الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الطبقة السادسة والثلاثون
351 -
360 هـ
بسم الله الرحمن الرحيم
(الحوادث)
سنة إحدى وخمسين وثلاثمائة
فيها نقلت سنة خمسين وثلاثمائة من حيث المغلات إلى سنة إحدى وخمسين الخراجية، وكتب الصابي كتاباً عن المطيع في المعنى، فمنه: أنّ السنة الشمسية ثلاثمائة وخمسة وستون يوماً وربع بالتقريب، وأنّ الهلالية ثلاثمائة وأربعة وخمسون يوماً وكسرا، وما زالت الأمم السالفة تكبس زيادات السنين على اختلاف مذاهبها، وفي كتاب الله شهادة بذلك، قال الله تعالى: ولبثوا في كهفهم ثلاثمائة سنين وازدادوا تسعاً، فكانت هذه الزيادة بإزاء ذلك. وأما الفرس فإنّهم أجروا معاملاتهم على السنة المعتدلة التي شهورها اثنا عشر شهراً، وأيامها ثلاثمائة وستون يوماً، ولقّبوا الشهور اثني عشر لقباً، وسمّوا الأيام بأسامي، وأفردوا الأيام الخمسة الزائدة وسمّوها المشرقة، وكبسوا الربع في كل مائة وعشرين سنة شهراً؛ فلما انقرض ملكهم بطل ذلك، وذكر كلاماً طويلاً حاصله تعجيل الخراج وحساب أيام الكبيس.
قال ثابت بن سنان: ودخلت الروم عين زربة مع الدمستق في مائة وستين ألفاً، وهي في سفح جبل مطل عليها، فصعد بعض جيشه الجبل، ونزل هو على بابها، وأخذوا في نقب السور، فطلبوا الأمان، فأمنهم، وفتحوا له، فدخلها وندم حيث أمنهم، ونادى بأن يخرج جميع من في البلد إلى الجامع. فلما أصبح بثّ رجاله، وكانوا ستين ألفاً، فكل من وجدوه في منزله قتلوه، فقتلوا عالماً لا يحصى، وأخذوا جميع ما كان فيها. وكان من جملة ما أخذوا أربعون ألف رمح. وقطع - لعنه الله - من حوالي البلد أربعين ألف نخلة، وهدم البيوت وأحرقها. ونادى: من كان في الجامع فليذهب حيث شاء، ومن
أمسى فيه قتل، فازدحم الناس في أبوابه، ومات جماعة ومرّوا على وجوههم حفاة عراة لا يدرون أين يذهبون، فماتوا في الطرقات جوعاً وعطشاً، وأخرب السّور والجامع، وهدم حولها أربعة وخمسين حصناً، أخذ منها بالأمان جملة ومنها بالسيف. انتهى قول ثابت.
ولما عاد إلى بلاده أعاد سيف الدولة عين زربة إلى بعض ما كانت، وظنّ أنّ الدمستق لا يعود إلى البلاد في العام فلم يستعد، فبينا هو غافل وإذا بالدّمستق قد دهمه ونازل حلب ومعه ابن أخت الملك، فخرج إليه وحاربه، والدمستق في مائتي ألف بالرجالة وأهل الحصار، فلم يقو به سيف الدولة وانهزم في نفر يسير. وكانت داره بظاهر حلب، فنزلها الدمستق وأخذ منها لاثمائة وتسعين بدرة دراهم، وألفاً وأربعمائة بغل، ومن السلاح ما لا يحصى، فنهبها ثم أحرقها، وملك ربض حلب. وقاتله أهل حلب من وراء السور، فقتلوا جماعة من الروم، فسقطت ثلمة من السور على جماعة من أهل حلب فقتلتهم، فأكبّت الروم على تلك الثلمة، فدافع المسلمون عنها، فلما كان الليل بنوها، ولما أصبحوا صعدوا عليها وكبّروا، فعدل الروم عنها إلى جبل جوشن فنزلوا به، ومضى رجالة الشرط بحلب إلى بيوت الناس فنهبوها، فقيل لمن على السور: الحقوا منازلكم، فنزلوا وأخلوا السور، فتسورته الروم ونزلوا ففتحوا الأبواب ودخلوها، فوضعوا السيف في الناس حتى كلّوا وملّوا، وسبوا أهلها وأخذوا ما لا يحصى، وأخربوا الجامع، وأحرقوا ما عجزوا عن حمله، ولم ينج إلاّ من صعد القلعة.
ثم ألحّ ابن أخت الملك في أخذ القلعة، حتى أنه أخذ سيفاً وترساً وأتى إلى القلعة، ومسلكها ضيّق لا يحمل أكثر من واحد، فصعد وصعدوا خلفه. وكان في القلعة جماعة من الديلم، فتركوه حتى قرب من الباب وأرسلوا عليه حجراً أهلكه، فانصرف به خواصّه إلى الدّمستق، وكان قد أسر من أعيان حلب ألفاً ومائتين فضرب أعناقهم بأسرهم، وردّ إلى أرض الروم ولم يؤذ أهل القرى، وقال لهم: ازرعوا فهذا بلدنا، وبعد قليل نعود إليكم.
واقعة حلب من تاريخ علي بن محمد الشمشاطي
قال: في ذي القعدة أقبلت الروم فخرجوا من الدروب، فخرج سيف الدولة من حلب، فتقدم إلى عزاز في أربعة آلاف فارس وراجل. ثم تيقن أنه لا طاقة له بلقاء الروم لكثرتهم، فرد إلى حلب، وخيم بظاهرها، ليكون المصاف هناك. ثم جاءه الخبر بأن الروم مالوا نحو العمق، فجهز فتاه نجا في ثلاثة آلاف لقصدهم. ثم لم يصبر سيف الدولة، فسار بعد الظهر بنفسه، ونادى في الرعية: من لحق بالأمير فله دينار. فلما سار فرسخا لقيه بعض العرب، فأخبره أن الروم لم يبرحوا من جبرين، وأنهم على أن يصبحوا حلب، فرد إلى حلب، ونزل على نهر قويق. ثم تحول من الغد فنزل على باب اليهود، وبذل خزائن السلاح للرعية.
وأشرف العدو في ثلاثين ألف فارس، فوقع القتال في أماكن شتى، فلما كان العصر وافى ساقة العدو في أربعين ألف راجل بالرماح، وفيهم ابن الشمشقيق، وامتدت الجيوش على النهر، وأحاطوا بسيف الدولة، فحمل عليهم، فلما ساواهم لوى رأس فرسه وقصد ناحية بالس، وساق وراءه ابن الشمشقيق في عشرين ألفا، فأنكى في أصحابه، وانهزمت الرعية الذين كانوا على النهر عندما انصرف سلطانهم، وأخذهم السيف، وازدحموا في الأبواب، وتعلق طائفة من السور بالحبال، وقتل منهم فوق الثلاثمائة، وقتل من الكبار أبو طالب بن داود بن حمدان وابنه وداود بن علي، وأسر كاتب سيف الدولة البياضي، وأبو نصر بن حسين بن حمدان.
وكان عسكر الملاعين ثمانين ألف فارس والسواد فلا يحصى. ثم تقدم من الغد منتصر حاجب الدمستق إلى السور، وقال: أخرجوا إلينا شيخين تعتمدون عليهما. فخرج شيخان إلى الدمستق فقربهما، وقال: إني أحببت أن أحقن دماءكم، فتخيروا إما أن تشتروا البلد أو تخرجوا عنه بأهلكم، وإنما كان ذلك حيلة منه، فاستأذناه في مشاورة الناس. فلما كان من الغد أتى الحاجب فقال: ليخرج إلينا عشرة منكم لنعرف ما عمل عليه أهل البلد. وكان رأي أهل البلد على الخروج بالأمان، فخرج العشرة وطلبوا الأمان ويدخل القوم. فقال الدمستق: صح ما بلغني عنكم؟ قالوا: وما هو؟ قال: بلغني أنكم قد أقمتم
مقاتلتكم في الأزقة مختفين، فإذا خرج الحرم والصبيان، ودخل أصحابي للنهب اغتالوهم. فقالوا: ليس في البلد من يقاتل. قال: فاحلفوا. فحلفوا له. وإنما أراد أن يعرف صورة البلد. فحينئذ تقدم بجيوشه إلى قبالة السور، ولجأ الناس إلى القلعة، ونصبت الروم السلالم على باب أربعين وعند باب اليهود، وصعدوا، فلم يروا مقاتلة، فنزلوا البلد ووضعوا السيف، وفتحوا الأبواب، وقضي الأمر، وعم القتل والسبي والحريق طول النهار ومن الغد، وبقي السيف يعمل فيها ستة أيام إلى يوم الأحد لثلاث بقين من ذي القعدة. فزحف الدمستق وابن الشمشقيق على القلعة، ودام القتال إلى الظهر، فقتل ابن الشمشقيق، من عظمائهم، ونحو مائة وخمسين من الروم. وانصرف الدمستق إلى مخيمه، ونودي: من كان معه أسير فليقتله، فقتلوا خلقا كثيرا. ثم عاد إلى القلعة، فإذا طلائع قد أقبلت نحو قنسرين، وكانت نجدة لهم، فتوهم الدمستق أنها نجدة لسيف الدولة، فترحل خائفا.
وفيها كتبت الشيعة ببغداد على أبواب المساجد لعنة معاوية ولعنة من غصب فاطمة حقها من فدك، ومن منع الحسن أن يدفن مع جدّه، ولعنة من نفى أبا ذر. ثم إنّ ذلك محي في الليل، فأراد معزّ الدولة إعادته، فأشار عليه الوزير المهلّبي أن يكتب مكان ما محي: لعن الله الظالمين لآل رسول الله صلى الله عليه وسلم، وصرحوا بلعنة معاوية فقط.
وفيها أسرت الروم أبا فراس بن سعيد بن حمدان من منبج، وكان واليها.
وفيها وقع بالعراق بأرض الجامدة برد وزن البعض منه رطل ونصف بالعراقي.
وفيها توفي الوزير أبو محمد الحسن بن محمد بن هارون المهلبي من بني المهلب بن أبي صفرة. أقام في وزارة معز الدولة ثلاث عشرة سنة. وكان فاضلاً شاعراً فصيحاً نبيلاً سمحاً جواداً حليماً ذا مروءة وأناة. عاش أربعاً وستّين سنة، وصادر معزّ الدولة أولاده من بعده، ثم استوزر أبا الفضل العبّاس بن الحسن الشيرازي.
وفيها توفّي المحدّث أبو محمد دعلج بن أحمد بن دعلج السجستاني المعدّل، نزيل بغداد، والشيخ أبو بكر محمد بن الحسن بن زياد النقّاش
المقرئ صاحب التفسير، وشيخ وقته أبو بكر محمد بن داود الدّقي الدينوري الزاهد نزيل الشام.
سنة اثنتين وخمسين وثلاثمائة
يوم عاشوراء، قال ثابت: ألزم معزّ الدولة الناس بغلق الأسواق ومنع الهراسين والطبّاخين من الطبيخ، ونصبوا القباب في الأسواق وعلّقوا عليها المسوح، وأخرجوا نساء منشّرات الشعور مصخمات يلطمن في الشوارع ويقمن المأتم على الحسين عليه السلام، وهذا أول يوم نيح عليه ببغداد.
وفيها قلد القضاء بالعراق أبو البشر عمر بن أكثم على أن لا يأخذ رزقاً، وصرف ابن أبي الشوارب.
وفيها قتل ملك الروم، وصار الدمستق هو الملك واسمه تقفور.
وفيها أصاب سيف الدولة فالج في يده ورجله، وكان دخل الروم ووصل إلى قونية، ثم عاد، وكان هبة الله ابن أخيه ناصر الدولة عنده بحلب، ثم إنه قتل رجلاً من أعيان النصارى، وساق إلى أبيه إلى الموصل.
وفي ثامن عشر ذي الحجة عمل عيد غدير خم وضربت الدبادب، وأصبح الناس إلى مقابر قريش للصلاة هناك، وإلى مشهد الشيعة.
قال ثابت بن سنان: وأنفذ بعض بطارقة الأرمن إلى ناصر الدولة بن حمدان رجلين ملتصقين عمرهما خمس وعشرون سنة ومعهما أبوهما، والالتصاق كان في الجنب والمعدة، ولهما بطنان وسوءتان ومعدتان، وتختلف أوقات جوعهما وعطشهما وبولهما، ولكلّ واحد كتفان وذراعان ويدان وفخذان وساقان وإحليل، وكان أحدهما يميل إلى النساء والآخر إلى المرد.
قال القاضي التنوخي: ومات أحدهما وبقي أياماً فأنتن، وأخوه حيّ، وجمع ناصر الدولة الأطباء على أن يقدروا على فصلهما فلم يمكن، ثم مرض الحيّ من رائحة الميت ومات.
وفيها توفيت خولة أخت سيف الدولة بحلب، وهي التي رثاها المتنبّي بقوله:
يا أخت خير أخ يا بنت خير أب.
كناية بهما عن أشرف النّسب.
ومن سنة اثنتين وخمسين وثلاثمائة استضرت الروم على الإسلام بكائنة حلب، وضعف أمر سيف الدولة بعد تيك الملاحم الكبار التي طير فيها لب العدو ومزقهم، فلله الأمر وما شاء الله كان.
وفيها عبرت الروم الفرات لقصد الجزيرة، وأغلق أهل الموصل الأسواق، واجتمعوا في المسجد الجامع لذلك، ومضوا إلى ناصر الدولة، فضمن لهم العدو، ووردت الكتب من بغداد أن الرعية أغلقت الأسواق وذهبوا إلى باب الخلافة ومعهم كتاب يشرح مصيبة حلب وضجوا، فخرج إليهم الحاجب وأوصل الكتاب إلى الخليفة، فقرأه ثم خرج إليهم فعرفهم أن الخليفة بكى وأنه يقول: قد غمني ما جرى، وأنتم تعلمون أن سيفي معز الدولة، وأنا أرسله في هذ، فقالوا: لا نقنع إلا بخروجك أنت، وأن تكتب إلى سائر الآفاق وتجمع الجيوش، وإلا أن تعتزل لنولي غيرك. فغاضه كلامهم، ثم وجه إلى دار معز الدولة، فركب ومعه الأتراك وصرفوهم صرفا قبيحا. ثم لطف الله وجاءت الأخبار بموت طاغية الروم، وأن الخلف واقع بينهم فيمن يملكونه، فطمع عسكر طرسوس، ودخلوا أرض الروم في عدة وافرة، ولججوا، فالتقوا بالروم ونصروا عليهم، وعادوا. ثم عادوا بغنائم لم ير من دهر مثلها. فلما ردوا إلى الدرب إذا هم بابن الملابني على الدرب فاقتتلوا طول النهار، ونصر المسلمون.
وبلغ سيف الدولة أيضا اختلاف الروم، فبادر، ودوخ الأعمال، وأحرق، وحصل من السبي أكثر من ألفين، ومن المواشي مائة ألف رأس، وفرح المؤمنون بالنصر والاستظهار على العدو.
ثم بعد شهر أو شهرين توجه سيف الدولة غازيا، فسار على حران، وعطف على ملطية، فملأ يديه سبيا وغنائم. ثم خرج إلى آمد.
وفي شعبان ورد غزاة خراسانية نحو الستمائة إلى الموصل يريدون الجهاد.
سنة ثلاث وخمسين وثلاثمائة
عمل ببغداد يوم عاشوراء كعام أول إلى الضحى، فوقعت فتنة عظيمة بين السنّة والرافضة، وجرح جماعة ونهب الناس.
وفيها نزل الدمستق على المصيصة في جيش ضخم، فأقام أسبوعاً، ونقب السور في أماكن، وقاتله أهلها فضاقت بهم الأسعار، ثم رحل عنها بعد أن أهلك الضياع، وإنّما رحل لشدّة الغلاء فإنّ القحط كان بالشام والثغور.
وفيها بعثت القرامطة إلى سيف الدولة يستهدونه حديداً، فسير لهم شيئاً كثيراً منه أبواب الرّقة، وحمل إليهم في الفرات، ثم في البريّة إلى هجر.
وفيها خرج معزّ الدولة إلى الموصل غضبان على ناصر الدولة، فلما وصل في الماء إلى بلد، كان قد لحقه ذرب شديد، فخلّف بالموصل جماعة من الأتراك لحفظ البلد، وقصد نصيبين، فسار ناصر الدولة إلى ميّافارقين، فساق وراءه طائفة فخرج عن ميافارقين، ولا يدرى أين ذهب، فرجعت الطائفة إلى معزّ الدولة. ثم جاء ناصر الدولة إلى الموصل واقتتل مع من فيها، فظهر وانتصر، فاستأمن إليه الدّيلم، واستأسر جميع الترك، وأخذ حواصل معزّ الدولة وثقله، فسار معزّ الدولة يريد الموصل، وجرت لهم فصول. ثم اصطلحوا، وعاد معزّ الدولة إلى بغداد خائباً.
وفيها جاء الدمستق إلى طرسوس وأهدى هدايا إلى سيف الدولة، فاحتفل وجلس على سرير وعلى رأسه تاج.
وفيها عمل لسيف الدولة خيمة عظيمة، ارتفاع عمودها خمسون ذراعاً.
وفيها توفي بندار بن الحسين الشيرازي الزاهد العارف بأرجان، وأبو بكر محمد بن أحمد بن خروف المحدّث بمصر، والحافظ أبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن حمزة الأصبهانيّ بها، والحافظ أبو عليّ سعيد بن عثمان بن السكن البغدادي بمصر، والمحدّث أبو القاسم عليّ بن يعقوب بن أبي العقب الدمشقيّ بها، وأبو علي محمد بن هارون بن شعيب الأنصاري بدمشق، وأبو عيسى بكار بن أحمد، أحد القرّاء المتقنين ببغداد.
وفي سنة ثلاث وخمسين وثلاثمائة ورد الخبر بأن الروم خرجوا يريدون
أذنة والمصيصة، فاستنجد أهل أذنة بأهل طرسوس، فجاؤوهم في خمسة عشر ألف فارس وراجل، فالتقوا، واشتد القتال، وركب المسلمون أقفية الروم، وأتبعوهم، فخرج للروم كمين اقتطع أربعة آلاف راجل، فقاتلوا عن أنفسهم وتحيزوا إلى تل، فقاتلوهم يومين، ثم كثر عليهم جموع الروم، فاستأصلوهم. ثم نازلوا المصيصة، ونقبوا سورها في مواضع، فكان المسلمون يحاربونهم في النقوب، ويحرمونهم. ثم ترحلوا لإنجاد سيف الدولة أخاه والمسلمين.
وفيها ملك المسلمون حصن اليمانية بجبلة، وهو على ثلاثة فراسخ من آمد.
وفيها جاء عسكر من الروم، وكادوا أن يملكوا حصنا من نواحي حلب، فسار لحربهم عسكر سيف الدولة، فالتقوا فلم يفلت من الروم فيما يقال أحد، وقتل منهم خمسمائة، وتجرح المسلمون وخيولهم. ثم جاء الخبر بنزول الروم على المصيصة مع تقفور ملك الروم، وعلى طرسوس، وأنهم في ثلاثمائة ألف، ونزلوا بقرب البرندون، وبثوا خيولهم وعاثوا وأفسدوا، ثم ترحلوا للقحط، فتبعهم الطرسوسيون، فقتلوا وأسروا طائفة، ولطف الله، وله الحمد.
سنة أربع وخمسين وثلاثمائة
فيها عمل يوم عاشوراء ببغداد مأتم الحسين كالعام الماضي.
وفيها وثب غلمان سيف الدولة على غلامه نجا الكبير وضربوه بالسيوف، وكان أكبر غلمانه ومقدّم جيشه. وسار سيف الدولة إلى خلاط فملكها وكانت لنجا.
وفيها توفّيت أخت معزّ الدولة ببغداد، فنزل المطيع في طيّارة إلى دار معزّ الدولة يعزيه، فخرج إليه معزّ الدولة ولم يكلّفه الصعود من الطيّارة، وقبّل الأرض مرّات، ورجع الخليفة إلى داره.
وفيها بنى تقفور ملك الروم قيسارية، بناها قريباً من بلاد المسلمين وسكنها ليغير كل وقت، وترك أباه بالقسطنطينية، فبعث أهل طرسوس والمصيصة إليه يسألونه أن يقبل منهم حملاً كل سنة، وينفذ إليهم نائباً له يقيم عندهم، فأجابهم، ثم رأى أنّ أهل البلاد قد ضعفوا جدّاً وأنّهم لا ناصر لهم،
وأنّهم من القحط قد أكلوا الميتة والكلاب، وأنّه يخرج كل يوم من طرسوس ثلاثمائة جنازة، فبدا له في الإجابة، ثم أحضر رسولهم وقال: مثلكم مثل الحيّة في الشتاء إذا لحقها البرد ضعفت وذبلت حتى يظنّ الظانّ أنّها ميّتة، فإذا أخذها إنسان وأحسن إليها ودفّاها انتعشت ولدغته قتلته، وأنا إن أترككم حتى تستقيم أحوالكم تأذّيت بكم، ثم أحرق الكتاب على رأس الرسول فاحترقت لحيته، وقال: قم، ما لهم عندي إلاّ السيف. ثم سار بنفسه إلى المصّيصة ففتحها بالسيف في رجب، وقتل وسبى وأسر ما لا يحصى، ثم سار إلى طرسوس فحاصرها، فطلب أهلها أماناً، فأعطاهم، ففتحوا له، فدخلها، ولقي أهلها بالجميل، وأمرهم بالخروج منها وأن يحمل كل واحد من ماله وسلاحه ما أطاق، ففعلوا، وبعث من يخفرهم إلى أنطاكية، وجعل الجامع إصطبلاً لدوابّه، وعمل فيها وفي المصّيصة جيشاً يحفظونهما وأمر بتحصينهما. وقيل: رجع جماعة من أهل المصّيصة إليها وتنصّروا.
وكان السبب في فتح المصّيصة أنّهم هدموا سورها بالنقوب، فأشار عليهم رجل بحيث أن يخرجوا الأسارى ليعطف عليهم الملك تقفور، فأخرجوهم، فعرّفه الأسارى بعدم الأقوات، وأطمعوه في فتحها، فزحف عليها. ولقد قاتل أهلها في الشوارع حتى أبادوا من الروم أربعة آلاف، ثم غلبوهم بالكثرة وقتلوهم وأخذوا من أعيانهم مائة ضربوا رقابهم بإزاء طرسوس، فأخرج أهل طرسوس من عندهم من الأسرى فضربوا أعناقهم على باب البلد، وكانوا ثلاثة آلاف.
وفيها حجّ الركب من بغداد.
وفيها توفي شاعر زمانه أبو الطيّب أحمد بن الحسين الجعفي المتنبّي عن نيّف وخمسين سنة، قتل بين شيراز وبغداد وأخذ ما معه من الذهب.
وفيها اشتدّ الحصار كما ذكرنا على مدينة طرسوس، وتكاثرت عليهم جموع الروم، وضعفت عزائمهم بأخذ المصّيصة وبما هم عليه من القلّة والغلاء، وعجز سيف الدولة عن نجدتهم، وانقطعت الموادّ عنهم. وطال الحصار وخذلوا، فراسلوا تقفور ملك الروم في أن يسلّموا إليه البلد بالأمان على أنفسهم وأموالهم، واستوثقوا منه بأيمان وشرائط.
ودخل طائفة من وكلاء الروم فاشتروا منهم من البزّ الفاخر والأواني المخروطة، واشتروا من الروم دوابّ كثيرة تحملهم، لأنه لم يبق عندهم دابّة إلا أكلوها، وخرجوا بحريمهم وسلاحهم وأموالهم، فوافى ثبج الثمليّ من مصر في البحر في مراكب، فاتّصل بملك الروم خبره، فقال لأهل طرسوس: غدرتم! فقالوا: لا، والله، لو جاءت جيوش الإسلام كلها، فبعث إلى الثمليّ: يا هذا لا تفسد على القوم أمرهم، فانصرف، ثم عمل تقفور دعوة لكبار أهل البلد وخلع عليهم، وأعطاهم جملة وخفرهم بجيش حتى حصّلوا ببغراس، وحصل منهم خمسة آلاف بأنطاكية، فأكرمهم أهلها، ثم دخلت الروم مدينة طرسوس فأحرقوا المنبر وجعلوا المسجد إصطبلاً.
وأما سيف الدولة فإنه سار إلى أرزن وأرمينية، وحاصر بدليس وخلاط، وبها أخوا نجا غلامه عصياً عليه، فتملّك المواضع وردّ إلى ميافارقين. وعمل أهل أنطاكية وطردوا نائب سيف الدولة عنهم، وقالوا: نداري ببيت المال ملك الروم أو ننزح عن أنطاكية فلا مقام لنا بعد طرسوس، ثمّ إنهم أمروا عليهم رشيق النسيمي الذي كان على طرسوس، فكاتب ملك الروم على حمل الخراج إليه عن أنطاكية، فتقرّر الأمر على حمل أربعمائة ألف درهم في السنة، وجعل على كل رأس من المسلمين والنصارى ثلاثين درهماً. والأمر لله.
قال علي الشمشاطي: وفيها ورد الخبر بإجابة تقفور إلى ما طلبه منه سيف الدولة من الهدنة والفداء على أن يخرج بدل أبي الفوارس محمد بن ناصر الدولة ومن معه من بني عمه جماعة من البطارقة، وأن يفادي بغلمان سيف الدولة عدة من الروم، وأن يبتاع ما يفضل من الأسرى ببلد الروم كل واحد بثمانين دينارا. فأحضر سيف الدولة أثمان ألفي رأس، وذلك مائة وستون ألف دينار، فعاينها الرسول. وجاءت كتب الطرسوسيين إلى سيف الدولة ليأخذ منهم الأسارى، فإنهم عجزوا عن أقواتهم للغلاء. ثم جاء من بلد الروم كتاب أبي فراس بن حمدان من الأسر بتصحيح أمر الفداء وتنفيذ شرائط ملك الروم، وفيه خط ملك الروم بالأحمر وخطوط بطارقته على أن يؤخروا عندهم ستة من بني حمدان، ويؤخر سيف الدولة عنده ستة من البطارقة.
ووردت الأخبار بأن ملك الروم أرسل إلى أهل طرسوس يهادنهم على أن يخربوا سور المدينة، وأن يبنوا بيعة كانت لهم تخربت، فلم يجيبوه، فسار
حتى نزل عليهم وحاصرهم، فبذلوا له ثلاثمائة ألف دينار وإطلاق ما عندهم من الأسارى، فأبى إلا أن يخرجوا بالأمان بما قدروا على حمله، أو أن يكونوا في طاعته ويخربوا سورهم، فامتنعوا.
وأخذت الروم ثغر المصيصة وقتلوا كل الرجال، فلم يفلت منهم إلا سبعة نفر، فما شاء الله كان.
سنة خمس وخمسين وثلاثمائة
أقيم المأتم يوم عاشوراء ببغداد على العادة.
وفيها ورد الخبر بأن ركب الشام ومصر والمغرب أخذوا وهلك أكثرهم، ووصل الأقل إلى مصر، وتمزق الناس كل ممزق، فلا حول ولا قوة إلا بالله، أخذتهم بنو سليم، وكان ركبا عظيما بمرة نحو عشرين ألف جمل معهم الأمتعة والذهب، فمما أخذ لقاضي طرسوس المعروف بالخواتيمي عشرون ألف دينار.
وفيها سار جيش من خراسان بضعة عشر ألفا إلى غزو الروم، فأتوا الري، فبعث إليهم ركن الدولة إقامات كثيرة، فلما كان في يوم من الأيام ركب هؤلاء الغزاة إلى منازل قواد ركن الدولة، فقتلوا من وجدوا من الديلم، ونهبوا دار أبي الفضل بن العميد وزير ركن الدولة، فظفر بهم وقتل منهم نحو ألف وخمسمائة، فانهزموا على طريق أذربيجان، ثم قدموا الموصل إلى الشام فغزوا في الروم.
وفيها قدم أبو الفوارس محمد ابن ناصر الدولة من الأسر إلى ميّافارقين، أخذته أخت الملك لتفادي به أخاها، فجاء ستة آلاف فنفّذ سيف الدولة أخاها في ثلاثمائة إلى حصن الهتاخ. فلما شاهد بعضهم بعضاً سرّح المسلمون أسيرهم في خمسة فوارس، وسرّح الروم أسيرهم أبا الفوارس في خمسة، فالتقيا في وسط الطريق وتعانقا، ثم صار كل واحد إلى أصحابه، فترجّلوا له وقبّلوا الأرض، ثم احتفل سيف الدولة لابن أخيه وعمل له الخيل والمماليك والعدد التامّة، فمن ذلك مائة مملوك بمناطقهم وسيوفهم وخيولهم.
وفيها قتل رشيق النسيمي، ويقال: لم يقتل بل أصابته هيضة وضعف
وتجرأ عليه غلام له فأمسك بعنانه فسقط من الفرس ميتاً وقطع رأسه وحمل إلى قرغوية. وتغلّب على أنطاكية دزبر الدّيلمي وحارب قرغوية.
وطال مقام سيف الدولة بميافارقين فأنفق في سنة وثلاثة أشهر: نيّفاً وعشرين ألف ألف درهم ومائتين وستين ألف دينار.
وتمّ الفداء في رجب، فخلّص من الأسر من بين أمير إلى راجل ثلاثة آلاف ومائتان وسبعون نفساً. وتقرّر أمر أربعة أعوام. وأرسل أبو القاسم الحسين بن علي المغربي لتقرير ذلك ومعه هديّة بعشرة آلاف دينار منها ثلاثمائة مثقال مسك، وأنفق سيف الدولة على الفداء ثلاثمائة ألف دينار.
ثم قدم حلب وقد عزم دزبر صاحب أنطاكية على منازلة حلب، فقصده سيف الدولة ثم حمل عليه، فهرب دزبر، وقاتل ديلمه ورجّالته أعظم قتال، وسيف الدولة قد شهر سيفه يصيح في الناس، فانتصر وأسر طائفة، وغنم جنده شيئاً كثيراً، وردّ إلى حلب وصادر أعيان الأسرى الأنطاكيّين وأخذ خطوطهم بأموال عظيمة. وهرب دزبر الديلمي إلى بني كلاب فأسلموه، فوسّطه سيف الدولة وأحرقه، وقتل وزراءه وأعوانه، وقطع أيدي جماعة، حتى قيل إنّه قتل نحو الخمسة آلاف رجل.
ثم كتب سيف الدولة يبشر ولده أبا المعالي بنصره على دزبر يقول: وقد أنجز الله وعده، وأعزّ جنده، ونصر عبده، وأظفر بمن كان استشرى بالشام أمره، وعم أهله غشمه وظلمه، دزبر الدّيلمي، ومحمد بن أحمد الأهوازي، وقد استوليا على مدن الشام وكاتبا الديلم من كل صقع، وتجمّع لهما عدد كثير من العرب وخلق من الثغريّين، وجبى الأموال، واشتغلت بأمر الفداء مدّة حتى لم يبق بأيدي الكفرة أسير، ولله الحمد. ثم عبرت الفرات ونظرت في التقويم فوجدت الكسوف فتأمّلته على حسب ما أوجبه علم النجوم والمولد فكان نحساً على أعدائنا، فقصدتهم، وهم على مرحلة من حلب بالناعور. إلى أن ذكر هزيمتهم، ثم قال: ولا شهدت عسكراً على كثرة مشاهدتي للحرب استولى على جميع رؤسائه وأتباعه مثل هؤلاء، ولا غنم من عسكر مثل ما غنم منهم، وقد كنت ناديت بأن من جاء بدزبر والأهوازي فله كذا وكذا، فتعاقد طوائف على ذلك وجعلوهما وكدهم فأسروهما، وقيّدا، إلى أن قال: ولا شك عندي
في أنّ ما أنفق على الفداء نحو ثلاثمائة ألف دينار، فكّ الله بها ثلاثة آلاف وخمسمائة إنسان.
وفيها جرت بالرّيّ فتنة هائلة بين ركن الدولة وبين الخراسانية الغزاة، فقتل من الفريقين نحو ثلاثة آلاف، وانتهب أهل الرّيّ من الغزاة ألفي جمل محمّلة أمتعة، ثم ظفرت الغزاة ودخلوا الرّيّ وضربوا جوانبها بالنّار، ثم طلب خلق منهم الموصل، وذهب خلق منهم فوق العشرين ألفاً إلى خويّ وسلماس.
وفيها سار طاغية الروم بجيوشه إلى بلد الشام فعاث وأفسد، وأقام به نحو خمسين يوماً، فبعث سيف الدولة يستنجد أخاه ناصر الدولة يقول: إن تقفور قد عسكر بالدرب ومنع رسولنا ابن المغربيّ أن يكتب بشيء، وقال: لا أجيب سيف الدولة إلاّ من أنطاكية، ليذهب من الشام فإنّه لنا ويمضي إلى بلده ويهادن عنه، وأنّ أهل أنطاكية راسلوا تقفور وبذلوا له الطاعة وأن يحملوا إليه مالاً، وأنّه التمس منهم يد يحيى بن زكريا عليهما السلام والكرسيّ، وأن يدخل بيعة أنطاكية ليصلّي فيها ويسير إلى بيت المقدس. وكان الذي جرّ خروجه وأحنقه إحراق بيعة القدس في هذا العام.
وكان البترك كتب إلى كافور صاحب مصر يشكو قصور يده عن استيفاء حقوق البيعة، فكاتب متولّي القدس بالشدّ على يده، فجاءه من الناس ما لم يطق دفعه، فقتلوا البترك وحرّقوا البيعة وأخذوا زينتها، فراسل كافور طاغية الروم بأن يردّ البيعة إلى أفضل ما كانت، فقال: بل أنا أبنيها بالسيف.
وأما ناصر الدولة فكتب إلى أخيه إن أحبّ مسيره إليه سار، وإن أحبّ حفظه ديار بكر سار إليها، وبثّ سراياه، وأصعد سيف الدولة الناس إلى قلعة حلب وشحنها، وانجفل الناس وعظم الخطب، وأخليت نصيبّين.
ثم نزل عظيم الروم بجيوشه على منبج وأحرق الربض، وخرج إليه أهلها فأقرّهم ولم يؤذهم، ثم سار إلى وادي بطنان.
وسار سيف الدولة متأخراً إلى قنسرين، ورجاله والأعراب قد ضيّقوا الخناق على الروم، فلا يتركون لهم علوفة تخرج إلاّ أوقعوا بها، وأخذت الروم أربعة ضياع بما حوت، فراسل سيف الدولة ملك الروم وبذل له مالاً يعطيه إيّاه في ثلاثة أقساط، فقال: لا أجيبه إلاّ أن يعطيني نصف الشام، فإنّ طريقي إلى
ناحية الموصل على الشام، فقال سيف الدولة: والله لا أعطيه ولا حجراً واحداً.
ثم جالت الروم بأعمال حلب، وتأخّر سيف الدولة إلى ناحية شيزر، وأنكت العربان في الروم غير مرّة، وكسبوا ما لا يوصف. ونزل عظيم الروم على أنطاكية فحاصرها ثمانية أيّام ليلاً ونهاراً، وبذل الأمان لأهلها، فأبوا، فقال: أنتم كاتبتموني ووعدتموني بالطاعة، فأجابوا: إنّما كاتبنا الملك حيث كان سيف الدولة بأرمينية بعيداً عنّا، وظنّنا أنّه لا حاجة له في البلد، وكان السيف بين أظهرنا، فلما عاد سيف الدولة لم نؤثر على ضبط أدياننا وبلدنا شيئاً. فناجزهم الحرب من جوانبها، فحاربوه أشدّ حرب، وكان عسكره معوزاً من العلوفة.
ثم بعث نائب أنطاكية محمد بن موسى إلى قرغوية متولّي نيابة حلب بتفاصيل الأمور وبثبات الناس على القتال، وأنّا قد قتلنا جملة من الروم، وأن المسلمين قد أثّروا في الروم وتشجعوا ونشطوا للقتال، وأنا ليلي ونهاري في الحرب لا أستقرّ ساعة، وأنّ اللعين قد ترحّل عنّا ونزل الجسر.
وفيها أوقع تقى السيفي بسريّة للروم فاصطلموها، ثم خرج الطاغية من الدروب وذهب.
ثم جاء الخبر بأنّ نائب أنطاكية محمد بن موسى الصلحيّ أخذ الأموال التي في خزائن أنطاكية معدّة وخرج بها كأنّه متوجّه إلى سيف الدولة، فدخل بلد الروم مرتدّاً، فقيل: إنه كان عزم على تسليم أنطاكية للملك فلم يمكنه لاجتماع أهل البلد على ضبطه، فخشي أن ينمّ خبره إلى سيف الدولة فيتلفه، فهرب بالأموال.
وفيه قدم الغزاة الخراسانية ميافارقين فتلقّاهم أبو المعالي ابن سيف الدولة وبالغ في إكرامهم بالأطعمة والعلوفات ورئيسهم أبو بكر محمد بن عيسى.
سنة ست وخمسين وثلاثمائة
عملت الرافضة يوم عاشوراء ببغداد وناحت.
وفيها مات معز الدولة بن بويه، وولي إمرة العراق ابنه عز الدولة بختيار ابن أحمد بن بويه.
قال أبو القاسم التنوخي: حدثني الحسين بن عثمان الفارقي الحنبلي،
قال: كنت بالرملة في سنة ست وخمسين، فقدمها أبو علي القرمطي القصير الثياب، يعني الذي تملك الشام، فقربني، فكنت ليلة عنده، فقال بديها:
ومجدولة مثل صدر القناة تعرت وباطنها مكتسي
لها مقلة هي روح لها وتاج على هيئة البرنس
إذا غازلتها الصبا حركت لسانا من الذهب الأملس
فنحن من النور في أسعد وتلك من النار في أنحس
وفي المجلس أبو نصر بن كشاجم، فقبل الأرض وزاد فيها:
وليلتنا هذه ليلة تشاكل أشكال أقليدس
فيا ربة العود غني الغنا ويا حامل الكأس لا تحبس
وفيها دخلت الخراسانية فغزوا بلد ابن مسلمة وخرجوا بالسلامة والغنائم، وتضور أهل نصيبّين إلى ناصر الدولة بمصادرة العمّال، فأزال ضررهم وردّ إليهم كثيراً من أموالهم، حتى قيل: إنّه قال لهم: قد أبحت لكم دماء من ظلمكم.
وفيها رجع غزاة خراسان إلى بلادهم، ودخل سيف الدولة إلى حلب ومعه قوم من الخراسانية. ومعهم فيل، فمات الفيل بعد أيام، فاتّهموا أنّ النّصارى سمّته.
ومات سيف الدولة في صفر، وبعث بتابوته إلى عند قبر أمه. وكان تقى مولى سيف الدولة أكبر الأمراء، وكان قد أخذ من أنطاكية مالاً كثيراً، حتى ضجّ الناس منه، وشكوه إلى قرغوية الحاجب نائب حلب، فأحب أن يبعده عن الشام، فرفق به حتى جاء إلى حلب، ونفّذه مع التابوت المذكور في سبعمائة فارس وراجل، وقال له: أقم بديار بكر، فإنّها مملكة مفتقرة إلى مثلك.
وأجمع رأي أبي المعالي ابن سيف الدولة على المجيء إلى حلب، فلما وافى تقى بالتابوت إلى ميافارقين، خرج أبو المعالي منها لتلقّيه، فصعب على تقى، كون القاضي وابن سهل الكاتب وابن جلبة لم يترجّلوا له، فلمّا نزل قبض عليهم، فاضطرب لذلك البلد، فجهّزت والدة أبي المعالي إلى كبار الغلمان ولاطفتهم ففرّقتهم عن تقى، وقالوا: ما جئنا لنخرق بابن مولانا ولا لنقاتله، واجتمعوا على مخالفة تقى، فلما أحسّ بذلك سار في حاشيته إلى ناحية أرزن، فلم يمكنه عبور النهر لزيادته، فرجع وتذلّل، فقبض عليه أبو المعالي وقيّده واعتقله بحصن كافا، وأخذ منه سبعة وعشرين ألف دينار وثلاثمائة ألف درهم كانت معه.
وفيها قبض على الملك ناصر الدولة بن حمدان ولده أبو تغلب، لأن أخلاقه ساءت، وظلم وعسف وقتل جماعة وشتم أولاده وتزايد أمره، فقبض عليه ابنه بمشورة الدولة في جمادى الأولى ونفّذه إلى قلعة، ورتب له كل ما يحتاج إليه، ووسّع عليه، وقال: هذا قد اختلّ مزاجه.
وفي رجب دخل أبو المعالي حلب وفرح الناس به.
وفي هذه الأيام نزلت الروم على رعبان، فسار عسكر حلب للكشف عنها، فترحل ملك الروم، ثم سار عسكر حلب فنزلوا على حصن سرجون فافتتحوه بعد أيام بالسيف بعد حرب عظيم، وأخذوا منه ما لا يوصف، وحصل من السبي خمسة آلاف آدميّ، ثم نازلوا حصن سنّ الحمراء، فافتتحوه وسبوا منه نحو الألف، وأسروا ثلاثمائة علج، وأسروا سرجون لعنه الله، وهو الذي كان أسر أبا فراس بن حمدان فلله الحمد.
وغزت الخراسانية مع لؤلؤ الحجراجي من أنطاكية إلى ناحية المصّيصة، فالتقاهم ثلاثة آلاف فارس من الروم، فنصر الله وقتلوا ألفاً من الروم، وأسروا خلقاً، وردّوا بالغنائم إلى أنطاكية، ثم عادوا غزوا فأصيبوا.
وسار نحو ألفي فارس من الترك إلى مصر لأنّ كافوراً راسلهم.
ودخل الثغر محمد بن عيسى رئيس الخراسانية ومعه ابن شاكر الطرسوسي، فظفروا وغنموا وردّوا بالغنائم. وتأخّر في الساقة محمد بن عيسى وابن شاكر في نحو ثمانمائة فارس، فدهمهم جموع الروم، فقال ابن عيسى: ما أستحلّ أن أولّيهم الدّبر بعد أن قربوا. وسار ابن شاكر يكشفهم فإذا هم فيما يقال في ثلاثين ألفاً، فرجع وقال: لا طاقة لك بهؤلاء، فلم يقبل، والتقاهم وقاتلوا أشد قتال، وأنكوا في الروم نكاية عظيمة، واستشهد عامّة المسلمين، وبقي محمد بن عيسى في مائة وخمسين فارساً، فقال له ابن شاكر: لا تلقي بيدك إلى التهلكة، فقال له فقيه معه: إن وليت الدبر لحقوك وقتلوك وأنت فارّ، فقاتل حتى قتل أكثر أصحابه، ثم أسر محمد بن عيسى، وابن شاكر، ثم ورد الخبر بأنّ ابن عيسى اشترى نفسه بمائة ألف درهم وبمائة وعشرين علجاً كانوا بأنطاكية، وبرطل فصوص فيروزج، وإنّه بعد ذلك غزا العدوّ وظفر، رحمه الله تعالى وغفر له.
سنة سبع وخمسين وثلاثمائة
عملت الرافضة بوم عاشوراء بالنوح وتعليق المسوح، وعيدوا يوم الغدير، وبالغوا في الفرح.
ولم يحج أحد من الشام ومصر.
وفيها مات ناصر الدولة، وقتل أبو فراس الحارث بن سعيد بن حمدان، وكان قد طمع في تملّك الشام، وجاء إليه خلق من غلمان سيف الدولة، وأطمعوه، فصادر أهل حمص وغيرهم، وقتل قاضيهم أبا عمّار، وأخذ من داره ستمائة ألف درهم، فلما أحسّ بأنّ أبا المعالي ابن سيف الدولة يقصده سار فنزل على بني كلاب، وخلع عليهم وأعطاهم الأموال، ونفّذ حرمه معهم إلى البرّيّة، ثم سار أبو المعالي وقرغوية الحاجب إلى سلمية، فاستأمن إلى أبي المعالي جماعة من بني عقيل، وتأخّر أبو فراس، وقال: قد أخليت لهم البلد، ثم سار قرغوية وأحاط به فقاتل أشدّ قتال، وما زال يقاتل وهم يتبعونه إلى ناحية جبل سنير، فتقنطر به فرسه بعد العصر، فقتلوه. وله شعر رائق في الذروة.
ومات الخادم كافور صاحب مصر وردّ أمرها إلى الملك أبي الفوارس حسين بن علي بن طغج الإخشيدي، فوقع الخلف بين الكافورية وبينه، وتحاربوا وعظم البلاء وقتل بينهم خلق، ثم هزمت الأخشيدية الكافورية وطردوهم عن مصر، فصاروا إلى الرملة وفيهم ابن محمد بن رائق، وأبو منخل، وفنّك، وفاتك الهندي، فقدموا على صاحب الرملة الحسن بن عبيد الله بن طغج، فلم يقبل عليهم، وقال: لا أحارب ابن عمي، ثم ضاق بنفقاتهم، فتوجّهوا إلى دمشق ومتولّيها فاتك الإخشيدي، فتمّ بينهم قتال وبلاء.
وفي ذي القعدة أقبل عظيم الروم تقفور بجيوشه إلى الشام، فخرج من الدّرب ونازل أنطاكية، فلم يلتفتوا عليه، فهدّدهم وقال: أرحل وأخرّب الشام كلّه وأعود إليكم من الساحل. ورحل في اليوم الثالث ونازل معرّة مصرين، فأخذها وغدر بهم، وأسر منها أربعة آلاف ومائتي نسمة.
ثم نزل على معرّة النّعمان فأحرق جامعها، وكان الناس قد هربوا في كلّ وجه إلى الحصون والبراري والجبال المنيعة.
ثم سار إلى كفرطاب، وشيزر، ثم إلى حماة وحمص، فخرج من تبقّى بها، فأمّنهم ودخلها، فصلّى في البيعة، وأخذ منها رأس يحيى بن زكريا،
وأحرق الجامع. ثم سار إلى عرقة فافتتحها، ثم سار إلى طرابلس، فأخذ بعضها. وأقام في الشام أكثر من شهرين ورجع، فأرضاه أهل أنطاكية بمال عظيم.
وفيها كانت فتنة الأمير أبي الحسن محمد ابن المستكفي بالله عبد الله ابن المكتفي بالله علي ابن المعتضد العبّاسي؛ لما خلع أبوه المستكفي بالله وسمل، هرب هو ودخل الشام ومصر وأقام هناك عند كافور الإخشيدي، فلاذ به جماعة وأطمعوه في الأمر، وقالوا: إنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: المهدي من بعدي يواطئ اسمه اسمي واسم أبيه اسم أبي وإن أنت قدمت بغداد بايعك الديلم. فتوجّه إلى بغداد ثم دخلها سّراً وبايعه جماعة من الديلم في هذه السنة، فاطّلع الملك عز الدولة بختيار ابن معزّ الدولة على ذلك، وكان قد ادّعى أنّ والده نصّبه للخلافة من بعده، فصحبه من أهل بغداد خلق كثير من رؤسائها وأعيانها وبايعوه سرّاً، منهم أبو القاسم إسماعيل بن محمد المعروف بزنجي، وترتّب له وزيراً، فقبض عليه عزّ الدولة ثم جدع أنفه وقطع شفته العليا وشحمتي أذنيه، وسجن بدار الخلافة، وكان معه أخوه علي وأنّهما هربا من الدار في يوم عيد، واختلطا بالنّاس، ومضيا إلى ما وراء النهر. وروى بهراة شيئا عن المتنبيّ من شعره، وله شعر وأدب، ومات بخراسان خاملاً بعده.
ووصل ملك الروم - لعنه الله - إلى حمص وملكوها بالأمان، وخافهم صاحب حلب أبو المعالي ابن سيف الدولة، فتأخّر عن حلب إلى بالس وأقام بها الأمير قرغوية، ثم ذهب أبو المعالي إلى ميَارفارقين لما تفرّق عنه جنده، وصاروا إلى ابن عمّه صاحب الموصل أبي تغلب، فبالغ في إكرامهم، ثم رد أبو المعالي إلى حلب فلم يمكّن من دخولها واستضعفوه، وتشاغل بحبّ جارية، فردّ إلى سروج فلم يفتحوها له، ثم إلى حرّان فلم يفتحوا له أيضاً، واستنصر بابن عمّه أبي تغلب، فكتب إليه يعرض عليه المقام بنصيبّين، ثم صار إلى ميَارفارقين في ثلاثمائة فارس وقلّ ما بيده.
ووافت الروم إلى ناحية ميافارقين وأرزن يعيثون ويقتلون، وأقاموا ببلد الإسلام خمسة عشر يوماً ورجعوا بما لا يحصى.
وكان الحج في العام صعباً إلى الغاية لما لحقهم من العطش والقتل، مات من حجّاج خراسان فوق الخمسة آلاف، وقيل: بل ثلاثة آلاف بالعطش، فلما حصلوا بمكة خرج عليهم الطلحيّون والبكريّون فوضعوا في الحجيج السيف، وأخذوا الركب بما حوى، ولم يحجّ من مصر ولا الشام أحد. وكان
حجّاج المغرب خلقاً، فرجع معهم خلق من التجار فأخذوا، فيقال: إنّه أخذ لتاجر فيها متاع بنحو مائتي ألف دينار، فإنّا لله وإنّا إليه راجعون.
وفي آخر العام جاءت القرامطة من البرّيّة وتوثّبوا على دمشق فملكوها، وساروا إلى الرملة، فالتقاهم الحسن بن عبد الله الإخشيدي فهزموه، ثم قاتلوا أهل الرملة أشدّ قتال. واستباحوها بعد يومين، ثم إنّ أهلها دافعوا عن نفوسهم بمائة وعشرين ألف دينار، وسبوا من أعمال الرملة عشرة آلاف نسمة، وعزموا على قصد مصر ليملكوها، فجاء العبيديّون فأخذوها، وقامت دولة الرفض في الأقاليم: المغرب، ومصر، والعراق، وغير ذلك.
سنة ثمان وخمسين وثلاثمائة
أقامت الرافضة الشعار الجاهليّ يوم عاشوراء ويوم الغدير.
وكان ببغداد قحط واسع، وأبيع الكرّ بتسعين ديناراً.
وأغارت الروم بالشام فقتلوا وسبوا، وبدّعوا في حمص، والثغور، وقتلوا خلائق.
وفيها ملك جوهر القائد ديار مصر، وخطب لبني عبيد.
وحجّ بالناس من العراق أبو أحمد الموسوي والد المرتضى.
وفيها ولي إمرة دمشق الحسن بن عبيد الله بن طغج الإخشيدي، فأقام شهراً ورحل في شعبان، واستناب بها شموّل الكافوري، ثم سار إلى الرملة فالتقى العبيديّين في ذي الحجّة بالرملة، فانهزم جيشه وأخذ أسيراً، وحمل إلى المغرب إلى المعزّ.
وأمّا ابن سيف الدولة فإنّ جند حلب عصوه، فجاء من ميَارفارقين ونازل حلب، وبقي القتال عليها مدّة.
واستولى على أنطاكية الرعيليّ، رجل شاطر، فجاءت الروم فنزلوا على أنطاكية، وأخذوها في ليلة، وهرب الرعيليّ من باب البحر هو وخمسة آلاف إنسان، فنجوا إلى الشام، وكان أخذها في ذي الحجّة، وأسر أهلها، وقتل جماعة من أكابرها.
وفيها جاء القائد جعفر بن فلاح إلى دمشق فحاربه أميرها ابن أبي يعلى الشريف، فانهزم الشريف ثم أسره جعفر وتملّك دمشق.
سنة تسع وخمسين وثلاثمائة
أقامت الشيعة ببغداد مأتم عاشوراء.
وجاء الخبر في المحرّم أنّ الروم، لعنهم الله، وردوا مع تقفور، فأحاطوا بأنطاكية، وملكوها بالأمان فيما أحسب، فأخرجوا أهلها منها، فأطلقوا العجائز والشيوخ والأطفال، وقالوا: امضوا حيث شئتم. وأخذوا الشباب والصّبايا والغلمان سبياً، فكانوا أكثر من عشرين ألفاً.
وكان تقفور قد عتى وتجبّر وقهر البلاد وعظمت هيبته، وتزوّج امرأة الملك الذي قبله على كره منها، وكان لها ولدان، فأراد أن يخصيهما ويهديهما للبيعة ويستريح منهما لئلاّ يملّكا، فعلمت زوجته بذلك، فأرسلت إلى الدّمستق ليأتي إليها في زيّ النساء ومعه جماعة في زي النساء فجاؤوا وباتوا عندها ليلة الميلاد فقتلوه، وأجلس في الملك ولدها الأكبر.
وفي ذي الحجّة انقضّ بالعراق كوكب عظيم أضاءت منه الدنيا حتى صار كأنّه شعاع الشمس، وسمع بعد انقضاضه صوت كالرّعد الشديد.
وحجّ بالناس من بغداد أبو أحمد النقيب والد المرتضى والرّضي.
سنة ستين وثلاثمائة
أقامت الرافضة رسم يوم عاشوراء من النّوح واللطم والبكاء وتعليق المسوح وغلق الأسواق، وعملوا العيد والفرح يوم الغدير، وهو ثامن عشر ذي الحجّة.
وفي أول صفر لحق المطيع لله سكتة، آل الأمر فيها إلى استرخاء جانبه الأيمن وثقل لسانه.
وفيها تقلد قضاء القضاة أبو أحمد بن معروف، وقبل شهادة أبي سعيد الحسن بن عبد الله السيرافي وولاّه القضاء على الجانب الشرقيّ من بغداد. ووثبت العامّة بالمطهّر بن سليمان، ونسبوه إلى القول بخلق القرآن.
وفي صفر أعلن المؤذّنون بدمشق بحيّ على خير العمل، بأمر جعفر بن فلاح نائب دمشق للمعزّ بالله، ولم يجسر أحد على مخالفته. وفي جمادى الآخرة أمرهم بذلك في الإقامة، فتألّم الناس لذلك، وهلك لعامه.
بسم الله الرحمن الرحيم
(الوفيات)
سنة إحدى وخمسين وثلاثمائة
1 -
أحمد بن إبراهيم بن جامع
، أبو العباس المصري السكّري.
سمع: مقدام بن داود الرعيني، ويحيى بن عثمان بن صالح، وأحمد بن محمد بن رشدين، وعلي بن عبد العزيز البغوي، وجماعة من طبقتهم. وعنه ابن منده، وأبو محمد ابن النّحَاس، وأحمد بن محمد بن الحاجّ الإشبيليّ، ومحمد بن إبراهيم بن غالب التّمار، والحسين بن ميمون الصّفّار.
2 -
أحمد بن محمد بن خليع البغدادي
، نزيل مصر.
سمع بشر بن موسى الأسديّ، وغيره.
قال الخطيب: كان ثقة مجوّداً.
3 -
أحمد بن محمد بن أبي دارم
، أبو بكر التميمي الكوفي.
توفّي في المحرم.
سمع إبراهيم القصّار، وأحمد بن موسى الحمّار، وموسى بن هارون وخلقاً.
رافضي.
وعنه الحاكم، وابن مردويه، ويحيى المزكيّ، والحيريّ.
4 -
أحمد بن محمد بن أحمد بن أبي الموت
، أبو بكر المكيّ.
سمع علي بن عبد العزيز، ويوسف بن يزيد القراطيسي، والقاسم بن
الليث الرسعني، وأحمد بن زغبة، ومحمد بن علي الصائغ. وعنه أبو محمد بن النّحّاس، ومحمد بن نظيف، وأبو العباس أحمد بن محمد بن الحاج، وآخرون.
توفّي في ربيع الآخر، وله تسعون سنة؛ توفي بمصر.
5 -
أحمد بن محمد بن عبد الله
، القاضي أبو الحسين النيسابوري الحنفي، قاضي الحرمين وشيخ الحنفية في زمانه.
ولي قضاء الحرمين بضع عشرة سنة، ثم قدم نيسابور وتقلّد قضاءها، وبها توفّي وله سبعون سنة.
تفقّه على: أبي الحسن الكرخي، وأبي طاهر ابن الدّبّاس، وبرع في المذهب، وسمع أبا خليفة، والحسن بن سفيان، وولي أيضاً قضاء الموصل، وقضاء الرملة. روى عنه أبو عبد الله الحاكم.
وقال أبو إسحاق الشيرازي: به وبأبي سهل الزجاجي تفقّه فقهاء نيسابور من أصحاب أبي حنيفة.
وقال الحاكم: سمعت أبا بكر الأبهريّ المالكي شيخ الفقهاء ببغداد بلا مدافعة يقول: ما قدم علينا من الخراسانيين أفقه من أبي الحسين النيسابوري.
6 -
إبراهيم بن علي بن عبد الأعلى
، أبو إسحاق الهجيمي البصري.
توفّي في آخر السنة.
سمع جعفر بن محمد بن شاكر، وعبد الرحيم بن دنوقا، والحسن بن محمد بن أبي معشر، وعبيد بن عبد الواحد، ومحمد بن يونس الكديمي، وجماعة. وعنه طلحة بن يوسف المؤذّن، وأبو بكر محمد بن الفضل البابسيري، وأبو سعيد محمد بن علي النقّاش، وجماعة.
وكان معمّراً من أبناء المائة، وهو مقبول الحديث.
قال الرازي في مشيخته: سمعت عبد الرحيم بن أحمد البخاري يقول: رأى أبو إسحاق الهجيمي أنّه تعمّم، فدوّر على رأسه مائة وثلاث دورات، فعبّر
له أن يعيش مائة وثلاث سنين، فلم يحدّث حتى بلغ المائة، ثم حدّث فقرأ القارئ وأراد أن يختبر عقله:
إنّ الجبان حتفه من فوقه كالكلب يحمي جلده بروقه
فقال الهجيمي: كالثور، فإنّ الكلب لا روق له، ففرحوا بصحّة عقله.
7 -
إسماعيل بن بدر بن إسماعيل بن زياد
، أبو بكر القرطبي.
سمع بقيّ بن مخلد، ومحمد بن وضّاح، ومطرّف بن قيس، والخشنيّ، وعبد الله بن مسرّة. إلاّ أنّ صناعة الشعر غلبت عليه وطارت باسمه وكانت به ألصق، وطال عمره إلى أن سمع بعض الناس منه وتسهّلوا فيه، وولي أحكام السوق فحمدوا أمره فيها، وتوفيّ في هذه السنة، قاله ابن الفرضي.
قلت: هو آخر من روى في الدنيا عن بقيّ.
8 -
الحسن بن إسحاق بن بلبل
، أبو سعيد المعري القاضي.
سمع بدمشق محمد بن عون، ومحمد بن خريم، وببغداد يوسف القاضي، وبمصر أبا عبد الرحمن النسائي. روى عنه عليّ بن المهذّب التنوخي، وجماعة.
بقي إلى هذا العام.
9 -
الحسن بن علي بن الفضل
، أبو بكر المعافري، ابن كبّة.
10 -
الحسن بن محمد بن هارون
، الوزير أبو محمد المهلّبي.
توفي سنة إحدى، وقيل: سنة اثنتين وخمسين.
وقد ذكرته سنة اثنتين وخمسين.
11 -
الحسن بن محمد بن يحيى بن حسن بن جعفر
بن عبيد الله بن الحسين ابن زين العابدين علي بن الحسين الحسيني.
حدّث ببغداد في هذا العام عن جدّه يحيى بكتاب الأنساب. وكان شريفاً كبير القدر جليلاً.
12 -
الحسين بن الفتح
، أبو عليّ النيسابوريّ الفقيه الشافعي.
سمع الفريابي وغيره. وعنه يوسف الميانجي، وابن جميع، وأبو محمد بن النّحَاس المصري.
13 -
دعلج بن أحمد بن دعلج
، أبو محمد السجزي الفقيه المعدّل.
ولد سنة ستين ومائتين أو قبلها، وسمع بعد الثمانين من علي بن عبد العزيز بمكة، وهشام بن علي السّيرافي، وعبد العزيز بن معاوية بالبصرة، ومحمد بن أيّوب، وابن الجنيد بالرّيّ، ومحمد بن إبراهيم البوشنجي، وقشمرد محمد بن عمرو الحرشيّ وطائفة بنيسابور، وعثمان بن سعيد الدارميّ وغيره بهراة، ومحمد بن غالب، ومحمد بن ربح البزّاز، ومحمد بن سليمان الباغندي وخلقاً ببغداد، وغيرها.
وعنه الدارقطني، والحاكم، وابن رزقويه، وأبو عليّ بن شاذان، وأبو إسحاق الإسفراييني، وعبد الملك بن بشران، وخلق.
قال الحاكم: أخذ عن ابن خزيمة المصنّفات، وكان يفتي بمذهبه. وكان شيخ أهل الحديث، له صدقات جارية على أهل الحديث بمكة والعراق وسجستان؛ سمعته يقول: تقدّم ليلة إليّ بمكة ثلاثة فقالوا: أخ لك بخراسان قتل أخانا ونحن نقتلك به. فقلت: اتقوا الله فإنّ خراسان ليست بمدينة واحدة، فلم أزل أداريهم إلى أن اجتمع الناس وخلّوا عنّي، فهذا سبب انتقالي من مكة إلى بغداد.
وقال الحاكم: سمعت الدارقطني يقول: صنفت لدعلج المسند الكبير، فكان إذا شكّ في حديث ضرب عليه، ولم أر في مشايخنا أثبت منه. وسمعت عمر البصري يقول: ما رأيت ببغداد فيمن انتخبت عليهم أصح كتباً ولا أحسن سماعاً من دعلج.
قال الحاكم: اشترى دعلج بمكة دار العبّاسية بثلاثين ألف دينار، قال: ويقال: لم يكن في الدنيا من التّجار أيسر من دعلج.
وقال الخطيب: بلغني أنه بعث بالمسند إلى ابن عقدة لينظر فيه،
وجعل في الأجزاء بين كل ورقتين ديناراً.
وقال ابن حيويه: أدخلني دعلج داره وأراني بدراً من المال معبأة وقال لي: يا أبا عمر خذ من هذا ما شئت، فشكرت له وقلت: أنا في كفاية وغنى عنها.
توفي دعلج في جمادى الآخرة، وله نيّف وتسعون سنة.
وقال أبو ذرّ الهرويّ: بلغني أنّ معزّ الدولة أوّل مال من المواريث أخذ مال دعلج، خلّف ثلاثمائة ألف دينار.
وقال أبو العلاء الواسطي: كان دعلج يقول: ليس في الدنيا مثل داري، لأنّه ليس في الدنيا مثل بغداد، ولا ببغداد مثل القطيعة، ولا بها مثل درب أبي خلف، ولا في الدرب مثل داري.
ونقل الخطيب أنّ رجلاً صلّى الجمعة فرأى رجلاً ناسكاً لم يصلّ وكلّمه، فقال: استر عليّ، عليّ لدعلج خمسة آلاف درهم فلما رأيته أحدثت في ثيابي، فبلغ دعلجا فطلب الرجل إلى منزله وأبرأه منها، ووصله بخمسة آلاف لكونه روّعه.
وقال أحمد بن الحسين الواعظ: أودع أبو عبد الله بن أبي موسى الهاشمي عشرة آلاف دينار ليتيم فأنفقها، فلما كبر الصّبيّ أمر السلطان بدفع المال إليه، قال ابن أبي موسى: فضاقت عليّ الدنيا فبكّرت على بغلتي إلى الكرخ، فوقفت على باب مسجد دعلج، فصلّيت خلفه الفجر، فلما انفتل رحّب بي، ودخلنا داره، فقدّم هريسة فأكلنا وقصّرت، فقال: أراك منقبضاً! فأخبرته، فقال: حاجتك مقضيّة، فلما فرغنا وزن لي عشرة آلاف دينار، وقمت أطير فرحاً، ثم أعطيت الصبيّ المال، وعظم ثناء الناس عليّ، فاستدعاني أمير من أولاد الخليفة، فقال: قد رغبت في معاملتك وتضمينك أملاكي، فضمنت منه، فربحت ربحاً مفرطاً حتى كسبت في ثلاثة أعوام ثلاثين ألف دينار، فحملت إلى دعلج ذهبه، فقال: ما خرجت والله الدنانيرُ عن يدي ونويت أن آخذ عوضها، حل بها الصبيان، فقلت: أيها الشيخ، أيّ شيء أصل هذا المال حتى تهب لي
منه عشرة آلاف دينار؟ فقال: نشأت وحفظت القرآن وطلبت الحديث وتاجرت، فوافاني تاجر، فقال: أنت دعلج؟ قلت: نعم، قال: قد رغبت في تسليم مالي إليك مضاربة، وسلم إليّ برنامجات بألف ألف درهم، وقال لي: ابسط يدك فيه ولا تعلم موضعاً تنفقه إلا حملت منه إليه. ولم يزل يتردّد إليّ سنةً بعد سنة يحمل إلّي مثل هذا، والمال ينمى، فلما كان في آخر سنة اجتمعنا فقال لي: أنا كثير الأسفار في البحر، فإن قضى الله عليّ قضاء فهذا المال كلّه لك، على أن تتصدّق منه وتبني المساجد. قال دعلج: فأنا أفعل مثل هذا، وقد ثمّر الله المال في يدي، فاكتم عليّ ما عشت. رواها الخطيب عن أبي منصور محمد بن أحمد العكبري، قال: حدّثني أحمد بن الحسين فذكرها.
• - سلم بن الفضل، أبو قتيبة.
قد تقدّم، وقيل: توفّي فيها.
14 -
عبد الله بن أحمد بن مسعود
، أبو بكر الأصبهاني المقرئ المطرّز.
سمع عليّ بن جبلة، ومحمد بن العباس الأخرم، وإبراهيم بن نائلة.
روى عنه أبو بكر الذكواني، وغيره، وبالإجازة أبو نعيم.
15 -
عبد الله بن أحمد بن الحسين بن رجاء
، أبو القاسم الخرقي.
بغدادي مستقيم الحديث، روى عن عبد الله بن روح المدائني، وتمتام، ومحمد بن يونس الكديمي. وعنه علي بن أحمد الرّزاز.
توفّي في رجب.
16 -
عبد الله بن جعفر بن محمد بن الورد بن زنجويه
، أبو محمد البغدادي ثم المصري.
سمع السيرة من عبد الرحيم بن عبد الله ابن البرقي، وسمع يحيى بن
أيوب العلاّف؛ وأبا يزيد القراطيسي، وابن رشدين، وغيرهم. وعنه ابن منده، وعبد الغني بن سعيد، وإبراهيم بن علي الغازي، وأبو محمد بن أبي زيد المالكي، وأبو محمد ابن النحّاس، وابن نظيف، وجماعة.
وكان من الصالحين المسندين، توفي في رمضان.
وهو في تاريخ ابن النجّار أخصر من هذا.
17 -
عبد الله بن محمد بن عبد الله بن أبي دليم
، أبو محمد القرطبي.
من أولاد شيوخ الأندلس، يروي عن أسلم، وابن أبي تمام، وغيرهما. وولي قضاء بجّانة وإلبيرة، وولي الشرطة بقرطبة، وصنّف كتاب طبقات الرواة عن مالك، وتوفّي فجاءة بقصر الزهراء. وكان نبيلاً في الحديث، ضابطاً محقّقاً.
18 -
عبد الله بن محمد بن جعفر بن شاذان البغدادي
، أبو الحسين البزّاز.
سمع أحمد بن عبد الله النّرسي، والكديمي، والحارث بن أبي أسامة، وجماعة. وعنه الدارقطني، وأبو حفص الكتّاني، وابن رزقويه، ومحمد الحنّائي.
ووثّقه الخطيب.
19 -
عبد الله بن محمد بن أحمد
، أبو القاسم الدمياطي.
توفّي في ذي الحجّة.
20 -
عبد الباقي بن قانع بن مرزوق بن واثق
، أبو الحسين الأموي، مولاهم، البغدادي الحافظ.
سمع الحارث بن أبي أسامة، وإبراهيم بن الهيثم البلدي، وإبراهيم الحربي، وإسحاق بن الحسن الحربي، ومحمد بن مسلمة الواسطي، وإسماعيل بن الفضل البلخي، وخلقاً سواهم. وعنه الدارقطني، وابن رزقويه،
وابن الفضل القطّان، وأحمد بن علي البادا، وأبو علي بن شاذان، وعبد الملك بن بشران، وغيرهم.
صنّف معجم الصّحابة، ووقع لنا بعلوّ.
قال البرقاني: أمّا البغداديون فيوثّقونه، وهو عندي ضعيف.
وقال الدارقطني: كان يحفظ ولكنّه كان يخطئ ويصرّ على الخطأ.
وقال الخطيب: حدّثني الأزهري، عن أبي الحسن بن الفرات، قال: كان ابن قانع قد حدث به اختلاط قبل أن يموت بنحو من سنتين، فتركنا السماع منه، وسمع منه قوم في اختلاطه.
قال الخطيب: ولد سنة خمس وستين ومائتين، وتوفي في شوّال سنة إحدى.
21 -
عبد الرحمن بن إدريس بن الربيع بن فروة
، أبو القاسم المؤدّب، مصري.
22 -
عبد العزيز بن محمد بن سهل البغدادي اللؤلؤي
، ابن قماشويه.
روى عن إسحاق الدّبري، عن عبد الرزّاق كتاب الحدود والرّضاع. وعنه أبو عليّ بن شاذان.
قال الخطيب: لم أسمع فيه إلاّ خيراً، يكنى أبا الطيّب. قال لي ابن شاذان: توفي في نصف شعبان سنة إحدى وخمسين.
23 -
عبد العزيز بن إبراهيم بن بيان
، الرئيس أبو الحسين بن النّعمان الكاتب البغدادي.
قال الخطيب: كان أحد الكتّاب الحذّاق، بأمور الدواوين، وله تواليف في الهزل. مات في رمضان.
24 -
علي ابن الإمام أبي جعفر أحمد بن محمد الطحاوي المصري
، أبو الحسن.
حدّث عن النّسائيّ وغيره.
25 -
علي بن جعفر بن أحمد بن يحيى
، أبو الحسن الفريابي.
توفي في شعبان، وكان يعرف بابن ممّك. روى بمصر عن أبي مسلم الكجّي، ومحمد بن جعفر القتات، والفريابي. روى عنه محمد بن نظيف، وغيره.
وثقه الخطيب.
26 -
علي بن ركين
، أبو الحسن المصري.
سمع أحمد بن حمّاد زغبة.
27 -
علي بن محمد بن عبد الله بن محمد بن حبيب
، أبو أحمد الحبيبي المروزي.
سمع سعيد بن مسعود، وعمّار بن عبد الجبّار، ومحمد بن الفضل البخاري، وعبد العزيز بن حاتم، وسهل بن المتوكّل، وجماعة. وحدّث ببخارى وبمرو.
وفيه لين، ولمّا حدّث عن سهل بن المتوكّل أنكروا عليه، وقالوا: كيف لقيته وما علامته؟ قال: كان إذا وضع كفّه على وجهه غطّاه من عرض يده، فصدّقوه.
روى عنه أبو عبد الله بن منده، والحاكم، ومحمد بن أحمد غنجار، ومنصور بن عبد الله الذهلي، وغيرهم.
وتوفي بمرو في رجب من السنة.
قال الخليليّ: سألت الحاكم عنه فقال: هو أشهر في اللّين من أن تسألني عنه.
قلت: هو أسند من كان بمرو في زمانه.
وقال الحاكم: كان يكذب مثل السكر؛ والحسنويي أحسن حالاً منه.
28 -
محمد بن أحمد بن موسى
، أبو حبيب النيسابوري المصاحفيّ النّاسخ.
جاور بالجامع خمسين سنة، وحدّث عن سهل بن عمار، وزكريّا بن داود الخفّاف.
وعنه الحاكم، وقال: عاش ثلاثاً وتسعين سنة.
29 -
محمد بن الحسن بن محمد بن زياد بن هارون الموصلي ثم البغدادي
، أبو بكر النّقاش المقرئ المفسّر.
كان إمام أهل العراق في القراءات والتفسير. وروى عن إسحاق بن سنين الختلي، وأبي مسلم الكجّي، ومطيّن، وإبراهيم بن زهير الحلواني، ومحمد بن عبد الرحمن السامي، والحسن بن سفيان، والحسين بن إدريس الهروي، ومحمد بن علي الصائغ. وقرأ القرآن على الحسن بن العباس بن أبي مهران، وعلى الحسن بن الحباب ببغداد، وعلى أحمد بن أنس بن مالك، وهارون بن موسى الأخفش بدمشق، وعلى أبي ربيعة محمد بن إسحاق بن أعين، وعلى أبي محمد الخيّاط، وعلى أحمد بن علي البزّاز، وجماعة سواهم. وذكر أنّ قراءته كانت على ابن أبي مهران في سنة خمس وثمانين ومائتين.
قرأ عليه أبو بكر أحمد بن الحسين بن مهران، وعبد العزيز بن جعفر الفارسي، وأبو الحسن الحمّامي، والقاضي أحمد بن محمد بن عبدون الشافعي، وإبراهيم ابن أحمد الطبري، وعلي بن محمد العلاّف المقرئ، وأبو الفرج عبد الملك النّهرواني، وأبو الفرج الشّنبوذي، وعلي بن جعفر السعيدي، والحسن بن محمد الفحّام، وأبو القاسم علي بن محمد الزيدي الحرّاني الشريف، وهو آخر من قرأ في الدنيا عليه، والحسن بن علي بن بشّار السابوري، وطائفة سواهم.
وروى عنه أبو بكر بن مجاهد، أحد شيوخه، وجعفر الخلدي وهو من أقرانه، والدارقطني، أبو حفص بن شاهين، وأبو أحمد عبيد الله بن أبي مسلم الفرضي، وأبو علي بن شاذان، وأبو القاسم الحرفي، وآخرون.
وصنّف التفسير وسمّاه شفاء الصدور وصنّف في القراءات، وأكثر التطواف من مصر إلى ما وراء النهر في لقي المشايخ. وله كتاب الإشارة في
غريب القرآن والموضّح في القرآن ومعانيه وصد العقل والمناسك وأخبار القصّاص وذمّ الحسد ودلائل النبوّة والمعجم الأوسط والمعجم الأصغر وكتاب المعجم الأكبر في أسماء القرّاء وقراءاتها وكتاب القراءات بعللها وكتاب السبعة الأوسط وآخر لطيف، وغير ذلك.
وذكر ابن أبي الفوارس أنّ مولده سنة ستّ وستّين ومائتين.
قلت: الذي وضح لي أنّ هذا الرجل مع جلالته ونبله متروك ليس بثقة. وأجود ما قيل فيه قول أبي عمرو الدّاني، قال: والنقّاش مقبول الشهادة، على أنّه قد قال: حدثنا فارس بن أحمد، قال: سمعت عبد الله بن الحسين، يقول: سمعت ابن شنبوذ يقول: خرجت من دمشق إلى بغداد وقد فرغت من القراءة على هارون الأخفش، فإذا بقافلة مقبلة فيها أبو بكر النقّاش وبيده رغيف، فقال لي: ما فعل الأخفش؟ قلت: توفي. ثم انصرف النقّاش وقال: قرأت على الأخفش.
وقال طلحة بن محمد بن جعفر: كان النقّاش يكذب في الحديث، قال: والغالب عليه القصص.
وقال البرقاني: كلّ حديث النقّاش منكر.
وقال هبة الله اللالكائي الحافظ: تفسير النقّاش إشفى الصدور ليس بشفاء الصدور.
وقال الخطيب: في حديثه مناكير بأسانيد مشهورة.
قلت: وروى عنه جماعة أنّ أبا غالب ابن بنت معاوية بن عمرو حدّثه، قال: حدثنا جّدي، عن زائدة، عن ليث، عن مجاهد، عن ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إنّ الله لا يقبل دعاء حبيب على حبيبه. قال الدارقطني: قلت للنقّاش: هذا حديث موضوع، فرجع عنه.
قال الخطيب: قد رواه أبو علي الكوكبي عن أبي غالب.
وقال الدارقطني في كتاب المصحّفين له: إنّ النقّاش قال مرّة: كسرى أبو شروان، جعلها كنية، وقال: كان يدعو فيقول: لا رجعت يد قصدتك
صفراء من عطائك، بفتح وبمدّ، وصوابه صفراً.
وقال الخطيب: سمعت أبا الحسين بن الفضل القطّان يقول: حضرت أبا بكر النقّاش وهو يجود بنفسه في ثالث شوّال سنة إحدى وخمسين فجعل يحرّك شفتيه، ثم نادى بأعلى صوته: لمثل هذا فليعمل العاملون يردّدها ثلاثاً، ثّم خرجت نفسه.
قلت: قد اعتمد صاحب التيسير على رواياته.
30 -
محمد بن سعيد أبو بكر الحربي الزاهد
.
بغدادي، وثّقه الخطيب. روى عن إبراهيم بن نصر المنصوري، وغيره.
وعنه ابن رزقويه.
31 -
محمد بن الشبل بن بكر القيسي
، أبو بكر الأندلسي.
سمع بقرطبة من يوسف بن يحيى المغامي، ورحل سنة اثنتين وتسعين ومائتين، فسمع بالقيروان من يحيى بن عمر، ويحيى بن عون، وعمر بن يوسف. وسمع بسوسة من دارم بن مالك وطائفة. وطال عمره. ورحلوا للسماع منه.
مات سنة ثلاث وخمسين.
32 -
محمد بن علي بن الحسين
، أبو حرب المروزيّ الفقيه.
33 -
محمد بن القاسم بن محمد بن سياه
، أبو بكر العسّال الأصبهاني.
يروي عن عبد الله بن محمد بن النعمان، وعبيد بن الحسن الغزال. وعنه أبو بكر بن أبي علي المعدّل، وأبو نعيم الحافظ.
34 -
محمد بن محمد بن راهب
، أبو بكر الكشّي.
يروي عن حامد بن شادي الكشّي، والربيع بن حسّان، ومطيّن، وأبي عمر القتّات.
35 -
محمد بن مؤمن
، أبو بكر الكندي المصري النّحوي المحدّث.
كان فاضلاً صالحاً، عاش قريباً من ثمانين سنة.
36 -
ميمون بن إسحاق
، أبو محمد البغدادي الصوّاف، مولى محمد ابن الحنفية.
سمع أحمد بن عبد الجبار العطارديّ، والحسن بن السمح، وأحمد بن هارون البرديجي.
روى عنه ابن رزقويه، والحمّامي، وابن الفضل القطّان، وأبو علي بن شاذان.
قال الخطيب: كان صدوقاً، مولده سنة ستين ومائتين.
37 -
همام بن أحمد بن محمد بن مسلم
، أبو عمر القاضي.
يروي عن أبيه، وعن إبراهيم بن محمد بن متويه، وإسحاق بن جميل.
وعنه أبو نعيم، وأبو بكر بن أبي عليّ المعدل.
38 -
يحيى بن منصور بن يحيى بن عبد الملك القاضي
، أبو محمد النيسابوري.
ولّي قضاء نيسابور بضع عشرة سنة، ثم عزل بأبي أحمد الحنفي سنة تسع وثلاثين، وحمدت ولايته، وكان محدّث نيسابور في وقته.
روى عن محمد بن عمرو قشمرد، وأحمد بن سلمة، وعلي بن عبد العزيز البغوي، وأبي مسلم الكجّي، وطبقتهم. وكان يحضر مجلسه أبو عبد الله بن الأخرم، وأبو علي الحافظ. روى عنه الحاكم، ويحيى بن إبراهيم المزكّي، والزاهد أبو سعد عبد الملك بن أبي عثمان الخركوشي، وسبطه عنبر بن الطّيّب بن محمد العنبري، وآخرون.
سنة اثنتين وخمسين وثلاثمائة
39 -
أحمد بن إبراهيم بن عبد الله بن راشد
، أبو جعفر المديني الأصبهاني الزاهد.
سمع علي بن سعيد العسكري، وأحمد بن الحسن بن عبد الملك. ويذكر عنه أنّه كان مجاب الدعوة. وعنه أبو بكر بن أبي علي، وأبو نعيم الحافظ.
توفّي في شهر ربيع الأول.
40 -
أحمد بن عبيد الله بن أحمد بن سلمة
، أبو العباس البغدادي نزيل مكة.
حدّث عن البراثي.
41 -
أحمد بن عبيد بن أحمد
، أبو بكر الحمصي الصّفّار.
توفي فيها بحمص، وذكرناه في الطبقة الماضية. روى عنه عبد الغني المصري، وابن منده، وعدّة.
42 -
أحمد بن محمد بن السّريّ بن يحيى بن السّريّ
، هو الحافظ أبو بكر بن أبي دارم الكوفي.
توفّي بالكوفة في أوّلها. وكان رافضيّاً، يروي في ثلب الصحابة المناكير، واتّهم بالوضع. حدّث عن موسى بن هارون الحمّال، وقد مرّ في العام الماضي.
43 -
أحمد بن محمد بن سهلويه
، أبو الحسن المزكّي النيسابوري سبط أبي يحيى البزّاز.
سمع محمد بن إبراهيم البوشنجي، والكجّي، وطبقتهما. روى عن جدّه في تصنيفه وقرأه على النّاس، وروى عنه الحاكم.
قال الحاكم: حدثنا أبو الطيّب الكرابيسي، قال: حدثنا أبو يحيى البزّاز،
قال: حدثنا أبو الحسن، قال: حدثنا أحمد بن محمد اللّباد، قال: حدثنا أحمد بن حنبل قال: حدثنا الوليد بن مسلم، عن الأوزاعي، عن عبدة بن أبي لبابة، عن ابن عمر مرفوعاً إنّ لله أقواماً اختصّهم بالنّعم الحديث.
44 -
أحمد بن محمود بن أحمد بن خليد
، أبو الحسين الشمعي.
بغداديّ معروف صدوق. سمع الكديمي، وبشر بن موسى، وجماعة. وعنه أبو محمد ابن النّحّاس، وأبو عبد الله بن نظيف.
45 -
أحمد بن مطرّف بن عبد الرحمن بن قاسم بن علقمة الأزدي
.
توفي أبوه سنة أربع وعشرين. روى أحمد عن عبيد الله بن يحيى اللّيثي، وابن لبابة، والأعناقي. وولي الصلاة بقرطبة، وكان ذا وسواس في الطهارة.
وكان من فقهاء المالكية الأعيان، ويعرف بأبي عمر ابن المشّاط، وكان معتنياً بالسّنن زاهداً ورعاً؛ حدّث عنه أحمد بن الجسور، ومحمد بن إبراهيم، وسمع الناس منه كثيراً، وتوفّي في ذي القعدة، رحمه الله.
46 -
أحمد بن نصر الله بن محمد بن إشكاب
، أبو نصر البخاري الزّعفراني.
قدم بغداد وانتخب عليه الدارقطني.
قال الخطيب: حدثنا عنه ابن رزقويه، وأبو علي بن شاذان، وحدّث في هذه السنة ببغداد.
47 -
إسحاق بن إبراهيم التجيبي
، مولاهم الطليطلي، أبو إبراهيم المالكي، العلاّمة مصنّف كتاب النّصائح.
كان فاضلاً ورعاً مشاوراً في الأحكام، يقرئ الفقه في حانوته بسوق
الكتّان بقرطبة. وحدّث عن أحمد بن خالد، ومحمد بن عمر بن لبابة.
48 -
إسماعيل بن علي بن علي بن رزين
، أبو القاسم الخزاعيّ، ابن أخي دعبل الشاعر.
قيل إنّه ولد سنة تسع وخمسين ومائتين، وحدّث عن عبّاس الدّوري، ومحمد بن يونس الكديمي، ومحمد بن غالب تمتام، وإسحاق بن إبراهيم الدبري. وعنه أبو سليمان محمد بن عبد الله بن زبر، والدارقطني، وأبو الحسين بن جميع، وهلال الحفّار.
قال الخطيب: كان غير ثقة.
وتوفّي بواسط، حديثه في الثقفيّات.
قال الخطيب: روى عن أبيه، عن أخيه دعبل أحاديث مسندة.
49 -
جعفر بن ورقاء بن محمد بن ورقاء
، أبو محمد الشيباني الأمير.
من كبار عرب الشام، وكان فارساً شجاعاً شاعرا عارفاً باللغة، وكان خصّيصاً بسيف الدولة، عاش نيفا وثمانين سنة، وأخوه عبد الله شاعر مجوّد.
50 -
الحسن بن محمد بن عبد الله بن هارون
، الوزير أبو محمد المهلّبي الأزدي من ولد قبيصة بن المهلّب بن أبي صفرة.
وزر لمعز الدولة بن بويه، وكان كبير القدر، عالي الهمّة، كامل الرياسة والعقل، محبّاً للفضلاء مقبلاً عليهم.
كان في أوائل شأنه قد أصابته فاقة، حتى سافر واشتهى اللحم، فلم يقدر عليه فقال:
ألا موت يباع فأشتريه
…
فهذا الموت ما لا خير فيه
ألا موت لذيذ الطّعم يأتي
…
يخلّصني من الموت الكريه
إذا أبصرت قبرا من بعيد
…
وددت لو أنّني صُيرت فيه
ألا رحم المهيمن نفس حرّ
…
تصدّق بالوفاة على أخيه
فلما سمعه رفيقه اشترى له لحماً بدرهم وطبخه وأطعمه. ثمّ تقلّبت الأحوال ووزّر المهلّبي، وضاقت الحال بذاك الرجل فقصد المهلّبي وكتب إليه:
ألا قل للوزير فدته نفسي
…
مقال مذكر ما قد نسيه
أتذكر إذ تقول لضنك عيش
…
ألا موت يباع فأشتريه
فلما وقف عليها أمر له في الحال بسبعمائة درهم، ووقّع في ورقته: مثل الذين ينفقون أموالهم في سبيل الله كمثل حبة أنبتت. ثم دعا به فخلع عليه وولاّه عملاً يرتفق به.
وللوزير المهلّبي أخبار وشعر رائق، وتوفيّ في طريق واسط، وحمل إلى بغداد. ومن شعره:
قال لي من أحبّ والبين قد جـ
…
ـدّ وفي مهجتي لهيب الحريق
ما الذي في الطريق تصنع بعدي؟
…
قلت: أبكي عليك طول الطّريق
توفّي المهلّبي لثلاث بقين من شعبان عن نيّف وستّين سنة.
ولابن الحجّاج من أبيات يرثيه:
مات الذي أمسى الثّناء وراءه
…
والعفو عفو الله بين يديه
هدم الزّمان بموته الحصن الذي
…
كنّا نفر من الزّمان إليه
وللوزير المهلّبي:
أراني الله وجهك كلّ يوم
…
صباحاً للتيمّن والسّرور
وأمتع ناظري بصفحتيه
…
لأقرأ الحسن من تلك السّطور
ولابن عبد الله بن الحجّاج يرثي الوزير المهلّبي:
يا معشر الشعراء دعوة موجع
…
لا يرتجى فرج السّلوّ لديه
عزّوا القوافي بالوزير فإنّها
…
تبكي دماً بعد الدّموع عليه
مات الذي أمسى الثّناء وراءه
…
والعفو عفو الله بين يديه
هدم الزّمان بموته الحصن الذي
…
كنّا نفرّ من الزّمان إليه
فليعلمنّ بنو بويه أنّه
…
فجعت به الأيّام آل بويه
وحكى أبو علي التنوخي: أن الوزير المهلبي مر بدرب فلزته الإراقة، فنزل فدخل بيت إنسان ضعيف، فدعا له صاحب البيت، فقال: هذه الدار لك؟ قال: لا، قال: كم تساوي؟ قال: خمسمائة درهم. قال: وما عملك؟ قال: في الكيزان. فأعطاه ألف درهم، وركب. ولقد شاهدت له مجلسا في رمضان سنة إحدى وخمسين وثلاثمائة، كأنه من مجالس البرامكة، ما شاهدت مثله قط، وذلك أن كاتبه عبد العزيز بن إبراهيم ابن حاجب النعمان سقط من روشن فمات بعد أيام، فجزع عليه أبو محمد، وجاء إلى أولاده وكنت معه، فعزاهم ووعدهم بالإحسان، وقال: أنا أبوكم. ثم ولى الابن الأكبر مكان أبيه، وولى الابن الآخر عملا جليلا.
ناب المهلبي في الوزارة أولا عن أبي جعفر الصيمري، فمات أبو جعفر، فاستوزره معز الدولة سنة تسع وثلاثين. ثم وزر للمطيع. ولذلك سمي وزير الدولتين. وله ترسل بليغ.
استوفى ابن النجار ترجمة المهلبي.
قال هلال بن المحسن: كان نهاية في سعة الصدر، وكمال المروءة، وبعد الهمة، والإقبال على أهل الأدب. وله شعر مليح، يملأ العيون منظره، والمسامع منطقه، والصدور هيبته، وتقبل النفوس تفصيله وجملته.
51 -
الحسن بن محمد بن رمضان بن شاكر
، أبو علي الحميري.
أظنّه مصرياً، توفّي في ربيع الأول.
52 -
حمدون بن محمد بن حمدون بن هشام
، أبو الحسن السجستاني.
توفي في صفر. من شيوخ الحاكم.
53 -
خالد بن سعد
، أبو القاسم الأندلسي.
سمع محمد بن فطيس، وسليمان بن قريش، وسعيد بن عثمان الأعناقي، وطاهر بن عبد العزيز، وخلقاً سواهم.
وله كتاب في رجال الأندلس، وكان إماماً في الحديث، حافظاً بصيراً بالعلل، متقدّماً على أهل زمانه بقرطبة. وكان أحد الأذكياء؛ قيل: إنّه حفظ من سمعةٍ واحدةٍ عشرين حديثاً. وبلغنا أنّ المستنصر بالله كان يقول: إذا فاخرنا أهل المشرق بيحيى بن معين فاخرناهم بخالد بن سعد.
وقيل: كان خالد بذيء اللسان ينال من أعراض النّاس.
54 -
عبد الله بن أحمد بن إبراهيم
، أبو العباس التونسي المعروف بالأبياني التميمي.
تفقّه على يحيى بن عمر، والمغامي يوسف، وأحمد بن أبي سليمان.
وعنه أبو محمد بن أبي زيد، وأبو محمد عبد الله الأصيلي.
وكان فقيه إفريقية، وكان يميل إلى مذهب الشافعي، وهو بمذهب مالك أقعد.
55 -
عبد الله بن محمد بن مغيث
، أبو محمد الأنصاري القرطبي الصفّار، والد قاضي الجماعة أبي الوليد يونس.
روى عن خالد بن سعد، وأحمد بن سعيد بن حزم، وإسماعيل بن بدر، وجماعة.
وكان أديباً شاعراً بارعاً بليغاً كاتباً، مع العبادة والتواضع والفضل، وزهد في الدنيا في آخر عمره. وتوفي في شوّال وله ثمان وستّون سنة.
قال يونس بن عبد الله بن مغيث: سمعت أبي يقول: أوثق عملي في نفسي سلامة صدري أنّي آوي إلى فراشي ولا يأوي صدري غائلة لمسلم.
وقد صنّف للحكم المستنصر كتاب شعراء بني أميّة فأجاد، وجاء في مجلّد واحد.
ومن شعره:
أتوا حسبة
56 -
عبيد الله بن يحيى بن إدريس القرطبي
.
سمع عبيد الله بن يحيى الليثي، وسعيد بن عثمان الأعناقي، وأسلم بن عبد العزيز.
وكان متقدّماً في ضروب العلم، وكان شاعراً محسنا بارعاً مع معرفته للآثار والسّنن، وكان متواضعاً نبيلاً. ولّي الوزارة فما زاده ذلك إلا فضلاً. وكان يؤذّن في مسجده وهو وزير. وكان ثقة، أخذ الناس عنه كثيراً، وتوفي في ذي القعدة.
ترجمه ابن الفرضي، كنيته: أبو عثمان.
57 -
عبد الرحمن بن الحسن بن أحمد بن محمد بن عبيد الأسدي
، أبو القاسم الهمذاني.
روى عن إبراهيم بن ديزيل، ويحيى بن عبد الله الكرابيسي، ومحمد بن الضريس، وعلي بن الحسين بن الجنيد، وتكلّموا في سماعه من ابن ديزيل. وعنه ابن منده، والحاكم، وأحمد بن موسى بن مردويه، وأبو بكر بن لال، ومحمد بن أحمد بن الحسين المحاملي، وأبو الحسن علي بن أحمد الحمّامي، وأبو علي بن شاذان، وعبد الرحمن بن محمد بن شبانة الهمذاني، وآخرون. ولد سنة سبعين مائتين.
رماه بالكذب القاسم بن أبي صالح.
وقال صالح بن أحمد الهمذاني: ضعيف ادّعى الرواية عن إبراهيم بن الحسين فذهب علمه.
58 -
عبيد الله بن آدم بن عبيد بن خالد
، أبو محمد الدمياطي.
يروي عن بكر بن سهل الدمياطي، وغيره.
59 -
علي بن أحمد بن أبي قيس
، أبو الحسن البغدادي الرّفَاء المقرئ.
حدّث عن ابن أبي الدّنيا، وقيل كان زوج أمّه. روى عنه أبو الحسن علي بن أحمد الحمّامي. وكان يفسّر المنامات ويقرئ القرآن في داره.
قال ابن أبي الفوارس: كان ضعيفاً جدّاً، توفي في جمادى الآخرة.
60 -
علي بن إسحاق بن خلف
، أبو القاسم البغدادي المعروف بالزّاهي.
شاعر مجيد، مدح سيف الدولة بن حمدان والوزير المهلّبي، وكان قطّاناً لم يتكهّل، وهو القائل:
صدودك في الهوى هتك استتاري
…
وعاونه البكاء على اشتهاري
ولم أخلع عذاري فيك إلاً
…
لما عاينت من حسن العذار
وكم أبصرت من حسن ولكن
…
عليك من شقوتي وقع اختياري
وله:
سفرن بدوراً وانتقبن أهلّة
…
ومسن غصوناً والتفتن جآذرا
وأطلعن في الأجياد بالدرّ أنجماً
…
جعلن لحبّات الثغور ضرائرا
61 -
علي بن الحسين بن علي
، أبو الحسن العبسي المصري الفرّاء، صاحب التاريخ.
كذا ذكره أبو القاسم بن منده.
62 -
علي بن محمد بن إبراهيم
، أبو القاسم الجلاّب.
يروي عن بكر بن سهل الدمياطي.
توفي في رجب.
63 -
علي بن هارون بن علي بن يحيى بن أبي منصور بن المنجّم
، أبو الحسن البغدادي.
ولد سنة ست وسبعين ومائتين بعد وفاة جدّه بسنة. وروى عن بشر بن موسى، ومحمد بن العبّاس اليزيدي، وجماعة. وعنه ابنه أحمد، والحسن بن يحيى النوبختي، والمرزباني.
وكان أديباً أخبارياً، وشاعراً محسناً، فمن شعره:
بيني وبين الدهر فيك عتاب
…
هل يرتجى من غيبتيك إياب
لولا التعلّل بالرجاء تقطّعت
…
نفس عليك شعارها الأوصاب
لا يأس من فرج الإله فربّما
…
يصل القطوع ويقدم الغياب
ومن شعره إلى ابن الحواري:
كيف نال العثار من لم يزل منـ
…
ـه مقيلاً في كل خطب جسيم
أم ترقّى الأذى إلى قدم لم
…
يخط إلاّ إلى مقام كريم
قال الخطيب: توفي سنة اثنتين وخمسين وثلاثمائة.
64 -
علي بن يعقوب بن إسحاق
، أبو الحسن مؤذن جامع أصبهان.
سمع محمد بن العباس الأخرم، وأحمد بن علي بن الجارود، والحسن بن هارون بن سليمان. وعنه أبو بكر بن أبي علي، وأبو نعيم.
توفّي في شهر رمضان.
65 -
محمد بن أحمد بن إسحاق بن إبراهيم النيسابوري
، أبو عمرو النّحوي المعروف بأبي عمرو الصغير، رفيق أبي علي النيسابوري في الرحلة.
سمع عبد الله بن شيرويه، وأبا القاسم البغوي، وابن جوصا، وأبا عروبة الحرّاني، وابن قتيبة العسقلاني، وطبقتهم. وعنه الحاكم، وقال: كان كبيراً في العلوم.
66 -
محمد بن أحمد بن قاسم بن هلال
، أبو عبد الله القيسي القرطبي.
سمع من عبيد الله بن يحيى، وسعيد بن عثمان الأعناقي، وجماعة.
وكان مفتياً أكثر النّاس عنه.
67 -
محمد بن إسحاق بن مهران
، شاموخ المقرئ.
روى عن أحمد البراثي، والحسن بن الحباب. روى عنه يوسف القوّاس، وأبو الحسن بن رزقويه.
قال الخطيب: كثير المناكير.
68 -
محمد بن أحمد بن موسى بن هارون بن الصّلت الأهوازي
، أبو الطيّب.
سكن بغداد، وحدّث عن أبي خليفة، ومحمد بن جعفر القتّات، وإبراهيم بن شريك. وعنه ابنه أحمد، وعبد الرحمن الحرفي، ومن القدماء الدارقطني وغيره.
قال الخطيب: كان صدوقاً.
69 -
محمد بن أحمد بن محمد بن حسن
، أبو الحسين المعاذي النيسابوري الأديب، شيخ عشيرته المعاذية.
سمع أبا عبد الله البوشنجي، وإبراهيم بن علي، وإبراهيم بن أبي طالب. وعنه الحاكم وغيره، وقال: مات في رجب سنة ثنتين، وله ثلاث وثمانون سنة.
70 -
محمد بن أحمد بن الحسين
، أبو طاهر النيسابوري السمسار.
سمع أبا عبد الله البوشنجي، وطبقته. وعنه الحاكم.
71 -
محمد بن علي بن دحيم بن كيسان
، أبو جعفر الشيباني الكوفي الصائغ.
سمع إبراهيم بن عبد الله العبسي القصّار، وإبراهيم بن أبي العنبس القاضي، وأحمد بن حازم بن أبي غرزة، وجماعة. وعنه الحاكم، وأبو بكر أحمد بن الحسن الحيري، وأبو بكر أحمد بن موسى بن مردويه، وجناح بن نذير المحاربي، ومحمد بن علي بن خشيش التميمي الكوفي، وأبو منصور الظفر بن محمد العلوي، وزيد بن أبي هاشم العلوي، وغيرهم.
حديثه في الثقفيّات وغيرها. وكان ثقة صدوقاً.
حدّث في هذه السنة، وما أدري هل توفّي فيها أو بعدها.
أرخه هنا ابن حماد الكوفي، فقال: حدث في سنة اثنتين وخمسين،
قال: وكان شيخا صالحا صدوقا قليل المعرفة بالحديث، كان سماعه في كتب أبيه، وكان أبوه قد شرط على جزء من مسند ابن أبي غرزة، ما كان في هذا الكتاب عليه إجازة واحدة فلم يسمعه مني محمد وحسن وحسين، وما كان عليه جرحتان فقد سمعوه مني، وما عليه ثلاث جرحات فقد سمعوه مرتين، فلم يضبط هذا الشرط كثير من الناس، وأصح ما أخذ عنه ما كان أبو ذر بن المنذر قرأه عليه.
72 -
محمد بن عبد الله بن محمد بن بشر
، أبو عبد الله المزني المغفلي الهروي.
سمع أحمد بن نجدة، وعلي بن محمد الجكاني. وعنه أبو عبد الله الحاكم، وأبو علي بن شاذان، وأبو الحسن بن رزقويه.
ووثقه الخطيب، وتوفي بنيسابور.
73 -
محمد بن علي بن حسن
، أبو بكر الشرابي الرماني.
سمع محمد بن عثمان بن أبي شيبة، ويوسف القاضي. وعنه تمام الرازي، وعبد الرحمن بن عمر ابن النحاس، وعقيل وحسين ابنا عبيد الله بن عبدان.
قال أبو الفتح بن مسرور: فيه لين.
74 -
محمد بن عمر بن الحسن بن عبيد
، أبو جعفر ابن المسلمة.
بغدادي، ثقة. سمع محمد بن جرير الطبري، وأبا عمر محمد بن يوسف القاضي، وعنه ابنه أبو الفرج.
75 -
محمد بن محمد بن أحمد بن مالك
، أبو بكر الإسكافي.
سمع موسى بن سهل الوشاء، وجعفر بن محمد الصائغ، وأبا الأحوص العكبري، والحارث بن أبي أسامة. وعنه الدارقطني، وابن رزقويه، وأحمد بن عبد الله المحاملي، وأبو علي بن شاذان.
قال الخطيب: سمعت البرقاني يثني عليه وأمرنا أن نكتب حديثه. وتوفي في ذي القعدة.
قلت: له جزء معروف به.
76 -
محمد بن وسيم أبو بكر القيسي الطليطلي الضّرير
.
سمع بقرطبة من أحمد بن خالد، ومحمد بن أيمن، وقاسم بن أصبغ.
وكان بصيراً بالحديث حافظاً للفقه، نحويّاً شاعراً من الأذكياء.
توفي في ذي القعدة.
77 -
نصر بن جعفر بن علي بن حسن بن منصور
بن خالد بن يزيد بن المهلّب بن أبي صفرة، الإمام أبو منصور المهلّبي الأزدي السمرقندي، مفتي الحنفية وعالمهم بسمرقند.
انتهى إليه معرفة المذهب ودقائقه. وروى عن أحمد بن يحيى، وفارس بن محمد، وأحمد بن حام البلخيّين. أخذ عنه الفقيه عبد الكريم بن محمد، وطائفة من الأنساب.
علّقه ابن قاضي الحصن.
78 -
الوليد بن عيسى بن حارث
، أبو العباس الأندلسي مولى بني أميّة.
كان بصيراً بالشعر والأدب، شرح ديوان أبي تمام الطائي وشعر مسلم بن الوليد، وكان بعيد الصيت في تعليم أبناء الملوك.
توفّي في شوّال.
سنة ثلاث وخمسين وثلاثمائة
79 -
أحمد بن إبراهيم بن يوسف بن يزيد بن بندار التيمي
، مولاهم الأصبهاني أبو جعفر.
سمع عمران بن عبد الرحيم، وسهل بن عبد الله الأصبهاني الزاهد، وإبراهيم بن فهد، وإبراهيم بن إسحاق الحربي، وغيرهم. وعنه علي بن عبدكويه، وأبو نعيم الحافظ، والحسن بن محمد بن حسنويه الكاتب، وجماعة. ويعرف بابن أفرجة.
80 -
أحمد بن ثابت بن أحمد بن بقية الواسطي الكاتب
.
حدث ببغداد في هذا العام عن محمد بن مسلمة الواسطي، وأحمد بن أبي عوف البزوري، ومطيّن. وعنه ابن رزقويه، وعبد الله بن يحيى السّكّري، وطلحة بن الصقر.
81 -
أحمد بن قاج بن عبد الله
، أبو الحسين الورّاق.
كان من أكثر الناس سماعاً ببغداد. سمع إبراهيم بن هاشم، ومحمد بن جرير، ومحمد بن محمد ابن الباغندي، وإبراهيم بن عبد الله المخرمي. وعنه الدارقطني، وابن رزقويه، وأبو طالب محمد بن محمد بن غيلان.
وكان ثقة. توفي يوم عيد الفطر.
ذكر الخطيب أنه ورث سبعمائة دينار، فاشترى بجميعها كاغداً في صفقة، ومكث دهراً يكتب فيه الحديث، رحمه الله.
82 -
أحمد بن أبي بكر محمد ابن الزاهد الكبير أبي عثمان سعيد بن إسماعيل
، أبو سعيد الحيريّ النيسابوري الشهيد الحافظ.
سمع أبا عمرو الخفّاف، وعبد الله بن شيرويه، والحسن بن سفيان، والهيثم بن خلف الدوري، وحامد بن شعيب، والقاسم بن الفضل الرازي،
وخلقاً سواهم.
وصنّف التفسير الكبير والصحيح المخرّج على صحيح مسلم والأبواب وغير ذلك. ولما خرج إلى بغداد خرج بعسكر كبير وأموال، واجتمع عليه ببغداد خلق كثير، واستشهد بطرسوس، وله خمس وستون سنة.
روى عنه الحاكم.
83 -
إبراهيم بن محمد بن حمزة بن عمارة
، أبو إسحاق بن حمزة الحافظ الأصبهاني.
قال أبو نعيم فيه: أوحد زمانه في الحفظ، لم ير بعد عبد الله بن مظاهر في الحفظ مثله، جمع الشيوخ والمسند، وتوفي في سابع رمضان. وعمارة جدّهم هو ابن حمزة بن يسّار بن عبد الرحمن بن حفص، وحفص هو أخو أبي مسلم الخراساني صاحب الدولة العباسية.
سمع أبا جعفر محمد بن عبد الله الحضرمي مطيّناً، ويوسف بن يعقوب القاضي، وأبا شعيب الحرّاني، وأبا خليفة، ومحمد بن عثمان بن أبي شيبة، وطائفة سواهم.
وعنه أبو عبد الله بن منده، وقال: لم أر أحفظ منه، وأبو الحسن علي بن عبدكويه، وأبو بكر بن أبي علي الذكواني، وأبو نعيم أحمد بن عبد الله، وأبو بكر أحمد بن موسى بن مردويه، وأهل أصبهان.
قال أبو جعفر بن أبي السري: سمعت أبا العباس بن عقدة يقول: قل ما رأيت مثل إبراهيم بن محمد بن حمزة في الحفظ.
وقال أبو عبد الله الحاكم: قد كان في عصرنا جماعة بلغ المسند المصنف على التراجم لكل واحد منهم ألف جزء، منهم: إبراهيم بن محمد بن حمزة الأصبهاني، وأبو علي الحسين بن محمد الماسرجسي.
قلت: أخبرنا أحمد بن سلامة كتابة، عن مسعود بن أبي منصور، قال: أخبرنا أبو علي، قال: أخبرنا أبو نعيم، قال: حدثنا أبو إسحاق بن حمزة،
قال: حدثنا أبو جعفر الحضرمي إملاء، قال: حدثنا عبادة بن زياد، قال: حدثنا يونس بن أبي يعفور، عن أبيه، قال: سمعت عبد الله بن عمر، قال: سمعت عمر بن الخطاب يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «كل سبب ونسب منقطع يوم القيامة إلاّ سببي ونسبي» . وقع لنا من عالي حديثه ومن عالي حديث أبيه.
84 -
بكار بن أحمد بن بكار بن بنان
، أبو عيسى المقرئ.
بغدادي مشهور بالإقراء، أقرأ ستين سنة. قرأ على عبد الله بن الصقر السكري، وأبي علي الحسن بن الحسين الصوّاف صاحب أبي حمدون، وأحمد بن يعقوب ابن أخي العرق، وأبي بكر بن مجاهد. وسمع الحديث من أحمد بن علي الأبّار، وعبد الله بن أحمد بن حنبل. قرأ عليه أبو حفص الكتّاني، والحسن بن محمد الفحّام، وأبو الحسن علي بن أحمد الحمامي. وحدّث عنه هو وابن أبي الفوارس، وأبو العلاء محمد بن الحسن الورّاق.
قال الخطيب: ثقة، ولد سنة خمس وسبعين ومائتين، وتوفي في ربيع الأول سنة ثلاث وخمسين.
قال أبو عمرو الداني: ضابط مشهور ثقة.
85 -
بكير بن الحسن بن عبد الله بن مسلمة
، أبو القاسم الرازي الدرهمي.
ولد سنة أربع وستين ومائتين. سمع بمصر بكار بن قتيبة، وعبد الله بن أبي مريم، وغيرهما. وعنه عبد الرحمن ابن النحاس.
86 -
بندار بن الحسين الشيرازي
، أبو الحسين الزاهد، نزيل أرجان.
له لسان مشهور في علم الحقائق، وكان الشّبلي يعظمه. حكى عنه عبد الواحد بن محمد الأصبهاني، وغيره.
قال السلمي: كان بندار بن الحسين عالماً بالأصول، ردّ على محمد بن خفيف في مسألة الإغانة وغيرها.
قلت: وقد روى عن إبراهيم بن عبد الصمد الهاشمي حديثاً واحداً، وكان ذا أموال كثيرة فأنفقها وزهد.
وقال محمد بن عبد الله الرازي: أنشدني بندار بن الحسين:
نوائب الدهر أدبتني
…
وإنما يوعظ الأديب
قد ذقت حلواً وذقت مراً
…
كذاك عيش الفتى ضروب
ما مر بؤس ولا نعيم
…
إلاّ ولي فيهما نصيب
قال السلمي: حدثنا عبد الواحد بن محمد، قال: سمعت بنداراً يقول: دخلت على الشبلي ومعي تجارة بأربعين ألف دينار فنظر في المرآة، فقال: المرآة تقول: إن ثم سبباً. قلت: صدقت المرآة، فحملت إليه ست بدر، ثم لزمته حتى حملت جميع مالي إليه، فنظر مرة في المرآة وقال: المرآة تقول: ليس ثم سبب، فقلت: صدقت.
87 -
جعفر بن محمد بن أحمد بن الحكم الواسطي المؤدب
.
سمع: إدريس بن جعفر العطار، ومحمد بن سليمان الباغندي، ومحمد بن يونس الكديمي، وبشر بن موسى، وجماعة. وعنه: ابن رزقويه، وطلحة الكتّاني، وأبو علي بن شاذان.
وثّقه الخطيب.
88 -
سعيد بن عثمان بن سعيد بن السكن
، أبو علي البغدادي ثم المصري البزاز الحافظ.
ولد سنة أربع وتسعين ومائتين، وسمع بمصر والشام والجزيرة والعراق وخراسان وما وراء النهر، وكان كبير الشأن، مكثراً متقناً، مصنفاً، بعيد الصيت، له تجارة في البز؛ سمع محمد بن محمد بن بدر الباهلي، وسعيد بن هاشم الطبراني، وعلي بن أحمد علان، وأبا جعفر الطحاوي، وأبا القاسم البغوي، وابن صاعد، ومحمد بن يوسف الفربري، وأبا حامد ابن الشرقي، ومكي بن عبدان، وأبا عروبة الحرّاني، وسعيد بن عبد العزيز الحلبي، وابن جوصا.
وعنه أبو سليمان بن زبر، وابن منده، والحافظ عبد الغني بن سعيد،
وعلي بن محمد الدقاق، وعبد الله بن محمد بن أسد القرطبي، وجماعة من الأندلسيين والمصريين.
وقع كتابه المنتقى الصحيح إلى أهل الأندلس وهو كبير.
توفي في المحرم.
وقد روى عنه صحيح البخاري ابن أسد الجهني، وأبو عبد الله محمد بن أحمد بن يحيى بن مفرّج، وأبو جعفر بن عون الله.
89 -
شجاع بن جعفر
، أبو الفوارس البغدادي الورّاق الواعظ.
سمع أبا جعفر ابن المنادي، وأبا بكر الصّغاني، وعبّاس بن محمد الدوري، وأحمد بن عبد الجبار العطاردي، وعبد الله بن شبيب المدني، وأحمد بن ملاعب. وعنه أبو حفص الكتاني، وهلال الحفار، وعلي بن داود الرزاز، وأبو علي بن شاذان، وغيرهم.
وكان أسند من بقي ببغداد، وحديثه بعلو في آخر مسند عمر للنجاد.
90 -
عبد الله بن الحسن بن بندار بن ناجية بن سدوس
، أبو محمد المديني الأصبهاني.
سمع أسيد بن عاصم، وأحمد بن مهدي بأصبهان، ومحمد بن إسماعيل الصائغ بمكة. وعنه علي بن عبدكويه، وأبو أحمد عبد الله بن عمر السكري، وأبو بكر بن أبي علي المعدل، وأبو نعيم الحافظ.
91 -
عبد الله بن عمر بن إسحاق
، أبو جعفر المصري.
يروي عن ابن علاثة، وغيره.
92 -
عبد الله بن محمد بن العباس
، أبو محمد المكي الفاكهي.
سمع أبا يحيى عبد الله بن أبي مسرة وغيره. وعنه أبو عبد الله الحاكم، ومحمد بن أحمد بن حسن البزاز شيخ البيهقي، وأبو القاسم عبد الملك بن بشران، وأبو محمد ابن النحاس، وجماعة.
وكان أسند من بقي بمكة، وله كتاب أخبار مكة في مجلدتين عند
صاحبنا ابن حرمي الحافظ.
93 -
عبد الله بن محمد بن عبد الرحمن
، أبو محمد الحيري، ويعرف بالرازي الزاهد، من كبار مشايخ الصوفية.
سمع محمد بن إبراهيم البوشنجي، وجعفر بن محمد الترك، وأحمد بن نجدة الهروي، ويوسف القاضي، وغيرهم. وكان من أكابر أصحاب الزاهد أبي عثمان الحيري.
قال السلمي: صحب الجنيد، وأبا عثمان، ومحمد بن الفضل، ورويما، وسمنون، وأبا علي الجوزجاني، ومحمد بن حامد.
وكان أبو عثمان يكرمه ويبجّله وهو من أجل مشايخ نيسابور في وقته، له من الرياضات ما يعجز عن سماعها إلاّ أهلها. وكان عالماً بعلوم هذه الطائفة، وكتب الحديث الكثير، وكان ثقة.
قلت: وروى عنه أبو عبد الرحمن السلميّ، وأبو عبد الله الحاكم، وأبو علي بن حمشاذ الصائغ.
قال السلمي: سمعته يقول: قيل لبعض العارفين: ما الذي حبب إليك الخلوة ونفى عنك الغفلة؟ قال: وثبة الأكياس من فخ الدنيا.
وقال السلمي: هو أجل شيخ رأيناه من القوم وأقدمهم، وقد صحب محمد بن علي الترمذي والكبار، ويرجع إلى فنون من العلم، وكتب الحديث الكثير. وله رياضات واجتهادات يطول ذكرها. وقد امتحن في آخر عمره بحدث من أهل نيسابور، كشفت تلك المحنة عن جلالته وعظم شأنه. سمعته
يقول: إذا رأيت المريد يحبّ السماع فاعلم أن فيه بقية من البطالة.
قال السلمي: قرأت بخط أبي بكر بن داود، قال: سمعت عبد الله الرازي يقول: قال لي الجنيد: من أين أنت؟ قلت: من نيسابور. قال: عليك أن تحكي لي عن أبي حفص. فحكيت له عن أبي عثمان عن أبي حفص حكاية، فقال: أبو عثمان لا يخطئ، وأبو حفص سيد، ولكنك تخطئ فيها. فقلت: لا، ولكنه ليس حالك، فارجع وبارك هذا الحال حتى يبدو لك. فلما كان من الغد قال: يا نيسابوري ظهر لي الصواب وأنك لم تخطئ.
94 -
عبد الصمد بن الحسين بن يوسف بن يعقوب الأزدي القاضي
.
بغدادي يكنى أبا الحسين، من بيت علم، حدث بمصر عن محمد بن جعفر القتات. وعنه عبد الواحد بن مسرور، ووثقه.
95 -
عبد الملك بن محمد
، أبو مروان المدني، قاضي المدينة.
96 -
عبد الملك بن هذيل بن إسماعيل
، أبو مروان التميمي القرطبي.
سمع أحمد بن خالد الجباب، وابن أيمن، وبمكّة ابن الأعرابي. ولزم العزلة والزهد، وكان من الراسخين في العلم، رضي الله عنه. وهو أخو يحيى بن هذيل الشاعر، سيأتي سنة إحدى وسبعين.
97 -
عبد الواحد بن أحمد بن علي بن أبي الخصيب
، أبو علي.
توفي بتنيس في المحرّم.
98 -
عبد العزيز بن محمد بن إبراهيم ابن الواثق ابن المعتصم
، أبو محمد العباسي الهاشمي البغدادي.
سمع أبا مسلم الكجي، وأبا شعيب الحرّاني، وموسى بن هارون، ويوسف بن يعقوب القاضي، وخلف بن عمرو العكبري. وعنه الدارقطني، وأبو الحسن بن رزقويه، وابن ابنه أحمد بن عمر بن عبد العزيز، وغيرهم.
وثقه الخطيب.
99 -
علي بن إبراهيم
، أبو الحسن المستملي النجاد.
سمع السراج، وإمام الأئمة ابن خزيمة، والباغندي. وعنه ابن رزقويه، وابن الفضل القطان.
100 -
علي بن الحسن بن دليل
.
روى عن يوسف القاضي، وغيره. روى عنه الدارقطني، وابن رزقويه، وغيرهما.
وثقه الخطيب.
101 -
علي بن يعقوب بن إبراهيم بن شاكر بن زامل بن أبي العقب
، أبو القاسم الهمداني الدمشقي.
أحد محدّثي الشام الثقات. سمع أبا زرعة النصري، والقاسم بن موسى الأشيب، وأحمد بن المعلى، والحسن بن جرير الصوري، وأنس بن السلم، وعبد الله بن أحمد بن حنبل، سمع منه في الحج. وقرأ بحرف عاصم على أحمد بن نصر بن شاكر، عن الحسين العجلي، عن يحيى بن آدم.
وقرأ عليه مظفر بن أحمد الدينوري. وحدّث عنه تمام الرازي، وأبو نصر بن هارون، وعبد الرحمن بن ياسر الجوبري، وعبد الواحد بن مشماس، وأبو عبد الله بن منده، ونافلته عبد الرحمن بن الحسين بن الحسن بن علي، وعبد الرحمن بن أبي نصر، وأبو العباس بن الحاج الإشبيلي. وآخر من روى عنه أبو الحسن ابن السمسار.
مولده سنة إحدى وستين ومائتين، وله شعر حسن، وكانت وفاته في ذي الحجّة من السنة.
102 -
قاسم بن محمد بن قاسم بن سيّار
، مولى الوليد بن عبد الملك، الأموي القرطبي.
من بيت علم وجلالة، يكنى أبا محمد. سمع من عبيد الله بن يحيى، والأعناقي، وغيرهما. وكان عارفاً بمذهب مالك.
ولي قضاء إستجة وقبرة وإشبيلية، وحمدت سيرته. وكانت وفاته فجاءة.
103 -
محمد بن أحمد بن محمد بن خروف
، أبو بكر المدني ثم المصري.
سمع محمد بن علي الصائغ، وموسى بن هارون الحمّال، والحسن بن علي بن موسى، وأحمد بن علي بن سهل المروزي.
وقع لنا جزء من حديثه. روى عنه: أبو عبد الله بن نظيف، وأبو محمد ابن النحّاس، وجماعة.
توفي في ذي الحجّة.
104 -
محمد بن أحمد بن أبي القاسم عبد الله بن محمد البغوي
، أبو الفتح.
سمع معجم الصحابة من جده، وروى عنه وعن بشر بن موسى. وعنه ابن رزقويه، وعبد الرحمن بن عمر النحاس.
قال الخطيب: لم يبلغني من حاله إلاّ خيرا.
105 -
محمد بن أحمد بن محمد بن عقبة
، القاضي أبو أحمد المروزي الحنفي.
من كبار الأئمة، ولي قضاء نيسابور سنة سبع وثلاثين وثلاثمائة بعد يحيى بن منصور القاضي، فحكم نحواً من سبع سنين، ثم عزل بقاضي الحرمين، ثم ولي قضاء بخارى حتى مات في سنة ثلاث هذه.
حدّث عن عبد الله بن محمود المروزي. وعنه الحاكم وأثنى عليه.
106 -
محمد بن إبراهيم بن حمش
، أبو عبد الله النيسابوري، نزيل نسا.
سمع البوشنجي، وإبراهيم بن أبي طالب، وخرّج لنفسه فخلّط وبان
جهله. روى عنه الحاكم وغيره.
107 -
محمد بن إسحاق بن أيوب بن كوشيذ
، أبو بكر الأصبهاني المقرئ.
سمع إبراهيم بن سعدان، وأبا مسلم الكجّي، وجماعة. وعنه علي بن عبدكويه، وأبو بكر بن أبي علي المعدّل، وأبو نعيم أحمد بن عبد الله.
108 -
محمد بن الحسين بن عمر القرشي
، مولاهم، أبو بكر الدمشقي ويعرف بابن مزاريب.
روى عن أبي زرعة الدمشقي، وغيره. وعنه تمّام الرازي، وعبد الواحد بن بكر، وعبد الرحمن بن عمر بن نصر.
مات في شوّال.
109 -
محمد بن عبيد الله بن المرزبان الأصبهاني
، أبو بكر الواعظ.
سمع محمد بن يحيى بن منده، وإبراهيم بن متويه، وعبد الله بن زيدان الكوفي، وأبا القاسم البغوي.
وكان ورعاً صالحاً، صحب أبا عبد الله الخشوعي. وعنه أبو نعيم.
110 -
محمد بن عثمان بن سعيد
، أبو عبد الله الأندلسي.
حدّث عن أبي خليفة في هذا العام.
111 -
محمد بن مالك بن الحسن بن مالك
، أبو صخر السعدي المروزي، نزيل بلخ.
112 -
محمد بن محمد بن يحيى
، أبو الفضل القرّاب الهروي.
توفي بسمرقند في شوال، وحمل إلى هراة. حدث عن محمد بن يوسف الفربري، ومحمد بن نوح الجنديسابوري. وعنه أبو الحسن الديناري.
محمد بن النعمان بن نصير، أبو بكر العنسي إمام الجامع بصور.
سمع محمد بن علي بن حرب الرقي، وجعفر بن محمد الهمذاني،
وعبد الجبار بن محمد بن كوثر. وعنه تمام الرازي، وأبو عبد الله بن منده، وشهاب بن محمد الصوري.
حدّث في هذا العام.
114 -
محمد بن هارون بن شعيب بن عبد الله بن عبد الواحد
، ويقال بعد شعيب: ابن علقمة بن سعد، ويقال: ابن عبد الله بن ثمامة، من ولد أنس بن مالك، ويقال: ابن حبّان بن حكيم، أبو علي الأنصاري الدمشقي من سكان قرية قينية غربيّ المصلى.
سمع بالشام، ومصر، والعراق، وأصبهان، وصنّف وخرج.
سمع عبد الرحمن بن حاتم المرادي، وأبا علاثة محمد بن عمرو، وبكر بن سهل، ومحمد بن يحيى بن منده، وأحمد بن إبراهيم البسري، وزكريا بن يحيى خياط السنّة، وأحمد بن محمد بن يحيى بن حمزة، وأحمد بن خليد الحلبي، ومحمد بن عبد الله بن سليمان الحضرمي، والفريابي، وأبا خليفة، وعبدان، وطائفة. وعنه أبو بكر ابن المقرئ، وابن منده، وتمام، وعبد الرحمن بن أبي نصر التميمي، وعبد الوهاب الميداني.
وولد في رمضان سنة ست وستين ومائتين.
قال عبد العزيز الكتاني: كان يتهم.
أخبرنا علي بن عثمان، وأحمد بن هبة الله، وعلي بن إبراهيم بن يحيى، والحسن بن علي بن يونس، ومحمد بن يوسف الذهبي؛ قالوا: أخبرنا مكرم بن محمد بن حمزة، قال: أخبرنا علي بن أحمد السوسي سنة ثمان وخمسين وخمسمائة، قال: أخبرنا علي بن محمد بن علي السلمي، قال: أخبرنا عبد الرحمن بن عثمان، قال: أخبرنا أبو علي محمد بن هارون، قال: حدثنا زكريا بن يحيى السجزي، قال: حدثنا إسحاق بن إبراهيم، قال: حدثنا روح بن عبادة وعفان؛ قالا: حدثنا حمّاد بن سلمة، عن عبد الله بن محمد بن عقيل، عن محمد ابن الحنفيّة، عن عليّ رضي الله عنه، قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم ضخم الرأس، عظيم العينين، أزهر اللون، كث اللحية، شثن الكفين والقدمين، هدب
الأشفار، مشرب العينين حمرة، إذا مشى تكفأ كأنما يمشي في صعد، وإذا التفت التفت جميعاً صلى الله عليه وسلم.
قال الميداني وغيره: توفي سنة ثلاث وخمسين.
115 -
محمد بن هارون الطزري
، أبو سهل، نزيل طرسوس.
سمع محمد بن يونس الكديمي.
116 -
محرز بن جعفر الرازي
، أبو الحسن الصوفي الزاهد.
له حكايات.
117 -
مسلمة بن القاسم بن إبراهيم
، أبو القاسم القرطبي.
