج، وطائفة.

قال أبو حاتم: صدوق.

توفي سنة أربع وأربعين. وكان يحفظ ويذاكر الأئمة.

208 -

‌ سفيان بن زياد الرصافي المخرمي

.

عن عيسى بن يونس. وعنه عباس الدوري، وتمتام، وغيرهما.

وثقه الخطيب.

209 -

‌ سفيان بن محمد المصيصي

.

عن يوسف بن أسباط، وعبد الله بن وهب، وهشيم، وجماعة. وعنه الحسين بن فهم، وأحمد بن إسحاق بن بهلول، وآخرون.

قال الدارقطني: لا شيء.

وقال أبو حاتم: كتبت عنه، وهو ضعيف لا أحدث عنه.

وقال ابن عدي: يسرق الحديث.

210 -

ت ق:‌

‌ سفيان بن وكيع بن الجراح

، أبو محمد الرؤاسي الكوفي.

يروي عن أبيه، وجرير بن عبد الحميد، وأبي خالد الأحمر، وعبد السلام بن حرب، وحفص بن غياث، وخلق كثير. وعنه الترمذي، وابن ماجه، ومحمد بن جرير الطبري، وأبو عروبة الحراني، ويحيى بن صاعد، وطائفة آخرهم أبو علي أحمد بن محمد الباشاني.

قال البخاري: يتكلمون فيه لأشياء لقنوه إياها.

وقال أبو زرعة: لا يشتغل به. كان يتهم.

ص: 1146

وقال ابن أبي حاتم: أشار عليه أبي أن يغير وراقه فإنه أفسد حديثه، وقال له: لا تحدث إلا من أصولك. فقال: سأفعل. ثم تمادى وحدث بأحاديث أدخلت عليه.

توفي سنة سبع وأربعين في ربيع الآخر.

211 -

‌ سلمة بن الخليل

، أبو عمرو الكلاعي الحمصي.

سمع إسماعيل بن عياش، ومحمد بن شعيب. وعنه ابن جوصا، والعباس بن الخليل الطائي.

ولم يذكره ابن أبي حاتم. وما علمت فيه ضعفا.

212 -

م 4:‌

‌ سلمة بن شبيب الحافظ

، أبو عبد الرحمن الحجري المسمعي النيسابوري. نزيل مكة.

رحال جوال. سمع زيد بن الحباب، ويزيد بن هارون، وعبد الرزاق، ومحمد بن يوسف الفريابي، وأبا داود الطيالسي، وحفص بن عبد الرحمن النيسابوري، وحجاج بن محمد، وأبا المغيرة الحمصي، وخلقا. وعنه الستة إلا البخاري، وأبو زرعة، وأبو حاتم، وعبد الله بن أحمد بن حنبل، وعلي بن أحمد علان المصري، وحاتم بن محبوب الهروي، والحسن بن محمد بن دكة الأصبهاني، ومحمد بن هارون الروياني، وخلق. ومن القدماء: أحمد بن حنبل أحد شيوخه.

قال النسائي: ليس به بأس.

وقال أبو نعيم: قدم أصبهان سنة اثنتين وأربعين. وحدث بها.

وعن سلمة بن شبيب قال: بعت داري بنيسابور، وأردت التحول إلى مكة بعيالي، فقلت: أصلي أربع ركعات وأودع عمار الدار. فصليت وقلت: يا عمار الدار سلام عليكم، فإنا خارجون إلى مكة نجاور بها. فسمعت هاتفا يقول: وعليكم السلام يا سلمة، ونحن خارجون من هذه الدار، فإنه بلغنا أن الذي اشتراها يقول: القرآن مخلوق.

ص: 1147

وذكر ابن أبي داود أن سلمة توفي من أكلة فالوذج.

وكانت وفاته في رمضان سنة سبع وأربعين.

قال ابن يونس: وذكر أنه قدم مصر سنة ست وأربعين فحدث بها.

213 -

‌ سليمان بن أبي شيخ

، أبو أيوب الواسطي.

عن ابن عيينة، وعبد الله بن إدريس. وعنه أبو بكر بن أبي الدنيا، وأحمد بن أبي خيثمة، وجماعة.

وثقه أبو داود.

وكان أخباريا نسابة. توفي سنة ست وأربعين.

214 -

م ن:‌

‌ سليمان بن عبيد الله بن عمرو الغيلاني

، أبو أيوب البصري.

سمع بهز بن أسد، وعبد الرحمن بن مهدي، وسلم بن قتيبة، وأبا عامر العقدي، وجماعة. وعنه مسلم، والنسائي، وأبو بكر بن أبي عاصم، وعبد الله بن ناجية، وآخرون.

توفي سنة ست وأربعين.

215 -

‌ سليمان بن عمر بن خالد بن الأقطع

، أبو أيوب المخزومي مولاهم الرقي.

سمع ابن علية، ويحيى بن سعيد الأموي، وطبقتهما. روى عنه أبو عروبة، وطبقته.

قال ابن أبي حاتم فيه: العامري روى عن عيسى بن يونس، ومحمد بن سلمة، ومخلد بن الحسين، كتب عنه أبي بالرقة.

وقال الحاكم أبو أحمد: يكنى أبا عمرو، ويقال: أبو أيوب.

ورخه أبو عروبة سنة تسع وأربعين.

216 -

‌ سليمان بن يوسف بن صالح العقيلي الأصبهاني

.

عن النعمان بن عبد السلام. وعنه ابنه أحمد. شيخ لأبي أحمد العسال.

ص: 1148

توفي سنة إحدى وأربعين.

217 -

د ت ن:‌

‌ سوار بن عبد الله بن سوار بن عبد الله بن قدامة

، أبو عبد الله التميمي العنبري البصري قاضي الرصافة ببغداد.

وهو من بيت العلم والقضاء. سمع عبد الوارث بن سعيد، ويزيد بن زريع، ومعتمر بن سليمان، وبشر بن المفضل، ويحيى القطان. وعنه أبو داود، والترمذي، والنسائي، وعبد الله بن أحمد، وابن صاعد، وعلي بن عبد الحميد الغضائري، وطائفة.

قال النسائي: ثقة.

قلت: كان ظريفا مطبوعا شاعرا محسنا.

قال إسماعيل القاضي: دخل سوار القاضي على محمد بن عبد الله بن طاهر فقال: أيها الأمير إني جئت في حاجة رفعتها إلى الله قبل رفعها إليك. فإن قضيتها حمدنا الله وشكرناك، وإن لم تقضها حمدنا الله وعذرناك. فقضى جميع حوائجه.

قال أحمد بن المعذل: كان سوار بن عبد الله القاضي قد خامر قلبه شيء من الوجد فقال:

سلبت عظامي مخها فتركتها عواري في أجلادها تتكسر وأخليت منها مخها فكأنها قوارير في أجوافها الريح تصفر خذي بيدي ثم اكشفي الثوب انظري بلى جسدي لكنني أتستر مات سنة خمس وأربعين بعد أن عمي، وكان فقيها فصيحا مفوها، وافر اللحية.

وقع لي حديثه بعلو من رواية المخلص، عن ابن صاعد عنه.

218 -

‌ شجاع، فتاة المعتصم وأم المتوكل

.

كانت لها الحرمة الوافرة في دولة ابنها. وكانت دينة كثيرة الصدقات والمعروف إلى الغاية.

وبلغنا أنها خلفت من الذهب المصري خمسة آلاف ألف دينار، هذا سوى الأثاث والجواري والعقار.

توفيت سنة ست وأربعين، وقيل: سنة سبع.

219 -

‌ شعيب بن سهل

، أبو صالح الرازي القاضي شعبوية.

ص: 1149

ولاه أحمد بن أبي دؤاد قضاء بغداد، وكان من أعيان الجهمية وفضلائهم. وكان قد كتب على باب مسجده القول بخلق القرآن، فوثب قوم من دعار السنة فأحرقوا بيته ونهبوه، فهرب، وذلك في سنة سبع وعشرين. وعاش إلى سنة ست وأربعين. روى عن الصباح بن محارب.

وقد ذكره أحمد بن حنبل فقال: أخزاه الله كان يرى رأي جهم. رواها حرب عنه.

220 -

‌ شيبة بن الوليد بن سعيد

، أبو محمد العثماني الدمشقي.

عن أبيه، وجده لأمه عبد الرحمن بن علي بن العجلان، وعمه خالد. وعنه أبو داود السجزي، وأبو طالب عبد الله بن أحمد بن سوادة، وأحمد بن المعلى القاضي.

221 -

‌ صالح بن حرب أبو معمر

.

حدث ببغداد عن عبد الأعلى بن عبد الأعلى، وسلام بن أبي خبزة. روى عنه أبو بكر بن أبي الدنيا، وابن ناجية، ومحمد بن جرير الطبري، وأبو يعلى، وأبو العباس السراج. وهو صدوق.

222 -

م ت:‌

‌ صالح بن مسمار السلمي المروزي

.

عن شعيب بن حرب، ومعاذ بن هشام، ووكيع، وسفيان بن عيينة، وابن أبي فديك، ومعن بن عيسى، وجماعة. وعنه مسلم، والترمذي، وأبو حاتم وقال: صدوق، وابن خزيمة، وابن جرير الطبري، وآخرون.

توفي بكشميهن في رمضان سنة ست وأربعين.

223 -

ن:‌

‌ صالح بن عدي

، أبو الهيثم النميري البصري الذارع.

عن يزيد بن زريع، ومعتمر بن سليمان، والسميدع بن واهب. وعنه النسائي، وأبو حاتم، وعمر بن بجير، ومحمد بن جرير، وآخرون.

ص: 1150

قال أبو حاتم: صدوق.

224 -

ق:‌

‌ صالح بن محمد بن يحيى بن سعيد القطان

، أخو أحمد بن محمد.

عن عثمان بن عمر بن فارس، وعبيد الله بن موسى، وخالد بن مخلد. وعنه ابن ماجه، وأبو داود السجستاني في حديث مالك تأليفه، وأحمد بن عمرو البزار، وأحمد بن يحيى التستري، وآخرون.

225 -

‌ صهيب بن عاصم

، أبو محمد القيسي الكرميني.

عن الفضيل بن عياض، وابن عيينة، ووكيع، وطبقتهم. وعنه عامر بن المنتجع، وسيف بن حفص، والطيب بن محمد الإشتيخني.

ورخه ابن ماكولا.

226 -

‌ الضحاك بن حجوة المنبجي

.

تالف.

عن ابن عيينة، ومحمد بن عبيد الطنافسي، وجماعة. وعنه عمر بن سنان، وصالح بن أصبغ المنبجيان.

قال ابن عدي: منكر الحديث.

وقال الدارقطني: كان يضع الحديث.

227 -

‌ طاهر بن عبد الله بن طاهر بن الحسين الخزاعي المصعبي

، أمير خراسان وابن أميرها.

حدث عن سليمان بن حرب. روى عنه قطن بن إبراهيم، وغيره. ولي الأمر بعد أبيه سنة ثلاثين ومائتين من قبل الواثق. ومات في رجب سنة ثمان وأربعين. فولي خراسان ولده محمد بن طاهر بعده.

228 -

‌ عامر بن أسيد بن واضح

، أبو عمر الأصبهاني الواضحي.

عن معتمر بن سليمان، وسفيان بن عيينة، ويحيى بن سعيد القطان،

ص: 1151

وجماعة. وعنه أحمد بن محمود بن صبيح، والحسين بن إسحاق الخلال الأصبهانيان.

229 -

‌ عامر بن سيار

.

عن سليمان بن أرقم، وسوار بن مصعب، وعبد الحميد بن بهرام، ومحمد بن عبد الملك المدني الطويل، وغيرهم. وعنه حازم بن يحيى الحلواني، وعمر بن الحسن الحلبي شيخ لابن المظفر.

قال أبو حاتم: هو مجهول.

وقال الخطيب أبو بكر: بلغني أنه توفي نحو سنة أربعين، أو بعد ذلك.

قلت: وروى عنه بقي بن مخلد.

230 -

‌ عامر بن عمر

، أبو الفتح الموصلي المقرئ. الملقب بأوقية.

كان فصيحا مجودا لكتاب الله. قرأ على يحيى بن المبارك اليزيدي. وسمع من وكيع، وأبي أسامة، وغيرهما.

وتصدر للإقراء، فتلا عليه جماعة؛ منهم أحمد بن سمعوية، وعيسى بن رصاص، وأحمد بن مسعود السراج، وموسى بن جمهور، وروى عنه بعض الشيوخ قليلا من الحديث.

توفي سنة خمسين؛ وقد أخذ القراءة أيضا عن العباس بن الفضل بالموصل.

231 -

‌ عباد بن زياد الأسدي الساجي

.

عن سفيان بن عيينة، وعثمان بن عمر بن فارس، وعمرو بن أبي المقدام ثابت، ويحيى بن العلاء الرازي. وعنه أبو بكر البزار في مسنده، وعبد الله بن أحمد بن حنبل، وأبو داود السجستاني في جمعه حديث مالك، وابنه أبو بكر بن أبي داود، وسئل عنه أبو داود فقال: صدوق، أراه كان يتهم بالقدر.

ص: 1152

232 -

خ ت ق:‌

‌ عباد بن يعقوب الرواجني

، أبو سعيد الأسدي الكوفي. أحد رؤوس الشيعة.

روى عن شريك القاضي، وعباد بن العوام، وإبراهيم بن محمد بن أبي يحيى المدني، وإسماعيل بن عياش، وعبد الله بن عبد القدوس، والحسين بن زيد بن علي العلوي، والوليد بن أبي ثور، وعلي بن هاشم بن البريد، وطائفة. وعنه البخاري حديثا واحدا قرنه بغيره والترمذي، وابن ماجه، وأحمد بن عمرو البزار، وصالح بن محمد جزرة، وأبو بكر بن أبي داود، ومحمد بن علي الحكيم الترمذي، وابن صاعد، وابن خزيمة، وطائفة.

وروى عنه أبو حاتم، وقال: شيخ ثقة.

وقال الحاكم: كان ابن خزيمة يقول: حدثنا الثقة في روايته، المتهم في دينه عباد بن يعقوب.

وقال ابن عدي: فيه غلو في التشيع، سمعت عبدان يذكر عن الثقة أن عباد بن يعقوب كان يشتم السلف. قال ابن عدي: وقد روى أحاديث أنكرت عليه في فضائل أهل البيت ومثالب غيرهم.

وقال علي بن محمد الحبيبي، عن صالح جزرة: كان عباد بن يعقوب يشتم عثمان رضي الله عنه، وسمعته يقول: الله أعدل من أن يدخل طلحة والزبير الجنة قاتلا عليا بعد أن بايعاه.

وقال القاسم بن زكريا المطرز: دخلت على عباد بالكوفة، وكان يمتحن من يسمع منه. فقال: من حفر البحر؟ فقلت: الله خلق البحر. قال: هو كذلك، ولكن من حفره؟ فقلت: يذكر الشيخ. فقال: حفره علي. فمن أجراه؟ فقلت: الله. قال: هو كذلك، ولكن من أجراه؟ قلت: يفيدني الشيخ. قال: أجراه الحسين. وكان عباد بن يعقوب مكفوفا، فرأيت سيفا وجحفة، فقلت: لمن هذا السيف؟ قال: لي، أعددته لأقاتل به مع المهدي. فلما فرغت من سماع ما أردت منه، دخلت عليه فقال: من حفر البحر؟ فقلت: حفره

ص: 1153

معاوية، وأجراه عمرو بن العاص. ثم وثبت وعدوت، فجعل يصيح: أدركوا الفاسق عدو الله فاقتلوه.

قلت: هذه حكاية صحيحة رواها ابن المظفر الحافظ عن القاسم.

قال محمد بن جرير: سمعت عباد بن يعقوب يقول: من لم يتبرأ في صلاته كل يوم من أعداء آل محمد صلى الله عليه وسلم، حشره الله معهم.

قلت: هذا الكلام أبو جاد الرفض؛ فإن آل محمد عليه السلام قد عادى بعضهم بعضا على الملك، كآل العباس، وآل علي، وإن تبرأت من آل العباس لأجل آل علي فقد تبرأت من آل محمد، وإن تبرأت من آل علي لأجل آل العباس فقد تبرأت من آل محمد. وإن تبرأت من الظالم منهما للآخر، فقد يكون الظالم علويا قاطبا، فكيف أبرأ منه؟ وإن قلت: ليس في آل علي ظالم. فهو دعوى العصمة فيهم، وقد ظلم بعضهم بعضا. فبالله اسكتوا حتى نسكت، وقولوا:{رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالإِيمَانِ} الآية.

قال البخاري: مات في شوال سنة خمسين.

233 -

‌ عبادة المخنث

.

صاحب نوادر ومجون، كان ببغداد في هذا العصر. قيل: إنه دخل على الواثق زمن محنة القرآن فقال: أعظم الله أجرك يا أمير المؤمنين. قال: ويلك، فيمن؟ قال: في القرآن. قال: والقرآن يموت؟ قال: أليس كل شيء مخلوق يموت؟ بالله من يصلي بالناس التراويح؟ فقال: أخرجوه، أخرجوه.

وقيل: إنه دخل على المتوكل، فتوعده بالضرب وقال: تصفع إمام المسجد؟ فقال: يا أمير المؤمنين، دخلت وأنا مستعجل، فصلى بنا الصبح وطول، وقرأ جزءا حتى كادت الشمس أن تطلع، وأنا أتقلب. فلما سلم قال: يا جماعة أعيدوا صلاتكم، فإني كنت بلا وضوء. فصفعته واحدة. فضحك المتوكل.

234 -

ع:‌

‌ العباس بن عبد العظيم بن إسماعيل بن توبة الحافظ

، أبو الفضل العنبري البصري.

ص: 1154

عن يحيى القطان، وعبد الرحمن بن مهدي، ومعاذ بن هشام، وعبد الرزاق، وعمر بن يونس اليمامي، والنضر بن محمد، ويزيد بن هارون، وأبي عاصم، وخلق. وعنه الجماعة لكن البخاري تعليقا، وبقي بن مخلد، وعبدان الأهوازي، وابن خزيمة، وعمر بن بجير، وزكريا الساجي، وطائفة.

قال النسائي: ثقة مأمون.

وقال محمد بن المثنى السمسار: كان من سادات المسلمين.

وقال غيره: كان من عقلاء أهل زمانه وفضلائهم.

توفي سنة ست وأربعين.

235 -

ق:‌

‌ العباس بن الوليد بن صبح

، أبو الفضل السلمي الدمشقي الخلال.

عن الوليد بن مسلم، وعمر بن عبد الواحد، ومحمد بن عيسى بن سميع، وعمرو بن هاشم البيروتي، وزيد بن يحيى بن عبيد الدمشقي، وأبي مسهر، وخلق من الشاميين. وعنه ابن ماجه، وأبو الجهم أحمد بن طلاب، والحسن بن سفيان، والحسن بن علي بن عوانة الكفربطنائي، وأبو بكر بن أبي داود، ومحمد بن تمام البهراني، وخلق.

قال أبو حاتم: شيخ.

وقال غيره: كان عالما بالأخبار والرجال، فاضلا.

وقال عمرو بن دحيم: توفي في صفر سنة ثمان وأربعين.

236 -

د ق:‌

‌ عبد الله بن أحمد بن بشير بن ذكوان أبو عمرو

، وأبو محمد البهراني، مولاهم الدمشقي.

مقرئ دمشق، وإمام جامعها، قرأ على أيوب بن تميم المقرئ، عن يحيى الذماري، عن ابن عامر. وتصدر للإقراء والحديث، فقرأ عليه خلق منهم: أحمد بن يوسف التغلبي، ومحمد بن موسى الصوري، وهارون بن شريك الأخفش، ومحمد بن قاسم الإسكندراني. وحدث عن بقية، وسويد بن

ص: 1155

عبد العزيز، والوليد بن مسلم، ووكيع، وعراك بن خالد المري، وضمرة بن ربيعة، وجماعة.

وعنه أبو داود، وابن ماجه، وابنه أبو عبيدة أحمد بن عبد الله، وعثمان بن خرزاد، وإسماعيل بن قيراط، وعبد الله بن محمد بن سلم المقدسي، ومحمد بن إسحاق بن الحريص، وخلق.

قال أبو حاتم: صدوق.

وقال أبو زرعة الدمشقي: لم يكن بالعراق، ولا بالحجاز، ولا بالشام، ولا بمصر، ولا بخراسان في زمان عبد الله بن ذكوان أقرأ عندي منه.

وقال الوليد بن عتبة: ما بالعراق أقرأ من ابن ذكوان.

وقال محمد بن الفيض الغساني: سمعت هشام بن عمار يقول وقد رأى عصا لعبد الله بن ذكوان، وقد مضى ابن ذكوان يتوضأ: ما هذه العصا؟ قالوا: هذه لابن ذكوان. فقال: أنا أكبر من أبيه وما أحمل عصا.

وقال ابن ذكوان: ولدت يوم عاشوراء سنة ثلاث وسبعين.

وقال غير واحد: توفي يوم الاثنين لليلتين بقيتا من شوال سنة اثنتين وأربعين. وغلط من قال: سنة ثلاث.

وكان إمام جامع بني أمية. وكان هشام الخطيب وهو أسن من ابن ذكوان بعشرين سنة، وعليهما دارت قراءة ابن عامر. وقد انفرد ابن ذكوان بهذا الحديث، ورواه عنه جماعة قال: حدثنا عراك بن خالد، عن عثمان بن عطاء الخراساني، عن أبيه، عن عكرمة، عن ابن عباس قال: لما عزي النبي صلى الله عليه وسلم بابنته رقية قال: الحمد لله دفن البنات من المكرمات.

وقال محمد بن الفيض الغساني: جاء رجل من الحرجلة يطلب لأخيه لعابين لعرسه، فوجد السلطان قد منعهم، فجاء يطلب المعبرين، فلقيه صوفي

ص: 1156

ماجن، فأرشده إلى ابن ذكوان؛ وهو خلف المنبر، فجاءه وقال: إن السلطان قد منع المخنثين. فقال: أحسن والله. فقال: نعمل العرس بالمعبرين. وقد أرشدت إليك. فقال: لنا رئيس، فإن جاء معك جئت، وهو ذاك. فقام الرجل إليه، وهو هشام بن عمار، وكان متكئا بحد المحراب، فسلم عليه، فقال هشام: أبو من؟ فرد عليه ردا ضعيفا وقال: أبو الوليد. قال: أنا من الحرجلة. قال: ما أبالي من أين كنت. قال: أخي عمل عرسه. قال: فماذا أصنع؟ قال: قد أرسلني أطلب له المخنثين. قال: لا بارك الله فيهم ولا فيك. قال: وقد طلبت المعبرين، فأرشدت إليك. قال: من أرشدك؟ قال: ذاك. فرفع هشام رجله ورفسه وقال: قم. ثم قال لابن ذكوان: قد تفرغت لهذا. قال: إي والله أنت رئيسنا وشيخنا، لو مضيت لمضينا.

237 -

‌ عبد الله بن أحمد بن حرب البغدادي الأديب

. وهو أبو هفان الشاعر المشهور.

أخذ الأدب عن الأصمعي، وغيره. وعنه جنيد بن حكيم، ويموت بن المزرع، وغيرهما.

238 -

ت ن:‌

‌ عبد الله بن أحمد بن عبد الله بن يونس بن قيس

، أبو حصين اليربوعي الكوفي.

سمع أباه، وعبثر بن القاسم ليس إلا. وعنه الترمذي، والنسائي، وقال: ثقة، ومطين، وابن خزيمة، وأبو العباس السراج، ومحمد بن جرير، وعمر البجيري، وأبو لبيد محمد بن إدريس، وأبو طاهر الحسن بن فيل.

وقال أبو حاتم: صدوق.

وقال مطين: توفي في ذي القعدة سنة ثمان وأربعين.

239 -

‌ عبد الله بن جابر الأموي

، مولاهم الأندلسي.

قال ابن يونس: روى عن عبد الله بن وهب. ومات بسوسة من المغرب سنة خمسين، وقيل: سنة ست وخمسين ومائتين.

ص: 1157

240 -

‌‌

‌ عبد الله بن خالد

اللؤلؤي

.

عن محمد بن جعفر غندر، وعبد الأعلى بن عبد الأعلى. وعنه محمد بن محمد الباغندي، وابن صاعد. وثقه بعض الكبار.

241 -

عبد الله بن خالد، أبو مقاتل الأزدي البخاري المكتب، ولقبه: ناباج.

روى عن عيسى غنجار، ومحمد بن الفضل، وأبان بن نهشل. وعنه حمدويه بن خطاب، وموسى بن أفلح، وحامد بن مجاهد.

قال ابن ماكولا: مات في شوال سنة إحدى وأربعين ومائتين.

242 -

‌ عبد الله بن ذؤاب الموصلي العابد

.

عن المعافى بن عمران، وعبد الله بن المبارك، وزيد بن أبي الزرقاء.

وكان أمارا بالمعروف، نهاء عن المنكر. استشهد هو وابنه أحمد في الوقعة، ومقدمهم عمر بن عبيد الله، وذلك في سنة تسع وأربعين.

روى عبد الله اليسير.

243 -

‌ عبد الله بن سليمان بن يوسف

، أبو محمد العبدي البعلبكي. ويقال: البغدادي.

عن الليث بن سعد، وابن لهيعة، وأبي إسحاق الفزاري. وعنه بكر بن سهل الدمياطي، ومحمد بن قتيبة العسقلاني، ومحمد بن محمد بن سليمان الباغندي، وجماعة.

قال أبو أحمد بن عدي: ليس بذاك المعروف.

244 -

ع سوى ق:‌

‌ عبد الله بن الصباح الهاشمي

، مولاهم البصري العطار.

عن هشيم، ومعتمر بن سليمان، ومحمد بن سواء، وعبد الأعلى بن عبد الأعلى، وعبد العزيز بن عبد الصمد العمي، ويزيد بن هارون، وخلق. وعنه الجماعة سوى ابن ماجه، وابن خزيمة، وأحمد بن عمرو البزار، وأبو بكر بن أبي داود، ومحمد بن هارون الروياني، وابن صاعد، وطائفة.

ص: 1158

وثقه النسائي وغيره.

مات سنة خمسين. وقال السراج: سنة ثلاث وخمسين.

245 -

ق:‌

‌ عبد الله بن عامر بن براد بن يوسف بن أبي بردة بن أبي موسى الأشعري

، وهو ابن أخي عبد الله بن براد.

سمع عبد الله بن إدريس، وأبا أسامة، وزيد بن الحباب. وعنه ابن ماجه، وأبو يعلى.

246 -

‌ عبد الله بن عبد الجبار بن نضير المرادي

.

عن ابن عيينة، وابن وهب.

توفي سنة سبع وأربعين ومائتين.

247 -

ت:‌

‌‌

‌ عبد الله بن عمران

العابدي المخزومي المكي

، أبو القاسم.

عن إبراهيم بن سعد، وعبد العزيز بن أبي حازم، وعبد الله بن عبد العزيز العمري الزاهد، وفضيل بن عياض، وجماعة. وعنه الترمذي، وإسحاق بن إبراهيم النيسابوري البشتي، وعبد الله بن صالح البخاري، وعبد الرحمن بن يوسف بن خراش، وعلي بن عبد الحميد الغضائري، والمفضل بن محمد الجندي، ويحيى بن صاعد، وخلق.

قال أبو حاتم: صدوق.

وقال ابن حبان: توفي سنة خمس وأربعين.

248 -

ق: عبد الله بن عمران، أبو محمد الأسدي، مولاهم الرازي. أصبهاني، سكن الري.

روى عن جرير، وأبي معاوية، ووكيع، وطبقتهم. وعنه ابن ماجه، وإبراهيم بن محمد بن نائلة، وإبراهيم بن يوسف الرازي، وجعفر بن أحمد بن فارس، وأبو يحيى جعفر بن محمد الزعفراني، وخلق.

ص: 1159

قال أبو حاتم: صدوق.

249 -

د ن:‌

‌ عبد الله بن محمد بن إسحاق

، أبو عبد الرحمن الأذرمي النصيبي الموصلي.

عن جرير بن عبد الحميد، وزياد بن عبد الله البكائي، وهشيم، وغندر، وسفيان بن عيينة، وطائفة. وعنه أبو داود، والنسائي، وموسى بن هارون، وأبو يعلى الموصلي، وعبد الله بن صالح البخاري، وأبو بكر بن أبي داود، وخلق.

وثقه أبو حاتم، وغيره.

قال الخطيب: كان الواثق أشخص شيخا من أهل أذنة للمحنة، وناظر ابن أبي دؤاد بحضرته، واستعلى بالحجة، فأطلقه الواثق. ويقال: إنه كان أبا عبد الرحمن الأذرمي.

قلت: وقع لي حديثه عاليا؛ أخبرنا عمر بن عبد المنعم، قال: أخبرنا ابن الحرستاني حضورا، قال: أخبرنا أبو الحسن السلمي، قال: أخبرنا ابن طلاب، قال: أخبرنا محمد بن أحمد الغساني، قال: حدثنا عبد الله بن خلف بن عبد الله أبو بكر الصيدلاني بأنطاكية، قال: حدثنا عبد الله بن محمد الأذرمي، قال: حدثنا هشيم، عن أبي الزبير، عن جابر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: لا يبيتن رجل عند امرأة ثيب إلا أن يكون ناكحا أو ذا محرم.

الأذرمي: قيده ابن نقطة بالقصر والسكون، مع الآزرمي بالمد وزاي محركة، وهو محمد بن عبد الملك الآزرمي يروي عن أبي بكر الإسماعيلي، وطبقته.

250 -

ق:‌

‌ عبد الله بن محمد بن رمح بن المهاجر التجيبي

، مولاهم المصري.

ص: 1160

سمع عبد الله بن وهب فقط. وعنه ابن ماجه، وبكر بن سهل الدمياطي، ومحمد بن محمد بن الأشعث.

توفي في ربيع الأول سنة خمسين.

وأبوه مشهور روى عن الليث، وابن لهيعة. نذكره في هذه الطبقة.

251 -

‌ عبد الله بن محمد بن يحيى الخشاب الرملي

.

عن الوليد بن مسلم، والفريابي، والوليد بن محمد الموقري، وجماعة. وعنه أحمد بن سيار المروزي، وأبو داود، وابنه عبد الله بن أبي داود، ويحيى بن عبد الباقي الأذني، وغيرهم.

252 -

د ن:‌

‌ عبد الله بن محمد بن يحيى أبو محمد الطرسوسي

، الملقب بالضعيف؛ لكونه كان ضعيفا في بدنه.

وقال النسائي: شيخ صالح ثقة، لقب بالضعيف لكثرة عبادته.

وقال ابن حبان: لإتقانه في ضبطه. قيل له: الضعيف؛ يعني من تسمية الشيء بالضد.

سمع سفيان بن عيينة، وأبا معاوية، ومعن بن عيسى، وعبد الوهاب الثقفي، ويعقوب الحضرمي، وطبقتهم. وعنه أبو داود، والنسائي، وموسى بن هارون الحافظ، وعمر بن سنان المنبجي، وأبو بكر بن أبي داود، وآخرون.

253 -

‌ عبد الله بن محمد بن داود

، أبو محمد الأصبهاني البراد.

زاهد عابد قانت. روى عن يحيى القطان، ومعاذ بن معاذ، وجماعة. وعنه علي بن يونس، ومحمد بن أحمد بن يزيد الزهري، وغيرهما.

254 -

‌ عبد الله بن مسلم بن رشيد

، أبو محمد الهاشمي، مولاهم الدمشقي.

شيخ واه، حدث بنيسابور عن مالك، والليث، وابن لهيعة. وعنه أيوب بن الحسن، ومحمد بن شاذان، وجماعة. وكان حيا بعد الأربعين.

ص: 1161

قال ابن حبان: كان يضع الحديث.

وقال الحاكم: روى عنه من المتأخرين محمد بن عبد الله بن المبارك.

وأظنه مات بعد الأربعين، وقال طير طرأ علينا.

255 -

د ت ق:‌

‌ عبد الله بن معاوية بن موسى الجمحي البصري المعمر

، أبو جعفر مسند العراق في زمانه.

روى عن الحمادين، والقاسم بن الفضل الحداني، ومحمد بن راشد المكحولي، ومهدي بن ميمون، وثابت بن يزيد الأحول، والحارث بن نبهان، وجماعة. وتفرد بالرواية عن غير واحد. وعمر مائة سنة وزيادة.

وعنه أبو داود، والترمذي، وابن ماجه، وأحمد بن عمرو البزار، وأبو يعلى الموصلي، وبكر بن أحمد بن مقبل، وعلي بن أحمد بن بسطام الزعفراني، وعلي بن عبد الحميد الغضائري. وأبو حبيب العباس ابن البرتي، ومحمد بن منده، وخلق.

ذكره ابن حبان في الثقات.

وجده هو موسى بن أبي غليظ نشيط بن مسعود بن أمية بن خلف القرشي الجمحي.

قال الحسن بن أحمد بن الليث: رأيت عبد الله بن معاوية وكان له مائة سنة وزيادة على عشرة، تزوج جارية فبنى بها، فسألتها أمها من الغد، فقالت: اقتضها البارحة.

قال موسى بن هارون: مات بالبصرة سنة ثلاث وأربعين.

256 -

خ ت ن:‌

‌ عبد الله بن منير

، أبو عبد الرحمن المروزي الزاهد.

عن النضر بن شميل، وأبي النضر هاشم بن القاسم، وعبد الرزاق، وسعيد بن عامر، ووهب بن جرير، وعبد الله بن بكر السهمي، ويزيد بن هارون، وخلق. وعنه البخاري، والترمذي، والنسائي، وإسرائيل بن السميدع، وعبدان المروزي، وهبيرة بن الحسن البغوي.

ووثقه النسائي. وكان من الأولياء.

ص: 1162

قال الفربري: سمعت بعض أصحابنا يقول: سمعت البخاري يقول: لم أر مثله.

قال الفربري: كان يسكن فربر وبها توفي سنة إحدى وأربعين.

وقال اللالكائي: توفي سنة ثلاث وأربعين في ربيع الآخر.

وقال يعقوب بن إسحاق بن محمود الهروي: سمعت يحيى بن بدر القرشي يقول: كان عبد الله بن منير قبل الصلاة يكون بفربر، فإذا كان وقت الصلاة يرونه في مسجد آمل، فكانوا يقولون: إنه يمشي على الماء. فقيل له، فقال: أما المشي على الماء فلا أدري، ولكن إذا أراد الله جمع حافتي النهر حتى يعبر الإنسان. قال: وكان إذا قام من المجلس خرج إلى البرية مع قوم من أصحابه يجمع شيئا مثل الأشنان وغيره فيبيعه في السوق، ويعيش منه. فخرج يوما مع أصحابه، فإذا هو بالأسد رابض، فقال لأصحابه: قفوا. وتقدم هو إلى الأسد، فلا ندري ما قال له، فقام الأسد فمر.

257 -

‌ عبد الله بن نصر الأصم الخراساني ثم الأنطاكي

.

عن أبي بكر بن عياش، ووكيع، وشبابة بن سوار. وعنه الفضل بن سليمان الأنطاكي، وعمر بن سنان المنبجي، ويحيى بن علي بن هاشم، وأبو بكر بن أبي داود، وجماعة.

استنكر ابن عدي له أحاديث، وأوردها.

258 -

ت:‌

‌ عبد الله بن الوضاح بن سعيد أو سعد

، أبو محمد الأزدي الوضاحي الكوفي اللؤلؤي.

عن عبد الله بن إدريس، وحفص بن غياث، وزياد بن عبد الله، وحسين الجعفي، وجماعة. وعنه الترمذي، وأحمد بن عمرو البزار، وعمر بن محمد بن بجير، وابن خزيمة، وابن صاعد، وطائفة.

وثقه ابن حبان.

وقال مطين: مات في جمادى الآخرة سنة خمسين.

قلت: وقع لي من عواليه.

259 -

‌ عبد الله بن يحيى بن معبد المرادي

.

ص: 1163

روى عن ابن لهيعة. وعنه أحمد بن يحيى بن خالد الرقي، وأبو علاثة محمد بن أبي غسان.

توفي سنة اثنتين وأربعين.

260 -

ت ن:‌

‌ عبد الأعلى بن واصل بن عبد الأعلى بن هلال الأسدي الكوفي

، عن عبد الله بن إدريس، وأبي أسامة، وابن فضيل، ويحيى بن آدم، ويعلى بن عبيد، وطائفة. وعنه الترمذي، والنسائي، والحسن بن سفيان، ومحمد بن جرير، وابن صاعد، والمحاملي، وآخرون.

قال النسائي: ثقة.

وقال مطين: مات سنة سبع وأربعين.

261 -

‌ عبد الأول بن موسى بن إسماعيل

، أبو نعيم المصري.

روى عن ابن عيينة، وابن وهب.

قال ابن يونس: توفي سنة خمسين.

قلت: وكان مؤدبا، روى عنه محمد بن عبد الله بن عرس شيخ للطبراني.

262 -

م ت ن:‌

‌ عبد الجبار بن العلاء بن عبد الجبار

، أبو بكر البصري المجاور بمكة. مولى الأنصار.

سمع سفيان بن عيينة، ومروان بن معاوية، وعبد الوهاب الثقفي، ويوسف بن عطية، وغندرا، وجماعة. وعنه مسلم، والترمذي، والنسائي، وأبو بكر بن أبي عاصم، وإسحاق بن أحمد الخزاعي، وعمر البجيري، وأبو قريش محمد بن جمعة، وابن صاعد، وابن خزيمة، وأبو عروبة.

