الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الطبقة السادسة والعشرون
251 -
260 هـ
بسم الله الرحمن الرحيم
(الحوادث)
دخلت
سنة إحدى وخمسين ومائتين
فيها توفي: إسحاق بن منصور الكوسج، وحميد بن زنجويه، وعمرو بن عثمان الحمصي، ومحمد بن سهل بن عسكر، وأبو التقي هشام بن عبد الملك الحمصي.
وفيها خرج الحسين بن أحمد بن محمد بن إسماعيل بن محمد بن الأرقط عبد الله بن زين العابدين علي بن الحسين بقزوين، فغلب عليها في أيام فتنة المستعين، وقد كان هو وأحمد بن عيسى العلوي اجتمعا على أهل الري، وقتلا بها خلقاً كثيراً، وأفسدا وعاثا، وخرج لقتالهما جيش، فأسر أحدهما وقتل الآخر.
وفيها خرج إسماعيل بن يوسف بن إبراهيم بن موسى بن عبد الله بن حسن بن حسن الحسني بالحجاز، وهو شاب له عشرون سنة، وتبعه خلق من العرب، فعاث في الحرمين، وأفسد موسم الحج، وقتل من الحجيج أكثر من ألف رجل، واستحل المحرمات بأفاعيله الخبيثة، وبقي يقطع الميرة عن الحرمين حتى هلك أهل الحجاز وجاعوا، ونزل الوباء فهلك في الطاعون هو وعامة أصحابه في السنة الآتية.
وفيها فتنة المستعين أحمد، كما هو مذكور في ترجمته.
ثم دخلت
سنة اثنتين وخمسين ومائتين
توفي فيها: أحمد بن عبد الله بن سويد بن منجوف، والمستعين بالله أحمد ابن المعتصم، قتلوه، وإسحاق بن بهلول الحافظ، وأشناس الأمير، وزياد بن أيوب، وعبد الوارث بن عبد الصمد بن عبد الوارث، ومحمد بن بشار بندار، وأبو موسى محمد بن المثنى العنزي، ومحمد بن منصور الجواز، ويعقوب الدورقي.
وفيها خلع المستعين، ثم حبس، ثم قتل، وبويع المعتز بالله فأمر الترك
ببيعته، وخلع على محمد بن عبد الله بن طاهر خلعة الملك، وقلده سيفين، فأقام بغا ووصيف الأميران ببغداد على وجل من ابن طاهر، ثم رضي المعتز عنهما، وردهما إلى مرتبتهما، ونقل المستعين إلى قصر المخرم هو وعياله، ووكلوا به أميراً، وكان عنده خاتم من الجوهر، فأخذه ابن طاهر فبعث به إلى المعتز.
وفيها خلع المعتز على أخيه أبي أحمد خلعة الملك وتوجه بتاج من ذهب، وقلنسوة مجوهرة، ووشاحين مجوهرين، وقلده سيفين.
وفي رجب خلع المعتز بالله أخاه المؤيد من العهد وقيده وضربه.
وفيها ولي قضاء القضاة الحسن بن محمد بن عبد الملك بن أبي الشوارب.
وفيها حسبت أرزاق الأتراك والمغاربة والشاكرية ببغداد وغيرها، فجاءت في العام الواحد مائتي ألف ألف دينار، وذلك خراج المملكة سنتان.
وفيها قبض المعتز بالله على أخيه أبي أحمد، ثم نفاه إلى واسط، ثم قاموا معه فرد إلى بغداد، وأبعد علي ابن المعتصم عن الحضرة.
وولي مزاحم بن خاقان إمرة مصر.
سنة ثلاث وخمسين ومائتين
توفي فيها أحمد بن سعيد الهمداني المصري، وأحمد بن سعيد الدارمي، وأحمد بن المقدام العجلي، وخشيش بن أصرم، وسري السقطي الزاهد، وعلي بن شعيب السمسار، وعلي بن مسلم الطوسي، ومحمد بن عبد الله بن طاهر الأمير، ومحمد بن عيسى بن رزين التيمي مقرئ الري، ومحمد بن يحيى بن أبي حزم القطعي، وهارون بن سعيد الأيلي، والأمير وصيف التركي، ويوسف بن موسى القطان، وأبو العباس القلوري.
وفيها قصد يعقوب بن الليث الصفار هراة في جمع، فأخذ هراة من نواب ابن طاهر، وقيدهم وحبسهم.
وفيها سار الأمير موسى بن بغا، فالتقى هو وعسكر عبد العزيز ابن الأمير أبي دلف العجلي، فهزمهم وساق وراءهم إلى الكرج، وتحصن منه عبد العزيز، وأسرت والدة عبد العزيز، وبعث إلى سامراء بتسعين حملاً من رؤوس القتلى.
وفي رمضان خلع المعتز بالله على بغا الشرابي، وألبسه تاج الملك.
وفي شوال قتل وصيف التركي.
وفي ذي القعدة كسف القمر.
وغزا محمد بن معاذ بلاد الروم، ودخل بالعسكر من جهة ملطية، فأسر وقتل من أصحابه خلق.
وفي ذي القعدة التقى موسى بن بغا والكوكبي بأرض قزوين، فانهزم الكوكبي ولحق بالديلم.
وفيها مات مزاحم بن خاقان أخو الفتح بمصر.
سنة أربع وخمسين ومائتين
فيها توفي أحمد بن عبد الواحد بن عبود الدمشقي، وإبراهيم بن مجشر الكاتب، وبغا الصغير الشرابي، وزياد بن يحيى الحساني، وسلم بن جنادة، والدارمي، وعلي بن محمد بن علي بن موسى الرضا أبو الحسن العسكري من الاثني عشر، ومحمد بن عبد الله المخرمي الحافظ، ومحمد بن منصور الطوسي العابد، ومحمد بن هاشم البعلبكي، والمرار بن حمويه الهمذاني الفقيه.
ولم يجر فيها من الحوادث ما له صورة.
سنة خمس وخمسين ومائتين
فيها توفي: عبد الله بن أبي زياد القطواني، وعبد الله الدارمي الحافظ، بخلف، وعبد الله بن هاشم الطوسي، وعبد الغني بن رفاعة المصري، وعتيق بن محمد النيسابوري، والجاحظ، وأبو حاتم بخلف فيهما، وقد مرا سنة خمسين، والمعتز بالله محمد ابن المتوكل، قتلوه، ومحمد بن حرب النشائي، ومحمد بن عبد الرحيم أبو يحيى صاعقة، ومحمد بن كرام الصوفي شيخ الكرامية، وموسى بن عامر المري.
وفيها فتنة الزنج، وخروج قائد الزنج العلوي بالبصرة، خرج وعسكر، وانتسب إلى زيد بن علي، وزعم أنه علي بن محمد بن أحمد بن علي بن عيسى بن زيد بن علي، وهذا نسب لم يصح، وكان مبدأ ظهوره في هذه السنة، والتفت عليه عبيد أهل البصرة من الزنج، وغيرهم، وعظم أمره وفعل بالمسلمين الأفاعيل، وهزم الجيوش، وامتدت أيامه، وتمادى في غيه إلى أن قتل في سنة
سبعين، على يد أبي أحمد الموفق.
وفيها دخل مفلح طبرستان، فهزم الحسن بن زيد العلوي، فلحق بالديلم، ودخل مفلح آمل، فهدم دور الحسن بن زيد، وساق في طلبه.
وفيها كان بين يعقوب بن الليث وطوق بن المغلس وقعة كبيرة بظاهر كرمان، فانتصر يعقوب وأسر طوق، وكان يعقوب قد خرج عن الطاعة وجبى الخراج لنفسه.
وفيها خرج عن الطاعة علي بن الحسين بن قريش، وكتب إلى المعتز بالله يسأله أن يوليه خراسان، ويقول: إن آل طاهر قد ضعفوا عن مقاومة يعقوب بن الليث، فكتب المعتز إليه بعهده إلى خراسان وأمره عليها، وكتب بمثل ذلك إلى يعقوب بن الليث، وأراد أن يغري بينهما ليشغل كلا منهما بصاحبه، وتسقط عنه مؤونة الهالك منهما، فسار يعقوب يريد كرمان، وبعث ابن قريش المذكور طوق بن المغلس، فسبق يعقوب إلى كرمان فدخلها، ونزل يعقوب على مرحلة منها، فأقام نحواً من شهرين، فلما طال عليه أظهر الرحيل إلى سجستان، وسار مرحلة، فوضع طوق عنه السلاح، وأحضر الملاهي والشراب، وجاءت الأخبار إلى يعقوب، فأسرع الرجعة وأحاط بطوق، فأسره واستولى على كرمان وعلى سجستان، ثم سار إلى فارس فتملك شيراز، وحارب ابن قريش وظفر به وأسره، وبعث إلى المعتز بالله بتقادم وتحف سنية، واستفحل أمره.
وفيها أخذ صالح بن وصيف أحمد بن إسرائيل، والحسن بن مخلد، وأبا نوح عيسى بن إبراهيم، فقيدهم، وهم خاصة المعتز وكتابه.
وقد كان ابن وصيف قال: يا أمير المؤمنين ليس للجند عطاء، وليس في بيت المال مال، وقد استولى هؤلاء على أموال الدنيا، فقال له أحمد بن إسرائيل: يا عاصي يا ابن العاصي، وتراجعا الكلام والخصام، حتى احتد ابن وصيف، وغشي عليه وأصحابه بالباب، فبلغهم فصاحوا وسلوا سيوفهم وهجموا، فقام المعتز ودخل إلى عند نسائه فأخذ ابن وصيف أحمد والجماعة، قال: فقال له المعتز: هب لي أحمد، فإنه رباني، فلم يفعل، وضربهم بداره حتى تكسرت أسنان أحمد، وأخذ خطوطهم بمال جليل وقيدهم.
وفيها ظهر عيسى بن جعفر، وعلي بن زيد العلويان الحسنيان، فقتلا عبد الله بن محمد بن داود الهاشمي الأمير.
وفي رجب خلع المعتز بالله من الخلافة، ثم قتل، فاختفت أمه قبيحة، ثم ظهرت في رمضان، وأعطت صالح بن وصيف مالاً عظيماً، ثم نفاها بعدما استصفاها إلى مكة، فحبست بها، وظهر لها من الذهب ألف ألف وثلاث مائة ألف دينار، وسفط فيه مكوك زمرد، وسفط فيه مكوك لؤلؤ، فيه حب كبار عديم المثل، وكيلجة ياقوت أحمر، وغيره، فقومت الأسفاط بألفي ألف دينار، وحمل الجميع إلى ابن وصيف، فلما رآه قال: قبحها الله، عرضت ابنها للقتل لأجل خمسين ألف دينار وعندها هذا، فأخذ الكل ونفاها.
وفي رمضان قتل ابن وصيف أبا نوح، وأحمد بن إسرائيل، وبويع المهتدي بالله محمد بالأمر.
سنة ست وخمسين ومائتين
توفي فيها: الربيع بن سليمان الجيزي، والزبير بن بكار، وعبد الله بن أحمد بن شبوية المروزي الحافظ، وعبد الله بن محمد الزهري المخرمي، وعلي بن المنذر الطريقي، وأبو عبد الله البخاري ليلة عيد الفطر، ومحمد بن أبي عبد الرحمن المقرئ، ومحمد بن عثمان بن كرامة، والمهتدي بالله محمد ابن الواثق.
وفي أولها قدم الأمير موسى بن بغا وعبى جيشه ميمنة وميسرة وشهروا السلاح، ودخلوا سامراء مجمعين على قتل صالح بن وصيف بدم المعتز، يقولون: قتل أمير المؤمنين المعتز، وأخذ أموال أمه قبيحة وأموال الكتاب، وصاحت العامة والغوغاء على ابن وصيف: يا فرعون قد جاءك موسى، فطلب موسى من بغا الإذن على المهتدي بالله، فلم يؤذن له، فهجم بمن معه عليه وهو جالس في دار العدل، فأقاموه وحملوه على فرس ضعيفة، وانتهبوا القصر، فلما وصلوا إلى دار ياجور أدخلوا المهتدي إليها وهو يقول له: يا موسى اتق الله، ويحك ما تريد؟ قال له: والله ما نريد إلا خيراً، وحلف له: لا نالك سوء، ثم حلفوه أن لا يمالئ صالح بن وصيف، فحلف لهم، فبايعوه حينئذ ثم طلبوا صالحاً لكي يناظروه على أفعاله، فاختفى، ورد المهتدي بالله إلى داره، ثم قتل صالح بن وصيف بعد شهر شر قتلة.
وفي آخر المحرم ظهر كتاب ذكر أن سيما الشرابي، زعم أن امرأة جاءت به، وفيه نصيحة لأمير المؤمنين: وإن طلبتموني فأنا في مكان كذا، فلما وقف
عليه المهتدي طلبها في المكان فلم يوجد لها أثر، فدعا موسى بن بغا وسليمان بن وهب ومفلحاً وباكباك، وياجور، ودفع الكتاب إلى سليمان فقال: أتعرف هذا الخط؟ قال: نعم، خط صالح بن وصيف، ثم قرأه عليهم، وفيه يذكر أنه مستخف بسامراء، وأنه استتر خوفاً من الفتن، وأن الأموال علمها عند الحسن بن مخلد، وكان كتابه يدل على قوة نفسه، فندب المهتدي إلى الصلح، فاتهمه موسى وذووه بأنه يدري أين صالح، فكان بينهم في هذا كلام، ثم من الغد تكلموا في خلعه، فقال باكباك: ويحكم، قتلتم ابن المتوكل وتريدون أن تقتلوا هذا وهو مسلم يصوم ويصلي ولا يشرب؟ والله لئن فعلتم لأصيرن إلى خراسان ولأشيعن أمركم هناك.
ثم خرج المهتدي إلى مجلسه وعليه ثياب بيض، متقلداً سيفاً، ثم أمر بإدخالهم إليه، فقال: قد بلغني شأنكم، ولست كمن تقدمني مثل المستعين والمعتز، والله ما خرجت إليكم إلا وأنا متحنط وقد أوصيت، وهذا سيفي، والله لأضربن به ما استمسكت قائمته بيدي، أما دين! أما حياء! أما رعة! كم يكون الخلاف على الخلفاء والجرأة على الله؟! ثم قال: ما أعلم علم صالح، قالوا: فاحلف لنا، قال: إذا كان يوم الجمعة، وصليت الجمعة، حلفت لكم، فرضوا وانفصلوا على هذا.
ثم ورد إذ ذاك مال من فارس نحو من عشرة آلاف ألف درهم، فانتشر في العامة أن الأتراك على خلع المهتدي، فثار العوام والقواد، وكتبوا رقاعاً وألقوها في المساجد: يا معاشر المسلمين، ادعوا الله لخليفتكم العدل الرضا المضاهي لعمر بن عبد العزيز أن ينصره الله على عدوه، وراسل أهل الكرخ والدور المهتدي بالله في الوثوب بموسى بن بغا والأتراك، فجزاهم خيراً ووعدهم بالخير.
وفيها تحول الزنج فقربوا من البصرة، وأخذوا مراكب كثيرة بأموالها؛ فتهيأ سعيد الحاجب لحربهم.
وفي أول جماد الأولى رحل موسى بن بغا وباكباك إلى مساور الشاري وكانا ماكثين قريبا من الموصل، وتقهقر مساور.
وفي رجب ثار الجند يطلبون العطاء، فلم يعطوا شيئا، ووعدهم المهتدي، وكان موسى وباكباك في طلب مساور.
وكان المهتدي قد استمال باكباك وجماعة من الأتراك، فكتب إلى باكباك
أن يقتل موسى ومفلحاً أو يمسكهما، ويكون هو الأمير على الأتراك كلهم، فأوقف باكباك موسى على كتابه وقال: إني لست أفرح بهذا، وإنما هذا يعمل علينا كلنا، فأجمعوا على أن يسير باكباك إلى سامراء، فإن المهتدي يطمئن إليه، لم يقتله.
فسار إلى سامراء ودخل على المهتدي فغضب وقال: أمرتك أن تقتل موسى ومفلحا فداهنت، قال: كيف كنت أقدر عليهما وجيشهما أعظم من جيشي، ولكن قد قدمت بجيشي ومن أطاعني لأنصرك عليهما، فأمر المهتدي بأخذ سلاحه، فقال: أذهب إلى منزلي وأعود، فليس مثلي من يفعل به هذا، فأخذ سلاحه وحبسه، ولما أبطأ خبره على أصحابه قال لهم أحمد بن خاقان الحاجب: اطلبوا صاحبكم قبل أن يفرط به أمر، فأحاطوا بالجوسق، فقال المهتدي لصالح بن علي بن يعقوب بن المنصور: ما ترى؟ فقال: قد كان أبو مسلم أعظم شأناً من هذا العبد، وأنت أشجع من المنصور، فاقتله.
فأمر بضرب عنقه، وألقى رأسه إليهم، فجاشوا، وأرسل المهتدي إلى الفراغنة والمغاربة والأشروسنية، فجاؤوا واقتتلوا، فقتل من الأتراك أربعة آلاف، وقيل: ألفان، وقيل: ألف، في ثالث عشر رجب يوم السبت، وحجز بينهم الليل؛ ثم أصبحوا على القتال ومعهم أخو باكباك وحاجبه أحمد بن خاقان في زهاء عشرة آلاف.
وخرج المهتدي بالله ومعه صالح بن علي والمصحف في عنقه، وهو يقول: أيها الناس انصروا خليفتكم، وحمل عليه طغوياً أخو باكباك في خمس مائة، فمال الأتراك الذين مع الخليفة إلى طغويا، والتحم الحرب، فانهزم جمع الخليفة وكثر فيهم القتل، فولى منهزماً والسيف في يده، وهو ينادي: أيها الناس انصروا خليفتكم.
ثم دخل دار صالح بن محمد بن يزداد، ورمى سلاحه ولبس البياض ليهرب من الأسطحة، وجاء أحمد حاجب باكباك فأخبر به، فتبعه، فهرب، فرماه بعضهم بسهم ونفجه بالسيف، ثم حمل إلى أحمد، فأركبوه بغلاً، وركبوا خلفه سائساً، وأتوا به إلى دار أحمد بن خاقان، وجعلوا يضربونه ويقولون: أين الذهب.
فأقر لهم بست مائة ألف دينار مودعة ببغداد، أودعها الكرخي، فأخذوا خطة إلى خشف الواضحية المغنية بست مائة ألف دينار، ودفعوه إلى رجل، فعصر على خصيتيه فمات، وقيل:
كانت به طعنة فحملوه على برذون، وقيل: أرادوه بدار أحمد على الخلع، فأبى واستسلم للقتل، فقتلوه.
وبايعوا أحمد ابن المتوكل ولقبوه المعتمد على الله، وكنيته أبو العباس، وقيل: أبو جعفر، في سادس عشر رجب.
وقدم موسى بن بغا إلى سامراء بعد أربعة أيام، وخمدت الفتنة، وكان المعتمد محبوساً بالجوسق فأخرجوه.
وقتل المهتدي مع باكباك أبا نصر محمد بن بغا أخا موسى.
وضيق المعتمد على عيال المهتدي بالله، ثم استعمل المعتمد أخاه الموفق طلحة على المشرق، وصير ابنه جعفراً ولي عهده، وولاه مصر والمغرب، ولقبه المفوض إلى الله، وانهمك المعتمد في اللهو واللذات، واشتغل عن الرعية، فكرهه الناس وأحبوا أخاه طلحة.
وفي العشرين من رجب دخلت الزنج البصرة، فقتلوا وفتكوا، وفعلوا بالأهواز والأبلة أكثر مما فعلوا بالبصرة.
وفيها ظهر بالكوفة علي بن زيد الطالبي، فبعث إليه المعتمد جيشاً هزمهم الطالبي.
وفيها غلب الحسن بن زيد الطالبي على الري، فجهز إليه المعتمد موسى بن بغا، وخرج معه مشيعاً له.
وفيها حج بالناس محمد بن أحمد بن عيسى بن المنصور أبي جعفر العباسي.
وأما صالح بن وصيف، فكان قد استطال على الخلفاء وقتل المعتز، وأقام المهتدي، وحكم عليه، وذكرنا استتاره في أيام المهتدي، قال: فنادى عليه موسى بن بغا: من جاء به فله عشرة آلاف دينار، فلم يظفر به أحد، فاتفق أن بعض الغلمان دخل زقاقاً وقت الحر، فرأى باباً مفتوحاً فدخل، فمشى في دهليز مظلم، فرأى صالحاً نائماً، فعرفه وليس عنده أحد، فجاء إلى موسى فأخبره، فبعث جماعة فأخذوه، ثم ذهبوا به مكشوف الرأس إلى الجوسق، فبادره بعض أصحاب مفلح، فضربه من ورائه، واحتزوا رأسه وطافوا به، وتألم المهتدي في الباطن لقتله، وقال: رحم الله صالحاً، فلقد كان ناصحاً.
وأما الصولي، فقال: عذبوه في حمام كما فعل بالمعتز، حتى أقر بالأموال ثم خنقوه.
سنة سبع وخمسين ومائتين
توفي فيها: أحمد بن منصور زاج، وإسحاق بن إبراهيم بن حبيب بن الشهيد، والحسن بن عبد العزيز الجروي، والحسن بن عرفة، وزهير بن محمد المروزي، وزيد بن أخزم، وسليمان بن معبد السنجي، وأبو الفضل الرياشي عباس، وأبو سعيد الأشج، وعلي بن خشرم، ومحمد بن حسان الأزرق، ومحمد بن عمرو بن حنان الحمصي، ومحمد بن وزير الواسطي.
وفيها دخلت الزنج البصرة، وبذلوا السيف واستباحوا، وقتلوا بالأبلة نحواً من ثلاثين ألفاً وأحرقوها، فحاربهم سعيد الحاجب، واستخلص منهم كثيراً مما أخذوه، ثم استظهروا عليه، وقتلوا من جنده مقتلة عظيمة، ودخلوا البصرة، فيقال: إنهم قتلوا بها اثني عشر ألفاً، وخربوا الجامع، وهرب من سلم في البلدان، وخربت البصرة، وجرت بين الزنج وبين عساكر الخليفة عدة وقعات.
وفيها قتل ميخائيل بن توفيل ملك الروم، قتله بسيل الصقلبي، وكان بسيل من أبناء الملوك، وتملك ميخائيل على دين النصرانية أربعاً وعشرين سنة.
سنة ثمان وخمسين ومائتين
توفي فيها: أحمد بن بديل قاضي همذان، وأحمد بن حفص النيسابوري، وأحمد بن سنان القطان، وأبو عبيدة بن أبي السفر واسمه أحمد، وأحمد بن الفرات الرازي الحافظ، وأحمد بن محمد بن يحيى القطان، وأحمد بن عمر، يعرف بحمدان البزاز الحميري البغدادي، وإسماعيل بن أبي الحارث، وجعفر بن عبد الواحد الهاشمي القاضي، وحفص بن عمرو الربالي، والعباس بن يزيد البحراني، وعبدة بن عبد الله الصفار، وعلي بن حرب الجنديسابوري، وعلي بن محمد بن أبي الخصيب، والفضل بن يعقوب الرخامي، ومحمد بن إسماعيل الحساني، ومحمد بن سنجر الحافظ، ومحمد بن عبد الملك بن زنجويه الحافظ، ومحمد بن عمر بن أبي مذعور، ومحمد بن يحيى الذهلي، وهارون بن إسحاق الهمداني، ويحيى بن معاذ الرازي الصوفي.
وفيها عقد المعتمد على الله لأخيه الموفق أبي أحمد على الشام ومصر، ثم جهزه ومفلحاً إلى حرب الخبيث رأس الزنج، فكانت في هذه السنة وقعة بين الزنج وبين منصور بن جعفر بن دينار، فانهزم عن منصور عسكره، وساق وراءه زنجي فضرب عنقه، واستباحت الزنج عسكره.
وعرض أبو أحمد ومفلح في جيش لم يخرج مثله من دهر في العدد والفرسان والأموال والخزائن، فلما وصل الموفق أبو أحمد إلى دير معقل انهزم جيش الخبيث مرعوبين، فلحقوا به، لعنه الله، وقالوا: هذا جيش هائل لم يأتنا مثله، فجهز عسكراً كبيراً، فالتقوا هم ومفلح، فاقتتلوا أشد قتال، وظهر مفلح، ثم جاءه سهم غرب في صدره، فمات من الغد، وانهزم الناس وركبتهم الزنج واستباحوهم، وتحيز الموفق إلى الأبلة وتراجع إليه الفل ونزل نهر أبي الأسد، ثم بعث جيشاً، فالتقوا هم وقائد الزنج يحيى، فنصر الله، وأسر طاغيتهم هذا، وقتل عامة أصحابه، وبعث به إلى المعتمد فضربه، وطوف به، ثم ذبحه وأحرق جثته.
وسار الموفق إلى واسط.
ووقع الوباء الذي لا يكاد يتخلف عن الملاحم بالعراق، ومات خلق لا يحصون، ومات من عسكر الموفق خلق، ثم تجمعت الزنج، فالتقاهم الموفق، فقتل خلق من جنده وانهزموا، وتفرق عنه عامة جنده، ثم تحيز وسلم.
وعظم البلاء بالخبيث وأصحابه، وكان هذا الخبيث المذكور كذابا ممخرقا يدعي أنه أرسل إلى الخلق، فرد الرسالة، وكان يوهم أصحابه أنه يطلع على المغيبات، ويفعل ما ليس في قدرة البشر.
وكان يحيى بن محمد البحراني الأزرق قائد جيوش الخبيث، فقتل بسامراء بعد أن قطعت أربعته.
ثم كانت وقعات بين الخبيث والموفق كانوا فيها متكافئين.
وفيها كانت هدات عظيمة بالصيمرة، وزلازل سقطت منها المنازل، ومات تحت الردم ألوف من الناس.
سنة تسع وخمسين ومائتين
فيها توفي أبو إسحاق الجوزجاني الحافظ، وإسحاق بن وهب العلاف، وأحمد بن إسماعيل السهمي، وإسحاق البغوي لؤلؤ، وبشر بن مطر السامري، وحجاج بن الشاعر، وعلي بن معبد نزيل مصر، ومحمد بن يزيد السلمي النيسابوري، ومحمود بن سميع الدمشقي، ومحمد بن آدم المروزي.
وفيها عرض الموفق عسكره بواسط، وجاءته النجدة، وهيأ السفن ليدخل إلى الخبيث رأس الزنج، وكان قد نزل البطيحة وبثق حوله الأنهار وتحصن، فهجم عليه الموفق، فأحرق أكواخه، وقتل من أصحابه مقتلة كبيرة، واستنقذ من النسوان جمعاً كبيرا، ورد إلى بغداد، واستخلف على حرب الخبيث محمد بن المولد، فسار الخبيث إلى الأهواز، وقتل خمسين ألفاً، وسبى أربعين ألفاً، وأهلك الأمة، فسار لحربه موسى بن بغا، فأقام يحاربه بضعة عشر شهراً، وقتل خلق من الطائفتين
وفيها قتل كنجور، وكان على إمرة الكوفة، فانصرف منها يريد سامراء بغير إذن المعتمد، فأرسل إليه يأمره بالرجوع، فامتنع، فبعث إليه مالاً ليفرقه في أصحابه، فلم يقنع به، وقويت نفسه، فجهز المعتمد لحربه ساتكين، وعبد الرحمن بن مفلح، وموسى بن أتامش، وجماعة من الأمراء، فأحاطوا به، وأنزلوه عن فرسه وذبحوه.
وفيها نزلت الروم، لعنهم الله، على ملطية وسميساط، فخرج أحمد بن محمد القابوس بأهل ملطية، فهزموا الروم وقتل مقدمهم الإقريطشي، وفتح الله ونصر.
وفي شوال ملك يعقوب بن الليث الصفار نيسابور، فركب إلى خدمته محمد بن طاهر بن عبد الله بن طاهر، فأخذ يعقوب يوبخه ويعنفه على تفريطه في البلاد، حتى غلب عليها العدو، ثم اعتقله ورسم عليه وعلى أهل بيته، فبعث المعتمد ينكر على يعقوب ويأمره بالانصراف إلى ولايته، فلم يقبل، واستولى على خراسان، واستفحل أمره وشره.
سنة ستين ومائتين
فيها توفي أحمد بن عثمان بن حكيم الأودي، وأيوب بن إسحاق بن سافري، وحجاج بن يوسف بن قتيبة الأصبهاني، والحسن بن محمد بن
الصباح الزعفراني، والحسن بن علي بن محمد ابن الرضا علي بن موسى العلوي الحسيني أحد الاثني عشر، وعبد الرحمن بن بشر بن الحكم، وعبيد الله بن سعد الزهري، ومالك بن طوق التغلبي صاحب الرحبة.
وفيها سار يعقوب بن الليث فواقع الحسن بن زيد العلوي فهزمه، ودخل طبرستان والديلم وراءه، فصعد الحسن في جبال الديلم، ونزل الثلج والأمطار على أصحاب يعقوب، فتلف منهم خلق واندعكوا، ورجع يعقوب بأسوأ حال، وقد عدم من أصحابه أربعون ألفاُ، وذهب عامة خيله.
وفيها كان الغلاء المفرط في الحجاز والعراق، وبلغ كر الحنطة ببغداد مائة وخمسين ديناراً.
وفيها أغارت الأعراب على حمص، فخرج لحربهم منجور التركي أميرها، فقتلوه، فجاء على إمرتها بكتمر التركي المعتمدي.
وفيها أخذت الروم بلد لؤلؤة.
وفيها جرت وقعات عديدة للمسلمين مع الخبيث، وفي بعضها يقول الخبيث هذا:
من لم ير الأتراك في جمعهم قد واقفوا جيشاً من الزنج وكلهم تصرف أنيابه حيوان يرجو ظفر العلج كأنهم إذا وقفت تركهم وزنجنا رقعة شطرنج.
رجال هذه الطبقة على الترتيب
1 -
أحمد بن إبراهيم بن مهران البوشنجي
.
عن سفيان بن عيينة، وأبي ضمرة، وعنه المحاملي، ومحمد بن مخلد.
قال الدارقطني: لا بأس به.
2 -
أحمد بن آدم
، أبو جعفر الخلنجي الجرجاني، عبدك الحافظ.
روى عن: عبد الرزاق، ومحمد بن يوسف الفريابي، وأبي نعيم، وعثمان بن عبد الحميد، وجماعة كثيرة.
وعنه: عمران بن موسى بن مجاشع، والحسن بن سفيان، وأبو جعفر الجرجاني المقرئ، وآخرون.
وثقه حمزة السهمي.
3 -
أحمد بن إسرائيل بن حسين الأنباري الكاتب
.
ولي ديوان الخراج للمتوكل وللمنتصر، ثم ولي كتابة المعتز قبل خلافته، فلما ولي الخلافة استوزره، وكان يحبه ويركن في الأمور إليه، فخلع عليه للوزارة في شعبان سنة اثنتين وخمسين.
وكان أحمد بن إسرائيل من أذكياء العالم لا يسمع شيئاً إلا حفظه، وكان آية في حساب الديوان، أول من قدمه وأظهره محمد بن عبد الملك الزيات.
قال الصولي: حدثنا الحسين بن علي الباقطائي، قال: قال لنا أحمد بن إسرائيل يوما: كنت في الديوان في آخر أيام الأمين، وما كان أحد يدخل الديوان أصغر مني، ولقد كنت أنسخ الكتاب، فلا أفرغه حتى أحفظه بما فيه حرفاً حرفاً، فعلت هذا مرات كثيرة، وسمعت أحمد بن إسرائيل ينشد مرة:
لا يكون السري مثل الدني لا ولا ذو الذكاء مثل الغبي
قيمة المرء مثل ما يحسن المرء قضاء من الإمام علي قال الصولي: لم يزل أحمد بن إسرائيل وزيراً للمعتز إلى سنة خمس وخمسين، وكانت وزارته دون ثلاث سنين، قتله صالح بن وصيف بالضرب في رمضان.
ترجمه ابن النجار.
4 – ق: أحمد بن إسماعيل بن محمد بن نبيه، أبو حذافة السهمي القرشي المدني، نزيل بغداد.
حدث عن: مالك، وعبد الرحمن بن أبي الزناد، ومسلم بن خالد الزنجي، وعبد العزيز الدراوردي، وحاتم بن إسماعيل، وهو آخر من حدث عنهم، ولعله عاش مائة سنة.
روى عنه: ابن ماجه، وابن صاعد، وعبد الوهاب بن أبي عصمة، وإسماعيل بن العباس الوراق، والمحاملي، وابن مخلد، وآخرون.
قال المحاملي: سمعت أبي يقول: سألت أبا مصعب، عن أبي حذافة السهمي، فقال: كان يحضر معنا العرض على مالك.
وقال الدارقطني: هو قوي السماع عن مالك.
وقال البرقاني: كان الدارقطني حسن الرأي في أبي حذافة، وأمرني أن أخرج حديثه في الصحيح.
قال الخطيب: وقرأت بخط الدارقطني: أحمد بن إسماعيل أبو حذافة ضعيف الحديث، كان مغفلاً، روى الموطأ عن مالك مستقيماً، فأدخلت عليه أحاديث عن مالك في غير الموطأ فقبلها، لا يحتج به.
وقال ابن عدي: حدث عن مالك بالموطأ، وحدث عنه وعن غيره بالبواطيل.
وقال الخطيب: لم يكن ممن يتعمد الباطل.
قلت: مما نقم على أبي حذافة روايته عن مالك، عن نافع، عن ابن عمر
حديث: أفطر الحاجم والمحجوم. وروى بالإسناد حديث: قضى باليمين مع الشاهد، وهذان موضوعا الإسناد.
مات يوم عيد الفطر سنة تسع وخمسين.
5 -
أحمد بن الأسود
، أبو علي الحنفي البصري، قاضي قرقيسيا.
روى عن: سعيد بن سلام العطار، وفهر بن حيان.
وعنه: أبو عروبة الحراني، وأبو العباس إبراهيم بن محمد بن الحارث، وأبو زرعة محمد بن يونس المصيصي.
6 -
أحمد بن أيوب
، أبو ذر النيسابوري العطار.
عن: حفص بن عبد الرحمن، وعلي بن الحسن بن شقيق، وعنه: إبراهيم بن محمد بن سفيان الفقيه، وغيره.
توفي سنة ثمان وخمسين.
7 -
أحمد بن أبي أيوب البخاري
، واسم أبيه هناد.
رحل وسمع: أبا أسامة، وزيد بن الحباب، وأبا أحمد الزبيري، وعنه: خالد بن أحمد الذهلي، وسهل بن شاذويه.
قال ابن ماكولا: توفي سنة خمس وخمسين ومائتين.
8 -
ت ق:
أحمد بن بديل بن قريش
، أبو جعفر اليامي الكوفي، قاضي الكوفة ثم قاضي همذان ومسندها ومحدثها.
عن: أبي بكر بن عياش، وأبي معاوية، ومحمد بن فضيل، وعبد الله بن إدريس، وحفص بن غياث، ووكيع، وعبد الرحمن المحاربي، وعبد الله بن نمير، وطائفة.
وعنه: الترمذي، وابن ماجه، وإبراهيم بن عمروس، وابن صاعد، وأحمد بن الحسن بن عزون، ومحمد بن عبد الله بلبل، ومحمد بن عبيد الله بن العلاء الكاتب، وطائفة.
قال النسائي: لا بأس به.
وقال الدارقطني: فيه لين.
وكان يسمى راهب الكوفة، فلما تولى القضاء قال: خذلت على كبر السن، مع عفته وصيانته.
قال سيامرد النهاوندي: كتبت عن ألف شيخ، الحجة فيما بيني وبين الله شيخان: أحمد بن بديل؛ وسمى رجلاً آخر.
ونقل شيرويه في تاريخه أن أبا بكر بن لال قال: حكي لنا أن أحمد بن بديل الإيامي كانت له بنت عابدة بالكوفة، فكتبت إليه: يا أبة لا حشرك الله محشر القضاة، فعزل نفسه، وخرج في أمانة لابن هارون، فقيل له: اخترت الأمانة على القضاء؟ فقال: نعم، اخترت الأمانة على الخيانة.
قال الحافظ صالح بن أحمد الهمذاني: حدثنا إبراهيم بن عمروس إملاء، قال: سمعت أحمد بن بديل قال: بعث إلي المعتز بالله رسولاً بعد رسول، فلبست كمتي، ولبست نعل طاق، فأتيت بابه، فقال الحاجب: يا شيخ، نعليك، فلم ألتفت إليه، ودخلت الباب الثاني، فقال الحاجب: نعليك، فلم ألتفت، ودخلت إلى الباب الثالث، فقال: يا شيخ نعليك، فقلت: أبالوادي المقدس أنا فأخلع نعلي؟! فدخلت بنعلي، فرفع مجلسي وجلست على مصلاه، فقال: أتعبناك أبا جعفر، فقلت: أتعبتني وذعرتني، فكيف بك إذا سئلت عني؟ فقال: ما أردنا إلا الخير، أردنا أن نسمع العلم، فقلت: وتسمع العلم أيضاً؟ ألا جئتني؟ فإن العلم يؤتى ولا يأتي، قال: نعتب أبا جعفر؟ فقلت له: خلبتني بحسن أدبك، اكتب، قال: فأخذ القرطاس والدواة، فقلت: أتكتب حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم في قرطاس بمداد؟ قال: فيما يكتب؟ قلت: في رق بحبر، فجاؤوا برق وحبر، فأخذ الكاتب يريد أن يكتب فقلت: اكتب بخطك، فأومأ إلي أنه لا يكتب، فأمليت عليه حديثين أسخن الله بهما عينيه، فسأله ابن البناء أو ابن النعمان: أي حديثين؟ فقال حديث: من استرعي رعية فلم يحطها بالنصيحة حرم الله عليه الجنة، والثاني: ما من أمير عشرة إلا يؤتى به يوم القيامة مغلولاً.
توفي سنة ثمان وخمسين.
9 -
أحمد بن جبير الأنطاكي
، أبو جعفر المقرئ.
إمام كبير، عراقي نزل أنطاكية، قرأ القرآن على سليم، وعلى الكسائي، وعلى أبي يوسف الأعشى؛ وعلى: والده جبير بن محمد بن جبير الكوفي، وأبي محمد اليزيدي.
وسمع من حجاج بن محمد الأعور قراءة حمزة.
وسأل أبا بكر بن عياش عن حروف.
ذكره أبو عمرو الداني، وقال: هو إمام جليل ثقة ضابط، أقرأ الناس إلى أن مات.
روى القراءة عنه عرضاً وسماعاً: عبيد الله بن صدقة، ومحمد بن العباس بن شعبة، ومحمد بن علان، وشهاب بن طالب، والفضل بن زكريا، وخلق سماهم.
قال الذهلي: توفي سنة ثمان وخمسين ومائتين.
10 -
أحمد بن جعفر
، أبو الحسن المعقري اليمني.
حدث في سنة خمس وخمسين عن: إسماعيل بن عبد الكريم، والنضر بن محمد الجرشي.
عنه: مسلم، والمفضل الجندي، ومحمد بن أحمد بن زهير الطوسي، وكان بزازاً بمكة.
11 -
أحمد بن الجهم
، أبو علي الكوفي، ثم الرازي.
عن: أبي غسان النهدي، وأحمد بن المفضل.
وعنه: علي بن الجنيد، ومحمد بن علي بن حمزة العلوي.
وقال أبو حاتم: صدوق.
قال ابنه عبد الرحمن: أدركته ولم أكتب عنه.
12 -
أحمد بن جواد التميمي النيسابوري
.
روى عن: القعنبي، ويحيى بن يحيى النيسابوري، وغيرهما.
روى عنه: مكي بن عبدان، وابن الشرقي، وغيرهما.
توفي سنة ستين ومائتين.
13 -
أحمد بن الحارث البغدادي
، أبو جعفر الخراز.
شيخ صدوق حمل عن: أبي الحسن المدائني تصانيفه.
روى عنه: أبو بكر بن أبي الدنيا، وأحمد بن محمد بن أبي شيبة، وجماعة، وكان من أهل الفهم والمعرفة.
توفي سنة ثمان وخمسين.
14 -
أحمد بن الحسين بن عباد النسائي البغدادي السمسار
، بنان.
سمع أبا نعيم، وعفان.
وعنه: ابن صاعد، وابن مخلد، وعبد الرحمن بن أبي حاتم.
قال الدارقطني: ثقة.
15 – خ د ن:
أحمد بن حفص بن عبد الله بن راشد السلمي
، أبو علي النيسابوري قاضي نيسابور.
ثقة مشهور كبير القدر، سمع أباه، والحسين بن الوليد.
ولم يرحل من بلده.
روى عنه: البخاري، وأبو داود، والنسائي، وأبو حامد ابن الشرقي الحافظ، وأبو حامد بن بلال، والنيسابوريون.
مات سنة ثمان وخمسين، مائتين.
16 -
أحمد بن خلاد البصري العطار
.
عن: أبي داود الطيالسي، وغيره.
توفي سنة أربع وخمسين.
17 -
أحمد بن داود الفحام
.
عن: أبي أحمد الزبيري، وغيره.
توفي سنة ستين.
18 – د ن:
أحمد بن سعد بن أبي مريم
، أبو جعفر الجمحي المصري.
سمع من: عمه سعيد بن أبي مريم، وأبي اليمان، وأسد بن موسى السنة، ونعيم بن حماد.
وعنه: أبو داود، والنسائي، وعمر بن بجير، ومحمد بن محمد الباغندي، وعلي بن أحمد علان.
توفي يوم عرفة سنة ثلاث وخمسين.
صدوق.
19 -
أحمد بن سعيد بن بشر
، أبو جعفر الهمداني المصري.
عن: ابن وهب، وبشر بن بكر التنيسي، والشافعي.
وعنه: أبو داود، والنسائي، وأبو بكر بن أبي داود، وعلي بن أحمد علان.
قال النسائي: ليس بالقوي.
توفي في رمضان سنة ثلاث وخمسين.
20 -
ع سوى ن:
أحمد بن سعيد بن صخر بن سليمان
، أبو جعفر الدارمي السرخسي الحافظ.
سمع: النضر بن شميل، وعبد الصمد بن عبد الوارث، وجعفر بن عون، وأبا عاصم، وحبان بن هلال، وأحمد بن إسحاق الحضرمي، وخلقاً.
وعنه: الجماعة سوى النسائي، وروى الترمذي أيضاً عن رجل عنه، وأحمد بن سلمة، ومحمد بن إسحاق بن خزيمة.
وروى عنه من القدماء: أبو موسى محمد بن المثنى.
وكان من العلماء الكبار أولي الرحلة والإتقان، أقدمه الأمير ابن طاهر إلى نيسابور ليحدث بها، فأقام بها ملياً، وولي قضاء سرخس، ثم رجع إلى نيسابور، وبها توفي.
وقال أبو عمرو المستملي: دخلنا عليه في مرضه فأوصى بعشرة آلاف درهم وبغلة يتصدق بها، وقال: إن مت فرقيقي: عنبر، وفتح، وحمدان، وعلان أحرار لوجه الله.
توفي الحافظ أبو جعفر سنة ثلاث وخمسين.
وقد قال أحمد بن حنبل: ما قدم علينا خراساني أفقه بدناً منه.
• - أحمد بن سعيد، أبو عبد الله الرباطي الأشقر الحافظ، وقد مر.
21 -
ن -
أحمد بن سعيد بن يعقوب
، أبو العباس الكندي الحمصي.
عن: بقية، وعثمان بن سعيد بن كثير.
وعنه: النسائي، وسعيد البرذعي.
وأجاز للحافظ عبد الرحمن بن أبي حاتم.
قال النسائي: لا بأس به.
وممن روى عنه: ابن جوصا.
22 -
خ م د ق:
أحمد بن سنان بن أسد بن حبان
، أبو جعفر الواسطي القطان الحافظ.
سمع: أبا معاوية، ووكيعاً، وعبد الرحمن بن مهدي، وهذه الطبقة.
وعنه: الستة سوى الترمذي والنسائي، ويحيى بن صاعد، وابن خزيمة، وابنه جعفر بن أحمد بن سنان، وعلي بن عبد الله بن مبشر، وعبد الرحمن بن أبي حاتم.
وقال فيه ابن أبي حاتم: هو إمام أهل زمانه.
وقال أبوه أبو حاتم: ثقة صدوق.
قال جعفر بن أحمد بن سنان: سمعت أبي يقول: ليس في الدنيا مبتدع إلا يبغض أصحاب الحديث، وإذا ابتدع رجل نزع حلاوة الحديث من قلبه.
قال أبو القاسم بن عساكر: توفي سنة ست، ويقال: سنة ثمان، ويقال: سنة تسع وخمسين ومائتين.
23 -
أحمد بن سنان
، أبو عبد الله القشيري النيسابوري المعروف بالخرقني، وخرقن من قرى نيسابور.
سمع: ابن عيينة، ووكيعاً، وأبا معاوية.
وعنه: إبراهيم بن علي، وأبو يحيى الخفاف، وإسحاق بن حمدان البلخي، وآخرون.
وقد مر أنه مات سنة تسع وثلاثين.
24 -
أحمد بن الضحاك البغدادي الخشاب
، أبو بكر.
عن: روح بن عبادة.
وعنه: محمد بن مخلد، وغيره.
25 -
أحمد بن العباس بن الهيصم
، أبو الطيب البوشنجي.
قتل شهيداً في المعركة يوم أوقع يعقوب بن الليث الصفار بأهل بوشنج، وذلك في سنة ثلاث وخمسين، في شوال.
26 خ د ن - أحمد بن عبد الله بن علي بن سويد بن منجوف، أبو بكر السدوسي البصري.
سمع: يحيى القطان، وروح بن عبادة، وأبا داود الطيالسي، وجماعة.
وعنه: البخاري، وأبو داود، والنسائي، وابن خزيمة، ومحمد البصلاني. وللبصلاني عنه جزء مشهور عند الفخر ابن البخاري بعلو.
توفي سنة اثنتين وخمسين، وكان ثقة.
27 -
أحمد بن عبد الله بن حكيم الفرياناني المروزي
، أبو عبد الرحمن.
عن: أبي ضمرة أنس بن عياض، وأبي عاصم، وعن: الحسن بن محمد البلخي، عن حميد الطويل.
وعنه: الحسن بن سفيان، وعبد الله بن محمود المروزي، وغيرهما.
له مناكير عن الثقات، وضعفه الدارقطني.
وقال النسائي: ليس بثقة.
قلت: مات سنة ثمان وخمسين.
وفي الضعفاء للبخاري: حدثني أحمد بن عبد الله بن حكيم، قال: أخبرنا عمر بن عبيد الطنافسي، فذكر حديثاً.
28 -
ت ن ق:
أحمد بن عبد الله بن محمد بن عبد الله بن أبي السفر سعيد بن يحمد
، أبو عبيدة بن أبي السفر الهمداني الكوفي.
عن: عبد الله بن نمير، وأبي أسامة، وطبقتهما.
وعنه: الترمذي، والنسائي، وابن ماجه، وأبو حاتم الرازي، وأبو عبد الله المحاملي، وطائفة.
وقال أبو حاتم: شيخ.
قال ابن عساكر: توفي سنة ثمان وخمسين، قال: ووقع لي من موافقاته.
29 -
أحمد بن عبد المؤمن
، أبو جعفر المصري الصوفي.
سمع: عبد الله بن وهب.
ومات بالفيوم في ربيع الأول سنة تسع وخمسين، وفي لقيه لابن وهب نظر.
قال ابن أبي حاتم: روى عن: إدريس بن يحيى، ورواد بن الجراح.
روى عنه: علي بن الحسين بن الجنيد.
قلت: وعلي بن سعيد الرازي.
ترجمه ابن يونس، وقال: كان رجلاً صالحاً، رفع أحاديث موقوفة، وقد خرج إلى العراق، وكتب بها.
30 -
د ن:
أحمد بن عبد الواحد
بن عبود
، أبو الحسن التميمي الدمشقي.
سمع: محمد بن يوسف الفريابي، وعمرو بن أبي سلمة التنيسي، وأبا مسهر، وجماعة.
وعنه: أبو داود، والنسائي، وإبراهيم بن دحيم، وأحمد بن المعلى، وأبو بكر بن أبي داود، وعبدان، وأبو بشر الدولابي، وجماعة.
توفي في شوال سنة أربع وخمسين.
31 -
أحمد بن عبد الواحد، أبو جعفر الرملي.
عن: الهيثم بن جميل، ومحمد بن كثير الصنعاني، وجماعة.
قال ابن أبي حاتم: كتبنا عنه بالرملة، ومحله الصدق.
32 -
خ م ن ق:
أحمد بن عثمان بن حكيم
، أبو عبد الله الأودي الكوفي.
عن: عمرو بن محمد العنقزي، وجعفر بن عون، وجماعة.
وعنه: البخاري، ومسلم، والنسائي، وابن ماجه، وقال النسائي: ثقة، والمحاملي، ومحمد بن مخلد، وآخرون.
توفي سنة ستين في المحرم، وقيل: سنة إحدى.
33 -
أحمد بن علي بن عمران الجرجاني
.
سمع: عبد الرزاق، وأبا نعيم، وأبا عبد الرحمن المقرئ.
وعنه: أحمد بن محمد الوزان، وأحمد بن سعيد الطبري، وعبد الرحمن بن عبد المؤمن، ومحمد بن عقيل البلخي، وآخرون.
توفي سنة ثلاث وخمسين ومائتين.
34 -
أحمد بن علي بن محمد
، أبو عبد الله العمي البصري، نزيل سامراء.
روى عن: هشيم، وعمر بن حبيب، وشعيب بن بيان.
وعنه: محمد بن زكريا، وعلي بن الفتح العسكري، ويوسف بن يعقوب الأزرق.
وثقه الدارقطني.
35 -
أحمد بن عمرو بن ربيعة الحرشي النيسابوري
، ابن عم فتح بن حجاج.
سمع: عبد الصمد بن حسان، وعبدان، وجماعة.
وعنه: أبو حامد ابن الشرقي، وأبو عثمان البصري.
36 -
أحمد بن عمران بن سلامة
، أبو عبد الله البصري الأخفش، مصنف غريب الموطأ وهو جزآن سمعناه.
حدث عن: وكيع، وزيد بن الحباب، وجماعة.
وجاور بمكة مدة.
روى
عنه: يحيى بن عمر الأندلسي، وأبو بكر بن أبي عاصم، وعبد الله بن محمود المروزي.
وكان يعرف بالألهاني.
37 – د:
أحمد بن الفرات بن خالد
، أبو مسعود الرازي الحافظ.
محدث أصبهان وعالمها، طوف البلاد، وسمع: عبد الله بن نمير، وأبا أسامة، وحسين بن علي الجعفي، وجعفر بن عون، ويحيى بن آدم، ويزيد بن هارون، وشبابة، وعبد الرزاق، وابن أبي فديك، والفريابي، وأبا اليمان، وخلقا كبيرا.
روى عنه أبو داود، وأبو بكر بن أبي عاصم، وجعفر الفريابي، وعبد الرحمن بن يحيى بن منده، ومحمد بن الحسن بن المهلب، وخلق آخرهم عبد الله بن جعفر بن فارس.
قال إبراهيم بن محمد الطيان: سمعت أبا مسعود يقول: كتبت عن ألف وسبع مائة شيخ، أدخلت في تصنيفي ثلاث مائة وعشرة، وعطلت سائر ذلك، وكتبت ألف ألف حديث وخمس مائة ألف حديث، فأخذت من ذلك خمس مائة ألف حديث في التفاسير والأحكام والفوائد وغيره.
وقال حميد بن الربيع: قدم أبو مسعود الأصبهاني مصر، فاستلقى على قفاه، وقال لنا: خذوا حديث مصر، قال: فجعل يقرأ علينا شيخاً شيخاً من قبل أن يلقاهم.
وعن أبي مسعود قال: كنا نتذاكر الأبواب، فخاضوا في باب، فجاؤوا بخمسة أحاديث، فجئت بسادس، فنخس أحمد بن حنبل في صدري لإعجابه.
وقال يزيد بن عبد الله الأصبهاني، عن أحمد بن دلويه، قال: دخلت على أحمد بن حنبل، فقال: من فيكم؟ قال: قلت: محمد بن النعمان بن عبد السلام، فلم يعرفه، فذكرت له أقواماً فلم يعرفهم، فقال: أفيكم أبو مسعود؟ قلت: نعم، قال: ما أعرف اليوم، أظنه قال: أسود الرأس، أعرف بمسندات رسول الله صلى الله عليه وسلم منه.
وقال أبو عروبة الحراني: أبو مسعود الأصبهاني في عداد أبي بكر بن أبي شيبة في الحفظ، وأحمد بن سليمان الرهاوي في التثبت.
وورد أن أبا مسعود قدم أصبهان ولم يكن معه كتاب، فأملى كذا وكذا ألف حديث من حفظه، فلما وصلت كتبه قوبلت بما أملى، فلم تختلف إلا في مواضع يسيرة.
وعن أحمد بن محمود بن صبيح، قال: سمعت أبا مسعود الرازي يقول: وددت أني أقتل في حب أبي بكر وعمر.
قال الخطيب: كان أبو مسعود أحد الحفاظ، سافر الكثير، وجمع في الرحلة بين البصرة، والكوفة، والحجاز، واليمن، والشام، ومصر، والجزيرة، وقدم بغداد، وذاكر حفاظها بحضرة أحمد بن حنبل، وكان أحمد يقدمه.
قال ابن عدي: لا أعلم لأبي مسعود رواية منكرة، وهو من أهل الصدق والحفظ.
وقال أبو عمران الطرسوسي: سمعت الأثرم يقول: سمعت أحمد بن حنبل يقول: ما تحت أديم السماء أحفظ لأخبار رسول الله صلى الله عليه وسلم من أبي مسعود الرازي.
وقال أبو الشيخ: سمعت ابن الأصفر يقول: جالست أحمد وأثنى على ابن أبي شيبة وذكر عدة، فما رأيت رجلاً أحفظ لما ليس عنده من أبي مسعود الرازي.
ونقل القاضي أبو الحسين ابن الفراء في طبقات أصحاب أحمد في ترجمة أبي مسعود أنه نقل عن أحمد بن حنبل أنه قال: من دل على صاحب رأي لنفسه فقد أعان على هدم الإسلام.
وعن أبي مسعود قال: كتبت الحديث وأنا ابن اثنتي عشرة سنة.
قلت: بكر بالعلم لأن أباه كان محدثاً.
وعنه قال: ذكرت بالحفظ وأنا ابن ثمان عشرة سنة، وسميت الرويزي الحافظ.
وقال أحمد بن علي بن الجارود: سمعت إبراهيم بن أورمة الحافظ
يقول: ما بقي أحد مثل أبي مسعود الرازي، ومحمد بن يحيى الذهلي، ومحمد بن عبد الله المخرمي، وليس فيهم أحفظ من أبي مسعود.
وسئل أبو بكر الأعين: أيما أحفظ: أبو مسعود، أو سليمان الشاذكوني؟ فقال: أما المسند فأبو مسعود، وأما المنقطع فالشاذكوني.
قلت: مات أبو مسعود في شعبان سنة ثمان وخمسين، وغسله محمد بن عاصم الثقفي، وعاش بعده مدة.
38 -
ن:
أحمد بن فضالة بن إبراهيم
، أبو المنذر النسائي، أخو عبيد الله.
رحل وسمع: عبد الرزاق، وأبا عاصم.
وعنه: النسائي، وقال: لا بأس به.
توفي سنة سبع.
39 -
أحمد بن الفضل العسقلاني
، أبو جعفر الصائغ.
روى عن: بشر بن بكر التنيسي، ورواد بن الجراح.
قال ابن أبي حاتم: كتبت عنه.
40 -
أحمد بن فضيل بن سالم الرملي
.
سمع: ضمرة بن ربيعة.
ومات سنة ستين.
41 -
أحمد المستعين بالله
، أبو العباس ابن المعتصم بالله أبي إسحاق محمد ابن الرشيد هارون ابن المهدي، أخو المتوكل على الله.
ولد سنة إحدى وعشرين ومائتين، وبويع في ربيع الآخر سنة ثمان وأربعين عند موت المنتصر ابن المتوكل، واستقام الأمر إلى أول سنة إحدى وخمسين، فتنكر له الأتراك، فخاف وانحدر من سامراء إلى بغداد، فنزل على الأمير محمد بن عبد الله بن طاهر بالجانب الغربي، فاجتمع الأتراك بسامراء، ثم وجهوا يعتذرون ويخضعون له ويسألونه الرجوع، فامتنع، فقصدوا الحبس، وأخرجوا المعتز بالله، فبايعوه وخلعوا المستعين، وبنوا أمرهم على شبهة، وهي أن المتوكل بايع لابنه المعتز بعد المنتصر، وأخرجوا من الحبس المؤيد
بالله إبراهيم ابن المتوكل ولي العهد أيضاً بعد المعتز، ثم جهز المعتز أخاه أبا أحمد لمحاربة المستعين في جيش كثيف، فاستعد المستعين وابن طاهر للحصار ولبناء سور بغداد وتحصينها، ونازلها أبو أحمد، وتجرد أهل بغداد للقتال، ونصبت المجانيق، ووقع الجد، واستفحل الشر، ودام القتال أشهراً، وكثر القتل، وغلت الأسعار ببغداد، وعظم البلاء، وجهدهم الغلاء، وصاحوا: الجوع، وجرت بين الطائفتين عدة وقعات حتى قتل في بعض الأيام من جند المعتز ألفان، وفي بعض الأيام ثلاث مائة وأكثر، إلى أن ضعف أهل بغداد، وذلوا من الجوع والجهد، وقوي أمر أولئك، فكاتب ابن طاهر المعتز سراً، فانحل أمر المستعين، وإنما كان قوام أمره بابن طاهر.
وعلم أهل بغداد بالمكاتبة، فصاحوا بابن طاهر وكاشفوه، فانتقل المستعين من عنده إلى الرصافة، ثم سعوا في الصلح على خلع المستعين، وقام في ذلك إسماعيل القاضي وغيره بشروط مؤكدة، فخلع المستعين نفسه في أول سنة اثنتين وخمسين، وأشهد عليه القضاة وغيرهم، وأحدر بعد خلعه إلى واسط تحت الحوطة، فأقام بها تسعة أشهر محبوساً، ثم رد إلى سامراء، فقتل رحمه الله بقادسية سامراء في ثالث شوال من السنة.
وقيل: قتل ليومين بقيا من رمضان، وله إحدى وثلاثون سنة وأيام، بعث إليه المعتز سعيد بن صالح الحاجب، فلما رآه المستعين تيقن التلف، وبكى، وقال: ذهبت والله نفسي، فلما قرب منه سعيد أخذ يقنعه بسوطه، ثم اتكاه فقعد على صدره وقطع رأسه.
ومن حليته: كان مربوع القامة، أحمر الوجه، خفيف العارضين، بمقدم رأسه طول، وكان حسن الوجه والجسم، بوجهه أثر جدري، وكان يلثغ بالسين نحو الثاء، وأمه أم ولد.
وكان مسرفاً مبذراً للخزائن، يفرق الجواهر والثياب والنفائس.
قال الصولي: بعث المعتز بالله أحمد بن طولون إلى واسط وأمره أن يقتل المستعين، فقال: والله لا أقتل أولاد الخلفاء، فندب له سعيد الحاجب فقتله، كما ذكرنا، وما متع المعتز، بل خلع وقتل كما سيأتي.
وكان المستعين استوزر أبا موسى أوتامش بإشارة شجاع بن القاسم الكاتب، ثم قتلهما، واستوزر أحمد بن صالح بن شيرزاد، فلما قتل وصيف وبغا باغر التركي الذي فتك بالمتوكل تعصبت الموالي، ولا أمر كان للمستعين مع وصيف وبغا.
وكان أخبارياً فاضلاً أديباً.
42 -
أحمد بن محمد بن سعيد الوزان
.
عن: زيد بن الحباب، ومحمد بن كثير القرشي.
وعنه: ابن مسروق، وأحمد بن محمد بن الأزهر النيسابوري.
43 -
أحمد بن محمد بن أنس
، أبو العباس ابن القربيطي، البغدادي الحافظ.
عن: إبراهيم بن زياد سبلان، وأبي حفص الفلاس.
وعنه: أبو حاتم الرازي، ومحمد بن سعد وهما أكبر منه، ومحمد بن مخلد، وعبد الرحمن بن أبي حاتم.
له ذكر في السابق واللاحق، بقي إلى حدود الستين ومائتين.
44 -
أحمد بن محمد بن أبي بكر المقدمي
.
سمع: أباه، ومسلم بن إبراهيم، وأبا همام محمد بن محبب.
وعنه: عبد الرحمن بن أبي حاتم، وقال: صدوق، لقيته بمكة.
45 -
أحمد بن محمد بن الزبير الأطرابلسي الشامي
.
عن: زيد بن يحيى بن عبيد، ومؤمل بن إسماعيل.
وعنه: أبو بكر بن زياد النيسابوري، وابن أبي حاتم، ومحمد أخو خيثمة بن سليمان.
قال ابن أبي حاتم: صدوق.
46 -
أحمد بن محمد بن سعيد بن جبلة
، أبو عبد الله الصيرفي.
بغدادي، سمع: ابن عيينة، ومعن بن عيسى، والشافعي. وعنه: أحمد بن عبد الله الوكيل، وأبو عبيد ابن المحاملي، وجماعة.
مستور.
47 -
أحمد بن محمد بن سوادة
، أبو العباس الكوفي، خشيش.
نزل بغداد، وحدث عن عبيدة بن حميد، وزيد بن الحباب، روى عنه القاسم بن زكريا المطرز، ومحمد بن مخلد.
قال الدارقطني: لا يحتج به.
وقال الخطيب: ما أرى أحاديثه إلا مستقيمة، توفي سنة ثمان وخمسين.
48 -
أحمد بن محمد بن عمر بن يونس اليمامي
، نزيل بغداد، أبو سهل.
حدث عن: جده؛ وعن: عبد الرزاق.
وعنه: أبو بكر بن أبي داود، وقاسم المطرز، والباغندي، وعبد الله بن محمد بن سلم المقدسي، وطائفة.
قال ابن عدي: حدث بمناكير وعجائب.
وقال عبيد الكشوري: هو فينا كالواقدي فيكم.
وقال الدارقطني: متروك.
وقال أبو حاتم: كذاب.
توفي سنة ستين ببغداد.
49 -
أحمد بن محمد بن عيسى السكوني
.
عن: أبي يوسف القاضي، وأبي بكر بن عياش.
وعنه: محمد بن مخلد.
قال الدارقطني: بغدادي متروك.
50 -
ق:
أحمد بن محمد بن يحيى بن سعيد بن فروخ
، أبو سعيد القطان.
سمع من جده، وعبد الله بن نمير، وأبي النضر هاشم بن القاسم، وطائفة.
وعنه: ابن ماجه، وأبو عبد الله المحاملي، وابن مخلد، وابن عياش القطان، وعبد الرحمن بن أبي حاتم، وقال: صدوق.
قلت: توفي بسامراء سنة ثمان وخمسين.
51 -
أحمد بن مرحوم الرازي
.
عن: ضمرة بن ربيعة، ومؤمل بن إسماعيل.
وعنه: عبد الرحمن بن أبي حاتم، وقال: كان أبي يوثقه.
52 -
أحمد بن المعافى بن يزيد العجلي الموصلي الرفاء
.
روى عن: القعنبي، ومسلم بن إبراهيم، وأهل الموصل.
وعنه: أبو يعلى الموصلي، والوليد بن مضاء.
وأثنى عليه أبو يعلى، وسمع منه موطأ القعنبي.
مات بعد الخمسين.
53 -
خ ت ن ق:
أحمد بن المقدام بن سليمان بن الأشعث
، أبو الأشعث العجلي البصري.
مسند العراق في وقته، سمع: حماد بن زيد، وحزم بن أبي حزم، وعبد الله بن جعفر المديني، ومعتمر بن سليمان، وعثام بن علي، وفضيل بن عياض، ويزيد بن زريع، وخالد بن الحارث، وطائفة.
وعنه: البخاري، والترمذي، والنسائي، وابن ماجه، وقال النسائي: ثقة، والبغوي، وابن صاعد، وابن أبي داود، والمحاملي، وأحمد بن علي الجوزجاني، والحسين بن يحيى بن عياش القطان، وخلق كثير.
قال ابن خزيمة: كان صاحب حديث.
وقال أبو الأشعث: ولدت قبل موت المنصور بسنتين.
وقال أبو حاتم: محله الصدق.
مات أبو الأشعث في صفر سنة ثلاث وخمسين، وحديثه بعلو في الثقفيات، وجزء الحفار.
قال أبو داود: لا أحدث عنه لأنه كان يعلم المجون، وذكر حكاية صرر الزجاج.
54 -
أحمد بن منصور بن سلمة الخزاعي
.
عن: أبيه.
وعنه: محمد بن مخلد، وقال: قتل بصرصر سنة سبع وخمسين.
55 -
أحمد بن منصور بن راشد
، أبو صالح المروزي، زاج صاحب النضر بن شميل.
كان أحد العلماء المشهورين، روى عن: النضر، وحسين الجعفي، وعمر بن يونس اليمامي، وروح بن عبادة.
وعنه: ابن خزيمة، وابن صاعد، والبغوي، ومحمد بن مخلد، والمحاملي، وطائفة.
ومن القدماء: مسلم في غير الصحيح.
قال أبو حاتم: صدوق.
قلت: مات في آخر سنة سبع وخمسين.
56 -
أحمد بن وزير بن بسام
، أبو علي قاضي أصبهان.
قال أبو نعيم الحافظ: كان حسن السيرة، وكان أول قاض بأصبهان، ولي زمن المتوكل، وذلك لأن أحمد بن أبي دؤاد عزل القضاة عن البلدان بضع عشرة سنة، وولى على القضاء أصحاب المظالم.
حدث هذا عن جعفر بن عون، وأبي داود، وبشر بن عمر الزهراني.
روى عنه: محمد بن عيسى، ويعقوب بن إسماعيل، وغيرهما.
وهو من هذه الطبقة، لكن قال أبو نعيم: إنه توفي سنة ثمان وسبعين ومائتين.
57 -
أحمد بن الوليد بن أبان الكرابيسي
.
عن: عبيد الله بن موسى، وغيره.
وعنه: ابن صاعد، وابن مخلد العطار، والمحاملي، وكان صدوقاً.
توفي سنة تسع وخمسين.
58 -
أحمد بن يحيى بن عطاء البغدادي
، ابن الجلاب.
عن: إسحاق الأزرق، وشبابة بن سوار.
وعنه: يعقوب الجراب، ومحمد بن نيروز الأنماطي، وغيرهما.
توفي سنة ثلاث وخمسين.
لا بأس به.
59 -
أحمد بن يحيى الجرجاني
، بياع السابري.
عن: أحمد بن أبي طيبة، وأبي عاصم النبيل، وعنه: عبد الرحمن بن عبد المؤمن، وعبد الرحمن بن علي الزهيري، وعمران بن هارون، وغيرهم.
توفي سنة أربع وخمسين.
60 -
أحمد بن يحيى ابن الإمام مالك بن أنس
، الأصبحي.
توفي بمصر سنة ست وخمسين ومائتين.
61 -
أحمد بن يحيى ابن قاضي القضاة أبي يوسف الفقيه الحنفي
.
قال نفطوية: ولي قضاء مدينة المنصور في سنة أربع وخمسين ومائتين، قال: وكان متوسطاً في أمره محباً للدنيا، صالح الفقه، ثم عزل، ثم استقضي، ثم عزل وولي الأهواز، ثم وجه به إلى خراسان فمات بالري.
62 -
أحمد بن يزيد
، أبو الحسن الحلواني المقرئ، أحد الأئمة.
قرأ على قالون، وعلى: هشام بن عمار، وخلف بن هشام.
وسمع من: أبي نعيم، وأبي حذيفة النهدي، وأبي صالح كاتب الليث، وكان كثير الأسفار.
قرأ عليه: الحسن بن العباس بن أبي مهران، والفضل بن شاذان الرازيان، وجعفر بن محمد بن الهيثم، وأبو عون محمد بن عمرو بن عون الواسطي، ومحمد بن بسام، وحيون المزوق، ومحمد بن أحمد بن عبدان، وكان عارفاً بالقراءات، مجوداً لرواية قالون.
قال ابن أبي حاتم: سألت أبا زرعة عنه فلم يرضه في الحديث.
قلت: توفي سنة نيف وخمسين ومائتين، وقد رحل إلى هشام ثلاث رحلات، وإلى قالون مرتين، وبرع في القراءات، واشتهر ذكره.
63 -
أحمد بن يزداد بن حمزة الخياط
.
عن: عثمان بن عمر بن فارس، وعمرو بن عبد الغفار.
وعنه: ابن صاعد، وأبو بكر بن أبي داود.
توفي بالكوفة سنة خمس وخمسين، أرخه مطين.
64 -
أبان بن أبي الخصيب
، أبو أحمد الأصبهاني.
عن: الحسين بن حفص، وأبي عبد الرحمن المقرئ، ويحيى بن بكير، وأحمد بن يزيد الحراني، وعنه أحمد بن الحسين الأنصاري، ومحمد بن أحمد بن يزيد الزهري، وأحمد بن محمود بن صبيح.
توفي سنة ثمان وخمسين.
65 -
إبراهيم بن أحمد بن يعيش
، أبو إسحاق البغدادي، نزيل همذان ومحدثها.
ثقة حافظ، سمع يزيد بن هارون، وعبد الوهاب الخفاف، وأبا داود الحفري، ومحمد بن عبيد، وأبا النضر هاشم بن القاسم، وطائفة، وصنف المسند.
وعنه: أبو قريش محمد بن جمعة الحافظ، ومحمد بن نصر القطان،
ومحمد بن عبد الله بلبل، وأحمد بن محمد بن أوس، وعبدوس بن إسحاق الهمذانيون.
قال ابن أبي حاتم: كان صدوقاً، مررنا به ولم نكتب عنه، وانصرفنا في سنة سبع وخمسين وقد توفي.
روي أن ابن يعيش أنفق على باب يزيد بن هارون عشرة آلاف درهم.
66 -
ت:
إبراهيم بن إسماعيل بن يحيى بن سلمة بن كهيل
، أبو إسحاق الحضرمي الكوفي.
يروي عن: أبيه، عن جده، وعنه: الترمذي، وعبد الله بن زيدان البجلي، وابن صاعد، وأبو العباس السراج، وغيرهم.
ضعفه أبو زرعة، وتوفي سنة ثمان وخمسين.
67 -
إبراهيم بن جابر المروزي
، ويعرف بالبح.
عن: عبد الرحيم بن هارون الغساني، وموسى بن داود الضبي، وعنه: عبد الله بن أحمد، والباغندي، وأحمد بن الحسين الصوفي، وثقه الصوفي.
68 -
إبراهيم ابن المتوكل على الله جعفر ابن المعتصم
، المؤيد بالله.
عقد له أخوه المعتز بالله بالأمر من بعده، وجعله ولي عهده، ودعوا له على المنابر، ثم بلغ المعتز عنه أمر فضربه وخلعه من العهد، وحبسه يوماً ثم أخرج ميتاً، وذلك في رجب سنة اثنتين وخمسين، وقيل: إنه أقعد في الثلج حتى مات برداً، وقيل: لف في لحاف وغم، ولما رأته أمه بعثت إلى قبيحة أم المعتز: عن قريب ترين ابنك هكذا.
قلت: فلم يمهله الله.
69 -
د ن:
إبراهيم بن الحسن بن الهيثم المصيصي
، المعروف بالمقسمي.
عن: حجاج الأعور، والحارث بن عطية.
وعنه: أبو داود، والنسائي، وأبو
بكر بن أبي داود، وعبد الله بن محمد بن وهب، وجماعة.
قال النسائي: ثقة.
70 -
إبراهيم بن سعد العلوي الحسني البغدادي
.
أحد الزهاد والأولياء، ذكره السلمي في تاريخه، وقال: كان يقال له الشريف الزاهد، وكان أستاذ أبي الحارث الأولاسي؛ حكى عنه أبو الحارث أنه قال: كنت معه في البحر، فبسط كساءه على الماء وصلى عليه، وسمعت منصور بن عبد الله بن أحمد الأصبهاني، قال: سمعت محمد بن أحمد بن الليث، قال: سمعت أبا الحارث الأولاسي يقول: كان سبب رؤيتي إبراهيم بن سعد أني خرجت من أولاس إلى مكة في غير أيام الموسم، فرافقت ثلاثة، ثم تفرقنا، فبقيت أنا وآخر، فقصدنا الشام ثم تفرقنا، وكان إبراهيم العلوي لما فارق أبا الحارث قال له: الله خليفتي عليك، فقلت: ادع لي، قال: قد فعلت، احفظ حدود الله وارحم خلقه إلا من عاند.
قلت: وهذا الرجل لا يكاد يعرف.
71 -
إبراهيم بن سعيد الجوهري الحافظ
.
قيل: توفي سنة ثلاث وخمسين، وقد تقدم.
72 -
إبراهيم بن سندولة الهمذاني
.
عن: عبد الله بن نمير، ويونس بن بكير.
قال ابن أبي حاتم: كتبت عنه، وهو صدوق.
73 -
إبراهيم بن عامر بن إبراهيم بن واقد
، أبو إسحاق الأشعري المديني الأصبهاني المؤذن.
سمع: أباه، ومسدداً، وعنه ابناه عامر ومحمد، وعبد الله بن جعفر بن فارس.
توفي سنة ستين.
قال أبو بكر بن أبي عاصم: قدمت أصبهان، فسألت أحمد بن الفرات
عمن أكتب؟ فسمى لي أربعة أحدهم إبراهيم بن عامر.
74 -
إبراهيم بن عبد الله بن الحارث الجمحي الكوفي
.
عن حفص بن غياث، ويعلى بن عبيد، وعنه محمد بن عمر بن حفص الجورجيري، ومحمد بن أحمد بن يزيد الزهري.
قال أبو الشيخ: كان صدوقاً، نزل أصبهان.
75 -
إبراهيم بن عمر بن حفص بن معدان الجروآني الأصبهاني الحافظ
.
عن: بكر بن بكار، والحسين بن حفص، وسليمان بن حرب، وجماعة، وعنه عبد الله بن أحمد بن أسيد، ومحمد بن أحمد بن يزيد الزهري، ومحمد بن يحيى بن منده.
توفي سنة إحدى وخمسين.
76 -
ق:
إبراهيم بن محمد الزهري الحلبي
، نزيل البصرة.
عن: أبي داود الطيالسي، وعبد الله الخريبي، ويحيى بن الحارث الشيرازي.
وعنه: ابن ماجه، وعبد الله بن ناجية، وأبو عروبة، وغيرهم.
77 -
إبراهيم بن مجشر بن معدان
، أبو إسحاق البغدادي الكاتب.
سمع عبد الله بن المبارك، وأبا بكر بن عياش، وعباد بن العوام، وعنه ابن ناجية، وابن عياش القطان، والمحاملي.
قال أبو العباس السراج: سمعت الفضل بن سهل يتكلم في إبراهيم بن مجشر ويكذبه.
وقال ابن عقدة: فيه نظر.
وقال ابن عدي: ضعيف يسرق الحديث.
وأما ابن حبان فذكره في الثقات.
قال الخطيب: مات في جمادى الآخرة سنة أربع وخمسين.
78 -
د:
إبراهيم بن مروان بن محمد الطاطري الدمشقي
.
عن: أبيه، وعنه: أبو داود، وأبو زرعة الرازي، وأبو حاتم، وابن جوصا، وأبو بكر بن أبي داود.
وهو صدوق.
79 -
إبراهيم بن ناصح المديني الأصبهاني.
قال أبو نعيم: متروك الحديث.
أنبأني يحيى ابن الصيرفي، قال: أخبرنا عبد القادر، قال: أخبرنا مسعود، قال: أخبرنا أبو عمرو بن منده، قال: أخبرنا أبي، قال: أخبرنا العباس بن أحمد بن جميل المديني، قال: حدثنا أبو بشر إبراهيم بن ناصح، قال: حدثنا سفيان بن عيينة، عن عبد الملك بن عمير، عن ربعي، عن حذيفة قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا استيقظ من منامه قال: الحمد لله الذي أحيانا بعدما أماتنا، وإليه النشور.
وبه إلى ابن منده، قال: حدثنا محمد بن عمر بن حفص، قال: حدثنا إبراهيم بن ناصح، قال: حدثنا النضر بن شميل، فذكر حديثاً منكراً.
وقال ابن منده: أخبرنا عبد الرحمن بن الفيض، قال: حدثنا إبراهيم بن ناصح، فذكر حديثاً.
80 -
د ت ن:
إبراهيم بن يعقوب
، أبو إسحاق السعدي الجوزجاني الحافظ، صاحب الجرح والتعديل.
سمع الحسين الجعفي، وعبد الصمد بن عبد الوارث، وشبابة، ويزيد بن هارون، وأبا مسهر، وجعفر بن عون، وسعيد بن أبي مريم، وخلقاً كثيراً، وتفقه على أحمد بن حنبل، وسأله مسائل مشهورة.
وعنه: أبو داود، والترمذي، والنسائي، وأبو زرعة، وأبو حاتم، وعمرو وإبراهيم ابنا دحيم، ومحمد بن جرير، وأبو بشر الدولابي، وابن جوصا، وأحمد بن عبد الله بن نصر السلمي، وآخرون.
وثقه النسائي.
وقال ابن عدي: سكن دمشق فكان يحدث على المنبر، ويكاتبه أحمد بن حنبل فيتقوى بذلك، ويقرأ كتابه على المنبر، وكان شديد الميل إلى أهل دمشق في التحامل على علي رضي الله عنه.
وقال فيه الدارقطني: كان من الحفاظ المصنفين الثقات، أقام بمكة مدة وبالرملة مدة وبالبصرة مدة، لكنه كان فيه انحراف عن علي، اجتمع على بابه أصحاب الحديث، فخرج إليهم، فأخرجت جارية له فروجاً ليذبح، فلم تجد أحداً يذبحها، فقال: سبحان الله لا يوجد من يذبحها، وقد ذبح علي بن أبي طالب في ضحوة نيفاً وعشرين ألفاً!.
قلت: ورواها إبراهيم بن محمد الرعيني، عن عبد الله بن أحمد بن عدس، قال: كنا عند الجوزجاني، فذكر نحوها، لكنه قال: قتل سبعين ألفاً.
قال ابن زبر: سمعت أبا الدحداح يقول: إنه مات في أول ذي القعدة سنة تسع وخمسين، وقال غيره: سنة ست.
81 -
إبراهيم بن أيوب عيسى المصري
، أبو إسحاق الطحاوي.
عن: ابن وهب، والشافعي، وعنه: ابنه أحمد.
قال ابن يونس: مات في المحرم، وكان كاتب الحارث بن مسكين، وكتب أيضاً لعيسى بن المنكدر، وهارون الزهري قضاة مصر، وكان ابنه من أهل الأدب.
82 -
إبراهيم بن أبي خالد الأرغياني الهروي
.
عن: عبد الله بن نافع الصائغ، والحميدي.
توفي سنة ثلاث وخمسين.
83 -
إدريس بن جعفر بن إدريس العتبي الموصلي الزاهد
.
كتب الحديث والرقائق، وتعبد، وجاور بمكة هو وأخوه الفضل، وكانا على قدم من العبادة والخشوع.
توفي إدريس سنة ثلاث أو أربع وخمسين، وتوفي بعده أخوه.
84 -
إدريس بن حاتم بن الأحنف الواسطي
.
سمع: إسماعيل بن علية، ومحمد بن يزيد الواسطي، وأزهر السمان، وجماعة.
قال ابن أبي حاتم: كتبت عنه مع أبي، وهو صدوق.
85 -
إدريس بن الحكم العنزي
.
عن: خلف بن خليفة، ويوسف بن عطية الصفار، وعلي بن غراب.
وعنه: المحاملي، وأخوه أبو عبيد القاسم، وغيرهما.
ذكره الخطيب في تاريخه.
86 -
إدريس بن سليمان بن أبي الرباب
، أبو محمد الرملي.
شيخ معمر، سمع: شهاب بن خراش، ومصعب بن ماهان.
وعنه: محمد بن المسيب الأرغياني، وأحمد بن جوصا، وعبد الرحمن بن إسماعيل الكوفي نزيل دمشق، لم يذكره ابن أبي حاتم.
87 -
إدريس بن عيسى المخرمي القطان
.
عن: أبي داود الحفري، وزيد بن الحباب.
وعنه: ابن صاعد، وأبو ذر ابن الباغندي.
توفي سنة ست وخمسين.
88 -
خ ن:
أزهر بن جميل
، أبو محمد البصري الشطي، مولى بني هاشم.
سمع: معتمر بن سليمان، وعبد الوهاب الثقفي، وخالد بن الحارث، وطائفة.
وعنه: البخاري، والنسائي، وأبو عروبة، وابن صاعد، وعبدان، وابن أبي داود، وآخرون.
توفي سنة إحدى وخمسين.
89 -
خ د:
إسحاق بن إبراهيم بن محمد الباهلي
، أبو يعقوب البصري الصواف.
عن: معاذ بن هشام، ويوسف بن يعقوب السدوسي، وجماعة.
وعنه: البخاري، وأبو داود، وأبو عروبة، وأبو بكر بن أبي داود، وجماعة.
توفي سنة ثلاث وخمسين.
90 -
إسحاق بن إبراهيم
، أبو يعقوب المصري الخفاف.
عن: عبد الله بن وهب، وإدريس بن يحيى الزاهد.
وعنه:. . .
قال ابن يونس: توفي سنة ست وخمسين.
91 -
خ:
إسحاق بن إبراهيم بن عبد الرحمن
، أبو يعقوب البغوي ثم البغدادي، لؤلؤ، ابن عم أبي جعفر أحمد بن منيع.
سمع: وكيعاً، وابن علية، وإسحاق الأزرق، وطائفة.
وعنه: البخاري، وإسماعيل الوراق، ويعقوب الجصاص، ومحمد بن مخلد، وابن أبي حاتم، وقال: ثقة.
مات في شعبان سنة تسع وخمسين.
وقيل: لقبه يؤيؤ، باسم طائر.
92 -
إسحاق بن إبراهيم بن موسى
، أبو يعقوب الجرجاني الوزدولي القصار الحافظ، صاحب المسند.
رحل وسمع: عبيد الله بن موسى، ومسلم بن إبراهيم، وآدم، وجماعة، وعنه: عبد الرحمن بن عبد المؤمن، وإبراهيم بن موسى الجرجانيان، ومحمد بن جعفر البصري، وكان ثقة.
توفي سنة تسع أيضا.
93 -
ت ن ق:
إسحاق بن إبراهيم بن حبيب بن الشهيد
، أبو يعقوب الشهيدي البصري.
سمع: حفص بن غياث، ومعتمر بن سليمان، ومحمد بن سلمة الحراني، وخلقاً كثيراً.
وعنه: الترمذي، والنسائي، وابن ماجه، وابن صاعد، والفريابي، وابن خزيمة، وأبو عروبة الحراني، وعبد الله بن عروة الهروي، وجماعة.
وكان أحد الثقات المتقنين
توفي سنة سبع، في جمادى الآخرة.
94 -
إسحاق بن إبراهيم بن الغمرِ الغساني المصري
.
عن: ابن وهب سماعاً.
توفي في سنة سبع أيضا.
95 -
ن ق:
إسحاق بن إسماعيل بن العلاء
، أبو يعقوب الأيلي.
توفي بأيلة في ذي الحجة سنة ثمان وخمسين.
عن: سفيان بن عيينة، وسلامة بن روح الأيلي.
وعنه: النسائي، وابن ماجه، ومكحول البيروتي، ومحمد بن محمد بن الأشعث، وعبد الجبار بن أحمد السمرقندي، وعبيد الله بن الصنام، وأبو الحريش أحمد بن عيسى، وآخرون.
96 -
إسحاق بن بهلول بن حسان
، أبو يعقوب التنوخي الأنباري الحافظ.
سمع: أباه، وأبا معاوية، وسفيان بن عيينة، وإسحاق الأزرق، ووكيعاً، وشعيب بن حرب، ويحيى القطان، وابن مهدي، وأبا ضمرة، وإسماعيل بن علية، ويحيى بن آدم، وخلقاً.
وعنه: إبراهيم الحربي، وأبو بكر بن أبي الدنيا، والفريابي، وابن صاعد، وحفيده يوسف بن يعقوب الأزرق، وأبو عبد الله المحاملي، وآخرون.
وكان ثقة من كبار الأئمة.
قال الخطيب: صنف كتاباً في الفقه، وله مذاهب اختارها، وصنف كتاباً في القراءات، وصنف المسند، وكان ثقة.
قال ابنه البهلول: استدعى المتوكل أبي إلى سر من رأى حتى سمع منه، ثم أمر فنصب له منبر، وحدث في الجامع، وأقطعه إقطاعاً مغله في السنة اثنا عشر ألفاً، ووصله بخمسة آلاف درهم في السنة فكان يأخذها، وأقام إلى أن قدم المستعين بغداد، فخاف أبي من الأتراك أن يكبسوا الأنبار، فانحدر إلى بغداد ولم يحمل معه كتبه، فطالبه محمد بن عبد الله بن طاهر أن يحدث،
فحدث ببغداد من حفظه بخمسين ألف حديث، لم يخطئ في شيء منها؛ رواها أحمد بن يوسف الأزرق، عن عمه إسماعيل بن يعقوب، عن عمه البهلول.
وقال أبو طالب أحمد بن محمد بن إسحاق بن البهلول: تذاكرت أنا وابن صاعد ما حدث به جدي ببغداد، فقلت له: قال لي أنيس المستملي: إنه حدث من حفظه بأربعين ألف حديث، فقال ابن صاعد: لا يدري أنيس ما قال، حدث إسحاق بن بهلول من حفظه ببغداد بأكثر من خمسين ألف حديث.
ولد إسحاق بالأنبار سنة أربع وستين ومائة، وبها مات في ذي الحجة سنة اثنتين وخمسين ومائتين.
قرأت على عبد الحافظ بن بدران: أخبركم عبد الله بن أحمد الفقيه سنة خمس عشرة وست مائة، قال: أخبرنا محمد بن عبد الباقي، قال: أخبرنا علي بن محمد بن محمد الأنباري، قال: حدثنا أبو أحمد الفرضي، قال: حدثنا يوسف بن يعقوب بن إسحاق، قال: حدثنا جدي، قال: حدثنا إسحاق الأزرق، عن عوف، عن ابن سيرين، عن حكيم بن حزام، قال: نهاني رسول الله صلى الله عليه وسلم أن أبيع ما ليس عندي، رواته ثقات، لكن لم يسمعه ابن سيرين من حكيم.
97 -
إسحاق بن حاتم بن بيان المدائني العلاف
.
عن: سفيان بن عيينة، ويحيى بن سليم الطائفي.
وعنه: ابن صاعد، والمحاملي، وغيرهما.
وكان ثقة.
توفي ببغداد في رجب أو شعبان سنة اثنتين وخمسين أيضا.
98 -
إسحاق بن حنبل بن هلال بن أسد
، أبو يعقوب الذهلي الشيباني المروزي ثم البغدادي، عم الإمام أحمد.
روى عن: يزيد بن هارون، والحسين بن محمد المروذي.
وعنه: ابنه حنبل بن إسحاق، ومحمد بن يوسف الجوهري، وغيرهما.
قال الخطيب: كان ثقة.
وقال حنبل: توفي أبي سنة ثلاث وخمسين، ومولده قبل الإمام أحمد بثلاث سنين
قلت: إنما سمع وهو كهل، وعاش اثنتين وتسعين سنة.
99 -
إسحاق بن داود بن ميمون السمرقندي
، أحد علماء سمرقند.
توفي سنة أربع وخمسين، وصلى عليه أبو محمد الدارمي.
100 -
د ن:
إسحاق بن سويد الرملي
.
عن: علي بن عياش، وسعيد بن أبي مريم، وجماعة.
كان يفهم ويحفظ، وثقه النسائي، وغيره.
وعنه: أبو داود، والنسائي، وأبو بكر بن أبي داود، ومحمد بن المسيب الأرغياني، وآخرون.
توفي سنة أربع وخمسين.
101 -
خ ن:
إسحاق بن شاهين
، أبو بشر الواسطي.
شيخ مسند معمر، من أبناء المائة، وقيل: بل جاوزها، روى عن: خالد بن عبد الله الطحان، وهشيم، وعبد الحكيم بن منصور، وجماعة، وعنه: البخاري، والنسائي، والنسائي أيضاً عن رجل عنه، ومحمد بن حامد بن السري، ومحمد بن هارون الروياني، ومحمد بن المسيب الأرغياني، وطائفة.
قال النسائي: لا بأس به.
وقال بحشل: جاوز المائة.
وقال غيره: كان من الدهاقين.
102 -
إسحاق بن صالح بن عطاء الواسطي
، أبو يعقوب المقرئ الوزان، نزيل سامراء.
روى عنه: يزيد بن هارون، ويعقوب الحضرمي، وريحان بن سعيد.
قال عبد الرحمن بن أبي حاتم: كتبت عنه مع أبي، وهو صدوق.
قلت: وهو والد أحمد بن إسحاق الوزان.
103 -
إسحاق بن الضيف الباهلي العسكري البصري
، نزيل مصر، وقيل: هو إسحاق بن إبراهيم بن الضيف.
له رحلة واسعة.
روى عن: عبد الرزاق، والنضر بن شميل، وحجاج الأعور.
وعنه: أبو حاتم، وقال: صدوق؛ وعمر البجيري، وأحمد بن عبد الله وكيل أبي صخرة، ومحد بن نيروز الأنماطي، وآخرون.
وكان يجالس بشراً الحافي.
قال أبو زرعة: صدوق.
104 -
إسحاق بن عباد بن موسى الختلي
، أبو يعقوب البغدادي.
حدث عن: أبيه، وعبد الله بن بكر السهمي، وهوذة بن خليفة.
وعنه: إبراهيم بن دحيم، وأحمد بن جوصا، وأبو الدحداح أحمد بن محمد.
توفي سنة إحدى وخمسين.
105 -
إسحاق بن الفيض بن محمد بن سليمان
، أبو يعقوب الثقفي الأصبهاني.
وقال أبو نعيم: هو مولى عتاب بن أسيد بن أبي العيص.
قلت: وقع لنا جزء من حديثه عن: الوليد بن مسلم، وسفيان بن عيينة، وعبد الرحمن بن مغراء، وغيرهم.
وقيل: إنه سمع من ابن مغراء ثلاثين ألف حديث.
روى عنه: محمد بن يحيى بن منده، ومحمد بن عمر الجورجيري، وإسحاق بن إبراهيم بن جميل، ومحمد بن جعفر الأشعري، وآخرون.
وثقه بعضهم.
106 -
ع سوى د:
إسحاق بن منصور بن بهرام
، الحافظ أبو يعقوب المروزي، الكوسج، الفقيه، نزيل نيسابور.
سمع: سفيان بن عيينة، ويحيى بن سعيد القطان، وعبد الله بن نمير، ووكيعاً، وعبد الرحمن بن مهدي، وأبا أسامة، وعبد الرزاق، والفريابي، وخلقاً.
وعنه: الجماعة سوى أبي داود، وأبو زرعة، وأبو العباس السراج، وابن خزيمة، ومؤمل بن الحسن الماسرجسي، وأحمد بن حمدون الأعمشي، ومحمد بن أحمد بن زهير، وخلق كثير.
وقال أبو الحسين مسلم: ثقة مأمون.
وقال النسائي: ثقة ثبت.
وقال الخطيب: هو الذي دون عن أحمد، وإسحاق بن راهويه المسائل في الفقه.
قال أبو الوليد حسان بن محمد الفقيه: سمعت مشايخنا يذكرون أن إسحاق بن منصور بلغه أن أحمد بن حنبل رجع عن بعض تلك المسائل، فحملها في جراب على ظهره، وخرج راجلاً إلى بغداد، وعرض خطوط أحمد عليه في كل مسألة استفتاه عنها، فأقر له بها ثانياً، وأعجب به.
قلت: وروى الترمذي عن رجل عنه.
وتوفي في تاسع عشر جمادى الأولى سنة إحدى وخمسين.
107 -
خ ق:
إسحاق بن وهب بن زياد الواسطي العلاف
، أبو يعقوب.
سمع: ابن عيينة، وعمر بن يونس، وأبا داود الطيالسي.
وعنه: البخاري، وابن ماجه، وابن أبي داود، وعبد الرحمن بن أبي حاتم، ووالده أبو حاتم، وقال: هو صدوق.
توفي سنة تسع وخمسين.
108 -
إسحاق بن وهب بن عبد الله
، أبو يعقوب الطهرمسي المصري الجيزي.
روى عن عبد الله بن وهب أحاديث كان ابن وهب أتقى لله من أن يحدثه بها، ولم يكن من أهل الحديث.
توفي في ربيع الآخر سنة تسع أيضاً.
وله: عن ابن وهب، عن نافع، عن ابن عمر، رفعه: لرد دانق من حرام يعدل عند الله سبعين ألف حجة، وهذا حديث موضوع بيقين، رواه ابن عدي، قال: حدثنا حمزة بن العباس الجوهري، وعمران بن موسى بن فضالة، وغيرهما؛ قالوا: حدثنا إسحاق بن وهب، قال: حدثنا ابن وهب، فذكره.
109 -
أسد بن سعيد بن كثير بن عفير
، أبو الحارث المصري.
سمع: أباه، وعبد الله بن وهب، والشافعي.
وعنه: جبلة بن محمد، وعلي بن الحسن بن قديد، والمصريون.
توفي في صفر سنة ستين؛ قاله ابن يونس.
110 -
أسد بن عمار بن أسد
، أبو الخير التميمي الأعرج.
عن: حسين الجعفي، ويزيد، وروح، وطائفة.
وعنه: ابن أبي الدنيا، ومطين، وأبو حامد الحضرمي.
محله الصدق.
111 -
إسماعيل بن إبراهيم الحمدوني
.
شاعر محسن كان في هذا الزمان، قبله بيسير أو بعده بيسير.
وله في طيلسان أهداه له أحمد بن حرب أربعين مقطوعة، ولا يخلو واحد منها من معنى نادر ومثل سائر.
فمنها:
يا ابن حرب كسوتني طيلساناً مل من صحبة الزمان وصدا طال ترداده إلى الرفو حتى لو بعثناه وحده لتهدا وله في شاة سعيد بن أحمد بن حوسبندار، هذا:
أبا سعيد لنا في شاتك العبر جاءت وما إن لها بول ولا بعر
وكيف تبعر شاة عندكم مكثت طعامها الأبيضان الشمس والقمر لو أنها أبصرت في نومها علفاً غنت له ودموع العين تنحدر يا مانعي لذة الدنيا وزهرتها إني ليقنعني من وجهك النظر
112 -
د ق:
إسماعيل بن بشر بن منصور السليمي البصري
.
عن: أبيه، وعمر بن علي بن مقدم، وعبد الأعلى بن عبد الأعلى، وعبد الرحمن بن مهدي.
وعنه: أبو داود، وابن ماجه، وأحمد بن حمدون الأعمشي، وابن وهب الدينوري، وأبو بكر بن خزيمة، وآخرون.
توفي سنة خمس وخمسين، وكان ثقة.
113 -
ق:
إسماعيل بن حبان بن واقد
، أبو إسحاق الثقفي الواسطي القطان.
عن: عبد الله بن عاصم الحماني، وعمر بن يونس اليمامي، وغيرهما، وعنه: ابن ماجه، وأحمد بن يحيى التستري، وعمر بن محمد بن بجير في مسنده، وعلي بن عبد الله بن مبشر الواسطي.
وحبان: بحاء مكسورة ثم باء موحدة.
114 -
د ق:
إسماعيل بن أبي الحارث أسد بن شاهين
، أبو إسحاق البغدادي.
عن: أبي بدر شجاع بن الوليد، وحجاج الأعور، وروح بن عبادة، وعبد الوهاب بن عطاء، وشبابة.
وعنه: أبو داود، وابن ماجه، وأحمد بن محمد بن الحسن الذهبي، والحسين بن يحيى بن عياش، والمحاملي، وابن مخلد، وابن أبي حاتم، وآخرون.
وكان ثقة ورعاً صالحاً خياراً، رحمه الله.
قال أبو حاتم: صدوق.
وقال الدارقطني: ثقة صدوق، ورع، فاضل.
توفي في رابع عشر جمادى الأولى سنة ثمان وخمسين.
115 -
إسماعيل بن عمرو بن سعيد السكوني
، أبو عامر الحمصي المقرئ.
عن: علي بن عياش، والربيع بن روح، والوحاظي.
قال ابن أبي حاتم: سمعت منه، وهو صدوق.
116 -
إسماعيل بن المتوكل
، أبو هاشم الحمصي.
عن: أبي المغيرة، والحسن بن الربيع البوراني.
وعنه: النسائي في الكنى، وإبراهيم بن محمد بن متويه، وابن جوصا.
117 -
إسماعيل بن يوسف
، أبو علي الديلمي العابد الحافظ.
جالس أحمد بن حنبل، وحدث عن: مجاهد بن موسى، وعنه الحسن بن أبي العنبر، وغيره.
118 -
إسماعيل بن يزيد الأصبهاني القطان
، ويكنى أبا أحمد.
محدث رحال، عالي الإسناد، صنف كتاب اللباس، وغير ذلك.
وسمع من: سفيان بن عيينة، ووكيع، وأبي ضمرة، والوليد بن مسلم، ومعن، وطبقتهم.
وبقي إلى نيف وخمسين؛ روى عنه: أبو علي الحسن بن أبي هريرة، وعبد الرحمن بن محمد مندويه، وعبد الله بن محمد البناء، ومحمد بن القاسم بن كوفي، وأحمد بن الحسين الأنصاري.
وحدث عنه من الكبار محمد بن حميد الرازي، وهو أقدم منه.
قال أبو نعيم: صنف المسند، والتفسير، وكان يذكر بالزهد والعبادة؛ حسن الحديث، اختلط عليه بعض حديثه في آخر أيامه.
مات سنة ستين أو قبلها بقليل.
119 -
أشناس التركي الأمير
.
كان أحد الشجعان المذكورين، وجهه المأمون غازياً إلى حصن سندس
فأتاه بصاحبه، وكان مقدم جيش المعتصم حين فتح عمورية، ثم ولي إمرة الجزيرة والشام ومصر للواثق، ونظروا في أعطيات المعتصم لأشناس فبلغت أربعين ألف ألف درهم، وكان يتعانى المسكر، ولما مات في سنة اثنتين وخمسين ومائتين خلف مائة ألف دينار، فأخذها المعتز بالله.
120 -
أيوب بن إسحاق بن سافري
، أبو سليمان البغدادي الأخباري.
حدث بغير بلد عن أبي الجواب، ومحمد بن عبد الله الأنصاري، وأبي حذيفة النهدي، وطائفة، وعنه عبد الرحمن بن أبي حاتم، وأبو عوانة، والحسن بن حبيب الحصائري، وآخرون.
توفي سنة ستين.
121 -
ق:
أيوب بن حسان الواسطي الدقاق
.
عن: ابن عيينة، وأبي معاوية، والوليد بن مسلم، ويحيى بن سليم الطائفي.
وعنه: ابن ماجه، وأسلم بن سهل، وعبد الرحمن بن أبي حاتم، وعلي بن عبد الله بن مبشر، وأحمد بن عبد الله وكيل أبي صخرة.
وثقه ابن حبان.
122 -
أيوب بن الحسن النيسابوري الزاهد الفقيه
.
تفقه على محمد بن الحسن، وسمع من: النضر بن شميل، ويعلى بن عبيد، وعبد العزيز بن أبي رزمة، ونصر بن باب، وحفص بن عبد الرحمن، وأبي مطيع البلخي، وطائفة.
وعنه: محمد بن زياد الفقيه، وإبراهيم بن محمد بن سفيان.
توفي في ذي القعدة سنة إحدى وخمسين.
وكان كبير الشأن ببلده.
123 -
أيوب بن الوليد البغدادي الضرير
.
عن: أبي معاوية، وإسحاق الأزرق.
وعنه: ابن صاعد، والمحاملي، وجماعة.
توفي في المحرم سنة ستين.
124 -
أيوب الحمال
، أبو سليمان.
من كبار الزهاد في عصره ببغداد، كان صاحب أحوال وكرامات.
قال الخطيب: حكى عنه: أبو العباس بن مسروق، وسهل بن عبد الله، وغيرهما.
سمعت أبا نعيم يقول: هو من العباد المجتهدين، له كرامات عجيبة.
قال السلمي: هو من أقران سري السقطي.
عن محمد بن خالد الآجري: قلت لأيوب الحمال: تخطر في نفسي مسألة فأذكر أن أراك، قال: إذا أردتني فحرك شفتيك، قال: فكنت إذا أردته حركت شفتي، فأراه يدخل على كتفه كارته فأسأله.
125 -
بختيشوع بن جبريل النصراني الطبيب صاحب التصانيف
.
خدم المأمون ومن بعده الخلفاء، ونكبه المتوكل مرة، ونفاه، ثم رده إلى المطبق وقيد وغل بمائة رطل بالبغدادي.
وله كتاب التذكرة في الطب.
وقيل: إنه طب الرشيد، وليس بشيء، إنما طبه جده بختيشوع بن جورجس الذي أقدمه الهادي من جنديسابور.
هلك بختيشوع هذا سنة ست وخمسين.
126 -
4:
بشر بن آدم بن يزيد
، أبو عبد الرحمن البصري.
عن: جده لأمه أزهر السمان، وعبد الرحمن بن مهدي، وزيد بن الحباب، وخلق.
وعنه: الأربعة، ويحيى بن صاعد، وآخرون.
توفي سنة أربع وخمسين.
وهو بشر بن آدم الصغير؛ وأما الكبير فقديم تفرد بلقيه البخاري.
127 -
خ م د ن:
بشر بن خالد العسكري الفرائضي
، نزيل البصرة.
عن: غندر، وأبي أسامة، وشبابة.
وعنه: البخاري، ومسلم، وأبو داود، والنسائي، وابن خزيمة، وأبو بكر بن أبي داود.
وكان ثقة مأموناً.
توفي سنة ثلاث وخمسين.
قال ابن أبي حاتم: حافظ لحديث الثوري.
128 -
بشر بن عبد الوهاب
، أبو الحسن الدمشقي، مولى بني أمية، ويقال له: بشير.
شيخ زاهد جليل، روى عن: الوليد بن مسلم، ووكيع، ومروان بن معاوية، وضمرة، ومحمد بن شعيب، ومحمد بن بشر العبدي.
وعنه: ابنه أحمد، ومحمد بن الفيض الغساني، وأبو بشر الدولابي، وابن جوصا، وطائفة.
توفي في رجب سنة أربع وخمسين.
لم يضعفه أحد، فهو حسن الحديث، وهو الذي تفرد عن وكيع بمسلسل العيدين، رواه عنه أحمد بن محمد ابن أخت سليمان بن حرب، وأحمد بن عبيد الله الفراسي، وقيل: بل هذا الفراسي هو ابن أخت سليمان، وكنيته أبو عبيد الله، وهذا الصحيح من اسمه أنه أحمد بن محمد بن فراس بن الهيثم، وتفرد بالحديث.
129 -
بشر بن مطر بن ثابت
، أبو أحمد الواسطي، نزيل سامراء.
سمع: ابن عيينة، وإسحاق الأزرق، وعنه: ابن صاعد، ومحمد بن مخلد، وأبو العباس الأثرم، ومحمد بن جعفر المطيري، وغيرهم.
قال ابن قانع: توفي سنة تسع وخمسين.
وقال الدارقطني: ثقة.
وقال أبو حاتم: صدوق.
وقيل: مات سنة اثنتين وستين.
130 -
بغا التركي الصغير
، المعروف بالشرابي الأمير.
من كبار قواد المتوكل، وهو أحد من دخل على المتوكل وفتك به.
ذكر المسعودي: أن بغا هذا دعا باغر التركي، وكان أهوج مقداماً، فقال: تعلم محبتي لك وإحساني إليك، وأريد منك أن تقتل ابني فارس فقد آذاني، قال: نعم، فلا تجد علي، وجعل بينهما إشارة فلم يفعلها بغا، ثم تركه أياماً وطلب منه أن يقتل أخاه وصيفاً، فرآه مبادراً، ثم انتدبه لقتل المنتصر ولي العهد، فقال: كيف أقتله وأبوه باق؟ لكني أبدأ بالمتوكل، فتمت الحيلة وكملت المكيدة.
وقد غلب على المستعين هو ووصيف الأمير حتى قيل:
خليفة في قفص بين وصيف وبغا يقول ما قالا له كما تقول الببغا خرج بغا على المعتز ونهب من الخزائن مائتي ألف دينار، وسار إلى السن عازماً على الشر، فاختلف عليه أصحابه، فكتب يطلب أماناً، وفارقه عسكره، فانحدر في زورق فأخذته المغاربة، فقتله الوليد المغربي وأتى برأسه، فنصب ببغداد، وأعطي قاتله عشرة آلاف دينار، قتل سنة أربع وخمسين، وكفى الله شره.
131 -
بكار بن عبد الله بن بكار
، أبو عبد الرحمن القرشي البسري الدمشقي.
عن: عبد الملك بن عبد العزيز بن الماجشون، وأسد بن موسى، وجماعة.
وعنه: أبو زرعة، وبقي بن مخلد، وابن جوصا، وآخرون.
قال أبو حاتم: صدوق.
132 -
ق:
بكر بن عبد الوهاب المدني
.
عن: خاله الواقدي، ومحمد بن فليح، وعبد الله بن نافع الصائغ، وغيرهم، وعنه: ابن ماجه، وأبو بكر بن أبي عاصم، وابن صاعد، وعبد الرحمن بن أبي حاتم، وآخرون.
قال أبو حاتم: صدوق.
133 -
جابر بن كردي بن جابر
، أبو العباس الواسطي البزاز.
عن: يزيد بن هارون، ووهب بن جرير، وشبابة، وجماعة، وعنه: النسائي فيما قيل، وأبو زرعة الرازي، وعلي بن العباس المقانعي، ومحمد بن جرير، وابن صاعد، وعلي بن عبد الله بن مبشر.
وثقه ابن حبان.
134 -
جعفر بن أحمد بن عوسجة السامري
.
عن: روح بن عبادة، وكثير بن هشام.
قال ابن أبي حاتم: كتبت عنه بسامراء مع أبي، وقال أبي: صدوق.
135 -
جعفر بن عبد الواحد بن جعفر بن سليمان
بن علي بن عبد الله بن عباس العباسي الهاشمي قاضي القضاة.
عن: روح بن عبادة، ومحمد بن بكر البرساني، وأبي عاصم، وغيرهم.
وعنه: يعقوب الفسوي، والباغندي، وأبو عوانة الإسفراييني، وأحمد بن هارون البرديجي، وعلي بن سراج المصري.
قال ابن عدي: متهم بوضع الحديث.
وقال الدارقطني: متروك.
وقال الخطيب: عزله المستعين عن القضاء، ونفاه إلى البصرة لأمر بلغه عنه، وتوفي سنة ثمان وخمسين.
قال أبو حاتم: وصل جعفر بن عبد الواحد حديثاً للقعنبي فزاد فيه: عن أنس، فدعا عليه القعنبي فافتضح.
وقال أبو زرعة: أخاف أن تكون دعوة الشيخ الصالح أدركته.
قال سعيد البرذعي: قلت: أي شيخ؟ قال: القعنبي.
وقال نفطويه: كان من حفاظ الحديث، وله بلاغة ولسان.
وقال غيره: كان بخيلاً.
136 -
جعفر بن محمد بن جعفر المدائني
.
عن: هشيم، وعباد بن العوام، وعنه: تمتام، والعلاء بن أيوب الموصلي.
وسكن الموصل، فروى عنه أهلها.
وقد روى المغازي عن زياد البكائي، وتأخر إلى بعد الخمسين.
قال الخطيب: بلغني أنه مات سنة تسع وخمسين ومائتين.
137 -
جعفر بن محمد بن ربال البغدادي
.
عن: سعيد بن عامر الضبعي، وأبي عاصم.
وعنه: أبو عبيد القاسم، وأبو عبد الله الحسين ابنا المحاملي.
138 -
جعفر بن محمد بن عامر السامري البزاز
.
عن: أبي نعيم، وعفان، وأبي غسان النهدي.
قال ابن أبي حاتم: سمعت منه مع أبي، وهو صدوق.
139 -
ت:
جعفر بن محمد بن الفضيل الرسعني
، أبو الفضل الحافظ.
روى عن: محمد بن حمير، وأبي المغيرة، وعلي بن عياش الحمصيين، وعبد الملك بن الماجشون، وسعيد بن أبي مريم، وعبد المجيد بن عبد العزيز بن أبي رواد، ومؤمل بن إسماعيل، وجماعة، وعنه: الترمذي، وأبو يعلى،
والباغندي، ومحمد بن الرماح الباهلي، ويعقوب البزاز، ويوسف بن يعقوب التنوخي الأزرق، وخلق.
قال النسائي: ليس بالقوي، ووثقه غيره.
140 – د ق ن:
جعفر بن مسافر
، أبو صالح الهذلي التنيسي.
سمع: ابن أبي فديك، وعلي بن عاصم، وبشر بن بكر التنيسي.
وعنه: أبو داود، وابن ماجه، والنسائي ووثقه، وأبو بكر بن أبي داود، وعلي بن أحمد علان، وآخرون.
توفي سنة أربع وخمسين.
141 -
جعفر بن منير المدائني القطان
، نزيل الري.
عن يزيد بن هارون، وأبي بدر، وعبد الوهاب بن عطاء، وطبقتهم.
قال ابن أبي حاتم: سمعت منه بالري، وهو صدوق.
142 -
جعفر بن النضر الواسطي الضرير
.
عن: إسحاق الأزرق، وعلي بن عاصم، وجماعة.
قال ابن أبي حاتم: سمعت منه مع أبي، وهو صدوق.
143 -
ق:
جميل بن الحسن
، أبو الحسن الأزدي الجهضمي البصري، نزيل الأهواز.
عن: ابن عيينة، وعبد الوهاب الثقفي، وأبي همام محمد بن الزبرقان.
وعنه: ابن ماجه، وأبو عروبة، وأبو بكر بن أبي داود، وابن خزيمة، وآخرون.
قال ابن أبي حاتم: أدركناه ولم نكتب عنه.
وقال عبدان: كان فاسقاً كذاباً.
قلت: أما حديثه، فقال ابن عدي: لا أعلم له حديثاً منكراً، وهو صالح في باب الرواية، وعنده كتب سعيد بن أبي عروبة.
144 -
ق:
حاتم بن بكر الضبي الصيرفي البصري
.
عن: أبي عامر العقدي، وعبد الصمد بن عبد الوارث، ومحمد بن بكر البرساني، وجماعة، وعنه: ابن ماجه، وابن خزيمة، وأبو عروبة، وعبد الله بن محمد بن وهب الدينوري، وآخرون.
145 -
الحارث بن أسد بن معقل الهمداني المصري
، أبو الأسد.
عن: بشر بن بكر التنيسي، وغيره.
آخر من حدث عنه بمصر إبراهيم بن ميمون الصواف.
مات في ربيع الأول سنة ست وخمسين.
146 -
حامد بن داود الشاشي
.
عن: محمد بن عبد الله الأنصاري، وأبي نعيم.
ووثقه ابن حبان.
*- حبتر، هو عبد الملك، يأتي.
147 -
ق:
حبيش بن مبشر
، أبو عبد الله الطوسي الثقفي الفقيه، نزيل بغداد، أخو جعفر بن مبشر المتكلم.
عن: عبد الله بن بكر السهمي، ووهب بن جرير، ويونس بن محمد المؤدب.
وعنه: ابن ماجه، وإسحاق بن إبراهيم البستي، والباغندي، وابن صاعد، ومحمد بن مخلد، وآخرون.
قال الخطيب: كان فاضلاً، يعد من فضلاء البغداديين.
ووثقه الدارقطني.
أنبأني المسلم بن محمد وغيره؛ قالوا: أخبرنا أبو اليمن الكندي، قال: أخبرنا أبو منصور الشيباني، قال: أخبرنا أبو بكر الحافظ، قال: أخبرنا ابن مهدي، قال: أخبرنا محمد بن مخلد، قال: حدثنا حبيش بن مبشر، قال:
حدثنا يونس بن محمد، قال: حدثنا حماد بن زيد، عن أيوب، عن عكرمة، عن عائشة أن النبي صلى الله عليه وسلم أعتق صفية وجعل عتقها صداقها وتزوجها.
توفي حبيش في تاسع رمضان سنة ثمان وخمسين.
148 -
حجاج بن حمزة العجلي الرازي
، أبو يوسف.
سمع: ابن نمير، وأبا أسامة، وابن أبي فديك.
وعنه: أبو زرعة، وأبو حاتم، وابنه.
وسئل عنه أبو زرعة، فقال: شيخ مسلم صدوق.
149 -
م د:
حجاج بن يوسف بن حجاج
، أبو محمد ابن الشاعر أبي يعقوب، الثقفي البغدادي.
وكان أبوه يلقب لقوة، نشأ بالكوفة، وقال الشعر، وصحب أبا نواس، فنشأ ابنه حجاج ببغداد وطلب العلم، وحمل عن: أبي النضر، ويعقوب بن إبراهيم بن سعد، وأبي أحمد الزبيري، وأبي داود الطيالسي، وأبي عامر العقدي، وحجاج الأعور، وعبد الصمد بن عبد الوارث، وخلق.
وعنه مسلم، وأبو داود، فأكثر عنه مسلم، وبقي بن مخلد، وأبو يعلى، وموسى بن هارون، وعبد الرحمن بن أبي حاتم، وأبو عبد الله المحاملي، وآخرون.
وقال ابن أبي حاتم: ثقة حافظ.
وقال أبو داود: هو خير من مائة مثل الرمادي.
وقال صالح جزرة: سمعته يقول: جمعت لي أمي مائة رغيف، فجعلتها في جراب وانحدرت إلى شبابة بالمدائن، فأقمت ببابه مائة يوم، كل يوم أجيء برغيف أغمسه في دجلة وآكله، فلما نفد خرجت.
قال ابن قانع: مات في رجب سنة تسع وخمسين.
150 -
حجاج بن يوسف بن قتيبة
، أبو محمد الهمداني الأزرق المؤدب.
حدث بأصبهان عن: النعمان بن عبد السلام، وأبي الحسن علي بن حمزة الكسائي، وبشر بن الحسين.
وتفرد في الدنيا عنهم؛ وقيل: إنه عاش مائة وعشرين سنة.
روى عنه: محمد بن يحيى بن منده، وأحمد بن محمد بن صبيح، ومحمد بن أحمد بن يزيد الزهري، ومحمد بن عمر الجورجيري، وغيرهم.
يقع حديثه عالياً في الثقفيات.
توفي سنة ستين؛ أرخ موته وعمره أبو نعيم، وقال: كان في مكتبه أكثر من مائة صبي.
151 -
الحسن بن إبراهيم البياضي
المجاور بمكة.
عن: هاشم بن القاسم، والأسود بن عامر، وجماعة.
سمعت منه وهو صدوق، قاله ابن أبي حاتم.
152 -
الحسن بن داود بن مهران
، أبو بكر الأزدي البغدادي المؤدب.
سمع: أبا بدر شجاع بن الوليد، وشبابة، وغيرهما.
وعنه: محمد بن مخلد، وأبو العباس الأثرم.
وكان صدوقاً.
توفي قبل الستين ومائتين.
قال ابن أبي حاتم: صدوق، كتبت عنه مع أبي.
153 -
الحسن بن سميط - بمهملة مضمومة - أبو علي البخاري الحافظ.
أحد الرحالة.
عن: النضر بن شميل، وعلي بن شقيق، ومسلم بن إبراهيم، وقبيصة، وآدم، وخلق.
وعنه: سهل بن شاذويه، وسيف بن حفص البخاريان.
154 -
الحسن بن طازاد الموصلي
.
كان نصرانياً فرأى رسول الله صلى الله عليه وسلم في المنام فأسلم، وحفظ القرآن والعلم. وأفتى بالموصل. أسلم سنة ثمان عشرة ومائتين، وروى عن: غسان بن الربيع، وأحمد بن يونس، ومسدد، وأبي جعفر النفيلي.
ورحل وحصل وتزهد، وخرج من كل شيء بقي له، وبقي يأكل من النسخ. وكان يقوم نصف الليل وينام نصفه، ثم في الآخر صار يحيي الليل كله وينام بالنهار. وكان زاهداً عابداً كبير القدر.
توفي بعد الخمسين ومائتين.
روى عنه ابنه محمد.
155 -
الحسن بن عبد الله بن منصور
، أبو علي الأنطاكي البالسي.
عن: الهيثم بن جميل، ومحمد بن كثير الصنعاني. وعنه: ابن خزيمة، ومكحول البيروتي، وأبو الجهم المشغراني، وآخرون.
156 -
الحسن بن عبد الرحمن
، أبو علي المستملي.
عن: مكي بن إبراهيم، ويحيى بن يحيى. واستملى على إسحاق بن راهويه. روى عنه: ابن زنجويه، وغيره.
وتوفي سنة خمس وخمسين، في خامس شعبان بنيسابور.
157 -
خ:
الحسن بن عبد العزيز بن وزير بن ضابئ بن مالك
، أبو علي الجذامي الجروي المصري. نزيل بغداد.
ولجدهم عدي بن حمرس صحبة. فمالك هو ابن عامر بن عدي بن حمرس بن نفر بن نصر بن عدي بن القاطع بن جري بن عوف بن أسود بن تزود بن حشم بن جذام.
قال الخطيب أبو بكر: هكذا ساق نسبه محمد ولده. وقال الخطيب: وقال غيره: جذام اسمه عمرو بن عدي بن الحارث بن مرة بن أدد بن زيد بن يشجب بن عريب بن زيد بن كهلان بن سبأ بن يشجب بن يعرب بن قحطان.
قلت: سمع: أيوب بن سويد الرملي، وبشر بن بكر التنيسي، وعبد الله بن يحيى البرلسي، ويحيى بن حسان التنيسي، وعمرو بن أبي سلمة التنيسي، وأبا مسهر، وغيرهم. وأجاز له ضمرة بن ربيعة.
وعنه: البخاري، وإبراهيم الحربي، وعبد الله بن أحمد بن حنبل، وأبو العباس بن السراج، وابن صاعد، والقاضي المحاملي، وابن أبي حاتم، وحفيده جعفر بن محمد بن الحسن الجروي، وجماعة.
قال أبو حاتم: ثقة.
وقال الدارقطني: فوق الثقة، لم ير مثله فضلاً وزهداً.
وقال الخطيب: كان من أهل الدين والفضل، مذكوراً بالورع والثقة، موصوفاً بالعبادة.
وقال جعفر بن محمد: سمعت جدي الحسن بن عبد العزيز يقول: من لم يردعه القرآن والموت، ثم تناطحت الجبال بين يديه لم يرتدع.
وقال أبو سعيد بن يونس: حمل الحسن من مصر إلى العراق بعد قتل أخيه علي، فلم يزل في العراق إلى أن توفي بها سنة سبع وخمسين. وكانت له عبادة وفضل، وكان من أهل الثقة والورع.
قال صالح بن أحمد، وغيره: حمل إلى الحسن الجروي ميراثه من مصر مائة ألف دينار، فحمل إلى أحمد بن حنبل ثلاثة آلاف دينار منها، فقال: يا أبا عبد الله هذه من ميراث حلال. فلم يقبلها.
وقال بعض العلماء: الجروية قرية بتنيس.
قلت: يجوز أن تكون القرية نسبت إلى آبائه، ويجوز أن يكون هو نسب إليها أيضاً. وقد ذكرنا في نسبه جري بن عوف.
158 -
ت ق:
الحسن بن عرفة بن يزيد
، أبو علي العبدي، مولاهم البغدادي المؤدب، مسند وقته.
ولد سنة خمسين ومائة، وسمع: إسماعيل بن عياش، وخلف بن خليفة، وعبد الله بن المبارك، والمبارك بن سعيد الثوري، وعمار بن محمد الثوري، ومرحوم بن عبد العزيز العطار، وولده عيسى، ومروان بن شجاع الجزري، وهشيم بن بشير، ومعتمر بن سليمان، وأبا بكر بن عياش، وجرير بن عبد الحميد، وإبراهيم بن أبي يحيى المدني الفقيه، وزياد بن عبد الله البكائي،
وعباد بن العوام، وعباد بن عباد، وعلي بن ثابت الجزري، وقران بن تمام الأسدي، وأبا حفص الأبار، وخلقاً سواهم. وتفرد في الدنيا عن جماعة منهم. وعنه: الترمذي، وابن ماجه، والنسائي في غير السنن بواسطة، وإبراهيم بن عبد الصمد الهاشمي، وإسماعيل بن العباس الوراق، والحسن بن أحمد بن الربيع الأنماطي، وزكريا خياط السنة، والحسين بن يحيى بن عياش، والقاضي المحاملي، وعبد الرحمن بن أبي حاتم، ومحمد بن أحمد الأثرم، وعلي بن الفضل الستوري، ومحمد بن جعفر المطيري، ومحمد بن مخلد العطار، وأمم آخرهم وفاة من الثقات إسماعيل الصفار. وبقي بعده من تكلم فيه مثل محمد بن هميان الوكيل، توفي بعد الصفار بشهرين، والستوري المذكور توفي بعده بسنتين.
قال عبد الله بن أحمد بن حنبل: قال لي يحيى بن معين: كتبت عن ذلك الشيخ المعلم في الشهارسوك؟ يعني: المربعة. قلت: نعم، هو الحسن بن عرفة؟ قال: نعم، يروي عن مبارك بن سعيد، وهو ثقة.
وقال عبد الله بن أحمد الدورقي: جاءنا يحيى بن معين إلى منزلنا فقال لي: اذهب إلى هذا الشيخ المعلم الحسن بن عرفة، ينزل حوض هيلانة، عنده عن مبارك بن سعيد، ليس به بأس.
وقال محمد بن المسيب: سمعت الحسن بن عرفة يقول: قد كتب عني خمسة قرون.
قلت: كتب عنه ابن معين، وغيره؛ ثم كتب عنه محمد بن إسحاق الصغاني وطبقته، ثم كتب عنه صالح جزرة وطبقته؛ ثم كتب عنه ابن صاعد وطبقته؛ ثم كتب عنه عبد الرحمن بن أبي حاتم وطبقته، فهذه الخمسة قرون التي عنى.
أنبأني المسلم بن علان وغيره، قال: أخبرنا الكندي، قال: أخبرنا القزاز، قال: أخبرنا الخطيب أبو بكر، قال: أجاز لي محمد بن مكي المصري، وحدثني عنه نصر بن إبراهيم الفقيه، قال: أخبرنا أحمد بن عبد الله
ابن رزيق، قال: حدثنا الحسن بن رشيق، قال: حدثنا أحمد بن محمد بن حكيم الصدفي قَالَ: سمعت الحسن بن عرفة وسئل كم تعد من السنين؟ فقال: مائة سنة وعشر سنين، لم يبلغ أحد من أهل العلم هذا السن غيري.
وقال عبد الرحمن بن أبي حاتم: عاش الحسن بن عرفة مائة وعشر سنين، وكان له عشرة أولاد سماهم بأسامي الصحابة العشرة.
وقال أبو الفتح الأزدي: حدثني موسى بن محمد الأزدي، قال: سمعت الحسن بن عرفة يقول: حدثني وكيع بأحاديث، فلما أصبحت سألته عنها فقال: ألم أحدثك بها أمس؟ قلت: بلى، ولكني شككت. قال: لا تشك فإن الشك من الشيطان.
قال النسائي: لا بأس به.
توفي الحسن بن عرفة سنة سبع وخمسين بسامراء، قاله أبو القاسم البغوي. وقيل: مات في ذي الحجة لأربع بقين منه. وقيل: في سنة ثمان وخمسين.
159 -
الحسن بن عطاء بن يزيد الأصبهاني
، شاذويه. وقيل: شاذان، شيعي معروف.
عن: أبي داود الطيالسي، وبكر بن بكار، وعامر بن إبراهيم. وعنه: محمد بن أحمد بن يزيد الزهري، وأحمد بن الحسين الأنصاري.
160 -
الحسن بن علي بن حرب بن محمد
، أبو محمد الطائي الموصلي.
عن: يعلى بن عبيد، وعبيد الله بن موسى، وجماعة. روى عنه والده حديثاً واحداً.
ولد سنة خمس وتسعين ومائة. وكان باراً بأبيه ففجع به، وعاش ستين سنة. وولي مراغة، فكان يحدثهم أول النهار وينظر في أمورهم في وسطه، ويقضي بينهم في آخره.
توفي قبل الستين ومائتين.
161 -
الحسن بن علي بن عيسى
، أبو عبد الغني البلقاوي المعاني.
روى عن: عبد الرزاق. روى عنه: محمد بن خريم، وسعيد بن عبد العزيز الحلبي، وعمر بن سعيد المنبجي.
ليس ثقة؛ روى حديثاً موضوعاً بإسناد الصحيحين: إذا كان يوم عرفة غفر للحاج، وإذا كان يوم منى غفر للحمالين.
162 -
الحسن بن علي بن محمد بن علي الرضا بن موسى بن جعفر الصادق
، أبو محمد الهاشمي الحسيني.
أحد أئمة الشيعة الذين تدعي الشيعة عصمتهم. ويقال له الحسن العسكري لكونه سكن سامراء، فإنها يقال لها العسكر. وهو والد منتظر الرافضة.
توفي إلى رضوان الله بسامراء في ثامن ربيع الأول سنة ستين، وله تسع وعشرون سنة. ودفن إلى جانب والده. وأمه أمة.
وأما ابنه محمد بن الحسن الذي يدعوه الرافضة القائم الخلف الحجة، فولد سنة ثمان وخمسين، وقيل: سنة ست وخمسين، عاش بعد أبيه سنتين ثم عدم، ولم يعلم كيف مات. وأمه أم ولد. وهم يدعون بقاءه في السرداب من أربعمائة وخمسين سنة، وأنه صاحب الزمان، وأنه حي يعلم علم الأولين والآخرين، ويعترفون أن أحدا لم يره أبداً، فنسأل الله أن يثبت علينا عقولنا وإيماننا.
163 -
الحسن بن علي بن مهران المتوثي
، نزيل الري.
عن الحسن بن موسى الأشيب، ومسلم بن إبراهيم، وطائفة.
قال ابن أبي حاتم: سمعنا منه، وكان صدوقاً.
164 -
الحسن بن المبارك
، أبو القاسم الأنماطي، ابن اليتيم.
بغدادي مقرئ؛ قرأ على: عمرو بن الصباح. قرأ عليه: أحمد بن سهل الأشناني، والحسن بن أبي الجهم، ووهيب المروذي، وقاسم بن داود البغدادي، وغيرهم.
165 -
الحسن بن محمد بن بكار بن بلال العاملي الدمشقي
.
سمع: أباه، ومحمد بن شعيب، وأبا مسهر. وعنه: ابن جوصا، وابن ملاس.
وله تاريخ في معرفة الرجال.
166 -
ع سوى م:
الحسن بن محمد بن الصباح
، أبو علي الزعفراني.
كان يسكن درب الزعفراني ببغداد فنسب إليه. عن: سفيان بن عيينة، وأبي معاوية، وابن علية، وعبيدة بن حميد، وحجاج الأعور، وعبد الوهاب الثقفي، ومحمد بن أبي عدي، ويزيد بن هارون، وخلق.
وروى عن الشافعي كتابه القديم. وعنه: السته سوى مسلم، وأبو القاسم البغوي، وابن صاعد، وزكريا الساجي، ومحمد بن إسحاق بن خزيمة، وأبو عوانة، ومحمد بن مخلد، وأبو سعيد ابن الأعرابي، وطائفة.
وقال النسائي: ثقة.
وقال ابن حبان: كان أحمد بن حنبل، وأبو ثور يحضران عند الشافعي، وكان الحسن الزعفراني، هو الذي يتولى القراءة.
وقال زكريا الساجي: سمعت الزعفراني يقول: قدم علينا الشافعي واجتمعنا إليه، فقال: التمسوا من يقرأ لكم. فلم يجترئ أحد يقرأ عليه غيري. وكنت أحدث القوم سناً، ما كان في وجهي شعرة؛ وإني لأتعجب اليوم من انطلاق لساني بين يدي الشافعي، وأتعجب من جسارتي يومئذ. فقرأت عليه الكتب كلها إلا كتابين، فإنه قرأهما علينا: كتاب المناسك، وكتاب الصلاة.
وقال أحمد بن محمد بن الجراح: سمعت الحسن الزعفراني يقول: لما قرأت كتاب الرسالة على الشافعي قال لي: من أي العرب أنت؟ قلت: ما أنا بعربي، وما أنا إلا من قرية يقال لها الزعفرانية. قال: فأنت سيد هذه القرية.
وكان الزعفراني فصيحاً بليغاً؛ قال علي بن محمد بن عمر الفقيه بالري:
حدثنا أبو عمر الزاهد، قال: سمعت أبا القاسم بن بشار الأنماطي، قال: سمعت المزني، يقول: سمعت الشافعي يقول: رأيت ببغداد نبطياً يتنحى علي حتى كأنه عربي وأنا نبطي. فقيل له: من هو؟ قال: الزعفراني.
مات الزعفراني في سلخ شعبان سنة ستين، وكان من كبار الفقهاء والمحدثين ببغداد.
167 -
خ ق ن:
الحسن بن مدرك
، أبو علي السدوسي، مولاهم البصري الطحان.
أحد الحفاظ المذكورين. سمع: يحيى بن حماد، وعبد العزيز الأويسي. وعنه: البخاري، وابن ماجه، والنسائي، وعمر بن بجير، وابن صاعد.
رماه أبو داود بالكذب.
168 -
خ:
الحسن بن منصور
، ويقال الحسين بن منصور، أبو علي البغدادي الشطوي الصوفي. ويعرف بأبي علويه.
عن: أيوب ابن النجار، وابن عيينة، ووكيع، وعبد الله بن نمير، وحجاج الأعور، وجماعة. وعنه: البخاري، وأحمد بن حمدون بن عمارة الحافظ، وابن صاعد، ويعقوب الجصاص، وأبو عبيد محمد بن أحمد بن المؤمل، ومحمد بن مخلد، وآخرون.
وكان ثقة.
ولم يسمه الحسين إلا ابن مخلد العطار.
169 -
الحسن بن أبي يحيى الأصم
، أبو علي البصري ثم الرملي الشامي. ويقال الحسن بن يحيى بن السكن.
سمع: أبا داود الطيالسي، ويزيد بن هارون، وعدة. وعنه: محمد بن أحمد
ابن شيبان الرملي شيخ ابن جميع، وعبد الرحمن بن أبي حاتم، وقال: محله الصدق.
قلت: مات سنة سبع وخمسين.
170 -
الحسين بن بيان الشلاثائي البصري
.
عن: سيف بن محمد الثوري. وعنه: أبو بكر أحمد بن محمد بن عمر البصري الحرابي، وعبد الرحمن بن محمد بن حماد الطهراني، ومحمد بن إبراهيم بن فهد بن حكيم الساجي.
مات سنة سبع وخمسين.
171 -
د ق:
الحسين بن الجنيد الدامغاني السمناني
.
عن: جعفر بن عون، وأبي أسامة، وعتاب بن زياد المروزي. وعنه: أبو داود، وابن ماجه، وأبو علي أحمد بن محمد بن رزين الباشاني، وغيرهم.
قال النسائي: لا بأس به.
172 -
الحسين بن الحسن بن مهران الأصبهاني
، الخياط المكتب.
عن: أبي داود الطيالسي، وبكر بن بكار، وحج وجاور.
وقرأ القرآن على أبي عبد الرحمن المقرئ.
قال أبو نعيم الحافظ: توفي سنة ثلاث وخمسين، وكان صاحب غرائب.
173 -
الحسين بن سعيد المخرمي
.
عن: ابن علية، وأبي بدر السكوني، وعنه: السراج، ومحمد بن مخلد، وهو أخو الحسن.
174 -
الحسين بن السكن البصري
.
حدث ببغداد عن: عباد بن صهيب، وعبد الله بن رجاء الغداني، وعنه: أبو بكر بن أبي الدنيا، ومطين، ومحمد بن مخلد، وعبد الرحمن بن أبي حاتم.
توفي سنة ثمان وخمسين.
قال أبو حاتم: شيخ.
175 -
الحسين بن سيار
، أبو علي البغدادي، نزيل حران.
عن: إبراهيم بن سعد، وعبد العزيز بن أبي حازم. وعنه: محمد بن المسيب الأرغياني، وأبو عروبة الحراني، وجماعة.
وكان ضعيفاً.
مات سنة إحدى وخمسين.
176 -
د ق ن:
الحسين بن عبد الرحمن
، أبو علي الجرجرائي.
عن: الوليد بن مسلم، وعبد الله بن نمير، ووكيع، وطلق بن غنام، وعنه: أبو داود، وابن ماجه، والنسائي، وجعفر الفريابي، وعبد الله بن محمد بن وهب الدينوري، وأبو العباس السراج، وآخرون.
وكان ثقة.
توفي سنة ثلاث وخمسين.
177 -
الحسين بن عبد الله بن محمد الواسطي
، إمام مسجد العوام بن حوشب.
روى عن: النضر بن شميل، وعبد الرزاق.
قال ابن أبي حاتم: سمعت منه مع أبي، وكان صدوقاً.
178 -
الحسين بن عبد السلام المصري الشاعر الملقب بالجمل
.
له شعر بديع. وتوفي سنة ثمان وخمسين وله تسعون سنة، وكان وسخاً زرياً.
179 -
د ت: الحسين بن علي بن الأسود العجلي الكوفي نزيل بغداد، أبو عبد الله.
عن: وكيع، وحسين ابن الجعفي، ويحيى بن آدم، وابن فضيل، وأبي أسامة. وعنه: أبو داود، والترمذي، وحاجب بن أركين، وعمر بن بجير، والقاضي المحاملي، وطائفة كبيرة.
قال أبو حاتم: صدوق.
وذكره ابن حبان في الثقات وقال: ربما أخطأ.
وأما ابن عدي فقال: يسرق الحديث، وأحاديثه لا يتابع عليها.
وقال أبو الفتح الأزدي: ضعيف جداً.
قلت: توفي سنة أربع وخمسين.
180 -
ق:
الحسين بن محمد بن شنبة الواسطي البزاز
.
عن: يزيد بن هارون، والعلاء بن عبد الجبار المكي، وجعفر بن عون، وأبي أحمد الزبيري، وعنه: ابن ماجه، وأسلم بن سهل الواسطي، ومطين، وعبد الرحمن بن أبي حاتم، وأبوه، وقال: صدوق.
181 -
الحسين بن أبي زيد
، أبو علي الدباغ.
حدث ببغداد عن: أبي بكر بن عياش، وسفيان بن عيينة، وعنه: الباغندي، وأبو العباس السراج، والقاضي المحاملي، وأخوه أبو عبيد القاسم، وآخرون.
توفي سنة: أربع وخمسين.
أصله من الصغد، واسم أبيه منصور. لا أعلم به بأساً.
182 -
ق:
حفص بن عمرو بن ربال بن إبراهيم بن عجلان
، أبو عمر الرقاشي الربالي البصري.
عن: عبد الوهاب الثقفي، ويحيى القطان، ومحمد بن أبي عدي،
وجماعة. وعنه: ابن ماجه، ويحيى بن صاعد، وابن مخلد، والمحاملي، وابن عياش القطان، وطائفة.
قال الدارقطني: ثقة مأمون.
قلت: توفي سنة ثمان وخمسين ببغداد.
183 -
حمدان بن سهل
، الحافظ أبو بكر البلخي.
سمع: مكي بن إبراهيم، وأبا عبيد القاسم، وعدة. وعنه: أبو بكر محمد بن عمر بن الفضل الترمذي، وأبو علي البلخي الحافظ.
أورده أبو الفضل السليماني.
184 -
خ:
حمدان بن عمر
، أبو جعفر البغدادي السمسار.
سمع: روح بن عبادة، وأبا النضر، وجماعة. وعنه: البخاري، وابن صاعد، والمحاملي، ومحمد بن مخلد، وآخرون.
وقيل: اسمه أحمد، ولقبه حمدان.
توفي سنة ثمان وخمسين.
185 -
حمزة بن العباس
، أبو علي المروزي.
حج، وحدث ببغداد عن علي بن الحسن بن شقيق، وعبدان عبد الله بن عثمان. وعنه: ابن صاعد، ومحمد بن مخلد.
وكان ثقة.
توفي سنة ستين.
186 -
حمزة بن عون
، أبو يعلى المسعودي الكوفي.
سمع: يحيى بن آدم، ومحمد بن القاسم الأسدي، وطبقتهما. وعنه: عبد الله بن زيدان البجلي، وأبو بكر بن أبي داود، ومحمد بن المسيب الأرغياني.
لم يذكره ابن أبي حاتم.
كناه الحاكم.
187 -
د:
حمزة بن نصير
، أبو عبد الله المصري العسال.
عن: يحيى بن حسان التنيسي، وسعيد بن أبي مريم، وعنه: أبو داود، وعلي بن أحمد بن الصيقل، ومحمد بن أحمد بن راشد بن معدان الأصبهاني.
وكان صدوقاً.
توفي سنة خمس وخمسين.
188 -
حميد بن الربيع بن مالك
، أبو الحسن اللخمي الكوفي الخزاز.
قدم بغداد، وحدث عن: هشيم، وأبي خالد الأحمر، وحفص بن غياث، وسفيان بن عيينة، وعبد الله بن إدريس، ونحوهم. وعنه: الباغندي، والقاضي المحاملي، وابن مخلد، ويوسف بن يعقوب الأزرق، وأبو العباس محمد الأثرم، وطائفة سواهم.
قال محمد بن عثمان بن أبي شيبة: قال أبي: أنا أعلم بحميد بن الربيع، هو ثقة، ولكنه شره يدلس.
وقال عبد الله بن أحمد بن حنبل: كان أبي يحسن القول في حميد الخزاز.
وقال الدارقطني: تكلموا فيه.
وقال البرقاني: رأيت عامة شيوخنا يقولون: ذاهب الحديث.
قلت: كان واسع الرواية أخبارياً. توفي سنة ثمان وخمسين.
189 -
د ن:
حميد بن زنجويه الحافظ أبو أحمد الأزدي النسائي
. واسم زنجويه: مخلد بن قتيبة.
سمع: النضر بن شميل، وسعيد بن عامر الضبعي، ويزيد بن هارون، وجعفر بن عون، ووهب بن جرير، وطبقتهم. وصنف كتاب الأموال،
وكتاب الترغيب والترهيب وغير ذلك.
وعنه: أبو داود، والنسائي، وإبراهيم الحربي، وابن صاعد، ومحمد بن خريم المري، وعبد الله بن عتاب الزفتي، وأبو العباس السراج، ومحمد بن جرير، والقاضي المحاملي، ومحمد بن أحمد بن عبد الجبار الرياني، وآخرون.
وكان ثقة ثبتاً إماماً كبير القدر.
قال النسائي: ثقة.
وقال أبو حاتم بن حبان: هو الذي أظهر السنة بنسا. ثم قال: مات سنة سبع وأربعين ومائتين.
قال أبو عبيد: ما قدم علينا من فتيان خراسان مثل ابن زنجويه وأحمد بن شبويه.
قلت: سافر في آخر عمره إلى مصر، ثم خرج منها في سنة إحدى وخمسين فأدركه أجله.
190 -
حم بن نوح بن محمد
، أبو محمد الأنصاري البلخي.
عن: أبي معاذ خالد بن سليمان، وعمر بن هارون البلخيين، وجماعة. وعنه: عبدان الأهوازي، وأبو بكر بن أبي داود، وجماعة.
توفي سنة ستين.
191 -
حنين بن إسحاق
، أبو زيد العبادي النصراني الشقي. شيخ الطب بالعراق في زمانه.
كان بصيراً باللغة اليونانية فعرب كتباً عديدة في الطبيعي والرياضي؛ وكان المأمون ذا غرام بتعريبها ومعرفتها، ولحنين مصنفات مشهورة في الطب كالمسائل وغيرها، وكان ذا ثروة ورفاهية وتنعم. وله أموال وغلمان، طب غير واحد من الخلفاء، وانقلع في سنة ستين.
192 -
ق:
حوثرة بن محمد المنقري
، أبو الأزهر البصري الوراق.
عن: سفيان بن عيينة، ويحيى القطان، وأبي أسامة، وطائفة. وعنه ابن
ماجه، وابن خزيمة، وأبو عروبة الحراني، وأبو محمد بن صاعد، وآخرون.
وكان صدوقاً.
توفي سنة ستين وخمسين.
193 -
حيدرة بن إبراهيم
، أبو عمرو البغدادي.
عن: أسباط بن محمد، وابن نمير، وأبي أسامة. وعنه: موسى بن هارون، وعثمان بن جعفر اللبان، والقاضي المحاملي، وابن صاعد.
قال الدارقطني: ثقة.
194 -
د ن:
خشيش بن أصرم
، أبو عاصم النسائي الحافظ.
مصنف كتاب الاستقامة في الرد على أهل البدع، سمع: عبد الرزاق، وعبد الله بن بكر السهمي، وروح بن عبادة، وطبقتهم. وعنه أبو داود والنسائي، وأبو بكر بن أبي داود، وأحمد بن عبد الوارث العسال، وعلي بن أحمد علان، ومحمد بن أحمد بن سليمان الهروي، وجماعة.
وثقه النسائي. وله رحلة إلى مصر، والشام، والعراق، واليمن.
توفي في رمضان سنة ثلاث وخمسين بمصر.
195 -
ن ق:
داود بن سليمان
، أبو سهل العسكري، بنان.
سمع: أبا معاوية، والحسين الجعفي، ومحمد بن أبي خداش الموصلي، وجماعة. وعنه: النسائي، وابن ماجه، وأبو حاتم، وابنه عبد الرحمن بن أبي حاتم، وقال: صدوق. ومحمد بن جعفر الخرائطي، وآخرون.
توفي بسامراء.
196 -
داود بن عبد الغفار بن داود بن مهدي الحراني
.
ولد بمصر، وروى عن الفريابي، وبشر بن بكر التنيسي، وأيوب بن
سويد، وطبقتهم. وعنه: عبد الله بن عمرو التميمي شيخ لابن يونس.
مات في ربيع الأول سنة أربع وخمسين.
197 -
داود بن قاسم بن إسحاق بن عبد الله بن جعفر بن أبي طالب
، أبو هاشم الجعفري الهاشمي.
قال المسعودي: كان بينه وبين جعفر ثلاثة آباء؛ ولم يكن يعرف في ذلك الوقت، يعني سنة خمسين ومائتين، أقعد نسباً في الهاشميين منه. وكان ذا زهد ونسك وعلم، صحيح العقل، سليم الحواس، منتصب القامة. وقبره ببغداد مشهور. دخل على محمد بن عبد الله بن طاهر فعنفه على قتل يحيى بن عمر العلوي.
198 -
داود بن يحيى الصوفي الإفريقي
.
عن: عبد الملك بن أبي كريمة، وعبد الله بن عمر بن غانم.
قال ابن يونس: ليس بشيء، أحاديثه موضوعة. مات سنة إحدى وخمسين.
199 -
د ن:
الربيع بن سليمان الجيزي
، أبو محمد الأزدي، مولاهم الأعرج.
سمع: ابن وهب، والشافعي، وإسحاق بن بكر، وعبد الله بن يوسف. وعنه: أبو داود، والنسائي، وأبو بكر بن أبي داود، وأبو جعفر الطحاوي، وجماعة.
وكان حسن الحديث صدوقاً.
توفي في ذي الحجة سنة ست وخمسين، قبل الربيع المرادي بأربع عشرة سنة.
200 -
رجاء بن الجارود
، أبو المنذر البغدادي الزيات.
سمع: جعفر بن عون، والواقدي، وغيرهما. وعنه: المحاملي، ومحمد بن مخلد، وابن أبي حاتم.
توفي سنة ستين.
201 -
رجاء بن حميد الواسطي
، نزيل قزوين.
عن محمد بن يزيد الواسطي، ويزيد بن هارون، وجماعة. وعنه إسحاق بن محمد الكيساني، ومحمد بن مسعود الأسدي.
وتوفي سنة سبع وخمسين.
202 -
رجاء بن سهل
، أبو نصر الصاغاني.
عن: إسماعيل ابن علية، وأبي قطن عمرو بن الهيثم، وحماد بن خالد الخياط. وعنه: أبو عبيد بن المؤمل، والمحاملي، وابن مخلد.
وثقه الخطيب.
203 -
رجاء بن صهيب
، أبو غسان الأصبهاني الجروآني.
ذكره أبو الشيخ فقال: يقال إنه لم يكن بأصبهان أفضل منه، وأنه كان مجاب الدعوة.
يروي عن: روح بن عبادة، وسعيد بن عامر، وبكر بن بكار. وعنه: محمد بن يحيى بن منده، وعبد الله بن منده، ومحمد بن جعفر الأشعري.
توفي سنة إحدى وخمسين ومائتين.
204 -
رجاء بن عبد الرحيم
، أبو المضاء القرشي الهروي.
عن: أبي نعيم، وأبي مسهر، وسعيد بن أبي مريم، وطبقتهم. حدث بنيسابور، وكان من علماء الحديث. روى عنه: إبراهيم بن محمد بن سفيان، وزكريا بن داود الخفاف، ومحمد بن سليمان بن فارس، ومحمد بن علي المذكر، وآخرون.
205 -
رجاء بن عيسى الجوهري الكوفي
، أبو المستنير.
أحد القراء الكبار؛ قرأ على ترك الحذاء، ويحيى الجزار، وعبد الرحمن بن قلوقا. قرأ عليه: سليمان بن يحيى الضبي، وهو أجل أصحابه.
206 -
ن ق:
رزق الله بن موسى
، أبو بكر الناجي، ويقال: أبو الفضل البغدادي الإسكافي الكلوذاني.
عن: يحيى بن سعيد القطان، وابن مهدي، وسفيان بن عيينة، وشبابة، وجماعة. وعنه: النسائي، وابن ماجه، وعبد الله بن ناجية، وابن خزيمة، وابن صاعد، والمحاملي، ومحمد بن إبراهيم بن نيروز، وجماعة.
وكان ثقة.
توفي في ذي القعدة سنة ست وخمسين.
207 -
رشدين بن عبد العزيز المخزومي
، مولاهم.
شيخ معمر مصري، توفي سنة تسع وخمسين في ذي القعدة.
قال الطحاوي: سمعته يقول: حضرت مع أبي جنازة الليث بن سعد، فقام منصور بن عمار فقص في جنازته.
208 -
روح بن عبد الرحمن البوشنجي
، نزيل بغداد.
سمع: ابن عيينة، ومعاذ بن هشام، وعبد الصمد بن عبد الوارث. وعنه: موسى بن هارون، وقال: ثقة، ومحمد بن خلف وكيع، ومحمد بن مخلد.
توفي سنة ثمان وخمسين.
209 -
ق:
روح بن الفرج
، أبو الحسن البزاز.
عن: مولاه محمد بن سابق، وقبيصة بن عقبة، وشبابة، وكثير بن هشام، وجماعة. وعنه: ابن ماجه، ويحيى بن صاعد، ومحمد بن المسيب الأرغياني، وأبو عبيد بن المؤمل، ومحمد بن مخلد، والمحاملي، وجماعة.
توفي في رجب سنة ثمان أيضاً.
210 -
زاهر بن خالد السمرقندي
، أبو الأزهر الوراق.
شيخ موثق، يروي عن: محمد بن عبد الله الأنصاري، وغيره.
توفي سنة ست وخمسين.
211 -
ق:
الزبير بن بكار بن عبد الله بن مصعب بن ثابت بن عبد الله بن الزبير بن العوام
، قاضي مكة أبو عبد الله الأسدي الزبيري المدني.
عن: سفيان بن عيينة، وأبي ضمرة، والنضر بن شميل، وذؤيب بن عمامة، وعبد الله بن نافع الصائغ، وعبد المجيد بن أبي رواد، وعلي بن محمد المدائني، ومحمد بن الحسن بن زبالة، ومحمد بن الضحاك الحزامي، وعمه مصعب الزبيري، وخلق.
وعنه: ابن ماجه، وأبو حاتم، وابن أبي الدنيا، وعبد الله بن شبيب، وحرمي بن أبي العلاء، وهو أبو عبد الله أحمد بن محمد المكي، وإسماعيل بن العباس الوراق، والقاضي المحاملي، ومحمد بن أبي الأزهر، ويوسف بن يعقوب الأزرق، وخلق.
قال ابن أبي حاتم: رأيته ولم أكتب عنه.
وقال الدارقطني: ثقة.
وعن السري بن يحيى التميمي قال: لقي الزبير بن بكار إسحاق بن إبراهيم الموصلي، فقال له إسحاق: يا أبا عبد الله، عملت كتاباً سميته كتاب النسب، وهو كتاب الأخبار. قال: وأنت يا أبا محمد عملت كتاب سميته كتاب الأغاني وهو كتاب المعاني.
وقال الحسين بن القاسم الكوكبي: لما قدم الزبير بغداد قال أبو حامد المستملي عليه: من ذكرت يا ابن حواري رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: فأعجبه.
وقال محمد بن عبد الملك التاريخي: أنشدني ابن أبي طاهر لنفسه في الزبير بن بكار:
ما قال: لا قط إلا في تشهده ولا جرى لفظه إلا على نعم بين الحواري والصديق نسبته وقد جرى ورسول الله في رحم وقال الكوكبي: حدثنا محمد بن موسى المارستاني، قال: حدثنا الزبير بن بكار قال: قالت ابنة أختي لأهلنا: خالي خير رجل لأهله، لا يتخذ ضرة ولا سرية. قال: تقول المرأة: والله هذه الكتب أشد علي من ثلاث ضرائر.
وقال محمد بن إسحاق الصيرفي: سألت الزبير: منذ كم زوجتك معك؟ قال: لا تسألني، ليس يرد القيامة أكثر كباشاً منها، ضحيت عنها بسبعين كبشاً.
وقال الخطيب: كان الزبير ثقة ثبتاً، عالماً بالنسب وأخبار المتقدمين. له مصنف في نسب قريش.
قلت: وقع هذا الكتاب عالياً لابن طبرزد.
وقال أحمد بن سليمان الطوسي صاحب الزبير: توفي لتسع بقين من ذي القعدة سنة ست وخمسين، وقد بلغ أربعا وثمانين سنة، بمكة. وصلى عليه ابنه مصعب. وكان سبب وفاته أنه وقع من فوق سطحه، فمكث يومين لا يتكلم، ومات. وتوفي بعد فراغنا من قراءة كتاب النسب عليه بثلاثة أيام.
قال السليماني: منكر الحديث.
* الزبير بن جعفر، هو المعتز بالله. سيأتي.
212 -
زكريا بن يحيى بن الحارث بن ميمون البصري
، عرف بشريك السري.
عن: معاذ بن هشام، ووهب بن جرير. وعنه: ابن صاعد، وابن مخلد.
وكان ثقة.
توفي سنة ستين.
وعند التاج الكندي جزء عال من حديثه معروف.
213 -
زكريا بن يحيى بن زكريا بن أبي زائدة
.
يروي عن أبيه، وغيره.
وثقه مطين وقال: توفي بالكوفة سنة اثنتين وخمسين.
214 -
خ:
زكريا بن يحيى بن عمر
، أبو السكين الطائي الكوفي.
حدث ببغداد عن أبي بكر بن عياش، وعبد الرحمن المحاربي، وابن نمير، وأبي أسامة، والهيثم بن عدي، وغيرهم. وعنه: البخاري، وابن أبي الدنيا، وعبدان الأهوازي، وأحمد بن عمرو البزار، وأبو عبيد علي بن حربويه، وابن صاعد، وآخرون.
وهو من أولاد أوس بن حارثة بن لام الطائي.
وثقه الخطيب وغيره.
ومات سنة إحدى وخمسين.
215 -
زكريا بن يحيى
المصري العبدري
، أبو يحيى المعروف بالوقار.
يروي عن: ابن القاسم، وابن عيينة، وابن وهب، وسعيد الآدم. وعنه: أبو حاتم الرازي، ومحمد بن المعافى البيروتي، ومحمد بن إسماعيل المهندس، والحسن بن سفيان، وعلي بن الحسن بن قديد، وطائفة.
وكان من كبار الفقهاء المالكية وصلحائهم، نزح عن مصر أيام محنة القرآن، واستوطن بطرابلس الغرب. وليس هو بالقوي في الحديث. ضعفه أبو سعيد بن يونس، وقال: توفي في جمادى الآخرة سنة أربع وخمسين. وقال أبو عمر الكندي: كان فقيهاً وكان صاحب عجائب، لم يحمد.
وقال ابن عدي: كان يضع الحديث.
وقال صالح جزرة: حدثنا أبو يحيى الوقار، وكان من الكذابين الكبار.
وقال ابن يونس: كان فقيهاً صاحب حلقة. عاش ثمانين سنة.
216 -
زكريا بن يحيى، الزاهد الكبير أبو يحيى الكردي الهروي، من كبار مشايخهم وورعيهم.
ذكره السلمي في تاريخ الصوفية فقال: يقال: إنه مجاب الدعوة، وإن الملائكة تسلم عليه.
وقال: أحمد بن محمد بن ياسين: سمعت أبا سعيد العابد يقول: كان أحمد بن حنبل يرفع من محل أبي يحيى الكردي، ويقول هو من الأبدال.
قال ابن ياسين: مات في رجب، وكان فقيهاً مفتياً حافظاً للحديث.
217 -
زكريا بن يحيى بن أيوب
، أبو علي المدائني المكفوف.
عن: زياد بن عبد الله البكائي، وشبابة بن سوار. وعنه: محمد بن غالب تمتام، وابن صاعد، والقاضي المحاملي، وآخرون.
توفي سنة سبع وخمسين.
محله الصدق.
218 -
زكريا بن يحيى بن زكريا
، أبو الفضل الباهلي.
عن: يحيى بن سعيد القطان، وأبي داود الطيالسي، وغيرهما. وعنه: أحمد بن عبد الله بن بجير القاضي، والقاضي المحاملي.
وثقه الخطيب.
219 -
زكريا بن يحيى بن خلاد
، أبو يعلى المنقري الساجي البصري.
حدث ببغداد عن: الأصمعي، والحكم بن مروان الضرير، وهو مكثر عن الأصمعي. وعنه: عبيد الله السكري، والقاضي المحاملي، ومحمد بن مخلد، وغيرهم.
• - زكريا بن يحيى بن أسد المروزي، صاحب ابن عيينة، يأتي سنة سبعين، وقد مر.
• -
زكريا بن يحيى كاتب العمري
. شيخ مسلم.
• - وزكريا بن يحيى البلخي اللؤلؤي الحافظ، وسيأتي أيضاً:
• -
زكريا بن يحيى السجزي
، شيخ النسائي.
220 -
خ د ت ن:
زياد بن أيوب
، أبو هاشم الطوسي، ثم البغدادي، الحافظ، دلويه، ويقال له أيضاً: شعبة الصغير لإتقانه ومعرفته.
سمع: هشيماً، وأبا بكر بن عياش، وعبد الله بن إدريس، وابن علية، وزياد بن عبد الله البكائي، وعباد بن العوام، وعلي بن غراب، ومروان بن شجاع الجزري، ومعتمر بن سليمان، وخلقاً.
وعنه: البخاري، وأبو داود، والترمذي، النسائي، وأحمد بن أبي القاسم
عبد الله بن محمد البغوي، وأبوه، وأحمد بن علي الجوزجاني، وأبو بكر بن أبي داود، وعمر بن بجير، وابن خزيمة، وابن صاعد، ومحمد بن المسيب، والمحاملي. ومن القدماء أحمد بن حنبل.
قال أبو إسحاق الأصبهاني، وهو إن شاء الله ابن أورمة: ليس على بسيط الأرض أحد أوثق من زياد بن أيوب.
وقال أبو حاتم: صدوق.
قال الإمام أحمد: اكتبوا عنه، فإنه شعبة الصغير.
وقال السراج: سمعته يقول: مولدي سنة ست وستين ومائة. وطلبت الحديث سنة إحدى وثمانين.
قلت: مات في ربيع الأول سنة اثنتين وخمسين ومائتين.
وبين سبط السلفي وبينه أربعة أنفس. وقد عاش بعده أربعمائة سنة، وهذا نهاية العلو.
221 -
ق:
زهير بن محمد بن قمير بن شعبة
، أبو محمد المروزي، ويقال: أبو عبد الرحمن نزيل بغداد، وأحد الثقات العباد.
سمع: أبا النضر، وروح بن عبادة، وعبد الرزاق، وسنيد بن داود، وعبيد الله بن موسى، وخلقاً. وعنه: ابن ماجه، وأحمد بن عمرو البزار، وعمر بن بجير، وابن صاعد، والمحاملي، والحسين بن يحيى بن عياش القطان، وآخرون.
قال محمد بن إسحاق السراج: ثقة مأمون.
وقال الخطيب: كان ثقة، صادقاً ورعاً زاهداً. انتقل في آخر عمره من بغداد إلى طرسوس فرابط بها إلى أن مات.
وقال أبو القاسم البغوي: ما رأيت بعد أحمد بن حنبل أفضل من زهير بن قمير. سمعته يقول: أشتهي لحماً من أربعين سنة ولا آكله حتى أدخل الروم. فآكله من مغانم الروم.
قال: وحدثني ولده محمد بن زهير قال: كان أبي يجمعنا في وقت
ختمه القرآن في شهر رمضان في كل يوم وليلة ثلاث مرات، تسعين ختمة في شهر رمضان.
مات في سنة ثمان وخمسين.
وقيل: مات في آخر سنة سبع.
222 -
ع:
زياد بن يحيى بن زياد بن حسان
، أبو الخطاب الحساني النكري العدني، ثم البصري.
عن: معتمر بن سليمان، وعبد الوهاب الثقفي، ومحمد بن سواء، ونوح بن قيس، وحاتم بن وردان، وجماعة. وعنه: الستة، وابن أبي عاصم، وزكريا الساجي، وأبو عروبة، وابن جرير، وابن خزيمة، وخلق آخرهم أبو روق الهزاني.
وثقه جماعة.
وتوفي سنة أربع وخمسين.
223 -
ع سوى م:
زيد بن أخزم
، أبو طالب الطائي البصري الحافظ.
سمع: يحيى بن سعيد القطان، ومعاذ بن هشام، وعبد الرحمن بن مهدي، وطبقتهم. وعنه: الجماعة سوى مسلم، وأبو عروبة الحراني، وعبد الله بن محمد بن وهب الدينوري، وأبو القاسم البغوي، وابن صاعد، والمحاملي وخلق.
وثقه النسائي.
وذبحته الزنج لما هجموا البصرة، وقتلوا أهلها سنة سبع وخمسين.
224 -
زيد بن خرشة بن زيد
، أبو الحسن الذهلي الأصبهاني، الفقيه الذي تولى مناظرة أبي الوليد الكناني في مجلس عبد العزيز بن دلف.
سمع: مسلم بن إبراهيم، والقعنبي، والحميدي، وجماعة. وعنه: أحمد بن الحسين الأنصاري، وأبو بكر الجارودي، ومحمد بن إبراهيم بن سالم الأصبهانيون.
225 -
سختويه بن مازيار
، أبو علي النيسابوري.
كان مجوسياً فأسلم على يد المأمون وهو شاب. وسمع الكثير، وعني بالعلم، وحج، وسمع بالحجاز، والعراق، وخراسان. وحدث عن: النضر بن شميل، ووكيع، ومالك بن سعير، وجعفر بن عون، ومسلم بن قتيبة، وعبد المجيد بن أبي رواد، وطائفة. وعنه: إمام الأئمة ابن خزيمة، وأبو حامد بن الشرقي، ومكي بن عبدان، وأبو حامد بن بلال، وآخرون.
ذكره أبو عبد الله الحاكم فقال: محدث، كبير مسند، مفيد، صدوق، توفي سنة خمس وخمسين وله غرائب.
226 -
السري بن عاصم
، أبو سهل الهمداني الكوفي.
أحد الضعفاء. سمع: عيسى بن يونس، وحفص بن غياث. وعنه: عبد الرحمن بن خراش وقال: كذاب؛ والقاضي المحاملي.
توفي سنة ثمان وخمسين.
227 -
السري بن المغلس
، أبو الحسن السقطي البغدادي الزاهد.
علم الأولياء في زمانه. صحب معروفاً الكرخي، وحدث عن: الفضيل بن عياض، وهشيم، وأبي بكر بن عياش، وعلي بن غراب، ويزيد بن هارون. وعنه: أبو العباس بن مسروق، والجنيد بن محمد، وأبو الحسين النوري، وإبراهيم بن عبد الله المخرمي.
قال عبد الله بن شاكر، عن سري السقطي قال: صليت وردي ليلة ومددت رجلي في المحراب، فنوديت: يا سري كذا تجالس الملوك. فضممت رجلي ثم قلت: وعزتك لا مددتها.
وقال أبو بكر الحربي: سمعت السري يقول: حمدت الله مرة، فأنا أستغفر الله من ذلك الحمد منذ ثلاثين سنة. قيل: وكيف ذاك؟ قال: كان لي دكان فيه متاع، فاحترق السوق، فلقيني رجل، فقال: أبشر، فقلت: مه، فقال: دكانك سلمت. فقلت: الحمد لله. ثم إني فكرت فرأيتها خطيئة.
وقيل: إن السري رأى جارية سقط من يدها إناء فانكسر، فأخذ من دكانه إناء، فأعطاها عوض المكسور. فرآه معروف فقال: بغض الله إليك الدنيا.
قال السري: هذا الذي أنا فيه من بركات معروف.
وقال الجنيد: سمعت سرياً يقول: أشتهي منذ ثلاثين سنة جزرة أغمسها في دبس وآكلها، فما تصح لي.
وسمعت السري يقول: أحب أن آكل أكلة ليس لله علي فيها تبعة، ولا لمخلوق فيها منة، فما أجد إلى ذلك سبيلاً.
ودخلت عليه وهو يجود بنفسه، فقلت: أوصني. قال: لا تصحب الأشرار، ولا تشتغلن عن الله بمجالسة الأخيار.
وقال الفرخاني: سمعت الجنيد يقول: ما رأيت أعبد لله من السري، أتت عليه ثمان وتسعون سنة ما رئي مضطجعاً إلا في علة الموت.
وقال الجنيد: سمعت السري يقول: إني لأنظر إلى أنفي كل يوم مراراً مخافة أن يكون وجهي قد اسود.
وسمعته يقول: ما أحب أن أموت حيث أعرف، أخاف أن لا تقبلني الأرض فأفتضح.
وسمعته يقول: فاتني جزء من وردي لا يمكنني أن أقضيه أبداً، يعني: ما له وقت قط لقضائه لاستغراق أوقاته.
قال السلمي: السري أول من أظهر لسان التوحيد ببغداد، وتكلم في علوم الحقائق. وهو إمام البغداديين في الإشارات.
قلت: ومن أصحابه: العباس بن يوسف الشكلي، ومحمد بن الفضل بن جابر السقطي، والجنيد، وآخرون.
توفي في رمضان سنة ثلاث وخمسين؛ وقيل: إحدى؛ وقيل: سنة سبع وخمسين.
228 -
السري بن مهران
، أبو سهل الرازي. نزيل زنجان.
عن: حسين الجعفي، ومحمد بن عبيد، وجماعة.
قال ابن أبي حاتم: رأيته وكان صدوقاً.
229 -
سعد بن معاذ
، أبو عصمة المروزي.
توفي بمرو سنة ثلاث وخمسين في ذي الحجة.
سمع: علي بن الحسن بن شقيق، وعبد العزيز بن أبي رزمة. روى عنه: أبو رجاء محمد بن حمدويه، وأهل مرو.
230 -
سعيد بن أيوب بن موسى الهمداني البخاري
.
عن: أبي معاوية، ووكيع، وأسباط بن محمد، وطائفة. وعنه: إسحاق بن أحمد بن خلف، وحفيده محمد بن حمدان بن سعيد.
توفي في رجب سنة إحدى وخمسين ببخارى.
231 -
سعيد بن بحر القراطيسي البغدادي
.
ثقة، مسند. سمع: عبيدة بن حميد، والحسين الجعفي، وجماعة. وعنه: ابن صاعد، والمحاملي.
توفي سنة ثلاث وخمسين.
232 -
سعيد بن رحمة بن نعيم المصيصي
، أبو عثمان.
راوي كتاب الجهاد عن ابن المبارك. روى عن: ابن المبارك، وأبي إسحاق الفزاري، ومحمد بن حمير الحمصي، وغيرهم. وعنه: محمد بن سفيان المصيصي الصفار، ومحمد بن المسيب الإسفنجي الأرغياني، وأحمد بن جوصا.
قال ابن حبان: يروي ما لم يتابع عليه. لا يجوز الاحتجاج به.
233 -
سعيد بن عبد الله
، أبو صالح الهمداني السواق. الرجل الصالح.
أحد حفاظ الحديث. رحل وطوف، وسمع: يزيد بن هارون، وعبد الرزاق، والفريابي، وعبد الله بن جعفر الرقي، ومحمد بن عبيد الطنافسي، وخلقاً. وعنه: محمد بن هارون الروياني، وعبد العزيز بن محمد الحارثي، وجماعة.
234 -
ن:
سعيد بن عبد الرحمن
، أبو عثمان البغدادي، نزيل أنطاكية.
عن: إسماعيل بن أبي أويس، ومحبوب بن موسى الفراء. وعنه النسائي،
وميمون بن أحمد المؤدب، وحاجب بن أركين الفرغاني.
235 -
سعيد بن عيسى الكريزي البصري
.
عن: معتمر بن سليمان، ويحيى القطان، وجماعة. وعنه: الحسن بن محمد بن شعبة، وأبو عبيد القاسم المحاملي.
قال الدارقطني: ضعيف.
236 -
خ ق:
سعيد بن مروان
، أبو عثمان البغدادي.
سمع: أبا نعيم، والقعنبي، وجماعة. وسكن نيسابور. روى عنه: البخاري، وابن ماجه، ومحمد بن إسحاق بن خزيمة، ومحمد بن المسيب الأرغياني، وزكريا بن داود الخفاف، ومحمد بن سليمان بن فارس، وأبو علي محمد بن علي بن عمر المذكر.
توفي في نصف شعبان سنة اثنتين وخمسين.
روى البخاري عنه حديثاً مقروناً بغيره، عن محمد بن عبد العزيز بن أبي رزمة. وروى عنه ابن ماجه حديثاً عن أحمد بن يونس.
237 -
سعيد بن محمد بن ثواب البصري
.
عن: أزهر السمان، ومؤمل بن إسماعيل، وجماعة. وعنه: يحيى بن محمد بن صاعد، والمحاملي، وعبد الله بن ناجية، ومحمد بن المسيب الأرغياني.
238 -
د:
سعيد بن نصير
، أبو عثمان البغدادي الوراق، نزيل الثغر والرقة.
عن: سفيان بن عيينة، ووكيع، وجماعة. وعنه: أبو داود، وأبو شعيب الحراني، والحسن بن أحمد بن فيل، ومحمد بن إبراهيم البوشنجي، وأبو عبد الرحمن النسائي في غير سننه، وأبو عبد الملك أحمد بن إبراهيم البسري، ومحمد بن يحيى بن كثير الحراني، وقد روى هو عنه. ومن شيوخه: مبشر بن إسماعيل الحلبي، وأبو أسامة، وروح بن عبادة.
وله: كتاب البكاء، وكتاب العوائد. وغير ذلك في الرقائق.
وبقي إلى بعد الخمسين ومائتين.
239 -
سعيد بن هاشم الكاغدي السمرقندي
.
عن: عمرو بن عاصم الكلابي، وقبيصة، وأبي الوليد الطيالسي.
توفي سنة تسع وخمسين.
240 -
سعيد بن يزيد
بن معيوف الحجوري
.
عن: عمرو بن هاشم البيروتي، وعلي بن عياش. وعنه: ابن جوصا، ومحمد ابن العباس ابن الدرفس، وجعفر بن درستويه، وقال: كان ثقة، من الأبدال.
241 -
سعيد بن يزيد، أبو عثمان التيمي.
عن: عيسى بن يونس، وابن علية، والوليد بن مسلم. روى عنه: أبو بكر إسماعيل بن محمد بن إسماعيل الرازي.
شيخ معمر لقيه الحاكم، لم أره في كتاب ابن أبي حاتم.
242 -
سلمة بن أحمد بن أبي نافع
، أبو طالب المري الموصلي الفقيه المفتي.
يروي عن: إسماعيل بن أبي أويس، وأحمد بن يونس، وسعيد بن منصور، وعلي بن الجعد. روى عنه: محمد بن جامع الصائغ، وغيره من المواصلة.
ومات بعد الخمسين.
243 -
سلمة بن مكمل المدلجي المصري
.
من: شيوخ مصر، توفي في رجب سنة خمس وخمسين.
آخر من حدث عنه أحمد بن محمد بن يحيى بن جرير.
244 -
ت ق:
سلم بن جنادة بن سلم بن خالد بن جابر بن سمرة
، أبو السائب العامري السوائي الكوفي.
سمع: أباه، وعبد الله بن إدريس، وحفص بن غياث، وجماعة. وعنه: الترمذي، وابن ماجه، ومحمد بن جرير، والقاضي المحاملي، وأبو بكر بن أبي داود، ومحمد بن مخلد، وجماعة.
قال النسائي: كوفي صالح.
وقال البرقاني: ثقة.
وقال السراج: قال لي: ولدت سنة أربع وسبعين ومائة. وعاش ثمانين سنة.
245 -
السلم بن يحيى
، أبو سعيد الطائي الحجراوي.
عن: مروان بن معاوية الفزاري، وسويد بن عبد العزيز. وكان عالي الإسناد. روى عنه: محمد بن خريم المري، وابن جوصا، وأبو الدحداح أحمد بن محمد، وآخرون.
قال أبو حاتم: صدوق.
وروي أن الناس كانوا يتلقونه يوم الجمعة إذا دخل البلد إلى باب جيرون يحترمونه ويبجلونه ويدخلون به الجامع.
246 -
سليمان بن بشار الخراساني
، أبو أيوب.
حدث بمصر عن: هشيم، وابن المبارك، وسفيان بن عيينة. روى عنه: جماعة آخرهم عبد الرحمن بن أحمد بن محمد الرشديني.
توفي في شعبان سنة تسع وخمسين ومائتين، وهو آخر من حدث عن هشيم بالديار المصرية. ولم يذكره ابن أبي حاتم، ولا الحاكم أبو أحمد، ولا الحاكم أبو عبد الله. وعداده في الضعفاء.
247 -
د ن:
سليمان بن داود بن حماد
أخو رشدين ابني سعد أبو الربيع المهري المصري.
عن: عبد الله بن وهب، وإدريس بن يحيى الزاهد، وأشهب الفقيه، وعبد الملك بن الماجشون، وعبد الله بن نافع. وعنه: أبو داود، والنسائي، ووثقه، وعمر البجيري، وإبراهيم بن متويه، ومحمد بن زبان، وآخرون.
وقرأ القرآن على ورش؛ قرأ عليه: أبو بكر محمد بن عبد الرحيم الأصبهاني، وغيره. وكان من جلة المقرئين وعبادهم ومسنديهم، لكن لم تشتهر طريقه.
توفي سنة ثلاث وخمسين في أول ذي القعدة، قاله ابن يونس. وقال: كان زاهداً، وكان فقيهاً على مذهب مالك. ولد سنة ثمان وسبعين ومائة.
وقال أبو داود السجستاني: قل من رأيت في فضله.
248 -
سليمان بن داود
، أبو أحمد الثقفي الرازي القزاز.
سمع: ابن عيينة، وابن نمير، ومعن بن عيسى. وعنه: أبو حاتم، وابنه عبد الرحمن بن أبي حاتم وقال: ثقة؛ وأبو نعيم عبد الملك بن محمد بن عدي، وأحمد بن محمد بن معاوية الكاغدي، وهو آخر من حدث عنه.
249 -
ت:
سليمان بن عبد الجبار بن زريق السامري
.
عن: سعيد بن عامر الضبعي، وعثمان بن عمر بن فارس. وعنه: الترمذي، وعبد الله بن ناجية، وابن صاعد، وجماعة.
وقال أبو حاتم: سمعت حجاج بن الشاعر يبالغ في الثناء عليه.
250 -
د:
سليمان بن عبد الرحمن بن حماد
، أبو داود التيمي الطلحي الكوفي التمار.
عن: أبيه، وعمرو بن حماد القناد. وعنه: أبو داود، وأبو زرعة، وابن أبي عاصم، وغيرهم.
مات في ذي القعدة سنة اثنتين وخمسين.
251 -
سليمان بن محمد بن سليمان
، أبو أيوب الرعيني الحمصي.
سمع: بقية بن الوليد. وعنه: سعيد بن عمرو البرذعي.
قال ابن أبي حاتم: توفي قبل قدومي حمص بدون سنة.
252 -
م ت ن:
سليمان بن معبد
، أبو داود السنجي المروزي. وسنج من قرى مرو.
سمع النضر بن شميل، وعبد الرزاق، وعبد الله بن يوسف التنيسي، وطائفة. وعنه: مسلم، والترمذي، والنسائي، وأبو بكر بن أبي داود، ومحمد بن حمدويه المروزي، وخلق.
وكان محدثاً حافظاً نحوياً فصيحاً.
توفي بمرو في سنة سبع وخمسين في ذي الحجة.
253 -
سليمان بن نصر
، أبو أيوب المري الغطفاني الأندلسي.
روى عن: يحيى بن يحيى، وسعيد بن حسان، وعبد الملك بن حبيب، وأبي مصعب الزهري، وطائفة.
مات بالأندلس.
254 -
سليم بن مجاهد بن بعيش
، بباء موحدة يشتبه بيعيش، أبو عمر البخاري.
رحل وسمع من أبي عبد الرحمن المقرئ، وعبد الله بن رجاء الغداني، والقعنبي. وعنه: ابنه المحدث مهيب بن سليم.
توفي سنة خمس وخمسين.
255 -
د ن:
سهل بن صالح
، أبو سعيد الأنطاكي البزار.
عن أبي خالد الأحمر، وأبي معاوية الضرير، وغيرهما. وعنه أبو داود، والنسائي، وابن جوصا، وإبراهيم بن متويه الأصبهاني، وأبو حاتم وقال: ثقة، والحسن بن أحمد بن فيل، وجماعة.
256 -
د ن:
سهل بن محمد
، أبو حاتم السجستاني المقرئ اللغوي الإمام. إمام جامع البصرة. صاحب المصنفات.
أخذ عن: أبي عبيدة، وأبي زيد الأنصاري، والأصمعي، ووهب بن جرير، ويزيد بن هارون، وأبي عامر العقدي، وقرأ القرآن على يعقوب الحضرمي. وحمل الناس عنه القرآن والحديث والعربية.
روى عنه: أبو داود، والنسائي، والبزار في مسنده، ويحيى بن صاعد،
ومحمد بن هارون الروياني، وابن خزيمة. وتخرج به محمد بن يزيد المبرد، وأبو بكر بن دريد. وحدث عنه حفاظ، وخلق آخرهم أبو روق الهزاني.
وكان جماعة للكتب يتجر فيها. وله يد طولى في اللغة والشعر والعروض، واستخراج المغمى. ولم يكن حاذقاً في النحو.
قال أبو حاتم السجستاني: كنت عند الأخفش وعنده التوزي فقال: ما صنعت في كتاب المذكر والمؤنث؟ قلت: قد عملت في ذلك. قال: فما تقول في الفردوس؟ قلت: ذكر. قال: فإن الله يقول: {الْفِرْدَوْسَ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ} قلت: ذهب إلى الجنة. فقال التوزي: يا غافل، أما تسمعهم يقولون: إن لك الفردوس الأعلى؟ فقلت: يا نائم، الأعلى هاهنا أفعل. وليس بفعلى.
ولأبي حاتم كتاب إعراب القرآن، وكتاب ما يلحن فيه العامة، وكتاب المقصور والممدود، وكتاب المقاطع والمبادئ، وكتاب القراءات، وكتاب الفصاحة، وكتاب الوحوش، وكتاب اختلاف المصاحف، وغير ذلك. وكان كثير التصانيف.
توفي سنة خمسين. وقيل: في آخر سنة خمس وخمسين، وله ثلاث وثمانون سنة.
قال: قرأت كتاب سيبويه على الأخفش مرتين.
وقد كان في أبي حاتم دعابة الأدباء.
257 -
خ:
شجاع بن الوليد
، أبو الليث البخاري. مؤدب الأمير حسن بن العلاء السعدي.
رحل وسمع: عبد الرزاق، والنضر بن محمد، وعبيد الله بن موسى، وجماعة. وعنه: البخاري، وأحمد بن عبدة الآملي، وسهل بن شاذويه البخاري.
258 -
شعيب بن عبد الحميد بن بسطام الواسطي الطحان
.
عن: سعيد بن عامر، ويزيد بن هارون، ومؤمل بن إسماعيل. وعنه: أسلم بن سهل، وعبد الرحمن بن أبي حاتم، وقال: صدوق.
259 -
شفيع بن إسحاق
، بالضم، أبو صالح البخاري المحتسب.
روى عن: خاقان، وأبي حفص أحمد بن حفص، ومحمد بن سلام، وحبان بن موسى. وعنه أحمد بن عبد الواحد بن رفيد، وعبدان بن يوسف، وخلف بن محمد بن مهيل.
مات سنة سبع وخمسين.
من الإكمال.
260 -
شمر بن حمدويه
، أبو عمرو اللغوي، أديب خراسان.
كان رأساً في العربية والآداب. قيل: إنه صنف كتاب غريب الحديث في قدر غريب الحديث الذي لأبي عبيد مرات. وكان كاتب الحكم لأحمد بن حريش القاضي بهراة. وكان من أئمة السنة والجماعة.
روى عن: عبد الصمد بن حسان، والنضر بن شميل، وابن الأعرابي، وغيره. روى عنه: أحمد بن محمود بن مقاتل.
وتوفي سنة ست وخمسين، أو سنة خمس.
261 -
صالح بن أبي صالح عبد الله بن صالح المصري
.
عن: أبيه، وابن وهب، وعبد الرحمن بن القاسم، وعمر بن راشد. وعنه: إبراهيم بن محمد بن متويه، وعلي بن أحمد علان المصري، وآخرون.
توفي سنة ثلاث وخمسين في رمضان.
262 -
ق:
صالح بن الهيثم الواسطي
، أبو شعيب الصيرفي الطحان.
عن: فضيل بن عياض إن صح، وعبد القدوس بن بكر بن خنيس، وشاذ بن فياض، وإبراهيم بن رستم المروزي. وعنه: ابن ماجه حديثاً، وعلي بن الحسين بن الجنيد، وقال: صدوق؛ ومحمد بن حمزة بن عمارة الأصبهاني، وعبد الله بن أحمد شوذب.
263 -
صرد بن حماد
، أبو سهل الصيرفي.
عن: أبي قطن، وبكر بن بكار، وغيرهما، وحدث ببغداد؛ روى عنه: إسماعيل الوراق، ومحمد بن مخلد.
قال الخطيب: ما علمت من حاله إلا خيراً.
264 -
ن:
صفوان بن عمرو الحمصي
.
عن: أحمد بن خالد الوهبي، وأبي المغيرة، وعلي بن عياش، وجماعة. وعنه: النسائي، ومحمد بن أحمد بن راشد بن معدان الأصبهاني، ومحمد بن عبد الله مكحول البيروتي.
قال النسائي: لا بأس به.
265 -
طاهر بن خالد بن نزار الأيلي
، أبو الطيب، نزيل سامراء.
سمع: أباه، وآدم بن أبي إياس. وعنه: ابن صاعد، وإسماعيل الوراق، ومحمد بن مخلد، ومحمد بن جعفر المطيري.
قال ابن أبي حاتم: صدوق.
قلت: توفي سنة ستين، وقيل: سنة ثلاث.
وحديثه يقع عالياً في جزء ابن مخلد الذي عند ابن اللتي.
266 -
ن:
طليق بن محمد بن السكن
، أبو سهل الواسطي البزاز.
عن: أبي معاوية، وعبد الله بن نمير، ويزيد بن هارون. وعنه: النسائي، وابن خزيمة، وعمر البجيري، وأحمد بن عمرو البزار، وعلي بن عبد الله بن مبشر، ومحمد بن المسيب الأرغياني.
ذكره ابن حبان في الثقات.
267 -
عامر بن شعيب الأرغياني الإسفنجي
.
عن: سفيان بن عيينة، وعيسى بن يونس أحاديث ساقطة. وعنه: أبو عوانة الإسفراييني، ومحمد بن المسيب الأرغياني، ومحمد بن حفص الجويني.
268 -
ق:
العباس بن أبي طالب جعفر بن عبد الله بن الزبرقان
، أبو محمد البغدادي، مولى آل العباس.
وله أخوان: الفضل ويحيى. سمع: يحيى بن أبي بكير، وهوذة، والحسن بن موسى الأشيب، وشبابة والقعنبي، وطائفة.
وعنه: ابن ماجه، وأبو بكر بن أبي داود، وعمر البجيري، وابن صاعد، وعبد الرحمن بن أبي حاتم، ومحمد بن مخلد، وخلق.
قال أبو حاتم: صدوق.
قلت: مات في عاشر جمادى الآخرة سنة ثمان وخمسين.
269 -
العباس بن الحسن البلخي
، ثم البغدادي.
عن: عبد الله بن نمير، وعبد الله الخريبي. وعنه ابن مخلد العطار، والقاضي المحاملي.
توفي سنة ثمان وخمسين.
270 -
العباس بن سعيد
، أبو الفضل المصري الخواص.
قال ابن يونس: روى عن ابن وهب، ومات سنة تسع وخمسين.
271 -
د:
العباس بن الفرج
، أبو الفضل الرياشي البصري النحوي، صاحب العربية.
أخذ عن: الأصمعي، وأبي عبيدة بن المثنى، وأبي داود الطيالسي، وعبد الله بن بكر السهمي، وأبي عاصم النبيل، وطائفة. وعنه: أبو داود تفسير لغة، وإبراهيم الحربي، وابن أبي الدنيا، ومحمد ابن يزيد المبرد، وابن دريد، ومحمد بن أبي الأزهر، وأبو خليفة الجمحي، وأبو عروبة الحراني، وإمام الأئمة ابن خزيمة، وخلق آخرهم أبو روق الهزاني.
وكان من الأدب واللغة بمحل عال. كان يحفظ كتب أبي زيد الأنصاري وكتب الأصمعي كلها. وقد قرأ كتاب سيبويه على أبي عثمان المازني، فكان المازني يقول: قرأ علي الرياشي الكتاب، وهو أعلم به مني.
ذكر الخطيب في ترجمته بعد أن وثقه أن الزنج قتلته بالبصرة سنة سبع فيمن قتلوا، وكان قائماً يصلي الضحى في مسجده رحمه الله فلم يدفن إلا بعد زمن.
272 -
ق:
العباس بن يزيد بن أبي حبيب البصري البحراني
.
عن: سفيان بن عيينة، ويزيد بن زريع، ومعتمر بن سليمان، وزياد البكائي، وغندر، وطائفة. وعنه: ابن ماجه، وابن أبي حاتم، والقاضي المحاملي، ومحمد بن مخلد، وإسماعيل الوراق، وخلق.
وكان ثقة حافظاً.
توفي سنة ثمان وخمسين.
وكان يلقب عباسويه. ولي قضاء همذان مدة.
273 -
عبد الله بن أحمد بن شبويه
، الحافظ أبو عبد الرحمن المروزي.
سمع: أباه، وعبدان عبد الله بن عثمان، وعلي بن الحسن بن شقيق، وآدم بن أبي إياس، وأبا اليمان، وخلقاً سواهم. وعنه: أبو بكر بن أبي الدنيا، وابن صاعد، وأبو حامد الحضرمي، وزكريا الناقد، وطائفة.
قيل: توفي سنة ست وخمسين، وهو أشبه. ويقال: مات سنة خمس وسبعين، وهو بعيد.
274 -
عبد الله بن أحمد بن زكير بن غزوان الحنفي
.
عن: أسباط بن محمد، وجعفر بن عون، وجماعة.
قال ابن أبي حاتم: كتبنا من حديثه سنة ست وخمسين، ولم يقدر لنا السماع منه.
275 -
ق:
عبد الله بن إسحاق، أبو جعفر الواسطي
الناقد.
عن: يزيد بن هارون، ويحيى السيلحيني، وروح بن عبادة، وأبي عاصم.
وعنه: ابن ماجه، ومحمد بن جرير، وبكر بن أحمد بن مقبل الحافظ، وأبو بكر بن أبي داود، وجماعة.
ذكره ابن حبان في الثقات.
276 -
4:
عبد الله بن إسحاق، أبو محمد البصري الجوهري
الملقب ببدعة؛ مستملي أبي عاصم النبيل.
روى عن: أبي عاصم، والحسين بن حفص الأصبهاني. وعنه أبو داود والترمذي والنسائي، وابن ماجه، وعمر بن بجير، وأبو بكر بن أبي داود، وآخرون.
توفي سنة سبع وخمسين.
277 -
عبد الله بن إسماعيل بن يزيد بن حجر
، أبو عمرو البيروتي، ابن بنت الأوزاعي.
روى عن: أبيه، والوليد بن مزيد البيروتي. وعنه: أبو حاتم الرازي، وأحمد بن إبراهيم البسري، وابن جوصا، وغيرهم.
278 -
عبد الله بن الحسن بن حفص بن الفضل بن يحيى بن ذكوان
، أبو محمد الهمداني الأصبهاني.
رئيس أصبهان ووجيهها. وكان خيراً فاضلاً جليلاً، كانت الخلفاء يكاتبونه ويخاطبونه بمختار البلد.
روى عن: عمه الحسين بن حفص، وبكر بن بكار. روى عنه: ابناه عمر ومحمد.
ومات سنة أربع وخمسين.
279 -
د ت ق:
عبد الله بن الحكم بن أبي زياد القطواني الكوفي الدهقان
، أبو عبد الرحمن.
سمع: ابن عيينة، وزيد بن الحباب، وأبا داود الطيالسي، وطائفة. وعنه: أبو داود، والترمذي، وابن ماجه، وعمر بن بجير، وابن خزيمة، وآخرون.
توفي سنة خمس وخمسين.
قال أبو حاتم: صدوق.
280 -
عبد الله بن حمزة الزبيري
، أخو إبراهيم بن حمزة.
مدني وليس بالمشهور. سمع: عبد الله بن نافع الصائغ، وموسى بن إبراهيم الحزامي، وغيرهما. وعنه: محمد بن إسحاق بن راهويه.
توفي سنة خمس وخمسين.
قال ابن أبي حاتم: توفي قبل قدومنا المدينة بأشهر.
281 -
عبد الله بن خبيق الأنطاكي الزاهد
، صاحب يوسف بن أسباط.
له كلام حسن في التصوف والمعاملة. عمر زماناً. وروى عن: شعيب بن حرب، وحذيفة المرعشي، ويوسف بن أسباط، والهيثم بن جميل، وحجاج الأعور. روى عنه: أبو طالب بن سوادة، وجعفر بن سوار، وأحمد بن محمد بن أبي موسى الأنطاكي، ومحمد بن عبد الله مطين، وغيرهم.
وقد روى عن يوسف، عن الثوري، عن ابن المنكدر، عن جابر، رفعه قال: مداراة الناس صدقة. قال الطبراني: لم يروه عن الثوري إلا يوسف. تفرد به ابن خبيق.
وروى ابن خبيق، عن يوسف بن أسباط قال: من أراد العز ومنازل الشهداء يوم القيامة فليبغض حمد الناس.
قال ابن قانع: توفي سنة ستين ومائتين.
وقلت: آخر أصحابه أحمد بن جوصا.
282 -
عبد الله بن الزبير بن محمد بن الزبير
، أبو القاسم الأموي الرهاوي.
عن: أبيه، وإبراهيم بن يزيد المكتب. وعنه: الحسين بن عبد الله القطان، وعلي بن سراج المصري، وغيرهما.
283 -
ع:
عبد الله بن سعيد بن حصين
، أبو سعيد الكندي الكوفي الأشج.
محدث الكوفة وحافظها في عصره، ومسند وقته، له التفسير والتصانيف. روى عن: هشيم، وعبد الله بن إدريس، وحفص بن غياث، وإبراهيم بن أعين الشيباني، وأبي بكر بن عياش، وعقبة بن خالد السكوني، ووكيع، وخلق كثير. وعنه: الستة في كتبهم، وابن خزيمة، وأبو يعلى، وابن أبي داود، وعمر بن محمد بن بجير، وهناد بن السري الصغير، وزكريا الساجي، وعبد الرحمن بن أبي حاتم.
قال أبو حاتم الرازي: هو إمام أهل زمانه.
وقال محمد بن أحمد بن بلال الشطوي: ما رأيت أحفظ منه.
وقال النسائي: صدوق.
قلت: توفي في ربيع الأول سنة سبع وخمسين، وقد نيف على التسعين، وقع لي من عواليه.
284 -
عبد الله بن شبيب الربعي
، مولاهم المدني الأخباري، أبو سعيد.
روى عن: عبد العزيز الأويسي، وإسحاق الفروي، وأبي جابر محمد بن عبد الملك، وإسماعيل بن أبي أويس، وأيوب بن سليمان بن بلال، وغيرهم. وعنه: الزبير بن بكار وهو أكبر منه، وأبو زرعة، وإبراهيم الحربي وهما من أقرانه، وابن صاعد، ومحمد بن مخلد، والمحاملي، وجماعة آخرهم موتاً أبو روق الهزاني.
وكان غير ثقة.
قال فضلك الرازي: يحل ضرب عنقه.
وقال أبو أحمد الحاكم: ذاهب الحديث.
قلت: كان أخبارياً علامة، حدث ببغداد وتوفي بمكة، ولم أظفر بتاريخ موته.
285 -
م د ت:
عبد الله بن عبد الرحمن بن الفضل بن بهرام بن عبد الصمد
، أبو محمد التميمي الدارمي السمرقندي الإمام صاحب المسند.
ولد عام موت عبد الله بن المبارك. وكان من أوعية العلم، يجتهد ولا يقلد.
سمع: النضر بن شميل، ويزيد بن هارون، وسعيد بن عامر الضبعي، وأبا النضر هاشم بن القاسم، ومحمد بن يوسف الفريابي، وجعفر بن عون، ووهب بن جرير، وزيد بن يحيى بن عبيد الدمشقي، وأبا مسهر الغساني، وعثمان بن عمر بن فارس، وخلقاً كثيراً بخراسان، والشام، والعراق، ومصر.
وعنه: مسلم، وأبو داود، والترمذي، ومحمد بن بشار، ومحمد بن يحيى الذهلي وهما أكبر منه، والبخاري، وأبو زرعة، والنسائي، وصالح جزرة، وعبد الله بن أحمد، وجعفر الفريابي، ومطين، وعيسى بن عمر السمرقندي، وجعفر بن أحمد بن فارس الأصبهاني، وعمر البجيري، ومكي بن محمد البلخي الحافظ، والنسائي خارج كتابه، وخلق من أهل بلده. ورحل إليه الحفاظ من النواحي.
قال أبو بكر الخطيب: هو من بني دارم بن مالك، كان أحد الرحالين والحفاظ، موصوفاً بالثقة والزهد والورع.
قال: واستقضي على سمرقند فقضى قضية واحدة، ثم استعفى فأعفي. قال: وكان على غاية العقل، وفي نهاية الفضل. يضرب به المثل في الديانة والحلم والاجتهاد والعبادة والتقلل. صنف المسند، والتفسير، وكتاب الجامع.
وقال أبو حاتم: ثقة صدوق.
وعن محمد بن إبراهيم الفقيه السمرقندي: كنت عند أحمد بن حنبل فذكر الدارمي فقال: ذاك السيد، عرض علي الكفر فلم أقبل، وعرض عليه الدنيا فلم يقبل.
وقال أحمد بن حامد السمرقندي: سمعت رجاء بن مرجى يقول: رأيت أحمد، وإسحاق، والشاذكوني، وعلي ابن المديني، فما رأيت أحفظ من عبد الله الدارمي.
وعن رجاء بن مرجى قال: ما رأيت أحدا أعلم بحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم منه.
وقال عبد الصمد بن سليمان البلخي: سألت أحمد بن حنبل عن يحيى الحماني فقال: تركناه لقول عبد الله بن عبد الرحمن السمرقندي؛ لأنه إمام.
وعن محمد بن عبد الله بن نمير قال: غلبنا عبد الله بن عبد الرحمن بالحفظ والورع.
وقال ابن أبي حاتم: سمعت أبي يقول: عبد الله بن عبد الرحمن إمام أهل زمانه.
وقال إسحاق بن محمد بن خلف البخاري: كنا عند محمد بن إسماعيل، فورد عليه نعي عبد الله بن عبد الرحمن، فنكس رأسه ثم استرجع وسالت دموعه على خديه، ثم قال:
إن تبق تفجع بالأحبة كلهم وفناء نفسك لا أبا لك أفجع وروي عن الدارمي قال: كان يقرع بابي ببغداد، فأقول: من ذا؟ فيقولون: يحيى بن حسان، نعم الإدام الخل.
قلت: وهذا الحديث تفرد به الدارمي عن يحيى، عن سليمان بن بلال عن هشام، عن أبيه، عن عائشة؛ رواه محمد بن يحيى الذهلي، ومسلم بن الحجاج، وأبو عيسى الترمذي، والناس عنه. وقع لنا عالياً في مسنده.
قال إسحاق بن إبراهيم الوراق: سمعت أبا سعيد الأشج يقول: عبد الله بن عبد الرحمن إمامنا.
قلت: مناقبه كثيرة.
وتوفي فيما قال أحمد بن سيار المروزي يوم التروية سنة خمس وخمسين. وقيل: توفي يوم عرفة سنة خمس، ورخه جماعة.
وقال أبو القاسم ابن عساكر: ويقال توفي سنة أربع وخمسين.
286 -
ن:
عبد الله بن عبد الصمد بن أبي خداش الموصلي
.
عن: المعافى بن عمران، وهو آخر أصحابه؛ وسفيان بن عيينة، وعيسى بن يونس، ومعتمر بن سليمان، ومخلد بن يزيد، وجماعة. وعنه: النسائي وقال: لا بأس به؛ وأبو يعلى الموصلي، ومحمد بن محمد الباغندي، وأحمد بن عبد الله وكيل أبي صخرة، وعبد الله بن أبي سفيان شيخ لابن جميع، وآخرون.
توفي سنة خمس وخمسين أيضاً.
287 -
عبد الله بن أبي رومان عبد الملك بن يحيى الإسكندراني
.
روى عن: عبد الله بن وهب.
وهو ضعيف.
توفي سنة ست وخمسين.
قال ابن يونس: روى مناكير.
288 -
عبد الله بن عمر بن يزيد
، أبو محمد الزهري الأصبهاني؛ أخو رستة.
سمع: يحيى بن سعيد القطان، ومحمد بن جعفر، وعبد الرحمن بن مهدي، وحماد بن مسعدة.
قال أبو الشيخ: له مصنفات كثيرة، خرج قاضياً على الكرج، فمات بها سنة اثنتين وخمسين.
قلت: روى عنه: محمد بن يحيى بن منده، وأحمد بن عبد الكريم
الزعفراني، وسلم بن عصام، وأبو بكر بن أبي داود، وعبد الله بن محمد بن عمران، وله أفراد وغرائب.
289 -
عبد الله بن محمد بن أبي يزيد الخلنجي
، قاضي الكرخ.
وقيل: ولي قضاء دمشق. وكان جهمياً، من رؤوس أصحاب ابن أبي دؤاد.
قال الخطيب: كان من المجردين للقول بخلق القرآن.
وقال طلحة بن محمد بن جعفر: كان حاذقاً بفقه أبي حنيفة، واسع العلم. ولي قضاء الشرقية فظهرت منه عفة وديانة. وكان فيه كبر شديد.
قال نفطويه: حدثني علي بن محمد بن الفرات، قال: لما ولي الخلنجي قضاء الشرقية كثر من يطالبه بفك الحجر، فدعا بالأمناء وقال: من كان له عندكم مال فليشتر له منه مراً وزبيلاً وليدخر له. فإن أتلف ماله عمل بالمر والزبيل.
وقال محمد بن خلف وكيع: كان الخلنجي ابن أخت علويه المغني. وكان تياهاً صلفاً. ولي القضاء فكان يجلس إلى أسطوانة بالمسجد يستند إليها فلا يتحرك، فإذا تقدم الخصمان أقبل عليهما بجميع جسده وترك الأسطوانة. فعمد ماجن إلى الأسطوانة فطلاها بدبق، فجاء فجلس واستند، فالتصقت دنيته وتمكنت، فلما تقدم إليه الخصوم وأقبل عليهم ببدنه انكشف رأسه، وبقيت الدنية مصلوبة، فقام مغضباً وغطى رأسه بطيلسانه، وعلم أنها حيلة. وترك الدنية ملصقة، فعملوا فيه أبياتاً.
قال ابن كامل: توفي سنة ثلاث وخمسين.
قلت: الدنية مشتقة من الدن، شبهوها به وهي طول نصف ذراع أو أكثر، وفيها شبه بالشربوش. وكان يلبسها القضاة والولاة وغيرهم. وتعمل من ورق على قضبان دقاق، وعليها السواد العباسي، كذا ذكره من له خبرة، وتسمى الطويلة أيضاً. وكان أبو جعفر المنصور أخرجها، وأخرج لهم المناطق، وهي الحياصة، فيها السيف. وقد لبس أبو دلامة هذا الزي فقيل له: كيف حالك؟
فقال: ما حال من وجهه في نصفه وسيفه عند استه، وقد نبذ كلام الله وراء ظهره.
قلت: كانوا يعملون الطراز فيه: {فَسَيَكْفِيكَهُمُ اللَّهُ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ} ويصنعونه من الكتف إلى الكتف كعادة طرز الروميين.
وقيل: بل كان طول الدنية ذراع، وباطنها خلو.
290 -
ت:
عبد الله بن محمد بن الحجاج بن أبي عثمان الصواف
، أبو يحيى البصري.
سمع: عبد الوهاب الثقفي، ومعاذ بن هشام، وأبا عامر العقدي. وعنه: الترمذي، وأبو بكر بن خزيمة، وأبو عروبة الحراني، وابن صاعد، ومحمد بن هارون الحضرمي، وآخرون.
توفي سنة خمس وخمسين.
وكان صدوقاً.
291 -
عبد الله محمد بن عبد الله بن هلال المصري المقرئ
، أبو سعيد.
روى عن عبد الله بن وهب. وعنه: عبد الله بن يوسف بن كامل المقرئ، وغيره.
توفي في جمادى الآخرة سنة ست وخمسين ومائتين.
292 -
م 4:
عبد الله بن محمد بن عبد الرحمن بن المسور بن مخرمة
بن نوفل الزهري المخرمي البصري.
سمع: سفيان بن عيينة، وغندراً، وعبد الوهاب الثقفي، وطائفة. وعنه: مسلم، والأربعة، وأبو عروبة، وإمام الأئمة ابن خزيمة، ومحمد بن هارون الروياني، وأبو بكر بن أبي داود، وطائفة.
قال أبو حاتم: صدوق.
وقال النسائي: ثقة.
قلت: مات سنة ست وخمسين.
293 -
عبد الله بن محمد
بن المهاجر
، أبو محمد البغدادي الفقيه، فوران، صاحب الإمام أحمد.
وكان أحمد يأنس به ويقدمه، ويستقرض منه. روى عن: شعيب بن حرب، وأبي معاوية، ووكيع. وعنه: عبد الله بن أحمد بن حنبل، وموسى بن هارون، وابن صاعد، وآخرون.
قال أبو بكر الخلال: مات أبو عبد الله ولفوران عنده خمسون ديناراً، فأوصى أن يعطى من غلته، فلم يأخذها وأحله منها. وأخبرني محمد بن علي أنه سمعه يقول: كان أبو عبد الله يكرمني حتى إنه بعث إلي يوماً فقال: ولد لنا ولد أيش ترى أن نسميه؟
قال الخطيب: مات في رجب سنة ست وخمسين.
294 -
عبد الله بن محمد بن سورة البلخي
، مت.
سكن بغداد، وروى عن: عبد الصمد بن حسان، ومكي بن إبراهيم وغيرهما. وعنه: موسى بن هارون، ومحمد بن مخلد، وجماعة.
وثقه الخطيب، وتوفي سنة ثمان وخمسين.
295 -
عبد الله بن محمد بن يحيى بن أبي بكير
.
عن: جده قاضي كرمان. وعنه: ابن صاعد، ومحمد بن مخلد.
وثقه الخطيب.
296 -
د:
عبد الله بن محمد بن عمرو
، أبو العباس الغزي.
عن: أبيه، وعبيد الله بن موسى، وآدم بن أبي إياس، وسعيد بن أبي مريم، وطائفة. وعنه: أبو داود، وابن جوصا، وأبو بكر بن زياد النيسابوري، وعبد الرحمن بن أبي حاتم، وآخرون.
وكان ثقة.
297 -
عبد الله بن محمد، أبو محمد التوزي البصري، مولى قريش.
من كبار أئمة العربية. أخذ عن: الأصمعي، وأبي عبيدة. وقرأ كتاب سيبويه على أبي عمرو الجرمي. ورأس في الأدب، وكتب كتبا كثيرة منها: كتاب الأمثال، وكتاب الأضداد، وكتاب الخيل، وكتاب النوادر، وكتاب فعلت وأفعلت.
قال المبرد: ما رأيت أعلم بالشعر منه؛ كان أعلم من المازني والرياشي.
قلت: توز من بلاد فارس.
298 -
عبد الله بن محمد بن خلاد
، أبو أمية العراقي.
أراه من أهل واسط؛ قاله أبو أحمد في الكنى.
سمع: وهب بن جرير، ويعقوب بن محمد. وعنه: جعفر الفريابي، ومحمد بن المسيب الأرغياني.
299 -
د:
عبد الله بن مخلد التميمي النيسابوري النحوي أبو محمد
، تلميذ أبي عبيد.
سمع: مكي بن إبراهيم، وأبا نعيم. وعبدان المروزي، وجماعة. وعنه: أبو داود، وابن خزيمة، ومكي بن عبدان، وأبو بكر بن أبي داود، وطائفة.
وكان مكثراً عن أبي عبيد.
توفي سنة ستين.
300 -
عبد الله بن أبي المودة الأنباري
.
عن: يعلى بن عبيد، وغيره. وعنه: محمد بن محمد الباغندي، ومحمد بن عبدوس.
توفي سنة ثمان وخمسين.
• - عبد الله بن هارون، أبو علقمة الفروي، في الطبقة الآتية.
301 -
م:
عبد الله بن هاشم بن حيان
، أبو عبد الرحمن الطوسي.
رحل وعني بالحديث، وسمع: سفيان بن عيينة، وخالد بن الحارث، ويحيى بن سعيد القطان، وأبا معاوية، وابن مهدي، وعبد الله بن نمير، ووكيع بن الجراح، وطائفة. وعنه: مسلم، وإبراهيم بن أبي طالب، وابن خزيمة، وأبو
بكر بن أبي داود، ومكي بن عبدان، وابنا الشرقي، وآخرون.
قال إبراهيم بن أبي طالب الحافظ: عبد الله بن هاشم مجود في حديث يحيى، وعبد الرحمن.
وقال الحاكم: توفي في ذي الحجة سنة خمس وخمسين.
وقال صالح جزرة: ثقة.
وقيل: توفي سنة ثمان؛ وقيل: سنة تسع وخمسين. والأول الصحيح.
وقد وقع لي من عواليه جزء جمعه زاهر بن طاهر.
302 -
عبد الجبار بن خالد بن عمران الفقيه
، أبو حفص المغربي المالكي، صاحب سحنون.
من كبار العلماء بالقيروان، تفقه عليه طائفة، وتوفي سنة إحدى وخمسين.
303 -
عبد الحميد بن حماد
، أبو الوليد البعلبكي.
يروي عن سويد بن عبد العزيز قاضي بعلبك، روى عنه صاعد البراد شيخ عبد الوهاب الكلابي، ومحمد بن المسيب الأرغياني، وابن جوصا، وغيرهم.
304 -
عبد الحميد بن عصام الجرجاني
، أبو عبد الله، نزيل همذان.
سمع: سفيان بن عيينة، ويزيد بن هارون، وعبد المجيد بن أبي رواد، وجماعة. وعنه: يحيى بن عبد الله الكرابيسي، وأحمد بن محمد بن أوس، وجماعة.
قال أبو حاتم: صدوق.
وعن المرار بن حمويه قال: ما رأيت مثل عبد الحميد بن عصام.
وله ذرية محتشمون وأكابر بهمذان.
توفي سنة ست وخمسين.
قال ابن أبي حاتم: سمع منه أبي، وقدمت همذان وهو حي ولم أسمع منه، ومحله الصدق.
305 -
عبد الرحمن بن إبراهيم بن عيسى بن يحيى بن نذير
، الإمام أبو زيد القرطبي المالكي، مولى بني أمية.
حج وسمع من: عبد الملك بن الماجشون، وأبي عبد الرحمن المقرئ، ومطرف بن عبد الله، وتفقه على أصحاب مالك، روى عنه محمد بن عمر بن لبابة، وسعيد بن عثمان الأعناقي، ومحمد بن فطيس، وجماعة.
توفي سنة تسع وخمسين في جمادى الأولى، وقيل: سنة ثمان، وكان رأساً في المذهب والفتوى بقرطبة.
306 -
خ م د ق:
عبد الرحمن بن بشر بن الحكم بن حبيب بن مهران
، أبو محمد العبدي النيسابوري.
سمع: أباه، وسفيان بن عيينة، ويحيى القطان، ووكيعاً، ومعن بن عيسى، وحفص بن عبد الرحمن، وحفص بن عبد الله السلمي، وخلقاً. وارتحل إلى اليمن فأكثر عن عبد الرزاق، وعنه: البخاري، ومسلم، وأبو داود، وابن ماجه، ومكي بن عبدان، وابن أبي داود، وأبو عوانة، وابن صاعد، وابن الشرقي، وابن خزيمة.
وكان موصوفاً بطيب الصوت؛ قال مكي بن عبدان: كان عبد الله بن طاهر يحضر بالليل متنكراً إلى مسجد عبد الرحمن ليسمع قراءته.
وقال عبد الرحمن: أقامني يحيى بن سعيد في مجلسه فقال: ما حدثكم عني هذا الصبي فصدقوه، فإنه كيس.
قلت: رحل به أبوه سنة ست وتسعين ومائة، وهو شبه المحتلم، له نيف عشرة سنة.
قال إبراهيم بن أبي طالب: سمعته يقول: حملني أبي على عاتقه في مجلس سفيان بن عيينة فقال: يا معشر أصحاب الحديث أنا بشر بن الحكم، سمع أبي من سفيان بن عيينة، وسمعت أنا منه، وهذا ابني قد سمع منه.
وقال عبد الرحمن: احتلمت باليمن مع أبي.
وقال: كنا نسمع من عبد الرحمن بن مهدي، وأبوه يلعب بالحمام.
قلت: آخر من روى عنه على الإطلاق محمد بن علي المذكر شيخ ضعيف للحاكم. وقد وقع لنا ما جمع زاهر الشحامي من عواليه وعوالي
عبد الله بن هاشم المذكور. وآخر ثقة روى عنه أبو حامد أحمد بن محمد بن يحيى بن بلال البزاز.
وقال أبو حامد ابن الشرقي: سمعت عبد الرحمن بن بشر يقول: احتلمت فدعا أبي عبد الرزاق وأصحاب الحديث الغرباء، فلما فرغوا من الطعام قال: اشهدوا أن ابني قد احتلم، وهو ذا يسمع من عبد الرزاق، وقد سمع من ابن عيينة.
وروي أن الأمير عبد الله بن طاهر قال: ما بخراسان رجل أحسن عقلاً من عبد الرحمن بن بشر.
وقال مسدد بن قطن: لما توفي محمد بن يحيى عقد مسلم مجلساً لخالي عبد الرحمن بن بشر، فكان يحضر أحمد بن سلمة، وينتقي له مسلم بشرطه في الصحيح، ويمليه عبد الرحمن، ولم يكن له مجلس إملاء قبلها.
وقال أبو بكر الجارودي: كان يحيى القطان يحل عبد الرحمن بن بشر محل الولد لمكان أبيه.
وقال أبو عمرو بن أبي جعفر الزاهد: حدثنا أبي قال: أمر عبد الله بن طاهر الأمير أن تكتب أسامي الأعيان بنيسابور. فكتبوا مائة نفس. ثم قال: يختار من المائة عشرة. فكتبوا أسماء عشرة. ثم قال: يختار منهم أربعة؛ فكان من الأربعة عبد الرحمن بن بشر.
ومات رحمه الله في ثامن عشر ربيع الآخر سنة ستين.
307 -
عبد الرحمن بن الحسن السلمي الحوراني
.
روى عن الوليد بن مسلم، ومروان بن معاوية. وعنه: ابن جوصا، وأبو بشر الدولابي، والقاسم بن عيسى العصار، وغيرهم.
308 -
د:
عبد الرحمن بن الحسين الحنفي الهروي
.
رحل وسمع: سفيان بن عيينة، وكنانة بن جبلة السلمي الهروي صاحب الأعمش، وجماعة. وعنه أبو داود، وابنه أبو بكر بن أبي داود، وداود بن وسيم البوشنجي، ومحمد بن المنذر شكر، وأبو علي أحمد بن محمد بن علي بن رزين الباشاني، وأبو جعفر محمد بن عبد الرحمن السامي، وغيرهم.
توفي سنة ست وخمسين.
309 -
د ن:
عبد الرحمن بن خالد بن يزيد
، أبو بكر الرقي القطان.
رحل وسمع: وكيعاً، ويزيد بن هارون، وزيد بن الحباب، وطائفة. وعنه: أبو داود، والنسائي، وأبو بكر بن أبي عاصم، وأبو عروبة، وعبد الله بن أبي داود، وآخرون.
قال النسائي: لا بأس به.
قيل: مات سنة إحدى وخمسين.
310 -
ن:
عبد الرحمن بن خلف بن عبد الرحمن بن الضحاك
، أبو معاوية النصري الحمصي.
عن: أبيه، ومحمد بن شعيب بن شابور، وشعيب بن الليث بن سعد، وغيرهم. وعنه النسائي، وإبراهيم بن محمد بن متويه الأصبهاني، وأحمد بن محمد بن عيسى الحمصي، وعبد الرحمن بن أبي حاتم.
311 -
ن:
عبد الرحمن بن عبد الله بن عبد الحكم بن أعين
، أبو القاسم المصري الأخباري، صاحب تاريخ مصر، وأخو فقيه مصر، وسعد، وعبد الحكم.
سمع: أباه، وشعيب بن الليث، وإسحاق بن بكر بن مضر، وأشهب الفقيه، وإدريس بن يحيى. وعنه: النسائي وقال: لا بأس به، وأبو بكر بن أبي داود، وعلي بن أحمد علان، ومكحول البيروتي، وعلي بن قديد.
توفي في المحرم سنة سبع وخمسين.
312 -
عبد الرحمن بن عبد الغفار بن داود الحراني
، أبو القاسم.
نزل بغداد، وكان يمتنع من التحديث.
توفي سنة اثنتين وخمسين.
سمع: ابن عيينة، وابن وهب.
313 -
عبد الرحمن بن عثمان بن هشام بن زبر الدمشقي
.
عن: الوليد بن مسلم، وأبي النضر الفراديسي، وغيرهما. وعنه: إبراهيم بن مروان، وابن جوصا، وجماعة.
توفي في رمضان سنة ثلاث وخمسين، وقد نيف على التسعين.
314 -
عبد الرحمن بن محمد بن عبد الرحمن
، أبو سبرة المدني.
حدث بالكوفة عن: مطرف بن عبد الله، وإسماعيل بن أبي أويس، وإسحاق الفروي. وعنه: محمد بن الحسين الخثعمي، وإبراهيم بن محمد العمري، وأحمد بن جعفر بن أصرم البجلي، وآخرون.
له أحاديث مناكير قد وهم فيها.
315 -
عبد الرحمن بن الوليد الجرجاني
.
يروي عن: أحمد بن أبي طيبة الجرجاني، وعون بن عمارة، وعبيد الله بن موسى، وطائفة. وعنه: محمد بن جرير الطبري، ومحمد بن الفضل الآملي النجار، وغيرهما.
316 -
عبد الرحيم بن منير الأبيوردي
.
روى عن: سفيان بن عيينة، وطبقته. روى عنه: ابن أبي حاتم وقال: كان صدوقاً؛ وحاجب الطوسي.
317 -
عبد السلام بن إسماعيل العثماني الدمشقي الحداد
.
عن: الوليد بن مسلم، وسويد بن عبد العزيز. وعنه: ابن جوصا، ومحمد بن جعفر بن ملاس، وجماعة.
318 -
د:
عبد السلام بن عتيق
، أبو هشام الدمشقي.
عن: بقية بن الوليد، وأبي مسهر، وجماعة. وعنه: أبو داود، وابن جوصا، وأبو الدحداح أحمد بن محمد، وآخرون.
قال النسائي: لا بأس به.
قلت: توفي سنة سبع وخمسين. وقد روى عنه النسائي في غير السنن.
319 -
د:
عبد الغني بن رفاعة
، وهو عبد الغني بن أبي عقيل بن
عبد الملك، أبو جعفر اللخمي المصري الفقيه الفرضي.
رأى الليث بن سعد، وحدث عن بكر بن مضر، وهو آخر أصحابه، وعن: مفضل بن فضالة، وعبد الله بن وهب، وجماعة. وعنه: أبو داود، وأبو جعفر الطحاوي، وهو أقدم شيخ له، وأبو بكر بن أبي داود، وعلان بن الصيقل، وآخرون.
توفي في ربيع الآخر سنة خمس وخمسين، وقد جاوز التسعين بسنتين.
320 -
ن:
عبد الغني بن عبد العزيز بن سلام
، أبو محمد المصري العسال.
عن: سفيان بن عيينة، وابن وهب، وجماعة. وعنه: النسائي، وقال: لا بأس به، وإسحاق بن إبراهيم المنجنيقي، وعبد الله بن محمد بن يونس السمناني، وغيرهم.
توفي في ثالث المحرم سنة أربع وخمسين.
321 -
خ ت ن ق:
عبد القدوس بن محمد بن عبد الكبير بن شعيب بن الحبحاب
، أبو بكر الأزدي المعولي البصري العطار.
عن عبد الصمد بن عبد الوارث، وبشر بن عمر الزهراني، وعبد الله بن داود الخريبي، وجماعة. وعنه: البخاري، والترمذي، والنسائي، وابن ماجه، وعمر البجيري، وأبو عروبة، ومحمد بن هارون الروياني، وعبد الله بن أبي داود، وآخرون.
وكان ثقة.
322 -
عبد الملك بن أصبغ
، أبو الوليد القرشي، مولى عثمان رضي الله عنه.
حراني نزل بعلبك، وحدث عن: الوليد بن مسلم، ومنبه بن عثمان،
وجماعة. وعنه أبو زرعة الدمشقي ووثقه، وعمر بن سعد المنبجي، وأبو بكر بن أبي داود، وآخرون.
توفي بعد الخمسين.
323 -
عبد الملك بن قطن
، أبو الوليد المهري القيرواني النحوي اللغوي.
شيخ أهل الأدب بالمغرب. كان أحفظ أهل زمانه لأنساب العرب وأشعارهم ووقائعهم. أخذ عن: ابن الطرماح الأعرابي، وأبي المنيع، وغيرهما، أخذ عنه أهل القيروان.
وله كتاب تفسير مغازي الواقدي، وكتاب اشتقاق الأسماء ذيل به على قطرب.
وكان شاعراً خطيباً بليغاً مفوهاً، قام بخطبة طويلة بين يدي صاحب إفريقية زيادة الله. وعمر دهراً، ومات في رمضان سنة ست وخمسين ومائتين.
والمهرية: بليدة من إفريقية.
324 -
عبد الملك بن محمد بن عبد الرحمن البلخي ثم البغدادي حبتر.
سمع ابن عيينة، وإسماعيل ابن علية، والحسين بن علي الجعفي وطائفة. وعنه محمد بن مخلد، والقاضي المحاملي وأخوه أبو عبيد القاسم.
قال الدارقطني: لا بأس به.
325 -
عبد الملك بن مروان بن إسماعيل الفارسي
.
حدث بمصر عن أبي معاوية الضرير، ومعاذ بن معاذ.
وكان موثقا.
توفي سنة ست وخمسين في جمادى الأولى. وآخر من حدث عنه عبد الرحمن بن أحمد الرشديني.
326 -
م ت ن ق:
عبد الوارث بن عبد الصمد بن عبد الوارث بن سعيد التنوري
، أبو عبيدة البصري.
عن: أبيه، وأبي خالد الأحمر، وأبي عاصم النبيل، وأبي معمر المقعد، وغيرهم. وعنه: مسلم، والترمذي، والنسائي، وابن ماجه، وأبو عروبة، وابن خزيمة، وعمر بن بجير، ومحمد بن يحيى بن منده، وجماعة.
توفي سنة اثنتين وخمسين في رمضان.
327 -
عبد الوارث بن الحسن بن عمرو بن الترجمان القرشي البيساني
.
عن: الفريابي، وأبي اليمان، وآدم بن أبي إياس، وعدة. وله رحلة واسعة. روى عنه: عامر بن خريم، وابن ملاس، وأبو الدحداح أحمد بن محمد.
328 -
د ت ن:
عبد الوهاب بن عبد الحكم بن نافع
، أبو الحسن الوراق، النسائي الأصل، البغدادي العابد.
سمع: يحيى بن سليم، ويحيى بن سعيد الأموي، ومعاذ بن معاذ، وأنس بن عياض، وغيرهم. وعنه: أبو داود، والترمذي، والنسائي، وقال: ثقة؛ وابن صاعد، والبغوي، والقاضي المحاملي، وآخرون.
وكان إماماً ثقة زاهداً ورعاً.
قال المروذي: سمعت أحمد بن حنبل يقول: عبد الوهاب الوراق رجل صالح، مثله يوفق لإصابة الحق.
وقال أبو مزاحم الخاقاني: حدثني الحسن بن عبد الوهاب الوراق قال: ما رأيت أبي ضاحكاً قط إلا تبسماً، وما رأيته مازحاً قط. ولقد رآني مرة وأنا أضحك مع أمي، فجعل يقول: صاحب قرآن يضحك هذا الضحك.
وقال أحمد بن حنبل: عافاه الله، قل أن يرى مثله.
قلت: كان من أصحاب أحمد الخواص.
توفي عبد الوهاب في ذي القعدة سنة إحدى وخمسين.
329 -
عبد الوهاب بن سعيد القضاعي
.
مصري. عن: ابن وهب، وغيره. مات سنة أربع وخمسين.
• - عبد الوهاب الأشجعي. مر في الطبقة الماضية.
330 -
عبد رب بن خالد بن عوذة التجيبي المصري
.
يروي عن ابن وهب، وغيره.
توفي سنة تسع وخمسين في جمادى الأولى.
331 -
عبدوس بن بشر الرازي
.
حدث ببغداد. عن: حماد بن زيد، ويزيد بن زريع، وأبي يوسف القاضي. وعنه: محمد بن مخلد، ويعقوب الجصاص، وغيرهما.
قال الدارقطني: لا بأس به، يعتبر به.
332 -
خ 4:
عبدة بن عبد الله بن عبدة الصفار
، أبو سهل البصري.
عن: حسين الجعفي، ويحيى بن آدم، وزيد بن الحباب، وجماعة. وعنه: البخاري والأربعة، وزكريا الساجي، وابن خزيمة، وابن صاعد وجماعة.
توفي سنة ثمان وخمسين بالأهواز.
333 -
عبيد الله بن سريج بن حجر
، الحافظ أبو الليث الشيباني البخاري الضرير.
روى عن: عبدان المروزي، وأحمد بن حفص الفقيه، ومحمد بن سلام البيكندي، وجماعة. وعنه: ابنه عبد الله، وإبراهيم بن نصر.
توفي سنة ثمان وخمسين. وكان يحفظ عشرة آلاف حديث.
334 -
خ د ت ن:
عبيد الله بن سعد بن إبراهيم بن سعد
، أبو الفضل الزهري العوفي البغدادي.
سمع من: أبيه، وعمه يعقوب بن إبراهيم، وروح بن عبادة، ويونس بن محمد المؤدب، ويزيد بن هارون، وجماعة. وعنه: البخاري، وأبو داود، والترمذي، والنسائي، وأبو القاسم البغوي، وابن صاعد، وابن مخلد، وإسماعيل الوراق، والقاضي المحاملي، وآخرون.
وكان ثقة نبيلاً شريفاً، ولي قضاء أصبهان فوقع بينه وبين عبد الله بن
الحسن الهمداني رئيس البلد، فعمل في عزله فعزل، ورجع إلى بغداد. ثم ولي ثانياً، فعاد إليها فعزل أيضاً عن قريب.
وقد حدث بأصبهان.
وذكر عبد الله بن محمد بن عمر بن عبد الله الهمداني الذكواني، عن جده، عن أبيه عبد الله بن الحسن بن حفص قال: ذهب مني في عزل عبيد الله بن سعد ألف ألف درهم. وذلك أنه كان بأصبهان مائة من الشهود، فامتنعوا من الشهادة عنده تقرباً إلي. وكانوا يجتمعون كل يوم في دار عبد الله ستة أشهر. وكان ينفق عليهم وعلى غلمانهم ودوابهم. نقلها أبو نعيم في تاريخه.
وكان عبيد الله من شيوخ القراءة؛ روى قراءة نافع، عن عمه يعقوب بن إبراهيم، سماعاً من نافع. روى عنه الحروف: محمد بن أحمد المقدمي، وعثمان بن جعفر اللبان، والحسن بن محمد بن دكة.
توفي أبو الفضل في مستهل ذي الحجة سنة ستين.
335 -
م:
عبيد الله بن محمد بن يزيد بن خنيس المخزومي المكي
.
عن أبيه، وإسماعيل بن أبي أويس. وعنه: مسلم، وإسماعيل بن محمود النيسابوري، وعبد الكريم الديرعاقولي، وعبد الله بن محمود خال أبي الشيخ، وأبو العباس السراج، وقال: مات سنة اثنتين وخمسين.
336 -
ق:
عبيد الله بن يوسف
، أبو حفص الجبيري البصري.
سمع: يحيى القطان، ومعتمر بن سليمان، ووكيعاً، وطبقتهم. وعنه: ابن ماجه، وابن صاعد، وأبو عروبة، وعبد الله بن عروة الهروي، وجماعة.
وتوفي بعد الخمسين.
وكان ثقة، صاحب حديث.
337 -
عبيد بن آدم بن أبي إياس العسقلاني
.
عن أبيه، ومحمد بن يوسف الفريابي. وعنه: النسائي في كتاب اليوم
والليلة، وأبو حاتم الرازي، والعباس بن محمد بن الحسن بن قتيبة.
قال أبو حاتم: صدوق.
قلت: مات في شعبان سنة ثمان وخمسين.
338 -
عبيد بن محمد بن القاسم النيسابوري الوراق
.
عن: هاشم بن القاسم، والحسن الأشيب. وعنه: المحاملي، وابن مخلد.
وثقه الخطيب.
توفي سنة خمس وخمسين ببغداد.
ويروي أيضاً عن: يعقوب بن محمد، وموسى بن هلال، وكان صاحب حديث.
339 -
عنبس بن إسماعيل القزاز
.
حدث ببغداد، عن شعيب بن حرب، وأصرم بن حوشب. وعنه: ابن مخلد، وغيره.
وهو جد ابن سمعون.
340 -
عتيق بن محمد بن سعيد
، أبو بكر الحرشي النيسابوري.
شيخ قديم عالي الرواية. وهو بضم العين.
سمع: عبد العزيز الدراوردي، وعبد العزيز بن عبد الصمد العمي، ومروان بن معاوية، وسفيان بن عيينة، وزكريا بن منظور، وأبا معاوية. وعنه: محمد بن النضر الجارودي، وابن خزيمة، وأبو يحيى البزاز، وغيرهم. وآخر من حدث عنه محمد بن علي المذكر.
توفي في شعبان سنة خمس وخمسين.
341 -
عتيق بن مسلمة بن عتيق بن عامر بن عبد الله بن الزبير بن العوام
، المصري الزبيري، مولى محمد بن بشر العكبري.
قال ابن يونس: مات سنة اثنتين وخمسين.
342 -
د:
عثمان بن صالح بن سعيد الخلقاني الخياط
.
بغدادي ثقة. سمع: يزيد بن هارون، وعلي بن عاصم، وعبد الله بن بكر السهمي، وجماعة. وعنه: أبو داود وابن صاعد، وابن مخلد العطار، والحسين بن يحيى بن عياش، وآخرون.
توفي سنة ست وخمسين.
وثقه ابن صاعد.
وكناه السراج: أبا القاسم.
343 -
عثمان بن عفان السجستاني
.
توفي في شوال سنة خمس وخمسين.
وكان ذا حرمة ببلده لفضله وزهده.
344 -
عريب المغنية
.
قد مرت في حدود الثلاثين ومائتين، وأحسبها عاشت بعد ذلك، فإنها عجزت ورمت، فقد روى أبو علي التنوخي في النشوار: حدثنا أبو محمد، قال: حدثنا الفضل بن عبد الرحمن الكاتب، قال: أخبرني من أثق به أن إبراهيم بن المدبر الكاتب أخا أحمد ابن المدبر قال: كنت أتعشق عريب دهراً طويلاً، وأنفق الأموال عليها. فلما قصدني الزمان وبطلت ولزمت البيت، كانت هي أيضاً قد أسنت، وتابت من الغناء وزمنت، فكنت جالساً يوماً، إذ جاءني بوابي فقال: طيار عريب بالباب. فعجبت وارتحت إليها، فقمت حتى نزلت، فإذا بها، فقلت: يا ستي، كيف كان هذا؟ قالت: اشتقت إليك، وطال العهد.
فأصعدت في محفة مع خدمها، ثم أكلنا وتحدثنا وشربنا النبيذ، وأمرت جواريها بالغناء فغنين، فقلت: يا ستي، قد عملت أبياتاً أشتهي أن تعملي لها لحناً. فقالت: يا أبا إسحاق مع التوبة؟ قلت: فاحتالي. فقالت: حفظ هاتين الصبيتين الشعر، وأشارت إلى بدعة وتحفة. ثم فكرت ووقعت بالمروحة على الأرض وزمزمت مع نفسها، ثم قالت: أصلحا الوتر الفلاني، على الطريق الفلاني وافعلا كذا. فامتثلا ذلك وغنتا فأجادتا؛ فطربت وقمت إلى جواري،
وجمعت منهن ما بين خلخال وسوار ولؤلؤ ما قيمته ألف دينار، وقدمته لها برسم الجاريتين: فتمنعت، فقلت: لا بد. فلما أرادت الذهاب قالت: قد ابتاعت فلانة أم ولدك ضيعة ولي شفعتها فأريد أن تنزل عنها لي. فأخذت من أم ولدي العهدة بالضيعة وجئت وقلت: قد وهبتها لك. فشكرتني ومضت. وكان شراء الضيعة ألف دينار، فقام علي يومها بألفي دينار.
345 -
عصام بن خون
، أبو السري البخاري.
حدث عن: القعنبي، وسعيد بن منصور، وغيرهما.
توفي في ذي الحجة سنة سبع وخمسين.
ولهم:
346 -
أحمد بن خون الفرغاني
.
روى الكتب عن الربيع المرادي.
347 -
عقيل بن يحيى بن الأسود
، أبو صالح الأصبهاني الطهراني.
ثقة، سمع: سفيان بن عيينة، ويحيى القطان، وابن مهدي، وأبا داود صاحب الطيالسة، وجماعة. وعنه: يوسف بن محمد المؤذن، وأحمد بن محمود بن صبيح، وعبد الرحمن بن يحيى بن منده، أخو محمد بن يحيى، وآخرون.
توفي في رمضان سنة ثمان وخمسين.
وقع لنا من عواليه بإجازة.
348 -
ق:
علقمة بن عمرو بن حصين
، أبو الفضل التميمي الدارمي العطاردي الكوفي.
عن: أبي بكر بن عياش. وعنه: ابن ماجه، وابن صاعد، وعبد الله بن عروة الهروي، وغيرهم.
توفي سنة ست وخمسين.
349 -
ق:
العلاء بن سالم
، أبو الحسن.
عن: شعيب بن حرب، وأبي معاوية، وجماعة. وعنه: ابن ماجه، وابن صاعد، وإسماعيل الوراق، وابن مخلد.
قال أبو داود: ما به بأس.
قلت: توفي سنة ثمان وخمسين، وله حديث واحد في سنن ابن ماجه رواه عنه.
350 -
علي بن أحمد، أبو الحسن الجواربي الواسطي
.
عن: يزيد بن هارون، وأبي أحمد الزبيري. وعنه: الباغندي، والقاضي المحاملي.
وثقه الخطيب أبو بكر.
لم تقع لي وفاته. بقي إلى نيف وخمسين، ووقع لي من عواليه.
351 -
علي بن حرب
، الجنديسابوري، لا الموصلي.
سمع: إسحاق بن سليمان الرازي، وأشعث بن عطاف، وغيرهما. وعنه: أحمد بن يحيى التستري، وعبدان الأهوازي، ومحمد بن نوح الجنديسابوري، وأهل فارس.
توفي في جمادى الآخرة سنة ثمان وخمسين.
352 -
علي بن الحسن الذهلي الأفطس، أبو الحسن النيسابوري الحافظ، صاحب المسند.
رحل وسمع: أبا خالد الأحمر، وابن عيينة، والمحاربي، وعبد الله بن إدريس، وحفص بن غياث، وجرير بن عبد الحميد، وابن علية، وأبا بكر بن عياش، وأبا مطيع البلخي، وخلقاً سواهم. وعنه: أبو يحيى البزاز، وإبراهيم بن محمد بن سفيان، ومحمد بن سليمان بن فارس، وجماعة.
قال أبو حامد ابن الشرقي: هو متروك، يروي عن شيوخ لم يسمع منهم.
كذا أورده في ترجمة الدرابجردي.
ذكره الحاكم فقال: شيخ عصره بنيسابور، توفي في سنة إحدى وخمسين.
353 -
علي بن الحسن بن بكير بن واصل الحضرمي
.
يروي عن: روح بن عبادة، وحجاج الأعور، وطبقتهما. وعنه: عبد الله بن ناجية، وعبد الله الحامض، ومحمد بن مخلد.
وثقه الخطيب.
354 -
علي بن الحسن بن عبيد الشيباني
، أبو الحسن ابن الأعرابي.
روى عن علي بن عمروس، وأبي العتاهية، وغيرهما.
وكان أديباً أخبارياً. روى عنه: عبد الله بن أبي سعد الوراق، والمحاملي.
355 -
د ن:
علي بن الحسين بن مطر الدرهمي البصري
.
عن معتمر بن سليمان، وخالد بن الحارث، وعبد الأعلى بن عبد الأعلى، ووكيع. وعنه: أبو داود، والنسائي، وقال: ثقة؛ وزكريا بن يحيى الساجي، وأحمد بن يحيى التستري، وابن أبي داود، وابن خزيمة، وعبدان.
توفي سنة ثلاث وخمسين في جمادى الآخرة.
356 -
م ت ن:
علي بن خشرم بن عبد الرحمن بن عطاء بن هلال
، أبو الحسن المروزي، ابن أخت بشر الحافي.
سمع: الفضل بن موسى السيناني، وعبد العزيز الدراوردي، وعبد الله بن وهب، وسفيان بن عيينة، وعيسى بن يونس، وأبا بكر بن عياش، وهشيم بن بشير. وعنه: مسلم، والترمذي، والنسائي، وأبو حامد أحمد بن حمدون الأعمشي، وابن خزيمة، وابن أبي داود، ومحمد بن عقيل البلخي، ومحمد بن معاذ الماليني، وأبو علي بن رزين الباشاني، ومحمد بن المنذر شكر الهروي، ومحمد بن يوسف الفربري، وخلق.
قال أبو رجاء محمد بن حمدويه: سمعته يقول: ولدت سنة ستين ومائة، وصمت ثمانية وثمانين رمضاناً.
قال: ومات في رمضان سنة سبع وخمسين.
357 -
علي بن زنجلة الرازي
.
عن: يحيى بن آدم، وحسين الجعفي، وأزهر السمان، وطبقتهم. قال ابن أبي حاتم: كان رفيق أبي بالبصرة روى عنه: أبي، وعلي بن الحسين بن الجنيد. وكان ثقة، لم يقض لي السماع منه.
358 -
ن:
علي بن سعيد بن جرير
، أبو الحسن النسائي الحافظ.
عن: أبي النضر هاشم بن القاسم، وجعفر بن عون، ومحاضر بن المورع، وعبد الله بن بكر، وعبد الصمد بن عبد الوارث، ويعقوب بن إبراهيم الزهري، وأبي مسهر، وخلق بالشام، والعراق، ومصر، وخراسان.
وعنه: النسائي وقال: صدوق؛ وعبد الله بن شيرويه، وأبو حامد ابن الشرقي، وأبو بكر بن خزيمة، وأبو بكر بن زياد، وآخرون.
وثقه محمد بن يحيى الذهلي، وقال: اكتبوا عنه.
وقال أبو حامد ابن الشرقي: سمعت علي بن سعيد يقول: سألت أحمد بن حنبل عن اللفظية، قال: هم الجهمية.
قلت: بقي إلى سنة ست وخمسين.
359 -
علي بن سعيد بن شهريار الرقي الجصاص
.
عن: إسحاق الأزرق، وشبابة، وجماعة. سمع منه: أبو حاتم بالرقة، وقال: شيخ.
360 -
ق:
علي بن سلمة بن شقيق بن عقبة
، أبو الحسن اللبقي النيسابوري.
سمع: حفص بن غياث، وعبد الرحمن المحاربي، وابن فضيل، ومروان بن معاوية، وابن علية، وجماعة.
وعنه: ابن ماجه، ومحمد بن إسماعيل البخاري، ومسلم، وإبراهيم بن أبي طالب، وابن خزيمة، وطائفة آخرهم محمد بن علي المذكر.
وثقه مسلم.
وتوفي لثلاث بقين من جمادى الأولى سنة اثنتين وخمسين.
وقد قال البخاري في صحيحه: حدثنا علي، قال: حدثنا مالك بن سعير. فقيل: إنه علي بن سلمة، وإلا فهو ابن المديني.
قال داود بن الحسين البيهقي: سمعت علي بن سلمة يقول: رأيت النبي صلى الله عليه وسلم في النوم، فقلت: يا رسول الله ما تقول في القرآن؟ قال: أشهد أنه كلام الله غير مخلوق.
361 -
ن:
علي بن شعيب بن عدي
، أبو الحسن البغدادي السمسار.
عن: هشام، وابن عيينة، وعبد الله بن نمير، وجماعة. وعنه: النسائي، وقاسم المطرز، وابن صاعد، ومحمد بن جرير، والمحاملي، وآخرون.
وثقه النسائي.
توفي سنة ثلاث وخمسين في ثامن عشر شوال.
ووهم البغوي فقال: مات سنة إحدى وستين.
أصله من طوس.
362 -
علي بن عاصم الثقفي
، مولاهم، الأصبهاني. أخو محمد وأسيد.
روى عن: سليمان الشاذكوني، وغيره.
وكان من أولياء الله، قال أبو الشيخ: كان من العابدين الزاهدين، لم يخرج له كثير حديث، ومات بعد الخمسين.
363 -
علي بن عبد المؤمن الزعفراني الكوفي
. نزيل الري.
روى عن: أبي بكر بن عياش، وعبد الرحمن بن محمد المحاربي، وجماعة. وعنه: القاضي المحاملي، وابن أبي حاتم، وقال: صدوق.
364 -
علي بن عبدة التميمي المكتب
.
عن: ابن علية، وغيره. وعنه: أبو حامد الحضرمي، والمحاملي.
ومات سنة سبع وخمسين.
قال الدارقطني: كان يضع الحديث.
قلت: وقع لنا حديثه عالياً في جزء ابن الطلاية يتجلى لأبي بكر.
365 -
ق:
علي بن عمرو بن الحارث بن سهل
، أبو هبيرة الأنصاري البغدادي. .
عن: سفيان بن عيينة، وأبي معاوية، ومحمد بن أبي عدي، ويحيى بن سعيد الأموي. وعنه: ابن ماجه، وأبو حامد الحضرمي، وابن مخلد، ويعقوب الدعاء، وابن أبي حاتم، وقال: محله الصدق.
قلت: مات سنة ستين في المحرم. وقيل: في ذي الحجة سنة تسع وخمسين.
366 -
ن:
علي بن المثنى الطهوي الكوفي
.
عن: زيد بن الحباب، وسويد بن عمرو الكلبي. وعنه: النسائي حديثاً واحداً، وعبد الله بن زيدان، وحاجب بن أركين، وأبو بكر بن أبي داود، وجماعة.
توفي سنة ست وخمسين.
ورواية النسائي عنه في طريق ابن السني وحده. وأما في رواية ابن حيويه النيسابوري عن النسائي فقال: حدثنا محمد بن المثنى. وفي نسخة سهل الإسفراييني بخطه: حدثنا ابن المثنى. وكذلك في نسخ أخر بخط غيره.
ولم يذكره ابن عساكر في الشيوخ النبل.
367 -
علي بن محمد بن معاوية النيسابوري
.
عن: أبي ضمرة أنس بن عياض، وأبي أسامة. وعنه: المحاملي، وابن مخلد، ويعقوب الجصاص، وآخرون.
توفي سنة ثمان وخمسين.
368 -
ق:
علي بن محمد بن أبي الخصيب الكوفي الوشاء
.
سمع: ابن عيينة، ووكيعاً، وعمرو بن محمد العنقزي. وعنه: ابن ماجه، وإبراهيم بن متويه الأصبهاني، وأبو بكر بن أبي داود، والبرديجي، وابن أبي حاتم وقال: محله الصدق.
قلت: توفي سنة ثمان أيضاً.
369 -
ن:
علي بن محمد بن زكريا
، أبو المضاء. نزيل الرقة.
ثقة، حافظ، روى عن: خلف البزار، والمعافى بن سليمان الرسعني.
وعنه: النسائي وقال: لا بأس به؛ وأبو بكر محمد بن حمدون بن خالد، وغيرهما.
370 -
ن:
علي بن محمد بن علي بن أبي المضاء
، قاضي المصيصة. وهو ابن عم أحمد بن عبد الله بن علي.
روى عن: إسحاق ابن الطباع، وأبي اليمان، ومحمد بن كثير المصيصي، وسعيد بن المغيرة، وطائفة. وعنه: النسائي، وسعيد بن عمرو البرذعي، ومطين، ومحمد بن المنذر شكر، وجماعة.
قال النسائي: ثقة.
371 -
علي بن محمد بن علي بن موسى بن جعفر بن محمد ابن زين العابدين
، السيد الشريف، أبو الحسن العلوي الحسيني الفقيه. أحد الاثني عشر، وتلقبه الإمامية بالهادي.
قال الصولي: حدثنا الحسين بن يحيى أن المتوكل اعتل، فقال: لئن برأت لأتصدقن بدنانير كثيرة. فلما عوفي جمع الفقهاء فسألهم عن ذلك، فاختلفوا. فبعث، يعني إلى أبي الحسن العسكري فسأله، فقال: يتصدق بثلاثة وثمانين ديناراً. فعجب القوم وقالوا: من أين له هذا؟ فأرسل إليه، فقال: لأن الله يقول: لقد نصركم الله في مواطن كثيرة فروى أهلنا جميعاً أن المواطن والسرايا كانت ثلاثة وثمانين موطناً.
توفي علي، رحمه الله، سنة أربع وخمسين، وله أربعون سنة.
372 -
خ د ن:
علي بن مسلم بن سعيد
، أبو الحسن الطوسي، ثم البغدادي.
سمع: هشيماً، وجرير بن عبد الحميد، ويحيى بن أبي زائدة، ويوسف بن يعقوب الماجشون، وأبا يوسف القاضي، وابن المبارك، وعبد الرحمن بن زيد بن أسلم، وخلقاً سواهم. وعنه: البخاري، وأبو داود، والنسائي، وأبو بكر الأثرم، وعبد الله بن أحمد، وابن صاعد، والمحاملي، وابن عياش القطان، وآخرون
قال النسائي: لا بأس به. وقد روى عن رجل، عنه.
توفي لسبع بقين من جمادى الآخرة سنة ثلاث وخمسين. وكان مولده سنة ستين ومائة.
وروى عنه ابن معين مع تقدمه.
373 -
ن:
علي بن معبد بن نوح
، أبو الحسن البغدادي.
سكن مصر. وروى عن: عبد الوهاب بن عطاء، وشبابة، وأبي النضر،
ويعقوب بن إبراهيم، وأبي أحمد الزبيري. وعنه: النسائي، وعن رجل عنه، وأبو بكر بن خزيمة، وأبو جعفر الطحاوي، وآخرون.
قال أحمد العجلي: ثقة صاحب سنة. ولي أبوه طرابلس الغرب.
وقال ابن أبي حاتم: صدوق.
قلت: مات في رجب سنة تسع وخمسين بمصر. وكان قدمها تاجراً، فسكنها. وآخر أصحابه موتاً إبراهيم بن ميمون العسكري.
374 -
ت ن ق:
علي بن المنذر أبو الحسن الطريقي الأودي الكوفي العلاف الأعور
.
عن: ابن عيينة، والوليد بن مسلم، ومحمد بن فضيل، وطبقتهم. وعنه: الترمذي والنسائي، وابن ماجه، وبدر بن الهيثم، وأبو بكر بن أبي داود، وعبد الرحمن بن أبي حاتم، ومحمد بن يحيى بن منده، ويحيى بن صاعد، وخلق.
وحج خمسين حجة.
قال النسائي: شيعي محض ثقة.
قلت: توفي في ربيع الأول سنة ست وخمسين.
375 -
ن ق:
عمار بن خالد بن يزيد الواسطي التمار
.
عن: جرير بن عبد الحميد، ومرحوم بن عبد العزيز، وسفيان بن عيينة، وعبد الحكيم بن منصور، وإسحاق الأزرق.
وعنه: النسائي، وابن ماجه وأبو حاتم الرازي، وأحمد بن علي المروزي، وابن أبي داود، وعبد الرحمن بن أبي حاتم، وابن مبشر الواسطي.
وكان ثقة.
توفي سنة ستين.
376 -
عمران بن قطن
، أبو موسى البخاري الفرخشي، من قرية فرخشا.
رحال، لقي عبيد الله بن موسى، والمقرئ، وأبا جابر محمد بن عبد الملك. وعنه: عبد الله بن منيح بن سيف. توفي سنة سبع وخمسين؛ قاله الأمير.
377 -
عمر بن نصر
، أبو حفص النهرواني.
عن: يزيد بن هارون، وعبد الوهاب بن عطاء، وشبابة، وغيرهم.
قال ابن أبي حاتم: كتبت عنه بنهروان، وهو صدوق.
378 -
عمرو بن بحر الجاحظ
.
قيل: توفي سنة خمس خمسين، وقد ذكر.
379 -
ق:
عمرو بن عبد الله الأودي
، أبو عثمان الكوفي.
عن: أبي بكر بن عياش، وأبي معاوية، وابن نمير، وجماعة. وعنه: ابن ماجه، وحاجب بن أركين، وعبد الرحمن بن أبي حاتم، وبدر بن الهيثم، وابن خزيمة.
قال أبو حاتم: صدوق.
380 -
د ن ق:
عمرو بن عثمان بن سعيد بن كثير بن دينار
، أبو حفص الحمصي، مولى قريش.
سمع: إسماعيل بن عياش، وبقية بن الوليد، وابن عيينة، والوليد بن مسلم، وجماعة. وعنه أبو داود، والنسائي، وابن ماجه، وجعفر الفريابي، وأبو عروبة الحراني، وأبو بكر بن أبي عاصم، وأبو بكر بن أبي داود، وخلق.
قال أبو زرعة: كان أحفظ من محمد بن مصفى، وأحب إلي منه.
قلت: توفي في رمضان سنة إحدى وخمسين، وقيل: سنة خمسين.
381 -
عمرو بن معمر
، أبو عثمان العمركي.
حدث ببغداد عن أبي النضر، ويعلى بن عبيد، وعبيد الله بن موسى. وعنه: الحسن بن محمد بن شعبة، والمحاملي، وأحمد بن عبد الله وكيل أبي صخرة.
وثقه الخطيب.
382 -
عيسى بن إسحاق النرسي
.
حدث ببغداد عن: يحيى بن آدم، وشبابة. وعنه: موسى بن هارون، ومحمد بن مخلد، وغيرهما.
توفي سنة ثمان وخمسين.
383 -
عيسى بن عبد الله بن سليمان العسقلاني
، نزيل بغداد.
عن: الوليد بن مسلم، وضمرة بن ربيعة. وعنه: أبو عمر محمد بن يوسف القاضي، ومحمد بن مخلد، وزيد بن عبد العزيز الموصلي، وتمتام، وجماعة كثيرة.
قال ابن عدي: ضعيف، يسرق الحديث.
384 -
عيسى بن عثمان النهشلي الكوفي
.
عن: عمه يحيى بن عيسى الرملي. وعنه: الترمذي، ومطين، ومحمد بن جرير الطبري، ومحمد بن يحيى بن منده، وابن أبي داود.
قال النسائي: صالح.
قلت: توفي سنة إحدى وخمسين
385 -
د ن:
عيسى بن محمد بن إسحاق
، أبو عمير ابن النحاس الرملي.
محدث، ثقة، لم يرحل.
سمع من الوليد بن مسلم لما قدم الرملة، وضمرة بن ربيعة، وأيوب بن
سويد، وزيد بن أبي الزرقاء، وجماعة. وعنه: أبو داود، والنسائي، ويحيى بن معين وهو أكبر منه، وقال: ثقة، من أحفظ الناس لحديث ضمرة، وأبو زرعة، وأبو حاتم، وجعفر الفريابي، وعمر البجيري، وابن جوصا، وأبو بكر بن أبي داود وخلق.
قال ابن جوصا: سمعت أبا عمير يقول: قدم علينا الوليد في سنة أربع وتسعين ومائة، فاستقرض له أبي دنانير، فحج من الرملة، فمات منصرفه من الحج بذي المروة. فمضى أبي إلى دمشق حتى أبيع منزله وقضى دينه.
وقال أبو زرعة: حدثنا أبو عمير الرملي، وكان ثقة رضى.
وقال أبو حاتم: كان من العباد، يطلب العلم وعلى ظهره خريقة قدر ذراع، يختلف إلى الوليد وضمرة.
وقال عمر بن سهل الدينوري: سمعت ابن وهب الدينوري يقول: لقنت أبا عمير النحاس أربعين حديثاً من حديثه، فلما بلغت أحداً وأربعين قال لي: أما تستحي، أتحشمني أن أشهد على رسول الله صلى الله عليه وسلم في مجلس واحد أكثر من أربعين شهادة؟.
قال ابن زبر: توفي في ثامن محرم سنة ست وخمسين
386 -
الفتح بن الحجاج
، أبو نوح الحرشي النيسابوري الفقيه.
سمع: المقرئ، وحفص بن عبد الرحمن، وخلاد بن يحيى. وعنه العباس بن حمزة، وعبد الله النصرآباذي، وجماعة.
توفي سنة خمس وخمسين
387 -
ت:
الفضل بن جعفر بن عبد الله بن الزبرقان البغدادي
، أخو يحيى بن أبي طالب.
سمع: عبيد الله بن موسى، وحجاج بن محمد الأعور، ويزيد بن هارون، وأبا علي الحنفي، وطائفة. وعنه: الترمذي، وأبو بكر بن أبي الدنيا، والقاضي المحاملي.
وكان ثقة.
توفي سنة اثنتين وخمسين.
388 -
ع سوى ق:
الفضل بن سهل
، أبو العباس البغدادي الأعرج الحافظ، أحد الأثبات.
سمع: الحسين الجعفي، وأبا النضر بن القاسم، وشبابة بن سوار، وطبقتهم. وعنه الجماعة سوى ابن ماجه، وأبو القاسم البغوي، وابن صاعد، وأبو عبد الله المحاملي، ومحمد بن مخلد، وخلق.
وكان موصوفاً بالذكاء والمعرفة والإتقان.
توفي في صفر سنة خمس وخمسين.
قال عبدان: سمعت أبا داود يقول: أنا لا أحدث عن فضل بن سهل. قلت: ولم؟ قال: لأنه لا يفوته حديث جيد. قلت: ومع هذا فقد روى عنه أبو داود كما قدمنا. ووثقه النسائي، والناس. وعاش نيفاً وسبعين سنة.
قال أحمد بن الحسين الصوفي: كان أحد الدواهي. يعني: في الحفظ.
389 -
د ق:
الفضل بن يعقوب، أبو العباس البصري
، المعروف بالجزري.
سمع: عبد الأعلى بن عبد الأعلى، ونوح بن قيس الحداني، وسفيان بن عيينة، وجماعة. وعنه: أبو داود، وابن ماجه، وأبو عروبة، وابن خزيمة، وابن صاعد، ومحمد بن هارون الروياني.
توفي في عاشر شعبان سنة ست وخمسين
390 -
خ ق:
الفضل بن يعقوب، أبو العباس البغدادي
الرخامي.
سمع: حجاج بن محمد الأعور، ومحمد بن يوسف الفريابي، وإدريس بن يحيى الخولاني العابد، وأسد بن موسى السنة، وزيد بن يحيى الدمشقي، ويحيى بن السكن. وعنه: البخاري، وابن ماجه، وابن صاعد، ومحمد بن هارون الحضرمي، والحسين والقاسم ابنا المحاملي، ومحمد بن مخلد، وابن خزيمة.
قال الدارقطني: ثقة حافظ.
وقال ابن أبي حاتم: كتبت عنه مع أبي، وكان ثقة صدوقاً.
توفي في أول جمادى الأولى سنة ثمان وخمسين.
391 -
فضل، جارية المتوكل
.
من مولدات اليمامة. لم ير في زمانها امرأة أفصح ولا أشعر منها. أدبها رجل من عبد القيس واشتراها محمد بن الفرج الرخجي، فأهداها للمتوكل.
حكي عن علي بن الجهم قال: قلت:
لاذ بها يشتكي إليها فلم يجد عندها ملاذا
فقال لها المتوكل: أجيزي:
فقالت بديهاً: ولم يزل ضارعاً إليها تهطل أجفانه رذاذا فعاتبوه فزاد عشقاً فمات وجداً فكان ماذا ولها شعر هكذا أرق من النسيم وأروق من التسنيم، ولا أعلم متى ماتت.
392 -
القاسم بن بشر البغدادي
، أبو محمد.
عن يحيى بن سليم الطائفي، وسفيان بن عيينة. وعنه إمام الأئمة ابن خزيمة، والهيثم بن خلف، وابن صاعد.
وثقه الخطيب.
393 -
القاسم بن سعيد بن المسيب بن شريك التميمي البغدادي
.
عن: يحيى بن سعيد القطان، ويزيد بن هارون، والهيثم بن عدي، وجماعة. وعنه: قاسم المطرز، والقاضي المحاملي، وجماعة.
وثقه الخطيب.
ومات سنة أربع وخمسين.
394 -
القاسم بن الفضل بن بزيع البغدادي
.
عن عمرو بن عاصم، وغيره. وعنه أبو عبيد بن المؤمل، ومحمد بن مخلد، ووثقه.
مات سنة تسع وخمسين.
395 -
ق:
القاسم بن محمد بن عباد بن عباد أبو محمد الأزدي المهلبي البصري
، ثم البغدادي.
عن: أبيه، وأبي عاصم، وبشر بن عمر الزهراني، وعبد الله بن داود الخريبي. وعنه: ابن ماجه، وابن صاعد، والمحاملي، وابن مخلد.
وثقه الخطيب.
396 -
القاسم بن هاشم بن سعيد
، أبو محمد البغدادي السمسار.
عن: أبيه، وأبي مسهر الدمشقي، وعلي بن عياش، وعتبة بن السكن. وعنه: ابن أبي الدنيا، والمحاملي، وابن مخلد.
وثقه بعضهم.
وقال الخطيب: كان صدوقاً.
مات في رمضان سنة تسع وخمسين.
397 -
القاسم بن يزيد بن كليب المقرئ الوزان
.
حدث ببغداد عن: محمد بن فضيل، ووكيع. وعنه: عبد الله بن أبي سعد الوراق، وغيره.
توفي سنة اثنتين وخمسين.
398 -
الليث بن الحارث البخاري
.
حدث بمصر عن النضر بن شميل، وعدة، وتوفي سنة ثلاث وخمسين.
399 -
ليث بن الفرج بن راشد البغدادي
.
سمع: ابن عيينة، ووكيعاً، وعبد الرحمن بن مهدي. وعنه: أبو العباس محمد بن أحمد الأثرم، ومحمد بن مخلد.
وثقه الخطيب.
ووقع لي حديثه عالياً في جزء الأكابر عن مالك.
400 -
محمد بن أحمد بن عبد الجبار
. أبو عبد الله الباهلي المصري.