سمع محمد بن عمر بن لبابة، وأحمد بن خالد، وجماعة، ورحل إلى المشرق فسمع بالقيروان من أحمد بن موسى التمار، وعبد الله بن محمد بن فطيس، وبأطرابلس من صالح بن أحمد بن عبد الله العجلي الكوفي، وبإقريطش من أحمد بن محمد بن خلف، وبمصر من محمد بن زبان، وأبي جعفر الطحاوي، وبمكة من الديبلي، وبواسط من علي بن عبد الله بن مبشّر، وبالبصرة من أبي روق الهزاني، وببغداد من أبي بكر بن زياد النيسابوري، وبسيراف، واليمن، والشام، ورجع إلى الأندلس بعلم كثير، ثم كفّ بصره، وأكثر عنه الناس.
قال ابن الفرضيّ: وسمعت من ينسبه إلى الكذب. وقال لي محمد بن أحمد بن يحيى بن مفرّج: لم يكن كذاباً، وكان ضعيف العقل، وحفظ عليه كلام سوء في التشبيه.
118 -
معلى بن سعيد
، أبو خازم التنوخي.
بغدادي سكن مصر، وحدّث عن بشر بن موسى، وأبي خليفة، ومحمد
، ابن جرير الطبري، وجماعة. وعنه أبو بكر بن شاذان، وأبو القاسم ابن الثّلاج، وعبد الغني بن سعيد الحافظ، وقال: كتبنا عنه وما كان ممن يفرح به.
قلت: وهو الذي تفرد بحكاية الهميان عن ابن جرير، وفي النفس من ثبوتها شيء. ويعرف بالشبيبي.
119 -
مكّي بن إسحاق بن إبراهيم
، أبو القاسم البخاري، قاضي بلخ.
توفي ببخارى في ربيع الأول.
120 -
ميسرة بن علي القزويني
، أبو سعيد.
من كبار المحدّثين ببلده.
سمع محمد بن أيوب الرازي وغيره، وروى الكثير؛ يقال: إنّه كتب ثلاثة آلاف جزء.
• - أبو سعيد بن أبي بكر بن أبي عثمان الحيري.
مرّ في أحمد بن محمد.
سنة أربع وخمسين وثلاث مائة
121 -
أحمد بن إبراهيم بن أحمد بن عطية
، أبو بكر بن الحدّاد البغدادي، مولى بني الزبير بن العوام.
سمع أحمد بن محمد بن يحيى بن حمزة، وعبد الرحمن بن الروّاس، وأنس بن السلم بدمشق، وبكر بن سهل الدمياطي بدمياط، ويوسف القاضي، وجماعة. وعنه الحافظ عبد الغني، وعلي بن عبد الله بن جهضم، وعبد الرحمن بن عمر النّحاس، ومحمد بن نظيف.
ووثقه الخطيب: توفي بتنيس، وحمل فيما قيل إلى بغداد. عاش أربعاً وثمانين سنة.
122 -
أحمد بن إبراهيم بن حوصلة الكوفي ثم البخاري
، أبو الأسد.
سمع: صالح بن محمد جزرة، وحامد بن سهل، وإبراهيم بن معقل.
توفي في ذي القعدة.
123 -
أحمد بن الحسين بن الحسن بن عبد الصمد
، أبو الطيّب الجعفي الكوفي المتنبيّ الشاعر.
ولد سنة ثلاث وثلاث مائة، وأكثر المقام بالبادية لاقتباس اللغة، ونظر في فنون الأدب والأخبار وأيّام الناس، وتعاطى قول الشعر في صغره حتى بلغ فيه الغاية، وفاق أهل عصره، ومدح الملوك، وسار شعره في الدنيا؛ مدح سيف الدولة أبا الحسن بن حمدان بالشام، والأستاذ كافور الإخشيدي بمصر، وحدّث في بغداد بديوانه.
روى عنه: أبو الحسين محمد بن أحمد المحامليّ، وعلي بن أيوب القمّي، وأبو عبد الله بن باكويه الشّيرازي، وأبو القاسم بن حنش الحمصي، وكامل بن أحمد العزائمي، والحسن بن علي العلوي، وغيرهم؛ رووا عنه من شعره.
وكان أبوه سقاء بالكوفة يلقب بعيدان.
قال أبو الحسن محمد بن يحيى العلوي: حدّثني كتبي كان يجلس إليه المتنبّي، قال: ما رأيت أحفظ من هذا الفتى ابن عيدان، كان اليوم عندي وقد أحضر رجل كتاباً من كتب الأصمعيّ نحو ثلاثين ورقة ليبيعه، فأخذ ينظر فيه طويلاً، فقال له الرجل: يا هذا أريد أن أبيعه، فإن كنت تريد حفظه فهذا يكون بعد شهر، فقال له ابن عيدان: فإن كنت قد حفظته فمالي عليك؟ قال: أهبه لك. قال: فأخذت الدفتر من يده، فأقبل يقرأ عليّ إلى آخره، ثم استلبه فجعله في كمه وقام، فعلق به صاحبه وطالبه بالثمن، فمنعناه منه، وقلنا: أنت شرطت على نفسك.
قال أبو الحسن العلوي: كان عيدان يذكر أنّه جعفيّ.
قال أبو القاسم التنوخيّ: وقد كان المتنبّي خرج إلى كلب وأقام فيهم وادّعى أنّه علوي، ثم ادعى بعد ذلك النبوة إلى أن شهد عليه بالكذب في الدعوتين، وحبس دهراً وأشرف على القتل، ثم استتابوه وأطلقوه.
قال التنوخي: حدّثني أبي، قال: حدثني أبو علي بن أبي حامد قال: سمعنا خلقاً بحلب يحكون والمتنبّي بها إذ ذاك أنه تنبّأ في بادية السماوة، قال: فخرج إليه لؤلؤ أمير حمص من قبل الإخشيدية، فأسره بعد أن قاتل المتنبي ومن معه، وهرب من كان اجتمع عليه من كلب، وحبسه دهراً، فاعتل وكاد أن يتلف، ثم استتيب بمكتوب. وكان قد قرأ على البوادي كلاماً ذكر أنّه قرآن أنزل عليه نسخت منه سورة فضاعت وبقي أولها في حفظي وهو: والنجم السيار، والفلك الدوار والليل والنهار، إن الكافر لفي أخطار، امض على سننك واقف أثر من كان قبلك من المرسلين، فإن الله قامع بك زيغ من ألحد في الدين، وضل عن السبيل. قال: وهي طويلة. قال: وكان المتنبي إذا شوغب في مجلس سيف الدولة، ونحن إذ ذاك بحلب، يذكر له هذا القرآن فينكره ويجحده. وقال له ابن خالويه النحويّ يوماً في مجلس سيف الدولة: لولا أنّ
الآخر جاهل لما رضي أن يدعى المتنبي، لأن متنبي معناه كاذب، فقال: إني لم أرض أن أدعى به.
ومن قوله مما رواه عنه ابن باكويه، سمع منه بشيراز:
وما أنا بالباغي على الحبّ رشوة قبيح هوى يرجى عليه ثواب إذا نلت منك الودّ فالمال هين وكل الذي فوق التراب تراب وله:
وبعين مفتقر إليك رأيتني فهجرتني ورميت بي من حالق لست الملوم أنا الملوم لأنني أنزلت حاجاتي بغير الخالق وله شعر بالسند المتصل مما ليس في ديوانه، وما خرج من مصر حتى أساء إلى كافور وهجاه، كما ذلك مشهور.
قال المختار محمد بن عبيد الله المسبّحي: لما هرب المتنبي من مصر وصار إلى الكوفة، ثم صار إلى ابن العميد ومدحه، فقيل: إنّه وصل إليه منه ثلاثون ألف دينار، وفارقه ومضى إلى عضد الدولة إلى شيراز فمدحه، فوصله بثلاثين ألف دينار، ففارقه على أن يمضي إلى الكوفة يحمل عياله ويجيء، فسار حتى وصل إلى النعمانية بإزاء قرية، فوجد أثر خيل هناك، فتنسّم خبرها فإذا هي خيل قد كمنت له لأنّه قصدها، فواقعوه فطعن، فوقع عن فرسه، فنزلوا فاحتزوا رأسه، وأخذوا الذهب الذي معه، وقتل معه ابنه محسد وغلامه، وكان معه خمسة غلمان، وذلك لخمس بقين من رمضان سنة أربع وخمسين.
وقال الفرغاني: لما رحل المتنبي من المنزلة جاءه خفراء فطلبوا منه خمسين درهماً ليسيروا معه فمنعه الشح والكبر، فتقدّموه، فكان من أمره ما كان.
ورثاه أبو القاسم مظفّر بن علي الزوزني بقوله:
لا رعى الله سرب هذا الزمان إذ دهانا في مثل ذاك اللسان ما رأى الناس ثاني المتنبي أي ثان يرى لبكر الزّمان كان في نفسه الكبيرة في جي ش وفي كبرياء ذي سلطان كان في شعره نبيّاً ولكن ظهرت معجزاته في المعاني وقيل: إنّه قال شيئاً في عضد الدولة، فدسّ عليه من قتله؛ لأنّه لما وفد
عليه وصله بثلاثة آلاف دينار وثلاثة أخراس مسرجة محلاة وثياب مفتخرة، ثم دس عليه من سأله: أين هذا العطاء من عطاء سيف الدولة؟ فقال: هذا أجزل إلا أنه عطاء متكلف، وسيف الدولة كان يعطي طبعاً. فغضب عضد الدولة، فلما انصرف جهّز عليه قوماً من بني ضبّة، فقتلوه بعد أن قاتل قتالاً شديداً، ثم انهزم، فقال له غلامه: أين قولك:
الخيل والليل والبيداء تعرفني والحرب والضرب والقرطاس والقلم فقال: قتلتني، قتلك الله، ثم قاتل حتى قتل.
وقال ضياء الدين نصر الله ابن الأثير: سافرت إلى مصر ورأيت الناس يشتغلون بشعر المتنّبي، فسألت القاضي الفاضل، فقال: إنّ أبا الطيّب ينطق عن خواطر الناس.
وقال صاحب اليتيمة: استنشد سيف الدولة أبا الطيب قصيدته الميمية وكانت تعجبه، فلما قال له:
وقفت وما في الموت شك لواقف كأنك في جفن الردى وهو نائم تمر بك الأبطال كلمى هزيمة ووجهك وضاح وثغرك باسم فقال: قد انتقدنا عليك من البيتين كما انتقد على امرئ القيس قوله:
كأني لم أركب جواداً ولم أقل لخيلي كرّي كرة بعد إجفال ولم أسبأ الزق الروي للذّة ولم أتبطن كاعباً ذات خلخال ولك أن تقول الشطر الثاني من البيت الثاني مع شطر الأول وشطره مع الثاني. فقال: أيّدك الله إن صح أن الذي استدرك على امرئ القيس أعلم بالشعر منه، فقد أخطأ امرؤ القيس وأنا، ومولانا يعرف أنّ الثوب لا يعرفه البزاز معرفة الحائك، لأن البزاز يعرف جملته، والحائك يعرف جملته وتفاريقه، لأنه هو الذي أخرجه من الغزل إلى الثّوبية، وإنّما قرن امرؤ القيس
لذة النساء بلذة الركوب إلى الصيد، وقرن السماحة في شري الخمر للأضياف بالشجاعة في منازلة الأعداء. وأنا لما ذكرت الموت في أول البيت أتبعته بذكر الردى وهو الموت لتجانسه، ولما كان وجه المنهزم لا يخلو من أن يكون عبوساً وعينه من أن تكون باكية. قلت: ووجهك وضاح وثغرك باسم لأجمع بين الأضداد في المعنى، وإن لم يتّسع اللفظ لجمعها. فأعجب سيف الدولة بقوله، ووصله بخمس مائة دينار.
وكان المتنبي آية في اللغة وغريبها، يقال: إنّ أبا عليّ الفارسي سأله، فقال: كم لنا من الجموع على وزن فعلى؟ فقال لوقته: حجلى وظربى. قال أبو علي: فطالعت كتب اللغة ثلاث ليال على أن أجد لهذين الجمعين ثالثاً فلم أجد، وحجلى جمع حجل، وهو طائر معروف، وظربى جمع ظربان وهي دويبة منتنة الريح.
ومن قوله الفائق:
رماني الدهر بالأرزاء حتّى فؤادي في غشاء من نبال فصرت إذا أصابتني سهام تكسرت النّصال على النصال وله في سيف الدولة: كل يوم لك ارتحال جديد ومسير للمجد فيه مقام وإذا كانت النفوس كباراً تعبت في مرادها الأجسام وله:
نهبت من الأعمار ما لو حويتها لهنئت الدنيا بأنك خالد ومن شعره:
قد شرّف الله أرضاً أنت ساكنها وشرف الناس إذ سواك إنسانا وله:
أزورهم وسواد الليل يشفع لي وأنثني وبياض الصبح يغري بي وله:
لولا المشقّة ساد الناس كلهم الجود يفقر والإقدام قتال وحكي عن بعض الفضلاء، قال: وقفت على أكثر من أربعين شرحاً لديوان المتنبّي ما بين مطول ومختصر.
وقال أبو الفتح بن جني: قرأت ديوانه عليه فلما بلغت إلى قوله في كافور:
ألا ليت شعري هل أقول قصيدة ولا أشتكي فيها ولا أتعتب وبي ما يذود الشعر عني أقلّه ولكنّ قلبي يا ابنة القوم قلب فقلت له: يعزّ عليّ كيف هذا الشعر في غير سيف الدولة، فقال: حذّرناه وأنذرناه فما نفع، ألست القائل فيه:
أخا الجود أعط الناس ما أنت مالك ولا تعطين الناس ما أنا قائل فهو الذي أعطاني كافوراً بسوء تدبيره وقلة تمييزه.
وبلغنا أنّ المتعمد بن عباد صاحب الأندلس أنشد يوماً بيتاً للمتنبي قوله:
إذا ظفرت منك العيون بنظرة أثاب بها معيي المطي ورازمه فجعل المعتمد يردّده استحساناً له، فارتجل عبد الجليل بن وهبون وقال:
لئن جاد شعر ابن الحسين فإنّما تجيد العطايا واللها تفتح اللها تنبأ عجباً بالقريض ولو درى بأنّك تروي شعره لتألّها
124 -
أحمد بن محمد بن إبراهيم
، أبو بكر الأصبهاني المؤدّب، عرف بابن دق الأديب.
يروي عن إسحاق بن إبراهيم بن جميل. وعنه أبو نعيم، وابن أبي علي.
125 -
أحمد بن محمد بن أحمد بن الصباح
، أبو العباس الكبشي البغدادي.
سمع أحمد بن محمد البرتي، وإبراهيم الحربي، ومعاذ بن المثنى.
قال الخطيب: كان ثقة، حدثنا عنه هلال الحفّار.
126 -
أحمد بن يعقوب
، أبو جعفر النحوي البغدادي، بزرويه غلام نفطويه، أصله من أصبهان.
يروي عن محمد بن نصير، ومحمد بن يحيى بن منده، وأبي خليفة.
وعنه أبو الحسن بن رزقويه، وأبو علي بن شاذان.
توفي في رجب.
127 -
إبراهيم بن محمد بن سهل
، أبو إسحاق القّراب.
قتلته الباطنية بهراة لإنكاره المنكر، وصلّى عليه ابنه أبو بكر.
سمع أبا خليفة الجمحي، وأبا يعلى الموصّلي. وعنه الجارودي وغيره.
128 -
إبراهيم بن أحمد بن محمد بن بسام
، أبو إسحاق الهاشمي العبّاسي الرشيدي.
يروي عن بكر بن سهل الدمياطي، وغيره.
لا أعرفه.
129 -
بكر بن شعيب بن بكر بن محمد
، أبو الوليد القرشي.
سمع أحمد بن عمرو بن عبد الخالق، وسعيد بن عبد العزيز الحلبي، وجماعة. وعنه ابن منده، وتمّام الحافظ، وعبد الرحمن بن عمر بن نصر، وأحمد بن عون الله القرطبي، وهو دمشقي.
130 -
تميم بن أحمد بن تميم بن ثابت
، أبو الحسين البويطي المصري.
توفي في رجب. ومولده ببويط سنة تسع وسبعين.
قال الطحّان: حدّثونا عنه.
131 -
شاكر بن عبد الله المصيصي
، أبو الحسن.
حدّث ببغداد عن محمد بن موسى النهرتيري، وعمر بن سعد المنبجي، والحسن بن فيل. وعنه ابن رزقويه، ومحمد بن طلحة، وعبد الله بن يحيى السكري.
قال الخطيب: ما علمت من حاله إلاّ خيراً.
132 -
محمد بن أحمد بن عثمان بن عنبر المروزي
.
حدّث في هذه السنة ببغداد عن أبي العبّاس السرّاج، وابن خزيمة. وعنه الدارقطني مع جلالته، وأبو الحسن الحمامي، وعبد الله بن يحيى السكري.
وثّقه الخطيب.
133 -
محمد بن أحمد بن محمد بن قريش البزّاز المجهّز
.
سمع محمد بن عثمان بن أبي شيبة، ومحمد بن يحيى المروزي. وعنه ابن رزقويه، وابن داود الرزاز، وطلحة الكتّاني.
توفي في رجب ببغداد، وكان ثقة؛ قاله الخطيب.
134 -
محمد بن أبان بن سيد بن أبان
، أبو عبد الله اللخمي القرطبي.
كان عارفاً باللغة والعربية والنسب والأخبار، مصنّفاً مكيناً عند الحكم المستنصر بالله.
أخذ عن أبي علي القالي.
135 -
محمد بن إبراهيم
، أبو بكر الجوري الأديب النسابة، أحد الأئمة.
سمع حمّاد بن مدرك، وجعفر بن درستويه. وعنه الحاكم، وغيره.
مات بفارس.
136 -
محمد بن إسحاق بن أيوب
، أبو العباس النيسابوري، أخو الإمام أبي بكر الصبغيّ، ومحمد الأسنّ.
قال الحاكم: لزم الفتوة إلى آخر عمره، وكان أخوه ينهانا عنه لما كان يتعاطاه، لا لجرح في سماعه. سمع: إبراهيم بن عبد الله السعدي، ويحيى بن محمد الذهلي، وسهل بن عمّار، ومحمد بن أيوب بن الضريس. وعاش مائة سنة وزيادة أربع سنين، وعقد له مجلس الإملاء بعد وفاة أخيه.
قلت: روى عنه الحاكم.
137 -
محمد بن حبّان بن أحمد بن حبّان بن معاذ
بن معبد بن سهيد بن هدية بن مرة بن سعد بن يزيد بن مرة بن زيد بن عبد الله بن دارم بن حنظلة بن مالك بن زيد مناة بن تميم، أبو حاتم التميمي البستي الحافظ العلامة، صاحب التصانيف.
سمع الحسين بن إدريس الهروي، وأبا خليفة، وأبا عبد الرحمن النسائي، وعمران بن موسى، وأبا يعلي، والحسن بن سفيان، وابن قتيبة العسقلاني، والحسين بن عبد الله القطّان، وجعفر بن أحمد الدمشقي، وحاجب بن أركين، وأحمد بن الحسن الصوفي، وابن خزيمة، والسرّاج، وهذه الطبقة بالشام، والعراق، ومصر، والجزيرة، وخراسان، والحجاز.
وعنه الحاكم، ومنصور بن عبد الله الخالدي، وأبو معاذ عبد الرحمن بن محمد بن رزق الله السجستاني، وأبو الحسن محمد بن أحمد بن هارون الزوزني، ومحمد بن أحمد بن منصور النوقاني، وجماعة.
قال أبو سعد الإدريسي: كان على قضاء سمرقند زماناً، وكان من فقهاء الدّين وحفاظ الآثار، عالماً بالطبّ والنجوم وفنون العلم. ألف المسند الصّحيح والتاريخ والضعفاء وفقّه الناس بسمرقند.
وقال الحاكم: كان من أوعية العلم في الفقه واللغة والحديث والوعظ، ومن عقلاء الرجال. قدم نيسابور فسمع من عبد الله بن شيرويه، ورحل إلى بخارى فلقي عمر بن محمد بن بجير، ثم ورد نيسابور سنة أربع وثلاثين، ثم خرج إلى قضاء نسا، ثم انصرف إلينا سنة سبع وثلاثين فأقام بنيسابور وبنى الخانكاه، وقرئ عليه جملة من مصنفاته، ثم خرج من نيسابور سنة أربعين إلى وطنه. وكانت الرحلة إليه لسماع مصنّفاته.
وقال الخطيب: كان ثقة نبيلاً فهماً.
وقد ذكره ابن الصّلاح في طبقات الشافعية، وقال: غلط الغلط الفاحش في تصرفه.
وقال ابن حبّان في كتاب الأنواع والتقاسيم، له: ولعلّنا قد كتبنا عن أكثر من ألفي شيخ.
وقال شيخ الإسلام أبو إسماعيل الأنصاري: سألت يحيى بن عمار عن أبي حاتم بن حبّان: هل رأيته؟ قال: وكيف لم أره ونحن أخرجناه من سجستان، كان له علم كثير ولم يكن له كبير دين، قدم علينا فأنكر الحد لله، فأخرجناه.
قلت: إنكار الحد وإثباته، مما لم يأت به نصّ، والكلام منكم فضول، ومن حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه، والإيمان بأنّ الله تعالى ليس كمثله شيء من قواعد العقائد، وكذلك الإيمان بأن الله بائن من خلقه، متميزة ذاته المقدسة من ذوات مخلوقاته.
وقال أبو إسماعيل الأنصاري: سمعت عبد الصمد محمد بن محمد يقول: سمعت أبي يقول: أنكروا على ابن حبّان قوله: النبوة: العلم والعمل، فحكموا عليه بالزندقة وهجر، وكتب فيه إلى الخليفة فكتب بقتله. وسمعت غيره يقول: لذلك أخرج إلى سمرقند.
وقال الحاكم: سمعت أحمد بن محمد الطبسي يقول: توفي أبو حاتم ليلة الجمعة لثمان بقين من شوّال سنة أربع وخمسين بمدينة بست.
قلت: قوله النبوة: العلم والعمل، كقوله عليه السلام: الحج عرفة، وفي ذلك أحاديث. ومعلوم أن الرجل لو وقف بعرفة فقط ما صار بذلك حاجّاً، وإنما ذكر أشهر أركان الحجّ، وكذلك قول ابن حبّان، فذكر أكمل نعوت النبي، فلا يكون العبد نبياً إلاّ أن يكون عالماً عاملاً، ولو كان عالماً عاملا فقط لما عد نبياً أبداً، فلا حيلة لبشر في اكتساب النبوة.
138 -
محمد بن الحسن بن يعقوب بن مقسم
، أبو بكر البغدادي المقرئ العطّار.
ولد سنة خمس وستّين ومائتين، وسمع: أبا مسلم الكجّي، ومحمد بن عثمان بن أبي شيبة، ومحمد بن يحيى المروزي، وموسى بن إسحاق الأنصاري، وغيرهم. وقرأ القرآن على إدريس بن عبد الكريم، عن خلف.
وطال عمره، وأقرأ النّاس برواية حمزة؛ قرأ عليه إبراهيم بن أحمد الطبري، وأبو الفرج عبد الملك بن بكران النهرواني، وأبو الحسن الحمامي، وعلي بن أحمد بن محمد بن داود الرزّاز المحدّث شيخ عبد السيّد بن عتّاب في التّلاوة، وغيرهم. وحدّث عنه أبو الحسن بن رزقويه، وابن داود الرزّاز، وأبو علي بن شاذان، وغيرهم.
وهو راوي أمالي ثعلب عنه، وهو من عوالي ما يقع من طريقه، أعلى من الجزء المنسوب إليه بدرجة.
قال الخطيب: كان ثقة، وكان من أحفظ الناس لنحو الكوفيّين وأعرفهم بالقراءات. وله في التفسير والمعاني كتاب الأنوار وصنف في النحو والقراءات كتباً، قال: وطعن عليه بأن عمد إلى حروف من القرآن تخالف الإجماع، فأقرأ بها، فأنكر عليه، وارتفع أمره إلى الدولة، فاستتيب بحضرة الفقهاء والقرّاء، وكتب محضر بتوبته، وقيل: إنّه لم ينزع فيما بعد عن ذلك بل كان يقرئ بها.
وقال أبو طاهر بن أبي هاشم في كتاب البيان: وقد نبغ في عصرنا نابغ، فزعم أنّ كل ما صحّ عنده وجه في العربية لحرف يوافق خطّ المصحف فقراءته جائزة في الصلاة.
وقال أبو أحمد الفرضي: رأيت كأني في المسجد أصلّى مع الناس، وكان ابن مقسم قد ولى ظهره القبلة، وهو يصلي مستدبرها، فأولت ذلك ما اختاره لنفسه من القراءات.
توفي ابن مقسم في ربيع الآخر.
• - محمد بن سليمان، أبو طاهر بن ذكوان.
قيل: توفي فيها، وقيل: سنة ستين، كما سيأتي.
139 -
محمد بن عبد الله بن إبراهيم بن عبدويه
، أبو بكر الشافعي البزّاز المحدّث.
مولده بجبل في جمادى الأولى أو الآخرة سنة ستين ومائتين، وسكن ببغداد، فسمع محمد بن الجهم السمري، ومحمد بن شدّاد المسمعي، وموسى بن سهل الوشاء، وأبا قلابة، وعبد الله بن روح المدائني، ومحمد بن إسماعيل الترمذي، ومحمد بن الفرج الأزرق، ومحمد بن غالب تمتام، وإسماعيل القاضي، وجماعة يطول ذكرهم. وعنه الدارقطني، وابن شاهين، وأحمد بن عبد الله المحاملي، وأبو علي بن شاذان، وخلق كثير آخرهم أبو طالب بن غيلان.
قال الخطيب: كان ثقة، ثبتاً، حسن التصنيف، جمع أبواباً وشيوخاً.
حدّثني ابن مخلد أنّه رأى مجلساً كتب عن الشافعي سنة ثماني عشرة وثلاث مائة، ولما منعت الديلم - يعني بني بويه - الناس عن ذكر فضائل الصحابة وكتبوا سبّ السلف على أبواب المساجد، كان أبو بكر الشافعي يتعمّد إملاء أحاديث الفضائل في الجامع، ويفعل ذلك حسبة وقربة.
وقال حمزة السّهمي: سئل الدارقطني عن محمد بن عبد الله الشافعي فقال: ثقة جبل ما كان في ذلك الوقت أوثق منه.
وقال الدارقطني أيضاً: هو الثقة المأمون الذي لم يغمز بحال.
وقال ابن رزقويه: توفي في ذي الحجّة سنة أربع.
قلت: والغيلانيات هي أعلى ما يروى في الدنيا من حديثه، وأعلى ما كان عند ابن الحصين شيخ ابن طبرزد.
أخبرنا أحمد بن عبد السلام، والمسلّم بن محمد، وجماعة كتابة قالوا: أخبرنا عمر بن طبرزد، قال: أخبرنا ابن الحصين، قال: أخبرنا محمد بن محمد، قال: أخبرنا أبو بكر الشافعي، قال: حدثنا أبو يعلى محمد بن شدّاد، قال: حدثنا يحيى بن سعيد القطّان، قال: حدثنا إسماعيل بن أبي
خالد، عن قيس، عن جرير، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا يرحم الله من لا يرحم الناس» .
قلت: غير الشافعي أعلى إسناداً منه فإنّه ليس بين سماعه وموته إلاّ ثمانية وسبعون عاماً، ومثل هذا كثير الوجود، وإنّما علا حديثه تأخّر صاحبه ابن غيلان، وصاحب صاحبه ابن الحصين، فإنّ كلّ واحد منهما عاش بعد ما سمع ثمانياً وثمانين سنة، والله أعلم.
140 -
محمد بن محرز بن مساور الفقيه
، أبو الحسن البغدادي الأدمي.
سمع محمد بن عبيد الله بن مرزوق، ومطيناً، والمعمري.
وعنه أبو علي بن شاذان، ومحمد بن طلحة النعالي.
وثّقه ابن أبي الفوارس، وقال: رأيته.
141 -
محمد بن عمر بن إسماعيل
، أبو بكر المصري الحطاب.
سمع يحيى بن أيوب العلاف.
142 -
محمد بن القاسم بن عبد الرحمن الكندي المصري
، أبو يحيى الحذّاء.
سمع بكر بن سهل الدمياطي.
143 -
مكي بن أحمد بن سعدويه
، أبو بكر البرذعي.
طوف وسمع البغوي، وابن صاعد، وأبا عروبة الحراني، وأبا جعفر الطّحاوي، وابن جوصا. وعنه أبو الوليد حسّان بن محمد، وهو أكبر منه، ونصر بن محمد الطوسي العطّار، وأبو عبد الله الحاكم، وقال: توفّي بالشّاش.
144 -
نعيم بن عبد الملك بن محمد بن عدي
ّ، أبو الحسن الإستراباذي.
فاضل ثقة رئيس. رحل به أبوه وسمعه من أبي مسلم الكجّي، وعبد الله بن أحمد، وأحمد بن الحسن المضري، وبكر بن سهل الدمياطي، وسمع الجامع الصحيح من الفربري.
وتوفي سنة ثلاث أو أربع وخمسين.
روى عنه المفتي أبو بكر محمد بن يوسف الشّالنجي الجرجاني، وأبو زرعة محمد بن يوسف الحافظ، وحفيده عبد الملك بن أحمد بن نعيم قاضي جرجان، وآخرون.
سنة خمس وخمسين وثلاث مائة
145 -
أحمد بن شعيب بن صالح
، أبو منصور البخاري الورّاق.
سمع صالح بن محمد جزرة، وحامد بن سهل، ومحمد بن حريث، وأبا خليفة الجمحي، وزكريا الساجي، وعمر بن أبي غيلان. وعنه أبو الحسن بن رزقويه، ومحمد بن طلحة النّعالي، وعبد الغفار المؤدّب. حدّث ببغداد.
وقال الخطيب: كان صالحاً ثبتاً.
146 -
أحمد بن العبّاس بن عبيد الله
، أبو بكر البغدادي ويعرف بابن الإمام.
قرأ القرآن على الأشناني، وأبي بكر بن مجاهد، وكان مجوداً حاذقاً. انتقل إلى خراسان وأقرأ هناك، وتوفّي بالرّيَ. روى عنه الحاكم وقرأ عليه لأبي عمرو، وقال: كان أوحد وقته في القراءات، دخل مرو وبخارى، وسمعتهم يذكرون أن نوح بن نصر الأمير قرأ عليه ختمة ووصله بأموال، ثم إنّه سار إلى فرغانة.
وكان خليعاً يضيع ما يحصل له، وكان لا يخلي لياليه من اجتماع الصوفية والقوّالين. وسمعته يقول: سمعت من عبد الله بن ناجية، ومن الفريابي، وسمعته يقول: يوم وفاتي إما سبعين جارية يصحن: واسيداه، وإما: من يكفّن الغريب، فبلغني أنّه مات وكفن كمن يكفن الغريب.
وممّن قرأ عليه أبو بكر الحيري.
147 -
أحمد بن عبد الله بن حمشاذ
، أبو نصر النيسابوري الغازي التاجر.
أحد الأسخياء المفضلين على الفقراء. سمع عبد الله الشرقي وجماعة. ومات كهلا. وعنه الحاكم وغيره. توفي سنة خمس.
148 -
أحمد بن عبد الرحمن بن الفضل
، أبو بكر العجلي البغدادي الدّقاق المقرئ المعروف بالوليّ.
سمع أحمد بن يحيى الحلواني، وعبد الله بن ناجية، ومحمد بن الليث الجوهري. وعنه علي بن داود الرّزّاز، وغيره.
وقد قرأ على أبي جعفر أحمد بن فرح، وعلي بن سليم بن إسحاق الخضيب، وأحمد بن سهل الأشناني، وأبي عبد الرحمن اللهبيّ، وأبي عثمان سعيد بن عبد الرّحيم الضرير من أصحاب الدّوري. قرأ عليه إبراهيم بن أحمد الطّبري، وإسناد تلاوته في كتاب المستنير، وأبو الحسن الحمامي، وجماعة.
توفي في رجب لثمان بقين منه ببغداد.
149 -
أحمد بن قانع بن مرزوق
، القاضي أبو عبد الله البغدادي الفرضي، أخو عبد الباقي.
سمع الحسن بن المثنى بن معاذ، وخلف بن عمرو العكبري، وأبا خليفة. وعنه علي بن داود الرزّاز، وأحمد بن علي البادا.
ووثّقه الخطيب.
150 -
أحمد بن محمد بن الحسين
، أبو حامد الخسروجردي الخطيب الأديب.
سمع داود بن الحسين البيهقي، وابن الضريس، وطبقتهما.
وعنه الحاكم. توفّي في ربيع الأول.
151 -
أحمد بن محمد بن شارك
، أبو حامد الهروي الفقيه الشافعي، مفتي هراة وعالمها ونحويها.
سمع محمد بن عبد الرحمن السامي، والحسن بن سفيان، وأبا يعلى، وطبقتهم. أخذ عنه الحاكم أبو عبد الله، وأهل هراة، وبها مات.
وسيأتي في آخر الطبقة للاختلاف في وفاته.
152 -
أحمد بن محمد بن رزمة
، أبو الحسين القزويني المعدل.
سمع الحسين بن علي بن محمد الطنافسي، وموسى بن هارون بن حبان، ومحمد بن أيوب بن الضريس. وعاش مائة سنة.
153 -
الحسن بن محمد بن عباس
، أبو علي الرازي الفلاّس.
حدّث بهمذان سنة خمس وخمسين عن محمد بن أيوب بن الضريس، وإبراهيم بن يوسف. روى عنه ابن جانجان، وأبو طاهر بن سلم.
154 -
الحسين بن أيوب
، العلامة أبو علي الصيرفي، شيخ المالكية بمصر.
مات في ذي الحجة.
قال عياض: وشيعه كافور صاحب مصر.
155 -
الحسين بن داود بن علي بن عيسى
بن محمد بن القاسم بن الحسن بن زيد بن الحسن بن علي بن أبي طالب، أبو عبد الله العلوي النيسابوري.
قال الحاكم في ترجمته: شيخ آل رسول الله صلى الله عليه وسلم في عصره بخراسان، وكان من أكثر الناس صلاة وصدقة ومحبة لأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم في عصره. صحبته برهة من الدهر فما سمعته ذكر عثمان إلا قال: الشهيد، وبكي، وما سمعته يذكر عائشة إلاّ قال الصّدّيقة بنت الصديق حبيبة حبيب الله، وبكى.
سمع جعفر بن أحمد الحافظ، وابن شيرويه، وابن خزيمة.
وكان جدّه علي بن عيسى أزهد العلويّة في عصره، وأكثرهم اجتهاداً، وكان عيسى يلقب الفياض لكثرة عطائه وجوده، وكان محمد بن القاسم ينادم الرشيد والمأمون، وكان القاسم راهب آل محمد صلى الله عليه وسلم، وكان أبوه أمير المدينة وأحد من روى عنه مالك في الموطأ. قاله الحاكم.
156 -
عبد الرحمن بن محمد بن حامد بن متويه
، أبو القاسم البلخي الزاهد.
سمع معمر بن محمد العوفي، وإسحاق بن هياج، وعلي بن مكرم. وحدّث ببغداد بانتخاب محمد بن المظفر؛ روى عنه ابن رزقويه، وأبو الحسن
الحمامي، وابن مردويه، وعلي بن داود الرزّاز.
وثّقه الخطيب.
وروى عنه الحاكم، وقال: قل ما رأيت في المحدّثين أورع منه، وكان محدّث بلخ في وقته، وقد حجّ سنة خمسين فحدّث بنيسابور وبغداد.
157 -
علي بن الإخشيد صاحب مصر
.
مات شاباً في هذه السنة كما هو مذكور في ترجمة كافور.
158 -
علي بن الحسن بن علان الحرّاني
، أبو الحسن الحافظ، مؤلّف تاريخ الجزيرة.
سمع أبا عروبة، وأبا يعلى الموصلي، وعبد الله بن زيدان، ومحمد بن جرير الطبري، ومحمد بن محمد الباغندي، وسعيد بن هاشم الطبراني، وجماعة. ورحل وطوف وصنّف. وعنه ابن منده، وتمام، وأحمد بن محمد بن الحاج الإشبيلي، وأبو القاسم عبد الرحمن بن الطبيز، وأبو العباس محمد ابن السمسار، وغيرهم.
قال عبد العزيز الكتّاني: كان ثقة حافظاً نبيلاً، توفي يوم الأضحى.
159 -
محمد بن أحمد بن عبد الوهاب بن داود بن بهرام
، أبو بكر السلمي الأصبهاني المقرئ الضرير.
روى عن علي بن جبلة، وموسى بن هارون، ومحمد بن إبراهيم بن نصر، ومحمد بن عبد الرحيم بن شبيب الأصبهاني. وقرأ القرآن على أبي الحسن الطرسوسي صاحب أبي عمر الدوري، ولا أعرفه، وهو علي بن أحمد بن محمد بن زياد المسكي. وعنه أبو نعيم، وأبو بكر بن أبي علي، وقال أبو نعيم: قرأت عليه ختمة.
قلت: وقرأ عليه محمد بن عبد الرحمن الخلقاني، وأحمد بن محمد بن
عبدويه القطّان، وأبو عمر الخرقي. وحدّث عنه محمد بن إيراهيم بن مصعب التاجر. صنف قراءة عاصم.
160 -
محمد بن أحمد بن بشر المزكي الحنفي
، أبو عبد الله الفقيه.
ذكره الحاكم، فقال: شيخ أهل الرأي في عصره، وكان من الصالحين فتعجّبنا من خشوعه واجتهاده. سمع محمد بن إبراهيم البوشنجي، وإبراهيم بن علي الذهلي، وطبقتهما، وكنت أحث البغداديين على السماع منه، وكان يعرف بابن بشرويه.
161 -
محمد بن الحسن بن الحسين بن منصور
، أبو الحسن النيسابوري التاجر المعدّل، أحد مشايخ العلم هو وأبوه وعمّه عبدوس.
سمع محمد بن عمرو الحرشي، ومحمد بن إبراهيم البوشنجي، ومحمد بن أيوب الرازي، وأبا عمر القتّات، ويوسف القاضي، وطائفة. وكتب ما لم يكتبه غيره، وكان صدوقاً متفنّناً حافظاً.
ولد سنة أربع وسبعين ومائتين، وأكثر الإنفاق على العلماء والنساخ.
انتخب عليه أبو علي الحافظ مع تقدّمه مائتي جزء، وصنّف الكتب على رسم ابن خزيمة.
قال الحاكم: سمعته يقول: عندي عن عبد الله بن ناجية، وقاسم المطرز ألف جزء وزيادة، وخرجت إلى بخارى سنة خمس عشرة فكتبوا عني، وقد سمع مني أبي وعمّي ورويا عني.
وقال عبد الله بن سعد الحافظ: كتبت عن أبي الحسن بن منصور أكثر من ثلاثة آلاف حديث استفدتها.
وقال الحاكم: رأيت مشايخنا يتعجّبون من حسن قراءة أبي الحسن للحديث، وكف بصره سنة تسع وأربعين.
162 -
محمد بن أحمد بن زكريا
، أبو الحسن النيسابوري العابد.
سمع الحسين بن محمد القباني، وأحمد بن النضر بن عبد الوهاب، وإبراهيم بن علي الذهلي، وأبا بكر الجارودي.
قال الحاكم: كان من أفاضل شيوخنا وأكثرهم صحبة، وصار في آخر
عمره من العبّاد المجتهدين، وألف العزلة، وعاش تسعين سنة.
163 -
محمد بن الحسن بن الوليد الكلابي
، أخو تبوك وعبد الوهاب.
دمشقي، حدّث في هذا العام. عن أبي عبد الرحمن النّسائي، والقاسم بن الليث الرسعني. وعنه محمد بن عوف المزني، وغيره.
164 -
محمد بن الحسين بن علي
، أبو عبد الله الأنباري الوضاحي الشاعر المشهور، نزيل نيسابور.
سمع: أبا عبد الله المحامليّ، وأبا روق الهزاني.
روى عنه الحاكم، وقال: كان أشعر أهل وقته، فمن شعره:
لأخمصي على هام العلى قدم وقطر كفي في ضرب الطلى ديم فلست أملك مالاً لأجود به ولست أشرب ما ليس فيه دم يستأنس الليل بي في كلّ موحشة تخشى ويعرف شخصي الغور والأكم سل الصحائف عني والصفاح معاً تنبي الكلوم بما تنبي به الكلم
165 -
محمد بن صالح
، أبو عبد الله البستي الكاتب.
سمع أبا عبد الله البوشنجي وغيره.
166 -
محمد بن محمد بن عبدان
، أبو سهل النيسابوري الفقيه الشافعي الصوفي.
حجّ وطوف وجاور. مات غريقاً في طريق فراء في رجب.
167 -
محمد بن عمر بن محمد بن سلم
، أبو بكر بن الجعابي التميمي البغدادي الحافظ قاضي الموصل.
سمع عبد الله بن محمد البلخي، ويحيى بن محمد الحنائي، ومحمد بن الحسن بن سماعة الحضرمي، ومحمد بن يحيى المروزي، ويوسف القاضي، وأبا خليفة، وجعفر الفريابي، وخلقاً كثيراً.
وكان حافظ زمانه؛ صحب أبا العبّاس بن عقدة، وصنف في الأبواب والشيوخ والتاريخ. وتشيّعه مشهور.
روى عنه الدارقطني، وأبو حفص بن شاهين، وابن رزقويه، وابن الفضل القطّان، والحاكم أبو عبد الله، وأبو عمر الهاشمي، وآخرون، آخرهم وفاة أبو نعيم الحافظ.
مولده في صفر سنة أربع وثمانين ومائتين.
قال أبو علي الحافظ النيسابوري: ما رأيت في المشايخ أحفظ من عبدان، ولا رأيت في أصحابنا أحفظ من أبي بكر بن الجعابي، وذاك أني حسبته من البغداديين الذين يحفظون شيخاً واحداً أو ترجمة واحدة أو باباً واحداً، فقال لي أبو إسحاق بن حمزة يوماً: يا أبا علي لا تغلط في ابن الجعابي فإنّه يحفظ حديثاً كثيراً. قال: فخرجنا يوماً من عند ابن صاعد، فقلت له: يا أبا بكر أيش أسند الثوري عن منصور؟ فمر في الترجمة، فقلت: أيش عند أيوب عن الحسن؟ فمر في الترجمة، فما زلت أجره من حديث مصر إلى حديث الشام إلى العراق إلى أفراد الخراسانيين وهو يجيب، فقلت: أيش روى الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي سعيد، وأبي هريرة بالشركة، فذكر بضعة عشر حديثاً، فحيّرني حفظه. رواها الحاكم عن أبي علي.
وقال محمد بن الحسين بن الفضل: سمعت ابن الجعابي يقول: دخلت الرقة، وكان لي ثم قمطرين كتب فأنفذت غلامي إلى الذي عنده كتبي، فرجع مغموماً، وقال: ضاعت الكتب، فقلت: يا بني لا تغتم، فإن فيها مائتي ألف حديث لا يشكل عليّ حديث منها لا إسناداً ولا متناً.
وقال أبو علي التنوخي: ما شاهدنا أحفظ من أبي بكر بن الجعابي، وسمعت من يقول: إنّه يحفظ مائتي ألف حديث ويجيب في مثلها، إلاّ أنه كان يفضل الحفاظ بأنه كان يسوق المتون بألفاظها، وأكثر الحفاظ يتسمحون في ذلك، وكان إماماً في المعرفة بعلل الحديث وثقات الرجال ومواليدهم ووفياتهم، وما يطعن على كل واحد منهم، ولم يبق في زمانه من يتقدّمه في الدنيا.
قال أبو ذر الهروي: سمعت أبا بكر بن عبدان الحافظ يقول: وقع إليّ جزء من حديث الجعابي، فحفظت منه خمسة أحاديث، فأجابني فيها، ثم قال: من أين لك هذا؟ قلت: من جزء لك. قال: إن شئت ألق علي المتن وأجيبك
في الإسناد أو ألق علي الإسناد وأجيبك في المتن.
وقال أبو الحسن بن رزقويه، مما سمعه من الخطيب: كان ابن الجعابي يمتلئ مجلسه وتمتلئ السكة التي يملي فيها والطريق، ويحضره ابن المظفّر والدارقطني ويملي الأحاديث بطرقها من حفظه.
قال أبو علي النيسابوري: قلت لابن الجعابي: قد وصلت إلى الدينور فهلا جئت نيسابور؟ قال: هممت به، ثم قلت: أذهب إلى عجم لا يفهمون عني ولا أفهم عنهم.
وقال الحاكم: قلت للدارقطني: يبلغني عن الجعابي أنه تغير عما عهدناه، فقال: وأي تغير؟ قلت: بالله هل اتهمته؟ قال: إي والله، ثم ذكر أشياء، فقلت: وصح لك أنه خلط في الحديث؟ قال: إي والله. قلت: هل اتهمته حتى خفت المذهب؟ قال: ترك الصلاة والدين.
وقال محمد بن عبيد الله المسبحي: كان ابن الجعابي المحدّث قد صحب قوماً من المتكلمين فسقط عند كثير من أهل الحديث، وأمر قبل موته أن تحرق دفاتره بالنّار، فأنكر عليه واستقبح ذلك منه، وقد كان وصل إلى مصر ودخل إلى الإخشيد، ثم مضى إلى دمشق فوقفوا على مذهبه فشردوه، فخرج هارباً.
وقال أبو حفص بن شاهين: دخلت أنا وابن المظفر والدارقطني على الجعابي وهو مريض، فقلت له: من أنا؟ فقال: سبحان الله، ألستم فلان وفلان، وسمّاناً، فدعونا وخرجنا فمشينا خطوات، وسمعنا الصائح بموته، فرجعنا الغد إلى داره فرأينا كتبه تل رماد.
وقال الأزهري: كانت سكينة نائحة الرافضة تنوح مع جنازته.
قال أبو نعيم: قدم علينا الجعابي أصبهان سنة تسع وأربعين وثلاث مائة.
ولأبي الحسن محمد بن سكرة في ابن الجعابي:
ابن الجعابي ذو سجايا محمودة منه مستطابه
رأى الرياء والنفاق حظاً في ذي العصابة وذي العصابه يعطي الإمامي ما اشتهاه ويثبت الأمر في القرابه حتى إذا غاب عنه أنحى يثبت الأمر في الصحابه وإن خلا الشيخ بالنصارى رأيت سمعان أو مرابه قد فطن الشيخ للمعاني فالغر من لامه وعابه أنبأني المسلم بن علان، والمؤمل بن محمد، ويوسف بن يعقوب، أن أبا ايمن الكندي، أخبرهم قال: أخبرنا أبو منصور الشيباني، قال: أخبرنا أبو بكر الخطيب، قال: حدثني الحسن بن محمد الأشقر، قال: سمعت أبا عمر القاسم بن جعفر الهاشمي غير مرة يقول: سمعت ابن الجعابي يقول: أحفظ أربع مائة ألف حديث وأذاكر بست مائة ألف حديث.
وبه، قال الخطيب: حدثني الأزهري، قال: حدثنا أبو عبد الله بن بكير عن بعض أصحاب الحديث وأظنّه ابن درّان، قال: رآني ابن الجعابي وقد جئت من مجلس ابن المظفر، فقال: كم أملى؟ فسمّيت له، فقال: أيما أحب إليك، تذكر أسانيد الأحاديث وأذكر متونها، أو تذكر المتون وأذكر أسانيدها؟ فقلت: بل المتون. فجعلت أقول: روى حديثاً متنه كذا وكذا، فيقول: حدّثكم به عن فلان عن فلان، فلم يخطئ في جميعها.
وبه، سمعت التنوخي يقول: تقلّد ابن الجعابي قضاء الموصل، فلم يحمد في ولايته.
وذكر الخطيب عن رجاله أنّ ابن الجعابي كان يشرب في مجلس ابن العميد.
قلت: لم يبين ما كان يشرب هل هو نبيذ أو خمر.
وقال السّلمي: سألت عنه الدارقطني، فقال: خلّط، وذكر مذهبه في التشيّع.
وكذا ذكر الحاكم عن الدارقطني، وذكر عنه، قال: قال لي الثقة من أصحابنا ممّن كان يعاشر ابن الجعابي: إنه كان نائماً فكتبت على رجله، فكنت آراه ثلاثة أيام لم يمسّه الماء.
وبالإسناد المذكور إلى الخطيب: حدثنا الأزهري أنّ ابن الجعابي لما مات أوصى بأن تحرق كتبه، فأحرقت فكان معها كتب للناس، فحدّثني أبو الحسين بن البواب أنه كان له عنده مائة وخمسون جزءاً، فذهبت في جملة ما أحرق.
وقال مسعود السجزي: سمعت الحاكم يقول: سمعت الدارقطني يقول: أخبرت بعلة أبي بكر الجعابيّ، فقمت إليه في الوقت، فأتيته فرأيته يحرق كتبه بالنار، فأقمت عنده حتى ما بقي منه سينة، ثم مات من ليلته.
قرأت على إسحاق الأسدي: أخبرك يوسف الحافظ، قال: أخبرنا أبو المكارم المعدّل، وأخبرنا أحمد بن سلامة وغيره إجازة، عن أبي المكارم، أنّ أبا علي الحداد أخبرهم، قال: أخبرنا أبو نعيم، قال: حدثنا محمد بن عمر بن سلم، قال: حدثنا محمد بن النعمان السلمي، قال: حدثنا هدبة، قال: حدثنا حزم بن أبي حزم، قال: سمعت الحسن يقول: بئس الرفيق الدينار والدرهم لا ينفعانك حتى يفارقاك.
توفي ابن الجعابي ببغداد في رجب.
168 -
محمد بن القاسم بن شعبان بن محمد بن ربيعة
، الفقيه أبو إسحاق المصري المالكي صاحب التصانيف.
قال القاضي عياض: هو من ولد عمار بن ياسر رضي الله عنه، ويعرف أيضاً بابن القرطي، نسبة إلى بيع القرط. كان رأس المالكية بمصر وأحفظهم للمذهب، مع التفنن من التاريخ والأدب مع الدين والورع، ومع فنونه لم يكن له بصر بالنحو. وكان واسع الرواية. له كتاب الزاهي الشعباني في الفقه وهو مشهور، وكتاب أحكام القرآن وكتاب مناقب مالك وكتاب المنسك.
روى عنه محمد بن أحمد بن الخلاص التّجاني، وخلف بن القاسم بن سهلون، وعبد الرحمن بن يحيى العطار، وطائفة.
توفي لأربع عشرة بقيت من جمادى الأولى.
قلت: وكان ابن شعبان صاحب سنة كغيره من أئمة الفقه في ذلك العصر، فإني وقفت على تأليفه في تسمية الرواة عن مالك، قال في أوله: بدأت فيه بحمد الله الحميد ذي الرشد والتسديد، الحمد لله أحق ما بدئ وأولى من شكر، الواحد الصمد ليس له صاحبة ولا ولد، جل عن المثل، فلا شبيه له ولا عدل، عال على عرشه، فهو دان بعلمه، أحاط علمه بالأمور، ونفذ حكمه في سائر المقدور، وذكر باقي الخطبة، ولم يكن بالمتقن للأثر مع سعة علمه.
روى ابن حزم له في المحلى، قال: حدثنا أحمد بن إسماعيل الحضرمي، قال: حدثنا محمد بن أحمد بن الخلاص، قال: حدثنا محمد بن القاسم بن شعبان المصري، قال: حدثني إبراهيم بن عثمان بن سعيد، فذكر حديثاً ساقطاً، ثم قال ابن حزم: ابن شعبان في المالكية نظير عبد الباقي بن قانع في الحنفيّين، قد تأملنا حديثهما فوجدنا فيه البلاء المبين والكذب البحت والوضع، فإمّا تغيّر حفظهما وإما اختلطت كتبهما.
169 -
محمد بن محمد بن عبيد الله بن عمرو
، أبو عبد الله الجرجاني الواعظ المقرئ، وقيل: كنيته أبو الحسين، ويلقب ببصلة.
كان كثير الأسفار، سمع محمد بن محمد بن سليمان الباغندي، وحامد بن شعيب، وعمران بن موسى بن مجاشع، وأبا بكر بن خزيمة، والحسن بن سفيان، وعبد الله بن شيرويه، وابن جوصا الدمشقي، وطبقتهم. وعنه أبو عبد الله الحاكم، وأبو بكر بن أبي علي الذكواني، وأبو نعيم، وقال: أخرج عنه أبو الشيخ، وتوفي سنة خمس وخمسين وثلاث مائة.
قلت: وهم الحاكم في قوله: توفي سنة أربع وأربعين.
170 -
محمد بن معمر بن ناصح
، أبو مسلم الذهلي الأصبهاني الأديب.
سمع أبا بكر بن أبي عاصم، وأبا شعيب الحرّاني، ويوسف بن يعقوب القاضي، وموسى بن هارون. وعنه علي بن عبدكويه، وأبو بكر الذكواني، وأبو نعيم الحافظ، وأهل أصبهان.
171 -
منذر بن سعيد بن عبد الله بن عبد الرحمن
، أبو الحكم البلوطي الكزني. وكزنة فخذ من البربر، قاضي القضاة بقرطبة.
سمع من عبيد الله بن يحيى الليثي، وحجّ سنة ثمان وثلاث مائة، فأخذ عن ابن المنذر كتاب الإشراف، وأخذ العربية عن أبي جعفر بن النحّاس.
وكان يميل إلى رأي داود الظاهريّ ويحتجّ له، وولي القضاء الثغور الشرقية؛ ثم ولي قضاء الجماعة سنة تسع وثلاثين، وطالت أيامه وحمدت سيرته، وكان بصيراً بالجدل والنظر والكلام، فطيناً بليغاً مفوّهاً شاعراً. وله مصنّفات في القرآن والفقه، أخذ الناس عنه.
توفي في ذي القعدة، وله اثنتان وثمانون سنة، وقد ولي الصلاة بالمدينة الزهراء، وكان قوّالاً بالحق لا يخاف لومة لائم، وكان كثير الإنكار على الناصر لدين الله عبد الرحمن، بليغ الموعظة كبير الشأن؛ قيل: إن أول معرفته بالنّاصر أنّ النّاصر احتفل لدخول رسول ملك الروم صاحب قسطنطينية بقصر قرطبة الاحتفال الذي اشتهر، فأحب أن يقوم الشعراء والخطباء بين يديه، فقدموا لذلك أبا علي القالي ضيف الدولة، فقام وحمد الله تعالى وأثنى عليه، ثم أرتج عليه وبهت وسكت، فلما رأى ذلك منذر القاضي قام دونه بدرجة، ووصل افتتاح القالي بكلام عجيب بهر العقول جزالة وملأ الأسماع جلالة، فقال: أمّا بعد، فإن لكل حادثة مقاماً، ولكل مقام مقالاً، وليس بعد الحق إلا الضلال، وإني قد قمت في مقام كريم، بين يدي ملك عظيم، فاصغوا إلي بأسماعكم، إن من الحق أن يقال للمحق: صدقت، وللمبطل: كذبت، وإن الجليل تعالى في سمائه، وتقدس بأسمائه، أمر كليمه موسى أن يذكر قومه بنعم الله عندهم، وأنا أذكركم نعم الله عليكم، وتلافيه لكم بولاية أميركم التي آمنت سربكم
ورفعت خوفكم، وكنتم قليلاً فكثركم، ومستضعفين فقواكم، ومستذلين فنصركم، ولاه الله أياماً ضربت الفتنة سرادقها على الآفاق، وأحاطت بكم شعل النفاق حتى صرتم مثل حدقة البعير، مع ضيق الحال والتغيير، فاستبدلتم من الشدة بالرخاء. فناشدتكم الله ألم تكن الدماء مسفوكة فحقنها، والسبل مخوفة فأمنها، والأموال منتهبة فأحرزها، والبلاد خراباً فعمّرها، والثغور مهتضمة فحماها ونصرها؟ فاذكروا آلاء الله عليكم. وذكر كلاماً طويلاً وشعراً، فقطب العلج وصلب، وتعجب الأمير عبد الرحمن منه، وولاّه خطابة الزهراء، ثم قضاء الجماعة بمملكته، ولم يحفظ له قضية جور، وقد استعفى غير مرّة فلم يعف.
سنة ست وخمسين وثلاثمائة
172 -
أحمد بن أسامة بن أحمد بن أسامة
بن عبد الرحمن بن عبد الله بن السمح بن أسامة أبو جعفر التجيبي، مولاهم، المصري المقرئ.
قرأ القرآن على إسماعيل بن عبد الله النحاس، عن أبي يعقوب الأزرق صاحب ورش. وتصدر للإقراء فقرأ عليه خلف بن إبراهيم بن خاقان شيخ أبي عمرو الداني وغيره. وسمع الحديث من بكر بن سهل الدمياطي، وغيره. روى عنه أبو القاسم يحيى بن علي ابن الطحان في تاريخه، وقال: توفي في شهر رجب سنة ست وخمسين.
وأما أبو عمرو الداني فروى عن خلف بن إبراهيم وفاته سنة اثنتين وأربعين وثلاثمائة، وأنه نيف على المائة. قال أبو عمرو: روى عنه القراءة محمد بن النعمان، وخلف بن قاسم، وعبد الرحمن بن يونس.
173 -
أحمد بن بويه بن فناخسرو بن تمام بن كوهي
بن شيرزيل بن شيركوه بن شيرزيل بن شيران بن شيرفنة بن شستان شاه بن سسن فرو بن شروزيل بن سسناد بن بهرام جور، أحد ملوك بني ساسان. كذا ساق نسبه القاضي شمس الدين، وعد ما بينه وبين بهرام ثلاثة عشر أباً، وقابلته على نسختين، الديلمي، السلطان معز الدولة، أبو الحسين
كان بويه يصطاد ويحترف، وكان ولده أحمد هذا ربما احتطب، فآل أمره إلى الملك، وكان قدومه إلى بغداد سنة أربع وثلاثين، وكان موته بالبطن فعهد إلى ولده عزّ الدولة أبي منصور بختيار بن أحمد.
وقيل: إنّه لمّا احتضر استحضر بعض العلماء فتاب على يده، فلما حضر وقت الصلاة خرج العالم إلى مسجد، فقال معزّ الدولة: لم لا تصلي هنا؟ قال: إن الصلاة في هذه الدار لا تصح، وسأله عن الصحابة، فذكر له سوابقهم وأن علياً زوج بنته من فاطمة بعمر رضي الله عنه، فاستعظم وقال: ما
علمت بهذا، وتصدّق بأموال عظيمة، وأعتق غلمانه، وأراق الخمور، ورد كثيرا من المظالم. وكان الرفض في أواخر أيامه ظاهرا ببغداد، وكان يقال: إنه بكى حتى غشي عليه، وندم على الظلم.
توفي في سابع عشر ربيع الآخر عن ثلاث وخمسين سنة، ومات بعلة الذرب.
وكانت دولته اثنتين وعشرين سنة. وكان قد رد المواريث إلى ذوي الأرحام.
ويقال: إنه من ذرية سابور ذي الأكتاف. وهو أخو ركن الدولة وعماد الدولة، وعم عضد الدولة.
وكان يقال لمعز الدولة: الأقطع؛ لأنه كان تبعا لأخيه عماد الدولة، فتوجه إلى كرمان بإشارة أخيه، فلما وردها سمع صاحبها به فرحل عنها وتركها، فملكها معز الدولة، وكان بتلك الجبال طائفة من الأكراد يحملون لصاحب كرمان حملا بشرط ألا يطأوا بساطه، فلما ملك هذا هادنهم، ثم غدر بهم وبيتهم، فعلموا وقعدوا له على مضيق، فلما دخله أحاطوا به وبجيشه قتلا وأسرا، ووقع في معز الدولة عدة ضربات، وطارت يده اليسرى، وبعض إصبع اليمنى، وسقط بين القتلى، ثم سلم بعد ذلك. وملك بغداد بغير كلفة.
ودفن بمشهد بني له بمقابر قريش، وقام بالأمر بعده ابنه عز الدولة.
174 -
أحمد بن عبد الله بن محمد بن عبد الله بن محمد
بن عبد الله، أبو محمد المزني المغفلي الهروي.
قال الحاكم: كان إمام أهل خراسان بلا مدافعة، سمع علي بن محمد الجكاني، وأحمد بن نجدة بن العريان، وجماعة بهراة، وإبراهيم بن أبي طالب بنيسابور، وإبراهيم بن يوسف الهسنجاني، وعمران بن موسى بن مجاشع، والحسن بن سفيان، ويوسف القاضي، وأبا خليفة، ومطينا، وعبدان، وعبيد غنام، وعلي بن أحمد علان المصري، وطائفة سواهم بالشام، ومصر، والعراق.
وعنه من شيوخه أبو العباس بن عقدة، وعمرو بن الربيع بن سليمان،
ومن هو أكبر منه: أبو بكر بن إسحاق الصبغي. وروى عنه الحاكم، وأبو بكر القفال، وأبو عبد الله الخازن.
قال الحاكم: وقد حج بالناس، وخطب بمكة وقدم إليه المقام وهو قاعد في جوف الكعبة. ولقد سمعتهم بمكة يذكرون أن هذه الولاية لم تكن قط لغيره، ومن شعره:
نزلنا مكرهين بها فلما ألفناها خرجنا كارهينا وما حب الديار بنا ولكن أمر العيش فرقة من هوينا وذكر الحاكم من عظمة أبي محمد المزني أنه كان فوق الوزراء، وأنهم كانوا يصدرون عن رأيه. وجاور مرة بمكة، قال: وكنت ببخارى أستملي له، فذكر أنه حصل له وجد وشيء من غشي بسبب إملاء حكاية وأبيات، وتوفي بعد جمعة في سابع عشر رمضان سنة ست وخمسين، ورأيت الوزير أبا علي البلعمي وقد حمل في تابوته وأحضر إلى باب السلطان، يعني ببخارى، للصلاة عليه، ثم حمل تابوته إلى هراة فدفن بها. فسمعت ابنه بشرا يقول: آخر كلمة تكلم بها أن قبض على لحيته ورفع يده اليمنى إلى السماء وقال: ارحم شيبة شيخ جاءك بتوفيقك على الفطرة.
قال الحاكم: وسمعت أبا الفضل السليماني، وكان صالحا، يقول: رأيت أبا محمد المزني في المنام بعد وفاته بليلتين، وهو يتبختر في مشيته ويقول بصوت عال: وما عند الله خير وأبقى.
وقال أبو النضر عبد الرحمن بن عبد الجبار الفامي في تاريخ هراة: أحمد بن عبد الله بن محمد بن عبد الله بن محمد بن بشر بن مغفل بن حسان بن عبد الله بن مغفل المزني الملقب بالباز الأبيض. كان إمام عصره بلا مدافعة في أنواع العلوم مع رتبة الوزارة، وعلو القدر عند السلطان. لم يذكر له مولدا، ولعله في حدود السبعين ومائتين.
175 -
أحمد بن عبد الله بن عبد الله بن عمرو بن عبد الله بن صفوان
، أبو بكر بن أبي دجانة النصري الدمشقي العدل.
سمع أباه، وعبد الملك بن محمود بن سميع، وإبراهيم بن دحيم،
وعبد الرحمن بن القاسم الرواس، والحسن بن الفرج الغزي، وابن سلم المقدسي، ومحمد بن النفاح الباهلي، ومحمد بن زبان، وطائفة كبيرة بمصر والشام، وعنه تمام، وعبد الوهاب الميداني، وعبد الرحمن بن عمر بن نصر، وعلي بن موسى السمسار. وانتقى عليه الحافظ ابن منده سبعة أجزاء.
ومولده سنة ثمانين ومائتين. وأبو زرعة هو عم أبيه.
قال الكتاني: كان ثقة مأمونا، توفي في رمضان كالذي قبله.
176 -
أحمد بن عبد الرحمن بن محمد بن الجارود
، الحافظ أبو بكر الرقي، نزيل عسكر مكرم.
كذاب، زعم أنه سمع هشام بن عمار، ويونس بن عبد الأعلى، وعلي بن حرب، والحسن بن عرفة، وعيسى بن أحمد البلخي، وأبا إبراهيم المزني، ومحمد بن عوف الحمصي، والحسن بن محمد الزعفراني. وحدث عنهم؛ فروى عنه إبراهيم بن أحمد الطبري، وعلي بن الحسن الإستراباذي، وأبو علي منصور بن عبد الله الخالدي، ومحمد بن أحمد الأندلسي، وأبو نعيم أحمد بن عبد الله الحافظ. سمع منه في هذا العام فانقطع خبره.
كذبه أبو بكر الخطيب.
وقال ابن طاهر المقدسي: كان يضع الحديث ويركبه على الأسانيد المعروفة.
وقال أبو نعيم: حدثنا ابن الجارود وفي القلب منه.
177 -
أحمد بن محمد بن إبراهيم بن صالح السمرقندي
، أبو يحيى الكرابيسي، راوية محمد بن نصر المروزي.
وسمع أيضا يحيى بن أفلح، والليث بن حبرويه. وعنه الحاكم وأهل بخارى.
توفي في شوال.
178 -
أحمد بن محمود بن زكريا بن خرزاد
، القاضي أبو بكر الأهوازي.
سمع أبا مسلم الكجي، وأبا جعفر الحضرمي مطيناً، ونحوهما.
توفي في ذي القعدة.
179 -
أحمد بن محمد بن خلف بن أبي حجيرة
، أبو بكر القرطبي.
سمع من أحمد بن خالد بن الجباب، وجماعة، ورحل فسمع بمصر من محمد بن جعفر بن أعين.
وكان زاهداً متبتلاً فقيهاً. توفي في جمادى الأولى.
180 -
إبراهيم بن محمد بن شهاب
، أبو علي العطار الحنفي.
كان من متكلمي المعتزلة، روى عن محمد بن يونس الكديمي، وأبي مسلم الكجي. وعنه محمد بن طلحة النعالي.
عداده في البغداديين. عاش بضعاً وثمانين سنة.
181 -
إسماعيل بن القاسم بن هارون بن عيذون
، العلاّمة أبو علي البغدادي القالي.
سألوه عن هذه النسبة فقال: إنه ولد بمنازكرد، فلما انحدرنا إلى بغداد كنا في رفقة فيها جماعة من أهل قاليقلا، فكانوا يحافظون لمكانهم من الشعر، فلمّا دخلت بغداد انتسبت إلى قاليقلا، وهي قرية من قرى منازكرد، ومنازكرد من أرمينية، ورجوت أن أنتفع بذلك عند العلماء، فمضى عليّ القالي.
وقيل: إن مولد سنة ثمانين ومائتين.
أخذ العربية واللغة عن ابن دريد، وابن أبي بكر ابن الأنباري، وابن درستويه، وسمع من أبي يعلى الموصلي، وأبي القاسم البغوي، وأبي بكر بن أبي داود، وابن صاعد، وابن عرفة نفطويه، وعلي بن سليمان الأخفش، وقرأ بحرف أبي عمرو على أبي بكر بن مجاهد. وأول دخوله إلى بغداد سنة خمس وثلاثمائة.
حكى هارون بن موسى النحوي، قال: كنّا نختلف إلى أبي علي بجامع الزهراء، فأخذني المطر، فدخلت وثيابي مبتلة، وحوله أعلام أهل قرطبة فقال لي: مهلاً يا أبا نصر هذا هيّن وستبدّله بثياب أخر، فلقد عرض لي ما أبقى بجسمي ندوباً؛ كنت أختلف إلى ابن مجاهد فأدلجت، فلما انتهيت إلى الدرب رأيته مغلقاً، فقلت: أبكر هذا البكور وتفوتني النوبة؟ فنظرت إلى سرب هناك فاقتحمته، فلما أن توسطته ضاق بي، ونشبت فاقتحمته أشد اقتحام، فنجوت بعد أن تخرقت ثيابي وتزلّع جلدي حتى انكشف العظم، فأين أنت مما عرض لي. ثم أنشد:
دببت للمجد والساعون قد بلغوا جهد النفوس وألقوا دونه الأزرا فكابدوا المجد حتى مل أكثرهم وعانق المجد من أوفى ومن صبرا لا تحسب المجد تمراً أنت آكله لن تبلغ المجد حتى تلعق الصبرا قال: ودخل الأندلس في سنة ثلاثين، فقصد صاحبها عبد الرحمن الناصر لدين الله فأكرمه، وصنف له ولولده الحكم تصانيف، وبثّ علومه هناك، وكان قد بحث على ابن درستويه الفارسي كتاب سيبويه، ودقق النظر وانتصر للبصريين، وأملى أشياء من حفظه ككتاب النوادر وكتاب الأمالي الذي اشتهر اسمه، وكتاب المقصور والممدود. وله كتاب الإبل، وكتاب الخيل، وله كتاب البارع في اللغة نحو خمسة آلاف ورقة، لم يؤلف أحد مثله في الإحاطة والجمع لكن لم يتممه. وولاؤه لعبد الملك بن مروان ولهذا قصد بني أمية ملوك الأندلس، فعظم عندهم وكانت كتبه على غاية الإتقان.
أخذ عنه عبد الله بن الربيع التميمي، وهو آخر من حدّث عنه، وأحمد بن أبان بن سيد، وأبو بكر محمد بن الحسن الزبيدي اللغوي، وغيرهم.
توفي أبو علي بقرطبة في ربيع الآخر سنة ست وخمسين وثلاث مائة.
182 -
جعفر بن محمد بن الحارث
، أبو محمد المراغي.
طوف الأقاليم، وسمع محمد بن يحيى المروزي، وأبا عبد الرحمن النسائي، وأبا خليفة، والفريابي، وعبد الله بن ناجية، وأبا يعلى الموصلي،
وطائفة بعد الثلاث مائة، وعاش نيفاً وثمانين سنة.
روى عنه الحاكم، وقال: كان من أصدق الناس صدوقا في الحديث، وأبو عبد الرحمن السّلمي، وأبو القاسم عبد الرحمن بن محمد السراج، وآخرون.
183 -
جعفر بن مطر النيسابوري
.
رحل وسمع محمد بن أيوب بن الضريس، وأبا خليفة. وعنه الحاكم وغيره.
184 -
حامد بن محمد بن عبد الله بن محمد بن معاذ
، أبو علي الرفاء الهروي المحدث الواعظ.
سمع الفضل بن عبد الله اليشكري وعثمان بن سعيد الدارمي والحسين بن إدريس ومحمد بن عبد الرحمن بهراة، وبهمذان محمد بن المغيرة السكري ومحمد بن صالح الأشج، وعلي بن عبد العزيز بمكة، ومحمد بن يونس الكديمي وإبراهيم الحربي وبشر بن موسى ببغداد، وسمع أيضاً بنيسابور داود بن الحسين البيهقي وطبقته، وسمع محمد بن أيوب البجلي بالري، وبالكوفة.
وعنه الحاكم، وأبو منصور محمد بن محمد الأزدي، وأبو علي بن شاذان، وأبو الفضل محمد بن أحمد الجارودي، وسعيد بن عثمان، ويحيى بن عمار، ومحمد بن عبد الرحمن الدّباس، وأبو عثمان سعيد بن العباس القرشي، وهو آخر من حدّث عنه. عاش بهراة إلى سنة ثلاث وثلاثين وأربع مائة.
وحدّث أبو علي ببغداد بانتخاب الدارقطني.
وثقه الخطيب، وغيره.
وكان موته بهراة في رمضان.
أخبرنا أبو علي بن الخلال، قال: أخبرنا أبو المنجى ابن اللّتي، قال: أخبرنا أبو الوقت، قال: أخبرنا أبو إسماعيل عبد الله بن محمد الأنصاري، قال: أخبرنا محمد بن محمد بن يوسف، قال: أخبرنا حامد بن محمد، قال: حدثنا علي بن عبد العزيز، قال: حدثنا أبو نعيم، قال: حدثنا المسعودي، عن عمرو بن مرة، عن عبد الله بن سلمة، قال: «كان من دعاء علي رضي الله عنه: اللهم ثبتنا على كلمة العدل والهدى والصواب، وقوام الكتاب، هادين مهديين،
راضين مرضيين، غير ضالين ولا مضلّين».
185 -
سعيد بن أحمد بن محمد بن عبد ربه
، أبو عثمان الفقيه ابن شاعر الأندلس.
سمع محمد بن عمر بن لبابة، وأسلم بن عبد العزيز، وجماعة.
وكان مقدماً في الفتوى ثقة عالماً، أخذ الناس عنه.
186 -
العباس بن محمد بن نصر بن السري
، أبو الفضل الرافقي.
سمع هلال بن العلاء، وسعيد بن يحيى بن يزيد صاحب مصعب الزبيري، ومحمد بن الخضر بن علي، وحفص بن عمر سنجة، ومحمد بن محمد الجذوعي القاضي، وصياح بن محمد بن صياح صاحب المعافى بن سليمان، وغيرهم. ولعله آخر من روى عن هلال بن العلاء.
روى عنه عبد الرحمن بن عمر النّحاس، وأبو عبد الله بن نظيف، وأحمد بن محمد بن الحاجّ، وجماعة.
وتوفي بمصر.
قال يحيى بن علي الطحان: تكلّموا فيه.
187 -
عبد الله بن محمد بن أحمد بن حيان
، أبو الطيّب قاضي طوس.
قال الحاكم: روى عن مسدد بن قطن، ومحمد بن إسماعيل بن مهران، وجماعة، وخرجت له الفوائد. وكان من أعيان أصحاب أبي علي الثقفي. توفي سنة ست وخمسين.
188 -
عبد الخالق بن الحسن بن محمد بن نصر
، أبو محمد بن أبي روبا السقطي المعدل ببغداد.
سمع محمد بن سليمان الباغندي، ومحمد بن غالب تمتاما، وإسحاق بن الحسن الحربي، وأبا شعيب الحراني. وعنه أبو الحسن بن رزقويه، وعلي بن داود الرّزاز، وعبد الله بن يحيى السكري، وطلحة الكتاني، وأبو علي بن شاذان، ومحمد بن طلحة النعالي.
وثقه البرقاني.
189 -
عثمان بن محمد بن بشر
، أبو عمرو السقطي البغدادي، سنقة.
سمع محمد بن يونس الكديمي، وإسماعيل القاضي، وإبراهيم الحربي، وأحمد بن علي البربهاري، وغيرهم.
وكتب الناس عنه بانتخاب الدارقطني، وأثنى عليه البرقاني ووثقه؛ روى عنه ابن رزقويه، وأبو الفتح بن أبي الفوارس، وعبد الله السكري، وطلحة بن الصقر، ومحمد بن طلحة النعالي.
توفي في ذي الحجّة، وله سبع وثمانون سنة.
190 -
علي بن إبراهيم بن حمّاد بن إسحاق
، أبو الحسن الأزدي البغدادي القاضي.
سمع محمد بن يونس الكديمي، وبشر بن موسى، ومحمد بن عبد الله الحضرمي، وانتخب عليه الدارقطني. وعنه أبو الحسن بن رزقويه، وعلي بن داود الرزاز.
وثقه الخطيب، وقال: ولي قضاء الأهواز.
191 -
علي بن الحسين بن محمد بن أحمد بن الهيثم
، أبو الفرج الأموي الأصبهاني الكاتب، مصنف كتاب الأغاني.
سمع محمد بن عبد الله بن سليمان الحضرمي، ومحمد بن جعفر القتات، والحسين بن أبي الأحوص، وعلي بن العباس المقانعي الكوفيين، وأبا خبيب بن البرتي، فمن بعدهم.
والهيثم هو ابن عبد الرحمن بن مروان بن عبد الله بن مروان الحمار بن محمد بن مروان بن الحكم بن أبي العاص.
روى عنه الدارقطني، وأبو إسحاق إبراهيم بن أحمد الطبري، وأبو الفتح بن أبي الفوارس، وعلي بن أحمد الرزاز، وآخرون.
واستوطن بغداد من صباه. وكان من أعيان أدبائها وأفراد مصنفيها. روى عن طائفة كبيرة. وكان أخبارياً نسابة شاعراً، ظاهر التشيع.
قال أبو علي التنوخي: كان أبو الفرج يحفظ من الشعر والأغاني والأخبار والمسندات والأنساب ما لم أر قط من يحفظ مثله. ويحفظ سوى ذلك من علوم أخر، منها اللغة والنحو والمغازي والسير، وله تصانيف عديدة، وحصل له ببلاد الأندلس كتب صنفها لبني أمية ملوك الأندلس أقاربه، سيرها إليهم سراً وجاءه الإنعام سراً، فمن ذلك: نسب بني عبد شمس، وكتاب أيام العرب ألف وسبع مائة يوم، وكتاب جمهرة النسب، وكتاب نسب بني شيبان، وكتاب نسب المهالبة لكونه كان منقطعاً إلى الوزير المهلبي، وله فيه مدائح. وله كتاب أخبار الإماء الشواعر، وكتاب مقاتل الطالبيين، وكتاب الديارات وهذا عجيب إذ هو مرواني يتشيع.
قال ابن أبي الفوارس: قد خلط قبل أن يموت، قال: وتوفي في ذي الحجّة، وكان مولده سنة أربع وثمانين ومائتين.
قلت: رأيت شيخنا ابن تيمية يضعفه ويتّهمه في نقله ويستهول ما يأتي به، وما علمت فيه جرحاً إلا قول ابن أبي الفوارس: خلط قبل أن يموت. وقد أثنى على كتابه الأغاني جماعة من جلة الأدباء. ومن تواليفه كتاب أخبار الطفيليين، كتاب أخبار جحظة، كتاب أدب السماع، كتاب الخمارين.
قال هلال بن المحسن الصابي: كان أبو الفرج صاحب الأغاني من ندماء الوزير المهلبي، وكان وسخاً قذراً لم يغسل له ثوب أبداً منذ فصله إلى أن يتقطّع، وشعره جيد لكنّه في الهجاء أبلغ، وكانوا يتقون لسانه ويصبرون على مجالسته ومشاربته.
ذكر ابن الصابي أنّ أبا القاسم الجهني محتسب البصرة كان من ندماء المهلبي، وكان يورد الطامات من الحكايات المنكرة، فجرى مرة حديث النعنع، فقال: في البلد الفلاني نعنع يطول حتى يصير شجراً، ويعمل من شجره سلالم، فثار منه أبو الفرج الأصبهاني، وقال: نعم، عجائب الدنيا كثيرة ولا ينكر هذا، والقدرة صالحة، أنا عندي ما هو أغرب من هذا، زوج حمام يبيض بيضتين، فآخذهما وأضع تحتهما سنجة مائة وسنجة خمسين، فإذا فرغ
زمان الحضان انفقست السنجتان عن طست وإبريق، فضحك أهل المجلس، وفطن الجهني لما قصد أبو الفرج من الطنز به، وانقبض عن كثير من حكاياته.
ومن نظم أبي الفرج وكتب به إلى صديق وأجاد:
أبا محمد المحمود بأحسن الإ حسان والجود يا بحر الندى الطامي حاشاك من عود عواد إليك ومن دواء داء ومن إلمام آلام
192 -
علي بن عبد الله بن حمدان بن حمدون
بن الحارث بن لقمان بن راشد، الأمير سيف الدولة أبو الحسن التغلبي الجزري صاحب حلب وغيرها وأخو ناصر الدولة الحسن.
كان مقصد الوفود، ومطلع الجود، وكعبة الآمال، ومحط الرحال، وكان أديباً شاعراً. ويقال: إنه لم يجتمع بباب ملك بعد الخلفاء ما اجتمع ببابه من الشعراء، وكان يقول: عطاء الشعراء من فرائض الأمراء، وكان كل من عبد الله بن الفياض الكاتب، وأبي الحسن على بن محمد الشمشاطي، قد اختار من مدائح الشعراء في سيف الدولة عشرة آلاف بيت.
ملك مدينة حلب سنة ثلاث وثلاثين، انتزعها من أحمد بن سعيد الكلابي نائب الإخشيد، وكان قبلها قد استولى على واسط ونواحيها، وتقلبت به الأحوال، وملك دمشق أيضاً، وكثيراً من بلاد الشام والجزيرة، وجرت له حروب، وذلك أنّه توجه من حلب إلى حمص فلقيه جيش الإخشيذ وعليهم كافور الإخشيذي المتوفى أيضاً في هذه السنة، فكان الظفر لسيف الدولة، وجاء فنازل دمشق فلم يفتحوا له، فرجع. وكان الإخشيذ قد خرج بالجيوش من مصر، فالتقى هو وهو بنواحي قنسرين، فلما يظفر أحدهما بالآخر، وتقهقر سيف الدولة إلى الجزيرة، ورد الإخشيذ إلى دمشق، ثم رد سيف الدولة فدخل حلب، ومات الإخشيذ بدمشق في آخر سنة أربع وثلاثين، وسار كافور بالعساكر إلى مصر، فقصد سيف الدولة دمشق وملكها وأقام بها. فذكروا أنه
كان يساير الشريف العقيقي، فقال: ما تصلح هذه الغوطة إلا لرجل واحد، فقال له العقيقي: هي لأقوام كثير، لئن أخذتها القوابين ليتبرأون منها، فأعلم العقيقي أهل دمشق بهذا القول، فكاتبوا كافورا فجاءهم وأخرجوا سيف الدولة بعد سنة، ودخلها كافور.
ولد سيف الدولة سنة إحدى، ويقال: سنة ثلاث وثلاث مائة، ومدحه الخالديان بقصيدة أولها: تصد ودارها صدد وموعدة ولا تعد وقد قتلته ظالمة ولا عقل ولا قود يقولان فيه:
بوجه كله قمر وسائر جسمه أسد وكان موصوفاً بالشجاعة، له غزوات مشهورة مع الروم، وكان مثاغراً لهم، ومن شعره:
وساق صبيح للصبوح دعوته فقام وفي أجفانه سنة الغمض يطوف بكاسات العقار كأنجم فمن بين منقض علينا ومنفض وقد نشرت أيدي الجنوب مطارفاً على الجو دكناء والحواشي على الأرض يطرزها قوس السحاب بأصفر على أحمر في أخضر إثر مبيض كأذيال خود أقبلت في غلائل مصبغة، والبعض أقصر من بعض وله:
أقبله على جزع كشرب الطائر الفزع رأى ماء فأطمعه وخاف عواقب الطمع ومما نسب إليه:
قد جرى في دمعه دمه فإلى كم أنت تظلمه رد عنه الطرف منك فقد جرحته منك أسهمه كيف يسطيع التجلد من خطرات الوهم تؤلمه؟ وزدت:
وبقلبي من هوى رشاء تائه ما الله يعلمه
ما دوائي غير ريقته خمرة للقلب مرهمه يقال: إنّه مات بالفالج، وقيل: بعسر البول، بحلب في عاشر صفر، وحمل إلى ميَافارقين فدفن عند أمه. وكان قد جمع من نفض الغبار الذي يجتمع عليه أيام غزواته ما جاء منه لبنة بقدر الكف، وأوصى أن يوضع خده عليها في لحده ففعل ذلك به، وملك بعده حلب ابنه سعد الدولة، وهلك سنة إحدى وثمانين كما يأتي.
فذكر علي بن محمد الشمشاطي في تاريخه، قال: ورد سيف الدولة إلى حلب عليلاً فأمسك كلامه ثلاثة أيام، ثم جمع قرغويه الحاجب وظفر الخادم والكبار فأخذ عليهم الأيمان لولده أبي المعالي بالأمر بعده، ومات على أربع ساعات من يوم الجمعة لخمس بقين من صفر الموافق ثامن شباط، وتولي أمره القاضي أبو الهيثم بن أبي حصين، وغسله عبد الرحمن بن سهل المالكي قاضي الكوفة، وغسله بالسدر ثم الصندل، ثم بالذريرة ثم بالعنبر والكافور، ثم بماء ورد، ثم بالماء، ونشف بثوب دبيقي بنيف وخمسين ديناراً، أخذه الغاسل وجميع ما عليه وتحته، وصبّره بصبر ومر ومنوين كافور، وجعل على وجهه ونحره مائة مثقال غالية، وكفن في سبعة أثواب تساوي ألف دينار، وجعل في التابوت مضربة ومخدتان، وصلى عليه أبو عبد الله العلوي الكوفي الأقساسي فكبّر خمساً. وعاش أربعاً وخمسين سنة شمسية.
وخرج أبو فراس بن حمدان في الليل إلى حمص، ولما بلغ معز الدولة خبر موته جزع عليه، وقال: أنا أعلم أن أيامي لا تطول بعده، وكذا كان.
وذكر ابن النجار أنّ سيف الدولة حضره عيد النحر، ففرّق على أرباب دولته ضحايا، وكانوا ألوفاً، فبعث إليهم ما يضحون به، فأكثر من ناله منهم مائة رأس وأقلّهم شاة، قال: ولزمه في فداء الأسارى سنة خمس وخمسين وثلاث مائة ست مائة ألف دينار، وفي ذلك يقول الببغاء:
كانوا عبيد نداك ثم شريتهم فغدوا عبيدك نعمة وشراء وكان سيف الدولة شيعيّا متظاهراً مفضالاً على الشيعة والعلويين.
193 -
علي بن محمد بن خليع
، أبو الحسن البغدادي الخيّاط المقرئ.
أخذ القراءة عن يوسف بن يعقوب الواسطي، وزرعان بن أحمد. وتصدّر للإقراء ببغداد.
قرأ عليه الحمامي، وعبد الباقي بن الحسن، وأحمد بن عبد الله بن الخضر السوسنجردي، ومحمد بن أحمد الحربي، وآخرون، ويعرف بابن بنت القلانسي.
قال الداني: سمعت فارس بن أحمد يقول: قال لي عبد الباقي: بلغت على أبي الحسن ابن بنت القلانسي إلى الكوثر، فقال لي: اختم، فختمت. ثم إنّه سقط ذلك اليوم من سلم فتكسر ومات، وذلك في ذي القعدة، وهو في عشر الثمانين. رحمه الله.
194 -
عمر بن جعفر بن محمد بن سلم
، أبو الفتح الختلي البغدادي، أخو أحمد.
سمع الحارث بن أبي أسامة. ومحمد بن يونس الكديمي، وإبراهيم الحربي، وبشر بن موسى، ومعاذ بن المثنى. وعنه ابن زرقويه، وأبو نصر بن حسنون، وأبو الفتح بن أبي الفوارس، وطلحة الكناني، وعبد العزيز الستوري.
قال الخطيب: كان ثقة صالحا، مولده سنة إحدى وسبعين ومائتين.
195 -
كافور الخادم الأسود الحبشي
، الأستاذ أبو المسك الإخشيدي السلطان.
اشتراه الإخشيذ من بعض رؤساء المصريين، وكان أسود بصّاصاً، فيقال: إنه ابتيع بثمانية عشر ديناراً، ثم إنه تقدم عند الإخشيذ صاحب مصر لعقله ورأيه وسعده إلى أن كان من كبار القواد، وجهزه في جيش لحرب سيف الدولة، ثم إنه لما مات أستاذه صار أتابك ولده أبي القاسم أنوجور وكان صبياً، فغلب كافور على الأمور وبقي الاسم لأبي القاسم والدست لكافور حتى قال وكيله: خدمت كافور وراتبه كل يوم ثلاث عشر جراية، وتوفي وقد بلغت على يدي كل يوم ثلاثة عشر ألف جراية.
وأنوجور معناه بالعربي محمود. ولي مملكة مصر والشام إلا اليسير منها بعقد الراضي بالله، والمدبّر له كافور، ومات في سنة تسع وأربعين وثلاث مائة
عن ثلاثين سنة، وأقيم مكانه أخوه أبو الحسن عليّ، فأخذت الروم في أيامه حلب وطرسوس والمصيصة وذلك الصقع. ومات علي في أول سنة خمس وخمسين عن إحدى وثلاثين، فاستقل كافور بالأمر، فأشاروا عليه بإقامة الدعوة لولد لعليّ المذكور، فاحتجّ بصغره، وركب في الدست بخلع أظهر أنها جاءته من الخليفة وتقليد، وذلك في صفر سنة خمس وخمسين، وتم له الأمر.
وكان وزيره أبا الفضل جعفر بن الفرات، وكان راغباً في الخير وأهله. ولم يبلغ أحد من الخدام ما بلغ كافور، وكان ذكياً له نظر في العربية والأدب والعلم. وممن كان في خدمته أبو إسحاق إبراهيم بن عبد الله النجيرمي النحوي صاحب الزجاج، فدخل يوماً على كافور أبو الفضل بن عياش، فقال: أدام الله أيام سيدنا - بخفض أيام - فتبسم كافور ونظر إلى النجيرمي فوثب النجريمي وقال ارتجالاً: ومثل سيدنا حالت مهابته بين البليغ وبين القول بالحصر فإن يكن خفض الأيام من دهش وشدة الخوف لا من قلة البصر فقد تفاءلت في هذا لسيدنا والفأل نأثره عن سيد البشر بأن أيامه خفض بلا نصب وأن دولته صفو بلا كدر فأمر له بثلاثمائة دينار.
وكان كافور يدني الشعراء ويجيزهم، وكان يقرأ عنده كل ليلة السير وأخبار الدولة الأموية والعباسية، وله ندماء. وكان عظيم الحمية يمتنع من الأمراق، وعنده جوار مغنيات، وله من الغلمان الروم والسود ما يتجاوز الوصف. زاد ملكه على ملك مولاه الإخشيذ، وكان كريماً كثير الخلع والهبات، خبيراً بالسياسة، فطناً، ذكيّا، جيد العقل، داهية، كان يهادي المعز صاحب المغرب ويظهر ميله إليه، وكذا يذعن بطاعة بني العباس ويداري ويخدع هؤلاء وهؤلاء.
ولما فارق المتنبي سيف الدولة مغاضباً له سار إلى كافور، وقال:
قواصد كافور توارك غيره ومن قصد البحر استقل السواقيا
فجاءت بنا إنسان عين زمانه وخلت بياضاً خلفها ومآقيا فأقام عنده أربع سنين يأخذ جوائزه. وله فيه مدائح، وفارقه سنة خمسين، وهجاه بقوله:
من علم الأسود المخصي مكرمة أقوامه البيض أم آباؤه الصيد وذاك أن الفحول البيض عاجزة عن الجميل فكيف الخصية السود وهرب ولم يسلك الدرب، ووضعت عليه العيون والخيل فلم يدركوه، وسار على البرية ودخل بغداد، ثم مضى إلى شيراز فمدح عضد الدولة.
وكانت أيام كافور سديدة جميلة، وكان يدعى له على المنابر بالحجاز ومصر والشام والثغور وطرسوس والمصيصة، واستقل بملك مصر سنتين وأربعة أشهر.
قرأت في تاريخ إبراهيم بن إسماعيل، إمام مسجد الزبير - كان حياً في سنة بضع وسبعين وخمس مائة - قال: كان كافور شديد الساعد لا يكاد أحد يمدّ قوسه، فإذا جاؤوه برام دعا بقومه، فإن أظهر العجز ضحك وقدمه وأثبته، وإن قوي على مده واستهان به عبس ونقصت منزلته عنده. ثم ذكر له حكايات تدل على أنه مغرى بالرمي، قال: وكان يداوم الجلوس للناس غدوة وعشية، وقيل: كان يتهجّد ثم يمرغ وجهه ساجداً ويقول: اللهم لا تسلط علي مخلوقاً.
توفي في جمادى الأولى سنة ست، وقيل: سنة سبع وخمسين، وعاش بضعاً وستين سنة.
ويقال: إنه وجد على ضريحه منقوراً:
ما بال قبرك يا كافور منفرداً بالضحضح المرت بعد العسكر اللجب يدوس قبرك أفناء الرجال وقد كانت أسود الثرى تخشاك في الكتب
196 -
محمد بن أحمد بن إسماعيل بن إسحاق
، أبو بكر المعيطي، من ولد عقبة بن أبي معيط.
شاعر مشهور عاش أربعاً وسبعين سنة.
197 -
محمد بن أحمد بن حمدان بن علي
، أبو العباس الزاهد،
أخو أبي عمرو ومحمد، نزل خوارزم.
سمع محمد بن أيوب بن الضريس، ومحمد بن إبراهيم البوشنجي، ومحمد بن عمرو قشمرد، والحسين بن أحمد القباني، والحسن بن السريّ صاحب سعدويه الواسطي.
وحدث سنة ثلاث وخمسين بخوارزم وغيره، وكان من الثقات.
مات في صفر سنة ست.
198 -
محمد بن إبراهيم بن محمد بن الشيرجي المروزي
، ثم البغدادي.
سمع إبراهيم بن شريك، وجعفرا الفريابي، ومحمد بن جرير.
وعنه أبو الفتح بن أبي الفوارس، وابن رزقويه.
وكان ثقة.
199 -
محمد بن علي بن حسين البلخي
.
سمع إسحاق بن هياج، وأهل ترمذ.
200 -
موسى بن مردويه بن فورك
، أبو عمران الأصبهاني، والد الحافظ أحمد.
روى عن إبراهيم بن متويه. وعنه ابنه أبو بكر أحمد.
201 -
يوسف بن عمر بن محمد بن يوسف بن يعقوب
، أبو نصر القاضي ابن قاضي بغداد.
ولي القضاء في حياة أبيه ببغداد، واستقل به بعد أبيه. وكان عفيفاً جميلاً متوسطاً في الفقه، حاذقاً بالقضاء، بارعاً في الأدب، واسع العلم باللغة والشعر، تام الهيبة، ولا نعلم تقلد القضاء أعرف في القضاء منه ومن أخيه الحسين. وكان يعقوب جدهم قاضي المدينة. وولي يوسف ومحمد قضاء بغداد.
ولد سنة خمس وثلاث مائة، وصرف عن القضاء بعد موت الراضي بالله.
وذكر ابن حزم أن أبا نصر كان مالكياً ثم رجع عن ذلك المذهب إلى
مذهب داود بن علي الظاهري، وله في ذلك تواليف كثيرة واحتجاجات. وكان فصيحاً بليغاً شاعراً، ولي القضاء وله عشرون سنة فكتب العهد بالقضاء على الديار المصرية بيده إلى قاضي مصر والشام من قبله الحسين بن أبي زرعة الدمشقي، فولي القضاء أربع سنين، ثم صرفه الراضي بالله سنة تسع وعوض بأخيه الحسين، وأقره على قضاء الجانب الشرقي، ثم مات الراضي في العام. ثم عزل عن القضاء من الجانب الشرقي. ومن شعره:
يا محنة الله كفي إن لم تكفي فخفي ما آن أن ترحمينا من طول هذا التشفي ذهبت أطلب بختي وجدته قد توفي ومن قوله في رسالته التي يذكر فيها رجوعه عن مذهب مالك إلى مذهب داود: لسنا نجعل من تصديره في كتبه ومسائله، بقول سعيد بن المسيب والزهري وربيعة، كمن تصديره في كتبه ومسائله بقول الله ورسوله وإجماع الأئمة، هيهات هيهات.
سنة سبع وخمسين وثلاث مائة
202 -
أحمد بن الحسن بن إسحاق بن عتبة
، أبو العباس الرازي ثم المصري.
سمع مقدام بن داود، وأبا الزنباع روح بن الفرج، ويحيى بن عثمان بن صالح، ويحيى بن أيوب، وطبقتهم. وعنه عبد الغني المصري، وعبد الرحمن بن عمر البزاز ابن النحاس، وشعيب بن عبد الله بن المنهال، ومحمد بن الفضل بن نظيف الفراء، وآخرون.
ولد سنة ثمان وستين ومائتين، وأول سماعه سنة ثمانين، وتوفي في جمادى الآخرة بمصر، وكان صدوقاً.
203 -
أحمد بن سعد بن نصر بن بكار
، أبو بكر البخاري الفقيه الزاهد.
قدم بغداد، وحدث عن صالح جزرة، وحامد بن سهل.
وعنه ابن رزقويه، والحاكم، وغيرهما.
204 -
أحمد بن القاسم بن كثير بن صدقة بن الريان
، أبو الحسن المصري اللكي.
حدث بالبصرة في هذه السنة عن أحمد بن محمد البرتي، وإسحاق بن إبراهيم الدبري، والحارث بن أبي أسامة، وعبد الله بن محمد بن سعيد بن أبي مريم، ومحمد بن غالب تمتام، ومحمد بن يونس الكديمي. وعنه علي بن عبدكويه، وأبو بكر بن أبي علي الذكواني، وأبو نعيم، وغيرهم.
قال ابن ماكولا: فيه ضعف.
قلت: له جزء سمعناه، وفيه ما ينكر، وقد ذكره الدارقطني، وقال: ضعيف.
205 -
أحمد بن محبوب
، أبو الحسن البغدادي الرملي الفقيه المعروف بغلام أبي الأديان.
سمع أبا مسلم الكجي، وأبا عقيل أنس بن السلم. وعنه أبو عبد الله الحاكم، وابن الحاج الإشبيلي، وجاور بمكة.
قال الخطيب: ثقة.
206 -
أحمد بن محمد بن رميح بن عصمة
، أبو سعيد النخعي الفسوي ثم المروزي الحافظ.
طوف وسمع الكثير، وصنف، وحدث عن أبي خليفة، وعمر بن أبي غيلان، وعبد الله بن زيدان البجلي، وأبي العباس السراج، ومحمد بن إسحاق ابن خزيمة، وعبد الله بن شيرويه، وعبد الله بن محمود المروزي، وعمر بن محمد بن بجير، ومحمد بن الفضل السمرقندي، وإبراهيم بن يوسف الهسنجاني، ومكحول البيروتي، وابن قتيبة، وعلي بن أحمد علان، وطبقتهم. وصنف وجمع وأكثر الترحال.
قال الحاكم: قدم نيسابور سنة خمسين فعقدت له المجلس وقرأت عليه صحيح البخاري، وقد أقام بصعدة باليمن مدة، ثم خرج من عندنا إلى بغداد، وقبله الناس وأكثروا عنه، وما المثل فيه إلا كما قال عباس العنبري: سألت يحيى بن معين عن عبد الرزاق، فقال: يا عباس والله لو تهود عبد الرزاق لما تركنا حديثه. سألت أبا سعيد المقام بنيسابور فقال: على من أقيم، فوالله لو قدرت لم أفارق سدتك، ثم قال: ما الناس بخراسان اليوم إلا كما أنشدني بعضهم:
كفى حزناً أن المروءة عطلت وأن ذوي الألباب في الناس ضيع وأن ملوكاً ليس يحظى لديهم من الناس إلا من يغني ويصفع روى عنه الحاكم، والدارقطني قبله، وأبو الحسن بن رزقويه، وأبو علي بن دوما، وأبو عبد الرحمن السلمي، وأبو القاسم عبد الرحمن السراج، واستدعاه أمير صعدة من بغداد، فأدركته المنية بالبادية، فتوفي بالجحفة.
وثقه الحاكم، وأبو الفتح بن أبي الفوارس.
وقال أبو زرعة محمد بن يوسف الكشي، وأبو نعيم أحمد بن عبد الله: كان ضعيفاً.
وقال الخطيب: والأمر عندنا بخلاف ذلك، فإنّ ابن رميح كان ثقة ثبتاً لم يختلف شيوخنا الذين لقوه في ذلك.
207 -
أحمد بن أبي عمران موسى بن عيسى الجرجاني
، أبو الحسن الفرضي.
عن عمران بن موسى بن مجاشع، وطبقته.
كذاب وضاع؛ قاله الحاكم.
208 -
إبراهيم بن المقتدر بالله جعفر بن المعتضد أحمد بن الموفق
، المتقي لله أمير المؤمنين أبو إسحاق.
توفي في السجن في شعبان، وقد ذكرناه في سنة ثلاث وثلاثين، عام خلعوه وسملوا عينيه، وبقي إلى هذا العام كالميت.
209 -
إبراهيم بن عبد الله
، أبو إسحاق الزبيدي الإفريقي المعروف بالقلانسي.
كان فاضلاً صالحاً عابداً عارفاً بمذهب مالك، صنف تصنيفاً في الإمامة والرد على الرافضة، فامتحن على يد أبي القاسم الرافضي العبيدي المقلب بالقائم، ضربه سبع مائة سوط وحبسه أربعة عشر شهراً بسبب هذا التصنيف.
توفي سنة سبع وخمسين.
210 -
إبراهيم بن محمد بن الحسين بن الحسن القطان النيسابوري
أبو إسحاق العابد.
سمع محمد بن إبراهيم البوشنجي، وجماعة. وعنه الحاكم، وغيره.
211 -
بكار بن بكر بن أحمد
، أبو قتيبة السدوسي العراقي.
حدث بمصر، وبها ولد سنة اثنتين وثمانين ومائتين.
212 -
الحارث بن سعيد بن حمدان
، الأمير أبو فراس التغلبي الشاعر المشهور.
كان شجاعاً، كامل الأدب، بارع الشعر حتى كان الصاحب بن عباد يقول: بدئ الشعر بملك وختم بملك، يعني بهما: امرأ القيس، وأبا فراس. وقد أسرته الروم في وقعة وهو جريح في سنة ثمان وأربعين، وأخذته إلى القسطنطينية، وفداه ابن عمه سيف الدولة منهم بعد سبع سنين، وكانت منبج إقطاعاً له. وعاش سبعاً وثلاثين سنة، وله ديوان مشهور.
قتل في هذه السنة ببرية تدمر، وكان خرج على ابن أخته صاحب حلب.
قال أبو علي التنوخي: كان أبو فراس قد برع في كل فضيلة، وحسن خلق وخلق، وفروسية تامة، وشجاعة كاملة، وكرم مستفيض، وترسل، وشعر في غاية الجودة.
وديوانه كبير. تملك حمص.
213 -
الحسن بن محمد بن حليم
، أبو محمد المروزي
عن أبي الموجه محمد بن عمرو، وعبد الله بن أحمد بن حنبل، وجماعة. توفي في المحرم.
214 -
الحسين بن أحمد بن محمد بن أحمد بن أبي ثابت
، أبو عبد الله البغدادي.
أملى بدمشق بعد موت عمه إبراهيم، عن زكريا بن يحيى خياط السنة، وغيره، وعن أحمد بن علي المروزي، وأنس بن السلم.
وكان ثقة؛ روى عنه تمام، وجماعة.
215 -
الحسين بن أحمد بن عتاب السقطي
.
سمع ابن قتيبة العسقلاني. وعنه الدارقطني، وأبو القاسم الثّلاج.
وثقه الخطيب.
216 -
حمزة بن محمد بن علي بن العباس
، أبو القاسم الكناني المصري الحافظ.
سمع أبا عبد الرحمن النسائي، والحسن بن أحمد بن الصيقل، وعمران بن موسى الطبيب، ومحمد بن سعيد السراج، وسعيد بن عثمان الحراني، وعبدان بن أحمد الأهوازي، وأبا يعلى الموصلي، ومحمد بن داود بن عثمان الصدفي، وجماعة كثيرة.
ورحل وطوّف، وجمع وصنف.
وعنه ابن منده، والدارقطني، والحافظ عبد الغني، ومحمد بن عمر بن الخطاب، والحسين بن الحسن اللواز، والفقيه أبو الحسن علي بن محمد القابسي، وأحمد بن محمد بن الحاج الإشبيلي، وطائفة آخرهم علي بن عمر بن حمصة الحراني.
وقال أبو القاسم يحيى بن علي ابن الطحان: توفي في ذي الحجّة، وسمعت منه.
قلت: وكان حافظ ديار مصر بعد أبي سعيد بن يونس، وكان ثقة ثبتاً صالحاً ديناً.
وقال أبو عبد الله الحاكم: حمزة المصري كان على تقدمه في معرفة الحديث أحد من يذكر بالزهد والورع والعبادة. سمع أبا خليفة، والنسائي وأقرانهما.
وقال الحافظ عبد الغني: كل شيء لحمزة في سنة خمس: ولد سنة خمس وسبعين ومائتين، وأول ما سمع سنة خمس وتسعين، ورحل سنة خمس وثلاث مائة.
قال الصوري: كان حمزة رحمه الله ثبتاً حافظاً.
قال ابن عساكر: أخبرنا هبة الله ابن الأكفاني، قال: أخبرنا سهل بن بشر، قال: سمعت علي بن عمر الحراني، قال: سمعت حمزة بن محمد الحافظ، وجاءه غريب، فقال: إن عسكر المعز المغاربة قد وصلوا إلى
الإسكندرية، فقال: اللهم لا تحيني حتى تريني الرايات الصفر، فمات حمزة، ودخل عسكرهم بعد موته بثلاثة أيام.
قال ابن زولاق: حدّثني حمزة الحافظ، قال: رحلت سنة خمس وثلاث مائة، فدخلت حلب، وقاضيها أبو عبد الله محمد بن عبدة، فكتبت عنه، فكان يقول: لو عرفتك بمصر لملأت ركائبك ذهباً.
قلت: يعني لما كان على قضاء مصر، فقيل: إنه أعطى حمزة الحافظ مائتي دينار ترحل بها إلى العراق.
وقال ابن منده: سمعت حمزة بن محمد الحافظ يقول: كنت أكتب الحديث فلا أكتب: وسلّم، فرأيت النبي صلى الله عليه وسلم في المنام، فقال لي: أما تختم الصلاة عليّ في كتابك؟
217 -
دراس بن إسماعيل
، أبو ميمونة الفاسي.
سمع ببلده وبإفريقية من ابن اللبّاد، ورحل فسمع من ابن مطر كتاب ابن الموّاز.
قلت: ابن مطر هو علي بن عبد الله بن مطر الإسكندراني.
وكان أبو ميمونة فقيهاً عارفاً بنصوص مالك؛ أخذ عنه أبو محمد بن أبي زيد، وأبو الحسن القابسي، وأبو الفرج بن عبدوس، وخلف بن أبي جعفر، وأبو عبد الله بن الشيخ السبتي.
وكان رجلاً صالحاً، دخل الأندلس مجاهداً وتردد إلى الثغور رحمه الله، وتوفي في ذي الحجّة بفاس، قاله عياض.
218 -
عبد الله بن الحسين بن الحسن بن أحمد بن النضر بن حكيم
، القاضي أبو العباس المروزي النضري، نسبة إلى جدّه النضر.
ولي قضاء مرو مدة، وكان أسند المحدّثين بها، فإنه سمع ببغداد في صباه الحارث بن أبي أسامة، وأبا إسماعيل الترمذي، وغيرهما.
ومولده في حدود الستين ومائتين، وكان أبوه قد سمع من أبي داود صاحب السنن، ومن عباس الدوري، وحدث.
روى عن عبد الله أبو عبد الله الحاكم، وأبو غانم الكراعي المروزي، وعاش سبعاً وتسعين سنة، ومات في شعبان.
219 -
عبد الحميد ابن الإمام أبي سعيد عبد الرحمن بن الحسين
، القاضي أبو الحسين النيسابوري.
أحد رجال الدهر علماً ورياسة وسؤدداً.
قال الحاكم: كان من أفراد زمانه في العلم والحلم والعقل والثروة، أطال المقام بالري وأصبهان وبغداد، وعرض عليه المطيع قضاء بغداد فامتنع وراسله غير مرة فلم يجب.
مدحته الشعراء، وفيه يقول بعضهم:
كان عبد الحميد يدعى أديباً فامحى ذكره بعبد الحميد ولشتان بين ذاك وهذا إن تأملت في الندى والجود
220 -
عبد الرحمن بن العباس بن عبد الرحمن بن زكريا
البغدادي المعروف بأبي القاسم ابن الفامي، والد المخلص.
سمع الكديمي، وإبراهيم الحربي، وابن سنين الختلي، وأبا شعيب الحراني. وعنه ابن رزقويه، وأبو الحسن الحمامي، وعبد الله بن حمديه، وأبو نعيم، وهو آخر من روى عنه. وكان أصم أطروشاً.
وثقه ابن أبي الفوارس، وورخ موته في رمضان.
221 -
عبد العزيز بن محمد بن زياد بن أبي رافع العبدي البغدادي
.
نزل مصر، وحدّث بها عن إسماعيل القاضي، وإبراهيم الحربي، وتوفيّ في هذه السنة عن تسعين سنة.
وثقه محمد بن علي الصوري، وأثنى عليه الحافظ عبد الغني بن سعيد.
222 -
علي بن بندار بن الحسين
، أبو الحسن الصوفي العابد، ويعرف بالصيرفي.
صحب مشايخ خراسان: أبا عثمان الحيري، ومحمد بن الفضل
السمرقندي، وصحب ببغداد الجنيد، ورويم بن أحمد، وسمع محمد بن إبراهيم البوشنجي، وأبا خليفة الجمحي. روى عنه الحاكم، وقال: كان من الثقات في الرواية، أملى مدة، ومات غريقاً شهيداً، وقيل: مات سنة تسع.
223 -
علي بن الفضل بن محمد بن عقيل بن خويلد
، أبو الحسن الخزاعي النيسابوري.
سمع ببغداد أبا شعيب الحراني، ومطيناً، وجماعة. وعنه الحاكم أبو عبد الله.
224 -
عمر بن أكثم بن أحمد بن حيان بن بشر
، أو بشر الأسدي القاضي.
من بيت قضاء ورياسة ببغداد. ولي القضاء في أيام المطيع لله نيابة، ثم ولي قضاء القضاة، وكان فقيهاً شافعي المذهب.
قال الخطيب: لم يل القضاء ببغداد من الشافعية أحد قبله غير أبي السائب القاضي.
توفي أبو بشر في عشر الثمانين، وولي قضاء العراق بعده أبو محمد عبيد الله بن معروف.
225 -
عمر بن جعفر بن عبد الله بن أبي السري البصري
الحافظ الوراق، أبو حفص.
كتب الناس بإفادته الكثير، وانتخب على جماعة شيوخ ببغداد، وحدّث عن الحسن بن المثنى، وأبي خليفة، وعبدان الأهوازي، ومحمد بن جرير الطبري. وعنه ابن رزقويه، وعلي بن أحمد الرزاز، وغيرهما.
قال أبو عبد الله الحاكم: سمعت عمر بن جعفر البصري يقول: بت عند ابن عقدة فأخذ يذاكرني بشيء لا أهتدي إليه، فقلت: يا أبا العباس أيش عند أيوب عن الحسن؟ فذكر حديثين، فقلت: يحفظ عن أيوب، عن الحسن، عن أبي برزة أن رجلاً أغلظ لأبي بكر، فقال عمر: يا خليفة رسول الله دعني أضرب عنقه، فقال: مه ما كانت لأحد بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم. فبقي، وكبرت وسكت،
فقال: اذكر لي سماعك، فقلت: حدثنا عبدان، قال: حدثنا محمد بن عبيد بن حساب، قال: حدثنا سفيان بن موسى، عن أيوب. وكان الدارقطني يتتبع خطأ عمر البصري فيما انتقاه على أبي بكر الشافعي خاصة، وعمل فيه رسالة.
وقد كان أبو محمد الحسن ابن السبيعي يقول: هو كذاب.
وقال ابن أبي الفوارس: مولده سنة ثمانين ومائتين. قال: وحدث بشيء يسير، وكانت كتبه ردية.
226 -
الفضل بن محمد بن العباس
، أبو العباس الهروي الواعظ الصالح.
سمع عثمان بن سعيد الدارمي، وعاش زماناً ولم يحدث لاختلال عقله.
227 -
فنك الخادم
، مولى الأستاذ كافور ملك مصر.
خرج من مصر بعد موت مولاه في هذه السنة إلى الرملة، فبعثه الحسن بن عبد الله بن طغج أمير الرملة أميراً على دمشق فدخلها وأقام بها، فلما اتصل به أنّ الروم - لعنهم الله - أخذوا حمص يوم عيد الأضحى نادى في البلد النفير إلى ثنية العقاب، فخرج الجيش والمطوعة وغيرهم وانتشروا إلى دومة وحرستا، وانتهز هو الفرصة، في خلو البلد فرحل بثقله نحو عقبة دمر، وسار بعسكره وخواصه، وطلب نحو الساحل، فطمع الناس فيه ونهبوا بعض أثقاله وقتلوا من تأخر من رجاله، وذلك في آخر السنة.
228 -
كافور، الأستاذ أبو المسك الإخشيدي
، أمير مصر والشام.
قيل: توفي فيها، وقيل في الماضية كما ذكرناه، فالله أعلم. ثم رأيت في تاريخ علي بن محمد الشمشاطي وفاته في سنة سبع في ثاني عشر جمادى الأولى.
229 -
محمد بن أحمد بن حاجب
، أبو نصر الكشّاني.
روى عن عمر بن محمد بن بجير، والفربري، ومحمد بن إبراهيم الرازي. وهو والد إسماعيل الكشاني المشهور.
230 -
محمد بن أحمد بن إبراهيم بن عبد المؤمن
، أبو إسحاق
الإسكافي الكاتب المعروف بالقراريطي الوزير.
كان كاتب محمد بن رائق الأمير، ثم وزر للمتقي لله سنة تسع وعشرين وثلاثمائة بعد أبي عبد الله البريدي، ثم عزل بعد تسعة وثلاثين يوماً، وأخذ منه مائتان وأربعون ألف دينار. ثم وزر سنة ثلاثين، ثم قبض عليه بعد ثمانية أشهر، ثم صار إلى الشام، وكتب لسيف الدولة ابن حمدان. ثم قدم بغداد في وزارة المهلبي فأكرمه ووصله.
وقد روى عن علي بن سليمان الأخفش، وغيره. روى عنه محمد بن أحمد المفيد، وأبو الحسن علي بن الحسن الجراحي، وغيرهما آثاراً.
وكان ظالماً عسوفاً، توفي في المحرم وله ست وسبعون سنة.
231 -
محمد بن أحمد بن علي بن مخلد
، أبو عبد الله البغدادي الجوهري المحتسب المعروف بابن محرم الفقيه، أحد تلامذة محمد بن جرير.
سمع محمد بن يوسف ابن الطباع، وإبراهيم بن الهيثم البلدي، والحارث بن أبي أسامة، والكديمي، وأبا إسماعيل الترمذي، وكان من أسند من بقي.
روى عنه أبو الحسن بن رزقويه، وعلي بن داود الرزاز، وأبو علي بن شاذان، وأبو نعيم الحافظ، وغيرهم.
وقال عبيد الله بن عمر بن البقال: تزوج شيخنا ابن المحرم، قال: فجلست على العادة أكتب فجاءت أم الزوجة في بعض الأيام فرمت بالمحبرة كسرتها، وقالت: بئس هذه شر على بنتي من ثلاثمائة ضرة.
قال ابن أبي الفوارس: لم يكن عندهم بذاك.
وقال البرقاني: لا بأس به.
توفي في ربيع الآخر من السنة، وله ثلاث وتسعون سنة.
قلت: وحديثه بعلو عند أبي جعفر الصيدلاني.
232 -
محمد بن أحمد بن شعيب بن هارون
، أبو أحمد الشعيبي النيسابوري العدل الفقيه.
سمع البوشنجي، وإبراهيم بن علي الذهلي، ومحمد بن عبد الرحمن السامي الهروي، وطبقتهم، وجمع كتاب الزهد في أربعين جزءاً، وفضل أبي حنيفة في مجلد، وكان على مذهبه.
مات في ربيع الآخر، وله اثنتان وثمانون سنة.
233 -
محمد بن الحسين بن علي
، أبو سليمان الحراني، نزيل بغداد.
روى عن أبي خليفة، وعبدان الأهوازي، وابن قتيبة العسقلاني، وأبي يعلى الموصلي، وجماعة. انتخب عليه الدارقطني، وروى عنه أبو الحسن الحمامي، ومكي بن علي الحريري، وأبو علي بن شاذان، وجماعة.
قال ابن أبي الفوارس: كان ثقة، حسن المذهب. توفي في رمضان.
قلت: وقع لنا الجزء الثالث من حديثه.
234 -
محمد بن علي بن محمد بن سهل
، أبو بكر البغدادي، ويعرف بابن الإمام.
حدث عن محمد بن عثمان بن أبي شيبة، والحسن المعمري، وأحمد بن علي الأبار، وجماعة. روى عنه ابن رزقويه، وأبو نعيم الأصبهاني.
وتوفي في شعبان.
قال الخطيب: كان فيه تساهل.
235 -
محمد بن محمد بن عبد الحميد بن خالد بن إسحاق بن آدم
، أبو علي الفزاري الدمشقي القاضي العدل، مولى يزيد بن عمر بن هبيرة الفزاري.
سمع أحمد بن علي المروزي القاضي، وأحمد بن أنس بن مالك، وعلي بن غالب السكسكي، ومحمد بن يحيى بن حامل كفنه، ومحمد بن يزيد بن عبد الصمد، وإسماعيل بن قيراط، وإبراهيم بن دحيم، وطبقتهم بدمشق.
وعنه عبد الوهاب الكلابي، وتمام، وعلي بن بشر ابن العطار،
وعبد الوهاب الميداني، ومحمد بن رزق الله المنيني، وأبو الحسن علي ابن السمسار، وهو آخر من حدث عنه.
توفي في جمادى الآخرة.
قال عبد العزيز الكتاني: كان ثقة.
236 -
محمد بن محمد بن الحسن بن العباس
بن محمد بن علي ابن الرشيد هارون ابن المهدي، أبو العباس الهاشمي العباسي البغدادي.
حدث ببخارى وسمرقند، وقد كتب الكثير. سمع البغوي، ومحمد بن جرير، وأبا بكر بن أبي داود، وأبا عروبة الحراني.
قال أبو عبد الله غنجار: توفي بفرغانة سنة سبع وخمسين.
237 -
محمد بن نصر
، أبو صادق الطبري.
حدث في هذه السنة. عن أبي القاسم البغوي، وأبي عروبة الحراني، وطائفة. وعنه السكن بن جميع.
238 -
مطرف بن عيسى بن لبيب
، أبو القاسم الغساني.
إلبيري نزل غرناطة. سمع ببجانة من فضل بن سلمة، ومحمد بن أبي خالد.
وكان لغوياً أخباريا، مؤرخاً مصنفاً.
239 -
هارون بن محمد بن هارون بن أحمد
، أبو موسى العنزي الطحان الدمشقي، ويعرف بالموصلي.
سمع: عبد الرحمن بن الرواس، وأحمد بن أنس بن مالك، وأبا علي إسماعيل بن قيراط، وإبراهيم بن دحيم. وعنه تمام، وابن منده، والحافظ عبد الغني، وعبد الوهاب الميداني، وجماعة.
سنة ثمان وخمسين وثلاث مائة
240 -
أحمد بن إسماعيل بن يحيى بن خازم
، أبو الفضل الإسماعيلي النيسابوري.
سمع عبد الله بن شيرويه، وعمر بن محمد بن بجير. وعنه أبو حازم العبدويي.
241 -
أحمد بن حسن بن منده
، أبو عمرو الأصبهاني الوراق، نزيل نيسابور.
سمع أبا القاسم البغوي، والوليد بن أبان، وطبقتهما، وكان ممن يضرب المثل بخطه.
242 -
أحمد بن عبد الرحمن بن محمد بن عمر
بن محمد بن عبد الله بن الحسين بن حفص الهمداني الذكواني، أبو علي المعدل الأصبهاني.
كان صاحب سنة وصلابة في دينه، وحدث عن أبي مسعود عبد الله بن محمد بن عبدان العسكري صاحب لوين. وعنه ابنه أبو بكر محمد بن أبي علي، وأبو نعيم الحافظ.
243 -
أحمد بن القاسم
، أبو بكر بن السماك البغدادي الدقاق المعدل.
روى عن الهيثم بن خلف، ومحمد بن المجدر.
وعنه أبو سعيد النقاش، وأبو الفتح بن أبي الفوارس.
قال طلحة الشاهد: توفي في سلخ ذي الحجّة.
244 -
أحمد بن محمد بن سهل
، الفقيه أبو الحسين الطبسي الشافعي أحد الأعلام، وصاحب أبي إسحاق المروزي.
سمع ابن خزيمة، وابن صاعد، وله تعليقة عظيمة في المذهب في نحو ألف جزء.
توفي بالطبسين. روى عنه الحاكم.
245 -
أحمد بن يعقوب بن أحمد بن المهرجان البغدادي المعدل
.
حدث عن الحسن بن علويه القطان، ومحمد بن يحيى المروزي. وعنه ابن رزقويه، وأبو نعيم الحافظ.
246 -
إبراهيم بن أحمد بن الحسن
، أبو إسحاق القرميسيني المقرئ.
طوف شرقاً وغرباً، وكتب بعدّة أقاليم، وسمع محمد بن يونس الكديمي، وبشر بن موسى، وعبد الرحمن بن القاسم بن الرواس، وأبا عبد الرحمن النسائي. وعنه الدارقطني، والحسن بن الحسن بن المنذر، وأبو الحسن الحمامي، وغيرهم. وتوفي بالموصل.
قال الخطيب: كان ثقة صالحاً.
247 -
إسحاق بن أحمد بن محمد بن يعقوب
، أبو الفضل الهروي الجوزقي الحافظ.
سمع عبد الله بن عروة الفقيه، وحاتم بن محبوب، وببغداد من البغوي، ويحيى بن صاعد.
وكان ثقة عدلاً من جوزق هراة، نزل سمرقند وحدّث بها.
248 -
ثوابة بن أحمد بن عيسى بن ثوابة
، أبو الحسين الموصلي.
سمع أحمد بن عبد الله بن ذكوان بدمشق، وأبا يعلى بالموصل، ومحمد بن إسماعيل بن نباتة. وعنه الدارقطني، وأبو الحسن بن رزقويه، وطلحة بن الصقر، وأبو محمد ابن النحاس، وأحمد بن محمد بن الحاج الإشبيلي.
توفي بمصر.
قال الخطيب: كان صدوقاً.
249 -
جعفر بن محمد الجوهري
.
سمع أحمد بن زغبة، والنسائي.
كأنه مصري.
250 -
الحسن بن أبي الهيجاء عبد الله بن حمدان بن حمدون بن الحارث
، الأمير ناصر الدولة، أبو محمد التغلبي صاحب الموصل ونواحيها.
كان أكبر من أخيه سيف الدولة وأرفع منزلة عند الخلفاء، وكان سيف الدولة كثير التأدب معه، وكان هو شديد المحبّة لسيف الدولة، فلما توفي سيف الدولة تغيرت أحواله وساءت أخلاقه وضعف عقله إلى أن لم يبق له حزم عند أولاده، فقبض عليه ولده أبو تغلب الغضنفر بالموصل وحبسه مكرماً في حصن في سنة ست وخمسين، فلم يزل محبوساً حتى توفي في ربيع الأول سنة ثمان وخمسين.
كتب إليه سيف الدولة مرة:
رضيت لك العليا وقد كنت أهلها وقلت لهم بيني وبين أخي فرق ولم يك بي عنها نكول وإنما تجافيت عن حقي فتم لك الحق ولا بد لي من أن أكون مصلياً إذا كنت أرضى أن يكون لك السبق
251 -
الحسن بن علان
، أبو علي البغدادي الفامي الحطاب.
سمع جعفرا الفريابي، وأبا خليفة. وعنه أبو نعيم الحافظ، وأبو الفتح بن أبي الفوارس، وقال: كتبنا عنه أشياء، وكان ثقة، وتوفي في ذي الحجّة.
252 -
الحسن بن محمد بن أحمد بن كيسان
، أبو محمد الحربي النحوي، أخو علي.
سمع إسماعيل القاضي، وبشر بن موسى، وموسى بن هارون. وعنه أبو علي بن شاذان، وأبو نعيم، وغيرهما.
وكان ثقة من كبار شيوخ أبي نعيم، توفي في شوال.
253 -
الحسن بن محمد بن يحيى بن الحسن بن جعفر
بن عبيد الله بن الحسين بن زين العابدين علي بن الحسين، أبو محمد ابن أخي أبي طاهر، العلوي.
سمع إسحاق الدبري وغيره من أهل اليمن. وعنه أبو الفتح بن أبي الفوارس، وابن رزقويه، وابن شاذان، وقال: إنّه ولد سنة ستين ومائتين.
روى حديثاً موضوعاً عن إسحاق، عن عبد الرزاق، عن سفيان، عن ابن المنكدر، عن جابر رفعه، قال:«علي خير البشر فمن أبى فقد كفر» . وهذا مما اتهم بوضعه أبو محمد هذا، وكان نسابة شيعياً.