وروى النسائي أيضا عن زكريا خياط السنة عنه، وقال: لا بأس به.

وقال أبو حاتم: صالح.

وقال ابن خزيمة: ما رأيت أسرع قراءة منه ومن بندار.

قال السراج: مات بمكة في أول جمادى الأولى سنة ثمان وأربعين.

ص: 1164

263 -

م د ق:‌

‌ عبد الحميد بن بيان

، أبو الحسن الواسطي العطار السكري.

عن خالد بن عبد الله الطحان، وهشيم، وإسحاق الأزرق، وعلي بن هاشم بن البريد، وغيرهم. وعنه مسلم، وأبو داود، وابن ماجه، وابن أبي عاصم، وأبو حبيب العباس ابن البرتي، وعبدان الأهوازي، وعلي بن عبد الله بن مبشر الواسطي، ومحمد بن جرير الطبري، ومطين، وجماعة.

قال بحشل: مات سنة أربع وأربعين ومائتين.

264 -

‌ عبد الحميد بن صبيح العنبري

. مولاهم البصري.

عن حماد بن زيد، وهشيم بن بشير، وبشير بن ميمون. وعنه محمد بن إبراهيم الديبلي المكي، ومحمد بن إدريس وراق الحميدي.

لا بأس به.

265 -

‌ عبد الخالق بن منصور

، أبو عبد الرحمن القشيري النيسابوري.

عن أبي النضر هاشم بن القاسم، وأبي نعيم، وجماعة. وعنه هلال بن العلاء، وسعيد بن هاشم بن مرثد، ومحمد بن الحسن بن قتيبة، وجماعة.

وآخر من روى عنه الحسين بن محمد بن داود بن مأمون القيسي.

توفي بمصر سنة ست وأربعين، ولا أعلم فيه جرحا.

266 -

خ د ن ق:‌

‌ عبد الرحمن بن إبراهيم بن عمرو بن ميمون

، أبو سعيد الأموي، مولى آل عثمان رضي الله عنه، الحافظ الدمشقي، دحيم.

ولد سنة سبعين ومائة. وسمع الوليد بن مسلم، ومروان بن معاوية، وسفيان بن عيينة، ومحمد بن شعيب، وإسحاق الأزرق، وأبا أسامة، وضمرة بن ربيعة، وأيوب بن سويد الرمليين، ومعاذ هشام، وخلقا. ورحل إلى الكوفة، والبصرة، ومصر.

وعنه البخاري، وأبو داود، والنسائي، وابن ماجه، وابناه: عمرو وإبراهيم، وأحمد بن المعلى، وزكريا السجزي، وسعيد بن هاشم بن مرثد الطبراني، وبقي بن مخلد، وأبوا زرعة، ومحمد بن الحسن بن قتيبة، ومحمد

ص: 1165

ابن محمد الباغندي، ومحمد بن عون الوحيدي، ومحمد بن خريم العقيلي، وخلق كثير.

وكان من الأئمة الأثبات، ولي قضاء الأردن وقضاء فلسطين.

قال عبدان الأهوازي: سمعت الحسن بن علي بن بحر يقول: قدم دحيم بغداد سنة اثنتي عشرة؛ يعني ومائتين؛ فرأيت أبي، وأحمد بن حنبل، ويحيى بن معين، وخلف بن سالم قعودا بين يديه كالصبيان.

قال أبو بكر الخطيب: كان دحيم ينتحل في الفقه مذهب الأوزاعي.

وقال أبو حاتم، وغيره: ثقة.

وقال أبو داود: حجة، لم يكن بدمشق في زمانه مثله.

وقال النسائي: ثقة مأمون.

وقال أحمد بن عبد الله العجلي: كان دحيم يختلف إلى بغداد، فذكروا الفئة الباغية هم أهل الشام. فقال: من قال هذا فهو ابن الفاعلة. فنكب عنه الناس، ثم سمعوا منه.

وقال محمد بن يوسف الكندي: ورد كتاب المتوكل على دحيم وهو على قضاء فلسطين يأمره بالانصراف إلى مصر ليليها، فتوفي بفلسطين يوم الأحد لثلاث عشرة بقين من رمضان سنة خمس وأربعين.

قلت: وقع لي حديثه عاليا.

267 -

‌ عبد الرحمن بن أيوب بن سعيد

، أبو عمرو السكوني الحمصي.

سمع العطاف بن خالد، وبقية بن الوليد. وعنه علي بن ميمون الرقي، ومحمد بن محمد الباغندي.

268 -

ت ن:‌

‌ عبد الرحمن بن الأسود الهاشمي

، مولاهم البصري الوراق، أبو عمرو.

ص: 1166

عن عبيدة بن حميد، ومعمر بن سليمان الرقي، ومحمد بن ربيعة الكلابي. وعنه الترمذي، والنسائي، وإبراهيم بن محمد المروزي، ومحمد بن عبدة بن حرب القاضي، ومحمد بن جرير الطبري.

269 -

‌ عبد الرحمن بن الحارث الكفرتوثي

. ولقبه جحدر.

سمع بقية، وابن إدريس، ويحيى بن يمان، وجماعة.

وكان صاحب حديث لكنه واه.

روى عنه القاسم بن الليث الرسعني، والحسين بن عبد الله القطان، وزيد بن عبد العزيز الموصلي، وإبراهيم بن محمد بن الحارث الغازي، وآخرون.

ذكره ابن عدي فقال: كان يسرق الحديث من قوم ثقات. وهو بين الضعف. ومن بلاياه: حدثنا بقية، قال: حدثنا ثور، عن خالد بن معدان، عن معاذ، مرفوعا: لو تعلم أمتي ما لها في الحلبة لاشتروها بوزنها ذهبا.

270 -

‌ عبد الرحمن بن زبان

، أبو علي بن أبي البختري الطائي.

روى عن عبد الله بن إدريس، وأبي بكر بن عياش، والمحاربي. وعنه ابن أبي الدنيا، ومحمد القنبيطي، وابن صاعد.

271 -

‌ عبد الرحمن بن سليمان بن برد التجيبي الحافظ دحيم

.

ذكره ابن يونس فقال: مصري كان يحفظ الحديث يلقب دحيما.

توفي في سلخ شوال سنة اثنتين وأربعين.

272 -

ق:‌

‌ عبد الرحمن بن عبد الوهاب العمي البصري الصيرفي

.

عن عبد الله بن نمير، ووكيع، وأبي عامر العقدي، وجماعة. وعنه ابن ماجه، وبقي بن مخلد، ومطين، وجماعة.

وثقه ابن حبان.

273 -

د ن:‌

‌ عبد الرحمن بن عبيد الله بن حكيم الأسدي الحلبي الكبير

، أبو محمد، المعروف بابن أخي الإمام.

ص: 1167

كان إمام جامع حلب ومحدثها في زمانه مع أبي نعيم عبيد بن هشام.

روى عن عبيد الله بن عمرو الرقي، وخلف بن خليفة، وإبراهيم بن سعد، وعبد العزيز بن أبي حازم، وعبد العزيز الدراوردي، وأبي المليح الحسن بن عمر، وطبقتهم.

رحل إلى الحجاز، والشام، والجزيرة، والعراق.

وعنه أبو داود، والنسائي، وبقي بن مخلد، والحسين بن إسحاق التستري، وسعيد بن عبد العزيز الحلبي نزيل دمشق، وعبد الرحمن بن عبد الله بن عبد العزيز المعروف أيضا بابن أخي الإمام الحلبي الهاشمي، وعبدان الأهوازي. والحسن بن سفيان، وعمر بن سعيد المنبجي، وخلق.

قال أبو حاتم: صدوق.

وقال النسائي: لا بأس به.

274 -

ق:‌

‌ عبد الرحمن بن عمر بن يزيد بن كثير الزهري

. رستة الأصبهاني المديني.

سمع يحيى القطان، وعبد الرحمن بن مهدي، وعبد الوهاب الثقفي، وعدة. وعنه ابن ماجه، ومحمد بن يحيى بن منده، وعبد الله بن أحمد بن أسيد، وابن أخيه عبد الله بن محمد بن عمر الزهري، وابن أخيه الآخر محمد بن عبد الله بن عمر، وعبد الرحمن بن أحمد بن عبدوس الهمداني، والحسن بن محمد الداركي، وخلق.

وكان عنده عن ابن مهدي ثلاثون ألف حديث.

قال إبراهيم بن محمد بن الحارث الأصبهاني، عن أحمد بن حنبل: ما ذهبت يوما إلى عبد الرحمن إلا وجدت الأخوين الأزرقين عنده، يعني عبد الرحمن وأخاه عبد الله بن عمر.

وقال أبو الشيخ: غرائب حديث رستة تكثر.

قلت: توفي سنة خمسين. قاله ابن أخيه محمد بن عبد الله.

275 -

د ن:‌

‌ عبد الرحمن بن محمد بن سلام بن ناصح الطرسوسي

، وقد ينسب إلى جده تخفيفا. يكنى أبا القاسم، وولاؤه لبني هاشم.

ص: 1168

سكن طرسوس. وإنما هو بغدادي الدار، محدث حافظ. روى عن أبي معاوية الضرير، وإسحاق الأزرق، وحسين الجعفي، وأبي أسامة، ومحمد بن ربيعة الكلابي، ويزيد بن هارون، وأبي النضر، وحجاج الأعور، وطبقتهم. وعنه أبو داود، والنسائي، وحرب الكرماني، وأبو حاتم، وأبو علي وصيف الأنطاكي، وعمر بن سنان المنبجي، وإبراهيم بن محمد بن متويه، وعبد الله بن أبي داود، وعبد الله ابن أخي أبي زرعة الرازي، وجماعة آخرهم حفيده أبو الحسن أحمد بن محمد بن عبد الرحمن شيخ لابن جميع.

قال النسائي: لا بأس به.

قلت: وقع لنا حديثه عاليا.

276 -

‌ عبد الرحمن بن مسروق

، أبو عوف البغدادي.

سمع عبد الوهاب بن عطاء، وكثير بن هشام. وعنه أبو القاسم البغوي، ومحمد بن إسحاق السراج.

277 -

ت ق:‌

‌ عبد الرحمن بن واقد بن مسلم

، أبو مسلم الواقدي البصري، ثم البغدادي.

عن خلف بن خليفة، وسعيد بن عبد الرحمن الجمحي، وشريك القاضي، وفرج بن فضالة، وعبد الرحمن بن زيد بن أسلم، وأبي مسلم عبيد الله قائد الأعمش، وخلق. وعنه الترمذي. وابن ماجه عن رجل عنه، وابن أبي الدنيا، وأبو بكر بن أبي داود، وحاجب بن أركين الفرغاني، وأبو حامد الحضرمي، ومحمد بن حامد خال ولد السني، وجماعة.

وثقه ابن حبان، وغيره.

قال حاجب: مات سنة سبع وأربعين.

278 -

‌ عبد الرحمن بن يونس بن محمد السراج

، أبو محمد الرقي.

عن عتاب بن بشير، وعبد العزيز بن أبي حازم، وعبد العزيز الدراوردي، وأبي بكر بن عياش، وسفيان بن عيينة، وعيسى بن يونس، وطائفة. وعنه أبو بكر بن أبي الدنيا، وعبد الله بن صالح البخاري، وزكريا الساجي، وحاجب بن

ص: 1169

أركين، ومحمد بن هارون الروياني، وابن صاعد، والمحاملي، وآخرون.

وقع لي حديثه عاليا.

قال الدارقطني: لا بأس به.

وقال ابن صاعد: مات سنة ثمان وأربعين. وهو من أقران عبد الرحمن بن يونس المستملي المذكور بعد العشرين.

279 -

‌ عبد السلام بن عبد الحميد بن سويد

، أبو الحسن الجزري إمام مسجد حران، ومسندها في وقته.

روى عن زهير بن معاوية، وموسى بن أعين، وغيرهما. روى عنه محمد بن محمد الباغندي، وأبو عروبة، وأخوه أبو معشر الفضل، وآخرون. ويعقوب الفسوي في مشيخته.

قال أبو عروبة: كتب الناس عنه قبل الأربعين، ثم ظهروا منه على تخليط فتركوه، فلم يحدث عنه أحد من أصحابنا.

وقال أبو أحمد: ليس بالقوي عندهم.

قلت: هو آخر من حدث عن زهير.

قال أبو عروبة: توفي سنة أربع وأربعين ومائتين.

280 -

د:‌

‌ عبد السلام بن عبد الرحمن بن صخر

بن عبد الرحمن بن وابصة بن معبد الأسدي، القاضي أبو الفضل الرقي.

ولي قضاء الرقة وحران، وقضاء حلب. ثم ولي قضاء بغداد في أيام المتوكل.

روى عن أبيه، ووكيع، وعبد الله بن جعفر الرقي. وعنه أبو داود حديثا واحدا، وأحمد بن إبراهيم الدورقي وهو من أقرانه، وأحمد بن علي الأبار، وعلي بن سعيد بن بشير الرازي، وأبو عروبة، وجماعة.

وكان يعرف بالوابصي. ولي قضاء بغداد بعد زوال دولة الجهمية في سنة أربع وثلاثين. وقيل: كان ضعيفا في الفقه، ولكنه حمد في القضاء.

ص: 1170

توفي سنة سبع وأربعين. قاله أبو عروبة. وقيل: سنة تسع.

281 -

ت:‌

‌ عبد الصمد بن سليمان بن أبي مطر

، أبو بكر العتكي البلخي الأعرج الحافظ، ولقبه عبدوس.

عن أبي النضر هاشم بن القاسم، ويعلى بن عبيد، ومكي بن إبراهيم، وأبي عبد الرحمن المقرئ، وهوذة بن خليفة، وخلق. وعنه الترمذي، وأبو بكر بن خزيمة، ومحمد بن علي الحكيم الترمذي، وموسى بن إسحاق الأنصاري، وجعفر بن محمد بن سوار، وجماعة.

حدث بنيسابور في رجب سنة ست وأربعين.

وقال الترمذي في عقيب حديث قتيبة، عن الليث حديث معاذ في الجمع بين الصلاتين: حدثنا عبد الصمد بن سليمان، قال: حدثنا زكريا بن يحيى اللؤلؤي، قال: حدثنا أبو بكر الأعين، قال: حدثنا علي ابن المديني، قال: حدثنا أحمد بن حنبل، قال: حدثنا قتيبة بهذا.

قال شيخنا أبو الحجاج الحافظ: وهو في عدة نسخ من رواية أبي العباس المحبوبي، وغيره، وسقط من النسخ المتأخرة.

282 -

‌ عبد الصمد بن الفضل بن خالد

، أبو نصر الربعي.

عن سفيان بن عيينة، وعبد الله بن وهب، ووكيع.

قال أبو سعيد بن يونس: قد لقيت من يروي عنه. لقبوه بالمراوحي؛ لأنه أول من عمل المراوح بمصر. وكان رجلا صالحا نزل المعافر بمصر، وتوفي في جمادى الآخرة سنة ثلاث وأربعين.

قلت: روى عنه أبو حاتم.

283 -

‌ عبد الصمد بن موسى بن محمد بن إبراهيم بن محمد بن علي

، الأمير أبو إبراهيم الهاشمي العباسي.

ولي إمرة الحاج في خلافة المتوكل غير مرة، وحدث عن أبيه، وعلي بن عاصم. وعنه ولده إبراهيم.

ص: 1171

وقع لنا حديثه في جزء البانياسي.

284 -

‌ عبد الغفار بن عبد الله بن الزبير

، أبو نصر التمار الموصلي.

سمع أبا شهاب الحناط، والمعافى بن عمران، وعلي بن مسهر، والعباس بن الفضل المقرئ صاحب أبي عمرو بن العلاء. وعنه أبو يعلى الموصلي، وغيره.

وتوفي سنة ثلاث وأربعين.

ذكره يزيد بن محمد في تاريخه.

285 -

‌ عبد الكريم بن الحارث بن مسكين الزهري

، مولاهم المصري الفقيه أبو بكر.

حدث عن ابن وهب، وغيره، وليس أبوه قاضي مصر بل آخر.

توفي سنة ثمان وأربعين.

286 -

م د ن:‌

‌ عبد الملك بن شعيب بن الليث بن سعد

، أبو عبد الله الفهمي، مولاهم المصري.

عن أبيه، وعبد الله بن وهب، وأسد السنة. وعنه مسلم، وأبو داود، والنسائي، وأحمد بن إبراهيم البسري، وعبدان الأهوازي، وعمر البجيري، وأبو بكر بن أبي داود، وأبو حاتم الرازي، وقال: صدوق.

توفي في ذي الحجة سنة ثمان وأربعين، وكان عسرا في الحديث بصيرا بالفقه.

287 -

‌ عبد الملك بن عبد ربه الطائي

.

حدث ببغداد عن هشيم، وعبثر بن القاسم. وعنه أبو بكر بن أبي الدنيا، وأحمد بن محمد، وأحمد بن الحسن الصوفي الكبير، وأحمد بن الحسين الصوفي الصغير، وغيرهم.

288 -

د:‌

‌ عبد الملك بن مروان بن قارظ الأهوازي

، أبو مروان، وأبو الوليد البصري الحذاء، إمام مسجد أبي عاصم.

عن أبي داود الطيالسي، وشبابة بن سوار، وأبي عامر العقدي، وزيد بن

ص: 1172

الحباب، وطبقتهم، وقيل: إنه روى عن يزيد بن زريع. وعنه أبو داود، وأبو زرعة، وعمران بن موسى السختياني، ومحمد بن محمد الباغندي، ومحمد بن المسيب الأرغياني، وجماعة.

توفي سنة خمسين.

289 -

‌ عبد الواحد بن يحيى بن خالد الغافقي

المعروف بسوادة.

نزل في غافق، وإنما ولاؤه لعمر بن عبد العزيز.

روى عن ضمام بن إسماعيل، ورشدين بن سعد، وابن وهب. روى عنه جماعة آخرهم عبد الكريم بن إبراهيم بن حبان.

ترجمه ابن يونس وقال: توفي قريبا من سنة خمس وأربعين.

وأخبرنا أحمد بن إبراهيم بن حكم المعافري قال: حدثنا عبد الواحد بن يحيى، قال: حدثنا ضمام بن إسماعيل، عن ربيعة بن سيف قال: كنا برودس، فقتل رجل قتله العدو، وتوفي رجل. فحملا إلى قبريهما، فمال الناس إلى المقتول، فقال فضالة بن عبيد صاحب النبي صلى الله عليه وسلم: والله ما كنت أبالي من أي حفرتيهما بعثت، ثم تلا:{وَالَّذِينَ هَاجَرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ ثُمَّ قُتِلُوا أَوْ مَاتُوا} الآيتين.

رواه ابن يونس في اسم ربيعة.

290 -

‌ عبد الوهاب بن زكريا

، أبو سعيد الأصبهاني المعدل، عم عبد الله بن محمد بن زكريا.

يروي عن أبي داود الطيالسي، وعبد الله بن بكر السهمي، وأزهر السمان، والقعنبي، وجماعة. وعنه مطين، ومحمد بن أحمد بن يزيد الزهري.

291 -

ق:‌

‌ عبد الوهاب بن الضحاك

، أبو الحارث العُرضي.

يروي عن إسماعيل بن عياش، وعبد العزيز بن أبي حازم، والوليد بن مسلم، وجماعة. وعنه ابن ماجه، وأبو عروبة الحراني، وعبدان، والحسن بن سفيان، ومحمد بن محمد الباغندي، وآخرون.

ص: 1173

ولي قضاء سلمية، وبها توفي سنة خمس وأربعين.

قال الدارقطني وغيره: متروك.

وقال البخاري: عنده عجائب.

وقال أبو داود: كان يضع الحديث، قد رأيته.

وأما محمد بن عوف فكان يحسن القول فيه.

وقال عبدان: هو والمسيب بن واضح سواء.

وقال ابن عدي: بعض حديثه لا يتابع عليه.

292 -

د:‌

‌ عبد الوهاب بن عبد الرحيم الأشجعي

الدمشقي الجوبري.

عن سفيان بن عيينة، وشعيب بن إسحاق، وجماعة. وعنه أبو داود، وأبو بكر بن أبي داود، وأبو الدحداح أحمد بن محمد، وآخرون.

توفي في المحرم سنة خمسين.

وكان صدوقا.

293 -

‌ عبد الوهاب بن فليح المكي المقرئ

، أبو إسحاق، مولى عبد الله بن عامر بن كريز.

أحد الحذاق بالقراءة، قرأ على داود بن شبل بن عباد، ومحمد بن سبعون، ومحمد بن بزيع، وشعيب بن أبي مرة، وجماعة من المكيين، وسمع من سفيان بن عيينة، واليسع بن طلحة، وعبد الله بن ميمون، ومروان بن معاوية الفزاري، والمعافى بن عمران الموصلي.

روى عنه القراءة عرضا إسحاق الخزاعي المكي، ومحمد بن عمران الدينوري، والحسن بن محمد الحداد، والعباس بن أحمد.

قال النقاش: حدثنا محمد بن عمران قال: سمعت عبد الوهاب بن فليح يقول: قرأت على أكثر من ثمانين نفسا، منهم من قرأت عليه، ومنهم من سألته عن الحروف المكية.

ص: 1174

قال عبد الرحمن بن أبي حاتم: عبد الوهاب بن فليح المقرئ، روى عنه أبي، وسئل عنه فقال: صدوق، كتبت عنه سنة اثنتين وأربعين ومائتين.

وقال محمد بن أحمد الشطوي: حدثنا عبد الوهاب بن فليح، قال: حدثنا سفيان، فذكر حديثا.

وقال محمد بن هارون الأزدي: حدثنا عبد الوهاب بن فليح، قال: حدثنا مروان بن مروان، فذكر حديثا.

وقال يحيى بن محمد بن صاعد: حدثنا عبد الوهاب بن فليح، قال: حدثنا عبد الله بن ميمون القداح.

وممن روى عنه حاتم بن منصور الشاشي، ومحمد بن موسى الحلواني، وغلط من قال: توفي سنة ثلاث وسبعين.

وقد وقع لي حديثه عاليا.

قرأت على عبد الحافظ بنابلس، ويوسف الحجار بدمشق: أخبركما موسى بن عبد القادر، قال: أخبرنا سعيد بن البناء، قال: أخبرنا علي بن البسري، قال: أخبرنا أبو طاهر المخلص قال: حدثنا يحيى بن محمد بن صاعد، قال: حدثنا عبد الوهاب بن فليح المكي، قال: حدثني اليسع بن طلحة بن أبزود المكي، عن أبيه، عن ابن عباس قال: جاءت أم محصن بنت قيس إلى النبي صلى الله عليه وسلم بصبي لها لم يأكل الطعام فقالت: يا رسول الله، برك عليه، فأجلسه في حجره فبال عليه الصبي، فدعا بماء فصبه على البول ولم يغسله.

اليسع هذا يروي عن عطاء بن أبي رباح أيضا. كان الحميدي يحط عليه، وقال البخاري: منكر الحديث.

قلت: وأبوه لم يذكره أبو محمد بن أبي حاتم، ولا أعرفه.

294 -

م ت:‌

‌ عبد بن حميد بن نصر

، أبو محمد الكشي، ويقال: الكسي بكسر الكاف وسين مهملة. واسمه عبد الحميد، ولكن خفف.

صنف المسند الكبير الذي وقع لنا منتخبه، والتفسير، وغير ذلك. وكان أحد الحفاظ بما وراء النهر.

رحل في حدود المائتين ولقي الكبار.

ص: 1175

فسمع يزيد بن هارون، وابن أبي فديك، ومحمد بن بشر العبدي، وعلي بن عاصم، ومحمد بن بكر البرساني، وحسين بن علي الجعفي، وأبا أسامة، وعبد الرحمن بن عبد الله الدشتكي، وعبد الرزاق، وخلقا كثيرا.

وعنه مسلم، والترمذي، وولده محمد بن عبد، وعمر بن محمد بن بجير، وبكر بن المرزبان السمرقندي، وزاهر بن عبد الله الصغدي، وإبراهيم بن خريم الشاشي، وحاتم بن الحسن الشاشي، وحفص بن بوخاش، وخلق سواهم.

توفي سنة تسع وأربعين.

علق له البخاري في دلائل النبوة من صحيحه.

قال غنجار في تاريخه: حدثنا أحمد بن أبي حامد الباهلي، قال: حدثنا حفص بن برخاش الكشي قال: كان شيخنا يحيى بن عبد الغفار مريضا، فعاده عبد بن حميد، فبكى وقال: لا أبقاني الله بعدك يا أبا زكريا، قال: فماتا جميعا. مات يحيى، ثم مات عبد اليوم الثاني فُجَاءَةً من غير مرض، ورفعت جنازتهما في يوم واحد.

كذا في السند ابن برخاش، وهو ابن بوخاش.

وممن حدث عن عبد أبو معاذ عباس بن إدريس، وسلمان بن إسرائيل الخجندي، والشاه بن جعفر النسفي، ومحمود بن عبثر، ومكي بن نوح المقرئ.

295 -

ق:‌

‌ عبد ربه بن خالد النميري البصري

، أبو المغلس.

روى عن أبيه، وفضيل بن سليمان النميري. وعنه ابن ماجه، وأبو بكر بن أبي عاصم، وابن أبي الدنيا، وعبدان الأهوازي.

وثقه ابن حبان.

وتوفي سنة اثنتين وأربعين.

296 -

ن:‌

‌ عبدة بن عبد الرحيم

، أبو سعيد المروزي.

عن ابن عيينة، وبقية، ووكيع، وطبقتهم. وعنه النسائي، وقال: ثقة،

ص: 1176

ومحمد بن زبان المصري، ومحمد بن أحمد بن عمارة، وآخرون.

توفي يوم عرفة بدمشق من سنة أربع وأربعين.

ويقال له: الباباني. وبابان محلة بمرو.

قال الحاكم: حدثنا أبو الحسين بن أبي القاسم المذكر، قال: سمعت عمر بن أحمد بن علي الجوهري ابن علك، قال: أخبرنا أبي قال: قال عبدة بن عبد الرحيم: خرجنا في سرية معنا شاب مقرئ صائم قوام، فمررنا بحصن، فمال لينزل، فنظر إلى امرأة من الحصن فعشقها، فقال لها: كيف السبيل إليك؟ قالت: هين؛ تتنصر وأنا لك. ففعل، فأدخلوه. فلما قفلنا من غزونا رأيناه ينظر من فوق الحصن، فقلنا: ما فعل قرآنك؟ ما فعلت صلاتك؟ قال: اعلموا أني نسيت القرآن كله، ما أذكر منه إلا قوله:{رُبَمَا يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْ كَانُوا مُسْلِمِينَ} الآية.

297 -

‌ عبيد الله بن إدريس النرسي ثم البغدادي

.

عن إسماعيل بن عياش، وعبد الله بن المبارك، وجماعة. وعنه ابنه أحمد، والقاسم بن زكريا المطرز، وعبد الله المدائني، وآخرون.

وكان ثقة، من موالي بني ضبة.

توفي سنة خمس وأربعين.

298 -

ق:‌

‌ عبيد الله بن الجهم البصري الأنماطي

.

عن ضمرة بن ربيعة، وأيوب بن سويد الرمليين. وعنه ابن ماجه، وأبو عروبة الحراني، وابن خزيمة، وأبو روق أحمد بن محمد الهزاني، وجماعة.

299 -

‌ عبيد الله بن حفص بن عمر

، أبو محمد العبدي البصري، ويعرف بعبيد.

سمع معاذ بن هشام، والفضل بن عبد الحميد الموصلي. وعنه أبو عروبة.

300 -

خ م ن:‌

‌ عبيد الله بن سعيد بن يحيى بن برد

، أبو قدامة السرخسي. مولى بني يشكر.

ص: 1177

سكن نيسابور ونشر بها علمه. وكان من الحفاظ الأثبات. سمع حفص بن غياث، ويحيى القطان، وسفيان بن عيينة، ومعاذ بن هشام، ووهب بن جرير، وعبد الرحمن بن مهدي، وإسحاق الأزرق، وطبقتهم.

وقد روى البخاري في كتاب الأفعال عنه، عن حماد بن زيد. فإن كان لقيه فهو أكبر شيوخه.

روى عنه البخاري، ومسلم، والنسائي، وإبراهيم بن أبي طالب، وأبو زرعة، وجعفر الفريابي، والحسين بن محمد القباني، ومحمد بن إسحاق السراج، وابن خزيمة، وخلق.

قال النسائي: ثقة مأمون قل من كتبنا عنه مثله.

وقال إبراهيم بن أبي طالب: ما قدم علينا نيسابور أثبت من أبي قدامة ولا أتقن منه.

وقال ابن حبان: هو الذي أظهر السنة بسرخس، ودعا الناس إليها.

وقال يحيى بن الذهلي: كان إماما فاضلا خيرا.

وقال البخاري: مات سنة إحدى وأربعين. زاد غيره: بفربر.

301 -

‌ عبيد الله بن عبد الله بن المنكدر بن محمد بن المنكدر التيمي

، أبو القاسم المدني. نزيل قوص.

روى عن ابن أبي فديك، وغيره. روى عنه عليل بن أحمد، وعلي بن الحسن بن قديد، وأحمد بن داود، وجماعة مصريون.

توفي في آخر سنة خمس وأربعين بمكة بعد قضاء النسك.

302 -

ت ق:‌

‌ عبيد بن أسباط بن محمد

، أبو محمد القرشي. مولاهم الكوفي.

عن أبيه، وعبد الله بن إدريس، ويحيى بن يمان، وغيرهم. وعنه الترمذي، وابن ماجه، والبخاري في غير الجامع، ومطين، ومحمد بن يحيى بن منده، وإبراهيم بن محمد بن متويه، وجماعة.

ص: 1178

قال مطين: مات في ربيع الآخر سنة خمسين، قال: وكان ثقة.

303 -

خ:‌

‌ عبيد بن إسماعيل

، أبو محمد القرشي الهباري الكوفي. اسمه عبد الله.

روى عن المحاربي، وسفيان بن عيينة، وعبد الله بن إدريس، وعيسى بن يونس، وأبي أسامة، وجماعة. وعنه البخاري، وعبد الله بن زيدان البجلي، وعلي بن العباس المقانعي، وعمر البجيري، ومطين، ومحمد بن الحسين الخثعمي الأشناني، وآخرون.

وثقه مطين أيضا، وقال: مات في آخر ربيع الأول سنة خمسين.

304 -

د:‌

‌ عبيد بن هشام

، أبو نعيم الحلبي القلانسي. جرجاني الأصل.

روى عن مالك بن أنس، وإبراهيم بن محمد بن أبي يحيى الأسلمي، وعبيد الله بن عمرو الرقي، وأبي المليح الحسن بن عمر الرقي، وابن المبارك، وبكر بن خنيس العابد، وسفيان بن عيينة، وعبد العزيز بن عبد الصمد العمي، وجماعة.

وعنه أبو داود حديثا واحدا، وبقي بن مخلد، والحسن بن سفيان، وجعفر الفريابي، وأبو عروبة، وأبو بكر بن أبي داود، وأحمد بن عبد الله بن سابور الدقاق، وسعيد بن عبد العزيز الحلبي، ومحمد بن محمد الباغندي، وخلق.

قال أبو حاتم: صدوق.

وقال أبو داود: ثقة، إلا أنه تغير في آخر أمره. لقن أحاديث ليس لها أصل.

وقال النسائي: ليس بالقوي.

305 -

‌ عبدوس بن مالك العطار

، صاحب الإمام أحمد.

كان أحمد يجله ويحترمه لسنه. روى عن إسحاق الأزرق، وشبابة بن

ص: 1179

سوار، وجماعة. وعنه عبد الله بن أحمد بن حنبل، ومحمد بن إسحاق السراج، وآخرون.

306 -

ن:‌

‌ عتبة بن عبد الله بن عتبة اليحمدي المروزي

، أبو عبد الله. من بقايا المسندين بخراسان.

روى عن مالك بن أنس، وسعيد بن سالم القداح، وابن المبارك، وابن عيينة، والفضل بن موسى السيناني، وجماعة. وعنه النسائي، ومحمد بن علي الحكيم الترمذي، وعيسى بن محمد المروزي الكاتب، وإسحاق بن إبراهيم البستي، والحسن بن سفيان، وابن خزيمة، وهو من كبار شيوخه.

قال النسائي: لا بأس به، وقال مرة: ثقة.

وممن روى عنه أبو رجاء محمد بن حمدويه مؤرخ مرو، وقال: مات في ذي الحجة سنة أربع وأربعين.

307 -

عتاب بن ورقاء.

أحد فحول الشعراء في هذا الوقت، وله في الزهد هذه القطعة البديعة.

أما صحى أما انتهى أما ارعوى أما رأى الشيب بفوديه بدا؟ سقيا لأيام الشباب وله غادرني من بعده بادي الأسى أكان ربعا ذا أنين فعفا أم كان بردا ذا شباب فنضا؟ بل كان ملكا فانقضى وخفض عيش فمضى وجد سعد فكبى وله:

إن الليالي للأنام مناهل تطوى وتبسط بينها الأعمار فقصارهن مع الهموم طويلة وطوالهن مع السرور قصار

308 -

ق: عثمان بن إسماعيل بن عمران، أبو محمد الهذلي الدمشقي.

عن الوليد بن مسلم، ومروان بن معاوية. وعنه ابن ماجه، وأحمد بن أنس بن مالك، والحسن بن سفيان، ومحمد بن خريم العقيلي، وجماعة.

ص: 1180

309 -

‌ عثمان بن أيوب بن أبي الصلت القرطبي

. الفقيه الزاهد.

روى عن الغاز بن قيس، وأصبغ بن الفرج المصري، وجماعة، وهو أول من أدخل المدونة إلى الأندلس. وكان كبير المحل، أريد على القضاء فامتنع. وكان صديقا ليحيى بن يحيى.

توفي سنة ست، أو سبع وأربعين.

310 -

‌ عذرة بن مصعب العذري

، أبو مجاهد المصري المؤذن.

عن ابن وهب، وغيره.

مات في شعبان سنة اثنتين وأربعين.

311 -

‌ عسكر بن الحصين

، أبو تراب النخشبي الزاهد.

من كبار مشايخ الطريق. ونخشب هي نسف بلد من نواحي بلخ.

صحب حاتما الأصم، وغيره. وحدث عن محمد بن عبد الله بن نمير، ونعيم بن حماد، وأحمد بن نصر النيسابوري، وغيرهما. وعنه الفتح بن شخرف، وأحمد بن الجلاء، وأبو بكر بن أبي عاصم، وعبد الله بن أحمد بن حنبل، وعبد الله بن محمد بن زكريا الأصبهاني، ويوسف بن الحسين الرازي، وعلي بن أحمد السائح، وآخرون. وكان صاحب أحوال وكرامات.

روى عن أحمد بن نصر، عن أبي غسان الكوفي، عن مسلم بن جعفر قال: قال وهب بن منبه: الإيمان عريان ولباسه التقوى، وزينته الحياء، وماله الفقه.

وقال: ثلاث من مناقب الإيمان: الاستعداد للموت، والرضا بالكفاف، والتفويض إلى الله. وثلاث من مناقب الكفر: طول الغفلة عن الله، والطيرة، والحسد.

وعن يوسف بن الحسين، قال: كنت مع أبي تراب بمكة فقال: أحتاج إلى كيس دراهم، فإذا رجل قد صب في حجره كيس دراهم، فجعل يفرقه على من حوله، وكان فيهم فقير يتراءى له أن يعطيه شيئا، فما أعطاه شيئا. ونفدت الدراهم، وبقيت أنا وأبو تراب والفقير، فقال له: تراءيت لك غير مرة، فلم تعطني شيئا. فقال له: أنت لا تعرف المعطي.

ص: 1181

وعن أبي تراب قال: إذا رأيت الصوفي قد سافر بلا ركوة فاعلم أنه قد عزم على ترك الصلاة.

وسئل أبو تراب عن صفة العارف، فقال: الذي لا يكدره شيء، ويصفو به كل شيء.

وقال أبو عبد الله ابن الجلاء: لقيت ألفي شيخ، ما لقيت فيهم من الصادقين إلا رجلين، أحدهما أبو تراب النخشبي، والآخر أبو عبيد البسري.

وقال أحمد بن مروان الدينوري: حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل قال: جاء أبو تراب النخشبي إلى أبي، فجعل يقول أبي: فلان ضعيف، فلان ثقة، فقال أبو تراب: لا تَغْتَبِ العلماء يا شيخ، فالتفت أبي إليه وقال له: ويحك، هذا نصيحة، ليس هذا غيبة.

كان أبو تراب كثير الحج، فانقطع ببادية الحجاز، فنهشته السباع في سنة خمس وأربعين.

312 -

‌ عصابة الجرجرائي

، اسمه إسماعيل بن محمد بن حاتم الباذامي، نسبة إلى جده باذام.

قال الصولي: كان يتعسف الألفاظ، ويتشيع، ويهجو العباسيين.

وقال محمد بن داود بن الجراح الكاتب في أخبار الشعراء: يطيل ويتعسف غريب الكلام، وليس لشعره حلاوة. وقد مدح إسحاق بن إبراهيم متولي بغداد.