سمع: أبا أحمد الزبيري. وعنه: علي بن الحسن بن قديد.
توفي بمصر في شعبان.
401 -
محمد بن أحمد بن عبد العزيز بن عتبة بن حميد بن عتبة بن أبي سفيان بن حرب بن أمية
. الفقيه العتبي الأندلسي القرطبي المالكي. صاحب المسائل العتبية، ومنهم من جعله من موالي عتبة بن أبي سفيان.
سمع: يحيى بن يحيى، وسعيد بن حسان، وسحنون بن سعيد، وأصبغ بن الفرج، وغيرهم. وعنه: محمد بن عمر بن لبابة، وجماعة من الأندلسيين، وكان من كبار الفقهاء في زمانه.
قال محمد بن وضاح: في المستخرجة خطأ كثير.
وقال أسلم بن عبد العزيز: قال لي ابن عبد الحكم: أتيت بكتب حسنة الخط تدعى المستخرجة من وضع صاحبكم محمد بن أحمد العتبي، فرأيت جلها كذوباً مسائل المجالس له لم يوقف عليها أصحابها، فخشيت أن أموت فتوجد في تركتي، فوهبت لرجل يقرأ فيها. فقلت له: كيف استحللت أن تعطيها لغيرك، إذ لم تستحسن أن تكون عندك؟ فسكت.
وقال محمد بن عمر بن لبابة: ليس العتبي نسبه، إنما كان له جد يسمى عتبة، فنسب إليه.
قال ابن الفرضي: رحل فسمع من سحنون، وأصبغ بن الفرج ونظرائهما. وكان حافظاً للمسائل جامعاً لها عالماً بالنوازل. جمع المستخرجة وكثر فيها الروايات المطروحة والمسائل الغريبة الشاذة. وكان يؤتى بالمسألة الغريبة فيقول: أدخلوها في المستخرجة. توفي في ثامن عشر ربيع الأول سنة خمس وخمسين، وقيل: سنة أربع. والأول أصح، والله أعلم.
وقد مر العتبي الأخباري محمد بن عبيد الله سنة ثمان وعشرين ومائتين.
402 -
ت:
محمد بن أحمد بن الحسين بن مدويه أبو عبد الرحمن القرشي الترمذي
.
عن: القاسم بن الحكم العرني، وأسود بن عامر، وعبيد الله بن موسى، وطبقتهم. وعنه: الترمذي، وأبو بكر بن أبي داود، ومضاء بن حاتم النسفي، ومحمد بن المنذر شكر.
وثقه ابن حبان
403 -
محمد بن أحمد بن يزيد
، الفقيه أبو يونس الجمحي المدني.
مفتي أهل المدينة بعد أبي مصعب الزهري. أخذ عن: أصحاب مالك، وروى عن إسماعيل بن أبي أويس، وإسحاق الفروي. وعنه: زكريا بن يحيى الساجي، وأبو العباس السراج، وأبو عوانة الإسفراييني، و
محمد بن إبراهيم
الديبلي، ويحيى بن الحسن العلوي النسابة، وجماعة.
توفي قبل الستين أو بعدها.
404 -
محمد بن إبراهيم، أبو جعفر الأنماطي الحافظ، مربع.
سمع: أبا الوليد الطيالسي، وأبا حذيفة النهدي، وابن معين، وطبقتهم.
وعنه: القاضي المحاملي، وابن مخلد، وجماعة.
توفي كهلاً سنة ست وخمسين.
وله تاريخ في معرفة الرجال. وهو من أعيان تلامذة يحيى بن معين، وهو الذي لقبه.
405 -
محمد بن إبراهيم بن قحطبة البغدادي المؤدب
.
سمع: معاوية بن عمرو الأزدي، وجماعة. وعنه: قاسم بن زكريا المطرز، وابن أبي حاتم وقال: صدوق.
406 -
محمد بن الأزهر بن حريث
، أبو جعفر السجزي.
ثقة، رحال، عالي الرواية. سمع: سفيان بن عيينة، وأبا معاوية الضرير، وطبقتهما. وعنه: أبو العباس السراج، وابن خزيمة، ومحمد بن علي المذكر شيخ الحاكم.
توفي سنة ثلاث وخمسين، أظن بنيسابور.
407 -
محمد بن الأزهر
، أبو عبد الله الفقيه.
من علماء الحنفية. قيل: إنه مات في صفر سنة إحدى وخمسين بخراسان.
408 -
محمد بن إسحاق الصيني البغدادي
.
أحد المتروكين. يروي عن: روح بن عبادة، وأبي النضر.
رموه بالكذب.
روى عنه: ابن أبي داود، وعلي بن عبد الله بن مبشر الواسطي، وابن أبي حاتم، ثم تركه.
409 -
ت ن:
محمد بن إسماعيل بن إبراهيم بن المغيرة بن بردزبه
، الإمام العلم أبو عبد الله الجعفي، مولاهم، البخاري، صاحب الصحيح والتصانيف.
ولد في شوال سنة أربع وتسعين، وأول سماعه سنة خمس ومائتين، وحفظ تصانيف ابن المبارك، وحبب إليه العلم من الصغر. وأعانه عليه ذكاؤه المفرط. ونشأ يتيماً، وكان أبوه من العلماء الورعين
قال أبو عبد الله البخاري: سمع أبي من مالك بن أنس ورأى حماد بن زيد، وصافح ابن المبارك.
قلت: وحدث عن أبي معاوية، وجماعة. روى عنه: أحمد بن حفص، ونصر بن الحسين. قال أحمد بن حفص: دخلت على أبي الحسن إسماعيل بن إبراهيم عند موته فقال: لا أعلم في جميع مالي درهماً من شبهة.
قال أحمد: فتصاغرت إلي نفسي عند ذلك.
قلت: وربت أبا عبد الله أمه. ورحل سنة عشر ومائتين بعد أن سمع الكثير ببلده من سادة وقته: محمد بن سلام البيكندي، ومحمد بن يوسف البيكندي،
وعبد الله بن محمد المسندي، ومحمد بن غرير، وهارون بن الأشعث، وطائفة، وسمع ببلخ من: مكي بن إبراهيم، ويحيى بن بشر الزاهد، وقتيبة، وجماعة. وكان مكي أحد من حدثه عن ثقات التابعين. وسمع بمرو من: علي بن الحسن بن شقيق، وعبدان، ومعاذ بن أسد، وصدقة بن الفضل، وجماعة. وسمع بنيسابور من: يحيى بن يحيى، وبشر بن الحكم، وإسحاق، وعدة. وبالري من: إبراهيم بن موسى الحافظ، وغيره. وببغداد من: محمد بن عيسى ابن الطباع، وسريج بن النعمان، وعفان، ومعاوية بن عمرو الأزدي، وطائفة. وقال: دخلت على معلى بن منصور ببغداد سنة عشر. وسمع بالبصرة من: أبي عاصم النبيل، وبدل بن المحبر، ومحمد بن عبد الله الأنصاري، وعبد الرحمن بن حماد الشعيثي، وعمرو بن عاصم الكلابي، وعبد الله بن رجاء الغداني، وطبقتهم. وبالكوفة من: عبيد الله بن موسى، وأبي نعيم، وطلق بن غنام، والحسن بن عطية وهما أقدم شيوخه موتاً؛ وخلاد بن يحيى، وخالد بن مخلد، وفروة بن أبي المغراء، وقبيصة، وطبقتهم. وبمكة من: أبي عبد الرحمن المقرئ، والحميدي، وأحمد بن محمد الأزرقي، وجماعة. وبالمدينة من: عبد العزيز الأويسي، ومطرف بن عبد الله، وأبي ثابت محمد بن عبيد الله، وطائفة. وبواسط من: عمرو بن عون، وغيره. وبمصر من: سعيد بن أبي مريم، وعبد الله بن صالح الكاتب، وسعيد بن تليد، وعمرو بن الربيع بن طارق، وطبقتهم، وبدمشق من أبي مسهر شيئاً يسيراً، ومن أبي النضر الفراديسي، وجماعة. وبقيسارية من: محمد بن يوسف الفريابي. وبعسقلان: من آدم بن أبي إياس. وبحمص من: أبي المغيرة، وأبي اليمان، وعلي بن عياش، وأحمد بن خالد الوهبي، ويحيى الوحاظي.
وذكر أنه سمع من ألف نفس. وقد خرج عنهم مشيخة وحدث بها، لم نرها.
وحدث بالحجاز، والعراق، وخراسان، وما وراء النهر. وكتبوا عنه وما في وجهه شعرة.
روى عنه أبو زرعة، وأبو حاتم قديماً. وروى عنه من أصحاب الكتب: الترمذي، والنسائي، على نزاع في النسائي، والأصح أنه لم يرو عنه شيئاً.
وروى عنه: مسلم في غير الصحيح، ومحمد بن نصر المروزي الفقيه، وصالح بن محمد جزرة الحافظ، وأبو بكر بن أبي عاصم، ومطين، وأبو
العباس السراج، وأبو بكر بن خزيمة، وأبو قريش محمد بن جمعة، ويحيى بن محمد بن صاعد، وإبراهيم بن معقل النسفي، ومهيب بن سليم، وسهل بن شاذويه، ومحمد بن يوسف الفربري، ومحمد بن أحمد بن دلويه، وعبد الله بن محمد الأشقر، ومحمد ابن هارون الحضرمي، والحسين بن إسماعيل المحاملي، وأبو علي الحسن بن محمد الداركي، وأحمد بن حمدون الأعمشي، وأبو بكر بن أبي داود، ومحمود بن عنبر النسفي، ومطين، وجعفر بن محمد بن الحسن الجروي، وأبو حامد بن الشرقي، وأخوه أبو محمد عبد الله، ومحمد بن سليمان بن فارس، ومحمد بن المسيب الأرغياني، ومحمد بن هارون الروياني، وخلق.
وآخر من روى عنه الجامع الصحيح: منصور بن محمد البزدوي المتوفى سنة تسع وعشرين وثلاث مائة. وآخر من زعم أنه سمع من البخاري موتاً أبو ظهير عبد الله بن فارس البلخي المتوفى سنة ست وأربعين وثلاث مائة. وآخر من روى حديثه عالياً: خطيب الموصل في الدعاء للمحاملي؛ بينه وبينه ثلاثة رجال.
وأما جامعه الصحيح فأجل كتب الإسلام وأفضلها بعد كتاب الله تعالى. وهو أعلى شيء في وقتنا إسناداً للناس. ومن ثلاثين سنة يفرحون بعلو سماعه، فكيف اليوم؟ فلو رحل الشخص لسماعه من مسيرة ألف فرسخ لما ضاعت رحلته. وأنا أدري أن طائفة من الكبار يستقلون عقلي في هذا القول، ولكن: ما يعرف الشوق إلا من يكابده ولا الصبابة إلا من يعانيها ومن جهل شيئاً عاداه، ولا قوة إلا بالله.
فصل
نقل ابن عدي وغيره أن مغيرة بن بردزبه المجوسي جد البخاري أسلم على يد والي بخارى يمان الجعفي جد المحدث عبد الله بن محمد بن جعفر بن يمان الجعفي المسندي. فولاؤه للجعفيين بهذا الاعتبار.
وقال محمد بن أبي حاتم وراق البخاري: أخرج أبو عبد الله ولده بخط
أبيه بعد صلاة الجمعة لثلاث عشرة مضت من شوال سنة أربع وتسعين ومائة.
وقال ابن عدي: سمعت الحسن بن الحسين البزاز يقول: رأيت البخاري شيخاً نحيفاً، ليس بالطويل ولا بالقصير. عاش اثنتين وستين سنة إلا ثلاثة عشر يوماً.
وقال أحمد بن الفضل البلخي: ذهبت عينا محمد في صغره، فرأت أمه إبراهيم عليه السلام، فقال: يا هذه قد رد الله على ابنك بصره بكثرة بكائك أو دعائك. فأصبح وقد رد الله عليه بصره.
وعن جبريل بن ميكائيل: سمعت البخاري يقول: لما بلغت خراسان أصبت ببصري، فعلمني رجل أن أحلق رأسي وأغلفه بالخطمي، ففعلت، فرد الله علي بصري. رواها غنجار في تاريخه.
وقال أبو جعفر محمد بن أبي حاتم الوراق: قلت للبخاري: كيف كان بدء أمرك؟ قال: ألهمت حفظ الحديث في المكتب ولي عشر سنين أو أقل. وخرجت من الكتاب بعد العشر، فجعلت أختلف إلى الداخلي وغيره، فقال يوماً فيما يقرأ على الناس: سفيان عن أبي الزبير عن إبراهيم. فقلت له: إن أبا الزبير لم يرو عن إبراهيم. فانتهرني، فقلت له: ارجع إلى الأصل.
فدخل ثم خرج، فقال لي: كيف هو يا غلام؟ قلت: هو الزبير بن عدي، عن إبراهيم. فأخذ القلم مني وأصلحه، وقال: صدقت. فقال للبخاري بعض أصحابه: ابن كم كنت؟ قال: ابن إحدى عشرة سنة. فلما طعنت في ست عشرة سنة حفظت كتب ابن المبارك، ووكيع، وعرفت كلام هؤلاء. ثم خرجت مع أبي وأخي أحمد إلى مكة. فلما حججت رجع أخي بها وتخلفت في طلب الحديث. فلما طعنت في ثمان عشرة سنة جعلت أصنف قضايا الصحابة والتابعين وأقاويلهم، وذلك أيام عبيد الله بن موسى. وصنفت كتاب التاريخ إذ ذاك عند قبر النبي صلى الله عليه وسلم في الليالي المقمرة. وقل اسم في التاريخ إلا وله عندي قصة. إلا أني كرهت تطويل الكتاب.
وقال عمرو بن حفص الأشقر: كنا مع البخاري بالبصرة نكتب الحديث، ففقدناه أياماً، ثم وجدناه في بيت وهو عريان وقد نفذ ما عنده. فجمعنا له الدراهم وكسوناه.
وقال عبد الرحمن بن محمد البخاري: سمعت محمد بن إسماعيل يقول: لقيت أكثر من ألف رجل، أهل الحجاز، والعراق، والشام، ومصر، وخراسان، إلى أن قال: فما رأيت واحداً منهم يختلف في هذه الأشياء: أن الدين قول وعمل، وأن القرآن كلام الله.
وقال محمد بن أبي حاتم: سمعته يقول: دخلت بغداد ثمان مرات، كل ذلك أجالس أحمد بن حنبل، فقال لي آخر ما ودعته: يا أبا عبد الله تترك العلم والناس وتصير إلى خراسان؟! فأنا الآن أذكر قول أحمد.
وقال أبو بكر الأعين: كتبنا عن البخاري على باب محمد بن يوسف الفريابي وما في وجهه شعرة.
وقال محمد بن أبي حاتم وراق البخاري: سمعت حاشد بن إسماعيل وآخر يقولان: كان البخاري يختلف معنا إلى السماع وهو غلام، فلا يكتب، حتى أتى على ذلك أيام. فكنا نقول له، فقال: إنكما قد أكثرتما علي، فاعرضا علي ما كتبتما. فأخرجنا إليه ما كان عندنا، فزاد على خمسة عشر ألف حديث، فقرأها كلها عن ظهر قلب حتى جعلنا نحكم كتبنا من حفظه. ثم قال: أترون أني أختلف هدراً وأضيع أيامي؟! فعرفنا أنه لا يتقدمه أحد. قالا: فكان أهل المعرفة يعدون خلفه في طلب الحديث وهو شاب حتى يغلبوه على نفسه، ويجلسوه في بعض الطريق، فيجتمع عليه ألوف أكثرهم ممن يكتب عنه، وكان شابا لم يخرج وجهه.
وقال محمد بن أبي حاتم: وسمعت سليم بن مجاهد يقول: كنت عند محمد بن سلام البيكندي فقال لي: لو جئت قبل لرأيت صبياً يحفظ سبعين ألف حديث. قال: فخرجت في طلبه فلقيته، فقلت: أنت الذي تقول: أنا أحفظ سبعين ألف حديث؟ قال: نعم وأكثر، ولا أجيئك بحديث عن الصحابة والتابعين إلا عرفت مولد أكثرهم ووفاتهم ومساكنهم. ولست أروي حديثاً من حديث الصحابة أو التابعين إلا ولي في ذلك أصل أحفظه حفظاً عن كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم.
قال غنجار: حدثنا أبو عمرو أحمد بن محمد المقرئ، قال: حدثنا محمد بن يعقوب بن يوسف البيكندي قال: سمعت علي بن الحسين بن عاصم البيكندي يقول: قدم علينا محمد بن إسماعيل، فاجتمعنا عنده، فقال بعضنا: سمعت إسحاق بن راهويه يقول: كأني أنظر إلى سبعين ألف حديث من كتابي.
فقال محمد: أوتعجب من هذا؟ لعل في هذا الزمان من ينظر إلى مائتي ألف حديث من كتابه. قال: وإنما عنى به نفسه.
وقال ابن عدي: حدثني محمد بن أحمد القومسي، قال: سمعت محمد بن خمرويه يقول: سمعت محمد بن إسماعيل يقول: أحفظ مائة ألف حديث صحيح، وأحفظ مائتي ألف حديث غير صحيح.
وقال إمام الأئمة ابن خزيمة: ما رأيت تحت أديم السماء أعلم بالحديث من محمد بن إسماعيل البخاري.
وقال ابن عدي: سمعت عدة مشايخ يحكون أن البخاري قدم بغداد فاجتمع أصحاب الحديث، وعمدوا إلى مائة حديث فقلبوا متونها وأسانيدها، وجعلوا متن هذا الإسناد هذا، وإسناد هذا المتن هذا، ودفعوا إلى كل واحد عشرة أحاديث ليلقوها على البخاري في المجلس. فاجتمع الناس، وانتدب أحدهم فقال، وسأله عن حديث من تلك العشرة، فقال: لا أعرفه. فسأله عن آخر، فقال: لا أعرفه. حتى فرغ العشرة، فكان الفقهاء يلتفت بعضهم إلى بعض ويقولون: الرجل فهم. ومن كان لا يدري قضى عليه بالعجز. ثم انتدب آخر ففعل كفعل الأول، والبخاري يقول: لا أعرفه. إلى أن فرغ العشرة أنفس، وهو لا يزيدهم على: لا أعرفه.
فلما علم أنهم قد فرغوا، التفت إلى الأول، فقال: أما حديثك الأول فإسناده كذا وكذا، والثاني كذا وكذا، والثالث. . . إلى آخر العشرة. فرد كل متن إلى إسناده، وفعل بالثاني مثل ذلك إلى أن فرغ، فأقر له الناس بالحفظ.
وقال يوسف بن موسى المروروذي: كنت بجامع البصرة إذ سمعت منادياً ينادي: يا أهل العلم، قد قدم محمد بن إسماعيل البخاري. فقاموا في طلبه، وكنت فيهم، فرأيت رجلاً شاباً يصلي خلف الأسطوانة، فلما فرغ أحدقوا به، وسألوه أن يعقد لهم مجلس الإملاء، فأجابهم. فلما كان من الغد اجتمع كذا كذا ألف، فجلس للإملاء، وقال: يا أهل البصرة أنا شاب، وقد سألتموني أن أحدثكم وسأحدثكم بأحاديث عن أهل بلدكم تستفيدون الكل: حدثنا عبد الله بن عثمان بن جبلة بن أبي رواد بلديكم، قال: حدثنا أبي، قال: حدثنا شعبة، عن منصور، وغيره، عن سالم بن أبي الجعد، عن أنس أن أعرابياً
قال: يا رسول الله الرجل يحب القوم. . . الحديث. ثم قال: هذا ليس عندكم، إنما عندكم عن غير منصور. وأملى مجلساً على هذا النسق. قال يوسف: وكان دخولي البصرة أيام محمد بن عبد الملك بن أبي الشوارب.
وقال محمد بن حمدون بن رستم: سمعت مسلم بن الحجاج يقول للبخاري: دعني أقبل رجليك يا أستاذ الأستاذين وسيد المحدثين وطبيب الحديث في علله.
وقال الترمذي: لم أر أحداً بالعراق ولا بخراسان في معنى العلل والتاريخ ومعرفة الأسانيد أعلم من محمد بن إسماعيل.
وقال إسحاق بن أحمد الفارسي: سمعت أبا حاتم يقول سنة سبع وأربعين ومائتين: محمد بن إسماعيل أعلم من دخل العراق، ومحمد بن يحيى أعلم من بخراسان اليوم، ومحمد بن أسلم أورعهم، وعبد الله الدارمي أثبتهم.
وعن أحمد بن حنبل قال: انتهى الحفظ إلى أربعة من أهل خراسان: أبو زرعة، ومحمد بن إسماعيل، والدارمي، والحسن بن شجاع البلخي.
وقال أبو أحمد الحاكم: كان البخاري أحد الأئمة في معرفة الحديث وجمعه. ولو قلت: إني لم أر تصنيف أحد يشبه تصنيفه في المبالغة والحسن لرجوت أن أكون صادقاً.
قرأت على عمر ابن القواس: أخبركم أبو القاسم بن الحرستاني حضوراً، قال: أخبرنا جمال الإسلام، قال: أخبرنا ابن طلاب، قال أخبرنا ابن جميع، قال: حدثني أحمد بن محمد بن آدم، قال: حدثني محمد بن يوسف البخاري قال: كنت عند محمد بن إسماعيل بمنزله ذات ليلة، فأحصيت عليه أنه قام وأسرج يستذكر أشياء يعلقها في ليلة ثمان عشرة مرة.
وقال محمد بن أبي حاتم الوراق: كان أبو عبد الله إذا كنت معه في سفر يجمعنا بيت واحد إلا في القيظ أحياناً. فكنت أراه يقوم في ليلة واحدة خمس عشرة مرة إلى عشرين مرة، في كل ذلك يأخذ القداحة فيوري ناراً ويسرج، ثم يخرج أحاديث فيعلم عليها، ثم يضع رأسه. وكان يصلي وقت السحر ثلاث عشرة ركعة. وكان لا يوقظني في كل ما يقوم، فقلت له: إنك تحمل على نفسك في كل هذا ولا توقظني! قال: أنت شاب ولا أحب أن أفسد عليك نومك.
وقال الفربري: قال لي محمد بن إسماعيل، ما وضعت في الصحيح
حديثاً إلا اغتسلت قبل ذلك وصليت ركعتين.
وقال إبراهيم بن معقل: سمعته يقول: كنت عند إسحاق بن راهويه، فقال رجل: لو جمعتم كتاباً مختصراً للسنن. فوقع ذلك في قلبي، فأخذت في جمع هذا الكتاب.
وعن البخاري، قال: أخرجت هذا الكتاب من نحو ستمائة ألف حديث، وصنفته ست عشرة سنة. وجعلته حجة فيما بيني وبين الله. رويت من وجهين ثابتين، عن.
وقال إبراهيم بن معقل: سمعته يقول: ما أدخلت في الجامع إلا ما صح، وتركت من الصحاح لأجل الطول.
وقال محمد بن أبي حاتم: قلت لأبي عبد الله: تحفظ جميع ما في المصنف؟ قال: لا يخفى علي جميع ما فيه، ولو نشر بعض أستاذي هؤلاء لم يفهموا كتاب التاريخ ولا عرفوه. ثم قال: صنفته ثلاث مرات. وقد أخذه ابن راهويه فأدخله على عبد الله بن طاهر، فقال: أيها الأمير ألا أريك سحراً. فنظر فيه عبد الله، فتعجب منه وقال: لست أفهم تصنيفه.
وقال الفربري: حدثني نجم بن الفضل، وكان من أهل الفهم، قال: رأيت النبي صلى الله عليه وسلم في النوم خرج من قرية ومحمد بن إسماعيل خلفه، فإذا خطا خطوة يخطو محمد ويضع قدمه على قدمه ويتبع أثره.
وقال خلف الخيام: سمعت أبا عمرو أحمد بن نصر الخفاف يقول: محمد بن إسماعيل أعلم في الحديث من أحمد وإسحاق بعشرين درجة، ومن قال: فيه شيء، فمني عليه ألف لعنة. ولو دخل من هذا الباب لملئت منه رعباً.
وقال أبو عيسى الترمذي: كان محمد بن إسماعيل عند عبد الله بن منير، فلما قام من عنده، قال: يا أبا عبد الله جعلك الله زين هذه الأمة. قال أبو عيسى: استجيب له فيه.
وقال جعفر بن محمد المستغفري في تاريخ نسف، وذكر البخاري: لو جاز لي لفضلته على من لقي من مشايخه، ولقلت: ما رأى بعينه مثل نفسه. دخل نسف سنة ست وخمسين وحدث بها بجامعه الصحيح، وخرج إلى
سمرقند لعشر بقين من رمضان، ومات بقرية خرتنك ليلة الفطر.
وقال الحاكم: أول ما ورد البخاري نيسابور سنة تسع ومائتين، ووردها في الأخير سنة خمسين ومائتين، فأقام بها خمس سنين يحدث على الدوام.
قال محمد بن أبي حاتم: بلغني أن أبا عبد الله شرب البلاذر للحفظ، فقلت له: هل من دواء يشربه الرجل للحفظ؟ فقال: لا أعلم. ثم أقبل علي وقال: لا أعلم شيئاً أنفع للحفظ من نهمة الرجل ومداومة النظر. وذلك أني كنت بنيسابور مقيماً، فكان يرد إلي من بخارى كتب، وكن قرابات لي يقرئن سلامهن في الكتب، فكنت أكتب إلى بخارى، وأردت أن أقرئهن سلامي، فذهب علي أساميهن حين كتبت كتابي، ولم أقرئهن سلامي. وما أقل ما يذهب عني في العلم.
يعني: ما أقل ما يذهب عنه من العلم لمداومة النظر والاشتغال، وهذه قراباته قد نسي أسماءهن. وغالب الناس بخلاف ذلك؛ فتراهم يحفظون أسماء أقاربهم ومعارفهم ولا يحفظون إلا اليسير من العلم.
قال محمد بن أبي حاتم: وسمعته يقول: لم تكن كتابتي للحديث كما يكتب هؤلاء. كنت إذا كتبت عن رجل سألته عن اسمه وكنيته ونسبه وعلة الحديث إن كان فهماً، فإن لم يكن فهماً سألته أن يخرج إلي أصله ونسخته. فأما الآخرون فإنهم لا يبالون ما يكتبون وكيف يكتبون.
وسمعت العباس الدوري يقول: ما رأيت أحداً يحسن طلب الحديث مثل محمد بن إسماعيل. كان لا يدع أصلاً ولا فرعاً إلا قلعه. ثم قال لنا عباس: لا تدعوا شيئاً من كلامه إلا كتبتموه. سمعت إبراهيم الخواص مستملي صدقة يقول: رأيت أبا زرعة كالصبي جالساً بين يدي محمد بن إسماعيل يسأله عن علل الحديث.
فصل: في ذكائه وسعة علمه
قال جعفر بن محمد القطان إمام كرمينية فيما رواه عنه مهيب بن سليم أنه سمع محمد بن إسماعيل يقول: كتبت عن ألف شيخ أو أكثر، عن كل واحد منهم عشرة آلاف وأكثر، ما عندي حديث إلا أذكر إسناده.
وقال محمد بن أبي حاتم: قرأ علينا أبو عبد الله كتاب الهبة فقال: ليس في هبة وكيع إلا حديثان مسندان أو ثلاثة، وفي كتاب عبد الله بن المبارك
خمسة أو نحوه، وفي كتابي هذا خمس مائة حديث أو أكثر.
وسمعت أبا عبد الله يقول: ما قدمت على أحد إلا كان انتفاعه بي أكثر من انتفاعي به.
قال محمد بن أبي حاتم: سمعت سليم بن مجاهد يقول: سمعت أبا الأزهر يقول: كان بسمرقند أربع مائة مما يطلبون الحديث، فاجتمعوا سبعة أيام وأحبوا مغالطة محمد بن إسماعيل، فأدخلوا إسناد الشام في إسناد العراق، وإسناد اليمن في إسناد الحرمين، فما تعلقوا منه بسقطة لا في الإسناد ولا في المتن.
وقد ذكرت حكاية البغداديين في مثل هذا.
وقال الفربري: سمعت أبا عبد الله يقول: ما استصغرت نفسي عند أحد إلا عند علي ابن المديني، وربما كنت أغرب عليه.
وقال محمد بن أبي حاتم: سمعت أبا عبد الله يقول: ما نمت البارحة حتى عددت كم أدخلت في مصنفاتي من الحديث، فإذا نحو مائتي ألف حديث مسندة.
وسمعته يقول: ما كتبت حكاية قط كنت أتحفظها.
وسمعته يقول: لا أعلم شيئاً يحتاج إليه إلا وهو في الكتاب والسنة.
فقلت له: يمكن معرفة ذلك كله؟ قال: نعم.
وسمعته يقول: كنت في مجلس الفريابي، فقال: حدثنا سفيان، عن أبي عروة، عن أبي الخطاب، عن أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يطوف على نسائه في غسل واحد.
فلم يعرف أحد في المجلس أبا عروة، ولا أبا الخطاب. قال: أما أبو عروة فمعمر، وأبو الخطاب قتادة. قال: وكان الثوري فعولاً، لهذا يكني المشهورين.
قال محمد بن أبي حاتم: قدم رجاء الحافظ فقال لأبي عبد الله: ما أعددت لقدومي حيث بلغك، وفي أي شيء نظرت؟ قال: ما أحدثت نظراً ولم أستعد لذلك، فإن أحببت أن تسأل عن شيء فافعل. فجعل يناظره في أشياء فبقي رجاء لا يدري، ثم قال له أبو عبد الله: هل لك في الزيادة؟ فقال استحياء وخجلاً منه: نعم. قال: سل إن شئت. فأخذ في أسامي أيوب، فعد نحواً من ثلاثة عشر، وأبو عبد الله ساكت، فظن رجاء أن قد صنع شيئاً، فقال: يا أبا عبد الله فاتك خير كثير. فزيف أبو عبد الله في أولئك سبعة، وأغرب عليه نحو
أكثر من ستين رجلاً. ثم قال له رجاء: كم رويت في العمامة السوداء؟ قال: هات كم رويت أنت؟ قال: نروي نحواً من أربعين حديثاً. فخجل رجاء ويبس ريقه.
وسمعت أبا عبد الله يقول: دخلت بلخ، فسألوني أن أملي عليهم لكل من كتبت عنه، فأمليت ألف حديث عن ألف شيخ.
وقال ابن أبي حاتم وراق أبي عبد الله: قال أبو عبد الله: سئل إسحاق بن إبراهيم عمن طلق ناسياً، فسكت. فقلت: قال النبي صلى الله عليه وسلم: إن الله تجاوز عن أمتي ما حدثت به أنفسها ما لم تعمل به أو تكلم. وإنما يراد مباشرة هذه الثلاث: العمل والقلب، أو الكلام والقلب، وهذا لم يعتقد بقلبه. فقال إسحاق: قويتني. وأفتى به.
قال: وسمعت أبا عبد الله البخاري يقول: ما جلست للحديث حتى عرفت الصحيح من السقيم، وحتى نظرت في عامة كتب الرأي، وحتى دخلت البصرة خمس مرات أو نحوها، فما تركت بها حديثاً صحيحاً إلا كتبته، إلا ما لم يظهر لي.
وسمعت بعض أصحابي يقول: كنت عند محمد بن سلام البيكندي، فدخل محمد بن إسماعيل، فلما خرج قال محمد بن سلام: كلما دخل علي هذا الصبي تحيرت والتبس علي أمر الحديث، ولا أزال خائفاً ما لم يخرج.
فصل: في ثناء الأئمة على البخاري
قلت: فارق البخاري بخارى وله خمس عشرة سنة، ولم يره محمد بن سلام بعد ذلك، فقال سليم بن مجاهد: كنت عند محمد بن سلام البيكندي فقال: لو جئت قبل لرأيت صبياً يحفظ سبعين ألف حديث. فخرجت حتى لحقته فقلت: أنت تحفظ سبعين ألف حديث؟ قال: نعم أو أكثر، ولا أجيئك بحديث عن الصحابة والتابعين إلا عرفت مولد أكثرهم ووفاتهم ومساكنهم، ولست أروي حديثاً من حديث الصحابة والتابعين إلا ولي من ذلك أصل أحفظه حفظاً عن كتاب أو سنة.
وقال محمد بن أبي حاتم: سمعت يحيى بن جعفر البيكندي يقول: لو قدرت أن أزيد في عمر محمد بن إسماعيل من عمري لفعلت؛ فإن موتي يكون موت رجل واحد، وموته ذهاب العلم.
وسمعته يقول لمحمد بن إسماعيل: لولا أنت ما استطبت العيش ببخارى.
وسمعت محمد بن يوسف يقول: كنت عند أبي رجاء، يعني قتيبة، فسئل عن طلاق السكران فقال: هذا أحمد بن حنبل، وابن المديني، وابن راهويه قد ساقهم الله إليك. وأشار إلى محمد بن إسماعيل. وكان مذهب محمد أنه إذا كان مغلوب العقل لا يذكر ما يحدث في سكره أنه لا يجوز عليه من أمره شيء.
وسمعت عبد الله بن سعيد يقول: لما مات أحمد بن حرب النيسابوري ركب محمد وإسحاق يشيعان جنازته، فكنت أسمع أهل المعرفة بنيسابور ينظرون ويقولون: محمد أفقه من إسحاق.
سمعت عمر بن حفص الأشقر يقول: سمعت عبدان يقول: ما رأيت بعيني شاباً أبصر من هذا. وأشار بيده إلى محمد بن إسماعيل.
سمعت صالح بن مسمار يقول: سمعت نعيم بن حماد يقول: محمد بن إسماعيل فقيه هذه الأمة.
وقال إسحاق بن أحمد بن خلف: سمعت أحمد بن عبد السلام يقول: ذكرنا قول البخاري لعلي ابن المديني، يعني: ما استصغرت نفسي إلا بين يدي علي ابن المديني، فقال علي: دعوا هذا فإن محمد بن إسماعيل لم ير مثل نفسه.
وقال محمد بن أبي حاتم: سمعت أبا عبد الله يقول: ذاكرني أصحاب عمرو بن علي الفلاس بحديث، فقلت: لا أعرفه، فسروا بذلك وأخبروا عمراً. فقال: حديث لا يعرفه محمد بن إسماعيل ليس بحديث.
قال: وسمعت حاشد بن عبد الله يقول: قال لي أبو مصعب الزهري: محمد بن إسماعيل أفقه عندنا وأبصر من أحمد بن حنبل. فقيل له: جاوزت الحد. فقال للرجل: لو أدركت مالكاً ونظرت إلى وجهه ووجه محمد بن إسماعيل لقلت كلاهما واحد في الفقه والحديث.
وسمعت علي بن حجر يقول: أخرجت خراسان ثلاثة: أبو زرعة،
ومحمد بن إسماعيل، وعبد الله بن عبد الرحمن الدارمي. ومحمد عندي أبصرهم وأعلمهم وأفقههم.
وقال أحمد بن الضوء: سمعت أبا بكر بن أبي شيبة، ومحمد بن عبد الله بن نمير يقولان: ما رأينا مثل محمد بن إسماعيل.
وقال محمد بن إبراهيم البوشنجي: سمعت محمد بن بشار يقول: ما قدم علينا مثل محمد بن إسماعيل.
وروي عن عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن أبيه، قال: ما أخرجت خراسان مثل محمد بن إسماعيل.
وقال حاشد بن إسماعيل: كنت بالبصرة فقدم محمد بن إسماعيل فقال بندار: اليوم دخل سيد الفقهاء.
وقال أيضا: سمعت يعقوب الدورقي يقول: محمد بن إسماعيل فقيه هذه الأمة.
وجاء من غير وجه عن عبد الله الدارمي، قال: محمد بن إسماعيل أبصر مني.
وقال حاشد بن إسماعيل الحافظ: سمعت أحمد بن حنبل يقول: لم يجئنا من خراسان مثل محمد بن إسماعيل.
وقال محمد بن إسحاق بن خزيمة: ما رأيت تحت أديم السماء أعلم بحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم وأحفظ له من محمد بن إسماعيل.
وقال مسبح بن سعيد البخاري: سمعت عبد الله بن عبد الرحمن يقول: قد رأيت العلماء بالحجاز والعراقين، فما رأيت فيهم أجمع من محمد بن إسماعيل.
وقال محمد بن حمدون الأعمشي: سمعت مسلم بن الحجاج يقول للبخاري: دعني أقبل رجليك يا أستاذ الأستاذين، وسيد المحدثين، وطبيب الحديث في علله.
وقال أبو عيسى الترمذي: لم أر بالعراق ولا بخراسان في معنى العلل والتاريخ ومعرفة الأسانيد أعلم من محمد بن إسماعيل.
وقال صالح بن محمد جزرة: كان محمد بن إسماعيل يجلس ببغداد، وكنت أستملي له، ويجتمع في مجلسه أكثر من عشرين ألفاً.
وقال إسحاق بن زبرك: سمعت أبا حاتم في سنة سبع وأربعين ومائتين يقول: يقدم عليكم رجل من خراسان لم يخرج منها أحفظ منه. ولا قدم العراق أعلم منه. فقدم علينا البخاري.
وقال أبو بكر الخطيب: سئل العباس بن الفضل الرازي الصائغ: أيهما أحفظ، أبو زرعة أو البخاري؟ فقال: لقيت البخاري بين حلوان وبغداد، فرحلت معه مرحلة وجهدت أن أجيء بحديث لا يعرفه فما أمكن، وأنا أغرب على أبي زرعة عدد شعري.
وقال خلف الخيام: سمعت أبا عمرو أحمد بن نصر الخفاف يقول: محمد بن إسماعيل أعلم بالحديث من إسحاق بن راهويه، وأحمد بن حنبل وغيرهما بعشرين درجة. ومن قال فيه شيئاً فمني عليه ألف لعنة. ثم قال: حدثنا محمد بن إسماعيل التقي النقي العالم الذي لم أر مثله.
وقال عبد الله بن حماد الآملي: وددت أني شعرة في صدر محمد بن إسماعيل.
وقال محمد بن يعقوب بن الأخرم: سمعت أصحابنا يقولون: لما قدم البخاري نيسابور استقبله أربعة آلاف رجل على الخيل، سوى من ركب بغلاً أو حماراً، وسوى الرجالة.
وقال أبو أحمد الحاكم في الكنى: عبد الله ابن الديلمي أبو بسر، وقال البخاري ومسلم فيه: أبو بشر بشين معجمة. قال الحاكم: وكلاهما أخطأ، في علمي إنما هو أبو بسر، وخليق أن يكون محمد بن إسماعيل مع جلالته ومعرفته بالحديث اشتبه عليه، فلما نقله مسلم من كتابه تابعه على زلته. ومن تأمل كتاب مسلم في الأسماء والكنى علم أنه منقول من كتاب محمد بن إسماعيل حذو القذة بالقذة، حتى لا يزيد عليه فيه إلا ما يسهل عده. وتجلد في نقله حق الجلادة، إذ لم ينسبه إلى قائله. وكتاب محمد بن إسماعيل في التاريخ كتاب لم يسبق إليه. ومن ألف بعده شيئا من التاريخ أو الأسماء والكنى لم يستغن
عنه، فمنهم من نسبه إلى نفسه مثل أبي زرعة، وأبي حاتم، ومسلم. ومنهم من حكاه عنه. فالله يرحمه، فإنه الذي أصل الأصول.
وذكر الحكم أبو أحمد كلاماً سوى هذا.
فصل: في ديانته وصلاحه
قال مسبح بن سعيد: كان البخاري يختم في رمضان كل يوم ختمة، ويقوم بعد التراويح كل ثلاثة ليال بختمة.
وقال بكر بن منير: سمعت أبا عبد الله البخاري يقول: أرجو أن ألقى الله ولا يحاسبني أني اغتبت أحداً.
قلت: يشهد لهذه المقالة كلامه، رحمه الله، في التجريح والتضعيف، فإنه أبلغ منا. يقول في الرجل المتروك أو الساقط: فيه نظر أو سكتوا عنه، ولا يكاد يقول: فلان كذاب، ولا فلان يضع الحديث. وهذا من شدة ورعه.
وقال محمد بن أبي حاتم: سمعت محمد بن إسماعيل يقول: ما اغتبت أحداً قط منذ علمت أن الغيبة تضر أهلها.
قال: وكان أبو عبد الله يصلي في وقت السحر ثلاث عشرة ركعة، وكان لا يوقظني في كل ما يقوم، فقلت: أراك تحمل على نفسك فلو توقظني. قال: أنت شاب، ولا أحب أن أفسد عليك نومك.
وقال غنجار: سمعت أبا عمرو أحمد بن محمد المقرئ يقول: سمعت بكر بن منير يقول: كان محمد بن إسماعيل يصلي ذات ليلة، فلسعه الزنبور سبع عشرة مرة، فلما قضى الصلاة قال: انظروا أيش آذاني.
وقال محمد بن أبي حاتم: دعي محمد بن إسماعيل إلى بستان، فلما صلى بهم الظهر قام يتطوع. فلما فرغ من صلاته رفع ذيل قميصه وقال لبعض من معه: انظر هل ترى تحت القميص شيئاً؟ فإذا زنبور قد أبره في ستة عشر أو سبعة عشر موضعاً، وقد تورم من ذلك جسده، فقال له بعض القوم: كيف لم تخرج من الصلاة أول ما أبرك؟ قال: كنت في سورة فأحببت أن أتمها.
وقال محمد بن أبي حاتم: رأيت أبا عبد الله استلقى على قفاه يوماً ونحن بفربر في تصنيف كتاب التفسير وأتعب نفسه يومئذ، فقلت له: إني أراك
تقول إني ما أتيت شيئاً بغير علم قط منذ عقلت، فما الفائدة في الاستلقاء؟ قال: أتعبنا أنفسنا اليوم، وهذا ثغر من الثغور، وخشيت أن يحدث حدث من أمر العدو، فأحببت أن أستريح وآخذ أهبة، فإن غافصنا العدو كان منا حراك.
وكان يركب إلى الرمي كثيراً، فما أعلمني رأيته في طول ما صحبته أخطأ سهمه الهدف إلا مرتين، فكان يصيب الهدف في كل ذلك. وكان لا يسبق. وسمعته يقول: ما أكلت كراثاً قط ولا القنابرى. قلت: ولم ذاك؟ قال: كرهت أن أؤذي من معي من نتنهما. قلت: فكذلك البصل النيء؟ قال: نعم.
وسمعته يقول: ما أردت أن أتكلم بكلام فيه ذكر الدنيا إلا بدأت بحمد الله والثناء عليه.
وقال له بعض أصحابه: يقولون: إنك تناولت فلاناً. قال: سبحان الله، ما ذكرت أحداً بسوء، إلا أن أقول ساهياً.
قال: وكان لأبي عبد الله غريم قطع عليه مالا كثيراً. فبلغه أنه قدم آمل ونحن عنده بفربر، فقلنا له: ينبغي أن تعبر وتأخذه بمالك. فقال: ليس لنا أن نروعه. ثم بلغ غريمه فخرج إلى خوارزم، فقلنا: ينبغي أن تقول لأبي سلمة الكشاني عامل آمل ليكتب إلى خوارزم في أخذه. فقال: إن أخذت منهم كتاباً طمعوا مني في كتاب ولست أبيع ديني بدنياي. فجهدنا، فلم يأخذ حتى كلمنا السلطان عن غير أمره، فكتب إلى والي خوارزم. فلما بلغ أبا عبد الله ذلك وجد وجداً شديداً، وقال: لا تكونوا أشفق علي من نفسي. وكتب كتاباً وأردف تلك الكتب بكتب. وكتب إلى بعض أصحابه بخوارزم أن لا يتعرض لغريمه، فرجع غريمه، وقصد ناحية مرو، فاجتمع التجار، وأخبر السلطان، فأراد التشديد على الغريم، فكره ذلك أبو عبد الله فصالح غريمه على أن يعطيه كل سنة عشرة دراهم شيئاً يسيراً. وكان المال خمسة وعشرين ألفاً. ولم يصل من ذلك المال إلى درهم، ولا إلى أكثر منه.
وسمعت أبا عبد الله يقول: ما توليت شراء شيء قط ولا بيعه. قلت: فمن يتولى أمرك في أسفارك؟ قال: كنت أكفى ذلك.
وقال لي يوماً بفربر: بلغني أن نخاساً قدم بجَوارٍ، فتصير معي؟ قلت:
نعم. فصرنا إليه، فأخرج جواري حساناً صباحاً، ثم أخرج من خلالهن جارية خزرية دميمة، فمس ذقنها وقال: اشتر لنا هذه. فقلت: هذه دميمة قبيحة لا تصلح. واللاتي نظرنا إليهن يمكن شراءهن بثمن هذه. فقال: اشترها، فإني مسست ذقنها، ولا أحب أن أمس جارية، ثم لا أشتريها. فاشتراها بغلاء خمسمائة درهم على ما قال أهل المعرفة. ثم لم تزل عنده حتى أخرجها معه إلى نيسابور.
وروى بكر بن منير، وابن أبي حاتم، واللفظ لبكر، قال: حمل إلى البخاري بضاعة أنفذها إليه ابنه أحمد. فاجتمع به بعض التجار وطلبوها بربح خمسة آلاف درهم. فقال: ارجعوا الليلة. فجاءه من الغد تجار آخرون فطلبوها منه بربح عشرة آلاف درهم، فقال: إني نويت البارحة بيعها للذين أتوا البارحة.
وقال محمد بن أبي حاتم: سمعت أبا عبد الله يقول: ما ينبغي للمسلم أن يكون بحالة إذا دعا لم يستجب له. فقالت له امرأة أخيه بحضرتي: فهل تبينت ذلك أيها الشيخ من نفسك أو جربت؟ قال: نعم، دعوت ربي عز وجل مرتين، فاستجاب لي، فلن أحب أن أدعو بعد ذلك، فلعله ينقص من حسناتي أو يعجل لي في الدنيا. ثم قال: ما حاجة المسلم إلى البخل والكذب؟
وسمعته يقول: خرجت إلى آدم بن أبي إياس، فتخلفت عني نفقتي حتى جعلت أتناول الحشيش ولا أخبر بذلك أحداً. فلما كان اليوم الثالث أتاني آت لم أعرفه، فناولني صرة دنانير، وقال: أنفق على نفسك.
وسمعت سليم بن مجاهد يقول: ما رأيت بعيني منذ ستين سنة أفقه ولا أورع ولا أزهد في الدنيا من محمد بن إسماعيل.
فصل: في صفته وكرمه
قال ابن عدي: سمعت الحسن بن الحسين يقول: رأيت محمد بن إسماعيل شيخاً نحيف الجسم ليس بالطويل ولا بالقصير.
وقال محمد بن أبي حاتم: دخل أبو عبد الله الحمام بفربر، وكنت أنا في مشلح الحمام أتعاهد ثيابه. فلما خرج ناولته ثيابه فلبسها، ثم ناولته الخف،
فقال: مسست شيئاً فيه شعر النبي صلى الله عليه وسلم. فقلت: في أي موضع هو من الخف؟ فلم يخبرني، فتوهمت أنه في ساقه بين الظهارة والبطانة.
وكانت لأبي عبد الله قطعة أرض يكريها كل سنة بسبع مائة درهم. وكان ذلك المكتري ربما حمل منها إلى أبي عبد الله قثاة أو قثاتين، لأنه كان معجباً بالقثاء النضيج، وكان يؤثره على البطيخ أحياناً؛ فكان يهب للرجل مائة درهم كل سنة لحمله القثاء إليه أحياناً.
وسمعته يقول: كنت أستغل كل شهر خمسمائة درهم، فأنفقت كل ذلك في طلب العلم. فقلت: كم بين مثل من ينفق على هذا الوجه، وبين من كان خلواً من المال، فجمع وكسب من العلم؟.
وكنا بفربر، وكان أبو عبد الله يبني رباطاً مما يلي بخارى. فاجتمع بشر كثير يعينونه على ذلك. وكان ينقل اللبن، فكنت أقول له: إنك تكفى. فيقول: هذا الذي ينفعنا. ثم أخذنا ننقل الزنبرات معه، وكان ذبح لهم بقرة، فلما أدركت القدور دعا الناس إلى الطعام، وكان بها مائة نفس أو أكثر، ولم يكن علم أنه اجتمع ما اجتمع. وكنا أخرجنا معه من فربر خبزاً بثلاثة دراهم أو أقل، فألقينا بين أيديهم، فأكل جميع من حضر، وفضلت أرغفة صالحة. وكان الخبز إذ ذاك خمسة أمناء بدرهم.
وقال لي مرة: أحتاج في السنة إلى أربعة آلاف أو خمسة آلاف درهم. وكان يتصدق بالكثير. يناول الفقير من أصحاب الحديث ما بين العشرين إلى الثلاثين، وأقل وأكثر، من غير أن يشعر بذلك أحد. وكان لا يفارقه كيسه.
ورأيته ناول رجلاً صرة فيها ثلاثمائة درهم. وكنت اشتريت منزلاً بتسع مائة وعشرين درهماً. فقال لي: ينبغي أن تصير إلى نوح الصيرفي وتأخذ منه ألف درهم وتحضرها. ففعلت، فقال: خذها فاصرفها في ثمن البيت. فقلت: قد قبلت منك. وشكرته. وأقبلنا على الكتابة. وكنا في تصنيف الجامع. فلما كان بعد ساعة، قلت: عرضت لي حاجة لا أجترئ رفعها إليك. فظن أني طمعت في الزيادة، فقال: لا تحتشمني وأخبرني بما تحتاج، فإني أخاف أن أكون مأخوذاً بسببك. قلت له: كيف؟ قال: لأن النبي صلى الله عليه وسلم آخى بين أصحابه،
فذكر حديث سعد وعبد الرحمن. فقلت له: قد جعلتك في حل من كل ما تقول، ووهبتك المال الذي عرضته علي، عنيت المناصفة، وذلك أنه قال: لي جوار وامرأة، وأنت عزب، فالذي يجب علي أن أناصفك لنستوي في المال وغيره، وأربح عليك في ذلك. فقلت له: قد فعلت، رحمك الله، أكثر من ذلك، إذ أنزلتني من نفسك ما لم تنزل أحداً، وحللت منك محل الولد. ثم حفظ علي حديثي الأول، وقال: ما حاجتك؟ قلت: تقضيها؟ قال: نعم، وأسر بذلك. قلت: هذه الألف تأمر بقبوله وتصرفه في بعض ما تحتاج إليه فقبله، وذلك أنه ضمن إجابة قضاء حاجتي. ثم جلسنا بعد ذلك بيومين لتصنيف الجامع وكتبنا منه ذلك اليوم شيئاً كثيراً إلى الظهر. ثم صلينا الظهر، وأقبلنا على الكتابة من غير أن نكون أكلنا شيئاً. فرآني لما كان قرب العصر شبه القلق المستوحش، فتوهم في ملالاً؛ وإنما كان بي الحصر، غير أني لم أكن أقدر على القيام، وكنت أتلوى اهتماماً بالحصر. فدخل أبو عبد الله المنزل، وأخرج إلي كاغدة فيها ثلاثمائة درهم، وقال: أما إذ لم تقبل ثمن المنزل فينبغي أن تصرف هذا في بعض حوائجك. فجهد بي، فلم أقبل، ثم كان بعد أيام، كتبنا إلى الظهر أيضاً، فناولني عشرين درهماً وقال: اصرفها في شري الحصر. فاشتريت بها ما كنت أعلم أنه يلائمه، وبعثت ب إليه، وأتيت فقال: بيض الله وجهك ليس فيك حيلة. فلا ينبغي لنا أن نعني أنفسنا. فقلت: إنك قد جمعت خير الدنيا والآخرة فأي رجل يبر خادمه بما تبرني!.
قصته مع الذهلي
قال الحسن بن محمد بن جابر: قال لنا محمد بن يحيى الذهلي لما ورد البخاري نيسابور: اذهبوا إلى هذا الرجل الصالح فاسمعوا منه. فذهب الناس إليه، وأقبلوا على السماع منه حتى ظهر الخلل في مجلس الذهلي، فحسده بعد ذلك وتكلم فيه.
وقال أبو أحمد بن عدي: ذكر لي جماعة من المشايخ أن محمد بن إسماعيل لما ورد نيسابور واجتمعوا عليه، حسده بعض المشايخ، فقال لأصحاب الحديث: إن محمد بن إسماعيل يقول: اللفظ بالقرآن مخلوق، فامتحنوه. فلما حضر الناس قام إليه رجل وقال: يا أبا عبد الله، ما تقول في اللفظ بالقرآن، مخلوق هو أم غير مخلوق؟ فأعرض عنه ولم يجبه. فأعاد
السؤال، فأعرض عنه: ثم أعاد، فالتفت إليه البخاري، وقال: القرآن كلام الله غير مخلوق، وأفعال العباد مخلوقة، والامتحان بدعة. فشغب الرجل وشغب الناس، وتفرقوا عنه. وقعد البخاري في منزله.
قال محمد بن يوسف الفربري: سمعت محمد بن إسماعيل يقول: أما أفعال العباد فمخلوقة، فقد حدثنا علي بن عبد الله، قال: حدثنا مروان بن معاوية، قال: حدثنا أبو مالك، عن ربعي، عن حذيفة قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: إن الله يصنع كل صانع وصنعته. وسمعت عبيد الله بن سعيد يقول: سمعت يحيى بن سعيد يقول: ما زلت أسمع أصحابنا يقولون: إن أفعال العباد مخلوقة.
قال البخاري: حركاتهم وأصواتهم واكتسابهم وكتابتهم مخلوقة. فأما القرآن المتلو المثبت في المصاحف، المسطور المكتوب الموعى في القلوب، فهو كلام الله ليس بمخلوق. قال الله تعالى:{هُوَ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ فِي صُدُورِ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ}
وقال: يقال فلان حسن القراءة ورديء القراءة. ولا يقال: حسن القرآن، ولا رديء القرآن، وإنما ينسب إلى العباد القراءة؛ لأن القرآن كلام الرب، والقراءة فعل العبد. وليس لأحد أن يشرع في أمر الله بغير علم، كما زعم بعضهم أن القرآن بألفاظنا وألفاظنا به شيء واحد. والتلاوة هي المتلو، والقراءة هي المقروء. فقيل له: إن التلاوة فعل القارئ وعمل التالي. فرجع وقال: ظننتهما مصدرين. فقيل له: هلا أمسكت كما أمسك كثير من أصحابك؟ ولو بعثت إلى من كتب عنك واسترددت ما أثبت وضربت عليه. فزعم أن كيف يمكن هذا؟ وقال: قلت ومضى قولي. فقيل له: كيف جاز لك أن تقول في الله شيئاً لا تقوم به شرحاً وبياناً؟ إذ لم تميز بين التلاوة والمتلو. فسكت إذ لم يكن عنده جواب.
وقال أبو حامد الأعمشي: رأيت البخاري في جنازة سعيد بن مروان، والذهلي يسأله عن الأسماء والكنى والعلل، ويمر فيه البخاري مثل السهم،
فما أتى على هذا شهر حتى قال الذهلي: ألا من يختلف إلى مجلسه فلا يأتنا. فإنهم كتبوا إلينا من بغداد أنه تكلم في اللفظ، ونهيناه فلم ينته فلا تقربوه. فأقام البخاري مدة وخرج إلى بخارى.
قال أبو حامد ابن الشرقي: سمعت محمد بن يحيى الذهلي يقول: القرآن كلام الله غير مخلوق من جميع جهاته وحيث تصرف. فمن لزم هذا استغنى عن اللفظ. ومن زعم أن القرآن مخلوق فقد كفر وبانت منه امرأته. يستتاب، فإن تاب وإلا قتل، وجعل ماله فيئاً. ومن وقف فقد ضاهى الكفر. ومن زعم أن لفظي بالقرآن مخلوق فهذا مبتدع لا يجالس ولا يكلم. ومن ذهب بعد هذا إلى محمد بن إسماعيل فاتهموه، فإنه لا يحضر مجلسه إلا من كان على مذهبه.
وقال الفربري: سمعت البخاري يقول: إني لأستجهل من لا يكفر الجهمية.
قال الحاكم: حدثنا طاهر بن محمد الوراق، قال: سمعت محمد بن شاذك يقول: دخلت على البخاري فقلت: أيش الحيلة لنا فيما بينك وبين محمد بن يحيى، كل من يختلف إليك يطرد. فقال: كم يعتري محمد بن يحيى الحسد في العلم، والعلم رزق الله يعطيه من يشاء. فقلت: هذه المسألة التي تحكى عنك؟ قال: يا بني، هذه مسألة مشؤومة. رأيت أحمد بن حنبل وما ناله في هذه المسألة، وجعلت على نفسي أن لا أتكلم فيها. عنى مسألة اللفظ.
وقال أبو عمرو أحمد بن نصر الخفاف: كنا يوماً عند أبي إسحاق القيسي ومعنا محمد بن نصر المروزي، فجرى ذكر محمد بن إسماعيل، فقال محمد بن نصر: سمعته يقول: من زعم أني قلت لفظي بالقرآن مخلوق فهو كذاب، فإني لم أقله. فقلت له: يا أبا عبد الله قد خاض الناس في هذا وأكثروا فيه. فقال: ليس إلا ما أقول. قال أبو عمرو الخفاف: فأتيت البخاري فناظرته في شيء من الأحاديث حتى طابت نفسه، فقلت: يا أبا عبد الله ههنا أحد يحكي عنك أنك قلت هذه المقالة. فقال: يا أبا عمرو احفظ ما أقول لك: من زعم من أهل نيسابور، وقومس، والري، وهمذان، وبغداد، والكوفة، والبصرة، ومكة، والمدينة، أني قد قلت: لفظي بالقرآن مخلوق فهو كذاب، فإني لم أقله. إلا أني قلت: أفعال العباد مخلوقة.
وقال حاتم بن أحمد الكندي: سمعت مسلم بن الحجاج يقول: لما قدم محمد بن إسماعيل نيسابور ما رأيت والياً ولا عالماً فعل به أهل نيسابور ما
فعلوا به. استقبلوه مرحلتين وثلاثة. فقال محمد بن يحيى: من أراد أن يستقبل محمد بن إسماعيل غداً فليستقبله. فاستقبله محمد بن يحيى وعامة العلماء، فقال لنا الذهلي: لا تسألوه عن شيء من الكلام، فإنه إن أجاب بخلاف ما نحن عليه وقع بيننا وبينه، ثم شمت بنا كل حروري، وكل رافضي وكل جهمي، وكل مرجئ بخراسان. قال: فازدحم الناس على محمد بن إسماعيل حتى امتلأ السطح والدار، فلما كان اليوم الثاني أو الثالث قام إليه رجل، فسأله عن اللفظ بالقرآن، فقال: أفعالنا مخلوقة، وألفاظنا من أفعالنا. فوقع بينهم اختلاف، فقال بعض الناس: قال: لفظي بالقرآن مخلوق. وقال بعضهم: لم يقل. حتى تواثبوا، فاجتمع أهل الدار وأخرجوهم. وكان قد نزل في دار البخاريين.
وقال أحمد بن سلمة: دخلت على البخاري فقلت: يا أبا عبد الله، هذا رجل مقبول، خصوصاً في هذه المدينة، وقد لج في هذا الحديث حتى لا يقدر أحد منا أن يكلمه، فما ترى؟ فقبض على لحيته ثم قال:{وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ} اللهم إنك تعلم أني لم أرد المقام بنيسابور أشراً ولا بطراً ولا طلباً للرياسة. وإنما أبت علي نفسي في الرجوع إلى وطني لغلبة المخالفين، وقد قصدني هذا الرجل حسداً لما آتاني الله لا غير. يا أحمد إني خارج غداً لتتخلصوا من حديثه لأجلي. قال: فأخبرت أصحابنا، فوالله ما شيعه غيري. كنت معه حين خرج من البلد. وأقام على باب البلد ثلاثة أيام لإصلاح أمره.
وقال محمد بن يعقوب بن الأخرم: لما استوطن البخاري نيسابور أكثر مسلم الاختلاف إليه، فلما وقع بين الذهلي وبين البخاري ما وقع ونادى عليه ومنع الناس عنه انقطع أكثرهم غير مسلم. فقال الذهلي يوماً: ألا من قال بالفظ فلا يحل له أن يحضر مجلسنا. فأخذ مسلم الرداء فوق عمامته وقام على رؤوس الناس. وبعث إلى الذهلي بما كتب عنه على ظهر حمال. وتبعه في القيام أحمد بن سلمة.
قال محمد بن أبي حاتم: أتى رجل أبا عبد الله، فقال: إن فلاناً يكفرك فقال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: إذا قال الرجل لأخيه يا كافر، فقد باء بها أحدهما.
وقال عبد الرحمن بن أبي حاتم في كتاب الجرح والتعديل: قدم محمد بن إسماعيل الري سنة خمسين ومائتين، وسمع منه: أبي، وأبو زرعة؛ وتركا حديثه عندما كتب إليهما محمد بن يحيى أنه أظهر عندهم أن لفظه بالقرآن مخلوق.
وقال أحمد بن منصور الشيرازي الحافظ: سمعت بعض أصحابنا يقول: لما قدم البخاري بخارى نصب له القباب على فرسخ من البلد، واستقبله عامة أهل البلد ونثر عليه الدنانير والدراهم والسكر الكثير، فبقي أياماً، فكتب محمد بن يحيى الذهلي إلى أمير بخارى خالد بن أحمد: إن هذا الرجل قد أظهر خلاف السنة. فقرأ كتابه على أهل بخارى، فقالوا: لا نفارقه. فأمره الأمير بالخروج من البلد، فخرج.
قال أحمد بن منصور: فحدثني بعض أصحابنا عن إبراهيم بن معقل النسفي قال: رأيت محمد بن إسماعيل في اليوم الذي أخرج فيه من بخارى، فقلت: يا أبا عبد الله كيف ترى هذا اليوم من يوم دخولك؟ فقال: لا أبالي إذا سلم ديني. فخرج إلى بيكند، فسار الناس معه حزبين: حزب له وحزب عليه، إلى أن كتب إليه أهل سمرقند، فسألوه أن يقدم عليهم، فقدم إلى أن وصل بعض قرى سمرقند، فوقع بين أهل سمرقند فتنة بسببه. قوم يريدون إدخاله البلد، وقوم يأبون، إلى أن اتفقوا على دخوله. فاتصل به ما وقع بينهم، فخرج يريد أن يركب، فلما استوى على دابته، قال: اللهم خر لي، ثلاثاً، فسقط ميتاً. وحضره أهل سمرقند بأجمعهم.
هذه حكاية منقطعة شاذة.
وقال بكر بن منير بن خليد البخاري: بعث الأمير خالد بن أحمد الذهلي متولي بخارى إلى محمد بن إسماعيل أن احمل إلي كتاب الجامع، والتاريخ، وغيرهما لأسمع منك. فقال لرسوله: أنا لا أذل العلم، ولا أحمله إلى أبواب الناس، فإن كانت له إلى شيء منه حاجة فليحضر في مسجدي أو في داري. وإن لم يعجبه هذا فإنه سلطان، فليمنعني من الجلوس ليكون لي عذر عند الله يوم القيامة، لأني لا أكتم العلم. فكان هذا سبب الوحشة بينهما.
وقال أبو بكر بن أبي عمرو البخاري: كان سبب منافرة البخاري أن خالد
ابن أحمد خليفة الطاهرية ببخارى سأله أن يحضر منزله فيقرأ الجامع، والتاريخ على أولاده، فامتنع، فراسله بأن يعقد مجلساً خاصاً لهم، فامتنع، وقال: لا أخص أحداً. فاستعان عليه بحريث بن أبي الورقاء وغيره، حتى تكلموا في مذهبه ونفاه عن البلد، فدعا عليهم. فلم يأت إلا شهر حتى ورد أمر الطاهرية بأن ينادى على خالد في البلد. فنودي عليه على أتان، وأما حريث فابتلي بأهله، ورأى فيها ما يجل عن الوصف، وأما فلان فابتلي بأولاده.
رواها الحاكم عن محمد بن العباس الضبي عن أبي بكر هذا. قلت: كان حريث من كبار فقهاء الرأي ببخارى.
قال محمد بن واصل البيكندي: من الله علينا بخروج أبي عبد الله ومقامه عندنا حتى سمعنا منه هذه الكتب، وإلا من كان يصل إليه؟ وبمقامه في فربر وبيكند بقيت هذه الآثار وتخرج الناس به.
قال ابن عدي: سمعت عبد القدوس بن عبد الجبار يقول: جاء البخاري إلى قرية خرتنك على فرسخين من سمرقند، وكان له بها أقرباء فنزل عندهم، فسمعته ليلة يدعو وقد فرغ من صلاة الليل: اللهم قد ضاقت علي الأرض بما رحبت، فاقبضني إليك. فما تم الشهر حتى مات، وقبره بخرتنك.
وقال محمد بن أبي حاتم: سمعت غالب بن جبريل، وهو الذي نزل عليه أبو عبد الله، يقول: أقام أبو عبد الله عندنا أياماً فمرض، واشتد به المرض حتى وجه رسولاً إلى سمرقند في إخراج محمد. فلما وافى تهيأ للركوب، فلبس خفيه وتعمم، فلما مشى قدر عشرين خطوة أو نحوها وأنا آخذ بعضده، ورجل آخر معي يقود الدابة ليركبها، فقال رحمه الله: أرسلوني فقد ضعفت. فدعا بدعوات، ثم اضطجع، فقضى رحمه الله، فسال منه من العرق شيء لا يوصف. فما سكن منه العرق إلى أن أدرجناه في ثيابه. وكان فيما قال لنا وأوصى إلينا أن: كفنوني في ثلاثة أثواب بيض ليس فيها قميص ولا عمامة. ففعلنا ذلك. فلما دفناه فاح من تراب قبره رائحة غالية أطيب من المسك، فدام ذلك أياماً. ثم علت سواري بيض في السماء مستطيلة بحذاء قبره، فجعل الناس يختلفون ويتعجبون. وأما التراب فإنهم كانوا يرفعون عن القبر، حتى ظهر القبر، ولم نكن نقدر على حفظ القبر بالحراس، وغلبنا على أنفسنا، فنصبنا على القبر خشباً مشبكاً لم يكن أحد يقدر على الوصول إلى القبر. وأما ريح الطيب فإنه تداوم أياماً كثيرة، حتى تحدث أهل البلدة وتعجبوا من ذلك. وظهر
عند مخالفيه أمره بعد وفاته، وخرج بعض مخالفيه إلى قبره، وأظهروا التوبة والندامة. قال محمد: ولم يعش غالب بعده إلا القليل ودفن إلى جانبه.
وقال خلف الخيام: سمعت مهيب بن سليم يقول: مات عندنا أبو عبد الله ليلة عيد الفطر سنة ست وخمسين، وكان في بيت وحده. فوجدناه لما أصبح وهو ميت.
وقال محمد بن أبي حاتم: سمعت أبا ذر يقول: رأيت في المنام محمد بن حاتم الخلقاني، فسألته، وأنا أعرف أنه ميت، عن شيخي: هل رأيته؟ قال: نعم، رأيته. ثم سألته عن محمد بن إسماعيل البخاري فقال: رأيته. وأشار إلى السماء إشارة كاد أن يسقط منها لعلو ما يشير.
وقال أبو علي الغساني الحافظ: حدثنا أبو الفتح نصر بن الحسن التنكتي السمرقندي؛ قدم علينا بلنسية عام أربعة وستين وأربعمائة قال: قحط المطر عندنا بسمرقند في بعض الأعوام، فاستسقى الناس مراراً، فلم يسقوا، فأتى رجل صالح معروف بالصلاح إلى قاضي سمرقند فقال له: إني رأيت رأياً أعرضه عليك. قال: وما هو؟ قال: أرى أن تخرج ويخرج الناس معك إلى قبر الإمام محمد بن إسماعيل البخاري ونستسقي عنده، فعسى الله أن يسقينا. فقال القاضي: نعم ما رأيت. فخرج القاضي والناس معه، واستسقى القاضي بالناس وبكى الناس عند القبر وتشفعوا بصاحبه، فأرسل الله تعالى السماء بماء عظيم غزير، أقام الناس من أجله بخرتنك سبعة أيام أو نحوها، لا يستطيع أحد الوصول إلى سمرقند من كثرة المطر وغزارته. وبين سمرقند وخرتنك نحو ثلاثة أميال.
ومناقب أبي عبد الله رضي الله عنه كثيرة، وقد أفردتها في مصنف وفيها زيادات كثيرة هناك، والله أعلم.
410 -
ت ق:
محمد بن إسماعيل بن البختري
، أبو عبد الله الحساني الواسطي الضرير.
عن: أبي معاوية، ووكيع، ومحمد بن الحسن الواسطي، وعبد الله بن نمير، وجماعة. وعنه: الترمذي، وابن ماجه، وبقي بن مخلد، وأبو القاسم البغوي، وابن صاعد، ومحمد بن مخلد، والمحاملي، وآخرون.
قال محمد بن محمد الباغندي: كان خيراً، مرضيا، صدوقاً.
وقال الدارقطني: ثقة.
توفي سنة ثمان وخمسين
411 -
ت ن ق:
محمد بن إسماعيل بن سمرة
، أبو جعفر الأحمسي الكوفي السراج.
عن: أسباط بن محمد، ومحمد بن فضيل، وأبي معاوية، ووكيع، وابن عيينة، وطبقتهم.
وعنه: الترمذي، والنسائي، وابن ماجه، وحاجب بن أركين، وعمر البجيري، وابن خزيمة، وعبد الرحمن بن أبي حاتم، وآخرون.
قال النسائي: ثقة.
وقال ابن عساكر: مات في جمادى الأولى سنة ستين. ويقال: سنة ثمان وخمسين.
412 -
محمد بن أشعث السجستاني
، أخو الإمام أبي داود.
كان أسن من أبي داود، وأقدم سماعاً. روى عن: أبي نعيم، ومسلم بن إبراهيم، وطبقتهما. روى عنه: أبو بكر بن أبي داود.
413 -
محمد بن بزيع النيسابوري
.
عن: إسحاق الأزرق، وشبابة، وجماعة. وعنه: محمد بن شاذك، ومكي بن عبدان، وجماعة.
توفي في ربيع الآخر سنة أربع وخمسين.
414 -
ع:
محمد بن بشار بن عثمان بن داود بن كيسان الحائك الحافظ
، أبو بكر العبدي البصري، بندار.
والبندار في الاصطلاح هو الحافظ. وكان بندار عارفاً متقناً بصيراً بحديث البصرة، لم يرحل براً بأمه، واقتنع بحديث بلده.
سمع: معتمر بن سليمان، وعبد العزيز بن عبد الصمد العمي، ومرحوم بن عبد العزيز العطار، وعبد الأعلى بن عبد الأعلى، وعمر بن علي بن مقدم، ومحمد بن جعفر غندر، ومحمد بن أبي عدي، ويحيى القطان، وعبد الرحمن
ابن مهدي، وأبا عاصم، ووكيعاً، ويزيد بن هارون، وكأنه رحل بأخرة.
وعنه: الستة، وابن أبي الدنيا، وأبو زرعة، والبغوي، وابن خزيمة، وأبو العباس السراج، وزكريا الساجي، وابن صاعد، ومحمد بن المسيب الأرغياني، وأبو بكر بن أبي داود، وخلق.
قال الأرغياني: سمعته يقول: كتب عني خمسة قرون، وسألوني الحديث وأنا ابن ثمان عشرة، فاستحييت أن أحدثهم في المدينة، فأخرجتهم إلى البستان وأطعمتهم الرطب وحدثتهم.
وقال أبو حاتم: صدوق.
وقال العجلي: ثقة، كثير الحديث، حائك.
وقال عبد الله بن محمد بن يونس السمناني: كان أهل البصرة يقدمون أبا موسى على بندار، وكان الغرباء يقدمون بنداراً.
وقال عبد الله بن جعفر بن خاقان المروزي: سمعت بنداراً يقول: أردت الخروج، فمنعتني أمي فأطعتها، فبورك لي فيه، يعني الحديث.
وقال ابن خزيمة: سمعت بنداراً يقول: اختلفت إلى يحيى بن سعيد، ذكر أكثر من عشرين سنة.
وقال أبو داود: كتبت عن بندار نحواً من خمسين ألف حديث، وكتبت عن أبي موسى شيئاً، وهو أثبت من بندار، ولولا سلامة في بندار ترك حديثه.
وقال إسحاق بن إبراهيم القزاز: كنا عند بندار، فقال في حديث عن عائشة قال: قالت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال رجل يمزح: أعيذك بالله ما أفصحك!!.
فقال: كنا إذا خرجنا من عند روح دخلنا على أبي عبيدة، فقال: بان عليك ذاك.
وقال ابن خزيمة: سمعت بنداراً يقول: ما جلست مجلسي هذا حتى حفظت جميع ما خرجته.
وقال ابن خزيمة مرة: حدثنا الإمام محمد بن بشار بندار.
وقال في كتاب التوحيد: حدثنا إمام أهل زمانه في العلم والأخبار محمد بن بشار بندار، قال: حدثنا معاذ بن هشام، قال: حدثني أبي، عن قتادة، عن عبد الله بن شقيق، قال: قلت لأبي ذر: لو رأيت النبي صلى الله عليه وسلم سألته: هل رأيت ربك؟ فقال أبو ذر: قد سألته، فقال: رأيت نوراً.
وقال عبد الله بن أحمد الدورقي: كنا عند ابن معين وجرى ذكر بندار، فرأيت يحيى لا يعبأ به ويستضعفه.
وقال محمد بن المسيب: لما مات بندار جاء رجل إلى أبي موسى الزمن، فقال: يا أبا موسى البشرى مات بندار. قال: جئت تبشرني بموته؟ علي ثلاثين حجة إن حدثت بعده بحديث. فبقي بعده تسعين يوماً، ومات ولم يحدث بحديث.
وقال بندار: ولدت في السنة التي مات فيها حماد بن سلمة.
وقال ابن حبان: ولد هو وأبو موسى في سنة واحدة، ومات في رجب سنة اثنتين وخمسين.
وقال ابن سيار الفرهياني: سمعت عمرو بن علي الفلاس يحلف أن بندارا يكذب فيما روى عن يحيى القطان. قال الفرهياني: بندار ثقة. وكان أبو موسى أرجح منه لأنه كان لا يقرأ إلا من كتابه، وكان بندار من كل كتاب يقرأ.
415 -
محمد بن بكر بن مذكر
، أبو جعفر الضرير، أحد الحفاظ.
نزل بخارى، وحدث عن: حسين الجعفي، وأبي أسامة، وجماعة. وكان موصوفاً بالمعرفة والصلاح والديانة.
توفي سنة ثمان وخمسين؛ روى عنه البخاريون، منهم: إسحاق بن أحمد بن خلف.
416 -
محمد بن بور بن هانئ القرشي المروزي
، نزيل بخارى.
عن عبدان بن عثمان، وخلاد بن يحيى، وعبيد الله بن موسى، ويحيى بن
نصر بن حاجب، وطائفة. وعنه سهل بن شاذويه، وإبراهيم بن محمد الأسدي، وإبراهيم بن أحمد بن عبد الواحد المروزي، وآخرون
وبعضهم قال: فور، والأصح أنها بين الباء والفاء.
توفي سنة سبع وخمسين.
قال ابن ماكولا: يضعف في الحديث، ويروي المناكير.
417 -
محمد بن تميم العنبري
.
حدث بالقيروان عن ابن وهب، وأنس بن عياض، وطال عمره.
توفي سنة ستين؛ وأما ابن يونس فقال: توفي سنة تسع وخمسين بقفصة.
418 -
ق:
محمد بن ثواب بن سعيد الهباري
، أبو عبد الله الكوفي.
عن عبد الله بن نمير، ويونس بن بكير، وأبي أسامة، وطائفة. وعنه ابن ماجه، وأبو بكر بن أبي عاصم، وأبو نعيم عبد الملك بن عدي، وأبو عوانة، وعبد الرحمن بن أبي حاتم، ومحمد بن نوح الجنديسابوري، وآخرون.
وكان ثقة.
قال مطين: توفي سنة ستين أيضاً.
419 -
ق:
محمد بن جابر بن بجير بن عقبة
، أبو بجير المحاربي الكوفي.
عن: عبد الرحمن المحاربي، ووكيع، وابن نمير، وأبي أسامة. وعنه: ابن ماجه، وابن خزيمة، وابن صاعد، وأبو بكر بن أبي داود، وعبد الرحمن بن أبي حاتم وقال: صدوق.
قال مطين: مات في ربيع الآخر سنة ست وخمسين.
420 -
خ ت:
محمد بن أبي الثلج عبد الله بن إسماعيل الرازي ثم البغدادي
.
عن عبد الصمد بن عبد الوارث، وأبي النضر هاشم، وروح بن عبادة، ويزيد بن هارون، وطبقتهم. وعنه البخاري، والترمذي، وأبو بكر بن أبي داود، وأبو قريش محمد بن جمعة، وابن خزيمة، وعبد الرحمن بن أبي حاتم، وآخرون.
قال ابن أبي حاتم: كتبت عنه في سنة أربع وخمسين مع أبي، وهو صدوق.
وقال ابن قانع: توفي سنة سبع وخمسين.
421 -
محمد المعتز بالله
، أمير المؤمنين أبو عبد الله. وقيل: اسمه الزبير ابن المتوكل على الله جعفر ابن المعتصم بالله محمد ابن الرشيد بالله هارون الهاشمي العباسي.
ولد سنة اثنتين وثلاثين ومائتين، ولم يل الخلافة قبله أحد أصغر منه. وكان أبيض جميلاً مشرباً بالحمرة، حسن الجسم، بديع الحسن.
قال علي بن حرب الطائي، وهو أحد شيوخ المعتز بالله في الحديث: دخلت على المعتز فما رأيت خليقة أحسن منه.
وأمه أم ولد رومية. بويع عند عزل المستعين سنة اثنتين وخمسين ومائتين، وهو ابن تسع عشرة سنة، في أول السنة.
فلما كان في رجب خلع أخاه المؤيد بالله من ولاية العهد، وكتب بذلك إلى الآفاق. فلم يلبث المؤيد إلا أياماً حتى مات. وخشي المعتز بالله أن يتحدث عنه أنه قتله أو احتال عليه، فأحضر القضاة حتى شاهدوه وليس به أثر. فالله أعلم.
وأما نفطويه فقال: كانت خلافته أربع سنين وستة أشهر وأربعة عشر يوماً، منها بعد خلع المستعين ثلاث سنين وستة أشهر وثلاثة وعشرين يوماً. ومات عن أربع وعشرين سنة.
وقال غيره: مات عن ثلاث وعشرين سنة.
وكان المعتز بالله مستضعفاً مع الأتراك، فاتفق أن جماعة من كبارهم أتوه وقالوا: يا أمير المؤمنين أعطنا أرزاقنا لنقتل صالح بن وصيف. وكان المعتز يخافه، فطلب من أمه مالاً لينفقه فيهم، فأبت عليه وشحت نفسها، ولم يكن بقي في بيت الأموال شيء، فاجتمع الأتراك حينئذ واتفقوا على خلعه،
ووافقهم صالح بن وصيف وباكباك ومحمد بن بغا، فلبسوا السلاح وجاؤوا إلى دار الخلافة، فبعثوا إلى المعتز أن اخرج إلينا، فبعث يقول: قد شربت دواء وأنا ضعيف. فهجم عليه جماعة فجروا برجله وضربوه بالدبابيس، وأقاموه في الشمس في يوم صائف، فبقي المسكين يرفع قدماً ويضع أخرى، وهم يلطمون وجهه ويقولون: اخلع نفسك. ثم أحضروا القاضي ابن أبي الشوارب والشهود، وخلعوه. ثم أحضروا من بغداد إلى دار الخلافة، وهي يومئذ سامراء، محمد ابن الواثق، وكان المعتز قد أبعده إلى بغداد. فسلم المعتز إليه الخلافة وبايعه، ولقبوه المهتدي بالله، رحمه الله، فلقد كان من خيار الخلائف، ولكنه لم يتمكن أيضاً من الأمر. ثم إن الملأ أخذوا المعتز بالله بعد خمس ليال من خلعه، فأدخلوه الحمام، فلما تغسل عطش وطلب الماء، فمنعوه حتى هلك وهو يطلب ماء. ثم أخرج وهو ميت عطشاً، فسقوه ماء بثلج، فشربه وسقط ميتاً. وذلك في شعبان سنة خمس وخمسين ومائتين
422 -
محمد بن الجنيد الإسفراييني الزاهد
.
رحل وسمع عبيد الله بن موسى، وأبا مسهر الدمشقي، وطبقتهما. ورابط بالثغور مدة. وعنه: أبو حامد ابن الشرقي، وأبو عوانة، وجماعة.
423 -
محمد بن جوان بن شعبة البصري الواسطي
.
روى عن أبي داود الطيالسي، ومؤمل بن إسماعيل، وهذه الطبقة وجمع المسند. روى عنه أبو عبد الله المحاملي، ومحمد بن مخلد.
توفي سنة ثمان وخمسين.
424 -
خ م د:
محمد بن حرب بن خربان
، أبو عبد الله الواسطي النشائي، ويقال أيضاً: النشاستجي.
عن: إسحاق الأزرق، وإسماعيل بن علية، وأبي معاوية، وعلي بن عاصم، ويزيد بن هارون، وخلق. وعنه البخاري، ومسلم، وأبو داود، وبقي بن مخلد، وجعفر الفريابي، وأحمد بن يحيى التستري، وعبدان، وأبو عروبة، ومحمد بن هارون الروياني، وخلق.
وقال أبو حاتم: صدوق.
وقال ابن عساكر: توفي سنة خمس وخمسين
425 -
د: محمد بن حزابة المروزي ثم البغدادي الخياط العابد، أبو عبد الله.
عن: أبي النضر، وعبد الصمد بن عبد الوارث، وإسحاق بن منصور السلولي، والوليد بن القاسم الهمداني. وعنه: أبو داود ومحمد بن محمد الباغندي، ومحمد بن المسيب الأرغياني، وأحمد بن علي الجوزجاني، ومحمد بن سليمان بن فارس صاحب البخاري، وآخرون.
وثقه الخطيب.
426 -
ق:
محمد بن حسان بن فيروز الأزرق
، أبو جعفر الشيباني الواسطي ثم البغدادي، مولى معن بن زائدة.
عن: سفيان بن عيينة، ويحيى القطان، ووكيع، وعبد الرحمن بن مهدي، وحسين الجعفي، وطائفة. وعنه ابن ماجه، حديثاً واحداً، وإسماعيل القاضي، وابن أبي الدنيا، وإسماعيل الوراق، والحسين المحاملي، وعبد الرحمن بن أبي حاتم، ومحمد بن مخلد، وخلق.
وثقه الدارقطني، وغيره.
توفي سنة سبع وخمسين.
427 -
د:
محمد بن الحسن بن تسنيم
، أبو عبد الله الأزدي العتكي البصري، نزيل الكوفة.
عن: محمد بن بكر البرساني، وحجاج الأعور، وروح بن عبادة. وعنه أبو داود وعبدان الأهوازي، وعبد الله بن زيدان، ومحمد بن الحسين بن مكرم، وابن خزيمة، وجماعة.
مات في رجب سنة ست وخمسين.
428 -
محمد بن الحسن بن جعفر البخاري
.
عن يزيد بن هارون، وعن سعيد بن عامر الضبعي، وهذه الطبقة. وعنه محمد القواس، وغيره.
توفي سنة سبع وخمسين.
429 -
محمد بن الحسن بن شهريار
، أبو عبد الله النيسابوري.
سمع: أبا نعيم، وعفان، ومحمد بن سابق، وعبد الله بن نافع الصائغ. وعنه ابن خزيمة، وأبو حامد ابن الشرقي، ومكي بن عبدان، وآخرون.
توفي سنة ستين.
430 -
محمد بن حفص بن عمر الدوري
، أبو بكر.
عن: حجاج الأعور، ومحمد بن مصعب القرقساني، وغيرهما. وعنه والده المقرئ أبو عمر، وعبد الله بن إسحاق المدائني، ومحمد بن مخلد العطار.
توفي سنة تسع وخمسين ومائتين.
431 -
محمد بن خالد
، أبو بكر الصومعي الطبري
، الزاهد الفقيه.
رحل وسمع عبد الله بن نمير، ووكيعاً، وأبا أسامة، ووهب بن جرير، وروح بن عبادة، وطبقتهم. وعنه ابن خزيمة، وأبو حامد وعبد الله ابنا الشرقي.
توفي بنيسابور سنة أربع وخمسين.
432 -
محمد بن خالد، أبو هارون الرازي الخراز
.
عن عبد الله بن الجهم، وإسحاق بن سليمان، ومكي بن إبراهيم، وجماعة. وعنه: أبو زرعة، وأبو حاتم، وابنه عبد الرحمن، وابن الجنيد، وآخرون.
وكان صدوقاً صالحاً يختم القرآن كل يوم وليلة.
433 -
خ: محمد بن خالد.
عن محمد بن عبد الله الأنصاري، ومحمد بن موسى بن أعين، ومحمد بن وهب بن عطية. وعنه البخاري.
قال الكلاباذي، والحاكم أبو عبد الله، وأبو مسعود الدمشقي، وأبو
الحجاج الكلبي، وغيرهم: إنه محمد بن يحيى بن عبد الله بن خالد الذهلي.
434 -
محمد بن خشيش الجعفي
.
عن ابن فضيل، وأبي أسامة، وجماعة.
قال عبد الرحمن بن أبي حاتم: صدوق، قد أدركته وكتبت من حديثه، ولم يتهيأ لي أن أسمع منه.
435 -
محمد بن خطاب
. أبو جعفر الموصلي الزاهد.
كان كبير القدر، يتألف الناس على طاعة الله تعالى، ولا يكاد يدخر شيئاً. روى عن: مالك بن سعير بن الخمس، ومؤمل بن إسماعيل، وأبي عبد الرحمن المقرئ.
وصنف سنناً.
وعنه العلاء بن أيوب، ومحمد بن حامد الصائغ، والمواصلة. وكان أحد الأجواد، له أخبار في الكرم مع الفقر، رحمة الله عليه.
توفي سنة سبع وخمسين.
436 -
ن ق:
محمد بن خلف بن عمار العسقلاني
.
عن: ضمرة بن ربيعة، وعبيد الله بن موسى، وأبي علي الحنفي، وطائفة. وعنه: النسائي، وابن ماجه، وأبو بكر بن أبي داود، وأبو الحسن بن جوصا، وآخرون
وكان من أئمة العلم. توفي سنة ستين
437 -
د:
محمد بن داود بن أبي ناجية
، أبو عبد الله الإسكندراني.
عن: سفيان بن عيينة، وعبد الله بن وهب، وضمرة بن ربيعة، وطبقتهم. وعنه: أبو داود وأبو بكر بن أبي داود، وعمر بن محمد بن بجير، وإبراهيم بن يوسف الهسنجاني، وجماعة.
وكان صدوقاً.
توفي سنة إحدى وخمسين في شوال بالإسكندرية.
438 -
محمد بن داود التميمي القنطري البغدادي
. أخو علي بن داود.
عن: آدم بن أبي إياس، وسعيد بن أبي مريم، وجماعة. وعنه: يحيى بن صاعد، وأبو عبد الله المحاملي، وآخرون
توفي سنة ثمان وخمسين.
439 -
محمد بن ديسم
. أبو علي الترمذي الدقاق. نزيل سامراء.
عن: أبي نعيم، وعفان، وموسى بن إسماعيل. وعنه: أبو بكر الخرائطي، ومحمد بن أحمد الأثرم، وابن أبي حاتم وقال: كتبت عنه مع أبي، وهو صدوق.
440 -
محمد بن زكريا
. أبو جعفر، والد ميمون الحافظ.
سمع: حجاج بن محمد الأعور، ومخلد بن الحسين الزاهد. وعنه: عبد الله ابن ناجية، والمحاملي.
وثقه الخطيب.
441 -
محمد بن زكريا القضاعي المصري
.
عن: محمد بن يوسف الفريابي.
توفي سنة أربع وخمسين
قال ابن يونس: كان يفهم ويحفظ الحديث. وكان رجلاً صالحاً.
442 -
محمد بن زنجويه بن زيد
، أبو جعفر البصري المؤذن.
حدث ببغداد عن: سفيان بن عيينة، ومالك بن سعير، ومسلم بن قتيبة. روى عنه: الحسين والقاسم ابنا المحاملي، وجماعة.
توفي سنة سبع وخمسين في رمضان.
443 -
محمد بن زياد بن معروف الرازي
.
سكن جرجان، وحدث عن: إسحاق بن سليمان الرازي، وعبد الرحمن بن عبد الله الدشتكي، والسندي بن عبدويه. وعنه: عبد الرحمن بن محمد بن علي بن زهير القرشي، وعاصم بن سعيد. وكان من رؤساء جرجان.
توفي سنة سبع وخمسين أيضا.
444 -
خ ق:
محمد بن زياد بن عبيد الله بن زياد بن الربيع
، ويقال: ابن أبي سفيان، أبو عبيد الله الزيادي البصري. ويقال له: اليؤيؤ.
سمع: حماد بن زيد، وفضيل بن عياض، وعبد الوارث، ويزيد بن زريع، وإبراهيم بن محمد بن أبي يحيى المدني، وفضيل بن سليمان، ومسلم بن خالد الزنجي، ومعتمر بن سليمان، وطائفة.
وعنه البخاري، وابن ماجه، وعبد الله بن إسحاق المدائني، ويحيى بن صاعد، ومحمد بن هارون الروياني، وابن خزيمة، ومحمد بن حصن الألوسي، ومحمد بن أحمد بن سليمان الهروي، وأبو عروبة، ومحمد بن هارون الحضرمي، وعبد الله بن عروة الهروي، وخلق.
ذكره ابن حبان في الثقات، وقال: ربما أخطأ.
وروى عنه البخاري حديثاً واحداً كالمقرون بغيره، عن غندر. وكان معمراً من أبناء التسعين.
وقع لنا حديثه بعلو من طريق المخلص، وبقي إلى بعد الخمسين ومائتين فيما أظن.
445 -
محمد بن سعد
، أبو عبد الله النيسابوري الجلاب. أخو خشنام.
سمع: حفص بن عبد الرحمن، وروح بن عبادة. وعنه داود بن الحسين البيهقي، وجعفر بن محمد الترك.
ومات في ذي الحجة سنة ست وخمسين
446 -
محمد بن سعيد الأيلي
، أخو هارون بن سعيد.
سمع عبد الله بن وهب، وغيره.
توفي سنة ثمان وخمسين
447 -
محمد بن سعيد بن حسان الأندلسي الصائغ
، مولى بني أمية.
روى عن أشهب بن عبد العزيز، وعبد الله بن نافع.
توفي سنة ستين بالأندلس.
448 -
محمد بن سلمة
، أبو عامر التجيبي، مولاهم المصري.
حدث عن ابن وهب.
توفي سنة تسع وخمسين قاله ابن يونس.
449 -
م ت ن:
محمد بن سهل بن عسكر
، أبو بكر التميمي، مولاهم البخاري، نزيل بغداد.
طوف البلاد، وسمع عبد الرزاق، ومحمد بن يوسف الفريابي، ووهب بن جرير، وعبيد الله بن موسى، ويحيى بن حسان التنيسي، وسعيد بن أبي مريم، وأبا اليمان، وجماعة كبيرة. وعنه: مسلم، والترمذي، والنسائي، وأبو بكر بن أبي عاصم، وأبو القاسم البغوي، وابن صاعد، ومحمد بن جرير، ومحمد بن هارون الحضرمي، وخلق.
قال النسائي: ثقة.
وقال أبو العباس السراج: توفي في شعبان سنة إحدى وخمسين.
450 -
محمد بن سهل بن نوح
، أبو عبد الله التميمي النيسابوري.
سمع: وكيعاً، والنضر بن شميل. وعنه ابن خزيمة، ومحمد بن أحمد بن زهير، وغيرهما.
مات قبل الستين.
451 -
محمد بن سهل بن زنجلة الرازي
، أبو جعفر.
محدث جوال. عن محمد بن سابق، وأبي صالح كاتب الليث، وأبي الوليد الطيالسي، وطبقتهم. وعنه ابن أبي حاتم، وصدقه.
452 -
محمد بن سلام بن السكن البيكندي الصغير
.
يروي عن الحسن بن سوار البغوي، وعلي بن الجعد. وعنه عبيد الله بن واصل البخاري، وغيره.
يقال: إنه توفي بمصر.
453 -
محمد بن شعيب الأسدي النيسابوري
.
سمع: حفص بن عبد الرحمن، وعلي بن الحسن بن شقيق. وعنه: محمد بن نعيم، وإبراهيم السكري، وغيرهما من النيسابوريين.
توفي سنة ستين.
454 -
محمد بن صالح بن عبد الله بن موسى بن عبد الله بن حسن بن حسن بن علي بن أبي طالب
، أبو عبد الله العلوي الحسني الحجازي الشاعر.
مدح المتوكل والمنتصر بمدائح كثيرة. وكان من فحول الشعراء، يلبس زي الأعراب. وكان ظريفاً حلو المعاشرة.
توفي سنة اثنتين وخمسين.
455 -
محمد بن صالح بن مهران بن النطاح البصري الأخباري
. المعروف بالنطاح.
له تصانيف في أخبار الدول، وغير ذلك.
حدث عن معتمر بن سليمان، ويحيى بن زكريا بن أبي زائدة، والواقدي، وأبي عبيدة معمر بن المثنى، ويوسف بن عطية، وجماعة. وعنه بشر بن موسى الأسدي، والهيثم بن خلف الدوري.
توفي سنة اثنتين وخمسين. وآخر من روى عنه أبو حامد الحضرمي ببغداد، وأبو روق الهزاني بالبصرة.
وقد روى ابن ماجه في تفسيره، عن العباس بن أبي طالب، عنه.
456 -
محمد بن عامر الأندلسي
.
عن عبد الله بن وهب المصري.
توفي سنة سبع وخمسين ومائتين؛ قاله ابن يونس.
457 -
محمد بن عامر الرازي القزاز
.
رحل وسمع سعيد بن أبي مريم، ومحمد بن عيسى ابن الطباع، ومحمد بن سنان العوقي، وحيوة بن شريح.
قال ابن أبي حاتم سمع منه أبي، ولم يتفق لي السماع منه، وكان صدوقاً.
458 -
خ د ق:
محمد بن عبادة الواسطي
، أبو عبد الله.
عن إسحاق الأزرق، ويزيد بن هارون، وأبي أسامة، وطبقتهم. وعنه: البخاري، وأبو داود، وابن ماجه، وعمر بن محمد بن بجير، وعبد الرحمن بن أبي حاتم، وابن خزيمة، وآخرون.
قال أبو حاتم: صدوق. صاحب نحو وأدب.
كنيته أبو جعفر.
459 -
محمد بن عبد الله بن طاهر بن الحسين بن مصعب الخزاعي الخراساني
، الأمير أبو العباس.
كان رئيساً محتشماً، جواداً، ممدحاً، أديباً شاعراً، مألفاً لأهل الفضل والأدب، من بيت الإمرة والتقدم.
ولاه المتوكل على الله إمرة بغداد، وعظم سلطانه في دولة المعتز بالله إلى أن مرض بالخوانيق، فمات في سنة ثلاث وخمسين. ولم احتضر استخلف على بغداد أخاه عبيد الله بن عبد الله، فأقره عليها المعتز. وصلى على محمد ولده طاهر بن محمد.
460 -
خ د ن:
محمد بن عبد الله بن المبارك
، الحافظ أبو جعفر القرشي، مولاهم، المخرمي، قاضي حلوان.
سمع وكيعاً، ومعاذ بن هشام، ويحيى بن سعيد القطان، وعبد الرحمن بن مهدي، وإسحاق الأزرق، وأبا أسامة، ويحيى بن آدم، ويزيد بن هارون، وأبا معاوية، وخلقاً. وعنه البخاري، وأبو داود، والنسائي، والنسائي أيضاً عن أحمد بن علي المروزي عنه، وابن خزيمة، وابن بجير، ويحيى بن صاعد، والمحاملي، وخلق.
قال عبد الله بن أحمد بن حنبل: قال لي أبي: كتبت حديث عبيد الله، عن نافع، عن ابن عمر، قال: كنا نغسل الميت، منا من يغتسل، ومنا من لا يغتسل؟ قلت: لا. قال: في جانب المخرم شاب يقال له: محمد بن عبد الله فاكتبه عنه.
قال الباغندي: كان حافظاً متقناً.
وقال النسائي، وغيره: ثقة.
ووصفه بالحفظ غير واحد من الأئمة؛ قال عبد الله بن محمد بن سيار الفرهياني: سمعتهم يقولون: قدم علي ابن المديني بغداد، واجتمع إليه الناس، فلما تفرقوا قيل له: من وجدت أكيس القوم؟ قال: هذا الغلام المخرمي.
توفي سنة أربع وخمسين.
قال الخطيب: كان من أحفظ الناس للأثر.
وقال السلمي: حدثنا الدارقطني، قال: حدثنا الجعابي، قال: سمعت عبد الله بن وهب الدينوري يقول: قدم علينا المخرمي الدينور قاضياً عليها، فمر بي يوماً على حمير، ومعي محدث أذاكره، فلما رأى المحبرة والكتاب سلم وقال: ما الذي أنتم فيه؟ قلنا: نتذاكر حديث إسماعيل بن أبي خالد. فقال للغلام: أمسك علي. فنزل وجلس إلينا، وذكر نحو ثمان مائة حديث من مقطوع ومسند لإسماعيل.
461 -
محمد بن عبد الله بن سنجر
، أبو عبد الله الجرجاني الحافظ، صاحب المسند.
طوف البلاد. وسمع محمد بن يوسف الفريابي، وأبا المغيرة، ويزيد بن هارون، وعبد الله بن نمير، ويعلى بن عبيد، وأبا نعيم، وخالد بن مخلد، وأبا بكر الحميدي، وطبقتهم.
وعنه: محمد بن المسيب الأرغياني، وأحمد بن عمرو الإلبيري الحافظ، وعبد الجبار بن أحمد السمرقندي بمصر، وعبد الرحمن بن أحمد بن محمد بن رشدين، ومحمد بن دليل، وعيسى بن مسكين، وإبراهيم بن محمد بن الضحاك، وجماعة من الرحالين.
قال ابن سنجر: خرجت إلى الرحلة ومعي إسحاق الكوسج، وكان معي تسعة آلاف دينار. وكان إسحاق يورق لي ويتزوج في كل بلد، وأؤدي عنه المهر.
وثقه ابن أبي حاتم، وغيره.
وكان قد سكن بلاد مصر، فتوفي في ربيع الأول سنة ثمان وخمسين بقرية قطابة. كان قد سكنها في آخر عمره.
462 -
محمد بن عبد الله
، أبو لقمان البغدادي النخاس، نزيل مصر.
روى عن أبي النضر، وعبيد الله بن موسي. وعنه محمد بن الربيع بن سليمان الجيزي وغيره.
وكان ضعيفا.
مات سنة ستين.
463 -
ن ق:
محمد بن عبد الله بن يزيد
، أبو يحيى ابن المقرئ أبي عبد الرحمن المكي.
سمع أباه، وسفيان بن عيينة، وأيوب بن النجار اليمامي، وسعيد بن سالم القداح. وعنه: النسائي، وابن ماجه، وأبو الحسن بن جوصا، وعبد الرحمن بن أبي حاتم، وحفيده عبد الرحمن بن عبد الله بن محمد، وآخرون
وثقه النسائي.
وتوفي سنة ست وخمسين في شعبان.
وقع لنا حديثه عالياً في جزء البانياسي، وغيره.
464 -
محمد بن عبد الرحمن الهروي
، أبو عبد الرحمن.
عراقي حافظ. نزل الري، وحدث عن: حسين الجعفي، ويزيد بن هارون، وابن أبي فديك، وطبقتهم. وعنه علي بن الحسين بن الجنيد، وابن
أبي حاتم، وقال: حافظ لحديث الزهري ومالك، صدوق.
465 -
ق:
محمد بن عبد الرحمن بن الحسن بن علي
، أبو بكر الجعفي.
عن عم أبيه حسين بن علي الجعفي، وأبي أسامة، وزيد بن الحباب، وأسباط بن محمد، وأبي يحيى الحماني، ومحمد بن بشر العبدي، وعمر بن شبيب المسلي، وطائفة. وعنه ابن ماجه، وأبو داود في كتاب القدر له، وابنه أبو بكر، وأبو عوانة، ومحمد بن جعفر بن ملاس، وأحمد بن عمر بن جوصا، وأبو الجهم بن طلاب المشغراني، وأبو الفضل أحمد بن عبد الله بن هلال السلمي، وآخرون.
قال أبو حاتم: سألت أبا بكر بن أبي شيبة عنه، فقال: كان يحفظ الحديث، كان جيد الحفظ للمسند والمنقطع.
وقال أبو زرعة: التقيت معه وحفظت منه أشياء.
وقال ابن يونس: قدم مصر وكتب عنه، وخرج إلى دمشق، وتوفي يوم الاثنين لأربع عشرة ليلة خلت من جمادى الآخرة سنة ستين ومائتين.
466 -
محمد بن أبي نوح عبد الرحمن بن غزوان البغدادي
. ويدعى أبوه: قراد.
حدث عن مالك بن أنس، وشريك القاضي، والمنكدر بن محمد، وإبراهيم بن سعد، وحماد بن زيد. وعنه أحمد بن عبد الله بن سابور، وعبد الله بن محمد بن ياسين، والمحاملي.
قال الدقطني: متروك.
وقال ابن عدي: هو ممن يتهم بوضع الحديث، يروي عن الثقات بواطيل.
وقال ابن حبان، وذكر له مناكير: سألت ابن خزيمة مراراً عن هذه الأحاديث، ثم قرأت عليه، فلما قلت: حدثكم محمد بن عبد الرحمن بن غزوان، أدخل إصبعيه في أذنيه في أول شيء، ثم قال: نعم، وأنا خائف أنه كذاب.
467 -
خ د ت ن:
محمد بن عبد الرحيم بن أبي زهير الحافظ
، أبو يحيى العدوي، مولى آل عمر رضي الله عنه. الفارسي ثم البغدادي، صاعقة.
طوف، وسمع يزيد بن هارون، وشبابة بن سوار، وأبا أحمد الزبيري، ومعلى بن منصور، وروح بن عبادة، ويعقوب بن إبراهيم بن سعد، وطبقتهم. وعنه: البخاري، وأبو داود، والترمذي، والنسائي، وزكريا خياط السنة، وأبو بكر بن أبي داود، ويحيى بن صاعد، والحسين المحاملي، وطائفة.
وثقه النسائي، وغيره.
وقال أبو بكر الخطيب: كان متقناً ضابطاً عالماً حافظاً.
وقال محمد بن محمد بن داود الكرجي: سمي صاعقة لأنه كان جيد الحفظ، وكان بزازاً.
قال السراج: قال لي: ولدت سنة خمس وثمانين ومائة؛ ومات في شعبان سنة خمس وخمسين.
468 -
4:
محمد بن عبد الملك بن زنجويه أبو بكر البغدادي الغزال
. صاحب الإمام أحمد وجاره.
طوف الكثير، وسمع: عبد الرزاق، ومحمد بن يوسف الفريابي، ويزيد بن هارون، وزيد بن الحباب، وأبا المغيرة الحمصي، وجعفر بن عون، وطبقتهم. وعنه الأربعة، وإبراهيم الحربي، وأبو يعلى الموصلي، وأبو القاسم البغوي، وابن صاعد، وعبد الله بن عروة الهروي، وعبد الرحمن بن أبي حاتم، والحسين والقاسم ابنا المحاملي، وخلق.
وثقه النسائي، وغيره.
وكان من أحلاس الحديث.
توفي في جمادى الآخرة سنة ثمان وخمسين.
469 -
محمد بن عبيد الله بن عمرو الرقي
.
كان يخضب، وله عقب بالرقة. بقي إلى سنة سبع وخمسين، ولا أعلم له رواية.
470 -
ن:
محمد بن عبيد الله بن عبد العظيم
، أبو عبد القرشي الكريزي الكندي البصري الفقيه. قاضي الديار المضرية.
روى عن الحسن بن بشر البجلي، وأبي عاصم النبيل، وإبراهيم بن زياد سبلان، وعلي ابن المديني، وجماعة. وعنه النسائي، وأبو عروبة الحراني، ومحمد بن عبد الله بن محمد الدمشقي شلحويه.
قال النسائي: لا بأس به.
قال أبو علي الحراني: مات بالرقة سنة ستين
471 -
د ن:
محمد بن عثمان بن أبي صفوان بن مروان
، أبو عبد الله البصري الثقفي.
عن يحيى القطان، ومعاذ بن هشام، ووهب بن جرير، وعبد الرحمن بن مهدي، وأمية بن خالد، وطائفة. وعنه: أبو داود، والنسائي، وأبو بكر بن أبي عاصم، وأبو بكر أحمد بن محمد بن عمر البصري الحرابي، وأبو عروبة الحراني، وأبو بكر بن أبي داود، وابن خزيمة، وابن صاعد، وأبو حامد الحضرمي، وخلق.
قال أبو حاتم: ثقة.
وقال ابن أبي عاصم: مات سنة اثنتين وخمسين.
472 -
خ د ت ق:
محمد بن عثمان بن كرامة
، أبو جعفر، وقيل: أبو عبد الله العجلي. مولاهم، الكوفي، نزيل بغداد.
كان وراق عبيد الله بن موسى، فسمع منه، ومن عبد الله بن نمير، وأبي أسامة، ومحمد بن بشر، وحسين الجعفي، ومحمد ويعلى ابني عبيد، وجماعة. وعنه: البخاري، وأبو داود، والترمذي، وابن ماجه، وابن أبي الدنيا، وابن أبي داود، وابن صاعد، ومحمد بن مخلد، وآخرون.
قال أبو حاتم، وغيره: كان صدوقاً.
وقال مطين: مات في رجب سنة ست وخمسين.
قلت: وقع لنا حديثه عالياً، أخبرناه أبو المعالي الهمداني، عن أبي بكر بن سابور، عن عبد العزيز الشيرازي. (ح) وأنبأناه أبو المرهف القيسي، قال: أخبرنا ابن الحصري، قال: أخبرنا ابن البطي، قالا: أخبرنا رزق الله، قال: أخبرنا ابن مهدي، قال: أخبرنا ابن مخلد، عنه.
وعند ابن اللتي عدة أحاديث عالية له.
473 -
محمد بن عقبة بن علقمة البيروتي
.
عن أبيه، وخالد بن يزيد. وعنه محمد بن محمد الباغندي، وأحمد بن جوصا.
قال أبو حاتم: صدوق.
وقال ابن أبي حاتم: كتب إلي من بيروت ببعض حديثه.
474 -
ن ق:
محمد بن عقيل بن خويلد
، أبو عبد الله الخزاعي النيسابوري، الرجل الصالح.
روى عن حفص بن عبد الرحمن، وحفص بن عبد الله، وجعفر بن عون، وعلي بن الحسين بن واقد، وأبي عاصم، وجماعة. وعنه: النسائي، وابن ماجه، وأبو داود في كتاب الناسخ والمنسوخ، وأبو بكر بن زياد، وأبو عوانة، وابن خزيمة، وأبو العباس السراج، وجماعة آخرهم محمد بن علي المذكر شيخ الحاكم.
توفي سنة سبع وخمسين.
قال النسائي: ثقة.
قلت: له عدة أولاد رووا.
475 -
محمد بن علي بن إبراهيم القيسي
.
عن عبد الوهاب بن عطاء، وغيره. وحدث بالموصل.
توفي سنة ست.
476 -
محمد بن علي ابن المديني، أبو جعفر
.
روى عن أبيه. وسمع من أبي عبيد غريب الحديث. روى عنه ابنه جعفر، وعبد الله بن أبي سعد الوراق.
وثقه الدارقطني.
477 -
محمد بن علي بن خلف الكوفي
، العطار.
عن: يحيى بن هاشم السمسار، وعمرو بن عبد الغفار. وعنه أبو ذر أحمد ابن الباغندي، ومحمد بن مخلد.
478 -
ت ن ق:
محمد بن عمر بن هياج الصائدي الكوفي
.
عن إسماعيل بن صبيح اليشكري، وعبيد الله بن موسى. وعنه الترمذي، والنسائي، وابن ماجه، وأبو طاهر الحسن بن فيل، وابن خزيمة، وابن أبي داود، وجماعة.
توفي سنة خمس وخمسين
479 -
ت ق:
محمد بن عمر بن الوليد
، أبو جعفر الكندي الكوفي.
عن عبد الله بن نمير، ومحمد بن فضيل. وعنه الترمذي، وابن ماجه أيضاً، وعمر بن محمد بن بجير، ويحيى بن صاعد، وبدر بن الهيثم، وآخرون.
توفي سنة ست وخمسين.
480 -
محمد بن عمر بن أبي مذعور
، أبو جعفر البغدادي.
عن روح بن عبادة، وحرمي بن عمارة، وجماعة. وعنه أحمد بن محمد الأدمي، ومحمد بن مخلد العطار.
توفي في ذي الحجة سنة ثمان وخمسين.
481 -
محمد بن عمرو بن أبي مذعور
، أبو عبد الله البغدادي ابن عم محمد بن عمر المذكور قبله، وهو الأسن.
سمع عبد العزيز بن أبي حازم، والوليد بن مسلم، وجماعة، وعنه يحيى بن صاعد وأبو عبد الله المحاملي وجماعة.
توفي بعد الخمسين.
482 -
محمد بن عمرو بن يونس
، أبو جعفر التغلبي الكوفي. ويعرف بالسوسي.
حدث بدمشق ومصر عن أبي معاوية الضرير، وابن نمير. وعنه أبو الجهم بن طلاب، وابن جوصا، وجماعة.
توفي سنة تسع وخمسين
483 -
محمد بن عمرو بن عون
، أبو عون الواسطي.
سمع أباه، ومحمد بن أبان الواسطي. وعنه الباغندي، وابن مخلد، وعبد الرحمن بن أبي حاتم، وقال: ثقة.
484 -
ن: محمد بن عمرو بن حنان الكلبي الحمصي.
حدث ببغداد عن: بقية بن الوليد، وضمرة بن ربيعة، ويحيى بن سعيد العطار، وجماعة. وعنه: النسائي، وابن جوصا، والقاضي المحاملي، وآخرون.
وثقه الخطيب.
ومات سنة سبع وخمسين. وكان مولده سنة أربع وسبعين ومائة.
485 -
محمد بن عيسى
بن رزين التيمي الرازي
، ثم الأصبهاني المقرئ.
أحد أعلام القرآن العظيم. قرأ على: نصير، وعلى خلاد بن خالد، وجماعة. قرأ عليه الحسن بن العباس الرازي، وأبو سهل حمدان، وجماعة.
وروى الحديث أيضاً عن: إسحاق بن سليمان، وعبيد الله بن موسى، وعبد الرحمن الدشتكي، وجماعة.
وصنف كتاب الجامع في القراءات. وكان رأساً في العربية، وصنف في العدد والرسم وغير ذلك.
قال أبو نعيم: ما أعلم أحداً أعلم منه في فنه، يعني القراءات. نقله أبو نعيم عن أبي زرعة الرازي.
وله اختيار حسن في القراءات. وكان شيخ تلك الديار، رحمه الله تعالى.
وقال الداني: أجل أصحابه الفضل بن شاذان.
وممن قرأ عليه: محمد بن عبد الرحيم الأصبهاني، وموسى بن عبد الرحمن.
توفي سنة ثلاث وخمسين. وقيل: توفي سنة إحدى وأربعين، والأول أشبه.
قال أبو حاتم: صدوق.
486 -
محمد بن عيسى، أبو عبد الله الأصبهاني الزجاج، إمام جامع أصبهان.
رحل وكتب الكثير، وروى عن: أبي عاصم النبيل، وعبيد الله بن موسى، والحسين بن حفص. وعنه محمد بن علي بن الجارود، ومحمد بن أحمد بن يزيد الزهري، وغيرهما.
487 -
محمد بن غالب
، أبو جعفر الأنماطي البغدادي المقرئ.
أخذ القراءة عرضاً عن شجاع بن أبي نصر، وهو أضبط أصحابه، عن أبي
عمرو. وقرأ عليه أحمد بن إبراهيم القصباني، والحسن بن الحباب، ونصر بن القاسم الفرائضي، ومحمد بن معلى الشونيزي، وغيرهم.
وكان مع حذقه بالقرآن أمياً لا يكتب.
قال النقاش: وكان ينادي فيكسب في اليوم القيراط وأكثر. وكان رجلاً صالحاً ورعاً.
وقال عبيد الله بن إبراهيم: مات أستاذي محمد بن غالب سنة أربع وخمسين ببغداد.
وممن قرأ عليه: الحسن بن الحسين الصواف، وأحمد بن مردويه القصباني، والعباس بن الفضل الرازي.
488 -
محمد بن الفضل
، أبو جعفر الجرجائي الكاتب.
ولي وزارة المتوكل عندما نكب ابن الزيات، ثم عزله عن قريب، ثم وزر قليلاً للمستعين وكان بين موته وموت الفضل بن مروان الوزير أيام يسيرة.
489 -
محمد بن الفضل بن خداش البخاري ثم البلخي.
سمع المقرئ، ويعلى بن عبيد، وأبا جابر محمد بن عبد الملك، ومحمد بن سلام البيكندي.
ترجمه السليماني وقال: روى عنه شيوخنا.
490 -
محمد بن الفضيل البلخي الزاهد
.
حج وسمع عبد الله بن نمير، وأبا ضمرة، وأبا أسامة. وعنه أبو بكر أحمد بن محمد الذهبي، وعلي بن أحمد البلخيان.
وكان صدوقاً.
توفي سنة ثمان وخمسين.
491 -
محمد بن قدامة الطوسي
.
عن جرير بن عبد الحميد. وعنه: محمد بن مخلد العطار.
مجهول الحال.
492 -
محمد بن كرام بن عراق بن حزابة بن البراء
. الشيخ أبو عبد الله السجستاني الضال المجسم، شيخ الكراميين.
حدث عن إبراهيم بن يوسف البلخي، وعبد الله بن مالك بن سليمان الهروي، وأحمد بن عبد الله الجويباري، وجماعة. وعنه محمد بن إسماعيل بن إسحاق، وإبراهيم بن محمد بن سفيان، وعبد الله القيراطي، وإبراهيم بن حجاج النسابوريون.
قال الحاكم: ولد بقرية من قرى زرنج بسجستان، ثم دخل خراسان وأكثر الاختلاف إلى أحمد بن حرب الزاهد. سمع التفسير من علي بن إسحاق السمرقندي، عن محمد بن مروان، عن الكلبي. وسمع ببلخ، وهراة، ونيسابور.
قال: وأكثر عن أحمد الجويباري، ومحمد بن تميم الفاريابي. ولو عرفهما لأمسك عن الرواية عنهما. ولما ورد نيسابور بعد المجاورة بمكة خمس سنين وانصرف إلى سجستان، وباع بها ما كان يملكه، وجاء إلى نيسابور، حبسه محمد بن عبد الله بن طاهر، وطالت محنته، فكان يغتسل كل يوم جمعة، ويتأهب للخروج إلى الجامع، ثم يقول للسجان: أتأذن لي في الخروج؟ فيقول: لا. فيقول: اللهم إني بذلت مجهودي، والمنع من غيري.
قال: ولقد بلغني أنه كان معه جماعة من الفقراء، وكان لباسه مسك ضأن مدبوغ غير مخيط، وعلى رأسه قلنسوة بيضاء. وقد نصب له دكان من لبن. وكان يطرح له قطعة فرو فيجلس عليها ويعظ ويذكر ويحدث.
قال: وقد أثنى عليه، فيما بلغني، ابن خزيمة، واجتمع به غير مرة. وكذلك أبو سعيد عبد الرحمن بن الحسين الحاكم، وهما إماما الفريقين.
وحدثني محمد بن حمدون المذكر: قال: حدثنا أبو الفضل محمد بن الحسين الصفار، قال: سمعت ابن كرام الزاهد يقول: خمسة أشياء من حياة القلب: الجوع، وقراءة القرآن، وقيام الليل، والتضرع عند الصبح، ومجالسة الصالحين.
وقال عبد الله بن محمد بن سلم المقدسي: سمعت محمد بن كرام يقول: قدر فرعون أن يؤمن ولكن لم يؤمن.
قلت: هذا كلام يقوله المعتزلي والسني، وكل واحد منهما يقصد به شيئاً.
وعن يحيى بن معاذ الرازي قال: الفقر بساط الزهاد، وابن كرام على بساط الزاهدين.
وقال محمد بن الحسين الصفار: سمعت ابن كرام يقول: الخوف يمنع عن الذنوب، والحزن يمنع عن الطعام، والرجاء يقوي على الطاعة، وذكر الموت يزهد في الفضول.
وقال أبو إسحاق أحمد بن محمد بن يونس الهروي: سمعت عثمان الدارمي يقول: حضرت مجلس أمير سجستان إبراهيم بن الحصين يوم أخرج محمد بن كرام من سجستان، وحضر عثمان بن عفان السجستاني وأهل العلم، فدعي محمد بن كرام، فقال له الأمير: ما هذا العلم الذي جئت به؟ ممن تعلمته ومن جالست؟ قال: إلحام ألحمنيه الله تعالى، بالحاء. فقال له: هل تحسن التشهد؟ قال: نعم، الطحيات لله؛ بالطاء، حتى بلغ إلى قوله: السلام عليك أيها النبي. فأشار إلى إبراهيم بن الحصين، فقال له: قطع الله يدك. وأمر به فصفع وأخرج.
وقال ابن حبان: محمد بن كرام كان قد خذل حتى التقط من المذاهب أردأها، ومن الأحاديث أوهاها. ثم جالس الجويباري، ومحمد بن تميم السعدي، ولعلهما قد وضعا على النبي صلى الله عليه وسلم والصحابة والتابعين مائة ألف حديث. ثم جالس أحمد بن حرب، فأخذ عنه التقشف. ولم يكن يحسن العلم ولا الأدب. وأكثر كتبه المصنفة صنفها له مأمون بن أحمد السلمي. وحدثني محمد بن المنذر، سمع عثمان بن سعيد الدارمي يقول: كنت عند إبراهيم بن الحصين، إذ دخل علينا رجل طوال عليه رقاع، فقيل: هذا ابن كرام. فقال له إبراهيم: هل اختلفت إلى أحد من العلماء؟ قال: لا. قال: تأتي عثمان بن عفان السجستاني؟ قال: لا. قال: فهذا العلم الذي تقوله، من أين لك؟ قال: هذا نور جعله الله في بطني. قال: تحسن التشهد؟ قال: نعم، التهيات لله والصلوات والتيبات. السلام ألينا وألى إباد الله الصالحين، أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن مهمداً أبدك ورسولك. قال: قم، لعنك الله. ونفاه من سجستان.
قال ابن حبان: هذا حاله في ابتداء أمره، ثم لما أخذ في العلم أحب أن ينشئ مذاهب لتعرف به. فجعل الإيمان قولاً بلا معرفة قلب، فلزمه أن المنافقين لعنهم الله مؤمنون.
قال: وكان يزعم أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يكن حجة الله على خلقه؛ إن الحجة لا تندرس ولا تموت. وكان يزعم أن الاستطاعة قبل الفعل. وكان يجسم الرب جل جلاله وعلا سلطانه، وكان داعية إلى البدع؛ يجب ترك حديثه فكيف إذا اجتمع إلى بدعته القدح في السنن والطعن في منتحليها.
قلت: نظيره في زهده وضلاله عمرو بن عبيد. نسأل الله السلامة. وأخبث مقالاته أن الإيمان قول بلا معرفة قلب، كما حكاه عنه ابن حبان.
وقال أبو محمد بن حزم: غلاة المرجئة طائفتان، قالت إحداهما: الإيمان قول باللسان وإن اعتقد الكفر بقلبه فهو مؤمن ولي لله، من أهل الجنة. وهو قول محمد بن كرام السجستاني وأصحابه. وقالت الأخرى: الإيمان عقد بالقلب وإن أعلن الكفر بلسانه.
وقال أبو العباس السراج: شهدت أبا عبد الله البخاري، ودفع إليه كتاب من محمد بن كرام يسأله عن أحاديث منها: الزهري، عن سالم، عن أبيه، رفعه: الإيمان لا يزيد ولا ينقص. فكتب على ظهر كتابه: من حدث بهذا استوجب الضرب الشديد والحبس الطويل.
قال الحاكم: وحدثني الثقة، قال: أخبرنا عبد الرحمن بن محمد، قال: قال أحمد بن محمد الدهان: خرج أبو عبد الله بن كرام الزاهد من نيسابور في سنة إحدى وخمسين ومائتين، ومات بالشام في صفر سنة خمس وخمسين. ومكث في سجن نيسابور ثمان سنين.
قالوا: وتوفي ببيت المقدس من الليل. فحمل بالغداة، ولم يعلم بموته إلا خاصته، ودفن في مقابر الأنبياء بقرب زكريا ويحيى عليهما السلام. قال: وتوفي وأصحابه ببيت المقدس نحو عشرين ألفاً.
قال الحسن بن علي الطوسي كردوس: سمعت محمد بن أسلم الطوسي يقول: لم يعرج إلى السماء كلمة أعظم وأخبث من ثلاث: قول فرعون: أنا ربكم الأعلى. وقول بشر المريسي: القرآن مخلوق. وقول محمد بن كرام: المعرفة ليست من الإيمان.
قال الحسن بن إبراهيم الجوزقاني الهمذاني في كتاب الموضوعات له: كان ابن كرام يتعبد ويتقشف، وأكثر ظهور أصحابه بنيسابور وأعمالها، وبيت
المقدس. منهم طائفة قد عكفوا على قبره، مال إليهم كثير من العامة لاجتهادهم وظلف عيشهم. وكان يقول: الإيمان لا يزيد ولا ينقص، وهو قول باللسان مجرد عن عقد القلب، وعمل الأركان، فمن أقر بلسانه بكلمة التوحيد فهو مؤمن حقاً، وإن اعتقد الكفر بقلبه، والتثليث، وأتى كل فاحشة وكبيرة، إلا أنه مقر بلسانه، فهو موحد ولي لله من أهل الجنة لا تضره سيئة. فلزمهم من هذا القول أن المنافقين مؤمنون حقاً.
قلت: كأنه تمسك بظاهر قوله عليه السلام: من قال لا إله إلا الله دخل الجنة.
قال الجورقاني: وطائفة منهم تسمى المهاجرية، يقولون: إن الله جسم لا كالأجسام، وأن الأنبياء تجوز منهم الكبائر إلا الكذب في البلاغ. وقد نفاه صاحب سجستان وهاب قتله لما رآه زاهداً بزي العباد، فقدم نيسابور، وافتتن به خلق كثير من أهلها، فنفاه متولي نيسابور، فخرج معه خلق كثير من أعيان الناس. وامتد على حاله إلى بيت المقدس، فسكن هناك.
وقال المشرف بن مرجى المقدسي: أخبرني أبي، عن أبيه، أن أبا عبد الله بن كرام دخل بيت المقدس، فتكلم، فجاءه غريب بعدما سمع منه أهل الأندلس حديثاً كثيراً، فسأله عن الإيمان، فقال: قول؛ بعد أن أمسك عن جوابه غير مرة. فلما سمعوا ذلك منه خرقوا ما كان كتبوا عنه، ونفي إلى زغر ومات بها، فحمل إلى بيت المقدس.
493 -
محمد بن كيسان بن يزيد
، أبو عبد الله التميمي النيسابوري. ويعرف بأبي عبد الله المحاملي.
سمع: أبا بكر بن عياش، ووكيعاً، والنضر بن شميل، وعبد الرحمن بن مغراء، وهارون بن المغيرة، وجماعة. وعنه: إبراهيم بن أبي طالب، وابن خزيمة، وآخرون.
قال الحسين القباني: توفي سنة إحدى وخمسين.
494 -
د:
محمد بن محمد بن خلاد الباهلي
، أبو عمر.
عن: معن بن عيسى، ومسدد. روى عنه أبو داود حكاية. وروى عنه: أبو روق الهزاني، وأحمد بن الخليل الحريري.
وكان ممن قتلته الزنج بالبصرة.
قال أبو داود: رأيته في النوم فقلت: ما فعل الله بك؟ قال: أدخلني الجنة قلت: ما ضرك الوقف.
توفي سنة سبع وخمسين.
495 -
محمد بن محمد بن عقبة بن السكن
، أبو الفضل الأسدي البخاري الزاهد.
عن: يعلى بن عبيد، وعبيد الله بن عبد المجيد، وأبي نعيم. وعنه: إسحاق بن أحمد بن خلف، ويوسف بن ريحان، وسهل بن شاذويه.
ذكره ابن ماكولا. وقال: واسم جده الثامن أحبش، بموحدة.
496 -
ع:
محمد بن المثنى بن عبيد بن قيس الحافظ أبو موسى العنزي البصري الزمن
.
ولد سنة مات حماد بن سلمة. وسمع: يزيد بن زريع، ومعتمر بن سليمان، ومحمد بن جعفر غندر، ويحيى القطان، وسفيان بن عيينة، وطبقتهم.
وعنه: الستة، والنسائي أيضًا، عن رجل عنه، ومحمد بن يحيى الذهلي، وأبو حاتم الرازي، وابن صاعد، وابن خزيمة، وأبو عروبة، وخلق سواهم كثير، آخرهم أبو عبد الله المحاملي.
وكان أرجح من بندار وأحفظ، لأنه رحل، وبندار لم يرحل.
قال أبو عروبة: ما رأيت بالبصرة أثبت من أبي موسى، ويحيى بن حكيم.
مات سنة اثنتين وخمسين بعد بندار بثلاثة أشهر، فاتفقا في المولد والوفاة، وطلبا العلم ولهما خمس عشرة سنة أو نحوها. وكانا نظيرين في الحفظ والإتقان واتفق الأئمة الستة على الرواية عنهما.
قال صالح جزرة: كان محمد بن المثنى في عقله شيء، وكنت أقدمه على بندار.
ويروى عن أبي موسى أنه قال: نحن قوم لنا شرف، صلى النبي صلى الله عليه وسلم
إلينا. يريد أنه صلى إلى عنزة، فما أدري هل فهم معكوسًا أو أنه قال ذلك مزاحًا.
أخبرنا أحمد بن إسحاق، قال: أخبرنا محمد بن هبة الله المراتبي قال: أخبرنا عمي أبو بكر محمد بن عبد العزيز الدينوري سنة تسع وثلاثين وخمسمائة قال: أخبرنا عاصم بن الحسن، قال أخبرنا عبد الواحد بن محمد: قال: حدثنا الحسين بن إسماعيل القاضي إملاء: قال: حدثنا محمد بن المثنى، قال: حدثنا ابن عيينة، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة، أن النبي صلى الله عليه وسلم لما جاء إلى مكة دخلها من أعلاها وخرج من أسفلها.
وأخبرنا أبو الغنائم بن علان، والمؤمل بن محمد، وآخرون، قالوا: أخبرنا أبو اليمن الكندي، قال: أخبرنا أبو منصور الشيباني، قال: أخبرنا أبو بكر الخطيب، قال: أخبرنا عبد الواحد، فذكره.
وأخبرنا أحمد بن هبة الله، عن أبي روح الهروي قال: أخبرنا زاهر بن طاهر، قال: أخبرنا أبو سعد أحمد بن إبراهيم قال: أخبرنا محمد بن الفضل، قال: أخبرنا جدي أبو بكر محمد بن إسحاق بن خزيمة، قال: حدثنا أبو موسى، وعبد الجبار قالا: حدثنا سفيان، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة، أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا دخل مكة دخلها من أعلاها وخرج من أسفلها.
لفظ أبي موسى أخرجه الجماعة، سوى ابن ماجه، عن أبي موسى الزمن، فوقع موافقة عالية.
وآخر من روى حديث أبي موسى عاليًا أبو الفضل الطوسي بالموصل.
497 -
محمد بن المثنى بن زياد
، أبو جعفر السمسار.
شيخ بغدادي زاهد معروف، صحب بشر بن الحارث مدة، وروى عنه، وعن عفان. وعنه عبد الرحمن بن أبي حاتم، ومحمد بن مخلد، وغيرهما.
قال أبو بكر الخطيب: هو صدوق.
توفي سنة ستين.
498 -
محمد بن مسلم
، أبو بكر البغدادي القنطري الزاهد، أحد الأولياء.
قال أبو الحسين ابن المنادي: كان ينزل قنطرة بردان، وكان يشبه ببشر الحافي في الورع وترك الدنيا، يتقوت باليسير.
أخبرت أنه كان ينسخ جامع سفيان ببضعة عشر درهمًا منها قوته.
وقيل: كان مجاب الدعوة. وكان الجنيد يزوره.
وقال ابن مخلد: مات في ذي الحجة سنة ستين ومائتين.
499 -
ن:
محمد بن معاوية بن يزيد بن مالج
، أبو جعفر البغدادي.
عن: إسماعيل بن جعفر المدني، وإبراهيم بن سعد، وخلف بن خليفة، وغيرهم. وعنه: النسائي، ومحمد بن جرير الطبري، ومحمد بن حامد السني، وابن صاعد، والمحاملي، وجماعة.
وكان يتجر في الأنماط.
قال النسائي: لا بأس به.
500 -
ن:
محمد بن معدان بن عيسى الحراني
.
عن الحسن بن محمد بن أعين، وعبد الله بن يزيد المقرئ. وعنه: النسائي، وأبو عروبة الحراني، ومحمد بن المسيب الأرغياني، وجماعة.
وثقه النسائي.
توفي سنة ستين.
501 -
ع:
محمد بن معمر بن ربعي أبو عبد الله القيسي البصري البحراني الحافظ
.
عن: أبي أسامة، وحرمي بن عمارة، وروح بن عبادة، وجماعة كثيرة. وكان من كبار المحدثين وأثباتهم. روى عنه: الستة، وأبو بكر بن أبي عاصم، وأبو بكر بن أبي داود، وأبو بكر بن خزيمة، وخلق.
توفي سنة ست وخمسين.
502 -
محمد بن المغيرة الشهرزوري
.
عن أيوب بن سويد الرملي، ويحيى بن الحسن المدائني، وغيرهما.
وعنه محمد بن هارون، والمحاربي، وعمرو بن سعيد بن سنان.
قال ابن عدي: هو عندي ممن يضع الحديث.
503 -
محمد بن منخل بن عبد الله بن حماد
، أبو عبد الله النيسابوري.
سمع في الرحلة: سفيان بن عيينة، وأبا ضمرة أنس بن عياض، وجماعة.
وعنه: ابن خزيمة، وأبو حامد ابن الشرقي، ومكي بن عبدان، وجماعة.
وكان صدوقًا. توفي سنة ثمان وخمسين.
قال الحسن بن محمد بن جابر: حدثنا محمد بن منخل بن عبد الله بن حماد بن سهم بن عبد الله مولى عبد الرحمن بن سمرة. قال الحسن: وكان قد جلس بعد موت محمد بن يحيى، واجتمع عليه خلق عظيم. ثم إنه مات في آخر سنة ثمان وخمسين.
وقال الحاكم: أدرك جماعة لم يدركهم محمد بن يحيى. منهم مؤرج بن عمرو السدوسي، والنضر بن شميل، وسفيان، وابن أبي فديك.
504 -
محمد بن منصور بن عبد الرحمن
، أبو عبد الله السلمي النيسابوري.
لم يرحل، وسمع: الحفصين، ومكي بن إبراهيم، وعبد الرحمن بن قيس الزعفراني، والجارود بن يزيد. وعنه: جعفر بن أحمد الشاماتي، ومحمد بن إسحاق بن خزيمة، وجماعة.
توفي سنة ثمان أيضًا.
505 -
د ن:
محمد بن منصور بن داود بن إبراهيم
، أبو جعفر الطوسي العابد. نزيل بغداد.
سمع: سفيان بن عيينة، ومعاذ بن معاذ، وإسماعيل ابن علية، ويعقوب بن إبراهيم الزهري، وجماعة. وعنه: أبو داود، والنسائي، ومطين، وابن صاعد،
ومحمد بن هارون الحضرمي، وأبو عبد الله المحاملي، وآخرون.
قال المروذي: سألت أبا عبد الله عن محمد بن منصور، فقال: لا أعلم إلا خيرًا، صاحب صلاة.
وقال النسائي: ثقة.
وقال ابن شاهين: حدثنا أحمد بن محمد المؤذن، قال: سمعت محمد بن منصور الطوسي وحواليه قوم فقالوا: يا أبا جعفر أيش اليوم عندك، قد شك الناس فيه يوم عرفة هو أو غيره؟ فقال: اصبروا. ودخل البيت، ثم خرج فقال: هو يوم عرفة. فاستحيوا أن يقولوا له من أين ذاك. فعدوا الأيام فكان كما قال. قال: فسمعت أبا بكر بن سلام الوراق يقول له: من أين علمت؟ قال: دخلت فسألت ربي، فأراني الناس في الموقف.
وقال أبو سعيد النقاش: محمد بن منصور الطوسي أستاذ أبي العباس بن مسروق، وأبي سعيد الخراز، كتب الحديث الكثير ورواه. ثم قال: أخبرنا أبو نصر عبد الله بن علي السراج، قال: حدثني أحمد بن محمد البرذعي، قال: سمعت أبا الفضل الورثاني، يقول: سمعت أبا سعيد الخراز يقول: سألت محمد بن منصور الطوسي عن حقيقة الفقر، فقال: السكون عند كل عدم، والبذل عند كل وجود.
ثم قال: سمعت أبا بكر الرازي يقول: سمعت عبد العزيز الطيفوري يقول: سئل محمد بن منصور: إذا أكلت وشبعت ما شكر تلك النعمة؟ قال: أن تصلي حتى لا يبقى في جوفك منه شيء.
وقال الحسين بن مصعب: حدثنا محمد بن منصور الطوسي قال: رأيت النبي صلى الله عليه وسلم في النوم، فقلت: مرني بشيء حتى ألتزمه. قال: عليك باليقين.
وعنه قال: يعرف الجاهل بالغضب في غير شيء، وإفشاء السر، والثقة بكل أحد، والعظة في غير موضعها.
توفي في شوال سنة أربع وخمسين، وعاش ثمانيًا وثمانين سنة.
506 -
محمد بن موسى بن شاكر
.
أحد الأخوة الثلاثة، هو وأحمد وحسن، الذين تنسب إليهم حيل بني
موسى. عنوا بكتب الأوائل، وبذلوا في طلبها الأموال، وبرعوا في علم الهندسة والموسيقى، ولهم عجائب في الحيل؛ وكانوا من شياطين العالم، استعان بهم المأمون في عمل الرصد.
وطال عمر محمد بن موسى واشتهر ذكره. توفي في ربيع الأول سنة تسع وخمسين، ذكره ابن خلكان وغيره.
507 -
ق:
محمد بن المؤمل القيسي البغدادي البصري الأصل
.
روى عن أبي همام محمد بن محبب الدلال، وبدل بن المحبر وغيرهما.
وعنه ابن ماجه، وأبو عروبة، وعبد الله بن محمد بن وهب الدينوري.
508 -
ت ن ق:
محمد بن ميمون أبو عبد الله المكي الخياط
.
عن سفيان بن عيينة، والوليد بن مسلم، وشعيب بن حرب، وجماعة. وعنه: الترمذي والنسائي، وابن ماجه، وابن خزيمة، وحرمي بن أبي العلاء، ويحيى بن صاعد، وآخرون.
قال أبو حاتم: كان أميًّا مغفلًا.
وقال غيره: توفي سنة اثنتين وخمسين.
وقال النسائي في سننه الكبير: ليس بالقوي.
509 -
محمد بن أبي ميمون القيرواني
.
شيخ مسن. روى عن: عبد الله بن وهب.
ومات في ربيع الآخر سنة أربع وخمسين.
510 -
محمد بن نجيح بن برد
، أبو عامر المصري.
روى عن: عبد الله بن وهب أيضًا.
توفي سنة ست وخمسين.
511 -
محمد بن نصر بن عبدة الخرجاني
.
عن: يحيى بن أبي بكير الكرماني، وداود بن إبراهيم الواسطي. وعنه
ابنه، وأحمد بن عبدان، ومحمد بن يحيى بن منده، وأهل أصبهان.
وثقه أبو نعيم الحافظ.
وتوفي سنة اثنتين وخمسين.
512 -
ن:
محمد بن نصر النيسابوري الفراء
.
عن أبي عبيد القاسم بن سلام، وأيوب بن سليمان بن بلال، وسليمان بن حرب، وعلي ابن المديني، وخلق. وعنه النسائي، ووثقه، وأحمد بن محمد بن الأزهر الأزهري، وحرب الكرماني، وأحمد بن محمد بن عبد الرحمن السامي، وغيرهم.
513 -
محمد المهتدي بالله
، الخليفة الصالح أمير المؤمنين أبو إسحاق، وقيل: أبو عبد الله ابن الواثق بالله هارون ابن المعتصم بالله أبي إسحاق محمد ابن الرشيد الهاشمي العباسي.
ولد في خلافة جده سنة بضع عشرة ومائتين، وبويع بالخلافة لليلة بقيت من رجب سنة خمس وخمسين، وله بضع وثلاثون سنة. وما قبل بيعة أحد حتى أتي بالمعتز بالله، فلما رآه قام له وسلم على المعتز بالخلافة، وجلس بين يديه. فجيء بالشهود، فشهدوا على المعتز أنه عاجز عن الخلافة، فاعترف بذلك ومد يده فبايع المهتدي بالله، وهو ابن عمه، فارتفع حينئذ المهتدي إلى صدر المجلس وقال: لا يجتمع سيفان في غمد. وتمثل بقول أبي ذؤيب:
تريدين كيما تجمعيني وخالدا وهل يجمع السيفان ويحك في غمد؟.
وكان المهتدي بالله أسمر رقيقًا، مليح الوجه، ورعًا، متعبدًا، عادلًا، قويًّا في أمر الله، بطلا شجاعًا، لكنه لم يجد ناصرًا ولا معينًا على الخير.
قال أبو بكر الخطيب: قال أبو موسى العباسي: لم يزل صائمًا منذ ولي إلى أن قتل.
قال أبو العباس هاشم بن القاسم: كنت بحضرة المهتدي عشية في رمضان، فوثبت لأنصرف، فقال لي: اجلس، فجلست. فتقدم فصلى بنا، ودعا
بالطعام. فأحضر طبق خلاف وعليه رغف من الخبز النقي، وفيه آنية فيها ملح وخل وزيت. فدعاني إلى الأكل، فابتدأت آكل ظانًا أنه سيؤتى بطعام. فنظر إلي وقال: ألم تك صائماً؟ قلت: بلى. قال: أفلست عازمًا على الصوم؟ قلت: بلى، كيف لا وهو رمضان. قال: فكل واستوف، فليس هاهنا من الطعام غير ما ترى.
فعجبت ثم قلت: ولم يا أمير المؤمنين؟ قد أسبغ الله نعمته عليك. فقال: إن الأمر لعلى ما وصفت، ولكني فكرت في أنه كان في بني أمية عمر بن عبد العزيز، وكان من التقلل والتقشف على ما بلغك، فغرت على بني هاشم، فأخذت نفسي بما رأيت.
وقال ابن أبي الدنيا: حدثنا أبو النضر المروزي: قال: قال لي جعفر بن عبد الواحد: ذاكرت المهتدي بشيء، فقلت له: كان أحمد بن حنبل يقول به، ولكنه كان يخالف. كأني أشرت إلى من مضى من آبائه. فقال: رحم الله أحمد بن حنبل، والله لو جاز لي أن أتبرأ من أبي لتبرأت منه. ثم قال لي: تكلم بالحق وقل به، فإن الرجل ليتكلم بالحق فينبل في عيني.
وقال ابن عرفة النحوي: حدثني بعض الهاشميين أنه وجد للمهتدي سفط فيه جبة صوف وكساء كان يلبسه بالليل ويصلي فيه. وكان قد اطرح الملاهي، وحرم الغناء. وحسم أصحاب السلطان عن الظلم. وكان شديد الإشراف على أمر الدواوين يجلس بنفسه، ويجلس الكتاب بين يديه فيعملون الحساب. وكان لا يخل بالجلوس الخميس والاثنين. وقد ضرب جماعة من الرؤساء. ونفى جعفر بن محمود إلى بغداد، وكره مكانه لأنه نسب عنده إلى الرفض.
وأقبل موسى بن بغا من الري يريد سامراء، فكره المهتدي مكانه، وبعث إليه بعبد الصمد بن موسى الهاشمي يأمره بالرجوع، فلم يفعل.
وحبس المهتدي الحسن بن محمد بن أبي الشوارب، وولى عبد الرحمن بن نائل البصري قضاء القضاة، وانتهب منزل الكرخي.
وحج بالناس في خلافته علي بن الحسين بن إسماعيل الهاشمي.
قلت: ذكرنا في الحوادث خروج الأتراك على المهتدي بالله، وكيف حاربهم بنفسه وجرح. ثم أسروه وخلعوه، ثم قتلوه إلى رحمة الله في رجب
سنة ست وخمسين، وكانت خلافته سنة إلا خمسة عشر يومًا، وقام بعده المعتمد على الله.
514 -
محمد بن هارون، أبو نشيط المروزي المقرئ
. صاحب عيسى بن مينا قالون المدني.
قرأ عليه: أبو حسان أحمد بن محمد بن أبي الأشعث العنزي. ودارت قراءة أبي نشيط على أبي حسان واشتهرت عنه، وقرأت بها القرآن من طريق التيسير، وغيره، وعليها اعتمد أبو عمرو الداني.
515 -
محمد بن هارون، أبو نشيط الربعي البغدادي الحافظ
، يلقب أبا نشيط، وأما كنيته فأبو جعفر.
سمع روح بن عبادة، ومحمد بن يوسف الفريابي، وأبا المغيرة الحمصي، ويحيى بن أبي بكير، وطبقتهم. وعنه: أبو بكر بن أبي الدنيا، وابن ماجه في تفسيره، وابن صاعد، والمحاملي، وابن أبي حاتم وقال: صدوق.
وقال محمد بن مخلد العطار: كان حافظًا.
قلت: توفي سنة ثمان وخمسين في شوال. وأما أبو عمرو الداني فوهم، ونقل أنه توفي سنة ثلاث وستين، وإنما ذاك محمد بن أحمد بن هارون شيطا. وجعل أبو عمرو أنه هو صاحب القراءة، وأنه البغدادي. وأحسبه وهم أيضًا، فإن ذاك مروزي وهذا بغدادي، أو لعله مروزي ثم بغدادي.
ثم قال الداني: كتبت من خط أبي أحمد بن أبي مسلم المقرئ. وحدثني عنه صاحبنا قال: قرأت على ابن بويان، أنه قرأ على ابن الأشعث، وأنه قرأ على أبي نشيط، عن قالون، عن نافع. وذلك بجزم الميم من عليهم، وإليهم، ولديهم، وأشباهه في جميع القرآن.
قال الداني: خالفه إبراهيم بن عمر، عن ابن بويان، فروى ضم الميم في جميع القرآن.
وفي السبعة لابن مجاهد: حدثنا ابن أبي مهران، قال: حدثنا أحمد بن قالون، عن أبيه، عن نافع، أنه كان لا يعيب رفع الميم في نحو أأنذرتهم أم لم تنذرهم وشبهه.
516 -
ن:
محمد بن هاشم القرشي أبو عبد الله البعلبكي
.
عن بقية بن الوليد، وسويد بن عبد العزيز، والوليد بن مسلم، وغيرهم. وعنه النسائي، ومكحول البيروتي، وابن جوصا، وأبو الدحداح أحمد بن محمد، وطائفة.
توفي سنة أربع وخمسين، وما علمت فيه قدحًا؛ بل هو صدوق محتج به.
517 -
د ن:
محمد بن هشام بن أبي خيرة السدوسي البصري
، أبو عبد الله.
حدث بمصر عن بشر بن المفضل، وعثام بن علي، والقطان، وجماعة. وعنه: أبو داود، والنسائي، وعلي بن أحمد علان، وابن أبي داود، ومحمد بن رزيق بن جامع المصري، وآخرون.
قال أبو حاتم: صدوق.
قلت: توفي سنة إحدى وخمسين، وله مسند مروي.
518 -
خ د ن:
محمد بن هشام بن عيسى
، أبو عبد الله المروذي القصير. جار الإمام أحمد.
سمع هشيم بن بشير، وسفيان بن عيينة، وحفص بن غياث، وأبا معاوية، وطبقتهم. سمع منه: يحيى بن معين مع تقدمه. وروى عنه: البخاري، وأبو داود، والنسائي، وعبد الله بن ناجية، ويحيى بن صاعد، ومحمد بن هارون الحضرمي، وآخرون.
وكان ثقة.
ولد سنة إحدى وستين ومائة، وتوفي سنة اثنتين وخمسين.
519 -
ت:
محمد بن وزير بن قيس أبو عبد الله الواسطي
.
عن نوح بن قيس الحداني، ومعتمر بن سليمان، ويحيى القطان، وإسحاق الأزرق، وطائفة. وعنه الترمذي، وإبراهيم بن محمد بن متويه، وعبد الرحمن ابن أبي حاتم، وجماعة.
وثقه أبو حاتم الرازي.
وتوفي سنة سبع وخمسين.
520 -
خ م ن ق:
محمد بن الوليد
، أبو عبد الله البسري القرشي البصري. ولقبه حمدان.
حدث عن: عبد الأعلى بن عبد الأعلى، وعبد الوهاب الثقفي، وغندر، ومروان بن معاوية، وطائفة. وعنه: البخاري، ومسلم، والنسائي، وابن ماجه وابن صاعد، وإبراهيم بن عبد الصمد الهاشمي، والمحاملي، وأبو روق الهزاني، ومحمد بن مخلد، وآخرون.
وثقه النسائي، وغيره.
521 -
محمد بن الوليد بن أبان
، أبو جعفر المخرمي القلانسي.
عن روح بن عبادة، ومكي بن إبراهيم، وأبي عاصم، وعفان. وعنه: محمد بن مخلد.
قال أبو حاتم: لم يكن بصدوق.
وقال ابن عدي: يضع الحديث ويسرقه. وحدثنا عنه روح بن عبد المجيب، وزيد بن عبد العزيز بن حيان، وعبد الرحمن بن سليمان الجرجاني، ويحيى ابن أخي حرملة، ومحمد بن سليمان الصرفندي، وإبراهيم بن إسماعيل الغافقي.
قلت: روى له عدة أحاديث منها بإسناد نظيف: ما من رمانة إلا وتلقح بحبة من رمان الجنة. رواه عن أبي عاصم، عن ابن جريج، عن ابن
عجلان، عن أبيه عن ابن عباس، عن النبي صلى الله عليه وسلم.
522 -
ن:
محمد بن الوليد الفحام أخو أحمد
. بغدادي، صدوق.
سمع: سفيان بن عيينة، وعبد الوهاب بن عطاء، وجماعة. وعنه: النسائي، والباغندي، والمحاملي، وآخرون.
توفي سنة اثنتين وخمسين.
قال النسائي: لا بأس به.
523 -
محمد بن يحيى بن حيوك الهروي
.
روى عن: سفيان بن عيينة، وغيره.
ومات سنة إحدى وخمسين.
524 -
ت ق:
محمد بن يحيى بن عبد الكريم
، أبو عبد الله الأزدي البصري، نزيل بغداد.
روى عن: يزيد بن هارون، وأبي عاصم النبيل، وعبد الله بن داود الخريبي، وطبقتهم. وعنه الترمذي، وابن ماجه، وابن أبي الدنيا، وإبراهيم الحربي، وابن صاعد، والمحاملي، وآخرون.
وثقه الدارقطني، وكان نسابة علامة.
توفي في شوال سنة اثنتين وخمسين.
525 -
خ م ن:
محمد بن يحيى بن عبد العزيز
، أبو علي اليشكري المروزي الصائغ.
سمع: عبدان بن عثمان، وأخاه عبد العزيز شاذان. وعنه: البخاري، ومسلم، والنسائي، ومحمد بن علي الترمذي الحكيم، وغيرهم.
توفي سنة اثنتين أيضًا.
526 -
م 4:
محمد بن يحيى بن أبي حزم مهران القطعي البصري
،
أبو عبد الله المقرئ.
قرأ على: أيوب بن المتوكل وهو أجل أصحابه. وروى الحروف عن أبي زيد الأنصاري.
وروى عن: عبد الأعلى بن عبد الأعلى، وغسان بن مضر، ومحمد بن عبد الرحمن الطفاوي، وطبقتهم. وعنه: مسلم، وأبو داود، والترمذي، والنسائي، وابن ماجه، وأبو بكر بن أبي عاصم، وابن خزيمة، ومحمد بن هارون الروياني، وابن صاعد، وأبو عروبة، وخلق.
قال أبو حاتم: صدوق.
مات سنة ثلاث وخمسين.
527 -
خ 4:
محمد بن يحيى بن عبد الله بن خالد بن فارس
، الإمام أبو عبد الله الذهلي، مولاهم النيسابوري الحافظ.
ولد سنة نيف وسبعين ومائة. وسمع من: الحفصين، وترك الرواية عنهما.
وسمع من: الحسين بن الوليد، ومكي بن إبراهيم، وجماعة. ثم رحل أولًا إلى أصبهان، فلقي بها عبد الرحمن بن مهدي وأكثر عنه. وسمع بالري من: يحيى بن الضريس، وطبقته.
وبالبصرة من: محمد بن بكر البرساني، وأبي داود الطيالسي، وسعيد بن عامر، وأبي علي الحنفي، ووهب بن جرير، وخلق.
وبالكوفة من: يعلى ومحمد ابني عبيد، وأسباط بن محمد، وعمرو بن محمد العنقزي، وجعفر بن عون، وخلق.
وباليمن من: عبد الرزاق، ويزيد بن أبي حكيم، وإبراهيم بن الحكم بن أبان، وجماعة. وبالحجاز من: أبي عبد الرحمن المقرئ، وجماعة. وبمصر من: يحيى بن حسان، وسعيد بن أبي مريم، وعبد الله بن صالح، وجماعة. وبالشام من: محمد بن يوسف الفريابي، وأبي مسهر، وأبي اليمان، وجماعة. وببغداد من: أبي النضر هاشم بن القاسم، وطبقته. وبواسط: من علي بن عاصم ويزيد بن هارون وجماعة. وبالجزيرة من: أبي جعفر النفيلي، وجماعة. وبالمدينة من: عبد الملك الماجشون، وجماعة.
وعنه: البخاري، وأبو داود، والترمذي، والنسائي، وابن ماجه.
ومن شيوخه: سعيد بن أبي مريم، وسعيد بن منصور، وأبو جعفر النفيلي، وعبد الله بن صالح. ومن أقرانه: محمود بن غيلان، وأبو زرعة، وعباس الدوري؛ ومن الأئمة والحفاظ عدد كبير منهم: أبو العباس السراج، وابن خزيمة، وأبو بكر بن زياد النيسابوري، وأبو حامد ابن الشرقي، وأبو جعفر أحمد بن حمدان الزاهد، وأبو حامد أحمد بن محمد بن بلال، وأبو بكر محمد بن الحسين القطان، وأبو العباس الدغولي، وأبو علي بن معقل الميداني، ومكي بن عبدان، وحاجب بن أحمد الطوسي.
وانتهت إليه مشيخة العلم بخراسان.
قال محمد بن سهل بن عسكر: كنا عند الإمام أحمد بن حنبل، فدخل محمد بن يحيى الذهلي، فقام إل هـ أحمد، وتعجب الناس منه. ثم قال لبنيه وأصحابه: اذهبوا إلى أبي عبد الله واكتبوا عنه.
وقال محمد بن داود المصيصي: كنا عند أحمد بن حنبل، فذكر محمد بن يحيى حديثًا فيه ضعف، فقال له أحمد: لا تذكر مثل هذا. فكأنه خجل، فقال له أحمد: إنما قلت هذا إجلالًا لك يا أبا عبد الله.
وقال محمد بن أحمد الجوزجاني: سمعت أحمد بن حنبل يقول: الزم محمد بن يحيى، فإني ما رأيت خراسانيًّا، أو قال: أحدًا، أعلم بحديث الزهري منه، ولا أصح كتابًا منه.
قلت: وكان قد جمع حديث الزهري في كتاب حافل.
قال أبو بكر بن زياد: سمعته يقول: قال لي علي ابن المديني: أنت وارث الزهري.
وعن ابن المديني أيضًا قال: كفانا محمد بن يحيى جمع حديث الزهري.
وقال أبو حاتم الرازي: محمد بن يحيى إمام أهل زمانه.
وقال أبو بكر بن أبي داود: حدثنا محمد بن يحيى النيسابوري، وكان أمير المؤمنين في الحديث.
قال أبو عبد الله الحاكم: سمعت أبا إسحاق المزكي يقول: سمعت أبا العباس الدغولي يقول: سمعت محمد بن يحيى يقول: لما رحلت إلى العراق بأبي زكريا، يعني ابنه، صحبني جماعة فسألوني: أي حديث عند أحمد بن حنبل أغرب؟ فكنت أقول: إذا دخلنا عليه سألته عن حديث تستفيدونه. فلما دخلنا عليه سألته عن حديث يحيى بن سعيد، عن عثمان بن غياث، عن ابن بريدة، عن يحيى بن يعمر، حديث الإيمان. قال: وكنت قد سمعته منه قديمًا وذكرته عنه، فقال أحمد: يا أبا عبد الله ليس هذا الحديث عندي، عن يحيى بن سعيد. فخجلت وسكت. فلما قمنا أخذ أصحابنا يقولون: إنه ذكر هذا الحديث غير مرة، ثم لم يعرفه أحمد. وأنا ساكت لا أجيبهم بشيء. ثم قدمنا بغداد، يعني بعد رجوعهم من البصرة، فدخلنا على أحمد، فرحب بنا وسأل عنا، ثم قال: أخبرني يا أبا عبد الله أي حديث استفدت عن مسدد من حديث يحيى بن سعيد؟ فقلت: حديث عثمان بن غياث في الإيمان. فقال أحمد: حدثناه يحيى بن سعيد، عن عثمان بن غياث. ثم أخرج كتابه فأملى علينا. فسكت محمد بن يحيى ولم يقل: إنا سألناك عنه. وتعجب أصحاب محمد بن يحيى من صبره عليه. قال: فأخبر أحمد أنه كان سأله عن الحديث قبل خروجه إلى البصرة، فكان أحمد إذا ذكره يقول: محمد بن يحيى العاقل.
قال الحاكم: وحدثني أبو سعيد المؤذن قال: سمعت زنجويه بن محمد يقول: سمعت أبا عمرو المستملي يقول: أتيت أحمد بن حنبل فقال لي: من أين أنت؟ قلت: من نيسابور. فقال أبو عبد الله: محمد بن يحيى له مجلس؟ قلت: نعم. قال: لو إنه عندنا لجعلناه إمامًا في الحديث.
وحدثني أبو سعيد قال: سمعت زنجوية يقول: كنت أسمع مشايخنا يقولون: الحديث الذي لا يعرفه محمد بن يحيى لا يعبأ به.
وقال أبو قريش الحافظ: كنت عند أبي زرعة، فجاء مسلم فسلم عليه وتذاكرا: فلما أن قام قلت لأبي زرعة: هذا جمع أربعة آلاف حديث في الصحيح. قال: فلمن ترك الباقي؟ ليس هذا عقل، لو دارى محمد بن يحيى لصار رجلًا.
وقال زنجوية: سمعت محمد بن يحيى يقول: قد جعلت أحمد بن حنبل إمامًا فيما بيني وبين الله.
وقال محمد بن يحيى: سمعت علي بن عبد الله يقول: سمعت عبد الرحمن بن مهدي يقول: من برأ نفسه من الكذب فهو مجنون.
قال محمد بن صالح بن هانئ: حدثنا أبو بكر الجارودي قال: بلغني أن محمد بن يحيى كان يكتب في مجلس يحيى بن يحيى، فنظر علي بن سلمة اللبقي إلى حسن خطه وتقييده، فقال: يا بني أنا أنصحك؛ إن أبا زكريا يجذبك عن سفيان وهو حي بمكة، وعن وكيع وهو حي بالكوفة، وعن يحيى القطان وهو حي بالبصرة، فاخرج في طلب العلم. فعمل فيه قوله وتأهب للخروج على أصبهان، فلما قدمها أقام بها أيامًا يسيرة، وسمع من عبد الرحمن بن مهدي، والحسين بن حفص. ثم خرج إلى البصرة، وقد مات يحيى بن سعيد، فكتب عن أبي داود، وأكثر المقام بها حتى مات ابن عيينة، فدخل اليمن ولقي عبد الرزاق.
وقال الحسين بن الحسن: سمعت محمد بن يحيى يقول: ارتحلت ثلاث رحلات. وأنفقت على العلم مائة وخمسين ألفًا. ولما دخلت البصرة استقبلتني جنازة يحيى القطان على باب البلد.
وقال ابن خزيمة: حدثنا محمد بن يحيى الذهلي إمام عصره، أسكنه الله جنته مع محبيه.
وقال صالح جزرة: ما في الدنيا أحمق ممن يسأل عن محمد بن يحيى.
وقال أبو حامد بن السري: ما أخرجت خراسان مثل محمد بن يحيى.
وقال النسائي: ثقة مأمون.
وقال السلمي: سألت الدارقطني: من تقدم محمد بن يحيى أو عبد الله بن عبد الرحمن السمرقندي؟ قال: محمد بن يحيى. ومن أحب أن يعرف قصور علمه عن علم السلف، فلينظر في علل حديث الزهري لمحمد بن يحيى.
وقال أبو نصر الكلاباذي: روى عنه البخاري فقال مرة: حدثنا
محمد. وقال مرة: حدثنا محمد بن عبد الله، نسبه إلى جده. وقال مرة: حدثنا محمد بن خالد. ولم يصرح به قط.
وقال الحاكم: روى عنه البخاري نيفًا وأربعين حديثًا.
وقال يحيى بن منصور القاضي: سألت محمد بن محمد بن رجاء ابن السندي قلت: محمد بن يحيى صليبية كان أو مولى؟ قال: لا صليبية ولا مولى. كان جد جده فارس لآل معاذ بن مسلم بن رجاء. وكان رجاء رهينة عند معاوية بن أبي سفيان، رهنه عنده أبوه ذولاذان ملك تلك الناحية. فارتد، فأراد معاوية قتل ابنه رجاء، وكان عنده القعقاع بن شور الذهلي، فاستوهبه من معاوية، فوهبه له فأطلقه: فكان هذا النسب.
وقال ابن خزيمة: سمعت محمد بن يحيى يقول: لم يرو أحد عن الزهري إلا أخطأ في حديثه، غير مالك بن أنس.
قال الحاكم: أخبرني أبو الحسين محمد بن يعقوب قال: حدثنا الحسين بن الحسن القاضي بأنطاكية، حدثنا محمد بن عبد الله بن عبد الحكم، قال: حدثنا سعيد بن أبي مريم قال: أخبرني محمد بن يحيى، عن عبد الرزاق، عن معمر، عن الزهري، عن عروة، عن عائشة، أن فاطمة والعباس أتيا أبا بكر يطلبان أرضه من فدك وسهمه من خيبر، يعني النبي صلى الله عليه وسلم، فقال أبو بكر: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: لا نورث ما تركنا صدقة.
وحدثنا إسماعيل بن محمد بن الفضل الشعراني قال: حدثنا جدي، قال: حدثنا أبو صالح كاتب الليث قال: حدثني محمد بن يحيى النيسابوري قال: حدثنا عبد الرزاق، فذكر حديثًا في الوضوء مرة.
قال أبو حامد ابن الشرقي، وغيره: توفي سنة ثمان وخمسين.
وقال محمد بن موسى الباشاني: مات يوم الثلاثاء لثلاث بقين من ربيع الآخر.
وقال يعقوب الصيدلاني: مات يوم الاثنين لأربع بقين من ربيع الأول.
قال أبو عمرو أحمد بن نصر الخفاف: رأيت محمد بن يحيى في النوم فقلت: ما فعل الله بك؟ قال: غفر لي. قلت: فما فعل بحديثك؟ قال: كتب بماء الذهب، ورفع في عليين.
قلت: وقع لبسط السلفي حديث الذهلي في السماء علوًا.
528 -
محمد بن يحيى
بن موسى
، أبو عبد الله الإسفراييني الحافظ حيويه.
رحل وأكثر عن: أبي النضر هاشم بن القاسم، وسعيد بن عامر الضبعي، وأبي عاصم، وعبيد الله بن موسى، وأبي عبد الرحمن المقرئ، وسعيد بن أبي مريم، وأبي صالح الكاتب، وعبدان بن عثمان، وأبي مسهر الغساني، وخلق كثير.
وعنه: أبو العباس السراج، وابن خزيمة، ومحمد بن محمد بن رجاء، وأبو عوانة، وجماعة.
وكان أبو عوانة يقول: محمد بن يحيانا ومحمد بن يحياكم، يقابله بالذهلي.
قلت: وحيوية في الحقيقة لقب أبيه يحيى. وكان ابن خزيمة كثيرا ما يقول: حدثنا محمد بن أبي زكريا وهو حيوية.
قال أبو عمرو المستملي: كان له دار بنيسابور يسكنها إذا ورد. فورد مرة، فمرض واشتد مرضه، فحمل وهو عليل إلى وطنه بإسفرايين، فمات في الطريق. ودفن بإسفرايين لثمان خلون من ذي الحجة سنة تسع وخمسين.
529 -
محمد بن يحيى بن أبان العنبري الأصبهاني
.
أحد الرؤساء الأجواد. روى عن: سفيان بن عيينة. وعنه: الفضل بن الخصيب.
قال أبو نعيم الحافظ: كان سخيًّا يخرج إلى الصلاة وقد تعمم بعمائم وقد لبس جبابًا وأقمصة، فما يرجع إلا في قميص واحد.
530 -
محمد بن يحيى بن عمر الواسطي
.
حدث ببغداد عن: يزيد بن هارون، وغيره. وعنه: ابن أبي حاتم الرازي، ووالده، ووثقاه.
531 -
محمد بن يحيى، أبو عبد الله من ولد النعمان بن سعد.
سمع: أبا معاوية، والوليد بن القاسم الهمداني. وعنه: ابن أبي داود، وأبو
سعيد عبد الرحمن بن الحسين بن خالد القاضي، وأحمد بن محمد الواسطي.
كناه أبو أحمد الحاكم.
532 -
محمد بن يزيد
بن عبد الله السلمي النيسابوري
، الفقيه محمش.
كان شيخ الحنفية في عصره بنيسابور بإزاء محمد بن يحيى الذهلي لأهل الحديث.
سمع: حفص بن عبد الله، وشبابة بن سوار، وعلي بن عاصم، وجعفر بن عون، ومكي بن إبراهيم، وطائفة كبيرة.
وعنه: قيس بن النضر، وابناه أبو بكر وأبو أحمد، وزكريا بن يحيى البزاز، وإبراهيم بن محمد بن سفيان، ومحمد بن ياسين، ومحمد بن علي المذكر، وآخرون.
توفي في صفر سنة تسع وخمسين.
533 -
ق:
محمد بن يزيد بن عبد الملك البصري الأسفاطي الأعور
.
عن: أبي داود الطيالسي، وروح بن عبادة، ومحاضر بن المورع. وعنه: ابن أخيه العباس بن الفضل الأسفاطي، وابن ماجه، وأبو عروبة، وعبد الله بن عروة الهروي، وابن وهب الدينوري، وأبو داود في كتاب القدر، وآخرون.
قال أبو حاتم: صدوق.
534 -
محمد بن يزيد، أبو بكر الطرسوسي المستملي.
عن: يزيد بن هارون، وأنس بن عياض، وزيد بن الحباب، ومبشر بن إسماعيل، وغيرهم. وعنه: أحمد بن محمد بن عنبسة، وابن قتيبة العسقلاني، وعلي بن محمد بن سليمان الحلبي ثم المصري، ومحمد بن عمر بن عبد العزيز.
قال ابن عدي: كان يسرق الحديث ويزيد فيه ويضع. ثم سرد له ستة أحاديث منكرة.
535 -
محمد أبو بكر البغدادي
، وقيل: اسمه أحمد.
روى عن: حجاج الأعور، والأسود بن عامر، وجماعة. وعنه: حاجب بن أركين، ومحمد بن مخلد، وعبد الله بن إسحاق المدائني.
توفي سنة تسع وخمسين.
536 -
ن:
مالك بن الخليل
، أبو غسان الأزدي اليحمدي البصري.
عن: محمد بن أبي عدي، وعمرو بن سفيان القطعي، وغيرهما. وعنه: النسائي، وأبو عروبة، وابن خزيمة، وابن صاعد، وجماعة.
ذكر ابن حبان في الثقات موته بعد الخمسين.
537 -
مالك بن طوق التغلبي الأمير
.
أحد الأشراف والفرسان والأجواد والأعيان. مدحه أبو تمام الطائي وغيره. وهو الذي بنى مدينة الرحبة على الفرات.
ولي إمرة دمشق للواثق ثم للمتوكل.
توفي سنة ستين.
روى الحسين بن السفر بن إسماعيل التغلبي، عن أبيه، أنه كان يحضر مجلس مالك بن طوق. وكان في رمضان ينادي مناديه على باب الخضراء دار الإمارة بعد المغرب: الإفطار رحمكم الله، الإفطار رحمكم الله. والأبواب مفتحة. وكان مشهورًا بالسخاء.
وفي مالك هذا يقول بكر بن النطاح: أقول لمرتاد الندى عند مالك كفى كل هذا الخلق بعض عداته ولو خذلت أمواله جود كفه لقاسم من يرجوه شطر حياته ولو لم يجد في العمر شيئًا لسائل وجاز له الإعطاء من حسناته لجاد بها من غير كفر بربه وأشركنا في صومه وصلاته.
538 -
محمود بن إبراهيم بن محمد بن عيسى بن القاسم بن سميع، الحافظ أبو الحسن الدمشقي، مصنف كتاب الطبقات.
سمع: أبا جعفر النفيلي، وإسماعيل بن أبي أويس، ويحيى بن بكير، وصفوان بن صالح، وطبقتهم. وعنه: أبو حاتم الرازي، وأبو زرعة الدمشقي، وأبو الحسن بن جوصا.
قال أبو حاتم: صدوق، ما رأيت بدمشق أكيس منه.
وقال عمرو بن دحيم: توفي بدمشق في انسلاخ جمادى الآخرة سنة تسع وخمسين
539 -
محمود بن آدم المروزي
.
عن: سفيان بن عيينة، والفضل السيناني، وأبي بكر بن عياش، وأبي معاوية، وجماعة. وعنه: أبو بكر بن أبي داود، ومحمد بن عبد الرحمن الدغولي، وآخر من روى عنه محمد بن حمدويه بن سهل المروزي.
ذكره ابن حبان في الثقات، وقال: مات في غرة رمضان سنة ثمان وخمسين.
540 -
محمود بن محمد
، أبو يزيد الأنصاري الظفري البغدادي.
عن: أيوب بن عتبة، وأيوب بن النجار اليماميين.
وعنه: أبو العباس السراج، والحسن بن محمد بن شعبة، ويحيى بن صاعد.
وقع حديثه عاليًا، وتوفي سنة خمس وخمسين.
قال الدارقطني: لم يكن بالقوي.
قلت: هو محمود بن محمد بن محمود بن عدي بن ثابت بن قيس بن الخطيم، قدم بغداد فسكنها. وقع لي حديثه عاليًا.
541 -
ق:
المرار بن حمويه بن منصور أبو أحمد الثقفي الفقيه الهمذاني
.
سمع: أبا نعيم، وسعيد بن أبي مريم، والقعنبي، وأبا الوليد، وعبد الله بن صالح الكاتب، وطبقتهم. وعنه: وابن ماجه، وموسى بن هارون، وعبد الرحمن بن محمد بن حماد الطهراني، وأبو عروبة، وعبد الله بن محمد بن وهب الدينوري، وجماعة. وروى ابن ماجه عنه، عن محمد بن مصفى الحمصي؛ وكان من كبار الأئمة.
وقد روى البخاري، عن أبي أحمد، عن أبي غسان محمد بن يحيى
الكناني، ففسر العلماء أبا أحمد بأنه المرار هذا. وقيل: هو محمد بن عبد الوهاب الفراء، وقيل: هو محمد بن يوسف البيكندي.
قال محمد بن عيسى الهمذاني: حدثنا أبي، قال: حدثنا فضلان بن صالح قال: قلت لأبي زرعة: أنت أحفظ أم المرار؟ فقال: أنا أحفظ والمرار أفقه.
وعن أبي جعفر قال: ما أخرجت همذان أفقه من المرار.
وقال الحافظ أبو شجاع شيرويه الديلمي: نزل عليه أبو حاتم الرازي وكتب عنه، وهو قديم الموت جليل الخطر. سأله جمهور النهاوندي عن مسائل، وهي مدونة عنه، من نظر فيها عرف محل المرار من العلم الواسع والحفظ والإتقان والديانة.
وقال عبد الله بن أحمد بن داود الدحيمي: سمعت المرار يقول: اللهم ارزقني الشهادة؛ وأمر يده على حلقه.
وقيل: لما كانت فتنة المعتز والمستعين كان على همذان جباخ وجغلان من قبل المعتز، فاستشار أهل البلد المرار والجرجاني في محاربتهما، فأمراهم بالقعود في منازلهم. فلما أغار أصحابهما على دار سلمة بن سهل وغيرها، ورموا رجلًا بسهم أفتياهم بالحرب، وتقلد المرار سيفًا، فخرج معهم، فقتل بين الفريقين عدد كبير، ثم طلب مفلح المرار فاعتصم بأهل قم، وهرب معه إبراهيم بن مسعود. فأما إبراهيم فهازلهم وقاربهم فسلم. وأما المرار فإنه أظهر مخالفتهم في التشيع، وكاشفهم. فأوقعوا به وقتلوه، رحمه الله.
وروى الحسين بن صالح أن عمه المرار قتل سنة أربع وخمسين، وله أربع وخمسون سنة.
542 -
مزداد بن جميل
، أبو ثوبان البهراني الحمصي.
سمع: أبا المغيرة عبد القدوس، وعبد الملك الجدي، ومحمد بن مناذر البصري.
وعنه: محمد بن المسيب الأرغياني، ومحمد بن عبد الله مكحول البيروتي، وعبد الغافر بن سلامة الحمصي، وجماعة.
حديثه بعلو في معجم ابن جميع، وكان يعد من الأبدال.
قال عبد الغافر: سمعت منه مجالس كثيرة، وكان عندهم من الأبدال.
543 -
مسرور بن نوح
، أبو بشر الذهلي الإسفراييني.
روى عن: عفان، وغيره.
ومات سنة إحدى وخمسين.
544 -
مسعود بن يزيد القطان
، أبو محمد الأصبهاني.
عن: مكي بن إبراهيم، وعبد الرحمن بن مغراء، وأبي داود الطيالسي، وغيرهم. وعنه: أحمد بن الحسين الأنصاري، ومحمد بن يحيى بن منده، ومحمد بن أحمد بن يزيد الزهري، وعلي بن الصباح الأصبهاني، ومحمد بن عمر بن حفص الجورجيري.
وأما أبو نعيم الحافظ فكناه: أبا أحمد الزمن.
545 -
د ت:
مسلم بن حاتم
، أبو حاتم الأنصاري البصري إمام جامع البصرة.
عن عبد الرحمن بن مهدي، وسفيان بن عيينة، وإسحاق بن عيسى ابن بنت حبيب بن الشهيد، وجماعة.
وعنه: أبو داود، والترمذي، وعمر ابن البجيري، ومحمد بن جرير، وابن صاعد، ومحمد بن الحسين بن شهريار، وآخرون.
وثقه الطبراني، وغيره.
546 -
ت ن:
مسلم بن عمرو بن مسلم بن وهب
، أبو عمرو المديني.
عن: عبد الله بن نافع الصائغ وحده. وعنه الترمذي، والنسائي، وأبو حامد محمد بن أحمد بن نصر الترمذي، ومحمد بن أحمد بن زهير بن حرب، ويحيى بن الحسن بن جعفر أبو الحسين العلوي النسابة، ويحيى بن صاعد. وهو ثقة.
547 -
معلى بن أيوب
.
أبو العلاء كاتب المتوكل على الله. وهو ابن خالة الوزير الحسن بن سهل.
حكى عنه: عبد الله بن مسلم بن قتيبة، وعلي الربعي، وغيرهما.
توفي سنة خمس وخمسين.
حكى عن: أبي العتاهية، وعبد الله بن طاهر.
وكان جليل القدر كثير الأدب، جيد الرأي، من نبلاء الرجال. سمع من النضر بن شميل كثيرًا، ولم يحدث لدخوله في الخدم.
ورخ الصولي موته كما قلنا، وقال: لما احتضر قال لولده: أجروا على من كنت أجري عليه. فعدوهم فإذا هم سبعة آلاف إنسان من الضعفاء وذوي البيوتات. ذكره ابن النجار.
وأنشد المبرد لأبي علي البصير في المعلى هذا: لعمرو أبيك ما نسب المعلى إلى كرم وفي الدنيا كريم ولكن البلاد إذا اقشعرت وصوح نبتها رعي الهشيم.
548 -
معن بن عمر بن معن بن عمر بن كثير بن معن بن عبد الرحمن بن عوف الزهري، أبو عمر المصري.
عن: عبد الله بن صالح، وأسد بن موسى، وخالد بن نزار.
قال ابن يونس: حدثنا عنه جماعة. مات في شوال سنة تسع وخمسين ومائتين.
549 -
المنذر بن شاذان
، أبو عمر الرازي.
عن: يعلى بن عبيد، وعبيد الله بن موسى. وعنه: ابن أبي حاتم، وإسحاق بن محمد الكيساني، وغيرهما.
قال أبو حاتم: لا بأس به.
550 -
منصور بن طلحة بن طاهر بن الحسين بن مصعب
، الأمير أبو العباس الخزاعي.
ولي إمرة مرو نيابة عن عمه عبد الله بن طاهر. وروى عن: شبابة بن سوار،
وحفص بن عبد الرحمن النيسابوري. وكان عالمًا شاعرًا أديبًا بارعًا، مدح الواثق بالله وغيره. روى عنه: العباس بن مصعب المروزي.
وتوفي سنة ثمان وخمسين.
551 -
مهنا بن يحيى
، أبو عبد الله الشامي الفقيه، صاحب الإمام أحمد.
دمشقي نزل بغداد، وحدث عن: بقية بن الوليد، وضمرة بن ربيعة، ويزيد بن هارون، ورواد بن الجراح، وزيد بن أبي الزرقاء، ومكي بن إبراهيم، وعبد الرزاق، وبشر الحافي.
وعنه: إبراهيم بن هانئ النيسابوري، وحمدان بن علي الوراق، وعبد الله بن أحمد بن حنبل، ويحيى بن صاعد، والحسين المحاملي، وجماعة.
قال أبو بكر الخلال: مهنا من كبار أصحاب أحمد. وكان يستجرئ على أبي عبد الله ويسأله عن كبار المسائل. ومسائله أكثر من أن تحد. كتب عنه عبد الله بن أحمد بن حنبل بضعة عشر جزءًا مسائل لم تكن عند عبد الله عن أبيه.
قال مهنا: لزمت أبا عبد الله ثلاثا وأربعين سنة، ورأيته بمكة عند ابن عيينة.
وقال الدارقطني: مهنا ثقة نبيل.
وقال المحاملي: حدثنا مهنا، قال حدثنا بقية، عن سعيد بن عبد العزيز، عن مكحول، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يحشر الحكارون وقتلة الأنفس إلى جهنم في درجة واحدة.
هذا حديث غريب عجيب، رواته ثقات، لكن مكحولا لم يسمع من أبي هريرة.
قال عبد الله بن أحمد: كنت أرى مهنا يسأل أبي حتى يضجره، ويكرر عليه جدًا.
وقال غيره: كان الإمام أحمد يحترم مهنا ويجله لأنه كان رفيقه إلى عبد الرزاق.
552 -
موسى بن خاقان النحوي
.
حدث ببغداد عن: إسحاق الأزرق، ويزيد بن هارون. وعنه: محمد بن
إبراهيم بن نيروز، وأبو عبد الله المحاملي.
وهو ثقة.
553 -
موسى بن عيسى الجصاص الفقيه
.
من قدماء أصحاب الإمام أحمد. كان ذا زهد وورع وتأله. سمع يحيى القطان، وعبد الرحمن بن مهدي، وأبا سليمان الداراني. وكان لا يحدث إلا بمسائل أبي عبد الله.
حدث عنه: أبو بكر المطوعي، وأبو بكر بن جناد، والحسن بن أحمد الوراق.
ذكره أبو بكر الخطيب.
554 -
موسى بن سابق
، ويقال له: موسى بن أبي خديجة المصري.
عن: ابن وهب، وبشر بن عمر. وعنه: علي بن أحمد بن علان، وغيره.
مات سنة أربع وخمسين.
555 -
ن:
موسى بن سعيد
، أبو بكر الطرسوسي.
سمع: أبا الوليد الطيالسي، والقعنبي، وأبا اليمان، وطبقتهم. وعنه: النسائي، وابن صاعد، وأبو بشر الدولابي، ومحمد بن أيوب بن الصموت.
وقال النسائي: لا بأس به.
556 -
موسى بن عامر بن عمارة بن خريم
، أبو عامر المري الخريمي الدمشقي، ولد أمير العرب أبي الهيذام.
روى عن الوليد بن مسلم تصانيفه.
وروى عن: ابن عيينة، وعراك بن خالد المري، وعلي بن عاصم، وجماعة. وعنه: أبو داود وإسماعيل بن قيراط، وأبو بكر بن أبي داود، وأبو الجهم بن طلاب، وأبو الدحداح أحمد بن محمد، وابن جوصا، وآخرون.
لينه أبو داود، وروى عنه حديثًا أو حديثين.
ذكره ابن حبان في الثقات، وقال: ربما يغرب.
وقال ابن الفيض: كان يربع بعلي.
توفي في ذي الحجة سنة خمس وخمسين.
557 -
ن:
موسى بن عبد الله بن موسى الخزاعي البصري
.
عن: النضر بن كثير، وأحمد بن إسحاق الحضرمي، وجماعة. وعنه: النسائي، ومحمد بن هارون الروياني، وجعفر بن أحمد بن سنان، وأحمد بن يحيى التستري، وغيرهم.
قال النسائي: لا بأس به.
558 -
ت ن ق:
موسى بن عبد الرحمن بن سعيد بن مسروق
، أبو عيسى الكندي المسروقي الكوفي.
عن يحيى القطان، وأبي أسامة، والحسين بن علي الجعفي، وطائفة. وعنه الترمذي، والنسائي، وابن ماجه، وابن خزيمة، وعبد الرحمن بن أبي حاتم وخلق.
وثقه النسائي.
وتوفي سنة ثمان وخمسين.
559 -
د ن:
موسى بن عبد الرحمن الحلبي الأنطاكي القلاء
.
روى عن بقية بن الوليد، ومحمد بن سلمة الحراني، ومعمر بن سليمان الرقي، وجماعة. وعنه أبو داود، والنسائي، وأبو بكر بن أبي داود، ومحمد بن الحسن بن قتيبة، وابن وهب الدينوري.
560 -
موسى بن عيسى بن حماد زغبة التجيبي
، أبو هارون المصري.
عن: ابن وهب وغيره.
مات في صفر.
561 -
د ن:
مؤمل بن إهاب بن عبد العزيز بن قفل
، أبو عبد الرحمن الرملي، ومنهم من ضبطه قُفل بن سَدَل بالحركات.
سمع ضمرة بن ربيعة ويزيد بن هارون، وأيوب بن سويد، وسيار بن حاتم، ويحيى بن آدم، ومالك بن سعير بن الخمس، وخلقا. روى عنه أبو داود، والنسائي، وأبو الحسن بن جوصا، وسعيد بن هاشم الطبراني، ومحمد بن تمام البهراني، وأحمد بن عبد الله بن هلال.
قال أبو حاتم: صدوق.
وقال غير واحد: إنه كوفي مات بالرملة.
قلت: حدث ببغداد، ودمشق، وحمص، ومصر، وحلب، والرملة. وكان ثقة صاحب حديث كان يتعاسر على الطلبة، فقال أبو الفوارس الصابوني: حدثنا محمد بن عمر بن حسين قال: حدثني علي بن محمد بن أبي سليمان قال: قدم مؤمل بن إهاب الرملة فاجتمع عليه أصحاب الحديث، وكان زعرا متمنعا فألحوا عليه فامتنع فمضوا إلى السلطان وألفوا منهم اثنين فقالوا: لنا عبد خلاسي له علينا حق صحبة وتربية وأدب وآلت بنا الحال إلى الإضاقة، وإنا أردنا بيعه، فامتنع. فقال لهم السلطان: وكيف أعلم صحة ما ذكرتم؟ قالوا: إن معنا بالباب جماعة من المحدثين يعلمون ذلك، فأدخلهم وسمع قولهم وطلب المؤمل بالشرط فتعزز فجروه، وقالوا: أخبرنا بأنك قد استطعمت الإباق. فلما أدخل قال: ما يكفيك إباقك حتى تعزز على سلطانك؟ الحبس! فحبسوه وكان أصفر طوالا خفيف اللحية يشبه عبيد أهل الحجاز فلم يزل في حبسه أياما حتى علم إخوانه فمضوا إلى السلطان وقالوا له: هذا مؤمل بن يهاب في حبسك مظلوم، قال: ما أعرف هذا، ومن مؤمل؟ قالوا: الشيخ الذي اجتمع عليه جماعة، قال: ذاك العبد الآبق؟ قالوا: ما هو آبق بل إمام من أئمة المسلمين. فأخرجه وسأله عن حاله وطلب أن يحله. ولم ير مؤمل بعد ذلك ممتنعا كامتناعه الأول.
هذه حكاية منكرة ومن رواتها من يجهل.
توفي مؤمل في سابع رجب سنة أربع وخمسين.
562 -
خ د ن:
مؤمل بن هشام اليشكري البصري
.
عن أبي معاوية وابن علية وجماعة. وعنه البخاري، وأبو داود، والنسائي، وابن خزيمة، وأبو عروبة، وابن أبي داود وطائفة.
وثقه النسائي.
ومات في ربيع الأول سنة ثلاث وخمسين.
روى عنه البخاري في مواضع في الصحيح متفرقة عن ابن علية.
563 -
موهب بن يزيد بن موهب
، أبو سعيد الرملي.
عن عبد الله بن وهب وضمرة بن ربيعة. وعنه يوسف بن موسى المروزي، وعبد الرحمن بن أبي حاتم، وقال: صدوق، وأبو عوانة الإسفراييني في البيوع.
564 -
ن:
ميمون بن الأصبغ
، أبو جعفر النصيبي.
عن سعيد بن عامر الضبعي، ويزيد بن هارون، وأبي مسهر، وجماعة. وعنه جعفر الفريابي، وحاجب بن أركين، وأبو عروبة موسى بن محمد الشامي، وآخرون.
وكان ثقة.
قال النسائي: حدثنا موسى بن محمد قال: حدثنا ميمون قال: حدثنا يزيد بن هارون، فذكر حديثا في قتل الحيات.
توفي سنة ست وخمسين.
565 -
ن:
ميمون بن العباس
، أبو منصور الرافقي.
عن عبيد الله بن موسى، وسعيد بن أبي مريم، وطبقتهما. وعنه أبو حاتم الرازي مع تقدمه، والنسائي ووثقه.
توفي سنة أربع وخمسين.
566 -
نصر بن عبد الله بن مروان الدينوري البغدادي المؤدب
.
عن أبي النضر، وأسود بن عامر شاذان. وعنه موسى بن هارون، وعبد الرحمن بن أبي حاتم، ومحمد بن مخلد.
567 -
النضر بن هشام
، أبو محمد الأصبهاني المؤدب.
عن بكر بن بكار، والحسين بن حفص، والحميدي، ومحمد بن سنان العوقي. وعنه عبد الله بن محمد بن عيسى، وأحمد بن الحسين الأنصاري، وغيرهما.
568 -
نوح بن عمرو بن حوي السكسكي الدمشقي
.
عن بقية بن الوليد، ويزيد بن هارون، وسعيد بن مسلمة، ومالك بن طوق، وغيرهم. وعنه أبو زرعة الدمشقي، وابن جوصا، ويموت بن المزرع، وأبو الدحداح أحمد بن محمد، وعلي بن سعيد الرازي، وإبراهيم بن محمد بن متويه، وطائفة.
وله حديث يتفرد به عن بقية في أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى على معاوية بن معاوية المزني.
وحدث بعد الخمسين.
569 -
ت ن ق:
هارون بن إسحاق الهمداني
، أبو القاسم الكوفي الرجل الصالح.
عن: المطلب بن زياد، ومعتمر بن سليمان، وسفيان بن عيينة، وحفص بن غياث، وطبقتهم. وعمر دهرًا. وعنه: الترمذي والنسائي، وابن ماجه، وابن خزيمة، وبدر بن الهيثم، وعبد الرحمن بن أبي حاتم، وخلق كثير.
وثقه النسائي، وغيره.
وكان محمد بن عبد الله بن نمير يبجله. قاله علي بن الحسين بن الجنيد.
توفي في رجب سنة ثمان وخمسين.
570 -
ن:
هارون بن حميد الواسطي
، أبو أحمد الدهكي.
عن: يحيى القطان، وغندر، والهيثم بن عدي، وجماعة.
وعنه: البخاري في تاريخه، وأبو حاتم، وأحمد بن عبد الله وكيل أبي صخرة، وعبد الرحمن بن أبي حاتم، وآخرون. وروى النسائي عن زكريا بن يحيى، عنه حديثًا وقع بدلًا عاليًا في فوائد المزكي.
571 -
م د ن ق:
هارون بن سعيد بن الهيثم
، أبو جعفر الأيلي، مولى بني سعد بن بكر.
من ثقات المصريين وفقهائهم المشهورين. عن: سفيان بن عيينة، وخالد بن نزار، وعبد الله بن وهب، وجماعة.
وعنه: مسلم، وأبو داود، والنسائي، وابن ماجه، وأبو جعفر الطحاوي، وعلي بن أحمد علان، وجماعة.
وثقه النسائي.
ومات في ربيع الأول سنة ثلاث وخمسين.
572 -
هارون بن سفيان المستملي
، أبو سفيان، ويقال له الديك.
وأما سميه مكحلة فقد تقدم في الطبقة الماضية.
روى عن: يزيد بن هارون، وأبي زيد النحوي، والواقدي. وعنه: عبيد العجل، وأبو بكر بن أبي الدنيا، وجعفر بن محمد بن كزال.
توفي سنة إحدى وخمسين ومائتين.
*- هارون بن محمد بن بكار بن بلال، تقدم.
573 -
ت ن:
هارون بن موسى بن أبي علقمة الفروي المدني
.
عن: أبيه، ومحمد بن فليح، وأبي ضمرة أنس بن عياض، وغيرهم.
وعنه: الترمذي، والنسائي وقال: لا بأس به، وابن صاعد، وآخرون.
توفي سنة اثنتين وخمسين، وقيل: سنة ثلاث.
كنيته: أبو موسى.
وسيأتي ابنه أبو علقمة عبد الله في الطبقة الآتية.
قال المروذي: قلت لأبي معمر إسماعيل بن شجاع: سل لي أهل الحرمين عن مسألة اللفظ وجئني بالجواب.
فقال: سألت أبا موسى بن أبي علقمة الفروي بالمدينة فقلت: قد ظهر قوم زعموا أن ألفاظهم وأصواتهم التي يقرؤون بها القرآن غير مخلوق، فاكتب لي جواب هذه المسألة. فقال لي اكتب: المراء في القرآن كفر، وكل من تكلف في هذا كلامًا أو ألحد فيه بشيء غير الوجه الذي كان عليه الناس، فهو كافر مبتدع. والصمت عن هذا كله والتسليم لما كان عليه الناس هي السنة والجماعة. ولولا أن العلماء إذا علت البدعة لا بد لهم من دفعها لما رأيت أن أتكلم فيها.
وذكر لي أشياء، إلى أن قال: والله لقد شاب عارضي، وما سمعت من ذكر القرآن، حتى كان سنة تسع ومائتين، فسمعت الكلام فيه. فكان الماجشون يقول: لو وجدت المريسي لضربت عنقه. وكان أصحابنا جميعًا يكفرون من قال: القرآن مخلوق.
574 -
هارون بن هزاري
، أبو موسى القزويني الزاهد.
عن: سفيان بن عيينة، وإسحاق بن سليمان الرازي، وجماعة. وعنه: محمد بن مسعود الأسدي، وإسحاق بن محمد الكيساني، وعلي بن محمد بن مهرويه، وأهل قزوين.
قيل: إنه توفي سنة إحدى وخمسين.
وكان ثقة.
575 -
هاشم بن خالد
، أبو مسعود القرشي الدمشقي.
عن: الوليد بن مسلم، وسويد بن عبد العزيز، وعمر بن عبد الواحد. وعنه: إبراهيم بن محمد بن متويه، ومحمد بن المسيب الأرغياني، وابن جوصا.
قال ابن أبي حاتم: كتب إلي ببعض حديثه، ومحله الصدق.
576 -
ق:
هاشم بن القاسم بن شيبة
، أبو محمد القرشي، مولاهم الحراني.
عن: يعلى بن الأشدق، وعيسى بن يونس، وعتاب بن بشير، ومسكين بن بكير، وعبد الله بن وهب، وطائفة. وعنه: ابن ماجه، وأبو عروبة، والحسن بن
هارون الأصبهاني، وإبراهيم بن محمد بن متويه.
قال أبو عروبة: كبر وتغير، وتوفي سنة ستين في جمادى الآخرة، وقد جاوز التسعين.
577 -
الهذيل بن معاوية بن الهذيل
، أبو معاوية الأصبهاني.
عن: الحسين بن حفص، وإبراهيم بن أيوب. وعنه: أحمد بن الحسين الأنصاري.
توفي سنة ستين.
578 -
د ن ق:
هشام بن عبد الملك بن عمران
، أبو التقي اليزني الحمصي.
عن: إسماعيل بن عياش، وبقية بن الوليد، ومحمد بن حرب الأبرش، وجماعة. وعنه: أبو داود، والنسائي، وابن ماجه، وحفيده حسين بن تقي بن هشام، وأبو عروبة الحراني، ومحمد بن محمد الباغندي، وابن جوصا، وخلق.
قال أبو حاتم: كان متقنًا في الحديث.
وقال النسائي: ثقة.
قلت: توفي سنة إحدى وخمسين.
579 -
ت:
هشام بن يونس بن وابل
، أبو القاسم النهشلي الكوفي اللؤلئي.
عن: عبد السلام بن حرب، وعبد العزيز بن أبي حازم، وعبد الرحمن المحاربي، وجماعة. وعنه: الترمذي، وعمر بن محمد بن بجير، وعلي بن العباس المقانعي، وأبو بكر بن أبي داود، وآخرون.
وثقه النسائي.
وتوفي سنة اثنتين وخمسين.
580 -
الهيثم بن خالد البصري
، ثم البغدادي.
عن: أبي نعيم، والهيثم بن جميل. وعنه: أبو بكر بن أبي الدنيا، والقاسم أخو المحاملي، وعلي بن محمد بن عبيد الحافظ، وآخرون.
581 -
الهيثم بن خالد المصيصي
، مولى بني أمية.
عن: حجاج الأعور، وأبي اليمان، ومحمد بن عيسى ابن الطباع. وعنه: يحيى بن صاعد، وابنا المحاملي.
582 -
الهيثم بن خالد الهروي
.
حدث ببغداد عن: حجاج الأعور. وعنه: ابن صاعد، والحسين المحاملي.
583 -
ن:
الهيثم بن مروان بن الهيثم بن عمران
، أبو الحكم الدمشقي.
عن: محمد بن القاسم بن سميع، وزيد بن يحيى بن عبيد، وأبي مسهر، وعلي بن عياش، وطائفة.
وعنه: النسائي، وأبو داود في غير السنن، وابنه أبو بكر بن أبي داود، ومحمد بن بشر الهروي، ومحمد بن المسيب الأرغياني، وابن جوصا، وطائفة.
وكان ثقة.
584 -
وثاق بن عبد الله بن وثاق الأزدي الموصلي
.
عن: قاسم الجرمي، وحفص بن غياث، وجماعة. وحمل الناس عنه بعد الخمسين.
585 -
وصيف التركي القائد
.
من كبار الأمراء. استولى على المعتز واحتجر عليه، واصطفى لنفسه الأموال والذخائر، فشغبت الفراغنة والأشروسنية وطالبوه بالأرزاق. فخرج
إليهم وصيف وبغا وسيما الشرابي وجماعة من الخواص، وقال لهم وصيف: ما لكم عندنا إلا التراب، وما عندنا مال. وقال بغا: نسأل أمير المؤمنين لكم. ثم خرج هو وسيما إلى سامراء يستأذنان المعتز، فبقي وصيف في طائفة يسيرة، فوثبوا عليه فقتلوه بالدبابيس، وقطعوا رأسه، ونصبوا الرأس على رمح.
ولوصيف حكاية معروفة لما دخل إلى قم، فإنه سأل عن رجل خامل. فلما أحضر ذكره أنه كان اشتراه ورباه وأحسن إليه، فقال: ما أعرف الأمير أيده الله إلا أميرًا. فأعجبه ذلك، وبالغ في صلته، وصيره من رؤساء البلد.
قتل وصيف، سامحه الله، في سنة ثلاث وخمسين، قبل بغا بيسير. وكانا الفاتقة والراتقة زمن المتوكل، والمستعين، والمعتز.
586 -
ياسين بن النضر
، القاضي أبو سعيد النيسابوري.
عن: النضر بن شميل، وعبد الوهاب بن عطاء. وعنه: ابناه أبو بكر وأحمد، ومحمد زحمويه.
587 -
يحيى بن إبراهيم بن محمد بن أبي عبيدة بن معن بن عبد الرحمن بن عبد الله بن مسعود
، أبو زكريا الهذلي المسعودي الكوفي.
عن: جده محمد، وأبيه، وأبي نعيم. وعنه: مطين، وموسى بن إسحاق الأنصاري، ومحمد بن جرير، وغيرهم.
وذكره ابن عساكر في النبل وأن النسائي روى عنه. قال شيخنا المزي: لم أقف على ذلك.
588 -
يحيى بن إبراهيم بن مزين القرطبي الفقيه
. أحد الأعلام بالأندلس.
روى عن: الغاز بن قيس، وعيسى بن دينار، والقعنبي، ومطرف بن عبد الله، وأصبغ بن الفرج، وطائفة لقيهم في الرحلة.
وكان حافظًا للموطأ قائمًا عليه، فقيهًا مفتيًا مصنفًا، له تواليف منها: تفسير غريب الموطأ، وتفسير علل الموطأ، وأسماء رجال الموطأ، وكتاب فضائل القرآن، وغير ذلك. ولم يكن في الحديث بذاك الحافظ.
توفي في جمادى الأولى سنة تسع وخمسين.
589 -
يحيى بن حبيب بن إسماعيل بن عبد الله بن حبيب بن أبي ثابت الأسدي
، أبو عقيل الكوفي الجمال، نزيل سامراء.
عن: حسين الجعفي، وعبد الحميد الحماني، ويحيى بن آدم، وأبي أسامة، وجماعة.
وعنه: ابن أبي الدنيا، والبخاري في كتاب الأدب، لكن لم يصرح باسمه فقال: حدثنا ابن حبيب بن أبي ثابت، قال: حدثنا أبو أسامة. وروى عنه أيضًا أبو القاسم البغوي، وابن صاعد، وأحمد بن يحيى التستري، والحسين المحاملي، وأبو عبيد بن المؤمل، ويعقوب الجصاص، وآخرون.
قال ابن أبي حاتم: صدوق.
590 -
د ن ق:
يحيى بن حكيم
، أبو سعيد البصري المقوم، ويقال: المقومي.
عن سفيان بن عيينة، وغندر، ويحيى القطان، ومحمد بن أبي عدي، وعبد الرحمن بن مهدي، وخلق. وعنه: أبو داود، والنسائي، وابن ماجه، والنسائي أيضًا في مسند مالك بن أنس، عن زكريا خياط السنة عنه، وأبو بكر بن أبي داود، وأبو عروبة، وابن خزيمة، ومحمد بن هارون الروياني، وعمر بن محمد بن بجير، وجماعة.
قال أبو داود: كان حافظًا متقنًا.
وقال النسائي: ثقة حافظ.
وقال أبو عروبة: ما رأيت أثبت منه ومن أبي موسى. ووصفه أبو موسى بالعبادة والورع.
وقال ابن حبان: كان ممن جمع وصنف. قال: وتوفي سنة ست وخمسين.
591 -
ق:
يحيى بن خذام
، أبو زكريا الغبري البصري السقطي.
عن: صفوان بن عيسى، ومحمد بن عبد الله الأنصاري، ونائل بن نجيح، وغيرهم.
وعنه: ابن ماجه، وابن خزيمة، وعمر بن بجير، وأبو عروبة، وابن صاعد، وآخرون.
ذكره ابن حبان في الثقات.
وقال غيره: توفي بمنى في ذي الحجة سنة اثنتين وخمسين.
ووقع وهم في نسخة متأخرة نقل منها ابن عساكر فقال في النبل: يحيى بن حزام الترمذي السقطي. روى عنه ابن ماجه فكأنه ظن أنه أخو موسى بن حزام الترمذي فنسبه.
592 -
يحيى بن الربيع المكي
.
سمع: ابن عيينة. وعنه: أبو بكر محمد بن جعفر القصري، وأبو حامد بن بلال، والبغوي.
593 -
يحيى بن زهير الفهري البغدادي
.
سمع: جرير بن عبد الحميد، ومحمد بن ربيعة الكلابي، وجماعة. وعنه: أحمد بن محمد الزعفراني، وإسماعيل الوراق، ومحمد بن مخلد.
توفي سنة ست وخمسين.
594 -
يحيى بن السري بن يحيى
، أبو محمد البغدادي الضرير.
عن: هشيم، وجرير بن عبد الحميد، وسفيان بن عيينة، وأصرم بن حوشب.
وعنه: عمر بن محمد بن شعيب، والقاضي المحاملي، وابن عياش القطان، وجماعة.
595 -
د ن ق:
يحيى بن عثمان بن سعيد بن كثير الحمصي
، أبو سليمان، الرجل الصالح. أخو عمرو بن عثمان.
سمع: بقية بن الوليد، ووكيعًا، ومحمد بن حمير، والوليد بن مسلم، وجماعة.
وعنه: أبو داود، والنسائي، ابن ماجه، وإبراهيم بن متويه، وأبو عروبة، وأبو بشر الدولابي، وعبد الغافر بن سلامة، وآخرون.
ويقال: إنه كان من الأبدال.
قال محمد بن عوف: رأيت أحمد بن حنبل يجله ويقدمه في الصلاة.
وقال النسائي: ثقة.
وقال ابن عدي: هو معروف بالصدق. وسمعت أبا عروبة يقول: لا يسوى في الحديث نواة. كان يتلقن كل شيء. سمعت المسيب بن واضح يقول: رأيت في النوم كأن آت أتاني، فقال: إن كان بقي من الأبدال أحد فيحيى بن عثمان الحمصي.
قال ابن عدي: لم أر أحدًا يطعن فيه غير أبي عروبة.
قلت: توفي سنة خمس وخمسين.
596 -
د ق:
يحيى بن الفضل البصري الخرقي
.
عن: عبد الصمد بن عبد الوارث، وأبي عامر العقدي، وجماعة. وعنه: أبو داود، وابن ماجه، وأبو عروبة الحراني، وأبو بكر بن خزيمة، وآخرون.
توفي سنة ست وخمسين.
597 -
م:
يحيى بن محمد بن معاوية المروزي اللؤلئي نزيل بخارى
.
عن: النضر بن شميل. وعنه: مسلم، ومهيب بن سليم، وعمر بن محمد بن بجير.
توفي سنة سبع وخمسين في نصف رجب.
قال السليماني: روى عنه البخاري في المبسوط، وعبيد الله بن واصل.
598 -
خ د ن:
يحيى بن محمد بن السكن البصري البزار
.
سكن بغداد. وحدث عن: روح بن عبادة، ومحمد بن جهضم، وأبي عامر
العقدي. وعنه: البخاري، وأبو داود، والنسائي، وعمر البجيري، والمحاملي، وأحمد بن علي الجوزجاني، وآخرون.
وكان من الثقات.
599 -
يحيى بن معاذ الرازي
، أبو زكريا الصوفي، العارف المشهور، صاحب المواعظ.
كان حكيم أهل زمانه، سمع: إسحاق بن سليمان الرازي، ومكي بن إبراهيم، وغيرهما. وعنه: الفقيه أبو نصر بن سلام، وأبو عثمان الحيري الزاهد، وأبو العباس أحمد بن محمد الماسرجسي، وعلي بن محمد القباني، ويحيى بن زكريا المقابري، ومشايخ الري، وهمذان، وبلخ، ومرو. ثم استوطن نيسابور، وبها مات.
قال أبو عثمان الحيري: سمعته يقول: يا من ذكره أعز علي من كل شيء، لا تجعلني بين أعدائك غدًا أذل من كل شيء.
وقال أبو بكر الشمشاطي: سمعت يحيى بن معاذ يقول: ما جفت الدموع إلا لقساوة القلوب، وما قست القلوب إلا لكثرة الذنوب، وما كثرت الذنوب إلا من كثرة العيوب.
قلت: وما كثرت العيوب إلا من الاغترار بعلام الغيوب.
وعن: يحيى بن معاذ قال: إلهي ما أكرمك، إن كانت الطاعات فأنت اليوم تبذلها وغدًا تقبلها، وإن كانت الذنوب فأنت اليوم تسترها، وغدًا تغفرها.
وعنه قال: لا تطلب العلم رياء ولا تتركه حياء.
وعنه قال: لو لم يكن العفو من مراده لم يبتل بالذنب أكرم عباده.
وعنه قال: الناس يعبدون الله على أربع: عامل على العبادة، وراهب على الرهبة، ومشتاق على الشوق، ومحب على المحبة.
وقال الحسن بن علويه: سمعت يحيى بن معاذ، وقيل له: فلان لو وعظته؛ فقال: قفل قلبه قد ضاع مفتاحه، لا حيلة لنا فيه.
وعن يحيى قال: عجبت لمن يصحب الخلق والخالق يستصحبه، وعجبت لمن يمنع والله يستقرضه.
وقال الحسن بن علويه: سمعت يحيى بن معاذ يقول: من لم يكن ظاهره مع العوام فضة، ومع المريدين ذهبًا، ومع العارفين درًّا فليس من حكماء الله.
وسمعته يقول: أحسن شيء كلام صحيح من لسان فصيح في وجه صبيح.
وعنه قال: الحسن حسن، وأحسن منه معناه، وأحسن من معناه استعماله، وأحسن من استعماله ثوابه، وأحسن من ثوابه رضى من عمل له.
وعن عبد الواحد بن محمد قال: جاء يحيى بن معاذ إلى شيراز وله شيبة حسنة، وقد لبس دست ثياب سود، فكان أحسن شيء، فصعد المنبر، واجتمع الخلق. فأول ما بدأ به أن قال: مواعظ الواعظ لن تقبلا حتى يعيها قلبه أولا يا قوم من أظلم من واعظ خالف ما قد قاله في الملا؟ أظهر بين الناس إحسانه وبارز الرحمن لما خلا ثم وقع من الكرسي، فلم يتكلم يومئذ؛ ثم إنه ملك قلوب أهل شيراز بعد، فكان إذا أراد أن يضحكهم أضحكهم، وإذا أراد أن يبكيهم أبكاهم. وأخذ من البلد سبعة آلاف دينار.
وعن يحيى بن معاذ قال: لا تكن ممن يفضحه يوم مماته ميراثه، ويوم حسابه ميزانه.
قال الحاكم: قرأت على قبر يحيى بن معاذ: مات حكيم الزمان يحيى بن معاذ الرازي في جمادى الأولى سنة ثمان وخمسين.
600 -
ق:
يحيى بن معلى بن منصور الرازي
، ثم البغدادي، الحافظ.
عن: أبيه، وأبي سلمة التبوذكي، وأبي اليمان، وأبي حذيفة موسى بن مسعود، وإسحاق الفروي، وعمرو بن مرزوق، وإسماعيل بن أبي أويس، وطائفة. وعنه: ابن ماجه، وسلمة بن شبيب وهو أكبر منه، وقاسم المطرز، وأحمد بن حمدون الأعمشي، ويحيى بن صاعد، والمحاملي، وآخرون.
قال مسلم: كنيته أبو عوانة.
وقال أبو علي النيسابوري: كان صاحب حديث.
ووثقه الخطيب.
601 -
ت:
يحيى بن المغيرة أبو سلمة المخزومي المدني
.
عن: أبي ضمرة أنس بن عياض، وابن أبي فديك، وجماعة. وعنه: الترمذي، ويحيى بن صاعد، وحرمي بن أبي العلاء، وآخرون.
قال أبو حاتم: صدوق، ثقة.
قلت: وقع لنا من عواليه، وتوفي سنة ثلاث وخمسين ومائتين.
• - يحيى بن واقد. أبو صالح. قد ذكر في الطبقة الماضية.
602 -
يزيد بن محمد بن المهلب البصري الشاعر المشهور
، نديم المتوكل.
حدث عن: أبي علي الحنفي، وغيره.
وعنه: أبو بكر بن أبي داود، ومحمد بن عبد الملك التاريخي.
وما أحسن قوله في أبيات له:
إني لرحال إذا الهم برك رحب اللبان عند ضيق المعترك عسري على نفسي ويسري مشترك لا تهلك النفس على شيء هلك.
603 -
يسار بن سمير
، أبو عثمان العجلي الأصبهاني
أحد العباد. حدث عن: أبي داود الطيالسي، وسعيد بن عامر الضبعي، ويحيى بن أبي بكير. وعنه: محمد بن محمد القباب، والد أبي بكر، وأحمد بن الحسين، ومحمد بن أحمد بن يزيد الأصبهانيون.
604 -
اليسع بن إسماعيل البغدادي الضرير
.
عن: سفيان بن عيينة، وزيد بن الحباب.
وعنه: يعقوب بن محمد الدوري، والقاضي المحاملي، ومحمد بن مخلد.
ضعفه الدارقطني.
605 -
ع:
يعقوب بن إبراهيم
بن كثير بن زيد بن أفلح الحافظ أبو يوسف العبدي الدورقي البغدادي
.
رأى الليث بن سعد ببغداد، وسمع: إبراهيم بن سعد، وهشيمًا، وعبد العزيز الدراوردي، وسفيان بن عيينة، وعيسى بن يونس، ويحيى القطان، وابن علية، وخلقًا كثيرًا.
وعنه: الستة، والنسائي أيضًا، عن رجل عنه، وأبو زرعة، والقاسم المطرز، وابن صاعد، وأبو عبد الله المحاملي، وابن مخلد العطار، وخلق.
وثقه النسائي، وذكره الخطيب في تاريخه. وكان من أئمة الحديث.
آخر من روى حديثه عاليًا أبو القاسم سبط السلفي.
توفي سنة اثنتين وخمسين، وقد قارب التسعين.
وربما أخذ على الرواية، فأنبأنا المسلم بن علان وغيره قالوا: أخبرنا الكندي قال: أخبرنا أبو منصور القزاز، قال: أخبرنا أبو بكر الخطيب: قال: أخبرنا محمد بن عمر بن بكير، قال: حدثنا عثمان بن خفيف، قال: حدثنا الباغندي، وعبد الله بن سليمان، وابن المجدر، وابن صاعد، وصالح بن أبي مقاتل وابن سابور، قالوا: حدثنا يعقوب الدورقي، قال: حدثنا ابن علية، عن يحيى بن عتيق، عن محمد، عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى أن يبال في الماء الراكد ويتوضأ منه.
قال عثمان: كل واحد من هؤلاء ذكر أنه سمع هذا الحديث من يعقوب بثلاثة دنانير.
عثمان بن خفيف ثقة.
606 -
يعقوب بن إبراهيم، أبو الأسباط الكوفي.
روى عن: يحيى بن آدم، وغيره.
قال ابن أبي حاتم: صدوق، كتبنا فوائده، ولم يقض لنا السماع منه.
607 -
يعقوب بن إسحاق بن البهلول بن حسان الأنباري
.
أحد القراء الأئمة. كان صالحًا زاهدًا قانتًا عالمًا بالعدد والحروف، وغير ذلك. روى عن محمد بن بكار الريان، وغيره.
وهو والد يوسف بن يعقوب الأزرق. مات يعقوب قبل والده، فحزن عليه وتوجع لفراقه، مع أنه عاش أربعًا وستين سنة.
توفي سنة إحدى وخمسين.
608 -
يعيش بن الجهم
، أبو الحسن الحديثي.
عن: سفيان بن عيينة، وابن نمير، وأبي ضمرة، وأبي أسامة، وطائفة.
قال ابن أبي حاتم: هو ثقة صدوق، كتبت عنه بالحديثة.
قلت: وروى عنه: الحسن بن محمد بن شعبة الأنصاري، ومحمد بن هارون الحضرمي، وغيرهما.
قال ابن عدي: روى أحاديث غير محفوظة.
609 -
خ د ت ق:
يوسف بن موسى بن راشد القطان
، أبو يعقوب الكوفي، نزيل بغداد.
روى عن: جرير بن عبد الحميد، وسفيان بن عيينة، وأبي خالد الأحمر، وحكام بن سلم، وعبد الله بن إدريس، ووكيع، وابن نمير، وطائفة.
وعنه: البخاري، وأبو داود، والترمذي، وابن ماجه، وإبراهيم الحربي، وقاسم بن زكريا المطرز، والبغوي، وابن صاعد، والنسائي في غير سننه، والحسين بن إسماعيل المحاملي، وآخرون. وكتب عنه يحيى بن معين، والكبار.
قال النسائي: لا بأس به.
وقال أبو سعيد السكري، عن يحيى بن معين: صدوق.
وقال غيره: كان يتجر إلى الري.
قال ابن زولاق: سمعت أبا بكر محمد بن أحمد ابن الحداد شيخنا يقول: قرأت علي أبي عبيد بن حربويه جزءًا عن يوسف بنموسى القطان، فلما
فرغت قلت: كما قرأت على القاضي؟ فقال: نعم، إلا الإعراب، فإنك تعرب وما كان يوسف يعرب.
مات في صفر سنة ثلاث وخمسين عن سن عالية.
610 -
يوسف بن موسى أبو غسان التستري السكري
.
نزل الري. وحدث عن يحيى القطان، ووكيع، وإبراهيم بن عيينة، وجماعة. وعنه: أبو حاتم، وعلي بن الحسين بن الجنيد، وإبراهيم بن يوسف الهسنجاني، وأهل الري.
611 -
ن:
يوسف بن واضح البصري المؤدب
.
روى عن: قدامة بن شهاب، ومعتمر بن سليمان، وغيرهما. وعنه: النسائي، ثم روى عن رجل، عنه، وعبد الله بن ناجية، وإمام الأئمة ابن خزيمة، وآخرون.
مات سنة إحدى وخمسين.
612 -
يوسف بن يعقوب النجاحي
.
عن سفيان بن عيينة. وعنه: الهيثم بن كليب، وأبو عبد الله المحاملي، وإسماعيل الوراق.
وثقه الخطيب.
وكنيته: أبو بكر.
613 -
يونس بن يعقوب
، أبو إدريس البغدادي.
عن: هشيم بن بشير، وأبي معاوية.
وقال محمد بن مخلد: ثقة، سمعنا منه.
قلت: حديثه عال عند الكندي.
614 -
أبو أحمد بن هارون الرشيد
.
كان آخر أولاد أبيه موتاً، توفي في خلافة ابن أخيه المعتز بالله سنة أربع وخمسين.
615 -
أبو حمزة الخراساني الزاهد
.
من كبار مشايخ الصوفية، ذكره أبو عبد الرحمن السلمي.
توفي سنة ستين ومائتين، وقيل: سنة تسعين فسيعاد.
616 -
د:
أبو العباس القلوري البصري
.
في اسمه أقوال، أحدها: محمد بن عمرو، وأصحها: أحمد بن عمرو.
سمع: سعيد بن عامر الضبعي، ويعقوب الحضرمي، وجماعة. وعنه: أبو داود ومحمد بن محمد الباغندي، ومحمد بن جرير الطبري، وجماعة.
توفي سنة ثلاث وخمسين.
617 -
أبو عبيد البسري
، بسر حوران، الصوفي الزاهد، واسمه: محمد بن حسان الغساني.
حدث عن: سعيد بن منصور، وآدم بن أبي إياس، وأبي الجماهر محمد بن عثمان، وأحمد بن أبي الحواري، وجماعة.
وعنه: ولداه نجيب وعبيد، وإبراهيم بن عبد الرحمن بن مروان، والقاسم بن عيسى العصار، وآخرون.
قال ابن الجلاء: لقيت ستمائة شيخ ما رأيت مثل أربعة: ذا النون المصري، وأبا تراب النخشبي، وأبا عبيد البسري، ووالدي.
وعن أبي عبيد قال: سألت الله تعالى ثلاث حوائج، فقضى لي اثنتين ومنعني الثالثة. سألته أن يذهب عني شهوة الطعام، فما أبالي أكلت أم لا، وسألته أن يذهب عني شهوة النوم، فما أبالي نمت أم لا، وسألته أن يذهب عني شهوة النساء، فما فعل.
وقال السلمي: سمعت أبا بكر البجلي قال: سمعت أبا عثمان الأدمي يقول: كان أبو عبيد البسري إذا كان أول شهر رمضان يدخل البيت ويقول لامرأته: طيني باب البيت، وألق إلي كل ليلة من الطاقة رغيفًا. قال: فلما كان يوم العيد رفست الباب، ودخلت فوجدت ثلاثين رغيفًا موضوعة في الزاوية، لا أكل ولا شرب، ولا تهيأ للصلاة، بقي على صوم واحد إلى آخر الشهر.
هذه حكاية بعيدة الصحة، وفيها مخالفة السنة بالوصال، وفيها ترك الجمعة للجماعة، وغير ذلك ذكرتها للفرجة لا للحجة.
وهذه الحكاية أمثل منها: قال أبو بكر محمد بن داود الرقي: سمعت أبا بكر بن معمر، قال: سمعت أبا حسان، قال: أتى أبو عبيد عكا هو وولده، فأقاموا بها شهر رمضان، يصلح له أولاده كل يوم إفطاره، ثم يوجهون به إليه مع غلام أسود. فإذا أتى به إليه قال له الشيخ: اجلس فكله، ولا تقل لهم شيئًا. ويفطر هو على تمرة واحدة.
قال الرقي: وحدثنا أبو بكر بن معمر قال: سمعت ابن أبي عبيد البسري يحدث عن أبيه أنه غزا سنة من السنين، فخرج في السرية، فمات المهر الذي كان تحته وهو في السرية. قال أبي: فقلت: يا رب أعرنا حتى نرجع إلى بسر. فإذا المهر قائم. فلما غزا ورجع قال: يا بني خذ السرج عن المهر. قلت: إنه عرق. فقال: يا بني إنه عارية. فلما أخذ السرج وقع المهر ميتًا.
رواه ابن باكويه، عن عبد الواحد بن بكر الورثاني، عن الرقي، وفي رواتها من يجهل حاله.
وقد روى له ابن جهضم حكايات من هذا اللقط.
ويقال: إنه مات سنة ستين ومائتين، رحمه الله تعالى.
• - المهري صاحب العربية هو عبد الملك.
آخر الطبقة والحمد لله.
الطبقة السابعة والعشرون
261 – 270 هـ.
بسم الله الرحمن الرحيم
الحوادث
دخلت
سنة إحدى وستّين ومائتين
توفّي فيها: أحمد بن سليمان الرَّهاويّ الحافظ، وأحمد بن عبد الله بن صالح العجْليّ الحافظ نزيل أطرابلس المغرب، وقاضي القضاة الحَسَن بن محمد بن أبي الشّوارب، وشعيب بن أيّوب الصَّريفينيّ، وأبو شعيب السُّوسيّ، وعليّ بن إشكاب، وعلي بن سهل الرملي، وعيسى بن إبراهيم بن مثرود الغافقي، ومحمد بن إشكاب، ومحمد بن سعيد بن غالب العطّار، ومسلم صاحب الصّحيح، وتمام خمسةٍ وخمسين رجلًا ضبطتُ وفياتهم في غير هذه البقعة.
وفيها مالت الدَّيلم إلى يعقوب بن اللَّيث الصّفّار، وتخلَّت عن الحسن بن زيد فأحرق الحسن منازلهم وصار إلى كرمان.
وفيها كتب المعتمد كتابًا قرئ على من ببغداد من حجاج خراسان والرِّيّ، مضمونه: إني لم أولِّ يعقوب بن اللّيث خراسان، ويأمرهم بالبراءة منه.
وفيها ولّى المعتمد أبا السّاج إمرة الأهواز وحرب صاحب الزَّنج، فسار إليها، فأقام بها. فبعث إليه قائد الزَّنج عليّ بن أبان، وبعث إليه أبو السّاج صهره عبد الرحمن، فاقتتلوا وكانت بينهم وقعة عظيمة، قتل فيها القائد عبد الرحمن، وانحاز أبو السّاج إلى عسكر مكرم، ودخل الزَّنج الأهواز، فقتلوا وسبوا ثم ولي قتال الزنج إبراهيم بن سيما القائد.
وفيها كتب المعتمد لأحمد بن أسد بولاية بخارى وسمرقند وما وراء النهر.
وفيها سار يعقوب بن اللّيث إلى فارس، فالتقى هو وابن واصل،
فهزمه يعقوب وفلّ عسكره، وأخذ من قلعة له أربعين ألف ألف درهم فيما بلغنا.
وفيها بايع المعتمد بولاية العهد بعده لابنه المفوض إلى الله وولاه المغرب والشام والجزيرة، وأرمينية، وضم إليه موسى بن بغا.
وولى أخاه الموفق العهد، بعد ابنه المفوّض جعفر، وولاه المشرق، والعراق، وبغداد، والحجاز، واليمن، وفارس، وأصبهان، والرِّيّ، وخراسان، وطبرستان، وسجستان، والسِّند. وعقد لكلّ واحدٍ منهما لواءين أبيض وأسود، وشرط إن حدث به حدث أن الأمر لأخيه إن لم يكن ابنه جعفر قد بلغ. وكتب العهد ونفّذه مع قاضي القضاة الحسن بن أبي الشّوارب ليعلّقه في الكعبة، فمات الحسن بمكّة بعد الصَّدر. وقيل: توفّي ببغداد فالله أعلم.
سنة اثنتين وستّين ومائتين
.
فيها توفّي: حاتم بن اللَّيث الجوهريّ، وسعدان بن يزيد البزّاز، وعبّاد بن الوليد الغبريّ، وعمر بن شبة النُّميريّ، ومحمد بن عاصم الثَّقفيّ، ومحمد بن عبد الله بن قهزاد، ومحمد بن عبد الله بن المستورد البغداديّ، ومحمد بن عبد الله بن ميمون البغداديّ نزيل الإسكندريّة، ويعقوب بن شيبة السَّدوسيّ.
وفيها أعيى الخليفة أمر يعقوب بن اللّيث، فكتب إليه بولاية خراسان وجرجان، فلم يرضَ حتّى يوافي باب الخليفة، وأضمر في نفسه الحكم على الخليفة، والاستيلاء على العراق والبلاد. وعلم المعتمد قصده فارتحل من سرَّ من رأى في شهر جمادى الآخرة، واستخلف عليها ابنه جعفرًا، وضمّ إليه محمدًا المولّد. ثم نزل المعتمد بالزَّعفرانية، وسار يعقوب بن اللّيث بجيش لم ير مثله، فقيل: كانوا سبعين ألفًا، وقيل: كانت خزائنه وثقله على عشرة آلاف جمل، فدخل واسطًا في أواخر شهر جمادى الآخرة، فارتحل المعتمد من الزَّعفرانّية إلى سيب بني كوما وأتاه مسرور البلخيّ والعساكر. ثمّ زحف يعقوب من واسط إلى دير العاقول نحو المعتمد. فجهّز المعتمد أخاه الموفّق إلى حرب يعقوب، ومعه موسى بن بغا ومسرور، فالتقى الجمعان في ثالث رجب بقرب دير العاقول، واقتتلوا قتالًا شديدًا، فكانت
الهزيمة على الموفّق، ثم صارت على يعقوب، وولّى أصحابه مدبرين فقيل: إنّه نهب من عسكره عشرة آلاف فرس، ومن الذَّهب ألفا ألف دينار، ومن الدّراهم والأمتعة ما لا يحصى. وخلّصوا محمد بن طاهر، وكان مع يعقوب في القيود. ثم عاد المعتمد إلى سامرّاء، وصار يعقوب إلى فارس، وردّ المعتمد على محمد بن طاهر عمله، وأعطاه خمسمائة ألف درهم.
وفيها بعث الخبيث رأس الزَّنج جيوشه عند اشتغال المعتمد إلى البطيحة، فنهبوها وقتلوا وأسروا.
وفيها ولي قضاء سرَّ من رأى عليّ بن محمد بن أبي الشوارب. وقضاء بغداد إسماعيل بن إسحاق القاضي.
وفيها غلب يعقوب بن اللّيث على فارس، وهرب عاملها ابن واصل إلى الأهواز، وتقوى يعقوب.
وفيها كانت وقعة بين الزَّنج وبين الأمير أحمد بن ليثوية صاحب مسرور البلخيّ، فقتل خلقًا كثيرًا من الزَّنج، وأسر قائدهم الذي يقال له: الصُّعلوك.
سنة ثلاثٍ وستّين ومائتين
.
فيها توفي: أبو الأزهر أحمد بن الأزهر، وأحمد بن حرب الطّائيّ، والحسن بن أبي الربيع، ومحمد بن عليّ بن ميمون الرَّقيّ، ومعاوية بن صالح الأشعريّ الحافظ.
وفيها سار يعقوب بن اللّيث إلى الأهواز، وأسر الأمير ابن واصل، واستولى على الأهواز.
وفيها استوزر الحسن بن مخلد بعد موت عبيد الله بن يحيى بن خاقان الوزير، ثم هرب الحسن إلى بغداد خوفًا من موسى بن بغا. فاستوزر سليمان بن وهب.
وفيها غلب شركب على نيسابور وأخرج عنها الحسين بن طاهر.
وفيها كانت ملحمة كبيرة بالأندلس، نصر الله فيها الإسلام، واستشهد طائفة.
سنة أربعٍ وستّين ومائتين
.
فيها توفّي: أحمد بن عبد الرحمن بن وهب، وأحمد بن يوسف السُّلميّ، وأبو إبراهيم المزني الفقيه، والحافظ أبو زرعة الرازي، ويونس بن عبد الأعلى.
وفي المحرَّم خرج أبو أحمد الموفّق، ومعه موسى بن بغا إلى قتال الزَّنج. فلمّا نزلا بغداد مات موسى وحُمِل إلى سامرّاء، فدفن بها.
وفي ربيع الأوّل توفّيت قبيحة أمّ المعتز بالله بسامرّاء، وكان المعتمد قد أعادها إليها من مكّة وأكرمها.
وفيها أسرت الروم عبد الله بن رشيد بن كاوس، وكان قد دخل الروم في أربعة آلاف، فأوغل فيها وأسر وغنم ورجع، فلمّا نزل البذندون أقام به ثمّ رحل. وتبعته البطارقة من كلّ صوب وأحدقوا به، فنزل جماعة من المسلمين فعرقبوا دوابّهم وقاتلوا إلا خمسمائةٍ من المسلمين انهزموا، وأسر عبد الله بعدما جرح جراحات.
وفيها ولي واسطًا محمد المولّد، فحاربته الزَّنج، فهزمهم محمد، ثمّ غلبت الزَّنج ودخلت واسطًا، فهرب أهلها حفاةً عراةً، ونهبها الزَّنج وأحرقوها.
وفيها غضب المعتمد على الوزير سليمان بن وهب وقيّده وانتهب أمواله، واستوزر الحسن بن مخلد.
وفيها أظهر أبو أحمد الموفّق العصيان، فشخص من بغداد ومعه عبد الله بن سليمان بن وهب، فلمّا قرب من سامراء، تحول المعتمد إلى الجانب الغربيّ، فعسكر به. فنزل أبو أحمد بظاهر سامرّاء، ثم تراسلا واصطلحا في آخر السّنة، وأطلق سليمان بن وهب، وهرب الحسن بن مخلد، وأحمد بن صالح بن شيرزاد.
وفيها كانت المحنة على الصُّوفيّة بغلام خليل.
سنة خمسٍ وستيّن ومائتين
توفي فيها: أحمد بن منصور الرّماديّ، وإبراهيم بن الحارث البغداديّ، وإبراهيم بن هانئ النَّيسابوريّ، وسعدان بن نصر، وصالح بن أحمد بن حنبل، وعبد الله بن محمد بن أيوّب المُخرّميّ، وعلي بن حرب الطّائيّ، وأبو حفص النَّيسابوريّ الزاهد عمرو بن سلم، ومحمد بن الحسن العسكري من الاثني عشر، ومحمد بن هارون الفلاس شيطا، وهارون بن سليمان الأصبهاني.
وفيها خرج أحمد بن طولون أمير مصر إلى الشام، فحصر سيما الطّويل بأنطاكيّة إلى أن افتتحها وقتل سيما.
وفيها خامر محمد المولّد ولحق بيعقوب بن اللّيث وصار من خواصّه.
وفيها قبض المعتمد على سليمان بن وهب وابنه عبيد الله واصطفى أموالهما، ثمّ صولحا على تسعمائة ألف دينار واستوزر إسماعيل بن بلبل.
وفيها مات يعقوب بن اللَّيث الصّفّار المتغلّب على خراسان، وغيرها. توفّي بالأهواز، فخلفه أخوه عمرو بن اللّيث، ودخل في الطّاعة.
وفيها بعث ملك الروم بعبد الله بن كاوس الذي كان عامل الثّغور فأسروه، مع عدّة مصاحف كانوا أخذوها من أهل أذنة، إلى أحمد بن طولون هدية.
ولما خرج ابن طولون إلى الشام قام ابنه العبّاس وجماعة من أمرائه فأخذ أموال أبيه وحشمه، وتوجّه نحو برقة إلى إفريقيّة، فنهب وقتل، فانتدب لحربه إلياس بن منصور النفوسيّ من جبل نفوسة رأس الإباضيّة في اثني عشر ألفًا، وبعث صاحب إفريقية إيراهيم بن أحمد بن الأغلب جيشًا كثيفًا مع مولاه، فأطبق الجيشان على العباس فباشر الحرب بنفسه، وقتلت صناديده، ونهبت خزائنه، وعاد إلى برقة. فبعث أبوه جيشاً
فأسروه، وحملوه إلى أبيه، فقيدَّه وحبسه، وقتل جماعة ممّن كان حسَّن إليه العصيان
وفيها دخلت الزَّنج النعمانيّة، فأحرقوا وسبوا وقتلوا.
وفيها استناب الموفّق عمرو بن اللّيث على خراسان، وكرمان، وفارس، وبغداد، وأصبهان، والسِّند، وسجستان، وبعث إليه بالتّقليد والخلع العظيمة. وقيل: إنّ تركة أخيه يعقوب بن اللّيث بلغت ألف ألف دينار وخمسين ألف ألف درهم. ونقل فدفن بجنديسابور وكتب على قبره: هذا قبر المسكين، وتحته:
أحسنت ظنَّك بالأيّام إذ حسنت ولم تخف سوء ما يأتي به القدر وسالمتك اللّيالي فاغتررت بها وعند صفو اللّيالي يحدث الكدر.
سنة ستًّ وستّين ومائتين
فيها توفي: إبراهيم بن أورمة الحافظ، وصالح بن أحمد بن حنبل بخلف، وهذا أصح، ومحمد بن شجاع الثلجيّ الفقيه، ومحمد بن عبد الملك الدّقيقيّ، وأبو السّاج الأمير.
وفيها كتب عمرو بن اللّيث الصّفّار إلى عبيد الله بن عبد الله بن طاهر بأن يكون نائبه على شرطة بغداد.
وفيها وصلت عساكر الروم إلى ديار ربيعة، فقتلت جماعة من المسلمين، وهرب أهل الجزيرة والموصل.
وفيها استعمل عمرو بن الليث أحمد بن عبد العزيز بن أبي دلف على أصبهان، واستعمل الموفّق على الحرمين محمد بن أبي السّاج.
وفيها كانت وقعة بين الزَّنج وعسكر الخليفة، وظهرت الزَّنج، لعنهم الله.
وفيها قتل أهل حمص أميرهم الكرخيّ.
وفيها دعا الحسن بن محمد بن جعفر الأصغر أهل طبرستان إلى نفسه.
وفيها سار أحمد بن عبد الله الخجستانيّ إلى الحسن بن زيد، فهزمه
أحمد، ثم سار الحسن بن زيد إلى الحسن بن الأصغر، واحتال عليه حتى قتله.
وفيها حارب أحمد بن عبد الله الخجستاني عمرو بن اللَّيث، وظهر على عمرو، ودخل نيسابور، وقتل جماعة ممّن كان يميل إلى عمرو.
وفيها وثبت الأعراب على كسوة الكعبة فانتهبوها، وأصاب الوفد شدّة منهم.
وفيها دخلت الزَّنج رامهرمز، فاستباحوها قتلًا وسبيًا، فلا قوّة إلا بالله.
سنة سبع وستين ومائتين
.
فيها توفّي: إبراهيم بن عبد الله السَّعديّ، وإسماعيل بن عبد الله سمّويه، وإسحاق بن إبراهيم الفارسيّ شاذان، وبحر بن نصر الخولانيّ، وعباس الترقفيّ، ومحمد بن عزيز الأيليّ، ويحيى ابن الذهليّ، ويونس بن حبيب الأصبهاني.
وفيها دخلت الزَّنج واسطًا، فاستباحوها وأحرقوا فيها، فجهّز الموفّق ابنه أبا العبّاس في جيشٍ عظيم، فكان بينه وبين الزَّنج وقعة في المراكب في الماء، فهزمهم أبو العبّاس، وقتل فيهم وأسر وغرَّق سفنهم، وكان ذلك أوَّل النصّر. فنزل أبو العبّاس واسطًا، واجتمع قوّاد الخبيث صاحب الزَّنج سليمان بن موسى الشّعرانيّ، وعليّ بن أبان، وسليمان بن جامع، وحشدوا وأقبلوا، فالتقاهم أبو العباس، فهزمهم وفرَّقهم، ثم واقعهم بعد ذلك، فهزمهم أيضًا ومزَّقهم. ثم دامت مصابرة القتال بينهم شهرين، ثم قذف الله الرُّعب في قلوب الزَّنج من أبي العبّاس وهابوه. وتحصّن سليمان بن جامع بمكان، وتحصّن الشّعراني بمكانٍ آخر. فسار أبو العّباس وحاصر الشّعراني، وجرت بينهم حروب صعبة، إلى أن انهزمت الزَّنج، ورجع أبو العباس بجيوشه سالمًا غانمًا. وكان أكثر قتالهم في المراكب والسّماريّات، وغرق من الزَّنج خلق سوى من قتل وأسر.
ثم سار الموفَّق من بغداد في جيشه في السُّفن والسّماريّات في هيئةٍ لم
ير مثلها إلى واسط. فتلّقاه ولده أبو العبّاس، ثمّ سارا إلى قتال الزَّنج ليستأصلوهم، فواقعوهم، فانهزم الزَّنج واستنقذ منهم من المسلمات نحو خمسة آلاف امرأة، وهدمت مدينة الشعراني فانهزم الشعراني في نفرٍ يسير مسلوبًا من الأهل والمال، ووصل إلى المذار، فكتب إلى الخبيث سلطان الزَّنج بما جرى، فتردد الخبيث إلى الخلاء مرارًا في ساعة واحدة، ورجف فؤاده وتقطّعت كبده، وأيقن بالهلاك.
ثم إنّ الموفَّق سأل عن أصحاب الخبيث، فقيل له: معظمهم مع سليمان بن جامع في بلد طهيثا، فسار الموفّق إليها، وزحف عليها بجنوده، فالتقاه سليمان بن جامع وأحمد بن مهديّ الجبّائيّ في جموع الزَّنج، ورتّب الكمناء واستحرَّ القتال، فرمى أبو العبّاس بن الموفّق لأحمد ابن مهديّ بسهمٍ في وجهه هلك منه بعد أيّام. وكان أبو العباس راميًا مذكورًا.
ثم أصبح الموفَّق على القتال، وصلّى وابتهل إلى الله بالدّعاء، وزحف على البلد، وكان عليه خمسة أسوار، فما كانت إلا ساعة وانهزمت الزَّنج، وعمل فيهم السّيف وغرق أكثرهم. وهرب سليمان بن جامع، واستنقذ الموفّق من طهيثا نحو عشرة آلاف أسيرة فسيرهن إلى واسط، وأخذ من المدينة تحفًا وأموالًا، بحيث استغنى عسكره، وأقام بها الموفّق أيامًا ثم هدمها. وكان المهلَّبيّ مقيمًا بالأهواز في ثلاثين ألفا من الزَّنج، فسار إليها الموفَّق، فانهزم المهلَّبيّ وتفرَّق جمعه، وانهزم بهبوذ الزَّنجيّ، وبعثوا يطلبون الأمان، لأنه كان قد ظفر بطائفةٍ كبيرة من أصحاب الخبيث وهو بنهر أبي الخصيب.
ثم سار الموفَّق إلى جنديسابور ثمّ إلى تستر فنزلها، وأنفق في الجند والموالي، ثم رحل إلى عسكر مكرم ومهّد البلاد، ثم رجع وبعث ابنه أبا العبّاس إلى نهر أبي الخصيب لقتال الخبيث. فبعث إليه الخبيث سفنًا، فاقتتلوا، فهزمهم أبو العبّاس، واستأمن إليه القائد منتاب الزَّنجيّ، فأحسن إليه.
وكتب الموفَّق كتابًا إلى الخبيث يدعوه إلى التَّوبة إلى الله والإنابة إليه ممّا فعل من سفك الدّماء وسبي الحريم وانتحال النبوَّة والوحي، فما زاده
الكتاب إلا تجبرًا وعتوًّا.
وقيل: إنه قتل الرسول، فسار الموفَّق في جيوشه إلى مدينة الخبيث بنهر أبي الخصيب، فأشرف عليها، وكان قد سمّاها المختارة، فتأمّلها الموفَّق ورأى حصانتها وأسوارها وخنادقها، فرأى شيئًا لم ير مثله، ورأى من كثرة المقاتلة ما استعظمه، ورفعوا أصواتهم، فارتجّت الأرض، فرشقهم ابنه أبو العبّاس بالنّشّاب، فرموه رمية واحدة بالمجانيق والمقاليع والنّشّاب، فأذهلوا الموفَّق، فرجع عنهم، وثبت أبو العباس.
واستأمن جماعة من أصحاب الخبيث إلى أبي العبّاس فأحسن إليهم، ثم استأمن منهم بشر كثير، فخلع على مقدَّميهم. فلمّا كان في اليوم الثّاني جهّز الخبيث بهبوذ في السماريّات، فالتقاه أبو العباس، فاقتتلوا، فأصاب بهبوذ طعنتان ونشاب، فهرب إلى الخبيث، ورجع أبو أحمد إلى معسكره بنهر المبارك ومعه خلق قد استأمنوا. فلمّا كان في شعبان برز الخبيث في ثلاثمائة ألف فارس وراجل، فركب الموفَّق في خمسين ألفًا، وكان بينهم النهر، فنادى الموفَّق بالأمان لأصحاب الخبيث، فاستأمن إليه خلق كثير، ثم انفصل الجمعان عن غير قتال.
ثم بنى الموفَّق مدينة بإزاء مدينة الخبيث على دجلة وسمّاها الموفَّقيّة، وجمع عليها خلائق من الصُّنّاع، وبنى بها الجامع والأسواق والدُّور، واستوطنها النّاس للمعاش. وكان عدد من استأمن في شهرين خمسة آلاف من جيش الخبيث، ما بين أبيض وأسود.
وفي شوال كانت الوقعة بين أبي العبّاس والخبيث، قتل منهم خلق كثير. وذلك لأن الخبيث انتخب من قوّاده خمسة آلاف، وأمرهم أن يعدّوا فيتبينوا عسكر الموفّق، فلّما عبروا بلغ الموفَّق الخبر من ملاح، فأمر ابنه بالنّهوض إليهم، فنصر عليهم وصلبهم على السُّفن، ورمى برؤوس القتلى في المناجيق إلى مدينة الخبيث، فذلّوا.
وفي ذي الحجّة عبر الموفّق بجيوشه إلى مدينة الخبيث، وكان الزَّنج قبل ذلك قد ظهروا على أبي العبّاس، وقتلوا من أصحابه جماعة، فدخل الموفّق بجميع جيوشه ودار حول المدينة، والزَّنج يرمونهم بالمجانيق وغيرها. فنصب المسلمون السّلالم على السّور وطلعوا ونصبوا أعلام
الموفّق، فانهزم الزَّنج، وملك أصحاب الموفّق السُّور، فاحرقوا المجانيق والسّتائر. وجاء أبو العبّاس من مكان آخر، فاقتحم الخنادق، وثلم السُّور ثلمةً اتسّع منها الدّخول. وانهزم الخبيث وأصحابه، وجند الموفَّق يتبعونهم إلى اللّيل. ثم عاد الخبيث إلى المدينة، وعدى الموفّق إلى عسكره، وتراجع أصحاب الخبيث واسأمن إلى الموفق خلق من قواده وفرسانه، ثم رم الخبيث ما كان وهى من الأسوار والخنادق.
وفيها استولى أحمد بن عبد الله الخجستاني على خراسان، وكرمان، وسجستان، وعزم على قصد العراق، وضرب السِّكّة باسمه، وعلى الوجه الآخر اسم المعتمد.
وفيها حبس أحمد بن طولون أحمد بن المدبّر الكاتب وصادره، وأخذ منه ستمائة ألف دينار. وكان يتولى خراج دمشق.
سنة ثمانٍ وستّين ومائتين
فيها توفّي: أبو الحسن أحمد بن سيّار المروزيّ، وأحمد بن شيبان الرمليّ، وأحمد بن يونس الضَّبّيّ الأصبهاني، وعيسى بن أحمد العسقلانيّ البلخيّ، والفضل بن عبد الجبّار المروزيّ، ومحمد بن عبد الله بن عبد الحكم الفقيه.
وفي المحرمّ استأمن إلى الموفّق جعفر بن إبراهيم السّجّان، وكان صاحب أسرار الخبيث وأحد خواصّه، فخلع عليه الموفَّق وأعطاه مالًا كثيرًا، وأمر بحمله في سفينة إلى قريب مدينة الخبيث. فلمّا حاذى قصر الخبيث صاح: ويحكم إلى متى تصبرون على هذا الخبيث الكذّاب. وحدَّثهم بما اطَّلع من كذبه وفجوره، فاستأمن في ذلك اليوم خلق كثير منهم. وتتابع النّاس في الخروج من عند الخبيث.
وفي ربيع الآخر زحف الموفَّق على مدينة الخبيث، وهدم من السّور أماكن، ودخل الجند من كل ناحية واغترّوا، فخرج عليهم أصحاب الخبيث، فتحيَّروا في الخروج، وبعض النّاس طلب الشّطّ فغرقوا. وردّ الموفّق إلى مدينة الموفّقية، وقد أصيب أصحابه. ثمّ ضيّق على الخبيث،
وقطع عنه الميرة، فضاق بأصحابه الأمر حتّى أكلوا لحوم الكلاب والموتى، وهرب خلق، فسألهم الموفَّق، فقالوا له: لنا سنة ما أكلنا الخبز. فلمّا كان رجب قتل بهبوذ، وكان أكبر قوّاد الخبيث.
وفي هذا العام دخل أبو القاسم الحسن بن فرح بن حوشب اليمن داعيًا من قبل عبيد الله الذي ملك المغرب، وتسمّى بالمهديّ.
وفيها عصى لؤلؤ مولى أحمد بن طولون وخامر على أستاذه، فنهب بالس والرَّقة وقرقيسياء، وسار إلى العراق. وبلغ الخبيث أنّ ابنه يريد الهروب إلى الموفّق فقتله.
وفيها قتل أحمد بن عبد الله الخجستاني الخارج بخراسان، قتله غلمانٌ له في آخر السّنة.
وفيها غزا خلف التُّركي نائب أحمد بن طولون على ثغور الشّام، فقتل من الرّوم بضعة عشر ألفا وغنم، فبلغ السّهم أربعين دينارًا.
سنة تسعٍ وستّين ومائتين
فيها توفّي: أحمد بن عبد الحميد الحارثيّ، وحذيفة بن غياث، وإبراهيم بن منقذ الخولانيّ، وعبد الله بن حمّاد الآمليّ، ومحمد بن إبراهيم، أبو حمزة الصُّوفيّ، وأبو فروة يزيد بن محمد بن يزيد بن سنان.
وفي المحّرم انكسفت الشّمس والقمر.
وفيها قطعت الأعراب الطّريق على الحجّاج، فأخذت خمسمائة جمل بأحمالها.
وفيها وثب خلف الفرغانيّ على يازمان خادم الفتح بن خاقان، فحبسه بالثّغر فوثب أهل الثّغر فخلَّصوه، وهموا بقتل خلف، فهرب إلى دمشق، ولعنوا ابن طولون على منابر الثَّغر، فسار أحمد بن طولون من مصر حتّى نزل أذنة، وقد تحصّن بها يازمان الخادم، وفعل ذلك أهل طرسوس، فأقام ابن طولون مدّة على أذنة، فلم يظفر بها بطائل، فعاد إلى دمشق.
وفيها افتتح لؤلؤ قرقيسياء عنوةً، وأخذها من ابن صفوان العقيليّ، وسلّمها إلى أحمد بن مالك بن طوق.
وفيها دخل الموفّق مدينة الخبيث عنوة. وكان الخبيث عند قتل بهبوذ أخذ تركته وأمواله، وضرب أقاربه بالسِّياط، ففسدت نيّات خواصّه لذلك، فعبر الموفّق المدينة ونادى بالأمان فتسارع إليه أصحاب بهبوذ، فأحسن إليهم، ثمّ دخل المدينة بعد حربٍ شديد، وقصد الدّار التي سمّاها الخبيث جامعًا، فقاتل أصحابه دونه أشد قتال، حتى قتل منهم خلق، ثم هدم أصحاب الموفق في الدار، وهو يبذل الأموال في الجند لينصحوا، فهدموها وأتوا بالمنبر الذي للخبيث، ففرح وخرج إلى مدينته بعد أن نهب خزائن الخبيث، وأحرق الأسواق والدور. وذلك في جمادى الأولى. ورمي يومئذٍ الموفَّق بسهمٍ فجرحه، ثمّ إنه أصبح على القتال، فزاد عليه الألم بالحركة، وخيف عليه، وخافوا قوّة الخبيث عليهم، وأشاروا عليه بالرحيل إلى بغداد، فأبى وتصبَّر حتّى عوفي وعاد لحرب الخبيث، وقد رمّ الخبيث ما وهى من مدينته.
وفي نصف جمادى الأولى شخص المعتمد من سرَّ من رأى يريد اللّحاق بابن طولون لأمرٍ تقرَّر بينهما.
قال أحمد بن يوسف الكاتب: خرج أحمد بن طولون من مصر، وحمل معه ابنه العبّاس معتقلًا، فقدم دمشق، وخرج المعتمد من سامرّاء على وجه التّنزُّه، وقصده دمشق لاتّفاق جرى بينه وبين ابن طولون، فلما بلغ ذلك الموفق كتب إلى إسحاق بن كنداج يقول: متى استولى ابن طولون على المعتمد لم يبق منكم معشر الموالي اثنان فاجتهد في ردّه. وكان ابن كنداج في نصِّيبين في أربعة آلاف، فصار إلى الموصل، فوجد حرّاقات المعتمد وقوّاده بموضع يقال له الدَّواليب، فوكَّل بهم هناك، وسار فلقي المعتمد بين الموصل والحديثة، فخرج إليه نحرير الخادم، وسلَّم عليه واستأذن فأذن له، فدخل ابن كنداج ومعه ابنه محمد وجماعة يسيرة، فسلَّم ووقف، وقال: يا إسحاق لم منعت الحشم من الدخول إلى الموصل؟ وكان بين يديه أحمد بن خاقان وخطارمش، فقال: يا أمير المؤمنين أخوك في وجه العدوّ، وأنت تخرج عن مستقرّك ودار ملكك، ومتى صحّ عنده هذا رجع عن مقاومة الخارجيّ، فيغلب عدوك على دار آبائك. وهذا كتاب أخيك يأمرنا بردّك. فقال: أنت غلامي أو غلامه؟ فقال: كلنا غلمانك ما
أطعت الله، فإذا عصيته فلا طاعة لك وقد عصيت الله فيما فعلت من خروجك، وتسليط عدوّك على المسلمين ثمّ خرج من المضرب ووكّل به جماعة. ثمّ بعث إلى المعتمد يطلب ابن خاقان وخطارمش وتينك ليناظرهم. فبعث بهم إليه فقال: ما جنى أحد على الإسلام والخليفة ما جنيتم، أخرجتموه من دار ملكه في عدّةٍ يسيرة، وهارون الشّاري بإزائكم في جمعٍ كبير؟ فلو حضركم وأخذ الخليفة لكان عارًا وسبَّةً على الإسلام. ثمّ رسّم عليهم، وبعث إلى الخليفة يقول: ما هذا بمقام، فارجع. فقال المعتمد: فاحلف لي أنّك تنحدر معي ولا تسلّمني. فحلف له، وانحدر إلى سامرّاء، فتلقاه صاعد بن مخلد كاتب الموفَّق، فسلّمه إسحاق إليه، فأنزله في دار أحمد بن الخصيب، ومنعه من نزول دار الخلافة، ووكّل به خمسمائة رجل يمنعون من الدّخول إليه.
وأما الموفَّق فبعث إلى إسحاق بخلعٍ وأموالٍ، وأقطعه ضياع القوّاد الذين كانوا مع المعتمد.
وقال الصُّوليّ: كان المعتمد قد تخيل من أخيه الموفّق، فكاتب ابن طولون واتفقا فذكر الحكاية كما تقدم.
وقال المعتمد: أليس من العجائب أنّ مثلي يرى ما قلَّ ممتنعًا عليه؟ وتوكل باسمه الدّنيا جميعًا وما من ذاك شيءٌ في يديه؟
ولقب الموفَّق صاعدًا: ذا الوزارتين، ولقب ابن كنداج: ذا السَّيفين.
وأقام صاعد في خدمة المعتمد، ولكن ليس للمعتمد حلّ ولا ربط.
ولمّا بلغ ابن طولون ذلك جمع القضاة والأعيان وقال: قد نكث الموفّق أبو أحمد بأمير المؤمنين فاخلعوه من العهد. فخلعوه إلا القاضي بكّار بن قتيبة؛ فإنه قال: أنت أوردت عليَّ كتابًا من المعتمد بولايته العهد، فأورد عليَّ كتابًا آخر منه بخلعه. فقال: إنه محجورٌ عليه ومقهور. فقال: لا أدري. فقال ابن طولون: غرّك النّاس بقولهم: ما في الدُّنيا مثل بكّار؛ أنت شيخ قد خرَّفت. وحبسه وقيّده، وأخذ منه جميع عطاياه من سنين، فكان عشرة آلاف دينار، فقيل: إنها وجدت في بيت بكّار بختمها وحالها. وبلغ
الموفَّق فأمر بلعنة ابن طولون على المنابر.
وفيها سار ابن طولون إلى المصِّيصة. وبها يازمان الخادم، فتحصّن ونزل ابن طولون بالمرج والبرد شديد. فشق عليه يازمان نهر طرسوس، فغرق المرج وهلك غالب عسكر ابن طولون، فرحل وهو خائف، وخرج أهل طرسوس، فنهبوا بقايا عسكره، ومرض في طريقه مرضته التي مات فيها مغبونًا. وولّى الموفّق إسحاق بن كنداج المغرب كله والعراق كلّه، وما كان بيد أحمد بن طولون.
وفيها عبر الموفّق إلى الخبيث وأحرق قطعة من البلد، وجرح ابن الخبيث وكاد يتلف.
وفي شوّال كانت بين الموفَّق والخبيث وقعةٌ عظيمة. ولمّا رأى الخبيث أنّ الميرة قد انقطعت عنه وصعب أمره، وقلّ عنده الشّيء، حتى كان أحدهم إذا وقع بامرأة أو صبي ذبحه وأكله. وكان الخبيث لا يعاقب من يفعل ذلك لكن يحبسه. ثمّ إنّ الموفَّق أحرق عامّة البلد وقصر الإمارة، وخافت الزَّنج، فقاتلوا قتالًا شديدًا، ثمّ انهزموا، وعبر الخبيث إلى الجانب الشّرقيّ من نهر أبي الخصيب، واستأمن إلى الموفَّق جماعة من القوّاد أصحاب الخبيث وخاصّته، وفتحوا سجنًا كبيرًا كان للخبيث فيه خلق من عساكر المسلمين وأصحاب الموفَّق، فأطلقوهم.
وفي ذي القعدة دخل المعتمد إلى واسط.
وفيه سارت السُّفن والسّماريات وجيوش الموفَّق على ترتيب لم ير مثله كثرةً وأُهْبةً، فلمّا رأى الخبيث ذلك بهره وزال عقله. وزحف الجيش نحو الخبيث، فالتقاهم في جيشه، والتحم القتال، وحمل الموفَّق وابنه والخواصّ، فهزموا الزَّنج، وقتلوا منهم مقتلةً هائلة، وأسروا خلقًا، فضربت أعناقهم. وقصد الموفَّق دار الخبيث، وقد التجأ إليها، وانتخب أنجاد أصحابه ليدافعوا عنها، فلمّا لم يغنوا عنه شيئًا أسلمها، وتفرق عنه أصحابه، ونهبت داره وحرمه وأولاده، فهرب الخبيث نحو دار المهلّبيّ قائده. وأتي بحريمه وذرِّيتّه فكان عددهم أكثر من مائة، فأمر الموفَّق بحملهم إلى الموفَّقيّة وأحسن إليهم، وأمر بإحراق دار الخبيث. وكان عنده نساء علويّات وحرائر قد استباحهنّ، وجاءه منهنّ أولاد. فلا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
سنة سبعين ومائتين
فيها توفّي: أحمد بن طولون صاحب مصر، وأحمد بن عبد الله ابن البرقيّ، وأحمد بن المقدام الهرويّ، وإبراهيم بن مرزوق البصريّ، وأسيد بن عاصم، وبكّار بن قتيبة القاضي، والحسن بن عليّ بن عفّان العامريّ، وداود الظّاهريّ الفقيه، والربيع بن سليمان المراديّ، وزكريا بن يحيى المروزيّ، وعبّاس بن الوليد البيروتيّ، وأبو البختريّ عبد الله بن محمد بن شاكر، ومحمد بن إسحاق الصّغانّي، ومحمد بن ماهان زنبقة، ومحمد بن مسلم بن وارة، ومحمد بن هشام بن ملاس.
وفيها وصل لؤلؤ الطُّولوني في جيشٍ عظيم نجدةً للموفق في المحرّم، فكانت بين الموفّق وبين الخبيث وقعةٌ أوهنت الخبيث، ثمّ وقعة أخرى قتل فيها الخبيث وعجّل الله بروحه إلى النّار.
وهو عليّ بن محمد المدَّعي أنه علويّ، وقيل: اسمه بهبوذ. قد ذكرنا وقائعه مع الموفَّق وحصاره الزّمن الطّويل له، إلى أن اجتمع مع الموفَّق زهاء ثلاثمائة ألف مقاتل مطَّوّعة وفي الدّيوان. فلمّا كان في ثاني صفر، وقد التجأ الخبيث إلى جبلٍ ثمّ تراجع هو وأصحابه إلى مدينتهم خفية، وجاءت مقدّمات الموفَّق، فلمّا وصلوا إلى المدينة لم يدروا أنهم قد رجعوا إليها، فأوقعوا بهم، فانهزم الخبيث وأصحابه، وتبعهم أصحاب الموفَّق يأسرون ويقتلون، وانقطع الخبيث في جماعةٍ من قوّاده وفرسانه، وفارقه ابنه انكلائي، وسليمان بن جامع، فظفر أبو العبّاس بن الموفَّق بابن جامع، فكّبر النّاس لمّا أتى به إلى أبيه. ثمّ شدّ الخبيث وأصحابه، فأزال النّاس عن مواقفهم، فحمل عليه الموفَّق فانهزموا وتبعهم إلى آخر نهر أبي الخصيب، فبينا القتال يعمل إذ أتى فارس من أصحاب لؤلؤ إلى الموفَّق ورأس الخبيث في يده، فلم يصدّقه فعرضه على جماعةٍ فعرفوه. فترجل الموفَّق وابنه والأمراء وخرّوا سجَّدًا لله، وكبّروا وحمدوا الله تعالى.
وقيل: إنّ أصحاب الموفَّق لمّا أحاطوا به لم يبق معه إلا المهلَّبيّ، ثم ولّى وتركه، فقذف نفسه في النّهر فقتلوه.