254 -
الحسن بن أحمد
، أبو علي الفارسي.
سمع البوشنجي، وحمزة الكاتب، وابن ناجية، وعمر تسعين سنة. وعنه الحاكم.
255 -
حيدرة بن عمر
، أبو الحسن الزندوردي الفقيه الظاهري.
أخذ عن عبد الله بن المغلس الظاهري. تفقّه به البغداديون.
256 -
الخليل بن أحمد
، أبو القاسم الشاعر.
توفي في جمادى الأولى.
257 -
زيد بن علي بن أحمد بن محمد بن عمران بن أبي بلال العجلي الكوفي
، أبو القاسم المقرئ المجود، نزيل بغداد.
قرأ القرآن على أحمد بن فرح بن جبريل، وابن مجاهد، ومحمد بن أحمد الداجوني، وعبد الله بن جعفر السواق، وسمع محمد بن عبد الله بن سليمان الحضرمي، وعلي بن العباس، وعبد الله بن زيدان، وغيرهم.
قرأ عليه القرآن جماعة منهم الحسن بن علي بن الصقر الكاتب، وبكر بن شاذان الواعظ، وعبد الله بن عمر المصاحفي، والحسن بن الفحام السامري، وأبو الحسن بن الحمامي، وعلي بن محمد بن موسى الصابوني من شيوخ الهراس، وعبد الباقي بن الحسن. وحدّث عنه الحمامي، وأبو نعيم.
قال الخطيب: كان صدوقاً توفي في جمادى الأولى.
258 -
سيبويه المصري
، الملقب أيضاً بالفصيح، اسمه أبو بكر محمد بن موسى بن عبد العزيز الكندي الصيرفي المعروف بابن الجبي.
ولد سنة أربع وثمانين ومائتين، وسمع من المنجنيقي، والنسائي، والطحاوي، وتفقّه للشافعي، وجالس أبا بكر بن الحداد، وتلمذ له في الفقه. وكان معتزلياً متظاهراً به، ويتكلّم في الزهد وفي عبارات الصوفية بعبارة حلوة. وله شعر وفضائل. مات في شهر صفر؛ قاله ابن ماكولا.
259 -
عبد الملك بن علي
، أبو عمر الكازروني الزاهد المجاب الدعوة.
كان يعد من الأبدال. سمع أبا مسلم الكجي وغيره، ورحل إليه لتفرده بكازرون؛ روى عنه أبو القاسم الدهان، وأحمد بن محمد بن عبدوس النسائي.
وكان ثقة.
260 -
عبد الوهاب بن محمد بن سهل بن منصور
، أبو الحسين النصيبي الملطي البزاز.
توفي بدمياط.
261 -
علي بن عبد الله بن علي الفارسي
.
عن عبد الله بن ناجية، وزكريا الساجي. وعنه ابنه محمد.
وكان ثقة فرضيّاً.
262 -
علي بن إبراهيم بن الفضيل الكشاني
.
سمع عمر البجيري، وإبراهيم بن نصر بن عنبر.
263 -
علي بن عبد الله بن معن الفارسي الفرضي
.
سمع عبد الله بن ناجية، وزكريا السّاجي. وعنه ابنه محمد.
وثقه الخطيب.
264 -
علي بن الفضل بن شهريار
، أبو الحسن التاجر الأصبهاني المعدل.
سمع محمد بن أيوب الرازي. وعنه أبو بكر بن أبي علي، وأبو نعيم، وقال: ثقة.
265 -
علي بن محمد بن أحمد بن حماد زغبة بن مسلم
، أبو الحسن التجيبي، مصري.
266 -
محمد بن أحمد بن محمد الأبريسم
، أبو بكر النيسابوري التاجر.
سمع أبا عبد الله البوشنجي وغيره، ولم يحدث. قال الحاكم: قصدناه غير مرة فلم يحدّثنا.
267 -
محمد بن أحمد بن إسماعيل بن خالد
، أبو بكر الصرام السختياني.
جرجاني عالي الرواية، روى عن محمد بن أيوب الرازي، وهميم بن همام، وابن مجاشع. روى عنه حمزة السهمي، وغيره.
توفي في ربيع الآخر.
268 -
محمد بن أحمد بن الحسن
، أبو عمر الضبيّ الهيساني.
سمع عبد الله بن محمد بن النعمان الأصبهاني، وغيره، وتوفي في عشر التسعين. وعنه أبو بكر بن أبي علي.
269 -
محمد بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عبد الملك
بن مروان القرشي الدمشقي، أبو عبد الله، محدث دمشق في وقته.
سمع أحمد بن محمد بن يحيى بن حمزة، وأحمد بن إبراهيم ابن البسري، وإسماعيل بن قيراط، وزكريا خياط السنة، وأبا علاثة المصري، وأنس بن السلم، وجماعة.
وعنه تمام، وابن منده، وعبد الوهاب الميداني، والخصيب بن عبد الله القاضي، وحوي بن علي السكسكي. وآخر من حدث عنه أبو الحسن ابن السمسار، وانتقى عليه أبو عبد الله بن منده ثلاثين جزءاً، وأملى مدة بجامع دمشق.
قال عبد العزيز الكتاني: كان ثقة مأموناً جواداً، توفي في شوال وهو في عشر التسعين.
270 -
محمد بن إبراهيم بن عبد الله بن هارون الحضرمي المصري
، جد الحافظ يحيى بن علي ابن الطحان.
روى عن بكر بن سهل الدمياطي، وأحمد بن شعيب النسائي.
توفي في المحرم.
محمد بن إسماعيل، أبو بكر البغدادي ابن القاضي.
سمع أحمد بن الحسن الصوفي. وعنه أبو نعيم وغيره.
272 -
محمد بن جعفر بن دران
، أبو الطيب المصري غندر.
روى عن أبي خليفة، وأبي يعلى الموصلي، وجماعة. وعنه الدارقطني، وابن جميع، وأحمد بن محمد بن الحاج الإشبيلي.
ويقال: توفي في العام الماضي.
273 -
محمد بن الحسين بن مهران أبو الحسن النيسابوري الكاتب
، أخو الأستاذ أبي بكر.
سمع عبد الله بن شيرويه، وابن خزيمة. وعنه الحاكم، وقال: كان يصحب الملوك والوزراء، وعاش نيّفا وثمانين سنة.
274 -
محمد بن العباس بن الوليد بن كوذك
، أبو عمر مولى القعقاع بن خليد، العنسي الدمشقي.
سمع محمد بن العباس بن الدرفس، وأحمد بن بشر الصوري، وعبد الرحمن بن القاسم الرواس، وجعفر بن أحمد ابن الرواس، وإبراهيم بن دحيم، والمفضل بن محمد الجندي. وعنه تمام، وأبو نصر بن هارون، وعبد الوهاب الميداني، والخصيب بن عبد الله بن محمد، وأبو الحسن ابن السمسار.
وتوفي في آخر العام.
أخبرنا إسماعيل بن عبد الرحمن، ومحمد بن علي، وأحمد بن عبد الرحمن؛ الحنبليّون قراءة، قالوا: أخبرنا محمد بن السيد بن فارس، قال: أخبرنا الخضر بن الحسين بن عبدان سنة إحدى وأربعين وخمسمائة، قال: أخبرنا أبو القاسم علي بن محمد المصيصي، قال: أخبرنا أبو نصر محمد بن أحمد بن هارون، قال: أخبرنا أبو عمر محمد بن العباس بن كوذك، قال: حدثنا عيسى بن إدريس البغدادي، قال: حدثنا أحمد بن المقدام، قال: حدثنا يزيد بن زريع، قال: حدثنا عبد الرحمن بن إسحاق، عن ابن أبي ذئب، عن خاله الحارث، عن أبي سلمة، عن عبد الله بن عمرو أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: لعن الله الراشي والمرتشي.
275 -
محمد بن عبد الله بن سعيد
، أبو علي العسكري، نزيل أصبهان.
سمع عبدان، وأبا بكر بن أبي داود، وأبا علي محمد بن سليمان
المالكي، ومحمد بن محمد الباغندي. وعنه أبو بكر بن أبي علي، وأبو نعيم.
276 -
محمد بن عدي بن حمدويه السجزي الصابوني
.
سمع الحسين بن إدريس وغيره، وهو جد أبي عثمان الصابوني لأمه. وعنه يحيى بن عمار وغيره.
توفي في ذي القعدة، وكنيته أبو عبد الله، وهو أخو عبد الله الذي يأتي.
277 -
محمد بن محمد بن إسحاق
، أبو عمرو السراج الحاكم.
توفي بالشاش في جمادى الآخرة، وحمل إلى هراة فدفن بها.
278 -
محمد بن معاوية بن عبد الرحمن بن معاوية
بن إسحاق بن عبد الله بن معاوية بن هشام بن عبد الملك بن مروان، أبو بكر الأموي القرطبي المعروف بابن الأحمر.
سمع عبيد الله بن يحيى الليثي، وسعيد بن خمير، ورحل إلى المشرق سنة خمس وتسعين ومائتين، فسمع من النسائي، وإسحاق بن إبراهيم المنجنيقي، وابن المنذر، وجعفر الفريابي، ومحمد بن يحيى المروزي، وإبراهيم بن شريك الكوفي، وأبي خليفة الجمحي، والبغوي، وطائفة. ودخل إلى أرض الهند تاجرا، وكان يقول: خرجت من أرض الهند وأنا أقدر على ثلاثين ألف دينار، فلما قاربت أرض الإسلام غرقت وما نجوت إلا سباحة لا شيء معي، ورجع إلى الأندلس، وحمل الناس عنه الكثير.
وكان شيخا جميلا ثقة صدوقا، معمرا، توفي في رجب.
روى عنه خلق منهم: محمد بن إبراهيم بن سعيد ومحمد بن عبد الله بن حكم شيخا ابن عبد البر. وآخر من روى عنه يونس بن عبد الله بن مغيث، وعبد الله بن الربيع التميمي.
وقال ابن حزم: كان ثقة مكثرا، لم أزل أسمع أن سبب خروجه إلى المشرق، أنه خرجت بأنفه، أو ببعض جسده قرحة، فلم يجد لها مداويا، فخافها، فبادر إلى المشرق، فقيل: لها دواؤها بالهند، فوصل الهند، فأزالها
طبيب هناك وشرط له إن برئت أن يقاسمه ماله. فلما عوفي أحضر له جميع ماله ليقاسمه، فقال له: والله، لا أرزؤك شيئا، وأخذ شيئا حسنا من آلة بيته.
واشتغل في رجوعه بالعلم والحديث، فبرع.
279 -
محمد بن يحيى بن عبد السلام الأزدي
الأندلسي النحوي المعروف بالرباحي.
سمع من قاسم بن أصبغ، وبمكة من ابن الأعرابي، وأخذ كتاب سيبويه عن أبي جعفر ابن النحاس.
وكان عارفا بالعربية، حاذقا ذكيّا، فقيها عالما، أدب المغيرة ابن الناصر لدين الله.
توفي في رمضان.
280 -
محمد بن موسى بن عبد العزيز
، أبو بكر الكندي الصيرفي المصري الفقيه الملقب سيبويه، ويعرف بابن الجبي.
سمع أبا عبد الرحمن النسائي، وأبا يعقوب المنجنيقي، وكان فقيها شافعيا يرمى بالاعتزال. تفقه على أبي بكر محمد بن أحمد ابن الحداد. مر.
281 -
موسى بن إبراهيم بن النضر
، أبو القاسم العطار المقرئ.
سمع أبا مسلم الكجّي، وغيره. وعنه أبو نعيم الحافظ، وأبو الحسن بن رزقويه.
قال الخطيب: ما علمت من حاله إلا خيرا.
282 -
منصور بن محمد بن منصور بن بحر
، مولى بني هاشم.
أصبهاني سكن بغداد، وحدث عن حماد بن مدرك، وإسحاق بن زيرك. وعنه ابن أبي الفوارس، ومحمد بن علان.
سنة تسع وخمسين وثلاثمائة
283 -
أحمد بن بندار بن إسحاق
، أبو عبد الله الأصبهاني الشعار الفقيه.
سمع إبراهيم بن سعدان، وعبيد بن الحسن الغزال، ومحمد بن زكريا، وأبا بكر بن أبي عاصم، وأكابر أهل أصبهان، مثل عمير بن مرداس وغيرهم.
وعنه ابن مردويه، وعلي بن جعفر العبدكويي، وأبو بكر بن أبي علي، والحافظ أبو نعيم، وجماعة آخرهم موتا أبو سعد عبد الرحمن بن أحمد بن عمر الصفار. وكان شيخ أصبهان ومسندها.
قال أبو نعيم: درس المذهب على أبي بكر بن أبي عاصم، وسمع كتبه، وكان ثقة ظاهريّ المذهب.
قلت: وكان أبو بكر شيخه ظاهريّ المذهب مجتهدا من طبقة داود بن علي، وتأخر عنه قليلا.
أنبأنا أحمد بن سلامة، عن مسعود بن أبي منصور الجمال. وقرأت على أحمد بن محمد الكردي: أخبركم يوسف بن خليل، قال: أخبرنا مسعود، قال: أخبرنا أبو علي الحدّاد، قال: أخبرنا أبو نعيم، قال: حدثنا أحمد بن بندار، قال: حدثنا محمد بن زكريا، قال: حدثنا سليمان بن كراز، قال: حدثنا عمر بن صهبان الأسلمي، عن ابن المنكدر، عن جابر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أطلبوا الخير عند حسان الوجوه» .
توفي في ذي القعدة عن بضع وتسعين سنة.
284 -
أحمد بن جعفر بن بلال
، أبو جعفر الأصبحي المصري.
روى عن النسائي.
285 -
أحمد بن السندي بن حسن
، أبو بكر البغدادي الحداد.
سمع الحسن بن علويه، وموسى بن هارون. وعنه أبو علي بن شاذان، وأبو نعيم، وانتخب عليه الدارقطني.
قال الخطيب: كان ثقة فاضلا.
وقال أبو نعيم: كان يعد من الأبدال.
286 -
أحمد بن طاهر
، أبو علي النيسابوري.
سمع ابن جوصا، ومكحولا البيروتي، وابن خزيمة، والبغوي، وطبقتهم. وعنه أبو عبد الله الحاكم، وورخ موته.
287 -
أحمد بن عبد العزيز بن بدهن المقرئ البغدادي
، نزيل مصر.
حدث عن إبراهيم بن عبد الله المخرمي، وغيره. كنيته أبو الفتح.
أخذ القراءات عرضا عن أحمد بن سهل الأشناني، وسعيد بن عبد الرحيم الضرير، ومحمد بن موسى الزينبي، وأبي بكر بن مجاهد، ومحمد بن الأخرم الدمشقي. وسمع الحروف من أبي خبيب بن البرتي وغيره. روى عنه عبد المنعم بن غلبون، وابنه طاهر بن غلبون.
وكان من أحسن الناس صوتا بالقرآن وأصحهم أداء، أقرأ الناس بمصر، وكان يصلي بالوزير جعفر ابن الفرات.
قال الدّاني: حدثنا عنه محمد بن علي بن محمد المالكي، والحسن بن سليمان، وغيرهما.
288 -
أحمد بن محمد ابن القطان
، أبو الحسين البغدادي الفقيه الشافعي تلميذ ابن سريج.
عمر وشاخ، ودرس وأفتى، وله وجه في المذهب. وعليه تفقه: علي بن أحمد بن المرزبان البغدادي وغيره، وله مصنفات كثيرة.
توفي في جمادى الأولى.
289 -
أحمد بن محمد بن يحيى
، أبو بكر النيسابوري الأشقر، شيخ أهل الكلام في عصره بنيسابور.
قال الحاكم: صدوق في الحديث. سمع إبراهيم بن أبي طالب، وجعفر بن سوار، ويوسف بن موسى المروزي، وأقرانهم، وتوفي في آخر سنة تسع وخمسين.
قلت: روى صحيح مسلم عن أحمد بن علي القلانسي، عنه. روى عنه الحاكم، وأبو العلاء عبد الوهاب بن ماهان، وغيرهما.
290 -
أحمد بن يوسف
بن خلاد بن منصور
، أبو بكر النصيبي ثم البغدادي العطار.
رجل قليل الفضيلة لكنّه عالي الإسناد، رحلة بغداد. سمع محمد بن الفرج الأزرق، والكديمي، ومحمد بن غالب بن حرب، وإبراهيم الحربي، والحارث بن أبي أسامة. وتفرد بالرواية عن غير واحد. روى عنه الدارقطني، وابن رزقويه، وهلال الحفار، وأبو علي بن شاذان، ومحمد بن عبد الواحد بن رزمة، وأبو نعيم.
وقال الخطيب: كان لا يعرف شيئا من العلم غير أن سماعه صحيح؛ سأل الدارقطني، فقال: أيما أكبر الصاع أو المد؟ فقال للطلبة: انظروا إلى شيخكم الذي تسمعون منه.
قال أبو نعيم: كان ثقة. وكذا وثقه ابن أبي الفوارس، وقال: توفي في صفر ولم يكن يعرف من الحديث شيئا.
290 -
أحمد بن يوسف، أبو حامد النيسابوري الصوفي الأشقر.
جاور بمكة زمانا، وروى عن ابن ناجية، والحسن بن سفيان. وعنه الحاكم. توفي بمكة.
292 -
حبيب بن الحسن بن داود بن محمد
، أبو القاسم القزاز.
بغدادي صدوق، سمع أبا مسلم الكجي، ومحمد بن عثمان العبسي، وخلف بن عمرو العكبري، والحسن بن علويه. وعنه الدارقطني، وابن رزقويه، والحمامي، وأبو القاسم الحرفي، وأبو نعيم.
وثقه ابن أبي الفوارس، وأبو نعيم، والخطيب. وكان رجلا صالحا. وضعفه البرقاني.
قال الخطيب: ما أدري ما حجته في تضعيفه، توفي في جمادى الأولى، وهو عندنا من الثقات الصلحاء.
293 -
الحسن بن أحمد بن الحسن
، القاضي أبو علي البيهقي الأديب، قاضي نسا.
سمع ابن خزيمة، وابن صاعد، وطبقتهما. وعنه الحاكم وغيره.
294 -
شمول، أبو الحسن الأمير
، مولى صاحب مصر كافور.
ولي نيابة دمشق في سنة ثمان وخمسين، فلما بلغه مسير جعفر بن فلاح من قبل جوهر المعزي إلى الشام ليملكها استخلف على دمشق غلامه إقبال، وتوجه لقتال جعفر منحازا إلى الأمير حسن بن عبيد الله بن طغج والإخشيدية، والتقى الجمعان، فانهزم حسن وجنوده، وانضم في الحال شمول إلى جعفر بن فلاح مخامرا.
ويقال: إنه كان قد كاتبه فأمنه واستعمله على دمشق، وبقي ينوب عنه غلامه إقبال بها. فلما كان في آخر هذه السنة، سنة تسع، غلب على البلد أبو القاسم بن أبي يعلى الهاشميّ، ورد دعوة بني العباس، وهرب إقبال، ثم لم يدم ذلك.
295 -
صالح بن عمير العقيلي الأمير
.
ولي دمشق نيابة للحسن بن عبيد الله بن طغج في سنة سبع وخمسين حين انهزم عنها فنك الكافوري، فبعث إليه عند ذلك شيوخ دمشق، وهو يومئذ متولي حوران فجاءهم وضبط البلد، فجاء ظالم بن مرهوب العقيلي ليأخذ البلد فمنعه أهل دمشق.
ثم بعد أيام غلب على الشام الحسن بن أحمد القرمطي، واختفى صالح، وولي دمشق للقرامطة وشاح السلمي، وسار صالح إلى الرملة، فلما رجع القرمطي إلى الإحساء وفارق الشام في صفر سنة ثمان وخمسين، رجع صالح إلى دمشق، وتعصب معه شبابها، وأخرجوا وشاحا، ثم جمع ظالم العقيلي جموعا، ونزل داريا وحاصر دمشق خمسين يوما، فلما بلغه مجيء الحسن بن عبيد الله الإخشيدي سار عن البلد.
قال ابن عساكر الحافظ: بلغني أن صالحا توفي بنوى سنة تسع وخمسين.
296 -
طلحة بن محمد بن إسحاق
، أخو سعد الصيرفي.
قال الخطيب: سمع المعمري، ومحمد بن عثمان بن أبي شيبة. حدثنا عنه أبو نعيم، وكان صدوقا. ورخه ابن الثلاج.
297 -
عبد الله بن أحمد بن إسحاق
، أبو محمد الأصبهاني الفقيه.
توفي في رمضان.
298 -
عبد الرحمن بن أحمد بن سعيد
، أبو بكر المروزي الأنماطي.
قدم حاجا وحدث ببغداد عن يحيى بن ساسويه، ومحمد بن شاذان. وعنه ابن حيويه، والحسن بن الحسن بن المنذر.
قال الخطيب: كان ثقة حافظا.
299 -
عبد الرحمن بن محمد بن جعفر بن حيان الأصبهاني
، أبو مسلم المؤدّب أخو أبي الشيخ الحافظ.
سمع محمد بن زكريا، وأحمد بن عمرو البزار الحافظ، وأحمد بن علي الخزاعي. وعنه أبو نعيم، وأبو بكر بن مردويه، والحفّاظ. وتوفي فجاءة.
300 -
عبد الصمد بن محمد بن حيويه
، الحافظ أبو محمد البخاري الأديب.
أحد الرحالة، جمع على صحيح البخاري وجود. سمع السري بن سهل البخاري، وعمر بن علك المروزي، وكتب ببغداد ونيسابور. روى عنه الحاكم، وقال: توفي في رمضان.
301 -
علي بن بندار
، شيخ الصوفية.
ذكرته في سنة سبع، وقيل: توفي في هذه السنة، وكأنه الأصح.
وقد روى عنه أيضا: أبو يعلى حمزة المهلبي، وأبو سعد عبد الملك بن محمد، وكامل بن أحمد العزائمي.
قال الحاكم: ما رأيت في مشايخنا أصبر على الفقر منه، وقد أملى سنين. وكان من الثقات.
قال السملي: وكان ابنه أبو القاسم أوحد وقته في طريقته، سمعته يقول: سمعت الوالد يقول: يا بني إياك والخلاف على الخلق، فمن رضي الله به لنفسه عبدا فارض به أخا.
قد ذكرنا أنه صحب الجنيد وطبقته وأكثر من الحديث.
302 -
علي بن محمد بن مسرور
، أبو الحسن الفقيه المالكي القيرواني الدباغ.
سمع من أحمد بن أبي سليمان وعول عليه. أخذ عنه أبو الحسن القابسي، وعبد الرحمن بن محمد الربعي، وجماعة كثيرة من المالكية. وكان إماما عاقلا كثير الحياء والورع والصيانة والتقوى.
توفي في رمضان؛ ترجمه القاضي عياض.
303 -
علي بن محمد بن سعيد
، أبو الحسن الموصلي، نزيل بغداد.
روى عن الحسن بن عليل، وأبي يعلى، وشاهين بن السميذع، وعدة. وعنه علي بن أحمد الرزاز، وأبو نعيم، وقال: هو كذاب.
وقال ابن الفرات: مخلط غير محمود. توفي في جمادى الآخرة.
304 -
الفتح بن عبد الله الفقيه
، أبو نصر الهروي العابد.
سمع الحسين بن إدريس، والحسن بن سفيان، وغيرهما. وعنه أبو عبد الله الحاكم، وقال: عاش خمسا وثمانين سنة. قرأ الفقه والكلام على أبي علي الثقفي إلى أن صار من مشايخ المتكلمين. حدثني بعضهم أنه رآه ليلة بكى إلى الصباح.
305 -
محمد بن أحمد بن سهل
، أبو عبد الله الإستراباذي، خال أبي الحسن المطرفي.
روى عن الحسن بن سفيان، والحسن بن الطيب البلخي.
306 -
محمد بن أحمد بن الحسن بن إسحاق
، أبو علي ابن الصواف، محدث بغداد.
سمع محمد بن إسماعيل الترمذي، وإسحاق الحربي، وبشر بن موسى، وعبد الله بن أحمد بن حنبل، ومحمد بن عثمان بن أبي شيبة، وطائفة. وعنه ابن رزقويه، ومحمد بن أبي الفوارس، وأبو الحسين، وعبد الملك ابنا بشران، وأبو بكر البرقاني، وأبو نعيم، وجماعة.
قال الدارقطني: ما رأت عيناي مثل أبي علي ابن الصواف، وآخر بمصر نسيه ابن أبي الفوارس.
وقال ابن أبي الفوارس: كان أبو علي ثقة مأمونا ما رأيت مثله في التحرز، توفي في شعبان وله تسع وثمانون سنة.
قلت: آخر من روى حديثه بعلو عفيفة الفارفانية، سمعت من الدشتج آخر أصحاب أبي نعيم.
307 -
محمد بن أحمد بن حمدون بن الحسن الذهلي
، أبو الطيب النيسابوري المذكر.
صحيح السماع، كثير الكتب، وكان يورق. سمع إبراهيم بن أبي طالب، ومسدد بن قطن. وصنف تصانيف. وعنه الحاكم، وقال: عندي بخطّه زيادة على ثلاثمائة جزء، وعاش أربعا وثمانين سنة.
308 -
محمد بن الحسين
، الوزير الكبير، أبو الفضل ابن العميد، وزير ركن الدولة الحسن بن بويه.
كان أحد بلغاء الرجال ونبلائهم، توفي سنة تسع.
309 -
محمد بن حاتم بن زنجويه
، أبو بكر البخاري الفقيه الفرضي.
حدث بدمشق عن محمد بن أحمد بن صفوة المصيصي، ويعقوب بن محمد بن ثوابة، وجماعة. وعنه تمام، وأبو نصر بن هارون، وعبد الرحمن بن محمد بن ياسر، وغيرهم.
توفي في ذي القعدة، وكان إماما في السنة.
310 -
محمد بن طاهر بن علي
، أبو يعلى الأصبهاني.
سمع الوليد بن أبان، وبكر بن أحمد الشعراني، وأبا القاسم البغوي، وأبا عروبة. وعنه الحاكم ابن البيع، وأبو عبد الرحمن السلمي، وأبو الفضل محمد بن أحمد الجارودي، وأبو القاسم عبد الرحمن بن محمد السراج.
قال الحاكم: كان يحفظ سؤالات الشيوخ وتوفي بنيسابور.
311 -
محمد بن عبد العزيز بن حسنون
، أبو طاهر الإسكندراني الفقيه الشافعي.
شيخ جليل معمر. حدث بدمشق عن مقدام بن داود الرعيني، وبكر بن سهل الدمياطي، وصالح بن شعيب، وجعفر الفريابي، وجماعة. وعنه تمام، وعبد الوهاب الميداني، والهيثم بن أحمد الصباغ، ومحمد بن عبد الله المنيني، وغيرهم.
توفي في شهر رجب.
312 -
محمد بن علي بن حبيش
، أبو الحسين الناقد.
بغدادي جليل، سمع أبا شعيب الحراني، وأحمد بن يحيى الحلواني،
ومحمد بن عبد الله مطينا، والهيثم بن خلف الدوري، وجماعة. وعنه ابن رزقويه، وأبو علي بن شاذان، وأبو نعيم.
وقال أبو نعيم: ثقة. وكذا وثقه ابن أبي الفوارس، وورخ موته.
313 -
محمد بن عيسى بن ديزك
، العلامة أبو عبد الله البروجردي، النحوي، نزيل بغداد، ومعلّم ابن الخليفة.
سمع عمير بن مرداس، ومحمد بن إبراهيم بن زياد الرازي، وانتخب عليه ابن المظفر. روى عنه سلامة بن عمر النصيبي، وأبو نعيم وغيرهما.
وثقه أبو نعيم. ويقال: إن أبا سعيد السيرافي درس عليه الأدب.
قال أبو الحسن بن الفرات: كان ثقة مستورا جميل المذهب، مات في جمادى الآخرة.
314 -
محمد بن موسى بن أزهر
، أبو بكر الأندلسي الإستجي.
روى عن أبيه، وعبيد الله بن يحيى، وكان فقيها شروطيا.
توفي في جمادى الآخرة.
315 -
المنذر بن محمد بن المنذر
، أبو سعيد السلمي الهروي.
روى عن أبي جعفر أحمد بن محمد بن عبد الرحمن السامي. وعنه أبو الفضل الجارودي.
316 -
المؤمل بن يحيى
، أبو الحسن المصري المعدل.
سمع أبا الرقراق.
317 -
هاشم بن أحمد بن غانم
، أبو خالد الغافقي القرطبي.
كان فقيها مشاورا، ولي نظر الأحباس أيام منذر القاضي، وكان نحويا شاعرا.
سنة ستين وثلاثمائة
318 -
أحمد بن طاهر النيسابوري
.
سمع ابن خزيمة، وعبد الله بن زيدان البجلي، وأبا القاسم البغوي، وأبا عروبة، وعلي بن أحمد بن علان المصري، والهيثم بن كليب الشاشي. وعنه أبو عبد الله الحاكم، وقال: كان من الرحالة المجودين.
319 -
أحمد بن محمد بن أبي الفتح بن خاقان
، أبو العباس ابن النجاد الدمشقي، إمام جامع دمشق، وأحد الصالحين.
قرأ القرآن على هارون بن موسى الأخفش؛ ولعله آخر من قرأ عليه. قرأ عليه عبد القاهر الصائغ، وبقي إلى بعد سنة عشر وأربعمائة.
320 -
أحمد بن نابت بن أحمد بن الزبير
، أبو عمر التغلبي القرطبي.
سمع من عبيد الله بن يحيى، وحدّث عنه بالموطأ. وسمع من سعيد بن عثمان الأعناقي، وطاهر بن عبد العزيز، وجماعة. روى عنه جماعة.
وكان صالحا، ثقة، توفي في ذي القعدة.
321 -
إبراهيم بن يحيى الطليطلي
، أبو إسحاق.
سمع أحمد بن خالد بن الجباب، ومحمد بن عبد الملك بن أيمن. وولي قضاء طليطلة. روى عنه خلف بن قاسم، وعبد الرحمن بن عبيد الله.
توفي في حدود الستين أو قبلها.
322 -
إبراهيم بن هارون بن خلف
، ابن الزاهر المصمودي.
سمع بقرطبة من ابن أيمن، وقاسم بن أصبغ. وحدث.
توفي سنة ستين.
323 -
أسد بن حيون بن منصور الجذامي
، أبو القاسم الإستجي
الأندلسي.
سمع محمد بن عبد الملك بن أيمن. ورحل فسمع من أبي القاسم البغوي ببغداد، ومن أبي جعفر الديبلي بمكة.
وكان بصيرا بالطب، روى عنه إسماعيل بن إسحاق.
324 -
أسهم بن إبراهيم بن موسى
، أبو نصر القرشي السهمي الزاهد الجرجاني، عم الحافظ حمزة بن يوسف.
روى عن أبي نعيم عبد الملك بن عدي، وموسى بن العباس الآزاذواري. وعنه أبو بكر محمد بن يوسف الشالنجي.
325 -
جعفر بن فلاح
، الأمير الذي ولي دمشق للمعز العبيدي، وهو أول أمير وليها لبني عبيد.
وكان قد خرج مع القائد جوهر، وافتتح معه مصر، ثم سار فغلب على الرملة سنة ثمان وخمسين، وبعد أيام غلب على دمشق بعد أن قاتل أهلها أياما، واستقر بها. ثم في سنة ستين هذه سار لحربه الحسن بن أحمد القرمطي، وكان مريضا على نهر يزيد، فظفر به القرمطي وقتله وقتل من خواصه خلقا، وذلك في ذي القعدة.
326 -
الحسن بن علي ابن الإمام أبي جعفر أحمد بن محمد بن سلامة
الأزدي الطحاوي.
327 -
زيري بن مناد الحميري الصنهاجي
، جد المعز بن باديس.
أول من ملك من بيتهم، وهو الذي بنى أشير وحصنها، وأعطاه المنصور تاهرت. وكان شجاعا حسن السيرة. جرت بينه وبين جعفر بن علي الأندلسي حرب، قتل زيري في المصاف في رمضان، وكانت مدة إمرته ستا وعشرين
سنة.
328 -
سعيد بن عميرة
، أبو عثمان الهروي.
يروي عن جعفر الفريابي.
329 -
سليمان بن أحمد بن أيوب بن مطير
، أبو القاسم اللخمي الطبراني الحافظ المشهور مسند الدنيا.
سمع هاشم بن مرثد الطبراني، وأبا زرعة الدمشقي، وأحمد بن محمد بن يحيى بن حمزة، وأحمد بن عبد الوهاب بن نجدة الحوطي، وأبا زيد أحمد بن عبد الرحيم بن يزيد الحوطي، وأحمد بن مسعود المقدسي، وأحمد بن إسحاق البلدي الخشاب، وأحمد بن خليد الحلبي، وأحمد بن شعيب النسائي، وإبراهيم بن بزة الصنعاني، وإسحاق بن إبراهيم الدبري، وإبراهيم بن سويد الشبامي، وإدريس بن جعفر العطار صاحب يزيد بن هارون، وبشر بن موسى الأسدي، والحسن بن سهل المجوز، وحفص بن عمر سنجة، وحبوش بن رزق الله، وخير بن عرفة، وأبا الزنباع روح بن الفرج، وعلي بن عبد العزيز البغوي، وعبد الله بن محمد بن سعيد بن أبي مريم، وعبد الله بن الحسين المصيصي، وعمارة بن وثيمة، وعبيد الله بن رماحس، وعمرو بن ثور الجذامي، ومحمد بن حيان المازني، ومحمد بن حبان الباهلي، ومحمد بن يحيى بن المنذر القزاز، ومحمد بن زكريا الغلابي، ومحمد بن أسد الأصبهاني، وموسى بن عيسى بن المنذر الحمصي، ومقدام بن داود الرعيني، وهارون بن ملول، ويوسف بن يزيد القراطيسي، ويحيى بن أيوب العلاف وغيرهم. وأول سماعه بطبرية سنة ثلاث وسبعين ومائتين، وله ثلاث عشرة سنة. سمعه أبوه ورحل به لأنه كان له ماسة بالحديث. وقد سمع من دحيم لما قدم عليهم طبرية، وزار به أبوه القدس سنة أربع وسبعين فسمعه من أحمد بن مسعود الخياط، حدثه عن عمرو بن أبي سلمة التنيسي. ثم رحل إلى قيسارية فسمع من إبراهيم بن أبي سفيان، وعمرو بن ثور أصحاب الفريابي. وسمع بعكا من أحمد اللحياني صاحب آدم بن أبي إياس. ثم إنه رحل سنة ثمان وسبعين فسمع بحلب، وسمع بحمص وجبلة ودمشق والشام في هذا القرب،
ثم حج ودخل اليمن مع أبيه في نحو من سنة ثمانين، فسمع كتب عبد الرزاق. وسمع بمصر في رجوعه فيما أحسب أو في ذهابه من محدثيها. وسمع بعد ذلك من أهل بغداد، والبصرة، والكوفة، وأصبهان، وغير ذلك.
وكان مولده بعكا في صفر سنة ستين ومائتين، وكانت أمه من عكا.
وصنف معجم شيوخه وهو مجلد مروي، والمعجم الكبير في عدة مجلدات على أسماء الصحابة، والمعجم الأوسط وفيه الأحاديث الأفراد والغرائب، صنفه على ترتيب أسماء شيوخه، وصنف كتاب الدعاء، وكتاب عشرة النساء، وكتاب حديث الشاميين، وكتاب المناسك، وكتاب الأوائل، وكتاب السنة، وكتاب الطوالات، وكتاب الرمي، وكتاب النوادر، مجلد، ومسند أبي هريرة كبير، وكتاب التفسير، وكتاب دلائل النبوة، وكتاب مسند شعبة، وكتاب مسند سفيان، ومسانيد طائفة، وغير ذلك مما غاب عني ذكره أو لم أعرف به.
روى عنه أبو خليفة الفضل بن الحباب، وأبو العباس بن عقدة، وأحمد بن محمد الصحاف، وهم من شيوخه. وأبو بكر بن مردويه، وأبو عمر محمد بن الحسين بن محمد البسطامي فقيه نيسابور، والحسين بن أحمد بن المرزبان، وأبو بكر بن أبي علي الذكواني، وأبو الفضل أحمد بن محمد الجارودي، وأبو نعيم الحافظ، وأبو الحسين أحمد بن فاذشاه، ومحمد بن عبيد الله بن شهريار، وأبو سعيد عبد الرحمن بن أحمد الصفار. وآخر من حدث عنه بالسماع أبو بكر بن ريذة، وبقي بعده بسنتين عبد الرحمن بن أبي بكر الذكواني يروي عنه بالإجازة.
قال أبو بكر بن أبي علي: سأل والدي أبا القاسم الطبراني عن كثرة حديثه فقال: كنت أنام على البواري ثلاثين سنة.
وقال أبو نعيم: قدم الطبراني أصبهان سنة تسعين ومائتين، وخرج، ثم قدمها، فأقام بها يحدث ستين سنة.
وذكر الحافظ سليمان بن إبراهيم الأصبهاني أن أبا أحمد العسال قاضي أصبهان، قال: إذا سمعت من الطبراني عشرين ألف حديث، وسمع منه
إبراهيم بن محمد بن حمزة ثلاثين ألفا، وسمع منه أبو الشيخ أربعين ألف حديث كملنا.
قلت: وهؤلاء هم من كبار شيوخ أصبهان في أيام الطبراني.
وقال أبو نعيم: سمعت أحمد بن بندار يقول: دخلت العسكر سنة ثمان وثمانين ومائتين، فحضرت مجلس عبدان، وخرج ليملي فجعل المستملي يقول له: إن رأيت أن تملي فيقول: حتى يحضر الطبراني. قال: فأقبل أبو القاسم بعد ساعة متزر بإزار مرتدٍ بآخر، ومعه أجزاء، وقد تبعه نحو عشرين نفسا من الغرباء من بلدان شتى حتى يفيدهم الحديث.
وقال أبو بكر بن مردويه في تاريخه: لما قدم الطبراني قدمته الثانية سنة عشر وثلاثمائة إلى أصبهان قبله أبو علي أحمد بن محمد بن رستم العامل، وضمه إليه، وأنزله المدينة وأحسن معونته، وجعل له معلوما من دار الخراج، فكان يقبضه إلى أن مات، وقد كنى ولده محمدا أبا ذر، وهي كنية والده.
وقال أبو زكريا يحيى بن منده الحافظ: سمعت مشايخنا ممن يعتمد عليهم يقولون: أملى أبو القاسم الطبراني حديث عكرمة في الرؤية، فأنكر عليه ابن طباطبا العلوي ورماه بدواة كانت بين يديه، فلما رأى الطبراني ذلك واجهه بكلام اختصرته، وقال في أثناء كلامه: ما تسكتون وتشتغلون بما أنتم فيه حتى لا نذكر ما جرى يوم الحرة. فلما سمع ذلك ابن طباطبا قام واعتذر إليه وندم.
وقال ابن منده المذكور: وبلغني أنه كان حسن المشاهدة طيب المحاضرة. قرأ عليه يوما أبو طاهر ابن لوقا حديث كان يغسل حصى جماره فصحفه وقال: يغسل خصى حماره فقال: وما أراد بذلك يا أبا طاهر؟ فقال: التواضع. وكان أبو طاهر هذا كالمغفل. قال له الطبراني يوما: أنت ولدي يا أبا طاهر فقال: وإياك يا أبا القاسم، يعني: وأنت.
وقال ابن منده: وجدت عن أحمد بن جعفر الفقيه، أخبرنا أبو عمر بن عبد الوهاب السلمي، قال: سمعت الطبراني يقول: لما قدم أبو علي بن رستم من فارس دخلت عليه، فدخل عليه بعض الكتاب، فصب على رجله خمسمائة درهم، فلما خرج الكاتب قال لي أبو علي: ارفع هذا يا أبا القاسم، فرفعتها، فلما دخلت أم عدنان ابنته صبت على رجله خمسمائة، فقمت، فقال لي: إلى
أين؟ فقلت: قمت لئلا يقول: جلست لهذا، فقال: ارفع هذه أيضا، فلما كان آخر أمره، تكلم في أبي بكر وعمر رضي الله عنهما ببعض الشيء، فخرجت ولم أعد إليه بعد.
وقال أحمد بن جعفر الفقيه: سمعت أبا عبد الله بن حمدان، وأبا الحسن المديني وغيرهما يقولون: سمعنا الطبراني يقول: هذا الكتاب روحي، يعني المعجم الأوسط.
وقال أبو الحسين بن فارس اللغوي: سمعت الأستاذ ابن العميد يقول: ما كنت أظن أن في الدنيا حلاوة ألذ من الرياسة والوزارة التي أنا فيها، حتى شاهدت مذاكرة الطبراني، وأبي بكر الجعابي بحضرتي، فكان الطبراني يغلبه بكثرة حفظه، وكان الجعابي يغلب بفطنته وذكائه، حتى ارتفعت أصواتهما، ولا يكاد أحدهما يغلب صاحبه، فقال الجعابي: عندي حديث ليس في الدنيا إلا عندي. فقال: هات، فقال: حدثنا أبو خليفة، قال: حدثنا سليمان بن أيوب، وحدث بحديث، فقال الطبراني: أنا سليمان بن أيوب ومني سمعه أبو خليفة، فاسمع مني حتى يعلو فيه إسنادك، فخجل الجعابي، فوددت أن الوزارة لم تكن، وكنت أنا الطبراني، وفرحت كفرحه، أو كما قال.
أنبئت عن اللبان، عن غانم البرجي، أنه سمع عمر بن محمد بن الهيثم يقول: سمعت أبا جعفر بن أبي السري، قال: لقيت ابن عقدة بالكوفة، فسألته يوما أن يعيد لي فوتا، فامتنع، فشددت عليه، فقال: من أي بلد أنت؟ قلت: من أصبهان. فقال: ناصبة ينصبون العداوة لأهل البيت، فقلت: لا تقل هذا فإنه فيهم متفقهة وفضلاء ومتشيعة. فقال: شيعة معاوية؟ قلت: لا والله، بل شيعة علي، وما فيهم أحد إلاّ وعلي أعز عليه من عينه وأهله، فأعاد علي ما فاتني، ثم قال لي: سمعت من سليمان بن أحمد اللخمي؟ فقلت: لا أعرفه، فقال: يا سبحان الله!! أبو القاسم ببلدكم وأنت لا تسمع منه، وتؤذيني هذا الأذى بالكوفة، ما أعرف لأبي القاسم نظيرا، قد سمعت منه وسمع مني، ثم قال: أسمعت مسند أبي داود؟ فقلت: لا، قال: ضيعت الحزم لأن منبعه من أصبهان، وقال: أتعرف إبراهيم بن محمد بن حمزة؟ قلت: نعم. قال: قل ما رأيت مثله في الحفظ.
وقال الحاكم: وجدت أبا علي الحافظ سيئ الرأي في أبي القاسم اللخمي، فسألته عن السبب، فقال: اجتمعنا على باب أبي خليفة، فذكرت طرق حديث: أمرت أن أسجد على سبعة أعضاء فقلت له: تحفظ شعبة عن عبد الملك بن ميسرة، عن طاوس عن ابن عباس؟ قال: بلى، غندر، وابن أبي عدي. فقلت: من عنهما؟ قال: حدثناه عبد الله بن أحمد، عن أبيه، عنهما، فاتهمته إذ ذاك، فإنه ما حدث به غير عثمان بن عمر، عن شعبة.
قال الحافظ ضياء الدين: هذا وهم فيه الطبراني في المذاكرة، أما في جمعه حديث شعبة، فلم يروه إلاّ من طريق عثمان بن عمر، ولو كان كل من وهم في حديث واحد اتهم لكان هذا لا يسلم منه أحد.
وقال أبو عبد الله بن منده الحافظ: الطبراني أحد الحفاظ المذكورين، حدث عن أحمد بن عبد الرحيم البرقي، ولم يحتمل سنه لقيه، توفي أحمد بن عبد الرحيم بمصر سنة ست وستين ومائتين.
قلت: كذا ورخه ابن يونس في موضع، وقال في موضع آخر: توفي سنة سبعين في رمضان، وعلى كل تقدير فلم يلقه، والذي ظهر لي أنه سمع من ابن البرقي بلا شك، لكن من عبد الرحيم أخي أحمد المذكور، فاعتقد أنه هو أحمد، وغلط في اسم الرجل، ويؤيد هذا أن الطبراني لم يخرج عن أحمد عن كبار شيوخه مثل عمرو بن أبي سلمة ونحوه، إنما روى عنه عن مثل عبد الملك بن هشام راوي السيرة. وأخرى: أن الطبراني لم يسم عبد الرحيم ولا ذكره في معجمه، وقد أدركه بيقين لما دخل مصر وسمع منه، لكنه سماه باسم أخيه وهما منه، ولهما أخ حافظ، توفي سنة تسع وأربعين ومائتين من شيوخ النبل، وهذا وهم وحش من الطبراني قد تكرر في كثير من معجمه قوله: حدثنا أحمد بن عبد الله البرقي، وقد توفي عبد الرحيم ابن البرقي سنة ست وثمانين. وسئل أبو العباس أحمد بن منصور الشيرازي الحافظ عن الطبراني فقال: كتبت عنه ثلاثمائة ألف حديث، وهو ثقة، إلا أنه كتب عن شيخ بمصر، وكانا أخوين وغلط في اسمه.
وقال أبو بكر بن مردويه: دخلت بغداد، وتطلبت حديث إدريس بن جعفر العطار، عن يزيد بن هارون، وروح بن عبادة، فلم أجد إلا أحاديث
معدودة وقد روى الطبراني، عن إدريس، عن يزيد كثيرا.
قلت: هذا لا يدل على شيء، فإن الطبراني لما وقع له هذا الشيخ، اغتنمه وأكثر عنه واعتنى به، ولم يعتن به أهل بلده.
وقال أحمد الباطرقاني: دخل ابن مردويه بيت الطبراني وأنا معه، وذلك بعد وفاة ابنه أبي ذر لبيع كتب الطبراني، فرأى أجزاء لا أوائل لها، فاغتم لذلك وسبّ الطبراني. قال الباطرقاني: وكان ابن مردويه سيئ الرأي فيه.
وقال سليمان بن إبراهيم الحافظ: كان ابن مردويه في قلبه شيء على الطبراني، فتلفظ بكلام، فقال له أبو نعيم: كم كتبت عنه؟ فأشار إلى حزم، فقال أبو نعيم: ومن رأيت مثله؟ فلم يقل شيئا.
قال الحافظ الضياء: ذكر ابن مردويه في تاريخ أصبهان جماعة وضعفهم، وذكر الطبراني فلم يضعفه، ولو كان عنده ضعيفا لضعفه.
وقال أبو بكر محمد بن أبي علي المعدل: الطبراني أشهر من أن ندل على فضله وعلمه، كان واسع العلم كثير التصانيف. وقيل: ذهبت عيناه في آخر أيامه. فكان يقول: الزنادقة سحروني، فقال له يوما حسن العطار تلميذه يمتحن بصره: كم عدد الجذوع التي في السقف؟ فقال: لا أدري لكن نقش خاتمي سليمان بن أحمد.
قلت: قال له هذا على سبيل البسط.
وقال له مرّة أخرى: من هذا الآتي؟ قال: أبو ذر، يعني ابنه، وليس بالغفاري.
قال أبو نعيم: توفي لليلتين بقيتا من ذي القعدة سنة ستين وصليت عليه.
قلت: عاش الطبراني مائة سنة وعشرة أشهر، وآخر من روى حديثه عاليا بالإجازة عندنا الزاهد القدوة أبو إسحاق ابن الواسطي، أجاز له أصحاب فاطمة الجوزدانية، التي تفرّدت بالرواية عن ابن ريذة صاحب الطبراني.
330 -
سهل بن أحمد بن عيسى أبو الفضل المؤذن
.
هروي معمر. توفي يوم عرفة، وصلى عليه الخليل بن أحمد القاضي، وله مائة سنة؛ قاله ابن منده.
331 -
عبد الله بن يحيى بن معاوية
، أبو بكر التيمي الطلحي الكوفي.
سمع عبيد بن غنام، ومطينا، وجماعة. وثقه الحافظ محمد بن أحمد بن حماد. وروى عنه أبو نعيم الحافظ، وغيره.
332 -
عبيد الله بن عمر بن أحمد بن محمد
، أبو القاسم القيسي البغدادي الفقيه الشافعي، ويعرف بعبيد الفقيه، نزيل قرطبة.
قال أبو الوليد الفرضي: قدم الأندلس، وكان قد تفقه، وناظر عند أبي سعيد الإصطخري، والقاضي أبي عبد الله المحاملي. وقرأ القرآن على ابن مجاهد، وعلى أبي الحسن بن شنبوذ، وسمع من أبي جعفر محمد بن إبراهيم الديبلي، وأبي جعفر الطحاوي، وأبي القاسم البغوي، وعبد الله بن أبي داود، وأبي الدحداح الدمشقي، وابن صاعد. وكان عالما بالأصول والفروع، إماما في القراءات، صنف في الفقه والقراءات والفرائض. قال: وقد ضعفه بعضهم برواية ما لم يسمع عن بعض الدمشقيين. ولد سنة خمس وتسعين ومائتين، وكان المستنصر صاحب الأندلس قد أكرمه، وتوفي في ذي الحجّة بقرطبة.
قلت: لم يسم أحدا روى عنه.
قال ابن الفرضي: سمعت محمد بن أحمد بن يحيى بن مفرج ينسبه إلى الكذب، ووقفت على بعض ذلك.
333 -
عمارة بن رفاعة بن عمارة بن وثيمة بن موسى
، أبو العباس المصري.
توفي في ربيع الأول.
334 -
عمر بن أحمد بن محمد بن حمة الخلال
، أبو حفص البغدادي المعدل.
سمع الحسين بن أبي الأحوص، ومحمد بن يحيى المروزي. وعنه ابن رزقويه، ومحمد بن طلحة.
وثقه الخطيب.
مات في ذي الحجّة، وهو والد عبد الرحمن شيخ ابن المهتدي بالله.
335 -
عيسى بن محمد بن أحمد البغدادي
، أبو علي الطوماري، من ولد ابن جريج.
حدث عن الحارث بن أبي أسامة، وإبراهيم الحربي، وابن أبي الدنيا، وبشر بن موسى، ومحمد بن أحمد بن البراء، ومحمد بن يونس الكديمي، وجعفر بن أبي عثمان الطيالسي، وجماعة. وعنه أبو الحسن بن رزقويه، وعلي بن عبد الله الهاشمي، وابن داود الرزاز، وأبو علي بن شاذان، وأبو نعيم، وكان قد شهر بصحبة ابن طومار الهاشمي.
قال ابن الفرات: لم يكن بذاك، حدث من غير أصول في آخر أمره.
وقال ابن أبي الفوارس: كان يذكر أن عنده تاريخ ابن أبي خيثمة وكتب ابن أبي الدنيا، ولم تكن له أصول، وكان يحفظ حكايات. وذكر أنه قرئ عليه كتاب الكامل للمبرد من غير كتابه.
وذكر أن مولده في المحرم سنة اثنتين وستين ومائتين. ومات في صفر.
قلت: تفرد بالسماع من غير واحد.
336 -
الفضل بن الفضل بن العباس
، أبو العباس الكندي، إمام جامع همذان.
سمع الكثير من عيسى بن هارون، وأبي خليفة، وزكريا الساجي، وأبي يعلى الموصلي، وجماعة. وعنه الحسين بن فنجويه، وأبو طاهر بن سلمة، وعبد الرحمن بن شبانة، وجماعة.
وكان صدوقا؛ قاله شيرويه، وقال: مات في ربيع الآخر.
قلت: وقع لنا حديثه في الثاني من حديث ابن شبانة.
337 -
محمد بن أحمد بن محمد
، أبو علي بن زبارة العلوي النيسابوري شيخ الأشراف.
سمع الحسين بن الفضل، وغيره. وعنه الحاكم، وعاش مائة سنة، سوى شهرين.
338 -
محمد بن أحمد بن إبراهيم الأصبهاني
.
سمع محمد بن علي الفرقدي، وجماعة. وعنه أبو نعيم، ووثقه، ومحمد بن أحمد الصابوني، وعلي بن أحمد بن داود الرزاز.
339 -
محمد بن جعفر بن إبراهيم النيسابوري
، الفقيه أبو جعفر.
سمع الحسن بن سفيان، وعبد الله بن محمد الفرهاذاني، ومحمد بن جرير، والباغندي، وأبا عروبة، والمفضل الجندي، وعلان بن الصيقل، وابن جوصا، وطوف وأكثر الترحال. روى عنه الحاكم، وقال: توفي في رجب.
340 -
محمد بن جعفر بن محمد بن مطر النيسابوري
، أبو عمرو بن مطر المعدل الزاهد.
شيخ العدالة ببلده، ومعدن الورع، معروف بالسماع والرحلة والإتقان؛ كذا قال فيه الحاكم.
سمع أبا عمرو أحمد المستملي، وإبراهيم بن أبي طالب، وإبراهيم بن علي الذهلي، ومحمد بن أيوب الرازي، ومحمد بن يحيى المروزي ثم البغدادي، والفريابي، وأبا خليفة، ومحمد بن جعفر بن حبيب الكوفي. وعنه أبو علي الحافظ مع تقدّمه، وأبو الحسين الحجاجي، وأبو عبد الله الحاكم، وأبو بكر محمد بن إبراهيم الفارسي المشاط، وأبو نصر عمر بن قتادة، وآخرون. وقد روى عنه أبو العباس بن عقدة، وهو من صغار شيوخه.
قال الحاكم: وأعجب من ذلك ما حدثنا محمد بن صالح بن هانئ، قال: حدثنا أبو الحسن الشافعي، عن أبي عمرو بن مطر، وقد ماتا قبله بدهر، وهو الذي انتقى الفوائد على أبي العباس الأصم فأحيا الله علم الأصم بتلك الفوائد، فإن الأصم أفسد أصوله واعتمد على كتاب أبي عمرو بن مطر.
قال الحاكم: وحدّثني أبو زيد بالكوفة، قال: حدثنا أبو عمرو محمد بن جعفر النيسابوري بالكوفة سنة ست وثلاثمائة، قال: حدثنا سليمان بن سلام، فذكر حديثا.
قال الحاكم: وقل ما رأيت أصبر على الفقر من أبي عمرو، فإنه كان يتجمل بدست ثياب الجمعات وحضور المجلس، ويلبس في بيته فروا ضعيفة، ويأكل رغيفا وبصلة أو جزرة. وبلغني أنه كان يحيي الليل، وكان يأمر بالمعروف وينهي عن المنكر، ويضرب اللبن لقبور الفقراء، ولم أر في مشايخنا له في الاجتهاد نظيرا. وتوفي في جمادى الآخرة سنة ستين وهو ابن خمس وتسعين سنة رضي الله عنه.
341 -
محمد بن أحمد بن موسى القاضي
، أبو عبد الله الرازي الخازن ابن أخي علي بن موسى القمي، فقيه أهل الرأي وشيخ الحنفية.
سمع محمد بن أيوب بن الضريس، وإبراهيم بن يوسف. وعنه الحاكم وقال: كان من أفصح من رأينا وآدبهم، ولي قضاء سمرقند وفرغانة، وكان والد قاضي الري.
قال الحاكم: انتقيت على أبي عبد الله نيفا وعشرين جزءا، ومات بفرغانة في رمضان وهو على قضائها.
342 -
محمد بن جعفر بن محمد بن الهيثم بن عمران
، أبو بكر الأنباري البندار، ويعرف بابن أبي أحمد.
سمع أحمد بن الخليل البرجلاني، ومحمد بن أحمد بن أبي العوام، ومحمد بن إسماعيل الترمذي، وجعفر بن محمد الصائغ، وهو آخر من حدث عنهم. روى عنه ابن سميكة، وأبو بكر البرقاني، وأبو علي بن شاذان، وبشرى بن الفاتني، وعلي بن داود الرزاز، ومحمد بن أبي إسحاق إبراهيم بن محمد المزكي، وأبو نعيم الحافظ، وآخرون.
ومولده في شوال سنة سبع وستين ومائتين.
قال الخطيب: سألت البرقاني عنه، فقال: كان سماعه صحيحا بخط أبيه.
وقال ابن أبي الفوارس: توفي فجاءة يوم عاشوراء. قال: وانتقى عليه عمر البصري، وكان قريب الأمر فيه بعض الشيء، وكانت له أصول جياد بخط أبيه.
343 -
محمد بن جعفر بن محمد بن كنانة
، أبو بكر البغدادي المعدل المؤدب.
حدث عن محمد بن يونس الكديمي، وأبي مسلم الكجي، ومحمد بن سهل العطار. وعنه علي بن أحمد الرزاز، وبشرى بن عبد الله الفاتني، وغيرهما.
قال ابن أبي الفوارس: كان فيه تساهل.
وقال محمد بن العباس بن الفرات: كان قريب الأمر، وتوفي في جمادى الأولى.
وقال ابن أبي الفوارس: توفي سنة ست وستين.
344 -
محمد بن الحسين بن محمد
، أبو الفضل ابن العميد الكاتب، وزير الملك ركن الدولة الحسن بن بويه الديلمي.
كان آية في الترسل والإنشاء، وكان متفلسفا متهما برأي الأوائل، حتى كان يسمى الجاحظ الثاني، وكان يقال: بدئت الكتابة بعبد الحميد وختمت بابن العميد.
وقد مدحه المتنبي وغيره وأعطى المتنبي ثلاثة آلاف دينار.
وقيل: كان مع فنونه لا يدري الشرع، فإذا تكلم أحد بحضرته في أمر الدين شق عليه وخنس، ثم قطع على المتكلم فيه.
وكان قد ألف كتابا سماه الخلق والخلق فلم يبيضه، ولم يكن الكتاب بذاك، ولكن جعص الرؤساء خبيص، وصنان الأغنياء ند.
وتوفي بالري.
وكان الصاحب إسماعيل بن عباد يلزمه ويصحبه، فلذلك قيل له: الصاحب، وقام في الوزارة ابنه بعده ست سنين، وهو الوزير أبو الفتح ذو الكفايتين.
345 -
محمد بن الحسين بن عبد الله
، أبو بكر الآجري، مصنف الشريعة في مجلدين.
سمع أبا مسلم الكجي، وأبا شعيب الحراني، وخلف بن عمرو العكبري، وجعفر بن محمد الفريابي، وأحمد بن يحيى الحلواني، وجماعة. وعنه أبو الحسن الحمامي، وأبو محمد عبد الرحمن بن عمر ابن النحاس، وأبو الحسين بن بشران، وأخوه أبو القاسم عبد الملك، وأبو نعيم، وجماعة كثيرة من حجاج المشارقة والمغاربة، لأنه جاور بمكة مدة، وله تصانيف حسنة، وكان من أئمة السنة.
قال الخطيب: كان ثقة دينا، له تصانيف، توفي بمكة في المحرم.
قلت: وقع لنا جماعة أجزاء من جمعه.
346 -
محمد بن داود
، أبو بكر الدقي الدينوري الزاهد، شيخ الصوفية بالشام.
قرأ القرآن على أبي بكر بن مجاهد، وحدث عن أبي بكر الخرائطي. وصحب جماعة وحكى عنهم، منهم: أبو بكر محمد بن الحسن الزقاق، وأبو محمد الجريري، وأبو عبد الله بن الجلاء، وسعيد بن عبد العزيز الحلبي. حكى عنه عبد الوهاب الميداني، وبكير بن محمد، وأبو الحسن بن جهضم، وعبدان المنبجي، وعبد الواحد بن بكر، وطائفة كبيرة.
ذكره أبو عبد الرحمن السلمي فقال: عمر مائة سنة، وكان من أجل مشايخ وقته، وأحسنهم حالا، كان من أقران الروذباري، سمعت عبد الواحد الورثاني يقول: سمعت الدقي يقول: من ألف الاتصال ثم ظهر له عين الانفصال تنغص عيشه، وامتحق وقته، وصار متأنسا في محل الوحشة، وأنشأ يقول:
لَوَ انَّ الليالي عذبت بفراقنا محى دمع عين الليل نور الكواكب ولو جرع الأيام كأس فراقنا لأصبحت الأيام شهب الذوائب
وقال أبو نصر عبد الله بن علي السراج الصوفي: حكى أبو بكر الدقي قال: كنت بالبادية فوافيت قبيلة، فأضافني رجل، فرأيت غلاما أسود مقيدا هناك، ورأيت جمالا ميتة ثم، فقال الغلام: اشفع لي فإنه لا يردك، قلت: لا آكل حتى تحله، فقال: إنه قد أفقرني. قلت: ما فعل؟ قال: له صوت طيب
فحدا لهذه الجمال وهي مثقلة، حتى قطعت مسيرة ثلاثة أيام في يوم، فلما حط عنها ماتت كلها، ولكن قد وهبته لك، فلما أصبحنا أحببت أن أسمع صوته فسألته، وكان هناك جمل يستقى عليه، فحدا فهام الجمل على وجهه وقطع حباله، ولم أظن أني سمعت صوتا أطيب منه، ووقعت لوجهي.
قال الميداني: توفي الدقي في سابع جمادى الأولى سنة ستين.
347 -
محمد بن سليمان بن أحمد بن محمد بن ذكوان
، أبو طاهر البعلبكي المؤدب نزيل صيدا.
قرأ القرآن على هارون بن موسى بن شريك الأخفش، وسمع أحمد بن محمد بن يحيى بن حمزة، وزكريا خياط السنة، وأحمد بن إبراهيم البسري، والحسين بن محمد بن جمعة، وغيرهم. قرأ عليه عبد الباقي بن الحسن ابن السقاء، وجعفر بن أحمد بن الفضل. وروى عنه أبو الحسين بن جميع، وابنه السكن، وابن منده، وعلي بن عبد الله بن جهضم، وصالح بن أحمد الميانجي، وآخرون.
ولد سنة أربع وستين ومائتين، وتوفي سنة ستين وثلاثمائة.
قال ابن عساكر: وقيل مات سنة أربع وخمسين وثلاثمائة.
قال أبو طاهر: قرأت على الأخفش بعد الثمانين ومائتين، وكان أبو طاهر يعلم بجامع صيدا، فعل ذلك قبل موته بعامين لأنه احتاج.
348 -
محمد بن صالح بن علي
، أبو الحارث الهاشمي البغدادي المالكي الفقيه، قاضي نسا، وأخو قاضي بغداد أبي الحسن محمد بن صالح بن أم شيبان.
سمع عبد الله بن زيدان البجلي، وأبا محمد بن صاعد، وجماعة. وعنه أبو عبد الله الحاكم.
349 -
محمد بن طاهر بن محمد
، أبو طاهر النيسابوري الصوفي الزاهد الصالح.
سمع ابن خزيمة، وأبا العباس السراج. وعنه الحاكم، وقال: كان من العباد الصابرين على الفاقة.
350 -
محمد بن عبد الله بن محمد بن أشتة
، أبو بكر الأصبهاني المقرئ النحوي، أحد الأعلام.
قرأ القرآن على ابن مجاهد، ومحمد بن يعقوب المعدل، وأبي بكر النقاش. وقرأ بأصبهان على محمد بن أحمد بن الحسن الكسائي، وطائفة. وبرع في القراءات، وصنف التصانيف.
قال أبو عمرو: ضابط مشهور، ثقة، عالم بالعربية، بصير بالمعاني، حسن التصنيف، صاحب سنة. روى عنه جماعة من شيوخنا، وسمع منه عبد المنعم بن غلبون، وخلف بن إبراهيم، وعبد الله بن محمد بن أسد الأندلسي.
وتوفي بمصر في شعبان سنة ستين.
351 -
محمد بن الفرخان بن روزبة
، أبو الطيب الدوري.
حدث ببغداد عن أبيه، والفضل بن الحباب أحاديث منكرة. وعنه يوسف القواس، وابن السوطي.
وكان غير ثقة. وكان يحكي عن الجنيد وغيره.
توفي سنة ستين وثلاثمائة، أو قريبا منه.
352 -
أبو القاسم بن أبي يعلى الشريف الهاشمي
.
قام بدمشق وقام معه خلق من الشباب وأهل الغوطة، وقطع دعوة المصريين، ولبس السواد، ودعا للمطيع لله، وذلك في ذي الحجّة سنة تسع وخمسين، واستفحل أمره ونفى عن دمشق أميرها إقبال نائب شمول الكافوري، فلم يلبث إلا أياما حتى جاء عسكر المصريين وقاتلوا أهل دمشق، وقتل بينهم جماعة، ثم هرب أبو القاسم الشريف في الليل، فصالح أهل البلد العسكر، وطلب أبو القاسم البرية يريد بغداد فلحقه ابن عليان العدوي فأسره عند تدمر وجاء به، فشهره جعفر بن فلاح في عسكره على جمل، وذلك في المحرم سنة ستين وسيره إلى مصر.
قال ابن عساكر: قرأت بخط عبد الوهاب أن جعفر بن فلاح وعد لمن جاء بالشريف ابن أبي يعلى بمائة ألف درهم، فجيء به، ففرح، وطيف به على جمل، وعلى رأسه قلنسوة لبود، وفي لحييه ريش، وبيده قصبة، ثم لان له ابن فلاح، وقال: لأكاتبن مولانا بما يسرك، وأيش حملك على الخروج عن الطاعة؟ قال: القضاء والقدر، وأغلظ لبني عدي الذين جاءوا به وقال: غدرتم بالرجل. ففرح أكثر الناس بهذا، ودعوا بالخلاص لابن أبي يعلى لحمله وكرمه وجوده.
من لم نحفظ وفاته وله شهرة كتبناه تقريبا
353 -
أحمد بن إبراهيم بن جعفر
، أبو بكر العطار.
شيخ معمر، سمع محمد بن يونس الكديمي، وغيره. وعنه أبو نعيم الحافظ.
345 -
أحمد بن إبراهيم بن محمد
، أبو العباس الكندي البغدادي، نزيل مكة.
حدث عن يوسف القاضي، ومحمد بن جرير الطبري، والخرائطي. وعنه أبو الحسين بن بشران، وأخوه عبد الملك، وأبو نعيم.
وثقه الخطيب.
355 -
أحمد بن إسحاق بن محمد بن شيبان
، أبو محمد الهروي الضرير.
بغدادي الأصل، سمع سنة بضع وسبعين ومائتين من معاذ بن نجدة عم والدته، ومن علي بن محمد الجكاني. روى عنه إسحاق بن إبراهيم القراب، وأحمد بن عبد الرحمن الشيرازي، وأبو عثمان سعيد بن العباس القرشي، وهو من كبار شيوخ القراب.
توفي في حدود الستين وثلاثمائة.
وله ترجمة في كتاب ابن النجار، وهو المعاد في سنة تسع وستين.
*- أحمد بن إسحاق. مر في الطبقة الماضية، ويلقب بالجرذ.
356 -
أحمد بن الحسن بن محمد بن سهل
، أبو الفتح المصري المالكي الواعظ، ويعرف بابن الحمصي.
حدث ببغداد عن أبي جعفر الطحاوي، وجعفر الطيالسي. وعنه أبو نعيم الحافظ، وغيره.
357 -
أحمد بن صالح بن عمر
، أبو بكر المقرئ.
بغدادي نزل الرملة. قرأ على الحسن بن الحباب، والحسن بن الحسين الصواف، ومحمد بن هارون التمار، وابن مجاهد. وعنه عبد الباقي بن الحسن، وعبد المنعم بن غلبون، وعلي بن محمد بن بشر الأنطاكي، وخلف بن قاسم، وآخرون، بعضهم تلاوة.
وصفه أبو عمرو الداني بالثقة والضبط، وقال: مات بعد الخمسين.
358 -
أحمد بن علي بن الحسين
، أبو بكر الفارسي البيضاوي النخاس.
حدث عن محمد بن هارون بن المجدر، وعبد الله بن سعد القرشي. وعنه عمر بن أحمد البرمكي، وأبو سعيد النقاش، والحافظ أبو نعيم.
359 -
أحمد بن القاسم بن كثير بن صدقة بن الريان اللكي
، أبو الحسن المصري، نزيل البصرة.
شيخ معمر. يروي عن محمد بن يونس الكديمي، والحارث بن أبي أسامة، وإسحاق بن إبراهيم الدبري، وأحمد بن محمد البرتي، وعبد الله بن أبي مريم، وأبي عبد الرحمن النسائي، ومحمد بن غالب تمتام، وأحمد بن إسحاق بن نبيط، وغيرهم. وعنه علي بن عبدكويه، وأبو بكر بن أبي علي الذكواني، وأبو نعيم، وغيرهم.
قال ابن ماكولا: فيه ضعف.
وقال حمزة السهمي: سمعت أبا محمد الحسن بن علي البصري يقول: أحمد بن محمد بن القاسم بن الريان، ليس بالمرضي، سمعت منه.
قلت: مر في سنة سبع وخمسين، وهو راوي نسخة نبيط.
360 -
أحمد بن طاهر بن النجم
، أبو عبد الله الميانجي الحافظ.
محدث رحال، سمع أبا مسلم الكجي، وعبد الله بن أحمد بن حنبل،
ويحيى بن محمد بن البختري الحنائي، وأحمد بن هارون البرديجي الحافظ، وجماعة، وأخذ هذا الشأن وتخرج بسعيد بن عمرو البردعي.
روى عنه عبد الله بن أبي زرعة القزويني، ويعقوب بن يوسف الأردبيلي الفقيه، وجماعة. وآخر من بقي من أصحابه أحمد بن الحسين بن علي التراسي بالمراغة.
وقال سعد بن علي الزنجاني: ومن شيوخ أبي الحسين أحمد بن فارس اللغوي أحمد بن طاهر بن النجم، فكان يقول عنه، إنه ما رأى مثل نفسه، يعني ابن النجم. قال ابن فارس: وما رأيت مثله.
قال الخليلي في الإرشاد: توفي بعد الخمسين وثلاثمائة.
361 -
أحمد بن محمد بن أحمد بن سهل
، أبو بكر البغدادي المعروف ببكير الحداد.
جاور بمكة، وحدث عن محمد بن يونس الكديمي، وبشر بن موسى، والكجي، وعبد الله بن أحمد بن حنبل، وغيرهم. وعنه الدارقطني، وأبو محمد بن النحاس، وجماعة.
وثقه الخطيب، وقال: توفي بعد الخمسين.
362 -
أحمد بن محمد بن بشر
، أبو بكر بن الشارب المقرئ.
خراساني نزل بغداد، وأدب بها، وقرأ بها على أبي بكر الزينبي، وهو من أثبت أصحابه وأنبلهم. قرأ عليه عبد الباقي بن الحسن، وعلي بن عمر الحمامي، وأبو بكر بن شاذان الواعظ، وغيرهم.
363 -
أحمد بن محمد بن أحمد بن السندي
، أبو الطيب الدوري ابن أخت الهيثم بن خلف.
سمع الكديمي، ومحمد بن عثمان بن أبي شيبة، ومحمد بن إسحاق بن راهويه، وعلي بن محمد بن أبي الشوارب. وعنه ابن رزقويه، والحسن بن الحسن بن المنذر.
364 -
أحمد بن محمد بن أحمد
بن صالح بن عبد الله بن قيس
، أبو الحسين التميمي الأحنفي الهمذاني الكوملاذي البزاز، والد صالح بن أحمد الحافظ.
سمع الكثير بهمذان، ورحل إلى بغداد فسمع من محمد بن حبان الباهلي، وحمزة بن محمد الكاتب، وعلي بن طيفور النسوي، وحامد بن شعيب وطائفة في حدود الثلاثمائة. روى عنه ابنه، وطاهر بن عبد الله بن ماهلة، وأحمد بن تركان، وأبو الحسن بن جهضم.
وكان محدثا صدوقا صالحا؛ قال ابنه صالح: سمعت أحمد بن محمد الصفار يقول: كنا نشبه أباك أيام كنا نسمع بأحمد بن حنبل لسكونه ووقاره، وما كان عليه رحمه الله.
ووثقه الخطيب.
توفي سنة نيف وخمسين.
365 -
أحمد بن محمد بن منصور
، أبو بكر الأنصاري الدامغاني الفقيه الحنفي، صاحب الطحاوي.
تفقه على الطحاوي، ولازم ببغداد حلقة أبي الحسن الكرخي، فلما فلج جعل الفتوى إليه. وكان كبير الشأن إماما ورعا، ولي مرة قضاء واسط لديون ركبته. روى عنه أبو محمد عبد الله ابن الأكفاني، وغيره، وتفقه به جماعة.
366 -
أحمد بن محمد بن أحمد، أبو حامد السرخسي.
سمع محمد بن إبراهيم البوشنجي، وغيره. وعنه محمد بن جبريل بن ماح.
367 -
أحمد بن محمد بن حسنويه
، أبو الحسين النيسابوري اللباد التاجر.
ثقة حجة، يروي عن محمد بن محمد الباغندي، والحسين بن إدريس، وابن خزيمة. وعنده كتاب الجرح والتعديل عن ابن أبي حاتم. روى عنه أبو بكر البرقاني، وغيره.
368 -
أحمد بن محمد بن سالم
، أبو الحسن البصري الصوفي ابن
الصوفي المتكلم، صاحب مقالة السالمية.
له أحوال ومجاهدة وأتباع ومحبون، وهو شيخ أهل البصرة في زمانه، عمر دهرا، وأدرك سهل بن عبد الله التستري وأخذ عنه، لأن والده كان من تلامذة سهل، وبقي إلى قريب الستين وثلاثمائة، وكان من أبناء التسعين.
قال أبو سعيد محمد بن علي النقاش الحافظ: رأيته وسمعت كلامه، ولم أكتب عنه شيئا.
قلت: وكان دخول النقاش البصرة سنة نيف وخمسين وثلاثمائة.
روى عن أبي الحسن بن سالم أبو طالب المكي صاحب القوت وصحبه، وأبو بكر بن شاذان الرازي، وأبو مسلم محمد بن علي بن عوف البرجي الأصبهاني، وأبو نصر الطوسي الصوفي، ومنصور بن عبد الله الصوفي، ومعروف الزنجاني.
وذكره أبو نعيم في الحلية، فقال: ومنهم أبو عبد الله محمد بن أحمد بن سالم البصري، صاحب سهل التستري وحافظ كلامه، أدركناه وله أصحاب ينسبون إليه.
قلت: هكذا سماه وكناه في الحلية.
وقال السلمي في تاريخ الصوفية: محمد بن أحمد بن سالم أبو عبد الله البصري والد أبي الحسن بن سالم، روى كلام سهل، من كبار أصحابه، أقام بالبصرة، وله بها أصحاب يسمون السالمية، هجرهم الناس لألفاظ هجنة أطلقوها وذكروها.
قال أبو بكر الرازي: سمعت ابن سالم يقول: سمعت سهل بن عبد الله يقول: لا يستقيم قلب عبد لله حتى يقطع كل حيلة وكل سبب غير الله. وقال: قال سهل: ما اطلع الله على قلب فرأى فيه هم الدنيا إلا مقته، والمقت أن يتركه ونفسه.
وقال أبو نصر الطوسي: سألت ابن سالم عن الوجل، فقال: انتصاب القلب بين يدي الله. وسألته عن العجب، قال: أن يستحسن العبد عمله ويرى طاعته. قلت: كيف يتهيأ للعبد أن لا يستحسن صلاته وصومه وعبادته؟ قال:
إذا علم تقصيره فيها والآفات التي تدخلها فلا يستحسنه. وسمعته يقول: متى تنكسر النفس بترك الطعام هيهات، هيهات. فسألته بما أستعين على كسر قوة نفسي؟ قال: بأن تجعل نفسك موضع نظر الله إليك إن مددت يدك قلت: لم، وإن مددت رجلك قلت: لم، وإن نطقت تقول: لم. هذا حبس النفس التي تنكسر بها قوته وتزول سربته، لا بترك الطعام والشراب.
قلت: السالمية لهم نحلة لا أحققها.
369 -
أحمد بن محمد بن شارك
، الفقيه أبو حامد الهروي الشافعي، مفتي هراة وأديبها وعالمها ومفسرها ومحدثها في زمانه.
سمع محمد بن عبد الرحمن السامي، والحسن بن سفيان النسوي، وعبد الله بن شيرويه النيسابوري، وعبد الله بن زيدان البجلي، وأحمد بن الحسن الصوفي، وأبا يعلى الموصلي. وعنه أبو عبد الله الحاكم، وأبو إبراهيم النصرآباذي.
وقال الحاكم: كان حسن الحديث، توفي بهراة سنة خمس وخمسين. وكذلك قال أبو النضر الفامي. وذكره مرة أخرى، فقال: توفي في ربيع الآخر سنة ثمان وخمسين، فالله أعلم.
370 -
أحمد بن مطرف اللغوي المغربي
.
له ديوان الكلم، وهو أكثر من عشرين مجلدة في اللغة. توفي بعد الخمسين ظنا. قاله القفطي.
371 -
إبراهيم بن عبد الله بن محمد بن أبي العزائم
، أبو إسحاق الكوفي.
آخر من حدث عن أحمد بن حازم بن أبي غرزة الغفاري، وعن الخضر بن أبان. روى عنه أبو نعيم الحافظ، ومحمد بن أحمد الجواليقي الكوفي المتوفى بمصر سنة إحدى وثلاثين وغيرهما.
372 -
إبراهيم بن محمد بن الخصيب الأصبهاني العسال
.
سمع ببغداد من يوسف بن يعقوب القاضي. وعنه أبو نعيم، وأبو بكر بن أبي علي.
373 -
إبراهيم بن محمد بن إبراهيم الوراق الأصبهاني
.
سمع محمد بن العباس الأخرم. وعنه أبو نعيم.
374 -
الحسن بن عبد الله
بن محمد بن أحمد
، أبو محمد ابن الكاتب البغدادي المقرئ.
محقق ضابط مشهور من كبار أصحاب ابن مجاهد.
قرأ عليه عبد الباقي بن الحسن، وعلي بن محمد الحذاء.
375 -
الحسن بن عبد الله، أبو علي النجاد الفقيه البغدادي.
من كبار الحنابلة ببغداد، صنف في الأصول والفروع. أخذ عن أبي محمد البربهاري، وأبي الحسن بن بشار. تفقه به عبد العزيز غلام الزجاج، وأبو عبد الله بن حامد وجماعة.
وكان في هذا الزمان موجودا.
376 -
الحسن بن عبد الرحمن بن خلاد
، أبو محمد الرامهرمزي الحافظ القاضي، صاحب كتاب المحدث الفاصل بين الراوي والواعي.
حافظ متقن، واسع الرحلة. سمع أباه، ومحمد بن عبد الله الحضرمي مطينا، وقاضي الكوفة أبا حصين الوادعي، ومحمد بن حيان المازني، وعبيد بن غنام، وأبا خليفة الجمحي، ويوسف بن يعقوب القاضي، والحسن بن المثنى العنبري، ومحمد بن عثمان بن أبي شيبة، والفريابي، وعبدان الأهوازي، وموسى بن هارون، وأبا شعيب الحراني.
وأول سماعه بفارس سنة تسعين ومائتين، وأول رحلته سنة بضع وتسعين، وهؤلاء هم كبار من لقي. روى عنه من أهل فارس. ووقع لنا من تصنيفه أيضا كتاب الأمثال.
روى عنه القاضي أبو عبد الله أحمد بن إسحاق النهاوندي، وأحمد بن
موسى بن مردويه، والشيخ أبو الحسين محمد بن أحمد بن جميع الغساني في معجمه، وطائفة من أهل رامهرمز وشيراز.
قال أبو القاسم بن منده في الوفيات له: عاش إلى قريب الستين وثلاثمائة برامهرمز.
377 -
الحسن بن عبيد الله بن طغج بن جف
، أبو محمد.
ولي إمرة دمشق سنة ثمان وخمسين، ورحل بعد أشهر، واستخلف مكانه شمول الإخشيدي، ثم سار إلى الرملة، فالتقى هو وجعفر بن فلاح في آخر السنة، فانهزم جيشه وأخذ الحسن أسيرا، وحمل إلى المغرب إلى معد بن إسماعيل العبيدي الخليفة الخارجي، وولت دولة الإخشيدية، ولعله قتل سرا.
378 -
سعد بن محمد بن إبراهيم الناقد الصيرفي
.
عن محمد بن عثمان بن أبي شيبة، وعنه أبو نعيم.
379 -
سهل بن إسماعيل بن سهل
، أبو صالح الطرسوسي الجوهري القاضي سهلان.
سمع عبد الرحمن بن الرواس، وأنس بن السلم بدمشق، ومحمد بن نصير بأصبهان، وأبا خليفة بالبصرة، وغيرهم. وعنه أبو أحمد عبيد الله الفرضي، وعبد الله بن يحيى السكري، وأبو القاسم بن بشران، وأبو الحسين بن جميع، ومحمد بن طلحة النعالي، وغيرهم.
وثقه الخطيب، وتوفي بعد الخمسين فيما أحسب.
380 -
صديق بن سعيد
، أبو الفضل الصوناخي، وصوناخ قرى من أسبيحاب إحدى مدن الترك.
قدم سمرقند، وسمع الكتب من محمد بن نصر المروزي الفقيه، وببخارى من سهل بن شاذويه، وحامد بن سهل، وصالح بن محمد جزرة.
ومات بفاراب بعد الخمسين وثلاثمائة؛ قاله ابن السمعاني.
381 -
عبد الله بن أحمد بن ديزويه الفقيه
، أبو عمر الدمشقي الحنبلي.
حدث بمصر، ودمشق عن أبي يعلى الموصلي، والبغوي، وابن فيل البالسي. وعنه أحمد بن محمد بن سدرة، ومحمد بن أحمد بن مفرج القرطبي، وعبد الرحمن بن عمر النحاس، وعبد الرحمن بن عمر بن نصر.
382 -
عبد الله بن جعفر بن إسحاق بن علي
بن جابر بن الهيثم بن رشيد الجابري الموصلي.
سمع محمد بن أحمد بن أبي المثنى، وعبد الله بن المعتز، وهو آخر من حدث عنهما. عمر دهرا. وعنه أبو نعيم الحافظ؛ سمع منه بالبصرة في أول سنة سبع وخمسين.
383 -
عبد الله بن عبيد الله بن يحيى
، أبو القاسم العسكري المقرئ البزاز.
روى عن أحمد بن بشر الطيالسي، ومحمد بن إسحاق بن راهويه، وغيرهما. وعنه ابن رزقويه، وعلي بن داود الرزاز.
384 -
عبد الله بن عمر بن أحمد بن علك
، أبو عبد الرحمن المروزي الجوهري، مسند مرو في حدود الستين وثلاثمائة، ومحدثها.
رحل وسمع محمد بن أيوب البجلي، ومحمد بن إبراهيم البوشنجي، وعبد الله بن أحمد بن حنبل، والفضل بن محمد الشعراني، وعبد الله بن ناجية، وجماعة كثيرة. وعنه أبو بكر أحمد بن عبد الرحمن الشيرازي، وأبو بكر البرقاني، وطائفة.
385 -
عبد الله بن محمد بن حمزة بن أبي كريمة
، أبو يعلى الصيداوي.
سمع أباه، ومحمد بن المعافى الصيداوي، ومحمد بن الحسن بن قتيبة.
وولي قضاء بيت المقدس. وعنه ابن منده، وتمام الرازي، ومعاذ بن محمد الصيداوي، وابن جميع وابنه السكن.
386 -
عبيد الله بن جعفر بن أحمد بن عاصم
، أبو الفتح ابن الرواس، الدمشقي.
روى عن أبيه، والحسن بن الفرج الغزي، وإسحاق المنجنيقي. وعنه تمام، ومحمد بن موسى السمسار.
387 -
عثمان بن أحمد بن شنبك
، أبو سعيد الدينوري، وراق خيثمة ونزيل طرابلس.
روى عن ابن صاعد، والبغوي، وابن ذريح العكبري، وأبي علي محمد بن سعيد الحمصي، ومحمد بن الربيع الجيزي. وعنه أبو الحسن بن جهضم، وتمام، وأبو محمد بن ذكوان، وابن جميع، وعبد المنعم بن أحمد.
بقي إلى سنة خمس وخمسين.
388 -
عثمان بن حسين البغدادي
.
عن جعفر الفريابي، وقاسم المطرز، والباغندي، وخلق. وعنه تمام الرازي، وأبو نصر ابن الجندي، وأبو نصر بن الجبان، ومحمد بن عوف الدمشقيون.
وكان ثقة عارفا بالحديث؛ حدث سنة سبع وخمسين.
389 -
عثمان بن محمد بن إبراهيم بن رستم
، أبو عمر المادرائي، ويعرف بابن الأطروش.
حدث بمصر عن أبيه، وأبي شعيب الحراني، وجعفر بن أحمد بن عاصم، وجماعة. روى عنه عبد الرحمن بن عمر النحاس، وإبراهيم بن علي الغازي، وابن نظيف، وآخرون.
390 -
عتيق بن ماشاء الله بن محمد
، أبو بكر المصري المقرئ العسال.
قرأ على أحمد بن عبد الله بن هلال المصري. روى عنه الحروف: أبو الطيب بن غلبون، وابنه طاهر، وذكر أنه سمع من ابن هلال سنة خمس وتسعين ومائتين، وتوفي في عشر الستين.
391 -
علي بن الحسن بن عبد العزيز الهاشمي
.
عن محمد بن يحيى المروزي، وجعفر الفريابي.
وعنه أبو الفضل بن دودان، وأبو نعيم الحافظ.
392 -
علي بن حميد الواسطي
.
سمع بشر بن موسى. وعنه أبو نعيم.
393 -
عمر بن علي بن الحسن
، أبو حفص العتكي الأنطاكي.
سمع الحسن بن فيل، وأبا جعفر العقيلي، وابن جوصا، ومحمد بن يوسف الهروي، والحسن بن علي بن روح الكفربطناوي، وطائفة كبيرة. وقدم دمشق مستنفرا لنجدة أهل أنطاكية في سنة سبع وخمسين وثلاثمائة. وعنه الحافظ عبد الغني، وابن نظيف الفراء، وعبد الوهاب الميداني، والمسدد الأملوكي. ولا أحسبه إلا بقي إلى أيام الطبقة الآتية، فإن الأملوكي متأخر السماع.
394 -
كشاجم
، أحد فحول الشعراء في عصر المتنبي، اسمه أبو نصر محمود بن الحسين.
قدم دمشق، وروى عنه الحسين بن عثمان الخرقي وغيره من شعره. وهو القائل:
يقولون تب والكأس في كف أغيد وصوت المثاني والمثالث عالي فقلت لهم: لو كنت أضمرت توبة وأبصرت هذا كله لبدا لي
وله في كافور:
أكافور قبحت من خادم ولاقتك مسرعة جائحه حكيت سميك في برده وأخطأك اللون والرائحه
وشعر كشاجم سائر متداول.
395 -
محمد بن أحمد بن محمد بن يعقوب
، أبو بكر الشيباني الأصبهاني القماط.
ثقة، صاحب أصول. سمع أبا بكر بن أبي عاصم، وإبراهيم بن نائلة، وغيرهما. وعنه أبو بكر بن أبي علي، وأبو نعيم الأصبهانيان.
396 -
محمد بن أحمد بن أبي مطيع
، أبو بكر الهروي.
سمع عثمان بن سعيد الدارمي. وعنه أبو الفضل الجاروي، وغيره.
397 -
محمد بن أحمد بن يوسف
، أبو الطيب البغدادي المقرئ صاحب ابن شنبوذ.
تغرب وجال، وحدث بجرجان وأصبهان عن إدريس بن عبد الكريم الحداد، وغيره. روى عنه أبو نصر الإسماعيلي، وأبو نعيم الحافظ.
قال أبو نعيم: قدم علينا سنة تسع وأربعين وثلاثمائة.
398 -
محمد بن إبراهيم الفروي
.
سمع أبا مسلم الكجي. وعنه أبو نعيم، ووثقه.
399 -
محمد بن إسماعيل بن موسى الرازي
.
آخر من حدث عن أبي حاتم الرازي. وعنه علي بن أحمد بن داود الرزاز، وتوفي بعد الخمسين وثلاثمائة.
400 -
محمد بن الحسن بن الوليد بن موسى
، أبو العباس الكلابي الدمشقي أخو تبوك وعبد الوهاب.
سمع القاسم بن الليث الرسعني، وإسحاق بن أحمد القطان، وأبا عبد الرحمن النسائي. وعنه شعيب بن عبد الرحمن بن عمر بن نصر، ومكي بن
محمد، ومحمد بن عوف المزني. سمع منه عبد الوهاب الميداني في سنة خمس وخمسين.
401 -
محمد بن صبيح بن رجاء
، أبو طالب الثقفي.
سمع محمد بن عبد الله الحضرمي مطينا، وأحمد بن إبراهيم البسري، وأحمد بن أنس بن مالك، وأحمد بن علي بن سعيد المروزي، وغيرهم. وعنه أبو مسلم محمد بن أحمد الكاتب، وعبد الرحمن بن عمر بن نصر، ومحمد بن موسى السمسار.
وهو دمشقي.
402 -
محمد بن عبد الله بن برزة
، أبو جعفر الروذراوري الداودي.
حدث بهمذان سنة سبع وخمسين عن إسماعيل القاضي، وتمتام، وعبيد بن شريك، وإبراهيم بن ديزيل.
قال صالح بن أحمد الحافظ: ولم يثبت في ابن ديزيل، وهو شيخ حضرته، ولم أحمد أمره.
قلت: روى عنه ابن لال، وأبو طاهر بن سلمة، وابن فنجويه، وابن جهضم، وأحمد بن الحسن الإمام، وطائفة كبيرة.
حدث في سنة سبع وخمسين بهمذان.
403 -
محمد بن عبد الله بن عبد الله بن أبي دجانة
بن عمرو بن عبد الله بن صفوان النصري، أبو زرعة الدمشقي، ابن أخي أبي زرعة الكبير، وأخو أحمد.
يروي عن الحسين بن محمد بن جمعة، وإبراهيم بن دحيم، وجماعة، بعد سنة ثلاثمائة.
روى عنه تمام، وأبو علي بن مهنا.
404 -
محمد بن علي بن مسلم العقيلي
. بصري
، سمع محمد بن يحيى بن المنذر القزاز. وعنه أبو نعيم.
405 -
محمد بن حامد الماليني
.
عن عثمان الدارمي. وعنه أبو منصور محمد بن جبريل الهروي.
406 -
محمد بن عمر بن حزم بن سلمة اللخمي
القرطبي المعروف بابن سراج.
سمع محمد بن عمر بن لبابة، وطبقته، ورحل فسمع بمصر من أحمد بن مسعود الزنبري، وجماعة. سمع منه محمد بن عبد الله بن سعيد البلوي، وخلف بن القاسم.
وكان مغفلا قليل الفهم، توفي في حدود الستين وثلاثمائة.
407 -
محمد بن عمر بن عفان الدوري
، نزيل مصر.
سمع محمد بن جرير، وحامد بن شعيب. وعنه ابن نظيف.
وثقه الخطيب.
408 -
محمد بن علي بن محمد الحافظ
، أبو أحمد الكرجي القصاب، أحد الأئمة.
فيقال: إنما قيل له القصاب لكثرة ما أهراق من دماء الكفار. وله تصانيف، منها: كتاب ثواب الأعمال، وكتاب عقاب الأعمال السيئة، وكتاب شرح السنة، وكتاب تأديب الأئمة.
روى عن أبيه، وكان أبوه ممن رحل وسمع من علي بن حرب، والرمادي. وروى أيضا أبو أحمد عن محمد بن إبراهيم الطيالسي، وعبد الرحمن بن محمد بن سلم الرازي، وجعفر بن أحمد بن فارس، ومحمد بن العباس بن أيوب الأخرم، ومحمد بن أحمد بن الوليد الثقفي، والحسن بن يزيد الدقاق، وطائفة كبيرة. روى عنه ابناه أبو الحسن علي، وأبو الفرج عمار، وأبو منصور المظفر بن محمد بن الحسين البروجردي، وغيرهم.
409 -
محمد بن عيسى بن عبد الكريم بن حبيش
، أبو بكر التميمي الطرسوسي المعروف ببكير الخزاز.
روى عن أبي القاسم البغوي، وعمر بن سنان المنبجي، ومحمد بن الفيض الغساني، وأبي الطيب أحمد بن عبد الله الدارمي، وجماعة.
ورحل وصنف، روى عنه تمام، وابن جميع، وأبو محمد عبد الرحمن بن أبي نصر، وعلي بن بشر ابن العطار. وسمع منه أبو نصر ابن الجندي في سنة تسع وخمسين، وهو آخر العهد به.
410 -
محمد بن محمد
بن أحمد بن حزابة بن مادرة
، الفقيه أبو بكر الإبريسمي السمرقندي الشافعي.
عن محمد بن صالح الكرابيسي، وأحمد بن أبي الفضائل البكري، ومحمد بن عبد الرحمن الأرزناني، وجماعة. وعنه أبو سعد الإدريسي وورخه قبل الستين.
411 -
محمد بن محمد بن علي الهروي
، نزيل مكة.
شيخ مسن، يروي عن إسحاق الدبري. وعنه أبو منصور محمد بن محمد الأزدي القاضي.
412 -
محمد بن محمد، أبو جعفر البغدادي المقرئ، نزيل البصرة.
روى عن أبي شعيب الحراني، وخلف بن عمرو العكبري، وغيرهما. وعنه أبو نعيم، وغيره.
قال الخطيب: كان ثقة.
413 -
محمد بن هارون
، أبو الحسين الثقفي الزنجاني.
شيخ معمر، رحل وسمع علي بن عبد العزيز البغوي، وبشر بن موسى، ومحمد بن شاذان الجوهري، وغيرهم. روى عنه الحسين الفلاكي.
حديثه بعلو عند جعفر الهمداني.
414 -
محمد بن وصيف الفامي الهروي
.
روى عنه محمد بن سهل العتكي صاحب خلاد بن يحيى. وعنه شعيب البوشنجي.
415 -
المطلب بن يوسف بن مزغة
، أبو محمد الهروي العقبي.
سمع عثمان بن سعيد الدارمي. وعنه أبو منصور بن ماح، وأحمد بن محمد البشري.
416 -
مهلهل بن أحمد
، أبو الحسين الوراق المقرئ غلام بن مجاهد.
نسخ الكثير على طريقة ابن مقلة، وحدث عن موسى بن هارون، والفريابي. روى عنه أبو سعيد النقاش، وأبو نعيم الحافظ، وغيرهما.
417 -
يعقوب بن مسدد القلوسي البصري
، نزيل طرابلس الشام.
روى عن أبيه، وأبي يعلى الموصلي. وعنه ابن منده، وعبد الرحمن بن عمر بن نصر، والحافظ عبد الغني المصري.
418 -
يوسف بن معروف بن جبير النسفي
.
سمع محمد بن إبراهيم البوشنجي، وإبراهيم بن معقل النسفي وجماعة. ومات بنسف قبل الستين بقليل.
419 -
أحمد بن إبراهيم بن أبي خالد
، أبو جعفر القيرواني الطبيب المعروف بابن الجزار صاحب التصانيف الطبية.
صحب إسحاق بن سليمان الإسرائيلي، وأخذ عنه بعد الثلاثمائة، وطال عمره، وكان رئيسا متجملا متصونا، خلف أموالا طائلة، وكان صديق أبي طالب عم المعز العبيدي.
وله كتاب زاد المسافر في علاج الأمراض، وكتاب في الأدوية المفردة، وكتاب في الأدوية المركبة يعرف بالبغية، وكتاب العدة وهو كتاب مطول في الطب، ورسالة النفس وأقوال الأوائل فيها، وكتاب طب الفقراء، ورسالة في التحذير من إخراج الدم لغير حاجة، وكتاب الأسباب المولدة للوباء في مصر وطريق الحيلة في دفع ذلك، وكتاب المدخل إلى
الطب، سماه الوصول إلى الأصول، وكتاب أخبار الدولة وظهور المهدي بالمغرب.
وبقي إلى أيام المعز بالله، ويجوز أن يكون توفي قبل الخمسين وثلاثمائة، وله مصنفات كثيرة.
420 -
محمد بن أحمد بن عبد العزيز
، أبو عبد الله السوسي ثم البصري الشاعر.
كان ظريفا ماجنا، ذكر أنه ورث مالا جزيلا من أبيه فأنفقه في أنواع اللهو واللعب والعشرة، وافتقر، وله القصيدة السائرة:
الحمد لله ليس لي بخت ولا ثياب يضمها تخت
يصف فيها أنواع الحراف والتهتك. وقد كان بالموصل في سنة ثلاث وخمسين وثلاثمائة وبعدها.
421 -
أحمد بن محمد بن فرج
، أبو عمرو الجياني الأندلسي الأديب الشاعر الأخباري، أحد الأئمة.
قيل: مات في حبس المستنصر الأموي.
صنف كتاب الحدائق على نمط كتاب الزهرة لابن داود، وهو فرد في معناه، وله كتاب القائمين بالأندلس.
ومن شعره:
بأيهما أنا في الشكر بادي بشكر الطيف أم شكر الرقاد سرى وأرادني أملي ولكن عففت فلم أنل منه مرادي وما في النوم من حرج ولكن جريت من العفاف على اعتيادي
422 -
علي بن الحسين بن محمد بن هاشم البغدادي
، أبو الحسن الوراق، نزيل دمشق.
عن أحمد بن الحسن الصوفي، وقاسم المطرز، وابن المجدر،
وطبقتهم. وعنه عبد الوهاب الكلابي، وتمام الرازي، وعبد الرحمن بن عمر بن نصر.
423 -
عمرو بن أحمد بن رشيد
، أبو سعيد المذحجي الطبراني.
روى عن عبد الرحمن بن القاسم ابن الرواس، وجعفر بن أحمد بن عاصم، وجماعة. وعنه عبد الرحمن بن عمر بن نصر، وعبد الواحد بن بكر الورثاني، وأحمد بن محمد بن الحاج الإشبيلي.
424 -
عبد الله بن علي
، القاضي العلامة أبو محمد الطبري الشافعي، المعروف بالعراقي، وبين أهل جرجان بالمنجنيقي.
ولي قضاء جرجان، وكان فقيها إماما فصيحا بليغا على مذهب الأشعري في النظر. ورد نيسابور سنة تسع وخمسين وثلاثمائة، وتوفي بقرب ذلك ببخارى. وقد روى عن عمران بن موسى بن مجاشع، ويحيى بن صاعد.
وعنه أبو عبد الله الحاكم.
425 -
محمد بن عبيد الله بن محمد بن الحكم
، أبو الحسين، ويقال: أبو سعد، القربي.
شامي حدث عن أبيه، والعباس بن الفضل الدباج. وعنه الموحد بن البري، وتمام الحافظ، وغيرهما.
ذكر له ابن عساكر حديثين ساقطين، أحدهما هو عن أبيه، عن دحيم عن الوليد. وعن أبيه، عن عمر بن عبد الواحد، عن الأوزاعي بإسناد الصحيحين مرفوعا، قال: عج حجر إلى الله فقال: عبدتك سنين ثم جعلتني أساس كنيف! فقال: أما ترضى أني عدلت بك عن مجالس القضاة! هذا وضعه هذا أو أبوه بيقين، رواه عنه تمام.
426 -
أبو الحسن البلياني القاضي
، شيخ المالكية بالمغرب، واسمه علي بن جعفر بن أحمد.
روى عن ابن مطر الإسكندراني. أخذ عنه أبو الحسن القابسي، وغيره.
وقع في أسر النصارى، وحمل إلى قسطنطينية، وعرفوا محله من العلم، وناظره طاغية الروم.
ذكره القاضي عياض، وما أرخ موته.
آخر الطبقة والحمد لله.
الطبقة السابعة والثلاثون
361 -
370 هـ
بسم الله الرحمن الرحيم
(الحوادث)
سنة إحدى ستين وثلاثمائة
أقامت الشيعة بدعة عاشوراء ببغداد.
وفي صفر انقض كوكب هائل له دوي كدوي الرعد.
وفي جمادى الآخرة مات أبو القاسم سعيد بن أبي سعيد الجنابي القرمطي بهجر، وقام بالأمر بعده أخوه يوسف، ولم يبق من أولاد أبي سعيد الجنابي غيره، وعقد القرامطة من بعد يوسف لستة نفر شركة بينهم.
وجاءت كتب الحجاج بأن بني هلال اعترضتهم، فقتلوا خلقا كثيرا، وأن الحج بطل، ولم يسلم إلا من مضى مع الشريف أبي أحمد الموسوي والد المرتضى، مضوا على طريق المدينة وحجوا، ولم يكادوا.
وتم فيها الصلح بين ركن الدولة بن بويه، وبين صاحب خراسان ابن نوح الساماني، على أن يحمل إليه ركن الدولة في العام مائة وخمسين ألف دينار ويزوج ابن نوح ببنت عضد الدولة.
سنة اثنتين وستين وثلاثمائة
فيها حشدت الروم، لعنهم الله، وأقبلوا في عدد وعدة، فأخذوا نصيبين واستباحوها، وقتلوا، وسبوا. وقدم بغداد من نجا منهم، فاستنفروا الناس في الجوامع وكسروا المنابر، ومنعوا الخطبة، وحاولوا الهجوم على الخليفة المطيع، واقتلعوا بعض شبابيك دار الخلافة حتى غلقت أبوابها، ورماهم الغلمان بالنشاب من الرواشن، وخاطبوا الخليفة بالتعسف وبأنه عاجز عما أوجبه الله عليه من حماية حوزة الإسلام، وأفحشوا القول. ووافق ذلك غيبة الملك عز الدولة في الكوفة للزيارة، فخرج إليه أهل العقل والدين من بغداد، وفيهم الإمام أبو بكر الرازي الفقيه، وأبو الحسن علي بن
عيسى النحوي، وأبو القاسم الداركي، وابن الدقاق الفقيه، وشكوا إليه ما دهم الإسلام من هذه الحادثة العظمى، فوعدهم بالغزو، ونادى بالنفير في الناس، فخرج من العوام خلق عدد الرمل، ثم جهز جيشا، وغزوا فهزموا الروم، وقتلوا منهم مقتلة كبيرة، وأسروا أميرهم وجماعة من بطارقته، وأنفذت رؤوس القتلى إلى بغداد، وفرح المؤمنون بنصر الله.
وصادر بختيار بن بويه المطيع، فقال: أنا ليس لي غير الخطبة، فإن أحببتم اعتزلت، فشددوا عليه حتى باع قماشه، وحمل أربعمائة ألف درهم، فأنفقها ابن بويه في أغراضه، وأهمل الغزو، وشاع في الألسنة أن الخليفة صودر، كما شاع قبله أن القاهر بالله كدى يوم جمعة، فانظر إلى تقلبات الدهر!
وفي شهر رمضان قتل رجل من أعوان الوالي في بغداد، فبعث الرئيس أبو الفضل الشيرازي - وكان قد أقامه عز الدولة على الوزارة - من طرح النار من النحاسين إلى السماكين، فاحترق حريق عظيم لم يشهد مثله، واحترقت أموال عظيمة وجماعة كثيرة من النساء، والرجال، والصبيان، والأطفال في الدور وفي الحمامات، فأحصي ما أحرق من بغداد فكان سبعة عشر وثلاثمائة دكان، وثلاثمائة وعشرين دارا، أجرة ذلك في الشهر ثلاثة وأربعون ألفا، ودخل في الجملة ثلاثة وثلاثون مسجدا. فقال رجل لأبي الفضل الشيرازي: أيها الوزير أريتنا قدرتك، ونحن نأمل من الله أن يرينا قدرته فيك، فلم يجبه، وكثر الدعاء عليه. ثم إن عز الدولة قبض عليه وسلمه إلى الشريف أبي الحسن محمد بن عمر العلوي، فأنفذه إلى الكوفة، وسقي ذراريح، فتقرحت مثانته، فهلك في ذي الحجّة من هذه السنة، لا رحمه الله.
وفي يوم الجمعة ثامن رمضان دخل المعز أبو تميم معد بن إسماعيل العبيدي مصر ومعه توابيت آبائه، وكان قد مهد له ملك الديار المصرية مولاه جوهر، وبنى له القاهرة، وأقام بها دارا للإمرة، وتعرف بالقصرين.
وفيها أقبل الدمستق في جيوشه إلى ناحية ميافارقين، فالتقاه ولد ناصر الدولة بن حمدان وهزم الروم، ولله الحمد، وأسر الدمستق الخبيث، وبقي
في السجن حتى هلك، ولله الحمد.
وفيها وزر ببغداد أبو طاهر بن بقية، ولقب بالناصح، وكان سمحا كريما، له راتب كل يوم من الثلج ألف رطل، وراتبه من الشمع في الشهر ألف من.
وكان عز الدولة قد استوزر ذاك المدبر أبا الفضل الشيرازي، واسمه العباس بن الحسن صهر الوزير المهلبي، ثم عزله بعد عامين من وزارته بأبي الفرج محمد بن العباس بن فسانجس، ثم عزل أبا الفرج بعد سنة، وأعاد الشيرازي إلى الوزارة، فصادر الناس وأحرق الكرخ كما ذكرنا، وكان أبو طاهر من صغار الكتاب، يكتب على المطبخ لعز الدولة، فآل أمره إلى الوزارة، فقال الناس: من الغضارة إلى الوزارة. وكان كريما جوادا، فغطى كرمه عيوبه، فوزر لعز الدولة أربعة أعوام، ثم قتله عضد الدولة وصلبه.
سنة ثلاث وستين وثلاثمائة
فيها تقلد قضاء القضاة أبو الحسن محمد ابن أم شيبان الهاشمي، وعزل ابن معروف بحكومة ابتغى فيها وجه الله، وسأل مع ذلك الإعفاء من القضاء، فخوطب أبو الحسن، فامتنع، فألزم، فأجاب وشرط لنفسه شروطا، منها أنه لا يرتزق على القضاء ولا يخلع عليه ولا يسام ما لا يوجبه حكم، ولا يشفع إليه في إيقاف حق أو فعل ما لا يقتضيه شرع. وقرر لكاتبه في كل شهر ثلاثمائة درهم، ولحاجبه مائة وخمسون درهما، وللعارض على بابه مائة درهم، ولخازن ديوان الحكم والأعوان ستمائة درهم. وركب إلى المطيع لله حتى سلم إليه عهده، فركب من الغد إلى الجامع، فقرئ عهده - تولى إنشاءه أبو منصور أحمد بن عبيد الله الشيرازي صاحب ديوان الرسائل - وهو: هذا ما عهد عبد الله الفضل المطيع لله أمير المؤمنين إلى محمد بن صالح الهاشمي حين دعاه إلى ما يتولاه من القضاء بين أهل مدينة السلام مدينة المنصور، والمدينة الشرقية من الجانب الشرقي، والجانب الغربي، والكوفة، وسقي الفرات، وواسط، وكوخى، وطريق الفرات، ودجلة، وطريق خراسان، وحلوان، وقرميسين، وديار مضر، وديار ربيعة، وديار
بكر، والموصل، والحرمين، واليمن، ودمشق، وحمص، وجند قنسرين، والعواصم، ومصر، والإسكندرية، وجندي فلسطين، والأردن، وأعمال ذلك كلها، وما يجري من ذلك من الإشراف على من يختاره لنقائه من العباسيين بالكوفة، وسقي الفرات، وأعمال ذلك، وما قلده إياه من قضاء القضاة، وتصفح أحوال الحكام، والإستشراف على ما يجري عليه أمر الأحكام في سائر النواحي والأمصار التي تشتمل عليها المملكة، وتنتهي إليها الدعوة، وإقرار من يحمد هديه وطريقته، والاستبدال بمن يذم سمته وسجيته نظرا لنجبة مكانه، واحتياطا للخاصة والعامة، وحنوا على الملة والذمة عن علم بأنه المقدم في بيته وشرفه، المبرز في عفافه، المزكى في دينه وأمانته، الموصوف في ورعه ونزاهته، المشار إليه بالعلم والحجى، المجتمع عليه في الحلم والنهى، البعيد من الأدناس، اللباس من التقى أجمل لباس، النقي الجيب، المخبور بصفاء الغيب، العالم بمصالح الدنيا، العارف بما يفيد سلامة العقبى، آمره بتقوى الله فإنها الجنة الواقية، وليجعل كتاب الله في كل ما يعمل فيه رويته، ويرتب عليه حكمه وقضيته، إمامه الذي يفزع إليه، وعماده الذي يعتمد عليه، وأن يتخذ سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم منارا يقصده، ومثالا يتبعه، وأن يراعي الإجماع، وأن يقتدي بالأئمة الراشدين، وأن يعمل اجتهاده فيما لا يوجد فيه كتاب ولا سنة ولا إجماع، وأن يحضر مجلسه من يستظهر بعلمه ورأيه، وأن يسوي بين الخصمين إذا تقدما إليه في لحظه ولفظه، ويوفي كلا منهما من إنصافه وعدله، حتى يأمن الضعيف من حيفه، وييأس القوي من ميله، وآمره أن يشرف على أعوانه وأصحابه، ومن يعتمد عليه من أمنائه وأسبابه، إشرافا يمنع من التخطي إلى السيرة المحظورة، ويدفع عن الإشفاق إلى المكاسب المحجورة.
وذكر من هذا الجنس كلاما طويلا.
وفيها قلد أبو محمد عبد الواحد بن الفضل بن عبد الملك الهاشمي نقابة العباسيين، وعزل أبو تمام الزينبي.
وفيها ظهر ما كان المطيع لله يستره من مرضه وتعذر الحركة عليه، وثقل لسانه بالفالج، فدعاه حاجب عز الدولة الحاجب سبكتكين إلى خلع نفسه، وتسليم الأمر إلى ولده الطايع لله، ففعل ذلك، وعقد له الأمر في يوم الأربعاء ثالث عشر ذي القعدة، فكانت مدة خلافة المطيع تسعا وعشرين سنة وأربعة أشهر وأربعة وعشرين يوما. وأثبت خلعه على القاضي أبي الحسن ابن أم شيبان بشهادة أحمد بن حامد بن محمد، وعمر بن محمد، وطلحة بن محمد بن جعفر الشاهد.
وقال أبو منصور بن عبد العزيز العكبري: كان المطيع لله بعد أن خلع يسمى الشيخ الفاضل.
قلت: وكان هو وابنه مستضعفين مع بني بويه، ولم يزل أمر الخلفاء في ضعف إلى أن استخلف المقتفي لله فانصلح أمر الخلافة قليلا. وكان دست الخلافة لبني عبيد الرافضة بمصر أميز، وكلمتهم أنفذ، ومملكتهم تناطح مملكة العباسيين في وقتهم، فالحمد لله على انقطاع دعوتهم.
وفيها بلغ ركب العراق سميراء فرأوا هلال ذي الحجّة، وعرفوا أن لا ماء في الطريق بين فيد إلى مكة إلا ما لا يكفيهم، فعدلوا مساكين إلى بطن نخل يطلبون مدينة النبي صلى الله عليه وسلم، فدخلوها يوم الجمعة سادس ذي الحجّة مجهودين، فعرفوا في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكان أميرهم أبو منصور محمد بن عمر بن يحيى العلوي، وقدم الركب الكوفة في أول المحرم من سنة أربع، فأقاموا بالكوفة أياما لفساد الطريق، ثم جمعوا لمن خفرهم.
وأما مكة والمدينة فأقيمت الخطبة والدعوة بالبلدين لأبي تميم المعز العبيدي، وقطعت خطبة الطائع لله في هذا العام من الحجاز ومصر والشام والمغرب، وكان الرفض ظاهرا قائما في هذه الأقاليم، وفي العراق، والسنة خاملة مغمورة، لكنها ظاهرة بخراسان وأصبهان، فالأمر لله.
وفيها كان الحرب شديدا بينهم وبين الأعراب القرامطة الذين ملكوا الشام، وحاصروا المعز بمصر مدة، ثم ترحلوا شبه منهزمين ودخلوا إلى بلاد الحسا والقطيف.
وقدم إلى الشام نائب المعز.
سنة أربع وستين وثلاثمائة
في المحرم أوقع العيارون حريقا بالخشابين مبدؤه من باب الشعير، فاحترق أكثر هذا السوق، وهلك شيء كثير، واستفحل أمر العيارين ببغداد حتى ركبوا الخيل وتلقبوا بالقواد، وغلبوا على الأمور وأخذوا الخفارة من الأسواق والدروب، وكان فيهم أسود الزبد كان يأوي قنطرة الزبد ويشحذ وهو عريان، فلما كثر الفساد رأى هذا الأسود من هو أضعف منه قد أخذ السيف، فطلب الأسود سيفا ونهب وأغار، وحف به طائفة وتقوى، وأخذ الأموال، واشترى جارية بألف دينار، ثم راودها فتمنعت، فقال: ما تكرهين مني؟ قالت: أكرهك كلك، قال: ما تحبين؟ قالت: تبيعني. قال: أو خيرا من ذلك، فحملها إلى القاضي وأعتقها، ووهبها ألف دينار، فعجب الناس من سماحته، ثم خرج إلى الشام فهلك هناك.
وقطعت خطبة الطائع لله ببغداد وغيرها من يوم العشرين من جمادى الأولى، إلى أن أعيدت في عاشر رجب، فلم يخطب في هذه الجمع لإمام، وذلك لأجل شغب وقع بينه وبين عضد الدولة.
وكان عضد الدولة قد قدم العراق فأعجبه ملكها، فعمل عليها، واستمال الجند، فشغبوا على عز الدولة، فأغلق بابه، وكتب عضد الدولة عن الطائع في الآفاق باستقرار الأمر لعضد الدولة، وخلع عضد الدولة على محمد بن بقية وزير عز الدولة، ثم اضطربت الأمور على عضد الدولة ولم يبق بيده غير بغداد، فنفذ إلى والده ركن الدولة يعلمه أنه قد خاطر بنفسه وجنده، وقد هذب مملكة العراق واستعاد الطائع إلى داره، وأن عز الدولة عاص لا يقيم دولة، فلما بلغه ذلك غضب، وقال للرسول: قل له: خرجت في نصرة أحمد ابن أخي أو في الطمع في مملكته؟ فأفرج عضد الدولة عن
عز الدولة بختيار، ثم خرج إلى فارس.
وفيها تزوج الطائع شاهناز بنت عز الدولة على صداق مائة ألف دينار.
وفي رجب عدمت الأقوات حتى أبيع كر الدقيق بمائة وسبعين دينارا، والتمر ثلاثة أرطال بدرهم.
ولم يخرج وفد من بغداد بل خرجت طائفة من الخراسانيين مخاطرة فلحقتهم شدة.
وفي سلخ ذي القعدة عزل قاضي القضاة أبو الحسن محمد ابن أم شيبان، وولي أبو محمد بن معروف.
وفي هذه السنين وبعدها كان الرفض يغلي ويفور بمصر والشام، والمغرب والمشرق، لا سيما بالعبيدية الباطنية، قاتلهم الله.
قال مشرف بن مرجى المقدسي: أخبرنا الشيخ أبو بكر محمد بن الحسن قال: حدثني الشيخ الصالح أبو القاسم الواسطي، قال: كنت مجاورا ببيت المقدس، فأمروا في أول رمضان بقطع التراويح، فصحت أنا وعبد الله الخادم: واإسلاماه وامحمداه، فأخذني الأعوان وحبست، ثم جاء الكتاب من مصر بقطع لساني فقطع، فبعد أسبوع رأيت النبي صلى الله عليه وسلم تفل في فمي، فانتبهت ببرد ريق رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد زال عني الألم، فتوضأت وصليت وعمدت إلى المأذنة فأذنت الصلاة خير من النوم فأخذوني وحبست وقيدت، وكتبوا في إلى مصر، فورد الكتاب بقطع لساني، وبضربي خمسمائة سوط، وبصلبي، ففعل بي ذلك، فرأيت لساني على البلاط مثل الرية، وكان في البرد والجليد، وصلبت واشتد علي الجليد، فبعد ثلاثة أيام عهدي بالحدائين يقولون: نعرف الوالي أن هذا قد مات، فأتوه، وكان الوالي جيش بن الصمصامة فقال: أنزلوه، فألقوني على باب داود، فقوم يترحمون علي وآخرون يلعنوني، فلما كان بعد العشاء جاءني أربعة فحملوني على نعش ومضوا بي ليغسلوني في دار فوجدوني حيا، فكانوا يصلحون لي خزيرة بلوز وسكر أسبوعا. ثم رأيت النبي صلى الله عليه وسلم في المنام ومعه أصحابه العشرة فقال: يا أبا بكر، ترى ما قد جرى على صاحبك؟ قال: يا رسول الله فما أصنع به؟ قال: اتفل في فيه، فتفل في في،
ومسح النبي صلى الله عليه وسلم صدري، فزال عني الألم، وانتبهت ببرد ريق أبي بكر، فناديت، فقام إلي رجل، فأخبرته، فأسخن لي ماء، فتوضأت به، وجاءني بثياب ونفقة وقال: هذا فتوح، فقمت فقال: أين تمر الله الله، فجئت المأذنة وأذنت الصبح: الصلاة خير من النوم، ثم قلت قصيدة في الصحابة، فأخذت إلى الوالي فقال: يا هذا، اذهب ولا تقم ببلدي، فإني أخاف من أصحاب الأخبار وأدخل فيك جهنم، فخرجت وأتيت عمان، فاكتريت مع عرب إلى الكوفة، فأتيت واسط، فوجدت بنتي تبكي علي وأنا كل سنة أحج وأسأل عن القدس لعل تزول دولتهم، فرأيته طلق اللسان ألثغ.
وفي المحرم ولي إمرة دمشق بدر الشمولي الكافوري، ولي نحوا من شهرين من قبل أبي محمود الكتامي نائب الشام للمعز، ثم عزل بأبي الثريا الكردي، ثم ولي دمشق ريان الخادم المعزي، ثم عزل أيضا بعد أيام بسبكتكين التركي.
سنة خمس وستين وثلاثمائة
فيها كتب ركن الدولة أبو علي بن بويه إلى ولده عضد الدولة أبي شجاع أنه قد كبرت سنه وأنه يؤثر مشاهدته، فاجتمعا، فقسم ركن الدولة الممالك بين أولاده فجعل لعضد الدولة فارس وكرمان، ولمؤيد الدولة الري وأصبهان، ولفخر الدولة همذان والدينور، وجعل ولده أبا العباس في كنف عضد الدولة.
وفي رجب عمل مجلس الحكم في دار السلطان عز الدولة، وجلس ابن معروف وحكم، لأن عز الدولة التمس ذلك ليشاهد مجلس حكمه كيف هو.
وفيها وفي التي تليها كانت الحرب تستعر بين هفتكين وبين جوهر المعزي بأعمال دمشق، وعدة الوقائع بينهما اثنتا عشرة وقعة، منها وقعة الشاغور التي كاد يتلف فيها جوهر، ثم كان بينهما عدة وقعات بعد ذلك.
سنة ست وستين وثلاثمائة
في جمادى الأولى زفت بنت عز الدولة إلى الطائع لله.
وفيها جاء أبو بكر محمد بن علي بن شاهويه صاحب القرامطة، ومعه ألف رجل منهم إلى الكوفة، وأقام الدعوة بها لعضد الدولة، وأسقط خطبة عز الدولة، وكان قدومه معونة من القرامطة لعضد الدولة.
وفيها كانت وقعة بين عز الدولة وعضد الدولة، أسر فيها غلام تركي لعز الدولة، فجن عليه واشتد حزنه، وتسلى عن كل شيء إلا عنه، وامتنع من الأكل، وأخذ في البكاء، واحتجب عن الناس، وحرم على نفسه الجلوس في الدست، وكتب إلى عضد الدولة يسأله رد الغلام إليه، ويتذلل، فصار ضحكة بين الناس، وعوتب فما ارعوى، وبذل في فداء الغلام جاريتين عوديتين، كان قد بذل له في الواحدة مائة ألف، فأبى أن يبيعها، وقال للرسول: إن توقف عليك في رده فزد ما رأيت ولا تفكر فقد رضيت أن آخذه وأذهب إلى أقصى الأرض، فرده عضد الدولة عليه.
وحج بالناس من العراق أبو عبد الله أحمد بن أبي الحسين العلوي، وحجت جميلة بنت ناصر الدولة ابن حمدان ومعها أخواها إبراهيم وهبة الله، فضرب بحجتها المثل، فإنها استصحبت أربعمائة جمل، وكان معها عدة محامل لم يعلم في أيها كانت، وكست المجاورين، ونثرت على الكعبة لما رأتها عشر آلاف دينار، وسقت جميع أهل الموسم السويق بالسكر والثلج - كذا قال أبو منصور الثعالبي، فمن أين لها ثلج؟ وقتل أخوها هبة الله في الطريق، وأعتقت ثلاثمائة عبد ومائتي جارية، وأغنت المجاورين بالأموال.
قال أبو منصور الثعالبي: خلعت على طبقات الناس خمسين ألف ثوب، وكان معها أربعمائة عمارية لا يدرى في أيها كانت، ثم ضرب الدهر ضربانه، واستولى عضد الدولة على أموالها وحصونها وممالك أهل بيتها،
حتى أفضت بها الحال إلى كل قلة وذلة، وتكشفت عن فقر مدقع. وقد كان عضد الدولة خطبها، فامتنعت ترفعا عليه، فحقد عليها، وما زال يعنف بها حتى عراها وهتكها، ثم ألزمها أن تختلف إلى دار القحاب فتتكسب ما تؤديه في المصادرة، فلما ضاق بها الأمر غرقت نفسها في دجلة، فلا قوة إلا بالله.
سنة سبع وستين وثلاثمائة
فيها جاء الخبر بهلاك أبي يعقوب يوسف بن الحسن الجنابي القرمطي صاحب هجر، فأغلقت أسواق الكوفة له ثلاثة أيام، وكان موازرا لعضد الدولة.
وفيها عبر عز الدولة إلى الجانب الغربي على جسر عمله ورحل إلى قطربل، وتفرق عنه الديلم، ودخل أوائل أصحاب عضد الدولة بغداد، وخرج الطائع يتلقاه، وضربت له القباب المزينة، ودخل البلد. ثم إنه خرج لقتال عز الدولة، فالتقوا، فأخذ عز الدولة أسيرا، وقتله بعد ذلك.
وخلع الطائع على عضد الدولة خلع السلطنة وتوجه بتاج مجوهر، وطوقه، وسوره، وقلده سيفا، وعقد له لواءين بيده، أحدهما مفضض على رسم الأمراء، والآخر مذهب على رسم ولاة العهود، ولم يعقد هذا اللواء الثاني لغيره قبله، ولقبه تاج الملة، وكُتب له عهد بحضرته وقرئ بحضرته، ولم تجر العادة بذلك، إنما كان يدفع العهد إلى الولاة بحضرة أمير المؤمنين، فإذا أخذه قال أمير المؤمنين: هذا عهدي إليك فاعمل به وبعث إليه الطائع هدايا كثيرة، فبعث هو إلى الطائع تقادم من جملتها خمسون ألف دينار وألف ألف درهم، وخيل، وبغال، ومسك، وعنبر.
وفيها زادت دجلة ببغداد حتى بلغت إحدى وعشرين ذراعا، وكادت بغداد تغرق، وغرقت أماكن.
وفي ذي القعدة زلزلت سيراف، وسقطت البيوت، وهلك أكثر من مائتي إنسان تحتها.
وفيها تمت عدة مصافات بين هفتكين وبين العبيديين، قتل فيها خلق كثير، وطار صيت هفتكين بالشجاعة والإقدام، ولم يكن عنده عسكر كثير.