قال الصولي: أنشدنا أبو مالك الكندي، قال: أنشدنا إسماعيل بن محمد الباذامي لنفسه في الحسن بن رجاء:

خوان الأمير معمى المكان له شبح ليس بالمستهان يرى بالخواطر لا بالمجس وبالخبر الشاذ لا بالعيان رقاق كمثل خيوط السمام يقعن من الشمس في حراءان فإن شرعت فيه أيديهم رجعن إليهم قصار البنان وأما غضائره الواردات فأسماء ليس لها معانٍ

313 -

ن ق:‌

‌ عصمة بن الفضل النميري

، أبو الفضل النيسابوري.

ص: 1182

عن أبي معاوية، وحسين الجعفي، وزيد بن الحباب، وحرمي بن عمارة، وجماعة. وعنه الترمذي، وابن ماجه، وعبد الله بن أحمد بن أبي دارة، ومحمد بن إسحاق السراج، والحسن بن الحباب المقرئ، ومحمد بن عثمان بن أبي شيبة، وطائفة.

قال أبو حاتم: صدوق.

وقال الحسين القباني: مات عصمة سنة خمسين.

314 -

ن:‌

‌ عقبة بن قبيصة بن عقبة

، أبو رئاب السوائي العامري الكوفي.

سمع أباه، وعمه سفيان، وعبيد الله بن موسى، وأبا نعيم. وعنه النسائي، ومحمد بن علي الحكيم الترمذي، ومطين، وابن خزيمة، وغيرهم.

قال النسائي: صالح.

315 -

م د ت ق:‌

‌ عقبة بن مكرم بن أفلح

، أبو عبد الملك العمي البصري، لا الكوفي؛ ذلك تقدم في الطبقة الماضية.

عن غندر، ومحمد بن أبي عدي، وابن أبي فديك، ويحيى القطان، وعبد الرحمن بن مهدي، ووهب بن جرير، وخلق. وعنه مسلم، وأبو داود، والترمذي، وابن ماجه، وبقي بن مخلد، وأبو بكر بن أبي عاصم، وأحمد بن عمرو البزار، وعلي بن زاطيا، وأبو القاسم البغوي، ويحيى بن صاعد، وآخرون.

قال أبو داود: ثقة ثقة، فوق بندار في الثقة عندي.

وقال غيره: كان ثقة مجودا.

قال السراج: مات سنة ثلاث وأربعين.

316 -

‌ علكدة بن نوح بن اليسع الرعيني الأندلسي

.

عن ابن وهب، وابن القاسم، وغيرهما.

ص: 1183

توفي سنة اثنتين وأربعين.

317 -

‌ علي بن الأزهر بن عبد ربه بن الجارود

ابن صاحب تستر الهرمزان، أبو الحسن الرازي.

يروي عن الفضيل بن عياض، وجرير بن عبد الحميد، ويحيى بن سليم، وغيرهم.

توفي يوم عرفة بخجند مما وراء النهر.

318 -

‌ علي بن بكار بن هارون

، أبو الحسن المصيصي.

عن أبي إسحاق الفزاري، ومخلد بن الحسين. وعنه أبو الطيب أحمد بن عبيد الله الدارمي، وأحمد بن هارون البرديجي، والحسن بن أحمد بن فيل، ومحمد بن بركة برداعس، ومطين، وجماعة.

وذكره ابن حبان في الثقات.

توفي بعد الأربعين ومائتين.

319 -

‌ علي بن جميل الرقي

، أبو الحسن.

عن جرير، وعيسى بن يونس، والوليد بن مسلم. وعنه الحسين بن عبد الله بن يزيد القطان، وأبو عروبة، والفضل بن عبد الله بن مخلد.

وكان كذابا.

قال ابن عدي: يسرق الحديث وروى البواطيل عن الثقات.

وقال ابن حبان: لا يحل كتب حديثه بحال.

توفي سنة سبع وأربعين.

320 -

‌ علي بن الجهم بن بدر

، أبو الحسن السامي الخراساني الأصل. البغدادي الشاعر المشهور، صاحب الديوان المعروف.

قيل كان: يرجع إلى دين وخير، وبراعة في ضروب الشعر. وله اختصاص زائد بالمتوكل.

ومن شعره:

ص: 1184

خليلي ما أحلى الهوى وأمره وأعلمني بالحلو منه وبالمر بما بيننا من حرمة هل رأيتما أرق من الشكوى وأقسى من الهجر؟ وأفصح من عين المحب بسره ولا سيما إن أطلقت عبرة تجري وله:

نوب الزمان كثيرة وأشدها شمل تحكم فيه يوم فراق يا قلب لم عرضت نفسك للهوى؟ أوما رأيت مصارع العشاق وكان ناصبيا منحرفا عن علي عليه السلام. وقع في الآخر بينه وبين المتوكل لكونه هجاه، فنفاه وكتب إلى ابن طاهر الأمير فصلبه يوما كاملا، ثم أطلقه. فسافر وتنقل إلى الشام، فورد على المستعين كتاب من صاحب البريد بحلب أن علي بن الجهم خرج من حلب إلى العراق، فخرجت عليه وعلى جماعة معه خيل من كلب، فقاتلهم قتالا شديدا دون ماله، فأثخن بالجراح، ولحقه الناس بآخر رمق، فمات في سنة تسع وأربعين.

وكانت بينه وبين أبي تمام الطائي مودة أكيدة. ويقال: كان علي بن الجهم في المحدثين كالنابغة في المتقدمين؛ لأنه اعتذر إلى المتوكل بما لا يقصر عن اعتذارات النابغة إلى النعمان؛ فمن ذلك:

عفا الله عنك أما حرمة تعود بعفوك أن أبعدا ألم تر عبدا عدا طوره ومولى عفا ورشيدا هدا أقلني أقالك من لم يزل يقيك ويصرف عنك الردا وله في حبسه:

قالوا حبست فقلت ليس بضائري حبسي وأي مهند لم يغمد وله وقد عري وصلب أبيات يشبه نفسه فيها بالسيف وقد جرد. وكان يعد من طبقة أبي تمام في الشعراء.

وقد ذكر المسعودي عنه أنه كان يسب أباه الذي سماه عليا بغضا منه لعلي، رضي الله عنه ولا رضي عن باغضه.

ص: 1185

321 -

خ م ت ن:‌

‌ علي بن حجر بن إياس بن مقاتل بن مخادش بن مشمرج

، أبو الحسن السعدي المروزي. ولمشمرج صحبة ووفادة.

ثقة، حافظ، رحال عالي الإسناد، كبير القدر.

سمع شريك بن عبد الله، وعبيد الله بن عمرو الرقي، وإسماعيل بن جعفر، وإسماعيل بن عياش، وإسماعيل ابن علية، وجرير بن عبد الحميد، وعبد الرحمن بن أبي الزناد، وعبد العزيز بن أبي حازم، وابن المبارك، وهشيم بن بشير، وأبا الخطاب معروفا الخياط صاحب واثلة بن الأسقع، وخلقا كثيرا بالشام، والعراق، والحجاز، وخراسان، والجزيرة.

وعنه البخاري، ومسلم، والترمذي، والنسائي، وإبراهيم بن أورمة الأصبهاني، وعبدان بن محمد المروزي، والحسن بن سفيان، وأبو رجاء محمد بن حمدويه، ومحمد بن علي الحكيم الترمذي، ومحمد بن أحمد بن أبي عون النسائي، وابن عمه محمد بن عبد الله بن أبي عون، والحسن بن الطيب البلخي، ومحمد بن إسحاق بن خزيمة، وخلق.

وروى عنه محمد بن علي بن حمزة المروزي، وقال: كان فاضلا حافظا، نزل بغداد ثم تحول إلى مرو فنزل قرية زرزم.

وقال النسائي: ثقة مأمون حافظ.

وقال أبو بكر الأعين: مشايخ خراسان ثلاثة: قتيبة بن سعيد، وعلي بن حجر، ومحمد بن مهران الرازي.

ولعلي مصنفات منها كتاب أحكام القرآن.

وقال الحسن بن سفيان: سمعت علي بن حجر ينشد:

وظيفتنا مائة للغريب في كل يوم سوى ما يفاد شريكية أو هشيمية أحا ديث فقه قصار جياد قال: وأنشد مرة وقد سألوه الزيادة:

لكم مائة في كل يوم أعدها حديثا حديثا لا أزيدكم حرفا وما طال منها من حديث فإنني به طالب منكم على قدره صرفا فإن أقنعتكم فاسمعوها سريحة وإلا فجيئوا من يحدثكم ألفا وقال محمد بن عبد الرحمن الدغولي: حدثنا عبد الله بن جعفر بن خاقان

ص: 1186

المروزي قال: وجه بعض مشايخ مرو إلى علي بن حجر بشيء من السكر والأرز وثوب، فرده وكتب إليه:

جاءني عنك مرسل بكلام فيه بعض الإيحاش والإحشام فتعجبت ثم قلت تعالى ربنا، ذا من الأمور العظام خاب سعيي لئن شريت خلاقي بعد تسعين حجة بحطام أنا بالصبر واحتمالي لإخوا ني أرجو حلول دار السلام والذي سمتنيه يزري بمثلي عند أهل العقول والأحلام قال أبو عمرو أحمد بن المبارك المستملي: سمعت علي بن حجر يقول: ولدت سنة أربع وخمسين ومائة.

وقال غير واحد: توفي في نصف جمادى الأولى سنة أربع وأربعين، فاستكمل تسعين سنة.

322 -

ن:‌

‌‌

‌ علي بن الحسن الكوفي

اللاني

.

ولان من فزارة. واللان من بلاد العجم.

روى عن المعافى بن عمران، وعبد الرحيم بن سليمان. وعنه النسائي، وعبد الله بن ناجية، ومطين، وغيرهم.

صدوق.

323 -

ت: علي بن الحسن الكوفي.

عن إسماعيل بن إبراهيم التيمي، ومحبوب بن محرز القواريري. وعنه الترمذي.

وأظنه اللاني.

324 -

‌ علي بن الحسن بن السماك

، ويقال: السمان.

عن عبد الرحمن المحاربي. وعنه مطين، وأبو بكر أحمد بن عمرو البزار.

كنيته أبو الحسين.

ص: 1187

325 -

ت ن:‌

‌ علي بن سعيد بن مسروق

، أبو الحسن الكندي الكوفي، ابن أخي محمد بن مسروق قاضي مصر.

روى عن ابن المبارك، ويحيى بن زكريا بن أبي زائدة، ويحيى بن يعلى التيمي، وعبيد الله الأشجعي، وحفص بن غياث، وجماعة. وعنه الترمذي، والنسائي، وأحمد بن يحيى التستري، وعلي بن العباس المقانعي، وابن خزيمة، ومحمد بن محمد الباغندي، وابن صاعد، وطائفة.

قال أبو حاتم: صدوق.

وقال مطين: ثقة.

مات في جمادى الأولى سنة تسع وأربعين ومائتين.

326 -

ت:‌

‌ علي بن عيسى بن يزيد الكراجكي البغدادي

.

عن شبابة، وروح بن عبادة، ومحمد بن عمر الواقدي، وعبد الله بن بكر السهمي، وجماعة. وعنه الترمذي، وأبو بكر بن أبي الدنيا، وابن خزيمة، وعلي بن عبد الحميد الغضائري، والقاضي المحاملي، وجماعة.

وثقه ابن حبان.

ومات سنة سبع وأربعين.

327 -

‌ علي بن الفضل القيسي الكرابيسي البصري

، أبو الحسن.

سمع إبراهيم بن سعد، وسفيان بن عيينة. سمع منه أبو حاتم الرازي في الرحلة الثالثة وقال: صدوق.

328 -

ن ق:‌

‌ علي بن ميمون

، أبو الحسن الرقي العطار.

عن أبي معاوية الضرير، وحفص بن غياث، ومعن بن عيسى، وسفيان بن عيينة، وطبقتهم. وعنه النسائي، وابن ماجه، وبقي بن مخلد، وعبدان الأهوازي، وأبو عروبة، والحسن بن أحمد بن فيل البالسي، وآخرون.

قال النسائي: لا بأس به.

وقال أبو علي الحراني: مات سنة ست وأربعين ومائتين.

ص: 1188

329 -

م د ت ن:‌

‌ علي بن نصر بن علي بن نصر بن علي بن صهبان بن أبي

، أبو الحسن الجهضمي البصري.

من أولاد العلماء، روى عن أبي عاصم النبيل، وعبد الصمد بن عبد الوارث، ووهب بن جرير، ويزيد بن هارون، وطائفة. وعنه مسلم، وأبو داود، والترمذي، والنسائي، وأحمد بن يحيى التستري، وجعفر الفريابي، وأبو بكر بن أبي داود، وطائفة.

وروى عنه البخاري في تاريخه.

قال ابن أبي حاتم: سألت أبي عنه فوثقه، وأطنب في ذكره والثناء عليه.

وقال الترمذي: كان حافظا صاحب حديث.

قلت: ورخوه في شعبان سنة خمسين؛ ومات أبوه قبله بنحو مائة يوم أو أكثر.

330 -

خ:‌

‌ علي بن الهيثم البغدادي صاحب الطعام

.

عن حماد بن مسعدة، وعمر بن يونس اليمامي، ويحيى بن سليم، ومعلى بن منصور الرازي، وغيرهم. وعنه البخاري، ومحمد بن علي الطبري، والقاضي المحاملي.

331 -

‌ علي بن يونس بن أبان الأصبهاني

، مولى بني تميم.

عن عبد الرحمن بن مهدي، وجماعة. وعنه محمد بن العباس الأخرم، وعبد الله بن أحمد بن أسيد، وابنه حسن بن علي.

332 -

‌ علي بن أبي علي الأنصاري

، مولاهم الأصبهاني.

عن ابن عيينة، وأبي داود الطيالسي، وأبي عامر العقدي، وحبيب بن هوذة. وعنه أحمد بن الحسين الأنصاري، وأحمد بن علي بن الجارود، وأحمد بن محمود بن صبيح الأصبهانيون.

ص: 1189

توفي سنة اثنتين وأربعين.

333 -

ن:‌

‌ عمار بن الحسن بن بشير

، أبو الحسن الهمداني الرازي. نزيل نسا.

عن جرير بن عبد الحميد، وعبد الله بن المبارك، وشجاع البلخي المقرئ، وزافر بن سليمان، وسلمة بن الفضل الأبرش، وجماعة. وعنه النسائي، والحسن بن سفيان، وعبدان بن محمد المروزي، وعبد الله بن أحمد بن خزيمة الباوردي، ومحمد بن أحمد بن أبي عون النسائي، وطائفة كبيرة.

وثقه النسائي، وغيره. وله شعر حسن.

توفي سنة اثنتين وأربعين وله ثلاث وثمانون سنة.

334 -

ق:‌

‌ عمار بن طالوت بن عباد

، أخو عثمان.

يروي عن أبي عاصم النبيل، وعبد الملك بن عبد العزيز بن الماجشون، ومحمد بن أبي عدي، وجماعة. وعنه ابن ماجه، وإبراهيم بن أورمة، وعبدان الأهوازي، وعبد الرحمن بن محمد بن حماد الطهراني، وآخرون.

335 -

‌ عمارة بن عقيل

.

بغدادي أخباري، أديب علامة. روى عنه أبو العيناء، والمبرد.

نقل الخطيب في تاريخه عنه حكاية؛ وهي: قال: كنت رجلا دميما داهية، فتزوجت امرأة حسناء رعناء؛ ليكون أولادي في جمالها، ودهائي، فجاؤوا في رعونتها ودمامتي.

336 -

ن:‌

‌ عمران بن خالد بن يزيد

، أبو عمر، ويقال: أبو عمرو القرشي، ويقال: الطائي.

مولاهم الدمشقي أخو هاشم بن خالد.

روى عن سفيان بن عيينة، وحاتم بن إسماعيل، وعبد العزيز الدراوردي، وعبد الرحمن بن أبي الرجال، وعيسى بن يونس، وإسماعيل بن عبد الله بن سماعة، ومعروف الخياط، وطائفة. وعنه النسائي، وإبراهيم بن دحيم، وأحمد بن أنس بن مالك، والحسن بن سفيان، ومحمد بن المعافى

ص: 1190

الصيداوي، ومحمد بن محمد الباغندي، وطائفة.

قال النسائي: لا بأس به.

وقال عمرو بن دحيم: مات في ربيع الآخر سنة أربع وأربعين.

337 -

‌ عمران بن محمد

، أبو جعفر الموصلي الخيزراني.

عن معتمر بن سليمان، ويزيد بن هارون، وجماعة. وعنه صالح بن العلاء العبدي الموصلي.

توفي سنة تسع وأربعين.

338 -

ت ن ق:‌

‌ عمران بن موسى الليثي القزاز

، أبو عمرو البصري.

عن حماد بن زيد، وعبد الواحد بن زياد، وعبد الوارث بن سعيد. وعنه الترمذي، والنسائي، وابن ماجه، وعمر بن محمد بن بجير، وابن خزيمة، وجماعة.

وثقه النسائي.

وتوفي سنة بضع وأربعين.

339 -

‌ عمران بن موسى الطرسوسي

.

عن أبي جابر محمد بن عبد الملك، وعثمان، وجماعة. ومات كهلا.

روى عنه أبو الجهم بن طلاب، وسعيد بن عمرو البرذعي.

340 -

ت:‌

‌ عمر بن إسماعيل بن مجالد بن سعيد الهمداني الكوفي

. نزيل بغداد.

عن أبيه عن جده، وعن حفص بن غياث، ومعتمر بن سليمان، ويعلى بن الأشدق، وجماعة. وعنه الترمذي، وأحمد بن الحسن بن عبد الجبار الصوفي، وإبراهيم بن محمد بن متويه، وابن ناجية، ومحمد بن جرير الطبري، وطائفة.

قال أبو حاتم: ضعيف.

ص: 1191

وقال النسائي: متروك.

قلت: ومن ذنوبه روايته عن أبي معاوية، عن الأعمش، عن مجاهد، عن ابن عباس رفعه: أنا مدينة العلم وعلي بابها. والحديث موضوع ما رواه الأعمش.

341 -

ت:‌

‌ عمر بن حفص بن صبيح

، أبو الحسن الشيباني اليماني ثم البصري.

عن عبد الله بن وهب، ويحيى بن سعيد القطان، وعبد الرحمن بن مهدي، وجماعة. وعنه الترمذي، وابن خزيمة، وعمر بن محمد بن بجير، وأبو عروبة الحراني، وآخرون.

توفي في حدود سنة خمسين.

وهو صدوق.

342 -

د:‌

‌ عمر بن حفص بن عمر بن سعد النميري الوصابي الحمصي

.

عن بقية بن الوليد، ومحمد بن حمير، واليمان بن عدي. وعنه أبو داود، وأبو بكر بن أبي عاصم، وأبو عروبة الحراني، وأبو بكر بن أبي داود، ومكحول البيروتي، وجماعة.

توفي سنة ست وأربعين ومائتين.

343 -

‌ عمر بن حفص الدمشقي الخياط

.

عن معروف الخياط صاحب واثلة بن الأسقع. وعنه أحمد بن عامر، وأبو الحسن بن جوصا، وغيرهما.

وهو منكر الحديث.

344 -

خ ن:‌

‌ عمر بن محمد بن الحسن ابن التل

، أبو حفص الأسدي الكوفي. أخو جعفر.

ص: 1192

سمع أباه، ووكيعا، ويحيى بن يمان. وعنه البخاري، والنسائي، وزكريا خياط السنة، ومحمد بن المجدر، وابن صاعد، وأحمد بن عبد الله الوكيل، وابنا المحاملي، وآخرون.

وقال النسائي: صدوق.

وقال البخاري: مات في شوال سنة خمسين.

قال سعيد البرذعي: قال لي أبو حاتم: كان ابن التل يصحف فيقول: معاد بن خيل، وحجاج بن فراقصة، وعلقمة بن مرتد! فقلت له: أبوك لم يسلمك إلى الكتاب؟ فقال: كان لنا ضبنة أشغلتنا عن الحديث.

345 -

د:‌

‌ عمر بن يزيد السياري

، أبو حفص البصري الصفار. نزيل الثغر.

عن عبد الوارث، وسفيان بن عيينة، وفضيل بن عياض، ومسلم بن خالد الزنجي، وعباد بن العوام، وطائفة. وعنه أبو داود، وبقي بن مخلد، وعبدان الأهوازي، والحسين بن عبد الله الرقي القطان، وأبو عبيد علي بن حربويه القاضي، وأبو الطاهر بن فيل، ووالده.

وقال محمد بن عبد الرحيم صاعقة: صدوق.

346 -

‌ عمرو بن بحر بن محبوب

، أبو عثمان الجاحظ. البصري المتكلم المعتزلي، صاحب التصانيف المشهورة.

أخذ عن أبي إسحاق النظام، وغيره، وحدث عن أبي يوسف القاضي، وثمامة بن أشرس، وحجاج بن محمد. وعنه أبو العيناء محمد بن القاسم، ويموت بن المزرع، وأبو بكر بن أبي داود، وأبو سعيد العدوي، وغيرهم.

وكان واسع النقل كثير الاطلاع، من أذكياء بني آدم وأفرادهم وشياطينهم.

قال أبو العباس ثعلب: ليس بثقة ولا مأمون.

ص: 1193

قال الخطيب: حدثنا علي بن أحمد النعيمي من حفظه، قال: حدثنا أبو أحمد الحسن بن عبد الله بن سعيد، قال: حدثنا أبو بكر بن أبي داود قال: دخلت على عمرو بن بحر الجاحظ فقلت له: حدثني بحديث، فقال: حدثنا الحجاج بن محمد، قال: حدثنا حماد بن سلمة، عن عمرو بن دينار، عن عطاء بن يسار، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إذا أقيمت الصلاة فلا صلاة إلا المكتوبة.

وأما ما رواه محمد بن عبد الله الشيباني الكذاب فقال: حدثنا ابن أبي داود، قال: أتيت منزل الجاحظ، فاطلع إلي من خوخة فقال: من هذا؟ قلت: رجل من أصحاب الحديث. فقال: ومتى عهدتني أقول بالحشوية؟ قلت: إني ابن أبي داود. قال: مرحبا بك وبأبيك. فنزل وفتح لي وقال: ادخل، أيش تريد؟ فقلت: حدثني بحديث. قال: اكتب: حدثنا حجاج، عن حماد، عن ثابت، عن أنس: أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى على طنفسة. فقلت: حدثني حديثا آخر. فقال: ابن أبي داود لا يكذب.

قال يموت بن المزرع: كان جد الجاحظ جمالا أسود.

وعن الجاحظ قال: نسيت كنيتي ثلاثة أيام، فأتيت أهلي فقلت: بمن أكنى؟ قالوا: بأبي عثمان.

وقال المبرد: حدثني الجاحظ قال: وقفت أنا وأبو حرب على قاص، فأردت الولوع به، فقلت لمن حوله: إنه رجل صالح لا يحب الشهرة، فتفرقوا عنه. فقال لي: الله حسيبك، إذا لم ير الصياد طيرا كيف يمد شبكته.

وذكر المبرد أنه ما رأى أحرص على العلم من ثلاثة: الجاحظ، وكان إذا وقع بيده كتاب قرأه كله؛ وإسماعيل القاضي، ما دخلت إليه إلا وبيده كتاب ينظر فيه؛ والفتح بن خاقان، كان يحمل الكتاب في خفه، فإذا قام من بين يدي المتوكل لأمر نظر فيه وهو يمشي، وكذلك في رجوعه.

وقال يموت بن المزرع: سمعت خالي الجاحظ يقول: أمليت على إنسان مرة: أنا عمرو، فاستملى: أبا بشر وكتب أبا زيد.

وقال إسماعيل ابن الصفار: حدثنا أبو العيناء قال: أنا والجاحظ وضعنا

ص: 1194

حديث فدك، فأدخلنا على الشيوخ ببغداد، فقبلوه إلا ابن شيبة العلوي، فإنه قال: لا يشبه آخر هذا الحديث أوله. فلم يقبله.

قال الصفار: كان أبو العيناء يحدث بهذا بعدما تاب.

وأنشد المبرد للجاحظ:

إن حال لون الرأس عن حاله ففي خضاب الرأس مستمتع هب من له شيب له حيلة فما الذي يحتاله الأصلع؟ وقال رجل للجاحظ: كيف حالك؟ فقال: يتكلم الوزير برأيي، وصلات الخليفة متواترة إلي، وآكل من لحم الطير أسمنها، وألبس من ألينها، وأنا صابر حتى يأتي الله بالفرج. فقال له: الفرج ما أنت فيه. قال: بل أحب أن لي الخلافة، ويختلف إلي محمد بن عبد الملك، يعني الوزير، فهذا هو الفرج.

وقال أبو العيناء: أنشدنا الجاحظ:

يطيب العيش أن تلقى حكيما وفضل العلم يعرفه الأديب سقام الحرص ليس له دواء وداء الجهل ليس له طبيب وقد عمر الجاحظ وبقي كلحم على وضم.

قال المبرد: دخلت على الجاحظ في آخر أيامه فقلت: كيف أنت؟ قال: كيف يكون من نصفه مفلوج ونصفه الآخر منقرس، لو طار عليه الذباب لآلمه، والآفة في هذا أني قد جزت التسعين.

وعن عبدان الطبيب قال: دخلنا على الجاحظ نعوده فأتى إليه رسول المتوكل يطلبه، فقال: وما يصنع أمير المؤمنين بشق مائل ولعاب سائل؟ ما تقولون في رجل له شقان، أحدهما لو غرز بالمسال ما أحس والآخر يمر به الذباب فيغوث. وأكثر ما أشكوه الثمانون.

قال ابن زبر في الوفيات: توفي سنة خمسين.

وقال الصولي: سنة خمس وخمسين.

ص: 1195

قال أبو هفان: ثلاثة لم أر قط ولا سمعت أحب إليهم من الكتب والعلوم: الجاحظ، لم يقع بيده كتاب إلا استوفى مطالعته، حتى إنه كان يكتري دكاكين الوراقين، ويبيت فيها للنظر، والفتح بن خاقان، كان يمشي والكتاب في كمه ينظر فيه، وإسماعيل القاضي، ما جئت إليه إلا رأيته يطالع، أو نحو ذلك.

347 -

م ن ق:‌

‌ عمرو بن سواد بن الأسود

بن عمرو بن محمد بن عبد الله بن سعد بن أبي سرح، أبو محمد العامري السرحي المصري.

راوية ابن وهب. وروى أيضا عن الشافعي، وأشهب بن عبد العزيز. وعنه مسلم، والنسائي، وابن ماجه، وبقي بن مخلد، وأبو حاتم، وأسامة بن أحمد التجيبي، ومحمد بن الحسن بن قتيبة العسقلاني، والحسن بن سفيان، ومحمد بن محمد الباغندي، وخلق.

قال أبو حاتم: صدوق.

قلت: توفي في العشرين من رجب سنة خمس وأربعين.

348 -

‌ عمرو بن سهل

، أبو علي الرازي.

عن يحيى بن ضريس، وعبد الله بن نمير، وأبي أسامة، وطبقتهم. وعنه أبو زرعة، وأبو حاتم.

وقال أبو حاتم: صدوق.

349 -

ق:‌

‌ عمرو بن أبي عاصم الضحاك بن مخلد الشيباني البصري

.

عن أبيه أبي عاصم النبيل. وعنه ابن ماجه، وابنه أبو بكر بن أبي عاصم، وعبد الله بن أحمد بن حنبل، وأبو يعلى الموصلي، ومحمد بن الحسن بن قتيبة العسقلاني، وطائفة. ولم أر له رواية عن غير والده.

قال ابن حبان في الثقات: مستقيم الحديث. كان على قضاء الشام.

وقال ابنه: مات سنة اثنتين وأربعين.

ص: 1196

350 -

ع:‌

‌ عمرو بن علي بن بحر بن كنيز

، أبو حفص الباهلي البصري الصيرفي الفلاس الحافظ.

أحد الأعلام. ولد في حدود الستين ومائة، أو بعدها بقليل.

سمع يزيد بن زريع، وعمر بن علي المقدمي، ومعتمر بن سليمان، وعبد الأعلى بن عبد الأعلى، وعبد العزيز بن عبد الصمد العمي، وبشر بن المفضل، وسفيان بن عيينة، ومحمد بن سواء، ويحيى بن سعيد القطان، وعبد الوهاب الثقفي، وعبد الرحمن بن مهدي، وفضيل بن سليمان، ومحمد بن فضيل، وخلقا سواهم. وعنه الجماعة، والنسائي أيضا عن رجل عنه، وعفان بن مسلم أحد شيوخه، وأبو زرعة، وأبو حاتم، وأبو بكر بن أبي الدنيا، ومحمد بن جرير، ومحمد بن يحيى بن منده، وعبد الله بن أحمد بن حنبل، ويحيى بن صاعد، وجعفر الفريابي، والقاضي المحاملي، وخلق آخرهم موتا أبو روق أحمد بن محمد الهزاني.

قال النسائي: ثقة حافظ، صاحب حديث.

وقال أبو حاتم: كان أرشق من علي ابن المديني. سمعت عباسا العنبري يقول: ما تعلمت الحديث إلا من عمرو بن علي.

وقال حجاج بن الشاعر: لا يبالي عمرو بن علي أحدث من حفظه أو من كتابه.

وذكره أبو زرعة فقال: ذاك من فرسان الحديث، ولم نر بالبصرة أحفظ منه، ومن علي ابن المديني، وسليمان الشاذكوني.

وقال الفلاس: حضرت مجلس حماد بن زيد وأنا صبي وضيئ، فأخذ رجل بخدي، ففررت فلم أعد.

وقال الفرهياني: سمعت ابن إشكاب الصغير يقول: ما رأيت مثل عمرو بن علي. كان يحسن كل شيء. قال الفرهياني: ولم يكن ابن إشكاب يعد لنفسه نظيرا.

وقال أبو بكر بن أبي داود: حدثنا الفلاس، قال: حدثنا عبد ربه بن بارق قال: حدثني سماك بن الوليد، عن ابن عباس، أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: من كان له فرطان من أمتي أدخله الله الجنة. . الحديث.

قال

ص: 1197

الفلاس: كتب عني هذا الحديث أبو عاصم.

وقال: روى عني عفان حديثا، فسماني الفلاس وما كنت فلاسا قط.

أخبرنا أبو المعالي القرافي، قال: أخبرنا المبارك بن أبي الجود، قال: أخبرنا أحمد بن غالب، قال: أخبرنا عبد العزيز بن علي، قال: أخبرنا محمد بن عبد الرحمن الذهبي، قال: حدثنا محمد بن هارون الحضرمي، قال: حدثنا عمرو بن علي، قال: حدثنا يحيى بن سعيد، عن سفيان، عن عاصم، عن زر، عن عبد الله قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا تذهب الأيام والليالي حتى يملك العرب رجل من بيتي يواطئ اسمه اسمي. هذا حديث حسن صحيح.

توفي الفلاس بالعسكر في آخر ذي القعدة سنة تسع وأربعين، وهو في عشر التسعين. وقد دخل أصبهان مرات، وحدث بها.

351 -

خ ن:‌

‌ عمرو بن عيسى الضبعي البصري الأدمي

.

عن عبد العزيز بن عبد الصمد العمي، ومحمد بن سواء، وعبد الأعلى بن عبد الأعلى. وعنه البخاري، والنسائي عن رجل عنه، وعبدان، ومحمد بن يحيى بن منده، وعمر بن محمد بن بجير، وأبو بكر بن أبي عاصم، وآخرون.

352 -

ن:‌

‌ عمرو بن قتيبة

.

عن الوليد بن مسلم. وعنه النسائي، وسعد بن محمد البيروتي، وبالإجازة أحمد بن المعلى القاضي، وأبو الحسن أحمد بن جوصا.

له حديث واحد عند النسائي، من رواية حمزة الكناني، وأبي علي الأسيوطي، وأبي الحسن بن حيويه، وشذ ابن السني فقال: عمرو بن عثمان، فوهم.

ص: 1198

353 -

ت:‌

‌ عمرو بن مالك

، أبو عثمان الراسبي الغبري لا النكري، البصري.

عن سفيان بن عيينة، ويوسف بن عطية، وفضيل بن سليمان النميري، ومروان بن معاوية، وعبد الأعلى بن عبد الأعلى. وعنه الترمذي، وعبدان، ومحمد بن جرير الطبري، وإسحاق بن إبراهيم المنجنيقي، وأبو يعلى الموصلي، وجماعة.

فيه لين.

وأما النكري ففي عصر الزهري.

354 -

‌ عمرو بن محمد بن عمرو بن ربيعة بن الغاز

، أبو حفص الجرشي الدمشقي.

عن الوليد بن مسلم، ومخيس بن تميم. وعنه أحمد بن نصر بن شاكر، وأحمد بن المعلى، وجماهر الزملكاني، وأحمد بن أنس، وآخرون.

وثقه النسائي.

355 -

ن:‌

‌ عمرو بن منصور

، أبو سعيد النسائي الحافظ.

عن أبي نعيم، وعفان، ومحمد بن عيسى ابن الطباع، وعبد الأعلى بن مسهر، وعلي بن عياش، والقعنبي، وخلق كثير. وعنه النسائي. وقال: ثقة مأمون ثبت، وعبد الله بن محمد بن سيار الفرهياني، والقاسم بن زكريا المطرز.

قال عباس العنبري: ما قدم علينا مثله ومثل أبي بكر الأثرم.

356 -

ن:‌

‌ عمرو بن هشام بن بزين

، أبو أمية الجزري الحراني.

عن جده لأمه عتاب بن بشير، وسفيان بن عيينة، وأبي بكر بن عياش، ومحمد بن سلمة، ومخلد بن يزيد، وجماعة. وعنه النسائي، وبقي بن مخلد، وأحمد بن علي الأبار، والحسين بن إسحاق التستري، وأبو عروبة الحراني، ومحمد بن محمد الباغندي، وآخرون.

قال النسائي: ثقة.

ص: 1199

قلت: توفي سنة خمس وأربعين.

357 -

ن:‌

‌ عمرو بن يزيد

، أبو بريد الجرمي البصري.

عن غندر، وعبد الرحمن بن مهدي، ومحمد بن أبي عدي، وبهز بن أسد، وجماعة. وعنه النسائي، وأبو حاتم الرازي، وعمر بن محمد بن بجير، وأحمد بن عمرو البزار، ومحمد بن الحسين بن مكرم، وجماعة.

قال النسائي: ثقة.

358 -

‌ عنبسة بن إسحاق بن شمر الضبي البصري

. الأمير.

كان من أجلاد القوم ودهاتهم. ولي الديار المصرية للمتوكل عشرة أعوام فبقي عليها إلى سنة اثنتين وأربعين.

قال ابن يونس: أخبرني من رآه يروح إلى الجمعة في محفية بيضاء وطيلسان ويغلطاق راجلا، وقيل: إنه كتب الحديث ببلده.

359 -

ت:‌

‌ العلاء بن مسلمة البغدادي الرواس

.

عن ضمرة بن ربيعة، وعبد المجيد بن أبي رواد، وجماعة. وعنه الترمذي، وابن صاعد، ومحمد بن علي الحكيم الترمذي.

وكان متهما بوضع الحديث.

360 -

م د ن ق:‌

‌ عيسى بن حماد زغبة

، أبو موسى التجيبي، مولاهم المصري.

عن الليث، ورشدين بن سعد، وعبد الرحمن بن زيد بن أسلم، وابن وهب، وابن القاسم. وعنه مسلم، وأبو داود، والنسائي، وابن ماجه، وبقي بن مخلد، وأبو زرعة، وأبو عمران موسى بن سهل الجوني، ومحمد بن الحسن بن قتيبة، ومحمد بن زبان بن حبيب، وأحمد بن عبد الوارث العسال، وإسماعيل بن داود بن وردان، والحسين بن محمد المصري مأمون، وأبو بكر بن أبي داود، وعمر بن محمد بن بجير، ومحمد بن أحمد بن عبيد بن فياض الدمشقي؛ وآخر من روى عنه أحمد بن عيسى الوشاء.

ص: 1200

وثقه النسائي، والدارقطني.

قال ابن يونس: هو آخر من روى عن الليث من الثقات. وهو مكثر عنه.

توفي في ثاني ذي الحجة سنة ثمان وأربعين.

قال أبو حاتم: كان ثقة رِضى.

361 -

د:‌

‌ عيسى بن شاذان البصري القطان

.

أحد الحفاظ. مات كهلا ولم يشتهر اسمه.

يروي عن عبد الله بن رجاء الغداني، وأبي عمر الحوضي، وهذه الطبقة. وعنه أبو داود، وولده أبو بكر بن أبي داود، وأبو عروبة، وعلي بن عبد الله بن مبشر الواسطي، وآخرون.

قال أبو عبيد الآجري: سمعت أبا داود يقول: ما رأيت أحفظ من النفيلي. قلت له: ولا عيسى بن شاذان؟ قال: ولا عيسى بن شاذان.

362 -

‌ عيسى بن صبيح

.

من حذاق المعتزلة البغداديين.

توفي إلى ظنه بربه سنة خمس وأربعين، ورخه المسعودي.

363 -

د ن:‌

‌ عيسى بن أبي عيسى السليحي الحمصي

، المعروف بابن البراد.

عن محمد بن حمير، ويحيى بن أبي بكير، وأبي المغيرة عبد القدوس، وطائفة. وعنه أبو داود، والنسائي، وحرمي بن أبي العلاء، وأبو بكر بن أبي داود، وأبو عروبة.

364 -

ن:‌

‌ عيسى بن مساور البغدادي الجوهري

.