وسار أبو العبّاس ومعه رأس الخبيث على رمحٍ فدخل به بغداد، وعملت قباب الزّينة، وضجّ النّاس بالدّعاء للموفَّق وولده. وكان يومًا
مشهودًا، وأمن النّاس وتراجعوا إلى المدن التي أخذها الخبيث. وكان ظهوره من سنة خمسٍ وخمسين.
قال الصُّولي: إنه قتل من المسلمين ألف ألف وخمسمائة ألف آدميّ، وقتل في يومٍ واحدٍ بالبصرة ثلاثمائة ألف. وكان له منبرٌ في مدينته يصعد عليه ويسبّ عثمان وعليّ ومعاوية وطلحة والزُّبير وعائشة، وهو رأي الأزارقة. وكان ينادى على المرأة العلويّة بدرهمين وثلاثةٍ في عسكره، وكان عند الواحد من الزَّنج العشرة من العلويّات يطأهنّ وتخدمن نساءهم، ومدح الشعراء الموفَّق.
وفي نصف شعبان أعيد المعتمد إلى سامرّاء، ودخل بغداد ومحمد بن طاهر بين يديه بالحربة والحسن في خدمته كأنه لم يحجر عليه.
وفيها انبثق ببغداد في الجانب الغربيّ بثق في نهر عيسى، فجاء الماء إلى الكرخ، فهدم سبعة آلاف دار.
وفيها ظهر أحمد بن عبد الله بن إبراهيم بن إسماعيل بن إبراهيم بن عبد الله بن حسن بن حسن بالصّعيد، وتبعه خلق. فجهّز أحمد بن طولون لحربه جيوشًا، وكانت بينهم وقعات وظفروا به وأتوا ابن طولون به فقتله. ومات بعده ابن طولون بيسير.
وفيها ظهرت دعوة المهديّ باليمن، وكان قبلها بنحو سنتين قد سيّر والده عبيدة، جّد بني عبيد خلفاء المصريّين الروافض الملاحدة الذي زعم أنه ابن محمد بن إسماعيل بن جعفر الصّادق، داعيين لولده عبد الله المهديّ، أحدهما أبو القاسم بن حوشب الكوفّي، والآخر أبو الحسن، فدعوا إلى المهديّ سرًّا. ثمّ سيّر والد المهديّ داعيًا آخر يسمّى أبا عبد الله، فأقام باليمن إلى سنة ثمانٍ وسبعين، فحجّ تلك السّنة، واجتمع بقبيلة من كتامة، فأعجبهم حاله، فصحبهم إلى مصر، ورأى منهم طاعةً وقوّة، فصحبهم إلى المغرب، فكان ذلك أوّل شأن المهديّ.
وفيها نازلت الرّوم طرسوس في مائة ألف وبها يازمان الخادم، فبيَّتهم ليلًا وقتل مقدّمهم وسبعين ألفًا. وأخذ منهم صليبهم الأكبر وعليه جواهر لا قيمة لها، وأخذ من الخيل والأموال والأمتعة ما لا ينحصر، ولم يفلت منهم إلا القليل؛ وذلك في ربيع الأوّل. وكان فتحًا عظيمًا عديم المثل منَّ الله به على الإسلام يوازي قتل الخبيث صاحب الزنج. والحمد لله وحده.
بسم الله الرحمن الرحيم
تراجم أهل هذه الطبقة
1 -
أحمد بن إبراهيم بن حرب
، أبو عبد الله النيسابوري الكاتب.
سمع عبد الوهاب بن عطاء، وشبابة بن سوار، وغيرهما. وعنه مكي بن عبدان، وأبو حامد ابن الشرقي، وأخوه عبد الله ابن الشرقي.
توفي سنة أربع وستين.
2 -
أحمد بن إبراهيم بن هشام بن ملاس
، أبو عبد الله النميري، وقيل: الغساني، الدمشقي.
سمع أباه، وأبا مسهر، وأبا عبد الرحمن المقرئ، وجماعة، وعنه قرابته محمد بن جعفر بن ملاس، وأبو عوانة الإسفراييني، وغيرهما.
3 -
أحمد بن إبراهيم، أبو العباس البغدادي
، وراق خلف بن هشام البزار.
سمع خلفا، ومسددا، ومسلم بن إبراهيم، والقعنبي، وطائفة. وعنه أبو عيسى بن قطن، وإسحاق بن أبي حسان الأنماطي، وحمزة السمسار.
قال الخطيب: كان ثقة، صنف في عدد الآي.
قلت: وكان أحد الحذاق في القراءة، تلا على خلف، وعلى أبي عبيد، ومحمد بن إسحاق المسيبي، وهشام بن عمار، وغيرهم.
4 -
أحمد بن إبراهيم، أبو علي القهستاني
. حافظ، نزل بغداد.
عن يحيى بن يحيى، وابن نمير، وإبراهيم بن المنذر. وعنه ابن مخلد، ومحمد بن جعفر المطيري، وجماعة.
وثق.
توفي سنة سبع وستين ومائتين
5 -
ن ق:
أحمد بن الأزهر بن منيع بن سليط
، أبو الأزهر العبدي النيسابوري الحافظ.
حج ورأى سفيان بن عيينة، وسمع عبد الله بن نمير، وأسباط بن محمد، ومالك بن سعير بن الخمس، ومحمدا ويعلى ابني عبيد، ويعقوب بن إبراهيم الزهري، وعبد الرزاق، ووهب بن جرير، وأبا ضمرة، وطائفة. وعنه النسائي، وابن ماجة، ومحمد بن يحيى ومحمد بن رافع؛ وهما من أقرانه، وابن خزيمة، وأبو حامد ابن الشرقي، ومحمد بن الحسين القطان، وخلق كثير.
قال ابن الشرقي: سمعته يقول: كتب عني يحيى بن يحيى.
وكان أبو الأزهر ثقة بصيرا بهذا الشأن، روى عن عبد الرزاق حديثا منكرا هو منه إن شاء الله بريء العهدة، وهو: أخبرنا معمر، عن الزهري، عن عبيد الله بن عبد الله، عن ابن عباس قال: نظر النبي صلى الله عليه وسلم إلى علي فقال: أنت سيد في الدنيا سيد في الآخرة، من أحبك فقد أحبني، وحبيبي حبيب الله، وعدوك عدوي، وعدوي عدو الله، والويل لمن أبغضك من بعدي.
قال أحمد بن يحيى بن زهير التستري: لما حدث أبو الأزهر بهذا الحديث أخبر يحيى بن معين بذلك، فقال: من هذا الكذاب النيسابوري الذي حدث بهذا؟ فقام أبو الأزهر فقال: هو ذا أنا. فتبسم ابن معين وقال: أما إنك لست بكذاب. وتعجب من سلامته، وقال: الذنب لغيرك في هذا الحديث.
وقال أبو حامد ابن الشرقي: هذا حديث باطل، وكان لمعمر ابن أخ رافضي، وكان معمر يمكنه من كتبه، فأدخل عليه هذا. وكان معمر رجلا مهيبا، لا يقدر عليه أحد في السؤال والمراجعة، فسمعه عبد الرزاق في كتابه.
وقال غير واحد، عن مكي بن عبدان: سمعت أبا الأزهر يقول: خرج عبد الرزاق إلى قريته، فبكرت إليه قبل الصبح، فلما رآني قال: كنت البارحة هنا؟ قلت: لا، ولكني خرجت في الليل. فأعجبه ذلك، فلما فرغ
من صلاة الصبح دعاني وقرأ علي هذا الحديث، وخصني به دون أصحابي.
وروى أبو محمد ابن الشرقي، عن أبي الأزهر قال: كان عبد الرزاق يخرج إلى قريته، فذهبت خلفه، فرآني أشتد، فقال: تعال. فأركبني خلفه على البغل، ثم قال لي: ألا أخبرك حديثا غريبا؟ قلت: بلى. فحدثني الحديث، فلما رجعت إلى بغداد أنكر علي ابن معين وهؤلاء، فحلفت أن لا أحدث به حتى أتصدق بدرهم. وقد رواه محمد بن علي بن سفيان النجار عن عبد الرزاق.
قال أبو حامد ابن الشرقي: قيل لي: لم لا ترحل إلى العراق؟ قلت: وما أصنع وعندنا من بنادرة الحديث ثلاثة؛ محمد بن يحيى، وأبو الأزهر، وأحمد بن يوسف السلمي؟!
قال النسائي: أبو الأزهر لا بأس به.
وعن أبي الأزهر قال: لما أنكر علي ابن معين هذا الحديث حلفت أن لا أحدث به حتى أتصدق بدرهم.
وقال الدارقطني: لا بأس به، وقد أخرج في الصحيح عمن هو دونه.
قال الحسين بن محمد القباني: توفي سنة ثلاث وستين
وقال أبو حاتم: صدوق.
6 -
أحمد بن إسحاق بن يوسف
، أبو بكر الرقي، نزيل بغداد.
عن الهيثم بن جميل، وعبد الله بن جعفر الرقي، وجماعة. وعنه محمد بن مخلد، وأحمد بن محمد السوطي، وغيرهما.
توفي في رجب سنة اثنتين وستين.
صدوق، حسن الحديث.
7 -
أحمد بن إدريس بن يوسف
، أبو جعفر المخرمي.
عن شجاع بن الوليد، ويزيد بن هارون، وقراد أبي نوح، وجماعة.
وعنه القاضي المحاملي، ومحمد بن مخلد، وأبو بكر بن مجاهد.
8 -
أحمد بن بشر بن عبد الوهاب
، أبو طاهر الدمشقي.
حدث ببغداد عن سليمان ابن بنت شرحبيل، ودحيم، وهشام بن عمار، وجماعة. وعنه محمد بن مخلد، وأبو جعفر ابن البختري.
قيل: وثقه عبد الله بن أحمد، وروى عنه أبو عوانة.
9 -
أحمد بن بكر البالسي
.
عن زيد بن الحباب، ومحمد بن مصعب القرقساني، وخالد بن يزيد بن خالد بن عبد الله القسري، وجماعة. وعنه مطين، وابن صاعد، وأبو إسحاق إبراهيم بن أبي ثابت، وآخرون.
ويقال له: أحمد بن بكروية، ويكنى أبا سعيد.
قال ابن عدي: قال لنا عبد الملك بن محمد: روى أحاديث مناكير عن الثقات. ثم قال ابن عدي: حدثنا محمد بن حمدون قال: حدثنا أحمد بن بكر قال: حدثنا حجاج الأعور، عن ابن جريج، عن عطاء، عن أبي سعيد قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من أبغض عمر فقد أبغضني، ومن أحبه فقد أحبني، وأنا مع عمر حيث حل، وهذا حديث منكر، تفرد به.
10 -
أحمد بن بكر بن سيف الجصيني الفقيه
.
عن علي بن الحسن بن شقيق، وعبد العزيز بن أبي رزمة، وعبدان عبد الله بن عثمان، ومحمد بن مزاحم. وعنه علي بن محمد بن مقاتل المديني، وغيره. أحسبه مروزيا.
11 -
أحمد بن جواس الأستوائي النيسابوري
.
عن إسماعيل بن أبي أويس، وأحمد بن يونس اليربوعي، ويحيى بن يحيى التميمي. وعنه عبد الله ابن الشرقي، وموسى بن العباس الجويني.
12 -
أحمد بن الحارث بن قتادة
، أبو عفان الصدفي المصري.
عن عبد الله بن وهب، ويحيى بن حسان.
قال أبو سعيد بن يونس: حدثنا عنه جبلة بمجلس واحد، توفي سنة ست وستين فيما أراني، وكان زعر الأخلاق.
13 -
أحمد بن الحجاج بن الصلت الأسدي
.
سمع عمه محمد بن الصلت. وعنه محمد بن مخلد، وغيره.
توفي سنة اثنتين وستين في جمادى الأولى.
14 -
ن:
أحمد بن حرب بن محمد بن علي بن حيان بن مازن بن الغضوبة
، أبو بكر الطائي الموصلي، أخو علي بن حرب.
سمع سفيان بن عيينة، وعبد الله بن إدريس، وأبا معاوية، وطائفة. وعنه النسائي وقال: هو أحب إلي من أخيه، وأبو بكر بن أبي داود، ومكحول البيروتي، وأحمد بن محمد بن صدقة، وآخرون
قال الأزدي في تاريخه: كان ورعا فاضلا، رابط بأذنة، وبها توفي سنة ثلاث وستين.
15 -
أحمد بن الحسن بن عبد الملك بن مروان الكوفي البقال
.
عن منصور بن أبي قرينة، وأحمد بن المفضل. وعنه ابن عقدة، وقال: مات سنة سبع وستين.
16 -
أحمد بن الحسن بن القاسم
، أبو الحسن الكوفي الملقب برسول نفسه.
قال ابن يونس في تاريخ الغرباء: سكن مصر، وحدث عن سفيان بن عيينة وغيره، مضطرب الحديث، له مناكير، مات بمصر سنة اثنتين وستين.
وقال الدارقطني: متروك.
وقال أبو حاتم بن حبان: كان يضع الحديث.
قلت: وروى أيضا عن وكيع، روى عنه أبو عوانة.
17 -
أحمد بن الحسن السكري الحافظ
.
توفي بمصر سنة ثمان وستين، لا أعرفه، وذكروه مختصرا.
18 -
أحمد بن الحسن بن طوق الحربي
.
عن مسلم بن إبراهيم، وجندل بن والق. وعنه ابن مخلد، وابن البختري.
19 -
أحمد بن الحسين
بن عباد
، أبو العباس البغدادي، نزيل الري.
قدمها سنة سبع وخمسين، فحدث عن عبد الله بن رجاء، وعفان، والمنهال بن بحر وطبقتهم. وعنه أبو حاتم وولد، وقال: صدوق.
وقال أبو بكر الخطيب: هو نسائي الأصل. روى عنه محمد بن مخلد، وابن صاعد، ويلقب: بنانا.
20 -
أحمد بن الحسين، أبو مجالد الضرير، مولى المعتصم.
أخذ عن جعفر بن مبشر علم الكلام، وكان من دعاة المعتزلة.
هلك سنة تسع وستين، وقيل: قبلها بعام.
21 -
أحمد بن حمدون
، أبو عبد الله البغدادي الكاتب الأخباري الشاعر، أحد الموصوفين بالظرف والآداب.
نادم الخلفاء، وقد مدحه البحتري.
توفي سنة أربع وستين
روى عنه ابن أخيه علي بن بسام، وجعفر بن قدامة، وأحمد بن الطيب السرخسي.
22 -
أحمد بن الخصيب بن عبد الحميد
، الوزير أبو العباس الجرجرائي.
وزر للمنتصر وللمستعين، ثم نفاه المستعين إلى الغرب في سنة ثمان وأربعين، وكان أبوه ولي إمرة الديار المصرية.
وقيل: إن أحمد كان فيه حدة وتسرع.
قال أحمد بن أبي طاهر الكاتب: كان يحتد على من يراجعه، ويخرج رجله من الركاب فيرفس من يراجعه، ففيه أقول من أبيات:
قل للخليفة: يا بن عم محمد أشكل وزيرك إنه محلول فلسانه قد جال في أعراضنا والرجل منه في الصدور تجول وذكر الصولي عن الحسين بن يحيى أن أحمد بن الخصيب كان يتصدق كل يوم بخمسين دينارا إلى أن نكب، فكان يمنع نفسه القوت، ويتصدق بخمسين درهما.
توفي أحمد سنة خمس وستين
23 -
أحمد بن خلف
، أبو صالح الهمذاني الزعفراني.
عن القاسم بن الحكم، وعبيد الله بن موسى. وعنه ابن ماجة أحمد بن الحسن، والحسن بن علي بن أبي الحناء.
وقيل: كان صدوقا صالحا.
24 -
أحمد بن الخليل بن مالك
، أبو العباس البغدادي، مولى بني العباس، يعرف بحور.
عن أبي بكر بن عياش، وأبي أسامة، والأصمعي. وعنه عباس الدوري؛ حدث عنه سنة ستين في حياته، ومحمد بن مخلد، وأبو عبد الله الحكيمي، وآخرون.
وهو ضعيف؛ قاله الدارقطني.
25 -
أحمد بن رجاء بن سعيد الفريابي
.
حدث ببغداد عن الواقدي. وعنه محمد بن مخلد، وقال: توفي سنة خمس وستين.
26 -
أحمد بن رشد بن خثيم الهلالي
.
عن عمه سعيد بن خثيم. وعنه أبو حاتم الرازي، وأبو العباس بن عقدة.
توفي سنة خمس أيضا.
27 -
أحمد بن زنجوية الهروي
.
عن أبي نعيم، وعبيد الله بن موسى، وعنه أهل بلده. توفي سنة أربع وستين.
28 -
أحمد بن أبي زهير الخراساني
، أبو وهب.
روى عن النضر بن شميل مسنده، ومات سنة اثنتين وستين.
29 -
أحمد بن زيد التنيسي
.
عن سفيان بن عيينة، وعنه أحمد بن علي بن حسنوية المقرئ. وقع لنا من عواليه في أمالي ابن مندة.
30 -
أحمد بن سعيد بن نجدة الأزدي البغدادي
.
عن أبي بدر السكوني، وعلي بن عاصم، ويزيد بن هارون، وجماعة. وعنه محمد بن علي الرقي، وزيد بن عبد العزيز الموصلي.
مات سنة ست وستين، أظن بالموصل.
31 -
ن:
أحمد بن سليمان بن عبد الملك
، أبو الحسين الرهاوي الحافظ، أحد الأئمة.
رحل وطوف، وسمع زيد بن الحباب، ويحيى بن آدم، وجعفر بن عون، وهذه الطبقة. وعنه النسائي فأكثر، وأبو عروبة، ومكحول محمد بن عبد الله، وآخرون. وأجاز لعبد الرحمن بن أبي حاتم.
توفي سنة إحدى وستين
قال النسائي: ثقة مأمون، صاحب حديث.
32 -
أحمد بن أبي سليمان
، وقيل: أحمد بن سليمان، أبو جعفر القواريري.
ادعى أنه سمع من حماد بن سلمة. روى عنه نهشل بن دارم، ومحمد بن مخلد.
قال ابن مخلد: سمعته يقول: ولدت سنة إحدى وخمسين ومائة، وكتبت عن حماد بن سلمة، وحزم بن أبي حزم، وخالد الطحان، وسمى جماعة، إلى أن قال: وكتبت عن محمد بن إسحاق بالكوفة، ولم أكتب عنه المغازي.
قلت: يكفيه فضيحة ادعائه أنه كتب عن ابن إسحاق بعد أن أخبر بمولده.
كذبه أبو الفتح الأزدي، والخطيب، والناس. ولقد أثم ابن مخلد بروايته عن مثل هذا الكذاب، وقال: سمعت منه سنة سبعين في صفر.
33 -
ن:
أحمد بن سيار بن أيوب
، أبو الحسن المروزي الحافظ الفقيه، أحد الأعلام.
سمع عفان، وسليمان بن حرب، وعبدان، ومحمد بن كثير، وصفوان بن صالح الدمشقي، وإسحاق بن راهوية، ويحيى بن بكير، وطبقتهم. وعنه النسائي ووثقه، وقيل: إن البخاري روى عنه عن محمد بن أبي بكر المقدمي. وروى عنه محمد بن نصر المروزي، وابن خزيمة، وأبو بكر بن أبي داود، ومحمد بن عقيل البلخي، وأبو العباس محمد بن أحمد بن محبوب، وحاجب بن أحمد الطوسي، وطائفة.
وهو مصنف تاريخ مرو.
وقال عبد الرحمن بن أبي حاتم: حدثنا عنه علي بن الجنيد، ورأيت
أبي يطنب في مدحه ويذكره بالعلم والفقه.
قلت: وهو أحد أصحاب الوجوه من الشافعية، أوجب الأذان للجمعة دون غيرها، وأوجب رفع اليدين في تكبيرة الإحرام كداود الظاهري، وكان بعض العلماء يشبهه في زمانه بابن المبارك علما وفضلا.
توفي في ربيع الآخر سنة ثمان وستين، وقد استكمل سبعين سنة.
34 -
أحمد بن شيبان بن الوليد بن حيان الفزاري
، أبو عبد المؤمن الرملي.
سمع سفيان بن عيينة، وعبد المجيد بن أبي رواد، وعبد الملك الجدي، ومؤمل بن إسماعيل، وعنه يوسف بن موسى المروزي، وأبو العباس الأصم، وعثمان بن محمد بن أحمد السمرقندي، ويحيى بن محمد بن صاعد، وأبو بكر محمد بن إسحاق بن خزيمة، وآخرون.
وثقه أبو عبد الله الحاكم.
وقال ابن حبان: يخطئ.
قلت: وقع لنا حديثه بعلو في الثقفيات والخلعيات. وتوفي في صفر سنة ثمان وستين.
35 -
أحمد بن صالح بن شيرزاد الوزير
، أبو بكر القطربلي.
أراده الخليفة المستعين أن يلي الوزارة عند اختفاء وزيره أبي صالح، فاستعفى، ثم إنه وزر للمعتمد بعد الحسن بن مخلد، وكان رئيسا بليغا شاعرا ظريفا إلا أنه شدد على الدواوين، فهجوه. وله في وصف جارية كاتبة:
كأن خطها صفاتها، فمدادها سواد شعرها، وقرطاسها لونها، وقلمها بعض أناملها، وبيانها سحر مقلتها، وسكينها غنج لحظها، ومقطها قلب عاشقها.
مات في ربيع الأول سنة ست وستين ومائتين، ومات بالفالج.
36 -
أحمد بن الضوء بن المنذر الكرميني
، أبو بكر، أخو محمد
ابن الضوء.
سمع مكي بن إبراهيم، والقعنبي. وعنه عمر بن محمد بن بجير، وأحمد بن محمد بن الخليل.
وكان خيرا صالحا، توفي سنة خمس وستين.
وكانت وزارته خمسة وأربعين يوما، وبقي بالفالج خمسة أشهر، وله نظم بديع، ذكره ابن النجار.
37 -
أحمد بن طولون
، الأمير أبو العباس التركي، صاحب مصر.
ولد بسامراء، ويقال: إن طولون تبناه، وكان ظاهر النجابة من صغره، وكان طولون قد أهداه نوح عامل بخارى إلى المأمون في جملة غلمان، وذلك في سنة مائتين، فمات طولون في سنة أربعين ومائتين، ونشأ ابنه على مذهب جميل فحفظ القرآن وأتقنه. وكان من أطيب الناس صوتا به، مع كثرة الدرس وطلب العلم. وحصل وتنقلت به الأحوال إلى أن ولي إمرة الثغر، وولي إمرة دمشق وديار مصر، وأول دخوله مصر سنة أربع وخمسين ومائتين وعمره أربعون سنة، فملكها بضع عشرة سنة.
وبلغنا أنه خلف من الذهب الأحمر عشرة آلاف ألف دينار، وأربعة وعشرين ألف مملوك. ويقال: إنه خلف ثلاثة وثلاثين ولدا ذكورا وإناثا، وستمائة بغل ثقل. وقيل: إن خراج مصر بلغ في العام في أيامه أربعة آلاف ألف دينار وثلاثمائة ألف دينار.
وكان شجاعا حازما مهيبا خليقا للملك، جوادا ممدحا. وقيل: بلغت نفقته كل يوم ألف دينار، إلا أنه كان سفاكا للدماء ذا سطوة وجبروت.
قال القضاعي: أحصي من قتله صبرا، فكان جملتهم مع من مات في سجنه ثمانية عشر ألفا.
وأنشأ الجامع المشهور، وغرم على بنائه أكثر من مائة ألف دينار، وكان الخليفة مشغولا عنه بحرب الزنج.
وكان فيما قيل حسن له بعض التجار التجارة، فدفع إليه خمسين ألف
دينار، فرأى في النوم كأنه يمشمش عظما، فدعى المعبر وقص عليه، فقال: لقد سمت همة مولانا إلى مكسب لا يشبه خطره. فأمر صاحب صدقته أن يأخذ الخمسين ألف دينار من التاجر ويتصدق بها، وكان - سامحه الله تعالى - قد ضبط الثغور وعمرها، وكان صحيح الإسلام معظما للحرمات، محبا للجهاد والرباط.
قال أحمد بن خاقان - وكان تربا لأحمد بن طولون: ولد أحمد سنة أربع عشرة ومائتين، ونشأ في الفقه والتصون، فانتشر له حسن الذكر، وكان شديد الإزراء على الأتراك فيما يرتكبونه، إلى أن قال لي يوما: يا أخي، إلى كم نقيم على الإثم، لا نطأ موطئا إلا كتب علينا فيه خطيئة، والصواب أن نسأل الوزير عبيد الله بن يحيى أن يكتب لنا بأرزاقنا إلى الثغر ونقيم به في ثواب. ففعلنا ذلك، فلما صرنا بطرسوس سر بما رأى من الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ثم عاد إلى العراق فارتفع محله.
قال محمد بن يوسف الهروي نزيل دمشق: كنا عند الربيع بن سليمان سنة ثمان وستين، إذ جاءه رسول أحمد بن طولون بكيس فيه ألف دينار، وقال لي عبد الله القيرواني: بل كان سبعمائة دينار، وصرة فيها ثلاثمائة دينار، لابنه أبي الطاهر. فدعى الربيع ابنه حتى جاءه، فأمره بقبض المال.
ذكر محمد بن عبد الملك الهمداني أن أحمد بن طولون جلس يأكل، فرأى سائلا، فأمر له بدجاجة ورغيف وحلوى، فجاء الغلام وقال: ناولته فما هش له. فقال: علي به. فلما مثل بين يديه لم يضطرب من الهيبة، فقال: أحضر الكتب التي معك واصدقني، فقد ثبت عندي أنك صاحب خبر، وأحضر السياط فاعترف، فقال بعض من حضر: هذا والله السحر. قال: ما هو بسحر، ولكنه قياس صحيح، رأيت سوء حاله فسيرت له طعاما يسر له الشبعان فما هش، فأحضرته فتلقاني بقوة جأش، فعلمت أنه صاحب خبر.
قال أبو الحسين الرازي: سمعت أحمد بن حميد بن أبي العجائز وغيره من شيوخ دمشق قالوا: لما دخل أحمد بن طولون دمشق وقع فيها حريق عند كنيسة مريم، فركب إليه أحمد ومعه أبو زرعة النصري وأبو
عبد الله محمد بن أحمد الواسطي كتابه، فقال ابن طولون لأبي زرعة: ما يسمى هذا الموضع؟ فقال: كنيسة مريم. فقال أبو عبد الله: وكان لمريم كنيسة؟ قال: ما هي من بناء مريم، إنما بنوها على اسمها. فقال ابن طولون: ما لك والاعتراض على الشيخ. ثم أمر بسبعين ألف دينار من ماله، وأن يعطى كل من احترق له شيء، ويقبل قوله ولا يستحلف، فأعطوا وفضل من المال أربعة عشر ألف دينار. ثم أمر ابن طولون بمال عظيم ففرق في فقراء أهل دمشق والغوطة، وأقل من أصابه من المستورين دينار.
وعن محمد بن علي الماذرائي قال: كنت أجتاز بتربة أحمد بن طولون فأرى شيخا ملازما للقبر، ثم إني لم أره مدة، ثم رأيته فسألته، فقال: كان له علينا بعض العدل إن لم يكن الكل، فأحببت أن أصله بالقراءة. قلت: فلم انقطعت؟ قال: رأيته في النوم وهو يقول: أحب أن لا يقرأ عندي، فما تمر من آية إلا قرعت بها وقيل لي: ما سمعت هذه؟
توفي بمصر في ذي القعدة سنة سبعين، وتملك بعده ابنه خماروية.
38 -
أحمد بن العباس التركي
.
بغدادي ثقة، سمع مصعب بن المقدام، وعنه محمد بن مخلد.
39 -
أحمد بن عبد الله بن صالح بن مسلم
، أبو الحسن الكوفي العجلي الحافظ الزاهد، نزيل أطرابلس المغرب.
سمع الحسين بن علي الجعفي، ومحمد بن جعفر غندرا، وأبا داود الحفري، ومحمدا ويعلى ابني عبيد الطنافسي، ومحمد بن يوسف الفريابي، وعثمان بن حديد الإلبيري، وشبابة بن سوار، ووالده عبد الله، وخلقا سواهم.
روى عنه ابنه صالح بن أحمد كتابه المصنف في الجرح والتعديل، وهو كتاب مفيد يدل على إمامة الرجل وسعة حفظه.
قال عباس الدوري: إنما كنا نعده مثل أحمد بن حنبل، ويحيى بن معين.
قلت: ولد سنة اثنتين وثمانين ومائة، ونزح إلى الغرب أيام المحنة بخلق القرآن.
وتوفي سنة إحدى وستين ومائتين بأطرابلس.
وآخر من روى عنه مسند الأندلس محمد بن فطيس الغافقي، وروى عنه قبله سعيد بن إسحاق وجماعة.
وكان يقول: من آمن بالرجعة فهو كافر، ومن قال: القرآن مخلوق، فهو كافر.
وقال بعض الأئمة: لم يكن لأبي الحسن أحمد بن عبد الله عندنا بالمغرب شبيه ولا نظير في زمانه في معرفة الحديث وإتقانه، وفي زهده وورعه. وقال المؤرخ أبو العرب محمد بن أحمد بن تميم الحافظ بالقيروان: سألت مالك بن عيسى القفصي الحافظ: من أعلم من رأيت بالحديث؟ قال: أما في الشيوخ فأحمد بن عبد الله العجلي.
وقال محمد بن أحمد بن غانم الحافظ: سمعت أحمد بن مغيث - مقرئ ثقة - يقول: سئل يحيى بن معين عن أحمد بن عبد الله بن صالح العجلي فقال: هو ثقة ابن ثقة ابن ثقة.
وقال بعضهم: إنما سكن أحمد بأطرابلس طلبا للتفرد والعبادة. وقبره هناك على الساحل، وقبر ابنه صالح إلى جنبه.
وتوفي صالح سنة اثنتين وعشرين وثلاثمائة.
وقال أحمد: رحلت إلى أبي داود الطيالسي، فمات قبل قدومي بيوم.
وكان أبوه من أصحاب حمزة الزيات.
40 -
أحمد بن عبد الله بن القاسم
، أبو بكر التميمي الوراق الحافظ.
سمع عبيد الله بن معاذ العنبري، وصالح بن حاتم بن وردان. وعنه ابن مخلد العطار، وأبو سعيد ابن الأعرابي.
وكان بصريا، يعرف برغيف.
توفي سنة تسع وستين.
41 -
أحمد بن عبد الله الخجستاني.
الأمير المتغلب على نيسابور
، كان جبارا ظالما غاشما من أتباع يعقوب بن الليث الذي ستأتي أخباره، ثم خرج عن طاعة يعقوب واستولى على نيسابور وبسطام في أثناء سنة إحدى وستين ومائتين، وأخذ يظهر الميل إلى بني طاهر ليستميل بذلك قلوب الرعية، وبقي يكتب أحمد بن عبد الله الطاهري، ثم كاتب رافع بن هرثمة، فقدم عليه وتلقاه وجعله أتابكه.
وله حروب وأمور، وهو الذي قتل يحيى ابن الذهلي، فرآه بعضهم في النوم فقال: أنا لم أقتل ولم أجد حر القتل، ولكن الله أشقى الخجستاني بي.
قلت: اتفق على الخجستاني اثنان من غلمانه فذبحاه وهو سكران لست بقين من شوال سنة ثمان وستين
وقال محمد بن صالح بن هانئ: لما قتل يحيى بن محمد حيكان ترك أبو عمرو أحمد بن المبارك المستملي اللباس القطني، فكان يلبس في الشتاء فروا بلا قميص، وفي الصيف مسحا، فتقدم يوما إلى أحمد بن عبد الله، فأخذ بعنانه وقال: يا ظالم، قتلت الإمام ابن الإمام العالم ابن العالم! فارتعد أحمد بن عبد الله ونفرت دابته، فأتت الرجالة لتضربه فقال: دعوه دعوه. فبلغني عن أبي حاتم نوح قال: قال لي الخجستاني: والله ما فزعت من أحد فزعي من صاحب الفروة، ولقد ندمت حينئذ على قتل حيكان.
خجستان: من جبل هراة.
ومن عسفه في مصادرته للرعية أنه نصب رمحا وأمرهم أن يغطوا أسنانه بالدراهم.
42 -
أحمد بن عبد الله بن زياد، أبو جعفر البغدادي الحداد
.
سمع أبا نعيم، وعفان، وقبيصة، ومسلم بن إبراهيم. وعنه محمد بن مخلد، وأبو العباس بن عقدة، وإسماعيل الصفار.
قال الخطيب: كان فهما ثقة.
وقال ابن مخلد: مات في طريق مكة سنة خمس وستين.
43 -
أحمد بن عبد الله بن زياد، أبو جعفر التستري
.
عن سهل بن عثمان العسكري وغيره. وعنه يحيى بن صاعد، ومحمد بن مخلد، وغيرهما.
44 -
أحمد بن عبد الله بن سالم
، أبو الطاهر، الهمداني مولاهم، الجيزي المعدل.
رأى عبد الله بن وهب. وروى عن خالد بن نزار الأيلي، وسعد بن الجهم، وغيرهما.
قال ابن يونس: حدثونا عنه، توفي في سنة ثلاث وستين.
45 -
أحمد بن عبد الله بن عبد الرحيم بن سعيد
، أبو بكر ابن البرقي، المصري الحافظ، مولى بني زهرة.
سمع عمرو بن أبي سلمة التنيسي، وأسد بن موسى، وعبد الملك بن هشام، وطبقتهم.
وله كتاب في معرفة الصحابة وأنسابهم، رواه عنه أحمد بن علي المدائني. وكان إماما حافظا متقنا، عاش بعد أخيه محمد مدة، وعاش بعده أخوه عبد الرحيم مدة أيضا، رفست أحمد دابة في شهر رمضان سنة سبعين ومائتين فمات منها، رحمه الله.
وقد وهم الطبراني وهما منكرا، فسمع الكثير من عبد الرحيم بن عبد الله ابن البرقي عن ابن هشام وعبد الله بن يوسف التنيسي وغيرهما، وسماه أحمد بن عبد الله، فتراه في معاجمه يقول: حدثنا أحمد بن عبد الله ابن البرقي، وهو عبد الرحيم بلا شك؛ إنما اشتبه عليه هذا بهذا. والطبراني لم
يدرك أحمد، ويؤيد هذا أن عبد الرحيم توفي سنة ست وثمانين، ولم يقل أبدا: حدثنا عبد الرحيم بن عبد الله، فوهم كما ترى وسماه أحمد.
46 -
أحمد بن عبد الحميد بن خالد
، أبو جعفر الحارثي الكوفي.
سمع أبا يحيى عبد الحميد الحماني، وحسين بن علي الجعفي، وأبا أسامة، وجعفر بن عون. وعنه أبو العباس بن عقدة، وابن الأعرابي، وأبو العباس الأصم.
توفي في شوال سنة تسع وستين.
47 -
أحمد بن عبد الخالق بن بكر بن حمدان
، أبو بكر الضبعي.
عن عبد الله بن بكر السهمي، وأبي داود الطيالسي، وأبي عاصم. وعنه أبو ذر ابن الباغندي، ومحمد بن السري التمار، ومحمد بن جعفر المطيري.
48 -
م:
أحمد بن عبد الرحمن بن وهب بن مسلم
، أبو عبيد الله القرشي مولاهم، المصري، الملقب ببحشل.
سمع الكثير عن عمه عبد الله بن وهب، وسمع من الشافعي، وبشر بن بكر التنيسي، وغير واحد. وعنه مسلم، وأبو زرعة، وأبو حاتم، ومحمد بن جرير الطبري، وأبو بكر بن زياد النيسابوري، وعبد الرحمن بن أبي حاتم، وآخرون.
قال ابن عدي: رأيت أهل مصر الذين لحقتهم مجمعين على ضعفه، ورأيت الغرباء لا يمتنعون من الرواية عنه، وسألت عبدان عنه فقال: كان مستقيم الأمر في أيامنا.
قال ابن عدي: ومن ضعفه أنكر عليه أحاديث أنا ذاكر بعضها؛ فروى له خمسة أحاديث، قال: وأنكر عليه كثرة روايته عن عمه، وحرملة أكثر منه. قال: وكل ما أنكروه عليه فيحتمل وإن لم يروه عن عمه غيره، ولعله خصه به.
قلت: توفي في ربيع الآخر سنة أربع وستين.
49 -
أحمد بن عبد الرحمن بن المفضل بن سيار
، أبو بكر الحراني الكزبراني، مولى بني أمية.
حدث ببغداد عن عثمان بن عبد الرحمن الطرائفي، وعبيد الله بن عبد المجيد الحنفي، والمغيرة بن سقلاب. وعنه ابن صاعد، وقاسم المطرز، وجماعة.
قال محمود بن محمد الرافقي: توفي سنة أربع وستين.
50 -
أحمد بن عبد المؤمن المروزي
.
عن عبيد الله بن موسى، وعنه وصيف بن عبد الله.
وكان ثقة، مات بمصر في شوال سنة سبع وستين.
51 -
أحمد بن علي بن يوسف المري
، أبو بكر الخراز.
قيده ابن ماكولا براء ثم زاي. سمع أبا المغيرة، ومحمد بن يوسف الفريابي، وأحمد بن خالد الوهبي. وعنه الحسن الحضائري، وأبو عوانة الإسفراييني، وجماعة.
• - أحمد بن عمرو الخصاف؛ في الخاء.
52 -
أحمد بن عميرة التنيسي
.
عن عمرو بن أبي سلمة، وعنه أبو نعيم بن عدي الجرجاني.
توفي سنة سبعين.
53 -
أحمد بن عيسى
، أبو طاهر.
سمع أباه، وابن أبي فديك. وعنه محمد بن منصور الشعيثي الكوفي.
54 -
أحمد بن الفضل
، أبو جعفر المروزي الصائغ، نزيل عسقلان.
عن مروان بن معاوية الفزاري، وبشر بن بكر التنيسي، ويحيى بن حسان. وعنه ابن خزيمة، وأبو بكر بن زياد النيسابوري، والأصم، وجماعة.
55 -
أحمد بن القاسم بن عطية
، أبو بكر الرازي البزاز الحافظ.
سمع محمد بن أبي بكر المقدمي، وهشام بن عمار، وجماعة كثيرة. وأكثر التطواف. وعنه الوليد بن أبان، وعبد الرحمن بن حمدان الجلاب، وعبد الرحمن بن أبي حاتم وقال: ثقة.
56 -
أحمد بن الليث بن ناصح
، أبو نصر الجعفي الكاتب.
عن علي بن عياش، وأبي اليمان.
توفي سنة ثلاث وستين.
وعنه أبو ذر محمد بن محمد القاضي، وعلي بن الحسن بن عبدة.
57 -
أحمد بن محمد بن عثمان
، أبو عمرو الثقفي الدمشقي.
عن الوليد بن مسلم، ومحمد بن شعيب. وعنه ابن جوصا، وأبو عوانة في صحيحه، وجماعة.
وكان صدوقا.
توفي في شوال سنة إحدى وستين.
58 -
أحمد بن محمد بن هانئ الفقيه
، أبو بكر الأثرم الطائي، ويقال: الكلبي الإسكافي الحافظ، صاحب الإمام أحمد.
سمع عبد الله بن بكر، وأبا نعيم، وعفان، وعبد الله بن رجاء، وأبا الوليد الطيالسي، وحرمي بن حفص، ومعاوية بن عمرو، والقعنبي، ومسددا، وطبقتهم. وعنه موسى بن هارون الحافظ، والنسائي في سننه، وأحمد بن محمد بن ساكن الزنجاني، وابن صاعد، وعلي بن أبي طاهر القزويني، وعمر بن محمد بن عيسى الجوهري.
وجمع وصنف السنن، وخرج كتاب العلل. وله مسائل سألها الإمام أحمد.
قال أبو بكر الخلال: كان الأثرم جليل القدر حافظا، لما قدم عاصم بن علي بغداد طلب من يخرج له فوائد، فلم يجد غير أبي بكر، فلم يقع منه بموقع لحداثة سنه، فقال لعاصم: أخرج كتبك. فجعل يقول له: هذا الحديث خطأ، وهذا غلط، وهذا كذا، فسر عاصم به، وأملى قريبا من خمسين مجلسا.
وكان مع الأثرم تيقظ عجيب حتى نسبه يحيى بن معين أو يحيى بن أيوب المقابري، فقال: كان أحد أبوي الأثرم جنيا.
وقد أخبرني أبو بكر بن صدقة قال: سمعت أبا القاسم ابن الختلي قال: قدم رجل فقال: أريد من يكتب لي في الصلاة ما ليس في كتب أبي بكر بن أبي شيبة. فقلنا له: ليس لك إلا الأثرم. قال: فوجهوا إليه ورقا، فكتب ستمائة ورقة من كتاب الصلاة. قال: فنظرنا، فإذا ليس في كتاب أبي بكر بن أبي شيبة منه شيء.
وأخبرني أبو بكر بن صدقة قال: سمعت إبراهيم الأصبهاني يقول: أبو بكر الأثرم أحفظ من أبي زرعة الرازي وأتقن.
وسمعت الحسن بن علي بن عمر الفقيه يقول: قدم شيخان من خراسان للحج فحدثا، فقعد هذا ناحية معه خلق ومستملي، وقعد الآخر ناحية كذلك، فجلس الأثرم بينهما فكتب ما أمليا معا.
توفي الأثرم بإسكاف.
59 -
ن:
أحمد بن محمد بن أبي رجاء المصيصي
، أبو جعفر.
سمع شعيب بن حرب، وأبا نعيم. وعنه النسائي، ومكحول البيروتي، وأحمد بن علي بن حسنوية، وأحمد بن عبيد الله الدارمي.
قال النسائي: لا بأس به.
60 -
:
أحمد بن محمد بن أبي بكر المقدمي البصري
، أبو عثمان، نزيل الحرم.
سمع أباه، ومسلم بن إبراهيم، وحجاج بن منهال، وأبا همام محمد بن محبب. وعنه ابن أبي الدنيا، وأبو بكر بن أبي عاصم، وابن صاعد، وعبد الرحمن بن أبي حاتم وقال: صدوق.
قلت: توفي سنة ثلاث أو أربع وستين.
وأما ولده:
61 -
محمد بن أحمد بن محمد المقدمي
، فولي قضاء مكة.
روى عنه الطبراني.
62 -
ن:
أحمد بن محمد بن المغيرة
، أبو حميد الحمصي العوهي.
عن شريح بن يزيد، ويحيى بن سعيد العطار، والمعافى بن عمران الظهري. وعنه النسائي.
توفي بحمص سنة أربع وستين.
وروى عنه أيضا عبد الرحمن بن أبي حاتم ووثقه، وأحمد بن عمير بن جوصا، وآخرون.
63 -
أحمد بن محمد بن الحسين بن حفص
، أبو جعفر الأصبهاني. من بيت حشمة وسؤدد، ويلقب بأحمولة.
كان سخيا جوادا، كثير البر. سمع جده، وخلاد بن يحيى، وأبا نعيم، والقعنبي. وعنه عصام بن سلم، وأحمد بن الجارود، وأبو بكر بن أبي داود، ومحمد بن العباس الأخرم.
وتوفي سنة أربع وستين ومائتين.
64 -
أحمد بن محمد بن أنس القربيطي
، أبو العباس.
عن محمد بن أبي بكر المقدمي، وإبراهيم بن زياد سبلان، ووهب بن بقية. وعنه ابن مخلد، ومحمد بن نوح الجنديسابوري، وغيرهما. وثقه الخطيب.
قال ابن مخلد: مات في شوال سنة أربع وستين ومائتين. وممن كتب عنه أبو حاتم وولده عبد الرحمن، وكان من علماء الحديث. وفي السابق للخطيب أن محمد بن سعد روى عن هذا، ثم ساق الخطيب من طريق ابن فهم، قال ابن سعد: حدثنا أحمد بن محمد بن أنس قال: حدثنا الفلاس، فذكر حديثا.
65 -
أحمد بن محمد بن إسحاق بن مزيد
، أبو علي الأصبهاني، ختن رجاء بن صهيب.
سمع مكي بن إبراهيم، والأصمعي، وجماعة. وعنه محمد بن أحمد بن يزيد، وأحمد بن الحسين؛ شيخا أبي الشيخ، وغيرهما.
66 -
أحمد بن محمد بن حبيب
، أبو محمد البلخي الذهبي.
روى عن داود بن المحبر وغيره.
مات في جمادى الأولى سنة ست وستين.
67 -
أحمد بن محمد بن سعيد بن أبان القرشي
، الأموي مولاهم، الهمذاني، المعروف بالتبعي.
قدم بغداد، وحدث عن أصرم بن حوشب، والقاسم بن الحكم العرني، والحسن الأشيب، وغيرهم. وعنه مطين، وابن خزيمة، وابن صاعد، والمحاملي، ومحمد بن مخلد، وعبد الرحمن بن أبي حاتم وقال: صدوق.
مات سنة سبع وستين.
68 -
أحمد بن محمد بن أبي موسى
، أبو بكر الوراق.
أحد تلامذة أحمد بن حنبل، روى عن بشار بن موسى وغيره.
توفي سنة ثمان وستين.
69 -
أحمد بن محمد بن السكن
، أبو بكر القطيعي، ويعرف بأبي خراسان.
سمع عبد الصمد بن حسان، ومحمد بن سابق، وإسحاق بن هشام التمار. وعنه محمد بن صالح القهستاني، وعلي بن إسحاق المادرائي، ومحمد بن مخلد العطار.
توفي في ربيع الأول سنة ثمان أيضا.
70 -
أحمد بن محمد بن مخلد
، أبو حامد الهروي الفقيه.
كان ثقة صاحب سنة، رحل وحمل عن أبي نعيم وقبيصة.
توفي سنة تسع وستين.
71 -
أحمد بن محمد بن أيوب الواسطي
، بلبل.
عن شاذ بن فياض، ومحمد بن عمر بن هياج. وعنه ابن أبي حاتم وقال: سئل أبي عنه فقال: شيخ.
72 -
أحمد بن محمد بن عبيد الله بن المدبر
، أبو الحسن الضبي الكاتب السرمرائي.
ولي مساحة الشام زمن المتوكل، وكان مفوها شاعرا مترسلا عالما يصلح للقضاء. وله أخ اسمه إبراهيم، شاعر محسن رئيس. وللبحتري فيهما مدائح.
ثم ولي أحمد كما ذكرنا خراج دمشق ومصر أيضا، ثم قبض عليه أحمد بن طولون وعذبه في سنة خمس وستين، لأنه سجنه ثم طلبه وقال:
ما حالك؟ فقال: تسألني عن حالي وأنت عملت بي هذا يا عدو الله! أخذك الله من مأمنك. فأمر بقتله، وقيل: بل بقي في أضيق سجن حتى مات سنة سبعين.
73 -
أحمد بن محمد بن عبد الكريم
، أبو العباس الكاتب، مصنف كتاب الخراج.
توفي في هذا العام.
74 -
أحمد بن محمد بن يوسف
، أبو جعفر البغدادي البزاز.
عن حجاج الأعور، وروح بن عبادة. وعنه ابن مخلد، وأبو عوانة، وأبو الحسين ابن المنادي، وغيرهم.
توفي سنة سبعين.
وكان ثقة.
75 -
أحمد بن المبارك الإسماعيلي
، نزيل الجزيرة.
روى عن أبي نعيم وطبقته، وعنه أبو عروبة في سنة ثلاث وستين.
وعرف بالإسماعيلي لتتبعه لأحاديث إسماعيل بن أبي خالد.
76 -
أحمد بن معاوية بن الهذيل
، أبو جعفر العنبري الأصبهاني.
عن الحسين بن حفص، وإبراهيم بن أيوب الفرساني. وعنه علي بن رستم، ومحمد بن يحيى بن معاوية.
وهو أخو الهذيل، روى الهذيل أيضا عن الحسين بن حفص، وعنه أحمد بن الحسين الأصبهاني، توفي الهذيل سنة ستين، وتوفي أحمد سنة نيف وستين.
77 -
أحمد بن المقدام
، أبو جعفر الهروي، قاضي باذغيس، ويعرف بذي القرنين.
سمع يزيد بن أبي حكيم العدني، وأبا نعيم، والقعنبي، وجماعة. وعنه الحسن بن عمران، وأبو إسحاق البزاز، وأبو سعيد محمد بن أحمد بن ديسم؛ الهرويون.
وقع حديثه عاليا في جزء ابن الفالي.
توفي سنة سبعين.
78 -
أحمد بن مهران بن المنذر
، أبو جعفر الهمذاني القطان.
سمع محمد بن عبد الله الأنصاري، وعثمان بن الهيثم المؤذن، والقعنبي. وعنه علي بن مهروية القزويني.
قال أبو حاتم: صدوق.
79 -
ق:
أحمد بن منصور بن سيار بن معارك
، الحافظ أبو بكر الرمادي، أحد الثقات المشاهير.
سمع أبا النضر، ويزيد بن هارون، وأبا داود الطيالسي، وزيد بن الحباب، وأسود بن عامر، وعبد الرزاق - رحل إليه - وعفان، وعبيد الله بن موسى، وخلقا بالشام والعراق واليمن ومصر.
رحل مع يحيى بن معين، وكتب وصنف المسند، وكان له حفظ ومعرفة.
وعنه ابن ماجة، وإسماعيل القاضي، وأبو القاسم البغوي، وابن صاعد، والمحاملي، وابن أبي حاتم، وابن عياش القطان، وإسماعيل الصفار، وطائفة.
قال ابن أبي حاتم: كان أبي يوثقه.
وعن إبراهيم بن أورمة قال: لو أن رجلين قال أحدهما: حدثنا الرمادي، وقال الآخر: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، كانا سواء.
قال ابن المنادي: مات الرمادي سنة خمس وستين لأربع بقين من ربيع الآخر، وقد استكمل ثلاثا وثمانين سنة.
80 -
أحمد بن وهب الزيات
.
من كبار العارفين ببغداد. صحب بشرا، والسري، والحارث. وكان من أقران الجنيد؛ بل أكبر منه وأقدم موتا، وكانا يتجالسان ويتكلمان في رقائق التصوف، وكان الجنيد يتأسف على فقده ويفضله على نفسه.
81 -
ن:
أحمد بن يحيى بن زكريا
، أبو جعفر الأودي الكوفي العابد الصوفي.
سمع محمد بن بشر، ومحمدا ويعلى ابني عبيد، وأبا أسامة. وعنه النسائي وقال: لا بأس به، ومحمد بن المنذر شكر، وعبد الرحمن بن أبي حاتم، وأبو العباس بن عقدة، وعلي بن محمد بن كاس الفقيه.
توفي سنة ثلاث وستين، وقيل: سنة أربع.
82 -
أحمد بن يحيى بن الحواري البغدادي
، نزيل سامراء.
عن الحسن بن سوار البغوي، ومحمد بن الحسين البرجلاني. سمع منه أبو حاتم الرازي، وابنه عبد الرحمن، وقال: محله الصدق. وروى عنه أبو نعيم بن عيسى الجرجاني؛ لقيه سنة ستين ومائتين.
83 -
أحمد بن يحيى بن مالك السوسي الكوفي
.
حدث بسامراء عن عبد الوهاب بن عطاء، وشجاع بن الوليد، وعلي بن عاصم، وغيرهم. وعنه ابن صاعد، وأبو العباس الأثرم.
قال أبو حاتم: صدوق.
وهو أخو أبي غسان مالك بن يحيى.
مات سنة ثلاث وستين، وكان ابن خراش يثني عليه، توفي في ربيع الآخر.
84 -
م د ن ق:
أحمد بن يوسف بن خالد بن سالم
، أبو الحسن السلمي النيسابوري الحافظ، ويلقب بحمدان.
قال إسماعيل بن مجيد الزاهد - وهو حفيده: كان جدي أزدي الأب سلمي الأم، فغلب عليه السلمي.
قلت: سمع حفص بن عبد الرحمن، وحفص بن عبد الله، والجارود بن يزيد، وطائفة بخراسان. وفي الرحلة من أبي النضر هاشم بن القاسم، وموسى بن داود، وجماعة ببغداد. ومن محمد بن عبيد وطبقته بالكوفة، ومن عبد الرزاق وغيره باليمن.
قال الحاكم: سمع بالبصرة، والكوفة، والحجاز، واليمن، والشام، والجزيرة.
وعنه مسلم، وأبو داود، والنسائي، وابن ماجة، وإبراهيم بن أبي طالب، وابن خزيمة، وأبو حامد ابن الشرقي، وأبو حامد بن بلال، ومحمد بن الحسين القطان، وخلق.
قال مكي بن عبدان: سمعته يقول: كتبت عن عبيد الله بن موسى ثلاثين ألف حديث.
قال أبو حامد ابن الشرقي: توفي سنة أربع وستين.
قلت: عن اثنتين وثمانين سنة، وكان من خواص يحيى بن يحيى، وبينهما مصاهرة.
85 -
أحمد بن يونس بن المسيب بن زهير بن عمرو الضبي
، أبو العباس الكوفي، نزيل أصبهان.
سمع عبد الله بن بكر السهمي، ويعقوب بن إبراهيم الزهري، وحجاج بن محمد، ومحاضر بن المورع، وجعفر بن عون، وأبا مسهر الدمشقي، وعثمان بن عمر، وطائفة. وعنه عبد الرحمن بن أبي حاتم، ومحمد بن عبد الله الصفار، وأبو العباس الأصم، وعبد الله بن جعفر بن فارس.
وقال ابن أبي حاتم: محله الصدق.
وقال محمد بن الفرخان: سمعت أحمد بن يونس يقول: قدمني أبي إلى الفضيل بن عياض فمسح رأسي، فسمعته يقول: اللهم حسن خَلْقَهُ وخُلُقَهُ.
وثقه الدارقطني.
وهو ابن عم داود بن عمرو الضبي، شيخ البغوي.
قال أبو نعيم الحافظ: توفي سنة ثمان وستين.
قلت: حديثه بعلو عند ابن عبد الدائم وابن خليل، وكان من أبناء التسعين، صاحب رحلة ومعرفة.
86 -
أبان بن عيسى بن دينار
، أبو القاسم الغافقي القرطبي.
رحل وأخذ عن سحنون، وعن علي بن معبد، وكان أحد العباد.
روى عنه محمد بن وضاح، وقاسم بن محمد، وغيرهما.
وتوفي في أحد الربيعين سنة اثنتين وستين، وقد حمل عن أبيه.
87 -
إبراهيم بن أحمد بن النعمان الأزدي
، أبو إسحاق.
عن الحربي، وأبي عاصم. وعنه ابن مخلد.
88 -
إبراهيم بن أورمة بن سياوش
، أبو إسحاق الأصبهاني، الحافظ، أحد الأعلام.
روى عن محمد بن بكار، وعباس بن عبد العظيم العنبري، وعاصم بن النضر، وصالح بن حاتم بن وردان، والفلاس، وطبقتهم. وعنه أبو بكر بن أبي الدنيا، وأبو العباس بن مسروق، ومحمد بن يحيى بن مندة، وأبو بكر الباغندي، وغيرهم.
قال الدارقطني: ثقة، حافظ نبيل.
وقال ابن المنادي: ما رأينا في معناه مثله، مرض فكان ينتخب على عباس الدوري.
وقال أبو نعيم الحافظ: فاق إبراهيم أهل عصره في المعرفة والحفظ، وأقام بالعراق يكتبون بفائدته.
قلت: لم ينتشر حديثه؛ لأنه مات كهلا وله خمس وخمسون سنة.
قال ابن قانع: توفي في ذي الحجة سنة ست وستين. تابعه ابن المنادي، وما عداه خطأ.
89 -
خ:
إبراهيم بن الحارث البغدادي
، أبو إسحاق، نزيل نيسابور.
حدث عن يزيد بن هارون، وحجاج الأعور، وأبي النضر، ويحيى بن أبي بكير. وعنه البخاري، وابن خزيمة، وأبو حامد ابن الشرقي، وأبو بكر محمد بن الحسين القطان.
وقع لنا حديثه بعلو.
مات في أول سنة خمس وستين.
90 -
إبراهيم بن خالد الأموي الأندلسي الإلبيري
.
يروي عن يحيى بن يحيى، وسعيد بن حسان.
توفي سنة ثمان وستين.
91 -
إبراهيم بن خلاد اللخمي الإلبيري
.
سمع يحيى بن يحيى أيضا.
مات سنة سبعين ومائتين.
92 -
إبراهيم بن أبي داود البرلسي
.
وهو إبراهيم بن سليمان بن داود الأسدي الكوفي الأصل، الحافظ، ولد بصور، وعني بهذا الشأن، ورحل إلى العراق ومصر.
والبرلسي: قيده ابن نقطة بفتحتين ثم ضم اللام.
سمع آدم بن أبي إياس، وسعيد بن أبي مريم، وأبا مسهر الدمشقي، وطبقتهم. وعنه أبو جعفر الطحاوي، ومحمد بن يوسف الهروي، وأبو العباس الأصم، وأبو الفوارس الصابوني، وآخرون.
قال أبو سعيد بن يونس: هو أحد الحفاظ المجودين، توفي بمصر في شعبان سنة سبعين.
وقال ابن جوصا: ذاكرته، وكان من أوعية الحديث.
93 -
إبراهيم بن راشد البغدادي الأدمي
.
سمع عبدان عبد الله بن عثمان، وحفص بن عمر الأبلي. وعنه محمد بن مخلد، والقاضي المحاملي، وأخوه القاسم، وغيرهم.
وكان ثقة.
توفي سنة أربع وستين.
وقد غلط على الدولابي في حديثه عن حبان العنزي، وقال ابن عدي: البلاء فيه من إبراهيم بن راشد.
94 -
ق:
إبراهيم بن أبي بكر عبد الله بن محمد بن أبي شيبة إبراهيم بن عثمان العبسي الكوفي
، أبو شيبة.
سمع جعفر بن عون، وعبيد الله بن موسى، وأبا نعيم، وخلقا بعدهم. وعنه ابن ماجة، والنسائي في اليوم والليلة، وأبو عوانة في صحيحه، وأبو العباس بن عقدة، ومحمد بن جرير، وعبد الرحمن بن أبي حاتم، وطائفة.
وله مسائل سألها أحمد بن حنبل.
قال أبو حاتم: صدوق.
قلت: توفي سنة خمس وستين.
95 -
إبراهيم بن عبد الله بن يزيد السعدي
، أبو إسحاق التميمي النيسابوري المحدث الأديب.
سمع الحسين بن الوليد، وحفص بن عبد الله السلمي، وروح بن عبادة، وجعفر بن عون، ومحمدا ويعلى ابني عبيد، وطبقتهم. وعنه محمد بن نصر المروزي، وصالح بن محمد جزرة، ومحمد بن إسحاق بن خزيمة، ومحمد بن الحسين القطان، ومحمد بن يعقوب ابن الأخرم.
توفي يوم عاشوراء سنة سبع وستين عن اثنتين وتسعين سنة.
96 -
إبراهيم بن عبد الله بن سنان
، أبو إسحاق الهروي القطان.
عن عبد الله بن داود الخريبي، وأبي بكر الحنفي. وعنه أبو إسحاق البزار، وأبو زيد المستملي.
توفي سنة ثمان.
97 -
إبراهيم بن عبد الله بن الجنيد
، أبو إسحاق الختلي، نزيل سامراء.
له تصانيف وتخاريج ورحلة. سمع أبا نعيم، وسعيد بن أبي مريم، وأبا جعفر النفيلي، وأبا الوليد، وسليمان بن حرب، وعمرو بن مرزوق، ويحيى بن بكير.
وعنده سؤالات عن يحيى بن معين في الجرح والتعديل.
روى عنه أبو العباس بن مسروق، ومحمد بن القاسم الكوكبي، وأبو بكر الخرائطي، وأحمد بن محمد الأدمي، وآخرون.
وثقه أبو بكر الخطيب، وقال: له كتب في الزهد والرقائق.
لم أجد له وفاة.
98 -
إبراهيم بن عبد الرحمن الدارمي
.
توفي بسمرقند في شعبان سنة ست وستين، ودفن إلى جنب أخيه الحافظ أبي محمد الدارمي.
99 -
إبراهيم بن عتيق الدمشقي العنسي
، أخو عبد السلام.
روى عن عمر بن عبد الواحد، ومنبه بن عثمان، ومروان الطاطري.
وعنه ابن صاعد، وابن جوصا، وأحمد بن عبد الله بن نصر بن هلال، وابن أبي حاتم وقال: صدوق.
100 -
إبراهيم بن القعقاع
.
حدث عن عبيد بن إسحاق الكوفي، عن قيس بن الربيع. وعنه محمد بن مخلد، والمحاملي. وقد وثقوه.
توفي سنة خمس وستين في ذي الحجة.
101 -
إبراهيم بن محمد بن الحسين بن غزوان
، أبو إسحاق.
عن أبيه، وإبراهيم بن الأشعث، وأحمد بن حفص، وأهل ما وراء النهر. وعنه خالد بن أحمد الأمير، ومحمد بن عقيل البلخي، وأهل بخارى.
توفي سنة إحدى وستين.
102 -
إبراهيم بن محمد بن عبد الله
، أبو إسحاق النيسابوري الزاهد المقرئ، المعروف بمحمش.
سمع حفص بن عبد الله، ويعلى بن عبيد، وعبيد الله بن موسى. وعنه أبو عمرو أحمد بن المبارك، والعباس بن حمزة، وجماعة.
توفي سنة اثنتين وستين.
103 -
إبراهيم بن محمد بن مروان
، أبو إسحاق، المعروف بالعتيق.
شيخ ضعيف، روى عن يعلى بن عبيد، وأبي أحمد الزبيري. وعنه ابن صاعد، ومحمد بن مخلد.
توفي سنة ثلاث وستين.
قال الدارقطني: غمزوه.
104 -
إبراهيم بن محمد بن صدقة العامري الكوفي
.
من شيوخ ابن عقدة.
ذكر أنه مات في سنة ثلاث أيضا وله أربع وتسعون سنة، ذكره ابن الجوزي في الضعفاء. وقد روى عن مروان بن معاوية، ونعيم بن سالم، والوليد بن مسلم.
105 -
إبراهيم بن مالك بن بهبوذ البغدادي البزاز
.
ثقة مسند. سمع أبا أسامة، وعبد الوهاب بن عطاء. وعنه ابن أبي الدنيا، ومحمد بن مخلد، وابن أبي حاتم.
توفي سنة أربع وستين.
106 -
إبراهيم بن المبارك
، أبو إسحاق، صاحب النرسي.
ذكر أنه سمع أبا بكر بن عياش، ورأى الفضيل بمكة وهشيما. روى عنه محمد بن مخلد، وقال: سمعت منه سنة اثنتين وستين ومائتين، ولم يضعفه.
107 -
ن:
إبراهيم بن مرزوق بن دينار
، أبو إسحاق البصري.
سمع أبا داود الطيالسي، وأبا عامر العقدي، وعبد الصمد بن عبد الوارث، وطائفة. وعنه النسائي فيما ذكر أبو القاسم الحافظ. ولم
يظفر بذلك أبو الحجاج المزي. وعنه أيضا أبو جعفر الطحاوي، وابن صاعد، وأبو عوانة، وعمر بن بجير، والأصم، وآخرون.
قال النسائي: صالح.
قلت: سكن مصر، وبها مات في جمادى الآخرة سنة سبعين، وكان ثقة؛ قاله ابن يونس.
108 -
إبراهيم بن مسعود بن عبد الحميد القرشي الهمذاني
، أبو محمد ابن أخي سندول.
روى عن عبد الله بن نمير، وأبي أسامة، وأسباط بن محمد، والقاسم بن الحكم، وجماعة. وعنه عبد الله أحمد الدشتكي، وأحمد بن محمد بن أوس، ومحمد بن عبد الله بن بلبل، وأبو عوانة الإسفراييني، وابن أبي حاتم وقال: صدوق.
أخبرنا ابن عساكر، عن القاسم قال: أخبرنا هبة الرحمن قال: أخبرنا البحيري قال: أخبرنا أبو نعيم قال: حدثنا أبو عوانة قال: حدثنا إبراهيم بن مسعود قال: حدثنا ابن نمير بحديث في الصوم.
109 -
إبراهيم بن معمر بن شريس
، أبو إسحاق الأصبهاني، الجوزداني.
سمع عبد الوهاب بن نجدة الحوطي، وسليمان بن عبد الرحمن، وسهل بن عثمان. وعنه محمد بن أحمد بن يزيد الزهري، وجعفر بن محمد بن يعقوب، وأبو محمد بن فارس.
توفي سنة أربع وستين.
110 -
إبراهيم بن معاوية بن جبلة الباهلي
.
عن أبي نعيم، ومسلم، وأبي الوليد. وعنه حمزة بن القاسم، وإسماعيل الصفار.
وهو بصري نزل بغداد، محله الصدق.
111 -
إبراهيم بن منقذ بن إبراهيم بن عيسى الخولاني مولاهم
، العصفري المصري.
سمع ابن وهب، وإدريس بن يحيى الزاهد، وأبا عبد الرحمن المقرئ. وعنه ابن صاعد، وأبو العباس الأصم، وأبو الفوارس الصابوني، وآخرون.
قال ابن يونس: هو ثقة رضى، توفي في ربيع الآخر سنة تسع وستين.
112 -
إبراهيم بن نصر الكندي الزاهد
.
حدث عن قبيصة، وعفان. وعنه محمد بن مخلد، وأبو الحسين أحمد ابن المنادي، وغيرهما.
توفي سنة تسع أيضا.
وقال البغوي: سنة سبع وستين.
113 -
إبراهيم بن هانئ النيسابوري الزاهد
، أبو إسحاق، نزيل بغداد.
سمع محمد بن عبيد، وأخاه يعلى، وعلي بن عياش، ويسرة بن صفوان، وأبا المغيرة عبد القدوس بن الحجاج، وعبد الله بن داود الخريبي، وعبيد الله بن موسى، وطائفة بمصر والشام والعراق. وعنه ابن صاعد، وأبو نعيم بن عدي، وابن مخلد، وإسماعيل الصفار، وأبو سعيد ابن الأعرابي، وآخرون.
قال ابن أبي حاتم: سمعت منه، وهو ثقة صدوق.
وكان الإمام أحمد يجل إبراهيم بن هانئ ويحترمه ويغشاه.
قال أبو بكر بن زياد النيسابوري: حدثني أبو موسى الطرسوسي في جنازة إبراهيم بن هانئ قال: سمعت ابن زنجوية يقول: قال أحمد بن
حنبل: إن كان ببغداد أحد من الأبدال فأبو إسحاق النيسابوري.
وقال الخلال: أخبرنا علي بن الحسن قال: حدثنا إسحاق بن إبراهيم بن هانئ قال: كان أحمد بن حنبل مختفيا عندنا ههنا، فقال لي يوما: ليس أطيق ما يطيق أبوك من العبادة.
قال ابن المنادي: توفي في ربيع الآخر سنة خمس وستين.
وقال أبو بكر بن زياد: حضرت إبراهيم بن هانئ عند وفاته، فقال: أنا عطشان. فجاءه ابنه بماء، فقال: أغابت الشمس؟ قال: لا. فرده وقال: لمثل هذا فليعمل العاملون. ثم مات، رحمه الله.
114 -
إبراهيم بن يزيد
، أبو إسحاق القرطبي، مولى بني أمية.
سمع يحيى بن يحيى الليثي، ورحل وأخذ عن أصبغ بن الفرج وسحنون.
وكان شروطيا فقيها مشاورا، روى عنه أحمد بن خالد بن الحباب وغيره.
توفي في ربيع الأول سنة ثمان وستين.
115 -
أخطل بن الحكم
، أبو القاسم القرشي الدمشقي.
سمع بقية بن الوليد، والوليد بن مسلم. وعنه علي بن أحمد شيخ لتمام الرازي، ومكحول البيروتي، وأبو عوانة الإسفراييني.
توفي سنة أربع وستين.
وقع لنا حديثه عاليا؛ أخبرنا أحمد بن عساكر قال: أخبرنا ابن السمعاني كتابة قال: أخبرنا أبو البركات الفزاري قال: أخبرنا أبو عمرو المحمي قال: حدثنا أبو نعيم قال: حدثنا أبو عوانة قال: حدثني الأخطل بن الحكم قال: حدثنا بقية قال: حدثنا شعبة، عن خالد الحذاء وابن عون، عن ابن سيرين، عن أبي هريرة «أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سجد في وهم بعد التسليم» . وهذا لم يخرجه مسلم.
116 -
إدريس بن موسى الهروي
.
عن أبي نعيم، وقبيصة بن عقبة.
توفي سنة اثنتين وستين.
117 -
إدريس بن نصر بن سابق الخولاني المصري المعدل
، أخو بحر بن نصر.
توفي سنة ثمان وستين.
118 -
أسباط بن اليسع
، أبو طاهر الذهلي البخاري.
روى عن أحمد بن حفص، وإبراهيم بن الأشعث، وأبي حذيفة إسحاق بن بشر، وخاقان السلمي. وعنه أحمد بن حاتم، وحامد بن هلال، وصالح بن حمدان؛ البخاريون.
توفي سنة ثلاث وستين.
119 -
إسحاق بن إبراهيم البغدادي الصفار
.
عن عبد الوهاب الخفاف، ومحمد بن عمر الواقدي. وعنه ابن صاعد، والقاضي المحاملي، وابن مخلد.
توفي سنة اثنتين وستين.
وهو ثقة.
120 -
إسحاق بن إبراهيم الطلقي الإستراباذي
، أبو بكر الفقيه المؤذن.
ثقة، سمع يزيد بن هارون، وأحمد بن أبي طيبة. وعنه عبد الملك بن عدي، ومحمد بن إبراهيم بن مطرف، وأهل إستراباذ.
قال عبد الملك: ما رأيت في بلدنا أصلح منه.
توفي سنة أربع وستين
121 -
إسحاق بن إبراهيم بن جبلة
، أبو يعقوب الترمذي.
سمع أبا نعيم وغيره.
توفي سنة سبعين.
122 -
إسحاق بن إبراهيم بن يحيى
، أبو يعقوب النيسابوري العفصي.
سمع القاسم بن الحكم العرني، وحفص بن عبد الله، ويعلى بن عبيد، وطائفة. وعنه ابن خزيمة، ومحمد بن الأخرم، ومحمد بن علي المذكر، وغيرهم.
وكان أحد الثقات.
توفي سنة ست.
123 -
إسحاق بن إبراهيم بن عبدوس الإفريقي
.
روى عن يحيى بن يحيى الليثي وغيره.
توفي سنة ست وستين أيضا.
124 -
إسحاق بن إبراهيم بن عبد الله بن بكير بن زيد النهشلي الفارسي
، شاذان، سبط سعد بن الصلت القاضي.
سمع جده، وأبا داود الطيالسي، ووهب بن جرير، والأسود بن عامر شاذان. وعنه أبو بكر بن أبي داود، وابنه محمد بن إسحاق، وأحمد بن علي الجارودي، ونصر بن أبي نصر الشيرازي، وعبد الرحمن بن يوسف بن خراش، ومحمد بن حمزة بن عمارة، ومحمد بن عمر الجورجيري.
ويقع لنا حديثه عاليا في الثقفيات، كنيته أبو بكر. ذكره ابن حبان في الثقات وقال: مات لسبع بقين من جمادى الآخرة سنة سبع وستين.
ولي جده قضاء شيراز، وهو من طبقة وكيع.
وقال ابن أبي حاتم: كتب إلي وإلى أبي، وهو صدوق.
125 -
إسحاق بن إسماعيل الفلفلاني الأصبهاني
، أبو يعقوب.
يروي عن إسحاق بن سليمان الرازي وغيره. وعنه أحمد بن الجارود، وعبد الله بن جعفر بن فارس، وغيرهما.
126 -
إسحاق بن جابر القرطبي
.
عن يحيى بن يحيى.
توفي سنة ثلاث وستين.
127 -
د:
إسحاق بن الجراح الأذني
.
عن يزيد بن هارون، وهاشم بن القاسم. وعنه أبو داود، وأبو عوانة، وأبو بكر بن أبي داود، وجماعة.
وكان صدوقا.
128 -
إسحاق بن عبد الله بن محمد بن رزين السلمي النيسابوري
، ويلقب بالخشك.
سمع حفص بن عبد الرحمن، وحفص بن عبد الله، ويعلى بن عبيد، وجماعة. وعنه أبو بكر بن خزيمة، ومحمد بن يعقوب الأخرم، وأحمد بن علي بن حسنوية.
توفي سنة ست وستين.
وقد روى ابن مندة في أماليه عن محمد بن عمر بن حفص النيسابوري عنه.
129 -
إسحاق بن يحيى بن يحيى بن كثير الليثي الأندلسي
، أخو عبيد الله.
يروي عن أبيه.
توفي سنة إحدى وستين.
130 -
إسماعيل بن أبان بن حوي السكسكي
.
سمع أبا مسهر وغيره، وعنه ابن جوصا وأبو الجهم بن طلاب، وكان يكون ببيت لهيا.
توفي سنة ثلاث وستين.
131 -
إسماعيل بن إبراهيم
، أبو الأحوص الإسفراييني.
عن مكي بن إبراهيم، وأبي الوليد الطيالسي. وعنه أيوب بن الحسن الزاهد، وإبراهيم بن محمد المروزي.
توفي سنة إحدى وستين، وكثيرا ما يروي عنه أبو عوانة فيقول: حدثنا أبو الأحوص صاحبنا.
132 -
إسماعيل بن إسحاق الكوفي
، مولى قريش، يعرف بترنجة.
حدث بمصر عن جعفر بن عون، وسعد بن أبي مريم. وعنه ابن خزيمة، وأبو جعفر الطحاوي، وابن زياد النيسابوري، وابن أبي حاتم وقال: صدوق.
توفي سنة سبعين في سلخ جمادى الآخرة.
قال ابن أبي حاتم: روى عن جعفر بن عون، ومحمد بن القاسم الأسدي، وطلق بن غنام، وإسحاق بن منصور السلولي.
وقال ابن أويس الصدفي: هو أبو إسحاق إسماعيل بن إسحاق بن إسماعيل بن سهل، مولى قريش. قدم مصر، وحدث عن أبي نعيم وطبقته، فلج وثقل لسانه قبل موته بيسير.
133 -
إسماعيل بن الأسود بن مسلم التجيبي المصري
، مولى تجيب، ابن عم عيسى بن حماد.
روى عن عبد الله بن وهب، وتوفي سنة ثلاث وستين تقريبا، ويعرف بالتبان.
134 -
إسماعيل بن حصن
، أبو سليم الجبيلي.
عن سويد بن عبد العزيز، وضمرة بن ربيعة. وعنه أبو بكر بن زياد النيسابوري، وعبد الرحمن بن أبي حاتم وقال: صدوق.
قلت: توفي سنة أربع وستين.
135 -
إسماعيل بن زيد
، أبو إسحاق الجرجاني الحافظ.
سمع أحمد بن يونس، ويوسف بن عدي، وسليمان الشاذكوني. وكتب كتب الشافعي عن حرملة.
قال ابن عدي الحافظ: كان إسماعيل يكتب في الليلة تسعين ورقة بخط دقيق.
136 -
إسماعيل بن الصلت بن أبي مريم
.
عن محمد بن كثير العبدي، وعلي ابن المديني. وعنه المحاملي، وأحمد بن علي الجرجاني.
كان حيا في سنة ست وستين.
وثقه الدارقطني.
137 -
إسماعيل بن عبد الله بن مسعود الحافظ
، أبو بشر العبدي الأصبهاني، سموية.
سمع الحسين بن حفص، وبكر بن بكار، وأبا مسهر، وأبا اليمان، وأبا نعيم، وعلي بن عياش، وعبد الله بن يوسف التنيسي، وسعيد بن أبي مريم، وخلقا كثيرا بالشام ومصر والثغر والعراق وأصبهان. وخرج الفوائد، وعني بالفقه والحديث.
قال أبو نعيم الأصبهاني: كان من الحفاظ والفقهاء.
وقال ابن أبي حاتم: سمعنا منه، وهو صدوق ثقة.
قلت: روى عنه محمد بن أحمد بن يزيد، وأبو بكر بن أبي داود، وعبد الله بن جعفر بن فارس، وآخرون.
قال أبو الشيخ: كان حافظا متقنا، يذاكر بالحديث.
قلت: توفي سنة سبع وستين.
138 -
إسماعيل بن عبد الله بن ميمون
، أبو النضر العجلي، المروزي ثم البغدادي.
حدث بدمشق وبغداد عن أبي النضر هاشم بن القاسم، وعبيد الله بن موسى، ومحمد بن مصعب، وأبي عبد الرحمن المقرئ. وعنه ابن صاعد، وابن جوصا، وأحمد بن جعفر ابن المنادي، وأبو الطيب بن حميد الحوارني، وعلي بن إسحاق المادرائي.
قال النسائي: ليس به بأس.
وقال ابن المنادي: توفي سنة سبعين عن أربع وثمانين سنة.
139 -
إسماعيل بن محمد بن إسماعيل بن سعيد بن أبان الضبي المحاملي
، والد القاضي أبي عبد الله والقاسم.
بصري سكن بغداد، وروى يسيرا عن عبد الله بن عون الخراز، وأبي مصعب الزهري، وفيض بن وثيق. وعنه ابناه.
140 -
إسماعيل بن محمد بن يوسف بن يعقوب
، أبو هارون الثقفي الجبريني الرملي.
حدث عن رواد بن الجراح، وعمرو بن أبي سلمة، وحبيب كاتب مالك، وجماعة.
قال ابن أبي حاتم: كتب إلي، فنظرت في حديثه فلم أره حديث
أهل الصدق.
وقال ابن حبان: يقلب الأخبار ويسرق الحديث، حدثنا عنه الحسين بن إسحاق الأصبهاني بالكرج.
وقال ابن طاهر: كذاب.
141 -
إسماعيل بن يحيى بن إسماعيل بن عمرو بن مسلم
، الفقيه أبو إبراهيم المزني المصري، صاحب الشافعي.
روى عن الشافعي، ونعيم بن حماد، وعلي بن معبد بن شداد، وغيرهم. روى عنه أبو بكر بن خزيمة، وأبو بكر بن زياد النيسابوري، وابن جوصا، والطحاوي، وابن أبي حاتم، وأبو الفوارس ابن الصابوني، وآخرون. وتفقه به خلق، وصنف التصانيف.
أخبرنا أبو حفص القواس قال: أخبرنا أبو اليمن الكندي كتابة قال: أخبرنا أبو الحسن بن عبد السلام قال: حدثنا أبو إسحاق الشيرازي الفقيه قال: فأما الشافعي رحمه الله فقد انتقل فقهه إلى أصحابه، فمنهم أبو إبراهيم إسماعيل بن يحيى بن إسماعيل بن عمرو بن إسحاق المزني، مات بمصر سنة أربع وستين ومائتين. وكان زاهدا عالما مجتهدا مناظرا محجاجا غواصا على المعاني الدقيقة، صنف كتبا كثيرة؛ الجامع الكبير، والجامع الصغير، ومختصر المختصر، والمنثور، والمسائل المعتبرة، والترغيب في العلم، وكتاب الوثائق.
قال الشافعي: المزني ناصر مذهبي.
قلت: ورد أن المزني كان إذا فرغ من مسألة وأودعها مختصره صلى ركعتين.
وقيل: إن بكار بن قتيبة قدم مصر على قضائها، وهو حنفي، فاجتمع بالمزني مرة، فسأله رجل من أصحاب بكار فقال: قد جاء في الأحاديث تحريم النبيذ وتحليله، فلم قدمتم التحريم على التحليل؟
فقال المزني: لم يذهب أحد إلى تحريم النبيذ في الجاهلية، ثم حلل
لنا. ووقع الاتفاق على أنه كان حلالا فحرم. فهذا يعضد أحاديث التحريم. فاستحسن بكار ذلك منه.
وقال عمرو بن تميم المكي: سمعت محمد بن إسماعيل الترمذي قال: سمعت المزني يقول: لا يصح لأحد توحيد حتى يعلم أن الله على العرش بصفاته. قلت: مثل أي شيء؟ قال: سميع بصير عليم.
قال السلمي: سمعت محمد بن عبد الله بن شاذان يقول: سمعت محمد بن علي الكتاني يقول: سمعت عمرو بن عثمان المكي يقول: ما رأيت أحدا من المتعبدين في كثرة من لقيت منهم أشد اجتهادا من المزني ولا أدوم على العبادة منه، وما رأيت أحدا أشد تعظيما للعلم وأهله منه. وكان من أشد الناس تضييقا على نفسه في الورع، وأوسعه في ذلك على الناس. وكان يقول: أنا خلق من أخلاق الشافعي.
وبلغنا أن المزني كان مجاب الدعوة، ذا زهد وتقشف. أخذ عنه خلق من علماء خراسان، والشام، والعجم. وقيل: كان إذا فاتته صلاة الجماعة صلى الصلاة خمسا وعشرين مرة.
وكان يغسل الموتى تعبدا وديانة، فإنه قال: تعانيت غسل الموتى ليرق قلبي، فصار لي عادة. وهو الذي غسل الشافعي رحمه الله، وكان رأسا في الفقه، ولم يكن له معرفة بالحديث كما ينبغي.
توفي لست بقين من رمضان سنة أربع وستين عن تسع وثمانين سنة، وصلى عليه الربيع بن سليمان المرادي.
ومن أصحاب المزني الإمام أبو القاسم عثمان بن سعيد بن بشار الأنماطي، شيخ ابن سريج وزكريا بن يحيى الساجي وإمام الأئمة ابن خزيمة.
وثقه أبو سعيد بن يونس، وقال: كان يلزم الرباط.
وقال ابن أبي حاتم: سمعت منه، وهو صدوق.
142 -
إسماعيل بن يحيى بن المبارك اليزيدي
، أخو إبراهيم ومحمد.
أخذ عن أبي العتاهية، ومحمد بن سلام الجمحي.
وصنف كتابا في طبقات الشعراء.
143 -
أسيد بن عاصم بن عبد الله الثقفي مولاهم
، الأصبهاني، أبو الحسين، أخو محمد بن عاصم.
ولهما أخوان؛ علي والنعمان، لم يشتهرا. سمع أسيد الكثير، وصنف المسند، ورحل. وسمع سعيد بن عامر الضبعي، وبشر بن عمر الزهراني، وعبد الله بن بكر السهمي، والحسين بن حفص، وعاصم بن إبراهيم، وبكر بن بكار، وطبقتهم. وعنه أبو علي أحمد بن محمد بن إبراهيم، وعبد الله بن الحسين بن بندار، وعبد الله بن جعفر بن فارس، ومحمد بن حيوة الكرجي، وآخرون. وقع لنا جزء من حديثه تختلف به النسخ، وتزيد النسخة على الأخرى أحاديث.
توفي سنة سبعين.
قال ابن أبي حاتم: سمعنا منه، وهو ثقة رضى.
144 -
أصبغ بن عبد العزيز المصري الخولاني
.
عن إدريس بن يحيى الزاهد وغيره.
مات سنة ثلاث وستين.
145 -
أعين بن محمد بن مندويه
، أبو سعيد السلمي الأصبهاني.
عن أبي الوليد الطيالسي، وأبي حذيفة النهدي. وعنه أبو محمد عبد الله بن جعفر بن فارس.
توفي سنة سبعين.
146 -
أماجور التركي
.
ولي نيابة دمشق للمعتمد فبقي عليها ثمان سنين، وكان شجاعا مهيبا ظالما، ولي دمشق من سنة ست وخمسين إلى سنة أربع وستين، واستولى بعده على دمشق والشامات أحمد بن طولون.
قال أبو يعقوب الأذرعي المحدث: لما بنى أماجور الفندق الذي في
الخواصين كتب على بابه مائة سنة وسنة، فما عاش بعد ذلك إلا مائة يوم ويوم.
147 -
أنس بن خالد الأنصاري
.
ثقة فاضل، من أولاد خادم رسول الله صلى الله عليه وسلم أنس. سمع محمد بن عبد الله الأنصاري، وأبا زيد النحوي. وعنه المحاملي، وابن مخلد، وأبو العباس الأصم.
توفي سنة ثمان وستين.
148 -
بحر بن نصر بن سابق
، أبو عبد الله، الخولاني مولاهم، المصري.
عن ابن وهب، وأيوب بن سويد الرملي، والشافعي، وضمرة بن ربيعة، وأشهب، وبشر بن بكر، وطائفة. وعنه ابن جوصا، وأبو جعفر الطحاوي، وابن زياد النيسابوري، وعبد الرحمن بن أبي حاتم، وأحمد بن مسعود بن عمرو الزنبري، ومحمد بن بشر الزنبري العكري، وأبو عوانة، وأبو الفوارس ابن السندي، وأحمد بن عبد الله، وأحمد بن عبد الله البهنسي العطار، وأحمد بن علي بن شعيب المديني، وأحمد بن علي بن الحسن المدائني، وأحمد بن محمد بن أسيد الأصبهاني، وأحمد بن محمد بن الحارث القباب المصري، وأحمد بن محمد بن فضالة الحمصي الصفار، وأحمد بن إبراهيم بن أبي أيوب المصري، وأحمد بن محمد بن شاهين، وأحمد بن محمد بن يحيى بن بلال النيسابوري، وأحمد بن يوسف بن تميم البصري، وأبو العباس الأصم، وابن خزيمة، وخلق.
وروى النسائي في حديث مالك الذي جمعه عن زكريا خياط السنة عن بحر بن نصر هذا.
قال الطحاوي: ولد بحر بن نصر والربيع المرادي والمزني ثلاثتهم في سنة أربع وسبعين ومائة.
قلت: توفي في شعبان سنة سبع وستين، وقد وثقه ابن أبي حاتم،
وغيره.
• - بشر بن مطر؛ قد تقدم.
149 -
بكر بن محمد بن فرقد
، أبو أمية التميمي البغدادي.
عن يحيى بن سعيد القطان، وعبد الوهاب الثقفي. وعنه محمد بن مخلد، وأبو سعيد ابن الأعرابي.
قال الدارقطني: ليس بقوي.
150 -
بكار بن قتيبة بن عبيد الله القاضي
، وقيل: بكار بن قتيبة بن أسد بن عبيد الله بن بشر بن أبي بكرة نفيع بن الحارث، أبو بكرة الثقفي البكراوي البصري الفقيه الحنفي، قاضي ديار مصر.
سمع روح بن عبادة، وأبا داود الطيالسي، وعبد الله بن بكر السهمي، ووهب بن جرير، وسعيد بن عامر الضبعي، وطبقتهم.
وعنه أبو عوانة في مسنده الصحيح، والطحاوي، وعبد الله بن عتاب الزفتي، وأبو الميمون بن راشد، وأحمد بن سليمان بن حذلم، والحسن بن عبد الملك الحصائري، ومحمد بن محمد بن أبي حذيفة، وأحمد بن محمد المديني الخامي، وأبو العباس الأصم، وخلق من الدمشقيين؛ فإنه قدم إليها في الآخر، ومن المصريين والرحالة.
وكان من القضاة العادلين.
قال أبو بكر ابن المقرئ: حدثنا محمد بن بكر الشعراني بالقدس قال: حدثنا أحمد بن سهل الهروي قال: كنت ساكنا في جوار بكار بن قتيبة، فانصرفت بعد العشاء، فإذا هو يقرأ:(يا داود إنا جعلناك خليفة في الأرض فاحكم بين الناس بالحق) الآية، ثم نزلت في السحر، فإذا هو يقرؤها ويبكي، فعلمت أنه كان يقرؤها من أول الليل.
وقال محمد بن يوسف الكندي: قدم بكار قاضيا من قبل المتوكل في جمادى الآخرة سنة ست وأربعين، فلم يزل قاضيا - يعني على مصر - إلى أن توفي في ذي الحجة سنة سبعين، وأقامت مصر بلا قاض بعده سبع
سنين، ثم ولى خمارويه محمد بن عبدة.
وكان أحمد بن طولون أراد بكارا على لعن الموفق فامتنع، فسجنه إلى أن مات أحمد، فأطلق بكار، وبقي يسيرا ومات، فغسل ليلا، وكثر الناس فلم يدفن إلى العصر.
قلت: وكان القاضي بكار عظيم الحرمة كبير الشأن، كان ينزل السلطان ويحضر مجالسه، فذكر الطحاوي قال: استعظم بكار بن قتيبة فسخ حكم الحارث بن مسكين في قضية ابن السائح، يعني لما حكم عليه الحارث وأخرج من يده دار الفيل، وتوجه ابن السائح إلى العراق بغوث على الحارث.
قال الطحاوي: وكان الحارث إنما حكم فيها على مذهب أهل المدينة، فلم يزل يونس بن عبد الأعلى يكلم بكار ويجسره حتى جسر ورد إلى ابني السائح ما كان أخذ منهما.
قال الطحاوي: ولا أحصي كم كان أحمد بن طولون يجيء إلى مجلس بكار وهو على الحديث، ومجلسه مملوء بالناس، ويتقدم الحاجب ويقول: لا يتغير أحد من مكانه، فما يشعر بكار إلا وابن طولون إلى جانبه، فيقول: أيها الأمير، ألا تركتني كنت أقضي حقك وأقوم. ثم فسد الحال بينهما حتى حبسه، وفعل به ما فعل. وقيل: إنه صنف كتابا نقض فيه على الشافعي رده على أبي حنيفة. وكان يأنس بيونس بن عبد الأعلى ويسأله عن أهل مصر وعدولهم، ولما حبسه ابن طولون لم يمكنه أن يعزله، لأن القضاء لم يكن أمره إليه، وقيل: إن بكارا كان يشاور في حكمه وأمره يونس بن عبد الأعلى والرجل الصالح موسى بن عبد الرحمن بن القاسم، فبلغنا أن موسى سأله: من أين المعيشة؟ قال: من وقف لأبي أتكفى به. فقال: أريد أن أسألك يا أبا بكرة؛ هل ركبك دين بالبصرة؟ قال: لا. قال: فهل لك ولد أو زوجة؟ قال: ما نكحت قط، وما عندي سوى غلامي. قال: فأكرهك السلطان على القضاء؟ قال: لا. قال: فضربت آباط الإبل لغير حاجة إلا لتلي الدماء والفروج؟ لله علي لا عدت إليك. فقال بكار: أقلني يا أبا هارون. قال: أنت ابتدأت بمسألتي. ثم انصرف عنه ولم يعد إليه. وقال
الحسن بن زولاق في ترجمة بكار: لما اعتل ابن طولون راسل بكارا وقال: أنا أردك إلى منزلك، فأجبني. فقال للرسول: قل له: شيخ فان وعليل مدنف والملتقى قريب، والقاضي الله عز وجل. فأبلغ الرسول ابن طولون، فأطرق ثم أقبل يقول: شيخ فان وعليل مدنف والملتقى قريب، والله القاضي. ثم أمر بنقله من السجن إلى دار اكتريت له، وفيها كان يحدث. فلما مات ابن طولون قيل لبكار: انصرف إلى منزلك. فقال: الدار بأجرة، وقد صلحت لي. فأقام بها.
قال الطحاوي: أقام بها بعد ابن طولون أربعين يوما ومات.
ونقل ابن خلكان رحمه الله أن ابن طولون كان يدفع إلى بكار في العام ألف دينار سوى المقرر له فيتركها بختمها، فلما دعاه إلى خلع الموفق من ولاية العهد امتنع، فاعتقله وطالبه بجملة الذهب، فحمله إليه بختومه، فكان ثمانية عشر كيسا، فاستحى أحمد بن طولون عند ذلك، ثم أمره أن يسلم إلى محمد بن شاذان الجوهري القضاء، ففعل، وجعله كالخليفة له. ثم سجنه أحمد، فكان يحدث في السجن من طاقة، لأن طلبة الحديث سألوا ابن طولون فأذن لهم على هذه الصورة.
قال ابن خلكان: وكان بكار بكاء تاليا للقرآن، صالحا دينا، وقبره مشهور، وقد عرف باستجابة الدعاء عنده.
وقال الطحاوي: كان على نهاية في الحمد على ولايته، وكان ابن طولون على نهاية في تعظيمه وإجلاله إلى أن أراد منه خلع الموفق ولعنه فأبى، فلما رأى أنه لا يلتئم له منه ما يحاوله ألب عليه سفهاء الناس، وجعله لهم خصما. فكان يقعد له من يقيمه مقام الخصوم، فلا يأبى، ويقوم بالحجة لنفسه. ثم حبسه في دار، فكان كل جمعة يلبس ثيابه وقت الصلاة ويمشي إلى الباب، فيقول له الموكلون به: ارجع. فيقول: اللهم اشهد.
قال: وولد سنة اثنتين وثمانين ومائة.
قلت: توفي في ذي الحجة سنة سبعين، وشهده خلق أكثر ممن شهد العيد، وصلى عليه ابن أخيه محمد بن الحسن بن قتيبة الثقفي.
151 -
بنان بن سليمان
، أبو سهل الدقاق.
عن عبيد الله بن موسى، ومحمد بن مصعب القرقساني، وعبد الله بن رجاء، وابن سابق، وطبقتهم. وعنه ابن أبي داود، ومحمد بن جعفر المطيري، والخرائطي.
وثقه الخطيب.
152 -
بنان بن يحيى
، أبو الحسن المغازلي.
بغدادي مولد. سمع عاصم بن علي، وأحمد بن نصر الخزاعي. وعنه أبو العباس بن مسروق، وابن مخلد.
توفي سنة أربع وستين.
153 -
جرير بن غطفان
، أبو القاسم الدمشقي.
عن عفان، وعاصم بن علي. وعنه ابن أخيه الحسن بن أحمد بن غطفان، ومحمد بن جعفر بن ملاس.
توفي سنة ست وستين ومائتين.
154 -
جعفر بن أحمد بن بهرام
، أبو حنيفة الباهلي الإستراباذي الفقيه الشهيد، مفتي بلده.
كان حنفي المذهب. رحل وسمع من جعفر بن عون، وأبي نعيم، وجماعة. وعنه عبد الملك بن عدي، والحسن بن الحسين بن عاصم، وغيرهما.
سعوا به إلى الحسن بن زيد العلوي المتغلب على جرجان بأنه ناصبي فسجنه، فلما مات صلبه بجرجان.
155 -
جعفر بن محمد بن أبان الباهلي
، نزيل حران.
سمع أبا نعيم وغيره، وعنه مكحول البيروتي.
وثقه ابن حبان وقال: توفي سنة أربع وستين.
156 -
جعفر بن محمد الواسطي الوراق
.
عن يعلى بن عبيد، وخالد بن مخلد، وطائفة. وكان من أصحاب الحديث الثقات. روى عنه المحاملي، وإسماعيل الصفار، وجماعة.
توفي سنة خمس وستين.
157 -
جعفر بن محمد بن ربال
.
عن سعيد بن عامر الضبعي، وابن أبي عاصم. وعنه المحاملي.
وثقه الدارقطني.
158 -
جعفر بن محمد بن علي
، أبو محمد القومسي الأصبهاني.
عن عبيد الله بن موسى، وخلاد بن يحيى، وأبي نعيم. وعنه علي بن الصباح، ومحمد بن أحمد بن يزيد، وعبد الله بن جعفر بن فارس.
159 -
جعفر بن محمد بن نوح
.
سمع محمد بن عيسى ابن الطباع وغيره، وكان يكون بأذنة. وعنه البرديجي، ويحيى بن صاعد، والأصم.
وكان موثقا.
160 -
جعفر بن محمود الإسكافي الكاتب الوزير
.
أحد كتاب المتوكل، ولي الوزارة للمعتز بالله فلم تحمد سيرته، فظلم وعسف، ولما عزل قيل فيه أبيات؛ منها: في غير حفظ الله يا جعفر زلت فزال الجور والمنكر وعاش خاملا إلى سنة ثمان وستين فتوفي فيها.
طول ابن النجار ترجمته، وكان فيه رفض.
161 -
جعفر بن مكرم
، أبو الفضل الدوري التاجر.
سمع أبا أسامة، وأبا عامر العقدي، وغيرهما. وعنه ابن مخلد العطار.
قال ابن أبي حاتم: صدوق.
توفي سنة أربع وستين.
162 -
جلوان بن سمرة بن ماهان بن خاقان بن عمر بن عبد العزيز بن مروان بن الحكم
، أبو الطيب البانبي الأموي البخاري المحدث.
سمع المقرئ، والقعنبي، وعصاما، وأبا مقاتل النحوي، وأحمد بن حفص الفقيه، وسعيد بن منصور، وطبقتهم. وعنه سهل بن شاذويه، والحسين بن محمد بن قريش، وغيرهما.
قيده الخطيب جلوان؛ بكسر الجيم، وقال ابن ماكولا: بل هو بفتحها.
وكذلك ذكره المستغفري وغنجار.
ومن ذريته أحمد بن حسين بن أحمد بن محمد بن يعقوب بن إبراهيم بن جنيد بن جلوان.
163 -
حاتم بن الليث بن الحارث
، أبو الفضل البغدادي الجوهري الحافظ.
سمع عبيد الله بن موسى، وحسين بن محمد المروذي. وعنه أبو العباس السراج، وأبو بكر الباغندي، ومحمد بن مخلد، وآخرون.
توفي سنة اثنتين وستين.
وكان ثقة مكثرا.
164 -
حاتم بن يونس الجرجاني
، أبو محمد المخضوب.
سمع أبا الوليد الطيالسي، وعمرو النيسابوري، وابن مروزق، وعلي بن الجعد، وهشام بن عمار. وعنه ابن خزيمة، وأبو حامد ابن الشرقي، ومحمد بن الحسين القطان.
165 -
ن:
حاجب بن سليمان بن بسام المنبجي
، أبو سعيد.
روى عن وكيع، وابن أبي فديك، وأبي أسامة، وطبقتهم. وعنه النسائي وقال: ثقة، وأبو عروبة، وعبد الرحمن ابن أخي الإمام الحلبي، وأبو بكر بن زياد النيسابوري، وآخرون.
توفي سنة خمس وستين.
166 -
حاشد بن إسماعيل بن عيسى البخاري الغزال الحافظ
، نزيل الشاش.
كان أحد من طوف، وعني بهذا الشأن. سمع عبيد الله بن موسى، ومكي بن إبراهيم، ومن بعدهما. وعنه محمد بن يوسف بن مطر الفربري، وبكر بن منير، ومحمد بن إسحاق السمرقندي، وأحمد بن محمد بن آدم الشاشي، وآخرون.
وتوفي بالشاش سنة إحدى أو اثنتين وستين
167 -
حامد بن أبي حامد النيسابوري
، أبو علي المقرئ.
كان مقدم القراء ببلده. حدث عن إسحاق بن سليمان الرازي، ومكي بن إبراهيم البلخي، وعبد الرحمن بن عبد الله الدشتكي، ويحيى بن يحيى، وجماعة. وعنه أبو العباس السراج، وابن خزيمة، وأبو عبد الله بن الأخرم. وآخر من روى عنه أحمد بن علي بن حسنويه أحد الضعفاء.
واسم أبيه محمود بن حرب.
مات سنة ست وستين.
168 -
حبشي بن إسماعيل العامري مولاهم
، المصري.
عن سعيد بن أبي مريم وعبد الله بن صالح، وعنه سلامة بن عمر، مات سنة خمس وستين.
• - حبش بن أبي الورد، هو محمد؛ سيأتي.
169 -
حبيب بن المغيرة الشاشي
.
عن أبي نعيم وطبقته.
توفي بالشاش سنة ستين.
170 -
حبيس بن عابد المصري الفقيه
، أبو عابد.
روى عن سعيد بن تليد، والنضر بن عبد الجبار.
توفي سنة ثلاث وستين.
171 -
حجاج بن ريان الدمشقي
.
عن الوليد بن مسلم، وعنه الحسن بن عبد الملك الحصائري، روى حديثا واحدا، وتوفي سنة أربع وستين.
172 -
حذيفة بن غياث
، أبو اليمان العسكري، نزيل أصبهان.
عن أبي عاصم النبيل، وعباد بن صهيب، وأبي زيد الأنصاري، ومسلم بن إبراهيم. وعنه عبد الله بن محمد بن عيسى، ومحمد بن أحمد بن يزيد الزهري، وعبد الرحمن بن الحسن، وعبد الله بن فارس؛ الأصبهانيون.
توفي سنة تسع وستين.
173 -
حرب بن إسماعيل الكرماني الفقيه
، صاحب أحمد بن حنبل.
رحل وطوف في طلب العلم. وسمع أبا الوليد الطيالسي، والحميدي، وسعيد بن منصور، وأبا عبيد القاسم بن سلام، وإسحاق بن راهوية، وطائفة. وعنه القاسم بن محمد الكرماني نزيل طرسوس، وعبد الله بن
إسحاق النهاوندي، وعبد الله بن يعقوب الكرماني. وكتب عنه أبو حاتم الرازي، وهو أكبر منه.
قال أبو بكر الخلال: كان رجلا جليلا، حثني أبو بكر المروذي على الخروج إليه.
قلت: كان حيا في سنة بضع وستين ومائتين، وله مسائل مشهورة عند الحنابلة.
توفي سنة ثمانين.
174 -
الحسن بن إبراهيم البياضي
.
روى عن أبي النضر، وأسود بن عامر، وطبقتهما. وعنه أحمد بن محمد بن أسيد الأصبهاني، وعبد الرحمن بن أبي حاتم وقال: صدوق.
175 -
الحسن بن إسماعيل الكندي الإفريقي
.
رحل، وأخذ عن أصبغ بن الفرج وغيره.
توفي سنة ثلاث وستين.
176 -
الحسن بن إسماعيل بن رشيد الرملي
.
عن ضمرة بن ربيعة، والفريابي. وحدث ببغداد. وعنه أبو بكر بن مجاهد، وإسماعيل الوراق، وابن مخلد العطار.
توفي سنة سبعين.
177 -
الحسن بن أيوب المدائني
.
لم يعرفه الخطيب بأدنى من رواية المحاملي عنه. روى عن أبي عبد الصمد العمي، وعبد الوهاب الثقفي، وغيرهما.
178 -
الحسن بن ثواب الفقيه
، أبو علي التغلبي، صاحب أحمد بن حنبل.
سمع يزيد بن هارون، وعمار بن عثمان الحلبي. وعنه أبو جعفر ابن البختري، وإسماعيل الصفار.
قال الدارقطني: ثقة.
وقال أبو بكر الخلال: شيخ جليل القدر.
قلت: مات سنة ثمان وستين.
وقع لنا حديثه بعلو.
179 -
الحسن بن زيد بن محمد بن إسماعيل بن الحسن بن زيد بن الحسن بن علي بن أبي طالب
، العلوي الحسني الزيدي الأمير.
ظهر بطبرستان سنة خمسين، فغلب على جرجان وتلك الديار، واستفحل أمره، وهزم جيوش الخليفة، ودخل الري ثم رجع إلى طبرستان، وصاهر الديلم، وتمكن وقوي أمره، وامتدت أيامه.
توفي سنة سبعين في شعبان، وقام بالأمر بعده أخوه محمد بن زيد، فاتصلت أيامه إلى أن قتل سنة سبع وثمانين، وقيل: بعد ذلك.
180 -
الحسن بن سعيد، الفارسي ثم البغدادي، البزاز، قرابة سعدان بن نصر.
شيخ صدوق، سمع سفيان بن عيينة، ومعمر بن سليمان. وعنه القاضي المحاملي، وأحمد بن محمد الأدمي، وأبو سعيد ابن الأعرابي.
توفي سنة ثلاث وستين.
قال ابن أبي حاتم: أتيناه فلم نصادفه، وهو صدوق.
وقال ابن مخلد: مات في ربيع الأول، ويعرف بابن البستنبان.
181 -
الحسن بن السكين بن عيسى
، أبو منصور البلدي، نزيل بغداد.
سمع أبا بدر شجاع بن الوليد، ومحمد بن بشر العبدي. وعنه القاسم والحسين ابنا المحاملي، وأبو عوانة، ومحمد بن مخلد، لكن سماه ابن مخلد حسينا.
توفي سنة إحدى وستين.
182 -
الحسن بن سليمان بن سلام
، أبو علي الفزاري البصري الحافظ، المعروف بقبيطة.
أحد الأثبات. سمع عبد الله بن يوسف التنيسي، وأبا غسان مالك بن إسماعيل، ويوسف بن عدي، وطائفة. وعنه إمام الأئمة ابن خزيمة، وأبو بكر بن زياد النيسابوري، وجماعة.
واستوطن مصر، وبها توفي سنة إحدى وستين.
وثقه ابن يونس ووصفه بالحفظ.
183 -
الحسن بن عبد الرحمن بن عمر الزهري الأصبهاني
، ويعرف أبوه برستة.
سمع عثمان بن القاسم المؤذن، وعلي ابن المديني، وغيرهما. وعنه نسيبه محمد بن أحمد بن يزيد، ومحمد بن عمر الجورجيري، وعبد الله بن فارس.
توفي سنة ثلاث.
184 -
ق:
الحسن بن علي بن عفان العامري
، أبو محمد الكوفي، أخو محمد بن علي.
سمع عبد الله بن نمير، وأبا يحيى الحماني، وأسباط بن محمد، وأبا أسامة، وجعفر بن عون، وطائفة. وعنه ابن ماجة، وعبد الرحمن بن أبي
حاتم وقال: صدوق، وعلي بن محمد بن كاس النخعي، وإسماعيل الصفار، وعلي بن محمد بن الزبير القرشي. وذكر أبو القاسم ابن عساكر في شيوخ النبل أن أبا داود روى عنه أيضا، والذي في سنن أبي داود في عامة الروايات: حدثنا الحسن بن علي قال: حدثنا يزيد بن هارون وأبو عاصم، عن أبي الأشهب، عن عبد الرحمن، عن عرفجة أنه أصيب أنفه يوم الكلاب. هكذا رواه غير واحد، وزاد ابن داسة فيه فقال: حدثنا الحسن بن علي بن عفان. ولا ريب أن هذا مستند قوي في كون الزيادة من الثقة مقبولة، لكن الذي أجزم به أنه ليس هو ابن عفان، وأن تسمية الجد من كيس ابن داسة لمخالفة الجماعة الذين رووا السنن عن أبي داود له، وتوضيح هذا أن أبا داود لم يرو عن ابن عفان شيئا في غير هذا الموضع، وإنما روى الكثير عن الحسن بن علي الحلواني، والحلواني فمكثر عن يزيد بن هارون الواسطي وعن أبي عاصم البصري والبصريين، رحل وطوف. وأما ابن عفان فما رحل إلى البصرة ولا إلى واسط، ولا روى عن واحد من الرجلين شيئا، وله بضعة وعشرون شيخا عامتهم كوفيون، ولا حدث بغير الكوفة فيما أعلم.
قال ابن عقدة: توفي لليلة خلت من صفر سنة سبعين.
قلت: سمعنا كتاب الخراج ليحيى بن آدم من رواية ابن عفان عنه، وقع لنا عاليا. وانفرد ابن الشحنة سنين بعلو رواية جزء من حديث ابن عفان.
185 -
الحسن بن علي بن بزيع الهاشمي الكوفي البناء
.
سمع بكر بن سوادة وعدة، وكتب عنه ابن عقدة وقال: مات سنة سبعين.
186 -
الحسن بن علي، أبو علي المسوحي الزاهد
.
من كبار الصوفية ببغداد، صحب السري السقطي، وحكى عن بشر الحافي، وهو أول من عقدت له حلقة ببغداد يتكلم فيها في الحقيقة. حكى عنه الجنيد، وأبو العباس بن مسروق، والقاضي المحاملي، وغيرهم. وصحبه أبو حمزة البغدادي وأبو محمد الجريري.
وكان عذب العبارة، زاهدا قانعا، لم يكن له منزل يأوي إليه، وكان يبيت في مسجد.
قال السلمي: سمعت أبا العباس البغدادي يقول: سمعت جعفرا الخلدي يقول: سمعت الجنيد يقول: كلمت حسنا المسوحي في شيء من الأنس، فقال لي: ويحك! ما الأنس؟ لو مات من تحت السماء ما استوحشت.
وقال ابن الأعرابي: سمعت غير واحد أنه سمع أبا حمزة يقول كثيرا: حسن أستاذنا، رحم الله حسنا.
قال ابن الأعرابي: ويقال: إن أول حلقة كانت في جامع بغداد للصوفية حلقة المسوحي، ثم بعده حلقة أبي حمزة، وكان المسوحي لا يجاوز علم الأصول والعبادات والإرادات والأحوال دون المعارف لا يجاوز ذلك.
توفي المسوحي رحمه الله بعد الستين.
187 -
الحسن بن محمد بن سماعة الكوفي
.
شيعي كبير، له تصانيف فقهية عند الإمامية.
توفي سنة ثلاث وستين ومائتين.
188 -
الحسن بن ناصح
، أبو علي البغدادي الخلال.
عن أبي النضر، والأسود شاذان. وعنه محمد بن مخلد، وأبو بكر الخرائطي.
وكان صدوقا فيما بلغني.
189 -
الحسن بن كليب
، أبو علي الأنصاري البغدادي.
عن إسحاق بن يوسف الأزرق، وعمر بن يونس اليمامي، ويونس بن محمد. وعنه أبو العباس السراج، ومحمد بن جعفر الفريابي.
قال الدارقطني: ضعيف.
190 -
الحسن بن يحيى بن الحسين بن زيد بن علي بن الحسين ابن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب.
توفي بالكوفة سنة ثمان وستين.
وكان شريفا صاحب قعدد.
191 -
ق:
الحسن بن أبي الربيع يحيى بن الجعد الجرجاني
، أبو علي العبدي، نزيل بغداد.
سمع أبا يحيى الحماني، وعبد الصمد بن عبد الوارث، ووهب بن جرير، وعبد الرزاق، وشبابة، ويزيد بن هارون، وجماعة.
وعنه ابن ماجة، وأبو بكر بن أبي عاصم، وعبد الله بن أبي داود، وعبد الرحمن بن أبي حاتم، ومحمد بن عقيل البلخي، وأبو بكر بن زياد النيسابوري، والقاضي المحاملي، والحسين بن عياش القطان، وعبد الله بن محمد الحامض، وآخرون.
قال ابن أبي حاتم: صدوق.
وقال ابن المنادي: مات في سلخ جمادى الأولى سنة ثلاث وستين، وبلغ فيما قيل ثلاثا وثمانين سنة.
قلت: كان صاحب حديث وحفظ ورحلة.
192 -
الحسن بن محمد بن عبد الملك بن أبي الشوارب الأموي
، قاضي القضاة للمعتمد على الله.
كان أحد الأجواد الممدحين.
قال نفطوية: في سنة أربعين ومائتين ولي قضاء القضاة جعفر بن عبد الواحد بن سليمان بن علي الهاشمي، فاستخلف على قضاء سامراء الحسن بن محمد بن أبي الشوارب، وكان أفتى فقيه وقاض، وكان من السخاء وإظهار المروءة والكرم على حالة لم ير عليها حاكم قط. ولم يزل في أهل هذا البيت إمارة وقيادة ورياسة؛ منهم: عتاب بن أسيد، ولاه رسول الله صلى الله عليه وسلم مكة، ومنهم خالد بن أسيد جد آل أبي الشوارب.
وعن صالح بن دراج الكاتب قال: كان المعتز يقول: ما رأيت أفضل من الحسن بن محمد بن أبي الشوارب ولا أحسن وفاء، ما حدثني قط فكذبني، ولا ائتمنته على شيء من سر أو غيره فخانني.
وقال ابن المنادي: ودخل إلى بغداد الحسن بن أبي الشوارب قاضي القضاة للمعتمد فتوفي في ذي الحجة سنة إحدى وستين.
وقال ابن جرير الطبري: إنه توفي بمكة بعد قضاء حجه، فالله أعلم.
قلت: عاش أربعا وخمسين سنة.
193 -
الحسن بن محبوب
، أبو علي البغدادي، نزيل أنطاكية.
سمع عبد الله بن نمير، وحجاجا الأعور. وعنه ابن أبي الدنيا، وعبد الله بن محمد الإسفراييني.
وهو مقل، توفي سنة إحدى وستين.
194 -
الحسن بن مخلد بن الجراح
، الوزير أبو محمد البغدادي الكاتب.
ومن أعجب الاتفاق أن أربعة ولوا الوزارة ولدوا في سنة تسع ومائتين؛ هذا، وعبيد الله بن يحيى بن خاقان، ومحمد بن عبد الله بن طاهر، وأحمد بن إسرائيل.
ولي الحسن الوزارة للمعتمد مرتين، وصادره في الأولى، ثم استوزره مرة ثالثة سنة خمس وستين، ثم سخط عليه في شعبان من السنة، فتسحب
إلى مصر، فأقبل عليه أحمد بن طولون وولاه نظر البلاد، وضمن له زيادة ألف ألف دينار في السنة مع العدل، فخافه الكتاب، وقالوا لابن طولون: هذا عين للموفق عليك، وصبغوه بذلك فحبسه، فقالوا: لا ينبغي أن يكون محبوسا في جوارك، فربما حدث به حدث فنسب إليك. فبعث به إلى متولي أنطاكية، وأمره أن يعذبه، فعذبه حتى هلك في سنة تسع وستين.
وكان مع ظلمه شاعرا فصيحا جوادا ممدحا نبيل الرأي، مدحه البحتري وغيره، ولم يذكره الخطيب، وذكره ابن النجار وأنه جمع بين الوزارة وكتابة الموفق.
وكان آية في حساب الديوان، حتى قيل: ما لا يعلمه الحسن فليس من الدنيا، أو ليس هو في الدنيا.
وكان تام الشكل مهيبا، لباسا، عظيم التجمل، سريا. كان خدمه يركبون يوم الجمعة بالجنائب الكثيرة وغلمانه بالديباج المنسوج بالذهب، فإذا جلس في داره وقعت العين على فرش وستور ونحو ذلك بمائة ألف دينار.
وقيل: بل هلك سنة إحدى وسبعين ومائتين
195 -
الحسن بن هارون
، أبو علي التميمي النيسابوري.
شيخ جليل رئيس. سمع روح بن عبادة، وحفص بن عبد الله، وغيرهما. وعنه ابن خزيمة، ومكي بن عبدان.
توفي سنة إحدى وستين.
196 -
الحسن بن يزيد بن معاوية
، أبو علي الجصاص الحنظلي البغدادي.
روى عن علي بن عاصم، وشبابة، وعبد الوهاب بن عطاء. وعنه محمد بن مخلد، ومحمد بن أحمد الأثرم.
وثقه الخطيب.
197 -
الحسين بن بحر البيروذي
، وبيروذ من نواحي الأهواز.
سمع أبا زيد الهروي، وعون بن عمارة. وعنه يحيى بن صاعد، والحسين بن يحيى بن عياش، وآخرون.
وكان ثقة.
توفي سنة إحدى أيضا.
198 -
الحسين بن سعيد المخرمي
، وهو الحسين ابن البستنبان.
عن ابن علية، وأبي بدر. وعنه أبو العباس السراج، ومحمد بن مخلد.
199 -
الحسين بن شداد المخرمي
، أبو علي القطان.
عن سعيد بن داود الزنبري، والحسن بن بشر البجلي، وجماعة. وعنه محمد بن مخلد، وعلي بن إسحاق المادرائي، وغيرهما.
توفي سنة ثمان وستين.
200 -
الحسين بن الفرج البغدادي الخياط
.
حدث بأصبهان عن سفيان بن عيينة، وعبد الله بن إدريس. وكان ضعيفا.
قال ابن أبي حاتم: كتب أبي عنه ثم تركه.
قلت: يقال: إنه توفي سنة ثمان وستين، فالله أعلم.
201 -
الحسين بن الفرج بن رزيق
، أبو صالح المروزي.
ثقة، حدث عن علي بن الحسن بن شقيق، وله رحلة إلى الكوفة. حدث عنه عبد الله بن محمود، وعلي بن محمد بن مقاتل، وأبو بكر بن بسطام، وغيرهم.
قال ابن ماكولا: مات في جمادى الأولى سنة اثنتين وستين ومائتين.
202 -
الحسين بن نصر بن معارك
، أبو علي البغدادي.
عن شبابة، وعمر بن يونس اليمامي، وإسحاق بن سليمان الرازي. وعنه الطحاوي، وابن خزيمة، وابن جوصا، وعبد الرحمن بن أبي حاتم، وأثنى عليه ابن أبي حاتم.
توفي سنة إحدى وستين في شعبان بمصر.
قال ابن يونس: كان ثقة ثبتا.
203 -
حفص بن عمر الحبطي السياري البصري
.
عن محمد بن عبد الله الأنصاري. وعنه محمد بن مخلد، وعلي بن إسحاق المادرائي.
وأما حفص بن عمر الحبطي شيخ محمد بن الفرج الأزرق فقديم في طبقة الأنصاري.
توفي هذا سنة تسع وستين.
204 -
الحكم بن عمرو الأنماطي
، أبو القاسم.
عن أبي نعيم، وعلي بن عياش. وعنه أبو بكر الخرائطي، ومحمد بن جعفر المطيري، وعبد الرحمن بن أبي حاتم وقال: صدوق.
205 -
حماد بن إسحاق بن إسماعيل بن حماد بن زيد بن درهم
، أبو إسماعيل الأزدي البغدادي القاضي، أخو إسماعيل القاضي.
كان فقيها كأخيه قيما بمذهب مالك، تفقه على أحمد بن المعذل.
وحدث عن: مسلم بن إبراهيم، والقعنبي، وإسماعيل بن أبي أويس، وجماعة.
وصنف تصانيف في المذهب. وعنه: ابنه إبراهيم، والمحاملي، وأبو بكر الخرائطي، وغيرهم.
وثقه الخطيب.
وكان يصحب الخلفاء فغضب عليه المهتدي بالله سنة خمس وخمسين وضربه وطوف به لشيء بلغه عنه. وعزل أخاه إسماعيل عن القضاء.
توفي حماد في سنة سبع وستين ببلد السوس، وله ثمان وستون سنة. وقد ولي قضاء بغداد نوبة.
• -
حماد بن الحسن بن عنبسة
، أبو عبيد الله النهشلي البصري الوراق.
سمع أزهر بن سعد السمان، ومحمد بن بكر البرساني، وأبا داود وروح بن عبادة. وعنه ابن صاعد، وأبو بكر النيسابوري، ومحمد بن جعفر المطيري وجماعة.
قال ابن أبي حاتم: سمعت منه بسامراء، وهو ثقة.
قلت: مات سنة ست وستين.
وذكر اللالكائي وابن عساكر في النبل أن مسلما روى عنه، وما لذلك وجود في الصحيح، فلعله خارج الصحيح.
• -
حماد بن المؤمل
، أبو جعفر الكلبي.
عن كامل بن طلحة، وإسحاق بن بشر الكاهلي، وجماعة. وعنه هارون بن علي المزوق، ومحمد بن مخلد.
وكان ثقة ضريرا.
مات سنة أربع وستين.
• -
حمدون بن عمارة
، أبو جعفر البغدادي البزاز، قيل: اسمه محمد.
عن عبد الله بن محمد المسندي، وسعيد بن سليمان الواسطي. وعنه ابن ماجه في تفسيره، وابن مخلد، وعبد الله بن محمد الحامض.
توفي سنة اثنتين وستين.
وثقه الخطيب.
• -
حمدون بن عباد
، أبو جعفر الفرغاني البزاز.
عن يزيد بن هارون، وشجاع بن الوليد، وغيرهما. وعنه أبو القاسم البغوي، ومحمد بن مخلد، وآخرون.
اسمه أحمد.
• -
خارجة بن مصعب بن خارجة بن مصعب السرخسي
.
رحل، وروى عن أبي نعيم، وعلي بن الحسين بن واقد، ومغيث بن بديل. وعنه أبو العباس محمد بن عبد الرحمن الدغولي، وغيره.
ذكره ابن حبان في الثقات، وتوفي سنة أربع وستين.
211 -
خالد بن أحمد أبو الهيثم الذهلي
.
أمير خراسان مما وراء النهر. له ببخارى آثار محمودة. أقدم إليها المحدثين وأكرمهم، وطلب أن يأتي أبو عبد الله البخاري إلى داره ليسمع أولاده الصحيح، فامتنع من المجيء إليه، فأخرجه من بخارى.
ثم إنه في آخر أمره خرج على آل طاهر ومال إلى يعقوب بن الليث الصفار الذي خرج بسجستان. ثم إنه حج سنة تسع وستين فقبض عليه وسجن ببغداد فهلك في الحبس في ذا العام.
وقد سمع من: إسحاق بن راهويه، وعبيد الله بن عمر القواريري،
والحسن بن علي الخلال، ومحمد بن علي بن شقيق، وطائفة.
ومن أبيه أحمد بن خالد بن حماد بن عمرو.
روى عنه: سهل بن شاذويه، ونصرك بن أحمد، وعبد الرحمن بن أبي حاتم، وأبو بكر أحمد بن محمد المنكدري، وأبو العباس بن عقدة، وأبو حامد الأعمشي، وآخرون.
قال الحاكم في ترجمته: حدثنا عبد الرحمن بن حمدان الجلاب بهمذان، قال: حدثنا خالد بن أحمد الأمير الذهلي المروزي بهمذان سنة تسع وستين ومائتين، قال: حدثنا مخلد بن مخلد البلخي، قال: حدثنا عبد العزيز بن حصين، قال: حدثنا أيوب السختياني وهشام، عن محمد عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إن لله تسعة وتسعين اسما من أحصاها دخل الجنة. وبلغنا أن خالد بن أحمد أنفق في طلب الحديث ألف ألف درهم. وكان يمشي لطلب السماع ولا يركب.
توفي سنة سبعين.
212 -
خالد بن يزيد
بن أبي سويد
، أبو الهيثم الرازي اللغوي.
كان أوحد زمانه في علم اللغة والعربية بناحيته، وكان من أئمة السنة. ويقال: إن الدعاء عند ضريحه مستجاب وهو بهراة.
توفي سنة سبعين.
213 -
خالد بن يزيد، أبو الهيثم التميمي الكاتب.
أحد الشعراء البلغاء.
توفي ببغداد، وقد شاخ وهرم.
أصله من خراسان.
حدث جحظة، قال: حدثني خالد الكاتب، قال: أدخلت على إبراهيم ابن المهدي وأنا غلام، فقال: أنت خالد؟ قلت: نعم. قال: أنشدني شيئا.
قلت: أعز الله الأمير، أنا حدث أمزح، لا أهجو ولا أمدح، فإن رأى الأمير أن يعفيني. قال: والله لتقولن، فإن الذي تقوله في شجون نفسك أشد لدواعي البلاء. فأنشدته:
رأت منه عيني منظرين كما رأت من البدر والشمس المنيرة بالأرض عشية حياني بورد كأنه خدود أضيفت بعضهن إلى بعض وناولني كأسا كأن رضابها دموعي لما صد عن مقلتي غمضي وولى وفعل السكر في حركاته من الراح فعل الريح في الغصن الغض.
قال: فزحف. وقال: يا بني الناس شبهوا الخدود بالورد، وأنت شبهت الورد بالخدود. زدني.
فأنشدته:
عش فحبيك سريعا قاتلي والضنى إن لم تصلني واصلي ظفر الحب بقلب دنف فيك والسقم بجسم ناحل فهما بين اكتئاب وبلى تركاني كالقضيب الذابل وبكى العاذل لي من رحمة فبكائي لبكاء العاذل.
قال: أحسنت. ووصلني بثلاثمائة وخمسين دينارا.
وعن أبي العيناء قال: لقيت خالدا الكاتب والصبيان يعبثون به، فأخذته وأطعمته، فأنشدني:
ومؤنس كان لي وكنت له يرتع في دولة من الدول حتى إذا ما الزمان غيره عني بقول الوشاة والعذل قلت له عن مقالة سبقت يا منتهى غايتي ويا أملي كنت صديقا فصرت معرفة بدلني الله شر مبتدل.
وأنشدني أيضا:
بالوجنتين اللتين كالسرج والحاجبين اللذين كالسبج والمقلتين التي لحاظهما سفاكة للنفوس والمهج ألا ذللت الذي يتيمه حبك يا واحدي على الفرج.
ولخالد:
عذبني بالدلال والتيه وصد عني فكيف أرضيه؟ ظبي من التيه لا يكلمني سبحان من صاغ حسنه في فيه الشمس من وجنتيه طالعة والبدر فوق الجبين يحكيه
يا حسن الوجه جد لكئيب بقبلة منك كي أهنيه.
وهو صاحب هذه الكلمة البديعة:
رقدت ولم ترث للساهر وليل المحب بلا آخر ولم تدر بعد ذهاب الرقا د ما فعل الدمع بالناظر أيا من تعبدني حسنه أجرني من طرفك الجائر وجد للفؤاد فداك الفؤا د من طرفك الفاتن الفاتر.
وعن خالد الكاتب قال: طرق بابي بعد العتمة، فخرجت فإذا رجل على حمار مغطى الرأس معه خادم، فقال: أنت الذي تقول:
ليت ما أصبح من رقـ ـة خديك بقلبك.
قلت: نعم.
قال: فأنت الذي تقول:
أقول للسقم عد إلى بدني حبا لشيء يكون من سببك.
قلت: نعم.
قال: وأنت الذي تقول:
ترشفت من شفتيه العقارا وقبلت من خده الجلنارا.
قلت: نعم.
قال: يا غلام ادفع إليه ما معك.
فدفع إلي صرة فيها ثلاثمائة دينار.
قلت: والله لا أقبلها حتى أعرفك.
قال: أنا إبراهيم ابن المهدي.
وقد وسوس خالد وكبر، وكان يركب قصبة.
قال بعضهم: فلقد رأيته والصبيان يتبعونه ويقولون: يا بارد.
ويقولون: ما الذي صار بك إلى هذا؟ فيقول: الهموم والسهر والسهاد والفكر سلطت على جسد فيه للهموم أثر لا ومن كلفت به ما يطيق ذا بشر.
وشعره هكذا بديع سائر.
214 -
الخصاف الإمام، شيخ الحنفية، أبو بكر أحمد بن عمرو الخصاف الشيباني.
له تصانيف.
يروي عن: وهب بن جرير، والعقدي، والواقدي، وأبي نعيم، وخلق.
ذكره ابن النجار، وما ذكر عنه راويا.
وكان ذا زهد وورع.
مات سنة إحدى وستين ومائتين بالعراق، وكان يرى خلق القرآن.
215
خداش بن مخلد البصري
.
سمع أبا عاصم النبيل، وقبيصة بن عقبة. روى عنه ابن أبي حاتم، وقال: صدوق.
216
خشنام بن صديق
، أبو بكر النيسابوري.
ثقة طالب حديث، سمع الحسين بن الوليد، وعبيد الله بن موسى، وجماعة. وعنه ابن خزيمة، ومحمد بن الأخرم.
توفي سنة أربع وستين.
217 -
الخضر بن أبان، أبو القاسم الإيامي الهاشمي، مولاهم الكوفي
.
سمع أزهر السمان، ويحيى بن آدم، وسيار بن حاتم، وإبراهيم بن هدبة الذي زعم أنه سمع من أنس. وعنه: عبد الله بن أحمد بن زبر القاضي، وعلي بن محمد بن محمد بن عقبة الشيباني، وابن الأعرابي، والأصم، وغيرهم.
ضعفه أبو الحسن الدارقطني.
وآخر من روى عنه إبراهيم بن عبد الله بن أبي العزائم.
وضعفه أيضا الحاكم، وقال: سمعته، يعني الدارقطني، يقول عن شيوخه: إنهم رأوا الخضر بن أبان يروي عن أبي معاوية، وأبي بكر بن عياش من كتاب، فاستلبوا الكتاب منه، فإذا هو سماعه من أحمد بن يونس، عن هؤلاء.
قلت: لعله دلس عنهم وحرف أحمد بن يونس.
218 -
خطاب بن بشر بن مطر
، أبو عمر البغدادي الواعظ.
كان رأسا في التذكير والوعظ. سمع من: عبد الصمد بن النعمان، وأحمد بن حنبل.
وسأل أحمد مسائل في جزء سمعناه. روى عنه: محمد بن مخلد العطار، وأحمد بن محمد الأدمي.
وتوفي ببغداد في المحرم سنة أربع وستين.
219
خلف بن ربيعة، أبو سليمان الجفري المصري
.
روى عن أبيه، وزياد بن يونس.
قال ابن يونس: توفي في جمادى الآخرة سنة خمس وستين ومائتين.
220
الخليل بن محمد، أبو العباس العجلي الأصبهاني
.
عن روح بن عبادة وعبد العزيز بن أبان، وعنه محمد بن أحمد بن يزيد الزهري، وعبد الله بن جعفر بن فارس.
* داود بن سليمان الدقاق السامري، بنان، قد ذكر.
221
داود بن عثمان الصدفي
، مولاهم.
عن سعيد بن أبي مريم.
مات سنة ست وستين ومائتين.
222 -
داود بن علي بن خلف
، أبو سليمان البغدادي الأصبهاني، مولى المهدي، الفقيه الظاهري، رأس أهل الظاهر.
ولد سنة مائتين، وسمع: سليمان بن حرب، والقعنبي، وعمرو بن مرزوق، ومحمد بن كثير العبدي، ومسددا، وأبا ثور الفقيه، وإسحاق بن راهويه رحل إليه إلى نيسابور، فسمع منه المسند والتفسير؛ وجالس الأئمة، وصنف الكتب.
قال أبو بكر الخطيب: كان إماما ورعا ناسكا زاهدا. وفي كتبه حديث كثير. لكن الرواية عنه عزيزة جدا.
روى عنه: ابنه محمد، وزكريا الساجي، ويوسف بن يعقوب الداودي الفقيه، وعباس بن أحمد المذكر، وغيرهم.
قال ابن حزم: إنما عرف بالأصبهاني لأن أمه أصبهانية، وكان أبوه حنفي المذهب، يعني: وكان عراقيا.
قال: وكتب داود ثمانية عشر ألف ورقة.
ومن أصحاب داود أبو الحسن عبد الله بن أحمد بن رويم أحد الأئمة، وأبو بكر ابن النجار، وأبو الطيب محمد بن جعفر الديباجي، وأحمد بن مخلد الإيادي، وأبو سعيد الحسن بن عبيد الله، له تواليف كثيرة، وأبو بكر محمد بن أحمد الدجاجي، وأبو نصر رآه بسجستان.
ثم سمى ابن حزم جماعة كثيرة من الفقهاء من تلامذة داود.
وقال أبو إسحاق الشيرازي: ولد سنة اثنتين ومائتين، وأخذ العلم عن إسحاق، وأبي ثور. وكان زاهدا متقللا.
وقال أبو العباس ثعلب: كان داود عقله أكثر من علمه.
قال أبو إسحاق: وقيل: كان في مجلسه أربعمائة صاحب طيلسان أخضر، وكان من المتعصبين للشافعي، صنف كتابين في فضائله والثناء عليه. قال أبو إسحاق: وانتهت إليه رياسة العلم ببغداد، وأصله من أصفهان، ومولده بالكوفة، ومنشأه ببغداد وقبره بها.
وقال أبو عمرو أحمد بن المبارك المستملي: رأيت داود بن علي يرد على إسحاق بن راهويه، وما رأيت أحدا قبله ولا بعده يرد عليه هيبة له.
وقال عمر بن محمد بن بجير: سمعت داود بن علي يقول: دخلت على إسحاق بن راهويه وهو يحتجم، فجلست فرأيت كتب الشافعي،
فأخذت أنظر، فصاح، أيش تنظر؟ فقلت: معاذ الله أن نأخذ إلا من وجدنا متاعنا عنده، فجعل يضحك ويتبسم.
وقال سعيد البرذعي: كنا عند أبي زرعة فاختلف رجلان في أمر داود والمزني، والرجلان فضلك الرازي، وابن خراش، فقال ابن خراش: داود كافر. وقال فضلك: المزني جاهل.
فأقبل عليهما أبو زرعة يوبخهما وقال: ما واحد منكما له بصاحب. ثم قال: ترى داود هذا لو اقتصر على ما يقتصر عليه أهل العلم لظننت أنه يكمد أهل البدع بما عنده من البيان والآلة. ولكنه تعدى. لقد قدم علينا من نيسابور، فكتب إلي محمد بن رافع، ومحمد بن يحيى، وعمرو بن زرارة، وحسين بن منصور، ومشيخة نيسابور بما أحدث هناك، فكتمت ذلك لما خفت من عواقبه، ولم أبد له شيئا من ذلك. فقدم بغداد، وكان بينه وبين صالح بن أحمد بن حنبل حسن، فكلم صالحا أن يتلطف له في الاستئذان على أبيه، فأتى وقال: سألني رجل أن يأتيك. قال: ما اسمه؟ قال: داود. قال: ابن من؟ قال: هو من أهل أصبهان، وكان صالح يروغ عن تعريفه، فما زال أبوه يفحص حتى فطن به، فقال: هذا قد كتب إلي محمد بن يحيى في أمره أنه زعم أن القرآن محدث، فلا يقربني. قال: إنه ينتفي من هذا وينكره. قال: محمد بن يحيى أصدق منه، لا تأذن له.
أنبأنا ابن سلامة، عن اللبان، عن الشيرويي، قال: حدثنا عبد الكريم بن محمد أبو نصر الشيرازي قراءة، قال: أخبرنا عبد الرحمن بن أحمد بن حكمويه المفسر الروياني، قال: أخبرنا والدي، قال: أخبرنا أبو علي بن عبد الله بن القاسم البصري بالدينور، قال: حدثنا داود بن علي بن خلف البغدادي المعروف بالأصبهاني، قال: أخبرنا أبو خيثمة، قال: حدثنا بشر بن السري، قال: حدثنا حماد بن سلمة، عن ثابت، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن صهيب عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إذا دخل أهل الجنة الجنة نادى
مناد: يا أهل الجنة إن لكم عند الله موعدا يريد أن ينجزكموه، فيقولون: ألم يثقل موازيننا. . . الحديث.
قال الخلال: أخبرنا الحسين بن عبد الله قال: سألت المروذي عن قصة داود الأصبهاني وما أنكر عليه أبو عبد الله، فقال: كان داود خرج إلى خراسان إلى ابن راهويه، فتكلم بكلام شهد عليه أبو نصر بن عبد المجيد وآخر، شهدا عليه أنه قال: القرآن محدث. فقال لي أبو عبد الله: من داود بن علي لا فرج عنه الله؟ قلت: هذا من غلمان أبي ثور. قال: جاءني كتاب محمد بن يحيى النيسابوري أن داود الأصبهاني قال ببلدنا: إن القرآن محدث.
قال المروذي: حدثني محمد بن إبراهيم النيسابوري أن إسحاق بن راهويه لما سمع كلام داود في بيته وثب عليه إسحاق فضربه وأنكر عليه.
قال الخلال: سمعت أحمد بن محمد بن صدقة يقول: سمعت محمد بن الحسين بن صبيح، يقول: سمعت داود الأصبهاني يقول: القرآن محدث ولفظي بالقرآن مخلوق.
وأخبرنا سعيد بن أبي مسلم، قال: سمعت محمد بن عبدة يقول: دخلت إلى داود فغضب علي أحمد بن حنبل، فدخلت عليه فلم يكلمني، فقال له رجل: يا أبا عبد الله إنه رد عليه مسألة. قال: وما هي؟ قال: قال: الخنثي إذا مات من يغسله؟ فقال داود: يغسله الخدم. فقال محمد بن عبدة: الخدم رجال. ولكن ييمم. فتبسم أحمد، وقال: أصاب أصاب. ما أجود ما أجابه.
قلت: كان داود موصوفا بالدين والتعبد مع هذا.
وقال القاضي المحاملي: رأيت داود بن علي يصلي، فما رأيت مسلما يشبهه في حسن تواضعه.
وقد اختلف محمد بن جرير مدة إلى مجلس داود، وأخذ عنه.
وقال أحمد بن كامل القاضي: أخبرني أبو عبد الله الوراق أنه كان يورق على داود، فسمعته يسأل عن القرآن، فقال: أما الذي في اللوح
المحفوظ فغير مخلوق، وأما الذي هو بين الناس فمخلوق.
قلت: للعلماء قولان في داود هل يعتد بخلافه أم لا؟ فقال أبو إسحاق الإسفراييني: قال الجمهور: إنهم، يعني نفاة القياس، لا يبلغون رتبة الاجتهاد، ولا يجوز تقليدهم القضاء.
ونقل الأستاذ أبو منصور البغدادي، عن أبي علي بن أبي هريرة، وطائفة من الشافعيين أنه لا اعتبار بخلاف داود، وسائر نفاة القياس في الفروع دون الأصول.
وقال أبو المعالي الجويني: الذي ذهب إليه أهل التحقيق أن منكري القياس لا يعدون من علماء الأمة، ولا من حملة الشريعة، لأنهم معاندون مباهتون فيما ثبت استفاضة وتواترا؛ لأن معظم الشريعة صادر عن الاجتهاد، ولا تفي النصوص بعشر معشارها، وهؤلاء ملتحقون بالعوام.
قلت: قول أبي المعالي رحمه الله فيه بعض ما فيه، فإنما قاله باجتهاد، ونفيهم للقياس أيضا باجتهاد، فكيف يرد الاجتهاد بمثله؟ نعم، وأيضا فإذا لم يعتد بخلافهم لزمنا أن نقول: إنهم قد خرقوا الإجماع، ومن خالف الإجماع يكفر ويقتل حدا لعناده، فإن قلتم: خالفوا الإجماع بتأويل سائغ، قلنا: فهذا هو المجتهد، فلا نقول يجوز تقليده، إنما يحكى قوله، مع أن مذهب القوم أنه لا يحل لأحد أن يقلدهم ولا أن يقلد غيرهم، فلأن نحكي خلافهم ونعده قولا أهون وأسلم من تكفيرهم.
ونحن نحكي قول ابن عباس في الصرف، والمتعة، وقول الكوفيين في النبيذ، وقول جماعة من الصحابة في ترك الغسل من الجماع بلا إنزال، ومع هذا فلا يجوز تقليدهم في ذلك.
فهؤلاء الظاهرية كذلك، نعتد بخلافهم، فإن لم نفعل صار ما تفردوا به خارقا للإجماع، ومن خرق الإجماع المتيقن فقد مرق من الملة. لكن الإجماع المتيقن هو ما علم بالضرورة من الدين: كوجوب رمضان، والحج، وتحريم الزنا والسرقة، والربا، واللواط.
والظاهرية فلهم مسائل شنيعة، لكنها لا تبلغ ذلك، والله أعلم.
وقال الإمام أبو عمرو ابن الصلاح: الذي اختاره الأستاذ أبو منصور
وذكر أنه الصحيح من المذهب أنه يعتبر خلاف داود.
قال ابن الصلاح: وهذا هو الذي استقر عليه الأمر آخرا كما هو الأغلب الأعرف من صفو الأئمة المتأخرين الذين أوردوا مذهب داود في مصنفاتهم المشهورة، كالشيخ أبي حامد، والماوردي، وأبي الطيب، فلولا اعتدادهم به لما ذكروا مذهبه في مصنفاتهم.
قال: وأرى أن يعتبر قوله إلا فيما خالف فيه القياس الجلي، وما أجمع عليه القياسون من أنواعه، أو بناه على أصوله التي قام الدليل القاطع على بطلانها، فاتفاق من سواه إجماع منعقد، كقوله في التغوط في الماء الراكد، وتلك المسائل الشنيعة، وقوله لا ربا إلا في الستة المنصوص عليها، فخلافه في هذا ونحوه غير معتد به، لأنه مبني على ما يقطع ببطلانه، والله أعلم.
قال ابن كامل: توفي في رمضان سنة سبعين.
223 -
4:
الربيع بن سليمان بن عبد الجبار بن كامل
. الفقيه أبو محمد المرادي، مولاهم المصري المؤذن، صاحب الشافعي وراوي كتبه.
ولد سنة أربع أو ثلاث وسبعين ومائة. وسمع: عبد الله بن وهب، وشعيب بن الليث بن سعد، وبشر بن بكر التنيسي، وأيوب بن سويد الرملي، والشافعي، ويحيى بن حسان، وأسد بن موسى، وجماعة. وعنه: أبو داود، والنسائي، وابن ماجه، والترمذي، عن رجل عنه، وهو محمد بن إسماعيل السلمي، وأبو زرعة الرازي، وأبو حاتم، وابنه عبد الرحمن بن أبي حاتم، وزكريا بن يحيى الساجي، وأبو نعيم بن عدي، وأبو جعفر الطحاوي، وأبو بكر بن زياد النيسابوري، والحسن بن حبيب الحصائري، وأحمد بن مسعود العكري، وأحمد بن بهزاذ السيرافي، وابن صاعد، وأبو العباس الأصم، وآخرون.
وثقة أبو سعيد بن يونس، وغيره.
وعن الربيع قال: كل محدث حدث بمصر بعد ابن وهب كنت مستمليه.
وقال النسائي: لا بأس به.
قال علي بن قديد: كان الربيع يقرأ بالألحان.
وقال الطحاوي: مات الربيع بن سليمان مؤذن جامع الفسطاط يوم الإثنين، ودفن يوم الثلاثاء لإحدى وعشرين ليلة خلت من شوال من سنة سبعين، وصلى عليه الأمير خمارويه بن أحمد بن طولون.
قلت: وقد روى عنه الترمذي بالإجازة، وآخر من حدث عنه أبو الفوارس السندي. ويروى عن الشافعي أنه قال للربيع: لو أمكنني أن أطعمك العلم لأطعمتك.
قال ابن عبد البر: قد ذكر محمد بن إسماعيل الترمذي من أخذ عن الربيع كتب الشافعي ورحل إليه فيها من الآفاق، فذكر نحو مائتي رجل.
قال ابن عبد البر: كان الربيع لا يؤذن في منارة جامع مصر أحد قبله، وكانت الرحلة في كتب الشافعي إليه، وكانت فيه سلامة وغفلة، ولم يكن قائما بالفقه.
ومما ينسب إلى الربيع من الشعر:
صبرا جميلا ما أسرع الفرجا من صدق الله في الأمور نجا من خشي الله لم ينله أذى ومن رجا الله كان حيث رجا.
قلت: كان الربيع أعرف من المزني بالحديث، وكان المزني أعرف بالفقه منه بكثير حتى كأن هذا لا يعرف إلا الحديث، وهذا لا يعرف إلا الفقه.
224
روح بن أبي سعد
.
قال ابن قانع: مات سنة إحدى وستين ومائتين.
كان يؤدب. روى عن الحكم بن موسى وطبقته، وعنه ابن مسروق، ومحمد بن مخلد.
225
زكريا بن حرب النيسابوري
، أخو أحمد بن حرب.
سمع حفص بن عبد الرحمن، ومكي بن إبراهيم، وعنه ابنه يحيى، وأحمد بن نصر وغيرهما.
توفي سنة سبع وستين.
226 -
زكريا بن دويد بن محمد بن الأشعث
، أبو أحمد الكندي.
زعم أنه أتت عليه مائة وثلاثون سنة، وادعى أنه سمع من سفيان الثوري، ومالك بن أنس.
قال علي بن محمد بن حاتم القومسي: سمعت منه بعسقلان سنة نيف وستين ومائتين.
قلت: وجود روايته والعدم بالسواء. وقد روى الطبراني في معجمه عن أحمد بن إسحاق الدميري، عنه.
قال ابن حبان: كان يضع الحديث.
227 -
زكريا بن يحيى بن أسد أبو يحيى المروزي
. المعروف بزكرويه. نزيل بغداد.
حدث عن: سفيان بن عيينة، وأبي معاوية، ومعروف الكرخي. وعنه: القاضي المحاملي، وابن مخلد، وأبو الحسين أحمد ابن المنادي، وإسماعيل الصفار، وأبو العباس الأصم.
قال الدارقطني: لا بأس به.
قلت: توفي في ربيع الآخر سنة سبعين.
وهو راوي جزء ابن عيينة الذي عند سبط السلفي. وقد احتج به أبو عوانة في صحيحه، وهو من قدماء شيوخه.
وذكره أبو الفتح الموصلي في كتابه في الضعفاء فما قدر يتعلق عليه بشيء، أكثر ما قال: زعم أنه سمع من سفيان بن عيينة، وهذا قلة ورع.
بلى أبو الفتح متكلم فيه. وقد ذكر أبو الفتح أن زكريا بن يحيى هذا يقال له جوذابة، وهذا ما رأيته لغيره.
228
زكريا بن يحيى بن عاصم
، أبو يحيى الكوفي الخضيب.
حدث ببغداد عن الحسن بن الربيع البوراني، وإسحاق الفروي، وجماعة، وعنه محمد بن مخلد، وإسماعيل الصفار.
قال الخطيب: لا بأس به.
توفي سنة ثمان وستين.
229 -
سعدان بن نصر بن منصور
، أبو عثمان الثقفي البغدادي البزاز، واسمه سعيد، وسعدان لقب له.
سمع: سفيان بن عيينة، وأبا معاوية، ومعاذ بن معاذ، ووكيعا، وسلم بن سالم، ومعمر بن سليمان، وطائفة. وعنه: أبو بكر بن أبي الدنيا، وابن صاعد، والقاضي المحاملي، وابن البختري، وإسماعيل الصفار، وأبو عوانة، وطائفة كبيرة.
قال أبو حاتم: صدوق.
وقال أبو عبد الرحمن السلمي: سألت الدارقطني عنه، فقال: ثقة مأمون.
قلت: توفي في ذي القعدة سنة خمس وستين، وحديثه بعلو عند أصحاب ابن شاتيل.
230 -
سعدان بن يزيد
، أبو محمد البغدادي البزاز، نزيل سامراء.
سمع إسماعيل بن علية، وإسحاق الأزرق، وشجاع بن الوليد، ويزيد بن هارون. وعنه ابن صاعد، والمحاملي، ومحمد بن مخلد، وأبو بكر الخرائطي، وأبو العباس الأثرم، وآخرون.
قال ابن أبي حاتم: كتبت عنه مع أبي، وقال أبي: صدوق.
مات في رجب سنة اثنتين وستين.
231 -
سعد بن عبد الله بن عبد الحكم بن أعين
، أبو عمر المصري، أخو الفقيه محمد.
روى عن أبيه، وعن عبد الملك بن الماجشون، ويحيى بن حسان التنيسي، ووهب الله بن راشد، وجماعة.
وعنه إبراهيم بن محمد الحلواني، ومحمد بن القاسم المصري، وعبد الرحمن بن أبي حاتم، وقال: صدوق.
قلت: توفي في رجب سنة ثمان وستين.
232 -
سعيد بن بشر بن حمال
، أبو عمرو القرشي الأصبهاني الجروآني.
روى عن بكر بن بكار، وأبي عبد الرحمن المقرئ، وخلاد بن يحيى، وعاصم بن يوسف، وحاتم بن عبيد الله. وعنه محمد بن أحمد الزهري، وعبد الله بن محمد بن عيسى، وجماعة آخرهم موتا عبد الله بن جعفر بن أحمد بن فارس.
وكان من أهل الفضل والديانة.
233 -
سعيد بن سعد بن أيوب البخاري
، نزيل الري.
سمع القعنبي، ومسلم بن إبراهيم. وعنه عبد الرحمن بن أبي حاتم، وغيره.
234 -
سعيد بن سعيد بن محمد بن بشر بن حجوان، أبو عثمان الحجواني الكوفي.
سمع أبا أسامة، ووكيعا. وعنه أبو العباس الأصم، وأبو سعيد ابن الأعرابي، وجماعة.
توفي في جمادى الآخرة سنة تسع وستين.
235 -
سعيد بن عتاب البغدادي
، أبو عثمان.
عن أبي نعيم، وأسيد بن زيد الجمال. وعنه موسى بن هارون الحافظ، وابن مخلد وأبو العباس الأثرم.
قال الخطيب: ثقة.
• -
سعيد بن عثمان التنوخي
، أبو عثمان الحمصي.
عن بشر بن بكر التنيسي، وأبي المغيرة، وعبد الرحمن بن زياد الرصاصي، وأسد السنة وطبقتهم. وعنه عبد الرحمن بن أبي حاتم، وقال: محله الصدق، وأبو نعيم بن عدي، ومحمد بن حمدون، وابن جوصا، وآخرون.
237 -
ن:
سعيد بن عمرو السكوني الحمصي
.
عن بقية بن الوليد، والمعافى بن عمران الظهري، والوليد بن سلمة. وعنه النسائي، وأبو الجهم خطيب مشغرا، وابن جوصا، والحسن بن فيل، وأبو عوانة، وطائفة.
قال ابن أبي حاتم: كتب إلي بجزء من حديثه، وهو صدوق.
238 -
سعيد بن نمر الغافقي الأندلسي
.
سمع: يحيى بن يحيى الليثي. وعنه: جماعة من بلده. وتفقه بسحنون، وغيره.
توفي سنة تسع وستين.
239 -
ق: سفيان بن زياد بن آدم العقيلي البصري ثم البلدي، أبو سعيد المؤدب.
عن أبي عاصم، وعون بن عمارة، وأبي زيد النحوي، وفهد بن عوف، وبدل بن المحبر، وجماعة. وعنه ابن ماجه، وأحمد الأبار، وأحمد
ابن يحيى التستري، وابن خزيمة، ومحمد بن أحمد بن إبراهيم الحكيمي، وطائفة.
وثقه ابن حبان.
240 -
سقلاب بن داود
، أبو جعفر البغدادي الأشقر.
عن روح بن عبادة، وعنه محمد بن مخلد.
توفي سنة تسع وستين أيضا.
241 -
ق:
سليمان بن توبة النهرواني
.
عن روح بن عبادة، وشبابة، وجماعة. وعنه ابن ماجه، وابن صاعد، وعبد الرحمن بن أبي حاتم، وقال: صدوق، وآخرون.
قلت: توفي سنة إحدى وستين.
وبعضهم يقول: سلمان بن توبة.
242 -
سليمان بن خلاد السامري المؤدب
.
عن يزيد بن هارون، وشبابة. ووهب بن جرير، ويحيى بن المبارك اليزيدي، وجماعة. وأخذ قراءة أبي عمرو عن اليزيدي. وعنه أبو بكر بن أبي داود، ومحمد بن نوح، وابن مخلد، وأحمد بن عبد الله وكيل أبي صخرة، وعبد الرحمن بن أبي حاتم وقال: صدوق.
كنيته أبو خلاد.
وروى عنه القراءة أبو عيسى محمد بن أحمد بن قطن.
توفي سنة إحدى وستين.
243 -
سليمان بن داود بن بكر
، أبو داود النيسابوري الخفاف، أخو زكريا.
سمع عبد الله بن رجاء، والقعنبي، وجماعة. وعنه ابن خزيمة، ومحمد بن سليمان بن منصور، ومحمد بن علي المذكر.
توفي سنة أربع وستين في جمادى الآخرة.
244 -
سليمان بن عبد الله بن طاهر بن الحسين بن مصعب الخزاعي الأمير
.
كان صاحب شرطة بغداد، توفي في المحرم سنة ست وستين.
245 -
ن:
سليمان بن عبد الله بن محمد بن سليمان بن أبي داود الحراني
.
عن جده محمد الملقب بالبومة، وأبي نعيم. وعنه النسائي، وأبو عروبة، وأبو علي محمد بن سعيد الخراساني، وسعيد بن عمرو البرذعي، وعبد الله بن محمد بن وهب، وعبد الله بن محمد بن مسلم الإسفراييني، وجماعة.
وكان صدوقا.
مات في شوال سنة ثلاث وستين.
246 -
د:
سليمان بن عبد الحميد البهراني الحمصي
.
سمع أبا اليمان، وعلي بن عياش، وجماعة. وعنه أبو داود، وأبو عوانة، وعبد الرحمن بن أبي حاتم، وعبد الصمد بن سعيد القاضي، وخيثمة الأطرابلسي، وجماعة.
قال ابن أبي حاتم: صدوق.
وكذبه النسائي، وقال: ليس بثقة ولا مأمون، كذاب.
247 -
سهل بن عمار العتكي النيسابوري
. أبو يحيى قاضي هراة.
كان شيخ أهل الري في عصره بخراسان، رحل في طلب العلم.
وسمع: يزيد بن هارون، وشبابة، وهذه الطبقة.
وليس بحجة؛ قال أبو عبد الله الحاكم: مختلف في عدالته، يعني في الاحتجاج بحديثه. حدثنا عنه أحمد بن شعيب الفقيه، وأبو الطيب محمد، ومحمد بن علي المذكر. وتوفي سنة سبع وستين في جمادى الأولى. قلت لمحمد بن صالح بن هانئ: لم لا تكتب عنه؟ قال: كانوا يمنعون من السماع عنه. وسمعت محمد بن يعقوب الحافظ يقول: كنا نختلف إلى إبراهيم بن عبد الله السعدي، وسهل بن عمار مطروح في سكنه فلا نتقدم إليه. وسمعت أبا سعيد بن أبي بكر بن عثمان يقول: سمعت فاطمة بنت إبراهيم السعدية تقول: سمعت أبي يقول: إن سهل بن عمار يتقرب إلي بالكذب، يقول: كنت معك عند يزيد بن هارون، ووالله ما سمع معي منه.
قال الحاكم: وسمع أيضا من الواقدي، وجعفر بن عون، وعبد الرحمن بن قيس، وعبيد الله بن موسى. حدث عنه: العباس بن حمزة، وأبو يحيى البزاز، وإبراهيم بن محمد بن سفيان، ومحمد بن سليمان بن فارس.
وقال أبو إسحاق الفقيه: كذب والله سهل بن عمار على عبد الله بن نافع، يعني في نقله عن مالك في إباحة دبر المرأة.
248
سهل بن مهران، أبو بشر البغدادي
، نزيل نيسابور.
سمع عبد الله بن بكر السهمي، وهوذة بن خليفة وجماعة، وعنه أبو الطيب محمد بن أحمد، ومحمد بن صالح بن هانئ، وغيرهما.
حدث سنة سبعين.
249
سيار بن خزيمة بن سيار
، أبو نصر الأصبهاني.
سمع الحسين بن حفص، وحاتم بن عبيد الله، روى عنه أبو علي الصحاف، وغيره.
وكان زاهدا عابدا كبير الشأن، توفي بأصبهان سنة خمس وستين.
250 -
شجرة بن عيسى بن عمر بن شجرة الفقيه
، أبو عمرو المعافري المغربي التونسي المالكي.
أخذ عن: أبيه، وابن زياد، وابن أشرس، وجماعة.
واستعمله سحنون على قضاء تونس.
وكان سحنون يثني على فهمه وفضله، وكان ابنه أبو شجرة عمرو رجلا صالحا عالما، ولي قضاء تونس بعد أبيه، وعاش بعد أبيه تسع عشرة سنة.
توفي شجرة سنة اثنتين وستين.
251
شداد بن سعيد، أبو حكيم البخاري
.
روى عن النضر بن شميل، ومحمد بن القاسم الأسدي، وعلي بن الحسن بن شقيق، روى عنه ابنه عامر بن شداد، وغيره.
توفي سنة ثلاث وستين.
252
شعيب بن إسحاق التجيبي المصري
.
عن سعيد بن أبي مريم، وعبد الملك بن مسلمة.
وكان صدوقا مقبولا، يعرف بابن أخي ملول الصيرفي.
توفي في شوال سنة سبعين.
253 -
د
شعيب بن أيوب بن رزيق بن معبد بن شيطا
، أبو بكر الصريفيني، صريفين واسط لا صريفين بغداد.
كان فقيها، إماما، مقرئا، مجودا، محدثا، قاضيا، عالما. سمع يحيى
ابن آدم، ويحيى بن سعيد القطان، وحسين بن علي الجعفي، وجماعة. وعنه: أبو داود حديثا واحدا، وعبدان الأهوازي، وإبراهيم نفطويه النحوي، وأبو بكر بن أبي داود، والقاضي المحاملي، ومحمد بن مخلد، وعبد الله بن عمر بن شوذب الواسطي، وطائفة.
وتصدر للإقراء، فقرأ عليه: يوسف بن يعقوب الواسطي، وأبو بكر أحمد بن يوسف القافلاني، وأبو العباس أحمد بن سعيد الضرير، وغيرهم. وعليه دارت قراءة أبي بكر، عن عاصم، أخذها عن يحيى بن آدم، عنه. وكان محققا لها.
قال الدارقطني: ثقة.
قلت: توفي بواسط سنة إحدى وستين.
قال أبو داود: إني لأخاف الله في الرواية عن شعيب بن أيوب.
قلت: له حديث منكر أورده أبو بكر الخطيب في ترجمته.
254 -
ن:
شعيب بن شعيب بن إسحاق القرشي
، مولاهم الدمشقي أبو محمد.
ولد سنة تسعين ومائة بعد وفاة أبيه بيسير. وسمع: زيد بن يحيى بن عبيد، وأبا المغيرة عبد القدوس، وأحمد بن خالد الذهبي، وأبا اليمان، وأبا بكر الحميدي، وجماعة. وعنه: النسائي، وأبو عوانة، وابن جوصا، وأبو الدحداح أحمد بن محمد، وجماعة.
قال أبو حاتم: صدوق.
قلت: وله شعر جيد.
توفي في جمادى الأولى سنة أربع وستين.
255 -
شعيب بن عمرو الضبعي
، أبو محمد.
حدث بدمشق عن سفيان بن عيينة، ووكيع، وعبد الرحمن بن مهدي وجماعة. وعنه أبو عوانة، ومحمد بن جعفر بن ملاس، وابن جوصا، وأبو الدحداح أحمد بن محمد وآخرون.
توفي سنة إحدى وستين.
• -
أبو شعيب السوسي:
صالح بن زياد.
256 -
صالح بن أحمد بن محمد بن حنبل
، القاضي أبو الفضل، ولد الإمام أبي عبد الله الشيباني البغدادي. قاضي أصبهان.
ولد سنة ثلاث ومائتين.
وسمع: عفان، وأبا الوليد الطيالسي، وإبراهيم بن الفضل، وإبراهيم بن أبي سويد الذراع، وأباه، وعلي ابن المديني، وطبقتهم. وعنه: ابنه زهير، وأبو القاسم البغوي، وابن صاعد، ومحمد بن مخلد، وأبو علي الحصائري، وأبو بكر بن أبي عاصم وهو من أقرانه، ومحمد بن جعفر الخرائطي، وعبد الرحمن بن أبي حاتم، وجماعة آخرهم موتا أحمد بن محمد ابن يحيى القصار شيخ أبي نعيم الحافظ.
قال ابن أبي حاتم: كتبت عنه بأصبهان، وهو صدوق، ثقة.
وقال أبو بكر الخلال في كتاب أدب القضاء: أخبرني محمد بن العباس، قال: حدثني محمد بن علي، قال: لما صار صالح إلى أصبهان قرئ عهده بالجامع، فبكى كثيرا، وبكى بعض الشيوخ، فلما فرغ جعلوا يدعون له ويقولون: ما ببلدنا إلا من يحب أبا عبد الله. فقال: أبكاني أني ذكرت أبي يراني في هذه الحالة. وكان عليه السواد. ثم قال: كان أبي يبعث خلفي إن جاءه رجل زاهد أو رجل متقشف لأنظر إليه يحب أن أكون مثله، ولكن الله يعلم أني ما دخلت في هذا الأمر إلا لدين غلبني وكثرة عيال.
قال الخلال:، وكان صالح سخيا جدا.
وقال ابن المنادي: توفي بأصبهان في رمضان سنة ست وستين.
وقال أبو نعيم: سنة خمس.
257
صالح بن بشر بن سلمة الطبراني
.
عن روح بن عبادة، وزيد بن يحيى بن عبيد، وأبي النضر هاشم بن القاسم، وغيرهم، وعنه علي بن إسحاق الطبراني، وابن جوصا، وعبد الرحمن بن أبي حاتم، وقال: صدوق.
قلت: قيل: إنه توفي سنة سبع وستين.
258 -
صالح بن زياد بن عبد الله بن إسماعيل بن إبراهيم بن الجارود بن مسرح
. أبو شعيب الرستبي السوسي المقرئ. شيخ الرقة وعالمها ومقرئها.
قرأ القرآن على يحيى اليزيدي صاحب أبي عمرو.
وسمع بالكوفة من: عبد الله بن نمير، وأسباط بن محمد، وجماعة.
وبمكة من: ابن عيينة، وغيره.
حدث عنه: أبو بكر بن أبي عاصم وأبو عروبة الحراني، وأبو علي محمد بن سعيد الحفاظ.
وقرأ عليه القرآن جماعة، منهم: أبو عمران موسى بن جرير وهو من أتقن أصحابه، وأبو الحسن علي بن الحسين، وأبو عثمان النحوي، وأبو الحارث محمد بن أحمد الرقيون.
وحمل عنه الحروف: جعفر بن سليمان الخراساني، وغيره.
قال أبو حاتم: صدوق.
قلت: توفي في أول سنة إحدى وستين ومائتين وقد قارب التسعين، رحمه الله.
وادعى الحافظ ابن عساكر أن النسائي روى عنه، وذكره في مشايخ
النبل، وقال أبو الحجاج الكلبي: لم أقف على روايته عنه.
قلت: لم يرو عنه النسائي إلا رواية أبي عمرو، رواها الحسن بن رشيق، عن النسائي، عنه.
259 -
صالح بن محمد بن زياد
، أبو توبة الكاتب الأديب.
روى عن: أبي عمرو الشيباني النحوي، وأبي العتاهية، والأصمعي، وعنه ابن المرزبان، ومحمد بن أحمد الحكيمي، ومحمد بن عبد الملك التاريخي وغيرهم.
260 -
صالح بن الهيثم الواسطي
.
عن إبراهيم بن رستم، وشاذ بن فياض وغيرهما. وعنه علي بن الحسين بن الجنيد. وعبد الله بن شوذب الواسطي.
قال ابن الجنيد: كان صدوقا.
* طاهر بن خالد بن نزار.
توفي سنة ثلاث وستين. وقيل سنة ستين.
وقد مر.
261 -
طيفور بن عيسى، أبو يزيد البسطامي الزاهد العارف
.
من كبار مشايخ القوم. وهو بكنيته أعرف. وله أخوان: آدم، وعلي، كانا زاهدين عابدين، وكان جدهم أبو عيسى آدم بن عيسى مجوسيا فأسلم.
ومن كلام أبي يزيد رحمة الله عليه: قال: ما وجدت شيئا أشد علي من العلم ومتابعته، ولولا اختلاف العلماء لبقيت حائرا.
وقال: هذا فرحي بك وأنا أخافك، فكيف فرحي بك إذا أمنتك؟ وعنه قال: ليس العجب من حبي لك وأنا عبد فقير، إنما العجب من حبك لي وأنت ملك قدير. وعنه، وقيل له: إنك تمر في الهواء، قال: وأي أعجوبة في هذا؟ طير يأكل الميتة يمر في الهواء، والمؤمن أشرف منه.
وعنه قال: ما دام العبد يظن أن في الخلق من هو شر منه فهو متكبر.
وقال: الجنة لا خطر لها عند المحبين، لأنهم محجوبون بمحبتهم.
وقال: ما ذكروه إلا بالغفلة، ولا خدموه إلا بالفترة.
وعنه قال: اللهم لا تقطعني بك عنك. وعنه قال: العارف فوق ما يقول، والعالم دون ما يقول.
وقيل له: علمنا الاسم الأعظم. قال: ليس له حد، إنما هو فراغ قلبك لوحدانيته، فإذا كنت كذلك فارفع له أي اسم شئت. وعنه قال: لله خلق كثير يمشون على الماء، وليس لهم عند الله قيمة.
وكان يقول: لو نظرتم إلى رجل أعطي من الكرامات حتى يرتفع في الهواء، فلا تغتروا به، حتى تنظروا كيف تجدونه عند الأمر والنهي وحفظ الحدود وأداء الشريعة.
قلت: بل قد اغتر أهل زماننا وخالفوا أبا يزيد، وأكبر من أبي يزيد، وتهافتوا على كل مجنون بوال على عقبيه، له شيطان ينطق على لسانه بالمغيبات، نسأل الله السلامة.
قيل: إن أبا يزيد توفي سنة إحدى وستين ومائتين.
وقد نقلوا عنه أشياء من متشابه القول، الشأن في صحتها عنه، ولا تصح عن مسلم، فضلا عن مثل أبي يزيد، منها: سبحاني.
ومنها: ما النار، لأستندن إليها غدا، وأقول: اجعلني لأهلها فداء، أو لأبلغنها. ما الجنة، لعبة صبيان ومراد أهل الدنيا. ما المحدثون إن خاطبهم رجل عن رجل، فقد خاطبنا القلب عن الرب.
وقال في يهود: هبهم لي، ما هؤلاء حتى تعذبهم؟!
وهذا الشطح إن صح عنه فقد يكون قاله في حالة سكره، وكذلك قوله عن نفسه: ما في الجبة إلا الله.
وحاشى مسلم فاسق من قول هذا أو اعتقاده يا حي يا قيوم ثبتنا بالقول الثابت وبعض العلماء يقول هذا الكلام مقتضاه ضلالة، ولكن له تفسير وتأويل يخالف ظاهره، فالله أعلم.
قال السلمي في تاريخه: مات أبو يزيد عن ثلاث وسبعين سنة، وله كلام حسن في المعاملات.
قال: ويحكى عنه في الشطح أشياء، منها ما لا يصح، أو يكون مقولا عليه. وكان يرجع إلى أحوال سنية.
ثم ساق بسنده عن أبي يزيد قال: من لم ينظر إلى شاهدي بعين الاضطراب، وإلى أوقاتي بعين الاغتراب، وإلى أحوالي بعين الاستدراج، وإلى كلامي بعين الافتراء، وإلى عباراتي بعين الاجتراء، وإلى نفسي بعين الازدراء، فقد أخطأ النظر في.
وعن أبي يزيد قال: لو صفا لي تهليلة ما باليت بعدها.
262 -
طيفور بن عيسى، أبو يزيد البسطامي الأصغر
.
كذا فرق بينه وبين الذي قبله السهلكي، فيما أورده ابن ماكولا.
وقال: روى عن: أبي مصعب الزهري، وصالح بن يونس، وشريح بن عقيل.
وروى عنه: يوسف بن بندار، وجماعة من أهل بسطام.
وقد قيل: إن اسم جد الكبير شروسان، واسم جد هذا آدم. فالله أعلم.
263 -
عاصم بن عصام
، أبو عصمة القشيري البيهقي.
عن: يعلى بن عبيد، وزيد بن الحباب، وجماعة. وعنه: مؤمل الماسرجسي، وإبراهيم بن محمد بن سفيان الفقيه، وغيرهما.
وقيل: كان مجاب الدعوة.
توفي سنة إحدى وستين.
قال الحاكم: سمعت أحمد بن محمد بن إبراهيم الفقيه يقول: سمعت إبراهيم محمد بن سفيان يقول: سمعت عاصم بن عصام يقول: بت ليلة عند أحمد بن حنبل، فجاء بالماء فوضعه، فلما أصبح نظر إلى الماء فإذا هو كما كان، فقال: سبحان الله، رجل يطلب العلم لا يكون له ورد بالليل!
264 -
عامر بن عامر بن عثمان بن سالم أبو يحيى الهمداني
، مولاهم الأصبهاني، المعروف بحنك.
محدث صاحب غرائب، يروي عن مسلم بن إبراهيم وسليمان بن حرب، ومحمد بن سنان العوقي وطبقتهم، وعنه إسحاق بن جميل، وورقاء بن أحمد. وعبد الله بن جعفر بن فارس الأصبهانيون.
265 ق: عباد بن الوليد بن خالد أبو بدر الغبري البغدادي.
عن سعيد بن عامر، وأبي داود الطيالسي وجماعة. وعنه ابن ماجه.
والقاضي المحاملي. ومحمد بن مخلد. وعبد الرحمن بن أبي حاتم، وقال: صدوق.
قلت: توفي سنة اثنتين وستين.
266 -
عباس بن إسماعيل
، أبو الفضل الأصبهاني الطامذي العابد.
عن: سهل بن عثمان، وعلي بن محمد الطنافسي، وجماعة. وعنه: أبو بكر بن أبي عاصم مع تقدمه، ومحمد بن يحيى بن منده، و
عباس بن سهل
، وعلي بن رستم، وغيرهم.
وكان لازما لبيته، خيرا ناسكا، كان يروي الحديث بعد الحديث.
قال أبو نعيم: توفي بعد الستين.
267 -
عباس بن سهل، أبو الفضل النيسابوري الميداني.
عن إسحاق بن سليمان الرازي، ومكي بن إبراهيم. وعنه عبد الله بن شيرويه، ومحمد بن عبد الله بن يوسف الدويري، وغيرهما.
توفي سنة ثمان وستين.
268 -
ق:
عباس بن عبد الله بن أبي عيسى
، أبو محمد الترقفي الباكسائي.
سمع: محمد بن يوسف الفريابي، وحفص بن عمر العدني، وزيد بن يحيى بن عبيد الدمشقي، وأبا عاصم النبيل ومروان الطاطري، وأبا مسهر.
الغساني، وأبا عبد الرحمن المقرئ، وطائفة. وعنه: ابن ماجه، وأبو العباس بن سريج الفقيه، وأبو بكر بن مجاهد المقرئ، وأبو عوانة الحافظ، والمحاملي، وإسماعيل الصفار، وطائفة.
قال الخطيب: كان ثقة صالحا عابدا.
وقال محمد بن مخلد: ما رأيته ضحك ولا تبسم.
قيل: توفي في آخر سنة سبع وستين.
وقد وثقه الدارقطني أيضا، وله جزء مشهور.
269 ن
عباس بن عبد الله بن السندي
، أبو الحارث الأنطاكي.
رحل وسمع مسلم بن إبراهيم، وأبا الوليد، وعبد الله بن صالح كاتب الليث، وخلقا. وعنه النسائي وقال: لا بأس به، وأبو جعفر العقيلي، وأبو عوانة الحافظ، وأبو علي الحصائري، وآخرون.
ولعله بقي إلى سنة بضع وسبعين، فالله أعلم.
270 -
عباس بن موسى بن مسكويه
، أبو الفضل الهمذاني.
أحد الأئمة الحفاظ.
رحل إلى العراق، والشام، والثغر.
وحدث عن: مسلم بن إبراهيم، وعمرو بن عون، ومسدد، وأبي سلمة التبوذكي، وهشام بن عمار، وأبي بكر بن أبي شيبة، وطبقتهم.
روى عنه: محمد بن محمد التمار الهمذاني، وهارون بن موسى، وأحمد بن عبد الرحمن بن الجارود.
ذكره شيرويه في تاريخ همذان فقال: كان جليل القدر سنيا، له تصانيف عزيزة سيما كتاب الإمامة، فإنه ما سبق إليه.
وكان امتحن أيام الواثق، ودخل بغداد وتوارى بها، ونزل على أبي بكر الأعين، فأخذ من داره، وجرى عليه أمر عظيم. ثم بعد ذلك رفع إلى أذربيجان وحدث بها. وكان صدوقا.
ثم ساق شيرويه ترجمته في ورقتين، وكيف امتحن، وهي عجيبة إن صحت.
271 -
د ن:
عباس بن الوليد بن مزيد
. أبو الفضل العذري البيروتي.
سمع: أباه، ومحمد بن شعيب بن شابور، وعقبة بن علقمة، ومحمد بن يوسف الفريابي، وأبا مسهر، وجماعة، وعنه: أبو داود، والنسائي، وأبوا زرعة الرازي والدمشقي، وابن جوصا، وأبو بكر بن أبي داود، وعبد الرحمن بن أبي حاتم، وخيثمة بن سليمان وأبو العباس الأصم، وخلق.
ولد سنة تسع وستين ومائة في رجب، وعاش مائة سنة وسنة.
وفيه همة وجلادة؛ فإن خيثمة قال: مازح العباس بن الوليد جارية له، فدفعته فانكسرت رجله، فلم يحدثنا عشرين يوما، وكنا نلقي الجارية ونقول: حسبك الله كما كسرت رجل الشيخ وحبستنا عن الحديث.
وقال أبو داود: سمع من أبيه ثم عرض عليه، وكان صاحب ليل.
وقال إسحاق بن سيار: ما رأيت أحدا أحسن سمتا منه.
وقال النسائي: ليس به بأس.
قلت: وكان مقرئا مجودا.
وقال الحسين بن أبي كامل: سمعت خيثمة يقول: أتيت أبا داود السجستاني، فأملى علي حديثا عن العباس بن الوليد بن مزيد.
فقلت: وإياي حدث العباس.
فقال لي: رأيته؟ قلت: نعم.
فقال: متى مات؟ قلت: سنة إحدى وسبعين.
كذا قال خيثمة.
وأما عمرو بن دحيم فقال: مات في ربيع الآخر سنة سبعين، وضبط في أي يوم ولد وأي يوم مات، فتحدد أن عمره مائة سنة وثمانية أشهر واثنان وعشرون يوما.
وهو أحد الجماعة الذين جاوزوا المائة بيقين.
272
عبد الله بن أحمد بن عبد الله بن حيان
، أبو محمد التجيبي، مولاهم، المصري.
شهد جنازة الليث بن سعد، وحكى عن المفضل بن فضالة، قاله ابن يونس.
توفي في جمادى الآخرة سنة أربع وستين.
273
عبد الله بن أحمد بن محمد بن المستورد الأشجعي
، الكوفي.
عن إسماعيل بن أبان، وعبيد الله بن حفص، وجماعة. وعنه أبو العباس بن عقدة، ومحمد بن يعقوب الأصم.
كناه الحاكم أبو أحمد أبا محمد.
توفي في رجب سنة ثمان وستين.
274
عبد الله بن أسامة بن زيد، أبو أسامة الكلبي الكوفي
.
ولد سنة مائتين، وسمع عاصم بن يوسف، وأبا عمر الحوضي، وجندل بن والق، وطائفة، وعنه ابن عقدة، وعبد الرحمن بن أبي حاتم، وأبو العباس الأصم، وآخرون.
وكان ثقة صاحب حديث.
توفي في ربيع الآخر سنة تسع وستين.
* عبد الله بن حماد الآملي.
قيل: توفي فيها، وسيعاد، ومن طبقته أبو أسامة عبد الله بن محمد الحلبي تأخر موته.
275 -
عبد الله بن عبد السلام بن الرداد المصري
، المؤدب المعلم، أمين المقياس.
روى عن: بشر بن بكر التنيسي، وأبي زرعة وهب الله المؤذن. وكان رجلا صالحا. قاله ابن يونس.
وقال: هو أول من قاس النيل من المسلمين.
توفي سنة ست وستين.
276 -
عبد الله بن عبد الصمد المعافري
، مولى أبي قبيل.
روى عن سعيد بن تليد، وعبد الله بن يوسف التنيسي.
توفي سنة خمس وستين في جمادى الأولى.
277 -
عبد الله بن عبد الوهاب
، أبو محمد التميمي الخوارزمي.
أقام بنيسابور يحدث مدة عن أصرم بن حوشب، وأبي عاصم النبيل، وسعيد بن أبي مريم، وطائفة. وعنه إبراهيم بن علي الذهلي، وأبو حامد ابن الشرقي، ومكي بن عثمان، والبخاري في كتاب الضعفاء، وجماعة.
قال الحاكم أبو عبد الله: قد سكتوا عنه، وأخبروني أنه توفي بخوارزم في شوال سنة سبع وستين ومائتين.
278 -
عبد الله بن عبد الحميد بن عمر بن عبد الحميد القرشي الرقي
.
سمع أبا معاوية الضرير، وابن أبي فديك، وغيرهما. روى عنه أبو عوانة الإسفراييني.
279 -
عبد الله بن علي ابن المديني
.
روى عن: أبيه تصانيفه. وعنه: محمد بن عمران الصيرفي، ومحمد بن عبد الله المستعيني.
قال الدارقطني: إنما روى كتب أبيه مناولة وإجازة.
280 -
عبد الله بن محمد بن أيوب بن صبيح
، أبو محمد المخرمي.
سمع: سفيان بن عيينة، ويحيى بن سليم، وعبد الله بن نمير، وعلي بن عاصم، وجماعة. وعنه: ابن صاعد، وابن مخلد، وابن عياش القطان، وإسماعيل الصفار، وآخرون.
قال ابن أبي حاتم: سمعت منه مع أبي، وهو صدوق. قلد القضاء فلم يقبله، واختفى مدة.
قلت: مات سنة خمس وستين، وقد جاوز التسعين، وآخر من روى حديثه عاليا وهو جزء المروزي والمخرمي المؤتمن بن قميرة.
281
عبد الله بن محمد بن شاكر، أبو البختري
البغدادي العنبري.
سمع الحسين بن علي الجعفي، وأبا أسامة، ومحمد بن بشر العبدي، وطائفة، وعنه القاضي المحاملي، وإسماعيل الصفار، وعبد الرحمن بن أبي حاتم، ومحمد بن مخلد.
قال الدارقطني: صدوق ثقة.
قلت: توفي في ذي الحجة سنة سبعين، وقد سمع قراءة عاصم بن يحيى بن آدم، رواها عنه ابن مجاهد.
282 -
عبد الله بن محمد النيسابوري
. الفقيه الزاهد أبو الطيب المكفوف، صاحب يحيى بن يحيى والملازم له ليلا ونهارا.
سمع: حفص بن عبد الله السلمي، وعبدان بن عثمان. وعنه: أبو عمرو المستملي، وإبراهيم بن علي الذهلي.
قال المستملي: كان مجاب الدعوة. وقال: مات في ذي القعدة سنة سبع وستين ومائتين.
وسمعته يقول: أتاني آت في منامي، مولدك سنة اثنتين وثمانين ومائة.
وروي أن أبا الطيب رُئي في النوم أن الله قد غفر له.
283 -
عبد الله بن محمد بن يحيى بن أبي بكير الكرماني
، أبو محمد وأبو عبد الرحمن.
عن جده، وأبي بكر بن عياش، وروح بن عبادة. وعنه أحمد بن جعفر التغلبي، وابن صاعد، ومحمد بن مخلد البغداديون، ويوسف بن محمد، وأحمد بن يحيى بن نصر، ومحمد بن أحمد بن يزيد الزهري الأصبهانيون.
وثقة أبو بكر الخطيب.
وقال أبو نعيم: كان صدوقا.
أنبأنا أحمد بن سلامة، عن مسعود الجمال، قال: أخبرنا الحداد، قال: أخبرنا أبو نعيم، قال: أخبرنا أبو نعيم، قال: حدثنا أبي، قال: حدثنا محمد بن أحمد بن يزيد، قال: حدثنا عبد الله بن محمد بن يحيى بن أبي بكير، قال: حدثنا جدي، قال: حدثنا سليمان بن أرقم، عن الزهري، عن سعيد، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما بعث الله نبيا إلا كان الوحي بينه وبين العربية، ولكن هو الذي يفسر لقومه بلسانهم.
284 -
عبد الله بن محمد بن سنان الروحي السعدي البصري
. قاضي الدينور.
عن: مسلم بن إبراهيم، وعبد الله بن رجاء الغداني. وعنه: المحاملي، وابن مخلد، وعبد الله بن محمد الجمال، وعبد الله بن جعفر بن فارس الأصبهانيان.
قال أبو نعيم: كان يضع كثيرا.
258 ن:
عبد الله بن محمد بن تميم
، أبو حميد المصيصي، مولى بني هاشم.
عن حجاج الأعور، وأبي عاصم النبيل، ومحمد بن عيسى ابن الطباع، وإسحاق أخيه، ووهب بن جرير، وعنه النسائي، وابن صاعد، وأحمد بن هارون البرديجي، وأبو عوانة، وأبو بكر بن زياد النيسابوري، وجماعة.
قال النسائي: ثقة.
286 -
عبد الله بن محمد بن يزداد بن سويد
. الوزير أبو صالح المروزي الكاتب.
كان أبوه من وزراء المأمون. ووزر أبو صالح للمستعين والمهتدي، وقد قدم دمشق مع المتوكل.
مات سنة إحدى وستين مختفيا.
287
عبد الله بن هارون بن موسى بن أبي علقمة الفروي المدني
، أبو علقمة بن أبي موسى.
روى عن القعنبي، وعبد الله بن نافع الصائغ، وطبقتهما، وعنه أبو عبد الرحمن مكحول البيروتي، وأبو قريش محمد بن جمعة، ومحمد بن محمد النحوي.
قال أبو أحمد الحاكم: منكر الحديث، وأبوه من الثقات.
وقال ابن حبان: أبو علقمة الفروي الأصم عبد الله بن عيسى، كذا سماه، روى عن عبد الله بن نافع، ومطرف بن عبد الله بن يسار العجائب، حدثنا عنه ابن قتيبة العسقلاني، ومحمد بن المنذر.
وقال ابن أبي حاتم: سمعت منه، وقيل لي: إنه يتكلم فيه.
وذكر ابن منده في الكنى أبا علقمة، وقال: حدث عن محمد بن فليح بن سليمان، وإلا فما أعتقد أنه أدركه.
وأبوه هارون قد ذكر من سنوات.
288 -
عبد الله بن هناد الهروي
.
عن يزيد بن هارون، وعبيد الله بن موسى، وجماعة.
توفي سنة ست وستين.
289 -
عبد الله بن هلال
، أبو محمد الربعي الرومي الزاهد، نزيل بيروت.
أخذ عن: أحمد بن عاصم الأنطاكي، وأحمد بن أبي الحواري، وجماعة. وعنه: أبو حاتم الرازي مع تقدمه، وأبو نعيم الإستراباذي، وأبو العباس الأصم.
290 ن:
عبد الله بن الهيثم
، أبو محمد العبدي البصري.
روى عن معاذ بن هشام، وأبي داود الطيالسي، وشعيب بن حرب، وأبي معاوية، وعنه النسائي وقال: لا بأس به، والمحاملي، ومحمد بن مخلد، وجماعة.
توفي بالشام سنة إحدى وستين.
291
عبد الأعلى بن وهب بن عبد الأعلى الفقيه
، أبو وهب القرشي، مولاهم الأندلسي القرطبي.
سمع من يحيى بن يحيى، وحج، وسمع من مطرف بن عبد الله، وأصبغ بن الفرج، وعلي بن معبد، وسحنون بن سعيد الإفريقي، وعنه محمد بن عمر بن لبابة وصحبه زمانا.
قال ابن الفرضي: كان رجلا عاقلا، حافظا للرأي، مشاركا في علم النحو واللغة، متدينا زاهدا، ولم يكن له معرفة بالحديث، وكان ينسب إلى القدر. وأما ابن لبابة فكان ينكر ذلك عنه، وكان عبد الأعلى يذهب إلى أن الأرواح تموت، وتوفي في ثالث ربيع الأول سنة إحدى وستين.
وكان فقيه الأندلس في زمانه.
292 ن:
عبد الحميد بن محمد بن المستام
، أبو عمر الحراني.
عن حسين بن عياش، ومخلد بن يزيد، وعثمان بن عبد الرحمن الطرائفي، وجماعة، وعنه النسائي، ووثقه، وأبو عوانة الإسفراييني، وأبو علي محمد بن سعيد الحراني، وآخرون.
توفي سنة ست وستين.
293
عبد الحميد بن محمود بن خالد السلمي الدمشقي
.
عن أبيه وأبي النضر إسحاق بن إبراهيم الفراديسي، وإبراهيم بن المنذر الحزامي، وجماعة، وعنه ابن جوصا، ومحمد بن جعفر بن ملاس، والحسن بن عبد الملك الحصائري.
توفي سنة ست أيضا.
294
عبد الرحمن بن الجارود
، أبو بشر الكوفي الأحمري، نزيل مصر.
سمع خلف بن تميم، وسعيد بن عفير، وعنه أبو غسان عبد الله بن محمد وغيره.
توفي سنة إحدى وستين.
295 -
عبد الرحمن بن سعيد
. أبو زيد التميمي الأندلسي.
رحل، وأخذ عن: أصبغ بن الفرج، وأبي زيد بن أبي الغمر المصريين. وعنه: محمد بن فطيس، وغيره.
توفي سنة خمس وستين.
296 ق:
عبد الرحمن بن عبد الله بن مسلم
، أبو محمد الجزري، نزيل البصرة، ويلقب عبويه.
عن الخريبي، وعبيد الله بن موسى، وعفان، وجماعة، وعنه ابن ماجه، وعبد الرحمن بن محمد بن حماد الطهراني، والحسن بن أحمد الرهاوي.
297
عبد الرحمن بن عمر بن الخطاب الكندي
، مولاهم المصري.
عن أبيه وعمرو بن أبي سلمة التنيسي.
توفي في شعبان سنة سبع وستين.
298 -
عبد الرحمن بن عيسى بن دينار الأندلسي
. الفقيه ابن الفقيه.
حج مرات، وأخذ عن: سحنون بن سعيد، وغيره.
وكان بصيرا بالفقه، معتنيا بمذهب مالك.
روى عنه: ابن لبابة، وغيره.
وكان أخوه محمد بن عيسى عالما زاهدا، وأخوهما أبو القاسم أبان بن عيسى كان فاضلا صالحا، ولي قضاء طليطلة وتوفي بعد الستين ومائتين.
وأخوهم عبد الواحد فقيه له ذكر. وأما أبوهم فكان من كبار أصحاب ابن القاسم.
توفي عبد الرحمن سنة سبعين.
299 -
عبد الرحمن بن يوسف الحنفي الهروي
.
رحل، وسمع من: يعلى بن عبيد، وأبي عبد الرحمن المقرئ، وجماعة. وعنه: الحسن بن عمران الحنظلي الهروي.
توفي سنة ست وستين.
300
عبد الرزاق بن منصور بن أبان
، أبو محمد البندار.
بغدادي ثقة، روى عن أسباط بن محمد، ويزيد بن هارون، وعبد الله بن بكر السهمي، وعنه أبو عبيد بن المؤمل، وابنا المحاملي، ومحمد بن مخلد، وغيرهم.
301 -
عبد السلام بن رغبان ديك الجن الحمصي
.
أحد فحول الشعراء. مر، وإنما نبهت عليه هنا لأن ابن عساكر ذكر أنه قدم دمشق، ومدح بها أحمد بن المدبر عاملها. وقد مر أحمد بن المدبر في حرف الألف.
302
عبد السلام بن أبي فروة الشعيبي
.
سمع ابن عيينة، وأبا أسامة وغيرهما، وعنه أبو عوانة.
303
عبد الصمد بن عبد الوهاب
، أبو محمد النصري الحمصي.
عن علي بن عياش، وأبي اليمان، وعنه النسائي في اليوم والليلة.
وابن صاعد، وعبد الرحمن بن أبي حاتم، وخيثمة بن سليمان، وعبد الصمد بن سعيد.
وكان ثقة صدوقا.
304 -
عبد العزيز بن حاتم
. أبو عمر المروزي.
محدث رحال. سمع: مكي بن إبراهيم، وأبا نعيم، وعبد الرحمن بن عبد الله الدشتكي، وعلي بن الحسن بن شقيق، وطبقتهم.
ذكره السليماني، وروى عنه.
305 -
عبد العزيز بن حيان
، أبو زيد المعولي الأزدي الموصلي.
عن: أبان بن سفيان، وأحمد بن يونس، وأبي جعفر النفيلي، وطبقتهم.
وصنف حديثه.
وكان خيرا صالحا فاضلا.
روى عنه: ابنه زيد، وابنه الآخر إبراهيم، وأبو عوانة الإسفراييني.
توفي سنة إحدى وستين.
ومن مفاريده فيما رواه عنه أبو عوانة قال: حدثنا هشام بن عمار، قال: حدثنا سويد بن عبد العزيز، عن حميد، عن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن في جهنم رحى تطحن علماء السوء طحنا.
سويد واه.
306
عبد العزيز بن عباد، أبو صالح الفرغاني
، أخو حمدون بن عباد.
عن يزيد بن هارون ويعقوب بن محمد، وعنه ابن مخلد، وعلي بن إسحاق المادرائي.
قال الخطيب: كان صدوقا، توفي سنة تسع وستين ومائتين.
307 -
عبد العزيز بن منيب بن سلام
. أبو الدرداء المروزي الحافظ.
عن: مكي بن إبراهيم، وعلي بن الحسين بن واقد، وأصبغ بن الفرج،
وعثمان بن الهيثم المؤذن، والمقرئ، وعبدان، وخلق. وعنه: النسائي، وابن ماجه، والحسن بن سفيان، ومحمد بن عقيل البلخي، والحسين بن إسماعيل المحاملي، وجماعة.
قال أبو حاتم: صدوق.
وقال غيره: توفي بعد سنة سبع وستين، أو فيها.
وذكر ابن عساكر أن النسائي، وابن ماجه رويا عنه. ولم نره، بل روى عنه النسائي في اليوم والليلة.
308 -
عبد المتعالي بن عمران اليافعي المصري الجيزي
.
عن عمرو بن أبي سلمة التنيسي. وعنه جبلة بن محمد.
قال ابن يونس: مات بعد الستين ومائتين بيسير.
309 -
عبد المجيد بن إبراهيم البوشنجي
.
حدث بمرو سنة سبعين عن عبد الله بن عثمان عبدان، والقعنبي، وغيرهما.
310 -
عبد الواحد بن رفدة بن وهب البخاري
.
عن أبي حفص، والمسيب بن إسحاق، وسويد بن نصر. وعنه ابنه أحمد، وأبو عصمة أحمد بن محمد.
مات سنة سبع وستين.
311 -
عبيد الله بن جرير بن جبلة بن أبي رواد العتكي البصري
.
سمع حجاج بن منهال، ومسدد بن مسرهد. وعنه ابن صاعد، وأبو ذر أحمد ابن الباغندي.
توفي سنة اثنتين وستين.
312 -
م ت ن ق:
عبيد الله بن عبد الكريم بن يزيد بن فروخ
، الحافظ أبو زرعة القرشي المخزومي، مولاهم الرازي. أحد الأعلام.
قيل: ولد سنة تسعين ومائة.
وقال: إنه ولد سنة مائتين وأظنه وهما، فإن رحلته سنة إحدى عشرة، لأنه سمع بالكوفة من: عبد الله بن صالح العجلي، والحسن بن عطية بن نجيح، وتوفيا عامئذ.
وسمع: أبا الوليد الطيالسي، وعبد الله بن مسلمة القعنبي، وقرة بن حبيب، وأبا نعيم، وخلاد بن يحيى، وقبيصة، وعبد العزيز الأويسي، وقالون المقرئ، وعمرو بن هاشم البيروتي، ومسلم بن إبراهيم، وإسحاق الفروي، ومحمد بن سابق، وأبا عمر الحوضي، ويحيى بن عبد الله بن بكير، وخلقا كثيرا بالري، والكوفة، والبصرة، والحرمين، وبغداد، والشام، ومصر، والجزيرة.
وفي تهذيب الكمال أنه روى عن أبي عاصم النبيل، وفي هذا نظر.
وقال ابن أبي حاتم: سئل أبو زرعة: في أي سنة كتبتم عن أبي نعيم؟: قال: في سنة أربع عشرة ومائتين، ورحلت من الري المرة الثانية سنة سبع وعشرين.
ولم يدخل خراسان، وكان من أفراد العالم ذكاء وحفظا ودينا وفضلا.
روى عنه من شيوخه: محمد بن حميد، وأبو حفص الفلاس، وحرملة بن يحيى، وإسحاق بن موسى الخطمي، ويونس بن عبد الأعلى، والربيع بن سليمان، ومن أقرانه: أبو حاتم ابن خالته، ومسلم بن الحجاج، وأبو زرعة الدمشقي، وإبراهيم الحربي.
ومن الحفاظ والمحدثين خلق كثير.
وروى عنه: مسلم، والترمذي، والنسائي، وابن ماجه في كتبهم، وأبو بكر بن أبي داود، وأبو عوانة، وقاسم بن زكريا المطرز، وسعيد بن عمرو البرذعي، وعبد الرحمن بن أبي حاتم فأكثر، وأبو بكر بن زياد النيسابوري، وأحمد بن محمد بن أبي حمزة الذهبي، ومحمد بن حمدون الأعمشي، والحسن بن محمد الداركي، ومحمد بن الحسين القطان.
قال ابن أبي حاتم: كان جده فروخ مولى عياش بن مطرف القرشي.
وقال جعفر بن محمد الكندي: حدثنا أبو زرعة، قال: قدم علينا جماعة من أهل الري دمشق منهم: أبو يحيى فرخويه. فلما انصرفوا إلى الري، فيما أخبرني غير واحد، منهم أبو حاتم، رأوا هذا الفتى قد كاس فقالوا: نكنيك بكنية أبي زرعة الدمشقي. ثم اجتمعت بأبي زرعة الرازي فكان يذكرني بهذا ويقول: بكنيتك اكتنيت.
وقال سعيد بن عمرو: قال أبو زرعة: لا أعلم أنه صح لي رباط قط. أما قزوين فأردنا محمد بن سعيد بن سابق، وأما عسقلان فأردنا محمد بن أبي السري، وأما بيروت فأردنا العباس بن الوليد بن مزيد.
وقال النجاد: سمعت عبد الله بن أحمد يقول: لما ورد علينا أبو زرعة نزل عندنا، فقال لي أبي: يا بني، قد اعتضت بنوافلي مذاكرة هذا الشيخ.
وقال صالح جزرة: سمعت أبا زرعة يقول: كتبت عن إبراهيم بن موسى الرازي مائة ألف حديث، وعن أبي بكر بن أبي شيبة مائة ألف، فقلت له: بلغني أنك تحفظ مائة ألف حديث، تقدر أن تملي علي ألف حديث من حفظك؟ قال: لا، ولكن إذا ألقي علي عرفت.
وقال ابن أبي حاتم: سألت أبا زرعة فقلت: يجوز ما كتبت عن إبراهيم بن موسى مائة ألف؟ قال: مائة ألف كثير.
قلت: فخمسين ألفا؟ قال: نعم، وسبعين ألفا.
أخبرني من عد كتاب الوضوء والصلاة فبلغ ثمانية عشر ألفا.
وقال أبو عبد الله بن منده الحافظ: سمعت محمد بن جعفر بن حكمويه بالري يقول: سئل أبو زرعة عن رجل حلف بالطلاق أن أبا زرعة يحفظ مائتي ألف حديث هل حنث؟ فقال: لا.
ثم قال: أحفظ مائتي ألف مثل قل هو الله أحد، وأحفظ في المذاكرة ثلاثمائة ألف حديث.
قلت: هذه حكاية منقطعة لا تثبت، وهذه أصح منها: قال الحافظ
ابن عدي: سمعت أبي يقول: كنت بالري، وأنا غلام في البزازين، فحلف رجل بالطلاق أن أبا زرعة يحفظ مائة ألف حديث، فذهب قوم إلى أبي زرعة وذهبت معهم، فذكروا له حلف الرجل، فقال: ما حمله على ذلك؟ قيل: قد جرى ذلك منه. فقال: يمسك امرأته فإنها لم تطلق، أو كما قال.
وقال الحاكم: سمعت أبا جعفر محمد بن أحمد الرازي يقول: سمعت محمد بن مسلم بن وارة يقول: كنت عند ابن راهويه فقال رجل: سمعت أحمد بن حنبل يقول: صح من الحديث سبعمائة ألف حديث وكسر، وهذا الفتى يعني أبا زرعة، يحفظ ستمائة ألف.
قلت: في إسنادها مجهول.
وقال غنجار في تاريخه: حدثنا ناصر بن محمد الأزدي بكرمينية، قال: سمعت أبا يعلى الموصلي يقول: رحلت إلى البصرة، فبينا نحن في السفينة إذا برجل يسأل رجلا: ما تقول في رجل حلف بالطلاق أنك تحفظ مائتي ألف حديث؟ فأطرق رأسه ثم قال: اذهب يا هذا وأنت بار في يمينك. فقلت: من هذا؟ فقيل لي: أبو زرعة الرازي ينحدر إلى البصرة.
وقال ابن عقدة عن مطين، عن أبي بكر بن أبي شيبة، قال: ما رأيت أحفظ من أبي زرعة.
وقال عبد الله بن محمد بن جعفر القزويني، وهو ضعيف: سمعت محمد بن إسحاق الصغاني يقول: كان أبو زرعة يشبه بأحمد بن حنبل.
وقال علي بن الحسين بن الجنيد: ما رأيت أعلم بحديث مالك من أبي زرعة، وكذلك سائر العلوم.
وقال عمر بن محمد بن إسحاق القطان: سمعت عبد الله بن أحمد يقول: سمعت أبي يقول: ما جاوز الجسر أفقه من إسحاق، ولا أحفظ من أبي زرعة.
وقال أبو يعلى الموصلي: ما سمعنا بذكر أحد في الحفظ إلا كان اسمه أكبر من رؤيته إلا أبو زرعة، فإن مشاهدته كانت أعظم من اسمه. كان قد جمع حفظ الأبواب والشيوخ والتفسير.
وقال صالح جزرة: سمعت أبا زرعة يقول: أحفظ في القراءات عشرة آلاف حديث.
وقال إسحاق بن راهويه: كل حديث لا يعرفه أبو زرعة الرازي ليس له أصل.
وقال أبو العباس السراج: لما انصرف قتيبة إلى الري من بغداد سألوه أن يحدثهم، فقال: أحدثكم بعد أن أحضر مجلسي أحمد بن حنبل، ويحيى بن معين، وعلي ابن المديني.
قالوا: فإن عندنا غلاما يسرد كل ما حدثت به مجلسا مجلسا، قم يا أبا زرعة. فقام فسرد كل ما حدث به قتيبة فحدثهم قتيبة.
وقال فضلك الصائغ: دخلت المدينة فصرت إلى باب أبي مصعب فخرج إلي شيخ مخضوب، وكنت أنا ناعسا، فحركني وقال: يا مردريك من أين أنت، أيش تنام؟ فقلت: أصلحك الله من الري، من بعض شاكردي أبي زرعة.
فقال: تركت أبا زرعة وجئتني! لقيت مالكا وغيره، فما رأت عيناي مثله.
قال فضلك: فدخلت على الربيع بمصر فقال: إن أبا زرعة آية. وإن الله إذا جعل إنسانا آية أبانه من شكله حتى لا يكون له ثان.
وقال ابن أبي حاتم: حدثنا أحمد بن إسماعيل ابن عم أبي زرعة أنه سمع أبا زرعة يقول في مرضه الذي مات فيه: اللهم إني أشتاق إلى رؤيتك، فإن قال لي: بأي عمل اشتقت إلي؟ قلت: برحمتك يا رب.
وقد كان أبو زرعة يحط على أهل الرأي بالري ويتكلم فيهم.
قال ابن أبي حاتم: سمعت أبا زرعة يقول: قال لي السري بن معاذ، يعني الأمير: لو أني قبلت لأعطيت مائة ألف درهم قبل الليل فيك وفي ابن مسلم من غير أن أحبسكم ولا أضربكم، بل أمنعكم من التحديث.
سمعت أبا زرعة يقول: لو كانت لي صحة بدن على ما أريد كنت أتصدق بمالي كله، وأخرج إلى الثغر، وآكل من المباحات وألزمها. ثم قال: إني لألبس الثياب لكي إذا نظر الناس إلي لا يقولون قد ترك أبو زرعة الدنيا ولبس الثياب الدون، وإني لآكل ما يقدم إلي من الطيبات لكيلا يقولوا: إنه لا يأكل الطيبات لزهده.
وقال يونس بن عبد الأعلى: ما رأيت أكثر تواضعا من أبي زرعة.
وقال عبد الله القزويني، وهو ضعيف: حدثنا يونس بن عبد الأعلى قال: حدثنا أبو زرعة. فقيل ليونس: من هذا؟ قال: إن أبا زرعة أشهر في الدنيا من الدنيا.
وقال عبد الواحد بن غياث: ما رأى أبو زرعة مثل نفسه.
وقال سعيد بن عمرو البرذعي: سمعت محمد بن يحيى الذهلي يقول: لا يزال المسلمون بخير ما أبقى الله لهم مثل أبي زرعة يعلم الناس.
وقال أبو أحمد بن عدي: حدثنا أحمد بن محمد القطان قال: حدثنا أبو حاتم الرازي قال: حدثني أبو زرعة عبيد الله بن عبد الكريم وما خلف بعده مثله علما وفهما، ولا أعلم من المشرق إلى المغرب من كان يفهم هذا الشأن مثله.
وقال ابن عدي: سمعت القاسم بن صفوان، سمع أبا حاتم يقول: أزهد من رأيت أربعة، آدم بن أبي إياس وثابت بن محمد الزاهد وأبو زرعة، وسمى آخر.
وروى الخطيب بإسناده، عن أبي زرعة قال: ما سمعت أذني شيئا من العلم إلا وعاه قلبي، وإني كنت أمشي في السوق فأسمع صوت المغنيات من الغرف، فأضع إصبعي في أذني مخافة أن يعيه قلبي.
وروي أن أبا زرعة كان من الأبدال.
وقال الحاكم وأبو علي بن فضالة الحافظان: حدثنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن شاذان الرازي قلت: ـ وليس بثقة ـ قال سمعت أبا جعفر
محمد بن علي وراق أبي زرعة، فذكر حكاية تلقين أبي زرعة لا إلا إلا الله، وأنهم ذكروه بالحديث. فقال وهو في السياق حدثنا بندار، قال: حدثنا أبو عاصم قال: حدثنا عبد الحميد بن جعفر، عن صالح بن أبي عريب، عن كثير بن مرة، عن معاذ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من كان آخر كلامه لا إله إلا الله دخل الجنة. وتوفي رحمه الله.
وقال أبو العباس السراج: سمعت ابن وارة يقول: رأيت أبا زرعة في النوم، فقلت: ما حالك؟ قال: أحمد الله على الأحوال كلها. إني وقفت بين يدي الله تعالى فقال لي: يا عبيد الله لم تذرعت في القول في عبادي؟ قلت: يارب إنهم حادلوا دينك.
قال: صدقت.
ثم أتي بطاهر الخلقاني فاستعديت عليه إلى ربي، فضرب الحد مائة ثم أمر به إلى الحبس، ثم قال: ألحقوا عبيد الله بأصحابه، بأبي عبد الله، وأبي عبد الله، وأبي عبد الله: سفيان الثوري، ومالك، وأحمد بن حنبل.
رواها عن ابن وارة عبد الرحمن بن أبي حاتم بخلاف هذا فقال: سمعت أبي يقول: مات أبو زرعة مطعونا مبطونا يعرق الجبين منه في النزع، فقلت لمحمد بن مسلم: ما تحفظ في تلقين الموتى: لا إله إلا الله؟ فقال: يروى عن معاذ.
فرفع أبو زرعة رأسه، وهو في النزع، فقال: روى عبد الحميد بن جعفر، عن صالح بن أبي عريب، عن كثير بن مرة، عن معاذ، عن النبي صلى الله عليه وسلم: من كان آخر كلامه لا إله إلا الله دخل الجنة.
فصار في البيت ضجة ببكاء من حضر.
توفي في آخر يوم من سنة أربع وستين ومائتين.
313 -
عبيد الله بن عمرو بن حفص
، أبو عَبْد اللَّهِ البزدوي.
عن أبي نعيم، وعلي بن الحسن بن شقيق، وجماعة، وعنه: داود بن نصر البزدوي.
توفي سنة إحدى وستين.
وعنه أيضا أبو طلحة منصور بن محمد البزدوي، وعبد الله بن نصر.
314 -
عبيد الله بن محمد بن سليمان الهاشمي
.
حدث بنيسابور عن عَبْد اللَّهِ بن داود الخريبي، ويعقوب بن إبراهيم بن سعد وجماعة، وعنه مؤمل الماسرجسي.
توفي سنة خمس وستين.
315 -
عبيد الله بن النعمان المنقري الدلال
.
عن أبي عاصم النبيل، وسعيد بن سلام العطار، وعنه: علي بن إسحاق المادرائي، ومحمد بن جعفر المطيري.
316 -
عبيد الله بن يحيى بن خاقان التركي، ثم البغدادي. أبو الحسن، الوزير.
وزر للمتوكل. وما زال على الوزارة إلى أن قتل المتوكل، وقد جرت له أمور، وانخفاض وارتفاع، ونفاه المستعين إلى برقة سنة ثمان وأربعين، ثم قدم بغداد بعد خمس سنين، ثم استوزره المعتمد سنة ست وخمسين.
قال حسين الكوكبي: أخبرنا محرز الكاتب قال: اعتل عبيد الله بن يحيى بن خاقان فأمر المتوكل الفتح بن خاقان أن يعوده، فأتاه فقال: إن أمير المؤمنين يسأل عن علتك، فقال عبيد الله:
عليل من مكانين من الأسقام والدين وفي هذين لي شغل وحسبي شغل هذين قال: فأمر له المتوكل بألف ألف درهم.
قال الصولي: حدثنا الحسن بن علي الكاتب قال: لما نكب المتوكل محمد بن الفضل الجرجرائي قال: قد مللت عرض المشايخ علي، فاطلبوا لي حدثا من أولاد الكتاب. وبقي شهرين بلا وزير وأصحاب الدواوين يعرضون عليه أعمالهم، ثم طلب عبيد الله بن يحيى، فلما خاطبه أعجبته حركته، وأمره أن يكتب فأعجبه أيضا خطه.
فقال عمه الفتح: والذي كتب
أحسن من خطه. قال: وما هو؟ قال: {إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُبِينًا} [الفتح]، وقد تفاءلت ببركته ببركة ما كتب. فولاه العرض، فبقي سنة يؤرخ الكتب عنه، وعن وصيف. وحظي عند المتوكل، فطرح اسم وصيف، ونفذت الكتب باسم عبيد الله وحده.
قال الصولي: كان عبيد الله سمحا جوادا ممدحا، حدثني أبو العيناء قال: دخلت على المتوكل، فقال: ما تقول في عبيد الله؟ قلت: نعم العبد لله ولك، منقسم بين طاعته وخدمتك، يؤثر رضاك على كل فائدة، وإصلاح رعيتك على كل لذة.
وقال علي بن عيسى الوزير: لم يكن لعبيد الله بن يحيى حظ من الصناعة، إلا أنه أيد بأعوان وكفاة، وكان واسع الحيلة، حسن المداراة.
وقال الصولي: ولم يزل أعداء عبيد الله يحرضون المنتصر على قتله، وإنه مائل إلى المعتز، حتى هم بذلك وأحمد بن الخصيب يردعه عنه. ثم نفاه وأبعده إلى أقريطش، فلما استخلف المعتمد ذكر لوزارته سليمان بن وهب، والحسن بن مخلد، وجمع الكتاب، فقال ابن مخلد: هذا عبيد الله بن يحيى قد اصطنع الجماعة ورأسهم، وهو ببغداد. فصدقه الجماعة.
فقال المعتمد وأبو عيسى بن المتوكل: ما لنا حظ في غيره.
فطلبوه إلى سر من رأى واستحثوه، ولم يذكروا له الوزارة لئلا يمتنع زهدا فيها. فشخص على كره، وأدخل على المعتمد، فخلع عليه الوزارة. فلما خرج امتنع، فلاطفوه. وولي سنة ست وخمسين بعفاف ورأي ومروءة إلى أن مات، وعليه ست مائة ألف دينار، مع كثرة ضياعه. وقد أدبته النكبة وهذبته، فزاد عفافه وتوقيه.
قلت: ورد عن عبيد الله أخبار في الحلم والجود.
حكى الصولي، عن غير واحد، أن عبيد الله أتى إلى الميدان ليضرب بالصوالجة، فصدمه خادمه رشيق، فسقط عن دابته، فحمل ومات ليومه.
توفي الوزير عبيد الله سنة ثلاث وستين، وهو والد المقرئ أبي مزاحم الخاقاتي.
317 -
عثمان بن أبي صالح عبد الغفار بن داود
، أبو سعيد الحراني.
عن أبيه، ومحمد بن كثير المصيصي. وقد انتقل من مصر بعد موت أبيه إلى حران، فاستقر بها. ثم قدم مصر فحضر أجله بها سنة سبع وستين.
318 -
عثمان بن معبد بن نوح البغدادي المقرئ
.
سمع عمرو بن أبي سلمة، وأبا نعيم الفضل بن دكين، وإسحاق الفروي، وطبقتهم. وعنه ابن صاعد، ومحمد بن مخلد، وجماعة.
وكان ثقة نبيلا.
توفي سنة إحدى وستين.
319 -
عجيف بن آدم
، أبو صالح الطواويسي البخاري.
رحل، وسمع من علي بن الجعد، وأحمد بن حنبل، وطبقتهما. وعنه مسبح بن سعيد، ونصر بن الفتح السمرقندي، وجماعة.
توفي سنة أربع وستين.
320 -
عصام بن رواد بن الجراح
، أبو صالح العسقلاني.
عن أبيه، وآدم بن أبي إياس. وعنه أبو حاتم، وابنه عبد الرحمن بن أبي حاتم.
قال أبو حاتم: صدوق.
321 -
عطية بن بقية بن الوليد الحمصي
.
روى عن أبيه كثيرا، وعنه: عبد العزيز بن عمران الأصبهاني، وعبيد بن أحمد الصفار الحمصي، وأحمد بن هارون البخاري، وأبو عوانة الإسفراييني، وعبد الرحمن بن أبي حاتم، وجماعة.
قال ابن أبي حاتم: كانت فيه غفلة، ومحله الصدق.
وقال ابن قانع: مات سنة خمس وستين.
قال عبد الله بن أحمد: سمعت عطية بن بقية يقول: أنا عطية بن بقية، وأحاديثي نقية، فإذا مات عطية، ذهب حديث بقية.
قرأت على أبي الحسين اليونيني: أخبرنا ابن صباح قال: حدثنا ابن رفاعة، قال: أخبرنا الخلعي، قال: أخبرنا عبد الرحمن بن عمر البزاز، قال: حدثنا محمد بن جعفر بن دران، قال: سمعت محمد بن خالد بن يزيد بمكة يقول: سمعت عطية يقول:
يا عطية بن بقية كأن قد أتتك المنية بكرة أو عشية فتفكر وتذكر وتجنب الخطية واذكر الله بتقوى واتبع التقوى بنية وسمعته يقول:
أنا عطية بن بقية ابن شيخ البرية فاكتبوا عني بنية في قراطيس نقية
322 -
علي بن أحمد بن سريج
بالجيم، أبو الحسن الرقي السواق.
حدث ببغداد عن: أبي مسهر، وأسد بن موسى السنة، وجماعة، وعنه: القاضي المحاملي، وابن مخلد، والحامض.
توفي سنة إحدى وستين.
قال الخطيب: ما علمت إلا خيرا.
323 -
د ق:
علي بن إشكاب
. واسم إشكاب حسين بن إبراهيم بن الحر بن زعلان العامري البغدادي، أبو الحسن.
كان أسن من أخيه محمد.
وسمع: إسماعيل ابن علية، وإسحاق الأزرق، وأبا معاوية، وحجاج بن محمد، ومحمد بن ربيع الكلابي، وعبد الله بن بكر وخلقا. وعنه أبو داود، وابن ماجه، وأبو العباس بن
سريج الفقيه، وابن صاعد، ومحمد بن مخلد، وابن أبي حاتم، وخلق آخرهم الحسين بن يحيى القطان.
وآخر من روى حديثه عاليا سبط السلفي.
وقد وثقه النسائي وغيره.
ومات في شوال سنة إحدى وستين، بعد أخيه بعشرة أشهر.
324 -
علي بن بكار المصيصي
.
عن أبي إسحاق الفزاري، وهو آخر من لقيه. لا أعلم أحدا روى عنه إلا أحمد بن علي بن حسنويه النيسابوري أحد الضعفاء.
325 -
ن:
علي بن حرب بن محمد بن علي بن حيان بن مازن بن الغضوبة
، أبو الحسن الطائي الموصلي.
ولد بأذربيجان سنة خمس وسبعين ومائة، ونشأ بالموصل، ورأى المعافى بن عمران، وسمع من حفص بن غياث، وسفيان بن عيينة، ووكيع، وأبي معاوية الضرير، وعبد الرحمن بن محمد المحاربي، وعبد الله بن إدريس، وطبقتهم بالموصل، والكوفة، والبصرة، ومكة، وبغداد. وعنه النسائي وقال: صالح، ويحيى بن محمد بن صاعد، والمحاملي، ومحمد بن مخلد، وأحمد بن إبراهيم البلدي، ويوسف بن يعقوب الأزرق، ومحمد بن جعفر المطيري، وأحمد بن سليمان العباداني، وعبد الرحمن بن أبي حاتم، ونافلة محمد بن يحيى بن عمر بن علي بن حرب.
وقال أبو حاتم: صدوق.
وقال الدارقطني: ثقة.
وقال يزيد في تاريخ الموصل: رحل علي بن حرب مع أبيه، وسمع، وصنف حديثه، وخرج المسند. وقال: كان عالما بأخبار العرب وأنسابها، أديبا شاعرا، وفد على المعتز بالله في سنة أربع وخمسين فكتب
عنه المعتز بخطه ودقق الكتاب، فقال: يا أمير المؤمنين أخذت في شؤم أصحاب الحديث. فضحك المعتز، وأطلق له ضياعا.
توفي علي بن حرب في شوال سنة خمس وستين بالموصل، وصلى عليه أخوه معاوية.
326 -
د:
علي بن الحسن بن أبي عيسى موسى بن ميسرة أبو الحسن الهلالي الدارابجردي
.
حج ورأى ابن عيينة، وصلى عليه، كذا نقل الحاكم في تاريخه بلا إسناد.
وسمع: عبد المجيد بن أبي رواد، وحرمي بن عمارة، ويعلى بن عبيد، وأبا جابر محمد بن عبد الملك الأزدي، وأبا عاصم النبيل، وخلقا. وعنه: أبو داود، والبخاري، ومسلم، وأبو زرعة، وأبو حاتم، وإبراهيم بن أبي طالب، وابن خزيمة، وخلق.
قال أبو عبد الله بن الأخرم: حدثنا علي بن الحسن الهلالي وما رأيت أفضل منه.
وعن مسلم بن الحجاج، وذكر علي بن الحسن فقال: ذاك الطيب ابن الطيب.
وقال الحاكم: سمعت محمد بن يعقوب بن الأخرم غير مرة يقول: استشهد علي بن الحسن برستاق أرغيان في ضيعته، قال: وكان السبب أنه زبر العامل بها، فلما جن عليه الليل أمر به، فأدخل متبنة، وأوقد النار في تبن، فمات في الدخان ثم وجد ميتا وقد أكلت النمل عينيه.
قال الحاكم: هو من أكابر علماء المسلمين، وابن عالمهم طلب الحديث بالحجاز، واليمن، والعراق، وخراسان.
وقيل: إنه مات سنة سبع وستين في رمضان، وأكله الذئب.
327 -
علي بن خليد الدمشقي
.
حدث ببغداد عن عبد الله بن خبيق، وبشر الحافي. وعنه إسحاق بن
يوسف الشكلي، ومحمد بن عبد الله بن زياد، ومحمد بن مخلد العطار.
328 -
علي بن أبي دلامة
.
عن عبد الواحد بن عطاء. وعنه محمد بن مخلد، وابن أبي حاتم، وقال: محله الصدق.
329 -
علي بن زيد، أبو الحسن الفرائضي الطرسوسي
.
عن موسى بن داود، ومحمد بن كثير المصيصي، وجماعة. وعنه أبو بكر الخرائطي، ومحمد بن مخلد، وغيرهما.
توفي سنة اثنتين وستين ومائتين.
330 -
د:
علي بن سهل بن موسى
، أو ابن قادم، أبو الحسن الرملي، أخو موسى بن سهل.
سمع الوليد بن مسلم، ومروان بن معاوية، وضمرة بن ربيعة، وجماعة. وعنه أبو داود، وأبو عبد الرحمن النسائي في اليوم والليلة وقال: ثقة، وأبو عوانة، وابن جوصا، والعباس بن محمد بن الحسين بن قتيبة، وأبو بكر بن أبي داود، ومحمد بن جرير، وخلق.
توفي في سنة إحدى وستين.
وهو نسائي سكن الرملة، كذا قال النسائي.
331 -
-
علي بن سهل المدائني
.
عن شبابة بن سوار. وعنه محمد بن جرير.
• - علي بن سهل النسائي ثم البغدادي. في الطبقة الآتية.
332 -
علي بن محمد بن عبد الرحمن العبدي الخبيث
لعنه الله.
رجل من عبد القيس افترى وزعم أنه من ولد زيد بن علي، فتبعه ناس كثير، وكان خارجيا على رأي الحرورية، يقول: لا حكم إلا لله. والأظهر أنه كما قيل كان دهريا زنديقا يتستر بمذهب الخوارج.
ظهر بالبصرة وتوثب عليها، وهو طاغية الزنج الذين أخربوا البصرة واستباحوها قتلا وسبيا ونهبا، وامتدت أيامه واستفحل شره، وخافته الخلفاء إلى أن هلك.
ونقل غير واحد أن صاحب الزنج المنعوت بالخبيث رجل من أهل ورزنين.
مات إلى لعنة الله سنة سبعين.
كان بلاء على الأمة، قد سقنا أخباره ومعاناته التنجيم في الحوادث. وكانت دولته خمس عشرة سنة. وافترى نسبا إلى علي رضي الله عنه.
قال نفطويه: كان ربما كتب العوذ، وكان قبل ذلك بواسط، فحبسه محمد بن أبي عون، ثم أطلقه، فلم يلبث أن خرج واستغوى الزنج الذين يكنسون السماد، وقوي أمره.
333 -
علي بن الموفق الزاهد
.
أحد مشايخ الطريق. له أحوال ومقامات.
صحب منصور بن عمار، وأحمد بن أبي الحواري.
حكى عنه أبو العباس بن مسروق وغيره.
قال الخطيب: كان ثقة.
وقال أبو العباس السراج: سمعت علي بن الموفق يقول: حججت على رجلي ستين حجة، وقرأت نحو اثنتي عشر ألف ختمة، وضحيت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم مائة وسبعين أضحية، وجعلت من حجاتي ثلاثين عن النبي صلى الله عليه وسلم.
قلت: وقد تأسى به أبو العباس السراج فضحى عن النبي صلى الله عليه وسلم كذا وكذا أضحية.
وقال أبو إسحاق المزكي: اقتديت بأبي العباس فحججت عن النبي صلى الله عليه وسلم سبع حجج، وختمت عنه سبع مائة ختمة.
وقال أبو عمرو ابن السماك: حدثنا محمد بن أحمد بن المهدي قال: سمعت علي بن الموفق يقول: خرجت يوما لأؤذن فأصبت قرطاسا
فأخذته ووضعته في كمي، فأذنت وأقمت وصليت، فلما صليت قرأته، فإذا فيه مكتوب: بسم الله الرحمن الرحيم، يا علي بن الموفق تخاف الفقر وأنا ربك؟
وقال محمد بن أحمد الطالقاني: سمعت الفتح بن شخرف يقول وقد رأى الأزر تطرح على جنازة ابن الموفق، فضحك وقال: ما أحسن هذه المزاحمات لو كانت على الأعمال.
توفي علي بن الموفق سنة خمس وستين.
334 -
عمار بن رجاء الإستراباذي
، أبو ياسر التغلبي، صاحب المسند.
رحل، وجمع، وصنف، وحدث عن: يحيى بن آدم، ويزيد بن هارون، وزيد بن الحباب، ومعاوية بن هشام، وحسين بن علي الجعفي، ومحمد بن بشر العبدي، وطبقتهم، وعنه: أبو نعيم عبد الملك بن محمد بن عدي، وأحمد بن محمد بن مطرف الإستراباذي، ومحمد بن الحسين الأديب.
وكان من علماء الحديث بجرجان.
توفي سنة سبع أو ثمان وستين.
ترجمه أبو سعد الإدريسي، وقال: كان شيخا فاضلا دينا كثير العبادة والزهد، ثقة في الحديث، رحل وهو ابن ثمان وعشرين سنة، ومات سنة سبع وستين على الصحيح، وقبره يزار رحمة الله عليه.
335 -
عمر بن حفص
، أبو حفص الأشقر القرشي البخاري.
عن أبي عاصم النبيل، ومكي بن إبراهيم، ومحمد بن عبد الله الأنصاري، وجماعة. وعنه محمد بن سعيد بن محمود، وحاتم بن أحمد، وأحمد بن هارون، وأهل بخارى.
توفي سنة ست وستين.
336 -
د:
عمر بن الخطاب السجستاني
. نزيل الأهواز.
سمع: أبا عاصم النبيل، ومحمد بن يوسف الفريابي، وسعيد بن أبي مريم، وخلقا من طبقتهم. وعنه: أبو داود، وأبو بكر بن أبي عاصم، وأبو بكر بن أبي داود، ومحمد بن نوح الجنديسابوري، وأبو سعيد ابن الأعرابي، وجماعة.
توفي بكرمان سنة أربع وستين.
337 -
عمر بن الخطاب بن جليلة
، أبو الخطاب الإسكندراني، صاحب التاريخ.
كان في حدود العشرين ومائتين.
338 -
عمر بن الخطاب الحمراني الرقي
.
لا أعرفه، كان في حدود المائتين.
339 -
عمر بن الخطاب البصري
.
عن مسلم بن علقمة. روى عنه عبدة الصفار، ذكره ابن عقدة.
340 -
عمر بن الخطاب بن أبي خيرة
.
عن محمد بن جناب الكوفي، كان بعد المائتين.
341 -
ق:
عمر بن شبة بن عبيدة الحافظ
، أبو زيد النميري البصري النحوي الأخباري صاحب التصانيف.
روى عن محمد بن جعفر غندر، وعبد الوهاب الثقفي، ويحيى بن سعيد القطان، ويوسف بن عطية، ومحمد بن أبي عدي، وعبد الرحمن بن مهدي، وخلق كثير. وعنه ابن ماجه، وابن صاعد، وعبد الرحمن بن أبي حاتم، والمحاملي، ومحمد بن مخلد، وإسماعيل الوراق، ومحمد بن أحمد الأثرم، وآخرون.
وكان عالما بالسير والمغازي وأيام الناس، وصنف تاريخا للبصرة وكتاب أخبار المدينة، وغير ذلك.
وثقه الدارقطني وغيره.
وقال أبو علي العنزي: امتحن عمر بن شبة بحضرتي، فقال القرآن كلام الله، ليس بمخلوق. وقالوا له: تقول من وقف فهو كافر؟ فقال: لا أكفر أحدا. فقالوا له: أنت كافر ومزقوا كتبه، فلزم بيته، وحلف أن لا يحدث شهرا.
توفي بسامراء في جمادى الآخرة سنة اثنتين وستين، وله تسع وثمانون سنة.
342 -
عمر بن علي بن حرب الطائي الموصلي
.
ولد سنة تسع وتسعين ومائة في أولها.
وسمع من أبي نعيم، وقبيصة بن عقبة، وأبي غسان مالك بن إسماعيل، وكان رجلا صالحا خيرا عابدا منقبضا عن الناس. روى عنه: حفيده محمد بن يحيى بن عمر، وغيره، يقع حديثه عاليا للسبط.
وتوفي في أثناء سنة تسع وستين، وله سبعون سنة.
343 -
عمر بن قطن بن داهم
، أبو حفص البخاري.
يروي عن علي بن الحسن بن شقيق، وبابته. وعنه أحمد بن حاتم، وعبد الله بن محمد الصرام البخاريان.
توفي سنة ثلاث وستين.
344 -
عمر بن مدرك
، أبو حفص الرازي القاص.
بلخي الأصل. روى عن مكي بن إبراهيم، وأبي عمر الحوضى، والقعنبي، وطائفة. وعنه محمد بن مخلد، وإسماعيل الصفار، والبغاددة، ومحمد بن عبد الله بن بلبل، والقاسم بن أبي صالح، وعبد الرحمن بن حمدان الجلاب، والهمذانيون.
وكان ضعيفا، رماه ابن معين بالكذب.
ومات سنة سبعين.
345 -
عمر بن مضر
، أبو حفص العنسي، بالنون، الدمشقي.
يروي عن منبه بن عثمان، وعبد الله بن يوسف، وسعيد بن أبي مريم، وخلق. وعنه ابن جوصا، ومحمد بن جعفر بن ملاس، وأبو علي الحصائري، وجماعة.
346 -
عمرو بن سعد، أبو ثور المعافري الإسكندراني
.
عن عبد الله بن وهب، وعنه أبو بكر بن زياد النيسابوري.
توفي قبل السبعين عن سن عالية. وروى عنه أبو عوانة، وقال فيه: الشعباني.
347 -
عمرو بن سعيد، أبو حفص الأصبهاني الحمال
، بالحاء.
عن: وهب بن جرير، وأبي عامر العقدي، وأبي داود الطيالسي، والحسين بن حفص، وطائفة. وعنه: يوسف بن محمد بن المؤذن، وأحمد بن علي بن الجارود، وعبد الله بن جعفر بن فارس، وغيرهم.
وقد وثقوه.
وتوفي سنة تسع وستين.
ذكره أبو نعيم الحافظ مرتين معتقدا أنهما اثنان.
والنسخة التي سمعت عليه بتاريخه فيها الحمال في المرة الواحدة بشكلة الحاء، وفي الثانية بنقطة الجيم.
348 -
عمرو بن سلم، وقيل: عمرو بن سلمة، وقيل: عمر بن سلم، الأستاذ أبو حفص النيسابوري الزاهد، شيخ الصوفية بخراسان.
روى عن: حفص بن عبد الرحمن الفقيه. وعنه: أبو عثمان سعيد بن إسماعيل الحيري الزاهد تلميذه، وأبو جعفر أحمد بن حمدان، وحمدون القصار، وآخرون.
قال أبو نعيم: حدثنا أبو عمرو بن حمدان، قال: حدثنا أبي قال: قال أبو حفص النيسابوري: المعاصي بريد الكفر كما أن الحمى بريد الموت.
وحدثنا أبو عمرو بن حمدان قال: كان أبو حفص حدادا، فكان
غلامه ينفخ عليه الكير مرة، فأدخل يده وأخرج الحديد من النار، فغشي على غلامه، وترك أبو حفص الحانوت، وأقبل على أمره.
وقيل: إن أبا حفص دخل على مريض، فقال المريض: آه. فقال أبو حفص: ممن؟ فسكت، فقال: مع من؟ قال المريض: فكيف أقول؟ قال: لا يكن أنينك شكوى، ولا سكوتك تجلدا، وليكن بين ذلك.
وعن أبي حفص قال: حرست قلبي عشرين سنة، ثم حرسني عشرين سنة، ثم ورد علي وعليه حالة صرنا محروسين جميعا.
قيل لأبي حفص: من الولي؟ قال: من أيد بالكرامات، وغيب عنها.
قال الخلدي: سمعت الجنيد ذكر أبا حفص فقال أبو نصر صاحب الحلاج: نعم يا أبا القاسم، كانت له حال إذا لبسته مكث اليومين والثلاثة لا يمكن أحد أن ينظر إليه. وكان أصحابه يخلونه حتى يزول ذلك عنه، وبلغني أنه أنفذ في يوم واحد بضعة عشر ألف دينار يشتري بها الأسرى من الديلم، فلما أمسى لم يكن له ما يأكله.
ذكر المرتعش قال: دخلنا مع أبي حفص على مريض، فقال له: ما تشتهي؟ قال: أن أبرأ، فقال لأصحابه: احملوا عنه، فقام المريض وخرج معنا، وأصبحنا كلنا نعاد في الفراش.
قال السلمي في تاريخ الصوفية: أبو حفص من قرية كورداباذ على باب نيسابور، كان حدادا. وهو أول من أظهر طريقة التصوف بنيسابور.
قال أبو محمد البلاذري: اسمه عمرو بن سلم، وكذا سماه أبو عثمان الحيري.
وذكر السلمي أنه كان ينفخ عليه غلام له الكير، فأدخل أبو حفص يده في النار وأخرج الحديد، فغشي على الغلام، فترك أبو حفص الصنعة وأقبل على شأنه.
سمعت عبد الله بن علي يقول: سمعت أبا عمرو بن علوان وسألته: هل رأيت أبا حفص عند الجنيد؟ فقال: كنت غائبا، لكن سمعت الجنيد
يقول: أقام عندي أبو حفص سنة مع ثمانية أنفس، فكنت كل يوم أقدم لهم طعاما وطيبا، وذكر أشياء من الثياب فلما أراد أن يذهب كسوتهم، فلما أراد أن يفارقني قال: لو جئت إلى نيسابور علمناك السخاء والفتوة، ثم قال: عملك هذا كان فيه تكلف، إذا جاءك الفقراء فكن معهم بلا تكلف، إن جعت جاعوا، وإن شبعت شبعوا.
قال الخلدي: لما قال أبو حفص للجنيد: لو دخلت خراسان علمناك كيف الفتوة، قال له البغداديون: ما الذي رأيت منه؟ قال: صير أصحابي مخنثين، كان يكلف لهم كل يوم ألوان الطعام وغير ذلك، وإنما الفتوة ترك التكلف.
وقيل: كان في خدمة أبي حفص شاب يلزم السكوت، فسأله الجنيد عنه فقال: هذا أنفق علينا مائة ألف درهم، واستدان مائة ألف درهم، ما سألني مسألة إجلالا لي.
وقال أبو علي الثقفي: كان أبو حفص يقول: من لم يزن أحواله كل وقت بالكتاب والسنة ولم يتهم خواطره، فلا تعده.
وفي معجم بغداد للسلفي بإسناد منقطع: قدم ولدان لأبي حفص النيسابوري فحضرا عند الجنيد فسمعا قوالين فماتا، فجاء أبوهما وحضر عند القوالين، فسقطا ميتين.
وقال ابن نجيد: سمعت أبا عمرو الزجاجي يقول: كان أبو حفص نور الإسلام في وقته.
وعن أبي حفص قال: ما استحق اسم السخاء من ذكر العطاء، ولا لمحه بقلبه.
وعنه قال: الكرم طرح الدنيا لمن يحتاج إليها، والإقبال على الله لاحتياجك إليه.
وعنه قال: أحسن ما يتوسل به العبد إلى مولاه دوام الفقر إليه على جميع الأحوال، وملازمة سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم في جميع الأفعال، وطلب القوت جهده من وجه حلال.
توفي الزاهد أبو حفص سنة أربع وستين، وقيل: سنة خمس وستين،
ووهم من قال: سنة سبعين ومائتين.
349 -
عمرو بن سلم، أبو عثمان البصري
، نزيل الري.
روى عن عثمان بن الهيثم المؤذن، وعبد الله بن رجاء، وحرمي بن حفص، وطبقتهم.
قال ابن أبي حاتم: سمعت منه بالري، وهو صدوق.
350 -
عمران بن الفضل الواسطي العطار
.
روى عن عمرو بن مرزوق، وعمرو بن عون.
قال ابن أبي حاتم: سمعت منه بمكة سنة ستين ومائتين.
351 -
د ن:
عيسى بن إبراهيم بن مثرود الغافقي
. مولاهم المصري الفقيه، أبو موسى.
سمع: سفيان بن عيينة، وابن وهب، وعبد الرحمن بن القاسم، وجماعة. وعنه: أبو داود، والنسائي، وأبو جعفر الطحاوي، وابن خزيمة، وأبو بكر بن أبي داود، وأبو الحسن بن جوصا، وأبو بكر بن زياد النيسابوري، وخلق سواهم.
توفي أبو موسى في صفر سنة إحدى وستين.
قال النسائي: لا بأس به.
قال ابن أبي حاتم: توفي قبل قدومي مصر.
352 -
عيسى بن إبراهيم بن صالح
، أبو موسى العقيلي الأصبهاني.
عن آدم بن أبي إياس، وأبي توبة الحلبي، وجماعة. وعنه حفيده عبد الله شيخ أبي نعيم، ويوسف بن محمد المؤذن، وأبو بكر الجارودي، وغيرهم.
توفي سنة سبعين.
353 -
ت ن:
عيسى بن أحمد بن عيسى بن وردان أبو يحيى البغدادي
، ثم العسقلاني. عسقلان بلخ، وهي محلة معروفة.
رحل وسمع: بقية بن الوليد، وعبد الله بن وهب، وضمرة بن ربيعة، وعبد الله بن نمير، وبشر بن بكر التنيسي، وطائفة. وعنه: الترمذي، والنسائي، وحامد بن بلال، وأبو عوانة الإسفراييني، ومحمد بن عقيل البلخي، والهيثم بن كليب الشاشي فأكثر.
وقد وثقه النسائي.
وتوفي سنة ثمان وستين، في عشر المائة، وقد روى عنه أبو حاتم الرازي وقال: صدوق.
وحدث عنه من أهل نسف خلق، منهم: حماد بن شاكر، وإبراهيم بن معقل. ويقال: ولد سنة ثمانين ومائة.
354 -
عيسى بن رزق الله
، أبو موسى النهرواني.
عن: أبي داود صاحب الطيالسة، وعمر بن يونس اليمامي وجماعة. وعنه: عبد الرحمن بن أبي حاتم وغيره.
صدوق.
355 -
عيسى ابن الشيخ، أحد الأمراء المذكورين، أبو موسى الشيباني الذهلي الدمشقي.
ولي إمرة دمشق فأظهر الخلاف والخروج عن الطاعة سنة خمس وخمسين، وأخذ الأموال، وتغلب على دمشق، فجهز المعتمد لحربه جيشا عظيما عليهم أماجور. فجهز الأمير عيسى لملتقاه وزيره ظفر بن اليمان وولده منصور بن عيسى، فانكسروا وقتل ابنه في المعركة وأسر الوزير، وصلب بظاهر البلد، وجرت له أمور بعد ذلك.
قال الصولي: حدثني الحسين بن فهم أن بعض الظرفاء قصد عيسى ابن الشيخ بآمد فأنشده:
رأيتك في المنام خلعت خزا علي بنفسجيا وقضيت ديني فعجل لي فداك أبي وأمي مقالا في المنام رأته عيني فقال: يا غلام، اعرض كل ما في الخزائن من الخز. فعرضه فوجد فيه سبعين شقة بنفسجية، فدفعها إليه وقال: كم دينك؟ قال: عشرة آلاف درهم. فأعطاه عشرين ألفا وقال: لا تعود ترى مناما آخر.
قيل: إن عيسى مات سنة تسع وستين.
356 -
عيسى بن عفان بن مسلم الصفار
.
عن أبيه. وعنه علي بن إسحاق المادرائي، ومحمد بن عبد الملك التاريخي، وغيرهما.
توفي سنة سبعين.
357 -
عيسى بن أبي عمران الرملي البزاز
، أبو عمرو.
عن الوليد بن مسلم، وضمرة، وأيوب بن سويد.
قال ابن أبي حاتم: كتبت عنه بالرملة، فنظر أبي في حديثه، فقال: حديثه يدل على أنه غير صدوق، فتركت الرواية عنه.
358 -
عيسى بن مهران المستعطف
، من رؤوس الرافضة.
حكى عنه: محمد بن جرير الطبري، وغيره.
وله كتاب في تكفير الصحابة وفسقهم، ملأه بالكذب والبهتان.
وروى عن: عمر بن جرير البجلي، وحسن بن حسين العرني، وسهل بن عامر البجلي.
روى عنه: الحسين بن علي العلوي نزيل مصر، وإسحاق بن إبراهيم المنجنيقي.
قال ابن عدي: حدث بأحاديث موضوعة.
كنيته أبو موسى.
توفي ببغداد في حدود السبعين ومائتين.
359 -
عيسى بن موسى بن أبي حرب الصفار
. أبو يحيى البصري الثقة النبيل. راوية يحيى بن أبي بكير الكرماني.
قدم إلى بغداد وحدث بها، فروى عنه: الحسن بن عليل، وابن الباغندي، وأبو عوانة الإسفراييني وقال: كان سيد أهل البصرة، والمحاملي، ومحمد بن جعفر المطيري، وحمزة الهاشمي، وخلق سواهم.
وثقه أبو بكر الخطيب، وغيره.
وقال أبو عبيد الآجري: سمعت أبا داود يقول: سمعت ابن حساب يقول: كثر الله في الناس مثل عيسى بن أبي حرب.
قال الخطيب: توفي ماضيا إلى كرمان في صفر سنة سبع وستين ومائتين.
360 -
ن ق:
عيسى بن يونس بن أبان
، أبو موسى الرملي الفاخوري.
عن: الوليد بن مسلم، وضمرة بن ربيعة، ومحمد بن شعيب، وجماعة. وعنه: النسائي، وابن ماجه، وأبو بكر بن أبي داود، وعبد الله ابن الزفتي، وأبو بشر الدولابي، وآخرون.
توفي سنة أربع وستين.
وروى عنه أيضا: أبو جعفر محمد بن أحمد القدوري الرملي، وعبد الله بن محمد بن وهب الدينوري، ومحمد بن أحمد بن عبيد بن فياض.
وثقه النسائي وغيره.
361 -
الفتح بن نوح بن سنان
، أبو نصر العامري النيسابوري.
عن أبي نعيم، وأبي عبد الرحمن المقرئ، وجماعة. وعنه: ابن خزيمة، وأبو حامد ابن الشرقي، وأخوه عبد الله ابن الشرقي، ومحمد بن علي المذكر شيخ للحاكم.
توفي سنة إحدى وستين.
362 -
الفضل بن شاذان بن عيسى
. أبو العبّاس الرّازيّ المقرئ شيخ الإقرّاء بالرّيّ.
أخذ عن: أحمد بن يزيد الحلوانيّ، ومحمد بن عيسى الأصبهاني، وغيرهما.
وسمع من: إسماعيل بن أبي أويس، وسعيد بن منصور وأحمد بن يونس ومهدي بن جعفر وطائفة سواهم.
حدَّث عنه: أبو حاتم، وابنه عبد الرحمن وقال: ثقة.
وقرأ عليه: محمد بن عبد الله بن الحسن بن سعيد، وأحمد بن محمد بن عبد الله، وأحمد بن محمد بن عثمان بن شبيب الرّازيّون، وابنه العبّاس بن الفضل.
قال أبو عمرو الدّانيّ: لم يكن في دهره مثله في علمه وفهمه، وعدالته، وحسن اطلاعه.
363 -
الفضل بن العبّاس
. الحافظ أبو بكر الرازيّ، ولقبه: فضلك الصّائغ.
رحل وطوّف، وحدَّث عن: عيسى بن مينا قالون، وقتيبة بن سعيد، وعبد العزيز بن عبد الله الأويسيّ، وخلق كثير.
وعنه: محمد بن مخلد العطّار، وأبو عوانة، ومحمد المطيريّ، وأبو بكر الخرائطي، وجماعة.
توفّي في صفر سنة سبعين.
قال المرُّوذيّ: ورد عليَّ كتاب من ناحية شيراز أنّ فضلك قال ببلدهم: إنّ الإيمان مخلوق، فبلغني أنهّم أخرجوه من البلد بأعوان الوالي.
وقال لي أحمد بن أصرم المزنيّ: كنت بشيراز وقد أظهر فضلك أنّ الإيمان مخلوق وأفسد قوماً من المشيخة فحذَّرت عنه، وأخبرتهم أن أحمد بن حنبل جهَّم من قال بالعراق: الإيمان مخلوق. وبيَّنا أمره حتى أخرج. ودخلت أصبهان فإذا قد جاء إليهم، وأظهر عندهم أنّ الإيمان مخلوق فأخرج منها.
وقال المرُّوذيّ: ما زلنا نهجر فضلك حتى مات ولم يظهر توبةً ولا رجوعا.
وقال الخطيب: كان ثقة ثبتاً حافظاً، سكن بغداد.
وقال محمد بن حريث: سمعت الفضل بن العبّاس وسألته: أيُّهما
أحفظ: أبو زرعة أو البخاريّ؟ فقال: جهدت أن أغرب على البخاري فلم أستطع، وأنا أغرب على أبي زرعة عدد شعره.
364 -
الفضل بن العبّاس بن موسى الإستراباذيّ
. الفقيه.
سمع: أبا نعيم، وبكار بن محمد السيريني وأبا حذيفة، وموسى بن مسعود النهديّ، وعنه: أبو نعيم عبد الملك بن عديّ، وجماعة.
يقال: قتله محمد بن زيد العلويّ المتغلِّب على جرجان سنة سبعين ألقاه في بئر.
وكان الفضل إماماً ثقة، فقيهاً كبير القدر. وهو الّذي تقدَّم إلى أحمد بن عبد الله الخجستانيّ الطّاغية الّذي قصد إستراباذ فاشترى منه البلد وأهله بثلاثمائة ألف درهم، ووزَّعها على النّاس. فسار أحمد إلى جرجان وأغار على أهلها.
365 -
الفضل بن عبد الجبار بن بور الباهلي
، مولى أبي أمامة صدي بن عجلان رضي الله عنه.
شيخ مروزي مشهور معمر، رأى الفضل بن موسى السيناني، وسمع من النضر بن شميل فأكثر، ومن عبد الملك الجدي، وإسحاق بن إبراهيم السمرقندي. روى عنه محمد بن أحمد بن محبوب المحبوبي، وأهل مرو.
وتوفي في شوال سنة ثمان وستين.
366 -
الفضل بن الفضل بن عميرة بن راشد
، أبو العافية الكندي الأندلسي.
يروي عن سعيد بن حسان، وعبد الملك بن حبيب، وغيرهما.
توفي سنة خمس وستين.
367 -
الفضل بن موسى البصري
، مولى بني هاشم.
روى عن عبد الرحمن بن مهدي، وأبي عاصم النبيل. وعنه المحاملي، وإسماعيل الوراق، وابن مخلد.
قال الخطيب: ما علمت إلا خيرا.
توفي سنة أربع وستين ومائتين.
*- فهد بن موسى، أبو الخير قاضي الإسكندرية.
توفي سنة سبعين، وقيل: سنة خمس وسبعين، فأخرناه إلى الطبقة الآتية.
368 -
القاسم بن محمد بن الحارث المروزيّ. الفقيه.
قدم بغداد، وصحب الإمام أحمد مدّة.
وحدَّث عن: عبدان بن عثمان، وعلي بن الحسن بن شقيق، ومسدَّد بن مسرهد، وطبقتهم.
وعنه: أبو حاتم الرازيّ، وابن صاعد، والمحامليّ، وجماعة.
وثّقه أبو بكر الخطيب.
وتوفّي سنة ثلاثٍ وستّين.
369 -
القاسم بن يزيد أبو محمد الكوفيّ الوزان المقرئ الحاذق
.
قرأ على: خلاّد بن خالد، وكان من جلة أصحابه.
قرأ عليه: الحسن بن الحسين الصّواف، وغيره.
370 -
ن:
قطن بن إبراهيم بن عيسى بن مسلم بن خالد
، أبو سعيد القشيري النيسابوري، والد مسدد بن قطن.
عن حفص بن عبد الرحمن البلخي، وحفص بن عبد الله، وأحمد بن أبي طيبة الجرجاني، والحسين بن الوليد، وعبدان بن عثمان، وقبيصة بن عقبة، وأبي عبد الرحمن المقرئ، وجماعة. وعنه النسائي، وأبو بكر بن أبي داود، وأبو العباس الدغولي، ومكي بن عبدان، وأبو حامد ابن الشرقي، ويحيى بن صاعد، وجماعة.
قال النسائي: فيه نظر.
وقال ابن حبان: يعتبر بحديثه إذا حدث من كتابه.
وقال غيره: ولد سنة ثمانين ومائة، ومات سنة إحدى وستين ومائتين.
نقموا عليه لحديث تفرد به عن حفص بن عبد الله.
371 -
كوفي بن زاذان
، أبو سهل.
عن هشام بن عبيد الله الرازي، ومسلم بن إبراهيم، وجماعة. وعنه عبد الله بن جعفر بن فارس الأصبهاني.
372 -
لقمان بن عبد الله بن عبد الرحمن بن مسلم
، أبو حكيم الباهلي، مولى قتيبة بن مسلم الأمير صاحب بخارى.
معمر، روى عن عيسى بن موسى غنجار، وأبي حفص البخاري. وعنه ابنه محمد.
توفي سنة سبع وستين.
373 -
محمد بن أحمد بن يزيد بن عبد الله بن يزيد
، أبو يونس القرشيّ الجمحيّ المدنيّ الفقيه، مفتي أهل المدينة.
أخذ عن أصحاب مالك، وحدَّث عن: إسماعيل بن أويس، وأبي مصعب، وإسحاق بن محمد الفرويّ، وإبراهيم بن المنذر الحزاميّ، وبشر بن عبيس بن مرحوم العطار، وجماعة.
وعنه: زكريّا بن يحيى السّاجيّ، ويحيى بن الحسن بن جعفر النَّسابة العلويّ، وأبو بشر الدّوُلابيّ، ومحمد بن إبراهيم الدّيبلي، وأبو عوانة الإسفرايينيّ، وعبد الرحمن بن أبي حاتم، وآخرون.
قال ابن أبي حاتم: هو صدوق، وكان مفتي المدينة.
وقد قال ابن عساكر في شيوخ النبل: محمد بن أحمد القرشي.
روى عن الحميدي. روى عنه أبو داود.
قلت: فأما محمد بن أحمد بن الحسين بن مدوية القرشي الترمذي فقد ذكر في الطبقة الماضية.
وسيأتي محمد بن أحمد بن أنس القرشي
النيسابوري في الطبقة الآتية. فالأظهر في شيخ أبي داود أنه النيسابوري، لأنه سمع بمكة من المقرئ ولقي الحميدي. وأما أبو يونس الجمحي فإنه أصغر من ذلك بقليل. وأما ابن مدوية فإن شيخنا أبا الحجاج سمى له نيفا وعشرين شيخا، ما فيهم أحد لقيه بمكة، هذا مع بقاء الاحتمال في الثلاثة.
374 -
محمد بن أحمد بن محمد بن الأغلب بن محمد
، أبو عبد الله التميمي القيرواني أمير المغرب.
ولي الإمرة سنة خمسين ومائتين، فامتدت أيامه، وجرى على سنن من قبله من آبائه الأغلبيين. وكان أديبا عاقلا فاضلا حسن السيرة، غير أن في أيامه استولت الروم لعنهم الله على كثير من صقلية ومدائنها. وقد أنشأ حصونا ومحارس عديدة على البحر وسواحله.
توفي سنة إحدى وستين في غالب الظن، وولي بعده أخوه الأمير إبراهيم فطالت أيامه.
375 -
محمد بن أحمد بن حفص الحرشي
، أبو عبد الله النيسابوري الإمام، والد أبي عمرو.
سمع يحيى بن يحيى، وعبدان بن عثمان، وعفان، ومسلم بن إبراهيم، وسليمان بن حرب، وإسماعيل بن أبي أويس، وطبقتهم في خراسان والعراق والحجاز.
وكان من كبار الفقهاء بنيسابور؛ روى عنه أبو عمرو المستملي، وأبو عمرو الحيري، وابن خزيمة، وآخرون.
قال ابنه أبو عمرو الحيري: سمعت أبي يقول: قلت للقعنبي: ما لك لا تروي عن شعبة غير حديث؟ قال: كان يستثقلني فلا يحدثني.
وقال ابن خزيمة: أول من حمل علم الشافعي إلى خراسان محمد بن أحمد بن حفص. عنى ابن خزيمة بعلم الشافعي كتاب الرسالة، فإن محمدا هذا لم يدخل مصر.
وتوفي في رجب سنة ثلاث وستين، قرأت وفاته بخط المستملي.
376 -
محمد بن أحمد بن حفص بن الزِّبرقان أبو عبد الله البخاريّ
، عالمٍ أهل بخارى وشيخهم.
قال ابن منده: كان شيخ خراسان سمعت محمد بن يعقوب الشَّيبانيّ يقول: سمعت كلام أحمد بن سلمة يقول: سئل محمد بن إسماعيل عن القرآن فقال: كلام الله. فقالوا: كيفما تصرف؟ فقال: والقرآن يتصرف بالألسنة فأخبر محمد بن يحيى فقال: من ذهب إلى مجلسه فلا يدخل مجلسي.
وأخرج جماعة من مجلسه. فخرج محمد بن إسماعيل إلى بخارى، وكتب محمد بن يحيى إلى خالد بن أحمد الأمير وشيوخ بخارى بأمره، فهمَّ خالد حتّى أخرجه أبو عبد الله محمد بن أحمد بن حفص إلى بعض رباطات بخارى، فبقي إلى أن كتب إلى أهل سمرقند يستأذنهم بالقدوم عليهم، فامتنعوا عليه، ومات في قرية.
قال ابن منده: نسخة كتاب أبي عبد الله محمد بن أحمد بن حفص فقيه أهل خراسان وما وراء النَّهر في الرّدّ على اللّفظيّة: الحمد لله الذي حمد نفسه وأمر بالحمد عباده. ثمّ سرد الكتاب في ورقتين.
قلت: توفيّ في رمضان سنة أربعٍ وستّين ورّخه أبو عبد الله بن عبد الرحمن بن منده.
وأبوه وزاد أنه سمع ورحل مع أبي عبد الله البخاريّ، وكتب معه.
وروى عن: الحميدي، وأبي الوليد الطّيالسيّ.
وأبوه فقيه بخارى، تفقه على محمد بن الحسن.
قلت: وسمع محمد هذا أيضاً من عارم، وطبقته.
روى عنه: أبو عصمة أحمد بن محمد اليشكريّ، وعبدان بن يوسف، وعليّ بن الحسن بن عبدة، وآخرون.
وتفقه عليه جماعة.
وقد تفقه على أبيه أبي حفص، وانتهت إليه رياسة الحنفيّة، ببخارى.
تفقه عليه جماعة، منهم: عبد الله بن يعقوب بن محمد البخاريّ الحارثيّ الملقب بالأستاذ فيما قيل. فإن كان لقيه فهو من صغار تلامذته.
قال السُّليمانيّ: هو أبو عبد الله العجليّ مولاهم. له كتاب الأهواء
والاختلاف.
قال وكان ثقة تقياً ورعاً زاهداً، يكفِّر من قال بخلق القرآن ويثبت أحاديث الرؤية، ويحرِّم المسكر. أدرك أبا نعيم، ونحوه.
377 -
محمد بن أحمد بن الجنيد الدقاق
، أبو جعفر البغدادي.
عن الأسود بن عامر شاذان، وأبي عاصم النبيل، وجماعة. وعنه يحيى بن صاعد، والمحاملي، ومحمد بن مخلد، وعبد الرحمن بن أبي حاتم، وآخرون.
قال ابن أبي حاتم: صدوق.
قلت: مات في جمادى الأولى سنة سبع وستين.
378 -
محمد بن أحمد بن السكن، أبو بكر القطيعي
.
عن عبد الصمد بن النعمان، وأبي عاصم، وغيرهما. وعنه محمد بن مخلد، ومحمد بن جعفر المطيري.
ومات سنة ثمان وستين.
وثقه بعضهم.
379 -
محمد بن أحمد بن عصمة الرملي الأصم
.
عن سوار بن عمارة. وعنه ابن جوصا، وأبو نعيم بن عدي، ومحمد ابن حمدون بن خالد.
380 -
محمد بن أحمد بن زرقان
، أبو بكر المصيصي.
حدث بدمشق عن علي بن عاصم، وغيره. وعنه أبو علي الحصائري، وأبو الميمون البجلي.
توفي سنة تسع وستين.
381 -
محمد بن إبراهيم
. أبو حمزة البغدادّي الصُّوفي الزّاهد.
جالس بشر بن الحارث، وأحمد بن حنبل.
وصحب سريّا السَّقطيّ، وغيره.
وكان عارفاً بالقرآن، كثير الغزو بالثَّغر.
حكى عنه: خير النّسّاج، ومحمد بن عليّ الكتّانيّ، وغيرهما.
فمن كلامه: علامة الصُّوفي الصّادق أن يفتقر بعد الغنى، ويذلّ بعد العزّ، ويخفى بعد الشُّهرة، وعلامة الصُّوفي الكاذب أن يستغني بعد الفقر، ويعزّ بعد الذّلّ، ويشتهر بعد الخفاء.
وقال إبراهيم بن عليّ المؤيديّ: سمعت أبا حمزة يقول: من المحال أن تحبّه ثمّ لا تذكره، ومن المحال أن تذكره ثمّ لا يوجد له ذكر، ومن المحال أن يوجد له ذكر ثم تشتغل بغيره.
قال أبو نعيم في الحلية: حكى لي عبد الواحد بن بكر قال: حدَّثني محمد بن عبد العزيز: سمعت أبا عبد الله الرمليّ يقول: تكلَم أبو حمزة في جامع طرسوس فقبلوه. فبينما هو يتكلَّم ذات يوم إذ صاح غراب على سطح الجامع، فزعق أبو حمزة، لبَّيك لبّيك. فنسبوه إلى الزَّندقة وقالوا: حلوليّ زنديق. فشهدوا عليه، وأخرج وبيع فرسه ونودي عليه: هذا فرس الزنديق.
وقال أبو نصر السّرّاج صاحب اللُّمع: بلغني عن أبي حمزة أنهّ دخل على الحارث المحاسبيّ، فصاحت الشّاة: ماع فشهق أبو حمزة شهقة وقال: لبيّك لبيَّك يا سيّديّ.
فغضب الحارث رحمه الله وعمد إلى السِّكّين، وقال: إنّ لم تتب ذبحتك. وقال أبو نعيم: حدَّثنا أحمد بن محمد بن مقسم قال: حدَّثني أبو بدر الخيّاط قال: سمعت أبا حمزة قال: بينما أنا أسير في سفرة على التوكّل والنوم في عيني إذ وقعت في بئر، فلم أقدر على الخروج لعمقها. فبينا أنا جالس إذ وقف على رأسها رجلان، فقال أحدهما لصاحبه: نجوز ونترك هذه في طريق السّابلة؟ قال: فما نصنع؟ قال: نطبقها فبدرت نفسي أن أقول: أنا فيها، فتوقفت فنوديت: تتوكّل علينا، وتشكو بلاءنا إلى سوانا؟ فسكتّ، ومضيا. ثم رجعا ومعهما شيء جعلاه على رأسها غطّوها به فقالت لي نفسي: أمنت طمها ولكن حصلت مسجوناً فيها فمكثت
يومي وليلتي، فلمّا كان من الغد ناداني شيء يهتف بي ولا أراه: تمسّك بي شديداً. فمددت يدي، فوقعت على شيء خشن، فتمسّكت به، فعلاها وطرحني. فتأمَّلت فإذا هو سبعٍ. فلمّا رأيته لحق نفسي من ذلك ما يلحق من مثله. فهتف بي هاتف: يا أبا حمزة استنقذناك من البلاء بالبلاء، وكفيناك ما تخاف بما تخاف.