ثم سار إليه الحسن بن أحمد القرمطي وعاضده، وتحالفا، وأعانهما أحداث دمشق، وقصدوا جوهرا، فتقهقر إلى الرملة وتحصن بها، ثم تحول إلى عسقلان وحاصروه حتى أكل عسكره الجيف، ثم خرج بهم جوهر بذمام أعطاه هفتكين، ومضوا إلى مصر، فتأهب العزيز وسار بجيوشه، فالتقاه هفتكين بالرملة، فقال العزيز لجوهر: أرني هفتكين، فأراه إياه وهو يجول بين الصفين على فرس أدهم وعليه كذاغند أصفر، يطعن بالرمح تارة ويضرب باللت تارة، فبعث العزيز إليه رسولا يقول: يا هفتكين أنا العزيز وقد أزعجتني من سرير ملكي، وأحوجتني لمباشرة الحرب بنفسي، وأنا طالب الصلح معك، ولك عهد الله علي أن أصطفيك، وأقدمك على عسكري، وأهب لك الشام بأسره، فنزل وقبل الأرض. ثم اعتذر وقال: أما الآن فما يمكنني إلا الحرب، ولو تقدم هذا لأمكن، ثم حمل على الميسرة فهزمها، فحمل العزيز بنفسه، وحملت معه ميمنته، فانهزم هفتكين، والحسن القرمطي، وقتل من عسكرهما نحو عشرين ألف، ثم بذل العزيز لمن أتاه بهفتكين مائة ألف دينار.
وكان هفتكين يحب مفرج بن دغفل بن جراح، وكان مليحا في العرب، فانهزم نحو الساحل ومعه ثلاثة، وبه جراح، وقد عطش، فصادفه مفرّج في الخيل فأكرمه، وسقاه، وحمله إلى أهله، ثم غدر به وسلمه إلى العزيز لأجل المال، فبالغ العزيز في إكرامه، وإجلاله، وأعاده إلى رتبة الإمرة مثل ما كان. فحكى القفطي في تاريخه أن العزيز أمر له بضرب سرادق، وفرس، وآلات، وبإحضار كل من حصل في أسره من جند هفتكين وحاشيته، فكساهم وأعطاهم، ورتب كل واحد منهم في منزلته، وركب الجيش لتلقي هفتكين، وسار لإحضاره جوهر القائد، فلم يشك هفتكين أنه مقتول، فلما وصل رأى من الكرامة ما بهره، ثم نزل في بيت المخيم، فشاهد أصحابه وحاشيته على ما كانوا عليه، فرمى بنفسه إلى الأرض، وعفر وجهه وبكى بكاء كثيرا، ثم اجتمع به العزيز ووانسه
، وجعله من أكبر قواده، ثم سمه بعد ابن كلس الوزير، فحزن عليه العزيز، فدارى ابن كلس عن نفسه بخمسمائة ألف دينار.
سنة ثمان وستين وثلاثمائة
فيها أمر الطائع لله بأن يضرب على باب عضد الدولة الدبادب في وقت الصبح والمغرب والعشاء، وأن يخطب له على منابر الحضرة.
قال ابن الجوزي: وهذان أمران لم يكونا لمن قبله، ولا أطلقا لولاة العهود. وقد كان معز الدولة، أحب أن تضرب له الدبادب بمدينة السلام وسأل المطيع لله ذلك، فلم يأذن له.
قلت: وما ذاك إلا لضعف أمر الخلافة.
وفيها توثب على دمشق قسام كما هو مذكور في ترجمته في سنة ست وسبعين.
سنة تسع وستين وثلاثمائة
في صفر قبض عضد الدولة على قاضي القضاة أبي محمد بن معروف، فأنفذه إلى القلعة بفارس، وقلد أبا سعد بشر بن الحسين القضاء.
وفي شعبان ورد رسول العزيز صاحب مصر إلى عضد الدولة بكتاب، وما زال يبعث إليه رسالة بعد رسالة، فأجابه بما مضمونه صدق الطوية وحسن النية.
وسأل عضد الدولة الطائع أن يزيد في لقبه تاج الملة ويجدد الخلع عليه ويلبسه التاج، فأجابه، وجلس الطائع على السرير وحوله مائة بالسيوف والزينة، وبين يديه مصحف عثمان، وعلى كتفه البردة، وبيده القضيب، وهو متقلد سيف النبي صلى الله عليه وسلم، وضربت ستارة بعثها عضد الدولة، وسأل أن تكون حجابا للطائع، حتى لا تقع عليه عين أحد من الجند قبله، ودخل الأتراك والديلم، وليس مع أحد منهم حديد، ووقف الأشراف وأصحاب المراتب من الجانبين، ثم أذن لعضد الدولة فدخل، ثم رفعت الستارة، وقبل عضد الدولة الأرض، فارتاع زياد القائد لذلك، وقال بالفارسية: ما
هذا أيها الملك، أهذا هو الله عز وجل؟ فالتفت إلى عبد العزيز بن يوسف وقال له: فهمه وقل له: هذا خليفة الله في الأرض، ثم استمر يمشي ويقبّل الأرض سبع مرات، فالتفت الطائع إلى خالص الخادم وقال: استذنه، فصعد عضد الدولة، فقبل الأرض دفعتين، فقال له: ادن إلي ادن إلي، فدنا فقبل رجله، وثنى الطائع يمينه عليه، وأمره، فجلس على كرسي، بعد أن كرر عليه: اجلس، وهو يستعفي فقال له: أقسمت لتجلسن، فقبل الكرسي وجلس، وقال له: ما كان أشوقنا إليك وأتوقنا إلى رؤيتك ومفاوضتك، فقال: عذري معلوم، وقال: نيتك موثوق بها، وعقيدتك مسكون إليها، فأومأ برأسه، ثم قال له الطائع: قد رأيت أن أفوض إليك ما وكل الله إليّ من أمور الرعية في شرق الأرض وغربها، وتدبيرها في جميع جهاتها، سوى خاصتي وأسبابي، فتول ذلك مستخيرا بالله. قال: يعينني الله على طاعة مولانا وخدمته، وأريد وجوه القواد أن يسمعوا لفظ أمير المؤمنين. فقال الطائع: هاتوا الحسين بن موسى، ومحمد بن عمرو بن معروف، وابن أم شيبان، والزينبي، فقدموا، فأعاد الطائع له القول بالتفويض، ثم التفت إلى طريف الخادم، فقال: يا طريف تفاض عليه الخلع ويتوج، فنهض إلى الرواق وألبس الخلع، وخرج قادما ليقبل الأرض، فلم يطق لكثرة ما عليه، فقال الطائع: حسبك، حسبك! وأمره بالجلوس، ثم استدعى الطائع تقديم ألويته، فقدم لواءين، واستخار الله، وصلى على رسول الله صلى الله عليه وسلم، وعقدهما، ثم قال: يقرأ كتابه، فقرئ فقال له الطائع: خار الله لك ولنا وللمسلمين، آمرك بما أمرك الله به، وأنهاك عما نهاك الله عنه، وأبرأ إلى الله مما سوى ذلك، انهض على اسم الله، ثم أخذ الطائع سيفا كان بين المخدتين فقلده به مضافا إلى السيف الذي قلده مع الخلعة، وخرج من باب الخاصة، وسار في البلد، ثم بعث إليه الطائع هدية فيها غلالة قصب، وصينية ذهب، وخردادين بلور فيه شراب، وعلى فم الخردادين خرقة حرير مختومة وكأس بلور، وأشياء من هذا الفن، فجاء من الغد أبو نصر الخازن ومعه من الأموال نحو ما ذكرنا في دخوله الأول في السنة الماضية. وجلس للهناء، فقال أبو إسحاق الصابي قصيدة منها:
يا عضد الدولة الذي علقت يداه من فخره بأعرقه يفتخر النعل تحت أخمصه فكيف بالتاج فوق مفرقه
وفيها تزوج الطائع لله ببنت عضد الدولة على مائة ألف دينار، وكان الوكيل عن عضد الدولة أبو علي الفارسي النحوي، والذي خطب القاضي أبو علي المحسن بن علي التنوخي.
وفي هذا الوقت كان قسام متغلبا على دمشق كما هو مذكور في ترجمته.
سنة سبعين وثلاثمائة
فيها خرج من همذان عضد الدولة وقدم بغداد، فتلقاه الطائع، وزينت بغداد.
قال عبد العزيز ابن حاجب النعمان: لم تجر عادة بخروج الخلفاء لتلقي أحد من الأمراء، فلما توفيت فاطمة بنت معز الدولة ركب المطيع لله فعزاه، فقبل الأرض.
قال حاجب النعمان: وجاء رسوله يطلب من الطائع أن يتلقاه، فما وسعه التأخر وتلقاه في دجلة، ثم أمر عضد الدولة بأن ينادي قبل دخوله بمنع العوام من الدعاء له والصيحة، وتوعد على ذلك بالقتل، قال: فما نطق أحد، فأعجبه ذلك من طاعة العوام له.
بسم الله الرحمن الرحيم
(الوفيات)
سنة إحدى وستين وثلاثمائة ومن توفي فيها
1 -
أحمد ابن المحدث محمد بن العباس بن نجيح
البغدادي، أبو الحسن، رئيس المعتزلة ببغداد.
ورخه طلحة في ربيع الآخر، وقال: كان رئيس المعتزلة.
2 -
أحمد بن محمد بن سعيد بن سهل بن شبرة
، بالمعجمة والتثقيل، أبو حامد النيسابوري الصيرفي الزاهد الثبت، نزيل سمرقند.
روى عن عمر البجيري، وابن خزيمة، والسراج.
قال الإدريسي: ثقة، كتبنا عنه، ومات بسمرقند في شعبان.
3 -
أحمد بن مسور الأمير
.
ولي دمشق للحسن بن أحمد القرمطي المعروف بالسيد عند تغلبه ثانياً على الشام، وذلك في رمضان. ومات بعد عشرة أشهر، أعني أحمد.
4 -
إبراهيم بن أحمد بن إبراهيم البغدادي البزوري
، أبو إسحاق المقرئ.
قرأ على إسحاق الخزاعي، والحسن بن الحسين الصواف، وأحمد بن فرح، وجماعة.
وكان من أئمة هذا الشأن، وحدث عن البغوي وغيره؛ قرأ عليه محمد بن عمر بن بكير، وعلي بن محمد الحذاء، وعبد الباقي بن الحسن.
مات في ذي الحجّة.
5 -
بكار بن محمد بن أحمد بن إسحاق
، أبو الحسن المعافري المصري الزاهد.
وقد حدث وسمع منه أبو القاسم يحيى ابن الطحان.
6 -
حامد بن محمد بن عبد الله النيسابوري الحناط
.
سمع الحسن بن سفيان، وجماعة.
7 -
الحسن بن الخضر بن عبد الله الأسيوطي
.
حدث عن أبي عبد الرحمن النسائي، وأبي يعقوب المنجنيقي، وجماعة. وكان صاحب حديث. وعنه محمد بن الفضل بن نظيف، ويحيى بن علي ابن الطحان، وأبو القاسم بن بشران، وغيرهم.
وتوفي في ربيع الأول.
8 -
خلف بن محمد بن إسماعيل بن إبراهيم بن نصر البخاري
، أبو صالح الخيام، وهو الذي يخيط الخيم.
كان بندار الحديث ببخارى. روى عن صالح بن محمد جزرة، ونصر بن أحمد الكندي، وموسى بن أفلح، ومحمد بن علي بن عثمان، وعمر بن هناد، وفرح بن أيوب، وحامد بن سهل، وطائفة ببخارى، ولم يرحل. وعنه أبو عبد الله الحاكم، وأبو سعد عبد الرحمن بن محمد بن محمد الإدريسي، وأبو عبد الله محمد بن أحمد الغنجار، وآخرون.
وتوفي في جمادى الأولى وله ست وثمانون سنة.
وقد تكلم فيه أبو سعد الإدريسي ولينه.
9 -
عبد الرحمن بن أحمد بن عمران
، أبو القاسم الدينوري الواعظ، نزيل دمشق.
سكن قرية قينية، وحدث عن عبد الله بن محمد بن وهب الدينوري، وأحمد بن عبد الوارث العسال، وأبي جعفر الطحاوي، وأبي عروبة الحراني، وجماعة. وعنه تمام، وعبد الوهاب الميداني، وسعيد بن أحمد بن فطيس، وجماعة.
توفي في آخرها.
10 -
عبيد الله بن أحمد بن الحسين
، القاضي أبو عمر ابن السمسار الفقيه الداوودي الظاهري، تلميذ أبي بكر محمد بن داود الظاهري.
روى عن محمد، وعن أبيه داود بن علي، وإسماعيل القاضي، وغيرهم. كذا قال ابن النجار في تاريخه وقد غلط إما في ذكر شيوخه أنهم هؤلاء، وإما في نقل وفاته، والأول أشبه.
قال: روى عنه المحسن بن علي التنوخي في النشوار: وعلي بن نصر الكاتب نزيل مصر، وذكر علي أنه قرأ عليه كل مصنفات أبي بكر بن داود، وأنه كان إماماً كبيراً يتردد إلى الرؤساء.
وقال هلال بن المحسن: توفي فجاءة في رجب.
ثم جزمت بأنه لم يلق داود ولا إسماعيل.
11 -
عثمان بن عمر بن خفيف
، أبو عمرو المقرئ المعروف بالدراج.
حدث عن هارون بن علي المزوق، وعلي بن حماد العسكري، وابن المجدر. وعنه أبو بكر البرقاني، ومحمد بن طلحة النعالي، وجماعة.
وكان ثقة.
قال البرقاني: كان بدلاً من الأبدال.
وقال غيره: مات فجاءة في رمضان، رحمة الله عليه.
12 -
عثمان بن محمد بن إبراهيم المادرائي
، أبو عمرو، نزيل مصر.
سمع أبا مسلم الكجي. وعنه أبو محمد ابن النحاس.
13 -
علي بن أحمد بن فروخ البغدادي الواعظ
، ويعرف بغلام المصري.
حدث عن محمد بن جرير، ومحمد بن محمد الباغندي، وجماعة.
قال الخطيب: حدثنا عنه ابن بكير، قال: قال ابن أبي الفوارس: فيه تساهل.
14 -
فردوس بن أحمد بن محمد بن سعيد بن فردوس البزاز
، أبو بكر.
15 -
محمد بن أحمد بن علي بن شاهوية
، القاضي أبو بكر الفارسي الحنفي، أحد الأعلام.
سمع أبا خليفة، وزكريا الساجي، ودرس بنيسابور، ثم درس ببخاري بمدرسة أبي حفص صاحب محمد بن الحسن مدة.
ومات بنيسابور في ذي القعدة سنة إحدى وستين وثلاثمائة.
16 -
محمد بن أحمد بن موسى بن يزداد
، القاضي أبو عبد الله القمي.
توفي بفرغانة في صفر، وحمل تابوته إلى سمرقند. سمع محمد بن أيوب الرازي، وإبراهيم بن يوسف الهسنجاني. وولي قضاء سمرقند. وكان من كبار الحنفية، ثقة في الحديث. روى عنه أبو سعد الإدريسي وغيره.
17 -
محمد بن حارث بن أسد
، أبو عبد الله الخشني القيرواني الحافظ.
أخذ عن أحمد بن نصر، وأحمد بن زياد. ودخل الأندلس فسمع قاسم بن أصبغ، وأحمد بن عبادة، وسكن قرطبة وتمكن من صاحبها الحكم ابن الناصر لدين الله، وصنف له كتباً منها كتاب الاتفاق والاختلاف
في مذهب مالك، وكتاب الفتيا وكتاب تاريخ الأندلس، وتاريخ الإفريقيين، وكتاب النسب.
قال ابن الفرضي: بلغني أنه صنف للحكم مائة ديوان، وكان شاعراً بليغاً لكنه يلحن، وكان يتعانى الكيمياء، واحتاج بعد موت الحكم إلى أن جلس في حانوت يبيع الأدهان. روى عنه أبو بكر بن حوئيل، وغيره. وتوفي في صفر.
18 -
محمد بن الحسن بن سعيد
، أبو العباس ابن الخشاب المخرمي الصوفي الزاهد.
صاحب حكايات عن الشبلي وغيره. وعنه السلمي، والحاكم.
19 -
محمد بن الحسين بن محمد بن الحسين
، الوزير ظهير الدين أبو شجاع، حفيد الوزير أبي شجاع الروذراوري البغدادي.
وزر للمسترشد ثم عزل ولزم بيته دهراً في نعمة وعافية.
مات في ذي القعدة، وقد شاخ.
20 -
محمد بن حميد بن سهل المخرمي
، أبو بكر.
سمع أبا خليفة، وجعفرا الفريابي، والهيثم بن خلف الدوري، وغيرهم. وعنه الدارقطني، وأبو نعيم، وجماعة.
قال البرقاني: ضعيف.
وقال ابن أبي الفوارس: فيه تساهل شديد.
21 -
محمد بن عمر بن محمد بن الفضل
، أبو عبد الله الجعفي البغدادي.
سمع أبا شعيب الحراني، وموسى بن هارون، وأبا العباس بن مسروق. وعنه ابن رزقوية، وأبو نعيم.
وقال ابن أبي الفوارس: كان كذاباً.
22 -
محمد بن فارس بن حمدان
، أبو بكر العطشي، يعرف بالمعبدي، يقال: إنه من ولد أم معبد الخزاعية.
حدث عن جعفر بن محمد القلانسي، والحسن بن علي المعمري. روى عنه الدارقطني، وعلي بن أحمد الرزاز، وأبو بكر البرقاني، وأبو نعيم.
قال أبو نعيم: كان غالياً في الرفض غير ثقة، مات في ذي الحجة.
23 -
محمد بن يحيى بن عوانة بن عبد الرحيم التغلبي القرطبي
، أبو عبد الله.
سمع من أحمد بن خالد الجباب، ومحمد بن قاسم، وقاسم بن أصبغ، وجماعة.
وكان ثقة صالحاً، أم بجامع قرطبة وأكثر الناس عنه.
24 -
نذير بن جناح بن إسحاق المحاربي الكوفي
، أبو القاسم.
سنة ثنتين وستين وثلاثمائة
25 -
أحمد بن إبراهيم بن بكر القفطي
.
روى عن النسائي بمصر.
26 -
أحمد بن بشر بن عامر
، أبو حامد المروروذي الفقيه الشافعي، نزيل البصرة.
تفقه على أبي إسحاق المروزي، وصنف الجامع في المذهب، وشرح مختصر المزني وصنف في الأصول. وكان إماماً لا يشق غباره. وعنه أخذ فقهاء البصرة.
27 -
أحمد بن عثمان
، أبو سعيد البغدادي الفقيه، ويعرف بابن البقال.
حدث بدمشق عن أبي القاسم البغوي، وأبي بكر بن أبي داود. وعنه ابن جميع، وأبو نصر بن الجبان.
حدث في هذه السنة وانقطع خبره.
28 -
أحمد بن محمد بن زكريا الأموي
، مولاهم، الأندلسي الرصافي المالكي، مفتي ناحيته ومحدثها.
روى عن أحمد بن خالد وغيره، وتوفي في صفر.
29 -
أحمد بن محمد بن همام
، أبو عمرو النيسابوري، العبد الصالح.
رحل وسمع ببغداد من يوسف القاضي وطبقته. وعنه الحاكم. وعاش بضعاً وثمانين سنة.
30 -
أحمد بن محمد بن أحمد بن عقبة بن مضرس
، أبو الحسن قاضي أرجان.
روى عن البغوي، وابن صاعد. وعنه أبو نعيم الحافظ، وورخه هكذا في تاريخ أصبهان. وقال في معجمه: قدم علينا أصبهان سنة خمس وستين، فيحرر هذا.
31 -
أحمد بن محمد بن عمارة بن أحمد
، أبو الحارث الليثي الكناني، مولاهم، الدمشقي.
سمع أحمد بن محمد بن يحيى بن حمزة، وزكريا السجزي، ومحمد بن يزيد بن عبد الصمد، وأحمد بن إبراهيم البسري، وإبراهيم بن دحيم، وجماعة. وعنه ابن جميع، وتمام، وعبد الرحمن بن أبي نصر، وأحمد بن محمد بن الحاج الإشبيلي، عبد الوهاب الميداني.
وتوفي في ربيع الآخر في عشر التسعين.
32 -
إبراهيم بن عبيد الله المعافري الإشبيلي
.
سمع من أحمد بن خالد، ومحمد بن فطيس، وكان محدثاً لغوياً بصيراً بالشعر؛ قاله ابن الفرضي.
33 -
إبراهيم بن محمد بن يحيى بن سختويه النيسابوري
، الشيخ أبو إسحاق المزكي.
قال الحاكم: هو شيخ نيسابور في عصره، وكان من العباد المجتهدين الحجاجين المنفقين على العلماء والفقراء. سمع ابن خزيمة، وأبا العباس السراج، وأحمد بن محمد الماسرجسي، وأبا العباس الأزهري، وعبد الرحمن بن أبي حاتم الرازي، ومحمد بن هارون الحضرمي، وأبا العباس الدغولي، وخلقاً سواهم. وأملى عدة سنين، وكنا نعد في مجلسه أربعة عشر محدثاً، منهم أبو العباس الأصم، ومحمد بن يعقوب بن الأخرم.
قلت: روى عنه الحاكم، وأبو الحسن بن رزقويه، وأبو الفتح بن أبي الفوارس، وأبو بكر البرقاني، وأبو علي بن شاذان، وأبو نعيم، وآخر من روى عنه أبو طالب بن غيلان.
قال الخطيب: كان ثقة ثبتاً مكثراً مواصلاً للحج، انتخب عليه الدارقطني، وكتب الناس عنه علماً كثيراً مثل تاريخ السراج وغير ذلك، وتاريخ البخاري وعدة كتب لمسلم. وكان عند البرقاني عنه سقط أجزاء وكتب، لكن ما روي عنه في صحيحه، قال: في نفسي منه لكثرة ما يغرب. ثم إنه قواه، وقال: عندي عنه أحاديث عالية كنت أخرجتها نازلة، إلا أني لا أقدر على إخراجها لكبر السن.
قال الخطيب: وحدثنا الحسين بن شيطا، قال: سمعت أبا إسحاق المزكي يقول: أنفقت على الحديث بدراً من الدنانير، وقدمت بغداد سنة ست عشرة ومعي بخمسين ألف درهم بضاعة، ورجعت إلى نيسابور ومعي أقل من ثلثها، أنفقت ما ذهب على أهل الحديث.
توفي في شعبان، وقد خرج من بغداد، فنقل إلى نيسابور، وعاش سبعاً وستين سنة. وهو والد علي، ويحيى، ومحمد، وعبد الرحمن، وقد رووا الحديث.
34 -
إسماعيل بن عبد الله بن محمد بن ميكال
، الأديب أبو العباس شيخ خراسان ووجهها وعينها، من ولد يزدجرد بن بهرام جور ملك الفرس.
استعمل المقتدر أباه على الأهواز، فاستدعى أبا بكر بن دريد لتأديب إسماعيل.
وفيه وفي أبيه يقول ابن دريد مقصورته التي يقول فيها: إن ابن ميكال الأمير انتاشني من بعد ما قد كنت كالشيء اللقى ومد ضبعي أبو العباس من بعد انقباض الذرع والباع الوزى
نفسي الفدا لأميري ومن تحت السماء لأميري الفدا
قال الحاكم: سمعت محمد بن الحسين الوضاحي يقول: سمعت أبا العباس يذكر صلة أبيه لابن دريد لما عمل هذه القصيدة، قال الوضاحي: فقلت: ما وصل إليه من خاصتك؟ قال: لم تصل يدي إذ ذاك إلا إلى ثلاثمائة دينار، وضعتها بين يديه. سمع أبو العباس من عبدان الأهوازي كتاباً خصه به، فسمعت أبا علي الحافظ يقول: استفدت منه أكثر من مائة حديث.
وسمع أيضاً من السراج، وابن خزيمة، وعلي بن سعيد العسكري ونحوهم. وأملى مدة.
روى عنه أبو علي الحافظ، وهو أسند منه، وأبو الحسين الحجاجي، وأبو عبد الله الحاكم وجماعة. وقد عرضت عليه ولايات جليلة فامتنع.
أخبرنا محمد بن عبد السلام، وأحمد بن هبة الله، عن زينب الشعرية، أن فاطمة بنت علي بن مظفر أخبرتها، قالت: أخبرنا عبد الغافر بن محمد الفارسي، قال: أخبرنا أبو العباس إسماعيل بن عبد الله، قال: أخبرنا عبدان بن أحمد الجواليقي سنة ثمان وتسعين ومائتين، قال: حدثنا داهر بن نوح، قال: حدثنا عبد الحميد بن الحسن الكوفي، قال: حدثنا محمد بن المنكدر، عن جابر، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «العائد في هبته كالعائد في قيئه» .
توفي أبو العباس في صفر، وله اثنتان وتسعون سنة.
35 -
حفص بن جزي
، أبو عمر الأندلسي، من أهل فحص البلوط.
سمع من عبيد الله بن يحيى، ويحيى بن عبد العزيز، وسعيد بن خمير وجماعة. وكان عارفاً بالعربية. سمع منه غير واحد بقرطبة.
وعمر دهراً؛ توفي ابن ثمان وتسعين سنة، سنة اثنتين أو سنة ثلاث
وستين.
36 -
سعيد بن القاسم بن العلاء
، أبو عمرو البرذعي المطوعي المرابط، نزيل مدينة طراز من أول الترك.
سمع محمد بن حبان بن الأزهر الباهلي، وعبد الله بن الحسين الشاماتي، وأبا خليفة الفضل بن الحباب، وسهل بن محمد بن مردويه الأهوازي صاحب سليمان الشاذكوني، وأحمد بن محمد بن ياسين الهروي، ومحمد بن يحيى بن منده، وعبدان.
روى عنه محمد بن إسماعيل الوراق، والدارقطني، وأبو علي بن فضالة الرازي شيخ الخطيب، وأبو بكر أحمد بن عبد الرحمن الشيرازي، وأبو عبد الله الحاكم، وقال: توفي غازياً بأسبيجاب.
37 -
عبد الله بن أحمد بن جعفر بن خذيان
، أبو محمد الفرغاني الجندي.
سمع محمد بن جرير الطبري، وعلي بن الحسن بن سليمان. وذيل على تاريخ ابن جرير. وحدث بدمشق؛ روى عنه أبو الفتح بن مسرور، وتمام، وأبو سليمان بن زبر، والدارقطني، وعبد الغني بن سعيد، وغيرهم.
وثقه ابن مسرور.
بل توفي سنة اثنتين وستين في جمادى الأولى؛ ورخه ابن الطحان.
38 -
عبد الله بن محمد بن عمر بن عبد الله بن الحسن الهمداني الذكواني
، أبو محمد الأصبهاني القاضي.
سمع عبدان بن أحمد، وحاجب بن أركين الفرغاني، وجعفر بن
أحمد بن سنان، وعبد الله بن محمد بن العباس. وعنه أبو بكر بن أبي علي قرابته، وأبو نعيم.
39 -
عبد السلام بن أحمد بن محمد بن حجاج بن رشدين
، أبو جعفر المصري. يروي عن أبيه وعمومته.
40 -
عبد الملك بن الحسن بن يوسف المعدل البغدادي
، أبو عمرو ابن السقطي.
سمع أبا مسلم الكجي، ويوسف القاضي، وأحمد بن يحيى الحلواني، وأبا بكر الفريابي. وعنه محمد بن أسد الكاتب، وأبو علي بن شاذان، وأبو نعيم. وانتخب عليه الدارقطني.
وشهد سنة إحدى عشرة وثلاثمائة عند قاضي بغداد أبي عمرو محمد بن يوسف، وعاش خمساً وثمانين سنة.
41 -
علي بن محمد بن إسماعيل الطوسي الزملكاني
.
سمع الباغندي، وابن خزيمة، وجماهير. وعنه الحاكم، وأبو نعيم. توفي بمكة.
42 -
عمر بن أحمد بن عمر
، القاضي أبو عبد الله القصباني، عرف بابن شق.
روى عن علي بن العباس المقانعي، وابن المنذر الفقيه، وعلي بن سراج المصري. وعنه الدارقطني، وأبو نعيم، والبرقاني وقال: لا بأس به. قلت: حدث في هذا العام.
43 -
عمرو بن أحمد بن محمد بن الحسن
، أبو أحمد الإستراباذي الفقيه.
سمع أباه، وهميم بن همام، وعمران بن موسى بن مجاشع، وأبا
خليفة، وعبدان، وعبد الله بن ناجية، وعبد الله بن سلم المقدسي، وابن قتيبة العسقلاني. ودرس الفقه بمصر على منصور بن إسماعيل الفقيه.
روى عنه أبو سعد عبد الرحمن الإدريسي، وقال: أنا توليت الصلاة عليه.
44 -
محمد بن أحمد بن خالد بن يزيد القرطبي
، أبو بكر، ابن الخفاف مصنف كتاب فضل العلم.
له رواية عن أبيه وغيره.
45 -
محمد بن أحمد بن علي بن شاهوية
، أبو بكر الفارسي الفقيه الشافعي، قاضي بلاد فارس.
أقام مدة ببخارى ثم بنيسابور، وبها مات. وله في المذهب وجوه بعيدة تفرد بها.
توفي سنة إحدى، وقيل: سنة اثنتين وستين. وحدث عن أبي خليفة، وزكريا الساجي. وعنه الحاكم.
46 -
محمد بن أحمد بن كثير بن ديسم
، أبو سعيد الهروي.
سمع أحمد بن مقدام الهروي، وهو آخر من حدث في الدنيا عنه، وعاش بعده اثنتين وتسعين سنة، ولعلّه ممن جاوز المائة. روى عنه ابن العالي، وغيره، وتوفي في جمادى الآخرة.
قرأت على أبي الحسن الهاشمي: أخبركم أبو الحسن بن روزبة، قال: أخبرنا أبو الوقت، قال: أخبرنا شيخ الإسلام أبو إسماعيل، قال: أخبرنا أحمد بن محمد بن منصور ببوشنج، قال: أخبرنا أبو سعيد محمد بن أحمد بن كثير بهراة، قال: حدثنا أبو جعفر أحمد بن مقدام الهروي، قال: حدثنا أبو نعيم، قال: حدثنا سلمة بن وردان، قال: سمعت أنس بن مالك عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: من ترك الكذب وهو باطل بني له في رياض
الجنة. ومن ترك المراء وهو محق بني له في وسطها. ومن حسن خلقه بني له في أعلاها.
قال شيخ الإسلام في كتاب ذم الكلام: هذا الحديث أعلى حديث عندي.
47 -
محمد بن أحمد بن محمد بن طالب بن أيمن
، أبو عبد الله القيسي المؤدب القبري.
رحل وسمع بمصر من أبي قتيبة بن الفضل، وأبي محمد بن الورد، والعباس الرافقي. وسمع الناس منه كثيراً. وقبرة: مدينة صغيرة بالأندلس.
48 -
محمد بن أحمد بن منبه السمسار
، أبو أحمد النيسابوري.
روى عن مطين. وعنه الحاكم وغيره.
49 -
محمد بن إبراهيم بن حسنوية
، أبو بكر النيسابوري الوراق الزاهد العابد.
سمع محمد بن إبراهيم البوشنجي، وجعفر بن سوار. وعنه الحاكم وقال: عاش خمساً وتسعين سنة، وبكى من خشية الله حتى عمي.
50 -
محمد بن إبراهيم بن إسحاق بن أبروية
، أبو أحمد الإستراباذي.
فاضل ثقة عابد، سمع الكثير ورحل، وحدث عن محمد بن عبد بن عامر السمرقندي، ومحمد بن يزداد، والضحاك بن الحسين، وأحمد بن حفص السعدي، وجاوز التسعين.
روى عنه أبو سعد الإدريسي، وقال: توفي فجاءة.
51 -
محمد بن الحسن بن كوثر
، أبو بحر البربهاري.
بغدادي معمر، حدث عن محمد بن الفرج الأزرق، ومحمد بن يونس
الكديمي، وإسماعيل القاضي، ومحمد بن غالب تمتام، ومحمد بن سليمان الباغندي، وجماعة، وانتخب عليه الدارقطني. روى عنه ابن رزقوية، وأبو بكر البرقاني، وأبو نعيم، وعبيد الله بن أبي حفص بن شاهين.
قال أبو نعيم: كان يقول لنا الدارقطني: اقتصروا من حديث أبي بحر على ما انتخبته حسب.
وقال ابن أبي الفوارس: فيه نظر.
وقال البرقاني: حضرت يوماً عند أبي بحر، فقال لنا ابن السرخسي: سأريكم أن الشيخ كذاب، ثم قال له: فلان بن فلان ينزل المكان الفلاني، سمعت منه؟ قال: نعم. قال البرقاني: ولم يكن لذاك وجود.
قال ابن أبي الفوارس: توفي لأربع بقين من جمادى الأولى. قال: ومولده سنة ست وستين ومائتين قال: وكان مخلطاً، وله أصول جياد، وله شيء رديء.
قلت: روى ابن عبد الدائم حديثه بعلو عن ابن المعطوش.
52 -
محمد بن أبي الهيثم خالد بن الحسن
، أبو بكر المطوعي البخاري.
سمع مسبح بن محمد، وابن خزيمة، والباغندي، وطبقتهم. وعنه الحاكم وطائفة.
53 -
محمد بن العباس بن أحمد
، أبو بكر المسعودي الإستراباذي الفقيه.
رحل وسمع أبا يعلى الموصلي، ومحمد بن الحسين الخثعمي الكوفي، وطبقتهما. وعنه أبو سعد الإدريسي، وقال: لا يحتج به.
بقي إلى هذه السنة.
54 -
محمد بن عبد الله بن محمد
، الفقيه أبو جعفر البلخي الحنفي.
كان يقال له من كماله في الفقه: أبو حنيفة الصغير. يروي عن محمد بن عقيل وغيره.
وتوفي ببخارى في ذي الحجّة سنة اثنتين وستين. وقد تفقه علي أبي بكر محمد بن أبي سعيد الفقيه. أخذ عنه جماعة.
وكان يعرف بالهندواني من محلة باب هندوان، وعاش اثنتين وستين سنة، وكان من أعلام أئمة مذهبه.
55 -
محمد بن عبد الملك بن محمد بن عدي
، أبو بكر الإستراباذي، أخو نعيم.
نزل جرجان، وكان خبيراً بالشروط فقيهاً. رحل وسمع من البغوي، وابن أبي داود.
56 -
محمد بن محمد بن داود بن سعيد
، أبو بكر السجزي ثم النيسابوري المعدل.
سمع بهراة محمد بن معاذ الماليني، وحاتم بن محبوب، وببغداد البغوي وطبقته، وبنيسابور مؤمل بن الحسن، وأبا عمرو الحيري، وبجرجان أبا نعيم، وبالري عبد الرحمن بن أبي حاتم.
وروى عنه الحاكم، وقال: كان من خيار التجار الأمناء، ما رأينا منه إلا ما يليق بأهل الصدق.
57 -
محمد بن موسى بن فضالة بن إبراهيم بن فضالة بن كثير
، أبو عمر القرشي، مولى عبد العزيز بن مروان بن الحكم.
شيخ مسند، دمشقي. سمع أحمد بن أنس، وأبا قصي العذري، والحسين بن محمد بن جمعة، وحاجب بن أركين، وعبد الرحمن بن القاسم الرواس، ومحمد بن يزيد بن عبد الصمد، والحسن بن الفرج الغزي، ومحمد بن محمد ابن النفاخ، وأبا القاسم البغوي لقيه بمكة. وعنه تمام، وأبو نصر ابن الجندي، وعبد الرحمن بن أبي نصر، ومكي بن الغمر، ومحمد بن رزق الله، وجماعة آخرهم محمد بن عبد السلام بن سعدان.
قال أبو محمد الكتاني: تكلموا فيه، وتوفي في ربيع الآخر.
58 -
محمد بن هانئ
، أبو القاسم وأبو الحسن الأزدي الأندلسي.
قيل: إنه من ذرية المهلب بن أبي صفرة.
كان أبوه شاعراً أديباً، وأما هو فحامل لواء الشعر بالأندلس، ولد بإشبيلية، واشتغل بها. وكان حافظاً لأشعار العرب وأخبارها، اتصل بصاحب إشبيلية وحظي عنده، فمن شعره:
ولما التقت ألحاظنا ووشاتنا وأعلن شوق الوشي ما الوشي كاتم تنفس أنسي من الخدر ناشر فأسعد وحشي من السدر باغم
وقلن:
عشية لا آوي إلى غير ساجع ببينك حتى كل شيء حمائم قطاً سار سمعت حفيفه فقلت: قلوب العاشقين الحوائم
وكان منهمكاً في اللذات والمحرمات، متهماً بدين الفلاسفة. ولقد هموا بقتله، فأشار عليه مخدومه بالاختفاء، فهرب من الأندلس إلى المغرب، واجتمع بالقائد جوهر فامتدحه، ثم اتصل بالمعز أبي تميم الذي بنى القاهرة، فامتدحه، فوصله، وأنعم عليه، ثم إنه شرب عند أناس وأصبح مخنوقاً.
وقيل: لم يعرف سبب موته، وهلك في رجب سنة اثنتين وستين عن نيف وأربعين سنة.
وله ديوان كبير في المدح، وقد يفضي به المديح إلى الكفر، وليس يلحقه أحد في الشعر من أهل الأندلس، وهو نظير المتنبي.
59 -
منصور بن محمد البغدادي المقرئ الحذاء
.
حدث عن البغوي، وابن أبي داود.
قال الخطيب: حدثنا عنه أبو الفرج بن سميكة، وسمعت أبا نعيم يوثقه، ثم ورخ وفاته.
60 -
يحيى بن عبد الله بن محمد
، أبو بكر القرطبي المعروف بالمغيلي.
سمع محمد بن عبد الملك بن أيمن، وجماعة. وحج فسمع من ابن الأعرابي. وكان بارعاً في الآداب، بليغاً ذا فنون.
سنة ثلاث وستين وثلاثمائة
61 -
أحمد بن محمد بن عبد البر
، أبو عثمان التجيبي القرطبي، يعرف بابن الكشكيناني.
حج، وسمع أبا سعيد ابن الأعرابي ورجع، وتوفي في شوال.
62 -
أحمد بن محمد بن علي بن إبراهيم النرسي البغدادي
.
توفي بالرملة وله إحدى وثمانون سنة.
63 -
إبراهيم بن سليمان بن عدي الشافعي العسكري المصري
.
توفي في رجب. سمع أبا عبد الرحمن النسائي.
64 -
إسماعيل بن محمد بن علان الخولاني المصري المؤدب
.
يروي عن النسائي، والحسن بن غليب.
65 -
أصبغ بن قاسم بن أصبغ
، أبو القاسم، من أهل إستجة.
سمع محمد بن عمر بن لبابة، وأحمد بن خالد بن الجباب، وحج فسمع من أبي جعفر العقيلي، وابن الأعرابي، وسمع صحيح البخاري من صالح بن محمد الأصبهاني، عن إبراهيم بن معقل النسفي.
ولي قضاء إستجة، فأساء السيرة وشكوه. وكان جسيماً وسيماً.
توفي في رمضان.
66 -
ثابت بن سنان بن ثابت بن قرة
، أبو الحسن الحراني الأصل الصابي، ثم البغدادي.
كان يلحق بأبيه في صناعة الطب، وصنف تاريخاً كبيراً على الحوادث والوقائع التي تمت في زمانه، وخدم بالطب الراضي بالله وجماعة من الخلفاء قبله.
وقال في تاريخه: لما سلم أبو علي بن مقلة إلى الوزير عبد الرحمن بن عيسى من جهة الراضي بالله، في سنة أربع وعشرين وثلاثمائة حمله إلى داره، ثم ضرب ابن مقلة بالمقارع في دار عبد الرحمن، وأخذ خطه
بألف ألف دينار، وأنه أدخل عليه ليفصده فذكر من خبره فصلاً.
وتوفي إبراهيم بن سنان أخو ثابت في أول خمس وثلاثين وثلاثمائة. ولم يستكمل أربعين سنة. وكان من الأذكياء البارعين في صناعة الطب كأخيه وأبيه.
67 -
الحارث بن سعيد بن حمدان
، أبو فراس الشاعر المشهور الأمير.
قد ذكرناه في سنة سبع وخمسين. وأما ابن الجوزي فقال في المنتظم: توفي هذا في سنة ثلاث وستين، ثم ذكر أنه قتل وما بلغ الأربعين، وأن سيف الدولة رثاه.
قلت: وهذا متناقض.
فمن شعره:
المرء نصب مصائب لا تنقضي حتى يوارى جسمه في رمسه فمؤجل يلقى الردى في غيره ومعجل يلقى الردى في نفسه
وله:
مرام الهوى صعب وسهل الهوى وعر وأوعر ما حاولته الحب والصبر أواعدتي بالوعد والموت دونه إذا مت عطشاناً فلا نزل القطر بدوت وأهلي حاضرون لأنني أرى أن داراً لست من أهلها قفر وما حاجتي في المال أبغي وفوره إذا لم يفر عرض فلا وفر الوفر هو الموت فاختر ما علا لك ذكره فلم يمت الإنسان ما حيي الذكر وقال أصيحابي الفرار أو الردى فقلت: هما أمران أحلاهما مر سيذكرني قومي إذا جد جدها وفي الليلة الظلماء يفتقد البدر ولو سد غيري ما سددت اكتفوا به وما كان يغلو التبر لو نفق الصفر ونحن أناس لا توسط عندنا لنا الصدر دون العالمين أو القبر
تهون علينا في المعالي نفوسنا ومن خطب العلياء لم يغلها مهر
68 -
جمح بن القاسم بن عبد الوهاب
، أبو العباس الجمحي المؤذن.
دمشقي محدث، يعرف قديماً بابن أبي الحواجب. روى عن عبد الرحمن ابن الرواس، وأبي قصي إسماعيل العذري، وإبراهيم بن دحيم، وأحمد بن بشر الصوري، ومحمد بن العباس بن الدرفس، وطبقتهم. روى عنه أبو عبد الله بن منده، وتمام، وعبد الوهاب الميداني، ومحمد بن عوف المزني، ومحمد بن عبد السلام بن سعدان.
وكان ثقة نبيلاً.
69 -
الحسن بن موسى بن بندار
، أبو محمد الديلمي.
حدث ببغداد عن أحمد بن محمد بن سليمان المالكي، وأحمد بن الحسين بن شعبة البصري. وعنه البرقاني وغيره.
وكان شابا حافظاً. حدث في هذه السنة.
70 -
حمزة بن أحمد بن مخلد البغدادي القطان
.
سمع أبا شعيب الحراني، وموسى بن هارون. وعنه البرقاني، ومحمد بن عمر بن بكير.
حدث في هذه السنة.
صدوق.
71 -
سيد أبيه بن داود
، أبو الأصبغ المرشاني الأندلسي.
سمع محمد بن عمر بن لبابة، وأحمد بن خالد بن الجباب.
وكان شيخاً صالحاً موصوفاً بالفقه، وحدث.
72 -
العباس بن الحسين بن الفضل الشيرازي
.
وزر لعز الدولة بختيار ابن معز الدولة، وكان ظالماً جباراً، فقبض عليه ثم قتله في حبسه، وله تسع وخمسون سنة.
73 -
عبد الله بن عدي
، أبو عبد الرحمن الصابوني.
توفي ببخارى في ذي الحجّة. وله شيء في الرد على أبي حاتم بن حبان فيما تأول من الصفات. أخذ عنه يحيى بن عمار وغيره. روى عن ابن خزيمة وطبقته.
74 -
عبد الحميد بن أحمد بن عيسى
.
سمع النسائي، وتوفي في شعبان.
75 -
عبد العزيز بن أحمد بن محمد بن أسيد
، أبو بكر المديني المعدل.
روى عن محمد بن نصير، وزكريا الساجي. وعنه أبو بكر بن أبي علي، وأبو نعيم، وغيرهما.
توفي في سلخ ذي القعدة.
76 -
عبد العزيز بن إسحاق بن جعفر
، أبو القاسم الزيدي البغدادي.
ذكره ابن أبي الفوارس، فقال: كان له مذهب خبيث، ولم يكن في الرواية بذاك. سمعت منه أجزاء فيها أحاديث ردية.
قلت: يعرف بابن البقال، حدث عن الباغندي، وعلي بن العباس المقانعي.
قال التنوخي: كان من متكلمي الشيعة، له مصنفات على مذهب الزيدية، يجمع حديثاً كثيراً، وله أخ شاعر مشهور.
77 -
عبد العزيز بن جعفر بن أحمد بن يزداد
، أبو بكر الفقيه الحنبلي، غلام الخلال، شيخ الحنابلة وعالمهم المشهور.
تفقه بأستاذه أبي بكر الخلال، وسمع من عبد الله بن أحمد بن حنبل
فيما قيل، وسمع من محمد بن عثمان بن أبي شيبة، وموسى بن هارون، والحسين بن عبد الله الخرقي، وأحمد بن محمد بن الجعد الوشاء، وأبي خليفة الفضل بن الحباب، وجعفر الفريابي، وجماعة. وعنه ابن الجنيد الخطبي، وبشرى الفاتني، وغيرهما. وتفقه عليه أبو عبد الله ابن بطة، وأبو إسحاق بن شاقلا، وأبو حفص العكبري، وأبو الحسن التميمي، وأبو حفص البرمكي، وأبو عبد الله بن حامد.
وكان كبير القدر، صحيح النقل، بارعاً في نقل مذهبه.
قال أبو حفص البرمكي: سمعت أبا بكر عبد العزيز يقول: سمع مني شيخنا أبو بكر الخلال نحو عشرين مسألة وأثبتها في كتابه.
وقال أبو يعلى القاضي: كان لأبي بكر عبد العزيز مصنفات حسنة منها المقنع وهو نحو مائة جزء، وكتاب الشافي نحو ثمانين جزءاً، وكتاب زاد المسافر وكتاب الخلاف مع الشافعي وكتاب مختصر السنة. قال: وتوفي في شوال سنة ثلاث وستين، وله ثمان وسبعون سنة في سن شيخه الخلال، وسن شيخ شيخه المروذي، وسن أحمد بن حنبل. وروي عنه أنه قال في مرضه: أنا عندكم إلى يوم الجمعة، فمات يوم الجمعة، رحمه الله. ويذكر عنه زهد وقنوع وعبادة.
وقد ذكر أبو يعلى أنه كان معظماً في النفوس، متقدماً عند الدولة، بارعاً في مذهب أحمد.
أنبأنا المؤمل ابن البالسي، قال: أخبرنا أبو اليمن الكندي، قال: أخبرنا الشيباني، قال: أخبرنا أبو بكر الخطيب، قال: حدثنا أحمد بن الجنيد الخطبي، قال: حدثنا أبو بكر عبد العزيز بن جعفر، قال: حدثنا علي بن طيفور، قال: حدثنا قتيبة، قال: حدثنا عبد الوارث، عن عبد الرحمن بن إسحاق، عن النعمان بن سعد، عن علي، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: خيركم من تعلم القرآن وعلمه.
78 -
علي بن عبد الله بن الفضل البغدادي
، أبو الحسين.
حدث بمصر عن جعفر الفريابي، وأبي خليفة. وعنه الدارقطني، وعبد الغني الأزدي.
79 -
عيسى بن موسى بن أبي محمد ابن المتوكل على الله
، أبو الفضل الهاشمي العباسي.
سمع محمد بن خلف بن المرزبان، وأبا بكر بن أبي داود، وجماعة. وعنه أبو علي بن شاذان.
قال الخطيب: كان ثقة ثبتاً. حدثني الأزهري أن أبا الفضل لازم ابن أبي داود في سماع الحديث نيفاً وعشرين سنة، وولد سنة ثمانين ومائتين، وأول سماعه من أبي بكر سنة تسعين.
80 -
غالب بن عبد الله بن موسى بن فليح
، أبو بكر البزاز.
مصري، توفي في جمادى الأولى.
81 -
محمد بن أحمد بن سهل بن نصر
، أبو بكر الرملي الشهيد المعروف بابن النابلسي.
حدث عن سعيد بن هاشم الطبراني، ومحمد بن الحسن بن قتيبة، ومحمد بن أحمد بن شيبان الرملي. وعنه تمام الرازي، والدارقطني، وعبد الوهاب الميداني، وعلي بن عمر الحلبي، وغيرهم.
قال أبو ذر الهروي: سجنه بنو عبيد وصلبوه على السنة. سمعت الدارقطني يذكره ويبكي ويقول: كان يقول وهو يسلخ: كان ذلك في الكتاب مسطوراً.
وقال أبو الفرج ابن الجوزي: أقام جوهر لأبي تميم صاحب مصر الزاهد أبا بكر النابلسي، وكان ينزل الأكواخ من الشام، فقال له: بلغنا أنك
قلت: إذا كان مع الرجل عشرة أسهم وجب أن يرمي في الروم سهماً وفينا تسعة، فقال: ما قلت هكذا، فظن أنه يرجع عن قوله، فقال: كيف قلت؟ قال: قلت: إذا كان معه عشرة وجب أن يرميكم بتسعة، ويرمي العاشر فيكم أيضاً، فإنكم قد غيرتم الملة، وقتلتم الصالحين، وادعيتم نور الإلهية. فشهره ثم ضربه، ثم أمر يهودياً فسلخه.
وقال هبة الله ابن الأكفاني: سنة ثلاث وستين توفي العبد الصالح الزاهد أبو بكر ابن النابلسي، كان يرى قتال المغاربة، يعني بني عبيد، وكان قد هرب من الرملة إلى دمشق، فقبض عليه متوليها أبو محمود الكتامي، وحبسه في رمضان، وجعله في قفص خشب، وأرسله إلى مصر، فلما وصلها قالوا له: أنت الذي قلت: لو أن معي عشرة أسهم لرميت تسعة في المغاربة وواحداً في الروم، فاعترف بذلك، فأمر أبو تميم بسلخه فسلخ، وحشي جلده تبناً، وصلب.
وقال معمر بن أحمد بن زياد الصوفي: إنما حياة السنة بعلماء أهلها القائمين بنصرة الدين، الذين لا يخافون غير الله، ولو لم يكن من غربة السنة إلا ما كان من أمر أبي بكر النابلسي لمّا ظهر المغربي بالشام واستولى عليها، وأظهر الدعوة إلى نفسه، قال: لو كان في يدي عشرة أسهم كنت أرمي الروم واحداً وإلى هذا الطاغي تسعة، فبلغ المغربي مقالته، فدعاه وسأله، فقال: قد قلت ذلك لأنك فعلت وفعلت، فأخبرني الثقة أنه سلخ من مفرق رأسه حتى بلغ الوجه، فكان يذكر الله ويصبر، حتى بلغ الصدر، فرحمه السلاخ، فوكزه بالسكين في موضع القلب، فقضى عليه. وأخبرني الثقة أنه كان إماماً في الحديث والفقه، صائم الدهر، كبير الصولة عند الخاصة والعامة، ولما سلخ كان يسمع من جسده قراءة القرآن، فغلب المغربي بالشام وأظهر المذهب الرديء، ودعا إليه، وأبطل التراويح وصلاة الضحى، وأمر بالقنوت في الظهر في المساجد، وقتل النابلسي في سنة ثلاث وستين، وكان نبيلاً جليلاً، رئيس الرملة، هرب إلى دمشق فأخذ منها، وبمصر سلخ.
وقيل: إنه لما أدخل مصر، قال له بعض الأشراف ممن يعانده: الحمد لله على سلامتك! فقال: الحمد لله على سلامة ديني وسلامة دنياك.
قلت: كانت محنة هؤلاء عظيمة على المسلمين، ولما استولوا على الشام هرب الصلحاء والفقراء من بيت المقدس، وأقام الزاهد أبو الفرج الطرسوسي بالأقصى، فخوفوه منهم، فثبت، فدخلت المغاربة وعبثوا به، وقالوا: العن كيت وكيت، وسموا الصحابة، وهو يقول: لا إله إلا الله، سائر نهاره، وكفاه الله شرهم.
وذكر ابن السعساع المصري أنه رآه في النوم بعد ما قتل. وهو في أحسن هيئة. قال: فقلت: ما فعل الله بك؟ فقال:
حباني مالكي بدوام عز وواعدني بقرب الانتصار وقربني وأدناني إليه وقال: انعم بعيش في جواري
82 -
محمد بن أحمد بن عيسى
، أبو بكر القمي.
سمع أبا عروبة الحراني، ومحمد بن قتيبة العسقلاني. سمع منه في هذا العام السكن بن جميع بصيدا.
83 -
محمد بن إسحاق بن مطرف
، أبو عبد الله الأندلسي الإستجي.
سمع من عبيد الله بن يحيى، ومحمد بن عمر بن لبابة، وأحمد بن خالد.
وكان شاعراً عالماً باللغة والعربية؛ روى عنه إسماعيل، وغيره.
مات في شوال.
84 -
محمد بن الحسين بن إبراهيم بن عاصم
، أبو الحسن الآبري ثم السجستاني.
رحل وطوف، وسمع أبا العباس السراج، وابن خزيمة، ومحمد بن الربيع الجيزي، وأبا عروبة الحراني، ومحمد بن يوسف الهروي، وزكريا
ابن أحمد البلخي، ومكحولاً البيروتي، وهذه الطبقة. روى عنه علي بن بشرى، ويحيى بن عمار السجستانيان.
وصنف كتاباً كبيراً في مناقب الشافعي.
وآبر: من قرى سجستان. توفي في شهر رجب.
85 -
محمد بن سعيد العصفري القرطبي
.
سمع من قاسم بن أصبغ، وغيره. وكان فقيها مفتيا.
86 -
محمد بن عبد الله بن محمد بن العباس
، أبو الحسين الشيرازي اللالكائي.
ثقة، يروي عن حماد بن مدرك، وغيره.
87 -
محمد بن علي بن حسين
، أبو بكر ابن الفأفاء الرازي، قاضي الدينور.
حدث بهمذان سنة ثلاث وستين بكتاب الجرح والتعديل عن ابن أبي حاتم، وروى عن جماعة. روى عنه الكتاب: أبو طاهر بن سلمة، وابن فنجويه، وابن تركان، وغيرهم.
88 -
محمد بن محمد الفياضي الهروي الإمام
.
يروي عن أبي قريش محمد بن جمعة. وعنه يحيى بن عمار السجستاني.
89 -
محمد بن موسى بن الحسين
، أبو العباس ابن السمسار الدمشقي الحافظ، أخو أبي الحسن علي.
سمع أحمد بن عمير بن جوصا، ومحمد بن خريم، وعلي بن محمد بن كاس، وأبا الجهم بن طلاب، وأبا الدحداح أحمد بن محمد، وعبد الله بن محمد بن السري الحمصي الحافظ، وببغداد من المحاملي، ومحمد بن مخلد. وعنه أخوه أبو الحسن، ومكي بن الغمر، ومحمد بن عوف المزني، وجماعة.
قال الميداني: توفي في شهر رمضان.
وقال أبو محمد الكتاني: كان ثقة نبيلاً حافظاً، كتب القناطير، وحدث باليسير، وقد سمع أيضاً بمصر. مات عن بضع وستين سنة.
90 -
مروان بن عبد الملك القرطبي الزاهد
.
سمع محمد بن عبد الملك بن أيمن، وأحمد بن بشر. وحج فسمع من محمد بن الصموت بمصر.
وكان زاهداً عابداً خيراً، توفي في ربيع الآخر.
91 -
المظفر بن حاجب بن مالك بن أركين
، أبو القاسم الفرغاني.
روى عن أبي يعلى الموصلي، وإسماعيل بن قيراط، ومحمد بن يزيد بن عبد الصمد، وأبي عبد الرحمن النسائي، وجعفر الفريابي. رحّله أبوه واعتنى به. روى عنه تمام الرازي، وأبو نصر بن هارون، وأبو نصر ابن الجندي، وآخرون.
حدث في هذا العام.
قرأت على عمر بن غدير: أخبركم عبد الصمد بن محمد الأنصاري حضوراً أن أبا الحسن علي بن المسلم أخبرهم في سنة ست وعشرين وخمسمائة، قال: أخبرنا الحسن بن أحمد بن عبد الواحد، قال: أخبرنا أبو الحسن علي بن موسى السمسار، قال: أخبرنا المظفر بن حاجب، قال: أخبرنا محمد بن يزيد، قال: أخبرنا موسى بن أيوب النصيبي، قال: حدثنا سفيان بن عيينة، عن عبيد الله بن أبي يزيد، سمع ابن عباس يقول: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أكل لعق أصابعه الثلاث فبدأ بالوسطى، ثم التي تليها، ثم الإبهام.
92 -
نافع بن عبد الله
، أبو صالح الخادم، مولى القاضي عبد الله بن محمد بن عمر الأصبهاني.
يروي عن عبد الله بن محمد بن عبد الكريم الرازي. وعنه أبو نعيم، وأبو بكر بن أبي علي.
وقال أبو نعيم: كان يصوم النهار، ويقوم الليل، ويتصدق بمغله، ويقتصر في فطره على ما يطلق له مولاه. توفي سنة اثنتين أو ثلاث وستين.
93 -
النعمان بن محمد بن منصور
، أبو حنيفة المغربي القاضي.
قال المسبحي في تاريخ مصر: كان من أهل الفقه والدين والنبل، وله كتاب أصول المذاهب.
وقال غيره: كان المتخلف مالكياً، ثم تحول إلى مذهب الشيعة لأجل الرياسة، وداخل بني عبيد، وصنف لهم كتاب ابتداء الدعوة، وكتاباً في الفقه، وكتباً كثيرة في أقوال القوم، وجمع في المناقب والمثالب، ورد على الأئمة. وتصانيفه تدل على زندقته وانسلاخه من الدين، أو أنه منافق، نافق القوم، كما ورد أن مغربياً جاء إليه فقال: قد عزم الخادم على الدخول في الدعوة، فقال: ما يحملك على ذلك؟ قال: الذي حمل سيدنا. قال: يا ولدي نحن أدخلنا في هواهم حلواهم، فأنت لماذا تدخل؟
وللنعمان كتاب دعائم الإسلام ثلاثون مجلداً في مذهب القوم، ومنهاج شرح الآثار خمسون مجلداً، وغير ذلك. وكان ملازماً للمعز أبي تميم، وولي القضاء له على مملكته، وقدم مصر معه من المغرب.
وتوفي بمصر في رجب سنة ثلاث وستين، فأشرك المعز في القضاء بين ولده أبي الحسن علي، وبين الذهلي أبي الطاهر، فلما عجز الذهلي وشاخ، استقل أبو الحسن بالقضاء، واستناب أخاه عبد الله.
وكان أبو الحسن شاعراً محسناً.
94 -
يعلى بن موسى البربري الصوفي الزاهد
.
كان من سادات المغاربة، رأى رب العزة في المنام.
وتوفي في هذه السنة. حكى أبو سعد الماليني عن رجل عنه.
سنة أربع وستين وثلاثمائة
95 -
أحمد بن عبيد الله بن محمود بن شابور
، أبو العباس الأصبهاني الفقيه المقرئ، ولقبه خرطبة.
كتب الكثير بأصبهان والري، وحدث عن عبد الله بن محمد بن وهب الدينوري، ومحمد بن إبراهيم بن زياد، وجماعة. وعنه أبو بكر بن أبي علي، وأبو نعيم الحافظ.
96 -
أحمد بن القاسم بن عبيد الله بن مهدي
، أبو الفرج ابن الخشاب البغدادي الحافظ، نزيل ثغر طرسوس.
حدث بدمشق عن محمد بن محمد الباغندي، ومحمد بن جرير، وعبد الله بن إسحاق المدائني، والبغوي، ومحمد بن الربيع الجيزي، وأبي جعفر الطحاوي، وجماعة. وعنه تمام، وعبد الوهاب الميداني، وبقاء الخولاني، ومحمد بن عوف المزني، ومكي بن الغمر.
وتوفي في صفر سنة أربع.
قال ابن النقور: حدثنا عيسى بن الوزير، قال: كتب إلي أحمد بن القاسم ابن الخشاب، قال: سمعت أبا جعفر أحمد بن محمد بن سلامة، قال: سمعت محمد بن أبي عمران يقول: قال هلال الرأي: أوثق المودات ما كان في الله عز وجل.
97 -
أحمد بن القاسم بن يوسف بن فارس الميانجي
، أخو القاضي يوسف.
روى عن إبراهيم بن يوسف الهسنجاني، وعبد الرحمن بن أبي حاتم، وعلي بن عبد الله بن مبشر، وعثمان بن محمد الذهبي، وجماعة.
وعنه ابنه صالح، وحمزة الأطرابلسي، وحمزة بن محمد البعلبكي،
وأبو الحسن علي بن موسى بن السمسار.
وعاش إلى سنة أربع وستين وانقطع خبره.
98 -
أحمد بن محمد بن إسحاق بن إبراهيم بن أسباط
، مولى جعفر بن أبي طالب، أبو بكر ابن السني الدينوري الحافظ.
سمع أبا عبد الرحمن النسائي، وعمر بن أبي غيلان البغدادي، وأبا خليفة، وزكريا الساجي، وأبا يعقوب المنجنيقي، وعبد الله بن زيدان البجلي، وأبا عروبة، وجماهر بن محمد الزملكاني، وطبقتهم بمصر، والشام، والعراق، والجزيرة. وعنه أبو علي حمد بن عبد الله الأصبهاني، ومحمد بن علي العلوي، وعلي بن عمر الأسداباذي، وأحمد بن الحسين الكسار.
قال القاضي أبو زرعة روح بن محمد سبط ابن السني: سمعت عمي علي بن أحمد بن محمد يقول: كان أبي رحمه الله يكتب الحديث، فوضع القلم في أنبوبة المحبرة، ورفع يديه يدعو الله تعالى، فمات رحمه الله، وذلك في آخر سنة أربع وستين.
قلت: كان ديناً خيراً، صنف في القناعة، وفي عمل يوم وليلة، وغير ذلك، واختصر سنن النسائي، وعاش بضعاً وثمانين سنة.
99 -
أحمد بن محمد بن إبراهيم
، أبو حامد النيسابوري الواعظ المقرئ.
رجل فاضل عالم، ذكره الحاكم، فقال: كان يعطي كل نوع من أنواع العلوم حقه، وكتب الحديث الكثير، ولم يحدث تورعاً، ولزم مسجده ثلاثين سنة، وكانت شمائله تشبه شمائل السلف. سمع عبد الله بن شيرويه، وأحمد بن إبراهيم بن عبد الله، وابن خزيمة، والسراج. وله مصنفات تدل على كماله. وتوفي في شوال، وله ست وسبعون سنة. ولم يحدث قط.
قلت: روى عنه الحاكم حكاية.
100 -
أحمد بن محمد بن أيوب
، أبو بكر الفارسي الواعظ المفسر، نزيل نيسابور.
كان له أتباع ومريدون، وعظ ببخارى فكثر جمعه، وخاف الحنفية من تغلبه عليهم. كان يحضر مجلسه نحو عشرة آلاف. كتب عنه أبو عبد الله الحاكم.
101 -
أحمد بن محمد بن فرحون
، أبو القاسم الأندلسي.
سمع عبيد الله بن يحيى، وأيوب بن سليمان، وطاهر بن عبد العزيز. وحدث. وكان ضابطاً، وفيه لين.
102 -
أحمد بن محمد بن المؤمل بن الحسن بن عيسى
الماسرجسي النيسابوري، أبو الحسن.
من بيت علم ورواية، وكان رجلاً صالحاً. روى عن جده، وأبي عمرو أحمد بن محمد الحيري. وعنه الحاكم.
103 -
أحمد بن مسلم بن شعيب
، أبو العباس المديني الأديب.
سمع علي بن سعيد العسكري، ومحمد بن جرير الطبري. وعنه ابن أبي علي، وأبو نعيم.
104 -
أحمد بن هلال بن زيد
، أبو عمر الأندلسي العطار.
رحل، وسمع من محمد بن الربيع الجيزي، وغيره. وكان حافظاً للشروط، مفتياً عارفاً بقول مالك.
105 -
أحمد بن يوسف
، أبو حامد الإسكاف النيسابوري الأشقر، أحد الزهاد.
صحب أبا عثمان الحيري، ورأى ابن عطاء، والجريري، وصحب أبا عمر الدمشقي وجماعة. وله سياحات وأحوال وكلام نافع. أخرج في آخر عمره من بخارى، فحج ومات بمكة في السنة.
106 -
إبراهيم بن أحمد بن محمد بن رجاء
، أبو إسحاق النيسابوري الأبزاري الوراق، وأبزار من قرى نيسابور.
سمع مسدد بن قطن، وجعفر بن أحمد الحافظ، والحسن بن سفيان، ومحمد بن محمد الباغندي، وسعيد بن عبد العزيز، وسعيد بن هاشم الطبراني، وهذه الطبقة.
وعنه ابن منده، وأبو عبد الرحمن السلمي، وأبو عبد الله الحاكم، وقال: كان ممن سلم المسلمون من لسانه ويده. وطلب الحديث على كبر السن، ورحل فيه. وسمعت أبا علي الحافظ يقول له: أنت يا أبا إسحاق بهز بن أسد، يعني لتثبته وإتقانه. وسمعت أبا علي يمازحه غير مرة يقول: هذا الشيخ ما اغتسل من حلال قط. فيقول: ولا من حرام يا أبا علي، وذلك أنه ما تأهل.
توفي في رجب، وله ست وتسعون سنة. وحدث بمروياته على القبول.
107 -
إسحاق بن محمد بن إسحاق النعالي البغدادي
، أبو يعقوب.
سمع أبا خليفة، والفريابي، وعبد الله بن ناجية.
قال الخطيب: حدثنا عنه البرقاني، وابن أبي الفوارس، وابن دوما النعالي، وقال ابن أبي الفوارس: كان ثقة مأموناً. مات يوم النحر.
108 -
إسحاق الأمير
، أبو منصور ابن الإمام المتقي لله إبراهيم ابن المقتدر جعفر العباسي.
زوجه أبو بابنة ناصر الدولة الحسن بن عبد الله بن حمدان على مهر مائة ألف دينار. توفي في هذا العام في المحرم عن إحدى وخمسين سنة. وكان ممن ترشح للخلافة.
109 -
إسماعيل بن أحمد بن محمد الخلالي التاجر
.
أحد الجوالين في طلب العلم؛ سمع من عمران بن موسى بن
مجاشع، ومحمد بن إسحاق بن خزيمة، وأبي يعلى الموصلي، والهيثم بن خلف، وأحمد بن عمرو البزار. وعنه الحاكم، وأبو الفضل الجارودي، وجماعة. وقد انتقى عليه رفيقه أبو علي النيسابوري الحافظ.
وهو جرجاني نزل نيسابور.
110 -
جعفر بن علي بن أحمد بن حمدان
، أبو علي الأندلسي صاحب المسيلة، وأمير الزاب من أعمال إفريقية.
كان شيخاً كثير العطاء، مؤثراً للعلماء، ولابن هانئ الأندلسي فيه مدائح، ومنها:
المدنفان من البرية كلها جسمي وطرف بابلي أحور والمشرقات النيرات ثلاثة الشمس والقمر المنير وجعفر
والمسيلة: مدينة من أعمال الزاب.
وكان بين جعفر وبين زيري بن مناد عداوة وحروب، جرت بينهما معركة هائلة قتل فيها زيري، ثم قام بعده ابنه بلكين، واستظهر على جعفر، فهرب منه إلى الأندلس، فقتل في هذه السنة.
وأبوه علي هو الذي بنى المسيلة. وزيري: هو جد المعز بن باديس.
111 -
الحسن بن سعيد القرشي الدمشقي
.
سمع أصحاب هشام بن عمار.
112 -
الحسن بن علي بن أبي السلاسل
، أبو القاسم البجلي.
حدث عن أحمد بن علي القاضي المروزي. وعنه تمام، وأبو نصر المري، ومحمد بن عوف المزني، توفي في رجب.
113 -
سبكتكين الأمير
، حاجب معز الدولة بن بويه.
خلع عليه الطائع لله وطوقه وسوره ولقبه نصر الدولة، فلم تطل أيامه.
قال أبو الفرج ابن الجوزي: سقط من الفرس فانكسرت ضلعه، فاستدعى ابن الصلت المجبر فرد ضلعه ولازمه حتى برأ، فأعطاه يوم دخوله الحمام ألف دينار وفرسا وخلعة، وبقي لا يمكنه الإنحناء للركوع، وكان يقول للمجبر، إذا تذكرت عافيتي على يدك فرحت بك ولا أقدر على مكافأتك، وإذا ذكرت حصول رجلك فوق ظهري اشتد غيظي منك. توفي في أواخر المحرم. وكانت مدة إمارته شهرين ونصف، وخلف ألف ألف دينار وعشرة آلاف ألف درهم، وصندوقين جواهر، وستين صندوقاً قماش، وفضيات وتحف، ومائة وثلاثين سرجاً مذهبة، منها خمسون في كل واحد ألف دينار حلية، وستمائة سرج فضة، وأربعة عشر ألف ثوب من أنواع القماش، وثلاثمائة عدل فيها فرش وبسط، وثلاثة آلاف رأس من الدواب، وألف جمل، وثلاثمائة مملوك دارية، وأربعين خادماً. وكان له دار هي دار المملكة اليوم، يعني صارت دار السلطنة. وقد غرم عليها أموالاً لا تحصى.
ومما روى علي بن المحسن التنوخي، عن أبيه، قال: بلغت النفقة على عمل البستان، يعني الذي للدار، وسوق الماء إليه خمسة آلاف ألف درهم. قال: ولعله قد أنفق على أبنية الدار مثل ذلك فيما أظن.
114 -
عبد الله بن محمد بن عثمان بن سعيد بن هاشم بن إسماعيل
، أبو محمد الأندلسي.
سمع سعيد بن حمير، وسعيد بن عثمان الأعناقي، وطاهر بن عبد العزيز، وأحمد بن خالد، وجماعة.
وكان محدثا ضابطا ثقة؛ سمع منه جماعة، وتوفي في ربيع الآخر.
115 -
عبيد الله بن محمد
، أبو أحمد ابن الحريص البغدادي.
عن ابن صاعد، وإبراهيم بن عبد الصمد الهاشمي. حدث بدمشق،
فروى عنه أبو نصر بن الجبان، وابن دوما النعالي.
أملى من حفظه في هذه السنة.
116 -
عبد الجبار بن عبد الصمد بن إسماعيل
، أبو هاشم السلمي المؤدب المقرئ.
قرأ القرآن على أبي عبيدة أحمد بن ذكوان، وسمع محمد بن خريم، وجعفر بن أحمد بن عاصم، والقاسم بن عيسى العصار، ومحمد بن المعافى الصيداوي، وسعيد بن عبد العزيز، وأبا شيبة داود بن إبراهيم، وعلي بن أحمد علان، وأبا بكر محمد بن إبراهيم بن المنذر، وطائفة سواهم بالشام، ومصر، والحجاز.
وعنه تمام الرازي، ومكي بن الغمر، وعبد الوهاب الميداني، وأبو الحسن بن جهضم، وعلي بن بشر بن العطار، ومحمد بن عوف المزني.
وولد سنة ست وثمانين ومائتين.
قال عبد العزيز الكتاني: توفي في صفر سنة أربع وستين، وجمع من المصنفات شيئاً كثيراً، وكان ثقة مأموناً، انتقى عليه أحمد بن القاسم ابن الخشاب بدمشق.
117 -
عبد الرحمن بن الحارث ابن أبي شيخ
، أبو أحمد الغنوي.
حدث عن جعفر الفريابي، وعلي بن الحسين بن حبان، ومحمد بن جرير الطبري. وعنه أبو بكر البرقاني، ومحمد بن بكير، وبشرى الفاتني.
قال ابن أبي الفوارس: كان فيه تساهل، بغدادي.
118 -
عبد الرحمن بن محمد بن جعفر
، أبو بكر الأصبهاني الكسائي.
سمع أبا بكر بن أبي عاصم.
119 -
عبد الرحمن بن محمد بن إدريس بن كامل
، أبو محمد القهندزي.
شيخ كبير، سمع عثمان بن سعيد الدارمي، وأبا مسلم الكجي، ويوسف القاضي. وعنه أبو أحمد المعلم، وأبو منصور الديباجي، وأهل هراة.
ذكره أبو النضر الفامي.
120 -
عبد السلام بن محمد بن أبي موسى البغدادي
، أبو القاسم المخرمي الصوفي.
سمع أبا بكر بن أبي داود، وأبا عروبة الحراني، وابن جوصا، وأحمد بن عبد الوارث العسال. وعنه علي بن سعد البغوي، وابن جهضم، وأبو نعيم.
ووثقه الخطيب، وجاور بمكة مدة، وكان شيخ الحرم في زمانه، رحمه الله، ممن جمع بين علم الشريعة وعلم الحقيقة، جاور زماناً.
121 -
عبد الواحد بن الحسن بن أحمد بن خلف الجنديسابوري
، أبو الحسين.
وكان مولده سنة اثنتين وسبعين ومائتين.
122 -
علي بن أحمد بن علي
، أبو الحسن المصيصي.
حدث ببغداد عن أحمد بن خليد الحلبي، ومحمد بن معاذ دران. وعنه البرقاني، ومحمد بن عمر بن بكير، وعلي بن أحمد بن داود الرزاز، وأبو نعيم، وغيرهم.
قال أبو نعيم: توفي، وكان فيه تساهل، في جمادى الآخرة سنة أربع وستين.
123 -
علي بن محمد بن المعلى
، أبو الحسن الشونيزي البغدادي.
سمع أبا مسلم الكجي، ومحمد بن يحيى المروزي، ويوسف بن يعقوب القاضي. وعنه ابن أبي الفوارس، والحسين بن شيطا، وأبو علي بن دوما.
قال الخطيب: كان ثقة صدوقا.
124 -
عمر بن محمد بن عبد الله
، أبو القاسم ابن الترمذي البزاز.
بغدادي فيه ضعف، روى عن جده لأمه محمد بن عبيد الله بن مرزوق الخلال صاحب عفان، ويوسف بن يعقوب القاضي. وعنه محمد بن عمر بن بكير، وبشرى الفاتني، ومحمد بن درهم، وأبو نعيم.
قال ابن أبي الفوارس: فيه نظر.
125 -
الفضل، أبو القاسم أمير المؤمنين المطيع لله
ابن المقتدر جعفر ابن المعتضد العباسي الهاشمي.
ولي الخلافة بعد المستكفي، وأمه أم ولد اسمها مشغلة، أدركت خلافته. بويع في سنة أربع وثلاثين، ومولده في أول سنة إحدى وثلاثمائة.
قال ابن شاهين: وخلع نفسه غير مكره فيما صح عندي في ذي القعدة سنة ثلاث وستين، ونزل عن الأمر لولده أبي بكر عبد الكريم، ولقبوه الطائع لله وسن أبي بكر يومئذ ثمان وأربعون سنة. ثم إن الطائع خرج إلى واسط ومعه أبوه فمات في المحرم سنة أربع وستين.
أنبأنا المسلم بن محمد، قال: أخبرنا أبو اليمن الكندي، قال: أخبرنا أبو منصور الشيباني، قال: أخبرنا أبو بكر الخطيب، قال: حدثني محمد بن يوسف القطان، قال: سمعت أبا الفضل التميمي، قال: سمعت المطيع لله، قال: سمعت شيخي ابن منيع، قال: سمعت أحمد بن حنبل يقول: إذا مات أصدقاء الرجل ذل.
126 -
الفضيل بن محمد بن أبي الحسين
، أبو عاصم ابن الشهيد الحافظ أبي الفضل الهروي الفقيه، وإليه ينسب الفضيليون بهراة.
كان فقيهاً حاذقاً.
127 -
القاسم بن أحمد بن إبراهيم بن محمد
بن عبيد الله بن موسى بن جعفر الصادق ابن محمد الباقر ابن زين العابدين، أبو محمد الحسيني.
توفي في رمضان، وله أربع وثمانون سنة.
128 -
محمد بن إبراهيم بن الخضر
، القاضي أبو الفرج البصري الشافعي، ويعرف بابن سكرة.
سمع عبدان الأهوازي. وتوفي بمصر في ربيع الآخر، وقد ولي قضاء طبرية.
129 -
محمد بن إبراهيم بن أحمد
، أبو طاهر الأصبهاني المحتسب، ابن عم أبي نعيم الحافظ.
سمع بمكة محمد بن إبراهيم بن المنذر، وببغداد ابن عياش القطان.
130 -
محمد بن إبراهيم بن مقبل
، أبو الفتح.
حدث عن محمد بن سعيد التستري.
131 -
محمد بن بدر الحمامي الطولوني
، أبو بكر، أمير بلاد فارس وابن أميرها.
حدث ببغداد عن بكر بن سهل الدمياطي، وأبي عبد الرحمن النسائي. وعنه الدارقطني، وبشرى الفاتني، وأبو نعيم.
وقال أبو نعيم: كان ثقة.
توفي في رجب ببغداد.
وقال محمد بن العباس بن الفرات: كان له مذهب في الرفض، ما كان يدري الحديث.
132 -
محمد بن الحسن بن القاسم بن دحيم الدمشقي
، يكنى أبا زرعة.
سمع عم أبيه إبراهيم بن دحيم، وغيره، وعنه أبو نصر ابن الجبان، ومكي بن الغمر.
133 -
محمد بن يحيى بن خليل اللخمي القرطبي
، المعروف بالعصفري.
سمع قاسم بن أصبغ، وجماعة. وكان فقيها مفتيا يشغل الناس ويناظرون عليه.
مات في صفر.
134 -
محمد بن سعيد اللخمي الخضري
، من أهل قرطبة.
كان زاهداً صالحاً. سمع من الحبيب بن أحمد، ومحمد بن معاوية القرشي.
135 -
محمد بن عبد الله بن يعقوب
، الشيخ أبو بكر النيسابوري المتكلم المعروف بالنسائي.
سمع محمد بن إبراهيم البوشنجي، والحسين بن محمد القباني، وإبراهيم بن أبي طالب. وكان يؤم في الجامع؛ قاله الحاكم، وحدث عنه في تاريخه، وقال: مات سنة أربع وستين.
136 -
محمد بن عبد الله بن إبراهيم بن عبدة
، أبو الحسن التميمي السليطي النيسابوري.
سمع محمد بن إبراهيم البوشنجي، وجعفر بن أحمد الترك، وإبراهيم بن علي الذهلي، وخشنام بن بشر. وحج في آخر عمره، فأكثر عنه العراقيون. روى عنه الحاكم، وأبو الحسن بن رزقويه.
ووثقه الخطيب، وتوفي في المحرم وله اثنتان وتسعون سنة. وسمع منه بهمذان أبو بكر بن لال، وابن تركان.
137 -
محمد بن عبد الملك بن عدي بن زيد
، أبو بكر الجرجاني الفقيه الشروطي.
روى عن أبيه، وأبي بكر بن أبي داود، والبغوي، وابن صاعد. روى عنه القاضي أبو بكر الشالنجي، وغيره.
138 -
محمد بن عبد الملك الخولاني الأندلسي
، المعروف بالنحوي.
كان فقيهاً مناظراً عارفاً بالمذهب. اختصر المدونة.
139 -
محمد بن محمد بن جعفر الجرجاني الشيباني السراج
، أبو الحسن.
روى عن عمران بن مجاشع. وعنه أبو سعيد الماليني.
140 -
مطهر بن سليمان
، أبو بكر بن أبي نواس الأنباري الفرضي العدل.
عن أبيه، وعبد الله بن ناجية، والباغندي، والفريابي، وجماعة. وعنه النقاش، وأبو نعيم.
توفي في ربيع الآخر، وقد رماه الدارقطني بالكذب، قال: سمعته يقول: حملني أبي إلى الفريابي سنة أربع وثلاثمائة. والفريابي مات سنة إحدى وثلاثمائة.
141 -
هارون بن أحمد بن هارون بن بندار بن الحريش
، أبو سهل الإستراباذي.
سمع أبا خليفة، وإسحاق بن أحمد الخزاعي، وأبا عمران الجوني، وجماعة. وحدث بسمرقند ونيسابور.
قال الحاكم: صحيح الأصول.
روى عنه هو، وأبو سعد عبد الرحمن بن محمد الإدريسي، وقال: توفي ببخارى في رمضان، وكان شرها، حدث من غير أصل.
سنة خمس وستين وثلاثمائة
142 -
أحمد بن جعفر بن أبي توبة
، أبو الحسن الفسوي الزاهد.
كان أوحد عصره في التصوف وفي الحديث ببلده، وكانت الرحلة إليه. روى عن علي بن سعيد الرازي، وأحمد بن إبراهيم الربضي، وعلي بن سميع الفارسي، وطائفة من أهل العراق والري.
توفي في ذي الحجّة. وكان ورده فيما قال ابن السمعاني في الأنساب في اليوم والليلة ألف ركعة، رحمه الله.
143 -
أحمد بن جعفر بن محمد بن سلم
، أبو بكر الختلي، أخو محمد وعمر، وهو الأصغر.
سمع أبا مسلم الكجي، وعبد الله بن أحمد، وإدريس بن عبد الكريم المقرئ، وأحمد بن علي الأبار.
قال الخطيب: وكان صالحاً ثقة ثبتاً، كتب عنه الدارقطني، وحدثنا عنه أبو الفتح بن أبي الفوارس، وأبو بكر البرقاني، وأبو نعيم، وكتب من القراءات والتفاسير أمراً عظيماً. وولد سنة ثمان وسبعين ومائتين.
أما أحمد بن جعفر بن سلم الفرساني الأصبهاني فشيخ من طبقة الختلي، سمع أحمد بن عمرو البزار. روى عنه أبو سعيد النقاش، وقال: توفي سنة أربع وأربعين وثلاثمائة.
144 -
أحمد بن محمد بن علي بن عمر
، أبو العباس النيسابوري المذكر.
سمع أباه، وإبراهيم بن علي الذهلي. وعنه الحاكم.
توفي في ربيع الآخر. من أبناء الثمانين.
145 -
أحمد بن موسى بن الحسين بن علي
، أبو بكر ابن السمسار الدمشقي.
سمع محمد بن خريم، وأبا الجهم بن طلاب، ومكحول البيروتي،
وابن جوصا بإفادة أخيه أبي العباس. وعنه عبد الوهاب الميداني، ومكي بن الغمر، وأخوه أبو الحسن علي ابن السمسار، ومحمد بن عوف الٍمزني، وغيرهم.
146 -
أحمد بن نصر بن دينار الأصبهاني
.
عن أبي بكر بن أبي داود، وابن صاعد. وعنه أبو بكر بن أبي علي، وأبو نعيم.
ورخه عبد الرحمن بن منده.
147 -
أحمد بن نصر بن عبد الله بن الفتح
، أبو بكر البغدادي الذارع.
حدث بالنهروان وغيرها عن الحارث بن أبي أسامة، وإسماعيل القاضي، وجده لأمه صدقة بن موسى بن تميم، وثعلب. وعنه ابن دوما.
قال الخطيب: في حديثه نكرة تدل على أنه ليس بثقة.
وسمع منه ابن دوما في هذه السنة، ولم يؤرخ أحد موته فيما أعلم، وهو متهم، يأتي بالطامات، فليحذر منه.
148 -
إبراهيم بن عبد الله بن عبيد البغدادي الثلاج
.
عن محمد بن محمد بن سليمان الباغندي. وعنه أبو نصر ابن الجبان، وابن أخيه أبو القاسم عبد الله ابن الثلاج.
149 -
إسماعيل بن نجيد بن أحمد بن يوسف بن خالد
، أبو عمرو السلمي النيسابوري الصوفي الزاهد، شيخ عصره في التصوف والمعاملة، ومسند مصره.
قال الحاكم: ورث من آبائه أموالاً كثيرة، فأنفق سائرها على الزهاد والعلماء. وصحب أبا عثمان الحيري، والجنيد. وسمع إبراهيم بن أبي طالب، ومحمد بن إبراهيم البوشنجي، وأبا مسلم الكجي، وعبد الله بن أحمد، ومحمد بن أيوب الرازي، وعلي بن الحسين بن الجنيد، وجماعة.
وعنه سبطه أبو عبد الرحمن السلمي، وأبو عبد الله الحاكم، وأبو نصر أحمد بن عبد الرحمن الصفار، وعبد الرحمن بن علي بن حمدان، وعبد القاهر بن طاهر الفقيه، وأبو نصر عمر بن عبد العزيز بن قتادة، وأبو العلاء صاعد بن محمد القاضي، وأبو نصر محمد بن عبدش، وطائفة، آخرهم أبو حفص عمر بن مسرور.
ومن مناقبه أن شيخه أبا عثمان طلب شيئاً لبعض الثغور، فتأخر ذلك، فضاق صدره، وبكى على رؤوس الناس، فجاءه أبو عمرو بن نجيد بألفي درهم، فدعا له، ثم قال لما جلس: أيها الناس إني قد رجوت لأبي عمرو الجنة بما فعل، فإنه ناب عن الجماعة وحمل كذا، فقام ابن نجيد على رؤوس الناس وقال: إنما حملت ذلك من مال أمي وهي كارهة، فينبغي أن يرد علي لأرده عليها، فأمر أبو عثمان الحيري بالكيس، فرد إليه، فلما جن عليه الليل، جاء بالكيس، وطلب من أبي عثمان ستر ذلك، فبكى أبو عثمان، وكان بعد ذلك يقول: أنا أخشى من همة أبي عمرو.
وقال السلمي: جدي له طريقة ينفرد بها من صون الحال وتلبيسه. وسمعته يقول: كل حال لا يكون عن نتيجة علم وإن جل فإن ضرره على صاحبه أكبر من نفعه.
وسمعته يقول: لا تصفو لأحد قدم في العبودية حتى تكون أفعاله عنده كلها رياء، وأحواله كلها عنده دعاوى.
وقال جدي: من قدر على إسقاط جاهه عند الخلق سهل عليه الإعراض عن الدنيا وأهلها.
وسمعت أبا عمرو بن مطر، سمعت أبا عثمان الحيري يقول - وخرج من عند ابن نجيد -: يلومني الناس في هذا الفتى وأنا لا أعرف على طريقته سواه. وربما كان أبو عثمان يقول: أبو عمرو خلفي من بعدي.
قال لي ابن أبي ذر: قال فلان: جدك من أوتاد الأرض.
توفي ابن نجيد في ربيع الأول عن ثلاث وتسعين سنة، وقد سمعنا جزءه بالإجازة العالية.
150 -
الحسن بن منير
، أبو علي التنوخي الدمشقي.
سمع عبد الله بن محمد بن سلم المقدسي، ومحمد بن خريم، وهذه الطبقة. وعنه محمد بن عوف المزني، ومحمد بن عبد السلام بن سعدان.
توفي في ربيع الأول.
قال الكتاني: كان ثقة نبيلاً.
151 -
الحسين بن محمد بن أحمد بن محمد بن الحسين بن عيسى بن ماسرجس
، أبو علي الماسرجسي النيسابوري الحافظ.
كان كثير السماع والرحلة. سمع جده أحمد بن محمد سبط ابن ماسرجس، وإليه نسبته، وابن خزيمة، وأبا العباس السراج، وسمع بمصر، والشام. ورحل في حدود الثلاثين وثلاثمائة.
قال الحاكم: هو سفينة عصره في كثرة الكتابة، رحل إلى العراق سنة إحدى وعشرين، وأكثر المقام بمصر، وكتب عن أصحاب المزني، وأخذ بدمشق عن أصحاب هشام بن عمار، وما صنف في الإسلام أكبر من مسنده، فصنف المسند الكبير مهذباً معللاً في ألف وثلاثمائة جزء. جمع حديث الزهري جمعاً لم يسبقه إليه أحد، وكان يحفظه مثل الماء. وصنف الأبواب والشيوخ والمغازي والقبائل، وصنف على البخاري كتاباً، وعلى مسلم كتابا، وأدركته المنية قبل الحاجة إلى إسناده، ودفن علم كبير بدفنه، وسمعته يقول: سمعت أبي يقول: سمعت مسلم بن الحجاج يقول: صنفت هذا المسند، يعني صحيحه من ثلاثمائة ألف حديث مسموعة.
وقال الحاكم في موضع آخر: صنف حديث الزهري، فزاد على محمد بن يحيى الذهلي. وعلى التخمين، يكون مسنده بخطوط الوراقين
في أكثر من ثلاثة آلاف جزء، إلى أن قال: توفي في رجب وله ثمان وستون سنة.
152 -
الحكم بن عبد الرحمن بن محمد المستنصر بالله الأموي
صاحب الأندلس.
توفي في المحرم يوم عاشوراء سنة خمس وستين بالفالج منصرفاً من بلاد إفرنجة. وقيل: توفي سنة ست، كما سيأتي.
153 -
سعد بن محمد بن إسحاق الصيرفي
.
سمع محمد بن عثمان بن أبي شيبة، والفريابي. وعنه ابن أبي الفوارس، والبرقاني، وأبو نعيم، ووثقاه.
يكنى أبا إسحاق، توفي في جمادى الأولى.
154 -
عبد الله بن أحمد بن إسحاق بن موسى بن مهران الأصبهاني
، أبو محمد سبط الزاهد محمد بن يوسف البناء، ومهران مولى عبد الله بن معاوية بن عبد الله بن جعفر بن أبي طالب الجعفري.
رحل وسمع أبا خليفة، وعبد الله بن ناجية، وإسحاق الخزاعي المكي، ومحمد بن يحيى بن منده، وإبراهيم بن متوية الإمام، وعبدان بن أحمد الأهوازي، وجماعة كثيرة. وعنه ابنه أبو نعيم، وأبو بكر بن أبي علي الذكواني، وغيرهما.
وتوفي في رجب. وكان مولده في سنة إحدى وثمانين ومائتين.
أنبئت عن مسعود بن أبي منصور، قال: أخبرنا الحداد، قال: أخبرنا أبو نعيم، قال: حدثنا أبي، قال: حدثنا أبو خليفة سنة ثلاثمائة، قال: حدثنا أبو الوليد، فذكر حديثاً.
155 -
عبد الله بن عدي بن عبد الله بن محمد بن مبارك
، أبو أحمد الجرجاني الحافظ، ويعرف بابن القطان.
رحل إلى الشام ومصر رحلتين، أولاهما سنة سبع وتسعين، فسمع الكبار: عبد الرحمن بن القاسم الرواس، وأبا عقيل أنس بن السلم، وأبا خليفة، والحسن بن سفيان، وبهلول بن إسحاق الأنباري، ومحمد بن عثمان بن أبي سويد، وعمران بن موسى بن مجاشع، وأبا عبد الرحمن النسائي، ومحمد بن يحيى المروزي، وعبدان، وأبا يعلى، والحسن بن محمد المدني صاحب يحيى بن بكير، والحسن بن الفرج الغزي، وأبا عروبة، وزكريا الساجي، وأحمد بن يحيى التستري، والباغندي، وأبا يعقوب المنجنيقي، وجعفر بن محمد بن الليث صاحب أبي الوليد، وعلي بن العباس البجلي، وأحمد بن الحسن الصوفي، وأحمد بن بشر الصوري، وأمماً سواهم.
وعنه أبو العباس بن عقدة، وهو من شيوخه، وأبو سعد الماليني، والحسن بن رامين، ومحمد بن عبد الله بن عبدكويه، وحمزة بن يوسف السهمي، وأبو الحسين ابن العالي، وآخرون.
وكان مصنفاً حافظاً، له كتاب الكامل في معرفة الضعفاء في غاية الحسن، ذكر فيه كل من تكلم فيه، ولو كان من رجال الصحيح، وذكر في كل ترجمة حديثاً، فأكثر من غرائب ذلك الرجل ومناكيره، ويتكلم على الرجال بكلام منصف.
قال الحافظ ابن عساكر: كان ثقة على لحن فيه. ولد سنة سبع وسبعين ومائتين، وكتب الحديث ببلده سنة تسعين، وصنف الكامل في الضعفاء نحو ستين جزءاً.
قال حمزة السهمي: سألت الدارقطني أن يصنف كتاباً في الضعفاء، فقال: أليس عندك كتاب ابن عدي؟ قلت: نعم. قال: فيه كفاية لا يزاد عليه.
وقد صنف ابن عدي على مختصر المزني كتاباً سماه الانتصار.
قال حمزة السهمي: كان حافظاً متقناً، لم يكن في زمانه مثله، تفرد بأحاديث وهب منها لابنيه: عدي، وأبي زرعة، وتفردا بها.
وقال أبو الوليد الباجي: ابن عدي حافظ لا بأس به.
قال حمزة: توفي في جمادى الآخرة، وصلى عليه أبو بكر الإسماعيلي.
قلت: كان لا يعرف العربية، مع عجمة فيه، وأما في العلل والرجال فحافظ لا يجارى.
156 -
عبد الله بن محمد بن عبد الله بن الناصح بن شجاع
، أبو أحمد ابن المفسر، الفقيه الشافعي الدمشقي، نزيل مصر.
سمع أحمد بن علي بن سعيد المروزي، وعبد الرحمن بن القاسم بن الرواس، وعلي بن غالب السكسكي، ومحمد بن إسحاق بن راهويه، وعبد الله بن محمد بن علي البلخي الحافظ، وجنيد بن خلف السمرقندي، لقي هؤلاء الثلاثة في الحج.
وانتقى عليه أبو الحسن الدارقطني، وحدث عنه الحفاظ: عبد الغني، وابن منده، وأحمد بن محمد بن أبي العوام، وأبو النعمان تراب، وإسماعيل بن عبد الرحمن النحاس، وإبراهيم بن علي الغازي، وعلي بن محمد بن علي الفارسي، وآخرون.
وتوفي في رجب.
157 -
عبد الرحمن بن جعفر بن محمد بن داود
، أبو سعيد المصري الوراق البرذعي.
توفي في رمضان.
158 -
عبد العزيز بن محمد بن حسن بن محمد بن أحمد بن خلاد
، أبو محمد التميمي الجوهري الضرير، قاضي الصعيد، ويعرف بابن بنت نعيم.
يروي عن محمد بن زبان، وأبي جعفر الطحاوي. وعنه يحيى ابن الطحان، وغيره.
159 -
عثمان بن محمد بن عثمان بن محمد بن عبد الملك
، أبو عمرو العثماني، أحد الضعفاء.
روى عن جماعة. أكثر عنه أبو نعيم الحافظ في تواليفه، وهو بصري صاحب حديث لكنه راوية للموضوعات والعجائب.
روى بدمشق وأصبهان، عن محمد بن الحسين بن مكرم، ومحمد بن عبد السلام، وخيثمة بن سليمان، وأبي الحسين الرازي، ومحمد بن أحمد بن إسحاق، وخلق. وعنه أبو نعيم، وتمام الرازي، وأبو بكر بن مردويه، وأبو بكر بن أبي علي الذكواني، وآخرون.
160 -
عصام بن محمد بن أحمد
، أبو عاصم القطري المديني.
روى عن سلم بن عصام، ومحمد بن عمر بن حفص الجورجيري. وعنه أبو نعيم.
والقطري: بفتح القاف.
161 -
علي بن الحسين بن إبراهيم بن سعد
، أبو طالب الحمصي، بالرملة.
162 -
علي بن الحسن بن عبد الرحمن
، القاضي، أبو الحسن البخاري المعروف بالسردري، من كبار أصحاب أبي الحسن الكرخي.
ولي قضاء مرو، وحدث عن عبد الرحمن بن أبي حاتم، ومحمد بن
مخلد. حدث عنه الحاكم، وأرخ موته فيها.
163 -
علي بن عبد الله بن وصيف
، أبو الحسن الناشئ.
شاعر محسن، أخذ علم الكلام عن أبي سهل إسماعيل بن علي بن نوبخت، وأملى ديوان شعره بالكوفة سنة خمس وعشرين وثلاثمائة، وكان المتنبي يحضر الإملاء وهو شاب، وقصد الناشئ سيف الدولة وامتدحه بحلب، فأجازه، وعمر، وبقي إلى هذه السنة.
وله:
كأن سنان ذابله ضمير فليس عن القلوب له ذهاب وصارمه كبيعته بخم مقاصدها من الخلق الرقاب
164 -
علي بن عبد الله بن العباس الجوهري
، أبو محمد.
سمع الفريابي، وعبد الله بن ناجية، والباغندي. وعنه أبو الفتح بن أبي الفوارس، ومحمد بن علان.
وعاش خمسا وسبعين سنة.
قال ابن أبي الفوارس: كان فيه تساهل شديد.
165 -
علي بن هارون
، أبو الحسن الحربي السمسار.
سمع موسى بن هارون، ومحمد بن يحيى المروزي، ويوسف القاضي. وعنه أبو بكر البرقاني، وأبو نعيم.
166 -
محمد بن أحمد بن محمد
، أبو عبد الله الرازي الصوفي المقرئ.
صحب يوسف بن الحسين الزاهد، والمشايخ الكبار، وكان من أعيان المشايخ، أنفق أمواله على الفقراء، وله حكايات.
167 -
محمد بن أحمد بن محمد بن يزيد العدل
، أبو بكر الأصبهاني ثم النيسابوري.
سمع عبد الله بن شيرويه، وجعفرا الحافظ. وعنه الحاكم.
168 -
محمد بن إبراهيم بن موسى
، أبو غانم السهمي الصائغ.
يروي عن أبي نعيم الإستراباذي، وغيره. وعنه أبو سعد الماليني.
169 -
محمد بن إبراهيم بن حسن بن موسى النيسابوري
، أبو العباس المناشكي المحاملي.
سمع محمد بن عمرو الحرشي، والمسيب بن زهير، وطبقتهما.
مات في رمضان عن أربع وتسعين سنة. وعنه الحاكم.
170 -
محمد بن طاهر
، أبو نصر الوزيري المفسر الأديب.
سمع عبد الله ابن الشرقي، وأبا حامد بن بلال. وعنه أبو عبد الله الحاكم.
توفي بهراة، وكان من أئمة الشافعية.
171 -
محمد بن علي بن إسماعيل
، الإمام أبو بكر الشاشي الفقيه الشافعي، المعروف بالقفال الكبير.
كان إمام عصره بما وراء النهر، وكان فقيهاً محدثاً أصولياً، لغوياً شاعراً، لم يكن للشافعية بما وراء النهر مثله في وقته. رحل إلى خراسان وإلى العراق والشام، وسار ذكره، واشتهر اسمه، وصنف في الأصول والفروع.
قال الحاكم: كان أعلم أهل ما وراء النهر، يعني في عصره، بالأصول، وأكثرهم رحلة في طلب الحديث.
سمع إمام الأئمة ابن خزيمة، ومحمد بن جرير الطبري، وعبد الله المدائني، ومحمد بن محمد الباغندي، وأبا القاسم البغوي، وأبا عروبة الحراني، وطبقتهم.
وقد قال الشيخ أبو إسحاق في الطبقات: إنه توفي سنة ست وثلاثين وثلاثمائة، وهذا وهم، ولعله تصحف عليه ثلاثين بلفظة ستين،
فإن أبا عبد الله الحاكم ذكر وفاته في آخر سنة خمس وستين بالشاش.
وكذا ورخه أبو سعد السمعاني، وزاد: أنه ولد سنة إحدى وتسعين ومائتين.
وقال الشيخ أبو إسحاق: إنه درس على أبي العباس بن سريج.
قلت: لم يدركه فإنه رحل من الشاش سنة تسع وثلاثمائة، وأبو العباس فقد ذكرنا وفاته سنة ست وثلاثمائة.
قال أبو إسحاق: له مصنفات كثيرة، ليس لأحد مثلها، وهو أول من صنف الجدل الحسن من الفقهاء، وله كتاب في أصول الفقه، وله شرح الرسالة، وعنه انتشر فقه الشافعي فيما وراء النهر.
قلت: ومن غرائب وجوه القفال هذا ما ذكره صاحب الروضة أبو زكريا أن المريض يجوز له الجمع بين الصلاتين بعذر المرض، ومن ذلك أنه استحب أن الكبير يعق عن نفسه، وقد قال الشافعي: لا يعق عن كبير.
وممن روى عنه أبو عبد الله الحاكم، وابن منده، وأبو عبد الرحمن السلمي، وأبو عبد الله الحليمي، وأبو نصر عمر بن قتادة، وغيرهم.
وابنه القاسم هو مصنف التقريب نقل عنه صاحب النهاية وصاحب الوسيط.
وقال ابن السمعاني في أبي بكر القفال: إنه صنف كتاب دلائل النبوة وكتاب محاسن الشريعة.
وقال أبو زكريا النواوي: إذا ذكر القفال الشاشي فالمراد هو، وإذا ورد القفال المروزي، فهو القفال الصغير الذي كان بعد الأربعمائة. قال:
ثم إن الشاشي يتكرر ذكره في التفسير والحديث والأًصول والكلام، وأما المروزي فيتكرر ذكره في الفقهيات.
وقال أبو عبد الله الحليمي: كان شيخنا القفال أعلم من لقيته من علماء عصره.
وقال البيهقي في شعب الإيمان: أنشدنا ابن قتادة، أنشدنا أبو بكر القفال:
أوسع رحلي على من نزل وزادي مباح على من أكل نقدم حاضر ما عندنا وإن لم يكن غير خبز وخل فأما الكريم فيرضى به وأما اللئيم فمن لم أبل
قال أبو الحسن الصفار: سمعت أبا سهل الصعلوكي، وسئل عن تفسير أبي بكر القفال، فقال: قدسه من وجه ودنسه من وجه. أي: دنسه من جهة نصرة مذهب الاعتزال.
172 -
مطهر بن أحمد بن محمد بن علي بن أحمد بن مجاهد
، أبو عمر الحنظلي.
شيخ أصبهاني، سمع محمد بن العباس الأخرم، ومحمد بن يحيى بن منده، ونوح بن منصور. وعنه أبو بكر بن أبي علي، وأبو نعيم الحافظ، وقال: توفي في رجب.
173 -
معد المعز لدين الله
، أبو تميم ابن المنصور إسماعيل ابن القائم ابن المهدي العبيدي.
صاحب المغرب، والذي بنيت له القاهرة المعزية، وهو أول من تملك ديار مصر من بني عبيد الرافضة المدعين أنهم علويون. وكان ولي عهد أبيه، فاستقل بالأمر في آخر سنة إحدى وأربعين وثلاثمائة، وسار في نواحي إفريقية ليمهد مملكته، فذلل العصاة، واستعمل غلمانه على المدن، واستخدم الجند، ثم جهز مولاه جوهر القائد في جيش كثيف، فسار فافتتح سجلماسة، وسار حتى وصل إلى البحر المحيط، وصيد له من سمكه،
وافتتح مدينة فاس، وأرسل بصاحبها وبصاحب سبتة أسيرين إلى المعز. ووطد له من إفريقية إلى البحر، سوى مدينة سبتة، فإنها بقيت لبني أمية أصحاب الأندلس.
وذكر القفطي أن المعز عزم على تجهيز عسكر إلى مصر، فسألته أمه تأخير ذلك لتحج خفية، فأجابها، وحجت، فلما حصلت بمصر، أحس بها الأستاذ كافور الإخشيدي، فحضر وخدمها وحمل إليها هدايا، وبعث في خدمتها أجناداً، فلما رجعت من حجها منعت ولدها من غزو بلاده، فلما توفي كافور بعث المعز جيوشه، فأخذوا مصر.
قال غيره: ولما بلغ المعز موت كافور صاحب ديار مصر، جهز جوهرا المذكور إليها، فجبى جوهر القطائع التي على البربر، فكانت خمسمائة ألف دينار، وسار المعز بنفسه إلى المهدية في الشتاء، فأخرج من قصور آبائه من الأموال خمسمائة حمل، ثم سار جوهر في الجيوش إلى مصر في أول سنة ثمان وخمسين، وأنفق الأموال. وكان في أهبة هائلة، وصادف بمصر الغلاء والوباء، فافتتحها، وافتتح الحجاز والشام، ثم أرسل يعرف المعز بانتظام الحال، فاستخلف على إفريقية بلكين بن زيري الصنهاجي، وسار في خزائنه وجيوشه في سنة إحدى وستين. ودخل الإسكندرية في شعبان سنة اثنتين وستين، فتلقاه قاضي مصر أبو الطاهر الذهلي والأعيان، فطال حديثهم معه، وأعلمهم بأن قصده القصد المبارك من إقامة الجهاد والحق، وأن يختم عمره بالأعمال الصالحة، وأن يعمل بما أمره به جده رسول الله صلى الله عليه وسلم، ووعظهم وطول حتى بكى بعضهم، ثم خلع على جماعة، وسار فنزل بالجيزة، فأخذ جيشه في التعدية إلى مصر، ثم دخل القاهرة، وقد بنيت له بها دور الإمرة. ولم يدخل مصر، وكانوا قد احتفلوا وزينوا مصر، فلما دخل القصر خر ساجداً وصلى ركعتين.
وكان عاقلاً، حازماً، أديباً، سرياً، جواداً ممدحاً، فيه عدل وإنصاف، فمن ذلك، قيل: إن زوجة الإخشيد لما زالت دولتهم أودعت
عند يهودي بغلطاقا كله جوهر، ثم فيما بعد طالبته، فأنكر، فقالت: خذ كم البغلطاق، فأبى، فلم تزل حتى قالت: هات الكم وخذ الجميع، فلم يفعل. وكان فيه بضع عشرة درة، فأتت قصر المعز فأذن لها، فأخبرته بأمرها، فأحضره وقرره، فلم يقر، فبعث إلى داره من خرب حيطانها، فظهرت جرة فيها البغلطان، فلما رآه المعز تحير من حسنه، ووجد اليهودي قد أخذ من صدره درتين، فاعترف أنه باعهما بألف وستمائة دينار، فسلمه بكماله، فاجتهدت أن يأخذه هدية أو بثمن، فلم يفعل، فقالت: يا مولانا هذا كان يصلح لي وأنا صاحبة مصر، فأما اليوم فلا، ثم أخذته وانصرفت.
وجاء أن المنجمين، أخبروه أن عليه قطعاً، وأشاروا عليه أن يتخذ سرداباً ويتوارى فيه سنة، ففعل، فلما طالت غيبته ظن جنده المغاربة أنه قد رفع، فكان الفارس منهم إذا رأى الغمام ترجل ويقول: السلام عليك يا أمير المؤمنين. ثم خرج بعد السنة، وتوفي بعد ذلك بيسير.
وكان قد قرأ فنوناً من العلم والأدب، والله أعلم بسريرته.
قيل: إنه أحضر إليه بمصر كتاب فيه شهادة جده عبيد الله بسلمية، وكتب: شهد عبيد الله بن محمد بن عبد الله الباهلي. وفي الكتاب شهادة جماعة من أهل سلمية وحمص، فقال: نعم هذه شهادة جدنا، وأراد بقوله: الباهلي أنه من أهل المباهلة لا أنه من باهلة.
وكان المعز أيضاً ينظر في النجوم.
وقيل: إنه قال هذين البيتين:
أطلع الحسن من جبينك شمساً فوق ورد من وجنتيك أطلا وكأن الجمال خاف على الور د ذبولاً فمد بالشعر ظلاً وله فيما قيل:
لله ما صنعت بنا تلك المحاجر في المعاجر أمضى وأقضى في النفو س من الخناجر في الحناجر
ولقد تعبت ببينكم تعب المهاجر في الهواجر
توفي في ربيع الآخر سنة خمس وستين، وله ست وأربعون سنة، وكان مولده بالمهدية.
174 -
منصور بن عبد الملك بن نوح بن نصر بن أحمد بن إسماعيل
، أبو صالح الأمير الساماني، أمير بخارى وسمرقند، وابن أمرائها السامانية.
توفي في شوال، وتملك بعده ولده أبو القاسم نوح إحدى وعشرين سنة.
175 -
يوسف بن يعقوب النجيرمي
.
حدث في هذا العام.
سنة ست وستين وثلاثمائة
176 -
أحمد بن جعفر
، أبو الفرج النسائي.
حدث ببغداد عن يوسف القاضي، وجعفر الفريابي، وعنه البرقاني، وأبو نعيم.
قال محمد بن العباس بن الفرات: ليس بثقة.
177 -
أحمد بن الصقر
، أبو الحسن المنبجي المقرئ.
قرأ على أبي طاهر بن أبي هاشم، وأبي عيسى بكار بن أحمد، وابن مقسم.
وصنف كتاب الحجة في القراءات السبع. روى عنه عبدان بن عمر المنبجي، وعلي بن معيوف العين ثرماني.
178 -
أحمد بن محمد بن فرج
، أبو عمر الجياني.
روى عن قاسم بن أصبغ، وغيره. وبرع في اللغة والشعر؛ ألف كتاب الحدائق، عارض به كتاب الزهرة لابن داود الطاهري.
سجن سنوات من قبل الدولة لسعاية لحقته حتى مات.
179 -
أحمد بن عبد الرحمن بن القاسم بن عبد الرحمن
بن أبي صالح عبد الغفار بن داود الحراني ثم المصري، أبو صالح.
توفي في شعبان.
180 -
أحمد بن محمد بن أحمد بن بندار
، أبو بكر الإستراباذي، نزيل سمرقند.
شيخ صالح ورع، كثير المعروف. رحل وسمع عبد الله بن زيدان، ومحمدا الخثعمي، وأبا العباس السراج، ومحمد بن محمد الباغندي. وعنه أبو سعد عبد الرحمن الإدريسي.
181 -
أحمد بن محمد بن جمعة بن السكن
، أبو الفوارس النسفي.
سمع محمد بن إبراهيم البوشنجي، وإبراهيم بن معقل النسفي، وزكريا بن حسين. وعنه خلف بن أحمد الأمير، والحسن بن أبي الحجاج، وغيرهما.
توفي أول السنة، وكان مسند وقته بنسف.
182 -
أحمد بن محمد بن حمدون بن بندار
، أبو الفضل الشرمقاني الفقيه الأديب الحافظ. وشرمقان: بليدة من ناحية نسا.
رحل وسمع الحسن بن سفيان، ومسدد بن قطن النيسابوري، وأبا القاسم البغوي، وأبا عروبة، وابن جوصا، وطائفة سواهم. وعنه الحاكم، وأبو سعد الماليني.
عندي مجلد من حديثه.
قرأت على محمد بن أبي العز بطرابلس، قال: أخبرنا الحسن بن يحيى، قال: أخبرنا عبد الله بن رفاعة، قال: أخبرنا الخلعي، قال: أخبرنا أبو سعد الماليني، قال: أخبرنا أبو الفضل أحمد بن محمد الشرمقاني النسائي، قال: حدثنا أبو القاسم، هو البغوي، قال: حدثنا شجاع بن مخلد، وأبو بكر بن أبي شيبة، وأبو خيثمة؛ قالوا: حدثنا ابن علية، عن خالد الحذاء، قال: حدثني الوليد بن مسلم، عن حمران، عن عثمان، مرفوعا: من مات وهو يعلم أنه لا إله إلا الله دخل الجنة.
183 -
أحمد بن محمد بن علي الخزاعي
، أبو علي ابن الزفتي، الدمشقي.
سمع أبا عبيدة بن ذكوان، وأبا الجهم بن طلاب، ومكحولاً البيروتي، وأبا جعفر محمد بن عمرو العقيلي. وعنه تمام، وعبد الوهاب
الميداني، ومكي بن الغمر، وجماعة.
184 -
إبراهيم بن أحمد
، أبو محمد المصري، رئيس المؤذنين بمصر.
توفي فجاءة، وقد حدث في هذا العام عن محمد بن زبان. وعنه يحيى الطحان، وقال: توفي في ذي الحجّة.
185 -
إسماعيل بن سعيد بن عبد الواسع
، أبو سعيد الجرجاني الخياط.
عن عمران بن موسى بن مجاشع، وعبد الرحمن بن عبد المؤمن، وابن عبد الكريم الوزان، وجماعة.
قال حمزة السهمي: كان ثقة صالحاً. ثم روى عنه في تاريخه، وقال: توفي في جمادى الأولى.
186 -
ثابت بن إبراهيم بن زهرون
، أبو الحسن الحراني الطبيب.
من كبار الأطباء ببغداد، كان نظير ثابت بن سنان، وكان أبو الحسن هذا أسن من ابن سنان، وله إصابات عجيبة مذكورة في تاريخ الموفق ابن أبي أصيبعة.
عاش ثنتين وثمانين سنة.
187 -
جعفر بن محمد بن جعفر
، أبو محمد اليزدي التاجر.
سمع محمد بن نصير، وحاجب بن أركين. وعنه أبو بكر بن أبي علي، وأبو نعيم، وأهل أصبهان.
188 -
الحارث بن عبد الجبار
، أبو الأصبغ الأندلسي الإستجي.
سمع بإلبيرة من محمد بن فطيس، وبقرطبة من أحمد بن خالد بن الجباب.
وكان ثقة.
189 -
الحسن بن أحمد بن أبي سعيد
، أبو محمد الجنابي القرمطي، المعروف بالأعصم.
مولده بالأحساء، وموته بالرملة، وله شعر جيد وفضيلة. غلب على الشام، وكان كبير القرامطة ورأسهم في زمانه، واستناب على دمشق وشاح بن عبد الله، وقدم نائباً إلى دمشق سنة ستين، وكسر جيش المصريين، وقتل مقدمهم جعفر بن فلاح، وكانوا قد أخذوا دمشق، ثم إنه توجه إلى مصر وحاصرها شهوراً، واستخلف على دمشق ظالم بن مرهوب العقيلي، وكان يظهر طاعة أمير المؤمنين الطائع لله.
أخباره في تاريخ دمشق، وفي الحوادث.
190 -
الحسن بن بويه بن فناخسرو
، السلطان ركن الدولة أبو علي الديلمي، صاحب أصبهان والري وهمذان وعراق العجم كله، والد السلطان عضد الدولة وفخر الدولة ومؤيد الدولة.
كان ملكاً جليلاً سعيداً في أولاده، قسم عليهم الممالك، فقاموا بها أحسن قيام، وملك أربعاً وأربعين سنة وأشهراً. وكان أبو الفضل بن العميد وزيره، فلما مات ابن العميد استوزر ولده أبا الفتح بن العميد، وأما الصاحب إسماعيل بن عباد فكان وزير ولديه مؤيد الدولة ثم فخر الدولة.
توفي ركن الدولة في المحرم عن نيف وثمانين سنة بقولنج أصابه، ووجد بعده عضد الدولة طريقاً إلى إظهار ما كان يخفيه من قصد العراق.
وهو أخو معز الدولة أحمد، وعماد الدولة علي.
191 -
الحكم المستنصر بالله
، صاحب الأندلس أبو العاص ابن الناصر لدين الله عبد الرحمن الأموي.
بقي في المملكة بعد أبيه ستة عشر عاماً، وعاش ثلاثاً وستين سنة. وكان حسن السيرة، مكرماً للقادمين عليه. جمع من الكتب ما لا يحد ولا يوصف كثرة ونفاسة، مع العلم والنباهة، وحسن السيرة وصفاء السريرة.
سمع من قاسم بن أصبغ، وأحمد بن دحيم، ومحمد بن محمد بن عبد السلام الخشني، وزكريا بن خطاب، وأكثر عنه، وأجاز له ثابت بن قاسم، وكتب عن خلق كثير سوى هؤلاء.
وكان يستجلب المصنفات من الأقاليم والنواحي، باذلاً فيها ما أمكن من الأموال، حتى ضاقت عنها خزائنه، وكان ذا غرام بها، قد آثر ذلك على لذات الملوك، فاستوسع علمه، ودق نظره، وجمت استفادته. وكان في المعرفة بالرجال والأنساب والأخبار أحوذياً نسيج وحده.
وكان أخوه الأمير عبد الله المعروف بالولد على هذا النمط من محبة العلم، فقتل في أيام أبيه.
وكان الحكم ثقة فيما ينقله.
قال ابن الأبار: هذا وأضعافه فيه. وقال: عجباً لابن الفرضي، وابن بشكوال كيف لم يذكراه، كنيته أبو العاص. وولي الأمر في سنة خمسين وثلاثمائة بعد والده، وقل ما نجد له كتاباً من خزانته إلا وله فيه قراءة أو نظر في أي فن كان، ويكتب فيه نسب المؤلف ومولده ووفاته، ويأتي من ذلك بغرائب لا تكاد توجد إلا عنده لعنايته بهذا الشأن. توفي بقصر قرطبة في ثاني صفر، رحمه الله.
وقد شدد في إبطال الخمور في مملكته تشديداً مفرطاً، ومات بالفالج، وولي الأمر بعده ابنه المؤيد بالله هشام، وسنه يومئذ تسع سنين، وقام بتدبير المملكة الحاجب أبو عامر محمد بن عبد الله بن أبي عامر العامري القحطاني الملقب بالمنصور، فكان هو الكل.
192 -
عبد الله بن غانم
، أبو محمد الطويل النيسابوري الصيدلاني.
سمع أبا عبد الله البوشنجي، وأبا بكر الجارودي.
قال الحاكم: عاش مائة وخمس سنين.
193 -
عبد الله بن موسى بن كريد
، أبو الحسن السلامي.
غلط من سمى وفاته فيها، إنما توفي سنة أربع وسبعين.
194 -
عبد الله بن محمد بن علي بن زياد
، أبو محمد النيسابوري المعدل.
سمع جده أحمد بن إبراهيم بن عبد الله ابن بنت نصر بن زياد، وعبد الله بن محمد بن شيرويه، وحدث عنهما بمسند إسحاق وسمع من جعفر بن أحمد الحافظ، ومن مسدد بن قطن، وفي الرحلة من أحمد بن الحسن الصوفي، والهيثم بن خلف الدوري، والمفضل بن محمد الجندي، وغيرهم. وعنه الحاكم أبو عبد الله، وقال: توفي سنة ست وستين، وله ثلاث وثمانون سنة.
وروى عنه مسند إسحاق أبو سعد عبد الرحمن بن حمدان النصرويي.
195 -
عبد الرحمن بن أحمد بن بقي بن مخلد
، أبو الحسن القرطبي.
سمع من أبيه، ومحمد بن عمر بن لبابة، وأسلم، وأحمد بن خالد، وجماعة.
وكان ثقة صالحا، ضابطاً، فصيحاً، بليغاً، وقوراً. سمع الناس منه كثيراً.
قال ابن الفرضي: أخبرني من سمعه يقول: الإجازة عندي وعند أبي وجدي كالسماع. أريد على الصلاة بقرطبة فاستعفى من ذلك، وتوفي في ربيع الأول، وله أربع وستون سنة.
196 -
عبد الرحمن بن إسماعيل بن عبد الله بن سليمان
، أبو عيسى الخولاني المصري العروضي.
روى عن: أبي عبد الرحمن النسائي، وأبي يعقوب المنجنيقي. وعنه علي بن منير الخلال، ويحيى بن علي الطحان، وقال: توفي في صفر.
197 -
عبد الرحمن بن محمد بن محبور
، أبو الفرج التميمي النيسابوري، فقيه الكرامية، ومحدثهم.
سمع: الحسين بن محمد القباني، وأبا علي البزاز، وطائفة. روى عنه الحاكم، وغيره.
توفي في شعبان عن ثمان وثمانين سنة.
198 -
عثمان بن الحجاج بن يعقوب بن يوسف
، أبو عمرو الخولاني المصري الشاعر.
توفي في صفر.
199 -
عصم بن العباس
، أبو محمد الضبي الهروي.
روى عن محمد بن مخلد العطار، وغيره. وعنه: ابنه رافع، وأبو عثمان القرشي الهروي.
200 -
علي بن أحمد بن عبد العزيز
، أبو الحسن الجرجاني المحتسب، نزيل نيسابور.
سمع: عمر بن محمد بن بجير، وعمران بن موسى بن مجاشع الحافظ، ومحمد بن يوسف الفربري.
وحدث بنيسابور؛ أخذ عنه أبو عبد الله الحاكم، وقال: توفي في صفر. وقال أيضاً: كثير السماع معروف بالطلب، إلا أنه وقع إلى أبي بشر المصعبي الفقيه، فكأنه أخذ سيرته في الحديث، فظهرت منه المجازفة عند الحاجة إليه، فترك. قال: وسمع صحيح البخاري من الفربري، وحدثنا بالعجائب عن أبي بشر المروزي، يعني: المصعبي.
201 -
علي بن أحمد بن المرزبان
، أبو الحسن البغدادي الفقيه الشافعي.
كان إماماً بارعا ورعاً، أخذ الفقه عن أبي الحسين ابن القطان. وعنه: أخذ الشيخ أبو حامد الإسفراييني أول ما قدم العراق.
وهو صاحب وجه في المذهب، وبلغنا عنه أنه قال: ما لأحد علي مظلمة.
توفي في رجب من السنة.
202 -
عيسى بن العلاء بن نذير
، أبو الأصبغ السبتي.
دخل الأندلس، وسمع: أحمد بن خالد ابن الجباب، ومحمد بن عبد الملك بن أيمن، وقاسم بن أصبغ.
ولي قضاء سبتة وخطابتها، وعاش ستاً وثمانين سنة.
203 -
عيسى بن عبد الرحمن بن حبيب
، أبو الأصبغ المصمودي الأندلسي.
سمع محمد بن عبد الملك بن أيمن، ورحل فسمع عبد الرحمن بن عبد الله ابن المقرئ، وابن الأعرابي، وجماعة كثيرة.
وكان أحد الفقهاء، توفي في جمادى الآخرة بأشونة.
204 -
علي بن محمد بن الحسين الصاحب الوزير
أبو الفتح ابن الوزير أبي الفضل ابن العميد.
مات بويه سنة تسع وخمسين وثلاثمائة، وكان أبو الفضل وزير الملك ركن الدولة الحسن بن بويه، فرتب ابنه هذا في الوزارة وله سنتان وعشرون سنة، وكان ذكيا أديبا تياها، قدم بغداد ولقبوه: ذا الكفايتين، ثم عذب وقتل في ربيع الآخر سنة ست، وله نظم بديع.
205 -
القاسم بن غانم بن حمويه
، أبو محمد الطبيب الصيدلاني.
شيخ نيسابوري معمر، سمع: محمد بن إبراهيم البوشنجي، والحسين بن محمد القباني، وجماعة. وعنه الحاكم، وقال: لم تعجبني منه رواية تاريخ يحيى بن بكير عن البوشنجي، قال: وتوفي في ذي الحجّة، وله مائة
وخمس سنين، فإني لم أزل أسمع أن مولده سنة ستين ومائتين.
206 -
محمد بن أحمد بن سيويه
، أبو عبد الله الأصبهاني الوراق الحافظ.
قال أبو نعيم: كتب بالشام والعراق، وحدثنا قال: حدثنا علي بن محمد بن أبي زيد بحران، قال: حدثنا هاشم بن القاسم الحراني، فذكر حديثاً.
207 -
محمد بن بطال بن وهب
، أبو عبد الله التميمي اللورقي.
رحل إلى المشرق مرتين، أولاهما سنة ثمان وعشرين وثلاث مائة، فسمع من: أبي سعيد ابن الأعرابي، وابن أبي مطر الإسكندراني، وأحمد بن مسعود الزنبري، وطبقتهم.
وعني بالحديث والتقييد. سمع منه غير واحد من علماء قرطبة، وتوفي بلورقة، رحمه الله.
208 -
محمد بن جعفر بن محمد بن كنانة
، أبو بكر البغدادي المؤدب.
روى عن: محمد بن يونس الكديمي، وأبي مسلم الكجي، ومحمد بن سهل العطار. وعنه: علي بن أحمد الرزاز، وبشرى الفاتني.
قال ابن أبي الفوارس: كان فيه تساهل، لم يكن عندي بذاك.
209 -
محمد بن الحسن بن أحمد بن إسماعيل
، أبو الحسن النيسابوري السراج المقرئ الزاهد.
رحل وسمع: أبا شعيب الحراني، والحسن بن المثنى العنبري، ومطيناً، وموسى بن هارون، ويوسف بن يعقوب القاضي، وطبقتهم. روى عنه: أبو عبد الله الحاكم، وأبو سعد الماليني، وأبو الحسين بن العالي، وأبو بكر محمد بن إبراهيم المشاط، والأستاذ محمد بن القاسم الماوردي القلوسي، وأبو بكر محمد بن عبد العزيز الجوري، وخلق من النيسابوريين، وغيرهم.
قال الحاكم: قل ما رأيت أكثر اجتهاداً وعبادة منه. وكان يعلم القرآن، وما أشبه حاله إلا بحال أبي يونس القوي الزاهد، صلى حتى أقعد، وبكى حتى عمي. حدث أبو الحسن من أصول صحيحة، وتوفي يوم عاشوراء. وسمعته يقول: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم في المنام، فتبعته فدخل حتى وقف على قبر يحيى بن يحيى، وتقدم، وصف خلفه جماعة من الصحابة فصلى عليه، ثم التفت، فقال: هذا القبر أمان لأهل هذه المدينة.