عن الوليد بن مسلم، وسويد بن عبد العزيز، ومروان بن معاوية الفزاري، وطبقتهم. وعنه النسائي، والقاسم بن زكريا المطرز، ومحمد بن هارون الحضرمي، وآخرون.

قال النسائي: لا بأس به.

ص: 1201

وقال غيره: توفي في شوال سنة أربع وأربعين، وقيل: سنة خمس.

365 -

‌ عيسى بن مهران الرازي

، أبو موسى المستعطف.

عن عبد الواحد بن زياد، ومعتمر بن سليمان، ومروان بن معاوية، وجماعة. وعنه محمد بن جرير الطبري.

قال ابن أبي حاتم: سمع منه أبي ثم ترك حديثه وقال: هو كذاب.

وقال ابن عدي: هو منحرف في الرفض. حدث بأحاديث موضوعة.

366 -

‌ عيسى بن يوسف بن عيسى ابن الطباع

، أبو يحيى، أخو محمد.

عن أبي بكر بن عياش، وابن أبي فديك، وجماعة. وعنه أبو بكر بن أبي الدنيا، وعبد الله بن ناجية، وابن صاعد، وآخرون.

توفي سنة سبع وأربعين.

367 -

ق:‌

‌ غياث بن جعفر الرحبي

.

من الرحبة. ولا أعلم أحدا من أهلها له ذكر قبل هذا. استملى على سفيان بن عيينة وحدث عنه، وعن الوليد بن مسلم، وجماعة. وعنه ابن ماجه، وأبو العباس السراج، ومحمد بن جرير الطبري، ومحمد بن المجدر، وآخرون.

368 -

‌ الفتح بن خاقان

، الأمير أبو محمد التركي الكاتب، وزير المتوكل.

كان فصيحا مفوها، وشاعرا محسنا موصوفا بالسخاء والكرم والرئاسة والسؤدد. وكان المتوكل لا يكاد يصبر عنه؛ استوزره وقدمه وأمره على الشام، وأذن له أن يستنيب عنه بها.

وللفتح أخبار في الجود والأدب والمكارم والظرافة، وكان معادلا للمتوكل على جمازة لما قدم دمشق.

حكى عنه المبرد، وأحمد بن يزيد المؤدب، وغيرهما.

ص: 1202

قال أبو العيناء: دخل المعتصم يوما على خاقان يعوده، فرأى ابنه الفتح صبيا لم يثغر، فمازحه، ثم قال: أيما أحسن، دارنا أم داركم؟ فقال الفتح: دارنا أحسن إذا كنت فيها. فقال المعتصم: والله لا أبرح حتى أنثر عليه مائة ألف درهم.

وقال الصولي: حدثنا أبو العيناء قال: قال الفتح بن خاقان: غضب علي المعتصم ثم رضي عني فقال: ارفع حوائجك لتقضى. فقلت: يا أمير المؤمنين، ليس شيء من عرض الدنيا وإن جل يفي برضى أمير المؤمنين وإن قل. فأمر فحشي فمي درا.

ومن شعره:

بني الحب على الجور فلو أنصف المعشوق فيه لسمج ليس يستحسن في وصف الهوى عاشق يحسن تأليف الحجج وقال البحتري: قال لي المتوكل: قل في شعرا وفي الفتح، فإني أحب أن يحكى معي ولا أفقده، فيذهب عيشي ولا يفقدني. فقل في هذا المعنى. فقلت أبياتي التي كنت عملتها في غلامي، وأريته أني عملتها في الحال، وغيرت فيها لفظة ما عشت بيا فتح. وهي:

سيدي أنت كيف أخلفت وعدي وتثاقلت عن وفاء بعهدي لا أرتني الأيام فقدك يا فتـ ـح ولا عرفتك ما عشت فقدي أعظم الرزء أن تقدم قبلي ومن الرزء أن تؤخر بعدي حذرا أن تكون إلفا لغيري إذ تفردت بالهوى فيك وحدي قال: فقتلا معا، وكنت حاضرا فربحت هذه الضربة، وأومأ إلى ضربة في ظهره.

قلت: قتلا في سنة سبع وأربعين.

ويحكى أن الفتح كان مع قوة ذكائه متبحرا في العلوم، لا يكاد يمل من المطالعة في فنون الأدب.

369 -

‌ فتح بن عمرو التميمي

، أبو نصر الكسي.

رحل، وروى عن أبي يحيى الحماني، وأبي أسامة، وأزهر السمان، وعبد الرزاق بن همام، وخلق. وعنه أبو زرعة، وأبو حاتم، وأحمد بن سلمة

ص: 1203

النيسابوري، وجماعة آخرهم وفاة محمد بن حاتم بن خزيمة شيخ لأبي عبد الله الحاكم.

وتوفي سنة خمسين.

قال أبو حاتم: صدوق.

370 -

‌ فرج بن مرزوق

، أبو مسلم المدني، مولى المنكدر.

روى عن مالك بن أنس، وعبد العزيز بن أبي حازم، وغيرهما. وعنه علي بن الحسن بن فايد.

توفي بمصر في ذي القعدة سنة ثمان وأربعين. قاله ابن يونس.

371 -

ت:‌

‌ فضالة بن الفضل الكوفي الطهوي

.

عن أبي بكر بن عياش، وأبي داود الحفري. وعنه الترمذي، وعلي بن العباس المقانعي، وعمر البجيري، ومحمد بن جرير، ويحيى بن صاعد، وأبو عروبة، ومحمد بن الحسين الأشناني، وطائفة.

وثقه النسائي، وغيره.

قال مطين: توفي سنة خمسين.

372 -

‌ الفضل بن إسحاق الدوري البزاز

.

عن عبيد الله الأشجعي، والقاسم بن مالك. وعنه عبد الله بن أحمد، والباغندي، ومحمد بن إسحاق السراج.

توفي سنة اثنتين وأربعين.

373 -

‌ الفضل بن أبي حسان البكائي الوراق

.

سمع زيد بن الحباب، وأبا النضر، وسريج بن النعمان، وعدة. وعنه ابن صاعد، وأحمد بن علي بن العلاء الجوزجاني.

وثقه الخطيب.

مات في شعبان سنة تسع وأربعين.

374 -

‌ الفضل بن السكين القطيعي

.

يعرف بالسندي، لسواده.

ص: 1204

روى عن صالح بن بيان، وغيره. وعنه أبو يعلى الموصلي، ومحمد بن محمد الباغندي.

كذبه يحيى بن معين وقال: لعن الله من يكتب عنه.

375 -

ت ق:‌

‌ الفضل بن الصباح أبو العباس البغدادي السمسار

.

عن هشيم، وسفيان، ووكيع، وابن فضيل، ومعن القزاز، وأبي معاوية. وعنه الترمذي، وابن ماجه، وأبو يعلى الموصلي، وأبو القاسم البغوي، وأبو العباس السراج، ومحمد بن هارون الحضرمي، ومحمد بن المسيب الأرغياني، وآخرون.

وثقه ابن معين.

قال السراج: كان من خيار عباد الله.

توفي سنة خمس وأربعين.

376 -

‌ الفضل البكائي

.

عن أبي النضر هاشم بن القاسم، وزيد بن الحباب. روى عنه يحيى بن صاعد، وغيره، وأحمد بن علي الجوزجاني.

وثقه الخطيب.

ويقال له: الفضل بن أبي حسان.

توفي سنة تسع وأربعين.

377 -

‌ الفضل بن مروان الوزير

.

روى عن علي بن عاصم، وغيره. روى عنه المبرد، وحسين بن يحيى، وسليمان بن وهب الكاتب، وجماعة.

كنيته أبو العباس، وأصله من البردان. وتنقلت به الأحوال إلى أن ولي وزارة المعتصم. وكان أديبا فصيحا، وافر الحشمة والحرمة.

ص: 1205

قال محمد بن إسحاق النديم: الفضل بن مروان بن ماسرجس النصراني، عُمِّر ثلاثا وتسعين سنة، وخدم المأمون والمعتصم ووزر له، وخدم من بعدهما من الخلفاء. وكان قليل العلم خبيرا بخدمة الخلفاء.

وكان المعتصم يكثر الإطلاق على اللهو، وكان الفضل لا يمضي ما يطلقه في بعض الأحايين، فبلغ المعتصم ذلك فنفاه إلى السن، واستوزر محمد بن عبد الملك الزيات. ثم إن الفضل فيما بعد سكن سامراء.

وعنه قال: أنعمت النظر في علمين، فلم أرهما يصحان: النجوم والسحر.

ومما كتبه بعض الأدباء على باب داره:

تفرعنت يا فضل بن مروان فاعتبر فقبلك كان الفضل والفضل والفضل ثلاثة أملاك مضوا لسبيلهم أبادتهم الأقياد والذل والقتل وإنك قد أصبحت في الناس عبرة ستودي كما أودى الثلاثة من قبل يعني الفضل بن يحيى البرمكي، والفضل بن الربيع الحاجب، والفضل بن سهل. ثم إن الفضل بقي خاملا إلى أن مات في شوال سنة خمسين.

378 -

د:‌

‌ القاسم بن بشر بن معروف البغدادي

، قيل: هو القاسم بن أحمد البغدادي الذي روى أبو داود عنه، عن أبي عامر العقدي.

روى عن سفيان بن عيينة، ويزيد بن هارون، والوليد بن مسلم، وجماعة. وعنه أبو العباس السراج، وابن صاعد، وابن خزيمة، وعمر البجيري.

وهو ثقة.

379 -

م ت ن ق:‌

‌ القاسم بن زكريا بن دينار

، أبو محمد القرشي الكوفي الطحان. وقد ينسب إلى جده.

روى عن الحسين بن علي الجعفي، وأبي أسامة، ووكيع، وطلق بن غنام، ومعاوية بن هشام، ومصعب بن المقدام، وطائفة. وعنه مسلم، والترمذي، والنسائي، وابن ماجه، والهيثم بن خلف، والقاسم بن زكريا المطرز، والحسن بن سفيان، وجماعة.

ص: 1206

وقال النسائي: ثقة.

380 -

‌ القاسم بن عثمان الجوعي

، أبو عبد الملك العبدي الدمشقي الزاهد شيخ الصوفية ورفيق أحمد بن أبي الحواري في صحبة أبي سليمان الداراني.

سمع سفيان بن عيينة، والوليد بن مسلم، والزاهد أبا معاوية الأسود، وجعفر بن عون، وجماعة. وعنه أبو حاتم الرازي، وإبراهيم بن دحيم، وسعيد بن عبد العزيز الحلبي، وجعفر بن أحمد بن عاصم، وأحمد بن أنس بن مالك، وأبو بكر بن أبي داود، ومحمد بن الحسن بن قتيبة العسقلاني، وطائفة.

قال أبو حاتم: صدوق.

وقال العقيلي: تفرد عن عبد الله بن نافع، عن مالك، عن نافع، عن ابن عمر قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: ما بين قبري ومنبري روضة من رياض الجنة. وقال سعيد بن أوس قال: حدثنا قاسم الجوعي: وكان صوفيا نسب إلى الجوع.

وقال أبو بكر بن أبي داود: رأيت أحمد بن أبي الحواري يقرأ عند القاسم بن عثمان القرآن، فيصيح ويصعق. وكان فاضلا من محدثي دمشق. وكان يقدم في الفضل على أحمد بن أبي الحواري.

وقال الزاهد أبو الرضا الصياد فيما حكى عنه أبو علي الحصائري: قال قاسم الجوعي: وكان عابد أهل الشام، فذكر حكاية.

وقال محمد بن الفيض الغساني: قدم علينا يحيى بن أكثم دمشق مع المأمون، فبعث إلى أحمد بن أبي الحواري، فجاء إليه وجالسه، وخلع عليه يحيى طويلة وشيئا من ملابسه، ودفع إليه خمسة آلاف درهم وقال: يا أبا الحسن، فرقها حيث ترى. فدخل بها المسجد، وصلى صلوات بالقلنسوة، فقال

ص: 1207

قاسم الجوعي: أخذ دراهم اللصوص ولبس ثيابهم، ثم أتى الجامع، فمر بابن أبي الحواري وهو في التحيات، فلما حاذى به لطم القلنسوة، فسلم أحمد وأعطى القلنسوة ابنه إبراهيم، فذهب بها. فقال له من رآه: يا أبا الحسن، ما رأيت ما فعل بك هذا الرجل؟ فقال: رحمه الله.

ومن كلام القاسم: رأس الأعمال الرضا عن الله، والورع عماد الدين، والجزع مخ العبادة، والحصن الحصين ضبط اللسان.

وقال قاسم الجوعي: سمعت مسلم بن زياد يقول: مكتوب في التوراة: من سالم سلم، ومن شاتم شتم، ومن طلب الفضل من غير أهله ندم.

وقال سعيد بن عبد العزيز: سمعت القاسم الجوعي يقول: الشهوات نفس الدنيا؛ فمن ترك الشهوات فقد ترك الدنيا.

وسمعته يقول: إذا رأيت الرجل يخاصم فهو يحب الرئاسة.

قال عمرو بن دحيم: توفي في رمضان سنة ثمان وأربعين.

381 -

‌ القاسم بن عيسى الطائي الواسطي

.

عن خالد بن عبد الله الطحان، وهشيم، وعبد الحكيم بن منصور. وعنه إبراهيم الحربي، وأبو داود السجستاني، وبحشل الواسطي، وغيرهم.

382 -

‌ كثير بن عبيد

، الإمام أبو الحسن المذحجي الحمصي الحذاء المقرئ. إمام جامع حمص ستين سنة.

وكان سيدا عارفا خائفا، قانتا لله. حدث عن سفيان بن عيينة، والوليد بن مسلم، وبقية بن الوليد، وأبي ضمرة، وخلق. وعنه أبو داود، والنسائي، وابن ماجه، وأبو بكر بن أبي عاصم، وأبو عروبة الحراني، وأبو بكر بن أبي داود، وأبو الحسن أحمد بن جوصا، وآخرون.

وثقه أبو حاتم، وغيره.

وقال ابن أبي داود: كان يقال: إنه أَمَّ أهل حمص ستين سنة فما سهى في صلاة قط.

ص: 1208

قلت: وزاد غيره: إنه سئل عن ذلك فقال: ما دخلت من باب المسجد قط وفي نفسي غير الله تعالى.

قلت: رحل إليه ابن جوصا في سنة خمسين وسمع منه، وتوفي فيها أو بعدها.

383 -

‌ الليث بن سعد بن نجيح المصري

.

شيخ غريب الحال، حدث عن عبد الله بن وهب، وغيره.

وتوفي في المحرم سنة ثمان وأربعين.

384 -

د ن:‌

‌ محمد بن آدم بن سليمان المصيصي

، عن عبد الله بن المبارك، وأبي المليح الرقي، ويحيى بن زكريا بن أبي زائدة، وحفص بن غياث، وطائفة، وعمر دهرا ورحلوا إليه.

روى عنه أبو داود، والنسائي، ومحمد بن سفيان المصيصي، وأبو بكر بن أبي داود، وأحمد بن إبراهيم البسري، وعمر بن بحر الأسدي.

قال أبو حاتم: صدوق.

وقال ابن أبي داود: يقال: إنه من الأبدال.

توفي سنة خمسين.

385 -

خ 4:‌

‌ محمد بن أبان بن وزير البلخي

، أبو بكر المستملي.

سمع سفيان بن عيينة، وعبد الله بن وهب، وأبا خالد الأحمر، ووكيعا، وطائفة، واستملى على وكيع مدة. وعنه البخاري. والأربعة، وإبراهيم الحربي، وعبد الله بن أحمد، وابن خزيمة، وأبو العباس السراج، ومسلم في غير صحيحه، وخلق كثير.

وكان ثقة حافظا مصنفا مشهورا.

توفي سنة أربع وأربعين في المحرم ببلخ. قاله جماعة.

386 -

د ت ن:‌

‌ محمد بن إبراهيم بن صدران

، أبو جعفر الأزدي السلمي البصري المؤذن.

ص: 1209

عن يزيد بن زريع، ومعتمر، وبشر بن المفضل، وطائفة. وعنه أبو داود، والترمذي، والنسائي، وأبو يعلى، وابن خزيمة، وعمر بن بجير، وإبراهيم بن محمد بن متويه، وآخرون.

قال أبو حاتم: صدوق.

توفي سنة سبع وأربعين.

387 -

د:‌

‌ محمد بن إبراهيم بن سليمان

، أبو جعفر الأسباطي الكوفي الضرير، نزيل مصر.

عن عبد السلام بن حرب، والمطلب بن زياد، وجماعة. وعنه أبو داود، وعبد الله بن محمد بن يونس السمناني، وعبد الله بن محمد بن سلم المقدسي، وأبو حاتم، وقال: صدوق.

توفي سنة ثمان وأربعين.

388 -

ق:‌

‌ محمد بن إبراهيم بن العلاء الدمشقي الغوطي الشامي

. الزاهد السائح، أبو عبد الله. نزيل عبادان.

عن عبيد الله بن عمرو الرقي، وإسماعيل بن عياش، وبقية، وشعيب بن إسحاق. وعنه ابن ماجه، وبقي بن مخلد، وأبو يعلى الموصلي، وآخرون.

قال الدارقطني: كذاب.

وقال ابن عدي: عامة أحاديثه غير محفوظة.

389 -

‌ محمد بن إبراهيم بن العلاء الزبيدي الحمصي

ابن زبريق.

قال محمد بن عوف: كان يسرق الأحاديث. فأما أبوه فشيخ غير متهم.

390 -

‌ محمد بن إبراهيم بن يحيى بن أبي سكينة

، أبو عبد الله الحلبي.

عن أبي الأحوص، ومالك، ومحمد بن الحسن الفقيه، والوليد بن

ص: 1210

مسلم. وعنه سبطه يحيى بن علي الكندي الحلبي.

وقع لي حديثه عاليا.

توفي سنة اثنتين وأربعين.

يقع حديثه في معجم ابن المقرئ، وفي جزء الحلبي.

وقد ذكره ابن ماكولا في سُكينة بالضم، وزاد: روى عن فضيل بن عياض، ومحمد بن سلمة الحراني. وعنه عبد الله بن سعد الكريزي الرقي، والفضل بن محمد الأنطاكي العطار.

391 -

‌ محمد بن أحمد بن الجراح

، أبو عبد الرحيم الجوزجاني.

حدث بنيسابور سنة خمس وأربعين عن أبي النضر، وجعفر بن عون، وروح بن عبادة، ويزيد بن هارون، وطبقتهم. وعنه ابن ماجه في تفسيره، وأبو حاتم، وابن خزيمة، وبدر بن الهيثم، وآخرون.

وكان ثقة عالما صاحب سنة، تفقه بأحمد بن حنبل.

392 -

ن ق:‌

‌ محمد بن أحمد بن محمد بن الحجاج

، أبو يوسف الرقي الصيدلاني.

سمع عيسى بن يونس، ومحمد بن سلمة الحراني، وجماعة. وعنه النسائي، وابن ماجه، وأبو عروبة، وغيرهم.

وكان موصوفا بالصدق والحفظ.

توفي سنة ست وأربعين.

• - محمد بن أحمد بن نافع، أبو بكر العبدي القيسي البصري.

وهو بكنيته أشهر، يأتي في الكنى.

393 -

خ:‌

‌ محمد بن أبي يعقوب إسحاق بن منصور الكرماني

، أبو عبد الله نزيل البصرة.

عن حسان بن إبراهيم الكرماني، وسفيان بن عيينة، وبشر بن المفضل، وغندر، ومعتمر بن سليمان، وخلق. وعنه البخاري، وعمر بن الخطاب السجستاني، وطائفة آخرهم موتا عبد الله بن يعقوب الكرماني شيخ ابن محمش الزيادي.

ص: 1211

وكان صدوقا صاحب حديث ومعرفة.

توفي سنة أربع وأربعين.

394 -

‌ محمد بن أسد بن أبي الحارث

.

حدث ببغداد عن محمد بن سلمة الحراني، ومحمد بن كثير الكوفي. وعنه عبد الله بن ناجية، والقاضي المحاملي.

قال الخطيب: ثقة.

395 -

‌ محمد بن أسلم بن سالم الطوسي

، الإمام أبو الحسن الكندي، أحد الأبدال والحفاظ.

سمع بخراسان من طائفة، وبالكوفة من محمد، ويعلى ابني عبيد، وجعفر بن عون، ومحاضر بن المورع، وعبيد الله بن موسى، وطبقتهم، وبالحجاز من مؤمل بن إسماعيل، وأبي عبد الرحمن المقرئ، وبواسط من يزيد بن هارون، وبالبصرة من مسلم بن إبراهيم، وطبقتهم.

وعني بالأثر قولا وعملا، وصنف المسند والأربعين، وغير ذلك، وأقدم شيوخه النضر بن شميل.

روى عنه إبراهيم بن هانئ، ومحمد بن عبد الوهاب الفراء، وإبراهيم بن أبي طالب، وابن خزيمة، والحسين بن محمد القباني، وأبو بكر بن أبي داود، ومحمد بن وكيع الطوسي، وآخرون.

قال محمد بن يوسف البناء الأصبهاني الزاهد: أخبرنا محمد بن القاسم الطوسي خادم محمد بن أسلم: سمعت إسحاق بن راهويه يقول في حديث: إن الله لا يجمع أمة محمد على ضلالة، فإذا رأيتم الاختلاف فعليكم بالسواد الأعظم. فقال رجل: يا أبا يعقوب، من السواد الأعظم؟ قال: محمد بن أسلم وأصحابه، ومن تبعه. لم أسمع عالما منذ خمسين سنة أشد تمسكا بالأثر منه.

قال أبو النضر محمد بن محمد بن يوسف الفقيه: سمعت إبراهيم بن إسماعيل العنبري يقول: كنت بمصر وأنا أكتب بالليل كتب ابن وهب وذلك لخمس بقين من المحرم سنة اثنتين وأربعين، فهتف بي هاتف: يا إبراهيم، مات العبد الصالح محمد بن أسلم. قال: فتعجبت من ذلك، وكتبته على ظهر

ص: 1212

كتابي، فإذا به قد مات في تلك الساعة.

وقال محمد بن القاسم الطوسي: سمعت أبا يعقوب المروزي يقول ببغداد، وقلت له: قد صحبت محمد بن أسلم، وأحمد بن حنبل، أي الرجلين كان عندك أرجح وأكبر؟ قال: إذا ذكرت محمد بن أسلم في أربعة أشياء فلا تقرن به أحدا: البصر بالدين، واتباع أثر الرسول صلى الله عليه وسلم، والزهد في الدنيا، وفصاحة لسانه بالقرآن والنحو، ثم قال لي: نظر أحمد بن حنبل في كتاب الرد على الجهمية الذي وضعه محمد بن أسلم فتعجب منه، ثم قال لي: يا أبا عبد الله، إن عيناك مثل محمد؟ فقلت: لا.

قال محمد بن القاسم: سألت يحيى بن يحيى النيسابوري عن ست مسائل، فأفتى فيها. وقد كنت سألت محمد بن أسلم، فأفتى فيها بغير ذلك، فاحتج فيها بالحديث. فأخبرت يحيى بن يحيى فقال: يا بني، أطيعوا أمره وخذوا بقوله؛ فإنه أبصر منا، ألا ترى أنه يحتج بحديث النبي صلى الله عليه وسلم في كل مسألة، وليس ذاك عندنا.

وقيل لأحمد بن نصر النيسابوري: صلى على محمد بن أسلم ألف ألف من الناس.

وقال بعضهم: ألف ألف ومائة ألف.

وقال محمد بن القاسم: صحبته عشرين سنة وأكثر، لم أره يصلي حيث أراه ركعتين من التطوع إلا يوم الجمعة. وسمعته غير مرة يحلف: لو قدرت أن أتطوع حيث لا يراني ملكاي لفعلت؛ خوفا من الرياء. ثم حكى محمد بن القاسم فصلا طويلا في شمائل محمد بن أسلم ودينه وأخلاقه.

قال أبو إسحاق المزكي: سمعت ابن خزيمة يقول: عودا وبدءا إذا حدث عن محمد بن أسلم: حدثنا من لم تر عيناي مثله أبو الحسن. وكان زنجويه بن محمد إذا حدث عن محمد بن أسلم يقول: حدثنا محمد بن أسلم الزاهد الرباني.

وقال محمد بن شاذان: سمعت محمد بن رافع يقول: دخلت على محمد بن أسلم، فما شبهته إلا بأصحاب النبي صلى الله عليه وسلم.

وقال قبيصة: كان علقمة أشبه الناس بابن مسعود في هديه وسمته، وكان إبراهيم النخعي أشبه الناس بعلقمة في ذلك، وكان منصور يشبه بإبراهيم، وكان سفيان الثوري يشبه بمنصور، وكان وكيع يشبه بسفيان.

ص: 1213

قال أبو عبد الله الحاكم: وقام محمد بن أسلم مقام وكيع، وأفضل من مقامه لزهده وورعه وتتبعه للأثر.

وقال ابن خزيمة: حدثنا رباني هذه الأمة محمد بن أسلم.

وقال أحمد بن سلمة: سمعت محمد بن أسلم يقول: لما أدخلت على عبد الله بن طاهر ولم أسلم عليه بالإمرة غضب وقال: عمدتم إلى رجل من أهل القبلة فكفرتموه، فقيل: قد كان ما أنهي إلى الأمير. فقال عبد الله: شراك نعلي عمر بن الخطاب خير منك، وقد كان يرفع رأسه إلى السماء، وقد بلغني أنك لا ترفع رأسك إلى السماء، فقلت برأسي هكذا إلى السماء ساعة، ثم قلت: ولم لا أرفع رأسي إلى السماء؟ وهل أرجو الخير إلا ممن في السماء؟ ولكني سمعت المؤمل بن إسماعيل يقول: سمعت سفيان الثوري يقول: النظر في وجوهكم معصية. فقال بيده هكذا يحبس، فأقمنا وكنا أربعة عشر شيخا، فحبست أربعة عشر شهرا، ما اطلع الله على قلبي أني أردت الخلاص من ذلك الحبس، قلت: الله حبسني وهو يطلقني وليس لي إلى المخلوقين من حاجة. فأخرجت وأدخلت عليه، وفي رأسي عمامة كبيرة طويلة. فقال لي: ما تقول في السجود على كور العمامة. قلت: حدثنا خلاد بن يحيى، عن عبد الله بن المحرر، عن يزيد بن الأصم، عن أبي هريرة، أن النبي صلى الله عليه وسلم سجد على كور العمامة. فقال: هذا إسناد ضعيف. فقلت: يستعمل هذا حتى يجيء أقوى منه. ثم قلت: وعندي أقوى منه: حدثنا يزيد بن هارون، قال: حدثنا شريك، عن حسين بن عبد الله، عن عكرمة، عن ابن عباس قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم يصلي في ثوب واحد يتقي بفضوله حر الأرض وبردها. هذا الدليل على السجود على كور العمامة. فقال: ورد كتاب أمير المؤمنين ينهى عن الجدل والخصومات، فتقدم إلى أصحابك أن لا يعودوا. فقلت: نعم. ثم خرجت من عنده.

قال أحمد بن سلمة: فقلت له: أخبرني غير واحد أن جل أصحابنا صاروا إلى يحيى بن يحيى فكلموه أن يكتب إلى عبد الله بن طاهر في تخليتك، فقال يحيى: لا أكاتب السلطان. وإن كتب على لساني لم أكره حتى يكون

ص: 1214

خلاصه، فكتب بحضرته على لسانه، فلما وصل الكتاب إلى عبد الله بن طاهر أمر بإخراجك وأصحابك. قال: نعم.

وعن بعضهم قال: كان محمد بن أسلم يشبه في وقته بابن المبارك.

وكان محمد بن أسلم يدخل في بيت، ثم إذا خرج غسل وجهه وكحل عينيه. وكان يبعث إلى قوم بعطاء وكسوة في الليل، ولا يعلمون من أين هي.

وقال أحمد بن سلمة: سمعت أن محمد بن أسلم مرض في بيت رجل من أهل طوس بباب معمر، فقال له: لا تفارقني الليلة، فإن أمر الله يأتيني قبل أن أصبح. فإذا مت فلا تنتظر بي أحدا، واغسلني للوقت وجهزني واحملني إلى مقابر المسلمين. قال: فمات في نصف الليل، فغسل وكفن وحمل وقت الصبح. فأتاهم صاحب الأمير طاهر بن عبد الله، وأمرهم أن يحملوه إلى مقبرة الشاذياخ ليصلي عليه طاهر، قال: فوضعت الجنازة والناس يؤذنون لصلاة الصبح، وما نادى على جنازته أحد، ولا روسل بوفاته أحد، وإذا الخلق قد اجتمعوا بحيث لا يذكر مثله، فتقدم طاهر للصلاة عليه، ودفن بجنب إسحاق بن راهويه، رحمة الله عليهما.

قال محمد بن موسى الباشاني: مات لثلاث بقين من المحرم سنة اثنتين وأربعين.

396 -

‌ محمد بن إسماعيل الرماني النيسابوري

.

سمع عبد الله بن المبارك، وخارجة بن مصعب. وعنه زكريا بن داود الخفاف، ومكي بن عبدان. قاله الحاكم.

397 -

ق:‌

‌ محمد بن إسماعيل بن أبي ضرار

، أبو صالح الرازي الضراري.

رحل وروى عن عبد الرزاق، ويعلى بن عبيد، ومحمد بن يوسف الفريابي. وعنه ابن ماجه، ومحمد بن جرير الطبري، وأبو بشر الدولابي، وهو صدوق.

398 -

‌ محمد بن الأغلب بن إبراهيم بن الأغلب التميمي القيرواني

. الأمير أبو العباس متولي القيروان وسائر المغرب.

ولي سنة ست وعشرين ومائتين بعد والده، ودانت له إفريقية، وجدد

ص: 1215

مدينة سنة تسع وثلاثين سماها العباسية، فأحرقها أفلح الإباضي رأس الخوارج.

توفي محمد كهلا في غرة المحرم سنة اثنتين وأربعين.

399 -

ت:‌

‌ محمد بن أفلح

، أبو عبد الرحمن النيسابوري الملقب بالترك زوج ابنة إسحاق بن راهويه.

روى عن عبد الله بن إدريس، ووكيع، وأبي أسامة. وعنه الترمذي، عن إسحاق، وأبو عمرو المستملي، والحسين بن محمد القباني، وأبو يحيى الخفاف.

وقال الحاكم أبو عبد الله: هو ختن يحيى بن يحيى، على ابنته.

400 -

‌ محمد بن بشر بن مساور

، أبو جعفر السراج.

عنده نسخة عن عيسى بن يونس، عن الأعمش.

توفي بحران قبل الخمسين ومائتين.

401 -

‌ محمد بن بشر بن النجم

، أبو عبد الله الحرشي النيسابوري.

سمع ابن عيينة، وعيسى بن يونس، والوليد بن مسلم، ووكيعا. وعنه الحسين بن محمد القباني، وإبراهيم بن أبي طالب، ومحمد بن إسحاق الثقفي.

قال ابن ماكولا: مات سنة اثنتين وأربعين ومائتين.

402 -

‌ محمد بن بكر بن خالد

، أبو جعفر القصير، كاتب القاضي أبي يوسف.

روى عنه، وعن الفضيل بن عياض، وعبد العزيز الدراوردي. وعنه أحمد بن علي الخزاز، وغيره.

وتوفي سنة تسع وأربعين.

وثقه الخطيب.

403 -

‌ محمد المنتصر بالله

، أمير المؤمنين أبو جعفر، وقيل: أبو

ص: 1216

عبد الله ابن المتوكل على الله جعفر ابن المعتصم بالله محمد بن هارون الهاشمي العباسي.

وأمه أم ولد رومية اسمها حبشية، وكان أعين، أقنى، أسمر، مليح الوجه، مضبرا، ربعة، جسيما، كبير البطن، مليحا، مهيبا.

ولما قتل أبوه دخل عليه قاضي القضاة جعفر بن سليمان الهاشمي، فقيل له: بايع. فقال: وأين أمير المؤمنين المتوكل على الله؟ فقال: قتله الفتح بن خاقان. قال: وما فعل بالفتح؟ قال: قتله بغا. قال: فأنت ولي الدم وصاحب الثأر. فبايعه، وبايعه الوزير والكبار. ثم صالح المنتصر بالله إخوته من ميراثهم على أربعة عشر ألف ألف درهم. ثم نفى عمه عليا من سامراء إلى بغداد، ووكل به.

وكان المنتصر وافر العقل، راغبا في الخير، قليل الظلم، محسنا إلى العلويين، وصولا لهم. وقيل: إنه كان يقول: يا بغا أين أبي؟ من قتل أبي؟ ويسب الأتراك ويقول: هؤلاء قتلة الخلفاء. فقال بغا الصغير للذين قتلوا المتوكل: ما لكم عند هذا رزق. فعملوا عليه وهموا به، فعجزوا عنه لأنه كان مهيبا شجاعا فطنا محترزا، فتحيلوا إلى أن دسوا إلى طبيبه ابن طيفور ثلاثين ألف دينار عند مرضه. فأشار بفصده، ثم فصده بريشة مسمومة فمات. فيقال: إن ابن طيفور نسي ومرض، فأمر غلامه يفصده بتلك الريشة، فمات أيضا.

وقال بعض الناس: بل حصل للمنتصر مرض في أنثييه، فمات في ثلاث ليال، وقيل: مات بالخوانيق. وقيل: بل سم في كمثراة بإبرة.

وجاء عنه أنه قال في مرضه: ذهبت يا أماه مني الدنيا والآخرة، عاجلت أبي فعوجلت. وكان يتهم بقتل أبيه.

وزر له أحمد بن الخصيب أحد الظلمة.

وقال المسعودي: أزال المنتصر عن آل أبي طالب ما كانوا فيه من الخوف والمحنة بمنعهم من زيارة قبر الحسين.

كان أبوه المتوكل قد أمر بهدم القبر، وأن يعاقب من وجد هناك. فلما ولي المنتصر أمر بالكف عن آل أبي طالب ورد فدك على آل الحسين، فقال البحتري:

وإن عليا لأولى بكم وأزكى يدا عندكم من عمر

ص: 1217

وكل له فضله والحجو ل يوم التراهن دون الغرر وقال يزيد المهلبي:

ولقد بررت الطالبية بعدما ذموا زمانا بعدها وزمانا ورددت ألفة هاشم فرأيتهم بعد العداوة بينهم إخوانا ثم إن المنتصر خلع أخويه: المعتز، وإبراهيم من ولاية العهد الذي عقد لهم المتوكل بعده.

ومن كلام المنتصر لما عفا عن الشاري الخارجي المكنى بأبي العمرد: لذة العفو أعذب من لذة التشفي، وأقبح فعال المقتدر الانتقام.

قال المسعودي: وقد كان المنتصر أظهر الإنصاف في الرعية، فمالت إليه القلوب مع شدة هيبته.

وقال علي بن يحيى المنجم: ما رأيت مثل المنتصر ولا أكرم أفعالا بغير تبجح منه. لقد رآني مغموما فسألني فوريت، فاستحلفني، فذكرت إضاقة لحقتني في شراء ضيعة، فوصلني بعشرين ألفا.

قلت: وحاصل الأمر أنه لم يمتع بالخلافة، وهلك بعد أشهر معدودة. فإنه ولي بعد عيد الفطر، ومات في خامس ربيع الآخر، وعاش ستا وعشرين سنة، سامحه الله تعالى.

ذكر علي بن يحيى المنجم أن المنتصر جلس مجلسا للهو، فرأى في بعض البسط دائرة فيها فارس، عليه تاج، وحوله كتابة فارسية، فطلب من يقرأ ذلك، فأحضر رجل، فنظر فيها فقطب، فقال: ما هذه؟ قال: لا معنى لها. فألح عليه، فقال: مكتوب: أنا شيروية بن كسرى بن هرمز، قتلت أبي، فلم أمتع بالملك إلا ستة أشهر. فتغير وجه المنتصر وقام.

وقال جعفر بن عبد الواحد: قال لي المنتصر: يا جعفر، لقد عوجلت، فما أسمع بأذني ولا أبصر بعيني. قاله في مرضه.

404 -

خ ت ق: محمد بن جعفر، أبو جعفر بن أبي الحسين السمناني القومسي الحافظ.

رحل وطوف وسمع أبا نعيم، وأبا مسهر، وعلي بن عياش وطبقتهم.

ص: 1218

وعنه البخاري، والترمذي، وابن ماجه، وعمر البجيري، وابن خزيمة، وآخرون.

ومات كهلا.

405 -

ت ن:‌

‌ محمد بن حاتم بن سليمان الزمي الخراساني

المؤدب نزيل سامراء.

حدث عن هشيم، وجرير بن عبد الحميد، وعلي بن ثابت الجزري، وعمار بن محمد الثوري، والحكم بن ظهير، وجماعة. وعنه الترمذي، والنسائي، وعبد الله بن أحمد، ومحمد بن هارون الحضرمي.

وثقه الدارقطني.

وتوفي سنة ست وأربعين.

وقد مر: محمد بن حاتم السمين، في الطبقة الماضية.

406 -

خ د:‌

‌ محمد بن حاتم بن بزيع البصري

، نزيل بغداد.

حدث عن جعفر بن عون، وأسود بن عامر، وعبيد الله بن موسى، وعبد الله بن بكر. وعنه البخاري، وأبو داود، وأبو العباس السراج، وأبو بكر بن أبي داود، وجماعة.