قيل: إنّ أبا حمزة تكلَّم يوما على كرسيه ببغداد، وكان يذكر الناس فتغيَّر عليه حاله وتواجد فسقط عن كرسيّه، ومات في الجمعة الثانية.
نقل أبو بكر الخطيب وفاته في سنة تسعٍ وستيّن ومائتين.
وقال أبو عبد الرحمن السُّلميّ: توفّي سنة تسعٍ وثمانين ومائتين.
قلت: تصحّفت ذي بذي.
382 -
محمد بن إبراهيم بن حكيم الأصبهاني
، ممك.
سمع بكر بن بكار، وسليمان الشاذكوني. وعنه ولداه إسحاق وأبو عمرو أحمد.
توفي سنة سبعين.
383 -
محمد بن إسحاق بن شبوية
، بشين معجمة، ويقال: بمهملة، أبو عبد الله البخاري، ويقال: البيكندي.
حدث بمصر عن عبد الرزاق بن همام، وغيره.
ومات بمكة في شوال سنة اثنتين وستين.
384 -
ق:
محمد بن إسحاق بن عون
، أبو بكر البكائي الكوفي.
عن يعلى بن عبيد، وجندل بن والق، وعبيد الله بن موسى. وعنه ابن ماجه، وأبو عوانة الحافظ.
توفي سنة أربع وستين.
385 -
م 4:
محمد بن إسحاق
، أبو بكر الصّاغانيّ الحافظ نزيل بغداد.
طوَّف وجال، وأكثر التّرحال، وبرع في العلل والرجال.
سمع: يزيد بن هارون، وروح بن عبادة، وعبد الوهّاب بن عطاء، ويعلى بن عبيد، ومحاضر بن المورع، والأحوص بن جواب، والأسود بن عامر، وسعيد بن أبي مريم، وعبد الأعلى بن مسهر، ومنصور بن سلمة الخزاعي، وطبقتهم.
وعنه: مسلم، والأربعة، وأبو عمر الدُّوري مقرئ العراق، وهو أكبر منه، وموسى بن هارون، وابن خزيمة، وعبدان، وابن صاعد، وأبو عوانة، وأبو سعيد ابن الأعرابيّ، وإسماعيل الصفّار، وأبو العبّاس الأصمّ، وخلق آخرهم موتاً شجاع بن جعفر الأنصاريّ.
قال ابن أبي حاتم هو ثبت صدوق.
وقال ابن خراش: ثقة، مأمون.
وقال الدَّارقطنيّ: ثقة، وفوق الثّقة.
وعن أبي مزاحم الخاقانيّ قال: كان الصّاغانيّ يشبه يحيى بن معين في وقته.
وقال الأصمّ: سأله أبي: إلى أيّ قبيلة تنتسب؟ فقال: إنّ جدّي كان في الصّحراء فاستقبله رجل فقال له: أسلم، فأسلم وقطع الزّنّار.
وقال أبو بكر الخطيب: كان أحد الأثبات المتقنين، مع صلابةٍ في الدّين واشتهار بالسُّنةّ، واتساع في الرواية.
وقال أحمد بن كامل، مات في سابع صفر سنة سبعين.
386 -
محمد بن إسحاق بن شبوية المروزي
، نزيل مكة.
حدث عن عبد الرزاق، وعبيد الله بن موسى، وجماعة.
وكان صدوقا صالحا من العباد، سمع منه ابن أبي حاتم، وأثنى عليه. وأظنه البيكندي الذي تقدم آنفا.
387 -
ن:
محمد بن إسماعيل بن إبراهيم بن مقسم الأسدي
ّ. الإمام أبو بكر، وأبو عبد الله ولد الإمام ابن علية البصريّ قاضي دمشق.
لم يدرك الأخذ عن أبيه، فإنّ أباه توفّي وهو صغير.
فسمع من: محمد بن بشر العبديّ، ويحيى بن آدم، وإسحاق الأزرق، وعبد الله بن بكر، ووهب بن جرير، ويزيد بن هارون، وطائفة.
وعنه: النَّسائي وأبو زرعة الدّمشقيّ، وأبو بشر الدُّولابيّ، وأبو عروبة، وابن جوصا، ومحمد بن جعفر بن ملاّس، ومحمد بن بكّار البتلهيّ قاضي داريّا، وأبو الدَّحداح أحمد بن محمد التميمي، وآخرون.
قال النسائي: قاض حافظ، دمشقيّ ثقة.
قال محمد بن الفيض: لم يزل قاضياً بدمشق حتّى توفّي سنة أربعٍ وستين.
وولي بعده القضاء أبو خازم عبد الحميد بن عبد العزيز.
قلت: وهو أخو إبراهيم ابن عليّة الّذي ناظره الشّافعيّ، والّذي كان من كبار الجهميّة.
388 -
محمد بن إسماعيل بن علي الهاشمي البغدادي
، أبو عبد الله.
نزل نيسابور، وحدث بها بعد الستين ومائتين عن أبي النضر، وشبابة بن سوار، وعبيد الله بن موسى. وعنه سفيان بن محمد الجوهري، ومحمد بن الحسين القطان.
389 -
محمد بن أشرس بن موسى
، أبو عبد الله السلمي.
أحد شيوخ نيسابور الضعفاء. روى عن حفص بن عبد الله، ومكي بن إبراهيم، وجماعة. وعنه محمد بن عبد الله بن المبارك والحسن بن
الحسين، وأبو طاهر محمد بن الحسن.
قال الحاكم أبو عبد الله: كان أبو عبد الله محمد بن يعقوب حدثنا عنه قديما ثم تركه، وقال كيف أحدث عن رجل سألناه: أين كتبت عن محمد بن يوسف الفريابي، فقال: قدم علينا حاجا!.
وقال محمد بن صالح بن هانئ: كان مشايخنا ينهون عنه. وقال الحاكم: لم يكتب محمد بن أشرس قط إلا بنيسابور.
وذكره السليماني، فقال: لا بأس به.
390 -
خ د ن:
محمد بن إشكاب الحافظ أبو جعفر البغدادي
ّ، أخو عليّ بن إشكاب، واسم أبيهما الحسين بن إبراهيم بن الحرّ بن زعلان.
سمع: عبد الصّمد بن عبد الوارث، وأبا النَّضر هاشم بن القاسم، وإسماعيل بن عمر.
وعنه: البخاريّ، وأبو داود، والنَّسائيّ وابن صاعد، والقاضي المحامليّ، ومحمد بن مخلد، وآخرون.
قال أبو حاتم: صدوق.
وقال غيره: ولد سنة إحدى وثمانين ومائة، ومات يوم عاشوراء سنة إحدى وستيّن ومائتين.
391 -
محمد بن إشكاب بن خالد، أبو عبد الله النيسابوري الجوري.
عن الحسين بن الوليد، وحفص بن عبد الرحمن، وبشر بن القاسم. وعنه محمد بن سليمان بن خالد العبدي، وأحمد بن عمر بن يزيد.
ومات في ربيع الآخر سنة ثمان وستين.
392 -
محمد بن أيّوب بن الحسن الفقيه أبو عبد الله النيّسابوريّ
.
رحل وسمع: سليمان بن حرب، وأحمد بن يونس، وسعيد بن
منصور.
وعنه: إبراهيم بن محمد بن سفيان، وغيره.
وكان صالحاً زاهداً.
مات في ذي الحجّة سنة إحدى وستين.
393 -
محمد بن بجير
البخاري
ّ. والد عمر الحافظ.
روى عن: أبي الوليد الطيالسي، وعارم، وجماعة.
وعنه: محمد بن حاتم.
توفي في شعبان سنة ثمانٍ وستين.
394 -
محمد بن بجير. أو عبد الله الإسفرايينيّ.
رحّال محدِّث.
سمع: المقرئ، والحميديّ، وسليمان بن حرب.
وعنه: أبو عوانة الحافظ، ومحمد بن شريك، وعبد الله بن محمد بن مسلم الإسفرايينيون.
395 -
محمد بن بشر بن سفيان الجرجرائي
.
عن أبي زيد السكوني، وإسحاق بن سليمان، وزيد بن الحباب، وشبابة. وعنه ابن أبي حاتم، وقال: سمعت منه بجرجرايا وهو صدوق.
396 -
محمد بن بكّار بن الحسن بن عثمان أبو عبد الله العنبريّ الفقيه الحنفيّ
.
من كبار الفقهاء بأصبهان.
سمع من: سهل بن عثمان، وأبي حفص الفلاّس.
وما كأنه روى شيئاً.
توفّي كهلا سنة خمسٍ وستيّن.
397 -
محمد بن بكير
، حفيد محمد بن بكير الحضرمي.
لم يدرك جده. روى عن محمد بن عبد الله بن عمار، وجماعة. وعنه محمد بن مخلد، وقال: توفي سنة اثنتين وستين ومائتين.
398 -
محمد بن الحجاج بن سليمان
، أبو جعفر الحضرمي،
مولاهم، المصري الجوهري.
عن بشر بن بكر التنيسي، وأسد بن موسى، وعبد الرحمن بن زياد الرصاصي، وطائفة. كتب عنه ابن أبي حاتم، ووثقه.
توفي سنة اثنتين وستين في صفر.
399 -
ن:
محمد بن جبلة
، أبو بكر الرافقي.
عن عبيد الله بن موسى، وسعيد بن أبي مريم، وطائفة. وعنه النسائي، وأبو عروبة، ومحمود بن محمد الرافقي، وجماعة آخرهم أحمد بن سليمان العباداني.
وقعت لنا عنه حكاية بعلو.
توفي سنة خمس.
400 -
محمد بن الحجاج
، أبو الفضل الضبي الكوفي.
حدث ببغداد عن أبي بكر بن عياش، وسفيان بن عيينة. وعنه أبو عمر محمد بن يوسف القاضي، وأبو سعيد ابن الأعرابي، والمحاملي، وابن مخلد وجماعة.
قال ابن عقدة: في أمره نظر.
وقال ابن المنادي: توفي ببغداد في ربيع الأول سنة إحدى وستين عن سبع وتسعين سنة.
401 -
محمد بن الحسن العسكري
ّ بن عليّ الهادي بن محمد الجواد بن عليّ الرضا بن موسى الكاظمأبو القاسم العلويّ الحسينيّ، خاتم الإثني عشر إماماً للشّيعة.
وهو منتظر الرّافضة الّذي يزعمون أنهّ المهديّ.
وأنهّ صاحب الزّمان، وأنهّ الخلف الحجّة.
وهو صاحب السِّرداب بسامرّاء، ولهم أربعمائة وخمسون سنة وهم ينتظرون ظهوره. ويدَّعون أنهّ دخل سرداباً في البيت
الّذي لوالده وأمّه تنظر إليه، فلم يخرج منه وإلى الآن.
فدخل السِّرداب وعدم وهو ابن تسع سنين.
وأمّا أبو محمد بن حزم فقال: إنّ أباه الحسن مات عن غير عقب. وثَّبت جمهور الرّافضة على أنّ للحسن ابناً أخفاه.
وقيل: بل ولد بعد موته من جاريةٍ اسمها نرجس أو سوسن والأظهر عندهم أنّها صقيل، لأنّها ادَّعت الحمل بعد سيّدها فوقف ميراثه لذلك سبع سنين، ونازعها في ذلك أخوه جعفر بن عليّ، وتعصَّب لها جماعة، وله آخرون ثم انفشَّ ذلك الحمل وبطل وأخذ الميراث جعفر وأخ له.
وكان موت الحسن سنة ستيّن ومائتين.
قال: وزادت فتنة الرّافضة بصقيل هذه، وبدعواها، إلى أن حبسها المعتضد بعد نيِّفٍ وعشرين سنة من موت سيّدها وبقيت في قصره إلى أن ماتت في زمن المقتدر.
وذكره القاضي شمس الدّين ابن خلّكان فقال: وقيل: بل دخل السِّرداب وله سبع عشرة سنة في سنة خمسٍ وسبعين ومائتين والأصّح الأول، وأنّ ذلك كان في سنة خمسٍ وستين.
قلت: وفي الجملة جهل الرّافضة ما عليه مزيد. الَّلهم أمتنا على حبِّ محمد وآل محمد صلى الله عليه وسلم، والّذي يعتقده الرّافضة في هذا المنتظر لو اعتقده المسلم في عليّ بل في النّبيّ صلى الله عليه وسلم، لما جاز له ذلك ولا أقرَّ عليه.
قال النبّيّ صلى الله عليه وسلم: لا تطروني كما أطرت النَّصارى عيسى فإنّما أنا عبد، فقولوا: عبد الله ورسوله صلوات الله عليه وسلامه.
فإنّهم يعتقدون فيه وفي آبائه أنّ كّل واحدٍ منهم يعلم علم الأوَّلين والآخرين، وما كان وما يكون، ولا يقع منه خطأ قطّ، وأنّه معصوم من
الخطأ والسَّهو. نسأل الله العفو والعافية، ونعوذ بالله من الاحتجاج بالكذب وردّ الصِّدق، كما هو دأب الشِّيعة.
402 -
محمد بن الحسن
بن طرخان أبو عبد الله الشعراني النيسابوري الصواف
.
سمع أبا نعيم وعفان وسليمان بن حرب وأبا حذيفة والحميدي وطبقتهم وعنه إبراهيم بن أبي طالب وابن خزيمة ومكي ابن عبدان وأبو حامد ابن الشرقي وآخرون.
قال مكي: توفي سنة إحدى وستين ومائتين.
403 -
محمد بن الحسن، أبو عوانة الباهلي البصري.
عن الحسن بن بشر البجلي، وطبقته. وعنه محمد بن مخلد، وإسماعيل الصفار.
404 -
محمد بن الحسن بن عبد الله بن روق الراسبي المروزي
.
عن يحيى بن آدم، ويعلى بن عبيد، وجماعة. وعنه علي بن محمد بن مقاتل، وغيره.
توفي في أول سنة ثمان وستين، ويعرف بالروقي.
405 -
محمد بن الحسن بن طوق
، أبو بكر الختلي الحربي.
عن مسلم بن إبراهيم الحربي، وجندل بن والق. وعنه محمد بن مخلد، وأبو جعفر بن البختري.
406 -
محمد بن الحسين بن المبارك
، أبو جعفر الأعرابي البغدادي.
عن الأسود بن عامر، ويونس بن محمد المؤدب. وعنه محمد بن مخلد، ويحيى بن صاعد.
توفي سنة سبعين، وكان ثقة.
407 -
محمد بن الحكم، أبو جعفر الختلي
.
عن عبيد الله بن موسى. وعنه ابن مخلد، وإسحاق بن سلمة الكوفي. توفي سنة ست وستين.
408 -
محمد بن حمّاد بن بكر أبو بكر المقرئ
. صاحب خلف البزّار.
مقرئ مجوِّد، صالح عابد. كان الإمام أحمد يجلُّه ويحترمه، ويصلّي خلفه في رمضان.
روى عن: يزيد بن هارون، وعبد الله بن بكر السَّهميّ.
وعنه: ابن مخلد، وأبو سعيد ابن الأعرابيّ، وجماعة.
توفّي سنة سبعٍ وستين.
409 -
محمد بن حميد بن هشام
، أبو قرة الرعيني المصري.
روى عن حسان بن عبد الله الواسطي، وغيره.
توفي سنة ست وستين.
قال أبو أحمد في الكنى: سمع أبو قرة عبد الله بن يوسف التنيسي، وحسان بن غالب المصري. روى عنه ابن خزيمة، وأحمد بن محمد الواسطي.
410 -
ن:
محمد بن خالد بن خلي الكلاعي الحمصي
، أبو الحسين.
عن أحمد بن خالد الوهبي، وأبي اليمان وأبيه خالد، وبشر بن شعيب. وعنه النسائي، وابنه أبو بكر أحمد بن محمد بن خالد، وحاجب بن أركين، وابن جوصا، وأبو عوانة، ومحمد بن يوسف الهروي، وأبو العباس الأصم، وآخرون.
وثقه النسائي، وغيره.
411 -
محمد بن خلف بن صالح التيمي الكوفي
.
عن إسحاق السلولي، وطلق بن غنام، وخالد بن مخلد.
قال ابن أبي حاتم: صدوق، سمعت منه بالكوفة.
وقال ابن عقدة: مات سنة أربع وستين.
412 -
محمد بن خلف
، أبو بكر البغداديّ الحدّاديّ المقرئ.
عن: حسين بن علي الجعفيّ، وعبد الله بن نمير، وزيد بن الحباب، وأبي يحيى الحمّانيّ، ويعقوب الحضرمي، والوليد بن القاسم الهمداني، وطائفة.
وعنه: البخاريّ، وأبو ذر أحمد ابن الباغنديّ، وابن خزيمة، وابن صاعد، ويعقوب الجصاص، وأبو عبيد محمد بن أحمد بن المؤمل، وابن مخلد، وطائفة.
قال الدّارقطنيّ: ثقة، فاضل.
وقال هبة الله بن الحسن الطبري مات في ربيع الأوّل سنة إحدى وستين.
له حديث في الصّحيح.
وقد روى القراءة عن أبي يوسف الأعشى.
313 -
محمد بن الخليل
. أبو جعفر البغداديّ الفلاّس المخرَّميّ.
عن: أبي بدر شجاع بن الوليد، ومحمد بن عبيد، وروح بن عبادة، وحجّاج الأعور، وجماعة.
وعنه: أبو بكر بن أبي داود، وأبو عوانة، ومحمد بن مخلد، ومحمد بن جعفر المطَّيري، وجماعة.
وكان من خيار المسلمين.
توفّي في شعبان سنة تسعٍ وستين.
ووثقه الخطيب.
لم يصّح أنّ النّسائيّ روى عنه.
414 -
محمد بن داود القومسي
.
حدث ببغداد عن مسلم بن إبراهيم، وأبي حذيفة النهدي. وعنه ابن البختري، وإسماعيل الصفار.
وثقه مطين.
415 -
محمد بن دلوية بن منصور الفقيه
، أبو بكر النيسابوري الزاهد.
رحل، وأكثر عن روح بن عبادة، وأبي داود الطيالسي، وآدم بن أبي إياس، ونحوهم. وعنه ابن خزيمة، وجماعة. توفي سنة خمس وستين.
416 -
محمد بن سحنون الفقيه واسم سحنون عبد السّلام بن سعيد التَّنوخيّ القيروانيّ. المالكّي، الحافظ أبو عبد الله.
سمع: أباه، وأبا مصعب الزُّهريّ، وجماعة. .
وكان خبيراً بمذهب مالك، عالماً بالآثار.
قال يحيى بن عمر: كان ابن سحنون من أكبر النّاس حجّة وأتقنهم لها. وكان يناظر أباه، وما شبهّته إلاّ بالسيف.
وقيل لعيسى بن مسكين، من خير من رأيت في العلم؟ قال: محمد بن سحنون.
وقال غيره: ألّف محمد كتابه المشهور، جمع فيه فنون العلم والفقه، وكتاب السِّير وهو عشرون كتاباً، وكتاب التاريخ وهو ستّة أجزاء، وكتاب الرّدّ على الشّافعي وأهل العراق، وكتاب الزُّهد، وكتاب الإمامة، وتصانيفه كثيرة.
ولمّا مات ضربت الأخبية على قبره وأقام النّاس فيها شهوراً حتّى قامت الأسواق حول قبره. ورثاه غير واحدٍ من الشُّعراء. وكانت وفاته سنة خمسٍ وستيّن بالقيروان مات كهلاً رحمه الله.
417 -
محمد بن سريج بن موسى بن دينار
، أبو عبد الله البخاري.
ذكره ابن ماكولا. روى عن عبدان، وأبي وهب محمد بن مزاحم، ومحمد بن سلام البيكندي. وعنه محمد بن صابر.
مات سنة ثمان وستين ومائتين.
418 -
محمد بن سعيد بن غالب
. أبو يحيى العطار الضّرير. بغداديّ، ثقة.
روى عن: سفيان بن عيينة، وإسماعيل بن عليَّة، ومعاذ بن معاذ، وعبيدة بن حميد، ويحيى بن آدم، وأبي أسامة، والشَّافعيّ، وطائفة كثيرة.
وعنه: ابن ماجه في تفسيره، وأبو العباس بن سريج الفقيه، وعبد الله بن عروة الهروي، وأبو بكر بن أبي داود، وعبد الله بن محمد المروزي الحامض، ومحمد بن مخلد، والمحامليّ، وابن أبي حاتم وقال: صدوق ثقة، وابن الأعرابيّ وهو آخر أصحابه موتاً.
وقال ابن مخلد توفّي في شوال سنة إحدى وستين.
419 -
محمد بن سعيد بن هنّاد أبو غانم الخزاعي البوشنجيّ
.
حدَّث ببغداد ونيسابور عن: أبي نعيم، والقعنبيّ، وأبي الوليد الطّيالسيّ، وجماعة.
وعنه: محمد بن مخلد، وأبو حامد ابن الشَّرقي، وأبو بكر بن المنذر صاحب الخلافيّات، ومحمد بن عقيل البلخيّ، ومكّي بن عبدان، وعدد.
واستوطن نيسابور.
وقيل: لقي ابن عيينة.
توفّي سنة سبعٍ وستيّن ومائتين
وقد ذكر الخطيب في تاريخه أنهّ روى عن سفيان بن عيينة. وهذا بعيد لا وجه له لبعده.
420 -
محمد بن سليم
، أبو جعفر السراج.
بغدادي ثقة عن حفص بن عبد الله النيسابوري، ويحيى بن أبي بكير. وعنه ابن صاعد، ومحمد بن مخلد.
توفي سنة اثنتين وستين.
421 -
ق:
محمد بن سليمان بن هشام الوراق
، ابن بنت مطر.
عن المحاربي، وأبي معاوية، وعبد الله بن نمير، وإسماعيل بن علية، وطبقتهم. وعنه ابن ماجه حديثا واحدا، وابن خزيمة، وأبو عوانة، وأبو قريش، وابن جوصا، وأبو سعيد ابن الأعرابي، وأحمد بن زكريا المقدسي، وحمزة بن الحسين السمسار، وطائفة.
قال ابن عقدة: في أمره نظر.
وقال أبو علي النيسابوري: ضعيف.
وقال ابن عدي: أحاديثه مسروقة، يسرقها من قوم ثقات.
وقال ابن المنادي: مات سنة خمس وستين.
422 -
محمد بن سهل بن إبراهيم النيسابوري
.
عن محاضر بن المورع، ومؤمل بن إسماعيل. وعنه محمد بن شاذان، ومحمد بن سليمان بن فارس.
توفي سنة سبع وستين.
423 -
محمد بن شجاع
، أبو عبد الله ابن الثلجي البغدادي الفقيه الحنفي أحد الأعلام الكبار.
قرأ القرآن على أبي محمد ابن اليزيدي وروى الحروف عن: يحيى بن آدم.
وتفقه على: الحسن بن زياد اللُّؤلؤيّ، وغيره.
وروى عن: إسماعيل بن عليَّة، ووكيع، وأبي أسامة، ومحمد بن عمر الواقديّ، ويحيى بن آدم، وجماعة.
وعنه: عبد الله بن أحمد بن ثابت البزّاز. وعبد الوهّاب بن أبي حيّة،
ومحمد بن إبراهيم بن حبيش البغويّ، ومحمد بن أحمد بن يعقوب بن شيبة، وجدّه يعقوب.
قال ابن عديّ: كان يضع أحاديث في التّشبيه وينسبها إلى أصحاب الحديث يثلبهم بذلك.
روى عن حبان بن هلال، عن حمّاد بن سلمة، عن أبي المهزم، عن أبي هريرة يرفعه: إنّ الله خلق الفرس فأجراها فعرقت، ثمّ خلق نفسه منها.
قلت: هذا كذب لا يدخل في عقل المجانين لاستحالته، إلاّ أن يريد خلق شيئاً سمّاه نفساً، وأضافه إليه إضافة ملك. وبكلّ حال هذا والله كذب بيقين.
وقد سأل عبد الرحمن بن يحيى بن خاقان أحمد بن حنبل عنه فقال: مبتدع صاحب هوى.
قلت: ومع مذهبه في الوقف في القرآن كان متعبّداً كثير التّلاوة.
قال أحمد بن الحسن البغويّ: سمعته يقول: ادفنوني في هذا البيت فإنهّ لم يبق فيه طابق إلاّ وقد ختمت عليه القرآن.
قلت: ولد سنة إحدى وثمانين ومائة، ومات وهو ساجد في صلاة العصر في رابع ذي الحجّة سنة ستِّ وستين وختم له بخير إن شاء الله وأناب عند الموت.
قال ابن عدّي: سمعت موسى بن القاسم بن الحسن الأشيب يقول: كان ابن الثّلجيّ يقول: من كان الشّافعيّ؟ إنمّا كان يصحب بربر المغني. فلم يزل يقول هذا إلى أن حضرته الوفاة فقال: رحم الله أبا عبد الله الشّافعيّ. وذكر علمه وقال: قد رجعت عمّا كنت أقول فيه.
وقال أبو عبد الله الحاكم: رأيت عند محمد بن أحمد بن موسى القمّيّ الخازن، عن أبيه، عن محمد بن شجاع كتاب المناسك في نيِّف وستيّن جزءاً كباراً دقاقا. روى هذا أبو عمرو الدانيّ، عن عبد الملك الصِّقلّيّ، عن الحاكم.
وقال هارون بن يعقوب الهاشميّ: سمعت أبا عبد الله وقيل له ابن الثّلجي وأصحابه قال جهمية قيل أكان من أصحاب المريسي قال نعم.
قلت وقد جاء عن غير واحد أن ابن الثلجي كان ينال من أحمد بن حنبل وأصحابه ويقول: أيّ شيء قام به أحمد بن حنبل؟!.
قال المروذيّ: أتيته ولمته، فقال: إنمّا أقول كلام الله كما أقول سماء الله وأرض الله.
فقمت وما كلّمناه حتىّ مات.
وكان المتوكّل قد همّ بتوليته القضاء، فقيل له: هو من أصحاب بشر المريسيّ، فقال: نحن بعد في بشر؟ فقطّع الكتاب الّذي كان كتب له في ذلك.
424 -
محمد بن صالح بن رفيد، أبو عبد الله البخاري
، ويعرف بمحمد بن أبي هاشم.
سمع من النضر بن شميل، وعبد العزيز بن أبي رزمة، وعمار بن عبد الجبار. وعنه ابن ابنه عبد الرحمن بن عبد الله بن محمد، وإسحاق بن أحمد بن خلف.
توفي سنة أربع وستين.
425 -
محمد بن الضوء الكرميني
، أخو أحمد.
وكلاهما رحال صاحب حديث. سمع محمد أبا الوليد، وأحمد بن يونس، ومحمد بن كثير، وسعدوية، والتبوذكي، وطبقتهم.
وأما أخوه فأقدم رحلة منه، لكونه لحق أبا نعيم، ومكيا، وقبيصة.
426 -
محمد بن عاصم بن عبد الله الثَّقفيّ أبو جعفر الأصبهاني العابد
.
سمع من سفيان بن عيينة، وعبدة بن سليمان وحسين بن علي الجعفي، وأبي أسامة، ويحيى بن آدم، وجماعة.
وعنه: أحمد بن عليّ بن الجارود، ومحمد بن عمر الجورجيري وخلق آخرهم موتاً عبد الله بن جعفر بن فارس شيخ للحافظ أبي نعيم.
روي عن إبراهيم بن أورمة الحافظ قال: ما رأيت مثل محمد بن عاصم ولا رأى هو مثل نفسه.
وقال عليّ بن محمد الثَّقفيّ: كنت أختلف إلى أبي بكر بن أبي شيبة، فما رأيت أحداً يشبهه في حسن دينه وحفظ لسانه إلاّ محمد بن عاصم.
وقال غيره: كان محمد وأسيد وعليّ والنُّعمان بنو عاصم من سكّان المدينة مدينة جيّ.
قلت: وقع لنا حديثه عاليا.
وتوفّي سنة اثنتين وستين وهو صدوق، رحمه الله.
427 -
محمد بن عاصم الرازي النصرآباذي
.
رحل وسمع من عبد الرزاق، وإسحاق بن سليمان الرازي، وجماعة. قال ابن أبي حاتم: لم يقض لي السماع منه، وكان صدوقا.
428 -
محمد بن عامر بن إبراهيم الأشعري
، مولاهم، الأصبهاني.
سمع أباه، وأبا داود الطيالسي، وأبا عمر الجرمي النحوي. وعنه أبو بكر بن أبي داود، وعبد الله بن محمد بن عيسى المقرئ، وعبد الرحمن بن أبي حاتم، وعبد الله بن جعفر بن فارس، وآخرون.
قال ابن أبي حاتم: صدوق.
وقال أبو نعيم الحافظ: كان يجري في مجلس أبي عبد الله محمد بن عامر فنون العلم: الفقه، والنحو، والشعر، والغريب، والحديث.
وقال غيره: عنده غرائب.
وتوفي سنة سبع وستين، ومات أخوه إبراهيم سنة ستين ومائتين، رحمهما الله.
429 -
ن:
محمد بن عامر الأنطاكي
، ويقال: المصيصي، نزيل الرملة، أبو عمر.
عن أبي النضر هاشم بن القاسم، وعبد الله بن بكر السهمي، ومحمد بن عيسى ابن الطباع، ومنصور بن سلمة الخزاعي، وخلق.
وكان صاحب حديث؛ روى عنه النسائي، ومحمد بن المنذر شكر، وأبو عوانة، وأبو نعيم بن عدي.
وثقه النسائي.
430 -
محمد بن العّباس بن خالد
، أبو عبد الله السُّلميّ الأصبهاني، الرّجل الصّالح.
رحل في العلم، وسمع: عبيد الله بن موسى، وأبا عاصم النّبيل، وجماعة.
وعنه: يوسف بن محمد المؤذّن، وعبد الرحمن بن أبي حاتم، وعبد الله بن محمد ولده، وآخر من روى عنه عبد الله بن فارس.
قال ابن أبي حاتم: صدوق من عباد الله الصّالحين، صاحب فضل وعبادة.
ولمّا توفّي محمد بن العبّاس حضره أحمد بن عصام فقال: كان من ثقات إخواننا، وكان عندي ممّن كان يخشى الله تعالى.
قلت: توفّي إلى رحمة الله تعالى سنة ست وستين
431 -
محمد بن العباس بن بسام
، مولى بني هاشم.
عن سهل بن عثمان، ومحمود بن غيلان. وعنه عبد الرحمن بن أبي حاتم وقال: صدوق، والحسين بن المهلب، وجماعة.
432 -
محمد بن عبد الله بن جعفر
، أبو بكر الزهيري البغدادي العابد.
عن عمرو بن عاصم، والهيثم بن جميل. وعنه عبد الله ابن الإمام أحمد والمحاملي.
قال الدارقطني: ثقة.
وقيل كان قائما يصلي، فخر ميتا رحمه الله، توفي سنة خمس وستين.
433 -
ن:
محمد بن عبد الله بن عبد الحكم بن أعين بن ليث
. الإمام أبو عبد الله المصريّ الفقيه، أخو عبد الرحمن وسعد.
ولد سنة اثنتين وثمانين ومائة.
وروى عن: عبد الله بن وهب، وابن أبي فديك، وأبي ضمرة أنس بن عياض، وبشر بن بكير، وأيّوب بن سويد الرملّي، وإسحاق بن الفرات، وأشهب بن عبد العزيز، وشعيب بن اللّيث بن سعد، وأبي عبد الرحمن المقرئ، وطائفة.
ولزم الشّافعيّ مدّة، وتفقه به، وبابنه عبد الله، وغيرهما.
وعنه: النسائي، وابن خزيمة، وابن صاعد، وعبد الرحمن بن أبي حاتم، وعمرو بن عثمان المكّي الزّاهد، وأبو بكر بن زياد النَّيسابوريّ، وإسماعيل بن داود بن وردان، وأبو العبّاس الأصمّ، وجماعة.
وثّقه النَّسائي، وقال مرّة: لا بأس به.
وقال غيره: كان أبوه قد ضمّه إلى الشّافعيّ، فكان الشّافعيّ معجباً به لذكائه وحرصه على الفقه.
قال أبو عمر الصَّدفّي: رأيت أهل مصر لا يعدلون به أحداً، ويصفونه بالعلم والفضل والتواضع.
وقال إمام الأئّمة ابن خزيمة: ما رأيت في فقهاء الإسلام أعرف بأقاويل الصّحابة والتابعين من محمد بن عبد الله بن عبد الحكم.
وقال مرَّة: كان محمد بن عبد الله أعلم من رأيت على أديم الأرض
بمذهب مالك، وأحفظهم له سمعته يقول: كنت أتعجّب ممّن يقول في المسائل: لا أدري.
قال ابن خزيمة: وأمّا الإسناد فلم يكن يحفظه، وكان من أصحاب الشّافعيّ، وكان ممّن يتكلّم فيه. فوقعت بينه وبين البويطيّ وحشة في مرض الشّافعيّ فحدَّثني أبو جعفر السُّكّريّ صديق الربيع قال: لمّا مرض الشّافعيّ جاء ابن عبد الحكم ينازع البويطيّ في مجلس الشّافعيّ، فقال البويطيّ: أنا أحق به منك.
فجاء الحميديّ، وكان بمصر، فقال: قال الشّافعيّ: ليس أحدّ أحق بمجلسي من البويطيّ، وليس أحد من أصحابي أعلم منه.
فقال له ابن عبد الحكم كذبت فقال الحميدي: كذبت أنت وأبوك وأُّمك.
وغضب ابن عبد الحكم فترك مجلس الشّافعيّ، فحدَّثني ابن عبد الحكم قال: كان الحميديّ معي في الدّار نحواً من سنة وأعطاني كتاب ابن عيينة، ثمّ أبوا إلا أن يوقعوا بيننا ما وقع.
روى هذا كلَّه الحاكم عن حسينك التّميميّ، عن ابن خزيمة.
وعن المزنيّ قال: نظر الشّافعيّ إلى محمد بن عبد الله بن عبد الحكم وقد ركب دابّته فأتبعه بصره وقال: وددت أنّ لي ولداً مثله وعليّ ألف دينار لا أجد قضاءها.
وقال أبو الشَّيخ: حدثنا عمرو بن عثمان المكّي قال: رأيت محمد بن عبد الله بن عبد الحكم يصلّي الضُّحى، فكان كلّما صلّى ركعتين سجد سجدتين، فسأله من يأنس به فقال: أسجد شكرا لله على ما أنعم به عليَّ من صلاة الركعتين.
وقال ابن أبي حاتم: صدوق، ثقة، أحد فقهاء مصر من أصحاب مالك.
وقال أبو إسحاق الشّيرازي: قد حمل محمد في محنة القرآن إلى ابن أبي دؤاد، ولم يجب إلى ما طلب منه، وردَّ إلى مصر، وانتهت إليه الرياسة بمصر، يعني في العلم.
وقال غيره: إنهّ ضرب فهرب واختفى، وقد نالته محنة أخرى صعبة مرَّت في ترجمة أخيه الشّهيد عبد الحكم سنة سبعٍ وثلاثين.
بسبب ابن الجرويّ.
قال أبو سعيد بن يونس: كان محمد المفتي بمصر في أيّامه، توفّي يوم الأربعاء النِّصف من ذي القعدة سنة ثمانٍ وستيّن وصلّى عليه بكار بن قتيبة القاضي.
قلت: آخر من روى حديثه عالياّ عبد الغفّار الشِّيرويّي.
وله تصانيف كثيرة منها: كتاب أحكام القرآن، وكتاب الردّ على الشّافعيّ مما خالف فيه الكتاب والسُّنَّة، وكتاب الرّدّ على أهل العراق، وكتاب أدب القضاة.
وفي المحدّثين.
434 -
محمد بن عبد الله بن عبد الحكم
.
رجل روى عن أحمد بن مسعود المقدسيّ.
روى أبو نعيم الحافظ حديثه في الحلية فقال: حدثنا أبو حامد أحمد بن محمد بن الحسين: قال: حدثنا محمد بن عبد الله بن عبد الحكم.
435 -
محمد بن عبد الله بن عبد الجبار
، أبو العوام المصري.
روى عن عمه النضر بن عبد الجبار.
توفي في سنة ثمان أيضا.
436 -
م:
محمد بن عبد الله بن قهزاد
، أبو جابر المروزي.
عن النضر بن شميل، وجعفر بن عون، ويعلى بن عبيد، وطبقتهم. وعنه مسلم، وأبو عوانة، وأبو بكر بن أبي داود، وأبو العباس محمد بن عبد الرحمن الدغولي، وآخرون.
توفي سنة اثنتين وستين.
ثقة.
437 -
محمد بن عبد الله بن المستورد
، الحافظ أبو بكر البغداديّ.
عن: أبي نعيم، ويحيى بن عبد الله بن بكير، والحسن بن بشر، وجماعة.
حدَّث ببغداد، وأصبهان.
روى عنه: أبو عبد الله المحامليّ، وعبد الله بن جعفر بن فارس، وآخرون.
توفّي سنة اثنتين أيضا.
438 -
د ن:
محمد بن عبد الله بن ميمون
، أبو بكر البغدادي ثم الإسكندراني.
عن الوليد بن مسلم، وسلم بن ميمون الخواص، وسفيان بن عيينة، وجماعة. وعنه أبو داود، والنسائي، وابن خزيمة، وأبو بكر بن أبي داود، وأبو بكر بن زياد النيسابوري، وأبو عوانة، وابن جوصا، وأبو جعفر الطحاوي، وآخرون.
قال ابن أبي حاتم: كتبت عنه بالإسكندرية، وهو صدوق ثقة.
وقال ابن يونس: توفي في حادي عشر ربيع الأول سنة اثنتين أيضا.
قلت: آخر من روى عنه علي بن عبد الله بن أبي مطر الإسكندراني شيخ أبي محمد ابن النحاس.
439 -
محمد بن عبد الله بن يزيد
، أبو عبد الله الهاشمي، مولاهم، البغدادي الأعسم، ويعرف بالمنتوف.
روى عن علي بن عاصم، وشبابة بن سوار. وعنه أحمد بن هارون البرديجي، والحسين المحاملي، وآخرون.
وهو ثقة، توفي سنة أربع وستين.
440 -
محمد بن عبد الرحمن
، أبو جعفر البغدادي الصيرفي.
عن سفيان بن عيينة، ويزيد بن هارون، وجماعة. وعنه محمد بن خلف وكيع، والحسين المحاملي، وآخرون.
قال أبو الحسين ابن المنادي: كان أبو جعفر يسأل من يقصده عن مدينة بعد مدينة هل بقي فيها من يحدث؟ فإذا قيل له: لا، خرج إليها في السر فحدثهم ورجع، وكان على نهاية من الدين رحمه الله.
توفي في ربيع الآخر سنة خمس وستين، وله تسعون سنة.
وقال الدارقطني: ثقة.
441 -
ن:
محمد بن عبد الرحمن بن الأشعث
. أبو بكر الرَّبعيّ العجليّ، إمام جامع دمشق.
روى عن أبي مسهر، ومحمد بن عيسى ابن الطّبّاع، ومحمد بن المبارك الصوري، وحجّاج بن أبي منيع، وغيرهم.
وعنه: النَّسائي، وابن صاعد، وأبو عوانة، وأبو بكر بن أبي داود، وأبو بكر بن زياد، والحسن بن عبد الملك الحصائريّ، وجماعة.
وثّقه النَّسائي.
ومات سنة ست وستين.
442 -
محمد بن عبد الرحمن بن مهران البغدادي
.
عن مسلم بن إبراهيم، وعبد الله بن رجاء. وعنه محمد بن مخلد.
توفي سنة سبعين.
443 -
محمد بن عبد الرحمن بن بحر الهروي المعروف بالعتبي
.
سمع الحسين بن أحمد بن علي الجعفي، ويزيد بن هارون.
حدث ببغداد وهراة.
أرخه أحمد بن محمد بن ياسين سنة إحدى وستين، وقال: لم يطعنوا فيه بشيء.
ذكره الخطيب.
444 -
محمد بن عبد العزيز بن المرزبان بن جعفر البغوي
ّ. والد أبي القاسم البغويّ.
قال محمد بن أحمد الإسكافيّ في تاريخه: ولد سنة ثمانٍ وثمانين ومائة، وهو أسنّ إخوته.
سمع من: عبد الله بن بكر السَّهميّ، والأشيب. ولم يحدث.
وكان تحتهّ وتحت أخيه عليّ بنتي أحمد بن منيع.
توفّي بسرَّ من رأى سنة سبعٍ وستيّن ومائتين.
445 -
محمد بن عبد الكريم بن محمد بن مهاجر
.
عن الهيثم بن عدي ويزيد بن هارون ووهب بن جرير وجماعة. توفي ستة خمس وستين.
446 -
د ق:
محمد بن عبد الملك بن مروان بن الحكم
، أبو جعفر الواسطيّ الدّقيقيّ.
عن: يزيد بن هارون، ووهب بن جرير، ويعلى بن عبيد، وسعيد بن عامر وعبد الصمد بن عبد الوارث، وأبي أحمد الزُّبيريّ، وطائفة.
وعنه: أبو داود، وابن ماجه، وإبراهيم الحربيّ، وإبراهيم بن محمد نفطوية، وابن صاعد، وابن أبي حاتم ومحمد بن البختري وإسماعيل الصّفّار، وأحمد بن سليمان العباداني وجماعة.
قال أبو حاتم: صدوق.
ووثّقه الدَّارقطنيّ.
توفّي في شوال سنة ستٍّ وستين.
وقع لنا من موافقاته العالية.
447 -
محمد بن عبيد الله بن يزيد
، أبو جعفر الشَّيبانيّ مولاهم الحرّانيّ، ويعرف بالقردوانيّ. قاضي حرّان
روى عن: أبيه، وعثمان بن عبد الرحمن الطَرائفيّ، ومحمد بن سليمان البومة وأبي نعيم الفضل بن دكين.
وعنه: النَّسائي، وأحمد بن عمرو البزّار، وأبو عروبة، وابن صاعد، وأبو عوانة، وعدّة.
قال ابن عروبة: كان من عدول الحكّام. ولم يكن يعرف الحديث، وكانت عنده كتب ذكر أنهّ سمعها من أبيه.
ومات بحران لليالٍ بقين من ذي الحجّة سنة ثمانٍ وستين.
*محمد بن عبيد الله بن يزيد أبو جعفر ابن المنادي. سيأتي.
448 -
محمد بن عبيد أبو الحسن الكوفي الخزاز الأطروش
.
ورد نيسابور مع عبد الله بن طاهر، وحدث عن محمد بن بشر العبدي، ويعلى بن عبيد، وجماعة. وعنه ابن خزيمة، ومكي بن عبدان، وأبو حامد ابن الشرقي، وغيرهم.
توفي سنة إحدى وستين ومائتين.
449 -
ق:
محمد بن عبيد بن عتبة
، أبو جعفر الكندي الكوفي.
عن أبي نعيم، وفروة بن أبي المغراء، وجماعة. وعنه ابن ماجه، وأبو العباس ابن عقدة، وإسماعيل الصفار، وأبو سعيد ابن الأعرابي، وأبو العباس الأصم.
450 -
محمد بن عثمان الهروي
ّ. الحافظ متُّوية.
سمع: مسلم بن إبراهيم، والحوضي.
توفّي سنة أربعٍ.
451 -
محمد بن عثمان بن مخلد الواسطي التمار
.
عن سعيد بن عامر الضبعي، ومحاضر بن المورع، وجماعة. وعنه ابن أبي حاتم، وقال: صدوق.
452 -
ن ق:
محمد بن عزيز بن عبد الله بن زياد بن خالد بن عقيل بن خالد
، أبو عبد الله الأموي، مولاهم، الأيلي.
عن ابن عمه سلامة بن روح، وسليمان بن سلمة الخبائري. وعنه النسائي، وابن ماجه، وأبو بكر بن أبي عاصم، وزكريا الساجي، وجعفر الفريابي، وأبو بكر بن زياد النيسابوري، وأبو جعفر الطحاوي، وأبو عوانة، والحسن بن يوسف الطرائفي، وطائفة آخرهم موتا أبو الفوارس أحمد بن محمد ابن السندي.
وقد روى عنه أبو داود في غير السنن.
وقال النسائي: صويلح.
وقال ابن أبي حاتم: كان صدوقا.
وقال أبو أحمد الحاكم: فيه نظر، سمعت محمد بن حمدون يحكي عن يعقوب الفسوي، قال: دخلت أيلة فسألت عن كتب سلامة بن روح وحديثه من محمد بن عزيز، وجهدت به كل الجهد، فزعم أنه لم يسمع من سلامة شيئا، وليس عنده شيء من كتب سلامة، ثم حدث بعد ذلك بما ظهر عنه من حديثه.
وقيل: إنه تفرد بهذا الحديث: أكثر أهل الجنة البله، عن سلامة بن عقيل، وله متابع؛ قد رواه أبو روح، عن زاهر، عن الكنجروذي، عن ابن حمدان، عن محمد بن المسيب الأرغياني، قال: حدثنا محمد بن يزيد بن حكيم، قال: حدثنا محمد بن العلاء الأيلي، عن يونس، عن الزهري، عن أنس، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: أكثر أهل الجنة البله؛ أخبرناه ابن عساكر، عن أبي روح.
وقال أبو الجهم بن طلاب: حدثنا أحمد بن أبي الحواري، قال: حدثنا مروان بن محمد عن يحيى بن حسان، عن أبي يوسف القاضي عن عبد العزيز بن عمر بن عبد العزيز، عن أبيه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أكثر أهل الجنة البله.
توفي في جمادى الأولى سنة سبع وستين بأيلة.
453 -
محمد بن علي بن محرز
.
عن يحيى بن آدم، ويعقوب بن إبراهيم بن سعد، وعنه أبو بكر بن خزيمة، وغيره.
توفي بمصر سنة إحدى وستين.
454 -
محمد بن عليّ بن بسّام
، أبو جعفر الحافظ، ولقبه معدان.
روى عن: عبد الصمّد بن النُّعمان، وقبيصة.
وعنه: مطيَّن، ومحمد بن مخلد.
توفّي سنة اثنتين وستين.
455 -
ن:
محمد بن عليّ بن ميمون الرٌَقيّ العطار
.
عن: عبد الله بن جعفر الرَّقيّ، ومحمد بن يوسف الفريابيّ، والقعنبيّ، وطبقتهم.
وعنه: النسَّائيّ، وأبو عروبة، ومحمد بن جرير الطَّبريّ، وأبو العبّاس الأصم، وجماعة.
قال الحاكم: ثقة مأمون كان إمام أهل الجزيرة في عصره.
قلت: توفّي سنة ثلاثٍ وستين وقيل: سنة ثمانٍ، وهو أصحّ.
456 -
محمد بن عليّ بن داود البغداديّ
، الحافظ أبو بكر ابن أخت غزال.
سمع: عفّان، وسعيد بن داود الزّنبريّ، وطائفة.
وعنه: أبو جعفر الطّحاويّ، وعليّ بن أحمد علاّن، وأبو عوانة.
وثّقه أبو بكر الخطيب.
ومات سنة أربعٍ وستين.
457 -
محمد بن علي بن الجنيد السرخسي ثم البغدادي
، كبشة.
عن علي بن عاصم، وعبد الوهاب الخفاف، ويزيد بن هارون، وطائفة. وعنه ابن صاعد، ومحمد بن مخلد، والصفار.
وكان صدوقا.
توفي في جمادى الآخرة سنة خمس وستين.
458 -
محمد بن علي بن زياد
، أبو جعفر القطان.
عن أبي أسامة. وعنه أبو الحسين أحمد ابن المنادي، وإسماعيل الصفار.
وقع لنا حديثه بعلو.
459 -
محمد بن عمار بن عمر بن زياد الدرابجردي
.
عن عمر بن هارون البلخي، والنضر بن شميل. وعنه ابن خزيمة، وأبو حامد وعبد الله ابنا الشرقي، ومحمد بن سليمان بن منصور، وآخرون.
توفي سنة اثنتين وستين.
460 -
محمد بن عمار بن الحارث الرازي
.
شيخ معمر رحال، روى عن النضر بن شميل، ويحيى بن الضريس، وإسحاق بن سليمان، وجعفر بن عون العمري، ومحاضر بن المورع. وعنه أبو حاتم، وابنه عبد الرحمن بن أبي حاتم، ومحمد بن قارن بن العباس.
قال ابن أبي حاتم: ثقة.
461 -
محمد بن عمران بن زياد
، أبو جعفر الضبي النحوي، مؤدب عبد الله ابن المعتز.
روى عن محمد بن كناسة، وأبي نعيم، وطبقتهما.
وكان أديبا علامة، روى عنه عبد الله بن أبي سعد الوراق، وابن مسروق، وغيرهما.
وثقه الدارقطني.
وكان ببغداد.
• - محمد بن عمر بن زياد الدارابجردي، هو ابن عمار الذي تقدم.
462 -
محمد بن عمر بن يزيد
. أبو عبد الله الزُّهريّ الأصبهاني. أخو رسته.
عن: أبي داود الطّيالسيّ، وبكر بن بكّار، ومحمد بن أبان العنبريّ، والحسين بن حفص. وعنه: ابنه عبد الله بن محمد، وأحمد بن الحسين الأنصاريّ، وعبد الله بن جعفر بن فارس.
توفّي سنة ثلاثٍ وستين.
463 -
محمد بن عمر بن رزين الهمذاني
.
عن يزيد بن هارون. وعنه أبو عوانة، وعبد الرحمن بن أبي حاتم، وغيرهما.
464 -
محمد بن عمرو بن تمام
، أبو الكروس الكلبي التدمري ثم المصري.
عن أسد بن موسى، ومعاوية بن زيد المؤذن، وعبد الله بن يوسف التنيسي. روى عنه عبد الرحمن بن أبي حاتم، وغيره.
وهو صدوق.
توفي سنة إحدى وستين.
465 -
محمد بن عمير
، أبو بكر الطَّبريّ الفقيه، جليس أبي زرعة الرّازيّ، والمفتي في مجلسه.
روى عن الحميدي كتاب التفّسير، وكتاب الرّد على النّعمان.
قال ابن أبي حاتم: كان يفتي برأي أبي ثور.
وسمعت منه، وهو
ثقة صدوق.
466 -
محمد بن عنبر بن عثمان
، أبو عبد الله الحرشي النيسابوري.
عن حفص بن عبد الله، وعبدان بن عثمان، ويحيى بن يحيى. وعنه المؤمل بن الحسن، وغيره.
467 -
محمد بن عيسى
، أبو جعفر البغدادي العطار الأفواهي الأبرش.
عن يزيد بن هارون، وحجاج بن محمد، ويحيى بن أبي بكير. وعنه محمد بن مخلد، وأبو عوانة، وإسماعيل الصفار، ومحمد بن جعفر المطيري.
وكان ثقة.
توفي سنة ثمان وستين.
468 -
محمد بن غالب بن سعيد
، أبو عبد الله الرقي، نزيل أنطاكية.
سمع سعيد بن مسلمة الأموي، وغصن بن إسماعيل السامي. وعنه أحمد بن جوصا، ومحمد بن المسيب، وعبد الله بن محمد بن مسلم الأصبهاني.
كناه الحاكم.
469 -
محمد بن الفضل بن صالح المعافري المصري
.
حدث عن ابن وهب؛ قاله ابن يونس، وأنه توفي سنة أربع وستين.
470 -
محمد بن الليث المروزي الإسكاف
.
عن النضر بن شميل، وغيره.
توفي سنة ثمان وستين.
471 -
محمد بن محمد بن عيسى الزّاهد
، أبو الحسن بن أبي الورد البغداديّ المعروف بحبش.
صحب بشر بن الحارث وغيره.
وروى عن: أبي النَّصر هاشم بن
القاسم.
وعنه: أبو القاسم البغويّ، وعليّ بن عبد الحميد الغضائريّ، وغيرهما.
وله أخ اسمه أحمد، كنيته أيضاً أبو الحسن. زاهد كبير، توفّي قبل حبش وتوفي حبش سنة اثنتين وستين.
وقال ابن قانع: سنة ثلاثٍ وستين.
وقيل: سنة اثنتين.
وكان من أعيان مشايخ القوم من موالي سعيد بن العاص الأمويّ. وسمّي حبشّا لسمرته. وأبو الورد جدّه من أصحاب المنصور وإليه تنسب سويقة أبي الورد.
472 -
محمد بن محمد بن عمر بن الحكم
، أبو الحسن ابن العطار البغدادي.
عن القعنبي، وأبي الوليد الطيالسي، وجماعة. وعنه موسى بن هارون، ومحمد بن مخلد.
ووثقه موسى.
توفي سنة ثمان وستين.
روى عنه عبد الله بن أحمد في كتاب الرد على الجهمية.
473 -
محمد بن محمد بن صخر بن سدوس
، أبو جعفر التيمي الأصبهاني.
عن أبي عاصم النبيل، والحسين بن حفص، وخلاد بن يحيى. وعنه عبد الله بن جعفر بن أحمد بن فارس، والأصبهانيون.
474 -
د ن:
محمد بن محمد بن مصعب
، أبو عبد الله الصوري، عرف بوحشي.
عن خالد بن عبد الرحمن، ومؤمل بن إسماعيل، وعبد الله بن يوسف التنيسي، وجماعة. وعنه أبو داود، والنسائي، وأبو بكر بن زياد، وعبد الرحمن بن أبي حاتم، وأبو عوانة، وجماعة.
وثقه ابن أبي حاتم.
475 -
محمد بن ماهان السمسار
، زنبقة.
بغدادي صدوق. روى عن عبد الرحمن بن مهدي، ويزيد بن هارون. وعنه محمد بن مخلد، وأحمد بن عثمان الأدمي، وجماعة.
قال ابن مخلد: توفي سنة ثمان وخمسين. وهذا غلط أو وهم، فقد بقي إلى قريب السبعين.
وثقه البرقاني.
476 -
ن:
محمد بن مسلم بن عثمان بن وارة
، أبو عبد الله الرّازيّ الحافظ.
طوّف وسمع الكثير.
وأخذ عن: محمد بن يوسف الفريابيّ، وأبي عاصم النّبيل، وهوذة بن خليفة، وأبي مسهر، وأبي المغيرة الحمصيّ، وأبي نعيم، وآدم بن أبي إياس، وقبيصة، وبشرٍ كثير.
وعنه النسائي ومحمد بن يحيى الذَُهليّ مع تقدمُّه، والبخاريّ خارج الصّحيح، ومحمد بن المسيّب الأرغيانيّ، وأبو زرعة، وأبو حاتم، وابن صاعد، وأبو عوانة والقاضي أبو عمر محمد بن يوسف وأبو بكر بن مجاهد المقرئ، والمحامليّ وابن أبي حاتم، وخلق من آخرهم أبو عمرو أحمد بن محمد بن حكيم.
قال النسائي: ثقة، صاحب حديث.
وقال ابن أبي حاتم: ثقة، صدوق.
وجدت أبا زرعة يبجلّه ويكرمه.
وقال عبد المؤمن بن أحمد: كان أبو زرعة لا يقوم لأحدٍ ولا يجلس أحداً في مكانه إلاّ ابن وارة.
وقال فضلك الرّازيّ: سمعت أبا بكر بن أبي شيبة يقول: أحفظ من
رأيت أحمد بن الفرات، وأبو زرعة، وابن وارة.
وقال الطّحاويّ: ثلاثة من علماء الزّمان بالحديث اتّفقوا بالرّيّ، لم يكن في الأرض في وقتهم أمثالهم. فذكر أبا زرعة، وابن وارة، وأبا حاتم.
وعن عبد الرحمن بن خراش قال: كان ابن وارة من أهل هذا الشّأن المتقنين الأمناء. كنت ليلةّ عنده، فذكر أبا إسحاق السَّبيعيّ، فذكر شيوخه، فذكر في طلق واحدٍ سبعين ومائتي رجل. ثمّ قال: كان غاية شيئاً عجباً.
وقال عثمان بن خرزاذ: سمعت سليمان الشَّاذكونيّ يقول: جاءني محمد بن مسلم، فقعد يتقعَّر في كلامه، فقلت: من أيِّ بلدٍ أنت؟ قال: من أهل الرِّيّ.
ثمّ قال: ألم يأتك خبري، ألم تسمع بنبئي، أنا ذو الرّحلتين.
قلت: من روى عن النبي صلى الله عليه وسلم: إنّ من الشّعر حكمة؟ فقال: حدَّثني بعض أصحابنا. قلت: من أصحابك؟ قال: أبو نعيم، وقبيصة. قلت: يا غلام، ائتني بالدِّرَّة. فأتاني بها، فأمرته، فضربه بها خمسين، وقلت: أنت تخرج من عندي ما آمن أن تقول: حدَّثني بعض غلماننا.
وقال زكّريا السّاجيّ: جاء ابن وارة إلى أبي كريب، وكان في ابن وارة بأو، فقال لأبي كريب: ألم يبلغك خبري، ألم يأتك نبئي؟ أنا ذو الرّحلتين، أنا محمد بن مسلم بن وارة.
فقال: وارة، وما وارة؟ وما أدراك ما وارة؟ قم، فوالله لا حدَّثتك، ولا حدَّثت قوماً أنت فيهم.
وقال ابن عقدة: دق ابن وارة على أبي كريب، فقال: من؟ قال: ابن وارة أبو الحديث وأمّه.
ذكر أبو أحمد الحاكم أنّ ابن وارة سمع من سفيان بن عيينة، ويحيى القطّان، وهذا وهم منه.
قال ابن مخلد، وغيره: توفّي في رمضان سنة سبعين.
وقال ابن المنادي: مات سنة خمسٍ وستين وهذا وهم أيضاً.
477 -
محمد بن مهاجر القاضي الطالقاني ثم البغدادي يعرف بأخي حنيف.
روى عن أبي معاوية، وغندر، وأبي أسامة، وهشيم، وسفيان بن عيينة. وعنه محمد بن مخلد.
قال صالح جزرة: كذاب.
قلت: توفي سنة أربع وستين.
478 -
محمد بن موسى
. أبو جعفر الحرشيّ الحافظ، الملقَّب: شاباص.
حدَّث عن: يزيد بن جنزة المدائنّي، وخليفة بن خياّط.
وعنه: المحامليّ، وابن مخلد، وإسماعيل الصّفّار.
وهو ثقة.
479 -
محمد بن النعمان بن بشير أبو عبد الله النيسابوري ثم المقدسي.
عن إسماعيل بن أبي أويس وعبد العزيز الأويسي وأبي الجماهر الكفرسوسي. وعنه ابن صاعد وأبو العباس الأصم وجماعة.
توفي سنة ثمان وستين.
480 -
محمد بن هارون
، أبو جعفر المخرّميّ البغداديّ الفلاّس شيطا الحافظ.
سمع: أبا نعيم، وسليمان بن حرب، وعمرو بن حمّاد، وطبقتهم.
وعنه: المحامليّ، ومحمد بن مخلد، وابن أبي حاتم وقال: هو من الحفّاظ الثّقات، وأبو عوانة وقال: كان من أحفظ النّاس.
قلت: وقع لنا حدثه بعلو في الأكابر عن مالك.
توفّي بالنهروان سنة خمسٍ وستين ومائتين
481 -
محمد بن هشام بن ملاّس
، أبو جعفر النّميريّ الدّمشقيّ.
عن: مروان بن معاوية، وحرملة بن عبد العزيز.
وعنه: حفيده محمد بن جعفر بن محمد الحافظ، وأبو عليّ الحصائّريّ، وابن أبي حاتم وقال: صدوق، وأبو العبّاس الأصمّ، وجماعة.
وله جزء رواه أبو القاسم بن رواحة عالياً.
توفّي سنة سبعين، وله مائة سنة إلاّ ثلاث سنين.
قال: لقيت ابن عيينة سنة اثنتين ومائتين، فكثروا عليه، فلم أكتب عنه.
482 -
محمد بن ناصح العسكري السراج
.
عن يزيد بن هارون، وحجاج الأعور. وعنه محمد بن مخلد، والمطيري، وحمزة بن الحسين السمسار.
483 -
محمد بن وجيه
، أبو عبد الله النيسابوري.
عن النضر بن شميل، وعمر بن هارون البلخي، وغيرهما. وعنه مكي بن عبدان، وأبو حامد ابن الشرقي، وأبو حامد بن حسنويه المقرئ، وآخرون.
توفي سنة تسع وستين.
484 -
محمد بن الوليد بن أبان
، أبو جعفر البغدادي القلانسي، مولى بني هاشم.
عن يزيد بن هارون، وروح بن عبادة، وزيد بن الحباب، وطبقتهم. وعنه أبو الجهم بن طلاب، وأبو عروبة، ومحمد بن مخلد، وخلق كثير.
كذبه أبو عروبة.
وقال ابن عدي: يسرق ويضع.
وقال الدارقطني: ضعيف.
وقد فصل الخطيب ترجمته وجعلهما اثنتين.
485 -
محمد بن وهب
. أبو بكر الثّقفيّ المقرئ.
عن: أبي الوليد الطّيالسي، وجماعة.
وعنه: إسماعيل الصّفّار، وأبو سعيد ابن الأعرابيّ، وغيرهما.
وكان صدر القراء في البصرة في زمانه.
سمع الحروف من يعقوب. وقرأ القرآن على روح صاحب يعقوب.
تلا عليه: محمد بن يعقوب المعدّل، ومحمد بن المؤمّل الصَّيرفيّ، ومحمد بن جامع الحلوانيّ.
بقي إلى قرب السّبعين ومائتين.
486 -
محمد بن يحيى بن عمار
، أبو مسلم القهستاني.
عن يزيد بن هارون، وأبي نعيم، وهذه الطبقة. وعنه إبراهيم بن أبي طالب، وأبو قريش محمد بن جمعة، وآخرون.
توفي سنة إحدى وستين، وكان يوصف بالحفظ، والمعرفة.
487 -
ن:
محمد بن يحيى بن كثير
، أبو عبد الله الكلبيّ الحرّانيّ الحافظ لؤلؤ.
سمع: أبا قتادة عبد الله بن واقد، وعثمان بن عبد الرحمن الطَّرائفيّ، وأبو اليمان الحكم بن نافع، وأحمد بن يونس، وطبقتهم.
وعنه: النَّسائيّ وقال: هو ثقة، وأبو عروبة الحرّانيّ، وأبو عوانة، وأبو عليّ محمد بن سعيد الرّّقيّ، وطائفة.
توفّي في صفر سنة سبعٍ وستين.
488 -
محمد بن يحيى بن مطر
.
حدث بمصر عن عبد الوهاب بن عطاء وشجاع بن الوليد وعنه محمد بن بشر العكبري.
وقع لنا من عواليه في الخلعيات.
489 -
محمد بن أبي يحيى الوقار
. المصريّ الفقيه.
أحمد العالمين بمذهب مالك.
صنّف كتاب السُّنَّة، ومختصرا في الفقه، وغير ذلك. واسم أبيه زكريا بن يحيى.
توفّي في صفر سنة تسعٍ وستين.
490 -
محمد بن يزيد بن طيفور
، أبو جعفر البغدادي.
عن أبي معاوية، وعلي بن عاصم، ورأى هشيم بن بشير. وعنه محمد بن مخلد، وأبو سعيد ابن الأعرابي، وغيرهما.
توفي سنة ست وستين.
491 -
محمد بن يعقوب بن حبيب
، أبو جعفر الغساني الدمشقي.
عن أبي مسهر، وأبي الجماهر الكفرسوسي، وآدم بن أبي إياس، وجماعة. وعنه أبو عوانة، ومحمد بن جعفر الملاسي، وجماعة.
قال ابن أبي حاتم: صدوق.
قلت: توفي سنة أربع وستين في ربيع الأول.
492 -
محمد بن يوسف
. أبو عبد الله البغداديّ الجوهريّ.
الرجل الصّالح الحافظ.
رحل وطوّف، وحدَّث عن عبيد الله بن موسى، وأبي غسّان مالك بن إسماعيل، وعبد العزيز الأويسيّ، وبشر الحافي وصحبه، ومعلَّى بن أسد، وطبقتهم.
روى عنه: عمر بن شبَّة وهو أكبر منه، وابن صاعد، وابن أبي حاتم وقال: ثقة، ومحمد بن مخلد، وآخرون.
وقال الخطيب: كان موصوفاً بالدِّين والستر
وقال ابن قانع: مات في ربيع الآخر سنة خمسٍ وستين.
493 -
محمد بن يوسف بن أبي معمر السعدي
.
عن الوليد بن القاسم الهمذاني، وأسد بن موسى. وعنه ابن صاعد، والمحاملي، وابن مخلد.
وثقه الخطيب.
494 -
مالك بن عبد الله بن سيف بن عبد الله بن شهاب
، أبو سعيد التجيبي المصري.
عن عبد الله بن يوسف التنيسي، وعبد الله بن عبد الحكم، وإسماعيل بن مسلمة بن قعنب، وجماعة. وعنه أبو بكر بن القاسم، وعبد الرحمن بن أبي حاتم وقال: كان صدوقا.
توفي سنة ثمان وستين ومائتين بمصر.
495 -
مالك بن عليّ بن مالك بن عبد العزيز
. الإمام أبو خالد القرشيّ الفهريّ الأندلسيّ القرطبي الزّاهد.
روى عن: يحيى بن يحيى اللَّيثيّ، وعبد الله بن مسلمة القعنبيّ، وأصبغ بن الفرج، وجماعة.
وعنه: محمد بن عمر بن لبابة، ومحمد بن عبد الملك بن أيمن، وآخرون.
توفّي سنة ثمانٍ وستيّن ومائتين.
وصنَّف أيضاً في مذهب مالك مختصراً.
496 -
مالك بن معروف الأندلسي
.
من أهل ماردة روى عن عبد الملك بن حبيب وغيره.
وتوفي سنة أربع وستين.
497 -
المثنَّى بن جامع
. أبو الحسن الأنباريّ الزّاهد. روى عن: سعدوية الواسطيّ، وأحمد بن حنبل، ومحمد بن الصّبّاح، وسريج بن يونس.
وعنه: أحمد بن محمد بن الهيثم، ويوسف الأزرق.
قال الخطيب: كان ثقة مشهوراً بالسُّنَّة.
من أصحاب الإمام أحمد. يقال كان مستجاب الدّعوة. وكان بشر الحافي يكرمه ويجله.
498 -
محمود بن خلف بن أيوب البلخي
.
روى عن أبيه، وجعفر بن عون، وجماعة.
توفي سنة اثنتين وستين.
وهو مجهول.
499 -
محمود بن هشام بن محمد بن ميمون
، أبو يحيى النيسابوري.
سمع حفص بن عبد الله السلمي، ومكي بن إبراهيم، وعمار بن عبد الجبار، وعبدان بن عثمان، والقعنبي، وسليمان بن حرب، وأبا غسان النهدي، وإسماعيل بن أبي أويس، وطبقتهم. وعنه محمد بن إسحاق بن خزيمة، وأبو عمرو الحيري، ومكي بن عبدان، وجماعة.
قال الحاكم: أخبرني محمد بن إسماعيل السكري، قال: وجدت في كتاب أبي عبد الله الراوساني بخطه: توفي محمود بن هشام يوم الخميس لثلاث ليال بقين من صفر سنة سبع وستين ومائتين.
وقال أبو عمرو المستملي: حدثني محمود بن هشام في جمادى الآخرة سنة ثلاث وستين ومائتين، وقال لي حينئذ: أنا ابن خمس وسبعين سنة.
500 -
مسلم بن الحجّاج بن مسلم
، الإمام أبو الحسين القشيريّ النيَّسابوري الحافظ صاحب الصّحيح.
قال بعض النّاس: ولد سنة أربعٍ ومائتين وما أظنّه إلاّ ولد قبل ذلك.
سمع سنة ثمان عشرة ومائتين ببلده من يحيى بن يحيى، وبشر بن الحكم، وإسحاق بن راهوية.
وحجّ سنة عشرين، فسمع من: القعنبيّ، وهو أقدم شيخ له، ومن: إسماعيل بن أبي أويس، وأحمد بن يونس، وعمر بن حفص بن غياث، وسعيد بن منصور، وخالد بن خداش، وجماعة يسيرة.
وردَّ إلى وطنه. ثمّ رحل في حدود الخمس وعشرين ومائتين فسمع من: عليّ بن الجعد، ولم يرو عنه في صحيحه لأجل بدعةٍ ما.
وسمع من: أحمد بن حنبل، وشيبان بن فروُّخ، وخلف البزّار، وسعيد بن عمرو الأشعثيّ، وعون بن سلاّم، وإبراهيم بن موسى الفراء، ومحمد بن مهران الجمال، ومحمد بن الصباح الدولابي، وأبي نصر التّمّار، ويحيى بن بشر الحريريّ، وقتيبة بن سعيد، وأميّة بن بسطام، وجعفر بن حميد، وحبّان ابن موسى المروزيّ، والحكم بن موسى القنطريّ، وعبد الرحمن بن سلاّم الجمحّي، وخلق كثير من العراقيّين، والحجازيّين، والشّاميّين، والمصريّين، والخراسانيّين فسمى له شيخنا في تهذيب الكمال مائتين وأربعة عشر شيخاً.
ورأيت بخطّ حافظ أنّه قد روى في صحيحه عن مائتين وسبعة عشر.
روى عنه: الترمذي، حديثاً واحداً في جامعه، ومحمد بن عبد الوهّاب الفرّاء، وعليّ بن الحسن بن أبي عيسى الهلالّي، وهما أكبر منه، وصالح بن محمد جزرة، وأحمد بن سلمة، وأحمد بن المبارك المستملي، وهو من أقرانه، وإبراهيم بن أبي طالب، والحسين بن محمد القبانيّ، وعليّ بن الحسين بن الجنيد الرّازيّ، وابن خزيمة، وأبو العبّاس السّرّاج، وابن صاعد، وأبو حامد ابن الشَّرقيّ، وأبو عوانة الإسفرايينيّ، وأبو حامد أحمد بن حمدون الأعمشي، وسعيد بن عمرو البرذعيّ، وعبد الرحمن بن أبي حاتم ونصرك بن أحمد بن نصر الحفّاظ، وأحمد بن عليّ بن
الحسين القلانسّي، وإبراهيم بن محمد بن سفيان الفقيه، وأبو بكر محمد بن النضر الجاروديّ، ومكّيّ بن عبدان، ومحمد بن مخلد العطّار، وخلق آخرهم وفاة أبو حامد أحمد بن عليّ بن حسنوية المقرئ أحد الضعفاء.
ذكر الحافظ ابن عساكر في ترجمة مسلم أنّه سمع بدمشق من محمد بن خالد السَّكسكيّ، ولم يذكر أنّه سمع من غيره.
وهذا بعيد، فلعلّه لقي محمد بن خالد في الموسم، لكن قال ابن عساكر: حدَّثني أبو نَصر اليونارتيّ قال: دفع إليَّ صالح بن أبي صالح ورقة من لحاء شجرةٍ بخط مسلم، قد كتبها بدمشق من حديث الوليد بن مسلم.
قلت: إنّ صحّ هذا فيكون قد دخل دمشق مجتازاً، ولم يمكنه المقام، أو مرض بها ولم يتمكّن من السماع على شيوخها.
قال أبو عمرو أحمد بن المبارك: سمعت إسحاق بن منصور يقول لمسلم بن الحجّاج: لم نعدم الخير ما أبقاك الله للمسلمين
وقال أحمد بن سلمة: رأيت أبا زرعة وأبا حاتم يقدمان مسلم بن الحجّاج في معرفة الصّحيح على مشايخ عصرهما.
وسمعت الحسين بن منصور يقول: سمعت إسحاق بن راهوية، وذكر مسلم بن الحجّاج، فقال بالفارسيّة كلاماً معناه: أيّ رجل يكون هذا؟ قال أحمد بن سلمة: وعقد لمسلم مجلس المذاكرة، فذكر له حديث لم يعرفه، فانصرف إلى منزله وأوقد السِّراج، وقال لمن في الدّار: لا يدخل أحد منكم. فقيل له: أهديت لنا سلّة تمر.
فقال: قدِّموها.
فقدَّموها إليه، فكان يطلب الحديث، ويأخذ تمرة تمرة، فأصبح وقد فني التّمر ووجد الحديث.
رواها الحاكم ثمّ قال: زادني الثّقة من أصحابنا أنّه منها مات.
وقال عبد الرحمن بن أبي حاتم: كان ثقة من الحفّاظ، كتبت عنه
بالرِّيّ، وسئل أبي عنه فقال: صدوق.
وقال أبو قريش الحافظ: سمعت محمد بن بشّار يقول: حفّاظ الدّنيا أربعة: أبو زرعة بالرِّيّ، ومسلم بنيسابور، وعبد الله الدّارميّ بسمرقند، ومحمد بن إسماعيل ببخارى.
وقال أبو عمرو بن حمدان: سألت ابن عقدة الحافظ، عن البخاريّ، ومسلم، أيُّهما أعلم؟ فقال: كان محمد عالماً ومسلم عالماً.
فكرّرت عليه مراراً، ثم قال: يا أبا عمرو، قد يقع لمحمد بن إسماعيل الغلط في أهل الشّام، وذلك أنّه أخذ كتبهم فنظر فيها، فربّما ذكر الواحد منهم بكنيته، ويذكره في موضع آخر باسمه ويتوهَّم أنَّهما اثنان، وأمّا مسلم، فقلَّ ما يقع له من الغلط في العلل، لأّنه كتب المسانيد، ولم يكتب المقاطيع ولا المراسيل.
وقال أبو عبد الله محمد بن يعقوب بن الأخرم: إنّما أخرجت نيسابور ثلاثة رجال: محمد بن يحيى الذُّهليّ، ومسلم بن الحجّاج، وإبراهيم بن أبي طالب.
وقال الحسين بن محمد الماسرجسيّ: سمعت أبي يقول: سمعت مسلماً يقول: صنّفت هذا المسند الصّحيح من ثلاثمائة ألف حديثٍ مسموعة.
وقال أحمد بن سلمة: كنت مع مسلم في تأليف صحيحه خمسة عشر سنة. قال: وهو اثنا عشر ألف حديث، يعني بالمكَّرر، بحيث إنّه إذا قال: حدثنا قتيبة وابن رمح يعدُّهما حديثين، سواء اتفّق لفظهما أو اختلف.
وقال ابن منده: سمعت الحافظ أبا عليّ النيَّسابوري يقول: ما تحت أديم السّماء كتاب أصّح من كتاب مسلم.
وقال مكّي بن عبدان: سمعت مسلماً يقول: عرضت كتابي هذا المسند على أبي زرعة فكّل ما أشار عليّ في هذا الكتاب أن له علّة وسبباً تركته. وكلّ ما قال إنّه صحيح ليس له علّة، فهو الّذي أخرجت. ولو أنّ
أهل الحديث يكتبون الحديث مائتي سنة فمدارهم على هذا المسند.
وقال مكّي: سألت مسلماً عن عليّ بن الجعد فقال: ثقة، ولكنّه كان جهميّاً.
فسألته عن محمد بن يزيد فقال: لا يكتب عنه.
وسألته عن محمد بن عبد الوهّاب وعبد الرحمن بن بشر فوثَّقهما.
وسألته عن قطن بن إبراهيم فقال: لا يكتب حديثه.
وممَّن صنَّف مستخرجاً على صحيح مسلم أبو جعفر أحمد بن حمدان الحيريّ، وأبو بكر محمد بن محمد بن رجاء النَّيسابوريّ، وأبو عوانة يعقوب بن إسحاق الإسفرايينيّ، وأبو حامد الشّاركيّ الهرويّ، وأبو بكر محمد بن عبد الله الجوزقي الشّافعيّ، وأبو عبد الله محمد بن عبد الله الحاكم، وأبو الحسن الماسرجسيّ، وأبو نعيم الأصبهاني، وأبو الوليد حسّان بن محمد الفقيه.
وقال أبو أحمد الحاكم: حدثنا أبو بكر محمد بن عليّ النجار قال: سمعت إبراهيم بن أبي طالب يقول: قلت لمسلم: قد أكثرت في الصحّيح عن أحمد بن عبد الرحمن الوهبيّ، وحاله قد ظهر.
فقال: إنمّا نقموا عليه بعد خروجي من مصر.
وقال الدّارقطنيّ: لولا البخاريّ لما راح مسلم ولا جاء.
وقال الحاكم: كان متجر مسلم خان محمش، ومعاشه من ضياعه بأستوا رأيت من أعقابه من جهة البنات في داره. وسمعت أبي يقول: رأيت مسلم بن الحجّاج يحدّث في خان محمش، وكان تامّ القامة، أبيض الرأس واللّحية، يرخي طرف عمامته بين كتفيه.
وقال أبو قريش: كنا عند أبي زرعة، فجاء مسلم فسلّم عليه وجلس ساعة وتذاكرا، فلمّا ذهب قلت له: هذا جمع أربعة آلاف حديث في الصحيح! فقال أبو زرعة: لم ترك الباقي؟ ثمّ قال: ليس لهذا عقل لو دارى محمد بن يحيى لصار رجلاً.
وقال مكّي بن عبدان: وافى داود بن عليّ نيسابور أيام إسحاق بن راهوية، فعقدوا له مجلس النّظر، وحضر مجلسه يحيى بن محمد بن يحيى، ومسلم بن الحجّاج، فجرت مسألة تكلَّم فيها يحيى فزبره داود وقال: اسكت يا صبيّ. ولم ينصره مسلم. فرجع إلى أبيه وشكى إليه داود، فقال أبوه: ومن كان؟ ثم قال: مسلم ولم ينصرني.
قال قد رجعت عن كلّ ما حدّثته به.
فبلغ ذلك مسلماً، فجمع ما كتب عنه في زنبيلٍ وبعث به إليه، وقال: لا أروي عنك أبداً، ثمّ خرج إلى عبد بن حميد.
قال الحاكم: علَّقت هذه الحكاية عن طاهر بن أحمد، عن مكّيّ. وقد كان مسلم يختلف بعد هذه الواقعة إلى محمد، وإنمّا انقطع عنه من أجل قصّة البخاريّ.
وكان أبو عبد الله بن الأخرم أعرف بذلك، فأخبر عن الوحشة الأخيرة. وسمعته يقول: كان مسلم بن الحجّاج يظهر القول باللّفظ ولا يكتمه. فلمّا استوطن البخاريّ نيسابور أكثر مسلم الاختلاف إليه، فلمّا وقع بين البخاريّ وبين محمد بن يحيى ما وقع في مسألة اللّفظ، ونادى عليه، ومنع النّاس من الاختلاف إليه حتّى هجر وسافر من نيسابور، قال: فقطعه أكثر النّاس غير مسلم، فبلغ ذلك محمد بن يحيى فقال يوماً: ألا من قال باللَّفظ فلا يحل له أن يحضر مجلسنا.
فأخذ مسلم الرّداء فوق عمامته، وقام على رؤوس النّاس، وبعث إليه بما كتب عنه على ظهر حمال.
وكان مسلم يظهر القول باللَّفظ ولا يكتمه.
وقال أبو حامد ابن الشَّرقي: حضرت مجلس محمد بن يحيى فقال: ألا من قال: لفظي بالقرآن مخلوق فلا يحضر مجلسنا فقام مسلم من المجلس.
قال أبو بكر الخطيب: كان مسلم يناضل عن البخاريّ حتّى أوحش ما بينه وبين محمد بن يحيى بسببه.
قال أبو عبد الله الحاكم: ذكر مصنَّفات مسلم: كتاب المسند الكبير على الرجال، وما أرى أنّه سمعه منه أحد، كتاب الجامع على الأبواب، رأيت بعضه، كتاب الأسامي والكنى، كتاب المسند الصحّيح، كتاب
التّمييز، كتاب العلل، كتاب الوحدان، كتاب الأفراد، كتاب الأقران، كتاب سؤالات أحمد بن حنبل كتاب عمرو بن شعيب، كتاب الانتفاع بأهب السِّباع، كتاب مشايخ مالك، كتاب مشايخ الثَّوريّ، كتاب مشايخ شعبة، كتاب من ليس له إلاّ راوٍ واحد، كتاب المخضرمين، كتاب أولاد الصحابة، كتاب أوهام المحدثين، كتاب الطبقات، كتاب أفراد الشّاميّين، ثم سرد الحاكم تصانيف أخر تركتها.
وقال ابن عساكر في أول كتاب الأطراف له بعد ذكر صحيح البخاريّ، ثمّ سلك سبيله مسلم، فأخذ في تخريج كتابه وتأليفه، وترتيبه على قسمين، وتصنيفه. وقصد أن يذكر في القسم الأول أحاديث أهل الإتقان، وفي القسم الثّاني أحاديث أهل السّتر والصِّدق الّذين لم يبلغوا درجة المتثبتين، فحال حلول المنيَّة بينه وبين هذه الأمنية، فمات قبل استتمام كتابه. غير أنَّ كتابه مع إعوازه اشتهر وانتشر.
وذكر ابن عساكر كلاماً غير هذا.
وقال أبو حامد ابن الشَّرقي: سمعت مسلماً يقول: ما وضعت شيئاً في هذا المسند إلاّ بحجّة، وما أسقطت منه شيئاً إلاً بحجَّة.
وقال ابن سفيان الفقيه: قلت لمسلم: حديث ابن عجلان، عن زيد بن أسلم: وإذا قرأ فانصتوا. قال صحيح.
قلت: لم لم تضعه في كتابك؟
قال: إنمّا وضعت ما أجمعوا عليه.
قال الحاكم: أراد مسلم أن يخرّج الصحّيح على ثلاثة أقسام وثلاث طبقات من الرُّواة.
وقد ذكر مسلم هذا في صدر خطبته.
قال الحاكم: فلم يقدَّر له إلاً الفراغ من الطبقة الأولى، ومات.
ثمّ ذكر الحاكم ذاك القول الّذي هو دعوى، وهو قال أن لا يذكر من الحديث إلاّ ما رواه صحابيّ مشهور، له راويان ثقتان فأكثر، ثمّ يرويه عنه تابعيّ مشهور، له أيضاً راويان ثقتان وأكثر، ثمّ كذلك من بعدهم.
قال أبو عليّ الجيّانيّ: المراد بهذا أنّ هذا الصحابيّ أو هذا التّابعيّ، قد روى عنه رجلان خرج بهما عن حدّ الجهالة.
قال عياض: والّذي تأوّله الحاكم على مسلم من اخترام المنيّة له قبل استيفاء غرضه إلا من الطّبقة الأولى. فأنا أقول إنكّ إذا نظرت تقسيم مسلم في كتابه الحديث كما قال على ثلاث طبقات من النّاس على غير تكرار. فذكر أنّ القسم الأوّل حديث الحفّاظ، ثمّ قال: إذا انقضى هذا أتبعه بأحاديث من لم يوصف بالحذق والإتقان، وذكر أنّهم لاحقون بالطّبقة الأولى، فهؤلاء مذكورون في كتابه لمن تدبَّر الأبواب، والطّبقة الثالثة قوم تكلَّم فيهم قوم وزكّاهم آخرون، فخرج حديثهم عمن ضعِّف أو اتهم ببدعة. وكذلك فعل البخاريّ.
قال عياض: فعندي أنّه أتى بطبقاته الثّلاث في كتابه، وطرح الطّبقة الرابعة.
قال الحاكم: سمعت أبا عبد الله محمد بن يعقوب يقول: توفّي مسلم يوم الأحد، ودفن يوم الاثنين لخمسٍ بقين من رجب سنة إحدى وستيّن ومائتين.
قلت: وقبره مشهور بنيسابور ويزار، وتوفّي وقد قارب السّتين.
وقد سمعت كتابه على زينب الكنديّة إلى النّكاح، وعلى ابن عساكر من النّكاح إلى آخر الصّحيح. كلاهما عن المؤيَّد الطّوسي كتابةً: قال أخبرنا الفراوي، قال أخبرنا الفارسيّ، قال أخبرنا ابن عمروية، عن ابن سفيان، عن مسلم.
وسمعه المزّيّ، والبرزاليّ، وطبقتهما قبلنا على القاسم الإربليّ ولي منه إجازةً بسماعه بقوله من الطُّوسيّ، وهو عدل مقبول.
وسمعه الناس قبل ذلك على الرضي التّاجر، وابن عبد الدّائم، وعلى المرسي وبقيد الحياة منهم عدد كثير من الشيوخ والكهول في وقتنا بمصر والشام.
وسمعه النّاس قبل ذلك بحين على ابن الصّلاح، والسَّخاويّ، وتلك الحلبة بدمشق على رأس الأربعين وستمائة، عن المؤيّد وأقرانه، وبمصر
على ابن الجباب، والمدلجيّ، عن المأموني.
فأحسن ما يسمع في وقتنا على من تبقى من أصحاب هؤلاء لقدم سماعهم، فإن تعذر فعلّى أجلّ أصحاب المذكورين قبلهم، وأجلهّم بالإقليمين علماً وفضلاً وثقة ونبلاً شيخ الإسلام أبو إسحاق إبراهيم بن عبد الرحمن الفزاريّ الشّافعيّ، رضي الله عنه وأرضاه.
501 -
مشرف بن سعيد الواسطي
، أبو زيد.
روى عن إسحاق الأزرق وعلي بن عاصم وجماعة. وعنه أبو بكر بن أبي داود، ومحمد بن مخلد، وإسماعيل الصفار وآخرون.
وثقه الخطيب، ومات سنة ست وستين.
502 -
مصعب بن أحمد البغداديّ القلانسيّ الزّاهد
. أبو أحمد.
صحبه أبو سعيد ابن الأعرابيّ، وجعفر الخلديّ، وغيرهما.
وكان من طبقة الجنيد، ولكنه تقدَّم موته.
كان على قدمٍ عظيمٍ من العبادة والأوراد والورع والتّجريد والقناعة، يأوي المساجد والصحّراء.
توفّي سنة سبعين
503 -
معاذ بن محمد بن مخلد
، أبو سعيد النسائي، يعرف بخشنام.
روى عن موسى بن إسماعيل، ويحيى بن بكير، وجماعة. وعنه المحاملي، وابن مخلد، وعبد الرحمن بن أبي حاتم وقال: ثقة.
قلت: توفي سنة ثلاث وستين.
504 -
ن:
معاوية بن صالح ابن الوزير أبي عبيد الله معاوية بن عبيد الله بن يسار الأشعري
ّ، مولاهم الدمشقي الحافظ أبو عبيد الله.
رحل وكتب الكثير، وتلمذ ليحيى بن معين.
وحدَّث عن: أبي مسهر الغسّانيّ، وعبد الله بن جعفر الرَّقيّ، وأبي غسّان مالك بن إسماعيل النَّهديّ، وخالد بن مخلد القطوانيّ. وأبي الوليد الطَّيالسيّ، وأبي عبد الرحمن المقرئ، وعبيد الله بن موسى وخلق.
وعنه: النسائي، وأبو زرعة الدّمشقيّ، وأبو حاتم، وابن جوصا، وأبو عوانة، وإبراهيم بن عبد الرحمن بن مروان، وآخرون
قال النَّسائي: لا بأس به.
وقال الطحاوي وغيرهتوفّي بدمشق سنة ثلاث وستين.
505 -
مغيث بن رزاح الخولاني المصري
.
عن عبد الله بن وهب، وغيره.
توفي سنة إحدى وستين.
506 -
مغيرة بن يحيى بن المغيرة السعدي الرازي
.
عن أبيه، وعيسى بن جعفر قاضي الري، وعبد الصمد بن حسان. وعنه عبد الرحمن بن أبي حاتم، وقال: محله الصدق.
507 -
منذر بن أسد الهروي
.
عن عمرو بن حكام، ومحمد بن بكار بن بلال الدمشقي.
توفي سنة أربع وستين، ولم يذكره الحافظ ابن عساكر في تاريخه.
508 -
موسى بن بغا الكبير
. أحد قوّاد المتوّكل.
ندب سنة خمسين ومائتين لحرب أهل حمص حين قاتلوا واليهم، فأوقع بهم وقتل منهم خلقاً، ورمى النيّران في حمص، وبالغ في العسف.
ثمّ ولي حرب الزّنج بالبصرة فنصر عليهم؛ وولي حرب الحسن بن أحمد الكوكبي الحسينيّ الّذي استولى على قزوين وزنجان، فهزمه موسى وقتل من عسكر الكوكبّي نحو العشرة آلاف.
توفّي سنة أربعٍ وستيّن أيضا.
509 -
ن:
موسى بن سعيد بن النعمان بن بسام
، أبو بكر الطرسوسي، المعروف بالدنداني.
عن أبي اليمان، ومسلم بن إبراهيم، وأبي الوليد، ومسدد، والقعنبي، وخلق. وعنه النسائي، وابن صاعد، وأبو عوانة، وأبو بشر الدولابي، ومحمد بن أيوب ابن الصموت.
قال النسائي: لا بأس به.
510 -
موسى بن خاقان
، أبو عمران النحوي.
بغدادي موثق. حدث عن إسحاق الأزرق، وسلم بن سالم البلخي، وعلي بن عاصم، وجماعة. وعنه عبد الله بن ناجية، وابن نيروز الأنماطي، وأبو عبد الله المحاملي.
511 -
د:
موسى بن سهل بن قادم
، أبو عمران الرَّمليّ. أخو عليّ بن سهل.
سمع: عليّ بن عبّاس، وعمرو بن هاشم البيروتيّ، وآدم بن أبي إياس، وطبقتهم.
وعنه: أبو داود، وابن خزيمة، ومحمد بن المسيّب الأرغياني، وعبد الرحمن بن أبي حاتم، وجماعة.
قال أبو حاتم: صدوق.
وقال عمرو بن دحيم:
توفّي في جمادى الأولى سنة اثنتين وستيّن ومائتين.
512 -
موسى بن محمد الشطوي
.
عن أبي بكر بن عياش. وعنه محمد بن مخلد.
قال الدارقطني متروك.
513 -
موسى بن نصر بن دينار
، أبو سهل الرازيّ.
سمع: جرير بن عبد الحميد، وعبد الرحمن بن مغراء، وجماعة.
وعنه: أهل الرِّيّ.
لكن قال أبو زرعة: هو أكفر من إبليس. يقول: الجنّة والنّار لم تخلقا، وإن خلقتا فسيفنيان.
نقله الخلاّل في كتاب السُّنّة له.
توفي سنة إحدى وستيّن ومائتين ووقع حديثه عاليا في معجم ابن جميع.
514 -
موسى بن يزيد
، أبو عمران الإسفنجي النيسابوري.
سمع شبابة، وأبا النضر هاشم بن القاسم، وطبقتهما. وعنه مكي بن عبدان، ومؤمل بن الحسن.
ومات سنة ثلاث وستين.
515 -
نصر بن الليث بن سعد الوراق
.
عن سليمان ابن بنت شرحبيل، ويزيد بن موهب الرملي. وعنه عبيد الله بن عبد الرحمن السكري، ومحمد بن مخلد العطار.
516 -
النَّضر بن الحسن الموصلي الفقيه الحنفيّ
.
روى عن: يزيد بن هارون، وروح بن عبادة، ويعلى بن عبيد، وجماعة.
وعنه: إبراهيم بن محمد الموصليّ.
توفّي سنة إحدى أو اثنتين وستيّن ومائتين
517 -
النَّضر بن سلمة بن الجارود بن يزيد
، أبو محمد النيسابوري.
سمع: جدّه، ويحيى بن يحيى، وأبا الوليد الطَّيالسيّ.
وعنه: ولده الحافظ أبو بكر الجاروديّ، والحسن بن عليّ بن مخلد، وغيرهما.
518 -
النضر بن سلمة شاذان المروزي
، نزيل المدينة.
سمع سعيد بن عفير. من الضعفاء، وكان من علماء الحديث اتهم بالوضع، ذكره ابن عدي.
519 -
النضر بن سلمة بن عروة
، أبو سعيد النيسابوري.
عن حفص بن عبد الرحمن القاضي، وعبيد الله بن موسى، وأبي نعيم،
والمقرئ، وخلق. وعنه ابن خزيمة، وأبو عمرو الحيري، ومكي بن عبدان، وابن الشرقي.
وكان مكثرا.
520 -
النضر بن سلمة النيسابوري المؤدب
.
عن عبدان بن عثمان، وغيره. وعنه محمد بن سليمان بن منصور المذكر.
521 -
النضر بن عبد الله بن ماهان الدينوري
.
عن حفص بن عمر العدني، وأبي عاصم النبيل، وخالد بن مخلد. قال ابن أبي حاتم: كتبت عنه بقرميسين، وهو صدوق.
522 -
النضر بن هاشم الأصبهاني
.
عن بكر بن بكار، وعامر بن إبراهيم الأصبهاني. وعنه عبد الرحمن بن أبي حاتم.
523 -
نعيم بن رزين
، أبو منصور النيسابوري.
عن مكي بن إبراهيم، وأبي نعيم، وجماعة. وعنه أبو حامد ابن الشرقي، وجماعة من شيوخ الحاكم.
524 -
هارون بن مسعود الدهان
.
حدث ببغداد عن عبد الله بن داود الخريبي، وأبي عتاب الدلال. وعنه محمد بن مخلد.
توفي سنة ست وستين.
525 -
هارون بن أحمد
، أبو القاسم البلخي الورداني.
حدث ببغداد عن النضر بن شميل. وعنه المحاملي، ومحمد بن مخلد.
526 -
هارون بن سليمان بن داود بن بهرام بن بطة بن حريث السلمي الأصبهاني الخزاز أبو الحسن
،
أحد الثقات.
عن القطان، وابن مهدي، والبرساني، ومعاذ بن هشام، وطبقتهم. وعنه الوليد بن أبان، وعبد الله بن محمد البازيار، والأصم، وابن فارس، وآخرون.
قال ابن مردوية: توفي سنة ثلاث وستين، وقيل: سنة خمس.
527 -
هاشم بن يعلى
، أبو الدرداء الأنصاري المقدسي.
عن عمرو بن بكر السكسكي، وإسماعيل بن أبي أويس. وعنه عبد الله بن أبان بن شداد، ومحمد بن يعقوب الأصم، وآخرون.
528 -
هانئ بن النضر الأزدي البخاري
.
عن عمرو بن أبي سلمة التنيسي، وأحمد بن خالد الوهبي، والفريابي، ومنبه بن عثمان، وعلي بن عباس، وخلق. وعنه بكر بن منير، وإسحاق بن أحمد بن خلف، ومحمد بن حريث، وعدة.
529 -
هشام بن منصور
، أبو سعيد اليخامري الضرير.
حدث ببغداد عن كثير بن هشام، ويعقوب بن محمد الزهري. وعنه أحمد السوطي، ومحمد بن مخلد، وجماعة.
توفي سنة ثلاث وستين.
530 -
الهيثم بن سهل التُّستريّ
. نزيل بغداد.
حدَّث عن: حمّاد بن زيد، وأبي عوانة، وعبثر بن القاسم، وعلي بن مسهر، والمسيب بن شريك وجماعة.
وعنه: عليّ بن حمّاد، وجعفر والد أبي بكر القطيعيّ، ومحمد بن يوسف الزّيّات، وأبو سعيد ابن الأعرابي، وآخرون.
ضعفّه الدّارقطنيّ.
وقال الحافظ عبد الغني المصري: ضرب إسماعيل القاضي على
حديث الهيثم بن سهل، عن حمّاد بن زيد، وأنكر عليه.
وقال الهيثم: ولدت سنة اثنتين وخمسين ومائة.
قلت: وقع لنا من عواليه، وعاش إلى سنة نيف وستين.
أخبرنا أبو الحسين اليونيني الحافظ وغير واحد، قالوا: أخبرنا الحسن بن صباح، قال: أخبرنا عبد الله بن رفاعة، قال: أخبرنا علي بن الحسن القاضي، قال: أخبرنا عبد الرحمن بن عمر ابن النحاس، قال: أخبرنا أحمد بن محمد بن زياد بمكة، قال: حدثنا الهيثم بن سهل، قال: حدثنا حماد بن زيد، قال: حدثنا أيوب، عن نافع، عن ابن عمر، قال: قال عمر: يا رسول الله إني أصبت مالا بخيبر لم أصب مالا قط أحب إلي منه، فقال له: إن شئت تصدقت، وإن شئت أمسكت أصله. قال: فتصدق به عمر رضي الله عنه على الضعفاء والمساكين وابن السبيل لا جناح على من وليها أن يأكل أو يطعم صديقا غير متمول منه مالا أو متأثل منه مالا.
وقال ابن زبر: حدثنا الهيثم بن سهل، قال: حدثنا النضر بن عمرو الحنفي قال: حدثنا أنس بن مالك، فذكر حديثا.
531 -
وفاء بن سهيل
، أبو محمد التجيبي المصري.
عن عبد الله بن وهب، وإسحاق بن الفرات.
توفي في ذي الحجة سنة ثمان وستين؛ ذكره ابن يونس.
532 -
وهب بن إبراهيم
، أبو علي الرازي الفامي.
عن أبي عاصم النبيل، وعبد الصمد بن حسان، وطائفة.
قال ابن أبي حاتم: سمعت منه مع أبي، وهو صدوق.
533 -
وهب بن حفص أبو الوليد ابن المحتسب
. الحّرانيّ الزّاهد.
عن: أبي قتادة الحرّانيّ، وجعفر بن عون، وعبد الملك بن إبراهيم الجدّيّ، وعثمان بن عبد الرحمن، وجماعة.
وعنه: محمد بن أحمد بن سهل الصّفّار، وأحمد بن الحسين بن عبد الصمّد، وإسحاق بن إبراهيم
المنجنيقي، وأحمد بن عيسى بن السكين، وآخرون
قال أبو عروبة: كذّاب يضع الحديث.
وقال أحمد بن خالد الحرّانيّ: كان من الصّالحين، مكث عشرين سنة لا يكلّم أحداً.
534 -
ن:
ياسين بن عبد الأحد بن أبي زرارة
. أبو اليمن القتبانيّ المصريّ.
عن: جدّه، وأيّوب بن سويد الرمليّ، ونعيم بن حمّاد، وجماعة.
وعنه: النَّسائيّ، وابن خزيمة، وعبد الله بن محمد بن جعفر القزوينيّ، وأبو بكر بن زياد النَّيسابوريّ، ومحمد بن المنذر شكر، وجماعة.
وقال النَّسائيّ: لا بأس به.
واسم جدّه: اللَّيث بن عاصم.
قال ابن خزيمة: كان أبو اليمن ياسين ملكاً من الملوك كان يعول الربيع وأولئك قبل قدوم ابن طولون مصر وقت دخولنا مصر وكانت دار الربيع التي يسكنها له.
وقال ابن يونس: صدوق.
مات في عاشر رمضان سنة تسعٍ وستين.
535 -
يحيى بن إسحاق بن إبراهيم بن سافري الكوفي
.
عن علي بن قادم، وزكريا بن عدي. وعنه المحاملي، ومحمد بن أحمد الحكيمي.
وثقه الخطيب، وتوفي سنة ثمان وستين.
536 -
يحيى بن بكر النيسابوري
.
عن أبي عبد الرحمن المقرئ، وأبي نعيم، وجماعة. وعنه محمد بن سليمان بن فارس، وغيره من أهل بلده.
537 -
يحيى بن حاتم بن زياد
، أبو القاسم العسكري الأصبهاني.
عن شبابة بن سوار، وبشر بن مهران، ويزيد بن هارون، وعبد الوهاب ابن عطاء، وآخرين. وعنه أحمد بن الحسين الأنصاري، ومحمد بن أحمد بن يزيد الزهري، وعبدان الأهوازي، وابنه عبد الله بن يحيى. وآخر من حدث عنه عبد الله بن جعفر بن فارس.
ذكره أبو الشيخ، فقال: ثقة من أهل السنة، توفي سنة ثمان أو تسع وستين.
538 -
يحيى بن حجّاج الأندلسيّ
.
عن: يحيى بن يحيى الَّليثيّ، وعيسى بن دينار، وسحنون بن سعيد، وغيرهم.
قتل في الوقعة الكبرى الّتي كانت بالأندلس بين المسلمين والمشركين في سنة ثلاثٍ وستين واستشهد فيها جماعة.
539 -
يحيى بن الحسين الإسفراييني
.
عن حجاج بن منهال، وأبي حذيفة النهدي. وعنه محمد بن شريك، وأبو عوانة الإسفرايينيان.
توفي سنة سبعين.
540 -
يحيى بن زكريا البغدادي الأحول
.
عن أبي نعيم، وعفان، وجماعة. وعنه محمد بن مخلد العطار.
توفي سنة خمس وستين.
541 -
يحيى ولد أبي صالح عبد الله بن صالح المصري كاتب الليث
. روى عن والده، ومات سنة ثلاث وستين.
542 -
يحيى بن عبد الرحمن الأندلسي السرقسطي الأبيض
.
قال ابن الفرضي: كان أبيض الرأس واللحية وشعر الجفون خلقة.
قال: وله رحلة قديمة، وكان بارعا في النحو واللغة، وله مصنف في النحو حمله الناس عنه. وقيل إن أمه كانت أخت أبيه من الرضاعة فجاء شعره أبيض آية من الله تعالى.
توفي سنة ثلاث وستين أيضا.
543 -
يحيى بن فضيل
، بضاد معجمة، البصري الكاتب، نزيل مصر.
روى عن الأصمعي، وعون بن عمارة. وعنه عبد العزيز بن أحمد الغافقي المصري.
توفي بعد الستين ومائتين.
أما يحيى بن فصيل، بصاد مهملة مكسورة، فرجلان تقدما بعد المائتين، والله أعلم.
544 -
يحيى بن عياش
، أبو زكريا البغدادي القطان.
عن عمر بن حبيب البصري، وعمر بن حفص الأبلي. وعنه ابن صاعد، ومحمد بن جعفر المطيري، وآخرون.
توفي سنة تسع وستين ومائتين.
545 -
يحيى بن محمد بن أعين البغدادي
.
مروزي الأصل. حدث عن النضر بن شميل. وعنه محمد بن مخلد، وغيره.
توفي سنة اثنتين وستين.
546 -
يحيى بن محمد بن يحيى بن عبد الله بن خالد بن فارس
، الشَّهيد أبو زكريّا الذُّهليّ النَّيسابوري.
شيخ نيسابور بعد والده ومفتيها، ورأس المطَّوّعة. من الغزاة بها.
سمع: يحيى بن يحيى، وإسحاق بن راهوية، وجماعة ببلده، وإبراهيم بن موسى بالرِّيّ، وأبا الوليد الطَّيالسيّ، وسليمان بن حرب، وعليّ بن عثمان اللاّحقيّ، ومسدَّدا بالبصرة، وأحمد بن حنبل، وعليّ بن الجعد، وطائفة ببغداد،
وإسماعيل بن أبي أويس، وسعيد بن منصور، وجماعة بالحجاز.
روى عنه: أبوه، والحسين بن محمد القبانيّ، وإبراهيم بن أبي طالب، وابن خزيمة، ومحمد بن صالح بن هانئ، ومحمد بن يعقوب بن الأخرم، وآخرون.
وكان لقبه: حيكان.
قال الحاكم: حيكان الشّهيد إمام نيسابور في الفتوى والرياسة، وابن إمامها، وأمير المطَّوَّعة بخراسان كان يسكن بدار أبيه ولكلٍّ منهما فيه صومعة وآثار لعبادتهما.
وكان أحمد بن عبد الله الخجستانيّ قد ورد نيسابور ويحيى رئيس بها والغزاة يتصدرون عن رأيه.
وكانت الطاهرية قد رفعت من شأنه وصيرَّته مطاعاً، فلم يحسن أحمد الصُّحبة معه، وقصد الوضع منه. ومع هذا فكان أحمد يجتهد في التّمكُّن من الإمارة والاستبداد بالأمور دون علم يحيى، فكان لا يقدر، فلّما قدم بشروية تمكَّن فلمّا خرج عن البلد تشوّش النّاس. وعرض يحيى بضعة عشر ألفاً، وحاربوا قوّاد الخجستانيّ وطردوهم. وقتلوا أمّ أحمد. فلمّا رجع أحمد تطلب يحيى وقتله.
سمعت أبا عبد الله بن الأخرم يقول: ما رأيت مثل حيكان لا رحم الله قاتله.
وسمعت محمد بن يعقوب يقول: خرج أحمد بن عبد الله الخجستانيّ هارباً من نيسابور، فلّما خشي أهلها رجوعه اجتمعوا على باب حيكان يسألونه القيام لمنع الخجستانيّ، فامتنع. فما زالوا به حتّى أجابهم. فعرضوا عليه زهاء عشرة آلاف. ورجع أحمد الخجستانيّ فتفرّقوا عن حيكان، فطلب، فخاف وهرب، فبينا هو يسير في قافلة بين الجمّالين وهو بزيِّهم إذ عرف. فأخذ وأتوا به إلى الخجستانيّ، فحبسه أياماً، ثمّ غيِّب شخصه، فقيل: إنّه بنى عليه جداراً، وقيل: قتله سرّاً.
سمعت أبا عليّ محمد بن أحمد بن زيد ختن حيكان على ابنته يقول: دخلنا على أبي زكريّا بعد أن ردّ من الطريق فقال: اشترك في دمي خمسة:
العباسان، وابن ياسين، وبشرويه، وأحمد بن نصر اللباد.
سمعت أبا بكر الضبعي يقول: سمعت نوح بن أحمد يقول: سمعت الخجستاني يقول: دخلت على حيكان في محبسه على أن أضربه خشبات وأطلقه، فلما قربت منه قبضت على لحيته، فقبض على خصيتي حتى لم أشك أنه قاتلي، فذكرت سكيناً في خفي، فجردتها وشققت بطنه.
سمعت محمد بن صالح بن هانئ يقول: حضرنا للإملاء عند يحيى بن محمد في رمضان، وقتل في شوال سنة سبع وستين، فرفضت مجالس الحديث، وخبئت المحابر، حتى لم يقدر أحد يمشي بمحبرة ولا كراريس إلى سنة سبعين، فاحتال أبو عثمان سعيد بن إسماعيل رحمه الله في ورود السري بن خزيمة، وعقد له مجلس الإملاء، وعلى المحبرة بيده، واجتمع عنده خلق عظيم حتى حضر ذلك المجلس.
قال محمد بن عبد الوهاب الفراء: يحيى لا نستطيع أن نشكره نحن ولا أعقابنا؛ أن رجلاً جعل نحره لنا ونحن مطمئنون نعبد ربنا.
قال صالح بن محمد الحافظ في كتابه إلى أبي حاتم الرازي: كتبت تسألني عن أحوال أهل العلم بنيسابور وما بقي لهم من الإسناد، فاعلم أن أخبار الدين وعلم الحديث دون سائر العلوم اليوم مطروح مجفو، وحماله وأهل العناية به في شغل بالفتن التي دهمتهم وتواترت عليهم عند مقتل أبي زكريا يحيى بن محمد بن يحيى، وقد مضى لسبيله، ولم يخلف أحدا مثله. ولزم كل خاصة نفسه. ومرقت طائفة ممن كانوا يظهرون السنة فصارت تدين بدين ملوكها.
وقال أبو عمرو أحمد بن المبارك المستملي: رأيت يحيى فقلت: ما فعل الله بك؟ قال: غفر لي. قلت: فالخجستاني؟ قال: في تابوت من نار والمفتاح بيدي. قلت: بقي الخجستاني بعده سنة واحدة، وقتله غلمانه كما تقدم.
547 -
يحيى بن مسلم البغدادي العابد
.
عن وهب بن جرير، وغيره. وعنه محمد بن مخلد.
توفي سنة اثنتين وستين.
548 -
يحيى بن موسى الوراق
.
بغدادي قليل الرواية. روى عن عبيد الله بن موسى، وقبيصة. وعنه محمد بن مخلد.
549 -
يحيى بن النضر الأصبهاني الدقاق
.
عن أبي داود الطيالسي، والحسين بن حفص. وعنه أبو بكر بن أبي داود، ومحمد بن يحيى بن منده، وأحمد بن علي بن الجارود، وغيرهم.
550 -
يحيى بن الورد بن عبد الله التميمي الطبري ثم البغدادي.
عن أبيه. وعنه ابن مخلد، وأبو عبيد بن المؤمل.
توفي سنة اثنتين أيضا.
551 -
ن:
يزيد بن سنان بن ذيال
، أبو خالد البصري القزاز، مولى قريش.
نزل مصر، وحدث عن: يحيى بن سعيد القطان، ومعاذ بن هشام، وعبد الرحمن بن مهدي، وجماعة. وعنه: النسائي، وأبو عوانة، وأبو جعفر الطحاوي، وابن أبي حاتم، وآخرون. وهو أخو محمد بن سنان القزاز صاحب الجزء المشهور، وعم محمد بن خزيمة الذي سكن معه مصر.
وكان ثقة نبيلاً عالماً. خرج لنفسه المسند. وهو آخر من حدث عن يحيى القطان بديار مصر.
توفي في جمادى الأولى سنة أربع وستين.
552 -
يزيد بن محمد بن يزيد بن سنان
، أبو فروة الرهاوي.
سمع أباه، والمغيرة بن سقلاب قاضي حران، والحسين بن موسى الأشيب، ومحمد بن سليمان الحراني بومة، وجماعة. وعنه أبو عروبة الحراني، ومحمد بن هارون بن بدنيا، وآخرون.
قال عبد الرحمن بن أبي حاتم: كتب إلي وإلى أبي ببعض حديثه.
قلت: وقع حديثه لنا بعلو في المائة الشريحية وغيرها، وتوفي بالرها في رمضان سنة تسع وستين.
وقيل: إنه قال: كتب عني أحمد بن حنبل حديثا.
553 -
يزيد بن المبارك الفارسي
.
عن سلمة بن الفضل الرازي. وعنه أبو بكر بن أبي داود، ومحمد بن حمزة بن عمارة الأصبهاني، ومحمد بن مخلد.
توفي سنة ثمان وستين.
554 -
يعقوب بن أحمد بن أسد البغدادي
.
عن أبي عاصم النبيل، ويحيى بن يعلى. وعنه يحيى بن صاعد، ومحمد بن مخلد.
توفي سنة ثمان وستين.
555 -
يعقوب بن إسماعيل الحميري
.
حدث عن شبابة بن سوار. وعنه محمد بن مخلد.
توفي سنة ثلاث وستين.
556 -
يعقوب بن بختان الفقيه
، صاحب الإمام أحمد.
روى عن: مسلم بن إبراهيم، وأحمد بن حنبل. وعنه: أبو بكر بن أبي الدنيا، وأحمد بن محمد بن أبي شيبة، وجعفر الصندلي.
قال الخطيب: وكان أحد الصالحين الثقات.
557 -
يعقوب بن شيبة بن الصلت بن عصفور
، الحافظ الكبير
أبو يوسف السدوسي البصري، نزيل بغداد.
سمع: علي بن عاصم، ويزيد بن هارون، وأزهر السمان، وبشر بن عمر الزهراني، وجعفر بن عون، وروح بن عبادة، وأبا بدر شجاع بن الوليد، وعبد الله بن بكر السهمي، وأبا عامر العقدي، وعبد الوهاب الخفاف، ومحاضر بن المورع، وأبا النضر هاشم بن القاسم، ووهب بن جرير، ويعلى بن عبيد، وخلقاً من طبقتهم. ثم كتب عن طبقة أخرى بعدهم، كعلي ابن المديني، ويحيى بن معين، وأحمد بن حنبل. ثم كتب عن طبقة أخرى بعدهم كالحسن بن علي الحلواني، ومحمد بن يحيى الذهلي، وهارون الحمال.
روى عنه: حفيده محمد بن أحمد بن يعقوب، ويوسف بن يعقوب الأزرق، وجماعة.
وثقه الخطيب، وغيره.
وصنف مسنداً كبيراً إلى الغاية القصوى لم يتمه. ولو تم لجاء في مائتي مجلد.
قال الدارقطني: لو كان كتاب يعقوب بن شيبة مسطوراً على حمام لواجب أن يكتب.
وقال أبو بكر الخطيب: حدثني الأزهري قال: بلغني أنه كان في منزل يعقوب بن شيبة أربعون لحافاً أعدها لمن كان يبيت عنده من الوراقين الذين يبيضون المسند، ولزمه على ما خرج منه عشرة آلاف دينار.
قال: وقيل لي: إن نسخة بمسند أبي هريرة شوهدت بمصر، فكانت مائتي جزء.
قال: والذي ظهر له من المسند: مسند العشرة، وابن مسعود، وعمار، وعتبة بن غزوان، والعباس، وبعض الموالي.
قلت: وبلغني أن مسند علي رضي الله عنه له في خمسة مجلدات،،
ووقع لنا الجزء الأول من مسند عمار بعلو.
قال أحمد بن كامل القاضي: كان يعقوب من كبار أصحاب أحمد بن المعذل، والحارث بن مسكين فقيهاً سرياً. وكان يقف في القرآن.
وقال عبد الرحمن بن يحيى بن خاقان: أمر المتوكل بمسألة أحمد بن حنبل عمن يتقلد القضاء. قال: فسألته، حتى قلت: يعقوب بن شيبة؟ فقال: مبتدع صاحب هوىً.
قال أبو بكر الخطيب: وصفه بذلك لأجل الوقف، يعني يقف في القرآن فلا يقول: مخلوق ولا غير مخلوق.
قلت: أخذ الوقف عن شيخه أحمد بن المعذل. وقد كان إسحاق بن أبي إسرائيل وجماعة يقفون.
قال المروذي: أظهر يعقوب بن شيبة الوقف في ذلك الجانب، فحذر أبو عبد الله أحمد بن حنبل منه.
558 -
يعقوب بن عبيد النهرتيري
.
عن وكيع، وأبي أسامة، وإسحاق بن سليمان الرازي، وعلي بن عاصم، وغيرهم. وعنه محمد بن مخلد، وعبد الله الحامض، وعبد الرحمن بن أبي حاتم، وقال: صدوق.
قلت: توفي سنة إحدى وستين.
559 -
يعقوب بن الليث الصفار
، الأمير أبو يوسف السجستاني، المستولي على خراسان.
ذكر علي بن محمد أن يعقوب وعمراً كانا أخوين صفارين يظهران الزهد. وكان صالح بن النضر المطوعي مشهوراً بقتال الخوارج، فصحباه إلى أن مات، فتولى مكانه درهم بن الحسين المطوعي، فصار معه يعقوب.
ثم إن أمير خراسان ظفر بدرهم، وبعث به إلى بغداد، فحبسوه ثم أطلقوه، فخدم السلطان، ثم إنه تنسك ولزم الحج، وأقام ببيته.
قال ابن الأثير: تغلب صالح بن النضر الكناني على سجستان ومعه يعقوب، فاستنقذها منه طاهر بن عبد الله بن طاهر، ثم ظهر بها درهم المطوعي فغلب عليها، وصار يعقوب قائد عسكره.
ورأى أصحاب درهم عجزه وضعفه، فملكوا عليهم يعقوب لما رأوا من حسن سياسته. فلم ينازعه درهم، واستبد يعقوب بالأمر، وقويت شوكته.
قال علي بن محمد: لما دخل درهم بغداد ولي يعقوب أمر المطوعة، وحارب الخوارج الشراة حتى أفناهم، وأطاعه جنده طاعة لم يطيعوها أحداً. واشتهرت صولته، وغلب على سجستان، وهراة، وبوشنج، ثم حضه أهل سجستان على حرب الترك الذين بأطراف خراسان مع رتبيل لشدة ضررهم، فغزاهم وظفر برتبيل فقتله، وقتل ثلاثة من ملوك الترك، ثم رد إلى سجستان وقد حمل رؤوسهم مع رؤوس ألوف منهم، فرهبته الملوك الذين حوله: ملك المولتان، وملك الرخج، وملك الطبسين، وملوك السند.
وكان على وجهه ضربة منكرة من بعض قتال الشراة، سقط منها نصف وجهه، وخاطه ثم عوفي.
وقد أرسل إلى المعتز بالله هدية عظيمة، من جملتها مسجد فضة يسع خمسة عشر نفساً يصلون فيه. وكان يحمل على عدة جمال، ويفكك ثم يركب.
ثم إنه حارب عسكر فارس سنة خمس وخمسين ومائتين، وقتل منهم ألوفاً. فكتب إليه وجوه أهل فارس: إن كنت تريد الديانة والتطوع وقتل الخوارج فما ينبغي لك أن تتسرع في الدماء. واعتدوا للحصار، ونازلهم ووقع القتال، فظفر يعقوب بأميرهم علي بن الحسين بن قريش وقد أثخن بالجراح، وقتل من جند فارس خمسة آلاف.
ودخل يعقوب شيراز، فأمن أهلها وأحسن إليهم. وأخذ من ابن قريش أربع مائة بدرة، فأنفق في جيشه لكل واحد منهم ثلاث مائة درهم.
ثم بسط العذاب على ابن قريش حتى إنه عصره على أنثييه وصدغيه، وقيده بأربعين رطلاً، فاختلط عقله من شدة العذاب.
ورجع يعقوب إلى سجستان، وخلع المعتز، وبويع المعتمد على الله. ثم رجع يعقوب إلى فارس، فجبى خراجها ثلاثين ألف ألف درهم. واستعمل عليها محمد بن واصل. وكان يحمل إلى الخليفة في العام نحو خمسة آلاف ألف درهم.
وعجز الخليفة عنه، ورضي بمداراته ومهادنته. ودخل يعقوب إلى بلخ في سنة ثمان وخمسين، ودخل إلى نيسابور في آخر سنة تسع وخمسين، وظفر بعامل خراسان ابن طاهر، ثم خرج عن نيسابور بعد شهرين، وابن طاهر في أسره ومعه ستون نفساً من أهل بيته، فقصد يعقوب جرجان وطبرستان، فالتقاه المتغلب عليها حسن بن زيد العلوي في جيش كبير، فحمل عليهم يعقوب في خمس مائة من غلمانه، فهزمهم. وغنم يعقوب ثلاث مائة وقر مالاً كانت خزانة الحسن بن زيد، وأسر جماعة من العلويين وأساء إليهم. وكانت هذه الوقعة في رجب من سنة ستين.
ثم دخل آمل طبرستان وقصد الري، وأمر نائبها بالخروج عنها، وأظهر أن المعتمد على الله ولاه الري. فغضب المعتمد عندما بلغه ذلك، وعاقب غلمان يعقوب الذين ببغداد. فسار يعقوب في أول سنة إحدى وستين نحو جرجان، فقصده الحسن بن زيد العلوي في الديلم من ناحية البحر، فنال من يعقوب وهزمه إلى جرجان، فجاءت بجرجان زلزلة قتلت من جند يعقوب ألفي نفس. وأقام يعقوب به فظلم وعسف، واستعان من ببغداد من أهل خراسان على يعقوب، فعزم المعتمد على حربه، ورجع يعقوب إلى جوار الري وأخذ يستعد. ودخل نيسابور وصادر أهلها، ثم راح إلى سجستان.
وجاءت كتب المعتمد إلى أعيان أهل خراسان بالحط على يعقوب وبأن يهتموا له. فأخذ يكاتب الخليفة ويداريه، ويسأله ولاية خراسان وفارس وشرطتي بغداد وسامراء، وأن يعقد له أيضاً على الري، وطبرستان، وجرجان، وأذربيجان، وكرمان، وسجستان، ففعل ذلك المعتمد بإشارة أخيه الموفق. وكان المعتمد مقهوراً مع أخيه الموفق، فاضطربت الموالي بسامراء لذلك وتحركوا.
ثم إن يعقوب لم يلتفت إلى ما أجيب إليه من ذلك، ودخل خوزستان وقارب عسكر مكرم عازماً على حرب المعتمد، وأخذ العراق منه. فوصلت طلائع المعتمد، وأقبلت جيوش يعقوب إلى قرب دير العاقول، ووقع المصاف، فبرز بين الصفين خشتج أحد قواد المعتمد وقال: يا أهل خراسان وسجستان ما عرفناكم إلا بالطاعة والتلاوة والحج، وإن دينكم لا يتم إلا بالاتباع. وما نشك أن هذا الملعون قد موه عليكم، فمن تمسك منكم بالإسلام فلينفر عنه. فلم يجيبوه.
وقيل: كان عسكر يعقوب ميلاً في ميل، ودوابهم على غاية الفراهة، فوقف المعتمد بنفسه، وكشف أخوه الموفق رأسه، وقال: أنا الغلام الهاشمي. وحمل وحمي الحرب، وقتل خلق من الفريقين، فهزم يعقوب وأخذت خزائنه، وما أفلت أحد من أصحابه إلا جريحاً، وأدركهم الليل فوقعوا في النهر من الزحمة وأثقلتهم الجراح.
وقال أبو الساج ليعقوب: ما رأيت منك شيئاً من تدبير الحروب، فكيف كنت تغلب الناس؟ فإنك جعلت ثقلك وأسراك أمامك، وقصدت بلداً على قلة معرفة منك بمخائضه وأنهاره، وسرت من السوس إلى واسط في أربعين يوماً، وأحوال عسكرك مختلة. فقال: لم أعلم أني محارب، ولم أشك في الظفر.
قال عبيد الله بن أحمد بن أبي طاهر: بعث يعقوب رسله إلى المعتمد، ثم سار إلى واسط فاستناب عليها، ووصل إلى دير العاقول، فسار المعتمد لحربه.
وقال أبو الفرج الكاتب: نهض الخليفة لمحاربة الصفار، ولم تزل كتبه تصل إلى الخليفة بالمراوغة ويقول: إني قد علمت أن نهوض أمير المؤمنين يشرفني وينبه على موقعي منه. والخليفة يرسل إليه ويأمره بالانصراف، ويحذره سوء العاقبة. ثم عبى الخليفة جيشه، وأرسلوا المياه على طريق الصفار، فكان ذلك سبب هزيمته، فإنهم أخذوا عليه الطريق وهو لا يعلم. والتحم القتال، ثم انهزم الصفار وغنموا خزائنه. وتوهم الناس أن ذلك حيلة منه ومكر، ولولا ذلك لاتبعوه. ورجع المعتمد منصوراً
مسروراً. وخلص من أسر الصفار يومئذ محمد بن طاهر أمير خراسان، وجاء في قيوده إلى الخليفة، فخلع عليه خلعةً سلطانية.
وقيل إن بعض جيش يعقوب كانوا نصارى على أعلامهم الصلبان.
وكانت الوقعة في ثاني عشر رجب سنة اثنتين وستين. وانهزم الصفار إلى واسط، وعاث أصحابه في أعمال واسط، ثم سار إلى تستر، لم يهجه أحد، ولا قحموا عليه، فحاصر تستر وأخذها. وتراجع جيشه وكثر جمعه.
وكان موته بالقولنج، فقيل: إن طبيبه أخبره أن لا دواء له إلا الحقنة فامتنع، وبقي ستة عشر يوماً وهلك.
وكان المعتمد قد نفذ إليه رسولاً يترضاه فوجده مريضاً.
وكان الحسن بن زيد العلوي صاحب جرجان يسميه يعقوب السندان لثباته. وكان قل أن يرى متبسماً.
وولي بعده أخوه وأحسن السيرة إلى الغاية، وامتدت أيامه.
مات يعقوب في رابع عشر شوال سنة خمس وستين بجنديسابور.
560 -
يعقوب بن معبد بن صالح
، أبو يوسف البصري الخراط.
عن مكي بن إبراهيم، وأبي نعيم، وعبيد الله بن موسى، وطبقتهم. وعنه أبو عبد الله محمد بن حمدان، وأحمد بن حاتم بن حماد.
قال ابن ماكولا: كان ثقة، مات سنة إحدى وستين ومائتين.
561 -
يعقوب بن يوسف بن خالد بن مالك السمرقندي اللؤلؤي الجوهري
.
عن مكي بن إبراهيم، وعبيد الله بن موسى، وجماعة. وعنه عمر البجيري في مسنده، وموسى بن شعيب، وآخرون.
وكان صدوقا.
توفي سنة خمس وستين.
562 -
يعقوب بن يوسف بن الأخوين
.
حدث بدمشق عن سليمان بن حرب، وعلي بن عياش، وجماعة.
وعنه ابن جوصا، وأبو علي الحصائري.
توفي سنة ثمان وستين.
563 -
يعقوب الزيات
.
أحد مشايخ الطريق بالعراق، صحب أبا تراب النخشبي، وأبا حاتم العطار، وأبا علي الداريج.
ذكره السلمي، فقال: هو من أقران الجنيد. مات هو وأخوه جعفر محرمين في طريق الحج سنة اثنتين وستين ومائتين.
564 -
يوسف بن بحر التميمي
، أبو القاسم، قاضي حمص.
روى عن: علي بن عاصم، ويزيد بن هارون، وطبقتهما. وعنه: ابن صاعد، ومحمد بن المسيب الأرغياني، وعبد الرحمن بن أبي حاتم، ومحمد بن سليمان بن حيدرة.
وأما أخوه خيثمة فرحل إلى يوسف بن بحر فأسرته الفرنج، فلم يخلص من الأسر حتى مات يوسف.
وكان بغدادياً نزل الشام.
قال ابن عدي: ليس بالقوي، أتى عن الثقات بمناكير.
565 -
يوسف بن محمد بن صاعد
. مولى بني هاشم، أخو الحافظ يحيى.
سمع: خلاد بن يحيى، وسليمان بن حرب، وجماعة. روى عنه: أخوه يحيى، وعلي بن إسحاق المادرائي، وعبد الله الحامض.
وكان موثقاً.
توفي سنة سبع وستين.
566 -
يونس بن حبيب
. أبو بشر العجلي، مولاهم الأصبهاني.
روى عن: أبي داود الطيالسي جملة كثيرة من المسند. وعن: عامر بن إبراهيم، وبكر بن بكار، ومحمد بن كثير الصنعاني، وجماعة. وعنه: أبو بكر بن أبي داود، وعلي بن رستم، وأبو بكر بن أبي عاصم، وجماعة. آخرهم موتاً عبد الله بن جعفر بن فارس.
قال ابن أبي حاتم: كتبت عنه وهو ثقة. وحدثني ابن أبي عاصم أن أحمد بن الفرات أمره بالكتابة عن يونس بن حبيب.
وقال غيره: كان عظيم القدر بأصبهان، معروفاً بالستر والصلاح.
توفي سنة سبع وستين أيضًا.
وروى القراءة عن قتيبة بن مهران.
567 -
م ن ق:
يونس بن عبد الأعلى بن موسى بن ميسرة بن حفص بن حيان
، الإمام أبو موسى الصدفي المصري الفقيه المقرئ.
ولد في ذي الحجة سنة سبعين ومائة، وقرأ القرآن على ورش وغيره. وأقرأ الناس، وسمع من سفيان بن عيينة، وابن وهب، والوليد بن مسلم، ومعن بن عيسى، وأبي ضمرة أنس بن عياض، والشافعي وتفقه عليه، وسمع من طائفة سواهم. وقرأ أيضا على سقلاب، ومعلى بن دحية وهما أيضا من أصحاب نافع.
قرأ عليه غير واحد، وروى عنه القراءة موسى بن سهل، ومحمد بن الربيع، وأسامة بن أحمد التجيبي، ومحمد بن إسحاق بن خزيمة، ومحمد بن جرير الطبري. وحدث عنه مسلم، والنسائي، وابن ماجه، وأبو عوانة، وأبو بكر بن زياد النيسابوري، وأبو الطاهر أحمد بن محمد المديني، وخلق كثير.
وانتهت إليه رياسة العلم بديار مصر، لعلمه وفضله وورعه ونبله ومعرفته بالفقه وأيام الناس.
وروي عن الشافعي، قال: ما رأيت بمصر أحدا أعقل من يونس بن عبد الأعلى.
وقال يحيى بن حسان: يونسكم هذا من أركان الإسلام.
وكان يونس كبير الشهود، أقام في الشهادة ستين سنة، وثقه غير واحد، وما نقموا عليه إلا روايته عن الشافعي الحديث الذي متنه: لا مهدي إلا عيسى ابن مريم. فإنه تفرد عن الشافعي.
توفي في ربيع الآخر سنة أربع وستين ومائتين في عشر المائة.
قال النسائي: ثقة.
وقال ابن أبي حاتم: سمعت أبي يوثق يونس بن عبد الأعلى، ويرفع من شأنه.
قلت: حديثه المذكور عن الشافعي إنما قال فيه: حدثت عن الشافعي. فذكره هكذا، وجدت في كتاب يونس رواية المديني عنه عن الشافعي، فكأنه دلسه بلفظة عن، وأسقط من حدثه به عن الشافعي، فالله أعلم.
قال الحاكم: سمعت الزبير بن عبد الله البغدادي يقول: سمعت ابن صاعد يقول: وحدثنا عن يونس بن عبد الأعلى بحديث لابن وهب، ثم قال: يابا يابا! قد حدث بهذا الحديث أحمد بن حنبل عن عثمان بن صالح عن ابن وهب، فقال له عبد الحميد: حدثناه عبد الله بن أحمد عن أبيه، فقال: يابا! عبد الحميد ذاك مات، وهذا عال، إذا حدث بحديث عال فأخبر به أصحابنا.
• - أبو أحمد القلانسي الزاهد.
هو مصعب، قد ذكر.
568 -
أبو حاتم العطار
. البصري العارف، أحد مشايخ الطريق بالبصرة.
قال ابن الأعرابي: لم يبلغنا أنه كان في عصره أحد يقدم عليه في العلم بهذه المذاهب، وكان مع ذلك لازماً لسوقه وتجارته. يركب الحمار ويدل في العطارين، غير متمكن من الدنيا متجمل، إلا أنه رزق هذه المذاهب حتى نأى عن غيره، وتلمذ له من كان بالبصرة ممن هو أسن منه. وكان البغداديون يدخلون البصرة يقصدون مجلسه منهم محمد بن وهب، ويعقوب الزيات، ورزيق ابن النفاط، وغيرهم. وكان ظاهره ظاهر التجار والعامة منبسطاً معهم، فإذا تكلم كان غير ذلك. أخبرني محمد بن علي: أنه سمع أبا حمزة البغدادي ربما ذكر أبا حاتم، وكان يتكلم يوم الجمعة، فيقول في كلامه: لا تسألوني عن حالي، واعفوا لي عن نفسي. حسابي على غيركم. اجعلوني كالفتيلة أحرق نفسي وأضيء لكم. وكان لا يظهر عليه خشوع ولا تنكيس رأس ولا لباس. وكان من أهل السنة والإثبات، يزري على الغسانية وأهل الأوراد وأخذ المعلوم، كما يذم أهل الدنيا ومن يأوي إلى الأسباب، ويقول: من لم يكن الله الغالب على قلبه، فإنما يعبد هواه ونفسه.
وكان يقول: من ذكر الله نسي نفسه. ومن ذكر نعمة الله نسي غيره.
وكان عامة كلامه بالمعاني. ويقول: الإبطال في النجوم، والسرائر في القلوب. وتحتاج تتوب من توبتك وتعبد الله له لا لك. ويحك كم تبكي وتصيح، صحح واسترح. السياحة بالقلوب، وسير الشواني سفر لا ينقضي. دع الإحصاء والعدد، وصم للدنيا وأفطر للآخرة.
وقال مرة لأبي تراب: ما جازت ساحتك أوطار الأرض.
وكان يقول، إذا رأى عليهم الفوط والأبراد الصوف، وهم يصلون: قد نشرتم أعلامكم وضربتم طبولكم، فليت شعري في اللقاء أي رجال أنتم.
قال لي رزيق النفاط، أو غيره: رأيت أبا حاتم بيده عطر يعرضه للبيع، فسألته عن مسألة، فقال: لكل مقام مقال، ولكن اصبر حتى أفرغ. وكان إذا فرغ جلس يوم الجمعة، اجتمع إليه الصوفية وأصحاب الحديث والغرباء، وكبار عامة أهل مسجد البصرة، وجميع الطبقات. وكان الذين يلزمون حلقته: ابن الشريطي. وأبو سعيد ابن الغنوي، والمرزوقي. وكان الغنوي يميل إلى شيء من الكلام ويعرفه. وكان في المسجد طائفة من النساك ينكرون على أهل المحبة لما يبلغهم من التخليط، وكانوا أهل حديث، وكلهم يستحلي أبا حاتم رحمه الله ويعجبه كلامه لرقته، ولقوله بالسنة ومخالفته الغسانية. وكانوا يميلون إليه وهم: عبد الجبار السلمي، والحسن بن المثنى، وأحمد بن عمرو بن أبي عاصم، والجذوعي. كل هؤلاء صوفية المسجد من أهل السنة والحديث ينتحلون النسك والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر. وكان لهم بالبلد قدرٌ وهيبة.
وقال السلمي: كان أبو حاتم العطار أستاذ الجنيد وأبي سعيد الخراز. وكان من جلة مشايخهم من أقران أبي تراب النخشبي. وهو أول من تكلم بالعراق في علوم الإشارات.
وعن محمد بن وهب، قال: دخلت البصرة أنا ويعقوب الزيات، فأتينا أبا حاتم العطار، فدققنا الباب، فقال: من هذا؟ قلت: رجل يقول الله. فخرج ووضع خده على الأرض، وقال: بقي من يحسن يقول الله!.
596 -
أبو حمزة البغدادي الصوفي
.
أحد الكبار، اسمه محمد بن إبراهيم. توفي سنة تسع وستين، قاله أبو سعيد ابن الأعرابي.
ومن أخباره: قال أبو سعيد ابن الأعرابي في كتاب طبقات النساك: قدم أبو حمزة من طرسوس إلى بغداد، فجلس واجتمع إليه الناس. وما زال مقبولاً حسن الظاهر والمنزلة إلى أن توفي. وحضر جنازته أهل العلم والنسك. وصلى عليه بعض بنيه، وغسله جماعة من بني هاشم. وقدم عليه الجنيد، يعني في الصلاة، فامتنع، فتقدم ولده، وقام المكبَرون يسمعون الناس. وصعد الخطيب المعروف بالكاهلي على سطح ليبلغ الناس.
قال ابن الأعرابي: وكنت أنا وأبو بكر غلام بلبل ومحمد الدينوري بائتين في مسجد أبي حمزة ليلة موته، فمات في السحر. وأخبرت أنه كان يقرأ حزبه من القرآن حتى ختم في تلك الليلة. وكان صاحب ليل، مقدماً في علم القرآن وحفظه. خاصة قراءة أبي عمرو. وقد حملها عنه جماعة. وأخذ عنه كتاب اليزيدي. وأخبرني مردويه أبو عبد الرحمن المقرئ أنه لم ير أحداً يقدمه في قراءة أبي عمرو، والقيام بها على أبي حمزة. وقد قرأ ابن مجاهد على مردويه.
وكان سبب علته أن الناس كثروا، فأتي أبو حمزة بكرسي، فجلس عليه، ثم مر في كلامه بشيء أعجبه، فردده وأغمي عليه حتى سقط عن الكرسي. وقد كان هذا يصيبه كثيراً، فانصرف من المجلس بين اثنين يوم الجمعة، فتعلل ودفن في الجمعة الثانية بعد الصلاة.
وكان أستاذ البغداديين، وهو أول من تكلم ببغداد في هذه المذاهب من صفاء الذكر وجمع الهمة والمحبة والشوق والقرب والأنس، لم يسبقه بها على رؤوس الناس ببغداد أحد.
وكان قد طاف البلاد، وصحب النساك بالبصرة، وغيرهما. وسافر مع أبي تراب وأشكاله طالباً الحقائق. وجالس أبا نصر التمار، وأحمد بن حنبل، وسريا السقطي، وهو مولى لعيسى بن أبان القاضي.
وقد سمعت أبا حمزة غير مرة يقول: قال لي أحمد بن حنبل: يا صوفي ما تقول في هذه المسألة؟
570 -
أبو الساج
.
كان من كبار قواد المعتمد على الله، وإليه تنسب الأجناد الساجية ببغداد. مات بجنديسابور في ربيع الأول سنة ست وستين ومائتين، وخلف أموالاً عظيمة.
• - أبو يزيد البسطامي، اسمه طيفور، قد ذكر.
• - أبو الدرداء المروزي، هو عبد العزيز بن منيب، مر باسمه.
• - أبو الدرداء المقدسي، هاشم بن يعلى، مر أيضا.
آخر الطبقة ولله الحمد
الطبقة الثامنة والعشرون
271 -
280 هـ
بسم الله الرحمن الرحيم
(الحوادث)
سنة إحدى وسبعين ومائتين
فيها توفي: عباس الدوري، وعبد الرحمن بن محمد بن منصور الحارثي، ومحمد بن حماد الطهراني، ومحمد بن سنان القزاز، ويوسف بن سعيد بن مسلم.
وفيها دخل محمد، وعلي ابنا الحسين بن جعفر بن موسى بن جعفر الصادق بن محمد المدينة، فقتلا فيها، وجبيا الأموال، وعطَلت الجمعة والجماعة من مسجد النبي صلى الله عليه وسلم شهراً.
وفيها عزل المعتمد عمرو بن الليث وأمر بلعنه على المنابر. وولى خراسان محمد بن طاهر. وكان محمد ببغداد، فاستناب عنه على نيسابور رافع بن هرثمة. وأقر على بخارى وسمرقند نصر بن أحمد بن أسد.
ثم جاءت كتب الموفق إلى رافع بقصد جرجان وآمل، وكانتا للحسن بن زيد، فسار إليه رافع سنة أربع وسبعين.
وفيها كانت وقعة عظيمة بين أبي العباس بن الموفق، وبين خمارويه بن أحمد بن طولون بأرض فلسطين كان الموفق قد جهز ولده في جنود العراق، وأعطاه الأموال، وولاه أعمال مصر والشام. فسار إلى الشام، ونزل بفلسطين، وجاء خمارويه، وكان قد قام في ولايات أبيه بعده، فالتقيا بحيث جرت الأرض من الدماء. ثم انهزم خمارويه إلى مصر، ونهبت أثقاله. ونزل أبو العباس في مضربه.
وكان سعد الأعسر كميناً لخمارويه، فخرج على أبي العباس وهم غارون، فانهزم جيشه، وذهب إلى طرسوس منهزماً في نفر يسير، وذهبت خزائنه. فانتهب الجميع سعد ومن معه. وهذا من أعجب الأمور، وهو
انهزام كل واحد من المقدمين، ثم اقتتال عسكرهما بعد رواحهما. ثم كان النصر للمصريين.
وفيها قدم بيوسف بن أبي الساج مقيداً على جمل. وكان قد وثب على الحاج، فقاتلوه وأسروه، ثم إنه حسنت حاله، وبكى على فعله، وشفع فيه مؤنس، فأطلق.
وفيها خرج بالمدينة إسحاق بن محمد الطالبي الجعفري، فقتل أمير المدينة الفضل بن العباس بن حسن العباسي، وعاث وأفسد وخرب المدينة.
سنة اثنتين وسبعين ومائتين
توفي فيها: أحمد بن عبد الجبار العطاردي، وأحمد بن عاصم الأصبهاني، وأبو عتبة أحمد بن الفرج الحمصي، وأحمد بن مهدي بن رستم، وسليمان بن سيف الحراني، وأبو أحمد محمد بن عبد الوهاب الفراء، وأبو جعفر محمد بن عبيد الله ابن المنادي، ومحمد بن عوف الحمصي.
وفيها وقع خلاف بين أبي العباس بن الموفق وبين يازمان الخادم في طرسوس، فأخرج أهلها أبا العباس عنهم. فقدم بغداد في جمادى الآخرة.
وفيها دخل حمدان بن حمدون وهارون الشاري الخوارج مدينة الموصل. وصلى الشاري بالناس في الجامع.
وفيها قبض الموفق على صاعد بن مخلد وعلى بنيه وأمواله، واستكتب عوضه إسماعيل بن بلبل.
وفيها تحركت الزنج بواسط وصاحوا: أنكلاي يا منصور. وكان أنكلاي ابن الخبيث، وسليمان بن جامع، والمهلبي، والشعراني، وغيرهم من قواد الزنج محبوسين ببغداد في يد فتح السعيدي. فكتب إليه الموفق أن يذبح الجماعة ويبعث رؤوسهم، ففعل. وقيل: صلبت أبدانهم على الجسر.
سنة ثلاث وسبعين ومائتين
فيها توفي: أحمد بن الوليد الفحام، وإسحاق بن سيار النصيبي، وحنبل بن إسحاق، والفتح بن شخرف، وأبو أمية محمد بن إبراهيم الطرسوسي، ومحمد بن يزيد بن ماجه.
وفيها كانت بالرافقة واقعة بين إسحاق بن كنداج، ومحمد بن أبي الساج، فانهزم إسحاق. ثم تواقعا أيضاً، وانهزم إسحاق في ذي الحجة.
وفيها وثب ثلاثة بنين لملك الروم على أبيهم فقتلوه، وملكوا أحدهم.
وفيها قبض الموفق على لؤلؤ الطولوني، وأخذ له أربع مائة ألف دينار شرهاً. ولم يكن له ذنب، بل ادعي عليه أنه كاتب خمارويه بن أحمد بن طولون.
سنة أربع وسبعين ومائتين
فيها توفي الحسن بن مكرم، وعلي بن إبراهيم الواسطي، ومحمد بن عيسى بن حيان المدائني، وأبو غسان مالك بن يحيى، بمصر.
وفيها خرج الموفق إلى كرمان لحرب عمرو بن الليث الصفار.
وفيها غزا يازمان الخادم الروم، فقتل وسبى وعاد سالماً.
سنة خمس وسبعين ومائتين
توفي فيها: أبو بكر المروذي الفقيه، وأحمد بن ملاعب، والحسين بن محمد بن أبي معشر نجيح، وأبو داود صاحب السنن، وأبو عوف البزوري عبد الرحمن بن مرزوق، ويحيى بن جعفر بن الزبرقان.
وفيها غزا يازمان البحر، فأخذ عدة مراكب للروم.
وفيها حبس الموفق ابنه أبا العباس، فشغب أصحابه وحملوا السلاح، واضطربت بغداد. فركب الموفق وقال: يا أصحاب ولدي أتراكم أشفق على ابني مني؟ وقد احتجت إلى تأديبه. فوضعوا السلاح وتفرقوا، واطمأنوا عليه.
سنة ست وسبعين ومائتين
فيها توفي: أحمد بن حازم بن أبي غرزة، وبقي بن مخلد الأندلسي، وعبد الله بن مسلم بن قتيبة، وأبو قلابة الرقاشي، ومحمد بن أحمد بن أبي العوام، ومحمد بن إسماعيل الصائغ، ومحمد بن سعد العوفي، ويزيد بن محمد بن عبد الصمد.
وفيها رضي المعتمد على عمرو بن الليث، وكتب اسمه على الأعلام والأترسة ببغداد.
وفيها قدم محمد بن أبي الساج هارباً عن خمارويه بعد وقعات جرت بينهما، وضعف عنه محمد.
وفيها سار الموفق إلى أصبهان، فنزح أحمد بن عبد العزيز بن أبي دلف بجيشه وعياله.
وفيها ولي عمرو بن الليث شرطة بغداد. ثم بعد قليل غضب عليه المعتمد وعزله، وأسقط اسمه من الأعلام.
سنة سبع وسبعين ومائتين
فيها توفي: إبراهيم بن أبي العنبس القاضي، والحسن بن سلام السواق، وأبو حاتم الرازي، ومحمد بن الجهم السمري.
وفيها اتفق يازمان الخادم أمير الثغر مع خمارويه، ودعا له على المنابر بطرسوس. فبعث إليه بثلاثين ألف دينار، وخمس مائة دابة، وخمس مائة ثوب من مصر. ثم بعث إليه بخمسين ألف دينار.
وفيها: استولى رافع بن هرثمة على طبرستان.
سنة ثمان وسبعين ومائتين
توفي فيها: أحمد بن عبيد بن ناصح، وإبراهيم بن الهيثم البلدي، وعبد الكريم بن الهيثم الديرعاقولي، والأمير أبو أحمد الموفق، ومحمد بن
شداد المسمعي، وموسى بن سهل الوشاء، وموسى بن عيسى بن المنذر الحمصي، وهاشم بن مرثد الطبراني.
وفيها وردت الأخبار أن نيل مصر غار ونقص نقصاً عظيماً، وغلت الأسعار. قال أبو المظفر بن الجوزي: غار النيل فلم يبق منه شيء.
قلت: ولم يتعرض المسبحي في تاريخه إلى شيء من ذلك.
وفي المحرم انصرف الموفق من الجبل إلى بغداد مريضاً، وكان به نقرس. وزاد مرضه فصار داء الفيل. وكان يبردون رجليه بالثلج، ويحمل على سرير، يحمله عشرون نفساً. فقال مرة للذين يحملون: لعلكم قد ضجرتم مني. وددت والله أني كأحدكم أحمل على رأسي وآكل، وأني في عافية. وقال في مرضه هذا: قد أطبق ديواني على مائة ألف مرتزق، وما أصبح فيهم أسوأ حالاً مني.
وزاد به انتفاخ رجله ومات.
وفيها ظهرت القرامطة بسواد الكوفة؛ وقد اختلفوا فيهم على أقوال: أحدها: إنه قدم رجلٌ من ناحية خوزستان إلى الكوفة، فنزل النهرين وأظهر الزهد والتقشف، يعمل الخوص ويقوم ويصوم. وإذا جلس إليه إنسان وعظه وزهده في الدنيا، وأعلمه أن الصلوات المفترضة في اليوم والليلة خمسون صلاة. حتى فشا ذلك عنه. ثم أعلمهم أنه يدعو إلى إمام من أهل البيت، فكانوا يجلسون إليه. ثم نظر نخلاً، فكان يأخذ من بقال كل ليلة رطل تمر يفطر عليه، ويبيعه النوى. فأتاه أصحاب النخل فأهانوه، وقالوا: ما كفاك أكل تمر النخل حتى تبيع النوى؟ فقال البقال: ويحكم ظلمتموه، فإنه لم يذق تمركم، وإنما يشتري مني التمر فيفطر عليه، ويبيعني النوى. فندموا على ضربه وتحللوه، وازداد نبلاً عند أهل القرية، وتبعه جماعة، فكان يأخذ من كل رجل ديناراً، واتخذ منهم اثني عشر نقيباً. وفرض عليهم كل يوم خمسين صلاةً، سوى نوافل اشتغلوا بها عن زراعتهم، فخربت الضياع. وكانت للهيصم هناك ضياع فقصروا، فبلغه شأنه، فطلبه وسأله عن أمره، فأخبره ودعاه إلى مذهبه. فحبسه في بيت وحلف ليقتلنه. فسمعته جارية من
جواريه، فرقت له، وأخذت المفتاح وفتحت عليه. ثم قفلت الباب، وأعادت المفتاح إلى مكانه، فانتبه الهيصم ففتح الباب فلم يجده. وقال الناس: رفع إلى السماء.
ثم ظهر في مكان آخر، فسألوه عن قصته فقال: من تعرض لي بسوء هلك. ثم تسحب إلى الشام، فلم يعرف له خبر. وصحبه رجل يقال له كرميتة، ثم خفف، فقيل قرمط.
وفي قول: كان هذا الرجل قد لقي الخبيث ملك الخوارج الزنج، فقال له: ورائي مائة ألف سيف، فوافقني على مذهبي حتى أصير إليك بمن معي.
وتناظرا فاختلفا، ولم يتفقا، فافترقا.
والقول الثاني: إن أول من أظهر لهم مذهبهم رجلٌ يقال له محمد الوراق يعرف بالمقرمط الكوفي. شرع لهم شرائع وتراتيب خالف بها دين الإسلام.
والثالث: إن بعض دعاتهم اكترى دواب من رجل يقال له قرمط بن الأشعث، فدعاه فأجابه.
والقول الأول أشهر.
ثم هم فرق: القرامطة، والباطنية، والخرمية، والبابكية، والمحمرة، والسبعية، والتعليمية.
فمن قول القرامطة: إن محمد ابن الحنفية هو المهدي، وإنه جبريل، وإنه هو المسيح، وإنه هو الدابة. ويزيدون في أذانهم: وأن نوحاً رسول الله، وأن عيسى رسول الله، وأن محمد ابن الحنفية رسول الله، وأن الحج والقبلة إلى بيت المقدس، ويوم الجمعة والاثنين والخميس يوم استراحة، وإن الصوم في السنة يومان: يوم النيروز ويوم المهرجان، وإن الخمر حلال، ولا غسل من الجنابة.
وتحيلوا على المسلمين بطرق شتى، ونفق قولهم على الجهال وأهل البر، ويدخلون على الشيعة بما يوافقهم، وعلى السنة بما يوافقهم. ويخدعون الطوائف، ويظهرون مع كل فرقة أنهم منهم.
وأما الباطنية، فقالت: لظواهر الآيات والأحاديث بواطن تجري
مجرى اللب من القشر. واحتجوا لكل آية ظهر وبطن، وأن من وقف على علم الباطن سقطت عنه التكاليف.
وأما الخرمية، فخرم اسم أعجمي معناه الشيء المستلذ، وهم أهل الإباحة من المجوس الذين نبغوا في أيام قباذ، فأباحوا المحظورات.
وأما البابكية، فأصحاب بابك الخرمي. لهم ليلة في السنة يختلط فيها النساء والرجال، فمن وقعت في يده امرأة استحلها، إلى غير ذلك من الخروج عن الملة.
وأما المحمرة، فيلبسون الثياب الحمر، ولهم مقالة.
وأما السبعية، فزعموا أن الكواكب السبعة تدبر العالم السفلي.
وأما التعليمية، فأبطلوا القياس؛ ولا علم عندهم إلا ما تلقي من إمامهم.
والإسماعيلية من القرامطة. وقيل: إن قرمط غلام إسماعيل بن جعفر الصادق، ولم يصح.
وكل هؤلاء يذهبون إلى مذهب الملاحدة كزرادشت، ومزدك، وماني، الذين جحدوا النبوة وأباحوا المحظورات. وقالوا بقول الفلاسفة والدهرية، لعنهم الله.
وفيها غزا يازمان الخادم حصن سلند، فنصب عليه المجانيق وكاد يفتحه، فجاءه حجر من الحصن فقتله، فارتحلوا به وبه رمق، فمات في الطريق. وحمل فدفن بطرسوس. وكان شجاعاً، جواداً، كريماً.
سنة تسع وسبعين ومائتين
توفي فيها: المعتمد على الله، وأحمد بن الخليل البرجلاني، وأحمد بن أبي خيثمة، وإبراهيم بن عبد الله القصار، وأبو يحيى بن أبي مسرة، وأبو عيسى الترمذي.
ولثمان بقين من المحرم خلع جعفر المفوض من العهد، وقدم عليه
المعتضد، وكتب إلى الآفاق بذلك. وتم ذلك لتمكن المعتضد من الأمور، ولطاعة الجيش له.
وفيها أمر المعتضد أن لا يقعد في الطريق منجم ولا قصاص، واستحلف الوراقين لا يبيعون كتب الفلاسفة والجدل ونحو ذلك.
وضعف أمر المعتمد معه، وتوفي بعد أشهر من السنة، فولي المعتضد أبو العباس ابن الموفق الخلافة.
وفيها قدم رسول خمارويه صاحب مصر بهدية إلى المعتضد، وذلك عشرون حمل بغل من الذهب من سوى الخيل والسروج والجواهر والتحف، وزرافة، وقدمت عليه هدايا عمرو بن الليث، فولاه خراسان.
وتوجهت الرسل في تزويج علي ابن المعتضد ببنت خمارويه؛ ثم تزوجها المعتضد.
وفيها توفي نصر بن أحمد بن أسد أمير ما وراء النهر، فولي بعده أخوه إسماعيل.
وفيها فتح أحمد بن عيسى ابن الشيخ قلعة ماردين، أخذها من محمد بن إسحاق بن كنداج.
وصلى المعتضد بالناس صلاة الأضحى، فكبر في الأولى ستاً، وفي الثانية واحدة. ولم تسمع منه الخطبة.
وحج بالناس هارون بن محمد العباسي، وهي آخر حجة حجها بالناس، وكان قد حج بهم ست عشرة حجة متوالية.
سنة ثمانين ومائتين
توفي فيها: أحمد بن محمد البرتي، وعثمان بن سعيد الدارمي، وأبو إسماعيل الترمذي، وهلال بن العلاء.
وفي أولها قبض المعتضد على محمد بن الحسن بن سهل. وكان أحد قواد صاحب الزنج ثم استأمن إلى الموفق، فبلغ المعتضد أنه يدعو إلى ولد المهتدي بالله فقرره، وقال: أخبرني عن الرجل الذي تدعو إليه؟ فقال: لو كان تحت قدمي ما رفعتهما عنه. فقتله.
وفي صفر، سار المعتضد بجيوشه يريد بني شيبان، وكانوا قد عاثوا وأفسدوا، فلحقهم بالسن، فقتل منهم خلقاً، وغرق خلقاً، وغنم الجيش من أموالهم ما لا يحصى، بحيث أبيعت الشاة بدرهم، والجمل بخمسة دراهم.
وأمر المعتضد بحفظ النساء والذراري، وأن لا يتعرض لهم. ثم وصل إلى الموصل. ثم لقيه بنو شيبان وتذللوا له، فأخذ منهم خمس مائة رجل رهائن، ورد عليهم نساءهم وذراريهم.
وفيها افتتح محمد بن أبي الساج مراغة بعد حصار طويل، وأخذ منها مالاً كثيراً.
وفيها مات المفوض إلى الله جعفر ابن المعتمد الذي كان ولي عهد أبيه في ربيع الآخر. وكان محبوساً في دار المعتضد لا يراه أحد. وقيل: إن المعتضد كان ينادمه.
وفيها ولد بسلمية القائم أبو القاسم محمد ابن المهدي عبد الله ببلد سلمية. وكان بها أمرهم وأموالهم. وأسلفنا سنة سبعين شيئاً من خبرهم.
وفيها دخل داعيهم أبو عبد الله مع بني كتامة إلى أرض القيروان في ربيع الأول، فاشتهر أمره وتسامعوا به، وأتوه وبالغوا في احترامه. فاتصل خبره بإبراهيم بن أحمد صاحب إفريقية، فبعث يخوفه ويحذره الخروج. فلم يباله.
واشتهر زهد الداعي أبي عبد الله وعلمه، فلما هم صاحب إفريقية بقبضه استنهض الذين تبعوه، فالتقى الفريقان، فانتصر أبو عبد الله، وقتل وغنم؛ فحاربه صاحب إفريقية مرات، وأبو عبد الله في زيادة، وصاحب إفريقية في نقص. ثم إنه في الآخر قتل.
وفيها غزا إسماعيل بن أحمد بن أسد أمير ما وراء النهر بلاد الترك، وأسر ملكها وزوجته، وأسر عشرة آلاف، وقتل عشرة آلاف. وأصاب أموالاً عظيمة، بحيث أصاب الفارس من الغنيمة ألف درهم.
ومات الأمير مسرور البلخي الذي كان مع الموفق في وقت الحصار.
ذكر خبر الزلزلة بالدبيل: روي أن في ذي الحجة ورد كتاب من الدبيل أن القمر انكسف في شوال من السنة، وأن الدنيا أصبحت مظلمة إلى
العصر، فهبت ريحٌ سوداء، فدامت إلى ثلث الليل، وأعقبها زلزلة عظيمة أذهبت عامة المدينة. وأنهم أخرجوا من تحت الهدم ثلاثين ألفا إلى تاريخ الكتاب. ثم زلزلت خمس مرات، فكان عدة من أخرج من تحت الردم مائة ألف وخمسين ألفاً.
وفيها زيد في جامع المنصور دار المنصور التي كان يسكنها. وغرم على إصلاح ذلك عشرون ألف دينار.
بسم الله الرحمن الرحيم
المتوفون في هذه العشر على المعجم
1 -
أحمد بن إبراهيم البغدادي
، أبو بسطام الأطروش.
سمع: هوذة بن خليفة. وعنه: أبو بكر الشافعي البزاز.
توفي سنة تسع وسبعين.
2 -
أحمد بن إبراهيم بن هشام بن يحيى ين يحيى
، أبو حارثة الغساني الدمشقي.
سمع: أباه، وهشام بن عمار، وجماعة. وعنه: أحمد بن جوصا، وأبو يعقوب إسحاق الأذرعي، وأبو عوانة في صحيحه، وقال: حدثنا أبو حارثة سيد أهل الشام.
3 -
أحمد بن إسحاق بن المختار
، أبو بكر الدقاق.
سمع: أبا كامل الجحدري، ومحمد بن أبي بكر المقدمي. وعنه: أحمد بن كامل القاضي، وغيره. توفي سنة سبع وسبعين.
4 -
أحمد بن إسماعيل بن مهدي السكوني الحمصي
.
روى عن: أحمد بن كثير الصنعاني. وعنه: الطبراني.
5 -
أحمد بن الأسود
، أبو علي الحنفي البصري.
سمع: يزيد بن هارون، وغيره. وولي قضاء قرقيسياء.
ذكره ابن حبان في الثقات، وقال: حدثنا عنه: أحمد بن عبيد الله الجسري. وتوفي سنة خمس وسبعين.
6 -
أحمد بن أيوب بن بزيع الهاشمي
.
يروي عن: عبد الله بن صالح العجلي، وغيره.
توفي سنة سبع وسبعين.
7 -
أحمد بن بكر بن سيف المروزي
.
رحل وسمع من: أبي نعيم، وغيره. وكان موثقاً.
توفي سنة أربع وسبعين.
8 -
أحمد بن بكر البالسي
، أبو بكر.
توفي بعد السبعين أو قبلها.
وحدث عن: يزيد بن هارون، وزيد بن الحباب، ومحمد بن مصعب، وطائفة.
وكان ثقة يخطئ.
وقد تقدم في تلك الطبقة.
وأما الأزدي فقال: كان يضع الحديث.
9 -
أحمد المعتمد على الله
، أبو العباس أمير المؤمنين ابن المتوكل على الله جعفر ابن المعتصم بالله محمد ابن الرشيد الهاشمي العباسي.
ولد سنة تسع وعشرين ومائتين بسر من رأى، وأمه رومية اسمها فتيان.
قال ابن أبي الدنيا: كان أسمر رقيق اللون، أعين، خفيفاً، لطيف اللحية، جميلاً. ولد في أول سنة تسع، ومات ليلة الاثنين لإحدى عشرة بقيت من رجب سنة تسع وسبعين فجاءة ببغداد. وحمل فدفن بسامراء. وكانت خلافته ثلاثا وعشرين سنة وستة أيام، والصواب: وثلاثة أيام.
قلت: استخلف بعد المهتدي بالله، وقد سار بنفسه لحرب يعقوب بن الليث الصفار. فالتقاه بقرب دير العاقول، فنصر عليه، وهزم جيش الصفار أقبح هزيمة سنة اثنتين وستين.
وقيل: كان المعتمد مربوعاً نحيفًا. فلما استخلف سمن وأسرع إليه الشيب.
مات بالقصر الحسني مع الندماء والمطربين، أكل في ذلك اليوم رؤوس الجداء، ومات في اليوم الثاني فجاءة. فقيل: إنه سم في الرؤوس. ومات معه من أكل منها. وقيل: بل نام فغم في بساط. وقيل: سموه في كأس. فدخل عليه إسماعيل القاضي وجماعة شهود، فلم يروا به أثراً.
وكان منهمكاً على اللذات. فاستولى أخوه الموفق على الأمور وقوي عليه، وانقهر معه المعتمد. ثم مات المعتمد وهو كالمحجور عليه من بعض الوجوه، من جهة المعتضد أيضاً ابن الموفق.
وكانت عريب جارية المعتمد قد وصلها أموال جزيلة من المعتمد، ولها فيه مدائح.
وكان يتعانى المسكر ويعربد على الندماء.
واستخلف بعده المعتضد ابن الموفق.
10 -
أحمد بن حازم بن أبي غرزة
، أبو عمرو الغفاري الكوفي.
أحد الأثبات المجودين. سمع: جعفر بن عون، ويعلى بن عبيد، وعبيد الله بن موسى، وإسماعيل بن أبان، وطائفة. وعنه: مطين، وابن دحيم الشيباني، وإبراهيم بن عبد الله بن أبي العزائم، والكوفيون كابن عقدة، وغيره.
وله مسند مشهور، وقع لنا منه شيء.
ذكره ابن حبان في الثقات، وقال: كان متقناً.
قلت: توفي في ذي الحجة سنة ست وسبعين.
11 -
أحمد بن الحباب بن حمزة
، أبو بكر الحميري النسابة البلخي.
سمع: مكي بن إبراهيم، وإسماعيل بن أبي أويس. وعنه: حرب بن إسماعيل الكرماني، وأبو بكر بن أبي داود، وعبد الله بن جعفر بن درستويه.
توفي سنة سبع.
12 -
أحمد بن حرب بن مسمع البغدادي المعدل
.
سمع عفان، ومسلم بن إبراهيم. وعنه أبو جعفر بن البختري، وابن نجيح.
وكان ثقة ثبتا محدثا.
توفي سنة خمس وسبعين.
13 -
أحمد بن الخليل بن ثابت
، أبو جعفر البرجلاني. والبرجلانية محلة ببغداد.
سمع: أبا النضر هاشم بن القاسم، والواقدي، والأسود بن عامر شاذان، والحسن ابن الأشيب. وعنه: النجاد، وأبو عمرو ابن السماك، ومحمد بن جعفر بن الهيثم الأنباري، وآخرون.
وثقه الخطيب، وقال: مات في ربيع الأول سنة تسع.
14 -
أحمد بن الخليل بن حرب النوفلي
، مولى بني نوفل بن الحارث القرشي القومسي.
حدث بأصبهان عن: أبي النضر هاشم أيضا، وعبيد الله بن موسى، وأبي عبد الرحمن المقرئ، ومعلى بن أسد. وهو من أهل قومس. محدث فاضل، يكنى أبا عبد الله.
روى عنه: عمر بن عبد الله بن حسن، ومحمد بن أحمد بن يزيد الزهري، وأهل أصبهان، وأبو حاتم الرازي وكذبه، ويحيى بن عبدك، والفضل بن الخصيب.
وقال أبو زرعة: يكذب على من لقي وعلى من لم يلق. ويحدث عن قوم ماتوا قبل أن يولد بعشرين سنة.
وقال ابن مردويه: فيه لين.
قلت: وكأنه قديم الوفاة.
15 -
أحمد بن أبي خيثمة زهير بن حرب بن شداد
، أبو بكر النسائي ثم البغدادي الحافظ، صاحب التاريخ المشهور.
سمع: أباه، وأبا نعيم، وهوذة بن خليفة، وقطبة بن العلاء بن المنهال الغنوي، ومسلم بن إبراهيم، وعفان، ومحمد بن سابق، وموسى بن إسماعيل، وأحمد بن يونس اليربوعي، وأبا غسان النهدي، وخلقاً كثيراً. وعنه: البغوي، وابن صاعد، وعلي بن محمد بن عبيد، ومحمد بن مخلد، ومحمد بن أحمد الحكيمي، وإسماعيل الصفار، وأبو سهل بن زياد، وأحمد بن كامل، وخلق.
قال أبو بكر الخطيب: كان ثقة عالماً متقناً حافظًا، بصيراً بأيام الناس، راوية للأدب.
أخذ علم الحديث عن: أحمد، وابن معين، وعلم النسب عن: مصعب الزبيري. وأيام الناس عن: أبي الحسن علي بن محمد المدائني. والأدب عن: محمد بن سلام الجمحي. وله كتاب التاريخ الذي أحسن تصنيفه وأكثر فائدته فلا أعرف أغزر فوائد منه.
وقال الدارقطني: ثقة مأمون.
وقال ابن قانع: مات في جمادى الأولى سنة تسع وسبعين.
وكذا قال ابن المنادي، وزاد: وقد بلغ أربعاً وتسعين سنة.
وقيل: دون ذلك.
16 -
أحمد بن زكريا بن كثير الجوهري
.
عن إبراهيم بن حميد الطويل، وسعد بن شعبة بن الحجاج، وأبي نعيم. وعنه ابن مخلد، وأبو بكر الشافعي.
17 -
أحمد بن سعد بن إبراهيم بن سعد بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف
. أبو إبراهيم الزهري.
سمع: عفان، وعلي بن الجعد، ويحيى بن بكير، ويحيى بن سليمان الجعفي، وعلي بن بحر القطان، ومحمد بن سلام الجمحي، وغيرهم.
وعنه: ابن صاعد، والمحاملي، وإسماعيل الصفار، وأبو عوانة في صحيحه في أماكن، وقال مرة: وكان من الأبدال؛ وجماعة.
قال الخطيب: وكان مذكوراً بالعلم والفضل، موصوفاً بالصلاح والزهد، ومن أهل بيت كلهم علماء ومحدثون. وله أخوان أكبر منه: عبيد الله، وعبد الله.
وقال عبيد الله بن عبد الرحمن الزهري: حدثني أبي قال: مضى عمي أبو إبراهيم الزهري إلى أحمد بن حنبل فسلم عليه، فلما رآه وثب وقام إليه وأكرمه، فلما أن مضى قال له ابنه عبد الله: يا أبه، شاب تعمل به هذا وتقوم إليه؟ قال: يا بني لا تعارضني في مثل هذا، ألا أقوم إلى ابن عبد الرحمن بن عوف؟
وقال ابن المنادي: توفي في خامس المحرم سنة ثلاث وسبعين، وقد بلغ خمساً وسبعين سنة.
وقال ابن صاعد: كان ثقة. وقال غيره: كان يعد من الأبدال.
18 -
أحمد بن سعيد بن زياد
. أبو العباس الجمال.
بغدادي ثقة. سمع: عبد الله بن بكر السهمي، وأبا النضر، وحجاج بن محمد. وعنه: محمد بن العباس بن نجيح، وأبو بكر الشافعي. وأحمد بن كامل، وجماعة.
توفي في شوال سنة ثمان وسبعين.
وثقه الخطيب.
19 -
أحمد بن سليمان أبو بكر الصوري
.
نزل عرقة، وحدث عن: سعيد بن منصور، ومهدي بن جعفر الرملي، وغير واحد. روى عنه: محمد بن يوسف الهروي وخيثمة الأطرابلسي.
20 -
أحمد بن السميذع الشاشي الحافظ
.
سمع: مسدداً، ويحيى بن بكير، وجماعة. وطوف وصنف.
توفي في صفر سنة أربع وسبعين.
21 -
أحمد بن طالب
. أبو العباس التميمي القيرواني. قاضي القيروان.
تفقه على سحنون حتى برع. وحج وأخذ عن: يونس بن عبد الأعلى، وابن عبد الحكم.
وكان سمحاً جواداً سرياً عادلاً، قوالاً بالحق. تلاعن في أيامه زوجان. وقد أنكر على أمير القيروان ابن الأغلب، فامتحنه وسجنه، فيقال: إنه سقاه سماً، فمات شهيدا في سنة خمس وسبعين.
22 -
أحمد بن أبي طاهر الكاتب
، أبو الفضل.
أحد البلغاء والشعراء. أصله مروذي، استوطن بغداد، وصنف كتاب أخبار الخلفاء. روى عن: عمر بن شبة، وطبقته. روى عنه: محمد بن المرزبان، وغيره.
وتوفي سنة ثمانين ومائتين، عن ست وسبعين سنة.
ومن شعره: حسب الفتى أن يكون ذا حسب من نفسه ليس حسبه حسبه ليس الذي يبتدي به نسبٌ مثل الذي ينتهي به نسبه
23 -
أحمد بن العباس بن أشرس
. أبو العباس البغدادي الحافظ.
سمع: أبا إبراهيم الترجماني، وخلف بن سالم. وعنه: محمد بن جعفر المطيري، وعثمان ابن السماك.
وكان ثقة.
توفي سنة ثلاث وسبعين.
24 -
أحمد بن عبد الله الكندي اللجلاج
.
عن: أسد بن موسى.
توفي سنة ثلاث أيضاً.
25 -
أحمد بن عبد الله بن يزيد
، أبو جعفر المؤدب.
عن: أبي معاوية الضرير، وعبد الرزاق. وعنه: أبو ذر ابن الباغندي.
وكان كذاباً. قال ابن عدي: كان يضع الحديث.
توفي سنة إحدى وسبعين.
26 -
أحمد بن عبد الله بن ثابت
، أبو شيخ الشاشي.
عن: مسلم بن إبراهيم، وأبي الوليد. وعنه: مذكور بن فراس شيخ لابن حبان، وذكره في كتاب الثقات.
27 -
أحمد بن زكريا بن كثير الجوهري
، عن إبراهيم بن حميد الطويل، وسعد بن شعبة بن الحجاج، وأبي نعيم.
ثقة.
عنه: ابن مخلد، وأبو بكر الشافعي.
28 -
أحمد بن عبد الله بن قاسم البغدادي الحافظ
. رغيف.
حافظٌ موصوفٌ بالفهم. تحمل عن: عبيد الله بن معاذ العنبري، وطبقته. وعنه: ابن الأعرابي، وابن مخلد.
مات سنة تسع وستين.
29 -
أحمد بن عبد الله اللحياني العكاوي
.
سمع: آدم بن أبي إياس. لقيه الطَبراني بعكا سنة خمس وسبعين.
وهذا لم يذكره ابن عساكر في تاريخه.
30 -
أحمد بن عبد الجبار بن محمد بن عمير بن عطارد
. أبو عمر التميمي العطاردي الكوفي.
حدث ببغداد عن: أبي بكر بن عياش، وعبد الله بن إدريس، وحفص بن غياث، وأبي معاوية، ويونس بن بكير، روى عنه مغازي ابن إسحاق. وعنه: ابن صاعد، وابن أبي الدنيا، وابن أبي داود، والمحاملي، ورضوان الصيدلاني، وعثمان ابن السماك، وأبو سهل بن زياد، وأبو العباس الأصم، وطائفة.
ولد سنة سبع وسبعين ومائة. وسمع بعناية أبيه. وكان أسند من بقي، إلا أنه ضعيف.
وقال ابن عدي: رأيتهم مجمعين على ضعفه. ولم أر له حديثاً منكراً. إنما ضعفوه بأنه لم يلق أولئك.
وقال الأصم: سمعت أبا عبيدة السري بن يحيى، وسأله أبي عن العطاردي فوثقه.
وقال أبو كريب: إنه سمع من أبي بكر بن عياش.
وقال الدارقطني: لا بأس به. قد أثنى عليه أبو كريب.
وقال محمد بن الحسين بن حميد بن الربيع، عن أبيه قال: ابتدأ أبو
كريب يقرأ علينا المغازي، فقرأ علينا مجلساً أو مجلسين، فلغط بعض أصحاب الحديث، فقطع قراءته وحلف لا يقرؤه علينا. فعدنا إليه نسأله، فأبى وقال: امضوا إلى عبد الجبار العطاردي؛ فإنه كان يحضر سماعه معنا من يونس بن بكير. فقلنا: فإن كان قد مات؟ قال: اسمعوه من ابنه أحمد، فإنه كان يحضره معنا. قال: فدللنا إلى منزل أحمد، وكان يلعب بالحمام، فقال لنا: مذ سمعناه ما نظرت فيه، ولكن هو في قماطر فيها كتب فاطلبوه. فقمت فطلبته، فوجدته وعليه ذرق الحمام، وإذا سماعه مع أبيه بالخط العتيق. فسألته أن يدفعه إلي ويجعل وراقته لي، ففعل.
قول مطين فيه: روى الخطيب بإسناده إلى جعفر الخلدي قال: قال محمد بن عبد الله الحضرمي: أحمد بن عبد الجبار العطاردي كان يكذب.
قلت: هذا إن كان كما قال، فمحمولٌ على نطقه ولهجته، لا أنه كان يكذب في الحديث، إذ ذلك معدوم. لأنه لم يوجد له حديث تفرد به، وإن عنى بأنه روى عمن لم يدركه فذاك مردود؛ لأن أبا كريب شهد له أنه سمع من يونس، وأبي بكر بن عياش. وأيضاً فإن أباه كان محدثاً، فبكر بسماعه. ومما يقوي صدقه أنه روى أوراقاً من المغازي، عن أبيه، عن يونس. فهذا يدل على تحريه الصدق.
وقد أثنى عليه الخطيب، وقواه.
قال ابن السماك: مات بالكوفة سنة اثنتين وسبعين في شعبان.
وقع حديثه عالياً للمؤتمن بن قميرة وطبقته.
31 -
أحمد بن عبد الرحيم بن يزيد
، أبو زيد الحوطي الحمصي. نزيل جبلة.
سمع: أبا المغيرة، وأبا اليمان، وعلي بن عياش، ومحمد بن مصعب القرقساني. وعنه: أبو القاسم الطبراني، وجعفر بن محمد بن هشام الكندي، وجماعة.
وكان حياً في سنة تسع وسبعين.
وقيل: هو أحمد بن عبد الرحيم بن بكر بن فصيل الحوطي.
32 -
أحمد بن عبد الوهاب بن نجدة
. أبو عبد الله الحوطي الحمصي: نزيل جبلة.
سمع: أحمد بن خالد الوهبي، وجنادة بن مروان الأزدي، وأبا المغيرة عبد القدوس، وعلي بن عياش، وجماعة.
وعنه: النسائي في اليوم والليلة، وعلي بن سراج المصري، وعبد الصمد بن سعيد القاضي، وسليمان الطبراني.
حدث أيضاً في سنة سبع بجبلة.
وهذان من كبار شيوخ الطبراني.
33 -
أحمد بن عبد الوهاب العبدي النيسابوري الفراء
. أخو محمد.
سمع: مكي بن إبراهيم، وعبدان عبد الله بن عثمان.
وعنه: أهل بلده. توفي سنة اثنتين وسبعين.
34 -
أحمد بن عبيد الله بن إدريس
. أبو بكر البغدادي النرسي. مولى بني ضبة.
سمع: يزيد بن هارون، وأبا بدر السكوني، وروح بن عبادة، وشبابة، ويحيى بن أبي بكير، وطائفة. وعنه: ابن صاعد، وابن السماك، ومكرم بن أحمد القاضي، وأحمد بن كامل القاضي، وأبو بكر الشافعي، وجماعة.
قال الخطيب: كان ثقة أميناً.
وقال ابن كامل: توفي في خامس ذي الحجة سنة ثمانين.
وقال مرةً أخرى: في خامس ذي الحجة سنة تسع وسبعين والقولان صحيحان عنه. والأول له فيه متابع، وهو أبو الحسين ابن المنادي. تابعه على السنة فقط.
وكان مولده سنة ست وثمانين ومائة.
وثقه أيضاً الدارقطني؛ وكان مسنداً متفرداً.
35 -
أحمد بن عبيد بن ناصح بن بلنجر الديلمي ثم البغدادي النحوي. مولى بني هاشم أبو جعفر الملقب بأبي عصيدة.
روى عن: يزيد بن هارون، وأبي داود، وعبد الله بن بكر، وعلي بن عاصم، والأصمعي، ومحمد بن مصعب، وجماعة. وعنه: علي بن محمد المصري، ومحمد بن جعفر الأدمي، وعبد الله بن إسحاق الخراساني، وجماعة.
وله مناكير.
أنبأني المسلم بن علان، وجماعة قالوا: أخبرنا أبو اليمن الكندي، قال: أخبرنا أبو منصور الشيباني، قال: أخبرنا أبو بكر الحافظ، قال: أخبرنا أبو الفضل عبد الواحد بن عبد العزيز التميمي، قال: حدثنا عبد الله بن إسحاق المعدل، قال: حدثنا أحمد بن عبيد بن ناصح، قال: حدثنا الأصمعي، قال: حدثنا ابن عون، عن ابن سيرين، عن أبي هريرة قال: زر على رسول الله صلى الله عليه وسلم قميصه الذي كفن فيه. قال ابن سيرين: وأنا زررت على أبي هريرة قميصه. قال ابن عون وأنا زررت على ابن سيرين قميصه. قال الأصمعي: فذكرت ذلك لحماد بن زيد، فقال: أنا زررت على ابن عون قميصه. تابعه عمار بن زربي، عن الأصمعي، من وجه غريب، ولا يصح رفعه. والمحفوظ حديث بشر بن موسى، وكان ثقة، سمع الأصمعي يقول: سمعت ابن عون يقول: سمعت محمداً يقول: يستحب أن يكون قميص الميت مثل قميص الحي مكففاً مزرراً. قال: فحدثت به حماد بن زيد، فقال: أنا زررت على ابن عون قميصه، وألبسته.
وقال ابن عدي: أبو عصيدة كان بسر من رأى يحدث عن الأصمعي، ومحمد بن مصعب بمناكير. ثم ذكر الحديث المذكور، وقال:
لا أعلم رواه غير أبي عصيدة، وعمار بن زربي البصري. وأبو عصيدة أصلح حالاً من عمار. سمعت عبدان يصرح بكذب عمار. قال: وله حديث طويل عن محمد بن مصعب، عن الأوزاعي في دخوله على المنصور، لم يحدث به غيره.
قال: وأبو عصيدة مع هذا كله كان من أهل الصدق.
قلت: توفي سنة ثمان وسبعين، وكان من أئمة العربية.
36 -
أحمد بن عتيق
. أبو النضر الخزاعي المروزي.
عن: عبيد الله بن موسى، وغيره. وعنه: أهل مرو.
وهو مستقيم الحديث. مات سنة أربع وسبعين.
37 -
أحمد بن عثمان بن سعيد
. أبو بكر الأحول كرنيب.
حافظ صدوق. عن: كثير بن يحيى صاحب البصري، وعلي بن بحر القطان، وأحمد بن حنبل، ومنصور بن أبي مزاحم. وعنه: محمد بن مخلد، ومحمد بن جعفر المطيري.
توفي سنة ثلاث وسبعين، ولم يشتهر لأنه لم يشخ.
38 -
أحمد بن عصام
. أبو يحيى الأنصاري، مولاهم. ابن أخت الزاهد محمد بن يوسف الأصبهاني.
ذكره ابن أبي حاتم، وروى عنه، ووثقه، وقال: هو أحمد بن عصام بن عبد المجيد بن كثير بن أبي عمرة الأنصاري الأصبهاني.
سمع: أبا داود الطيالسي، ومعاذ بن هشام، وأبا أحمد الزبيري، وجماعة. وعنه: أبو بكر بن أبي داود، وعبد الله بن جعفر بن فارس، وأحمد بن جعفر السمسار، وطائفة. ولا أعلم أحداً تكلم فيه بسوء.
توفي في رمضان سنة اثنتين وسبعين.
39 -
أحمد بن علي بن بشر الأموي الأصبهاني
.
عن: محمد بن بكير. وعنه: ابنه محمد. توفي سنة أربع وسبعين.
40 -
أحمد بن علي. أبو جعفر العكبري
، المعروف بخسرو.
روى عن: أبي نعيم، والحسن بن الربيع البوراني، وسليمان ابن بنت شرحبيل. وعنه: محمد بن مخلد، وعلي بن يعقوب بن أبي العقب.
41 -
أحمد بن العلاء بن هلال
. أخو هلال بن العلاء الرقي. فقيه، فاضل، يكنى أبا عبد الرحمن. ولي قضاء ديار مصر
، وتوفي سنة أربع أيضاً. وقيل: سنة خمس.
يروي عنه: خيثمة الأطرابلسي، وأبو الميمون بن راشد، وابن حذلم. سمع: عبد الله بن جعفر الرقي، وطبقته.
42 -
أحمد بن عمران بن أبان أبو جعفر الفارسي
، ثم الصوري.
روى عن: عبد الوهاب بن نجدة، وأبي إبراهيم الترجماني، وموسى بن أيوب النصيبي.
وعنه: ابن جوصا، ومحمد بن يوسف الهروي، ومحمد بن جعفر بن ملاس.
43 -
أحمد بن عياض
. أبو غسان الفرضي.
شيخ مصري. روى عن: يحيى بن حسان، ويحيى بن عبد الله بن بكير. وعنه: ابنه أبو علاثة محمد، وحفيده عبد الله بن عبد الملك، والمعافى بن عمران، وغيرهم.
توفي سنة ثلاث وسبعين في رجب.
وسيأتي ابنه أبو علاثة بعد التسعين. تفرد بحديث الطير.
44 -
أحمد بن عيسى بن زيد اللَخمي الخشاب التنيسي
.
عن: عمرو بن أبي سلمة، وعبد الله بن يوسف. وعنه: عبد الله بن محمد بن المنهال، وعيسى بن أحمد الصُوفي، وموسى بن العباس، وجماعة.
ضعفه ابن عدي، وغيره. وقال ابن يونس: مضطرب الحديث جداً.
توفي سنة ثلاث أيضاً بتنيس. وله عن: عبد الله بن يوسف قال: حدثنا إسماعيل بن عياش، عن ثور بن يزيد، عن خالد بن معدان، عن أبي أمامة مرفوعاً: الأمناء عند الله ثلاثة: جبريل، وأنا، ومعاوية.
قال ابن جوصا: ومثل هذا لا يحتمله عبد الله فإنه ثقة.
قلت: الحديث موضوع.
فأما:
45 -
أحمد بن إسحاق الخشاب البلدي
.
فيروي عن عفان. لقيه الطبراني ببلد.
46 -
و
أحمد بن إسحاق الخشاب الرقي
.
روى عن: عبيد بن جناد الحلبي. وعنه: الطبراني.
47 -
أحمد بن عيسى بن ماهان
، أبو جعفر الرازي المعروف بالجوال.
سمع هشام بن عمار، وعبد العزيز بن يحيى المدني، وجماعة. وعنه مكرم بن أحمد القاضي، وأحمد بن بندار الشعار، وغيرهما.
48 -
أحمد بن الفرج بن سليمان
، أبو عتبة الكندي، الحمصي المعروف بالحجازي، المؤذن.
عن: بقية بن الوليد، وضمرة بن ربيعة، وابن أبي فديك، وعمر بن عبد الواحد الدمشقي، وأيوب بن سويد الرملي، وعقبة بن علقمة البيروتي، ومحمد بن حمير، ومحمد بن حرب الأبرش، وعثمان بن عبد الرحمن الطرائفي، ومحمد بن يوسف الفريابي.
وعنه: النسائي في غير السنن، وأبو العباس السراج، وموسى بن هارون، ومحمد بن جرير، ويحيى بن صاعد، وابن أبي حاتم، وابن جوصا: الحفاظ، وأبو التريك محمد بن الحسين الأطرابلسي، وخيثمة الأطرابلسي، وأبو العباس الأصم، ويوسف بن يعقوب الأزرق، وخلق.
قال ابن أبي حاتم: محله عندنا الصدق.
وقال ابن عدي: كان محمد بن عوف يضعفه ويتكلم فيه. وكان ابن جوصا يضعفه.
وقال ابن عدي: هو مع ضعفه قد احتمله الناس، وليس ممن يحتج به.
وأما عبد الغافر بن سلامة الحمصي، فقال: كان محمد بن عوف، وعمي، وأصحابنا يقولون: إنه كذاب. فلم نسمع منه شيئاً.
قال: وقال محمد بن عوف: هذا كذاب رأيته عند بئر أبي عبيدة في سوق الرستن، وهو يشرب مع مردان وهو يتقيأ، وأنا مشرفٌ عليه من كوة في بيت كانت لي فيه تجارة سنة تسع عشرة ومائتين.
وكان أيام أبي الهرماس يسمونه الغداف. كان له ترس فيه أربع مسامير كبار، إذا أخذوا رجلاً يريدون قتله صاحوا: أين الغداف؟ فيجيء. فإنما يضربه بها أربع ضربات حتى يقتله. قد قتل غير واحد بترسه ذاك. ثم ساق فصلاً في كذبه.
قال عبد الغافر: كان أبو عتبة جارنا، وكان مؤذن الجامع. وكان يخضب بالحمرة.
وقال الخطيب: بلغني أنه توفي سنة إحدى وسبعين.
49 -
أحمد بن الفرج بن شاكر أبو بكر الغافقي المصري
.
عن: سعيد بن أبي مريم، وغيره.
توفي سنة أربع وسبعين.
50 -
أحمد بن الفرج بن عبد الله
، أبو علي الجشمي البغدادي المقرئ.
عن: عباد بن عباد، وعبد الرحمن بن مهدي، وسويد بن العزيز، وعبد الله بن نمير، وغيرهم. وعنه: إسحاق بن سنين الختلي، ومحمد بن جعفر القماطري، وأبو جعفر بن البختري.
وكان ضعيفاً. قال الحسين بن أحمد بن بكير الحافظ: هو ضعيف.
239 -
أحمد بن كعب بن خريم
. أبو جعفر المري الدمشقي.
عن: أبيه، وأبي مسهر. وعنه: ابن جوصا، والحسن بن حبيب الحصائري، وغيرهما.
توفي سنة اثنتين وسبعين.
52 -
أحمد بن محمد بن يزيد بن مسلم بن أبي الخناجر الإمام أبو علي الأنصاري الأطرابلسي
.
عن يحيى بن أبي بكير، ومؤمل بن إسماعيل، ويزيد بن هارون، ومحمد بن مصعب، ومعاوية بن عمرو، وجماعة. وعنه: ابن جوصا، وأبو نعيم بن عدي، وابن صاعد، وابن أبي حاتم، وخيثمة، وآخرون.
قال ابن أبي حاتم: صدوق.
وقال غيره: كان شيخاً جليلاً نبيلاً.
وقال تمام: حدثنا خيثمة، قال: حدثنا ابن أبي الخناجر قال: كنت في مجلس يزيد بن هارون فجاء المأمون فوقف علينا، وفي المجلس ألوف، فالتفت إلى أصحابه وقال: هذا الملك.
قال ابن دحيم: توفي في جمادى الآخرة سنة أربع وسبعين.
53 -
أحمد بن محمد بن أنس
. الحافظ أبو العباس ابن القربيطي.
أحد الثقات المجودين.
روى عن: محمد بن جميل، وأبي حفص الفلاس، وإبراهيم بن زياد سبلان، وأدرك أصحاب شعبة، فإن محمد بن سعد مع جلالته وتقدمه قال في الطبقات: حدثنا أحمد بن محمد بن أنس، قال: حدثنا أبو حفص الصيرفي، فذكر حديثاً. ويجوز أن يكون هذا من زيادات ابن فهم في الطبقات.
وقد كتب عنه: أبو حاتم الرازي وهو معاصره، وابنه عبد الرحمن بن أبي حاتم، ومحمد بن مخلد العطار، وآخرون.
وسكن الرَي.
مات سنة أربع وستين ومائتين.
54 -
أحمد بن محمد بن الحجاج
. أبو بكر المروذي الفقيه. أحد الأعلام، وأجل أصحاب أحمد بن حنبل.
كان من كبار علماء بغداد، وكان أبوه خوارزمياً، وكانت أمه مروذية. حمل عن أحمد علماً كثيراً، ولزمه إلى أن مات. وصنف في الحديث والسنة والفقه.
سمع: أحمد بن حنبل، وهارون بن معروف، ومحمد بن منهال الضرير، وسريج بن يونس، وعبيد الله القواريري، ومحمد بن عبد الله بن نمير، وعثمان بن أبي شيبة، وعباس بن عبد العظيم العنبري، ومحمد بن عبد العزيز بن أبي رزمة، وطوائف. أخذ عنه: أبو بكر الخلال، ومحمد بن عيسى بن الوليد، ومحمد بن مخلد، ووالد أبي القاسم الخرقي، وآخرون.
قال الخلال أبو بكر: أخبرني محمد بن جعفر الراشدي، قال: سمعت إسحاق بن داود يقول: لا أعلم أحداً أقوم بأمر الإسلام من أبي بكر المروذي.
وقال أبو بكر بن صدقة: ما علمت أحدا أذب عن دين الله من المروذي.
وقال الخلال: سمعت أبا بكر المروذي يقول: كان أبو عبد الله يبعث بي في الحاجة فيقول: قل ما قلت فهو على لساني، فأنا قلته.
قلت: ما كان يقول أبو عبد الله له ذلك إلا لما يعلم من صدقه وأمانته وورعه.
وقال الخلال: خرج أبو بكر المروذي إلى الغزو، فشيعه الناس إلى سامراء، فجعل يردهم فلا يرجعون.
قال: فحزروا فإذا هم بسامراء، سوى من رجع، نحو خمسين ألف إنسان.
فقيل له: يا أبا بكر، احمد الله فهذا علم قد نشر لك. فبكى وقال: ليس هذا العلم لي، وإنما هو لأحمد بن حنبل.
وقال الخطيب أبو بكر في ترجمة المروذي: هو المقدم من أصحاب أحمد لورعه وفضله. وكان أحمد يأنس به، وينبسط إليه؛ وهو الذي تولى إغماضه لما مات وغسله. وروى عنه مسائل كثيرة.
وقال ابن المنادي: توفي في سادس جمادى الأولى سنة خمس وسبعين، ودفن قريباً من قبر أحمد بن حنبل، رحمهما الله.
55 -
أحمد بن محمد القزويني
، عرف بابن البغدادي.
سمع القاسم بن الحكم، ومحمد بن سعيد بن سابق.
ذكره الخليلي في شيوخ أبي الحسن القطان، وقال: مات سنة ثمان وسبعين.
56 -
أحمد بن محمد بن أبي سلم الرازي الحافظ أبو الحسن
.
سمع يحيى بن يحيى، وابن راهويه، وهشام بن عمار، وطبقتهم.
قال الخليلي في شيوخ القطان: مات سنة سبع وسبعين ومائتين.
57 -
أحمد بن محمد بن نصر اللباد
. الفقيه أبو نصر النيسابوري.
شيخ أهل الرأي ببلده ورئيسهم. سمع: أبا نعيم، ويحيى بن هاشم السمسار، وبشر بن الوليد، وطبقتهم. روى عنه: أبو يحيى زكريا بن يحيى
الرازي، وإبراهيم بن محمد بن سفيان، ومحمد بن ياسين بن النضر، وأحمد بن هارون الفقيه.
توفي سنة ثمانين.
58 -
أحمد بن محمد بن يحيى بن نيزك
. أبو العباس الهمذاني القومسي.
عن: سليمان بن حرب، وقرة بن حبيب، وعبد السلام بن مطهر، وغيرهم. وعنه: أسد بن حمدويه النسفي، وإبراهيم بن حمدويه السمرقندي، وجماعة.
توفي سنة خمس وسبعين.
59 -
أحمد بن محمد بن عبيد الله بن المدبر
، الكاتب.
توفي في صفر سنة إحدى وسبعين. تقدم.
60 -
أحمد بن محمد بن غالب بن خالد بن مرداس
. أبو عبد الله الباهلي البصري، الزاهد، المعروف بغلام خليل.
نزيل بغداد، وشيخ العامة بها وصالحهم، ورأسهم في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر على ضعفه.
حدث عن: دينار الذي ادعى أنه سمع من أنس بن مالك. وحدث عن: قرة بن حبيب، وسليمان الشاذكوني، وشيبان بن فروخ، وسهل بن عثمان العسكري. وعنه: محمد بن مخلد، وابن السماك، وأحمد بن كامل.
قال ابن أبي حاتم: سئل أبي عنه فقال: كان رجلاً صالحاً، لم يكن عندي ممن يفتعل الحديث.
وقال عبدان الأهوازي: قلت لعبد الرحمن بن خراش: هذه الأحاديث التي يحدث بها غلام خليل لسليمان بن بلال من أين له؟ قال: سرقه من عبد الله بن شبيب. وسرقه ابن شبيب من النضر بن سلمة الذي وضعها.
وقال أبو بكر بن إسحاق الصبغي: غلام خليل ممن لا أشك في كذبه.
وكذا كذبه إسماعيل القاضي.
وعن أبي داود السَجستاني، وذكر غلام خليل، قال: ذاك دجال بغداد. عرض علي من حديثه، فنظرت في أربع مائة حديث أسانيدها ومتونها كذبٌ كلها.
قلت: وقد كان لغلام خليل جلالة عظيمة ببغداد. وفيه حدة وتسرع. فقدم من واسط في أول سنة أربع وستين.
قال أبو سعيد ابن الأعرابي: فذكرت له هذه الشناعات، يعني خوض الصوفية في دقائق الأحوال التي يذمها أهل الأثر.
وقال ابن الأعرابي: وذكر له بعض مذاهب البغداديين وقولهم بالمحبة، ولم يزل يبلغه عن الشاذ من أهل البصرة أنهم يقولون: نحن نحب ربنا وربنا يحبنا، وقد أسقط عنا خوفه بغلبة محبته. فكان ينكر هذا الخطأ بخطإ مثله، وأغلظ منه، حتى جعل محبة الله بدعة. وقال: إنما المحبة للمخلوقين، والخوف أفضل وأولى بنا. وليس هذا كما توهم، بل المحبة والخوف أصلان من أصول الإيمان لا يخلو المؤمن منهما، وإن كان أحدهما أغلب على بعض الناس من بعض.
قال: فلم يزل غلام خليل يقص بهم ويذكرهم في مجالسه ويحذر منهم، ويغري بهم السلطان والعامة، ويقول: كان عندنا بالبصرة قومٌ يقولون بالحلول، وأقوام يقولون بالإباحة، وأقوام يقولون كذا. تعريضاً بهم، وتحريضاً عليهم.
إلى أن قال ابن الأعرابي: فانتشر في أفواه العامة أن جماعة من أهل بغداد ذكر عنهم الزندقة.
وكانت السيدة والدة الموفق مائلة إلى غلام خليل، وكذلك الدولة والعوام لما هو عليه من الزهد والتقشف. فأمرت السيدة المحتسب أن يطيع غلام خليل، فطلب القوم، وفرق الأعوان في طلبهم وكتب أسماءهم، وكانوا نيفاً وسبعين نفساً، فاختفى عامتهم، وبعضهم خلصته العامة. والقصة فيها طول. وحبس جماعة منهم مدة.
وقال أحمد بن كامل: سنة خمس وسبعين توفي أبو عبد الله غلام خليل في رجب، وحمل في تابوت إلى البصرة. وغلقت أسواق مدينة السلام، وخرج الرجال والنساء والصبيان لحضور جنازته والصلاة عليه، ودفن بالبصرة، وبنيت عليه قبة.
قال: وكان فصيحاً يعرب الكلام، ويحفظ علماً عظيماً، ويخضب بالحناء، ويقتات بالباقلاء صرفاً رحمه الله.
وقال ابن عدي: سمعت أبا عبد الله النهاوندي يقول: قلت لغلام خليل: هذه الأحاديث التي ترويها؟ قال: وضعناها لترقق القلوب.
وفي تاريخ بغداد أن أبا جعفر الشعيري قال: قلت لغلام خليل لما روى عن بكر بن عيسى، عن أبي عوانة: يا أبا عبد الله هذا قديم الوفاة لم تلحقه. ففكر؛ وخفت أنا، فقلت: كأنك سمعت من رجل بهذا الاسم عنه؟ فسكت وافترقنا؛ فلما كان من الغد لقيته، فقال لي: إني نظرت البارحة فيمن سمعت منه بالبصرة، يقال له: بكر بن عيسى، فوجدتهم ستين رجلاً.
61 -
أحمد بن محمد بن عمار بن نصير السلمي الدمشقي
عن: عمه هشام بن عمار، وإبراهيم بن هشام الغساني، وأبي النضر إسحاق بن إبراهيم الفراديسي. وعنه: أبو الميمون بن راشد، وغيره.
توفي سنة ثمان وسبعين.
62 -
أحمد بن محمد بن عيسى بن الأزهر
. القاضي أبو العباس البرتي الحنفي الفقيه الحافظ الحجة.
ولد قبل المائتين، وسمع: أبا نعيم، ومسلم بن إبراهيم، وأبا حذيفة النهدي، وأبا الوليد، والقعنبي، وعاصم بن علي، وأبا عمر الحوضي، وطبقتهم. وأخذ الفقه عن: أبي سليمان الجوزجاني الفقيه صاحب محمد بن الحسن. وعنه: ابن صاعد، وابن مخلد، وإسماعيل الصفار، وأبو بكر النجاد، وأبو سهل بن زياد، وطائفة.
قال الخطيب: ولي قضاء بغداد بعد وفاة أبي هشام الرفاعي.
قال طلحة بن محمد بن جعفر: مات أبو هاشم سنة تسع وأربعين، فاستقضي أحمد بن محمد البرتي. وكان رجلاً من خيار المسلمين، ديناً، عفيفاً، على مذهب أهل العراق. وكان من أصحاب يحيى بن أكثم. وكان قبل ذلك يتقلد واسطاً. روى كتب محمد بن الحسن، عن أبي سليمان الجوزجاني. وحدث بحديث كثير.
وقال الخطيب: كان ثقة ثبتاً حجة يذكر بالصلاح والعبادة.
ثم قال: أخبرنا القاضي أبو عبد الله الصيمري قال: حدثنا القاضي أبو عبد الله الضبي، قال: حدثنا محمد بن صالح الهاشمي القاضي، قال: حدثنا أبو عمر محمد بن يوسف القاضي قال: ركبت يوماًَ مع إسماعيل القاضي إلى أحمد بن محمد بن عيسى البرتي، وهو ملازم لبيته، فرأيت شيخاً مصفاراً، أثر العبادة عليه. ورأيت إسماعيل أعظمه إعظاماً شديداً، وسأله عن نفسه وأهله وعجائزه. وجلسنا عنده ساعةً وانصرفنا. فقال لي إسماعيل: يا بني، تدري من هذا الشيخ؟ قلت: لا. قال: هذا البرتي القاضي، لزم بيته واشتغل بالعبادة. هكذا تكون القضاة، لا كما نحن.
وعن العلاء بن صاعد قال: رأيت النبي صلى الله عليه وسلم وقد دخل عليه القاضي البرتي، فقام إليه وصافحه وقال: مرحباً بالذي يعمل بسنتي وأثري. قال: فذهبت وبشرته بالرؤيا.
ووثقه الدارقطني.
وقال أحمد بن كامل: كان إسماعيل القاضي يقدم البرتي على كافة أقرانه في القضاء والرواية والعدالة.
قلت: وقع لنا مسند أبي هريرة للبرتي بإسناد عال.
توفي في ذي الحجة سنة ثمانين.
63 -
أحمد بن محمد بن عاصم الرازي
.
عن: قتيبة، وهدبة بن خالد، وإسحاق بن راهويه، وطبقتهم. وعنه: عبد الرحمن بن أبي حاتم، وعلي بن إبراهيم القطان، وعمر بن إسحاق، وأبو أحمد محمد بن أحمد العسال، وآخرون.
وكان أحد الحفاظ المصنفين، وأبوه ثقة يروي عن عبد الرزاق.
وتوفي أبوه في حدود الخمسين ومائتين. وتوفي هو في حدود الثمانين.
64 -
أحمد بن محمد بن عبد الحميد بن شاكر
، أبو عبد الله الجعفي الكوفي. نزيل بغداد.
سمع: عبد الله بن بكر السهمي، ومحمد بن عبد الله بن كناسة، والواقدي، وجماعة. وعنه: عبد الصمد الطستي، وأحمد بن خزيمة، وأحمد بن كامل، وأبو بكر الشافعي.
قال الدارقطني: صالح الحديث.
65 -
أحمد بن محمد بن يزيد الإيتاخي
.
عن: شبابة بن سوار، وغيره. وعنه: أبو بكر الشافعي، وأبو بكر بن الهيثم الأنباري.
قال الدارقطني: ليس بقوي.
وقال الأمير: اليتاخي.
وروى أيضاً عن: هانئ بن يحيى، وبشر الحافي. وعنه أيضاً: عبد الله بن أحمد بن زبر القاضي، وقاسم بن محمد الأنباري.
وكان وراقاً ينسخ.
66 -
أحمد بن أبي عبد الله محمد بن خالد بن عبد الرحمن بن محمد بن علي البرقي
، أبو جعفر الكوفي الشيعي.
من رؤوس الإمامية ورفودهم. له تصانيف كثيرة تدل على تبحره وسعة روايته. وقد أتى فيها بالطامات والمناكير. وقد ألف في كل فن. سمى
له ابن أبي طيئ من المصنفات أزيد من مائة كتاب من نوع كتب ابن أبي الدنيا. ولم أكد أعرف من أشياخه ولا من الرواة عنه أحداً.
توفي سنة أربع وسبعين ومائتين. وقيل: سنة إحدى وثمانين.
67 -
أحمد بن محمود الشروي الرامي
، أحد الموصوفين بالرمي.
سمع: عاصم بن علي، وأبا الوليد. وعنه: ابن مخلد، وأبو الحسين بن المنادي.
توفي سنة أربع وسبعين.
68 -
أحمد بن مسعود المقدسي الخياط
.
عن: عمرو بن أبي سلمة التنيسي، والهيثم بن جميل الأنطاكي، ومحمد بن كثير المصيصي، ومحمد بن عيسى ابن الطباع، وغيرهم.
آخر من حدث عنه: الطبراني؛ سمع منه ببيت المقدس سنة أربع وسبعين. وممن روى عنه: أبو نعيم عبد الملك بن عدي، وأبو عوانة.
69 -
أحمد بن معاذ، أبو عبد الله السلمي النيسابوري
.
سمع: الجارود بن يزيد، وحفص بن عبد الله، وقبيصة بن عقبة، وجماعة. وعنه: أبو حامد ابن الشرقي، ومحمد بن أحمد الحميري، وأبو الطيب محمد بن عبد الله شيخا الحاكم.
وكان رجلاً صالحاً.
توفي سنة إحدى وسبعين في نصف شعبان.
70 -
أحمد بن مهدي بن رستم
، أبو جعفر الأصبهاني العابد. أحد حفاظ الحديث.
رحل وسمع: أبا نعيم، وسعيد بن أبي مريم، وطبقتهما. وعنه: محمد بن يحيى بن مندة، وأحمد بن إبراهيم، وأحمد السمسار، وجماعة.
قال أبو نعيم: كان صاحب ضياع وثروة، أنفق على أهل العلم ثلاثمائة ألف درهم.
وقال محمد بن يحيى بن منده: لم يحدث ببلدنا منذ أربعين سنة أوثق منه. صنف المسند ولم يعرف له فراش منذ أربعين سنة. صاحب عبادة، رحمه الله. توفي سنة اثنتين وسبعين.
قال ابن النجار: كان من الأئمة الثقات ذوي المروآت. رحل إلى العراق والشام ومصر. وسمع: أبا نعيم، وقبيصة، ومسلم بن إبراهيم، وأبا اليمان، وعلي بن الجعد، وعبد الله بن صالح. وسمى طائفة.
أخبرنا اللبان كتابةً، قال: أخبرنا الحداد، قال: أخبرنا أبو نعيم قال: سمعت أبا محمد بن حيان يقول: سمعت أبا علي أحمد بن محمد بن إبراهيم يقول: قال أحمد بن مهدي: جاءتني امرأة ببغداد ليلةً، فذكرت أنها من بنات الناس، وأنها امتحنت بمحنة: وأسألك بالله أن تسترني، فقد أكرهت على نفسي، وأنا حبلى، وقلت: إنك زوجي، فلا تفضحني. فنكبت عنها ومضت. فلم أشعر حتى جاء إمام المحلة والجيران يهنوني بالولد الميمون، فأظهرت التهلل، ووزنت في اليوم الثاني للإمام دينارين وقلت: أعطها للمرأة نفقةً، فإني فارقتها، وكنت أعطيه كل شهر دينارين يوصلها إليها إلى أن أتى على ذلك سنتان، فمات الولد، وجاءني الناس يعزونني. فكنت أظهر لهم التسليم والرضا. فجاءتني المرأة بعد شهر ومعها تلك الدنانير فردتها وقالت: سترك الله كما سترتني. فقلت: هذه الدنانير كانت صلة مني للمولود، وهي لك لأنك ترثينه، فاعملي بها ما تريدين.
71 -
أحمد بن موسى بن يزيد أبو جعفر الشطوي المقرئ البزاز
.
عن: زكريا بن عدي، ومحمد بن سابق. وعنه: عبد الرحمن بن أبي حاتم، ومحمد بن أحمد بن محرم، وغيرهما.
وهو صدوق.
توفي سنة سبع وسبعين بسامراء.
72 -
أحمد بن أبي عمران موسى بن عيسى
. أبو جعفر البغدادي الحنفي الفقيه. أحد المشاهير.
نزل مصر، وحدث بها عن: عاصم بن علي، ومحمد بن عبد الله بن سماعة، وسعيد بن سليمان سعدويه، وطائفة. وعليه تفقه: أبو جعفر الطحاوي؛
وكان قد قدم مصر على قضائها. وذهب بصره بأخرة. وكان أحد الموصوفين بالحفظ. روى حديثاً كثيراً من حفظه.
وتوفي بمصر سنة ثمانين في المحرم.
قال أبو عبد الله الصيمري: كان شيخ أصحابنا بمصر في وقته. أخذ عن: محمد بن سماعة، وبشر بن الوليد، وغيرهما من أصحاب أبي يوسف.
73 -
أحمد بن ملاعب بن حيان
، أبو الفضل المخرمي الحافظ.
سمع: عبد الله بن بكر السهمي، وعبد الصمد بن النعمان، وأبا نعيم، وعفان، ومسلم بن إبراهيم، وطبقتهم. وعنه: ابن صاعد، وإسماعيل الصفار، وأبو بكر النجاد، وأبو عمرو ابن السماك، وطائفة.
ولد سنة إحدى وتسعين ومائة، وتوفي في جمادى الأولى سنة خمس وسبعين، وكان صدوقاً بصيراً بالحديث، عالي الرواية. سمع صغيراً.
وثقه ابن خراش، وغيره.
وقال ابن عقدة: سمعت أحمد بن ملاعب، قال: ما أحدث إلا بما أحفظه حفظي للقرآن، ورأيته يفصل بين الفاء والواو.
وفي مستدرك الحاكم في غير مكان: حدثنا أحمد بن ملاعب قال: حدثنا علي بن عاصم. وصوابه عاصم بن علي.
74 -
أحمد بن نصر بن عبد الرحمن
، أبو حامد الهروي.
عن: مكي بن إبراهيم، وغيره. توفي سنة خمس أيضاً.
75 -
أحمد بن الوزير بن بسام
. أبو علي قاضي أصبهان.
عن: جعفر بن عون، وأبي عامر العقدي. وعاش إلى سنة ست وخمسين.
قال أبو نعيم الحافظ: توفي سنة ست وسبعين ومائتين.
وأنا أستبعد بقاءه إلى هذا الوقت.
76 -
أحمد بن الوليد الفحام
. أبو بكر البغدادي.
سمع: عبد الوهاب بن عطاء، وأسود بن عامر شاذان، وحجاج بن محمد الأعور. وعنه: ابن صاعد، وإسماعيل الصفار، وحمزة الدهقان، وعثمان ابن السماك.
وثقه الخطيب.
توفي سنة ثلاث وسبعين.
77 -
أحمد بن الهيثم بن خالد
. أبو جعفر السامري.
عن: عفان، وعثمان بن الهيثم. وعنه: خيثمة، وأبو بكر الشافعي. وكان ثقة.
توفي سنة ثمانين.
78 -
أحمد بن يحيى بن عميرة التنيسي
.
عن: عمرو بن أبي سلمة التنيسي.
توفي سنة ثلاث وسبعين.
79 -
أحمد بن يحيى. أبو عبد الله الكوفي
.
سمع: أسيد بن زيد الجمال، وعلي بن عبد الحميد المفتي. وعنه: أبو
العباس الأصم، والكوفيون.
80 -
أحمد بن يحيى بن المنذر السعدي الأصبهاني المكتب
. ويلقب: شلمابق. عن: أبي داود الطيالسي، وعبد الله بن رجاء، ومسلم بن إبراهيم، والحسين بن حفص، وأبي بكر الحميدي. وعنه: يوسف بن محمد الإمام.
توفي سنة ثلاث وسبعين أيضا.
81 -
أحمد بن يحيى بن جابر البلاذري البغدادي
، الكاتب. أبو بكر الأديب، صاحب التصانيف.
سمع: عبد الله بن صالح العجلي، وعفان، وهوذة، وأبا الحسن المدائني، وهشام بن عمار، وخلف بن هشام، وشيبان بن فروخ، وأبا عبيد، وعلي ابن المديني، وجماعة. وجالس المتوكل ونادمه. وروى عنه: يحيى بن النديم، وأحمد بن عمار، وجعفر بن قدامة، ويعقوب بن نعيم قرقارة، وعبد الله بن أبي سعيد الوراق.
قال عبد الله بن أحمد بن أبي طاهر: والبلاذري بغدادي كاتب، شاعر راوية، أحد البلغاء. كان جده جابر يكتب للخصيب بمصر. وله كتب جياد.
وهو صاحب كتاب البلدان، صنفه وأحسن تصنيفه.
وحكى المرزباني أن أبا الحسن البلاذري وسوس في آخر عمره، لأنه شرب البلاذر، فأفسد عقله. وله في المأمون مدائح، وجالس المتوكل. وتوفي في أيام المعتمد.
وذكر محمد بن إسحاق النديم أنه شرب البلاذر على غير معرفة، فلحقه ما لحقه، وشد في البيمارستان ومات فيه.
وقال عبد الله بن عدي الحافظ: أخبرنا محمد بن خلف، قال: أخبرني
أحمد بن يحيى البلاذري قال: قال لي محمود الوراق: قل من الشعر ما يبقى لك ذكره، ويزول عنك إثمه، فقلت: استعدي يا نفس للموت وابتغي لنجاة فالحازم المستعد قد تبينت أنه ليس للحي خلودٌ، ولا من الموت بد إنما أنت مستعيرةٌ ما سوف تردين والعواري ترد أنت تسهين والحوادث لا تسهو وتلهين والمنايا تجد أي ملك في الأرض، أو أي حظ لامرئ حظه من الأرض لحد كيف يهوى امرؤٌ لذاذة أيا م عليه الأنفاس فيها تعد ذكرنا أنه يكنى أبا جعفر، ويقال: أبا الحسن، وأبا بكر البلاذري.
قويت عليه السوداء في آخر أيامه ووسوس، ومات في أيام المعتمد.
وقيل: عاش بعد ذلك، ولا يصح.
82 -
أحمد بن يوسف
بن خالد
. أبو عبد الله التغلبي الدمشقي البغدادي.
عن: عفان، ومسلم بن إبراهيم، وجماعة كثيرة. وعنه: مكرم بن أحمد، وابن السماك، وأبو بكر بن مجاهد المقرئ، وأبو مزاحم الخاقاني، وآخرون. وكان قد قرأ على ابن ذكوان، وصحب أبا عبيد وتفقه به.
قرأ عليه أبو مزاحم القرآن. وتوفي سنة ثلاث وسبعين.
قال عبد الرحمن بن خراش: ثقة مأمون.
83 -
أحمد بن يوسف. أبو جعفر البحيري الخراساني الفقيه. وقيل: هو جرجاني.
ثقة جليل، صاحب تصانيف.
روى عن: خالد بن مخلد، وقبيصة بن عقبة. وتوفي سنة إحدى وسبعين. روى عنه: أبو جعفر كميل بن جعفر، ويوسف بن يعقوب بن
عبد الوهاب، والحسن بن أحمد الثقفي الجرجانيون.
84 -
إبراهيم بن إسحاق بن أبي العنبس الزهري الكوفي
. أبو إسحاق القاضي. قاضي الكوفة.
سمع: جعفر بن عون، ويعلى بن عبيد، وطائفة. وعنه: أبو العباس بن عقدة، وخيثمة الأطرابلسي، وعلي بن محمد بن الزبير القرشي. ومن القدماء: أبو بكر بن أبي الدنيا.
قال الخطيب: وكان ثقة فاضلاً صالحاً، ولي القضاء بعد أحمد بن محمد بن سماعة.
وقال محمد بن خلف وكيع: كتبت عنه سنة ثلاث وخمسين ومائتين، وهو على قضاء مدينة المنصور. فبقي سنة وصرف، لأن الموفق أراد منه أن يقرضه أموال الأيتام فقال: لا والله، ولا حبة. فصرفه ورده إلى قضاء الكوفة.
مات سنة سبع وسبعين في ربيع الآخر، وله نيف وتسعون سنة رحمه الله.
وله أخ ظريف ماجن مشهور.
• - إبرهيم بن ديزيل. يأتي في الطبقة الآتية.
85 -
إبراهيم بن إسماعيل السوطي
.
عن: عفان، وعبد الرحمن بن المبارك العيشي، وخلق. وعنه: أحمد بن عثمان الأدمي، وعبد الله الخراساني.
ثقة. توفي سنة اثنتين وثمانين ومائتين.
86 -
إبراهيم بن أبي داود البرلسي الحافظ
.
قيل: توفي سنة اثنتين وسبعين.
وقال الطحاوي: سنة سبعين. تقدم.
87 -
إبراهيم بن عبد الله بن عمر بن أبي الخيبري
. أبو إسحاق العبسي القصار.
شيخ كوفي عالي الإسناد. تفرد بالرواية عن وكيع. وسمع أيضاً من: جعفر بن عون، وعبيد الله بن موسى، والعباس بن الوليد الضبي. وعنه: أبو الحسن الأسواري، وعلي بن عبد الرحمن بن ماتي، وقاسم بن أصبغ الأندلسي، وخيثمة الأطرابلسي، والأصم، وطائفة.
توفي سنة تسع وسبعين.
وهو راوي نسخة وكيع. صدوق معمر.
88 -
إبراهيم بن عبد الرحيم بن دنوقا
.
عن محمد بن سابق، وعباس الأزرق، وأبي معمر الهذلي. عنه: أبو الحسين ابن المنادي، وحمزة الدهقان، وابن نجيح، وجماعة.
وثقه الخطيب.
وتوفي سنة تسع أيضاً.
89 -
إبراهيم بن لبيب
. أبو إسحاق القرطبي الحائك الفقيه.
عن: عبد الله بن مسلمة القعنبي، ويحيى بن يحيى الليثي، وسعيد بن حسان. وعنه: عبد الله بن يونس القبري، ومحمد بن قاسم، وأهل الأندلس.
توفي سنة ثمان وسبعين.
90 -
إبراهيم بن محمد بن باز
، أبو إسحاق ابن القزاز القرطبي الزاهد.
أحد الفقهاء العابدين. سمع يحيى بن يحيى، ويحيى بن بكير، وسحنون، وغيرهم. وكان يلزم الثغر ولا يدخل الحمام. وربما قرئت عليه المدونة وغيرها فيرد الواو والألف.
وتوفي بطليطلة سنة أربع وسبعين.
91 -
إبراهيم بن محمد بن عبيد الله بن المدبر
. الوزير أبو إسحاق الضبي الكاتب الأديب الشاعر.
ولي الوزارة مرة للمعتمد.
وتوفي سنة تسع وسبعين، وكان أحد من جمع بين الرياسة والأدب والبلاغة. وهو أخو أحمد، ومحمد.
حكى عنه: علي بن سليمان الأخفش، وجعفر بن قدامة، ومحمد بن يحيى الصولي، وقال: كان جليلاً عالماً، ليس في الكتاب من يدانيه في علمه وكتابته.
ولم يزل في رتبة الوزراء. أحضر في سنة ثلاث وستين للوزارة، فاستعفى لعظم المطالبة بالمال.
وفيه يقول أبو هفان: يا ابن المدبر أنت علمت الورى بذل النوال وهم به بخلاء لو كان مثلك في البرية واحد في الجود لم يك فيهم فقراء عاش الوزير إبرهيم بن المدبر تسعاً وستين سنة.
ساق ترجمته ابن النجار في أربع ورقات.
92 -
إبراهيم بن أبي سفيان معاوية القيسراني
.
سمع: محمد بن يوسف الفريابي، وفديك بن سليمان القيسراني،
وغيرهما. وعنه: خيثمة، والطبراني.
توفي سنة ثمان وسبعين
93 -
إبراهيم بن مسلم بن عثمان، أبو مسعود العبسي الحذيفي
، البغدادي، ثم الهمذاني.
عن: عفان، وسليمان بن حرب، وعمرو بن مرزوق، وجماعة. وعنه: محمد بن نصر القطان مموس، والحسن بن أبي الحناء.
وكان مكثراً. يقال: كان عنده عن أبي سلمة التبوذكي سبعون ألف حديث.
وهو من ولد حذيفة بن اليمان رضي الله عنه.
94 -
إبراهيم بن الهيثم بن المهلب البلدي
. أبو إسحاق، نزيل بغداد.
سمع: أبا اليمان، وعلي بن عياش، وآدم بن أبي إياس، وأبا صالح كاتب الليث، وجماعة. وعنه: إسماعيل الصفار، وأبو بكر النجاد، وأبو بكر الشافعي، وابن محرم، وطائفة.
قال ابن عدي: أحاديثه مستقيمة سوى حديث الغار. حدث به عن الهيثم بن جميل، عن مبارك، عن الحسن، عن أنس، فكذبه فيه الناس. البرديجي وغيره.
قال الخطيب: قد روى حديث الغار عن الهيثم جماعة. وإبراهيم عندنا ثقة ثبت.
وقال الدارقطني: ثقة.
وقال غيره: مات في جمادى الآخرة سنة ثمان
95 -
إبراهيم بن مهدي الأبلي
.
عن: شيبان بن فروخ، وهلال الرأي. وعنه: الصفار، وأبو سهل بن زياد.
وكان معروفاً بوضع الحديث.
توفي سنة ثمانين.
96 -
إبراهيم بن نصر بن عبد العزيز
. أبو إسحاق الرازي، نزيل نهاوند.
حدث بهمذان عن: أبي نعيم، والقعنبي، وعبد الله بن رجاء. وعنه: علي بن إبراهيم القطان، وعبد الرحمن بن حمدان الجلاب، وآخرون
وقال الخطيب: كان ثقة. صنف المسند.
97 -
إبراهيم الآجري البغدادي
. أبو إسحاق الزاهد. صاحب كرامات.
أنبئت عن الكاغدي، أن الخلال أخبره: قال: أخبرنا أبو نعيم في الحلية قال: أخبرنا الخلدي في كتابه، وحدثني عنه أبو عمرو إبراهيم العثماني قال: حدثنا ابن مسروق، وأبو أحمد المغازلي وغيرهما عن إبراهيم الآجري قالوا: جاءه يهودي يستقضيه شيئاً من ثمن قصب. فكلمه فقال له: أرني شيئاً أعرف به شرف الإسلام وفضله على ديني. قال: هات رداءك، فأخذه فجعله في ردائه، ولفه به ورمى به في أتون الآجر، ثم دخل في أثره، فأخذ الرداء وخرج من الباب، ففتح رداءه صحيحاً، وأخرج رداء اليهودي حراقاً، فأسلم اليهودي.
98 -
إبراهيم بن الوليد الجشاش
. أبو إسحاق.
سمع: عفان، وأبا بلال الأشعري، وعثمان بن الهيثم، وأحمد بن يونس، والقعنبي. روى عنه: ابن الأعرابي في معجمه أحاديث، وابن السماك، وإسماعيل الصفار، وابن البختري، وطائفة.
وثقه الدارقطني، والخطيب.
مات في المحرم سنة اثنتين وسبعين.
99 -
إدريس بن سليم بن وهب الموصلي
.
عن: أبي جعفر النفيلي، وغسان بن الربيع، وجماعة. وعنه: أبو زكريا يزيد بن محمد الأزدي في تاريخه وقال: مات سنة ثمان وسبعين.
100 -
أزهر بن سهيل الخولاني المصري
.
عن يحيى بن بكير.
توفي سنة ثلاث وسبعين.
101 -
إسحاق بن أحمد بن إسحاق بن الحصين بن جابر
. أبو صفوان السلمي السرماري البخاري.
ثقة صدوق. رحل به والده الزاهد المجاهد أبو إسحاق. وسمعه من: أبي عاصم النبيل، ومكي بن إبراهيم، وأبي عبد الرحمن المقرئ، وجماعة. وعنه: صالح جزرة، وعمر بن محمد بن بجير، وغيرهما.
توفي سنة ست وسبعين ومائتين.
ذكره أبو الفضل السليماني فقال: روى أيضاً عن: عبيد الله بن موسى، وأشهل بن حاتم سماعه مع أبيه.
102 -
إسحاق بن أحمد بن مهران الرازي
. أبو يعقوب.
قال الخليلي: مات سنة خمس وسبعين ومائتين، وقد قارب المائة.
روى عن: أبي الحسن القطان، وأدرك إسحاق بن سليمان الرازي، لكنه غير حافظ.
مات قبل أبي حاتم بسنة واحدة. وهو ثقة.
103 -
إسحاق بن إبراهيم بن هانئ
. أبو يعقوب النيسابوري، ثم البغدادي.
له سؤالات في مجلدة مروية، سألها الإمام أحمد.
روى عنه: أبو بكر بن زياد النَّيسابوريّ، ومحمد بن أبي هارون الورّاق، وعبد الله بن سليمان الفاميّ.
وكان صالحا خيرّا فقيها.
توفي سنة خمسٍ وسبعين. وكان أبوه من العابدين.
104 -
إسحاق بن إبراهيم المنادي المقرئ
.
عن: أبي حذيفة النَّهديّ، وهدبة بن خالد.
وعنه: ابن مخلد، ومحمد بن جعفر المطيريّ.
مات في ربيع الأوّل سنة أربعٍ وسبعين.
105 -
إسحاق بن إسماعيل الجلكيّ الأصبهانيّ
.
عن: أبي الوليد الطَّيالسيّ، ومعاذ بن أسد، وجماعة. وعنه.
وتوفّي سنة تسعٍ وسبعين بأصبهان.
106 -
إسحاق بن حنيفة
، أبو يعقوب الجرجانيّ الزّاهد العابد.
قال الفقيه أبو عمران إبراهيم بن هانئ: لم أر مثل إسحاق بن حنيفة، ولا رأى مثل نفسه، كان يأكل من كسبه بالوراقة، ويوم مات رأينا طيورا خضرا مصطفّين فوق الجنازة، وفوق القبر إلى أن دفن. لم أرها قبل ولا بعد.
مات بجرجان رحمة الله عليه.
107 -
إسحاق بن سيار بن محمد
، أبو يعقوب النَّصيبيّ.
سمع: أبا النَّضر هاشم بن القاسم، وعبد الله بن داود الخريبيّ، وأبا عاصم، وطبقتهم.
وعنه: خيثمة بن سليمان، وابن صاعد، ومحمد بن يوسف الهرويّ، وآخرون.
وكان من كبار العلماء.
قال أبو بكر محمد بن حمدون بن خالد: حدثنا إسحاق بن سيّار النَّصيبيّ إمام الأئمّة.
وقال ابن أبي حاتم: كتب إليَّ ببعض حديثه، وكان ثقة.
وقال أبو عروبة: مات بنصيبين في ذي الحجّة سنة ثلاثٍ وسبعين.
أخبرنا أحمد بن إسحاق، قال: أخبرنا الفتح بن عبد الله، أخبرنا أبو الفضل الأرمويّ، وغيره، قالوا: أخبرنا أبو جعفر ابن المسلمة، قال: أخبرنا أبو الفضل الزُّهريّ، قال: حدثنا جعفر الفريابيّ، قال: حدثنا إسحاق بن سيّار، قال: حدثنا أبو صالح قال: حدثنا معاوية بن صالح، عن المهاجر بن حبيب: أنّ عيسى ابن مريم كان يقول: إنّ الّذي يصلّي ويصوم، ولا يترك الخطايا، مكتوب في الملكوت كذابا.
قال ابن أبي حاتم: كان إسماعيل القاضي يقول: ما بقي في زماننا أحد تجب الرّحلة إليه غير إسحاق بن سيّار النَّصيبيّ، وأبي حاتم، ويعقوب الفسويّ.
108 -
د:
إسحاق بن الصبّاح الكنديّ الكوفي الأشعثّ
ي. من أولاد الأشعث بن قيس.
سمع: سعيد بن أبي مريم، وسريج بن يونس وغيرهما. وعنه: أبو داود، وحمّاد بن الحسن بن عنبسة، وغيرهما.
توفّي بمصر سنة سبعٍ وسبعين.
109 -
إسحاق بن محمد بن أحمد بن أبان النَّخعيّ
. أبو يعقوب الكوفّي.
عن: عبيد الله بن عائشة، وإبراهيم بن بشّار الرماديّ، وجماعة. وعنه: محمد بن خلف وكيع، وأبو سهل بن زياد، وآخرون.
وكان من غلاة الرّافضة الّذي تنسب إليه الإسحاقيّة الّذين يقولون: عليّ هو الله تعالى، فتعالى الله عمّا يقولون علوا كبيرا.
وقد روى عنه الكبار، فأنبؤونا عن الكنديّ، عن القزّاز، عن الخطيب، عن ابن رزقويه، عن أبي بكر الشّافعيّ، قال: حدثنا بشر بن موسى، قال: حدثنا عبيد بن الهيثم، قال: حدثنا إسحاق بن محمد أبو يعقوب النخعي قال: حدثنا عبد الله بن الفضل الهاشمي قال: حدثنا هشام بن الكلبي، عن أبي مخنف لوط بن يحيى، عن فضيل بن خديج، عن كميل بن زياد قال: أخذ بيدي عليّ حتّى انتهينا إلى الجبّانة فقال: إنّ القلوب أوعية. وذكر الحديث.
ثمّ نقل الخطيب، عن غير واحدٍ، خبث مذهب هذا الشّقيّ.
وقال الحسن بن يحيى النوبختيّ في الرّدّ على الغلاة، مع أنّ النوبختيّ من فضلاء الشّيعة، قال: وكان ممّن جرّد الجنون في الغلوّ في عصرنا إسحاق بن محمد المعروف بالأحمر. فزعم أنّ عليا هو الله، وأنه يظهر في كلّ وقت. فهو الحسن في وقت الحسن، وكذلك هو الحسين، وهو واحد، وأنه هو الّذي بعث محمدا صلى الله عليه وسلم. قال: وقال في كتاب له: لو كانوا ألفا لكانوا واحدا، وكان راوية للحديث. قال: وعمل كتابا ذكر أنّه كتاب التّوحيد، فجاء فيه بجنونٍ وتخليط لا يتوهّمان، فضلا عن أن يدّل عليهما، وكان ممّن يقول: باطن صلاة الظُّهر محمد لإظهاره الدّعوة.
110 -
إسحاق بن يعقوب البغداديّ الأحول العطّار
.
عن: خلف بن هشام، والقواريريّ. وعنه: عثمان ابن السّمّاك، وغيره.
وكان ثقة. توفّي سنة سبعٍ وسبعين.
وثقه الدَّارقطنيّ.
111 -
إسماعيل بن بحر
، أبو عليّ العسكريّ سمعان.
حدَّث بأصبهان عن: سهل بن عثمان العسكريّ، وعبيد الله بن عائشة،
وإسحاق بن محمد العمّيّ، وعنه: أحمد بن محمد الصّفّار، والقاسم بن هارون المؤدِّب، وغيرهما.
توفّي سنة ثمانٍ وسبعين.
112 -
إسماعيل بن بلبل
، الوزير أبو الصقر الشَّيبانيّ.
كاتب بليغ، شاعر محسن، جواد ممدح. وزر للمعتمد سنة خمسٍ وستيّن ومائتين، بعد الحسن بن مخلد، ثم عزل بعد شهر؛ ثمّ وزر ثانيا، ثمّ عزل، ثمّ وزر ثالثا عند القبض على صاعد بن محمد الوزير سنة اثنتين وسبعين. وكان واسع النَّفس، وظيفته في كلّ يوم سبعون جديا، ومائة حمل، ومائة رطل حلواء. ولم يزل على وزارته إلى أن ولي العهد أحمد بن الموفَّق، فقبض عليه وقيدّه، وعذّبه حتّى هلك في صفر سنة ثمانٍ وسبعين.
قال عبيد الله بن أحمد بن أبي طاهر: وقع اختيار الموفَّق لوزارته على أبي الصَّقر، فاستوزر منه رجلا قلّ ما جلس مجلسه مثله كفاية للمهمّ، واستقلالا بالأمور، وإمضاءً للتدبير، فيما قلّ وجلّ في أصح سبله وأعودها بالنَّفع في عواقبه، وأحوطها لأعمال السلطان ورعيتّه، وأوفاها بطاعته، مع رفعه قدرٍ الأدب وأهله، وتجديده ما درس من أحوالهم قبله، وبذله لهم كرائم ماله، مع شجاعة نفسه، وعلو همتّه، وصغر مقدار الدُّنيا عنده، إلاّ ما قدّمه لمعاده، مع سعة حلمه وكظمه، وإفضاله على من أراد تلف نفسه.
قال أبو عليّ التنَّوخيّ: حدثنا أبو الحسين عبد الله بن أحمد قال: حدثنا سليمان بن الحسن أبو القاسم قال: قال أبو العبّاس ابن الفرات: حضرت مجلس إسماعيل بن بلبل، وقد جلس جلوسا عامّا. فدخل إليه المتظلّمون والنّاس على طبقاتهم. فنظر في أمورهم، فما انصرف أحدٌ منهم إلا بولايةٍ، أو صلةٍ، أو قضاء حاجة، أو إنصاف. وبقي رجل، فقام إليه من آخر المجلس يسأله تسييب إجارة ضيعته، فقال: لأنّ الأمير، يعني الموفَّق، قد أمرني أن لا أسيّب شيئا إلاّ عن أمره، وأنا أكتب إليه في ذلك. فراجعه الرجل وقال: متى تركني الوزير وأخّرني فسد حالي. فقال لعبد الملك بن
محمد: اكتب حاجته في التّذكرة. فولّى الرجل غير بعيد، ثمّ رجع فقال: أيأذن الوزير؟ قال: قل. فأنشأ يقول:
ليس في كلّ دولةٍ وأوان تتهيَّا صنائع الإحسان وإذا أمكنتك يوما من الدّهر 5 فبادر بها صروف الزّمان.
فقال لي: يا أبا العبّاس اكتب له بتسييَّب إجارة ضيعته السّاعة. وأمر الصَّيرفيّ أن يدفع له خمسمائة دينار.
ويروى أنّ إسماعيل بن بلبل كان جالسا وعليه درّاعة منسوجة بماء الذَّهب لها قيمة، وبين يديه غلام معه دواة. فطلب منه مدّة، فنقط الغلام على الدُّرّاعة. فجزع، فقال: يا غلام لا تجزع، فإن هذه الدراعة من هذه. وأنشد:
إذا ما المسك طيب ريح قومٍ كفاني ذاك رائحة المداد فما شيءٌ بأحسن من ثيابٍ على حافاتها حمم السواد.
وقال أبو عليّ التنّوخيّ: حدَّثني أبو الحسين بن عيّاش قال: أخبرني من أثق به أنّ إسماعيل بن بلبل لمّا قصده صاعد لزم داره، وكان له حملٌ قد قارب الوضع، فقال: اطلبوا لي منجّما يأخذ مولده، فأتي به، فقال له بعض من حضر: ما تصنع بالنّجوم؟ ها هنا أعرابيّ عائف ليس في الدّنيا أحذق منه. فقال: يحضر. فأسمّاه الرجل، فطلب، فلمّا دخل قال له إسماعيل: تدري لم طلبتك؟ قال: نعم. وأدار عينه في الدّار، فقال: تسألني عن حمل. فعجب منه، وقال: فما هو؟ فأدار عينه وقال: ذكر. فقال للمنّجم: ما تقول؟ قال: هذا جهل. قال: فبينا نحن كذلك إذ طار زنبورٌ على رأس إسماعيل وغلام يذّب عنه، فقتله. فقام الأعرابيّ فقال: قتلت والله المزنَّر وولّيت مكانه، ولي حق البشارة، وجعل يرقص. فنحن كذلك، إذ وقعت الصيحة بخبر الولادة، وإذا هو ذكر. فسرَّ إسماعيل بذلك، ووهب للأعرابيّ شيئا. فما مضى عليه إلا دون شهر، حتّى استدعاه الموفَّق، وقلَّده الوزارة، وسلَّم إليه صاعدا. فكان يعذّبه إلى أن قتله. ثمّ
طلب الأعرابيّ فسأله: من أين قال ما قال؟ فقال: نحن إنّما نتفاءل ونزجر الطَّير ونعيف بما نراه. فسألتني أولا لأيّ شيء طلبت، فتلمحّت الدّار، فوقعت عيني على برّادة عليها كيزان معلَّقة، فقلت: حمل، فقلت لي: أصبت. ثمّ تلمحّت فرأيت فوقها عصفورا ذكرا فقلت: ذكر، ثمّ طار الزُّنبور عليك، وهو مخصّر، والنّصارى يتخصرون بالزّنابير. والزُّنبور عدوٌّ أراد أن يلسعك، وصاعد نصرانيّ الأصل، وهو عدوّك. فزجرت أن الزُّنبور عدوّك، وأنّ الغلام لمّا قتله أنّك ستقتله. قال: فوهب له شيئا صالحا وصرفه.
وقال جحظة:
بأبي الصقر علينا نعم الله جليله ملكٌ في عينه الدُّنـ ـيا لراجيه قليله فوصله بمائتي دينار.
وقال عبيد الله بن أبي طاهر: أنشدني جحظة قال: أنشدني أبو الصَّقر إسماعيل بن بلبل لنفسه:
ما آن للمعشوق أن يرحما قد أنحل الجسم وأبكى الدّما ووكَّل العين بتسهيدها تفديه نفسي طالما حكّما وسنّة المعشوق أن لا يرى في قتل من يعشقه مأثما لو راقب الله شفى علتي فالعدل أن يبرئ من أسقما.
ولد إسماعيل بن بلبل سنة ثلاثين ومائتين؛ قاله الصُّوليّ. وقال: رأيته مرّات، فكان في نهاية الجمال، وتمام القدّ والجسم، فقبض عليه في صفر سنة ثمانٍ وسبعين، وكبّل بالحديد، وألبس جبَّة صوف مغموسة في الدّبس، وماء الأكارع، وأجلس في مكانٍ حارّ، وعذّب بأنواع العذاب، فمات لليلة بقيت من جمادى الأولى.
قال عبيد الله بن أحمد بن أبي طاهر: حدثت عن إبراهيم الحربيّ، أو غيره، أنّه رأى ابن بلبل في المنام، فقيل: ما فعل الله بك؟ قال: غفر الله لي بما لقيت، ولم يكن الله ليجمع عليَّ عذاب الدّنيا والآخرة.
قال أبو عليّ التّنوخيّ: حدَّثني أبي، قال: أخبرني جماعة من أهل الحضرة أنّ المعتضد أمر بإسماعيل بن بلبل، فاتّخذ له تغارا كبيرا، وملئ إسفيداجا حيا وبلّه، ثمّ جعل رأس إسماعيل فيه إلى آخر عنقه وبعض صدره، ومسك عليه حتّى جمد الإسفيداج عليه، فلم تزل روحه تخرج بالضراط من استه حتّى مات.
113 -
إسماعيل بن حمدويه
، أبو سعيد البيكندي البخاريّ.
عن أبي نعيم، وعبدان، وعبد الله بن عثمان، وجماعة. وعنه: ابن جوصا، وأبو الميمون بن راشد، وأحمد بن زكريّا المقدسيّ، وخلق.
وسكن الرملة.
توفي سنة ثلاثٍ وسبعين.
114 -
إسماعيل بن عبد الرحمن
، أبو هشام الخولانيّ الكتّانيّ الدّمشقيّ.
عن: علي بن عيّاش، والوليد بن الوليد القلانسيّ. وعنه: عبد الرحمن بن عمرو بن دحيم، وأبو عليّ بن فضالة، وجماعة.
توفّي سنة ستًّ وسبعين.
115 -
ن:
إسماعيل بن يعقوب
، أبو محمد الحرّانيّ الصُّبيحيّ.
عن: يحيى بن عبد الله البابلتّيّ، ومعاوية بن عمرو الأزديّ، ومحمد بن موسى بن أعين. وعنه: النسائي وقال: لا بأس به، وأحمد بن عمرو البزّار، وأبو عوانة الإسفرايينيّ، وغيرهم.
توفّي سنة إحدى وسبعين ظنا، أو بعدها بأشهر.
116 -
أصبغ بن خليل
، أبو القاسم القرطبي الفقيه.
سمع من: الغاز بن قيس، ويحيى بن يحيى اللَّيثيّ، وأصبغ بن الفرج، وسحنون.
وبرع في المذهب، وأقرأ وأفتى دهرا، وكان بارعا في عقد الوثائق، إلا أنّه كان جاهلا بالأثر، ضعيفا؛ يقال: إنه وضع أحاديث نصرا لرأيه في عدم رفع اليدين، وغيره.
قال قاسم بن أصبغ: سمعته يقول: أحب إليّ أن يكون في تابوت خنزير ولا يكون فيه مسند أبي بكر بن أبي شيبة. ثمّ دعا عليه قاسم، وقال: هو الّذي حرمني السَّماع من بقي بن مخلد، وكان يحضّ أبي على منعي منه، وكان جارنا.
وقال بعضهم: إنّ أصبغ بن خليل المالكيّ قرأ عليه أحمد بن خالد بمرية: أسيد بن الحضير، فردّه أصبغ، وقال: بالخاءٍ المعجمة. وهذا يدل على نقص معرفته بالحديث.
روى عنه: أحمد بن خالد الجباب، وقاسم بن أصبغ، ومحمد بن عبد الملك بن أيمن، وعاش ثمانيةً وثمانين سنة.
وتوفّي سنة ثلاثٍ وسبعين. وكان صاحب عبادة وورع، رحمه الله.
117 -
أيّوب بن سليمان الصُّغديّ
.
عن: أبي اليمان، وآدم بن أبي إياس، وغيرهما. وعنه: عثمان ابن السّمّاك، وأبو سهل القطّان، وجماعة.
وثقه أبو بكر الخطيب، وتوفّي سنة أربعٍ وسبعين.
118 -
بدر بن الهيثم الدمشقي
ّ، مولى بني هاشم.
عن: يسرة بن صفوان، وسليمان ابن بنت شرحبيل. وعنه: أبو علي الحصائريّ، وأحمد بن محمد بن صدقة، وجماعة.
119 -
بركة بن نشيط، أبو القاسم الفرغانيّ
، نزيل دمشق.
سمع: أبا بكر، وعثمان ابني أبي شيبة؛ وداود بن رشيد. وعنه: ابن جوصا، وأحمد بن سليمان بن حذلم، وآخرون.
120 -
بشير بن مسلم بن مجاهد
، أبو مسلم التّنوخيّ الحمصيّ.
عن: أبي المغيرة، ويحيى الوحاظيّ، ويزيد بن عبد ربّه الجرجسيّ، وغيرهم. وعنه: ابن جوصا، وابن أبي حاتم، وأحمد بن محمد بن عيسى البغداديّ، وآخرون، وأبو حامد الحسنويّ، ومحمد بن أحمد الرَّسعنيّ الورّاق، ومحمد بن يوسف الباورديّ، وسمّاه بشرا.
121 -
بقيّ بن مخلد بن يزيد
، أبو عبد الرحمن الأندلسيّ القرطبيّ الحافظ، أحد الأعلام؛ وصاحب التّفسير والمسند.
أخذ عن: يحيى بن يحيى اللَّيثي، ومحمد بن عيسى الأعشى. وارتحل إلى المشرق ولقي الكبار، فسمع بالحجاز: أبا مصعب الزُّهريّ، وإبراهيم بن المنذر الحزاميّ، وطبقتهما. وبمصر: يحيى بن بكير، وزهير بن عبّاد، وأبا الطّاهر بن السَّرح، وطائفة. وبدمشق: إبراهيم بن هشام الغسّانيّ، وصفوان بن صالح، وهشام بن عمّار، وجماعة. وببغداد: أحمد بن حنبل، وطبقته. وبالكوفة: يحيى بن عبد الحميد الحّمانيّ، ومحمد بن عبد الله بن نمير، وأبا بكر بن أبي شيبة وطائفة. وبالبصرة من أصحاب حمّاد بن زيد.
وقد فتَّشت في مسند بقي لأظفر له بحديثٍ عن أحمد بن حنبل فلم أجد ذلك، وما دخل بغداد إلا سنة نيّفٍ وثلاثين، بعد موت عليّ بن الجعد، وكان أحمد قد قطع الحديث في سنة ثمانٍ وعشرين وإلى أن مات.
وقد روى بقيّ عن: حكيم بن سيف الرَّقيّ، ومحمد بن أبان الواسطيّ، وداود بن رشيد، ووهب بن بقيّة، وإبراهيم بن محمد الشّافعيّ، وسويد بن سعيد، وهدبة القيسيّ، ومحمد بن أبي السَّريّ، ومحمد بن رمح، وحرملة، وشيبان بن فرُّوخ، وعبد الأعلى بن حمّاد النَّرسيّ، وجبارة بن المغلّس، وعبيد الله بن معاذ، وأبي كامل الجحدريّ، وأبي خيثمة، وحجّاج بن الشّاعر، وهارون الحمّال، وهذه الطّبقة. وعني بالأثر عنايةً لا مزيد عليها، وعدد شيوخه مائتان وأربعة وثمانون رجلا.
وعنه: ابنه أحمد، وأيّوب بن سليمان المرّيّ، وأحمد بن عبد الله الأمويّ، وأسلم بن عبد العزيز، ومحمد بن وزير، ومحمد بن عمر بن لبابة، والحسن بن سعد الكنانيّ، وعبد الله بن يونس المراديّ، وعبد الواحد بن حمدون، وهشام بن الوليد الغافقيّ، وآخرون.
وكان إماما زاهدا، صوّاما، صادقا، كثير التهجُّد، مجاب الدَّعوة، قليل المثل. وكان مجتهدا لا يقلّد أحدا بل يفتي بالأثر. وقد أخذ بإفريقية عن: سحنون بن سعيد.
قال أحمد بن أبي خيثمة: ما كنّا نسمّيه إلا المكنسة، وهل احتاج بلدٌ فيه بقيُّ إلى أن يأتي إلى ها هنا منه أحد؟
وقال طاهر بن عبد العزيز: حملت معي جزءا من مسند بقيّ إلى المشرق، فأريته محمد بن إسماعيل الصّائغ، فقال: ما اغترف هذا إلاّ من بحر، وعجب من كثرة علمه.
وقال إبراهيم بن حيُّون، عن بقيّ، قال: لمّا رجعت من العراق، أجلسني يحيى بن بكير إلى جنبه، وسمع منّي سبعة أحاديث.
وقال أبو الوليد ابن الفرضيّ: ملأ بقيّ بن مخلد الأندلس حديثا، فأنكر عليه أصحابه الأندلسيُّون، ابن خالد، ومحمد بن الحارث وأبو زيد ما أدخله من كتب الاختلاف وغرائب الحديث، فأغروا به السُّلطان، وأخافوه به. ثمّ إنّ الله أظهره عليهم وعصمه منهم؛ فنشر حديثه وقرأ للنّاس روايته.
ثمّ تلاه ابن وضّاح، فصارت الأندلس دار حديث وإسناد. وممّا انفرد به، ولم يدخله سواه مصنَّف أبي بكر بن أبي شيبة، وكتاب الفقه للشّافعيّ بكماله، وتاريخ خليفة، وكتابه الكبير في الطّبقات، وكتاب سيرة عمر بن عبد العزيز للدَّورقيّ؛ وليس لأحدٍ مثل مسنده. وكان ورعا فاضلا زاهدا، قد ظهرت له إجابات الدّعوة في غير ما شيء.
قال: وكان المشاهير من أصحاب ابن وضّاح لا يسمعون منه، للّذي بينهما من الوحشة. ولد في رمضان سنة إحدى ومائتين، ومات لليلتين بقيتا من جمادى الآخرة سنة ستًّ وسبعين؛ ورّخه عبد الله بن يونس.
وقال الحافظ ابن عساكر: لم يقع إلي حديث مسند من حديثه.
قال محيي الدّين ابن العربيّ: الكرامات منها نطق بالكون قبل أن يكون، والإخبار بالمغيبات، وهي على ثلاثة أضرب: إلقاء، وكتابة، ولقاء، وكان بقيّ بن مخلد، رحمه الله، قد جمعها، وكان صاحبا للخضر، شهر هذا عنه. ذكره في مواقع النّجوم، ثمّ شطح المحيي فقال: وعاينا جماعة كذلك، وشاهدناها من ذاتنا غير مرّة، ومن هذا المقام ينتقلون إلى مقامٍ يقولون فيه للشيء كن فيكون بإذن الله.
وقال محمد بن حزم: أقطع أنّه لم يؤلَّف في الإسلام مثل تفسيره، لا تفسير محمد بن جرير، ولا غيره.
قال: وكان محمد بن عبد الرحمن الأمويّ صاحب الأندلس محبّا للعلوم، عارفا، فلمّا دخل بقيّ الأندلس بمصنَّف ابن أبي شيبة، وقرئ عليه، أنكر عليه جماعة من أهل الرأي ما فيه من الخلاف واستبشعوه، ونشَّطوا العامّة عليه، ومنعوه من قراءته، فاستحضره الأمير محمد المذكور، وأتاهم، وتصفح الكتاب كله جزءا جزءا، حتى أتى على آخره، ثمّ قال لخازن الكتب: هذا كتابٌ لا تستغني خزانتنا عنه، فانظر في نسخه لنا. وقال لبقيّ: انشر علمك، وارو ما عندك، ونهاهم أن يتعرَّضوا له.
وقال أسلم بن عبد العزيز: حدثنا بقيّ قال: لما وضعت مسندي جاءني عبيد الله بن يحيى بن يحيى، وأخوه إسحاق فقالا: بلغنا أنّك وضعت مسندا قدَّمت فيه أبا مصعب الزُّهريّ، ويحيى بن بكير، وأخّرت أبانا؟ فقال بقيّ: أمّا تقديمي أبا مصعب، فلقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: قدّموا قريشا ولا تقدَّموها، وأمّا تقديمي ابن بكير، فلقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: كبّر كبّر، يريد السّنَّ، ومع أنّه سمع الموطّأ من مالك سبع عشرة مرّة، وأبوكما لم يسمعه إلاّ مرّةً واحدة، فخرجا ولم يعودا، وخرجا إلى حدّ العداوة.
ولأبي عبد الملك أحمد بن محمد بن عبد البرّ القرطبيّ، المتوفَّى سنة ثمانٍ وثلاثين وثلاثمائة، كتابٌ في أخبار علماء قرطبة، ذكر فيه بقي بن
مخلد، فقال: كان فاضلا تقيّا صوَّاما قواما متبتّلا، منقطع القرين في عصره، منفردا عن النَّظير في مصره. كان أوّل طلبه عند محمد بن عيسى الأعشى، ثمّ رحل فروى عن أهل الحرمين، ومصر، والشّام، والجزيرة، وحلوان، والبصرة، والكوفة، وواسط، وبغداد، وخراسان - كذا قال فغلط، لم يصل إلى خراسان -قال: وعدن، والقيروان.
قلت: وما أحسبه دخل اليمن.
قال: وذكر عبد الرحمن بن أحمد، عن أبيه، أنّ امرأة جاءت إلى بقيّ فقالت: ابني في الأسر، ولا حيلة لي، فلو أشرت إلى من يفديه، فإنّني والهة. قال: نعم، انصرفي حتّى أنظر في أمره. ثمّ أطرق وحرّك شفته، ثمّ بعد مدّة جاءت المرأة بابنها، فقال: كنت في يد ملك، فبينا أنا في العمل سقط قيدي، فذكر اليوم والسّاعة، فوافق وقت دعاء الشيخ. قال: فصاح عليَّ المرسّم بنا، ثم نظر وتحيَّر، ثمّ أحضر الحدّاد وقيَّدني، فلمّا فرغه ومشيت سقط، فبهتوا ودعوا رهبانهم، فقالوا: ألك والدة؟ قلت: نعم. قالوا: وافق دعاؤها الإجابة، وقد أطلقك الله، فلا يمكننا تقييدك، فزوّدوني وبعثوني.
قال: وكان بقيّ أوّل من كثّر الحديث بالأندلس ونشره، وهاجم به شيوخ الأندلس، فثاروا عليه لأنّهم كان علمهم المسائل ومذهب مالك، وكان بقيّ يفتي بالأثر، ويشذّ عنهم شذوذا عظيما، فعقدوا عليه الشّهادات وبدَّعوه، ونسبوا إليه الزَّندقة وأشياء نزَّهه الله منها.
وكان بقيّ يقول: لقد غرست لهم بالأندلس غرسا لا يقلع إلاّ بخروج الدّجّال.
قال: وقال بقيّ: أتيت العراق، وقد منع أحمد بن حنبل من الحديث، فسألته أن يحدّثني، وكان بيني وبينه خلّة، فكان يحدّثني بالحديث بعد الحديث في زيّ السّؤال، ونحن خلوة، حتّى اجتمع لي عنه نحوٌ من ثلاثمائة حديث.
وقال ابن حزم: مسند بقيّ روى فيه عن ألفٍ وثلاثمائة صاحب ونيف، ورتَّب حديث كلّ صاحبٍ على أبواب الفقه، فهو مسند ومصنَّف، وما أعلم هذه الرُّتبة لأحدٍ قبله مع ثقته وضبطه وإتقانه واحتفاله في الحديث، وله مصنَّف في فتاوى الصّحابة والتّابعين فمن دونهم، الّذي أربى فيه على مصنف أبي بكر بن أبي شيبة وعلى مصنَّف عبد الرّزّاق، ومصنَّف سعيد بن منصور.
ثمّ ذكر تفسيره وقال: فصارت تصانيف هذا الإمام الفاضل قواعد الإسلام لا نظير لها، وكان متخيّرا لا يقلّد أحدا. وكان ذا خاصّة من أحمد بن حنبل، وجاريا في مضمار البخاريّ، ومسلم، وأبي عبد الرحمن النَّسائيّ.
وقال أبو عبد الملك القرطبيّ في تاريخه: كان بقيّ طولا أقنى، ذا لحية، مضبَّرا، قويا، جلدا على المشي، لم ير راكبا دابّةً قطّ، وكان ملازما لحضور الجنائز، متواضعا. وكان يقول: إنّي لأعرف رجلا كان يمضي عليه الأيّام في وقت طلبه العلم، ليس له عيش إلاّ ورق الكرنب الذي يرمى، وسمعت من كلّ من سمعت منه في البلدان ماشيا إليهم على قدميّ.
قلت: وهم من قال إنّه توفّي سنة ثلاثٍ، بل توفّي سنة ستَّ وسبعين كما تقدَّم.
قال ابن لبابة: كان بقيّ من عقلاء النّاس وأفاضلهم، وكان أسلم بن عبد العزيز يقدّمه على جميع من لقيه بالمشرق، ويصف زهده، ويقول: ربّما كنت أمشي معه في أزقة قرطبة، فإذا نظر في موضعٍ خالٍ إلى ضعيفٍ محتاجٍ أعطاه أحد ثوبيه.
وذكر أبو عبيدة صاحب القبلة قال: كان بقيّ يختم القرآن كلّ ليلةٍ في ثلاث عشرة ركعة، وكان يصلّي بالنّهار مائة ركعة، ويصوم الدَّهر، وكان كثير الجهاد، فاضلا؛ يذكر عنه أنّه رابط اثنتين وسبعين غزوة.
ونقل بعض العلماء من كتاب حفيده عبد الرحمن بن أحمد بن بقيّ: سمعت أبي يقول: رحل أبي من مكّة إلى بغداد، وكان جلَّ بغيته ملاقاة أحمد بن حنبل، قال: فلمّا قربت بلغتني المحنة، وأنّه ممنوع، فاغتممت غمّا شديدا، فاحتللت بغداد واكتريت بيتا في فندق، ثمّ أتيت الجامع، وأنا أريد أن أجلس إلى النّاس، فدفعت إلى حلقةٍ نبيلة، فإذا برجلٍ يتكلَّم في الرجال، فقيل لي: هذا يحيى بن معين، ففرجت لي فرجةً، فقمت إليه، فقلت: يا أبا زكريّا - رحمك الله - رجل غريب ناءٍ عن وطنه، يحبُّ السُّؤال فلا تستجفني، فقال: قل، فسألت عن بعض من لقيته، فبعضا زكّى، وبعضا جرَّح. فسألته عن هشام بن عمّار، فقال لي: أبو الوليد صاحب صلاة دمشق، ثقة وفوق الثقة، لو كان تحت ردائه كبر أو متقلدا كبرا ما ضرّه شيئا لخيره وفضله. فصاح أصحاب الحلقة: يكفيك - رحمك الله - غيرك له سؤال. فقلت وأنا واقف على قدم: اكشف عن رجلٍ واحد: أحمد بن حنبل. فنظر إليَّ كالمتعجّب، فقال لي: ومثلنا نحن نكشف عن أحمد؟ ذاك إمام المسلمين وخيرهم وفاضلهم. فخرجت أستدلّ على منزل أحمد، فدللت عليه، فقرعت بابه، فخرج إليَّ، فقلت: يا أبا عبد الله رجل غريب نائي الدّار، هذا أول دخولي هذا البلد، وأنا طالب حديث، ومقيَّد سنّة، ولم تكن رحلتي إلاّ إليك. فقال: ادخل الأصطوان، ولا يقع عليك عين. فدخلت، فقال لي: وأين موضعك؟ قلت: المغرب الأقصى. قال: إفريقيّة؟ فقلت له: أبعد من إفريقيّة، أجوز من بلدي البحر إلى إفريقيّة، الأندلس. قال: إن موضعك لبعيد، وما كان شيء أحبُّ إليَّ من أن أحسن عون مثلك، غير أنيّ ممتحن بما لعلّه قد بلغك، فقلت له: بلى، لقد بلغني، وهذا أوّل دخولي، وأنا مجهول العين عندكم، فإن أذنت لي أن آتي كلَّ يوم في زيّ السّؤال، فأقول عند الباب ما يقوله السؤال، فتخرج إلى هذا الموضع، فلو لم تحدثني كلّ يوم إلا بحديث واحد لكان لي فيه كفاية. فقال لي: نعم، على شرط أن لا تظهر في الحلق، ولا عند المحدِّثين، فقلت: لك شرطك. فكنت آخذ عودا بيدي، وألف رأسي بخرقةٍ مدنسَّة وآتي بابه، فأصيح: الأجر، رحمكم الله، والسُّؤال هناك كذلك، فيخرج إليَّ
ويغلق الباب، ويحدّثني بالحديثين، والثلاثة، والأكثر، فالتزمت ذلك حتّى مات الممتحن له وولي بعده من كان على مذهب السنة، فظهر أحمد وعلت إمامته، وكانت تضرب إليه آباط الإبل، فكان يعرف لي حق صبري، فكنت إذا أتيت حلقته فسح لي، ويقصّ على أصحاب الحديث قصّتي معه، فكان يناولني الحديث مناولةً، ويقرؤه علي وأقرؤه عليه، واعتللت، فعادني في خلق معه. وذكر هذه الحكاية أطول من هذا، نقلها ابن بشكوال في غير الصّلة، وأنا نقلتها من خطّ أبي الوليد بن الحاجّ شيخنا.