210 -
محمد بن عبد الله بن زكريا بن حيويه
، أبو الحسن القاضي النيسابوري ثم المصري.
قدم مصر في صغره، أو ولد بها. وسمع: بكر بن سهل الدمياطي، وأحمد بن عمرو البزار، وأحمد بن شعيب النسائي، وعبد الله بن أحمد بن عبد السلام الخفاف، وغيرهم.
وهو ابن أخي يحيى بن زكريا بن حيويه الحافظ الأعرج، صاحب قتيبة، وابن راهويه، فروى عن عمه أيضاً، وأحسبه هو الذي رحل به إلى مصر.
روى عنه: الحافظ عبد الغني المصري، وعلي بن محمد الخراساني القياس، وهارون بن يحيى الطحان، وأبو القاسم يحيى بن علي ابن الطحان، ومحمد بن جعفر بن أبي الذكر، وجماعة آخرهم محمد بن الحسين النيسابوري المصري الطفال.
توفي في رجب من السنة، وكان شافعياً رأساً في الفرائض.
وثقه ابن ماكولا وقال: كان ثقة نبيلاً، قال: مولدي سنة ثلاث وسبعين ومائتين.
قال ابن عساكر: روى عن: النسائي، وجعفر بن أحمد بن عاصم، وإسحاق بن إبراهيم المنجنيقي، ومحمد بن جعفر بن أعين، وسمى جماعة. قال الدارقطني: كان رحمه الله لا يترك أحداً يتحدث في مجلسه، وقال: جئت إلى شيخ عنده الموطأ فكان يقرأ عليه وهو يتحدث، فلما
فرغ قلت: أيها الشيخ، نقرأ عليك الحديث وأنت تتحدث؟ فقال: كنت أسمع، فلم أعد إليه.
211 -
محمد بن علي بن عبد الله الوزدولي الجرجاني
قاضي النهروان.
روى عن: أحمد بن محمد بن عبد الكريم الوزان، ومات ببغداد.
212 -
محمد بن محمد بن أحمد بن منصور
، أبو منصور القزويني الفقيه.
رحل وسمع: عمران بن موسى بن مجاشع، وأبا يعلى الموصلي، وعمر بن أبي غيلان، وحامد بن شعيب، وحدث ببلده.
213 -
محمد بن محمد بن يعقوب
، أبو بكر المصري السراج.
روى عن: أبي يعقوب المنجنيقي، والنسائي.
وتوفي في آخر السنة، وله ثمانون سنة.
214 -
الناشئ الصغير
، هو أبو الحسين علي بن عبد الله بن وصيف البغدادي الحلاء الشيعي المتكلم.
من عتق الشيعة، وله شعر رائق، أخذ عن: ابن المعتز، والمبرد. وعنه: أبو الحسين أحمد بن فارس، وعبد الواحد بن أحمد العكبري، وعبد السلام بن الحسين البصري.
وكان من كبار المتكلمين، مدح سيف الدولة، وصاحب مصر كافور، وعضد الدولة، وكان بديع الصنعة بالمرة في تخريم النحاس.
مات في صفر سنة ست وستين وثلاثمائة.
قال الخالع: أنشدنا الناشئ لنفسه:
بآل محمد عرف الصواب وفي أبياتهم نزل الكتاب
ومنها:
كأن سنان ذابله ضمير فليس عن القلوب له ذهاب وصارمه كبيعته بخم مقاصدها من الخلق الرقاب
لعل الناشئ مات في عشر المائة.
215 -
يحيى بن مجاهد بن عوانة
، أبو بكر الفزاري الأندلسي الإلبيري الزاهد.
قال ابن الفرضي: كان منقطع القرين في العبادة، بعيد الاسم في الأحوال والزهد، حج وعني بعلم القراءات والتفسير، وسمع بمصر من: الأسيوطي، وأبي محمد بن الورد. وأخذ نصيبا من الفقه، ولا أعلمه حدث. توفي في ثالث جمادى الأولى، ودفن بمقبرة الربض، رضي الله عنه.
216 -
يحيى بن وصيف الخواص
.
بغدادي صحيح السماع. عن: أبي شعيب الحراني، وأحمد بن علي الخزاز. وعنه: البرقاني، وأبو العلاء الواسطي، وغيرهما.
ورخه الخطيب.
217 -
يعقوب بن القاسم بن قعنب
، أبو يوسف التميمي الطبري.
قدم جرجان في سنة ست هذه، فأملى عن: عمران بن موسى بن مجاشع، وأبي القاسم البغوي، وجماعة. روى عنه: حمزة السهمي، وأبو الحسن الحناطي، وجماعة.
سنة سبع وستين وثلاثمائة
218 -
أحمد بن إبراهيم بن بشر
، أبو بكر اللحياني المصري.
روى عن النسائي. وعنه يحيى ابن الطحان، وقال: توفي في أول السنة.
219 -
أحمد بن عيسى بن النعمان
، أبو عمرو الصائغ.
روى عنه أبو سعد الإدريسي في تاريخ إستراباذ، وقال: هو محدث ثقة، سمع محمد بن إبراهيم بن شعيب الغازي وغيره، ومات سنة سبع أو ثمان وستين.
220 -
أحمد بن يعقوب
، أبو بكر الجرجاني الأديب.
روى عن أبي خليفة.
كان كذاباً.
221 -
إبراهيم بن محمد بن أحمد بن محمويه
، أبو القاسم النصراباذي الواعظ الصوفي الزاهد، ونصراباذ محلة بنيسابور.
سمع: ابن خزيمة، والسراج، ويحيى بن صاعد، وابن جوصا، ومكحولاً البيروتي، وأحمد بن عبد الوارث العسال، وهذه الطبقة بالعراق، والشام، ومصر. وعنه: أبو عبد الله الحاكم، وأبو عبد الرحمن السلمي، وأبو حازم العبدويي، وأبو العلاء محمد بن علي الواسطي.
وقال السلمي: كان شيخ الصوفية بنيسابور، له لسان الإشارة، مقروناً بالكتاب والسنة. كان يرجع إلى فنون من العلم، منها: حفظ الحديث وفهمه، وعلم التاريخ، وعلوم المعاملات والإشارة. لقي الشبلي، وأبا علي الروذباري. قال: ومع معظم حاله كم مرة قد ضرب وأهين وكم حبس، فقيل له: إنك تقول: الروح غير مخلوق، قال: لست أقول ذا ولا أقول إن الروح مخلوق، ولكن أقول ما قال الله: قل الروح من أمر ربي، فجهدوا به، فقال: ما أقول إلا ما قال الله.
قلت: هذا كلام زيف، وما يشك مسلم في خلق الأرواح، وأما سؤال اليهود لنبينا صلى الله عليه وسلم عن الروح فإنما هو عن ماهيتها وكيفيتها لا عن خلقها، فإن
الله خالق كل شيء، وخالق أرواحنا وذواتنا وموتنا وحياتنا.
قال السلمي: وقيل له: إنك ذهبت إلى الناووس وطفت به وقلت: هذا طوافي، فقالوا له: إنك نقصت محل الكعبة، فقال: لا، ولكنهما مخلوقان، لكن جعل ثم فضل ليس ههنا، وهذا كمن يكرم الكلب لأنه خلق الله، فعوتب في ذلك سنين.
قلت: وهذه سقطة أخرى له، والله يغفر له، أفتكون قبلة الإسلام مثل القبور التي لعن من اتخذها مسجداً؟
قال السلمي: وسمعت جدي ابن نجيد يقول: منذ عرفت النصراباذي ما عرفت له جاهلية.
وقال الحاكم: هو لسان أهل الحقائق في عصره، وصاحب الأحوال الصحيحة، وكان جماعة للروايات ومن الرحالين في الحديث، وكان يورق قديماً، فلما وصل إلى علم الحقيقة ترك الوراقة وغاب عن نيسابور نيفاً وعشرين سنة، وكان يعظ ويذكر، ثم إنه في سنة خمس وستين حج وجاور بمكة، ثم لزم العبادة حتى توفي بها في ذي الحجّة سنة سبع، ودفن عند الفضيل بن عياض.
قال الحاكم: وبيعت كتبه وأنا ببغداد، وكشفت تلك الكتب عن أحوال، والله أعلم، وسمعته يقول، وعوتب في الروح، فقال لمن عاتبه: إن كان بعد الصديقين موحد فهو الحلاج.
وقال الخطيب: كان ثقة.
وقال أبو سعد الماليني: سمعته يقول: إذا أعطاكم حباكم، وإذا لم يعطكم حماكم، فشتان ما بين الحبا والحمى، فإذا حباك شغلك، وإذا حماك حملك.
وقال السلمي: قال النصراباذي: إذا أخبر الله عن آدم بصفة آدم، قال: وعصى آدم، وإذا أخبر عنه بفضله عليه قال: إن الله اصطفى آدم.
وقال: أصل التصوف ملازمة الكتاب والسنة، وترك الأهواء والبدع، وتعظيم حرمة المشايخ، ورؤية أعذار الخلق، وحسن صحبة الرفقاء، والقيام بخدمتهم، واستعمال الأخلاق الجميلة، والمداومة على الأوراد، وترك ارتكاب الرخص.
وقال: نهايات الأولياء بدايات الأنبياء.
وقال: المحبة مجانبة السلو على كل حال، ثم أنشد:
ومن كان في طول الهوى ذاق سلوة فإني من ليلي لها غير ذائق وأكبر شيء نلته من وصالها أماني لم تصدق كلمحة بارق
قال السلمي: كان أبو القاسم النصراباذي يحمل الدواة والورق، وكلما دخلنا بلداً قال لي: قم حتى نسمع، وذلك في سنة ست وستين وثلاثمائة. فلما دخلنا بغداد قال: قم بنا إلى القطيعي، وكان له وراق قد أخذ من الحاج شيئاً ليقرأ لهم، فدخلنا، فأخطأ الوراق غير مرة، والنصراباذي يرد عليه، وأهل بغداد لا يحملون هذا من الغرباء، فلما رد عليه الثالثة قال: يا رجل إن كنت تحسن تقرأ فتعال، كالمستهزئ به، فقام الأستاذ أبو القاسم، وقال: تأخر قليلاً، وأخذ الجزء فقرأ قراءة تحير منها القطيعي ومن حوله، فقرأ ثلاثة أجزاء، وجاء وقت الظهر، فسألني الوراق: من هذا؟ قلت: الأستاذ أبو القاسم النصراباذي، فقام وقال: أيها الناس، هذا شيخ خراسان.
قال السلمي: وقد خرج بنا نستسقي مرة، فعمل طعاماً كثيراً، وأطعم الفقراء، فجاء المطر كأفواه القرب، وبقيت أنا وهو لا نقدر على المضي بحال. قال: فأوينا إلى مسجد، فكان يكف، وكنا صياماً، فقال: لعلك جائع؟ تريد أن أطلب لك من الأبواب كسرة؟ قلت: معاذ الله.
وكان يترنم بهذا:
خرجوا ليستسقوا فقلت لهم: قفوا دمعي ينوب لكم عن الأنواء قالوا: صدقت ففي دموعك مقنع لكنها ممزوجة بدماء
قلت: ومن مريديه أبو علي الدقاق شيخ أبي القاسم القشيري، رحمهم الله.
222 -
إبراهيم بن محمد بن عبد الرحمن
، أبو إسحاق السرخسي ثم الهروي، والد الشيخين إسماعيل وإسحاق أبي يعقوب الحافظ، ويعرف بالقراب.
223 -
إبراهيم بن محمد بن إبراهيم الهروي الوراق
.
روى عن أبي علي محمد بن محمد بن يحيى القراب، وغيره. وعنه شعيب البوشنجي.
224 -
بختيار عز الدولة ابن معز الدولة أحمد بن بويه الديلمي
، أبو منصور.
ولي الملك بالعراق بعد أبيه، وتزوج الخليفة الطائع بابنته شاه ناز على مائة ألف دينار، وخطب وقت العقد القاضي أبو بكر بن قريعة، وذلك في سنة أربع وستين.
وكان عز الدولة ملكاً سرياً شديد القوى، قيل: إنه كان يمسك الثور العظيم بقرنيه فيصرعه، وكان متوسعاً في النفقات والكلف. حكى بشر الشمعي أن راتبه من الشمع كان في كل شهر ألف مَنٍّ.
وكان بين عز الدولة وبين ابن عمه عضد الدولة منافسات في الملك أدت إلى التنازع، وأفضت إلى القتال بينهما، فالتقيا في شوال من السنة، فقتل عز الدولة في المعركة، وحمل رأسه إلى بين يدي عضد الدولة، فوضع المنديل على وجهه وبكى، وتملك بعده، واستقل بالممالك. وعاش عز الدولة ستاً وثلاثين سنة.
وقد مر من أخباره في الحوادث.
225 -
تامش بن تكين
، أبو منصور المعتمدي.
حدث بمصر.
226 -
حسن بن وليد
، أبو بكر القرطبي الفقيه النحوي، المعروف بابن العريف.
كان بارعاً في النحو، خرج إلى مصر في أواخر عمره، ورأس فيها، وكانت له حلقة بجامعها، وبها توفي.
227 -
دارم بن أحمد بن السري بن صقر
، أبو معن الرفاء المصري.
يروي عن ابن زبان.
228 -
رحيم بن مالك
، أبو سعيد الخزرجي المعبر.
بمصر، قال الحافظ عبد الغني: سمعته يقول: سمعت من أبي زرعة الدمشقي. وكان شيخا كبيرا.
وقال يحيى الحضرمي: سمعنا منه في سنة سبع وستين، فقال لنا: لي مائة سنة وسبع سنين. قال: وعاش بعد ذلك يسيرا.
وقد قيل: إن ذلك قاله سنة تسع، كما يأتي.
229 -
عبد الرحمن بن محمد بن جعفر
، أبو محمد الهاشمي الجرجاني ثم النيسابوري الغازي المرابط.
سمع: أبا العباس السراج، وابن خزيمة. وعنه الحاكم. وكان من المطوعة.
230 -
عبد الله بن علي بن حسين
، أبو محمد القومسي الفقيه، قاضي جرجان.
روى عن: أبيه، والبغوي، وابن صاعد، وتفقه على أبي إسحاق المروزي.
توفي في ربيع الآخر، وقد قارب الثمانين.
231 -
عبد الله، ويقال: عبد الرحمن بن محمد بن عبد الله
، الإمام أبو القاسم القرشي الحراني، إمام جامع دمشق.
روى عن محمد بن أحمد بن أبي شيخ الحراني. روى عنه عبد الرحمن بن عمر بن نصر، وجماعة.
وكان عبداً صالحاً، توفي في جمادى الآخرة، ودفن بمقبرة باب كيسان.
232 -
عبيد الله بن عبد الله بن محمد بن أبي سمرة البندار البغوي
، ثم البغدادي.
سمع محمد بن محمد الباغندي، وطبقته. وعنه: البرقاني ووثقه، وعلي بن عبد العزيز الطاهري، ومحمد بن عمر بن بكير.
وكان ذا معرفة وحفظ.
233 -
عبد الغفار بن عبيد الله بن السري
، أبو الطيب الحضيني الواسطي المقرئ النحوي.
رأيت له مصنفاً في القراءات. قرأ على ابن مجاهد، ومحمد بن جعفر بن الخليل، وأبي العباس أحمد بن سعيد الضرير. قرأ عليه: محمد بن الحسين الكارزيني، وغيره. وحدث عن عمر بن أبي غيلان، ومحمد بن جرير الطبري، وأحمد بن حماد بن سفيان، وجماعة. حدث عنه: أبو العلاء الواسطي، والصحناني، وإبراهيم بن سعيد الرفاعي، وأحمد بن محمد بن علان العدل، وغيرهم.
وأصله كوفي، سكن واسطاً، وأقرأ بها الناس.
قال خميس الحوزي: أظن أنه توفي سنة سبع وستين وثلاثمائة.
وكان ثقة.
قلت: وقرأ عليه القراءات أبو بكر أحمد بن المبارك الواسطي، وأقرأها ببغداد بعد الأربعمائة.
234 -
عبد الملك بن العباس
، أبو علي القزويني الزاهد.
قال الخليلي: سمعت شيوخنا يقولون: إنه كان من الأبدال. سمع: الحسن بن علي الطوسي، وعبد الرحمن بن أبي حاتم.
235 -
عثمان بن الحسن بن عزرة
، أبو يعلى البغدادي الوراق المعروف بالطوسي.
سمع: أبو القاسم البغوي، والحسين بن عفير، وابن أبي دواد، وأخا أبي الليث الفرائضي. روى عنه: عبد الله بن يحيى السكري، والبرقاني، وقال: كان ثقة ذا معرفة، وله تخريجات وجموع.
توفي في ربيع الآخر.
236 -
عثمان بن أحمد بن سمعان
، أبو عمرو المجاشي.
سمع: الحسن بن علويه، والهيثم بن خلف، وأحمد بن فرح. روى عنه: محمد بن طلحة، ومحمد بن عمر بن بكير، وجماعة.
وثقه الخطيب.
237 -
علي بن أحمد بن محمد بن خلف
، أبو القاسم البغدادي وكيع.
روى عن البغوي.
238 -
علي بن محمد بن إبراهيم بن عبد الله بن هارون
، أبو الحسن الحضرمي المصري الطحان، والد المحدث أبو القاسم يحيى.
سمع: أحمد بن عبد الوارث، والطحاوي.
239 -
علي بن مضارب بن إبراهيم
، أبو القاسم النيسابوري القارئ الزاهد.
سمع: أبا عبد الله البوشنجي، وإبراهيم بن علي الذهلي، وغيرهما.
توفي في ذي الحجّة، وعنه الحاكم.
240 -
عمر بن محمد بن بهتة
، أبو حفص المناشر.
سمع من أبي مسلم الكجي حديثاً واحدا، وسمع: أبا بكر الفريابي، ومحمد بن صالح الصائغ. وعنه محمد بن عمر بن بكير، وعاش مائة وسنتين.
241 -
عبد الله بن محمد
، الشيخ القدوة أبو محمد الراسبي البغدادي الزاهد، تلميذ أبي محمد الجريري، وابن عطاء.
أخذ عنه أبو عبد الرحمن السلمي، وقال: أقام بالشام مدة، ثم رجع إلى بغداد ومات بها.
ومن كلامه: البلاء صحبة من لا يوافقك ولا تستطيع تركه.
وقال: الهموم عقوبات الذنوب.
وقال: المحبة إن ظهرت فضحت، وإن كتمت قتلت.
242 -
الغضنفر عز الدولة
، أبو تغلب فضل الله بن ناصر الدولة، الحسن بن عبد الله بن حمدان التغلبي.
وثب على أبيه صاحب الموصل، فاعتقله مكرما، واستبد بالأمر، ثم جرت له مع عضد الدولة بن بويه قضايا وأمور، وقصده عضد الدولة فهرب إلى الشام وأتى ظاهر دمشق والغالب عليها قسام العيار، فكتب إلى العزيز صاحب مصر يسأله أن يوليه الشام، فأجابه في الظاهر، فنزل الرملة في سنة سبع في المحرم، وبها مفرج الطائي فجمع له جموعا، والتقيا في صفر، فأسر الغضنفر وقتل كهلا.
243 -
القاسم بن علي بن جعفر
، أبو أحمد البغدادي البارد.
روى عن حاجب بن أركين الفرغاني. وعنه أبو العلاء محمد بن علي الواسطي. ووثقه، والمقرئ أبو الحسن الحذاء.
وكان معتزلياً، ورخه ابن أبي الفوارس.
244 -
محمد بن أحمد بن عبد الله بن نصر بن بجير القاضي
أبو الطاهر الذهلي البغدادي، نزيل مصر وقاضيها.
ولي قضاء واسط، وقضاء جانب بغداد، وقضاء دمشق، ثم مصر معها، واستناب على دمشق أبا الحسن بن حذلم، وأبا علي بن هارون. وحدث عن بشر بن موسى، وأبي مسلم الكجي، وأبي العباس ثعلب، ومحمد بن يحيى المروزي، وموسى بن هارون، ومحمد بن عثمان بن أبي سويد، وأبي شعيب الحراني، وأبي خليفة، وخلق سواهم.
روى عنه: الدارقطني، وتمام، وعبد الغني بن سعيد، وابن الحاج الإشبيلي، ومحمد بن نظيف، ومحمد بن الحسين الطفال، وآخرون.
ووثقه الخطيب.
قال ابن ماكولا: أخبرنا أبو القاسم بن ميمون الصدفي، قال: أخبرنا عبد الغني الحافظ قال: قرأت على القاضي أبي الطاهر كتاب العلم ليوسف بن يعقوب، فلما فرغ قلت: كما قرئ عليك؟ قال: نعم، إلا اللحنة بعد اللحنة. قلت: أيها القاضي فسمعته معرباً؟ قال: لا. قلت: هذه بهذه،
وقمت من ليلتي، فجلست عند التميم النحوي.
وقال طلحة بن محمد بن جعفر: استقضى المتقي لله سنة تسع وعشرين وثلاثمائة أبا طاهر محمد بن أحمد الذهلي، وله أبوة في القضاء، سديد المذهب، متوسط الفقه على مذهب مالك، وكان له مجلس يجتمع إليه المخالفون ويناظرون بحضرته، وكان يتوسط بينهم، ويتكلم بكلام سديد، ثم صرف بعد أربعة أشهر، ثم استقضي على الشرقية سنة أربع وثلاثين، وعزل بعد نحو خمسة أشهر.
وقال عبد الغني: سألت أبا الطاهر عن أول ولايته القضاء، فقال: سنة عشر وثلاثمائة. وقد كان ولي البصرة، وقال لي: كتبت العلم سنة ثمان وثمانين ومائتين ولي تسع سنين. قال: وقرأ القرآن كله وله ثمان سنين، وكان مفوهاً، حسن البديهة، شاعراً، حاضر الحجة، علامة، عارفاً بأيام الناس، وكان غزير الحفظ، لا يمله جليسه من حسن حديثه، وكان كريماً، ولي قضاء مصر سنة ثمان وأربعين وثلاثمائة. وأقام على القضاء ثماني عشرة سنة.
قال الحافظ عبد الغني: وسمعت الوزير أبا الفرج يعقوب بن يوسف يقول: قال لي الأستاذ كافور: اجتمع بالقاضي أبي الطاهر فسلم عليه، وقل له: إنه بلغني أنك تنبسط مع جلسائك، وهذا الانبساط يقل هيبة الحكم، فأعلمته بذلك، فقال لي: قل للأستاذ: لست ذا مال أفيض به على جلسائي، فلا يكون أقل من خلقي، فأخبرت الأستاذ، فقال: لا تعاوده، فقد وضع القصعة.
قال عبد الغني: سمعت أحمد بن محمد بن سعرة، أنه سمع أبا بكر بن مقاتل يقول: أنفق القاضي أبو الطاهر بيت مال خلفه له أبوه.
قال عبد الغني: لما تلقى أبو الطاهر القاضي المعز أبا تميم بالإسكندرية ساءله المعز، فقال: يا قاضي كم رأيت من خليفة؟ قال: واحداً، قال: من هو؟ قال: أنت، والباقون ملوك، فأعجبه ذلك. ثم قال له: أحججت؟ قال: نعم. قال: وسلمت على الشيخين؟ قال: شغلني عنهما النبي صلى الله عليه وسلم، كما شغلني أمير المؤمنين عن ولي عهده، فازداد به المعز
إعجاباً، وتخلص من ولي العهد، إذ لم يسلم عليه بحضرة المعز، فأجازه المعز يومئذ بعشرة آلاف درهم.
وحدثني زيد بن علي الكاتب، قال: أنشدنا القاضي أبو الطاهر السدوسي لنفسه:
إني وإن كنت بأمر الهوى غرا فستري غير مهتوك أكني عن الحب ويبكي دماً قلبي ودمعي غير مسفوك فظاهري ظاهر مستملك وباطني باطن مملوك
أخبرني أبو القاسم خمار بن علي بصور، قال: أتيت القاضي أبا الطاهر بأبيات قالها في ولده، فبكي وأنشدناها وهي:
يا طالباً بعد قتلـ ـي الحج لله نسكاً تركتني فيك صبا أبكي عليك وأبكى وكيف أسلوك قل لي أم كيف أصبر عنكا روحي فداؤك هذا جزاء عبدك منكا
حدثني محمد بن علي الزينبي، قال: حدثنا محمد ب علي بن نوح قال: كنا في دار القاضي أبي الطاهر، نسمع عليه، فلما قمنا صاح بي بعض من حضر: يا قاضي، وكان ابن نوح يلقب بالقاضي، فسمع القاضي أبو الطاهر، فأنفذ إلينا حاجبه، فقال: من القاضي فيكم؟ فأشاروا إلي، فلما دخلت عليه قال لي: أنت القاضي؟ فقلت: نعم، فقال لي: فأنا ماذا؟ فسكت، ثم قلت: هو لقب لي، فتبسم، وقال لي: تحفظ القرآن؟ قلت: نعم، قال: تبيت عندنا الليلة أنت وأربعة أنفس معك، وتواعدهم ممن تعلمه يحفظ القرآن والأدب، قال: ففعلت ذلك، وأتينا المغرب فقدم إلينا ألوان وحلواء، ولم يحضر القاضي، فلما قاربنا الفراغ خرج إلينا القاضي يزحف من تحت ستر، ومنعنا عن القيام، وقال: كلوا معي، فلم آكل بعد، ولا يجوز أن تدعوني آكل وحدي، فعرفنا أن الذي دعاه إلى مبيتنا عنده غمه على ولده أبي العباس، وكان غائباً بمكة، ثم أمر من يقرأ منا، ثم استحضر ابن المقارعي وأمره بأن يقول، فقام جماعة منا وتواجدوا بين يديه، ثم
قال شعراً في وقته، وألقاه على ابن المقارعي فغنى به، والشعر هو:
يا طالباً بعد قتلي فبكى القاضي بكاء شديداً، وقدم ابنه بعد أيام يسيرة.
نقلت هذا وما قبله من خط أمين الدين محمد بن أحمد بن شهيد، قال: وجدت بخط عبد الغني بن سعيد الحافظ، فذكر ذلك.
قال ابن زولاق في أخبار قضاة مصر: ولد أبو طاهر الذهلي ببغداد في ذي الحجّة سنة تسع وسبعين ومائتين، وكان أبوه يلي قضاء واسط، فصرف بابنه أبي طاهر عن واسط، وولي موضعه، وأخبرني أبو طاهر أنه كان يخلف أباه على البصرة سنة أربع وتسعين. ثم قال: وولي قضاء دمشق من قبل المطيع، فأقام بها تسع سنين، ثم دخل مصر زائراً لكافور سنة أربعين، ثم ثار به أهل دمشق وآذوه، وعملت عليه محاضر، فعزل، وأقام بمصر إلى آخر أيام ابن الخصيب وولده، فسعى في القضاء ابن وليد وبذل ثلاثة آلاف دينار، وحملها على يد فنك الخادم، فمدح الشهود أبا طاهر وقاموا معه، فولاه كافور، وطلب له العهد من ابن أم شيبان، فولاه القضاء، وحمدت سيرته بمصر، واختصر تفسير الجبائي وتفسير البلخي، ثم إن عبد الله بن وليد ولي قضاء دمشق. وكان أبو طاهر قد عني به أبوه، فسمعه سنة سبع وثمانين ومائتين، فأدرك الكبار.
قال: وقد سمع من: عبد الله بن أحمد بن حنبل، وبشر بن موسى، وإبراهيم الحربي، ولم يخرج عنهم شيئاً لصغره، وحصل للناس عنه، إملاء وقراءة، نحو مائتي جزء، وحدث بكتاب طبقات الشعراء لمحمد بن سلام، عن أبي خليفة الجمحي، عن ابن سلام. ولم يزل أمره مستقيماً إلى أن لحقته علة عطلت شقه في سنة ست وستين وثلاثمائة، فقلد العزيز حينئذ القضاء علي بن النعمان، فكانت ولاية أبي طاهر ست عشرة سنة وعشرة أشهر، وأقام عليلاً، وأصحاب الحديث ينقطعون إليه، وتوفي في آخر يوم من سنة سبع وستين.
قلت: وقيل: توفي أبو الطاهر في سلخ ذي القعدة من السنة، وكان قد استعفى من القضاء قبل موته بيسير.
قرأت على أحمد بن هبة الله: أخبرك المسلم المازني، قال: أخبرنا عبد الرحمن بن أبي الحسن الداراني سنة إحدى وخمسين وخمسمائة، قال: أخبرنا سهل بن بشر، قال: أخبرنا علي بن محمد الفارسي، قال: أخبرنا محمد بن أحمد بن عبد الله الذهلي، قال: حدثنا يوسف القاضي، قال: حدثنا محمد بن أبي بكر، قال: حدثنا وهب بن جرير، قال: حدثنا أبي، قال: سمعت يعلى بن حكيم، عن عكرمة، عن ابن عباس، أن النبي صلى الله عليه وسلم لما أتاه ماعز قال:«ويحك لعلك قبلت أو غمزت أو نظرت؟ قال: لا. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أنكتها؟ لا يكني، قال: نعم. فعند ذلك أمر برجمه» .
245 -
محمد بن إسحاق بن منذر بن إبراهيم
بن محمد بن السليم ابن الداخل إلى الأندلس أبي عكرمة جعفر، أبو بكر القرطبي، قاضي الجماعة.
ولد سنة اثنتين وثلاثمائة، وولي قضاء الجماعة بالأندلس في أول سنة ست وخمسين. سمع: أحمد بن خالد، ومحمد بن عبد الملك بن أيمن، وحج فسمع أبا سعيد ابن الأعرابي، وبمصر من جماعة، ورجع فأقبل على التدريس والزهد والعبادة.
وكان من كبار المالكية، حافظاً للفقه، بصيراً باختلاف العلماء، عالماً بالحديث والعربية.
قال ابن الفرضي: توفي في رمضان سنة خمس وستين. كذا نقل القاضي عياض، ولم أر ابن الفرضي ذكر وفاته في تاريخه، إلا في سنة سبع في جمادى الأولى.
وقال أبو حيان: توفي سنة سبع وستين.
246 -
محمد بن حسان بن محمد
، أبو منصور ابن العلامة أبي الوليد الفقيه النيسابوري.
كان يصوم صوم داود ثلاثين عاماً. سمع: السراج، وأبا العباس الماسرجسي. وكان من كبار الفقهاء.
رفسته دابته فاستشهد يوم الأضحى. روى عنه الحاكم. وله أخ باسمه عاش بعده مدة.
248 -
محمد بن الحسن بن خالد
، أبو بكر الصدفي المصري الوراق.
يروي عن محمد بن محمد بن بدر الباهلي، وغيره.
248 -
محمد بن الحسن بن علي بن يقطين
، أبو جعفر اليقطيني البغدادي البزاز.
سمع: أبا خليفة، وأبا يعلى الموصلي، والباغندي، وجماعة. وسافر وكتب بالشام والجزيرة والبصرة، وكان صدوقاً فهماً، قاله الخطيب.
وعنه الدارقطني، وأبو نعيم، وجماعة. توفي في ربيع الآخر.
249 -
محمد بن الحسين النيسابوري الفقيه
، أبو الحسين الحنفي.
سمع: السراج، وأبا عمرو الحيري. وعنه الحاكم.
250 -
محمد بن المظفر الجارودي الهروي
.
سمع الفقيه عبد الله بن عروة. وعنه أبو عثمان سعيد القرشي.
251 -
محمد بن عبيد الله بن الوليد
، أبو بكر المعيطي القرطبي.
سمع: أباه، ووهب بن مسرة، وجماعة. وكان عارفاً بمذهب مالك واختلاف أصحابه، بارعاً في ذلك، زاهداً ورعاً متبتلاً، ولي رتبة الشورى، ثم ترك ذلك، ورفض الخلق، ولبس الصوف، فصام نهاره وقام ليله، وأكل من كده وتعبه. وقد صنف في مذهب مالك.
وتوفي في ذي القعدة، وعاش أقل من أربعين سنة.
252 -
محمد بن عبد الرحمن القاضي
، أبو بكر بن قريعة البغدادي.
سمع أبا بكر ابن الأنباري، ولا تعرف له رواية حديث مسند.
وقد قيده ابن ماكولا بقاف مضمومة، وكذا هو مضبوط في تاريخ الخطيب.
ولاه القاضي أبو السائب قضاء السندية وغيرها من أعمال بغداد.
وكان من عجائب الدنيا في سرعة الجواب في أملح سجع، وكان مختصاً بالوزير أبي محمد المهلبي، وله مسائل وأجوبة مدونة في كتاب موجود، وكان الفضلاء يداعبونه برسائل هزلية، فيجيب من غير توقف.
توفي في جمادى الآخرة وهو في معترك المنايا، رحمه الله.
253 -
محمد بن عمر بن عبد العزيز أبو بكر
ابن القوطية القرطبي اللغوي.
سمع: سعيد بن جابر، وأسلم بن عبد العزيز، وابن لبابة، ومحمد بن عبد الله الزبيدي، وطاهر بن عبد العزيز، وجماعة.
وكان علامة زمانه في اللغة والعربية، حافظاً للحديث والفقه، أخبارياً، لا يلحق شأوه، ولا يشق غباره، ولم يكن بالماهر في الفقه والحديث، صنف كتاب تصاريف الأفعال، ففتح الباب لمن بعده، وتبعه ابن القطاع، وله كتاب حافل في المقصور والممدود، وكان عابداً ناسكاً خيراً، دقيق الشعر، إلا أنه تزهد عنه، وكان أبو علي القالي يبالغ في تعظيمه.
توفي في ربيع الأول.
والقوطية: هي جدة أبي جده، وهي سارة بنت المنذر بن خطسية، من بنات الملوك القوطية الذين كانوا بإقليم الأندلس، وهم من ذرية قوط بن
حام بن نوح، أبو السودان والهند والسند. وفدت سارة هذه على هشام بن عبد الملك إلى الشام متظلمة من عمها أرطباس، فتزوجها بالشام عيسى بن مزاحم، مولى عمر بن عبد العزيز، رحمة الله عليه، ثم سافر معها إلى الأندلس، فولدت له إبراهيم والد عبد العزيز، كذا نقل القاضي شمس الدين بن خلكان، والله أعلم.
وقد صنف تاريخاً في أخبار أهل الأندلس، وكان يمليه عن ظهر قلبه في كثير من الأوقات. وقد طال عمره، وأخذ الناس عنه طبقة بعد طبقة.
سمع منه ابن الفرضي.
254 -
محمد بن فرج بن سبعون
، أبو عبد الله البجلي، ويعرف بابن أبي سهل الأندلسي البجاني.
رحل وسمع بمكة من ابن الأعرابي، وجماعة.
255 -
محمد بن محمد بن بقية بن علي
، نصير الدولة، أبو الطاهر وزير عز الدولة بختيار بن معز الدولة.
كان أحد الأجواد والرؤساء، أصله من أوانا من عمل بغداد، استوزر سنة اثنتين وستين، وقد تقلب به الدهر ألواناً، حتى بلغ الوزارة، فإن أباه كان فلاحاً، وآل أمره إلى ما آل، ثم خلع عليه المطيع لله، واستوزره أيضاً، ولقبه الناصح، مضافاً إلى نصير الدولة، فصار له لقبان، وكان قليل العربية، ولكن السعد والإقبال غطى ذلك، وله أخبار في الجود والإفضال، وكان كثير التنعم والرفاهية، وله أخبار في ذلك. وقبض عليه بواسط في آخر سنة ست وستين، وسملوا عينيه. وكان يؤلب لعز الدولة على عضد الدولة، فلما قتل عز الدولة بختيار، ملك عضد الدولة وأهلكه، فيقال: إنه ألقاه تحت أرجل الفيلة، ثم صلب عند البيمارستان العضدي في شوال سنة
سبع، ويقال: إنه خلع في وزارته في عشرين يوماً عشرين ألف خلعة.
قال بعضهم: رأيته شرب ليلة، فخلع مائة خلعة على أهل المجلس، وعاش نيفاً وخمسين سنة.
ورثاه أبو الحسن محمد بن عمر الأنباري بكلمته السائرة:
علو في الحياة وفي الممات بحق أنت إحدى المعجزات كأن الناس حولك حين قاموا وفود نداك أيام الصلات كأنك قائم فيهم خطيباً وكلهم قيام للصلاة ولما ضاق بطن الأرض عن أن يضم علاك من بعد الممات أصاروا الجو قبرك واستنابوا عن الأكفان ثوب السافيات لعظمك في النفوس تبيت ترعى بحفاظ وحراس ثقات ولم أر مثل جذعك قط جذعاً تمكن من عناق المكرمات
في أبيات أخر.
وبقي مصلوباً إلى أن توفي عضد الدولة، ولما بلغ عضد الدولة هذا الشعر قال: علي بقائله، فاختفى، ثم سافر بعد عام إلى الصاحب إسماعيل بن عباد، فقال: أنشدني القصيدة، فلما أتى هذا البيت الأخير، قام إليه وعانقه، وقبل فاه، وأنفذه إلى عضد الدولة، فلما مثل بين يديه قال: ما الذي حملك على مرثية عدوي؟ قال: حقوق سلفت وأياد مضت، فجاش الحزن في قلبي، فرثيت، فقال: هل يحضرك شيء في الشموع، والشموع تزهر بين يديه، فقال:
كأن الشموع وقد أظهرت من النار في كل رأس سنانا أصابع أعدائك الخائفين تضرع تطلب منك الأمانا
قال: فأعطاه بدرة وفرساً، وهو من المقلين في الشعر.
256 -
محمد بن محمود بن إسحاق النيسابوري
، أبو بكر.
حدث في العام بهمذان: عن ابن خزيمة، ومحمد بن الصباح صاحب قتيبة بن سعيد. روى عنه: عبد الله بن عمر الصفار، وأبو الحسن بن عبدوس.
257 -
محمد بن يوسف بن موسى
، أبو الحسن ابن الصباغ.
بغدادي، يروي عن أبي بكر بن أبي داود، وجماعة. وعنه علي بن عبد العزيز، وقال: كان حافظاً.
285 -
محمد بن يوسف بن يعقوب الصواف
، أبو بكر البغدادي.
سمع: أبا عروبة الحراني، وأبا جعفر الطحاوي، وأحمد بن جوصا. وعنه: البرقاني، ومحمد بن عمر بن بكير.
259 -
يحيى بن زكريا
، أبو سعيد المصري.
يروي عن أبي يعقوب المنجنيقي.
260 -
يحيى بن عبد الله بن يحيى بن يحيى بن يحيى
، أبو عيسى الليثي القرطبي.
سمع الموطأ من عم أبيه عبيد الله بن يحيى، ومن محمد بن عمر بن لبابة، وأسلم بن عبد العزيز، وأحمد بن خالد، وأبيه عبد الله، وسمع من علي بن الحسن المري ببجانة، ومن جماعة.
وكان قاضياً ببجانة وإلبيرة، وكان أخوه قاضيا بقرطبة فولاه أحكام الرد، وطال عمره حتى انفرد بالرواية عن عبيد الله، ورحل الناس إليه من جميع كور الأندلس.
وروى عن عبيد الله سوى الموطأ حديث الليث، وشجاع بن القاسم، وعشرة يحيى بن يحيى، وتفسير عبد الرحمن بن زيد بن أسلم، ونتفاً من حديث الشيوخ.
ترجمه ابن الفرضي، وقال: اختلفت إليه في سماع الموطأ سنة ست وستين. وكانت الدولة في أيام الجمع، فتم لي سماعه منه، وسمعت منه التفسير لعبد الله بن نافع، ولم أشهد بقرطبة مجلساً أكثر بشراً من مجلسنا في الموطأ، إلا ما كان من بعض مجالس يحيى بن مالك، وهو أول من سمعت عليه، ثم اشتغلت بالعربية عن مواصلة الطلب إلى سنة
تسع وستين، ثم اتصل طلبي وسماعي، وسمع من يحيى أمير المؤمنين المؤيد بالله، أبقاه الله، سنة أربع وستين، وجماعة من الشيوخ والكهول، وطبقات الناس، وتوفي في ثامن رجب.
قلت: روى عنه: أبو عمر الطلمنكي، ويونس بن مغيث، وأبو عبد الله محمد بن يحيى ابن الحذاء، والحافظ أبو عبد الله بن عمر ابن الفخار، وخلف بن عيسى الوشقي، وعثمان بن أحمد، وخلق.
261 -
يحيى بن هلال بن زكريا الأندلسي
.
سمع: عمه يحيى، وأحمد بن خالد، ومحمد بن أيمن. وحدث ورحل إلى بجانة، فسمع من سعيد بن فحلون.
وكان سمحاً ينشر علمه، فقيهاً بصيرا بالشروط، فسمع منه جماعة كثيرة.
توفي في جمادى الأولى.
سنة ثمان وستين وثلاثمائة
262 -
أحمد بن جعفر بن حمدان بن مالك بن شبيب
، أبو بكر القطيعي البغدادي، كان يسكن قطيعة الرقيق.
سمع: محمد بن يونس الكديمي، وإبراهيم الحربي، وبشر بن موسى، وأحمد بن علي الأبار، وعبد الله بن أحمد، سمع منه المسند، وإسحاق بن الحسن الحربي، وأبا شعيب الحراني، وطائفة كبيرة.
وكان مسند العراق في زمانه، روى عن عبد الله: المسند، والتاريخ، والزهد، والمسائل.
قال الخطيب: وكان قد غرق بعض كتبه، فاستحدث نسخاً من كتاب لم يكن فيه سماعه، فغمزه الناس، إلا أنا لم نر أحداً ترك الاحتجاج به.
روى عنه: الدارقطني، وابن شاهين، والحاكم، وأبو الحسن بن رزقويه، وأبو الفتح بن أبي الفوارس، وأبو بكر البرقاني، وأبو نعيم، ومحمد بن الحسين بن بكير، والحسن بن علي بن المذهب، وآخر من روى عنه في الدنيا أبو محمد الجوهري.
ولد في أول سنة أربع وسبعين ومائتين.
قال محمد بن الحسين بن بكير: سمعته يقول: كان عبد الله بن أحمد يجيئنا، فيقرأ عليه أبو عبد الله ابن الجصاص عم والدتي ما يريد، ويقعدني في حجره حتى يقال له: يؤلمك، فيقول: إني أحبه.
وقال أبو الحسن محمد بن العباس بن الفرات: كان القطيعي كثير السماع من عبد الله بن أحمد، إلا أنه خلط في آخر عمره، وكف بصره، وخرف، حتى كان لا يعرف شيئاً مما يقرأ عليه.
وقال أبو الفتح بن أبي الفوارس: لم يكن في الحديث بذاك، له في بعض المسند أصول فيها نظر، ذكر أنه كتبها بعد الغرق، نسأل الله ستراً جميلاً، وكان مستوراً صاحب سنة.
قال أبو عبد الرحمن السلمي: سألت الدارقطني عن أبي بكر القطيعي، فقال: ثقة زاهد قديم، سمعت أنه مجاب الدعوة.
وقال البرقاني: كان شيخاً صالحاً، وكان لأبيه اتصال ببعض السلاطين، فقرئ لابن ذلك السلطان على عبد الله بن أحمد المسند، وحضر ابن مالك القطيعي سماعه، ثم غرقت قطعة من كتبه فنسخها من كتاب، ذكروا أنه لم يكن سماعه فيه، فغمزوه لأجل ذلك، وثبت عندي أنه صدوق، وإنما كان فيه بله، ولما اجتمعت مع الحاكم أبي عبد الله لينت ابن مالك، فأنكر علي وقال: كان شيخي، وحسن حاله.
قلت: كان الحاكم قد رحل سنة سبع وستين ثاني مرة، وسمع المسند من ابن مالك القطيعي، واحتج به في الصحيح.
وقال أبو القاسم الأزهري: توفي أبو بكر بن مالك ودفن يوم الإثنين لسبع بقين من ذي الحجّة.
قلت: ومن طبقته:
263 -
أبو بكر
أحمد بن جعفر بن حمدان
السقطي
.
بصري معروف، سمع: عبد الله بن أحمد بن إبراهيم الدورقي، والحسن بن المثنى العنبري. وعنه: أبو نعيم الحافظ، وأبو الحسن بن صخر الأزدي، وأحمد بن محمد بن الحاج الإشبيلي.
ومن طبقته:
264 -
أحمد بن جعفر بن حمدان، أبو الحسن الطرسوسي.
حدث بالساحل عن: عبد الله بن جابر الطرسوسي، ومحمد بن حصن الألوسي. وعنه: الحسن بن محمد بن جميع، والخصيب بن عبد الله القاضي، وعبد الرحمن بن عمر بن نصر، وغيرهم.
265 -
أحمد بن خالد بن يزيد بن أبي هاشم
، أبو القاسم الأسدي الأندلسي، خطيب بجانة.
حدث عن فضل بن سلمة، ومحمد بن فطيس.
وتوفي في شوال، رحمه الله.
266 -
أحمد بن سيار
، القاضي أبو بكر الصيمري.
ولي القضاء ببعض بغداد في سنة ست وخمسين وثلاثمائة، وحمدت سيرته، ثم ولي قضاء الحريم وغيره. وكان له يد طولى في الآداب والشعر.
روى عنه: أبو بكر محمد بن موسى الخوارزمي الحنفي، وأبو علي المحسن التنوخي، وغيرهما. ولم يرو شيئا من الحديث.
قال محمد بن عيسى الجيلي: أنشدني أبو بكر بن سيار القاضي لنفسه:
لا تستهن عالما وإن قصرت أحواله في لحاظ رامقه وانظر إليه بعين ذي أدب مهذب الرأي في طرائقه فالمسك تيسا تراه ممتهنا بفهر عطاره وساحقه حتى تراه في عارضي ملك أو موضع التاج من مفارقه
قال عبد الكريم بن محمد الشيرازي: سمعت أبا حامد أحمد بن أبي طاهر الإسفراييني الفقيه يقول: كان ببغداد قاض يعرف بأحمد بن سيار، وكان له هيئة وجثة مهولة ولحية طويلة، فقدم إليه امرأتان ادعت إحداهما على الأخرى، فقال: ما تقولين في دعواها؟ قالت: أفزع، أيد الله القاضي! قال: مماذا؟ قالت: لحية طولها ذراع ووجه طوله ذراع ودنية طولها ذراع، فأخذتني هيبتها، فوضع القاضي دنيته، وغطى بكمه لحيته، وقال: قد نقصتك ذراعين، أجيبي عن دعواها.
قال هلال الصابي: توفي في نصف رمضان سنة ثمان وستين وثلاثمائة.
267 -
أحمد بن محمد بن صالح
، أبو العباس البروجردي الخطيب.
نزل بغداد، وحدث عن إبراهيم بن الحسين بن ديزيل. وعنه: هلال الحفار، ومحمد بن عمر بن بكير، ومحمد بن محمد السواق.
حدث في شوال سنة ثمان وستين وثلاثمائة. لم يزد الخطيب.
وقع لابن الخير جزء من حديثه عن ابن ديزيل.
268 -
أحمد بن محمد بن مهران الأصبهاني المعدل
.
روى عن: محمد بن العباس الأخرم، وحاجب بن أركين. وعنه: أبو بكر بن أبي علي، وأبو نعيم.
وتوفي في شوال.
269 -
أحمد بن محمد بن يوسف
، أبو القاسم المعافري القرطبي.
سمع من: عبد الله بن يونس، وقاسم بن أصبغ، وحج سنة اثنتين وأربعين، فسمع من أبي محمد بن الورد، وآخرين، وأدب المؤيد بالله ابن المستنصر.
270 -
أحمد بن موسى بن عيسى
، أبو الحسن الجرجاني الوكيل على أبواب القضاة.
سمع: عمران بن موسى بن مجاشع، وأحمد بن حفص السعدي، وكتب الكثير، وصنف.
وهو ضعيف، اتهمه بعضهم.
وقال حمزة: له فهم ودراية، أتى بمناكير عن شيوخ مجاهيل.
271 -
إبراهيم بن محمد بن سهل الجرجاني المؤدب
.
يروي عن أبي القاسم البغوي، وغيره. وعنه حمزة السهمي، وله رحلة إلى دمشق لقي فيها ابن عتاب الزفتي.
272 -
إسحاق بن أحمد بن علي بن إبراهيم بن قولويه
، أبو يعقوب الأصبهاني التاجر.
سمع إبراهيم بن يوسف الهسنجاني، وأهل الري. وعنه: أبو بكر بن أبي علي، وأبو نعيم.
وتوفي في ربيع الأول.
273 -
جعفر بن محمد
بن جعفر بن موسى بن قولويه
، أبو القاسم السهمي الشيعي.
قلت: كان ابن قولويه هذا من كبار أئمة الشيعة، ومن علمائهم المشهورين بينهم، وكان من أصحاب سعد بن عبد الله، وهو شيخ الشيخ المفيد.
وقال فيه المفيد: كلما يوصف الناس به من جميل وفقه ودين وثقة، فهو فوق ذلك.
قال: وله كتب حسان منها: كتاب الصلاة، وكتاب الجمعة والجماعة، كتاب قيام الليل، كتاب الصداق، وكتاب قسمة الزكاة، كتاب الشهور والحوادث، وغير ذلك من كتب الفقه.
حمل عنه الشيخ محمد بن محمد بن النعمان المفيد، وأبو جعفر محمد بن يعقوب، وأبو الحسين يحيى بن محمد بن عبد الله الحسيني، وأحمد بن عبدون، والحسين بن عبيد الله الغضائري، وحيدرة بن نعيم السمرقندي، ومحمد بن سليم الصابوني.
سمع عليه الصابوني بمصر، وأحسبه من أهل مصر، ذكر ابن أبي طيئ وفاته في هذه السنة.
274 -
جعفر بن محمد، أبو العباس البابوي الهروي.
روى عن الحسين بن إدريس. وعنه إسماعيل بن إبراهيم بن محمد المقرئ القراب.
توفي في جمادى الآخرة.
275 -
الحسن بن عبد الله بن المرزبان
، أبو سعيد السيرافي النحوي القاضي، نزيل بغداد.
حدث عن: أبي بكر بن زياد النيسابوري، ومحمد بن أبي الأزهر، وابن دريد. وعنه: علي بن أيوب القمي، ومحمد بن عبد الواحد بن رزمة، وغيرهما.
وكان أبوه مجوسياً، أسلم وسموه عبد الله.
كان أبو سعيد إماماً كبير الشأن، تصدر لإقراء القراءات والنحو واللغة والفقه والفرائض والحساب والعروض، وكان من أعلم الناس بنحو البصريين، عارفاً بفقه أبي حنيفة، قرأ القرآن على أبي بكر بن مجاهد، وأخذ اللغة عن ابن دريد، والنحو عن أبي بكر ابن السراج.
وكان لا يأكل إلا من كسب يمينه تديناً؛ فكان لا يجلس للقضاء ولا للإشغال حتى ينسخ كراساً يأخذ أجرته عشرة دراهم.
وقال ابن أبي الفوارس: وكان يذكر عنه الاعتزال، ولم يظهر منه شيء.
قلت: ومن تصانيفه شرح كتاب سيبويه، وكتاب ألفات القطع والوصل، وكتاب الإقناع في النحو، لكن كمله ولده يوسف، وجزء أخبار النحاة. وتوفي في رجب، وله أربع وثمانون سنة، وكان نحوي العراق.
أخبرنا سنقر الحلبي بها قال: أخبرنا يحيى بن جعفر بن عبد الله بن محمد ابن الدامغاني في رمضان سنة أربع وعشرين وستمائة، قدم علينا، قال: أخبرنا أبي، قال: أخبرنا أحمد بن علي بن سوار المقرئ، قال: أخبرنا محمد بن عبد الواحد بن رزمة، قال: أخبرنا الحسن بن عبد الله بن المرزبان، قال: حدثنا محمد بن منصور بن أبي الأزهر، قال: حدثنا الزبير
ابن بكار، قال: حدثني أنس بن عياض، قال: حدثني من سمع يحيى بن أبي كثير اليمامي يقول: لا يدرك العلم براحة الجسم.
276 -
الحسن بن عبد الله بن محمد
، الإمام أبو محمد البغدادي، ويعرف بابن الكاتب، وبابن القريق.
تلا بالروايات على: ابن مجاهد، وابن بويان، وأبي بكر النقاش. قرأ عليه منصور بن محمد بن إبراهيم، وروى عنه في كتابه الملقب بـ الإشارات بالقراءات من جمعه.
قال منصور: كان من عباد الله الصالحين الفاضلين.
قلت: وروى عنه ولده أبو الفتح محمد بن الحسن بالأهواز. مات في ذي الحجّة سنة ثمان.
ذكره ابن النجار.
277 -
الحسين بن إبراهيم بن جابر بن أبي الزمزام
، أبو علي الدمشقي الفرضي.
روى عن: محمد بن المعافى، ومحمد بن خريم، وأصحاب هشام بن عمار. وعنه: عبد الوهاب الداراني، ومحمد بن عوف المزني، وعلي بن بشرى، ومكي بن الغمر، وثريا بن أحمد الألهاني.
وثقه عبد العزيز الكتاني، وهو آخر من حدث عن محمد بن يزيد بن عبد الصمد.
278 -
حامد بن أحمد بن العباس
، أبو بكر الصرام، من شيوخ همذان.
سمع ببلده ورحل إلى بغداد، فسمع من محمد بن حمدويه المروزي، والقاضي المحاملي، وأبي بكر ابن الأنباري، وطبقتهم. روى عنه: أحمد بن تركان، وأبو منصور بن المحتسب، وجماعة كثيرة.
توفي في شوال سنة ثمان وستين.
279 -
حميدان بن حراس العقيلي
.
ولي إمرة دمشق في هذا العام للعزيز العبيدي، وكان قسام يأخذ الأمر بالبلد، فوقع بينه وبينه، ثم طرده قسام والعيارون، ونهبت داره، وهرب واستفحل شأن قسام.
280 -
صالح بن علي بن محمد بن علي
، أبو بكر الحراني.
عن ابن قتيبة العسقلاني.
281 -
عبد الله بن إبراهيم بن يوسف
، أبو القاسم الجرجاني الآبندوني الحافظ، وآبندون: من قرى جرجان، رفيق ابن عدي في الرحلة.
سكن بغداد، وحدث عن: أبي خليفة، وأبي يعلى، والحسن بن سفيان، وأبي العباس السراج، والقاسم المطرز، وعمر بن سنان المنبجي، ومحمد بن الحسن بن قتيبة.
قال الخطيب: كان ثقة ثبتاً، له تصانيف، حدثنا عنه البرقاني، وأبو العلاء الواسطي، وكان عسراً في الحديث.
وذكره الحاكم، فقال: كان أحد أركان الحديث.
وقال البرقاني، كان محدثاً زاهداً متقللاً من الدنيا، لم يكن يحدث غير واحد، فقيل له في ذلك، فقال: أصحاب الحديث فيهم سوء أدب، وإذا اجتمعوا للسماع تحدثوا، وأنا لا أصبر على ذلك، وأخذ البرقاني يصف أشياء من تقلله وزهده وأنه أعطاه كسرا وقال: احملها إلى الباقلاني ليطرح عليها ماء الباقلاء، قال: فوقعت على الكسر باقلاءتان، فرفعهما وقال: هذا الشيخ يعطيني كل شهر دانقاً حتى أبل له الكسر.
قلت: وقد روى عنه: رفيقه الإمام أبو بكر الإسماعيلي، وإبراهيم بن شاه المروذي، وأبو نعيم الأصبهاني.
قال الحاكم: خرج الآبندوني إلى بغداد سنة خمسين، وسكنها إلى أن مات.
وقال غيره: عاش خمساً وتسعين سنة، رضي الله عنه.
282 -
عبد الله بن إبراهيم بن عبد الملك الأصبهاني الواعظ
، أبو محمد.
روى عن: البغوي، وأبي عروبة الحراني. وعنه: أبو نعيم، وأبو بكر بن أبي علي.
توفي في رجب.
283 -
عبد الله بن الحسن بن سليمان
، أبو القاسم ابن النخاس، بالمعجمة، البغدادي المقرئ.
سمع: عبد الله بن ناجية، وأحمد بن الحسن الصوفي، وأبا القاسم البغوي، وجماعة. روى عنه: أبو بكر بن مجاهد المقرئ، وهو أكبر منه، وأبو الحسن الحمامي، وأبو بكر البرقاني، وأبو طالب عمر بن إبراهيم الفقيه.
وقال أبو الحسن بن الفرات: قل ما رأيت في الشيوخ مثله.
وقال الخطيب: كان ثقة، ولد سنة تسعين ومائتين.
قلت: قرأ على الحسن بن الحسين الصواف، وغيره.
284 -
عبد الله بن محمد بن جعفر بن حيان
، أبو العباس الحياني البوشنجي الهروي.
روى عن: محمد بن القاسم بن زكريا الكوفي، وطائفة، كابن عقدة، وهو سمي أبي الشيخ وعصريه. روى عنه: أبو بكر البرقاني، وأبو الفضل الجارودي، وأبو عثمان سعيد بن العباس القرشي، وغيرهم.
توفي في هذا العام.
285 -
عبد الله بن محمود بن محمد الأصبهاني المارستاني الخازن
.
روى عن: عبد الله بن محمد بن العباس، ومحمد بن عبد الله بن رستة. وعنه: أبو بكر بن أبي علي، وأبو نعيم، وغيرهما.
286 -
عبد الله ابن الإمام أبي زكريا يحيى بن محمد العنبري النيسابوري
، أبو محمد.
رجل صالح، روى عن: أبي العباس السراج، وابن خزيمة، وجماعة. وعنه الحاكم.
287 -
عبد الصمد بن محمد بن حيويه
، أبو محمد البخاري الحافظ الأديب.
سمع: محمد بن محمد بن حاتم السجستاني، ومكحولا البيروتي. وعنه: تمام الرازي، ومحمد بن عمر بن بكير.
وكان واسع الرحلة، له صحيح مخرج على البخاري، جوده.
توفي بالدينور.
وقد روى عنه الحاكم، قال: سمعت أبا بكر بن حرب شيخ أهل الرأي ببلدنا يقول: كثيراً ما أرى أصحابنا يظلمون أهل الحديث، كنت عند حاتم العتكي، فدخل عليه شيخ من أهل الرأي، فقال: أنت الذي تروي أن النبي صلى الله عليه وسلم أمر بقراءة الفاتحة خلف الإمام؟ فقال: قد صح الحديث لا صلاة إلا بفاتحة الكتاب، فقال له: كذبت، إن فاتحة الكتاب لم تكن في عهد النبي صلى الله عليه وسلم، إنما نزلت في عهد عمر.
قلت: إسنادها صحيح.
288 -
علي بن محمد بن صالح بن داود
، أبو الحسن الهاشمي المقرئ الضرير، مقرئ البصرة.
قرأ القرآن على أبي العباس أحمد بن سهل الأشناني. قرأ عليه طاهر بن غلبون.
289 -
علي بن محمد بن أحمد الجرجاني الزاهد
الفقيه المعروف بأبي الحسن القصري.
كان مفتياً عارفاً بمذهب الشافعي. روى عن: البغوي، وأبي بكر بن أبي داود، وأحمد بن عبد الكريم الوزان، وعبد الرحمن بن عبد المؤمن.
توفي يوم عاشوراء.
روى عنه: حمزة السهمي، والجرجانيون.
290 -
عمر بن عبيد الله بن إبراهيم
، أبو أحمد الأصبهاني الوراق، إمام الجامع.
سمع: أبا القاسم البغوي، وأحمد بن محمد بن شيبة. وعنه: أبو بكر بن أبي علي، وأبو نعيم.
291 -
عيسى بن حامد بن بشر
، القاضي أبو الحسين الرخجي ثم البغدادي، المعروف أيضاً بابن بنت القنبيطي.
سمع من: جده محمد بن الحسين القنبيطي، ومحمد بن جعفر القتات، وإبراهيم بن شريك، وجعفر بن محمد الفريابي، وعبد الله بن ناجية. وكان من تلامذة محمد بن جرير. روى عنه: محمد بن محمد السواق، وأبو العلاء محمد بن علي الواسطي، وعلي بن عبد العزيز الطاهري، وأبو علي بن دوما.
وثقه ابن أبي الفوارس، وقال: توفي في ذي الحجّة.
292 -
الغضنفر، أبو تغلب ابن ناصر
الدولة الحسن بن عبد الله بن حمدان، التغلبي صاحب الموصل وابن صاحبها.
مر في ترجمة أبيه، وكيف قبض على أبيه، واستبد بالأمر، ثم إنه حارب عضد الدولة بن بويه، وصار إلى الرحبة، ثم هرب منها خوفاً من ابن عمه سعد الدولة صاحب حلب، ومن بني كلاب، فإن عضد الدولة كاتبهم وجسرهم عليه، فوصل إلى مرج دمشق، وأراد دخولها، فمانعه صاحبها قسام، فأنفذ أبو تغلب كاتبه إلى العزيز يستنجد به، ثم نزل بحوران، وفارقه
ابن عمه أبو الغطريف، ورد إلى خدمة عضد الدولة، فجاء الخبر من كاتبه بأن يقدم على العزيز، فخاف وتوقف، ثم نزل بأرض طبرية، وبعث العزيز مولاه الفضل ليأخذ له دمشق، فاجتمع به أبو تغلب، ثم تفرقا عن وحشة.
وكان مفرج الطائي قد استولى على الرملة فاتفق مع فضل على حرب أبي تغلب وانضم إلى أبي تغلب بنو عقيل النازلون بالشام، فوقع المصاف بظاهر الرملة في سنة تسع، مستهل صفر، فانهزم بنو عقيل، وأسر مفرج أبا تغلب، ثم قتله صبراً، وبعث برأسه إلى العزيز. ذكر ذلك القفطي.
ولم يذكر ابن عساكر أبا تغلب في تاريخه، والله أعلم.
293 -
محمد بن أحمد بن علي
، أبو الحسن الواعظ الصوفي، صاحب ابن الجلاء.
حدث بدمشق في هذه السنة عن: أحمد بن المعلى الدمشقي، والعباس بن يوسف الشكلي، وعبد الله البغوي. وعنه: الحسين بن جعفر الجرجاني، وعبد الوهاب الميداني.
294 -
محمد بن أحمد بن طاهر
، أبو طاهر الصوفي شيخ الملامتية.
كان كثير الاجتهاد والتأله، أنفق على الفقراء ما لا يحصى.
295 -
محمد بن إبراهيم بن محب
، أبو عبد الله الزهري الأندلسي.
سمع ببجانة من سعيد بن فحلون، وأحمد بن جابر.
وعاش سبعين سنة.
296 -
محمد بن عبد الرحمن بن عمرو
، أبو بكر الرحبي الحمصي القاضي.
سمع: أباه، ومحمد بن جعفر بن رزين، وأبا الجهم بن طلاب، ومحمد بن يوسف الهروي، وجماعة. وعنه: الدارقطني، وهو من أقرانه،
والمسدد الأملوكي، وعلي ابن السمسار.
حدث أيضاً بدمشق في هذه السنة.
297 -
محمد بن عبيدون بن فهد الأندلسي القرطبي
.
سمع من أبيه، وروى عن محمد بن وضاح جزءاً سمعه منه، وهو ابن إحدى عشرة سنة، ثم روى عنه المدونة بالإجازة، وهو آخر من حدث في الدنيا عن ابن وضاح.
قال ابن عفيف: وقد طعن في عدالته.
وقال ابن الفرضي: كان ذاهب السمع، لم أرو عنه. ولد سنة اثنتين وسبعين ومائتين.
298 -
محمد بن علي بن عبد الله بن إسحاق
، أبو علي الجرجاني الوزدولي، ووزدول من قرى جرجان.
نزل بغداد، وحدث عن: عمران بن موسى بن مجاشع، ويحيى بن صاعد، وأبي عروبة. وعنه: أبو سعيد الماليني، وأحمد بن علي البادي.
سمع منه في هذا العام.
299 -
محمد بن عيسى بن عمرويه
، أبو أحمد النيسابوري الجلودي الزاهد، راوي صحيح مسلم.
سمع: عبد الله بن شيرويه، وإبراهيم بن محمد بن سفيان الفقيه، وأحمد بن إبراهيم بن عبد الله، ومحمد بن إسحاق بن خزيمة، وأبا بكر محمد بن زنجويه القشيري، ومحمد بن المسيب الأرغياني، وغيرهم بنيسابور، ولم يرحل منها.
روى عنه: الحاكم أبو عبد الله، وأحمد بن الحسن بن بندار الرازي، وأبو سعيد عمر بن محمد السجزي، وأبو سعيد محمد بن علي النقاش،
وأبو محمد ابن يوسف، وعبد الغافر بن محمد الفارسي، وآخرون، وآخرهم عبد الغافر.
قال الحاكم في تاريخه: محمد بن عيسى بن محمد بن عبد الرحمن الزاهد، أبو أحمد الجلودي - كذا سمى أباه وجده - وقال: هو من كبار عباد الصوفية صحب أصحاب أبي حفص، وكان يورق بالأجرة، ويأكل من كسب يده، وكان ينتحل مذهب سفيان الثوري ويعرفه. توفي في الرابع والعشرين من ذي الحجّة، قال: وختم بوفاته سماع كتاب مسلم، فإن كل من حدث به بعده عن إبراهيم بن سفيان فإنه غير ثقة.
وقال الحاكم، وقد سئل عن الجلودي: كان من أعيان الفقراء الزهاد، من أصحاب المعاملات في التصوف، ضاعت سماعاته من أبي سفيان، فنسخ البعض من نسخة لم يكن له فيها سماع.
وقال ابن دحية: اختلف في الجلودي، فقيل: بفتح الجيم التفاتاً إلى ما ذكره يعقوب في الإصلاح، ونقله ابن قتيبة في الأدب، وليس هذا من ذاك في شيء؛ لأن الذي ذكره يعقوب رجل منسوب إلى جلود من قرى إفريقية، بينه وبين هذا أعوام عديدة، وهذا متأخر كان يحكم في الدار التي تباع فيها الجلود للسلطان، وكأن الصواب عند النحويين أن يقال الجلدي، لأنك إذا نسبت إلى الجمع رددت إلى الواحد، كقولك صحفي وفرضي.
وقال ابن نقطة: رأيت نسبه بخط غير واحد من الحفاظ: محمد بن عيسى بن عمرويه بن منصور.
قال الحاكم: ودفن في مقبرة الحيرة، وهو ابن ثمانين سنة.
300 -
محمد بن محمد بن يعقوب بن إسماعيل بن حجاج النيسابوري
، الحافظ أبو الحسين الحجاجي المقرئ العبد الصالح الصدوق.
قرأ القرآن ببغداد على ابن مجاهد، وسمع: عمر بن أبي غيلان، وعبد الله بن إسحاق المدائني، ومحمد بن جرير الطبري، وببلده أبا العباس
الثقفي، وأبا بكر بن خزيمة، وأحمد بن محمد الماسرجسي، ومحمد بن المسيب، وبالري محمد بن جعفر بن نصر الرازي، وبالكوفة علي بن العباس المقانعي، وبمصر علان بن الصيقل، وأسامة بن علي الرازي، وبدمشق أبا الجهم بن طلاب، وابن جوصا.
وصنف العلل والشيوخ والأبواب.
وعنه: أبو علي الحافظ، وهو أكبر منه، وأبو بكر ابن المقرئ، وهو من طبقته، بل أقدم منه، وأبو عبد الله بن منده، والحاكم، وأبو بكر البرقاني، وأبو حازم العبدويي.
قال الحاكم: سمعت أبا علي الحافظ يقول: ما في أصحابنا أفهم ولا أثبت من أبي الحسين، وأنا ألقبه بعفان لثبته.
قال الحاكم: ولعمري إنه لكما قال الحافظ أبو علي، فإن فهمه كان يزيد على حفظه.
قال الحاكم: وكان يمتنع عن الرواية وهو كهل، فلما بلغ الثمانين لازمه أصحابنا بالليل والنهار، حتى سمعوا منه كتابه في العلل، وهو نيف وثمانون جزءاً. وسمعوا منه الشيوخ وسائر المصنفات، وصحبته نيفاً وعشرين سنة بالليل والنهار، فما أعلم أني علمت أن الملك كتب عليه خطيئة. وحدثنا أبو علي الحافظ في مجلس إملائه، قال: حدثني أبو الحسين بن يعقوب، وهو أثبت من حدثنا عنه اليوم، فذكر حديثاً. توفي في خامس ذي الحجّة، عن ثلاث وثمانين سنة.
301 -
محمد بن يعقوب بن إسحاق بن محمود بن إسحاق
، أبو حاتم الهروي الإمام.
يروي عن: محمد بن الليث القهندزي، ومحمد بن عبد الرحمن السامي، والحسين بن إدريس، وجماعة. وعنه: ابنه أبو محمد، ومحمد بن المنتصر، وإسحاق القراب، وأبو عثمان سعيد القرشي.
وكان فقيهاً فاضلاً، توفي في رجب.
302 -
هفتكين
، أبو منصور التركي الشرابي الأمير.
هرب من بغداد خوفاً من عضد الدولة، ونزل بنواحي حمص، فسار إليه ظالم العقيلي من بعلبك ليأخذه، فلم يقدر، وكاتبوا هفتكين من دمشق، فقدمها وغلب عليها في سنة أربع وستين، وأقام الدعوة العباسية، وأزال دعوة بني عبيد، ثم تأهب لقتالهم وتوجه في شعبان من السنة، فنزل على صيدا، وواقع جند بني عبيد، فقتل منهم مقتلة عظيمة، وأخذ مراكب لهم في ساحل صيدا، فسار لحربه من مصر جوهر، فحصن هو دمشق، فنازلها جوهر المعزي بجيوشه في ذي القعدة سنة خمس وستين، وحاصرها سبعة أشهر، ثم ترحل لما بلغه مجيء القرمطي من الأحساء، فسار هفتكين في طلب جوهر، فأدركه بعسقلان، فالتقوا فكسر جوهراً وتحصن جوهر بعسقلان، فحاصره هفتكين سنة وثلاثة أشهر، ثم آمنه فنزل وراح إلى مصر، فصادف صاحب مصر العزيز نزاراً وقد خرج في جيوشه قاصداً دمشق، فرد في خدمته، فكانوا سبعين ألفاً، فالتقاهم هفتكين وثبت، ثم انكسر، وأسروه في أول سنة ثمان وستين وحمل إلى مصر، ثم من عليه العزيز وأطلقه، وصار له موكب، فخافه الوزير يعقوب بن يوسف بن كلس فقتله، دس عليه من سقاه السم، وقيل: بل هلك في سنة إحدى وسبعين. وكان إليه المنتهى في الشجاعة.
سنة تسع وستين وثلاث مائة.
303 -
أحمد بن إسحاق بن محمد بن أحمد
بن الحسن بن شيبان، أبو محمد البغدادي الشيباني ثم الهروي الضرير.
سمع: معاذ بن نجدة، وعلي بن محمد الجكاني، وأقرانهما. روى عنه: أبو الفضل بن أبي عصمة، وأبو عثمان سعيد القرشي، وأبو حازم العبدويي.
توفي في جمادى الآخرة.
304 -
أحمد بن الحسين بن أحمد بن المؤمل الصيرفي البغدادي
، ابن أخي أبي عبيد بن المؤمل.
توفي في المحرم.
قال ابن أبي الفوارس: كان فيه نظر.
305 -
أحمد بن عبد الوهاب بن محمد بن أبي صدام
، أبو بكر اللهبي الصابوني.
دمشقي مستور الحال، روى عن: سعيد بن عبد العزيز، وابن الدرفس، وجماهر الزملكاني، ومحمد بن خريم. وعنه: تمام، وعبد الوهاب الميداني، وعلي ابن السمسار، وجماعة.
توفي في ربيع الآخر.
306 -
أحمد بن عبد الوهاب بن يونس
، أبو عمر القرطبي الفقيه الشافعي، تلميذ عبيد الشافعي الفقيه.
كان ذكياً عالماً بالاختلاف، لسناً، مناظراً، نحوياً، لغوياً، وكان ينسب إلى الاعتزال.
توفي فيها أو في صدر سنة سبعين.
307 -
أحمد بن عطاء بن أحمد بن محمد بن عطاء
، أبو عبد الله الروذباري الصوفي الكبير، نزيل صور.
حدث عن: أبي القاسم البغوي، وابن أبي داود، وعلي بن محمد بن عبيد الحافظ، والحسين بن إسماعيل المحاملي، وجماعة. وعنه: ابن جميع، وابنه السكن، وعبد الله بن بكر الطبراني، وأحمد بن الحسن الطيان، وأبو عبد الله بن باكويه، وعلي بن جهضم، وعلي بن عياض الصوري، وآخرون.
قال حمزة السهمي: سمعت أبا طاهر الدقي، قال: سمعت أحمد بن عطاء يقول: كلمني جمل في طريق مكة، رأيت الجمال والمحامل عليها، وقد مدت أعناقها في الليل، فقلت: سبحان من يحمل عنها ما هي فيه، فالتفت إلي جمل فقال لي: قل جل الله، فقلت: جل الله.
وقال السلمي: أحمد بن عطاء هو ابن أخت أبي علي الروذباري، يرجع إلى أنواع من العلوم، منها علم القراءات وعلم الشريعة، وعلم الحقيقة، وإلى أخلاق في التجريد يختص بها ويربي على أقرانه، وهو أوحد مشايخ وقته في بابته وطريقته. توفي في ذي الحجّة سنة تسع وستين.
وقال الخطيب: روى أحاديث غلط فيها غلطاً فاحشاً، فسمعت الصوري يقول: حدثونا عن الروذباري، عن إسماعيل الصفار، عن ابن عرفة أحاديث لم يروها الصفار، قال: ولا أظنه يتعمد الكذب لكن شبه عليه.
وقال القشيري: كان شيخ الشام في وقته.
ومن كلام أحمد بن عطاء: الذوق أول المواجيد، فأهل الغيبة إذا شربوا طاشوا، وأهل الحضور إذا شربوا عاشوا.
وقال: ما من قبيح إلا وأقبح منه صوفي شحيح.
وقال: التصوف ينفي عن صاحبه البخل، وكتب الحديث ينفي عن
صاحبه الجهل، فإذا اجتمعا في شخص فناهيك به نبلاً.
وقال: ليس كل من يصلح للمجالسة يصلح للمؤانسة، وليس كل من يصلح للمؤانسة يؤتمن على الأسرار.
308 -
أحمد بن محمد بن حسنويه بن يونس
، أبو حامد الهروي العدل.
سمع الحسين بن إدريس، وغيره. وعنه: إسحاق القراب، وأبو بكر البرقاني، وأبو حازم العبدويي، وأبو عثمان سعيد القرشي.
وقال أبو النضر الفامي: كان ثقة.
قلت: توفي في رمضان.
309 -
أحمد بن محمد بن دلان بن هارون الفقيه
، أبو حامد الزوزني.
توفي في جمادى الآخرة.
310 -
أحمد بن أبي منصور
، أبو حامد الأزهري الهروي.
لعله الذي تقدم.
311 -
إبراهيم بن أحمد بن عمر بن حمدان بن شاقلا
، أبو إسحاق البغدادي البزاز، شيخ الحنابلة وفقيههم.
كان إماماً في الأصول والفروع، سمع من دعلج بن أحمد، وأبي بكر الشافعي، وأبي علي ابن الصواف، وتفقه على أبي بكر عبد العزيز.
وكان يشغل الناس، وله حلقة بجامع المنصور.
توفي في رجب، وله أربع وخمسون سنة رحمه الله، لم يبلغ سن الرواية.
312 -
إبراهيم بن ثابت
، أبو إسحاق الدعاء المذكر.
يقال: إنه لقي الجنيد.
قال السلمي: كان من أورع المشايخ وأزهدهم وأحسنهم حالاً،
وألزمهم للشريعة. وكان له حلقة ببغداد، تقدمت إليه وسألته أن يدعو لي، فقال: يا أخي اختيار ما جرى لك في الأزل خير لك من معارضة الوقت.
وكان يقول: كان الجنيد يأتي إلى دارنا.
وقال إبراهيم: دع ما تندم عليه.
313 -
الحسن بن أحمد بن دليف الأزركاني
.
حدث عن ابن الجارود.
314 -
الحسن بن علي بن شعبان
، أبو علي المصري.
روى عن ابن المنذر.
315 -
الحسين بن علي البصري الحنفي المعروف بالجعل
.
كان مقدماً في الفقه والكلام، عاش ثمانين سنة. وكان من كبار المعتزلة، وله تصانيف على قواعدهم.
ذكره أبو إسحاق في طبقات الفقهاء، فقال فيه: رأس المعتزلة. وكناه أبا عبد الله.
قال الخطيب: له تصانيف كثيرة في الاعتزال. قال لي أبو عبد الله الصيمري: كان مقدماً في الفقه والكلام مع كثرة أماليه فيهما وتدريسه لهما. قال: وتوفي في ذي الحجّة. وحدثني التنوخي أنه ولد سنة ثلاث وتسعين ومائتين. قيل: وصلى عليه أبو علي الفارسي النحوي.
316 -
الحسين بن كهمس
، أبو علي الجوهري المصري المعدل.
سمع أبا العلاء الكوفي، وتوفي في شعبان.
317 -
الحسين بن محمد بن علي
، أبو سعيد الأصبهاني الزعفراني.
كان - فيما ذكر أبو نعيم - بندار البلد في كثرة الأصول والحديث، صاحب معرفة وإتقان، صنف المسند والتفسير والشيوخ، وله من المصنفات شيء كثير.
سمع: أبا القاسم البغوي، ويحيى بن صاعد، والحسين بن علي بن زيد. وعنه: أبو بكر بن أبي علي، وأبو نعيم، وأهل أصبهان.
أخبرنا أحمد بن سلامة إجازة، عن مسعود الجمال، أن أبا علي الحداد أخبره، قال: أخبرنا أبو نعيم، قال: حدثنا الحسين بن محمد، قال: حدثنا الحسين بن علي بن زيد، قال: حدثنا محمد بن عمرو بن حنان، قال: حدثنا بقية، عن أبي فروة الرهاوي، عن مكحول، عن شداد بن أوس، قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: حسبي الله ونعم الوكيل أمان كل خائف.
318 -
خالد بن هاشم
، أبو زيد القرطبي الوزير.
سمع: أسلم بن عبد العزيز، وأحمد بن خالد بن الجباب، وتوفي في صفر، ووزر قليلاً للمؤيد بالله.
319 -
رحيم بن سعيد بن مالك الضرير
، أبو سعيد العابر.
سمع: أبا زرعة الدمشقي، وهو آخر من حدث عنه، وحاجب بن أركين. روى عنه: عبد الغني بن سعيد الحافظ، ويحيى بن علي ابن الطحان، وأحمد بن عمر الجهازي.
قال عبد الغني: سمعته يقول: سمعت من أبي زرعة.
وقال ابن الطحان: سمعنا منه سنة تسع وستين، وعاش بعد ذلك يسيراً. قال: عمري مائة وسبع سنين.
320 -
سعيد بن أبي سعيد محمد بن أحمد بن سعيد
، أبو عثمان الصوفي النيسابوري.
قال الحاكم: رفيقي، لعله كتب بانتخابي على الشيوخ نحو مائة ألف حديث بخراسان والعراق، فقد وصل إلي من سماعي بخطه الدقيق أكثر من ستمائة جزء. سمع الأصم وغيره، وببغداد أحمد بن كامل، وعبد الله بن إسحاق الخراساني، ومات كهلاً.
وروى عنه الحاكم، وأبو العلاء الواسطي.
321 -
عبد الله بن أحمد بن راشد بن شعيب
، أبو محمد ابن أخت وليد البغدادي الفقيه الظاهري، قاضي دمشق.
حدث عن: ابن قتيبة العسقلاني، وعلي بن عبد الله الرملي. وعنه: علي بن منير، وابن نظيف الفراء، ومحمد بن جعفر بن أبي الذكر، وغيرهم.
ذكره ابن عساكر، فقال: وكان خياطاً فولي قضاء مصر في دولة الإخشيد. قال: وقيل: كان سخيفاً خليعا يأخذ الرشوة، وهجوه بقصيدة. وولي قضاء دمشق سنة ثمان وأربعين وثلاثمائة، وطال عمره. توفي في ذي القعدة، وقد ولي قضاء مصر سنة تسع وعشرين وثلاثمائة، وعزل سنة ثلاثين وثلاثمائة.
وقال أبو محمد بن حزم: أبو محمد عبد الله بن محمد بن شعيب المعروف بابن أخت وليد، ولي قضاء دمشق ومصر، وله مصنفات كثيرة. أخذ عن أبي الحسن عبد الله بن أحمد بن المغلس الداودي.
ثم قرأت في كتاب قضاة مصر لابن زولاق، قال: كان محمد بن بدر قاضي مصر قد أوقف من الشهود عبد الله بن وليد، فدخل يوماً على محمد بن بدر، فلم يوسع له أحد، فقال ابن بدر: عندي يا أبا محمد، فأبى، وجلس قليلاً وانصرف، ثم كتب إلى بغداد إلى ابن أبي الشوارب يطلب أن يوليه قضاء مصر، وبذل له، وأعانه جماعة ببغداد، فكتب إليه بالقضاء، فجاءه العهد في رمضان سنة ثمان وعشرين وثلاثمائة. وكان
قاضي الرملة الحسين بن هروان بمصر، فركب إليه ابن وليد يعرفه بالأمر، وأراه عهده، والتمس معونته، فطمع ابن هروان في الأمر، وقوى قوم نفسه، فأعانه الإخشيد، ففتر أمر ابن وليد، ولم يعنه الإخشيد، وتمرض، فكان الناس يقولون: عبد الله بن وليد أبرد من الجليد، عبد الله بن وليد تحت القضاء شديد، عبد الله بن وليد هو ذا يموت شهيد.
ثم بعد سنة ولي مصر ابن زبر فلم يلبث أن مات، وسعى ابن وليد في القضاء، فتولى من جهة ابن هروان قاضي الرملة المذكور، وقرئ عهد الراضي بالله إلى ابن هروان بقضاء مصر، ثم عزل ابن وليد عن الحكم بعد ستة أشهر بمحمد بن بدر، ثم مات ابن بدر بعد سنة، وحكم بعده أبو الذكر محمد بن يحيى المالكي عشرة أيام، وصرف، وقد ولي ابن وليد مرة ثانية وثالثة بمصر، والثالثة كانت من جهة المستكفي بالله، فكانت أجل ولاياته، ثم تكبر وتجبر، واستهان بالناس، وكان يهزل في مجلسه ويلعب، وطالت ولايته، وخلع المستكفي فجاءه تقليد القضاء من المطيع.
ثم إن المطيع رد قضاء مصر إلى محمد بن الحسن الهاشمي، فكتب إلى ابن وليد بالعهد من قبله، ثم إنه أخذ في تكثير الشهود وتعديل من لا يليق، فمقتوه، وكان قبل ذا تاجراً بزازاً كثير الأموال، ثم عزل وولي بعد مدة قضاء دمشق، وله أخبار يطول ذكرها، نسأل الله أن يسامحه.
وحفظ عنه أنه كان يقول لحاجبه: أين اليهود؟ يعني: الشهود، والكمناء؟ يعني: الأمناء. وقالت له امرأة: خذ بيدي، فقال: وبرجلك.
وكان ينقم عليه هزله المقذع، وتبسطه في الأحكام والارتشاء، وكان أبو الطاهر الذهلي لا ينفذ له حكماً.
322 -
عبد الله بن إبراهيم بن أيوب بن ماسي
، أبو محمد البغدادي البزاز.
سمع: أبا مسلم الكجي، وأبا شعيب الحراني، وخلف بن عمرو العكبري، ويوسف القاضي، وأحمد بن أبي عوف البزوري، وغيرهم. وعنه:
أبو الحسن بن رزقويه، وأبو الفتح بن أبي الفوارس، والبرقاني، وإبراهيم بن عمر البرمكي الفقيه، وآخرون.
وولد سنة أربع وسبعين ومائتين.
قال الخطيب: كان ثقة ثبتاً، سألت البرقاني: أيما أحب إليك، ابن مالك القطيعي أو ابن ماسي؟ فقال: ليس هذا مما يسأل عنه، ابن ماسي ثقة ثبت لم يتكلم فيه.
قلت: مات ابن ماسي في رجب، وله خمس وتسعون سنة.
323 -
عبد الله بن محمد بن جعفر بن حيان
، أبو محمد الأصبهاني الحافظ، أبو الشيخ صاحب التصانيف.
ولد سنة أربع وسبعين ومائتين. وسمع في صغره جده لأمه محمود بن الفرج الزاهد، وإبراهيم بن سعدان، ومحمد بن عبد الله بن الحسن بن حفص رئيس أصبهان، ومحمد بن أسد المديني، وأحمد بن محمد بن علي الخزاعي، وعبد الله بن محمد بن زكريا، وإبراهيم بن رسته، وأبا بكر أحمد بن عمرو بن أبي عاصم، وأبا بكر أحمد بن عمرو البزار، وإسحاق بن إسماعيل الرملي.
وأول سماعه سنة أربع وثمانين، ورحل فسمع بالبصرة من أبي خليفة وغيره، وببغداد من أحمد بن الحسن الصوفي وطبقته، وبمكة المفضل الجندي وغيره، وبالموصل من أبي يعلى، وبحران من أبي عروبة، وبالري وأماكن أخر.
وكان حافظاً، عارفاً بالرجال والأبواب، كثير الحديث إلى الغاية، صالحاً، عابداً، قانتاً لله، صنف تاريخ بلده، والتاريخ على السنين، وكتاب السنة، وكتاب العظمة، وكتاب ثواب الأعمال، وكتاب السنن. وقد وقع لنا أشياء من حديثه وتخاريجه.
روى عنه: أبو سعد الماليني، وأبو بكر بن مردويه، وأبو بكر أحمد بن عبد الرحمن الشيرازي، وأبو نعيم، ومحمد بن علي بن سمويه المؤدب، وسفيان بن حسنكويه، وأبو بكر محمد بن علي بن بهروزمرد، والفضل بن
محمد القاساني، وحفيده محمد بن عبد الرزاق بن عبد الله، وأبو طاهر محمد بن أحمد بن عبد الرحيم الكاتب، وخلق سواهم.
قال أبو بكر بن مردويه: ثقة مأمون، صنف التفسير، والكتب الكثيرة في الأحكام وغيره.
وقال أبو بكر الخطيب: كان حافظا ثبتا متقنا.
وعن بعضهم، قال: ما دخلت على الطبراني إلا وهو يمزح ويضحك، وما دخلت على أبي الشيخ إلا وهو يصلي.
وقال أبو نعيم: كان أحد الأعلام، صنف الأحكام والتفسير، وكان يفيد عن الشيوخ ويصنف لهم ستين سنة، وكان ثقة.
أخبرنا علي بن عبد الغني المعدل في كتابه، أنه سمع يوسف بن خليل الحافظ يقول: رأيت في النوم كأني دخلت مسجد الكوفة، فرأيت في وسطه شيخاً طوالاً لم أر شيخا قط أحسن منه، وعليه ثياب بيض، فقيل لي: أتعرف هذا؟ قلت: لا، فقيل لي: هو أبو محمد بن حيان، فخرجت خلفه، وقلت له: أنت أبو محمد بن حيان؟ قال: أنا أبو محمد بن حيان، قلت: أليس قد مت؟ قال: بلى، قلت: فبالله، ما فعل الله بك؟ قال:{الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي صَدَقَنَا وَعْدَهُ وَأَوْرَثَنَا الأَرْضَ} إلى آخر الآية، فقلت: أنا يوسف بن خليل الدمشقي جئت لأسمع حديثك وأحصل كتبك، فقال: سلمك الله، وفقك الله، ثم صافحته، فلم أر شيئاً قط ألين من كفه، فقبلتها ووضعتها على عيني.
توفي أبو الشيخ فيما ذكر أبو نعيم في سلخ المحرم من السنة.
324 -
عبد الرحمن بن أحمد بن حمدويه
، أبو سعيد النيسابوري المقرئ المؤذن.
كان خيراً مجتهداً من أولاد المحدثين، حج به أبوه سنة ثلاثمائة،
وجاور به، فسمعه من أحمد بن زيد بن هارون القزاز صاحب إبراهيم بن المنذر الحزامي، ومن جماعة، ثم رجع وسمع من: عبد الله بن شيرويه، ومحمد بن شادل، والسراج، وابن خزيمة، وببغداد من البغوي، وجماعة. وخرج له الحاكم فوائد، وحدث بأصبهان وبالبصرة وغيرهما. روى عنه: الحاكم، وأبو حفص بن مسرور.
325 -
عبد الرحمن بن عبيد الله بن موسى
، أبو المطرف ابن الزامر القرطبي.
سمع: أحمد بن يحيى ابن الشامة، ووهب بن مسرة، ومحمد بن معاوية القرشي، وخلقاً، ورحل فسمع من الآجري وطبقته، وكان كثير الجمع للحديث. عاش خمسين سنة.
326 -
عبد العزيز بن محمد بن الحسن بن محمد التميمي الجوهري
، أبو محمد قاضي الصعيد.
يروي عن: ابن زبان، وأبي جعفر الطحاوي.
327 -
عبيد الله بن العباس بن الوليد بن مسلم
، أبو أحمد الشطوي.
بغدادي ثقة. سمع: عبد الله بن ناجية، وإبراهيم بن موسى الجوزي، وأحمد بن حسن الصوفي. وعنه: أبو العلاء الواسطي، وعلي بن عبد العزيز الطاهري، ومحمد بن عمر بن بكير، وأبو علي بن دوما.
وقال ابن أبي الفوارس: توفي في شوال، وكان فيه تساهل.
328 -
علي بن حفص بن عمر الأردبيلي الحافظ
.
سمع: الحسن بن علي الطوسي، ومحمد بن إبراهيم الأصبهاني، وجماعة. وكان حافظاً كأبيه.
329 -
عمر بن أحمد ابن السراج الشاهد
، أبو حفص.
بغدادي ثقة، عنده عن أبي بكر ابن الأنباري.
330 -
عمر بن أحمد بن يوسف
، أبو حفص البغدادي، وكيل الخليفة المتقي لله، يعرف بأبي نعيم.
روى عن أحمد بن الحسن الصوفي، وغيره. روى عنه أبو الفتح بن أبي الفوارس، وبشرى الفاتني.
وثقه الخطيب.
331 -
محمد بن أحمد بن جعفر
، أبو عمرو الأرغياني المؤذن.
ثقة، حدث بسمرقند عن: أبي العباس السراج، وعلي بن الفضل البلخي. وعنه أبو سعيد الإدريسي.
توفي بسمرقند في ذي القعدة.
332 -
محمد بن أحمد بن حامد
بن خميرويه
، أبو أحمد النيسابوري الكرابيسي الحافظ.
سمع: السراج، ومؤمل بن الحسن، وطبقتهما، ورحل فسمع من ابن أبي حاتم، وابن عقدة، وطبقتهما.
قال الحاكم: كان يرجع إلى معرفة وفهم. سمع الكثير، وصنف وحدثنا. توفي في صفر.
333 -
محمد بن أحمد بن حامد، أبو جعفر ابن المتيم البغدادي، مولى الهادي بالله.
قال ابن أبي الفوارس: كتبنا عنه، عن الفريابي، وغيره، وكان لا بأس به، وكان فيه دعابة، توفي في شوال.
334 -
محمد بن سليمان بن محمد بن سليمان بن هارون
، الإمام أبو سهل الحنفي العجلي الصعلوكي النيسابوري الفقيه الشافعي الأديب اللغوي المتكلم المفسر النحوي الشاعر المفتي الصوفي.
حبر زمانه وبقية أقرانه، هذا قول الحاكم فيه. وقال: ولد سنة ست وتسعين ومائتين، وأول سماعه سنة خمس وثلاثمائة. واختلف إلى أبي بكر بن خزيمة، ثم إلى أبي علي محمد بن عبد الوهاب الثقفي، وناظر وبرع، ثم استدعي إلى أصبهان، فلما بلغه نعي عمه أبي
الطيب، خرج متخفياً، فورد نيسابور سنة سبع وثلاثين وثلاثمائة، ثم نقل أهله من أصبهان، وأفتى ودرس بنيسابور نيفاً وثلاثين سنة. سمع: ابن خزيمة، وأبا العباس السراج، وأبا العباس أحمد بن محمد الماسرجسي، وأبا قريش محمد بن جمعة، وأحمد بن عمر المحمداباذي، وبالري أبا محمد بن أبي حاتم، وببغداد إبراهيم بن عبد الصمد، وأبا بكر ابن الأنباري، والمحاملي. وكان يمتنع من التحديث كثيراً إلى سنة خمس وستين، فأجاب للإملاء. وقد سمعت أبا بكر بن إسحاق الصبغي غير مرة يعود الأستاذ أبا سهل ويقول: بارك الله فيك لا أصابك العين. وسمعت أبا منصور الفقيه يقول: سئل أبو الوليد الفقيه عن أبي بكر القفال وأبي سهل الصعلوكي أيهما أرجح؟ فقال: ومن يقدر أن يكون مثل أبي سهل؟! وقال الفقيه أبو بكر الصيرفي: لم ير أهل خراسان مثل أبي سهل.
وقال الصاحب إسماعيل بن عباد: ما رأينا مثل أبي سهل، ولا رأى مثل نفسه.
وقال الحاكم أبو عبد الله: أبو سهل مفتي البلدة وفقيهها، وأجدل من رأينا من الشافعيين بخراسان، ومع ذلك أديب، شاعر، نحوي، كاتب، عروضي، محب للفقراء.
وقال أبو إسحاق الشيرازي: أبو سهل الصعلوكي الحنفي، من بني حنيفة، صاحب أبي إسحاق المروزي، مات في آخر سنة تسع وستين.
وكان فقيهاً، أديباً، شاعراً، متكلماً، مفسراً، صوفياً، كاتباً. وعنه أخذ ابنه أبو الطيب، وفقهاء نيسابور.
قلت: وهو صاحب وجه، ومن غرائبه أنه قال: إذا نوى غسل الجنابة والجمعة معاً لا يجزئه لواحد منهما. وقال بوجوب النية لإزالة النجاسة. وقد نقل الماوردي، وأبو محمد البغوي الإجماع أنها لا تشترط.
وقال أبو العباس النسوي: كان أبو سهل الصعلوكي مقدماً في علم الصوفية، صحب الشبلي، وأبا علي الثقفي، والمرتعش، وله كلام حسن في التصوف.
قلت: مناقبه جمة، ومنها ما رواه القشيري أنه سمع أبا بكر بن فورك يقول: سئل الأستاذ أبو سهل عن جواز رؤية الله بالعقل، فقال: الدليل عليه شوق المؤمنين إلى لقائه، والشوق إرادة مفرطة، والإرادة لا تتعلق بمحال.
وقال السلمي: سمعت أبا سهل يقول: ما عقدت على شيء قط، وما كان لي قفل ولا مفتاح، ولا صررت على فضة ولا ذهب قط. وسمعته يسأل عن التصوف، فقال: الإعراض من الاعتراض.
وسمعته يقول: من قال لشيخه: لم؟ لا يفلح أبداً. وقد حضر أبو القاسم النصراباذي وجماعة، وحضر قوال، فكان فيما غنى به، هذا: جعلت تنزهي نظري إليكا فقال النصراباذي: قل: جعلت، فقال أبو سهل: بل جعلت، فرأينا النصراباذي ألطف قولاً منه في ذلك، فرأى ذلك فينا، فقال: ما لنا وللتفرقة، أليس عين الجمع أحق؟ فسكت النصراباذي ومن حضر.
وقال لي أبو سهل: أقمت ببغداد سبع سنين، فما مرت بي جمعة إلا ولي على الشبلي وقفة أو سؤال، ودخل الشبلي على أبي إسحاق المروزي فرآني عنده، فقال: ذا المجنون من أصحابك، لا، بل من أصحابنا.
أخبرنا أبو الفضل أحمد بن هبة الله ابن تاج الأمناء، قال: أخبرنا محمد بن يوسف الحافظ، أن زينب بنت أبي القاسم الشعري أخبرته. (ح) وأخبرنا أبو الفضل، أنها كتبت إليه تخبره، أن إسماعيل بن أبي القاسم
أخبرها، قال: أخبرنا عمر بن أحمد بن مسرور، قال: حدثنا أبو سهل محمد بن سليمان الحنفي إملاء، قال: حدثنا أبو قريش الحافظ، قال: حدثنا يحيى بن سليمان ابن نضلة، قال: حدثنا مالك، عن سهيل بن أبي صالح، عن أبيه، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «المؤمن يأكل في معى واحد، والكافر يأكل في سبعة أمعاء» .
وبهذا الإسناد إلى ابن مسرور، قال: أنشدنا أبو سهل لنفسه:
أنام على سهو وتبكي الحمائم وليس لها جرم ومني الجرائم كذبت وبيت الله لو كنت عاقلاً لما سبقتني بالبكاء الحمائم
وقال الحاكم: سمعت الأستاذ أبا سهل ودفع إليه مسألة، فقرأها علينا، وهي:
تمنيت شهر الصوم لا لعبادة ولكن رجاء أن أرى ليلة القدر فأدعو إله الناس دعوة عاشق عسى أن يريح العاشقين من الهجر
فكتب أبو سهل في الحال:
تمنيت ما لو نلته فسد الهوى وحل به للحين قاصمة الظهر فما في الهوى طب ولا لذة سوى معاناة ما فيه يقاسى من الهجر
قال الحاكم: توفي أبو سهل في ذي القعدة سنة تسع وستين بنيسابور.
335 -
محمد بن صالح بن علي بن يحيى
بن عبد الله بن محمد بن عبيد الله بن عيسى بن موسى بن محمد بن علي بن عبد الله بن العباس القاضي، أبو الحسن الهاشمي العباسي البغدادي، الكوفي الأصل، المعروف بابن أم شيبان قاضي بغداد.
سمع: عبد الله بن زيدان البجلي، ومحمد بن محمد بن عقبة. روى عنه أبو بكر البرقاني، وغيره.
وولي القضاء سنة أربع وثلاثين وثلاثمائة، وقدم بغداد من الكوفة مع أبيه وأخيه القاضي محمد الذي مر بعد الثلاثمائة. وقرأ على ابن مجاهد، ثم صاهر أبا عمر محمد بن يوسف القاضي على بنت بنته.
قال طلحة بن جعفر: هو رجل عظيم القدر، واسع العلم، كثير الطلب، حسن التصنيف، ينظر في فنون، متوسط في مذهب مالك. قال: ولا أعلم هاشمياً تقلد قضاء بغداد غيره، جمعت له بغداد، ثم قلد معها قضاء مصر، وقطعة من الشام.
وقال ابن أبي الفوارس: كان نبيلاً فاضلاً، ما رأينا في معناه مثله، وفي الصدق نهاية. مولده سنة ثلاث وتسعين ومائتين. قال: وتوفي فجأة لليلة من جمادى الأولى. قلت: كان من خيار القضاة في زمانه مع الشرف والعلم.
336 -
محمد بن عبد الرحمن بن سهل بن مخلد
، أبو عبد الله الأصبهاني الغزال.
محدث رحال جوال، سمع: عبدان الأهوازي، ومحمد بن زبان بن حبيب، وعلي بن أحمد علان، والقاسم بن عيسى العصار الدمشقي وطبقتهم. وعنه: أبو بكر بن أبي علي الذكواني، وأبو نعيم الأصبهاني، وقال: هو أحد من يرجع إلى حفظ ومعروف، وله مصنفات، توفي في ذي الحجّة.
وروى عنه أيضاً: أبو سعد الماليني، وأبو بكر أحمد بن محمد بن الحارث الأصبهاني، وطائفة. وله تصانيف في القراءات والحديث.
337 -
محمد بن علي بن الحسن بن أحمد
، أبو بكر النقاش الحافظ المصري نزيل تنيس.
ولد سنة اثنتين وثمانين ومائتين، وهو راوي نسخة فليح، توفي في شعبان.
روى عن: محمد بن جعفر الإمام نزيل دمياط صاحب إسماعيل بن أبي
أويس، وأحد شيوخ النسائي. وروى عن: القاسم بن الليث الرسعني، شيخ للنسائي أيضاً، وأبي عبد الرحمن النسائي، وأبي يعقوب إسحاق المنجنيقي. ورحل من مصر، فسمع بدمشق جماهر بن محمد الزملكاني، وببغداد عمر بن أبي غيلان، ومحمد بن صالح بن ذريح، وبالموصل أبا يعلى، وبالأهواز عبدان، في خلق سواهم.
وعنه: الدارقطني، والحسين بن جعفر الكللي، ويحيى بن علي ابن الطحان، وإبراهيم بن علي الغازي، والحسن بن عمر بن جماعة الإسكندراني، وعلي بن الحسين بن جابر التنيسي القاضي، وغيرهم. ورحل إليه الدارقطني إلى تنيس.
توفي النقاش رابع شعبان، وكان أحد أئمة الحديث.
338 -
محمد بن محمد بن إسماعيل
، أبو نصر الكرابيسي النيسابوري.
يروي عن: مكي بن عبدان، وابن الشرقي. ما كأنه شاخ.
339 -
محمد بن المهلب بن محمد
، أبو بكر المصري الصيدلاني العدل.
توفي في صفر، وله مائة وتسع سنين.
340 -
محمد بن يحيى بن عبد العزيز
، أبو عبد الله القرطبي ابن الخزاز.
سمع: محمد بن عمر بن لبابة، وعمر بن حفص، وأسلم بن عبد العزيز، وأحمد بن خالد، وجماعة. وولي قضاء طليلطة وباجة، وولي الصلاة بقرطبة، وزمن في الآخر سبعة أعوام، فأكثروا عنه.
قال ابن الفرضي: لزمته عاماً، وكان ثقة مأموناً. توفي في شوال.
341 -
مخلد بن جعفر بن مخلد بن سهل
، أبو علي الفارسي الدقاق الباقرحي.
سمع: يحيى بن محمد بن البختري، ويوسف القاضي، ومحمد بن يحيى المروزي، والحسن بن علويه، وأبا العباس بن مسروق، وأحمد بن يحيى الحلواني. وله مشيخة سمعناها.
روى عنه أبو الفتح بن أبي الفوارس، وأبو نعيم، وأبو العلاء الواسطي، ومحمد بن علي العلاف، ومحمد بن الحسين بن بكير.
قال أحمد بن علي البادا: كان ثقة صحيح السماع، غير أنه لم يكن يعرف شيئاً من الحديث.
وقال ابن أبي الفوارس: كان له أصول كثيرة عن الفريابي، ويوسف القاضي، وغيرهما جياد بخطه.
وقال أبو نعيم: بلغنا أنه خلط بعد سفري.
وقال أبو الحسن محمد بن العباس بن الفرات: كان مخلد بن جعفر أصوله صحيحة، ثم إن ابنه حمله في آخر أمره على ادعاء أشياء منها: المغازي عن المروزي، والمبتدأ عن ابن علويه، وتاريخ الطبري، الكبير، وغير ذلك، فشرهت نفسه وقبل منه، واشترى هذه الكتب، فحدث بها، فانهتك.
وقال ابن أبي الفوارس: حدث بالتاريخ والمبتدأ من كتاب ليس فيه سماع له، أسأل الله الستر الجميل، ولعل أنه ظن أن هذا يجوز عند أصحاب الحديث، إذا سمع كتاب معروف أن يقرأه من كتاب غيره. قال: وتوفي لليلة بقيت من ذي الحجّة.
342 -
يحيى بن يعقوب بن حامد
، أبو زكريا القزويني البزاز.
سمع: محمد بن أيوب بن الضريس، وأبا خليفة الجمحي، وعمر بن إسماعيل بن أبي غيلان.
وكان فقيهاً مالكي المذهب. عاش دهراً، وأحسبه توفي بقزوين.
سنة سبعين وثلاثمائة
343 -
أحمد بن سعيد بن سعيد
، أبو الحسين البغدادي الذهبي وكيل دعلج.
روى عن: جعفر الخلدي، وأبي مزاحم موسى بن عبيد الله الخاقاني، وعبد الكريم ابن النسائي، سمع منه كتاب والده في الضعفاء، وسمع من هذا الشيخ أبو الحسن الدارقطني هذا الكتاب. وروى عنه: عبد الغني بن سعيد، وأبو بكر البرقاني.
وذكر البرقاني أنه كان فاضلاً، وتوفي بطريق مكة.
344 -
أحمد بن عبد الكريم أبو بكر الحلبي
راوي جزء الرافقي عنه.
روى عنه المسدد الأملوكي، وغيره.
345 -
أحمد بن علي
، أبو بكر الرازي، العلامة صاحب التصانيف، وتلميذ أبي الحسن الكرخي.
وإليه انتهت رياسة الحنفية ببغداد، وعنه أخذ فقهاؤها. وكان مشهوراً بالزهد والفقه. عرض عليه قضاء القضاة فامتنع منه. روى في تصانيفه عن أبي العباس الأصم، وعبد الباقي بن قانع، والطبراني. وعاش خمساً وستين سنة. قدم بغداد في صباه وسكنها، وتصانيفه تدل عل حفظه للحديث وبصره به. وكان رأساً في الزهد.
قال أبو بكر الخطيب: حدثنا أبو العلاء الواسطي قال: لما امتنع القاضي أبو بكر الأبهري المالكي من أن يلي القضاء قالوا: فمن يصلح؟ قال: أبو بكر الرازي. وكان الرازي يزيد حاله على منزلة الرهبان في العبادة، فأريد للقضاء فامتنع، وكان يميل إلى الاعتزال، وفي تصانيفه ما يدل على ذلك في مسألة الرؤية وغيرها، وتوفي في ذي الحجة.
346 -
أحمد بن محمد
بن بشر
، أبو بكر ابن الشارب، المقرئ.
قرأ برواية قنبل على أبي بكر محمد بن موسى بن محمد الهاشمي الزينبي صاحب قنبل. قرأ عليه أبو العلاء محمد بن علي الواسطي، ومحمد بن الحسين الكارزيني.
توفي في المحرم.
347 -
أحمد بن محمد، أبو العباس الدارمي المصيصي، الشاعر المشهور بالنامي.
أحد شعراء سيف الدولة الخواص، وكان تلو المتنبي في الرتبة عند سيف الدولة. وكان عارفاً باللغة. أملى آداباً بحلب عن علي بن سليمان الأخفش، وابن درستويه الفارسي، وأبي بكر الصولي، وجماعة. روى عنه: أبو القاسم الحسين بن علي بن أسامة الحلبي، وأبو الحسين أحمد بن علي أخوه، وأبو بكر الخالدي، والقاضي أبو طاهر صالح بن جعفر الهاشمي، وجماعة.
وله في سيف الدولة:
أمير العلى إن العوالي كواسب علاك في الدنيا وفي جنة الخلد يمر عليك الحول سيفك في الطلى وطرفك ما بين الشكيمة واللبد ويمضي عليك الدهر فعلك للعلى وقولك للتقوى وكفك للرفد
وله مع المتنبي وقائع ومعارضات في الأناشيد، وليس هو من رجال المتنبي، ولكنه شاخ، وبقي شيخ الأدباء بالشام.
ذكر أبو الخطاب بن عون قال: دخلت عليه فوجدت رأسه كالثغامة بياضاً، وفيه شعرة واحدة سوداء، فقلت: يا سيدي في رأسك شعرة سوداء، فقال: نعم هذه بقية شبابي وأنا أفرح بها، ولي فيها:
رأيت في الرأس شعرة بقيت سوداء تهوى العيون رؤيتها
فقلت للبيض إذ تروعها بالله إلا رحمت غربتها فقل لبث السوداء في وطن تكون فيه البيضاء ضرتها
ثم قال لي: بيضاء واحدة تروع ألف سوداء فكيف حال سوداء بين ألف بيضاء؟
وتوفي النامي عن تسعين سنة. وشعره قليل، كان بطيء الخاطر، ربما بقي أشهراً في عمل القصيدة. وكان يحدث لسيف الدولة الحادثة أو الفتح فيهنيه بذلك بعد أشهر.
والمصيصة: مدينة مجاورة لطرسوس على ساحل بحر الروم، بناها صالح بن علي عم المنصور سنة أربعين ومائة، وهي اليوم بيد صاحب سيس.
348 -
أحمد بن محمد بن هارون
، أبو بكر الرازي الديبلي.
ذكر أنه قرأ القرآن بحرف عاصم على حسنون بن الهيثم الدويري صاحب هبيرة، وسمع من: إبراهيم بن شريك، وجعفر الفريابي.
ومولده سنة خمس وسبعين ومائتين.
قال أبو العلاء الواسطي: قرأت عليه القرآن، وختمت عليه في جمادى الآخرة سنة سبعين، وتوفي لتسع بقين من رجب في السنة. وقال لي: قرأت على حسنون في سنة ثمان وثمانين، وسنة تسع وثمانين ومائتين، ثلاث ختمات، وتوفي سنة تسعين.
وسمع منه: أبو العلاء، وأبو علي بن دوما، وكان يكون بالحربية.
349 -
أحمد بن منصور بن الأغر اليشكري الدينوري
.
سكن بغداد، وروى عن: أبي بكر بن أبي داود، وابن دريد، والصولي. والغالب عليه الأخبار. أدب الأمير حسن بن عيسى بن المقتدر فسمع منه اليشكريات.
350 – أحمد بن نصر بن خالد، أبو عمرو الطليطلي ثم القرطبي.
سمع أحمد بن خالد، وأسلم بن عبد العزيز، وجماعة. سمع منه الموطأ الأمير هشام، وغيره.
351 -
إبراهيم بن ثابت
، الزاهد القدوة، أبو إسحاق الدعاء، بغدادي كبير، لقي الجنيد، وحفظ عنه. حكى عنه يوسف القواس، وعلي بن الحسن القزويني، وغيرهما.
قال السلمي: لقي الجنيد وصحب المشايخ، وكان من أورع الشيوخ وأزهدهم وألزمهم لطريقة الشريعة. قلت له: أوصني، قال: دع ما تندم عليه.
وقال هلال بن المحسن: بلغ المائة، ومات في صفر سنة سبعين.
352 -
إبراهيم بن جعفر
، أبو محمود الكتامي المغربي، أحد قواد المعز.
قدم دمشق مقدماً على جيوش المصريين في رمضان سنة ثلاث وستين، فرحل عن دمشق ظالماً العقيلي، واستعمل على البلد جيش بن الصمصامة ابن أخيه، ثم عزله وولى غيره، وعزله أيضاً، حتى قدم ريان الخادم بعزل أبي محمود، وجرت بين أبي محمود وبين الدماشقة حروب كثيرة وفتن وأراجيف، فخرج إلى طبرية، ثم إنه ولي دمشق بعد حميدان العقيلي وكان بها قسام، وقد قوي بها وله أتباع وجموع، فلم يكن لأبي محمود الكتامي معه أمر، وبقي ذليلاً مستضعفاً مع قسام، وكان ضعيف العقل سيئ التدبير.
توفي في صفر سنة سبعين.
353 -
إسحاق بن محمد بن إسحاق بن إبراهيم بن مطرف
، أبو بكر النضري الأندلسي من أهل إستجة.
سمع محمد بن عبد الملك بن أيمن. وكان نحوياً لغوياً شاعراً بليغاً فصيحاً.
توفي في شعبان.
354 -
إسماعيل بن القاسم بن إسماعيل
، أبو القاسم الحلبي.
حدث في هذه السنة بحمص في ذي القعدة عن: علي بن عبد الحميد الغضائري، ويعقوب بن إسحاق العسقلاني، وأبي أحمد العباس بن الفضل المكي، ويحيى بن علي الكندي، وأبي عبد الله محمد بن يزيد الدورقي، لقيه بطرسوس وحدثه عن بشر بن معاذ، وغيره. روى عنه المسدد بن علي الأملوكي جزءا وقع لنا عاليا.
355 -
بشر بن أحمد بن بشر بن محمود
، أبو سهل الإسفراييني الدهقان.
شيخ تلك الناحية في عصره، وأحد المذكورين بالشهامة. سمع: محمد بن محمد بن رجاء، وأحمد بن سهل، وجعفرا الشاماتي، وإبراهيم بن علي الذهلي. ورحل إلى الحسن بن سفيان فقرأ عليه المسند. وسمع ببغداد: محمد بن يحيى المروزي، وعبد الله بن ناجية، والفريابي. وسمع بالموصل من أبي يعلى مسنده، وأملى زماناً.
قال الحاكم: انتخبت عليه وأملى زماناً من أصول صحيحة.
روى عنه: العلاء بن محمد بن أبي سعيد، وشريك بن عبد الملك المهرجاني، ومحمد بن حميم الفقيه، ومحمد بن محمد بن أبي المعروف، شيوخ البيهقي، وعمر بن أحمد بن مسرور الزاهد.
توفي في شوال وله نيف وتسعون سنة.
356 -
الحسن بن إسحاق بن إبراهيم بن زيد
، أبو محمد الأصبهاني المعدل.
رحل وحدث عن العراقيين والشاميين.
قال أبو نعيم: كثير الحديث، له معرفة وإتقان، حدثنا عن: محمد بن سعيد الترخمي الحمصي، وعمر بن سهل، والحسن بن علي الشعراني الطبراني.
وعنه: أبو بكر بن أبي علي، وأبو نعيم، وآخرون.
357 -
الحسن بن بشر بن يحيى
، أبو القاسم الآمدي النحوي الكاتب.
سمع من إبراهيم بن عرفة نفطويه النحوي وغيره، وله كتاب المختلف والمؤتلف في أسماء الشعراء وكتاب نثر المنظوم وكتاب الموازنة بين أبي تمام والبحتري وهو كتاب مشهور، وكتاب شدة حاجة المرء إلى أن يعرف نفسه، وكتاب فعلت وأفعلت وهو كتاب نفيس في معناه، وكتاب ديوان شعره وله سوى ذلك من التصانيف الأدبية.
ذكره التنوخي فقال: ولد بالبصرة وأخذ ببغداد عن: الأخفش، والزجاج، وابن دريد، وغيرهم، وانتهت رواية الشعر القديم والأخبار في آخر عمره إليه بالبصرة، ومات سنة سبعين وقد ولي قضاء البصرة، وكان من أئمة الأدب.
358 -
الحسن بن رشيق
، أبو محمد العسكري، عسكر مصر، المعدل الحافظ.
روى عن: أبي عبد الرحمن النسائي، وأحمد بن حماد زغبة، وأحمد بن إبراهيم أبي دجانة المعافري، والمفضل بن محمد الجندي، وعلي بن سعيد بن بشير، ومحمد بن عثمان بن سعيد السراج، وعبد السلام بن أحمد بن سهيل، ومحمد بن رزيق بن جامع المديني، وبشير بن موسى الغزي، ومحمد بن خالد البرذعي، وأحمد بن محمد بن يحيى الأنماطي، وأبي الرقراق صاحب يحيى بن بكير، وأحمد بن محمد بن عبد العزيز المعلم، ويموت بن المزرع، وخلق كثير.
وعنه الدارقطني، وعبد الغني، وأبو محمد ابن النحاس، وإسماعيل بن عمرو المقرئ، ويحيى بن علي ابن الطحان، ومحمد بن مغلس الداودي، ومحمد بن جعفر بن أبي الذكر، وعلي بن ربيعة التميمي، وأبو القاسم علي بن محمد الفارسي، ومحمد بن الحسين ابن الطفال، وآخرون من المصريين والمغاربة وأهل الأندلس.
وكان محدث ديار مصر في زمانه.
قال أبو القاسم يحيى ابن الطحان في تاريخه: روى عن النسائي وأحمد بن حماد وخلق لا أستطيع ذكرهم، ما رأيت عالماً أكثر حديثاً منه، قال لي: ولدت في صفر سنة ثلاث وثمانين ومائتين، وتوفي في جمادى الآخرة سنة سبعين.
359 -
الحسن بن محمد بن يحيى بن المغيرة
، أبو علي الثقفي الجرجاني.
سمع عمران بن موسى بن مجاشع، وأبا بكر بن خزيمة، وأبا العباس السراج. وعنه القاضي أبو بكر الجرجاني وحمزة السهمي، وأبو الحسن الحناطي. وقد سمع من البغوي ببغداد.
360 -
الحسين بن أحمد بن حمدان بن خالويه
، أبو عبد الله الهمذاني النحوي اللغوي.
قدم بغداد فأخذ عن أبي بكر ابن الأنباري وأبي بكر بن مجاهد، وقرأ عليه، وأبي عمر الزاهد غلام ثعلب، ونفطويه، وأبي سعيد السيرافي، وقيل: إنه أدرك ابن دريد وأخذ عنه، ثم إنه قدم الشام وصحب سيف الدولة ابن حمدان، وأدب بعض أولاده، ونفق سوقه بحلب، واشتهر ذكره، وقصده الطلاب من الآفاق؛ أخذ عنه عبد المنعم بن غلبون، والحسن بن سليمان، وغيرهما.
وكان صاحب سنة. وصنف في اللغة كتاب ليس، وكتاب شرح الممدود والمقصور وكتاب أسماء الأسد ذكر له خمسمائة اسم، وكتاب البديع في القراءات وكتاب الجمل في النحو وكتاب
الاشتقاق وكتاب غريب القرآن، وله مصنفات سوى ما ذكرنا.
ومات بحلب سنة سبعين، وقيل: سنة إحدى وسبعين.
361 -
حكم بن محمد بن هشام
، أبو القاسم القرشي القيرواني المقرئ.
قرأ بالقيروان على الهواري أبي بكر صاحب بن خيرون، ثم دخل مصر فجالس بنان الحمال الزاهد، وسمع من الحسين بن محمد بن داود، وقرأ على قرائها. ودخل العراق فقرأ بها القراءات، وصحب أبا عمر الزاهد، وقدم الأندلس، فأكرمه المستنصر.
وكان فيه صلابة في السنة وإنكار على المبتدعة. وكان يقرئ القرآن.
توفي في ربيع الآخر، عن ثنتين وثمانين سنة.
362 -
الزبير بن عبيد الله بن موسى
، أبو يعلى التوزي البغدادي، نزيل نيسابور.
سمع البغوي، وابن صاعد، وطائفة، ورحل، وحصل، وتعانى التجارة، وتوفي بالموصل سنة سبعين، رحمه الله.
363 -
عبد الله بن أبي حامد أحمد بن جعفر بن أحمد بن زياد بن مهران
، أبو محمد الشيباني.
سمع السراج، وابن خزيمة.
توفي في جمادى الآخرة بنيسابور، وقيل: مات سنة إحدى وسبعين.
364 -
عبد الله بن أحمد بن الصديق المروزي
.
سمع حديثاً من محمد بن إبراهيم البوشنجي، وسمع ممن بعده. روى عنه أبو بكر البرقاني، ومحمد بن عبيد الله الحنائي، وجماعة.
من أبناء التسعين.
365 -
عبد الله بن محمد بن أحمد الأصبهاني
، أبو محمد الصائغ.
سمع الحسين بن إدريس بهراة، وجعفرا الفريابي ببغداد، وعلي بن سعيد العسكري بأصبهان، وجماعة. وعنه أبو نعيم، وأبو بكر أحمد بن محمد بن الأسود الشروطي، وغيرهما.
توفي في رجب سنة سبعين.
366 -
عبد الله بن محمد بن محمد بن فورك بن عطاء
، أبو بكر الأصبهاني المقرئ القباب، وهو الذي يعمل المحائر.
كان مسند أصبهان في عصره ومقرئها. سمع محمد بن إبراهيم الجيراني في سنة ثمان وسبعين ومائتين، وأبا بكر بن أبي عاصم، وعبد الله بن محمد بن النعمان وعلي بن محمد الثقفي، وعبد الله بن محمد بن سلام، وطائفة. وقرأ القرآن على أبي الحسن محمد بن أحمد بن شنبوذ. وعنه أبو نعيم، والفضل بن أحمد الخياط، وعلي بن أحمد بن مهران الصحاف، وأبو بكر بن أبي علي الذكواني، وابنه عبد الرحمن بن أبي بكر، وأبو طاهر محمد بن أحمد بن عبد الرحيم الكاتب، وآخرون.
وتوفي في ذي القعدة؛ قرأ عليه أبو بكر محمد بن عبد الله بن المرزبان، وآخرون.
367 -
عبد الرحمن بن محمد بن إبراهيم
، أبو عمر الأصبهاني القطان.
رحل وسمع أبا القاسم البغوي، وابن أبي داود. وعنه أبو نعيم، وأبو بكر بن أبي علي.
368 -
عبيد الله بن علي بن جعفر
، أبو الطيب الدقاق.
عن محمد بن سليمان الباهلي، وعبد الله بن الحسن الطيبي. وعنه البرقاني، ووثقه.
369 -
عبيد الله بن العباس بن الوليد بن مسلم
، أبو أحمد الشطوي.
سمع عبد الله بن ناجية، وإبراهيم بن موسى الجوزي، وأحمد بن الحسن الصوفي. روى عنه علي الطاهري، وأبو العلاء الواسطي، وابن بكير، وأبو علي بن دوما.
وكان ثقة.
370 -
عبيد الله بن الحسين
، أبو القاسم الحذاء قاضي الموصل.
سمع أبا يعلى الموصلي. وعنه أبو القاسم التنوخي، وإبراهيم بن عمر البرمكي. وهو أقدم شيوخ التنوخي وفاة.
371 -
علي بن عبد الله بن محمد بن عبيد
، أبو الحسن البغدادي الزجاج الشاهد.
روى عن أبي العلاء الجوزجاني، وحسنون بن موسى. روى عنه أبو القاسم التنوخي وقال: كان نبيلاً، قرأ على أحمد بن سهل الأشناني.
وقال العتيقي: ثقة مأمون، مات في رجب، وله خمس وسبعون سنة.
372 -
علي بن عيسى بن محمد بن المثنى
، أبو الحسن الهروي الماليني.
سمع الحسن بن سفيان، ومحمد بن المنذر شكر، وغيرهما. وعنه أبو يعقوب إسحاق القراب، وأبو عثمان سعيد القرشي. وتوفي في المحرم.
373 -
عمر بن أحمد بن بطة الأصبهاني
.
توفي في ربيع الأول.
374 -
محمد بن أحمد بن جعفر
، أبو الحسين الأصبهاني الواعظ الأبح.
يروي عن محمد بن سهل، وأبي عمرو بن عقبة، وأحمد بن محمد بن أسيد، والهذيل بن عبد الله.
وكان كثير الحديث حسن المعرفة به؛ روى عنه أبو بكر بن أبي، وأبو نعيم.
وتوفي في شعبان.
375 -
محمد بن أحمد بن الأزهر بن طلحة
، أبو منصور الهروي الأزهري النحوي اللغوي الشافعي.
سمع بهراة من الحسين بن إدريس، ومحمد بن عبد الرحمن السامي وطائفة. ثم رحل إلى بغداد وسمع أبا القاسم البغوي، وأبا بكر بن أبي داود، وإبراهيم بن عرفة نفطويه، وابن السراج، وأبا الفضل المنذري. ولم يأخذ عن ابن دريد تديناً فإنه قال: دخلت داره غير مرة فألفيته على كرسيه سكران.
أخذ عنه أبو عبيد الهروي صاحب الغريبين، وحدث عنه أبو يعقوب القراب، وأبو ذر عبد بن أحمد، وأبو عثمان سعيد القرشي، والحسين الباشاني، وغيرهم.
وكان بارعاً في المذهب، ثقة ورعاً فاضلاً. وقيل: إنه أسر فوجدوا بخطه قال: امتحنت بالأسر سنة عارضت القرامطة الحاج بالهبير، وكان
القوم الذين وقعت في سهمهم عرباً نشأوا بالبادية يبتغون مساقط الغيث أيام النجع، ويرجعون إلى إعداد المياه في محاضرهم زمن القيظ، ويتكلمون بطباعهم البدوية، ولا يكاد يوجد في منطقهم لحن، أو خطأ فاحش، فبقيت في أسرهم دهراً طويلاً، وكنا نشتي بالدهناء، ونرتبع بالصمان، واستفدت منهم ألفاظاً جمة.
صنف كتاب تهذيب اللغة في عشر مجلدات، وكتاب التقريب في التفسير، وكتاب تفسير ألفاظ كتاب المزني، وكتاب علل القراءات، وكتاب الروح وما ورد فيها من الكتاب والسنة، وكتاب تفسير الأسماء الحسنى، وكتاب الرد على الليث، وكتاب تفسير إصلاح المنطق، وكتاب تفسير السبع الطوال، وكتاب تفسير ديوان أبي تمام، وله سوى ذلك من المصنفات.