توفي سنة تسع وأربعين.

قال النسائي: ثقة.

407 -

ق:‌

‌ محمد بن الحارث بن راشد

. مؤذن جامع مصر. ويلقب صدرة.

حدث عن الليث، وابن لهيعة، وضمام بن إسماعيل، وغيرهم. وعنه ابن ماجه، ويعقوب الفسوي، وحبش بن سعيد الصدفي، والحسين بن إدريس الهروي، والحسن بن سفيان، وأحمد بن داود بن أبي صالح الحراني، وآخرون.

ص: 1219

توفي في ذي القعدة سنة إحدى وأربعين.

408 -

‌‌

‌ محمد بن الحارث

الرافقي البزاز

.

حدث عن أبي يوسف القاضي، وعتاب بن بشير، ومعن بن عيسى. وعنه النسائي في حديث مالك، وأبو عروبة الحراني، وجماعة.

توفي سنة ثلاث وأربعين.

وعنه أيضا المحاملي. قاله المزي.

409 -

محمد بن الحارث، أبو عبد الله الليثي الحراني البزاز، خال أحمد بن أبي شعيب الحراني.

روى عن هشيم، ومحمد بن سلمة الحراني، وجماعة.

قال أبو عروبة: مات بحران سنة ثلاث أو أربع وأربعين.

410 -

‌ محمد بن أبي الليث الحارث بن عبد الله الإيادي

، القاضي أبو بكر الأصم الجهمي المعتزلي.

ولي قضاء مصر في أيام المعتصم والواثق. وقد مر ذكره في الحوادث.

توفي ببغداد سنة خمسين.

411 -

‌ محمد ابن حبيب

، صاحب كتاب المحبر.

أخباري صدوق، واسع الرواية، عارف بأيام الناس، متبحر في ذلك. وهو ابن ملاعنة فنسب إلى أمه حبيب.

أخذ عن هشام بن محمد الكلبي، وغيره، وروى عنه أبو سعيد السكري.

توفي سنة خمس وأربعين ومائتين.

ذكره الخطيب في الملخص، فقال: كان عالما بالنسب روى عنه محمد بن أحمد بن أبي عرابة الكوفي، وأبو سعيد الحسن بن الحسين السكري، وأبو رؤبة البغدادي، وغيرهم.

412 -

‌ محمد بن الحجاج بن رشدين بن سعد

، المصري.

عن أبيه، وابن وهب.

ص: 1220

توفي سنة اثنتين وأربعين.

413 -

‌ محمد بن حفص بن ميسرة

، أبو جعفر الهروي الزاهد، ويعرف بأبي خمخام.

روى عن حماد بن زيد، وأبي يوسف القاضي، روى عنه محمد بن معاذ الماليني. وكان ورعا صالحا كبير القدر.

توفي سنة اثنتين وأربعين أيضا.

414 -

‌ محمد بن حماد الأبيوردي الزاهد

.

عن ابن المبارك، وابن عيينة، والوليد بن مسلم، ووكيع، وأبي ضمرة، والقطان. وعنه محمد بن عبد الوهاب الفراء، ومحمد بن أحمد بن أبي عون، ومحمد بن حيوية الإسفراييني، وحاجب بن أحمد الطوسي.

وثقه ابن حبان، وقال: مات سنة ثمان، أو تسع وأربعين.

قلت: حديثه عند السلفي عاليا.

415 -

د ت ق:‌

‌ محمد بن حميد بن حيان

، أبو عبد الله الرازي الحافظ.

عن يعقوب القمي، وعبد الله بن المبارك، وجرير بن عبد الحميد، وحكام بن سلم، والفضل السيناني، وزافر بن سليمان، ونعيم بن ميسرة، وخلق كثير، وهو مكثر عن سلمة بن الفضل الأبرش، وله مناكير وغرائب كثيرة.

وعنه أبو داود، والترمذي، وابن ماجه، وأحمد بن حنبل مع تقدمه، وابنه عبد الله بن أحمد، والحسن بن علي المعمري، وأبو زرعة الرازي، ومحمد بن محمد الباغندي، وعبد الله بن أبي الدنيا، ومحمد بن هارون الروياني، ومحمد بن جرير، وصالح بن محمد جزرة، وعبد الله بن محمد البغوي، وخلق.

قال أبو زرعة: من فاته محمد بن حميد يحتاج أن ينزل في عشرة آلاف حديث.

وقال عبد الله بن أحمد: سمعت أبي يقول: لا يزال بالري علم ما دام محمد بن حميد حيا.

ص: 1221

وقال أبو قريش الحافظ: قلت لمحمد بن يحيى: ما تقول في محمد بن حميد؟ فقال: ألا تراني أحدث عنه؟! قال أبو قريش: وكنت في مجلس محمد بن إسحاق الصغاني فقال: حدثنا محمد بن حميد، فقلت: تحدث عنه؟ فقال: وما لي لا أحدث، وقد حدث عنه أحمد بن حنبل، ويحيى بن معين.

وقال البخاري: في حديثه نظر.

وقال صالح جزرة: كنا نتهمه.

وقال أبو علي النيسابوري: قلت لابن خزيمة: لو حدث الأستاذ عن محمد بن حميد، فإن أحمد بن حنبل قد أحسن الثناء عليه. قال: إنه لم يعرفه، ولو عرفه كما عرفناه لما أثنى عليه أصلا.

وقال أبو أحمد العسال: سمعت فضلك يقول: دخلت على محمد بن حميد وهو يركب الأسانيد على المتون.

وقال يعقوب بن إسحاق الفقيه: سمعت صالح بن محمد الأسدي يقول: ما رأيت أحذق بالكذب من سليمان الشاذكوني، ومحمد بن حميد الرازي. وكان حديث محمد كل يوم يزيد.

وقال أبو إسحاق الجوزجاني: هو غير ثقة.

وقال أبو حاتم: سمعت ابن معين يقول: قدم علينا محمد بن حميد بغداد، فأخذنا منه كتاب يعقوب القمي، ففرقنا الأوراق بيننا ومعنا أحمد بن حنبل، فسمعناه ولم نر إلا خيرا. فأي شيء ينقمون عليه؟ قلت: يكون في كتابه شيء فيقول ليس هو كذا، ويأخذ القلم فيغيره، فقال: بئس هذه الخصلة.

وقال النسائي: ليس بثقة.

مات سنة ثمان وأربعين.

416 -

ق:‌

‌ محمد بن خالد بن خداش

، أبو بكر المهلبي، مولاهم البصري الضرير.

ص: 1222

عن إسماعيل بن علية، وعبد الرحمن بن مهدي، وجماعة. وعنه ابن ماجه، وابن أبي داود، وأبو عروبة، وعمر البجيري، وآخرون.

توفي في حدود الخمسين.

417 -

د:‌

‌ محمد بن خلف بن طارق الداراني

، نزيل بيروت.

حدث سنة تسع وأربعين عن زيد بن يحيى بن عبيد، وأبي مسهر الغساني. وعنه أبو داود، وابن جوصا، وابن أبي داود، وآخرون.

وله عقب بداريا.

418 -

ت:‌

‌ محمد بن خليفة

، أبو عبيد الله البصري الصيرفي.

عن يزيد بن زريع، وعنه الترمذي، وجعفر بن أحمد بن محمد بن الصباح الجرجرائي.

توفي بعد الأربعين.

419 -

ن:‌

‌ محمد بن الخليل البلاطي الخشني

، عن إسماعيل بن عياش، وسويد بن عبد العزيز، ومسلمة بن علي الخشني، والحسن بن يحيى الخشني. وعنه النسائي، وإبراهيم بن دحيم، وجماعة شاميون.

قال النسائي: لا بأس به.

420 -

‌ محمد بن أبي خنيس الخولاني الإفريقي

.

روى عن أبي ضمرة أنس بن عياض، وغيره.

وتوفي سنة خمسين.

421 -

د ن:‌

‌ محمد بن داود بن صبيح أبو جعفر المصيصي

.

عن حسين بن محمد المروذي، وأبي نعيم، وجماعة.

ومات كهلا. وعنه أبو داود، والنسائي، وأبو عروبة الحراني، ومحمد بن خريم الدمشقي، وابن قتيبة العسقلاني، وآخرون.

ص: 1223

أثنى عليه أبو داود، وقال: كان ينتقد الرجال.

422 -

د:‌

‌ محمد بن داود بن سفيان

، أبو جعفر المصيصي.

عن عبد الرزاق، ويحيى بن حسان التنيسي. وعنه أبو داود فقط؛ وكأنه الأول.

423 -

ع سوى ق:‌

‌ محمد بن رافع بن أبي زيد سابور

، أبو عبد الله القشيري، مولاهم النيسابوري الحافظ الزاهد، أحد الأعلام.

سمع النضر بن شميل، وطبقته بخراسان، وسفيان بن عيينة وطبقته بالحجاز؛ وعبد الرزاق، ويزيد بن أبي حكيم، وعبد الله بن الوليد، وطبقتهم باليمن؛ ووكيعا، وابن نمير، وعبد الله بن إدريس، وطبقتهم بالكوفة؛ وأبا داود الطيالسي، ووهب بن جرير وطبقتهما بالبصرة؛ وشبابة، وأبا النضر وطبقتهما ببغداد؛ ويزيد بن هارون، وطبقته بواسط. وعني بالأثر حالا ومالا.

وعنه البخاري، ومسلم، وأبو داود، والترمذي، والنسائي، ومحمد بن يحيى الذهلي، وأبو زرعة الرازي، وأحمد بن سلمة، وإبراهيم بن أبي طالب، وابن خزيمة، وأبو بكر بن أبي داود، ومحمد بن عقيل الخزاعي لا البلخي، وحاجب بن أحمد الطوسي، وآخر من روى حديثه بعلو السلفي بالثقفيات.

قال أبو عمرو المستملي: سمعت محمد بن رافع يقول: كنت مع أحمد، وإسحاق عند عبد الرزاق، فجاءنا يوم الفطر، فخرجنا مع عبد الرزاق إلى المصلى، ومعنا ناس كثير. فلما رجعنا دعانا عبد الرزاق إلى الغداء، فجعلنا نتغدى معه، فقال لأحمد وإسحاق: رأيت اليوم منكما عجبا، لم تكبرا! فقالا: يا أبا بكر نحن ننظر إليك هل تكبر فنكبر، فلما رأيناك لم تكبر أمسكنا، قال: وأنا كنت أنظر إليكما هل تكبران فأكبر.

قال جعفر بن أحمد بن نصر الحافظ: ما رأيت من المحدثين أهيب من محمد بن رافع. كان يستند إلى شجرة الصنوبر في داره، فيجلس العلماء بين يديه على مراتبهم، وأولاد الطاهرية ومعهم الخدم كأن على رؤوسهم الطير، فيأخذ الكتاب بيده ويقرأ بنفسه، ولا ينطق أحد ولا يتبسم إجلالا له. وإذا تبسم أحد في المجلس أو راطن صاحبه قال: وصلى الله على محمد. فلا يقدر أحد

ص: 1224

أن يراجعه أو يستزيده. ولقد تبسم خادم للطاهرية يوما، فقطع ابن رافع فأنهي الخبر بذلك. فأمر بقتل الخادم حتى احتلنا لخلاصه.

قال الحاكم: سمعت أبا جعفر محمد بن سعيد المذكر يقول: سمعت زكريا بن دلويه يقول: بعث طاهر بن عبد الله إلى محمد بن رافع بخمسة آلاف درهم، فدخل عليه الرسول بعد العصر وهو يأكل الخبز مع فجل، فوضعها وقال: بعث بها الأمير، فقال: خذ خذ، لا أحتاج إليه فإن الشمس قد بلغت رأس الحيطان، إنما تغرب بعد ساعة، وقد جاوزت الثمانين إلى متى أعيش؟ فدخل عليه ابنه فقال: ليس لنا الليلة خبز. قال: فبعث بعض أصحابه خلف الرسول ليرد المال إلى حضرة صاحبه فزعا من أن يذهب ابنه خلف الرسول، فيأخذ المال.

قال زكريا: وربما كان يخرج إلينا في الشتاء الشاتي، وقد لبس لحافه الذي يلبسه بالليل.

قال محمد بن رافع: سمعت أحمد بن حنبل يقول: إن قال المؤذن في أذانه: صلوا في الرحال، فلك أن تتخلف، وإن لم يقل، فقد وجبت عليك.

وقال: أنا أفدت أحمد عن يزيد بن مسلم الصنعاني الراوي، عن وهب بن منبه. ونزلت أنا وأحمد، ومات الشيخ، وكان قد أتى له مائة وخمس وثلاثون سنة. رواها أحمد بن سلمة، عن محمد بن رافع.

وقال أحمد بن عمر بن يزيد: حدثنا محمد بن رافع قال: سمعت عبد الرزاق يقول: سمعت معمرا يقول: رأيت باليمن عنقود عنب وقر بغل تام.

قال زنجويه بن محمد: توفي في ذي الحجة سنة خمس وأربعين، وغسله أحمد بن نصر العابد، وصلى عليه محمد بن يحيى الذهلي.

وقال مسلم، والنسائي: ثقة مأمون.

424 -

‌ محمد بن الربيع

، مولى الأزد. مصري معمر، يعرف بنعمة.

حدث عن عبد الله بن لهيعة.

مات في رمضان سنة سبع وأربعين.

425 -

‌ محمد بن رجاء ابن السندي

، أبو عبد الله النيسابوري، والد محمد بن محمد بن رجاء الإسفراييني.

ص: 1225

سمع النضر بن شميل، ومكي بن إبراهيم. وعنه ابنه، وزكريا بن داود، وابن خزيمة.

قال أبو عبد الله ابن الأخرم: هو وأبوه وابنه ثقات أثبات.

426 -

‌ محمد بن رزق الله

، أبو بكر الكلوذاني.

عن يزيد بن هارون، وشبابة، وجماعة. وعنه ابن صاعد، ويوسف بن يعقوب الأزرق، وغيرهما.

وكان صدوقا.

توفي سنة تسع وأربعين.

427 -

م ق:‌

‌ محمد بن رمح بن المهاجر

، أبو عبد الله التجيبي، مولاهم المصري.

سمع الليث بن سعد، وابن لهيعة، ومسلمة بن علي الخشني. وحكى عن مالك رحمه الله.

وعنه مسلم، وابن ماجه، والحسن بن سفيان، ومحمد بن الحسن بن قتيبة العسقلاني، وعلي بن أحمد بن علان، وأحمد بن عبد الوارث العسال، ومحمد بن زبان المصريون، وخلق سواهم.

وكان موصوفا بالإتقان الزائد حتى قال فيه النسائي: ما أخطأ في حديث واحد.

وقال أبو سعيد بن يونس: ثقة ثبت. كان أعلم الناس بأخبار بلدنا.

توفي في شوال سنة اثنتين وأربعين.

قال النسائي: لو كان كتب عن مالك لأثبته في الطبقة الأولى من أصحابه.

428 -

‌ محمد بن روح بن عمران

، أبو عبد الله المصري، مولى قتيرة، من تجيب.

روى عن عبد الله بن وهب؛ وكان منكر الحديث. قاله ابن يونس، قال: وكان رجلا صالحا.

توفي في ذي القعدة سنة خمس وأربعين.

ص: 1226

429 -

‌ محمد بن زاهر بن حرب النسائي

. ابن أخي أبي خيثمة.

سكن دمشق، وحدث عن القعنبي، وجماعة، وكان طلابة للعلم. مات كهلا، روى عنه محمود بن سميع، وسعد بن محمد البيروتي.

قال أبو حاتم: أنا صليت عليه، وكان من أقراني. لا بأس به.

430 -

ن:‌

‌ محمد بن زنبور المكي

، هو أبو صالح محمد بن جعفر بن أبي الأزهر، ولقب أبيه جعفر: زنبور.

روى عن حماد بن زيد، وإسماعيل بن جعفر، وعبد العزيز بن أبي حازم، وجماعة. وعنه النسائي، وأبو عروبة، وعمر بن محمد بن بجير، وابن صاعد، وأبو علي أحمد بن محمد الباشاني، ومحمد بن أحمد الديبلي، وخلق سواهم.

قال النسائي: ثقة.

وضعفه ابن خزيمة.

توفي في ذي الحجة سنة ثمان وأربعين.

وقع لي حديثه عاليا.

431 -

‌ محمد بن أبي السري

، أبو جعفر الأزدي.

يروي عن هشام بن الكلبي تصانيفه، وعن إسحاق الأزرق. وعنه أبو سعيد السكري، ومحمد بن خلف بن المرزبان، وأبو أحمد البربري، وآخرون.

432 -

‌ محمد بن سعيد بن حماد

، أبو إسحاق الأنصاري الحراني.

عن عتاب بن بشير، ومسكين بن بكير. وعنه النسائي، وابن الباغندي، وأبو عروبة.

توفي سنة أربع وأربعين.

433 -

‌ محمد بن سعيد بن كثير بن عفير المصري

.

عن ابن وهب.

قال ابن يونس: توفي سنة سبع وأربعين.

434 -

ق:‌

‌ محمد بن سعيد بن يزيد بن إبراهيم التستري البصري

، أبو بكر أخو أحمد.

ص: 1227

عن معاذ بن هشام، ويعقوب الحضرمي، وأبي عاصم النبيل، وطائفة. وعنه ابن ماجه، وأبو بكر بن أبي داود، وعبد الله بن محمد بن وهب الدينوري، وآخرون.

435 -

‌ محمد بن سعيد بن عبد الملك بن أبي قفيز

، أبو جعفر السلمي الدمشقي.

عن معروف الخياط الراوي، عن واثلة بن الأسقع، وعن بقية، والوليد بن مسلم، وجماعة. وعنه أبو الحسن بن جوصا، ومحمد بن أحمد بن معدان، وإبراهيم بن عبد الرحمن بن مروان، وآخرون.

436 -

د:‌

‌ محمد بن سفيان بن أبي الزرد الأبلي

.

عن سعيد بن عامر الضبعي، وعثمان بن عمر بن فارس، وجماعة. وعنه أبو داود، وأبو بكر بن أبي عاصم، وعلي بن أحمد بن بسطام، وابن خزيمة، وآخرون.

437 -

م د ن ق:‌

‌ محمد بن سلمة المرادي

، مولاهم المصري الفقيه.

عن ابن وهب، وابن القاسم، وغيرهما. وعنه مسلم، وأبو داود، والنسائي، وابن ماجه، ومحمد بن محمد الباغندي، وعلي بن أحمد علان، وجماعة، وكان من ثقات المصريين وفضلائهم.

توفي في ربيع الأول سنة ثمان وأربعين.

استكتبه الحارث بن مسكين إذ كان قاضيا، يكنى أبا الحارث.

ذكره النسائي يوما وقال: ثقة ثقة.

438 -

د ن:‌

‌ محمد بن سليمان بن حبيب

، أبو جعفر الأسدي البغدادي، نزيل المصيصة؛ ولقبه: لوين.

وهو صاحب الجزء المشهور الذي يروى اليوم عاليا.

سمع مالك بن أنس، وسليمان بن بلال، وحماد بن زيد، وحديج بن

ص: 1228

معاوية، وأبا عوانة، وعبد الرحمن بن أبي الزناد، وسفيان بن عيينة، وطائفة. وعنه أبو داود، والنسائي، وعبد الله بن أحمد، وأبو القاسم البغوي، وابن صاعد، ومحمد بن إبراهيم الحزوري، وأبو بكر بن أبي داود، وخلق.

وحدث بالثغور، وببغداد، وأصبهان. وعمر دهرا طويلا.

وقد روى النسائي في سننه أيضا، عن رجل عنه، وقال: ثقة.

قال محمد بن القاسم الأزدي: قال لوين: لقبتني أمي لوينا، وقد رضيت.

وقال الخطيب، وغيره: كان يبيع الدواب، فيقول: هذا الفرس له لوين، فلقب بذلك.

وقال أحمد بن القاسم بن نصر: حدثنا لوين سنة أربعين ومائتين.

وسأله أبي: كم لك؟ قال: مائة وثلاث عشرة سنة.

قلت: لو سمع في صباه للقي التابعين كهشام بن عروة، وطبقته، ولو سمع وهو ابن ثلاثين سنة لسمع من شعبة، وابن أبي ذئب؛ ولكنه سمع وهو كهل. ومع هذا فصار من أسند أهل زمانه.

توفي سنة ست وأربعين، وقيل: سنة خمس وأربعين بأذنة. وكان غضب على أولاده، فتحول من المصيصة إلى أذنة. وهما من بلاد سيس.

439 -

د:‌

‌ محمد بن سوار الأزدي الكوفي

.

سكن مصر، وحدث عن عبد السلام بن حرب، وعبدة بن سليمان، وجماعة. وعنه أبو داود، وابنه أبو بكر بن أبي داود، وعلان الصيقل، وآخرون.

توفي سنة ثمان وأربعين.

440 -

ت ن:‌

‌ محمد بن شجاع؛ وهو محمد بن عبد الله بن شجاع

، أبو عبد الله المروذي، نزيل بغداد.

عن سفيان بن عيينة، وابن علية، وجماعة وعنه الترمذي، والنسائي، ويعقوب الفسوي، وعبد الله بن ناجية، ومحمد بن أحمد بن زهير، وآخرون.

توفي سنة أربع وأربعين.

ص: 1229

441 -

ن:‌

‌ محمد بن صدقة

، أبو عبد الله الحمصي الجبلاني المؤدب.

عن بقية، ومحمد بن حرب، وأبي ضمرة، وغيرهم. وعنه النسائي، وعمر بن بجير، وابن أبي داود، وجماعة.

قال أبو حاتم: صدوق.

442 -

م د ت ق:‌

‌ محمد بن طريف البجلي الكوفي

، أبو جعفر.

عن حفص بن غياث، وابن فضيل، وأبي معاوية، وطبقتهم. وعنه مسلم، وأبو داود، والترمذي، وابن ماجه، ومحمد بن صالح بن ذريح، وعبد الله بن زيدان، وآخرون.

وكان ثقة، صاحب حديث.

توفي سنة اثنتين وأربعين.

443 -

‌ محمد بن عباد بن موسى البغدادي

. سندولا.

سمع عبد السلام بن حرب، وعبد الله بن إدريس، وإسماعيل بن علية، وطائفة. وعنه إبراهيم الحربي، وابن أبي الدنيا، وأبو حامد محمد بن هارون.

وكان أخباريا، ضعيف الحديث.

444 -

ن ق:‌

‌ محمد بن عباد بن آدم الهذلي

. البصري.

عن معتمر بن سليمان، ومحمد بن جعفر غندر، وجماعة. وعنه النسائي، وابن ماجه، وأبو بكر بن أبي داود، وعبد الله بن محمد بن وهب، وآخرون.

ولعله بقي إلى بعد الخمسين.

445 -

ن:‌

‌ محمد بن عبد الله بن عمار

، الحافظ أبو جعفر الموصلي، مفيد الموصل ومحدثها.

سمع المعافى بن عمران، وأبا بكر بن عياش، وسفيان بن عيينة، وعيسى بن يونس، وطبقتهم، وله كتاب جليل في معرفة العلل والشيوخ.

وعنه النسائي، والحسين بن إدريس الهروي، وجعفر الفريابي، ومحمد

ص: 1230

ابن محمد الباغندي، وأبو يعلى الموصلي، وعبد الله بن أحمد، وخلق.

وكان تاجرا فقدم بغداد مرات وحدث بها، وكان عبيد العجلي يعظم أمره ويرفع قدره.

قال النسائي: ثقة، صاحب حديث.

قلت: توفي سنة اثنتين وأربعين، وقد كمل ثمانين عاما.

وقال فيه الخطيب: كان أحد أهل الفضل المتحققين بالعلم، حسن الحفظ، كثير الحديث، روى عنه الحسين الهروي كتابا في علل الحديث ومعرفة الشيوخ.

وقال ابن عدي: سمعت أبا يعلى يسيء القول في ابن عمار ويقول: شهد على خالي بالزور.

وذكر الخطيب أنه مخرمي نزل الموصل.

قلت: فهو أبو جعفر محمد بن عبد الله المخرمي الحافظ.

مستفاد مع أبي جعفر محمد بن عبد الله بن المبارك المخرمي الحافظ المذكور في الطبقة الآتية، إن شاء الله.

446 -

م ت ن:‌

‌ محمد بن عبد الله بن بزيع البصري

.

عن جعفر بن سليمان الضبعي، وفضيل بن سليمان، وبشر بن المفضل، وجماعة. وعنه مسلم، والترمذي، والنسائي، وعبدان الأهوازي، وابن خزيمة، ومحمد بن علي الترمذي الحكيم، وجماعة.

وثقه أبو حاتم.

توفي سنة سبع وأربعين.

447 -

د ن:‌

‌ محمد بن عبد الله بن عبد الرحيم بن سعية بن أبي زرعة

، أبو عبد الله ابن البرقي المصري الحافظ، مولى بني زهرة، وأخو أحمد.

سمع عمرو بن أبي سلمة التنيسي، وإدريس بن يحيى الخولاني،

ص: 1231

وعبد الملك بن هشام، ومحمد بن يوسف الفريابي، وعبد الله بن يوسف، وأبا عبد الرحمن المقرئ، وطائفة.

وتكلم في الجرح والتعديل، وأخذ عن يحيى بن معين، وغيره، روى عنه أبو داود، والنسائي، والحسن بن الفرج الغزي، ومحمد بن المعافى، وعمر بن محمد بن بجير، وجماعة.

قال النسائي: لا بأس به.

وقال أبو سعيد بن يونس: كان ثقة، حدث بالمغازي عن عبد الملك بن هشام. وتوفي في جمادى الآخرة سنة تسع وأربعين.

قال: وإنما عرف بالبرقي؛ لأنه كان هو وإخوته يتجرون إلى برقة.

448 -

د ن ق:‌

‌ محمد بن عبد الله بن عبيد بن عقيل أبو مسعود الهلالي البصري

.

عن جده عبيد، وبشر بن عمر الزهراني، وأبي عاصم النبيل، وعمرو بن عاصم، وعثمان بن عمر بن فارس، وجماعة. وعنه أبو داود، والنسائي، وابن ماجه، وأحمد بن يحيى التستري، وأبو عروبة، ومحمد بن نوح الجنديسابوري، وأحمد بن محمد بن صدقة الحافظ، وطائفة.

قال النسائي: لا بأس به.

449 -

ن:‌

‌ محمد بن عبد الله بن بكر الخزاعي

، ويقال: الهاشمي، مولاهم الصنعاني المقدسي، الخلنجي، أبو الحسن نزيل بيت المقدس.

عن سفيان بن عيينة، وسعيد بن سالم القداح، وعبد الله بن ميمون القداح، ومالك بن سعير. وعنه النسائي، وأبو بكر بن أبي عاصم، وعبدان الأهوازي، وآخرون، آخرهم محمد بن الحسن بن قتيبة العسقلاني.

450 -

ق:‌

‌ محمد بن عبد الله بن حفص بن هشام

بن زيد بن أنس بن مالك الأنصاري البصري.

عن محمد بن عبد الله الأنصاري القاضي، وأبي عاصم، ويحيى بن كثير،

ص: 1232

وغيرهم. وعنه ابن ماجه، وابن خزيمة، وأبو قريش، وأبو عروبة، وابن صاعد.

451 -

د:‌

‌ محمد بن عبد الله بن أبي حماد الطرسوسي القطان

، عن عبد الرحمن بن مغراء، وأبي تميلة يحيى بن واضح، وجماعة. وعنه أبو داود، وعلي بن الحسين بن الجنيد، وأبو عبد الرحمن النسائي في الكنى، وآخرون.

452 -

‌ محمد بن عبد الله بن حسن

، أبو عبد الله الجرجاني العصار.

كان مع أحمد بن حنبل في اليمن، روى عن عبد الرزاق، وإبراهيم بن الحكم بن أبان. وعنه عمران بن موسى السختياني، وعبد الرحمن بن عبد المؤمن المهلبي، وإبراهيم بن نومرد.

قال حمزة السهمي: هو أول من أظهر مذهب الحديث بجرجان.

453 -

م ت ن ق:‌

‌ محمد بن عبد الأعلى

، أبو عبد الله الصنعاني القيسي.

عن معتمر بن سليمان، ويزيد بن زريع، وأبي بكر بن عياش، وسفيان بن عيينة، وعثام بن علي، وعبد الرزاق، وطائفة. وعنه مسلم، والترمذي، والنسائي، وابن ماجه، وبقي بن مخلد، وجعفر الفريابي، وعمر بن بجير، وابن خزيمة، وقاسم المطرز، وخلق.

وثقه أبو حاتم، وغيره.

توفي بالبصرة سنة خمس وأربعين.

454 -

م:‌

‌ محمد بن عبد الرحمن بن حكيم بن سهم الأنطاكي

.

عن معتمر بن سليمان، وأبي إسحاق الفزاري، وابن المبارك، وعيسى بن يونس، وبقية بن الوليد. وعنه مسلم، وعبد الله بن أحمد بن حنبل، وأبو يعلى الموصلي، وموسى بن هارون، وأبو القاسم البغوي، وخلق سواهم.

وثقه أبو بكر الخطيب.

ص: 1233

وتوفي سنة ثلاث وأربعين.

455 -

‌ محمد بن عبد الصمد بن داود بن مهران الحراني

، أبو جعفر.

ولد بمصر وسمع من ابن وهب، ورشدين بن سعد.

توفي سنة إحدى وأربعين.

456 -

خ 4:‌

‌ محمد بن عبد العزيز بن أبي رزمة غزوان اليشكري

، مولاهم المروزي أبو عمرو.

حج بأخرة، وحدث ببغداد عن ابن المبارك، وسفيان بن عيينة، وحفص بن غياث، والفضل بن موسى، وأبي معاوية، وطائفة. وعنه الأربعة، والبخاري عن رجل عنه، وأبو زرعة الرازي، وإبراهيم الحربي، وعبد الله بن إسحاق المدائني، وأبو العباس السراج، ومحمد بن هارون ابن المجدر، وابن خزيمة، وكان ثقة سمع من ابن المبارك ثلاثة أحاديث فقط.

وروى البخاري في صحيحه عن سعيد بن مروان عنه، عن سلمويه بن صالح.

توفي سنة إحدى وأربعين.

457 -

م ت ن ق:‌

‌ محمد بن عبد الملك بن أبي الشوارب

محمد بن عبد الله بن أبي عثمان بن عبد الله بن خالد بن أسيد بن أبي العيص بن أمية، أبو عبد الله القرشي الأموي البصري.

عن أبي عوانة، وعبد العزيز بن المختار، ويوسف بن الماجشون، وعبد الواحد بن زياد، وكثير بن سليم، وكثير بن عبد الله الأبلي، وعدة. وعنه مسلم، والترمذي، والنسائي، وابن ماجه، وأبو بكر بن أبي الدنيا، ومحمد بن محمد الباغندي، وأبو القاسم البغوي، وإبراهيم بن محمد بن متويه، ومحمد بن جرير الطبري، وطائفة.

وكان من جلة المشايخ وفضلائهم.

قال النسائي: لا بأس به.

وقال ابن قانع: مات بالبصرة في جمادى الأولى لعشر بقين منه سنة أربع وأربعين.

ص: 1234

وقال الصولي: نهى المتوكل عن الكلام في القرآن، وأشخص الفقهاء والمحدثين إلى سامراء، منهم ابن أبي الشوارب، وأمرهم أن يحدثوا وأجزل صلاتهم.

قلت: لما ولي ابنه الحسن بن محمد القضاء تخوف وقال له: يا حسن أعيذ وجهك الحسن من النار، وفي ذريته عدة قضاة؛ يقع لي حديثه عاليا.

458 -

د ت ن:‌

‌ محمد بن عبيد بن محمد بن واقد

، أبو جعفر المحاربي الكوفي النحاس.

عن علي بن مسهر، وعبد السلام بن حرب، وعمر بن عبيد، ويحيى بن زكريا بن أبي زائدة، وشريك بن عبد الله، وإسماعيل بن عياش، وأبي الأحوص سلام، وعبد الرحمن بن زيد بن أسلم، وابن المبارك، وطائفة، وطال عمره، واشتهر اسمه. وعنه أبو داود، والترمذي، والنسائي، وعبد الله بن أحمد بن حنبل، وأبو لبيد السرخسي، ومحمد بن جرير الطبري، وعبد الله بن زيدان البجلي، وطائفة.

قال النسائي: لا بأس به.

وقال ابن حبان: مات سنة خمس وأربعين.

قال ابن أبي عاصم: توفي سنة إحدى وخمسين.

459 -

ق:‌

‌ محمد بن عبيد بن محمد بن ثعلبة العامري الكوفي

، المعروف بالحماني لنزوله فيهم. ويلقب بالحوت.

روى عن أبيه، وعمر بن عبيد الطنافسي. وعنه ابن ماجه، وأحمد بن يحيى التستري، وحاجب بن أركين، وعلي بن العباس المقانعي، ويحيى بن صاعد، وآخرون.

ذكره ابن حبان في الثقات.

• - محمد بن عبيد المدني. تقدم.

ص: 1235

460 -

ت:‌

‌ محمد بن عبيد بن عبد الملك

، أبو عبد الله الأسدي الهمذاني، الكوفي الأصل، الجلاب.

عن سفيان بن عيينة، وأبي معاوية، ويحيى بن سعيد الأموي، وعبيدة بن حميد، وإسماعيل بن علية، وعلي بن أبي بكر الأسفذني، وجماعة. وعنه الترمذي، والحسن بن علي بن أبي الحناء، وعلي بن سعيد العسكري، وقاسم بن زكريا المطرز، وأبو بشر محمد بن أحمد الدولابي، وعبد الرحمن بن أحمد بن عباد، ومحمد بن ماجه في غير السنن، وآخرون.

وكان عبدا صالحا، وثقه أبو زرعة وأثنى عليه.

وقال الحسن بن يزداد الخشاب: لو كان محمد بن عبيد ببغداد كان شبيها بأحمد بن حنبل.

وقال غيره: كان يصوم الدهر.

قلت: وقع لنا حديثه عاليا. وتوفي سنة تسع وأربعين.

461 -

ق:‌

‌ محمد بن عثمان بن خالد

، أبو مروان العثماني المدني.

عن أبيه، وإبراهيم بن سعد، وعبد العزيز بن أبي حازم، وعبد الرحمن بن أبي الزناد، ومحمد بن ميمون، وجماعة. وعنه ابن ماجه، وأحمد بن زيد القزاز، وإسحاق الخزاعي، وبقي بن مخلد، وجعفر الفريابي، وعمران بن موسى بن مجاشع، ومحمد بن يحيى بن منده، وطائفة.

قال صالح جزرة: ثقة صدوق، إلا أنه يروي عن أبيه المناكير.

وقال موسى بن هارون: مات سنة إحدى وأربعين.

وقال البخاري: صدوق.

462 -

ن:‌

‌ محمد بن عثمان بن بحر

، أبو عبد الله العقيلي البصري.

عن عبد الأعلى بن عبد الأعلى، ومحمد بن عبد الرحمن الطفاوي، وأبي عاصم النبيل. وعنه النسائي، وأحمد بن عمرو البزار، وعبدان الأهوازي، وابن خزيمة، وطائفة.

ص: 1236

463 -

‌ محمد بن عصام بن يزيد بن عجلان الأصبهاني جبر

، ولقب أبيه أيضا جبر.

روى عن أبيه، وله عنه نسخة كبيرة عن سفيان الثوري. وعنه محمد بن يحيى بن منده، وأحمد بن علي بن الجارود، وسلم بن عصام، ومحمد بن أحمد بن يزيد الزهري.

464 -

‌ محمد بن عقبة بن هرم السدوسي البصري

.

عن جعفر بن سليمان الضبعي، وحماد بن زيد، وحسان الكرماني، وجرير بن عبد الحميد. وعنه أحمد بن عمرو البزار، والحسن بن سفيان، وعبدان الأهوازي، وجماعة.

ضعفه أبو حاتم.

وقد روى عنه البخاري في كتاب الأدب.

465 -

‌ محمد بن عكاشة الكرماني

.

روى الموضوعات عن مثل سفيان بن عيينة، والوليد بن مسلم. وعنه إسماعيل بن قتيبة النيسابوري، وغيره.

ذكره ابن عساكر، فقال: محمد بن عكاشة بن محصن، أبو عبد الله الكرماني. ذكر أنه سمع من الوليد، ووكيع، وابن عيينة، ومندل بن علي، وعبد الرزاق، وطائفة. روى عنه إسماعيل بن قتيبة، وإبراهيم بن محمد بن هانئ، ومحمد بن إبراهيم الطيالسي.

قال الدارقطني: كان يضع الحديث.

وقال أحمد بن محمد بن يونس الهروي البزاز: كان يحدث بالبواطيل، فبلغني أنه شهد الجمعة بكرمان، فقرأ الإمام على المنبر، فصعق فمات.

قلت: ومما وضع على سند الصحيحين: أطعموا حبالاكم اللبان، فإن

ص: 1237

يكن ذكرا يخرج ذكيا شجاعا، وإن يكن جارية حسن خلقها وعظم عجيزتها، وحظيت عند زوجها.

ومن موضوعاته على النبي صلى الله عليه وسلم، عن جبريل، عن الله عز وجل: من لم يؤمن بالقدر فليس مني.

466 -

ع:‌

‌ محمد بن العلاء بن كريب

، أبو كريب الهمداني الحافظ. محدث الكوفة.