وقال أيضا: نقلت من خطّ حفيده عبد الرحمن بن أحمد بن بقيّ: حدَّثني أبي قال: أخبرتني أمّي أنها رأت أبي مع رجلٍ طوال جدا، فسألته عنه، فقال: أرجو أن تكوني امرأة صالحة، ذاك الخضر عليه السلام.
وذكر عبد الرحمن عن جدّه أشياء، فالله أعلم، وقال: كان جدّي قد قسّم أيّامه على أعمال البرّ، فكان إذا صلّى الصُّبح قرأ حزبه من القرآن في المصحف سدس القرآن. وكان أيضا يختم القرآن في الصّلاة في كل يوم وليلة، ويخرج كل ليلة في الثلث الأخير إلى مسجده، فيختم قرب انصداع الفجر، وكان يصلّي بعد حزبه من المصحف صلاةً طويلة جدّا، ثمّ ينقلب إلى داره، وقد اجتمع في مسجده الطَّلبة، فيجدد الوضوء ويخرج إليهم، فإذا انقضت الدُّول صار إلى صومعة المسجد، فيصلّي إلى الظهر، ثمّ يكون هو المبتدئ بالأذان ثم يهبط، ثم يسمع إلى العصر ويصلّي ويسمع، وربما خرج في بقيّة النهار، فيقعد بين القبور يبكي ويعتبر، فإذا غربت
الشّمس أتى مسجده، ثمّ يصلّي ويرجع إلى بيته فيفطر.
وكان يسرد الصَّوم إلا يوم الجمعة، ثمّ يخرج إلى المسجد، فيخرج إليه جيرانه، فيتكّلم معهم في دينهم ودنياهم، ثم يصلّي العشاء، ويدخل بيته، فيحدِّث أهله، ثمّ ينام نومةً قد أخذتها نفسه، ثم يقوم، هذا دأبه إلى أن توفّي. وكان جلدا، قويا على المشي، مواظبا لحضور الجنائز، ولم ير راكبا قطّ، ومشى مع ضعيفٍ في مظلمة إلى إشبيلية، ومع آخر إلى إلبيرة، ومع امرأة ضعيفة إلى جيّان.
122 -
بوران، ابنة الوزير الحسن بن سهل
.
الّتي تزوجّ بها المأمون، ودخل بها في سنة عشر ومائتين، فاحتفل أبوها لعرسها وجهازها احتفالاً يضرب به المثل، ونثر على الأمراء الجوهر والذهب وبنادق المسك التي في باطنها رقاع بأسماء ضياع، وأسماء جوار، وخيل، وأقام بمؤونة العسكر كلّه أيّام العرس، فأنفق عليهم وعلى العرس ونحو ذلك في مدّة عشرين يوما خمسين ألف ألف درهم. ولا أعلم جرى في الإسلام عرس مثله.
توفيّت في ربيع الأوّل سنة إحدى وسبعين، ولها ثمانون سنة، ودفنت في قبَّتها، وما زالت وافرة الحرمة، كاملة الحشمة إلى أن ماتت.
123 -
جعفر بن المعتمد أحمد بن المتوكّل جعفر بن المعتصم العبّاسيّ
، المفوضَّ إلى الله وليّ العهد.
عقد له أبوه، وخطب له على المنابر زمانا، ثم خلعه أبوه وولّى أخاه المعتضد العهد خوفا من المعتضد. يقال: إنّ المعتضد لمّا استخلف قتل المفوَّض هذا في سنة ثمانين، وقيل: بل مات فيها موتا.
124 -
جعفر بن أحمد بن سام
، أبو الفضل، قاضي البصرة.
يروي عن: إسحاق الفرويّ، وغيره. وعنه: محمد بن مخلد، وأحمد بن كامل القاضي.
توفّي سنة ستٍّ وسبعين.
125 -
جعفر بن أحمد بن المبارك كردان
.
عن: أبي كامل الجحدريّ، وشيبان بن فروخ. وعنه: ابن مخلد، وعليّ بن إسحاق المادرائيّ.
وكان صدوقا.
توفّي سنة سبع وسبعين ومائتين.
126 -
جعفر بن أحمد بن معبد الورّاق
.
بغداديّ، سمع: عاصم بن عليّ، ومسدَّدا. وعنه: عبد الصّمد الطَّستيّ، وأبو بكر الشّافعي.
توفّي سنة ثمانين.
127 -
جعفر بن طرخان
، أبو محمد الإسترباذيّ الفقيه.
رحل وطوّف وصنّف، وحدَّث عن: أبي نعيم، وأبي حذيفة النهَّديّ، وجماعة. وعنه: عبد الملك بن عديّ، وجعفر بن شهزيل، والإستراباذيّون.
توفّي سنة سبعٍ وسبعين.
128 -
جعفر بن عنبسة اليشكريّ الكوفيّ
.
توفّي سنة خمسٍ وسبعين ومائتين.
روى عن: عمر بن حفص المكّيّ، وعبد الحميد بن صالح البرجميّ، وقرأ عليه. وعنه: ابن عقدة، والحسن بن محمد بن سعدان، وأبو سعيد ابن الأعرابيّ، وجماعة. وقرأ عليه عبد الله بن جعفر السوّاق.
وكان مقرئا مجودا، وكان شيخه عبد الحميد يروي القراءة عن أبي بكر بن عيّاش.
129 -
جعفر بن محمد بن عامر
، أبو الفضل السّامرّيّ البزّاز.
عن: أبي نعيم، وقبيصة. وعنه: ابن مخلد، وعبد الرحمن بن أبي حاتم، والصّفّار.
توفّي سنة اثنتين وسبعين.
130 -
جعفر بن محمد بن عيسى بن نوح البغدادي
.
، حدَّث بأذنة عن: محمد بن عيسى ابن الطّباع. وعنه يحيى بن صاعد، والأصمّ، والبرديجيّ.
وكان ثقة.
131 -
جعفر بن محمد بن عروة النَّيسابوري
.
شيخ مسند قديم. سمع: حفص بن عبد الرحمن، والجارود بن يزيد. وعنه: أبو عمرو أحمد بن المبارك المستملي، وجعفر بن سهل، وجماعة.
توفّي سنة اثنتين أيضا.
132 -
جعفر بن محمد بن عمر البلخي
ّ، أبو معشر المنجم المشهور، وهو بكنيته أعرف.
كان إليه المنتهى في فن التنّجيم، وكان له حظوة في هذا الهذيان الملعون بالعراق، وله إصابات كثيرة كإصابات الكهّان. صنّف كتاب الزّيج وكتاب المدخل، والألوف، وغير ذلك.
قيل: إنّه مات سنة اثنتين وسبعين أيضا، رحم الله المسلمين.
يقال: إنّه تعلَّم فنّ التنّجيم بعدما تكهَّل.
وقيل: إنّ المستعين ضربه مرّة لإصابته في تنجيم، وكان يقول: أصبت فعوقبت.
ذكّر الندّيم محمد بن إسحاق أنّ أبا معشر جاوز المائة، وله كتب كثيرة. قال: وتوفّي لليلتين بقيتا من رمضان سنة اثنتين وسبعين.
133 -
جعفر بن محمد بن القعقاع البغوي ثمّ البغداديّ.
عن سعيد بن منصور، وأبي معمَّر المقعد. وعنه: أبو القاسم البغويّ، وعبد الله بن محمد الخراسانيّ.
توفّي سنة خمسٍ وسبعين.
134 -
جعفر بن محمد بن عبيد الله ابن المنادي البغدادي
.
عن عاصم بن علي، وأحمد بن حنبل، وسعيد بن محمد الجرمي، وعنه ولده المؤرخ أبو الحسين أحمد.
توفي سنة سبع وسبعين.
135 -
جعفر بن محمد بن شاكر الصائغ البغدادي الزاهد
، أبو محمد.
سمع عفان، وأبا نعيم، والحسين بن محمد المروذي، وسريج بن النعمان، وقبيصة، وأبا غسان مالك بن إسماعيل، ومعاوية بن عمرو، وطائفة. وعنه: موسى بن هارون، وابن صاعد، وابن البختري، وإسماعيل الصفار، والنجاد، وابن السماك، وابن نجيح، وأبو بكر الشافعي، ومحمد بن جعفر بن الهيثم، وخلق.
قال الخطيب: وكان عابدا زاهدا، ثقة صادقا، متقنا ضابطا.
وقال أبو الحسين ابن المنادي: كان ذا فضل وعبادة وزهد، انتفع به خلق كثير في الحديث، وأكثروا عنه لثقته وصلاحه. توفي لإحدى عشرة خلت من ذي الحجة سنة تسع وسبعين، وبلغ تسعين سنة غير أشهر يسيرة، رحمه الله، وحديثه في الغيلانيات.
136 -
جعفر بن محمد الوراق
.
عن أبي عبيد. وعنه محمد بن مخلد، وقال: مات في شعبان سنة إحدى وسبعين.
137 -
جعفر بن محمد بن الحسن بن زياد
، أبو يحيى الرازيّ الزَّعفرانيّ.
حدَّث ببغداد عن: سهل بن عثمان العسكري، وإبراهيم بن موسى الفرّاء، ومحمد بن مهران، وعليّ بن محمد الطّنافسيّ. وعنه إسماعيل الصّفّار، وعبد الصَّمد الطَّستيّ، وأبو سهل القطّان، وأبو بكر الشّافعيّ، وآخرون.
قال ابن أبي حاتم: سمعت عنه وهو صدوق ثقة.
وقال غيره: كان إماما في التفسير.
توفّي في ربيع الآخر سنة تسعٍ وسبعين.
138 -
جعفر بن محمد بن الحجّاج القطّان الرقي
.
عن: عبد الله بن جعفر، ومحمد بن أبي أسامة الرّقيين، وغيرهما.
وعنه: أبو حاتم الرازيّ، وأبو عليّ محمد بن سعيد الحرّانيّ.
توفّي سنة ثمانين.
139 -
جعفر بن محمد بن حمّاد
، أبو الفضل الرَّمليّ القلانسي الزّاهد، نزيل عسقلان.
عن آدم بن أبي إياس، وعفّان، وأحمد بن يونس، وطبقتهم.
وعنه: ابن جوصا، وأبو عوانة، وخيثمة، وطائفة آخرهم موتا الطَّبرانيّ، وهو من كبار شيوخه.
قال محمد بن حمويه الأهوازيّ: أزهد من رأيت جعفر بن محمد القلانسيّ. قلت: مات في آخر ذي الحجّة سنة ثمانين.
*-وجعفر بن محمد بن الفضل الرَّسعنيّ، أقدم منه.
140 -
جعفر بن هاشم
، أبو يحيى العسكريّ، نزيل بغداد.
سمع: القعنبيّ، وأبا الوليد، ومسلم بن إبراهيم. وعنه: حمزة الدّهقان، وعثمان ابن السّمّاك، والطَّستيّ.
وثّقه الخطيب.
ومات في ربيع الأوّل سنة سبعٍ وسبعين.
141 -
جموك بن خنجة
، أبو إبراهيم البخاريّ، وقيل: اسمه عبد الله. .
يروي عن: أبي حذيفة إسحاق بن بشر صاحب المبتدأ، وأحمد بن حفص، ورجاء بن مقاتل، والمسنديّ. ولم يرحل. وعنه: محمد بن صابر بن كاتب، ومحمد بن صالح البخاريّان.
توفّي سنة ثلاثٍ وسبعين.
142 -
الحارث بن أبيض بن أسود
، أبو القاسم الفهريّ المصريّ.
رأى ابن وهب، وسمع زيد بن بشر، وغيره.
توفّي بالإسكندريّة في جمادى الآخرة سنة ستٍّ وسبعين.
143 -
حامد بن سهل
، أبو جعفر الثَّغريّ.
حدَّث ببغداد عن: مسلم بن إبراهيم، وعبد الصَّمد بن النعمان، ومعاذ بن فضالة. وعنه ابن السّمّاك، وأحمد بن كامل، وأبو بكر الشّافعيّ، وابن الهيثم البندار.
وثّقه الدّارقطنيّ. وتوفّي سنة ثمانين.
144 -
حرب بن إسماعيل الكرمانيّ الفقيه
، صاحب الإمام أحمد.
قد ذكرته في الطبقة الماضية على التقريب، ثمّ وجدت ابن قانع قد قيَّد وفاته في سنة ثمانين.
145 -
الحسن بن أحمد بن بكّار بن بلال
، أبو علّي العامليّ الدّمشقيّ.
سمع جدّه، ومروان بن محمد الطّاطريّ، ومحمد بن المبارك
الصوريّ. وعنه: أبو عوانة، وقال: هو قدريٌّ، ثقة في الحديث؛ وأبو الميمون بن راشد، وجماعة.
توفّي في صفر سنة خمس وسبعين ومائتين.
146 -
الحسن بن إسحاق بن يزيد
، أبو عليّ البغداديّ العطّار.
عن: عمر بن شبيب المسلَّي، وزيد بن الحباب، والحسن الأشيب، ومحمد بن بكير الحضرميّ، وأبي نعيم، وجماعة. وعنه: إسماعيل الصّفّار، والأصمّ، ومحمد بن مخلد.
وثَّقه الخطيب ثم قال: أخبرنا أبو سعيد الصَّيرفّي قال: حدثنا الأصمّ، قال: حدثنا الحسن بن إسحاق العطّار قال: سمعت عبد الرحمن بن هارون يقول: كنّا في البحر سائرين إلى إفريقيّة، فركدت علينا الرّيح، فأرسينا إلى موضع يقال له البرطون، ومعنا صبيّ صقلبيّ يقال له أيمن، معه شصّ يصطاد به السَّمك، فاصطاد سمكةً، نحوا من شبر أو أقلّ، فكان على صنيفة أذنها اليمنى مكتوب: لا إله إلا الله، وعلى قذالها وصنيفة أذنها اليسرى مكتوب: محمد رسول الله، وكان أبين من نقشٍ على حجر، وكانت السَّمكة بيضاء، والكتابة سوداء كأنّه كتب بحبر. قال: فقذفناها في البحر، ومنع النّاس أن يصيدوا من ذلك الموضع حتّى أوغلنا.
قال ابن قانع: مات في صفر سنة اثنتين وسبعين.
147 -
الحسن بن أيّوب القزوينّي
.
وثّقه الخليليّ، وقال: سمع من عبد العزيز الأويسيّ، وعليّ بن محمد الطَّنافسيّ، وأبي مصعب. روى عنه: أبو الحسن القطّان.
مات سنة تسعٍ وسبعين ومائتين.
148 -
الحسن بن الحسين بن عبد الله بن عبد الرحمن بن العلاء بن أبي صفرة بن المهلَّب
، أبو سعيد الأزدي المهلّبيّ السكَّريّ النَّحويّ.
سمع يحيى بن معين، وأبا حاتم السجستانيّ، وأبا الفضل الرّيّاشيّ، وعمر بن شبَّة. وعنه: أبو سهل بن زياد، ومحمد بن أحمد الحكيميّ، ومحمد بن عبد الملك التّاريخيّ. وروى الكثير من كتب الأدب، وصنَّف أشياء.
قال الخطيب: كان ثقة ديِّنا صادقا، يقرئ القرآن، وانتشر عنه من كتب الأدب شيء كثير.
قال ابن المنادي: توفّي سنة خمسٍ وسبعين. وكان ميلاده سنة اثنتي عشرة ومائتين. ومن قال مات سنة تسعين وهم.
وله كتاب الوحوش ما قصَّر فيه؛ وكتاب النبات. وكان آيةّ في جمع أشعار العرب؛ فإنّه جمع شعر امرئ القيس ودوَّنه؛ وكذا جمع ديوان النابغتين، وديوان قيس بن الخطيم، وديوان تميم، وديوان شعر هذيل، وديوان هدبة بن خشرم، وديوان الأعشى، وديوان الأخطل، وديوان زهير، وديوان مزاحم العقيليّ، وديوان أبي نواس، ثمّ شرحه في نحو ألف ورقة.
149 -
الحسن بن سلاّم بن حمّاد
، أبو علي السّوّاق.
حدَّث ببغداد عن عبد الله بن موسى، وأبي نعيم، وأبي عبد الرحمن المقرئ، وعمرو بن حكّام، وعفّان، وطائفة. وعنه: ابن صاعد، والصّفّار، وعثمان ابن السّمّاك، وأبو بكر النّجّاد، والشّافعيّ، وآخرون.
قال الدّارقطنيّ: ثقة صدوق.
وقال الشّافعيّ: مات لثلاثٍ خلون من صفر سنة سبع وسبعين.
150 -
الحسن بن حماد بن فضالة البصري الصيرفي
.
سمع عبد الواحد بن غياث، وعنه الطبراني.
151 -
الحسن بن عليّ بن مالك
، أبو محمد الشَّيبانيّ المعروف بالأشنانيّ.
حدَّث ببغداد عن: عمرو بن عون، وسويد بن سعيد، وابن معين.
وعنه: ابنه عمر، ومحمد بن مخلد، وأحمد بن الفضل بن خزيمة.
توفّي في شعبان سنة ثمانٍ وسبعين، وصلّى عليه أبو بكر بن أبي الدُّنيا.
قال ابن المنادي: فيه أدنى لين.
152 -
الحسن بن عليّ بن بحر بن برّي القطّان
.
توفّي ببابسير سنة ثمانين، في ربيع الأوّل. وقد روى عن أبيه، وغيره.
153 -
الحسن بن الفضل بن السَّمح
، أبو عليّ الزعفرانيّ البوصرائيّ.
عن: مسلم بن إبراهيم، وأبي معمر المنقريّ. وعنه ابن صاعد، وإسماعيل الصّفّار، وأحمد بن عثمان الأدميّ، وجماعة.
قال ابن المنادي: مات في جمادى الآخرة سنة ثمانين. قال: ثمّ انكشف ستره فتركوه، وخرّق أخي كلَّ شيءٍ كتب عنه، لأّنه تبين له أمره.
154 -
الحسن بن محمد بن عبد الله بن الحسين بن عليّ بن الحسين بن عليّ بن أبي طالب
، العلويّ المعروف بالحرون.
ظهر بالكوفة في خلافة المستعين، وقوي أمره، وحارب جيش المستعين، فهرب وتفرَّق جمعه، ثم قبض عليه وحبس دهرا، إلى أن أطلقه المعتمد في سنة ثمانٍ وستين. ثمّ إنهّ عاد إلى غيِّه، وخرج بناحية الكوفة، وعاث بأرض السّواد وطريق مكّة، ثم أخذ وأتي به إلى الموفَّق، فحبسه،
ومات في الحبس سنة إحدى وسبعين.
155 -
الحسن بن محمد بن الحارث السّجستانيّ
.
ذكره ابن حبّان في الثّقات، وقال: صاحب سنَّة وفضل، يروي عن: أبي نعيم. روى عنه أهل بلده. ومات سنة ست وسبعين.
156 -
الحسن بن محمد بن مزيد
، أبو سعيد الأصبهاني.
سمع: إبراهيم بن محمد بن عرعرة، وهشام بن عمّار، وحامد بن يحيى البلخيّ. وعنه: أهل أصبهان. ومات قبل الثمانين.
قال أبو نعيم: هو أوّل من حمل علم الشّافعيّ إلى أصبهان.
157 -
الحسن بن موسى بن ناصح
، أبو سعيد الرَّسعنيّ الخفّاف.
قدم بغداد، فروى عن: المعافى بن سليمان، وعقبة بن مكرم. وعنه: ابن صاعد، ومحمد بن مخلد، ومحمد بن خلف وكيع.
158 -
الحسن بن ناصح
، أبو عليّ الخلاّل.
عن: أبي النَّضر، ومكّي بن إبراهيم، وطبقتهما. وعنه محمد بن مخلد، وأبو بكر الخرائطيّ.
قال ابن أبي حاتم: صدوق.
159 -
الحسن بن مكرم
، أبو علي البغداديّ البزّاز.
سمع: عليّ بن عاصم، ويزيد بن هارون، وأبا النّضر، وروح بن عبادة. وعنه المحامليّ، والصّفّار، وأبو بكر النّجّاد، وأبو سهل القطّان، وجماعة.
وثّقه الخطيب.
مولده سنة اثنتين وثمانين ومائة. ومات في رمضان سنة أربعٍ وسبعين.
160 -
الحسين بن الحسن
بن مهاجر
، أبو محمد السُّلميّ النيسابوريّ.
عن: هشام بن عمّار، ودحيم، وأبي مصعب، ومحمد بن رمح، وخلق. كتب عنه البخاري مع تقدمه. وحدث عنه أبو حامد ابن الشرقي، ومكي بن عبدان، وعليّ بن حمشاذ، وآخرون.
توفّي سنة ثمانٍ وسبعين، وكان محله الصِّدق.
161 -
الحسين بن الحسن، أبو معين الرازي.
أحد حفاظ الري. رحل، وسمع سعيد بن أبي مريم، وأبا سلمة التبوذكي، وأحمد بن يونس، ونعيم بن حماد، وطبقتهم. أخذ عنه عبد الرحمن بن أبي حاتم، وغيره. وبلغنا أنه توفي سنة ست وسبعين.
وقد ذكره الخليلي في مشيخة أبي الحسن القطان فقال: ثقة، عالي الإسناد، سمع الموطأ من يحيى بن بكير. قال: توفي سنة ست وسبعين.
162 -
الحسين بن عليّ بن محمد بن عبيد الطنافسيّ الكوفيّ ثمّ القزوينيّ، قاضي قزوين.
سمع أباه وأبا بكر بن أبي شيبة، وإبراهيم بن موسى الفّراء، وطائفة. وعنه: عبد الرحمن بن أبي حاتم، وعليّ القطّان، وآخرون.
وكان ثقة جليلا.
توفّي سنة سبعٍ وسبعين.
قال الخليليّ: هو ثقة متَّفق عليه.
163 -
الحسين بن محمد بن أبي معشر السِّنديّ
، المدنيّ الأصل، البغداديّ.
روى عن: وكيع، ومحمد بن ربيعة. وعنه: محمد بن أحمد الحكيميّ، وإسماعيل الصّفّار، وابن السّمّاك.
قال أبو الحسين ابن المنادي: حدَّث عن وكيع، ولم يكن بالثّقة، فتركه الناس، توفّي في اليوم الّذي توفّي فيه أبو عوف البزوريّ، يعني تاسع رجب، سنة خمسٍ وسبعين ومائتين.
164 -
الحسين بن معاذ بن حرب
، أبو عبد الله الحجبيّ البصريّ الأخفش، ابن عم عبد الله بن عبد الوهّاب.
حدَّث ببغداد عن: الربيع بن يحيى الأشنانيّ، وشاذ بن فيّاض، وجماعة. وعنه: الحسين الكوكبيّ، وأبو بكر النّجّاد، وعبد الله بن إسحاق الخراسانيّ.
توفّي سنة سبع وسبعين.
وهو ضعيف؛ فإنّه أتى بحديث باطل، عن ثقة، عن حمّاد بن سلمة، عن هشام، عن أبيه، عن عائشة مرفوعا: يا معشر الخلائق طأطئوا حتّى تجوز فاطمة.
165 -
الحسين بن منصور، أبو عبد الرحمن الواسطيّ التّمّار
الطويل.
عن: الهيثم بن عديّ، ويزيد بن هارون، وعبد الرّحيم بن هارون العسكريّ. وعنه جعفر بن أحمد بن سنان القطّان، وعليّ بن عبد الله بن مبشّر.
وثّقه ابن حبّان.
166 -
الحسين بن منصور، أبو عليّ البغداديّ
.
عن أبي نعيم، وأبي الجوّاب، وموسى بن سلمة، وأبي حذيفة النَّهديّ. وعنه الحافظ وصيف الأنطاكيّ، وخيثمة بن سليمان لقيه بالرَّقة.
ذكره ابن حبّان في الثّقات.
ولنا جماعة يسمون الحسين بن منصور تقدموا.
167 -
حصين بن عبد القادر
، أبو عليّ الإسكندرانيّ البزّاز.
عن نعيم بن حمّاد، وغيره.
توفّي سنة سبعٍ وسبعين.
168 -
حفص بن عمر بن الصّبّاح الرَّقيّ سنجة ألف
، أبو عمرو.
كان مسند الرَّقة في وقته، فإنّه رحل وسمع أبا نعيم، وقبيصة بن عقبة، وعبد الله بن رجاء، وفيض بن الفضل البجليّ، وطبقتهم. وعنه: العبّاس بن محمد الرافقي، وأبو القاسم الطَّبرانيّ؛ وقبلهما ابن صاعد، وأبو عروبة، وجماعة.
وتوفّي سنة ثمانين.
قال أبو أحمد الحاكم: حدَّث بغير حديث لم يتابع عليه.
169 -
حمدان بن غارم
، بغين معجمة، ابن ينّار، بياء ثمّ نون مشدَّدة، أبو حامد؛ وقيل: اسمه الأصلي أحمد. سمع: صفوان بن صالح، ودحيماّ، وخلف بن هشام، وأبا كريب، وطائفة. وعنه: أسد بن حمدويه النَّسفيّ، وعبد الله بن الحامض المروزيّ، وجماعة.
توفّي سنة ثمانين.
170 -
حمدون بن أحمد بن سلم السّمسار
.
عن: سعيد بن سليمان سعدويه، وغيره. وعنه: أحمد بن خزيمة، وأبو بكر الشّافعيّ.
توفي سنة ثمانين.
171 -
حمدون بن أحمد بن عمارة
، أبو صالح النَّيسابوري الصُّوفيّ العارف، المعروف بحمدون القصّار.
قدوة الملامتيّة بخراسان، ومنه انتشر مذهبهم، وهو تخريب الظاهر وتعمير الباطن، مع التزام الشرع وواجباته ظاهرا وباطنا.
وكان فقيها على مذهب سفيان الثَّوريّ. سمع من: إسحاق بن راهويه، ومحمد بن بكّار بن الرّيّان، وأبي معمر القطيعيّ، وجماعة. وصحب أبا تراب النخَّشبيّ، وأبا حفص النَّيسابوريّ. وكان كبير الشّأن، يقال: إنّه كان من الأبدال. روى عنه: ابنه الحافظ أبو حامد الأعمشي، ومكّي بن عبدان، وأبو جعفر أحمد بن حمدان، وآخرون.
ومن كلامه، قال: لا يجزع من المصيبة إلاّ من اتهم ربَّه.
وسئل عن طريق الملامة، فقال: خوف القدرية ورجاء المرجئة.
وقد جمع السُّلمي جزءا من حكايات هذا الشّيخ، وذكر موته في سنة إحدى وسبعين ومائتين بنيسابور. صحبه الشّيخ عبد الله بن محمد بن منازل.
172 -
حمدون بن أحمد بن بكر
، أبو نصر النيَّسابوريّ الدّهان.
عن: محمد بن رافع، ونصر بن عليّ الجهضميّ، وجماعة. وبقي إلى بعد السَّبعين. روى عنه: يحيى بن منصور القاضي، ومحمد بن صالح بن هانئ، وآخرون.
173 -
حمدون بن خالد بن يزيد
، أبو محمد النّيَسابوريّ الملَّقاباذيّ.
سمع: يحيى بن يحيى، ويزيد بن صالح الفرّاء. وعنه: ابنه أبو بكر أحمد بن حمدون، وعبد الله بن إبراهيم.
حدَّث سنة خمسٍ وسبعين.
174 -
حمدون بن رجاء بن شجاع
، أبو رجاء العامري النَّيسابوريّ.
سمع: سعيد بن منصور بمكّة، وسهل بن عثمان العسكريّ، ومحمد بن مهران الجمالّ. وعنه: أبو حامد وعبد الله ابنا الشَّرقيّ، وآخرون.
توفّي سنة إحدى وسبعين.
175 -
حمدون بن الفضل
، أبو سعيد النَّيسابوريّ الخفّاف.
عن: إسحاق بن راهويه، وعمرو بن زرارة. وعنه: أبو نصر محمد بن أحمد بن عمر الخفّاف، وعليّ بن عيسى.
176 -
حمش بن عبد الرّحيم
، أبو عبد الله النَّيسابوريّ التركيّ الزّاهد، واسمه محمد.
سمع: أحمد بن يونس اليربوعيّ، ويحيى بن يحيى، وجماعة. وعنه: مكّي بن عبدان، ومحمد بن القاسم العتكّي، ومحمد بن صالح بن هانئ.
وكان مجاهدا غازيا عابدا، سمع أحمد بن حرب الزّاهد.
وحمش: مسكَّن.
مات في شوال سنة خمسٍ وسبعين.
177 -
حميد بن النَّضر البيكنديّ
.
عن: سعيد بن أبي مريم، ومحمد بن سلاّم البيكّنديّ، وعبد الله بن صالح الكاتب، وطائفة. وعنه: عليّ بن الحسن بن عبدة، ومسبح بن سعيد، وحسين بن حاتم، وغيرهم.
178 -
حميد بن هشام العنسيّ الدّارانيّ
.
قال: قلت لأبي سليمان الدّارانيّ: ياعم، لم تشدِّد علينا وقد قال الله:{لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا} [الزمر: 53]. فقال: اقرأ. فقرأت إلى قوله تعالى: {بَلَى قَدْ جَاءَتْكَ آيَاتِي فَكَذَّبْتَ بِهَا} [الزمر: 59]. فقلت: يا عم، فأنا بحمد الله لم أكذب، فمسح رأسي وقال: يا بنيّ، اتَّق الله وخفه وارجه.
قلت: روى عنه عبد الله بن أحمد بن أبي الحواريّ، ومحمد بن جعفر
ابن ملاس، والحسن بن حبيب الحصائريّ.
179 -
حنبل بن إسحاق بن حنبل بن هلال بن أسد
، أبو عليّ الشَّيبانيّ، ابن عمّ الإمام أحمد، وأحد تلامذته.
سمع: أبا نعيم، ومحمد بن عبد الله الأنصاريّ، وعفّان، وسليمان بن حرب، وأبا غسّان مالك بن إسماعيل، وعاصم بن عليّ، وموسى بن إسماعيل، والحميديّ، وأبا حذيفة، ومسددا، وخلقا كثيرا.
وصنَّف تاريخا حسنا، وكان يفهم ويحفظ. روى عنه: البغويّ، وابن صاعد، وأبو بكر الخلاّل، ومحمد بن مخلد، وابن السّمّاك، وأبو جعفر بن البختريّ، وجماعة.
قال الخطيب: كان ثقة ثبتا.
وقال ابن المنادي: كان حنبل قد خرج إلى واسط، فجاءنا نعيه منها في جمادى الأولى سنة ثلاثٍ وسبعين.
قلت: روى المؤتمن بن قميرة جزءا عاليا من حديث حنبل، وسمعنا الجزء الرابع من كتاب الفتن لحنبل، وسمعنا محنة ابن عمّه تأليفه، وعاش نيفا وسبعين سنة، أو جاز الثمانين؛ فإنّه أدرك الأنصاريّ.
180 -
خازم بن يحيى الحلواني
ّ.
حدَّث ببغداد عن: شيبان بن فروخ، وهانئ بن المتوكّل، وجماعة. وعنه: محمد بن أحمد الحكيميّ، وإسماعيل الصّفّار.
توفّي سنة خمس وسبعين. وهو أخو أحمد.
181 -
ن:
خالد بن روح
، أبو عبد الرحمن الثَّقفي الدمشقيّ.
عن: أبي الجماهر الكفرسوسيّ، وإسحاق بن إبراهيم الفراديسيّ. وعنه: النسائي وقال: ثقة؛ وأبو الميمون بن راشد، وأبو القاسم الطَّبرانيّ، وآخرون.
توفّي سنة ثمانين.
182 -
خالد بن يزيد بن الصّبّاح
، أبو الهيثم الخثعميّ. مولاهم، الرازيّ الفقيه.
حدَّث بهراة عن: مكّيّ بن إبراهيم، وإبراهيم بن شماس. روى عنه: أبو إسحاق البزّاز الحافظ، وغيره.
وعاش تسعين سنة. توفّي سنة ستٍّ وسبعين.
183 -
خلف بن عامر بن سعيد الهمداني
ّ، البخاريّ الحافظ، مصنِّف المسند.
كان من تلامذة عبد الله بن محمد المسنديّ.
أورده السُّليمانيّ مختصرا.
184 -
ق:
خلف بن محمد بن عيسى
، أبو الحسين الواسطيّ، كردوس.
سمع: يزيد بن هارون، وعليّ بن عاصم، وروح بن عبادة، وطبقتهم.
وعنه: ابن ماجه، والمحاملي، وابن مخلد، وإسماعيل الصّفّار، وعبد الرحمن بن أبي حاتم وقال: صدوق؛ وأبو سعيد ابن الأعرابيّ، وخيثمة بن سليمان.
وقال الدَّارقطنيّ: ثقة.
توفّي سنة أربع وسبعين.
185 -
الخليل بن عبد القهّار
، أبو جعفر الصيداويّ.
عن: يحيى بن المبارك، وهشام بن خالد، وجماعة. وعنه: ابن قتيبة العسقلاّنيّ، وخيثمة الأطرابلسيّ، وآخرون.
توفّي سنة تسعٍ، وقيل: سنة سبعٍ وسبعين.
186 -
ذاكر بن شيبة العسقلاّنيّ، كان بقرية عجين.
روى عن روّاد بن الجرّاح العسقلاّنيّ. وعنه: الطّبرانيّ.
لا أعرفه.
187 -
رباح بن أحمد
، أبو النّضر الهروي الصوفي الواعظ، نزيل الموصل.
روى عن: معاذ بن محمد الهرويّ، وغيره. وتوفّي سنة ثمانٍ وسبعين. وهو كالمجهول.
188 -
ن:
الربيع بن محمد بن عيسى
، أبو الفضل الكنديّ اللاّذقيّ.
عن: آدم بن أبي إياس، وإسماعيل بن أبي أويس، ومحمد بن يزيد السَّكونيّ. وعنه: النسائي، ومحمد بن المسيّب الأرغيانيّ، وأحمد بن محمد بن عيسى مؤرخ حمص، وخيثمة بن سليمان.
189 -
ربيعة بن الحارث القاضي
، أبو زياد الحمصيّ.
حدَّث عن: عتبة بن السَّكن، وأحمد بن حنبل، وجماعة. وعنه: أبو عبد الرحمن النَّسائيّ، وأبو عوانة، وعبد الصّمد بن سعيد الحمصيّ، وأبو الميمون بن راشد، ومحمد بن محمد بن أبي حذيفة.
190 -
رجاء بن عبد الله الهرويّ الورّاق
.
كان عنده مصنفَّات مالك بن سليمان الهرويّ عنه، ومصنفات سعيد بن منصور. وروى أيضا عن: أحمد بن يونس، ومهديّ بن جعفر الرملّي، وجماعة.
وكان من أعيان المحدِّثين بهراة. روى عنه: الحافظان أبو إسحاق البزّاز، وأبو الفضل بن إسحاق.
توفّي سنة سبعٍ وسبعين، وقيل: سنة تسعٍ وسبعين.
191 -
رزق الله بن يوسف المصري
ّ.
عن يحيى بن بكير.
توفّي في شوّال سنة ستٍّ وسبعين، وكان يكون بالإسكندرية.
192 -
زكريّا بن يحيى بن شيبان
، أبو عبد الله القرشيّ الكوفيّ.
عن: عليّ بن سيف، وغيره. وعنه: أبو العبّاس بن عقدة.
توفّي سنة ثلاثٍ وسبعين.
193 -
زياد بن محمد بن زياد بن عبد الرحمن اللَّخميّ الأندلسيّ
، المعروف جدُّه بشبطون.
يروي عن: يحيى بن يحيى اللَّيثيّ، وغيره.
توفّي سنة ثلاثٍ أيضا.
194 -
زيدان بن بريد البجليّ الكوفيّ
، والد عبد الله بن زيدان.
توفّي في شوّال سنة أربعٍ وسبعين.
195 -
زيد بن إسماعيل بن سيّار
، أبو الحسن البغداديّ الصّائغ.
عن: زيد بن الحباب، وهاشم بن القاسم، وجعفر بن عون، وطائفة.
وعنه: أبو بكر بن مجاهد، وعبد الرحمن بن أبي حاتم، وإسماعيل الصّفّار، وآخرون.
محلُّه الصِّدق.
196 -
زيد بن بندار، أبو جعفر الأصبهاني الُّنخانيّ
، ونخان: قرية بأصبهان.
كان فقيها صالحا يسرد الصَّوم. روى عن: القعنبيّ، وإسماعيل بن
عمرو البجليّ. وعنه: محمد بن أحمد الزَّهريّ، وغيره.
197 -
زيد بن عبد الرحمن بن أبي الغمر السَّهميّ
، مولاهم، المصريّ.
عن أبيه، ويحيى بن بكير.
توفّي سنة أربعٍ وسبعين.
198 -
الَّسريّ بن خزيمة بن معاوية الحافظ
، أبو محمد الأبيورديّ الثّقة.
سمع: عبدان بن عثمان، وأبا نعيم، وأبا عبد الرحمن المقرئ، ومسلم بن إبراهيم، ومحمد بن الصَّلت، وطبقتهم بخراسان، والحجاز، والعراق. وعنه: ابن خزيمة، وإبراهيم بن أبي طالب، وأبو حامد ابن الشَّرقيّ، ومحمد بن صالح بن هانئ، والحسن بن يعقوب، وخلق كثير.
قال الحاكم: هو شيخ فوق الثّقة، ورد نيسابور سنة سبعين، وبقي بها يحدِّث إلى سنة أربعٍ وسبعين، ثمّ انصرف إلى أبيورد، سمعت محمد بن صالح بن هانئ يقول: لما قتل حيكان رفضوا مجالس الحديث، حتّى لم يقدر أحد أن يأخذ بنيسابور محبرة، إلى أنّ منَّ الله علينا بورود السٍّري بن خزيمة، فاجتمعنا لنذهب إليه فلم نقدر، فقصدنا أبا عثمان الحيريّ الزَّاهد، واجتمع النّاس عنده، فأخذ أبو عثمان محبرةً بيده، وأخذنا المحابر بأيدينا، فلم يقدر أحد من المبتدعة أن يقرب منّا، فخرج السَّريّ، فأملى علينا وأبو بكر بن خزيمة ينتخب. وسمعت أبا الفضل يعقوب بن الحسن بن يعقوب يقول: ما رأيت مجلسا أبهى من مجلس السَّريّ بن خزيمة، ولا شيخا أبهى منه، كانوا يجلسون بين يديه وكأنّما على رؤوسهم الطَّير، وكان لا يحدِّث إلاّ من أصل كتابه، رحمه الله.
199 -
السَّريّ بن يحيى بن السَّريّ بن مصعب
، أبو عبيدة، ابن أخي هنّاد بن السَّريّ، الكوفيّ الدّارميّ.
روى عن: أبي نعيم، وقبيصة، وأبي غسّان النهَّديّ، وأحمد بن يونس، وطبقتهم. وعنه: أبو ذرّ محمد بن محمد بن يوسف، وعبد الله بن جامع الحلوانيّ، وابن عقدة، وأبو نعيم بن عديّ، وخيثمة الأطرابلسيّ، وطائفة.
قال ابن أبي حاتم: كان صدوقا.
وقال ابن عقدة: توفّي في المحرَّم لتسعٍ بقين منه سنة أربعٍ وسبعين.
200 -
سعد بن محمد بن سعد
، القاضي أبو العبّاس، وأبو محمد البجليّ البيروتيّ.
سمع: صفوان بن صالح، وهشام بن عمّار، ودحيما، وجماعة. وعنه: ابن صاعد، وأبو بشر الدُّولابيّ، وعبد الله بن أحمد بن زبر، وعبد الرحمن بن أبي حاتم ووثَّقه، وجماعة.
توفّي سنة تسعٍ وسبعين.
وأقدم شيخ له عبد الحميد بن بكّار.
201 -
سعد الأعسر
، أمير دمشق.
كان من كبار أمراء أحمد بن طولون، وهو الّذي هزم أبا العبّاس ابن الموفَّق بفلسطين سنة إحدى وسبعين. وكان جليلا عادلا محببَّا إلى أهل دمشق. وكان يعيب على خمارويه بن أحمد اشتغاله بلهوه، ويقول: هذا الصَّبيّ لعَّاب، وأنا أكابد الأمر. فبلغ ذلك خمارويه، فخرج من مصر ونزل الرملة واستدعاه، فذهب إلى الخدمة، فقام وذبحه بيده. وبلغ ذلك أهل دمشق، فحزنوا عليه، ولعنوا خمارويه وخرجوا عليه، وسّبوه على منبر دمشق، وبعث إليهم أميرا، فطردوه وكاتبوا الموفَّق، وأقاموا المآتم على الأعسر.
قتل إلى رحمة الله سنة ثلاثٍ، وقيل: سنة خمسٍ وسبعين.
202 -
سعدون بن سهيل بن أبي ذؤيب العكّاويّ
.
عن أبيه عن شيبان النَّحويّ، وعنه: الطَّبرانيّ.
203 -
سعيد بن سعد بن أيّوب
، أبو عثمان البخاريّ، نزيل الرّيّ.
عن: أبي نعيم، والقعنبيّ، ومسلم بن إبراهيم، وعمرو بن مرزوق، وطائفة. وعنه: عبد الرحمن بن أبي حاتم، وأبو الحسن بن سلمة القطّان، وجماعة.
قال ابن أبي حاتم: صدوق.
وقال أبو يعلى الخليليّ: كان له معرفة بالحديث، ومات قبل أبي حاتم بأشهر.
قال أبو الحجّاج الحافظ: وهم الحافظ الضياء فذكر أنّ ابن ماجه روى عن هذا، وإنّما الّذي يروي عنه أبو الحسن القطّان، وللقطّان زيادات كثيرة من الأسانيد في كتاب ابن ماجه، ويدلّ على هذا أنّ هذا الرجل لا وجود له في سنن ابن ماجه من طريق إبراهيم بن دينار عن المصنّف.
204 -
سعيد بن مسعود المروزي
ّ.
عن: النضَّر بن شميل، ويزيد بن هارون، ومسلم بن إبراهيم، وشبابة، ويعقوب بن إبراهيم بن سعد، وأزهر بن سعد، وروح بن عبادة، وطبقتهم. وعنه: محمد بن أحمد بن محبوب، وعمر بن أحمد بن علك، ومحمد بن نصر المروزيّ، وأهل مرو.
وكان صاحب حديث، توفي سنة إحدى وسبعين، وحديثه يقع عاليا لأبي الوفاء محمود بن منده.
ذكره الحاكم في الكنى فقال: أبو عثمان سعيد بن مسعود بن عبد الرحمن السُّلميّ المروزيّ.
205 -
سعيد بن نمر الفقيه
، أبو عثمان الغافقيّ الأندلسيّ الإلبيريّ، صاحب سحنون.
كان من أعيان المالكيّة بالأندلس. روى عن: يحيى بن يحيى، وعبد الملك بن حبيب، وسعيد بن حسان. ورحل إليه الطَّلبة وحملوا عنه.
وتوفّي سنة ثلاثٍ وسبعين.
206 -
سعيد بن يحيى بن إبرهيم بن مزين
، مولى رملة بنت عثمان بن عفان.
من فقهاء الأندلس، وأبوه ممّن يروي عن مطّرف، والقعنبيّ. وأخوه الحسن بن يحيى مات بعده.
مات سعيد سنة ثلاثٍ وسبعين ومائتين.
وأخوهما جعفر بن يحيى بن إبراهيم بن مزين، يروي عن محمد بن وضّاح، وغيره، وكان فقيها مقدَّما. مات سنة إحدى وتسعين ومائتين.
207 -
سفيان بن شعيب الدّمشقيّ
، مولى بني أميّة.
عن: محمد بن عثمان الكفرسوسيّ، وصفوان بن صالح، وغيرهما. وعنه: محمد بن جعفر بن ملاس، ومحمد بن محمد بن أبي حذيفة.
توفّي سنة خمسٍ وسبعين.
208 -
سلمة بن أحمد بن محمد بن مجاشع السَّمرقنديّ
.
حدَّث ببغداد عن: خالد بن يزيد العمريّ. وعنه: محمد بن مخلد، وجماعة.
وفي حديثه مناكير.
توفّي سنة ثلاثٍ وسبعين.
209 -
سليمان بن الأشعث بن إسحاق بن بشير بن شدّاد بن عمرو بن عمران
، الإمام أبو داود الأزديّ السّجستانيّ، صاحب السُّنن.
قال أبو عبيد الآجريّ: سمعته يقول: ولدت سنة اثنتين ومائتين، وصلَّيت على عفّان ببغداد سنة عشرين.
قلت: مات في ربيع الآخر.
قال: ودخلت البصرة وهم يقولون: أمس مات عثمان بن الهيثم المؤذّن.
قلت: مات في رجب سنة عشرين.
قال: وسمعت من أبي عمر الضّرير مجلسا واحدا.
قلت: مات في شعبان من السّنة بالبصرة.
قال: وتبعت عمر بن حفص بن غياث إلى منزله، ولم أسمع منه.
وسمعت من سعدويه مجلسا واحدا، ومن عاصم بن عليّ مجلسا واحدا.
وقال أبو عيسى الأزرق: سمعت أبا داود يقول: دخلت الكوفة سنة إحدى وعشرين، ومضيت إلى منزل عمر بن حفص، فلم يقض لي السّماع منه.
قلت: وسمع من القعنبيّ، وسليمان بن حرب، وجماعة بمكة في سنة عشرين أيّام الحجّ.
وسمع من مسلم بن إبراهيم، وعبد الله بن رجاء، وأبي الوليد، وأبي سلمة التبوذكيّ، وخلق بالبصرة. ومن الحسن بن الربيع البورانيّ، وأحمد بن يونس اليربوعيّ، وطائفة بالكوفة. ومن صفوان بن صالح، وهشام بن عمّار، وطائفة بدمشق. ومن قتيبة، وابن راهويه، وطائفة بخراسان، ومن أبي جعفر النفُّيليّ، وطائفة بالجزيرة. ومن خلق بالحجاز، ومصر، والشّام، والثَّغر، وخراسان. وسمع من أبي توبة الربيع بن نافع، بحلب. ومن أحمد بن أبي شعيب بحرّان، وحيَّوة، ويزيد بن عبد ربّه، بحمص.
وعنه: الترمذي والنسائي، وابنه أبو بكر. وروى عنه سننه: أبو عليّ اللّؤلؤيّ، وأبو بكر بن داسة، وأبو سعيد ابن الأعرابيّ بفوت له، وعليّ بن الحسن بن العبد، وأبو أسامة محمد بن عبد الملك الرّوّاس، وأبو سالم محمد بن سعيد الجلوديّ، وأبو عمرو أحمد بن علي، وغيرهم.
وروى عنه من الحفَاظ: أبو عوانة الإسفرايينيّ، وأبو بشر الدُّولابيّ،
ومحمد بن مخلد، وأبو بكر الخلاّل، وعبدان الأهوازيّ، وزكريّا السّاجيّ، وطائفة. ومن الشّيوخ: إسماعيل الصّفّار، ومحمد بن يحيى الصُّوليّ، وأبو بكر النّجّاد، وأحمد بن جعفر الأشعريّ، وعبد الله ابن أخي أبي زرعة الرّازيّ، وعبد الله بن محمد بن يعقوب البخاريّ، ومحمد بن أحمد بن يعقوب المتوثيّ، وخلق. وكتب عنه الإمام أحمد شيخه حديث العتيرة.
ويقال: إنّه صنَّف السُّنن فعرضه على الإمام أحمد، فاستجاده واستحسنه.
وروى إسماعيل الصّفّار عن أبي بكر الصَّاغانيّ قال: ليّن لأبي داود السّجستاني الحديث، كما ليّن لداود الحديد.
وقال أبو عمر الزّاهد: قال إبراهيم الحربيّ: ألين لأبي داود الحديث كما ألين لداود عليه السلام الحديد.
وقال موسى بن هارون الحافظ: خلق أبو داود في الدّنيا للحديث، وفي الآخرة للجنّة، ما رأيت أفضل منه.
وقال ابن داسة: سمعت أبا داود يقول: كتبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم خمسمائة ألف حديث، انتخبت منها ما ضمّنته كتاب السُّنن، جمعت فيه أربعة آلاف وثمانمائة حديث، ذكرت الصّحيح وما يشبهه ويقاربه، فإن كان فيه وهن شديد بيَّنته.
قلت: وفى رحمه الله بذلك فإنه بين الضّعف الظّاهر، وسكت عن الضّعف المحتمل، فما سكت عنه لا يكون حسنا عنده ولا بدّ، بل قد يكون مما فيه ضعفٌ ما.
وقال زكرّيا السّاجيّ: كتاب الله أصل الإسلام، وكتاب أبي داود عهد الإسلام.
وقال أحمد بن محمد بن ياسين الهروي في تاريخ هراة: أبو داود السّجزيّ كان أحد حفّاظ الإسلام لحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلمه وعلله،
وسنده، في أعلى درجة النّسك والعفاف والصَّلاح والورع، من فرسان الحديث.
قلت: وتفقه بأحمد بن حنبل، ولازمه مدّة، وكان من نجباء أصحابه، ومن جلَّة فقهاء زمانه، مع التقدُّم في الحديث والزُّهد.
روى أبو معاوية، عن الأعمش، عن إبراهيم، عن علقمة، قال، عن عبد الله: إنّه كان يشبَّه بالنّبيّ صلى الله عليه وسلم في هديه ودلّه. قال: وكان علقمة يشبَّه بابن مسعود. قال جرير بن عبد الحميد: وكان إبراهيم يشبَّه بعلقمة، وكان منصور يشبّه بإبراهيم. وقال غيره: كان سفيان الثَّوريّ يشبّه بمنصور، وكان وكيع يشبّه بسفيان، وكان أحمد بن حنبل يشبّه بوكيع، وكان أبو داود يشبّه بأحمد.
وقال أبو عبد الله الحاكم: أبو داود هو إمام أهل الحديث في عصره بلا مدافعة، كتب بخراسان قبل خروجه إلى العراق في بلده، وفي هراة؛ وكتب ببغلان عن قتيبة، وبالرّيّ عن إبراهيم بن موسى، وقد كان كتب قديما بنيسابور، ثمّ رحل بابنه إلى خراسان. كذا قال الحاكم.
وأمّا القاضي شمس ال ّين بن خلّكان فقال: سجستان قرية من قرى البصرة.
قلت: سجستان إقليم منفرد متاخم لبلاد السّند، يذهب إليه من ناحية هراة.
وقد قيل: إن أبا داود من سجستان، قرية من قرى البصرة؛ وهذا ليس بشيء، بل دخل بغداد قبل أن يجيء إلى البصرة.
وقال الخطّابيّ: حدَّثني عبد الله بن محمد المسكّيّ، قال: حدّثني أبو بكر بن جابر خادم أبي داود رحمه الله قال: كنت مع أبي داود ببغداد، فصلَّينا المغرب، فجاءه الأمير أبو أحمد الموفَّق فدخل، ثم أقبل عليه أبو داود فقال: ما جاء بالأمير في مثل هذا الوقت؟ قال: خلالٌ ثلاث. قال: وما هي؟ قال: تنتقل إلى البصرة فتتّخذها وطنا ليرحل إليك طلبة العلم،
فتعمر بك، فإنّها قد خربت وانقطع عنها النّاس، لما جرى عليها من محنة الزَّنج. فقال: هذه واحدة. قال: وتروي لأولادي السُّننفقال: نعم، هات الثالثة. قال: وتفرد لهم مجلسا، فإنّ أولاد الخلفاء لا يقعدون مع العامّة. قال: أمّا هذه فلا سبيل إليها، لأنّ النّاس في العلم سواء. قال ابن جابر: فكانوا يحضرون ويقعدون في كمٍّ حيري عليه ستر، ويسمعون مع العامّة.
وقال ابن داسة: كان لأبي داود كمٌّ واسع وكمٌّ ضيّق، فقيل له في ذلك، فقال: الواسع للكتب، والآخر لا يحتاج إليه.
وقال أبو بكر الخلاّل: أبو داود الإمام المقدَّم في زمانه لم يسبق إلى معرفته بتخريج العلوم وبصره بمواضعه، رجل ورع مقدَّم، كان أبو بكر بن صدقة وإبراهيم الأصبهاني يرفعون من قدره، ويذكرونه بما لا يذكرون أحدا في زمانه مثله.
وقال أبو بكر بن أبي داود: سمعت أبي يقول: خير الكلام ما دخل الأذن بغير إذن.
وقال أبو داود في سننه: شبرت قثّاءةً بمصر ثلاثة عشر شبرا، ورأيت أترجَّةً على بعيرٍ قطعت قطعتين، وعملت مثل عدلين.
وقال أبو داود: دخلت دمشق سنة اثنتين وعشرين.
وقال أبو عبيد الآجريّ: توفّي في سادس عشر شوّال سنة خمسٍ وسبعين.
قلت: آخر من روى حديثه عاليا سبط السّلفيّ. وقع له كتاب النّاسخ والمنسوخ بعلوًّ من طريق السّلفيّ.
210 -
سليمان بن الربيع النَّهديّ
، أبو محمد الكوفيّ.
عن: أبي نعيم. وعنه: ابن صاعد، ومحمد بن مخلد.
ضعفّه الدَّارقطنيّ.
توفّي سنة أربعٍ وسبعين.
211 -
ن:
سليمان بن سيف بن يحيى بن درهم الطّائيّ
، مولاهم، الحافظ أبو داود الحرّانيّ.
سمع: يزيد بن هارون، وسعيد بن عامر الضُّبعي، وجعفر بن عون، والحسن بن محمد بن أعين، وعبد الله بن بكر السّهميّ، ومحاضر بن المورع، ووهب بن جرير، ويعقوب بن إبراهيم بن سعد، وخلقا كثيرا.
وعنه: النسائي فأكثر وقال: ثقة؛ وأبو عروبة الحرّانيّ، ومكحول البيروتيّ، وأبو عوانة، ومحمد بن المسيّب الأرغيانيّ، وأبو نعيم الجرجانيّ، وأبو عليّ محمد بن سعيد الحرّانيّ، وأحمد بن عمرو بن جابر الرّمليّ، وهاشم بن أحمد بن مسرور النَّصيبيّ، وحفيده أبو عليّ أحمد بن محمد بن سليمان، وطائفة.
قال ابن عقدة: مات في شعبان سنة اثنتين وسبعين.
قلت: وقع لي حديث من موافقاته العالية، وأظنّ أنّه جاوز التسعين، وكان من أئمّة هذا الشّأن.
212 -
سليمان بن شعيب بن سليمان بن كيسان
، أبو محمد الكيسانيّ المصريّ.
عن: بشر بن بكر التّنّيسيّ، وأسد بن موسى، وطائفة. وعنه: محمد بن أحمد العامريّ المصريّ، وعليّ بن محمد الواعظ، وآخرون.
وكان موثَّقا.
توفّي سنة ثلاثٍ وسبعين.
213 -
سليمان بن محمد بن حيان الموصليّ الحّناط
.
عن: عبد الوهّاب بن عطاء، وعبد الله بن بكر السهميّ، وروح بن عبادة، وغيرهم.
قال أبو زكريّا الأزديّ: حدثنا عنه العلاء بن أيّوب. وتوفّي سنة ثلاثٍ وسبعين.
قلت: ذكر له حديثاُ واهيا.
214 -
سليمان بن وهب بن سعيد
، أبو أيّوب الكاتب، أخو الحسن بن وهب.
كانا من أجلاّء بغداد وفضلائها، وكان سليمان جوادا ممدَّحا سريّا، كامل الرّياسة، وافر الأدب، له ديوان ترسُّل، وكذا لأخيه ديوان رسائل وشعر. وقد وزر سليمان للمعتمد على الله.
وفيه يقول البحتريّ الشاعر:
كلُّ شعبٍ كنتم به آل وهبٍ فهو شعبي وشعب كلّ أديب إنّ قلبي لكم لكالكبد الحرَّ ى وقلبي لغيركم كالقلوب.
توفّي الوزير أبو أيّوب سنة اثنتين وسبعين في صفر، في حبس الموفَّق.
215 -
سهل بن عبد الله بن الفرُّخان الأصبهاني الزّاهد
، أبو طاهر.
رحل في العلم إلى الشّام. وسمع: سليمان ابن بنت شرحبيل، ومحمد بن أبي السَّريّ العسقلانيّ، ومحمد بن مصفَّى، وحرملة، وصفوان بن صالح، وهشام بن عمّار. وعنه: محمد بن أحمد بن يزيد الزّهريّ، ومحمد بن عبد الله الصّفّار، وأبو عليّ الصّحّاف، وأحمد بن إبراهيم بن يوسف، وجماعة من أهل أصبهان.
وكان كبير القدر؛ يقال: إنّه من الأبدال.
وقد سمع أبو نعيم الحافظ من أصحابه، وقال: مات سنة ستًّ وسبعين، رحمه الله تعالى، وكان مجاب الدَّعوة، كان أهل بلدنا مفزعهم
إلى دعائه. له آثار مشهورة في إجابة الدّعاء، وأمّا رفيع حاله من إدمان الذّكر والمشاهدة والحضور والتعرّي من حظوظ النَّفس، فشائع ذائع، حكى ذلك عنه مشايخنا، وهو أول من حمل من علم الشّافعيّ مختصر حرملة.
لقي أحمد بن عاصم، وأحمد بن أبي الحواري، وعبد الله بن خبيق، وكتب الكثير.
• - سهل بن عبد الله التسّتريّ الزّاهد، شيخ الصُّوفيّة.
يقال: مات سنة ثلاثٍ وسبعين، ويذكر في الطبقة الآتية.
216 -
سهل بن مهران
، أبو بشر البغداديّ الدّقاق، نزيل نيسابور.
سمع: عبد الله بن بكر السَّهميّ، وهوذة بن خليفة، وأبا عبد الرحمن المقرئ. وعنه: إبراهيم بن عبدوس، ومحمد بن صالح بن هانئ.
توفّي سنة إحدى وسبعين.
217 -
سوّادة بن عليّ
، أبو الحسين الأحمسيّ الكوفيّ.
قدم بغداد، وحدَّث عن أبي نعيم. وعنه: أبو بكر الشّافعيّ، وغيره.
ضعفّه الدَّارقطنيّ.
وكان سبط عبد الله بن نمير.
توفّي سنة ثمانين.
218 -
شعيب بن بكّار الموصليّ المؤدّب
.
عن: أبي عاصم، وأبي نعيم. وعنه: الحسين بن عبد الحميد الخرقيّ، وغيره.
توفّي سنة اثنتين وسبعين.
219 -
شعيب بن اللَّيث
، أبو صالح السَّمرقنديّ.
سمع: إبراهيم بن المنذر الحزاميّ، وأبا مصعب الزُّهريّ، ومحمد بن سلاّم، وجماعة.
ويقال له: الشَّرعبيّ، وشرعب قرية من عمل بخارى.
روى عنه: محمد بن أحمد بن مردك، وأحمد بن حاتم، وغيرهما.
توفّي في رجب سنة اثنتين أيضا.
220 -
طفيل بن زيد بن طفيل بن شريك
، القاضي أبو زيد التّميمي النَّسفيّ، قاضي نسف وعالمها.
رحل في طلب العلم، وروى عن مثل يحيى بن بكير، ورأى سليمان بن حرب. وعنه: حفيده عبد المؤمن بن خلف، وأهل نسف.
توفّي سنة تسعٍ وسبعين.
221 -
عاصم بن ياسين بن عبد الأحد بن اللَّيث
، أبو اللَّيث القتبانيّ المصريّ.
من أكابر المصريّين وفضلائهم. روى عن: جدّه، وعن: يحيى بن بكير.
توفّي سنة ثلاثٍ وسبعين.
222 -
عامر بن محمد بن المتقمّر البغداديّ
، أبو نصر الكوّاز.
عن: كامل بن طلحة، وجماعة. وعنه: أحمد بن خزيمة، وعبد الله الخراسانيّ. وكان شاهدا.
223 -
ن:
عبّاس بن عبد الله بن العّباس بن السّنديّ
، أبو الحارث الأسديّ الأنطاكيّ.
عن: الهيثم بن جميل الأنطاكيّ، والقعنبيّ، ومسلم بن إبراهيم، وأبي الوليد الطَّيالسيّ، وأبي صالح كاتب اللَّيث، وخلق.
وعنه: النسائي، وأبو عوانة، وأحمد بن مهران الفارسيّ، وأبو جعفر العقيليّ، وأبو الطَّيّب محمد بن حميد الحورانيّ، وجماعة.
قال النَّسائي: لا بأس به.
224 -
العبّاس بن الفضل بن رشيد الطَّبريّ
، أبو الفضل.
نزل بغداد، وحدَّث عن: محمد بن مصعب القرقسانيّ، وسعدويه
الواسطيّ، وجماعة. وعنه: إسماعيل الصّفّار، وابن نجيح، وجماعة.
قال الدَّارقطنيّ: صدوق.
قلت: توفّي سنة ثمانٍ وسبعين.
225 -
4:
عبّاس بن محمد بن حاتم
، الحافظ أبو الفضل الدُّوريّ، مولى بني هاشم. محدّث بغداد في وقته.
ولد سنة خمسٍ وثمانين ومائة. وسمع: الحسين بن عليّ الجعفيّ، وأبا النَّضر هاشم بن القاسم، ويعقوب بن إبراهيم الزُّهري، وأبا داود الطَّيالسيّ، وعبد الوهّاب بن عطاء، ويحيى بن أبي بكير الكرمانيّ، وعبيد الله بن موسى، وشبابة بن سوّار، وطبقتهم. ولزم يحيى بن معين دهرا وأكثر عنه، وسأله عن الرجال.
وعنه: أبو داود، والترمذي، وابن ماجه، والنسائي وقال: ثقة؛ وأبو جعفر بن البختريّ، وإسماعيل الصّفّار، وحمزة بن محمد الدّهقان، وأبو العبّاس الأصمّ وقال: لم أر في مشايخي أحسن حديثا منه.
قلت: وروى عنه خلق من الغرباء والرّحّالة.
وتوفّي في صفر سنة إحدى وسبعين.
226 -
العبّاس بن نعيم البوشنجيّ
.
سكن بغداد، وصحب الإمام أحمد، وتزوّج امرأةً فبقي معها أربعين سنة، فاتّفق أنّهما مرضا وماتا في ساعةٍ واحدةٍ، في شهر رجب سنة ثلاثٍ وسبعين.
227 -
عبد الله بن أحمد بن شبَّويه
، أبو عبد الرحمن المروزيّ.
قد تقدَّمت ترجمته فيما مضى. وذكر بعضهم أنّه توفّي سنة خمسٍ وسبعين.
228 -
عبد الله بن أحمد بن إبراهيم بن كثير
، أبو العبّاس العبديّ الدورقي.
عن: عفّان، ومسلم بن إبراهيم، وأبي الوليد، وأحمد بن نصر الخزاعيّ، وطائفة.
وعنه: محمد بن العبّاس بن نجيح، وأحمد بن الفضل بن خزيمة، وعبد الله الخراسانيّ، وابن قانع، وأحمد بن جعفر بن حمدان السَّقطيّ لا القطيعيّ، فإنّ القطيعيّ لم يلحقه.
قال ابن أبي حاتم: كتب إليَّ بجزءٍ من حديثه، وكان صدوقا.
وقال الدَّارقطنيّ: ثقة.
وقال ابن قانع، وابن عقدة، وابن المنادي: توفّي في ربيع الأول سنة ستًّ وسبعين.
229 -
عبد الله بن أحمد بن زكريّا بن أبي مسرّة
، أبو يحيى المكّي.
سمع: أبا عبد الرحمن عبد الله بن يزيد المقرئ، وعثمان بن يمان اللُّؤلؤيّ، ويحيى بن محمد الجاري، ويحيى بن قزعة.
وعنه: خيثمة بن سليمان، وأبو محمد الفاكهيّ، وأبو القاسم البغويّ، ويعقوب بن يوسف العاصميّ.
توفّي بمكة في جمادى الأولى سنة تسعٍ وسبعين.
230 -
عبد الله بن أحمد بن يزيد
، أبو محمد الشَّيبانيّ الأصبهاني المؤذّن.
عن: حاتم بن عبيد الله، وبكر بن بكّار، وأبي بكر الحميديّ، وطائفة.
وعنه: محمد بن الحسن بن المهلَّب، وأبو عليّ بن عاصم، وأحمد بن محمد بن نصير الأصبهانيون.
توفّي سنة تسعٍ أيضا.
231 -
عبد الله بن بشر بن عميرة البكريّ الوائلي الطّالقانيّ
.
عن: أحمد بن حنبل، وسعيد بن رحمة المصّيصيّ، وعليّ بن حجر، وخلق.
وعنه: أبو العبّاس الدُّغوليّ، ومحمد بن صالح بن هانئ، ومحمد بن الأخرم، ومحمد بن أحمد المحبوبيّ.
توفّي سنة خمسٍ وسبعين في رجب.
قال الحاكم: هو مجوّد عن الشّاميين.
232 -
عبد الله بن محاضر
، عبدوس البغداديّ.
عن: محمد بن عبد الله الأنصاريّ، وقبيصة بن عقبة.
وعنه: محمد بن يوسف الهرويّ، وأبو بكر الشافعي.
قال الدّارقطنيّ: ليس بالقويّ.
233 -
عبد الله بن حسن بن محمد بن إسماعيل بن عليّ بن عبد الله بن عباس
، الهاشميّ السّامرّيّ.
عن: روح بن عبادة، وعبد الله بن بكر، ويزيد بن هارون، وجماعة.
وعنه: أبو بكر الخرائطيّ، وعبد الله الخراسانيّ، وآخرون.
وثَّقه الخطيب.
وتوفّي سنة سبعٍ وسبعين بسامرّاء، ورّخه ابن قانع.
234 -
عبد الله بن حمّاد بن أيّوب
، الحافظ أبو عبد الرحمن الآمليّ، آمل جيحون الّتي من أعمال مرو، ويقال: الأمويّ، لأنّها تسمّى أيضا أمو.
سمع: سعيد بن أبي مريم، وسليمان بن حرب، ويحيى بن صالح الوحاظيّ، وأبا الجماهر محمد بن عثمان، والقعنبيّ، وأبا اليمان، ويحيى بن معين وخلقا كثيرا. وعنه البخاري في غالب الظّنّ؛ فإنّه قال في الصّحيح: حدثنا عبد الله، قال: حدثنا يحيى بن معين، فذكر حديثا، وقال: حدثنا عبد الله، قال: حدثنا سليمان بن عبد الرحمن. وقد سمع الآمليّ من المذكورين. وروى عنه طائفة، منهم: عمر بن محمد بن بجير في
مسنده، والهيثم بن كليب في مسنده، وإبراهيم بن خزيمة الشّاشي، والقاضي المحامليّ، وعبد الله بن محمد بن يعقوب البخاريّ الفقيه.
توفّي في رجب سنة ثلاثٍ وسبعين، وقيل: في ربيع الآخر سنة تسع وستّين.
235 -
عبد الله بن روح المدائني
ّ، أبو محمد، وقيل: إنّه كان يعرف بعبدوس.
قال: ولدت يوم قتل جعفر البرمكيّ سنة سبعٍ وثمانين ومائة.
سمع: يزيد بن هارون، وأبا بدر شجاع بن الوليد، وشبابة بن سوّار، وجماعة.
وعنه: أبو سهل القطّان، ومكرم بن أحمد، وأحمد بن خزيمة، وأبو بكر الشّافعيّ، وآخرون.
توفّي سنة سبعٍ وسبعين.
قال الدّارقطنيّ: ليس به بأس.
236 -
عبد الله بن عمرو بن أبي سعد البغداديّ الورّاق
.
عن: حسين المروذيّ، وهوذة بن خليفة، وعفّان، وخلق.
وعنه: حسين الكوكبيّ، والمحامليّ، وعثمان ابن السّمّاك، وجماعة.
قال الخطيب: ثقة أخباريّ، صاحب ملح. توفي سنة أربعٍ وسبعين.
قلت: عبد الله بن أبي سعد الوّراق، ولد سنة سبعٍ وتسعين ومائة، واسم أبيه عمرو بن عبد الرحمن بن بشر بن هلال الأنصاريّ البلخيّ الأصل، البغداديّ.
237 -
عبد الله بن غافق
، أبو عبد الرحمن التُّونسيّ الفقيه المالكيّ.
إمام مشهور معدود في أصحاب سحنون. عرض عليه قضاء القيروان فامتنع، وكان عالما صالحا ناسكا مهيبا.
ذكر الشيخ أبو إسحاق أنّه من أهل إفريقيّة، وأنّ اعتماد أهل بلده في الفتوى عليه، وأنّه تفقه بعليّ بن زياد التُّونسيّ، فوهم في هذه.
توفّي سنة خمسٍ وسبعين، وقيل: سنة سبعٍ.
238 -
عبد الله بن محمد بن عمر بن حبيب
، أبو رفاعة العدويّ البصريّ.
عن: سعد بن شعبة بن الحجّاج، وإبراهيم بن بشّار الرّماديّ، وجماعة.
وعنه: ابن مخلد العطّار، ومحمد بن عبد الملك التّاريخيّ، وغيرهما.
وثَّقه الخطيب.
وتوفّي بشمشاط سنة إحدى وسبعين.
239 -
عبد الله بن محمد بن لاحق
، أبو محمد البغداديّ البزّاز المقرئ.
سمع: يزيد بن هارون، وروح بن عبادة.
وعنه: ابن صاعد، وعليّ بن إسحاق المادرائيّ، وجماعة.
وكان ثقة.
توفّي سنة اثنتين وسبعين.
240 -
عبد الله بن محمد بن الفضل الصيداوي
ّ.
روى عن: يحيى بن أيّوب المقابريّ، ومحمد بن بشّار، ومحمد بن صالح الهاشميّ.
وعنه: أبو حاتم الرازيّ وهو أكبر منه، وابنه عبد الرحمن بن أبي حاتم.
وكان صاحب سنَّة.
241 -
عبد الله بن محمد بن عبد الله بن محمد البكراوي
ّ.
عن: محمد بن كثير، وعبد الله بن رجاء.
وعنه: ابن مخلد، ومحمد بن جعفر المطيري، وغيرهما.
242 -
عبد الله بن محمد بن يزيد الحنفي المروزي
ّ.
حدَّث ببغداد عن عبدان المروزي، وجماعة.
وعنه: ابن مخلد، والمطيري، وابن نجيح.
توفّي سنة خمسٍ وسبعين.
وثقه الخطيب.
243 -
عبد الله بن محمد بن عبيدة البغدادي
ّ.
عن: عليّ ابن المدينيّ، وسليمان الشّاذكوني.
وعنه: ابن مخلد، وعثمان بن سهل، وأبو بكر النّجّاد.
244 -
عبد الله بن محمد بن صالح الأسدي
، ابن عم بشر بن موسى.
روى عن: خالد بن خداش، وأحمد بن حنبل.
روى عنه: أبو زرعة وأبو حاتم مع تقدمهما؛ وأحمد بن محمد الأسديّ. وكان ثقة.
245 -
عبد الله بن محمد بن سنان
، أبو محمد السَّعديّ الرَّوحيّ البصريّ، قاضي الدِّينور.
روى عن: مسلم بن إبراهيم، وعبد الله بن رجاء، وأبي الوليد.
وعنه: المحامليّ، وابن مخلد، وجماعة.
قال الدّارقطنيّ: متروك.
وقال أبو نعيم الأصبهاني: كان يضع الحديث.
وقال غيره: وضع كثيرا على روح بن القاسم.
246 -
عبد الله بن محمد بن محاضر
، ولقبه: عبدوس.
روى عن: محمد بن عبد الله الأنصاريّ، وغيره.
وعنه: الطَّستيّ، وأبو بكر الشّافعيّ، لكن نسبه إلى جدّه.
247 -
عبد الله بن محمد بن قاسم بن هلال القرطبيّ الفقيه
.
رحل وأخذ عن المزني، وبالعراق عن داود الظاهري، وأدخل الأندلس كتب داود. وكان عارفا بمذهب مالك، فقيه النَّفس.
روى عنه: محمد بن عبد الملك بن أيمن، وقاسم بن أصبغ، ومحمد بن قاسم، وغيرهم.
وتوفّي سنة اثنتين وسبعين كهلا.
248 -
عبد الله بن مسلم بن قتيبة
، أبو محمد الدِّينوريّ، وقيل: المروزيّ الكاتب، نزيل بغداد، صاحب التّصانيف.
حدَّث عن: إسحاق بن راهويه، ومحمد بن زياد الزِّياديّ، وزياد بن يحيى الحسانيّ، وأبي حاتم السِّجستانيّ، وغيرهم.
وعنه: ابنه القاضي أحمد، وعبيد الله السُّكَّريّ، وعبيد الله بن أحمد بن بكير، وعبد الله بن جعفر بن درستويه، وغيرهم.
وكان مولده سنة ثلاث عشرة ومائتين.
قال الخطيب: كان ثقة ديِّنا فاضلا.
ذكر تصانيفه.
صنّف: غريب القرآن، وغريب الحديث، وكتاب المعارف، وكتاب مشكل القرآن، وكتاب مشكل الحديث، وكتاب أدب الكاتب، وكتاب عيون الأخبار، وكتاب طبقات الشُّعراء، وكتاب إصلاح الغلط، وكتاب الفرس، وكتاب الهجو، وكتاب المسائل، وكتاب أعلام النبوَّة، وكتاب الميسر، وكتاب الإبل، وكتاب الوحش، وكتاب الرّؤيا، وكتاب الفقه، وكتاب معاني الشِّعر، وكتاب جامع النَّحو،
وكتاب الصيام، وكتاب الرّدّ على من يقول بخلق القرآن، وكتاب أدب القاضي، وكتاب إعراب القرآن، وكتاب القراءات، وكتاب الأنواء، وكتاب التّسوية بين العرب والعجم، وكتاب الأشربة.
وقد ولي قضاء الدّينور، وكان رأسا في اللّغة والعربيّة والأخبار، وأيّام النّاس.
وقال البيهقيّ: كان يرى رأي الكّرامية.
ونقل صاحب مرآة الزّمان عن الدّارقطنيّ أنّه قال: كان ابن قتيبة يميل إلى التّشبيه.
وقال أحمد بن جعفر ابن المنادي: مات ابن قتيبة فجاءة؛ صاح صيحة سمعت من بعدٍ، ثمّ أغمي عليه، وكان أكل هريسةً، فأصاب حرارةً، فبقي إلى الظُّهر، ثمّ اضطّرب ساعةً، ثمّ هدأ، فما زال يتشهّد إلى السَّحر، ومات، سامحه الله، وذلك في رجب سنة ستٍّ وسبعين.
والّذي قيل عنه من التّشبيه لم يصحّ، وإن صح فالنّار أولى به، فما في الدِّين محاباة.
وقال مسعود السّجزيّ: سمعت الحاكم يقول: أجمعت الأمة على أنّ القتيبيّ كذاب.
وهذه مجازفة بشعة من الحاكم، وما علمت أحدا اتهم ابن قتيبة في نقلٍه، مع أنّ أبا بكر الخطيب قد وثَّقه، وما أعلم أحدا اجتمعت الأمة على كذبه إلاّ مسيلمة والدّجّال، غير أنّ ابن قتيبة كثير النقل من الصُّحف كدأب الأخباريّين، وقلَّ ما روى من الحدَّيث.
وكان حسن البزَّة، أبيض اللّحية طويلها، ولاّه ذو الرّياستين مظالم
البصرة، فلما تخربت في كائنة الزَّنج رجع إلى بغداد وجعل يصنفّ.
حمل عنه: قاسم بن أصبغ، وغيره.
قال حمّاد بن هبة الله الحرّاني: سمعت أبا طاهر السِّلفيّ ينكر على الحاكم في قوله: لا تجوز الرواية عن ابن قتيبة، ويقول: ابن قتيبة من الثقات وأهل السُّنَّة، لكنّ الحاكم قصده لأجل المذهب.
249 -
عبد الله بن مهران
، أبو بكر البغداديّ النَّحويّ.
سمع: هوذة بن خليفة، وعفّان بن مسلم. وعنه: محمد بن العبّاس بن نجيح، وأبو بكر الشّافعيّ. وكان ثقة ضريرا فاضلا.
توفّي سنة سبع وسبعين.
250 -
عبد الله بن هشام
، أبو محمد الهمذانيّ القواس عبدويه.
عن القاسم بن الحكم العرني، والحسن بن موسى الأشيب، وهشام بن عبيد الله الرازي، وجماعة. وعنه: عبد الرحمن بن حمدان الجلاّب، وعلي بن محمد بن مهرويه القزوينيّ، وأبو عمرو أحمد بن محمد بن حكيم المدينيّ، والقاسم بن أبي صالح.
وكان صدوقا مستقيم الأمر.
251 -
عبد الجليل بن عبد الرحمن بن أيوّب
، أبو حاتم الهرويّ.
عن: عبيد الله بن موسى، وقبيصة بن عقبة، وجماعة.
توفّي سنة اثنتين وسبعين.
252 -
عبد الحميد بن عبد الله بن هانئ
، أبو هانئ النَّيسابوريّ.
سمع: أبا نعيم، وعبد المنعم بن إدريس. وعنه الحسن بن يعقوب، ومحمد بن عبد الله بن دينار، وغيرهما.
توفّي سنة إحدى وسبعين.
253 -
عبد الرحمن بن أزهر
، أبو الحسن البغداديّ الأعور.
عن: عبد الله بن بكر السَّهميّ، وغيره.
وعنه: إسماعيل الصّفّار.
توفّي سنة تسع وسبعين.
254 -
عبد الرحمن بن خلف الضَّبّيّ البصريّ
.
عن: أبي عليّ الحنفيّ، وعبد الله بن رجاء.
وعنه: القاضي المحامليّ، وإسماعيل الصّفّار.
توفّي سنة تسعٍ وسبعين أيضا.
255 -
عبد الرحمن بن داود بن أبي طيبة
، أبو القاسم المصريّ المقرئ، مولى آل عمر بن الخطّاب.
أخذ القراءة عرضا على أبيه. قرأ عليه: محمد بن عبد الرّحيم الأصبهاني، والحسن بن عمير الرعينيّ، وعبد الله بن المضاء، ومطرِّف بن عبد الرحمن الأندلسيّ، وآخرون.
وكان من أهل الإتقان.
توفّي سنة ثلاثٍ وسبعين.
256 -
عبد الرحمن بن زياد بن كوشيذ
، أبو مسلم الأصبهاني التّانئ.
عن سفيان بن عيينة، ووكيع بن الجرّاح.
روى عنه: محمد بن القاسم بن كوفيّ أحاديث.
توفّي سنة اثنتين وسبعين، عن مائة وسبع سنين، وقيل: بل عاش سبعا وتسعين سنة.
257 -
عبد الرحمن بن سهل بن محمود
، أبو محمد بن أبي السَّريّ.
عن: يحيى بن معين، وغيره.
وعنه: العبّاس الشَّكليّ، ومحمد بن أحمد الحكيميّ.
توفّي سنة تسعٍ وسبعين.
258 -
عبد الرحمن بن الفضل الهاشمي الحلبي
ّ.
عن: آدم بن أبي إياس.
وعنه: موسى بن العبّاس الجوينيّ، وأبو العبّاس الأصم، وكناّه أبا القاسم.
259 -
عبد الرحمن بن محمد بن منصور
، أبو سعيد الحارثيّ البغداديّ، البصريّ الأصل، ويلقب كربزان.
سمع: يحيى بن سعيد القطّان، ومعاذ بن هشام، ووهب بن جرير، وسالم بن نوح.
وعنه: ابن صاعد، وابن مخلد، وإسماعيل الصّفّار، وحمزة الهاشميّ، وأبو جعفر بن البختريّ، وعبد الله بن إسحاق الخراسانيّ.
قال ابن أبي حاتم: كتبت عنه مع أبي، تكلّموا فيه، وسألت أبي عنه، فقال: شيخ.
وقال الدَّارقطنيّ: ليس بالقوي.
مات يوم النَّحر سنة إحدى وسبعين.
260 -
عبد الرحمن بن مرزوق بن عطيّة
، أبو عوف البغداديّ البزوريّ.
سمع: عبد الوهّاب بن عطاء، وروح بن عبادة، وشبابة بن سوّار، ويحيى بن أبي بكير.
وعنه: ابن البختريّ، وإسماعيل الصّفّار، وأبو سهل القطّان، وجماعة.
قال الدَّارقطنيّ: لا بأس به.
توفّي سنة خمسٍ وسبعين ومائتين.
فأما سميه:
261 -
أبو عوف عبد الرحمن بن مرزوق بن عوف
.
فشيخ طرسوسي كذّاب، قال ابن حبّان: كان يضع الحديث، حدثنا محمد بن المسيّب، قال: حدثنا عبد الرحمن بن مرزوق بطرسوس: قال: حدثنا عبد الوهاب بن عطاء، عن محمد بن عمرو، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة، رفعه: لن تخلو الأرض من ثلاثين مثل إبراهيم خليل الرحمن، بهم يرزقون وبهم يمطرون.
262 -
عبد الرحمن بن يحيى بن خاقان
، أبو عليّ.
من بيت حشمة وتقدُّم. روى عن أحمد بن حنبل مسائل، رواها عنه ابن أخيه أبو مزاحم موسى بن عبيد الله.
263 -
عبد العزيز بن عبد الله
، أبو القاسم الهاشميّ.
عن: عبد الله بن إبراهيم الغفاريّ، وأبي عبد الرحمن المقرئ. وعنه: محمد بن العبّاس بن نجيح، وإسماعيل الصّفّار.
وكان ثقة.
توفّي سنة خمسٍ وسبعين.
264 -
عبد العزيز بن يعقوب بن حميد
، أبو القاسم القرشيّ القيسرانيّ.
عن: محمد بن يوسف الفريابّي. وعنه: الطَّبرانيّ.
265 -
عبد الكريم بن الهيثم بن زياد بن عمران
، أبو يحيى الدَّيرعاقوليّ البغداديّ القطّان.
طوّف، وكتب الكثير. وسمع: أبا نعيم، وسليمان بن حرب، ومسلم بن إبراهيم، وأبا اليمان الحكم بن نافع، وأبا بكر الحميدي، وطبقتهم.
وعنه: موسى بن هارون، وابن صاعد، وابن السّمّاك، وأبو سهل القطّان، وجماعة.
قال أحمد بن كامل: كتبنا عنه، وكان ثقة مأمونا.
وقال الخطيب: كان ثقة ثبتا. مات في شعبان سنة ثمانٍ وسبعين.
266 -
عبد المجيد بن إبراهيم البوشنجي
ّ، قاضي هراة.
سمع: عبد الصَّمد بن حسّان، وعبد الله بن عثمان عبدان المروزيين، وعنه: محمد بن عبد الله بن مخلد، وغيره.
توفّي سنة اثنتين وسبعين.
267 -
ن:
عبد الملك بن عبد الحميد بن عبد الحميد بن ميمون بن مهران
، أبو الحسن الميموني الرَّقيّ، صاحب الإمام أحمد.
كان من جلة الفقهاء وكبار المحدِّثين. سمع: إسحاق الأزرق، ومحمد بن عبيد الطنافسيّ، وروح بن عبادة، ومكّيّ بن إبراهيم، وحجّاج بن محمد الأعور، والقعنبيّ. وعنه: النسائي ووثّقه، وأبو عوانة، وأبو بكر بن زياد النيَّسابوريّ، وأبو عليّ محمد بن سعيد الحرّانيّ، ومحمد بن المنذر شكر، وإبراهيم بن محمد بن متُّويه.
توفّي في ربيع الأوّل سنة أربع وسبعين، وكان شيخ بلده ومفتيه.
268 -
ق:
عبد الملك بن محمد بن عبد الله
، أبو قلابة الرّقاشيّ، الحافظ العابد، رحمة الله عليه. عني به أبوه، وأسمعه في صغره، وأشغله في العلم لما رأى من ذكائه، فإنّه ولد سنة تسعين ومائة. وسمع: يزيد بن هارون، وعبد الله بن بكر السَّهميّ، وأبا داود الطَّيالسيّ، وروح بن عبادة، وبشر بن عمر الزّهرانيّ، وأبا عامر العقديّ، ووهب بن جرير، وأبا عاصم النّبيل، وخلقا سواهم.
وعنه: ابن ماجه، ومحمد بن إسحاق الصّاغانيّ، وابن صاعد، وإسماعيل الصّفّار، وأبو بكر النّجّاد، وأبو سهل بن زياد، وإبراهيم بن عليّ الهجيميّ
وأحمد بن كامل، وخلق آخرهم أبو بكر الشّافعيّ.
وقع حديثه في السّماء علوّا لأصحاب ابن طبرزد، وهو بصريّ سكن بغداد.
قال الدّارقطنيّ: صدوق كثير الخطأ لكونه يحدِّث من حفظه.
وقال ابن كامل القاضي: حكي أنّه كان يصلّي في اليوم واللّيلة أربعمائة ركعة. قال: ويقال: إنّه حدَّث من حفظه بستّين ألف حديث.
قلت: الّذي كان يصلّي أربعمائة ركعة هو والده فيما حكى أحمد العجليّ، فلعلّه فعل كأبيه.
وقال أبو عبيد الآجريّ: سألت أبا داود عنه، فقال: أمين مأمون، كتبت عنه.
وقال محمد بن جرير الطَّبريّ: ما رأيت أحفظ من أبي قلابة.
قلت: مات في شوّال سنة ستٍّ وسبعين.
269 -
عبد الواحد بن شعيب
، قاضي جبلة.
عن: أبي اليمان، وسليمان ابن بنت شرحبيل. وعنه: ابن جوصا، وخيثمة، وأبو عمرو بن حكيم، وجماعة.
270 -
عبد الوهاب بن فليح بن رباح، مولى عبد الله بن عامر بن كريز، القرشي المكّيّ، أبو إسحاق، مقرئ أهل مكّة مع قنبل.
ولد سنة مائتين. وقرأ القرآن على محمد بن بزيع، وداود بن شبل بن عبّاد، ومحمد بن سبعون. قرأ عليه: إسحاق بن أحمد الخزاعيّ المّكّي، وغيره.
توفي سنة ثلاث وسبعين.
271 -
عبدة بن سليمان
، أبو سهل البصريّ، نزيل مصر.
عن القعنبيّ، ويوسف بن عديّ، وأحمد بن عبد الله بن يونس، وجماعة. وعنه: أسامة بن عليّ الرّازيّ، وأبو عوانة الإسفرايينيّ، وجماعة.
توفّي بمصر سنة ثلاثٍ وسبعين.
272 -
عبيد الله بن رماحس بن محمد بن خالد بن حبيب بن جبير
، أبو محمد القيسيّ الجشّميّ.
حدث برمادة الرملة عن زياد بن طارق الجشمي. وعنه: أبو النَّجم بدر الحمّامي الأمير، وأبو القاسم الطّبرانيّ، وأبو جعفر أحمد بن إسماعيل بن عاصم بن القاسم، وآخرون.
وكان شيخا معمّرا جاوز المائة.
قال ابن عبد البرّ في شعر زهير بن صرد: رواه عبيد الله، عن زياد بن طارق، عن زياد بن صرد، عن أبيه، عن جدّه وهو زهير بن صرد.
قلت: فهذه علّة قويّة قادحة في قول من رواه عنه، عن زياد بن طارق، عن زهير بن صرد. وقد صرّح الطَّبراني في روايته بسماع ابن رماحس من زياد، وبسماع زياد من زهير بن صرد الصَّحابيّ.
وممّن روى عن ابن رماحس: أبو سعيد ابن الأعرابيّ، وأبو محمد الحسن بن زيد الجعفريّ، ومحمد بن إبراهيم بن عيسى المقدسيّ.
وبقي إلى سنة ثمانين ومائتين.
273 -
عبيد الله بن سعيد بن كثير بن عفير
، أبو القاسم المصريّ.
توفّي سنة ثلاث في آخرها.
روى عن: أبيه، وجماعة. روى عنه: الحسين بن إسحاق الأصبهاني، وعليّ بن الحسن بن قديد، وآخرون.
قال ابن حبّان: يروي عن الثّقات المقلوبات، لا يشبه حديثه حديث الثّقات، ولا يجوز الاحتجاج به.
قلت: روى عنه ابن قديد، عن أبيه سعيد حكاية إبراهيم بن سعد، أنّه
حلف لا يحدِّث ببغداد حتّى يغنيّ. وروى عنه الحسين، عن أبيه، عن مالك، بإسناد الصّحيحين، حديثا منكرا جدّا.
274 -
عبيد الله بن واصل بن عبد الشَّكور بن زين
، الإمام أبو الفضل الزَّينّي، البطل الشجاع، البخاريّ الحافظ.
رحل وسمع: أبا الوليد الطَّيالسيّ، وعبدان بن عثمان المروزيّ، ويحيى بن يحيى التميّميّ، ومسددا، وعبد السلاّم بن مطهّر، وخلقا من طبقتهم. وعنه: محمد بن إسماعيل البخاريّ وهو أكبر منه، وصالح بن محمد جزرة، وأهل بخارى.
وجد مقتولا إلى رحمة الله في سنة سبع وسبعين، وقيل: في سنة اثنتين وسبعين في شوّال، في وقعة خوكيجة شهيدا. ومولده في سنة إحدى ومائتين.
وكان أبوه ممّن رحل أيضا، وأدرك ابن عيينة، وابن وهب؛ وأكثر عنه ولده. وآخر من روى عن عبيد الله الأستاذ عبد الله بن محمد بن يعقوب الحارثيّ.
وكان موصوفا بالشّجاعة، له شأن بين المجاهدين، رحمه الله تعالى.
قال السُّليمانيّ: روى عنه شيوخنا. قال: وكان البخاريّ يتبجح به، لقي: سعيد بن منصور، وسهل بن بكّار، وهلال بن فياض، وسمّى جماعة.
275 -
عبيد بن محمد بن يحيى بن حمزة البتلهيّ الدّمشقيّ
، أخو أحمد بن محمد.
روى عن: أبيه، وأبي الجماهر محمد بن عثمان، وغيرهما. وعنه: ابنه أحمد بن عبيد، وابن جوصا، وأبو الميمون بن راشد.
توفّي سنة ثمانين ومائتين.
276 -
عثمان بن سعيد بن خالد بن سعيد
، الحافظ أبو سعيد الدّارميّ السِّجستانيّ، محدِّث هراة، وأحد الأعلام.
طوَّف الأقاليم، ولقي الكبار، وسمع: أبا اليمان الحمصيّ، ويحيى الوحاظيّ، وحيوة بن شريح بحمص. وسعيد بن أبي مريم، وعبد الغفّار بن داود الحرّانيّ، ونعيم بن حمّاد، وطبقتهم بمصر. وسليمان بن حرب، وموسى
ابن إسماعيل التُّبوذكيّ، وخلقاّ بالعراق. وهشام بن عمّار، وحمّاد بن مالك الحرستانيّ، وطائفة بدمشق. وأخذ علم الحديث عن أحمد بن حنبل، وعليّ ابن المدينيّ، وإسحاق بن راهويه، ويحيى بن معين.
وعنه: أبو عمرو أحمد بن محمد الحيريّ، ومؤمّل بن الحسن الماسرجسيّ، وأحمد بن محمد بن الأزهر، ومحمد بن يوسف الهروي نزيل دمشق، ومحمد بن إسحاق الهروي، وأحمد بن محمد بن عبدوس الطرائفيّ، وأبو النَّضر محمد بن محمد الطُّوسي الفقيه، وحامد الرّفّاء، وأحمد بن محمد العنبري، وطائفة.
قال أبو الفضل يعقوب الهرويّ القراب: ما رأينا مثل عثمان بن سعيد، ولا رأى هو مثل نفسه. أخذ الأدب عن ابن الأعرابيّ، والفقه عن أبي يعقوب البويطيّ، والحديث عن عليّ ابن المدينيّ، ويحيى بن معين، وتقدَّم في هذه العلوم، رحمه الله.
وقال الحافظ أبو حامد الأعمشي: ما رأيت في المحدِّثين مثل: محمد بن يحيى، وعثمان بن سعيد، ويعقوب الفسويّ.
وقال أبو عبد الله بن أبي ذهل: قلت لأبي الفضل بن إسحاق الهرويّ: هل رأيت أفضل من عثمان الدّارميّ؟ فأطرق ساعةً، ثمّ قال: نعم، إبراهيم الحربيّ!.
قال أبو الفضل: ولقد كنّا في مجلس عثمان غير مرّة، ومرَّ به الأمير عمرو بن اللَّيث فسلَّم عليه، فقال: عليكم، حدثنا مسدَّد: ولم يزد على هذا.
وقال ابن عبدوس الطّرائفيّ: لمّا أردت الخروج إلى عثمان بن سعيد، كتب لي ابن خزيمة إليه، فدخلت هراة في ربيع الأوّل سنة ثمانين، فقرأ الكتاب ورحَّب بي، وسأل عن ابن خزيمة، ثم قال: يا فتى متى قدمت؟ قلت: غدا. قال: يا بني، فارجع اليوم فإنّك لم تقدم بعد.
قلت: كأنه ما كان عرف اللّسان العربيّ جيدّا، فقال غدا، وظنّها أمس.
وللدّارميّ كتاب في الرّدّ على الجهمية، سمعناه، وكتاب في الرّدّ
على بشر المريسيّ، سمعناه، وكان جذعا في أعين المبتدعين. وصنّف مسندا كبيرا، وهو الّذي قام على محمد بن كرّام، وطرده عن هراة، فيما قيل.
قال أبو إسحاق أحمد بن محمد بن يونس الهرويّ، وأبو يعقوب القراب: إنّه توفّي في ذي الحجّة سنة ثمانين. ووهم من قال: سنة اثنتين وثمانين.
قال الحاكم: سمعت أبا الطَّيَّب محمد بن أحمد الورّاق، قال: سمعت أبا بكر الفسويّ يقول: سمعت عثمان بن سعيد الدّارميّ يقول: قال لي رجل ممّن يحسدنيّ: ماذا كنت أنت لولا العلم؟ فقلت: أردت شينا فصار زينا، سمعت نعيم بن حمّاد يقول: سمعت أبا معاوية يقول: قال الأعمش: لولا العلم لكنت بقالا، وأنا لولا العلم لكنت بزّازا من بزّازي سجستان.
قال عثمان الدّارميّ: من لم يجمع حديث شعبة، وسفيان، ومالك، وحمّاد بن زيد، وابن عيينة، فهو مفلس في الحديث.
يعني أنّه ما بلغ رتبة الحفّاظ في العلم، ولا ريب أنّ من حصل علم هؤلاء الأكابر، وهم خمسة، وأحاط بمرويّاتهم عاليا ونازلا، فقد حصل على ثلثي السُّنّة، أو نحو ذلك.
277 -
عثمان بن سعيد، أبو بكر الإسترباذيّ الإسكافيّ
، فقيه إستراباذ، وشيخها.
كان ثقة ورعا محدثا. روى عن: إسماعيل بن أبي أويس، وطبقته. وعنه: أبو نعيم عبد الملك بن محمد بن عدّي. وتوفّي سنة خمسٍ وسبعين.
278 -
عثمان بن عبد الله بن أبي جميل
، أبو سعيد القرشيّ الدّمشقيّ.
عن مروان بن محمد الطَّاطريّ، وحجّاج بن محمد، وهشام بن عمّار. وعنه: عليّ بن الحسين بن الأشقر، وأبو الميمون بن راشد.
توفي سنة تسع وسبعين.
279 -
عصمة بن إبراهيم
، أبو صالح النيسابوري البيلي، بالباء، الزاهد العدل.
قال الحاكم: كان من الأبدال، وهو عصمة بن أبي عصمة. سمع عبدان بن عثمان، والقعنبي، ويحيى بن يحيى، وجماعة. وعنه: إبراهيم بن أبي طالب، وأحمد بن محمد الشرقي، وأحمد بن علي الرازي، ومحمد بن القاسم العتكي.
قال ابنه إبراهيم: توفي سنة ثمانين رحمه الله.
280 -
علي بن إبراهيم بن عبد المجيد
، أبو الحسين الواسطي، نزيل بغداد.
سمع يزيد بن هارون، ووهب بن جرير، وجماعة.
وعنه ابن صاعد، وأبو عمرو ابن السماك، وأبو سهل القطان، وأبو بكر النجاد، وآخرون.
وثقه الدارقطني، وغيره.
مات في رمضان سنة أربع وسبعين.
وفي صحيح البخاري حدثنا روح بن عبادة، فقال الحاكم: هو الواسطي هذا. وقال ابن عدي الجرجاني: يشبه أن يكون علي بن الحسين بن إبراهيم بن إشكاب. فالله أعلم.
281 -
علي بن إسماعيل، أبو الحسن البغدادي علويه
.
عن: عفان وعمرو بن مرزوق. وعنه: ابن صاعد، وأبو عوانة، وأبو الحسين ابن المنادي.
توفي في صفر سنة إحدى وسبعين.
282 -
علي بن الحسن بن عرفة العبدي
.
روى عن: أبيه، ويحيى بن أيوب العابد. وعنه: عبد الله بن محمد العطشي.
وثقه الدارقطني.
توفي سنة سبع وسبعين.
283 -
علي بن الحسن الهسنجاني الرازي
.
ثقة صاحب حديث وتطواف.
سمع: سعيد بن أبي مريم، وأبا الوليد الطيالسي، وأبا الجماهر محمد بن عثمان، وأبا توبة الحلبي، وخلقا. وعنه: عبد الرحمن بن أبي حاتم ووثقه، ومحمد بن قارن الرازي، وعبد الرحمن الجلاب، وغيرهم.
قال أبو الشيخ: توفي سنة خمس وسبعين.
284 -
علي بن الحسن الهرثمي
.
عن: سعيد بن سليمان الواسطي، وإبراهيم بن عبد الله النصراباذي، وأبي زرعة الرازي. وعنه: ابن ماجه في تفسيره، وابن أبي حاتم.
ويجوز أن يكون هو الهسنجاني المذكور.
285 -
علي بن الحسن بن عبدويه
. أبو الحسن البغدادي الخزاز.
كان صدوقا. روى عن: عبد الله بن بكر، وأبي النضر هاشم بن القاسم، وحجاج الأعور.
وعنه: أبو بكر النجاد، والشافعي، ومكرم، وغيرهم.
توفي سنة سبع وسبعين.
286 -
علي بن حماد بن السكن البغدادي البزاز
.
عن يزيد بن هارون، وأبي النضر، ومحمد بن عمر الواقدي.
وعنه: الطستي، وأبو بكر الشافعي.
قال الدارقطني: متروك.
287 -
ق:
علي بن داود بن يزيد
، أبو الحسن التميمي القنطري البغدادي الأدمي.
محدث رحال. سمع محمد بن عبد الله الأنصاري، وعبد الله بن صالح، وسعيد بن أبي مريم، وآدم بن أبي إياس، وطبقتهم.
وعنه ابن ماجه، وإبراهيم الحربي وهو من أقرانه، وإسماعيل الصفار، والهيثم بن كليب الشاشي، ومحمد بن أحمد الحكيمي، وجماعة.
وثقه الخطيب.
وتوفي سنة اثنتين وسبعين.
288 -
علي بن سهل بن المغيرة
، أبو الحسن النسائي، ثم البغدادي البزاز.
سمع أبا بدر شجاع بن الوليد، وعبد الوهاب بن عطاء، ويحيى بن أبي بكير، ومحمد بن عبيد، وعبيد الله بن موسى، وطائفة. وعنه ابن صاعد، وعلي بن عبيد الحافظ، ومحمد بن أحمد الحكيمي، وإسماعيل الصفار، وجماعة.
قال ابن أبي حاتم: صدوق.
قلت: توفي هو وعلويه بن إسماعيل المذكور في يوم واحد، في صفر سنة إحدى وسبعين.
289 -
علي بن شيبة بن الصلت السدوسي
، مولاهم البصري، نزيل مصر، أخو الحافظ يعقوب بن شيبة.
روى عن: يزيد بن هارون، والحسن بن موسى الأشيب. وعنه: عبد العزيز الغافقي، وغيره.
توفي سنة اثنتين وسبعين.
290 -
علي بن العباس بن واضح النسائي
.
ثقة فاضل، نزل بغداد، وروى عن عفان، وأحمد بن يونس اليربوعي.
وعنه ابن مخلد، وإسماعيل الصفار.
توفي سنة أربع.
291 -
علي بن عبد الله الثقفي الأصبهاني المؤدب
.
عن: بكر بن بكار.
وعنه عبد الله بن الحسن بن بندار.
292 -
علي بن عبد الرحمن بن محمد بن المغيرة المخزومي المصري علان
، أبو الحسن.
محدث رحال نبيل، أغفله أبو سعيد بن يونس.
سمع آدم بن أبي إياس، وخلاد بن يحيى، وعبد الله بن يوسف التنيسي، وسعيد بن أبي مريم، وطبقتهم.
وعنه أبو جعفر الطحاوي، وأبو علي بن حبيب الحصائري، وأبو بكر بن زياد النيسابوري، وأحمد بن مسعود الزنبري، وأبو علي بن فضالة، ومحمد بن يوسف الهروي، وجماعة.
وقد روى أبو عبد الرحمن النسائي في كتاب اليوم والليلة حديثا عن زكريا خياط السنة، عنه.
قال الطحاوي: توفي في شعبان سنة اثنتين وسبعين.
293 -
ن:
علي بن عثمان بن محمد بن سعيد بن عبد الله بن عثمان بن نفيل
، أبو محمد النفيلي الحراني.
سمع يعلى بن عبيد، وأبا مسهر الدمشقي، وخالد بن مخلد، وعلي بن عياش وطبقتهم. وعنه النسائي وقال: لا بأس به، ومحمود بن محمد الرافقي، وأبو عوانة الإسفراييني، وابن صاعد، وعبد الله بن زبر القاضي، وجماعة.
توفي سنة اثنتين وسبعين.
294 -
علي بن عمرو المغربي الإفريقي
، أبو الحسن.
عن يحيى بن بكير، وطبقته.
مات بمصر في رمضان سنة ثمانين ومائتين.
295 -
علي بن يحيى المنجم
، أحد الأدباء والظرفاء.
كان رئيسا أخباريا، شاعرا مجيدا، نادم المتوكل والخلفاء بعده، ولما مات رثاه ابن المعتز.
توفي سنة خمس وسبعين.
وقد أخذ عن إسحاق الموصلي، وغيره.
وعاش أربعا وسبعين سنة.
ومن شعره:
بأبي والله من طرقا كابتسام البرق إذ خفقا زادني شوقا برؤيته وحشا قلبي به حرقا
296 -
ن: عمران بن بكار بن راشد، أبو موسى الكلاعي الحمصي البراد المؤذن.
سمع محمد بن حمير السليحي، وأبا المغيرة الخولاني، وأحمد بن خالد الوهبي، وعتبة بن السكن، وجماعة.
ولم يرحل، وعنه النسائي ووثقه، وأبو بكر بن أبي عاصم، وأبو عوانة، وخيثمة بن سليمان، وعبد الله بن زبر، وجماعة.
توفي سنة اثنتين وسبعين.
297 -
عمران بن عبد الله، أبو موسى البخاري النوري الحافظ
.
قال ابن ماكولا: ونور من أعمال بخارى.
روى عن أحمد بن حفص، ومحمد بن سلام البيكندي، وحبان بن موسى، ومحمد بن حفص البلخي، وغيرهم.
روى عنه أحمد بن عبد الواحد بن رفيد، وعبد الله بن منيح.
298 -
عمران بن موسى الطرسوسي
، أبو موسى.
عن عفان، وأبي جابر محمد بن عبد الملك، وسنيد بن داود.
وعنه: أبو حاتم، وسعيد بن عمرو البرذعي، وجماعة.
قال أبو حاتم: صدوق.
299 -
عمران بن موسى الموصلي القصير
.
عن يزيد بن هارون وكثير بن هشام وعنه يزيد بن محمد بن إياس الأزدي، وقال: لم يكن من أهل الحديث.
توفي سنة أربع وسبعين.
300 -
عمر بن حفصون
، رأس الخوارج بجزيرة الأندلس.
ظهر من أعمال رية، وكاد أن يغلب على الأندلس، وأتعب السلاطين، وطال أمره، وعظم البلاء به، وكان جلدا شجاعا فاتكا، وكان يتحصن بقلعة منيعة، وجرت له أمور يطول شرحها، إلى أن قتل سنة خمس وسبعين ومائتين.
ذكره الحميدي، وقال: حدثنا أبو محمد عبد الله بن سبعون القيرواني أنه من ذريته.
301 -
عمر بن محمد الشطوي
.
عن أسيد الجمال.
وعنه ابن مخلد، والشافعي.
302 -
عمر بن محمد بن الحكم النسائي
.
عن خليفة بن خياط، وعبد الأعلى بن حماد، وطائفة.
وكان أخباريا علامة. رحل إلى الشام، وغيرها. روى عنه محمد بن مخلد، ومحمد بن أحمد الحكيمي، والخرائطي.
303 -
عمرو بن ثور بن عمرو الجذامي القيسراني
.
عن محمد بن يوسف الفريابي.
وعنه خيثمة بن سليمان، والطبراني.
توفي سنة تسع وسبعين.
304 -
عمرو بن سلمة الجعفي القزويني
.
عن محمد بن سعيد بن سابق، وداود بن إبراهيم العقيلي، وخلف بن الوليد.
وعنه إسحاق الكيساني، وعلي بن محمد بن مهرويه، وعلي بن إبراهيم القطان، وجماعة من أهل قزوين.
وثقه الخليلي، وقال: مات سنة اثنتين وسبعين.
وقيل: في أول سنة ثلاث.
305 -
ن:
عمرو بن يحيى بن الحارث الحمصي الزنجاري
.
عن: المعافى بن سليمان الرسعني، ومحبوب بن موسى، وأحمد بن أبي شعيب الحراني، وجماعة.
وله رحلة.
روى عنه النسائي، وأحمد بن محمد الرشيدي، وعيسى بن العباس بن ورد.
وثقه النسائي.
وقد حدث سنة تسع وسبعين.
306 -
عمير بن مرداس
، أبو سعيد الدونقي.
قال الخليلي: ثقة مشهور.
سمع عبد الله بن نافع الزبيري، ومطرف بن عبد الله، ويحيى بن بكير، وطبقتهم.
يروي عنه القطان.
بقي إلى قرب الثمانين ومائتين.
307 -
عيسى بن إسحاق بن موسى الخطمي الأنصاري
، أبو العباس، أخو موسى.
عن خلف البزار، وأبي الربيع الزهراني، وعبد المنعم بن إدريس.
وعنه ابن قانع، وأحمد بن كامل، وأبو سهل بن زياد، وأبو عمر الزاهد وقال: كان يقال إنه من الأبدال.
قال الخطيب: كان ثقة عابدا.
مات قبل الثمانين ومائتين، رحمه الله.
308 -
عيسى بن جعفر البغدادي الوراق
.
ثقة ورع، بطل شجاع غاز مجاهد.
سمع أبا بدر شجاع بن الوليد، وشبابة بن سوار. وعنه المحاملي، وإسماعيل الصفار، وأبو الحسين ابن المنادي، وجماعة.
توفي سنة اثنتين.
309 -
عيسى بن عبد الله بن سنان بن دلويه البغدادي
، أبو موسى الطيالسي زغاث. سمع عبيد الله بن موسى، وأبا عبد الرحمن المقرئ، وجماعة، وعنه أحمد بن خزيمة، وابن نجيح، وأبو بكر الشافعي.
توفي سنة سبع وسبعين في شوال.
قال الدارقطني: ثقة.
ووصفه بعضهم بالحفظ والمعرفة.
310 -
عيسى بن عبد الله بن عمرو
، أبو حسان العثماني البغدادي.
روى عن ابن أبي الشوارب، وعلي بن حجر، وأبي حفص الفلاس.
وأتى بالطامات، وادعى السماع من آمنة بنت أنس بن مالك، عن أبيها.
قال جعفر المستغفري: وهذا يكفيه في الفضيحة.
قلت: روى عنه عبد المؤمن بن خلف النسفي، ومحمد بن زكريا النسفي، وغيرهما.
311 -
عيسى بن محمد بن منصور
، أبو موسى الإسكافي.
عن شعيب بن حرب، وأمية بن خالد، وعنه علي بن إسحاق المادرائي، وابن السماك، وجماعة.
وهو مستقيم الحديث.
312 -
الفتح بن شخرف
، أبو نصر الكشي الزاهد، نزيل بغداد.
ومن كبار مشايخ الصوفية.
روى عن: رجاء بن مرجى الحافظ، والجارود بن معاذ الترمذي، وجماعة.
وعنه: محمد بن أحمد الحكيمي، وأبو بكر النجاد، وأبو عمرو ابن السماك، ومحمد بن مخلد العطار، وآخرون.
وكان عابدا سائحا كبير الشأن.
رأى أحمد بن أبي الحواري، والقاسم الجوعيوجل روايته حكايات.
قال أبو محمد الجريري: قال لي فتح بن شخرف: من إعجابي بكل شيء جيد أن عندي قلم كتبت به أربعين سنة. كنت أكتب به بالنهار وبالليل في ضوء القمر، فإذا تشعث رأسه قططته، وهو عندي، فأخرجه لي من أنبوبة نحاس.
وقال جعفر الخلدي: رأيت الفتح بن شخرف، وكان صالحا زاهدا. لم يكن يأكل الخبز ثلاثين سنة، وكان له أخلاق حسنة، وكن يطعم الفقراء الطعام الطيب.
وقال ابن البربهاري: سمعت الفتح يقول: رأيت رب العزة في المنام، فقال لي: يا فتح، احذر لا آخذك على غرة. قال: فتهت في الجبال سبع سنين.
وقيل: إن الفتح بن شخرف قرأ أربعين ألف ختمة، فالله أعلم.
ولما مات كانت له جنازة عظيمة، وشيعه خلائق، توفي في شوال سنة ثلاث وسبعين.
313 -
الفضل بن حماد الأنطاكي
.
عن عيسى بن سليمان الحجازي، وغيره.
لا أعرفه.
وكذا:
314 -
الفضل بن حماد الواسطي
.
يروي عن محمد بن وزير.
ذكره ابن أبي حاتم، ولم يزد.
315 -
الفضل بن الحكم
، العدل، أبو العباس الخراساني التاجر.
عن عبدان بن عثمان، ويحيى بن يحيى، وجماعة.
وعنه أبو حامد ابن الشرقي، ومحمد بن القاسم العتكي.
وكان من كبار أصحاب يحيى بن يحيى.
توفي سنة ثلاث أيضا.
316 -
الفضل بن حماد الفارسي الخبري الحافظ
، صاحب المسند الكبير.
رحل وسمع سعيد بن أبي مريم، وسعيد بن عفير، وطبقتهما.
وعنه أبو بكر بن سعدان الشيرازي، وأبو بكر بن أبي داود.
317 -
الفضل بن العباس
بن مهران
.
عن خلف بن هشام.
وعنه علي بن الحسن بن العبد، وأحمد بن عبد الحكيم البصريان، وغيرهما.
318 -
الفضل بن العباس، أبو معشر الهروي.
رحل وأخذ عن قتيبة بن سعيد، وسويد بن سعيد، وطائفة.
وتوفي سنة ست وسبعين.
319 -
ن: الفضل بن العباس، أبو العباس البغدادي، ثم الحلبي.
عن القعنبي، وعفان، وسعدويه، وعاصم بن علي، ومعاوية بن عمرو الأزدي، وخلق.
وعنه النسائي، ومحمد بن بركة برداعس، ومحمد بن المنذر شكر، وعلي بن الحسن بن العبد، والطبراني، ومحمد بن جعفر ابن السقاء الحلبي.
قال النسائي: ليس به بأس.
320 -
الفضل بن عمير بن عثم
، أبو الحسن التميمي المروزي.
نزل بخارى، وحدث عن عبدان المروزي، وسليمان بن حرب، وأبي الوليد الطيالسي، ويحيى بن يحيى، وجماعة.
وعنه أحمد بن سليمان بن قرينام، ومحمد بن أحمد بن مردك.
توفي بالشاش في صفر سنة خمس وسبعين؛ ورخه غنجار، وابن ماكولا.
وعثم: مثلثة.
321 -
الفضل بن محمد بن يحيى بن المبارك
، أبو العباس اليزيدي الأديب.
من بيت العربية والأدب.
روى عن: محمد بن سلام الجمحي، وإسحاق بن إبراهيم الموصلي، ومحمد بن صالح ابن النطاح، والمازني.
وبرع في فنون علم اللسان.
روى عنه محمد بن أحمد الحكيمي، ومحمد بن عبد الملك التاريخي، وأبو علي الطوماري.
توفي سنة ثمان وسبعين.
322 -
الفضل بن يوسف
، أبو العباس القصباني الكوفي.
يروي عن أبي غسان النهدي، وغيره.
وعنه ابن عقدة، وخيثمة.
توفي سنة خمس وسبعين.
323 -
فهد بن سليمان
، أبو محمد الكوفي الدلال النخاس، نزيل مصر.
سمع: أبا مسهر الغساني، ويحيى بن عبد الله البابلتي، وأبا نعيم، وجماعة كثيرة.
وعنه أبو جعفر الطحاوي، وعلي بن سراج المصري، والحسن بن حبيب الحصائري، وابن جوصا، وأبو الفوارس الصابوني.
قال ابن يونس: كان دلالا في البز. وكان ثقة ثبتا. توفي في صفر سنة خمس أيضا.
324 -
فهد بن موسى بن أبي رباح القاضي
، أبو الخير الأزدي الفقيه الإسكندراني، قاضي الإسكندرية.
روى بدمشق عن عبد الله بن صالح كاتب الليث، وعبد الله بن عبد الحكم، ويحيى بن بكير.
وعنه: محمد بن جعفر بن ملاس، وأبو الميمون بن راشد، وأبو الدحداح أحمد بن محمد.
توفي في شعبان سنة سبعين، وقيل: سنة خمس وسبعين، والأول أصح.
325 -
القاسم بن الحسن
، أبو محمد الهمداني البغدادي الصائغ المتكلم.
ثقة صدوق عالم.
سمع: يزيد بن هارون، وعبد الله بن بكر السهمي. وعنه أبو بكر بن مجاهد، وعلي المادرائي، والهيثم بن كليب في مسنده، وآخرون.
توفي سنة اثنتين وسبعين ومائتين بمصر.
وثقه الخطيب.
326 -
القاسم بن زاهر بن حرب النسائي
.
عن عمه أبي خيثمة زهير بن حرب، وعفان بن مسلم، ومحمد بن سابق، وجماعة.
وعنه علي بن إسحاق المادرائي، وحمزة الدهقان.
ووثقه الخطيب.
توفي سنة إحدى وسبعين.
327 -
القاسم بن العباس
، أبو محمد المعشري البغدادي الفقيه سبط أبي معشر السندي المدني.
شيخ صدوق، يروي عن أبي الوليد الطيالسي، ومسدد.
وعنه: ابن السماك، وأبو بكر الشافعي.
توفي سنة ثمان وسبعين.
328 -
القاسم بن عبد الله بن المغيرة البغدادي الجوهري
.
ثقة صاحب حديث.
سمع عبد الصمد بن النعمان، وحسين بن محمد المروذي، وأبا نعيم، وطبقتهم.
وعنه: محمد بن العباس بن نجيح، وعبد الله الخراساني.
توفي سنة خمس وسبعين.
329 -
القاسم بن محمد بن قاسم بن محمد بن سيار
، مولى الوليد بن عبد الملك، أبو محمد الأندلسي القرطبي البياني الفقيه، أحد الأعلام.
رحل وأخذ عن الأئمة: الحارث بن مسكين، وإبراهيم بن المنذر الحزامي، وأبي طاهر بن السرح، وإبراهيم بن محمد الشافعي، ويونس بن عبد الأعلى، وأبي إبراهيم المزني، وطائفة.
ولزم محمد بن عبد الله بن عبد الحكم حتى برع في الفقه، وفاق أهل عصره، وصار إماما مجتهدا لا يقلد أحدا، وقد ألف كتاب الإيضاح في الرد على المقلدين، وكان يميل إلى مذهب الشافعي وأهل الأثر.
تفقه به خلق بالأندلس، وروى عنه: الأعناقي، وأحمد بن خالد بن الجباب، ومحمد بن عمر بن لبابة، وابنه محمد بن قاسم، ومحمد بن عبد الملك بن أيمن، وآخرون.
واسم صاحبه الأعناقي: سعيد بن عثمان.
قال ابن الفرضي: لزم ابن عبد الحكم للتفقه والمناظرة، وتحقق به وبالمزني، وكان يذهب مذهب الحجة والنظر، وترك التقليد، ويميل إلى مذهب الشافعي، ولم يكن بالأندلس مثل قاسم في حسن النظر والبصر بالحجة.
قال أحمد بن خالد: ما رأيت مثل قاسم في الفقه ممن دخل الأندلس من أهل الرحل.
وقال محمد بن عبد الله بن قاسم الزاهد: سمعت بقي بن مخلد يقول: قاسم بن محمد أعلم من محمد بن عبد الله بن عبد الحكم.
وقال أسلم بن عبد العزيز: سمعت ابن عبد الحكم يقول: لم يقدم علينا من الأندلس أحد أعلم من قاسم بن محمد. ولقد عاتبته في حين رجوعه إلى الأندلس، قلت: أقم عندنا فإنك تعتقد هاهنا رياسة، ويحتاج الناس إليك.
فقال: لا بد من الوطن.
قال ابن الفرضي: ألف قاسم في الرد على يحيى بن إبراهيم بن مزين وعبد الله بن خالد، والعتبي كتابا نبيلا يدل على علم، وله كتاب شريف في خبر الواحد وكان يلي وثائق الأمير محمد، يعني صاحب الأندلس، طول أيامه.
وقال أبو علي الغساني: سمعت ابن عبد البر يقول: لم يكن أحد ببلدنا أفقه من قاسم بن محمد، وأحمد بن خالد بن الجباب.
توفي سنة ست وسبعين، وقيل في أول سنة سبع.
330 -
القاسم بن منبه الحربي
.
عن: بشر الحافي.
وعنه: محمد بن شجاع، وأبو جعفر بن البختري.
331 -
القاسم بن نصر البغدادي العابد
. يقال له دوست.
روى عن سريج بن النعمان، وعمرو بن عوف، وغيرهما.
وعنه: عبد الصمد الطستي، وجعفر الخلدي.
توفي سنة ثمانين.
وقال الخطيب: توفي سنة إحدى وثمانين ومائتين.
332 -
القاسم بن نصر المخرمي
.
روى عن يحيى بن هاشم، وإسماعيل بن عمرو البجلي.
وعنه: أبو علي اللؤلؤي، ومحمد بن هارون، وغيرهما.
قال الخطيب: ثقة.
333 -
قحزم بن عبد الله بن قحز
م، أبو حنيفة الأسواني الفقيه.
قال ابن يونس: يروي عن الشافعي، توفي في جمادى الأولى سنة إحدى وسبعين ومائتين.
وقال ابن عبد البر: يروي عن الشافعي كثيرا من كتبه، وكان مفتيا وأصله من القبط، كتب كثيرا من كتب الشافعي وصحبه، وروى عنه عشرة أجزاء.
334 -
كثير بن شهاب القزويني
.
.
عن: محمد بن سابق، وعبد الله بن الجراح. وعنه: محمد بن مخلد، وإسماعيل الصفار، وابن البختري، وأبو الحسن القطان، وجماعة.
قال ابن أبي حاتم: صدوق. كتب عنه بقزوين.
قلت: مات سنة اثنتين وسبعين.
335 -
مالك بن يحيى
، أبو غسان الكوفي الهمذاني السوسي.
عن: علي بن عاصم، ويزيد بن هارون، وجماعة. وعنه: علي بن محمد الواعظ، ومحمد بن محمد بن عيسى الخياش المصري، وآخرون.
توفي بمصر في ربيع الأول سنة أربع وسبعين.
336 -
محمد بن أحمد بن رزين البغدادي
.
عن: يزيد بن هارون، وعلي بن عاصم، وشبابة بن سوار، وأبي النضر.
وعنه: عبد الله بن سليمان الفامي، وأبو العباس بن عقدة.
مات سنة ثلاث وسبعين.
337 -
محمد بن أحمد بن رزقان أبو بكر المصيصي
.
روى عن: علي بن عاصم، وحجاج الأعور، وجماعة.
وعنه: أبو علي الحصائري، ومحمد بن أبي حذيفة، وأبو بكر بن أبي دجانة، وأبو الميمون بن راشد.
رزقان قيده ابن منده، وابن ماكولا بالكسر.
338 -
محمد بن أحمد بن واصل
، أبو العباس البغدادي المقرئ.
عن خلف بن هشام، وأحمد بن حنبل، ومحمد بن سعدان النحوي.
وعنه: أبو مزاحم الخاقاني، وأبو الحسن بن شنبوذ المقرئان.
توفي في جمادى الآخرة سنة ثلاث أيضا.
339 -
محمد بن أحمد بن يزيد بن أبي العوام الرياحي
، أبو بكر، وقيل: أبو جعفر.
سمع: يزيد بن هارون، وعبد الوهاب بن عطاء، وقريش بن أنس، وأبي عامر العقدي.
وعنه: إسماعيل الصفار، وأبو العباس بن عقدة، وأبو بكر الشافعي، وأبو بكر بن الهيثم الأنباري، وجماعة.
قال الدارقطني وغيره: صدوق.
مات في رمضان سنة ست وسبعين، وحديثه يقع لنا عاليا.
340 -
محمد بن أحمد بن أبي المثنى يحيى بن عيسى بن هلال
، أبو جعفر التميمي الموصلي، شيخ الموصل ومحدثها في وقته.
رحل وسمع أبا بدر شجاع بن الوليد، وعبد الوهاب بن عطاء، وجعفر بن عون، ويعلى بن عبيد، وأخاه محمد بن عبيد، وأبا النضر، ومحمد بن القاسم الأسدي، وطبقتهم.
وعنه: ابن أخته أبو يعلى الموصلي، ومحمد بن العباس بن الفضل بياع الطعام، ويزيد بن محمد بن إياس الحافظ، وعبد الله بن جعفر بن إسحاق الجابري، وآخرون، وسائر جزء الجابري، عنه.
قال ابن إياس: كان من أهل الفضل والثقة، ومن آدب من رأينا من المحدثين.
قال: وكان أحمد بن حنبل وابن معين يكرمونه، وكانت الرحلة إليه بالموصل بعد علي بن حرب. سمعته يقول: خرج أحمد بن حنبل يوما فقمت، فقال: أما علمت أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: من أحب أن يتمثل له الرجال قياما فليتبوأ مقعده من النار؟ فقلت: إنما قمت إليك ولم أقم لك. فاستحسن ذلك.
توفي سنة سبع وسبعين في شوال.
341 -
محمد بن أحمد بن الوليد بن برد الأنطاكي
، أبو الوليد.
عن: رواد بن الجراح، ومحمد بن كثير الصنعاني، ومحمد بن عيسى بن الطباع، والهيثم بن جميل. وحدث ببغداد، فروى عنه أحمد بن جعفر بن المنادي، وإسماعيل الصفار، وأبو بكر الشافعي، وجماعة.
وثقه الدارقطني، وغيره.
ومات بأنطاكية عند قدومه من مكة سنة ثمان وسبعين.
342 -
محمد بن أحمد بن حبيب البغدادي الذارع
.
. شيخ صدوق، سمع أبا عاصم النبيل، وغيره. وعنه عبد الصمد الطستي، ومحمد بن أحمد بن تميم القنطري.
توفي سنة ثمانين.
343 -
محمد بن أحمد بن أنس القرشي النيسابوري
.
عن حفص بن عبد الله، وأبي عاصم النبيل، والمقرئ وخلق. وعنه محمد بن الأخرم، ومحمد بن صالح بن هانئ وقال: ثقة.
توفي سنة تسع وسبعين.
344 -
محمد بن أحمد بن إبراهيم بن أبان، أبو جعفر النيسابوري السراج
.
بغدادي صدوق، سمع علي بن الجعد، ويحيى بن معينوعنه أبو سهل القطان، والطستي، وجماعة.
345 -
محمد بن إبراهيم بن مسلم
، أبو أمية البغدادي، ثم الطرسوسي الحافظ.
رحل وطوف وصنف، وسمع عبد الله بن بكر السهمي، وشبابة بن سوار، وعمر بن يونس اليمامي، وعبد الوهاب بن عطاء، وروح بن عبادة، وجعفر بن عون، وأبا مسهر وخلقا كثيرا. وعنه: أبو عوانة، وابن جوصا، وعثمان بن محمد السمرقندي، وأبو بكر بن زياد النيسابوري، وأبو علي الحصائري، وحفيده محمد بن إبراهيم بن أبي أمية، وخلق.
وثقه أبو داود، وغيره.
وقال أبو بكر الخلال: إمام في الحديث رفيع القدر جدا.
وقال ابن يونس: توفي بطرسوس في جمادى الآخرة سنة ثلاث وسبعين.
346 -
محمد بن إبراهيم بن جناد
، أبو بكر المنقري البصري، ويقال: البغدادي، البزاز، ويقال أصله من مرو الروذ.
سمع مسلم بن إبراهيم، وأبا الوليد الطيالسي، والحوضي، وجماعة. وعنه علي بن محمد المصري، والحكيمي، ومحمد بن العباس بن نجيح.
وكان ثقة.
توفي سنة ست وسبعين بطريق مكة أو بمصر.
347 -
محمد بن إبراهيم بن أبان
، أبو عبد الله الجيراني الأصبهاني المؤدب.
سمع بكر بن بكار، والحسين بن حفص، وغيرهما. وعنه أحمد بن جعفر السمسار، وعبد الله بن محمد القباب.
وقال أبو نعيم الحافظ: ثقة. توفي سنة ثمان وسبعين
وقال أبو عبد الله بن منده: مشهور، ثقة.
348 -
محمد بن إبراهيم، أبو حمزة المروزي
، نزيل بغداد.
روى عن عبدان بن عثمان، وعلي بن الحسن بن شقيق، وعنه محمد بن مخلد، وعثمان ابن السماك، وغيرهما.
وثقه الخطيب.
349 -
محمد بن إبراهيم، أبو بكر الحلواني
، قاضي بلخ.
حدث ببغداد في أواخر عمره عن: أبي جعفر النفيلي، وأحمد بن عبد الملك بن واقد الحراني.
وعنه: إسماعيل الصفار، وعثمان ابن السماك، وحمزة العقبي.
وثقه الخطيب.
350 -
محمد بن إبراهيم بن عبدوس القرشي
. مولاهم المغربي الفقيه المالكي، صاحب سحنون.
كان إماما كبيرا، مشهورا، زاهدا، عابدا، خاشعا، مجاب الدعوة.
سمع من: سحنون شيخه، ومن: موسى بن معاوية. وكان مولده سنة اثنتين ومائتين.
واجتمع في عصر واحد أربعة محمدين لا مثل لهم في معرفة مذهب مالك: محمد بن عبد الله بن عبد الحكم، ومحمد بن المواز، مصريان؛ ومحمد بن سحنون، ومحمد بن عبدوس، قيروانيان.
351 -
محمد بن إبراهيم بن عمر بن ميمون الرماح
. أبو بكر الخراساني البلخي.
رحل وسمع: أبا نعيم، وعبد الله بن نافع الصائغ، وعصام بن يوسف البلخي، وجماعة.
وعنه: عمر بن سهل الدينوري، وأحمد بن شهاب العكبري. وناب في القضاء لجعفر بن عبد الواحد الهاشمي بعكبرا. ثم ولي قضاء أصبهان من قبل المعتز بالله.
ذكر ابن النجار في تاريخه أنه توفي سنة أربع وعشرين وثلاثمائة، وهو غلط ظاهر.
352 -
محمد بن إبراهيم بن كثير الصوري
، أبو الحسن.
محدث مشهور أغفله ابن عساكر، وهو من شرطه.
روى عن: مؤمل بن إسماعيل، ومحمد بن يوسف الفريابي، وجماعة.
روى عنه: عمرو بن عصيم الصوري، ومحمد بن الحسن بن أحمد بن فيل الأنطاكي، وإبراهيم بن عبد الرزاق الأنطاكي، وعبد الرحمن بن حمدان
الجلاب، وآخرون، فروى الجلاب عنه، قال: حدثنا رواد بن الجراح، ثم ذكر حديثا منكرا في ذكر المهدي. لكن ما قصر الجلاب فقال: هذا حديث باطل، ومحمد لم يسمع من رواد ولا رآه. وكان مع هذا غاليا في التشيع.
قلت: آخر من روى عنه بالإجازة الطبراني.
353 -
محمد بن إدريس بن المنذر بن داود بن مهران
، أبو حاتم الغطفاني الحنظلي الرازي الحافظ. أحد الأئمة الأعلام.
ولد سنة خمس وتسعين ومائة.
قال عبد الرحمن بن أبي حاتم: سمعت أبي يقول: كتبت الحديث سنة تسع ومائتين وأنا ابن أربع عشرة سنة.
سمع: عبيد الله بن موسى، وأبا نعيم، وطبقتهما بالكوفة، ومحمد بن عبد الله الأنصاري، والأصمعي وطبقتهما بالبصرة؛ وعفان، وهوذة بن خليفة، وطبقتهما ببغداد؛ وأبا مسهر، وأبا الجماهر محمد بن عثمان، وطبقتهما بدمشق، وأبا اليمان، ويحيى الوحاظي، وطبقتهما بحمص، وسعيد بن أبي مريم، وطبقته بمصر، وخلقا بالنواحي والثغور. وتردد في الرحلة زمانا.
قال ابنه: سمعت أبي يقول: أول سنة خرجت في طلب الحديث أقمت سبع سنين أحصيت ما مشيت على قدمي زيادة على ألف فرسخ، ثم تركت العدد بعد ذلك. وخرجت من البحرين إلى مصر ماشيا، ثم إلى الرملة ماشيا، ثم إلى دمشق، ثم إلى أنطاكية، ثم إلى طرسوس. ثم رجعت إلى حمص، ثم منها إلى الرقة، ثم ركبت إلى العراق. كل هذا وأنا ابن عشرين سنة.
دخلت الكوفة في رمضان سنة ثلاث عشرة.
قلت: أدرك عبيد الله قبل موته بشهرين.
قال: وجاءنا نعي أبي عبد الرحمن المقرئ وأنا بالكوفة. ورحلت مرة ثانية سنة اثنتين وأربعين ومائتين، ورجعت إلى الري سنة خمس وأربعين. وحججت رابع حجة سنة خمس وخمسين، قال: وفيها حج ابني عبد الرحمن، وحزرت ما كتبت عن ابن نفيل يكون نحو أربعة عشر ألفا،
وكتب محمد بن مصفى عني جزءا انتخبه.
قلت: وحدث عنه من شيوخه: الصفار، ويونس بن عبد الأعلى، وعبدة بن سليمان المروزي، ومحمد بن عوف الحمصي، والربيع بن سليمان المرادي.
ومن أقرانه: أبو زرعة الرازي، وأبو زرعة الدمشقي.
ومن أصحاب السنن: أبو داود والنسائي، وقيل: إن البخاري، وابن ماجه رويا عنه ولم يصح؛ وأبو بكر بن أبي الدنيا، وابن صاعد، وأبو عوانة، والقاضي المحاملي، وأبو الحسن علي بن إبراهيم القطان صاحب ابن ماجه، وأبو عمرو محمد بن أحمد بن حكيم المديني، ومحمد بن مخلد العطار، والحسين بن عياش القطان، وحفص بن عمر الأردبيلي، وسليمان بن يزيد الفامي، وعبد الرحمن بن حمدان الجلاب، وبكر بن محمد المروزي الصيرفي، وعبد المؤمن بن خلف النسفي، وأبو حامد أحمد بن علي بن حسنويه المقرئ التاجر، وخلق كثير.
قال عبد الرحمن بن أبي حاتم: قال لي موسى بن إسحاق القاضي: ما رأيت أحفظ من والدك.
وقال أحمد بن سلمة الحافظ: ما رأيت بعد إسحاق بن راهويه، ومحمد بن يحيى، أحفظ للحديث من أبي حاتم، ولا أعلم بمعانيه.
وقال ابن أبي حاتم: سمعت يونس بن عبد الأعلى يقول: أبو زرعة وأبو حاتم إماما خراسان بقاؤهما صلاح للمسلمين.
وقال هبة الله اللالكائي: أبو حاتم إمام حافظ متثبت.
وقال النسائي: ثقة.
وقال ابن أبي حاتم: سمعت أبي يقول: كنت أذاكر أبا زرعة، فقال لي: يا أبا حاتم قل من يفهم هذا إذا رفعت هذا من واحد واثنتين، فما أقل من يحسن هذا. وربما أتيتك في شيء وأبقى إلى أن ألتقي معك، لا أجد من يشفيني.
وقال القاسم بن أبي صالح الهمذاني: سمعت أبا حاتم يقول: قال لي أبو زرعة: ترفع يديك في القنوت؟ قلت: لا، أفترفع أنت؟ قال: نعم.
قلت: ما حجتك؟ قال: حديث ابن مسعود.
قلت: رواه ليث بن أبي سليم. قال: حديث أبي هريرة. قلت: رواه ابن لهيعة.
قال: حديث ابن عباس.
قلت: رواه عوف.
قال: فما حجتك في تركه.
قلت: حديث أنس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان لا يرفع يديه في شيء من الدعاء إلا في الاستسقاء. فسكت أبو زرعة.
قلت: قد ثبتت عدة أحاديث في رفع النبي صلى الله عليه وسلم يديه في الدعاء، وأنس حكى بحسب ما رأى منه.
وقال ابن أبي حاتم سمعت أبي يقول: قلت على باب أبي الوليد الطيالسي: من أغرب علي حديثا صحيحا فله علي درهم يتصدق به. وكان ثم خلق، أبو زرعة فمن دونه؛ وإنما كان مرادي أن يلقى علي ما لم أسمع به.
فيقولون هو عند فلان، فأذهب فأسمعه، فلم يتهيأ لأحد أن يغرب علي حديثا.
وسمعت أبي يقول: كان محمد بن يزيد الأسفاطي قد ولع بالتفسير وبحفظه، فقال يوما: ما تحفظون في قوله: فنقبوا في البلاد؟ فسكتوا. فقلت: حدثنا أبو صالح، عن معاوية بن صالح، عن علي بن أبي طلحة، عن ابن عباس قال: ضربوا في البلاد.
وسمعت أبي يقول: قدم محمد بن يحيى النيسابوري الري. فألقيت عليه ثلاثة عشر حديثا من حديث الزهري، فلم يعرف منها إلا ثلاثة أحاديث.
قلت: إنما ألقى عليه من حديث الزهري، لأن محمدا كان إليه المنتهى في معرفة حديث الزهري، قد جمعه وصنفه وتتبعه حتى كان يقال له الزهري.
قال: وسمعت أبي يقول: وبقيت بالبصرة سنة أربع عشرة ثمانية أشهر، فجعلت أبيع ثيابي حتى نفدت. فمضيت مع صديق لي أدور على الشيوخ، فانصرف رفيقي العشي، ورجعت فجعلت أشرب الماء من الجوع. ثم أصبحت، فغدا علي رفيقي، فطفت معه على جوع شديد، وانصرفت جائعا. فلما كان من الغد، غدا علي فقلت: أنا ضعيف لا يمكنني. قال: ما بك؟ قلت: لا أكتمك، مضى يومان ما طعمت فيهما شيئا.
فقال: قد بقي معي دينار، فنصفه لك، ونجعل النصف الآخر في الكراء، فخرجنا من البصرة، وأخذت منه النصف دينار.
سمعت أبي يقول: خرجنا من المدينة من عند داود الجعفري، وصرنا إلى الجار، فركبنا البحر، فكانت الريح في وجوهنا، فبقينا في البحر ثلاثة أشهر وضاقت صدورنا، وفني ما كان معنا. وخرجنا إلى البر نمشي أياما حتى فني ما تبقى معنا من الزاد والماء. فمشينا يوما لم نأكل ولم نشرب، ويوم الثاني كمثل، ويوم الثالث. فلما كان المساء صلينا وألقينا بأنفسنا، فلما أصبحنا في اليوم الثالث، جعلنا نمشي على قدر طاقتنا، وكنا ثلاثة، أنا، وشيخ نيسابوري، وأبو زهير المروروذي. فسقط الشيخ مغشيا عليه، فجئنا نحركه وهو لا يعقل. فتركناه ومشينا قدر فرسخ، فضعفت وسقطت مغشيا علي، ومضى صاحبي يمشي، فرأى من بعيد قوما قربوا سفينتهم من البر ونزلوا على بئر موسى فلما عاينهم لوح بثوبه إليهم فجاءوه معهم ماء، فسقوه وأخذوا بيده، فقال لهم: الحقوا رفيقين لي، فما شعرت إلا برجل يصب الماء على وجهي، ففتحت عيني، فقلت: اسقني فصب من الماء
في مشربة قليلا، فشربت ورجعت إلي نفسي. ثم سقاني قليلا وأخذ بيدي، فقلت: ورائي شيخ ملقى. فذهب جماعة إليه. وأخذ بيدي وأنا أمشي وأجر رجلي، حتى إذا بلغت عند سفينتهم وأتوا بالشيخ، وأحسنوا إلينا، فبقينا أياما حتى رجعت إلينا أنفسنا. ثم كتبوا لنا كتابا إلى مدينة يقال لها راية، إلى واليهم. فزودونا من الكعك والسويق والماء. فلم نزل نمشي حتى نفد ما كان معنا من الماء والقوت، فجعلنا نمشي جياعا على شط البحر، حتى دفعنا إلى سلحفاة مثل الترس. فعمدنا إلى حجر كبير، فضربنا على ظهرها فانفلق، فإذا فيها مثل صفرة البيض، فحسيناه حتى سكت عنا الجوع، حتى توصلنا إلى مدينة الراية وأوصلنا الكتاب إلى عاملها. فأنزلنا في داره فكان يقدم إلينا كل يوم القرع، ويقول لخادمه: هات لهم اليقطين المبارك. فيقدمه مع الخبز أياما. فقال واحد منا: ألا تدعو باللحم المشؤوم. فسمع صاحب الدار، فقال: أنا أحسن بالفارسية فإن جدتي كانت هروية. وأتانا بعد ذلك باللحم. ثم زودنا إلى مصر.
سمعت أبي يقول: لا أحصي كم مرة سرت من الكوفة إلى بغداد.
توفي أبو حاتم في شعبان سنة سبع وسبعين، وله اثنتان وثمانون سنة.
قال: وأنشدني أبو محمد الإيادي في أبي يرثيه بقصيدة طويلة أولها:
أنفسي ما لك لا تجزعينا وعيني ما لك لا تدمعينا ألم تسمعي بكسوف العلو م في شهر شعبان محقا مدينا ألم تسمعي خبر المرتضى أبي حاتم أعلم العالمينا وساق القصيدة كلها.
354 -
محمد بن إدريس بن عمر
، أبو بكر المكي، وراق أبي بكر الحميدي.
يروي عن: أبي عاصم النبيل، وأبي عبد الرحمن المقرئ، وخلاد بن
يحيى، وجماعة. وعنه عبد الرحمن بن أبي حاتم، وغيرهوهو أقدم وفاة من أبي حاتم بقليل.
قال ابن أبي حاتم: صدوق.
355 -
محمد بن أزهر
، أبو جعفر البغدادي الكاتب.
سمع: أبا نعيم، وأبا الوليد الطيالسي، وجماعة.
وعنه: أحمد بن خزيمة، وأبو بكر الشافعي.
توفي ببغداد في جمادى الأولى سنة تسع وسبعين.
356 -
محمد بن إسرائيل
، أبو بكر الجوهري.
عن عمرو بن حكام، ومحمد بن سابق.
وعنه: ابن صاعد، وأبو بكر الشافعي، وجماعة.
وثقه الخطيب.
وتوفي سنة تسع أيضا.
357 -
محمد بن إسحاق، أبو جعفر الأصبهاني المسوحي
، نزيل همذان.
عن: مسلم بن إبراهيم، وأبي الوليد الطيالسي، وجماعة.
وكان من الحفاظ.
وعنه: علي بن إبراهيم القطان، وابن أبي حاتم.
358 -
محمد بن إسحاق البغوي
.
روى عن: أبي الوليد الطيالسي، وخالد بن خداش.
وعنه: محمد بن أحمد بن يعقوب بن شيبة، والطستي.
ثقة.
359 -
د:
محمد بن إسماعيل بن سالم الصائغ القرشي
، أبو جعفر مولى المهدي.
بغدادي نزل مكة.
سمع: روح بن عبادة، وأبا أسامة، وأبا داود الحفري، وحجاج بن محمد، وطائفة.
وعنه: أبو داود وابن صاعد، وابن أبي حاتم، وعبد الله بن الحسن بن بندار، وجماعة.
قال ابن أبي حاتم: صدوق.
وقال غيره: توفي في جمادى الأولى سنة ست وسبعين، وقد قارب التسعين، وكان من كبار المحدثين.
360 -
محمد بن إسماعيل
، أبو عبد الله البغدادي الدولابي.
عن: أبي النضر هاشم بن القاسم، ومنصور بن سلمة، وجماعة.
وعنه: محمد بن مخلد، وأبو عمرو ابن السماك.
توفي سنة أربع وسبعين.
وثقه الخطيب.
وله رحلة. لقي أبا اليمان، ونحوه.
361 -
محمد بن إسماعيل بن إبراهيم بن بشير
، أبو عبد الله البخاري الميداني.
عن: القعنبي، وسعيد بن منصور، وصدقة بن الفضل المروزي، وجماعة.
وعنه: ابنه أبو عصمة أحمد بن محمد، وغيره.
توفي سنة اثنتين وسبعين.
362 -
ت ن:
محمد بن إسماعيل بن يوسف
، أبو إسماعيل السلمي الترمذي، ثم البغدادي الحافظ.
رحل وطوف وجمع وصنف.
سمع: محمد بن عبد الله الأنصاري، وأبا نعيم، وقبيصة، وسعيد بن أبي مريم، ومسلم بن إبراهيم، وأبا بكر الحميدي، وسليمان ابن بنت شرحبيل، والحسن بن سوار البغوي، وإسحاق الفروي، وخلقا كثيرا.
وعنه: الترمذي والنسائي، وموسى بن هارون، والفريابي، وإسماعيل الصفار، وخيثمة الأطرابلسي، وأبو سهل
القطان، وأبو بكر الشافعي، وأبو بكر النجاد، وأبو عبد الله بن محرم، وخلق.
قال النسائي: ثقة.
وقال الدارقطني: ثقة صدوق. تكلم فيه أبو حاتم.
وقال الخطيب: كان فهما متقنا، مشهورا بمذهب السنة.
وقال ابن المنادي: توفي في رمضان سنة ثمانين.
363 -
محمد بن أصبغ بن الفرج
، أبو عبد الله المصري المالكي. أحد الأئمة.
تفقه على والده.
ومات بمصر في شعبان سنة خمس وسبعين.
364 -
محمد بن بسام بن بكر
، أبو بكر الجرجاني.
كان يسكن قرية هيان بالقرب من جرجان.
رحل وروى عن: القعنبي، ومحمد بن كثير، وجماعة.
وكان عنده الموطأ عن القعنبي.
روى عنه: كميل بن جعفر، وأبو نعيم بن عدي، وغيرهما.
فذكر أبو نعيم قال: خرجنا إليه أربعين نفسا، فأقمنا عنده شهرين، فكانت مؤونتنا ومؤونة دوابنا عليه.
توفي سنة تسع وسبعين.
365 -
محمد بن بشر بن شريك النخعي الكوفي
.
ضعيف.
لقبه حمدان.
توفي سنة سبع وسبعين.
366 -
محمد بن بكر، أبو جعفر الفارسي
، ثم الموصلي، الزاهد.
عن: أبان بن سفيان، وغسان بن الربيع، وأحمد بن يونس، ومسدد بن مسرهد، وطبقتهم.
وعنه: أبو يعلى الموصلي، ومحمد بن أحمد بن صدقة، وجماعة.
توفي سنة نيف وسبعين.
367 -
محمد بن جابر
، أبو عبد الله المروزي الحافظ.
عن: حبان بن موسى، وأحمد بن حنبل، وهدبة بن خالد، وطبقتهم.
وعنه: أبو عبد الله البخاري في تاريخه، وهو أكبر منه، وأبو العباس محمد بن أحمد بن محبوب.
توفي سنة سبع وسبعين.
368 -
محمد بن الجهم
، أبو عبد الله السمري الكاتب الأديب، تلميذ يحيى الفراء وراويته.
سمع: عبد الوهاب بن عطاء، ويزيد بن هارون، وجعفر بن عون، ويعلى بن عبيد، وطائفة.
وعنه: موسى بن هارون، وأبو بكر بن مجاهد، وإسماعيل الصفار، وأبو سهل القطان، وأبو العباس الأصم، وأبو بكر الشافعي، وآخرون.
قال الدارقطني: ثقة.
قلت: مات في جمادى الآخرة سنة سبع وسبعين، وله تسع وثمانون سنة، قال الداني أخذ القراءة عرضا عن عابد بن أبي عابد صاحب حمزة وسمع الحروف من: خلف بن هشام، وسليمان بن داود الهاشمي.
روى عنه القراءة: ابن مجاهد، وجماعة.
وكان من أئمة العربية، العارفين بها.
369 -
محمد بن الحسن بن سعيد
، أبو جعفر الأصبهاني.
قدم بغداد، وحدث عن: بكر بن بكار، وغيره.
وعنه: محمد بن مخلد، وجماعة.
وكان موثقا.
370 -
محمد بن الحسين بن موسى بن أبي الحنين أبو جعفر الحنيني الكوفي
المحدث صاحب المسند.
وقع لنا بعض مسنده عاليا.
سمع: عبيد الله بن موسى، وأبا غسان مالك بن إسماعيل، وأبا نعيم، وعبد الله بن مسلمة القعنبي، وكان عنده عنه الموطأ.
وعنه: ابن مخلد، والقاضي المحاملي، وعثمان ابن السماك، وأبو سهل بن زياد، ومكرم القاضي، ومحمد بن علي بن دحيم الكوفي، وجماعة.
وثقه الدارقطني، وغيره.
ومات سنة سبع وسبعين.
371 -
محمد بن حماد
، أبو عبد الله الطهراني الرازي المحدث، نزيل عسقلان.
رحال جوال.
سمع: عبد الرزاق، وعبيد الله بن موسى، وأبا عاصم، وعبيد الله بن عبد المجيد الحنفي، وخلقا من طبقتهم.
وعنه ابن ماجه، وإبراهيم بن أبي ثابت، وعبد الرحمن بن أبي حاتم ووثقه.
وقال: كتبت عنه بالري، وبغداد، والإسكندرية.
وقال الدارقطني: ثقة.
وقال ابن عدي: سمعت منصور الفقيه يقول: لم أر من الشيوخ أحدا، فأحببت أن أكون مثلهم، يعني في الفضل، غير ثلاثة أنفس، أولهم محمد بن حماد الطهراني.
توفي الطهراني بعسقلان، سنة إحدى وسبعين في ربيع الآخر. وقد نيف على الثمانين.
372 -
محمد بن خالد بن يزيد
، أبو بكر الشيباني القلوصي الرازي.
سمع: أحمد بن حنبل، وهشام بن عمار، وابن أبي الحواري، وجماعة كثيرة.
وأكثر الترحال ونزل نيسابور.
روى عنه: عبد الرحمن بن أبي حاتم، وإسحاق بن أحمد الفارسي، والحسن بن يعقوب البخاري، وآخرون.
قال ابن أبي حاتم: كان صدوقا.
373 -
محمد بن خزيمة بن راشد
، أبو عمرو البصري.
حدث بالديار المصرية عن: محمد بن عبد الله الأنصاري، وحجاج بن منهال، وجماعة.
وروى كتب حماد بن سلمة.
روى عنه: ابن جوصا، والطحاوي.
وأدركه الموت بالإسكندرية في جمادى الآخرة سنة ست وسبعين.
أخبرني عيسى بن يحيى الأنصاري قال: أخبرنا عبد الرحيم بن يوسف قال: أخبرنا أحمد بن محمد الحافظ، قال أخبرنا محمد بن عبد الملك، والحسين بن الحسين، وعبد الرحمن بن عمر ببغداد قالوا أخبرنا الحسن بن أحمد البزاز قال حدثنا عبد الرحمن بن نصر المصري الشاعر من حفظه، قال: حدثنا محمد بن خزيمة، قال: حدثنا محمد بن عبد الله الأنصاري قال: حدثني أبي، عن ثمامة، عن أنس قال:«كان قيس بن سعد من النبي صلى الله عليه وسلم بمنزلة صاحب الشرطة من الأمير» ، يعني ينظر في أموره.
أخرجه البخاري، عن محمد عن الأنصاري.
374 -
محمد بن خليفة
، أبو جعفر الديرعاقولي.
عن: أبي نعيم، وعفان بن مسلم.
وعنه: أبو سهل القطان، وغيره.
توفي سنة ست أيضا.
قال الدارقطني: صدوق.
375 -
محمد بن راشد الصوري
.
عن: يحيى البابلتي.
وعنه: الطبراني.
376 -
محمد بن الربيع بن سليمان المرادي المصري
.
حدث عن: يحيى بن بكير، وغيره.
ولم تطل حياته بعد أبيه.
توفي سنة ثلاث وسبعين.
377 -
محمد بن سعد بن محمد بن الحسن بن عطية العوفي
، أبو جعفر البغدادي.
من بيت الحديث والعلم.
سمع أباه، ويزيد بن هارون، ويعقوب بن إبراهيم بن سعد، وروح بن عبادة، وعبد الله بن بكير.
وعنه محمد بن مخلد، وأحمد بن كامل، وعبد الله الخراساني، وجماعة.
قال الحاكم: سألت الدارقطني عنه، فقال: لا بأس به.
توفي أبو جعفر في ربيع الآخر سنة ست وسبعين.
378 -
محمد بن سليمان المنقري البصري
.
حدث بالشام عن سليمان بن حرب، وأبي عمر الحوضي، ومسدد.
وعنه: أبو محمد بن زبر القاضي، ومحمد بن محمد بن أبي حذيفة، وآخرون.
379 -
محمد بن سلمة من شيوخ الحنفية
.
عاش نيفا وثمانين سنة، ومات سنة ثمان وسبعين.
380 -
محمد بن سنان بن يزيد
، أبو الحسن البصري القزاز، صاحب جزء القزاز.
سمع: عمر بن يونس، وروح بن عبادة، ومحمد بن بكر البرساني، وأبا عامر العقدي، وجماعة.
وعنه: المحاملي، وابن صاعد، وإسماعيل الصفار، وجماعة.
رماه أبو داود بالكذب.
وأما الدارقطني فقال: لا بأس به.
توفي ببغداد في رجب سنة إحدى وسبعين.
وكان أخوه يزيد بن سنان من شيوخ مصر.
قال ابن خراش: محمد بن سنان ليس بثقة.
وقال أبو عبيد الآجري: سمعت أبا داود يطلق في محمد بن سنان الكذب.
381 -
محمد بن سهل
، أبو الفضل العتكي الهروي.
عن خلاد بن يحيى، وجماعة.
وعنه: محمد بن الحسن المحمدآباذي النيسابوري، ومحمد بن وصيف الفامي.
382 -
محمد بن شاذان القاضي
، أبو بكر البصري. نائب القاضي بكار وخليفته على قضاء الديار المصرية حين سار إلى الشام.
توفي سنة أربع وسبعين.
383 -
محمد بن شداد بن عيسى
، أبو يعلى المسمعي المتكلم المعتزلي المعروف بزرقان.
كان آخر من حدث عن يحيى بن سعيد القطانوروى عن أبي زكير يحيى بن محمد المدني، وعباد بن صهيب، وروح بن عبادة، وجماعة.
وعنه الحسين بن صفوان، ومكرم القاضي، وأبو بكر الشافعي.
وحديثه من أعلى ما في الغيلانيات.
قال البرقاني: ضعيف جدا؛ كان الدارقطني يقول: لا يكتب حديثه.
وقال الشافعي: توفي سنة ثمان وسبعين ومائتين.
وقال ابن عقدة: سنة تسع.
384 -
محمد بن صالح
، أبو بكر الأنماطي البغدادي كيلجة.
حافظ حجة مشهور.
طوف وسمع عفان بن مسلم، وسعيد بن أبي
مريم، ومسلم بن إبراهيم، وطبقتهم.
روى عنه: المحاملي، ومحمد بن مخلد، وإسماعيل الصفار.
قال أبو داود: صدوق.
توفي بمكة سنة إحدى وسبعين.
وقد سماه ابن مخلد في بعض المواضع: أحمد.
وقال النسائي: أحمد بن صالح بغدادي ثقة.
وقال الدارقطني كذلك، وزاد فقال: اسمه محمد بن صالح.
وقال الخطيب: هو محمد بلا شك.
وقال المزي: روى النسائي حديثا، عن أحمد بن صالح، عن يحيى بن محمد، عن ابن عجلان، فإن كان كيلجة، فقد سقط بينه وبين يحيى بن محمد أبي زكير رجل، وإن كان يحيى هو الجاري، فقد سقط بينه وبين ابن عجلان رجل.
قلت: بل أقول هو شيخ للنسائي يروي عن أبي زكير، ولعله ابن الطبري الحافظ الذي نال منه النسائي.
385 -
محمد بن صالح بن شعبة
، أبو عبد الله الواسطي، ويعرف بكعب الذارع.
حدث ببغداد عن عاصم بن علي، وأبي سلمة التبوذكي، وجماعة.
وعنه: أبو جعفر بن البختري، وأبو بكر بن مالك الإسكافي.
وثقه الخطيب.
ومات سنة ست وسبعين.
386 -
محمد بن صالح الترمذي
.
عن: عثمان بن أبي شيبة، وهشام بن عمار، وطبقتهما.
وعنه: الهيثم بن
كليب في مسنده، وأبو العباس المحبوبي.
387 -
محمد بن عبد الله بن مخلد الأصبهاني
.
رحل وسمع محمد بن أبي بكر المقدمي، وقتيبة بن سعيد، وداود بن رشيد، وجماعة.
وعنه أبو الحسن بن جوصا، وإبراهيم بن عبد الرحمن بن مروان الدمشقيان، وجماعة.
ذكره أبو نعيم وكناه أبا الحسين، وقال: يعرف بوراق الربيع بن سليمان.
توفي بمصر قبل التسعين.
قلت: توفي في رجب سنة اثنتين وسبعين.
388 -
محمد بن عبد الله ابن الإمام أبي مسهر عبد الأعلى بن مسهر الغساني الدمشقي.
عن جده، وأبي الجماهر محمد بن عثمان، وأبي النضر إسحاق بن إبراهيم الفراديسي، وجماعة.
وعنه: أبو ذر عبد الرب بن محمد وابن جوصا، وجماعة.
توفي سنة خمس وسبعين عن خمس وتسعين سنة.
389 -
محمد بن عبد الله بن محمد بن موسى
، أبو عبد الله السعدي البخاري.
يروي عن: أبي حفص أحمد بن حفص البخاري، وحبان بن موسى، وجماعة.
توفي سنة تسع وسبعين.
390 -
محمد بن عبد الحكم بن يزيد القطري
.
قيده الأمير.
سمع سعيد بن أبي مريم، وآدم بن أبي إياس، وجماعة.
وعنه عثمان
ابن محمد السمرقندي، وخيثمة الأطرابلسي، وابن الأعرابي، ومحمد بن يوسف الهروي.
وقد روى عن قالون قراءته، وتفرد عنه بلفظه لا تعرف في قراءته. وكان من أهل الرملة.
391 -
محمد بن عبد الرحمن بن يونس الرقي السراج
.
حدث ببغداد عن أبيه، وعمرو بن خالد الحراني، ومحمد بن إسماعيل بن عياش.
روى عنه محمد بن مخلد، وغيره.
وحدث بدمشق. وروى عنه: ابن جوصا، وخيثمة.
مولده سنة مائتين.
392 -
محمد بن عبد الرحمن بن الحكم بن هشام
ابن صقر بني أمية عبد الرحمن بن معاوية بن هشام بن عبد الملك، الأمير أبو عبد الله الأموي المرواني الأندلسي، صاحب الأندلس.
كان من خيار ملوك بني أمية، ذا فضل ودين وعلم وفصاحة وشجاعة وإقدام وحزم وعدل.
بويع بالإمرة عند موت والده سنة ثمان وثلاثين، فامتدت أيامه، وبقي في الإمرة خمسا وثلاثين سنة. وأمه أم ولد.
وقيل: إنه كان يتوغل في بلاد الفرنج، ويبقى في الغزوة العام والعامين، فيقتل ويأسر ويسبي.
قال بقي بن مخلد المحدث: ما رأيت ولا علمت أحدا من الملوك، ولا سمعت أبلغ لفظا من الأمير محمد، ولا أفصح ولا أعقل منه.
وقال أبو المظفر ابن الجوزي: هو صاحب وقعة سليط، وهي ملحمة مشهورة، لم يعهد قبلها مثلها بالأندلس، يقال إنه قتل فيها ثلاثمائة ألف كافر. وهذا لم يسمع بمثله.
قال: وللشعراء فيها أقوال كثيرة.
قلت: وهو الذي نصر بقي بن مخلد على الذين تعصبوا عليه.
توفي إلى رحمة الله في صفر سنة ثلاث وسبعين، وبويع من بعده ابنه المنذر بن محمد، فلم يطول.
393 -
محمد بن عبد النور
، أبو عبد الله الكوفي الخزاز المقرئ.
قرأ القرآن على خالد بن يزيد.
وسمع من جعفر بن عون، ويحيى بن آدم.
وعنه محمد بن مخلد، وأحمد بن جعفر ابن المنادي.
توفي في جمادى الآخرة سنة اثنتين وسبعين.
394 -
ن: محمد بن عبد الوهاب بن حبيب. الفقيه أبو أحمد العبدي النيسابوري الفراء الأديب.
سمع حفص بن عبد الله السلمي، وشبابة بن سوار، ومحاضر بن المورع، وجعفر بن عون، والواقدي، ويحيى بن أبي بكير، والأصمعي.
وأقدم شيخ له موتا حفص بن عبد الرحمن الفقيه.
وكان مكثرا عن الحجازيين والعراقيين.
أخذ الأدب عن الأصمعي، وابن الأعرابي، وأبي عبيد، والحديث عن أحمد وابن المديني، والفقه عن أبيه، وعلي بن عثام.
وكان فيما قال عنه الحاكم: يفتي في هذه العلوم ويرجع إليه فيها.
كتب عنه: أبو النضر هاشم بن القاسم، وعلي بن عثام، وبشر بن الحكم.
وروى عنه من أقرانه: محمد بن يحيى، وأحمد بن سعيد الدارمي، وأحمد بن الأزهر، وغيرهم.
ومن الأئمة: النسائي ومسلم، وقال: ثقة؛ وإبراهيم بن أبي طالب، وابن خزيمة، والسراج، وأبو عبد الله بن الأخرم، والحسن بن يعقوب، وآخرون، وحديثه في الثقفيات بعلو.
ذكر أبو أحمد مرة السلاطين فقال: اللهم أنسهم ذكري، ومن أراد ذكري عندهم فاشدد على قلبه فلا يذكرني.
وقال أبو أحمد: أول ما كتبت عن يحيى بن يحيى سنة سبع وتسعين ومائة.
قلت: في صحيح البخاري حدثنا أبو أحمد، قال: حدثنا أبو غسان، فذكر حديثا.
فيقال: إن أبا أحمد هو الفراء؛ وقيل هو مرار بن حمويه؛ وقيل: محمد بن يوسف البيكندي.
توفي الفراء في أواخر سنة اثنتين وسبعين، وله خمس وتسعون سنة.
قال ابن ماكولا وغيره: لقبه حمك.
395 -
محمد بن عبدك القزاز
.
بغدادي ثقة.
عن عبد الله بن بكر، وروح بن عبادة، وحجاج الأعور، وجماعة.
وعنه: ابن البختري، وعثمان ابن السماك، وعبد الله بن سليمان الفامي.
مات في شوال سنة ست وسبعين.
396 -
محمد بن أبي داود عبيد الله بن يزيد
، أبو جعفر ابن المنادي البغدادي.
سمع حفص بن غياث، وإسحاق الأزرق، وأبا بدر السكوني، وأبا أسامة، وروح بن عبادة، وطبقتهم.
وعنه البخاري لكن قال: حدثنا أحمد بن أبي داود. والأكثر على أنه هو، وهم البخاري في اسمه. وقد وقع لنا الحديث المذكور موافقة عالية في المجالس السلماسية.
وروى عنه: أبو القاسم البغوي، وأبو جعفر بن البختري، وحفيده أحمد بن جعفر ابن المنادي، وإسماعيل الصفار، وابن أبي حاتم، وأبو العباس الأصم، وأبو عمرو الدقاق، وأبو سهل القطان، وخلق.
قال أبو حاتم: صدوق.
وقال ابن المنادي: كتب عني يحيى بن معين حديثا، عن أبي النضر.
وقال أبو الحسين ابن المنادي: قال لنا جدي: ولدت في نصف جمادى الأولى سنة إحدى وسبعين ومائة.
ومات في رمضان سنة اثنتين وسبعين، وله مائة سنة، وسنة وأربعة أشهر، واثني عشر يوما.
397 -
محمد بن عثمان النشيطي
.
كان بحلب في حدود الثمانين ومائتين.
سمع: أبا علي عبيد الله بن عبد المجيد الحنفي. روى عنه: الطبراني. وهو من كبار شيوخه.
398 -
محمد بن علي بن سفيان الصنعاني النجار
. أبو عبد الله.
سمع عبد الرزاق.
روى عنه محمد بن حمدون الأعمشي، وأبو عوانة.
توفي في رمضان سنة أربع وسبعين.
ورخه ابن عقدة، وقال: بلغني أنه مات وله مائة سنة وشهران أو ثلاثة.
399 -
محمد بن علي، أبو جعفر البغدادي الحافظ
، حمدان الوراق.
من فضلاء أصحاب الإمام أحمد.
سمع عبيد الله بن موسى، وأبا نعيم، وطبقتهما.
وعنه محمد بن مخلد، وإسماعيل الصفار، وأحمد بن عثمان بن ثوبان، وآخرون.
توفي سنة اثنتين وسبعين.
قال الخطيب: وكان ثقة حافظا من النبلاء.
400 -
محمد بن علي بن عفان الكوفي العامري
، أخو الحسن بن علي.
سمع من: الحسن بن عطية، وغيره.
وقرأ القرآن على عبيد الله بن موسى.
وأقرأ. وعنه ابن عقدة، وعلي النخعي، وعلي بن محمد بن الزبير.
وآخرون.
توفي في صفر سنة سبع وسبعين.
401 -
محمد بن علي بن زهير
، أبو عبد الرحمن القرشي الجرجاني، الملقب: حمار عفان، للزومه إياه.
أكثر عن أبي نعيم، وعفان، وطبقتهما.
روى عنه: ابنه عبد الرحمن، وغيره.
402 -
محمد بن عمران بن حبيب الهمذاني
.
عن: القاسم بن الحكم العرني، وعبد الصمد بن حسان، وعبيد الله بن موسى، وطائفة.
وعنه: عبد الرحمن بن حمدان الجلاب، وحفص بن عمر الأردبيلي.
توفي سنة تسع وسبعين.
قال ابن أبي حاتم: صدوق أجاز لي.
403 -
محمد بن عميرة العتقي التدميري الأندلسي
.
روى عن يحيى بن يحيى، وأصبغ بن الفرج، ويحيى بن بكير، وسحنون بن سعيد، وأبي مصعب الزهري، وطبقتهم.
توفي سنة ست وسبعين.
404 -
د:
محمد بن عوف بن سفيان الحافظ
، أبو جعفر الطائي الحمصي.
رحل وسمع الكثير من عبيد الله بن موسى، ومحمد بن يوسف الفريابي، وأبي المغيرة عبد القدوس، وعبد السلام بن عبد الحميد السكوني، وهاشم بن عمرو شقران، وأبي مسهر الغساني، وآدم بن أبي إياس وخلق. وعنه: أبو داود والنسائي في مسند علي، وأبو حاتم، وابن جوصا
وعبد الرحمن بن أبي حاتم، وعبد الغافر بن سلامة، وخيثمة بن سليمان، وطائفة.
وقد سمع منه: الإمام أحمد، مع جلالته، حديثا رواه له، عن أبيه.
قال ابن عدي: محمد بن عوف عالم بحديث الشام، صحيحا وضعيفا.
وكان عليه اعتماد ابن جوصا، ومنه يسأل، وخاصة حديث أهل حمص.
قلت: وقد أثنى عليه غير واحد من الكبار، ووصفوه بالحفظ والتبحر.
وقال القاضي عبد الصمد في تاريخه: سمعت محمد بن عوف يقول: كنت ألعب في الكنيسة بالكرة وأنا حدث، فدخلت الكرة إلى المسجد، فوقعت بالقرب من المعافى بن عمران، يعني الحمصي فدخلت لآخذها، فقال: ابن من أنت؟ قلت: ابن عوف.
قال: أما إن أباك كان من إخواننا، وكان ممن يكتب معنا العلم والذي يشبهك أن تتبع ما كان عليه والدك. فصرت إلى أمي فأخبرتها، فقالت: صدق يا بني، فألبستني ثوبا وإزارا، ثم جئت إليه ومعي محبرة وورق، فقال لي: اكتب حدثنا إسماعيل بن عياش، عن عبد ربه بن سليمان قال: كتبت لي أم الدرداء في لوحي بما تعلمني اطلبوا العلم صغارا تعملوا به كبارا، فإن لكل حاصد ما زرع.
فكان هذا أول ما سمعته.
توفي في وسط سنة اثنتين وسبعين.
405 -
محمد بن عيسى بن حيان
، أبو عبد الله المدائني المقرئ.
عن سفيان بن عيينة، وشعيب بن حرب، ومحمد بن الفضل بن عطية، وعلي بن عاصم، ويزيد بن هارون.
وعنه أبو بكر بن أبي داود، وأبو بكر بن مجاهد، وخيثمة، وإسماعيل الصفار، وعثمان ابن السماك، والأدمي، وآخرون.
قال الدارقطني: ضعيف.
وقال البرقاني: لا بأس به.
توفي سنة أربع وسبعين، عن سن عالية.
406 -
محمد بن عيسى بن سورة بن موسى السلمي
. الحافظ أبو
عيسى الترمذي الضرير، مصنف كتاب الجامع.
ولد سنة بضع ومائتين.
وسمع قتيبة بن سعيد، وأبا مصعب الزهري، وإبراهيم بن عبد الله الهروي، وإسماعيل بن موسى السدي، وصالح بن عبد الله الترمذي، وعبد الله بن معاوية، وحميد بن مسعدة، وسويد بن نصر المروزي، وعلي بن حجر السعدي، ومحمد بن حميد الرازي، ومحمد بن عبد العزيز بن أبي رزمة، ومحمد بن عبد الملك بن أبي الشوارب، وأبا كريب محمد بن العلاء، ومحمد بن أبي معشر السندي، ومحمود بن غيلان، وهناد بن السري، وخلقا كثيرا.
وأخذ علم الحديث عن أبي عبد الله البخاري.
وعنه حماد بن شاكر، ومكحول بن الفضل، وعبد بن محمد، ومحمد بن محمود بن عنبر النسفيون، والهيثم بن كليب الشاشي، وأحمد بن علي بن حسنويه النيسابوري، ومحمد بن أحمد بن محبوب المروزي، ومحمد بن المنذر شكر، والربيع بن حيان الباهلي، والفضل بن عمار الصرام، وآخرون.
ذكره ابن حبان في الثقات وقال: كان ممن جمع وصنف وحفظ وذاكر.
قلت: ويقال له البوغي، بضم الموحدة وبغين معجمة.
وبوغ: قرية على ستة فراسخ من ترمذ، بفتح التاء، وقيل بضمها، ويقال بكسرها. قال أبو الفتح اليعمري: ويقوله المتوقون وأهل المعرفة: بضم التاء والميم والذي نعرفه بكسرها، وهي على نهر بلخ.
قلت: وقد سمع منه شيخه أبو عبد الله البخاري حديثا؛ فإنه قال في حديث علي بن المنذر، عن محمد بن فضيل، عن سالم بن أبي حفصة، عن عطية، عن أبي سعيد أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لعلي: لا يحل لأحد يجنب في هذا المسجد غيري وغيرك سمع مني محمد بن إسماعيل هذا الحديث.
قال عبد المؤمن بن خلف النسفي: قرئ عليه الجامع في دارنا بنسف وأنا صغير ألعب.
قلت: وآخر من روى حديثه عاليا أبو المنجى ابن اللتي.
وكتابه الجامع يدل على تبحره في هذا الشأن، وفي الفقه، واختلاف العلماء. ولكنه يترخص في التصحيح والتحسين، ونفسه في التخريج ضعيف.
قال أبو سعيد الإدريسي: كان أبو عيسى يضرب به المثل في الحفظ، فسمعت أبا بكر محمد بن أحمد بن الحارث المروزي الفقيه يقول: سمعت أحمد بن عبد الله بن داود المروزي يقول: سمعت أبا عيسى يقول: كنت في طريق مكة وكنت قد كتبت جزأين من أحاديث شيخ، فمر بنا، فذهبت إليه وأنا أظن أن الجزأين معي، ومعي في محملي جزءان حسبتهما الجزأين فلما أذن لي أخذت الجزأين، فإذا هما بياض. فتحيرت، فجعل الشيخ يقرأ علي من حفظه.
ثم نظر إلي فرأى البياض في يدي، فقال: أما تستحي مني؟ فقصصت عليه أمره، وقلت: أحفظه كله.
فقال: اقرأ. فقرأت جميع ما قرأ علي أولا، فلم يصدقني.
وقال: استظهرت قبل أن تجيئني.
فقلت: حدثني بغيره.
فقرأ علي أربعين حديثا من غرائب حديثه، ثم قال: هات اقرأ.
فقرأت عليه من أوله إلى آخره، فما أخطأت في حرف، فقال: ما رأيت مثلك.
وقال أبو أحمد الحاكم: سمعت عمر بن علك يقول: مات محمد بن إسماعيل البخاري ولم يخلف بخراسان مثل ابن عيسى في العلم والحفظ
والزهد والورع، بكى حتى عمي وبقي على ضرره سنين.
وقال محمد بن طاهر الحافظ في المنثور له: سمعت الإمام أبا إسماعيل عبد الله بن محمد الأنصاري بهراة، وجرى ذكر الترمذي، فقال: كتابه أنفع من كتاب البخاري، ومسلم؛ لأنهما لا يقف على الفائدة منهما إلا المتبحر العالم.
وكتاب أبي عيسى يصل إلى فائدته كل أحد من الناس.
والعجب من أبي محمد بن حزم يقول في أبي عيسى: مجهولقاله في الفرائض من كتاب الأنفال.
قال أبو الفتح اليعمري: قال أبو الحسن بن القطان في بيان الوهم والإيهام عقيب قول ابن حزم: هذا كلام من لم يبحث عنه، وقد شهد له بالإمامة والشهرة الدارقطني، والحاكم.
وقال أبو يعلى الخليلي: هو حافظ متقن ثقة.
وذكره أيضا الأمير أبو نصر، وابن الفرضي، والخطابي.
قال أبو الفتح: وذكر عن ابن عيسى، قال: صنفت هذا الكتاب، وعرضته على علماء الحجاز، والعراق، وخراسان، فرضوا به. ومن كان في بيته هذا الكتاب، فكأنما في بيته نبي يتكلم.
قلت: ما في جامعه من الثلاثيات سوى حديث واحد، إسناده ضعيف. وكتابه من الأصول الستة التي عليها العقد والحل، وفي كتابه ما صح إسناده، وما صلح، وما ضعف ولم يترك، وما وهى وسقط، وهو قليل يوجد في المناقب وغيرها.
وقد قال: ما أخرجت في كتابي هذا إلا حديثا قد عمل به بعض الفقهاء.
قلت: يعني في الحلال والحرام. أما في سوى ذلك ففيه نظر وتفصيل. وقد أطلق عليه الحاكم ابن البيع الجامع الصحيح، وهذا تجوز من الحاكم.
وكذا أطلق عليه أبو بكر الخطيب اسم الصحيح.
وقال السلفي: الكتب الخمسة اتفق على صحتها علماء المشرق والمغرب. وهذا محمول منه على ما سكتوا عن توهينه.
وقال أبو بكر ابن العربي: وليس في قدر جامع أبي عيسى مثله حلاوة مقطع، ونفاسة منزع، وعذوبة مشرع. وفيه أربعة عشر علما فرائد:
صنف ودلل وأسند وصحح وأشهر، وعدد الطرق، وجرح وعدل وأسمى وأكنى، ووصل وقطع، وأوضح المعمول به والمتروك، وبين اختلاف العلماء في الإسناد والتأويل. وكل علم منها أصل في بابه. فرد في نصابه.
قال غنجار في تاريخه: توفي في ثالث عشر رجب سنة تسع وسبعين بترمذ.
407 -
محمد بن عيسى بن عبد الرحمن
، الوزير أبو علي النيسابوري.
كان المأمون يحبه ويكرمه.
وطالت أيامه، وحدث عن أبي النضر هاشم بن القاسم، وغيره.
توفي سنة تسع وسبعين أيضا.
408 -
محمد بن عيسى بن يزيد الطرسوسي
، أبو بكر التميمي الحافظ، نزيل بلخ.
رحل وطوف وحدث عن أبي عبد الرحمن المقرئ، وأبي نعيم، وعفان، وأبي اليمان، وجماعة.
وعنه: أبو عوانة الإسفراييني، وأبو بكر بن خزيمة، ومحمد ابن الدغولي، ومكي بن عبدان، وعبد الله بن إبراهيم بن الصباح الأصبهاني، ومحمد بن أحمد بن محبوب، وآخرون.
وحدث بأصبهان وخراسان.
قال ابن عدي عنه: هو في عداد من يسرق الحديث.
قلت: توفي سنة سبع وسبعين.
وقال الحاكم: هو من المشهورين بالرحلة والفهم والتثبت. أكثر أهل مرو عنه.
فأما:
409 -
محمد بن عيسى بن عبد الكريم الطرسوسي
.
فشيخ لابن رزقويه.
410 -
محمد بن القاسم بن لبيب
، أبو عبد الله التدميري القرطبي.
سمع يحيى بن يحيى الليثي، ويحيى بن عبد الله بن بكير، وكان شيخا حسنا.
توفي سنة ست وسبعين.
411 -
محمد بن محمد بن عروس
، أبو علي الشيرازي الكاتب الشاعر، نزيل سامراء.
له أشعار رائقة، ومعاني فائقة. مدح المستعين بالله وغيره.
وروى عنه من شعره: أبو محمد القاسم بن محمد الأنباري، ورآه ابنه أبو بكر ابن الأنباري.
وروى عنه أيضا: الصولي، والحسين بن القاسم الكوكبي، وعيسى بن عبد العزيز، وغيرهم.
وله يمدح المستعين يوم العيد:
فلو أن برد المصطفى إذ لبسته يظن لظن البرد أنك صاحبه وقال وقد حللته ولبسته نعم هذه أعطافه ومناكبه ومن شعره:
لا والمنازل من نجد وليلتنا بفيد إذ جسدانا بيننا جسد كم رام فينا الكرى مع لطف مسلكه نوما، فما انفك لا خد ولا عضد.
412 -
محمد بن مروان البيروتي
.
روى عن: أبي مسهر الدمشقي، وغيره.
وعنه: محمد بن يوسف الهروي، وخيثمة بن سليمان.
توفي سنة ثلاث وسبعين، وقيل: سنة أربع.
413 -
محمد بن ميمون الإسكندراني الفخار
.
توفي سنة ثلاث أيضا، وقد قارب المائة.
كان هو وضمام بن إسماعيل في منزل واحد.
414 -
محمد بن منده بن أبي الهيثم منصور الأصبهاني
.
حدث بالري وبغداد، عن: بكر بن بكار، والحسين بن حفص،
وإبراهيم بن موسى الفراء.
وعنه: أبو بكر محمد بن الحسن العجلي، وإسماعيل الصفار، وحمزة الدهقان، وغيرهم.
قال ابن أبي حاتم: لم يكن عندي بصدوق، ولم يكن سنه سن من لحق بكر بن بكار.
وقال أبو نعيم الحافظ: ضعف لروايته عن الحسين بن حفص، عن شعبة.
قلت: وهذا ليس هو من بيت بني منده. وقع حديثه عاليا لابن قميرة.
415 -
محمد بن المغيرة السكري الهمذاني
، لقبه حمدان.
سمع: القاسم بن الحكم العرني، وهشام بن عبد الله الرازي. وحدث، أخذ عنه: أبو الحسن القطان، وطائفة.
مات سنة ست وسبعين، كذا قال الخليلي، وقيل غير ذلك. وسيعاد.
416 -
محمد بن نصر
، أبو الأحوص الأثرم المخرمي.
سمع: علي بن الجعد، وأبا بلال الأشعري، وعدة. وعنه: ابن مخلد، وعلي بن محمد بن عبيد الصفار. ثقة.
توفي سنة ثلاث وسبعين.
417 -
محمد بن موسى بن الفضل
، أبو بكر القسطاني الرازي.
عن: شيبان بن فروخ، وطالوت بن عباد، وهدبة.
وعنه: عبد الرحمن بن أبي حاتم، وأبو سهل القطان، وأبو بكر الشافعي، وهو مستقيم الحديث.
418 -
محمد بن النضر بن حبيب الهلالي الأصبهاني ممشاذ
.
روى عن: بكر بن بكار، والحسين بن حفص.
وعنه: يوسف بن محمد المؤذن، وسعيد بن يعقوب السراج.
توفي سنة خمس أو سبع وسبعين، على قولين.
419 -
محمد بن هارون بن عيسى، أبو بكر الأزدي البصري الرزاز.
عن: مسلم بن إبراهيم، وأبي الوليد، وجماعة.
وعنه: أبو العباس بن عقدة، وأبو بكر الشافعي.
قال الدارقطني: ليس بالقوي.
قلت: حدث في سنة ست وسبعين ومائتين.
420 -
ق:
محمد بن الهيثم بن حماد
، أبو الأحوص قاضي عكبرا.
عن: عبد الله بن رجاء، وسعيد بن عفير، وأبي نعيم، ومسلم بن إبراهيم، وطبقتهم.
وله رحلة واسعة إلى البصرة، والكوفة، والشام، ومصر، والجزيرة، والحجاز؛ فلقي بالشام: محمد بن عائذ، وطبقته.
وبالجزيرة: أبا جعفر النفيلي.
روى عنه ابن ماجه حديثا واحدا، وقع لنا موافقة.
وعنه أيضا: موسى بن هارون، وابن صاعد، وعثمان ابن السماك، وأبو بكر بن مالك الإسكافي، وأبو بكر النجاد، وأبو بكر محمد بن عبد الله الشافعي، وأبو عوانة في صحيحه، وطائفة.
قال الدارقطني: كان من الحفاظ الثقات.
قلت: مات في جمادى الأولى سنة تسع وسبعين بعكبرا.
421 -
محمد بن الورد بن زنجويه
، أبو جعفر البغدادي، نزيل مصر.
حدث عن: عفان بن مسلم، وغيره.
وعنه: أبو جعفر الطحاوي.
توفي في المحرم سنة اثنتين وسبعين، ولم يدركه حفيده عبد الله بن جعفر راوي السيرة.
422 -
محمد بن يزيد
، مولى ربيعة، الحافظ أبو عبد الله ابن ماجه القزويني، مصنف السنن والتفسير والتاريخ.
كان محدث قزوين غير مدافع. ولد سنة تسع ومائتين.
وسمع علي بن محمد الطنافسي، وعبد الله بن معاوية، وهشام بن عمار، ومحمد بن رمح، وسويد بن سعيد، وعبد الله بن الجراح القهستاني، ومصعب بن عبد الله الزبيري، وإبراهيم بن محمد الشافعي، ويزيد بن عبد الله اليمامي، وجبارة بن المغلس، وداود بن رشيد، وإبراهيم بن المنذر الحزامي، وأبا بكر بن أبي شيبة، ومحمد بن عبد الله بن نمير، وخلقا كثيرا.
وعنه محمد بن عيسى الأبهري، وأبو عمرو أحمد بن محمد بن حكيم المديني، وعلي بن إبراهيم القطان، وسليمان بن يزيد الفامي، وأبو الطيب أحمد بن روح البغدادي.
قال الخليلي: كان أبوه يزيد يعرف بماجه، وولاؤه لربيعة.
وعن أبي عبد الله بن ماجه قال: عرضت هذه السنن على أبي زرعة فنظر فيه، وقال: أظن إن وقع هذا في أيدي الناس تعطلت هذه الجوامع أو أكثرها.
ثم قال: لعل لا يكون فيه تمام ثلاثين حديثا مما في إسناده ضعف، أو نحو ذا.
قلت: كان ابن ماجه حافظا صدوقا ثقة في نفسه، وإنما نقص رتبة كتابه بروايته أحاديث منكرة فيه.
وكانت وفاته لثمان بقين من رمضان سنة ثلاث وسبعين، وله أربع وستون سنة.
وقال أبو يعلى الخليلي فيه: ثقة كبير متفق عليه، محتج به. له معرفة بالحديث وحفظ. ارتحل إلى العراقين، ومكة، والشام، ومصر، والري لكتب الحديث.
وقال ابن طاهر المقدسي: رأيت له بقزوين تاريخا على الرجال والأمصار إلى عصره. وفي آخره بخط صاحبه جعفر بن إدريس: مات أبو عبد الله يوم الاثنين، ودفن يوم الثلاثاء لثمان بقين من رمضان، وصلى عليه أخوه أبو بكر، وتولى دفنه أخواه أبو بكر وأبو عبد الله، وابنه عبد الله.
وقال غيره: مات سنة خمس وسبعين، والأول أصح.
وقد حدث أبو محمد الحسن بن يزيد بن ماجه القزويني ببغداد في حدود الثمانين لما حج عن إسماعيل بن توبة محدث قزوين.
سمع منه: أبو طالب أحمد بن نصر الحافظ. فالظاهر أن هذا من إخوة أبي عبد الله صاحب السنن، والله أعلم.
423 -
محمد بن يزيد بن عبد الوارث الدمشقي
.
عن: يحيى بن صالح الوحاظي.
وعنه: أبو القاسم الطبراني.
مجهول الحال، لم يذكره ابن عساكر.
424 -
محمد بن يزيد، أبو جعفر الحربي
.
هو أقدم شيخ للواعظ علي بن محمد المصري.
روى له عن أبي بلال الأشعري مرداس بن محمد.
توفي سنة اثنتين وسبعين.
425 -
محمد بن يعقوب بن الفرج
، الشيخ أبو جعفر الفرجي الصوفي الزاهد الواعظ.
كان إماما فقيها يفتي بالأثر. وله فضل وعبادة.
صحب ذا النون المصري، وأبا تراب النخشبي.
وسمع من: علي ابن المديني، وأبي ثور، وجماعة.
وكان على غاية التجريد. يأوي بالمساجد والصحراء.
توفي بالرملة بعد سنة سبعين.
قال أبو نعيم: له مصنفات في معاني الصوفية.
وروي عنه أنه قال: مكثت عشرين سنة لا أسأل عن مسألة إلا ومنازلتي فيها قبل قولي.
وقال: لو صح الود لسقطت شروط الأدب.
وقد رويت له حكاية، وهي أنه سافر على التجريد، فوقع في تيه بني إسرائيل، وصحب راهبين لهما حال من أحوال الرهبان المتولدة من الجوع والوحدة.
قال: فكان يبيع لهما الماء ويحضر لهما الطعام إذا جاعا.
فقالا له بعد ليلتين: يا مسلم هذه نوبتك.
قال: فدخل بعضي في بعض، فقلت: اللهم إني أعلم أن ذنوبي لم تدع لي عندك جاها. ولكن أسألك أن لا تفضحني عندهما، ولا تشمتهما بنبينا محمد صلى الله عليه وسلم وبأمته.
قال: فإذا بعين وطعام كثير. وذكر قصة إسلامهما على يده.
قال أبو نعيم: روى عن إبراهيم بن المنذر، وعلي ابن المديني، وخالد بن يزيد. روى عنه أبو سعيد ابن الأعرابي، وأبو عمرو بن حكيم، وأبو مسعود محمد بن إبراهيم المقدسي.
وروى الطبراني عن محمد ابن يعقوب بن الفرجي الرملي، عن إبراهيم بن المنذر، فإن كان هو هو فقد تأخر إلى حدود الثمانين ومائتين.
426 -
محمد بن يوسف بن مطروح
، الفقيه أبو عبد الله البكري، بكر وائل، الأندلسي القرطبي.
عن الغاز بن قيس، وعيسى بن دينار، وأصبغ بن الفرج، ومطرف بن عبد الله، وسحنون القيرواني.
وقد حج في العام الذي توفي فيه أبو عبد الرحمن المقرئ.
وقد تكلم بعض الأئمة في سماعه منه.
كانت الفتوى دائرة بالأندلس على ابن مطروح، وأبي وهب عبد الأعلى، وأصبغ بن خليل.
وولي هو إمامة الجامع بقرطبة. وكان أعرج.
ذكره ابن الفرضي فقال: دخل مكة بعد موت المقرئ، ثم قدم الأندلس، فادعى السماع منه. وحدث عنه.
توفي يوم عاشوراء سنة إحدى وسبعين.
427 -
محمد بن يوسف بن عيسى ابن الطباع أبو بكر
.
حدث عن: يزيد بن هارون، وعبيد الله بن موسى، ومحمد بن مصعب القرقساني، وجماعة.
وعنه: المحاملي، ومحمد بن مخلد، وأحمد بن عثمان الأدمي، ومحمد بن العباس بن نجيح، وجماعة.
توفي سنة ست، وقيل: سنة خمس وسبعين.
وثقه الخطيب.
وقال الدارقطني: صدوق.
428 -
محمش بن عصام
. أبو عمرو النيسابوري المعدل.
عن: حفص بن عبد الرحمن، وحفص بن عبد الله، ومكي بن إبراهيم.
وعنه: عمرو بن عبد الله الزاهد، وأبو الطيب محمد بن عبد الله، وجماعة من أهل بلده.
وحدث في سنة ثلاث.
429 -
مسرور، أبو هاشم مولى المعتصم
.
أمير جليل كبير.
روى عن: نصر بن منصور.
روى عنه: عبد الصمد الطستي.
وكان نظير موسى بن بغا في المرتبة والحال.
بلغ ثمانين سنة.
توفي في سنة تسع وسبعين.
430 -
مسلم بن عيسى الصفار
.
عن: عبد الله بن داود الخريبي، وعفان.
وعنه: أحمد بن عثمان الأدمي، وعبد الصمد الطستي.
توفي سنة سبع وسبعين.
تركه الدارقطني وغيره.
وروى عنه: محمد بن حسن بن الفرج، شيخ لابن مردويه.
431 -
مضر بن محمد بن خالد بن الوليد
، القاضي أبو محمد الأسدي البغدادي المقرئ.
عن: عبد الرحمن بن سلام الجمحي، وطالوت بن عباد، وهدبة بن خالد، وأحمد بن حنبل، وإبراهيم بن المنذر الحزامي، وخلق. وكان راوية لكتب القراءات.
روى عنه: أبو بكر محمد بن محمد الباغندي، وأبو بكر بن مجاهد، وأبو عوانة، وعثمان ابن السماك، وأبو بكر الشافعي، وأبو الميمون بن راشد.
وحدث بدمشق وبغداد، وولي قضاء واسط.
قال الدارقطني: ثقة.
وقال أحمد ابن المنادي، وأبو بكر الشافعي: توفي سنة سبع وسبعين.
زاد أحمد: في رجب.
قلت: وهم من قال: إنه توفي سنة سبع وتسعين.
432 -
مطروح بن محمد بن شاكر
، أبو نصر القضاعي المصري.
ولد سنة تسعين ومائة، وسمع الحديث وكان موثقا.
روى عنه إبراهيم بن عبد الله الرشيدي، وعلي بن عبد الله بن أبي مضر.
توفي بالإسكندرية في جمادى الأولى سنة إحدى وسبعين ومائتين.
433 -
معاذ بن عفان
، أبو عثمان الخواشتي الحافظ، نزيل هراة.
سمع أبا كريب، وأحمد بن صالح المصري، وهشام بن خالد الدمشقي، وطبقتهم.
وعنه أبو إسحاق البزاز الهروي.
توفي سنة سبع وسبعين.
434 -
المنسجر بن الصلت
، أبو الضحاك القزويني.
سمع أباه، والقاسم بن الحكم العرني، ومحمد بن بكير الحضرمي، وجماعة.
وعنه أبو نعيم عبد الملك بن محمد الجرجاني، وعلي بن إبراهيم القطان، وسليمان بن يزيد الفامي، وأحمد بن محمد بن ميمون، وهو آخر من مات من أصحابه، فإنه بقي إلى قريب الخمسين وثلاثمائة.
توفي المنسجر في سنة ست وسبعين، وكان صدوقا.
وورخه الخليلي سنة سبع وسبعين.
435 -
مقاتل بن صالح البغدادي المطرز
.
عن أحمد بن يونس، وسعيد بن منصور، وجماعة،. وعنه ابن صاعد، ومحمد بن مخلد، والحكيمي، وآخرون.
قال ابن المنادي: كان من المبرزين في الصلاح. وكان يحضر معنا مجلس عباس الدوري.
توفي سنة خمس وسبعين.
436 -
معمر بن محمد بن معمر العوفي البلخي
، أبو شهاب.
روى عن عمه شهاب بن معمر، ومكي بن إبراهيم، وعصام بن يوسف.
قال السليماني: أنكروا عليه حديثا له عن مكي.
437 -
المغيرة بن محمد بن المهلب
، أبو حاتم المهلبي الأزدي البصري الأديب.
حدث عن: محمد بن عبد الله الأنصاري، وعبد الله بن رجاء، وجماعة.
وعنه: محمد بن المرزبان، ومحمد بن يحيى الصولي.
وكان صدوقا بارع الأدب، حسن النظم. مدح المتوكل وغيره.
وتوفي سنة ثمان وسبعين.
رأيت له نسخة كبيرة عن الأنصاري.
438 -
المنذر بن محمد بن الصباح
، أبو عبد الله الأصبهاني الزاهد.
عن: محمد بن المغيرة، وإبراهيم بن موسى الفراء، ومحمد بن حميد الرازي، وجماعة.
وعنه: عبد الله بن محمد بن عيسى، وأحمد بن شاهين الأصبهانيان
توفي سنة اثنتين وسبعين.
439 -
المنذر بن محمد بن عبد الرحمن بن الحكم بن هشام
، الأمير أبو الحكم الأموي المرواني، صاحب الأندلس.
ولي الأمر بعد أبيه سنتين، وكان شجاعا مقداما ماضي العزيمة، عاش ستا وأربعين سنة، ومات وهو يحاصر عمر بن حفصون البدوي الخارج عليهم في سابع عشر صفر سنة خمس وسبعين، فولي الأمر بعده أخوه الأمير عبد الله بن محمد، فبقي في الملك إلى سنة ثلاثمائة.
440 -
مواس بن سهل
، أبو القاسم المعافري المصري المقرئ.
قرأ على أبي يعقوب الأزرق، وعبد الصمد بن عبد الرحمن، وداود بن أبي طيبة وأصحاب ورش، وسمع يحيى بن بكير.
قرأ عليه محمد بن عبد الرحيم الأصبهاني، ومحمد بن إبراهيم الأهناسي، ومطرف بن عبد الرحمن الأندلسي، وجماعة.
وكان ثقة ضابطا محققا، لم يكن في طبقته مثله.
441 -
موسى بن الحسن الصقلي
. أبو عمران.
عن أبي نعيم، وأبي عمر الحوضي، وسعيد بن منصور، وأحمد بن يونس اليربوعي.
وعنه أبو الميمون بن راشد، وأبو علي الحصائري، وأبو جعفر بن البختري، والصفار.
توفي سنة اثنتين وسبعين.
حدث ببغداد، ودمشق.
442 -
موسى بن سهل بن كثير
، أبو عمران الوشاء الحرفي.
بغدادي ضعيف.
عن ابن علية، وإسحاق الأزرق، وعلي بن عاصم، وشجاع بن أبي الوليد، ويزيد بن هارون.
وعنه عثمان ابن السماك، وأحمد بن عثمان الأدمي، وأبو عمر الزاهد.
وأبو بكر الشافعي، وعمر بن الحسن الأشناني، وجماعة.
قال الدارقطني: ضعيف.
وقال البرقاني: ضعيف جدا.
قلت: في الغيلانيات من عواليه.
ومات في ذي القعدة سنة ثمان وسبعين.
443 -
موسى بن عمر الجرجاني
.
سمع مسددا، وإسماعيل بن أبي أويس، ويحيى بن معين.
وعنه كميل بن جعفر، وإبراهيم بن محمد البريدي، وجماعة.
توفي سنة تسع وسبعين.
444 -
موسى بن محمد بن أبي عوف
، أبو عمران المزني الصفار.
ارتحل وسمع من يوسف بن عدي، وأبي جعفر النفيلي.
وعنه أبو عوانة، وأبو إسحاق إبراهيم بن أبي ثابت، وأحمد بن حذلم، وآخرون.
توفي سنة ثمان وسبعين.
445 -
موسى بن موسى
، أبو عيسى البغدادي الحافظ ويعرف بالشص.
سمع: علي بن الجعد، ومحمد بن منهال، وأبا بكر بن أبي شيبة، وطبقتهم. وعنه ابن مخلد، وأبو طالب الحافظ، ومحمد بن العباس بن نجيح، وجماعة.
وثقه الدارقطني.
وتوفي سنة خمس وسبعين.
446 -
موسى بن نصر القنطري
.
بغدادي مستور.
سمع عبد الله بن عون الخزاز، وطبقته.
وعنه محمد بن مخلد، وخيثمة، ومحمد بن جعفر المطيري.
توفي سنة اثنتين وسبعين.
447 -
الموفق، أبو أحمد ابن المتوكل على الله ابن المعتصم
.
اسمه محمد، وقيل: طلحة، ولي عهد المؤمنين، والد المعتضد بالله. وأمه أم ولد.
مولده سنة تسع وعشرين ومائتين، وعقد له أخوه المعتمد ولاية العهد بعد ابنه جعفر، وذلك في سنة إحدى وستين ومائتين.
وكان الموفق من أجل الملوك رأيا، وأشجعهم قلبا، وأسمحهم نفسا، وأغزرهم عقلا، وأجودهم رأيا. وكان محببا إلى الناس، قد استولى
على الأمور وانقادت له الجيوش، وحارب صاحب الزنج وظفر به وقتله.
وكان الناس يلقبونه: الناصر لدين الله.
قال الخطبي: لم يزل أمر أبي أحمد يقوى ويزيد حتى صار صاحب الجيش، وكله تحت يده. ولما غلب على الأمر حظر على المعتمد أخيه، واحتاط عليه وعلى ولده، وجمعهم في موضع واحد، ووكل بهم. وأجرى الأمور مجاريها إلى أن توفي لثمان بقين من صفر سنة ثمان وسبعين، وله تسع وأربعون سنة.
وكانوا ينظرونه بأبي جعفر المنصور في حزمه ودهائه ورأيه، وكان قد غضب على ولده أبي العباس المعتضد وحبسه، ووكل به إسماعيل بن بلبل، فضيق عليه، فلما احتضر أبو أحمد رضي عن ولده، وكان ولده من أنموذجه، فألقى إليه مقاليد الأمور، فولاه المعتمد ولاية العهد في الحال بعد ابنه المفوض ابن المعتمد، وخطب الخطباء له ثم لولده المفوض، ثم لأبي العباس المعتضد. وانتقم أبو العباس من ابن بلبل وعذبه حتى مات. ثم بعد أيام خلع المفوض، وتفرد أبو العباس بالعهد.
448 -
نجيح بن إبراهيم الكوفي الفقيه
.
حدث بمصر عن: سعيد بن عمرو الأشعثي، وغيره.
توفي سنة ثمان أيضا في ذي الحجة.
449 -
نصر بن أحمد بن أسد بن سامان
، أمير ما وراء النهر والترك.
كان أديبا فاضلا مهيبا من أجل الأمراء.
مات سنة تسع وسبعين، وولي الأمر بعده أخوه إسماعيل بن أحمد الذي ظفر بالصفار.
450 -
نصر بن داود، أبو منصور الصغاني ثم البغدادي الخلنجي.
روى عن: خالد بن خداش، وأبي عبيد القاسم بن سلام، وحرمي بن حفص.
وعنه محمد بن مخلد، وعبد الرحمن بن أبي حاتم، وجماعة.
توفي سنة إحدى وسبعين.
451 -
هارون بن العباس الهاشمي
.
عن إبراهيم بن المنذر، وأبي مصعب، وغيرهما.
وعنه ابن مخلد، والتاريخي.
قال الخطيب: كان ثقة.
توفي سنة خمس وسبعين.
452 -
هارون بن عمران القرشي الدمشقي
.
عن أبي مسهر الغساني، وأبي الجماهر.
وعنه أبو الميمون بن راشد.
توفي سنة تسع وسبعين.
453 -
د ن:
هارون بن محمد بن بكار بن بلال العاملي
.
عن أبيه، ومحمد بن عيسى بن سميع، ومنبه بن عثمان، ومروان بن محمد الطاطري.
وعنه أبو داود، والنسائي، ومحمد بن يوسف الهروي، وابن جوصا، وأبو بكر بن أبي داود، وجماعة.
قال النسائي: لا بأس به.
قلت: توفي بعد السبعين، أو قبل ذلك.
454 -
هارون بن موسى الأشناني
.
عن مكي بن إبراهيم، وأبي نعيم.
وعنه ابن أبي حاتم، ومحمد بن بلبل الهمذاني.
455 -
هاشم بن مرثد
، أبو سعيد الطبراني.
عن آدم بن أبي إياس، وصفوان بن صالح، ومحمد بن إسماعيل بن عياش، ويحيى بن معين، والمعافى بن سليمان الرسعني.
وعنه سليمان الطبراني، ويحيى بن زكريا النيسابوري، وابنه سعيد بن هاشم، وآخرون.
وهو من قدماء شيوخ الطبراني، فإنه سمع منه سنة ثلاث وسبعين.
ومات في شوال سنة ثمان وسبعين.
456 -
هاشم بن يونس المصري القصار
.
عن عبد الله بن صالح.
وعنه الطبراني، وأبو عوانة الإسفراييني، وغيرهما.
وقد سمع أيضا من سعيد بن أبي مريم، والطبقة.
توفي سنة ثمان وسبعين.
457 -
هبة الله ابن الأمير إبراهيم بن المهدي بن المنصور
، أبو القاسم العباسي.
كان كاتبا، حاذقا بالغناء، رقيق النظم. جالس المعتمد وغيره.
حكى عن أبيه.
روى عنه أحمد بن يزيد المهلبي، وعون بن محمد، وعبد الله بن مالك النحوي.
وقال عون الكندي: مات عن توبة حسنة، وفرق مالا عظيما.
توفي سنة خمس وسبعين ومائتين.
458 -
ن:
هلال بن العلاء بن هلال أبو عمر بن أبي محمد الباهلي
، مولاهم الرقي الأديب، شيخ الرقة وعالمها.
سمع أباه العلاء بن هلال بن عمر بن هلال مولى قتيبة بن مسلم أمير خراسان، وحجاج بن محمد الأعور، ومحمد بن مصعب القرقساني، وحسين بن عياش، وعبد الله بن جعفر الرقي، وأبا جعفر النفيلي، وطائفة.
وعنه النسائي، وأبو بكر النجاد، وخيثمة بن سليمان، والعباس بن محمد الرافقي، ومحمد بن أيوب بن الصموت، وخلق سواهم.
قال النسائي: ليس به بأس. روى أحاديث منكرة عن أبيه، ولا أدري الريب منه أو من أبيه.
وقال غيره: توفي في ذي الحجة يوم النحر الثالث من سنة ثمانين.
وقيل: توفي في ثامن ربيع الأول سنة إحدى وثمانين.
وله شعر رائق فائق لائق بكل ذائق، فمنه:
سيبلى لسان كان يعرب لفظه فيا ليته من وقفة العرض يسلم وما ينفع الإعراب إن لم يكن تقى وما ضر ذا تقوى لسان معجم وله، وقد رواه عنه خيثمة:
اقبل معاذير من يأتيك معتذرا إن بر عندك فيما قال أو فجرا فقد أطاعك من أرضاك ظاهره وقد أجلك من يعصيك مستترا وله أبيات حسنة في فقد الشباب.
459 -
همام بن محمد بن النعمان بن عبد السلام التيمي
، أبو عمرو الأصبهاني، أخو عبد الله بن محمد.
روى عن جندل بن والق، وإسحاق بن بشر الكاهلي، وأحمد بن يونس اليربوعي، وعبد الحميد بن صالح.
قال أبو نعيم الحافظ: قيل: إنه كان من الأبدال.
روى عنه سعيد بن يعقوب، ومحمد بن الحسن بن المهلب، وأحمد بن الزبير الأصبهانيون
توفي سنة خمس وسبعين.
460 -
الهيثم بن خالد الكوفي الوشاء
، وراق أبي نعيم الفضل بن دكين.
روى عنه أبو العباس بن عقدة، وأبو بكر الخلال الحنبلي.
توفي سنة ثمان وسبعين.
461 -
ن:
الهيثم بن مروان
، أبو الحكم الدمشقي.
عن محمد بن عيسى بن سميع، وأبي مسهر، وخاله محمد بن عائذ الكاتب.
وعنه النسائي، وأبو الحسن بن جوصا.
462 -
هيذام بن قتيبة البغدادي
.
عن عبد الله بن صالح العجلي، وسليمان بن حرب، وعاصم بن علي.
وعنه أبو بكر النجاد، وعثمان ابن السماك، وجماعة.
قال الخطيب: كان ثقة عابدا.
توفي سنة أربع وسبعين.
463 -
وزير بن القاسم الجبيلي
.
عن عمرو بن هاشم البيروتي، وأبي اليمان الحمصي، وجماعة.
وعنه ابن جوصا، والحسن بن حبيب الحصائري، وخيثمة الأطرابلسي.
464 -
وهب بن نافع الأسدي القرطبي
، أحد علماء الأندلس.
رحل وسمع من إبراهيم بن المنذر الحزامي، وأبي الطاهر بن السرح، وسحنون بن سعيد، ونصر بن علي الجهضمي، وطبقتهم.
وهو أول من أدخل تصانيف أبي عبيد القاسم بن سلام إلى الأندلس.
توفي في مستهل جمادى الآخرة سنة ثلاث وسبعين.
465 -
يحيى بن أبي طالب جعفر بن عبد الله بن الزبرقان
، أبو بكر البغدادي، أخو العباس، والفضل، أصلهم من واسط.
سمع علي بن عاصم، ويزيد بن هارون، وعبد الوهاب الخفاف، وأبا بدر السكوني، وزيد بن الحباب، وأبا داود الطيالسي، وطبقتهم.
وعنه: أبو بكر بن أبي الدنيا، وابن صاعد، وإسماعيل الصفار، ومحمد بن البختري، وعثمان ابن السماك، وأبو بكر النجاد، وأبو سهل القطان، وعبد الله بن إسحاق، وخلق.
قال أبو حاتم: محله الصدق.
وقال البرقاني: أمرني الدارقطني أن أخرج له في الصحيح.
وقال البغوي: سمعت موسى بن هارون يقول: أشهد على يحيى بن أبي طالب أنه يكذب.
وقال أبو أحمد الحاكم: ليس بالمتين
قلت: ولد سنة اثنتين وثمانين ومائة، ومات سنة خمس وسبعين في
شوال.
وقد وقع لي جملة من عواليه ولأولادي. وولاؤه لبني هاشم.
466 -
يحيى بن الربيع بن ثابت البرجمي الكوفي
.
عن يزيد بن هارون، وعلي بن شقيق.
وعنه ابن عقدة، ومحمد بن مخلد.
467 -
يحيى بن الفضيل البغدادي الكاتب
.
نزل مصر، وحدث عن الأصمعي، وعون بن عمارة.
وعنه عبد العزيز الغافقي، ومحمد بن أحمد بن وردان، ومحمد بن أحمد الخلال المصريون.
قال الخطيب: مات سنة ثمانين.
468 -
يحيى بن عبد الأعظم
، وهو يحيى بن عبدك القزويني.
محدث كبير القدر، طاف وسمع أبا عبد الرحمن المقرئ، وعفان بن مسلم، وعبد الله بن رجاء الغداني، وطبقتهم.
وعنه أبو نعيم عبد الملك بن محمد الجرجاني، وعبد الرحمن بن أبي حاتم، وأبو الحسن علي بن إبراهيم القطان، وآخرون.
توفي سنة إحدى وسبعين، وكان صدوقا.
قال الخليلي: شيخ ثقة، متفق عليه.
469 -
يحيى بن القاسم بن هلال
، أبو زكريا الأندلسي القرطبي الفقيه المالكي.
أحد الأئمة والزهاد.
سمع يحيى بن يحيى، وسعيد بن حسان، وعبد الله بن نافع الصائغ، وسحنون بن سعيد، وطائفة.
وعنه أحمد بن خالد بن الجباب، ومحمد بن أيمن، وجماعة. وقيل: إنه كان من العبادة على أمر عظيم. كان يصوم حتى يخضر.
قال ابن الفرضي في تاريخه: قال لي عباس بن أصبغ: إن يحيى بن
القاسم كان في داره شجرة تسجد لسجوده، رحمة الله عليه.
قيل: توفي سنة اثنتين وسبعين، وقيل: سنة ثمان وسبعين.
470 -
يحيى بن مطرف بن الهيثم
، الفقيه أبو الهيثم الثقفي، مفتي أصبهان وعالمها.
سمع الحسين بن حفص، ومسلم بن إبراهيم، والقعنبي، وطائفة.
وعنه أحمد بن جعفر بن معبد، وأبو علي الصحاف، وأحمد بن إبراهيم بن يوسف، وآخرون.
توفي في يوم عاشوراء سنة ثمان وسبعين.
471 -
د ن:
يزيد بن محمد بن عبد الصمد
، وقد ينسب إلى جده، فيقال: يزيد بن عبد الصمد، أبو القاسم الدمشقي، مولى بني هاشم.
سمع: أبا مسهر، وآدم بن أبي إياس، وأبا بكر الحميدي، وطبقتهم.
وعنه أبو داود والنسائي وقال: ثقة، وابن جوصا، وأبو علي الحصائري، والحسين بن جزلان، وأبو العباس الأصم، وأبو عوانة في مسنده، وإبراهيم بن أبي ثابت، وجماعة.
وثقه أيضا الدارقطني.
ولد سنة ثمان وتسعين ومائة، ومات في شوال سنة ست وسبعين، وكان موصوفا بالحفظ والفهم.
472 -
يعقوب بن إسحاق بن زياد
، أبو يوسف البصري القلوسي.
عن عثمان بن عمر بن فارس، وأبي عاصم النبيل، وجماعة كثيرة.
وعنه المحاملي، ومحمد بن مخلد، وأبو الحسين ابن المنادي.
وكان ثقة حافظا عالما. ولي قضاء نصيبين، وتوفي سنة إحدى وسبعين.
473 -
يعقوب بن إسحاق البغدادي
، أبو يوسف الدعاء.
يروي عن: أبي اليمان، وعاصم بن عليّ، وجماعة.
وعنه: أبو سهل القطّان، وجماعة.
توفّي سنة ثلاثٍ وسبعين ولا أعلم فيه جرحاً.
474 -
يعقوب بن إسحاق بن مهران الأصبهاني
، المعروف بابن أبي يعقوب المعدّل.
سمع: محمد بن عبد الله الأنصاريّ، وعمر بن مرزوق، وأحمد بن يونس، وجماعة.
وعنه: أحمد بن جعفر السّمسار، وأحمد بن إبراهيم بن يوسف الأصبهانيان.
توفّي سنة ستًّ وسبعين.
475 -
ت ن:
يعقوب بن سفيان بن جوّان
، الحافظ الكبير أبو يوسف بن أبي معاوية الفسويّ الفارسيّ صاحب التّاريخ والمشيخة.
طوَّف الأقاليم، وسمع ما لا يوصف كثرة؛ سمع: أبا عاصم النّبيل، ومكّيّ بن إبراهيم، ومحمد بن عبد الله الأنصاري، وعبيد الله بن موسى، وعبد الله بن رجاء، وأبا مسهر، وحبّان بن هلال، وأبا نعيم، وسعيد بن أبي مريم، وعون بن عمارة، وخلقاً كثيراً بالشّام، والحجاز، ومصر، والعراق، والجزيرة.
وعنه: الترمذي، والنسائي وقال: لا بأس به؛ وإبراهيم بن أبي طالب، وابن خزيمة، وأبو بكر بن أبي داود، وعبد الرحمن بن أبي حاتم، وأبو عوانة، ومحمد بن حمزة بن عمارة، وعبد الله بن جعفر بن درستويه، والحسن بن محمد الفسويّ، وآخرونوبقي في الرحلة ثلاثين سنة.
قال أبو زرعة الدّمشقيّ: قدم علينا رجلان من نبلاء النّاس، أحدهما: يعقوب بن سفيان، يعجز أهل العراق أن يروا مثله؛ والثّاني: حرب بن إسماعيل، وهو ممّن كتب عنيّ.
وقال محمد بن داود الفارسيّ: حدثنا يعقوب بن سفيان العبد الصّالح، فذكر حديثاً.
وقال أبو بكر أحمد بن عبدان الشّيرازيّ: كان يتشيَّع ويتكلَّم في عثمان.
وعن محمد بن يزيد العطّار: سمعت يعقوب الفسويّ قال: كنت أكُثِرُ النَّسخ باللّيل، وقلَّت نفقتي،، فجعلت أستعجل، فنسخت ليلةً حتّى تصرّم اللّيل، فنزل الماء في عيني، فلم أبصر السّراج، فبكيت على انقطاعي، وعلى ما يفوتني من العلم، فاشتدّ بكائي، فنمت، فرأيت النبي صلى الله عليه وسلم في النّوم، فناداني: يا يعقوب بن سفيان لم بكيت؟ فقلت: يا رسول الله ذهب بصري، فتحسَّرت على ما فاتني من كتب سنتَّك، وعلى الانقطاع عن بلدي. فقال: ادن منّي. فدنوت منه، فأمرَّ يده على عينيّ كأنّه يقرأ عليهما، ثمّ استيقظت، فأبصرت، وأخذت نسخي، وقعدت في السّراج أكتب.
توفّي يعقوب في وسط سنة سبعٍ وسبعين، قبل أبي حاتم الرازي بشهر.
476 -
يعقوب بن سوّاك الختُّليّ الزّاهد
، صاحب بشر الحافي.
روى عنه: ابن مسروق، ومحمد بن بريه الهاشميّ، وغيرهما.
توفّي بعد السّبعين ومائتين قاله الخطيب.
477 -
يعقوب بن يزيد
. أبو يوسف البغداديّ التّمّار.
أحد الشّعُراء المحسنين، سيما في الغزل. اتّصل بالخليفة المنتصر.
روى عنه: قاسم الأنباريّ، وابن المرزبان، وغيرهما.
478 -
يعقوب بن يوسف القزويني
ّ، ابن أخي حسينكا.
سمع: القاسم بن الحكم العرنيّ، وغيره. وعنه: أحمد بن محمد بن رزمة، وأبو بكر أحمد بن إسحاق الصّبغيّ الفقيه، وجماعة. وكان صدوقاً.
توفّي سنة ثمانٍ وسبعين.
479 -
يعقوب بن يوسف بن معقل بن سنان النَّيسابوريّ
، والد أبي العبّاس الأصمّ.
روى عن: إسحاق بن راهويه، ومحمد بن حميد، وعليّ بن حجر، وطبقتهم، ثم رحل بابنه فلقي أصحاب ابن عيينة، وابن وهب.
روى عنه: ابنه، وأبو عمرو المستملي، وعبد الرحمن بن أبي حاتم، ومحمد بن مخلد الدُّوريّ. وكان من أسرع النّاس خطّاً. نسخ الكثير بالأجرة. ومات في المحرَّم سنة سبعٍ وسبعين.
480 -
ن:
يوسف بن سعيد بن مسلم
. الحافظ أبو يعقوب المصّيصيّ.
سمع: حجّاج بن محمد الأعور، ومحمد بن مصعب، وعبيد الله بن موسى، وأبا مسهر الغسّانيّ، وخالد بن يزيد القسريّ، وهوذة بن خليفة، وقبيصة بن عقبة، وطائفة.
وعنه: النسائي وقال: ثقة حافظ؛ وأبو عوانة ويحيى بن صاعد، وأبو بكر بن زياد النَّيسابوريّ، ومحمد بن أحمد بن صفوة، وآخرون.
قال ابن أبي حاتم: كان صدوقاً ثقة.
قلت: توفّي في جمادى الآخرة سنة إحدى وسبعين.
481 -
يوسف بن الضّحّاك البغداديّ
، مولى بني أميَّة.
عن: سليمان بن حرب، ومحمد بن سنان العوقيّ، وعنه إسماعيل الصفار وأبو بكر الشافعي.
وكان فقيهاً ثقة.
توفّي سنة تسعٍ وسبعين.
482 -
يوسف بن عبد الله
، أبو يعقوب الخوارزميّ، نزيل فلسطين.
محدّث رحَّال، روى عن: عبدان بن عثمان المروزيّ، وحرملة بن يحيى المصريّ، وجماعة.
روى عنه: أبو العبّاس الأصمّ، وأبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن أبي ثابت، وزكريّا بن يحيى التّنّيسيّ: شيخ ابن عديّ، وغيرهم.
وما علمت به بأساً.
483 -
يوسف بن موسى الحربيّ العطّار الفقيه
.
روى عن: أحمد بن حنبل مسائل معروفة.
روى عنه: أبو بكر الخلاّل وأثنى عليه، وقال: كان يهوديّاً فأسلم على يد الإمام أحمد، وهو حدث، فحسن إسلامه ورحل في طلب العلم، وسمع من قوم جلَّة.
484 -
أبو سعيد الخرّاز
، شيخ العارفين في وقته، واسمه أحمد بن عيسى.
قيل: توفّي سنة سبع وسبعين، والأشهر أنّه توفّي سنة ستًّ وثمانين كما سيأتي.
*- أبو سعيد السُّكَّرّي النَّحويّ، حسن بن حسين
485 -
أبو الهيثم الرازيّ اللُّغويّ
.
أحد أئمّة العربيّة. له كتاب الشّامل في اللُّغة، وكتاب زيادات معاني القرآن، وغير ذلك.
وكان بارعاً في الأدب، علاّمة.
توفّي سنة ستًّ وسبعين ومائتين، والله أعلم.
486 -
أبو أحمد القلانسي
ّ. أحد مشايخ القوم ببغداد.
توفّي في حدود سنة إحدى وسبعين ومائتين، واسمه مصعب بن أحمد بن مصعب.
*- أبو أحمد الموفَّق ابن المتوكّل.
قد ذكرناه بلقبه لاختلاف اسمه.
• - أبو عبيد البسريّ الزاهد.
مرّ في عشر السّتّين ومائتين، واسمه محمد بن حسّان، رحمه الله.
487 -
أبو معين الرّازيّ الحافظ
.
اسمه: الحسين بن الحسن على الصّحيح؛ كذا سمّاه ابن أبي حاتم، وهو أخبر النّاس به، لأنّه شيخه ومن بلده.
وقال أبو أحمد الحاكم: اسمه محمد بن الحسين، سمّاه لنا محمد بن أحمد بن مسعود البذشيّ.
قلت: روى عن: سعيد بن أبي مريم، وأبي سلمة التَّبوذكيّ؛ ويحيى بن بكير، وأحمد بن يونس اليربوعيّ، وهشام بن عمّار، ونعيم بن حمّاد، وأبي توبة الرّبيع بن نافع، وخلق.
طوّف الشام، ومصر، والعراق. وبرع في الحديث وفنونه؛ روى عنه: أبو نعيم بن عديّ، وأبو محمد ابن الشَّرقيّ، وعبد الرحمن بن أبي حاتم، ومحمد بن الفضل المحمَّدآباذيّ، ويوسف بن إبراهيم الهمذانيّ، وأحمد بن قشمرد.
قال أبو عبد الله الحاكم: هو من كبار حفّاظ الحديث.
قلت: توفّي سنة اثنتين وسبعين ومائتين.
*- أبو معشر، المنجّم صاحب الزّيج.
هو جعفر بن محمد البلخيّ.
*غلام خليل، أبو عبد الله.
هو أحمد بن محمد، تقدَّم.
488 -
أبو معشر البخاريّ حمدويه بن الخطّاب
.
بقي إلى حدود الثّمانين، روى عن: حميد بن فروة. وعنه: الحسن بن محمد بن عبد الرحمن بن زرنك البخاري، وغيره.
من الإكمال.
489 -
أبو الحارث الأولاسيّ الزّاهد
.
من مشايخ الطّريق. سمّاه السُّلميّ في تاريخ الصُّوفيّة: الفيض بن الخضر بن أحمد. ويقال: الفيض بن محمد.
من قدماء المشايخ وأجلتّهم؛ صحب إبراهيم بن سعد العلويّ، وغيره.
قال أبو بكر الفرغانيّ: اسمه الفيض بن الخضر.
وقال سعيد بن حاتم: قال أبو الحارث الأولاسيّ: من اشتغل بما لم يكن فكأن فاته من لم يزل ولا يزال.
قال السُّلميّ: سمعت عليّ بن سعيد يقول: سمعت أحمد بن عطاء يقول: سمعت أبا صالح يقول: سمعت أبا الحارث يقول: سمع سرّي من لساني ثلاثين سنة، وسمع لساني من سرّي ثلاثين سنة.
وقال محمد بن المنذر الهرويّ: حدَّثني أبو الحارث الفيض بن الخضر بن أحمد التَّميميّ الأولاسيّ، سنة سبعٍ وسبعين ومائتين.
قلت: وقد روى عن: عبد الله بن خبيق الأنطاكيّ. حدَّث عنه: أبو عوانة الإسفرايينيّ، ومحمد بن إسماعيل الفرغانيّ.
وقيل: مات سنة سبعٍ وتسعين، فسيعاد. وهذا أشبه وأصحّ.
مات بطرسوس.
آخر الطبقة والحمد لله
الطبقة التاسعة والعشرون
281 -
290 هـ
بسم الله الرحمن الرحيم.
الحوادث
.
فمن
سنة إحدى وثمانين ومائتين
فيها توفي: أحمد بن إسحاق الوزان، وإبراهيم بن ديزيل، وعبد الله بن محمد بن سعيد بن أبي مريم، وأبو بكر بن أبي الدنيا، وعبد الله بن محمد بن النعمان، وأبو زرعة النصري الدمشقي، وعثمان بن خرزاذ الأنطاكي، ومحمد بن إبراهيم بن المواز المالكي، ووريزة الغساني.
وفيها دخل طغج بن جف صاحب خمارويه من ناحية طرسوس لغزو الروم، ففتح ملورية.
وفيها غارت مياه الري وطبرستان، حتى أبيع الماء ثلاثة أرطال بدرهم، وقحط الناس، وأكلوا الجيف.
وفي رجب شخص المعتضد إلى الجبل ناحية الدينور، وقلد ابنه عليا الري، وقزوين، وهمذان، والدينور، وجعل كاتبه أحمد بن أبي الأصبغ، وقلد عمر بن عبد العزيز ابن أبي دلف أصبهان، وأسرع الانصراف من غلاء السعر، فقدم بغداد في رمضان. ثم خرج في ذي القعدة إلى الموصل عامداً لحمدان بن حمدون بن الحارث بن منصور بن لقمان، وهو جد ناصر الدولة. وكان قد بلغ المعتضد أنه يميل إلى هارون الشاري الخارجي. وكانت الأعراب والأكراد قد تجمعوا وتحالفوا أنهم يقتلون على دم واحد؛ فالتقوا على الزاب، فحمل عليهم المعتضد فمزق شملهم، فكان من غرق أكثر ممن قتل.
ثم سار إلى ماردين وبها حمدان، فهرب منها، وخلف بها ابنه، فنازلها المعتضد، فحاربه من كان بها، فلما كان من الغد ركب المعتضد ودنا من باب القلعة، وصاح بنفسه: يا ابن حمدان، فأجابه، فقال: افتح الباب. فقال: نعم. ففتحه، وقعد المعتضد على الباب، ونقل ما فيها من الحواصل، وأمر بهدمها، فهدمت، ووجه وراء حمدان، ثم ظفر به وحبسه.
ثم سار المعتضد إلى قلعة الحسنية، وبها شداد الكردي، في عشرة آلاف مقاتل، فحاصره حتى ظفر به، وهدمها.
وفيها هدم المعتضد دار الندوة بمكة، وصيرها مسجداً إلى جانب المسجد الحرام.
سنة اثنتين وثمانين ومائتين
توفي فيها: إسماعيل بن إسحاق القاضي الفقيه، وجعفر بن أبي عثمان الطيالسي، والحارث بن محمد بن أبي أسامة، وصاحب مصر خمارويه بن أحمد بن طولون، والفضل بن محمد الشعراني، ومحمد بن الفرج الأزرق، وأبو العيناء محمد بن القاسم الأديب، ومحمد بن مسلمة الواسطي، ويحيى بن عثمان بن صالح المصري.
وفيها أبطل المعتضد ما يفعل في النيروز من وقيد النيران، وصب الماء على الناس، وأزال سنة المجوس.
وفي أولها قدمت قطر الندى بنت خمارويه من مصر، ومعها عمها لتزف إلى المعتضد، فدخل عليها في ربيع الأول، وكان في جهازها أربعة آلاف تكة مجوهرة، وعشرة صناديق جواهر. وقوم ما دخل معها فكان ألف ألف دينار ونيف، وكان صداقها من المعتضد ألف ألف درهم، وأعطي ابن الجصاص الذي مشى في الدلالة مائة ألف دينار، أعطاه ذلك أبوها.
وفيها خرج المعتضد إلى الجبل، فبلغ الكرج، وأخذ أموال ابن أبي دلف.
وفيها بعث محمد بن زيد العلوي من طبرستان إلى محمد بن الورد العطار ببغداد ثلاثين ألف دينار، ليفرقها على العلويين، فبلغ المعتضد، فسألوه، فقال محمد: إنه يبعث إلي كل سنة بمثلها، فأفرقها. فقال المعتضد: أنا رأيت أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه في النوم، فأوصاني بذريته خيراً، ففرق ما تفرقه من هذا المال ظاهراً.
وفيها ذبح خمارويه بن أحمد على فراشه بدمشق. وكان يتعانى الفاحشة بغلمانه، راود مملوكاً في الحمام، فامتنع عليه حياء من الخدم، فأمر أن يدخل في دبره بمثل الذكر خشب، فلم يزل يصيح حتى مات في الحمام، فأبغضه
الخدم، فذبحه جماعة وهربوا، فمسكت عليهم الطرق، وجيء بهم وقتلوا.
وكان ذبحه في ذي الحجة، وحمل في تابوت إلى مصر، وصلى عليه ابنه جيش بن خمارويه، وكان الذي نهض في مسك أولئك الخدم طغج بن جف، فصلبهم بعد القتل.
وولي بعده ابنه جيش، فقتلوه بعده بيسير. وأقاموا مكانه أخاه هارون بن خمارويه، وقرر على نفسه أن يحمل إلى المعتضد كل سنة ألف ألف وخمس مائة ألف دينار. فلما استخلف المكتفي عزله، وولى محمد بن سليمان الواثقي، فاستصفى أموال آل طولون.
وفيها، أو قبلها، أهلك المعتضد عمه محمد بن المتوكل لأنه بلغه أنه كاتب خمارويه بن أحمد، فيما قيل. وكان عالماً شاعراً.
سنة ثلاث وثمانين ومائتين
توفي فيها: إسحاق بن إبراهيم بن سنين الختلي، وسهل بن عبد الله التستري الزاهد، والعباس بن الفضل الأسفاطي، وعبد الرحمن بن يوسف بن خراش، وعلي بن محمد بن عبد الملك بن أبي الشوارب القاضي، ومحمد بن سليمان الباغندي، ومحمد بن غالب تمتام، ومقدام بن داود الرعيني.
وفي أولها خرج المعتضد إلى الموصل بسبب هارون الشاري، وكان الحسين بن حمدان قد قال له: إن أنا جئت بهارون إليك فلي ثلاث حوائج. قال: اذكرها. قال: تطلق أبي، والحاجتان أذكرهما بعد أن آتي به. قال: لك ذلك. قال: أريد أنتخب ثلاث مائة فارس. قال: نعم. وخرج الحسين يطلب هارون حتى انتهى إلى مخاضة في دجلة، وكان معه وصيف الأمير، فقال لوصيف: ليس لهارون طريق يهرب منه غير هذا، فقف هاهنا، فإن مر بك فامنعه من العبور. قال: نعم. ومضى الحسين فالتقى مع هارون، فقتل جماعة وهرب هارون، وأقام وصيف على المخاضة ثلاثاً، فقال أصحابه: قد طال مقامنا. ولسنا نأمن أن يأخذ الحسين هارون فيكون له الفتح له دوننا، فالصواب أن نمضي في آثارهم. فأطاعهم ومضوا. وجاء الشاري إلى المخاضة فعبر، وجاء الحسين في إثره فلم ير وصيفاً، ولم يعرف لهارون خبرا، فبلغه أنه عبر دجلة،
فعبر خلفه. وجاء هارون إلى حي من العرب، فأخذ دابة ومضى، وجاء الحسين فسألهم فكتموه، فقال: المعتضد في أثري؛ فأخبروه بمكانه، فأتبعه في مائة فارس، فأدركه. فناشده هارون الشاري وتوعده، فألقى الحسين نفسه عليه، وأسره، وجاء به إلى المعتضد، فأمر بفك قيود حمدان والتوسعة عليه. ورجع بهارون إلى بغداد، وخلع على الحسين بن حمدان وطوقه، وعملت قباب الزينة، وركبوا هارون فيلا بين يدي المعتضد، وازدحم الخلق حتى سقط كرسي الجسر الأعلى ببغداد، فغرق خلق كثير. وكان على المعتضد قباء أسود، وعمامة سوداء، وجميع الأمراء يمشون بين يديه.
وفيها ولي طغج بن جف إمرة دمشق لجيش الطولوني.
وفيها وصلت تقادم عمرو بن الليث أمير خراسان، فكانت مائتي حمل مال ومائتي جمارة وغير ذلك من التحف.
وفيها خلع المعتضد على حمدان بن حمدون وأطلقه.
وفيها كتبت الكتب إلى الآفاق، بأن يورث ذوو الأرحام، وأن يبطل ديوان المواريث، وكثر الدعاء للمعتضد. وكان قد سأل أبا حازم القاضي عن ذلك، فقال: وأولوا الأرحام بعضهم أولى ببعض في كتاب الله، فقال المعتضد: قد روي عدم الرد عن الخلفاء الأربعة. فقال أبو حازم: كذب الناقل عنهم؛ بل كلهم ردوا، هم وجميع الصحابة، سوى زيد بن ثابت، وكان زيد يخفيه حتى مات عمر، وهو مذهب فقهاء التابعين ومن بعدهم. ولم يذهب إلى قول زيد غير الشافعي في أحد القولين، والقول الآخر كالجماعة. فقال المعتضد: اكتبوا بذلك إلى الآفاق.
وفيها خرج عمرو بن الليث من نيسابور، فهاجمها رافع بن هرثمة وخطب بها لمحمد بن يزيد العلوي، فعاد عمرو ونزل بظاهر نيسابور محاصراً لها.
وفيها وثب الجند من البربر على جيش بن خمارويه، وقالوا: تنح عن الأمر لنولي عمك، فكلمهم كاتبه علي بن أحمد المادرائي، وسألهم أن ينصرفوا عنهم يومهم، فانصرفوا. فغدا جيش على عمه أبي العشائر، فضرب عنقه وعنق عم له آخر، ورمى برؤوسهما إليهم. فهجم الجند على جيش
فذبحوه، وذبحوا أمه، وانتهبوا الدار، وأجلسوا أخاه هارون مكانه.
وفيها هزم عمرو بن الليث رافع بن هرثمة، وساق وراءه إلى أن أدركه بخوارزم فقتله بها. وكان المعتضد قد عزله سنة سبع وسبعين عن خراسان، وولى عليها عمرو بن الليث، فبقي رافع بالري. ثم إنه هادن الملوك المجاورين له يستعين بهم على عمرو، ودعا إلى العلوي ثم سار إلى نيسابور، فواقعه عمرو في ربيع الآخر من هذه السنة، وهزمه إلى أبيورد، وقصد رافع أن يخرج إلى مرو أو هراة، ثم دخل نيسابور، فأتى عمرو فحاصره بها، فهرب رافع وأصحابه على الجمازات إلى خوارزم في رمضان، فأحاط به أمير خوارزم وقتله في سابع شوال، وبعث برأسه إلى عمرو بن الليث، فنفذه إلى المعتضد.
ولم يكن رافع ولدا لهرثمة، وإنما هو زوج أمه، فنسب إليه، وهو رافع بن تومرد. وصفت خراسان لعمرو بن الليث.
وفيها دخل جيش بن خمارويه مصر، فقال الأمراء: لا نرضى بك ونريد عمك أبا العشائر، فوثب وقتل عمه، فشاش الناس ووقع حريق ونهب، فوثب هارون في جماعة على أخيه فقتله، واستولى على مصر، قال ربيعة بن أحمد بن طولون: لما دخل ابن أخي جيش مصر قبض علي وعلى عميه مضر وشيبان، وحبسنا، ثم إنه أخذ أخانا مضر فأدخله بيتاً، وجوعه خمسة أيام، ثم دخل علينا ثلاثة من غلمان جيش، فقالوا: مات أخوكم؟ قلنا: لا ندري.
فدخلوا عليه البيت، فرماه كل واحد بسهم، فقتلوه وأغلقوا علينا الباب، وتركونا يومين بلا طعام، فظننا أنهم يهلكوننا بالجوع. فسمعنا صراخاً في الدار، ففتحوا علينا، وأدخلوا إلينا جيش بن خمارويه، فقلنا: ما جاء بك؟ قال: غلبني أخي هارون على مصر. فقلنا: الحمد لله الذي قبض يدك وأضرع خدك. فقال: ما كان في عزمي إلا أن ألحقكما بأخيكما. وبعث إلينا هارون أن نقتله بأخينا، فلم نفعل، وانصرفنا إلى دورنا، فبعث إليه من قتله.
سنة أربع وثمانين ومائتين
فيها توفي: أبو عمرو أحمد بن المبارك المستملي، وإسحاق بن الحسن الحربي، وأبو خالد عبد العزيز بن معاوية القرشي، ومحمود بن الفرج الأصبهاني الزاهد، وهشام بن علي السيرافي، ويزيد بن الهيثم أبو خالد البادا.
وفي رابع المحرم قدم على المعتضد برأس رافع بن هرثمة، فنصب يوماً ببغداد.
وفي كانت وقعة بين عيسى النوشري المعتضدي وبين بكر بن عبد العزيز بن أبي دلف، وكان قد أظهر العصيان، فهزمه النوشري بقرب أصبهان، واستباح عسكره.
وفي ربيع الأول ولى القضاء أبا عمر محمد بن يوسف على مدينة المنصور.
وفيها ظهرت بمصر حمرة عظيمة، حتى كان الرجل ينظر إلى وجه الرجل فيراه أحمر، وكذا الحيطان، فتضرع الناس بالدعاء إلى الله، وكانت من العصر إلى الليل.
وفيها بعث عمرو بن الليث بألف ألف درهم لتنفق على إصلاح درب مكة من العراق.
قال ابن جرير الطبري: وفيها عزم المعتضد على لعنة معاوية على المنابر، فخوفه عبيد الله الوزير اضطراب العامة. فلم يلتفت، وتقدم إلى العامة بلزوم أشغالهم وترك الاجتماع، ومنع القصاص من القعود في الأماكن، ومنع من اجتماع الخلق في الجوامع، وكتب المعتضد كتاباً في ذلك. واجتمع الناس يوم الجمعة بناء على أن الخطيب يقرؤه، فما قرئ، وكان من إنشاء الوزير عبيد الله، وفيه: وقد انتهى إلى أمير المؤمنين ما عليه جماعة من العامة من شبهة دخلتهم في أديانهم، على غير معرفة ولا روية، خالفوا السنن، وقلدوا فيها أئمة الضلالة، ومالوا إلى الأهواء، وقد قال تعالى: ومن أضل ممن اتبع هواه بغير هدى من الله، خروجاً عن الجماعة، ومسارعة إلى الفتنة، وإظهارا لموالاة من قطع الله عنه الموالاة، وبتر منه العصمة، وأخرجه من الملة. قال الله تعالى: والشجرة الملعونة في القرآن، وإنما أراد بني أمية الملعونين على لسان نبيه، وهم كانوا أشد عداوة له من جميع الكفار. ولم يرفع الكفار راية يوم بدر وأحد والخندق إلا وأبو سفيان وأشياعه أصحابها وقادتها.
ثم ذكر أحاديث واهية وموضوعة في ذم أبي سفيان وبني أمية، وحديث: لا أشبع الله بطنه، عن معاوية، وأنه نازع علياً حقه، وقد قال عليه السلام لعمار: تقتلك الفئة الباغية. وأن معاوية سفك الدماء، وسبى الحريم، وانتهب الأموال المحرمة، وقتل حجراً، وعمرو بن الحمق، وادعى زياد بن أبيه جراءة على الله، والله يقول: ادعوهم لآبائهم، والنبي صلى الله عليه وسلم يقول: الولد للفراش. ثم دعى إلى بيعة ابنه يزيد، وقد علم فسقه، ففعل بالحسين وآله ما فعل؛ ويوم الحرة، وحرق البيت الحرام.
وهو كتاب طويل فيه مصائب. فلما كتبه الوزير قال للقاضي يوسف بن يعقوب: كلم المعتضد في هذا. فقال له: يا أمير المؤمنين، أخاف الفتنة عند سماعه. فقال: إن تحركت العامة وضعت السيف فيها. قال: فما نصنع بالعلويين الذين هم في كل ناحية قد خرجوا عليك؟ وإذا سمع الناس هذا من فضائل أهل البيت كانوا إليهم أميل وصاروا أبسط ألسنة. فأمسك المعتضد.
وفيها ظهر في دار المعتضد شخص، في يده سيف مسلول، فقصده بعض الخدم فضربه بالسيف فجرحه، واختفى في البستان وطلب فلم يوجد له أثر. فعظم ذلك على المعتضد، واحترز وقيل هو من الجن، وساءت الظنون، وأقام الشخص يظهر مراراً ثم يختفي. ولم يظهر خبره حتى مات المعتضد والمكتفي، فإذا هو خادم أبيض كان يميل إلى بعض الجواري التي في الدور.
وكان من بلغ من الخدام يمنعون من الحرم، وكان خارج دور الحرم بستان كبير، فاتخذ هذا الخادم لحية بيضاء، فبقي تارة يظهر في صورة راهب، وتارة يظهر بزي جندي بيده سيف واتخذ عدة لحى مختلفة الهيئات، فإذا ظهر خرجت الجارية مع الجواري لتراه يعني فيخلو بها بين الشجر ويحدثها خلسة. فإذا طلب دخل بين الشجر ونزع اللحية والبرنس ونحو ذلك، وخبأها، وترك السيف في يده مسلولاً كأنه من جملة الطالبين لذلك الشخص. وبقي إلى أن ولي المقتدر، وخرج الخادم إلى طرسوس، فتحدثت الجارية بحديثه بعد ذلك.
سنة خمس وثمانين ومائتين
فيها توفي: إبراهيم الحربي، وإسحاق بن إبراهيم الدبري، وعبيد بن عبد الواحد بن شريك، وأبو العباس محمد بن يزيد المبرد.
وفي المحرم قطع صالح بن مدرك الطائي الطريق على الحجاج بالأجفر، وأخذ للركب ما قيمته ألف ألف دينار، وأسر الحرائر.
وفي المحرم عزل إسماعيل بن أحمد عن ما وراء النهر، ووليه عمرو بن الليث.
وفي ربيع الأول هبت ريح صفراء بالبصرة، ثم صارت خضراء، ثم سوداء، وامتدت في الأمصار؛ ووقع عقيبها برد، وزن البردة مائة وخمسون درهماً. وقلعت الريح نحو ست مائة نخلة، ومطرت قرية حجارة سوداء وبيضاء.
وفيها استعمل المعتضد على أرمينية وأذربيجان ابن أبي الساج.
وفيها غزا راغب الموفقي الخادم الروم في البحر، فظفر بمراكب كثيرة، ضرب منها ثلاثة آلاف رقبة، وفتح حصوناً كثيرة.
وفي ذي الحجة قدم علي ابن المعتضد بغداد، وكان قد جهزه لقتال محمد بن زيد العلوي، فدفع محمداً عن الجبال وتحيز إلى طبرستان، ففرح به أبوه وقال: بعثناك ولداً فرجعت أخاً، كرامة له منه بهذا القول، ثم أعطاه ألف ألف دينار.
وفي ذي الحجة خرج المعتضد وابنه يريد آمد، لما بلغه موت أحمد بن عيسى ابن الشيخ.
وصلى بالناس يوم الأضحى ببغداد علي ابن المعتضد، وركب كما تركب ولاة العهود.
سنة ست وثمانين ومائتين
فيها توفي: أحمد بن سلمة النيسابوري الحافظ، وأحمد بن علي الخزاز، وأبو سعيد الخراز شيخ الصوفية، وأحمد بن المعلى الدمشقي، وإبراهيم بن سويد الشبامي، وإبراهيم بن برة الصنعاني، والحسن بن عبد الأعلى البوسي أصحاب عبد الرزاق، وعبد الرحيم بن عبد الله البرقي، وعلي بن عبد العزيز البغوي، ومحمد بن وضاح القرطبي، ومحمد بن يوسف البناء الزاهد، ومحمد بن يونس الكديمي، وأبو عبادة البحتري الشاعر.
وفي ربيع الآخر نازل المعتضد آمد، وبها محمد بن أحمد ابن الشيخ؛ فنصب عليها المجانيق، ودام الحصار أربعين يوماً. ثم ضعف محمد، وتخاذل أصحابه، فطلب الأمان ثم خرج فخلع عليه.
وفيها قبض المعتضد على راغب الخادم أمير طرسوس واستأصله، فمات بعد أيام.
وفيها، في جمادى الآخرة، قدمت هدايا عمرو بن الليث، وهي أربعة آلاف ألف درهم، وعشرة من الدواب بسروجها ولجمها المذهبة، وخمسون أخرى بجلالها.
وفيها التقى جيش عمرو بن الليث الصفار، وإسماعيل بن أحمد بن أسد بما وراء النهر. فانكسر أصحاب عمرو؛ ثم في آخر السنة عبر إسماعيل بن أحمد جيحون بعساكره، ثم التقى هو وعمرو بن الليث على بلخ، وكان أهل بلخ قد ملوا عمرا وأصحابه، وضجروا من نزولهم في دورهم وأخذهم لأموالهم، وتعرضهم لنسائهم. فلما التقوا حمل عليهم إسماعيل، فانهزم عمرو إلى بلخ، فوجد أبوابها مغلقة، ففتحوا له ولجماعة معه، فوثب عليه أهل بلخ فأوثقوه، وحملوه إلى إسماعيل. فلما دخل عليه قام إسماعيل واعتنقه، وقبل ما بين عينيه، وخلع عليه، وحلف أنه لا يؤذيه.
وقيل: إن إسماعيل لما كان على ما وراء النهر، سأل عمرو بن الليث
المعتضد أن يوليه ما وراء النهر، فولاه فعزم عمرو على محاربته، فكتب إليه إسماعيل: إنك قد وليت الدنيا، وإنما في يدي ثغر، فاقنع بما في يدك ودعني. فأبى، فقيل له: بين يديك جيحون كيف تعبره؟ فقال: لو شئت أن أسكره ببدر الأموال لفعلت حتى أعبره. فقال إسماعيل: أنا أعبر إليه. فجمع الدهاقين وغيرهم، وجاوز النهر. فجاء عمرو فنزل بلخ فأخذ إسماعيل عليه الطرق، فصار كالمحاصر. وندم عمرو، وطلب المحاجزة، فلم يجبه، واقتتلوا يسيراً، فانهزم عمرو، فتبعوه، فتوحلت دابته، فأخذ أسيراً.
وبلغ المعتضد، فخلع على إسماعيل خلع السلطنة وقال: يقلد أبو إبراهيم كل ما كان في يد عمرو بن الليث.
ثم بعث يطلب من إسماعيل عمرا، ويعزم عليه. فما رأى بداً من تسليمه، فبعث به إلى المعتضد فدخل بغداد على جمل ليشهروه، فقال الحسين بن محمد بن الجهم:
ألم تر هذا الدهر كيف صروفه يكون يسيراً مرة وعسيرا وحسبك بالصفار نبلاً وعزة يروح ويغدو في الجيوش أميرا حباهم بأجمال، ولم يدر أنه على جمل منها يقاد أسيرا
ثم حبسه المعتضد في مطمورة، فكان يقول: لو أردت أن أعمل على جيحون جسراً من ذهب لفعلت، وكان مطبخي يحمل على ست مائة جمل، وأركب في مائة ألف، أصارني الدهر إلى القيد والذل!
فقيل: إنه خنق عند موت المعتضد، وقيل: قبل موته بيسير. وقيل: إن إسماعيل خيره بين أن يقعد عنده معتقلاً، وبين توجيهه إلى المعتضد، فاختار توجيهه إلى المعتضد، فأدخل بغداد في سنة ثمان وثمانين على جمل له سنامان، وعلى الجمل الديباج والحلي، وطيف به في شوارع بغداد. فأدخل على المعتضد، فقال له: يا عمرو هذا ببغيك، ثم سجنه.
وبعث المعتضد إلى إسماعيل ببدنة من لؤلؤ، وتاج مرصع، وسيف، وعشرة آلاف ألف درهم.
وفيها ظهر بالبحرين أبو سعيد الجنابي القرمطي في أول السنة. وفي وسطها قويت شوكته، وانضم إليه طائفة من الأعراب، فقتل أهل تلك القرى، وقصد البصرة. فبنى المعتضد عليها سوراً وحصنها.
وكان أبو سعيد كيالاً بالبصرة، وجنابة: من قرى الأهواز. وقيل من البحرين؛ وقال الصولي: كان أبو سعيد فقيرا يرفو أعدال الدقيق بالبصرة، وكان يسخر منه ويستخف به، فخرج إلى البحرين، وانضاف إليه جماعة من بقايا الزنج والخرمية، فعاث وأفسد وتفاقم أمره، حتى بعث إليه الخليفة جيوشاً وهو يهزمها. وهو جد أبي علي المستولي على الشام الذي مات بالرملة سنة خمس وستين وثلاث مائة.
وقال غيره: أقام أبو سعيد مدة، ثم ذبح في حمام بقصره. ثم خلفه ابنه أبو طاهر سليمان بن أبي سعيد الحسن بن بهرام الجنابي القرمطي، وهو الذي يأتي أنه قتل الحجيج واقتلع الحجر الأسود.
سنة سبع وثمانين ومائتين
توفي فيها: أحمد بن إسحاق بن نبيط، وأبو بكر أحمد بن عمرو بن أبي عاصم، وزكريا بن يحيى السجزي خياط السنة، ومحمد بن عمرو الجرشي أبو علي قشمرد، وموسى بن الحسن الجلاجلي، وأبو سعد يحيى بن منصور الهروي.
وفي المحرم واقعت طي ركب الحاج العراقي بأرض المعدن، وكانت الأعراب في ثلاثة آلاف ما بين فارس وراجل. وكان أمير الحاج أبو الأغر، فأقاموا يقاتلونهم يوماً وليلة. واشتد القتال، ثم إن الله أيد الركب وهزموهم، وقتل صالح بن مدرك الذي نهب الحاج فيما مضى؛ وقتل معه أعيان طي، ودخل الركب بغداد بالرؤوس على الرماح وبالأسرى.
وفي نصف ربيع الأول كانت الوقعة على بلخ بين عمرو بن الليث وإسماعيل بن أحمد، فأسره إسماعيل.
وفيها غلظ أمر القرامطة، وأغاروا على البصرة ونواحيها، فسار لحربهم العباس بن عمرو الغنوي، فالتقوا، فأسر الغنوي، وقتل خلق من جنده.
ثم إن أبا سعيد بعد أن ضيق عليه أطلقه، وقال: بلغ المعتضد عني رسالة؛ ومضمونها أنه يكف عنه ويحفظ حرمته: فأنا قد قنعت بالبرية، فلا يتعرض لي.
قال ابن خلكان: كان من حديث العباس أن القرامطة لما اشتد أمرهم وبالغوا في القتل، أرسل إليهم المعتضد جيشاً عليه العباس بن عمرو، فالتقوا، فأسره أبو سعيد القرمطي في الوقعة، وأسر جميع من معه من الجيش. ثم من الغد أحضر الأسرى فقتلهم بأسرهم وحرقهم، رحمهم الله. وأطلق العباس فجاء إلى المعتضد وحده. وكانت الوقعة بين البصرة والبحرين.
وفي شوال خرج المعتضد من بغداد، وسار إلى عين زربة، فأسر وصيفاً الخادم. ثم قدم المصيصة ونزل طرسوس، ثم رحل إلى أنطاكية. ثم جاء إلى حلب، ثم إلى بالس، وأقام بالرقة إلى سلخ السنة.
وفيها مات صاحب طبرستان محمد بن زيد العلوي.
وفيها أوقع بدر بالقرامطة على غرة منهم، فقتل منهم مقتلة عظيمة.
سنة ثمان وثمانين ومائتين
فيها توفي: إسحاق بن إسماعيل الرملي بأصبهان، وبشر بن موسى الأسدي، وجعفر بن محمد بن سوار الحافظ، وعثمان بن سعيد بن بشار الأنماطي، ومعاذ بن المثنى العنبري، وخلق سواهم.
وفي جمادى الأولى أدخل عمرو بن الليث الصفار بغداد أسيراً على جمل، فسجن إلى سنة تسع وثمانين، وأهلك عند موت المعتضد.
وزلزلت دبيل ليلاً. قال أبو الفرج ابن الجوزي: فأخرج من تحت الهدم خمسون ومائة ألف ميت.
وقيل: كان ذلك في العام الماضي.
وفيها وقع وباء عظيم بأذربيجان حتى فقدت الأكفان، حتى كفنوا في
الأكسية واللبود ثم طرحوا في الطرق. ومات من أصحاب محمد بن أبي الساج وأقاربه سبع مائة إنسان، وكان ببرذعة؛ ثم توفي هو، فقام بعده ابنه ديوداذ، وخالفه أخوه يوسف.
وفيها قدم المعتضد ومعه وصيف خادم محمد بن أبي الساج، وكان قد عصى عليه بالثغور، فأسره وأدخل على جمل، ثم توفي في السجن بعد أيام، فصلبت جثته عند الجسر.
وفيها ظهر أبو عبد الله الشيعي بالمغرب، ونزل بكتامة، ودعاهم إلى المهدي عبيد الله.
سنة تسع وثمانين ومائتين
فيها توفي: أبو عبد الملك أحمد بن إبراهيم البسري، والمعتضد بالله، وأحمد بن محمد بن يحيى بن حمزة، وإبراهيم بن أحمد الأغلبي أمير القيروان، وأنس بن السلم، وجماعة كبار.
وفيها فاض ماء البحر على الساحل، فأخرب البلاد والحصون التي عليه، وهذا لم يعهد.
وفيها ظفر بسرية للقرامطة فأسر جماعة وقائد السرية ابن أبي الفوارس فعذب وقتل.
وفي ربيع الآخر اعتل المعتضد علة صعبة، وتماثل، فقال ابن المعتز:
طار قلبي بجناح الوجيب جزعاً من حادثات الخطوب وحذاراً من أن يشاك بسوء أسد الملك وسيف الحروب
ثم انتكس ومات في الشهر. وقام بعده ولده المكتفي بالله أبو محمد علي، وليس في الخلفاء من اسمه علي إلا هو، وعلي بن أبي طالب رضي الله عنه. ولد سنة أربع وستين ومائتين، وأمه تركية. وكان من أحسن الناس.
ولما نقل المعتضد اجتمعوا في دار العامة، وفيهم مؤنس الخادم، ومؤنس الخازن، ووصيف، موشكير، والفضل بن راشد، ورشيق، وكان بدر المعتضدي بفارس، فقالوا للقاسم بن عبيد الله الوزير: خذ البيعة. فقال: المعتضد حي، ولا آمن إفاقته، وقد أطلقت المال، فينكر علي. فقالوا: إن
عوفي فنحن المناظرون دونك. وكان في عزمه أن يزوي الأمر عن المكتفي، لكن رأى ميلهم إلى المكتفي، فأخذ له البيعة بعد العصر من يوم الجمعة لإحدى عشرة ليلة بقيت من ربيع الآخر. وأحضر أحمد بن محمد بن بسطام أولاد الخلفاء: عبد الله بن المعتز، وقصي ابن المؤيد، وعبد العزيز ابن المعتمد، وعبد الله ابن الموفق أبي أحمد، فأخذ عليهم البيعة للمكتفي.
وتوفي المعتضد ليلة الإثنين لثمان بقين من الشهر. وكان المكتفي بالرقة، فكتب إليه القاسم بالخلافة، وأن في بيوت الأموال عشرة آلاف ألف دينار، ومن الدراهم أضعافها، ومن الجواهر ما قيمته كذلك، ومن الثياب والخيل، وذكر أشياء كثيرة.
وقيل: إن الجند تحركوا ببغداد عند موت المعتضد، ففرق القاسم فيهم العطاء، فسكنوا.
ووافى المكتفي بغداد في سابع جمادى الأولى، ومر بدجلة في سمارية، وكان يوماً عظيماً. وسقط أبو عمر القاضي من الزحمة من الجسر، وأخرج سالماً. ونزل المكتفي بقصر الخلافة، وتكلمت الشعراء، وخلع على القاسم بن عبيد الله سبع خلع، وقلده سيفاً. وهدم المطامير التي اتخذها أبوه، وصيرها مساجد. وأمر برد البساتين والحوانيت التي أخذها أبوه من الناس ليعملها قصراً. وفرق أموالاً جزيلة. وسار سيرة جميلة، فأحبه الناس ودعوا له.
ومات في السجن عمرو بن الليث الصفار في اليوم الذي دخل فيه المكتفي بغداد. فقيل: إن القاسم الوزير قتله سراً، خوفاً من إخراجه، فإنه كان محسناً إلى المكتفي أيام مقامه بالري.
وفي رجب ورد الخبر إلى بغداد أن أهل الري كتبوا إلى الأمير محمد بن هارون الذي كان إسماعيل بن أحمد متولي خراسان بعثه لقتال العلوي وولاه طبرستان، فخلع محمد بن هارون الطاعة، ولبس البياض، وسار إلى الري، وكان واليها أوكرتمش قد غشم وظلم، فالتقيا، فهزمه محمد وقتله، وقتل ولديه وقواده، واستولى على الري.
وفي رجب زلزلت بغداد زلزلة عظيمة دامت أياماً.
وفيها خلع على أحمد بن محمد بن بسطام، وأمر على آمد، وديار ربيعة.
وفيها هبت ريح عظيمة بالبصرة، قلعت عامة نخلها، ولم يسمع بمثل ذلك.
وفيها خرج بالشام يحيى بن زكرويه القرمطي، وجمع الأعراب، فقصد دمشق وبها طغج بن جف نائب هارون بن خمارويه، فكانت بينهما حروب، إلى أن قتل في أول سنة تسعين.