أخبرنا أبو علي ابن الخلال، قال: أخبرنا عبد الله بن عمر، قال: أخبرنا عبد الأول بن عيسى، قال: أخبرنا أبو إسماعيل عبد الله بن محمد، قال: أخبرنا علي بن أحمد بن حمدويه، قال: حدثنا محمد بن أحمد بن الأزهر إملاء، قال: حدثنا عبد الله بن عروة، قال: حدثنا محمد بن الوليد، عن غندر، عن شعبة، عن الحكم، عن علي بن الحسين، عن مروان بن الحكم، قال:«شهدت عثمان وعلياً، فنهى عثمان عن المتعة وأن يجمع بينهما، فلما رأى ذلك علي أهل بهما، فقال: لبيك بحجة وعمرة، فقال عثمان: تراني أنهى الناس وأنت تفعله! فقال: لم أكن لأدع سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم بقول أحد من الناس» .
إسناده صحيح، وهو شيء غريب، إذ فيه رواية علي بن الحسين عن مروان، وفيه تصويب مروان اجتهاد علي على اجتهاد عثمان، مع كون مروان عثمانياً، والله أعلم.
وتوفي في ربيع الآخر، رحمه الله، وولد سنة اثنتين وثمانين ومائتين.
376 -
محمد بن أحمد بن طالب
، أبو الحسن البغدادي نزيل طرابلس الشام.
حدث عن أبي القاسم البغوي، وابن الأنباري، وحرمي بن أبي العلاء، وجماعة. وعنه حمزة بن عبد الله بن الشام، وعبيد الله بن القاسم الطرابلسيان.
377 -
محمد بن أحمد بن محمد بن مسور
، أبو عبد الله، مولى بني هاشم القرطبي.
سمع من جده محمد بن مسور، وأحمد بن خالد، وجماعة.
قال ابن الفرضي: كان شيخاً قليل العلم سمعت منه أنا وغيري، توفي في صفر.
378 -
محمد بن أحمد بن محمد بن حماد بن المتيم
، أبو جعفر الهاشمي، مولى الهادي.
سمع محمد بن يحيى المروزي، ومحمد بن جعفر القتات، والفريابي. وعنه البرقاني، وأبو طاهر العلاف، وأبو نعيم.
ورخه ابن أبي الفوارس، وقال: كان لا بأس به.
379 -
محمد بن إبراهيم بن الحسن بن الفرخان
، أبو جعفر الإستراباذي الفقيه.
ثقة ثبت متقن، نزل سمرقند، وبها توفي في ربيع الآخر.
روى عن أبو القاسم البغوي، وابن أبي داود. وعنه أبو سعد الإدريسي.
380 -
محمد بن جعفر بن الحسين
، أبو بكر البغدادي الوراق الحافظ، غندر.
سمع الحسن بن علي بن شبيب المعمري، ومحمد بن محمد بن سليمان الباغندي، وابن دريد، وأبا عروبة الحراني، ومكحولاً البيروتي، وأبا الجهم ابن طلاب، وأبا جعفر الطحاوي، وطائفة سواهم. وعنه أبو عبد الله الحاكم، وابن جميع الغساني، وأبو عبد الرحمن السلمي، وعمر بن أبي سعد الهروي، وأبو نعيم.
قال الحاكم: بقي عندنا بنيسابور سنتين؛ سنة ست وسبع وثلاثين يفيدنا، وخرج لي أفراد الخراسانيين من حديثي في سنة ست وستين، ودخل إلى أرض الترك، وكتب من الحديث ما لم يتقدمه فيه أحد كثرة، ثم استدعي من مرو إلى الحضرة ببخارى ليحدث بها، فتوفي، رحمه الله، في المفازة سنة سبعين.
وقال الخطيب: كان حافظاً ثقة.
381 -
محمد بن الحسن
، أبو جعفر الفقيه الشافعي المعروف بالباحث.
له ترجمة طويلة عند ابن الصلاح.
382 -
محمد بن خشنام
، أبو عمرو النيسابوري الكاغدي.
سمع جعفر بن أحمد، وعبد الله بن شيرويه. وعنه، الحاكم، وطائفة.
383 -
محمد بن العباس بن موسى بن فسانجس
، الوزير الكبير أبو الفرج الشيرازي، كاتب معز الدولة.
رد إليه أمور الأموال، فلما مات المعز لقب بالوزارة من الخليفة المطيع ووزر لعز الدولة، ثم عزل بعد سنة وحبس.
توفي في ذي القعدة سنة سبعين، وله اثنتان وستون سنة.
384 -
محمد بن علي بن عبد الله
، أبو جعفر المروزي، أحد الشعراء بخراسان ويعرف بالباحث.
أخذ عنه الحاكم، وقال: سمع بعد الأربعين وثلاثمائة، ومات ببخارى.
385 -
محمد بن عبد الله بن إبراهيم بن بالويه
، أبو الحسين المزكي النيسابوري.
سمع مسدد بن قطن، وعبد الله بن شيرويه، وجماعة. وعنه الحاكم، وأبو حفص بن مسرور.
386 -
محمد بن عبد الله بن سعيد البلوي
، أبو عبد الله القرطبي الغاسل.
سمع من قاسم بن أصبغ، ووهب بن مسرة، ومحمد بن عبد الله بن أبي دليم، وطائفة.
وكان محدثا مكثراً، له حفظ وفهم، سمع منه غير واحد، وكان يقرأ للعامة بقرطبة.
387 -
محمد بن عمرو بن سعيد
، أبو عبد الله الأندلسي.
حج وسمع من ابن الأعرابي، وحدث عنه، وكان يروي سنن أبي داود وأشياء.
388 -
محمد بن محمد بن جعفر بن مطر
، أبو بكر أخو أبي أحمد محمد، ولد الشيخ أبي عمرو بن مطر.
سمعه أبوه من عبد الله بن شيرويه، وأحمد بن إبراهيم بن عبد الله، والسراج، وهذه الطبقة بنيسابور. ولم يكن الحديث من شأنه.
قال الحاكم أبو عبد الله: كان قديماً من أعيان الشهود، ثم سكتوا عنه، توفي في رمضان سنة سبعين.
389 -
محمد بن يحيى بن خليل القرطبي
.
روى عن أحمد بن خالد، وابن أيمن، وحج فسمع من أبي سعيد ابن الأعرابي وغيره. وولي أحكام الشرطة، وتوفي في رجب.
المتوفون في عشر السبعين وثلاثمائة تقريباً لا يقيناً
390 -
أحمد بن عبد الله البقولي الإستراباذي
.
شيخ معمر، سمع محمد بن جعفر بن طرخان الراوي عن إسماعيل ابن ابنة السدي، وطبقته. روى عنه أبو سعد الإدريسي، ومات بعد الستين وثلاثمائة.
391 -
أحمد بن عبيد الله بن الحسن بن شقير
، أبو العلاء البغدادي النحوي.
حدث بدمشق عن ابن المجدر، وحامد بن شعيب، ومحمد بن محمد الباغندي، وأبي القاسم البغوي، وابن دريد. روى عنه تمام الرازي، ومكي ابن الغمر، وعبد الوهاب ابن الجبان، وغيرهم. وصنف لسيف الدولة كتاباً في أجناس العطر وأنواع الطيب، وكتاباً سماه المسلسل في اللغة لأنه كالسلسلة، وله شعر.
392 -
أحمد بن علي بن إبراهيم
، أبو الحسين الأنصاري الدمشقي.
حدث عن أحمد بن عامر بن المعمر، وجعفر بن أحمد بن عاصم، وغيرهما. وعنه الحافظ عبد الغني الأزدي، وأبو سعد الماليني، وعلي ابن السمسار، وغيرهم.
393 -
أحمد بن علي بن عبد الله بن سعيد
، أبو الخير الحمصي الحافظ.
قدم دمشق، وحدث عن محمد بن أحمد بن الأبح، ومحمود
الرافقي، وأحمد بن محمد بن خالد بن خلي، ومحمد بن بركة، وأبي بكر الخرائطي، وخلق. وعنه تمام الرازي، وعبد الوهاب الميداني، ومكي بن الغمر، ومحمد بن عوف المزني، وآخرون.
394 -
أحمد بن عبد الرحمن بن أبي المغيرة الأزدي الخاركي
، أبو العباس البصري.
سمع أحمد بن عمرو القطراني. وعنه أبو الحسن بن صخر.
395 -
أحمد بن محمد بن العلاء
، أبو الفرج الشيرازي ثم البغدادي الصوفي نزيل الري.
حدث بأصبهان عن البغوي، وابن صاعد، وحسين الحلاج، والشبلي، وهو صاحب حكايات. روى عنه أبو بكر بن أبي علي الذكواني، والقاضي زيد بن علي الرازي، والحسين بن محمد الفلاكي الزنجاني، وغيرهم.
ذكره ابن النجار.
396 -
أحمد بن إسحاق بن محمد الحلبي القاضي
، أبو جعفر الملقب بالجرذ.
ولي قضاء حلب، وحدث عن أحمد بن خليد الحلبي، وعمر بن سنان المنبجي، وجماعة. وعنه القاضي أبو الحسن علي بن محمد الحلبي، وتمام الرازي، وابن نظيف الفراء، وآخرون.
397 -
أحمد بن الصقر
، أبو الحسن المنبجي المقرئ.
قرأ على أبي طاهر بن أبي هاشم، وبكار بن أحمد، وأبي بكر النقاش. وصنف كتاب الحجة في القراءات السبع. روى عنه عبدان بن عمر المنبجي، وعلي بن معيوف العين ثرماني.
نقل ابن عساكر أنه توفي قبل الستين وثلاثمائة، وأحسبه بقي بعد ذلك قليلاً.
398 -
أحمد بن محمد بن علي بن الحكم
، أبو بكر النرسي.
سمع عمر بن أبي غيلان، وعبد الله المدائني، وعبد الله بن زيدان البجلي، وأبا عروبة، وعبد الله بن علي بن الأخيل الحلبي.
بقي إلى سنة ست وستين، وانتقى عليه الدارقطني بمصر؛ روى عنه محمد بن الحسن الناقد، وعلي بن منير الخلال، وعبد الجبار بن أحمد الطرسوسي.
399 -
أحمد بن محمد بن علي بن هارون
، أبو العباس البرذعي الحافظ.
حدث بدمشق عن ابن أبي داود، ومكحول البيروتي، ونفطويه النحوي، وابن عقدة الحافظ. وعنه تمام، وأبو نصر ابن الجبان، ومكي بن الغمر، والحسن بن علي بن شواش.
400 -
أحمد بن محمد بن علي بن مزاحم
، أبو عمرو الصوري.
سمع جماهر بن محمد الزملكاني، وأبا يعقوب المنجنيقي نزيل مصر. وعنه فتاه فاتك.
401 -
أحمد بن محمد بن منصور
، الإمام أبو بكر الدامغاني، شيخ الحنفية ببغداد.
تفقه بمصر على الطحاوي، وببغداد على أبي الحسن الكرخي، فلما فلج الكرخي جعل الفتوى إليه، فأقام ببغداد دهراً يدرس ويفتي. أخذ عنه القاضي أبو محمد الأكفاني وغيره.
402 -
إسحاق بن إبراهيم
، العلامة أبو إبراهيم الفارابي اللغوي، مصنف كتاب ديوان الأدب في اللغة.
كان من كبار أئمة هذا الفن، وهو معاصر للأزهري صاحب التهذيب. سافر الكثير، ودخل اليمن، فعزم فضلاؤها على قراءة ديوان الأدب عليه، فبغته الأجل قبل ذلك.
وهو خال أبي نصر الجوهري صاحب الصحاح. وهما تركيان، قاما بضبط لسان العرب قياماً لم تنهض به العرب العرباء.
وكان الجوهري من أبدع أهل زمانه كتابة، فنسخ في سنة ثلاث وثمانين وثلاثمائة نسخة بديوان الأدب هذا، وفيه يقول بعض الشعراء:
كتاب ديوان الأدب أحلى جناً من الضرب أودعه منشئه أكثر ألفاظ العرب ما ضر من يحسنه خمول ذكر في النسب وللفارابي من الكتب أيضاً كتاب بيان الإعراب، وكتاب شرح أدب الكاتب.
توفي بزبيد في هذا الحدود أو بعده رحمه الله.
403 -
إسماعيل بن علي بن محمد
، أبو الطيب الفحام.
بغدادي جليل، وثقه البرقاني. سمع ابن ناجية، وأبا يعلى الموصلي، وابن ذريح، وطبقتهم. وعنه البرقاني، وأبو العلاء الواسطي القاضي، ومحمد بن عمر بن بكير، وغيرهم.
404 -
إسماعيل بن القاسم بن إسماعيل
، أبو القاسم الحلبي المصري الخياط المؤدب.
كان يسكن بدمشق على باب كيسان، روى عن محمد بن أحمد الرافقي، وعدي بن أحمد الأذني، ومكحول البيروتي، والحسن بن فيل، وعلي بن عبد الحميد الغضائري. وعنه تمام، وعبد الوهاب الميداني، والمسدد الأملوكي، ومكي بن الغمر، والحسن بن شواش.
وقد ذكرنا سميه أبا القاسم الحلبي في سنة سبعين، وأظنه هو.
405 -
الحسن بن علي بن داود
، أبو علي المصري المطرز.
حدث ببغداد عن أبي شيبة داود بن إبراهيم، ومحمد بن محمد بن
النفاح الباهلي، وعلي بن أحمد علان. وعنه البرقاني وجماعة. وانتخب عليه الدارقطني سنة ثلاث وستين.
406 -
الحسن بن علي بن عمر الحلبي
، أبو محمد بن كوجك العبسي الأديب.
روى عن الغضائري، وعبد الرحمن ابن أخي الإمام، ومحمد بن جعفر المنبجي. وعنه تمام، وعبد الوهاب الميداني، ومكي بن الغمر، وآخرون.
407 -
الحسن بن محمود بن أحمد بن محمود
، أبو القاسم الربعي الدمشقي.
روى عن محمد بن خريم، وابن جوصا، ومحمد بن يوسف الهروي. وعنه تمام، ومكي بن الغمر، ومحمد بن عوف المزني.
408 -
الحسين بن محمد بن أسد
، أبو القاسم الديبلي.
حدث بدمشق عن محمد بن عثمان بن أبي شيبة، والحسن بن علويه القطان، ومحمد بن يحيى المروزي. وعنه تمام الرازي، وعبد الرحمن بن عمر بن نصر، وأبو العباس ابن السمسار.
409 -
السري بن أحمد الكندي
، أبو الحسن الموصلي الشاعر المعروف بالرفاء.
شاعر محسن له مدائح في سيف الدولة، وكان بين الرفاء وبين الخالديين هجاء وأمور، وآل بهما الأمر إلى أذيته، حتى قطع سيف الدولة رسمه، فانحدر إلى بغداد، ومدح الوزير أبا محمد المهلبي، فقدم الخالديان، وهما محمد وسعيد ابنا هاشم إلى بغداد، وشرعا يؤذيانه بكل ممكن، حتى يقال: إنه عدم القوت، فجلس ينسخ، ويبيع شعره، وتوفي بعد الستين وثلاثمائة. وديوانه موجود بأيدي الفضلاء.
فمن شعره:
بنفسي من أجود له بنفسي ويبخل بالتحية والسلام ويلقاني بعزة مستطيل وألقاه بذلة مستهام وحتفي كامن في مقلتيه كمون الموت في حد الحسام وله:
بنفسي من رد التحية ضاحكاً فجدد بعد اليأس في الوصل مطمعي وحالت دموع العين بيني وبينه كأن دموع العين تعشقه معي وله:
ولا وصل إلا أن أروح ملججاً على أدهم من فوق أخضر مزبد شوائل أذناب يخيل أنها عقارب دبت فوق صرح ممرد
410 -
صالح بن إدريس بن صالح
، أبو سهل البغدادي المقرئ، نزيل دمشق.
قرأ على أبي بكر بن مجاهد، وعلي بن سعيد بن ذؤابة، والحسن بن حبيب الحصائري الدمشقي. وحدث عن يحيى بن صاعد، وأبي عيسى محمد بن أحمد بن قطن، قرأ عليه أبو الفتح المظفر بن برهان وعلي بن داود الداراني، وعبد المنعم بن غلبون الحلبي. وحدث عنه تمام، وعبيد الله بن أحمد بن محمد بن فطيس، وغيرهما.
411 -
عبد الله بن عمر بن أيوب
، والد أبي نصر ابن الجبان الدمشقي.
يروي عن ابن خريم، وابن جوصا، وغيرهما. وعنه ابنه، ومحمد بن عوف المزني، ومكي بن محمد بن الغمر.
412 -
عبد الله بن علي بن عبد الرحمن بن أبي العجائز
، أبو محمد الأزدي الدمشقي.
روى عن أبي الجهم بن طلاب، وأبي بكر الخرائطي، وجماعة. وعنه عبد الغني المصري، وأبو الحسين عبد الوهاب الميداني، وسعيد بن فطيس.
413 -
عبد الجبار بن عبد الله بن محمد
، أبو علي بن مهنا الخولاني الداراني، مصنف تاريخ داريا.
حدث عن ابن جوصا، ومحمد بن يوسف الهروي، ومحمد بن جعفر الخرائطي، والحسن بن حبيب الحصائري، وجماعة غيرهم، ورحل فسمع بالرملة وأنطاكية. روى عنه تمام، وعلي بن محمد بن طوق، وأبو نصر ابن الجبان، وعلي بن محمد الخراساني نزيل داريا.
414 -
عبد الرحمن بن المظفر البغدادي
، نزيل هراة.
روى عن أبي القاسم البغوي، وابن صاعد، وجماعة. روى عنه أبو بكر البرقاني ووثقه.
415 -
عبد العزيز بن محمد بن إسحاق
، أبو إسحاق الطبري المتكلم.
روى عن محمد بن جرير الطبري، وأخذ الكلام عن أبي الحسن الأشعري.
قال ابن عساكر: سكن دمشق ونشر بها مذهب السنة، وله مصنف في الرد على المبتدعة والملحدة.
416 -
عبد المؤمن بن عبد المجيد
، أبو يعلى النسفي.
روى عن محمد بن إبراهيم البوشنجي، وإبراهيم بن معقل. وعنه جعفر بن محمد التوبني.
417 -
علي بن محمد بن أحمد بن عطية الحضرمي البصري
.
سمع من الحارث بن أبي أسامة. وعنه أبو عبد الله بن باكويه الشيرازي.
لا أعرفه.
418 -
علي بن محمد بن أحمد القصار الأصم
.
عن عبد الله بن ناجية، وغيره. وعنه علي بن عبد العزيز الطاهري، والبرقاني، وقال: ثقة.
419 -
عمر بن أحمد بن عمر القاضي
، أبو عبد الله القصباني.
بغدادي ثقة. روى عن علي المقانعي، وجماعة. روى عنه البرقاني، وابن بكير، وأبو نعيم، ومن الكبار الدارقطني ووثقه.
420 -
عمر بن بشران بن محمد
، أبو حفص البغدادي السكري.
سمع علي بن العباس المقانعي، وعبد الله بن زيدان، وأحمد بن الحسن الصوفي، والبغوي، وطبقتهم. وعنه أبو بكر البرقاني، وقال: كان حافظاً كثير الحديث. وهو أخو جد أبي القاسم بن بشران.
مات قبل سنة ثمان وستين.
421 -
عمر بن نوح بن خلف بن محمد بن الخصيب
، أبو القاسم البجلي البندار.
شيخ جليل من ثقات البغداديين. روى عن أبي خليفة الجمحي، ومحمد بن أبي سويد الذارع، وجعفر الفريابي، وزكريا الساجي، وطائفة. وعنه أبو بكر البرقاني، وبشرى الفاتني، وعلي الطاهري، ومحمد بن عمر بن بكير.
سئل عنه البرقاني، فقال: ذاك في قياس أبي علي الصواف في الفضل والثقة.
قيل: مولده سنة سبع وسبعين ومائتين، ومات بعد سنة أربع وستين وثلاثمائة.
422 -
فاروق بن عبد الكبير بن عمر
، أبو حفص الخطابي البصري، محدث البصرة ومسندها.
سمع محمد بن يحيى بن المنذر القزاز، وعبد الله بن أبي قريش، وهشام بن علي السيرافي، وأبا مسلم إبراهيم بن عبد الله الكجي، وجماعة.
وبقي إلى سنة إحدى وستين أو اثنتين وستين. روى عنه علي بن يحيى بن عبدكويه، وأبو بكر محمد بن أبي علي الذكواني، وأبو نعيم، وأحمد بن محمد بن الصقر البغدادي.
423 -
فرج بن إبراهيم
، أبو القاسم النصيبي الصوفي الأعمش، يعرف بفريج.
روى عن أبي بكر الخرائطي، وأبي سعيد ابن الأعرابي. وعنه تمام الرازي، ومكي بن الغمر، وأبو عبد الله بن باكويه الشيرازي.
424 -
محمد بن أحمد بن غريب بن طريف
، أبو المنيب الطبري الفقيه.
قدم أصبهان، ثم خرج إلى شيراز، وحدث عن يحيى بن محمد بن صاعد، وعلي بن عبد الله بن مبشر. وعنه أبو نعيم.
425 -
محمد بن أحمد بن جعفر بن يزيد
، أبو بكر بن آذين الهمذاني الفامي الرجل الصالح.
سمع الكثير بعد الثلاثمائة بهمذان، ورحل إلى بغداد، فسمع من محمد بن محمد الباغندي، وحامد بن شعيب البلخي، وأبي القاسم البغوي، وطائفة كبيرة، وعني بهذا الشأن. روى عنه علي بن عبد الله بن عبدوس، وأبو منصور ابن المحتسب، وعبد الرحمن الإمام، وأبو العلاء رافع العدل، وعبد الله بن أحمد الغضائري.
426 -
محمد بن أحمد بن أبي جحوش الخريمي المري الدمشقي
.
كان من أهل العلم والبيوتات. سمع أحمد بن أنس بن مالك، ومحمد بن يزيد بن عبد الصمد، وابن خزيمة، وأبي العباس السراج، وخلقاً، وله رحلة إلى خراسان. روى عنه تمام، وعبد الوهاب الميداني. وقد ولي خطابة دمشق.
قال الميداني: كان مقصراً في صلاته وخطبته لأنه مقام هائل.
427 -
محمد بن أحمد بن محمد بن يعقوب بن مجاهد الطائي
، أبو عبد الله المتكلم، صاحب أبي الحسن الأشعري.
وهو بصري قدم بغداد، ودرس بها علم الكلام، وصنف التصانيف. وعليه درس القاضي أبو بكر ابن الطيب الباقلاني هذا الفن.
قال الخطيب: ذكر لنا غير واحد أنه ثخين الستر، حسن التدين، رحمه الله.
428 -
محمد بن أحمد بن عبد الله
، أبو عبد الله النقوي اليمني الصنعاني، ونقو: من قرى اليمن.
سمع إسحاق بن إبراهيم الدبري، وهو آخر من حدث عنه؛ فإنه حدث سنة اثنتين وستين وثلاثمائة. روى عنه محمد بن الحسن الصنعاني بعد العشرين وأربعمائة بمكة.
ذكره حمزة السهمي أن رفيقه ابن دلان رحل إلى اليمن ليسمع من النقوي في سنة سبع وستين.
وروى عنه جامع عبد الرزاق أبو نصر أحمد بن محمد البالويي النيسابوري في سنة أربعمائة.
429 -
محمد بن إبراهيم بن عبد الله بن بندار الحافظ
، أبو زرعة الإستراباذي المعروف باليمني لسكناه اليمن مدة.
سمع علي بن الحسين بن معدان الفارسي، وأبا القاسم البغوي، وأبا العباس السراج، وأبا عروبة الحراني، وطبقتهم. وله رحلة واسعة ومعرفة.
توفي سنة بضع وستين.
روى عنه أبو سعد الإدريسي، وحمزة السهمي، وغيرهما.
430 -
محمد بن حميد بن معيوف بن بكر
، أبو بكر الهمداني البيت سوائي الدمشقي.
سمع محمد بن المعافى الصيداوي، والحسن بن علي بن عوانة الكفربطناني، ومحمد بن حصن الألوسي، ومضاء بن مقاتل الأذني صاحب لوين، وجماعة. وعنه تمام، ومكي بن محمد، ومحمد بن عوف المزني، وعلي بن السمسار، وأبو الحسن الميداني، ووصفه بالصلاح.
431 -
محمد بن زرعان
، أبو بكر الأنماطي البغدادي.
حدث عن جعفر الفريابي، وأحمد بن الحسن الصوفي. روى عنه البرقاني، ووثقه.
بقي إلى سنة أربع وستين.
432 -
محمد بن زريق بن إسماعيل بن زريق
، أبو منصور البلدي المقرئ.
قرأ القرآن لابن كثير على محمد بن عبد العزيز بن الصباح، وسمع من أبي يعلى الموصلي، وابن المنذر الفقيه، وتصدر للإقراء بطرسوس من الثغر. قرأ عليه عبد الباقي بن الحسن، وحدث عنه تمام الرازي، وعبد الوهاب الميداني، والهيثم بن أحمد الصباغ.
433 -
محمد بن سعيد بن عبدان
، أبو الفرج الفارسي ثم البغدادي، نزيل طرابلس الشام، ويعرف بابن أبي عثمان.
روى عن حامد بن شعيب، وعلي بن زاطيا، وعبد الله المدائني، والمفضل الجندي، وطبقتهم. وعنه تمام، والحافظ عبد الغني، وأبو العباس ابن الحاج، وشهاب الصوري.
قال أبو الفتح بن مسرور: سألته عن مولده، فقال: سنة سبع وثمانين ومائتين، وكان ثقة؛ سمعت منه سنة خمس وخمسين وثلاثمائة.
434 -
محمد بن عبد الله بن أحمد بن أبي الخطاب الحراني الملطي الأصل
، أبو عبد الله قاضي حمص.
سمع يحيى بن محمد بن صاعد، ومحمد بن سعيد الترخمي، ومحمود بن محمد الرافقي، وأبا عبد الله نفطويه، وجماعة. وعنه تمام، وعلي بن بشرى العطار، وشعيب بن عبد الرحمن بن عمر، وجماعة.
435 -
محمد بن عبد الله بن محمد بن شيرويه
، أبو بكر النيسابوري، نزيل نسا.
روى عن أبيه، وأبوه صاحب إسحاق بن راهويه، وعن الحسن بن سفيان، ومحمد بن عبد الله الدويري. وعنه أبو سعد الماليني وغيره.
وثقه ابن نقطة.
436 -
محمد بن عبد الرحمن بن الفضل بن الحسين
، أبو بكر التميمي الجوهري الخطيب.
صاحب التفاسير والقراءات؛ كذا قال فيه أبو نعيم.
سمع أبا خليفة، وعبدان الأهوازي، وأحمد بن الحسن الصوفي، وجماعة. وعنه أبو بكر بن أبي علي المعدل، وأبو نعيم، وقال: توفي بعد الستين.
437 -
محمد بن عبد الواحد بن إسماعيل الهاشمي البغدادي
.
يروي عن محمد بن محمد الباغندي، وغيره. وعنه أبو سعد الماليني، وأبو بكر البرقاني، وقال البرقاني: كان ثقة زاهداً.
438 -
محمد بن علي بن محمد
، أبو بكر المالكي الخزاز.
سمع أبا مسلم الكجي، وحامد بن شعيب البلخي. وعنه علي بن عبد العزيز الطاهري، ومحمد بن الفرج، شيخا الخطيب.
وقال الخطيب: ثقة.
439 -
محمد بن القاسم بن سعيد بن ناصح
، أبو بكر الكرجي نزيل شيراز.
سمع محمد بن أيوب الرازي. روى عنه أبو عبد الله بن باكويه.
440 -
محمد بن محمد بن عبيد الله
، أبو الحسين الجرجاني المقرئ الحافظ بصلة.
رحال جوال سمع عمران بن موسى بن مجاشع، وابن خزيمة، وابن جوصا، وأبا العباس السراج، وطبقتهم، وأكثر الترحال أيضا في الشيخوخة. روى عنه أبو نعيم الحافظ.
441 -
محمد بن محمد بن عمرو
، أبو نصر النيسابوري المحدث الشاعر الملقب بالبيض.
نزل حلب، ومدح سيف الدولة، وروى عن إمام الأئمة ابن خزيمة، والبغوي، وعبدان الأهوازي، وأبي عروية، وزكريا الساجي، وابن نيروز الأنماطي، وابن عقدة. وعنه حمزة بن الشام، وأحمد بن عبد الرحمن بن قابوس الأطرابلسيان، وأبو الخير أحمد بن علي، ولاحق المقدسي، وغيرهم.
وهو صاحب القصيدة المطبوعة التي أولها:
حباؤك معتاد وأمرك نافذ وعبدك محتاج إلى ألف درهم وقد أوردتها في مختصر تاريخ دمشق.
رأيت له مجلداً في أصول الفقه سماه المدخل إلى الاجتهاد يدل على اعتزاله وعلى حفظه للحديث وسعة رحلته.
442 -
مسلم بن عبيد الله بن طاهر بن يحيى بن الحسن
، أبو جعفر العلوي الحسيني المدني.
سمع من جده طاهر، ومحمد بن إبراهيم الديبلي، وأبي بشر الدولابي، والخضر بن داود، سمع منه كتاب النسب للزبير. روى عنه الدارقطني، وعبد الغني بن سعيد الأزدي، ويحيى بن علي بن الطحان.
وقال الدارقطني: هو حافظ نبيل.
443 -
موسى بن عبد الرحمن
، أبو عمران البيروتي الصباغ المقرئ إمام جامع ببيروت.
كان أسند من بقي بالساحل، فإنه قرأ القرآن على هارون بن شريك الأخفش، وسمع من أبي زرعة الدمشقي، وأحمد بن عبد الوهاب الحوطي، وأبي مسلم الكجي، والحسين بن السميدع، وجماعة.
روى عنه أبو عبد الله بن منده، وأبو الحسين بن جميع، وابنه الحسن بن جميع، وتمام الرازي، والخصيب بن عبد الله القاضي، وعبد الوهاب الميداني، وصالح بن أحمد الميانجي، وغيرهم.
ويحتمل أن تكون وفاته قبل الستين.
444 -
يوسف بن يعقوب النجيرمي
، أبو يعقوب.
بصري مشهور، عالي الإسناد. سمع أبا مسلم الكجي، والحسن بن المثنى العنبري، والفضل بن الحباب الجمحي، وزكريا بن يحيى الساجي، ومحمد بن حيان المازني، وجماعة. روى عنه أبو نعيم الحافظ، وأبو
عبد الله محمد بن عبد الله بن باكويه الشيرازي، وإبراهيم بن طلحة بن غسان المطوعي، وجماعة آخرهم القاضي أبو الحسن محمد بن علي بن صخر الأزدي.
وقد حدث في سنة خمس وستين وثلاثمائة.
445 -
أبو الحسن بن عطية البصري
.
روى عن الحارث بن أبي أسامة التميمي. وعنه أبو عبد الله محمد بن عبد الله بن باكويه الشيرازي.
446 -
أبو الحسن الباهلي البصري المتكلم
.
أخذ عن الأشعري علم النظر، وبرع وتقدم، وكان من أذكياء العالم، مع الدين والتعبد.
قال ابن الباقلاني: كنت أنا والأستاذ أبو إسحاق الإسفراييني، والأستاذ ابن فورك معا في درس أبي الحسن الباهلي، كان يدرس لنا في كل جمعة مرة، وكان يرخي الستر بيننا وبينه، وكان من شدة اشتغاله بالله مثل واله أو مجنون، لم يكن يعرف مبلغ درسنا حتى نذكره، وكنا نسأل عن سبب الحجاب، فأجاب بأننا نرى السوقة وهم أهل الغفلة فيروني بالعين التي ترونهم، حتى إنه كان يحتجب من جارية له تخدمه.
قال أبو إسحاق الإسفراييني: أنا في جانب الشيخ أبي الحسن الباهلي كقطرة في البحر.
447 -
ابن نباته الخطيب
.
هو الأستاذ البارع، أبو يحيى عبد الرحيم بن محمد بن إسماعيل بن نباتة الفارقي، ذكرته في سنة أربع وسبعين، وسيأتي.
قال أبو المظفر في المرآة: يقال: كان يحفظ نهج البلاغة وعامة خطبه من ألفاظها ومعانيها؛ وقد أخبرنا بها الكندي، قال: أخبرنا أبو إسحاق الغنوي، قال: أخبرنا أبو القاسم يحيى بن طاهر، عن أبيه، عن جده محمد بن عبد الرحيم، عن أبيه المصنف.
آخر الطبقة والحمد لله
الطبقة الثامنة والثلاثون
371 -
380 هـ
بسم الله الرحمن الرحيم
(الحوادث)
سنة إحدى وسبعين وثلاثمائة
فيها سرق السبع الفضة الذي على زبزب عضد الدولة، وعجب الناس كيف كان هذا مع هيبة عضد الدولة المفرطة، وكونه شديد المعاقبة على أقل جناية تكون، وقلبت الأرض على سارقه، فلم يوقف له على خبر. ويقال: إن صاحب مصر دس من فعل هذا.
وكان العزيز العبيدي من قبل هذا قد بعث رسولاً إلى عضد الدولة، وكتاباً أوله: من عبد الله نزار العزيز بالله أمير المؤمنين، إلى عضد الدولة أبي شجاع مولى أمير المؤمنين، سلام عليك، فإن أمير المؤمنين يحمد إليك الله الذي لا إله إلا هو، ويسأله أن يصلي على جده محمد صلى الله عليه وسلم، والكتاب مبني على الاستمالة مع ما يسر إليه الرسول عتبة بن الوليد، فبعث مع الرسول رسولاً له وكتاباً فيه مودة وتعللات مجملة.
وفي ربيع الأول وقع حريق بالكرخ من حد درب القراطيس إلى بعض البزازين من الجانبين، وأتى على الأساكفة والحدادين، واحترق فيه جماعة وبقي لهيبه أسبوعاً.
وفيها قلد أبو القاسم عيسى بن علي بن عيسى كتابة الطائع لله وخلع عليه.
سنة اثنتين وسبعين وثلاثمائة
فيها فتح المارستان العضدي، أنشأه عضد الدولة في الجانب الغربي من بغداد، ورتب فيه الأطباء والوكلاء والخزان وكل ما يحتاج إليه، في ربيع الآخر.
وفي هذا الزمان كانت الأهواء والبدع فاشية بمثل بغداد ومصر من الرفض والاعتزال والضلال، فإنا لله وإنا إليه راجعون؛ فذكر الحميدي في ترجمة أبي عمر أحمد بن محمد بن سعدي الأندلسي الفقيه طامة كبرى، قال: سمعت أبا عبد الله محمد بن الفرج بن عبد الولي الأنصاري، قال:
سمعت أبا محمد عبد الله بن الوليد قال: سمعت أبا محمد عبد الله بن أبي زيد الفقيه يسأل أبا عمر أحمد بن محمد بن سعدي المالكي عند وصوله إلى القيروان من بلاد المشرق، فقال: هل حضرت مجالس أهل الكلام؟ قال: نعم، مرتين، ولم أعد إليها، قال: ولم؟ فقال: أما أول مجلس حضرته فرأيت مجلساً قد جمع الفرق من السنة والبدعة والكفار واليهود والنصارى والدهرية والمجوس، ولكل فرقة رئيس يتكلم ويجادل عن مذهبه، فإذا جاء رئيس قاموا كلهم له على أقدامهم، حتى يجلس، فإذا تكلموا قال قائل من الكفار: قد اجتمعتم للمناظرة، فلا يحتج أحد بكتابه ولا بنبيه، فإنا لا نصدق ذلك ولا نقر به، وإنما نتناظر بالعقل والقياس، فيقولون: نعم، فلما سمعت ذلك لم أعده. ثم قيل لي: هنا مجلس آخر للكلام، فذهبت إليه فوجدتهم على مثل سيرة أصحابهم سواء، فقطعت مجالس أهل الكلام. فجعل ابن أبي زيد يتعجب من ذلك، وقال: ذهبت العلماء وذهبت حرمة العلم والإسلام.
وفي شوال مات عضد الدولة، فكتموا موته، ثم استدعوا ولده صمصام الدولة من الغد إلى دار السلطنة، وأخرجوا أمر عضد الدولة بتولية العهد، وروسل الطائع وسئل أن يوليه، ففعل، وبعث إليه خلعاً ولواءً.
وخلع على أبي منصور بن أبي الفتح العلوي للخروج بالحاج وإقامة الموسم.
وتوفيت السيدة سارة بنت الخليفة المعتضد وأخت المكتفي. وكانت معمرة عاشت بعد أبيها ثلاثاً وثمانين سنة.
سنة ثلاث وسبعين وثلاثمائة
في ثاني عشر محرم أظهرت وفاة عضد الدولة، وحمل تابوته إلى المشهد، وجلس صمصام الدولة ابنه للعزاء، وجاءه الطائع لله معزياً، ولطم عليه في الأسواق أياماً عديدة، ثم ركب صمصام الدولة إلى دار الخلافة، وخلع عليه الطائع سبع خلع وتوجه، وعقد له لواءين، ولقب شمس الملة.
وفيها ورد موت مؤيد الدولة بن أبي منصور ابن ركن الدولة بجرجان، فجلس صمصام الدولة للعزاء وجاءه الطائع معزياً، ولما مات كتب الصاحب إسماعيل بن عباد إلى أخيه فخر الدولة علي ابن ركن الدولة بالإسراع، فقدم واستوزر الصاحب ورفع منزلته.
وكان فيها غلاء مفرط بالعراق، وبلغ كر الحنطة أربعة آلاف وثمانمائة درهم. ومات خلق على الطرق جوعاً، وعظم الخطب.
وفيها ولي إمرة دمشق خطلو القائد للعزيز بالله العبيدي.
سنة أربع وسبعين وثلاثمائة
فيها شرع أبو عبد الله بن سعدان في الصلح بين صمصام الدولة وفخر الدولة.
وفيها كان عرس ببغداد، فوقعت الدار، وهلك كثير من النساء، وأخرجن من تحت الهدم بالحلي والزينة، فكانت المصيبة عامة.
سنة خمس وسبعين وثلاثمائة
فيها هم صمصام الدولة أن يجعل المكس على الثياب الحرير والقطن، مما ينسج ببغداد ونواحيها، ودفع له في ضمان ذلك ألف ألف درهم في السنة، فاجتمع الناس في جامع المنصور، وعزموا على المنع من صلاة الجمعة، وكاد البلد يفتتن، فأعفاهم من ضمان ذلك.
سنة ست وسبعين وثلاثمائة
فيها كثر الموت بالحميات الحادة، فهلك كثير من الناس ببغداد، وزلزلت الموصل، فهدمت الدور، وهلك خلق من الناس.
وفيها مال العسكر إلى شرف الدولة أبي الفوارس شيرويه، وكان غائباً بكرمان، فلما بلغه موت أبيه عضد الدولة رد إلى فارس وقبض على وزير أبيه نصر النصراني، وجبى الأموال، ثم ملك الأهواز، وأخذها من أخيه أحمد، وغلب على البصرة، واستعد لقصد بغداد وأخذها من أخيه صمصام الدولة، فتركوا صمصام الدولة، فانحدر مسافراً إلى شرف الدولة راضياً بما يعامله به، فلما وصل قبل الأرض بين يديه مرات، فقال له شرف الدولة: كيف أنت وكيف حالك في طريقك، ثم سجنه، واجتمع عسكر شرف الدولة من الديلم تسعة عشر ألفاً. وكان الأتراك ثلاثة آلاف غلام، فاقتتلوا، فانهزم الديلم وقتل منهم ثلاثة آلاف في رمضان، فأخذ الديلم يذكرون صمصام الدولة، فقيل لشرف الدولة: اقتله، فما نأمنهم.
وقدم شرف الدولة بغداد، فركب الطائع إليه يهنئه بالسلامة، ثم خفي خبر صمصام الدولة، وذلك أنه حمل إلى القلعة، ثم نفذ إليه شرف الدولة بفراش ليكحله فوصل الفراش وقد مات شرف الدولة، فكحله، فالعجب إنفاذ أمر ملك قد مات.
وكان شرف الدولة قد رد على الناس أملاكهم، ورفع المصادرة، فبغته الموت، وإنما جرى ذلك في سنة تسع وسبعين، ولكن سقناه استطراداً.
سنة سبع وسبعين وثلاثمائة
كان العزيز صاحب مصر قد تهيأ وتأهب لغزو الروم، فأحرقت مراكبه، فاتهم بها ناساً، وقتل مائتي نفس. فلما دخلت سنة سبع وصلت رسل ملك الروم في البحر إلى ساحل القدس بتقادم للعزيز، فدخلوا مصر يطلبون الصلح، فأجابهم العزيز، واشترط شروطاً شديدة التزموا بها كلها، منها أنهم يحلفون أنه لا يبقى في مملكتهم أسير إلا أطلقوه، وأن يخطب للعزيز في جامع القسطنطينية كل جمعة، وأن يحمل إليه من أمتعة الروم كل سنة ما افترضه عليهم، ثم ردهم بعقد الهدنة، فكانت سبع سنين.
وفيها ورد الوزير أبو منصور محمد بن الحسن، فتلقاه الأمراء والأعيان، فلما قارب بغداد تلقاه السلطان شرف الدولة بالشفيعي، ودخل في سادس المحرم فوصل في صحبته خزانة عظيمة، منها عشرون ألف ألف درهم، وثياب وآلات كثيرة، وكان يغلب عليه الخير والعدل، وكان إذا سمع الأذان ترك جميع شغله وتهيأ للصلاة، وكان لا يكاد يترك عاملاً أكثر من سنة.
وفي صفر عقد مجلس عظيم وجددت البيعة الوثيقة بين الطائع وشرف الدولة، وعملت القباب، وبالغوا في الزينة، وتوجه الطائع وقرئ عهده، والطائع يسمع، ثم قام شرف الدولة فدخل إلى عند أخته أهل أمير المؤمنين، فبقي عندها إلى العصر، ولما حمل اللواء تخرق ووقعت قطعة منه، فتطير من ذلك.
وفيها رد شرف الدولة على الشريف أبي الحسن محمد بن عمر جميع أملاكه، وكان مغلها في العام ألفي ألف وخمسمائة ألف درهم.
وفي ربيع الأول بيعت الكارة الدقيق الخشكار بمائة وستين درهماً. وجلا الناس عن بغداد، وزاد السعر في ربيع الآخر، فبلغ ثمن الكارة الخشكار مائتين وأربعين درهماً.
وفي شعبان ولد للملك شرف الدولة توأمان سمى أحدهما أبا حرب سلار، والآخر أبا منصور فناخسرو.
وفيها بعث شرف الدولة العسكر لقتال بدر بن حسنويه، فظفر بهم بدر، واستولى على بلاد الجبل.
ووقع الغلاء والوباء الكثير في أواخر السنة.
سنة ثمان وسبعين وثلاثمائة
زاد غلاء الأسعار وعدمت الأقوات، وظهر الموت ببغداد.
وفيها أمر السلطان شرف الدولة برصد الكواكب السبعة في مسيرها كما فعل المأمون، فبني بيت لها في الدار في آخر البستان.
وفيها لحق الناس بالبصرة حر وسموم تساقط الناس منه، ومات طائفة في الطرق.
وفيها جاءت ريح عظيمة بفم الصلح وقت العصر، لخمس بقين من شعبان، خرقت دجلة حتى ذكر أنه بانت أرضها، وهدمت ناحية من الجامع، وأهلكت جماعة، وغرقت كثيراً من السفن، واحتملت زورقاً منحدراً، وفيه دواب، فطرحت ذلك في أرض جوخى، فشوهد بعد أيام.
سنة تسع وسبعين وثلاثمائة
جاء الخبر في أول السنة أن ابن الجراح الطائي خرج على الحاج بين سميراء، وفيد، ونازلهم ثم صالحهم على ثلاثمائة ألف درهم وشيء من الثياب والمتاع.
وفيها انتقل شرف الدولة إلى قصر معز الدولة بباب الشماسية، لأن الأطباء أشاروا عليه به لصحة هوائه، وكان قد ابتدأ به المرض من السنة الماضية، فشغب الديلم وطلبوا أرزاقهم، فعاد إلى داره وراسلهم، وأمسك جماعة.
وفيها أراد الطائع القبض على القادر بالله، وهو أمير، فهرب منه إلى البطيحة، فأقام عند مهذب الدولة وتزايد مرض شرف الدولة، ومات، وعهد إلى أخيه أبي نصر، فاجتمع العسكر وطالبوا برسم البيعة والنفقة، فوعدهم، فأبوا، وترددت بين الطائع وبين أبي نصر مراسلات، ثم حلف كل واحد منهما للآخر على التصافي، ثم جاء الطائع إلى دار المملكة ليعزي أبا نصر فقبل أبو
نصر الأرض غير مرة، ثم ركب أبو نصر إلى الطائع، وحضر الأعيان، وجلس الطائع في الرواق، وأمر فخلع على أبي نصر سبع خلع؛ طاقية أعلاها سوداء وعمامة سوداء وفي عنقه طوق كبير، وفي يديه سواران، ومشى الحجاب بين يديه بالسيوف، فلما حصل بين يدي الطائع قبل الأرض ثم أجلس على كرسي، وقرأ أبو الحسن علي بن عبد العزيز ابن حاجب النعمان كاتب أمير المؤمنين عهده، وقدم إلى الطائع لله لواءه، فعقده، ولقبه بهاء الدولة وضياء الملة. وأقر الوزير أبا منصور بن صالحان على الوزارة وخلع عليه.
وكان بهاء الدولة من رجال بني بويه رأياً وهيبة وجلالاً وعقلاً.
وتمالى الأتراك بفارس وتجمعوا، وأخرجوا صمصام الدولة من معتقله. وقد قيل إنه كحل، فالله أعلم بصحة ذلك.
قال أبو النصر العتبي: حمله مملوكه سعادة على عاتقه وانحدر به، فملك به فارس وما والاها، وتتبع أموالها فجباها، ثم تنكر له الذين معه وقدموا ابن أخيه أبا علي، ولقبوه شمس الدولة فنهض صمصام الدولة لمواقعتهم، فهزمهم أقبح هزيمة، فخنسوا صاغرين إلى بغداد، وتحرك بهاء الدولة، وأهمه شأن الصمصام، وبرز للقتال، فتناوشا الحرب، وخربت البصرة والأهواز، وجرت أمور يطول شرحها، ثم حاربه السلار بختيار بالأكراد الخسروية، فناصبهم صمصام الدولة الحرب، فاختلفت به الوقائع بين تلك الفتن الثائرة والإحن الغائرة، فكان عقباها أن أجلت عنه قتيلاً، وتذمر بهاء الدولة للحادثة عليه؛ وجهز عسكرا لقتال الأكراد.
سنة ثمانين وثلاثمائة
فيها زاد أمر العيارين ببغداد وصاروا فئتين، ووقعت بينهم حروب عظيمة، واتصل القتال بين أهل الكرخ وباب البصرة، وقتل الناس ونهبت الأموال، وتواترت العملات، وأحرق بعضهم محال بعض وعم البلاء، ووقع حريق كبير في نهر الدجاج ذهب فيه شيء كثير.
بسم الله الرحمن الرحيم
(الوفيات)
سنة إحدى وسبعين وثلاثمائة
1 -
أحمد بن إبراهيم بن إسماعيل بن العباس
، الإمام أبو بكر الإسماعيلي الجرجاني الفقيه الشافعي الحافظ.
ولد سنة سبع وسبعين ومائتين، وسمع من الزاهد محمد بن عمران المقابري الجرجاني سنة تسع وثمانين ومائتين، وسمع قبل ذلك.
قال حمزة السهمي: سمعته يقول: لما ورد نعي محمد بن أيوب الرازي دخلت الدار وبكيت وصرخت ومزقت على نفسي القميص، ووضعت التراب على رأسي، فاجتمع علي أهلي ومن في منزلي، وقالوا: ما أصابك؟ قلت: نعي إلي محمد بن أيوب الرازي، منعتموني الارتحال إليه. فسلوا قلبي، وأذنوا لي بالخروج عند ذلك، وأصحبوني خالي إلى نسا إلى الحسن بن سفيان، وأشار الإسماعيلي إلى وجهه، وقال: لم يكن هاهنا طاقة، فقدمت عليه وسألته أن أقرأ عليه المسند وغيره، فكان ذلك أول رحلتي في الحديث، ورجعت.
قلت: كان هذا في سنة أربع وتسعين، فإن فيها توفي محمد بن أيوب.
قال: ثم خرجت إلى بغداد سنة ست وتسعين، وصحبني بعض أقربائي.
قلت: سمع إبراهيم بن زهير الحلواني في هذه النوبة، وحمزة بن محمد بن عيسى الكاتب، وأحمد بن محمد بن مسروق، ومحمد بن يحيى بن سليمان المروزي، والحسن بن علويه، ويحيى بن محمد الحنائي، وعبد الله بن ناجية، والفريابي، وطائفة ببغداد. وسمع أيضاً بها من يوسف بن يعقوب القاضي، وإبراهيم بن عبد الله المخرمي. وسمع بالكوفة من محمد بن عبد الله الحضرمي
مطين، ومحمد بن عثمان بن أبي شيبة، وإسماعيل بن محمد المزني صاحب أبي نعيم، ومحمد بن الحسن بن سماعة، وبالبصرة من محمد بن حبان بن الأزهر، وجعفر بن محمد بن الليث، وأبي خليفة الجمحي، وبالأنبار من بهلول بن إسحاق التنوخي، وسعيد بن عجب، وبالأهواز من عبدان، وبالموصل من أبي يعلى، وأشباههم. وصنف الصحيح والمعجم وغير ذلك.
روى عنه الحاكم، وأبو بكر البرقاني، وحمزة بن يوسف السهمي، وأبو حازم عمر بن أحمد العبدويي، والحسين بن محمد الباساني، وأبو الحسن محمد بن علي الطبري، وأبو بكر محمد بن إدريس الجرجرائي الحافظ، وعبد الواحد بن محمد بن منير العدل، وأبو عمرو عبد الرحمن بن محمد الفارسي سبط الشيخ، وطائفة سواهم.
وقال حمزة: سمعت الدارقطني يقول: كنت قد عزمت غير مرة أن أرحل إلى أبي بكر الإسماعيلي، فلم أرزق.
قال حمزة: وسمعت أبا محمد الحسن بن علي الحافظ بالبصرة يقول: كان الواجب للشيخ أبي بكر الإسماعيلي أن يصنف لنفسه سنناً، ويختار على حسب اجتهاده، فإنه كان يقدر عليه لكثرة ما كان كتب، ولغزارة علمه وفهمه وجلالته، وما كان ينبغي أن يتبع كتاب محمد بن إسماعيل؛ فإنه كان أجل من أن يتبع غيره، أو كما قال.
وقال أبو عبد الله الحاكم: كان أبو بكر واحد عصره، وشيخ المحدثين والفقهاء وأجلهم في الرياسة والمروءة والسخاء، ولا خلاف بين عقلاء الفريقين من أهل العلم فيه.
قال حمزة: وسألني الوزير أبو الفضل جعفر بن الفضل بن الفرات بمصر عن أبي بكر الإسماعيلي وسيرته وما صنف، فكنت أخبره بما صنف من الكتب وجمع من المسانيد والمقلين، وتخريجه على كتاب البخاري، وجميع
سيرته، فيعجب من ذلك، وقال: لقد كان رزق من العلم والجاه، وكان له صيت حسن.
قال حمزة: وسمعت جماعة منهم ابن المظفر الحافظ يحكون جودة قراءة أبي بكر، وقالوا: كان مقدماً في جميع المجالس، كان إذا حضر مجلساً لا يقرأ غيره.
قال حمزة: توفي في غرة رجب سنة إحدى وسبعين، وله أربع وتسعون سنة.
قلت: ورأيت له مجلداً من مسند كبير إلى الغاية من حساب مائة مجلد أو أكثر، فإن هذا المجلد فيه بعض مسند عمر يدل على إمامة، وله معجم شيوخه مجلد صغير، رواه عنه أبو بكر البرقاني، يقول فيه: كتبت في صغري إملاء بخطي في سنة ثلاث وثمانين ومائتين، وأنا يومئذ ابن ست سنين، فضبطته ضبط مثلي ذلك الوقت، على أني لم أخرج من هذه البابة شيئاً فيما صنفت من السنن وأحاديث الشيوخ. وقد أخذ عن أبي بكر ابنه أبو سعد، وفقهاء جرجان.
قال القاضي أبو الطيب: دخلت جرجان قاصداً إليه وهو حي، فمات قبل أن ألقاه.
2 -
أحمد بن سليمان بن عمرو الجريري
، أبو الطيب صاحب ابن جرير الطبري.
توفي بمصر، وكان كثير الحديث. روى عن محمد بن محمد الباغندي، وأبي جعفر الطحاوي، وجماعة. وعنه محمد بن الحسن الناقد، وأحمد بن عمر بن محفوظ المصريان.
3 -
أحمد بن محمد بن أحمد بن عبد الرحمن بن يحيى بن جميع
، أبو بكر الغساني الصيداوي، الرجل الصالح، والد المحدث أبو الحسين محمد.
روى الموطأ عن محمد بن عبدان المكي، عن أبي مصعب، وروى عن محمد بن المعافى الصيداوي، وجماعة. روى عنه ابنه، وحفيده الحسن بن محمد، وحسين بن جعفر الجرجاني.
وحكى حفيده عن خادم جده طلحة أن جده كان يقوم الليل كله، فإذا صلى الفجر نام إلى الضحى، فإذا صلى الظهر صلى إلى العصر، وإذا صلى العصر صلى إلى المغرب، وإذا صلى العشاء الآخرة، قام إلى الفجر، وكانت هذه عادته.
وقال منجى بن سليم الكاتب: قال لي السكن، وهو الحسن بن محمد بن جميع: إن جده صام وله اثنتا عشرة سنة، إلى أن توفي سنة إحدى وسبعين وثلاثمائة.
4 -
أحمد بن محمد بن سلمة
، أبو عبد الله المصري الخياش.
سمع أبا عبد الرحمن النسائي، وأبا يعقوب إسحاق المنجنيقي، وجماعة. وعنه محمد بن الحسين الطفال، وقال: قال لنا: إن مولده سنة ثمانين ومائتين.
5 -
إبراهيم بن أحمد بن محمد
، أبو إسحاق الأنصاري القاضي الميمذي.
رحل وسمع محمد بن حيان المازني، وأبا خليفة، وأبا يعلى الموصلي. وعنه يحيى بن عمار السجستاني وغيره. ودخل القيروان.
قال الخطيب: كان غير ثقة.
6 -
بشر بن محمد
، أبو عبد الله المزني الهروي.
سمع محمد بن عبد الرحمن السامي، والحسين بن إدريس، وأبا الحسين الجلادي. وعنه أبو إسحاق القراب، وأبو الفضل الجارودي، وأبو ذر الهروي، وأملى الكثير.
توفي في شعبان.
7 -
الحسن بن أحمد بن صالح
، الحافظ أبو محمد الهمداني السبيعي الحلبي، من أولاد أبي إسحاق السبيعي، وإليه ينسب بحلب درب السبيعي.
كان حافظاً متقناً رحالاً، عالي الرواية، خبيراً بالرجال والعلل، فيه تشيع
يسير. رحل وسمع من محمد بن حبان، وعبد الله بن ناجية، ويموت بن المزرع، وعمر بن أيوب السقطي، وقاسم بن زكريا، وعمر بن محمد الكاغدي، وأبي معشر الدارمي، ومحمد بن جرير الطبري، وأحمد بن هارون البرديجي، وطائفة.
روى عنه الدارقطني، وأبو بكر البرقاني، وأبو طالب بن بكير، وأبو العلاء محمد بن علي الواسطي، وأبو نعيم الأصبهاني، والشيخ المفيد محمد بن محمد بن النعمان شيخ الرافضة، والشريف محمد الحراني.
وكان عسراً في الرواية زعرا، وثقه ابن أبي الفوارس.
وقال ابن أسامة الحلبي: لو لم يكن للحلبيين من الفضيلة إلا أبو محمد الحسن بن أحمد السبيعي لكفاهم؛ كان وجيهاً عند سيف الدولة، وكان يزوره في داره، وصنف له كتاب التبصرة في فضيلة العترة المطهرة. وكان له في العامة سوق، وهو الذي وقف حمام السبيعي على العلويين. توفي السبيعي في سابع عشر ذي الحجّة.
قال الحاكم: سألت أبا محمد الحسن السبيعي الحافظ عن حديث إسماعيل بن رجاء، فقال: لهذا الحديث قصة، قرأ علينا ابن ناجية مسند فاطمة بنت قيس سنة ثلاثمائة، فدخلت على الباغندي، فقال: من أين جئت؟ قلت: من مجلس ابن ناجية. قال: أيش قرأ عليكم؟ قلت: أحاديث الشعبي عن فاطمة بنت قيس، فقال: مر لكم عن إسماعيل بن رجاء، عن الشعبي؟ فنظرت في الجزء فلم أجد، فقال: اكتب: ذكر أبو بكر بن أبي شيبة، قلت: عن من؟ ومنعته من التدليس، فقال: حدثني محمد بن عبيدة الحافظ، قال: حدثني محمد بن المعلى الأثرم، قال: حدثنا أبو بكر، قال: حدثنا محمد بن بشر العبدي، عن مالك بن مغول، عن إسماعيل بن رجاء، عن الشعبي، عن فاطمة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قصة الطلاق والسكنى والنفقة. ثم انصرفت إلى حلب، وكان عندنا بحلب بغدادي يعرف بابن سهل، فذكرت له هذا الحديث، فخرج إلى الكوفة، وذاكر أبا العباس بن سعيد، فكتب أبو العباس هذا الحديث، عن ابن سهل، عني، عن الباغندي، ثم اجتمعت مع فلان، يعني الجعابي، فذاكرته، فلم يعرفه، ثم اجتمعنا برملة، فلم يعرفه، ثم اجتمعنا بعد سنين
بدمشق، فاستعادني إسناده تعجباً ثم اجتمعنا ببغداد، فذكرنا هذا الباب، فقال: حدثناه علي بن إسماعيل الصفار، قال: حدثنا أبو بكر الأثرم، قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، ولم يدر أن هذا الأثرم غير ذاك، فذكرت قصتي لفلان المفيد وأتى عليه سنون، فحدث بالحديث عن الباغندي، ثم قال السبيعي: المذاكرة تكشف عوار من لا يصدق.
قال الخطيب: كان ثقة حافظاً مكثراً عسراً في الرواية، ولما كان بأخرة عزم على التحديث والإملاء، فتهيأ لذلك، فمات.
حدثت عن الدارقطني، قال: سمعت السبيعي يقول: قدم علينا الوزير أبو الفتح بن حنزابة إلى حلب، فتلقاه الناس، فعرف أني محدث، فقال لي: تعرف إسناداً فيه أربعة من الصحابة؟ فذكرت له حديث عمر في العمالة، فعرف لي ذلك، وصارت لي به عنده منزلة.
8 -
الحسن بن سعيد بن جعفر
، أبو العباس العباداني المطوعي المقرئ المعمر نزيل إصطخر في آخر عمره.
سمع الحسن بن المثنى، وأبا خليفة، وأبا مسلم الكجي، وأبا عبد الرحمن النسائي، وإدريس بن عبد الكريم الحداد، وجعفر بن محمد الفريابي، وجماعة.
قال أبو نعيم: قدم أصبهان سنة خمس وخمسين، وكان رأساً في القرآن وحفظه، في حديثه وروايته لين.
وقال أبو بكر بن مردويه: هو ضعيف.
قلت: قرأ لنافع على أبي بكر محمد بن عبد الرحيم الأصبهاني، وأبي محمد الملطي، وقرأ لأبي عمرو على محمد بن محمد بن بدر الباهلي صاحب الدوري، والحسين بن علي الأزرق الجمال؛ قرأ عليه برواية قالون، وقرأ برواية البزي على إسحاق بن أحمد الخزاعي. وقرأ برواية قنبل على ابن مجاهد. وقرأ بدمشق على أبي العباس محمد بن موسى الصوري،
وبالإسكندرية على محمد بن القاسم بن يزيد الإسكندراني. وقرأ على ابن ذكوان، وقرأ على أحمد بن فرح المفسر صاحب الدوري، وعلى إدريس بن عبد الكريم الحداد صاحب خلف، وهو أكبر شيخ له، وقرأ على عبد الله بن الربيع الملطي إمام جامع مصر، عن يونس بن عبد الأعلى، وعلى جماعة مذكورين في المبهج لسبط الخياط.
قرأ عليه: أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي، وأبو الحسين علي بن محمد الخبازي، وأبو بكر محمد بن عمر بن زلال النهاوندي، والحسين بن علي بن عبيد الله الرهاوي، وأبو عبد الله محمد بن الحسين بن آذربهرام الكارزيني.
قال الخزاعي: قلت للمطوعي: في أي سنة قرأت على إدريس الحداد؟ فقال: في السنة التي رحلت فيها إلى الري سنة اثنتين وتسعين ومائتين. فقلت للمطوعي: فقد قاربت المائة؟ فقال: إلا سنتين، قال ذلك في سنة سبع وستين وثلاثمائة. قال الخزاعي: وكان أبوه واعظاً محدثاً.
قلت: وحدث عنه أبو بكر بن أبي علي الذكواني، وأبو نعيم الحافظ، ومحمد بن عبيد الله الشيرازي، وآخرون، وهو على ضعفه آخر من روى عن أبي مسلم الكجي والحداد. وله تصانيف في القراءات.
9 -
الحسن بن علي بن الحسن بن الهيثم
، أبو عبد الله ابن البادا البغدادي الشاهد.
سمع أبا شعيب الحراني، والحسن بن علويه. وعنه حفيده أحمد بن علي، وغيره.
وقال الخطيب: كان ثقة، بقي أعمى مقعداً مدة خمس عشرة سنة، وعاش سبعاً وتسعين سنة.
10 -
الحسن بن القاسم بن عبد الرحمن بن الغمر
، أبو محمد المصري الفقيه.
حدث عن الطحاوي وغيره.
11 -
الحسن بن محمد بن سهل
، أبو سعيد الفسوي القزاز الشاهد.
رحل مع والده إلى الشام ومصر، وسمع أبا عروبة، وأبا الجهم بن طلاب، وأبا الحسن بن جوصا، وحدث.
توفي في المحرم.
12 -
خلف بن عمر
، أبو سعيد الفقيه المالكي المعروف بابن أخي هشام، شيخ المالكية بإفريقية.
تفقه بأبي نصر القيرواني وسمع منه. وكان يجتمع هو، وأبو الأزهر بن مغيث، وأبو محمد بن أبي زيد، ويتناظرون.
توفي في صفر.
13 -
سليمان بن محمد بن سليمان
، أبو أيوب الأندلسي الشذوني.
سمع محمد بن عبد الملك بن أيمن، وعبد الله بن يونس القبري، وجماعة، وحج فسمع من أبي سعيد ابن الأعرابي، وسمع من أبي محمد الفرغاني كتب محمد بن جرير الطبري، وولي خطابة شريش.
14 -
عبد الله بن إبراهيم بن جعفر بن بيان الزبيبي
، أبو الحسين البغدادي البزاز.
روى عن الحسن بن علويه القطان، وأحمد بن أبي عوف البزوري، والحسين بن أبي الأحوص، وعبد الله بن ناجية، والفريابي، وجماعة. وعنه أبو بكر البرقاني، ومحمد بن طلحة النعالي، والأزجي، وأبو القاسم التنوخي.
وثقه الخطيب، وقال: ولد سنة ثمان وسبعين ومائتين، وتوفي في ذي القعدة.
والزبيبي: آخر، وهو إبراهيم بن عبد الله العسكري الزبيبي، من طبقة ابن صاعد، مر.
15 -
عبد الله بن إسحاق
، أبو محمد التبان الفقيه المالكي، عالم أهل القيروان في زمانه.
قال القاضي عياض: ضربت إليه آباط الإبل من الأمصار لذبه عن مذهب أهل المدينة، وكان حافظاً بعيداً من التصنع والرياء، فصيحاً. توفي سنة إحدى.
16 -
عبد الله بن الحسين بن إسماعيل
، أبو بكر الضبي المحاملي.
ولي قضاء ميافارقين وآمد، ثم ولي قضاء حلب وأنطاكية، وكان عفيفاً نزهاً، سمع أباه، وأبا بكر بن زياد النيسابوري، وغيرهما.
17 -
عبد الله بن محمد بن عبد الله الشيباني الذهلي النيسابوري
، سبط أبي علي الثقفي.
دين ورع من شيوخ الحاكم؛ سمع السراج، وزنجويه بن محمد.
18 -
عبد الله بن محمد بن نصر اللخمي القرطبي الزاهد
.
سمع من أحمد بن خالد، ومحمد بن عبد الملك بن أيمن، ومحمد بن قاسم. وكان صالحاً خيراً مائلاً إلى الأثر، يعقد الشروط. روى عنه ابن الفرضي وغيره.
19 -
عبد الأعلى بن أبي بكر عبد الله بن أبي داود السجستاني
.
يروي عن أبيه. توفي في هذه السنة تقريباً.
20 -
عبد العزيز بن الحارث بن أسد بن الليث
بن سليمان بن الأسود بن سفيان بن يزيد بن أكينة بن عبد الله، أبو الحسن التميمي، أحد فقهاء الحنابلة الأعيان.
حدث عن أبي عبد الله بن عرفة نفطويه، وأبي بكر بن زياد النيسابوري، وأبي عبد الله المحاملي. روى عنه ابنه أبو الفرج عبد الوهاب، وبشرى الفاتني.
قال أبو المعالي شيذلة: روى الإمام أبو عبد الله الحسين بن محمد الدامغاني، قال: لما قدم القاضي أبو بكر الأشعري بغداد دعاه أبو الحسن التميمي الحنبلي إمام عصره في مذهبه، وحضر الشيخ أبو عبد الله بن مجاهد،
وابن سمعون، فجرى مسألة الاجتهاد بين ابن مجاهد، والقاضي أبي بكر، وتعلق الكلام بينهما إلى الفجر، وكان أبو الحسن التميمي يقول لأصحابه: تمسكوا بهذا الرجل فليس للسنة عنه غنى.
وقال القاضي أبو يعلى: كان جليل القدر، له كلام في مسائل الخلاف، ومصنف في الفرائض.
وقال أبو الحسن بن رزقويه: وضع أبو الحسن التميمي في مسند أحمد حديثين، وكتبوا عليه محضراً، وكتب فيه الدارقطني، وابن شاهين.
توفي في عشر الستين.
21 -
عبد الواحد بن أحمد ابن المصنف أبي محمد
عبد الله بن مسلم بن قتيبة الدينوري.
دخل مصر مع أبيه فسكنها، وحدث عن والده بمصنفات جده.
22 -
علي بن إبراهيم
، الشيخ أبو الحسن الحصري.
أحد كبار الصوفية وأولي الأحوال؛ حكى عن الشبلي. روى عنه أبو سعد الماليني.
ومن كلامه: لا يغرنكم صفاء الأوقات فإن تحتها آفات، ولا يغرنكم العطاء، فإن العطاء عند أهل الصفاء مقت.
قال الخطيب: مات سنة إحدى وسبعين، وقد نيف على الثمانين.
قال السلمي: هو سيد وقته وشيخ العراق.
23 -
علي بن عبد الله ابن المحدث الصالح عبد الرحمن بن عبد المؤمن
المهلبي الجرجاني البزاز.
روى عن أبي نعيم بن عدي، وغيره. روى عنه أبو سعد الماليني، وأبو الفرج.
ومات قبل الإسماعيلي بشهر.
24 -
فتح بن أصبغ
، أبو نصر الطليطلي الفقيه الزاهد.
كان ذكياً متفنناً ورعاً عابداً، كان يقال: إنه مجاب الدعوة.
توفي في جمادى الأولى.
25 -
ليث بن طاهر
، أبو نصر النيسابوري العابد.
سمع السراج، وابن خزيمة. وعنه الحاكم.
26 -
محمد بن أحمد بن عبد الله بن محمد الفقيه
، أبو زيد المروزي الشافعي الزاهد.
حدث ببغداد، وبنيسابور، ودمشق، ومكة عن محمد بن يوسف الفربري، وعمر بن علك المروزي، ومحمد بن عبد الله السعدي، وأبي العباس محمد الدغولي، وأحمد بن محمد المنكدري، وغيرهم.
وعنه الهيثم بن أحمد الصباغ، وعبد الواحد بن مشماش، وعبد الوهاب الميداني، وعلي ابن السمسار؛ الدمشقيون، والحاكم، والسلمي، وأهل نيسابور، وأبو الحسن الدارقطني مع تقدمه، وأبو بكر البرقاني، ومحمد بن أحمد المحاملي، البغداديون، والفقيه أبو محمد عبد الله بن إبراهيم الأصيلي، وآخرون.
وقال: ولدت سنة إحدى وثلاثمائة.
قال الحاكم: كان أحد أئمة المسلمين، ومن أحفظ الناس لمذهب الشافعي، وأحسنهم نظراً، وأزهدهم في الدنيا. سمعت أبا بكر البزاز يقول: عادلت الفقيه أبا زيد من نيسابور إلى مكة، فما أعلم أن الملائكة كتبت عليه خطيئة.
وقال الخطيب: حدث ببغداد، ثم جاور بمكة، وحدث هناك بصحيح البخاري عن الفربري. وأبو زيد أجل من روى ذلك الكتاب.
وقال أبو إسحاق الشيرازي: ومنهم أبو زيد المروزي صاحب أبي إسحاق، مات بمرو في رجب سنة إحدى وسبعين. قال: وكان حافظاً للمذهب،
حسن النظر، مشهوراً بالزهد. وعنه أخذ أبو بكر القفال، وفقهاء مرو.
قرأت على أبي علي الأمين، أخبركم ابن اللتي، قال: أخبرنا عبد الأول، قال: حدثنا أبو إسماعيل الأنصاري، قال: أخبرنا أحمد بن محمد بن إسماعيل، قال: سمعت خالد بن عبد الله المروزي، قال: سمعت أبا سهل محمد بن أحمد المروزي، قال: سمعت أبا زيد المروزي الفقيه يقول: كنت نائماً بين الركن والمقام، فرأيت النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا أبا زيد إلى متى تدرس كتاب الشافعي ولا تدرس كتابي؟ فقلت: يا رسول الله وما كتابك؟ فقال: جامع محمد بن إسماعيل يعني البخاري.
27 -
محمد بن أحمد بن تميم السرخسي
.
سمع أبا لبيد محمد بن إدريس السامي السرخسي. وعنه أبو الحسن بن رزقويه، وأبو بكر أحمد بن علي الأصبهاني.
وثقه الخطيب.
توفي فيها ظناً.
28 -
محمد بن أحمد بن محمود
، أبو العباس النيسابوري القباني الزاهد الناسخ.
سمع ابن خزيمة، وأحمد بن محمد الماسرجسي. وعنه الحاكم، وغيره من النيسابوريين.
29 -
محمد بن أحمد بن جعفر الطوسي العابد
.
سمع ابن خزيمة، والسراج.
30 -
محمد بن إسحاق بن إبراهيم بن يزيد بن مهران
، أبو بكر البغدادي الصفار الضرير.
سمع محمد بن صالح بن أبي عصمة الدمشقي، وعبد الله بن محمد بن سلم المقدسي، ومحمد بن محمد ابن النفاح الباهلي، وأبا القاسم البغوي، وأبا عروبة الحراني، وجماعة. وعنه الدارقطني، وحمزة السهمي، وأبو بكر
البرقاني، وأبو القاسم علي بن المحسن التنوخي، والحسين بن علي الجوهري، وغيرهم.
قال البرقاني: ثقة فاضل، شامي الأصل، سألته عن مولده، فقال: سنة تسع وثمانين ومائتين.
قال الخطيب: حدث في سنة إحدى وسبعين وثلاثمائة.
31 -
محمد بن جعفر بن محمد
، أبو الفتح ابن المراغي، الهمذاني، نزيل بغداد، ومصنف كتاب البهجة على مثال الكامل للمبرد.
وكان عالماً بالنحو واللغة، روى عن أحمد بن عبد الله بن مسلم بن قتيبة.
وقال أبو الحسين محمد بن أحمد بن القاسم المحاملي: سمعنا منه سنة إحدى وسبعين.
قلت: هو والذي قبله لا أعرف وفاتهما يقيناً.
32 -
محمد بن خفيف بن إسكفشار
، أبو عبد الله الضبي الشيرازي الصوفي، شيخ إقليم فارس.
حدث عن حماد بن مدرك، والنعمان بن أحمد الواسطي، ومحمد بن جعفر التمار، والحسين المحاملي، وجماعة. وعنه أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي، والحسن بن حفص الأندلسي، وإبراهيم بن الخضر الشياح، ومحمد بن عبد الله بن باكويه، وأبو بكر ابن الباقلاني المتكلم.
قال أبو عبد الرحمن السلمي: أقام بشيراز، وكانت أمه نيسابورية، وهو اليوم شيخ المشايخ وتاريخ الزمان، لم يبق للقوم أقدم منه سناً، ولا أتم حالاً. صحب رويم بن أحمد، وأبا العباس بن عطاء، ولقي الحسين بن منصور الحلاج. وهو من أعلم المشايخ بعلوم الظاهر، متمسك بالكتاب والسنة، فقيه على مذهب الشافعي، فمن كلامه قال: ما سمعت شيئاً من سنن رسول الله صلى الله عليه وسلم علم إلا واستعملته، حتى الصلاة على أطراف الأصابع، وهي صعبة.
قال السلمي: قال أحمد بن يحيى الشيرازي: ما أرى التصوف إلا يختم بأبي عبد الله بن خفيف. وكان ابن خفيف من أولاد الأمراء، فتزهد حتى قال: كنت أذهب وأجمع الخرق من المزابل، وأغسله، وأصلح منه ما ألبسه، وبقيت أربعين شهراً أفطر كل ليلة على كف باقلاء، فافتصدت، فخرج من عرقي شبيه ماء اللحم فغشي علي، فتحير الفصاد، وقال: ما رأيت جسداً بلا دم إلا هذا.
وقال ابن باكويه: سمعت أبا أحمد الكبير يقول: سمعت أبا عبد الله بن خفيف يقول: نهبت في البادية وجعت حتى سقطت لي ثمانية أسنان، وانتثر شعري، ثم وقعت إلى فيد وأقمت بها، حتى تماثلت وحججت، ثم مضيت إلى بيت المقدس، ودخلت الشام، فنمت إلى جانب دكان صباغ، وبات معي في المسجد رجل به قيام، فكان يخرج ويدخل إلى الصباح، فلما أصبحنا، صاح الناس وقالوا: نقب دكان الصباغ وسرقت، فدخلوا المسجد ورأونا، فقال المبطون: لا أدري، غير أن هذا طول الليل كان يدخل ويخرج، وما كنت خرجت أنا إلا مرة، تطهرت، فجروني وضربوني، وقالوا: تكلم. فاعتقدت التسليم، فكانوا يغتاظون من سكوتي، فحملوني إلى دكان الصباغ، وكان أثر رجل اللص في الرماد، فقالوا: ضع رجلك فيه، فوضعت، فكان على قدر رجلي، فزادهم غيظاً، وجاء الأمير، ونصبت القدر وفيها الزيت يغلي، وأحضرت السكين ومن يقطع اليد، فرجعت إلى نفسي وإذا هي ساكنة، فقلت: إن أرادوا قطع يدي سألتهم يعفوا يميني لأكتب بها، فبقي الأمير يهددني ويصول، فنظرت إليه فعرفته، وكان مملوكاً لوالدي، فكلمني بالعربية وكلمته بالفارسية، فنظر إلي وقال: أبو الحسين، وكنت أكنى بها في صباي، فضحكت، فعرفني، فأخذ يلطم رأسه ووجهه، واشتغل الناس به، فإذا بضجة عظيمة، وأن اللصوص قد مسكوا، فذهبت والناس ورائي، وأنا ملطخ بالدماء جائع لي أيام لم آكل، فرأتني عجوز فقيرة، فقالت: ادخل إلينا، فدخلت ولم يرني الناس، وغسلت وجهي ويدي، فإذا الأمير قد أقبل يطلبني. فدخل ومعه جماعة، وجر من منطقته سكيناً، وحلف بالله، وقال: إن أمسكني إنسان لأقتلن نفسي، وضرب بيده رأسه ووجهه مائة صفعة، حتى منعته أنا، ثم اعتذر، وجهد بي أن أقبل شيئاً، فأبيت، وهربت ليومي من المدينة، فحدثت بعض المشايخ فقال: هذا عقوبة انفرادك، فما دخلت بلداً فيه فقراء إلا قصدتهم.
قال أبو عبد الله بن باكويه: سمعت أبا عبد الله بن خفيف، وقد سأله قاسم الإصطخري عن الأشعري، فقال: كنت مرة بالبصرة جالساً مع عمرو بن علويه على ساجة في سفينة نتذاكر في شيء، فإذا بأبي الحسن الأشعري قد عبر وسلم علينا وجلس، فقال: عبرت عليكم أمس في الجامع، فرأيتكم تتكلمون في شيء عرفت الألفاظ ولم أعرف المغزى، فأحب أن تعيدوها علي. قلت: وفي أي شيء كنا؟ قال: في سؤال إبراهيم عليه السلام: {أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِ الْمَوْتَى} ، وسؤال موسى:{أَرِنِي أَنْظُرْ إِلَ ْكَ} . فقلت: نعم. قلنا: إن سؤال إبراهيم هو سؤال موسى، إلا أن سؤال إبراهيم سؤال متمكن، وسؤال موسى سؤال صاحب غلبة وهيجان، فكان تصريحاً، وكان سؤال إبراهيم تعريضاً، وذلك أنه قال: أرني كيف تحيي الموتى، فأراه كيفية المحيى ولم يره كيفية الإحياء، لأن الإحياء صفته والمحيى قدرته، فأجابه إشارة كما سأله إشارة، إلا أنه قال في الآخر:{وَاعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ} . فالعزيز: المنيع. فقال أبو الحسن: هذا كلام صحيح. ثم إني مشيت مع أبي الحسن وسمعت مناظرته، وتعجبت من حسن كلامه حين أجابهم.
قال أبو العباس النسوي: صنف شيخنا ابن خفيف من الكتب ما لم يصنفه أحد، وانتفع به جماعة صاروا أئمة يقتدى بهم، وعمر حتى عم نفعه البلدان.
وقال أبو الفتح عبد الرحيم بن أحمد خادم ابن خفيف: سمعت أبا عبد الله ابن خفيف يقول: سألنا يوماً القاضي أبو العباس بن شريح بشيراز، ونحن نحضر مجلسه لدرس الفقه، فقال لنا: محبة الله فرض أو لا؟ قلنا: فرض. قال: ما الدليل؟ فما فينا من أجاب بشيء، فسألناه، فقال: قوله تعالى: {قُلْ إِنْ كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ} . . . الآية. قال: فتواعدهم الله على تفضيل محبتهم لغيره على محبته، والوعيد لا يقع إلا على فرض لازم.
وقال ابن باكويه: كنت سمعت ابن خفيف يقول: كنت في بدايتي ربما أقرأ في ركعة واحدة عشرة آلاف {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} ، وربما كنت أقرأ في ركعة القرآن كله.
وعن ابن خفيف أنه كان به وجع الخاصرة، فكان إذا أخذه أقعده عن الحركة، فكان إذا أقيمت الصلاة يحمل على الظهر إلى المسجد، فقيل له: لو
خففت على نفسك. قال: إذا سمعتم: حي على الصلاة ولم تروني في الصف فاطلبوني في المقابر.
وقال ابن باكويه: سمعته يقول: ما وجبت علي زكاة الفطر أربعين سنة.
وقال ابن باكويه: نظر أبو عبد الله بن خفيف يوماً إلى ابن مكتوم وجماعة من أصحابه يكتبون شيئاً، فقال: ما هذا؟ قالوا: نكتب كذا وكذا. قال: اشتغلوا بتعلم شيء ولا يغرنكم كلام الصوفية، فإني كنت أخبئ محبرتي في جيب مرقعتي، والورق في حجزة سراويلي، وأذهب خفية إلى أهل العلم، فإذا علموا بي خاصموني، وقالوا: لا تفلح. ثم احتاجوا إلي.
حدثنا أبو المعالي الأبرقوهي، قال: أخبرنا عمر بن كرم ببغداد، قال: أخبرنا أبو الوقت السجزي، قال: حدثنا عبد الوهاب بن أحمد الثقفي، قال: أخبرنا محمد بن عبد الله بن باكويه، قال: حدثنا محمد بن خفيف الضبي إملاء، قال: قرئ على حماد بن مدرك وأنا أسمع: حدثنا عمرو بن مرزوق، قال: حدثنا شعبة، عن أبي عمران الجوني، عن عبد الله بن الصامت، عن أبي ذر، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إذا صنعت قدراً فأكثر مرقها وانظر أهل بيت من جيرانك فأصبهم بمعروف» .
توفي ليلة ثالث رمضان عن خمس وتسعين سنة، وقيل: عاش مائة سنة وأربع سنين، وازدحم الخلق على جنازته، وكان أمراً عظيماً، وصلوا عليه نحواً من مائة مرة، رضي الله عنه.
33 -
محمد بن خلف بن محمد بن جيان
، بالجيم، الفقيه أبو بكر البغدادي الخلال المقرئ.
سمع عمر بن أيوب السقطي، وقاسم بن زكريا المطرز، وحامد بن شعيب البلخي، وأحمد بن سهل الأشناني. وعنه البرقاني، وأبو العلاء محمد بن علي الواسطي، وأبو القاسم التنوخي.
وثقه الخطيب، وقال: توفي في آخر السنة. وروى عنه حمزة السهمي،
وقال: كان ثقة جبلاً.
34 -
محمد بن خالد بن عبد الملك
، أبو عبد الله الإستجي الأندلسي الفقيه.
سمع من محمد بن عبد الله بن أبي دليم، وكان يعقد الوثائق.
35 -
محمد بن عثمان بن سعيد الإستجي
.
كان فقيهاً مفتياً. سمع من ابن أبي دليم أيضاً، ومن جماعة. وكان يعقد الوثائق ببلده.
36 -
محمد مفرج بن عبد الله بن مفرج
، أبو عبد الله المعافري القرطبي، المعروف بالقبي.
سمع من قاسم بن أصبغ، وبمصر من أبي جعفر النحاس، وعبد الملك بن بحر الجلاب، وبمكة من أبي سعيد ابن الأعرابي، وتوفي في رمضان.
تركوا الأخذ عنه؛ لأنه كان يعتقد مذهب ابن مسرة ويدعو إليه.
37 -
محمد بن عبد الله بن بشران
، أبو بكر السكري الشاهد، والد الشيخين مسندي العراق أبي الحسين علي، وأبي القاسم عبد الملك.
سمع الحديث، وأسمع ولديه، ولم يرو شيئاً، بل روى عنه ابنه عبد الملك وجادة، ومات في جمادى الآخرة، وله خمس وستون سنة، وكان من المعدلين.
38 -
محمد بن العباس بن أحمد بن مسعود
، أبو بكر الجرجاني المسعودي الفقيه.
روى عن أبي يعلى الموصلي، وأبي القاسم البغوي. وفيه ضعف لكونه حدث من غير كتابه.
بقي إلى هذه السنة، ولا أعرف متى مات.
39 -
محمد بن محمد بن العباس
، أبو ذهل العصمي الهروي.
توفي في صفر، من جلة المشايخ.
40 -
محمد بن هشام بن جهور المرشاني
، نزيل قرطبة.
رحل وسمع من الآجري، وأحمد بن إبراهيم الكندي، وحدث.
توفي في ربيع الأول.
41 -
يحيى بن هذيل
، أبو بكر الأديب.
شاعر عصره بالأندلس، وكان أحد الفقهاء المالكية المذكورين، ديناً عاقلاً نزهاً فصيحاً مفوهاً، طال عمره وعلا سماعه، وكان قد سمع مع أخيه أبي مروان عبد الملك من جماعة. كذا ورخه بعضهم، وسيعاد سنة تسع وثمانين.
قال القاضي عياض: كان حافظاً للفقه، راوية للحديث. ثم ورخه سنة إحدى هذه.
• - هفتكين.
قيل: مات في أول هذا العام، وقد مر سنة ثمان وستين.
سنة اثنتين وسبعين وثلاثمائة
42 -
أحمد بن إسحاق بن مروان بن جابر
، أبو عمر الغافقي القرطبي.
سمع أحمد بن خالد، وعبد الله بن يونس، وابن أيمن، وحج، وسمع بمصر كتباً. وولي قضاء طليطلة، وبها توفي.
43 -
أحمد بن جعفر بن محمد بن الفرج
، أبو الحسن المقرئ الخلال.
سمع عبد الله بن إسحاق المدائني، ومحمد بن جرير الطبري. وعنه أبو العلاء الواسطي، وأحمد بن علي البادا.
قال الخطيب: كان صالحاً ثقة، توفي في رمضان.
44 -
أحمد بن محمد ابن الحافظ أبي حفص
عمر بن محمد بن بجير السمرقندي البجيري. سمع من جده الصحيح الذي له، وسمعه منه جماعة، وتوفي في ربيع الأول.
45 -
أحمد بن محمد بن علي بن الحسن بن يحيى القصري
، أبو بكر السيبي، الفقيه الشافعي.
أحد الأئمة، درس على أبي إسحاق المروزي، ونشر الفقه ببلده قصر ابن هبيرة، وتوفي في رجب، وله ست وسبعون سنة.
46 -
أحمد بن عبد الله بن عمرو القيسي القرطبي
.
سمع أحمد بن خالد، وابن أيمن، ومحمد بن مسور. لم يحدث.
47 -
أحمد بن محمد بن معروف بن وليد
، أبو عمر الجذامي القرطبي.
سمع من أحمد بن خالد بن الجباب، وابن أيمن، وعثمان بن عبد الرحمن، وحج فسمع من الآجري، وولي قضاء طرطوشة، وكتب عنه جماعة.
48 -
أحمد بن محمد بن يوسف
، أبو القاسم القرطبي القشطيلي.
سمع أبا عيسى، والدينوري.
قال ابن عفيف: كان من أهل العلم بفنون كثيرة من الفقه والعربية واللغة. حج وأدرك رجالاً بالمشرق، وأدخل الأندلس علماً جماً، وأدب ولد الحكم ابن الناصر لدين الله، وأخذ عنه الناس مذهب مالك.
49 -
إسماعيل بن أحمد بن محمد بن داود النساج القزويني
.
سمع إسحاق بن محمد الكيساني، وعبد الرحمن بن أبي حاتم، وسليمان بن يزيد الفامي، وحدث.
50 -
الحسن بن علي بن عمر الصيدناني القزويني
.
سمع إسحاق بن محمد الكيساني، ومحمد بن القاسم المحاربي الكوفي، وحدث.
51 -
الحسين بن محمد بن عبد الوهاب بن سليمان بن محمد
، الشريف أبو تمام الزينبي، قاضي البصرة.
قدم بغداد مع معز الدولة، واشترى داراً بأربعة وعشرين ألف دينار، وولي نقابة بغداد. وتفقه على أبي الحسن الكرخي. حدث عنه مولاه وشاح وغيره.
مات في شوال.
52 -
الحسين بن أحمد بن محمد بن عبد الرحمن بن أسد بن شماخ
، أبو عبد الله الشماخي الحافظ الهروي الصفار.
حدث بهراة وبغداد ودمشق عن أحمد بن عبد الوارث المصري، وأبي
الدحداح أحمد بن محمد الدمشقي، وعبد الرحمن بن أبي حاتم، ومحمد بن حفص الجويني، والحسين بن موسى الرسعني وجماعة. وعنه أبو عبد الله الحاكم، وأبو الفتح بن أبي الفوارس، وأبو بكر البرقاني، وإسحاق القراب، وأبو عثمان سعيد القرشي.
قال البرقاني: قد كتبت عنه الكثير، ثم بان لي أنه ليس بحجة، وضعفه أبو عبد الله بن أبي ذهل الهروي.
وقال الحاكم؛ وسئل عنه: كذاب، لا يشتغل به.
توفي في جمادى الآخرة، وله مستخرج على صحيح مسلم.
53 -
الحسين بن علي بن شعبان
، أبو عبد الله المصري الفقيه.
روى عنه محمد بن إبراهيم بن المنذر، وغيره.
54 -
حسين بن محمد بن نابل
، أبو بكر القرطبي.
سمع أسلم بن عبد العزيز، وأحمد بن خالد بن الجباب، ومحمد بن عمر بن لبابة، وحج، فسمع من ابن الأعرابي، وعلي بن أبي مطر الإسكندراني، وأبي الطاهر المديني، وعلي ابن الطحاوي.
وكان شيخاً صالحاً فقيهاً عارفاً بالعربية، شاعراً، حدث بالكثير. وتوفي في ذي الحجّة، وهو في عشر الثمانين. وعنه ابن الفرضي.
55 -
الحسين بن محمد
، أبو سعيد البسطامي الواعظ، والد أبي عمر محمد بن الحسين.
قال الحاكم: كان أوحد عصره في التذكير والوعظ والانتصار للسنة.
سمع أبا بكر القطان، وأبا حامد بن بلال، وطبقتهما.
56 -
خطاب بن مسلمة بن محمد بن سعيد
، أبو المغيرة الإيادي الفقيه المالكي.
سمع ابن لبابة، وأسلم بن عبد العزيز، وأحمد بن خالد بن الجباب، وحج فسمع من ابن الأعرابي.
قال عنه رفيقه أبو بكر محمد بن السليم القاضي: هو من الأبدال.
وقال القاضي عياض: كان زاهداً مجاب الدعوة.
وقال ابن الفرضي: كان حافظاً للرأي، بصيراً بالنحو توفي في شوال، وله ثمان وسبعون سنة.
57 -
سليمان بن أحمد بن محمد بن داود القزويني النساج
، أخو إسماعيل.
سمع علي بن محمد بن مهرويه، وسليمان بن يزيد الفامي. وكان أسن من أخيه، وبينهما في الموت ثلاثة أشهر.
58 -
العباس بن الفضل بن زكريا
، أبو منصور النضرويي الهروي، منسوب إلى جده نضرويه، بضاد معجمة.
سمع أحمد بن نجدة والحسين بن إدريس، ومحمد بن عبد الرحمن السامي، وجماعة.
وعنه أبو بكر البرقاني، وأبو يعقوب القراب، وأبو عثمان سعيد القرشي، وأبو حازم العبدويي.
وثقه الخطيب.
وروى عنه أيضاً سبطه الحسين بن علي، وتوفي في شعبان، وقد وهم صاحب الكمال وهماً قبيحاً فذكر له ترجمة، وأن ابن ماجه روى عنه.
59 -
العباس بن محمد بن علي
، أبو الفضل القرشي، والد الشيخ أبي عثمان سعيد، مسند هراة.
روى عن أبي الفضل المنذري، وأبي الحسن المخلدي. روى عنه ابنه، وتوفي في جمادى الآخرة بهراة.
60 -
عبد الله بن أحمد بن جعفر
، أبو محمد بن أبي حامد الشيباني النيسابوري.
سمع أبا بكر بن خزيمة، وتورع عن الرواية عنه لصغره، وسمع أبا العباس السراج، وأحمد بن محمد الماسرجسي، وحاتم بن محبوب السامي،
وأبا سعيد ابن الأعرابي، وأبا جعفر بن البختري. روى عنه يوسف القواس، وإبراهيم بن مخلد الباقرحي، وابن رزقويه؛ حدثهم ببغداد.
ووثقه الخطيب.
وروى عنه الحاكم وقال: كان من أكثر أقرانه سماعاً، وكانت له ثروة ظاهرة، فأنفق أكثرها على العلماء، وفي الحج والجهاد، وكان يرسل شعره فقيل له: الشعراني.
61 -
عبد الله بن باز الإشبيلي الطبيب
.
حج وسمع من ابن الأعرابي، وحدث.
62 -
عبد الله بن محمد بن أمية بن غلبون الأنصاري القرطبي
، نزيل طليطلة.
استقضي بطلبيرة، وسمع من قاسم بن أصبغ، وبمكة من ابن الأعرابي.
وكان نبيلاً ثقة، سمع منه عبدوس بن محمد الثغري.
63 -
عبد الواحد بن بكر الهمذاني الصوفي
المعروف بالورتاني.
رحل وسمع بدمشق أبا علي محمد بن شعيب الأنصاري، وعلي بن أبي العقب، وجمح بن القاسم. وعنه أبو سعد الماليني، وأبو عبد الرحمن السلمي، والحسن بن إسماعيل الضراب، وآخرون.
وتوفي بالحجاز، وكان كثير الأسفار، من فضلاء الصوفية.
64 -
عبد العزيز بن مالك الفقيه
، أبو القاسم القزويني الشافعي.
سمع محمد بن مسعود، وأبا علي الطوسي، والعباس بن الفضل بن شاذان، ومحمد بن صالح الطبري.
قال أبو يعلى الخليلي: أدركته، وقرئ عليه وأنا حاضر.
65 -
عثمان بن سعيد بن عثمان
، أبو سعيد ابن الدراج الغساني الأندلسي الإلبيري.
سمع من أحمد بن عمرو بن منصور، ومحمد بن فطيس، وعثمان بن جرير، وأحمد بن خالد بن الجباب، وحج فسمع من عبد الرحمن بن عبد الله بن محمد بن أبي عبد الرحمن المقرئ كتاب سفيان بن عيينة، عن جده محمد ابن المقرئ. سمع منه غير واحد، وتوفي في رجب.
66 -
علي بن خفيف بن عبد الله بن تميم بن سعد
، مولى جعفر بن محمد بن علي، أبو الحسن الهاشمي البغدادي الدقاق.
سمع عمر بن إسماعيل بن أبي غيلان، والحسين بن عفير، وعبد الله بن محمد البغوي. وعنه أبو العلاء محمد بن علي الواسطي، وعبد الله بن علي بن بشران، وغيرهما.
قال ابن أبي الفوارس: كان غير مرضي في الرواية.
67 -
علي بن محمد بن سعيد
، أبو الحسن الكندي البغدادي الرزاز.
شيخ معمر، سمع سنة تسعين ومائتين من أبي شعيب الحراني، وسمع من الفريابي، وعلي بن حسنويه. وعنه العتيقي، وأبو بكر البرقاني، وأبو القاسم التنوخي، وآخرون.
ووثقه العتيقي، وتوفي في رمضان.
68 -
فناخسرو
، السلطان عضد الدولة، أبو شجاع ابن السلطان ركن الدولة الحسن بن بويه الديلمي.
ولي مملكة فارس بعد عمه عماد الدولة، ثم قوي على ابن عمه عز الدولة بختيار ابن معز الدولة، وبلغ من سعة المملكة والاستيلاء على الممالك، ما لم يبلغه أحد من بيته، ودانت له البلاد والعباد. وهو أول من خوطب بالملك شاه شاه في الإسلام، وأول من خطب له على المنابر ببغداد بعد أمير المؤمنين.
وكان فاضلاً نحوياً، له مشاركة في فنون، وله صنف أبو علي الفارسي الإيضاح والتكملة. وقد مدحه فحول الشعراء، وسافر إلى بابه المتنبي إلى شيراز، قبل أن يملك العراق، وامتدحه بقصائد مشهورة، وقصده شاعر العراق أبو الحسن محمد بن عبد الله السلامي، وأنشده قصيدته البديعة التي يقول فيها:
إليك طوى عرض البسيطة جاعل قصارى المطايا أن يلوح لها القصر فكنت وعزمي في الظلام وصارمي ثلاثة أشياء كما اجتمع البشر وبشرت آمالي بملك هو الورى ودار هي الدنيا ويوم هو الدهر وقال الثعالبي في يتمية الدهر: لعضد الدولة قصيدة فيها بيت لم يفلح بعده:
ليس شرب الراح إلا في المطر وغناء من جوار في السحر مبرزات الكاس من مطلعها ساقيات الراح من فاق البشر عضد الدولة وابن ركنها ملك الأملاك غلاب القدر فقيل: إنه لما احتضر، لم ينطق لسانه إلا بـ: ما أغنى عني ماليه هلك عني سلطانيه، وتوفي بعلة الصرع في شوال، سنة اثنتين وسبعين ببغداد، وله ثمان وأربعون سنة، ودفن بمشهد علي رضي الله عنه بالكوفة.
وهو الذي أظهر قبر علي بالكوفة وادعى أنه قبره. وكان شيعياً، فبنى عليه المشهد، وأقام البيمارستان العضدي ببغداد، وأنفق عليه أموالاً عظيمة، وهو بيمارستان عظيم ليس في الدنيا مثل ترتيبه.
وملك العراق خمس سنين ونصفاً، ولما قدمها خرج الطائع لله وتلقاه، وهذا شيء لم يتهيأ لأحد قبله، فدخل بغداد، وقد استولى الخراب عليها، وعلى سوادها بانفجار بثوقها، وقطع المفسدين طرقاتها، فبعث العسكر إلى بني شيبان، وكانوا يقطعون الطريق، فأوقعوا بهم وأسروا من بني شيبان ثمانمائة، وسد البثوق، وغرس الزاهر وهو دار أبي علي بن مقلة، وكانت قد صارت تلاً، فيقال: إنه غرم على نقل التراب أكثر من ألف ألف درهم، وغرس التاجي عند قطربل وحوطه على ألف وسبعمائة جريب، وعمر الطرق والقناطر والجسورة.
وكان متيقظاً شهماً، له عيون كثيرة تأتيه بأخبار البلاد القاصية، حتى صارت أخبار الأقاليم تنقل إليه. وكان شديد العناية بذلك، كثير البحث عن المشكلات، وافر العقل.
كان من أفراد الملوك لولا ظلمه، وكان سفاكاً للدماء، حتى أن جارية شغل قلبه بميله إليها، فأمر بتغريقها، وأخذ غلام من رجل بطيخاً غصباً، فوسطه.
وكان يحب العلم والعلماء ويصلهم. ووجد له في تذكرة: إذا فرغنا من حل إقليدس تصدقت بعشرين ألف درهم، وإذا فرغنا من كتاب أبي علي النحوي تصدقت بخمسين ألف درهم، وإن ولد لي ابن تصدقت بعشرة آلاف، فإن كان من فلانة تصدقت بخمسين ألف درهم.
وكان قد طلب حساب دخله في السنة، فإذا هو ثلاثمائة ألف ألف وعشرين ألف ألف درهم، فقال: أريد أبلغ به إلى ثلاثمائة وستين ألف ألف، ليكون دخلنا كل يوم ألف ألف درهم.
قال ابن الجوزي: وفي رواية كان يرتفع له في العام اثنان وثلاثون ألف ألف دينار، وكان له كرمان، وفارس، وعمان، وخوزستان، والعراق، والموصل، وديار بكر، وحران، ومنبج. وكان ينافس في القيراط، وأقام مكوساً ومظالم، نسأل الله العافية.
وكان صائب الفراسة، قيل: إن تاجراً قدم بغداد للحج فأودع عند عطار عقد جوهر، فأنكره، فحار، ثم إنه أتى عضد الدولة، فقص عليه أمره، فقال: الزم الجلوس هذه الأيام عند العطار، ثم إن عضد الدولة مر في موكبه على العطار، فسلم على التاجر وبالغ في إكرامه، فتعجب الناس، فلما تعداه التفت العطار إلى التاجر، وقال: ما تخبرني متى أودعتني هذا العقد، وما صفته، لعلي أتذكر، قال: صفته كذا، فقام وفتش ثم نفض برنية فوقع العقد، وقال: كنت نسيته.
وقيل: إن قوماً من الأكراد قطاع طريق عجز عنهم، فاستدعى تاجرا، ودفع إليه بغلاً، عليه صندوقان فيهما حلواء مسمومة، ومتاع ودنانير، قال: فأخذوا البغل والصندوقين، فأكلوا الحلواء فهلكوا.
وقد ذكر ابن الجوزي في كتاب الأذكياء له عدة حكايات لعضد الدولة، والله أعلم.
69 -
محمد بن أحمد بن حمزة
، أبو الحسن الهروي الخياط.
سمع أحمد بن نجدة بن العريان، ويحيى بن منصور، والحسين بن إدريس، وجماعة من أهل بلده. وعنه أبو يعقوب القراب.
70 -
محمد بن أحمد بن حمدون
، أبو بكر النيسابوري الفراء الصوفي.
توفي في رمضان، وكان من العباد.
سمع ابن خزيمة وطبقته، وكان قوالاً بالحق، كثير المجاهدة، أماراً بالمعروف. صحب أبا علي الثقفي، ولقي الشبلي، والكبار.
71 -
محمد بن جعفر بن أحمد بن جعفر
، أبو بكر البغدادي الحريري المعدل، المعروف بزوج الحرة.
سمع محمد بن جرير، وأبا القاسم البغوي، وابن أبي داود. روى عنه ابن رزقويه، وأبو بكر البرقاني، والحسن، وعبد الله ابنا أحمد بن إبراهيم بن شاذان.
وقال البرقاني: ثقة جليل.
وقال أبو علي بن شاذان: كان يحضر مجلسه ابن المظفر، والدارقطني، وتوفي في صفر.
قال أبو القاسم التنوخي: حدثنا أبي، قال: حدثني جعفر ابن المكتفي بالله، قال: كانت بنت بدر المعتضدي زوجة المقتدر بالله، فأقامت معه سنين، ثم قتل، وأفلتت هي من النكبة، وتسلمت أموالها، وخرجت من الدار، فكان يدخل إلى مطبخها حدث يعرف بمحمد بن جعفر بن أبي عشرون، وكان حركاً، فصار وكيل المطبخ، فرأته فاستكاسته، فردت إليه وكالتها، وترقى أمره حتى صار ينظر في ضياعها، وصارت تكلمه من وراء ستر، وزاد اختصاصه بها، حتى علق بقلبها فجسرته على تزويجها، وبذلت أموالاً حتى تم لها ذلك،
وأعطته نعمة ظاهرة وأموالاً، لئلا يمنعها أولياؤها منه بالفقر، ثم هادت القضاة بهدايا جليلة، حتى زوجوها منه، فاعترض الأولياء، فغالبتهم بالدراهم، وأقام معها سنين، ثم ماتت، فحصل له منها نحو ثلاثمائة ألف دينار، ولذلك قيل له: زوج الحرة.
72 -
محمد بن العباس بن وصيف
، أبو بكر الغزي، راوي الموطأ عن الحسن بن الفرج الغزي صاحب يحيى بن بكير.
ورخ وفاته أبو القاسم بن منده. وقد روى أيضاً عن محمد بن الحسن بن قتيبة العسقلاني وغيره. روى عنه أبو سعد الماليني، ومحمد بن جعفر الميماسي، وآخرون. ولا أعلم فيه جرحاً.
وقد سمعنا موطأ ابن بكير من طريقه.
73 -
محمد بن عبد الله بن خلف بن بخيت
، أبو بكر العكبري الدقاق.
سكن بغداد، وحدث عن خلف بن عمرو العكبري، وجعفر الفريابي، ومحمد بن صالح بن ذريح، ومحمد بن جرير الطبري، ومحمد بن محمد الباغندي، وجماعة. وله جزء عال عند أصحاب ابن طبرزد. روى عنه عبد الوهاب بن برهان، وإبراهيم بن عمر البرمكي، وجماعة.
ووثقه الخطيب.
توفي في ذي القعدة.
74 -
محمد بن عبد الله بن محمد بن خميرويه بن سيار
، أبو الفضل العدل الهروي، مسند هراة.
سمع أحمد بن نجدة، وعلي بن محمد الجكاني، وأحمد بن محمود بن مقاتل، وجماعة. وعنه أبو بكر البرقاني، وأبو الفضل عمر بن أبي سعد، وأبو ذر عبد بن أحمد، وأحمد بن محمد بن إبراهيم بن إسحاق، والحسين بن علي الباشاني، ومحمد بن الفضيل، وقاضي هراة منصور بن إسماعيل؛ الهرويون، وغيرهم.
قال أبو بكر ابن السمعاني: شيخ ثقة.
75 -
محمد بن عبد الله بن أحمد بن الصباح
، أبو عبد الله المؤدب الأصبهاني.
سمع أبا خليفة، ومحمد بن الحسين بن مكرم. وعنه أبو نعيم الحافظ.
76 -
محمد بن علي البغدادي النعال
.
حكى بمصر عن أبي خليفة الجمحي.
77 -
محمد بن علي بن الحسن بن أبي الحسين القرطبي
، أبو عبد الله.
سمع من قاسم بن أصبغ، ورحل هو وأخوه حسن، فسمعا بمصر من عبد الله بن الورد، وابن أبي الموت، وأحمد بن سلمة بن الضحاك، وابن خروف، وجماعة كثيرة.
وكان محمد ضابطاً متقناً نحوياً بليغاً، توفي في صفر، ولم يحدث.
78 -
محمد بن علي بن الحسين
، أبو علي الإسفراييني، الحافظ المعروف بابن السقاء،
تلميذ أبي عوانة.
رحل وسمع أبا عروبة الحراني، ومحمد بن زبان المصري، وعلي بن عبد الله بن مبشر الواسطي، ويحيى بن محمد بن صاعد، وأحمد بن عمير بن جوصا، وخلقاً كثيراً. وكان شافعياً واعظاً صالحاً؛ روى عنه أبو عبد الله الحاكم وغيره. وهو والد علي شيخ البيهقي.
توفي ببلده إسفرايين، في ذي القعدة.
وقد ذكره ابن عساكر فقال: روى عنه ابنه علي، وأبو سعيد أحمد بن محمد الكرابيسي المروزي.
قال الحاكم: هو من المعروفين بكثر الرحلة، والحديث، والتصنيف، وصحبة الصالحين.
قلت: ومن طبقته:
79 -
محمد بن علي بن الحسين البلخي الحافظ
.
روى عن محمد بن المعافى الصيداوي. روى عنه محمد بن أحمد الجارودي الحافظ.
80 -
محمد بن القاسم
، أبو بكر المصري الفقيه الشافعي المعروف بوليد.
روى عن أبي عبد الرحمن النسائي، وعباس البصري، وبنان الحمال الزاهد. روى عنه يحيى بن علي الطحان، وقال: توفي في جمادى الآخرة، وله خمس وثمانون سنة.
81 -
محمد بن مزاحم بن إسحاق
، أبو العباس الطائي المصري.
يروي عن محمد بن زبان وغيره. وعنه يحيى ابن الطحان، ذكره في تاريخه.
82 -
المغيرة بن عمرو بن الوليد
، أبو الحسن المكي.
روى عن أبي سعيد المفضل الجندي، وغيره. روى عنه عبد الرحمن بن الحسن المكي الشافعي والد أبي علي، وعمر بن الخضر الثمانيني، وابن باكويه.
قرأت في الأربعين لمحمد بن مسدي: كتب إلينا أحمد بن عمر بن أحمد التاجر، عن أبي الحسن بن موهب، وهو آخر من روى عنه، قال: أخبرنا أحمد بن عمر بن أنس العذري، قال: أخبرنا عمر بن الخضر، قال: حدثنا المغيرة بن عمرو، قال: حدثنا الجندي، قال: حدثنا محمد بن منصور الجواز، قال: حدثنا سفيان، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد عن ابن عمر، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: من دخل مكة فتواضع لله وآثر رضاه على جميع أموره، لم يخرج من الدنيا حتى يغفر له.
هذا أظنه موضوع على الجندي.
مات سنة اثنتين وسبعين.
83 -
منصور بن أحمد بن هارون الفقيه
، أبو صادق النيسابوري الحنفي المزكي، شيخ الحنفية وابن شيخهم بنيسابور.
سمع أبا العباس السراج، وأبا عمرو الحيري، ومؤمل بن الحسن. ولم
يحدث قط من زهده وورعه.
توفي في جمادى الأولى.
روى عنه الحاكم أنه سمع ابن الشرقي يقول: ما رأيت في العلماء أهيب من محمد بن يحيى الذهلي رحمه الله.
84 -
نصر بن أحمد بن محمد بن صابر بن كاتب البخاري
.
يروي عن جده، ومحمد بن محمد المزدكي القزويني.
سنة ثلاث وسبعين وثلاثمائة
85 -
أحمد بن الحسين بن عبد العزيز
، أبو بكر العكبري المعدل.
سمع أبا خليفة، وابن ذريح، والهيثم بن خلف، ومحمد بن محمد الباغندي، وجماعة. وعنه ابنه أبو نصر محمد البقال، وأبو العلاء محمد بن علي الواسطي.
ووثقه الخطيب.
أخبرنا إسماعيل بن عبد الرحمن، قال: أخبرنا الحسن بن علي بن الحسين بن الحسن الأسدي، قال: أخبرنا جدي، قال: أخبرنا علي بن محمد المصيصي، قال: أخبرنا أبو نصر محمد بن أحمد البقال بعكبرا، قال: حدثنا أبي، قال: حدثنا أبو خليفة، قال: حدثنا مسلم، قال: حدثنا حمزة، قال: حدثنا أبو الزبير، عن جابر، أن النبي صلى الله عليه وسلم جمع بين الظهر والعصر.
توفي هذا عن إحدى وتسعين سنة.
86 -
أحمد بن الحسين بن علي
، أبو حامد المروزي المعروف بابن الطبري، القاضي الحنفي.
سمع أبا العباس الدغولي، وجماعة من أصحاب علي بن حجر، وسمع بنيسابور مكي بن عبدان، وأبا حامد ابن الشرقي.
قال الحاكم: أملى ببخارى وأنا بها، وكان يرجع إلى معرفة بالحديث، تفقه ببغداد على أبي الحسن الكرخي، وببلخ على أبي القاسم الصفار. وكان كبير القدر، متألها عابداً صالحاً، عارفاً بمذهب أبي حنيفة. ورخه الحاكم في هذه السنة، وسيأتي في سنة سبع وسبعين.
وكان ثبتاً في الحديث، بصيراً بالآثار له تاريخ مشهور.
87 -
أحمد بن محمد
، الإمام أبو العباس الديبلي الشافعي الزاهد الخياط، نزيل مصر.
ذكر أبو العباس النسوي أنه كان جيد المعرفة بالمذهب، يقتات من الخياطة، فكان يعمل القميص في جمعة بدرهم وثلث. وكان حسن العيش واللباس، طاهر اللسان، سليم القلب، صواماً تالياً، كثير النظر في كتاب الربيع يعني كتاب الأم للشافعي. وكان مكاشفاً، ربما يخبر بأشياء فتوجد كما يقول. وكان مقبولاً عند الموافق والمخالف، حتى كان أهل الملل يتبركون بدعائه. مرض فتوليت خدمته، فشهدت منه أحوالاً سنية، وسمعته يقول: كلما ترى أعطيته ببركة القرآن والفقه. وقال لي: قيل لي: إنك تموت ليلة الأحد، فكذا كان. وما كان يصلي إلا في الجماعة، فكنت أصلي به فصليت به ليلة الأحد المغرب، فقال لي: تنح فإني أريد الجمع بالعشاء لا أدري أيش يكون مني، فجمع وأوتر، ثم أخذ في السياق، وهو حاضر معنا إلى نصف الليل، فنمت ساعة وقمت، فقال: أي وقت هو؟ قلت: قرب الصبح. قال: حولني إلى القبلة، وكان معي أبو سعد الماليني، فحولناه إلى القبلة، فأخذ يقرأ، فقرأ قدر خمسين آية، ثم قبض ومات في سنة ثلاث وسبعين وثلاثمائة، أحسبه في رمضان. وكانت جنازته شيئاً عجيباً، ما بقي بمصر أحد من أهلها، ومن المغاربة أولياء السلطان إلا صلوا عليه.
وذكره القضاعي، وأن قبره ومسجده مشهوران. قال: وكانت له كرامات مشهورة رحمه الله.
88 -
أحمد بن محمد بن إبراهيم
، أبو القاسم البجاني الأندلسي.
روى عن أحمد بن خالد، ومحمد بن عمر بن لبابة. وحج سنة أربع عشرة، فلم يسمع.
توفي في رجب.
89 -
أحمد بن نصر
، أبو بكر الشذائي البصري المقرئ، من كبار القراء.
قرأ على: أبي حفص عمر بن محمد بن نصر الكاغدي، والحسن بن علي
ابن بشار العلاف صاحبي الدوري، وعلى أبي الحسن بن شنبوذ، وأبي بكر بن مجاهد، وأبي عبد الله إبراهيم بن عرفة نفطويه، وأبي بكر محمد بن أحمد الداجوني، وأبي علي النقار، وأبي مزاحم الخاقاني، وسعيد بن عبد الرحيم الضرير، وعبد الله بن الهيثم البلخي، وأحمد بن محمد بن إسماعيل الأدمي، ومحمد بن موسى الزينبي، وجماعة. قرأ عليه بالروايات محمد بن الحسين الكارزيني، وغيره.
وتوفي في هذه السنة. وطرقه في كتاب المبهج لسبط الخياط.
وقرأ عليه أبو الفضل الخزاعي، وأبو عمرو بن سعيد البصري، وعلي بن أحمد الجوردكي، وأبو الحسين علي بن محمد الخبازي، ومحمد بن عمر بن زلال النهاوندي، وخلق.
قال فارس بن أحمد: الكبراء من أصحاب ابن مجاهد أربعة: أبو طاهر بن أبي هاشم، وأبو بكر بن أشتة، وأبو بكر الشذائي، ونسي الرابع.
وقال أبو الحسن بن غلبون: لقيت الشذائي بالبصرة.
وقال فيه أبو عمرو الداني: مشهور بالضبط والإتقان، عالم بالقراءة، بصير بالعربية. رحمه الله.
90 -
إبراهيم بن عبد الله بن إسحاق بن جعفر
، أبو إسحاق الأصبهاني، المعدل، المعروف بالقصار.
سمع الوليد بن أبان، والحسن بن محمد الداركي بأصبهان، وعبد الله بن شيرويه، ومحمد بن إسحاق السراج، واستوطن نيسابور. روى عنه الحاكم، وأبو نعيم، وأحمد بن علي اليزدي.
ولقب بالقصار لأنه كان يغسل الموتى تزهداً ومتابعة للسنة. وعاش مائة وثلاث سنين، وإنما سمع وقد كبر، كف بصره قبل موته بست سنين. أكثر عنه أبو نعيم.
91 -
بلكين بن زيري بن مناد الحميري الصنهاجي الأمير
، أبو الفتوح جد الأمير باديس، من وجوه المغاربة.
استخلفه المعز ابن المنصور العبيدي على إفريقية عند توجهه إلى الديار
المصرية في سنة إحدى وستين وثلاثمائة، وسلم إليه إقليم المغرب، فكان حسن السيرة، تام النظر في مصالح دولته ورعيته.
ومات في ذي الحجّة.
وكانت له أربعمائة سرية، وذكر أن البشائر وفدت عليه في فرد يوم بولادة سبعة عشر ولداً ذكراً.
92 -
بويه مؤيد الدولة
، أبو منصور ابن ركن الدولة.
كان وزيره هو الصاحب إسماعيل بن عباد، فضبط مملكته وأحسن التدبير. وكان قد تزوج بنت عمه زبيدة بنت معز الدولة، فأنفق في عرسه بها سبعمائة ألف دينار.
توفي بجرجان في ثالث عشر شعبان، من خوانيق أصابته، وله ثلاث وأربعون سنة. وكانت دولته سبع سنين.
93 -
الحسن بن أحمد بن علي بن أحمد الصاحب
أبو أحمد المادرائي ثم المصري.
من أعيان الأماثل، روى عن عبد العزيز بن أحمد بن الفرج، وبكر بن أحمد الشعراني وجماعة. روى عنه الدارقطني، وصالح بن رشدين، وغيرهما.
أنفق على العلم جملة وافرة، وجمع وصنف، وعاش سبعين سنة.
94 -
الحسن بن محمد بن داود
، أبو محمد الثقفي الحراني المؤدب.
روى عن عبد الله بن محمد الأطروش، ويحيى بن علي الكندي. وعنه تمام الرازي، وعبد الغني بن سعيد، وأبو الحسن ابن السمسار، وجماعة.
توفي في رمضان.
95 -
الحسين بن عبد الله القرشي
، أبو القاسم المصري.
يروي عن محمد بن محمد بن النفاح الباهلي، وغيره.
96 -
الحسين بن محمد بن حبش
، أبو علي الدينوري المقرئ.
قرأ القرآن على أبي عمران موسى بن جرير الرقي، وغيره. قرأ عليه محمد بن المظفر بن حرب الدينوري، وأبو العلاء محمد بن علي الواسطي، ومحمد بن جعفر الخزاعي. ورحل إليه.
وكان أيضاً عالي الإسناد في الحديث، روى عن أبي عمران الرقي.
روى عنه أبو نصر أحمد بن الحسين الكسار جزءاً وقع لنا.
قال أبو عمرو الداني: أخذ القراءة عرضاً عن موسى بن جرير وابن مجاهد، والعباس بن الفضل، وإبراهيم بن حرب وجماعة. متقدم في علم القراءة، مشهور بالإتقان، ثقة مأمون. روى القراءة عنه إسماعيل بن محمد البرذعي، والحسين بن محمد السلماني. وسمعت فارس بن أحمد يقول: كان ابن حبش مقرئ الدينور، وكان يأخذ في مذاهب القراء كلهم، بالتكبير من والضحى إلى آخر القرآن تباعاً للآثار الواردة.
97 -
حميد بن الحسن الوراق
.
دمشقي. روى عن محمد بن خزيم، ومحمود بن محمد الرافقي، وأحمد بن هشام بن عمار. وعنه مكي بن الغمر، وتمام، وعبد الغني بن سعيد، وغيرهم.
98 -
سعيد بن سلام
، أبو عثمان المغربي الصوفي العارف، نزيل نيسابور.
مولده بالقيروان، ولقي الشيوخ بمصر والشام، وجاور بمكة مدة، وكان لا يظهر في الموسم.
قال الحاكم: وأنا ممن خرج من مكة متحسراً على رؤيته، ثم خرج منها لمحنة لحقته، وقدم نيسابور، واعتزل الناس أولاً، ثم كان يحضر الجامع، وسمعته يقول: وقد سئل: الملائكة أفضل أم الأنبياء؟ فقال: القرب القرب هم أقرب إلى الحق وأطهر.
صحب أبو عثمان بالشام أبا الخير الأقطع، ولقي أبا يعقوب النهرجوري.
قال السلمي: كان أوحد المشايخ في طريقه، ولم نر مثله في علو الحال وصون الوقت، امتحن بسبب زور نسب إليه حتى ضرب وشهر على جمل،
وطافوا به، فحمله على مفارقة الحرم والخروج منه إلى نيسابور.
وقال الخطيب: كان من كبار المشايخ، له أحوال مذكورة وكرامات مشهورة.
قال غالب بن علي: دخلت عليه يوم موته، فقلت له: كيف تجد نفسك؟ قال: أجد مولى كريماً، إلا أن القدوم عليه شديد.
وقال السلمي: سمعته يقول: تدبرك في الخلق تدبر عبرة، وتدبرك في نفسك تدبر موعظة، وتدبرك في القرآن تدبر حقيقة ومكاشفة، قال الله تعالى: أفلا يتدبرون القرآن جرأك به على تلاوة خطابه، ولولا ذاك لكلت الألسن عن تلاوته.
وقال: من أعطى نفسه الأماني قطعها بالتسويف والتواني.
وله كلام جليل من هذا النوع، وتوفي في هذه السنة.
وقال السلمي: سمعته يقول: علوم الدقائق علوم الشياطين. وأسلم الطرق من الاغترار لزوم الشريعة.
99 -
ال
عباس بن أحمد
بن محمد بن إسماعيل
، أبو الطيب العباسي، المعروف بالشافعي.
مصري، يروي عن محمد بن محمد الباهلي. وعنه محمد بن الحسين الطفال، وغيره.
حديثه في مشيخة الرازي.
100 -
عباس بن أحمد، أبو الفضل الأزدي الشاعر.
شيخ الصوفية بالشام وأسنهم.
صحب مظفر القرميسيني، وجماعة. له معرفة وفتوة ظاهرة.
101 -
عبد الله بن أحمد بن إبراهيم بن شاذان
، أبو جعفر الفارسي.
روى عن النعمان بن أحمد الواسطي أحد شيوخ الطبراني، وقيل: إنه روى
عن يعقوب بن سفيان الفسوي جزءاً، وهذا بعيد. روى عنه البرقاني والعتيقي.
وقال الأزهري: كان ثقة، سمعت منه سنة ثلاث وسبعين في منزلنا.
102 -
عبد الله بن تمام بن أزهر الكندي
، أبو محمد الفرضي.
سمع قاسم بن أصبغ، وجماعة، وكان مؤدباً بالحساب. كتب عنه ابن الفرضي وغيره.
103 -
عبد الله بن محمد بن عثمان بن المختار المزني الحافظ
، أبو محمد ابن السقاء الواسطي، محدث واسط.
سمع أبا خليفة، وزكريا الساجي، وأبا يعلى الموصلي، وعبدان الأهوازي، وأبا عمران موسى بن سهل الجوني، ومحمد بن الحسين بن مكرم، ومحمود بن محمد الواسطي، وأحمد بن يحيى بن زهير التستري، وطبقتهم.
روى عنه الدارقطني، وأبو الفتح يوسف القواس، وأبو العلاء محمد بن علي، وعلي بن أحمد بن داود الرزاز، وأبو نعيم الحافظ.
قال أبو العلاء الواسطي: سمعت ابن المظفر والدارقطني يقولان: لم نر مع ابن السقاء كتاباً، وإنما حدثنا حفظاً.
وقال علي بن محمد بن الطيب الجلابي في تاريخ واسط هو من أئمة الواسطيين الحفاظ المتقنين. قال: وتوفي في ثاني جمادى الآخرة سنة ثلاث وسبعين وثلاثمائة.
أخبرنا أحمد بن عبد الحميد، قال: أخبرنا عبد الله بن أحمد الفقيه سنة ثماني عشرة وستمائة، قال: أخبرنا علي بن المبارك بن نغوبا، قال: أخبرنا أبو نعيم محمد بن إبراهيم الجماري، قال: أخبرنا أحمد بن المظفر بن يزداد العطار، قال: حدثنا عبد الله بن محمد بن عثمان، قال: حدثنا أبو خليفة، قال: حدثنا مسدد، قال: حدثنا أبو عوانة، عن زيد بن جبير، قال: سألت ابن عمر قلت: من أين يجوز لي أن أعتمر؟ قال: فرضها رسول الله صلى الله عليه وسلم لأهل المدينة ذا الحليفة، ولأهل الشام الجحفة، ولأهل نجد قرن.
وقد قال السلفي: سألت خميساً الحوزي عن ابن السقاء فقال: هو من مزينة مضر، ولم يكن سقاء بل هو لقب له، من وجوه الواسطيين، وذوي الثروة والحفظ، رحل به أبوه فسمعه من أبي خليفة، وأبي يعلى، وابن زيدان، والمفضل بن محمد الجندي وجماعة. وبارك الله في سنه وعلمه، واتفق أنه أملى حديث الطائر فلم تحتمله أنفسهم، فوثبوا به وأقاموه، وغسلوا موضعه، فمضى ولزم بيته، فكان لا يحدث أحداً من الواسطيين، فلهذا قل حديثه عندهم، وتوفي سنة إحدى وسبعين؛ حدثني بكل ذلك شيخنا أبو الحسن المغازلي.
104 -
عبد الرحمن بن محمد بن أبي الليث
، أبو سعيد التميمي، فقيه أهل قزوين ومقرئها.
كان كبير القدر، سمع الحسن بن علي الطوسي، وعبد الرحمن بن أبي حاتم. أدركه أبو يعلى الخليلي وذكره في الإرشاد له.
105 -
عبيد الله بن إسماعيل
، أبو الفرج الأنباري.
روى عن محمد بن محمد الباغندي، والبغوي، وجماعة. وعنه محمد بن طلحة النعالي، وجماعة.