عن عبد الله بن المبارك، وسفيان بن عيينة، وحفص بن غياث، وعبيد الله الأشجعي، وعمر بن عبيد، وحاتم بن إسماعيل، وعبد الله بن إدريس، وهشيم، وخلق. وعنه الجماعة، وبقي بن مخلد، وعبد الله بن أحمد، وأحمد بن علي المروزي، وجعفر الفريابي، وعبد الله بن ناجية، وابن خزيمة، وأبو عروبة، ومحمد بن هارون الروياني، وعبد الله بن زيدان البجلي، ومحمد بن القاسم بن زكريا المحاربي، وخلق.

وسمع بدمشق من شعيب بن إسحاق.

وعنه قال: أتيت يحيى بن حمزة، فوجدت عليه سواد القضاء، فلم أسمع منه. وكنت سافرت أريد إفريقية.

وقال علي بن نصر النيسابوري: سمعت أبا عمرو الخفاف يقول: ما رأيت في المشايخ بعد إسحاق أحفظ من أبي كريب.

وقال النسائي: ثقة.

قال صالح جزرة: تيبس رأس أبي كريب، فأمر الطبيب أن يغلف رأسه بفالوذج. قال: فتناوله من رأسه، وأكله وقال: بطني أحوج إلى هذا من رأسي.

قال مطين: أوصى أبو كريب بكتبه أن تدفن، فدفنت.

قال حجاج الشاعر: سمعت أحمد بن حنبل يقول: لو حدثت عن أحد ممن أجاب، يعني في المحنة، لحدثت عن اثنين: أبو معمر، وأبو كريب، أما أبو معمر فلم يزل بعدما أجاب يذم نفسه على إجابته، ويحسن أمر الذي لم يجب. وأما أبو كريب فأجري عليه ديناران، وهو محتاج، فتركها لما علم أنه أجري عليه لذلك.

وقال محمد بن عبد الله بن نمير: ما بالعراق أكثر حديثا من أبي كريب، ولا أعرف بحديث بلدنا منه.

ص: 1238

وقال الحافظ أبو علي النيسابوري: سمعت أبا العباس بن عقدة يقدم أبا كريب في الحفظ والكثرة على جميع مشايخهم. ويقول: ظهر لأبي كريب بالكوفة ثلاث مائة ألف حديث.

وقال موسى بن إسحاق: سمعت من أبي كريب مائة ألف حديث.

وقال أبو حاتم: صدوق.

وقال أبو عمرو الخفاف: ما رأيت في المشايخ بعد إسحاق أحفظ من أبي كريب.

وقال محمد بن يحيى الذهلي لإبراهيم بن أبي طالب: من أحفظ من رأيت بالعراق؟ قال: لم أر بعد أحمد بن حنبل أحفظ من أبي كريب.

قال البخاري: توفي أبو كريب يوم الثلاثاء لأربع بقين من جمادى الآخرة سنة ثمان وأربعين.

زاد غيره: عاش سبعا وثمانين سنة.

467 -

ت ن:‌

‌ محمد بن علي بن الحسن بن شقيق

، أبو عبد الله المروزي.

حدث ببغداد وخراسان، عن أبيه، والنضر بن شميل، وأبي أسامة، ويزيد بن هارون، وعبدان بن عثمان، وجماعة. وعنه الترمذي، والنسائي، والحسن بن سفيان، وابن خزيمة، ومحمد بن جرير، وابن صاعد، وخلق آخرهم القاضي المحاملي.

وثقه النسائي، وغيره.

قال محمد بن موسى الباشاني، وابن قانع: مات سنة خمسين. زاد الباشاني: لثلاث بقين من المحرم. سقط من السطح فمات.

468 -

ن:‌

‌ محمد بن علي بن حمزة

، أبو عبد الله المروزي الحافظ.

عن إسحاق بن سليمان الرازي، وعبيد الله بن موسى، وأبي اليمان،

ص: 1239

وعبدان بن عثمان، وطبقتهم. وعنه النسائي، وإبراهيم بن أبي طالب، وعلي بن سعيد الرازي، وابن خزيمة، وأبو قريش محمد بن جمعة، وآخرون.

وأكثر عنه ابن خزيمة، وسأله عن العلل والرجال.

أقام بنيسابور مدة بعد الأربعين.

469 -

أما‌

‌ محمد بن علي بن حمزة العلوي البغدادي

.

فشيخ ثقة. توفي سنة ست وثمانين ومائتين.

عنده عن أبي عثمان المازني.

470 -

و‌

‌ محمد بن علي بن حمزة الأنصاري

.

عن عبيد الله القواريري.

471 -

و‌

‌ محمد بن علي بن حمزة الأنطاكي

.

نزل بغداد، يروي عن أبي أمية الطرسوسي، وطبقته.

وبقي إلى سنة ثلاث وعشرين وثلاث مائة.

472 -

‌ محمد بن عمران بن أيوب الأصبهاني

.

عن سلمة بن الفضل، وعبيد الله بن موسى، وطائفة. وعنه ابنه عبد الله، شيخ لأبي الشيخ، وغيره.

473 -

‌ محمد بن عمران بن زياد

، أبو جعفر الضبي الكوفي النحوي.

سكن بغداد، وأدب ابن المعتز.

وحدث عن أبي نعيم، وأبي غسان النهدي، وجماعة كثيرة، ورحل إلى الشام، فسمع من هشام بن عمار. روى عنه عبد الله بن أبي سعد الوراق، وأبو العباس بن مسروق.

مات كهلا.

وثقه الدارقطني.

474 -

4:‌

‌ محمد بن عمر بن علي بن عطاء بن مقدم المقدمي البصري

، ابن عم محمد بن أبي بكر.

ص: 1240

سمع أباه، ومحمد بن جعفر غندر، ومحمد بن أبي عدي، ويوسف بن عطية، ومعاذ بن هشام، ويحيى القطان، وعدة. وعنه الأربعة، وأحمد بن عمرو البزار، وجعفر بن أحمد الحافظ، وابن خزيمة، ومحمد بن جرير، وآخرون.

قال أبو حاتم: صدوق.

قلت: توفي سنة خمس وأربعين.

475 -

‌ محمد بن عمر بن حرب بن سنان القرشي البصري

.

حدث بأصبهان عن يحيى القطان، وغندر، والحكم بن سنان. وعنه عبد الله بن محمد بن وهب، وأحمد بن محمد بن مسلم.

476 -

‌ محمد بن عمرو بن العباس

، أبو بكر الباهلي البصري.

حدث عن سفيان بن عيينة، وغندر، وعبد الوهاب الثقفي، وجماعة. وعنه ابن صاعد، والمحاملي، وآخرون.

توفي سنة تسع وأربعين ومائتين.

يقع لنا من عواليه.

477 -

‌ محمد بن عمرو بن الحكم الهروي

.

حدث ببغداد عن وكيع وغيره، وعنه ابن صاعد، والمحاملي أيضا.

وكان ثقة عنده عن الجارود بن يزيد، ومكي بن إبراهيم.

478 -

‌ محمد بن عميرة

، أبو عبد الله الجرجاني الحافظ، نزيل هراة.

روى عن إسحاق الأزرق، ويزيد بن هارون، وعبد الرزاق، وجماعة. وعنه أبو يحيى البزاز، ومحمد بن عبد الرحمن السامي، ومحمد بن شاذان، وآخرون.

قيل: إنه كان يحفظ سبعين ألف حديث.

479 -

‌ محمد بن أبي عون

، أبو بكر البغدادي.

ص: 1241

عن محمد بن فضيل، وشعيب بن حرب. وعنه ابن صاعد، والمحاملي، وجماعة.

توفي سنة تسع وأربعين ببغداد في شعبان. واسم أبيه أبي عون محمد.

480 -

ن:‌

‌ محمد بن عيسى بن زياد

، أبو الحسين الدامغاني. نزيل الري.

حدث عن ابن المبارك، وجرير بن عبد الحميد، وسلمة الأبرش، وجماعة. وعنه النسائي، ومحمد بن جرير الطبري، وأبو بكر بن أبي داود، وأبو نعيم عبد الملك بن عدي، وعبد الله بن محمد بن وهب الدينوري، وآخرون كثيرون.

ولعله بقي إلى بعد الخمسين.

481 -

خ د:‌

‌ محمد بن أبي غالب القومسي الطيالسي

، أبو عبد الله، نزيل بغداد.

عن يزيد بن هارون، وسعيد بن سليمان سعدويه، وعبد الرحمن بن شريك النخعي، وطائفة. وعنه البخاري، وأبو داود، وأبو بكر بن أبي عاصم، وعبد الله بن أحمد بن حنبل، والحسين بن إسحاق التستري، وأبو بكر بن أبي داود.

قال البخاري: مات في سلخ رمضان سنة خمسين.

قلت: روى البخاري عنه عن محمد بن أبي سمينة. وعنه عن إبراهيم بن المنذر الحزامي، وكان من الثقات.

وأما محمد بن أبي غالب، صاحب هشيم، فمات سنة أربع وعشرين ومائتين.

482 -

ت ق:‌

‌ محمد بن فراس

، أبو هريرة الضبعي البصري الصيرفي.

ص: 1242

عن وكيع، ومعاذ بن هشام، وسلم بن قتيبة، وحرمي بن عمارة، وأبي داود، وطبقتهم. وعنه الترمذي، وابن ماجه، وأحمد بن عمرو البزار، وعمر بن بجير، ومطين، وأبو علي محمد بن سليمان المالكي البصري، وآخرون.

قال أبو حاتم: صدوق.

قلت: توفي سنة اثنتين وأربعين.

483 -

د ن:‌

‌ محمد بن قدامة بن أعين أبو عبد الله المصيصي

، مولى بني هاشم.

عن ابن المبارك، وجرير بن عبد الحميد، وفضيل بن عياض، ووكيع، وعثام بن علي، وسفيان بن عيينة، وأبي الحسن الكسائي، وطائفة. وعنه أبو داود، والنسائي، وأبو بكر بن أبي داود، وعبد الرحمن بن عبيد الله الأسدي الحلبي ابن أخي الإمام، وعبد الرحمن بن عبيد الله الهاشمي الحلبي ابن أخي الإمام، وعمر بن الحسن أبو حفيص الحلبي القاضي، ومحمد بن الحسن بن قتيبة، ومحمد بن المسيب الأرغياني، ومحمد بن سفيان.

قال النسائي: لا بأس به.

ووثقه الدارقطني.

وقال ابن حبان: مات قريبا من سنة خمسين.

قلت: وقع لنا حديثه عاليا في معجم ابن جميع.

484 -

‌ محمد ابن الإمام أبي عبد الله محمد بن إدريس الشافعي

.

قاضي الجزيرة، توفي بها بعد الأربعين ومائتين.

روى عن أبيه، وغيره.

وذكر ابن يونس أنه سمع أيضا من سفيان بن عيينة الهلالي. قال: وله أخ باسمه توفي سنة إحدى وثلاثين بمصر.

ص: 1243

485 -

م ت:‌

‌ محمد بن‌

‌ محمد بن مرزوق الباهلي

. بصري ثقة.

حدث ببغداد، عن روح بن عبادة، وأبي عامر العقدي، ومحمد بن عبد الله الأنصاري. وعنه مسلم، والترمذي، ونسباه إلى جده، ومحمد بن جرير، وابن خزيمة، والمحاملي، وسيعاد.

486 -

‌ محمد بن محمد بن النعمان بن شبل الباهلي البصري

.

روى عن مالك بن أنس، وغيره، وعمر دهرا.

روى عنه أحمد بن محمد بن روق الهزاني.

487 -

‌ محمد بن مرداس الأنصاري البصري

.

عن زياد بن عبد الله البكائي، وبشر بن المفضل، وعبد الله بن عيسى الخزاز. وعنه محمد بن إسماعيل البخاري في بعض تواليفه، وعبدان الأهوازي، ومحمد بن هارون الروياني، ومحمد بن أحمد بن سليمان الهروي، وآخرون.

توفي سنة تسع وأربعين.

488 -

‌ أما محمد بن مرداس الأنصاري

.

عن خارجة بن مصعب، فآخر لا يعرف.

489 -

ام ت ق: محمد بن مرزوق الباهلي.

هو محمد بن محمد بن مرزوق بن بكير، مر. وأكثر ما يأتي منسوبا إلى جده. روى عنه مسلم، والترمذي، وابن ماجه، وخلق.

قال ابن أبي عاصم: توفي سنة ثمان وأربعين.

قلت: تفرد عن الأنصاري عن أبيه، عن ثمامة عن أنس رفعه: ليس المخبر كالمعاين.

ص: 1244

وتفرد عن الأنصاري عن محمد بن عمرو عن أبي سلمة، عن أبي هريرة رفعه: إذا أكل ناسيا فلا قضاء عليه ولا كفارة.

لم يروه أحد بهذا الإسناد غيره.

490 -

‌ محمد بن مسعدة البزاز

.

روى عن محمد بن شعيب بن شابور. وعنه أبو العباس السراج، وقاسم المطرز، ويحيى بن صاعد.

491 -

د:‌

‌ محمد بن مسعود بن يوسف أبو جعفر ابن العجمي

. نزيل طرسوس وشيخها في زمانه.

روى عن عيسى بن يونس، ويحيى القطان، وعبد الرحمن بن مهدي، وزيد بن الحباب، وعبد الرزاق، وطائفة. وعنه أبو داود، وجعفر الفريابي، ومحمد بن وضاح الأندلسي، وحاجب بن أركين، وأبو بكر بن أبي داود، ومحمد بن إسحاق السراج، وعبد الله بن محمد بن وهب الدينوري، والحسين بن إسماعيل المحاملي، وآخرون.

وثقه الخطيب، وغيره.

وقال محمد بن وضاح: رفيع الشأن فاضل، ليس بدون أحمد بن حنبل.

قلت: وسمع منه أحمد بن علي الجزري في سنة سبع وأربعين.

قال ابن عبد البر: قال ابن وضاح: ما رأيت أحدا أعلم بالحديث من محمد بن مسعود.

492 -

خ م د ن:‌

‌ محمد بن مسكين اليمامي، أبو الحسن

.

حدث ببغداد، عن محمد بن يوسف الفريابي، وبشر بن بكر، ويحيى بن حسان التنيسيين، وأبي مسهر، وطائفة. وأكبر شيخ له وهب بن جرير. وعنه البخاري، ومسلم، وأبو داود، والنسائي، وأبو بكر بن أبي عاصم، وأحمد بن عمرو البزار، ومحمد بن حسين بن مكرم، ومحمد بن يحيى بن منده، وعمر البجيري، وابن خزيمة، وآخرون.

ص: 1245

وثقه أبو داود، وغيره.

493 -

د ن ق:‌

‌ محمد بن مصفى بن بهلول

، أبو عبد الله القرشي الحمصي، الرجل الصالح.

روى عن بقية، وسفيان بن عيينة، ومحمد بن حرب الخولاني، والوليد بن مسلم، وابن أبي فديك، وطائفة. وعنه أبو داود، والنسائي، وابن ماجه، والحسن بن فيل، وسعيد بن عبد العزيز الحلبي، وعبدان الأهوازي، وأبو بكر بن أبي داود، ومحمد بن تمام البهراني، ومحمد بن العباس بن الدرفس، ومحمد بن يوسف بن بشر الهروي، وعبد الغافر بن سلامة الحمصي، وخلق.

قال أبو حاتم: صدوق.

قال محمد بن عبيد الله بن الفضيل الكلاعي: عادلته إلى مكة سنة ست وأربعين، فاعتل بالجحفة ومات بمنى. وكان دخل مكة وهو لما به، فدخل أصحاب الحديث عليه وهو في النزع، فقرأوا عليه، فما عقل مما قرئ شيئا.

وقال محمد بن عوف: رأيت محمد بن مصفى في النوم، فقلت: يا أبا عبد الله أليس قد مت؟ إِلامَ صرت؟ قال: إلى خير، ومع ذلك فنحن نرى ربنا كل يوم مرتين. فقلت: يا أبا عبد الله صاحب سنة في الدنيا، وصاحب سنة في الآخرة؟ قال: فتبسم إلي.

قلت: روى ابن ماجه أيضا عن مرار بن حمويه عن محمد بن مصفى.

وقال جزرة: له مناكير.

494 -

‌ محمد بن معروف القرشي الأصبهاني

العطار العابد.

عن يحيى بن سعيد القطان، ويزيد بن هارون، وقرأ القرآن على يعقوب الحضرمي. وعنه محمد بن أحمد بن تميم، وعبد الله بن محمد بن عيسى، وغيرهما، وأم بجامع أصبهان مدة.

وكان من العبادة والورع بمحل. رحمه الله.

ص: 1246

495 -

‌ محمد بن مقاتل

، أبو عبد الله الرازي.

عن جرير بن عبد الحميد، ووكيع، وحكام بن سلم، وجماعة. وعنه أحمد بن جعفر الجمال، وعيسى بن محمد المروزي الكاتب، والزاهد أبو عثمان سعيد بن إسماعيل الحيري، وآخرون.

وهو من الضعفاء والمتروكين.

قيل إنه توفي سنة ست وأربعين، وكان من الفقهاء الكبار.

• - أما محمد بن مقاتل المروزي، فقد مات قبل هذا بعشرين سنة.

496 -

ت ن:‌

‌ محمد بن موسى بن نفيع

، أبو عبد الله الحرشي البصري.

عن حماد بن زيد، وجعفر بن سليمان، ومحمد بن ثابت العبدي، وسهيل بن أبي حزم، وفضيل بن سليمان، وطائفة. وعنه الترمذي، والنسائي، وأحمد بن عمرو البزار، والحسين بن إسحاق التستري، والقاسم المطرز، وعمر بن محمد بن بجير، وابن صاعد، وطائفة.

قال أبو داود: ضعيف.

وقال أبو حاتم: شيخ.

وقال النسائي: صالح.

ووثقه ابن حبان.

توفي سنة ثمان وأربعين.

497 -

خ م ق:‌

‌ محمد بن موسى بن عمران أبو جعفر الواسطي القطان

، ابن عمة أحمد بن سنان القطان.

عن يزيد بن هارون، وأبي سفيان الحميري، وأبي عامر العقدي، وأبي عاصم، والمثنى بن معاذ العنبري، وطائفة. وعنه البخاري، ومسلم، وابن

ص: 1247

ماجه، وأحمد بن يحيى التستري، وأبو بكر بن أبي داود، وأحمد بن عمرو البزار، وابن خزيمة، وابن صاعد، وطائفة.

ذكره ابن حبان في الثقات.

498 -

ت:‌

‌ محمد بن أبي معشر نجيح بن عبد الرحمن

، أبو عبد الملك السندي المدني، مولى بني هاشم.

عن أبيه، والنضر بن منصور، وغيرهما. وعنه الترمذي، وإبراهيم بن محمد بن متويه، ومحمد بن المجدر، وشعيب الذارع، ومحمد بن جرير، وأحمد بن عبد الله بن سابور الدقاق، وأبو حامد محمد بن هارون الحضرمي، وجماعة.

قال أبو حاتم: محله الصدق.

ووثقه أبو يعلى الموصلي.

توفي سنة أربع، وقيل: سنة سبع وأربعين، وله تسع وتسعون سنة.

قال ابن معين: سألت حجاجا بالمصيصة عنه، فقال: طلب مني كتب أبيه مما سمعته، فأخذها فنسخها، وما سمعها مني.

قلت: هذا لا يدل على أنه حدث بما نسخ، فلا يضره ذلك.

499 -

‌ محمد بن النضر الزبيري الأصبهاني

.

عن عامر بن إبراهيم، وبكر بن بكار، وجماعة. وعنه أحمد بن الحسين الأنصاري، وعبد الله محمد بن عيسى.

500 -

‌ محمد بن النعمان بن عبد السلام بن حبيب بن حطيط

، أبو عبد الله التيمي الأصبهاني.

شيخ أصبهان وابن شيخها وأبو شيخها عبد الله، لم يسمع من أبيه لصغره، ورحل، وسمع من سفيان بن عيينة، وحفص بن غياث، وأبي بكر بن عياش، ووكيع، وطائفة. وعنه زيد بن أخزم وقال: حدثنا عابد أهل أصبهان محمد بن النعمان. وروى عنه هارون بن سليمان،

ص: 1248

ومحمد بن يزيد، وجعفر بن أحمد بن فارس.

قال أبو الشيخ: هو أحد الورعين. لم يحدث إلا بالقليل. ذكر أنه خرج إلى البصرة، فأقام بها زمانا، وتزوج بها ابنة عبد الله بن بكر السهمي.

كان أبيض الرأس واللحية، وكان ثوبه خشنا، وكمه إلى طرف أصابعه. ثم وصفوا له التنعم، وأنه إن لم يفعل خيف على عقله، فكان بعد ذلك يلبس الثياب الفاخرة، ويتغلف بالغالية.

قال: توفي سنة أربع وأربعين ومائتين.

501 -

‌‌

‌ محمد بن هارون

الرشيد بن محمد المهدي ابن المنصور

، أبو العباس الهاشمي.

وهو معروف بكنيته، لأن له عدة إخوة، إنما يعرفون بكناهم. وكان هذا مغفلا، فحدث أبو العيناء قال: حدثني أبو العالية قال: لما مات سعيد بن سلم الباهلي قال لي الرشيد: علم ابني تعزيته. فقلت: يا أبا العباس، إذا صرت إلى القوم فقل: أعظم الله أجركم وأحسن عزاءكم ورحم متوفاكم. فقال: هذا طويل. فقلت: قل: أعظم الله أجركم وأحسن عزاءكم. فقال: هذا أطول من ذاك. فقلت: قل: أعظم الله أجركم. وأخذت أكررها على سمعه ثلاثا. فلما ركبنا في اليوم الثالث وركب الناس وقربنا من دار الميت، خرج أولاده حفاة، فنزل ودخل فقال: ما فعل أبو عمرو؟ قالوا: مات. قال: جيد، فأيش عملتم؟ قالوا: دفناه. قال: أحسنتم.

ورخ وفاة أبي العباس هذا أحمد بن أبي طاهر في سنة خمس وأربعين ومائتين.

502 -

محمد بن هارون، أبو عيسى الوراق. صاحب التصانيف.

ذكره المسعودي، وإنه توفي سنة سبع وأربعين ومائتين ببغداد، وله تصانيف كثيرة في المقالات والإمامة والنظر.

503 -

‌ محمد بن هشام بن عون

، أبو محلم التميمي السعدي اللغوي، أحد أئمة العربية.

سمع سفيان بن عيينة، وجرير بن عبد الحميد، ومحمد بن فضيل، وخالد بن الحارث، ووكيعا.

ودخل البادية في طلب لسان العرب، وبقي بها مدة، وكتب الكثير من

ص: 1249

خطابهم ولغاتهم، وكان ينظر بابن الأعرابي.

أخذ عنه الزبير بن بكار، وثعلب، والمبرد، وعلي بن الصباح، وآخرون من علماء العراق.

توفي سنة خمس وأربعين، وقيل: سنة ثمان وأربعين.

504 -

‌ محمد بن الهيثم بن خالد

، أبو عبد الله البجلي الكوفي الحافظ.

روى عن عم أبيه الحسن بن الربيع البوراني، وحسين الجعفي، وأبي أسامة، وأبي نعيم.

وحدث ببخارى، روى عنه أهلها.

قال بكر بن منير سمعت أبي يسأل محمد بن إسماعيل البخاري، عن محمد بن الهيثم لما قدم بخارى، فقال: اكتبوا عنه فإنه ثقة. وجميع ما حدث ببخارى حدثناه حفظا، والكتب بين يديه مطروحة.

أخبرنا ابن الخلال، قال: أخبرنا جعفر، قال: أخبرنا السلفي، قال: أخبرنا أبو علي البرداني، قال: أخبرنا هناد النسفي، قال: أخبرنا غنجار في تاريخه قال: حدثنا أحمد بن أبي حامد الباهلي، قال: سمعت بكر بن منير بن خليد، قال: سمعت محمد بن الهيثم البجلي ببخارى يقول: كان ببغداد قائد من بعض قواد المتوكل، وكانت امرأته تلد البنات. فحملت امرأته مرة، فحلف زوجها: إن ولدت هذه المرة بنتا فإني أقتلك بالسيف. فلما قربت ولادتها وجلست القابلة، ألقت المرأة مثل الجريب وهو يضطرب، فشقوه، فخرج منه أربعون ابنا وعاشوا كلهم. قال محمد بن الهيثم: وأنا رأيتهم ببغداد ركبانا خلف أبيهم. وكان اشترى لكل واحد منهم ظئرا.

قال بكر بن منير: حضرت مجلس محمد بن إسماعيل البخاري، فأخبره والدي بما حكى لنا محمد بن الهيثم فقال: اكتبوا عنه، فإنه رجل صدوق مستور.

قال غنجار: توفي سنة تسع وأربعين ومائتين.

قلت: وبكر ثقة مشهور.

505 -

‌ محمد بن الهيثم الكوفي المقرئ

، أجل أصحاب خلاد بن خالد.

قال الداني: عرض على جماعة من أصحاب حمزة، منهم حسين

ص: 1250

الجعفي، وعبد الرحمن بن أبي حماد. وروى عن يحيى بن زياد الفراء، وغيره.

قرأ عليه القاسم بن نصر المازني، وعبد الله بن ثابت. وحدث عنه ابن أبي الدنيا، وسليمان بن يحيى الضبي، وعلي بن الحسن الطيالسي.

وكان يقول: هذا الإفراط في المد والهمز وغير ذلك من التكلف، عندنا مكروه.

506 -

د:‌

‌ محمد بن الوزير المصري

.

عن بشر بن بكر التنيسي، والشافعي، وسعيد بن عفير. وعنه أبو داود.

أغفله ابن يونس صاحب تاريخ مصر، وابن عساكر صاحب النبل، ولا نعلم أحدا روى عنه غير أبي داود. والله أعلم.

507 -

د:‌

‌ محمد بن الوزير بن الحكم

، أبو عبد الله السلمي الدمشقي، ختن أحمد بن أبي الحواري.

روى عن الوليد بن مسلم، وضمرة بن ربيعة، ومحمد بن شعيب بن شابور، والوليد بن مزيد البيروتي، وجماعة. وعنه أبو داود، وأبو الجهم بن طلاب، وأبو الحسن بن جوصا، والحسن بن علي الكفربطناوي، وأبو بكر بن أبي داود، ومحمد بن محمد بدر الباهلي، وطائفة.

وثقه أبو حاتم، وغيره.

وتوفي في سادس ذي القعدة سنة خمسين.

وأما محمد بن وزير الواسطي فسيأتي.

508 -

‌ محمد بن الوليد الأموي المديني الخياط

.

عن سفيان بن عيينة، وهشام بن سليمان، والزحاف بن أبي الزحاف. وعنه إسماعيل بن أحمد بن أسيد، وإبراهيم بن نائلة، وأحمد بن الحسين الأنصاري، وآخرون.

قال محمد بن يحيى بن منده: كان من الأبدال.

ص: 1251

وقال أبو نعيم الحافظ: حكى ابنه عنه أنه قال: أنا من ولد سليمان بن عبد الملك بن مروان، لا تخبر به أحدا فإني رجل خياط.

509 -

ن:‌

‌ محمد بن وهب بن أبي كريمة

، أبو المعالي الحراني.

عن عتاب بن بشير، ومحمد بن سلمة، وعيسى بن يونس، ومسكين بن بكير. وعنه النسائي، وإبراهيم بن يوسف الهسنجاني، والحسين بن إسحاق التستري، وأبو عروبة، وجماعة.

قال النسائي: لا بأس به.

قلت: توفي في رمضان سنة ثلاث وأربعين.

510 -

م ت ن ق:‌

‌ محمد بن يحيى بن أبي عمر العدني

، نزيل مكة، أبو عبد الله الحافظ.

عن سفيان بن عيينة، وفضيل بن عياض، ومروان بن معاوية، وعبد العزيز الدراوردي، وسعيد بن سالم القداح، ووكيع، والوليد بن مسلم، ومعتمر بن سليمان. وخلق، وعنه مسلم، والترمذي، وابن ماجه. والنسائي بواسطة، وإسحاق بن أحمد الخزاعي، والحكم بن معبد الخزاعي، وعبد الله بن صالح البخاري، ومحمد بن إسحاق السراج، وعلي بن عبد الحميد الغضائري، والمفضل بن محمد الجندي، وآخرون.

قال ابن أبي حاتم: سألت أبي عنه، فقال: كان رجلا صالحا، وكان به غفلة، رأيت عنده حديثا موضوعا، حدث عن ابن عيينة به، وكان صدوقا.

وعن الحسن بن أحمد بن الليث: حدثنا ابن أبي عمر العدني، وكان قد حج سبعا وسبعين حجة، وبلغني أنه لم يقعد من الطواف ستين سنة.

قلت: له مسند مروي.

قال البخاري: مات بمكة لإحدى عشرة بقيت من ذي الحجة سنة ثلاث وأربعين.

ص: 1252

511 -

ت ن:‌

‌ محمد بن يحيى بن عبدويه الثقفي

القصري المروزي المؤدب.

عن عبد الله بن إدريس، وحفص بن غياث، وجماعة. وعنه الترمذي، والنسائي، وأحمد بن سيار المروزي، وجماعة.

قال النسائي: ثقة، كان يحفظ.

512 -

د:‌

‌ محمد بن يحيى بن فياض

، أبو الفضل الحنفي الزماني البصري.

عن عبد الأعلى بن عبد الأعلى، وأبيه يحيى، ويوسف بن عطية الصفار، وعبد الوهاب الثقفي، ويحيى القطان، وبشر بن المفضل، وجماعة.

وعنه أبو داود، وزكريا السجزي، وأبو يعلى الموصلي، وأبو بكر بن أبي داود، وعبد الرحمن بن عبيد الله ابن أخي الإمام، وابن خزيمة، وابن قتيبة العسقلاني، ومحمد بن خريم بن مروان الدمشقي، وابن صاعد، وخلق. وحدث بالعراق، وأصبهان، ودمشق، ومكة.

وثقه الدارقطني.

وكان قدومه دمشق في سنة ست وأربعين.

513 -

ن:‌

‌ محمد بن يزيد

، أبو جعفر البغدادي الأدمي الخراز المقابري.

عن سفيان بن عيينة، والوليد بن مسلم، ومعن بن عيسى، وعبيدة بن حميد، ومحمد بن فضيل، وطائفة. وعنه النسائي، وعبد الله بن ناجية، ومحمد بن إسحاق السراج، وابن صاعد، وأبو حامد الحضرمي، ومحمد بن أحمد بن عمارة العطار، وطائفة.

قال السراج: توفي لست بقين من شوال سنة خمس وأربعين. قال: وكان زاهدا من خيار المسلمين.

514 -

‌ محمد بن يزيد بن سابق الهروي الزاهد

، محمويه.

ص: 1253

روى عن الفضيل بن عياض، وسفيان بن عيينة. وعنه القاسم بن محمد بن عنبر الهروي.

توفي سنة ست وأربعين.

515 -

م ت ق:‌

‌ محمد بن يزيد بن محمد بن كثير بن رفاعة

، أبو هشام العجلي الرفاعي الكوفي الفقيه، قاضي بغداد.

عن المطلب بن زياد، وأبي الأحوص سلام بن سليم، كذا في التهذيب؛ وأبي بكر بن عياش، ومحمد بن فضيل، وعبد الله بن الأجلح، وحفص بن غياث، ويحيى بن يمان، وطائفة.

وعنه مسلم، والترمذي، وابن ماجه، وأحمد بن أبي خيثمة، وابن خزيمة، وابن صاعد، ومحمد بن هارون الحضرمي، وعمر بن بجير، وجعفر بن محمد بن الحسن الجروي، والحسين المحاملي، وآخرون.

قال أحمد العجلي: لا بأس به، صاحب قرآن. قرأ على سليم، وولي قضاء المدائن.

وقال البخاري: رأيتهم مجتمعين على ضعفه.

وقال ابن عقدة، عن مطين، عن محمد بن عبد الله بن نمير: إنه يسرق الحديث.

وقال أبو حاتم، عن ابن نمير: كان أضعفنا طلبا، وأكثرنا غرائب.

وقال طلحة بن محمد بن جعفر: استقضي أبو هشام الرفاعي، يعني ببغداد، في سنة اثنتين وأربعين. وهو من أهل القرآن والعلم والفقه والحديث. له كتاب في القراءات، قرأ علينا ابن صاعد أكثره.

وقال أحمد بن محمد بن محرز: سألت ابن معين، عن أبي هشام الرفاعي، فقال: ما أرى به بأسا.

ص: 1254

وقال البرقاني: هو ثقة، أمرني الدارقطني أن أخرج حديثه في الصحيح.

وقال النسائي: ضعيف.

وقال السراج: مات آخر يوم من شعبان ببغداد، وكان قاضيا عليها، في سنة ثمان وأربعين. وأخطأ من قال مات سنة تسع.

قال الداني: أخذ القراءة عن جماعة، وله عنهم شذوذ كثير. فارق فيه سائر أصحابه.

روى عنه القراءة جماعة.

516 -

‌ محمد بن يزيد

، أبو بكر الواسطي أخو كرخويه.

سمع أبا خالد الأحمر، ويحيى القطان، وجماعة. وعنه ابن صاعد.

وكان موثقا صدوقا.

توفي سنة ثمان أيضا.

517 -

ن:‌

‌ محمد بن يعقوب

، أبو عمر الأسدي الزبيري المدني.

عن سفيان بن عيينة، وابن وهب. وعنه النسائي، وعمر بن بجير، وابن صاعد.

قال أبو حاتم: لا بأس به.

قلت: توفي سنة خمس وأربعين.

518 -

‌ محمد بن يونس المخرمي الجمال

.

عن ابن عيينة وغندر، وحفص بن غياث. وعنه عبيد العجل، ومحمد بن إسحاق الصاغاني، وعبد الله بن محمد بن ناجية، وأحمد بن الحسين الصوفي الصغير، وجماعة.

وقال محمد بن الجهم: كان عندي متهما.

ص: 1255

وقال ابن عدي: هو ممن يسرق الحديث.

519 -

ن:‌

‌ مالك بن سعد بن عبادة القيسي البصري

، أبو غسان.

عن عمه روح بن عبادة، وأبي أحمد الزبيري، وغيرهما. وعنه النسائي، وجعفر بن أحمد بن فارس، وعلي بن العباس البجلي، وابن خزيمة، وجماعة.

وقع لي من موافقاته.

520 -

م 4:‌

‌ مجاهد بن موسى بن فروخ

، أبو علي الخوارزمي الزاهد، نزيل بغداد.

عن هشيم، وأبي بكر بن عياش، وسفيان بن عيينة، والوليد بن مسلم، وابن علية، وطائفة. وعنه مسلم والأربعة، وأبو زرعة، وأبو حاتم، وإبراهيم الحربي، وموسى بن هارون، وأبو يعلى الموصلي، وأبو القاسم البغوي، وآخرون.

قال أحمد بن محمد بن محرز، عن ابن معين: ثقة، لا بأس به.

وقال موسى بن هارون: كان أسن من أحمد بن حنبل بست سنين.

قال الخطيب: قرأت في كتاب عبيد الله بن جعفر: حدثنا أبو يعلى الطوسي، قال: حدثنا محمد بن القاسم الأزدي، قال: قال لنا مجاهد بن موسى، وكان إذا حدث بالشيء رمى بأصله في دجلة أو غسله. فجاء يوما ومعه طبق فقال: هذا بقي، وما أراكم تروني بعدها. فحدثنا به ورمى به، ثم مات بعد ذلك.

قال البغوي: مات في ربيع الأول سنة أربع وأربعين.

521 -

د ن ق:‌

‌ محمود بن خالد بن يزيد أبو علي السلمي الدمشقي

.

عن أبيه، والوليد بن مسلم، ومروان بن معاوية، وابن أبي فديك، ومحمد بن شعيب، وعمر بن عبد الواحد، وعبد الله بن كثير القارئ الطويل، وعدة.

ص: 1256

وعنه أبو داود، والنسائي، وابن ماجه، وبقي بن مخلد، والحسن بن سفيان، وأبو بكر بن أبي داود، وأبو الجهم بن طلاب، وعبد الله بن عتاب الزفتي، وأبو الدحداح أحمد بن محمد، وخلق.

قال أبو حاتم: كان ثقة رضى.

وقال عمرو بن دحيم، وغيره: توفي في نصف شوال سنة تسع وأربعين.

وقال أبو زرعة: ولد في رمضان سنة ست وسبعين ومائة.

522 -

ت ق:‌

‌ محمود بن خداش

، أبو محمد الطالقاني. نزيل بغداد.

عن هشيم، وابن المبارك، وعباد بن العوام، وسفيان بن عيينة، وفضيل بن عياض، وسيف بن محمد الثوري، وخلق. وعنه الترمذي، وابن ماجه، والنسائي في بعض تصانيفه، وبقي بن مخلد، ويحيى بن صاعد، ومحمد بن نيروز الأنماطي، والحسين المحاملي، وآخرون.

قال أحمد بن محمد بن محرز، عن ابن معين: ثقة، لا بأس به.

وقال أبو بكر محمد بن أحمد ابن الرواس: سمعت محمود بن خداش يقول: ما بعت شيئا قط ولا اشتريته.

وقال السراج: كأنه ولد سنة ستين ومائة.