وسبب خروجه أن زكرويه بن مهرويه القرمطي لما رأى متابعة الجيوش إلى من بسواد الكوفة وضعف، سعى في استغواء الأعراب الذين بالسواد، فاستجابوا له. وكان طائفة من كلب يخفرون الطريق على السماوة، فيما بين دمشق والكوفة على طريق تدمر. ويحملون الرسل وأمتعة التجار على إبلهم. فأرسل زكرويه أولاده إليهم فبايعوهم، وخالطوهم، وانتسبوا إلى أمير المؤمنين علي، وإلى إسماعيل بن جعفر بن محمد الصادق، فقبلوهم، فدعوهم إلى رأي القرامطة، فلم يقبل منهم إلا طائفة، فبايعوهم. وكان المشار إليه في القرامطة يحيى بن زكرويه أبو القاسم. وذكر لهم أن له بالعراق والشرق مائة ألف تابع، وأن ناقته مأمورة، وأنهم متى اتبعوها في مسيرها ظفروا، فقصدوا الرصافة، التي هي غربي الفرات، فقتلوا أميرها، وأكثروا الفساد.
وفيها كانت وقعة بين جيش إسماعيل بن أحمد، وبين محمد بن هارون على باب الري. وكان محمد في مائة ألف، فكانت الدبرة عليه، فانهزم إلى الديلم في ألف رجل، فاستجار بهم.
وفيها قويت أمور أبي عبد الله الشيعي بالمغرب، فصنع صاحب إفريقية صنع محمد بن يعفر ملك اليمن، فانسلخ من الإمارة، وأظهر توبة، ولبس الصوف، ورد المظالم، وخرج إلى الروم غازياً. فقام بعده ابنه أبو العباس.
وكان خروج إبراهيم بن أحمد صاحب إفريقية منها وركوبه البحر سنة تسع وثمانين، فوصل إلى صقلية، ومنها إلى طبرمين، فافتتحها في شعبان، ثم حاصر كنيسة، فمرض عليها بإسهال، ومات في ذي القعدة. وكانت ولايته ثمانية وعشرين عاماً ونصفا، ودفن بصقلية.
واشتهر أمر أبي عبد الله بأرض كتامة، وسمي المشرقي لقدومه من المشرق. فكان إذا بايعه الواحد قيل: تشرق، وتسارع المغاربة إليه. ولما استفاضت دعوة المهدي كثر الطلب عليه من العراق والشام، فسار متنكراً من سلمية، ثم إلى الرملة، ثم مصر، ومعه ولده محمد صبي، وأبو العباس أخو الداعي
أبي عبد الله بزي التجار. فتوصلوا إلى طرابلس الغرب. فلما وصل المهدي إلى طرابلس الغرب قدم أبو العباس أخو الداعي إلى القيروان فوصلها، وقد جاءت المكاتبات من مصر بالإنذار بالمهدي وصفته والتوكيد في طلبه، فعني زيادة الله بطلبه، وتقصى أخباره، فوقع بأبي العباس، فقرره فلم يعترف، فحبسه برقادة. وكتب إلى طرابلس في طلب المهدي، وكان قد خرج منها قاصداً أبا عبد الله داعيته، وفات أمره. ثم علم في طريقه بحبس رفيقه، فعدل إلى سجلماسة، وأقام بها يتجر، فبلغ زيادة الله أنه بسجلماسة، فقبض متوليها على المهدي وابنه. ثم وقعت الحرب بين زيادة الله وبين أبي عبد الله الداعي، فهزمه أبو عبد الله مرات، وهرب من الجيش أبو العباس، ثم مسك. ثم سار زيادة الله منهزماً إلى مصر، ولحق أبو العباس بأخيه. ثم سارا في جيش كثيف وطلبا سجلماسة، فخرج اليسع متوليها للقتال، فهزمه أبو عبد الله سنة ست وتسعين، كما سيجيء.
وفيها صلى المكتفي بالناس يوم النحر بالمصلى.
وفيها قتل بدر المعتضدي. وكان المعتضد يحبه. وكان بدر جواداً كريماً شجاعاً، وكان يؤثر القاسم بن عبيد الله الوزير ويتعصب له، فقال المعتضد: والله لا قتله غيره. فكان كما قال. وذلك أن القاسم هم بنقل الخلافة عند موت المعتضد إلى غير ولده، وناظر بدراً في ذلك، فامتنع بدر، فلما رأى القاسم ذلك وعلم أن لا سبيل إلى مخالفة بدر، إذ كان المستولي على الأمور، اضطغنها على بدر. وحدث على المعتضد الموت، وبدر بفارس، فعمل القاسم على إهلاكه.
وكان بين بدر وبين المكتفي تباعد في أيام أبيه. فأشار القاسم على المكتفي أن يكتب إلى بدر بأن يقيم بفارس، ويبعث إليه بالمال، وأن يختار من الولايات ما شاء، ولا يقدم الحضرة. وخوف المكتفي منه. فكتب إليه مع يانس الموفقي بذلك، وبعث إليه بعشرة آلاف ألف درهم. فلما وصل إلى بدر فكر وخاف لبعده من مكر القاسم. فكتب إلى المكتفي يقول: لا بد من المصير إلى الحضرة، وأن أشاهد مولاي. فقال القاسم له: قد جاهرك بالعصيان، ولا آمنه عليك. وكاتب القاسم الأمراء الذين مع بدر بالمصير إلى باب الخليفة. فأوقفوا بدراً على الكتب وقالوا: قم معنا حتى نجمع بينك وبين الخليفةفقال: قد كتبت إليه، وأنا منتظر جوابه. ففارقوه ووصلوا إلى بغداد.
وجاء بدر فنزل واسطاً. فندب القاسم أبا حازم القاضي وقال: اذهب إلى بدر برسالة أمير المؤمنين بالأمان والعهود. فامتنع، وكان ورعاً، وقال: لِمَ
أؤدي عن الخليفة رسالة لم أسمعها منه؟ قال: أما تقنع بقولي؟ قال: في مثل هذا ما يكفيني.
فندب أبا عمر محمد بن يوسف القاضي، فأجاب مسرعاً، وانحدر إلى واسط، فاجتمع ببدر، وأعطاه الأيمان المغلظة عن المكتفي، فنزل بدر في طيار، وترك أصحابه بواسط ليلحقوه في البر. فبينا هو يسير، إذ تلقاه لؤلؤ غلام القاسم في جماعة، فنقلوا القاضي إلى طيار آخر، وأصعدوا بدراً إلى جزيرة. فلما عرف بدر أنهم قاتلوه قال: دعوني أصلي ركعتين وأوصي، فتركوه؛ فأوصى بعتق أرقابه، وصدقة ما يملك، وذبحوه في الركعة الثانية، في ليلة الجمعة السابعة والعشرين من شهر رمضان، وقدموا برأسه على المكتفي، فسجد.
وذم الناس أبا عمر القاضي وقالوا: هو غر بدرا؛ وندم القاضي غاية الندم. وقال شاعر:
قل لقاضي مدينة المنصور بم أحللت أخذ رأس الأمير؟ بعد إعطائه المواثيق والعه د وعقد الأمان في منشور أين أيمانك التي شهد الل هـ على أنها يمين فجور إن كفيك لا تفارق كفي هـ إلى أن يرى مليك السرير يا قليل الحياء يا أكذب الأ مة يا شاهداً شهادة زور أي أمر ركبت في الجمعة الغ راء من خير شهر هذي الشهور قد مضى من قتلت في رمضا ن صائماً بعد سجدة التعفير يا بني يوسف بن يعقوب أضحى أهل بغداد منكم في غرور
في أبيات.
سنة تسعين ومائتين
فيها توفي: أحمد بن علي الأبار، والحسن بن سهل المجوز، والحسين بن إسحاق التستري، وعبد الله بن أحمد بن حنبل، ومحمد بن زكريا الغلابي الأخباري، ومحمد بن العباس المؤدب، ومحمد بن يحيى بن المنذر القزاز، شيوخ الطبراني.
وفي أولها قصد يحيى بن زكرويه الرقة، في جمع، فخرج إليه عسكرها فهزمهم وقتل منهم، فبعث طغج لحربه بشيراً غلامه، فالتقوا، فقتل بشير، وانهزم جنده. فندب المكتفي أبا الأغر في عشرة آلاف، وجهزه لحربهم. ثم سار القرمطي فحاصر دمشق، وبها طغج بن جف، فضعف عن مقاومة القرامطة.
وفيها خرج المكتفي من بغداد يريد سامراء ليسكن بها، فصرفه الوزير عن ذلك وقال: نحتاج إلى غرامات كثيرة. فعاد إلى بغداد.
وفيها قتل الكلب يحيى بن زكرويه على حصار دمشق فأقاموا مقامه أخاه الحسين.
وفيها عسكر المكتفي وسار إلى الموصل في رمضان لحرب القرامطة، وتقدم أمامه إلى أرض حلب أبو الأغر، فنزل بوادي بطنان فكبسهم على غرة صاحب الشامة القرمطي، فقتل منهم خلقاً، وهرب أبو الأغر في ألف رجل إلى حلب. وقتل تسعة آلاف. وتبعهم صاحب الشامة، فحاربه أبو الأغر على باب حلب، ثم تحاجزوا؛ ووصل المكتفي إلى الرقة، وسرح الجيوش إلى القرمطي.
وفي رمضان وصل القرمطي أيضاً إلى دمشق، فخرج لقتاله بدر الحمامي صاحب ابن طولون فهزم القرمطي، ووضع في أصحابه السيف وهرب الباقون في البادية. وبعث المكتفي في إثر صاحب الشامة الحسين بن حمدان والقواد.
وقيل: إنما كانت الوقعة بين بدر والقرمطي بأرض مصر، وأن القرمطي انهزم إلى الشام في نفر يسير. فسار على الرحبة وهيت، فنهب وسبى، ومضى إلى الأهواز.
وفيها قتل أبو القاسم يحيى بن زكرويه بن مهرويه القرمطي المعروف بالشيخ، وبالمبرقع. وكان يسمي نفسه كذباً وبهتاناً: علي بن أحمد بن محمد بن عبد الله الحسيني وكان من دعاة القرامطة.
قيل: إن بدرا الحمامي لقيه بحوران في هذه السنة، فاقتتلوا قتالاً عظيماً، فقتل، وقام أخوه موضعه.
وكان سبب قتله أن بربرياً رماه بمزراق، واتبعه نفاط فأحرقه بالنار في وسط القتال، فنصب أصحابه أخاه الحسين بن زكرويه، ويسمى بصاحب الشامة، وزعم بكذبه أنه: أحمد بن عبد الله بن محمد بن إسماعيل بن الصادق جعفر، وأظهر شامة في وجهه زعم أنها آيته. وجاءه ابن عمه عيسى بن مهرويه وزعم أنه عبد الله بن أحمد بن محمد بن إسماعيل بن جعفر، ولقبه المدثر، وعهد إليه. وزعم أنه المعني في السورة. ولقب غلاماً له المطوق بالنور، وظهر على دمشق وحمص والشام، وعاث وأفسد، حتى قتل الأطفال وسبى الحريم، وتسمى أمير المؤمنين المهدي، ودعي له على المنابر.
وكان ليحيى بن زكرويه شعر جيد في الحماسة والحرب.
تراجم رجال هذه الطبقة على حروف المعجم
1 -
أحمد بن إبراهيم بن فيل أبو الحسن البالسي
، نزيل أنطاكية.
سمع: أبا جعفر النفيلي، وأبا توبة الحلبي، والمعافى بن سليمان، وعبد الوهاب بن نجدة، وسليمان ابن بنت شرحبيل، وطائفة.
وعنه: أبو عوانة، وحاجب بن أركين، وأبو سعيد ابن الأعرابي، وخيثمة الأطرابلسي، وسليمان الطبراني، وطائفة.
وقد روى عنه النسائي في حديث مالك تأليفه.
توفي سنة أربع وثمانين، وهو والد صاحب الجزء المشهور أبي طاهر الحسن بن أحمد.
2 -
أحمد بن إبراهيم أبو جعفر الأصبهاني الغسال
، والد القاضي أبي أحمد الحافظ.
سمع: إسماعيل بن عمرو البجلي، وسهل بن عثمان العسكري.
وعنه: ابنه.
توفي سنة اثنتين وثمانين ومائتين
3 -
ن:
أحمد بن إبراهيم بن محمد بن عبد الله بن بكار
. أبو عبد الملك القرشي العامري البسري الدمشقي، من ولد بسر بن أبي أرطاة.
سمع: أبا الجماهر محمد بن عثمان، ومحمد بن عائذ، وجده محمد بن عبد الله، وجماعة. وعنه: النسائي وقال: لا بأس به، وابن جوصا، وأبو عوانة، وعلي بن أبي العقب، والطبراني، وآخرون.
مات في شوال سنة تسع وثمانين.
وسمعنا من طريقه مغازي ابن عائذ.
4 -
أحمد بن إبراهيم بن فروة
، أبو عبد الله اللخمي القرطبي.
له رحلة إلى العراق، فسمع بمصر من عبد الغني بن أبي عقيل، وغيره.
وبالعراق من: عبيد الله القواريري، وبندار. وعنه: أحمد بن خالد بن الجباب، ومحمد بن عبد الملك بن أيمن. وكان شيخاً مغفلاً.
عاش تسعين سنة، ومات سنة تسعين.
5 -
أحمد بن إبراهيم بن ملحان أبو عبد الله البلخي الأصل البغدادي
.
سمع من يحيى بن عبد الله بن بكير، وغيره. وعنه: أبو بكر الشافعي، وابن قانع، والطبراني، وأبو بكر بن خلاد، وجماعة.
ووثقه الدارقطني.
مات سنة تسعين ومائتين.
6 -
أحمد بن إسحاق بن صالح
، أبو بكر البغدادي الوزان.
عن: مسلم بن إبراهيم، وجندل بن والق، وقرة بن حبيب، وطبقتهم. وعنه: ابن مخلد، وأبو جعفر بن البختري، وعبد الله بن إسحاق الخراساني، وأبو عمرو ابن السماك.
قال ابن أبي حاتم: كتبت عنه أنا وأبي، وهو صدوق.
وأثنى عليه الدارقطني.
توفي في أول سنة إحدى وثمانين.
7 -
أحمد بن إسحاق بن واضح
، أبو جعفر المصري العسال.
عن: سعيد بن أبي مريم، وجماعة. وعنه: أبو القاسم الطبراني.
توفي في صفر سنة أربع وثمانين.
8 -
أحمد بن إسحاق بن إبراهيم بن نبيط بن شريط الأشجعي
صاحب النسخة المشهورة الموضوعة.
روى عن أبيه؛ وزعم أنه ولد سنة سبعين ومائة. وعنه: أحمد بن محمد البيروتي، وأحمد بن القاسم بن الريان اللكي، والطبراني، وغيرهم.
قال أبو سعيد بن يونس: توفي بمصر سنة سبع وثمانين، وهو كوفي قدم مصر، وكان يكون بالجيزة.
9 -
أحمد بن إسحاق البلدي الخشاب
.
عن: عفان بن مسلم، وعبد الله بن جعفر الرقي، وغيرهما. وعنه: أبو القاسم الطبراني.
10 -
أحمد بن إسحاق بن يزيد الرقي الخشاب.
عن: عبيد بن جناد الحلبي. وعنه: الطبراني أيضاً، وهو أصغر من البلدي الذي قبله.
11 -
أحمد بن إسحاق الصدفي المصري
.
روى عن عمرو بن الربيع بن طارق. وعنه: الطبراني، وغيره.
12 -
أحمد بن إسماعيل العدوي البصري
.
روى عن عمرو بن مرزوق، وطبقته. وعنه: الطبراني.
13 -
أحمد بن إسماعيل الوساوسي البصري
.
عن شيبان بن فروخ، وعنه: الطبراني.
14 -
أحمد بن أصرم بن خزيمة أبو العباس المغفلي المزني البصري
.
حدث بدمشق عن: أحمد بن حنبل، ويحيى بن معين، وعبد الأعلى بن حماد، والقواريري. وعنه: أبو عوانة، وأبو جعفر العقيلي، وأبو بكر النجاد،
وأبو عبد الله بن مروان، وجماعة.
وقال أبو بكر الخلال: هو ثقة، كتبنا عن المروذي، عنه.
وقال ابن أبي حاتم: كتبت عنه مع أبي، وسمعت موسى بن إسحاق القاضي يعظم شأنه ويرفع منزلته.
قلت: كان صاحب سنة، شديداً على المبتدعة.
توفي في جمادى الأولى سنة خمس وثمانين ومائتين.
15 -
أحمد بن بحر الدمشقي
.
سمع من منبه بن عثمان، وعنه: الطبراني فقط.
16 -
أحمد بن بشر المرثدي
. أبو علي البغدادي.
عن: علي بن الجعد، والهيثم بن خارجة، وجماعة. وعنه: عثمان ابن السماك، وأبو بكر الشافعي، وجماعة.
وثقه ابن المنادي وقال: مات سنة ست وثمانين.
17 -
أحمد بن جعفر
، أبو علي الدينوري النحوي، تلميذ أبي عثمان المازني.
أخذ عن المازني كتاب سيبويه. وسكن مصر وأفاد أهلها.
وكان زوج بنت ثعلب؛ وله مصنف في النحو.
توفي سنة تسع وثمانين.
18 -
أحمد بن الحسن بن مكرم البغدادي
.
سمع: علي بن الجعد. وعنه: الطبراني، وابن قانع. وكان بزازاً.
19 -
أحمد بن الحسين بن مدرك القصري
.
عن: أبي شعيب السوسي، وسليمان بن أحمد الواسطي المقرئ. وعنه: الطبراني. توفي سنة تسعين.
وعنه أيضاً: الطستي، وعمر بن الحسن الشيباني. وكان بقصر ابن هبيرة.
20 -
أحمد بن الحسين
، أبو الفضل النيسابوري المستملي.
سمع: يحيى بن يحيى، وإسحاق بن راهويه؛ واستملى على إسحاق. وعنه: محمد بن صالح بن هانئ، ومحمد بن يعقوب بن الأخرم، وآخرون.
توفي سنة ست وثمانين.
21 -
أحمد بن حماد بن سفيان
، أبو عبد الرحمن الكوفي الفقيه.
ولي قضاء المصيصة. وروى عن: أبي بلال الأشعري، ويزيد بن عمرو الغنوي، وأبي بكر بن أبي شيبة، ومحمد بن عبد الله بن عمار. وارتحل إلى مصر فلقي أصحاب ابن وهب.
قال الخليلي: صالح في الحديث، له معرفة. وقال: مات سنة ثمان وثمانين.
قلت: روى عنه: أبو الحسن القطان، وابن قانع، ومحمد بن علي بن حبيش، وآخرون.
مات بالمصيصة.
22 -
أحمد بن حمدون أبو نصر الموصلي الخفاف
.
عن: معلى بن مهدي، ومحمد بن عبد الله بن عمار، وأحمد بن السكن، وغيرهم. وعنه: يزيد بن محمد في تاريخه، وقال: كان صاحب حديث حسن الحفظ. توفي سنة تسعين.
23 -
أحمد بن خالد بن يزيد الآجري
، أبو بكر، وسماه أبو بكر الشافعي: محمداً.
سمع: أبا نعيم، وعفان، وجماعة. وعنه: الشافعي، وعثمان ابن السماك، وجماعة.
توفي سنة اثنتين وثمانين ومائتين.
24 -
أحمد بن خالد الدامغاني
نزيل نيسابور.
عن: أبي مصعب الزهري، وداود بن رشيد، وجماعة. وعنه: أبو حامد ابن الشرقي، ومحمد بن الأخرم، ودعلج، وجماعة.
وله رحلة إلى الشام، ومصر، والعراق.
توفي سنة ثمان وثمانين.
25 -
أحمد بن خشنام الأصبهاني
.
عن: بكر بن بكار، والحسين بن حفص، وجماعة.
توفي في عام أربعة وثمانين.
وثقه ابن مردويه. حدث عنه: أحمد بن محمد بن عاصم.
وقال أبو الشيخ: كانت فيه غفلة.
26 -
أحمد بن خطاب الأصبهاني
.
عن: طالوت بن عباد. وعنه: عبد الله بن محمد القباب، وغيره.
27 -
أحمد بن خليد أبو عبد الله الكندي الحلبي
.
سمع: أبا نعيم، وأبا اليمان، والوحاظي، والحميدي، ومحمد بن عيسى ابن الطباع، وزهير بن عباد، وطبقتهم. وله رحلة واسعة، ومعرفة جيدة. روى عنه: علي بن أحمد المصيصي، وأحمد بن مروان الدينوري، وسليمان الطبراني، وآخرون.
28 -
أحمد بن داود، أبو حنيفة الدينوري
النحوي صاحب ابن السكيت.
ثقة، بارع الأدب، كثير الفنون، كبير الدائرة، طويل النفس. له مصنفات عديدة في العربية واللغة والهندسة والهيئة، والوقت، وغير ذلك.
ذكره الوزير القفطي، قال: توفي لأربع بقين من جمادى الأولى سنة
اثنتين وثمانين ومائتين.
29 -
أحمد بن داود بن موسى أبو عبد الله السدوسي البصري
، ثم المكي. نزيل مصر.
حدث عن: عبد الله بن أبي بكر العتكي، ومسلم بن إبراهيم، وجماعة. وعنه: الطبراني، وغيره.
قال ابن يونس: ثقة. توفي في صفر سنة اثنتين أيضاً.
30 -
أحمد بن داود السمناني
.
عن: أبي بكر بن أبي شيبة، ومحمد بن حميد الرازي.
توفي سنة تسعين.
31 -
أحمد بن دبيس الموصلي
.
عن: غسان بن الربيع، ومعلى بن مهدي. روى عنه: يزيد في تاريخه. وقال: مات سنة تسع وثمانين.
32 -
أحمد بن ربيعة بن سليمان بن زبر
. والد القاضي عبد الله بن زبر، وجد المحدث أبي سليمان محمد بن عبد الله.
سمع: إبراهيم بن عبد الله بن العلاء بن زبر، ومحمد بن المثنى، وجماعة.
وعنه: ابنه.
توفي سنة ست وثمانين.
33 -
أحمد بن رضوان بن حمار البخاري
.
سمع: أبا حفص أحمد بن حفص، ومحمد بن سلام البيكندي، وغيرهما.
مات سنة ست أيضاً.
34 -
أحمد بن رواغ بن برد
، أبو الحسن الأيدعاني المصري.
روى عن: يحيى بن بكير، وعمرو بن خالد، وجماعة. وكان كريماً جواداً ثقة. توفي سنة ست وثمانين، قاله ابن يونس.
35 -
أحمد بن روح بن زياد أبو الطيب الشعراني البغدادي
.
له مصنفات في الزهد وغير ذلك. روى عن: عبد الله بن خبيق الأنطاكي،
ومحمد بن حرب النسائي، والحسن الزعفراني. وأقام بأصبهان، روى عنه: أبو أحمد العسال، وأحمد بن بندار الشعار، والطبراني. وإنما سمع منه الطبراني ببغداد.
36 -
أحمد بن زياد بن مهران
، أبو جعفر البغدادي البزاز السمسار.
عن: سليمان بن حرب، وزكريا بن عدي، وأبي نعيم، ومعاوية بن عمرو، وطائفة. وعنه: أحمد بن عثمان الأدمي، ومحمد بن نجيح، وأبو عمر الزاهد، وغيرهم. وكان شاهداً معدلاً صدوقاً.
توفي في صفر سنة إحدى وثمانين.
37 -
أحمد بن زياد الرقي الحذاء
.
روى عن: حجاج الأعور. وهو من كبار شيوخ الطبراني.
38 -
أحمد بن سلمة بن عبد الله
، أبو الفضل النيسابوري البزاز المعدل الحافظ.
رفيق مسلم في الرحلة إلى قتيبة وإلى البصرة. ثم جمع له مسلم الصحيح على كتابه. سمع: قتيبة، وابن راهويه، ومحمد بن مهران، وأبا كريب، ومحمد بن حميد، وعبد الله بن معاوية، وعثمان بن أبي شيبة، وأحمد بن منيع، وطبقتهم فأكثر. روى عنه: ابن وارة، وأبو زرعة، وأبو حاتم وهم أكبر منه، وأبو حامد ابن الشرقي الحافظ، ويحيى بن منصور القاضي، وسليمان بن محمد بن ناجية، وعلي ابن عيسى، وأبو الفضل محمد بن إبرهيم الهاشمي وطائفة.
قال أبو الفضل الهاشمي: توفي في غرة جمادى الآخرة سنة ست وثمانين.
قال أبو القاسم النصرآباذي: رأيت أبا علي الثقفي في النوم، فقال: عليك بصحيح أحمد بن سلمة.
39 -
أحمد بن سليمان بن أبي الربيع الأندلسي الفقيه
.
روى عن: سحنون، وسعيد بن حسان، والحارث بن مسكين، وغيرهم. ورحل إلى مصر.
توفي سنة سبع وثمانين بحاضرة إلبيرة من الأندلس.
40 -
أحمد بن سهل بن الربيع بن سليمان الجهني
. مولاهم الإخميمي.
عن: يحيى بن بكير، ويحيى بن سليمان الجعفي، وإبراهيم بن الغمر.
توفي سنة إحدى وثمانين.
41 -
أحمد بن سهل أبو حامد الإسفراييني
.
عن: أحمد بن حنبل، وإسحاق بن راهويه، وعلي بن حجر، وعنه ابن أبي حاتم، وقال: صدوق.
42 -
أحمد بن سهل البلخي
، الفقيه حمدان.
عن: القعنبي، ومسلم بن إبراهيم.
وهو صدوق. تفقه عليه: محمد بن عقيل البلخي.
ولعله مات قبل هذا الوقت.
43 -
أحمد بن سهل بن بحر النيسابوري
.
عن: داود بن رشيد، ودحيم، وإسحاق بن راهويه، وطبقتهم. وله رحلة إلى الشام والعراق. روى عنه: محمد بن صالح بن هانئ، وأبوعبد الله بن الأخرم. وكان ابن الأخرم يعتمده أي اعتماد.
توفي سنة اثنتين وثمانين.
44 -
أحمد بن صالح بن عبد الصمد بن أبي خداش
. أبو جعفر الموصلي.
عن: جده لأمه محمد بن علي، وغسان بن الربيع. وعنه: يزيد بن محمد الأزدي.
توفي سنة خمس وثمانين، وكان رجلاً صالحاً صدوقاً.
45 -
أحمد بن الضوء بن المنذر الشيباني البخاري
.
توفي بكرمينية في صفر سنة اثنتين وثمانين.
46 -
أحمد المعتضد بالله أمير المؤمنين أبو العبا ابن ولي العهد أبي أحمد طلحة الموفق بالله ابن المتوكل على الله جعفر ابن المعتصم ابن الرشيد الهاشمي العباسي.
ولد في ذي القعدة سنة اثنتين وأربعين ومائتين في دولة جده. وقدم دمشق سنة إحدى وسبعين لحرب خمارويه الطولوني؛ فالتقوا على حمص، فهزمهم أبو العباس. ثم دخل دمشق ومر بباب البريد، فالتفت فوقف ينظر إلى الجامع، فقال: أي شيء هذا؟ قالوا: الجامع. ثم نزل بظاهر دمشق بمحلة الراهب أياماً، وسار فالتقى خمارويه عند الرملة.
واستخلف بعد عمه المعتمد في رجب سنة تسع وسبعين وكان ملكاً شجاعاً مهيباً، أسمر نحيفاً، معتدل الخلق، ظاهر الجبروت، وافر العقل، شديد الوطأة، من أفراد خلفاء بني العباس. كان يقدم على الأسد وحده لشجاعته.
قال المسعودي: كان المعتضد قليل الرحمة؛ قيل إنه كان إذا غضب على قائد أمر بأن يحفر له حفيرة ويلقى فيها، ويطم عليه. قال: وكان ذا سياسة عظيمة.
وعن عبد الله بن حمدون أن المعتضد تصيد فنزل إلى جانب مقثأة وأنا معه. فصاح الناطور، فقال: علي به. فأحضر فسأله، فقال: ثلاثة غلمان نزلوا المقثأة فأخربوها. فجيء بهم فضربت أعناقهم في المقثأة من الغد. فكلمني بعد مدة، وقال: اصدقني فيما ينكر علي الناس؟ قلت: الدماء. قال: والله ما سفكت دماً حراماً منذ وليت. قلت: فلم قتلت أحمد بن الطيب؟ قال: دعاني إلى الإلحاد. قلت: فالثلاثة الذين نزلوا المقثأة؟ قال: والله ما قتلتهم، وإنما
قتلت لصوصاً قد قتلوا، وأوهمت أنهم هم.
وقال البيهقي، عن الحاكم، عن أبي الوليد حسان بن محمد الفقيه، عن ابن سريج، عن إسماعيل القاضي قال: دخلت على المعتضد، وعلى رأسه أحداث صباح الوجوه روم، فنظرت إليهم، فرآني المعتضد أتأملهم، فلما أردت القيام أشار إلي ثم قال: أيها القاضي، والله ما حللت سراويلي على حرام قط. ودخلت مرة، فدفع إلي كتاباً، فنظرت فيه، فإذا قد جمع له فيه الرخص من زلل العلماء، فقلت: مصنف هذا زنذيق. فقال: ألم تصح هذه الأحاديث؟ قلت: بلى، ولكن من أباح المسكر لم يبح المتعة. ومن أباح المتعة لم يبح الغناء. وما من عالم إلا له زلة، ومن أخذ بكل زلل العلماء ذهب دينه. فأمر بالكتاب فأحرق.
وقال أبو علي المحسن التنوخي عن أبيه: بلغني عن المعتضد أنه كان جالساً في بيت يبنى له، فرأى في جملتهم أسود منكر الخلقة يصعد على السلالم درجتين درجتين، ويحمل ضعف ما يحملونه، فأنكر أمره، فأحضره وسأله عن سبب ذلك، فتلجلج. وكلمه ابن حمدون فيه وقال: من هذا حتى صرفت فكرك إليه؟ قال: قد وقع في خلدي أمر ما أحسبه باطلاً. ثم أمر به فضرب مائة، وتهدده بالقتل ودعا بالنطع والسيف، فقال: لي الأمان؟ قال: نعم. فقال: أنا أعمل في أتون الآجر، فأتى علي منذ شهور رجل في وسطه هميان، فتبعته. فجلس بين الآجر ولا يعلم بي، فحل هميانه وأخرج دنانير، فوثبت عليه وسددت فاه، وكتفته وألقيته في الأتون، والدنانير معي يقوى بها قلبي، فاستحضرها فإذا على الهميان اسم صاحبه، فأمر فنودي في البلد، فجاءت امرأة فقالت: هو زوجي، ولي منه طفل. فسلم الذهب إليها، وهو ألف دينار، وضرب عنق الأسود.
قال: وبلغني عن المعتضد أنه قام في الليل فرأى بعض الغلمان المردان قد وثب على غلام أمرد، ثم دب على أربعة حتى اندس بين الغلمان فجاء المعتضد فوضع يده على فؤاد واحد واحد حتى وضع يده على ذلك الفاعل، فإذا به يخفق، فوكزه برجله فجلس، فقتله.
قال: وبلغنا عنه أن خادماً له أتاه فأخبره أن صياداً أخرج شبكته، وهو يراه، فثقلت، فجذبها، وإذا فيها جراب، فظنه مالاً، ففتحه فإذا فيه آجر، وبين الآجر كف مخضوبة بحناء. فأحضر الجراب. فهال ذلك المعتضد، فأمر الصياد، فعاود طرح الشبكة، فخرج جراب آخر فيه رجل. فقال: معي في بلدي من يقتل إنساناً ويقطع أعضاءه ولا أعلم به؟ ما هذا ملك. فلم يفطر يومه، ثم أحضر ثقة له وأعطاه الجراب وقال: طف به على من يعمل الجرب ببغداد لمن باعه. فغاب الرجل وجاء، فذكر أنه عرف بائعه بسوق يحيى، وأنه اشترى منه عطار جراباً. فذهب إليه فقال: نعم، اشترى مني فلان الهاشمي عشرة جرب، وهو ظالم من أولاد المهدي. وذكر طرفا من أخباره إلى أن قال: يكفيك أنه كان يعشق جارية مغنية لإنسان، فاكتراها منه، وادعى أنها هربت. فلما سمع المعتضد سجد لله شكراً، وأحضر الهاشمي، فأخرج إليه اليد والرجل، فامتقع لونه واعترف. فأمر المعتضد بدفع ثمن الجارية إلى صاحبها، ثم سجن الهاشمي. فيقال إنه قتله.
قال التنوخي: وحدثنا أبو محمد بن سليمان قال: حدثني أبو جعفر بن حمدون؛ قال: حدثني عبد الله بن أحمد بن حمدون قال: كنت قد حلفت لا أعقل مالاً من القمار، ومهما حصل صرفته في ثمن شمع أو نبيذ أو خدر مغنية. فقمرت المعتضد يوماً سبعين ألفاً، فنهض يصلي سنة العصر، فجلست أفكر وأندم على اليمين، فلما سلم قال: في أي شيء فكرت؟ فما زال بي حتى أخبرته. فقال: وعندك أني أعطيك سبعين ألفاً في القمار؟ قلت له: فتضغوا؟ قال: نعم، قم ولا تفكر في هذا. ثم قام يصلي، فندمت ولمت نفسي لكوني أعلمته، فلما فرغ من صلاته قال: اصدقني عن الفكر الثاني؛ فصدقته. فقال: أما القمار فقد قلت إني ضغوت، ولكن أهب لك من مالي سبعين ألفاً. فقبلت يده وقبضت المال.
وقال ابن المحسن التنوخي، عن أبيه: رأيت المعتضد وعليه قباء أصفر، وكنت صبياً، وكان خرج إلى قتال وصيف بطرسوس.
وعن خفيف السمرقندي قال: خرجت مع المعتضد للصيد، وقد انقطع عنا العسكر، فخرج علينا أسد فقال: يا خفيف أفيك خير؟ قلت: لا. قال: ولا تمسك فرسي؟ قلت: بلى. فنزل وتحزم وسل سيفه وقصد الأسد، فقصده الأسد، فتلقاه المعتضد بسيفه قطع يده، فتشاغل الأسد بها، فضربه فلق هامته، ومسح بسيفه في صوفه وركب. قال: وصحبته إلى أن مات، فما سمعته يذكر ذلك لقلة احتفاله بما صنع.
قلت: وكان المعتضد يبخل ويجمع المال. وقد ولي حرب الزنج وظفر بهم. وفي أيامه سكنت الفتن لفرط هيبته.
وكان غلامه بدر على شرطته، وعبيد الله بن سليمان على وزارته، ومحمد بن شاه على حرسه. وكانت أيامه أياماً طيبة كثيرة الأمن والرخاء. وكان قد أسقط المكوس، ونشر العدل، ورفع الظلم عن الرعية.
وكان يسمى السفاح الثاني، لأنه جدد ملك بني العباس، وكان قد خلق وضعف وكاد يزول. وكان في اضطراب بين من وقت موت المتوكل.
وبلغنا أنه أنشأ قصراً أنفق عليه أربع مائة ألف دينار. وكان مزاجه قد تغير من كثرة إفراطه في الجماع، وعدم الحمية بحيث إنه أكل في علته زيتوناً وسمكاً.
ومن عجيب ما ذكر المسعودي إن صح قال: شكوا في موت المعتضد، فتقدم الطبيب فجس نبضه، ففتح عينه ورفس الطبيب برجله فدحاه أذرعا، فمات الطبيب. ثم مات المعتضد من ساعته.
وعن وصيف الخادم قال: سمعت المعتضد يقول عند موته:
تمتع من الدنيا فإنك لا تبقى وخذ صفوها ما إن صفت ودع الرنقا ولا تأمنن الدهر إني أمنته فلم يبق لي حالاً ولم يرع لي حقا قتلت صناديد الرجال فلم أدع عدواً، ولم أمهل على ظنة خلقا وأخليت دور الملك من كل بازل وشتتهم غرباً ومزقتهم شرقا فلما بلغت النجم عزاً ورفعة ودانت رقاب الخلق أجمع لي رقا رماني الردى سهماً فأخمد جمرتي فها أنذا في حفرتي عاجلاً ملقى
فأفسدت دنياي وديني سفاهة فمن ذا الذي مني بمصرعه أشقى فيا ليت شعري بعد موتي ما أرى إلى نعمة لله أم ناره ألقى؟
وقال الصولي: ومن شعر المعتضد:
يا لاحظي بالفتور والدعج وقاتلي بالدلال والغنج أشكو إليك الذي لقيت من ال وجد، فهل لي إليك من فرج؟ حللت بالظرف والجمال من النا س محل العيون والمهج
ذكر المعتضد من تاريخ الخطبي:
قال: كان أبو العباس محبوساً، فلما اشتدت علة أبيه الموفق عمد غلمان أبي العباس فأخرجوه بلا إذن، وأدخلوه إليه، فلما رآه أيقن بالموت. قال: فبلغني أنه قال: لهذا اليوم خبأتك، وفوض الأمور إليه. وضم إليه الجيش، وخلع عليه قبل موته بثلاثة أيام.
قال: وكان أبو العباس شهماً جلداً رجلاً بازلاً، موصوفاً بالرجلة والجزالة، قد لقي الحروب وعرف فضله، فقام بالأمر أحسن قيام، وهابه الناس ورهبوه أعظم رهبة. وعقد له المعتمد العقد أنه مكان أبيه، وأجرى أمره على ما كان أبوه الموفق بالله، رسمه في ذلك، ودعي له بولاية العهد على المنابر. وجعل المعتمد ولده جميعاً تحت يد أبي العباس. ثم جلس المعتمد مجلساً عاماً، أشهد فيه على نفسه بخلع ولده المفوض إلى الله جعفر من ولاية العهد، وإفراد المعتضد أبي العباس بالعهد في المحرم سنة تسع وسبعين، وتوفي في رجب من السنة يعني المعتمد فقيل: إنه غم في بساط حتى مات.
قال: وكانت خلافة المعتضد تسع سنين وتسعة أشهر وأياماً. وكان أسمر نحيفاً، معتدل الخلق، أقنى الأنف، إلى الطول ما هو، في مقدم لحيته امتداد، وفي مقدم رأسه شامة بيضاء، تعلوه هيبة شديدة. رأيته في خلافته.
وقال إبراهيم بن عرفة: توفي المعتضد يوم الإثنين لثمان بقين من ربيع الآخر سنة تسع وثمانين، ودفن في حجرة الرخام. وصلى عليه يوسف بن يعقوب القاضي.
قلت: وبويع بعده ابنه المكتفي بالله علي بن أحمد، وأبطل كثيراً من مظالم أبيه؛ ورثاه الأمير عبد الله بن المعتز الهاشمي بهذه الأبيات:
يا ساكن القبر في غبراء مظلمة بالطاهرية مقصى الدار منفردا أين الجيوش التي قد كنت تسحبها؟ أين الكنوز التي أحصيتها عددا أين السرير الذي قد كنت تملؤه مهابة، من رأته عينه ارتعدا؟ أين الأعادي الأولى ذللت مصعبهم؟ أين الليوث التي صيرتها بعدا أين الجياد التي حجلتها بدم وكن يحملن منك الضيغم الأسدا أين الرماح التي غذيتها مهجاً؟ مذ مت ما وردت قلباً ولا كبدا أين الجنان التي تجري جداولها ويستجيب إليها الطائر الغردا أين الوصائف كالغزلان رائحة؟ يسحبن من حلل موشية جددا أين الملاهي؟ وأين الراح تحسبها ياقوتة كسيت من فضة زردا؟ أين الوثوب إلى الأعداء مبتغياً صلاح ملك بني العباس إذ فسدا؟ ما زلت تقسر منهم كل قسورة وتخبط العالي الجبار معتمدا ثم انقضيت فلا عين ولا أثر حتى كأنك يوماً لم تكن أحدا
*أحمد بن أبي الطيب
هو أبو العباس السرخسي يأتي بكنيته.
47 -
أحمد بن عبد العزيز الموصلي شقلاق
.
عن: عاصم بن علي، وخلف البزار. أخذ عن خلف كتاب القراءات، وبقي إلى بعد الثمانين.
ذكره يزيد بن محمد في تاريخه.
48 -
أحمد بن عبد الوهاب الحوطي
.
يقال: توفي سنة إحدى وثمانين.
وقد ذكر في الطبقة الماضية.
49 -
أحمد بن عبد القاهر بن الخيبري اللخمي الدمشقي
.
شيخ لا يعرف. روى عن منبه بن عثمان.
وعنه: الطبراني. ولم يعرفه ابن عساكر إلا بهذا.
50 -
أحمد بن عثمان أبو عبد الرحمن النسائي
.
من أقران مصنف السنن سمع بمصر والشام والعراق وخراسان من: قتيبة، وأبي مصعب، وهشام بن عمار، وعيسى زغبة، وطبقتهم. وعنه: أبو حامد ابن الشرقي، وأبو عبد الله ابن الأخرم، ويحيى بن منصور القاضي، وجماعة. وروى عنه من القدماء: أبو بكر بن أبي عاصم.
قال ابن أبي حاتم: سمعت منه وهو ثقة صدوق.
وقال الحاكم: حدث بنيسابور سنة أربع وثمانين ومائتين.
وقد روى الطبراني، عن أحمد بن عبد الرحمن بن بشار النسائي قال: حدثنا قتيبة فذكر حديثاً. وهو هو إن شاء الله تعالى.
51 -
أحمد بن عطية
.
عن: محمد بن مقاتل، وسجادة، وطبقتهما. وعنه: مكرم بن أحمد القاضي.
52 -
أحمد بن عقبة بن مضرس الأصبهاني
نزيل الري.
سمع: شيبان بن فروخ، وهدبة بن خالد، وجماعة. وعنه: عبد الله بن فارس الأصبهاني.
توفي سنة اثنتين وثمانين.
وله ولد صالح عابد اسمه عبيد الله، يروي عن الحسن بن عرفة.
53 -
أحمد بن علي الخزاز أبو جعفر البغدادي المقرئ
.
سمع: هوذة بن خليفة، وسريج بن النعمان، وأسيد بن زيد الجمال، وسعدويه، وأحمد بن يونس، وعاصم بن علي، وطبقتهم.
وعنه: ابن صاعد، وجعفر الخلدي، وابن السماك، وأبو بكر الشافعي، وأحمد بن يوسف بن خلاد، وجماعة.
وثقه الدارقطني، وغيره.
وتوفي في المحرم سنة ست وثمانين.
وقد روى تلاوة عن هبيرة بن محمد التمار صاحب حفص الغاضري.
حمل عنه الحروف: ابن مجاهد، وابن شنبوذ، وأحمد بن عجلان.
وقد مر لنا:
*-أحمد بن علي الخراز الدمشقي.
كان بعد الستين ومائتين.
54 -
أحمد بن علك الجوهري المروزي أبو العباس
، والد عمر.
سمع يحيى بن يحيى، وابن راهويه، والعرني. وسمع بالشام والحجاز. وعنه: ابنه عمر، وإبراهيم بن محمد السكري، ومحمد بن سليمان بن فارس، وغيرهم.
واسم أبيه: علي.
55 -
أحمد بن علي بن سهل بن عيسى بن نوح المروزي ثم الدوري. حدث بمصر عن: عبيد الله القواريري، وعلي بن الجعد، ويحيى بن معين، وخلف بن هشام البزار، وطائفة.
وعنه: أبو يعقوب إسحاق بن إبراهيم الأذرعي، وعبد الله بن جعفر بن الورد، وأحمد بن إبراهيم بن الحداد، وغيرهم.
56 -
أحمد بن علي بن الحسن بن جابر البربهاري
. أبو العباس.
سمع: عفان، وعاصم بن علي، ومحمد بن سابق، وجماعة.
وعنه: عبد الصمد الطستي، وابن قانع، وعثمان بن محمد، وأبو أحمد العسال، والطبراني، وآخرون.
وثقه الخطيب.
57 -
أحمد بن علي بن مسلم
. أبو العباس الأبار الحافظ.
نزل بغداد وحدث عن: مسدد، وأمية بن بسطام، وعلي بن الجعد، وشيبان بن فروخ، ودحيم، وهشام بن عمار، ومحمد بن المنهال، وخلق، بالشام والعراق وخراسان.
وعنه: ابن صاعد، ودعلج، والنجاد، وأبو سهل بن زياد، وأبو بكر أحمد بن جعفر القطيعي، وخلق.
قال الخطيب: كان ثقة حافظاً متقناً، حسن المذهب. توفي يوم نصف شعبان سنة تسعين.
وقال أبو سهل: سمعته يقول: بايعت النبي صلى الله عليه وسلم في النوم على إقامة الصلاة وإيتاء الزكاة، والأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر.
وقال جعفر الخلدي: كان أحمد الأبار من أزهد الناس. استأذن أمه في الرحلة إلى قتيبة فلم تأذن ثم ماتت، فخرج إلى خراسان، ثم وصل إلى بلخ وقد مات قتيبة. وكانوا يعزونه على هذا فقال: هذا ثمرة العلم، لأني اخترت رضى الوالدة.
قال أحمد بن جعفر بن سلم: سمعته يقول: كنت بالأهواز، فرأيت رجلاً قد حف شاربه، وأظنه قد اشترى كتباً، وتعين للفتوى، فذكر له أصحاب الحديث فقال: ليسوا بشيء، وليس يسوون شيئاً. فقلت: أنت لا تحسن تصلي. قال: أنا؟ قلت: نعم؛ أيش تحفظ عن رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا افتتحت ورفعت يديك؟ فسكت. فقلت: أيش تحفظ عن رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا سجدت؟ فسكت. فقلت: ألم أقل لك: إنك لا تحسن تصلي؟ أنت إنما قيل لك تصلي الغداة ركعتين، والظهر أربعاً، فالزم ذا خير لك من أن تذكر أصحاب الحديث.
قلت: وله تاريخ وتصانيف.
58 -
أحمد بن عمرو بن أبي عاصم الضحاك بن مخلد بن مسلم
. القاضي أبو بكر الشيباني الحافظ الزاهد الفقيه، قاضي أصبهان بعد صالح ابن الإمام أحمد.
ولد في حياة جده، ولم يدرك السماع منه. وسمع أبا الوليد الطيالسي، وعمرو بن مرزوق، ومحمد بن كثير، وأبا سلمة التبوذكي، وهو جده لأمه، وأبا عمر الحوضي، وهدبة بن خالد، والأزرق بن علي، وأبا كامل الجحدري،
وهشام بن عمار، ودحيماً، وخلقاً كثيراً بالبصرة، والكوفة، وبغداد، ودمشق، وحمص، والحجاز، والنواحي.
وعنه: عبد الرحمن بن أبي حاتم، وأبو العباس أحمد بن بندار الشعار، وأحمد بن جعفر بن معبد، وأبو الشيخ الحافظ، ومحمد بن إسحاق بن أيوب، وعبد الرحمن بن محمد بن سياه، ومحمد بن أحمد الكسائي، والقاضي أبو أحمد العسال، وطائفة.
وقال ابن أبي حاتم: صدوق.
قلت: صنف كتاباً حافلاً في السنن، وقع لنا عدة كتب صغار منه. وكان فقيهاً إماماً يفتي بظاهر الأثر. وله قدم في العبادة والورع والعلم. وقد ولي قضاء أصبهان ست عشرة سنة. ثم صرف لشيء وقع بينه وبين علي بن متويه. وكانت كتبه قد ذهبت بالبصرة في فتنة الزنج، وقال: لم يبق لي شيء من كتبي، فأعدت من ظهر قلبي خمسين ألف حديث. كنت أمر إلى دكان بقال، فأكتب بضوء سراجه، ثم فكرت أني لم أستأذن صاحب السراج، فذهبت إلى البحر، فغسلت ما كتبت، ثم أعدته ثانياً.
هذا الكلام رواه أبو الشيخ في تاريخه، عن ولده عبد الرزاق، عن أبي عبد الله محمد بن أحمد الكسائي، عن ابن أبي عاصم.
وروى أبو الشيخ، عن ابنه، عن أحمد بن محمد بن عاصم، عنه قال: وصل إلي من دراهم القضاء زيادة على أربع مائة ألف درهم، لا يحاسبني الله يوم القيامة أني شربت منها شربة ماء.
وعن محمد بن خفيف الصوفي قال: سمعت الحكيمي يقول: ذكرعند أبي ليلى الديلمي أن أبا بكر بن أبي عاصم ناصبي، فبعث غلاماً بسيف ومخلاة وقال: ائتني برأسه. فجاء الغلام وأبو بكر يروي الحديث فقال: أمرني أن أحمل إليه رأسك. قال: فنام على قفاه، ووضع الكتاب على وجهه وقال: افعل ما شئت. فلحقه آخر فقال: أمرك الأمير أن لا تقتله. فقعد أبو بكر ورجع إلى الحديث، فعجب الناس منه. رواها ابن عساكر في تاريخه.
وقال محمد بن أحمد الكسائي: كنت جالساً عند أبي بكر، فقال رجل: أيها القاضي، بلغنا أن ثلاثة كانوا بالبادية يقلبون الرمل، فقال أحدهم: اللهم إنك قادر على أن تطعمنا خبيصاً على لون هذا الرمل، فإذا هم بأعرابي بيده طبق، فوضعه بين أيديهم، خبيص حار. فقال ابن أبي عاصم: قد كان ذلك.
قال الكسائي: كان الثلاثة: هو، وعثمان بن صخر الزاهد أستاذ أبي تراب النخشبي، وأبو تراب. وكان أبو بكر هو الذي دعا.
قال الكسائي: رأيت أبا بكر فيما يرى النائم، كأنه يصلي من قعود، فسلمت، فرد علي، فقلت: أنت أحمد بن عمرو؟ قال: نعم. قلت: ما فعل الله بك؟ قال: يؤنسي ربي. قلت: يؤنسك ربك؟ قال: نعم. فشهقت شهقة فانتبهت.
وقال ابن الأعرابي في طبقات النساك: وأما ابن أبي عاصم فسمعت من يذكر أنه كان يحفظ لشقيق البلخي ألف مسألة، وكان من حفاظ الحديث والفقه. وكان مذهبه القول بالظاهر ونفي القياس. وقد ولي قضاء أصبهان.
وقال أبو نعيم الحافظ: ابن أبي عاصم من ذهل بن شيبان، كان فقيهاً ظاهري المذهب. ولي القضاء بأصبهان ست عشرة سنة، أو قيل ثلاث عشرة سنة، بعد وفاة صالح. توفي في ربيع الآخر سنة سبع وثمانين.
59 -
أحمد بن عمرو أبو جعفر الفارسي الوراق المقعد
.
طوف وسمع: هدبة بن خالد، وشيبان بن فروخ، وجماعة. وسكن دمشق. روى عنه: خيثمة، وعلي بن أبي العقب، وأبو علي محمد بن هارونوبقي إلى بعد الثمانين.
وثقه خيثمة.
60 -
أحمد بن عيسى، أبو سعيد الخراز البغدادي العارف
، شيخ الصوفية.
حدث عن: إبراهيم بن بشار صاحب إبراهيم بن أدهم، وعن: محمد بن منصور الطوسي. وعنه: علي بن محمد الواعظ المصري، وأبو محمد
الجريري، وعلي بن حفص الرازي، ومحمد بن علي الكتاني، وجماعة.
وصحب السري السقطي؛ وأخذ عن ذي النون. ويقال: إنه أول من تكلم في علم الفناء والبقاء.
وقال أبو القاسم عثمان بن مردان النهاوندي: أول ما لقيت أبا سعيد الخراز سنة اثنتين وسبعين ومائتين، فصحبته أربع عشرة سنة. قال: وتوفي سنة ست وثمانين.
وعن غيره أن أبا سعيد توفي سنة سبع وسبعين.
وقال السلمي: أبو سعيد إمام القوم في كل فن من علومهم. له في مبادئ أمره عجائب وكرامات ظهرت بركته عليه وعلى من صحبه. وهو أحسن القوم كلاماً خلا الجنيد، فإنه الإمام.
وقال أبو القاسم القشيري: صحب ذا النون، والنباجي، والسري، وبشراً.
قال: ومن كلامه: كل باطن يخالفه ظاهر فهو باطل.
وقال أبو بكر ابن الطرسوسي: أبو سعيد الخراز قمر الصوفية.
وعن أبي سعيد قال: أوائل الأمر التوبة، ثم ينتقل إلى مقام الخوف، ثم ينتقل منه إلى مقام الرجاء، ثم منه إلى مقام الصالحين، ثم ينتقل منه إلى مقام المريدين، ثم ينتقل منه إلى مقام المطيعين، ثم ينتقل منه إلى مقام المحبين، ثم ينتقل منه إلى مقام المشتاقين، ثم ينتقل منه إلى مقام الأولياء، ثم ينتقل منه إلى مقام المقربين.
وقال السلمي: أنكر على أبي سعيد أهل مصر وكفروه بألفاظه، فإنه قال في كتاب السر فإذا قيل لأحدهم: ما تقول؟ قال: الله؛ وإذا تكلم قال: الله؛ وإذا نظر قال: الله؛ فلو تكلمت جوارحه قالت: الله. وأعضاؤه مملوءة من الله؛ فأنكروا عليه هذه الألفاظ، وأخرجوه من مصر ثم رد بعد عزيزا.
وعن الجنيد قال: لو طالبنا الله بحقيقة ما عليه أبو سعيد الخراز لهلكنا، فقيل لإبراهيم بن شيبان: وأيش كان حاله؟ قال: أقام كذا كذا سنة يخرز، ما فاته الحق بين الخرزتين.
وعن المرتعش قال: الخلق عيال على أبي سعيد إذا تكلم في الحقائق.
وقال محمد بن علي الكتاني: سمعت أبا سعيد الخراز يقول: من ظن أنه ببذل المجهود يصل فمتعني، ومن ظن أنه بغير بذل المجهود يصل فمتمني.
رواها السلمي، وأبو حازم العبدويي، والماليني، عن محمد بن عبد الله الرازي، عن الكتاني.
وله ترجمة مطولة في تاريخ دمشق، رحمه الله تعالى.
61 -
أحمد بن عيسى بن ماهان أبو جعفر الرازي الجوال
.
حدث سنة تسع وثمانين بأصبهان. عن: هشام بن عمار، ودحيم، وعبد العزيز بن يحيى المدني، وأبي غسان زنيج. وعنه: مكرم بن أحمد القاضي، وأبو الشيخ الحافظ، وعبد الرحمن بن محمد بن أحمد بن سياه، وأحمد بن إسحاق الشعار.
وله غرائب.
62 -
أحمد بن عيسى بن الشيخ
صاحب ديار بكر وآمد.
كان المعتز بالله استعمله عليها. فلما مات المعتز استولى ابن الشيخ على ناحيته، وامتدت أيامه، وقام بعده ابنه محمد.
توفي سنة خمس وثمانين.
63 -
أحمد بن الغمر بن أبي حماد الحمصي
.
روى عن: إبراهيم بن المنذر، ومحمد بن أبي السري، وسليمان ابن بنت شرحبيل، وسعيد بن نصر. وعنه: ابن جوصا، وخيثمة، وأبو يعقوب الأذرعي، ومحمد بن أحمد بن حمدان الرسعني، وآخرون.
64 -
أحمد بن فارس البوشنجي
.
عن: عتبة بن عبد الله اليحمدي، وعلي بن حجر، وغيرهما.
توفي سنة أربع وثمانين.
65 -
أحمد بن الليث بن منصور الأنماطي
نزل الكوفة.
سمع: أحمد بن إبراهيم الدورقي، وعباس بن يزيد البحراني. وعنه: عبد الله بن يحيى الطلحي، وأبو بكر بن أبي دارم.
حدث في سنة تسع وثمانين ومائتين.
66 -
أحمد بن محمد بن إبراهيم البغدادي
، رجلان، أحدهما أبو بكر.
عن: جبارة بن المغلس. وعنه: أبو بكر الشافعي.
والآخر:
67 -
أبو الحسن سبط محمد بن حاتم
.
عن هدبة. وعنه: ابن مخلد.
ماتا في سنة اثنتين وثمانين.
وأما ابن قانع فقال: مات سبط محمد بن حاتم بن ميمون في سنة خمس وثمانين.
يروي عنه أيضا: أبو جعفر العقيلي.
وقال الدارقطني: هو ثقة نبيل.
يروي عن منجاب بن الحارث، والعدني.
68 -
أحمد بن محمد بن حميد البغدادي المقرئ المخضوب
، أبو جعفر الملقب بالفيل لعظم خلقه.
قرأ على: عمرو بن الصباح؛ وعلى يحيى بن هاشم السمسار، عن حمزة. أخذ عنه: ابن مجاهد، ومحمد بن خلف وكيع، وجماعة. وقد روى عن: عاصم بن علي، وأبي بلال الأشعري، وغيرهما. وعنه: عبد الصمد الطستي، وابن قانع.
توفي سنة ست وثمانين.
قال الدارقطني: ليس بالقوي.
69 -
أحمد بن محمد بن سالم أبو حامد السالمي النيسابوري
.
عن: إسحاق بن راهويه، وإبراهيم بن عبد الله الهروي، وجماعة. وعنه: أحمد بن إسحاق الصبغي الفقيه.
توفي سنة ست أيضاً.
70 -
أحمد بن محمد بن الشاه البزاز
.
عن: منصور بن أبي مزاحم، ويحيى بن معينوعنه: ابن صاعد، والطستي.
توفي سنة سبع وثمانين ومائتين.
ثقة، يروي عن طائفة.
71 -
أحمد بن محمد بن الصلت الضرير
.
حدث بمصر عن: علي بن الجعد، وغيره. وعنه: الطبراني، وأهل مصر.
توفي سنة تسع وثمانين.
72 -
أحمد بن محمد بن عبد القادر الإسكندراني
، صاحب نعيم بن حماد.
توفي سنة سبع وثمانين.
73 -
أحمد بن محمد بن عاصم بن يزيد الرازي
، أبو بكر.
عن: إبراهيم بن الحجاج السامي، وأبي الربيع الزهراني، وعلي ابن المديني، وحرملة، وقتيبة بن سعيد، وأبيه محمد.
توفي سنة تسع وثمانين.
وعنه: أبو جعفر العقيلي، وأبو أحمد العسال.
74 -
أحمد بن محمد بن يحيى بن حمزة
، أبو عبد الله الحضرمي البتلهي.
عن: أبي مسهر، وعلي بن عياش، وجماعة. وعنه: أحمد بن محمد بن
عمارة، والطبراني.
توفي سنة تسع أيضاً.
وكان ضعيفاً. قال أبو أحمد الحاكم: حدثنا عنه أبو الجهم بن طلاب بأحاديث بواطيل.
75 -
أحمد بن محمد بن بكر النيسابوري الوراق القصير
.
عن: داود بن رشيد، ودحيم، والطبقة. ورحل إلى الشام والعراق. وعنه: أبو بكر بن مجاهد، وعثمان ابن السماك، وجماعة.
وثقه الخطيب.
وتوفي سنة أربع وثمانين ومائتين.
76 -
أحمد بن محمد بن الحسن بن جنيد. أبو بكر البغدادي الفقيه
، صاحب أبي ثور.
كان أحد الفقهاء المستورين في وقته.
توفي في ذي القعدة سنة خمس وثمانين.
77 -
أحمد بن محمد بن سليمان أبو الحسن البغدادي العلاف الفأفاء
. سمع: طالوت بن عباد، وهشام بن عمار. وعنه: القاضي الأشناني، وإسماعيل بن علي الخطبي، وآخرون.
توفي سنة خمس أيضاً.
78 -
أحمد بن محمد بن صاعد
، مولى بني هاشم. أخو الحافظ يحيى، ويوسف.
سمع: عبد الله بن عون الخراز، وأبا بكر بن أبي شيبة. وعنه: الحسين بن صفوان البرذعي، وأبو بكر بن خلاد النصيبي.
وليس بالقوي، قاله الدارقطني. وقواه الخطيب.
79 -
أحمد بن محمد بن صعصعة البغدادي
.
عن: منصور بن أبي مزاحم. وعنه: أبو القاسم الطبراني، وابن قانع، ومحمد بن عمرو العقيلي، والطستي. وأكبر شيخ له عبد الله بن صالح العجلي.
80 -
أحمد بن محمد بن عمار، أبو حامد النيسابوري المستملي.
سمع: إسحاق بن راهويه، وجماعة. وعنه: يحيى بن محمد العنبري، ومحمد بن صالح بن هانئ.
81 -
أحمد بن محمد بن الصلت
، أبو عبد الله البغدادي الضرير.
سكن مصر وحدث عن علي بن الجعد، ومحمد بن زياد الكلبي. وعنه: الطبراني، وغيره.
توفي سنة تسع وثمانين ظناً.
82 -
أحمد بن محمد بن مطر
.
عن أحمد بن حنبل، وسريج بن يونس. وعنه: أبوا بكر: النجاد، والشافعي، وآخرون.
وكان ثقة.
83 -
أحمد بن محمد بن أبي موسى الفقيه أبو بكر الأنطاكي
.
عن: هشام بن عمار، وابن أبي الحواري، وأحمد بن زنبور، وعبيد بن هشام الحلبي، وجماعة.
وعنه: أحمد بن إسحاق بن عتبة الرازي، وأبو بكر النقاش، وأبو القاسم الطبراني، وابن مجاهد المقرئ، وآخرون.
حدث بمصر والشام.
84 -
أحمد بن المبارك
، أبو عمرو المستملي النيسابوري الزاهد المجاب الدعوةويعرف بحمكويه.
قال الحاكم: كان مجاب الدعوة وراهب عصره. سمع: قتيبة، ويزيد بن صالح، وإسحاق بن راهويه، وأحمد بن حنبل، والقواريري، وسريج بن يونس، وأبا مصعب الزهري، وسهل بن عثمان العسكري، وخلقاً كثيراً. وكتب الكثير.
روى عنه: أبو عمرو أحمد بن نصر، وجعفر بن محمد بن سوار، وأبو عثمان سعيد بن إسماعيل الزاهد، وأبو عمرو أحمد بن محمد الحيري، وأبو حامد ابن الشرقي، وزنجويه بن محمد، ومشايخنا. حدثنا محمد بن صالح، قال: حدثنا أبو عمرو، فذكر حديثاً.
وحدثنا محمد بن صالح، قال: كنا عند أبي عمرو المستملي، فسمع جلبة فقال: ما هذا؟ قالوا: أحمد بن عبد الله، يعني الخجستاني في عسكره. فقال: اللهم مزق بطنه. قال: فما تم الأسبوع حتى قتل.
سمعت علي بن محمد الفامي يقول: حضرت مجلس أبي عثمان الزاهد، ودخل أبو عمرو المستملي وعليه أثواب رثة. فبكى أبو عثمان، فلما كان يوم مجلس الذكر قال: دخل علي رجل من مشايخ العلم، فاشتغل قلبي برثاثة حاله، ولولا أني أجله عن تسميته في هذا الموضع لسميته. قال: فرمى الناس بالخواتيم والدراهم والثياب. فقام أبو عمرو على رؤوس الناس، وقال: أنا الذي ذكرني أبو عثمان، ولولا أني كرهت أن يتهم به غيري لسكت، ثم أخذ جميع ذلك وحمل معه، فما بلغ باب الجامع إلا وقد وهب للفقراء جميع ذلك.
أول ما استملى أبو عمرو سنة ثمان وعشرين، وقد استملى على جماعة عاشوا بعده.
وسمعت أبا بكر بن إسحاق الصبغي يقول: كان أبو عمرو يصوم النهار ويحيي الليل. وأخبرني غير واحد: يقول أبو بكر: إن الليلة التي قتل فيها أحمد بن عبد الله صلى أبو عمرو صلاة العتمة، ثم صلى طول ليله وهو يدعو بصوت عال: اللهم شق بطنه، اللهم شق بطنه.
قلت: وروى عنه أيضاً محمد بن يعقوب الأخرم، وأبو الطيب بن المبارك، ومحمد بن داود الزاهد.
ومات في جمادى الآخرة سنة أربع وثمانين.
85 -
أحمد بن مجاهد
، أبو جعفر المديني.
عن: أبي بكر، وعثمان ابني أبي شيبة، وعبد الله بن عمر بن أبان. وعنه: أحمد بن إسحاق الشعار، والطبراني، والأصبهانيون.
توفي سنة تسعين.
86 -
أحمد بن محمود بن مقاتل بن صبيح
، أبو الحسن الهروي الفقيه.
حدث ببغداد عن: شيبان بن فروخ، وعبد الأعلى بن حماد، وخلق.
87 -
أحمد بن مروان بن الرضا الأندلسي القرطبي
.
سمع: يحيى بن يحيى الليثي، وعبد الملك بن حبيب، وسعيد بن حسان، وجماعة. وكان حافظاً للفقه والحديث. روى عنه محمد بن قاسم، وغيره.
قيل: إنه هو الذي ألف المستخرجة للعتبي.
توفي سنة ست وثمانين.
88 -
ن:
أحمد بن المعلى بن يزيد
، أبو بكر الأسدي الدمشقي ختن دحيم.
عن: صفوان بن صالح، وهشام بن عمار، ودحيم، وأحمد بن أبي الحواري، وجماعة. وناب في قضاء دمشق عن أبي زرعة محمد بن عثمان.
روى عنه: النسائي، وخيثمة، وعلي بن أبي العقب، وأبو الميمون بن راشد والطبراني، وآخرون.
توفي سنة ست وثمانين.
89 -
أحمد بن منصور بن حبيب المروزي
، أبو بكر الخضيب.
عن: عفان.
وعنه: الحسن بن محمد بن شعبة الأنصاري، وإسماعيل
الخطبي.
90 -
أحمد بن مهران اليزدي الأصبهاني الزاهد
.
عن: عبيد الله بن موسى، وخالد بن مخلد، وخنيس بن بكر بن خنيس، وإسماعيل بن عمرو البجلي. وعنه: سعيد بن يعقوب، وأبو بكر المنكدري، ومحمد بن جمعة الكرماني، وآخرون.
توفي سنة أربع وثمانين وقيل: سنة اثنتين وثمانين، وهو أحمد بن مهران بن خالد، أبو جعفر.
91 -
أحمد بن أبي عمران موسى القنطري الخياط
.
سمع: أبا نعيم، وعفان. وعنه: محمد بن العباس بن نجيح، وأبو بكر الشافعي.
توفي سنة اثنتين وثمانين.
وثقه الدارقطني.
92 -
أحمد بن موسى بن إسحاق
، أبو جعفر التميمي الكوفي الحمار البزاز.
توفي في رمضان سنة ست وثمانين.
روى عن: أبي نعيم، ووضاح بن يحيى، ومخول بن إبراهيم. وعنه أحمد بن عمرو بن حاتم الحافظ وطبقته، وما علمت به بأسا، وروى عنه ابن عقدة، وابن أبي دارم، ومحمد بن أحمد بن يوسف، وأبو الحسن بن سلمة القطان.
قال الخليلي: سمع أبا نعيم، وقطبة بن العلاء، وعلي بن ثابت الدهان، والحسن بن الربيع. إلى أن قال: ومات سنة خمس وثمانين.
قلت: سنة ست على الصحيح.
93 -
أحمد بن ميثم بن أبي نعيم الفضل بن دكين الكوفي
.
سمع من: جده، وعبيد الله بن موسى، وجماعة. وعنه: محمد بن عبد الله بن معروف، وأهل الكوفة.
توفي سنة إحدى وثمانين وكان من أجلاد الشيعة وكبارهم، له مصنفات عندهم.
94 -
أحمد بن موسى بن يزيد السامي البصري
.
سمع: مسلم بن إبراهيم. وعنه: الطبراني.
لا أعرفه بعد.
95 -
أحمد بن نصر بن حميد
، أبو بكر الوازع البزاز.
حدث ببغداد عن محمد بن أبان الواسطي، وغيره. وعنه: أبو سهل القطان، وابن نجيح.
وكان صدوقاً سماه بعضهم محمدا.
توفي سنة أربع وثمانين.
96 -
أحمد بن النضر بن بحر
، أبو جعفر العسكري المقرئ، نزيل الرقة.
قرأ على: هشام بن عمار؛ وذكر أبو بكر النقاش أنه قرأ عليه. وحدث ببغداد عن سعيد بن حفص النفيلي، وهشام، ومحمد بن مصفى، وجماعة. وعنه: أبو جعفر العقيلي، وإسماعيل الخطبي، وعبد الباقي بن قانع والطبراني.
قال ابن المنادي: كان من ثقات الناس.
مات بالرقة في ذي الحجة سنة تسعين.
97 -
أحمد بن وازن الفقيه أبو جعفر الصواف
صاحب سحنون.
كان إماماً عالماً عاملاً كبير القدر. يقال: كان مستجاب الدعوة.
توفي سنة اثنتين وثمانين، وله تسع وثمانون سنة رحمه الله.
98 -
أحمد بن يحيى بن حمزة الثقفي الأصبهاني
.
عن الحسين بن حفص، ومحمد بن أبان العنبري. وعنه: عبد الله بن محمود خال أبي الشيخ، ومحمد بن أحمد الكسائي المقرئ، وغيرهما.
توفي سنة اثنتين أيضاً.
99 -
أحمد بن يحيى بن نصر الأصبهاني العسال
.
عن: هدبة بن خالد، وعمرو بن رافع القزويني، وإبراهيم بن يعقوب الجوزجاني، ونصر الجهضمي، وطائفة. وكان واسع الرحلة. روى عنه: أبو الشيخ، وعبد الرحمن بن محمد المذكر، وأحمد بن بندار الشعار.
وقال أبو الشيخ: ثقة.
توفي سنة ست وثمانين.
100 -
أحمد بن يزيد السجستاني
.
حدث ببغداد عن الحسن بن سوار. وعنه: الطبراني.
101 -
أحمد بن أبي العلاء البغدادي المغني
.
ورخه نفطويه في سنة أربع وثمانين فقال: يقال: إنه مات على بطن جارية له، ورفع خبره إلى المعتضد وأنه خلف أربعة وعشرين ألف دينار، وسبع مائة ثوب، وغير ذلك. وكان واحد دهره في الغناء. كان فرداً في صناعته لا يقاس به أحد، ومن ضم إليه نظيراً فقد ظلمه.
102 -
أحمد بن يحيى أبو جعفر السوطي
.
عن: أبي نعيم، وعفان، وأحمد بن يونس. وعنه: هبة الله بن محمد الفراء، وأبو علي محمد بن يوسف بن المعتمر البصري.
وقيل: هو أحمد بن محمد بن يحيى السوطي شيخ الطبراني.
103 -
أحمد بن يحيى
، أبو سعيد الخوارزمي.
روى عن: أحمد بن نصر الفراء، ومحمد بن عبد الله بن قهزاد. وعنه: أحمد ابن نيخاب، والطبراني، وغيرهما.
فيه ضعف.
104 -
أحمد بن يحيى بن مهنا أبو بكر الأزدي
.
عن: بشر بن الوليد، وإسحاق بن أبي إسرائيل. وعنه: الطستي، والطبراني، وجماعة.
105 -
إبراهيم بن أحمد أبو إسحاق الأصبهاني النقاش المقرئ
.
قرأ على: محمد بن عيسى مقرئ أصبهان. وروى عن: أبي الوليد الطيالسي، وأبي عمر الحوضي، وجماعة.
توفي سنة إحدى وثمانين.
106 -
إبراهيم بن أحمد بن الأغلب بن إبراهيم بن الأغلب
، أبو إسحاق التميمي الأغلبي أمير القيروان وابن أمرائها.
ولي الأمر سنة إحدى وستين ومائتين، وكان عادلاً سائساً حازماً صارماً، كانت التجار تسير من مصر إلى سبتة لا تعارض ولا تروع. ابتنى الحصون والمحارس على سواحل البحر، بحيث كانت توقد النيران في ليلة واحدة من سبتة إلى الإسكندرية؛ حتى يقال: كان بأرض المغرب من بنائه وبناء آبائه ثلاثون ألف حصن، وهذا شيء لم يسمع بمثله لملك. وقد مصر سوسة وعمل لهم سوراً؛ وأقام في الملك بضعاً وعشرين سنة.
وقد دونت سيرته وأيامه وعدله وبذله وجوده، وكان متصدياً للعدل وإنصاف الرعية، معتنياً بذلك. فقيل: إن امرأة تاجر اتصل خبر جمالها بوزيره، فأرسل الوزير إليها فأبت، فكلف بها، وبث أمره إلى عجوز تغشاه، كانت حظية عند الأمير إبراهيم وعند أمه يتبركون بها، ويطلبون منها الدعاء؛ فقالت: أنا أقضي الشغل. وقصدت المرأة فدقت بابها، ففتحت لها الجارية
وكانت العجوز مشهورة في البلد، فتلقتها المرأة وقبلت يدها، وقدمت لها شيئاً. فقالت: أنا على نية، ويكون وقتاً آخر. وإنما أصابت إزاري نجاسة فأريد غسلها. فأحضرت الطست والصابون، وغسلت طرفه بنفسها. وقامت العجوز تصلي تى نشف ولبسته وذهبت. ثم ترددت إليها وتأكدت المعرفة، فقالت لها: عندي يتيمة أريد عرسها الليلة، فإن خف عليك تعيريها حليك؟ قالت: يا حبذا، وأعطتها حق الحلي، فانصرفت، وجاءت بعد أيام فقالت: يا أمي وأين الحلي؟ قالت: عبرت إلى فلان وهو معي، فلما علم أنه لك أخذه مني وحلف أن لا يسلمه إلا إليك. قالت: لا تفعلي. قالت: هذا الذي تم. ومضت، فاشتد على المرأة البلاء، وبقيت تتقلى، فلما دخل زوجها رأى الضر في وجهها، فسألها فأعلمته القصة، فاشتد بلاؤه، ثم أنهى أمره إلى الأمير إبراهيم، وقص عليه القصة، فتغير لذلك وقال: اكتم هذا، وائتني بعد يومين، ثم دخل إلى أمه، وطلب منها العجوز، فحضرت، فاحترمها ووانسها، ووضع رأسه في حجرها، وأخذ يتمسح بها، وأخذ خاتمها وجعل يقلبه ويشاغلها. ودعا خادماً وكلمه بالصقلبية: امضي إلى دار العجوز. وقل لبنتها: أمك تقول لك هاتي حق الحلي، فقد طلبت أم الأمير أن تعمل لها مثله. وهذا خاتمها. فمضى الخادم، وجاء لوقته بالحق. فنظر الأمير فيه فوجده كما وصف الرجل، وتغيرت العجوز واعترفت، فطلب الفؤوس والمجارف وحفر في الحال حفرة، فألقيت العجوز فيها. وصاحت أمه، فقال: لئن لم تسكتي لألحقنك بها، تدخلين إلى قصري قواده!؟ وجاءه الرجل للموعد، فأعطاه الحق وزاده من حلي أهله، وقال: ما منعني من معاجلة الوزير إلا خوف شهرة أهلك. وأنا أفكر في هلاكه بوجه. ثم قتله بعد قليل.
وعن بعضهم قال: قدمت سجلماسة لألحق الرفقة إلى مصر، وكان معي ثلاثة آلاف دينار، فخرجت من القيروان مسرعاً حتى دخلت إلى قابس. فلما سرت عنها فرسخاً لقيني سبعة فوراس، فأنزلوني، وأخذوا الخرج، وقتلوا الغلام، وأضجعوني للذبح، فتضرعت إليهم وقلت: غريب ولا أعرفكم فأطلبكم. وقد أخذتم الذهب، وخلفي أطفال، فأطلقوني لله. وبكيت.
فأطلقوني، فرجعت إلى قابس، فما عرفت بها أحداً، فذهبت إلى القيروان راجلاً عرياناً، فأتيت صديقاً لي، فأصلح شأني وقال: أعلم الأمير. فقصدناه وهو جالس للناس، فقصصت عليه شأني، فتنمر، وأمرني بالجلوس. ثم رأيته يأمر وينهى، فلما قام أمر بعض الخدم فأدخلني القصر، وبعث إلي طعاماً، ثم نمت، ثم طلبني قبل العصر إلى روشنه، ودعا أمير الجيش فقال: هل وجهت إلى طرابلس بخيل؟ قال: نعم، سبعة فوارس وقد عادوا. قال: فطلبهم، وقال: من تعرف من هؤلاء فعرفني به؟ فقلت: هذا منهم، إلى أن جمع السبعة. فأخذهم بالرغبة والرهبة فأنكروا، ففرقوا في بيوت، وجيء بالسياط وضربوا مفرقين ثم دار بنفسه عليهم، وبقي يقول للواحد: قد اعترف صاحبك بعد الهلاك، فلا تحوج نفسك إلى ما حل به، فأقروا وأحضروا الخرج والبغلة والثياب، لم تنقص سوى سبعة دنانير. فأتمها إبراهيم من ماله، وأعطاني غلاماً، وخفرني بناس إلى طرابلس، فلما عبرنا على الموضع الذي أخذت فيه وجدت السبعة فوارس على الخشب، والكلاب تأكل من أقدامهم.
وقيل: إنه جاءه قوم برجل، في يده سكين، وثيابه ملطخة بالدماء، فقال: ما لهذا؟ قالوا: أبونا خرج لصلاة الصبح، فوجد في الطريق مذبوحاً، وهذا قائم عنده هكذا. فقال: أقتلت؟ قال: نعم. قال: اذهبوا به فاقتلوه. وقال: إن اخترتم أن أؤدي عنه الدية، وأوليكم شيئاً فعلت. قالوا: ما نريد إلا القصاص. فراحوا به، فلما هموا بقتله برز رجل من الحلق وقال: والله ما هذا قتله، وأنا قتلته. فرجعوا به، فأقر عند الأمير، فقال لذاك: وما الذي ألجأك إلى الإقرار؟ قال: أصلح الله الأمير، عبرت فوجدت أبوهم يضطرب والسكين في نحره، فخطر لي أنني إن أزلت السكين من نحره ربما سلم. فأزلتها فمات والسكين في يدي، والدم على ثوبي، فرأيت الإقرار أولى من العذاب بالضرب والمثلة. فقال الأمير: وهذا أيضاً إن اخترتم أخذ الدية وأن أوليكم فعلت. قالوا: ما نريد إلا القود. ثم راحوا ليقتلوه، فبدرهم رجل من الحلقة، وقال: والله ما قتله الأول ولا الثاني، وما قتله إلا أنا. فردوا إلى الأمير، وزاد التعجب، فقال: لذاك: أقتلت؟ قال: لا والله. قال: فما أحوجك إلى الإقرار؟ قال: إني كنت في شبابي مسرفاً على نفسي، وقتلت جماعة ثم تبت ورجعت إلى الله. وكنت في غرفة لي، فأخرجت رأسي فرأيت الشيخ قد أضجعه رجل
وذبحه وهرب، فجاء ذاك وأنا أنظر، فأزال السكين، فأمسكوه، وأنا أعلم براءته، فلما قدم للقتل سمحت نفسي بالقتل، عسى أن يغفر لي ما مضى. فسأل الثالث فأقر، وأبدى أسباباً عرف بها أنه قاتله. وقال: لما رأيت هذا وهو بريء قد فدى بنفسه ذاك الأول. قلت: أنا أولى من أدى حقا وجب عليه، فقال الأمير: إن اخترتم أخذتم الدية والولاية أيضاً. قالوا: لا نفعل. فلما ذهبوا ليقتلوه ودارت الحلقة قالوا: اللهم إنا قد عفونا عنه لا لما بذله الأمير من الدية والولاية، ولكن لوجهك خالصاً.
وقيل: إن الأمير إبراهيم خرج يوماً إلى نزهة، فقدم إليه رجل قصة وقال: إجلالك أيها الأمير يمنعني أن أذكر حاجتي، وإذا في القصة: إنني عشقت جارية وتيمني حبها، فقال مولاها: لا نبيعها بأقل من خمسين دينارا، فنظرت في كل ما أملكه فإذا هو ثلاثون ديناراً، فإن رأى الأمير النظر في أمري. فأطلق له مائة دينار. فسمع به آخر، فتعرض له الآخر وقال: أعز الله الأمير، إني عاشق. قال: فما الذي تجد؟ قال: حرارة ولهيباً. قال: اغمسوه في الماء مرات حتى يبرد ما بقلبه. ففعلوا به ذلك فصاح، فقال: ما فعلت الحرارة؟ قال: ذهبت والله وصار مكانها برد. فضحك وأمر له بثلاثين ديناراً.
وكان طبيبه إسحاق بن عمران الإسرائيلي بارعاً في الطب، مشهوراً، وهو صاحب أطريفل إسحاق. وكان المعتمد أنفذ إسحاق إليه من بغداد. وكان إبراهيم يجزل عطاياه. وكان إسحاق يعجب بنفسه ويسيء أدبه على إبراهيم ويقول: بعد مجالسة الخلفاء صرت إلى ما أنا فيه، فلما أكثر عليه أمر بفصده في الأكحلين من ذراعيه إلى أن كاد يهلك. ثم رق له وقال: يمكنك أن ترد رمقك؟ قال: نعم، تشد المواضع، وتعجل لي بشرائح مشوية أمتصها. ففعل وسلم. وتمادى على طباعه، فأمر بقتله، فقال: والله إن مزاجك ليقضي بأن يصيبك من الخلط السوداوي ما يعجز عنه حذاق الأطباء، ويحتاج إلي، فقتله وصلبه، فبقي حتى عشش الحداء في جوفه، وهاج بإبراهيم كما قال خلط سوداوي، فقتل فيه جماعة من إخوته وأهله وبناته. ثم أفاق وأظهر التوبة، ورد المظالم، وفرق الأموال والصدقات في سنة ثمان وثمانين فظهر فيها أبو عبد الله الشيعي، فنفذ لحربه ابنه الأحول في اثني عشر ألفاً، فالتقى هو وأبو عبد الله، فهزمه أبو عبد الله، ثم جرت بينهما حروب. ثم هزم أبو عبد الله ووصل الأحول
إلى تاهرت فحرقها، وهدم قصر أبي عبد الله، وحرق مسيلة وساق وراءه. ثم رد إلى إفريقية لما بلغه توجه أبيه إبراهيم إلى الجهاد.
ونفد إبراهيم إلى ابنه أمير صقلية يأمره بولاية ولده زيادة الله على صقلية، وأن يسير إليه، ففعل. فلما قدم عليه ولاه إفريقية، وكتب له العهد، وأحضر قاضيه عيسى بن مسكين، وكان من الصالحين، فاستشاره، فأمره برد المظالم، فكشفت الدواوين من يوم ولايته، وكل من كانت له مظلمة ردت عليه. وعزم على الحج على طريق الإسكندرية، ونودي بذلك ثم خاف لما بينه وبين أحمد بن طولون أن تسفك الدماء فعول على التوجه على جزيرة صقلية ليجمع بين الحج والجهاد، وليفتح ما بقي بها من الحصون، وخرج إلى سوسة بجيشه في أول سنة تسع وثمانين، فدخلها وعليه فرو مرقع في زي الزهاد، وأخرج المال، وأعطى الفارس عشرين ديناراً، والراجل عشرة دنانير. ووصلت الأسطول طرابلس، واجتمعت العساكر وفيهم ولده أبو الليث، وولد ولده أبو مضر بن أبي العباس، وأخوه معد. وافتتح حصونا ثم نزل على طبرمين وافتتحها عنوة. ثم لحقه زلق الأمعاء، وأخذه فواق، فمات رحمه الله في تاسع عشر ذي القعدة سنة تسع وثمانين، فرجع الجيش به إلى صقلية، فدفن بها في قبة. وقام بالأمر بعده أبو العباس عبد الله بن إبراهيم بن أحمد المتوفى سنة تسعين.
107 -
إبراهيم بن أحمد بن عمر الوكيعي الفرضي الضرير
.
سمع: شيبان بن فروخ، وأباه أحمد بن عمر الوكيعي، وعبيد الله بن معاذ، وطائفة.
ولم يكن ببغداد في زمانه أعلم بالفرائض منه. روى عنه: أبو سهل بن زياد، وابن قانع، والطبراني، وجماعة. ومات سنة تسع وثمانين.
وثقه الدارقطني.
108 -
إبراهيم بن أحمد بن مروان الواسطي
.
حدث ببغداد عن: هدبة بن خالد، وجبارة بن المغلس، وجماعة. وعنه: عبد الصمد الطستي، وعثمان بن بشر السقطي. وحدث في سنة خمس وثمانين.
قال الدارقطني: ليس بالقوي.
109 -
إبراهيم بن إسحاق بن إبراهيم الثقفي
، مولاهم أبو إسحاق السراج، أخو الحافظ أبي العباس، وإسماعيل.
وهو نيسابوري نزل بغداد، وحدث عن: يحيى بن يحيى، ويزيد بن صالح الفراء، وأحمد بن حنبل، ويحيى الحماني، وطائفة. وعنه أخوه أبو العباس، وأحمد ابن المنادي، وأبو سهل القطان، وأبو بكر الشافعي، وآخرون.
وكان أحمد بن حنبل يأنس به ويفطر عنده وينبسط في منزله.
وثقه الدارقطني.
وتوفي سنة ثلاث وثمانين، وهو معدود في أصحاب الإمام أحمد.
110 -
إبراهيم بن إسحاق بن إبراهيم بن بشير
، أبو إسحاق الحربي الفقيه الحافظ، أحد الأعلام.
ولد سنة ثمان وتسعين ومائة. وطلب العلم سنة بضع عشرة فسمع هوذة بن خليفة، وأبا نعيم، وعمرو بن مرزوق، وعبد الله بن صالح العجلي، وعاصم بن علي، وعفان، وأبا عمر الحوضي، وأبا سلمة التبوذكي، ومسدد بن مسرهد، وأبا عبيد القاسم بن سلام، وشعيب بن محرز. وتفقه على الإمام أحمد وحمل عنه الكثير، وكان من نجباء أصحابه.
روى عنه: ابن صاعد، وعثمان ابن السماك، وأبو بكر النجاد، وأبو بكر الشافعي، وعمر بن جعفر الختلي، وعبد الرحمن بن العباس المخلص، وخلق آخرهم موتاً أبو بكر القطيعي.
قال الخطيب: كان إماماً في العلم، رأساً في الزهد، عارفاً بالفقه، بصيراً بالأحكام، حافظاً للحديث، مميزاً لعلله، قيماً بالأدب، جماعة للغة. صنف غريب الحديث وكتباً كثيرة، أصله من مرو.
وقال القفطي في تاريخ النحاة: كان رأساً في الزهد، عارفاً بالمذاهب، بصيراً بالحديث حافظاً له، له في اللغة كتاب غريب الحديث،
وهو من أنفس الكتب وأكبرها في هذا النوع.
وقال ابن جهضم، وهو ضعيف: حدثنا الخلدي، قال: حدثنا أحمد بن عبد الله بن ماهان قال: سمعت إبراهيم بن إسحاق يقول: أجمع عقلاء كل أمة أنه من لم يجر مع القدر لم يتهنأ بعيشه.
وكان يقول: قميصي أنظف قميص، وإزاري أوسخ إزار. ما حدثت نفسي أنهما يستويان قط، وفرد عقبي صحيح والآخر مقطوع، ولا أحدث نفسي أني أصلحها، ولا شكوت إلى أهلي وأقاربي حمى أجدها. لا يغم الرجل نفسه وعياله، ولي عشر سنين أبصر بفرد عين ما أخبرت به أحداً. وأفنيت من عمري ثلاثين سنة برغيفين، إن جاءتني بهما أمي أو أختي، وإلا بقيت جائعاً إلى الليلة الثانية. وأفنيت ثلاثين سنة برغيف في اليوم والليلة، إن جاءتني امرأتي أو بناتي به، وإلا بقيت جائعاً، والآن آكل نصف رغيف وأربع عشرة تمرة. وقام إفطاري في رمضان هذا بدرهم ودانقين ونصف.
وقال أبو القاسم بن بكير: سمعت إبراهيم الحربي يقول: ما كنا نعرف من هذه الأطبخة شيئاً، كنت أجيء من عشي إلى عشي، وقد هيأت لي أمي باذنجانة مشوية، أو لعقة بن، أو باقة فجل.
وقال أبو عمر الزاهد: سمعت ثعلب يقول غير مرة: ما فقدت إبراهيم الحربي من مجلس لغة أو نحو من خمسين سنة.
قال الخطيب: أخبرنا محمد بن جعفر بن علان قال: أخبرنا عيسى بن محمد بن أحمد بن عمر بن عبد الملك بن عبد العزيز بن جريج الطوماري قال: جئت إلى إبراهيم الحربي وقد فاتني حديث، فأخذته وجئت به إليه، فقلت: فاتني هذا. قال: ضعه على رأسك. ففعلت، وكان إلى جنبه محمد بن خلف وكيع، فقال له: يا سيدي، هذا من ولد ابن جريج. فأدناني ثم قال: حدثنا أحمد بن منصور، قال: حدثنا عفان، ثم قال لوكيع: لو قلت لك: حدثنا عفان من أين كنت تعلم؟ فقال رجل: يا أبا إسحاق، لو قلت فيما لم تسمع: سمعت، ما حول الله هذه الوجوه إليك.
قال محمد بن أيوب العكبري: سمعت الحربي يقول: ما تروحت ولا روحت قط، ولا أكلت من شيء في يوم مرتين.
قال أبو الحسين بن سمعون: قال أحمد بن سليمان القطيعي: أضقت إضاقة، فأتيت إبراهيم الحربي لأبثه، فقال لي: لا يضيق صدرك، فإن الله من وراء المعونة، فإني أضقت مرة حتى انتهى أمري إلى الإضاقة إلى أن عدم عيالي قوتهم، فقالت الزوجة: هب أني وإياك نصبر، فكيف بالصبيين؟ هات شيئًا من كتبك نبيعه أو نرهنه، فضننت بذلك، وقلت: أقترض غدًا. فلما كان الليل دق الباب، فقلت: من ذا؟ قال: رجل من الجيران، أطفئ السراج حتى أدخل. فكببت شيئًا على السراج، فدخل وترك شيئًا، فقام فإذا هو منديل فيه أنواع من المآكل، وكاغد فيه خمسمائة درهم، فأنبهنا الصغار وأكلوا. ثم من الغد، إذا جمال يقود جملين، عليهما حملان ورقا، وهو يسأل عن منزلي، فقال: هذان الجملان أنفذها لك رجل من خراسان، واستحلفني أن لا أقول من هو.
قلت: إسنادها فيه انقطاع.
قال الحسين بن فهم: لا ترى عيناك مثل الحربي، إمام الدنيا. لقد رأيت وجالست العلماء، فما رأيت رجلًا أكمل منه.
وقال الحاكم: سمعت محمد بن صالح القاضي يقول: لا نعلم أن بغداد أخرجت مثل إبراهيم الحربي في الأدب، والفقه، والحديث، والزهد.
قلت: يريد اجتماع الأربعة علوم.
وقال أبو أيوب سليمان بن الخليل: سمعت الحربي يقول: في غريب الحديث ثلاثة وخمسون حديثًا ليس لها أصل.
قال الدارقطني: أبو إسحاق الحربي إمام مصنف، عالم بكل شيء، بارع في كل علم، صدوق.
وقال عبد الله بن أحمد بن حنبل: كان يقول لي أبي: امض إلى إبراهيم الحربي حتى يلقي عليك الفرائض.
وقال أبو بكر الشافعي: سمعت إبراهيم الحربي يقول: عندي عن علي ابن المديني قمطر، ولا أحدث عنه بشيء لأني رأيته المغرب وبيده نعله
مبادرًا، فقلت: إلى أين؟ فقال: ألحق الصلاة مع أبي عبد الله. قلت: من أبو عبد الله؟ قال: ابن أبي دؤاد.
وقال أبو الحسن العتكي: سمعت إبراهيم الحربي يقول لجماعة عنده: من تعدون الغريب في زماننا؟ فقال واحد: الغريب من نأى عن وطنه. وقال آخر: الغريب من فارق أحبابه. وقال كل واحد شيئًا، فقال: الغريب في زماننا رجل صالح عاش بين قوم صالحين، إن أمر بالمعروف آزروه، وإن نهى عن المنكر أعانوه، وإن احتاج إلى سبب من الدنيا مانوه، ثم ماتوا وتركوه.
وقال أبو الفضل الزهري، عن أبيه، عن الحربي، قال: ما أنشدت بيتًا قط، إلا قرأت بعده: قل هو الله أحد ثلاث مرات.
قال السلمي: سألت الدارقطني عن إبراهيم الحربي، فقال: كان يقاس بأحمد بن حنبل في زهده وعلمه وورعه.
وقال غيره: سير المعتضد إلى إبراهيم الحربي عشرة آلاف، فردها، فقيل له: فرقها. فأبى. ثم لما مرض سير إليه المعتضد ألف دينار، فلم يقبلها. فخاصمته ابنته فقال: أتخشين إذا مت الفقر؟ قالت: نعم. قال في تلك الزاوية اثنا عشر ألف جزء حديثية ولغوية وغير ذلك، كتبتها بخطي، فبيعى منها كل يوم جزءًا بدرهم وأنفقيه.
توفي لسبع بقين من ذي الحجة سنة خمس وثمانين، وصلى عليه يوسف القاضي، وكانت جنازته مشهودة.
111 -
إبراهيم بن إسماعيل البغدادي السوطي
.
عن عفان. وعنه عبد الله بن إسحاق الخراساني، وأحمد بن عثمان الأدمي.
توفي سنة اثنتين وثمانين
وهو موثق.
112 -
إبراهيم بن إسماعيل، أبو إسحاق الطوسي العنبري
الحافظ الزاهد.
ذكره الحاكم فقال: محدث عصره بطوس، وأزهدهم بعد محمد بن أسلم، وأخصهم بصحبة محمد، وأكثرهم رحلة في الحديث.
سمع يحيى بن يحيى، وإسحاق بن راهويه، وعلي بن حجر، ومحمد بن عمرو زنيج، وعبد الله القواريري، وهشام بن عمار، وقتيبة بن سعيد، وإبراهيم بن يوسف، وأبا مصعب، وحرملة بن يحيى، وخلقًا كثيرًا.
قلت: سمع بخراسان، والعراق، والشام، والحجاز، ومصر، والجزيرة. روى عنه أبو النضر الفقيه، وأبو الحسن بن زهير، ومحمد بن صالح بن هانئ، وجماعة.
قال أبو نضر: كتبت عنه مسنده بخطي في مائتين وبضعة عشر جزءًا.
قلت: هذا المسند يقرب من مسند الإمام أحمد في الحجم. وقد ذكر هذا الرجل كمال الدين في تاريخ حلب أيضًا، ولا أعلم متى توفي.
113 -
إبراهيم بن الحسين، أبو إسحاق بن ديزيل الكسائي
الهمذاني الحافظ.
يلقب بدابة عفان، للزومه له، ويعرف بسيفنة، وهو اسم طائر بمصر، لا يقع على شجرة إلا أكل ورقها حتى يعريها، وكذلك كان إبراهيم إذا قدم على شيخ لم يفارقه حتى يكتب جميع حديثه، فشبهوه به.
سمع بالحجاز، والشام، ومصر، والعراق، والجبال؛ فسمع: أبا مسهر، وأبا اليمان، وعلي بن عياش، وآدم بن أبي إياس بالشام، وأبا نعيم، وعفان، ومسلم بن إبراهيم، وسليمان بن حرب بالعراق، ونعيم بن حماد، وأصبغ بن الفرج، وطبقتهما بمصر. وإسماعيل بن أبي أويس، وعيسى بن مينا قالون بالحجاز. وعنه أبو عوانة، وأحمد بن صالح البروجردي، وعمر بن حفص المستملي، وأحمد بن هارون البرديجي، وعبد السلام بن عبديل، وعلي بن حماد النيسابوري، وأحمد بن مروان الدينوري، وعلي بن إبراهيم بن سلمة القطان، وعبد الرحمن بن حمدان الجلاب، ومحمد بن عبد الله بن برزة الروذراوري، وأحمد بن إسحاق بن نيخاب الطيبي، وخلق.
وكان يصوم يومًا ويفطر يومًا، رحمه الله.
سئل الحاكم أبو عبد الله عنه، فقال: ثقة مأمون.
وقال ابن خراش: صدوق اللهجة.
وعن إبراهيم بن ديزيل، قال: إذا كان كتابي بيدي، وأحمد بن حنبل عن يميني، ويحيى بن معين عن يساري، ما أبالي؛ يعني لضبطه وجودة كتبه.
وقال صالح بن أحمد الحافظ: سمعت أبي يقول: سمعت علي بن عيسى يقول: إن الإسناد الذي يأتي به إبراهيم لو كان فيه أن لا يؤكل الخبز لوجب أن لا يؤكل، لصحة إسناده.
وقال الحاكم: بلغني أنه قال: كتبت حديث أبي جمرة، عن ابن عياش، عن عفان، وسمعته منه أربعمائة مرة.
وقال القاسم بن أبي صالح: سمعت إبراهيم بن ديزيل يقول: قال لي يحيى بن معين: حدثني بنسخة الليث، عن ابن عجلان، فإنها فاتتني على أبي صالح. فقلت: ليس هذا وقته. قال: متى يكون؟ قلت: إذا مت.
وقال القاسم بن أبي صالح: جاء أيام الحج أبو بكر محمد بن الفضل القسطاني، وحريش بن أحمد إلى إبراهيم بن الحسين، فسألاه عن حديث الإفك، رواية الفروي، عن مالك. فحانت منه التفاتة، فقال له الزعفراني: يا أبا إسحاق تحدث الزنادقة؟ وقال: ومن الزنديق؟ قال: هذا، إن أبا حاتم لا يحدث حتى يمتحن. فقال: أبو حاتم عندنا أمير المؤمنين في الحديث، والامتحان دين الخوارج. من حضر مجلسي فكان من أهل السنة، سمع ما تقر به عينه؛ ومن كان من أهل البدعة يسمع ما يسخن الله به عينه. فقاما، ولم يسمعا.
وقد طول شيرويه الحافظ ترجمة ابن ديزيل وروى فيها بلا إسناد أنه قال: كتبت في بعض الليالي، فجلست كثيرًا، وكتبت ما لا أحصيه حتى عييت، ثم خرجت أتأمل السماء، وكان أول الليل، فعدت إلى بيتي، وكتبت أيضًا حتى عييت، ثم خرجت، فإذا الوقت آخر الليل. فأتممت حزبي وصليت الصبح، ثم حضرت عند تاجر يكتب حسابًا له، فورخه يوم السبت، فقلت: سبحان الله أليس اليوم الجمعة؟ فضحك وقال: لعلك لم تحضر أمس الجامع. قال: فراجعت نفسي، فإذا أنا قد كتبت لليلتين ويومًا.
وقال الخليلي في شيوخ ابن سلمة القطان: كان يسمى سيفنة، لكثرة ما يكون في كمه من الحديث. قال: كان يكون في كمي خمسون جزءًا، في كل جزء ألف حديث. إلى أن قال: وهو مشهور بالمعرفة بهذا الشأن. مات سنة سبع وسبعين ومائتين هكذا قال فوهم.
وجاء عن عبد الله بن وهب الدينوري، قال: كنا نذاكر إبراهيم بن الحسين فيذاكرنا بالقمطر، نذكر حديثًا واحدًا، فيقول: عندي منه قمطر، يعني طرقه وعلله واختلاف ألفاظه.
قال علي بن الحسين الفلكي: توفي في آخر شعبان سنة إحدى وثمانين.
114 -
إبراهيم بن سعدان المديني الأصبهاني الكاتب
، أبو سعيد.
آخر أصحاب بكر بن بكار وفاة.
صدوق مشهور. روى عنه أحمد بن بندار، ومحمد بن إسحاق بن أيوب، وأبو الشيخ، وآخرون.
توفي سنة أربع وثمانين ومائتين
115 -
إبراهيم بن صالح الشيرازي
.
حدث بمكة عن حجاج بن نصير الفساطيطي. وعنه الطبراني.
116 -
إبراهيم بن عبد السلام
، أبو إسحاق البغدادي الوشاء، نزيل مصر.
سمع أحمد بن عبدة، وأبا كريب محمد بن العلاء. وعنه أبو بكر الشافعي، والطبراني. وتوفي سنة اثنتين وثمانين.
ضعفه الدارقطني.
117 -
إبراهيم بن عبد العزيز بن صالح الصالحي
.
عن أبي سعيد الأشج، وغيره. وعنه محمد بن مخلد، وعبد الصمد الطستي.
توفي سنة أربع وثمانين.
وثقوه.
118 -
إبراهيم بن فهد بن حكيم البصري الساجي
.
عن عثمان بن الهيثم، وقره بن حبيب، وأبي الوليد الطيالسي، وأبو سلمة التبوذكي، وطائفة. وعنه أحمد بن إبراهيم بن يوسف الأصبهاني، وعصمه البخاري، وطائفة.
خرجه ابن عدي.
توفي سنة اثنتين وثمانين.
119 -
إبراهيم بن قاسم بن هلال
، أبو إسحاق القيسي الأندلسي القرطبي.
سمع أباه، وسحنون بن سعيد، وغير واحد.
وكان فقيهًا عابدًا؛ روى عنه أحمد بن خالد بن الجباب، وغيره.
توفي سنة اثنتين وثمانين أيضًا.
قال ابن يونس: روى عن يحيى بن يحيى.
120 -
إبراهيم بن محمد بن سلمة بن أبي فاطمة المرادي
، أبو إسحاق ابن المحدث أبي عبد الله المصري.
سمع عبد الله بن يوسف التنيسي، والنضر بن عبد الجبار المرادي. وحدث.
توفي في رمضان سنة أربع وثمانين.
121 -
إبراهيم بن محمد بن برة الصنعاني
.
عن عبد الرزاق. وهو أحد الأربعة الذين أدركهم الطبراني من أصحاب عبد الرزاق.
توفي سنة ست وثمانين.
122 -
إبراهيم بن محمد بن الهيثم
، أبو القاسم القطيعي.
عن منصور بن أبي مزاحم، وعمرو الناقد، وعدة. وعنه المحاملي، والطستي، وإسماعيل الخطبي.
وثقه الدارقطني.
123 -
إبراهيم بن محمد بن بكار بن الريان البغدادي
.
عن أبيه. وعنه الطبراني.
124 -
إبراهيم بن محمد بن إسماعيل
، أبو إسحاق المسمعي البصري.
عن مسلم بن إبراهيم، وعمرو بن مرزوق. وعنه عبد الصمد الطستي، وأبو بكر الشافعي.
ضعفه الدارقطني.
125 -
إبراهيم بن محمد بن سعيد بن هلال بن عاصم بن سعيد بن مسعود الثقفي الكوفي
.
من رؤوس الشيعة، صاحب تصانيف. وجده عاصم هو ابن عم المختار بن أبي عبيد، ذاك الكذاب، ووالده سعيد، قيل له صحبة، وولي المدائن للإمام علي.
سكن صاحب الترجمة أصبهان، ويكنى أبا إسحاق. بث الرفض، وطلبه أهل قم ليأخذوا عنه، فامتنع.
توفي سنة ثلاث وثمانين.
ألف المغازي، وخبر السقيفة، وكتاب الردة، ومقتل عثمان، وكتاب الشورى، وكتاب الجمل وصفين والحكمين، وسيرة علي، وكتاب المصرع، وكتاب الجامع الكبير في الفقه، وكتاب الإمامة، وكتاب أخبار عمر، وكتاب التفسير، وأشياء كثيرة.
روى عنه أحمد بن الأسود، وجماعة.
126 -
إبراهيم بن محمد بن عبد الله بن سويد، أبو إسحاق الشبامي، وشبام على مرحلة من صنعاء اليمن.
ولد سنة تسعين ومائة. وسمع من عبد الرزاق. وعنه محمد بن محمد بن حمزة البغدادي، وأبو القاسم الطبراني.
توفي سنة ست وثمانين، وله ست وتسعون سنة.
127 -
إبراهيم بن نصر، أبو إسحاق بن أبرول
الجهني القرطبي، ثم السرقسطي الحافظ.
رحل في الحديث، وسمع أبا الطاهر بن السرح، والحارث بن مسكين، ومحمد بن بشار بندار، ويونس بن عبد الأعلى، وخلقًا من هذه الطبقة. وكان عالمًا بالحديث وعلله. روى عنه ثابت بن حزم، وغيره.
وتوفي سنة سبع وثمانين.
128 -
إدريس بن جعفر بن يزيد
، أبو محمد العطار.
حدث عن يزيد بن هارون، وأبي بدر شجاع بن الوليد، وروح بن عبادة، وغيرهم. وعنه عثمان ابن السماك، وجعفر بن محمد بن الحكم، وإسماعيل الخطبي، والطبراني، وغيرهم.
قال الخطيب: حدث عن أبي بدر خمسة أحاديث، ولا يعرف أصحابنا البغداديون لإدريس شيئًا مسندًا سوى هذه الأحاديث. وقد روى عنه الطبراني أحاديث عدة. قال: وروى شعبة بن الفضل التغلبي عن إدريس حديثًا بمصر.
وقال الخطبي: سألته عن سنه، فقال: مائة وست سنين.
وقال الدارقطني: متروك.
قلت: سمع منه الطبراني في سنة سبع أو ثمان وثمانين.
129 -
إدريس بن يزيد
، أبو سليمان اللخمي النابلسي الضرير الشاعر.
روى عن أحمد بن عبد العزيز الواسطي، عن عبد الرزاق خبرًا موضوعًا رواه أبو عمر بن مهدي، عن إسماعيل الصفار، عنه. وقد روى عنه ابن المرزبان، والصولي، وعمر بن الحسن الأشناني القاضي، والحسين الكوكبي، وغيرهم.
وقال الأشناني: أنشدنا أبو سليمان الضرير:
إذا كملت للمرء ستون حجة فلم يحظ من الستين إلا بسدسها ألم تر أن النصف لليل حاصل وتذهب أيام المقيل بخمسها وتأخذ ساعات الهموم بحصة وساعات أوجاع تميت بحسها فحاصل ما تبقى له سدس عمره إذا ما صدقت النفس عن حكم حدسها قال المرزباني: توفي بعد الثمانين ومائتين.
130 -
أزهر بن رستة
، أبو عبد الله الأصبهاني.
سمع محمد بن بكير، وسهل بن عثمان، وسعدويه الأصبهاني. وعنه أبو الشيخ، وعبد الرحمن بن محمد بن سياه.
توفي سنة ست وثمانين.
131 -
أسباط بن محمد بن عبيد بن أسباط بن محمد القرشي الكوفي
.
من أولاد الشيوخ. روى عن أبي هشام الرفاعي، وغيره. ومات سنة إحدى وثمانين.
132 -
إسحاق بن إبراهيم بن محمد بن خازم بن سنين الختلي
، أبو القاسم، نزيل بغداد.
عن علي بن الجعد، وأبي نصر التمار، وكامل بن طلحة، وهشام بن عمار، وداود بن عمرو الضبي، وخلق كثير بالشام، والعراق، والجزيرة. وعنه أبو جعفر بن البختري، وأبو سهل القطان، وأبو عمرو الدقاق، وأبو بكر الشافعي.
قال الدارقطني: ليس بالقوي.
قلت: توفي في شوال سنة ثلاث وثمانين، وقد بلغ ثمانين سنة.
وقع لنا من تأليفه كتاب الديباج في جزءين.
133 -
إسحاق بن إبراهيم البغدادي
، أبو القاسم ابن الجبلي، وجبل من سواد العراق.
سمع منصور بن أبي مزاحم، وطبقته.
قال الخطيب: ولم يحدث إلا بشيء يسير، وكان يوصف بالحفظ. روى عنه أبو سهل بن زياد.
قال ابن المنادي: أبو القاسم ابن الجبلي كان في أكثر عمره بالجانب الشرقي، وكان بوجهه ويديه وضح، وكان يفتي الناس بالحديث، ويذاكر ويسأل ولا يحدث إلى أن مات. قال: وكان موته لثمان بقين من ربيع الآخر سنة إحدى وثمانين، وصلى عليه إبراهيم الحربي.
قلت: عاش سبعين سنة، وروى له الخطيب حديثًا.
134 -
إسحاق بن إبراهيم الفرغاني
، ولقبه: جيش.
حدث سنة تسع وثمانين ومائتين بدمشق. عن محمد بن آدم المصيصي، وعبد الرحمن بن محمد بن سلام. وعنه أحمد بن محمد بن عمارة، وغيره.
135 -
إسحاق بن إبراهيم بن عباد
، أبو يعقوب الدبري اليماني الصنعاني.
سمع مصنفات عبد الرزاق سنة عشرة منه باعتناء والده إبراهيم، وكان صحيح السماع. ومولده على ما ذكر الخليلي سنة خمس وتسعين ومائة. روى عنه أبو عوانة في صحيحه، وخيثمة الأطرابلسي، ومحمد بن عبد الله البغوي، ومحمد بن محمد بن حمزة، وأبو القاسم الطبراني، وجماعة.
وتوفي سنة خمس وثمانين بصنعاء.
قال ابن عدي: استصغر في عبد الرزاق، أحضره أبوه عنده وهو صغير جدًا، فكان يقول: قرأنا على عبد الرزاق، قرأ غيره؛ وحدث عنه بأحاديث منكرة.
قلت: ساق له حديثًا واحدًا من طريق ابن أنعم الإفريقي يحتمل مثله، فأين الأحاديث الذي ادعى أنها له مناكير. والدبري صدوق محتج به في الصحيح، سمع كتبًا، فأداها كما سمعها.
وقال الحاكم: سألت الدارقطني عن الدبري أيدخل في الصحيح؟ قال: إي والله، هو صدوق، ما رأيت فيه خلافًا.
• - إسحاق بن إبراهيم بن يزيد بن أبي عمران الإسفراييني الحافظ الفقيه، أبو يعقوب، والد الحافظ أبي عوانة.
سيأتي عن قريب.
136 -
إسحاق بن إسماعيل
، أبو يعقوب الرملي النحاس.
دخل أصبهان، وحدث بها بأحاديث من حفظه عن آدم بن أبي إياس، فأخطأ في بعضها، وعن محمد بن رمح. وكان يخضب شيبه. روى عنه أبو الشيخ، وأخوه عبد الرحمن بن محمد بن جعفر بن حيان، وأحمد بن بندار، وأبو أحمد العسال، وجماعة.
قال النسائي: صالح.
وقال مرة: كتبت عنه، ولا أدري ما هو.
قلت: ورخوا موته سنة ثمان وثمانين.
137 -
إسحاق بن الحسن بن ميمون الحربي
.
سمع هوذة بن خليفة، وعفان، وأبا نعيم، وأبا حذيفة النهدي، والحسين بن محمد المروذي، والقعنبي، وموسى بن داود الضبي، وجماعة. وعنه محمد بن مخلد، وأبو بكر النجاد، وأبو سهل القطان، وأبو علي ابن الصواف، وأبو بكر القطيعي، وخلق سواهم.
وقد سئل عنه إبراهيم الحربي: هل سمع من حسين المروذي؟ فقال: هو
أكبر مني بثلاث سنين، وأنا قد لقيت حسينًا لا يلقاه هو؟! لو أن الكذب حلال ما كذب إسحاق.
وقال عبد الله بن أحمد: ثقة.
وقال الدارقطني: قال لنا أبو بكر الشافعي: سئل إبراهيم الحربي، عن إسحاق بن الحسن، فقال: هو ينبغي أن يسأل عني.
توفي في شوال سنة أربع وثمانين.
138 -
إسحاق بن حميد المروزي
، ثم البغدادي.
قال الخطيب: حدث عن عفان أحاديث مستقيمة. روى عنه عبد الصمد الطستي، وأبو بكر الشافعي.
139 -
إسحاق بن مأمون بن إسحاق الطالقاني
، أبو سهل.
سكن بغداد، وحدث عن سعيد بن يعقوب الطالقاني، وإسحاق الكوسج. وعنه محمد بن مخلد، وعبد الصمد الطستي، وغيرهما؛ كتبوا عنه كتاب الشافعي، عن الربيع، عنه. وكان كثير الكتب.
مات سنة خمس وثمانين.
140 -
إسحاق بن محمد بن معمر
، أبو يعقوب السدوسي البصري.
توفي بمصر في ذي الحجة سنة أربع وثمانين.
• - إسحاق بن محمد بن أبان النخعي الأحمر الزنديق الاتحادي.
قد تقدم.
141 -
إسحاق بن أبي عمران الإسفراييني الفقيه
.
هو إسحاق بن موسى بن عمران، أبو يعقوب الشافعي صاحب المزني.
تفقه على أبي إبراهيم المزني. وسمع المبسوط من الربيع. وسمع من قتيبة، وإسحاق، وعلي بن حجر، وإبراهيم بن يوسف البلخي، ومحمد بن بكار بن الريان، وجبارة بن المغلس، ومنصور بن أبي مزاحم، وأبي مصعب،
وهشام بن عمار، وخلق كثير بالشام، والعراق، ومصر. وعنه مؤمل بن الحسن، وأبو عوانة، ومحمد بن عبدك، ومحمد بن الأخرم، وجماعة.
وكان من كبار الأئمة في الفقه والحديث.
توفي بإسفرايين في رمضان سنة أربع وثمانين.
قلت: هو والد الحافظ أبي عوانة يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم بن يزيد فيما أرى، أظن أن الحاكم وهم في تسمية أبيه موسى بن عمران. وقد ذكر أن أبا عوانة روى عنه، وما بين أنه ولده. وما ذكر في تاريخه ترجمة أخرى لوالد أبي عوانة. وقد رأيت أنا في صحيح أبي عوانة روايته عن أبيه في أماكن، عن علي بن حجر، وابن راهويه، وأبي مروان العثماني. وما ظفرت له برواية عن
إسحاق بن أبي عمران
، فهو آخر، فهو أبوه، والله أعلم.
142 -
إسحاق بن أبي عمران، أبو يعقوب اليحمدي الإستراباذي.
هو إسحاق بن موسى بن عبد الرحمن بن عبيد الشافعي الفقيه أيضًا.
سمع قتيبة، وابن راهويه، وهشام بن عمار، وحرملة، وطبقتهم بخراسان، ومصر، والشام، والعراق. روى عنه أبو نعيم بن عدي، ووالد عبد الله بن عدي القطان.
ذكره حمزة في تاريخ جرجان.
143 -
إسماعيل بن أحمد بن أسيد الثقفي الأصبهاني الحافظ
.
له مسند وتفسير. يروي عن إسماعيل بن موسى الفزاري، وأبي كريب، ومحمد بن عاصم، وطبقتهم. وله رحلة أكثر فيها عن العراقيين. روى عنه عبد الله بن الحسن بن بندار، وغيره.
توفي سنة اثنتين وثمانين.
144 -
إسماعيل بن إسحاق بن إسماعيل بن حماد بن زيد بن درهم
، القاضي أبو إسحاق الأزدي، مولاهم، البصري المالكي قاضي بغداد، وشيخ مالكية العراق وعالمهم.
ولد سنة تسع وتسعين ومائة. وسمع من محمد بن عبد الله الأنصاري، وعبد الله بن رجاء، ومسلم بن إبراهيم، والقعنبي، وحجاج بن منهال، ومسدد بن مسرهد، وإسماعيل بن أبي أويس، وقالون المقرئ، وخلق. وتفقه علي أحمد بن المعدل الفقيه، وأخذ العلل وصناعة الحديث عن علي ابن المديني، وبرع في هذين العلمين.
روى عنه أبو القاسم البغوي، وإسماعيل الصفار، وأبو بكر النجاد، وأبو بكر الشافعي، والحسن بن محمد بن كيسان، وأبو بحر محمد بن الحسن بن كوثر البربهاري، وطائفة سواهم.
ومن جلالته أن النسائي روى في كتاب الكنى عن رجل، عنه، فقال: حدثنا إبراهيم بن موسى، قال: حدثنا إسماعيل بن إسحاق، قال: حدثنا علي ابن المديني، فذكر كنيته.
قال أبو سهل القطان: حدثنا يوسف بن يعقوب القاضي، قال: خرج توقيع أمير المؤمنين المعتضد إلى وزيره: استوص بالشيخين الخيرين الفاضلين: إسماعيل بن إسحاق، وموسى بن إسحاق، فإنهما ممن إذا أراد الله بأهل الأرض عذابًا صرف عنهم بدعائهما.
وتفقه عليه خلق.
قال الخطيب: كان عالمًا متقنًا فقيهًا على مذهب مالك، شرح المذهب واحتج له، وصنف المسند، وصنف في علوم القرآن، وجمع حديث أيوب، وحديث مالك.
قلت: وصنف موطأ، وصنف كتابًا في الرد على محمد بن الحسن نحو مائتي جزء لم يتم.
قال الخطيب: واستوطن بغداد، وولي قضاءها إلى أن توفي، وتقدم حتى صار علمًا، ونشر مذهب مالك بالعراق ما لم يكن في وقت من الأوقات. وله كتاب أحكام القرآن لم يسبق إلى مثله، وكتاب معاني القرآن وكتاب القراءآت.
قال أبو بكر بن مجاهد: سمعت المبرد يقول: إسماعيل القاضي أعلم مني بالتصريف.
وعن إسماعيل القاضي، قال: أتيت يحيى بن أكثم وعنده قوم يتناظرون وهم يقولون: قال أهل المدينة، فلما رآني مقبلًا قال: قد جاءت المدينة. وقال نفطويه في تاريخه: كان إسماعيل كاتب محمد بن عبد الله بن طاهر فحدثني، قال: قال لي محمد: أخبرني عن هذين الحديثين: أنت مني بمنزلة هارون من موسى، ومن كنت مولاه فعلي مولاه، كيف إسنادهما؟ فقلت: الأول أصح، والآخر دونه. قال نفطويه: فقلت لإسماعيل القاضي: فيه طرق، رواه البصريون والكوفيون؟ فقال: نعم، وقد خاب وخسر من لم يكن علي مولاه. هذا لفظ إسماعيل.
قال محمد بن إسحاق النديم: دعا الناس إلى مذهب مالك، واحتج له، وهو أول من عين الشهادة ببغداد لقوم بأعيانهم، وحظر على غيرهم. وقال: إن الناس قد فسدوا، ولا سبيل إلى ضبط الشهادة إلا بهذا. فاقتصر على بعض، وزكى بعضهم بعضا.
قلت: وحديثه في الغيلانيات يقع عاليًا.
وقد ولي قضاء بغداد اثنتين وعشرين سنة، وولي قبل ذلك بمدة قضاء الجانب الشرقي سنة ست وأربعين بعد موت سوار العنبري. وكان وافر الحرمة، ظاهر الحشمة، كبير القدر.
توفي فجاءة في ذي الحجة سنة اثنتين وثمانين ومائتين، رحمه الله تعالى.
145 -
إسماعيل بن إسحاق بن إبراهيم بن مهران
، أبو محمد الثقفي النيسابوري السراج، أخو إبراهيم ومحمد.
سكن ببغداد، وحدث عن يحيى بن يحيى، وابن راهويه. وأحمد بن حنبل، وجبارة بن المغلس، وجماعة.
وكان مختصًا بالإمام أحمد. روى عنه دعلج، وأبو بكر بن إسحاق الصبغي، وابن قانع، وجماعة.
وثقه الدارقطني.
توفي سنة ست وثمانين، وقيل: توفي سنة ثلاث وتسعين ومائتين.
146 -
إسماعيل بن بكر البغدادي السكري
.
عن عمرو بن مرزوق، وخلف البزار. وعنه أبو علي الصواف، وعبد الله بن ماسي، وآخرون.
وكان صدوقًا.
147 -
إسماعيل بن عبد الله بن عمرو بن سعيد
، أبو الحسن المصري النحاس المقرئ، صاحب الأزرق.
قرأ على أبي يعقوب الأزرق، عن ورش. وتصدر بمصر للإقراء. وقرأ عليه خلق منهم: أبو جعفر أحمد بن عبد الله بن هلال الأزدي، وحمدان بن عون الخولاني، ومحمد بن عمر بن خيرون المعافري الأندلسي، وأبو الحسن بن شنبوذ، وأبو جعفر أحمد بن أسامة التجيبي، وأبو بكر أحمد بن أبي الرخاء، وأحمد بن إبراهيم الخياط. وآخر من مات من أصحابه التجيبي، وابن أبي الرخاء، شيخا خلف بن خاقان.
وكان محققًا مجودا، بصيرًا بقراءة ورش لا يتقدمه فيها أحد. روى أيضا القراءة عن عبد الصمد بن عبد الرحمن، وعبد القوي بن كمونة، وهما من أصحاب ورش. ورحل القراء إليه من البلاد، وكان يقرئ بمكتبه وبجامع مصر، وكف بصره بأخرة.
وقال ابن شنبوذ: أخبرني أنه قرأ على أبي يعقوب ختمتين.
وقال النقاش: قرأ على عبد الصمد، إلى سورة طه، وعلى ابن كمونة ختمتين.
وقال بعضهم: إنه قرأ على أبي يعقوب سبع عشرة ختمة.
148 -
إسماعيل بن الفضل البلخي
.
عن قتيبة، وإسماعيل بن عيسى العطار، وغيرهما. وعنه ابن قانع، وعبد الصمد الطستي، وأبو بكر الشافعي.
ومات سنة ست وثمانين.
قال الدارقطني: لا بأس به.
قلت: هو أخو عبد الصمد البلخي. وقد رحل إلى الشام. وسمع من: سليمان بن عبد الرحمن، وإسحاق بن الأركون، والمعافى بن سليمان.
قال ابن قانع: توفي في رجب.
149 -
إسماعيل بن قتيبة بن عبد الرحمن أبو يعقوب السلمي النيسابوري الزاهد
.
سمع يحيى بن يحيى، ويزيد بن صالح الفراء، وسعد بن يزيد الفراء، وعبد الله بن محمد المسندي.
وفي الرحلة: أحمد بن حنبل، وأبا بكر بن أبي شيبة، وزهير بن حرب، ويحيى الحماني، وخلقًا.
وقرأ المصنفات كلها على ابن أبي شيبة. وعنه إبراهيم بن أبي طالب، وأبو بكر بن خزيمة، وأبو حامد ابن الشرقي، وأبو بكر بن إسحاق الصبغي، ومحمد بن صالح بن هانئ، وطائفة.
وقال الصبغي: كان الإنسان إذا رآه يذكر السلف لسمته وزهده وورعه. وهو أول من سمعت منه. كنا نختلف إليه إلى قرية بشتنقان، فيخرج إلينا، فيقعد على حصباء النهر، والكتاب بيده، فيحدثنا وهو يبكي. وإذا قال: حدثنا يحيى بن يحيى قال: رحم الله أبا زكريا.
توفي في رجب سنة أربع وثمانين، وكانت له جنازة مشهودة، رحمه الله.
150 -
إسماعيل بن محمد بن أبي كثير أبو يعقوب الفسوي
، قاضي المدائن شيخ ثقة.
روى عن مكي بن إبراهيم. وعنه أبو سهل القطان، وأبو بكر الشافعي.
توفي سنة اثنتين وثمانين.
151 -
إسماعيل بن محمود النيسابوري سمع يحيى بن يحيى
، وعنه أبو القاسم الطبراني.
لم يذكره الحاكم.
152 -
إسماعيل بن نميل أبو علي الخلال
شيخ صدوق.
سمع أبا الوليد الطيالسي، وأحمد بن يونس اليربوعي. وعنه عبد الصمد الطستي، والطبراني.
توفي سنة ثماني وثمانين.
قال الدارقطني: ثقة: حدثنا عنه جماعة.
153 -
إسماعيل بن يحيى بن خازم أبو يعقوب السلمي النيسابوري الأعور
.
عن إسحاق بن راهويه، وعبد الأعلى النرسي، وجماعة. وعنه أبو الفضل محمد بن إبراهيم، وأبو عبد الله بن الأخرم، وجماعة.
توفي سنة تسعين ومائتين.
154 -
الأفشين بن أبي الساج
.
أمير كبير مشهور؛ كأنه مات في ربيع الأول سنة ثمان وثمانين بأذربيجان.
155 -
أنس بن السلم أبو عقيل الخولاني الأنطرسوسي
، ثم الدمشقي.
عن إبراهيم بن هشام بن يحيى الغساني، ومخلد بن مالك الحراني، ومعلل بن نفيل، ودحيم، وجماعة كبيرة من الشاميين والحرانيين، وعنه علي بن أبي العقب، وابن عدي، والطبراني، وخلق.
156 -
أنيس بن عبد الله
، أبو عمر البغدادي المقرئ النخاس، بمعجمة.
عن أبي نصر التمار، وأبي معمر الهذلي. وعنه عثمان ابن السماك، وأبو بكر الشافعي، وجماعة.
وكان موثقًا.
توفي سنة سبع وثمانين، وقيل: سنة ثمان.
157 -
بدر بن المنذر
، أبو بكر المغازلي العابد، صاحب أحمد بن حنبل.
وهو بكنيته أشهر. وقيل: اسمه أحمد.
روى عن معاوية بن عمرو الأزدي. وعنه النجاد، وأبو بكر الشافعي، وأحمد بن يوسف بن خلاد.
وكان صدوقًا قانعًا باليسير، ثقة. يعد من الأولياء، رحمة الله عليه.
توفي في جمادى الأولى سنة اثنتين وثمانين.
قال أبو نعيم: أطبقت الألسنة من الحنبلية، والمحدثين أنه كان من الأبدال، له أحوال عجيبة.
وقال أبو بكر الخلال: الحنبلي بدر كان أبو عبد الله يقدمه ويكرمه.
وكنت إذا رأيته ورأيت منزله وقعوده، شهدت له بالصبر والصلاح.
وعن أحمد بن حنبل أنه كان يتعجب من بدر ويقول: من مثل بدر؟ بدر قد ملك لسانه.
وقال أبو عبد الرحمن السلمي: قال أبو محمد الجريري: كنت عند بدر المغازلي، وكانت امرأته باعت دارًا لها بثلاثين دينارًا، فقال لها بدر: نفرق هذه الدنانير في إخواننا، ونأكل رزق يوم بيوم. ففعلت.
فقالت أتزهد أنت ونرغب نحن.
158 -
بدر، أبو الحسن الرومي الجصاص
.
عن عاصم، وعلي، وشباب العصفري. وعنه أبو بكر النقاش
، وإسماعيل الخطبي.
وكان يكون ببغداد.
159 -
بدر، مولى المعتضد بالله ومقدم جيوشه
.
وكان في حرب فارس لما توفي المعتضد، فعمل القاسم بن عبيد الله الوزير عليه وغير قلب المكتفي عليه؛ فطلبه المكتفي فتخوف وأحس.
ثم أرسل إليه أمانًا وغدر به بإشارة القاسم. ولما وصل عدل به في السفينة إلى جزيرة، وقتل صبرًا في رمضان سنة تسع وثمانين.
160 -
بشر بن موسى بن صالح
، بن شيخ ابن عميرة، أبو علي الأسدي البغدادي.
ولد سنة تسعين ومائة.
وسمع من: روح بن عبادة حديثًا واحدًا.
ومن: حفص بن عمر العدني، وهوذة بن خليفة، والأصمعي، والحسن بن موسى الأشيب، وعبد الصمد بن حسان، وعمرو بن حكام، وأبي عبد الرحمن المقرئ، وأبي نعيم، وخلق. وعنه إسماعيل الصفار، وابن نجيح، وأبو عمر الزاهد، وأبو بكر الشافعي، وأبو علي بن الصواف، وأبو بكر بن مالك القطيعي، وأبو القاسم الطبراني، وخلق.
وهو من بيت حشمة وجلالة.
قال الخطيب: كان ثقة، أمينًا، عاقلا، ركينًا.
وقال ابن المقرئ الأصبهاني: حدثنا محمد بن الحسن بن أبي خبزة قال: سمعت بشر بن موسى يقول: سمعت أبا أسامة يقول: حدثنا هشام بن عروة فلم أحفظ عنه غير هذا.
وقال إسماعيل الخطبي سمعت بشر بن موسى يقول: ذهب بي خالي حيان بن بشر الأسدي إلى يحيى بن آدم، وصليت خلف أبي عمرو الشيباني النحوي، فقرأ بسورة السجدة، فسجد.
وقال أبو بكر الخلال: كان أبو عبد الله يكرم بشر بن موسى، وكتب له إلى الحميدي إلى مكة.
وقال الدارقطني: ثقة.
وقال الخطبي: توفي لأربع بقين من ربيع الأول سنة ثمان وثمانين.
161 -
بكر بن أحمد الحبطي
.
حدث بأصبهان عن محمد بن سعيد بن سابق، وإبراهيم بن موسى الفراء، وجماعة.
توفي سنة ثمان أيضًا.
162 -
بكر بن سهل بن إسماعيل
، أبو محمد الدمياطي، مولى بني هاشم.
عن عبد الله بن يوسف التنيسي، وعبد الله بن صالح كاتب الليث، وسليمان بن أبي كريمة البيروتي، وشعيب بن يحيى، ونعيم بن حماد، ومحمد بن مخلد الرعيني، وصفوان بن صالح الدمشقي، وطائفة.
وقرأ القرآن على أصحاب ورش.
قرأ عليه: ابن شنبوذ، وزكريا بن يحيى الأندلسي.
وحمل الحروف عنه: أحمد بن يعقوب التائب، وإبراهيم بن عبد الرزاق في كتابه إليهما. وعنه أبو جعفر الطحاوي، وأبو العباس الأصم، وأحمد بن عتبة الرازي، وعلي بن محمد الواعظ، وأبو القاسم الطبراني، وأبو أحمد العسال، وطائفة.
وكان شيخًا أسمر، مربوعًا، كبير الأذنين.
ولد سنة ست وتسعين ومائة.
وقال أبو الشيخ: وكان قد جمعوا له بالرملة خمس مائة دينار ليقرأ عليه التفسير، فامتنع. وقدم بيت المقدس، فجمع له من الرملة وبيت المقدس ألف دينار، فقرأ عليهم الكتاب.
ومات في هذه السنة، أي سنة سبع وثمانين.
وقال النسائي: ضعيف.
وقال ابن يونس: توفي بدمياط في ربيع الأول، سنة تسع وثمانين وهذا أصح.
163 -
بكر بن عبد العزيز بن أبي دلف العجلي الأمير
، من بيت إمرة وتقدم، خرج على المعتضد، فلم يتم أمره، ومات
بطبرستان، وجاء الخبر، فأعطى المعتضد البشير ألف دينار.
مات سنة خمس وثمانين.
164 -
تميم بن محمد بن طمغاج
، الحافظ أبو عبد الرحمن الطوسي.
طوف وسمع: أحمد بن حنبل، وشيبان بن فروخ، وهدبة بن خالد، وعلي بن حجر، ومحمد بن رمح، وحرملة، وإسحاق بن راهويه، وسليمان بن سلمة الخبائري، وطائفة. وعنه أبو النضر الفقيه، وعلي بن حمشاذ، وأبو عبد الله بن الأخرم. وروى الحسن بن سفيان مع تقدمه في مسنده عن ولده أبي بكر، عن تميم بن محمد.
قال الحاكم: وتميم محدث ثقة، مصنف. جمع المسند الكبير على الرجال.
قلت: توفي في حدود التسعين ومائتين.
165 -
ثابت بن قرة بن مروان بن ثابت بن زكريا الحراني
، الصابئ الفيلسوف الحاسب، نزيل بغداد.
كان إليه المنتهى في علوم الأوائل، حقها وباطلها. صنف تصانيف كثيرة. وكان بارعًا في فن الهيئة والهندسة. وله عقب ببغداد على دين الصابئة.
وكان ابنه إبراهيم بن ثابت رأسًا في الطب، وأما حفيده صاحب التاريخ المشهور ثابت بن سنان بن ثابت بن قرة فكان أيضا علامة في الطب تركن النفس إلى ما يؤرخه. مات على كفره.
وأما ثابت بن قرة فأول أمره أنه كان صيرفيًا بحران ثم استصحبه محمد بن موسى بن شاكر لما انصرف من بلد الروم، لأنه رآه فصيحًا ذكيًا.
ويقال: إنه قدم على محمد بن موسى، فتعلم عنده، فوصله إلى المعتضد، وأدخله في جملة المنجمين فكان أصل ما تجدد للصابئين من الرياسة والوجاهة ببغداد.
قال ابن أبي أصيبعة: لم يكن في زمان ثابت بن قرة الحكيم من يماثله في الطب، ولا في جميع أنواع الفلسفة. وتصانيفه موصوفة بالجودة. ونال رتبة عالية إلى الغاية عند المعتضد، وأقطعه ضياعًا جليلة. وكان يجلس عنده
والوزير قائم. وله التلامذة في الطب عيسى بن أسيد النصراني المشهور.
قلت: توفي لا إلى رحمة الله سنة ثمان وثمانين ومائتين.
166 -
ثابت بن نعيم
، أبو معن الهوجي.
عن آدم بن أبي إياس، ومحمد بن أبي السري العسقلاني. وعنه أبو القاسم الطبراني.
وهوجة قرية من أعمال عسقلان.
167 -
جعفر بن أحمد بن فارس
، أبو الفضل الأصبهاني.
سمع سهل بن عثمان العسكري، وأبا مصعب الزهري، ومحمد بن حميد الرازي، وطائفة. وعنه ابنه عبد الله بن جعفر مسند أصبهان، وأبو الشيخ، وآخرون.
وكان محدثًا فاضلًا، له تصانيف.
واتفق موته بالكرج، وذلك في سنة تسع وثمانين.
168 -
جعفر بن أحمد بن أبي موسى الموصلي الحذاء
، عن الحميدي، وغسان بن الربيع، وغيرهما، وعنه يزيد بن محمد الأزدي.
وذكر يزيد أنه مات سنة سبع أو ثمان وثمانين.
169 -
جعفر بن أحمد ابن الحافظ علي ابن المديني
.
مات بالبصرة في ذي القعدة سنة اثنتين وثمانين.
170 -
جعفر بن حميد بن عبد الكريم الأنصاري الدمشقي
.
روى عن جده لأمه عمران بن أبان المزني، عن أنس رضي الله عنه. وعنه الطبراني.
171 -
جعفر بن سليمان النوفلي المدني
، عن عبد العزيز الأويسي، وعنه الطبراني.
172 -
جعفر بن محمد بن أبي عثمان أبو الفضل الطيالسي البغدادي الحافظ
.
سمع عفان، وسليمان بن حرب، ومسلم بن إبراهيم، ومحمد بن الفضل عارم، وإسحاق بن محمد الفروي، وابن معين، وخلقًا سواهم. وعنه ابن صاعد، وإسماعيل الصفار، وأبو بكر النجاد، ومحمد بن العباس بن نجيح، وأبو سهل القطان، وأبو بكر الشافعي، وآخرون.
قال الخطيب: كان ثقة ثبتًا، صعب الأخذ، حسن الحفظ.
وقال ابن المنادي: وورخه في رمضان سنة اثنتين وثمانين. كان مشهورا بالإتقان والحفظ والصدق.
173 -
جعفر بن محمد الخندقي الخباز
، كان يوصف بالحفظ.
روى عن خالد بن خداش، وسريج بن يونس. وعنه محمد بن مخلد، وعبد الله بن محمد بن ياسين.
174 -
جعفر بن محمد بن حرب العباداني
، ثم البغدادي.
عن سليمان بن حرب، وعبد السلام بن مطهر، ومحمد بن كثير العبدي، وسهل بن بكار. وعنه جعفر الخلدي، والطبراني، وآخرون.
175 -
جعفر بن محمد بن كزال أبو الفضل السمسار
.
عن عفان، وسعيد بن سليمان سعدويه، والحسن بن بشر بن سلم، ويحيى بن عبدويه، وخالد بن خداش، ويحيى الحماني، وجماعة. وعنه أبو سهل القطان، وعبد الصمد الطستي، وأبو بكر الشافعي، وجماعة.
قال الدارقطني: ليس بالقوي.
قلت: توفي في شوال سنة اثتين وثمانين.
• - جفعر بن محمد القلانسي الرملي.
عن آدم بن أبي إياس. قد مر في الطبقة الماضية.
176 -
جعفر بن محمد بن بكر البالسي
، أبو العباس.
سمع أبا جعفر النفيلي وهشام بن عمار والحكم بن موسى وعنه بن زبر والنجاد، وأحمد بن إسحاق الرازي.
177 -
جعفر بن محمد بن علي أبو القاسم البلخي المؤدب الوارق
.
سكن بغداد وحدث عن سهل بن عثمان العسكري، ومحمد بن حميد. وعنه محمد بن مخلد، وعبد الصمد الطستي.
توفي سنة ثلاث وثمانين.
178 -
جعفر بن محمد بن هاشم المؤدب عن عفان وعنه الطستي.
179 -
جعفر بن محمد بن إسحاق المصري المعروف بابن الحمار
.
عن يحيى بن بكير، وغيره.
توفي عام أربع وثمانين.
180 -
جفعر بن محمد بن عرفة أبو الفضل البغدادي المعدل
.
عن محمد بن شعبة بن جوان وعنه الطستي.
مات في آخر سنة سبع وثمانين.
181 -
جفعر بن محمد بن شريك أبو الفضل الأصبهاني
.
عن لوين، وعبد الله بن عمران، والحسين بن الفرج. وعنه أبو الشيخ، وأحمد بن بندار، وأبو أحمد العسال، وأحمد بن جعفر السمسار.
توفي سنة ثمان وثمانين.
182 -
جعفر بن محمد بن عمران بن بريق
، بالراء، أبو الفضل
المخرمي.
عن سعيد بن محمد الجرمي، وخلف بن هشام. وعنه أحمد بن كامل، والطبراني، وجماعة.
توفي سنة تسعين.
183 -
جعفر بن محمد بن اليمان المؤدب
ثقة.
يروي عن سريج بن النعمان، وأبي الوليد الطيالسي. وعنه أبو سهل القطان، وأبو بكر الشافعي.
184 -
جعفر بن محمد بن سوار أبو محمد النيسابوري
.
عن قتيبة وأبي مروان العثماني، وعبد الله بن عمر ابن الرماح، وعلي بن حجر، وأبي مصعب، وخلق. وعنه محمد بن صالح بن هانئ، وأبو الفضل محمد بن إبراهيم، ويحيى بن منصور، وأبو العباس بن حمدان، وإسماعيل بن نجيب، ومحمد بن العباس بن نجيح البغدادي.
حدث بنيسابور، وبغداد، وكان من علماء هذا الشأن.
توفي في ذي القعدة سنة ثمان وثمانين.
وقع لي حديثه عاليًا.
185 -
جعفر بن محمد الخياط صاحب أبي ثور الفقيه
.
روى عن عبد الصمد بن يزيد مردوي. وعنه أبو عمرو ابن السماك، وغيره.
186 -
جعفر بن إلياس بن صدقة المصري الكباش الجلاب
عن نعيم بن حماد، وأصبغ بن الفرج الفقيه، وعنه الطبراني.
توفي في شوال سنة اثنتين وثمانين.
187 -
جنيد بن حكيم أبو بكر الأزدي الدقاق
.
بغدادي فيه لين ما.
سمع علي ابن المديني، وعبادة بن زياد. وعنه أبو سهل القطان، ومحمد بن مخلد العطار، وأحمد بن كامل، وعلي بن حمشاذ، وأبو بكر الشافعي.
توفي سنة ثلاث وثمانين.
قال الدارقطني: ليس بالقوي.
188 -
جيش بن خمارويه بن أحمد بن طولون أبو العساكر الطولوني
.
تملك بعد قتل أبيه بدمشق: فأقام بها ستة أشهر ثم سار إلى الديار المصرية، فوثب عليه أخوه هارون فقتله، لكونه قتل عميه. وذلك في سنة ثلاث وثمانين خرج عليه الأمراء فخلعوه في جمادى الآخرة، وسجن فمات، أو قتل في السجن.
189 -
الحارث بن عبد العزيز
، أبو ليلى أمير أصبهان.
قتل في سنة أربع وثمانين، وطيف برأسه.
190 -
الحارث بن محمد بن أبي أسامة داهر
، المحدث أبو محمد التميمي البغدادي الخضيب مسند بغداد في وقته.
ولد سنة ست وثمانين ومائة. وسمع: عبد الوهاب بن عطاء، ويزيد بن هارون، وعلي بن عاصم، وسعيد بن عامر الضبعي، وعبد الله بن بكر السهمي، وهاشم بن القاسم، وكثير بن هشام، والواقدي، وروح بن عبادة، وعثمان بن عمر بن فارس، ومحمد بن عبد الله بن كناسة، وبشر بن عمر الزهراني، وأبا عاصم، وأبا بدر شجاع بن الوليد، ويحيى بن أبي بكير، وخلقًا كثيرًا. وعنه أبو جعفر الطبري، ومحمد بن مخلد، وعبد الصمد الطستي، وأبو بكر النجاد، وأبو بكر بن خلاد النصيبي، وأبو بكر الشافعي، وعبد الله بن الحسين النضري المروزي، وخلق.
قال الدارقطني: صدوق.
وذكره ابن حبان في الثقات.
وقال أبو الفتح الأزدي الضعيف: الحارث بن أبي أسامة ضعيف، لم أر في شيوخنا من يحدث عنه.
قلت: هذه مجازفة، وليت الأزدي عرف ضعف نفسه.
وقد أمر الدارقطني البرقاني بإخراج حديث الحارث في الصحيح.
وكذا ضعفه ابن حزم.
قلت: والحارث نفسه ثقة، وربما أخذ على التحديث، ولهذا عمل فيه محمد بن خلف بن المرزبان:
أبلغ الحارث المحدث قولا عن أخ صادق شديد المحبه ويك قد كنت تعتزي سالف الدهـ ـر قديمًا إلى قبائل ضبه وكتبت الحديث عن سائر النا ـس وحاذيت في اللقاء ابن شبه عن يزيد والواقدي وروح وابن سعد والقعنبي وهدبه ثم صنفت من أحاديث سفيا ن وعن مالك ومسند شعبه وعن ابن المدائني فما زلـ ـت قديمًا تبث في الناس كتبه أفعنهم أخذت بيعك للعلم وإيثار من يزيدك حبه
في أبيات، فلما سمعها قال: أدخلوه، فضحني، قاتله الله.
وله مسند كبير، سمعنا منه عدة أجزاء بالاتصال.
وقال محمد بن محمد بن مالك الإسكافي: سألت إبراهيم الحربي، عن الحارث بن محمد، وقلت: إنه يأخذ الدراهم، فقال: اسمع منه فإنه ثقة.
أخبرنا إسحاق الأسدي: قال أخبرنا يوسف الحافظ، قال: أخبرنا خليل بن أبي الرجاء، قال: أخبرنا أبو علي المقرئ، قال: أخبرنا أحمد بن عبد الله الحافظ، قال: أخبرنا أحمد بن يوسف النصيبي، قال: حدثنا الحارث بن أبي أسامة، قال: حدثنا عبد الله بن بكر، قال: حدثنا هشام، عن يحيى، عن محمد
ابن إبراهيم بن الحارث، أن خالد بن معدان حدثه، أن جبير بن نفير حدثه، أن عبد الله بن عمرو حدثه أن النبي صلى الله عليه وسلم رأى عليه ثوبين أصفرين فقال: إن هذه ثياب الكفار فلا تلبسها صحيح غريب.
قال غنجار البخاري: سمعت محمد بن موسى الرازي يقول: سمعت الحارث بن أسامة يقول: لي ست بنات، أكبرهن بنت سبعين سنة، وأصغرهن بنت ستين سنة. وما زوجت واحدة منهن لأني فقير، وما جاءني إلا فقير، فكرهت أن أزيد في عيالي. وإني وضعت كفني على هذا الوتد منذ نيف وثلاثين سنة، مخافة أن لا يجدوا ما يكفنوني فيه. رواها علي بن محمد الرازي الطبيب، عن محمد بن موسى أيضًا.
توفي في يوم عرفة سنة اثنتين وثمانين، عن سبع وتسعين سنة.
191 -
حامد بن شاذي الكشي
.
حدث ببغداد عن قتيبة، وعلي بن حجر، وعنه عبد الباقي بن قانع، وأبو بكر الشافعي، وآخرون.
192 -
حبشي بن أحمد بن سليمان الموصلي السمسار
، عن القعنبي، وغيره من أهل الموصل.
توفي سنة ست وثمانين.
193 -
حبوش بن رزق الله بن بيان أبو محمد الكلواذي
الأصل المصري.
عن عبد الله بن صالح، والنضر بن عبد الجبار، وعبد الله بن يوسف التنيسي، وجماعة.
وكان من عدول مصر.
روى عنه علي بن أحمد بن إسحاق البغدادي، وأبو القاسم الطبراني، وجماعة.
توفي سنة اثنتين وثمانين.
194 -
حجاج بن عمران السدوسي
، كاتب الحكم للقاضي بكار.
حدث عن بكار؛ وقبله عن سليمان بن داود الشاذكوني.
وعنه الطبراني.
توفي في صفر سنة خمس وثمانين.
195 -
الحزنبل الأديب
، هو: محمد بن عبد الله بن عاصم، أبو عبد الله التميمي البغدادي الأخباري.
روى عن أبي عبيد وابن الأعرابي، وابن السكيت. وعنه أبو بكر الصولي، ومحمد حمويه الفرضي، وغيرهما.
مدح الخلفاء والأمراء، وطال عمره، واشتهر ذكره.
196 -
الحسن بن إبراهيم بن مطروح الخولاني المصري
.
عن يزيد بن سعيد الإسكندراني عن مالك وعنه الطبراني.
توفي سنة تسع وثمانين بمصر.
197 -
الحسن بن أحمد بن أبان الرافقي
.
عن أبي جعفر النفيلي. توفي سنة تسعين.
198 -
الحسن بن أحمد بن الليث
، أبو الحسن الرازي.
سمع إبراهيم بن موسى الحافظ، وعبد الله القواريري، وأقرانهما. وعنه أبو الحسن القطان، وطائفة.
مات سنة سبع وثمانين.
199 -
الحسن بن أحمد بن الطبيب الصغاني
.
سمع الموطأ من محمد بن عبد الرحيم بن شروس، عن مالك. أخذ عنه: أبو الحسن القطان.
مات سنة سبع وثمانين، ورخه الخليلي.
200 -
الحسن بن أيوب بن مسلم القزوين
.
عن عبد العزيز بن عبد الله الأويسي، وأحمد بن يونس. وعنه إسحاق الكيساني، وأهل قزوين.
وكان أسند من بقي بتلك الديار.
توفي سنة تسع وثمانين.
201 -
الحسن بن جرير
، أبو علي الصوري الزنبقي.
عن عيسى بن مينا قالون، وسعيد بن منصور، وإسماعيل بن أبي أويس، ويحيى بن بكير، وجماعة كثيرة. وعنه علي بن أبي العقب، وخيثمة الأطرابلسي، وسلامة بن أحمد الصوري، والطبراني، وآخرون.
والزنبقي: بالنون.
202 -
الحسن بن الجهم
، أبو علي التيمي الأصبهاني.
عن الحسين بن الفرج، وحيان بن بشر. وعنه أحمد بن بندار الشعار.
توفي سنة تسعين.
203 -
الحسن بن دليل الموصلي
.
عن غسان بن الربيع، وجبارة بن المغلس، وجماعة. وعنه يزيد بن محمد في تاريخه وقال: مات سنة خمس وثمانين.
204 -
الحسن بن سهل بن عبد العزيز البصري المجوز
.
سمع أبا عاصم النبيل، وعثمان بن الهيثم. وعنه الطبراني، وعلي بن محمد بن سختويه، وجماعة.
ذكره ابن حبان في الثقات وقال: ربما أخطأ.
توفي الحسن بن سهل بالبصرة في ذي الحجة سنة تسعين.
205 -
الحسن بن العباس بن أبي مهران الرازي الجمال
، أبو علي المقرئ المجود، نزيل بغداد.
سمع سهل بن عثمان، وعبد المؤمن بن علي الزعفراني، ويعقوب بن حميد بن كاسب. وقرأ القرآن على: أحمد بن قالون، وأحمد بن يزيد الحلواني، ومحمد بن عيسى الأصبهاني، وأحمد بن صالح المصري.
وتصدر للإقراء. وكان من كبار المحققين للقراءات. قرأ عليه: أبو بكر بن
مجاهد، وأبو الحسن بن شنبوذ، وأبو بكر النقاش، وأحمد بن حماد صاحب المشطاح.
وروى عنه: محمد بن مخلد، وابن السماك، وعبد الصمد الطستي، وابن قانع، وأبو سهل القطان، والطبراني، وآخرون.
وثقه الخطيب.
وتوفي في رمضان سنة تسع وثمانين.
206 -
الحسن بن عبد الأعلى بن إبراهيم بن عبيد الله الأبناوي اليماني البوسي الصنعاني
.
روى عن عبد الرزاق، وغيره، وعنه الطبراني.
قال أبو القاسم بن منده: توفي سنة ست وثمانين.
والبوسي: بالفتح والإهمال: ضبطه السلفي، وغيره.
وروى عنه: حفيده عبد الأعلى بن محمد بن الحسن، وأبو جعفر محمد بن محمد بن عبد الله البغدادي الجمال، وأحمد بن شعيب الأنطاكي، وأبو عوانة الحافظ في صحيحه، وأبو الحسن بن سلمة القطان وقال: سمعته يقول: ولدت سنة أربع وتسعين ومائة، وسمعت من عبد الرزاق سنة عشر ومائتين.
قال الخليلي: سمع من عبد الرزاق خمسين حديثًا، وتوفي سنة سبع وثمانين.
207 -
الحسن بن علي بن الفرات
، أبو علي الكرماني.
حدث بأصبهان عن يزيد بن هارون، وأبي نعيم. وعنه أحمد بن الحسن النقاش. وبقي إلى بعد الثمانين.
قال أبو نعيم الحافظ: فيه ضعف.
208 -
الحسن بن علي بن خالد بن زولاق
، أبو علي المصري الشيعي.
عن عبد الله بن صالح الكاتب، ويحيى بن سليمان الجعفي. وعنه الطبراني.
توفي في شوال سنة ثلاث وثمانين.
209 -
الحسن بن علي بن ياسر
، الفقيه أبو علي البغدادي خال الحافظ أبي الآذان.
حدث عن محمد بن بكار بن الريان، وطبقته. وعنه علي بن محمد الواعظ، والطبراني.
قال الخطيب: ثقة.
توفي بمصر سنة تسع وثمانين.
210 -
الحسن بن علي بن حجاج الأنصاري البغدادي
حمصة.
عن عبد الله بن معاوية الجمحي. وعنه الطبراني.
211 -
الحسن بن علي بن خلف الصيدلاني الدمشقي الصرار
.
سمع سليمان بن عبد الرحمن، وإسماعيل بن إبراهيم الترجمان، وجماعة. وعنه أبو محمد بن زبر القاضي، والطبراني، وجماعة.
توفي سنة تسع وثمانين أيضًا.
212 -
الحسن بن عليل بن الحسين بن علي بن حبيش
، أبو علي اللغوي العنزي البغدادي.
عن أبي نصر التمار، ويحيى بن معين، وهدبة، وجماعة. وعنه الحسين بن القاسم الكوكبي، وعبد الله بن إسحاق الخراساني، وابن قانع، والطبراني.
قال الخطيب: كان صدوقًا صاحب أدب وأخبار. واسم أبيه علي.
وقال غيره: له كتاب النوادر.
توفي في سلخ المحرم سنة تسعين.
213 -
الحسن بن عمرو بن الجهم
، أبو الحسين الشيعي، وقيل: السبيعي.
قال الخطيب: روى عن علي ابن المديني، وبشر الحافي. وعنه ابن السماك، وأبو بكر الشافعي. وثقه الدارقطني.
وصوابه: الشيعي. وكان يقول ابن السماك وحده: السبيعي.
توفي سنة ثمان وثمانين.
214 -
الحسن بن غليب بن سعيد الأزدي
، مولاهم المصري.
عن سعيد بن أبي مريم، وسعيد بن عفير، ومهدي بن جعفر الرملي، وجماعة. وعنه النسائي وقال: ثقة.
حكاه أبو القاسم الحافظ. وقال لنا أبو الحجاج الحافظ: لم أقف على روايته عنه.
وروى عنه: محمد بن هارون بن شعيب الأنصاري، وعلي بن محمد المصري الواعظ، وأحمد بن مروان الدينوري، والطبراني.
توفي في ذي الحجة سنة تسعين.
215 -
الحسن بن المتوكل البغدادي
.
عن هوذة بن خليفة، وسريج بن النعمان، وعنه الطبري.
216 -
الحسين بن أحمد بن أبي بشر
، أبو علي السامري المقرئ السراج.
عن بشر بن الوليد الكندي، وأبي صلت الهروي، وابن سهم الأنطاكي،
وغيرهم. وعنه عبد الله الخراساني، وابن قانع.
توفي سنة تسعين ومائتين. أرخه ابن المنادي وقال: كان من أفاضل الناس.
217 -
الحسين بن إسحاق التستري الدقيقي
.
محدث رحال ثقة. سمع سعيد بن منصور، وعلي بن بحر القطان، وحامد بن يحيى البلخي، ويحيى بن سليمان، وشيبان بن فروخ، ويحيى الحماني، وخلقًا. وعنه أبو جعفر العقيلي، وأبو القاسم الطبراني، وجماعة.
قال ابن قانع: توفي سنة تسع وثمانين.
218 -
الحسين بن إسماعيل
، أبو عبد الله المهدي البغدادي.
ذكره الخليلي في مشيخة أبي الحسين القطان، وأنه سمع منه: إبراهيم الرمادي، وهدبة بن خالد.
مات سنة سبع وثمانين.
219 -
الحسين بن بشار
، أبو علي البغدادي الخياط.
عن أبي بلال الأشعري، ونصر بن حريش. وعنه عبد الصمد الطستي، وأبو بكر الشافعي.
قال الخطيب: كان ثقة.
توفي سنة ست وثمانين.
220 -
الحسين بن الحكم بن مسلم
، أبو عبد الله القرشي الكوفي الحبري الوشاء.
عن إسماعيل بن أبان الوراق، وحسن بن حسين الأشقر، وأبي غسان مالك بن إسماعيل. وعنه أبو العباس بن عقدة، وأحمد بن إسحاق بن بهلول، وخيثمة الأطرابلسي، وآخرون.
توفي سنة إحدى وثمانين.
221 -
الحسين بن حميد بن الربيع الكوفي الخزاز
.
عن أبي نعيم، ومسلم بن إبراهيم، وجماعة. وعنه عمر بن محمد الكاغدي، وعثمان ابن السماك، وآخرون.
وهو ضعيف، وقد جمع تاريخًا.
توفي في ذي الحجة سنة اثنتين وثمانين ورماه بالكذب مطين.
222 -
الحسين بن داود بن معاذ
، أبو علي البلخي الأديب العلامة، نزيل نيسابور، وأحد المتروكين.
حدث عن الفضيل بن عياض، وابن المبارك، وأبي بكر بن عياش، وشقيق البلخي، والنضر بن شميل، وعبد الرزاق، وإبراهيم بن هدبة، وغيرهم.
وحدث ببغداد فروى عنه من أهلها: علي بن محمد بن عبيد الحافظ، وعبد الله بن إبراهيم بن هرثمة، وأبو بكر الشافعي.
قال الخطيب: ولم يكن ثقة، فإنه روى عن يزيد بن هارون، عن حميد، عن أنس، نسخة أكثرها موضوعة.
وقال: أخبرنا الخلال: قال أخبرنا يوسف القواس، قال: حدثنا محمد بن العباس بن شجاع، قال: حدثنا الحسين بن داود، قال: حدثنا الفضيل بن عياض. قلت: فذكر حديثًا قال فيه الخطيب: موضوع.
وقال الحاكم: لم ينكر تقدم حسين بن داود بن معاذ في الأدب والزهد، إلا أنه روى عن جماعة لا يحتمل سنه السماع منهم، مثل الفضيل، وابن المبارك. تورع جماعة من الرواية عنهم وقد كثرت المناكير أيضًا في رواياته، منها حديثه عن فضيل، عن منصور عن إبراهيم، عن علقمة، عن عبد الله، عن النبي صلى الله عليه وسلم: أوحي إلى الدنيا أن اخدمي من خدمني، وأتعبي من خدمك.
قال الحاكم: وأخبرونا أنه توفي بنيسابور سنة اثنتين وثمانين.
223 -
الحسين بن السميدع
، أبو بكر البجلي الأنطاكي.
قدم بغداد، وحدث عن محمد بن المبارك الصوري، وموسى بن أيوب
النصيبي، ومحبوب بن موسى الفراء، ومحمد بن رمح المصري، وطائفة. وعنه ابن صاعد، ومحمد بن مخلد، وإسماعيل الصفار، والطبراني، وآخرون.
وثقه الخطيب.
وقال ابن قانع: توفي سنة سبع وثمانين.
224 -
الحسين بن عبد الله بن شاكر
، أبو علي السمرقندي.
سكن بغداد، وحدث عن إبراهيم بن المنذر الحزامي، ومحمد بن رمح، وجماعة. وعنه محمد بن مخلد، وأبو بكر الشافعي.
قال الدارقطني: ضعيف.
وقال ابن المنادي: مات في شوال سنة ثلاث وثمانين.
وقال غيره: كان وراق داود الظاهري.
وقد وثقه أبو سعد الإدريسي.
225 -
الحسين بن علي
، أبو العلاء الشاشي.
عن علي بن حجر، ونحوه. روى عنه أهل الشاش.
وذكره ابن حبان في الثقات، وقال: مات سنة ثلاث أيضًا.
226 -
الحسين بن علي بن الفضل الأنصاري الموصلي
.
عن محمد بن عبد الله بن عمار، وعثمان بن أبي شيبة، وجماعة. وعنه يزيد الأزدي، وقال: ثقة.
توفي سنة خمس وثمانين.
227 -
الحسين بن علي بن بشر الصوفي
.
عن قطن بن نسير، وجماعة. وعنه أحمد بن الفضل بن خزيمة.
توفي سنة ثلاث وثمانين.
228 -
الحسين بن علي بن مهران الدقاق
، شيخ نيسابور.
سمع إسحاق بن راهويه، وعمرو بن زرارة. وعنه أبو الفضل محمد بن إبراهيم، وعلي بن عيسى، وجماعة.
توفي سنة خمس أيضًا.
229 -
الحسين بن الفضل بن عمير البجلي الكوفي النيسابوري أبو علي
المفسر الأديب إمام عصره في معاني القرآن.
قال الحاكم: أقدمه عبد الله بن طاهر معه نيسابور سنة سبع عشرة ومائتين وابتاع له الدار المشهورة به بدار عزرة، فسكنها. وبقي يعلم الناس العلم، ويفتي في تلك الدار إلى أن توفي سنة اثنتين وثمانين، عن مائة وأربع سنين.
وقبره مشهور يزار.
سمع يزيد بن هارون، وعبد الله بن بكر السهمي، والحسن بن قتيبة المدائني، وأبا النضر، وشبابة، وهوذة بن خليفة.
وسمعت محمد بن أبي القاسم المذكر يقول: سمعت أبي يقول: لو كان الحسين بن الفضل في بني إسرائيل لكان ممن يذكر في عجائبهم.
وسمعت محمد بن يعقوب الحافظ يقول: ما رأيت أفصح لسانًا من الحسين بن الفضل.
وسمعت أبا سعيد بن أبي حامد يقول: سمعت محمد بن يعقوب الكرابيسي، صاحب دار الحسين بن الفضل يقول: كان الحسين في آخر عمره يأمرنا أن نبسط له بحذاء سكة عمار، فكنا نحمله في المحفة. فمر به جماعة من الفرسان على زي أهل العلم، فرفع حاجبه ثم قال لي: من هؤلاء؟ قلت: هذا أبو بكر بن خزيمة، وجماعة معه.
فقال: يا سبحان الله! بعد أن كان يزورنا في هذه الدار إسحاق بن إبراهيم الحنظلي، ومحمد بن رافع، ومحمد بن يحيى، يمر بنا ابن خزيمة، فلا يسلم أرأيتم أعجب من هذا؟
سمعت إبراهيم بن مضارب بن إبراهيم: يقول سمعت أبي يقول: كان علم الحسين بن الفضل بالمعاني إلهامًا من الله تعالى، فإنه كان تجاوز حد التعليم.
وكان يركع في اليوم والليلة ست مائة ركعة، ويقول: لولا الضعف والسن لم أطعم بالنهار.
سمعت أبا زكريا العنبري يقول لما قلد المأمون عبد الله بن طاهر
خراسان قال: يا أمير المؤمنين حاجة. قال: مقضية.
قال: تسعفني بثلاثة: الحسين بن الفضل البجلي، وأبو سعيد الضرير، وأبو إسحاق القرشي.
قال: قد أسعفناك. وقد أخليت العراق من الأفراد.
ثم ساق له الحاكم من الأحاديث في الغرائب والأفراد بضعة عشر حديثًا. فيها حديث باطل. وهو حدثنا محمد بن مصعب قال: حدثنا الأوزاعي، عن يحيى بن أبي كثير، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة، مرفوعًا: من فرج عن مؤمن كربة جعل الله له يوم القيامة شعبتين من نور على الصراط يستضيء بهما من لا يحصيهم إلا رب العزة.
روى عنه محمد بن الأحزم، ومحمد بن صالح، ومحمد بن القاسم العتكي، وعمرو بن محمد بن منصور، وأحمد بن شعيب الفقيه، ومحمد بن علي العدل، وأبو الطيب محمد بن عبد الله بن المبارك، وآخرون.
سمعت محمد بن صالح يقول: شهدت جنازة الحسين، وتوفي يوم الثلاثاء لخمس بقين من شعبان سنة ثلاث وثمانين، وهو ابن مائة وأربع سنين وصلى عليه أبو بكر محمد بن النضر الجارودي. ودفن في مقبرة الحسين بن معاذ. واجتمع ذلك اليوم خلق عظيم للصلاة عليه.
230 -
الحسين بن محمد بن عبد الرحمن بن فهم بن محرز
، أبو علي البغدادي الحافظ، صاحب محمد بن سعد مؤلف الطبقات.
سمع منه، ومن: مصعب الزبيري، وخلف بن هشام، ومحمد بن سلام الجمحي، ويحيى بن معين، ومحرز بن عون، وأبي خيثمة، وجماعة. وعنه أحمد بن معروف الخشاب، وأحمد بن كامل، وإسماعيل الخطبي، وأبو علي الطوماري.
وكان له جلساء من أهل العلم يذاكرهم. وكان عسرًا في الرواية.
قال الدارقطني: ليس بالقوي.
وقال الخطبي: ولد سنة إحدى عشر ومائتين، ومات في رجب سنة تسع وثمانين.
قال ابن كامل: كان حسن المجلس، مفننًا في العلوم، كثير الحفظ للحديث مسنده ومقطوعه، ولأصناف الأخبار، والنسب، والشعر، والمعرفة بالرجال، فصيحًا، متوسطًا في الفقه. يميل إلى مذهب العراقيين.
سمعته يقول: صحبت ابن معين، فأخذت عنه معرفة الرجال، وصحبت مصعب بن عبد الله، فأخذت عنه معرفة النسب، وصحبت أبا خيثمة، فأخذت عنه المسند، وصحبت الحسن بن حماد سجادة، فأخذت عنه الفقه.
231 -
الحسين بن محمد بن زياد
، أبو علي النيسابوري القباني الحافظ.
أحد أركان الحديث بنيسابور.
سمع إسحاق بن راهويه، وعمرو بن زرارة، وطائفة ببلده.
وسهل بن عثمان العسكري، وإبراهيم بن المنذر الحزامي، ومنصور بن أبي مزاحم، وأبا مصعب، وأبا بكر بن أبي شيبة، وسريج بن يونس، وطبقتهم في رحلته.
روى عنه محمد بن إسماعيل البخاري وهو من شيوخه؛ وقد قال البخاري في صحيحه: حدثنا حسين، قال: حدثنا أحمد بن منيع، فذكر حديثًا. فقيل: إنه القباني.
كذا قاله أبو النصر الكلاباذي، وغيره.
وقال بعضهم: هو الحسين بن يحيى بن جعفر البيكندي. والأول أشبه، لأن القباني كان عنده مسند ابن منيع بكماله، ولأنه كان يلزم البخاري، ويهوى هواه، لما وقع للبخاري بنيسابور ما وقع مع الذهلي. وعنه أيضًا: دعلج، وأبو عبد الله بن الأخرم، وأبو الفضل محمد بن إبراهيم الهاشمي، ويحيى بن محمد العنبري، وجماعة كثيرة من شيوخ الحاكم.
وقال فيه الحاكم: أحد أركان الحديث وحفاظ الدنيا. رحل وأكثر وصنف المسند، والأبواب، والتاريخ، والكنى، ودونت في الدنيا.
ثم روى الحاكم بإسناده، عن القباني قال: كان لزياد جدي قبان، ولم يكن وزانًا. ولم يكن بنيسابور إذ ذاك كبير قبان وكان الناس إذا أرادوا أن يزنوا
شيئًا، جاؤونا، فاستعاروا قبان جدي. فشهر بالقباني. وكان جدي حمله من بلاد فارس إلى نيسابور.
وقال أبو عبد الله بن الأخرم: كان أبو علي القباني مجمع أهل الحديث عنده بعد مسلم بن الحجاج.
وقال محمد بن صالح بن هانئ: سمعت الحسين بن محمد بن زياد، وحدثنا بحديث عن سريج بن يونس فقال: هذا الحديث كتبه عني محمد بن إسماعيل البخاري، وحدث به. ورأيته في كتاب بعض الطلبة، قد سمعه من البخاري عني.
توفي القباني سنة تسع وثمانين ومائتين.
232 -
الحسين بن معاذ بن محمد بن منصور
، أبو علي النميري النيسابوري بياع الصبغ.
سمع يحيى بن يحيى، وابن راهويه.
وبالعراق سهل بن عثمان، وأبا الربيع الزهراني.
وبالحجاز: يعقوب بن حميد، ومحمد بن زنبور. وعنه أبو بكر بن علي الرازي الحافظ، ومحمد بن يعقوب بن الأخرم، ومحمد بن صالح بن هانئ.
توفي في الخامس والعشرين من رمضان سنة ثلاث وثمانين بنيسابور.
233 -
الحسين بن الهيثم بن ماهان أبو الربيع الرازي الكسائي
.
سمع هشام بن عمار، ومحمد بن الصباح الجرجرائي، وحرملة التجيبي، وطبقتهم. وعنه النجاد، وابن زياد القطان، وأبو عوانة، وأحمد بن يوسف بن خلاد، وآخرون.
قال الدارقطني: لا بأس به.
234 -
حسنون بن الهيثم
، أبو علي الدويري المقرئ.
قرأ علي هبيرة التمار صاحب حفص. وحدث عن محمد بن كثير الفهري، وداود بن رشيد. وأقرأ الناس. قرأ عليه: أبو بكر الديبلي شيخ لأبي العلاء القاضي الواسطي. وذكر أبو بكر النقاش أنه قرأ عليه. وحدث عنه
عبد الرحمن بن العباس والد المخلص، وأبو بحر البربهاري، وغيرهما.
توفي سنة تسعين.
وقد سمع منه الحروف ابن مجاهد. وقرأ عليه محمد بن أحمد بن هارون الحربي.
235 -
حفص بن عمر سنجة الرقي
.
قيل: توفي سنة خمس وثمانين، وقيل: توفي سنة ثمانين وقد ذكر.
236 -
حمدان بن ذي النون
، أبو أحمد السلمي.
عن مكي بن إبراهيم. وعنه عبد الله بن محمد بن يعقوب البخاري الفقيه، وغيره.
توفي في آخر سنة اثنتين وثمانين.
237 -
حمدان بن ياسين الموصلي الفراء أبو حامد
.
عن أبيه، ومعلى بن مهدي. وعنه أهل الموصل. وروى يزيد بن محمد في تاريخه، عن رجل، عنه وقال: توفي بعد الثمانين.
238 -
حمدون بن أحمد بن عمارة بن زياد بن رستم أبو صالح القصار
، شيخ أهل الملامة، ورئيسهم، وأول من أظهر الملامة بنيسابور.
كان قليل الكلام كثير الفوائد.
قال السلمي: مات بعد الثمانين ومائتين.
قلت: قد مر في الطبقة الماضية.
239 -
خالد بن بريد بن وهب بن جرير بن حازم الأزدي البصري
.
روى عنه عبد الصمد الطستي حديثًا منكرًا.
وتوفي سنة اثنتين وثمانين.
وروى عنه أيضًا: أحمد بن أبي طاهر، ومحمد بن خلف بن المرزبان.
وهو ابن يزيد، كذا ضبط في تاريخ الخطيب.
240 -
خشنام بن إسماعيل أبو بكر النيسابوري
.
عن إسحاق بن راهويه، وأبي سعيد الأشج، وإبراهيم بن بشار الخراساني الصوفي، وغيرهم. وعنه جعفر بن محمد بن سوار، وزنجويه اللباد، وعبد الله بن المبارك الشعيري.
241 -
خطاب بن سعد الخير الأزدي الحمصي
، عن هشام بن عمار، وأبي نعيم عبيد بن هشام الحلبي، وعنه أبو الحسن بن شنبوذ، والطبراني، وأبو علي بن هارون الأنصاري، وجماعة.
ولعله بقي إلى بعد التسعين ومائتين.
242 -
خلف بن الحسن بن جوان الواسطي
.
عن محمد بن خالد بن عبد الله الطحان، وغيره. وعنه ابن قانع، والطستي.
قال الدارقطني: لا بأس به.
243 -
خلف بن المختار المغربي الأطرابلسي النحوي اللغوي
.
من كبار علماء العربية ببلده.
توفي سنة تسعين.
244 -
خمارويه بن أحمد بن طولون الملك أبو الجيش
صاحب مصر والشام بعد والده.
ولد سنة خمسين ومائتين وولي الأمر سنة سبعين.
كان جوادًا ممدحًا، شجاعًا مبذرًا لبيوت الأموال. ذكر أبو الفتح بن مسرور البلخي، عن علي بن محمد المادرائي، عن عم أبيه أبي علي الحسين بن أحمد الكاتب قال: كان أبو الجيش خمارويه يتنزه بمرج دمشق بعذرا، فغنى له المغني صوتًا أبدل منه كلمة وهو:
قد قلت لما هاج قلبي الذكرى وأعرضت وسط السماء الشعرى ما أطيب الليل بسر مرأى.
فقال: ما أطيب الليل بمرج عذرا.
فأمر له أبو الجيش بمائة ألف دينار.
فقلت: أيها الأمير، تعطي مغنيًا في بدل كلمة مائة ألف دينار، وتضايق المعتضد.
فقال لي: فكيف أعمل وقد أمرت، ولست أرجع؟
فقلت: تجعلها مائة ألف درهم.
فقال لي: فأطلقها له معجلة، وما بقي نبسطها في سنين حتى تصل إليه.
قال ابن مسرور: وحدثني أبو محمد، عن أبيه قال: كنت مع أبي الجيش على نهر ثورا، فانحدر من الجبل أعرابي فأخذ بلجامه، فصاح به الغلمان فقال: دعوه.
قال: أيها الملك اسمع لي. قال: قل. فقال: إن السنان وحد السيف لو نطقا لحدثا عنك بين الناس بالعجب أفنيت مالك تعطيه وتنهبه يا آفة الفضة البيضاء والذهب.
فأعطاه خمس مائة دينار.
فقال: أيها الملك زدني.
فقال للغلمان: اطرحوا سيوفكم ومناطقكم.
فقال: أيها الملك، أثقلتني.
قال: أعطوه بغلًا.
ونقل غيره واحد أن محمد بن أبي الساج قصد خمارويه في جيش عظيم من بلاد أرمينية والجبال، وسار إلى جهة مصر، فالتقاه خمارويه فهزمه خمارويه، وكانت ملحمة مشهودة.
ثم ساق خمارويه حتى بلغ الفرات ودخل أصحابه الروم، وعاد وقد ملك من الفرات إلى النوبة. ولما استخلف المعتضد بادر خمارويه وبعث إليه بالهدايا والتحف، وسأله أن يزوج بنته قطر الندى بولده المكتفي بالله.
فقال المعتضد: بل أنا أتزوجها.
فتزوج بها في سنة إحدى وثمانين، ودخل بها في آخر العام.
وأصدقها ألف ألف درهم. فيقال: إن المعتضد أراد بزواجها أن يفقر أباها. وكذا وقع، فإنه جهزها بجهاز عظيم يتجاوز الوصف. حتى قيل: إنه أدخل معها ألف هاون من الذهب، والله أعلم بصحة ذلك.
والتزم للمعتضد أن يحمل إليه في السنة مائتي ألف دينار، بعد القيام بمصالح بلاده.
قال ابن عساكر: قرأت بخط أبي الحسين الرازي: حدثني إبراهيم بن
محمد بن صالح الدمشقي قال: كان أبو الجيش كثير اللواط بالخدم مفتريًا على الله. بلغ من أمره أنه دخل الحمام، فأراد من واحد الفاحشة، فتمنع فأمر أن يدخل في دبره يد كرنيب. ففعل به، فصاح واضطرب في الحمام إلى أن مات. فأبغضه الخدم، واستفتوا العلماء في حد اللوطي، فقالوا: حده القتل.
فتواطئوا على قتله، فقتلوه في ذي الحجة سنة اثنتين وثمانين في قصره بدير مران ظاهر دمشق. وهربوا، فظفر بهم طغج بن جف الأمير، فأدخلهم دمشق مشهورين، ثم ضرب أعناقهم.
وقيل: إنه نقل إلى مصر، فدفن عند أبيه.
وروى عبد الوهاب بن الحسن بن الحسن الكلابي، عن أبيه أنه ذهب إلى حمص، قال: عرفني مؤذن الجامع، فأضافني في المأذنة في ليلة مقمرة، فلما كان وقت السحر قام يؤذن فأشرفت من المأذنة، فإذا بكلب قد جاء إلى كلب، فقام إليه فقال: من أين جئت؟ قال: من دمشق، الساعة قتل أبو الجيش بن طولون، قتله بعض غلمانه.
فقلت: للمؤذن: ألا تسمع؟ قال: نعم.
وأصبحنا، فورخت ذلك، وسرت إلى دمشق، فوجدته صحيحًا.
245 -
خير بن سعد بن خير
، الفقيه أبو عبد الرحمن المالكي قاضي الإسكندرية وبرقة.
حدث عن محمد بن خلاد، وغيره. وتوفي في ربيع الأول سنة ثمان وثمانين.
246 -
خير بن عرفة بن عبد الله بن كامل
، أبو طاهر المصري.
عن يحيى بن بكير، وعروة بن مروان الرقي، وعبد الله بن صالح، ويزيد بن عبد ربه الحمصي، وجماعة. وعنه علي بن محمد الواعظ، وأبو القاسم الطبراني، وأبو طالب الحافظ، وآخرون.
توفي في المحرم سنة ثلاث وثمانين.
247 -
خير بن موفق
، أبو مسلم التجيبي المصري.
عن يحيى بن بكير، ومنصور بن أبي مزاحم، وجماعة.
توفي في جمادى الآخرة سنة ست وثمانين.
248 -
داود بن إسماعيل الجوزي
.
في تاريخ بغداد أنه حدث عن بشر بن الحارث، ويزيد بن عمر بن جنزة. وعنه عبيد الله بن عبد الرحمن، وعثمان بن إسماعيل السكريان.
249 -
داود بن سليمان الساجي
، عن مسلم بن إبراهيم، وسليمان بن حرب، وعنه محمد بن نجيح، والطستي.
أحاديثه مستقيمة.
توفي سنة إحدى وثمانين.
250 -
دبيس بن سلام
، أبو علي القصباني.
عن علي بن عاصم. وعنه عبد الصمد الطستي.
قال الدارقطني: ضعيف.
وقال الطستي: ثقة.
251 -
دران بن سفيان بن معاوية البصري القطان
.
روى عن أبي سلمة التبوذكي وعنه الطبراني وغيره.
252 -
روح بن الفرج القطان أبو الزنباع المصري
.
محدث مكثر مقبول.
سمع أبا صالح كاتب الليث، وعبد الغفار بن داود، وسعيد بن عفير، ويحيى بن سليمان الجعفي، ويوسف بن عدي، ويحيى بن بكير. وعنه أبو جعفر الطحاوي، وعبد الله بن أحمد بن إسحاق، وعلي بن محمد الواعظ، وأحمد بن الحسن بن عتبة الرازي، وسليمان الطبراني، وآخرون.
وروى عنه: أبو بكر البزار في مسنده وقال: يقال ليس بمصر أوثق ولا أصدق منه.
وقال الطحاوي: كان من أوثق الناس.
وقال ابن قديد: رفعه الله بالعلم والصدق.
توفي في ذي القعدة سنة اثنتين وثمانين.
253 -
روح بن الفرج
، أبو حاتم البغدادي المؤدب.
عن محمد بن زنبور، ويعقوب الدورقي وجماعة، وعنه علي بن إبراهيم بن سلمة القطان، وابن قانع وغيرهما.
توفي سنة ثمان وثمانين.
254 -
زرقان الزيات
.
عن عبد الله بن صالح العجلي، ومسدد. وعنه أبو سهل القطان.
توفي في شوال سنة ثلاث وثمانين واسمه محمد بن عبد الله.
255 -
زكريا بن حمدويه البغدادي الصفار
، عن عفان، وعنه الطبراني.
توفي سنة ثمان وثمانين.
256 -
زكريا بن داود بن بكر النيسابوري
.
قال الحاكم أبو عبد الله: هو أبو يحيى الخفاف المقدم في عصره، صاحب التفسير الكبير.
سمع يحيى بن يحيى، ويزيد بن صالح، وعلي بن جعد، وأبا مصعب الزهري، وأبا بكر بن أبي شيبة، وطبقتهم. وعنه أبو حامد ابن الشرقي.
وحدثنا عنه: الحسن بن يعقوب، ومحمد بن صالح بن هانئ، ومحمد بن داود بن سليمان، وعلي بن عيسى.
توفي في جمادى الآخرة سنة ست وثمانين.
257 -
ن:
زكريا بن يحيى بن إياس بن سلمة
، أبو عبد الرحمن السجزي الحافظ، نزيل دمشق، ويعرف بخياط السنة.
سمع قتيبة، وشيبان بن فروخ، وإسحاق بن راهويه، وبشر بن الوليد، وحكيم بن سيف الرقي، وصفوان بن صالح المؤذن، وطبقتهم. وعنه النسائي فأكثر، وابن جوصا، ومحمد بن إبراهيم بن زوزان، وأبو علي بن هارون، وأبو القاسم الطبراني، وجماعة.
وثقه النسائي، وغيره.
مولده سنة خمس وتسعين ومائة.
وتوفي سنة تسع وثمانين عن أربع وتسعين سنة.
قال الحافظ عبد الغني بن سعيد: كان ثقة حافظًا حدثنا عنه إسحاق، وأحمد ابنا إبراهيم بن الحداد.
258 -
زكريا بن يحيى بن عبد الملك البغدادي
، أبو يحيى الناقد، أحد العباد.
سمع خالد بن خداش، وأحمد بن حنبل، وفضيل بن عبد الوهاب. وعنه أبو بكر الخلال، وأبو سهل القطان، وعبد الصمد الطستي، وأبو بكر الشافعي.
قال الدارقطني: ثقة فاضل.
قال محمد بن جعفر بن سام: لو قيل لأبي يحيى الناقد: غدًا تموت، ما ازداد في عمله.
قلت: توفي في ربيع الآخر سنة خمس وثمانين.
259 -
زياد بن الخليل
، أبو سهل التستري.
حدث ببغداد عن مسدد، وإبراهيم بن بشار، والرمادي، وجماعة. وعنه الطستي، وأبو بكر الشافعي.
قال الدارقطني: لا بأس به.
توفي سنة ست وثمانين، وقيل: سنة تسعين.
260 -
السري بن سهل الجنديسابوري
، عن عبد الله بن رشيد، وعنه عبد الصمد الطستي، والطبراني، وغيرهما.
توفي بفارس سنة تسع وثمانين.
261 -
سعيد بن إسرائيل القطيعي البغدادي
، عن حبان بن موسى، وإسماعيل بن عيسى العطار، وعنه الطستي، والطبراني.
توفي سنة ثمان وثمانين.
262 -
سعيد بن الأشعث السجستاني
، أخو الإمام أبي داود السجستاني.
توفي سنة أربع وثمانين.
263 -
سعيد بن أوس
، أبو عثمان السلمي الدمشقي الإسكاف.
عن أحمد بن أبي الحواري، وهشام الأزرق. وعنه عبد الله بن جعفر بن الورد، وسليمان الطبراني، وجماعة. وهو سعيد بن الحكم بن أوس، نسبوه إلى جده.
264 -
سعيد بن سيار الواسطي
.
سمع عمرو بن عون روى عنه الطبراني.
265 -
سعيد بن عبدويه البغدادي الصفار
.
عن الربيع بن ثعلب. وعنه ابن قانع، والطبراني.
266 -
سعيد بن عثمان، أبو سهل الأهوازي
.
عن أبي الوليد الطيالسي، وبكار السيريني، وجماعة. وعنه أبو سهل
القطان، وأحمد بن خزيمة، وأبو بكر الشافعي.
قال الدارقطني: صدوق.
267 -
سعيد بن محمد بن المغيرة المصري
.
عن سعيد بن سليمان سعدويه. وعنه الطبراني.
268 -
سعيد بن محمد، أبو عثمان الأنجذاني
.
عن أبي عمر الحوضي، وغيره. وعنه أحمد بن كامل، والطستي، وأبو بكر الشافعي.
توفي سنة خمس وثمانين.
269 -
سعيد بن ياسين البلخي الوراق
.
حدث ببغداد عن قتيبة، وجماعة. وعنه الطستي، وابن قانع، وابن نجيح. قال الخطيب: ما علمت إلا خيرًا.
270 -
سلامة بن محمد بن ناهض
، ويقال: سلام مخفف أيضًا، أبو بكر الترياقي المقدسي.
سمع هشام بن عمار، وصفوان بن صالح، والوليد بن حجر الرملي. وعنه جعفر الفريابي وهو من أقرانه، وأبو طالب أحمد بن نصر، وأبو القاسم الطبراني.
271 -
ن:
سليمان بن أيوب بن سليمان بن داود بن عبد الله بن حذلم أبو أيوب الأسدي الدمشقي
.
عن أبيه، عن الوليد بن المسلم. وعن صفوان بن صالح، وسليمان ابن بنت شرحبيل، ودحيم، وجماعة. وعنه النسائي وابنه أحمد بن سليمان،
وعلي بن أبي العقب والطبراني وآخرون.
توفي سنة تسع وثمانين.
272 -
سليمان بن محمد بن الفضل النهرواني
، أبو منصور.
عن محمد بن السري العسقلاني، وعبد الوهاب بن الضحاك، ومحمد بن وهب الحراني. وعنه ابن قانع، وأبو بكر الشافعي.
وهو ضعيف، قاله الدارقطني.
273 -
سماعة بن أحمد، أبو بكر البصري القاضي
.
عن بكار بن محمد السيريني. وعنه عبد الباقي بن قانع، وعبد الصمد الطستي، وابن نجيح.
وهو ثقة.
274 -
سماك بن عبد الصمد
، أبو القاسم الأنصاري الدمشقي.
عن خالد بن عمرو السلفي، وأبي مسهر الغساني. وعنه أبو عوانة، وعبد الصمد الطستي، وأبو بكر الشافعي.
توفي سنة اثنتين وثمانين بطرسوس.
275 -
سنان بن محمد بن طالب
، أبو بكر التميمي الموصلي.
عن أبي نعيم، وعفان، وأبي الجواب، وغيرهم. وعنه يزيد بن محمد الأزدي في تاريخه، وقال: توفي سنة إحدى وثمانين.
276 -
السندي بن أبان أبو نصر
، غلام خلف بن هشام البزار.
عن يحيى الحماني، وغيره. وعنه عبد الصمد الطستي.
توفي سنة إحدى أيضًا.
277 -
سهل بن سعد بن نضلة الطائي
، أبو القاسم القزويني.
سمع علي بن محمد الطنافسي، وأبا مصعب الزهري، وجماعة.
قال الخليلي في شيوخ القطان: كان ثقة.
وذكر أنه كان حيًا في هذا الحين.
278 -
سهل بن عبد الله بن يونس التستري
، الإمام العارف، أبو محمد شيخ الصوفية.
روى عن خاله محمد بن سوار وصحبه، وصحب ذي النون المصري قليلًا، لقيه في الحج، وعنه عمر بن واصل، وأبو محمد الجريري، وعباس بن عصام، ومحمد بن المنذر الهجيمي، وجماعة.
وكان من أعيان الشيوخ في زمانه، يعد مع الجنيد. وله كلام نافع في التصوف والسنة وغير ذلك. فنقل أبو القاسم التميمي في الترغيب والترهيب من طريق أبي زرعة الطبري: سمعت ابن درستويه صاحب سهل بن عبد الله يقول: قال سهل، ورأى أصحاب الحديث فقال: اجهدوا أن لا تلقوا الله إلا ومعكم المحابر.
وفي ذم الكلام، بإسناد، عن سهل وقيل له: إلى متى يكتب الرجل الحديث؟ قال: حتى يموت، ويصب باقي حبره في قبره.
قرأت على ابن الخلال، قال: أخبرنا ابن اللتي، قال: أخبرنا أبو الوقت، قال: أخبرنا شيخ الإسلام، قال: أخبرنا عبد الرحمن بنيسابور، قال: سمعت الحسن بن أحمد الأديب بتستر يقول: سمعت علي بن الحسين الدقيقي يقول: سمعت سهل بن عبد الله يقول: من أراد الدنيا والآخرة فليكتب الحديث. فإن فيه منفعة الدنيا والآخرة.
قلت: هكذا كان مشايخ الصوفية في حرصهم على الحديث والسنة، لا كمشايخ عصرنا الجهلة البطلة الأكلة الكسلة.
وبلغنا أنه أتى إلى أبي داود السجستاني مصنف السنن، فقال له: أريد أن تخرج لي لسانك هذا الذي حدثت به أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى أقبله.
فأخرجه له فقبله.
ومن كلامه: لا معين إلا الله، ولا دليل إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولا زاد إلا التقوى، ولا عمل إلا الصبر عليه.
وقال: الجاهل ميت، والناسي نائم، والعاصي سكران، والمصر هالك.
وقال: الجوع سر الله في أرضه، لا يودعه عند من يذيعه. وقال إسماعيل بن علي الأبلي: سمعت سهل بن عبد الله بالبصرة سنة ثمان ثمانين ومائتين يقول: العقل وحده لا يدل على قديم أزلي فوق عرش محدث، نصبه الحق دلالة وعلما لنا، لتهتدي القلوب به إليه، ولا تجاوزه، أي بما أثبت الحق فيها من نور الهداية، ولم يكلفها علم ماهية هويته. فلا كيف للاستواء عليه، لأنه لا يجوز للمؤمن أن يقول: كيف الاستواء؟ لمن خلق الاستواء؟ وإنما عليه الرضى والتسليم، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: إنه على عرشه.
قال: وإنما سمي الزنديق زنديقًا، لأنه وزن دق الكلام بمخبول عقله، وقياس هوى طبعه، وترك الأثر والاقتداء بالسنة، وتأول القرآن بالهوى. فعند ذلك لم يؤمن بأن الله على عرشه. فسبحان من لا تكيفه الأوهام موجودًا، ولا تمثله الأفكار محدودًا.
وقال أبو نعيم: حدثنا أبي، قال: حدثنا أبو بكر الجوربي، قال: سمعت سهل بن عبد الله يقول: أصولنا ستة أشياء: التمسك بالقرآن، والاقتداء بالسنة، وأكل الحلال، وكف الأذى، والتوبة، وأداء الحقوق.
وعن سهل قال: من تكلم فيما لا يعنيه حرم الصدق، ومن اشتغل بالفضول حرم الورع، ومن ظن ظن السوء حرم اليقين، فإذا حرم هذه الثلاثة هلك. وعنه قال: من أخلاق الصديقين أن لا يحلفوا بالله، ولا يغتابون، ولا يغتاب عندهم، ولا يشبعون بطونهم، وإذا وعدوا لم يخلفوا، ولا يمزحون أصلًا.
وقال ابن سالم: قال عبد الرحمن بعض تلامذة سهل التستري لسهل: يا أبا محمد، إني أتوضأ، فيسيل الماء من يدي، فيصير قضبان ذهب.
فقال سهل: الصبيان يناولون خشخاشة!
توفي سهل رحمة الله عليه في المحرم سنة ثلاث وثمانين، وعاش ثمانين سنة، أو جاوزها.
ويقال: مات سنة ثلاث وسبعين ومائتين، والأول أصح.
279 -
سهل بن علي الدوري
.
عن علي بن الجعد، وغيره. وعنه محمد بن مخلد، وعبد الصمد الطستي.
وكان متهمًا بالكذب.
توفي سنة سبع وثمانين.
ورخه ابن قانع. ولاؤه لآل علي بن أبي طالب.
روى عن سريج بن يونس، والقواريري، وأبي إبراهيم الترجماني.
قال أبو مزاحم الخاقاني: يرمى بالكذب.
280 -
سهل بن المتوكل البخاري
، عن القعنبي، ومحمد بن سلام البيكندي، وجماعة.
توفي سنة إحدى وثمانين.
قال السليماني: كان من أئمة اللغة، يكنى أبا عصمة.
281 -
سيار بن نصر بن سيار
، أبو الحكم الدمشقي.
عن قتيبة، وهشام بن عمار، وحرملة، وطبقتهم. وعنه عبد الله بن زبر القاضي، ومحمد بن أحمد الرافقي، وعبد الله بن المهتدي بالله.
ذكره ابن ماكولا.
282 -
صالح بن شعيب البصري الزاهد
.
عن بكر بن محمد القرشي. وعنه الطبراني.
توفي في صفر سنة ست وثمانين.
283 -
صالح بن العلاء بن الوضاح، أبو شعيب الموصلي
.
عن غسان بن الربيع، وأبي هاشم محمد بن علي، وجماعة.
توفي سنة اثنتين وثمانين.
284 -
صالح بن علي بن الفضل النوفلي
، حدث ببغداد وغيرها.
عن خالد بن يزيد العمري، وعبد الله بن محمد القدامي، وعنه ابن جوصا، ومحمود الرافقي، وآخرون.
285 -
صالح بن عمران أبو شعيب الدعاء
.
عن أبي عبيد القاسم بن سلام، وعفان، وسليمان بن حرب، وطبقتهم.
توفي سنة خمس وثمانين.
روى عنه إسماعيل الخطبي، وأحمد بن كامل، وأبو بكر الشافعي.
قال الدارقطني: لا بأس به.
286 -
صالح بن محمد بن عبد الله
، أبو الفضل الرازي، نزيل بغداد.
عن عفان، وسليمان بن حرب، وجماعة. وعنه الطستي، وأبو بكر الشافعي، وجماعة.
وثقه الدارقطني، وروي عنه أنه تلا أربعة آلاف ختمة.
توفي في شوال سنة ثلاث وثمانين.
287 -
صالح بن مقاتل الأعور
عن أبيه، وعنه أبو سهل القطان، وابن قانع.
قال الدارقطني: ليس بقوي.
288 -
صالح بن يونس أبو شعيب الواسطي الزاهد
.
كان من سادات الصوفية. ورد عنه أنه رأى الحق في النوم، وحج على قدميه سبعين حجة.
توفي سنة اثنتين وثمانين بالرملة. كان يعرف بالمقنع، والدعاء عند قبره مستجاب. وكان يكون بمصر وكان يحرم من القدس إلى مكة.
ويقال: رأى مرة كلبًا يلهث عطشًا في البادية، فقال: من يشتري مني سبعين حجة بشربة لهذا؟ فأعطاه رجل دمشقي، ماء، فسقى الكلب.
289 -
صدقة بن موسى
.
عن أبي نعيم، والأصمعي.
شيخ مجهول، لم يرو عنه إلا الذارع، الشيخ المتروك صاحب الجن.
290 -
الضحاك بن الحسين الأزدي الإستراباذي الفقيه
.
عن إسماعيل الشالنجي، وهشام بن عمار، وعثمان بن أبي شيبة، وجماعة. وعنه نعيم بن عبد الملك بن عدي، ومحمد بن إبراهيم بن أبرويه، وأحمد بن محمد بن مطرف، وغيرهم.
توفي سنة تسع وثمانين.
291 -
طاهر بن حزم الأندلسي الطرطوشي
، مولى بني أمية، يروي عن يحيى بن يحيى الليثي.
توفي سنة خمس وثمانين.
292 -
طاهر بن محمود النسفي
.
رحل وسمع: هشام بن عمار، وغيره.
روى عنه عبد المؤمن بن خلف النسفي.
وتوفي سنة تسع وثمانين.
أغفله ابن عساكر.
293 -
الطيب بن محمد بن غالب أبو عبد الرحمن السعدي البخاري
.
عن محمد بن سلام البيكندي، وقتيبة بن سعيد، وعثمان بن أبي شيبة. وعنه محمد بن عبد الرحمن بن الطيب حفيده.
توفي في صفر سنة أربع وثمانين.
294 -
عامر بن المثنى أبو عمرو الكرميني
، من حفاظ ما وراء النهر.
ذكره السليماني فقال: لزم البخاري وتفقه به. ورحل وسمع: عمرو بن علي، ومحمد بن بشار.
295 -
عباد بن محمد بن عبد الله العدني
.
سمع حفص بن عمر العدني. روى عنه الطبراني.
296 -
العباس بن حمزة بن عبد الله بن أشرس، أبو الفضل النيسابوري
الواعظ.
أحد العلماء والزهاد في وقته. صحب أحمد بن حرب الزاهد. وسمع: أحمد بن حنبل، وسعيد بن محمد الجرمي. وقتيبة بن سعيد، وهشام بن عمار، وإسحاق بن راهويه، وخلقًا. وعنه أبو العباس السراج، وإبراهيم بن محمد بن سفيان، وسبطه محمد بن عبد الله، ومحمد بن صالح بن هانئ، وآخرون.
قال أبو الوليد الفقيه: سمعت أبي يقول: كان العباس بن حمزة مجاب الدعوة.
وقال ابن مجيد: كان العباس يصوم النهار ويقوم الليل. وكان يقول: لقد لحقتني بركة ذي النون.
وقال السراج: سمعت العباس بن حمزة، وسأله رجل عن الزهد فقال: ترك ما يشغلك عن الله أخذه، وأخذ ما يبعدك عن الله تركه.
توفي سنة ثمانٍ وثمانين، وكان من علماء الحديث، رحمه الله.
297 -
العباس بن الفضل بن يونس
، أبو الفضل الأسفاطي البصري.
عن أحمد بن يونس، وإسماعيل بن أبي أويس، وأبي الوليد الطيالسي، وخالد بن يزيد العمري، وداود بن أيوب القسملي، وطائفة. وعنه دعلج، وفاروق الخطابي، وسليمان الطبراني، وغيرهم.
وكان صدوقا حسن الحديث مجاورا بمكة.
توفي سنة ثلاث وثمانين وهو راجع إلى البصرة.
روى القراءة عن هشام.
298 -
عباس بن محمد بن عبيد الله
، أبو الفضل دبيس البغدادي البزاز.
سمع عفان بن مسلم، وسريج بن النعمان، وسليمان بن حرب. وعنه ابن السماك، وعبد الصمد الطستي، ومحمد بن علي بن الهيثم، وآخرون.
قال الخطيب: ثقة. رماه الحمار، فعلقت رجله بالركاب، فجره الحمار، فمات في رجب سنة ثلاثٍ أيضًا.
299 -
ن:
عبد الله بن أحمد بن حنبل بن هلال
، الحافظ أبو عبد الرحمن ابن الإمام أبي عبد الله الذهلي الشيباني المروزي الأصل البغدادي.
ولد سنة ثلاث عشرة ومائتين، في السنة التي مات فيها عبيد الله بن موسى العبسي. وسمع من أبيه شيئًا كثيرًا من العلم. وسمع من: يحيى بن عبدويه صاحب شعبة. ولم يأذن له أبوه في السماع من علي بن الجعد. وسمع من: يحيى بن معين، وشيبان بن فروخ، والهيثم بن خارجة، وسويد بن سعيد، وعبد الأعلى بن حماد، ومحمد بن جعفر الوركاني، وأبي خيثمة، وأبي بكر بن أبي شيبة، وأبي الربيع الزهراني، وإبراهيم بن الحجاج السامي، ومحمد بن أبي بكر المقدمي، وعبيد الله بن عمر القواريري، وخلق كثير. وعنه النسائي؛ وعبد الله بن إسحاق المدائني، وأبو القاسم البغوي، وأبو محمد بن صاعد، وأبو بكر بن زياد النيسابوري، وأبو بكر الخلال، ودعلج، وأحمد بن سلمان الفقيه النجاد، وإسحاق الكاذي، وأبو علي ابن الصواف، وأبو القاسم الطبراني، وأبو بكر الشافعي، وأبو الحسن أحمد بن محمد اللنباني، وخلق سواهم.
قال أبو بكر الخطيب: كان ثقةً ثبتًا فهمًا.
وقال ابن المنادي في تاريخه: لم يكن أحد أروى في الدنيا عن أبيه منه، عن أبيه؛ لأنه سمع منه المسند وهو ثلاثون ألفًا، والتفسير، وهو مائة
وعشرون ألفاً سمع منه ثمانين ألفًا، والباقي وجادةً. وسمع منه: الناسخ والمنسوخ والتاريخ، وحديث شعبة، والمقدم والمؤخر من كتاب الله، وجوابات القرآن، والمناسك الكبير والصغير، وغير ذلك من التصانيف وحديث الشيوخ.
قال ابن المنادي: ما زلنا نرى أكابر شيوخنا يشهدون له بمعرفة الرجال وعلل الحديث والأسماء، والمواظبة على الطلب، حتى إن بعضهم أفرط في تعظيمه إياه بالمعرفة، وزيادة السماع على أبيه.
وعن إسماعيل الخطبي قال: بلغني عن أبي زرعة قال: قال لي أحمد بن حنبل: ابني عبد الله محظوظ من علم الحديث، لا يذاكرني إلا بما لا أحفظ.
وقال عباس الدوري: قال لي أحمد بن حنبل: يا عباس، قد وعى عبد الله علمًا كثيرًا.
وقال ابن الصواف: قال عبد الله بن أحمد: كل شيء أقول: قال أبي، فقد سمعته مرتين وثلاثة، وأقله مرة.
توفي عبد الله في جمادى الآخرة سنة تسعين، وشيعه خلائق.
300 -
عبد الله بن أحمد بن إشكاب الأصبهاني الحافظ
.
طوف وصنف المسند. وسمع: أحمد بن عبدة، وهلال بن بشر، وإسماعيل بن بهرام، وطبقتهم.
توفي سنة ثلاث وثمانين.
301 -
عبد الله بن أحمد بن سوادة
، أبو طالب البغدادي نزيل طرسوس.
سمع طالوت بن عباد، ومحمد بن بكار، وجماعة. وعنه أبو العباس بن عقدة، وأبو بكر القباب، وأهل أصبهان.
وكان صدوقًا.
توفي سنة خمسٍ وثمانين.
وقد حدث بدمشق، فروى عنه: الحسن بن حبيب، وأبو بكر بن هارون.
302 -
عبد الله ابن المحدث أحمد بن سعيد الرباطي المروزي
الصوفي الزاهد.
صحب أبا تراب النخشبي، وسافر معه. وكان الجنيد إذا ذكره يثني عليه ويقول: هو رأس فتيان خراسان.
قال ابن الجوزي في المنتظم: توفي سنة تسعين.
قلت: لم يقع لي شيء من كلامه.
303 -
عبد الله بن أحمد بن زياد
، أبو جعفر الهمذاني، ويقال له الدحيمي، لكثرة ما سمع من دحيم.
وسمع من: بشر بن الوليد، والحكم بن موسى، وسريج بن يونس، وجماعة. وعنه أحمد بن عبيد، والقاسم بن أبي صالح، وأحمد بن إسحاق بن منجاب، وحامد الرفاء، وجماعة.
قال صالح بن أحمد: ثقة صدوق.
304 -
عبد الله بن إبراهيم السوسي
.
روى عن محمد بن بكار بن بلال العاملي. وعنه الطبراني.
لا أعرفه، ولا ذكره ابن عساكر.
305 -
عبد الله بن إبراهيم بن أحمد بن الأغلب التميمي الأغلبي
، الأمير أبو العباس أمير المغرب، وابن أمرائها الأغلبيين.
عهد إليه أبوه بالأمر قبل موته في أول سنة تسعٍ وثمانين، ومات أبوه في ذي القعدة من العام.
وقيل: كانت بيعته بأمر المعتضد أمير المؤمنين، فقدم على الأمير إبراهيم في آخر سنة ثمان رسول المعتضد، يأمره أن يعتزل الإمرة، ويفوضها إلى ولده أبي العباس، ويصير هو إلى حضرة المعتضد. وذلك لما بلغ المعتضد عنه من أفعاله في مرضه بالسوداء من القتل والجهل. ففعل ما أمر به، وأظهر التوبة.
وكان أبو العباس، دينًا صالحًا لبيبًا، عاقلًا عالمًا فاضلًا، أديبًا شاعرًا، موصوفًا بالشجاعة، محبًا للعدل.
وقوي أمر أبي عبد الله الشيعي، فندب لحربه أخاه الأحول. ولم يكن أحولًا، وإنما لقب بذلك لأنه كان إذا نظر كسر جفنه. فالتقوا عند ملوشة، وقتل خلق، وانهزم الأحول، ثم ثبت في مقابلته.
وكان أبو العباس يداري سوء أخلاق أبيه، وكان يظهر طاعته والتذلل له، فكان يوجهه إلى محاربة الأعادي، فبلغ من ذلك إلى أكثر من أمله، فبذلك كان يفضله على إخوته. وولاه صقلية، فافتتح بها حصونًا، وظهرت شجاعته. ولما تملك لم يسكن في قصر أبيه، بل اشترى دارًا سكنها، ورد مظالم كثيرة. فكانت أيامه أيام عدلٍ وخير.
ومن شعره، وقد شرب دواء بصقلية.
شربت الدواء على غربة بعيدًا من الأهل والمنزل وكنت إذا ما شربت الدواء أطيب بالمسك والمندل فقد صار شربي بحار الدماء ونقع العجاجة والقسطل.
واتصل بأبي العباس عن ولده أبي مضر زيادة الله متولي صقلية اعتكافه على اللهو والخمر، فعزله، وقدم عليه فسجنه. فلما كانت ليلة الأربعاء ليوم بقي من شعبان سنة تسعين قتل الأمير أبو العباس. قتله ثلاثة من غلمانه الصقالبة على فراشه، وأتوا برأسه ابنه زيادة الله؛ وأخرجوه من الحبس، وتملك، وقتل الثلاثة وصلبهم، وهو الذي قد كان واطأهم.
والمثل السائر: سمين الغصب مهزول، ووالي الغدر معزول.
وكان قتله بمدينة تونس، رحمه الله.
306 -
عبد الله بن جابر بن عبد الله أبو محمد الطرسوسي البزاز
.
قال ابن عساكر، وأبو أحمد الحاكم: سمع أبا مسهر، وعبد الله بن يوسف التنيسي، ومحمد بن المبارك الصوري. وعنه أبو بكر محمد بن أحمد بن المستنير، وإبراهيم بن جعفر بن سنيد بن داود المصيصيان.
قلت: وهما شيخا الحاكم.
زاد ابن عساكر فقال: وجعفر الخلدي، وأحمد بن جعفر بن حمدان الطرسوسي، وأبو بكر ابن المقرئ. كذا قال ابن عساكر فوهم؛ وإنما روى ابن المقرئ، عن عبد الله بن جابر بطرسوس، عن عبد الله بن خبيق الأنطاكي، وهو متأخر عن ذا. ولذا حديث موضوع متنه: الأمناء عند الله ثلاثة: جبريل، وأنا، ومعاوية.
وهذا قال فيه أبو أحمد: منكر الحديث.
307 -
عبد الله بن الحسين بن جابر أبو محمد البغدادي ثم المصيصي البزاز.
عن علي بن عياش الحمصي، وآدم بن أبي إياس، والحسن بن موسى الأشيب، وعفان بن مسلم، وهوذة بن خليفة، وطائفة. وعنه أبو عوانة، وخيثمة الأطرابلسي، وأبو الحسن بن حذلم، وأبو القاسم الطبراني، وجماعة.
قال ابن حبان: لا يجوز الاحتجاج به. كان يسرق الحديث.
وقال أبو أحمد الحاكم منكر الحديث، قلت: أظنه الذي قبله.
308 -
عبد الله بن أبي عطاء الأندلسي
نزيل القيروان.
صالح صحيح النقل.
سمع من: زهير بن عباد، وسحنون بن سعيد الفقيه.
روى عنه محمد بن أحمد التميمي القيرواني.
وتوفي سنة ست وثمانين.
309 -
عبد الله بن عبدويه بن النضر
، أبو محمد البخاري، نزيل نسف.
روى عن هشام بن عمار، ودحيم، وأحمد بن صالح المصري، وجماعة. وعنه عبد المؤمن بن خلف، ومحمد بن محمود بن عنبر، ومحمد بن زكريا النسفيون.
وكن إمامًا فاضلًا محدثًا.
توفي سنة ست وثمانين ومائتين؛ ولعل أباه عبد ربه.
310 -
عبد الله بن عيسى بن عبد الله بن شعيب
، أبو موسى القرشي المدني القصير الكاتب نزيل مصر.
قرأ على: قالون، وسمع منه الحروف. وسمع من: مطرف بن عبد الله الفقيه وكان كاتبه. ويعرف بطيارة. روى عنه القراءة: محمد بن أحمد بن منير الإمام، وسمع منه في سنة أربع وثمانين ومائتين، وله تسعون سنة إذ ذاك. وسمع منه عامة المصريين وروى عنه الحروف أيضًا: محمد بن أحمد بن شاهين البغدادي بمصر، شيخ لأبي بكر بن مجاهد.
311 -
عبد الله بن قريش
، أبو أحمد الأسدي.
عن الحسين بن حريث، والوليد بن شجاع، وجماعة. وعنه ابن مخلد، والطستي، وإسماعيل الخطبي.
قال الدارقطني: لا بأس به.
312 -
عبد الله بن محمد بن الأشعث
، أبو الدرداء الأنطرسوسي.
عن إبراهيم بن المنذر الحزامي، وإبراهيم بن محمد الحمصي. وعنه الطبراني، ومحمد بن عبد الرحمن الضبي الأصبهاني.
313 -
عبد الله بن محمد بن سعيد بن أبي مريم
، أبو بكر الجمحي، مولاهم المصري.
سمع من جده، ومحمد بن يوسف الفريابي، وعمرو بن أبي سلمة التنيسي، وغيرهم. وعنه أحمد بن القاسم اللكي، وعلي بن محمد المصري الواعظ، والطبراني.
توفي في رمضان سنة إحدى وثمانين، وقد أضر بأخرة.
314 -
عبد الله بن محمد بن سلام
، أبو بكر الأصبهاني.
عن أبي توبة بن نافع الحلبي، ومحمد بن سعيد بن سابق. وعنه أبو علي الصحاف، والأصبهانيون.
توفي سنة إحدى أيضًا.
ومن الرواة عنه: أبو بكر القباب، وأحمد بن جعفر بن معبد.
فيه ضعف.
315 -
عبد الله بن محمد بن النعمان بن عبد السلام
، أبو بكر التيمي الأصبهاني الزاهد.
سمع أباه، وأبا نعيم، وعمرو بن طلحة القناد، وأبا غسان النهدي، وعمر بن حفص بن غياث، ومحمد بن سعيد بن سابق، وطائفة. وعنه أبو علي الصحاف، ومحمد بن أحمد الكسائي، وعبد الله بن الحسن بن بندار، وأحمد بن جعفر السمسار، وأبو بكر عبد الله بن محمد القباب، وخلق من الأصبهانيين.
وكان ثقة صالحًا من أولياء الله تعالى.
توفي سنة إحدى أيضًا.
316 -
عبد الله بن محمد بن عبيد بن سفيان بن قيس
، الحافظ أبو بكر ابن أبي الدنيا القرشي مولى بني أمية البغدادي، صاحب التصانيف المشهورة.
ولد سنة ثمان ومائتين.
وسمع: أحمد بن إبراهيم الموصلي، وأحمد بن جميل المروزي.
ولم يسمع من الإمام أحمد شيئًا.
وسمع من: سعيد بن سليمان سعدويه، وهو أقدم شيخ له.
ومن: خالد بن خداش، وعلي بن الجعد، وخلف بن هشام، وسعد بن محمد العوفي، وسعيد بن محمد الجرمي، وشجاع بن أشرس، وعبد الله بن خيران صاحب عبد الرحمن المسعودي، وعبد الله بن عون الخراز، وأبي نصر التمار، وعبيد الله بن محمد بن عائشة، وخلق كثير.
وعنه الحارث بن أبي أسامة، وهو من شيوخه، وابن ماجه في تفسيره، وأبو علي أحمد بن محمد بن إبراهيم الصحاف، وأبو العباس بن عقدة، وأبو سهل القطان، وأحمد بن مروان الدينوري، وعثمان بن محمد الذهبي، وعيسى بن محمد الطوماري، وأبو علي الحسين بن صفوان، وهو راويته. وأبو بكر النجاد، وأبو الحسن أحمد بن محمد اللنباني، وعبد الله بن بريه الهاشمي،
وأحمد بن خزيمة، وأبو بكر الشافعي، وجماعة.
قال ابن أبي حاتم: كتبت عنه مع أبي، وقال أبي: هو صدوق.
وقال الخطيب: كان يؤدب غير واحد من أولاد الخلفاء.
وقال غيره: كان ابن أبي الدنيا إذا جالس أحدًا إن شاء أضحكه وإن شاء أبكاه في آن واحد، لتوسعه في العلم والأخبار.
قلت: وقع لنا جملة صالحة من مصنفاته، وآخر من روى حديثه بعلو الشيخ الفخر ابن البخاري، بينه وبينه أربعة أنفس.
توفي في جمادى الأولى سنة إحدى وثمانين
وقال أحمد بن كامل: كان ابن أبي الدنيا مؤدب المعتضد.
317 -
عبد الله بن محمد بن أبي قريش مضر الثقفي
، أبو عبد الرحمن البصري.
عن محمد بن عبد الله الأنصاري. وعنه حبيب القزاز، وفاروق بن عبد الكبير الخطابي، وأبو بكر الشافعي، وغيرهم.
توفي سنة ثلاث وثمانين
وسمع أيضًا من عثمان بن عمر بن فارس، وأبي عاصم، وجماعة.
318 -
عبد الله بن محمد بن هانئ
، أبو محمد النيسابوري، عبدوس الحافظ.
يروي عن قتيبة بن سعيد، ويحيى بن يحيى، وابن أبي الشوارب، وبندار، وجماعة. وعنه محمد بن إسحاق العصفري، ومحمد بن محمد بن نصر المروزي، وعمر بن محمد بن بجير، وسهل بن شاذويه، وغيرهم.
مات بسمرقند سنة ثلاث أيضًا في شعبان، وكان من أئمة الحديث.
319 -
عبد الله بن محمد بن زكريا
، أبو محمد الأصبهاني.
ثقة فاضل، مصنف جليل. سمع إسماعيل بن عمرو البجلي، وأبا الوليد الطيالسي، ومحمد بن بكر، وسهل بن بكار، وطائفة. وعنه أحمد بن بندار الشعار، وأحمد بن إبراهيم بن يوسف، وأبو الشيخ، وجماعة.
توفي سنة ست وثمانين.
320 -
عبد الله بن محمد بن عزيز التميمي الموصلي
.
عن غسان بن الربيع. وعنه الطبراني، وإسماعيل الخطبي، وغيرهما.
توفي سنة ثمان وثمانين
321 -
عبد الله بن محمد بن منصور
، أبو منصور الهروي البزاز.
رحل وطوف، وسمع هشام بن عمار، وسويد بن سعيد، وحرملة بن يحيى. وعنه الحافظ أبو إسحاق أحمد بن محمد بن يونس الحداد.
توفي سنة تسع وثمانين.
322 -
عبد الله بن محمد بن أبي أسامة الحلبي
، أبو أسامة.
سمع أباه، وحجاج بن أبي منيع، وإسحاق بن الأخيل. وعنه الطبراني، ومحمد بن محمد بن حذيفة، وأبو الميمون بن راشد، وجماعة.
323 -
عبد الله بن مسرة بن نجيح بن مرزوق
، أبو محمد البربري المغربي، مولى أبي قرة.
كان من علماء أهل قرطبة، رحل به أخوه إبراهيم التاجر إلى المشرق فسمع بشر بن آدم، ونصر بن علي الجهضمي، وعمرو بن علي الفلاس، وبندارا، وطبقتهم. ورجع إلى الأندلس.
وكان جليلًا فاضلًا خيرًا، لكنه اتهم بالقدر، حمل عنه عثمان بن عبد الرحمن، وثابت بن حزم، ومحمد بن القاسم، وقاسم بن أصبغ، والأندلسيون
وحج في آخر عمره فتوفي بمكة في ذي الحجة سنة ست وثمانين.
324 -
عبد الله بن موسى الأنماطي الدهقان
، ويعرف بابن بلعها.
عن يحيى بن معين، وإبراهيم بن محمد بن عرعرة. وعنه دعلج، والطبراني، وأحمد بن يوسف بن خلاد.
توفي سنة تسع وثمانين.
325 -
عبد الأعلى بن وهب الأندلسي
، أبو وهب.
روى عن يحيى بن يحيى الليثي، ثم رحل وأدرك أصبغ بن الفرج فأخذ عنه.
توفي سنة إحدى وثمانين.
326 -
عبد الرحمن بن أحمد
، الأصبهاني المتعبد.
رحل وسمع دحيمًا، وعثمان بن أبي شيبة. وعنه علي بن الصباح، وعبد الله بن محمد الخشاب.
327 -
عبد الرحمن بن جابر الطائي الحمصي
.
عن بشر بن شعيب بن أبي حمزة، وعنه الطبراني.
توفي سنة إحدى وثمانين.
وروى أيضًا عن عبد العزيز بن موسى اللاحوني.
328 -
عبد الرحمن بن روح
، أبو صفوان السمسار.
بغدادي، سمع خالد بن خداش، وعنه عيسى الطوماري والطستي.
توفي سنة اثنتين وثمانين.
329 -
عبد الرحمن بن عبد الحميد بن فضالة
، أبو محمد الكناني الدمشقي.
عن سليمان بن عبد الرحمن، ومحمد بن أبي السري. وعنه خيثمة، وأبو
عبد الله بن مروان، وغيرهما.
330 -
عبد الرحمن بن عبدوس
، أبو الزعراء البغدادي المقرئ.
أحد الحذاق، وأكبر أصحاب أبي عمر الدوري وأضبطهم. قرأ عليه أبو بكر بن مجاهد، وعلي بن الحسن الرقي، ومحمد بن معلى الشونيزي، ومحمد بن يعقوب المعدل، وعمر بن عجلان.
قال ابن مجاهد: قرأت عليه لنافع نحوًا من عشرين مرة، وقرأ عليه لأبي عمرو وحمزة والكسائي.
ذكره الداني وغيره.
331 -
د:
عبد الرحمن بن عمرو بن عبد الله بن صفوان بن عمرو
، الحافظ أبو زرعة النصري الدمشقي، محدث الشام.
روى عن أحمد بن خالد الوهبي، وأبي نعيم، وهوذة بن خليفة، وعلي بن عياش، وأبي مسهر الغساني، وسليمان بن حرب، وأبي بكر الحميدي، وسعيد بن منصور، وعفان، وسعيد بن سليمان سعدويه، وأبي اليمان الحكم بن نافع، وأحمد بن حنبل، وخلق كثير.
وعنه أبو داود تفسير حديث، ويعقوب الفسوي، وابن صاعد، وأبو العباس الأصم، وأبو يعقوب الأذرعي، وأبو جعفر الطحاوي، وعلي بن أبي العقب، وسليمان الطبراني، وخلق كثير.
قال أبو الميمون بن راشد: سمعت أبا زرعة يقول: أعجب أبو مسهر بمجالستي إياه صغيرًا.
وقال أبو حاتم الرازي: ذكر أحمد بن أبي الحواري أبا زرعة الدمشقي فقال: هو شيخ الشباب.
وقال أبو حاتم: صدوق.
وقال جماعة: توفي سنة إحدى وثمانين في جمادى الآخرة، ومن قال:
سنة ثمانين، فقد وهم.
332 -
عبد الرحمن بن محمد بن عقيل
، أبو القاسم النيسابوري، أكبر الإخوة.
سمع إسحاق بن راهويه وطبقته. وعنه إبراهيم بن عصمة، ومحمد بن عبد الله بن المبارك، وغيرهما.
333 -
عبد الرحمن بن معدان بن جمعة الطائي اللاذقي
.
سمع مطرف بن عبد الله الشاري الفقيه، وعبد العزيز بن عبد الله الإدريسي. روى عنه الطبراني وغيره.
ولم يذكره ابن عساكر في تاريخه.
334 -
عبد الرحمن بن يوسف بن سعيد بن خراش
، الحافظ أبو محمد، المروزي الأصل، البغدادي.
سمع خالد بن يوسف السمتي، وعبد الجبار بن العلاء المكي، وعلي بن خشرم، وأبا عمير ابن النحاس، ويعقوب الدورقي، ويونس بن عبد الأعلى، وأبا التقي هشام بن عبد الملك، وأحمد بن خالد الخلال، وأبا حفص الفلاس، ونصر بن علي الجهضمي، ومحمد بن يحيى الذهلي، وخلقًا من طبقتهم. وعنه أبو سهل القطان، وأبو العباس بن عقدة، وبكر بن محمد الصيرفي، وآخرون.
قال بكر بن محمد: سمعته يقول: شربت بولي في هذا الشأن - يعني الحديث - خمس مرات.
وقال أبو نعيم بن عدي الجرجاني الحافظ: ما رأيت أحفظ من ابن خراش.
قلت: وله كلام في الجرح والتعديل، وقد اتهم بالرفض.
توفي في خامس رمضان سنة ثلاث وثمانين، ورخه ابن المنادي.
وقال ابن عدي: ذكر بشيء من التشيع، وأرجو أنه لا يتعمد الكذب، سمعت ابن عقدة يقول: كان ابن خراش عندنا إذا كتب شيئًا من باب التشيع
يقول: هذا لا ينفق إلا عندي وعندك يا أبا العباس. سمعت عبدان يقول: حمل ابن خراش إلى بندار عندنا جزءين صنفهما في مثالب الشيخين، فأجازه بألفي درهم بنى بها حجرة ببغداد ليحدث فيها، فمات حين فرغ منها.
وقال أبو زرعة محمد بن يوسف الحافظ: أخرج ابن خراش مثالب الشيخين، وكان رافضيًا.
قال ابن عدي: سمعت عبدان يقول: قلت لابن خراش: حديث ما تركنا صدقة؟ قال: باطل، أتهم مالك بن أوس بن الحدثان. قال عبدان: وقد حدث بمراسيل وصلها ومواقيف رفعها.
335 -
عبد الرحيم بن عبد الله بن عبد الرحيم الزهري مولاهم
، البرقي، أبو سعيد، أخو محمد وأحمد.
روى السيرة عن عبد الملك بن هشام، عن البكائي. وكان ثقة. روى عنه عبد الله بن جعفر بن الورد وأبو القاسم الطبراني، لكن الطبراني سماه أحمد بن عبد الله، فوهم واشتبه عليه اسمه بأخيه.
توفي في ذي القعدة سنة ست وثمانين.
336 -
عبد الصمد بن الفضل بن موسى بن مسمار بن هانئ
، أبو يحيى البلخي.
سمع مكي بن إبراهيم، والمقرئ، وعلي بن محمد المنجوري، وقبيصة، وخالد بن مخلد، وشهاب بن معمر، وطائفة. وعنه عبد الله بن محمد بن يعقوب الفقيه، وجماعة.
قال السليماني: روى عنه شيوخنا، وتوفي سنة ثلاث، وقيل: سنة أربع وثمانين ومائتين.
337 -
عبد الصمد بن هارون
، أبو بكر النيسابوري، الملقب بقاتل قتيبة.
سمع قتيبة بن سعيد، وأحمد بن حنبل، وعلي ابن المديني. روى عنه جماعة من شيوخ الحاكم، وتوفي سنة أربع وثمانين.
338 -
عبد العزيز بن الحسن بن بكر بن الشرود الصنعاني
.
روى جملة عن أبيه عن جده بكر صاحب الثوري ومالك، روى عنه جماعة.
مات سنة سبع وثمانين ومائتين.
339 -
عبد العزيز بن عمران بن كوشيذ
، أبو بكر الأصبهاني.
أحد الرحالة والمصنفين، كتب عن أحمد بن عبد الرحمن ابن أخي ابن وهب وطبقته. وعنه أبو علي الصحاف، وعبد الله بن محمد القباب، وغيرهما.
340 -
عبد العزيز بن معاوية
، أبو خالد القرشي البصري.
عن أزهر بن سعد السمان، وجعفر بن عون، وأبي عاصم، وبدل بن المحبر، وأشهل بن حاتم، وجماعة. وعنه أبو جعفر بن البختري، وأبو عمرو ابن السماك، وخيثمة.
قال الدارقطني: لا بأس به.
توفي سنة أربع وثمانين.
قال أبو أحمد الحاكم: وعن أبي عاصم ما لا يتابع عليه.
341 -
عبد الملك بن أيمن بن فرجون
، أبو محمد الأندلسي.
روى عن سحنون بن سعيد، ومات سنة سبع وثمانين.
342 -
عبد الوارث بن إبراهيم
، أبو عبيدة العسكري.
عن وهب بن محمد البناني، وكثير بن يحيى، ومسدد، ومحمد بن جامع
العطار. وعنه الطبراني، وابن قانع.
توفي سنة تسع وثمانين.
343 -
عبدوس بن ديزويه الرازي
.
عن إبراهيم بن المنذر الحزامي، وهشام بن عمار، وعبد الرحمن بن إبراهيم دحيم، وجماعة. وعنه أبو بكر بن خروف، والطبراني، وابن الورد.
توفي سنة تسعين بمصر.
344 -
عبيد الله بن أحمد بن منصور الهمذاني الكسائي
.
عن علي بن محمد الطنافسي، وأبي خيثمة، وجماعة. وعنه أبو بكر النجاد، وابن قانع، وجماعة بغاددة.
قال صالح بن أحمد الهمذاني الحافظ: محله الصدق.
345 -
عبيد الله بن سليمان بن وهب الوزير
، والد القاسم بن عبيد الله الوزير.
ولي الوزارة للمعتضد، وكان شجاعًا ناهضًا، خبيرًا بالأمور، متمكنًا من مخدومه.
توفي في ربيع الآخر سنة ثمان وثمانين ومائتين عن اثنتين وستين سنة.
346 -
عبيد الله بن محمد بن يحيى بن المبارك اليزيدي اللغوي
.
أخذ عن ابن أخي الأصمعي وغيره. وعنه أحمد بن عثمان الأدمي، والطبراني.
وكان رأسًا في اللغة والأخبار.
توفي سنة بضع وثمانين.
وروى القراءة عن عمه إبراهيم ابن اليزيدي، وأخيه أحمد بن محمد. روى عنه القراءة ابن مجاهد، وابن المنادي، ومحمد بن يعقوب المعدل.
347 -
عبيد بن الحسن، أبو عبد الله الأنصاري الأصبهاني
الغزال الحافظ.
سمع عمرو بن مرزوق، ومسلم بن إبراهيم، وأبا سلمة، وأبا عمر الحوضي، وإسماعيل بن عمرو البجلي.
وكان متقنًا مصنفًا عالمًا، روى عنه علي بن الصباح، وأحمد بن جعفر السمسار، وأحمد بن بندار، ومحمد بن عبد الله بن ممشاذ، وأحمد بن إبراهيم بن يوسف، وغيرهم.
توفي سنة اثنتين وثمانين، وذكره بعضهم في سنة أربع وستين، وهو غلط.
348 -
عبيد بن عبد الواحد بن شريك
، أبو محمد البغدادي البزار.
محدث رحال صدوق. سمع سعيد بن أبي مريم، وآدم بن أبي إياس، وأبا الجماهر محمد بن عثمان، ونعيم بن حماد، وطائفة. وعنه عثمان ابن السماك، وابن نجيح، وعبد الصمد الطستي، وأبو بكر النجاد، والشافعي، وآخرون.
قال الدارقطني: صدوق.
قلت: توفي في رجب سنة خمس وثمانين.
ومن عواليه: أنبأنا جماعة سمعوا ابن طبرزذ يحدث عن ابن الحصين، عن ابن غيلان، عن أبي بكر الشافعي قال: حدثنا عبيد بن عبد الواحد البزار قال: حدثنا سعيد بن أبي مريم قال: حدثنا المعمري، عن عبد الرحمن بن القاسم، عن أبيه، عن عائشة قالت: لما رجع النبي صلى الله عليه وسلم يوم الخندق دق الباب، فارتاع لذلك ووثب وثبة منكرة وخرج، وخرجت في أثره، فإذا رجل على دابة، والنبي متكئ على معرفة الدابة يكلمه، فرجعت، فلما دخل قال: ذاك جبريل، أمرني أن أمضي إلى بني قريظة.
349 -
عبيد بن محمد بن موسى المؤذن
، أبو القاسم المصري المقرئ، عرف برجال.
قرأ القرآن على داود بن أبي طيبة صاحب ورش، وحدث عن يحيى بن بكير وغيره، روى عنه القراءة أحمد بن محمد بن يحيى الصدفي.
وروى عنه الطبراني فقال: حدثنا عبيد بن رجال قال: حدثنا أحمد بن صالح المصري.
وقال ابن ماكولا: هو عبيد بن محمد بن موسى البزاز المؤذن، يعرف بعبيد بن رجال، روى عنه أبو طالب الحافظ والمصري.
350 -
عبيد بن محمد بن يحيى بن قضاء الجوهري البصري
، ابن عم محمد بن أحمد.
روى عن سليمان الشاذكوني، وحكامة بنت عثمان. وعنه عمر بن محمد بن هارون العسكري، وعبد الله الخراساني.
351 -
عبيد بن محمد الكشوري
، أبو محمد الصنعاني.
عن عبد الله بن أبي غسان الصنعاني، ومحمد بن عمر السمسار، وعبد الحميد بن صبيح. ولم يدرك الأخذ عن عبد الرزاق. وعنه خيثمة الأطرابلسي، ومحمد بن أحمد بن مسعود البذشي، ومحمد بن محمد بن عبد الله البغدادي نزيل بخارى، والطبراني.
توفي سنة أربع وثمانين، وكان يقال: له تاريخ اليمن.
قال الخليلي: هو عبد الله بن محمد، عالم حافظ له مصنفات، مات سنة ثمان وثمانين ومائتين.
352 -
عثمان بن سعيد الدارمي
.
ورخه الحاكم سنة اثنتين وثمانين، وقد مر.
353 -
عثمان بن سعيد بن بشار
، الفقيه أبو القاسم البغدادي الأنماطي الشافعي الأحول، شيخ الشافعية ببغداد.
تفقه على المزني، والربيع بن سليمان. وعليه تفقه الإمام أبو العباس بن سريج.
توفي سنة ثمان وثمانين في شوال ببغداد.
قال الشيخ أبو إسحاق: كان هو السبب في نشاط الناس ببغداد لكتب فقه الشافعي وتحفظه.
354 -
ن:
عثمان بن عبد الله بن محمد بن خرزاذ
، أبو عمرو البصري ثم الأنطاكي الحافظ، محدث أنطاكية.
سمع عفان، وسليمان بن حرب، وعمرو بن مرزوق، وأبا الوليد الطيالسي، وسعيد بن عفير، وصفوان بن صالح المؤذن، ومحمد بن عائذ، وسعيد بن منصور، وطبقتهم.
وعنه النسائي وقال: ثقة، وأبو حاتم الرازي وهو أكبر منه، وابن جوصا، وأبو عوانة، وخيثمة، وهشام بن محمد الكندي، وطائفة. ودخل عليه الطبراني وهو مريض فأجاز له.
قال محمد بن محمويه الأهوازي: هو أحفظ من رأيت.
وقال أبو عبد الله الحاكم: ثقة مأمون.
وقال محمد بن بركة: سمعت عثمان بن خرزاذ يقول: يحتاج صاحب الحديث إلى خمس؛ إلى عقل جيد، ودين، وضبط، وحذق بالصناعة، مع أمانة تعرف منه.
توفي في ذي الحجة سنة إحدى وثمانين ومائتين، وهو في عشر التسعين.
وقد سمى له صاحب التهذيب مائة واثنتين وثلاثين شيخًا.
355 -
عثمان بن عمر الضبي البصري
، أبو عمرو.
عن عبد الله بن رجاء الغداني، وأبي الوليد وغيرهما. وعنه أحمد بن
إسحاق الصبغي الفقيه، وعلي بن حمشاذ، وأبو القاسم الطبراني.
قال فيه الحاكم: ثقة مشهور.
356 -
عزيز بن الأحنف بن الفضل
، أبو عصمة البخاري البيكندي، نزيل جرجان.
طوف وسمع الكبار؛ محمد بن الصباح الجرجرائي، وقتيبة، وهشام بن عمار، وأحمد بن صالح المصري، وطبقتهم. وعنه كميل بن جعفر، وأبو بكر الإسماعيلي، وأبو بكر محمد بن أحمد الصرامي، وجماعة.
توفي في المحرم سنة ثمان وثمانين.
وبعضهم قال: عزيز بن الفضل.
357 -
العلاء بن أيوب بن رزين الموصلي الحافظ
.
سمع محمد بن عبد الله بن عمار، وعبد الله بن عبد الصمد بن أبي خداش، ويعقوب الدورقي، وأبا سعيد الأشج، وطبقتهم. وصنف المسند، والسنن، وغير ذلك.
روى عنه يزيد بن محمد الأزدي، وقال: كان عابدًا خاشعًا مخبتا، من أحسن الناس صوتًا بالقرآن.
358 -
علي بن الحسن بن بيان
، أبو الحسن البغدادي الباقلاني المقرئ.
عن عبد الله بن رجاء، وأبي حذيفة النهدي. وعنه أبو سهل بن زياد، وأبو بكر الشافعي، وغيرهما.
توفي سنة أربع وثمانين.
صدوق.
359 -
علي بن الحسن بن عبدة
، أبو الحسن البخاري النجاد.
عن نصر بن المغيرة، وحفص بن داود، ومحمد بن المهلب، ومحمد بن حميد الرازي، وعبد الجبار بن العلاء العطار، وطبقتهم. وعنه محمد بن محمد
ابن محمود، وأحمد بن سهل بن حمدويه، وأهل بخارى.
توفي سنة تسعين في ذي الحجة.
360 -
علي بن الحسين بن عاصم
، أبو الحارث البيكندي، الملقب كندة.
سمع محمد بن سلام البيكندي، وعلي بن حجر، وحبش بن حرب. وعنه أحمد بن سليمان بن حمدويه، والحسن بن سليمان.
توفي سنة ست وثمانين.
361 -
علي بن الحسين بن يزيد الصدائي البغدادي
.
عن أبيه. وعنه أحمد بن خزيمة، وأبو بكر الشافعي.
توفي سنة ست أيضا.
362 -
علي بن الصقر
، أبو القاسم السكري البغدادي، أخو عبد الله بن الصقر.
سمع عفان بن مسلم. وعنه الطستي، والطبراني، ومحمد بن مخلد، وغيرهم.
توفي سنة سبع وثمانين.
363 -
علي بن العباس بن جريج
، أبو الحسن ابن الرومي، الشاعر المشهور، صحب التشبيهات البديعة والأهاجي.
كان شاعر بغداد في وقته مع البحتري.
توفي سنة ثلاث وثمانين.
فمن شعره:
عدوك من صديقك مستفاد فلا تستكثرن من الصحاب فإن الداء أكثر ما تراه يكون من الطعام أو الشراب وشعر ابن الرومي كثير سائر مدون، وله معان مبتكرة في التشبيهات
وغيرها.
364 -
علي بن عبد الصمد
، أبو الحسن الطيالسي، ويلقب بعلان ما غمه.
سمع مسروق بن المرزبان، وأبا معمر إسماعيل بن إبراهيم، والقواريري، والجراح بن مخلد، وطبقتهم. وعنه أحمد بن كامل، وابن قانع، وأبو بكر الشافعي، وأبو القاسم الطبراني، وآخرون.
وثقه الخطيب.
ومات سنة تسع وثمانين في شعبانها، قاله أحمد بن كامل، وقال: يلقب ما غمها.
365 -
علي بن عبد العزيز بن المرزبان بن سابور
، أبو الحسن البغوي، عم أبي القاسم البغوي.
سمع أبا نعيم، وعاصم بن علي، وعفان، وأبا عبيد، وأحمد بن يونس اليربوعي، ومسلم بن إبراهيم، والقعنبي، وعلي بن الجعد، وموسى بن إسماعيل، وخلقًا كثيرًا.
وعني بهذا الشأن، وصنف المسند، وكتب القراءات عن أبي عبيد فحملها عنه سماعًا إسحاق الخزاعي، وأبو سعيد ابن الأعرابي، وأبو إسحاق بن فراس، وأحمد بن يعقوب السائب، وإبراهيم بن عبد الرزاق، ومحمد بن عيسى بن رفاعة وأحمد بن خالد بن الجباب الأندلسيان.
وحدث عنه علي بن محمد بن مهرويه القزويني، وأبو علي حامد الرفاء، وأبو القاسم الطبراني، وأبو الحسن علي بن إبراهيم بن سلمة القطان، وعبد المؤمن بن خلف النسفي، وخلق كثير من المشارقة والمغاربة؛ فإنه جاور بمكة، وسمع منه أمم.
وكان حسن الحديث، وليس بحجة.
توفي سنة ست وثمانين، وله نيف وتسعون سنة، وقيل: توفي سنة سبع.
وأما الدارقطني فقال: ثقة مأمون.
وقال ابن أبي حاتم: كتب إلينا بحديث أبي عبيد، وكان صدوقًا.
وقال أبو بكر ابن السني: سمعت النسائي وسئل عن علي بن عبد العزيز، فقال: قبحه الله، بلايا. فقيل: أتروي عنه؟ قال: لا. فقيل: أكان كذابًا؟ قال: لا، ولكن قومًا اجتمعوا ليقرؤوا عليه شيئًا وبروه بما سهل، وكان فيهم غريب لم يبره فأبى أن يحدث بحضرته، فذكر الغريب أنه ليس معه إلا قصعة، فأمره بإحضارها، فلما أحضرها حدث. ثم قال ابن السني: بلغني أنه كان إذا عاتبوه على الأخذ قال: يا قوم، أنا بين الأخشبين إذا خرج الحاج نادى أبو قبيس قعيقعان يقول: من بقي؟ فيقول: بقي المجاورون. فيقول: أطبق.
366 -
علي بن عبد الله بن محمد بن حيون الأنضناوي
.
مصري، سمع محمد بن رمح، وحرملة. وعنه أحمد بن بهزاد السيرافي وغيره.
توفي في رمضان سنة سبع وثمانين.
367 -
علي بن الفضل الواسطي
.
عن يزيد بن هارون، وعنه أبو بحر محمد بن كوثر البربهاري.
لا أعرفه.
368 -
علي بن محمد بن الحسن بن متويه
، أخو إبراهيم بن متويه، الأصبهاني.
كان زاهد أصبهان في زمانه، حكى عنه أبو الشيخ الحافظ وقال: لم ندرك في زماننا مثله في زهده وعبادته، دخلت إليه مع أبي.
توفي سنة ثلاث وثمانين.
369 -
علي بن محمد بن عبد الملك بن أبي الشوارب
، أبو الحسن الأموي البصري، قاضي القضاة.
سمع أبا الوليد الطيالسي، وأبا سلمة التبوذكي، وسهل بن بكار، وأبا عمر الحوضي، وجماعة. وعنه ابن صاعد، وأبو بكر النجاد، وإسحاق الكاذي، وابن قانع، وأبو بكر الشافعي، وآخرون.
قال الخطيب: كان ثقة.
وقال طلحة الشاهد: لما مات إسماعيل مكثت بغداد ثلاثة أشهر ونصف بغير قاض، حتى ولي علي بن محمد بن أبي الشوارب، مضافًا إلى قضاء سامراء بعد أخيه الحسن. قال: وكان علي بن محمد رجلًا صالحًا، عظيم الخطر، كثير الطلب للحديث، ثقة أمينًا، فبقي على بغداد أشهرًا.
توفي في شوال سنة ثلاث وثمانين.
370 -
علي بن محمد بن سعيد الثقفي الكوفي
.
رحل وسمع أحمد بن يونس، ومنجاب بن الحارث، وجماعة. وعنه يوسف بن محمد المؤذن، ومحمد بن محمد والد القباب، وابنه أبو بكر القباب، وأحمد بن جعفر بن معبد.
وكان قد هجر أخاه إبراهيم للرفض، وكان إبراهيم هو الأكبر.
توفي علي سنة ثلاث وثمانين.
371 -
علي بن محمد بن عبد الله بن عبد الحكم المصري الفقيه
.
تفقه على أبيه، وسمع محمد بن رمح، ونحوه.
وتوفي سنة سبع وثمانين.
372 -
علي بن المبارك الصنعاني
.
عن إسماعيل بن أبي أويس، ومحمد بن عبد الرحيم بن شروس. وعنه الطبراني وغيره.
توفي سنة سبع وثمانين.
وسماه الخليلي علي بن محمد بن عبد الله بن المبارك، وكناه أبا الحسن، وزاد أنه سمع من زيد بن المبارك ومحمد بن يوسف، وأنه مات سنة ثمان وثمانين. روى عنه القطان.
373 -
عمارة بن وثيمة بن موسى
، أبو زرعة، الفارسي الأصل، المصري، صاحب التاريخ على السنين.
روى عن أبيه. وعن عبد الله بن صالح، وسعيد بن أبي مريم، وجماعة. وعنه الطبراني، وولده رفاعة، وآخرون.
توفي سنة تسع وثمانين في جمادى الأول.
374 -
عمران بن عبد الرحيم
، أبو سعيد الباهلي الأصبهاني.
عن بكر بن بكار، وعبد الله بن رجاء، ومسلم بن إبراهيم، وقرة بن حبيب، وقطبة بن العلاء، والحسين بن حفص، وجماعة من الكبار. وعنه يوسف بن محمد المؤذن، وأحمد بن علي بن الجارود، وأحمد بن إبراهيم شيخ لأبي نعيم، وآخرون.
قال أبو الشيخ: حدث بعجائب، ورمي بالرفض.
توفي سنة إحدى وثمانين.
وقال السليماني: يقال: إنه وضع حديثًا.
375 -
ن: عمر بن إبراهيم، الحافظ أبو الآذان البغدادي.
عن محمد بن المثنى الزمن، وعبد الله بن محمد بن المسور، ومحمد بن علي بن خلف العطار، وإسماعيل بن مسعود الجحدري، ويحيى بن حكيم المقوم، وخلق. وعنه النسائي وهو أكبر منه، وابن قانع، وعبد الله بن إسحاق الخراساني، ومظفر بن يحيى، والطبراني، وآخرون.
وثقه الخطيب.
وأثنى عليه أبو بكر الإسماعيلي.
قال البرقاني: أخبرنا الإسماعيلي قال: يحكى أن أبا الآذان طالت خصومة بينه وبين يهودي أو غيره، فقال له: أدخل يدك ويدي في النار، فمن كان محقًا لم تحترق يده. فذكر أن يده لم تحترق وأن يد اليهودي
احترقت، رواها الخطيب عن البرقاني.
توفي سنة تسعين عن ثلاث وستين سنة.
376 -
عمر بن بحر الأسدي الأصبهاني
.
عن دحيم وغيره، وعنه أحمد بن بندار وأبو الشيخ.
توفي سنة ثمان وثمانين، وصحب ذا النون وابن أبي الحواري.
377 -
ن:
عمر بن عبد العزيز بن عمران بن أيوب بن مقلاص
، أبو حفص، الخزاعي مولاهم، المصري.
عن أبيه، وسعيد بن أبي مريم، ويحيى بن بكير. وعنه النسائي، وأبو جعفر الطحاوي، وعبد الله بن جعفر بن الورد، وأحمد بن الحسن بن عتبة الرازي، والطبراني.
وكان فقيهًا ثقة خيرًا.
توفي سنة خمس وثمانين.
378 -
عمر بن موسى بن فيروز
، أبو حفص، التوزي ثم البغدادي.
عن عفان بن مسلم وغيره. وعنه عمر بن سلم الختلي، وأبو بكر الشافعي.
توفي سنة أربع.
379 -
عمرو ابن الشيخ أبي الطاهر أحمد بن عمرو بن السرح المصري
، أبو عبد الله.
ثقة زاهد صالح، روى عن سعيد بن أبي مريم وغيره. وعنه الطبراني، وأبو طالب أحمد بن نصر الحافظ، وآخرون.
توفي سنة ثمان وثمانين.
وثقه ابن يونس.
380 -
عمرو بن الليث الصفار
، أخو يعقوب بن الليث السجستاني، الملكين.
كان هو وأخوه صفارين بسجستان يصنعان النحاس. وقيل: كان عمرو مكاري حمير.
قال عبيد الله بن طاهر: عجائب الدنيا ثلاث؛ جيش العباس بن عمرو الغنوي يؤسر العباس ويسلم وحده ويقتل جميع جيشه وكانوا عشرة آلاف، يعني قتلتهم القرامطة. وجيش عمرو بن الليث الصفار، يؤسر عمرو وحده ويموت في سجن الخليفة، ويسلم جميع جيشه وكانوا خمسين ألفًا. وأنا أترك في بيتي بطالا، ويولى ابني أبو العباس.
قلت: ولي عمرو بن الليث مملكة فارس متغلبًا عليها بعد موت أخيه بالقولنج سنة خمس وستين، وقد جرت لهما أمور يطول شرحها، وتقلبت بهما الأحوال إلى أن بلغا درجة السلطنة بعد الصنعة في الصفر.
وكان عمرو جميل السيرة في جيوشه، ذكر السلامي أنه كان ينفق في الجند في كل ثلاثة أشهر مرة، فيحضر بنفسه، ويقعد عارض الجيش والأموال بين يديه، والجند بأسرهم حاضرون، فأول ما ينادي إنسان باسم عمرو بن الليث، فيقدم فرسه إلى العارض بجميع آلتها فيتفقدها، ثم يأمر بوزن ثلاثمائة درهم، فتحمل إلى الملك عمرو في صرة، فيقبضها ويقول: الحمد لله الذي وفقني لطاعة أمير المؤمنين حتى استوجبت منه العطاء. ثم يضعها في خفه، فتكون لمن يقلعه الخف. ثم يدعى بعده بالأمراء على مراتبهم بخيولهم وعددهم وآلتهم فتعرض، فمن أخل بشيء من لوازم الجند حرم رزقه.
وقيل: كان في خدمة زوجة عمرو ألف وسبعمائة جارية.
وقد دخل في طاعة الخلفاء، فولي للمعتضد إمرة خراسان، وامتدت أيامه واتسع سلطانه، وقد سقنا من أخباره في الحوادث.
وحاصل الأمر أنه بغى على إسماعيل بن أحمد بن أسد متولي ما وراء النهر وأراد أخذ بلاده، فبعث إليه إسماعيل يقول: أنا في ثغر وقد قنعت به،
وأنت معك الدنيا فاتركني. فلم يدعه، وعزم على حربه، فعبر إسماعيل نهر جيحون إليه بغتة في الشتاء، فخارت قوى عمرو وأخذ في الهرب في الوحل والبرد، فأحاط به أصحاب إسماعيل وأسروه.
قال ابن عرفة نفطويه النحوي في تاريخه: حدثني محمد بن أحمد بن خيار الكاتب - وكان شخص مع عبد الله بن الفتح حين وجه به إلى إسماعيل بن أحمد - قال: كان السبب في انهزام عمرو بن الليث وهربه وهرب أصحابه عند عبور إسماعيل إلى بلخ ومقام عمرو بها أن أهلها سئموا مقامه ونزول أصحابه في منازلهم، وإفسادهم أولادهم، ومد أيديهم إلى أموالهم. فوافى إسماعيل فأقام على باب بلخ مدة، ثم خرج أمير من أمراء إسماعيل في أربعين رجلًا إلى موضع فيه ثلج على فرسخ من بلخ ليحمل لإسماعيل الثلج، فصادف رجالًا من أصحاب عمرو في الموضع، فأوقع بهم وقتل، فانهزموا مجروحين إلى البلد، فأنذروا أصحاب عمرو، وعرفوهم أن إسماعيل قد قدم، فأخذوا في الهزيمة، فركبت عساكر إسماعيل أقفيتهم، وخرج عمرو من البلد هاربًا عندما رأى من هرب جيشه من غير حرب جرت، وتقطر بعمرو شهري تحته في محور ووحول على نحو فرسخين، وصادفه غلمان إسماعيل الأتراك وهو قاعد في الموضع والشهري واقف، فأتوا به مضرب إسماعيل صاحبهم، فقام إليه إسماعيل وضمه إلى نفسه وقبل عينيه وأجلسه إلى جانبه، وقال: عز علي والله يا أخي ما نالك، وما كنت أحب أن يجري هذا. وأمر بنزع خفه وثيابه التي استوحل فيها، ودعا له بطست وماء ورد فغسل وجهه ورجليه، وألبسه خلعة، ودعا له بسكنجبين، وفي خلال ذلك يمسح إسماعيل وجه عمرو بمنديل معه، فامتنع من السكنجبين، فقال له أبو بكر وزير إسماعيل: اشرب واطمئن. وأخذ إسماعيل القدح فشرب وناوله، ثم دعا بالطعام وأكلا، وقال: أيما أحب إليك؛ المقام، أو البعثة بك إلى أخي أبي يعقوب إسحاق متولي سمرقند؟ قال: احلف لي أنك لا تغدر بي، ولا تغتالني، ولا تسلمني. فحلف له وتوثق، ثم بعث به إلى أخيه، ووافى عبد الله بن الفتح من المعتضد بالخلع والمال إلى إسماعيل،
وبكتاب المعتضد يأمره فيه بتسليم عمرو إليه، فامتنع وقال: هذا رجل أهل خراسان والري وجميع البلدان التي يجتاز بها؛ يميلون إليه، وهم كالعبيد له، ومتى سلمته إليك وشخصت به لم آمن أن تخرج إليكم العساكر من عند طاهر بن محمد بن عمرو، فيسلمونه منكم، ويوقعون بكم. ولولا أن الله أظفرني به بلا حرب لطال علي أن أظفر به، ومن كنت أنا عنده مع قوة سلطانه؟ والله يا أبا محمد لقد كتب إلي من غير تكنية يقول: يا ابن أحمد، والله لو أردت أن أعمل جسرًا على نهر بلخ من دنانير لا من خشب لفعلت وصرت إليك حتى أقبض عليك. فكتبت إليه: الله بيني وبينك، وأنا رجل ثغري مصاف للترك، لباسي الكردواني والغليظ، لا مال لي، ورجالي إنما هو جيش بغير رزق، وقد بغيت علي، والله بيني وبينك.
فلم يزل عبد الله يناظره ويسأله تسليم عمرو إليه، فقال: إن أحببت أن يحمل رأسه إلى سيدي أمير المؤمنين، وطال الخطاب إلى أن أذعن بحمله معه، فوافى رجال إسحاق بعمرو بن الليث، وسلم إلى عبد الله مقيدًا وعليه دراعة خز مبطنة بثعلب، ووكل به تكين التركي، وأمر أن يعادله على الجمازة في قبة، ومعه سكين طويلة، وقال: متى خرج إليكم أحد يحاربكم فاذبحه في الحال. وبعث معه نحو خمسمائة نفس، فكان عمرو يدعو الله على إسماعيل ويقول: غدر بي، خذله الله. ولم يزل صائمًا إلى أن وافى كتاب الوزير عبيد بن سليمان إلى عبد الله بن الفتح يأمره بترفيهه وبسط أمله وإكرامه، فأكل ثلاثة أيام، وعاود الصوم. وجرت له أمور حتى أنه اشتري له فانيذ بثلاثة دراهم، فعرفت أبا حامد أحمد بن سهل وكيله بذلك ليشتري له، فبكى وجعل يتعجب من الدنيا وقال: يا أبا الحسن، عهدي به إذا سار إلى بلده يحمل فرشه ومطبخه على ستمائة جمل، وهو اليوم يطلب بدرهم فانيذًا، ورأيت سراويل عمرو وقد نزلنا سمنان على حائط الخان، وقد غسله غلامه، والريح تلعب به، والناس يتعجبون من ذلك. وكان إذا سار معنا يخرج رأسه من العمارية ويقول لمن يمر به بالفارسية: يا سادتي، ادعو الله لي بالفرج. فكان الناس وأصحاب عبد الله بن الفتح يدعون له، وكان يتصدق بسائر ما يرتب له من المنزل. وأما تكين عديله، فإنه أكل حملًا تامًا، فمات فجاءة واستراح عمرو منه، وأركب معه شخص ظريف كان معنا، فكان عمرو يدعو على إسماعيل ويقول: خذله
الله، انتقم الله منه كما أسلمني. فقال له جعفر عديله: سألتك بالله، لو كنت ظفرت بإسماعيل، أكنت تقعده في مثل هذه القبة وهذه الفرش؟ لا والله، ما كنت تحمله إلا على قتب وتوريه، فكم تلعنه؟ فلطم وجه نفسه ونتف لحيته وصاح: يا ويله ويا عوله؛ بالفارسية. ووجه إلى عبد الله: اكفني مؤنة هذا العيار الطنبوري وإلا خنقت نفسي. فجاء عبد الله وأصلح بينهما، فقال عديله: فكم يبرمني ويلعن صاحبي؟ ومن يصبر على هذا من أحمق قيمته قيمة مكار، والله ما يحسن أن يقرأ الفاتحة ولا كيف يصلي. وله أخبار طويلة في مسيرنا به.
وأخبرني عبد الله بن الفتح أنه أمر بتقييده فجزع، وجعل يعدد حسن آثاره وطاعته، ولعمري، لقد هلك أخوه يعقوب بعد هزيمته بثلاث سنين، فغلب على الأهواز وما وراءها مظهرا للخلاف، فلما هلك تنحى عمرو عن الأهواز، وحمل الأموال إلى السلطان. وأخبرني عبد الله أنه قال له حين قيده: كان لي أمس وراء هذا السور ستون ألف مقاتل، ومن الخيل والبغال والأموال كذا وكذا، فما نفعني الله من ذلك بشيء.
وتوجه إسماعيل فافتتح خراسان وطبرستان، وقتل محمد بن زيد العلوي وأسر ابنه، فأنفذ إليه لواء على خراسان، وأدخل عمرو مدينة السلام، وشهر على فالج، يقال إنه أهداه، فرأيته باسطًا يديه يدعو، فرق له الناس. ثم حبس في موضع لا يراه فيه أحد حتى مات.
وقال غيره: أدخل بغداد على جمل بسنامين، وعليه جبة ديباج وبرنس السخط، وعلى الجمل الديباج والزينة، فقيل في ذلك:
وحسبك بالصفار نبلًا وعزة يروح ويغدو في الجيوش أميرا حباهم بأجمال ولم يدر أنه على جمل منها يقاد أسيرا فلما أدخل على المعتضد قال: هذا ببغيك يا عمرو.
ولم يزل في حبسه نحوًا من سنتين، وهلك يوم وفاة المعتضد، فيقال: إن القاسم بن عبيد الله الوزير خاف وبادر بقتله خوفًا من المكتفي بالله أن يطلقه، فإنه كان محسنًا إلى المكتفي.
381 -
عياش بن تميم البغدادي السكري
.
روى عن مخلد بن مالك، وعنه محمد بن مخلد والطبراني.
توفي سنة تسعين.
وثقه الخطيب.
382 -
عون بن محمد الكندي الأخباري
.
حدث عن مصعب الزبيري، وجماعة. وعنه الصولي، والحكيمي.
توفي ببغداد.
383 -
الفضل بن عبد الله بن عبد الجبار بن عوف اليشكري الماليني الهروي
، أبو العباس.
عن مالك بن سليمان السعدي. وعنه أبو النضر محمد بن محمد الطوسي، وأبو طاهر محمد بن الحسن المحمداباذي، وحامد الرفاء، وجماعة.
384 -
الفضل بن محمد بن المسيب
، الحافظ أبو محمد البيهقي الشعراني، من ذرية باذان ملك اليمن الذي أسلم بكتاب النبي صلى الله عليه وسلم.
سمع سعيد بن أبي مريم، وعبد الله بن صالح، وعيسى قالون، وسليمان بن حرب، وأحمد بن يونس اليربوعي، وإسماعيل بن أبي أويس، وإسحاق الفروي، وأبا توبة الحلبي، وأبا جعفر النفيلي، وخلقًا بالشام والحجاز ومصر والعراق وخراسان والجزيرة. وعنه إمام الأئمة ابن خزيمة، وأبو حامد ابن الشرقي، ومحمد بن القاسم العتكي، وعلي بن حمشاذ، وأبو عبد الله محمد بن يعقوب، ومحمد بن المؤمل، وحفيده إسماعيل بن محمد بن الفضل، وخلق.
قال الحاكم: سمعت أبا بكر بن المؤمل يقول: كنا نقول: ما بقي في الدنيا مدينة لم يدخلها الفضل في طلب الحديث، إلا الأندلس.
قال الحاكم: وكان الفضل أديبًا فقيها عابدًا عارفًا بالرجال، كان يرسل شعره؛ فلقب بالشعراني.
وقال ابن ماكولا: كان قد قرأ القرآن على خلف بن هشام، وكان عنده تاريخ أحمد بن حنبل عنه، وتفسير سنيد بن داود عنه.
قال الحاكم: سمعت أبا عبد الله بن الأخرم يسأل عن الفضل بن محمد الشعراني، فقال: صدوق، إلا أنه كان غاليًا في التشيع. قيل له: فقد حدث عنه في الصحيح. قال: لأن كتاب مسلم ملآن من حديث الشيعة.