106 -
عبيد الله بن سعيد بن عبد الله القاضي
، أبو الحسن البروجردي.
سمع محمد بن محمد الباغندي، وجماعة.
قال الخطيب: كان صدوقاً، حدث في هذا العام.
روى عنه عبد العزيز الأزجي، وعبد الملك بن عمر بن خلف، ومحمد بن عيسى الهمذاني.
107 -
عثمان بن سعيد بن البشر بن غالب
، أبو الأصبغ اللخمي الأندلسي الشذوني.
سمع عبد الله بن أبي الوليد، ومحمد بن عمر بن لبابة، وأحمد بن خالد بن الجباب.
وكان صالحاً فاضلاً.
108 -
علي بن أحمد بن حمدون التككي
.
مصري. يروي عن ابن زبان.
109 -
علي بن إبراهيم بن موسى
، أبو الحسن السكوني الموصلي.
حدث ببغداد عن أبي يعلى، وعبد الله بن أبي سفيان، وأحمد بن الحسين الجرادي؛ المواصلة. وعنه أبو القاسم الأزجي، وأحمد بن محمد العتيقي، وانتقى عليه ابن المظفر الحافظ.
110 -
علي بن محمد بن أحمد بن كيسان
، أبو الحسن الحربي.
الراوي عن يوسف القاضي جزءين: التسبيح والزكاة ليس إلا. روى عنه أبو بكر البرقاني، والحسين بن جعفر السلماسي، وعلي بن المحسن التنوخي، والحسن بن علي الجوهري، وهو آخر من حدث عنه.
قال الخطيب: قال لنا التنوخي: أرانا ابن كيسان بخط أبيه: ولد علي ومحمد ابنا محمد في بطن واحد في ليلة الجمعة سنة اثنتين وثمانين ومائتين.
وقال البرقاني: كان ابن كيسان لا يحسن يحدث، سألته أن يقرأ علي شيئاً من حديثه، فأخذ كتابه ولم يدر ما يقول: فقلت له: سبحان الله، حدثكم يوسف القاضي، فقال: سبحان الله حدثكم يوسف القاضي! قال: إلا أن سماعه كان صحيحاً. سمع من أخيه.
قال الجوهري: سمعت منه في سنة ثلاث وسبعين.
ولم يورخ الخطيب وفاته، وكان أبوه من كبار النحاة، مات سنة تسع وتسعين ومائتين، وهذا صبي، فطلع لا يعرف شيئاً.
111 -
عمر بن محمد بن علي بن أحمد بن سليمان
، أبو بكر المصري.
سمع من جده علان، وأبي عبد الرحمن النسائي.
112 -
الفضل بن جعفر بن محمد بن أبي عاصم التميمي
الدمشقي المؤذن الطرائفي، أبو القاسم.
كان عبداً صالحاً. سمع نسخة أبي مسهر من عبد الرحمن بن القاسم الرواس، وسمع من جماهر بن محمد، وإبراهيم بن دحيم، وإسحاق بن أحمد الخزاعي، وأبي شيبة داود بن إبراهيم، وسعيد بن هاشم الطبراني، وعبد الله بن أحمد بن أبي الحواري، وجماعة كثيرة.
روى عنه تمام، والحافظ عبد الغني بن سعيد ومكي بن الغمر، ومحمد بن عوف المزني، وأحمد بن الحسن الطيان، وصالح بن أحمد ابن الميانجي، وأبو أسامة محمد بن أحمد الهروي، وأبو علي الحسن بن شواش، ومحمد بن يحيى بن سلوان، وخلق سواهم. وكان أسند من بقي بدمشق.
قال أبو محمد الكتاني: كان ثقة نبيلاً، حدثنا عنه عدة.
113 -
قيس بن طلحة أبو مازن الفارسي الكاتب
.
سمع بشيراز من محمد بن جعفر صاحب أبي كريب. روى عنه الحاكم في تاريخه.
114 -
محمد بن أحمد بن محمد بن عبيد بن الوشاء
، أبو عبد الله المصري الفقيه المالكي.
أخذ عن أبي شعبان، والطبري. أخذ عنه أبو محمد الشنتجالي، وأبو عمران الفاسي، وأبو محمد بن غالب السبتي. ورحل الناس إليه، وكان شديد المباينة لبني عبيد أصحاب مصر.
115 -
محمد بن أحمد بن إبراهيم بن أبي بردة البغدادي الفقيه
، أبو الطيب الشافعي.
سمع أبا القاسم البغوي، وأبا بكر بن أبي داود، وابن مجاهد، وتفقه على أبي سعيد الإصطخري، وأبي إسحاق المروزي.
قال ابن الفرضي: قال لي: إنه حج سنة أربع وعشرين، قال: وقدمت
مصر فألفيت بها أصحاب المزني، والربيع المرادي، ولقد صغروا في عيني، لما كنت أعرفه من رجال بغداد.
قدم أبو الطيب قرطبة فأكرمه المستنصر بالله ورزقه، وكان من أعلم الناس بمذهب الشافعي، لم يقدم علينا مثله، ولم تكن له كتب، ذهبت مع ماله، وكان ينسب إلى الاعتزال، وبلغ ذلك السلطان فأخرجه من البلد في رجب سنة ثلاث وسبعين، وتوفي بتاهرت في ذلك العام.
وكان مولده في حدود الثلاثمائة.
116 -
محمد بن أحمد
بن جعفر
، أبو بكر الأزدي المؤدب الهروي.
توفي فيها. سمع من ابن خزيمة، وطبقته. وعنه الحاكم.
وكان مجاهداً متعبداً خيراً.
117 -
محمد بن أحمد بن إبراهيم البلخي
، أبو عبد الله.
ولد بمكة، وقرأ على محمد بن هارون صاحب البزي، وسمع العقيلي، والديبلي. قرأ عليه عبد الباقي بن الحسن، وكان حياً في هذا العام.
118 -
محمد بن أحمد بن محمد بن أحمد
، من ذرية أبي حفص البخاري الكبير، أبو عبد الله الفقيه، رئيس المطوعة ببخارى.
سمع أباه، وجماعة، ومات ببخارى في ربيع الأول. استملى عليه الحاكم.
119 -
محمد بن أحمد، أبو عبد الله الإلبيري ابن التراس الزاهد.
روى عن محمد بن فطيس، وغيره.
120 -
محمد بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن معاوية
، أبو عبد الله القرشي القرطبي اللغوي المعروف بالمصنوع، تلميذ أبي علي القالي.
سمع من قاسم بن أصبغ، وجماعة. وكان موصوفاً بالضبط وحسن النقل.
121 -
محمد بن الحسن بن سليمان أبو النضر الهروي السمسار
.
توفي في ذي الحجّة.
122 -
محمد بن الحسن
، أبو سعيد الملقاباذي.
سمع ابن خزيمة، والسراج، وجماعة. وعنه الحاكم.
123 -
محمد بن حيويه بن المؤمل بن أبي روضة
، أبو بكر الكرجي النحوي، نزيل همذان.
روى عن أسيد بن عاصم الأصبهاني، وإبراهيم بن نصر الرازي، وإسحاق بن إبراهيم الدبري، وإبراهيم بن ديزيل، ومحمد بن المغيرة السكري، ومحمد بن صالح بن علي الأشج، وأبي مسلم الكجي، وجماعة من الكبار الذين انقرض أصحابهم من قبل الخمسين وثلاثمائة.
روى عنه أبو بكر البرقاني، وأبو نصر محمد بن يحيى بن بندار، وأبو طاهر بن سلمة، وعمر بن معروف الهمذانيون، وأبو عبد الله الحسين بن محمد الفلاكي.
سأله الصيقلي عن سنه فذكر أن له مائة واثنتي عشرة سنة.
وقال الخطيب: كان غير موثق عندهم.
وورخ وفاته شيرويه في طبقات الهمذانيين.
124 -
محمد بن محمد بن شاذة
، أحد أئمة الشافعية.
125 -
محمد بن عبد الرحيم
، أبو عثمان الأصبهاني الزاهد العارف، أحد أئمة الصوفية.
صحب الشبلي، وسكن بخارى مدة، وانتفعوا به.
126 -
محمد بن محمد بن يوسف بن مكي
، أبو أحمد الجرجاني.
حدث بصحيح البخاري عن الفربري ببغداد وغيرها، وروى عن أبي القاسم البغوي، وابن أبي داود، ومحمد بن إسماعيل المروزي صاحب علي بن حجر. وتنقل في النواحي؛ وروى عنه أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي، وأبو محمد عبد الله بن إبراهيم الأصيلي المغربي، وأبو نعيم الأصبهاني، وأبو بكر بن أبي علي الذكواني، وأبو الحسن محمد بن علي بن صخر، وإسماعيل بن أحمد بن محمد بن بكران الأهوازي شيخ الخلعي.
وقال أبو نعيم: تكلموا فيه وضعفوه، وسمعت منه البخاري.
وقال محمد بن الحسن الأهوازي: أنشدنا أبو أحمد محمد بن محمد بن مكي الجرجاني القاضي لنفسه:
إذا المرء لم يحسن مع الناس عشرة وكان بجهل منه بالمال معجباً ولم تره يقضي الحقوق فإنه حقيق بأن يقلى وأن يتجنبا
توفي في سنة ثلاث أو أربع وسبعين وثلاثمائة؛ قاله علي بن محمد بن عبد الله الجرجاني في تاريخها.
127 -
محمد بن مهدي بن أحمد بن عبد الرحيم
، أبو بكر الإيادي الهروي.
توفي في جمادى الأولى.
128 -
محمد بن يونس بن أحمد المصري النقاش
.
يروي عن بنان الحمال.
129 -
هارون بن عيسى بن المطلب الخطيب
، أبو موسى الهاشمي.
سمع البغوي، وابن أبي داود. وعنه بشرى الفاتني، والأزجي، ومحمد بن عمر بن بكير.
130 -
يلتكين التركي
، مولى هفتكين.
أهداه هفتكين أمير دمشق لوزير مصر يعقوب بن كلس، وعظم قدره إلى أن جرد إلى الشام في جيش، وولي إمرة دمشق لبني عبيد في آخر سنة اثنتين وسبعين. وكان مدبر جيشه منشا اليهودي. وكانت دمشق إذ ذاك مفتتنة بقسام المتغلب عليها، وبها جيش بن صمصامة بعد موت عمه أبي محمود الكتامي، فلم يزل يلتكين يقاتل أهل البلد ويقاتلونه، حتى تفرق عن قسام جموعه وضعف أمره واختفى، وتسلم يلتكين البلد، ثم جاءه المرسوم بتسليم البلد إلى بكجور أمير حمص، وأن يرجع لاحتياج الوقت إليه، وذلك في سنة ثلاث وسبعين.
سنة أربع وسبعين وثلاثمائة
131 -
أحمد بن جعفر بن أحمد بن مدرك
، أبو عمرو الجرجاني الكوسج الفقيه الحنفي.
سمع عمران بن موسى بن مجاشع، و
أحمد بن محمد
بن عبد الكريم الوزان. روى عنه حمزة السهمي، وغيره.
توفي في هذه السنة ظناً من علي بن محمد المؤرخ.
132 -
أحمد ابن القاضي أبي أحمد محمد بن أحمد بن إبراهيم الأصبهاني العسال
، أبو جعفر المعدل.
يروي عن عبد الله بن محمد بن عبد الكريم الرازي، ومحمد بن حمزة بن عمارة. وعنه أبو نعيم، وأبو بكر بن أبي علي المعدل.
توفي بأصبهان.
133 -
أحمد بن محمد بن هارون الأسواني
، أبو جعفر المالكي، الفقيه.
توفي في ربيع الأول عن سبع وسبعين سنة.
134 -
أحمد بن محمد بن الحباب بن بشار
، أبو الحسن البزاز الهروي.
روى عن أبي بكر بن أبي داود.
135 -
أحمد بن محمد بن عبد الله أبو حامد الصائغ
.
سمع السراج، وابن خزيمة، والبغوي، وطبقتهم. وحدث ببخارى، ومات بها. روى عنه الحاكم وغيره.
136 -
أحمد بن محمد، أبو بكر ابن الطرسوسي، شيخ الحرم.
ورع زاهد كبير الشأن. صحب إبراهيم بن شيبان، وإليه ينتمي.
ورخه أبو عبد الرحمن السلمي.
137 -
إبراهيم بن أحمد بن جعفر بن موسى
، أبو إسحاق البغدادي الخرقي المقرئ.
سمع من جعفر بن محمد الفريابي، والهيثم بن خلف الدوري، وأبي معشر الدارمي. وعنه أبو القاسم التنوخي، والحسن بن علي الجوهري.
قال الخطيب: كان ثقة صالحاً.
قلت: وقرأ على علي بن سليم صاحب الدوري، وتصدر فأخذ عنه أبو العلاء الواسطي، ومحمد بن الحسين الكارزيني، وعلي بن طلحة.
138 -
إبراهيم بن لقمان
، أبو إسحاق النسفي.
ثقه يروي عن محمد بن عقيل البلخي. وعنه جعفر بن محمد المستغفري ووثقه وقال: توفي في شعبان.
139 -
إسحاق بن سعد بن الحسن بن سفيان بن عامر الشيباني النسوي
، أبو يعقوب.
سمع من جده، وعبد الله بن محمد بن سيار الفرهاداني، وعبد الله بن شيرويه النيسابوري، ومحمد بن المجدر، ومحمد بن محمد الباغندي، وعبد الله بن محمد البغوي. وعنه أبو عبد الله الحاكم، وعبد الوهاب بن برهان الغزال، وأحمد بن محمد العتيقي، وإبراهيم بن عمر البرمكي، وأبو القاسم التنوخي، وقال: هو ثقة. توفي بنسا، وكان مولده سنة ثلاث وتسعين ومائتين، وحدث ببغداد.
140 -
أيوب بن عبد المؤمن بن يزيد
، أبو القاسم بن أبي سعد الطرطوشي.
سمع محمد بن عبد الملك بن أيمن، وقاسم بن أصبغ، وحج فسمع أبا سعيد ابن الأعرابي.
وكان فقيهاً شروطياً، عاش خمساً وستين سنة.
141 -
تميم بن المعز بن المنصور ابن القائم ابن المهدي العبيدي
،
أبو علي، وإلى والده تنسب القاهرة المعزية.
كان تميم أميراً شاعراً ظريفاً لطيفاً، وهو أخو العزيز.
ومن شعره:
أما والذي لا يملك الأمر غيره ومن هو بالسر المكتم أعلم لئن كان كتمان المصائب مؤلماً لاعلانها عندي أشد وآلم وبي كل ما يبكي العيون أقله وإن كنت منه دائماً أتبسم
وله:
ما بان عذري فيه حتى عذرا ومشى الدجى في خده فتحيرا همت بقبلته عقارب صدغه فاستل ناظره عليها خنجرا والله لولا أن يقال تغيرا وصبا وإن كان التصابي أجدرا لأعدت تفاح الخدود بنفسجاً لثماً وكافور الترائب عنبرا
142 -
جعفر بن محمد بن مكي
، أبو العباس البخاري.
يروي عن محمد بن المنذر شكر، ومحمد بن يوسف الفربري. روى عنه محمد بن أحمد غنجار، وأبو بكر عبد الله بن أحمد القفال المروزي، وعبد الله بن أحمد المنذوراني.
ومات في رمضان.
143 -
حباشة بن حسن
، أبو محمد اليحصبي القيرواني.
سمع من زياد بن عبد الرحمن بن زياد، وإبراهيم بن عبد الله الزبيدي، وسمع بالأندلس من محمد بن معاوية القرشي. وحج ورابط بثغور الأندلس، وجاهد وتعبد، وكان فقيهاً عالماً بالسنن، توفي في جمادى الآخرة.
144 – الحسن بن حجاج بن غالب، أبو علي الطبراني الزيات، نزيل أنطاكية.
رحل وسمع من أبي عبد الرحمن النسائي، وأبي طاهر بن فيل البالسي، وجماعة. روى عنه عبد الرحمن بن عمر بن نصر، وتمام الرازي، وقال: قدم
علينا سنة أربع وسبعين. وكأن هذا غلط وتصحيف، ولعله سنة أربع وأربعين.
145 – الحسين بن محمد بن الحسين، أبو يعلى القرشي الزبيري النيسابوري.
سمع السراج، وابن خزيمة، وطبقتهما. وعنه الحاكم، وغيره.
146 -
الخضر بن أحمد بن الخضر القزويني الحافظ
.
سمع محمد بن يونس بن هارون، والحسن بن علي الطوسي، وعبد الرحمن بن أبي حاتم، وخلقاً. وعنه الخليلي.
وقال: كتبت بيدي ستة آلاف جزء.
147 -
خلف بن محمد بن خلف
، أبو القاسم الخولاني القرطبي المكتب.
سمع أسلم بن عبد العزيز، وأحمد بن خالد، وجماعة، وحج فسمع أبا سعيد ابن الأعرابي، وابن أبي مطر الإسكندراني، وبالقيروان محمد بن محمد بن اللباد.
وكان مؤدباً عسراً في التسميع، صعب الأخلاق، روى عنه ابن الفرضي، وتوفي في ربيع الأول.
148 -
شبل بن محمد بن حسين
، أبو القاسم البغدادي المؤدب، نزيل مصر.
سمع أبا يعقوب إسحاق المنجنيقي، وعاش اثنتين وتسعين سنة.
149 -
عبد الله بن أحمد بن ماهبرذ الأصبهاني
، المعروف بالظريف.
نزل بغداد، وحدث عن محمد بن محمد الباغندي، وأبي القاسم البغوي، وجماعة. روى عنه البرقاني، وعلي بن المحسن التنوخي.
قال البرقاني: صدوق.
وكان معمراً. قال: صمت ثمانية وثمانين رمضاناً، وسمعت بالبصرة من أبي خليفة، وضاع سماعي منه.
150 -
عبد الله بن أحمد بن عبد الله التمار
، بغدادي يعرف ببرغوث.
روى عن أبي القاسم البغوي، وغيره. وعنه أبو محمد الخلال، وأبو القاسم التنوخي، وغيرهما.
حدث في هذه السنة.
151 -
عبد الله بن محمد بن مندويه بن حجاج الأصبهاني
، أبو محمد الشروطي.
سمع إبراهيم بن محمد بن متويه، وعبد الله بن محمد بن عمران، وجماعة ببلد الري.
وكان كثير الحديث، ثقة فهماً، توفي في شوال. روى عنه أبو نعيم.
152 -
عبد الله بن محمد بن عبد الله بن زر
، بفتح الزاي، الخواري نزيل بخارى.
روى الكثير عن آدم بن موسى، وأحمد بن جعفر بن نصر الجمال. وعنه محمد بن أحمد غنجار، وجعفر بن محمد المستغفري، وغيرهما. توفي في صفر ببخارى.
153 -
عبد الله بن محمد بن فضلويه الصوفي المعلم
.
من بقايا شيوخ نيسابور، صحب أبا علي محمد بن عبد الوهاب الثقفي، وعبد الله بن منازل.
154 -
عبد الله بن موسى بن إسحاق الهاشمي البغدادي
، أبو العباس.
سمع حامد بن شعيب، ومحمد بن جرير الطبري، والحسن بن الطيب البلخي، وخلقاً سواهم. وعنه أبو العلاء محمد بن علي الواسطي، وأبو محمد
الخلال، وأبو القاسم التنوخي، والحسن بن علي الجوهري.
وثقه العتيقي وغيره.
وقال ابن أبي الفوارس: فيه تساهل.
155 -
عبد الله بن موسى بن كريد
، أبو الحسن السلامي.
حدث عن يحيى بن صاعد، وغيره بخراسان وسمرقند، وفي حديثه مناكير وعجائب، وكتب عمن دب ودرج. وكان أديباً شاعراً.
ورخ موته الإدريسي وغنجار.
وقال الخطيب: هو عبد الله بن موسى بن الحسن، وقيل: الحسين، ابن إبراهيم بن كريد السلامي.
قال غنجار: روى عن محمد بن هارون الحضرمي، ونفطويه النحوي، ومحمد بن مخلد.
قال الخطيب: حدث في رواياته غرائب ومناكير وعجائب.
وقال الحاكم: كان من الرحالة في طلب الحديث، توفي سنة ست وستين وثلاثمائة.
قلت: الصواب بقاؤه إلى الساعة.
قال الإدريسي: كان أبو الحسن السلامي أديباً شاعراً، جيد الشعر، كثير الحفظ للحكايات والنوادر. صنف كتباً كثيرة في التواريخ والنوادر، قدم علينا سمرقند وأقام ببخارى، إلى أن مات، صحيح السماع.
كتب عمن دب ودرج.
156 -
عبد الرحمن بن أحمد بن جعفر القاضي
، أبو القاسم الأصبهاني.
روى عن محمد بن حمدون بن خالد النيسابوري، ومكي بن عبدان. وعنه أبو نعيم وغيره.
157 -
عبد الرحمن بن محمد بن حسكا
، أبو سعيد الحاكم الحنفي.
سكن نيسابور مدة، ثم دخل بخارى وولي قضاء الترمذ، ولم يكن في أصحاب الرأي أسند منه. سمع أبا يعلى بالموصل، وحامد بن شعيب، ومحمد بن صالح بن ذريح ببغداد.
وتوفي في شعبان، وله اثنتان وتسعون سنة؛ روى عنه الحاكم.
158 -
عبد الرحيم بن محمد بن إسماعيل بن نباتة
، الخطيب المشهور، أبو يحيى، صاحب ديوان الخطب.
كان من أهل ميافارقين، وولي خطابة حلب لسيف الدولة، وبها اجتمع بالمتنبي.
وكان خطيباً بليغاً مفوهاً بديع المعاني رائق الخطب، رزق السعادة في خطبه. وكان رجلاً صالحاً، رأى النبي صلى الله عليه وسلم، فاستيقظ وعلى وجهه نور لم يكن قبل ذلك، وعاش بعد ذلك ثمانية عشر يوماً، وذكر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم تفل في فيه، فبقي تلك الأيام لا يستطعم فيها طعاماً، ولا يشرب شراباً من أجل تلك التفلة.
وذكر ابن الأزرق مولده في سنة خمس وثلاثين، وأنه توفي سنة أربع وسبعين.
قلت: فعمره تسع وثلاثون سنة، وتوفي بميافارقين، وفي ولايته خطابة حلب أيام سيف الدولة نظر، أو قد غلطوا في مولده، نعم غلطوا في مولده، فإنه ابتدأ سالف خطبه في سنة إحدى وخمسين وثلاثمائة، وهو خطيب.
159 -
عبد العزيز بن إسماعيل
، أبو القاسم الصيدلاني المصري الشافعي.
روى عن أبي الأشعث محمد بن محمد الكوفي.
160 -
عبد الغني بن محمد بن موسى أبو محمد المصري البزاز
.
يروي عن الجندي.
161 -
عبيد الله بن محمد بن أحمد بن معدان
، أبو الحسين الأصبهاني العصفري.
توفي في ذي القعدة.
162 -
علي بن محمد بن الفتح بن أبي العصب
، الشاعر البغدادي الملحي، أبو الحسن، مولى المتوكل على الله.
روى عن أحمد بن أبي عوف البزوري، ومحمد بن محمد ابن الباغندي. وعنه أبو القاسم التنوخي، وأبو محمد الحسن بن علي الجوهري والعتيقي.
وثقه الخطيب. حدث في هذا العام ولم تحفظ وفاته.
163 -
علي بن النعمان بن محمد بن منصور المغربي ثم المصري
، قاضي ديار مصر.
ولي القضاء بعد أبيه، واستناب أخاه محمداً، وكان متفنناً في عدة علوم، شاعراً مجوداً يكنى أبا الحسن، ومن شعره:
ولي صديق ما مسني عدم مذ وقعت عينه على عدمي أغنى وأقنى وما يكلفني تقبيل كف له ولا قدم قام بأمري لما قعدت به ونمت عن حاجتي ولم ينم
توفي في رجب وهو كهل.
وقال ابن زولاق: ولي القضاء سنة ست وستين، وكانت أيامه تسع سنين وخمسة أشهر، ومولده في سنة تسع وعشرين وثلاثمائة. ولي بعد القاضي أبي الطاهر الذهلي. وقد روى عن أبيه تصانيفه.
164 -
عمر بن جعفر المصري الخياش
، أبو جعفر.
يروي عن محمد بن محمد الباهلي.
165 -
عمر بن محمد بن عبد الصمد
، أبو محمد البغدادي المقرئ، أحد الصالحين.
سمع البغوي، والحسين بن عفير. وعنه عبد العزيز الأزجي، وابن بكير، والجوهري، وغيرهم.
166 -
عمر بن محمد بن سيف
، أبو القاسم الكاتب.
بغدادي. نزل البصرة، وحدث عن الحسن الطيب البلخي، وحامد بن شعيب البلخي، ومحمد بن محمد الباغندي، وابن أبي داود. وعنه محمد بن عبد العزيز بن رزمة، وجماعة من أهل البصرة، وأبو الحسن بن صخر.
167 -
عيسى بن محمد بن إبراهيم بن حبويه
، أبو الأصبغ الكناني القرطبي.
سمع محمد بن عبد الملك بن أيمن، وغيره. ولم يكن أهلاً أن يؤخذ عنه، لمداخلته لأهل الدنيا. وكان أديباً شاعراً.
168 -
الفضل بن سهل الأصبهاني الواعظ
.
يروي عن الحسن الداركي، وعبد الله ابن أخي أبي زرعة. وعنه أبو نعيم.
169 -
القاسم بن علي بن معاوية بن الوليد
، أبو محمد المصري.
توفي في ربيع الآخر.
170 -
محمد بن أحمد بن بالويه
، أبو علي النيسابوري العدل.
سمع عبد الله بن شيرويه بنيسابور، وأبا القاسم البغوي وطبقته ببغداد. وعنه الحاكم أبو عبد الله وقال: هو من أجلاء الشهود.
توفي في سلخ شوال، وله أربع وتسعون، وكان يذكر مجالس محمد بن إبراهيم البوشنجي، وهو والد عبد الرحمن.
أما محمد بن أحمد بن بالويه النيسابوري الذي يروي عن الكديمي فقديم، توفي سنة أربعين وثلاثمائة.
171 -
محمد بن أحمد بن عمران
، أبو بكر الجشمي البغدادي المطرز.
سمع محمد بن منصور الشيعي، وإسماعيل الوراق، وأبا الدحداح الدمشقي. وعنه أبو القاسم عبيد الله الأزهري، وعلي بن المحسن التنوخي.
حدث في هذه السنة، ولم تحفظ وفاته.
172 -
محمد بن أحمد بن محمد بن عبدان
، أبو الفرج الأسدي الصفار.
بغدادي سمع محمد بن محمد الباغندي، وأبا بكر بن أبي داود. وعنه أبو القاسم التنوخي. ووثقه العتيقي.
173 -
محمد بن أحمد بن يحيى
، أبو علي البغدادي العطشي البزاز.
سمع أبا يعلى بالموصل، وجعفر بن محمد الفريابي، والباغندي، ومحمد بن صالح بن ذريح. وعنه محمد بن عبد الواحد بن رزمة، والحسن بن محمد الخلال، والحسن بن علي الجوهري.
ووثقه الخطيب.
174 -
محمد بن جعفر بن سليمان البغدادي
، أبو الفرج صاحب المصلى.
سمع من الهيثم بن خلف، وعبد الله بن إسحاق المدائني، والحسن بن الطيب، وأبي عروبة الحراني، ومكحول البيروتي، وأحمد بن عمير بن جوصا. وعنه أبو الحسن علي بن أحمد النعيمي، وأبو القاسم التنوخي أحاديث تدل على ضعف حاله جداً.
ضعفه حمزة السهمي.
ومولده سنة ست وتسعين ومائتين، ومات بالبصرة.
175 -
محمد بن الحسن بن بردخشاذ
، أبو عبد الله الرازي السروي.
حدث ببغداد عن أبي نعيم عبد الملك بن عدي، وابن أبي حاتم. وعنه
ابن رزقويه، وأبو بكر البرقاني، والحسن بن محمد الخلال.
ووثقه البرقاني، توفي في ذي القعدة.
176 -
محمد بن الحسين بن أحمد بن عبد الله بن بريدة الأزدي
، أبو الفتح الموصلي الحافظ، نزيل بغداد.
حدث عن أبي يعلى، ومحمد بن جرير الطبري، وأحمد بن الحسن الصوفي، ومحمد بن محمد الباغندي، وأبي عروبة الحراني، والهيثم بن خلف الدوري. وعنه إبراهيم بن عمر البرمكي، وأبو نعيم، وأحمد بن الفتح بن فرغان، وطائفة سواهم.
قال الخطيب: كان حافظاً، صنف في علوم الحديث، وسألت البرقاني عنه فضعفه، وحدثني أبو النجيب عبد الغفار الأرموي قال: رأيت أهل الموصل يوهنونه ولا يعدونه شيئاً.
177 -
محمد بن سليمان بن يوسف بن يعقوب
، أبو بكر الربعي الدمشقي البندار.
سمع أحمد بن عامر بن المعمر، وجماهر بن محمد، وجعفر بن أحمد بن عاصم، وحاجب بن أركين، ومحمد بن الفيض، ومحمد بن تمام البهراني، وخلقاً من الشاميين.
روى عنه تمام الرازي، وأبو سعد الماليني، والمسدد بن علي الأملوكي، والحافظ عبد الغني، ومحمد بن عبد السلام بن سعدان.
قال عبد العزيز الكتاني: حدثنا عنه جماعة، وكان ثقة، توفي في ذي الحجّة.
قلت: أخبرنا بجزء من حديثه ابن الفراء وغيره، قال: أخبرنا ابن أبي لقمة، قال: أخبرنا الخضر بن عبدان، قال: أخبرنا أبو القاسم المصيصي، قال: أخبرنا ابن سعدان عنه.
178 -
محمد بن عبد الله بن أبي شيبة
، أبو القاسم الإشبيلي الفقيه.
روى عن عمه علي بن أبي شيبة، وتوفي في أحد الربيعين.
179 -
محمد بن فتح بن نصر
، أبو عبد الله الأندلسي الإستجي.
روى عن قاسم بن أصبغ، وأحمد بن عبادة، ومحمد بن عبد الله بن أبي دليم.
قال ابن الفرضي: كان حافظاً للفقه، ثقة صالحاً، لقيته بإستجة، وكتبت عنه.
180 -
محمد بن محمد بن يوسف بن مكي الجرجاني
، أبو أحمد.
قيل: توفي فيها.
181 -
محمد بن هشام
، أبو عبد الله الإشبيلي.
سمع بقرطبة من عمر بن حفص بن غالب، وأبان بن محمد، وأحمد بن خالد، وجماعة.
وكان فهماً حافظاً للرأي والشروط، أخذ عنه ابن الفرضي، وتوفي في شوال.
182 -
محمد بن وازع بن محمد القرطبي الضرير
.
حج وأدرك بالبصرة إبراهيم بن علي الهجيمي فأخذ عنه، وعن القاضي أبي بكر الأبهري. روى عنه ابن الفرضي.
183 -
هارون بن بنج بن عثمان
، أبو موسى الخولاني الأندلسي الإستجي.
روى عن أحمد بن خالد، ومحمد بن عبد الملك بن أيمن، وقاسم بن أصبغ، وأحمد بن زياد، وجماعة. وكان معتنياً بالآثار، مشاركاً في الفقه، ثقة صالحاً؛ قاله ابن الفرضي، وحدث عنه.
توفي في جمادى الأولى.
سنة خمس وسبعين وثلاثمائة
184 -
أحمد بن الحسين بن علي بن إبراهيم بن الحكم
، أبو زرعة الرازي الحافظ الصغير.
سمع الحسين بن إسماعيل المحاملي ومحمد بن مخلد ببغداد، وأبا حامد بن بلال وأبا العباس الأصم بنيسابور، وابن أبي حاتم بالري، وعلي بن أحمد الفارسي ببلخ، وأبا الفوارس الصابوني بمصر، وأبا الحسين الرازي والد تمام بدمشق.
وعنه تمام الرازي، والحسين بن محمد الفلاكي، والحافظ عبد الغني بن سعيد، وحمزة بن يوسف السهمي، وأبو الفضل محمد بن أحمد الجارودي، وأبو زرعة روح بن محمد، وأبو العلاء محمد بن علي الواسطي، وأبو القاسم علي بن المحسن التنوخي، وآخرون. وأقدم شيخ له عبد الرحمن بن أبي حاتم.
وقال الخطيب: كان حافظاً متقناً ثقة، جمع الأبواب والتراجم.
وقال ابن المحسن: سألته عن مولده فقال: خرجت أول مرة إلى العراق سنة أربع وعشرين وثلاثمائة، ولي أربع عشرة سنة.
توفي بطريق مكة سنة خمس وسبعين.
وقد سأله حمزة عن الرجال، وله مصنفات كثيرة يروي فيها المناكير كغيره.
فأما أبو زرعة محمد بن يوسف الكشي فسيأتي سنة تسعين، حافظ.
185 -
أحمد بن سعيد بن أحمد بن محمد بن معدان
، أبو العباس الأزدي الفقيه.
سمع عبد الله بن محمود السعدي، ومحمد بن محمد الباغندي ومحمد بن إسحاق بن خزيمة. وعنه أبو غانم الكراعي المروزي.
توفي في رمضان، وهو مروزي.
186 -
أحمد بن عبد الله بن أحمد الهمذاني الوراق
المعروف بالأشقر.
روى عن محمد بن إبراهيم بن زياد الطيالسي، ومحمد بن صالح الطبري. وعنه محمد بن عيسى، وابن روزبة الهمذانيان.
187 -
أحمد بن محمد بن جعفر بن نوح
، أبو الحسين النيسابوري البحيري.
سمع أحمد بن إبراهيم بن عبد الله، وأبا العباس السراج، وأبا بكر بن خزيمة، وببغداد محمد بن محمد الباغندي وطبقته، وعقد المجلس، واستملى عليه أبو عبد الله الحاكم، وروى عنه هو، وسبطه أبو عثمان سعيد بن محمد، وعمر بن أحمد بن مسرور، وجماعة.
وقع لنا حديثه بعلو من رواية الكنجروذي عنه؛ أخبرنا أحمد بن هبة الله، قال: أنبأنا أبو روح، قال: أخبرنا زاهر، قال: أخبرنا أبو سعد، قال: أخبرنا أبو الحسين البحيري، قال: حدثنا محمد بن إسحاق بن خزيمة، قال: حدثنا علي بن معبد، قال: حدثنا زيد بن يحيى الدمشقي، قال: حدثنا مالك، عن نافع، عن سالم، عن ابن عمر، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:«الذي يجر ثوبه من الخيلاء لا ينظر الله إليه يوم القيامة» .
غريب جداً، رواه هكذا النسائي في حديث مالك له، عن زكريا بن يحيى، عن علي بن معبد، فوقع لنا عالياً جداً.
188 -
أحمد بن محمد بن إبراهيم
، أبو حامد الزوزني النيسابوري الكاتب.
سمع أباه، وأبا قريش محمد بن جمعة. ومات بالزوزن. روى عنه الحاكم.
189 -
أحمد بن محمد بن فارس
، أبو بكر البزاز.
سمع عبد الله بن إسحاق المدائني، ومحمد بن محمد الباغندي.
وكان صدوقاً. روى عنه أبو محمد الجوهري، وغيره.
190 -
الحسن بن علي بن داود المصري المطرز
.
يروي عن عباس البصري الحافظ، وأبي شيبة داود بن إبراهيم. وعنه محمد بن عبد العزيز الأبهري، ويحيى بن علي ابن الطحان، وأبو بكر البرقاني.
انتخب عليه الدارقطني. وعاش تسعين سنة؛ توفي في صفر.
191 -
الحسن بن علي بن عمرو ابن غلام الزهري الحافظ
، أبو محمد البصري.
كان حمزة بن يوسف السهمي يسأله عن الجرح والتعديل. وروى عنه أبو الحسن بن صخر في أماليه.
لم أظفر له بذكر في التواريخ التي عندي.
192 -
الحسين بن أحمد بن فهد
، أبو عبد الله الأزدي الموصلي القاضي.
حدث ببغداد عن أبي يعلى الموصلي. روى عنه أبو بكر البرقاني، والتنوخي، وأبو محمد الخلال، وأحمد بن محمد العتيقي.
قال البرقاني: قد كان يوثق.
قلت: حدث في هذا العام، ولعله مات فيه.
193 -
الحسين بن علي بن محمد بن يحيى
، أبو أحمد التميمي النيسابوري يقال له حسينك، ويعرف أيضاً بابن منينة.
من بيت حشمة ورياسة، تربى في حجر الإمام أبي بكر بن خزيمة، وكان ابن خزيمة إذا تخلف في آخر أيامه عن مجلس السلطان بعث بأبي أحمد نائباً عنه، وكان يقدمه على أولاده.
قال الحاكم: صحبته حضراً وسفراً نحو ثلاثين سنة، فما رأيته يترك قيام الليل، ويقرأ كل ليلة سبعاً، وكانت صدقاته دارة سراً وعلانية، أخرج مرة عشرة أنفس من الغزاة بآلتهم، بدلا عن نفسه، ورابط غير مرة. وأول سماعه سنة خمس وثلاثمائة؛ سمع من ابن خزيمة، وأبي العباس السراج، ورحل
سنة تسع، فسمع عمر بن إسماعيل بن أبي غيلان، وعبد الله بن محمد البغوي، وعبد الله بن زيدان البجلي، وأبا عوانة الإسفراييني.
وعنه أبو بكر البرقاني، والحاكم، وعمر بن أحمد بن مسرور، وأبو سعد محمد بن عبد الرحمن الكنجروذي، وجماعة.
وقال الخطيب: كان ثقة حجة. وتوفي في ربيع الآخر، وخرج السلطان للصلاة عليه.
وقال الحاكم: الغالب على سماعاته الصدق، وهو شيخ العرب في بلدنا، ومن ورث الثروة القديمة، وأسلافه جلة.
قرأت على أحمد بن هبة الله، أنبأك أبو روح، قال: أخبرنا زاهر، قال: أخبرنا محمد بن عبد الرحمن، قال: أخبرنا أبو أحمد الحسين بن علي، قال: أخبرنا أبو القاسم البغوي، قال: حدثنا هدبة، قال: حدثنا حماد، عن ثابت، عن أبي رافع، عن أبي هريرة، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم صلى الله عليه وسلم قال:«كانت شجرة تضر بالطريق، فقطعها رجل، فنحاها عن الطريق، فغفر له» . رواه مسلم.
194 -
الحسين بن محمد بن عبيد بن أحمد بن مخلد العسكري الدقاق
، أبو عبد الله.
حدث عن محمد بن يحيى المروزي، وأبي العباس بن مسروق، وحمزة بن محمد الكاتب، ومحمد بن عثمان بن أبي شيبة. وعنه أبو القاسم الأزهري، والحسن بن محمد الخلال، وأبو الفرج عبد الوهاب بن برهان الغزال، والحسن بن علي الجوهري.
قال العتيقي: كان ثقة أميناً.
وقال ابن أبي الفوارس: كان فيه تساهل. ومات في شوال. وهو أخو أبي بكر محمد بن محمد شيخ بشرى الفاتني.
195 -
سعيد بن محمد الفقيه
، أبو أحمد المطوعي، رئيس نسا.
سمع أبا حامد ابن الشرقي، وجماعة، وتفقه ببغداد على: أبي علي بن أبي هريرة.
وكان بطلاً شجاعاً، كبير القدر، غزير الفضل، روى عنه الحاكم، وغيره.
196 -
صالح بن محمد أبو طاهر البغدادي المقرئ
.
روى عن أبي ذر ابن الباغندي، وأبي بكر بن مجاهد. حدث عنه الأزجي عبد العزيز، وأحمد بن محمد العتيقي.
197 -
عبد الله بن أحمد بن محمد
، أبو الحسن الشيباني المعروف بالحوشبي.
سمع أبا بكر بن أبي داود. روى عنه البرقاني وأبو القاسم التنوخي.
توفي في ذي القعدة، وكان ثقة.
198 -
عبد الله بن علي بن الحسين
، أبو بكر الهمذاني القطان.
روى عن أبي بكر بن زياد النيسابوري، وإسماعيل الوراق، والمحاملي. وعنه حمد الزجاج، ومحمد بن عيسى.
توفي في شعبان.
199 -
عبد الله بن محمد بن محمد بن عبدوس
، أبو محمد الحيري.
سمع السراج، ومؤمل بن الحسن، وعدة. وعنه الحاكم.
200 -
عبد الله بن عبد الرحمن الزجالي القرطبي الوزير
، أبو بكر.
وزر للمستنصر، وكان خيراً كثير المعروف والفضائل، طويل الصلاة.
قال ابن الفرضي: بلغني أن قدميه تقطرتا صديداً من طول قيامه، وكان يصلح للقضاء.
توفي في جمادى الأولى، وكان من سادات الوزراء.
201 -
عبد الرحمن بن محمد بن عبد الله بن مهران
، أبو مسلم
البغدادي الحافظ الثقة العابد العارف.
سمع البغوي، وابن صاعد، وأبا عروبة الحراني، وأحمد بن عمير بن جوصا، وأبا حامد بن بلال، وسمع الكثير بخراسان في حدود الثلاثين وثلاثمائة، ثم دخل بخارى وسمرقند، فأقام هناك نحو ثلاثين سنة، وجمع المسند على الرجال.
قال الحاكم: دخلت مرو وما وراء النهر فلم نلتق، ولم أكن رأيته. وفي سنة خمس وستين. في الموسم، طلبته في القوافل، فأخفى شخصه، فحججت سنة سبع وستين؛ وعندي أنه بمكة، فقالوا: هو ببغداد فاستوحشت من ذلك، وتطلبته فلم أظفر به، ثم قال لي أبو نصر الملاحمي ببغداد: هاهنا شيخ من الأبدال تشتهي أن تراه؟ قلت: بلى، فذهب بي، فأدخلني خان الصباغين، فقالوا: خرج. فقال أبو نصر: نجلس في هذا المسجد، فإنه يجيء، فقعدنا، وأبو نصر لم يخبرني من الشيخ، فأقبل أبو نصر، ومعه شيخ نحيف ضعيف برداء فسلم علي، فألقي إلي إلهاما أنه أبو مسلم، فبينا نحن نحدثه إذ قلت له: وجد الشيخ هاهنا من أقاربه أحداً؟ قال: الذين أردت لقاءهم قد انقرضوا، فقلت له: هل خلف إبراهيم ولداً، يعني أخاه إبراهيم الحافظ؟ فقال: ومن أين عرفت أخي إبراهيم؟ فسكت، فقال لأبي نصر: من هذا الكهل؟ قال: أبو فلان، فقام إلي وقمت إليه، وشكى شوقه وشكوت مثله، واشتفينا من المذاكرة، والتقينا بعد ذلك مجالس، ثم ودعته يوم خروجي، فقال: يجمعنا الموسم، فإن علي أن أجاور بمكة، ثم خرج إلى مكة سنة ثمان وستين وجاور بها حتى مات. وكان يجهد أن لا يظهر للحديث ولا لغيره.
روى عنه الحاكم، وأبو العلاء الواسطي، وعلي بن محمد الحذاء، وأحمد بن محمد الكاتب.
وقال ابن أبي الفوارس: أبو مسلم بن مهران صنف أشياء كثيرة، وكان ثقة زاهداً، ما رأينا مثله. رحمة الله عليه.
202 -
عبد العزيز بن جعفر بن محمد بن عبد الحميد
، أبو القاسم الخرقي.
سمع أحمد بن الحسن الصوفي، وقاسم بن زكريا، والهيثم بن خلف، وعلي بن إسحاق بن زاطيا، ومحمد بن أبي الدميك. وعنه الدارقطني مع جلالته، وأبو بكر البرقاني، وأحمد بن محمد العتيقي، وأبو القاسم التنوخي، وأبو محمد الجوهري.
وثقه ابن أبي الفوارس.
203 -
عبد العزيز بن عبد الله بن محمد
، أبو القاسم الداركي الفقيه الإمام.
درس بنيسابور الفقه مدة، ثم سكن بغداد، وكانت له حلقة للفتوى.
قال الشيخ أبو حامد الإسفراييني: ما رأيت أفقه من الداركي.
قلت: وكان أبوه من محدثي أصبهان. تفقه أبو القاسم على أبي إسحاق المروزي، وعليه تفقه الشيخ أبو حامد وجماعة. وانتهى إليه معرفة مذهب الشافعي. وله وجوه في المذهب، منها أنه قال: لا يجوز السلم في الدقيق.
روى عن جده لأمه الحسن بن محمد الداركي، وربما كان يجتهد في المسألة والفتوى، فيقال له في ذلك، فيقول: ويحكم، فلان عن فلان، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم بكذا وكذا، والأخذ بالحديث أولى من الأخذ بقول الشافعي، وأبي حنيفة.
دارك: من أعمال أصبهان.
قال الخطيب: حدثنا عنه أبو القاسم الأزهري، وعبد العزيز الأزجي، وأحمد بن محمد العتيقي، وأبو القاسم التنوخي، وكان ثقة، انتقى عليه الدارقطني.
وقال ابن أبي الفوارس: كان يتهم بالاعتزال، وتوفي في شوال، وله بضع وسبعون سنة، رحمه الله إن شاء الله.
204 -
عبد العزيز بن محمد بن يوسف بن مسلم الأصبهاني
ابن حفصويه المؤدب، يكنى أبا الحسين.
روى عن محمد بن العباس الأخرم، ومحمد بن نصير، وأحمد بن
الحسن بن عبد الملك، وأحمد بن محمد بن مصقلة.
وكان فيما قال أبو نعيم: يرجع إلى تعبد وفضل كبير.
روى عنه أبو نعيم، وأبو بكر بن أبي علي المعدل.
205 -
عبد الملك بن إبراهيم بن أحمد
، أبو القاسم القرميسيني.
بغدادي ثقة. سمع أبا بكر بن أبي داود، وأبا ذر ابن الباغندي، وجماعة. روى عنه أبو القاسم التنوخي.
206 -
عبيد الله بن علي بن عبيد الله بن داود
، أبو القاسم الداودي المصري القاضي، شيخ أهل الظاهر في عصره.
سمع أبا جعفر الطحاوي، ومحمد بن يونس الجيزي القاضي، وأبا عبد الله المحاملي، وأبا العباس بن عقدة، ومحمد بن يوسف القباني الشيرازي، والحسن بن حبيب الحصائري الدمشقي.
وسكن خراسان، وولي قضاء غير مدينة مثل طوس وترمذ.
روى عنه الحاكم، وقال: كان فقيه الداودية في عصره بخراسان، وكان موصوفاً بالفضل وحسن العشرة، وحفظ النتف والنوادر. كتب الناس عنه بانتخابي، وتوفي ببخارى سنة خمس.
وقال غيره: توفي سنة ست وسبعين في جمادى الأولى.
وحدث عنه أبو عبد الله غنجار، وجعفر المستغفري.
ذكره صاحب الأنساب.
207 -
عبيد الله بن محمد بن أحمد بن محمد بن أحوى
بن العوام بن حوشب، أبو الحسين الشيباني الحوشبي البغدادي.
سمع عبد الله بن إسحاق المدائني، والحسين بن عفير، وإسحاق الجلاب، وأبا بكر بن أبي داود. وعنه أبو بكر البرقاني، وأبو العلاء محمد بن علي، وأبو القاسم التنوخي.
وثقه الخطيب، وقال: مات في ذي القعدة.
208 -
علي بن إسماعيل بن عبيد الله الأنباري
.
حدث ببغداد عن محمد بن محمد الباغندي، وغيره. وعنه أبو محمد الجوهري. سمع منه في هذه السنة، ولم تؤرخ وفاته.
قال الخطيب: كان صدوقاً.
209 -
علي بن شيبان البغدادي الدقاق المقرئ
.
دخل الأندلس في هذه السنة، وكان من أصحاب ابن مجاهد، عالماً بالقرآن، بصيرا بالقراءات.
ذكره ابن الفرضي، وسمع منه شعراً.
210 -
علي بن حمزة
، أبو القاسم البصري اللغوي العلامة.
له ردود على ابن الأعرابي، والأصمعي، وجماعة، ومصنفات مفيدة. وكان صديقاً للمتنبي.
توفي في رمضان.
211 -
علي بن يحيى بن إسحاق
، أبو الحسين التجيبي الواسطي النقيب.
عن ابن أبي داود، والحسن بن محمد بن شعبة، وابن مبشر الواسطي. وعنه أبو العلاء الواسطي، وعبد العزيز الأزجي.
212 -
عمر بن محمد بن علي بن يحيى
، أبو حفص ابن الزيات البغدادي الناقد.
سمع إبراهيم بن شريك، والفريابي، وعبد الله بن ناجية، وعمر بن أبي غيلان، وعمر بن محمد الكاغدي، وطائفة سواهم. وعنه أبو بكر البرقاني، والحسن بن محمد الخلال، وأحمد بن محمد العتيقي، وعلي بن المحسن التنوخي، وأبو محمد الجوهري، وخلق كثير.
قال ابن أبي الفوارس: كان ثقة متقناً جمع أبواباً وشيوخاً. توفي في جمادى الآخرة، ومولده في سنة ست وثمانين ومائتين.
وقال الخطيب: سألت البرقاني عنه، فقلت: أكان ثقة؟ فقال إي والله مصنفاً.
213 – فضيل بن الحسين، أبو العباس المصري الكتاني.
حدث عن محمد بن الربيع بن سليمان.
214 – قاسم بن عبد الله بن صبيح الجوهري النيسابوري.
عن ابن الشرقي، ومكي بن عبدان. وعنه الحاكم، وغيره.
215 -
محمد بن أحمد بن محمد بن خاقان
، الرئيس أبو عبد الله بن أبي حفص البخاري الفقيه، رئيس المطوعة بخراسان.
سمع أباه، وعبد الله بن محمد بن يعقوب البخاري، وطائفة، وأملى وهو شاب.
قال الحاكم: كان من أحسن الناس وجهاً، نثر يوم الإملاء من أنواع النثارات حتى تحير الناس.
216 -
محمد بن أحمد بن عبد الله السكري
، أبو أحمد النيسابوري المسكي.
عن جده جعفر بن أحمد الحافظ، وعبد الله بن شيرويه. وعنه الحاكم.
مات في رجب.
217 -
محمد بن أحمد بن حسنويه
، أبو أحمد الحسنويي النيسابوري العارف.
سمع ابن خزيمة، والسراج. وعنه الحاكم.
توفي في جمادى الأولى.
218 -
محمد بن الحسن بن سليمان
، أبو بكر القزويني.
سمع الفريابي، وأحمد بن الحسن الصوفي، ومحمد بن صالح بن ذريح، والبغوي. وعنه علي بن محمد المالكي، وغيره.
قال الخطيب: في أحاديثه تخليط، وكان ببغداد. وتوفي في شعبان.
219 -
محمد بن الحسن بن الفتح
، أبو عبد الله القزويني الصفار الصوفي.
رحل وسمع أبا القاسم البغوي، وأكثر عن الشاميين. روى عنه أبو يعلى الخليلي، وقال: توفي في أول السنة.
220 -
محمد بن عبد الله بن محمد بن صالح
، أبو بكر التميمي الأبهري القاضي المالكي، شيخ المالكية العراقيين في عصره.
سمع محمد بن الحسين الأشناني، ومحمد بن محمد الباغندي، والبغوي، وعبد الله بن زيدان البجلي، وسعيد بن عبد العزيز، ومحمد بن خريم، ومحمد بن تمام البهراني الحمصي، وأبا عروبة، وأبا علي محمد بن سعيد الرقي، وطبقتهم بالشام، والعراق، والجزيرة.
وصنف مصنفات في مذهبه، وتفقه ببغداد على أبي عمر محمد بن يوسف القاضي، وعلى ابنه أبي الحسين.
قال الدارقطني: إمام المالكية، إليه الرحلة من أقطار الدنيا، رأيت جماعة من الأندلس والمغرب على بابه، ورأيته يذاكر بالأحاديث الفقهيات وتراجم من حديث مالك. ثقة، مأمون زاهد ورع.
وقال فيه أبو إسحاق الشيرازي: جمع بين القراءات وعلو الإسناد والفقه الجيد، وشرح مختصر عبد الله بن عبد الحكم، وانتشر عنه مذهب مالك في البلاد.
وقال القاضي عياض: له في شرح المذهب تصانيف ورد على المخالفين. وحدث عنه خلق كثير وكان إمام العراقيين في زمانه، تفقه على أبي عمر القاضي، وعلى أبي بكر ابن الجهم، وانتشر عنه المذهب في البلاد.
وقال أبو الفتح بن أبي الفوارس: كان ثقة، انتهت إليه رياسة مذهب مالك.
وقال أبو العلاء الواسطي: كان معظماً عند سائر العلماء، لا يشهد محضراً إلا كان هو المقدم فيه. سئل أن يلي القضاء فامتنع.
قلت: روى عنه الدارقطني، وهو من أقرانه، وأبو بكر البرقاني، وأحمد بن محمد العتيقي، وأحمد بن علي البادا، وعلي بن المحسن التنوخي، وأبو محمد الجوهري، وآخرون. توفي في شوال، وقيل: في ذي القعدة، وله بضع وثمانون سنة، رضي الله عنه. يقع حديثه عالياً للفخر ابن البخاري.
221 -
محمد بن عبد الله بن هانئ القرطبي العطار
المعروف بابن اللباد.
سمع من قاسم بن أصبغ، ونحوه.
222 -
محمد بن عبيد الله بن الفضل بن قفرجل
، أبو بكر الكيال.
سمع محمد بن محمد الباغندي، وابن المجدر. وعنه الأزهري، وغيره. وهو صدوق.
223 -
محمد بن نصر
، أبو العباس البغدادي المعدل، ابن أخي مكرم القاضي.
سمع أبا القاسم البغوي، وأبا محمد بن صاعد. وعنه أبو محمد الخلال، والحسن بن علي الجوهري، وجماعة.
قال البرقاني: كان جبلاً من الجبال، يعني في الفقه.
224 -
محمد بن يوسف بن أحمد بن غلام
، أبو عبد الله الهروي.
مات في رمضان.
225 -
نصر بن محمد بن إبراهيم الإمام الفقيه
، أبو الليث السمرقندي الحنفي، صاحب كتاب الفتاوى.
نقلت وفاته بخط الإمام شهاب الدين ابن قاضي الحصن: في جمادى الآخرة، سنة خمس وسبعين محرراً، مات ببلخ. وهو يروي عن محمد بن الفضل بن أنيف البخاري، وأقرانه.
وفي كتابه تنبيه الغافلين موضوعات كثيرة؛ رواه عنه أبو بكر محمد بن عبد الرحمن الترمذي.
وقع لنا من حديثه من أربعي أبي المظفر ابن السمعاني.
226 -
يحيى بن مالك بن عائذ
، أبو زكريا الأندلسي.
له رحلة وحفظ واشتهار، وهو من أهل طرطوشة؛ فسمع من أحمد بن سعيد بن مسرة وقدم قرطبة سنة تسع عشرة، وله عشرون سنة، فسمع من أحمد بن خالد، وابن أيمن، وعبد الله بن يونس القبري وطائفة. ورحل سنة سبع وأربعين فحج، وسمع من أبي محمد بن الورد، وأحمد بن الحسن بن عتبة الرازي، وسلم بن الفضل، وبكير الرازي، وجماعة بمصر، ودخل بغداد فسمع بها، وبالبصرة والأهواز.
قال ابن الفرضي: حدثني أنه سمع ببغداد من سبعمائة رجل ونيف، وجمع علماً عظيماً، لم يجمعه أحد قبله من أصحاب الرحل إلى المشرق، وتردد بالمشرق عشرين سنة، وحدث هناك. وقدم علينا سنة تسع وستين، فسمع منه طبقات طلاب العلم، وأبناء الملوك. وكان صحيح الكتاب، وكان حليماً كريماً جواداً صواماً ديناً.
توفي في رجب.
227 -
يعقوب بن إسحاق بن زكريا
، أبو يوسف البخاري الويبردي، وويبرد: قرية.
روى عن محمد بن يوسف الفربري، ومحمد بن يوسف بن عاصم.
228 -
يوسف بن القاسم بن يوسف بن فارس بن سوار
، القاضي أبو بكر الميانجي الشافعي.
ناب في القضاء بدمشق عن قاضي مصر والشام أبي الحسن علي بن النعمان المذكور في هذه الطبقة.
كان مسند الشام في زمانه؛ سمع أبا خليفة، وزكريا الساجي، وأحمد بن يحيى التستري، وعبدان الأهوازي، ومحمد بن جرير، والقاسم المطرز، والباغندي، وعبد الله بن زيدان، وأبا العباس السراج، وحامد بن شعيب، ومحمد بن المعافى الصيداوي. وسمع قبل الثلاثمائة، ورحل، وطوف، واستوطن دمشق.
روى عنه ابن أخيه صالح بن أحمد، وأحمد بن الحسن الطيان، وعلي بن السمسار، ومحمد وأحمد ابنا عبد الرحمن بن أبي نصر، وأحمد بن سلمة بن كامل، وعبد الوهاب الميداني، وخلق كثير. قال أبو الوليد الباجي: هو محدث مشهور، لا بأس به.
وقال عبد العزيز الكتاني: حدثنا عنه عدة فوق الأربعين، وكان مولده قبل التسعين ومائتين، وكان ثقة نبيلاً.
وقال غيره: توفي في شعبان.
سنة ست وسبعين وثلاثمائة
229 -
أحمد بن علي بن محمد بن قزقز
، أبو الحسن البغدادي الرفاء.
سمع عبد الله بن إسحاق المدائني، ومحمد بن جرير، والباغندي، وأبا عروبة الحراني. وعنه عبد العزيز الأزجي، وعلي بن المحسن التنوخي، وأبو محمد الجوهري.
لم تضبط وفاته، وإنما حدث في هذه السنة.
230 -
أحمد بن محمد بن علي بن هارون
، أبو العباس البرذعي الحافظ.
سمع أبا بكر بن أبي داود، ونفطويه النحوي، ومكحولاً البيروتي. وعنه تمام، ومكي بن الغمر، والحسن بن علي بن شواش، والدمشقيون.
وكان من جلة المحدثين.
231 -
أحمد بن محمد بن جعفر النيسابوري
الخواري الكرابيسي المعدل، أبو الحسن.
سمع السراج، وطبقته. وعنه الحاكم.
مات في جمادة الأولى.
232 -
أحمد بن محمد بن عيسى بن الجراح
، الحافظ أبو العباس المصري، ابن النحاس.
أول سماعه في سنة خمس وثلاثمائة. وكتب بمصر، والحجاز، والشام، والعراق، والجبال، وأصبهان، وخوزستان. ثم ورد على أبي نعيم بن عدي جرجان، وانحدر منها إلى جوين. وأدرك بنيسابور أبا حامد ابن الشرقي، ومكي بن عبدان، وبسرخس أبا العباس محمد بن عبد الرحمن الدغولي، وسمع بمصر علي بن أحمد علان، وأكثر بالري عن عبد الرحمن بن أبي حاتم، إلا أن سماعه بالشام والعراق ذهب كله. وأملى مدة سنين بنيسابور. وروى
عمن ذكرنا، وعن أبي القاسم البغوي، وأبي بكر بن أبي داود، وأبي عروبة الحراني. وتوفي في آخر سنة ست، وله خمس وثمانون سنة.
روى عنه أبو عبد الرحمن السلمي، وأبو حازم العبدويي، وأبو نعيم الأصبهاني، وأبو عثمان الحيري، والحاكم، وقال: حدث من حفظه بأحاديث، وكان يتحرى في مذاكراته الصدق، وهو حافظ.
233 -
أحمد بن مسعود
، أبو القاسم الأندلسي البجاني.
سمع محمد بن عبد الملك بن أيمن، وأحمد بن خالد بن الجباب، ومحمد بن فطيس.
توفي في نحو هذه السنة.
234 -
أبان بن عثمان بن سعيد اللخمي الأندلسي
، أبو الوليد.
سمع محمد بن عبد الملك بن أيمن، وقاسم بن أصبغ، وسعيد بن جابر.
وكان نحوياً لغوياً لطيف النظر، بصيراً بالحجة.
توفي في رجب.
235 -
إبراهيم بن أحمد بن إبراهيم بن أحمد بن داود
، أبو إسحاق البلخي المستملي.
راوي البخاري عن أبي عبد الله الفربري، سماعه منه في سنة أربع عشرة وثلاثمائة. روى عنه الكتاب أبو ذر عبد بن أحمد الهروي، وقال: كان من الثقات المتقنين ببلخ.
قلت: طوف وسمع الكثير، وخرج لنفسه معجماً، رواه عنه الحافظ أحمد بن محمد بن العباس البلخي. وروى عنه بالأندلس عبد الرحمن بن عبد الله بن خالد الهمداني.
236 -
جعفر بن جحاف
، أبو بكر البلنسي قاضي بلنسية.
سمع من قاسم بن أصبغ، ومحمد بن عبد الله بن أبي دليم.
وكان فقيهاً.
237 -
الحسن بن جعفر بن محمد بن الوضاح
، أبو سعيد السمسار البغدادي الحربي المعروف بالحرفي.
حدث عن أبي شعيب الحراني، ومحمد بن يحيى المروزي، ومحمد بن الحسن بن سماعة، ومحمد بن جعفر القتات، وجعفر الفريابي. وعنه أبو القاسم عبيد الله بن أحمد الأزهري، وعبد العزيز الأزجي، وعلي بن المحسن التنوخي، وجماعة.
قال العتيقي: كان فيه تساهل.
238 -
الحسن بن علي
، أبو سعيد الأصبهاني الصحاف.
توفي فيها.
239 -
الحسن بن محمد
، أبو محمد الصلحي الكاتب.
أحد الكبار، ولي كتابة ابن رائق، وناب عنه في الحضرة، ثم ولي كتابة المطيع. حكى عنه أبو علي التنوخي في نشواره.
240 -
الحسين بن جعفر
، أبو القاسم الوزان الواعظ.
سمع أبا القاسم البغوي، وأبا بكر بن أبي داود. وعنه عبيد الله الأزهري، وعبد العزيز الأزجي.
241 -
خصلة بن موسى بن عمران أبو إسحاق الزاهد
.
من عباد أهل الأندلس، توفي في رجب.
قال ابن الفرضي: لا أعلمني شهدت أعظم حفلاً من جنازته. وكان زاهداً بعيد الاسم في الخير.
242 -
رشيد بن محمد بن فتح
، أبو القاسم الدجاج القرطبي.
سمع أحمد بن خالد بن الجباب، وحج فسمع أبا محمد بن الورد، وابن أبي الموت، وطائفة. روى عنه ابن الفرضي، وجماعة.
243 -
عبد العزيز بن محمد بن مقرن
، أبو القاسم الأصبهاني المعدل.
سمع محمد بن علي بن الجارود. وعنه أبو نعيم.
244 -
عبد الواحد بن علي ابن اللحياني
.
بغدادي، سمع البغوي، وابن صاعد. وعنه أبو محمد الخلال.
قال الخطيب: ثقة.
245 -
عبد الله بن داود القرطبي
.
سمع محمد بن عمر بن لبابة، وأحمد بن خالد الجباب، وحدث.
246 -
عبد الله بن فتح بن فرج بن معروف بن سلام التجيبي
، أبو محمد.
سمع وهب بن مسرة، ورحل فسمع بمصر، أبا محمد بن الورد، وابن جامع السكري، وجماعة.
توفي في شعبان بطليطلة.
247 -
عبد الرحمن بن عامر
، أبو المطرف القرطبي.
سمع من قاسم بن أصبغ، وأحمد بن الشامة.
وتوفي في رجب، وله اثنتان وسبعون سنة.
248 -
عبيد الله بن أحمد بن يعقوب البغدادي المقرئ
، أبو الحسين ابن البواب.
سمع الحسن بن الحسين الصواف، وإسماعيل بن موسى الحاسب، ومحمد بن محمد الباغندي، وعبد الله البغوي، وجماعة سواهم. وعنه الحسن بن محمد الخلال، وعبيد الله الأزهري، وأحمد بن محمد العتيقي، وأبو القاسم التنوخي.
ووثقه الأزهري.
توفي في رمضان.
قال أبو عمرو الداني: قرأ القرآن على أحمد بن سهل الأشناني، وأبي بكر بن مجاهد.
249 -
عبيد الله بن محمد بن سليمان بن بابويه
، أبو محمد بن جغوما المخرمي الدقاق.
روى عن جعفر الفريابي، وإبراهيم بن عبد الله المخرمي، وعلي بن الحسن بن العبد. روى عنه بشرى الفاتني، وعبيد الله النجار، وعلي بن المحسن التنوخي، وغيرهم.
أحاديثه مستقيمة؛ قاله الخطيب.
250 -
عبد الملك بن عبد الواحد بن علي بن محمويه
، الحافظ الإمام أبو بكر السمرقندي، وكان أبوه بغدادياً وجده موصلياً.
حافظ متقن، جمع الأبواب والشيوخ والمقلين وأكثر. وكان ثقة إماماً.
سمع أبا بكر الشافعي وطبقته، وسمع بما وراء النهر من أبي جعفر محمد بن محمد البغدادي الجمال، ومحمد بن إسحاق العصفري، وأبي بكر بن خنب، وعلي بن محتاج. وكان حريصاً على الحديث وكتبه، ولو عاش لكان له شأن.
مات سنة ست وسبعين وثلاثمائة، وله إحدى وخمسون سنة.
251 -
عبيد الله بن علي بن الحسن
، أبو القاسم النخعي الكوفي ثم المصري، قاضي نسف.
وكان ظاهري المذهب. روى عن محمد بن يوسف الهروي، والشاميين، والعراقيين. وعنه جعفر بن محمد المستغفري، وهو سماه وورخه في جمادى
الأولى من السنة. وما أبعد أن يكون: عبيد الله المذكور في السنة الماضية؛ بل هو هو، وقع اختلاف في نسبه وفي وفاته. روى عنه أيضا أبو عبد الله غنجار الحافظ.
252 -
علي بن الحسن بن رجاء بن طغان
، أبو القاسم الدمشقي المحتسب.
روى عن محمد بن خريم، ومحمد بن جعفر بن ملاس، ومكحول البيروتي، وعثمان بن محمد الذهبي، وجماعة. وعنه عبد الغني بن سعيد الحافظ، ومكي بن الغمر، وعلي ابن السمسار، ومسدد بن علي الأملوكي، وعدة.
وكان كثير السماع، توفي في شوال.
253 -
علي بن الحسن بن جعفر
، أبو الحسين بن كرنيب ابن العطار المخرمي.
سمع حامد بن شعيب، ومحمد بن محمد الباغندي، وأحمد بن حوالة، والبغوي. وعنه أبو بكر البرقاني، وعبد العزيز الأزجي، وأبو القاسم التنوخي.
قال أبو بكر الخطيب: كان يتعاطى الحفظ، وكان ضعيفاً. سمعت محمد بن عمر الداودي يقول: كان من أحفظ الناس للمغازي، إلا أنه كان يضع الحديث ويكذب.
وقال الدارقطني: أدخل على دعلج وغيره أشياء.
254 -
علي بن الحسن بن علي بن مطرف
، القاضي أبو الحسن الجراحي.
بغدادي مكثر، روى عن حامد بن شعيب، ومحمد بن محمد الباغندي، والحسين بن عفير، والبغوي، وخلق بعدهم. روى عنه أبو القاسم عبيد الله الأزهري، والحسن بن محمد الخلال، وأبو القاسم التنوخي، وأبو محمد الجوهري.
وقال البرقاني: لم أكتب عنه شيئاً، كان يتهم في روايته عن حامد بن شعيب.
255 -
علي بن عبد الرحمن بن عبد الله بن أبي السري البكائي
، أبو الحسن الكوفي، مسند الكوفة في زمانه.
سمع محمد بن عبد الله بن سليمان الحضرمي، وأبا حصين محمد بن الحسين بن حبيب الوادعي، وعبد الله بن بحر بن طيفور، وأبا جعفر أحمد بن فرح بن جبريل العسكري، وجماعة. وأول سماعه سنة تسعين ومائتين.
روى عنه أبو العلاء صاعد بن محمد البوشنجي، ومحمد بن علي بن عبد الرحمن العلوي، وأبو الحسن بن محمد بن إسحاق بن فدويه، ومحمد بن الحسن بن حمزة اليشكري، وأبو الحسين محمد بن عبد العزيز بن أحمد بن بيان الدهان، وعبيد الله بن علي العجلي الحذاء، وأبو طاهر محمد بن محمد بن عيسى البكري، وأخوه أبو الحسين محمد بن محمد، وستتهم من شيوخ أبي النرسي. وروى عنه أبو عبد الله بن باكويه، وطائفة.
قال أبو عبد الله أحمد بن عبد الرحمن بن خرجة النهاوندي: توفي شيخنا البكائي في ثالث عشر ربيع الأول سنة ست وله تسع وتسعون سنة.
256 -
علي بن محمد بن ينال العكبري الحافظ
.
روى عن أحمد بن الفضل بن خزيمة، ومحمد بن جعفر العسكري. سمع وهو كبير. روى عنه عبد العزيز الأزجي.
وقال عبد الواحد بن علي الأسدي: سمع ابن ينال وتعلم الخط كبيراً، ورزقه الله من المعرفة والفهم شيئاً كثيراً.
توفي سنة ست.
257 -
علي بن محمد بن أحمد بن علي بن رزين
، أبو الحسن الباشاني الهروي.
روى عن جده، وعن محمد بن إبراهيم الصرام، وأبي إسحاق البزاز. روى عنه أبو يعقوب القراب، والحسن بن علي النصرويي.
توفي في ربيع الأول، وكان من العدول.
258 -
عمر بن علي بن يونس القطان
.
حدث ببغداد في هذه السنة عن أبي عروبة الحراني. روى عنه عبيد الله الأزهري، والحسن الجوهري.
وكان صدوقاً.
259 -
عمر بن محمد بن إبراهيم بن محمد بن خالد بن سبنك
، أبو القاسم البجلي البغدادي.
سمع محمد بن حبان الباهلي، وعبد الله بن إسحاق المدائني، ومحمد بن محمد الباغندي، وجماعة. وعنه القاضي عبد الوهاب المالكي، وأبو القاسم عبيد الله الأزهري، وأبو القاسم التنوخي، وخلق سواهم.
وكان ثقة. ناب في الحكم بسوق الثلاثاء، وقال: أول ما كتبت سنة ثلاثمائة عن محمد بن حبان.
ومولده في سنة إحدى وتسعين ومائتين. وهو من ذرية جرير بن عبد الله، رضي الله عنه.
260 -
قسام الحارثي
، من أهل قرية تلفيتا من جبل سنير.
كان ينقل التراب على الحمير، ثم اتصل بأحمد بن الجصطار من أحداث دمشق فكان من حزبه، وتنقلت به الأحوال، وكثر أعوانه حتى غلب على دمشق مدة، فلم يكن لنوابها معه أمر، إلى أن ندبوا له من مصر جيشاً، عليهم يلتكين الذي ذكرنا ترجمته من قريب، فحارب قساماً أو قوي عليه، فضعف أمر قسام، فاختفى أياماً، ثم استأمن، فقيدوه وحملوه إلى مصر، فعفي عنه. وقد مدحه عبد المحسن الصوري بقصيدة.
وحملوه إلى مصر في هذه السنة ولم أر له ذكراً بعدها.
وقال القفطي: تغلب على دمشق رجل من العيارين يعرف بقسام وتحصن
بها، وخالف على صاحب مصر، فسار لحربه الأمير فضل من مصر، فحاصر دمشق، وضاق بأهلها الحال، فخرج قسام متنكراً، فأخذته الحرس، فقال: أنا رسول، فأحضروه إلى فضل، فقال: أنا رسول قسام إليك لتحلف له وتعوضه عن دمشق بلداً يعيش فيه، وقد بعثني إليك سراً، فحلف الفضل له، فلما توثق منه قام وقبل يده وقال: أنا قسام، فأعجب به الفضل، وزاد في إكرامه. فرد إلى البلد، وسلمه إليه، وقام له بكل ما ضمنه، وعوضه موضعاً عاش فيه، وأحسن العزيز صلته. ذكر القفطي أن ذلك كان في سنة تسع وستين. ثم قال: وذكر بعضهم أن أخذ دمشق من قسام كان في سنة اثنتين وسبعين.
قلت: وهو الذي يتحدث الناس أنه ملك دمشق، وأنه قسيم الزبال. وكان سلمان بن جعفر بن فلاح قد قدم دمشق في جيش، فنزل بظاهرها، ولم يمكنه دخولها، فبعث إليه قسام بخطه: أنا مقيم على الطاعة. فورد البريد إلى سلمان أن يترحل عن دمشق. وولي دمشق أبو محمود المغربي، ولم يكن له أيضاً مع قسام أمر ولا حل ولا عقد، فهذا ما عندي من خبر قسام.
261 -
محمد بن أحمد بن محمد بن شاذان بن الخليل
، أبو عمرو الخفاف القهندزي الزاهد.
سمع أبا العباس السراج، وزنجويه بن محمد، وجماعة.
وتوفي في رمضان. روى عنه الحاكم، وغيره.
262 -
محمد بن أحمد بن حمدان بن علي بن عبد الله بن سنان
، أبو عمرو ابن الزاهد أبي جعفر الحيري النيسابوري الزاهد المقرئ المحدث النحوي.
كان المسجد فراشه نيفاً وثلاثين سنة، ثم لما عمي وضعف نقلوه إلى بعض أقاربه بالحيرة من نيسابور. رحل به أبوه.
قال الحاكم: سماعاته صحيحة، وصحب الزهاد، وأدرك أبا عثمان الحيري الزاهد، وسمع سنة خمس وتسعين ومائتين؛ سمع أبا بكر محمد بن زنجويه بن الهيثم، وأبا عمرو أحمد بن نصر، وجعفر بن أحمد الحافظ. ورحل فسمع من الحسن بن سفيان سنة تسع وتسعين مسنده، ومسند شيخه أبي بكر بن أبي شيبة، ومن أبي يعلى الموصلي مسنده، ومن عبدان الأهوازي،
وعمران بن موسى بن مجاشع، وزكريا بن يحيى الساجي، وأحمد بن الحسن الصوفي، والهيثم بن خلف الدوري، وحامد بن شعيب، ومحمد بن جرير الطبري، ومحمد بن عبد الله بن يوسف الدويري، وعلي بن سعيد بن عبد الله العسكري، ومحمد بن الحسين بن مكرم، وأبي العباس السراج، وابن خزيمة.
روى عنه الحاكم أبو عبد الله، وأبو نعيم الحافظ، وأبو سعيد محمد بن علي النقاش، وأبو العلاء صاعد بن محمد الهروي، وأبو حفص بن مسرور، وعبد الغافر بن محمد الفارسي، وأبو سعد محمد بن عبد الرحمن الكنجروذي، ومحمد بن محمد بن حمدون السلمي، وأبو عثمان سعيد بن محمد البحيري، وآخرون.
وهو أخو أبي العباس محمد نزيل خوارزم شيخ البرقاني.
قال الحاكم: ولد له بنت وهو ابن تسعين سنة، وتوفي وزوجته حبلى، فبلغني أنها قالت له عند وفاته: قد قربت ولادتي. فقال: سلمته إلى الله، فقد جاؤوا ببراءتي من السماء، وتشهد ومات في الوقت، رحمه الله.
قال: وتوفي في ذي القعدة في الثامن والعشرين منه، وهو ابن ثلاث أو أربع وتسعين سنة. وصلى عليه أبو أحمد الحاكم الحافظ.
قلت: قد وقع لنا بالإجازة جملة من عواليه، وله جزء سؤالات كان يحفظه، وقع لي أيضاً بعلو؛ قرأته على ابن عساكر، عن أبي روح، قال: أخبرنا زاهر، قال: أخبرنا أبو سعد الكنجروذي، عنه.
وقال ابن طاهر: كان يتشيع.
263 -
محمد بن أحمد بن محمد بن أبي صالح
، أبو بكر البغدادي نزيل بلخ.
روى عن أبي شعيب الحراني، وجماعة.
وهو متكلم فيه.
264 -
محمد بن العباس بن يحيى الأموي مولاهم
، الحلبي نزيل الأندلس.
سمع أبا الجهم بن طلاب بمشغرا، ومحمد بن عبد الله مكحولاً ببيروت، وأبا عروبة بحران، وعلي بن عبد الحميد الغضائري، ومحمد بن إبراهيم بن نيروز الأنماطي بحلب، ومحمد بن سعيد الترخمي بحمص.
ووفد على المستنصر بالله خليفة الأندلس، فروى عنه أبو بكر محمد بن الحسن الزبيدي، وأبو الوليد عبد الله ابن الفرضي، وقال: كتبت عنه وقد كف بصره، وتوفي في هذه السنة.
قلت: هذا كان أسند من بجزيرة بالأندلس في عصره، ولكن لم يأخذوا عنه كما ينبغي.
265 -
محمد بن عبد الله بن عبد العزيز بن شاذان
، أبو بكر الرازي الواعظ، والد المحدث أبي مسعود أحمد بن محمد البجلي.
روى عن يوسف بن الحسين الرازي، وأبي بكر ابن الأنباري، وأبي يعقوب النهرجوري، وأبي محمد البربهاري الحنبلي، وخير النساج، وأبي العباس بن عطاء.
كان قد تتبع ألفاظ الصوفية، وجمع منها الكثير.
ورد نيسابور سنة أربعين وثلاثمائة، والمشايخ متوافرون، وهو محمود عند جماعتهم في التصوف وصحبة الفقراء.
قال الحاكم: كتبت عنه، ورأيته ببخارى، فلما قدمت الري سنة سبع وستين صادفته بها، وقد انتسب، وأملى عليهم أنه محمد بن عبد الله بن محمد بن أيوب بن يحيى بن الضريس البجلي، فخلوت به وزجرته، فانزجر، وترك ذلك النسب، ولو اشتهر ذلك بالري لآذوه، فإن محمد بن أيوب لم يعقب ولداً ذكرا. ثم التقينا سنة سبعين، فأخذ يحدث عن علي بن عبد العزيز وأقرانه، وما كنت رأيته قبل ذلك يحدث بالمسانيد، والله يرحمنا وإياه.
قلت: يروي عنه أبو عبد الرحمن السلمي حكايات منكرة من حكايات القوم، وتوفي في جمادى الآخرة، وروى عنه أيضاُ أبو عبد الله بن باكويه، عن رجل، عن الكديمي، وأبو نعيم الحافظ، وأبو حازم العبدويي، وجماعة.
حكى عن الشبلي أيضاً، ولا تركن النفس إلى ما يحكيه، فإنه جريء قليل الحياء، نسأل الله العفو.
266 -
محمد بن علي بن أبي زيد
، أبو بكر الصدفي المصري.
يروي عن أبي جعفر الطحاوي.
267 -
محمد بن علي بن عمر الصيدناني القزويني
.
سمع إسحاق بن محمد الكيساني، وعبد الرحمن بن أبي حاتم، ومحمد بن القاسم المحاربي الكوفي.
وقد مر أخوه حسن سنة اثنتين.
268 -
محمد بن عثمان بن سعيد بن محاسن
، أبو عبد الله الأندلسي الشاعر.
مدح الخلفاء والكبار، وتوفي بإستجة في ذي الحجّة.
269 -
محمد بن أبي عمرو محمد بن جعفر بن مطر أبو أحمد النيسابوري
.
سمع من ابن خزيمة، والسراج، وعاش ثمانين سنة، وخرج له أبوه فوائد.
270 -
محمد بن نجاح بن عبد الرحمن بن علقمة
، أبو القاسم القرطبي.
روى عن قاسم بن أصبغ، وغيره، وولي قضاء طليطلة.
271 -
هشام بن محمد بن قرة
، أبو القاسم الرعيني المصري.
يروي عن ابن قديد، والطحاوي، وأبي بشر الدولابي.
توفي في ذي القعدة، وكان ثقة.
روى عنه الحافظ عبد الغني، ومحمد بن أحمد بن شاكر القطان، ويحيى بن علي الطحان، وإسماعيل بن عبد الرحمن النحاس.
272 -
الوليد بن أحمد بن الوليد
، أبو العباس الزوزني الواعظ العارف.
سمع أبا حامد ابن الشرقي، وعبد الرحمن بن أبي حاتم، وأبا عبد الله المحاملي، وأبا سعيد ابن الأعرابي، وخيثمة الأطرابلسي. وعنه الحاكم، وأبو عبد الرحمن السلمي، وأبو نعيم.
قال الحاكم: كان من علماء الحقائق وعباد الصوفية، توفي في ربيع الأول.
وقال النقاش: أبو العباس حكيم زمانه، له مصنفات لا يخفى على من نظر في كتبه قد وهب الله له من الحكمة. كتب الحديث الكثير ورواه. ثم روى عنه النقاش أحاديث ومواعظ.
273 -
يحيى بن مالك بن عائذ
، أبو زكريا الأندلسي الحافظ.
سمع عبد الله بن يونس المرادي، وأبا عمر أحمد بن محمد بن عبد ربه بقرطبة، وطائفة. ورحل فسمع أبا سهل بن زياد القطان، ودعلج بن أحمد، والطبقة. روى عنه الحسن بن رشيق أحد شيوخه، ويحيى بن علي الحضرمي ابن الطحان، ومحمد بن أحمد بن القاسم المحاملي، وأبو الوليد ابن الفرضي.
أملى بجامع قرطبة.
قال التنوخي في النشوار: إنه حضر مجلس أبي الفرج صاحب الأغاني فقال: لم نسمع بمن مات فجاءة على المنبر؟ فقال شيخ أندلسي قد لزم أبا الفرج اسمه يحيى بن مالك بن عائذ: إنه شاهد في جامع بلده بالأندلس خطيب البلد وقد صعد يوم جمعة ليخطب، فلما بلغ يسيرا من خطبته خر ميتاً فوق المنبر، فأنزل، وطلبوا في الحال من رقي المنبر، فخطب وصلى الجمعة بنا.
قال الحبال: مات ابن عائذ الأندلسي في شعبان سنة ست وسبعين.
سنة سبع وسبعين وثلاثمائة
274 –
أحمد بن الحسين ابن الطبري
، أبو حامد المروزي الفقيه.
سمع أبا العباس الدغولي، وغيره. وكان من رؤوس أئمة الحنفية. وولي قضاء قضاة خراسان. وكان صالحا عابدا مصنفا.
ورخه أبو سعد الإدريسي في هذه السنة، وورخه الحاكم سنة ثلاث وسبعين، كما تقدم. وله تاريخ حسن. وقد قدم بغداد وتفقه على أبي الحسن الكرخي، ثم قدمها بأخرة. انتخب عليه الدارقطني، وروى عنه الرماني.
275 – أحمد بن خلف بن محمد بن فرتون، أبو عمر الأندلسي الزاهد.
مكثر عن وهب بن مسرة، وحج فسمع من أبي محمد بن الورد، وأبي علي السيوطي، وخلق.
وكان ثقة ورعاً متعبداً؛ روى عنه أبو محمد بن ذنين، والصاحبان أبو إسحاق بن شنظير، وأبو جعفر بن ميمون.
ومات كهلاً، وكان مجاب الدعوة.
276 -
أحمد بن محمد بن أحمد
، أبو الفضل الفارساني.
حدث بجرجان عن الحسن بن سفيان. وعنه حمزة السهمي.
277 -
أحمد بن محمد بن علي
، أبو الحسن المناسكي النيسابوري.
سمع أبا سعيد عبد الرحمن بن الحسين، وطبقته. وعنه الحاكم.
278 -
أحمد بن يوسف بن يعقوب بن البهلول
، أبو الحسن التنوخي البغدادي.
من بيت علم وحشمة. سمع عمر بن إسماعيل بن أبي غيلان، وعبد الله بن إسحاق المدائني، ومحمد بن جرير، ومحمد بن محمد الباغندي. روى
عنه ابنته طاهرة، وعلي بن المحسن التنوخي، وكان صحيح السماع.
وذكر ابن أبي الفوارس أنه كان داعية إلى الاعتزال.
وقال غيره: كان عارفاً باللغة والنحو والكلام، وهو من بقايا بيته.
279 -
أبيض بن محمد بن أبيض بن الأسود بن نافع
، أبو العباس، ويقال أبو الفضل المصري القرشي الفهري.
آخر من روى عن أبي عبد الرحمن النسائي مجلسين. روى عنه الحافظ عبد الغني الأزدي، وعبد الملك بن عبد الله بن مسكين الشافعي، ويحيى بن علي بن الطحان.
ومولده سنة ثلاث وتسعين ومائتين.
وروى أبو محمد ابن النحاس، عن محمد بن أبيض، عن عبد السلام بن أحمد.
280 -
إسحاق الأمير أبو محمد ابن المقتدر بالله
.
ولد سنة سبع عشرة وثلاثمائة، وعاش ستين سنة. وتوفي في ليلة الجمعة سابع عشر ذي القعدة، وغسله أبو بكر بن أبي موسى الهاشمي، وصلى عليه ابنه القادر بالله الذي استخلف بعد الطائع لله.
281 -
أمة الواحد بنت القاضي أبي عبد الله الحسين بن إسماعيل المحاملي
.
روت عن أبيها، وإسماعيل الوراق، وعبد الغافر بن سلامة، وحفظت القرآن والفقه على مذهب الشافعي والفرائض والدور والعربية، وغير ذلك من العلوم الإسلامية. روى عنها الحسن بن محمد الخلال، وغيره.
وهي أم القاضي أبي الحسين محمد بن أحمد بن القاسم المحاملي.
قال ابن أخيها أحمد بن عبد الله: اسمها ستيتة، وكانت من أحفظ الناس للفقه.
وقال أبو بكرالبرقاني: كانت بنت المحاملي تفتي مع أبي علي بن أبي هريرة.
توفيت في رمضان.
282 -
بكر بن أحمد ابن البغدادي القزويني الشافعي
.
سمع محمد بن أبي عمارة. وعنه الخليلي.
283 -
جعفر ابن الخليفة المكتفي علي ابن المعتضد
ابن الموفق العباسي.
مات أبوه وله سنة، فدخل في علم الفلاسفة وبرع في التنجيم. حكى عنه أبو علي التنوخي في النشوار، وكان عضد الدولة يحترمه.
توفي في صفر.
284 -
جعفر بن محمد بن أحمد بن إسحاق بن البهلول
، أبو محمد التنوخي الأنباري ثم البغدادي المقرئ.
ولد سنة ثلاث وثلاثمائة، وكان يقرئ بحرف عاصم، وحمزة، والكسائي. وسمع هو وأخوه علي من البغوي، وأبي بكر بن أبي داود، وابن المجدر، وأبي الليث الفرائضي، وجده أحمد بن إسحاق.
وعرض عليه قضاء بغداد، فأباه تورعاً وتزهداً. روى عنه أبو القاسم التنوخي، ومات في جمادى الآخرة.
لا أستحضر من قرأ عليه.
285 -
الحسن بن أحمد بن عبد الغفار
، أبو علي الفارسي الفسوي النحوي صاحب التصانيف.
عنده جزء عال رواه عن علي بن الحسين بن معدان صاحب إسحاق بن راهويه. روى عنه عبيد الله الأزهري، وأبو القاسم التنوخي، وأبو محمد الجوهري.
ولد بفسا، وقدم بغداد وسكنها، وأخذ عن علمائها كالزجاج، وأبي بكر السراج، وأبي بكر مبرمان، وأبي بكر الخياط، ودخل الشام وأقام بطرابلس، ثم بحلب، وخدم سيف الدولة، ثم رجع إلى بغداد، وأقبل على الإشغال
والتصنيف، وعلت منزلته في النحو حتى فضله بعض تلامذته على المبرد، وخدم الملوك ونفق عليهم.
قال السلطان عضد الدولة: أنا غلام أبي علي الفارسي في النحو، وغلام أبي الحسين الرازي في النجوم.
ومن أصحابه: أبو الفتح عثمان بن جني، وعلي بن عيسى الربعي.
وكان متهماً بالاعتزال، صنف كتاب التذكرة وهو كبير، وكتاب الإيضاح والتكملة وصنفه لعضد الدولة، وكتاب الحجة في القراءات وعللها، وكتاب المقصور والممدود، وكتاب ما أغفله الزجاج في معاني القرآن، وكتاب العوامل المائة، والمسائل العسكرية والمسائل البصرية والمسائل المجلسيات والمسائل القصريات، والمسائل الشيرازية والمسائل المذهبيات والمسائل الكرمانية، وغير ذلك.
وتوفي ببغداد في ربيع الأول، وله تسع وثمانون سنة.
286 -
الحسن بن محمد بن داود
، أبو الحسين الأصبهاني المذكر.
سمع إبراهيم بن محمد بن متويه، ومحمد بن يحيى البصري، صاحب عبد الأعلى بن حماد. روى عنه أبو بكر بن أبي علي، وأبو نعيم الحافظ.
287 -
الحسين بن حلبس بن حمويه
، أبو عبد الله القزويني.
سمع العباس بن الفضل بن شاذان، وأبا العباس الجمال؛ الرازيين، وأبا بكر عبد الله بن محمد بن زياد النيسابوري. روى عنه أبو يعلى الخليلي، ووثقه.
288 -
سليمان بن أيوب بن سليمان بن البلكايش
، أبو أيوب القوطي القرطبي.
سمع أباه، وابن لبابة، وأحمد بن بقي بن مخلد، ومحمد بن أيمن، وأسلم بن عبد العزيز، وجماعة.
وكان فقيهاً مالكياً زاهداً خاشعاً بكاء، روى الكثير؛ أخذ عنه ابن
الفرضي وجماعة كثيرة، وكان من أهل العلم والنظر، بصيراً بالاختلاف، حافظاً للمذاهب، مائلاً إلى الحجة والدليل.
توفي في شعبان.
289 -
شاه بن محمد بن جبريل
، أبو الحسين النسفي، واسمه: محمد.
روى عن محمود بن عنبر صاحب عبد بن حميد. وعنه جعفر المستغفري.
290 -
عبد الله بن أحمد بن محمد الأبريسمي الهروي
.
سمع حاتم بن محبوب. وعنه الحاكم، وجماعة. وقد سمع من السراج، وابن خزيمة، وأبا حامد الحضرمي.
291 -
عبد الله بن عمر بن أحمد بن محمد
، أبو الفرج المقرئ الناقد.
شيخ بغدادي، روى عن أبي عبد الله المحاملي، وغيره. وعنه علي بن عبد العزيز الطاهري.
292 -
عبد الله بن محمد بن الجنيد الأصبهاني
.
ثقة دين، سمع أحمد بن محمد بن السكن. وعنه ابن أبي علي الذكواني، وأبو نعيم.
293 -
عبد الواحد بن علي بن خشيش
، أبو القاسم البغدادي الوراق.
سمع أبا القاسم البغوي، وابن صاعد. وعنه الحسن بن محمد الخلال، وغيره، وهو ثقة.
294 -
عبيد الله بن محمد بن عابد
، أبو محمد البغدادي الخلال.
شيخ ثقة. سمع أحمد بن محمد البراثي، وإبراهيم بن شريك الأسدي، وعبد الله بن إسحاق المدائني، ومحمد بن صالح بن ذريح. وعنه عبيد الله الأزهري، وأبو محمد الحسن الخلال، وأحمد بن روح.
عاش ستاً وثمانين سنة.
295 -
علي بن محمد بن أحمد بن نصير بن عرفة الثقفي البغدادي
،
أبو الحسن بن لؤلؤ الوراق.
سمع حمزة بن محمد الكاتب، وإبراهيم بن شريك، وعبد الله بن ناجية، والفريابي، وإبراهيم بن هاشم البغوي، وزكريا بن يحيى الساجي، ومحمد بن المجدر، وجماعة. وعنه أبو بكر البرقاني، وأبو محمد الخلال، وأحمد بن محمد العتيقي، وأبو القاسم التنوخي، والحسن بن علي الجوهري، وآخرون.
ولد سنة إحدى وثمانين ومائتين.
قال البرقاني: كان ابن لؤلؤ يأخذ العوض على الحديث دانقين، يعني أن نفسه دنية. قال: وكانت حاله حسنة من الدنيا، وهو صدوق، غير أنه رديء الكتاب، أي سيئ النقل. قال: وصحف مرة: عن عتي، عن أبي قال: عن عن، عن أبي.
وقال عبيد الله الأزهري: ابن لؤلؤ ثقة.
وقال أبو القاسم التنوخي: حضرت عند ابن لؤلؤ مع أبي الحسين البيضاوي لنقرأ عليه حديث إبراهيم بن هاشم، وكان قد ذكر له عدد من يحضر، ودفعنا إليه دراهم، فرأى في جملتنا واحداً زائداً على العدد، فأمر بإخراجه، فجلس الرجل في الدهليز، فجعل البيضاوي يرفع صوته ليسمع الرجل، فقال له ابن لؤلؤ: يا أبا الحسين أتعاطى علي وأنا بغدادي بابطاقي، وراق، صاحب حديث، شيعي، أزرق كوسج! ثم أمر جاريته بأن تجلس وتدق في الهاون أشناناً، حتى لا يصل الصوت.
وقال العتيقي: توفي ابن لؤلؤ، وكان أكثر كتبه بخطه، وكان: لا يفهم الحديث إنما يجمل أمره الصدق، في محرم سنة سبع وسبعين وثلاثمائة.
396 -
علي بن محمد بن إبراهيم بن خشنام
، أبو الحسن المالكي المقرئ.
قرأ القرآن على أبي بكر محمد بن موسى بن محمد بن سليمان الزينبي صاحب قنبل، وعلى محمد بن يعقوب المعدل. قرأ عليه: محمد بن الحسين الكارزيني، ومسافر بن الطيب، وغيرهما.
297 -
علي بن محمد بن القاسم بن بلاغ
، أبو الحسن الدمشقي المقرئ، إمام الجامع.
سمع أبا الدحداح أحمد بن محمد، وجماعة. وعنه أبو نصر الجبان، وعلي بن موسى السمسار، وغيرهما.
توفي في ربيع الآخر.
298 -
علي بن محمد بن إسماعيل بن محمد بن بشر
، أبو الحسن الأنطاكي المقرئ الفقيه الشافعي.
قرأ ببلده على إبراهيم بن عبد الرزاق الأنطاكي بالروايات، وصنف قراءة ورش، ودخل الأندلس في سنة اثنتين وخمسين، وكان بارعاً في القراءات.
قال أبو الوليد الفرضي: أدخل الأندلس علماً جماً، وكان بصيراً بالعربية والحساب، وله حظ من الفقه. قرأ الناس عليه وسمعت أنا منه، وكان رأساً في القراءات، لا يتقدمه أحد في معرفتها في وقته. وكان مولده بأنطاكية سنة تسع وتسعين ومائتين. ومات بقرطبة في ربيع الأول.
قلت: قرأ عليه أبو الفرج الهيثم الصباغ، وإبراهيم بن مبشر المقرئان، وحدث عنه عبد الله بن أحمد بن معاذ الداراني. سمع منه لما مر بدمشق، وروى حديثاً كثيراً عن الشاميين.
وذكر الصالحون مرة عند المنصور بن أبي عامر، فقال: أفضل من هنا: أبو الحسن الأنطاكي، فكل من سميتم جاء إلي إلا هو، فما وقف لي قط.
وقال محمد بن عتاب: كان عيش أبي الحسن من غزل جاريته، وكان يجرى عليه في الشهر جراية، فلما مات وجدت في تركته مصرورة لم يحلها، رحمة الله عليه.
299 -
علي بن محمد بن الحسين بن حاجب
، أبو القاسم الكوفي.
يروي عن عبد الله بن زيدان البجلي.
توفي في صفر.
300 -
القاسم بن الحسن بن القاسم
، أبو أحمد بن أبي الصقر الفلكي الهمذاني النساج.
روى عن عبد الرحمن بن أحمد بن عباد عبدوس، وإبراهيم بن دينار، وعبد الله بن أحمد بن يوسف الإمام، وعلي بن زنجويه الدينوري، وأبي محمد عبد الله بن وهب الدينوري، ومهدي بن عبد الله الأسدآباذي. روى عنه محمد بن عيسى، وحمد الزجاج، وعلي بن عطية، ومحمد بن إبراهيم الريحاني الهمذانيون.
قال صالح بن أحمد: لم يكن الحديث من شأنه، تكلموا فيه.
301 -
محمد بن أحمد بن الحسين بن القاسم بن السري بن الغطريف بن الجهم
، أبو أحمد الغطريفي الجرجاني الرباطي.
كان أبوه نيسابورياً سكن رباط دهستان، وكان صاحب الرباط بها، فولد له بها أبو أحمد ونشأ بجرجان، وسكنها إلى أن مات بها في رجب. وكانت الرحلة إليه في آخر أيامه.
سمع عمران بن موسى بن مجاشع، وأحمد بن محمد بن عمر التاجر، وأحمد بن محمد الوزان، وأحمد بن الحسن البلخي، والحسن بن سفيان، وأبا خليفة الجمحي، ولزمه حتى كتب جميع ما عنده. وسمع بهمذان من عبدوس بن أحمد، وبالري من إبراهيم بن يوسف الهسنجاني، وببغداد من عبد الله بن ناجية، وأحمد بن الحسن الصوفي، والهيثم بن خلف الدوري، والإمام أبي العباس بن سريج، وبنيسابور من ابن خزيمة، وهذه الطبقة.
روى عنه رفيقه أبو بكر أحمد بن إبراهيم الإسماعيلي في صحيحه أكثر من مائة حديث، فمرة يقول: حدثنا محمد بن أحمد العبدي، ومرة يقول: محمد بن أبي حامد النيسابوري والعبقسي، والثغري يدلسه.
وكان حافظاً متقناً صواماً قواماً. صنف الصحيح على المسانيد.
روى عنه حمزة السهمي، وأبو نعيم الأصبهاني، ورضي بن إسحاق النصري، وأبو العلاء السري بن إسماعيل ابن الإمام أبي بكر الإسماعيلي، والقاضي أبو الطيب طاهر بن عبد الله الطبري، وآخرون.
وجزؤه الذي رواه ابن طبرزد من أعلى الأجزاء.
302 -
محمد بن أحمد بن عبد الرحمن
، أبو الحسين الملطي المقرئ، الفقيه الشافعي، نزيل عسقلان.
قال الداني: أخذ القراءة عرضاً عن أبي بكر بن مجاهد، وأبي بكر ابن الأنباري، وجماعة مشهور بالثقة والإتقان. وسمعت إسماعيل بن رجاء يقول: كان أبو الحسين كثير العلم كثير التصنيف في الفقه، ويقول الشعر.
قلت: روى عنه إسماعيل هذا، وعمر بن أحمد الواسطي، وداود بن مصحح العسقلاني، وعبيد الله بن سلمة المكتب.
وله قصيدة في نعت القراءة كالخاقانية أولها:
أقول لأهل اللب والفضل والحجر مقال مريد للثواب وللأجر
وقد روى الحديث عن عدي بن عبد الباقي، وخيثمة بن سليمان، وأحمد بن مسعود الوزان، وجماعة.
أخبرنا عبد الحافظ بن بدران، قال: أخبرنا أحمد بن طاوس، قال: أخبرنا حمزة بن أحمد السلمي، قال: أخبرنا نصر بن إبراهيم الفقيه، قال: أخبرنا عمر بن أحمد الخطيب، قال: أخبرنا أحمد بن محمد بن أبي إدريس الإمام بحلب، قال: حدثنا سهل بن صالح الأنطاكي، قال: حدثنا عبدة، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة، قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لهند: خذي من ماله ما يكفيك وولدك بالمعروف. وكانت قالت له: يا رسول الله إن أبا سفيان رجل شحيح لا يعطيني ما يكفيني ويكفي بني فآخذ من ماله وهو لا يعلم، فهل علي منه شيء؟
متفق عليه.
303 -
محمد بن إبراهيم الأصبهاني النيلي المقرئ
.
مات في شوال.
304 -
محمد بن جعفر بن جابر
، أبو بكر السغدي الرزمازي
الدهقان، ورزماز: قرية على يوم من سمرقند.
سمع الحسن بن صاحب الشاشي، وزاهد بن عبد الله. روى عنه أبو سعد عبد الرحمن الإدريسي.
305 -
محمد بن جعفر بن زيد
، أبو الطيب المكتب.
روى عن أبي القاسم البغوي. وعنه ابنه عبد الغفار.
306 -
محمد بن زيد بن علي بن جعفر بن مروان
، أبو عبد الله الأبزاري نزيل الكوفة.
وهو بغدادي. سمع عبد الله بن ناجية، وحامد بن شعيب، وعبد الله بن الصقر السكري. وانتقى عليه الدارقطني، وحدث ببغداد، ثم رد إلى الكوفة، وبها مات في صفر.
وثقه البرقاني، وروى عنه جماعة منهم: علي بن المحسن التنوخي، والحسن بن علي الجوهري.
307 -
محمد بن محمد بن صابر بن كاتب
، أبو عمرو البخاري المؤذن، مسند بخارى.
روى عن صالح بن محمد جزرة، وحامد بن سهل، ومحمد بن حريث، والحسين بن الحسن بن الوضاح، والبخاريين. روى عنه محمد بن أحمد غنجار، وأحمد بن عبد الرحمن الشيرازي، وأبو نصر أحمد بن علي البخاري السني وجماعة.
ورخه أبو بكر السمعاني في أماليه.
308 -
محمد بن محمد بن عبد الله بن إدريس بن منويه
، أبو عبد الله الإستراباذي والد أبي سعد الإدريسي.
قال ابنه: كان زاهداً ورعاً قواماً بالليل كثير التلاوة. روى عن أبي نعيم بن عدي، وأبي حامد بن بلال النيسابوري وجماعة. ومات في رمضان.
309 -
ميمون بن أحمد بن محمد بن موسى
، أبو سعيد المصري المالكي الفقيه.
توفي في ربيع الآخر.
310 -
هبة الله بن محمد بن يوسف بن يحيى
بن علي بن المنجم البغدادي الأخباري النديم.
سمع من جده. روى عنه أبو بكر بن شاذان، وأبو علي التنوخي. وكان نديم الوزير المهلبي.
توفي في رمضان. ذكره ابن النجار.
311 -
يحيى بن مروان
، أبو بكر القرطبي المؤذن.
رحل وسمع من ابن الأعرابي، وابن الورد، وكتب عنه غير واحد.
توفي بقرطبة في صفر.
سنة ثمان وسبعين وثلاثمائة
312 -
أحمد بن الحسين بن أحمد بن علي العلوي
ابن العقيقي الدمشقي صاحب الدار والحمام بنواحي باب البريد.
مات في هذا العام، وأغلق له البلد. وقد كان مدحه أبو الفرج محمد بن أحمد الوأواء الشاعر.
313 -
أحمد بن خالد بن عبد الله بن يبقى الجذامي القرطبي
، أبو عمر التاجر. رحل وسمع من أبي علي الصفار، والحسين بن صفوان، وابن البختري، وأبي سعيد ابن الأعرابي. وأدخل الأندلس أشياء تفرد بروايتها، فسمع الناس منه، ولم يكن له فهم، ولا كان يقيم الهجاء، غير أنه كان صالحاً صدوقاً إن شاء الله. سمعت منه أكثر ما يرويه؛ قاله ابن الفرضي.
توفي في ذي القعدة.
314 -
أحمد بن عبادة
، أبو عمر المرادي الإشبيلي.
سمع الحسن بن عبد الله الزبيدي، وسعيد بن جابر، وأحمد بن خالد بن الجباب، وابن أيمن، وجماعة. وولي الصلاة بإشبيلية، وكان صالحاً وقوراً مسمتاً.
قال ابن الفرضي: حدثنا عن سعيد بن جابر، ومات في شوال.
315 -
أحمد بن علي بن محمد بن هارون
، أبو العباس الهاشمي الرشيدي.
حدث عن ابن صاعد، وغيره.
316 -
أحمد بن عون الله بن حدير بن يحيى
، أبو جعفر القرطبي البزاز.
حج وسمع ابن الأعرابي، وخيثمة الأطرابلسي، وأحمد بن سلمة بن الضحاك، وأبا يعقوب الأذرعي، وجماعة كثيرة.
وكان صدوقاً صالحاً، شديداً على المبتدعة، لهجاً بالسنة، صبوراً على الأذى. روى عنه ابن الفرضي، وقال: كتب الناس عنه قديماً وحديثاً، وقال لي: ولدت سنة ثلاثمائة. وتوفي في ربيع الآخر.
قلت: ومن شيوخه قاسم بن أصبغ، وأبو الميمون بن راشد الدمشقي، وكان منقبضاً عن المداخلة، خيراً يسمع العلم من بكرة إلى عشية، له وقائع مشهورة مع أهل البدع، وعنه أخذ ذلك أبو عمر الطلمنكي، رحمهما الله.
317 -
أحمد بن محمد بن عبد الله بن أحمد
، أبو العباس بن أبي نصر النيسابوري الماسرجسي سبط ابن ماسرجس.
مكثر عن أبي حامد ابن الشرقي، ومكي بن عبدان. وخرج له الحاكم فوائد.
توفي في ربيع الأول.
318 -
أحمد بن موسى بن عيسى
، أبو الحسن الجرجاني الوكيل على باب القاضي.
روى عن عمران بن موسى بن مجاشع، وأحمد بن محمد بن عبد الكريم الوزان، وأحمد بن حفص السعدي، وعبد الرحمن بن عبد المؤمن.
ذكره حمزة السهمي فقال: كتب الكثير من المسانيد والسنن، وجمع وصنف، وله فهم ودراية، وله مناكير عن شيوخ مجاهيل فأنكروا عليه.
توفي في ذي القعدة.
319 -
إبراهيم بن سليمان بن أبي زرعة
، أبو إسحاق ابن الملاح المصري.
يروي عن محمد بن زبان بن حبيب، وتوفي في رجب.
320 -
إسماعيل بن محمد بن إسماعيل بن صالح
، أبو القاسم بن زنجي البغدادي الكاتب.
سمع محمد بن محمد الباغندي، ومحمد بن خلف وكيع، والبغوي. وعنه أبو القاسم التنوخي، وأبو محمد الجوهري.
وقال عبيد الله الأزهري: لا يسوى شيئاً.
321 -
بشر بن محمد بن محمد بن ياسين بن النضر بن سليمان القاضي
، أبو القاسم الباهلي النيسابوري.
من بيت الفتوى والرواية.
قال الحاكم: كان كثير الذكر والصلاة. سمع أبا بكر بن خزيمة، وأبا العباس السراج، وأبا العباس الدغولي. جلس وأملى، وكان مكثراً لكن ضيع أصوله.
روى عنه الحاكم، وأبو سعد الكنجروذي، وسمع منه الكنجروذي في هذه السنة.
وتوفي في شهر رمضان.
وقع لي من عواليه جزء، وقد ولد سنة ست وتسعين ومائتين.
322 -
تبوك بن الحسن بن الوليد بن موسى
، أبو بكر الكلابي الدمشقي المعدل، أخو عبد الوهاب.
روى عن سعيد بن عبد العزيز الحلبي، وأحمد بن جوصا، ومحمد بن يوسف الهروي. وعنه أخوه عبد الوهاب، وتمام، وعلي ابن السمسار، وجماعة.
توفي في رمضان.
323 -
جعفر بن أحمد
، أبو القاسم النيسابوري الصوفي الرازي الأصل، شيخ عصره في التوكل والزهد.
سمع أبا محمد بن أبي حاتم، وجماعة. كتب عنه الحاكم وقال: توفي في شعبان.
324 -
الحسين بن أحمد بن إبراهيم بن حازم
، أبو عبد الله الفارسي القسطار.
توفي في شعبان بمصر.
325 -
الحسين بن علي بن ثابت المقرئ
.
صاحب المنظومة في القراءات السبعة. رواها عنه أحمد بن محمد العتيقي. وكان حافظاً ذكياً، ولد أعمى، وتوفي في رمضان، وكان يحضر مجلس ابن الأنباري ويحفظ ما يملي.
326 -
الخليل بن أحمد بن محمد بن الخليل
، أبو سعيد السجزي القاضي الحنفي، شيخ الحنفية.
وكان من أحسن الناس كلاماً في الوعظ والتذكير؛ سمع السراج، وأبا بكر بن خزيمة، وأبا القاسم البغوي، ويحيى بن صاعد، ومحمد بن إبراهيم الديبلي، وجماعة. وولي قضاء سمرقند، وبها توفي.
روى عنه أهل هراة ونيسابور. روى عنه أبو عبد الله الحاكم، وأبو يعقوب إسحاق القراب، وعبد الوهاب بن محمد بن محمد الخطابي، ومحلم بن إسماعيل الضبي، وجماعة.
وقع لي حديثه بعلو، وفي كتاب القند أنه مات بفرغانة، وأنه ولد سنة تسع وثمانين ومائتين.
وقال الحاكم: هو شيخ أهل الرأي في عصره، وكان من أحسن الناس كلاماً في الوعظ؛ ومن شعره:
سأجعل لي النعمان في الفقه قدوة وسفيان في نقل الأحاديث سيدا وفي ترك ما لم يعنني عن عقيدتي سأتبع يعقوب العلا ومحمدا وأجعل درسي من قراءة عاصم وحمزة بالتحقيق درساً مؤكداً وأجعل في النحو الكسائي قدوة ومن بعده الفراء ما عشت سرمداً
في أبيات.
327 -
زياد بن محمد بن زياد
، أبو العباس الخرجاني الأصبهاني، وخرجان من قرى أصبهان.
روى عن الحسن بن محمد الداركي، ومحمد بن أحمد بن عمرو الأبهري. وعنه أبو بكر بن أبي علي، وأبو نعيم.
ورخه عبد الرحمن بن محمد العبدي.
328 -
سعيد بن حمدون بن محمد القيسي القرطبي الصوفي
أبو عثمان.
سمع قاسم بن أصبغ، وأحمد بن الشامة، وحج سنة اثنتين وأربعين. فسمع أبا محمد بن الورد، وأبا بكر الآجري، ولم يزل يسمع إلى أن مات. ولم يكن له نفاذ في العلم.
مات في ذي الحجّة.
329 -
سلمة بن أحمد بن سلمة
، أبو نصر النيسابوري المعاذي الشاعر المشهور.
سمع أبا حامد بن بلال، والقطان، وعدة. وعنه الحاكم.
330 -
سليمان بن محمد بن أحمد بن أبي أيوب
، أبو القاسم البغدادي.
سمع محمد بن محمد الباغندي، وعبد الله البغوي، وعبد الحميد بن درستويه. روى عنه عبيد الله الأزهري، والحسن بن محمد الخلال، وغيرهما.
وثقه الخطيب.
331 -
شافع بن محمد بن يعقوب بن إسحاق
، أبو النضر، حفيد الحافظ أبي عوانة الإسفراييني.
رحل وطوف إلى العراق والشام ومصر بعد وفاة جده. سمع جده، وعلي بن عبد الله بن مبشر الواسطي، وأحمد بن عمير بن جوصا الحافظ، وعبد الله بن الزفتي، وأحمد بن عبد الوارث العسال، وأحمد بن محمد الطحاوي
الفقيه، ومحمد بن إبراهيم الديبلي، والمحاملي، وطبقتهم.
روى عنه أبو عبد الله الحاكم، وأبو عبد الرحمن السلمي، وأبو نعيم، وأبو ذر الهروي، وأبو مسعود أحمد بن محمد الرازي، وأبو سعيد محمد بن عبد الرحمن الكنجروذي.
وقال الحاكم: خرجت عنه في الصحيح، وتوفي بجرجان؛ توفي سنة ثمان وسبعين.
332 -
عبد الله بن إسماعيل الرئيس
، أبو محمد.
توفي بمكة في ذي الحجّة. سمع بخراسان من ابن الشرقي، وغيره.
333 -
عبد الله بن علي بن محمد بن يحيى
، أبو نصر السراج الطوسي الصوفي، مصنف كتاب اللمع في التصوف.
سمع جعفرا الخلدي، وأبا بكر محمد بن داود الدقي، وأحمد بن محمد السائح. روى عنه أبو سعيد محمد بن علي النقاش، وعبد الرحمن بن محمد السراج، وغيرهما.
قال السلمي: كان أبو نصر من أولاد الزهاد، وكان المنظور إليه في ناحيته في الفتوة ولسان القوم، مع الاستظهار بعلم الشريعة، وهو بقية مشايخهم اليوم. ومات في رجب، ومات أبوه ساجداً.
334 -
عبد الله بن محمد بن علي بن شريعة
بن رفاعة اللخمي المعروف بابن الباجي الأندلسي العلامة الحافظ، أبو محمد الإشبيلي.
سمع محمد بن عبد الله بن القوق وسيد أبيه الزاهد، وسعيد بن جابر بإشبيلية، ومحمد بن عمر بن لبابة، وأسلم بن عبد العزيز، وخلقاً بقرطبة، ومحمد بن فطيس، وعثمان بن جرير بإلبيرة.
وكان ضابطاً حافظاً متقناً، بصيراً بمعاني الحديث.
قال ابن الفرضي: لم ألق أحداً أفضله عليه في الضبط. سمعت منه الكثير بقرطبة، ورحلت إليه إلى إشبيلية مرتين؛ سنة ثلاث وسبعين، وسنة
أربع. وروى الناس عنه كثيراً، وسمع منه جماعة من أقرانه. وتوفي في رمضان، وله سبع وثمانون سنة.
335 -
عبد العزيز بن الحسن بن أبي صابر
، أبو محمد البغدادي الناقد الصيرفي.
سمع أبا خبيب العباس ابن البرتي، وأبا بكر بن أبي داود، وابن صاعد. وعنه الحسن بن محمد الخلال، وأبو محمد الجوهري.
ووثقه عبيد الله الأزهري.
توفي في جمادى الآخرة.
336 -
عبد العزيز بن محمد بن عبد العزيز
، أبو محمد الكسائي المقرئ.
توفي في رمضان.
337 -
عبد الغفار بن أحمد بن محمد بن هشام
بن داود بن مهران الحراني، أبو مسلم، من أهل مصر.
توفي في شعبان، وقد قارب التسعين.
338 -
عبد الكريم بن محمد بن موسى البخاري الميغي
، وميغ: من قرى بخارى. لم يكن في عصره مثله بسمرقند فقهاً وعلماً، وكان عالم الحنفية في زمانه، وزاهدهم. أخذ عن عبد الله بن محمد بن يعقوب البخاري الفقيه، وغيره، وروى أيضاً عن أبي القاسم الحكم السمرقندي، ونصر المهلبي، ومحمد بن عمران البخاري.
مات في جمادى الآخرة، كتب عنه أبو سعد الإدريسي، وغيره.
339 -
عبد الواحد بن محمد بن أحمد بن مسرور الحافظ
، أبو الفتح البلخي.
سمع الحسين بن محمد المطبقي، وأبا بكر أحمد بن سليمان بن زبان، وأبا عمر محمد بن يوسف الكندي، وأبا سعيد بن يونس، وجماعة. روى عنه
الحافظ عبد الغني بن سعيد المصري، وأحمد بن عمر بن سعيد بن قديد، وعمر بن الخضر الثمانيني، وغيرهم.
وكان حافظاً مكثراً، أقام بمصر مدة، وتوفي في ذي الحجّة.
340 -
عبيد الله بن الحسين بن الحسن
، الإمام أبو القاسم ابن الجلاب المالكي الفقيه.
توفي راجعاً من الحج، في آخر السنة.
نقلته من خط شيخنا أبي الحسين، وهو مذكور بكنيته أيضاً.
341 -
عبيد الله بن الوليد بن محمد
، أبو مروان الأموي المعيطي الإمام البرقي ثم الأندلسي.
سمع قاسم بن أصبغ، ومحمد بن أبي دليم، والحسن بن سعد.
وكان فقيهاً مالكياً بصيراً بالمسائل.
توفي في أول السنة؛ سمع منه جماعة.
342 -
عتيق بن موسى بن هارون بن موسى بن الحكم
، أبو بكر الحاتمي الأزدي. شيخ معمر، سمع من أبي الرقراق أحمد بن محمد بن عبد العزيز التجيبي صاحب يحيى بن بكير موطأ مالك، ومن حسين بن حميد العكي صاحب عمرو بن خالد، ويحيى بن بكير. روى عنه يحيى بن علي ابن الطحان، وأحمد بن علي بن محمد بن سلمة الفهمي الأنماطي شيخ أبي عبد الله الرازي.
توفي في شعبان، وكان أسند من بقي بمصر.
343 -
عمر بن محمد بن السري بن سهل
، أبو بكر الجنديسابوري الوراق.
ولد سنة تسعين ومائتين، وروى عن محمد بن جرير، والباغندي، وحامد البلخي. وعنه الأزجي، وأبو نعيم الأصبهاني، وجماعة.
قال ابن أبي الفوارس: كان مخلطاً، يدعي ما لم يسمع.
344 -
القاسم بن خلف بن فتح بن عبد الله بن جبير الفقيه
، أبو عبد الله الجبيري الطرطوشي نزيل قرطبة.
سمع قاسم بن أصبغ، ورحل فسمع بمصر والعراق.
قال ابن عفيف، كان عالماً بالفقه والحديث، نظاراً موفقاً في المسائل، حسن التأليف، وله كتاب في التوسط بين مالك وابن القاسم، فيما خالف فيه ابن القاسم مالكاً. وكان ذا مكانة من المستنصر بالله الحكم، صاحب الأندلس. ولي قضاء بلنسية وقضاء طرطوشة، ولحقته مع عبد الملك بن منذر البلوطي وجماعة من العلماء التهمة في القيام مع عبد الله أخي المستنصر، على هشام المؤيد، وصاحب دولته ابن أبي عامر، وكانت فتنة هائلة، قتل فيها عبد الملك البلوطي باعترافه، وإقراره لخدعة لحقته من ابن أبي عامر، ثم أمر بالقاسم وبالجماعة إلى المطبق، فبقي القاسم إلى أن مات في المطبق في هذه السنة.
وقال أبو الحسن ابن القراب: كان يحفظ من الحديث جملة، وكتب الكثير بالشام ومصر. حدث بأحاديث عن الباغندي لا أصل لها، وكان رديء المذهب.
345 -
محمد بن أحمد بن محمد بن يعقوب
، أبو بكر المفيد، نزيل جرجرايا.
وصفه أبو نعيم الأصبهاني بالحفظ.
قال الخطيب: وسمعت محمد بن عبد الله يحكي عنه قال: موسى بن هارون سماني المفيد.
وقال محمد بن أحمد الروياني: لم أر أحفظ من المفيد.
وحدث عنه أبو سعد الماليني ووصفه بالصلاح.
روى المفيد عن أحمد بن عبد الرحمن السقطي، وأبي شعيب الحراني، وعلي بن محمد بن عبد الملك بن أبي الشوارب، ومحمد بن يحيى المروزي
وخلق لا يحصون من أهل مصر والشام. وحدث بمناكير عن أقوام مجاهيل، منهم الحسن بن عبيد الله العبدي، عن عفان، وعبد الله بن رجاء، وجماعة، ومنهم أحمد بن عبد الرحمن السقطي، عن يزيد بن هارون.
وقد روى عنه البرقاني في صحيحه، واعتذر بأن ذلك الحديث ما وقع له إسناده إلا عنه، وسئل عنه البرقاني فقال: ليس بحجة، رحلت إليه وحدثنا بالموطأ عن الحسن بن عبيد الله، عن القعنبي، فلما رجعت قال لي أبو بكر بن أبي سعد: أخلف الله عليك نفقتك، فدفعت الموطأ إلى بعض العامة، وأخذت بدله بياضاً.
قلت: وآخر من حدث عنه الحسن بن غالب المقرئ أحد الضعفاء، وبقي إلى سنة ثمان وخمسين وأربع مائة.
وذكر المفيد أنه ولد سنة أربع وثمانين ومائتين، فيكون عمره أربعاً وتسعين سنة. وقال: سمعت من السقطي ولي إحدى عشرة سنة، وكان سنه وقت سماعي منه مائة وخمس سنين.
قال أبو الوليد الباجي: أبو بكر المفيد شيخ أنكرت عليه أسانيد ادعاها.
346 -
محمد بن أحمد بن مسعود
، أبو عبد الله ابن الفخار الأندلسي.
إلبيري مكثر عن محمد بن فطيس، وروى عن عثمان بن جرير الكلابي، وفضل بن سلمة.
قال ابن الفرضي: سمع منه جماعة أنا منهم، وتوفي في ذي الحجّة وقال لي: ولدت سنة ثلاث مائة، وكان فقيهاً.
347 -
محمد بن إسحاق بن طارق أبو بكر القطيعي الناقد
.
سمع محمد بن محمد الباغندي، وعبد الله بن محمد البغوي، وطائفة.
وعنه أبو علي بن شاذان، وأبو العلاء محمد بن علي الواسطي، والحسن بن محمد الخلال، وآخرون.
توفي في ربيع الآخر.
348 -
محمد بن إسماعيل بن العباس البغدادي المستملي
، أبو بكر الوراق.
سمع أباه، والحسن بن الطيب البلخي، وعمر بن إسماعيل بن أبي غيلان، وأحمد بن الحسن الصوفي، ومحمد بن محمد الباغندي، وطبقتهم. روى عنه الدارقطني، وأبو بكر البرقاني، والحسن بن محمد الخلال، وأبو محمد الجوهري، وأحمد بن عمر القاضي، وآخرون.
مولده سنة ثلاث وتسعين ومائتين.
قال الخطيب: حدثنا أحمد بن عمر القاضي، قال: حدثنا أبو بكر الوراق، قال: دققت على ابن صاعد بابه فقال: من ذا؟ فقلت: أبو بكر بن أبي علي، أهاهنا يحيى؟ فسمعته يقول للجارية: هاتي النعل حتى أخرج إلى هذا الجاهل الذي يكتني ويسميني فأصفعه.
وقال أبو حفص ابن الزيات: حضرت عند أحمد بن الحسن الصوفي وحضر إسماعيل الوراق مع ابنه فسمع نسخة يحيى بن معين، فقام إسماعيل وأخذ بيد ابنه، وقال للجماعة: اشهدوا أن ابني قد سمع من هذا الشيخ نسخة يحيى بن معين.
قال الخطيب: سألت البرقاني عنه، فقال: ثقة ثقة.
وقال ابن أبي الفوارس: ضاعت كتبه، واستحدث نسخاً من كتب الناس، فيه تساهل.
وقال عبيد الله الأزهري: حافظ، لكنه لين في الرواية، يحدث من غير أصل.
مات في ربيع الآخر.
قلت: التحديث من غير أصل، مذهب طائفة.
349 -
محمد بن بشر بن العباس
، أبو سعيد البصري الكرابيسي ثم النيسابوري.
سمع أبا لبيد محمد بن إدريس السامي، وأبا بكر محمد بن إسحاق بن خزيمة، وأبا القاسم البغوي، وجماعة. وكان ختن أبي الحسين الحجاجي.
شيخ صالح مسند، توفي في جمادى الآخرة، وله أحد وثمانون سنة. روى عنه أبو عبد الله الحاكم، وأبو سعد الكنجروذي، وجماعة.
350 -
محمد بن أبي الحسام طاهر بن محمد بن طاهر
، أبو عبد الله التدميري الزاهد.
أحد من رفض الدنيا وظهرت له إجابات وكرامات، وهو مشهور بالمغرب، وربما كان يؤاجر نفسه بما يتقوته، ثم لزم الثغر والرباط، ثم استشهد مقبلاً غير مدبر في جمادى الأولى في غزوة أسرقة.
351 -
محمد بن الحسين بن محمد بن إبراهيم النعمان
، أبو عبد الله القرشي الفهري المقرئ.
قرأ على أبي الفتح بن بدهن، وأحمد بن أسامة التجيبي، وجماعة. وسكن الأندلس وبرع في القراءات.
توفي في المحرم في الكهولة، رحمه الله.
قرأ عليه أبو عمر الطلمنكي.
352 -
محمد بن صالح القرطبي المعافري
.
سمع من قاسم بن أصبغ، ورحل فسمع من ابن الأعرابي بمكة، ومن خلق ببغداد وخراسان، وسكن بخارى إلى أن مات.