وقال يعقوب الدورقي: كنت فيمن غسله، فرأيته في المنام، فقلت: يا أبا محمد، ما فعل بك ربك؟ قال: غفر لي ولجميع من تبعني. قلت: فأنا قد تبعتك. فأخرج رقا من كمه فيه مكتوب يعقوب بن إبراهيم بن كثير.

قال السراج: مات سنة خمسين ومائتين.

تقع لنا موافقاته.

523 -

‌ مخارق بن ميسرة

، أبو علي الأسدي الحربي.

سمع عثمان بن عبد الرحمن الطرائفي، ومؤمل بن إسماعيل. وعنه أبو عروبة.

ص: 1257

مات قبل سنة سبع وأربعين ومائتين.

524 -

‌ مخلد بن عمرو بن لبيد

، أبو موسى البلخي.

حدث بنيسابور عن فضيل بن عياض، والمحاربي، ووكيع بن الجراح، وجماعة. روى عنه جعفر بن محمد بن سوار، وغيره.

بقي إلى سنة ست وأربعين.

525 -

خ:‌

‌ مخلد بن مالك بن جابر

، أبو جعفر الرازي الجمال، نزيل نيسابور.

عن عبد العزيز الدراوردي، ومعاذ بن معاذ، والوليد بن مسلم، وسفيان بن عيينة، ويحيى بن سعيد الأموي، ومبشر بن إسماعيل الحلبي، وخلق. وعنه البخاري، وعبد الله الدارمي، والحسن بن سفيان، ومحمد بن نعيم النيسابوري، وجماعة.

وكان يوصف بالصلاح والفضل.

قال الحاكم: سكن نيسابور وبها مات. روى عنه إماما الحديث محمد بن إسماعيل، ومسلم بن الحجاج في الصحيح. وقرأت وفاته بخط أبي عمرو المستملي في ذي القعدة سنة إحدى وأربعين.

526 -

‌ مخلد بن مالك بن شيبان

، أبو محمد الحراني السلمسيني، وسلمسين قرية من قرى حران.

روى عن حفص بن ميسرة، وإسماعيل بن عياش، وعطاف بن خالد، وأبي خالد الأحمر، ومسكين بن بكير، وجماعة. وعنه محمد بن يحيى بن كثير الحراني، وزكريا السجزي خياط السنة، وأبو عروبة، وجعفر الفريابي، وجماعة.

وقال أبو زرعة: لا بأس به.

وقال ابن حبان: مات في جمادى الأولى سنة اثنتين وأربعين.

ص: 1258

527 -

‌ مخلد بن محمد

، أبو خراش الزهراني البصري.

عن كثير بن عبد الله الأبلي صاحب أنس، ومعاوية بن عبد الكريم، وغيرهما. وعنه ابن خزيمة، وأبو يعلى محمد بن زهير الأبلي.

528 -

‌ مروان بن أبي الجنوب

، أبو السمط الشاعر المشهور.

مدح المتوكل، وابن أبي دؤاد، والكبار.

قال أحمد بن أبي طاهر الكاتب: أخبرني مروان بن أبي الجنوب قال: لما استخلف المتوكل بعثت بقصيدة إلى ابن أبي دؤاد؛ قال: فذكرني للمتوكل، فأمره بإحضاري، فقال: هو باليمامة. نفاه الواثق، وعليه دين ستة آلاف دينار. فقال: يقضى عنه. فوجه إلي بالمال، فقضيته وصرت إلى سامراء، وامتدحت المتوكل بقصيدتي:

رحل الشباب وليته لم يرحل والشيب حل وليته لم يحلل فأمر لي بخمسين ألف درهم.

529 -

ن:‌

‌ مسعود بن جويرية بن داود

، أبو سعيد المخزومي الموصلي.

عن سفيان بن عيينة، والمعافى بن عمران، وهشيم، ووكيع، وأبي يوسف القاضي. وعنه النسائي، وأبو نوح جعفر بن محمد البلدي، وإبراهيم بن عبد العزيز الموصلي، وجماعة.

قال النسائي: لا بأس به.

وقال أبو زكريا الأزدي: كان نبيلا من الرجال، توفي سنة ثمان وأربعين.

530 -

‌ المسيب بن واضح بن سرحان

، أبو محمد السلمي التلمنسي، وهي من قرى حمص.

روى عن عبد الله بن المبارك، ومعتمر بن سليمان، وإسماعيل بن عياش، وأبي إسحاق الفزاري، وحفص بن ميسرة، ويوسف بن أسباط، وخلق. وعنه ذو النون المصري، وأبو زرعة، وأبو حاتم، ومحمد بن تمام البهراني، وأبو

ص: 1259

عروبة، وأبو بكر بن أبي داود، والحسن بن سفيان، وطائفة.

قال أبو حاتم: صدوق يخطئ كثيرا، فإذا قيل له لم يقبل.

قال ابن عدي: وكان النسائي حسن الرأي فيه، ويقول: الناس يؤذوننا فيه. وذكر له ابن عدي عدة أحاديث مناكير، ثم قال: أرجو أن باقي حديثه مستقيم، وهو ممن يكتب حديثه. وسمعت أبا عروبة، يقول: كان المسيب بن واضح لا يحدث إلا بشيء يعرفه ويقف عليه.

سمعت الحسين بن عبد الله القطان يقول: سمعت المسيب بن واضح يقول: خرجت من تل منس أريد مصر إلى ابن لهيعة، فأخبرت بموته.

حدثنا أبو عروبة، قال: حدثنا المسيب، قال: حدثنا يوسف بن أسباط، عن سفيان، عن سلمة بن كهيل، عن أبي عبيدة، عن عبد الله بن مسعود، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من بنى فوق ما يكفيه كلف ثقل البنيان في المحشر يوم القيامة.

وقال السلمي: سألت الدارقطني عنه فقال: ضعيف.

مات سنة ست وأربعين. وقيل: في غرة المحرم سنة سبع.

وقع لي من عواليه.

531 -

‌ مشرف بن أبان البغدادي

.

عن سفيان بن عيينة، وغيره. وعنه أبو بكر بن أبي الدنيا، وابن صاعد.

532 -

‌ مصعب بن عبد الله بن مصعب بن محمد بن ثابت

، أبو عبد الله العبدي المدني.

له رواية. توفي بمصر في شعبان سنة اثنتين وأربعين، وهو يشتبه بمصعب بن عبد الله بن مصعب بن ثابت الزبيري المدني النسابة.

ص: 1260

533 -

‌ معاوية بن عبد الرحمن الرحبي الحمصي

.

شيخ معمر، قال: سمعت حريز بن عثمان يقول: لا تعاد أحدا حتى تعلم ما بينه وبين الله. فإن يك محسنا فيما بينه وبين الله، فإن الله لا يسلمه لعداوتك، وإن يك مسيئا، فأوشك أن يكفيكه بعمله. روى هذا الكلام أبو بكر بن أبي داود، عن هذا الشيخ سمعه منه أبو أحمد الحاكم، وغيره.

وروى ابن جوصا، عن معاوية بن عمرو الكلاعي: حدثنا حريز بن عثمان، لكن ما هو هو.

وقال ابن عدي: حدثنا أحمد بن محمد بن عنبسة، وابن جوصا؛ قالا: حدثنا معاوية بن عبد الرحمن، قال: سمعت حريز بن عثمان، عن ابن بسر.

وكان شيخا.

534 -

‌ معلى بن سلام الدمشقي الرفاء الخباز

.

روى عن معروف الخياط صاحب واثلة. وعنه محمد بن وضاح الأندلسي، وأحمد بن المعلى، والحسن بن سفيان.

535 -

ن:‌

‌ المغيرة بن عبد الرحمن

، أبو أحمد الأسدي، مولاهم الحراني.

عن عيسى بن يونس، ومحمد بن ربيعة الكلابي، وشجاع بن الوليد، وجماعة. وعنه النسائي، وإبراهيم بن يوسف الهسنجاني، وأبو عروبة الحراني، وآخرون.

توفي سنة ثلاث وأربعين.

536 -

‌ المفضل بن غسان

، أبو عبد الرحمن الغلابي البصري الحافظ الأخباري. مصنف التاريخ.

سمع ابن عيينة، ويحيى القطان، وابن علية، ومعاذ بن معاذ، ويزيد بن هارون، والواقدي، وخلقا من طبقتهم. ورحل، وعني بالحديث. روى عنه ابنه أبو أمية أحوص، ويعقوب بن شيبة، وابن أبي الدنيا، والزبير بن بكار، والبغوي، والسراج.

ص: 1261

وثقه الخطيب، وتوفي سنة ست وأربعين.

537 -

خ:‌

‌ مقدم بن محمد بن يحيى بن عطاء المقدمي الواسطي

.

عن عمه القاسم بن يحيى فقط. وعنه البخاري، وبحشل، وأحمد بن عمرو البزار، وعلي بن العباس المقانعي، وجماعة.

538 -

‌ مكي بن عبد الله بن مهاجر الرعيني

.

روى عن ابن عيينة، وابن وهب. يكنى أبا الفضل.

روى عنه.

قال ابن يونس: لم يتابع على ما روى عن ابن وهب. وقال أيضا في ترجمة أخيه ليث: روى مكي عن ابن عيينة وابن وهب مناكير لا يتابع عليه، توفي سنة تسع وأربعين، أو سنة خمسين ومائتين.

539 -

‌ منخل بن منصور الجهني

، نزيل عكا.

عن مروان بن معاوية الفزاري، ومحمد بن حمير، وجماعة. وعنه بقي بن مخلد، وصالح بن بشر الطبراني، وأحمد بن بشر الصوري، وغيرهم.

540 -

خ د:‌

‌ المنذر بن الوليد بن عبد الرحمن العبدي الجارودي البصري

.

عن أبيه، وسلم بن قتيبة، وعبد الله بن بكر السهمي. وعنه البخاري، وأبو داود، وعمر البجيري، وأبو بكر بن أبي داود، ويحيى بن صاعد، وجماعة.

541 -

خ ت ن:‌

‌ موسى بن حزام الترمذي

، نزيل بلخ.

عن أبي أسامة، ويزيد بن هارون، وحسين الجعفي، وجماعة. وعنه البخاري، والترمذي، والنسائي وعبد العزيز بن منيب، وأبو بكر بن أبي داود، وآخرون.

وثقه النسائي.

وقال عنه الترمذي: حدثنا الرجل الصالح.

ص: 1262

وقال غيره: كان يقال: إنه من الأبدال.

قلت: حدث بترمذ سنة إحدى وخمسين ومائتين، فيؤخر.

542 -

‌ موسى بن عبد الملك

، أبو عمران الأصبهاني الكاتب.

من جلة الكتاب وأعيانهم وشعرائهم، توفي سنة ست وأربعين.

543 -

م:‌

‌ موسى بن قريش التميمي البخاري

.

عن إسحاق بن بكر بن مضر، ويحيى الوحاظي، وجماعة. وعنه مسلم، وعدة.

توفي سنة أربع وخمسين ومائتين. يأتي.

544 -

‌ موسى بن محمد بن سعيد بن حيان

.

بصري صدوق.

عن عبد الرحمن بن مهدي، وابن أبي عدي. وعنه أبو بكر الصغاني، وأحمد بن الحسن الصوفي، وعبد الله المارستاني.

ترجمه الخطيب، وأكثر عنه أبو يعلى.

545 -

‌ موسى بن عبد الرحمن بن القاسم العتقي

، مولاهم المصري.

عن أبيه، وابن وهب. وكان عبدا صالحا خيرا مقبولا عند القضاة.

توفي في جمادى الآخرة سنة تسع وأربعين.

546 -

‌ موسى بن علي الهمداني البخاري

.

عن محمد بن سلام البيكندي، وجبارة بن المغلس.

مات شابا سنة سبع وأربعين.

547 -

د ن ق:‌

‌ موسى بن مروان البغدادي

، التمار الرقي.

عن أبي المليح الحسن بن عمر، والمعافى بن عمران، وبقية بن الوليد،

ص: 1263

وعيسى بن يونس. وعنه أبو داود، وابن ماجه، وهلال بن العلاء، والقاسم بن الليث الرسعني، وجعفر الفريابي، وجماعة. وروى النسائي عن رجل عنه.

توفي سنة ست وأربعين.

548 -

‌ موسى بن ناصح البغدادي

.

عن هشيم، وسفيان بن عيينة. وعنه أبو الزنباع روح بن الفرج، وأحمد بن زغبة، وجماعة مصريون.

توفي سنة أربع.

549 -

‌ نجاح بن سلمة بن نجاح بن عتاب

، الوزير أبو الفضل البغدادي.

ابن عم يحيى بن معين؛ لأن عتابا أخو زياد جد يحيى بن معين بن عون بن زياد.

قدم نجاح دمشق في صحبة المتوكل، وولي له ديوان التواقيع. واختص به وعظم قدره إلى أن حسده جماعة وعملوا عليه إلى أن سخط عليه ومات تحت الضرب في سنة خمس وأربعين.

550 -

‌ نصر بن الحسين بن صالح بن غزوان

، أبو الليث البخاري.

عن عيسى غنجار، وسفيان بن عيينة، ويحيى بن سليم الطائفي، وجماعة. وعنه سهل بن شاذويه، وأبو أحمد عبد الواحد بن رفيد، وإسحاق بن أحمد بن خلف، وغيرهم.

551 -

‌ نصر بن خزيمة بن علقمة بن محفوظ بن علقمة

، أبو علقمة الحضرمي الحمصي.

سمع أباه. روى له عن نصر بن علقمة. وعنه يوسف بن موسى المروروذي، وسليمان بن عبد الحميد البهراني، والعباس بن الخليل بن جابر الحمصي.

552 -

ت ق:‌

‌ نصر بن عبد الرحمن بن بكار الكوفي الوشاء

، أبو سليمان، ويقال: أبو سعيد.

ص: 1264

عن عبد الرحمن المحاربي، وهشيم بن أبي ساسان، وعبد الوهاب الخفاف، وحكام بن سلم، وعبد الله بن إدريس، وجماعة. وعنه الترمذي، وابن ماجه، ومطين، وعبد الله بن زيدان، وعمر بن محمد بن بجير، ومحمد بن جرير، وأبو لبيد محمد بن إدريس، وزكريا الساجي، وأبو عروبة، وخلق.

قال أبو حاتم: رأيته يحفظ، ما رأينا إلا جمالا وحسن خلق.

وقال النسائي: ثقة.

وقال مطين: مات في شوال سنة ثمان وأربعين.

553 -

ع:‌

‌ نصر بن علي بن نصر بن علي بن صهبان بن أبي

، أبو عمرو الأزدي الجهضمي البصري الحافظ.

عن نوح بن قيس الحداني، ويزيد بن زريع، ومعتمر بن سليمان، ومرحوم بن عبد العزيز العطار، وبشر بن المفضل، والحارث بن وجيه، وخالد بن الحارث، وسفيان بن عيينة، وعبد ربه بن بارق الحنفي، وعبد العزيز بن عبد الصمد العمي، وعثام بن علي العامري، وفضيل بن سليمان النميري، وخلق.

وعنه الجماعة، والنسائي أيضا عن رجل عنه، وإسماعيل القاضي، وزكريا الساجي، وأبو بكر بن أبي داود، وابن خزيمة، وأبو حامد محمد بن هارون الحضرمي، وبكر بن أحمد بن مقبل، ومحمد بن الحسين بن مكرم، وابن صاعد، وخلق.

قال أحمد بن حنبل: ما به بأس.

وقال أبو حاتم: هو أحب إلي من أبي حفص الصيرفي وأوثق منه وأحفظ.

وقال النسائي: ثقة.

وقال عبد الله بن أحمد بن حنبل: حدثني نصر بن علي، قال: أخبرني علي بن جعفر بن محمد، قال: حدثني أخي موسى، عن أبيه جعفر، عن أبيه محمد بن علي، عن أبيه، عن جده، عن علي بن أبي طالب، أن النبي صلى الله عليه وسلم أخذ بيد حسن وحسين، وقال: من أحبني وأحب هذين وأباهما وأمهما كان معي

ص: 1265

في درجتي يوم القيامة. قال عبد الله: لما حدث نصر بهذا الحديث أمر المتوكل بضربه ألف سوط، فكلمه جعفر بن عبد الواحد، وجعل يقول له: هذا الرجل من أهل السنة، ولم يزل به حتى تركه. وكان له أرزاق، فوفرها عليه موسى.

قال الخطيب: ظنه المتوكل رافضيا، فلما علم أنه من أهل السنة تركه.

وقال ابن أبي داود: كان المستعين بالله بعث إلى نصر بن علي يشخصه للقضاء، فدعاه عبد الملك أمير البصرة، فأمره بذلك، فقال: أرجع فأستخير الله عز وجل، فرجع إلى بيته نصف النهار، فصلى ركعتين، وقال: اللهم إن كان لي عندك خير فاقبضني إليك، فنام فأنبهوه فإذا هو ميت.

أنبأنا بها جماعة، قالوا: أخبرنا الكندي، قال: أخبرنا القزاز، قال: أخبرنا الخطيب، قال: أخبرنا الحسن بن عثمان الواعظ، قال: أخبرنا جعفر بن محمد بن الحكم الواسطي، قال: حدثنا ابن أبي داود.

وهذه كرامة ظاهرة لهذا الإمام، رحمه الله.

وأخبرنا ابن تاج الأمناء، عن القاسم ابن الصفار، قال: أخبرتنا عائشة بنت الصفار، قالت: أخبرنا ابن أبي العلاء البستي، قال: أخبرنا أبو زكريا المزكي، قال: حدثنا أبو بكر بن أبي دارم الحافظ، قال: سمعت علي بن العباس البجلي المقانعي يقول: كنا عند نصر بن علي، فورد عليه كتاب بتقليده قضاء البصرة، فقال: أشاور نفسي الليلة. فغدونا من الغد، فإذا على بابه نعش. فسألنا أهله، فقالوا: بات ليلته يصلي، ثم سجد في السحر فأطال، فحركناه فوجدناه ميتا.

قال البخاري: مات في ربيع الآخر سنة خمسين.

وقيل: مات سنة إحدى وخمسين، وليس بشيء. نص جماعة على الأول.

ووقع لنا حديثه عاليا.

554 -

ق:‌

‌ نصر بن محمد بن سليمان بن أبي ضمرة

، أبو القاسم الحمصي.

ص: 1266

عن أبيه، وإسماعيل بن عياش. وعنه ابن ماجه، ويعقوب الفسوي، وعلي بن الحسين بن الجنيد، ومحمد بن أحمد بن عبيد بن فياض الزاهد، وجماعة.

قال أبو حاتم: ضعيف لا يصدق. أدركته ولم أكتب عنه.

555 -

د ن:‌

‌ نصير بن الفرج

، أبو حمزة الأسلمي الثغري، خادم الزاهد أبي معاوية الأسود.

عن شعيب بن حرب، وحسين الجعفي، وأبي أسامة، ومعاذ بن هشام، وجماعة. وعنه أبو داود، والنسائي، وأبو زرعة، وأبو حاتم، وأبو بكر بن أبي داود.

وثقه النسائي.

وتوفي سنة خمس وأربعين.

556 -

‌ نصير بن يزيد

، أبو حمزة الحنفي البغدادي: نزيل سمرقند.

عن سفيان بن عيينة، وأبي معاوية الضرير. وعنه سيف بن حفص السمرقندي، ومحمد بن سهل الغزال.

توفي سنة سبع وأربعين.

557 -

‌ النضر بن طاهر

، أبو الحجاج البصري.

عن جويرية بن أسماء، وبكار بن عبد العزيز بن أبي بكرة، وهشيم، وعيسى بن يونس، ودلهم بن الأسود. وعنه عبد الله بن ناجية، وحمزة بن داود الثقفي، ومحمد بن صالح الكلبي، ومحمد بن الحسين بن شهريار، وآخرون.

قال ابن عدي: ضعيف جدا، يسرق الحديث، ويثب على حديث الناس، ويحدث عمن لم يرهم.

وقال أبو أحمد الحاكم: حدثنا محمد بن القاسم بن جناح قال: حدثنا النضر بن طاهر، فذكر حديثا.

558 -

‌ نهار بن عثمان

، أبو معاذ البصري.

ص: 1267

عن معتمر بن سليمان، وعمر بن علي المقدمي. وعنه أبو حاتم، وقال: صدوق، لقيته في الرحلة الثالثة.

559 -

د ن:‌

‌ نوح بن حبيب القومسي البذشي

، نسبة إلى قرية من قرى بسطام، أبو محمد.

عن أبي بكر بن عياش، وعبد الله بن إدريس، وحفص بن غياث، وإبراهيم بن خالد الصنعاني، وعبد الرزاق، ويحيى القطان، وعدة. وعنه أبو داود، والنسائي، وأبو زرعة، وأبو حاتم، وموسى بن هارون، وعبد الله بن أحمد بن حنبل، ومحمد بن الحسن بن قتيبة العسقلاني، والحسن بن سفيان، ومحمد بن عبدوس بن كامل، والحسين بن عبد الله الرقي القطان، وآخرون.

قال أبو حاتم: صدوق.

وقال النسائي: لا بأس به.

وقال أحمد بن سيار: كان ثقة صاحب سنة وجماعة، مات في رجب سنة اثنتين وأربعين. وقال غيره: مات في شعبان.

560 -

‌ هارون بن حاتم

، أبو بشر الكوفي البزاز.

عن عبد السلام بن حرب، وأبي بكر بن عياش، وجماعة. وله تاريخ، وقع لنا من رواية محمد بن محمد بن عقبة عنه. وقد كتب عنه أبو زرعة، وأبو حاتم ولم يحدثا عنه.

قال أبو حاتم فيه: أسأل الله السلامة.

قلت: ومن مناكيره ما رواه عن يحيى بن عيسى الرملي، عن الأعمش، عن إبراهيم، عن علقمة، عن عبد الله، قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: النظر إلى وجه علي عبادة.

وكان له اعتناء بالقراءات، فروى الحروف عن أبي بكر بن عياش؛ وعن حسين بن علي الجعفي؛ وعن سليم. روى عنه القراءة: موسى بن إسحاق،

ص: 1268

وأحمد الحلواني، والمنذر بن محمد، والحسن بن العباس الرازي، وغيرهم.

قال مطين: توفي سنة تسع وأربعين ومائتين.

561 -

د ن:‌

‌ هارون بن زيد بن أبي الزرقاء

، نزيل الرملة.

روى عن أبيه، وضمرة بن ربيعة. وعنه أبو داود، والنسائي، وأبو بكر بن أبي داود، ومحمد بن محمد بن سليمان الباغندي، وجماعة.

562 -

‌ هارون بن سفيان

، أبو سفيان المستملي، مكحلة.

سمع بقية بن الوليد، ويعلى بن الأشدق، ومحمد بن حرب الأبرش، وجماعة. وعنه عبد الله المدائني، وأبو القاسم البغوي، وأهل بغداد.

توفي في شعبان سنة سبع وأربعين.

563 -

م 4:‌

‌ هارون بن عبد الله بن مروان

، الحافظ أبو موسى البغدادي البزاز المعروف بالحمال.

عن سفيان بن عيينة، وأبي أسامة، وعبد الله بن نمير، وأبي داود الطيالسي، وحسين الجعفي، ومحمد بن أبي فديك، ويزيد بن هارون، وخلق كثير. وعنه مسلم، والأربعة، وابنه موسى بن هارون، ومحمد بن وضاح، وبقي بن مخلد القرطبيان، والبغوي، وابن صاعد، وخلق.

وقال المروذي: سألت أحمد بن حنبل عنه فقال: إي والله، اكتب عنه. قلت: إنهم ذكروا عنك أنك سكت عنه حين سألوك. قال: ما أعرف هذا.

وقال إبراهيم الحربي: لو كان الكذب حلالا تركه تنزها.

وقال النسائي: ثقة.

وقال الدارقطني: إنما سمي الحمال لأنه حمل رجلا في طريق مكة على ظهره، فانقطع به فيما يقال.

وقال ابنه موسى: ولد سنة إحدى وسبعين أو اثنتين وسبعين ومائة، وتوفي لتسع عشرة خلت من شوال سنة ثلاث وأربعين ومائتين.

ص: 1269

وقال بعضهم: سنة تسع وأربعين، فغلط ووهم.

564 -

‌ هارون بن عيسى

، أبو موسى الكوفي الفقيه الحنفي.

كانت له حلقة الاشتغال بجامع مصر. وتوفي في المحرم سنة ثمان وأربعين ومائتين.

565 -

‌ هارون بن فراس

، أبو موسى السجستاني، المعروف بالعسكري.

نزل مصر بعسكر الفسطاط، وكان جنديا فلزم ابن وهب وأكثر عنه. وتعانى التجارة.

توفي في شعبان.

566 -

د ن:‌

‌ هارون بن محمد بن بكار بن بلال العاملي الدمشقي

.

عن أبيه، وعمه جامع، ومحمد بن عيسى بن سميع، ومنبه بن عثمان، وأبي مسهر، وجماعة. وعنه أبو داود، والنسائي، وعبدان الأهوازي، ومحمد بن إسماعيل بن مهران الإسماعيلي، ومحمد بن يوسف الهروي، وأبو بكر بن أبي داود، وأبو الحسن بن جوصا، وجماعة.

قال أبو حاتم: صدوق.

567 -

ق:‌

‌ هارون بن موسى بن حيان التميمي القزويني

.

عن عبد الرحمن بن عبد الله الدشتكي، وعبد العزيز بن المغيرة، وإبراهيم بن موسى الفراء، وجماعة. وعنه ابن ماجه، وأبو زرعة، وأبو حاتم، وسعيد بن عمرو البرذعي، وابنه موسى بن هارون.

قال أبو حاتم: ثقة صدوق.

وقال أبو يعلى الخليلي: ثقة، كبير المحل، مشهور بالديانة والعلم والإمامة.

ص: 1270

مات سنة ثمان وأربعين.

568 -

‌ هاشم بن محمد بن يزيد بن يعلى

، أبو الدرداء الأنصاري الشامي المقدسي.

سمع عمرو بن بكر السكسكي، وعتبة بن السكن. وعنه أبو حاتم الرازي، وأبو القاسم عبد الله بن محمد المدني، وعبد الله بن أبان بن شداد العسقلاني، وأحمد بن جوصا، وآخرون.

569 -

‌ هاشم بن ناجية

، أبو ثور السلماني. من أهل سلمية.

روى عن عطاء بن مسلم الخفاف، وغيره. روى عنه محمد بن محمد الباغندي، وأبو عروبة الحراني.

570 -

‌ هانئ بن المتوكل بن إسحاق

، أبو هاشم الإسكندراني الفقيه.

يروي عن مالك، وحيوة بن شريح، وخالد بن حميد، وغيرهم. كان مفتيا معمرا.

توفي سنة اثنتين وأربعين، وقد جاز المائة؛ قاله علي بن أبي مطر الإسكندراني.

وهو أكبر شيخ لبقي بن مخلد. وقيل: إنه روى عن معاوية بن صالح.

571 -

‌ هانئ بن النضر الأزدي

.

عن منبه بن عثمان، وأحمد بن خالد الوهبي، وعمرو بن أبي سلمة التنيسي، والفريابي. وعنه بكر بن منير، وإسحاق بن أحمد بن خلف، وأبو بكر بن حريث، وأهل ما وراء النهر.

572 -

ق:‌

‌ هدية بن عبد الوهاب

، أبو صالح المروزي.

عن الفضل بن موسى، وسفيان بن عيينة، والنضر بن شميل، ووكيع، والوليد بن مسلم، وجماعة. وعنه ابن ماجه، وإبراهيم بن أبي طالب، وعثمان بن خرزاذ، وموسى بن إسحاق الأنصاري، وأبو بكر بن أبي عاصم، وجعفر الفريابي، والحسين بن عبد الله الرقي القطان، وخلق.

ص: 1271

وثقه ابن حبان، وقال: ربما أخطأ.

وقال ابن عساكر: مات سنة إحدى وأربعين.

573 -

د ق:‌

‌ هشام بن خالد

، أبو مروان الدمشقي الأزرق.

عن بقية، والوليد، ومروان بن معاوية، وضمرة، وسويد بن عبد العزيز، والحسن بن يحيى الخشني، ومبشر بن إسماعيل، وخلق. وعنه أبو داود، وابن ماجه، وبقي بن مخلد، وأبو زرعة الرازي، وأبو بكر بن أبي داود، وعمر البجيري، وأبو الجهم بن طلاب، ومحمد بن قتيبة العسقلاني، وخلق.

قال أبو حاتم: صدوق.

وعده أبوه زرعة الدمشقي في أهل الفتوى بدمشق.

قال عمرو بن دحيم: مولده سنة أربع وخمسين ومائة، وتوفي لسبع بقين من جمادى الأولى سنة تسع وأربعين.

574 -

‌ هشام بن عبيد الله الكلبي الدمشقي

، أبو الوليد.

عن بقية بن الوليد، وعتبة بن حماد. وعنه سليمان بن حذلم، وأبو الجهم أحمد بن طلاب، وأبو الدحداح أحمد بن محمد؛ الدمشقيون.

575 -

خ 4:‌

‌ هشام بن عمار بن نصير بن ميسرة

، الإمام أبو الوليد السلمي، ويقال: الظفري، الدمشقي، خطيب دمشق ومفتيها ومقرئها ومحدثها.

قال الباغندي: سمعته يقول: ولدت سنة ثلاث وخمسين ومائة.

روى عن مالك، وعبد الرحمن بن أبي الرجال، ومسلم بن خالد الزنجي، والحكم بن هشام الثقفي، وإسماعيل بن عياش، ومعروف الخياط الذي رأى واثلة، ويحيى بن حمزة، وعبد العزيز بن أبي حازم، وعيسى بن يونس، والهيثم بن حميد، والوليد بن مسلم، وصدقة بن خالد، والهقل بن زياد، وخلق كثير.

ص: 1272

وعنه البخاري، وأبو داود، والنسائي، وابن ماجه، والترمذي عن رجل عنه، وبقي بن مخلد، ومحمد بن سعد كاتب الواقدي، وأبو عبيد القاسم بن سلام وهما أقدم منه موتا، وأبو بكر بن أبي عاصم، وجعفر الفريابي، وعبد الله بن محمد بن سلم المقدسي، وعبدان الأهوازي، وابن قتيبة العسقلاني، ومحمد بن محمد الباغندي، ومحمد بن خريم العقيلي، وعبد الله بن عتاب الزفتي، وخلق كثير من سائر الآفاق.

وقد قرأ القرآن على: عراك بن خالد، وأيوب بن تميم. وتصدر للإقراء، فعرض عليه أبو عبيد مع تقدمه، وأحمد بن يزيد الحلواني، وهارون بن موسى الأخفش، وأبو علي إسماعيل بن الحويرس، وأحمد بن محمد بن مامويه، وطائفة.

وقد روى عنه لجلالته شيخان من شيوخه: الوليد بن مسلم، ومحمد بن شعيب بن شابور.

قال معاوية الأشعري، وإبراهيم بن الجنيد، فيما روياه عن يحيى بن معين: ثقة.

وقال أبو حاتم، عن ابن معين: كيس كيس.

وقال النسائي، وغيره: لا بأس به.

وقال الدارقطني: صدوق كبير المحل.

قال هشام: كتب إلينا ابن لهيعة، عن أبي عشانة، عن عقبة بن عامر، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن الله ليعجب إلى الشاب ليست له صبوة. . رواه ابن عدي، عن الحسين بن عبد الله القطان قال: حدثنا هشام بن عمار. ورواه كامل بن طلحة، عن ابن لهيعة قال: حدثنا أبو عشانة، سمع عقبة مثله. تفرد به ابن لهيعة.

وقال عبدان عن هشام، قال: ما أعدت خطبة منذ عشرين سنة.

ص: 1273

قال عبدان: ما كان في الدنيا مثله.

وقال محمد بن الفيض: سمعت هشاما يقول: باع أبي بيتا بعشرين دينارا، وجهزني للحج، فلما صرت إلى المدينة أتيت مجلس مالك، ومعي مسائل أريد أن أساله عنها، فأتيته وهو جالس في هيئة الملوك، وغلمان قيام، والناس يسألونه، وهو يجيبهم. فلما انقضى المجلس قلت: يا أبا عبد الله، ما تقول في كذا وكذا؟ قال: حصلنا على الصبيان. يا غلام احمله. فحملني كما يحمل الصبي، وأنا يومئذ مدرك، فضربني بدرة مثل درة المعلمين، سبعة عشرة درة، فوقفت أبكي، فقال: ما يبكيك، أوجعتك هذه؟ قلت: إن أبي باع منزله ووجه بي أتشرف بك بالسماع منك، فضربتني. فقال: اكتب، فحدثني سبعة عشر حديثا. وسألته عما كان معي من المسائل، فأجابني.

وقال صالح جزرة: سمعته يقول: دخلت على مالك، فقلت: حدثني. فقال: اقرأ. فقلت: لا، بل حدثني. فقال: اقرأ. فلما أكثرت عليه، قال: يا غلام تعال اذهب بهذا فاضربه. فذهب بي، فضربني خمس عشرة درة بغير جرم، ثم جاء بي إليه، فقلت: قد ظلمتني، لا أجعلك في حل. فقال: ما كفارته؟ قلت: كفارته أن تحدثني بخمسة عشر حديثا. فحدثني فقلت له: زد من الضرب، وزد في الحديث. فضحك وقال: اذهب.

وقال محمد بن خريم: سمعت هشام بن عمار يقول في خطبته: قولوا الحق، ينزلكم الحق منازل أهل الحق، يوم لا يقضى إلا بالحق. وكان هشام فصيحا مفوها بليغا.

قال الفسوي: سمعته يقول: سمعت من سعيد بن بشير مجلسا مع أصحابنا، فلم أكتبه. ورأيت بكير بن معروف، وسمعت منه الكثير، فلم أكتب عنه.

وقال محمد بن الفيض: كان هشام ممن يربع بعلي.

وقال أبو زرعة الرازي: من فاته هشام بن عمار يحتاج إلى أن ينزل في عشرة آلاف حديث.

وقال أحمد بن أبي الحواري: إذا حدثت في بلد فيه مثل أبي الوليد هشام بن عمار فيجب للحيتي أن تحلق.

وقال محمد بن عوف: أتينا هشام بن عمار في مزرعة له، وهو قاعد،

ص: 1274

وقد انكشفت سوءته، فقلنا: يا شيخ غط عليك. فقال: رأيتموه، لن ترمدوا أبدا.

وقال أبو عبد الله الحميدي الحافظ: أخبرني بعض أهل الحديث ببغداد أن هشام بن عمار قال: سألت الله سبع حوائج: سألته أن يغفر لي ولوالدي، فما أدري ما صنع في هذه؛ وقضى لي الستة، وهي أن يرزقني الحج، وأن يعمرني مائة، وأن يجعلني مصدقا على حديث نبيه صلى الله عليه وسلم، وأن يجعل الناس يغدون إلي في طلب العلم، وأن أخطب على منبر دمشق، وأن يرزقني ألف دينار حلالا. فقيل له: من أين لك الألف دينار؟ قال: وجه المتوكل ببعض ولده ليكتب عني لما خرج إلينا، ونحن نلبس الأزر، ولا نلبس السراويلات، فجلست، فانكشف ذكري، فرآه الغلام، فقال: يا عم استتر. فقلت: رأيته؟ قال: نعم. قلت: أما إنك لا ترمد إن شاء الله. فلما دخل على المتوكل ضحك، فسأله فأخبره، فقال: فأل حسن تفاءل به رجل من أهل العلم. احملوا إليه ألف دينار. فحملت إلي من غير مسألة، ولا استشراف نفس.

قلت: كان فيه دعابة.

قال المروذي: ذكر أحمد بن حنبل هشام بن عمار، فقال: طياش خفيف.

وقال المروذي: ورد علي كتاب من دمشق فيه: سل لنا أبا عبد الله فإن هشام بن عمار قال: لفظ جبريل ومحمد صلى الله عليه وسلم بالقرآن مخلوق. فسألت أبا عبد الله فقال: أعرفه طياش، قاتله الله، الكرابيسي لم يجتر أن يذكر جبريل ولا محمدا صلى الله عليهما. هذا قد تجهم.

وكان في كتابهم: سل لنا أبا عبد الله عن الصلاة، إنه قال في خطبته على المنبر: الحمد لله الذي تجلى لخلقه بخلقه. فسألت أبا عبد الله فقال: قاتله الله، أو دمر الله عليه، هذا جهمي، الله تجلى للجبل، يقول هو: الله تجلى لخلقه بخلقه؟! إن صلوا خلفه فليعيدوا الصلاة. وتكلم أبو عبد الله بكلام غليظ.

قال محمد بن الفيض: سمعت هشام بن عمار يقول: في جوسية رجل شرعبي كان له بغل، فكان يدلج على بغله من جوسية، وهي من قرى حمص يوم الجمعة، فيصلي الجمعة في مسجد دمشق، ثم يروح فيبيت في أهله، فكان

ص: 1275

الناس يعجبون منه. ثم إن بغله مات، فنظروا إلى جنبيه، فإذا ليس له أضلاع، إنما له صفحتان عظم مصمت. قال ابن الفيض: وسمعت جدي، وبكار بن محمد يذكران حديث الشرعبي، كما حدثنا هشام. رواها تمام، عن محمد بن سليمان الربعي، عنه.

وقال أبو حاتم: لما كبر هشام تغير، فكان كلما لقن تلقن، وهو صدوق.