وقال أبو أحمد الحاكم: سئل عنه الحسين القباني فرماه بالكذب.
وقال ابن أبي حاتم: تكلموا فيه.
وقال مسعود السجزي: سألت أبا عبد الله الحاكم عن الفضل الشعراني، فقال: ثقة مأمون، لم يطعن في حديثه بحجة.
قال إسماعيل حفيده: توفي جدي في المحرم سنة اثنتين وثمانين.
385 -
فضل بن محمد بن رومي البغدادي
.
عن خلف البزار، وجبارة بن المغلس. وعنه عبد الله الخراساني وغيره.
قال الخطيب: لم يكن به بأس.
386 -
الفضل بن الحسن
، أبو العباس الأهوازي.
عن سليمان الشاذكوني وغيره. وعنه ابن السماك، وابن نجيح، وأبو بكر الشافعي.
توفي سنة ثمان وثمانين.
وثقه الخطيب.
387 -
فضيل بن محمد بن فضيل
، أبو يحيى الملطي.
عن أبي نعيم، وموسى بن داود، ومحمد بن عيسى ابن الطباع، وأبي الوليد الطيالسي. وعنه أبو القاسم الطبراني، وعبد الرحمن بن أبي حاتم
بالإجازة له. وكان إمام جامع ملطية.
توفي سنة أربع وثمانين.
وقد روى عنه من الكبار أبو عروبة الحافظ، وأصله جزري.
388 -
القاسم بن أحمد بن محمد الخطابي البغدادي
.
شيخ حسن الحديث. سمع هوذة بن خليفة، وأبا نعيم. وعنه إسماعيل الخطبي، وأبو بكر الشافعي، وآخرون.
توفي سنة ست وثمانين.
389 -
القاسم بن أحمد بن زياد البغدادي الشيباني
.
عن عفان بن مسلم، وعنه الطبراني.
توفي قبل التسعين.
390 -
القاسم بن أسد الأصبهاني الحافظ
.
أحد أئمة السنة بأصبهان، رحل وطوف، وجمع وصنف. سمع أحمد بن حنبل، وهشام بن عمار، وأبا مصعب، وعبيد الله بن عمر القواريري، ومحمد بن عبد الله بن عمار، وطبقتهم. روى عنه غزوان بن إسحاق الهمذاني أحد شيوخ أبي بكر الخلال، وأحمد بن عبد الله بن النعمان الأصبهاني أحد شيوخ ابن منده، وغيرهما.
391 -
القاسم بن عبد الرحمن الأنباري
.
عن يحيى بن هاشم السمسار، وأبي جعفر النفيلي. وعنه مكرم القاضي، وعثمان ابن السماك.
توفي سنة أربع.
392 -
القاسم بن محمد بن الصباح الأصبهاني النحوي
.
كان رأسًا في العربية. روى عن سهل بن عثمان، وعبد الله بن عمران.
وعنه أبو الشيخ وقال: توفي سنة ست وثمانين.
393 -
القاسم بن محمد الدلال
، أبو محمد الكوفي.
قال الخليلي: ثقة.
سمع أبا نعيم، وقطبة بن العلاء، وأسيد بن زيد، وأبا بلال الأشعري، وأحمد بن يونس.
قلت: روى عنه ابن عقدة، والطبراني، والقطان، وجماعة.
قال الخليلي: مات في آخر سنة ست وثمانين ومائتين.
قلت: فيه خلاف.
394 -
قطر الندى بنت السلطان خمارويه بن أحمد بن طولون
التي تزوج بها المعتضد بالله.
أصدقها المعتضد ألف ألف درهم، ويقال: إنما قصد بزواجها أن يفقر أباها، فإنه أدخل معها جهازًا هائلًا، من جملته فيما قيل ألف هاون ذهب. وكانت أيضًا بديعة الجمال، عاقلة جليلة.
ماتت في تاسع رجب سنة سبع وثمانين.
395 -
قيس بن إبراهيم الطوابيقي المؤدب
.
بغدادي حسن الحديث، عن عبد الأعلى بن حماد، وعنه ابن قانع وغيره.
توفي سنة أربع وثمانين.
396 -
كنيز الفقيه، أبو علي الخادم
، مولى المنتصر بالله ابن المتوكل.
يروي عن حرملة بن يحيى، والربيع المرادي، والحسن بن محمد الزعفراني. وعنه أبو علي الحصائري، وأبو القاسم الطبراني.
وكان يقرئ الفقه بجامع دمشق على مذهب الشافعي، وكان من أئمة المذهب.
قال الحسن بن حبيب الحصائري: سمعت أبا علي كنيز الخادم يقول: كنت للمنتصر بالله، فلما مات خرجت إلى مصر، فكنت أجلس في حلقة ابن عبد الحكم وأناظرهم على مذهب الشافعي، وكانوا مالكيين، فكنت أقيم قيامتهم، فلما لم يقووا علي سعوا بي إلى أحمد بن طولون، وقالوا: هذا جاسوس للدولة هاهنا. فحبسني سبع سنين، ثم لما مات أطلقت، فأعدت صلاة سبع سنين؛ لأن الحبس كان قذرًا.
قال الحصائري: كان فقيهًا فهما بقول الشافعي.
397 -
محمد بن أحمد بن حميد بن نعيم البغدادي
.
عن عفان بن مسلم، وسليمان بن حرب، وجماعة. وعنه أبو سهل بن زياد، وأبو بكر الشافعي، وأحمد بن الفضل بن خزيمة، ولكن أبو بكر ربما سماه أحمد بن محمد.
توفي سنة اثنتين وثمانين.
398 -
محمد بن أحمد بن روح الكسائي الصفواني
.
عن محمد بن عباد المكي، وعنه محمد بن مخلد والطبراني.
توفي سنة ثمان وثمانين ببغداد.
399 -
محمد بن أحمد بن حنين العطار
.
عن داود بن رشيد، وعنه ابن مخلد والطبراني أيضًا.
توفي سنة تسع وثمانين.
400 -
محمد بن أحمد بن عنبسة البزار
.
سمع وحدث بكفرييا عن محمد بن كثير الصنعاني، روى عنه الطبراني.
401 -
محمد بن أحمد بن يحيى بن شيرين
، المحدث أبو أحمد الشيريني الجرجاني، الملقب بالمأمون.
روى عن علي بن الجعد، ويحيى بن بكير، وطبقتهما. وعنه محمد بن يزداد البكراوي، ومحمد بن أحمد بن إسماعيل الصرامي، وأبو إسحاق اليزيدي؛ الجرجانيون، ومحمد بن القاسم العتكي.
402 -
محمد بن أحمد بن لبيد
، إمام جامع بيروت.
سمع عمرو بن هاشم البيروتي، وعبد الحميد بن بكار. وعنه أبو عبد الله محمد بن إبراهيم بن مروان، وأبو علي بن هارون، والطبراني.
403 -
محمد بن أحمد بن سفيان الترمذي
.
حدث ببغداد عن القواريري، وعنه أحمد بن كامل والطبراني.
404 -
محمد بن أحمد بن محمد بن مطر
، أبو بكر الفزاري الخراط الفذائي، وفذايا قرية صغيرة على باب شرقي من دمشق.
سمع سليمان ابن بنت شرحبيل، وإبراهيم بن المنذر الحزامي، وجماعة. وعنه إبراهيم بن محمد بن سنان، وأبو علي بن هارون الأنصاري، وغيرها.
405 -
محمد بن أحمد بن مهدي
، أبو عمارة البغدادي، أحد المتروكين.
روى عن أبي بكر بن أبي شيبة، ولوين محمد بن سليمان. وعنه أبو سهل القطان، ودعلج، وأبو بكر الشافعي.
وهاه الدارقطني.
406 -
محمد بن أحمد، قاضي قضاة نيسابور، أبو رجاء الجوزجاني الحنفي.
ولي القضاء لعمرو بن الليث الصفار، وحدث عن حوثرة المنقري، وإسحاق الشهيدي، وأبي سعيد الأشج. وتفقه على أبي سليمان الجوزجاني.
قال الحاكم: روى عنه أبو عمر الحيري، ومؤمل بن الحسن، وجماعة. مات سنة خمس وثمانين.
407 -
محمد بن إبراهيم بن زياد
، الإمام أبو عبد الله ابن المواز الإسكندراني المالكي، صاحب التصانيف المشهورة.
أخذ المذهب عن عبد الله بن عبد الحكم، وعبد الملك بن الماجشون، وأصبغ بن الفرج. وكان اعتماده في الفقه على أصبغ، وانتهت إليه رياسة المذهب والمعرفة بدقائقه وتفريعه، وله مصنف حافل في الفقه، رواه ابن أبي مطر وابن مبشر عنه. وآخر من روى عنه ولده بكر بن محمد.
وقد قدم دمشق في صحبة الملك أحمد بن طولون، وقيل: إنه انملس إلى بعض الحصون الشامية في آخر عمره، فلزمه إلى أن أدركه أجله به في سنة إحدى وثمانين، والمعول بالديار المصرية على قوله.
وأما أبو سعيد بن يونس فقال: توفي سنة تسع وستين بدمشق، وحدث عن يحيى بن بكير. وقيل: إنه روى عن أشهب أيضا.
408 -
محمد بن إبراهيم، أبو عامر الصوري النحوي
.
عن سليمان بن عبد الرحمن، وهشام بن عمار، ويحيى بن بكير، وعبد الله بن ذكوان المقرئ. وعنه أبو علي بن هارون، وأبو القاسم الطبراني،
وغيرهما. وآخر من روى عنه موسى بن عبد الرحمن الصباغ.
409 -
محمد بن إبراهيم بن كثير
، أبو الحسن الصوري.
يروي عن محمد بن يوسف الفريابي، ومؤمل بن إسماعيل، وطبقتهما.
وأظنه مات قبل الثمانين ومائتين.
410 -
محمد بن إبراهيم، أبو بكر الصوري
.
عن أحمد بن صالح المصري، وأبي نعيم الحلبي. وعنه أبو الحسن بن حذلم.
411 -
محمد بن إدريس
، أبو بكر الأنطاكي.
عن يعقوب بن كعب، ومحمد بن عبد الرحمن بن سهم، وصفوان بن صالح المؤذن. وعنه ابن أبي العقب، وأبو الميمون بن راشد.
412 -
محمد بن أسامة بن صخر
، أبو يحيى الحجري السرقسطي.
حدث بالقيروان بمستخرجة العتبي عنه. روى عنه أحمد بن نصر، وأبو تميم بن محمد التميمي.
قتله عامل سرقسطة سنة سبع وثمانين. وقد روى عن أبي صالح، ويحيى بن بكير.
413 -
محمد بن إسحاق بن إبراهيم
، أبو بكر العقيلي الأصبهاني الفابزاني.
عن هشام بن عمار، وعبد الرحمن دحيم. وعنه إسحاق بن إبراهيم وغيره.
توفي سنة ثلاث وثمانين.
414 -
محمد بن إسحاق بن أسد
، الهروي ثم البغدادي، الخراز.
عن داود بن رشيد، ومحمد بن معاوية النيسابوري. وعنه ابن مخلد العطار.
توفي سنة أربع.
415 -
محمد بن إسحاق بن إبراهيم بن جوتي
، أبو عبد الله الصنعاني، من شيوخ أبي الحسن القطان باليمن.
ثقة. سمع جرير بن المسلم، وابن أبي غسان.
مات سنة ثمان وثمانين.
416 -
محمد بن إسحاق بن الحريص
، أبو الحسن القرشي الدمشقي، ختن هشام بن عمار.
سمع إبراهيم بن هشام الغساني، وعبد الرحمن دحيم، وسليمان بن عبد الرحمن، وجماعة. وعنه أبو علي الحصائري، وأبو عبد الله بن مروان، وعلي بن أبي العقب، والطبراني، وجماعة.
توفي في المحرم سنة ثمان وثمانين.
417 -
محمد بن إسماعيل
، أبو حصين التميمي الدمشقي، والد أبي الدحداح.
سمع صفوان بن صالح المؤذن وغيره. وعنه ابنه، ومحمد بن إبراهيم بن مروان، والطبراني، وجماعة.
توفي سنة تسعين.
418 -
محمد بن بشر بن مروان الصيرفي
.
بغدادي جيد الحديث. سمع عبد الله بن خيران، وإبراهيم بن عبد الله الهروي. وعنه ابن صاعد، وعبد الباقي بن قانع.
توفي سنة ثمان وثمانين.
وأما:
• - محمد بن بشر بن مروان أبو بكر القراطيسي الدمشقي، فحدث ببغداد سنة عشرين وثلاثمائة عن بحر بن نصر، والربيع المرادي، روى عنه الدارقطني وغيره.
419 -
محمد بن جعفر بن محمد بن ميسرة
، بغدادي عرف بابن الرازي.
عن أبي همام السكوني وطبقته، وعنه الطبراني وغيره.
توفي سنة تسع وثمانين.
420 -
محمد بن بشر بن مطر
، أبو بكر البغدادي الوراق، أخو خطاب.
سمع عاصم بن علي، وشيبان بن فروخ. وعنه أبو جعفر بن بريه، وأبو بكر الشافعي.
قال الدارقطني: ثقة.
قلت: مات في رمضان سنة خمس وثمانين.
421 -
محمد بن حجة
، أبو بكر البزار.
عن يحيى الحماني، وعنه أحمد بن عبيد الصفار وغيره.
توفي سنة ثلاث وثمانين.
422 -
محمد بن حامد الموصلي الصائغ
.
عن معلى بن مهدي، ومحمد بن عبد الله بن عمار، وجماعة. وعنه يزيد بن محمد في تاريخه، وقال: مات سنة ست وثمانين أو سنة سبع.
423 -
محمد بن حسن بن دينار
، أبو العباس الأحول.
أخباري أديب، له تصانيف؛ منها كتاب الدواهي وكتاب الأشباه، وكان موثقًا.
روى عن محمد ابن الأعرابي، وروى عنه نفطويه.
424 -
محمد بن الحسن بن حيدرة البغدادي البزاز الفقيه
.
عن منجاب بن الحارث وغيره، وعنه ابن قانع.
425 -
محمد بن الحسين بن إبراهيم بن زياد الأبهري
، أبو الشيخ.
عن محمد بن موسى الحرشي، وأبي سعيد الأشج. وعنه أبو أحمد العسال، وأبو القاسم الطبراني.
توفي قبل التسعين.
وكان ثقة عالمًا.
وقيل: توفي سنة تسعين.
426 -
محمد بن الحسين بن البستنبان
، أبو جعفر السامري.
عن الحسن بن بشر الكوفي. وعنه الطبراني، وأبو عبد الله بن محرم.
وكان ثقة.
توفي سنة تسع وثمانين.
427 -
محمد بن حماد بن ماهان الدباغ
.
عن مسدد، وعلي ابن المديني، وأبي الربيع الزهراني. وعنه أبو سهل بن زياد، وحمزة الدهقان.
قال الدارقطني: ليس بالقوي.
توفي سنة خمس وثمانين.
428 -
محمد بن حميد بن زياد
، أبو مسلم السعيدي.
عن محمد بن حميد، وعبد الجبار بن العلاء، وعباد بن أحمد العرزمي، وجماعة. وعنه أحمد بن بندار، وأحمد بن جعفر بن معبد، ومحمد بن عمر الجورجيري؛ الأصبهانيون.
429 -
محمد بن حيان
، أبو العباس المازني البصري.
سمع عمرو بن مرزوق، وأبا الوليد الطيالسي، ومسدد بن مسرهد، وسليمان بن يزيد الملحمي، وجماعة. وعنه دعلج، وأبو القاسم الطبراني، وفاروق الخطابي، وآخرون.
430 -
محمد بن خلف بن عبد السلام
، أبو عبد الله البغدادي الأعور.
عن عاصم بن علي، ويحيى بن هاشم السمسار. وعنه محمد بن العباس بن نجيح، وأبو بكر الشافعي.
وكان ثقة.
توفي سنة إحدى وثمانين.
431 -
محمد بن الخطاب العدوي مولاهم
.
روى عن أبي نعيم، روى عنه ابن قانع.
توفي سنة أربع وثمانين.
432 -
محمد بن ربح بن سليمان
، أبو بكر البغدادي البزاز.
عن يزيد بن هارون، ويعقوب الحضرمي، وأبي نعيم. وعنه أبو سهل القطان، ودعلج، وأبو بكر الشافعي.
وثقه الخطيب.
توفي سنة ثلاث وثمانين.
433 -
محمد بن الربيع بن شاهين
.
شيخ بصري، صاحب حديث. حدث ببغداد عن أبي الوليد الطيالسي، وعيسى بن إبراهيم البركي، وغيره. روى عنه الطبراني في المعاجم، وأبو الحسن القزويني القطان.
434 -
محمد بن زكريا بن دينار
، أبو جعفر الغلابي البصري الأخباري.
عن عبد الله بن رجاء الغداني، وبكار بن محمد السيريني، والعباس بن بكار، ويعقوب بن جعفر بن سليمان العباسي الأمير، وأبي الوليد الطيالسي، وشعيب بن واقد، وأبي زيد الأنصاري النحوي، وطائفة كبيرة. وعنه هلال بن محمد، ومهدي بن إبراهيم بن فهد، وأبو القاسم الطبراني، وآخرون.
وهو في عداد الضعفاء، وأما ابن حبان فذكره في الثقات وقال: يعتبر بحديثه إذا روى عن ثقة.
قلت: كان راوية للأخبار علامة، توفي في شوال سنة تسعين.
قال الدارقطني: بصري يضع.
وقال ابن منده: تكلم فيه.
435 -
محمد بن زكريا بن عبد الله
، أبو جعفر القرشي الأصبهاني.
عن عبد الله بن رجاء الغداني أيضًا، وعبد الله بن مسلمة القعنبي، وأبو حذيفة النهدي، وبكار بن محمد السيريني. وعنه أبو بكر بن أبي داود، وأحمد بن إبراهيم بن يوسف، وعبد الرحمن بن محمد بن سياه، وأبو أحمد العسال، وأبو الشيخ، وأبو بكر القباب، وآخرون.
توفي بأصبهان في جمادى الأولى سنة تسعين أيضًا.
وقال ابن منده: تكلم في سماعه.
436 -
محمد بن زيدان بن يزيد البجلي الكوفي
، أخو عبد الله بن زيدان.
سمع سلام بن سليمان المدائني وغيره، وحدث بمصر، روى عنه الطبراني.
437 -
محمد بن زيد العلوي
، المتغلب على طبرستان.
سار لحربه محمد بن هارون أحد أمراء أمير خراسان إسماعيل بن أحمد، فالتقيا على باب جرجان، فكانت الدبرة أولًا على محمد بن هارون، ثم كر على العلوي فهزم جيشه، وثبت العلوي وقاتل، وأصيب في وجهه عدة ضربات مات منها بعد أيام، وأسروا ابنه زيد بن محمد بن زيد، وحاز محمد بن هارون عسكره وأمواله، واستولى على طبرستان، ودفن العلوي على باب جرجان.
وكان له مدة قد غلب على تلك الممالك، وقد مر أخوه الحسن بن زيد سنة سبعين، وقد جرت لهما حروب وخطوب.
438 -
محمد بن سعيد بن عبد الرحمن بن إبراهيم بن زياد
، أبو عبد الله الهمداني السبيعي مولاهم، الكوفي النحوي الملقب بعقدة، والد الحافظ أبي العباس بن عقدة.
كان دينًا ورعًا ناسكًا، ولقبوه بعقدة لعلمه بالتصريف والعربية.
توفي في شوال سنة ثلاث وثمانين.
439 -
محمد بن سعيد الأزرق
، أبو عبد الله.
قال ابن عدي: مات سنة تسعين، يضع الحديث. روى عن هدبة بن خالد، وسريج بن يونس. وعنه أحمد بن موسى بن سعدويه. ووضعه بارد، فإنه قال: حدثنا هدبة قال: حدثنا أبو عوانة، عن أبيه، عن أنس مرفوعًا: لا شغار في الإسلام. وأبو عوانة مملوك سبي من جرجان، وأبوه كافر، فمن أين له رواية عن أنس؟!
440 -
محمد بن سفيان بن المنذر الرملي
.
عن محمد بن أبي السري العسقلاني، ودحيم، وغيرهما.
توفي سنة خمس وثمانين.
441 -
محمد بن سليمان بن الحارث
، أبو بكر الباغندي الواسطي، أبو الحافظ الكبير محمد بن محمد.
سكن بغداد. وحدث عن عبيد الله بن موسى، وقبيصة بن عقبة، ومحمد بن عبد الله الأنصاري، وطبقتهم. وعنه ابنه، وأبو بكر الشافعي، ومحمد بن
الحسن بن مقسم، وعبد الخالق بن أبي روبا، وجماعة.
قال الدارقطني: لا بأس به.
وقال الخطيب: رواياته كلها مستقيمة.
وقال ابن أبي الفوارس: ضعيف.
قلت: توفي في آخر سنة ثلاث وثمانين.
ولعل ابن أبي الفوارس إنما عنى بالضعف عن ولده.
442 -
محمد بن سهل بن زنجلة الرازي
.
رحل به أبوه الحافظ أبو عمرو فسمع أبا جعفر النفيلي، وأبا صالح كاتب الليث، ويحيى بن عبد الله بن بكير، وطائفة. وعنه محمد بن إسحاق السراج، وعبد الرحمن بن أبي حاتم، وعلي بن مهرويه، وإسحاق بن محمد الكسائي، وغيرهم.
443 -
محمد بن سهل بن المهاجر الرقي
.
عن مؤمل بن إسماعيل، ومحمد بن مصعب القرقساني. ولعله آخر من حدث عنهما، روى عنه الطبراني.
444 -
محمد بن أبي سهل شيرزاذ الأصبهاني
.
عن سليمان بن حرب، والقعنبي، وأحمد بن يونس، ويحيى الحماني، وطائفة. وعنه أحمد بن إبراهيم بن يوسف، وعبد الله بن محمد القباب، وآخرون.
توفي سنة خمس وثمانين.
445 -
محمد بن سويد
، أبو جعفر البغدادي الطحان.
سمع عاصم بن علي، وإسماعيل بن أبي أويس. وعنه أحمد بن خزيمة، وابن نجيح، وجماعة.
وكان ثقة.
توفي سنة اثنتين وثمانين.
446 -
محمد بن شاذان، أبو بكر البغدادي الجوهري
.
عن هوذة بن خليفة، وزكريا بن عدي. وعنه أبو بكر النجاد، وابن قانع، وجماعة.
وثقه الدارقطني.
وتوفي سنة ست وثمانين وهو في عشر المائة.
وكان قرأ القرآن على خلاد بن خالد، وقرأ عليه ابن شنبوذ وغيره.
447 -
محمد بن شاذان، أبو سعيد النيسابوري الأصم
.
شيخ عالم متقن. سمع قتيبة، وإسحاق بن راهويه، وجماعة. وعنه أبو حامد ابن الشرقي، ومحمد بن يعقوب بن الأخرم.
توفي سنة ست أيضًا.
448 -
محمد بن صالح الأشج
.
شيخ صدوق. سمع عبد الصمد بن حسان، وقتيبة بن سعيد. ويعرف بحمدان الهمذاني. روى عنه حامد الرفاء، وعلي بن إبراهيم القطان، ومحمد بن علي الصيدناني، وجماعة.
توفي سنة أربع وثمانين بهمذان.
449 -
محمد بن الضوء بن المنذر
، أبو عبد الله الكرميني، الملقب بخنب.
رحل وعني بالحديث، وسمع عمرو بن مرزوق، وأبا الوليد، ومسدد بن مسرهد، وأبا عبيد القاسم بن سلام، وطبقتهم. وعنه أحمد بن الليث، وعمر بن حفص، والبخاريون.
وفي أهل بخارى جماعة يقال لهم: خنب.
توفي في صفر سنة اثنتين وثمانين.
من أعلى أهل بخارى إسنادًا، وهو صدوق إن شاء الله، مولده سنة تسع
وتسعين ومائة.
450 -
محمد بن العباس بن ماهان المروزي الكابلي
، نزيل بغداد.
عن عاصم بن علي، وعبد العزيز بن عبد الله الأويسي. وعنه أبو عمرو ابن السماك، وأحمد بن كامل، وجماعة.
توفي سنة إحدى وثمانين.
451 -
محمد بن العباس المؤدب
، أبو عبد الله البغدادي، مولى بني هاشم.
سمع هوذة بن خليفة، وعبد الله بن صالح العجلي، وعفان بن مسلم، وسريج بن النعمان، وجماعة. وعنه عبد الباقي بن قانع، وأبو بكر النجاد، وأبو بكر الشافعي، والطبراني.
وثقه الخطيب.
ومات في ربيع الأول سنة تسعين؛ مات في عشر المائة، يلقب بلحية الليف.
452 -
محمد بن العباس بن بسام
، أبو عبد الرحمن، مولى بني هاشم، المقرئ الرازي.
قرأ على أحمد بن يزيد الحلواني وهو من أعيان أصحابه، وحدث عن سهل بن عثمان العسكري. روى عنه الحروف والحديث الحسين بن المهلب المؤدب، ومحمد بن عبد الله المقرئ، وأبو الطيب أحمد بن عبد الله الدارمي.
وسمع منه ابن أبي حاتم، وقال: صدوق.
453 -
محمد بن العباس بن الوليد
، النسائي الفقيه، أبو العباس، صاحب أبي ثور.
سمع هوذة، وعفان، وطائفة. وعنه علي بن محمد المصري، وعبد الله بن إسحاق الخراساني، وجماعة.
وثقه الخطيب.
454 -
محمد بن عبد الله الزاهد
، أبو عبد الله ابن الرفاع القرطبي المالكي.
سمع عبد الملك بن حبيب وغيره. وبمصر أبا الطاهر بن السرح، والحارث بن مسكين. وعنه محمد بن عثمان وغيره.
توفي سنة إحدى وثمانين.
455 -
محمد بن عبد الله بن منصور
، أبو إسماعيل الشيباني العسكري الفقيه الحنفي، المعروف بالبطيخي، أحد أئمة الحنفية.
عن سليمان بن عبد الرحمن ابن بنت شرحبيل، ومحمد بن أبي السري العسقلاني. وعنه المحاملي، وعبد الباقي بن قانع، وعبد الله الخراساني.
وكان فقيهًا ثقة. توفي سنة ثلاث وثمانين.
456 -
محمد بن عبد الله بن الحسن بن حفص
، أبو عبد الله الهمذني الذكواني الأصبهاني.
أحد الأشراف والأكابر بأصبهان، وهو آخر من حدث عن أبي سفيان صالح بن مهران، ومحمد بن بكير. وقد أتاه كتاب من المستعين بقضاء أصبهان فهرب منها مدة، وهو الذي قام في خلاص أبي بكر بن أبي داود السجستاني من المحنة والقتل لما تعصبوا عليه بأصبهان ورموه بسب علي رضي الله عنه.
روى عنه أبو أحمد العسال، ومحمد بن أحمد بن الحسن، ومحمد بن إسحاق بن أيوب، وأبو الشيخ، وجماعة.
توفي سنة خمس وثمانين.
457 -
محمد بن عبد الله بن عتاب
، أبو بكر الأنماطي البغدادي، مربع.
سمع عاصم بن علي، وأحمد بن عبد الله بن يونس، ويحيى بن معين. وعنه أحمد بن كامل، وأبو بكر الشافعي، وآخرون.
وثقه الخطيب.
ومات سنة ست وثمانين.
• - محمد بن عبد الله بن سفيان الخضيب زرقان، ذكرناه بلقبه.
458 -
محمد بن عبد الله بن مهران الدينوري
.
عن عبد العزيز بن عبد الله الأويسي، وأحمد بن يونس. وعنه ابن قانع، وأبو بكر الشافعي.
قال الدارقطني: صدوق.
مات سنة ثمان وثمانين.
459 -
محمد بن عبد الله بن إبراهيم الكتاني اليافوني
.
عن صفوان بن صالح، وإسماعيل بن إبراهيم الترجماني. وعنه أبو علي محمد بن القاسم بن معروف، والطبراني.
460 -
محمد بن عبد الله بن مخلد
، أبو الحسين الأصبهاني، خال محمد بن عبد الله بن رستة، ويعرف بصاحب الشافعي، وبوراق الربيع بن سليمان.
نزل مصر وحدث عن قتيبة، ومحمد بن أبي بكر المقدمي، وهانئ بن المتوكل، وكثير بن عبيد، وطائفة.
قلت: ذكرناه في الطبقة الماضية، وإنما أعدناه لقول أبي
نعيم: توفي قبل التسعين.
461 -
محمد بن عبد البر الكلابي الأندلسي الفرضي
.
روى عن يحيى بن يحيى، وعبد الملك بن حبيب. وطال عمره، وكان ورعًا فاضلًا وفرضيًا حاسبًا.
توفي سنة ثلاث وثمانين.
462 -
محمد بن عبد الرحمن بن عمارة
، أبو قبيصة البغدادي الضبي المقرئ.
سمع عاصم بن علي، وسعدويه، وجماعة. وعنه عثمان ابن السماك، وأبو بكر الشافعي.
وكان سريع التلاوة جدًا.
قال إسماعيل الخطبي: سألته عن أكثر ما قرأ، قال: قرأت في النهار الطويل أربع ختم، وفي الخامسة إلى سورة براءة وأذن المؤذن العصر. وكان من أهل الصدق، رواها الخطيب عن الحسن بن أبي طالب قال: حدثنا يوسف القواس قال: حدثنا الخطبي، فذكرها.
قال الخطبي: توفي في ربيع الأول سنة اثنتين وثمانين.
وقال الدارقطني: لا بأس به.
463 -
محمد بن عبد الرحمن بن كامل
، أبو الإصبع الأسدي القرقساني.
حدث ببغداد عن أبي جعفر النفيلي، وإبراهيم بن المنذر الحزامي، وجماعة. وعنه ابن صاعد، وابن السماك، وأبو بكر الشافعي، وآخرون.
وكان يخضب بالحناء.
وثقه الخطيب.
توفي سنة سبع وثمانين.
464 -
محمد بن أبي زرعة عبد الرحمن بن عمرو النصري الدمشقي
.
عن هشام بن عمار، ودحيم، وجماعة. وعنه الطبراني وغيره، وله شعر جيد.
توفي بعد أبيه بقليل.
وله:
إن حظي ممن أحب كفاف لا صدود مقصر ولا إنصاف كلما قلت قد أثابت إلى الوصل ثناها عما أروم العفاف فكأني بين الصدود وبين الوصل ممن مقامه الأعراف ومن شعره السائر:
لا يلوم مستقصر أنت في البر ولكن مستضعف مستزاد قد شهر الحسام وهو حسام ويحب الجواد وهو جواد
465 -
محمد بن عبد السلام بن بشار
، الشيخ أبو عبد الله النيسابوري الوراق الزاهد.
كان يورق التفسير لإسحاق بن راهويه، وسمع الكتب الكثيرة من يحيى بن يحيى، والمسند والتفسير من إسحاق. وسمع من الحسن بن عيسى، وعمرو بن زرارة، ومحمد بن رافع. ولم يرحل. روى عنه مؤمل بن الحسن، وأبو حامد ابن الشرقي، وطائفة.
قال ابنه عبدان: كان أبي يقول: نحن في مرحلة. وكان يصوم النهار ويقوم الليل، ويقول: هذا ما أوصانا به يحيى بن يحيى.
فائدة
قال الحاكم: سمعت أبا زكريا العنبري يقول: سمعت محمد بن يونس المقرئ يقول: سمعت الحسين بن محمد بن زياد القباني يقول: حدثنا محمد بن بشار قال: حدثنا يحيى، فلما فرغ قال: أتدرون عمن حدثتكم؟ قالوا: حدثتنا عن بندار، عن يحيى بن سعيد. قال: لا والله، حدثنا محمد بن
عبد السلام بن بشار قال: حدثنا يحيى بن يحيى.
توفي في رمضان سنة ست وثمانين.
466 -
محمد بن عبد السلام بن ثعلبة
، أبو الحسن الخشني الأندلسي القرطبي الحافظ اللغوي، صاحب التصانيف.
أخذ عن يحيى بن يحيى الليثي. وفي الرحلة عن محمد بن بشار بندار، ومحمد بن يحيى بن أبي عمر العدني، وسلمة بن شبيب، والمزني، وطبقتهم. وعنه أسلم بن عبد العزيز القاضي، ومحمد بن قاسم بن محمد، وقاسم بن أصبغ، وابنه محمد بن محمد، وآخرون.
وكان ثقة كبير القدر، أريد على قضاء قرطبة فامتنع.
توفي سنة ست وثمانين وقد شاخ، وتوفي ابنه محمد سنة ثلاث وثلاثين وثلاثمائة.
وجده ثعلبة هو ابن زيد بن الحسن بن كلب بن أبي ثعلبة الخشني رضي الله عنه، قاله ابن الفرضي وغيره.
وقد روى الحافظ أبو الحسن بالأندلس علمًا كثيرًا، رحمه الله.
467 -
محمد بن عبد العزيز بن المبارك الدينوري
.
رحل وسمع القعنبي، وعثمان بن الهيثم، وأبا حذيفة النهدي، وطبقتهم. وعنه أحمد بن مروان صاحب المجالسة، وحاجب بن أركين، والحسين بن إسماعيل الصوفي، ومحمد بن إبراهيم بن حمك القزويني، وجماعة.
وكان ضعيفًا بمرة.
توفي بالدينور سنة إحدى وثمانين.
وقد ساق له ابن عدي مناكير، وقال: له غير هذا مما أنكر عليه.
قلت: منها: بدلاء أمتي لم يدخلوا الجنة بكثرة صلاة ولا صيام، ولكن بسخاوة الأنفس وسلامة الصدور.
468 -
محمد بن عبد العزيز بن أبي رجاء
، أبو بكر التيمي البغدادي.
عن هوذة بن خليفة، وقبيصة، وجماعة. وعنه أبو بكر الشافعي، وعبد الباقي بن قانع.
ضعفه الدارقطني.
469 -
محمد بن عبد الغني بن عبد العزيز
، أبو الطاهر، القرشي مولاهم، المصري الفقيه. توفي سنة ثلاث وثمانين.
قال أبو جعفر الطحاوي: كان فقيهًا لا يدافع، رحمه الله.
470 -
محمد بن عبد بن حميد بن نصر
، أبو جعفر الكشي.
روى عنه عبد المؤمن بن خلف النسفي وغيره.
توفي سنة ست وثمانين.
471 -
محمد بن عبدة
، أبو بكر المصيصي.
حدث عن محمد بن كثير بن مروان الفهري، وأحمد بن يونس اليربوعي، وأبي توبة الربيع بن نافع، وجماعة. وعنه الطبراني، وأبو أحمد بن عدي، وجماعة.
قال ابن عدي: حدثنا إملاء في سنة ثمان وثمانين ومائتين.
472 -
محمد بن عبيد بن الفرطاش الأنصاري الموصلي
.
عن محمد بن عبد الله بن عمار، وأبي مصعب الزهري، وأبي كريب محمد بن العلاء.
توفي سنة تسع وثمانين.
473 -
محمد بن عبيد بن أبي الأسد البغدادي
، أبو بكر.
عن عمرو بن مرزوق، وإسماعيل بن أبي أويس، والحميدي. وعنه ابن البختري، وأبو بكر الشافعي.
وثقه الخطيب.
توفي سنة اثنتين وثمانين ومائتين.
474 -
محمد بن عثمان بن سعيد
، أبو عامر الضرير الكوفي.
يروي عن أحمد بن يونس، ومنجاب بن الحارث.
توفي سنة تسع وثمانين.
روى عنه الطبراني، وابن سلمة القطان، وغيرهما.
475 -
محمد بن عاصم بن بلال الضبي
.
عن محمد بن رافع وغيره.
توفي سنة أربع وثمانين، وولد سنة مائتين.
476 -
محمد بن عصمة بن حمزة السعدي الجوزجاني
، كنيته أبو المطلع.
روى عن يحيى الحماني، وعمرو بن محمد الحرشي، والربيع بن سليمان. وعنه عبد الله بن محمد البلخي، ومحمد بن أحمد بن عبيد بن فياض، وزكريا بن حامد البلخي.
477 -
محمد بن عقيل
، أبو سعيد الفريابي.
حدث بمصر عن قتيبة بن سعيد، وداود بن مخراق، وجماعة. وعنه علي بن محمد المصري الواعظ، وأبو محمد بن الورد، وأبو طالب أحمد بن نصر، وأبو القاسم الطبراني.
وكان أحد الفقهاء.
توفي بمصر في صفر سنة خمس وثمانين.
478 -
محمد بن علي بن الحسن بن بشر الزاهد
، المحدث أبو عبد الله الحكيم الترمذي المؤذن، صاحب التصانيف في التصوف والطريق.
سمع الحديث الكثير بخراسان والعراق. وحدث عن أبيه، وقتيبة بن سعيد، وصالح بن عبد الله الترمذي، وصالح بن محمد الترمذي، وعلي بن حجر السعدي، وعتبة بن عبد الله المروزي، ويحيى بن موسى خت، ويعقوب الدورقي، وعباد بن يعقوب الرواجني، وعيسى بن أحمد العسقلاني البلخي، وسفيان بن وكيع، وطبقتهم. روى عنه يحيى بن منصور القاضي، والحسن بن
علي، وغيرهما من علماء نيسابور؛ فإنه حدث بها في سنة خمس وثمانين.
وقد صحب من مشايخ الطريق يحيى بن الجلاء وأحمد بن خضرويه، ولقي أبا تراب النخشبي.
ومن كلامه وحكمه: ليس في الدنيا حمل أثقل من البر، لأن من برك فقد أوثقك، ومن جفاك فقد أطلقك.
وقال: كفى بالمرء عيبًا أن يسره ما يضره.
وقال: من جهل أوصاف العبودية فهو بنعوت الربانية أجهل.
وقال: صلاح خمسة أصناف في خمسة مواطن؛ صلاح الصبيان في الكتاب، وصلاح الفتيان في العلم، وصلاح الكهول في المساجد، وصلاح النساء في البيوت، وصلاح القطاع في السجن.
وقال: المؤمن بشره في وجهه وحزنه في قلبه، والمنافق حزنه في وجهه وبشره في قلبه.
وقال: حقيقة محبة الله تعالى دوام الأنس بذكره.
وسئل عن الخلق فقال: ضعف ظاهر، ودعوى عريضة.
وذكره أبو عبد الرحمن السلمي فقال: نفوه من ترمذ وأخرجوه منها، وشهدوا عليه بالكفر، وذلك بسبب تصنيفه كتاب ختم الولاية وكتاب علل الشريعة. وقالوا: إنه يقول إن للأولياء خاتمًا كما أن للأنبياء خاتمًا، وأنه يفضل الولاية على النبوة، واحتج بقوله عليه السلام: يغبطهم النبيون والشهداء. وقال: لو لم يكونوا أفضل منهم لما غبطوهم. فجاء إلى بلخ، فقبلوه بسبب موافقته إياهم على المذهب.
وقد ذكره ابن النجار ولم يذكر له وفاة ولا راويًا إلا علي بن محمد بن ينال العكبري، فوهم؛ فإن العكبري سمع محمد بن فلان الترمذي سنة ثمان عشرة وثلاثمائة.
وقال أبو عبد الرحمن السلمي فيما رواه ابن النجار بإسناده إليه: سمعت علي بن بندار الصيرفي قال: سمعت أحمد بن عيسى الجوزجاني يقول: سمعت محمد بن علي الترمذي يقول: ما صنفت مما صنفت حرفًا عن تدبير،
ولا لأن ينسب إلي شيء منه، ولكن كان إذا اشتد علي وقتي كنت أتسلى بمصنفاتي.
قال السلمي: بلغني أن أبا عثمان سئل عن محمد بن علي فقال: بينوا سري عنه من غير سبب.
وقال أيضًا السلمي: وقيل: إنه هجر بترمذ في آخر عمره، وهو من سبب تصنيفه كتاب ختم الولاية وعلل الشريعة. وليس فيه ما يوجب ذلك، ولكن لبعد فهمهم عنه. كذا قال السلمي، والسلمي له كتاب حقائق التفسير من هذا النمط أشياء تنافي الحق.
فما أدري ما أقول، أسأل الله السلامة من تخبيطات الصوفية، وأعوذ بالله من كفريات صوفية الفلاسفة الذين تستروا في الظاهر بالإسلام، وعملوا على هدمه في الباطن وربطوا العوام برموز الصوفية وإشاراتهم المتشابهة، وعباراتهم العذبة، وسيرهم الغريب، وأسلوبهم العجيب، وأذواقهم الحلوة التي تجر إلى الانسلاخ والفناء والمحو والجمع والوحدة، وعن ذلك قال الله تعالى:(وأن هذا صراطي مستقيما فاتبعوه)؛ يعني طريق الكتاب والسنة المحمدية. ثم قال: (ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله). والحكيم الترمذي فحاشى لله؛ ما هو من هذا النمط، فإنه إمام في الحديث، صحيح المتابعة للآثار، حلو العبارة، عليه مؤاخذات قليلة كغيره من الكبار، وكل أحد يؤخذ من قوله ويترك، إلا ذاك الصادق المعصوم رسول الله صلى الله عليه وسلم. فيا مسلمين، بالله تعالوا بنا نبكي على الكتاب والسنة وأهلها، وقولوا: اللهم أجرنا في مصيبتنا، فقد عاد الإسلام والسنة غريبين، فلا قوة إلا بالله العلي العظيم.
479 -
محمد بن علي بن بطحا
، أبو بكر البغدادي التميمي.
ثقة مقبول، روى عن هوذة وعفان، وعنه إسماعيل الخطبي.
توفي سنة ست وثمانين.
480 -
محمد بن علي بن حمزة
، أبو عبد الله العلوي الأخباري الشاعر.
يروي عن أبي عثمان المازني، وعمر بن شبة، وجماعة. وعنه
عبد الرحمن بن أبي حاتم ووثقه، ومحمد بن مخلد.
توفي سنة سبع وثمانين.
481 -
محمد بن علي بن عتاب
، أبو بكر الإيادي القماط.
سمع عبيد الله بن عائشة، وداود بن عمرو الضبي، وأبا الربيع الزهراني. وعنه أحمد بن جعفر ابن المنادي، وإسماعيل الخطبي.
وثقه ابن المنادي، وقال: توفي سنة تسع وثمانين.
482 -
محمد بن علي بن الفضل
، أبو العباس البغدادي، الحافظ فستقة.
سمع خلف بن هشام، وقتيبة، وعلي ابن المديني، وطبقتهم. وعنه ابن قانع، والطبراني.
ومات سنة تسع أيضًا.
وثقه الخطيب.
483 -
محمد بن علي البغدادي الحافظ
، قرطمة.
سمع محمد بن حميد الرازي، وأبا سعيد الأشج، ومحمد بن يحيى الذهلي، والحسن بن محمد الزعفراني، وطبقتهم بالحجاز والشام وخراسان والعراق ومصر.
وكان آية في الحفظ، روى شيئًا قليلًا.
وذكر أبو أحمد الحاكم أنه سمع ابن عقدة قال: سمعت داود بن يحيى بن يمان يقول: الناس فيقولون: أبو زرعة وأبو حاتم في الحفظ، والله ما رأيت أحفظ من قرطمة.
قال الخطيب: توفي سنة تسعين.
484 -
محمد بن علي بن شعيب
، أبو بكر البغدادي السمسار.
سمع عاصم بن علي، وخالد بن خداش، وعلي بن الجعد، وطبقتهم. وعنه ابن قانع، وأبو بكر الشافعي، وأبو القاسم الطبراني، وأبو محمد بن ماسي.
قال الدارقطني: وكان ثقة.
485 -
محمد بن علي بن خلف الأطروش الدمشقي
.
عن هشام بن عمار، وأحمد بن أبي الحواري، ودحيم. وعنه عبد الله بن الورد المصري، وعبد المؤمن النسفي، والطبراني.
486 -
محمد بن علي بن محمد المروزي الحافظ
، أبو عبد الله.
عن علي بن خشرم، وإسحاق الكوسج، ومحمد بن يحيى القطعي، وخلف بن شاذان، وخلق. وعنه ابن مخلد، والطبراني.
وكان ثقة، روى عنه جماعة من أهل مرو.
487 -
محمد بن عمر بن إسماعيل
، أبو بكر الدولابي العسكري.
عن هوذة بن خليفة، وأبي مسهر الغساني، وأبي اليمان، وجماعة. وعنه أبو بكر الخرائطي، وعلي بن محمد المصري الواعظ، وأحمد بن مروان الدينوري، وآخرون.
488 -
محمد بن عمرو
، أبو الموجه الفزاري المروزي اللغوي الحافظ.
سمع صدقة بن الفضل المروزي، وسعيد بن منصور، وعبدان بن عثمان، وحبان بن موسى، وطبقتهم.
ذكره ابن أبي حاتم مختصرًا.
وروى عنه الحسن بن محمد بن حكيم المروزي، وعبد الرحمن بن أبي
حاتم. وسمع أيضًا سعيد بن هبيرة، وسعيد بن سليمان، وعلي بن الجعد.
توفي سنة اثنتين وثمانين ومائتين.
489 -
محمد بن عمرو بن النضر
، أبو علي الحرشي النيسابوري، قشمرد.
سمع حفص بن عبد الله السلمي، وعبدان بن عثمان، والقعنبي، وجماعة. وطال عمره، وتفرد عن حفص.
وكان صدوقًا مقبولًا.
روى عنه محمد بن صالح بن هانئ، ويحيى بن محمد العنبري، ودعلج السجزي، وآخرون.
توفي سنة سبع وثمانين.
490 -
محمد بن عيسى بن السكن بن أبي قماش
، أبو بكر الواسطي.
سمع مسلم بن إبراهيم، والحارث بن منصور الواسطي. وعنه أبو بكر النجاد، وإسماعيل الخُطَبي، والطبراني، وآخرون.
توفي راجعًا من الحج سنة سبع أيضًا.
491 -
محمد بن غالب بن حرب
، أبو جعفر الضبي البصري التمار تمتام، نزيل بغداد.
ولد سنة ثلاث وتسعين ومائة. وسمع أبا نعيم، ومسلم بن إبراهيم، وعفان، والقعنبي، وعبد الصمد بن النعمان، وأبا حذيفة، وطبقتهم من أصحاب شعبة والثوري.
وكان مكثرًا ثقة حافظًا.
روى عنه أبو جعفر بن البختري، وإسماعيل الصفار، وعثمان ابن السماك، وأبو سهل بن زياد، وابن كوثر البربهاري، وأبو بكر الشافعي، وخلق.
قال الدارقطني: ثقة مأمون، إلا أنه كان يخطئ.
وقال أيضًا في موضع آخر: ثقة مجود، سمعت أبا سهل بن زياد يقول: سمعت موسى بن هارون يقول في حديث محمد بن غالب، عن الوركاني، عن حماد الأبح، عن ابن عون، عن ابن سيرين، عن عمران بن حصين أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: شيبتني هود وأخواتها: إنه حديث موضوع. قال ابن زياد: فحضرنا مجلس إسماعيل القاضي وموسى بن هارون عنده، والمجلس غاص بأهله. فدخل محمد بن غالب، فلما بصر به إسماعيل قال: إلي يا أبا جعفر، إلي. ووسع له معه على السرير، فلما جلس أخرج كتابًا وقال: أيها القاضي، تأمله. وعرض عليه الحديث، وقال: أليس الجزء كله بخط واحد؟ قال: نعم. قال: هل ترى شيئًا على الحاشية؟ قال: لا. قال: أفترضى هذا الأصل؟ قال: إي والله. قال: فلم أوذى وينكر علي؟
فصاح موسى بن هارون وقال: الحديث موضوع. قال: فرواه محمد بن غالب بحضرة القاضي وهو ساكت، وما زال القاضي يذكر من فضل محمد بن غالب وتقدمه.
قلت: مات في رمضان سنة ثلاث وثمانين.
492 -
محمد بن الفرج بن محمود الأزرق
، أبو بكر.
عن أبي النضر هاشم بن القاسم، وحجاج بن محمد، والواقدي، ومحمد بن كناسة، وعبيد الله بن موسى، وجماعة. وعنه عبد الصمد الطستي، وأبو بكر الشافعي، وابن نجيح، وأبو بكر بن خلاد النصيبي، وآخرون.
قال الحاكم: سمعت الدارقطني يقول: لا بأس به، وهو من أصحاب الكرابيسي يطعن عليه في اعتقاده.
وقال الخطيب: أما أحاديثه فصحاح.
مات في آخر سنة إحدى وثمانين.
493 -
محمد بن الفرج
، أبو ميسرة الهمذاني الحافظ، صاحب المسند.
سمع من كامل بن طلحة وطبقته. وعنه محمد بن محمد الباغندي، وعبد الباقي بن قانع.
494 -
محمد بن الفضل بن جابر السقطي البغدادي
.
سمع سعيد بن سليمان سعدويه، وأبا بلال الأشعري، والليث بن حماد، وعبد الأعلى بن حماد، وجماعة. وعنه أبو بكر محمد بن الحسن النقاش، وأبو بكر بن خلاد العطار، والطبراني، وآخرون.
قال الدارقطني: صدوق.
مات أبو جعفر السقطي في رمضان سنة ثمان وثمانين.
495 -
محمد بن الفضل بن موسى
، أبو بكر القسطاني الرازي.
سمع طالوت بن عباد، وهدبة بن خالد، وشيبان بن فروخ. روى عنه ابن أبي حاتم وقال: صدوق، وأبو سهل بن زياد، وأبو بكر الشافعي.
496 -
محمد بن فيروز البغدادي
، نزيل تنيس.
عن عاصم بن علي، وعنه علي بن محمد المصري الواعظ.
قال الخطيب: ثقة.
497 -
محمد بن القاسم بن خلاد بن ياسر
، أبو العيناء الهاشمي، مولى أبي جعفر المنصور، البصري الأخباري اللغوي الضرير.
ولد بالأهواز ونشأ بالبصرة. وأخذ عن أبي عبيدة، والأصمعي، وأبي زيد الأنصاري، وأبي عاصم النبيل.
وكان أحد الموصوفين بالذكاء والحفظ وسرعة الجواب.
وعنه أبو عبد الله محمد بن أحمد الحكيمي، ومحمد بن يحيى الصولي، وأبو بكر الأدمي، وأحمد بن كامل، ومحمد بن العباس بن نجيح، وآخرون.
قال الدارقطني: ليس بقوي في الحديث.
وقيل: إن بعضهم سأله: كيف كنيت أبا العيناء؟ فقال: قلت لأبي زيد سعيد بن أوس: كيف تصغر عينًا؟ فقال: عيينًا يا أبا العيناء.
وقيل: إن المتوكل قال: أشتهي أن أنادم أبا العيناء، لولا أنه ضرير. فقال: إن أعفاني أمير المؤمنين من رؤية الهلال ونقش الخواتيم، فإني أصلح. وكان قد ذهب بصره وهو ابن أربعين سنة تقريبًا.
ومات سنة اثنتين وثمانين، وكان قد استوطن بغداد، فخرج نحو البصرة في أواخر عمره في سفينة فيها ثمانون نفسًا فغرقت بهم، فما سلم غيره فيما قيل، فلما صار إلى البصرة مات.
وكان يخضب بالحمرة، والغالب على روايته الحكايات.
قال أبو نعيم الحافظ: حدثنا أحمد بن عبد الرحمن الخاركي بالبصرة قال: سمعت أبا العيناء يعزي جدي أبا بكر على زوجته، فقال: إذا كان سيدنا البقية ودفعت عنه الرزية كانت التعزية تهنئة والمصيبة نعمة.
نحن ومن في الأرض نفديكا لا زلت تبقى ونعزيكا وعن ابن وثاب أنه قال لأبي العيناء: والله إني أحبك بكليتي. فقال: إلا عضوًا واحدًا. فبلغ ذلك ابن أبي دؤاد، فقال: لقد وفق في التحديد.
وسأله المنتصر فقال: ما أحسن الجواب؟ قال: ما أسكت المبطل، وحير المحق.
قال أحمد بن كامل: توفي في جمادى الآخرة سنة ثلاث وثمانين، وولد سنة إحدى وتسعين ومائة.
وقال الدارقطني: مات سنة اثنتين وثمانين.
498 -
محمد بن محمد بن الحسين بن غزوان
، أبو سعيد الجوهري الهروي.
عن خالد بن هياج، ورد بغداد وحدث. روى عنه مكرم القاضي، وأبو بكر الشافعي.
قال الدارقطني: لا بأس به.
499 -
محمد بن محمد بن رجاء بن السندي
، أبو بكر الإسفراييني الحافظ، مصنف الصحيح على شرط مسلم.
سمع إسحاق بن راهويه، وعلي ابن المديني، وأحمد بن حنبل، وابن نمير، وإبراهيم بن المنذر الحزامي، وأبا بكر بن أبي شيبة، وأبا الربيع الزهراني، وطبقتهم بالحجاز والعراق ومصر وغير ذلك. وعنه أبو حامد ابن الشرقي، ومؤمل بن الحسن، ومحمد بن صالح بن هانئ، ومحمد بن يعقوب بن الأخرم، وأبو النضر محمد بن محمد الفقيه، وآخرون.
قال الحاكم: كان ثبتًا دينًا، مقدمًا في عصره. سمع جده وابن راهويه، إلى أن قال: وسمعت محمد بن صالح يقول: سمعت أبا بكر بن رجاء يقول: حدثني أحمد بن حنبل من كتابه في ربيع الآخر سنة أربع وثلاثين. وسمعت بشر بن أحمد قال: توفي أبو بكر سنة ست وثمانين.
500 -
محمد بن محمد بن حيان
، أبو جعفر البصري التمار.
سمع القعنبي، ومحمد بن الصلت التوزي، وأبا الوليد الطيالسي، وجماعة. وعنه أبو القاسم الطبراني وغيره.
قال دعلج: سمعت محمد بن محمد بن حيان التمار يقول: كنت لا أحدث، فرأيت النبي صلى الله عليه وسلم في النوم، فقال له رجل: يا رسول الله، قل لهذا. فقال لي: حدث. فقلت: عمن أحدث؟ قال: عن القعنبي، وأبي الوليد، وعمرو بن مرزوق، وابن كثير؛ ونحوه، أو كما قال.
توفي سنة تسع وثمانين.
501 -
محمد بن محمد بن أحمد بن يزيد بن مهران
، أبو أحمد البغدادي المطرز الحافظ.
عن داود بن رشيد وغيره. وعنه أبو بكر الشافعي، وعبد الله بن إسحاق الخراساني.
قال الدارقطني: ليس بالقوي.
502 -
محمد بن مسلمة بن الوليد الواسطي
، أبو جعفر الطيالسي.
حدث ببغداد عن يزيد بن هارون، وأبي جابر محمد بن عبد الملك، وأبي عبد الرحمن المقرئ. وعنه أبو جعفر بن البختري، ومحمد بن مخلد، وأبو بكر الشافعي في الغيلانيات.
قال الخطيب: له مناكير، إلا أن الحاكم سمع الدارقطني يقول: لا بأس به.
قال الخطيب: ورأيت أبا القاسم اللالكائي والحسن بن محمد بن الخلال يضعفانه.
وتوفي في جمادى الأولى سنة اثنتين وثمانين، وقد نيف على المائة؛ فإنه ذكر أنه سمع من موسى الطويل مولى أنس بواسط سنة إحدى وتسعين ومائة، قال: وكان لي ثلاث عشرة سنة.
قلت: وقد ذكره ابن عدي في الكامل، وقال: حدثنا عبد الحميد الوراق قال: قاطعنا محمد بن مسلمة على أجزاء، فقرأنا عليه، وفيها حديث طويل فقال: ما أحسن هذا، والله إن سمعت بهذا الحديث قط إلا الساعة. قال: وقال له رجل: قل عن هشام بن عروة، فقال: بدرهمين صحاح. ثم ساق له ابن عدي مناكير يسيرة.
503 -
محمد بن المغيرة بن سنان الضبي الهمذاني السكري الحنفي
، محدث همذان ومسندها وشيخ فقهائها الحنفية.
روى عن القاسم بن الحكم العرني، وهشام بن عبد الله بن عبيد الله الرازي، ومكي بن إبراهيم، وعبيد الله بن موسى، وطبقتهم. وعنه علي بن إبراهيم القزويني القطان، وحامد الرفاء، وجماعة.
توفي سنة أربع وثمانين ومائتين.
قال السليماني: فيه نظر.
504 -
محمد بن موسى بن الهذيل
، أبو بكر النسفي الملقب مت.
روى عن أبي محمد الدارمي وعبد بن حميد.
توفي سنة خمس وثمانين.
505 -
محمد بن موسى النهرتيري
، أبو عبد الله.
صدر نبيل معظم ثقة. روى عن بندار، وأحمد بن عبدة، وجماعة. وعنه أبو بكر الشافعي، والطبراني، وآخرون.
توفي سنة تسع وثمانين ببغداد.
506 -
محمد بن أبي هارون موسى
، أبو الفضل الوراق البغدادي زريق.
صالح فاضل واسع العلم، روى عن خلف بن هشام وغيره، وعنه أبو الحسين ابن المنادي وأبو سهل القطان.
توفي سنة ثلاث وثمانين.
507 -
محمد بن أبي هارون موسى الهمذاني
.
شيخ جليل زاهد عابد، وكان لسؤدده يقال له: صاحب البلد. يروي عن أبي نعيم، وموسى بن إسماعيل، وجماعة. وعنه الحسين بن إسحاق الكرجي، وعلي بن مهرويه القزويني، وعبد الله بن حمويه، وجماعة.
508 -
محمد بن نصر، أبو بكر الأدمي
، ويعرف بابن أبي شجاع.
عن نوح بن حبيب، وجماعة. وعنه أحمد بن كامل، وأبو سهل بن زياد.
مات سنة ست وثمانين ومائتين ببغداد.
509 -
محمد بن نصر، أبو جعفر الهمذاني
، مموس القطان.
طوف وسمع هشام بن عمار، ومحمد بن رمح، وطبقتهما. وعنه أحمد بن نيخاب الطيبي، وسليمان الطبراني.
وكان موثقا.
510 -
محمد بن النضر بن رباح الهروي
، نزيل الموصل.
عن عاصم بن علي، وأبي الصلت الهروي، وغيرهما.
توفي سنة ست وثمانين.
511 -
محمد بن أبي النعمان الأنطاكي
.
سمع الهيثم بن جميل، وعنه الطبراني.
512 -
محمد بن نعيم بن عبد الله
، أبو بكر النيسابوري المديني.
سمع قتيبة، وابن راهويه، وعثمان بن أبي شيبة، وأبا مصعب، ومحمد بن أبي الشوارب، وطبقتهم. وعنه محمد بن إسحاق السراج، وأبو حامد ابن الشرقي، ومكي بن عبدان، وعبد الله بن سعد، وجماعة.
توفي سنة تسعين في ذي القعدة.
513 -
محمد بن نهار
، أبو الحسن.
يروي عنه أبو بكر الشافعي وغيره.
ضعفه الدارقطني.
توفي سنة اثنتين وثمانين.
وهو محمد بن نهار بن عمار بن أبي المحياة يحيى بن يعلى التيمي. يروي عن العباس بن الفرج الرياشي، ومحمد بن يزيد الحنفي. وعنه محمد بن
نجيح أيضًا، وجعفر بن محمد العلوي.
514 -
محمد بن هارون بن بكر المصري المؤدب
.
عن يحيى بن بكير وحرملة.
توفي سنة سبع وثمانين.
515 -
محمد بن هارون بن محمد بن بكار بن بلال العاملي الدمشقي
.
عن أبيه، وعبد الله بن يزيد بن راشد المقرئ، وصفوان بن صالح، وسليمان ابن بنت شرحبيل، وجماعة. وعنه أبو عبد الله بن مروان، وأحمد بن حميد بن أبي العجائز، وأبو علي بن هارون، وأبو القاسم الطبراني.
توفي سنة تسع وثمانين.
516 -
محمد بن هشام بن أبي الدميك
، أبو جعفر، المروزي ثم البغدادي.
سمع سليمان بن حرب، وعفان، وابن المديني، وعاصم بن علي، ويحيى الحماني، وطائفة. وعنه عثمان ابن السماك، وأبو عمر غلام ثعلب، وأبو بكر الشافعي، والطبراني، وآخرون.
وثقه الخطيب، وكان مستملي الحسن بن عرفة.
توفي سنة تسع أيضًا.
517 -
محمد بن هشام، وقيل: ابن هاشم بن خلف بن هشام البزار.
عن جده، وعلي بن الجعد. وعنه أبو سهل بن زياد، وعبد الصمد الطستي، وغيرهما.
518 -
محمد بن هاشم، أبو صالح العذري الجسريني الغوطي
.
سمع زهير بن عباد، ومحمد بن أبي السري العسقلاني. وعنه أحمد بن حذلم، وأبو علي بن هارون، وجماعة.
519 -
محمد بن وضاح بن بزيع
، مولى عبد الرحمن بن معاوية الداخل، أبو عبد الله الأموي المرواني القرطبي الحافظ.
قال: ولدت سنة تسع وتسعين ومائة، أو سنة مائتين بقرطبة.
وسمع يحيى بن يحيى، ومحمد بن خالد صاحب ابن القاسم، وسعيد بن حسان صاحب أشهب، وعبد الملك بن حبيب، وجماعة بالأندلس.
قال ابن الفرضي: رحل إلى المشرق رحلتين؛ إحداهما سنة ثمان عشرة ومائتين، لقي فيها سعيد بن منصور، وآدم بن أبي إياس، وأحمد بن حنبل، ويحيى بن معين. ولم يكن مذهبه في رحلته هذه طلب الحديث، وإنما كان شأنه الزهد وطلب العبادة، ولو سمع في رحلته هذه لكان أرفع أهل وقته درجة. وكانت قبل رحلة بقي بن مخلد. ورحل ثانية فسمع إسماعيل بن أبي أويس، ويعقوب بن حميد بن كاسب، ومحمد بن المبارك الصوري، وحامد بن يحيى البلخي، ومحمد بن عمرو الغزي، وزهير بن عباد، وأصبغ بن الفرج، وإسحاق بن أبي إسرائيل، ودحيما، وحرملة بن يحيى، وسحنون بن سعيد الإفريقي، في جماعة كثيرة من البغداديين والكوفيين والبصريين والمكيين والشاميين والمصريين والقزوينيين. وعدة شيوخه مائة وستون رجلًا، وبه وببقي بن مخلد صارت الأندلس دار حديث.
قال: وكان محمد عالمًا بالحديث بصيرًا بطرقه، متكلمًا على علله، كثير الحكاية عن العباد، ورعًا زاهدًا، فقيرًا متعففًا، صبورًا على الإسماع، محتسبًا في نشر علمه. سمع منه الناس كثيرًا، ونفع الله به أهل الأندلس. وكان أحمد بن خالد بن الجباب لا يقدم عليه أحدًا ممن أدرك، وكان يعظمه جدًا، ويصف عقله وفضله وورعه، غير أنه ينكر عليه كثرة رده في كثير من الأحاديث.
قال ابن الفرضي: وكان ابن وضاح كثيرًا ما يقول: ليس هذا من كلام النبي صلى الله عليه وسلم في شيء، وهو ثابت من كلامه صلى الله عليه وسلم، وله خطأ كثير محفوظ عنه، وأشياء كان يغلط فيها ويصحفها، وكان لا علم له بالفقه ولا بالعربية.
قلت: روى عنه أحمد بن الجباب، وقاسم بن أصبغ، ومحمد بن عبد الملك بن أيمن، وأبو عمر أحمد بن عبادة الرعيني، وجعفر بن مزين، وعيسى بن لبيب، ومحمد بن المسور الفقيه، وخلق.
توفي ليلة السبت لأربع بقين من المحرم سنة سبع وثمانين ومائتين.
وقال الوليد بن بكر الأندلسي: إن ابن وضاح سمع يوسف بن عدي وأبا بكر بن أبي شيبة، وتفقه بسحنون ومشيخة المغرب، ثم تزهد.
وحكى الفقيه إسحاق بن إبراهيم التجيبي أن ابن وضاح لما انصرف عقل لسانه سبعة أيام عن الكلام، فدعا الله: إن كنت تعلم في إطلاق لساني خيرًا فأطلقه. فأطلقه الله تعالى، ونشر بالأندلس علمًا كثيرًا، وكانوا يرون ذلك من كراماته.
وقال ابن حزم في المحلى: كان ابن وضاح يواصل أربعة أيام.
قال أبو عمرو الداني: روى القراءة عن عبد الصمد بن عبد الرحمن صاحب ورش، ومن حينئذ اعتمد أهل الأندلس على رواية ورش، وصارت عندهم مدونة. وقرأ في عشرين يومًا ستين ختمة، هكذا نقله عنه وهب بن مسرة، وقال: سمعته يقول: كل من أدركت من فقهاء الأمصار يقولون: القرآن كلام الله، ليس بخالق ولا مخلوق.
520 -
د:
محمد بن الوليد بن هبيرة
، أبو هبيرة الهاشمي الدمشقي القلانسي.
سمع أبا مسهر الغساني، وسلام بن سليمان المدائني، ويحيى بن صالح الوحاظي، وسلامة العذري، وجماعة. روى عنه أبو داود تفسير حديث وأبو زرعة الدمشقي؛ وهما من أقرانه، وابن صاعد، وأبو عوانة، وابن جوصا، والحسن بن حبيب الحصائري.
قال ابن أبي حاتم: صدوق.
توفي سنة ست وثمانين.
521 -
محمد بن الوليد الرملي
، أبو بكر المعروف بالأمي.
سمع سليمان ابن بنت شرحبيل، ومحمد بن أبي السري العسقلاني، وجماعة. وعنه ابن جوصا، وابن الأعرابي.
ومات قديمًا.
522 -
محمد بن الوليد بن أبان
، أبو الحسن العقيلي المصري.
عن نعيم بن حماد، وهشام بن عمار، وجماعة. وعنه إسماعيل بن علي الخطبي، وأحمد بن خزيمة.
توفي سنة سبع وثمانين ببغداد.
وأما:
• - محمد بن الوليد بن أبان القلانسي، فقد مر.
523 -
محمد بن ونيار
، أبو عبد الله بن أبي علي البخاري.
عن بجير بن النضر، وأبي قدامة السرخسي، والمسيب بن إسحاق.
توفي سنة ثمان وثمانين.
524 -
محمد بن ياسر الدمشقي الحذاء
، إمام جامع جبيل.
عن دحيم، وهشام بن عمار. وعنه جعفر بن محمد بن عديس، والطبراني، وغيرهما.
525 -
محمد بن يحيى بن المنذر
، أبو سليمان البصري القزاز.
عن سعيد بن عامر الضبعي، ويزيد بن بيان العقيلي، وأبي عاصم النبيل، ومسلم بن إبراهيم، وجماعة. وتفرد في زمانه بالرواية عن الضبعي وغيره. روى عنه محمد بن علي بن مسلم العقيلي، وفاروق الخطابي، وسليمان الطبراني، وآخرون.
توفي في رجب سنة تسعين ومائتين.
526 -
محمد بن يحيى الكسائي الصغير
، أبو عبد الله.
بغدادي مقرئ، قرأ على الليث بن خالد؛ وهو أجل أصحابه. قرأ عليه أحمد بن الحسن البطي، وابن مجاهد، ومحمد بن خلف وكيع، وإبراهيم بن زياد، وأحمد بن علي السمسار.
توفي سنة ثمان وثمانين.
527 -
محمد بن يزداد
، أبو عبد الله الإستراباذي.
عن إسماعيل الشالنجي الفقيه، ويحيى بن معين. وعنه محمد بن إبراهيم بن أبرويه، والحسن بن حمويه، وغيرهما.
مات في ربيع الأول سنة تسع وثمانين؛ قاله الإدريسي.
528 -
محمد بن يزيد بن عبد الأكبر الأزدي البصري
، أبو العباس المبرد، إمام العربية ببغداد في زمانه.
أخذ عن أبي عثمان المازني، وأبي حاتم السجستاني، وغيرهما. وعنه إسماعيل الصفار ولزمه مدة، وأبو سهل بن زياد، وعيسى الطوماري، وأحمد بن مروان الدينوري، وأبو بكر الخرائطي، وإبراهيم بن محمد نفطويه، ومحمد بن يحيى الصولي، وجماعة.
وكان فصيحًا بليغًا مفوهًا، ثقة، أخباريًا علامة، صاحب نوادر وظرافة. وكان جميلًا وسيمًا، لا سيما في صباه، وله تصانيف مشهورة.
قال أبو الفتح بن جني: إن أبا عثمان المازني لما صنف كتاب الألف واللام سأل أبا العباس عن دقيقه وعويصه، فأحسن الجواب، فقال له: قم، فأنت المبرد؛ أي المثبت للحق. قال أبو العباس: فغير الكوفيون اسمي فجعلوه بفتح الراء.
وقال السيرافي: انتهى علم النحو بعد طبقة الجرمي والمازني إلى المبرد، وهو من ثمالة؛ قبيلة من الأزد. أخذ عن الجرمي، والمازني، وغيرهما.
وكان إسماعيل القاضي يقول: ما رأى المبرد مثل نفسه.
وقال أبو بكر بن مجاهد: ما رأيت أحسن جوابا من المبرد في معاني القرآن، ولقد فاتني منه علم كثير لقضاء ذمام ثعلب.
وقيل: كان بين ثعلب والمبرد منافرة، وأكثر الفضلاء يرجحونه على ثعلب.
وحكى الخطابي عن الدقاق النحوي قال: اجتمع ابن سريج الفقيه والمبرد وأبو بكر بن داود الظاهري في طريق، فتقدم ابن سريج وتلاه المبرد، فلما خرجوا إلى الفضاء قال ابن سريج: الفقه قدمني. وقال ابن داود: الأدب أخرني. فقال المبرد: أخطأتما معًا، إذا صحت المودة سقط التكلف.
وقال الصفار: سمعت المبرد يقول: كان فتى يهواني وأنا حدث، فاعتل علة كنت سببها فمات، فكثر أسفي عليه، فرأيته في النوم فقلت: فلان؟ قال: نعم. فبكيت، فأنشأ يقول:
أتبكي بعد قتلك لي عليا ومن قبل الممات تسيء إليا سكبت علي دمعك بعد موتي فهلا كان ذاك وكنت حيا تجاف عن البكاء ولا تزده فإني أراك ما صنعت شيا توفي في آخر سنة خمس وثمانين، وقيل: توفي سنة ست.
وللحسن بن بشار بن العلاف يرثيه:
ذهب المبرد وانقضت أيامه وليذهبن إثر المبرد ثعلب بيت من الآداب أضحى نصفه خربا وباقي بيته فسيخرب فابكوا لما سلب الزمان ووطنوا للدهر أنفسكم على ما يسلب وأرى لكم أن تكتبوا أنفاسه إن كانت الأنفاس مما يكتب عاش المبرد خمسًا وسبعين سنة، ولم يخلف بعده في النحو مثله أبدًا.
529 -
محمد بن يوسف بن معدان الثقفي الأصبهاني، البناء الزاهد المجاب الدعوة، جد والد أبي نعيم الحافظ لأمه.
له مصنفات حسان في الزهد والتصوف. حدث عن عبد الجبار بن العلاء، والنضر بن سلمة، وعبد الله بن محمد الأسدي، وحميد بن مسعدة، وجماعة. وعنه سبطه عبد الله بن أحمد، وأحمد بن بندار الشعار، وعبيد الله بن يحيى المديني الزاهد، ومحمد بن أحمد بن الحسن الكسائي، وعبد الرحمن بن محمد
ابن سياه المذكر، وأبو بكر عبد الله بن محمد القباب، وآخرون.
وهو أستاذ علي بن سهل الزاهد، ومن تصانيفه كتاب معاملات القلوب، وكتاب الصبر.
وممن روى عنه: أبو الشيخ، وقال: كان مستجاب الدعوة.
وقال أبو نعيم: كان رأساً في علم التصوف.
حج فسمع: عبد الجبار بن العلاء، ومحمد بن منصور، وعبد الله بن عمران العابدي، وجماعة.
توفي سنة ست وثمانين.
قلت: وهو سمي محمد بن يوسف بن معدان الأصبهاني عروس الزهاد المذكور في طبقة ابن المبارك، وبينهما نحو من مائة سنة.
قال النقاش الأصبهاني: حدثنا أبو عبد الرحمن عبيد الله بن يحيى، قال: سمعت محمد بن يوسف يقول: علامة موت القلب طلب الدنيا بعمل الآخرة.
وقيل: وما بدؤه؟ قال: مرض القلوب، وبدؤ مرض القلوب الطمع في المخلوقين، وعلامة الطمع في المخلوقين الاشتغال بهم، والتزين باللباس، والادعاء لإقامة الجاه والعيش، ومن لا يستغني بالله افتقر إلى الناس.
ولمحمد بن يوسف البناء رحمه الله أشياء نافعة من هذا النمط. وهو أشهر من عروس الزهاد.
530 -
محمد بن يونس بن موسى بن سليمان بن عبيد بن ربيعة بن كديم
، أبو العباس القرشي السامي الكديمي البصري الحافظ، أحد الضعفاء.
ولد سنة ثلاث، وقيل: سنة خمس وثمانين ومائة.
وهو ابن امرأة روح بن عبادة، فسمع بسببه من خلق كثير، وحدث عنه، وعن أبي داود الطيالسي، وعبد الله بن داود الخريبي، وأزهر بن سعد السمان، والأصمعي، وأبي عاصم النبيل، وعبد الرحمن بن حماد الشعيثي، وأبي زيد الأنصاري، وخلق.
وعنه: أبو بكر ابن الأنباري، وإسماعيل الصفار، وأبو بكر الشافعي، وأحمد بن خلاد النصيبي، وأبو بكر القطيعي، وأحمد بن الريان اللكي، وعمر بن سلم
الختلي، وخيثمة الأطرابلسي، وعثمان بن سنقة، وأبو عبد الله بن محرم، وخلق.
قال ابن خلاد: قال: الكديمي: قال لي علي ابن المديني: عندك ما ليس عندي.
وقال الكديمي: كتبت عن ألف ومائة وستة وثمانين رجلاً من البصريين، وحججت سنة ست ومائتين، فرأيت فيها عبد الرزاق، ولم أسمع منه.
وقال عبد الله بن أحمد: سمعت أبي يقول: كان محمد بن يونس الكديمي حسن الحديث، حسن المعرفة، ما وجد عليه إلا صحبته لسليمان الشاذكوني.
وروى حسن الصائغ: حدثنا الكديمي قال: خرجت أنا وابن المديني والشاذكوني نتنزه، ولم يبق لنا موضع غير بستان الأمير، وكان الأمير قد منع من الخروج إلى الصحراء. فلما قعدنا وافى الأمير فقال: خذوهم. فأخذونا وكنت أصغرهم. فبطحوني، وقعدوا على أكتافي، فقلت: أيها الأمير اسمع مني قلت: حدثنا الحميدي، قال: حدثنا سفيان، عن عمرو بن دينار، عن أبي قابوس، عن ابن عباس، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء.
قال: أعده. فأعدته، فقال لأولئك: قوموا.
قال: أنت تحفظ مثل هذا وتخرج تتنزه.
كذا قال: ابن عباس.
قال أبو أحمد بن عدي: قد اتهم الكديمي بوضع الحديث.
وقال أبو حاتم بن حبان: لعله قد وضع أكثر من ألف حديث.
وقال ابن عدي: ادعى الكديمي رؤية قوم لم يرهم. ترك عامة مشايخنا الرواية عنه.
وقال أبو الحسين أحمد ابن المنادي: كتبنا عن الكديمي ثم بلغنا كلام
أبي داود فيه فرمينا بالذي سمعنا منه.
وقال أبو عبيد الآجري: رأيت أبا داود يتكلم في محمد بن سنان، ومحمد بن يونس، يطلق فيهما الكذب.
وكان موسى بن هارون الحافظ ينهى الناس عن السماع من الكديمي، وقال، وهو متعلق بأستار الكعبة: اللهم إني أشهدك أن الكديمي كذاب يضع الحديث.
وقال القاسم بن زكريا المطرز: أنا أجاثي الكديمي بين يدي الله، وأقول: كان يكذب على رسولك صلى الله عليه وسلم، وعلى العلماء.
وقال الدارقطني: كان يتهم بالوضع.
وأما إسماعيل الخطبي فقال: ما رأيت ناساً أكثر من مجلسه. وكان ثقة.
توفي الكديمي في جمادى الآخرة سنة ست وثمانين، ولئن صدق في مولده فقد جاوز المائة.
531 -
مبرور بن محمد بن عمرو بن أبي سلمة التنيسي
.
يروي عن جده.
توفي سنة ثمان وثمانين.
532 -
محمود بن الفرج
. أبو بكر الأصبهاني الزاهد.
عن: إسماعيل بن عمرو البجلي، وبشر بن هلال، وأحمد بن عبدة الضبي، وجماعة.
وكان كبير القدر من أولياء الله.
روى عنه: يوسف بن محمد المؤذن، وأبو سهل بن زياد، وأحمد بن جعفر السمسار، ومحمد بن عبد الله بن ممشاذ، وعبد الرحمن بن محمد بن سياه المذكر، وسبطه أبو الشيخ ابن حيان.
وقال أبو الشيخ: كان مستجاب الدعاء.
قال: وحكي أنه رؤي في النوم، فقال: كنت من الأبدال ولم أعلم.
وخرج إلى طرسوس ثلاث مرات.
وقال ابن أبي حاتم: كان ثقة.
توفي سنة أربع وثمانين.
533 -
محمود بن محمد بن أبي المضاء
. أبو حفص الحلبي.
حدث ببغداد عن: محبوب بن موسى الأنطاكي، والمسيب بن واضح، وجماعة.
وعنه: ابن مخلد، وأبو العباس بن عقدة.
قال الخطيب: ثقة.
توفي سنة اثنتين وثمانين.
534 -
مسعدة بن سعد العطار
، أبو القاسم المكي.
عن: سعيد بن منصور، إبراهيم بن المنذر الحزامي.
وعنه: الطبراني.
توفي سنة إحدى وثمانين.
535 -
مسلمة بن جابر اللخمي الدمشقي
.
عن: منبه بن عثمان.
وعنه: الطبراني.
مجهول الحال.
توفي سنة خمس وثمانين.
536 -
المسيب بن زهير
. أبو مسلم البغدادي التاجر نزيل نيسابور.
سمع: القعنبي، ويحيى بن هاشم السمسار.
وعنه: أبو حامد ابن الشرقي، وغيره.
توفي سنة خمس وثمانين.
537 -
مطرف بن عبد الرحمن بن إبراهيم بن محمد بن قيس
. مولى عبد الرحمن بن معاوية الداخل، أبو سعيد الأموي المرواني القرطبي.
سمع: يحيى بن يحيى، وعبد الملك بن حبيب، وجماعة.
وحج فسمع من: عبد العزيز بن يحيى المكي، ويعقوب بن كاسب، وأبي مصعب الزهري،
ويحيى بن بكير، وعمر بن خالد، ويوسف بن عدي، وإبراهيم بن المنذر الحزامي، وسحنون، وطائفة.
ذكره ابن الفرضي، وقال: كان شيخاً نبيلاً بصيراً باللغة والنحو والشعر، وكان شاعراً، سمع منه الناس كثيراً، وكان ثقة صالحاً.
توفي في ذي القعدة سنة اثنتين وثمانين.
538 -
مطلب بن شعيب بن حيان أبو محمد الأزدي
، مولاهم البصري، ثم المصري. سمع: عبد الله بن صالح الكاتب، ونعيم بن حماد، وغيرهما.
وعنه: الطبراني، وجماعة.
توفي في المحرم سنة اثنتين وثمانين.
وأما ابن عدي فقال: هو شيخ مروزي سكن مصر، مستقيم الحديث.
حدثنا عصمة البخاري، قال: حدثنا مطلب بن شعيب، قال: حدثنا أبو صالح، قال: حدثنا الليث، عن يونس، عن ابن شهاب، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إذا أتاكم كريم قوم فأكرموه.
قال: لم أر له حديثاً منكراً غير هذا الحديث.
539 -
معاذ بن المثنى بن معاذ بن معاذ
. أبو المثنى العنبري البصري ثم البغدادي.
ثقة جليل، سمع: أباه، والقعنبي، ومحمد بن عبد الله الخزاعي، ومحمد بن كثير العبدي، وطبقتهم.
وعنه: أبو بكر الشافعي، وجعفر بن الحكم المؤدب، وعمر بن سلم، وأبو القاسم الطبراني.
توفي سنة ثمان وثمانين، ودفن بجنب الكديمي، وله ثمانون سنة.
540 -
معاذ بن نجدة بن العريان أبو سلمة الهروي
.
عن: خلاد بن يحيى، وقبيصة بن عقبة، وطبقتهما.
وعنه: الحافظ أبو إسحاق البزاز، والهرويون.
توفي في جمادى الآخرة سنة اثنتين وثمانين عن خمس وثمانين سنة.
541 -
معاوية بن حرب بن محمد
. أبو سفيان الطائي الموصلي، أخو علي وأحمد.
سمع: عبيد الله بن موسى، وأبا نعيم، وقبيصة، وجماعة.
وعنه: يزيد بن محمد الأزدي.
وقال: توفي سنة إحدى وثمانين وله ثمانون سنة.
542 -
المفضل بن سلمة بن عاصم
، أبو طالب البغدادي الأديب.
له مصنفات في العربية وغير ذلك.
حدث عن: عمر بن شبة، وغيره.
وكان ابنه أبو الطيب من كبار الفقهاء الشافعية؛ وكان أبوه من كبار أئمة الأدب.
روى عنه المفضل الصولي، وغيره.
وله كتاب الفاخر فيما يلحن فيه العامة، وكتاب المقصور والممدود، وكتاب ضياء القلوب في الأدب، وكتاب البارع في اللغة كبير جداً.
543 -
مقدام بن داود بن عيسى بن تليد
. أبو عمرو الرعيني المصري.
عن: أسد بن موسى السنة، وعبد الله بن محمد بن المغيرة، وخالد بن نزار الأيلي، ويحيى بن بكير، وعمه سعيد بن تليد، وطائفة.
وعنه: علي بن أحمد البغدادي، وأحمد بن الحسن بن عتبة الرازي، ومحمد بن أحمد بن أبي الأصبغ، وعبد الرحمن بن أبي حاتم، وأبو القاسم الطبراني، وجماعة.
قال النسائي في الكنى: ليس بثقة.
وقال ابن يونس: تكلموا فيه.
وتوفي في رمضان سنة ثلاث وثمانين.
وقال غيره: كان من جلة الفقهاء المالكية.
قال الكندي: كان فقيهاً مفتياً لم يكن بالمحمود في الرواية. وقال الدارقطني: ضعيف.
أبو العباس بن دلهاث: حدثنا محمد بن نوح الأصبهاني بمكة، قال:
حدثنا الطبراني، قال: حدثنا المقدام، قال: حدثنا عبد الله بن يوسف، عن مالك، عن نافع، عن ابن عمر مرفوعاً: طعام البخيل داء، وطعام السخي شفاء. فهذا بهذا الإسناد باطل.
544 -
مكرم بن محرز بن مهدي بن عبد الرحمن بن عمرو الخزاعي الحجازي القديدي
.
روى عن أبيه قصة أم معبد.
رواها عنه: الحسين بن محمد القباني، ويعقوب الفسوي وهو أكبر منه، ومحمد بن جرير الطبري، وابن خزيمة؛ وآخر من روى عنه أبو بكر بن مالك القطيعي، قال: حج بي أبي وأنا ابن سبع سنين، فأدخلني عليه بقديد.
545 -
موسى بن جمهور البغدادي السمسار
.
عن: هشام بن عمار، والحسن بن عيسى بن ماسرجس.
وعنه: أبو طالب أحمد بن نصر الحافظ، والطبراني.
546 -
موسى بن الحسن بن عباد
، أبو السري النسائي، ثم البغدادي الجلاجلي، لقبوه به لحسن صوته. سمع: عبد الله بن بكر السهمي، وروح بن عبادة، ومحمد بن مصعب القرقساني، وأبا نعيم، وطبقتهم.
وعنه: أبو جعفر بن البختري، وأبو بكر النجاد، وعبد الباقي بن قانع، وعمر بن سلم الختلي، وآخرون.
قال الدارقطني: لا بأس به.
وقال أبو الحسين ابن المنادي: قيل إن القعنبي قدمه في التراويح، فأعجبه صوته.
قال: فقال لي: كأن صوتك صوت الجلاجل.
توفي سنة سبع وثمانين، وقد قارب المائة.
وكان آخر من حدث عن السهمي، وأقدم شيخ لابن قانع.
547 -
موسى بن عيسى بن المنذر الحمصي
، أبو عمرو السلمي.
عن: أبيه، وأحمد بن خالد الوهبي، ومحمد بن المبارك الصوري، وحيوة
ابن شريح.
وعنه: الطبراني، وغيره.
توفي سنة سبع وثمانين.
قاله ابن قانع: وقال النسائي: ليس بثقة.
وروى عنه: موسى بن العباس الجويني.
548 -
موسى بن فضالة بن إبراهيم الدمشقي
.
عن: صفوان بن صالح، وأبي مصعب المديني، وسليمان بن عبد الرحمن، وجماعة.
وعنه: ابنه أبو عمر محمد صاحب جزء ابن فضالة، سمع منه في سنة تسع وثمانين.
549 -
موسى بن محمد بن كثير
، أبو هارون السريني.
سمع: عبد الملك بن إبراهيم الجدي.
وعنه: الطبراني.
550 -
موسى بن محمد السامري الخياط
.
عن: عبد الأعلى بن حماد النرسي، وإبراهيم بن عبد الله الهروي.
وعنه: أبو بكر ابن الأنباري، وابن خلاد النصيي.
قال الخطيب: ثقة.
551 -
موسى بن هارون
بن حيان القزويني
.
سمع بالعراق من: أبي بكر، وعثمان ابني أبي شيبة، وأقرانهما. ورجع.
قال الخليلي: ثقة كبير، من شيوخ أبي الحسن القطان.
مات سنة إحدى وثمانين ومائتين، يكنى: أبا عمران.
552 -
موسى بن هارون، أبو عيسى الطوسي، ثم البغدادي.
عن: حسين بن محمد المروذي، وعمرو بن حكام.
وعنه: محمد بن مخلد، وأبو بكر الشافعي، وابن نجيح، وآخرون.
وكان موثقاً.
توفي سنة إحدى وثمانين.
553 -
موسى بن يوسف بن موسى القطان أبو عوانة الكوفي
.
عن: أبيه، وأحمد بن يونس اليربوعي، وأبي معمر القطيعي.
وعنه: عبد الرحمن بن أبي حاتم، وقال: صدوق، ومحمد بن أحمد بن علي الإسواري، وحامد الرفاء.
توفي سنة ثلاث وثمانين.
554 -
نصر بن محمد بن رباح
. أبو منصور العبدي الموصلي.
عن: غسان بن الربيع، وكامل بن طلحة، وعلي بن الجعد.
حدث بالموصل.
ومات سنة ثمان وثمانين.
555 -
نصر بن الحكم بن سهل المروزي الأحول
.
عن: علي بن حجر، ومحمد بن بسام.
وعنه: محمد بن مخلد، والطبراني.
حدث قبل التسعين ومائتين.
556 -
نصر بن عبد السلام بن نصر بن قاسم
. أبو قاسم القيسي الموصلي.
عن: معلى بن مهدي، وهشام بن عمار، وعبد الرحمن بن إبراهيم اليتيم، وطائفة.
وعنه: يزيد بن محمد وقال: توفي سنة نيف وثمانين.
557 -
نصر بن منصور بن يوسف
. أبو الليث البخاري النحوي.
يروي عن: أبي حذيفة إسحاق بن بشر صاحب المبتدأ، وقتيبة بن سعيد، ومحمد بن سلام البيكندي.
وعنه: خلف بن محمد الخيام.
558 -
نصر بن هاشم
، أبو الفتح المصري، إمام جامع مصر.
روى عن: يحيى بن عبد الله بن بكير.
وتوفي سنة ست وثمانين.
559 -
هارون بن سليمان بن سهل
، أبو ذر المصري الجبان.
سمع: يوسف بن عدي الكوفي.
وعنه: الطبراني.
توفي سنة خمس وثمانين.
وسمع أيضاً من: يحيى بن سليمان الجعفي.
روى عنه: عبد الله بن جعفر بن الورد، وأحمد بن غالب، وغيرهما.
560 -
هارون بن عبد الصمد بن عبدوس النيسابوري
، أحد الصلحاء.
سمع: يحيى بن يحيى، وعلي ابن المديني، وهشام بن عمار، وطائفة.
وعنه: محمد بن عبد الله الشعيري، ومحمد بن يعقوب الأخرم، وجماعة.
توفي سنة خمس أيضاً. ولقبه رخي.
561 -
هارون بن علي بن يحيى بن أبي منصور
، أبو عبد الله البغدادي الأخباري النديم المنجم.
مصنف كتاب البارع في أخبار الشعراء المولدين، افتتحهم ببشار بن برد. وهذه الكتب: خريدة العماد الكاتب، وكتاب الحظيري، وكتاب الثعالبي اليتيمة، وكتاب الباخرزي في الشعراء فروع عليه، فإنه أصل نسجوا على منواله.
وكان جدهم أبو منصور مجوسياً، وكان منجماً للمنصور، وكان يحيى بن أبي منصور منجم المأمون ونديمه، وأسلم على يده. وكان علي بن يحيى من أعيان الشعراء.
وتوفي هارون شاباً في سنة سبع وثمانين.
562 -
هارون بن كامل المصري
.
سمع أبا صالح كاتب الليث.
وعنه الطبراني.
توفي سنة ثلاث وثمانين.
563 -
هارون بن محمد بن إسحاق بن موسى بن عيسى بن موسى بن محمد
. الأمير أبو موسى الهاشمي العباسي. 50 ولد بالكوفة وسمع من جماعة من طبقة أبي كريب وصنف كتابا في أخبار بني العباس، وكان ثقة شريفاً نبيلاً، ولي إمرة الحج غير مرة، وسكن مصر، وله بها عقب.
وبها توفي في رمضان سنة ثمان وثمانين.
564 -
هارون بن عيسى
. أبو جعفر الهاشمي المنصوري.
عن: داود بن عمرو الضبي، وغيره وعنه: دعلج، وعبد الخالق بن أبي رؤبة.
قال الدارقطني: ليس بالقوي.
وستأتي ترجمة أخيه يحيى سنة ثلاثمائة.
وكان ابن أخيه أحمد بن يحيى من فقهاء بغداد، أخذ عن ابن جرير.
565 -
هارون بن ملول
، واسم ملول: عيسى بن يحيى التجيبي المصري.
عن: عبد الله بن عبد الحكم، وأبي عبد الرحمن المقرئ، وغيرهما. وعنه: الطبراني.
توفي في ربيع الآخر سنة خمس وثمانين ومائتين.
566 -
هارون بن أبي الهيذام محمد بن هارون
، أبو يزيد العسقلاني، قيم جامع الرملة.
محدث حافظ رحال، سمع إسماعيل بن أبي أويس، وقتيبة، وهدبة، وطبقتهم.
وعنه: محمد بن العباس بن الدرفس، وأحمد بن إسحاق بن عتبة الرازي، ومحمد بن أحمد بن محمويه العسكري، وآخرون.
567 -
هاشم بن بكار الموصلي
.
عن: غسان بن الربيع، ومحمد بن علي بن أبي خداش، وجماعة.
توفي سنة اثنتين وثمانين.
568 -
هشام بن علي السيرافي
.
عن: عبد الله بن رجاء، والربيع بن يحيى الأشناني، وسيف بن مسكين، وجماعة.
وعنه: أحمد بن عبيد الصفار، وفاروق الخطابي، وأحمد بن زكريا الساجي، وأهل البصرة.
وتوفي في ذي الحجة سنة أربع وثمانين.
قال يحيى بن صاعد: أخبرنا هشام بن علي السدوسي بالبصرة.
569 -
هشام بن يونس المصري القصار
.
عن: عبد الله بن صالح الكاتب، ونعيم بن حماد، وعلي بن معبد. وعنه: أبو طالب أحمد بن نصر الحافظ، وعلي بن محمد الواعظ، وسليمان الطبراني، وجماعة.
توفي سنة نيف وثمانين.
وروى عنه الطبراني في معجمه حديثاً موضوعاً هذا بليته.
570 -
الهيثم بن خالد المصيصي
.
عن: محمد بن عيسى ابن الطباع، وعبد الكبير بن المعافى بن عمران الموصلي، وعنه: الطبراني.
571 -
وريزة بن محمد
، أبو هاشم الغساني الحمصي الشامي الأخباري.
عن: هشام بن عمار، وإبراهيم بن عبد الله الهروي، ويعقوب الدورقي، وعمرو بن عثمان الحمصي، وأبي عمر الدورقي، وخلق. وعنه: أبو الميمون بن راشد، ومحمد بن جعفر بن ملاس، ومحمد بن حميد الحوراني، وجماعة.
توفي سنة إحدى وثمانين.
572 -
وليد بن العباس المصري، العداس
.
سمع: عبد الغفار بن داود الحراني، وعنه: الطبراني.
573 -
الوليد بن عبيد بن يحيى بن عبيد
بن شملال أبو عبادة الطائي البحتري الشاعر المشهور صاحب الديوان المعروف. من أهل منبج.
كان حامل لواء الشعر في زمانه، مدح الخلفاء والوزراء والأعيان وقدم
دمشق في صحبة المتوكل، ثم وفد على الملك خمارويه الطولوني. حكى عنه القاضي المحاملي، والصولي، وأبو الميمون بن راشد، وعبد الله بن جعفر بن درستويه، وجماعة.
ولد بمنبج سنة ست ومائتين، ونشأ بها، وتأدب وقال الشعر البديع، ثم سار إلى العراق، وجالس الأدباء.
وأخذ عن أبي تمام الطائي.
قال الصولي: حدثني أبو الغوث بن أبي عبادة البحتري قال: قال أبي: أنشدت أبا تمام شعراً في بعض بني حميد وصلت به إلى مال عظيم، فقال لي أبو تمام: أحسنت، أنت أمير الشعر بعدي. فكان قوله أحب إلي من جميع ما حويته.
وقال أبو العباس المبرد: أنشدنا شاعر دهره ونسيج وحده أبو عبادة البحتري.
وقال الصولي: سمعت عبد الله بن المعتز يقول: لو لم يكن للبحتري إلا قصيدته السينية في وصف إيوان كسرى فليس للعرب سينية مثلها، وقصيدته في وصف البركة، لكان أشعر الناس في زمانه.
ونقل الخطيب أن البحتري كان في صباه يمدح بمنبج أصحاب البصل والباذنجان.
وقال البحتري: أنشدت أبا تمام قصيدة فقال: نعيت إلي نفسي فقلت: أعيذك بالله. فقال: إن عمري ليس يطول، وقد نشأ لطي مثلك.
وقال أبو العباس بن طومار: كنت أنادم المتوكل ومعنا البحتري وكان بين يديه غلام حسن الوجه اسمه راح، فقال المتوكل: يا فتح إن البحتري يعشق راحاً، فنظر إليه الفتح وأدمن النظر، فلم يره ينظر إليه، فقال الفتح: يا أمير المؤمنين أرى البحتري في شغل عنه فقال: ذاك دليل عليه، يا راح خذ قدحاً بلوراً، فاملأه شراباً وناوله ففعل، فلما ناوله بهت البحتري ينظر إليه، فقال المتوكل للفتح: كيف ترى؟ ثم قال: يا بحتري، قل في راح بيت شعر، ولا تصرح باسمه فقال:
حاز بالود فتى أمسـ ـى رهيناً بك مدنف اسم من أهواه في شعـ ـري مقلوب مصحف ذكر سينية البحتري التي أولها:
صنت نفسي عما يدنس نفسي وترفعت عن جدا كل جبس وكأن الإيوان من عجب الصنـ ـعة جون في جنب أرعن جلس يتظنى من الكآبة إذ يبـ ـدو لعيني مصبح أو ممسي مزعجاً بالفراق عن أنس إلف عز أو مرهقاً بتطليق عرس عكست حظه الليالي وبات الـ ـمشتري فيه وهو كوكب نحس فهو يبدي تجلداً وعليه كلكل من كلاكل الدهر مرسي لم يعبه أن بز من بسط الديـ ـباج واستل من ستور الدمقس مشمخر تعلو له شرفات رفعت في رؤوس رضوى وقدس ليس يدرى أصنع إنس لجن سكنوه أم صنع جن لإنس؟ غير أني أراه يشهد أن لم يك بانيه في الملوك بنكس وهي طويلة.
ومن شعره:
دنوت تواضعاً وعلوت مجداً فشأناك انحدار وارتفاع كذاك الشمس يبعد أن تسامى ويدنو الضوء منها والشعاع وله:
وإذا دجت أقلامه ثم انتحت برقت مصابيح الدجى في كتبه باللفظ يقرب فهمه في بعده منا ويبعد نيله في قربه حكم سحائبها خلال بنانه هطالة وقليبها في قلبه فالروض مختلف بحمرة نوره وبياض زهرته وخضرة عشبه وكأنها والسمع معقود بها شخص الحبيب بدا لعين محبه
وقال:
أتاك الربيع الطلق يختال ضاحكاً من الحسن حتى كاد أن يتكلما وقد نبه النوروز في مجلس الدجى أوائل ورد كان بالأمس نوماً وقال في قصيدة مدح بها المتوكل:
ولو أن مشتاقاً تكلف غير ما في وسعه لسعى إليك المنبر فقال المستعين: لست أقبل من أحد إلا من قال مثل هذا.
قال أبو جعفر أحمد بن يحيى البلاذري: فأنشدته لي:
ولو أن برد المصطفى إذ لبسته يظن لظن البرد أنك صاحبه وقال وقد أعطيته ولبسته نعم، هذه أعطافه ومناكبه قال: فأجازني سبعة آلاف دينار.
ونقل القاضي شمس الدين ابن خلكان: كان بحلب طاهر بن محمد الهاشمي، محتشم، خلف له أبوه نحو مائة ألف دينار، فأنفقها على الشعراء والزوار في سبيل الله، فقصده البحتري من العراق، فلما وصل إلى حلب، قيل له: إنه قعد في بيته لديون ركبته، فاغتم البحتري، وبعث بالمدحة إليه مع غلام. فلما وقف عليها طاهر بكى، ودعا بغلام له فقال: بع داري.
فقال: أتبيعها وتبقى على رؤوس الناس؟ قال: لا بد من بيعها.
فباعها بثلاثمائة دينار، فبعث إلى البحتري مائة دينار، وهذه الأبيات:
لو يكون الحباء حسب الذي أنـ ـت لدينا به محل وأهل لحبيت اللجين والدر واليا قوت حثياً، وكان ذلك يقل والأديب الأريب يسمح بالعذ ر إذا قصر الصديق المقل فلما وصلت إلى البحتري رد الذهب، وكتب إليه:
بأبي أنت للبر أهل والمساعي بعد وسعيك قبل والنوال القليل يكثر إن شاء مرجيك والكثير يقل غير أني رددت برك إذ كا ن رباً منك، والربا لا يحل وإذا ما جزيت شعراً بشعر قضي الحق، والدنانير فضل
قال: فحل طاهر الصرة وزادها خمسين ديناراً، وحلف أنه لا يردها عليه.
فلما وصلت إلى البحتري أنشأ يقول:
شكرتك إن الشكر للعبد نعمة ومن يشكر المعروف فالله زائده وكل زمان واحد يقتدى به وهذا زمان أنت لا شك واحده وقيل: إن أبا العلاء المعري سئل: أي الثلاثة أشعر: أبو تمام، أم البحتري، أم المتنبي؟ فقال: حكيمان، والشاعر البحتري.
جمع الصولي شعر البحتري ودونه على ترتيب الحروف. ودونه علي بن حمزة على الأنواع.
وقد جمع البحتري كتاب الحماسة كما فعل أبو تمام، وله كتاب معاني الشعر.
وعاش ثمانين سنة، وانتقل في أواخر عمره إلى الشام.
وتوفي بمنبج، وقيل بحلب، سنة ثلاث وثمانين ومائتين، وقيل: سنة أربع، وقيل: سنة خمس.
574 -
الوليد بن مروان الحمصي
.
عن: جنادة بن مروان.
وعنه: الطبراني.
575 -
الوليد بن مضاء
، أبو العباس الموصلي الخشاب الأثط.
عن: معلى بن مهدي، ومحمد بن عبد الله بن عمار، وأبي كريب، وهناد بن السري وخلق. توفي بعد الثمانين.
وقد روى يزيد بن محمد الأزدي، عن رجل، عنه.
576 -
وهيب بن عبد الله بن رزين
، أبو بكر البغدادي المؤدب.
سمع: عاصم بن علي، والهيثم بن خالد.
وعنه: ابن قانع، والطبراني.
توفي سنة سبع وثمانين.
وروى عنه ابن المنادي أيضاً، وقال: ثقة.
577 -
ن:
يحيى بن أيوب بن بادي
، أبو زكريا العلاف المصري.
عن: سعيد بن أبي مريم، وأحمد بن يزيد المكي، وعبد الغفار بن داود الحراني، ويوسف بن عدي.
وعنه: النسائي، ومحمد بن جعفر الحضرمي، وأبو القاسم الطبراني، وآخرون.
توفي في المحرم سنة تسع وثمانين.
وكان أعور، شديد الأدمة، ثقة.
وفي المحلى لابن حزم بإسناد قال: حدثنا أحمد بن خالد، قال: حدثنا يحيى بن أيوب العلاف فقيه أهل مصر.
578 -
يحيى بن زكريا بن حرب النيسابوري
.
عن: عمه أحمد بن حرب الزاهد، وإسحاق بن راهويه، وعمرو بن زرارة.
روى عنه: أبو العباس السراج، وهو في درجته.
توفي سنة تسعين.
579 -
يحيى بن زكريا بن يزيد الدقاق
.
روى عن: أحمد بن إبراهيم الموصلي، وغيره.
وعنه: محمد بن مخلد، وأبو بكر الشافعي.
580 -
يحيى بن زكرويه بن مهرويه القرمطي
. الزنديق الخارجي.
سمى نفسه علي بن عبد الله، وقيل: علي بن أحمد بن محمد بن عبد الله. وكان يعرف بالشيخ، وبالمبرقع.
هلك سنة تسعين.
مرت أخباره في الحوادث.
581 -
يحيى بن عبد الرحمن بن عبد الصمد بن شعيب بن إسحاق
. أبو سعيد الدمشقي.
حدث بمصر عن: أبيه، ومحمود بن خالد السلمي.
وعنه: مكحول
البيروتي، وعبد الله بن جعفر بن الورد، وأبو بشر الدولابي، وأبو القاسم الطبراني لكنه قال فيه: يحيى بن عبد الله.
قال ابن عدي: قال ابن حماد: كان يكذب.
وقال ابن يونس: توفي سنة تسعين.
582 -
يحيى بن عبدويه بن شبيب
. أبو زكريا البغدادي.
عن: أبي نعيم. وعنه: الطبراني.
583 -
ق:
يحيى بن عثمان بن صالح بن صفوان
، أبو زكريا السهمي المصري.
عن: أبيه، ويحيى بن بكير، ونعيم بن حماد، وعبد الله بن صالح، وأصبغ بن الفرج، وإسحاق بن بكر بن مضر، وسعيد بن أبي مريم، والنضر بن عبد الجبار وطائفة.
وعنه: ابن ماجه، وعبد المؤمن بن خلف النسفي، وأبو جعفر محمد بن محمد بن حمزة البغدادي، وعلي بن محمد المصري، ومحمد بن جعفر بن كامل، وعلي بن الحسن بن قديد، وسليمان الطبراني، وآخرون.
قال ابن أبي حاتم: كتبت عنه، وتكلموا فيه.
وقال ابن يونس: كان عالماً بأخبار مصر وبموت العلماء، حافظاً للحديث. وحدث بما لم يكن يوجد عند غيره.
وتوفي في ذي القعدة سنة اثنتين وثمانين.
584 -
يحيى بن عمر بن يوسف
. أبو زكريا الكناني الأندلسي الفقيه المالكي.
قال ابن الفرضي، رحل وسمع بإفريقية من: سحنون بن سعيد، وأبي زكريا الحفري، وعون.
وبمصر من: يحيى بن بكير، وابن رمح، وحرملة، وسمع
من: أبي مصعب، يعني بالمدينة، وانصرف إلى القيروان فاستوطنها.
وكان فقيهاً حافظاً للرأي، ثقة، ضابطاً لكتبه.
سمع منه من الأندلسيين: أحمد بن خالد، وجماعة.
ومن القيروانيين ومن اتصل بهم جماعة.
وكانت الرحلة إليه في وقته. وسكن سوسة في آخر عمره، فمات بها في ذي الحجة سنة تسع وثمانين.
وقال الحميدي: سنة خمس وثمانين، وإنه كان من موالي بني أمية.
وإنه روى عنه: سعيد بن عثمان العناقي، وإبراهيم بن نصر، ومحمد بن مسرور، وقمود بن مسلم القابسي، وعبد الله بن محمد القرباط.
585 -
يحيى بن محمد بن أبي بشر الدقاق
.
بغدادي صدوق عن سريج بن يونس وعمرو الناقد، وعنه أبو عمرو ابن السماك.
توفي في حدود التسعين.
586 -
يحيى بن محمد بن غالب
، أبو زكريا النسائي العابد.
سمع: يحيى بن يحيى، وقتيبة، ويزيد بن صالح الفراء، وأبا مصعب الزهري.
وعنه: أبو حامد ابن الشرقي، وأبو بكر بن علي الرازي، وأبو عبد الله بن يعقوب الأخرم، وأبو الفضل محمد بن إبراهيم.
حدث في سنة ثمان وثمانين.
587 -
يحيى بن محمد بن ماهان
، أبو زكريا الكرابيسي الهمذاني.
عن: أحمد بن يونس، وسهل بن عثمان.
وعنه: عبد الرحمن بن عبيد، وعمر بن سهل الحافظ، وعمر بن أحمد بن علك، والقاسم بن صالح، وأحمد بن عبيد.
قال حسين بن صالح: ما رأيت من يحدث لله إلا أبو زرعة، ويحيى بن عبد الله الكرابيسي.
588 -
يحيى بن المختار بن منصور
. أبو زكريا النيسابوري نزيل بغداد.
روى عن أحمد بن حنبل مسائل نافعة.
وعن: عيسى الرملي.
وعنه: محمد بن مخلد، وأبو بكر الشافعي، وجماعة.
وكان صدوقاً.
توفي سنة ثلاث وثمانين.
589 -
يحيى بن منصور
، أبو سعد الهروي الحافظ، شيخ هراة.
سمع حبان بن موسى، وعلي ابن المديني، وأحمد بن حنبل، وطبقتهم.
وعنه: عبد الصمد الطستي، وأبو بكر الشافعي، وإسماعيل الخطبي.
قال الخطيب: كان ثقة حافظا زاهداً.
توفي بهراة سنة سبع وثمانين.
قلت: الأصح موته سنة اثنتين وتسعين، وسيعاد.
590 -
يحيى بن نافع
. أبو حبيب المصري.
عن: سعيد بن أبي مريم. وعنه: أبو القاسم الطبراني.
591 -
يحيى بن يعقوب بن مرداس المباركي
.
عن: سويد بن سعيد، وغيره.
وعنه: إسماعيل الخطبي، وأبو بكر الشافعي، والطبراني.
592 -
يزيد بن أحمد
، أبو عمرو السلمي الفقيه الدمشقي.
روى عن: أبي مسهر، وأبي الجماهر الكفرسوسي.
وعنه: أبو الميمون بن راشد، وعلي بن أبي العقب، وجماعة.
وكان فقيها بصيراً بمذهب الكوفيين.
توفي سنة اثنتين وثمانين.
593 -
يزيد بن خالد، أبو مسعود الأنصاري الأصبهاني التاجر الزاهد
.
سمع: أبا الوليد الطيالسي، وإبراهيم بن المنذر الحزامي، وزيد بن الحريش، وجماعة.
وعنه: عبد الله بن محمود، وأبو علي الصحاف.
توفي سنة إحدى وثمانين.
594 -
يزيد بن خلدون بن جابر الخولاني الموصلي
.
عن: غسان بن الربيع، وأبي هاشم محمد بن علي، وجماعة.
وعنه: يزيد بن محمد في تاريخه وقال: مات سنة ثمان وثمانين.
595 -
يزيد بن الهيثم بن طهمان البغدادي الدقاق. أبو خالد البادا.
سمع: عاصم بن علي، ويحيى بن معين، وعبيد الله بن عائشة.
وعنه: مكرم القاضي، وعثمان ابن السماك، وأبو بكر الشافعي، وأبو سهل بن زياد.
قال الدارقطني: ثقة.
قلت: والبادا بالفتح. ومن أولاده راوي كتاب الأموال، أحمد بن علي بن البادا، وكان يقول: إنما جدي البادي بالياء.
وقال سبب هذه التسمية أنه ولد هو وآخر توأماً، وكان هو الأول، فقيل له: البادي.
توفي يزيد في جمادى الأولى سنة أربع وثمانين.
596 -
اليسع بن زيد بن سهل الزينبي المكي، أبو نصر.
حدث بمكة سنة اثنتين وثمانين.
عن: سفيان بن عيينة وهو آخر من حدث في الدنيا عنه. وعنه: عبد الله بن محمد بن موسى الكعبي النيسابوري، وإسحاق بن إبراهيم بن محمد بن يوسف الجرجاني، وغيرهما.
وأتى بحديث منكر عن سفيان، عن حميد، عن أنس. أظنه موضوعاً، رواه جماعة عن الكعبي، عنه. والكعبي فقد صحح الحاكم سماعاته وقال: وهذا الزينبي لا يعتمد عليه.
وقد ذكره ابن ماكولا وأنه يروي أيضاً عن هوذة بن خليفة.
سئل عنه أبو عبد الله الحاكم، فقال: لا أعرفه بعدالة ولا جرح.
597 -
يعقوب بن أحمد بن أسد الساماني الأمير
، متولي سمرقند.
مات سنة اثنتين وثمانين.
598 -
يعقوب بن إسحاق بن تحية الواسطي.
حدث سنة ست وثمانين ببغداد.
عن: يزيد بن هارون. روى عنه: جعفر بن محمد بن الحكم.
وهو ضعيف.
599 -
يعقوب بن إسحاق المصري
، أبو يوسف اللواز.
عن: يحيى بن بكير.
توفي سنة خمس وثمانين.
600 -
يعقوب بن إسحاق الضبي المعروف بالبيهسي
.
عن: عفان بن مسلم، وأبي الوليد.
وعنه: أبو سهل القطان، وجعفر بن الحكم.
توفي سنة تسعين.
وهو ضعيف.
601 -
يعقوب بن إسحاق البغدادي المخرمي
.
عن: مسلم بن إبراهيم، ويحيى بن زهير.
وعنه: الطبراني.
602 -
يعقوب بن إسحاق البصري العطار
.
عن: عمرو بن مرزوق، وهشام بن عمار، وجماعة.
وعنه: إبراهيم بن محمد بن صالح القنطري، وعمر بن علي العتكي، وغيرهما.
603 -
يعقوب بن إسحاق بن أبي إسرائيل المروزي ثم البغدادي.
عن: أبيه، وداود بن رشيد.
وعنه: عبد الصمد الطستي، والطبراني.
قال الدارقطني: لا بأس به.
604 -
يعقوب بن محمد اللخمي البغدادي
.
عن: وهب بن بقية. وعنه: الطبراني.
605 -
يعقوب بن يوسف
بن يعقوب بن عبد الله
. أبو يوسف الأخرم الشيباني النيسابوري. والد الحافظ أبي عبد الله.
سمع: قتيبة بن سعيد، وإسحاق بن راهويه، وسويد بن سعيد، وعبد الله بن معاوية الجمحي، وهشام بن عمار، ومحمد بن وهب بن أبي كريمة الحراني، وطبقتهم.
وعنه: ابنه، وأبو حامد ابن الشرقي، وعلي بن حمشاذ، ومحمد بن صالح بن هانئ، وأبو النضر محمد بن محمد الفقيه، وآخرون.
وكان رئيسا نبيلاً فقيهاً، كثير العلم.
توفي في شعبان سنة سبع وثمانين.
606 -
يعقوب بن يوسف، أبو بكر المطوعي.
عن: أحمد بن حنبل، وعلي ابن المديني. وعنه أبو بكر الشافعي، وعمر بن سلم، وجماعة.
وكان ثقة مكثرا متقنا.
توفي سنة سبع أيضاً.
607 -
يعقوب بن يوسف القزويني
، ويعرف بابن حسنكا.
ذكره الخليلي في شيوخ أبي الحسن ابن القطان، فقال: ثقة.
سمع: القاسم بن الحكم العرني، ومحمد بن سعيد بن سابق.
مات سنة إحدى وثمانين.
608 -
يوسف بن يحيى
، الإمام أبو عمرو الأزدي القرطبي المعروف بالمغامي، الفقيه المالكي.
وقد ساق بعضهم نسبه فقال: يوسف بن يحيى بن يوسف بن محمد بن منصور بن السمح الأزدي ثم الدوسي من ولد أبي هريرة رضي الله عنه.
قال ابن الفرضي: سمع من يحيى بن يحيى، وسعيد بن حسان.
وروى عن: عبد الملك بن حبيب مصنفاته. ورحل فسمع بمصر من يوسف بن يزيد القراطيسي. وبمكة من علي بن عبد العزيز، وبصنعاء من أبي يعقوب الدبري. وانصرف إلى الأندلس. وكان حافظاً للفقه، نبيلاً فيه، فقيها فصيحاً بصيراً بالعربية. ثم رحل إلى مصر فسكنها، وروى بها الواضحة لابن حبيب، وعظم قدره هناك.
وروى تميم بن محمد القيرواني، عن أبيه قال: كان أبو عمرو المغامي ثقة إماماً، جامعاً لفنون العلم، عالماً بالذب عن مذاهب الحجازيين، فقيه البدن، عاقلاً وقوراً، قل ما رأيت مثله في عقله وأدبه وخلقه. رحل في الحديث وهو شيخ، رأيته وقد جاءته كتب كثيرة، نحو المائة كتاب، من أهل مصر، بعضهم يسأله الإجازة، وبعضهم يسأله في كتابه الرجوع إليهم. سألته عن مولده فأبى أن يخبرني. وتوفي عندنا بالقيروان في سنة ثمان وثمانين، وصلينا عليه بباب سلم.
قلت: صنف أبو عمرو في الرد على الشافعي عشرة أجزاء، وصنف كتاب فضائل مالك، وقد رجع من مصر في آخر عمره، فأدركه أجله بالقيروان.
وقد تفقه به خلق منهم: سعيد بن فحلون، ومحمد بن فطيس.
وقيل: مات سنة ثلاث وثمانين، وقيل: سنة خمس وثمانين ذكرهما الحميدي، وقال: في كنيته أبو عمر، ومغامة قرية من أعمال طليطلة.
609 -
يوسف بن يزيد بن كامل بن حكيم
. مولى عبد العزيز بن مروان بن الحكم، أبو يزيد القراطيسي المصري.
سمع: أسد بن موسى السنة، وعبد الله بن صالح كاتب الليث، وسعيد بن أبي مريم، وحجاج بن إبراهيم الأزرق، وطبقتهم.
وعنه: عبد الله بن جعفر بن الورد، وسليمان الطبراني، وعلي بن محمد المصري، وآخرون.
وقيل: إن النسائي روى عنه.
توفي في ربيع الأول سنة سبع وثمانين عن مائة سنة.
وثقه ابن يونس وقال: قد رأى الشافعي.
وقال أحمد بن خالد الجباب الحافظ: أبو يزيد القراطيسي من أوثق الناس، لم أر مثله، ولا لقيت أحداً إلا وقد مس أو تكلم فيه، إلا هو ويحيى بن أيوب العلاف. ورفع من شأن القراطيسي.
• - أبو سعيد الخراز. وهو أحمد بن عيسى. تقدم ذكره.
• - أبو حمزة الزاهد العارف. محمد بن إبراهيم. قد ذكر.
610 -
أبو العباس السرخسي
.
واسمه أحمد بن الطيب على الصحيح، وقال محمد بن إسحاق النديم وحده اسمه: أحمد بن محمد بن مروان السرخسي النديم.
وقال: كان متفنناً في علوم كثيرة من علوم القدماء والعرب، حسن المعرفة، جيد القريحة، بليغ اللسان، مليح التصنيف. كان معلماً للمعتضد، ثم نادمه وخص به، وكان يفضي إليه بسره ويستشيره، وله مصنفات في الفلسفة.
وقال ابن النجار: كان يعرف أيضاً بابن الفرائقي. وكان تلميذاً ليعقوب بن إسحاق الكندي.
روى عنه: أحمد بن إسحاق الملحمي، وأبو بكر محمد بن
أبي الأزهر، والحسن عم أبي الفرج الأصبهاني، وجماعة. وروى عنه محمد بن أحمد الكاتب، قال: كانت الفلاسفة تتنكب النظر في المرآة تطيراً من طلعة المشيب، ويزعمون أنه يورث البصر خواراً، والجسم ضموراً.
ثم إن المعتضد قتل السرخسي لفلسفته وسوء اعتقاده.
وقال المرزباني: أخبرنا علي بن هارون بن علي بن يحيى المنجم قال: أخبرني عبيد الله بن أحمد بن أبي طاهر، قال: حدثني أبو أحمد يحيى بن علي النديم قال: حضرت أحمد بن الطيب وهو يقول للمعتضد: قد بعت دفاتري التي في النجوم والفلسفة والكلام والشعر، وتركت ما فيها من الحديث، وما همي في هذا الوقت إلا الفقه والحديث. فلما خرج قال المعتضد: أنا والله أعلم أنه زنديق، وأن هذا الذي فعله كله رياء.
فلما خرجت قلت فيه:
يا من يصلي رياء ويظهر الصوم سمعه وليس يعبد ربا ولا يدين بشرعه قد كنت عطلت دهراً فكيف أسلمت دفعه؟ قل لي: أبعد اتباع الـ ـكندي تعمر ربعه إن قلت: قد تبت فالشيخ لا يفارق طبعه أظهرت تقوى ونسكاً هيهات في الأمر صنعه روى أبو علي التنوخي، عن أبيه، أن المعتضد أسر إلى أحمد بن الطيب أنه قابض على وزيره عبيد الله بن سليمان، فأفشى ذلك إليه، فقبض المعتضد على أحمد.
قال: وقيل بل دعا المعتضد إلى مذهب الفلاسفة، فاستحل دمه، فأرسل إليه يقول: أنت قد عرفتنا أن الحكماء قالوا: لا يجب للملك أن يغضب، فإذا غضب فلا يجب له أن يرضى، ولولا هذا لأطلقتك لسالف خدمتك، فاختر أي قتلة أقتلك، فاختار أن يطعم اللحم الملبب، وأن يسقى الخمر حتى يسكر، ويفصد في يديه ويترك دمه حتى يموت، ففعل به ذلك. وظن أحمد أن دمه إذا فرغ مات في الحال بغير ألم، فانعكس ظنه، ففصد ونزل جميع دمه، وبقيت فيه حياة، فلم يمت. وغلبت عليه الصفراء، فصار كالمجنون، ينطح برأسه
الحيطان، ويصيح لفرط الآلام، ويعدو ساعات كثيرة إلى أن مات.
وذكر أبو الحسن محمد بن أحمد ابن القواس في تاريخه أن المعتضد غضب على أحمد بن الطيب في سنة ثلاث وثمانين ومائتين، وضربه مائة سوط، وسجنه، وأهلك في المحرم أو صفر سنة ست وثمانين.
611 -
أبو جعفر ابن الكرنبي الزاهد
. من كبار صوفية بغداد.
قال الخطيب: تأدب به خلق.
حكى عنه الجنيد، وغيره.
قال صاحبه أبو الحسن بن الحباب: أوصى الشيخ لي بمرقعته، فوزنت فرد كم منها، فكان أحد عشر رطلاً.
612 -
أبو حمزة الخراساني الزاهد
.
شيخ الصوفية، من أقران الجنيد.
ذكره السلمي وقال: أظن أن أصله جوزجاني وقيل: كان نيسابورياً، ثم قال: سمعت محمد بن الحسن المخرمي يقول: سمعت ابن المالكي يقول: قال أبو حمزة الخراساني: حججت فبينا أنا أمشي وقعت في بئر، فقلت: والله، لا أستغيث إلا بالله. فمر رجلان فقالا: نسد هذا البئر في هذه الطريق. فأتوا بقصب وبارية، فهممت أن أصيح فقلت: إلى من هو أقرب إليك منهما، وسكنت، قال: فإذا بشيء قد جاء فكشف البئر، ودلى رجله في البئر، وكأنه يقول في همهمته: تعلق بي. فتعلقت به، فأخرجني، فإذا هو سبع، فهتف بي هاتف: يا أبا حمزة أليس ذا أحسن؟ نجيناك من التلف بالتلف.
توفي أبو حمزة سنة تسعين ومائتين.
قلت: مر مثل هذه الحكاية في ترجمة أبي حمزة البغدادي، فالله أعلم أي الرجلين صاحبها.
613 -
أبو عبد الله ابن الخلنجي البغدادي
.
أحد مشايخ الصوفية، وأولي المعاملات.
روى عن: لوين، وغيره.
أخذ عنه: أبو سعيد ابن الأعرابي.
وله كلام في الرياضيات وعيوب النفس.
614 -
أبو يعقوب الزيات
. أحد زهاد بغداد وفقهائها.
ذكره الخطيب مختصراً فقال: حكى عنه الجنيد.
(آخر الطبقة ولله الحمد).
الطبقة الثلاثون
291 -
300 هـ
بسم الله الرحمن الرحيم
(الحوادث)
سنة إحدى وتسعين ومائتين
توفي فيها: أبو العباس ثعلب، وعبد الرحمن بن محمد بن سلم الرازي، وقنبل المقرئ، ومحمد بن أحمد بن البراء العبدي، ومحمد بن أحمد بن النضر ابن بنت معاوية، ومحمد بن إبراهيم البوشنجي الفقيه، ومحمد بن علي الصائغ المكي، وهارون بن موسى الأخفش المقرئ.
وفيها قتل الحسين بن زكرويه المدعي أنه أحمد بن عبد الله صاحب الشامة.
وفيها زوج المكتفي ولده أبا أحمد بابنة الوزير القاسم بن عبيد الله، وخطب أبو عمر القاضي، وخلع القاسم أربعمائة خلعة، وكان الصداق مائة ألف دينار.
وفيها خرجت الترك إلى بلاد المسلمين في جيوش عظيمة يقال: كان معهم سبعمائة خركاه، ولا يكون الخركاه إلا لأمير، فنادى إسماعيل بن أحمد في خراسان وسجستان وطبرستان بالنفير، وجهز جيشه فوافوا الترك على غرة سحرا، فقتلوا منهم مقتلة عظيمة، وانهزم من بقي وغنم المسلمون وسلموا وعادوا منصورين.
وفيها بعث صاحب الروم جيشاً مبلغه مائة ألف، فوصلوا إلى الحدث، فنهبوا وسبوا وأحرقوا.
وفيها غزا غلام زرافة من طرسوس إلى الروم، فوصل إلى أنطالية، قريباً من قسطنطينية، فنازلها إلى أن فتحها عنوةً، وقتل نحواً من خمسة آلاف، وأسر أضعافهم، واستنقذ من الأسر أربعة آلاف مسلم، وغنم من الأموال ما لا يحصى، بحيث إنه أصاب سهم الفارس ألف دينار.
وفيها جهز المكتفي محمد بن سليمان في جيشٍ، فسار إلى دمشق،
وكان بها بدر الحمامي، فتلقاه فقلده دمشق، وسار محمد إلى الرملة.
وكان الحسين بن زكرويه صاحب الشامة قد قويت شوكته، وعظمت أذيته، فصالحه أهل دمشق على أموال، فانصرف عنها إلى حمص فملكها وآمن أهلها، وتسمى بالمهدي. وسار إلى المعرة وحماة، فقتل وسبى النساء، وجاء إلى بعلبك، فقتل عامة أهلها، وسار إلى سلمية، فدخلها بعد ممانعة، وقتل من بها من بني هاشم، وقتل الصبيان والدواب، حتى ما خرج منها وبها عين تطرف.
ثم إن محمد بن سليمان الكاتب، لما سيره المكتفي، التقى هو وهذا الكلب بقرب حمص، فهزمهم محمد، وأسر منهم خلقاً. وركب صاحب الشامة وابن عمه المدثر وغلامه، واخترق البرية نحو الكوفة، فمروا على الفرات بدالية ابن طوق، فأنكروا زيهم، فتهددهم والي ذلك الموضع، فاعترف أن صاحب الشامة خلف تلك الرابية، فجاء الوالي فأخذهم، وحملهم إلى المكتفي بالرقة. ثم أدخلوا إلى بغداد بين يديه، فعذبهم، وقطع أيديهم، وقتلهم ثم أحرقهم.
سنة اثنتين وتسعين ومائتين
.
توفي فيها: أحمد بن الحسن المصري الأيلي، وأبو بكر أحمد بن علي بن سعيد قاضي حمص، وأحمد بن عمرو أبو بكر البزار، وأبو مسلم الكجي، وإدريس بن عبد الكريم المقرئ، وأسلم بن سهل الواسطي بحشل، وأبو خازم القاضي عبد الحميد بن عبد العزيز، وعلي بن محمد بن عيسى الجكاني، وعلي بن جبلة الأصبهاني.
وفي صفرها سار محمد بن سليمان إلى مصر، لحرب صاحبها هارون بن خمارويه فجرت بينهم وقعات، ثم وقع بين أصحاب هارون اختلاف، فاقتتلوا، فخرج هارون ليسكنهم، فرماه بعض المغاربة بسهم قتله، وهربوا، فدخل محمد بن سليمان مصر، واحتوى على خزائن آل طولون، وقيد منهم بضعة عشر نفساً، وحبسهم. وكتب بالفتح إلى المكتفي.
وروي أن محمد بن سليمان لما قرب من مصر، أرسل إلى هارون يقول: إن الخليفة قد ولاني مصر، ورسم أن تسير إلى بابه إن كنت مطيعاً.
فشاور قواده، فأبوا عليه، فخرج هارون فصاح: المكتفي يا منصور. فقال القواد: هذا يريد هلاكنا. فدسوا خادماً، فقتله على فراشه، وأقاموا مكانه شيبان بن أحمد بن طولون ثم خرج شيبان إلى محمد مستأمناً. ثم سير آل طولون إلى بغداد، فحبسوا بها.
قال نفطويه: ظهر من شجاعة محمد بن سليمان، وإقدامه على النهب، وضرب الأعناق، وإباحة الأموال الطولونية، ما لم ير مثله. ثم اجتبى الخراج. وكان يركب بالسيوف المسللة والسلاح.
وفيها وافى طغج بن جف وأخوه بدر بغداد، ودخل بدر الحمامي، فوجه يومئذ مائتي جمازة إلى عسكر محمد بن سليمان، لأن العباس بن الحسن الوزير ساء ظنه بمحمد بن سليمان، وخاف أن يغلب على مصر، وبلغه عنه كلام، فكتب إلى القواد الذين مع محمد بالقبض عليه، ففعل ذلك جماعة منهم وقيدوه.
وفي جمادى الأولى زادت دجلة زيادةً لم ير مثلها، حتى خربت بغداد، وبلغت الزيادة إحدى وعشرين ذراعاً.
وفيها خرج الخلنجي القائد بنواحي مصر، فسار من بغداد فاتك المعتضدي لمحاربته، واستولى الخلنجي على مصر.
وفيها قدم بدر الحمامي على المكتفي، فبالغ في إكرامه وحبائه، وتلقته الدولة، وطوق وسور، وجهز مع فاتك في جيشٍ كثيفٍ لحرب الخلنجي.
وفيها وصلت تقادم إسماعيل بن أحمد من خراسان على ثلاثمائة جمل، ومائة مملوك.
سنة ثلاث وتسعين ومائتين
فيها توفي: إبراهيم بن علي الذهلي، وداود بن الحسين البيهقي، وعبدان المروزي، وعيسى بن محمد الطهماني المروزي، والفضل بن العباس بن مهران الأصبهاني، ومحمد بن أسد المديني، ومحمد بن عبدوس بن كامل السراج، وهميم بن همام الطبري الآملي.
وفي أولها: واقع الخلنجي المتغلب على مصر عسكر المكتفي على العريش، فهزمهم أقبح هزيمة.
وفيها ظهر أخو الحسين بن زكرويه، فندب المكتفي لحربه الحسين بن حمدان، وصار ابن زكرويه إلى دمشق، فحارب أهلها، ثم مضى إلى طبرية وحارب من بها، ودخلها، فقتل عامة أهلها الرجال والنساء، وانصرف إلى البادية.
وقيل: لما قتل صاحب الشامة وكان أبوه حياً، نفذ رجلاً يقال له أبو غانم عبد الله بن سعيد، كان يؤدب الصبيان، فتسمى نصراً ليعمي أمره، فدار على أحياء كلب يدعوهم إلى رأيه، فلم يقبله سوى رجل يسمى المقدام ابن الكيال، فاستغوى له طوائف من بطون كلب، وقصد الشام، وعامل دمشق أحمد بن كيغلغ، وهو بأرض مصر يحارب الخلنجي.
فسار عبد الله بن سعيد إلى بصرى وأذرعات، فحارب أهلها، ثم آمنهم وغدر بهم، فقتل وسبى ونهب، وجاء إلى دمشق، فخرج إليه صالح بن الفضل، فقتله القرمطي وهزم جنده، ودافعه أهل دمشق، فلم يقدر عليهم، فمضى إلى طبرية، فقتل عاملها يوسف بن إبراهيم، ونهب وسبى، فورد الحسين بن حمدان دمشق والقرمطي بطبرية، فعطفوا نحو السماوة، فتبعهم ابن حمدان، فلججوا في البرية، ووصلوا إلى هيت في شعبان، فقتلوا عامة أهلها ونهبوها، فجهز المكتفي إلى هيت محمد بن إسحاق بن كنداجيق، فهربوا منه.
ووصل الحسين بن حمدان إلى الرحبة، فلما أحس الكلبيون بالجيش ائتمروا بأبي غانم المذكور، فوثب عليه رجل فقتله، ونهبوا ما معه، وظفرت طلائع ابن كنداجيق بالقرمطي مقتولاً، فاحتزوا رأسه.
ثم إن زكرويه بن مهرويه جمع جموعاً، وتواعد هو ومن أطاعه، فصبحوا الكوفة يوم النحر، فقاتلهم أهلها عامة النهار، وانصرفوا إلى القادسية، وقد استعد لهم أهل الكوفة، وكتب عاملها إسحاق بن عمران إلى الخليفة يستمده، فبعث إليه جيشاً كثيفاً، فنزلوا بقرب القادسية، وجاءهم زكرويه، فالتقوا في العشرين من ذي الحجة، وكمن زكرويه كميناً، فلما انتصف النهار خرج الكمين، فانهزم أصحاب الخليفة أقبح هزيمة، واستباحتهم القرامطة. وكان معهم القاسم بن أحمد داعي زكرويه، فضربوا عليه قبة وقالوا: هذا ابن رسول الله صلى الله عليه وسلم. ثم هجموا الكوفة وهم يصيحون:
يا ثارات الحسين، وهي كلمة تفرح بها الرافضة، والقرامطة إنما يعنون ابن زكرويه. وأظهروا الأعلام البيض ليستغووا رعاع الكوفيين، فخرج إليهم إسحاق بن عمران في طائفة، فأخرجوهم عن البلد.
وفيها زحف فاتك المعتضدي على الخلنجي، فانهزم إلى مصر، ودخل الفسطاط، وقتل أكثر أصحابه، وانهزم الباقون، واحتوى فاتك على عسكره، فاستتر الخلنجي عند رجل من أهل الفسطاط، فدل عليه، فأخذ في جماعة من أصحابه، وبعث به فاتك إلى بغداد، فوصلها في نصف رمضان، فأدخل هو وأصحابه على الجمال فحبسوا.
سنة أربع وتسعين ومائتين
توفي فيها: الحسن بن المثنى العنبري، وأبو علي صالح بن محمد جزرة، وعبيد العجل، ومحمد بن إسحاق بن راهويه الفقيه، ومحمد بن أيوب بن الضريس الرازي، ومحمد بن معاذ دران، ومحمد بن نصر المروزي الفقيه، وموسى بن هارون الحافظ.
وفي المحرم خرج زكرويه القرمطي من بلاد القطيف يريد قافلة الحاج، فجاء إلى واقصة، ثم اعترض قافلة خراسان، عند عقبة الشيطان، فحاربوه وترجلوا، فقال لهم: أمعكم من عسكر السلطان أحد؟ قالوا: لا. قال: فامضوا لشأنكم فلست أريدكم. فساروا، فأوقع بهم، وقتل الرجال، وسبى الحريم، وحاز القافلة. وكان نساء القرامطة يجهزن على الجرحى، فيقال: قتلوا عشرين ألفاً، وأخذوا ما قيمته ألف ألف دينار. وجاء الخبر إلى بغداد، فعظم ذلك على المكتفي والمسلمين، ووقع النوح والبكاء، وانتدب جيش لقتالهم، فساروا، وسار زكرويه - لعنه الله - إلى زبالة فنزلها، وكانت قد تأخرت القافلة الثالثة، وهي معظم الحجاج، فسار زكرويه ينتظرها، وكان في القافلة أعيان أصحاب السلطان، ومعهم الخزائن والأموال، وشمسة الخليفة، فوصلوا إلى فيد، وبلغهم الخبر، فأقاموا ينتظرون عسكر السلطان، فلم يرد إليهم أحد، فساروا، فوافاهم الملعون بالهبير، وقاتلهم يوماً إلى الليل، ثم عاودهم الحرب في اليوم
الثاني، فعطشوا واستسلموا، فوضع فيهم السيف، فلم يفلت منهم إلا اليسير، وأخذ الحريم والأموال.
فندب المكتفي لقتاله وصيف بن صوارتكين ومعه الجيوش، فكتب إلى بني شيبان أن يوافوه، فجاؤوا في ألفين ومائتي فارس، فلقيه وصيف يوم السبت رابع ربيع الأول، فاقتتلوا حتى حجز بينهم الليل، وأصبحوا على القتال، فنصر الله تعالى وصيفاً، وقتل عامة أصحاب زكرويه، الرجال والنساء، وخلصوا النساء والأموال وخلص بعض الجند إلى زكرويه فضربه، وهو مول، على قفاه، ثم أسروه، وأسروا خليفته وخواصه وأقرباءه، وابنه، وكاتبه، وامرأته. وعاش زكرويه خمسة أيام، ومات من الضربة. فشقوا بطنه، وحمل إلى بغداد، فقتل الأسارى وأحرقوا.
وقيل: إن الذي جرح زكرويه وصيف نفسه. وتمزق أصحابه في البرية، وهلكوا عطشاً.
سنة خمس وتسعين ومائتين
توفي فيها: أبو الحسين النوري شيخ الصوفية أحمد بن محمد، وإبراهيم بن أبي طالب الحافظ، وإبراهيم بن معقل قاضي نسف، والحسن بن علي المعمري، والحكم بن معبد الخزاعي، وأبو شعيب الحراني، والمكتفي بالله ابن المتعضد، وأبو جعفر محمد بن أحمد الترمذي الفقيه.
وفيها كان الفداء بين المسلمين والروم. فكان عدة من فودي ثلاثة آلاف نفس.
وبعث المكتفي لحرب يوسف بن أبي الساج خاقان المفلحي في أربعة آلاف مقاتل.
ومات المكتفي بالله في ذي القعدة، فبويع أخوه جعفر المقتدر وهو صبي، وأمه رومية، وقيل: تركية، أخوها غريب المعروف بغريب الخال. أدركت خلافته، وسميت السيدة.
ولد جعفر في رمضان سنة اثنتين وثمانين، وكان معتدل القامة جميلاً، أبيض بحمرة، مدور الوجه، مليحاً. ولما اشتدت علة المكتفي سأل عنه، فصح عنده أنه بالغ، فأحضر في يوم الجمعة لإحدى عشرةٍ من
ذي القعدة القضاة، وأشهدهم أنه قد جعل العهد إليه.
وتوفي المكتفي ليلة الأحد، لاثنتي عشرة من ذي القعدة.
ولم يل الخلافة قبل المقتدر أصغر منه، فإنه وليها وله ثلاث عشرة سنة وأربعون يوماً. واستوزر وزير أخيه العباس بن الحسن، ولم يكن مؤنس الخادم حاضراً، لأن المعتضد كان قد أخرجه إلى مكة مكرهاً، وكان يبغضه. فاستدعاه المقتدر ورفع منزلته. ومات صافي بعد بيعة المقتدر، فاختص مؤنس بالأمور كلها.
وكان في بيت المال يوم بويع المقتدر خمسة عشر ألف ألف دينار أموال المعتضد، وزاد المكتفي أمثالها.
سنة ست وتسعين ومائتين
توفي فيها: أحمد بن حماد التجيبي أخو زغبة، وأحمد بن نجدة الهروي، وأحمد بن يحيى الحلواني، وخلف بن عمرو العكبري، وعبد الله بن المعتز، وأبو حصين الوادعي محمد بن الحسين، ومعمر بن محمد أبو شهاب البلخي، ويوسف بن موسى القطان الصغير.
قال محمد بن يوسف القاضي: لما تم أمر المقتدر استصباه العباس الوزير، وكثر خوض الناس في صغره، فعمل العباس على خلعه بمحمد ابن المعتضد، ثم اجتمع محمد ابن المعتضد وصاحب الشرطة في مجلس العباس يوماً، فتنازعا، فأربى عليه صاحب الشرطة في الكلام ولم يدر ما قد رشح له، ولم يتمكن محمد من الانتصاف منه، فاغتاظ غيظاً عظيماً كظمه، ففلج في المجلس، فاستدعى العباس عمارية فحمله فيها، فلم يلبث أن مات.
ثم اتفق جماعة على خلع المقتدر وتولية عبد الله ابن المعتز، فأجابهم بشرط أن لا يكون فيها دم، فأجابوه، وكان رأسهم محمد بن داود بن الجراح، وأبو المثنى أحمد بن يعقوب القاضي، والحسين بن حمدان، واتفقوا على قتل المقتدر، ووزيره العباس، وفاتك.
فلما كان يوم العشرين من ربيع الأول ركب الحسين بن حمدان والقواد والوزير، فشد ابن حمدان على الوزير فقتله، فأنكر عليه فاتك، فعطف على فاتك فقتله، ثم شد على المقتدر وكان يلعب بالصوالجة فسمع الهيعة، فدخل وأغلقت الأبواب، فعاد ابن حمدان إلى
المخرم، فنزل بدار سليمان بن وهب، وأرسل إلى ابن المعتز فأتاه، وحضر القواد والقضاة والأعيان، سوى خواص المقتدر، وأبي الحسين بن الفرات، فبايعوه بالخلافة، ولقبوه بالغالب بالله. وقيل غير ذلك.
فاستوزر محمد بن داود بن الجراح، وجعل يمن الخادم حاجبه، فغضب سوسن الخادم، وعاد إلى دار المقتدر، ونفذت الكتب بخلافة ابن المعتز وتم أمره ليلة الأحد.
قال الصولي: كان العباس الوزير قد دبر خلع المقتدر مع الحسين بن حمدان، ومبايعة ابن المعتز، ووافقهم وصيف، فبلغ المقتدر، فأصلح حال العباس، ودفع إليه أموالاً أرضته، فرجع عن رأيه، فعلم ابن حمدان، فقتله لذلك.
وقال المعافى بن زكريا الجريري: حدثت أن المقتدر لما خلع وبويع ابن المعتز، دخلوا على شيخنا محمد بن جرير، فقال: ما الخبر؟ قيل: بويع ابن المعتز. فقال: فمن رشح للوزارة؟ قيل: محمد بن داود. قال: فمن ذكر للقضاء؟ قيل: الحسن بن المثنى. فأطرق ثم قال: هذا أمر لا يتم. قيل له: وكيف؟ قال: كل واحد ممن سميتم متقدم في معناه عالي الرتبة، والزمان مدبر، والدنيا مولية، وما أرى هذا إلا اضمحلال، وما أرى لمدته طول.
وبعث ابن المعتز إلى المقتدر يأمره بالانصراف إلى دار محمد بن طاهر، لكي ينتقل ابن المعتز إلى دار الخلافة، فأجاب، ولم يكن بقي معه غير مؤنس الخادم ومؤنس الخازم وغريب خاله، وجماعة من الخدم فباكر الحسين بن حمدان دار الخلافة فقاتلها فاجتمع الخدم، فدفعوه عنها بعد أن حمل ما قدر عليه من المال، وسار إلى الموصل، ثم قال الذين عند المقتدر: يا قوم نسلم هذا الأمر ولا نجرب نفوسنا في دفع ما نزل بنا؟ فنزلوا في الشذا، وألبسوا جماعة منهم السلاح، وقصدوا المخرم، وبه ابن المعتز، فلما رآهم من حول ابن المعتز أوقع الله في قلوبهم الرعب، فانصرفوا منهزمين بلا حرب.
وخرج ابن المعتز فركب فرساً، ومعه وزيره ابن داود، وحاجبه يمن، وقد شهر سيفه وهو ينادي: معاشر العامة، ادعوا لخليفتكم. وأشاروا إلى الجيش أن يتبعوهم إلى سامراء، ليثبت أمرهم بها، فلم يتبعهم أحد من
الجيش، فنزل ابن المعتز عن دابته ودخل دار ابن الجصاص، واختفى الوزير ابن داود، وأبو المثنى القاضي، ونهبت دورهما، ووقع النهب والقتل في بغداد، واختفى علي بن عيسى بن داود، ومحمد بن عبدون في دار بقالٍ، فبدر بهما العامة، فأخرجوهما إلى حضرة المقتدر.
وقبض المقتدر على وصيف، وعلى يمن الخادم، وأبي عمر محمد بن يوسف القاضي، وأبي المثنى أحمد بن يعقوب، ومحمد بن خلف القاضي، والفقهاء والأمراء الذين خلعوه، وسلموا إلى مؤنس الخازن فقتلهم، إلا علي بن عيسى، وابن عبدون، والقاضيين أبا عمر، ومحمد بن خلف، فإنهم سلموا من القتل، وكان قتل الباقين في وسط ربيع الآخر.
واستقام الأمر للمقتدر، فاستوزر أبا الحسن علي بن محمد بن الفرات.
ثم بعث جماعة فكبسوا دار ابن الجصاص، وأخذوا ابن المعتز، وابن الجصاص، فصودر ابن الجصاص، وحبس ابن المعتز، ثم أخرج فيما بعد ميتاً.
وفيها أمر المقتدر بأن لا يستخدم اليهود والنصارى، وأن يركبوا بالأكف.
وسار ابن الفرات أحسن سيرة، وكشف المظالم؛ وحض المقتدر على العدل، ففوض إليه الأمور لصغره، واشتغل باللعب، واطرح الندماء والمغنين، وعاشر النساء، وغلب أمر الحرم والخدم على الدولة، وأتلف الخزائن.
ثم إن الحسين بن حمدان قدم بغداد، لأن المقتدر كتب إلى أخيه أبي الهيجاء عبد الله بن حمدان في قصد أخيه، وبعث إليه جيشاً. فالتقى الأخوان، فانهزم أبو الهيجاء، فسار أخوهما إبراهيم إلى بغداد، فأصلح أمر الحسين فكتب له المقتدر أماناً، فقدم في جمادى الآخرة، فقلد قم، وقاشان، فسار إليها مسرعاً.
وفي كانون وقع ببغداد ثلج كثير، وأقام أياماً حتى ذاب.
وفيها قدم زيادة الله بن عبد الله بن إبراهيم بن الأغلب أمير إفريقية إلى الجيزة، هارباً من المغرب من أبي عبد الله الداعي. وكانت بين زيادة الله وبين جند مصر هوشة، ومنعوه من الدخول إلى الفسطاط. ثم أذنوا له، فدخل مصر وتوجه إلى العراق.
وفيها انصرف أبو عبد الله الداعي إلى سجلماسة، وافتتحها، وأخرج من الحبس المهدي عبيد الله وولده من حبس اليسع. وأظهر أمره، وأعلم
أصحابه أنه صاحب دعوته، وسلم عليه بالإمامة. وذلك في سابع ذي الحجة سنة ست. فأقام بسجلماسة أربعين يوماً، ثم قصد إفريقية، وأظهر التواضع والخشوع، والإنعام والعدل، والإحسان إلى الناس، فانحرف الناس إليه، ولم يجعل لأبي عبد الله كلاماً. فلامه أبو العباس، وعرفه سابقة أبي عبد الله.
ثم أراد أبو عبد الله استدراك ما فات، فقال على سبيل النصح للمهدي: أنا أخبر منك بهؤلاء، فاترك مباشرتهم إلي، فإنه أمكن لجبروتك، وأعظم لك. فتوحش من كلامه، وساء به ظنه، فحبب أبو العباس نفوس جماعة من الأعيان، وشككهم في المهدي، حتى جاهره مقدمهم بذلك فقتله، وتأكدت الوحشة بين المهدي وبين الأخوين، وجماعة من كتامة، وقصدوا إهلاك المهدي، فتلطف حتى فرقهم في الأعمال، ورتب من يقتل الأخوين، فعسكرا بمن معهما وخرجا، فقتلا سنة ثمان وتسعين، وقتل معهما خلق.
سنة سبع وتسعين ومائتين
توفي فيها: إبراهيم بن هاشم البغوي، وإسماعيل بن محمد بن قيراط، وعبد الرحمن بن القاسم ابن الرواس الهاشمي، وعبيد بن غنام، ومحمد بن عبد الله مطين، ومحمد بن عثمان بن أبي شيبة، ومحمد بن داود الظاهري، ويوسف بن يعقوب القاضي.
وفيها أدخل طاهر ويعقوب ابنا محمد بن عمرو بن الليث الصفار بغداد أسيرين.
وفيها وصل الخبر إلى العراق بظهور عبيد الله المسمى بالمهدي؛ وأخرج ابن الأغلب وبنى المهدية. وخرجت المغرب عن أمر بني العباس من هذا التاريخ.
وهرب ابن الأغلب وقصد العراق، فكتب إليه أن يصير إلى الرقة ويقيم بها.
وتوفي نائب مصر عيسى النوشري، وعامل خراجها أحمد بن محمد بن بسطام، فقلد تكين أبو منصور الخاصة مصر، فوصلها في ذي الحجة، واستعمل على الخراج علي بن أحمد بن بسطام.
سنة ثمان وتسعين ومائتين
فيها توفي: أبو العباس أحمد بن محمد بن مسروق، وبهلول بن إسحاق الأنباري، والجنيد شيخ الطائفة، والحسن بن علويه القطان، وأبو عثمان الحيري الزاهد سعيد بن إسماعيل، وسمنون المحب، ومحمد بن علي بن طرخان البلخي الحافظ، ومحمد بن يحيى بن سليمان المروزي، ومحمد بن طاهر الأمير، ويوسف بن عاصم.
وفيها فلج القاضي عبد الله بن علي بن أبي الشوارب، وكان على قضاء الجانب الشرقي، فأسكت من الفالج، فاستخلف ابنه محمداً، وبقي إلى سنة إحدى وثلاثمائة.
وفيها قدم الحسين بن حمدان من قم، فولاه المقتدر ديار بكر، وربيعة.
وفيها توفي محمد بن عمرويه صاحب الشرطة، توفي بآمد، وحمل إلى بغداد.
وفيها توفي صافي الحرمي، فقلد مكانه مؤنس الخادم.
وفيها استتر أبو علي محمد بن عبيد الله الخاقاني، لوصول رقعة له إلى المقتدر يطلب فيها الوزارة، فبعث بها إلى ابن الفرات. فاتهم ابن الفرات عبد الله بن الحسين بن زوران بأنه يسعى لأبي علي في الوزارة، فنفاه إلى الرقة.
وفيها أخذ من بغداد أربعة، ذكر أنهم من أصحاب محمد بن بشر، وأنه يدعي الربوبية.
وهبت بحديثة الموصل ريح حارة، فمات من حرها جماعة.
وفيها كانت وقعة بين أبي محمد عبيد الله المهدي وبين داعيته أبي عبد الله، وأبي العباس بإفريقية في جمادى الآخرة، فقتل الداعيان وجندهما، فخالف على المهدي أهل أطرابلس، فجهز إليهم ابنه أبا القاسم القائم، فأخذها عنوةً في سنة ثلاثمائة، وتمهدت لهم المغرب.
سنة تسع وتسعين ومائتين
فيها توفي: أحمد بن أنس بن مالك الدمشقي، وأبو عمرو الخفاف الزاهد أحمد بن نصر الحافظ، والحسين بن عبد الله الخرقي الفقيه والد مصنف الخرقي، وعلي بن سعيد بن بشير الرازي، ومحمد بن يزيد بن عبد الصمد، وممشاذ الدينوري الزاهد.
وفيها قبض المقتدر على وزيره أبي الحسن بن الفرات، ونهبت دوره، وهتك حرمه.
وقيل: إنه ادعي عليه أنه كاتب الأعراب أن يكبسوا بغداد. ونهبت بعض بغداد عند قبضه.
واستوزر أبا علي محمد بن عبيد الله بن يحيى بن خاقان.
وفيها وردت هدايا مصر، فيها خمسمائة ألف دينار، وضلع إنسان عرض شبر، في طول أربعة عشر شبراً، وتيس له ضرع يحلب لبناً.
ووردت هدايا أحمد بن إسماعيل بن أحمد أمير خراسان، فيها جواهر ويواقيت لا تقوم.
ووردت هدايا يوسف بن أبي الساج، فكانت خمسمائة رأس من الخيل والبغال، وثمانون ألف دينار، وبساط رومي طوله سبعون ذراعاً، في عرض ستين ذراعاً، نسج في عشر سنين، وغير ذلك.
وفيها سار المسمى بالمهدي إلى المهدية بالمغرب، ودعي له بالخلافة برقادة والقيروان وتلك النواحي، وعظم ملكه.
سنة ثلاثمائة
وفيها توفي: أبو العباس أحمد بن محمد البراثي، وأبو أمية أحوص بن المفضل الغلابي، والحسين بن عمر بن أبي الأحوص، وعلي بن سعيد العسكري الحافظ، وعبد الله بن عبد الله بن طاهر الأمير، وعبد الله بن محمد بن عبد الرحمن الأموي صاحب الأندلس، وعلي بن طيفور النسوي، ومحمد بن أحمد بن جعفر أبو العلاء الوكيعي، ومحمد بن الحسن بن سماعة، ومسدد بن قطن.
وفيها ظهر محمد بن جعفر بن علي الحسيني بأعمال دمشق، فخرج إليه أميرها أحمد بن كيغلغ، فقتل محمد في المعركة.
وفيها كان وباء شديد بالعراق، وأهلك الخلق.
وساح جبل بالدينور في الأرض، وخرج من تحته ماء كثير غرق القرى.
وفيها تتبع أصحاب أبي الحسن بن الفرات وصودروا، وأخربت ديارهم، وضربوا، وعذب ابن الفرات حتى كاد يتلف، ثم رفقوا به بعد أن أخذت أمواله.
ثم عزل الخاقاني عن الوزارة، ورشح لها علي بن عيسى.
ويقال: ولدت فيها بغلة فلوا، فسبحان القادر على كل شيء.
بسم الله الرحمن الرحيم
تراجم رجال أهل هذه الطبقة على المعجم
1 -
أحمد بن إبراهيم بن عبد الله بن كيسان الثقفي
المديني. شاذويه.
عن: إسماعيل بن عمرو البجلي. وعنه الطبراني.
قال أبو الشيخ: ليس بالقوي.
توفي سنة إحدى وتسعين ومائتين.
2 -
أحمد بن إبراهيم بن الحكم، أبو دجانة القرافي
، مولاهم. والقرافة بطن من المعافر، نزلوا بظاهر مصر.
يروي عن: عيسى بن حماد، وحرملة، وغيرهما.
توفي سنة تسع وتسعين.
3 -
أحمد بن إبراهيم بن أيوب أبو بكر الحوراني
.
عن: عثمان بن أبي شيبة، وعقبة بن مكرم. وعنه: أبو بكر بن أبي دجانة، وأخوه أبو زرعة بن أبي دجانة.
وتوفي سنة تسع أيضا.
4 -
أحمد بن إسحاق الأصبهاني
، ويعرف بحمويه الثقفي الجوهري.
عن: لوين، وإسماعيل بن زرارة، وأبي مروان العثماني. وعنه: أبو الشيخ، والقاضي أبو أحمد العسال.
توفي سنة ثلاثمائة
5 -
أحمد بن أنس بن مالك
، أبو الحسن الدمشقي المقرئ.
عن: صفوان بن صالح، وهشام بن عمار، ودحيم، ومحمد بن الخليل البلاطي، وطائفة.
وقرأ القرآن على ابن ذكوان، ذكر أبو بكر النقاش أنه أخذ عنه حرف ابن ذكوان.
وروى عنه: ابن جوصا، وولده الحسن بن أحمد بن
جوصا، وأبو عمر بن فضالة، والطبراني، وأبو أحمد بن الناصح، وجماعة. وكان من ثقات الدمشقيين.
توفي سنة تسع وتسعين.
6 -
أحمد بن بشر
، أبو أيوب الطيالسي.
عن: أحمد بن حنبل، ويحيى بن معين. وعنه: أبو بكر الخلال الحنبلي، وعمر بن سلم.
توفي سنة خمس وتسعين.
7 -
أحمد بن بشر الهروي
.
عن: علي بن حجر، وغيره. توفي سنة ست.
8 -
أحمد بن بشر بن حبيب الصوري البيروتي المؤدب
.
عن صفوان بن صالح، وعبد الحميد بن بكار، ومحمد بن مصفى، وغيرهم. وعنه: الطبراني، وأبو عمر بن فضالة، وجمح بن القاسم، وآخرون.
وقد مر لنا:
• - أحمد بن بشر بن عبد الوهاب.
• - وأحمد بن بشر المرثدي.
9 -
أحمد بن تميم بن عباد المريني المروزي
. ومرين بالضم: من قرى مرو.
سمع: علي بن حجر، وأحمد بن منيع، وجماعة.
توفي سنة ثلاثمائة، في صفر.
10 -
أحمد بن حاتم بن ماهان السامري المعدل
.
عن: عبد الأعلى بن حماد، ويحيى بن أيوب العابد، وعدة. وعنه: عبد الله الخراساني، والطبراني.
11 -
أحمد بن الحسن بن أبان بن مضر
. المضري الأبلي.
عن: أبي عاصم النبيل، وعبد الصمد بن حسان، وحجاج بن منهال، وغيرهم. وعنه: عبد الباقي بن قانع، ومحمد بن إسحاق بن إبراهيم الأهوازي، والطبراني، وجماعة.
قال ابن حبان، وابن البيع: كذاب.
وقال أبو يعلى الخليلي: كذاب يضع الحديث.
قلت: توفي سنة اثنتين وتسعين.
أورد له ابن عدي حديثين باطلين.
12 -
أحمد بن الحسين بن نصر
، أبو جعفر البغدادي الحذاء.
عن علي ابن المديني، وغيره. وعنه ابن قانع، وعيسى الرخجي، وآخرون. وثقه الدارقطني. توفي سنة تسع وتسعين.
13 -
أحمد بن الحسين أبو بكر الباعذرائي الموصلي
.
عن: محمد بن منصور الجواز، وعيسى بن يونس الفاخوري، والحسين بن الحسن المروزي، ويونس بن عبد الأعلى، وجماعة. روى عنه: يزيد بن محمد الأزدي.
14 -
أحمد بن حفص السعدي الجرجاني
، حمدان.
محدث، عالم، ضعيف. روى عن: علي بن الجعد، وأحمد بن حنبل، وطبقتهما. وعنه: أبو أحمد بن عدي، وأبو بكر الإسماعيلي، وأهل جرجان.
توفي سنة ثلاث أو أربع وتسعين.
قال ابن عدي: أحمد بن حفص بن عمر بن حاتم بن النجم بن ماهان أبو محمد السعدي، تردد إلى العراق وأكثر، وحدث بأحاديث مناكير لا يتابع عليها. وهو عندي ممن لا يتعمد الكذب. وهو ممن يشبه عليه فيغلط ويحدث من حفظه.
قلت: روى له ابن عدي خمسة أحاديث، كلها لهشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة مناكير بمرة. يسقط حديث الرجل بدونها.
ثم إنه حدث عن سعيد بن عقبة الكوفي، قال: وحدثنا الأعمش، حدثنا جعفر الصادق. وسأل ابن عدي الحافظ ابن عقدة، عن ابن عقبة هذا، فقال: لم أسمع به قط.
ثم إن الذي عن جعفر بن محمد، هو من أبيه، عن جده، عن بحيرا الراهب في الزجر عن الخمر. فانظر إلى هذا الإفك المبين، وبحيرا لم يدرك المبعث. وما أشك أن سعيد بن عقبة هذا شيء اختلقه أحمد بن حفص، فإن مثل هذا يروى عن جعفر، ويتأخر إلى حدود سنة ثلاثين ومائتين، ولا يعرفه ابن عقدة، شيء معدوم قطعاً.
15 -
ن:
أحمد بن حماد بن مسلم
، أبو جعفر التجيبي المصري ابن زغبة.
عن: سعيد بن أبي مريم، وسعيد بن عفير، وأخيه عيسى بن حماد،
وطائفة. وعنه: النسائي، وأبو سعيد بن يونس، وعبد المؤمن بن خلف النسفي، والحسن بن رشيق، والطبراني، وجماعة.
وبلغ أربعاً وتسعين سنة. توفي بمصر في جمادى الأولى سنة ست وتسعين.
16 -
أحمد بن حماد بن سفيان أبو عبد الرحمن الكوفي
.
ولي قضاء المصيصة، فتوفي بها.
سمع أبا بلال الأشعري، وأبا كريب. وعنه عبد الباقي بن قانع، ومحمد بن علي بن حبيش، وجماعة، وأبو عمرو ابن السماك.
قال الدارقطني: لا بأس به.
17 -
أحمد بن داود بن أبي نصر
، أبو بكر السمناني القومسي.
عن: شيبان، وهدبة بن خالد، وصفوان بن صالح المؤذن، وخلق. وعنه: ابن عقدة، وإسماعيل بن نجيد، وأبو عمرو بن مطر.
توفي سنة خمس وتسعين.
18 -
أحمد بن رستة الأصبهاني
.
عن: جده لأمه محمد بن المغيرة، وسليمان الشاذكوني، وإبراهيم بن عبد الله الهروي. وعنه: الطبراني، وأبو الشيخ، وأبو أحمد العسال.
توفي سنة ثلاث وتسعين.
19 -
أحمد بن أبي يحيى زكير الحضرمي
. مولاهم المصري أبو الحسن الملقب بيزيد بن أبي حبيب.
يروي عن: حرملة، وعافية بن أيوب، وجماعة. وعنه: الطبراني.
توفي سنة ثمان وتسعين. قال ابن يونس: لم يكن بذاك، فيه نكرة.
20 -
أحمد بن زيد بن الحريش الأهوازي
. أبو الفضل.
عن أبيه، وأبي حاتم السجستاني. وعنه الطبراني.
توفي في صفر سنة أربع وتسعين.
21 -
أحمد بن سعيد
بن شاهين البغدادي
.
عن شيبان، ومصعب بن عبد الله. وعنه دعلج، والطبراني. وكان ثقة.
توفي سنة ثلاث.
22 -
أحمد بن سعيد. أبو جعفر النيسابوري الحيري.
عن: علي بن حجر، وأحمد بن صالح المصري، وخلق. وسكن الشاش. وكان حافظاً نبيلاً.
توفي بالشاش في ذي القعدة سنة ثلاث أيضاً.
23 -
أحمد بن سعيد بن عروة الصفار
.
عن: عبد الواحد بن غياث، وإسحاق بن موسى الخطمي، وأحمد بن عبدة. وعنه: أبو الشيخ، والطبراني. توفي سنة خمس.
24 -
أحمد ابن الحافظ سعيد بن مسعود المروزي
.
من كبراء مرو، وأجلائها، وعقلائها. عن أبيه، وعلي بن حجر. وعنه أبو العباس السياري، ويحيى العنبري.
توفي سنة ثمان وتسعين.
25 -
أحمد بن سليمان بن أيوب
، أبو محمد المديني الأصبهاني الوشاء، أحد الأثبات.
سمع الوليد بن شجاع، وسوار بن عبد الله العنبري، والطبقة. وعنه أبو أحمد العسال، وأبو الشيخ، وأبو إسحاق بن حمزة.
توفي سنة تسع وتسعين.
26 -
أحمد بن سهل بن أيوب
، أبو الفضل الأهوازي.
عن علي بن بحر القطان. وعنه: الطبراني، وغيره. توفي يوم التروية سنة إحدى وتسعين بالأهواز.
27 -
أحمد بن سهل بن مالك
، أبو بكر النيسابوري.
عن: أحمد بن حنبل، وابن راهويه. وعنه: الحافظان ابن عقدة، وابن الأخرم.
توفي سنة اثنتين وتسعين.
28 -
أحمد بن ضياء
. ويقال: أحمد بن زياد بن ضياء أبو الحسن الدمشقي الشرابي.
روى عن أبي الجماهر الكفرسوسي، وغيره. وعنه أبو الطيب بن الحوراني، وأبو علي بن آدم، وأبو عمرو بن فضالة.
29 -
أحمد بن طاهر بن حرملة بن يحيى التجيبي المصري
.
عن جده. وعنه الطبراني، وأحمد بن علي المدائني.
قال ابن عدي: ضعيف يكذب في الحديث وغيره. سمعت أحمد بن علي يقول: سمعت أحمد بن طاهر يقول: رأيت بالرملة قرداً يصوغ،
فإذا أراد أن ينفخ أشار إلى رجل ينفخ له.
توفي سنة اثنتين وتسعين.
30 -
أحمد بن العباس بن أشرس
.
عن: أحمد بن حنبل، وأبي إبراهيم الترجماني.
توفي ببغداد سنة ثلاث وتسعين.
31 -
أحمد بن العباس بن الوليد بن مزيد
، أبو العباس العذري البيروتي.
روى عن: هشام بن عمار، ولوين، وحامد بن يحيى البلخي. وعنه: محمد بن يوسف الهروي، وموسى الصباغ إمام مسجد بيروت، وأبو عبد الله بن مروان، وآخرون.
ذكره ابن منده بالفضل والصلاح.
32 -
أحمد بن عبدان بن سنان الزعفراني
.
عن: عبد الله بن عمر أخو رستة، وطبقته من الأصبهانيين وعنه: أبو الشيخ.
توفي سنة ست وتسعين.
33 -
أحمد بن عبد الله أبو بكر الختلي
.
عن: أبي بكر بن أبي شيبة، وأبي همام السكوني، وطبقتهما. وعنه: أبو بكر الجعابي، والإسماعيلي.
توفي سنة ثلاثمائة.
وثقه الخطيب.
34 -
أحمد بن عبد الله القرمطي
، صاحب الخال، رأس القرامطة وطاغيتهم.
هو سمى نفسه هكذا. وهو حسين بن زكرويه بن مهرويه. بعث
المكتفي بالله عسكراً لحربه في سنة إحدى وتسعين، فالتقوا، فقتل خلق من أصحابه، ثم انهزم، فمسك وأتي به، وطيف به ببغداد في جماعة، ثم قتل هو وهم تحت العذاب.
وكان قد بايعه القرامطة بعد قتل أخيه علي، ولقبوه بالمهدي. وكان شجاعاً فاتكاً شاعراً. ومن شعره:
متى أرى الدنيا بلا كاذب ولا حروري ولا ناصبي متى أرى السيف على كل من عادى علي بن أبي طالب ولما قتل خرج بعده أبوه زكرويه القرمطي يأخذ بالثأر، فاعترض الركب العراقي سنة أربع وتسعين في المحرم، فقتلهم قتلاً ذريعاً، وبدع فيهم.
قال أبو الشيخ الأصبهاني الحافظ: حزروا أن يكون زكرويه القرمطي قتل من الحاج وغيرهم خمسين ألف رجل، ثم لقيه العسكر بظاهر الكوفة، فهزم العسكر وأخذ سلاحهم وثقلهم، فتقوى بذلك، واستفحل أمره، وأجلبت معه كلب وأسد، ولقبوه السيد، وكان يدعى زكرويه.
ثم سار إليه جيش عظيم، فالتقوه بين الكوفة والبصرة، فكسر جيشه وأسر جريحاً، ثم مات في ربيع الأول من سنة أربع، وطيف به ببغداد ميتاً، لا رحمه الله.
وقد مرت أخبارهم في الحوادث.
قال إسماعيل الخطبي: خرج بالشام في خلافة المكتفي رجل يعرف بابن المهزول، انتمى إلى جعفر بن محمد، فعاث وأفسد.
قال المرزباني: علي بن عبد الله المهزول الخارج بالشام مع أخيه أحمد بن عبد الله صاحب الخال، وهو صاحب الشامة، وكانا ينتميان إلى الطالبيين، ويشك في نسبهما فكانت الرياسة لعلي بن عبد الله، فقتل، ثم قام أخوه هذا مقامه إلى أن قتل. ولعلي شعر جيد.
قلت: ويسمى أيضاً يحيى بن زكرويه.
قال الخطبي: ثم حاصر ابن المهزول دمشق فلم يدخلها، وتمت له وقائع مع عسكر مصر، وقتل في المعركة. وكان يعرف بصاحب الجمل، فقام بعده أخوه صاحب الخال، وفي اسمه خلف.
35 -
أحمد بن عبد الرحمن السقطي
.
عن: يزيد بن هارون.
مجهول، تفرد به محمد بن أحمد المفيد الضعيف، وقال: سمعت منه سنة خمسٍ وتسعين.
36 -
أحمد بن عبد الرحمن بن مرزوق
. أبو عبد الله بن أبي عوف البغدادي البزوري.
رئيس نبيل صدوق.
سمع: سويد بن سعيد، ولوينا، وعثمان بن أبي شيبة، وجماعة. وعنه: أبو علي ابن الصواف، وعبد الله بن إبراهيم الزبيبي، ومحمد بن علي بن حبيش، وآخرون.
توفي سنة سبع وتسعين.
وثقه الدارقطني. ومولده سنة أربع عشرة ومائتين.
قال الخطيب: كان ثقة نبيلاً رفيعاً، ذا منزلة من السلطان وأموال. قال إبراهيم الحربي: هو أحد عجائب الدنيا.
37 -
أحمد بن عبد الرحمن بن يزيد بن عقال
. أبو الفوارس التميمي الحراني.
عن: أبي جعفر النفيلي. وعنه: الطبراني، وعبد الله بن عدي.
قال أبو عروبة: لم يكن بمؤتمن على نفسه ولا دينه.
وقال ابن عدي: يكتب حديثه. قلت: توفي سنة ثلاثمائة.
38 -
أحمد بن عبيد الله بن جرير بن جبلة بن أبي رواد العتكي البصري القاضي
.
عن: أبيه، وغيره. وعنه: الطبراني. توفي سنة اثنتين وتسعين.
39 -
أحمد بن عبيد، أبو بكر الشهرزوري
.
روى عن محمد بن بكار بن الريان، وداود بن رشيد. وعنه: أبو بكر عبد العزيز شيخ الحنابلة، وأبو بكر الإسماعيلي.
وكان ثقة. توفي سنة ثمان وتسعين.
40 -
أحمد بن علي بن إسماعيل القطان
.
بغدادي. روى عن: أبي مروان العثماني. وعنه: الطبراني.
41 -
أحمد بن علي بن إسماعيل الرازي
.
عن: سهل بن عثمان، ومحمد بن مهران الجمال، وجماعة. وعنه: الطبراني.
توفي في صفر سنة إحدى وتسعين ببغداد.
42 -
ن:
أحمد بن علي بن سعيد
. القاضي أبو بكر المروزي مولى بني أمية.
ولي نيابة الحكم بدمشق، وولي قضاء حمص. وكان محدثاً ثقة، مكثراً عالماً.
سمع: علي بن الجعد، وسويد بن سعيد، ويحيى بن معين، وكامل بن طلحة، وأبا نصر التمار، وخلقاً من طبقتهم. وعنه: النسائي وقال: لا بأس به، وأبو عوانة، وابن جوصا، وأبو علي بن معروف، والطبراني، وأبو أحمد بن الناصح، وخلق.
توفي في نصف ذي الحجة سنة اثنتين وتسعين.
43 -
أحمد بن علي بن حسن
، أبو الصقر التميمي البغدادي الضرير.
روى عن علي بن عثمان اللاحقي. وعنه: الطبراني.
44 -
أحمد بن علي بن محمد بن الجارود
، الحافظ أبو جعفر الجارودي الأصبهاني.
رحل وطوف وصنف التصانيف. وحدث عن: أبي سعيد الأشج، وعمر بن شبة، وهارون بن إسحاق، وخلق من الأصبهانيين. وعنه: الطبراني، وأبو إسحاق بن حمزة، وعبد الرحمن بن محمد بن سياه، وأبو الشيخ.
توفي سنة تسع وتسعين، وقيل سنة ثمان.
45 -
أحمد بن عمرو بن عبد الخالق
. أبو بكر البزار الحافظ، صاحب المسند المشهور.
سمع هدبة بن خالد، وعبد الأعلى بن حماد النرسي، والحسن بن علي بن راشد، وإبراهيم بن سعيد الجوهري، وعبد الله بن معاوية الجمحي، ومحمد بن يحيى الزماني، وخلقاً. وعنه: الطبراني، وأبو الشيخ، وعبيد الله بن الحسن، وأهل أصبهان، فإنه رحل إليها في آخر عمره، وروى بها الكثير.
قال الدارقطني: ثقة يخطئ ويتكل على حفظه.
قلت: توفي بالرملة في ربيع الأول سنة اثنتين وتسعين وقد حدث ببغداد أيضاً فروى عنه من أهلها: محمد بن العباس بن نجيح، وعبد الباقي بن قانع، وأبو بكر الختلي، وغيرهم.
وحدث بمصر وبالحرم. وكان يرحل في أواخر عمره، ويبث علمه.
46 -
أحمد بن عمرو بن مسلم
. أبو بكر المكي الخلال.
عن: يعقوب بن حميد بن كاسب، وعبد الله بن عمران العابدي، ومحمد بن يحيى العدني، وطائفة. وعنه: الطبراني، وغيره.
توفي سنة إحدى وتسعين.
47 -
أحمد بن عمرو بن حفص بن عمر بن النعمان القريعي
، أبو بكر البصري القطراني.
عن: عمرو بن مرزوق، وسليمان بن حرب، وهدبة بن خالد، والقعنبي، وأبي الوليد، وجماعة. وعنه: الطبراني، وأبو الطاهر الذهلي قاضي مصر، وآخرون.
توفي في شوال سنة خمس وتسعين، وذكره ابن حبان في الثقات.
48 -
أحمد بن فياض
. أبو جعفر الدمشقي.
عن: هشام بن عمار، ومحمد بن مصفى. وعنه: أبو علي بن شعيب، وجماعة.
توفي سنة ست وتسعين.
49 -
أحمد بن القاسم بن مساور البغدادي
. أبو جعفر الجوهري.
عن: عفان، وخالد بن خداش، وعلي بن الجعد. وعنه: ابن قانع، وأحمد بن كامل، ومحمد بن علي بن حبيش، والطبراني. وكان ثقة صاحب حديث.
قال أحمد ابن المنادي: قال لي إنه كتب عن علي بن الجعد خمسة عشر ألف حديث.
قال: ومات في المحرم سنة ثلاث وتسعين.
50 -
أحمد بن القاسم السليماني الأعين
.
عن: سجادة، وعبد الرحمن بن صالح. وعنه: ابن مخلد، وابن قانع.
51 -
أحمد بن القاسم بن نصر بن دوست
. أبو عبد الله البغدادي.
عن: سويد بن سعيد، وغيره. وعنه: جعفر الخلدي، وبكار بن أحمد.
قال الخطيب: كان ثقة صالحاً. مات سنة ست وتسعين.
52 -
أحمد بن القاسم، أبو الحسن الطائي البرتي
.
عن: بشر بن الوليد، وأبي بكر بن أبي شيبة، وجماعة. وعنه: أحمد بن خزيمة، وابن قانع، والطبراني، وجماعة. وثقه الخطيب. وتوفي سنة ست أيضاً.
53 -
أحمد بن محمد بن الحسن بن بسطام
. أبو العباس البغدادي الكاتب.
أحد الفضلاء الأعيان، ولي المناصب الكبار. وقد أخذ عن: يعقوب بن السكيت. روى عنه: الأخفش الصغير، ومحمد بن هارون المجدر.
توفي بمصر في رجب.
54 -
أحمد بن محمد بن أبي حفص النصيبي
.
عن شيبان بن فروخ. وعنه الطبراني.
55 -
أحمد بن محمد بن منصور
. أبو بكر البغدادي الحاسب الضرير.
سمع: علي بن الجعد، ومحمد بن بكار بن الريان. روى عنه: أبو بكر
القطيعي، وأبو بكر ابن الجعابي، ومخلد الباقرحي، وأبو بكر الإسماعيلي. وثقه الدارقطني.
توفي سنة تسع وتسعين.
56 -
أحمد بن محمد بن علي بن أسيد
. أبو العباس الخزاعي الأصبهاني.
عن: مسلم بن إبراهيم، والقعنبي، وقرة بن حبيب، وأبي عمر الحوضي، وأبي الوليد الطيالسي، وجماعة. وعنه: الطبراني، وأبو أحمد العسال، وأبو الشيخ بن حيان، وعبد الرحمن بن سياه، وجماعة من الأصبهانيين.
قال أبو الشيخ: ثقة مأمون.
توفي في صفر سنة إحدى وتسعين.
57 -
أحمد بن محمد بن موسى بن الحسن بن الفرات
، أبو العباس الكاتب، أخو الوزير علي، وعم ابن حنزابة.
من بيت الحشمة والوزارة. وكان هو أكتب أهل زمانه وأقواهم للآداب والفضائل والفقه، مدحه البحتري الشاعر. وتوفي سنة إحدى وتسعين ببغداد، ولم يخلف بعده مثله في التصرف.
58 -
أحمد بن محمد بن الحجاج بن رشدين بن سعد
. أبو جعفر المهري المصري المقرئ الحافظ.
قرأ القرآن على أحمد بن صالح الطبري.
وسمع: سعيد بن عفير، ويحيى بن سليمان الجعفي، وجماعة. وعنه: عبد الله بن جعفر بن الورد، وعمر بن دينار، وأبو القاسم الطبراني، وآخرون.
قال ابن عدي: له مناكير ويكتب حديثه. وهو صاحب حديث، كثير الحديث، من الحفاظ لحديث مصر.
قرأ عليه: ابن شنبوذ، وأحمد بن بهزاد السيرافي.
وقال ابن يونس: مات يوم عاشوراء سنة اثنتين وتسعين.
قال ابن عدي: هو، وأبوه، وجده، وجد أبيه، أربعتهم ضعفاء.
59 -
أحمد بن محمد بن عبد الله بن صدقة
. أبو بكر البغدادي الحافظ.
سأل الإمام أحمد مسائل مدونة. وسمع من: إسماعيل بن مسعود الجحدري، ومحمد بن مسكين اليمامي، ومحمد بن حرب النشائي، وغيرهم. وعنه: ابن قانع، وأبو بكر الشافعي، وأبو القاسم الطبراني. وكان موصوفاً بالضبط والإتقان.
توفي سنة ثلاثٍ وتسعين.
وأخذ عنه: أبو بكر الخلال، وغيره. وروى القراءات عن جماعة. روى عنه: ابن مجاهد.
60 -
أحمد بن محمد. أبو العباس المديني الأصبهاني البزاز
.
ثقة فاضل، يروي عن: داود بن رشيد، وعبد الله مشكدانة. وعنه: الطبراني، وأبو الشيخ، وجماعة.
توفي سنة ثلاثٍ أيضاً.
61 -
أحمد بن محمد بن سعيد
. أبو سعيد الأصبهاني المعيني.
سمع سهل بن عثمان، وعقبة بن مكرم، وزيد بن الحريش،
وطبقتهم. وعنه الطبراني، وأبو أحمد العسال، وأبو الشيخ.
وثقه أبو نعيم الأصبهاني. وتوفي سنة خمس وتسعين.
62 -
أحمد بن محمد بن حرب الجرجاني الملحمي
.
عن: علي بن الجعد، وأبي مصعب. وعنه: ابن عدي. وليس بثقة.
63 -
أحمد بن محمد، أبو الحسين النوري الزاهد شيخ الصوفية
.
كان من أعلم العراقيين بلطائف القوم. صحب السري السقطي، وغيره. وكان أبو القاسم الجنيد يعظمه ويحترمه. وأصله خراساني بغوي.
توفي أبو الحسين النوري سنة خمس أيضاً. وقد قدم الشام وأخذ عن: أحمد بن أبي الحواري.
حكى ابن الأعرابي محنته وغيبته في أيام محنة غلام خليل، وأنه أقام بالكوفة مدة سنين متخلياً عن الناس، ثم عاد إلى بغداد وقد فقد أناسه وجلاسه وأشكاله، فانقبض عن الكلام لضعف قوته، وضعف بصره.
قال أبو نعيم: سمعت عمر البناء بمكة يحكي لما كانت محنة غلام خليل ونسبوا الصوفية إلى الزندقة، أمر الخليفة بالقبض عليهم، فأخذ في جملتهم النوري فأدخلوا على الخليفة فأمر بضرب أعناقهم فبادر النوري إلى السياف ليضرب عنقه، فقيل له في ذلك، فقال: آثرت حياتهم على نفسي هذه اللحظة. فتوقف السياف، فرد الخليفة أمرهم إلى قاضي القضاة إسماعيل بن إسحاق. فسأل إسماعيل القاضي أبا الحسين النوري عن مسائل في العبادات، فأجابه، ثم قال له: وبعد هذا فلله عباد يسمعون بالله، وينطقون بالله، ويأكلون بالله. فبكى القاضي، ودخل على الخليفة وقال:
إن كان هؤلاء زنادقة فليس في الأرض موحد، فأطلقهم.
حكاية نافعة:
قال أبو العباس بن عطاء: سمعت أبا الحسين النوري يقول: كان في نفسي من هذه الآيات، فأخذت من الصبيان قصبة، ثم قمت بين زورقين وقلت: وعزتك، لئن لم تخرج لي سمكة، فيها ثلاثة أرطال لأغرقن نفسي. قال: فخرجت لي سمكة فيها ثلاثة أرطال.
فبلغ ذلك الجنيد، فقال: كان حكمه أن تخرج له أفعى فتلدغه.
وعن أبي الحسين قال: سبيل الفانين الفناء في محبوبهم، وسبيل الباقين البقاء ببقائه، ومن ارتفع عن الفناء والبقاء، فحينئذ لا فناء ولا بقاء.
وعن القناد قال: كتبت إلى النوري وأنا حدث:
إذا كان كل المرء في الكل فانياً ابن لي عن أي الوجودين يخبر فأجاب لوقته:
إذا كنت فيما ليس بالوصف فانياً فوقتك في الأوصاف عندي تحير وقد ذكر ابن الأعرابي أبا الحسين النوري فقال: مضيت يوماً أنا ورويم بن أحمد، وأبو بكر العطار نمشي على شاطئ نهر. فإذا نحن برجلٍ في مسجد بلا سقف. فقال رويم: ما أشبه هذا بأبي الحسين النوري.
فملنا إليه فإذا هو هو، فسلمنا، وعرفنا، وذكر أنه ضجر من الرقة فانحدر، وأنه الآن قدم، ولا يدري أين يتوجه. وكان قد غاب عن بغداد أربع عشرة سنة. فعرضنا عليه مسجدنا، فقال: لا أريد موضعاً فيه الصوفية، قد ضجرت منهم. فلم نزل نطلب إليه حتى طابت نفسه، وكان قد غلبت عليه السوداء وحديث النفس، ثم ضعف بصره وانكسر قلبه، وفقد إخوانه، فاستوحش من كل أحد، ثم إنه تأنس.
قال أبو نعيم: سمعت أبا الفرج الورثاني يقول: سمعت علي بن عبد الرحيم يقول: دخلت على النوري، فرأيت رجليه منتفختين، فسألته، فقال: طالبتني نفسي بأكل التمر، فجعلت أدافعها، فتأبى علي، فخرجت واشتريت، فلما أن أكلت قلت لها: قومي فصلي. فأبت. فقلت: لله علي
إن قعدت على الأرض أربعين يوماً؛ فما قعدت.
وقال بعضهم عن النوري قال: من رأيته يدعي مع الله حالة تخرج عن الشرع، فلا تقتربن منه.
قال ابن الأعرابي في ترجمة النوري: فسألنا أبو الحسين عن نصر بن رجاء، وعثمان، وكانا صديقين له، إلا أن نصراً تنكر له، فقال: ما أخاف ببغداد إلا من نصر فعرفناه أنه بخلاف ما فارقه، فجاء معنا إلى نصر.
فلما دخل مسجده قام نصر، وما أبقى في إكرامه غاية، وبتنا عنده، ولما كان يوم الجمعة ركبنا مع نصر زورقاً من زوارقه إلى باب خراسان، ثم صرنا إلى الجنيد، فقام القوم وفرحوا، وأقبل عليه الجنيد يذاكره ويمازحه، فسأله ابن مسروق مسألة، فقال: عليكم بأبي القاسم. فقال الجنيد: أجب يا أبا الحسين فإن القوم أحبوا أن يسمعوا جوابك. فقال: أنا قادم، وأنا أحب أن أسمع.
فتكلم الجنيد والجماعة والنوري ساكت، فعرضوا له ليتكلم، فقال: قد لقبتم ألقاباً لا أعرفها، وكلاماً غير ما أعهد، فدعوني حتى أسمع وأقف على مقصودكم.
فسألوه عن الفرق الذي بعد الجمع ما علامته؟ وما الفرق بينه وبين الفرق الأول؟ لا أدري سألوه بهذا اللفظ أو بمعناه، وكنت قد لقيته بالرقة سنة سبعين، فسألني عن الجنيد، فقلت: إنهم يشيرون إلى شيء يسمونه الفرق الثاني والصحو.
قال: اذكر لي شيئاً منه. فذكرته فضحك وقال: ما يقول ابن الخلنجي؟ قلت: ما يجالسهم.
قال: فأبو أحمد القلانسي؟ قلت: مرة يخالفهم، ومرة يوافقهم.
قال: فما تقول أنت؟ قلت: ما عسى أن أقول أنا.
ثم قلت: أحسب أن هذا الذي يسمونه فرقاً ثانياً هو عين من عيون الجمع، يتوهمون به أنهم قد خرجوا عن الجمع.
فقال: هو كذلك. أنت إنما سمعت هذا من أبي أحمد القلانسي.
فقلت: لا.
فلما قدمت بغداد، حدثت أبا أحمد بذلك، فأعجبه قول النوري. وأما أبو أحمد فكان ربما يقول: هو صحو وخروج عن الجمع. وربما قال: بل هو شيء من الجمع.
ثم إن النوري لما شاهدهم قال: ليس هو عين من عيون الجمع، ولا صحو من الجمع. ولكنهم رجعوا إلى ما يعرفون.
ثم بعد ذلك
ذكر رويم، وابن عطاء أن النوري يقول الشيء وضده، ولا نعرف هذا إلا قول سوفسطا، ومن قال بقوله.
قال ابن الأعرابي: فكان بينهم وبين النوري وحشة، وكان يكثر منهم التعجب.
وقالوا للجنيد، فأنكر عليهم، وقال: لا تقولوا مثل هذا لأبي الحسين، ولكنه رجل لعله قد تغير دماغه.
ثم إنه انقبض عن جميعهم، وأظهر لمن لقيه منهم الجفاء، وغلبت عليه العلة وعمي، ولزم الصحارى والمقابر. وكانت له في ذلك أحوال يطول شرحها.
وسمعت جماعة يقولون: من رأى النوري بعد قدومه من الرقة ولم يكن رآه قبلها، فكأنه لم يره لتغيره، رحمه الله.
قال ابن جهضم: حدثني أبو بكر الجلاء قال: كان أبو الحسين النوري إذا رأى منكراً غيره، ولو كان فيه تلفه. فنزل يوماً يتوضأ، فرأى زورقاً فيه ثلاثون دناً. فقال للملاح: ما هذه؟ فقال: ما يلزمك. فألح عليه، فقال: أنت والله صوفي كثير الفضول، هذا خمر للمعتضد.
فقال: أعطني ذلك المدرى، فاغتاظ وقال لأجيره: ناوله حتى أبصر ما يصنع. فأخذه، ولم يزل يكسرها دناً دناً. فلم يترك إلا واحداً، فأخذ النوري، وأدخل إلى المعتضد، فقال: من أنت ويلك؟ قلت: محتسب.
قال: ومن ولاك الحسبة؟ قلت: الذي ولاك الإمامة يا أمير المؤمنين.
فأطرق ثم قال: ما حملك على ما صنعت؟ قلت: شفقة مني عليك.
قال: كيف خلص هذا الدن؟ فذكر النوري ما معناه أنه كان يكسر الدنان ونفسه مخلصة، فلما وصل إلى هذا الدن أعجبته نفسه، فارتاب في إخلاصه، فترك الدن.
وعن أبي أحمد المغازلي قال: ما رأيت أحداً قط أعبد من النوري.
قيل: ولا الجنيد؟ قال: ولا الجنيد.
وقيل: إن الجنيد مرض، فعاده النوري، فوضع يده عليه، فعوفي لوقته.
64 -
أحمد بن محمد بن عبد العزيز بن رباح
. أبو جعفر المصري المؤدب، مولى آل مروان.
سمع: يوسف بن عدي، ويحيى بن بكير روى عنه: الحسن بن رشيق، وغيره، توفي في شوال سنة ست وتسعين ويعرف بابن الرقراق.
65 -
أحمد بن محمد بن نافع
. أبو بكر المصري الطحاوي الأصم.
عن: يحيى بن بكير، وإبراهيم بن المنذر الحزامي، وأبي مصعب، وأحمد بن صالح، وجماعة. وعنه: حمزة الكناني، وسليمان الطبراني، وآخرون. توفي سنة ست أيضاً.
66 -
أحمد بن محمد بن زكريا
. أبو بكر البغدادي الحافظ المعروف بأخي ميمون.
عن: نصر بن علي الجهضمي، وطبقته. وعنه: الطبراني، وجماعة. توفي بمصر سنة ست أيضا وكان يمتنع من الرواية.
67 -
أحمد بن محمد بن يزيد بن الأشعث
. أبو حسان العنزي البغدادي القاضي المقرئ.
قرأ على: أبي نشيط؛ وعلى أحمد بن زرارة صاحب سليم. قرأ عليه: أبو الحسين بن بويان، وابن شنبوذ، وعلي بن سعيد بن حسن وكان من أعيان القراء.
68 -
أحمد بن محمد بن الوليد
. أبو بكر المري الدمشقي المقرئ.
عن: أبي مسهر، وآدم بن أبي أياس، وأبي اليمان، وهشام بن عمار، ومحمود بن خالد، وجماعة. وقيل: في لقيه لأبي مسهر نظر.
وكان مقرئاً فاضلاً. روى عنه: الطبراني، وأبو أحمد بن الناصح، وأبو عمر بن فضالة.
توفي سنة سبع وتسعين.
69 -
أحمد بن محمد بن مسروق
. أبو العباس البغدادي الزاهد مصنف جزء القناعة.
كان من أعيان الصوفية وعلمائهم. روى عن: علي بن الجعد، وعلي ابن المديني، وخلف بن هشام، وأحمد بن حنبل، وغيرهم. وعنه: أبو بكر الشافعي، وجعفر الخلدي تلميذه، وحبيب القزاز، ومخلد بن جعفر الباقرحي، وابن عبيد العسكري.
وكان الجنيد يحترمه ويعتقد فيه.
وقال أبو نعيم الحافظ: صحب الحارث المحاسبي، ومحمد بن منصور الطوسي، والسري السقطي.
ومن كلامه: التصوف خلو الأسرار مما منه بد، وتعلقها بما ليس منه بد.
قال الدارقطني: ليس بالقوي.
قلت: توفي ابن مسروق في صفر سنة ثمان وتسعين، وله أربع وثمانون سنة، وهو من كبار شيوخ الإسماعيلي الذين أدركهم.
وقال لرجل: الضيافة ثلاث، فما زاد فهو صدقة منك علي.
70 -
أحمد بن محمد بن خالد
، أبو العباس البراثي البغدادي.
عن: علي بن الجعد، وكامل بن طلحة، وسريج بن يونس، وغيرهم. وعنه: مخلد الباقرحي، وأبو حفص ابن الزيات، والجعابي، وأحمد بن جعفر بن سلم، وعدة.
قال الدارقطني: ثقة مأمون
قلت: توفي سنة ثلاثمائة، وهو من شيوخ الطبراني. وقد قرأ على خلف بن هشام، وحدث عنه بالقراءة عبد الواحد بن أبي هاشم.
71 -
أحمد بن محمد بن دلان أبو بكر الخيشي
.
عن محمد بن بكار بن الريان، وعبيد الله القواريري، وأبي بكر بن أبي شيبة. وعنه أبو بكر الشافعي، وإسحاق النعالي.
وكان لا بأس به، ودلان: بالكسر. مات سنة ثلاثمائة ببغداد في ربيع الآخر.
72 -
أحمد بن محمد بن ساكن أبو عبد الله الزنجاني الفقيه.
من كبار الأئمة. رحل إلى العراق ومصر، وتفقه على أبي إبراهيم المزني وغيره، وسمع إسماعيل ابن بنت السدي، وأبا مصعب الزهري، وأبا كريب، والحسن بن علي الحلواني، وطبقتهم. وعنه عبد الرحمن بن أبي حاتم، وعلي بن إبراهيم بن سلمة القطان، ويوسف بن القاسم الميانجي، وجماعة آخرهم إبراهيم بن أبي حماد الأبهري. قال أبو يعلى الخليلي: توفي قبل الثلاثمائة، بقي إلى سنة تسع وتسعين.
73 -
أحمد بن موسى الجبني، خطيب جرجان.
سمع إبراهيم بن موسى الوزدولي. وعنه أبو أحمد بن عدي، وأبو بكر الإسماعيلي.
توفي سنة ثلاثٍ وتسعين.
74 -
أحمد بن موسى بن مخلد
، الفقيه أبو عياش الغافقي المالكي.
أخذ عن سحنون، والبرقي، وجماعة.
وكان ذا دين وورع، طلب للقضاء فامتنع، وعاش ثمانيا وثمانين سنة.
وتوفي سنة خمس وتسعين.
75 -
أحمد بن نجدة بن العريان
، أبو الفضل الهروي.
رحل، وسمع سعيد بن منصور، وسعيد بن سليمان الواسطي وجماعة، وعنه أبو إسحاق البزاز، وأبو محمد المزني المغفلي، وكان ثقة معمرا، توفي بهراة سنة ست وتسعين.
76 -
أحمد بن أبي رجاء نصر بن شاكر
، أبو العباس الدمشقي المقرئ المؤدب.
قرأ القرآن على الحسين بن علي العجلي، صاحب يحيى بن آدم، وقرأ بدمشق على الوليد بن عتبة، قرأ عليه علي بن أبي العقب، وأبو الحسن بن شنبوذ، وعبد الله بن عبدان الداودي.
وقد روى الحديث عن هشام، وصفوان بن صالح المؤذن، وإبراهيم بن هشام بن يحيى الغساني، وعبد الرحمن بن إبراهيم دحيم، وخلق كثير. وعنه أبو عبد الرحمن النسائي في الكنى، وأبو علي الحصائري، وخيثمة الأطرابلسي، وأبو أحمد عبد الله بن الناصح، وآخرون.
توفي في المحرم سنة اثنتين وتسعين.
77 -
أحمد بن نصر بن إبراهيم
، أبو عمرو النيسابوري الخفاف الحافظ.
قال أبو عبد الله الحاكم: هو نسيج وحده جلالةً ورياسة وزهدا وعبادةً وسخاء.
سمع بنيسابور إسحاق بن راهويه، وعمرو بن زرارة، والحسين بن حريث، ومحمد بن عبد العزيز بن أبي رزمة، وأقرانهم. وببغداد: إبراهيم بن
المستمر، وأحمد بن منيع، وأبا همام السكوني، وأقرانهم. وبالكوفة: أبا كريب، وعباد بن يعقوب، وجماعة. وبالحجاز: أبا مصعب، ويعقوب بن حميد بن كاسب، وعبد الله بن عمران العابدي، وغيرهم.
وعنه محمد بن سليمان بن فارس، وأبو حامد ابن الشرقي، والشيوخ، وحدثنا عنه أبو سعيد أحمد بن أبي بكر الحيري، ومحمد بن أحمد بن حمدون الذهلي، وأبو بكر الصبغي، وأهل نيسابور.
وسمعت أبا زكريا العنبري يقول: كان ابتداء حال أبي عمرو أحمد بن نصر الرئيس الزهد والورع وصحبة الأبدال، إلى أن بلغ من العلم والرياسة والجلالة ما بلغ، ولم يكن يعقب، فلما أيس من الولد تصدق بأموال، كان يقال: إن قيمتها خمسة آلاف ألف درهم على الأشراف والموالي والفقراء.
سمعت أبا بكر - يعني الضبعي - يقول: كنا نقول: إن أبا عمرو الخفاف يفي بمذاكرة مائة ألف حديث.
وصام الدهر نيفا وثلاثين سنة، سمعت أبا الطيب الكرابيسي يقول: سمعت ابن خزيمة يقول على رؤوس الملأ يوم مات أبو عمرو الخفاف: لم يكن بخراسان أحفظ منه للحديث.
سمعت أبا إسحاق المزكي يقول: سمعت السراج يقول: ما رأيت أحفظ من أبي عمرو الخفاف. كان يسرد الحديث سردا، حتى المقاطيع والمراسيل.
سمعت محمد بن المؤمل بن الحسن يقول: سمعت أبا عمرو الخفاف، يقول: كان عمرو بن الليث الصفار يقول لي: يا عم، متى ما عملت شيئا لا يوافقك فاضرب رقبتي، إلى أن أرجع إلى هواك.
سمعت محمد بن حمدون الواعظ يقول: مات أبو عمرو الرئيس الذي كنا نقول عنه: زين الأشراف أبو عمرو الخفاف في سابع شعبان سنة تسع وتسعين.
78 -
خ:
أحمد بن النضر بن عبد الوهاب
، أبو الفضل النيسابوري، أحد أركان الحديث.
قال الحاكم: كان البخاري إذا ورد نيسابور ينزل عند الأخوين: أحمد، ومحمد ابني النضر.
قال: وقد روى عنهما في الجامع الصحيح، وإسنادهما وسماعهما معا، وهما سيان، سمع إسحاق بن راهويه، وعمرو بن زرارة، وهدبة بن خالد، وعبيد الله ابن معاذ، وشيبان بن فروخ، وسهل بن عثمان العسكري، وأبا مصعب الزهري، وخلقا سماهم الحاكم.
وقال: هو مجود في البصريين.
روى عنه البخاري، وأبو حامد ابن الشرقي، ومحمد بن الأخرم، وأحمد بن إسحاق الصيدلاني، ومحمد بن صالح بن هانئ، وأبو الفضل محمد بن إبراهيم، وغيرهم.
وروى البخاري حديث الإفك عن الزهراني، قال: وثبتني أحمد في بعضه، وأحمد هذا هو ابن النضر، وما هو بابن حنبل.
79 -
أحمد بن هشام بن عبد الله بن كثير الأسدي الدمشقي
، أبو الحسن القارئ.
عن محمد بن مصفى، ومحمود بن خالد. وعنه جمح بن القاسم، وأبو عمر بن فضالة، وجماعة.
80 -
أحمد بن وهب بن عمرو
، أبو العباس المعيطي، من ولد عقبة بن أبي معيط.
له عن حكيم بن سيف الرقي. وعنه مخلد الباقرحي حدث ببغداد.
مات سنة تسع وتسعين ومائتين
81 -
أحمد بن يحيى بن يزيد
، أبو العباس الشيباني، مولاهم النحوي، ثعلب، شيخ العربية ببغداد وإمام الكوفيين في النحو.
سمع إبراهيم بن المنذر الحزامي، ومحمد بن زياد ابن الأعرابي، وعبيد الله القواريري، ومحمد بن سلام الجمحي، وعلي بن المغيرة، وسلمة بن عاصم، والزبير بن بكار.
وعنه إبراهيم نفطويه، ومحمد بن العباس اليزيدي، وعلي الأخفش الصغير، وأبو بكر ابن الأنباري، وأحمد بن كامل القاضي، وأبو عمر الزاهد غلام ثعلب، ومحمد بن مقسم، وآخرون.
ولد سنة مائتين، وكان يقول: طلبت العربية سنة ست عشرة ومائتين، وابتدأت بالنظر، وعمري ثمان عشرة سنة، ولما بلغت خمسا وعشرين سنةً ما بقي علي مسألة للفراء إلا وأنا أحفظها. وسمعت من القواريري مائة ألف حديث.
قال الخطيب وغيره: كان ثقة حجة دينًا صالحًا مشهورًا بالحفظ.
وقيل: كان ثعلب لا يتكلف إقامة الإعراب في حديثه.
وقال إبراهيم الحربي: قد تكلم الناس في الاسم والمسمى، وقد بلغني أن أبا العباس أحمد بن يحيى قد كره الكلام في ذلك، وقد كرهت لكم ما كره أبو العباس.
وقال محمد بن عبد الملك التاريخي: سمعت المبرد يقول: أعلم الكوفيين ثعلب. فذكر له الفراء، فقال: لا يعشره.
وقال ابن مجاهد المقرئ: قال لي ثعلب: اشتغل أصحاب القرآن بالقرآن ففازوا، واشتغل أهل الفقه بالفقه ففازوا، واشتغل أصحاب الحديث بالحديث ففازوا، واشتغلت أنا بزيدٍ وعمرو، فليت شعري ماذا يكون حالي في الآخرة؟ فانصرفت من عنده، فرأيت تلك الليلة النبي صلى الله عليه وسلم، فقال لي: أقرئ أبا العباس عني السلام، وقل له: إنك العلم المستطيل.
قال القفطي: كان ثعلب يدرس كتب الكسائي والفراء درسًا، فلم يكن يدري مذهب البصريين، ولا كان مستخرجًا للقياس، ولا طالبًا له، بل ينقل. فإذا سئل عن الحجة لم يأت بشيء.
وعن الرياشي، وسئل لما رجع من بغداد فقال: ما رأيت أعلم من الغلام المنبز، يعني ثعلبًا.
وحكى أبو علي الدينوري، ختن ثعلب، أن المبرد كان أعلم بكتاب سيبويه من ثعلب؛ لأنه قرأه على العلماء، وثعلب قرأه على نفسه.
وقيل: إن ثعلبًا كان يبخل، وخلف ثلاثة آلاف دينار، وملكًا بثلاثة آلاف دينار، وكان قد صحب محمد بن عبد الله بن طاهر، وعلم ابنه طاهرًا، فرتب له ألف درهم، وجراية في كل شهر.
وله من الكتب: كتاب الفصيح، كتاب المصون، كتاب اختلاف النحويين، كتاب معاني القرآن، كتاب ما يلحن فيه العامة، كتاب القراءات، كتاب معاني الشعر، كتاب التصغر، كتاب ما لا ينصرف، كتاب الأمثال، كتاب الوقف والابتداء، كتاب إعراب القرآن، وأشياء أخر.
وطال عمره وأصم، فرجع يومًا من الجامع مع أصحابه، فصدمته دابة، فوقع في حفرة، فلم يقدر على القيام، وحمل إلى بيته يتأوه من رأسه، ومات منها في جمادى الأولى سنة إحدى وتسعين
82 -
أحمد بن يحيى بن إسحاق أبو الحسين الريوندي الملحد
، صاحب الزندقة.
كان حيا إلى حدود الثلاثمائة، وكان يلازم الرافضة والملحدة، فإذا عوتب قال: إنما أريد أن أعرف مذاهبهم، ثم كاشف وناظر، وصنف في الزندقة لعنه الله.
قال الإمام أبو الفرج ابن الجوزي: كنت أسمع عنه بالعظائم، حتى رأيت له ما لم يخطر مثله على قلب، ووقعت إلي كتبه، فمنها: كتاب نعت الحكمة، وكتاب قضيب الذهب، وكتاب الزمردة، وكتاب الدامغ، الذي نقضه عليه أبو علي محمد بن إبراهيم الجبائي، ونقض عليه أبو الحسين عبد الرحيم بن محمد الخياط كتاب الزمردة.
قال ابن عقيل: عجبي كيف لم يقتل وقد صنف الدامغ؛ يدمغ به القرآن، والزمردة يزري فيه على النبوات؟.
قال ابن الجوزي: نظرت في الزمردة فرأيت له فيه من الهذيان البارد الذي لا يتعلق بشبهة، يقول فيه: إن كلام أكثم بن صيفي فيه شيء أحسن من سورة الكوثر. وإن الأنبياء وقعوا بطلسمات، وقد وضع كتابًا لليهود والنصارى يحتج لهم في إبطال نبوة نبينا صلى الله عليه وسلم.
وقال أبو علي الجبائي: كان السلطان قد طلب أبا عيسى الوراق، وابن الريوندي؛ فأما الوراق فحبس حتى مات، وهرب ابن الريوندي إلى ابن لاوي اليهودي، ووضع له كتاب الدامغ، يطعن به على القرآن، وعلى النبي صلى الله عليه وسلم. ثم لم يلبث إلا أيامًا حتى مرض ومات إلى اللعنة. وعاش أكثر من ثمانين سنة.
وقال ابن عقيل: عاش ستًا وثلاثين سنة.
قلت: وقد سرد ابن الجوزي من زندقته أكثر من ثلاث ورقاتٍ، صنت هذا الكتاب عنها، ثم رأيت ترجمته في ابن النجار، فقال: أبو الحسين بن الراوندي المتكلم من أهل مرو الروذ سكن بغداد، وكان من متكلمي المعتزلة، ثم فارقهم وتزندق.
وقيل: كان أبوه يهوديًا، فأسلم هو، فكان بعض اليهود يقول لبعض المسلمين: لا يفسد هذا عليكم كتابكم، كما أفسد أبوه علينا التوراة.
وذكر أحمد بن أبي أحمد القاص الطبري أن ابن الراوندي كان لا يستقر على مذهب، ولا يثبت على انتحال، حتى صنف لليهود كتاب النصرة على المسلمين لأربعمائة درهم فيما بلغني، أخذها من يهود سامراء، فلما أخذ المال رام نقضها، حتى أعطوه مائتي درهم، فسكت.
قال البلخي في محاسن خراسان: أحمد بن يحيى الريوندي المتكلم، لم يكن في زمانه من نظرائه أحذق منه في الكلام، ولا أعرف بدقيقه وجليله منه، وكان أول أمره حسن السيرة، جميل المذهب، كثير الحياء، ثم انسلخ من ذلك كله لأسباب عرضت له؛ ولأن علمه كان أكبر
من عقله، وقد حكي عن جماعة أنه تاب عند موته، وأكثر كتبه صنفها لأبي عيسى اليهودي، وفي منزل أبي عيسى مات.
قال ابن النجار: ولأبي علي الجبائي عليه ردود كثيرة.
ومن قوله في حديث عمار: تقتلك الفئة الباغية قال: المنجمون يقولون مثل هذا.
وقال: في القرآن لحن.
وله كتاب في قدم العالم ونفي الصانع، وقال في القرآن: لا يأتي أحد بمثله؟ هذا كتاب إقليدس لا يأتي أحد بمثله، وكذلك بطليموس في أشياء جمعها لم يأت أحد بمثلها.
قلت: هذه دعاوٍ كاذبة.
وعن الحسن بن علي الحسيني قال لأبي الحسين الراوندي: أنت أحذق الناس، فلو اختلفت معنا إلى المبرد. فقال: نبهتني.
فكان بعدُ يختلف إلى المبرد، فسمعت أبا العباس المبرد يقول: هذا أبو الحسين يختلف إلي منذ شهر، فلو اختلف سنة احتجت أن أقوم من مجلسي هذا وأجلسه فيه.
قال ابن جميل: أنشدنا أبو الحسين أحمد بن يحيى الراوندي:
أليس عجيبا بأن امرأ لطيف الخصام دقيق الكلم يموت وما حصلت نفسه سوى علمه بأنه ما علم قال ابن النجار: بلغني أن ابن الراوندي هلك في سنة ثمان وتسعين ومائتين، أبعده الله وأسحقه.
83 -
أحمد بن يحيى بن خالد بن حيان
، أبو العباس الرقي، ثم المصري الأصغر.
عن يحيى بن سليمان الجعفي، وعنه الطبراني وغيره، توفي في ربيع الأول سنة أربع وتسعين ومائتين.
84 -
أحمد بن يحيى بن إسحاق
، أبو جعفر البجلي الحلواني، ثم البغدادي.
عن أحمد بن يونس، وسعدويه، وفيض بن وثيق الثقفي، وأحمد بن حنبل وجماعة.
وعنه أبو عمرو ابن السماك، وأبو بكر النجاد، وأبو سهل القطان، والطبراني، وأبو بكر الآجري.
قال الخطيب: ثقة، يذكر عنه زهد ونسك وكثرة حديث.
توفي سنة ست وتسعين، وهو أخو حازم بن يحيى.
85 -
أحمد بن يحيى ابن الإمام يحيى بن يحيى الليثي الأندلسي
، المعروف بالثائر.
فقيه بارع، وشاعر محسن.
توفي كهلًا، وقد روى عن أبيه، ومحمد بن وضاح.
ومات في سنة سبع وتسعين.
86 -
أحمد بن يحيى البلاذري الكاتب
.
قد ذكرناه في عشر الثمانين على ما نقله بعضهم من أنه توفي في خلافة المعتمد، ثم وجدت أن أبا أحمد بن عدي قد روى عنه، على ما ذكره الحافظ ابن عساكر، فيحرر هذا.
87 -
أحمد بن يعقوب
. أبو المثنى البغدادي القاضي.
أحد من قام في خلع المقتدر تدينا، قال أبو عمر محمد بن يوسف القاضي: حبسونا ويئسنا من الحياة، ثم أتوا، يعني أعوان المقتدر فأضجعوا محمد بن داود بن الجراج، فذبحوه وذهبوا.
ثم عادوا بعد ساعة، فقالوا لأبي المثنى القاضي: يقول لك أمير المؤمنين بم استحللت يا عدو
الله نكث بيعتي؟.
قال: لعلمي أنه لا يصلح للإمامة.
فقالوا: قد أمرنا أن نستتيبك من هذا الكفر، فإن تبت وإلا قتلناك.
فقال: أعوذ بالله من الكفر، فذبحوه وأخذوا رأسه، وأما أنا فاعترفت بالذنب، فصودرت.
قال: وأخذت المرآة فنظرت فيها، فإذا قد شابت لحيتي في ليلة، يعني من هول ما ورد عليه.
قتل أبو المثنى سنة ست وتسعين في ربيع الآخر.
88 -
أبان بن مخلد
، أبو الحسن الأصبهاني البزاز.
عن محمد بن أبان البلخي، ومحمد بن مهران الجمال، ومحمد بن عمرو زنيج.
وعنه أبو أحمد العسال، وعبد الله بن محمد بن عمر القاضي، والطبراني.
توفي سنة تسع وتسعين، وقيل: سنة ثلاثمائة.
قال أبو نعيم الأصبهاني: لا بأس به.
89 -
إبراهيم بن أحمد، أبو اليسر الشيباني
البغدادي اللغوي الأخباري الشاعر المعروف بالرياضي، نزيل القيروان.
أخذ عن ابن قتيبة، والمبرد، وثعلب.
ولقي دعبل بن علي، وابن الجهم، وسعيد بن محمد الكاتب، وأدخل إفريقية ترسل المحدثين وطرقهم وأشعارهم، وكان كاتبًا مترسلًا، بليغًا، علامة. له كتاب لفظ المرجان في الأدب، وكتاب سراج الهدى في معاني القرآن. وكتب الإنشاء لصاحب إفريقية إبراهيم بن أحمد بن الأغلب، ولابنه.
توفي سنة ثمان وتسعين ومائتين عن خمس وسبعين سنة.
90 -
إبراهيم بن أحمد، أبو إسحاق الخواص
الزاهد شيخ الصوفية بالري.
كان من كبار مشايخ الطريق. أخذ عنه جعفر الخلدي، وغيره، وله تصانيف في التصوف.
روي عنه أنه قال: رأيت أسود يصلي في يومٍ شديد البرد، وأن العرق يسيل منه، فقلت: يا حبيبي، ما هذه الشهرة؟ قال: أتراه يعريني ولا يدفيني.
وعنه قال: من أراد الله لله بذل له نفسه، وأدناه من قربه، ومن أراد الله لنفسه أشبعه من جنانه، ورواه من رضوانه.
وقال جعفر الخلدي: سمعت إبراهيم الخواص يقول: من لم تبك الدنيا عليه لم تضحك الآخرة إليه. وبت ليلةً مع إبراهيم فانتبهت، فإذا هو يناجي إلى الصباح:
برح الخفاء وفي التلاقي راحة هل يشتفي خل بغير خليله؟ وقال أبو نعيم: أخبرنا الخلدي في كتابه قال: سمعت إبراهيم الخواص يقول: سلكت في البادية سبعة عشر طريقًا، فيها طريق من ذهب، وطريق من فضة.
وفي تاريخ الصوفية: عن عمر بن سنان المنبجي قال: مر بنا إبراهيم الخواص، فقال: لقيني الخضر، فسألني الصحبة، فخشيت أن يفسد علي سر توكلي بسكوني إليه؛ ففارقته.
ويروى عن ممشاذ الدينوري قال: خرجت فإذا بثلج عظيم وقع، فذهبت إلى تل النوبة، فإذا إنسان قاعد على رأس التل وحوله قدر خيمة، خالٍ من الثلج، فإذا هو إبراهيم الخواص، فسلمت عليه وجلست عنده، فقلت: بم نلت هذا؟ فقال: بخدمة الفقراء.
توفي سنة إحدى وتسعين، وقيل: سنة أربعٍ وثمانين.
من نظراء الجنيد.
91 -
إبراهيم بن إسحاق الأنصاري البغدادي
.
عن لوين، وأحمد بن منيع، وجماعة، وعنه أبو حامد ابن الشرقي وطائفة.
توفي سنة ثلاث وتسعين.
92 -
إبراهيم بن بندار بن عبدة الأصبهاني القطان
.
عن محمد بن يحيى بن أبي عمر العدني، وغيره. وعنه أبو أحمد العسال، والطبراني.
توفي سنة ست وتسعين.
93 -
إبراهيم بن جعفر الأشعري الأصبهاني
.
استشهد في وقعة الهبير.
روى عن حميد بن مسعدة، وأبي عتبة الحمصي، وطائفة، وعنه أبو أحمد العسال، وأبو إسحاق بن حمزة، وأبو الشيخ.
94 -
إبراهيم بن داود الصيرفي المصري
.
عن عيسى بن زغبة، وعبد الملك بن شعيب بن الليث.
توفي في جمادى الأولى سنة ثمان وتسعين.
وثقه ابن يونس.
95 -
إبراهيم بن درستويه
، أبو إسحاق الشيرازي.
حدث ببغداد عن لوين، ومحمد بن يحيى العدني، ومحمد بن يحيى الكندي الحجري، وعنه أبو بكر الإسماعيلي، والطبراني.
96 -
إبراهيم بن الحسن الهمذاني الأدمي
. ويعرف بالصيمري.
عن محمد بن حميد، وأبي كريب، وأبي عمار الحسين بن حريث، وعنه أبو القاسم بن عبيد، وأبو بكر ابن خرجة النهاوندي، وأبو بكر الإسماعيلي.
97 -
إبراهيم بن الحسين أخو أبي ميسرة الهمذاني
.
عن سهل بن عثمان العسكري، وأبي مصعب، وعبد الحميد بن عصام
الجرجاني. وعنه ابن خرجة النهاوندي، وأبو القاسم الطبراني، وآخرون.
98 -
إبراهيم بن سعيد بن معدان الهمذاني البزاز
.
عن سويد بن سعيد، ويعقوب بن كاسب. وعنه أبو بكر بن خرجة النهاوندي، وأبو بكر الإسماعيلي.
توفي سنة سبعٍ.
99 -
إبراهيم بن أبي طالب محمد بن نوح بن عبد الله بن خالد
، أبو إسحاق النيسابوري المزكي الزاهد الحافظ.
إمام عصره بنيسابور في معرفة الحديث والرجال، قاله الحاكم. ثم قال: جمع الشيوخ والعلل، وسمع بنيسابور إسحاق بن إبراهيم، وأبا قدامة، وعمرو بن زرارة، والحسين ابن الضحاك، وعبد الله بن الجراح، وعبد الله بن عمر بن الرماح، ومحمد بن أبان البلخي، وأقرانهم.
وبالري محمد بن مهران، ومحمد بن عمرو زنيج، ومحمد بن حميد، وأقرانهم. ودخل على أحمد بن حنبل، وذاكره واحتال في أخذ حكايات من لفظه، ولم يقدر على المسانيد.
وسمع من داود بن رشيد، وأحمد بن منيع، وأقرانه.
وبواسط من بشر بن آدم، وإسحاق بن شاهين، وجماعة.
وبالبصرة: نصر بن علي، والفلاس، وبندار، وغيرهم.
وبالكوفة أبا كريب، وعثمان بن أبي شيبة، وعبد الله بن عمر بن أبان، وأقرانهم.
وبالمدينة: أبا مصعب، ويحيى بن سليمان بن نضلة، وإسماعيل بن أبي خبزة، وهارون بن موسى الفروي، وأقرانهم.
وبمكة محمد بن يحيى بن أبي عمر، ومحمد بن عباد، وعبد الله بن عمران، وجماعة.
وعنه أبو يحيى الخفاف، وابن خزيمة، وأكثر مشايخنا.
سمعت عبد الله بن سعيد يقول: ما رأيت مثل إبراهيم بن أبي طالب، ولا رأى مثل نفسه.
سمعت أبا علي النيسابوري الحافظ يقول: كنت أختلف إلى الولي بباب معمر، فقال لي بعض مشايخنا: ألا تحضر مجلس إبراهيم بن أبي
طالب فترى شمائله ومحاسنه؟ فأحضرني، فرأيت شيخًا لم تر عيناي مثله.
سمعت محمد بن يعقوب الحافظ يقول: إنما أخرجت مدينتنا هذه ثلاثة: محمد بن يحيى، ومسلم بن الحجاج، وإبراهيم بن أبي طالب.
سمعت أحمد بن إسحاق الفقيه يقول: ما رأيت في المحدثين أهيب من إبراهيم بن أبي طالب، كنا نجلس بين يديه، كأن على رؤوسنا الطير، بينا نحن بين يديه إذ عطس أبو زكريا العنبري، فأخفى عطاسه، فقلت له سرا: لا تَخَفْ، فلست بين يدي الله تعالى.
سمعت أبا عبد الله بن أبي يعقوب يقول: سمعت أبا حامد ابن الشرقي يقول: إنما أخرجت خراسان من أئمة الحديث خمسة: محمد بن يحيى، والبخاري، والدارمي، ومسلم، وإبراهيم بن أبي طالب.
سمعت أبا الفضل محمد بن إبراهيم يقول: سمعت إبراهيم بن أبي طالب يقول: قال لي محمد بن يحيى: من أحفظ من رأيت بالعراق؟ قلت: لم أر بعد أحمد بن حنبل مثل أبي كريب.
حدثنا أبو الوليد حسان بن محمد قال: سمعت إبراهيم بن أبي طالب يقول: دخلت على أحمد بن حنبل غير مرة، وذاكرته؛ رجاء أن آخذ عنه حديثًا، فقلت يومًا: حديث أبي سلمة، عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:«امرؤ القيس قائد لواء الشعراء إلى النار» .
قال: قيل عن الزهري، عن أبي سلمة، فقلت: من ذكره عن الزهري؟ قال: أبو الجهم، فقلت: من رواه عن أبي الجهم؟ فسكت. فلما عاودته قال: اللهم سلم، فسكت.
قلت: ترك الإمام أحمد التحديث لله؛ لما للنفس فيه من الحظ، فملأ الله البلاد بحديثه، وعاش ولده، وروى عنه شيئًا كثيرًا إلى الغاية، ونفع الله به العلماء والفقهاء والمحدثين فلا مانع لما أعطى، ولا معطي لما منع.
قال الحاكم: وكان إبراهيم بن أبي طالب يعيش من كراء حانوت له في الشهر بسبعة عشر درهمًا، يتبلغ بها، وقد أملى كتاب العلل وغير شيء.
وسمعت عبد الله بن سعد يقول: توفي في ثاني رجب سنة خمس وتسعين.
أخبرتنا زينب بنت عمر، عن المؤيد الطوسي قال: أخبرنا محمد بن
الفضل، قال: أخبرنا عمر بن مسرور، قال: أخبرنا إسماعيل بن نجيد قال: حدثنا إبراهيم بن أبي طالب، قال: حدثنا أبو كريب، قال: حدثنا أبو خالد، عن شعبة، عن عاصم، عن زر، عن علي قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا علي، سل الله الهدى والسداد، واذكر بالهدى هدايتك الطريق، وبالسداد تسديدك السهم.
100 -
إبراهيم بن عبد الله بن مسلم بن ماعز بن المهاجر البصري
، أبو مسلم الكجي صاحب السنن ومسند زمانه.
ولد سنة بضع وتسعين ومائة.
وسمع أبا عاصم النبيل، ومحمد بن عبد الله الأنصاري، وعبد الرحمن بن حماد الشعيثي، وعبد الملك الأصمعي، ومسلم بن إبراهيم، وعبد الله بن رجاء، ومعاذ بن عوذ الله، وبدل بن المحبر، وحجاج بن منهال، وسعيد بن سلام العطار، وحجاج بن نصير، وأبا زيد سعيد بن أوس الأنصاري، وخلقًا سواهم.
وعنه إسماعيل الصفار، وأبو بكر النجاد، وفاروق الخطابي، وحبيب القزاز، وسليمان الطبراني، وأحمد بن جعفر الختلي، وأحمد بن جعفر القطيعي، وأبو محمد بن ماسي، وآخرون
وثقه الدارقطني، وغيره.
وكان رئيسًا نبيلًا من سروات بلده، وأولي العلم والأمانة، قدم بغداد وروى الكثير بها.
قال أحمد بن جعفر الختلي: لما قدم علينا أبو مسلم الكجي أملى الحديث في رحبة غسان، وكان في مجلسه سبعة مستملين، يبلغ كل واحد منهم صاحبه الذي يليه، وكتب الناس عنه قيامًا، ثم مسحت الرحبة، وحسب من حضر بمحبرة، فبلغ ذلك نيفًا وأربعين ألف محبرة، سوى النظارة.
هذه حكاية صحيحة، رواها الخطيب في تاريخه، عن بشرى الرومي، قال: سمعت الختلي، فذكرها.
وقال غنجار في تاريخ بخارى: حدثنا أبو نصر أحمد بن محمد قال: سمعت جعفر بن محمد الطبسي يقول: كنا ببغداد عند أبي مسلم الكجي، ومعنا عبد الله مستملي صالح جزرة، فقيل لأبي مسلم: هذا مستملي صالح. قال: من صالح؟ قال: صالح الجزري. فقال: ويحكم ما أهونه عندكم، ألا تقولوا: سيد المسلمين؟ وكنا في أخريات الناس، فقدمنا وقال: كيف أخي وكبيري، ما تريدون؟ فقلنا: أحاديث ابن عرعرة، وحكايات الأصمعي. فأملى علينا عن ظهر قلب، وكان ضريرًا، مخضوب اللحية.
وعن فاروق الخطابي قال: لما فرغنا من السنن على أبي مسلم، عمل لنا مأدبة، أنفق فيها ألف دينار، وقد مدحه أبو عبادة البحتري الشاعر.
وبلغنا أنه لما حدث تصدق بعشرة آلاف درهم شكرًا لله.
وتوفي ببغداد في سابع محرم سنة اثنتين وتسعين، ونقلوه إلى البصرة، فدفن بها.
101 -
إبراهيم بن عبد الله بن معدان الأصبهاني
.
عن محمد بن حميد الرازي، وأحمد بن سعيد الهمداني، وجماعة. وعنه الطبراني، وأبو إسحاق بن حمزة، وأبو الشيخ، وآخرون.
توفي سنة أربع وتسعين.
102 -
إبراهيم بن عبد الرحمن بن إبراهيم الدمشقي ابن دحيم
.
سمع أباه، وهشام بن عمار، وجماعة. وعنه ابن أخيه عبد الرحمن بن عمرو بن دحيم، والطبراني، وأبو أحمد بن عدي، وأبو عمرو بن مطر، وخلق كثير.
وكان ثقة.
بقي إلى حدود الثلاثمائة.
103 -
إبراهيم بن علي بن محمد بن آدم
، أبو إسحاق الذهلي النيسابوري.
سمع يحيى بن يحيى، ويزيد بن صالح، وابن راهويه، وجماعة.
وفي الرحلة علي بن الجعد، ويحيى الحماني، وأبا مصعب الزهري.
وعنه أبو علي محمد بن عبد الوهاب الثقفي، ومحمد بن صالح بن هانئ، وعلي بن حمشاذ، وأبو الفضل محمد بن إبراهيم، وبشر بن أحمد الإسفراييني، وطائفة.
قال الحاكم: سألت أبا زكريا العنبري وعلي بن حمشاذ عنه فوثقاه.
توفي في شعبان سنة ثلاث وتسعين.
104 -
إبراهيم بن محمد بن الحارث بن ميمون
، أبو إسحاق الأصبهاني المعروف بابن نائلة، وهي أمه.
سمع إسماعيل بن عمرو البجلي.
وفي الرحلة سعيد بن منصور، وعمار بن هارون، وسعيد بن فلان، وروح بن عبد المؤمن، ومحمد بن المغيرة الأصبهاني.
وعنه أبو أحمد العسال، والطبراني، وأحمد بن بندار، ومحمد بن إسحاق بن أيوب، وآخرون.
توفي سنة إحدى وتسعين.
105 -
إبراهيم بن محمد بن الهيثم
. أبو القاسم البغدادي صاحب الطعام.
روى عن محمد بن الصباح الجرجرائي. وعنه الطبراني.
106 -
إبراهيم بن محمد بن أبي الشيوخ الأدمي
. صدوق.
عن الوليد بن شجاع، وإسحاق بن بهلول. وعنه أحمد بن المنادي، وقال: توفي سنة ست وتسعين ومائتين.
107 -
إبراهيم بن محمود بن حمزة
. أبو إسحاق النيسابوري القطان المالكي الفقيه.
رحل فتفقه بمصر على ابن عبد الحكم.
وسمع أحمد بن منيع، وجماعة. وعنه حسان بن محمد الفقيه، وأبو بكر النقاش.
وكان فقيهًا بارعًا صوامًا قوامًا مجاهدًا، وكان شيخ المالكية بنيسابور.
توفي سنة ثمانٍ وتسعين، وقيل: توفي سنة تسعٍ وتسعين.
قال الحاكم: سمعت محمود بن محمد يقول: قال لي عمي إبراهيم: قال لي ابن عبد الحكم: ما قدم علينا خراساني أعرف بطريقة مالك منك، فإذا رجعت فادع الناس إلى رأي مالك.
قال: وكان عمي يصوم النهار ويقوم الليل، ولا يدع الجهاد في كل ثلاثة أعوام.
108 -
إبراهيم بن معقل بن الحجاج
، أبو إسحاق النسفي قاضي نسف وعالمها.
رحل وكتب الكثير، وسمع جبارة بن المغلس، وقتيبة بن سعيد، وهشام بن عمار، وأقرانهم.
وروى الصحيح عن أبي عبد الله البخاري.
وكان فقيه النفس، عارفًا باختلاف العلماء.
روى عنه ابنه سعيد، وعبد المؤمن بن خلف، ومحمد بن زكريا النسفيون، وعلي بن إبراهيم الطغامي، وخلف بن محمد الخيام، وخلق سواهم.
صنف المسند، والتفسير، وغير ذلك.
وتوفي في ذي الحجة سنة خمس وتسعين.
109 -
إبراهيم بن موسى بن جميل
، أبو إسحاق الأندلسي التدميري، مولى بني أمية.
رحل وأخذ عن عمر بن شبة، ومحمد بن عبد الله بن عبد الحكم الفقيه، وأبي بكر بن أبي الدنيا، وعبد الله بن مسلم بن قتيبة الدينوري، وأحمد بن أبي خيثمة، وطائفة.
وعنه قاسم بن أصبغ، ومحمد بن عبد الملك بن أيمن، وسعيد بن جابر، ومحمد بن قاسم الأندلسيون، وأبو جعفر الطحاوي، والطبراني، وابن يونس.
وقد روى عنه النسائي شيئًا في الكنى عن رجل، عن ابن المديني.
قال ابن الفرضي: كان كثير الغلط.
توفي سنة ثلاثمائة بمصر، وكان قد سكنها.
وثقه ابن يونس.
110 -
إبراهيم بن هاشم بن الحسين البغوي
، ثم البغدادي.
سمع علي بن الجعد، وأحمد بن حنبل، وأمية بن بسطام، وجماعة. وعنه أبو بكر النجاد، وابن قانع، وأبو بكر الشافعي، وعلي بن لؤلؤ، وطائفة.
وثقه الدارقطني.
وتوفي في جمادى الآخرة سنة سبع وتسعين.
في مجالس الخلال، روايته عن علي بن الحسن بن شقيق. وهذا وهم، لم يدركه.
وكان مولده سنة سبع ومائتين.
111 -
أحوص بن المفضل بن غسان أبو أمية الغلابي البغدادي البزاز القاضي
.
حدث عن أبيه بالتاريخ، وعن محمد بن عبد الملك بن أبي الشوارب، وأحمد بن عبدة الضبي، وغيرهما.
قال الخطيب: كان بزازًا، فاستتر ابن الفرات الوزير عنده في نكبةٍ أصابته، فقال له: إن وليت الوزارة ما تريد أن أفعل بك؟ قال: تقلدني شيئًا.
فلما وزر أحسن إليه وولاه قضاء البصرة والأهواز، وكان قليل العلم، فلما عزل ابن الفرات قبض عليه متولي البصرة وسجنه، إلى أن مات في سنة ثلاثمائة.
قال الدارقطني: ليس به بأس.
112 -
أحيد بن عمر بن هارون البخاري الفقيه
.
روى عن إسحاق بن راهويه، وأبي مصعب الزهري وطبقتهما، وعنه خلف الخيام، وأبو الأسد أحمد بن إبراهيم، وغيرهما.
توفي سنة ثلاث وتسعين.
113 -
إدريس بن عبد الكريم
، أبو الحسن البغدادي الحداد المقرئ.
قرأ على خلف البزار.
وسمع عاصم بن علي، وأحمد بن حنبل، ويحيى بن معين، ومصعب بن عبد الله الزبيري، وجماعة.
قرأ عليه أبو بكر محمد بن الحسن بن مقسم، وأبو الحسين أحمد بن ثوبان، وأبو الحسن بن شنبوذ، وأبو علي أحمد بن عبد الله بن حمدان بن صالح، وآخر من زعم أنه قرأ عليه الحسن بن سعيد المطوعي.
وروى عنه ابن مجاهد، وأبو بكر النجاد، وإسماعيل الخطبي، وأبو علي ابن الصواف، وأبو بكر القطيعي، وسليمان الطبراني، وخلق.
قال الدارقطني: ثقة وفوق الثقة بدرجة.
توفي يوم عيد النحر سنة اثنتين وتسعين، وله ثلاث وتسعون سنة.
وقد قرأ عليه المطوعي للكسائي، وقال: قرأت على قتيبة بن مهران، وقرأ على الكسائي، تابعه ابن شنبوذ.
114 -
أزهر بن زفر المصري
.
عن يحيى بن بكير، ومحمد بن مخلد الرعيني، وعنه أبو القاسم الطبراني.
115 -
إسحاق بن أحمد بن النضر العبقسي الموصلي السماك
.
عن إسحاق بن أبي إسرائيل، ويعقوب الدورقي، وجماعة، وعنه يزيد بن محمد في تاريخه، وقال: توفي سنة اثنتين وتسعين.
116 -
إسحاق بن إبراهيم بن جابر
، أبو يعقوب التجيبي المصري القطان.
عن سعيد بن أبي مريم، وعنه أبو سعيد بن يونس، والطبراني.
توفي في جمادى الآخرة سنة ست وتسعين.
وقال ابن يونس: ما علمت إلا خيرًا.
117 -
إسحاق بن إبراهيم المصري الجلاب
. ويعرف بفقيقيعة.
يروي عن حرملة، وغيره. وعنه أبو سعيد بن يونس وقال: مات سنة ثمانٍ وتسعين.
118 -
إسحاق بن إبراهيم بن أحمد بن يعيش البغدادي الهمذاني
، أبو العباس ابن النابتي.
ولي أبوه قضاء همذان مدة.
وحدث هو عن أبيه، وأبي عمار الحسين بن حريث، ومحمود بن غيلان، وجماعة. وعنه أبو الشيخ، وأحمد بن بندار، وأهل أصبهان.
119 -
إسحاق بن إبراهيم بن داود
، أبو يعقوب الأصبهاني المؤدب.
عن حميد بن مسعدة، وسعيد بن يحيى سعدويه. وعنه أبو أحمد العسال، وأحمد بن بندار.
120 -
إسحاق بن حاجب البغدادي المعدل
.
عن خليفة بن خياط، ومحمد بن بكار بن الريان، وعنه أبو بكر النجاد، وعبد الصمد الطستي، وغيرهما.
وتوفي سنة أربعٍ وتسعين، وقيل: سنة سبعٍ.
وثقه أبو بكر الخطيب.
121 -
إسحاق بن حنين بن إسحاق
، أبو يعقوب العبادي.
نسبة إلى عباد الحيرة، وهم من قبائل شتى من النصارى، نزلوا
الحيرة، ولما بنيت الكوفة خربت الحيرة.
وكان هذا الكلب أوحد عصره في علم الطب كأبيه. وكان يعرب الكتب اليونانية، وكان قد انقطع إلى الوزير أبي القاسم بن عبيد الله، وقد ابتلي بالفالج في أواخر عمره، وما أغنى عنه بصره بالطب، نسأل الله العافية.
مات سنة ثمانٍ وتسعين.
122 -
إسحاق بن خالويه
، أبو يعقوب البابسيري الواسطي.
روى عن علي بن بحر، وعنه الطبراني.
123 -
إسحاق بن موسى
، أبو يعقوب اليحمدي الفقيه.
أول من حمل كتب الشافعي إلى بلد إستراباذ. وكان صدوقًا عالمًا فاضلا محدثًا.
سمع قتيبة، وابن راهويه، وهشام بن عمار، وحرملة التجيبي، وخلقًا، وعنه محمد بن أحمد الغطريف، وجعفر بن شهريل.
124 -
أسلم بن سهل بن أسلم بن زياد بن حبيب الحافظ
، أبو الحسن الواسطي الرزاز، بحشل، صاحب تاريخ واسط.
سمع جده لأمه وهب بن بقية، وسليمان بن أحمد الواسطي، ومحمد بن خالد بن عبد الله، وخلقًا بعد الثلاثين ومائتين، وكان يفهم ويدري الفن.
روى عنه محمد بن عثمان بن سمعان، ومحمد بن عبد الله بن يوسف، وإبراهيم بن يعقوب الهمذاني، وعلي بن حميد البزاز، ومحمد بن جعفر بن الليث الواسطي، وأبو القاسم الطبراني.
توفي سنة اثنتين وتسعين ومائتين.
وقال خميس الحوزي: بحشل الرزاز منسوب إلى محلة الرزازين، ومسجده هناك، ثقة، ثبت، إمام، يصلح للصحيح.
125 -
إسماعيل بن أحمد بن أسد بن سامان بن نوح
، أمير خراسان أبو إبراهيم، وابن أميرها.
كان عالمًا فاضلًا عادلًا حسن السيرة في الرعية، مكرمًا للعلماء، مشهورًا بالشجاعة والإقدام، ميمون النقيبة، جرت له واقعة غريبة، فقال الحاكم: سمعت ابن قانع ببغداد يقول: سمعت عيسى بن محمد الطهماني يقول: سمعت الأمير إسماعيل بن أحمد يقول: جاءنا أبونا بمؤدب يعلمنا الرفض، فنمت، فرأيت النبي صلى الله عليه وسلم، ومعه أبو بكر، وعمر، فقال: لم تسب صاحبي؟ فوقفت، فقال لي بيده هكذا، ونفضها في وجهي، فانتبهت فزعًا أرتعد من الحمى، فمكثت على الفراش سبعة أشهر، وسقط شعري، فدخل أخي فقال: أيش قصتك؟ فحدثته. فقال: اعتذر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم. فاعتذرت وتبت. فما مر لي إلا جمعة حتى نبت شعري.
وقال أحمد بن سعيد بن مسعود المروزي: لو لم يكن لآل سامان إلا ما فتحوا من بلاد الكفر لكفى؛ فإنهم فتحوا مسيرة شهر، ولم يفتح بنو العباس منذ ولوا مقدار شبر.
قال الحافظ أبو عبد الله الحاكم: ويقال له الأمير الماضي أبو إبراهيم.
سمع من الفقيه محمد بن نصر المروزي عامة تصانيفه.
وسمع من أبيه أحمد بن أسد، ومن محمد بن الفضل.
أخذ عنه إمام الأئمة ابن خزيمة، وغيره.
وكانت مدة سلطنته سبع سنين، وقد ظفر بعمرو بن الليث الصفار، وأسره وبعث به إلى المعتضد، كما سقنا في أخبار عمرو، فعظم عند المعتضد، وكتب له بعهده على إقليم المشرق. وكذلك استعمله المكتفي، وكان يعتمد عليه ويركن إليه لما يرى من كفاءته ويقول:
لن يخلف الدهر مثلهم أبدًا هيهات هيهات شأنهم عجب توفي في بخارى في صفر سنة خمسٍ وتسعين، وولي بعده ابنه أحمد.
قال الحاكم: سمعت الأمير إبراهيم بن أحمد يقول: كان جدي كثير السماع أصوله كلها عندي.
وقال أبو عبد الله البوسنجي: سمعت أبا إبراهيم الأمير يقول: كنت أتناول أبا بكر وعمر، فرأيت النبي صلى الله عليه وسلم وهو يقول: ما لك ولأصحابي؟ قال: فمرضت سنة، ثم تبت من ذلك.
126 -
إسماعيل بن عبد الله بن محمد بن عبدة
. أبو الحسن الضبي الأصبهاني، أحد الثقات.
سمع محمد بن حميد، ومحمد بن عمرو زنيج، وجماعة، وعنه أبو الشيخ، وأبو أحمد العسال، وآخرون.
توفي سنة تسع وتسعين.
127 -
إسماعيل بن محمد بن وهب المصري
.
عن دحيم، وحرملة، ويعقوب بن إسحاق الهاشمي، وعنه أبو جعفر العقيلي، والطبراني، وآخرون.
128 -
إسماعيل بن محمد بن قيراط
. أبو علي العذري الدمشقي.
عن صفوان بن صالح المؤذن، وإبراهيم بن المنذر الحزامي، وأحمد بن صالح، وسليمان ابن بنت شرحبيل، وهشام بن عمار، وطائفة، وعنه أبو عوانة، وخيثمة، وأبو عمر بن فضالة، والطبراني، وعبد الله بن الناصح.
توفي سنة سبع وتسعين.
129 -
إسماعيل بن محمد المزني الكوفي
، أبو محمد.
عن أبي نعيم، وعنه أبو بكر الإسماعيلي، وهو من كبار شيوخه.
توفي في نصف رمضان سنة ثمان وتسعين، ورخه ابن عقدة.
130 -
البختري بن محمد أبو صالح البغدادي
.
عن محمد بن سماعة القاضي، وكامل بن طلحة الجحدري. وعنه الطبراني.
قال الدارقطني: لا بأس به.
توفي سنة إحدى وتسعين.
131 -
بشران بن عبد الملك الخزاعي
. مولاهم الموصلي.
عن غسان بن الربيع، ومحمد بن سليمان لوين، وجماعة، وكان أحد الصالحين.
توفي سنة أربع.
روى عنه الطبراني.
132 -
بهلول بن إسحاق بن بهلول بن حسان
، أبو محمد التنوخي الأنباري، قاضي الأنبار وخطيبها المصقع البليغ.
وكان ثقة كثير الحديث.
سمع سعيد بن منصور، وإسماعيل بن أبي أويس، وإبراهيم بن حمزة الزبيري، وأحمد بن حاتم الطويل، ومحمد بن معاوية النيسابوري، وجماعة.
وعنه أخوه أحمد بن إسحاق، وابنا أخيه يوسف الأزرق، وإسماعيل ابنا يعقوب، وابن أخيه داود بن الهيثم بن إسحاق، وابن أخيه أبو طالب محمد بن أحمد بن إسحاق، وأبو بكر الشافعي، وأبو القاسم الطبراني، وأبو أحمد بن عدي، وأبو بكر الإسماعيلي، وخلق من الرحالة.
وثقه الدارقطني.
مولده في سنة أربع ومائتين، ومات في شوال سنة ثمان وتسعين.
وكان قاضي الأنبار وخطيبها، وأبوه حافظ كبير.
133 -
جبرون بن عيسى بن يزيد البلوي المصري
.
عن يحيى بن سليمان الحفري، وسحنون بن سعيد الفقيه، أخذ عنه بالمغرب. وعنه الطبراني، والمصريون.
توفي سنة أربعٍ وتسعين.
134 -
جبلة بن حمود
، أبو يوسف الصدفي الإفريقي.
يروي عن الفقيه سحنون، وغيره.
توفي بإفريقية سنة سبعٍ وتسعين وكان زاهدًا قدوة.
135 -
جعفر بن أحمد بن أبي عبد الرحمن أبو محمد النيسابوري الشاماتي
.
تفقه بمصر على المزني.
وسمع إسحاق بن راهويه، ومحمد بن رافع، وعبد الله بن عمران العابدي، وأبا كريب، وإسماعيل بن موسى الفزاري، وأحمد بن عبدة الضبي، ويونس بن عبد الأعلى، وخلقًا كثيرًا.
وعنه أبو عبد الله بن الأخرم، وأبو الفضل محمد بن إبراهيم، وأبو الوليد حسان الفقيه، وآخرون.
توفي في ذي القعدة سنة اثنتين وتسعين.
136 -
جعفر بن أحمد بن مضر المضري المصري
.
قال ابن يونس: هو عريف المؤذنين بمصر.
توفي سنة ثمانٍ وتسعين.
137 -
جعفر بن شعيب الشاشي
. أبو محمد.
رحل وسمع عيسى بن زغبة، ومحمد بن أبي عمر العدني، وطبقتهما. وعنه إسماعيل الخطبي، وأبو محمد بن ماسي.
توفي سنة أربعٍ وتسعين ببخارى.
138 -
جعفر بن عبد الله بن الصباح بن نهشل الأنصاري الأصبهاني
، المقرئ، إمام جامع أصبهان.
رحل وقرأ القرآن على أبي عمر الدوري.
وسمع من إسماعيل بن موسى الفزاري، وإبراهيم بن عبد الله الهروي، وجماعة.
وقرأ بأصبهان أيضًا على محمد بن عيسى.
وكان رأسًا في القرآن وعلومه.
روى عنه أبو أحمد العسال، والطبراني، وأبو الشيخ، وجماعة.
وتوفي سنة أربعٍ وتسعين.
قرأ عليه جماعة منهم: محمد بن أحمد الكسائي، ومحمد بن أحمد بن عبد الوهاب.
139 -
جعفر بن محمد بن الحسين بن عبيد الله بن محمد بن طغان
، أبو الفضل النيسابوري، ويعرف بالترك.
قال الحاكم: شيخ عشيرته في عصره، من الثقات الأثبات، ومن كبار أصحاب يحيى بن يحيى، وإسحاق بن راهويه.
وسمع أيضًا من عمرو بن زرارة، ومحمد بن أبان المستملي، وجماعة، وعنه عبد الله بن سعد، وأبو الفضل محمد بن إبراهيم، وأبو حامد ابن الشرقي الحافظ، وعدة.
توفي في ثامن عشر شعبان سنة خمسٍ وتسعين.
قال أبو الوليد الفقيه: سمعته يقول: كان إسحاق بن إبراهيم الحنظلي يرفعني على جماعة من الشيوخ في مجلسه، ويقول: جدهم أول من أظهر السنة بخراسان.
140 -
جعفر بن محمد بن ماجد البغدادي
.
عن خلاد بن أسلم، ومحمد بن علي بن شقيق، وجماعة، ويعرف بابن أبي القتيل.
وعنه حامد الرفاء، والطبراني.
توفي سنة سبعٍ وتسعين.
141 -
جعفر بن محمد بن الفرات
، أبو عبد الله الكاتب، توفي سنة سبعٍ أيضًا، وصلى عليه أخوه الوزير ابن الفرات.
وكان أسن من الوزير.
142 -
جعفر بن محمد بن الأزهر البغدادي
، عن وهب بن بقية، وغيره، وعنه أبو بكر الشافعي، والإسماعيلي.
توفي سنة تسعٍ.
143 -
جعفر بن محمد بن يزيدين
، أبو الفضل السوسي.
عن علي بن بحر القطان، وسهل بن عثمان العسكري، وسليمان بن عبد الرحمن الدمشقي، وأبي الطاهر ابن السرح، وخلق من الشاميين، والمصريين، والرازيين، وعنه أبو جعفر العقيلي، وأبو سعيد ابن الأعرابي، والحسن بن رشيق، وآخرون.
وجاور بمكة. قال الدارقطني: لا بأس به.
144 -
جعفر بن محمد بن الليث
، أبو عبد الله الزيادي البصري.
عن مسلم، وعبد الله بن رجاء الغداني، وغسان بن مالك السلمي، وأبو حذيفة النهدي، وجماعة. وعنه الطبراني، وأبو بكر الإسماعيلي، وأبو أحمد بن عدي، وآخرون.
بقي إلى قريب الثلاثمائة.
145 -
الجنيد بن خلف
، الفقيه أبو يحيى السمرقندي.
سمع إسحاق بن شاهين، وحوثرة بن أشرس. وعنه أبو علي بن آدم، وعلي بن أبي العقب، وأبو أحمد بن الناصح، وآخرون.
حدث بدمشق.
146 -
الجنيد بن محمد بن الجنيد
، أبو القاسم النهاوندي الأصل، البغدادي القواريري الخزاز.
وقيل: كان أبوه قواريريا، يعني زجاجًا، وكان هو خزازًا، كان شيخ العارفين وقدوة السائرين، وعلم الأولياء في زمانه، رحمة الله عليه.
ولد ببغداد بعد العشرين ومائتين، فيما أحسب أو قبلها.
وتفقه على أبي ثور.
وسمع من الحسن بن عرفة، وغيره.
واختص بصحبة السري السقطي، والحارث المحاسبي، وأبي حمزة البغدادي، وأتقن العلم، ثم أقبل على شأنه، واشتغل بما خلق له.
وحدث بشيء يسير.
روى عنه جعفر الخلدي، وأبو محمد الجريري، وأبو بكر الشبلي، ومحمد بن علي بن حبيش، وعبد الواحد بن علوان، وطائفة من الصوفية.
وكان ممن برز في العلم والعمل.
قال أحمد بن جعفر ابن المنادي في تاريخه: سمع الكثير، وشاهد الصالحين وأهل المعرفة، ورزق من الذكاء وصواب الجوابات في فنون العلم ما لم ير في زمانه مثله، عند أحد من قرنائه، ولا ممن هو أرفع سنا منه، ممن كان منهم ينسب إلى العلم الباطن، والعلم الظاهر في عفاف وعزوف عن الدنيا وأبنائها.
لقد قيل لي: إنه قال ذات يوم: كنت أفتي في حلقة أبي ثور الكلبي ولي عشرون سنة.
وقال أحمد بن عطاء الروذباري: كان الجنيد يتفقه لأبي ثور، ويفتي في حلقته.
وعن الجنيد قال: ما أخرج الله إلى الأرض علمًا وجعل للخلق إليه سبيلًا، وإلا وقد جعل لي فيه حظا.
وقيل: إنه كان في سوقه، وكان ورده كل يوم ثلاثمائة ركعة، وكذا كذا ألف تسبيحة.
وقال أبو نعيم: حدثنا علي بن هارون، ومحمد بن أحمد بن يعقوب قالا: سمعنا الجنيد غير مرة يقول: علمنا مضبوط بالكتاب والسنة، من لم يحفظ الكتاب، ويكتب الحديث، ولم يتفقه، لا يقتدى به.
وقال عبد الواحد بن علوان الرحبي: سمعته يقول: علمنا هذا - يعني التصوف - مشبك بحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وعن ابن سريج أنه تكلم يومًا، فأعجب به بعض الحاضرين، فقال ابن سريج: هذا بركة مجالستي لأبي القاسم الجنيد.
وعن أبي القاسم الكعبي أنه قال يومًا: رأيت لكم شيخًا ببغداد يقال له: الجنيد، ما رأت عيناي مثله؛ كان الكتبة، أي كتاب الترسل يحضرونه لألفاظه، والفلاسفة يحضرونه لدقة معانيه، والمتكلمون يحضرونه لزمام علمه، وكلامه بائن عن فهمهم وعلمهم.
وقال الخلدي: لم نر في شيوخنا من اجتمع له علم وحال غير الجنيد، كانت له حال خطيرة وعلم غزير. فإذا رأيت حاله رجحته على علمه، وإذا رأيت علمه رجحته على حاله.
وقال أبو سهل الصعلوكي: سمعت أبا محمد المرتعش يقول: قال الجنيد: كنت بين يدي السري السقطي ألعب وأنا ابن سبع سنين، وبين يديه جماعة يتكلون في الشكر.
فقال: يا غلام، ما الشكر؟ قلت: أن لا يعصى الله بنعمه. فقال: أخشى أن يكون حظك من الله لسانك.
قال الجنيد: فلا أزال أبكي على هذه الكلمة التي قالها لي.
وقال السلمي: سمعت جدي إسماعيل بن نجيد يقول: كان الجنيد يجيء فيفتح حانوته، ويدخل فيسبل الستر، ويصلي أربعمائة ركعة.
وعن الجنيد قال: أعلى درجة الكبر أن ترى نفسك، وأدناها أن تخطر ببالك، يعني نفسك.
وقال الجريري: سمعته يقول: ما أخذنا التصوف عن القال والقيل، لكن عن الجوع، وترك الدنيا، وقطع المألوفات.
وذكر أبو جعفر الفرغاني أنه سمع الجنيد يقول: أقل ما في الكلام سقوط هيبة الرب جل جلاله من القلب، والقلب إذا عري من الهيبة عري من الإيمان.
ويقال: كان نقش خاتمه: إن كنت تأمله فلا تأمنه.
وعنه قال: من خالفت إشارته معاملته فهو مدع كذاب.
وقال أبو علي الروذباري: قال الجنيد: سألت الله أن لا يعذبني بكلامي، وربما وقع في نفسي أن زعيم القوم أرذلهم.
وعن الخلدي، عن الجنيد قال: أعطي أهل بغداد الشطح والعبارة، وأهل خراسان القلب والسخاء، وأهل البصرة الزهد والقناعة، وأهل الشام
الحلم والسلامة، وأهل الحجاز الصبر والإنابة.
وقال إسماعيل بن نجيد: هؤلاء لا رابع لهم: الجنيد ببغداد، وأبو عثمان بنيسابور، وأبو عبد الله بن الجلاء بالشام.
وقال أبو بكر العطوي: كنت عند الجنيد حين احتضر، فختم القرآن. قال: ثم ابتدأ فقرأ من البقرة سبعين آية، ثم مات.
وقال أبو نعيم: أخبرنا الخلدي كتابة قال: رأيت الجنيد في النوم فقلت: ما فعل الله بك؟ قال: طاحت تلك الإشارات، وغابت تلك العبارات، وفنيت تلك العلوم، ونفدت تلك الرسوم، وما نفعنا إلا ركعات كنا نركعها في الأسحار.
قال أبو الحسين ابن المنادي: مات الجنيد ليلة النيروز في شوال سنة ثمان وتسعين ومائتين. قال: فذكر لي أنهم حزروا الجمع يومئذ الذي صلوا عليه نحو ستين ألف إنسان، ثم ما زالوا يتناوبون قبره في كل يوم نحو الشهر، ودفن عند قبر سري السقطي.
قلت: ورخه بعضهم في سنة سبع، فوهم.
147 -
حامد بن سعدان بن يزيد البغدادي
.
عن أحمد بن صالح المصري، وجماعة. وعنه محمد بن مخلد، ومخلد الباقرحي.
وثقه الخطيب.
وتوفي سنة سبع وتسعين.
148 -
حامد بن سهل البخاري الدهان الحافظ
. صاحب المسند.
عن قتيبة بن سعيد، ودحيم، وحرملة، وأبي مصعب، وجماعة. وعنه سهل بن السري، وخلف الخيام، وغيرهما.
توفي سنة سبع أيضًا. ثقة.
149 -
الحريش بن أحمد بن حريش الرازي
.
عن محمد بن حميد، وغيره.
توفي سنة ثلاثمائة.
150 -
حامد بن شاذي
. أبو محمد الكشي.
حدث ببغداد عن إبراهيم بن يوسف البلخي، وقتيبة، وعلي بن حجر، وجماعة.
مر.
151 -
الحسن بن أحمد بن سليمان أبو علي بن الصيقل المصري
، حسنون أخو علان بن الصيقل.
روى عن أبي مصعب الزهري، ومحمد بن رمح، وأحمد بن صالح. وعنه أبو سعيد بن يونس، وحمزة الكناني، وسليمان الطبراني، وجماعة.
توفي في ربيع الأول سنة تسع وتسعين وتأخر أخوه.
152 -
ن:
الحسن بن أحمد بن حبيب
، أبو علي الكرماني نزيل طرسوس.
عن مسدد، وأبي الربيع الزهراني، ومحمد بن عبد الله الرقاشي، وجماعة. وعنه النسائي في سننه، وأبو بكر الخلال الحنبلي، وسليمان الطبراني، وغيرهم.
توفي سنة إحدى وتسعين ومائتين بطرسوس.
153 -
الحسن بن إبراهيم بن حلقوم
، أبو علي الدمشقي المقرئ.
روى عن صفوان بن صالح، وإبراهيم بن هشام الغساني، وهشام بن عمار. وعنه أحمد بن محمد بن عمارة، والحسن بن حبيب الحصائري، وأحمد بن حميد بن أبي العجائز، وآخرون.
154 -
الحسن بن إدريس العسكري
.
حدث بأصبهان سنة إحدى وتسعين.
عن أبي نعيم الفضل بن دكين، وأحمد بن حنبل. وعنه أبو الشيخ، وأحمد بن بندار الشعار، ومحمد بن القاسم المديني.
قال ابن مردويه: كان يحدث من حفظه ويخطئ.
155 -
الحسن بن تميم
، أبو علي الأصبهاني الصفار النحوي.
عن عبد الواحد بن غياث، وأبي مروان العثماني، وجماعة، وعنه أحمد بن إبراهيم بن أفرجة، وعبد الله بن محمد القباب.
156 -
الحسن بن سعيد بن مهران
، أبو علي الموصلي الصفار المقرئ.
عن غسان بن الربيع، ومعلى بن مهدي، وإبراهيم بن حيان، وعنه أحمد بن الفضل بن خزيمة، وأبو بكر الشافعي، ويزيد بن محمد الأزدي.
وكان قانعًا متعففًا.
توفي سنة اثنتين وتسعين.
157 -
الحسن بن علي بن المتوكل
، أبو محمد مولى بني هاشم.
بغدادي ثقة، سمع عفان، وعاصم بن علي، وسريج بن النعمان، وجماعة.
وعنه ابن قانع، وإسماعيل الخطبي، وجعفر بن محمد بن الحكم، والطبراني، ونسبه إلى جده.
توفي سنة إحدى وتسعين.
158 -
الحسن بن علي بن شبيب
، الحافظ أبو علي المعمري البغدادي.
سمع خلف بن هشام، وشيبان بن فروخ، وهدبة بن خالد، وسعيد بن عبد الجبار، وسويد بن سعيد، وأبا نصر التمار، وعلي ابن المديني، وجبارة
ابن المغلس، وعيسى بن حماد زغبة، وعبد الرحمن بن إبراهيم دحيمًا، وخلقًا كثيرًا بالعراق والشام ومصر.
وعنه أبو بكر النجاد، وأبو سهل القطان، وأحمد بن كامل، وأحمد بن عيسى التمار، والطبراني، ومحمد بن أحمد المفيد، وخلق.
قال الخطيب: كان من أوعية العلم، يذكر بالفهم، ويوصف بالحفظ. وفي حديثه غرائب وأشياء ينفرد بها.
وقال الدارقطني: صدوق حافظ، جرحه موسى بن هارون، وكانت العداوة بينهما، وكان أنكر عليه أحاديث أخرج أصوله بها، ثم ترك روايتها.
وقال عبدان الأهوازي: ما رأيت صاحب حديث في الدنيا مثل المعمري.
وقال موسى بن هارون: استخرت الله سنتين حتى تكلمت في المعمري، وذلك أني كتبت معه عن الشيوخ، وما افترقنا، فلما رأيت تلك الأحاديث قلت: من أين أتى بها؟ رواها أبو عمرو بن حمدان، عن أبي طاهر الجنابذي، عن موسى.
ثم قال أبو طاهر: وكان المعمري يقول: كنت أتولى لهم الانتخاب، فإذا مر حديث غريب قصدت الشيخ وحدي، فسألته عنه.
قلت: لا جرم ما انتفع بتلك الغرائب، وجرت إليه شرا.
وقال ابن عقدة: سألت عبد الله بن أحمد عن المعمري فقال: لا يتعمد الكذب، ولكن أحسب أنه صحب قومًا يوصلون.
قال الحاكم: سمعت أبا بكر بن أبي دارم الحافظ يقول: كنت ببغداد لما أنكر موسى بن هارون على المعمري تلك الأحاديث، وأُنْهِيَ أمرُهم إلى يوسف القاضي بعد أن كان إسماعيل القاضي توسط بينهما، فقال موسى بن هارون: هذه أحاديث شاذة عن شيوخ ثقات، لا بد من إخراج الأصول بها، فقال المعمري: قد عرف من عادتي أني كنت إذا رأيت حديثًا غريبًا عند
شيخ ثقة لا أُعلِّم عليه إنما كنت أقرأ من كتاب الشيخ وأحفظه، فلا سبيل إلى إخراج الأصول بها.
وقال علي بن حمشاذ: كنت ببغداد حينئذ فأخرج موسى نيفًا وسبعين حديثًا، ذكر أنه لم يشركه فيها أحد، ورفض المعمري مجلسه، فصار الناس حزبين: حزب للمعمري، وحزب لموسى. فكان من حجة المعمري أن هذه أحاديث حفظتها عن الشيوخ لم أنسخها. ثم اتفقوا بأجمعهم على عدالة المعمري وتقدمه.
وقال ابن عدي: وكان المعمري كثير الحديث صاحب حديث بحقه، كما قال عبدان: إنه لم ير مثله، وما ذكر عنه أنه رفع أحاديث، وزاد في متون، فإن هذا موجود في البغداديين خاصة، وفي حديث ثقاتهم؛ وأنهم يرفعون الموقوف، ويصلون المرسل، ويزيدون في الأسانيد.
وقال أحمد بن كامل القاضي: مات المعمري لإحدى عشرة ليلة بقيت من المحرم سنة خمس وتسعين.
قال: وكان في الحديث وجمعه وتصنيفه إمامًا ربانيًا، وقد شد أسنانه بالذهب، ولم يغير شيبه.
وقيل: بلغ اثنتين وثمانين سنة.
وقد كان ولي القضاء للبرتي على القصر وأعمالها.
قال: وقيل له المعمري، بأمه؛ أم الحسن بنت سفيان بن أبي سفيان المعمري، صاحب معمر بن راشد.
159 -
الحسن بن علي بن الوليد
، أبو جعفر الفارسي الفسوي، نزيل بغداد.
سمع سعدويه، وعلي بن الجعد، وفيض بن وثيق البصري، وإبراهيم بن مهدي المصيصي، وجماعة.
وعنه ابن قانع، وأبو بكر الشافعي، وأبو علي ابن الصواف، ومحمد بن علي بن حبيش، والطبراني، وآخرون.
قال الدارقطني: لا بأس به. قلت: ولد سنة اثنتين ومائتين، وتوفي سنة ست وتسعين.
160 -
الحسن بن علي بن شهريار
، أبو علي الرقي.
حدث ببغداد عن أبيه عن محمد بن مصعب القرقساني، وعن علي بن ميمون الرقي، وعامر بن سيار الحلبي، وغيرهم.
وعنه محمد بن نجيح، وابن زياد القطان، والطبراني.
قال الدارقطني: ضعيف.
وقال ابن يونس: توفي بمصر سنة سبع وتسعين، تعرف وتنكر، ولم يكن بذاك.
161 -
الحسن بن علي بن مخلد النيسابوري المطوعي
.
عن إسحاق بن راهويه، وعمرو بن زرارة، وأحمد بن منيع، ويعقوب الدورقي، وطائفة.
وعنه أبو عبد الله بن الأخرم، وأبو زكريا العنبري، والمشايخ.
توفي سنة تسع وتسعين.
162 -
الحسن بن علي بن زياد السري
.
سمع سعيد بن سليمان سعدويه، وإسماعيل بن أبي أويس، وعلي بن الجعد، وعنه أبو العباس بن حمدان أخو أبي عمرو - يقع حديثه في المصافحة للبرقاني -، وأبو بكر الصبغي، وغيرهما.
والسري أيضا عبد الجبار بن خالد السري، أبو حفص الإفريقي، يروي عن سحنون، مات سنة إحدى وثمانين.
163 -
الحسن بن علي بن محمد بن سليمان
، أبو محمد بن علويه القطان.
بغدادي مشهور، سمع عاصم بن علي، وبشار بن موسى، وبشر بن الوليد الكندي، وإسماعيل بن عيسى العطار، ومحمد بن الصباح الجرجرائي، وعبيد الله بن محمد العيشي، وجماعة.
وعنه النجاد، وأبو بكر الشافعي، وأحمد بن سندي الحداد، وأبو علي ابن الصواف، وأبو بكر الآجري، ومخلد الباقرحي، وأبو الحسين الزبيبي، وطائفة.
وثقه الخطيب، والدارقطني قبله.
ولد سنة خمس ومائتين في شوال.
وقال الخطبي: مات في ربيع الآخر سنة ثمان وتسعين.
164 -
الحسن بن محمد بن أسيد الثقفي الأبهري الأصبهاني
.
عن لوين، وأبي حفص الفلاس، وجماعة، وعنه أبو الشيخ وقال: مات سنة ثلاث وتسعين.
165 -
الحسن بن محمد بن نصر
، أبو سعيد البغدادي النخاس، بخاء معجمة.
عن عبد الواحد بن غياث، وقرة بن العلاء، وعنه عبد الصمد الطستي، وأبو القاسم الطبراني، وابن مخلد العطار.
166 -
الحسن بن محمد بن الجنيد
، أبو علي الختلي.
عن أبي معمر القطيعي، وغيره. وعنه أحمد بن خزيمة، وأبو بكر الشافعي.
167 -
الحسن بن محمد بن الحسين
، أبو علي المصري المعروف بالمديني.
حدث عن يحيى بن بكير، وغيره.
توفي في شوال سنة تسع وتسعين ومائتين.
168 -
الحسن بن محمد بن سليمان بن هشام
، أبو علي البغدادي الخزاز ابن بنت مطر.
عن أبيه، وعلي ابن المديني، وهشام بن عمار، وجماعة. وعنه ابن قانع، وأبو علي ابن الصواف، والطبراني.
وثقه الدارقطني. وتوفي سنة سبعٍ وتسعين.
169 -
الحسن بن المثنى بن معاذ بن معاذ
، أبو محمد العنبري البصري.
شيخ نبيل من بيت العلم والحديث، سمع أبا حذيفة النهدي، وعفان بن مسلم.
وكان دينًا خيرًا ورعًا، لم يزل ممتنعًا من الرواية حتى أمر في النوم بالتحديث، فحدث في أواخر عمره.
روى عنه أبو القاسم الطبراني، ويوسف بن يعقوب النجيرمي، وجماعة.
وتوفي في رجب سنة أربع وتسعين عن سن عالية، فإنه ولد سنة مائتين.
170 -
الحسن بن موسى بن عيسى الحافظ
، أبو عجيبة الحضرمي، مولاهم المصري.
روى عن عبد الملك بن شعيب، وسلمة بن شبيب، وطبقتهما، روى عنه: حمزة الكناني، وغيره.
مات سنة خمس وتسعين.
171 -
الحسن بن هارون بن سليمان الأصبهاني
.
عن أبيه، وداود بن رشيد، وعبيد الله القواريري، وأبي معمر إسماعيل
ابن إبراهيم، وطائفة.
وعنه أبو أحمد العسال، وأبو الشيخ، والطبراني، وآخرون.
توفي في سنة اثنتين وتسعين.
172 -
الحسن بن يزداد
، أبو علي الهمذاني الخشاب الجذوعي، ويقال له: حسينك.
عن سويد بن سعيد، وجبارة بن المغلس، وهناد بن السري، وطائفة. وعنه ابن خرجة النهاوندي، والفضل بن الفضل الكندي، وبشر بن أحمد الإسفراييني، وأبو بكر الإسماعيلي.
وكان صدوقًا عالمًا.
173 -
الحسين بن أحمد بن عبد الله بن وهب
، أبو علي الآمدي من بني مالك بن حبيب.
عن محمد بن عبد الرحمن بن سهم، ومحمد بن وهب الحراني، وأبي نعيم الحلبي، وطائفة.
وعنه الطستي، وأبو بكر الشافعي، وعلي بن محمد بن معلى الشونيزي.
174 -
الحسين بن أحمد بن منصور البغدادي سجادة
.
عن عبيد الله بن عمر القواريري، وعبد الله بن داهر الرازي، وعنه أبو أحمد بن عدي، والإسماعيلي، والطبراني، وغيرهم. صدوق.
175 -
الحسين بن أحمد بن حيون الأنضناوي الصعيدي
.
عن حرملة بن يحيى، وعبد الملك بن شعيب، وغيرهما. وعنه أبو سعيد بن يونس وقال: توفي سنة ثمانٍ وتسعين.
176 -
الحسين بن أحمد بن محمد بن زكريا
، أبو عبد الله الشيعي صاحب دعوة عبيد الله المهدي، والد الخلفاء المصريين الباطنية.
سار من سليمة من عند عبيد الله داعيًا له في البلاد، وتنقلت به الأحوال إلى أن دخل المغرب، واستجاب له خلق، فظهر وحارب أمير القيروان، واستفحل أمره.
وكان من دهاة العالم، وأفراد بني آدم دهاءً ومكرًا ورأيًا، دخل إفريقية وحيدًا غريبًا فقيرًا، فلم يزل يسعى ويتحيل ويستحوذ على النفوس بإظهار الزهادة، والقيام لله، حتى تبعه خلق وبايعوه، وحاربوا صاحب إفريقية مرات، وآل أمره إلى أن تملك القيروان، وهرب صاحبها زيادة الله الأغلبي، ولما استولى على أكثر المغرب علم عبيد الله، فسار متنكرًا والعيون عليه إلى أن دخل المغرب، وما كاد، ثم أحس به صاحب سجلماسة، فقبض عليه وسجنه، فسار أبو عبد الله الشيعي بالجيوش، وحارب اليسع صاحب سجلماسة وهزمه، واستولى على سجلماسة، وجرت له أمور عجيبة، ثم أخرج عبيد الله من السجن، وقبل يديه، وسلم عليه بإمرة المؤمنين، وقال للأمراء: هذا إمامكم الذي بايعتم له، وألقى إليه مقاليد الأمور، ووقف في خدمته. ثم اجتمع بأبي عبد الله أخوه أبو العباس، وندمه على ما فعل؛ لأن المهدي أخذ يزويه عن الأمور ولا يلتفت إليه، فندم أبو عبد الله وقال للمهدي: خل يا أمير المؤمنين الأمور إلي، فأنا خبير بتدبير هذه الجيوش. فتخيل منه المهدي، وشرع يعمل الحيلة، ويسهر الليل في شأنه، وحاصل الأمر أنه دس على الأخوين الداعيين له من قتلهما في ساعة واحدة، بعد محاربةٍ جرت بينهم، وتم ملكه. وقتلا في نصف جمادى الآخرة سنة ثمانٍ وتسعين بمدينة رقادة، وكانا من أهل اليمن، ولهما اعتقاد خبيث.
ذكر القفطي في تاريخ بني عبيد أن أبا عبد الله الشيعي كوفي، وأنه رافق كتامة إلى مصر يصلي بهم ويتزهد، فمالوا إليه، فأظهر أنه يريد أن يقيم بمصر، فاغتموا لذلك، وسألوه عن سبب إقامته، فقال: أعلم الصبيان، فرغبوه في صحبتهم ليعلم أولادهم، فسار معهم إلى جبال كتامة، فأخذ في اجتلاب عقلائهم وربطها، ثم خاطب عقلاءهم واستكتمهم، فأجابوه. فمن جملة ما ربطهم قال: نزلت فيكم آية فغيرت حسدًا لكم. قالوا: وما هي؟ قال: {كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ}
قالوا:
ومن غيرها؟ قال: ولاة أمركم اليوم.
قالوا: فكيف السبيل إلى إظهارها؟ قال: أن تدينوا بإمامٍ معصوم يعلم الغيب.
قالوا: ومن لنا به؟ قال: أنا رسوله إليكم، فإن آمنتم به حضر إليكم إذا طهرتم له البلاد، فأجابوه. وربط عقولهم بأنه يعلم أسرار الصلاة والزكاة والحج والصوم، وشوقهم بما أمكنه، فلما استجابوا له بأجمعهم، جيش الجيوش، وجرت له خطوب طويلة، ولزم الوقار والسكينة والتزهد وعدم الضحك، ونحو ذلك.
قلت: يا ما لقي العلماء والصلحاء بالمغرب من هذا الشيعي، قبحه الله ولا رحمه. وقد كان أبو إسحاق بن البردون المالكي الذي رد على الحنفية ممن انتصب لذم هذا الشيعي، فسعوا به وبأبي بكر بن هذيل، وطائفة.
وكانت الشيعة تميل إلى العراقيين لأجل موافقتهم لهم في مسألة التفضيل، فحبس هذين الرجلين، ثم أمر الشيعي أن يضرب عنق ابن البردون وصاحبه.
وقيل: إن ابن البردون لما جرد للقتل قيل له: ارجع عن مذهبك، فقال: أرجع عن الإسلام؟ ثم صلبا، وكان ذلك في حدود الثمانين ومائتين، أو بعد ذلك، ونادوا بأمر الشيعي أن لا يفتى بمذهب مالك، وألا يفتوا إلا بمذهب جعفر بن محمد وأهل البيت بزعمهم من سقوط طلاق البتة، وتوريث البنت الكل، ونحو ذلك.
177 -
الحسين بن أحمد بن عبد الله بن وهب
. أبو علي الآمدي المالكي الفقيه.
عن هشام بن عمار، ومحمد بن عبد الرحمن بن سهم الأنطاكي، ويحيى بن أكثم، وطائفة.
وعنه أبو بكر الشافعي، والإسماعيلي، وجماعة.
178 -
الحسين بن إبراهيم بن عامر
، أبو عجرم الأنطاكي المقرئ.
قرأ على: أحمد بن جبير، عن الكسائي.
روى عنه القراءة محمد بن داود النيسابوري، والحسين بن أحمد، وعبد الله بن علي.
179 -
الحسين بن إسحاق التستري الدقيقي
، شيخ الطبراني.
الصحيح وفاته في المحرم سنة ثلاثٍ وتسعين، وقيل: سنة تسعٍ وثمانين، كما مر.
180 -
الحسين بن جعفر بن حبيب
، أبو علي القرشي الكوفي القتات.
عن أحمد بن يونس اليربوعي، وغيره. وعنه الطبراني.
توفي سنة إحدى وتسعين.
181 -
الحسين بن حميد بن موسى بن المبارك
، أبو علي العكي ثم المصري.
عن يحيى بن بكير، وعمرو بن خالد، ومحمد بن هشام بن أبي خيرة السدوسي. وعنه الطبراني، وعبد الله بن جعفر بن الورد، وإسحاق بن إبراهيم، وغيرهم.
قال ابن يونس: ليس بالقوي، توفي في رجب سنة تسعٍ وتسعين عن اثنتين وتسعين سنة.
• - الحسين بن زكرويه.
ذكر في الأحمدين.
182 -
الحسين بن شرحبيل
، أبو علي البطليوسي الأندلسي المالكي الفقيه.
كان عليه مدار الفتوى ببطليوس.
وتوفي قريب الثلاثمائة؛ قاله القاضي عياض.
183 -
الحسين بن عبد الله بن أحمد
، الفقيه أبو علي البغدادي
الخرقي الحنبلي، والد الإمام صاحب المختصر في مذهب أحمد، أبي القاسم عمر بن الحسين.
حدث عن أبي عمر الدوري، وأبي حفص الفلاس، ومحمد بن مرداس الأنصاري، وغيرهم.
وتفقه على أبي بكر المروذي وبرع في الفقه.
روى عنه ابنه، وأبو علي ابن الصواف، وأبو بكر الشافعي، وأبو بكر عبد العزيز بن جعفر، وغيرهم.
توفي يوم عيد الفطر سنة تسعٍ وتسعين ومائتين.
وكان يدعى خليفة المروذي للزومه إياه. اتفق أنه صلى صلاة العيد، ورجع فتغدى ونام، فوجده أهله ميتًا، رحمه الله.
184 -
الحسين بن عبد الله بن أبي زيد
، الفقيه أبو عبد الله النيسابوري الحنفي.
من كبار أئمة أهل الرأي بخراسان، وكان صاحب حديث أيضًا. سمع إسحاق بن راهويه، وأحمد بن حرب، وجماعة. وارتحل ولقي الكبار؛ فسمع جبارة بن المغلس، ومحمد بن حميد الرازي، وحدث عن محمد بن شجاع ابن الثلجي بالمصنفات. روى عنه أبو العباس أحمد بن هارون، وأبو عبد الله بن دينار، ومحمد بن أحمد بن سعيد الرازي، وغيرهم. توفي سنة اثنتين وتسعين، نقله الحاكم.
185 -
الحسين بن عبد الحميد
، أبو علي الموصلي الخرقي.
عن معلى بن مهدي، وعبد الله بن معاوية الجمحي، وهدية بن عبد الوهاب المروزي، ويعقوب بن حميد بن كاسب، وخلق كثير. وعنه ابن قانع، ويزيد بن محمد الأزدي.
186 -
الحسين بن عبيد الله بن الخصيب الأبزاري البغدادي
. ضعيف، متروك. روى عن داود بن رشيد، وغيره. وعنه جعفر بن محمد المؤدب، وإسماعيل الخطبي.
187 -
الحسين بن علي بن مصعب
، أبو علي النخعي البغدادي.
عن داود بن رشيد، وسويد بن سعيد، وسليمان ابن بنت شرحبيل، وخلق. وعنه الطبراني، وأبو الشيخ، وأبو بكر الإسماعيلي، وآخرون.
188 -
الحسين بن علي بن حماد بن مهران الأزرق الجمال المقرئ
.
صاحب أحمد بن يزيد الحلواني، كان رفيق الحسن بن العباس بن أبي مهران الرازي في القراءة على الحلواني. وعمر بعده، وتصدر للإقراء، وحمل الناس عنه الكثير، سكن قزوين، وكنيته أبو عبد الله. وقرأ أيضًا على محمد بن إدريس الدنداني. قرأ عليه: أبو الحسن محمد بن أحمد بن شنبوذ، وأحمد بن محمد الرازي، نزيل الأهواز، وأبو بكر محمد بن الحسن النقاش، والحسن بن سعيد المطوعي، وآخرون، وكان محققًا لقراءة ابن عامر.
189 -
الحسين بن عمر بن أبي الأحوص، أبو عبد الله الثقفي
، مولاهم الكوفي.
عن أحمد بن يونس، وسعيد بن عمرو الأشعثي. وعنه أبو بكر القطيعي، وعبد الله بن إبراهيم الزبيبي، وجماعة.
توفي في رمضان سنة ثلاثمائة ببغداد، وله عن منجاب بن الحارث، وجبارة بن المغلس، وثابت بن موسى الضبي، وأبي كريب.
وعنه أيضًا: ابن ماسي، وأبو الفرج صاحب الأغاني.
وثقه الخطيب.
190 -
الحسين بن الكميت بن بهلول بن عمر
، أبو علي الموصلي.
نزل ببغداد، وحدث عن غسان بن الربيع، ومعلى بن مهدي، ومحمد بن عبد الله بن عمار المواصلة، وعلي ابن المديني، ومحمد بن زياد بن فروة البلدي، وجماعة.
وعنه عبد الصمد الطستي، وحبيب القزاز،
وسليمان الطبراني، وعبد الله بن ماسي، وآخرون.
وثقه الخطيب. توفي سنة أربعٍ وتسعين.
191 -
الحسين بن محمد بن جمعة
، أبو جعفر الأسدي الدمشقي.
عن سعيد بن منصور، لقيه بمكة، وعنه علي بن أبي العقب، وأبو عمر بن فضالة، وأبو علي بن آدم، وأبو زرعة محمد بن أبي دجانة، وجماعة.
192 -
الحكم بن معبد بن أحمد الفقيه
، أبو عبد الله الخزاعي الأديب، صاحب كتاب السنة.
يروي عن نصر بن علي الجهضمي، ومحمد بن يحيى بن أبي عمر العدني، ومحمد بن المثنى الزمن، ومحمد بن حميد الرازي، وخلق.
وحدث بأصبهان، وبها توفي في سنة خمسٍ وتسعين.
روى عنه أبو أحمد العسال، وأبو الشيخ، والطبراني، وكان من أعيان الفقهاء الحنفية.
193 -
حويت بن أحمد بن أبي حكيم
، أبو سليمان القرشي الدمشقي.
عن أبي الجماهر محمد بن عثمان، وزهير بن عباد، ومحمد بن وهب بن عطية، وجماعة. وعنه ابنه محمد، وأبو علي بن هارون، والطبراني، وعبد الله بن الناصح.
194 -
خالد بن غسان بن مالك
، أبو عيسى الدارمي البصري.
عن أبيه، وأبوه صدوق، سمع حماد بن سلمة. وعن معدان بن عيسى الضبي، عن ابن عجلان وعن مسلم بن إبراهيم، وأبي عمر الضرير. وعنه الطبراني، وابن عدي وقال: حدث عن أبيه بحديثين باطلين، وكان أهل البصرة يقولون: إنه يسرق الحديث.
195 -
خشنام بن أبي معروف بشر بن العنبر النيسابوري
.
رحل وسمع عبد الأعلى بن حماد، وهشام بن عمار، ومحمد بن رمح، وخلقًا. وعنه أبو عمرو بن مطر، وحسان بن محمد الفقيه.
توفي سنة إحدى وتسعين.
قال الحاكم: هو شيخ مفيد حسن الحديث، إلا أنه قليل الحديث.
196 -
خلف بن سليمان النسفي
.
عن دحيم، وهشام بن عمار. وعنه محمد بن محمد بن صابر البخاري، وغيره.
توفي سنة ثلاثمائة.
197 -
خلف بن عمرو، أبو محمد العكبري
.
حج فسمع الحميدي، وسعيد بن منصور، وأظنه آخر من حدث عن الحميدي. وحدث أيضًا عن محمد بن معاوية النيسابوري، وحسن بن الربيع. وعنه جعفر الخلدي، والطستي، وأبو بكر الآجري، وحبيب القزاز، وسليمان الطبراني، وطائفة آخرهم وفاةً محمد بن عبد الله بن بخيت.
وثقه الدارقطني.
ونقل الخطيب أنه كان له ثلاثون خاتمًا، وثلاثون عكازًا، يلبس كل يوم خاتمًا، ويأخذ عكازًا.
وكان من ظرفاء بغداد ومحتشميهم.
توفي سنة ستٍ وتسعين.
198 -
داود بن الحسين بن عقيل بن سعيد البيهقي الخسروجردي
، أبو سليمان.
سمع يحيى بن يحيى، وسعد بن يزيد الفراء، وقتيبة، وابن راهويه، وعلي بن حجر، وطائفة.
وحج فسمع في الطريق من عبد الله بن معاوية الجمحي، وجماعة بالعراق، وأبي مصعب، ويعقوب بن كاسب بالمدينة، ومحمد بن رمح، وحرملة، وطائفة بمصر، وأبي التقي هشام بن عبد الملك، وجماعة بالشام.
وعنه الحافظ أبو علي النيسابوري، وأبو بكر بن علي، وعبد الله بن محمد بن مسلم، وبشر بن أحمد الإسفراييني، وطائفة.
قال: ولدت سنة مائتين. ومات سنة ثلاثٍ وتسعين بخسروجرد.
199 -
داود بن وسيم
، أبو سليمان البوشنجي. طوف وصنف، وحدث عن محمد بن هاشم البعلبكي، وكثير بن عبيد الحمصي، وأبي سعيد الأشج، وجماعة.
وعنه محمد بن الحسن البندجاني، ومنصور بن العباس الفقيه: شيخان لأبي المعالي، ومحمد بن محمد البوشنجي، وأبو بكر النقاش المقرئ.
200 -
رباح بن طيبان قيده ابن ماكولا
، أبو رافع الأزدي، مولاهم المصري الأصفر.
عن سلمة بن شبيب، وموسى ابن الفقيه عبد الرحمن بن القاسم. وعنه أبو سعيد بن يونس وقال: كان فاضلًا أسود اللون.
توفي سنة ثلاثمائة.
201 -
زكريا بن دلويه
، أبو يحيى النيسابوري الواعظ، أحد الزهاد.
سمع ابن راهويه، وأبا مصعب، وطبقتهما. وعنه أحمد بن هارون الفقيه، وابن هانئ، وجماعة.
قال السلمي: هو من تلامذة أحمد بن حرب، وكان يفضل على شيخه.
202 -
زكريا بن عصام الكرجي
.
حدث بأصبهان عن سهل بن عثمان العسكري، ومحمد بن عبيد الهمذاني. وعنه أبو الشيخ، وأبو أحمد العسال، وجماعة.
توفي سنة خمسٍ وتسعين.
203 -
زكريا بن يحيى بن الحارث، الإمام أبو يحيى النيسابوري المزكي البزاز الفقيه
، شيخ الحنفية بنيسابور.
ذكره الحاكم فقال: شيخ أهل الرأي وعصره، وله مصنفات كثيرة في الحديث، وكان من العباد.
سمع إسحاق بن راهويه، والحسن بن عيسى بن ماسرجس، وأيوب بن الحسن وأقرانهم.
وبالعراق أبا الربيع السمتي، وعبد الله بن معاوية الجمحي، وأبا كريب، وبشر بن آدم، وطائفة.
وبالحجاز أبا مصعب، ومحمد بن يحيى العدني، وعبد الجبار العطار، وأقرانهم.
وعنه عبد الرحمن بن الحسين القاضي، والمشايخ، وحدثنا عنه أبو علي الحافظ.
مات في ربيع الآخر سنة ثمانٍ وتسعين، وصلى عليه الأمير أبو صالح.
204 -
السري بن مكرم البغدادي
.
من جلة المقرئين قرأ على أبي أيوب الخياط صاحب اليزيدي. قرأ عليه ابن شنبوذ، وأحمد بن يوسف الأهوازي، وعلي بن أحمد السامري، وغيرهم.
205 -
سعيد بن إسحاق
، أبو عثمان الكلبي المغربي.
مشهور بالصدق والصلاح، أخذ عن سحنون، وغيره، وحج فأخذ بمصر عن محمد بن عبد الله بن عبد الحكم. حمل عنه بشر كثير بالقيروان. وعاش بضعًا وثمانين سنة.
توفي سنة خمسٍ وتسعين، رحمه الله.
206 -
سعيد بن إسماعيل بن سعيد بن منصور الأستاذ
، أبو عثمان الحيري النيسابوري الواعظ، شيخ الصوفية وعلم الأولياء بخراسان.
ولد سنة ثلاث ومائتين بالري، وسمع بها من محمد بن مقاتل، وموسى بن نصر، وغيرهما. وبالعراق حميد بن الربيع، ومحمد بن إسماعيل الأحمسي. ولم يزل يسمع الحديث ويكتب العلم إلى آخر شيء.
روى عنه الرئيس أبو عمرو أحمد بن نصر، وابناه أبو بكر، وأبو الحسن، وأبو عمرو بن مطر وابن نجيد، وطائفة.
قال الحاكم: كان وروده نيسابور لصحبة أبي حفص النيسابوري الزاهد، ولم يختلف مشايخنا أن أبا عثمان كان مجاب الدعوة، ومجمع العباد والزهاد بنيسابور، ولم يزل يسمع الحديث، ويجل العلماء، ويعظم قدرهم.
سمع من أبي جعفر أحمد بن حمدان الزاهد كتابه المخرج على مسلم، بلفظه من أوله إلى آخره، وكان إذا بلغ موضعًا فيه سنة لم يستعملها وقف عندها، حتى يستعمل تلك السنة.
قلت: وعن أبي عثمان أخذ صوفية نيسابور، وهو لهم كالجنيد للعراقيين.
ومن كلامه: سرورك بالدنيا أذهب سرورك بالله. وقال: العجب يتولد من رؤية النفس وذكرها، ورؤية الناس.
وقال ابن نجيد: سمعته يقول: لا تثقن بمودة من لا يحبك إلا معصومًا.
وقال أبو عمرو بن حمدان: سمعته يقول: من أمر السنة على نفسه قولًا وفعلًا نطق بالحكمة، ومن أمر الهوى على نفسه نطق بالبدعة؛ لقوله تعالى:{وَإِنْ تُطِيعُوهُ تَهْتَدُوا}
وعن أبي عثمان قال: لا يكمل الرجل حتى يستوي قلبه في المنع والعطاء، وفي العز والذل.
وقال لأبي جعفر بن حمدان: ألستم تروون أن عند ذكر الصالحين تنزل الرحمة؟ قال: بلى. قال: فرسول الله صلى الله عليه وسلم سيد الصالحين.
قال الحاكم: أخبرني سعيد بن عثمان السمرقندي العابد قال: سمعت أبا عثمان غير مرة يقول: من طلب جواري، ولم يوطن نفسه على ثلاثة أشياء، فليس له في جواري موضع:
أولها: إلقاء العز، وحمل الذل،
الثاني: سكون قلبه على جوع ثلاثة أيام.
الثالث: أن لا يغتم ولا يهتم إلا لدينه أو طلب إصلاح دينه.
وسمعت محمد بن صالح بن هانئ يقول لما قتل يحيى ابن الذهلي: منع الناس من حضور مجالس الحديث، أشار بهذا على أحمد بن عبد الله الخجستاني بشرويه، والعباسان، فلم يجسر أحد أن يحمل محبرةً، إلى أن ورد السري بن خزيمة الأبيوردي، فقام أبو عثمان الحيري الزاهد، وجمع المحدثين في مسجده، وأمرهم أن يعلقوا المحابر في أصابعهم، وعلق هو محبرةً بيده، وهو يتقدمهم إلى أن جاء إلى خان محمش، فأخرج السري، وأجلس المستملي بين يديه، فحزرنا في مجلسه زيادة على ألف محبرة، فلما فرغ قاموا فقبلوا رأس أبي عثمان رحمه الله، ونثر الناس عليهم الدراهم والسكر، وذلك في سنة ثلاثٍ وسبعين ومائتين.
قلت: ذكر الحاكم ترجمته في كراسين ونصف، فأتى بأشياء نفيسة من كلامه في اليقين والتوكل والرضا.
قال الحاكم: سمعت أبي يقول: لما قتل أحمد بن عبد الله الخجستاني حيكان، يعني يحيى ابن الذهلي، أخذ في الظلم والحيف، فأمر بحربةٍ، فركزت على رأس المربعة، وجمع أعيان التجار وحلف: إن لم تصبوا الدراهم حتى تغيب رأس الحربة، فقد أحللتم دماءكم، فكانوا يقتسمون الدراهم فيما بينهم، فخص تاجر بثلاثين ألف درهم، ولم يكن يقدر على ثلاثة آلاف درهم، فحملها إلى أبي عثمان، وقال: أيها الشيخ، قد حلف هذا كما علمت، ووالله لا أهتدي إلا إلى هذه.
فقال له الشيخ: تأذن أن أفعل فيها ما ينفعك؟ قال: نعم، ففرقها أبو عثمان، وقال للرجل: امكث عندي، فما زال أبو عثمان يتردد بين السكة والمسجد ليلةً حتى أصبح وأذن، ثم قال للفرغاني خادمه: اذهب إلى السوق، فانظر ماذا تسمع؟ فذهب ثم رجع فقال: لم أر شيئًا، قال: اذهب مرةً أخرى. قال: وأبو عثمان يقول في مناجاته: وحقك لا أقمت ما لم تفرج عن المكروبين.
قال: فأتى الفرغاني وهو يقول: وكفى الله المؤمنين القتال، شق بطن أحمد بن عبد الله، فأخذ أبو عثمان في الإقامة.
قال أبو الحسين أحمد بن أبي عثمان: توفي أبي ليلة الثلاثاء لعشرٍ بقين من ربيع الآخر سنة ثمانٍ وتسعين، وصلى عليه الأمير أبو صالح.
207 -
سعيد بن سعد، أبو عثمان النيسابوري
.
سمع إسحاق بن راهويه، ومحمد بن حميد الرازي، وجماعة. وعنه محمد بن صالح بن هانئ، وأحمد بن إسحاق الصيدلاني، وعبد الله بن سعد.
توفي سنة إحدى وتسعين.
208 -
سعيد بن سلمة
، أبو عمرو التوزي.
حدث ببغداد عن سويد بن سعيد، وعبيد الله القواريري، وعثمان بن أبي شيبة، وعنه أبو علي الصواف، ووثقه الخطيب.
209 -
سعيد بن سليمان بن داود
، أبو عثمان الشرغي، وشرغ: قرية ببخارى.
سمع يحيى بن جعفر البيكندي، وهانئ بن النضر. وعنه محمد بن نصر بن خلف، وخلف بن محمد الخيام.
توفي سنة ثلاثمائة.
210 -
سعيد بن عبد الله بن أبي رجاء بن عجب
. أبو عثمان الأنباري.
رحل إلى الشام ومصر، وسمع هشام بن عمار، ودحيمًا، وسفيان بن وكيع، وخلقًا. وعنه أحمد بن كامل، وأبو القاسم الطبراني، وأبو بكر الإسماعيلي، ومخلد الباقرحي، ومحمد بن أحمد المفيد، وطائفة.
قال الدارقطني: لا بأس به، وقال ابن عقدة: توفي في جمادى الآخرة سنة ثمانٍ وتسعين.
211 -
سعيد بن عثمان الفندقي الصوفي الخياط
.
سمع أحمد بن أبي الحواري، وذا النون المصري، وجماعة، وعنه أبو عمر غلام ثعلب، ومحمد بن حميد الحوراني، وعبد الصمد الطستي.
توفي سنة أربعٍ وتسعين يقال: كان دمشقيًا.
212 -
سعيد بن عمرو بن عمار
، الحافظ أبو عثمان الأزدي البرذعي.
رحل وطوف وصنف، وصحب أبا زرعة الرازي، وأخذ عنه هذا الشأن، وسمع أبا كريب، وأبا سعيد الأشج، وعبدة بن عبد الله، ومحمد بن بشار، وأحمد ابن أخي ابن وهب، ومحمد بن يحيى الذهلي، وأبا حفص الفلاس، وإبراهيم بن يعقوب الجوزجاني، وأبا موسى الزمن، وأحمد بن الفرات، ومسلم بن الحجاج، وابن وارة، وخلقًا.
وعنه حفص بن عمر الأردبيلي، وأحمد بن طاهر الميانجي، والحسن بن علي بن عياش، وإبراهيم بن أحمد الميمذي، وغيرهم.
قال ابن عقدة: توفي سنة اثنتين وتسعين.
213 -
سعيد بن محمد بن صبيح الأستاذ أبو عثمان الغساني القيرواني النحوي الفقيه
، أحد الأعلام.
كان إماما متقنا دقيق النظر حاضر الجواب واسع العلم، له كتاب توضيح المشكل في القراءات، وكتاب المقالات في الأصول، وكتاب الاستيعاب، وكتاب العبادة الكبرى والصغرى، وكتاب الاستواء، وكتاب الأمالي، وكتاب الرد على الملحدين، وغير ذلك، وله مقامات محمودة في القيام على بني عبيد، أول ما ظهر أمرهم بالقيروان، نصر السنة حتى إنه كان يشبه بأحمد بن حنبل في نصر السنة، وقد ذكره القاضي عياض فقال فيه: أبو عثمان الحداد الإمام كان يذم التقليد ويقول: هو من نقص العقول ودناءة الهمم،
ويقول: ما لطالب العلم وملائمة المضاجع، ويقول: دليل الضبط الإقلال، ودليل التقصير الإكثار.
قلت: مات سنة اثنتين وثلاثمائة، يأتي فيها مختصرا، وكان مولده سنة تسع عشرة ومائتين.
قال ابن حارث في تاريخه: كانت له مقامات كريمة، ومواقف محمودة في الدفع عن الإسلام والذب عن السنة، ناظر فيها العباس أخا أبي عبد الله الشيعي داعية بني عبيد، فناظره مناظرة القرين لغيره، ولم يخف هيبة السلطان حتى قال له ابنه أبو محمد: اتق الله في نفسك، ولا تبالغ في مناظرة الرجل، فقال له: حسبي من غضبت له، وعن دينه ذببت، وله مع الفراء شيخ المعتزلة مناظرات بالقيروان، رجع بها كثير من أهل الإلحاد والبدع، قال عياض: كان يسمي المدونة المدودة، وله تصنيف في الرد عليها.
قلت: ولهذا ما قربه المالكية، وعاش ثلاثا وثمانين سنة.
214 -
سليمان بن أحمد بن الوليد الأصبهاني
.
عن لوين، وسهل بن عثمان، وعنه أبو الشيخ وقال: ثقة.
215 -
سليمان بن عزام الموصلي الحناط
.
عن محمد بن عبد الله بن عمار، وعبد الله بن عبد الصمد، وعبد الغفار بن عبيد الله.
وعنه يزيد بن محمد بن إياس الأزدي.
توفي سنة أربعٍ وتسعين.
216 -
سليمان بن المعافى بن سليمان
، أبو أيوب الرسعني.
عن أبيه، وعنه أبو القاسم الطبراني، توفي سنة ثلاثٍ وتسعين، وكان قاضي رأس العين.
قال ابن عدي: حمله ابن عيسى الوراق على أن روى عن اسم، ولم يكن سمع منه.
217 -
سليمان بن يحيى
، أبو أيوب الضبي البغدادي المقرئ.
قرأ على رجاء بن عيسى، وأبي عمر الدوري، وتُرْك الحذاء، وغيرهم. وروى عن أبي حمدون الطيب بن إسماعيل، وخلف بن هشام، روى عنه أبو بكر ابن الأنباري، وعبد الباقي بن قانع، والطبراني، وآخرون.
وكان إمامًا صدوقًا موثقًا.
توفي سنة إحدى وتسعين، قرأ عليه النقاش، وأحمد بن محمد الأدمي.
218 -
سمنون بن حمزة
، أبو القاسم البغدادي الصوفي العارف، ويقال له: سمنون المحب.
وسمى نفسه سمنون الكذاب بسبب قوله:
فليس لي في سواك حظ فكيف ما شئت فامتحني فحصر بوله للوقت، وكاد يهلك، وصاح، ثم سمى نفسه: الكذاب لذلك.
وله شعر طيب، وقد وسوس في الآخر، وقيل: كان ورده كل يوم خمسمائة ركعة.
قال أبو أحمد القلانسي: فرق رجل على الفقراء أربعين ألف درهم، فقال لي سمنون: ما ترى ما أنفق هذا وما عمل، ونحن ما نرجع إلى شيء بنفقة، فامض بنا نصلي بكل درهم ركعة، فذهبنا إلى المدائن فصلينا أربعين ألف ركعة.
ومن كلامه: إذا بسط الجليل غدًا بساط المجد دخل ذنوب الأولين والآخرين في حواشيه، وإذا بدت عين من عيون الجود ألحقت المسيء بالمحسن. وقال: من تفرس في نفسه فعرفها صحت له الفراسة في غيرها.
وكان سمنون من أصحاب سري السقطي.
قال أبو الفرج ابن الجوزي في المنتظم: إنه توفي سنة ثمانٍ وتسعين.
219 -
سهل بن شاذويه الباهلي البخاري
.
عن أحمد بن نصر السمرقندي، ومحمد بن سالم، وسعيد بن هاشم العتكي، وعنه خلف الخيام، وغيره، توفي سنة تسع وتسعين.
ذكره السليماني فوصفه بالحفظ والتصنيف، وأنه سمع علي بن خشرم، وطائفة سواه.
220 -
سهل بن أبي سهل الواسطي
.
عن بشر بن معاذ، وعمرو بن علي الفلاس، وحدث ببغداد، روى عنه أبو بكر الشافعي، وأبو القاسم الطبراني، وابن لؤلؤ، وآخرون.
وثقه بعضهم، واسم أبيه: أحمد بن عثمان.
221 -
شاه بن شجاع
، أبو الفوارس الكرماني الزاهد.
قال السلمي: كان من أولاد الملوك فتزهد، وصحب أبا تراب النخشبي وغيره، ومات قبل الثلاثمائة.
وقال أبو نعيم: كان من أبناء الملوك، فتشمر للسلوك.
فعنه قال: من عرف ربه طمع في عفوه، ورجا فضله، وقال إسماعيل بن نجيد: كان شاه بن شجاع حاد الفراسة، قل ما أخطأت فراسته.
وعنه قال: من نظر إلى الخلق بعينه طالت خصومته معهم، ومن نظر إليهم بعين الله عذرهم، وقل اشتغاله بهم.
قلت: كلامه هذا إن صح عنه فغير مسلم إليه، بل ينبغي أن يرحمهم في خصومته، ويخاصمهم في رحمته، وليس للعباد عذر ولا حجة بعد الرسل.
قال السلمي: لشاه رسالات وكتب وكلام كثير، وله كتاب المثلثة، سماه مرآة الحكماء.
ويقال: مات بعد السبعين ومائتين، وقيل: قبل ذلك، فالله أعلم.
مات بكرمان، وكان يلبس القباء.
وقيل: إنه ترك النوم مدة، ثم نعس، فرأى الحق تعالى، فكان بعد ذلك يقصد النوم.
222 -
شريح بن أبي عبد الله بن إسماعيل
، أبو النضر النسفي الزاهد.
روى عن عبد بن حميد، والدارمي، والبخاري، ورجاء بن مرجى، وعنه محمد بن زكريا بن حسين، وغيره، توفي سنة ثلاثمائة.
223 -
شريح بن عقيل الإسفراييني
.
عن إسحاق بن راهويه، وأبي مروان العثماني، وعنه ابن عدي، وأبو بكر الإسماعيلي.
224 -
شعيب بن عمران العسكري
.
يروي عن عبدان بن محمد العسكري الوكيل، وغيره، روى عنه الطبراني.
وتوفي سنة إحدى وتسعين.
225 -
شعيب بن محمد الدبيلي بوزن الزبيلي
.
روى بمصر عن الحسن بن عرفة، وبابته، وعنه أبو أحمد العسال، والزبير بن عبد الواحد الإستراباذي، والحسن بن رشيق.
226 -
صافي الحرمي
، الأمير حاجب الدولة المكتفوية والمقتدرية.
كان إليه أمر دار الخلافة، ولما احتضر أشهد على نفسه أنه ليس له عند مملوكه قاسم شيء، فلما مات حمل قاسم إلى الوزير ابن الفرات مائة ألف دينار، وسبعمائة حياصة، وقال: هذا كان له عندي.
توفي صافي ببغداد في شعبان سنة ثمان وتسعين.
227 -
صالح بن محمد بن عمرو بن حبيب بن حسان بن المنذر
ابن أبي الأشرس عمار، مولى أسد بن خزيمة الحافظ أبو علي الأسدي البغدادي جزرة. نزيل بخارى.
ولد سنة خمس ومائتين ببغداد، وسمع سعيد بن سليمان سعدويه، وخالد بن خداش، وعلي بن الجعد، وعبيد الله بن عائشة، وعبد الله بن محمد بن أسماء، ويحيى الحماني، وهشام بن عمار، ويحيى بن معين، والأزرق بن علي، وأبا نصر التمار، وأحمد بن حنبل، وهدبة بن خالد، ومنجاب بن الحارث، وخلقًا كثيرًا بالشام، والعراق، وخراسان، ومصر، وما وراء النهر.
وعنه مسلم بن الحجاج، وهو أكبر منه، وأحمد بن علي بن الجارود الأصبهاني، وأبو النضر محمد بن محمد الفقيه، وخلف بن محمد الخيام، وأبو أحمد علي بن محمد الحبيبي، وبكر بن محمد الصيرفي، وأحمد بن سهل، والهيثم بن كليب، ومحمد بن محمد بن صابر، وآخرون.
ودخل بخارى سنة ست وستين، فسكنها لما رأى من الإحسان من أمير بخارى.
قال الدارقطني: هو من ولد حبيب بن أبي الأشرس. أقام ببخارى وحديثه عندهم، وكان ثقة حافظًا غازيا.
وقال أبو سعد الإدريسي الحافظ: صالح بن محمد جزرة ما أعلم في عصره بالعراق وخراسان في الحفظ مثله. دخل ما وراء النهر، فحدث مدة من حفظه، وما أعلم أخذ عليه مما حدث خطأ. ورأيت أبا أحمد بن عدي يفخم أمره ويعظمه.
وقال محمد بن عبد الله الكتاني: سمعته يقول: أنا صالح بن محمد بن
عمرو بن حبيب بن حسان بن المنذر بن أبي الأشرس عمار الأسدي، أسد خزيمة مولاهم.
وهكذا ساق نسبه الخطيب وقال: حدث من حفظه دهرًا طويلًا ولم يكن استصحب معه كتابًا، وكان صدوقًا ثبتًا ذا مزاح ودعابة، مشهورًا بذلك.
وقال أبو حامد ابن الشرقي: كان صالح بن محمد يقرأ على محمد بن يحيى الذهلي في الزهريات، فلما بلغ حديث عائشة أنها كانت تسترقي من الخرزة، فقال: من الجزرة، فلقب به، رواها الحاكم عن يحيى بن محمد العنبري، عنه.
وقال الخطيب: هذا غلط، لأنه لقب بجزرة في حداثته؛ فأخبرنا الماليني، قال: حدثنا ابن عدي قال: سمعت محمد بن أحمد بن سعدان يقول: سمعت صالح بن محمد يقول: قدم علينا بعض الشيوخ من الشام، وكان عنده عن حريز بن عثمان، فقرأت عليه: حدثكم حريز، قال: كان لأبي أمامة خرزة يرقي بها المريض، فقلت: جزرة. فلقبت: جزرة.
وقال أحمد بن سهل البخاري الفقيه: سمعت أبا علي، وسئل: لم لقبت بجزرة؟ فقال: قدم عمر بن زرارة الحدثي بغداد، فاجتمع عليه خلق، فلما كان عند فراغ المجلس سئلت: من أين سمعت؟ فقلت: من حديث الجزرة، فبقيت علي.
وقال خلف الخيام: حدثنا سهل بن شاذويه أنه سمع الأمير خالد بن أحمد يسأل أبا علي: لم لقبت جزرة؟ فقال: قدم علينا عمر بن زرارة فحدثهم بحديث عن عبد الله بن بسر، أنه كان له خرزة للمريض، فجئت وقد ت دم هذا الحديث، فرأيت في كتاب بعضهم، فصحت بالشيخ: يا أبا حفص، كيف حديث عبد الله أنه كانت له جزرة يداوي بها المرضى؟ فصاح المجان، فبقي علي حتى الساعة.
وقال البرقاني: حدثنا أبو حاتم بن أبي الفضل الهروي قال: كان
صالح ربما يطنز، كان ببخارى رجل حافظ يلقب بجمل، فكان يمشي مع صالح، فاستقبلهما جمل عليه جزر فقال: ما هذا على البعير؟ قال: أنا عليك.
هذه حكاية منقطعة، وأصح منها ما روى الحاكم، قال: حدثنا بكر بن محمد الصيرفي قال: سمعت صالح بن محمد قال: كنت أساير الجمل الشاعر بمصر، فاستقبلنا جمل عليه جزر فقال: يا أبا علي، ما هذا؟ قلت: أنا عليك.
وقال جعفر المستغفري: حدثنا أحمد بن عبد العزيز، عن بعض مشايخه قال: كان محمد بن إبراهيم البوشنجي، وصال جزرة إذا اجتمعا في المذاكرة، كلما روى البوشنجي عن يحيى بن بكير، قال: حدثنا يحيى بن بكير، والحمد لله؛ يغيظ بذلك صالحًا لأنه لم يدركه، فكان إذا روى عنه أحيانًا، ولم يقل: والحمد لله، قال صالح: أيها الشيخ، نسيت التحميد.
وقال خلف الخيام: سمعته يقول: اختلفت إلى علي بن الجعد أربع سنين، وكان لا يقرأ إلا ثلاثة أحاديث كل يوم، أو كما قال، وفي رواية: كان يحدث لكل إنسان بثلاثة أحاديث، عن شعبة.
وعن جعفر الطبسي أنه سمع أبا مسلم الكجي يقول، وذكر عنده صالح جزرة، فقال: ويحكم ما أهونه عليكم، ألا تقولون سيد المسلمين، سيد الدنيا.
وقال ابن أبي حاتم: سمعت أبي يقول لأبي زرعة: حفظ الله أخانا صالح بن محمد، لا يزال يضحكنا شاهدًا وغائبًا؛ كتب إلي يذكر أنه لما مات محمد بن يحيى الذهلي أجلس للتحديث شيخ لهم يعرف بمحمد بن يزيد محمش، فحدث أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: يا أبا عمير، ما فعل البعير؟.
وأن النبي صلى الله عليه وسلم قال: لا تصحب الملائكة رفقةً فيها خرس.
وروى البرقاني، عن أبي حاتم بن أبي الفضل الهروي قال: بلغني أن صالحًا سمع بعض الشيوخ يقول: إن السين والصاد يتعاقبان، فسأل عن
كنيته فقال: أبو صالح.
قال: فقلت للشيخ: يا أبا سالح، أسلحك الله، هل يجوز أن تقرأ: نحن نقس عليك أحصن القسس؟ فقال لي بعض تلامذته: تواجه الشيخ بهذا؟ فقلت: فلا يكذب، إنما تتعاقب السين والصاد في مواضع.
وعن صالح جزرة قال: الأحول في البيت مبارك، يرى الشيءَ شيئين.
وقال بكر بن محمد الصيرفي: سمعته يقول: كان عبد الله بن عمر بن أبان يمتحن أصحاب الحديث، وكان غاليًا في التشيع، فقال لي: من حفر بئر زمزم؟ قلت: معاوية. قال: فمن نقل ترابها؟ قلت: عمرو بن العاص. فصاح فيّ وقام.
وقال أبو النضر الفقيه: كنا نسمع على صالح بن محمد وهو عليل، فبدت عورته، فأشار إليه بعضنا بأن يتغطى، فقال: رأيته، لا ترمد أبدًا.
وقال أبو أحمد علي بن محمد: سمعته يقول: كان هشام بن عمار يأخذ على الحديث، ولا يحدث ما لم يأخذ، فدخلت عليه يومًا فقال: يا أبا علي، حدثني فقلت: حدثنا علي بن الجعد، قال: حدثنا أبو جعفر الرازي، عن الربيع بن أنس، عن أبي العالية قال: علّم مجانًا كما علمت مجانًا. فقال: تعرض بي؟ فقلت: لا، بل قصدتك.
وقال الحاكم: سمعت أبا النضر الطوسي يقول: مرض صالح جزرة، فكان الأطباء يختلفون إليه، فلما أعياه الأمر أخذ العسل والشونيز، فزادت حماه، فدخلوا عليه وهو يرتعد ويقول: بأبي يا رسول الله، ما كان أقل بصرك بالطب.
قلت: هذا مزاح خبيث لا يجوز.
وقال علي بن محمد المروزي: سمعت صالح بن محمد يقول: سمعت عباد بن يعقوب يقول: الله أعدل من أن يدخل طلحة والزبير الجنة.
قلت: ويلك، ولم؟ قال: لأنهما قاتلا عليا بعد أن بايعاه.
قال ابن عدي: بلغني أن صالح بن محمد جزرة وقف خلف أبي الحسين عبد الله بن محمد السمناني وهو يحدث عن بركة الحلبي بتلك الأحاديث.
فقال صالح: يا أبا الحسين، ليس ذا بركة، ذا نقمة. قلت: وبركة متهم بالكذب.
وقال الحاكم: حدثنا أحمد بن سهل الفقيه قال: سمعت أبا علي يقول: كان بالبصرة أبو موسى الزمن في عقله شيء، فكان يقول: حدثنا عبد الوهاب، أعني ابن عبد المجيد، قال: حدثنا أيوب يعني: السختياني فدخل عليه أبو زرعة يومًا، فسأله عن حديثٍ فقال: حدثنا حجاج. فقلت: يعني ابن منهال. فقال أبو زرعة: أيش تعذب المسكين؟.
وقال: كنا في مجلس أبي علي، فلما قدم قال له رجل من المجلس: يا شيخ ما اسمك؟ قال: واثلة بن الأسقع. فكتب الرجل: حدثنا واثلة بن الأسقع.
وقال أبو الفضل بن إسحاق: كنت عند صالح بن محمد، ودخل عليه رجل من الرستاق، فأخذ يسأله عن أحوال الشيوخ، ويكتب جوابه، فقال: ما تقول في سفيان الثوري؟ فقال: ليس بثقة.
فكتب الرجل، فلمته، فقال: ما أعجبك من يسأل مثلي عن سفيان، لا تبالي، حكى عني أو لم يحك.
وقال أحمد بن سهل: كنت مع صالح، إذ أقبل ابنه، عن يمينه رجل أقصر منه، وعن يساره صبي، فقال لي صالح: يا أبا نصر، تبت.
وقيل: كان ابن صالح مغفلًا، قال: فقال صالح: سألت الله أن يرزقني ولدًا، فرزقني جملًا.
ولأبي علي جزرة نوادر ومجون، والله يرحمه.
توفي في شهر ذي الحجة، لثمانٍ بقين منه سنة ثلاثٍ وتسعين، وله بضع وثمانون سنة.
228 -
صباح بن عبد الرحمن بن الفضل
، أبو الغصن العتقي الأندلسي المرسي.
شيخ معمر عالي الإسناد.
قال ابن الفرضي: روى عن يحيى بن يحيى الفقيه، ورحل فلقي بالقيروان سحنون بن سعيد، وبمصر أصبغ بن الفرج، فسمع منه، وأقام عنده زمانًا، ثم انصرف.
وكان يرحل إليه للسماع والتفقه، وعمر عمرًا طويلًا.
بلغني أنه توفي وهو ابن مائة وثمانية عشر عامًا، ومات في عاشر المحرم سنة أربعٍ وتسعين.
قلت: وروى أيضًا عن يحيى بن عبد الله بن بكير. روى عنه حفص بن محمد بن حفص، وغيره.
وقيل: بل عاش مائةً وخمس سنين، قاله ابن يونس، ومحمد بن الحارث الخشني. وسمع أيضًا أبا مصعب.
229 -
طالب بن قرة الأذني
.
روى الكثير عن محمد بن عيسى ابن الطباع. وأكثر عنه الطبراني.
توفي سنة إحدى وتسعين بأذنة من ثغر سيس.
230 -
طاهر بن عيسى بن قيرس
، أبو الحسين المصري المؤدب.
عن سعيد بن أبي مريم، ويحيى بن بكير، وأصبغ بن الفرج، وعنه الطبراني.
توفي سنة اثنتين وتسعين.
231 -
طغج بن جف الفرغاني التركي
، نائب دمشق لخمارويه ولابنه هارون.
امتدت أيامه، وحاصرته القرامطة بدمشق والتقاهم، ثم انصرف وولي بدر الحمامي نيابة دمشق سنة تسعين، فمضى طغج إلى مصر، ثم سار إلى المكتفي بالله، ومعه ولده الإخشيد محمد الذي ملك، فبقي طغج بالعراق مدة يسيرة وهلك.
ثم قدم ولده الإخشيد متوليا على مصر والشام كما في ترجمته.
232 -
عامر بن محمد بن يزيد البلاطي
.
روى عن محمد بن الخليل البلاطي، ومحمد بن وزير السلمي. وعنه علي بن محمد البلاطي، وأبو علي بن شعيب، ومحمد بن عمير الرازي، وآخرون.
233 -
العباس بن أحمد بن الحسن الوشاء البغدادي المعروف بالمحب
.
سمع أبا إبراهيم الترجماني، وغيره. وعنه إسماعيل الخطبي، وأبو علي ابن الصواف. مات سنة ثمانٍ وتسعين.
234 -
العباس بن أحمد بن عقيل
.
روى عن منصور بن أبي مزاحم، وعبد الأعلى بن حماد. وعنه إسماعيل الخطبي، والطبراني.
توفي سنة بضع وتسعين.
235 -
العباس بن حمدان
، أبو الفضل الأصبهاني الحنفي.
سمع محمد بن عيسى الدامغاني، ويوسف بن محمد بن سابق، وحاتم بن بكر، وخلقًا.
وصنف المسند، وكان ثقة ثبتًا صالحًا عابدًا.
روى عنه أبو أحمد العسال، وأبو القاسم الطبراني، وأبو الشيخ، وآخرون.
ومات سنة أربعٍ وتسعين.
236 -
العباس بن الحسن الوزير
.
ولي وزارة المكتفي بالله، ثم وزارة المقتدر، فأقام أشهرًا. فلما عمل
الأمير حسين بن حمدان، وابن الجراح على خلع المقتدر لصغره، وإقامة ابن المعتز، افتتحا بقتل هذا الوزير، فوثب عليه ابن حمدان، فضرب عنقه وهو نازل من الخدمة، وقتل معه الأمير فاتك المعتضدي، ثم ساق إلى الميدان ليفتك بالمقتدر وهو في لعب الكرة، فأحس بالبلاء، فأسرع وأغلق القصر، فذهب ابن حمدان والأمراء، وبايعوا ابن المعتز، ثم لم يتم أمره، فقتلوا ابن المعتز، وذلك في سنة ست وتسعين.
237 -
العباس بن الربيع بن ثعلب البغدادي
.
عن أبيه. وعنه الطبراني.
توفي سنة إحدى وتسعين.
238 -
العباس بن محمد بن مجاشع
، أبو الفضل الأصبهاني.
عن محمد بن أبي يعقوب الكرماني، وعنه أبو أحمد العسال، والطبراني، وأبو الشيخ.
وثقه أبو نعيم الحافظ.
239 -
العباس بن محمد، أبو الوليد الصعيدي
.
قال ابن يونس: أملى علينا حديثا عن يحيى بن بكير، وتوفي في جمادى الآخرة سنة ثلاثمائة.
240 -
عبدان بن محمد بن عيسى
، الفقيه أبو محمد المروزي.
زاهد نبيل ثقة، صاحب حديث، سمع قتيبة بن سعيد، وعبد الله بن منير، وأبا كريب، وإسماعيل بن مسعود الجحدري، وعبد الجبار بن العلاء، وبندار، وعلي بن حجر، والربيع المرادي، وطائفة بخراسان، والعراق، والحجاز.
وعنه عمر بن علك، وأبو العباس الدغولي، وأبو حامد ابن الشرقي، وأبو نعيم عبد الرحمن بن محمد الغفاري، ويحيى بن محمد العنبري، وعلي
ابن حمشاذ، وأبو أحمد العسال، وأبو القاسم الطبراني، وآخرون.
وكان المرجوع إليه في الفتوى بمرو بعد أحمد بن سيار. وقد رحل أيضاً إلى مصر، وتفقه على أصحاب الشافعي، وبرع في المذهب. وكان يوصف بالحفظ والزهد. وقد صنف الموطأ، وغير ذلك.
قال أبو نعيم الغفاري: سمعته يقول: ولدت ليلة عرفة سنة عشرين قال وتوفي ليلة عرفة أيضا سنة ثلاثٍ وتسعين.
قلت: وكان لقي الطبراني له بمكة.
قال ابن السمعاني في الأنساب: عبدان الجنوجردي نسبة إلى قرية من قرى مرو، اسمه عبد الله، وهو أحد من أظهر مذهب الشافعي بخراسان وكان المرجوع إليه في الفتاوى والمعضلات بعد أحمد بن سيار. وكان ابن سيار قد حمل كتب الشافعي إلى مرو، وأعجب بها الناس، فأراد عبدان أن ينسخها، فمنعه ابن سيار من ذلك. فباع ضيعةً له بجنوجرد، وسار إلى مصر، ونسخ كتب الشافعي على الوجه وأكثر، ورجع، فدخل أحمد بن سيار عليه مسلماً ومهنئاً، واعتذر من منع الكتب. فقال: لا تعتذر فإن بك علي منة في ذلك. فلو دفعت الكتب إلي لما رحلت إلى مصر.
241 -
عبد الله بن أحمد بن عبد السلام
، أبو محمد النيسابوري الخفاف الحافظ نزيل مصر.
روى عن: محمد بن رافع، وأبي عبد الله البخاري، وأحمد بن سعيد الرباطي، وخلق من طبقتهم. وعنه: أبو عبد الرحمن النسائي في كتاب الكنى، وأبو محمد عبد الله بن الورد، وأبو جعفر العقيلي، وطائفة.
توفي بمصر في ربيع الآخر سنة أربعٍ وتسعين، وقد أسن.
لم يذكره الحاكم في تاريخ نيسابور.
قال العقيلي: حدثنا عبد الله بن أحمد، قال: حدثنا البخاري قال:
قال ابن عيينة: سمعت مقاتلاً يقول: إن لم يخرج الدجال الأكبر سنة خمسين ومائة فاعلموا أني كذاب.
242 -
عبد الله بن أحمد بن محمد بن هشام بن أبي دارة
. أبو عبد الرحمن.
مروزي له أربعون حديثاً مروية. رواها عنه: عبد الله بن أحمد المروزي. يروي عن: سويد بن سعيد، وعلي بن حجر، وداود بن رشيد، وجبارة بن المغلس، وطبقتهم.
ولا أعلم متى كان، قد ظفرت بموته سنة خمسٍ وتسعين ومائتين.
243 -
عبد الله بن إبراهيم الأزدي الضرير
.
عن: الحسن بن علي الحلواني، وأحمد بن إبراهيم الدورقي، وجماعة. وعنه: ابن عدي، وأبو بكر الإسماعيلي.
244 -
عبد الله بن أبي الخوارزمي القاضي
.
عن: أحمد بن يونس اليربوعي، وسعيد بن منصور، وقتيبة، وابن راهويه، وخلق. وعنه: أبو عبد الله البخاري، ومحمد بن علي الحساني الخوارزمي، وأبو العباس محمد بن أحمد بن حمدان الحيري شيخ البرقاني.
قيل: إنه الذي قال البخاري في الصحيح: حدثنا عبد الله، قال: حدثنا سليمان بن عبد الرحمن الدمشقي.
وذلك متوجه، فإنه روى في كتاب الضعفاء عدة أحاديث، عنه، عن سليمان بن عبد الرحمن، وعن غيره.
245 -
عبد الله بن أيوب
، أبو محمد البصري القربي الضرير.
عن: أبي الوليد الطيالسي، وأمية بن بسطام، وأبي نصر التمار، ويحيى الحماني، وسهل بن بكار، وجماعة. وعنه: أبو سهل القطان، وحبيب القزاز، والذارع، والطبراني، وآخرون.
قال الدارقطني: متروك.
قلت: مات سنة اثنتين وتسعين.
246 -
عبد الله بن بندار بن إبراهيم الضبي الأصبهاني
. الباطرقاني الزاهد.
سمع: إسماعيل بن عمرو البجلي، وسهل بن عثمان، ومحمد بن المغيرة، وغيرهم. وعنه: أبو أحمد العسال، وأحمد بن بندار الشعار، والطبراني، وأبو الشيخ، وغيرهم.
وكان من عباد أهل أصبهان قال محمد بن يحيى بن منده: ما خلف بعده مثله.
قلت: توفي سنة أربعٍ وتسعين.
247 -
عبد الله بن جعفر بن خاقان أبو محمد السلمي المروزي
.
عن: إسحاق بن راهويه، ومحمد بن حميد الرازي، وعلي بن حجر، وأبي كريب، وأحمد بن منيع، وخلق. وعنه: أبو العباس الدغولي، وعمر بن علك الجوهري، وأبو زكريا العنبري، ومحمد بن صالح بن هانئ، وآخرون.
قال فيه الحاكم: محدث عصره، قدم نيسابور حاجاً سنة ثمانٍ وثمانين، فأكثروا عنه.
وتوفي في صفر سنة ست.
248 -
عبد الله بن الحسن بن أحمد بن أبي شعيب الأموي
. مولاهم الحراني المؤدب أبو شعيب نزيل بغداد.
سمع: جده، وأباه، وأحمد بن عبد الملك بن واقد، ويحيى بن عبد الله البابلتي، وعفان بن مسلم، وجماعة. وعنه: إسماعيل الخطبي، وأبو علي بن الصواف، وأبو بكر الشافعي، والطبراني، وأبو بكر الآجري،
والحسن بن جعفر الحرفي، وخلق.
قال الهيثم بن خلف الدوري: وكان البابلتي زوج أم أبي شعيب الحراني، وكان الأوزاعي زوج أم البابلتي.
وقال أبو سعد الإدريسي: كان مسلم وهو والد أبي شعيب عبد الله بن مسلم الحراني من سبي سمرقند، وقع لعمر بن عبد العزيز فأعتقه. فلما ولد له ولد جاء به إلى عمر، فسماه عبد الله، وفرض له في الذرية. فعاش مائة وعشرين سنة.
قال أحمد بن كامل: مات أبو شعيب في ذي الحجة سنة خمس وتسعين ومائتين، وكان يأخذ على الحديث. أخبرني نصر الصائغ، قال: سألته أن يحدثني بحديثٍ عن عفان فقال: أعط السقاء ثمن الراوية، فأعطيته دانقاً، وحدثني بالحديث.
قال ابن كامل: ومولده سنة ست ومائتين.
وقال الصواف: سماعه سنة ثمان عشرة من البابلتي.
قلت: سمع في صغره من زوج أمه، فلا يستنكر ذلك.
قال فيه الدارقطني: ثقة مأمون.
249 -
عبد الله بن حمدويه النهرواني
.
عن: أبي بكر بن أبي شيبة. وعنه: عبد الصمد الطستي، وقاضي مصر أبو الطاهر الذهلي.
250 -
عبد الله بن سعيد بن عبد الرحمن الزهري المصري
.
سمع: عبد الله بن صالح، ويوسف بن عدي، وأسد بن موسى السنة. وعنه: أبو أحمد بن عدي.
251 -
عبد الله بن سلمة بن يزيد القاضي
. أبو محمد بن سلمويه النيسابوري الحنفي الفقيه.
كان أستاذاً في الفرائض وعقد الوثائق.
قال الحاكم: سمع إسحاق بن راهويه، ومحمد بن رافع. وبالعراق: يحيى بن طلحة اليربوعي، ومحمد بن شجاع.
روى عنه: أبو سعيد عبد الرحمن بن الحسين، وأحمد بن هارون وولي قضاء نيسابور بإشارة ابن خزيمة.
توفي في ربيع الآخر سنة ثمانٍ وتسعين.
252 -
عبد الله بن الصباح الأصبهاني البزار
.
عن: داود بن رشيد، ولوين، ومحمد بن زنبور، وهاشم بن الوليد الهروي. وعنه: العسال، وأبو الشيخ، وأحمد بن بندار، والطبراني.
وكان صدوقاً فيما بلغنا. توفي سنة أربعٍ وتسعين.
253 -
عبد الله بن عبد الحميد بن عصام الجرجاني الفقيه
.
عن: أبيه، وعلي ابن المديني، ومحمد بن بكار، وأبي بكر بن أبي شيبة، وطبقتهم. وعنه: مأمون بن يحيى، ومحمد بن عبد الله بن برزة، وآخرون من الهمذانيين.
254 -
عبد الله بن عيسى بن حماد
. أبو محمد ابن زغبة المصري.
عن: أبيه، ويحيى بن عبد الله بن بكير. توفي في صفر سنة ست وتسعين.
255 -
عبد الله بن القاسم بن هلال القيسي
. أبو محمد الأندلسي الفقيه الظاهري.
عالم مشهور بالرحلة، والطلب. أثنى عليه أبو محمد بن حزم فقال: صحب داود بن علي الأصبهاني وأخذ عنه.
توفي سنة اثنتين وتسعين.
256 -
عبد الله بن قريش
. أبو أحمد الأسدي البغدادي ثم الهمذاني.
عن: خاله أبي بكر الأثرم، وزياد بن أيوب، وأبي هشام الرفاعي. وعنه
محمد بن عبد الله بن برزة الروذراوري، وأبو بكر الإسماعيلي.
257 -
عبد الله بن محمد
بن الوليد بن حازم البصري ثم الأصبهاني.
عن: علي بن الجعد، وكامل بن طلحة، وبسام بن يزيد. وعنه: أحمد بن بندار الشعار، وغيره.
توفي سنة إحدى وتسعين.
258 -
عبد الله بن محمد بن سلم الهمذاني
.
ثقة، حدث بأصبهان عن: سهل بن بكار، ومحمود بن غيلان، وعنه: أبو أحمد العسال، وأبو الشيخ.
توفي سنة أربعٍ.
• - عبد الله بن محمد بن سلم الفريابي المقدسي. يأتي بعد الثلاث مائة.
259 -
عبد الله بن محمد. أبو العباس الناشئ المتكلم الشاعر المشهور.
أصله من الأنبار، وسكن مصر. معدود في طبقة البحتري، وابن الرومي في الشعر، وله قصيدة طويلة ألفها نحوا من أربعة آلاف بيت، فيها فنون من العلم.
وكان بصيراً بالعربية قيماً، بعلم العروض، كثير التصانيف. ومنهم من يلقبه بابن شرشير.
قال الطبراني: أنشدنا الناشئ بمصر:
ليس شيء أحر في مهجة العا شق من هذه العيون المراض ورنو الجفون والغمز بالحا جب وقت الصدود والإعراض والخدود المضرجات اللواتي شيب جريالها بحسن البياض وطروق الحبيب والليل داجٍ حين هم السمار بالإغماض
توفي الناشئ بمصر سنة ثلاثٍ وتسعين، وكان من كبار المعتزلة لا رعوا.
260 -
عبد الله بن محمد بن علي البلخي الحافظ
.
محدث مصنف نبيل، لم تتصل أخباره بنا كما ينبغي. سمع من: قتيبة، وطبقته. حج فاستشهد يوم الهبير فيمن استشهد على يد القرامطة، لعنهم الله سنة أربعٍ.
وقال الحاكم: توفي ببلخ سنة خمسٍ وتسعين.
وقد حدث ببغداد، ونيسابور عن: قتيبة، وإبراهيم بن يوسف، وعلي بن حجر، وهدية بن عبد الوهاب.
روى عنه: ابن قانع، وأبو بكر الشافعي، والجعابي.
صنف كتاب التاريخ وكتاب العلل.
261 -
عبد الله بن محمد بن العباس
. أبو محمد السهمي الأصبهاني.
عن: سهل بن عثمان العسكري، ومحمد بن المغيرة. وعنه: الطبراني، وعبد الرحمن بن محمد بن سياه، وعبد الله بن محمد بن عمر القاضي، وجماعة.
توفي سنة ستٍ وتسعين.
262 -
عبد الله بن محمد بن صالح
. أبو محمد البكري السمرقندي الحافظ.
حدث ببغداد عن: أبي محمد الدارمي، ورجاء بن مرجى. وعنه: ابن قانع، وأبو بكر الشافعي، وغيرهما.
توفي سنة ثمانٍ وتسعين، وكان أحد من عني بهذا الشأن.
263 -
عبد الله بن محمد بن حميد البغدادي
. الخياط المعروف بالإمام.
روى عن: عاصم بن علي، وغيره. وعنه: مخلد الباقرحي، وأبو بكر الإسماعيلي، ومحمد بن حميد المخرمي. حدث قبل الثلاث مائة.
264 -
عبد الله بن محمد بن أبي كامل الفزاري البغدادي
.
عن: هوذة، وداود بن رشيد. وعنه: أبو بكر الجعابي، وأبو علي ابن الصواف، وعيسى الرخجي.
توفي سنة ثلاث مائة.
لم يتكلم فيه ولا في الخياط أبو بكر الخطيب بشيء.
265 -
عبد الله بن محمد بن الجعد الأصبهاني الفرساني
.
عن سهل بن عثمان وغيره وعنه أبو أحمد العسال.
266 -
عبد الله بن محمد بن شيرزاد النيسابوري
.
عن ابن راهويه. مجهول.
267 -
عبد الله بن محمد بن عبد الرحمن بن الحكم بن هشام
ابن الداخل عبد الرحمن بن معاوية بن هشام بن عبد الملك. الأمير أبو محمد الأموي المرواني صاحب الأندلس.
ولي الأمر بعد أخيه المنذر بن محمد في صفر سنة خمسٍ وسبعين ومائتين، وطالت أيامه، وبقي في الملك خمساً وعشرين سنة.
وكان من الأمراء العادلين الذين يعز وجود مثلهم.
كان صالحاً تقياً، كثير العبادة والتلاوة، رافعاً لعلم الجهاد، ملتزماً للصلوات في الجامع، وله غزوات مشهورة، منها غزوة بلي التي يضرب بها المثل. وذلك أن ابن
حفصون حاصر حصن بلي في ثلاثين ألفاً. فخرج الأمير عبد الله من قرطبة في أربعة عشر ألف مقاتل، فهزم ابن حفصون، وتبعه قتلاً وأسراً، حتى قيل: إنه لم ينج من الثلاثين ألفاً إلا النادر. وكان ابن حفصون من الخوارج.
وكان عبد الله أديباً عالماً. ذكر ابن حزم قال: حدثني محمد بن عبد الأعلى القاضي، وعلي بن عبد الله الأديب؛ قالا: كان الوزير سليمان بن وانسوس جليلاً أديباً، من رؤساء البربر، فدخل على الأمير عبد الله بن محمد يوماً، وكان عظيم اللحية، فلما رآه الأمير مقبلاً أنشد:
هلوفة كأنها جوالق نكداء لا بارك فيها الخالق للقمل في حافاتها نفائق فيها لباغي المتكى بوائق وفي احتدام الصيف ظل رائق إن الذي يحملها لمائق ثم قال: اجلس يا بربري. فجلس متألماً، فقال: أيها الأمير، إنما كان الناس يرغبون في هذه المنزلة ليدفعوا عن أنفسهم الضيم؛ فأما إذا صارت جالبة للذل فلنا دور تسعنا وتغنينا عنكم، فإن حلتم بيننا وبينها فلنا قبور تسعنا.
ثم اعتمد على يده وقام ولم يسلم. فغضب الأمير وأمر بعزله، وبقي كذلك مدة. ثم وجد الأمير لفقده ولصحبته، فقال: لقد وجدت لفقد سليمان تأثيراً، وإن استعطفته كان ذلك غضاضةً علينا، فوددت أنه ابتدأنا بالرغبة.
فقال له الوزير محمد بن الوليد بن غانم: أنا أكلمه. فذهب إليه، فأبطأ إذنه عليه، ثم دخل فوجده قاعداً لم يتزحزح، فقال: ما هذا الكبر؟ عهدي بك وأنت وزير السلطان وفي أبهة رضاه تلقاني وتزحزح لي صدر مجلسك. فقال: نعم، كنت حينئذٍ عبداً مثلك، وأنا اليوم حر.
قال: فيئس ابن غانم منه فخرج ولم يكلمه، ورجع فأخبر الأمير؛ فابتدأ الأمير بالإرسال إليه، ثم ولاه.
وروى ابن حزم بسندٍ له أن الأمير عبد الله استفتى بقي بن مخلد في الزنديق، فأفتاه أنه لا يقتل حتى يستتاب وذكر خبراً.
توفي عبد الله في غرة ربيع الآخر سنة ثلاث مائة، وولي الأندلس بعده حفيده الناصر لدين الله عبد الرحمن بن محمد خمسين سنة.
عبد الله ابن المعتز بالله محمد ابن المتوكل على الله جعفر بن المعتصم ابن الرشيد، الأمير أبو العباس العباسي الأديب صاحب الشعر البديع والنثر الفائق.
أخذ العربية والأدب عن: المبرد، وثعلب. وعن: مؤدبه أحمد بن سعيد الدمشقي.
وكان مولده في شعبان سنة تسعٍ وأربعين ومائتين. روى عنه: مؤدبه أحمد، ومحمد بن يحيى الصولي، وغيرهما.
وقد قامت الدولة وتوثبوا على المقتدر، وأقاموا ابن المعتز في الخلافة؛ فقال: بشرط أن لا يقتل بسببي رجل مسلم.
وكاد أمره يتم، ثم تفرق عنه جمعه وقبض عليه، وقتل سراً في ربيع الآخر سنة ست وتسعين كما ذكرناه في الحوادث.
وقد رثاه علي بن محمد بن بسام، فقال: لله درك من ملك بمضيعة ناهيك في العقل والآداب والحسب ما فيه لولا ولا ليت فتنقصه وإنما أدركته حرفة الأدب ومن شعره: من لي بقلب صيغ من صخرةٍ في جسدٍ من لؤلؤ رطب جرحت خديه بلحظي فما برحت حتى اقتص من قلبي وله: وإني لمعذور على طول حبها لأن لها وجهاً يدل على عذري إذا ما بدت والبدر ليلة تمه رأيت لها فضلاً مبيناً على البدر وتهتز من تحت الثياب كأنها قضيب من الريحان في الورق الخضر أبى الله إلا أن أموت صبابةً بساحرة العينين طيبة النشر وله أيضاً: أترى الجيرة الذين تداعوا عند سير الحبيب قبل الزوال علموا أنني مقيم وقلبي راحل فيهم أمام الجمال مثل صاع العزيز في أرحل القو م، ولا يعلمون ما في الرحال
ما أعز المعشوق ما أهون العا شق، ما أقتل الهوى للرجال ومن نثره: من تجاوز الكفاف لم يغنه الإكثار.
وقال: كلما عظم قدر المنافس، عظمت الفجيعة به.
وقال: ربما أورد الطمع ولم يصدر، ومن ارتحله الحرص، أنضاه الطلب.
وقال: الحظ يأتي من لا يأتيه.
وقال: أشقى الناس أقربهم من السلطان، كما أن أقرب الأشياء من النار أسرعه إلى الاحتراق.
وقال: من شارك السلطان في عز الدنيا، شاركه في ذل الآخرة.
وقال: يكفيك للحاسد غمه وقت سرورك.
وقيل: إنه قال هذه الأبيات عندما سلم لمؤنس ليهلكه: يا نفس صبرا لعل الخير عقباك خانتك من بعد طول الأمن دنياك مرت بنا سحراً طير فقلت لها: طوباك يا ليتني إياك طوباك إن كان قصدك شوقاً بالسلام على شاطئ الصراة أبلغي إن كان مثواك من موثق بالمنايا لا فكاك له يبكي الدماء على ألفٍ له باكي أظنه آخر الأيام من عمري وأوشك اليوم أن يبكي لي الباكي
269 -
عبد الحميد بن عبد العزيز. القاضي أبو خازم السكوني البصري ثم البغدادي الحنفي الفقيه.
يروي عن: محمد بن بشار بندار، ومحمد بن المثنى، وشعيب بن أيوب الصريفيني. روى عنه: مكرم بن أحمد، وأبو محمد بن زبر وغيرهما، وكان ثقة. ولي قضاء الشام وقضاء الكوفة ثم استقضاه المعتضد على قضاء الشرقية.
قال طلحة الشاهد: كان ديناً، عالماً بمذهب أهل العراق وبالفرائض والجبر والمقابلة، وأحذق الناس بعمل المحاضر والسجلات. أخذ عن: هلال الرأي، وبكر العمي، ومحمود الأنصاري أصحاب محمد بن شجاع
الثلجي، وغيره. حتى كان جماعة يفضلونه على هؤلاء. فأما عقله فلا نعلم أن أحداً رآه فقال إنه رأى أعقل منه.
وقال أبو إسحاق الشيرازي في طبقات الحنفية: ومنهم أبو خازم القاضي أخذ العلم عن شيوخ البصرة بكر العمي، وغيره، وولي القضاء بالشام، وبالكوفة، والكرخ من بغداد.
قال أبو علي التنوخي: حدثنا أبو بكر بن مروان القاضي، قال: حدثني مكرم بن بكر قال: كنت في مجلس أبي خازم القاضي، فتقدم شيخ ومعه غلام حدث. فادعى الشيخ عليه ألف دينار، فأقر بها. فقال للشيخ: ما تشاء؟ فقال: حبسه. فقال للغلام: قد سمعت، فهل لك أن توفيه البعض، وتسأله إنظارك؟ فقال: لا. فقال الشيخ: احبسه. فتفرس فيهما أبو خازم ساعة ثم قال: تلازما حتى أنظر بينكما. فقلت: لم أخر القاضي حبسه؟ قال: ويحك، إني أعرف في أكثر الأحوال وجه المحق من المبطل. وقد وقع لي أن سماحة هذا بالإقرار عن أمرٍ بعيدٍ من الحق، لعله أن ينكشف لي أمرهما. أما رأيت قلة تعاصيهما في المحاورة وسكونهما، مع عظم المال؟ فبينا نحن كذلك، إذ استأذن تاجر موسر، فأذن له القاضي، فدخل فقال: قد بليت بابنٍ لي حدث، يتلف مالي عند فلان المقين، فإذا منعته مالي احتال بحيلٍ تلجئني إلى التزام غرم. وأقربه أنه قد نصب المقين اليوم ليطالبه بألف دينار. وبلغني أنه قدمه إليك ليحبس، وأقع مع أمه في نكدٍ إلى أن أزنها عنه. فتبسم القاضي وقال لي: كيف رأيت؟ قلت: لهذا ومثله فضل الله القاضي. فقال: علي بالغلام وبالشيخ فأدخلا، فأرهب القاضي الشيخ، ووعظ الغلام، فأقر الشيخ وأخذ التاجر بيد ابنه وانصرفوا.
وقال أبو برزة الحاسب: لا أعرف في الدنيا أحسب من أبي خازم القاضي.
وقال القاضي أبو الطاهر الذهلي: بلغني أن أبا خازم القاضي جلس في الشرقية، فأدب خصماً لأمر، فمات. فكتب رقعةً إلى المعتضد يقول: إن دية هذا واجبة في بيت المال، فإن رأى أمير المؤمنين أن يأمر بحملها
إلى ورثته فعل. فحمل إليه عشرة آلاف درهم، فدفعها إلى ورثته.
قلت: كان المعتضد يجل أبا خازم ويطيعه في الخير.
وبلغنا أن أبا خازم لما احتضر جعل يبكي ويقول: يا رب من القضاء إلى القبر؟!
وله شعر رائق، فمنه: أدل فأكرم به من مدل ومن شادنٍ لدمي مستحل إذا ما تعزز قابلته بـ ذل وذلك جهد المقل وأسلمت خدي له خاضعاً ولولا ملاحته لم أذل قال محمد بن الفيض: لم يزل محمد بن إسماعيل بن علية على قضاء دمشق إلى أن مات سنة أربع وستين ومائتين وولي بعده أبو خازم فلم يزل على القضاء إلى أن قدم المعتضد قبل الخلافة لحرب ابن طولون، فخرج أبو خازم معه إلى العراق، وولي بعده أبو زرعة محمد بن عثمان.
قال الطحاوي: مات ببغداد في جمادى الأولى سنة اثنتين وتسعين.
• - فأما أبو حازم القاضي أحمد بن محمد بن نصر. فآخر من أقرانه، لكنه تأخرت وفاته إلى سنة ست عشرة وثلاث مائة.
وأبو حازم القاضي، بحاء.
270 -
عبد الرحمن بن أحمد بن يزيد
. أبو صالح الزهري الأصبهاني الأعرج، أخو محمد بن أحمد الزهري.
سمع: أبا كريب، وحميد بن مسعدة، وسلمة بن شبيب، وجماعة. وعنه: العسال، وأبو الشيخ، وأحمد بن بندار. توفي سنة ثلاث مائة.
271 -
عبد الرحمن بن إسحاق بن عبد الحميد بن فضالة الكناني الدمشقي
.
روى عن: سليمان بن عبد الرحمن، ومحمد بن أبي السري العسقلاني.
وعنه: خيثمة، وابن حذلم، وأبو عبد الله بن مروان.
272 -
عبد الرحمن بن إسحاق الثقفي الدمشقي
. ويعرف بابن الضامدي.
عن: هشام بن عمار، وأحمد بن أبي الحواري، وجماعة. وعنه: أبو علي بن آدم، وجمح بن القاسم، وعبد الله بن عدي، وعدة.
وحدث في سنة تسعٍ وتسعين ومائتين.
273 -
عبد الرحمن بن حاتم
. أبو زيد المرادي المصري.
عن: عبد الله بن صالح، وأصبغ بن الفرج، ونعيم بن حسان وعنه: الطبراني، وغيره.
قال ابن يونس: توفي سنة أربعٍ وتسعين.
274 -
عبد الرحمن بن عبد الوارث
. أبو القاسم التجيبي المصري.
عن: يوسف بن عدي، وغيره.
توفي سنة تسعٍ وتسعين تقريباً. مات في عشر المائة.
275 -
عبد الرحمن بن عبد الله بن مسعود
. أبو عبد الله المروزي الشاسجردي.
سمع: عبد الله بن عثمان عبدان، وغيره. وعنه: الفقيه محمد بن محمود المروزي.
عاش إلى سنة خمسٍ وتسعين، وهو آخر أصحاب عبدان.
276 -
عبد الرحمن بن عبد الصمد
. أبو هشام السلمي الدمشقي.
عن: هشام بن عمار، وجنادة بن مروان، ومحمد بن عائذ، وإبراهيم
ابن عبد الله بن العلاء بن زبر وعنه: أحمد بن محمد بن عمارة، وأبو عمر بن فضالة، وجمح، وآخرون.
277 -
عبد الرحمن بن القاسم بن الفرج بن عبد الواحد
. أبو بكر الهاشمي الدمشقي المعروف بابن الرواس.
عن: أبي مسهر الغساني، ويحيى الوحاظي، وزهير بن عباد، وإبراهيم بن هشام الغساني، وطائفة. وعنه: أبو عبد الله محمد بن مروان، وأبو بكر بن أبي دجانة، وأبو عمر بن فضالة، وأبو عمر محمد بن كوذك، وجمح بن القاسم، وأبو أحمد بن عدي، وعبد الله بن الناصح، والفضل بن جعفر المؤذن، وآخرون. وقال: سمعت من أبي مسهر وأنا ابن إحدى عشرة سنة.
قلت: لم يورخه، وقد بقي إلى سنة بضعٍ وتسعين. وهو آخر من روى عن أبي مسهر، والوحاظي، وله عنهما نسخة آخر من رواها عنه الفضل بن جعفر، سمعناها من خلق.
278 -
عبد الرحمن بن محمد بن سلم
. أبو يحيى الرازي الحافظ، إمام جامع أصبهان.
صنف المسند والتفسير، وغير ذلك. وكان من علماء أصبهان.
روى عن: سهل بن عثمان، وعبد العزيز بن يحيى، والحسين بن عيسى الزهري، وطائفة. وعنه: القاضي أبو أحمد، وأبو الشيخ، وعبد الرحمن بن سياه، وأبو القاسم الطبراني، وجماعة.
توفي سنة إحدى وتسعين.
279 -
عبد الرحمن بن معاوية
، أبو القاسم الأموي العتبي المصري.
عن: سعيد بن عفير، ويحيى بن بكير، وعمرو بن خالد، وروح بن
صلاح، ويوسف بن عدي. وعنه: الطبراني، وابن هارون، وغيرهما.
توفي في شعبان سنة اثنتين وتسعين.
280 -
عبد الرزاق بن الحسن بن عبد الرزاق
. الأنطاكي الوراق المقرئ.
روى الحروف عن: أحمد بن جبير. وعنه: ابنه إبراهيم بن عبد الرزاق، وأحمد بن يعقوب التائب، وأبو بكر النقاش، ومحمد بن أحمد الداجوني، وجماعة. وقيل: قرأ على ابن ذكوان.
281 -
عبد السلام بن أحمد بن سهيل بن مالك
. أبو بكر البصري نزيل مصر.
سمع: هشام بن عمار، وعيسى بن زغبة، وجماعة. وعنه: حمزة الكناني، وجعفر بن حنزابة، وأبو سعيد بن يونس، وجماعة آخرهم موتاً الحسن بن رشيق. قال ابن يونس: كان صالحاً صدوقاً، توفي في ربيع الآخر سنة ثمانٍ وتسعين.
282 -
عبد السلام بن سهل البغدادي السكري
. نزيل مصر.
سمع: يحيى الحماني، ومحمد بن عبد الله الأرزي. وعنه: ابن شنبوذ المقرئ، والطبراني.
وتوفي بمصر في ربيع الآخر أيضاً سنة ثمانٍ أيضاً. فقد اتفقا في أشياء.
283 -
عبد السلام بن العباس الحمصي
.
عن: هشام بن عمار، وعمرو بن عثمان، وطائفة. وعنه: الطبراني، وعبد الصمد بن سعيد الحمصي، وغيرهما.
284 -
عبد الصمد بن محمد بن أبي عمران أبو محمد العينوني المقرئ
.
قرأ على عمرو بن الصباح صاحب حفص. قرأ عليه: أبو بكر النقاش، ونظيف بن عبد الله، وإبراهيم بن عبد الرزاق، وصالح بن أحمد، وغيرهم. توفي سنة أربع وتسعين بعينون.
285 -
عبد العزيز بن أحمد. أبو القاسم البغدادي
.
عن: أبي كامل الجحدري. وعنه: محمد بن مخلد، والطبراني.
286 -
عبد العزيز بن محمد. أبو عمرو الحارثي
الهمذاني.
عن: محمد بن عبيد الأسدي، وهناد بن السري، وسلمة بن شبيب، وطائفة. وعنه: ابن خرجة، ومحمد بن معاذ الشعراني، وأبو بكر الإسماعيلي، ويعرف بعزون.
287 -
عبد الغفار بن أحمد. أبو الفوارس الحمصي
.
حدث بأصبهان عن: محمد بن مصفى، والمسيب بن واضح، وعمرو بن عثمان، وطائفة. وعنه: أبو الشيخ، وعبد الله بن محمد بن عمر القاضي، وعبد الله بن محمود بن محمد الأصبهانيون.
288 -
عبد الكبير بن محمد بن عبد الله بن حفص بن هشام بن زيد بن أنس
. أبو عمير الأنصاري البخاري الأنسي البصري.
عن: أبيه. وعن: سليمان الشاذكوني. وعنه: الطبراني.
توفي سنة إحدى وتسعين.
289 -
عبد الملك بن يحيى بن عبد الله بن بكير المخزومي المصري
.
عن: أبيه. وعنه: الطبراني. توفي في رمضان سنة سبعٍ وتسعين.
290 -
عبيد الله بن أحمد بن سليمان أبو محمد ابن الصنام القرشي الرملي
.
عن: أبي عمير عيسى ابن النحاس، وإبراهيم بن سعيد الجوهري، وجماعة. وعنه: أبو عمر بن فضالة، والفضل بن جعفر المؤذن، والطبراني. توفي سنة تسع وتسعين.
291 -
عبيد الله بن عبد الله بن طاهر بن الحسين الأمير أبو أحمد الخزاعي الطاهري الخراساني
.
ولد سنة ثلاثٍ وعشرين ومائتين بنيسابور.
وروى عن: أبي الصلت الهروي، والزبير بن بكار. وعنه: الصولي، وعمر بن الحسن الأشناني، والطبراني، وغيرهم. ولم يذكره الحاكم في تاريخه.
وكان أديباً شاعراً محسناً فصيحاً مفوها جوادا ممدحا له ديوان وتصانيف في الأدب والبلاغة.
ولي إمرة بغداد مدة، ومات في شوال سنة ثلاث مائة.
وهذه الأبيات السائرة له:
واحزني من فراق قوم هم المصابيح والحصون والأسد والمزن والرواسي والأمن والخفض والسكون لم تتغير بنا الليالي حتى توفتهم المنون فكل نارٍ لنا قلوب وكل ماءٍ لنا عيون ومن شعره: سقتني في ليل شبيهٍ بشعـ رها شبيهه خديها بغير رقيب فما زلت في ليلين: شعر ومن دجى وشمسين من راحٍ ووجه حبيب وله:
ألم تر أن الدهر يهدم ما بنى ويأخذ ما أعطى ويفسد ما أسدى فمن سره أن لا يرى ما يسوءه فلا يتخذ شيئاً يخاف له فقدا
292 -
عبيد الله ابن المستملي أبي مسلم عبد الرحمن بن واقد. أبو شبيل البغدادي.
عن: أبيه، وإسحاق بن أبي إسرائيل. وعنه: أبو بكر ابن الأنباري، وعثمان ابن السماك، وأحمد بن كامل. وثقه الخطيب. وتوفي سنة ثمانٍ وتسعين.
293 -
عبيد الله بن يحيى بن يحيى بن كثير
. أبو مروان الليثي مولاهم الأندلسي القرطبي الفقيه.
حمل عن أبيه العلم، وسمع منه الموطأ، ورحل للحج والتجارة بعد موت والده.
وسمع بمصر من: محمد بن عبد الرحيم ابن البرقي شيئاً يسيراً.
وببغداد من: أبي هشام الرفاعي. وطال عمره، وتنافس أهل الأندلس في الأخذ عنه. وكان جليلاً نبيلاً كبير الشأن.
ذكره ابن الفرضي في تاريخه فقال: روى عن أبيه علمه، ولم يسمع بالأندلس من غيره. وكان رجلاً كريماً عاقلاً، عظيم الجاه والمال، مقدماً في الشورى، منفرداً برياسة البلد، غير مدافع.
روى عنه: أحمد بن خالد، ومحمد بن أيمن، وأحمد بن مطرف، وأحمد بن سعيد بن حزم الصدفي لا الأموي، وابن أخيه يحيى بن عبد الله بن يحيى، وكان آخر من حدث عنه شيخنا أبو عيسى يحيى بن عبد الله، يعني ابن أخيه.
توفي في عاشر رمضان سنة ثمانٍ وتسعين ومائتين، وصلى عليه ابنه يحيى. وكانت جنازته مشهودة.
قال ابن بشكوال في غير الصلة: كان متمولا سمحاً جواداً، كثير الصدقة والإحسان، كامل المروءة، رأى مرةً شيخا حطابا، فأعطاه مائة دينار. ولقد قيل إنه شوهد يوم موته البواكي عليه من كل ضرب، حتى اليهود والنصارى. وما شوهد قط مثل جنازته، ولا سمع أحد يحكي أنه شهد بالأندلس مثلها، رحمه الله.
294 -
عبيد الله بن محمد بن عبد الله بن عبد الرحيم
. أبو القاسم ابن البرقي المصري.
عن: أبيه، وعبد الرحمن بن يعقوب، ويحيى بن بكير، وعمرو بن خالد الحراني. وعنه: الطبراني. توفي في ربيع الأول سنة إحدى وتسعين.
قال النسائي: صالح؛ ويقال: إنه روى عنه.
295 -
عبيد الله بن محمد بن عبد العزيز بن عبد الله القاضي أبو بكر العمري المدني
.
عن: إسماعيل بن أبي أويس، وإبراهيم بن حمزة الزبيري، وأبي الطاهر بن السرح المصري، وغيرهم. وعنه: خيثمة، وأبو علي بن هارون، والطبراني، وجماعة. قال النسائي: كذاب.
وقال أبو القاسم بن عساكر: ولي قضاء حمص وأنطاكية، وولي قضاء دمشق أيام خمارويه بن طولون قلت: حدث في سنة ثمان وتسعين.
296 -
عبيد الله بن محمد البغدادي ابن الصباغ
.
عن أبي الوليد وعاصم بن علي وسعيد بن سليمان سعدويه وغيرهم وعنه أبو الميمون بن راشد وأبو علي بن هارون وجعفر بن علي الهمذاني لا الهمداني ومحمد بن إبرهيم بن زوزان وغيرهم.
297 -
عبيد بن غنام بن حفص بن غياث أبو محمد النخعي الكوفي
.
روى الكثير عن أبي بكر بن أبي شيبة وجبارة بن المغلس ومحمد بن عبد الله بن نمير وعلي بن حكيم الأودي وطائفة وعنه أبو العباس بن عقدة وقال أخبرني أنه ولد سنة إحدى عشرة ومائتين ويزيد بن محمد بن
إياس الأزدي الموصلي وأبو بكر عبد الله بن يحيى الطلحي وأبو القاسم الطبراني وآخرون.
توفي في نصف ربيع الآخر سنة سبع وتسعين.
298 -
عبيد بن محمد بن خلف أبو محمد البغدادي البزاز الفقيه
.
سمع أبا ثور الكلبي وأبا معمر إسماعيل بن إبرهيم الهذلي وعنه جعفر الخلدي وأبو بكر الشافعي.
توفي سنة ثلاث وتسعين.
299 -
عبيد العجل
. واسمه حسين بن محمد بن حاتم الحافظ أبو علي البغدادي.
عن: داود بن رشيد، وإبراهيم بن عبد الله الهروي، ومحمد بن عبد الله بن عمار، والوليد بن شجاع السكوني، ويعقوب بن حميد بن كاسب، وطائفة. وعنه: عبد الصمد الطستي، وأبو بكر الشافعي، وعثمان بن سنقة، والطبراني، وآخرون.
قال الخطيب: كان متقناً حافظاً.
وقال ابن المنادي: كان من المتقدمين في حفظ المسند خاصة.
وقال ابن قانع: توفي في صفر سنة أربعٍ وتسعين.
قلت: وكان من تلامذة ابن معين، وهو لقبه بعبيد العجل.
قال ابن عقدة، فيما رواه عنه ابن عدي: كنا نحضر مع عبيد فينتخب لنا، فإذا أخذ الكتاب بيده طار ما في رأسه، فنكلمه فلا يرد، فإذا فرغ قلنا: كلمناك فلم تجبنا. قال: إذا أخذت الكتاب بيدي يطير عني ما في رأسي، يمر بي حديث الصحابي، وأنا أحتاج أن أفكر في مسند ذلك الصحابي من أوله إلى آخره، هل الحديث فيه أم لا؟ أخاف أن أزل في
الانتخاب، وأنتم شياطين قد قعدتم حولي.
300 -
عثمان بن عمر
. أبو عمرو الضبي البصري.
عن: أبي الوليد الطيالسي، وعبد الله بن رجاء، وعمرو بن مرزوق، وغيرهم. وعنه: الطبراني وغيره.
توفي في صفر سنة إحدى وتسعين.
301 -
علي المكتفي بالله
. أمير المؤمنين أبو محمد ابن الخليفة المعتضد بالله أبي العباس أحمد ابن الموفق أبي أحمد طلحة ابن الخليفة المتوكل على الله جعفر ابن المعتصم ابن الرشيد العباسي.
ولد سنة أربع وستين ومائتين، وكان يضرب المثل بحسنه في زمانه. كان معتدل القامة، دري اللون، أسود الشعر، حسن اللحية، جميل الصورة.
بويع بالخلافة عند موت والده في جمادى الأولى سنة تسع وثمانين، فكانت أيامه ستة أعوام ونصفاً. أخذ له أبوه البيعة في مرضه، ونهض بأعبائها الوزير أبو الحسين القاسم بن عبيد الله.
ومات شاباً في ذي القعدة سنة خمس وتسعين بويع بعده أخوه جعفر المقتدر، وقد دخل في أربع عشرة سنة، بتفويض المكتفي إليه في مرضه، بعد أن سأل وصح عنده أنه قد احتلم.
وذكر أبو منصور الثعالبي قال: حكى إبراهيم بن نوح أن الذي خلفه المكتفي، مما جمعه هو وأبوه: مائة ألف ألف دينار عين، وأمتعة وعقار وأواني، فكان من تلك الأمتعة، ثلاث وستون ألف ثوب.
302 -
علي بن أحمد بن الصباح القزويني
. الحافظ المعروف بابن أبي طاهر.
روى عنه: ابن أبي حاتم بالإجازة في تصانيفه. ثقة، سمع بقزوين: إسماعيل بن توبة. وفي رحلته من: بندار، وطبقته بالعراق. ومن: دحيم، وهشام بن عمار بالشام.
وثقه الخليلي ثم قال: سمعت الحسن بن أحمد بن صالح يحكي عن سليمان بن يزيد، أن علي بن أبي طاهر لما دخل الشام وكتب الحديث، جعل كتبه في صندوق وعمله بالقير، وركب البحر، فاضطربت السفينة وماجت بهم، فألقى الصندوق في البحر ثم سكنت السفينة، فلما خرج منها أقام على الساحل ثلاث ليال يدعو الله، ثم سجد في الليلة الثالثة، وقال: إن كان طلبي ذلك لوجهك وحب رسولك فأغثني برد ذلك. فرفع رأسه، فإذا بالصندوق ملقى عنده.
قال: فرجع، وأتى على ذلك برهة من الدهر، فقصدوه لسماع الحديث، فامتنع منه.
قال: فرأيت النبي صلى الله عليه وسلم في منامي، ومعه علي رضي الله عنه، فقال النبي صلى الله عليه وسلم لي: يا علي من عامل الله بما عاملك به على شط البحر؟ لا تمتنع من رواية أحاديثي.
فقلت: قد تبت إلى الله؛ فدعا لي وحثني على الرواية.
ذكرها الخليلي في مشايخ أبي الحسن القطان.
وقال: مات سنة نيف وتسعين ومائتين.
303 -
علي بن أحمد بن النضر أبو غالب الأزدي البغدادي
. أخو محمد.
عن: عاصم بن علي، وسعدويه الواسطي، ويحيى بن يوسف الزمي، وعلي ابن المديني، وعبيد الله العيشي. وعنه: جعفر الخلدي، وابن قانع، وأبو بكر الشافعي، والطبراني، وطائفة.
قال الدارقطني: ضعيف.
وقال أحمد بن كامل: توفي سنة خمس وتسعين وقال: لا أعلمه ذم في الحديث.
304 -
علي بن إسحاق بن إبراهيم
. أبو الحسن الأصبهاني الملقب بالوزير.
سمع: إسماعيل بن موسى الفراء، وأبا كريب، والحسن بن قزعة، وعبد الجبار بن العلاء المكي، وطائفة. وعنه: أبو أحمد العسال، وأحمد بن بندار، والطبراني. توفي سنة سبع وتسعين، وقيل: سنة ثمان وقيل له: الوزير، لأنه كان يقوم بمصالح أحمد بن الفرات الحافظ. قال أبو الشيخ: كان حسن الحديث.
305 -
علي بن جبلة بن رستة بن زيد بن جبلة
. أبو الحسن التميمي الأصبهاني.
سمع: الحسين بن حفص، وإسماعيل بن أبي أويس. وعنه: الطبراني، ومحمد بن أحمد بن عبد الوهاب، وأبو الشيخ، وآخرون.
توفي سنة إحدى أو اثنتين وتسعين على قولين.
306 -
علي بن الحسن بن شهريار الرازي
.
نزل نيسابور، وحدث عن: سهل بن عثمان، وعبد العزيز بن يحيى المدني، ومحمد بن مهران، وأحمد بن منيع وخلق، وعنه: محمد بن داود بن سليمان، وأبو عبد الله بن الأخرم، وهو والد الحافظ أبي بكر أحمد بن علي الرازي.
توفي سنة ثلاث وتسعين، قاله حفيده أبو الحسن.
307 -
علي بن الحسن بن هشام، أبو الحسن النيسابوري
.
عن إسحاق بن راهويه، وعبد الله بن عمر ابن الرماح. وعنه عبد الله بن سعد، وأبو علي الحافظ، وجماعة.
توفي سنة ثمان وتسعين.
308 -
علي بن الحسن بن أبي العنبر البغدادي
.
عن بشر بن الوليد، ومنصور بن أبي مزاحم، والترجماني. وعنه عبد الصمد الطستي والجعابي.
وثقه الخطيب.
309 -
علي بن الحسين بن الجنيد
. أبو الحسن الرازي الحافظ، ويعرف ببلده بالمالكي، لجمعه حديث مالك.
وكان واسع الرحلة، بصيراً بهذا الفن، خبيراً بالرجال والعلل. سمع: أبا جعفر النفيلي، والمعافى بن سليمان، وجماعة بالجزيرة. وصفوان بن صالح، وهشام بن عمار، وجماعة بدمشق. وأبا مصعب الزهري، وجماعة بالحجاز. وأحمد بن صالح، وطائفة بمصر. ومحمد بن عبد الله بن نمير، وغيره بالكوفة. وعنه: عبد الرحمن بن أبي حاتم، وأحمد بن إسحاق الصبغي الفقيه، ودعلج السجزي، وأبو أحمد العسال، وإسماعيل بن نجيد، وأحمد بن الحسن بن ماجه، وطائفة.
وقع لي حديثه بعلو، وكان يحفظ حديث مالك وحديث الزهري.
وتوفي في آخر سنة إحدى وتسعين.
قال ابن أبي حاتم: صدوق ثقة. وأرخه الخليلي سنة ثمان وثمانين، وقال: هو حافظ علم مالك، صاحب ديانة.
310 -
علي بن الحسين بن عبد الرحيم، أبو الحسن النيسابوري
.
حدث عن: بشر بن الحكم، وإسحاق بن راهويه. وعنه: أبو بكر الإسماعيلي، وغيره بجرجان.
توفي سنة ثلاث وتسعين.
311 -
علي بن الحسين بن مهران أبو الحسن النيسابوري الصفار
.
آخر من مات من أصحاب يحيى بن يحيى التميمي. أثنى عليه إبراهيم بن أبي طالب.
روى عنه: أبو الفضل محمد بن إبراهيم، وأبو علي النيسابوري الحافظ.
توفي في رجب سنة خمس وتسعين.
وروى أيضاً عن: إسحاق بن راهويه، وعلي بن حجر.
312 -
علي بن حسنويه البغدادي القطان
.
عن: محمد بن زياد الزيادي، وحوثرة المنقري، والحسن بن عرفة، وطبقتهم. وعنه: أبو الحسين الزبيبي، وعلي الرزاز. ورخه الخطيب سنة ثلاث مائة ووثقه.
313 -
علي بن حماد بن هشام العسكري الخشاب
.
عن: علي ابن المديني، وعبد الأعلى النرسي، وطبقتهما. وعنه: مخلد الباقرحي، ومحمد بن أحمد العطشي، وجماعة. توفي سنة ثلاث مائة أيضاً.
314 -
علي بن رازح بن رحب الخولاني المصري
.
عن: حرملة، ومحمد بن رمح. وعنه: أبو سعيد بن يونس وقال: مات سنة سبع وتسعين أو تسع.
315 -
علي بن سعيد بن بشير بن مهران أبو الحسن الرازي
الحافظ نزيل مصر.
عن: عبد الأعلى بن حماد النرسي، وجبارة بن المغلس، وعبد الرحمن بن خالد بن نجيح المصري، وبشر بن معاذ العقدي، ومحمد بن هاشم البعلبكي، ونوح بن عمرو السكسكي، وخلق كثير. وعنه: أبو سعيد ابن
الأعرابي، وعبد الله بن جعفر بن الورد، ومحمد بن أحمد بن خروف، وسليمان الطبراني، والحسن بن رشيق، وآخرون.
قال حمزة السهمي: سألت الدارقطني عنه، فقال: لم يكن في حديثه بذاك. سمعت بمصر أنه كان والي قرية، وكان يطالبهم بالخراج فيماطلونه، فجمع الخنازير في المسجد؛ فقلت: كيف هو في الحديث؟ قال: حدث بأحاديث لم يتابع عليها.
وقال ابن يونس: كان يفهم ويحفظ، ومات في ذي القعدة سنة تسع وتسعين.
قلت: وكان يعرف بعليك. والعجم إذا أرادوا أن يصغروا اسماً زادوه كافاً، فهو علامة التصغير في لسانهم.
• - علي بن سعيد العسكري. الحافظ. صاحب كتاب السرائر سيأتي سنة ثلاث عشرة وثلاث مائة.
316 -
علي بن طيفور بن غالب النسوي
. أبو الحسن نزيل بغداد.
سمع: قتيبة بن سعيد. وعنه: أبو بكر الشافعي، وأبو بكر القطيعي، وعمر بن نوح البجلي، وجماعة. توفي سنة ثلاث مائة، في صفر. وثقه أبو بكر الخطيب.
317 -
علي بن عمر بن توبة الخولاني الموصلي
.
عن: علي ابن المديني، وأبي بكر بن أبي شيبة، وجماعة. وعنه: يزيد الأزدي في تاريخه. توفي سنة سبع وتسعين.
318 -
علي بن غالب بن سلام
. أبو الحسن السكسكي البتلهي.
عن: علي ابن المديني، وعبد الأعلى النرسي، وجماعة. وعنه: أحمد بن محمد بن فطيس، وأبو علي بن آدم، وأبو علي بن هارون، وأحمد بن سعيد بن أبي العجائز، وعبد الله بن الناصح، وآخرون.
وقع لنا نسخة علي ابن المديني من طريقه، وقد حدث ببيت لهيا في ذي القعدة سنة إحدى وتسعين.
319 -
علي بن القاسم الضبي البغدادي
.
عن: العلاء بن مسلمة، وحجاج بن الشاعر. وعنه: أبو عمرو ابن السماك، وأبو علي ابن الصواف.
مات سنة ست وتسعين.
320 -
علي بن محمد بن عبد الوهاب بن جبلة
. أبو أحمد المروذي الكاتب.
حدث بأصبهان في سنة إحدى أيضاً. عن: يحيى بن هاشم السمسار، وعبد الله بن صالح العجلي، وأبي بلال الأشعري، والحسن بن بشر البجلي. وعنه: أحمد بن بندار الشعار، وأبو القاسم الطبراني، وجماعة.
قال الخطيب: توفي سنة إحدى وتسعين.
321 -
علي بن محمد بن عيسى
. أبو الحسن الخزاعي الهروي الجكاني. وجكان: محلة على باب هراة.
كان مسند وقته ببلده. رحل وسمع: أبا اليمان، وآدم بن أبي إياس، ويحيى بن صالح الوحاظي، ومحمد بن وهب بن عطية، وجماعة.
وعنه: أبو علي الرفاء، وأبو محمد أحمد بن عبد الله المزني، وأبو الفضل محمد بن عبد الله بن خميرويه، وطائفة.
توفي سنة اثنتين وتسعين وقد وثق.
322 -
علي بن أحمد بن يزيد بن عليل
. أبو الحسين المصري.
عن: محمد بن رمح، وحرملة، وجماعة. وعنه: ابن يونس، والمصريون.
توفي سنة ثلاث مائة.
323 -
عمران بن موسى بن حميد
. أبو القاسم المصري، ابن الطبيب.
عن: يحيى بن عبد الله بن بكير، وعمرو بن خالد، وجماعة. وعنه: أبو سعيد بن يونس، وأبو بكر النقاش صاحب التفسير، وحمزة الكناني. توفي في شوال سنة خمس.
324 -
عمر بن أحمد بن بشر
، أبو الحسين، ابن السني البغدادي.
حدث بأصبهان عن: محمد بن عبد الملك بن أبي الشوارب، وعبد الحميد بن بيان، وغيرهما. وعنه: أحمد بن جعفر السمسار، وأبو بكر القباب. بقي إلى سنة ست وتسعين.
قال الخطيب أبو بكر: عامة أحاديثه مستقيمة.
325 -
عمر بن حفص السدوسي البصري
. أبو بكر.
سمع: عاصم بن علي، وكامل بن طلحة، وأبا بلال الأشعري. وعنه: جعفر الخلدي، وأبو بكر الشافعي، وحبيب القزاز، وسليمان الطبراني، وجماعة. وثقه الخطيب.
وتوفي في صفر سنة ثلاث وتسعين.
326 -
عمر بن حفص الهمداني البخاري السبيري
. نسبة إلى قرية ببخارى.
سمع: علي بن حجر، ومحمد بن حميد الرازي. وعنه: محمد بن محمد بن صابر، وغيره.
توفي سنة أربع وتسعين في صفر، وله رحلة ويعرف بالرباطي.
327 -
عمرو بن بحر الأسدي الصوفي
.
أكثر التطواف، وصحب ذا النون المصري.
وسمع من: هشام بن عمار، ودحيم. وعنه أحمد بن إسحاق العسال، وأبو الشيخ، والأصبهانيون.
328 -
عمرو بن حازم القرشي
.
عن: صفوان بن صالح الدمشقي، ومحمد بن رمح، وجماعة. وعنه: الطبراني، وأبو بكر النقاش، وأبو عمر بن فضالة، وغيرهم.
توفي قبل الثلاث مائة.
329 -
عمرو ابن الحافظ أبي زرعة عبد الرحمن بن عمرو النصري الدمشقي
.
عن: سليمان ابن بنت شرحبيل، وهشام بن عمار، وجماعة. وعنه: الطبراني، وعبد الله بن الناصح.
حدث سنة ثلاث وتسعين.
330 -
عمرو بن عبد الله بن عبد الوهاب
. أبو الحسن الصدفي، مولاهم المصري.
روى عن: أحمد بن صالح المصري، وغيره.
قال ابن يونس: كان يغشى والدي، وكان صالحاً. توفي في ذي القعدة سنة اثنتين وتسعين، وكان موثقاً.
313 -
عمرو بن عثمان المكي الزاهد
. شيخ الصوفية.
قيل: توفي سنة سبع وتسعين، وقيل: غير ذلك. وسيأتي بعد الثلاث مائة.
وذكر السلمي أنه مات ببغداد؛ وكان قدم من مكة. وقد ولي قضاء جدة، فما عاده الجنيد في مرضه.
332 -
عياش بن محمد بن عيسى البغدادي الجوهري
.
عن سريج بن النعمان وأحمد بن حنبل وعنه أبو بكر الجعابي وأبو القاسم الطبراني وأبو بكر الإسماعيلي.
وثقه الخطيب.
وتوفي سنة تسع وتسعين.
333 -
عيسى بن خدابنده، أبو موسى الأزدي
.
عن: موسى بن عامر، وصالح بن حكيم. وعنه: أبو علي بن آدم، وأبو القاسم بن أبي العقب، وجماعة.
توفي سنة ثلاث مائة.
334 -
عيسى بن محمد بن عيسى
. أبو العباس الطهماني المروزي الكاتب اللغوي، إمام أهل اللغة في زمانه.
سمع: إسحاق بن راهويه، وعلي بن حجر، وعلي بن خشرم، وطائفة. وعنه: أحمد بن الخضر، ويحيى بن محمد العنبري، وعمر بن علك الجوهري وطائفة سواهم.
وكان رئيساً نبيلاً كثير الفضائل.
سمع الحاكم والده يقول: سمعت أبا العباس عيسى الطهماني يقول: رأيت بخوارزم امرأة لا تأكل ولا تشرب ولا تروث.
وقال: أبو صالح محمد بن عيسى: توفي أبي في صفر سنة ثلاث وتسعين.
قال الحاكم: سمعت أبا زكريا العنبري يقول: سمعت أبا العباس، فذكر قصة المرأة التي لا تأكل ولا تشرب، وأنها عاشت كذلك نيفاً وعشرين سنة. فقال: إن الله يظهر إذا شاء ما شاء من آياته، فيزيد الإسلام بها عزاً وقوة، وإن مما أدركنا عياناً، وشاهدناه في زماننا أنني وردت سنة ثمان وثلاثين مدينة من مدائن خوارزم، بينها وبين المدينة العظمى نصف يوم، فخبرت أن بها امرأة من نساء الشهداء رأت رؤيا كأنها أطعمت في منامها شيئاً، فهي لا تأكل ولا تشرب منذ عهد عبد الله بن طاهر؛ ثم مررت بها سنة اثنتين وأربعين، فرأيتها وحدثتني بحديثها، ثم رأيتها بعد عشر سنين فرأيت حديثها شائعا فاجتمعت بها وهي مارة فرأيت مشيتها قوية، وإذا هي امرأة نصف، جيدة القامة، حسنة البنية، متوردة الخدين، فسايرتني وأنا راكب. فعرضت عليها مركباً، فأبت وبقيت تمشي معي.
وحضر مجلسي محمد بن حمدويه الحارثي، وهو فقيه قد كتب عنه موسى بن هارون، وكهل له عبارة وبيان يسمى عبد الله بن عبد الرحمن، وكان يخلف أصحاب المظالم في ناحيته، فسألتهم عنها، فأحسنوا القول فيها، وأثنوا عليها، وقالوا: أمرها ظاهر، ليس فينا من يختلف فيه.
وقال عبد الله: أنا أسمع أمرها من أيام الحداثة، وقد فرغت بالي لها، فلم أر إلا ستراً وعفافاً. ولم أعثر منها على كذب في دعواها. وذكر أن من كان يلي خوارزم كانوا يحضرونها الشهر والشهرين في بيت، ويغلقون عليها.
قال: فلما تواطأ أهل الناحية على تصديقها سألتها، فقالت: اسمي رحمة بنت إبراهيم، كان لي زوج نجار يأتيه رزقه يوماً فيوماً. وأنها ولدت منه عدة أولاد. وجاء الأقطع ملك الترك الغزية، فعبر الوادي عند جموده إلينا في زهاء ثلاثة آلاف فارس.
قال الطهماني: والأقطع هذا كان كافراً عاتياً، شديد العداوة للمسلمين، قد أثر على أهل الثغور، وألح على أهل خوارزم، وكان ولاة
خراسان يتألفونه، ويبعثون إليه بمالٍ وألطاف، وأنه أقبل مرة في خيوله فعاث وأفسد وقتل، فأنهض إليه ابن طاهر أربعة من القواد، وأن وادي جيحون - وهو الذي في أعلى نهر بلخ - جمد، وهو واد عظيم، شديد الطغيان، كثير الآفات، وإذا امتد كان عرضه نحواً من فرسخ، وإذا جمد انطبق، فلم يوصل منه إلى شيء، حتى يحفر فيه، كما تحفر الآبار في الصخور. وقد رأيت كثف الجمد عشرة أشبار. فأخبرت أنه كان فيما خلا يزيد على عشرين شبراً، وإذا هو انطبق صار الجمد جسراً لأهل البلد، تسير عليه القوافل والعجل، وربما بقي الجمد مائة وعشرين يوماً، وأقله سبعون يوماً.
قالت المرأة: فعبر الكافر، وصار إلى باب الحصن، فأراد الناس الخروج لقتاله، فمنعهم العامل دون أن تتوافى العساكر. فشد طائفة من شبان الناس، فتقاربوا من السور، وحملوا على الكفرة، فتهازموا، واستجروهم بين البيوت، ثم كروا عليهم، وصار المسلمون في مثل الحرجة فحاربوا كأشد حرب، وثبتوا حتى تقطعت الأوتار، وأدركهم اللغوب والجوع والعطش، وقتل عامتهم، وأثخن من بقي. فلما جن عليهم الليل، تحاجز الفريقان.
قالت: ورفعت النيران من المناطر ساعة عبور الكافر، فاتصلت بجرجانية خوارزم، وكان بها ميكال مولى طاهر في عسكر، فخف وركض إلى حصننا في يوم وليلة أربعين فرسخاً، وغدا الترك للفراغ من أمر أولئك، فبينا هم كذلك إذ ارتفعت لهم الأعلام السود، وسمعوا الطبول، فأفرجوا عن القوم، ووافى ميكال موضع المعركة، فارتث القتلى، وحمل الجرحى، وأدخل الحصن عشيتئذ زهاء أربع مائة جنازة، وعمت المصيبة، وارتجت الناحية بالبكاء والنوح، ووضع زوجي بين يدي قتيلاً، فأدركني من الجزع والهلع عليه ما يدرك المرأة الشابة المسكينة على زوج أبي أولاد، وكاسب عيال. فاجتمع النساء من قراباتي والجيران، وجاء الصبيان، وهم أطفال يطلبون الخبز، وليس عندي ما أعطيهم، فضقت صدراً، وأذن المغرب فصليت ما قضي لي ثم سجدت أدعو وأتضرع وأسأل فنمت، فرأيت
كأني في أرض حسناء ذات حجارة وشوك، أهيم فيها والهة حرى أطلب زوجي، فناداني رجل: خذي ذات اليمين، فأخذت، فرفعت لي أرض سهلة طيبة الثرى طاهرة العشب، وإذا قصور وأبنية لا أحسن أن أصفها، وأنهار تجري من غير أخاديد، فانتهيت إلى قوم جلوس حِلَقا حلقاً، عليهم ثياب خضر، قد علاهم النور، فإذا هم الذين قتلوا، يأكلون على موائد. فجعلت أبغي زوجي، فناداني: يا رحمة، يا رحمة. فيممت الصوت، فإذا به في مثل حال من رأيت الشهداء، ووجهه مثل القمر ليلة البدر، وهو يأكل مع رفقة. فقال لهم: إن هذه البائسة جائعة منذ اليوم، أفتأذنون أن أناولها؟ فأذنوا له، فناولني كسرةً أبيض من الثلج، وأحلى من العسل، وألين من الزبد، فأكلته. فلما استقر في جوفي قال: اذهبي. فقد كفاك الله مؤونة الطعام والشراب ما حييت.
فانتبهت وأنا شبعى رياً، لا أحتاج إلى طعام ولا إلى شراب، فما ذقتهما إلى الآن.
قال الطهماني: وكانت تحضرنا، وكنا نأكل، فتتنحى، وتأخذ على أنفها، تزعم أنها تتأذى برائحة الطعام، فسألتها: هل يخرج منها ريح؟ قالت: لا. قلت: والحيض؟ أظنها قالت: انقطع. قلت: فهل تحتاجين حاجة النساء إلى الرجال؟ قالت: أما تستحي مني، تسألني عن مثل هذا؟ قلت: إني لعلي أحدث الناس عنك. قالت: لا أحتاج. قلت: فتنامين؟ قالت: نعم. قلت: فما ترين في منامك؟ قالت: مثل الناس. قلت: فتجدين لفقد الطعام وهناً في نفسك؟ قالت: ما أحسست الجوع منذ طعمت ذلك الطعام. وكانت تقبل الصدقة، فقلت: ما تصنعين بها؟ قالت: أكتسي وأكسو ولدي.
قلت: فهل تجدين البرد؟ قالت: نعم. قلت: فهل يدركك اللغوب والإعياء إذا مشيت؟ قالت: نعم، ألست من البشر؟ قلت: فتتوضئين للصلوات؟ قالت: نعم. قلت: ولم؟ قالت: تأمرني بذلك الفقهاء، تعني للنوم.
وذكرت لي أن بطنها لاصق بظهرها، فأمرت امرأة من نسائنا، فنظرت، فإذا بطنها كما وصفت، وإذا قد اتخذت كيساً وضمت القطن وشدته على بطنها كي لا ينقصف ظهرها إذا مشت.
قال: ثم لم أزل أختلف إلى هزارسف، يعني بليدتها، فتحضر فأعيد مسألتها، وهي تتكلم بلغة أهل خوارزم، فلا تزيد من الحديث، ولا تنقص منه. فعرضت كلامها كله على عبد الله بن عبد الرحمن الفقيه، فقال: أنا أسمع هذا الكلام منذ نشأت، فلا أرى من يدفعه. وأجريت ذكرها لأبي العباس أحمد بن محمد بن طلحة بن طاهر والي خوارزم في سنة سبع وستين، فقال: هذا غير كائن. قلت: فالأمر سهل، والمسافة قريبة. تأمر بها، فتحمل إليك، وتمتحنها بنفسك. فأمرني، فكتبت عنه إلى العامل، فأشخصها على رفق. فأخبرني أبو العباس أحمد أنه وكل أمه دون الناس بمراعاتها، وسألها أن تستقصي عليها، وتتفقدها في ساعات الغفلات. وأنها بقيت عند أمه نحواً من شهرين، في بيت لا تخرج منه، فلم يروها تأكل ولا تشرب. وكثر من ذلك تعجبه، وقال: لا ينكر لله قدرة. وبرها وصرفها، فلم يأت عليها إلا القليل حتى ماتت، رحمها الله.
قلت: حدثني غير واحد أثق به، أن امرأة كانت بالأندلس مثل هذه كانت في حدود السبع مائة، بقيت نحواً من عشرين سنة لا تأكل شيئاً، وأمرها مشهور.
وذكر علاء الدين الكندي في تذكرته عن الفاروثي مثل ذلك، عن رجل كان بالعراق بعد الست مائة.
335 -
عيسى بن محمد
. ويقال عيسى بن موسى، الأمير أبو موسى النوشري.
من كبار القواد المشهورين ولي إمرة دمشق للمنتصر بالله ابن المتوكل سنة سبع وأربعين، وولي إمرة أصبهان، وولي شرطة بغداد، وانتدب لقتال أمير أصبهان أبي ليلى، وغيره. فظهرت شهامته وشجاعته.
وولي إمرة مصر للمكتفي بالله بعد التسعين ومائتين، عند زوال الدولة الطولونية، وطال عمره، وعظمت حرمته.
توفي سنة تسع أو سبع وتسعين في شعبان.
336 -
عيسى بن مسكين بن منصور بن جريج بن محمد
. الفقيه أبو محمد الإفريقي المغربي، عالم إفريقية وشيخها.
أخذ عن: سحنون بن سعيد الفقيه، وغيره. وعنه: تميم بن محمد القروي، وحمدون بن مجاهد الكلبي الفقيه، ولقمان بن يوسف، وعبد الله بن مسرور بن الحجام، وطائفة كبيرة. كان إماماً ورعاً ثقة، متمكناً من الفقه والآثار، صاحب خشوع وعبادة، وكان يشبه بسحنون في سمته وهيبته. وقيل: كان مستجاب الدعوة، رحمه الله.
بلغنا أن بعض ملوك بني الأغلب قال له: لئن لم تل القضاء لأقتلنك. وأغلظ له. فتولى القضاء. ولم يأخذ رزقاً. وكان يستقي بالجرة، ويركب الحمار، ويترك التكلف.
توفي سنة خمس وتسعين.
337 -
عيسى بن هارون الزاهد
. أبو أحمد الهمذاني.
رحل وكتب العلم عن: أبي مصعب الزهري، وهناد بن السري، وطائفة. وعنه: الفضل بن الفضل الكندي، وأبو بكر بن خرجة النهاوندي، وأبو بكر الإسماعيلي، وغيرهم.
338 -
عيسى بن يزيد بن خالد المصري المعافري
. أبو عقبة.
روى عن: أبيه. وعنه: هارون بن سعيد. كان بالإسكندرية.
339 -
فاتك، مولى المعتضد
.
كان من كبار الأمراء. وترقت سعادته في أيام المكتفي. وأول خلافة المقتدر، ذكرنا أنه قتل مع العباس الوزير.
340 -
الفضل بن أحمد الأصبهاني
.
عن: إسماعيل بن عمرو البجلي. وعنه: الطبراني.
قال أبو نعيم الحافظ: خلط، فترك حديثه.
341 -
الفضل بن صالح الهاشمي المنصوري
.
عن: هدبة بن خالد، وعبد الأعلى بن حماد النرسي. وعنه: الطبراني، وأبو بكر القطيعي.
وكان ثقة. توفي سنة ثلاث مائة.
342 -
الفضل بن عبد الله بن مخلد
. أبو نعيم التميمي الجرجاني القاضي.
رحال جوال. سمع: قتيبة بن سعيد، وهشام بن خالد الدمشقي، ومحمد بن مصفى، وعيسى بن زغبة، وأبا الطاهر بن السرح، وخلقاً. وعنه: أبو جعفر العقيلي، والزبير بن عبد الواحد الأسدابادي، وأبو أحمد بن عدي، وأبو بكر الإسماعيلي، وآخرون.
قال الإسماعيلي: صدوق، جليل.
وقال حمزة السهمي: توفي في ربيع الأول سنة ثلاث وتسعين.
343 -
الفضل بن العباس بن مهران أبو العباس الأصبهاني
.
عن: يحيى بن عبد الله بن بكير، وبشار بن موسى، وداود بن عمرو الضبي، وجماعة. وعنه: أبو أحمد العسال، وسليمان الطبراني، وابن سياه، وأبو الشيخ، وآخرون.
وتوفي في سنة ثلاث أيضاً.
قال أبو نعيم الحافظ: ثقة مأمون.
344 -
الفضل بن العباس بن الوليد البغدادي البزوري
. ويقال: السقطي. ويقال: القرطمي.
عن يحيى بن عثمان الحربي، وسويد بن سعيد، وداود بن رشيد. وعنه: عبد الباقي بن قانع، والطبراني وغيرهما.
وتوفي سنة إحدى وتسعين.
345 -
الفضل بن محمد
. أبو برزة الحاسب.
كان حيسوب بغداد في زمانه. سمع أحمد بن يونس اليربوعي، ويحيى الحماني، ومحمد بن سماعة. وعنه: ابن قانع، وأحمد بن محمد السقطي، وأبو محمد بن ماسي. وتوفي في صفر سنة ثمان وتسعين.
وثقه الخطيب.
346 -
الفضل بن هارون الفقيه
. تلميذ أبي ثور.
حدث عن: داود بن رشيد، ومحمد بن أبي معشر، وجماعة. وعنه: أبو نعيم بن عدي، والطبراني. وتوفي سنة نيف وتسعين.
ذكره الخطيب.
347 -
الفيض بن الخضر
. أبو الحارث الأولاسي الزاهد. نزيل طرسوس.
حكى عن: عبد الله بن خبيق الأنطاكي. وعنه: أبو عوانة الإسفراييني، ومحمد بن إسماعيل الفرغاني، ومحمد بن المنذر شكر، وغيرهم.
وتوفي بطرسوس سنة تسع وتسعين.
348 -
القاسم بن أحمد بن يوسف
. أبو محمد التميمي الكوفي المعروف بالخياط.
شيخ القراء في وقته. قرأ على: أبي جعفر محمد بن حبيب الشموني ختماً. أخذ عنه: سعيد بن أحمد الإسكافي، والحسن بن داود النقار، وابن شنبوذ، ومحمد بن أحمد بن الضحاك، وأبو بكر محمد بن الحسن النقاش، وآخرون.
قال النقار: قرأت عليه أربعين ختمة.
وقال النقاش: قرأت عليه بمسجده في الكوفة سنة تسع وثمانين.
قال النقار: سمعت إجماع الناس على تفضيل قاسم في قراءة عاصم.
قال الداني: توفي بعد التسعين.
349 -
القاسم بن أبي حرب البصري
. أبو سعيد.
حدث في سنة ثلاث وتسعين بالموصل عن: هدبة بن خالد، وعبيد الله بن معاذ، وجماعة.
350 -
القاسم بن خالد بن قطن أبو سهل المروزي
الحافظ محدث مرو.
سمع: حبان بن موسى، وإسحاق بن راهويه، وعلي بن حجر، وأحمد بن حنبل، وعلي ابن المديني، ويحيى بن معين، وأبا بكر بن أبي شيبة، وابن نمير، وأبا كامل الجحدري، وأبا مصعب الزهري، وعبد الوهاب بن نجدة الحوطي، ومحمد بن عبد الله بن عمار، وخلقاً بالشام، والعراق، والجزيرة، وخراسان. وعنه: أبو العباس الدغولي، وعمر بن علي الجوهري، وأبو بكر أحمد بن علي الرازي، وأبو عبد الله بن الأخرم، ومحمد بن صالح بن هانئ، وآخرون.
توفي في شوال سنة سبع وتسعين.
351 -
القاسم بن عاصم المرادي الأندلسي
. التاجر.
سمع ببغداد من: أحمد بن ملاعب، وغيره. وعنه: قاسم بن أصبغ.
توفي سنة ثلاث مائة.
352 -
القاسم بن عبد الواحد بن حمزة
. أبو محمد البكري العجلي القرطبي.
عن: بقية بن مخلد، وغيره. وسمع بمكة من: محمد بن إسماعيل الصائغ، وابن أبي مسرة. وببغداد من: أحمد بن أبي خيثمة، وجماعة. وعنه: محمد بن عبد الله بن أبي دليم، وغيره.
توفي سنة بضع وتسعين.
353 -
القاسم بن عبد الوارث الوراق
.
عن: أبي الربيع الزهراني، وغيره. وعنه: محمد بن مخلد، والطبراني.
توفي سنة أربع وتسعين.
354 -
القاسم بن عبيد الله بن سليمان بن وهب بن سعيد الحارثي البغدادي الوزير
.
ولي الوزارة للمعتضد بعد موت والده الوزير عبيد الله سنة ثمان وثمانين.
ونهض القاسم بأعباء الأمور عند موت المعتضد، وأخذ البيعة للمكتفي. ومات القاسم في تاسع ذي القعدة سنة إحدى وتسعين؛ فكانت وزارته ثلاث سنين ونصفاً وأياماً. وولي بعده العباس بن الحسن بن أيوب الوزير الذي قتل مع ابن المعتز.
وكان القاسم من ظلمة الوزراء ومتموليهم. بلغنا أنه كان يدخله في السنة من أملاكه سبع مائة ألف دينار. ولعزة أبيه على المعتضد استوزر ولده هذا بعده، وكان شاباً غراً بالأمور، قليل التقوى، وإنما نفق على المكتفي لأنه خدمه، وثبت له الأمور، وكان مع قلة خبرته سفاكاً للدماء، حمل المكتفي على قتل بدر، وعلى قتل عبد الواحد ابن الموفق عم المكتفي. ولما مات أظهر الناس الشماتة بموته.
وقال الصولي: قال أبو الحارث النوفلي: كنت أبغض القاسم بن عبيد الله لكفره، ولمكروه نالني منه.
قال ابن النجار: أخذ البيعة للمكتفي، وكان غائباً بالرقة، وضبط له الخزائن، فعظم عنده، ولقبه ولي الدولة، فسأل المكتفي أن يزوج ولده محمدا بابنة القاسم، فأجابه، وأمهرها مائة ألف دينار.
قال ابن النجار: كان جواداً ممدحاً إلا أنه كان زنديقاً فاسد الاعتقاد.
وكان أبو إسحاق الزجاج مؤدبه، فنال في وزارته منه مالاً جزيلاً. كان يقضي أشغالاً كباراً عنه، فيأخذ عليها، حتى حصل نحواً من أربعين ألف دينار. وقد أعطاه في دفعة واحدة ثلاثة آلاف دينار.
لم يكمل القاسم ثلاثاً وثلاثين سنة، لا رحمه الله، فقد كان لعيناً قال الصولي: حدثنا شادي المغني قال: كنت يوماً عند القاسم بن عبيد الله وهو يشرب، فدخل ابن فراس، فقرأ عليه شيئاً من عهد أردشير، فأعجب القاسم، فقال له ابن فراس: هذا والله، وأومأ إلي، أحسن من بقرة هؤلاء وآل عمرانهم. وجعلا يتضاحكان.
وقال الصولي: حدثنا ابن عبدون قال: حدثني الوزير عباس بن الحسن قال: كنت عند القاسم بن عبيد الله، فقرأ قارئ: كنتم خير أمة أخرجت للناس فقال ابن فراس: بنقصان ياء فوثبت فزعاً، فردني الوزير وغمزه، فسكت.
الصولي: حدثنا علي بن العباس النوبختي قال: انصرف ابن الرومي الشاعر من عند القاسم بن عبيد الله، فقال لي: ما رأيت مثل حجة أوردها اليوم الوزير في قدم العالم. وذكر أبياتاً.
قلت: فهذه الأمور دالة على انحلال هذا المعثر.
355 -
القاسم بن محمد بن حماد الكوفي الدلال
. عن: أبي بلال الأشعري. وعنه: الطبراني، والخلدي، وابن عقدة. وهو ضعيف.
توفي سنة خمس وتسعين، وقيل: سنة تسع وتسعين.
. ومن شيوخه قطبة بن العلاء، ومخول.
356 -
قنبل، مقرئ أهل مكة
، هو أبو عمر محمد بن عبد الرحمن بن محمد بن خالد بن سعيد بن خرجة المخزومي المكي.
ولد سنة خمس وتسعين ومائة.
وقرأ على: أبي الحسن أحمد بن محمد النبال القواس صاحب أبي الإخريط، وخلفه في الإقراء بعد موته.
وله رواية عن: أحمد بن محمد بن عبد الله بن أبي بزة أيضاً.
وانتهت إليه رياسة الإقراء بالحجاز.
قرأ عليه خلق منهم: أبو بكر بن مجاهد، وأبو ربيعة محمد بن إسحاق، وإبراهيم بن عبد الرزاق الأنطاكي عرض الحروف فقط، وأبو الحسن بن شنبوذ، وأبو بكر محمد بن عيسى الجصاص، وأبو بكر محمد بن موسى الهاشمي الزينبي، ونظيف بن عبد الله.
وإنما لقب قنبلاً لاستعماله دواءً يقال له قنبيل يسقى للبقر. فلما أكثر من استعماله عرف به، ثم خفف، وقيل قنبل.
وقيل: بل هو من قوم بمكة يقال لهم: القنابلة.
وكان قنبل قد ولي الشرطة وإقامة الحدود بمكة، وطال عمره وضعف، وقطع الإقراء قبل موته بسبعة أعوام.
توفي سنة إحدى وتسعين.
357 -
قيس بن مسلم البخاري الأزرق
.
عن: علي بن حجر، وعلي بن خشرم. وعنه: ابن مخلد، والطبراني، وغيرهما.
358 -
الليث بن عيشوم
. أبو الحارث المصري.
روى عن: يحيى بن بكير، وغيره. وتوفي سنة خمس وتسعين.
359 -
محمد بن أبان أبو مسلم المديني الأصبهاني
.
ثقة مكثر. سمع: إسماعيل بن عمرو البجلي، وسليمان الشاذكوني. وعنه: أبو القاسم الطبراني، وأبو الشيخ، وجماعة. وكان أحد الفقهاء.
توفي سنة ثلاث وتسعين.
360 -
محمد بن إبراهيم بن سعيد
، الإمام الكبير أبو عبد الله العبدي، الفقيه المالكي البوشنجي. شيخ أهل الحديث في زمانه بنيسابور.
رحل وطوف وصنف. وسمع: يحيى بن بكير، ويوسف بن عدي، وروح بن صلاح، وجماعة بمصر. ومحمد بن سنان العوقي، وأمية بن بسطام، ومسدداً، وعبد الله بن محمد بن أسماء، ومحمد بن المنهال الضرير، وعبيد الله ابن عائشة، وهدبة بن خالد بالبصرة.
وإسماعيل بن أبي أويس، وإبراهيم بن حمزة، وجماعة بالمدينة، وسعيد بن منصور بمكة؛ وأحمد بن يونس اليربوعي، وجماعة بالكوفة؛ وسليمان ابن بنت شرحبيل، وجماعة بدمشق؛ وأبا نصر التمار، وطبقته ببغداد.
ذكره السليماني فقال: أحد أئمة أصحاب مالك، ثم سمى شيوخه.
وعنه: محمد بن إسحاق الصغاني، ومحمد بن إسماعيل البخاري وهما أكبر منه، وابن خزيمة، وأبو العباس الدغولي، وأبو حامد ابن الشرقي، وأبو بكر أحمد بن إسحاق الصبغي، ودعلج، ويحيى بن محمد العنبري، وإسماعيل بن نجيد، وخلق كثير آخرهم موتاً أبو الفوارس أحمد بن محمد بن جمعة المتوفى سنة ست وستين وثلاث مائة.
قال دعلج: حدثني فقيه من أصحاب داود بن علي أن أبا عبد الله دخل عليهم يوماً، وجلس آخر الناس. ثم إنه تكلم مع داود، فأعجب به وقال: لعلك أبو عبد الله البوشنجي؟ قال: نعم.
فقام إليه وأجلسه إلى جنبه، وقال لأصحابه: قد حضركم من يفيد ولا يستفيد.
وقال يحيى العنبري: شهدت جنازة الحسين القباني، فصلى عليه أبو عبد الله البوشنجي، فلما أراد الانصراف قدمت دابته، وأخذ أبو عمرو الخفاف بلجامه، وأخذ ابن خزيمة بركابه، وأبو بكر الجارودي، وإبراهيم بن أبي طالب يسويان عليه ثيابه، فمضى ولم يكلم واحداً منهم.
وقال ابن حمدان: سمعت ابن خزيمة يقول: لو لم يكن في أبي عبد الله من البخل بالعلم ما كان، ما خرجت إلى مصر.
وقال منصور بن العباس الهروي: صح عندي أن اليوم الذي توفي فيه
البوشنجي سئل ابن خزيمة عن مسألة، فقال: لا أفتي حتى نواري أبا عبد الله لحده.
وقال أبو النضر محمد بن محمد الفقيه: سمعت أبا عبد الله البوشنجي يقول: من أراد الفقه والعلم بغير أدب، فقد اقتحم أن يكذب على الله ورسوله.
قلت: وكان أبو عبد الله إماماً في اللغة وكلام العرب.
قال أبو عبد الله الحاكم: سمعت أبا بكر بن جعفر يقول: سمعت أبا عبد الله البوشنجي يقول للمستملي: الزم لفظي وخلاك ذم.
وقال: سمعت أبا بكر محمد بن جعفر يقول: سمعت أبا عبد الله البوشنجي يقول: عبد العزيز بن محمد الأندراوردي.
وقال عبد الله بن الأخرم: سمعت أبا عبد الله البوشنجي غير مرة يقول: حدثنا يحيى بن عبد الله بن بكير، وذكره بملء الفم.
وقال أبو عبد الله: حدثنا أبو جعفر النفيلي قال: حدثنا عكرمة بن إبراهيم قاضي الري، عن عبد الملك بن عمير، عن موسى بن طلحة قال: ما رأيت أحداً أخطب ولا أعرب من عائشة.
وقال الحاكم: حدثنا محمد بن أحمد بن موسى الأديب قال: حدثنا أبو عبد الله البوشنجي قال: حدثنا عبد الله بن يزيد الدمشقي، قال: حدثنا عبد الرحمن بن يزيد بن جابر قال: رأيت في المقسلاط صنماً من نحاس، إذا عطش نزل فشرب. فسمعت البوشنجي يقول: ربما تكلمت العلماء بالكلمة على المعارضة، وعلى سبيل تفقدهم علوم حاضريهم، ومقدار أفهامهم، تأديباً لهم، وامتحاناً لأوهامهم. هذا عبد الرحمن وهو أحد علماء الشام، وله كتب في العلم قال: رأيت على المقسلاط، وهو موضع بدمشق، وهو سوق الرقيق، قال: رأيت عليه صنماً، وهو عمود طويل، إذا عطش نزل فشرب، يريد أنه لا يعطش. ولو عطش نزل، يريد أنه لا ينزل. فهو ينفي عنه النزول والعطش.
وقال أبو زكريا العنبري: سمعت أبا عبد الله البوشنجي يقول: محمد بن إسحاق بن يسار عندنا ثقة.
قال الحاكم: كان والد أبي زكريا قد تكفل بأسباب أبي عبد الله البوشنجي، فسمع منه أبو زكريا الكثير وقال: قال لي مرة: أحسنت. ثم التفت إلى أبي فقال: قد قلت لابنك أحسنت، ولو قلت هذا لأبي عبيد لفرح به.
وقال الحسن بن يعقوب: كان مقام أبي عبد الله بنيسابور على الليثية، فلما انقضت أيامهم خرج إلى بخارى، إلى حضرة إسماعيل الأمير، فالتمس منه بعد أن أقام عنده برهة أن يكتب أرزاقه بنيسابور.
وقال الحاكم: سمعت الحسين بن الحسن الطوسي يقول: سمعت أبا عبد الله البوشنجي يقول: أخذت من الليثية سبع مائة ألف درهم.
وقال دعلج: سمعت أبا عبد الله يقول، وأشار إلى أبي بكر محمد بن إسحاق بن خزيمة فقال: محمد بن إسحاق كيس، وأنا لا أقول هذا لأبي ثور.
وقال محمد بن يعقوب بن الأخرم الحافظ: روى البخاري، عن أبي عبد الله البوشنجي حديثاً في الصحيح.
قلت: في الصحيح للبخاري: حدثنا محمد، قال حدثنا النفيلي، فإن لم يكن البوشنجي وإلا فهو محمد بن يحيى، والأغلب أنه البوشنجي في تفسير سورة البقرة. فإن الحديث بعينه رواه الحاكم عن أبي بكر بن أبي نصر قال: حدثنا البوشنجي، قال حدثنا النفيلي قال: حدثنا مسكين بن بكير قال: حدثنا شعبة، عن خالد الحذاء عن مروان الأصغر، عن رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، وهو ابن عمر: أنها نسخت وإن تبدوا ما في أنفسكم أو تخفوه الآية.
وقال الحاكم قال: حدثنا الأصم، قال: حدثنا الصغاني: قال أخبرنا محمد بن إبراهيم، قال: حدثنا النفيلي، فذكر حديثاً. ثم قال الحاكم: حدثناه محمد بن جعفر، قال: حدثنا البوشنجي وقال: حدثنا عنه بسرخس: عبد الله بن المغيرة المهلبي؛ وبمرو: محمد بن أحمد بن حاتم، وجماعة،
وبترمذ: أبو نصر محمد بن محمد؛ وببخارى: أحمد بن سهل الفقيه؛ وبسمرقند: عبد الله بن محمد الثقفي؛ وبنسف: أحمد بن جمعة.
قلت: وقد وقع لي حديثه عالياً: أخبرنا محمد بن عبد السلام، وأحمد بن هبة الله، وزينب بنت كندي، قراءة عن المؤيد الطوسي، أن أبا عبد الله الفراوي، وعن عبد المعز الهروي، أن تميماً المؤدب أخبره وعن زينب الشعرية، أن إسماعيل بن أبي القاسم أخبرها قالوا: أخبرنا عمر بن أحمد بن مسرور، قال: أخبرنا إسماعيل بن نجيد الزاهد سنة أربع وستين وثلاث مائة قال: حدثنا محمد بن إبراهيم البوشنجي، قال: حدثنا روح بن صلاح المصري، قال: حدثنا موسى بن علي بن رباح، عن أبيه، عن عبد الله بن عمرو، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: الحسد في اثنتين: رجل آتاه الله القرآن فقام به، وأحل حلاله، وحرم حرامه، ورجل آتاه الله مالاً، فوصل منه أقرباءه ورحمه، وعمل بطاعة الله، تمنى أن يكون مثله.
ومن يكن فيه أربع فلا يضره ما زوي عنه من الدنيا: حسن خليقة، وعفاف، وصدق حديث، وحفظ أمانة.
توفي أبو عبد الله في غرة المحرم سنة إحدى وتسعين، وصلى عليه إمام الأئمة ابن خزيمة وقيل مات في سلخ ذي الحجة من سنة تسعين ودفن من الغد؛ ومولده سنة أربع ومائتين.
361 -
محمد بن إبراهيم بن سعد بن قطبة
. أبو عبد الله القيسي النيسابوري.
سمع: يحيى بن يحيى، وإسحاق بن راهويه، وجماعة. وعنه: أحمد بن أبي عثمان الحيري، وغيره. توفي سنة إحدى أيضاً؛ وقد تردد أيضاً إلى أحمد بن حرب الزاهد.
362 -
محمد بن إبراهيم بن شبيب
. أبو عبد الله الأصبهاني العسال.
سمع: إسماعيل بن عمرو البجلي، وحيان بن بشر القاضي، ومحمد بن
المغيرة. وعنه: أبو الشيخ، وأبو أحمد العسال، وأحمد بن بندار، والطبراني، وغيرهم.
وكان أحد الثقات ببلده. توفي سنة اثنتين وتسعين.
وقال أبو عبد الله بن منده: حدث عن إسماعيل بن عمرو بغرائب.
363 -
محمد بن إبراهيم بن بكير بن حبيب الطيالسي البصري
.
عن: أبي الوليد الطيالسي، وغيره. وعنه: الحسين بن أحمد التستري، والطبراني وجماعة. توفي سنة أربع وتسعين.
364 -
محمد بن إبراهيم بن حمدون أبو الحسن الكوفي الخزاز
.
سمع أبا كريب ويعيش بن الجهم وجماعة وعنه أبو محمد بن ناسي وعثمان بن محمد الرزاز توفي سنة سبع.
365 -
محمد بن إبراهيم بن خليل الفقيه
. أبو عبد الله مفتي همذان وعالمها.
روى عن: أحمد بن بديل، وإبراهيم بن أحمد بن يعيش. وعنه: موسى بن سعيد الفراء، وأحمد بن محمد بن صالح، وآخرون.
توفي سنة ثمان وتسعين.
363 -
محمد بن إبراهيم بن سعيد الأصبهاني الوشاء
.
عن: طالوت بن عباد، وعبد الواحد بن غياث، وجماعة. وعنه: أبو القاسم الطبراني، وأبو الشيخ
توفي سنة تسع وتسعين، وهو صدوق.
367 -
محمد بن أحمد بن البراء
. القاضي أبو الحسن العبدي البغدادي.
سمع: علي ابن المديني، وخلف بن هشام، والمعافى بن سليمان، وجماعة. وعنه: عثمان ابن السماك، وابن قانع، والطبراني، وعبد الرحمن والد المخلص، ومحمد بن إسحاق بن أيوب، ومحمد بن علي بن سهل الأصبهانيان، وآخرون.
وقرأ على خلف وهشام ختمات؛ وأقرأ فعرض عليه: أحمد بن محمد الديباجي، وعلي بن سعيد، وعثمان ابن السماك، وأبو بكر النقاش.
وثقه الخطيب. ومات في شوال سنة إحدى وتسعين.
368 -
محمد بن أحمد بن عياض
. أبو علاثة المصري.
عن: محمد بن رمح، وحرملة. وعنه: علي بن محمد المصري، والطبراني، ومحمد بن أحمد الصفار، وحميد بن يونس، وجماعة.
وتفرد عن أبيه أبي غسان أحمد بن عياض بن أبي طيبة بمناكير.
وروى أيضاً عن: عبد الله بن يحيى بن معبد المرادي، ومكي بن عبد الله الرعيني، ومحمد بن سلمة المرادي. كناه الطبراني، وابن يونس.
مات من ضرب الدولة في رمضان سنة إحدى وتسعين؛ شهد عليه عوام بأمور، ثم تبين أنه مظلوم. وكان بارعاً في الفرائض.
369 -
محمد بن أحمد بن النضر
. أبو بكر البغدادي النضري الأزدي.
سمع: جده معاوية بن عمرو الأزدي، والقعنبي، وأبا غسان النهدي، وسعدويه، وابن الأصبهاني.
وعنه: ابن صاعد، وأبو بكر النجاد، والشافعي، وأبو سهل القطان، والطبراني، وخلق.
وعاش خمساً وتسعين سنة. وثقه عبد الله بن أحمد بن حنبل. ومات في صفر سنة إحدى أيضاً.
370 -
محمد بن أحمد بن سليمان أبو العباس الهروي الفقيه الحافظ
.
رحل إلى الشام، وسمع: أبا عمير عيسى ابن النحاس، وموسى بن عامر، والهيثم بن مروان، وأبا حفص الفلاس، وطبقتهم.
وعنه: شيوخ أصبهان عبد الرحمن بن سياه، وأحمد بن بندار، وأبو الشيخ، ومحمد بن إسحاق بن أيوب، وغيرهم.
وله تصانيف. مات ببروجرد سنة اثنتين وتسعين.
371 -
محمد بن أحمد بن داود
. أبو بكر المؤدب.
عن: أبي كامل الجحدري، وهشام بن عمار، وجماعة. وعنه: محمد بن معمر الأصبهاني، وأبو القاسم الطبراني.
توفي بسور سنة أربع وتسعين
وقال الدارقطني: لا بأس به.
372 -
محمد بن أحمد بن نصر الفقيه
. أبو جعفر الترمذي، شيخ الشافعية بالعراق قبل ابن سريج.
رحل وسمع: يحيى بن بكير، ويوسف بن عدي، وإبراهيم بن المنذر الحزامي وإسحاق بن إبراهيم الصيني والقواريري، وطبقتهم، وتفقه على أصحاب الشافعي، وهو صاحب وجه في المذهب.
روى عنه: عبد الباقي بن قانع، وأحمد بن كامل، وأحمد بن يوسف بن خلاد، وأبو القاسم الطبراني.
وكان إماماً قدوة، زاهداً ورعاً، قانعاً باليسير، كبير القدر.
قال الدارقطني: ثقة مأمون ناسك.
حكى أبو إسحاق إبراهيم بن السري الزجاج أنه كان يجرى عليه في الشهر أربعة دراهم.
قال: وكان لا يسأل أحداً شيئاً.
وقال محمد بن موسى بن حماد: أخبرني أنه تقوت بضعة عشر يوماً بخمس حبات وقال: لم أكن أملك غيرها، فاشتريت بها لفتاً، وكنت آكل منه.
ونقل الإمام أبو زكريا النووي: أن أبا جعفر جزم بطهارة شعر رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقد خالف في هذه المسألة جمهور الأصحاب.
قلت: يجب على كل مسلم أن يقطع بطهارة شعر رسول الله صلى الله عليه وسلم، فإنه لما حلق رأسه فرق شعره المكرم المطهر على أصحابه، ولم يكن ليفرق عليهم نجساً.
قال أحمد بن عثمان بن شاهين والد أبي حفص: حضرت عند أبي جعفر الترمذي، فسئل عن حديث ينزل ربنا إلى سماء الدنيا فالنزول كيف يكون يبقى فوقه علو؟ فقال: النزول معقول، والكيف مجهول، والإيمان به واجب، والسؤال عنه بدعة.
قال أحمد بن كامل: لم يكن للشافعية بالعراق أرأس منه ولا أورع، ولا أكثر تقللاً.
توفي أبو جعفر، رحمه الله، في المحرم سنة خمس وتسعين، وقد كمل أربعاً وتسعين سنة.
ونقل أنه اختلط بأخرة.
373 -
محمد بن أحمد بن بالويه
. أبو العباس النيسابوري.
صدر محشم يلقب: عصيدة. حدث عن: إسحاق بن راهويه، وغيره. وروى الحديث من بيته جماعة.
توفي سنة ست وتسعين.
374 -
محمد بن أحمد بن خزيمة
. أبو معمر البصري.
توفي بمصر سنة ست أيضاً. روى عنه: أبو سعيد بن يونس.
375 -
محمد بن أحمد بن الضحاك
. أبو بكر الجدلي إمام جامع دمشق، وابن إمام جامع دمشق.
روى عن: هشام بن عمار، ومحمد بن رمح المصري، وجماعة. وعنه: أبو علي بن هارون، وأبو أحمد بن الناصح المفسر.
بقي إلى سنة ست.
376 -
محمد بن أحمد بن أبي خيثمة زهير بن حرب
. الحافظ أبو عبد الله ابن الحافظ أبي بكر ابن الحافظ أبي خيثمة النسائي ثم البغدادي.
سمع: أباه، ونصر بن علي الجهضمي، وعباد بن يعقوب الرواجني، وأبا حفص الفلاس، وطبقتهم.
وعنه: أحمد بن كامل، وابن مقسم، والطبراني، وغيرهم.
قال ابن كامل: أربعة كنت أحب بقاءهم: أبو جعفر الطبري، ومحمد البربري، وأبو عبد الله بن أبي خيثمة، والمعمري، فما رأيت أحفظ منهم.
وقال الخطيب: كان أبوه أبو بكر يستعين به في عمل التاريخ.
ومات في ذي القعدة سنة سبع وتسعين.
377 -
محمد بن أحمد بن يحيى بن قضاء
، بالقاف. أبو جعفر البصري الجوهري.
عن: هدبة بن خالد، وعبد الواحد بن غياث، وجماعة. وعنه: أبو بكر الإسماعيلي، وأبو القاسم الطبراني، وأبو الطاهر الذهلي قاضي مصر. وربما نسبوه إلى جده، فقيل: محمد بن قضاء الجوهري.
وكان صدوقا وهو ابن عم عبيد بن يحيى بن قضاء الجوهري الراوي عن سليمان الشاذكوني، وغيره.
• - أما محمد بن فضاء، بالفاء، فقد مر في عشر الستين ومائة.
378 -
محمد بن أحمد بن كيسان أبو الحسن البغدادي النحوي
.
أخذ عن: البصريين، والكوفيين، وبرع في العربية وصنف التصانيف. وكان أبو بكر بن مجاهد المقرئ يقول: هو أنحى من الشيخين، يعني: ثعلباً، والمبرد.
صنف كتاب غريب الحديث، وكتاباً في القراءات، وكتاب الوقف والابتداء، وكتاب المهذب في النحو، وغير ذلك.
وتوفي في ذي القعدة سنة تسع وتسعين.
قال مبرمان: قصدت ابن كيسان لأقرأ عليه كتاب سيبويه، فقال: اذهب به إلى أهله. يعني الزجاج، وابن السراج.
379 -
محمد بن أحمد بن جعفر بن أبي جميلة
. أبو العلاء الذهلي الوكيعي الكوفي. نزيل مصر.
سمع: عاصم بن علي، وعلي بن الجعد، وأحمد بن حنبل، ومحمد بن الصباح الدولابي، وعلي ابن المديني، وأحمد بن صالح المصري، وطبقتهم.
روى عنه: أبو سعيد بن يونس وقال: كان ثقة ثبتاً، وحمزة الكناني، وأبو القاسم الطبراني، والحسن بن رشيق، وعبد الله بن عدي الحافظ، والحسن بن الخضر الأسيوطي، ومحمد بن عبد الله بن حيويه صاحب النسائي، وأبو إسحاق محمد بن القاسم بن شعبان القرطبي، وأبو بكر محمد بن علي التنيسي، وجماعة.
توفي في جمادى الآخرة سنة ثلاث مائة، وعاش ستاً وتسعين سنة.
380 -
محمد بن أحمد بن عبد الله العبدي المصري
. عرف بابن العريبي.
عن: زهير بن عباد. وعنه: حمزة في مجلس البطاقة.
توفي في ربيع الآخر سنة ثلاث مائة.
381 -
محمد بن أحمد بن سعيد
. أبو عبد الله بن كسا الواسطي.
سمع: عبد الرحمن بن إبراهيم دحيماً، وأحمد بن صالح، والعلاء بن سالم، وعنه: أبو القاسم الطبراني، وأبو الشيخ، وأبو محمد بن السقاء، وأبو بكر الإسماعيلي، وغيرهم.
382 -
محمد بن أحمد بن خالد الزريقي البصري
.
عن: عبد الله بن مسلمة القعنبي. وعنه: هلال بن محمد، وعبد الله بن عدي الحافظ.
383 -
محمد بن أحمد بن مهدي
. أبو عمارة البغدادي.
عن: أبي بكر بن أبي شيبة، ولوين. وفي حديثه مناكير. روى عنه: ابن السماك، وأبو بكر الشافعي، ودعلج.
ضعفه الدارقطني جداً.
384 -
محمد بن أحمد بن المثنى
. أبو عبد الله النيسابوري الحافظ.
سمع: ابن راهويه، والفلاس، وعبد الجبار بن العلاء، وطبقتهم. وعنه: أحمد بن إسحاق بن إبراهيم ومحمد بن إبراهيم بن الفضل.
385 -
محمد بن أحمد بن سفيان الترمذي
.
عن: عبيد الله القواريري وغيره، وعنه أحمد بن كامل والطبراني.
386 -
محمد بن أحمد بن عبدوس، أبو عبد الملك الربعي، الصوري
.
عن: إبراهيم بن هشام الغساني، وصفوان بن صالح، وسليمان ابن بنت شرحبيل. وعنه: أبو علي بن هارون الأنصاري، والطبراني، وابن عدي.
387 -
محمد بن إسحاق بن وهب بن أعين أبو ربيعة الربعي المكي
المؤذن بالمسجد الحرام، المقرئ.
قرأ على: البزي، وقنبل. وصنف قراءة ابن كثير. وكان من جلة المقرئين أقرأ في حياة شيخيه.
عرض عليه: محمد بن الصباح، ومحمد بن عيسى بن بندار، وعبد الله بن أحمد البلخي، وإبراهيم بن عبد الرزاق، ومحمد بن الحسن النقاش، وآخرون.
وقال ابن بندار: مات في رمضان سنة أربع وتسعين.
388 -
محمد بن إسحاق بن إبراهيم الثقفي
. أبو العباس الزاهد.
عن: محمد بن حميد، وأحمد بن منيع. وعنه: أبو حامد الخطيب، ومحمد بن محمد الجرجاني، وجماعة.
389 -
محمد بن إسحاق المستملي النيسابوري
. عرف بالمنتوف.
سمع: إسحاق وأبا بكر بن أبي شيبة، وطبقتهما. وعنه محمد بن صالح بن هانئ، وأبو الفضل بن إبراهيم.
390 -
محمد بن إسحاق بن الصباح النيسابوري التاجر
.
عن: ابن راهويه، وعمرو بن زرارة. وعنه: ابن الأخرم، ومحمد بن صالح بن هانئ وقاسم بن غانم.
391 -
محمد بن إسحاق بن إبراهيم بن مخلد المروزي
. القاضي أبو الحسن بن راهويه.
سمع: أباه، وعلي بن حجر وأحمد بن حنبل، وعلي ابن المديني، وأبا مصعب، وطائفة. وعنه: إسماعيل الخطبي، وابن قانع، وأحمد بن خزيمة، وأحمد بن جعفر بن سلم، وسليمان الطبراني.
وكان من الفقهاء والعلماء؛ ولي قضاء مرو. ثم قضاء نيسابور. وقد توفي والده وهو غائب في الرحلة.
قال أبو عبد الله بن الأخرم الحافظ: سمعته يقول: دخلت على أحمد بن حنبل فقال: أنت ابن أبي يعقوب؟ قلت: نعم. قال: أما إنك لو لزمته كان أكثر لفائدتك. فإنك لن ترى مثله.
نقل الحاكم أن أبا الحسن توفي بمرو، وذلك وهم. فإن ابن المنادي، وابن قانع قالا: قتلته القرامطة بطريق مكة سنة أربع وتسعين.
392 -
محمد بن إسحاق بن ملة
. أبو عبد الله الأصبهاني المسوحي.
سمع الكثير من: لوين، وطبقته. وعنه: أبو أحمد العسال، وأبو الشيخ.
ولنا:
393 -
محمد بن إسحاق المسوحي
. آخر أقدم من هذا.
سمع: مسلم بن إبراهيم، وأبا الوليد، وعمرو بن مرزوق، والقعنبي، وأبا سلمة التبوذكي، وسهل بن عثمان، وعدة؛ وكان من الحفاظ المشهورين.
روى عنه: ابن أبي حاتم، وقال: هو صدوق.
394 -
محمد بن أسد بن يزيد
. الزاهد المعمر أبو عبد الله المديني الأصبهاني.
سمع: مجلساً من أبي داود الطيالسي، وتفرد في الدنيا بالسماع منه. وروى حديثاً واحداً عن هريم بن عبد الأعلى.
وعاش نحو المائة أو جاوزها، وأقعد. وكان ممن طال عمره وحسن عمله. وقيل: كان مجاب الدعوة.
روى عنه: أبو أحمد العسال، والطبراني، وأحمد بن بندار، وأبو الشيخ.
وتوفي سنة ثلاث وتسعين ومائتين، وهو ممن عاش بعد تاريخ سماعه تسعين سنة، وهم قليل.
قال أبو عبد الله بن منده: محمد بن أسد الأصبهاني، حدث عن الطيالسي بمناكير.
395 -
محمد بن إسماعيل المغربي الزاهد
. أحد مشايخ الصوفية.
توفي سنة تسع وتسعين ودفن مع شيخه علي بن رزين الزاهد الصوفي على طور سيناء.
396 -
محمد بن إسماعيل بن مهران الحافظ أبو بكر الإسماعيلي النيسابوري
لا الجرجاني.
سمع: إسحاق بن راهويه، وعبد الله بن الجراح، وهشام بن عمار، وطبقتهم. وعنه: عبد الله بن صالح، وأبو عبد الله بن الأخرم، وجماعة.
وكان أحد أركان الحديث بنيسابور. وله مصنفات مجودة.
قال الحاكم: جمع حديث الزهري وجوده، وكذلك حديث مالك، ويحيى بن سعيد، وموسى بن عقبة. وبقي مريضاً ست سنين. عهدت مشايخنا لا يصححون سماع من سمع منه في المرض، فإنه كان لا يقدر أن يحرك لسانه إلا بلا. فكان إذا قيل له: كما قرأنا عليك، قال: لا لا لا، ويحرك رأسه بنعم.
وأما عبد الله بن سعد، فحدثني أنه كان ما يقدر أن يحرك رأسه، وقال: لم يصح لي عنه إلا حديث واحد، فإني قرأته عليه غير مرة، إلى أن أشار بعينه إشارة، فهمتها عنه أن نعم.
قال الحاكم: توفي سنة خمس وتسعين في ذي الحجة.
397 -
محمد بن إسماعيل بن عامر
. أبو بكر الرقي التمار.
سكن بغداد، وروى عن: أحمد بن سنان الواسطي، والسري السقطي.
وعنه: أبو عمرو ابن السماك. بقي إلى بعد التسعين ومائتين.
398 -
محمد بن إسماعيل التميمي الأصبهاني
.
عن: إسماعيل بن عمرو البجلي، وغيره. توفي سنة سبع وتسعين.
399 -
محمد بن أسلم
. أبو عبد الله الأزدي الأندلسي اللاردي.
رحل وسمع: يونس بن عبد الأعلى، والربيع بن سليمان المرادي، والربيع بن سليمان الجيزي، ومحمد بن عزيز.
توفي بالأندلس سنة خمس وتسعين.
400 -
محمد بن أيوب بن يحيى بن ضريس
. أبو عبد الله البجلي الرازي. شيخ الري ومسندها.
ولد في حدود المائتين.
وسمع: مسلم بن إبراهيم، والقعنبي، ومحمد بن كثير العبدي، وموسى بن إسماعيل، وأبا الوليد، وطبقتهم. وعنه: ابن أبي حاتم ووثقه، وعلي بن شهريار، وأحمد بن إسحاق بن نيخاب الطيبي، وإسماعيل بن نجيد، وعبد الله بن محمد بن عبد الوهاب الرازي، وخلق كثير.
توفي يوم عاشوراء سنة أربع وتسعين بالري.
وله كتاب فضائل القرآن في أربعة أجزاء سمعناه. وآخر من روى حديثه عالياً أبو روح الهروي، وكان ذا معرفة وحفظ، وعلو رواية.
وقد أورد ابن عقدة وفاته في يوم عاشوراء سنة خمس، والأول أصح.
وثقه الخليلي، وقال: هو محدث ابن محدث. قال: وجده يحيى من أصحاب سفيان الثوري.
401 -
محمد بن بندار بن سهل الإستراباذي
.
عن: أبي مصعب الزهري. وعنه: أبو بكر الإسماعيلي.
وكان ثقة. توفي سنة خمس وتسعين.
402 -
محمد بن جعفر بن سام قاضي البصرة
.
توفي سنة اثنتين وتسعين.
403 -
محمد بن جعفر بن أعين أبو بكر البغدادي
.
عن: عفان، وعاصم بن علي، وأبي بكر بن أبي شيبة. وعنه: الطبراني، ومحمد بن عبد الله بن حيويه النيسابوري، وجماعة المصريين.
وكان ثقة. قاله الخطيب.
وتوفي سنة ثلاث وتسعين.
440 -
ن:
محمد بن جعفر
بن محمد
. أبو بكر ابن الإمام الربعي الحنفي البغدادي. نزيل دمياط.
سمع: إسماعيل بن أبي أويس، وأحمد بن يونس اليربوعي، وغيرهما، وعلي ابن المديني، وهذه الطبقة. وعنه: النسائي وقال: ثقة، وأبو علي بن هارون، وأبو أحمد بن عدي، وأبو بكر محمد بن علي النقاش، وأبو القاسم الطبراني، وآخرون.
توفي في آخر سنة ثلاث مائة يوم عيد النحر.
405 -
محمد بن جعفر. أبو عمر الكوفي القتات.
سمع: أبا نعيم، وأحمد بن يونس اليربوعي، وجماعة. وعنه: أبو بكر الشافعي، ومحمد بن عمر الجعابي، والحسن بن جعفر الحرفي السمسار، وسليمان الطبراني.
قال الخطيب: كان ضعيفاً، تكلموا في سماعه من أبي نعيم.
توفي ببغداد في جمادى الأولى سنة ثلاث مائة.
وهو أخو الحسين بن جعفر بن محمد بن حبيب.
406 -
محمد بن جنادة بن عبد الله بن أبي جنادة أبو عبد الله الألهاني الأندلسي الإشبيلي
.
روى عن: يحيى بن يحيى، وعثمان بن أيوب. ورحل فسمع من: أبي الطاهر أحمد بن السرح، وسلمة بن شبيب، ويونس بن عبد الأعلى.
وولي قضاء إشبيلية، وطال عمره ورحلوا إليه. روى عنه: محمد بن قاسم، وغيره.
توفي في سنة ست وتسعين.
407 -
ن:
محمد بن حاتم بن نعيم المروزي ثم المصيصي
.
عن: نعيم بن حماد، وسويد بن نصر، وحبان بن موسى، وإسحاق بن يونس المروزيين، ومحمد بن يحيى العدني. وعنه: النسائي، والعقيلي، وابن عدي، والطبراني، وآخرون.
وثقه النسائي.
408 -
محمد بن حامد بن السري
. أبو الحسين المروزي خال ولد السني.
قدم دمشق وحدث بها عن: نصر بن علي الجهضمي، وأبي حفص الفلاس، والحسن بن عرفة، وطبقتهم.
وعنه: أبو علي بن آدم، وعبد الله بن الناصح. وكان ثقة.
توفي سنة تسع وتسعين له كتاب في السنة وقع لنا.
409 -
محمد بن حبيب
، أبو عبد الله البزاز.
عن: أحمد بن حنبل، وشجاع بن مخلد. وعنه: الحسن بن أبي العنبر، وغيره.
توفي سنة إحدى وتسعين.
وقد أثنى عليه أبو بكر الخلال الحنبلي، وروى عن رجل، عنه. وكان أحد الفقهاء.
وآخر من روى عنه أبو جعفر بن بريه الهاشمي.
410 -
محمد بن الحسن أبو الحسين الخوارزمي صاحب النرسي
.
حدث بالموصل عن: يحيى بن هاشم السمسار، وعلي بن الجعد. وعنه: مكرم القاضي، ويزيد بن محمد بن إياس وقال: فيه لين.
توفي سنة أربع وتسعين.
411 -
محمد بن الحسن بن سماعة الحضرمي الكوفي
.
عن: أبي نعيم. وعنه: محمد بن عمر الجعابي، وأبو بكر الإسماعيلي، والحسن بن جعفر الحوفي، وجماعة.
قال الدارقطني: ليس بالقوي.
قلت: توفي في جمادى الأولى سنة ثلاث مائة. وبينه وبين القتات في الوفاة أيام. وهو أمثل من القتات.
412 -
محمد بن الحسن بن الفرج الهمذاني
.
عن: عبد الحميد بن عصام، وكامل بن طلحة، وشيبان بن فروخ، وله مسند. وعنه: جعفر الخلدي، والجعابي، وابن قانع، وعبد الرحمن بن عبيد.
وكان حافظاً نبيلاً.
413 -
محمد بن الحسين بن عمارة النيسابوري المقرئ
.
عن: إسحاق بن راهويه، وغيره. توفي سنة اثنتين وتسعين.
414 -
محمد بن الحسين أبو العباس البغدادي الأنماطي
.
عن: سعدويه، ويحيى بن معين وعنه: إسماعيل الخطبي، وابن خلاد النصيبي، والطبراني، وآخرون
توفي سنة ثلاث وتسعين.
415 -
محمد بن الحسين بن حبيب القاضي
. أبو حصين الوادعي الكوفي.
سمع: أحمد بن يونس، وجندل بن والق، ويحيى الحماني، وعون بن سلام، وطبقتهم.
طال عمره، وصنف المسند.
روى عنه: عثمان ابن السماك، وأبو بكر النجاد، وجعفر بن محمد بن عمرو، وأبو بكر عبد الله الطلحي، وأبو القاسم الطبراني، وطائفة.
وثقه الدارقطني.
ومات بالكوفة في رمضان سنة ست وتسعين.
416 -
محمد بن الحسين أبو عبد الله الأصبهاني الخشوعي الزاهد
، شيخ الورعين والقراء.
كتب الكثير من العلم، وروى اليسير. وعنه: أبو مسلم محمد بن بكر الغزال، وعبد الرحمن بن محمد بن سياه الواعظ توفي قبل الثلاث مائة.
قال أبو نعيم الحافظ: كانت العبادة حرفته، والتلذذ بالعبرة شهوته، له الكلام البليغ في تأديب النساك.
تخرج به أبو الحسن علي بن أحمد الأسواري، وأبو بكر محمد بن عبد الله بن المرزبان الواعظ، ومن بعدهما.
ثم ذكر شيئاً من مواعظه.
417 -
محمد بن حنيفة بن ماهان أبو حنيفة القصبي الواسطي
.
نزل بغداد وحدث. عن: خالد بن يوسف السمتي، وجماعة. وعنه: أبو بكر الشافعي، ومخلد الباقرحي، وجماعة.
قال الدارقطني: ليس بالقوي: حدث سنة سبع وتسعين.
418 -
محمد بن حيان أبو العباس المازني البصري
.
عن: عمرو بن مرزوق، وأبي الوليد، ومسدد، وجماعة. وعنه: فاروق الخطابي، ودعلج، وأبو القاسم الطبراني، وجماعة.
419 -
محمد بن خشنام
. أبو بكر البلخي.
عن: قتيبة بن سعيد. توفي سنة اثنتين وتسعين.
420 -
محمد بن داود بن بندار
. أبو عبد الله الفارسي.
سمع: قتيبة بن سعيد، وغيره. وروى بجرجان سمع منه: ابن عدي، وأبو بكر الإسماعيلي، ونعيم بن عبد الملك، وآخرون حدث سنة اثنتين وتسعين ومائتين، وهو صدوق.
421 -
محمد بن داود بن الجراح
. أبو عبد الله الكاتب.
من سروات البغداديين، وهو عم الوزير علي بن عيسى. كان كاتباً بارعا عارفاً بالأخبار وأيام الناس ودول الملوك، له في ذلك مصنفات.
روى عن: عمر بن شبة، وعبيد الله بن سعد الزهري، وطبقتهما. وعنه: عمر بن الحسن الأشناني القاضي، وسليمان الطبراني. وقتل كما تقدم مع ابن المعتز سنة ست.
422 -
محمد بن داود بن علي بن خلف
. الإمام البارع أبو بكر بن الإمام أبي سليمان الأصبهاني، ثم البغدادي الظاهري الفقيه الأديب، مصنف كتاب الزهرة.
يروي عن: أبيه، وعباس الدوري، وغيرهما. وعنه: نفطويه، والقاضي أبو عمر محمد بن يوسف، وجماعة.
وكان من أذكياء العالم. جلس للفتيا بعد والده، وناظر أبا العباس بن سريج. قال القاضي أبو الحسن الداودي: لما جلس محمد بن داود للفتيا بعد وفاة والده استصغروه، فدسوا عليه من سأله فسئل عن حد السكر ما هو؟ ومتى يكون الإنسان سكران؟ فقال: إذا عزبت عنه الهموم، وباح بسره المكتوم. فاستحسن ذلك منه.
وقال محمد بن يوسف القاضي: كنت أساير محمد بن داود، فإذا بجارية تغني بشيء من شعره وهو:
أشكو غليل فؤاد أنت متلفه شكوى عليل إلى إلف يعلله سقمي تزيد مع الأيام كثرته وأنت في عظم ما ألقى تقلله الله حرم قتلي في الهوى سفهاً وأنت يا قاتلي ظلماً تحلله وعن عبيد الله بن عبد الكريم قال: كان محمد بن داود خصماً لابن سريج، وكانا يتناظران ويترادان في الكتب، فلما بلغ ابن سريج موت محمد، نحى مخاده وجلس للتعزية وقال: ما آسى إلا على تراب أكل لسان محمد بن داود.
وقال محمد بن إبراهيم بن سكرة القاضي: كان محمد بن جامع الصيدلاني محبوب محمد بن داود ينفق على محمد بن داود، وما عرف معشوق ينفق على عاشق سواه.
ومن شعره:
حملت جبال الحب فيك وإنني لأعجز عن حمل القميص وأضعف وما الحب من حسن ولا من سماجة ولكنه شيء به الروح تكلف وقال نفطويه النحوي: دخلت على محمد بن داود في مرضه، فقلت: كيف تجدك؟ قال: حب من تعلم أورثني ما ترى.
فقلت: ما منعك من الاستمتاع به. مع القدرة عليه؟ فقال: الاستمتاع على وجهين: أحدهما النظر، وهو أورثني ما ترى. والثاني اللذة المحظورة، ومنعني منها ما
حدثني به أبي: قال: حدثنا سويد، قال: حدثنا علي بن مسهر، عن أبي يحيى، عن مجاهد، عن ابن عباس، رفعه قال: من عشق وكتم وعف وصبر غفر الله له وأدخله الجنة.
ثم أنشدنا لنفسه:
انظر إلى السحر يجري في لواحظه وانظر إلى دعج في طرفه الساجي وانظر إلى شعرات فوق عارضه كأنهن نمال دب في عاج
قال نفطويه: ومات في ليلته أو في اليوم الثاني. رواها جماعة عن نفطويه.
قال أبو زيد علي بن محمد: كنت عند ابن معين، فذكرت له حديثًا سمعته من سويد بن سعيد، فذكر الحديث المذكور. فقال: والله لو كان عندي فرس لغزوت سويدًا في هذا الحديث.
توفي في رمضان سنة سبع وتسعين كهلًا.
وقال ابن حزم: توفي في عاشر رمضان، وله ثلاث وأربعون سنة.
قال: وكان من أجمل الناس وأكرمهم خلقًا، وأبلغهم لسانًا، وأنظفهم هيئةً، مع الدين والورع، وكل خلة محمودة. محببًا إلى الناس، حفظ القرآن وله سبع سنين، وذاكر الرجال بالآداب والشعر، وله عشر سنين وكان يشاهد في مجلسه أربعمائة صاحب محبرة.
وله من التواليف: كتاب الإنذار والإعذار، والتقصي في الفقه، وكتاب الإيجاز، مات ولم يكمله، وكتاب الانتصار من محمد بن جرير الطبري، وكتاب الوصول إلى معرفة الأصول، وكتاب اختلاف مصاحب الصحابة، وكتاب الفرائض والمناسك. رحمه الله.
وقال أبو علي التنوخي: حدثني أبو العباس أحمد بن عبد الله بن البختري الداودي: قال حدثني أبو الحسن بن المغلس الداودي قال: كان محمد بن داود وابن سريج إذا حضرا مجلس أبي عمر القاضي لم يجري بين اثنين فيما يتفاوضانه أحسن مما يجري بينهما، فسأل أبا بكر حدث من الشافعية عن العود الموجب للكفارة في الظهار، ما هو؟ فقال إعادة القول
ثانيا وهو مذهبه ومذهب أبيه فطالبه بالدليل فشرع فيه فقال ابن سريج: هذا قول مَنْ مِنَ المسلمين؟ فاستشاط أبو بكر وقال: أتظن أن من اعتقدت قولهم إجماعا في هذه المسألة عندي إجماع؟ أحسن أحوالهم أن أعدهم خلافا، فغضب وقال: أنت بكتاب الزهرة أمهر منك بهذه الطريقة. قال: والله ما تحسن تستمم قراءته، قراءة من يفهم، وإنه لمن أحد المناقب لي إذ أقول فيه: أكرر في روض المحاسن مقلتي وأمنع نفسي أن تنال محرما وينطق سري عن مترجم خاطري فلولا اختلاسي رده لتكلما رأيت الهوى دعوى من الناس كلهم فما إن أرى حبًا صحيحًا مسلما
فقال ابن سريج: فأنا الذي أقول:
ومشاهد بالغنج من لحظاته قد بت أمنعه لذيذ سباته ضنًا بحسن حديثه وعتابه وأكرر اللحظات في وجناته حتى إذا ما الصبح لاح عموده ولى بخاتم ربه وبراته
فقال أبو بكر: أيد الله القاضي، قد أقر بحال، ثم ادعى البراءة مما توجبه، فعليه البينة. قال ابن سريج: مذهبي أن المقر إذا أقر إقرارا ناطه بصفة كان إقراره موكولًا إلى صفته. وقد روى عن ابن البختري المذكور أيضًا: إسماعيل بن عباد، وكان قاضيًا عالمًا.
423 -
محمد بن داود بن عثمان بن سعيد
. أبو عبد الله الصدفي، مولاهم المصري.
عن أبي شريك يحيى بن يزيد المرادي، ومحمد بن رمح، وجماعة. وعنه: حمزة الكناني، وسليمان الطبراني. توفي في ربيع الأول سنة سبع أيضًا.
424 -
محمد بن داود بن مالك
. أبو بكر الشعيري الحافظ.
عن: عبد الملك بن عبد ربه، وهارون بن سفيان المستملي. وعنه
الطبراني، وأبو بكر الإسماعيلي، وجماعة. مات بطريق مكة سنة سبع أيضًا.
425 -
محمد بن رزيق بن جامع
. أبو عبد الله الأموي، مولاهم العدل المصري.
عن: سعيد بن منصور، والهيثم بن حبيب، وسفيان بن بشر، وإبراهيم بن المنذر الحزامي، وأبي مصعب الزهري، وطائفة. وعنه: علي بن محمد الواعظ والطبراني، والحسن بن رشيق.
ومات في رجب سنة ثمان وتسعين، وقيل: سنة تسعين، والأول أصح.
426 -
محمد بن روح بن شبل
. أبو الفضل المصري الجوهري الأحول.
روى عن: محمد بن رمح، وجماعة. وعنه: ابن يونس وقال: مات في شوال سنة ثلاثمائة.
428 -
محمد بن السري بن سهل
. أبو بكر القنطري.
عن: محمد بن بكار بن الريان، وعثمان بن أبي شيبة. وعنه: أحمد بن جعفر بن سلم، ومخلد بن جعفر، وجماعة. توفي سنة تسع وتسعين.
429 -
محمد بن السري بن مهران الناقد
. بغدادي
، ثقة. سمع: إبراهيم بن زياد سبلان، ويوسف بن موسى القطان وعنه: ابن قانع، والطبراني، وغيرهما.
430 -
محمد بن سعد بن مقرن أبو عبد الله الأصبهاني المعدل
.
سمع: سليمان الشاذكوني، وسهل بن عثمان العسكري، وأبا الربيع الزهراني. وعنه: أبو إسحاق بن حمزة، ومحمد بن عبيد الله بن المرزبان حدث سنة ثلاثمائة.
431 -
محمد بن سعيد الطبري الأزرق
.
عن: هدبة، وسريج بن يونس، وغيرهما.
قال ابن عدي: كان يضع الحديث. مات سنة تسعين.
432 -
محمد بن سعيد بن غالب الإفريقي
.
يروي عن: سحنون بن سعيد الفقيه، وغيره. توفي سنة تسع وتسعين.
433 -
محمد بن سفيان بن المنذر الرملي
.
عن صفوان بن صالح وأبي نعيم الحلبي، وعنه الطبراني قيل: إنه بقي إلى سنة ست وتسعين.
434 -
محمد بن سليمان بن حماد
. أبو نصر الإستراباذي.
شيعي صدوق. رحل وروى عن: يونس بن عبد الأعلى، وطبقته. وعنه: أبو نعيم بن عدي، ومحمد بن إبراهيم بن زكرويه. مات سنة تسع وتسعين.
435 -
محمد بن سليمان بن خالد النيسابوري
. أبو عبد الله.
عن: علي بن حجر، ومحمد بن زنبور المكي. توفي سنة خمس وتسعين.
436 -
محمد بن سليمان بن تليد
. أبو عبد الله المعافري الأندلسي الوشقي.
عن: سحنون بن سعيد، ومحمد بن أحمد العتبي، وابن مطروح، وجماعة. وكان مفتيًا فاضلًا مالكيًا، إلا أنه كان يذهب في الأشربة مذهب الكوفيين وولي قضاء وشقة مدة. توفي سنة ست.
437 -
محمد بن سنان بن سرج
، بالجيم. القاضي أبو جعفر الشيزري.
عن: عبد الوهاب بن نجدة، وهشام بن عمار، وأبي نعيم الحلبي، وجماعة. وقرأ بحرف شيبة بن نصاح، على عيسى بن سليمان الشيرازي صاحب الكسائي.
قرأ عليه: أبو الحسن بن شنبوذ، وإبراهيم بن عبد الرزاق الأنطاكي، ومحمد بن عبد الله الرازي. وحدث عنه: ابنه إسماعيل، وأبو جعفر الطحاوي، وأبو علي بن هارون، وأبو القاسم الطبراني، وجماعة.
توفي سنة ثلاث وتسعين.
438 -
محمد بن شعيب الأصبهاني التاجر
.
عن: عبد الرحمن بن سلمة، وعباس بن إسماعيل، وأحمد بن إبراهيم الزمعي، والثلاثة لا أعرفهم. وعنه: أبو أحمد العسال، وأبو إسحاق بن حمزة، والطبراني، وأبو الشيخ.
توفي سنة ثلاثمائة.
439 -
محمد بن شيبة الوليد الدمشقي الراهبي
.
عن هشام بن عمار، وأحمد بن أبي الحواري، وجماعة. وعنه: أبو بكر بن أبي دجانة، وجمح بن القاسم المؤذن.
440 -
محمد بن صالح بن يونس النيسابوري
.
عن: إسحاق بن راهويه، وجماعة. توفي سنة ثلاثمائة.
441 -
محمد بن الصباح النيسابوري الخياط
.
عن: إسحاق بن راهويه، وبشر بن الحكم. توفي سنة سبع وتسعين.
442 -
محمد بن طاهر بن عبد الله بن طاهر بن الحسين بن مصعب
. الأمير أبو عبد الله الخزاعي الطاهري النيسابوري، وقيل: كنيته أبو العباس.
سمع: إسحاق بن راهويه، ومحمد بن يحيى.
وولي إمرة خراسان بعد والده سنة ثمان وأربعين إلى أن خرج عليه يعقوب بن الليث الصفار فحاربه، فظفر به يعقوب سنة تسع وخمسين وأسره. وبقي معه في الأسر إلى سنة اثنتين وستين فلما كانت وقعة النهروانات نجا محمد بن طاهر، ولم يزل مقيمًا ببغداد خاملًا إلى أن مات سنة ثمان وتسعين ودفن بجنب عمه محمد بن عبد الله الأمير.
ولا أعلم للبغداديين عنه رواية، ولا لغيرهم. ولعله جاوز الثمانين.
443 -
محمد بن عاصم بن يحيى
. أبو عبد الله الأصبهاني الفقيه الشافعي كاتب القاضي.
رحل وأخذ عن أصحاب الشافعي وابن وهب.
وعن: علي بن
حرب، وسلمة بن شبيب. وعنه: أحمد بن بندار، وأبو أحمد العسال، والطبراني.
قال أبو الشيخ: صنف كتبا كثيرة، وتفقه على مذهب الشافعي. توفي سنة تسع وتسعين.
444 -
محمد بن العباس بن الوليد
. أبو سعيد الدمشقي الخياط، نزيل جرجان.
عن: هشام بن عمار، وجماعة. وعنه: أبو حاتم بن حبان، وأبو بكر الإسماعيلي، وأبو أحمد بن عدي.
قال حمزة السهمي: توفي بعد التسعين ومائتين.
445 -
محمد بن العباس الجمحي البصري
.
لما عزل أبو زرعة محمد بن عثمان عن قضاء دمشق، ولي هذا القضاء، وشكرت سيرته. ولما توفي أعيد إلى القضاء أبا زرعة.
توفي الجمحي سنة سبع وتسعين.
قال ابن عساكر: بلغني أن أبا الحسن محمد بن علي المادرائي كتب إلى الجمحي يعاتبه بهذه الأبيات:
عزيز على مشفق أن يراك قريبًا لمن لست من شكله وأنت الذي لو تأملته لأكبرت قدرك على مثله فهبك رضيت قضاء الشام وصرت رئيسًا على أهله ألست تعلم بأن الفناء على آدم وعلى نسله فماذا تقول إذا ما دعيت إلى مجمع ماج من حفله وقيل هلموا بأشياعكم وبالجمحي على رسله.
446 -
محمد بن عبد الله بن مصعب الخطيب الأصبهاني
. أبو عبيد الله المقرئ.
أحد الموصوفين بحسن الصوت وتجويد القرآن، وأم مدة بجامع أصبهان.
وروى عن: مقرئ أصبهان محمد بن عيسى. وحدث عن: عبد الله بن عمران العابدي، ومحمد بن يحيى العدني، وعبد الجبار بن العلاء. وعنه: عبد الرحمن بن محمد بن سياه، وأبو الشيخ.
وتوفي سنة إحدى وتسعين.
447 -
محمد بن عبد الله بن سليمان الحافظ أبو جعفر الحضرمي الكوفي مطين
.
دخل على أبي نعيم وهو صبي، وكان جارهم بالكوفة.
وسمع من: أحمد بن يونس ويحيى بن عبد الحميد الحماني ويحيى بن بشر الحريري، وعلي بن حكيم الأودي، وسعيد بن عمرو الأشعثي، وخلق كثير.
وكان أحد أوعية العلم.
وعنه: أبو بكر النجاد، والطبراني، وأبو بكر الإسماعيلي، وعلي بن عبد الرحمن البكائي، وعلي بن حسان الدممي، وطائفة.
سئل عنه الدارقطني فقال: ثقة جبل.
قلت: توفي في ربيع الآخر سنة سبع وتسعين.
وولد سنة اثنتين ومائتين وقد صنف المسند والتاريخ، وغير ذلك.
قال أبو بكر بن أبي دارم الحافظ: كتبت عن مطين مائة ألف حديث.
قال الخليلي، وذكر مطينًا في شيوخ القطان حافظ ثقة. سمعت جماعة يقولون: سمعنا جعفر بن محمد الخلدي يقول: قلت لأبي جعفر الحضرمي: لِم سميت مطينًا؟ قال: كنت صبيًا ألعب مع الصبيان، وكنت
أطولهم، فندخل الماء ونخوض، فيطينون ظهري. فبصرني يومًا أبو نعيم، فلما رآني قال: يا مطين، لِم لا تحضر مجلس العلم؟ قال: فاشتهر ذلك. فلما اشتغلت بالحديث مات أبو نعيم، ففاتني، لكنني كتبت عن أكثر من خمسمائة شيخ.
448 -
محمد بن عبد الله بن بكار بن أبي هريرة
. أبو بكر السلمي الدمشقي.
عن: هشام بن عمار، وأحمد بن أبي الحواري. وعنه: أبو علي بن آدم، وأبو أحمد عبد الله بن الناصح.
449 -
محمد بن عبد الله بن الجعد الهمذاني البزي
.
عن: عبد الأعلى بن حماد، وعثمان بن أبي شيبة، وسهل بن عثمان وعنه: أحمد بن محمد بن صالح، والهمذانيون.
450 -
محمد بن عبد الله القرمطي
.
عن: يحيى بن سليمان بن نضلة، وبكر بن عبد الوهاب. وعنه: الطبراني، والجعابي.
451 -
محمد بن عبد الله بن الغاز بن قيس
. أبو عبد الله القرطبي.
روى عن أبيه؛ ورحل فأخذ شيئًا كثيرًا من العربية والأخبار عن: أبي حاتم السجستاني، وأبي الفضل العباس بن الفرج الرياشي، وعبد الله بن شبيب الربعي، وجماعة.
وجلب إلى الأندلس علمًا كثيرًا من الغرايب والشعر، وقد حج في سنة خمس وتسعين، وتوفي فيها أو بعدها.
452 -
محمد بن عبد الرحمن بن عبد الله بن معاوية الكلاعي اليمني
.
روى عن: إسحاق بن محمد الفروي.
توفي سنة اثنتين وتسعين.
453 -
محمد بن عبد الرحيم بن إبراهيم بن شبيب
. أبو بكر الأصبهاني المقرئ.
سمع: عثمان بن أبي شيبة، وداود بن رشيد، وإسحاق بن أبي إسرائيل، وأبا همام السكوني، وعبد الله بن عمر مشكدانة.
وقرأ لورش على: عامر الجرشي، وسليمان ابن أخي الرشديين، وعبد الرحمن بن داود بن أبي طيبة، وجماعة.
وتصدر للإقراء مدة، فقرأ عليه جماعة. وسمع القراءة منه آخرون.
ولقد بالغ في تعظيمه أبو عمرو الداني فقال: هو إمام عصره في رواية ورش. لم ينازعه في ذلك أحد من نظرائه.
وحدثني فارس بن أحمد، قال: سمعت عبد الباقي بن أبي الحسن يقول: قال محمد بن عبد الرحيم: رحلت إلى مصر ومعي ثمانون ألف درهم، فأنفقتها على ثمانين ختمة. وسمعت القراءة على يونس بن عبد الأعلى.
قال الداني: روى عنه القراءة: ابن مجاهد، وعبد الله بن أحمد البلخي، ومحمد بن يونس، وإبراهيم بن جعفر الباطرقاني، وإبراهيم بن عبد العزيز الفارسي، وعبد الله بن أحمد المطرز.
قال: ومات ببغداد. قلت: وممن قرأ عليه هبة الله بن جعفر شيخ الحمامي. وكان من أئمة القراء بأصبهان.
روى عنه: أبو أحمد العسال، وأبو الشيخ، وأبو بكر محمد بن أحمد بن عبد الوهاب المقرئ.
توفي سنة ست وتسعين.
وقد تقدم ذكر محمد بن إبراهيم بن شبيب الأصبهاني، وكأن عمه.
454 -
محمد بن عبد العزيز بن ربيعة
. أبو مليل الكلابي الكوفي.
عن: أبي كريب، وغيره. وعنه: أبو بكر الشافعي، وأبو بكر الإسماعيلي، وجماعة.
وثقه الدارقطني وحده.
وهو محمد بن ربيعة مشهور، في طبقة وكيع.
روى عن أبي مليل شيوخ قزوين.
455 -
محمد بن عبد بن عامر
، أبو بكر التميمي السمرقندي. أحد المتروكين.
روى عن: يحيى بن يحيى، ومحمد بن سلام البيكندي، وقتيبة، وعصام بن يوسف أحاديث باطلة. روى عنه: إسماعيل الخطبي، وأبو بكر الشافعي، وجماعة.
قال الدارقطني: كان يكذب ويضع.
456 -
محمد بن عبد الملك
. أبو بكر التاريخي السراج.
كان ذا عناية زائدة بالتواريخ، وحدث عن: الحسن الزعفراني، وأحمد بن منصور الرمادي. روى عنه: أبو طاهر الذهلي قاضي مصر. سأكرره.
457 -
محمد بن عبدوس بن كامل
. أبو أحمد السلمي السراج البغدادي الحافظ.
سمع: علي بن الجعد، وداود بن عمرو الضبي، وأبا بكر بن أبي شيبة، وأبا معمر الهذلي، ومحمد بن حميد الرازي، وخلقًا كثيرًا.
وعنه: رفيقه أبو القاسم البغوي، وأبو بكر النجاد، وجعفر الخلدي، ودعلج، والطبراني، وابن ماسي، وطائفة.
قال ابن المنادي: كان كالأخ لعبد الله بن أحمد بن حنبل، ومن
المعدودين في الحفظ، أكثر عنه الناس لثقته وضبطه.
قال: وتوفي في آخر رجب سنة ثلاث وتسعين.
458 -
محمد بن عبيد الله بن مرزوق
. أبو بكر البغدادي الخصيب الخلال القاص.
روى عن: عفان بن مسلم أحاديث مستقيمة سوى حديث واحد تفرد به عن عفان، وهو موضوع. وعنه: سبطه عمر بن محمد بن حاتم وإسماعيل الخطبي.
توفي في جمادى الأولى سنة خمس وتسعين.
459 -
محمد بن عبيد الله بن سريج بن حجر
. أبو عبيدة الذهلي الشيباني البخاري.
محدث رحال.
سمع: عباد بن يعقوب الرواجني، ومحمد بن سهل بن عسكر، ومحمد بن عبد الله المخرمي الحافظ. وعنه: خلف الخيام، وأحمد بن سهل بن حمدويه.
توفي بسمرقند سنة سبع وتسعين.
وكان أبوه حافظًا يذاكر بأكثر من ثلاثين ألف حديث. قاله ابن ماكولا.
460 -
محمد بن عبيد الله الحافظ
. المعروف بختن أبي الآذان.
سمع: أبا زرعة الدمشقي، وعثمان بن خرزاذ، وهذه الطبقة. وعنه: أبو أحمد بن عدي، وأبو بكر الجعابي.
461 -
محمد بن عثمان بن أبي شيبة
. الحافظ أبو جعفر العبسي الكوفي، نزيل بغداد.
سمع: أباه، وعميه أبا بكر والقاسم، وأحمد بن عبد الله بن يونس، وعلي ابن المديني، ويحيى بن عبد الحميد الحماني، ويحيى بن معين، وسعيد
ابن عمرو الأشعثي، ومنجاب بن الحارث، والعلاء بن عمرو الحنفي، وخلقًا سواهم.
وعنه: ابن صاعد، وعثمان ابن السماك، وإسماعيل الخطبي، وجعفر الخلدي، وأبو بكر الشافعي، وأبو علي ابن الصواف، وأبو القاسم الطبراني، والحسين بن عبيد الدقاق، وسعد الناقد، وآخرون.
وكان محدثًا فهمًا واسع الرواية، صاحب غرائب، وله تاريخ كبير لم أره.
قال صالح بن محمد جزرة: ثقة.
وقال ابن عدي: لم أر له حديثًا منكرًا فأذكره، وهو على ما وصفه لي عبدان، لا بأس به.
وأما عبد الله بن أحمد بن حنبل فقال: كذاب.
وقال عبد الرحمن بن خراش: كان يضع الحديث.
وقال مطين: هو عصا موسى يتلقف ما يأفكون.
وقال الدارقطني: يقال إنه أخذ كتاب غير محدث.
وقال البرقاني: لم أزل أسمع الشيوخ يذكرون أنه مقدوح فيه.
توفي في جمادى الأولى سنة سبع وتسعين.
462 -
محمد بن عثمان بن سعيد بن عبد السلام بن أبي السوار
. أبو الحسن المصري.
سمع: عبد الله بن صالح الكاتب. وعنه: حمزة الكناني، والحسن بن رشيق، وأبو سعيد بن يونس. وقال: لم يكن ثقة. توفي سنة سبع أيضًا.
463 -
محمد بن عثمان بن أبي سويد البصري الذارع
.
عن: عثمان بن الهيثم المؤذن، وسعيد بن سلام العطار، والقعنبي،
ومسلم بن إبراهيم وبكار السيريني، وجماعة. وعنه: الطبراني، وأبو الطاهر الذهلي، وجماعة.
كنيته أبو عثمان، وهو من كبار شيوخ أبي أحمد بن عدي، وقد ضعفه.
وقال: أصيب بكتبه فكان يشبه عليه، وأرجو أنه لا يتعمد الكذب.
وكان لا ينكر له لقي هؤلاء الشيوخ.
464 -
محمد بن عثمان بن سعيد بن سابق الكوفي
، أبو عمر الضرير.
عن أحمد بن عبد الله بن يونس وعنه الطبراني وغيره.
465 -
محمد بن علي بن زيد
. أبو عبد الله المكي الصائغ.
سمع: القعنبي، وحفص بن عمر الحوضي، وسعيد بن منصور، ومحمد بن معاوية النيسابوري، وطائفة. وعنه: دعلج السجزي، والطبراني، وجماعة كثيرة.
توفي بمكة في ذي القعدة سنة إحدى وتسعين وكان محدث مكة في وقته، مع الصدق والمعرفة.
روى أيضًا عن: خالد بن يزيد العمري، وإبراهيم بن المنذر، وابن كاسب.
أكثر عنه الرحالون.
ورخه الخليلي سنة سبع وثمانين، والأول أصح.
466 -
محمد بن علي بن سهل
. أبو بكر الأنصاري. ومن ولد رافع بن خديج.
ولد ببغداد، ونشأ بمرو، ومات ببخارى عن ثلاث وتسعين سنة. حدث عن: عمرو بن مرزوق، وأبي عمر الحوضي، وعلي بن الحسن بن شقيق، ويحيى بن يحيى، ومسدد، وعلي بن الجعد، وطبقتهم. وعنه: أحمد بن سعيد بن نصر، ومحمد بن يوسف البخاريان، وأبو أحمد بن عدي، وأبو بكر الإسماعيلي.
ضعفه ابن عدي، ثم قال: أرجو أنه لا بأس به.
قلت: كان إمامًا في التفسير.
توفي سنة ثلاث وتسعين فيما قيل، وهو غلط؛ فإن ابن عدي قال: قدم علينا جرجان سنة خمس وتسعين.
ثم وجدت وفاته في تاريخ أبي الحسن الزنجي في سنة ست وتسعين ومائتين، وهذا أصح من الأول.
467 -
محمد بن علي بن حسن أبو حرب البغدادي
.
عن: محمود بن خداش. وعنه: أحمد بن كامل القاضي، وجماعة.
توفي سنة ثلاثمائة.
468 -
محمد بن علي بن علويه
. الفقيه أبو عبد الله الجرجاني الشافعي. أحد الأئمة.
تفقه على: المزني، وصار من كبار الأئمة. وحدث عن: هشام بن عمار، وأبي كريب، وجماعة. وعنه: أبو زكريا يحيى العنبري، وأبو عبد الله بن الأخرم، وجماعة.
توفي سنة ثلاثمائة.
469 -
محمد بن علي بن طرخان بن جباش
. كذا ضبطه ابن ماكولا. أبو عبد الله، أو أبو بكر البلخي الحافظ، ثم البيكندي.
سمع: قتيبة، ولوينًا، وهشام بن عمار، وطبقتهم وأكثر الترحال.
قال ابن ماكولا: كان حافظًا حسن التصنيف.
توفي في رجب سنة ثمان وتسعين.
روى عنه: ابنه أبو بكر، والحسن بن علي الطوسي، وأبو حرب محمد بن أحمد الحافظ، وجماعة.
470 -
محمد بن عمر بن العلاء
. أبو عبد الله الجرجاني الصيرفي.
رحل وسمع: هدبة بن خالد، وأبا الربيع الزهراني، وجماعة. وعنه: ابن عدي، والإسماعيلي.
توفي في ربيع الأول سنة ثلاث وتسعين.
471 -
محمد بن عمر بن أبان المصري
. أبو الطاهر.
يروي عن: يحيى بن بكير. توفي في شوال سنة خمس وتسعين.
472 -
محمد بن عمران الجرجاني
. أبو عبد الله الزاهد، المعروف بالمقابري.
سمع: أحمد بن يونس اليربوعي، وسعيد بن منصور، ويحيى بن عبد الحميد الحماني.
وعنه: ابن عدي، وأبو بكر الإسماعيلي. توفي في صفر سنة إحدى وتسعين.
473 -
محمد بن عمرو بن خالد الحراني
. ثم المصري، أبو علاثة.
عن: أبيه. وعنه: الطبراني، وغيره. توفي سنة اثنتين وتسعين.
474 -
محمد بن عمير بن هشام
. أبو بكر الرازي المعروف بالقماطري الحافظ.
سمع: محمد بن مهران الجمال، وأحمد بن منيع، وجماعة. وعنه: أبو زكريا العنبري، وأبو بكر الإسماعيلي، والحسن بن مهدي.
توفي سنة أربع وتسعين.
475 -
محمد بن عيسى
. أبو علي الهاشمي البغدادي المعروف بالبياضي.
قتلته القرامطة بطريق الحج سنة أربع.
روى عن: محمد بن يحيى القطعي. وعنه: أبو بكر بن مقسم في
القراءات.
476 -
محمد بن عيسى بن شيبة بن الصلت بن عصفور السدوسي البصري
. نزيل مصر.
روى عن: عمه يعقوب بن شيبة، ومحمد بن وزير الواسطي، وسعيد بن يحيى بن سعيد الأموي، ومحمد بن أبي معشر نجيح، وأبي السكين زكريا بن يحيى.
وعنه: النسائي في حديث مالك، وأبو هريرة أحمد بن عبد الله بن أبي عصام العدوي، وعبد الله بن عدي في معجمه، وسليمان الطبراني، وآخرون.
توفي في خامس جمادى الآخرة سنة ثلاثمائة.
477 -
محمد بن عيسى بن تميم المصيصي
. نزيل إخميم.
يروي عن: لوين، وغيره. وهو كذاب. توفي سنة ثلاثمائة أيضًا.
478 -
محمد بن غالب، أبو عبد الله القرطبي الفقيه ابن الصفار المالكي
. أحد الأئمة.
أخذ عن: سحنون، وأحمد بن صالح المصري، وأحمد ابن أخي ابن وهب، ويونس بن عبد الأعلى، وجماعة.
توفي سنة خمس وتسعين.
479 -
محمد بن الفرج بن هاشم
. أبو علي السمرقندي.
عن: عبد بن حميد، وموسى بن مخارق الحلواني. وعنه: محمد بن غالب بن جمهور، ومحمد بن أحمد الذهبي، وعمرو بن محمد الكرابيسي السمرقنديون.
480 -
محمد بن الفضل بن سلمة
. أبو عمر البغدادي الوصيفي.
عن: سعيد بن منصور، وأحمد بن يونس، وحبان بن موسى، وإسماعيل بن أبي أويس.
وعنه: أحمد بن جعفر بن سلم. توفي في رجب. قال الخطيب: ثقة.
وروى عنه أيضًا: أبو بكر النقاش، وإسماعيل الخطبي، وآخرون.
481 -
محمد بن الفضل
. أبو عيسى الموصلي.
عن: هشام بن عمار، ودحيم، ولوين؛ وسأل أحمد بن حنبل. وعنه: يزيد بن محمد الأزدي، وغيره. توفي سنة ست وتسعين.
482 -
محمد بن فور بن عبد الله بن مهدي
. أبو بكر العامري النيسابوري.
عن: يحيى بن يحيى، وإسحاق بن راهويه، وعبد الأعلى بن حماد النرسي. وعنه: أبو الطيب محمد بن عبد الله الشعيري، وأبو الفضل محمد بن إبراهيم.
توفي في ذي الحجة سنة تسع وتسعين.
483 -
محمد بن القاسم بن هلال الأندلسي
.
عن: أحمد بن إبراهيم الدورقي، ويونس بن عبد الأعلى. توفي سنة إحدى وتسعين.
484 -
محمد بن الليث
. أبو بكر الجوهري، بغدادي ثقة.
عن: جبارة بن المغلس، وغيره. وعنه: أبو علي الصواف، وأبو بكر القطيعي.
توفي سنة تسع وتسعين.
485 -
محمد بن محمد بن إسماعيل بن شداد
. القاضي أبو عبد الله الجذوعي الأنصاري البصري.
عن: مسدد، وهدبة بن خالد، ومحمد بن عبد الله بن نمير، وعلي ابن المديني، وعبيد الله القواريري. وعنه: إسماعيل الخطبي، ومحمد بن علي بن الهيثم المقرئ، والطبراني، وجماعة.
وثقه الخطيب، وذكر له حكاية تمت مع المعتمد، وهي في أمالي نصر المقدسي.
توفي سنة إحدى وتسعين في جمادى الآخرة.
وقد ولي قضاء واسط، وغيرها. وكان موصوفًا بالورع في أحكامه.
486 -
محمد بن محمد بن أحمد بن يزيد بن مهران المطرز أبو أحمد البغدادي
.
سمع: داود بن رشيد، وطبقته. روى عنه: عبد الله بن إسحاق الخراساني، وأبو بكر الشافعي.
قال الدارقطني: حافظ وليس بالقوي.
487 -
محمد بن محمد بن داود الشطوي
.
عن: يوسف بن موسى القطان، وطبقته. وعنه: أبو بكر الشافعي. وثقه أبو بكر الخطيب.
488 -
محمد بن محمود بن عبد الوهاب
. أبو السري الأصبهاني.
سمع: حيان بن بشر القاضي، وسعدويه الأصبهاني. توفي سنة أربع.
489 -
محمد بن محمود بن عدي الخراساني
. أبو عمرو.
سمع: علي بن خشرم، والكوسج، والطبقة. وعنه: القطيعي، وعيسى الرخجي.
مستقيم الحديث.
490 -
محمد بن مسكين بن منصور بن جريج
. الإفريقي المغربي أخو القاضي عيسى بن مسكين، المذكور في هذه الطبقة.
سمع: سحنون بن سعيد، ومحمد بن شجرة، والحارث بن مسكين المصري.
وكان ثقة، فقيهًا، صالحًا، شاعرًا مجودًا.
عاش ثمانين سنة، ومات سنة سبع وتسعين.
491 -
محمد بن مسلم بن عبد العزيز الأشعري الأصبهاني
.
عن: مجاشع بن عمرو. وعنه: الطبراني، وغيره.
492 -
محمد بن المطلب
. أبو بكر الخزاعي.
عن: إبراهيم بن المنذر الحزامي، وأحمد بن نصر الشهيد، ويحيى بن أيوب العابد.
وعنه: محمد بن خلف بن المرزبان، وابن نجيح، والخلدي، وأبو بكر بن علون المقرئ، وغيرهم. لا بأس به.
493 -
محمد بن مالك بن داود
. أبو بكر الشعيري. سمع: منصور بن أبي مزاحم، والحكم بن موسى، وطائفة. وعنه: ابن قانع، والإسماعيلي، وغيرهما.
494 -
محمد بن معاذ بن سفيان بن المستهل بن أبي جامع العنزي البصري
. ثم الحلبي. أبو بكر دران.
سمع: مسلم بن إبراهيم، وعبد الله بن رجاء، والقعنبي، وعمرو بن مرزوق، وأبا سلمة التبوذكي، ومحمد بن كثير العبدي، وطائفة. وعنه: أبو
بكر النجاد، ومحمد بن أحمد الرافقي، وعلي بن أحمد المصيصي، وأبو القاسم الطبراني، ومحمد بن جعفر بن السقاء الحلبي.
وكان أسند من بقي بحلب. عمر دهرًا. وتوفي سنة أربع وتسعين، وهو في عشر المائة.
495 -
محمد بن موسى بن حماد
. أبو أحمد البربري ثم البغدادي الحافظ الأخباري.
ولد سنة ثلاث عشرة ومائتين.
وسمع: علي بن الجعد، وعبيد الله بن عمر القواريري، وعبد الرحمن بن صالح. وعنه: أحمد بن كامل، وإسماعيل الخطبي، وابن قانع، وآخرون.
قال الخطيب: كان أخباريًا، فهمًا، ذا معرفة بأيام الناس. وكان يخضب بالحمرة.
توفي سنة أربع أيضًا. قال الدارقطني: ليس بالقوي. قلت: أكثر عنه الطبراني.
496 -
محمد بن موسى بن عاصم
. أبو عبد الله المصري.
عن: يحيى بن بكير، وعمرو بن خالد، ومهدي بن جعفر الرملي. وعنه: الطبراني.
توفي سنة سبع وتسعين.
497 -
محمد بن نصر المروزي
. الإمام أبو عبد الله أحد الأعلام في العلوم والأعمال.
ولد سنة اثنتين ومائتين ببغداد، ونشأ بنيسابور، وسكن سمرقند وغيرها. وكان أبوه مروزيًا.
قال الحاكم فيه: إمام أهل الحديث في عصره بلا مدافعة. سمع بخراسان: يحيى بن يحيى، وإسحاق، وأبا خالد يزيد بن صالح، وعمرو بن زرارة، وصدقة بن الفضل المروزي، وعلي بن حجر.
وبالري: محمد بن مهران، ومحمد بن مقاتل، ومحمد بن حميد.
وببغداد: محمد بن بكار، وعبيد الله القواريري، وجماعة.
وبالبصرة: أبا الربيع الزهراني، وهدبة، وشيبان، وعبد الواحد بن غياث، جماعة.
وبالكوفة: سعيد بن عمرو الأشعثي، ومحمد بن عبد الله بن نمير، وجماعة.
وبالحجاز: أبا مصعب، وإبراهيم بن المنذر الحزامي، وجماعة.
وبالشام: هشام بن عمار، وجماعة.
قلت: وبمصر: يونس بن عبد الأعلى، والربيع المرادي.
وتفقه على أصحاب الشافعي.
وقال الخطيب: حدث عن عبدان بن عثمان، وسمى جماعة وقال: كان من أعلم الناس باختلاف الصحابة ومن بعدهم.
قلت: روى عنه أبو العباس السراج، ومحمد بن المنذر شكر، وأبو حامد ابن الشرقي، وأبو عبد الله محمد بن الأخرم، وأبو النضر محمد بن محمد الفقيه، وابنه إسماعيل بن محمد بن نصر، ومحمد بن إسحاق السمرقندي، وخلق كثير.
قال أبو بكر الصيرفي: لو لم يصنف المروزي إلا كتاب القسامة لكان من أفقه الناس.
وقال أبو بكر بن إسحاق الصبغي، وقيل له: ألا تنظر إلى تمكن أبي علي الثقفي في عقله؟ قال: ذاك عقل الصحابة والتابعين من أهل المدينة.
قيل: وكيف ذاك؟ قال: إن مالك بن أنس كان من أعقل أهل زمانه، وكان يقال إنه صار إليه عقول من جالسهم من التابعين، فجالسه يحيى بن يحيى النيسابوري، فأخذ من عقله وسمته، حتى لم يكن بخراسان مثله، فكان يقال: هذا عقل مالك وسمته. ثم جالس يحيى محمد بن نصر سنين، حتى أخذ من سمته وعقله، فلم ير بعد يحيى من فقهاء خراسان أعقل منه. ثم
إن أبا علي الثقفي جالس محمد بن نصر أربع سنين، فلم يكن بعده أعقل منه.
وقال عبد الله محمد الإسفراييني: سمعت محمد بن عبد الله بن عبد الحكم يقول: كان محمد بن نصر بمصر إمامًا، فكيف بخراسان؟
وقال القاضي محمد بن محمد: كان الصدر الأول من مشايخنا يقولون: رجال خراسان أربعة: ابن المبارك، وإسحاق، ويحيى، ومحمد بن نصر.
وقال ابن الأخرم: انصرف محمد بن نصر من الرحلة الثانية سنة ستين ومائتين، فاستوطن نيسابور، ولم تزل تجارته بنيسابور، أقام مع شريك له مضارب، وهو يشتغل بالعلم والعبادة. ثم خرج سنة خمس وسبعين إلى سمرقند، فأقام بها، وشريكه بنيسابور، وكان وقت مقامه هو المفتي والمقدم، بعد وفاة محمد بن يحيى، فإن حيكان - يعني يحيى بن محمد بن يحيى - ومن بعده أقروا له بالفضل والتقدم.
قال ابن الأخرم: حدثنا إسماعيل بن قتيبة، قال: سمعت محمد بن يحيى غير مرة، إذا سئل عن مسألة يقول: سلوا أبا عبد الله المروزي.
وقال أبو بكر الصبغي: أدركت إمامين لم أرزق السماع منهما: أبو حاتم، الرازي، ومحمد بن نصر المروزي. فأما أبو عبد الله، فما رأيت أحسن صلاةً منه. ولقد بلغني أن زنبورًا قعد على جبهته، فسال الدم على وجهه ولم يتحرك. وقال ابن الأخرم: ما رأيت أحسن صلاةً من محمد بن نصر، كان الذباب يقع على أذنه، فيسيل الدم، ولا يذبه عن نفسه. ولقد كنا نتعجب من حسن صلاته وخشوعه، وهيبته للصلاة. كان يضع ذقنه على صدره، فينتصب كأنه خشبة منصوبة. وكان من أحسن الناس، خلقًا، كأنما فقئ في وجهه حب الرمان، وعلى خديه كالورد ولحيته بيضاء.
وقال أحمد بن إسحاق الصبغي: سمعت محمد بن عبد الوهاب الثقفي يقول: كان إسماعيل بن أحمد والي خراسان يصل محمد بن نصر في السنة بأربعة آلاف درهم، ويصله أخوه إسحاق بمثلها، ويصله أهل سمرقند
بمثلها، فكان ينفقها من السنة إلى السنة من غير أن يكون له عيال. فقيل له: لو ادخرت لنائبة. فقال: سبحان الله أنا بقيت بمصر كذا كذا سنة، قوتي وثيابي وكاغدي وحبري، وجميع ما أنفقه على نفسي في السنة عشرين درهمًا، فترى إن ذهب ذا لا يبقى ذاك؟
وقال السليماني: محمد بن نصر إمام الأئمة الموفق من السماء، سكن سمرقند، سمع: يحيى بن يحيى، وعبدان، والمسندي، وإسحاق.
له كتاب تعظيم قدر الصلاة، وكتاب رفع اليدين، وغيرهما من الكتب المعجزة.
مات وصالح جزرة في سنة أربع.
أنبأني جماعة قالوا: أخبرنا أبو اليمن، قال: أخبرنا أبو منصور، قال: أخبرنا أبو بكر الخطيب، قال: أخبرنا الجوهري، قال: أخبرنا ابن حيويه، قال: حدثنا عفان بن جعفر اللبان، قال: حدثني محمد بن نصر قال: خرجت من مصر ومعي جارية لي، فركبت البحر أريد مكة، فغرقت، فذهب مني ألفا جزء، وصرت إلى جزيرة، أنا وجاريتي، فما رأينا فيها أحدًا، وأخذني العطش، فلم أقدر على الماء، فوضعت رأسي على فخذ جاريتي مستسلمًا للموت، فإذا رجل قد جاءني ومعه كوز، فقال لي: هاه. فشربت وسقيتها، ثم مضى، فما أدري من أين جاء، ولا من أين ذهب.
وقال أبو الفضل محمد بن عبيد الله البلعمي: سمعت الأمير إسماعيل بن أحمد يقول: كنت بسمرقند، فجلست يوم للمظالم، وجلس أخي إسحاق إلى جنبي، إذ دخل أبو عبد الله محمد بن نصر، فقمت له إجلالًا لعلمه، فلما خرج عاتبني أخي وقال: أنت والي خراسان، تقوم لرجل من الرعية! هذا ذهاب السياسة.
فبت تلك الليلة وأنا منقسم القلب، فرأيت النبي صلى الله عليه وسلم في المنام كأني واقف مع أخي إسحاق إذ أقبل النبي صلى الله عليه وسلم فأخذ بعضدي، فقال لي: ثبت ملكك وملك بنيك بإجلالك محمد بن نصر. ثم التفت إلى إسحاق فقال: ذهب ملك إسحاق وملك بنيه باستخفافه بمحمد بن نصر.
وكان محمد بن نصر زوج خنة، بخاء معجمة ثم نون، أخت يحيى بن أكثم القاضي.
توفي بسمرقند، في المحرم سنة أربع وتسعين.
وقال أبو عبد الله بن منده في مسألة الإيمان: صرح محمد بن نصر في كتاب الإيمان بأن الإيمان مخلوق، وإن الإقرار والشهادة، وقراءة القرآن بلفظه مخلوق. وهجره على ذلك علماء وقته، وخالفه أئمة أهل خراسان، والعراق.
قلت: لو أننا كلما أخطأ إمام مجتهد في مسألة خطأً مغفورًا له هجرناه وبدعناه، لما سلم أحد من الأئمة، والله الهادي للحق، والراحم للخلق.
وقال ابن حزم في بعض تواليفه: أعلم الناس من كان أجمعهم للسنن، وأضبطهم لها، وأذكرهم لمعانيها وأدراهم بصحيحها وبما أجمع الناس عليه مما اختلفوا فيه وما نعلم هذه الصفة بعد الصحابة أتم منها في محمد بن نصر المروزي، فلو قال قائل: ليس لرسول صلى الله عليه وسلم علم حديث، ولا لأصحابه إلا وهو عند محمد بن نصر، لما بعد عن الصدق.
498 -
محمد بن نصر. أبو جعفر البغدادي
المقرئ الصائغ.
عن: إسماعيل بن أبي أويس، وأبي مصعب. وعنه: ابن قانع، وابن علم، وجماعة.
وكان مقرئًا ثقة. توفي سنة سبع وتسعين.
وعنه أيضًا: الطبراني، وأحمد بن عثمان الأبهري شيخ ابن منده.
499 -
محمد بن نصر بن حميد البزاز البغدادي
.
صاحب حديث.
روى عن: إسماعيل بن إبراهيم الترجماني، ويحيى بن أيوب المقابري، ومحمد بن قدامة الجوهري، ونحوهم. روى عنه
الطبراني، وابن قانع، وسماه غيرهما أحمد.
500 -
محمد بن نصر، أبو جعفر الهمذاني
حمويه، مموس.
شيخ صدوق رحال، سمع: عبد الرحمن بن إبراهيم دحيم، ومحمد بن رمح، وحرملة، وطبقتهم. وعنه: أحمد بن إسحاق بن نيخاب، وأبو القاسم الطبراني، وجماعة، وابن أبي داود مع تقدمه.
501 -
محمد بن النضر بن سلمة بن الجارود بن يزيد
. الحافظ أبو بكر الجارودي النيسابوري الفقيه الحنفي.
قال الحاكم: كان شيخ وقته حفظًا وكمالًا ورياسة، وأبوه وجده كلهم رأييون.
سمع: إسحاق بن راهويه، وعمرو بن زرارة، وسويد بن سعيد، ومحمد بن عبد الملك بن أبي الشوارب، وأبا كريب، وإسماعيل بن موسى سبط السندي، وطائفة.
وعنه: إمام الأئمة ابن خزيمة، وأبو عمرو الحيري، وأبو حامد ابن الشرقي، وأبو الفضل محمد بن إبراهيم، وطائفة. وكان رفيق مسلم في الرحلة.
قال ابن أبي حاتم: سمعت منه بالري، وهو صدوق من الحفاظ.
وقال أبو أحمد الحاكم: كان محمد بن يحيى يستعين بعربية أبي بكر الجارودي في مصنفاته، ويبيته عنده.
وقال محمد بن يعقوب الأخرم: لما قتل أحمد الخجستاني حيكان هم بقتل الجارودي، فلبس الجارودي عباءةً وخرج مع الجمالين إلى أصبهان.
قلت: ثم رجع بعد إلى بلده. وتوفي في ربيع الأول سنة إحدى وتسعين وكانت له جنازة مشهودة.
يقال: إن النسائي روى عنه، فيحقق.
502 -
محمد بن النضر بن عبد الوهاب النيسابوري
. أخو أحمد بن النضر.
سماعه وسماع أخيه واحد كما مر في ترجمة أحمد. رويا عن: إسحاق بن راهويه، وعبيد الله بن معاذ، وهذه الطبقة.
وقد قال البخاري: حدثنا محمد، قال: حدثنا عبيد الله بن معاذ، فذكر حديثًا.
قال الحاكم: روى البخاري عنهما في الجامع الصحيح.
ذكره، الحاكم في ترجمة محمد.
503 -
محمد بن هارون أبو موسى الأنصاري الزرقي
.
عن: يونس بن عبد الأعلى، وأبي الربيع عبيد الله بن الحارث. وعنه: محمد بن مخلد، والطبراني.
وثقه الخطيب. ومات في سنة ثلاث وتسعين.
504 -
محمد بن الوليد
. المعروف بابن ولاد التميمي النحوي. صاحب التصانيف في علم العربية.
أخذ عن: المبرد، وثعلب. مات كهلًا سنة ثمان وتسعين ومائتين.
505 -
محمد بن ياسين بن النضر
. أبو بكر الباهلي، الفقيه النيسابوري.
يروي عن: إسحاق بن راهويه، وعثمان بن أبي شيبة. وعنه: محمد بن صالح بن هانئ، وغيره. توفي سنة ثلاث وتسعين.
506 -
محمد بن يحيى بن مالك الضبي الأصبهاني
.
عن: أبي عمار الحسين بن حريث، ومحمود بن غيلان وعنه: أبو أحمد العسال، والطبراني، وأبو الشيخ. توفي في صفر سنة إحدى وتسعين.
507 -
محمد بن يحيى بن سليمان أبو بكر المروزي
.
سمع: عاصم بن علي، وأبا عبيد القاسم بن سلام، وخلف بن هشام، وبشر بن الوليد، وعلي بن الجعد، وجماعة، وأكثر عن عاصم. وعنه: أبو بكر النجاد، وأبو بكر الشافعي، ومخلد الباقرحي، وابن عبيد العسكري، وسليمان الطبراني، وطائفة.
قال الدارقطني: صدوق.
قلت: هو من كبار شيوخ الإسماعيلي.
توفي ببغداد في شوال سنة ثمان وتسعين.
508 -
محمد بن يحيى بن محمد
. أبو سعيد البغدادي، حامل كفنه.
سمع أبا بكر، وعثمان ابني أبي شيبة، وأحمد بن منيع، وسوار بن عبد الله القاضي، وجماعة. وعنه: أهل دمشق؛ أبو علي بن هارون، والفضل بن جعفر، وأبو عمر بن فضالة، وأبو بكر النقاش، وجماعة.
توفي سنة تسع وتسعين.
قال الخطيب: بلغني أنه غسل وكفن، فلما كان في الليل، جاءه نباش فنبشه، فلما حل أكفانه قعد، فهرب النباش، فقام وأتى منزله حاملًا كفنه، فعاد حزن أهله فرحًا.
ومثله سعير بن الخمس. فإنه لما وضع في لحده اضطرب، فحلت أكفانه، فقام، وولد له بعد ذلك مالك بن سعير.
509 -
محمد بن يعقوب
، أبو بكر البغدادي. عرف بابن القلاس، بالقاف.
عن: علي بن الجعد، وحماد بن إسحاق الموصلي. وعنه: ابن مخلد، وأحمد بن جعفر بن سلم الختلي.
صدوق.
مات سنة خمس وتسعين.
510 -
محمد بن يزيد بن محمد بن عبد الصمد
. أبو الحسن الدمشقي، مولى بني هاشم.
عن: صفوان بن صالح المؤذن، وموسى بن أيوب النصيبي، وسليمان ابن بنت شرحبيل، وأبي نعيم الحلبي، وجماعة.
وعنه: سبطه عدي بن يعقوب، وجعفر بن محمد الكندي، وأبو عمر بن فضالة، وسليمان الطبراني، وعبد الله بن الناصح، ومظفر بن حاجب بن أركين، وجماعة.
توفي سنة تسع وتسعين.
وقع لنا جزء صغير من حديثه يعلو.
511 -
محمد بن يعقوب بن أبي يعقوب الأصبهاني
.
عن: عباد بن يعقوب الرواجني، وغيره. وعنه: أبو الشيخ. توفي سنة ثمان وتسعين.
512 -
محمد بن يعقوب بن سورة البغدادي
.
عن: أبي الوليد الطيالسي. وعنه: الطبراني.
513 -
محمد بن يعقوب أبو بكر البصري الأعلم
.
عن هدبة بن خالد، وأبي الربيع الزهراني. وعنه: ابن قانع، وأبو بكر الشافعي أحاديث مستقيمة.
514 -
محمد بن يوسف بن يعقوب
، أبو بكر الرازي المقرئ.
حدث عن: محمد بن حميد الرازي، ومحمد بن هاشم البعلبكي. روى عنه: محمد بن العباس بن نجيح، وحبيب القزاز، وأبو بكر النقاش.
قال الدارقطني: دجال يضع الحديث والقراءات. وضع من المسندات ما لا يضبط.
قدم بغداد قبل الثلاثمائة.
515 -
محمد بن يوسف. أبو جعفر الباوردي الإسكافي
.
حدث ببغداد عن: أبي عتبة الحمصي، وطبقته. وعنه: محمد بن مخلد، وعبد الله بن شهاب العكبري. توفي سنة سبع وتسعين.
516 -
محمد بن يوسف بن عاصم بن شريك
. أبو بكر البخاري الحافظ.
رحال، سمع: يعقوب الدورقي، وبشر بن آدم، ويوسف بن موسى القطان، وعدة.
517 -
محمد بن يوسف، أبو جعفر ابن التركي
الفرغاني ثم البغدادي.
سمع: سريج بن يونس، وعيسى بن إبراهيم التركي، وعيسى بن سالم الشاشي، ومحمد بن جعفر الوركاني. وعنه: أحمد بن كامل، وعمر بن سلم، والطبراني، وجماعة.
وثقه الخطيب. وتوفي سنة خمس وتسعين ومائتين.
518 -
محسن بن جعفر بن علي بن محمد بن علي بن موسى بن جعفر الصادق العلوي
.
خرج بناحية الشام سنة ثلاثمائة، فحاربه ابن كيغلغ، فظفر به فقتله، وبعث برأسه إلى بغداد، فنصب مع أعلام له منكسة.
519 -
محمود بن أحمد بن الفرج
. أبو حامد الزبيري الأصبهاني.
عن: إسماعيل بن عمرو البجلي، ومحمد بن المنذر البغدادي. وكان ثقة.
روى عنه: أبو الشيخ، والطبراني، ومحمد بن أحمد بن يعقوب الأصبهاني وغيره.
وهو من ولد الزبير بن مشكان.
مات سنة ثلاث وتسعين، وقيل: سنة تسعين.
520 -
محمود بن علي بن مالك
، أبو حامد الشيباني المديني البزاز.
عن: محمد بن منصور الجواز المكي، وهارون بن موسى الفروي، ومحمد بن أبي عبد الرحمن المقرئ ومحمد بن عبد الله المخرمي. وعنه: محمد بن أحمد بن يعقوب الأصبهاني، وأبو الشيخ والطبراني.
وثقه أبو نعيم.
توفي سنة ثلاثمائة.
521 -
محمود بن محمد المروزي
.
محدث رحال مشهور. طوف وسمع: داود بن رشيد، وعلي بن حجر،
وهذه الطبقة. وعنه: عبد الصمد الطستي، وأبو علي ابن الصواف، وأبو القاسم الطبراني.
مستقيم الحديث. مات سنة سبع وتسعين.
522 -
محمود بن والان بن موسى
. أبو حامد العدوي الخرساني الأديب.
ثقة كثير الحديث. عاش نيفًا وتسعين سنة.
سمع: قتيبة، وسويد بن نصر، وجماعة. ومات سنة أربع وتسعين.
523 -
مسبح بن حاتم العكلي
. بصري أخباري
روى عنه أبو الشيخ.
مات سنة ثمان وتسعين.
524 -
مسدد بن قطن بن إبراهيم
. أبو الحسن النيسابوري المزكي.
سمع: يحيى بن يحيى؛ وتورع في الرواية عنه لصغره وقت السماع.
وسمع: من جده لأمه بشر بن الحكم، وإسحاق بن راهويه، وداود بن رشيد. وطبقتهم. ورحل في هذا الشأن وعني به روى عنه أبو حامد ابن الشرقي، ومحمد بن صالح بن هانئ، وأبو الوليد الفقيه، وجماعة.
قال الحاكم: كان مزكي عصره والمقدم في الزهد والورع والعقل رحمه الله.
توفي سنة ثلاثمائة.
525 -
مسلم بن أحمد بن أبي عبيدة
. أبو عبيدة الليثي القرطبي.
ويعرف بصاحب القبلة لأنه كان بارعا في الحساب ومعرفة الهيئة وكان يشرق قليلا عن قبلة قرطبة فعرف بذلك.
رحل سنة ست وخمسين، فسمع: يونس بن عبد الأعلى، والمزني، والربيع بن سليمان المرادي ومحمد بن عبد الله بن عبد الحكم، وطبقتهم.
قال أحمد بن عبد البر: كان من أصدق أهل زمانه، وكان مولعًا بالفلك والنجوم. وكان إذا صلى يشرق قليلًا نحو مدينة قرطبة. روى عنه: قاسم بن أصبغ، وعبد الله بن يونس.
وتوفي سنة خمس وتسعين.
526 -
مسلم بن سعيد الأشعري الأصبهاني أبو سلمة
.
سمع بهمذان سنة ثلاثين ومائتين من مجاشع بن عمرو صاحب الليث بن سعد وسمع من بكار بن الحسن وغير واحد، روى عنه أبو الشيخ. وتوفي سنة ست وتسعين.
527 -
مسلم بن عبد الله بن مكرم البارودي، المؤدب
.
حدث ببغداد عن: عمرو بن مرزوق، ويحيى بن هاشم السمسار. وعنه: إسماعيل الخطبي، وأبو بكر الشافعي، وابن العلاء الجوزجاني وجماعة. توفي ببغداد سنة اثنتين وتسعين.
528 -
مضارب بن إبراهيم
. أبو الفضل النيسابوري الأديب النحوي.
.
كان أوحد عصره بخراسان في علم العربية.
حدث عن إسحاق بن راهويه وغيره. روى عنه: أبو عمرو بن مطر وغيره.
مات سنة سبع وتسعين.
529 -
معمر بن محمد بن معمر بن زيد بن بلال أبو شهاب البلخي
.
سمع من: عمه شهاب بن معمر العوفي، ومكي بن إبراهيم، وعصام بن يوسف وتفرد في وقته عن جماعة من البلخيين وطال عمره. روى
عنه: عبد الرحمن بن محمد بن متويه البلخي وعبد الله بن محمد بن يعقوب الفقيه وجماعة.
توفي في جمادى الأولى سنة ست وتسعين وهو في عشر المائة.
530 -
ممشاذ الدينوري الزاهد أحد مشايخ الصوفية
.
صحب يحيى ابن الجلاء، وغيره.
ومن قوله: جماع المعرفة صدق الافتقار إلى الله.
وقال فارس الدينوري: خرج ممشاذ من باب الدار، فنبح كلب فقال ممشاذ: لا إله إلا الله، فمات الكلب مكانه.
قيل: إنه توفي سنة تسع وتسعين ومائتين وقد ذكره أبو نعيم في الحلية مختصرا، وقال: لقيه أبي وشاهده.
531 -
موسى بن إسحاق بن موسى القاضي أبو بكر الأنصاري الخطمي الفقيه الشافعي
.
ولي قضاء نيسابور وقضاء الأهواز. وحدث عن أبيه وعيسى قالون المقرئ وهو آخر من حدث في الدنيا عنه، وأحمد بن يونس، وعلي بن الجعد وجماعة. وعنه عبد الباقي بن قانع وحبيب القزاز وأبو محمد بن ماسي وطائفة سواهم وكان أحد الثقات المسندين.
قال ابن أبي حاتم: كتبت عنه، وهو ثقة صدوق.
وقال غيره: توفي بالأهواز سنة سبع وتسعين وقد قارب التسعين.
وقد أقرأ الناس القرآن وهو أمرد وكان أحد من يضرب به المثل في ورعه وصيانته في الحكم رحمة الله عليه.
532 -
موسى بن أفلح البخاري البيفاريني
.
شيخ معمر عالي الرواية يروي عن أبي حذيفة صاحب المبتدأ وهو آخر من روى في الدنيا عنه وعن أحمد بن حفص، وعبد الله بن محمد
المسندي. وعنه: أحمد بن سهل، وخلف الخيام. توفي في جمادى الأولى سنة إحدى وتسعين بما وراء النهر.
533 -
موسى بن خازم بن سيار
. أبو عمران الأصبهاني.
عن: حاتم بن عبيد الله النميري، ومحمد بن بكير الحضرمي. وعنه: أحمد بن بندار الشعار والطبراني.
توفي سنة أربع وتسعين ورخه أبو نعيم.
534 -
موسى بن عبد الحميد بن عصام أبو يحيى الجرجاني
.
. عن: أبيه، وارتحل إلى مصر وأخذ عن المزني وجماعة، وجالس داود الظاهري. وعنه: عبيد الله بن محمد بن شنبة، وأحمد بن محمد بن صالح الهمذاني.
مات على رأس سنة ثلاثمائة.
535 -
موسى بن محمد بن موسى أبو عمرو الذهلي النيسابوري الأعين
.
عن يحيى بن يحيى، وسعيد بن يزيد الفراء. وعنه: أبو الوليد الفقيه وأبو العباس بن حمدان نزيل خوارزم، وأحمد بن الخضر شيخ للحاكم وآخرون.
توفي سنة إحدى وتسعين.
536 -
موسى بن هارون بن عبد الله بن مروان الحافظ
، أبو عمران البزاز، ابن الحافظ أبي موسى الحمال البغدادي.
كان إمام عصره في الحفظ والإتقان سمع: أباه وعلي بن الجعد، ويحيى بن عبد الحميد الحماني، وأحمد بن حنبل، وخلف بن هشام وإسحاق بن راهويه، وطبقتهم. وعنه: أبو سهل القطان، وجعفر الخلدي، وأبو بكر الشافعي، ودعلج، وأبو القاسم الطبراني وأبو الطاهر الذهلي،
وأبو بكر الصبغي الفقيه وخلق كثير.
قال الصبغي: ما رأينا في حفاظ الحديث أهيب ولا أورع من موسى بن هارون.
وقال الخطيب: كان ثقة حافظا.
وقال عبد الغني بن سعيد الحافظ: أحسن الناس كلاما على حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم علي ابن المديني في وقته وموسى بن هارون في وقته والدارقطني في وقته.
ولد موسى بن هارون سنة أربع عشرة ومائتين، ومات في شعبان سنة أربع وتسعين ببغداد، وصلى عليه جعفر الفريابي. قصر الحاكم في ترجمته.
537 -
موسى بن هارون بن سعيد الأصبهاني
. أبو عمران، يعرف بالأصم.
ربما التبس بالذي قبله. وهذا يروي عن: سويد بن سعيد، وأبي خيثمة زهير بن حرب، ومصعب بن عبد الله الزبيري، وجماعة سواهم.
روى عنه: أبو الشيخ، وأبو بكر محمد بن أحمد بن عبد الوهاب المقرئ، ومحمد بن جعفر بن يوسف، وأهل أصبهان.
فإذا قال الراوي الأصبهاني: حدثنا موسى بن هارون، فإنه يريد الأصم لا ابن الحمال.
ومات هذا الأصبهاني في حدود سنة ثلاث وتسعين ومائتين.
538 -
موسى بن هشام الدينوري
.
حدث بدمشق عن: عبد الله بن هانئ، وعلي بن المبارك الصنعاني. وعنه: أبو علي بن آدم، وأحمد بن البرامي، وعبد الله بن عدي، وآخرون. مات على رأس الثلاثمائة.
539 -
نصر بن أحمد بن نصر
. أبو محمد الكندي البغدادي الحافظ. المعروف بنصرك نزيل بخارى.
سمع: محمد بن بكار، وعبد الأعلى بن حماد، وعبيد الله القواريري وطبقتهم. وعنه: أبو العباس بن عقدة، وخلف الخيام، والبخاريون. فإنه وفد على أمير بخارى خالد بن أحمد الذهلي فأكرم مورده وأقام عنده وصنف له المسند. وكان من أئمة هذا الشأن.
توفي سنة ثلاث وتسعين، وله سبعون سنة وأكثر.
540 -
نصر بن سيار بن فتح
. أبو الليث السمرقندي.
رحل وطوف وصنف وسمع من يونس بن عبد الأعلى، وعبد بن حميد، وأبي محمد الدارمي وطبقتهم. وعنه: محمد بن إسحاق العصفري، وأحمد بن محمد الكرابيسي. توفي سنة أربع وتسعين.
541 -
نصر بن عبد الحميد
. أبو حبيب القراطيسي المصري، الرجل الصالح.
عن: نعيم بن حماد، ويحيى بن عبد الله بن بكير. توفي سنة سبع وتسعين.
542 -
نوح بن منصور البغدادي الفقيه الشافعي أبو مسلم نزيل فارس
.
كان عنده كتب الشافعي عن يونس والربيع المرادي والحسن بن محمد الزعفراني، وسمع من الحسن بن عرفة، وطبقته. وعنه المطهر بن أحمد الأصبهاني وأبو الشيخ، والطبراني وجماعة.
توفي سنة خمس وتسعين.
543 -
هارون بن موسى بن شريك الأخفش أبو عبد الله التغلبي الدمشقي المقرئ
.
شيخ المقرئين في وقته بدمشق قرأ علي هشام بن عمار وعبد الله بن ذكوان وحدث عن الكبار أبي مسهر وسلام بن سليمان المدائني وجماعة.
وقرأ عليه: أبو الحسن بن الأخرم وأبو علي الحصائري وأبو بكر النقاش فيما زعم وجعفر بن حمدان النيسابوري وجماعة. وحدث عنه أبو هاشم محمد بن عبد الأعلى وأبو بكر بن فطيس وأبو القاسم الطبراني وعبد الله بن الناصح وآخرون.
ولد سنة مائتين.
قال ابن الناصح: حدثنا هارون بن موسى، قال: حدثنا أبو العباس سلام بن سليمان الضرير، قال: حدثنا أبو عمرو بن العلاء، عن نافع مولى ابن عمر، عن ابن عمر «أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قرأ في سورة الأنفال:((الآن خفف الله عنكم وعلم أن فيكم ضعفا))، برفع الضاد».
قلت: عاش ابن الناصح بعد أبي عمرو بن العلاء مائتين وعشر سنين، وبينه وبينه اثنان.
قلت: وأبلغ من ذلك في زماننا جماعة بينهم وبين جمال الإسلام الداودي اثنان، وله قد مات مائتان وسبع وأربعون سنة. وأبلغ من ذلك ابن كليب بينه وبين إسماعيل الصفار رجلان وعاش بعده مائتين وخمسا وخمسين سنة.
قال أبو علي أحمد بن محمد الأصبهاني المقرئ: إلى هارون الأخفش رجعت الإمامة في قراءة ابن ذكوان، وكان من أهل الفضل والأدب، صنف كتبا كثيرة في القراءات والعربية، وأخذ القراءة عنه جماعة
كثيرة من دمشق، وقرأ عليه من أهل بعلبك أبو طاهر بن ذكوان، ومن أهل فلسطين أبو بكر محمد بن أحمد الداجوني، ومن أهل الثغر إبراهيم بن عبد الرزاق الأنطاكي، ومن أهل العراق أبو الحسن بن شنبوذ، والنقاش، وهبة الله بن جعفر.
قال ابن الناصح: توفي في خامس صفر سنة اثنتين وتسعين.
544 -
هبيرة بن محمد بن عبد الحميد
. أبو أحمد المصري. عن: عيسى بن زغبة، وغيره. مات سنة سبع وتسعين.
545 -
هميم بن همام
. أبو العباس الخثعمي الطبري الآملي.
محدث رحال. سمع: أبا مصعب الزهري، ومحمد بن أبي معشر السندي وجماعة. وعنه: نعيم بن عبد الملك الجرجاني، وأبو أحمد الغطريفي، وأهل جرجان.
توفي سنة ثلاث وتسعين.
546 -
وحيد بن عمر بن هارون البخاري الفقيه
.
روى عن: إسحاق بن راهويه، وأبي مصعب الزهري، وطبقتهما. وعنه: خلف الخيام، وأبو الأسود أحمد بن إبراهيم، وغيرهما.
توفي سنة ثلاث وتسعين.
547 -
وكيع بن إبراهيم بن عيسى الموصلي
.
محدث مكثر سمع محمد بن سليمان لوينا، وأبا عمار الحسين بن حريث. وسفيان بن وكيع.
وعنه: يزيد بن محمد الأزدي والمواصلة. توفي سنة سبع وتسعين.
548 -
الوليد بن حماد بن جابر الرملي الزيات
.
عن سليمان بن عبد الرحمن ابن بنت شرحبيل، ويزيد بن موهب الرملي. وعنه: الطبراني، وابن عدي، وجماعة.
كان على رأس الثلاثمائة.
549 -
يحيى بن أحمد بن زياد
، أبو منصور الشيباني الهروي.
سمع: خالد بن هياج الهروي، ويحيى بن معين، وأحمد بن سعيد الدارمي. وعنه: أبو إسحاق البزار الحافظ، والفضل بن العباس النضرويي، وأبو الفضل محمد بن خميرويه الهرويون.
توفي سنة ثمان وتسعين.
550 -
يحيى بن الحسين بن القاسم بن طباطبا العلوي الأميري
.
. قد توثب وغلب على اليمن بعد التسعين ومائتين، وخطب له بصنعاء وما والاها. وتمت له حروب وشؤون. ثم خرج من صنعاء حين غلبت عليها القرامطة، فصار إلى صعدة، فملك تلك الناحية وبلاد نجران وتلقب بالهادي إلى الحق.
توفي سنة ثمان وتسعين أيضا؛ وقام بعده ولده محمد، وتسمى كأبيه بأمير المؤمنين واتصلت أيامه، ولقب بالمرتضى، ولم يقصده أحد بحرب وكان جيد السيرة في الرعية، ولا أعلم متى توفي المرتضى.
551 -
يحيى بن زكريا الثقفي الأندلسي القرطبي
المعروف بابن الشامة.
سمع: يحيى بن إبراهيم بن مزين، وأبان بن عيسى، ومحمد بن وضاح، وعامر بن معاوية، وطائفة. وحج، وقد شاخ فسمع من أبي عبد الرحمن النسائي وغيره.
وكان عبدا صالحا صوامًا قواما عالمًا. حمل الناس عنه ومات سنة ثمان وتسعين.
552 -
يحيى بن عبد الله بن حجر بن عبد الجبار بن وائل بن حجر الحضرمي الكوفي
.
عن: عمه محمد بن حجر، عن أقاربهم. وعنه: الطبراني.
توفي سنة إحدى وتسعين.
553 -
يحيى بن عبد الله بن الحريش
، أبو عبد الله الأصبهاني.
عن أحمد بن المقدام العجلي، وزياد بن أيوب. وعنه أبو الشيخ، وثقه أبو نعيم. وتوفي سنة خمس وتسعين.
554 -
يحيى بن عبد الباقي بن يحيى الثغري الأذني
.
محدث مشهور، حدث عن لوين، وإبراهيم بن سعيد الجوهري، وأبي عمير عيسى ابن النخاس، وسعيد بن عمرو السكوني، وإسماعيل بن أبي خالد المقدسي وطائفة. وعنه رفيقه ابن صاعد، وعثمان ابن السماك، وإسماعيل الخطبي، وابن قانع، والطبراني وجماعة، وثقه الخطيب.
وتوفي في ذي القعدة سنة اثنتين وتسعين.
555 -
يحيى بن عبد العزيز بن المختار القرطبي المالكي الخزاز الفقيه
.
سمع العتبي، ويونس بن عبد الأعلى، وطائفة. وعنه أحمد بن نصر، وحبيب بن الربيع، ومحمد بن قاسم، وأحمد بن بشر الأندلسيون. توفي سنة خمس وتسعين.
556 -
يحيى بن علي بن يحيى بن أبي منصور
، ابن المنجم، المتكلم النديم.
من كبار المعتزلة ومصنفيهم. نادم المعتضد ثم ولده المكتفي، وله كتاب في الاعتزال وكتاب في أخبار الشعراء.
توفي سنة ثلاثمائة.
557 -
يحيى بن محمد بن البختري أبو زكريا الحنائي البصري ثم البغدادي.
سمع ابن المديني وطالوت بن عباد، وشيبان بن فروخ وعنه النجاد والإسماعيلي والطبراني وخلق.
توفي في رمضان سنة تسع وتسعين.
558 -
يحيى بن محمد بن عمران الحلبي ثم البالسي.
عن: هشام بن عمار، ودحيم، وابن مصفى. وعنه الطبراني، وأبو بكر النقاش، وابن عدي، وحمزة الكناني.
559 -
يحيى بن منصور. أبو سعد الهروي
.
أحد الأئمة الكبار. سمع أحمد بن حنبل، وعلي ابن المديني، وإسحاق بن راهويه، وحبان بن موسى، وسويد بن نصر، وابن نمير، وأبا مصعب، وعلي بن حجر، وأحمد بن أبي رجاء، وعبد الله بن جعفر بن يحيى البرمكي، ويعقوب بن حميد بن كاسب، وطبقتهم. وعنه: أبو حامد ابن الشرقي، وأبو العباس بن عقدة، وأبو عبد الله بن الأخرم، وأبو بكر أحمد بن خلف القاضي، ومحمد بن صالح بن هانئ، وعلي بن حمشاذ، وجماعة، آخرهم وفاة أحمد بن عيسى الغيزاني.
وكان آية في العلم والزهد والعبادة حتى بالغ بعض العلماء، وقال: لم ير مثل نفسه.
قال الحاكم في تاريخه: أبو سعد الهروي الحافظ إمام بلده في عصره. توفي بهراة في شعبان سنة سبع وثمانين.
كذا نقل الحاكم عن غيره. وقال آخر: توفي في ذي الحجة سنة اثنتين وتسعين، فالله أعلم أيهما الصواب.
560 -
يحيى بن المعافى بن يعقوب الفقيه
، أبو زكريا الكندي الموصلي الحنفي الشروطي. قاضي ملطية.
عمر دهرا وعلا سنده وحدث عن: غسان بن الربيع، وأحمد بن عبد الله بن يونس، وسعيد بن منصور وجماعة. قال يزيد بن محمد الأزدي بعد أن روى عنه: ولي قضاء ملطية.
وتوفي سنة ثلاث وتسعين.
561 -
يحيى بن نافع بن خالد المصري
. أبو حبيب. عن سعيد بن أبي مريم. وعنه: الطبراني وغيره.
توفي في ربيع الأول سنة إحدى وتسعين.
562 -
يعقوب بن إسحاق بن يعقوب بن حميد الطائي الموصلي
.
عن: جبارة بن المغلس، ومحمد بن عبد الله بن عمار. وعنه يزيد بن محمد، وقال: مات سنة سبع أو ثمان وتسعين.
563 -
يعقوب بن علي بن إسحاق الناقد
. أبو يوسف الكوفي.
مات بمصر سنة ثلاث وتسعين.
564 -
يعقوب بن غيلان العماني
.
حدث بالبصرة عن: سعيد بن عروة. وعنه: الطبراني. مات سنة ثلاث وتسعين.
565 -
يعقوب بن الوليد بن محمد بن القاسم
. أبو يوسف الأيلي.
عن: عبد الله بن صالح الكاتب، ويحيى بن بكير. قيل توفي سنة ثلاثمائة ولا أعلم لأحد عنه رواية من المشاهير.
566 -
يعقوب بن يوسف بن الحكم الجوباري الجرجاني
.
عن محمد بن بشار ومحمد بن خالد بن خداش وأبي حفص
الصيرفي وعنه ابن عدي وأبو بكر الإسماعيلي.
توفي سنة اثنتين وتسعين.
567 -
يوسف بن الحكم
، أبو علي الضبي البغدادي الخياط الملقب دبيس.
حدث عن بشر بن الوليد، والربيع بن ثعلب، وعمر بن إسماعيل بن مجالد. وعنه: أبو بكر الجعابي، وجعفر بن الحكم، وعلي بن هارون الحربي، والطبراني، وجماعة.
قال الدارقطني: صدوق.
قلت: مات سنة تسع وتسعين.
568 -
يوسف بن عاصم الرازي
. أبو يعقوب.
ثقة مشهور رحال، سمع: هدبة بن خالد، وسويد بن سعيد ومحمد بن عبد الله بن نمير، وطبقتهم. وعنه: أبو سعيد عبد الله بن محمد الرازي، وعلي بن أحمد بن صالح، وجماعة.
توفي سنة ثمان وتسعين.
569 -
يوسف بن موسى بن عبد الله القطان
، أبو يعقوب المروذي.
قدم بغداد وحدث بالكثير، وكان مكثرا فاضلا واسع الرحلة. سمع إسحاق بن راهويه، وأحمد بن صالح المصري، وعلي بن حجر، وأبا مصعب، وعيسى زغبة، وأبا كريب، وأحمد بن منيع، وطبقتهم. وعنه أبو جعفر بن البختري، ومحمد بن عتاب، وأبو بكر الشافعي، وأحمد بن يوسف بن خلاد النصيبي، وجماعة.
توفي بمرو الروذ سنة ست وتسعين. وهو يوسف بن موسى القطان الصغير، والكبير فمن شيوخ البخاري.
570 -
يوسف بن يعقوب بن إسماعيل بن حماد بن زيد بن درهم الأزدي مولاهم
، البصري ثم البغدادي. أبو محمد القاضي صاحب السنن.
بكر بطلب العلم بتحريض والده؛ فإنه ولد سنة ثمان ومائتين. وسمع مسلم بن إبراهيم، وسليمان بن حرب، وعمرو بن مرزوق، ومسدد بن مسرهد، ومحمد بن أبي بكر المقدمي، ومحمد بن كثير، وشيبان بن فروخ، وطبقتهم. وعنه عثمان ابن السماك، وأبو سهل القطان، وابن قانع، ودعلج، وأبو بكر الشافعي، وابن ماسي، والطبراني، وعلي بن محمد ابن كيسان، وطائفة كبيرة.
قال الخطيب: كان ثقة صالحا عفيفا مهيبا سديد الأحكام، ولي قضاء البصرة وواسط سنة ست وسبعين، وضم إليه قضاء الجانب الشرقي.
ونقل الخطيب: أن ابن أبي الدنيا دخل على يوسف القاضي، فسأل عن قوته، فقال القاضي: أجدني كما قال سيبويه:
لا ينفع الهليون والطريفل انخرق الأعلى وخار الأسفل ونحن في جد وأنت تهزل فقال أبو بكر بن أبي الدنيا:
أراني في انتقاص كل يوم ولا يبقى مع النقصان شيء طوى العصران ما نشراه مني فأخلق جدتي نشر وطي توفي يوسف القاضي في رمضان سنة سبع وتسعين.
571 -
أبو جعفر بن ماهان الرازي
.
سمع هشام بن عمار، ودحيما. وعنه أبو الشيخ.
كان على رأس الثلاثمائة.
* أبو الحسن النوري.
من كبار مشايخ الطريق، واسمه أحمد بن محمد. تقدم في أول هذه الطبقة.
* أبو عثمان الحيري، سعيد بن إسماعيل شيخ نيسابور.
تقدم.
(آخر الطبقة والحمد لله)