وقال أبو داود: حدث هشام بأرجح من أربع مائة حديث، ليس لها أصل، مسندة كلها. كان فضلك يدور على أحاديث أبي مسهر، وغيره يلقنها هشام بن عمار، وكنت أخشى أن يفتق في الإسلام فتقا.

وقال ابن عدي: سمعت قسطنطين مولى المعتمد على الله يقول: حضرت إلى مجلس هشام بن عمار، فقال له المستملي: من ذكرت؟ قال: حدثنا بعض مشايخنا، ثم نعس. ثم قال له: من ذكرت؟ فنعس فقال: لا تنتفعوا به. فجمعوا له شيئا فأعطوه، فكان بعد ذلك يملي إليهم حتى يملوا.

وقال محمد بن مسلم بن وارة: عزمت زمانا أن أمسك عن حديث هشام، لأنه كان يبيع الحديث.

وقال صالح جزرة: كان هشام يأخذ على الحديث، فقال لي مرة: حدثني. فقلت: حدثنا علي بن الجعد، قال: حدثنا أبو جعفر الرازي، عن الربيع، عن أبي العالية، قال: علم مجانا كما علمت مجانا. قال: تعرضت بي يا أبا علي. قلت: بل قصدتك.

وروى الإسماعيلي، عن عبد الله بن محمد بن سيار قال: كان هشام بن عمار يلقن. وكان يلقن كل شيء ما كان من حديثه. وكان يقول: أنا قد أخرجت هذه الأحاديث صحاحا. وقال الله: {فَمَنْ بَدَّلَهُ بَعْدَمَا سَمِعَهُ فَإِنَّمَا إِثْمُهُ عَلَى الَّذِينَ يُبَدِّلُونَهُ} [البقرة 181]. وكان يأخذ على كل ورقتين درهما، ويشارط ويقول: إن كان الخط دقيقا فليس بيني وبين الدقيق عمل. فقلت له: إن كنت تحفظ فحدث، وإن كنت لا تحفظ فلا تلقن ما يلقن. فاختلط من ذلك وقال: أنا أعرف هذه الأحاديث. ثم قال لي بعد ساعة: إن كنت تشتهي أن تعلم فأدخل إسنادا في شيء. فتفقدت الأسانيد التي فيها قليل اضطراب، فجعلت أسأله عنها، فكان يمر فيها يعرفها.

ص: 1276

قال البخاري، وغيره: مات في آخر المحرم سنة خمس وأربعين.

قلت: وكان ابنه أحمد بن هشام ممن قرأ عليه وروى عنه، وبقي إلى سنة ست عشرة وثلاث مائة. ووقع لنا حديث هشام عاليا.

576 -

د ن:‌

‌ هلال بن بشر

، أبو الحسن المزني البصري الأحدب.

عن حماد بن زيد، وعبد العزيز العمي، وجماعة. وعنه أبو داود، والنسائي، وابن خزيمة، وأبو عروبة، ويحيى بن محمد بن صاعد.

توفي سنة ست وأربعين.

577 -

‌ هلال بن يحيى البصري

، المتكلم المعروف بهلال الرأي.

مات في ذي القعدة سنة خمس وأربعين ومائتين. وكان عالما بالفقه، من كبار علماء الحنفية ببلده، ومن أبصر الناس بالشروط.

روى عن عبد الواحد بن زياد؛ وروى عن أبي عوانة، وغيرهما. وقلما روى من الحديث، وهو ضعيف عندهم؛ لأن له غلطات على قلة ما عنده. وروى أيضا عن عبد الرحمن بن مهدي.

حدث عنه عبد الله بن قحطبة شيخ لابن حبان، والحسين بن أحمد بن بسطام، وغيرهما.

وذكره ابن حبان في كتاب الضعفاء، فقال: حدثنا عبد الله بن قحطبة، قال: حدثنا هلال بن يحيى الرأي، قال: حدثنا أبو عوانة، عن قتادة، عن أنس قال: كانت قبيعة سيف رسول الله صلى الله عليه وسلم من فضة، وكان نعله له قبالان.

وروى عن عبد الواحد بن زياد. أدرك السماع منه أبو بكر البزار.

578 -

م 4:‌

‌ هناد بن السري بن مصعب بن أبي بكر بن شبر بن صعفوق

بن عمرو بن زرارة بن عدس بن زيد بن عبد الله بن دارم، أبو السري التميمي الدارمي الكوفي الحافظ، أحد العباد.

روى عن أبي الأحوص سلام بن سليم، وشريك، وعبثر بن القاسم،

ص: 1277

وهشيم، وإسماعيل بن عياش، وابن المبارك، وعبد الرحمن بن أبي الزناد، وعبد السلام بن حرب، وفضيل بن عياض، وخلق.

وعنه مسلم، والأربعة، والبخاري في غير الصحيح، وأبو زرعة، وأبو حاتم، ومحمد بن صالح بن ذريح، وعبدان الأهوازي، ومحمد بن إسحاق السراج، وآخرون.

وسئل أحمد بن حنبل: عمن نكتب بالكوفة؟ فقال: عليكم بهناد.

وقال قتيبة: ما رأيت وكيعا يعظم أحدا تعظيمه لهناد. ثم يسأله عن الأهل.

وقال النسائي: ثقة.

وقال أحمد بن سلمة النيسابوري: سمعت هناد بن السري غير مرة إذا ذكر قبيصة بن عقبة قال: الرجل الصالح. وتدمع عيناه. قال: وكان هناد كثير البكاء، كنت عنده ذات يوم في مسجده، فلما فرغ من القراءة عاد إلى منزله، فتوضأ وانصرف إلى المسجد، وقام على رجليه يصلي إلى الزوال، وأنا معه في المسجد. ثم رجع إلى منزله فتوضأ وانصرف إلى المسجد، فصلى بنا الظهر، ثم قام على رجليه يصلي إلى العصر ويرفع صوته بالقرآن، ويبكي كثيرا. ثم صلى بنا العصر، وجاء إلى المسجد فجعل يقرأ في المصحف إلى الليل، فصليت معه المغرب، وقلت لبعض جيرانه: ما أصبره على العبادة. قال: هذه عبادته بالنهار منذ سبعين سنة، فكيف لو رأيت عبادته بالليل؟ وما تزوج قط ولا تسرى قط، وكان يقال له: راهب الكوفة.

قلت: ولهناد مصنف كبير في الزهد يرويه ابن الخير.

قال السراج: سمعته يقول: ولدت سنة اثنتين وخمسين ومائة. ومات في آخر ربيع الآخر سنة ثلاث وأربعين.

579 -

ن:‌

‌ الهيثم بن مروان بن الهيثم بن عمران العنسي الدمشقي

.

عن خاله محمد بن عائذ، وزيد بن يحيى، ومحمد بن عيسى بن سميع، ومنبه بن عثمان. وعنه النسائي، وأبو بشر الدولابي، وأبو الحسن بن جوصا، ومحمد بن المسيب الأرغياني.

ص: 1278

580 -

م 4:‌

‌ واصل بن عبد الأعلى الكوفي

.

عن أبي بكر بن عياش، ومحمد بن فضيل، ووكيع، وطائفة. وعنه مسلم، والأربعة، وأبو العباس السراج، ومحمد بن يحيى بن منده، وآخرون.

وثقه النسائي.

وتوفي سنة أربع وأربعين.

581 -

م د ت ق:‌

‌ الوليد بن شجاع بن الوليد بن قيس

، أبو همام بن أبي بدر السكوني الكوفي الحافظ، نزيل بغداد.

سمع أباه، وشريك بن عبد الله، وإسماعيل بن جعفر، وعبد الله بن وهب، وعبد الله بن المبارك، والوليد بن مسلم، وخلقا. وعنه مسلم، وأبو داود، والترمذي، وابن ماجه، وعباس الدوري، وموسى بن هارون، وعبد الله بن ناجية، وأبو القاسم البغوي، وابن صاعد، وأبو يعلى، وخلق.

قال أبو كريب: ما أخرج الشيوخ إلي كتابا إلا وفيه: فرغ أبو همام، فرغ أبو همام.

وقال ابن معين، والنسائي: لا بأس به.

وقال محمد بن زكريا الغلابي: سمعت يحيى بن معين يقول: عند أبي همام مائة ألف حديث عن الثقات.

قلت: مات في ربيع الأول سنة ثلاث وأربعين، وقد وقع لي حديثه عاليا، ومات في عشر التسعين.

582 -

ق:‌

‌ الوليد بن عمرو بن السكين الضبعي البصري

.

عن يعقوب الحضرمي، وأبي همام محمد بن محبب الدلال. وعنه ابن ماجه، وأبو عروبة الحراني، وعبد الله بن عروة الهروي.

583 -

د ن:‌

‌ وهب بن بيان الواسطي

.

ص: 1279

سكن مصر، وحدث عن سفيان بن عيينة، وابن وهب، وعقبة بن حميد. وعنه أبو داود، والنسائي، وابن أبي داود، وأحمد بن عبد الوارث العسال، وغيرهم.

وثقه النسائي.

ومات سنة ست وأربعين.

584 -

‌ وهب الله بن رزق

، أبو هريرة المصري.

لم يذكره ابن يونس في تاريخه.

سمع بشر بن بكر التنيسي، ويحيى بن بكير، وعبد الله بن يحيى المعافري، وغيرهم. وعنه أبو بكر بن أبي داود، ومحمد بن عبد الله بن عرس شيخ الطبراني.

585 -

‌ وهب بن حفص

، أبو الوليد البجلي الحراني.

عن محمد بن يوسف الفريابي، وغيره. وعنه أبو عبد الله المحاملي.

قال الدارقطني: كان يضع الحديث.

قلت: وهو وهب بن يحيى بن حفص بن عمرو البجلي. كان ينسب إلى جده تخفيفا.

روى أيضا عن أبي قتادة الحراني، ومحمد بن سليمان البومة، وعبد الملك الجدي. روى عنه ابن خزيمة، ومحمد بن محمد الباغندي.

اتهمه أبو عروبة بالكذب.

وقد روى عنه من المصريين علي بن أحمد علان، وغيره.

مات سنة خمسين ومائتين.

586 -

ت:‌

‌ يحيى بن أكثم بن محمد بن قطن

، قاضي القضاة أبو محمد التميمي المروزي ثم البغدادي.

سمع الفضل بن موسى السيناني، وجرير بن عبد الحميد، وعبد العزيز بن

ص: 1280

أبي حازم، وسفيان بن عيينة، وعبد الله بن إدريس، وابن المبارك، وعبد العزيز الدراوردي، وطائفة. وعنه الترمذي، وأبو حاتم، والبخاري، وإسماعيل القاضي، وأبو العباس السراج، وإبراهيم بن محمد بن متويه، وعبد الله بن محمود المروزي، وجماعة.

وكان أحد الأئمة المجتهدين أولي التصانيف.

قال أحمد بن حنبل: ما عرفت فيه بدعة.

وقال الحاكم: من نظر في كتاب التنبيه ليحيى بن أكثم عرف تقدمه في العلوم.

وقال طلحة الشاهد: كان واسع العلم بالفقه، كثير الأدب، حسن المعارضة، قائما لكل معضلة، غلب على المأمون حتى لم يتقدمه أحد عنده من الناس جميعا، مع براعة المأمون في العلم. وكانت الوزراء لا تعمل في تدبير الملك شيئا إلا بعد مطالعة يحيى.

وقال الخطيب: ولاه المأمون القضاء ببغداد، وهو من ولد أكثم بن صيفي التميمي.

وقال عبد الله بن أحمد بن حنبل: لما سمع يحيى بن أكثم، من ابن المبارك، وكان صغيرا، صنع أبوه طعاما ودعا الناس ثم قال: اشهدوا أن هذا سمع من ابن المبارك وهو صغير.

وقال أبو داود السنجي: سمعت يحيى بن أكثم يقول: كنت عند سفيان فقال: بليت بمجالستكم بعدما كنت أجالس من جالس أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، من أعظم مني مصيبة؟ فقلت: يا أبا محمد، الذين بقوا حتى جالسوك بعد مجالسة أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم أعظم مصيبة منك.

وقال علي بن خشرم: أخبرني يحيى، قال: صرت إلى حفص بن غياث، فتعشينا عنده، فأتي بعس فشرب منه، ثم ناوله أبا بكر بن أبي شيبة، فشرب منه، فناوله أبو بكر يحيى بن أكثم، فقال له: أيسكر كثيره؟ قال: إي والله، وقليله. فلم يشرب.

وقال أبو حازم القاضي: سمعت أبي يقول: ولي يحيى بن أكثم قضاء

ص: 1281

البصرة وله عشرون سنة، فاستصغروه، فقال أحدهم: كم سن القاضي؟ قال: أنا أكبر من عتاب الذي استعمله رسول الله صلى الله عليه وسلم على أهل مكة، وأكبر من معاذ الذي وجه به رسول الله صلى الله عليه وسلم قاضيا على اليمن، وأكبر من كعب بن سور الذي وجه به عمر قاضيا على البصرة وبقي سنة لا يقبل بها شاهدا. فتقدم إليه أبي، وكان أحد الأمناء، فقال: أيها القاضي قد وقفت الأمور وتريثت. قال: وما السبب؟ قال: في ترك القاضي قبول الشهود. قال: فأجاز يومئذ شهادة سبعين نفسا.

وقال الفضل بن محمد الشعراني: سمعت يحيى بن أكثم يقول: القرآن كلام الله، فمن قال: مخلوق يستتاب، فإن تاب، وإلا ضربت عنقه.

وعن يحيى بن أكثم قال: ما سررت بشيء سروري بقول المستلمي: من ذكرت رضي الله عنك؟

وقد ذكر للإمام أحمد ما يرمى به حيى بن أكثم، فقال: سبحان الله، من يقول هذا؟!

وقال الصولي: سمعت إسماعيل القاضي - وذكر يحيى بن أكثم - فعظم أمره، وذكر له هذا اليوم، يعني يوم قيامه في وجه المأمون لما أباح متعة النساء، وما زال به حتى رده إلى الحق. ونص له الحديث في تحريمها. فقال لإسماعيل رجل: فما كان يقال؟ قال: معاذ الله أن تزول عدالة مثله بكذب باغ أو حاسد، وكانت كتبه في الفقه أجل كتب، تركها الناس لطولها.

وقال أبو العيناء: سئل رجل من البلغاء عن يحيى بن أكثم، وأحمد بن أبي دؤاد أيهما أنبل؟ قال: كان أحمد يجد مع جاريته وابنته، وكان يحيى يهزل مع عدوه وخصمه.

قلت: وقد ضعفوه في الحديث.

قال أبو حاتم: فيه نظر.

وقال جعفر بن أبي عثمان، عن ابن معين: كان يكذب.

وقال إسحاق بن راهويه: ذاك الدجال يحدث عن ابن المبارك؟!

وقال علي بن الحسين بن الجنيد: كان يسرق الحديث.

وقال صالح جزرة: حدث عن عبد الله بن إدريس بأحاديث لم يسمعها.

ص: 1282

وقال أبو الفتح الأزدي: روى عن الثقات عجائب.

وكان يحيى بن أكثم أعور. وقد وردت عنه حكايات في ميله إلى المرد. كان ميله إلى الملاح ونظره إليهم في حال الشبيبة والكهولة. فلما شاخ أقبل على شأنه، وبقيت الشناعة عليه استصحابا للحال.

قال أبو العيناء: تولى يحيى بن أكثم وقف الأضراء فطالبوه، ثم اجتمعوا فقال: ليس لكم عند أمير المؤمنين شيء. فقالوا: لا تفعل يا أبا سعيد. فقال: الحبس الحبس. فحبسوا، فلما كان الليل ضجوا، فقال المأمون: ما هذا؟ قيل: الإضراء. فقال له: لم حبستهم أعلى أن كنوك؟ قال: بل حبستهم على التعريض بشيخ لائط في الخريبة.

وقال أبو بكر الخرائطي: حدثنا فضلك الرازي قال: مضيت أنا وداود الأصبهاني إلى يحيى بن أكثم، ومعنا عشرة مسائل، فأجاب في خمسة منها أحسن جواب. ودخل غلام مليح، فلما رآه، اضطرب، فلم يقدر يجيء ولا يذهب في المسألة السادسة، فقال داود: قم، فإن الرجل قد اختلط.

وقال أبو العيناء: كنا في مجلس أبي عاصم، وكان أبو بكر بن يحيى بن أكثم حاضرا، فنازع غلاما، فقال أبو عاصم: مهيم. قالوا: أبو بكر ينازع غلاما. فقال: إن يسرق فقد سرق أب له من قبل.

وقد هجي يحيى بأبيات مفرقة أعرضت عنها.

قال الخطيب: لما استخلف المتوكل صير يحيى بن أكثم في مرتبة أحمد بن أبي دؤاد، وخلع عليه خمس خلع.

وقال نفطويه: لما عزل يحيى بن أكثم عن القضاء بجعفر بن عبد الواحد الهاشمي جاءه كاتبه، فقال: سلم الديوان. فقال: شاهدان عدلان على أمير المؤمنين أنه أمرني بذلك. فلم يلتفت، وأخذ منه الديوان قهرا، وغضب عليه المتوكل وأمر بقبض أملاكه، ثم حول إلى بغداد، وألزم بيته.

ص: 1283

قال الكوكبي: حدثنا أبو علي محرز بن أحمد الكاتب، قال: حدثني محمد بن مسلم السعدي، قال: دخلت على يحيى بن أكثم فقال: افتح هذا القمطر، ففتحتها، فإذا شيء قد خرج منها، رأسه رأس إنسان، ومن سرته إلى أسفله خلقة زاغ، وفي ظهره سلعة، وفي صدره سلعة، فكبرت وهللت وفزعت، ويحيى يضحك - فقال لي بلسان فصيح طلق:

أنا الزاغ أبو عجوة أنا ابن الليث واللبوه أحب الراح والريحا ن والنشوة والقهوه فلا عربدتي تخشى ولا تحذر لي سطوه ثم قال لي: يا كهل، أنشدني شعرا غزلا. فقال لي يحيى: قد أنشدك فأنشده. فأنشدته:

أغرك أن أذنبت ثم تتابعت ذنوب فلم أهجرك ثم أتوب وأكثرت حتى قلت ليس بصارمي وقد يصدم الإنسان وهو حبيب فصاح: زاغ زاغ زاغ. ثم طار ثم سقط في القمطر. فقلت: أعز الله القاضي، وعاشق أيضا. فضحك. فقلت: ما هذا؟ قال: هو ما ترى. وجه به صاحب اليمن إلى أمير المؤمنين، وما رآه بعد.

وقال سعيد بن عفير المصري: حدثنا يعقوب بن الحارث، عن شبيب بن شيبة بن الحارث قال: قدمت الشحر على رئيسها، فتذاكرنا النسناس. فقال: صيدوا لنا منها. فلما أن رحت إليه، إذا بنسناس مع الأعوان، فقال: أنا بالله وبك. فقلت: خلوه. فخلوه، فخرج يعدو. وإنما يرعون نبات الأرض. فلما حضر الغداء قال: استعدوا للصيد، فإنا خارجون. فلما كان السحر سمعنا قائلا يقول: أبا محمد، إن الصبح قد أسفر، والليل قد أدبر، والقانص قد حضر فعليك بالوزر. فقال: كلي ولا تراعي. فقال الغلمان: يا أبا محمد، فهرب، وله وجه كوجه الإنسان، وشعرات بيض في ذقنه، ومثل اليد في صدره، ومثل الرجل بين وركيه. فألظ به كلبان وهو يقول:

إنكما حين تجارياني ألفيتماني خضلا عناني لو بي شباب ما ملكتماني حتى تموتا أو تفارقاني

ص: 1284

قال: فأخذاه. قال: ويزعمون أنهم ذبحوا منها نسناسا، فقال قائل منهم: سبحان الله ما أحمر دمه. فقال نسناس من شجرة: كان يأكل السماق. فقالوا: نسناس خذوه. فأخذوه وقالوا: لو سكت، ما علم به أحد. فقال آخر من شجرة: أنا صميميت. فقالوا: نسناس خذوه. قال: فأخذوه، قال: ومهرة يصطادونها يأكلونها. قال: وكان بنو أميم بن لاوذ بن سام بن نوح قد سكنوا زنار أرض رمل كثيرة النخل، ويسمع فيها حس الجن، حتى كثروا، فعصوا، فعاقبهم الله وأهلكهم، وبقي منهم بقايا للعرب يقع عليهم للرجل والمرأة منهم يد أو رجل في شق واحد، يقال لهم: النسناس.

قال السراج في تاريخه: مات يحيى بالربذة منصرفه من الحج، يوم الجمعة نصف ذي الحجة سنة اثنتين وأربعين. وقال ابن أخيه: بلغ ثلاثا وثمانين سنة. ورؤي أنه غفر له وأدخل الجنة.

587 -

خ:‌

‌ يحيى بن جعفر بن أعين البيكندي البخاري

، أبو زكريا الحافظ.

رحل وسمع سفيان بن عيينة، ووكيعا، ويزيد بن هارون، وطبقتهم. ورحل إلى عبد الرزاق فيمن رحل. وعنه البخاري، وعبيد الله بن واصل، ومحمد بن أبي حاتم وراق البخاري، وآخرون.

توفي في شوال سنة ثلاث وأربعين. وكان من الأئمة.

588 -

‌ يحيى بن الحارث الإخميمي

، أبو زكريا.

روى عن ابن وهب.

مات في رمضان سنة ثمان وأربعين ومائتين.

589 -

م 4:‌

‌ يحيى بن حبيب بن عربي

، أبو زكريا البصري.

عن حماد بن زيد، ويزيد بن زريع، ومعتمر بن سليمان، ومرحوم بن عبد العزيز العطار، وجماعة. وعنه مسلم، والأربعة، وزكريا الساجي، وعبدان الأهوازي، وابن خزيمة، وآخرون.

توفي سنة ثمان وأربعين عن سن عالية.

وثقه غير واحد.

ص: 1285

وقال النسائي: ثقة مأمون قل شيخ رأيته مثله بالبصرة.

قلت: هو أكبر شيخ لعمر بن بجير.

590 -

‌ يحيى بن حكم الأندلسي

، الشاعر الملقب بالغزال.

له ديوان معروف. وقد طال عمره وعاش أربعا وتسعين سنة، ومات سنة خمسين.

591 -

م د ت ق:‌

‌ يحيى بن خلف

، أبو سلمة الباهلي البصري، المعروف بالجوباري.

ثقة، صاحب حديث، روى عن معتمر بن سليمان، وبشر بن المفضل، وعبد الأعلى بن عبد الأعلى، وجماعة. وعنه مسلم، وأبو داود، والترمذي، وابن ماجه، وجعفر بن أحمد بن فارس الأصبهاني، وعبدان الأهوازي، وطائفة.

توفي سنة اثنتين وأربعين.

592 -

‌ يحيى بن داود

، أبو السقر الواسطي.

عن أبي معاوية، ووكيع، وإسحاق الأزرق، وجماعة. وعنه محمد بن جرير، وأبو القاسم البغوي، وعلي بن إسحاق بن زاطيا، وغيرهم.

توفي سنة أربع وأربعين، ولا أعلم فيه جرحا. ذكر ابن عساكر في النبل أن ابن ماجه روى عنه، وذلك وهم أوضحه صاحب التهذيب. وإنما روى ابن ماجه عن يحيى بن يزداد.

593 -

ت ن ق:‌

‌ يحيى بن درست بن زياد

، أبو زكريا القرشي البصري.

عن أبي إسماعيل القناد إبراهيم، وأبي عوانة، وحماد بن زيد، وغيرهم. وعنه الترمذي، والنسائي، وابن ماجه، وأبو بكر بن أبي عاصم، وعبدان الأهوازي، وإبراهيم بن محمد بن متويه الأصبهاني، ومحمد بن أحمد بن عثمان المديني المصري، وجماعة سواهم.

ص: 1286

وكان صدوقا.

594 -

‌ يحيى بن سليمان بن نضلة الخزاعي المدني

.

روى الموطأ عن مالك. وروى عن عبد الرحمن بن أبي الزناد، وسليمان بن بلال، والكبار. وكان ابن صاعد تلميذه يقدمه ويفخم أمره.

قال ابن عقدة: سمعت ابن خراش يقول: لا يسوى شيئا.

595 -

ت:‌

‌ يحيى بن طلحة اليربوعي الكوفي

.

عن قيس بن الربيع، وشريك، وأبي الأحوص سلام بن سليم. وعنه الترمذي، وعبد الله بن زيدان البجلي، ومحمد بن يحيى بن منده، وإبراهيم بن متويه الأصبهانيان، وأبو العباس السراج، وعبد الله بن ناجية، وآخرون.

قال النسائي: ليس بشيء.

ووثقه غيره.

596 -

‌ يحيى بن عبد الرحيم بن محمد

، أبو زكريا البغدادي الخشرمي، نزيل مصر.

روى عن عبد الله بن عثمان الوقاصي، وعبيد بن حبان الجبيلي، والفضل بن عبد الرحمن الموصلي.

سمع منه أبو حاتم بمصر في الرحلة الثانية.

597 -

‌ يحيى بن عبد الغفار الكتبي

، صاحب كتاب السنة.

روى عن زيد بن الحباب، ويعلى بن عبيد، وطبقتهما.

وتوفي في رمضان سنة ثمان وأربعين، وقيل: سنة تسع وأربعين.

598 -

‌ يحيى بن محمد بن قيس الأنصاري الكوفي

، المقرئ المعروف بالعليمي.

قرأ القرآن على أبي بكر بن عياش، وحماد بن شعيب. وتصدر للإقراء؛ وطال عمره، وعاش ثلاثا وتسعين سنة. ومات في سنة ثلاث وأربعين.

أخذ عنه يوسف بن يعقوب الواسطي، وغيره. قرأ على أبي بكر

ص: 1287

سنة سبعين ومائة.

599 -

ن:‌

‌ يحيى بن مخلد

، أبو زكريا المقسمي البغدادي الفقيه.

روى عن المعافى بن عمران، وعمرو بن عاصم الكلابي. وعنه النسائي، وإمام الأئمة ابن خزيمة، وابن صاعد، وغيرهم.

قال النسائي: ثقة.

600 -

‌ يحيى بن واقد

، أبو صالح الطائي.

عراقي نزل أصبهان، وروى عن هشيم، وابن أبي زائدة، وابن علية. وعنه محمد بن أحمد بن يزيد الزهري، وأبو العباس الجمال.

وثقه إبراهيم بن أورمة.

وكان رأسا في العربية. آخر من روى عنه محمد بن القاسم شيخ الحافظ ابن منده.

601 -

‌ يحيى بن يزيد بن ضماد

، أبو شريك المرادي المصري.

عن مالك بن أنس، وحماد بن زيد، ومفضل بن فضالة، وضمام بن إسماعيل، وغيرهم. وعنه محمد بن داود بن عثمان الصدفي، ويعقوب الفسوي، وأبو حاتم الرازي، ومحمد بن محمد الباغندي، وآخرون.

توفي في شعبان سنة ست وأربعين.

602 -

‌ يزيد بن سعيد

، أبو خالد الإسكندراني، مولى بني سهم ويعرف بالصباحي.

روى عن الليث بن سعد، ومالك بن أنس، ويعقوب بن عبد الرحمن القارئ، وضمام بن إسماعيل، وغيرهم. وكان فيما ذكر ابن يونس آخر من حدث بمصر عن مالك.

توفي في صفر سنة تسع وأربعين.

قلت: روى عنه يعقوب الفسوي، وأحمد بن محمد بن ميسر شيخ لابن المقرئ، والحسن بن إبراهيم بن مطروح الخولاني، وآخرون. وما علمت فيه ضعفا.

ص: 1288

روى عنه أبو حاتم، وقال: محله الصدق.

603 -

ن:‌

‌ يزيد بن عبد الله بن رزيق الدمشقي

.

عن الوليد بن مسلم، ومحمد بن شعيب. وعنه أحمد بن المعلى، وسليمان بن حذلم، وأبو بكر بن أبي داود، وعبد الله بن عتاب الزفتي.

وروى النسائي عن رجل عنه.

توفي سنة نيف وأربعين.

604 -

‌ يعقوب بن إسحاق بن السكيت

، أبو يوسف البغدادي النحوي، صاحب كتاب إصلاح المنطق.

كان دينا فاضلا، موثقا في نقل العربية. أخذ عن أبي عمرو الشيباني، وغيره. وعنه أبو عكرمة الضبي، وأحمد بن فرح المقرئ، وجماعة.

وكان أبوه مؤدبا، فتعلم يعقوب النحو واللغة، وبرع فيهما، وتوصل إلى أن ندب لتعليم أولاد الأمير محمد بن عبد الله بن طاهر بوساطة كاتب ابن طاهر. ثم ارتفع شأنه، وأدب ولد المتوكل. وله من التصانيف نحو عشرين كتابا.

ويروى أن المتوكل نظر إلى ولديه المعتز والمؤيد فقال لابن السكيت: من أحب إليك؛ هما، أو الحسن والحسين؟ فقال: قنبر، يعني مولى علي، خير منهما. قال: فأمر الأتراك فداسوا بطنه حتى كاد يهلك، فبقي يوما ومات. ومنهم من قال: حمل ميتا في بساط، وبعث إلى ابنه بديته. وكان في المتوكل نصب بلا خلاف.

أبو عمر، عن ثعلب، قال: ما عرفنا لابن السكيت خزية قط.

وقال محمد بن الفرج: كان يعقوب بن السكيت يؤدب مع أبيه ببغداد صبيان العامة. ثم تعلم النحو.

وقال المفضل بن محمد بن مسعر المعري في أخبار النحاة: روى يعقوب عن أبيه، والأصمعي، وأبي عبيدة، والفراء. وكتبه صحيحة نافعة، ولم يكن له نفاذ في علم النحو، وكان يميل إلى تقديم علي رضي الله عنه.

ص: 1289

وقال أحمد بن عبيد: شاورني يعقوب في منادمة المتوكل، فنهيته، فحمل قولي على الحسد ولم ينته.

وقال غيره: كان إليه المنتهى في اللغة.

وروى المبرد، عن المازني، قال: كنت عند ابن الزيات الوزير، وعنده يعقوب بن السكيت، فقال: سل أبا يوسف عن مسألة، فكرهت ذلك، ودافعت لكونه صاحبي. فألح علي الوزير، فاخترت مسألة سهلة، فقلت له: ما وزن نكتل؟ فقال: نفعل. فقلت: يكون ماضيه كتل؟ فقال: لا، بل وزنه نفتعل. قلت: فيكون أربعة أحرف بوزن خمسة؟ فخجل وسكت. فقال الوزير: وإنما تأخذ كل شهر ألفي درهم، ولا تحسن ما وزن نكتل؟ فلما خرجنا قال لي: هل تدري ما صنعت بي؟ قلت: والله لقد قاربتك جهدي.

قال ثعلب: أجمع أصحابنا أنه لم يكن بعد ابن الأعرابي أعلم باللغة من ابن السكيت. وكان المتوكل ألزمه تأديب ولديه المعتز وأخيه.

قلت: ولابن السكيت شعر جيد سائر.

توفي سنة أربع وأربعين. وأكثر الملوك يحشرون مع قتلة الأنفس.

605 -

‌ يعقوب بن إسماعيل بن حماد بن زيد بن درهم البصري

، قاضي المدينة.

سمع سفيان بن عيينة، ويحيى القطان. وعنه حفيده أبو عمر محمد بن يوسف بن يعقوب، لقنه حديثا واحدا؛ وابنه يوسف، وعبد الله بن أحمد بن حنبل، وعبد الله بن ناجية، وقاسم المطرز.

قال أبو حاتم: صدوق.

وقال غيره: توفي على قضاء فارس سنة ست وأربعين هناك.

606 -

ق:‌

‌ يعقوب بن حميد بن كاسب المدني

، نزيل مكة.

عن إبراهيم بن سعد، وعبد العزيز بن أبي حازم، وعبد الله بن وهب، وخلق. وعنه ابن ماجه، وأبو بكر بن أبي عاصم، وإسماعيل القاضي، والبخاري في غير الصحيح، وعبد الله بن أحمد بن حنبل، وآخرون.

ص: 1290

ضعفه أبو حاتم.

وقال البخاري: لم نر إلا خيرا.

وفي صحيح البخاري موضعين: في الصلح، وفي من شهد بدرا: حدثنا يعقوب، قال: حدثنا إبراهيم بن سعد. فقائل يقول هو هذا. وقائل يقول: هو يعقوب الدورقي. وأما من قال: هو يعقوب بن إبراهيم بن سعد، أو هو يعقوب بن محمد الزهري، فقد أخطأ بلا شك.

توفي ابن كاسب في آخر سنة إحدى وأربعين. وكان من أئمة الحديث بالمدينة.

607 -

ن:‌

‌ يعقوب بن ماهان البناء

.

عن هشيم، وغيره. وعنه النسائي، وقاسم المطرز، وأبو يعلى الموصلي، وأبو العباس السراج.

توفي سنة أربع وأربعين.

قال أبو حاتم: صدوق.

608 -

‌ يمان بن عيسى

.

عن هشيم، وأنس بن عياض. وعنه محمد بن إبراهيم مربع، وعلي بن الحسين بن الجنيد. وكتب عنه من الكبار يحيى بن معين.

وثقه مربع.

609 -

‌ يوسف بن إبراهيم بن شبيب

، أبو الحجاج الأصبهاني الفرساني الحافظ.

رحل وعني بهذا الشأن، وبرع فيه، ولقي عبيد الله بن موسى، وأبا نعيم، وسليمان بن حرب، وطبقتهم. روى عنه محمد بن يحيى بن منده، وغيره.

ولم يشتهر ذكره؛ لأنه مات قبل أوان الرواية، وكان يعارض الحافظ أحمد بن الفرات في زمانه.

ص: 1291

توفي سنة اثنتين وأربعين. وكان يسكن قرية فرسان.

610 -

م ت ن ق:‌

‌‌

‌ يوسف بن حماد

المعني

، أبو يعقوب البصري.

عن حماد بن زيد، وعبد الوارث، وزياد البكائي، وجماعة. وعنه مسلم، والترمذي، والنسائي، وابن ماجه، وأبو بكر بن أبي عاصم، ومحمد بن جرير الطبري. وآخرون.

توفي سنة خمس وأربعين.

ووثقه النسائي.

611 -

يوسف بن حماد، أبو يعقوب الإستراباذي.

عن سفيان بن عيينة، وأبي معاوية، ووكيع. وعنه حفيده محمد بن محمد بن يوسف، ومحمد بن جعفر بن طرخان، وعمران بن موسى بن مجاشع، وآخرون.

وكان صدوقا.

قال أبو سعد الإدريسي: مات بعد الأربعين.

612 -

ت:‌

‌ يوسف بن سلمان الباهلي

، ويقال: المازني البصري.

عن حاتم بن إسماعيل، وعبد العزيز الدراوردي، وجماعة. وعنه الترمذي، وعمر البجيري، وإمام الأئمة ابن خزيمة، وجماعة.

توفي سنة اثنتين وأربعين.

613 -

خ م ت ن:‌

‌ يوسف بن عيسى بن دينار المروزي

.

عن سفيان بن عيينة، والفضل السيناني، وعبد الله بن إدريس، وطبقتهم. وعنه البخاري، ومسلم، والترمذي، والنسائي، وعمر بن محمد بن بجير، والحسن بن سفيان، وآخرون.

توفي سنة تسع وأربعين.

• - وقد مر يوسف بن عيسى بن ماهان المروزي، ثم البغدادي

ص: 1292

المؤدب، صاحب إبراهيم بن سعد.

614 -

أبو أيوب، الخياط المقرئ، سليمان بن الحكم.

بغدادي من أعيان أصحاب اليزيدي. روى عنه القراءة أحمد بن حرب المعدل، وإسحاق بن مخلد، والسري بن مكرم.

615 -

م ت ن:‌

‌ أبو بكر بن نافع البصري

، اسمه محمد بن أحمد بن نافع.

روى عن بشر بن المفضل، ومحمد بن جعفر، وعبد الرحمن بن مهدي، وجماعة. وعنه مسلم، والترمذي، والنسائي، وزكريا الساجي، وعبدان، وآخرون.

616 -

م ت ن:‌

‌ أبو بكر بن النضر بن أبي النضر هاشم بن القاسم البغدادي

، وكثيرا ما ينسب إلى جده فيقال فيه: أبو بكر بن أبي النضر.

سمع جده، ومحمد بن بشر العبدي، ويعقوب بن إبراهيم، وأبا عاصم النبيل. وعنه مسلم، والترمذي، والنسائي. أيضا، وأبو يعلى الموصلي، وأبو العباس السراج، وآخرون.

قال أبو حاتم: صدوق.

قلت: توفي سنة خمس وأربعين ومائتين.

• - أبو تراب النخشبي، هو عسكر. وقد ذكر.

617 -

د:‌

‌ أبو حصين بن يحيى بن سليمان الرازي

، لا يعرف له اسم.

سمع ابن عيينة، ويحيى بن أبي زائدة، ووكيعا، وأسباط بن محمد، وعبد الرزاق، وجماعة. وعنه أبو داود، وأحمد بن علي الأبار، وعلي بن سعيد

ص: 1293

ابن بشير، ومحمد بن إبراهيم الطيالسي، وجعفر بن أحمد بن فارس، ومحمد بن وضاح القرطبي، وآخرون.

وثقه أبو حاتم.

• - أبو هفان الشاعر، عبد الله بن أحمد.

(آخر الطبقة الخامسة والعشرين والحمد لله).

ص: 1294