353 -
محمد بن العباس بن محمد بن العباس بن أحمد بن عصم
، الرئيس أبو عبد الله بن أبي ذهل الضبي الهروي.
سمع محمد بن معاذ الماليني، وأبا نصر محمد بن عبد الله القيسي، وحاتم بن محبوب، وأبا عمرو الحيري، ومؤمل بن الحسن الماسرجسي ويحيى بن صاعد، وعبد الرحمن بن أبي حاتم، وأدرك البغوي في علة الموت، ولم يسمع منه.
روى عنه الأئمة الكبار؛ الدارقطني، وأبو الحسين الحجاجي، والحاكم أبو عبد الله، وأبو يعقوب القراب، وعامة الهرويين.
وكان يعاشر العلماء والصالحين، وله إفضال كثيرعليهم، وكان يضرب له الدينار ديناراً ونصفاً، فيتصدق بالدنانير التي من هذا الوزن، ويقول: إني لأفرح إذا ناولت فقيراً كاغدة فيتوهم أنه فضة، فيفتحه فيفرح، ثم يزنه فيفرح ثالثاً.
وقد قال مرة: ما مست يدي ديناراً ولا درهماً من نحو ثلاثين سنة.
قال الحاكم: قد صحبت أبا عبد الله بن أبي ذهل حضراً وسفراً، فما رأيت أحسن وضوءاً ولا صلاة منه، ولا رأيت في مشايخنا أحسن تضرعاً وابتهالاً منه، ولقد سألت الولي عن أعشار غلات أبي عبد الله كم تبلغ؟ قال: ربما زادت على ألف حمل.
وحدثني أبو أحمد الكاتب أن النسخة التي كانت عنده بأسماء من يقوتهم أبو عبد الله بهراة تزيد على خمسة آلاف بيت، وعرضت على أبي عبد الله ولايات جليلة فامتنع. ومولده سنة أربع وسبعين ومائتين، واستشهد في صفر. فأخبرني من صحبه أنه دخل الحمام فلما خرج ألبس قميصاً ملطخاً فانتفخ، ومات شهيداً.
وقال أبو النضر عبد الرحمن الفامي: إنه صنف صحيحاً على صحيح البخاري وتفقه ببغداد، ولم يجتمع لرئيس بهراة ما اجتمع له من آلات السيادة، ونسبه هو وأبو بكر الخطيب فقالا: هو محمد بن العباس بن أحمد بن محمد بن عصم بن بلال بن عصم، أبو عبد الله العصمي.
قال الخطيب: أول سماعه سنة تسع وثلاث مائة بهراة، وورد بغداد دفعات، وحدث بها. روى عنه الدارقطني، وأبو الفتح بن أبي الفوارس، وأبو بكر البرقاني، وغيرهم. قلت: وقد سمع شيخ الإسلام على خلق من أصحابه.
قال الخطيب: وكان ثقة نبيلاً، من ذوي الأقدار العالية؛ قال مرة: قد
توفي جماعة أودعوا مصنفاتهم عني.
سمعت البرقاني يقول: كان ملك هراة تحت أمر ابن أبي ذهل لقدره وأبوته.
354 -
محمد بن عبد الله بن أيوب
، أبو بكر البغدادي القطان.
سمع محمد بن جرير الطبري، وغيره. روى عنه أبو محمد الخلال والجوهري.
وقال عبيد الله الأزهري: كان سماعه صحيحاً لكنه كان رافضياً.
355 -
محمد بن عبيد الله بن محمد بن الفتح بن الشخير
، أبو بكر الصيرفي، بغدادي صدوق.
سمع عبد الله بن إسحاق المدائني، ومحمد بن محمد بن سليمان الباغندي، والحسن بن عنبر الوشاء، وعبد الله البغوي، وجماعة. وعنه عبيد الله الأزهري، وأبو محمد الجوهري وجماعة.
توفي في رجب، وله بضع وثمانون سنة.
356 -
محمد بن علي الدقيقي النحوي
.
أخذ العربية عن علي بن عيسى الرماني، وخدم عضد الدولة، وصنف كتاب المرشد في النحو وكتاب المسموع في غريب كلام العرب.
357 -
محمد بن فتح
، أبو عبد الله القرطبي اللحام.
سمع من قاسم بن أصبغ، والحبيب بن أحمد المؤدب. وكان أحد العدول.
358 -
محمد بن القاسم بن فهد
، أبو بكر القاضي.
توفي بمصر.
359 -
محمد بن محمد بن أحمد بن إسحاق
، أبو أحمد النيسابوري الكرابيسي الحاكم، الحافظ، صاحب التصانيف، وهو الحاكم الكبير.
سمع محمد بن شادل، وأحمد بن محمد الماسرجسي، ومحمد بن إسحاق الثقفي، ومحمد بن إسحاق بن خزيمة بنيسابور، ومحمد بن إبراهيم الغازي بطبرستان، ومحمد بن محمد الباغندي، ومحمد بن حميد بن المجدر، وعبد الله البغوي، وابن أبي داود ببغداد، ومحمد بن الحسين الخثعمي، وعبد الله بن زيدان البجلي بالكوفة، وأبا عروبة بحران، وسعيد بن هاشم بطبرية، ومحمد بن الفيض، وسعيد بن عبد العزيز، ومحمد بن خريم، وابن جوصا بدمشق، ومحمد بن إبراهيم الديبلي بمكة، وخلقاً سواهم بالبصرة وحلب والثغور.
روى عنه علي بن حمشاد، وهو أكبر منه، وأبو عبد الله الحاكم، وأبو عبد الله السلمي، ومحمد بن أحمد الجارودي، وأبو بكر بن منجويه، وعمر بن أحمد بن مسرور، وصاعد بن محمد القاضي، وأبو سعد الكنجروذي، وأبو عثمان البحيري، وخلق.
وقال أبو عبد الله الحاكم: أبو أحمد الحافظ إمام عصره في الصنعة، وكان من الصالحين الثابتين على سنن السلف، ومن المنصفين فيما يعتقده في أهل البيت والصحابة، وقلد القضاء في مدن كثيرة، وإنما سمع الحديث وقد صار ابن نيف وعشرين سنة. وصنف على كتابي البخاري ومسلم، وعلى جامع أبي عيسى الترمذي. فقلت له: قد صنفت على كتابي البخاري ومسلم، وتتبعت على شرط الترمذي. قال: نعم، سمعت عمر بن علك يقول: مات محمد بن إسماعيل ولم يخلف بخراسان مثل أبي عيسى في العلم والزهد والورع، بكى حتى عمي، رحمه الله.
قال الحاكم في تتمة ترجمة أبي أحمد: وصنف كتاب الأسماء والكنى وكتاب العلل والمخرج على كتاب المزني وكتاب الشروط، وكان عارفاً بها، وصنف الشيوخ والأبواب، وقلد قضاء الشاش، فحكم بها أربع سنين، ثم قضاء طوس، فكنت أدخل عليه، والمصنفات بين يديه، فيقضي بين اثنين، فإذا تفرغ أقبل على التصنيف، ثم إنه قدم نيسابور سنة خمس وأربعين وثلاث مائة، ولزم مسجده، وأقبل على العبادة والتواليف، وأريد غير مرة على القضاء، فامتنع، وكف بصره سنة ست وسبعين. وهو حافظاً عصره بهذه الديار.
وقال السلمي: سمعت أبا أحمد الحافظ يقول: حضرنا مع الشيوخ عند أمير خراسان نوح بن نصر، فقال: من يحفظ منكم حديث أبي بكر في الصدقات؟ فلم يكن فيهم من يحفظه، وكان علي خلقان، وأنا في آخر الناس، فقلت للوزير: أنا أحفظه؟ فقال: هاهنا فتى من نيسابور يحفظه، قال: فقدمت فوقهم، ورويت الحديث، فقال: مثل هذا لا يضيع. وولاني قضاء الشاش.
وقال الحاكم أبو عبد الله: توفي في ربيع الأول، وله ثلاث وتسعون سنة. وكان قد تغير حفظه لما كف، ولم يختلط قط.
360 -
محمد بن محمد بن إبراهيم
، أبو بكر بن دوستلة الهمذاني الشافعي النجار.
روى عن القاسم بن القاسم السياري، ومحمد بن أحمد بن محبوب، وأهل مرو. وعنه أبو بكر محمد بن إبراهيم الريحاني، ومحمد بن عيسى.
توفي في صفر.
361 -
أبو القاسم بن الجلاب المالكي الفقيه
.
اسمه فيما ذكر أبو إسحاق الشيرازي عبد الرحمن بن عبيد الله. وسماه القاضي عياض محمد بن الحسين، قال: ويقال اسمه الحسين بن الحسن، ويقال: عبيد الله بن الحسين. تفقه بالقاضي أبي بكر محمد بن عبد الله الأبهري، وصنف كتاباً جليلاً في مسائل الخلاف، وله كتاب التفريع في المذهب، مشهور، وغير ذلك. وكان أحفظ أصحاب الأبهري وأنبلهم، وعداده في الفقهاء العراقيين، رحمه الله.
توفي في آخر العام راجعاً من الحج، ولم يخلف ببغداد في المذهب مثله. مات في الكهولة.
سنة تسع وسبعين وثلاث مائة
362 -
أحمد بن جعفر بن خزيمة
، أبو محمد الطرازي.
روى عن السراج وغيره. توفي في المحرم.
363 -
أحمد بن عبد الله بن أحمد بن جلين
، أبو بكر الدوري الوراق.
حدث عن أبي القاسم البغوي، وأحمد بن القاسم الفرائضي، وأبي بكر بن مجاهد. وعنه أبو العلاء محمد بن علي الواسطي، وأبو القاسم التنوخي. وكان رافضياً مشهوراً؛ قاله الخطيب.
364 -
أحمد بن عبد الرحمن بن عبد القاهر
، أبو عمر العبسي القرطبي
أصله من إشبيلية، وبها ولد سنة ثلاث وتسعين ومائتين، وأخذ عن أحمد بن خالد وأحمد بن بقي، وحج فسمع من أبي جعفر العقيلي، والطحاوي وطبقتهما.
وله مصنف في الفقه سماه الاقتصاد، ومصنف في الزهد.
مات في صفر؛ أرخه ابن بشكوال.
365 -
أحمد بن عبد الرحمن بن القاسم بن حبيش النحوي
.
بمصر، يروي عن ابن ربيع، وابن قديد.
366 -
أحمد بن أبي طالب علي بن بابنوس
، أبو جعفر البغدادي.
سمع محمد بن جرير الطبري، ومحمد بن خلف وكيع، والبغوي. وعنه أبو القاسم التنوخي، وأبو محمد الجوهري، وكان في بعض سماعه محكك.
وثقه أبو القاسم الأزهري.
367 -
أحمد بن محمد بن أحمد بالويه
، أبو حامد وأبو العباس البالويي النيسابوري.
سمع محمد بن شادل، وابن خزيمة، وأبا العباس السراج، وأبا قريش محمد بن جمعة. وعنه الحاكم، وعمر بن مسرور الزاهد، وأبو سعد الكنجروذي.
قال الحاكم: تغير بأخرة لعلة رطوبية، وهو في الحديث صدوق، وتوفي في شعبان.
368 – أحمد بن محمد بن مكحول بن الفضل، الإمام أبو البديع المكحولي النسفي.
سمع أباه أبا المعين، وهارون بن أحمد الإستراباذي، وأحمد بن حامد المقرئ.
وكان من كبار الحنفية، تفقه على عيسى، وكان يرمى بما رمي به عيسى. مات ببخارى وحمل إلى نسف في صفر.
369 – أحمد بن موسى بن ينق، أبو بكر الأندلسي، من مدينة الفرج.
سمع من وهب بن مسرة، فأكثر، وكان ثقة صالحا. روى عنه الصاحبان، وعبد الله بن ذنين وعاش أربعا وسبعين سنة.
370 -
إبراهيم بن أحمد بن فتح
، أبو إسحاق بن الجراد الفهري، مولاهم القرطبي، الفقيه.
روى عن محمد بن عبد الملك بن أيمن، والحسن بن سعد، ومحمد بن مسور، وعبد الله بن يونس القبري. وكان عارفاً بالفقه والعربية، فصيحاً مرابطاً.
روى عنه ابن الفرضي، وقال: توفي في ربيع الآخر.
371 -
إبراهيم بن جعفر
، أبو القاسم ابن الساجي البغدادي الحنبلي الفقيه، صاحب أبي بكر عبد العزيز غلام الخلال.
سمع إسماعيل الصفار، وأبا عمرو ابن الدقاق. روى عنه أبو القاسم عبد العزيز الأزجي، وأثنى عليه.
وله كتاب البيان في الصفات، وكان من كبار الأئمة.
372 -
إبراهيم بن محمد الأبيوردي
.
حدث في هذا العام بمكة عن أبي خليفة، ومحمد بن محمد الباغندي، ومكحول البيروتي، والبغوي. وعنه أبو عمر الطلمنكي، وهو أعلى شيخ له، لقيه بمكة، وكتب عنه جزءاً من حديثه.
لم يذكره ابن عساكر.
373 -
إسماعيل بن عبد الله بن عمر أبو منصور الكوكبي
.
سمع ابن الشرقي، ومكي بن عبدان، وحدث.
374 -
جعفر بن محمد بن جعفر الأصبهاني الرقاعي
، أبو محمد الكراني.
يروي عن أبي العباس بن عقدة، والمحاملي. وعنه أبو نعيم، وغيره.
375 -
الحسن بن علي
، أبو محمد المدائني النحوي.
توفي بمصر في جمادى الأولى.
فيه جهالة.
376 -
الحسين بن أحمد بن جعفر الرازي
، أبو عبد الله شيخ الصوفية، وبقية الزهاد.
صحب أبا علي الروذباري، وأبا بكر الكناني، والشبلي، وجماعة كثيرة بالعراق والحجاز والشام ومصر، وكان حافظاً لسير القوم وحكاياتهم. أكثر عنه السلمي وأثنى عليه في تاريخه.
مات بنيسابور في ربيع الأول.
377 -
الحسين بن أحمد بن محمد بن دينار
، أبو القاسم البغدادي الدقاق.
سمع جده، وأبا القاسم البغوي، وأبا بكر بن أبي داود. وعنه عبد العزيز الأزجي، والحسن بن محمد الخلال.
ووثقه ابن أبي الفوارس.
378 -
شرف الدولة شيرويه ابن عضد الدولة ابن ركن الدولة بن بويه الديلمي
، سلطان بغداد وابن سلطانها.
ظفر بأخيه صمصام الدولة وحبسه، ثم سمله. وتملك العراق، وكان يميل إلى الخير، وأزال المصادرات.
مرض بالاستسقاء، وامتنع من الحمية، فمات في ثاني جمادى الآخرة، عن تسع وعشرين سنة، وملك سنتين وثمانية أشهر، وولي بعده أخوه أبو نصر بهاء الدولة.
379 -
صفوة أم حبيب
، والدة الحسن بن علي الصدفي المصري.
توفيت في شعبان، وعندها حديث كثير، وأبوها محدث، وابنها أيضاً، وأخواتها.
قال أبو إسحاق الحبال: حدثونا عنها.
380 -
طاهر بن محمد بن سهلويه
، أبو الحسين النيسابوري.
حدث عن محمد بن إسماعيل المروزي صاحب علي بن حجر ببغداد، وعن مكي، وابن الشرقي. وعنه عبيد الله الأزهري، والحسن بن محمد الخلال.
وتوفي ببغداد.
وثقه الخطيب.
381 -
عباس بن عمرو بن هارون الكناني الصقلي الوراق
.
كان من الفضلاء بالأندلس، روى عن محمد بن معاوية القرشي، وجماعة.
كتب عنه ابن الفرضي.
382 -
عبدوس بن علي الجرجاني
، نزيل سمرقند.
روى عن أبي نعيم عبد الملك بن محمد، وغيره.
383 -
عبد الله بن إسماعيل بن عبد الله بن محمد بن ميكال الرئيس
، أبو محمد الميكالي النيسابوري.
تقلد رياسة نيسابور سنة ست وخمسين وثلاث مائة.
قال الحاكم: كان مذكوراً بالأدب والكتابة ومعرفة الشروط، وكان صالحاً، يختم القرآن في ركعتين، وكان كثير المعروف، وعقد مجلس النظر في حياة الأستاذ أبي الوليد، ثم تقلد الرياسة، وحدث عن ابن الشرقي وغيره وهو في نفسه صدوق، ولم يكن ممن يميز المخرج له، توفي بمكة في آخر أيام الموسم، رحمه الله.
384 -
علي بن أحمد بن إبراهيم بن ثابت
، أبو القاسم الربعي الرازي، ثم البغدادي الحافظ.
سمع بدمشق محمد بن يوسف الهروي، والحسن بن حبيب الفقيه. وعنه أبو العلاء محمد بن علي الواسطي، وغيره، وأبو عبد الرحمن السلمي.
قال الخطيب: ثقة حافظ.
385 -
علي بن إبراهيم بن أبي عزة البغدادي مزكيان العطار
.
سمع من علي بن طيفور، ومحمد بن محمد الباغندي، ومحمد بن السري القنطري. وعنه الحسن بن محمد الخلال، وأحمد بن محمد العتيقي، وجماعة.
وثقه الخطيب، وعاش مائة سنة.
386 -
علي بن سهل بن أبي حيان التيمي
، أبو الحسن الكوفي.
حدث في هذه السنة ببغداد عن عبد الله بن زيدان البجلي، وغيره.
روى عنه العتيقي، وقال: ثقة فاضل.
387 -
علي بن محمد بن السري
، أبو الحسن الهمداني البغدادي الوراق.
روى عن محمد بن يحيى المروزي، ومحمد بن نصر الصائغ، والباغندي. وعنه عبد العزيز الأزجي، والحسن بن محمد الخلال.
وقال محمد بن عمر الداودي القاضي فيما حكى عنه الخطيب: كان كذاباً، يروي عمن لم يدركه.
388 -
علي بن محمد بن يعقوب
، أبو الحسن المصري العطار الوراق.
قال أبو إسحاق الحبال: مشهور، سمع الكثير، وتوفي في سلخ صفر.
389 -
عمر بن محمد بن جعفر بن محمد أبو حفص
المغازلي المعدل من أهل أصبهان.
سمع بدمشق: أبا الدحداح أحمد بن محمد، ومحمد بن إسماعيل الأيلي. وعنه أبو بكر بن أبي علي، وأبو نعيم، وأبو طاهر بن عبد الرحيم الكاتب.
توفي في المحرم.
390 -
محمد بن أحمد بن سويد
، أبو عبد الله التميمي القزويني المعلم شيخ أبي يعلى الخليلي.
وهو آخر أصحاب علي بن أبي طاهر القزويني، وسمع أيضاً من عبد الله بن محمد الإسفراييني، وجماعة.
391 -
محمد بن أحمد بن أبي طالب بن الجهم
، أبو الفياض البغدادي.
روى عن أبي القاسم البغوي، ومحمد بن حمدويه المروزي. وعنه أبو علي ابن المذهب، وقال: مات هو وأبوه وأمه في شهر ربيع الآخر في جمعة واحدة.
قال ابن أبي الفوارس: كان فيه تساهل.
392 -
محمد بن أحمد بن شعيب النيسابوري الفقيه
، أبو سعيد الخفاف.
إمام عارف بالخلافيات. سمع ابن الشرقي، ومكي بن عبدان، ومات في شوال.
393 -
محمد بن أحمد بن العباس
، أبو جعفر السلمي البغدادي الجوهري الأشعري نقاش الفضة.
سمع محمد بن محمد الباغندي، وعبد الله البغوي، والحسن بن محمي. روى عنه أبو علي بن شاذان، وعبيد الله الأزهري، وأبو القاسم التنوخي.
ووثقه الأزهري وقال: كان أحد المتكلمين على مذهب الأشعري، ومنه تعلم أبو علي بن شاذان علم الكلام، ولد سنة أربع وتسعين ومائتين، وتوفي في المحرم.
أخبرنا عيسى بن يحيى السبتي، قال: أخبرنا عبد الرحيم بن الطفيل، قال: أخبرنا السلفي، قال: أخبرنا محمد بن عبد الملك الأسدي، وعبد الرحمن بن عمر السمناني، والحسين بن الحسين الفانيذي؛ قالوا: أخبرنا الحسن بن أحمد البزاز، قال: حدثنا أبو جعفر محمد بن أحمد الأشعري من حفظه، قال: قرأنا على الحسن بن محمي المخرمي: حدثكم إبراهيم بن عبد الله الهروي، قال: حدثنا هشيم، عن مجالد، عن الشعبي قال: سمعت شريحاً القاضي يقول سمعت علي بن أبي طالب يقول على المنبر: خير هذه الأمة بعد نبيها أبو بكر ثم عمر ثم عثمان ثم أنا، رضي الله عنهم.
هذا لفظ منكر، لم يقله علي رضي الله عنه هكذا، والمتواتر خلافه.
394 -
محمد بن جعفر بن العباس
، أبو بكر النجار غندر.
سمع محمد بن حميد بن المجدر، ويحيى بن صاعد، ومحمد بن هارون الحضرمي. وعنه الحسن بن محمد الخلال، وقال: ثقة توفي في المحرم.
395 -
محمد بن الحسن بن عبيد الله بن مذحج
، أبو بكر الزبيدي الأندلسي النحوي.
كان شيخ العربية بالأندلس. اختصر كتاب العين وله كتاب الواضح في العربية وكتاب لحن العامة.
وكان الحكم المستنصر بالله قد طلبه من إشبيلية إلى قرطبة للاستفادة منه، فأدب بقرطبة جماعة، وولي قضاء إشبيلية، وأدب المؤيد بالله ابن المستنصر، وأخذ العربية عن أبي عبد الله الرياحي، وأبي علي القالي. وأصله من الشام من حمص.
توفي في جمادى الآخرة، عن ثلاث وستين سنة.
روى عنه ولده أبو الوليد محمد بن محمد، وأبو القاسم إبراهيم بن محمد الإفليلي، سمع قاسم بن أصبغ، وسعيد بن فحلون، وجماعة.
وكان ابنه أبو القاسم أحمد من جلة الأدباء، ولي أيضاً قضاء إشبيلية بعد أبيه، وأما ابنه الآخر أبو الوليد محمد بن محمد، فتوفي سنة نيف وأربعين وأربع مائة عن سن عالية.
396 -
محمد بن عبد الله بن أحمد بن ربيعة بن سليمان
بن خالد بن عبد الرحمن بن زبر، أبو سليمان ابن القاضي أبي محمد الربعي.
كان محدث دمشق في وقته، روى عن أبيه، وأبي القاسم البغوي، وجماهر الزملكاني، ومحمد بن خريم، وسعيد بن عبد العزيز الحلبي، ومحمد بن الفيض الغساني، ومحمد بن الربيع الجيزي، وأبي بكر بن أبي داود السجستاني، وجماعة كثيرة. وعنه تمام، وعبد الغني بن سعيد، وعبد الرحمن
ابن أبي نصر، وولداه أحمد، ومحمد، ومحمد بن عوف المزني، وطائفة سواهم.
وروى عنه أبو نصر بن الجبان أنه رأى رب العزة في المنام، رأى نوراً.
وقال علي بن موسى السمسار: قال أبو سليمان بن زبر: كان الطحاوي قد نظر في أشياء كثيرة من تصنيفي، وباتت عنده، وتصفحها فأعجبته، وقال لي: يا أبا سليمان، أنتم الصيادلة ونحن الأطباء.
وقال عبد العزيز الكتاني: كان أبو سليمان يملي بالجامع، وحدثنا عنه عدة، وكان ثقة نبيلاً مأموناً. توفي في جمادى الأولى.
قلت: وله كتاب الوفيات على السنين، وغير ذلك.
397 -
محمد بن عبد الرحمن بن سهل
، أبو الحسن التستري التاجر.
توفي في جمادى الأولى. ورخه أبو إسحاق الحبال.
398 -
محمد بن علي بن محمد بن نصرويه
، أبو علي النصرويي النيسابوري المقرئ المؤذن، خال أبي عبد الله الحاكم.
روى عنه الحاكم، وقال: حج، وغزا، وأنفق على العلماء، وأذن نيفاً وخمسين سنة، محتسباً. سمع أبا العباس السراج، وأبا بكر بن خزيمة، وتوفي في شعبان، وله مائة سنة وثلاث سنين، رحمه الله.
399 -
محمد بن محمد بن الحسن بن الأشعث
، أبو أحمد النسفي الفقيه، قاضي بخارى.
كان مسند تلك الديار. روى عن عبد الله بن محمود، ومحمد بن خالد، وإسحاق بن إبراهيم التاجر المراوزة؛ أصحاب إسحاق بن راهويه، وتوفي على قضاء بخارى.
روى عنه جعفر المستغفري، وروى تفسير إسحاق بن راهويه، عن محمد بن خالد.
400 -
محمد بن مسعود
، أبو عبد الله القرطبي الخطيب.
سمع من قاسم بن أصبغ، وجماعة.
وكان خطيباً مفوهاً بليغاً شاعراً يتقعر في كلامه وأسجاعه، ويؤدب بالعربية، ثم صار يخطب بين يدي المستنصر بالله في العيد، وفي قدوم الوفود، ثم ولي قضاء يابرة.
قال ابن الفرضي: سمعته يخطب مراراً في جامع الزهراء، ولم يحدث، توفي يوم الفطر.
401 -
محمد بن المظفر بن موسى بن عيسى
، أبو الحسين البغدادي الحافظ.
ولد ببغداد في أول سنة ست وثمانين ومائتين، وأول سماعه سنة ثلاث مائة؛ سمع أحمد بن الحسن الصوفي، وحامد بن شعيب، والهيثم بن خلف، وعبد الله بن صالح البخاري، وقاسم بن زكريا المطرز، ومحمد بن جرير الطبري، والباغندي، وعبد الله بن زيدان البجلي، وأبا عروبة الحراني، وعلي بن أحمد علان، ومحمد بن زبان المصريين، ومحمد بن خريم والحسين بن محمد بن جمعة، وابن جوصا، وخلقاً سواهم، بمصر، والشام، والرقة، والجزيرة، والكوفة، وواسط، وبغداد.
وجمع وصنف؛ روى عنه الدارقطني، وابن شاهين، وأبو الفتح بن أبي الفوارس، وأبو سعد الماليني، وأبو بكر البرقاني، وأبو نعيم الأصبهاني، ومحمد بن أحمد الجارودي، والحسن بن محمد الخلال، وعلي بن المحسن التنوخي، وعبد الوهاب بن برهان، والحسن بن علي الجوهري، وخلق سواهم.
وقيل إنه من ولد سلمة بن الأكوع، وكان يقول: لا أعلم صحة ذلك.
قال الخطيب: كان ابن المظفر فهماً حافظاً صادقا.
وقال البرقاني: كتب الدارقطني عن ابن المظفر ألوف حديث.
وقال إبراهيم بن محمد الرعيني: قدم علينا ابن المظفر، وكان رجلا أحول أشج فحضر عند القزويني، يعني عبد الله بن محمد بن جعفر، فقال له: إن هذا الذي تمليه علينا هو عندنا كثير بالعراق، نريد حديث مصر، فكان ذلك مبدأ إخراج القزويني حديث عمرو بن الحارث، فكان منه الذي كان من تكثير الناس عليه، حتى قال الدارقطني: وضع القزويني لعمرو بن الحارث أكثر من مائة حديث.
وقال ابن أبي الفوارس: سألت ابن المظفر عن حديث الباغندي، عن ابن زيد المذاري، عن عمرو بن عاصم، عن شعبة، فقال: ليس هو عندي. فقلت: لعله عندك. فقال: لو كان عندي كنت أحفظه؛ عندي عن الباغندي مائة ألف حديث، وليس عندي هذا عنه.
وقال القاضي محمد بن عمر الداودي: رأيت الدارقطني يعظم ابن المظفر ويجله، ولا يستند بحضرته.
وقال أبو عبد الرحمن السلمي: سألت الدارقطني عن ابن المظفر، فقال: ثقة مأمون، فقلت: يقال: إنه يميل إلى التشيع. فقال: قليلا، مقدار ما لا يضر إن شاء الله.
وقال أبو الوليد الباجي: ابن المظفر حافظ، فيه تشيع ظاهر.
قال العتيقي: توفي يوم الجمعة في جمادى الأولى.
402 -
محمد بن النضر بن محمد بن سعيد
، أبو الحسين الموصلي النخاس نزيل بغداد.
روى عن أبي يعلى معجم شيوخه، وروى عن ابن زياد النيسابوري، وعبد الغافر بن سلامة. روى عنه أبو بكر البرقاني، والعتيقي، وأبو محمد الجوهري.
وقال البرقاني: كان واهياً لم يكن ثقة.
وقال العتيقي: فيه تساهل.
403 -
هلال بن محمد بن محمد
، ابن أخي هلال الرأي، أبو بكر البصري.
توفي في شوال.
روى عن أبي خليفة، وأبي مسلم الكجي، والحسن بن المثنى، والغلابي، وجماعة. روى عنه محمد بن عمر بن زاذان القزويني،.
وحديثه في أربعي السلفي.
ورخه ابن منده. وروى عنه أيضا أبو سعد الماليني، وأبو بكر أحمد بن عبد الرحمن اليزدي، وأبو الحسين البصري المعتزلي.
قال الحسن الزهري: ادعى لقاء من لم يلقه.
وقال ابن الصلاح: ضعفوه.
سنة ثمانين وثلاث مائة
404 -
أحمد بن إبراهيم بن خازم بن الحسن
بن أذك الهمذاني، أبو الحسين الصرام.
يروي عن عبد الرحمن بن أحمد بن عباد، وإبراهيم بن محمد بن يعقوب، وعبد السلام بن عبديل، وعبد الله بن محمد بن عبد الرحمن البغدادي، وجماعة. روى عنه محمد بن عيسى، وأبو طالب بن سعدويه، وحمد بن سهل المؤدب، وآخرون.
قال شيرويه في ترجمته: لا بأس به.
405 -
أحمد بن الحسين بن أحمد بن مروان بن عبيد بن الحسين
، أبو نصر بن أبي مروان الضبي المرواني النيسابوري.
سمع أبا العباس السراج، وابن خزيمة، ومحمد بن شادل، ومحمد بن حمدون بن رستم، وجماعة من نيسابور. وعنه الحاكم، وأبو حفص بن مسرور، وأبو سعد الكنجروذي، وآخرون.
توفي في شعبان.
406 -
أحمد بن محمد بن أحمد بن إسحاق الصندوقي
، أبو العباس النيسابوري.
سمع أبا العباس الثقفي، وإمام الأئمة ابن خزيمة، ومحمد بن شادل، ومحمد بن المسيب. قال الحاكم: تفرد بالرواية عن بضعة عشر شيخاً، وتوفي في شوال، وله أربع وثمانون سنة.
قلت: وروى عنه أبو سعد الكنجروذي.
407 – أحمد بن محمد بن الحسن بن يعقوب بن مقسم، أبو الحسن المقرئ العطار.
بغدادي ضعيف، روى عن أحمد بن الصلت الحماني، ومحمد بن محمد الباغندي. وعنه أبو نعيم، والعتيقي، وأبو محمد الخلال.
قال الخطيب: كان يتنسك، ولم يكن ثقة.
وقال حمزة السهمي: حدث عمن لم يره.
قلت: وعاش أربعا وثمانين.
قلت: وهو ابن راوي أمالي ثعلب.
408 – إبراهيم بن أحمد بن بشران الصيرفي البغدادي، صنان.
سمع أبا القاسم البغوي، وأبا حامد الحضرمي.
قال عبيد الله الأزهري: هذا الشيخ ثقة كتبنا عنه بانتقاء الدارقطني.
409 – بشر بن الحسين بن مسلم، أبو سعد، قاضي قضاة شيراز.
توفي في رمضان. وكان إماما في مذهب داود. وقد ولي قضاء القضاة ببغداد في سنة تسع وستين وثلاث مائة بجاه بني بويه، وبقي بشيراز. واستخلف على بغداد بوابا له، فصرف عن ذلك في سنة اثنتين وسبعين بموت عضد الدولة.
وكان شيخا مسنا، حدث عن أحمد بن محمد بن الأشعث، وعبد الله بن عمرو بن بحر، وأحمد بن سمعان.
410 -
بكر بن محمد بن جعفر بن راهب
، أبو عمرو النسفي المؤذن.
روى جامع البخاري عن حماد بن شاكر، وروى أيضاً عن محمود بن عنبر. روى عنه جعفر المستغفري، وقال: كان كثير التلاوة، شديداً على المبتدعة، حدثنا بكتاب الجامع عن ابن شاكر.
411 -
الحسن بن إبراهيم بن مزاحم
، أبو علي العطشي المزين.
روى عن علي بن عبد الله بن مبشر الواسطي، والحسين المطبقي. وعنه الحمامي المقرئ، وعبيد الله الأزهري، وعلي بن طلحة.
وعاش إلى سنة ثمانين.
412 -
الحسن بن الحسين بن الحسن
، أبو الطيب الربعي النصيبي.
حدث في هذا العام بمصر عن محمد بن إبراهيم الديبلي بجزء سمعه منه أبو عمر أحمد بن محمد الطلمنكي.
413 -
الحسن بن محمد بن حبيب
، أبو أحمد الحبيبي.
توفي في ربيع الأول.
414 -
الحسين بن علي بن محمد بن إسحاق بن يزيد الحلبي
، أبو العباس.
مات قبل والده، توفي في جمادى الآخرة. وحدث عن أبي عبد الله المحاملي، وابن مخلد.
هذا المذكور في حدود تسعين وثلاث مائة.
415 -
الحسين بن محمد ابن القاضي الحسين بن إسماعيل المحاملي
، أبو بكر.
سمع جده، ومحمد بن حمدويه المروزي، وأبا العباس بن عقدة. روى عنه أبو محمد الجوهري أحاديث مستقيمة؛ قاله الخطيب.
وتوفي في شعبان.
416 -
رائق، مولى زينب بنت أحمد
أخت الحافظ أبي سعيد بن يونس المصري، أبو صالح.
حدث عن عبد الله بن الورد، وابن خروف.
ورماه الجمل في طريق الحج فمات رحمه الله.
417 -
سهل بن أحمد الديباجي
، أبو محمد.
حدث عن أبي خليفة، ويموت بن المزرع. وعنه العتيقي، وعلي بن المحسن التنوخي، وأبو محمد الجوهري.
وقال الأزهري: كان كذاباً رافضياً، رأيت في بيته لعن أبي بكر وعمر مكتوباً.
وقال ابن أبي الفوارس: كان آية ونكالاً في الرواية، غالياً في الرفض، ولم يكن له أصل صحيح.
418 -
طاهر بن أحمد الأزدي المصري الخلال
.
روى عن محمد بن زبان، وتوفي في ربيع الآخر.
419 -
طلحة بن أحمد بن الحسن البغدادي الخزاز الصوفي
.
سمع المحاملي، ومحمد بن أحمد بن أبي مهزول، ومحمد بن أحمد بن صفوة، المصيصيين. وعنه أبو محمد الخلال وقال: ثقة، وعمر بن بكير، وأبو نعيم، وأحمد بن عمر بن روح.
مات ببغداد.
420 -
طلحة بن محمد بن جعفر
، أبو القاسم الشاهد المقرئ، غلام ابن مجاهد.
سمع عمر بن أبي غيلان، وأبا القاسم البغوي، وأبا صخرة الكاتب، وجماعة، وقرأ على ابن مجاهد. قرأ عليه أبو العلاء الواسطي، وحدث عنه عبيد الله الأزهري، والحسن بن محمد الخلال، وأبو القاسم التنوخي، وأبو محمد الجوهري، وغيرهم.
صنف أخبار القضاة.
ضعفه الأزهري.
وقال ابن أبي الفوارس: إنه كان يدعو إلى الاعتزال.
وعاش تسعين سنة. بغدادي.
421 -
عبد الله بن أحمد بن حاجب الخثعمي القرطبي
.
سمع أحمد بن ثابت التغلبي، وجماعة.
422 -
عبد الله بن إسماعيل بن حرب
، أبو محمد ابن الثور القرطبي.
سمع أحمد بن سعيد بن حزم، ومحمد بن معاوية، وأحمد بن مطرف وجماعة، وبمصر من أبي العباس أحمد بن الحسن الرازي، وببغداد من أبي علي ابن الصواف، وأمثالهم.
وكان يفهم ويدري؛ سمع منه جماعة، وتوفي في صفر.
423 -
عبد الله بن قاسم بن محمد بن قاسم بن محمد
، أبو محمد القرطبي.
سمع من محمد بن عبد الملك بن أيمن، وقاسم بن أصبغ، وأبيه، ولم يحدث.
424 -
عبد الله بن محمد بن مسرور الشقاق القرطبي
. يعرف برزيق.
مكثر عن قاسم بن أصبغ، وحج، وسمع من جماعة، وحدث، وتوفي في شوال.
425 -
عبد الله بن محمد الأصبهاني المقرئ
، أبو محمد، ويعرف بابن ليلاف.
كان يصلي بالناس في الجامع في رمضان، وكان رأساً في نقط المصاحف، وفي القراءات، وتوفي في جمادى الآخرة؛ قاله أبو نعيم.
426 -
عبد الله بن محمد بن أحمد بن عقبة
، أبو محمد القاضي البغدادي.
سمع أبا بكر بن زياد النيسابوري. وعنه عبيد الله الأزهري.
وكان ثقة.
427 -
عبد الله بن محمد بن عبد الغفار بن ذكوان القاضي
، أبو محمد البعلبكي.
حدث عن أبي الجهم بن طلاب، وابن جوصا، وأبي الدحداح أحمد بن محمد، وأبي العباس الزفتي، ومحمد بن أحمد بن صفوة، وأبي بكر الخرائطي، وطائفة سواهم. وعنه الوليد بن بكر الأندلسي، ومكي بن الغمر، وأبو محمد عبد الرحمن بن أبي نصر، وجماعة.
قال عبد العزيز الكتاني: تكلموا فيه.
428 -
عبد الله بن محمد بن عبد البر
، أبو محمد النمري القرطبي، الفقيه المالكي، والد الإمام أبي عمر يوسف.
تفقه على التجيبي ولازمه، وسمع من أحمد بن مطرف، وأحمد بن حزم.
وكان صالحاً عابداً متهجداً، توفي في هذه السنة في ربيع الآخر، وله خمسون سنة.
429 -
عبد الرحمن بن عمر الفارسي الفقيه
، أبو عمرو.
ولي قضاء نسف ثلاث مرات، آخرها في هذه السنة.
وقد سمع ببغداد من: أبي حامد الحضرمي، وابني المحاملي، لكن عدمت كتبه.
430 -
عبد العزيز بن الحسن بن أحمد بن جحاف
، أبو عمر السلمي المصري.
431 -
عبد الواحد بن محمد بن الحسن بن محمد بن شاذان
، ابن عم أبي بكر أحمد بن إبراهيم.
سمع أبا القاسم البغوي، وكان بغدادياً ثقة. روى عنه عبيد الله الأزهري، وأبو محمد الخلال.
432 -
عبيد الله بن أحمد بن الفضل بن شهريار
، أبو عبد الله الأردستاني التاجر.
حدث بأصبهان عن عبد الرحمن بن محمد بن حماد الطهراني. روى عنه أبو بكر بن أبي علي، وأبو نعيم.
وتوفي في ربيع الأول.
433 -
عبيد الله بن عبد الله بن محمد
، أبو القاسم السرخسي التاجر، نزيل بخارى.
ذكره جعفر الإدريسي، فقال: الشيخ الصالح الثقة، قدم نسف سنة سبع وعشرين، لسماع الجامع للبخاري، من أبي طلحة منصور بن محمد البزدوي. وروى عن أبيه، وعن أبي عبد الله المحاملي، ومحمد بن جعفر المطيري، وحدثنا ببخارى، ومات في رجب.
وقال الخطيب في ترجمته: سمع أبا العباس محمد بن عبد الرحمن الدغولي، ومحمد بن حمدويه المروزي، وجماعة. وحدث ببغداد، فسمع منه أبو الفتح بن أبي الفوارس، ومحمد بن طلحة النعالي، وأبو سعد الماليني، وكان ثقة.
434 -
عبيد الله بن محمد بن عبيد الله بن هاشم
، أبو مروان ابن القسام الأموي، مولاهم، القرطبي.
روى عن أحمد بن خالد بن الجباب، ومحمد بن عبد الملك بن أيمن، وعبد الله بن يونس.
قال ابن الفرضي: سمعت منه كثيراً، وكتب لي بخطه، وتوفي في رمضان.
435 -
عبيد الله بن محمد بن محمد أبو أحمد الجرجاني
الواعظ ابن الواعظ.
سمع أبا العباس الأصم، والمحبوبي، وتقدم في علم الحقائق، ورزق فيه لساناً وبياناً.
مات فجاءة عن ثلاث وستين سنة، رحمه الله.
436 -
عبيد الله بن محمد بن مخلد
، أبو القاسم النوري.
حدث عن أبي القاسم البغوي، ومحمد بن حمدويه. وعنه عبيد الله الأزهري.
وكان بغدادياً ثقة.
437 -
علي بن عمرو بن سهل أبو الحسن الحريري
.
حدث ببغداد عن أبي عروبة الحراني، ومكحول البيروتي، وأحمد بن عمير بن جوصا، وأحمد بن إسحاق بن البهلول. وعنه أبو بكر البرقاني، وأبو محمد الخلال، وأبو القاسم التنوخي.
وثقه ابن أبي الفوارس.
438 -
محمد بن أحمد بن حمدون بن عيسى
، أبو عبد الله الخولاني القرطبي، يعرف بابن الإمام.
سمع من أحمد بن خالد، ومحمد بن عبد الملك بن أيمن، ومحمد بن قاسم، وجماعة. وكان حافظاً للأخبار والنسب، على مذهب ابن مسرة.
439 -
محمد بن أحمد بن يعقوب
، أبو أحمد المروزي الزرقي من قرية زرق.
عن عبد الله بن محمود السعدي، وأحمد بن علي الكشميهني راوية علي بن حجر.
حدث في هذا العام، ولا أعلم متى مات؛ روى عنه محمد بن أحمد المروزي الترابي.
440 -
محمد بن أحمد بن محمد بن يحيى بن مفرج
، أبو عبد الله، ويقال: أبو بكر الأندلسي القرطبي، مولى بني أمية.
سمع قاسم بن أصبغ بقرطبة، وأبا سعيد ابن الأعرابي بمكة، ومحمد بن الصموت بمصر، وخيثمة بأطرابلس، وأبا الميمون بن راشد بدمشق، وطبقتهم.
روى عنه الحافظ أبو سعيد عبد الرحمن بن أحمد بن يونس الصدفي شيخه، وأبو الوليد عبد الله ابن الفرضي، وإبراهيم بن شاكر، وعبد الله بن الربيع التميمي، وأبو عمر أحمد بن محمد الطلمنكي، وعدة شيوخه مائتان وثلاثون شيخاً.
اتصل بصاحب الأندلس، وكان ذا مكانة عنده. صنف له عدة كتب، فولاه القضاء، وكان حافظاً بصيراً بالرجال، أكثر الناس عنه من السماع. وتوفي في رجب، عن ست وستين سنة.
قال أبو عمر أحمد بن محمد بن عفيف: كان ابن مفرج من أعنى الناس بالعلم، وأحفظهم للحديث، ما رأيت مثله في هذا الفن، من أوثق المحدثين بالأندلس وأجودهم ضبطاً.
وقال الحميدي: هو القاضي أبو عبد الله، وقيل أبو بكر، حافظ جليل، صنف كتباً في فقه الحديث، وفي فقه التابعين، من ذلك فقه الحسن البصري في سبع مجلدات، وفقه الزهري في أجزاء عديدة. وجمع مسند قاسم بن أصبغ في مجلدات.
441 -
محمد بن إبراهيم بن حمدان بن إبراهيم بن يونس
، أبو بكر البغدادي، قاضي دير العاقول.
روى عن جده، وعمر بن أبي غيلان، ومحمد بن الحسين الأشناني، وعبد الله بن زيدان البجلي، وعبد الله البغوي. وعنه أبو محمد الخلال، وأبو القاسم الأزهري، وعلي بن المحسن التنوخي.
وثقه الخلال، وتوفي في ربيع الأول.
وأما جده فيروي عن عبد الأعلى بن حماد، بقي إلى سنة ثلاثمائة.
وآخر من روى عن أبي بكر أبو محمد الجوهري.
442 -
محمد بن بكر بن خلف بن مسلم
، أبو بكر الوركي المطوعي
الصالح.
حدث عن إسحاق بن أحمد بن خلف، وأحمد بن محمد المنكدري، وعبد الملك بن محمد بن عدي. وعنه جعفر المستغفري.
توفي في ربيع الآخر.
وركة: من قرى بخارى.
443 -
محمد بن بكر بن مطروح
، أبو بكر الفقيه النعالي المصري.
روى عن سعيد بن هاشم الطبراني، وأبي جعفر الطحاوي.
توفي في رمضان.
444 -
محمد بن الحسين بن موسى بن محمويه
، أبو سعيد النيسابوري السمسار.
سمع أبا قريش محمد بن جمعة، وأبا بكر بن خزيمة. وعنه الحاكم، وقال: توفي في رمضان، وأبو حفص بن مسرور، وأبو سعد الكنجروذي.
445 -
محمد بن عبد الله بن محمد بن شيرويه
، أبو بكر النيسابوري، نزيل فسا من بلاد شيراز.
ثقة، سمع الحسن بن سفيان النسوي، وابن خزيمة، والسراج. روى عنه محمد بن عبد العزيز القصار، ثم قال: ثقة، قال لي: ولدت سنة إحدى وثمانين ومائتين، ومات سنة ثمانين. قلت: فيكون عمره تسعاً وتسعين سنة.
قال الحافظ أبو مسعود الدمشقي: سمعت أبا عمرو بن حمدان وسئل عن أبي بكر محمد بن عبد الله بن شيرويه الذي يحدث بفسا، فقال: ما سمعنا مسند الحسن بن سفيان إلا حين قدم والده معه، فوزن له، يعني الحسن، مائة دينار، فسمعنا معه.
وقد أرخه ابن نقطة في التقييد في هذه السنة.
446 -
محمد بن عبد الله بن محمد بن عمر
بن عبد الله بن الحسن الهمداني الأصبهاني أخو أبي الحسن، يكنى أبا الحسين.
حدث عن عبد الله بن محمد بن عبد الكريم الرازي، وأحمد بن علي بن الجارود. وعنه أبو نعيم.
447 -
محمد بن عبد الله بن صبر
، أبو بكر الحنفي الفقيه.
ولي القضاء بعسكر المهدي، وعاش ستين سنة، وكان معتزلياً مشهوراً به، رأساً في علم الكلام.
سمى أبو بكر الخطيب أباه عبد الرحمن، وإنما هو محمد بن عبد الله بن جعفر بن محمد بن الحسين بن الفهم المعروف بابن صبر.
ناب في القضاء عن أبي محمد بن معروف. وكان بصيراً بكلام أبي هاشم الجبائي، خبيراً بالتفسير. وله كتاب في الرد على اليهود، وكتاب عمدة الأدلة، وكتاب التفسير وما أتمه.
توفي لعشر بقين من ذي الحجّة ببغداد.
ولبشر بن هارون فيه:
قل للدعي أبي صبر وهب ادعيت فمن صبر؟ وإذا تطيلس للقضاء فمرحباً بأبي العرر فقضاؤه شر القضاء إذا قضى عمي البصر
448 -
محمد بن علي بن المؤمل النيسابوري الماسرجسي
.
سمع جده المؤمل بن الحسن، وأبا حامد ابن الشرقي، ومكي بن عبدان وغيرهم. يكنى أبا عبد الله.
توفي في جمادى الأولى.
روى عنه الحاكم، وأبو سعد الكنجروذي، وطائفة.
عاقل ثقة.
449 -
محمد بن محمد بن عبد الرحيم بن محمد
، أبو أحمد القيسراني.
سمع أبا بكر الخرائطي، ومحمد بن أحمد بن صفوة المصيصي، وخيثمة الأطرابلسي، وجماعة. وعنه أبو بكر محمد بن أحمد الواسطي، وجميل بن
محمد الأرسوفي، وأبو الفرج عبيد الله بن محمد النحوي، وأبو بكر محمد بن الحسن الشيرازي، وجماعة.
وحدث في سنة ثمانين وانقطع خبره.
450 -
منصور بن محمد بن أحمد بن حرب القاضي
، أبو نصر البخاري.
سمع أبا العباس الدغولي، وأبا بكر أحمد بن محمد المنكدري، وعبد الرحمن بن أبي حاتم، وأبا عبد الله المحاملي، وإبراهيم بن عبد الرزاق الأنطاكي، وأحمد بن سليمان بن زبان الكندي. روى عنه أردشير بن محمد الهشامي، وأبو عبد الله الحاكم، وفضل بن سهل الصفار.
وكان محتسب بخارى، وبها توفي.
451 -
موسى بن عمران بن موسى بن هلال السلماسي
.
سمع أباه، ومحمد بن عبد الله مكحولاً البيروتي، وأحمد بن عبد الوارث العسال، وابن جوصا، ومحمد بن القاسم المحاربي الكوفي، وجماعة. وعنه ابن أخيه مهند بن المظفر، وأحمد بن حريز السلماسي، وأبو القاسم علي بن محمد الزيدي الحراني.
توفي في ربيع الآخر بأشنة.
452 -
يعقوب بن يوسف بن إبراهيم بن هارون بن داود بن كلس
، الوزير البغدادي، أبو الفرج.
كان يهودياً خبيثاً ماكراً فطناً داهية. سافر ونزل الرملة، وصار بها وكيلاً، فكسر أموال التجار، وهرب إلى مصر، ثم توصل، وجرت له أمور، فرأى منه كافور الإخشيدي فطنة وسياسة، وطمع هو في التقدم، فأسلم في يوم جمعة، فقصده الوزير ابن حنزابة لما فهم مرامه، فهرب إلى المغرب، واتصل بيهود كانوا في خدمة المعز، فعظم شأنه، ونفق على المعز، وجاء معه إلى مصر، فلما ولي العزيز، استوزره سنة خمس وستين، وبقي وزيره إلى أن هلك، وهو
وزير، في هذه السنة في ذي القعدة، وله اثنتان وستون سنة.
وكان عالي الهمة وافر الهيبة، عاده في مرضه العزيز وقال له: يا يعقوب وددت أن تباع فأشتريك بملكي، فهل من حاجة؟ فبكى وقبل يده، وقال: أما لنفسي فلا يحتاج مولاي وصية، ولكن فيما يتعلق بك: سالم الروم ما سالموك، واقنع من بني حمدان بالدعوة والشكر، ولا تبق على المفرج بن دغفل متى أمكنت فيه الفرصة، فأمر به العزيز، فدفن في القصر، في قبة بناها العزيز لنفسه، وصلى عليه، وألحده بيده، وتأسف عليه، وهذه المنزلة ما نالها وزير قط من مخدومه.
وقيل إنه حسن إسلامه، وقرأ القرآن والنحو، وكان يجمع عنده العلماء وتقرأ عليه مصنفاته ليلة الجمعة، وله إقبال زائد على العلوم على اختلافها، وقد مدحه عدة شعراء، وكان كريماً جواداً.
ومن تصانيفه كتاب في الفقه مما سمعه من المعز والعزيز، وجلس سنة تسع وستين مجلساً في رمضان، فقرأ فيه الكتاب بنفسه، وسمعه خلائق، وجلس جماعة في الجامع العتيق يفتون من هذا الكتاب.
قلت: هذا الكتاب يريد يكون على مذهب الرافضة، فإن القوم رافضة في الظاهر ملحدة في الباطن.
وقد اعتقله العزيز شهوراً في أثناء سنة ثلاث وسبعين، ثم رضي عنه، ورده إلى الوزارة. وكان إقطاعه من العزيز في العام مائتي ألف دينار. ومات، فوجد له من المماليك والعبيد أربعة آلاف غلام إلى أشباه ذلك: ويقال: إنه كفن وحنط بما قيمته عشرة آلاف دينار.
وقيل: إن العزيز بكى عليه، وقال: واطول أسفي عليك يا وزير.
ويقال: إنه رثاه مائة شاعر، فأخذت قصائدهم وأجيزوا، والأصح أنه حسن إسلامه.
453 -
يونس بن أبي عيسى بن عتيك
، أبو الوليد البلنسي.
سمع بقرطبة من أحمد بن خالد، ومحمد بن عبد الملك بن أيمن، وجماعة.
المتوفون تقريباً من أهل هذه الطبقة رحمهم الله
454 -
أحمد بن الحسن بن محمد بن سعيد
، أبو العباس البغدادي، المخرمي الوراق الصيدلاني، المعروف بابن بطانة.
سكن البصرة، وحدث عن البغوي، وابن صاعد، وأبي حامد الحضرمي، وأحمد بن إسحاق بن البهلول، وجماعة. وعنه أبو نعيم الحافظ، وأخوه عبد الرزاق، وأبو سعد الماليني، وحمزة السهمي، وغيرهم.
وكان ينسخ للناس، ويقرأ الحديث على أبي إسحاق الهجيمي ونحوه.
455 -
أحمد بن عبيد الله الكلواذاني المعروف بابن قزعة.
سمع أبا عبد الله المحاملي، والصولي. وعنه محمد بن عمر بن بكير، وغيره.
وكان أديباً كثير العلم.
456 -
أحمد بن محمد بن محفوظ
.
حدث بما وراء النهر عن عمر بن محمد بن بجير، وجعفر الكرميني.
457 -
أحمد بن محمد بن الحسن
، أبو نصر البخاري.
سمع أحمد بن محمد بن الجليل. وروى عنه كتاب الأدب للبخاري، وعبد المؤمن بن خلف النسفي.
قال الخطيب: كان ثقة، توفي قبل سنة ثمانين.
458 -
أحمد بن محمد بن يحيى
، أبو الحسين السدوسي الأنباري.
عن أبي القاسم البغوي، وابن زياد النيسابوري. وعنه محمد بن محمد الأنباري.
توفي في حدود الثمانين.
159 -
أحمد بن عبيد الله بن إسحاق ابن المتوكل على الله
، أبو الحسين العباسي الهاشمي.
قال ابن النجار: لقي الجنيد ورويماً. وسمع من محمد بن جرير، وأبي بكر محمد بن داود الأصبهاني، وسكن شيراز، وحدث بها سنة تسع وسبعين وثلاث مائة، وجاوز المائة. روى عنه ابنه عبد الصمد، وأبو أحمد اللبان، ومحمد بن عبد العزيز الشيرازي القصار.
460 -
أحمد بن محمد بن إسماعيل
، أبو طاهر الهروي.
سمع الحسين بن إدريس. وعنه أبو بكر البرقاني.
461 -
أحمد بن علي بن الفرج
، أبو بكر الحلبي الحبال الصوفي.
حدث عن أبي القاسم البغوي، وعلي بن عبد الحميد الغضائري. روى عنه تمام الرازي، وأبو سعد الماليني، ومكي بن الغمر، وأبو نصر الجبان، وآخرون.
462 -
أحمد بن محمد بن أحمد بن الربيع بن معيوف
، أبو الحسن الهمداني الغوطي العين ثرمائي.
حدث عن محمد بن أحمد بن عبيد بن فياض، والسلم بن معاذ، وجماعة. وعنه تمام الرازي، وأبو نصر بن الجبان، ومكي بن الغمر.
463 -
أحمد بن يعقوب بن عبد الجبار
، أبو بكر الأموي الجرجاني.
حدث عن الفضل بن صالح، وعبدان الجواليقي، وجماعة. وعنه أبو عمرو الفراتي، وأبو سعد الماليني، وأبو حازم العبدويي، وأبو بكر أحمد بن عبد الرحمن الشيرازي، وآخرون.
قال البيهقي: له أحاديث موضوعة لا أستحل رواية شيء منها.
قلت: له رحلة إلى الشام ومصر والعراق، دخل بغداد سنة ثلاث وثلاث مائة، وجده هو عبد الجبار بن يعاطر بن مصعب بن سعيد ابن الأمير مسلمة بن عبد الملك بن مروان.
وقد حكى عنه محمد بن القاسم الفارسي، قال: دخلت بغداد، وبها شيخ يقال له أبو العبرطن يحدث بالأعاجيب فإذا الدار مملوءة بأولاد الملوك والأغنياء يكتبون عنه، وعلى رأسه خف مقلوب، وعليه فروة مقلوبة، فقال:
حدثنا الأول عن الثاني عن الثالث أن الزنج سود سود، وحدثنا خرباق عن نباق، قال: مطر الربيع ماء كله. وحدثنا دريد عن رشيد قال: الأعمى يمشي رويد. فتعجبت وقصدته خلوة، فرحب بي، فرأيت منه جميل الأدب، فقلت: تحيرت في أمر الشيخ، فقال: إن السلطان أرادني على عمل لم أكن أطيقه، فأبيت، فحبسني، ولم أجد وجهاً لخلاصي، فتحامقت فها أنا في أرغد عيش.
464 -
إسماعيل بن عمران
، أبو علي السغدي اللغوي.
أخذ عن ابن الأنباري.
465 -
الحسن بن أحمد
، أبو الغادي البغدادي الزاهد.
من مشايخ الصوفية. كثير الأسفار. نزل مرو. يحكي عن إبراهيم بن شيبان، وغيره. روى عنه الحاكم، وأبو سعد الماليني، وأبو علي بن حمكان الفقيه.
466 -
الحسن بن أحمد البغدادي السقطي
. عن البغوي وغيره. وعنه عبد العزيز الأزجي، ووثقه.
467 -
الحسن بن أحمد بن جعفر
، أبو القاسم البغدادي الصوفي.
روى عن أبي بكر بن زياد النيسابوري، وإسماعيل الوراق، وجماعة. وعنه عبيد الله بن أحمد الأزهري الصيرفي، ومحمد بن عمر بن بكير.
توفي في حدود الثمانين وثلاث مائة.
468 -
صاعد، أبو نصر البغدادي المقرئ
.
قدم الأندلس سنة خمس وسبعين، وكان قد قرأ القرآن على ابن مجاهد، وسمع منه كتاب السبعة. وكان له نصيب من العربية، توفي سنة ست وسبعين، أو نحوها؛ قاله ابن الفرضي.
469 -
طلحة بن عمر الحذاء
.
بغدادي، يروي عن الباغندي، وأبي القاسم البغوي. وعنه بشرى الفاتني، وعبد العزيز الأزجي.
470 -
عبد الله بن الحسين أبو محمد ابن الشيلماني الخلال
.
سمع أحمد بن محمد التمار، صاحب يحيى بن معين، وأبا القاسم البغوي. وعنه أحمد بن محمد العتيقي، والأزجي، ومحمد بن علي العشاري. ووثقه أبو محمد الخلال.
471 -
عبد الله بن محمد بن أيوب بن حيان
، أبو محمد الدمشقي القطان الحافظ.
سمع أبا بكر الخرائطي، ويعقوب الجصاص، وأبا العباس بن عقدة، ومحمد بن مخلد، وأبا سعيد ابن الأعرابي، وطبقتهم بالشام، والعراق، والحجاز، والجزيرة. وعنه تمام الرازي، وعبد الله بن محمد بن إبراهيم بن عطية، ومحمد بن عوف المزني، وجماعة.
472 -
عبد السلام بن حسن
، أبو طالب المأموني.
من فحول الشعراء، له مدائح في الصاحب بن عباد وغيره.
فمن شعره:
يا ربع لو كنت دمعاً فيك منسكبا قضيت نحبي ولم أقض الذي وجبا وعصبة بات فيها الغيظ متقداً إذ شدت لي فوق أعناق العدا رتبا فكنت يوسف والأسباط هم وأبو الـ أسباط أنت ودعواهم دماً كذبا
473 -
عبد المؤمن بن عبد المجيد، أبو يعلى النسفي.
عن محمد بن إبراهيم البوشنجي، وإبراهيم بن معقل. وعنه جعفر بن محمد التوبني.
مات بعد الستين.
474 -
عثمان بن عمر بن عبد الرحمن الفقيه
، أبو عمرو البغدادي الشافعي، ويعرف بابن أخي النجار.
سكن دمشق، وسمع من ابن جوصا، ومحمد بن يوسف الهروي، وأبي الطيب بن عبادل، وجماعة. وعنه عبد الرحمن بن عمر بن نصر، وتمام الرازي، والحافظ عبد الغني، وأبو سعد الماليني، وغيرهم.
475 -
عثمان بن محمد
، أبو عمرو العثماني البصري.
حدث بدمشق وأصبهان عن محمد بن الحسين بن مكرم، وخيثمة الأطرابلسي، وجماعة. وعنه ابن المقرئ وهو أكبر منه، وتمام، وابن مردويه، وأبو نعيم، وغيرهم.
476 -
علي بن الحسن بن أحيد
، أبو الحسن البلخي القطان.
سمع المحاملي، وأبا العباس بن عقدة، وإسحاق بن شبيب البلخي. وعنه يوسف القواس الزاهد، وهو أكبر منه، وتمام الرازي، والحاكم.
توفي بعد السبعين وثلاث مائة.
477 -
علي بن محمد بن حبش
، أبو الحسن الأنباري الكاتب.
من بيت حشمة وتقدم. روى عن جعفر الفريابي. وعنه أبو القاسم التنوخي، وأبو العلاء الواسطي.
عاش نحواً من تسعين سنة.
478 -
علي بن محمد بن مهدي
، أبو الحسن الطبري المتكلم الأصولي.
رحل في طلب العلم، وصحب أبا الحسن الأشعري بالبصرة مدة، وتخرج به، وصنف التصانيف، وتبحر في علم الكلام، وهو مؤلف كتاب
مشكل الأحاديث الواردة في الصفات.
روى عنه أبو سعد الماليني، وغيره. وهو يروي عن أصحاب محمد بن إسحاق الصغاني، والعطاردي.
479 -
عمر بن محمد بن أحمد بن مقبل
، أبو القاسم ابن الثلاج.
شيخ بغدادي هالك، كان كثير الأسفار. حدث في الغربة عن المحاملي. روى عنه أبو سعد الماليني.
قال أبو سعد الإدريسي: قدم علينا، وكان متهماً بالكذب.
480 -
لؤلؤ القيصري مولى المقتدر بالله
.
سمع بدمشق وغيرها هشام بن أحمد، والحسن بن حبيب، وقاسم بن أحمد الملطي، وأحمد بن إبراهيم بن غالب البلدي، وجماعة. وعنه أبو بكر البرقاني، ومحمد بن عمر بن بكير، وأبو العلاء محمد بن علي الواسطي.
كنيته أبو محمد.
481 -
محمد بن أحمد بن الحسن
، أبو الحسين الكرجي، نزيل بيت المقدس.
سمع أبا سعيد ابن الأعرابي، وخيثمة بن سليمان، وعثمان بن محمد الذهبي وجماعة. وعنه أبو الفرج عبيد الله المراغي، وانتقى عليه الحافظ عبد الغني المصري.
482 -
محمد بن أحمد بن محمد بن مهدي
، أبو عبد الله الإسكافي الشاهد. بغدادي فاضل سمع أبا القاسم البغوي، وابن أبي داود، وابن صاعد، وابن نيروز، ومحمد بن هارون الحضرمي، وابن مجاهد، ونفطويه، وابن دريد، وأحمد بن علي الجوزجاني، وابن الأنباري، وابن مخلد العطار، وطائفة. روى عنه أبو نعيم، وأبو سعيد النقاش الأصبهانيان، لقياه ببغداد، وله
تاريخ كبير على السنين والحوادث، وما كأنه بقي إلى هذا الوقت.
وقد ذكره ابن النجار، وقال: قرأت في كتاب أبي طاهر أحمد بن الحسن الكرجي بخطه: مات أبو العباس محمد بن أحمد بن مهدي الشاهد في رجب سنة ثلاث وتسعين وثلاث مائة.
قلت: هذا رجل آخر، لو بقي الإسكافي إلى هذا الحين لازدحموا عليه.
483 -
محمد بن أحمد بن يعقوب
، أبو الفضل العباسي المصيصي.
روى عن علي بن عبد الحميد الغضائري، وأبي عروبة الحراني، وأبي الحسن بن جوصا. وحدث ببغداد فروى عنه أبو القاسم الأزهري، وأحمد بن بكرون الدسكري، والحسن بن علي الجوهري.
ضعفه الخطيب.
484 -
محمد بن إبراهيم بن عبد الله
بن بندار
، أبو زرعة الإستراباذي المؤذن المعلم، المعروف باليمني.
سمع أبا القاسم البغوي ببغداد، وأبا عروبة بحران، وأبا العباس السراج بنيسابور، وعلي بن الحسين بن معدان بفارس، وابن جوصا بدمشق. وعنه حمزة السهمي.
485 -
محمد بن إبراهيم بن عبد الله، أبو همام الطوسي الحافظ.
سمع أبا العباس بن عقدة، وعبد الله بن محمد الحامض، والمحاملي. وعنه عبد الغني بن سعيد، وأحمد بن الحسن الطيان، وعلي ابن السمسار، وغيرهم.
486 -
محمد بن إبراهيم بن سلمة
، أبو الحسن الكهيلي الكوفي.
سمع محمد بن عبد الله الحضرمي مطيناً، وغيره. وعنه الحسين بن أحمد الرازي.
487 -
محمد بن إسحاق بن إبراهيم بن يزيد بن مهران
، أبو بكر الصفار البغدادي الضرير.
سمع محمد بن صالح بن أبي عصمة بدمشق، وعبد الله بن محمد بن سلم ببيت المقدس، ومحمد بن محمد بن النفاح بمصر، وأبا عروبة بحران، والبغوي ببغداد. وعنه الدارقطني، وحمزة السهمي، وإبراهيم بن عمر البرمكي، وعلي بن المحسن التنوخي، وأبو محمد الجوهري.
وقال البرقاني: ثقة فاضل أصله من الشام، قال لي: ولدت سنة تسع وثمانين ومائتين.
قلت: حدث سنة إحدى وسبعين.
488 -
محمد بن إسحاق بن دارا الأهوازي
.
عن أحمد بن الحسن المضري، وإبراهيم بن محمد الناقد. وعنه أبو علي الأهوازي، والحسين بن أحمد بن سهل.
قال الخطيب: غير ثقة.
489 -
محمد بن الحسن بن سليمان
، أبو النضر الهروي السمسار.
سمع الحسين بن إدريس، وعبد الله بن عروة الفقيه. وعنه أبو يعقوب القراب.
490 -
محمد بن جعفر بن محمد بن أبي كريمة
، أبو علي الصيداوي.
سمع ابن جوصا، وأبا الدحداح أحمد بن محمد، وجعفر بن أحمد بن عاصم، وجماعة. وعنه الخصيب بن عبد الله القاضي، وأبو سعد الماليني، وصالح بن الميانجي، وأحمد بن الحسن الطيان وآخرون.
491 -
محمد بن الحسن بن علي
، أبو طاهر الأنطاكي المقرئ المحقق.
قال أبو عمرو الداني: هو من أجل أصحاب إبراهيم بن عبد الرزاق
الأنطاكي وأضبطهم، روى عنه القراءة جماعة من نظرائه كابن غلبون، وقيل: إنه توفي قبل سنة ثمانين وثلاث مائة بيسير، منصرفه من مصر.
وقال غيره: قرأ على ابن عبد الرزاق، وعتيق بن عبد الرحمن الأذني.
وروى عنه علي بن داود الداراني، وعلي بن محمد الحنائي، وفارس بن أحمد الضرير، وعبد المنعم بن غلبون، وتصدر للإقراء مدة.
492 -
محمد بن الحسين بن إبراهيم بن عاصم أبو الحسن الآبري السجستاني
، وآبر: من قرى سجستان.
محدث مشهور، سمع أبا العباس السراج، وابن خزيمة، وأبا عروبة الحراني، وأبا نعيم بن عدي، ومحمد بن يوسف الهروي، ومكحولاً البيروتي، ومحمد بن الربيع الجيزي، وجماعة. وعنه علي بن بشرى الليثي، ويحيى بن عمار السجستانيان.
وصنف كتاباً كبيراً في مناقب الشافعي.
توفي تقريباً من سنة سبعين وثلاث مائة.
493 -
محمد بن الخضر بن زكريا بن أبي خزام
، أبو بكر البغدادي المقرئ.
ثقة، حدث عن أبي القاسم البغوي. وعنه أبو العلاء الواسطي، والتنوخي.
494 -
محمد بن الطيب بن محمد
، أبو الفرج البغدادي الحافظ البلوطي.
سمع أبا بكر بن أبي داود، وأبا ذر ابن الباغندي، ومحمد بن سليمان النعالي. وحدث بالأهواز وغيرها؛ روى عنه ابن أبي الفوارس، وأبو نعيم، وأبو بكر بن أبي علي الذكواني.
495 -
محمد بن عبد الله السياري الهروي
.
سمع أحمد بن نجدة بن العريان. وعنه أبو يعقوب القراب.
496 -
محمد بن عبدون الجيلي العدوي الطبيب
.
دبر مارستان مصر في دولة الإخشيدية، وأخذ المنطق عن أبي سليمان محمد بن طاهر بن بهرام السجستاني. وعبر للأندلس سنة ستين وثلاث مائة، وخدم المستنصر بالله وابنه المؤيد بالله. وكان قليل النظير في الطب، وله مصنفات.
497 -
محمد بن علي بن يحيى
، أبو بكر البغدادي، العريف، البزاز.
سمع أبا القاسم البغوي، وابن أبي داود. وعنه العتيقي، ومحمد بن علي العشاري.
وهو ثقة.
498 -
محمد بن عمر بن شبويه
، أبو علي الشبويي المروزي.
سمع صحيح البخاري سنة ست عشرة وثلاث مائة من الفربري. وكان ثقة مقبولاً؛ سمع منه الكتاب أهل مرو سنة ثمان وسبعين وثلاث مائة، ورواه عنه سعيد بن أبي سعيد العيار.
قال أبو بكر السمعاني: لما توفي الشبويي سمع الناس الصحيح من أبي الهيثم الكشميهني.
وكان أبو علي من كبار الصوفية؛ ذكره السلمي فقال: كان من أصحاب أبي العباس السياري، له لسان ذرب في علوم القوم، وكان الأستاذ أبو علي الدقاق يميل إليه. وكان كتب الحديث، وهو الذي رأى النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: قلت يا رسول الله: شيبتني هود والواقعة؛ ما الذي شيبك منهما؟ قال: فاستقم كما أمرت.
499 -
محمد بن غريب بن عبد الله
، أبو بكر البغدادي البزاز، غلام ابن مجاهد.
سمع أحمد بن محمد بن الجعد الوشاء، وجعفر بن محمد الفريابي،
وعلي بن حماد الخشاب. وعنه أبو بكر البرقاني، وأبو العلاء الواسطي وعمر بن إبراهيم الفقيه.
ووثقه البرقاني. وهو راوي موطأ سويد، عن ابن الجعد الوشاء، عن سويد؛ وقع لنا من طريقه.
500 -
محمد بن محمد بن عبيد بن أحمد بن مخلد
، أبو بكر العسكري الدقاق، أخو الحسين، وهو الأصغر.
سمع أباه، وإبراهيم بن عبد الله المخرمي، ومحمد بن محمد الباغندي، وأبا بكر بن أبي داود، وأبا أحمد هارون بن يوسف الشطوي، وأبا العباس بن مسروق. روى عنه بشرى الفاتني جزءاً سمعناه. وأبوه يروي عن زكريا بن يحيى بن أسد، وجماعة.
501 -
محمد بن محمد بن عبد الوهاب
، أبو زرعة بن أبي عصمة العكبري القاضي.
روى: عن البغوي وجماعة. روى عنه عبد العزيز الأزجي.
502 -
محمد بن محمد بن معاذ أبو بكر المقرئ
.
بغدادي موثق، يروي عن البغوي. وعنه أبو العلاء الواسطي، وعبد العزيز الأزجي.
503 -
محمد بن يوسف بن يعقوب
، أبو بكر الرقي، ويقال: أبو عبد الله.
محدث واسع الرحلة، سمع ابن الأعرابي بمكة، وعبد الله بن عمر بن شوذب بواسط، وإسماعيل الصفار ببغداد، وخيثمة بن سليمان بالشام، وعبد الله بن فارس بأصبهان. وعنه أبو الحسين بن جميع، وهو أكبر منه وإن كان قد عمر بعده دهراً، وأحمد بن الحسن الطيان، وأبو العلاء الواسطي، وعبد العزيز بن علي الأزجي، وأبو الحسن بن عبد الرحمن بن أبي نصر، وغيرهم.
رماه الخطيب بالكذب، وذكر له حديثاً تفرد به عن الطبراني، سنده كالشمس: يجيء يوم القيامة المحدثون بأيديهم المحابر. ثم قال الخطيب: الحمل في وضعه على الرقي.
504 – محمد بن هاشم الخالدي الموصلي الشاعر المشهور، أخو سعيد بن هاشم بن وعلة بن عرام بن عثمان بن بلال الشاعر.
وكانا من شعراء هذا العصر. وقد اشتريت مرة المجلد الرابع من شعر الخالديين، ونسبتهما هذه إلى قرية الخالدية، وهي من أعمال الموصل.
وكان محمد الأكبر. وكان قد قدم دمشق في صحبة الملك سيف الدولة بن حمدان، وكانا من خواص شعرائه.
وهما شاعران محسنان مجودان متوافقان في النظم، قد اشتركا في نظم كثير من الشعر، وكان السري الرفاء يبغضهما ويبغضانه، وينال منهما سباً وهجاء.
فلمحمد، وزعم الرفاء أنه لكشاجم:
محاسن الدير تسبيحي ومسباحي وخمره في الدجى صبحي ومصباحي أقمت فيه إلى أن صار هيكله بيتي ومفتاحه للحسن مفتاحي
ولمحمد:
والبدر منتقب بغيم أبيض هو فيه بين تخفر وتبرج كتنفس الحسناء في المرآة إذ كملت محاسنها ولم تتزوج
ولسعيد:
أما ترى الغيم يا من قلبه قاسي كأنه أنا مقياساً بمقياس قطر كدمعي وبرق مثل نار هوى في القلب مني وريح مثل أنفاسي
ولأبي إسحاق الصابي في الخالديين:
أرى الشاعرين الخالديين سيرا قصائد يفنى الدهر وهي تخلد
جواهر من أبكار لفظ وعربة يقصر عنها راجز ومقصد تنازع قوم فيهما وتناقضوا ودام جدال بينهم متردد فطائفة قالت: سعيد مقدم وطائفة قالت لهم: بل محمد وصاروا إلى حكمي فأصلحت بينهم وما قلت إلا بالتي هي أرشد هما لاجتماع الفضل روح مؤلف ومعناهما من حيث ما شئت مفرد كذا فرقدا الظلماء لما تشاكلا علا أشكلا هل ذاك أم ذاك أنجد
505 -
محمد بن يوسف بن نهار
، أبو الحسين الحرتكي البغدادي المقرئ إمام جامع البصرة.
أدركه سنة إحدى وسبعين عيسى بن سعيد بن سعدان الكوفي القرطبي. وقرأ عليه أبو الحسن طاهر بن غلبون برواية حمزة بالبصرة، عن قراءته على أبي الحسين بن بويان. وقد روى عن البغوي، وابن صاعد، وابن أبي داود، وابن جوصا، وجماعة. روى عنه محمد بن الحسين بن جرير الدشتي الأصبهاني، لقيه بالأهواز.
وأما أبو عمرو الداني فذكر أنه بصري، وأنه أخذ القراءة عرضاً عن ابن مجاهد، وابن شنبوذ، وابن بويان، وغيرهم. وسمع من البغوي. قرأ عليه غير واحد من شيوخنا. توفي بعد السبعين.
506 -
منصور بن عبدوس
، أبو رافع.
سمع محمد بن محمد الباغندي، وعبد الله بن زيدان البجلي. وعنه صاعد بن محمد القاضي الهروي.
507 -
موسى بن محمد بن جعفر بن عرفة السمسار
، أبو القاسم البغدادي.
عن محمد بن جرير، وأبي يعلى الموصلي، وعبد الله المدائني، وغيرهم. وعنه القاضي أبو الطيب الطبري، وأبو خازم ابن الفراء، والعتيقي.
قال ابن الفراء: تكلموا فيه.
508 -
نصر بن أحمد بن هرمزينا النهرواني
.
عن البغوي، وإبراهيم بن عبد الصمد الهاشمي، وغيرهما. وعنه أبو العلاء الواسطي، وأبو القاسم الأزهري.
حدث قبل الثمانين.
509 -
هارون بن أحمد
، أبو القاسم القطان.
عن البغوي، وغيره. وعنه ابن المذهب، وعمر بن إبراهيم الفقيه.
روى حديثا منكرا.
510 -
يحيى بن مسعر بن محمد بن يحيى
، أبو زكريا التنوخي المعري.
سمع أباه، وأبا عروبة الحراني، وعبد الرحمن بن عمرو الرحبي، وأبا عبيد بن حربويه القاضي، ومحمد بن يوسف الهروي، وعبد الصمد بن سعيد الحمصي، وطائفة سواهم. وعنه أبو بكر محمد بن علي بن حميد، وجعفر وأحمد ومحمد بنو عبد الله بن حياة، وأبو العلاء أحمد بن عبد الله بن سليمان؛ المعريون.
وفي مشيخة ابن أبي الصقر الأنباري: أخبرنا أبو العلاء، قال: حدثنا يحيى بن مسعر، قال: حدثنا أبو عروبة، فذكر حديثاً.
511 -
يوسف بن محمد بن أحمد
، أبو القاسم الواسطي المقرئ الضرير، تلميذ يوسف بن يعقوب، إمام جامع واسط.
قرأ عليه محمد بن الحسين الكارزيني، وأبو العلاء محمد بن علي الواسطي.
بقي إلى بعد السبعين.
512 -
أبو محمد بن مطران الشاشي
.
شاعر مفلق، وهو القائل:
عوان أعارتها المها حسن مشيها كما قد أعارتها العيون الجآذر فمن حسن ذاك المشي جاءت وقبلت مواطئ من أقدامهن الضفائر
ومن شعره:
مهفهفة لها نصف قصيف كخوط البان في نصف رداح حكت لوناً وليناً واعتدالاً ولحظاً قاتلاً سمر الرماح
انتهت الطبقة والحمد لله.
الطبقة التاسعة والثلاثون
381 -
390 هـ
بسم الله الرحمن الرحيم
(الحوادث)
سنة إحدى وثمانين وثلاث مائة
.
فيها قبضوا على الطائع لله في داره، في تاسع عشر شعبان؛ وسببه أن أبا الحسن ابن المعلم كان من خواص بهاء الدولة، فحبس، فجاء بهاء الدولة وقد جلس الطائع لله في الرواق متقلداً سيفاً، فلما قرب بهاء الدولة قبل الأرض وجلس على كرسي، وتقدم أصحاب بهاء الدولة فجذبوا الطائع بحمائل سيفه من سريره، وتكاثر عليه الديلم، فلفوه في كساء وحمل في زبزب، وأصعد إلى دار المملكة، وشاش البلد، وقدر أكثر الجند أن القبض على بهاء الدولة، فوقعوا في النهب وشلح من حضر من الأشراف والعدول، وقبض على الرئيس علي بن عبد العزيز بن حاجب النعمان في جماعة، وصودروا، واحتيط على الخزائن والخدم، ورجع بهاء الدولة إلى داره. وأظهر أمر القادر بالله، وأنه الخليفة، ونودي له في الأسواق. وكتب على الطائع كتاباً بخلع نفسه، وأنه سلم الأمر إلى القادر بالله، وشهد عليه الأكابر والأشراف. ونفذ إلى القادر المكتوب، وحثه على القدوم.
وشغب الديلم والترك يطالبون برسم البيعة، وبرزوا إلى ظاهر بغداد، وترددت الرسل منهم إلى بهاء الدولة، ومنعوا من الخطبة للقادر، ثم أرضوهم، فسكنوا، وأقيمت الخطبة للقادر في الجمعة الآتية، وهي ثالث رمضان، وحول من دار الخلافة جميع ما فيها، حتى الخشب الساج والرخام، ثم أبيحت للخاصة والعامة، وقلعت أبوابها وشبابيكها.
وجهز مهذب الدولة علي بن نصر القادر بالله من البطائح وحمل إليه من الآلات والفرش ما أمكنه، وأعطاه طياراً كان عمله لنفسه، وشيعه فلما وصل إلى واسط اجتمع الجند وطالبوه بالبيعة، وجرت لهم خطوب، انتهت إلى أن وعدهم بإجرائهم مجرى البغداديين، فرضوا، وساروا، وكان مقامه
بالبطيحة منذ يوم حصل فيها إلى أن خرج عنها سنتين وأحد عشر شهراً، وقيل: سنتين وأربعة أشهر، عند أميرها مهذب الدولة.
قال هلال بن المحسن: وجدت الكتاب الذي كتبه القادر بالله:
من عبد الله أحمد الإمام القادر بالله أمير المؤمنين، إلى بهاء الدولة وضياء الملة أبي نصر ابن عضد الدولة، مولى أمير المؤمنين، سلام عليك، فإن أمير المؤمنين يحمد إليك الله الذي لا إله إلا هو، ويسأله أن يصلي على محمد عبده ورسوله، أما بعد، أطال الله بقاءك، وأدام عزك وتأييدك، وأحسن إمتاع أمير المؤمنين بك، فإن كتابك الوارد في صحبة الحسن بن محمد، رعاه الله، عرض على أمير المؤمنين تالياً لما تقدمه، وشافعاً ما سبقه، ومتضمناً مثل ما حواه الكتاب قبله، من إجماع المسلمين قبلك بمشهد منك، على خلع العاصي المتلقب بالطائع عن الإمامة، ونزعه عن الخلافة، لبوائقه المستمرة، وسوء نيته المدخولة، وإشهاده على نفسه بعجزه، ونكوله وإبرائه الكافة من بيعته، وانشراح صدور الناس لبيعة أمير المؤمنين. ووقف أمير المؤمنين على ذلك كله، ووجدك، أدام الله تأييدك، قد انفردت بهذه المآثر، واستحققت بها من الله جليل الأثرة، ومن أمير المؤمنين سني المنزلة، وعلي المرتبة.
وفيه: فقد أصبحت سيف أمير المؤمنين المبير لأعدائه، والحاظي دون غيرك بجميل رأيه، والمستبد بحماية حوزته ورعاية رعيت، والسفارة بينه وبين ودائع الله عنده في بريته، وقد برزت راية أمير المؤمنين عن موضع الصليق متوجهه نحو سريره الذي حرسته، ومستقر عزه الذي شيدته، ودار مملكته التي أنت عمادها.
إلى أن قال: فواصل حضرة أمير المؤمنين بالإنهاء والمطالعة، إن شاء الله، والسلام عليك ورحمة الله وبركاته. وكتب لثالثة تبقى من شعبان.
واسم القادر: أحمد بن إسحاق ابن المقتدر، أبو العباس، وأمه تمني مولاة عبد الواحد ابن المقتدر. ولد سنة ست وثلاثين وثلاث مائة، وكان حسن الطريقة، كثير المعروف، فيه دين وخير.
فوصل إلى جبل في عاشر رمضان، وجلس من الغد جلوساً عاماً،
وهنئ، وأنشد بين يديه الشعراء، فمن ذلك قول الرضي الشريف:
شرف الخلافة يا بني العباس اليوم جدده أبو العباس ذا الطود بقاه الزمان ذخيرة من ذلك الجبل العظيم الراسي
وحمل إلى القادر بعض الآلات المأخوذة من الطائع، واستكتب له أبو الفضل محمد بن أحمد ابن عارض الديلم، وجعل استداره عبد الواحد بن الحسن الشيرازي.
وفي شوال عقد مجلس عظيم، وحلف القادر وبهاء الدولة كل منهما لصاحبه بالوفاء، وقلده القادر ما وراء بابه، مما تقام فيه الدعوة.
وكان القادر أبيض، حسن الجسم، كث اللحية، طويلها، يخضب. وصفه الخطيب البغدادي بهذا، وقال: كان من الديانة والستر وإدامة التهجد، وكثرة الصدقات، على صفة اشتهرت عنه، وقد صنف كتاباً في الأصول، ذكر فيه فضائل الصحابة وإكفار المعتزلة، والقائلين بخلق القرآن.
وذكر محمد بن عبد الملك الهمذاني أن القادر كان يلبس زي العوام، ويقصد الأماكن المعروفة بالخير والبركة، كقبر معروف وغيره. وطلب من ابن القزويني الزاهد أن ينفذ له من طعامه الذي يأكله، فأنفذ إليه باذنجان مقلواً بخل وباقلاء ودبس وخبز بيتي، وشده في مئزره، فأكل منه، وفرق الباقي، وبعث إلى ابن القزويني مائتي دينار، فقبلها. ثم بعد أيام طلب منه طعاماً، فأنفذ إليه طبقاً جديداً، وفيها زبادي فيها فراريج وفالوذج، ودجاجة مشوية وفالوذجة، فتعجب الخليفة، وأرسل إليه يكلمه في ذلك، فقال: ما تكلفت، لما وسع علي وسعت على نفسي، فتعجب من عقله ودينه. ولم يزل يواصله بالعطاء.
وفي ذي الحجة، يوم عيد الغدير جرت فتنة بين الرافضة وأهل باب البصرة، واستظهر أهل باب البصرة، وخرقوا أعلام السلطنة، فقتل يومئذ
جماعة اتهموا بفعل ذلك، وصلبوا، فقامت الهيبة، وارتدع المفسد.
وفيها حج بالناس من العراق أبو الحسن محمد بن الحسين بن يحيى العلوي، وكان أمير مكة الحسن بن جعفر أبو الفتوح العلوي، فاتفق أن أبا القاسم ابن المغربي حصل عند حسان بن المفرج بن الجراح الطائي، فحمله على مباينة صاحب مصر، وقال: لا مغمز في نسب أبي الفتوح، والصواب أن ننصبه إماماً، فوافقه، فمضى ابن المغربي إلى مكة، فأطمع صاحب مكة في الخلافة، وسهل عليه الأمر، فأصغى إلى قوله، وبايعه شيوخ الحسنيين، وحسن له أبو القاسم ابن المغربي أخذ ما على الكعبة من فضة وضربه دراهم.
واتفق موت رجل بجدة معه أموال عظيمة وودائع، فأوصى منها بمائة ألف دينار لأبي الفتوح صاحب مكة ليصون بها تركته والودائع، فاستولى على ذلك كله، فخطب لنفسه، وتسمى بالراشد بالله، وسار لاحقاً بآل الجراح الطائي. فلما قرب من الرملة، تلقته العرب، وقبلوا الأرض، وسلموا عليه بالخلافة، وكان متقلداً سيفاً زعم أنه ذو الفقار وفي يده قضيب، ذكر أنه قضيب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وحوله جماعة من بني عمه، وبين يديه ألف عبد أسود، فنزل الرملة، ونادى بإقامة العدل، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، فانزعج صاحب مصر، وكتب إلى حسان الطائي ملطفاً، وبذل له أموالاً جزيلة، وكتب إلى ابن عم أبي الفتوح، فولاه الحرمين، وأنفذ له ولشيوخ بني حسن أموالاً، فقيل إنه بعث إلى حسان بخمسين ألف دينار مع والدة حسان، وأهدى له جارية جهزها بمال عظيم، فأذعن بالطاعة، وعرف أبو الفتوح الحال، فضعف وركب إلى أبي حسان المفرج الطائي مستجيراً به فأجاره، وكتب فيه إلى العزيز، فرده إلى مكة.
وفيها استولى بزال على دمشق وهزم متوليها منيراً وفرق جمعه.
وفيها أقبل بسيل طاغية الروم في جيوشه، فأخذ حمص ونهبها، وسار إلى شيزر فنهبها، ثم نازل طرابلس مدة، ثم رجع إلى بلاده.
سنة اثنتين وثمانين وثلاث مائة
.
فمن الحوادث فيها أن أبا الحسن علي بن محمد بن المعلم الكوكبي كان قد استولى على أمور السلطان بهاء الدولة كلها، فمنع أهل الكرخ وباب الطاق من النوح يوم عاشوراء، ومن تعليق المسوح، وكان كذلك يعمل من نحو ثلاثين سنة، ووقع أيضاً بإسقاط جميع من قبل من الشهود بعد وفاة القاضي أبي محمد بن معروف، وأن لا يقبل في الشهادة إلا من كان ارتضاه ابن معروف، وذلك لأنه لما توفي كثر قبول الشهود بالشفاعات، حتى بلغت عدة الشهود ثلاث مائة وثلاثة أنفس، ثم إنه فيما بعد، وقع بقبولهم في السنة.
وفيها شغبت الجند، وخرجوا بالخيم إلى باب الشماسية، وراسلوا بهاء الدولة يشتكون من أبي الحسن بن المعلم، وتعديد ما يعاملهم به، وطالبوه بتسليمه إليهم. وكان ابن المعلم قد استولى على الأمور، فالمقرب من قربه والمبعد من أبعده، فثقل على الأمراء أمره، ولم يراعهم هو، فأجابهم السلطان، ووعدهم، فأعادوا الرسالة بأنهم لا يرضون إلا بتسليمه إليهم، فأعاد الجواب بأنه يبعده عن مملكته، فأبوا ذلك، إلى أن قال له الرسول: أيها الملك إن الأمر شديد، فاختر بقاءه أو بقاء دولتك، فقبض عليه حينئذ وعلى أصحابه، وأخذ حواصله، فصمم الجند أنهم لا يرجعون إلا بتسليمه، فتذمم من ذلك، وركب إليهم، فلم يقم أحد منهم إليه ولا خدمه، وعاد وقد أقاموا على المطالبة به، وترك الرجوع إلا بعد تسليمه إلى أبي حرب خال بهاء الدولة، فسقي السم دفعتين، فلم يعمل فيه، فخنق بحبل.
وفي رجب، سلم الطائع لله المخلوع إلى القادر بالله، فأنزله في حجرة ووكل به من يحفظه، وأحسن صيانته ومراعاة أموره، فكان المخلوع يطالب من زيادة الخدمة بمثل ما كان يطالب به أيام خلافته، وأنه حمل إليه طيب من بعض العطارين، فقال: أمن هذا يتطيب أبو العباس؟ قالوا: نعم. فقال: قولوا له في الموضع الفلاني من الدار كندوج فيه طيب مما كنت أستعمله فأنفذ لي بعضه، وقدمت إليه في بعض الليالي شمعة قد أوقد نصفها، فأنكر ذلك، فحملوا إليه غيرها، وأقام على هذا إلى أن توفي.
وفيها ولد أبو الفضل محمد ابن القادر بالله، وهو الذي جعل ولي العهد، ولقب الغالب بالله.
واشتد في هذا الوقت القحط ببغداد.
سنة ثلاث وثمانين وثلاث مائة
.
فيها أقبل الخان بغراخان الذي يكتب عنه مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم، وله ممالك الترك وإلى قرب الصين، ليأخذ بخارى، فحاربه نوح بن منصور الساماني، فانهزم نوح، وأخذ الخان بخارى، واستنجد نوح بنائبه أبي علي ابن سيمجور صاحب خراسان، فخذله وعصى، فمرض الخان ببخارى، وراح، فمات في الطريق. وكان ديناً. وولي بلاد الترك بعده إيلك خان، ورد نوحا إلى مملكته.
وفيها شغب الجند لتأخر العطاء، وقصدوا دار الوزير أبي نصر سابور، فنهبوها، وهرب من السطوح، ثم أعطوا العطاء.
وفي ذي الحجة تزوج القادر بالله سكينة بنت بهاء الدولة على مائة ألف دينار، فتوفيت قبل الدخول بها.
وفيها بلغ كر القمح ستة آلاف وست مائة درهم غياثية، والكارة الدقيق مائتين وستين درهماً بعد أن كانت الكارة بنحو ستين درهما بالدمشقي.
وفيها ابتاع الوزير أبو نصر سابور بن أردشير داراً بالكرخ وعمرها وسماها دار العلم، ووقفها على العلماء، ونقل إليها كتباً كثيرة.
سنة أربع وثمانين وثلاث مائة
.
فيها قوي أمر العيارين ببغداد، وشرع القتال بين أهل الكرخ وأهل باب البصرة، وظهر المعروف بعُزَيْز من أهل باب البصرة واستفحل أمره، والتزق به كثير من المؤذين، وطرح النار في المحال، وطلب أصحاب الشرط. ثم صالح أهل الكرخ، وقصد سوق البزازين، وطالب بضرائب الأمتعة وجبى الأموال، وكاشف السلطان وأصحابه، وكان ينزل إلى السفن
ويطالب بالضرائب، فأمر السلطان بطلب العيارين، فهربوا عنه.
وفي ذي الحجة ورد الخبر برجوع الحاج من الطريق، وكان السبب أنهم لما حصلوا بين زبالة والثعلبية اعترض الحاج الأصيفر الأعرابي ومنعهم الجواز إلا برسمه، وتردد الأمر إلى أن ضاق الوقت، فعادوا، ولم يحج أيضاً لأهل الشام ولا اليمن، إنما حج أهل مصر.
وفيها ولي نقابة العباسيين أبو الحسن محمد بن علي بن أبي تمام الزينبي.
وفيها تزوج مهذب الدولة علي بن نصر ببنت بهاء الدولة، وعقد للأمير أبي منصور ابن بهاء الدولة على بنت مهذب الدولة كل صداق منهما بمائة ألف دينار.
واتفق ابن سيمجور والي خراسان وفائق على حرب نوح، فكتب إلى الملك سبكتكين يستنجده به، فأقبل من غزنة، فالتقى الجمعان، فانهزم ابن سيمجور وتمزق جيشه، واستعمل نوح على خراسان محمود بن سبكتكين الذي افتتح الهند.
سنة خمس وثمانين وثلاث مائة
.
فيها نفذ بدر بن حسنويه تسعة آلاف دينار، لتدفع إلى الأصيفر عوضاً عما كان يأخذ من الركب العراقي.
سنة ست وثمانين وثلاث مائة
.
في المحرم ادعى أهل البصرة أنهم كشفوا عن قبر عتيق، فوجدوا فيه ميتاً طرياً بثيابه وسيفه، وأنه الزبير بن العوام، فأخرجوه وكفنوه ودفنوه بالمربد، وبنوا عليه، وعمل له مسجد، ونقلت إليه القناديل والبسط والقوام والحفظة. قام بذلك الأمير أبو المسك. فالله أعلم من ذاك الميت.
سنة سبع وثمانين وثلاث مائة
.
فيها توفي فخر الدولة علي ابن ركن الدولة ابن بويه بالري، ورتبوا ولده رستم في السلطنة وهو ابن أربع سنين، وكان فخر الدولة قد أقطعه أبوه
بلداناً، فلما توفي أخوه بويه كتب إليه الصاحب إسماعيل بن عباد يحثه على الإسراع، فقدم وتملك مكان أخيه، واستوزر ابن عباد.
وكان شهماً شجاعاً، جماعاً للأموال، لقبه الطائع ملك الأمة. وكانت سلطنته أربع عشرة سنة، وعاش ستاً وأربعين سنة. ولما اشتد به مرضه أصعد إلى قلعة، فبقي بها أياماً يمرض، ثم مات، وكانت الخزائن مقفلة مختومة، وقد جعل مفاتيحها في كيس من حديد وسمر، وحصلت عند ولده رستم، فلم يوجد ليلة وفاته شيء يكفن فيه، وتعذر النزول إلى البلد لشدة شغب الجند، فاشتروا من قيم الجامع ثوباً، فلف فيه، وشد بالحبال، وجر على درج القلعة حتى تقطع، وكان يقول: قد جمعت لولدي ما يكفيهم ويكفي عسكرهم خمس عشرة سنة.
وكان قد ترك ألفي ألف دينار وثمان مائة ألف وخمسة وسبعين ألف دينار، ومن الجواهر واليواقيت واللؤلؤ أربعة عشر ألف، وخمس مائة قطعة، قيمتها ثلاثة آلاف ألف، ومن الأواني الذهب ما وزنه ألف ألف دينار، ومن أواني الفضة ثلاثة آلاف ألف درهم، ومن الثياب ثلاثة آلاف حمل، وخزانة السلاح ألفا حمل، وخزانة الفرش ألف وخمس مائة حمل، إلى غير ذلك.
سنة ثمان وثمانين وثلاث مائة
.
فيها قبض القادر بالله على كاتبه أبي الحسن علي بن عبد العزيز، وقلد كتابته أبا العلاء سعيد بن الحسن بن تربك، ثم بعد شهرين ونصف عزله، وأعاد أبا الحسن.
وفي ذي الحجة جاء برد مفرط ببغداد، وتجلد الماء وبول الدواب والخل.
وفيها جلس القادر بالله للرسولين اللذين من جهة أبي طالب رستم ابن فخر الدولة وأبي النجم بدر بن حسنويه، فعهد لرستم على الري وأعمالها، وأرسل إليه اللواء والخلع، وعهد لبدر على الجبل، ولقبه أبا طالب مجد الدولة.
أعجوبة:
وهي هلاك تسعة ملوك على نسق في سنتي سبع وثمانين وثمان وثمانين وثلاثمائة، وفيهم يقول أبو منصور عبد الملك بن محمد الثعالبي:
ألم تر مذ عامين أملاك عصرنا يصيح بهم للموت والقتل صائح فنوح بن منصور طوته يد الردى على حسرات ضمنتها الجوانح ويا بؤس منصور وفي يوم سرخس تمزق عنه ملكه وهو طائح وفرق عنه الشمل بالسمل فاغتدى أميراً ضريراً تعتريه الجوائح وهو أبو الحارث منصور بن نوح.
وصاحب مصر قد مضى لسبيله ووالي الجبال غيبته الضرائح
هو العزيز معد بن المعز تميم، ووالي الجبال هو فخر الدولة علي بن بويه الديلمي.
وصاحب جرجانية في ندامة ترصده طرف من الحين طامح وخوارزم شاه شاه وجه نعيمه وعن له يوم من النحس كالح
هو أبو العباس مأمون بن محمد بن خوارزم شاه.
وكان علا في الأرض يخبطها أبو علي إلى أن طوحته الطوائح
هو أبو علي محمد بن محمد بن إبراهيم بن سيمجور.
وصاحب بست ذلك الضيغم الذي براثنه للمشرقين مفاتح
هو الأمير ناصر الدولة أبو منصور سبكتكين.
أناخ به من صدمة الدهر كلكل فلم يغن عنه والمقدر سانح جيوش إذا أربت على عدد الحصى تغص بها قيعانها والصحاصح ودارت على صمصام دولة بويه دوائر سوء كلهن فوادح
هو أبو كاليجار ابن عضد الدولة فناخسرو.
وقد جاز والي الجوزجان قناطر الـ ـحياة فوافته المنايا الطوائح وفائق المجبوب قد جب عمره فأمسى ولم يندبه في الأرض نائح مضوا في مدى عامين واختطفتهم عقاب إذا طارت تخر الجوارح أمالك فيهم عبرة مستفادة بلى، إن نهج الاعتبار لواضح
سنة تسع وثمانين وثلاثمائة
.
كانت قد جرت عادة الشيعة في الكرخ وباب الطاق، بنصب القباب، وإظهار الزينة يوم الغدير، والوقيد في ليلته، فأرادت السنة أن تعمل في مقابلة هذا شيئا، فادعت أن اليوم الثامن من يوم الغدير كان اليوم الذي حصل فيه النبي صلى الله عليه وسلم وأبو بكر في الغار، فعملت فيه ما تعمل الشيعة في يوم الغدير، وجعلت بإزاء عاشوراء يوماً بعده بثمانية أيام، نسبته إلى مقتل مصعب بن الزبير، وزارت قبره بمسكن، كما يزار قبر الحسين، فكان ابتداء ما عمل في الغار يوم الجمعة لأربع بقين من ذي الحجة، وأقامت السنة هذا الشعار القبيح زماناً طويلاً، فلا قوة إلا بالله.
وفيها عزل ملك ما وراء النهر من المملكة، وهو منصور بن نوح، وحبس بسرخس. وبويع أخوه عبد الملك، فبقي في الملك تسعة أشهر، وحاربه إيلك الخان، وأسره، واستولى على بخارى في ذي القعدة من هذا العام. ومات عبد الملك بأفكند في السجن بعد قليل.
سنة تسعين وثلاثمائة
.
فيها ظهر بسجستان معدن للذهب، فكانوا يصفون من التراب الذهب الأحمر.
وفيها قلد القاضي أبو عبد الله الحسين بن هارون الضبي مدينة المنصور، مضافاً إلى قضاء الكوفة وغيرها، وولي القاضي أبو محمد عبد الله بن محمد الأكفاني الرصافة وأعمالها.
وفيها ولي نيابة دمشق فحل بن تميم من جهة الحاكم، فمرض ومات بعد أشهر، وولي بعده علي بن جعفر بن فلاح.
بسم الله الرحمن الرحيم
(الوفيات)
سنة إحدى وثمانين وثلاثمائة.
1 -
أحمد بن إبراهيم بن تمام
، أبو بكر السكسكي المقرئ الفقيه، قاضي بعلبك.
سمع خيثمة الأطرابلسي، وأبا الميمون بن راشد، وجماعة. وعنه محمد بن يونس الإسكاف، وأحمد بن الحسن الطيان.
2 -
أحمد بن الحسين بن أحمد بن حمويه
، أبو نصر النيسابوري المؤذن الوراق، المعروف بابن حسكويه.
كان كثير الحديث، سمع السراج، وابن خزيمة، والماسرجسي، ومحمد بن إبراهيم العبدويي. روى عنه الحاكم، وأبو سعد الكنجروذي، وغيرهما.
توفي في شعبان.
3 -
أحمد بن الحسين بن مهران
، أبو بكر الأصبهاني ثم النيسابوري المقرئ العابد، مصنف كتاب الغايات في القراءات.
قرأ لهشام بدمشق ولابن ذكوان على أبي الحسن محمد بن النضر الأخرم، وببغداد على زيد بن أبي بلال الكوفي، وابن مقسم، وأبي بكر النقاش، وأبي الحسين بن بويان، وأبي عيسى بكار بن أحمد، وهبة الله بن جعفر، وبخراسان على غير واحد.
وسمع من أبي العباس السراج، وابن خزيمة، وأحمد بن محمد بن حسين الماسرجسي، ومكي بن عبدان. روى عنه الحاكم، وأبو حفص بن مسرور، وأبو سعد الكنجروذي، وعبد الرحمن بن الحسن بن عليك، والمقرئ أبو سعد أحمد بن إبراهيم.
قال الحاكم: كان إمام عصره في القراءات، وكان أعبد من رأينا من القراء، وكان مجاب الدعوة، انتقيت عليه خمسة أجزاء، وتوفي في شوال، وله ست وثمانون سنة. وتوفي في هذا اليوم أبو الحسن العامري صاحب الفلسفة، فحدثني عمر بن أحمد الزاهد، قال: سمعت الثقة من أصحابنا يذكر أنه رأى أبا بكر بن مهران في المنام في الليلة التي دفن فيها، فقلت: أيها الأستاذ، ما فعل الله بك؟ قال: إن الله عز وجل أقام أبا الحسن العامري بحذائي وقال: هذا فداؤك من النار.
وقال الحاكم: قرأنا على ابن مهران ببخارى كتاب الشامل له في القراءات.
وقرأت أنا كتاب الغاية له على أبي الفضل بن عساكر، بإجازته من المؤيد الطوسي، وزينب الشعرية، قالا: أخبرنا زاهر الشحامي، قال: أخبرنا أبو بكر أحمد بن إبراهيم بن موسى المقرئ، قال: أخبرنا المصنف رحمه الله، وقد قرأ عليه جماعة، منهم أبو الوفا مهدي بن طرارة شيخ الهذلي.
4 -
أحمد بن محمد بن الحارث الفقيه
، أبو الحسين المديني الضرير.
حدث في هذا العام عن أبي القاسم البغوي، وابن أبي داود. وعنه أحمد بن علي اليزدي، وأبو نصر الكسائي.
5 -
أحمد بن محمد بن الفضل بن الجراح
، أبو بكر الخزاز البغدادي.
سمع أبا حامد الحضرمي، وأبا بكر بن دريد، ولزم ابن الأنباري، فأكثر عنه وروى تصانيفه.
وكان ثقة أديباً، ظاهر المروءة من الفرسان المذكورين؛ روى عنه أبو القاسم التنوخي، وأبو محمد الجوهري.
6 -
إبراهيم بن محمد بن محفوظ بن معقل
، أبو إسحاق النيسابوري.
شيخ محتشم، كان أحد المجتهدين في العبادة، سمع أبا بكر بن
خزيمة، وأبا العباس السراج، وأحمد بن محمد الماسرجسي.
توفي في ربيع الأول.
وعنه الحاكم، وقال: رأيت أصوله صحيحة، أكثرها بخطه.
7 -
بزال الأمير
.
ولي حرب منير الذي كان على نيابة دمشق، فهزمه بزال، واستولى على دمشق في هذه السنة، وقد ولي طرابلس أيضاً.
8 -
بكجور التركي
، الأمير أبو الفوارس، مولى سيف الدولة بن حمدان.
ولي إمرة حمص، ثم ولي دمشق للعزيز العبيدي سنة ثلاث وسبعين وثلاثمائة، فجار وظلم وصادر، وخرج عن طاعة العزيز، فجهز إليه منير الخادم من مصر، في سنة ثمان وسبعين، فبعث بكجور عسكراً، فالتقوا، فانتصر منير، ثم تصالحا، وذهب بكجور إلى الرقة، وأقام بها دعوة العزيز، ثم قتل بنواحي حلب، في سنة إحدى هذه.
9 -
بشر بن الحسين الشيرازي
، قاضي القضاة أبو سعيد.
قدمه عضد الدولة للقضاء، فولاه الطائع قضاء القضاة، سنة تسع وستين. وكان فقيهاً ظاهرياً متديناً، معظماً للآثار، وما أراه قدم بغداد، بل استناب عليها أربعة قضاة، ثم إنه عزل في سنة ست وسبعين.
مات بشيراز عن سبعين سنة في هذا العام. أرخه ابن الخازن.
وقال أبو إسحاق الشيرازي في طبقات الفقهاء في أصحاب داود: ومنهم قاضي القضاة أبو سعد بشر بن الحسين، كان إماماً، أخذ العلم عن علي بن محمد صاحب ابن المغلس بفارس.
10 -
جوهر، أبو الحسن القائد
الرومي المعروف بالكاتب، مولى المعز أبي تميم.
قدم من المغرب بتجهيز المعز إلى ديار مصر في الجيوش والأهبة الوافرة في سنة ثمان وخمسين، فاستولى على إقليم مصر، وابتنى القاهرة، واستمر عالي الأمر نافذ الكلمة.
وكان بعد موت كافور صاحب مصر قد انخرم النظام، وأقيم في الملك أحمد بن علي بن الإخشيد وهو صغير، فكان ينوب عنه ابن عم والده الحسن بن عبيد الله بن طغج، والوزير، حينئذ جعفر بن الفرات، فقلت الأموال على الجند، فكتب جماعة إلى المعز يطلبون منه عسكراً ليسلموا إليه مصر، فنفذ جوهراً في نحو مائة ألف فارس أو أكثر، فنزل بتروجة بقرب الإسكندرية، فراسله أهل مصر في طلب الأمان وتقرير أملاكهم لهم، فأجابهم جوهر، وكتب لهم العهد، فعلم الإخشيدية بذلك، فتأهبوا للقتال، فجاءتهم الكتب والعهود، فاختلفت كلمتهم. ثم أمروا عليهم ابن الشويزاني، وتوجهوا للقتال نحو الجزيرة، وحفظوا الجسور، فوصل جوهر إلى الجيزة، ووقع بينهم القتال في حادي عشر شعبان، ثم سار جوهر إلى منية الصيادين، وأخذ مخاضة منية شلقان، ووصل إلى جوهر طائفة من العسكر في مراكب، وحفظ أهل مصر البلد، فقال جوهر للأمير جعفر بن فلاح: لهذا اليوم خبأك المعز، فعبر عرياناً في سراويل، وهو في مركب، ومعه الرجال خوضاً، فوصلوا إليهم، ووقع القتال بينهم، فقتل خلق كثير من الإخشيدية، وانهزم الباقون، ثم أرسلوا يطلبون الأمان، فأمنهم جوهر، وحضر رسوله ومعه بند أبيض، وطاف بالأمان، ومنع من النهب، فسكن الناس، وفتحت الأسواق، ودخل من الغد جوهر القائد في طبوله وبنوده، وعليه ثوب ديباج مذهب، ونزل موضع القاهرة اليوم، واختطها، وحفر أساس القصر لليلته، وأرسل إلى مولاه يبشره بالفتح، وبعث إليه برؤوس القتلى، وقطع خطبة بني العباس، ولبس السواد، وألبس الخطباء البياض، وأن يقال في الخطبة: اللهم صل على محمد المصطفى، وعلى علي
المرتضى، وعلى فاطمة البتول، وعلى الحسن والحسين سبطي الرسول، وصل على الأئمة آباء أمير المؤمنين المعز بالله.
ثم في ربيع الآخر سنة تسع وخمسين أذنوا بمصر بـ حي على خير العمل، واستمر ذلك، وكتب إلى المعز يبشره بذلك، وفرغ من بناء جامع القاهرة في رمضان سنة إحدى وستين، والأغلب أنه الجامع الأزهر.
وكان جوهر حسن السيرة في الرعية، ولما مات رثاه جماعة من الشعراء.
توفي سنة إحدى وثمانين، وهو على معتقد العبيدية.
11 -
الحسن بن محمد بن جعفر بن محمد
بن حفص المغازلي الأصبهاني.
في المحرم.
12 -
الحسين بن عمر بن عمران بن حبيش
، أبو عبد الله البغدادي، الضرار ويعرف بابن الضرير.
سمع حامد بن شعيب، ومحمد بن محمد الباغندي، وعنه عبيد الله الأزهري، وأبو القاسم التنوخي.
وثقه العتيقي.
16 -
الحسين بن موسى بن سعيد
، أبو علي الخياط المصري، إمام جامع مصر.
وعاش تسعاً وسبعين سنة.
14 -
حمدان بن أحمد بن شارك الهروي
.
روى عن أبي إسحاق بن ياسين. روى عنه أبو يعقوب القراب.
15 -
حيان القرطبي
، أبو بكر الزاهد العابد.
من كبار الأولياء، ومن أصحاب أبي بكر بن مجاهد الصوفي، توفي بقرطبة في ربيع الأول من السنة.
16 -
خلف بن إبراهيم بن عصمة النيلي النيسابوري
.
سمع أبا العباس السراج وجماعة، وتوفي في جمادى الآخرة.
17 -
شريف ابن سيف الدولة علي بن عبد الله بن حمدان
، الأمير أبو المعالي سعد الدولة.
ملك حلب ونواحيها بعد أبيه، وطالت أيامه، ثم عرض له قولنج أشفى منه على التلف، ثم تماثل، فواقع جارية فلما فرغ بطل نصفه، فدخل إليه الطبيب فأمر أن يسجر عنده الند والعنبر، فأفاق قليلاً، فقال له الطبيب: أرني يدك، فناوله يده اليسرى، فقال: هات اليمين. فقال: ما تركت لي اليمين يميناً. وكان قد حلف وغدر.
وتوفي في رمضان، وله أربعون سنة وأشهر، وتولى بعده ابنه أبو الفضائل سعد، وبموت سعد انقرض ملك سيف الدولة.
18 -
شيبان بن محمد الضبعي البصري
.
لا علم متى توفي. لقيه أبو ذر الهروي بعد الثمانين وثلاثمائة، وقال: قرأت عليه من أصل سماعه: قال: حدثنا أبو خليفة، فذكر أحاديث.
19 -
عبد الله بن أحمد بن حموية بن يوسف بن أعين
، أبو محمد السرخسي.
سمع سنة ست عشرة وثلاثمائة من الفربري صحيح البخاري، وسمع من عيسى بن عمر بن العباس السمرقندي كتاب الدارمي، وسمع من إبراهيم بن خزيم الشاشي مسند عبد وتفسيره.
روى عنه أبو ذر عبد بن أحمد الهروي، وأبو يعقوب إسحاق بن إبراهيم القراب، ومحمد بن عبد الصمد الترابي المروزي، وعلي بن عبد الله ومحمد بن أحمد بن محمد بن محمود الهرويان، وأبو الحسن عبد الرحمن بن محمد بن المظفر الداودي.
وقال أبو ذر: قرأت عليه وهو ثقة وصاحب أصول حسان.
قلت: وله جزء مفيد عد فيه أبواب الصحيح، وعد ما في كل كتاب
من الأحاديث، فأورد ذلك الشيخ محيي الدين في مقدمة ما شرح من الصحيح. وأعلى شيء يروى في سنة ثلاث وعشرين وسبعمائة حديث الحمويي هذا، وقعت لنا الكتب المذكورة من طريقه.
ولد سنة ثلاث وتسعين ومائتين.
20 -
عبد الله بن محمد بن بكر بن محمد بن عبد الرزاق بن داسة
، أبو محمد البصري التمار.
توفي في صفر. أحسبه روى عن أبيه صاحب أبي داود. وروى عن أبي بكر محمد بن الحسين بن مكرم، والحسين بن إسماعيل المحاملي وخلق. وعنه أبو ذر الهروي.
21 -
عبد الرحمن بن عبد الله المالكي الفقيه
، أبو القاسم المصري الجوهري.
توفي بمصر، وهو صاحب مسند الموطأ سمعه منه طائفة، منهم أبو العباس بن نفيس المقرئ، وأبو بكر بن عبد الرحمن، وأبو الحسن بن فهد، وآخرون.
توفي في رمضان.
22 -
عبد الرحيم بن محمد بن حمدون بن بخار الفقيه
. أبو الفضل النيسابوري البخاري، نسبة إلى جده.
كان من أعيان أصحاب أبي الوليد الفقيه، درس في حياته، وسمع من أبي حامد ابن الشرقي، ومكي بن عبدان، وحدث.
توفي في جمادى الأولى. وقد توفي سنة ثمان وأربعين والده.
23 -
عبد العزيز بن علي بن محمد بن إسحاق بن الفرج
، أبو عدي المصري، ويعرف بابن الإمام.
كان مقرئاً مجوداً لقراءة ورش تلا بها على أبي بكر بن سيف صاحب
أبي يعقوب الأزرق. قرأ عليه طاهر بن غلبون، وعبد الجبار بن أحمد الطرسوسي، وإسماعيل بن عمرو الحداد، وأبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي، ومكي بن أبي طالب، وأبو عمر الطلمنكي، وأبو العباس أحمد بن علي بن هاشم، وأبو العباس أحمد بن سعيد بن أحمد بن نفيس، وغيرهم.
وطال عمره وتفرد بعلو هذه الطريق.
وقد حدث عن ابن قديد، ومحمد بن زبان. روى عنه يحيى ابن الطحان.
وقال أبو إسحاق الحبال: توفي لعشر خلون من ربيع الأول.
24 -
عبيد الله بن أحمد بن معروف
، أبو محمد البغدادي المعتزلي قاضي القضاة.
ولي بعد أبي بشر عمر بن أكثم، وسمع من يحيى بن صاعد، وابن نيروز، وأبي حامد محمد بن هارون الحضرمي، ومحمد بن نوح وجماعة.
ولد سنة ست وثلاثمائة.
قال الخطيب: كان من أجلاد الرجال وألباء الناس، مع تجربة وحنكة وفطنة، وبصيرة ثاقبة، وعزيمة ماضية. وكان يجمع وسامة في منظره، وظرفاً في ملبسه، وطلاقة في مجلسه، وبلاغة في خطابه، ونهوضاً بأعباء الأحكام، وهيبة في القلوب قد ضرب في الأدب بسهم، وأخذ من علم الكلام بحظ.
وقال العتيقي: كان مجرداً في الاعتزال، ولم يكن له سماع كثير.
قلت: روى عنه الحسن بن محمد الخلال، والعتيقي، وعبد الواحد بن شيطا، وأبو جعفر ابن المسلمة. ووثقه الخطيب.
توفي في صفر، وله شعر رائق، فحل.
25 -
عبيد الله بن عبد الرحمن بن محمد
بن عبيد الله بن سعد بن إبراهيم بن سعد بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف الزهري، أبو الفضل.
بغدادي مسند كبير القدر. سمع جعفر بن محمد الفريابي، وإبراهيم بن شريك الأسدي وعبد الله ابن المخرمي، وعبد الله بن إسحاق المدائني، ومحمد بن حميد بن المجدر، والبغوي. وعنه أبو بكر البرقاني، وأبو محمد الخلال، وعبد العزيز الأزجي، وأبو القاسم التنوخي، وجماعة آخرهم وفاة أبو جعفر ابن المسلمة.
قال الخطيب: كان ثقة، ولد سنة تسعين ومائتين. أخبرني العتيقي قال: سمعت أبا الفضل الزهري يقول: حضرت مجلس الفريابي وفيه عشرة آلاف رجل لم يبق منهم غيري، وجعل يبكي.
وذكره الأزجي، فقال: شيخ ثقة، مجاب الدعاء.
وقال الدارقطني: ثقة صاحب كتاب، وآباؤه كلهم قد حدثوا.
توفي في ربيع الأول، وقيل: في ربيع الآخر. قلت: وقع لنا من روايته صفة المنافق للفريابي.
26 -
عتاب بن هارون بن عتاب بن نشر
، أبو أيوب الغافقي الأندلسي من أهل شذونة.
روى عن أبيه، وحج فسمع من أبي حفص عمر الجمحي، وأبي الحسن الخزاعي، وكان صالحاً عابداً.
رحل إليه ابن الفرضي فأكثر عنه، وعاش سبعين سنة.
27 -
عثمان بن جعفر
، أبو عمرو الجواليقي البغدادي.
حدث في هذه السنة عن عبد الله بن إسحاق المدائني، ومحمد بن
محمد ابن الباغندي. وعنه أبو العلاء الواسطي، وأحمد بن محمد العتيقي، وأبو طالب العشاري.
وثقه العتيقي.
28 -
علي بن أحمد بن صالح بن حماد المقرئ القزويني
.
كان قيماً بالقراءات، عمر دهراً، وسمع من يوسف بن عاصم الرازي، ومحمد بن مسعود الأسدي، ويوسف بن حمدان، وأخذ القراءات عن أبي عبد الله الحسين الأزرق، والعباس بن الفضل بن شاذان، ولقي ابن مجاهد ببغداد، وناظره، وأقرأ القرآن ثلاثين سنة.
روى عنه أبو يعلى الخليلي، ومن قوله نقلت ترجمته، وقال: ولد سنة ثلاث وثمانين ومائتين، وتوفي في رمضان سنة إحدى وثمانين وثلاثمائة.
29 -
علي بن محمد بن عبيد الله الزهري
، أبو الحسن الضرير.
كان ببغداد، ذكر أنه من ولد عبد الرحمن بن عوف، وأنه سمع من أبي يعلى الموصلي. وعنه العتيقي، وأبو القاسم التنوخي، وكان كذاباً.
30 -
محمد بن إبراهيم بن علي بن عاصم بن زاذان
، أبو بكر بن المقرئ الحافظ، مسند أصبهان.
طوف الشام ومصر والعراق، وسمع في قريب من خمسين مدينة. سمع محمد بن نصير بن أبان المديني، ومحمد بن علي الفرقدي، وإبراهيم بن متويه، وطبقتهم بأصبهان، وأول سماعه بعد الثلاثمائة. وسمع أحمد بن الحسن الصوفي، وحامد بن شعيب البلخي، وعمر بن إسماعيل بن أبي غيلان، وطبقتهم ببغداد، وأبا يعلى بالموصل، وعبدان بالأهواز، وأبا عروبة بحران، ومحمد بن الحسن بن قتيبة بعسقلان، وإسحاق بن أحمد الخزاعي بمكة، وعبد الله بن زيدان البجلي، وعلي بن العباس المقانعي بالكوفة، وعبد الله بن محمد بن سلم ببيت المقدس، وإبراهيم بن مسرور صاحب
لوين بحلب، وأحمد بن يحيى بن زهير الحافظ بتستر، وسعيد بن عبد العزيز، وأحمد بن هشام بن عمار، ومحمد بن خريم بدمشق، ومحمد بن المعافى بصيدا، ومكحولا ببيروت، وميمون بن هارون بعكا، ومحمد بن عمير صاحب هشام بن عمار بالرملة، ومضاء بن عبد الباقي بأذنة، وجعفر بن أحمد بن سنان بواسط، ومحمد بن علي بن روح المؤدب بعسكر مكرم، ومحمد بن تمام البهراني، ومحمد بن يحيى بن زرين بحمص، والحسين بن عبد الله القطان الأزرق بالرقة، ومحمد بن محمد بن الأشعث، ومحمد بن زبان، وعلي بن أحمد علان، وأحمد بن عبد الوارث العسال بمصر، ومحمد بن سلمة بن قربا بعسقلان.
وصنف معجم شيوخه، وسمع شرح الآثار للطحاوي منه، وخرج الفوائد، وجمع مسند أبي حنيفة.
روى عنه أبو إسحاق بن حمزة، وأبو الشيخ، وهما أكبر منه، وحمزة السهمي، وأحمد بن موسى بن مردويه، وأبو نعيم، وأبو طاهر بن عبد الرحيم وإبراهيم بن منصور الكراني سبط بحرويه، ومنصور بن الحسين، وأبو طاهر أحمد بن محمود الثقفي، وأحمد بن محمد بن النعمان، وآخرون.
قال أبو طاهر الثقفي: سمعت ابن المقرئ يقول: طفت الشرق والغرب أربع مرات.
وقال رجلان: سمعنا ابن المقرئ يقول: مشيت بسبب نسخة المفضل بن فضالة سبعين مرحلة، ولو عرضت على بقال برغيف لم يأخذها.
وقال أبو طاهر بن سلمة: سمعت ابن المقرئ يقول: دخلت بيت المقدس عشر مرات، وحججت أربع حجج، واستلمت الحجر في ليلة مائة وخمسين، وأقمت بمكة خمسة وعشرين شهراً
وعن أبي بكر بن أبي علي قال: كان ابن المقرئ يقول: كنت أنا والطبراني وأبو الشيخ في مدينة الرسول عليه السلام، فضاق بنا الوقت، فواصلنا ذلك اليوم، فلما كان وقت العشاء حضرت القبر، وقلت: يا رسول
الله الجوع. فقال لي الطبراني: اجلس فإما أن يكون الرزق أو الموت، فقمت أنا وأبو الشيخ، فحضر الباب علوي، ففتحنا له، فإذا معه غلامان بزنبيلين فيهما شيء كثير، وقال: يا قوم شكوتموني إلى النبي صلى الله عليه وسلم فإني رأيته، فأمرني بحمل شيء إليكم.
وروى أبو موسى المديني في ترجمة ابن المقرئ: حدثنا معمر بن الفاخر، قال: حدثنا عمي، قال: سمعت أبا نصر بن أبي الحسن بن أبي عمر، يقول: سمعت ابن سلامة يقول: قيل للصاحب إسماعيل بن عباد: أنت رجل معتزلي وابن المقرئ محدث، وأنت تحبه، فقال: إنه كان صديق والدي، وقيل: مودة الآباء قرابة الأبناء، ولأني كنت نائماً، فرأيت النبي صلى الله عليه وسلم في المنام يقول لي: أنت نائم وولي من أولياء الله على بابك، فانتبهت ودعوت البواب، وقلت: من بالباب؟ قال: أبو بكر ابن المقرئ.
وقال أبو عبد الله بن مهدي: سمعت ابن المقرئ يقول: مذهبي في الأصول مذهب أحمد بن حنبل وأبي زرعة.
قال ابن مردويه: هو ثقة مأمون، صاحب أصول، توفي يوم الاثنين في شوال.
وقال أبو نعيم: محدث كبير ثقة، صاحب مسانيد، سمع ما لا يحصى كثرة، وتوفي عن ست وتسعين سنة.
قلت: وكان الصاحب إسماعيل بن عباد يحترمه، وكان خازن كتب الصاحب، وقد خرجت من معجمه أربعين حديثاً عن أربعين شيخاً، في أربعين مدينة، سميتها أربعي البلدان لأبي بكر ابن المقرئ، وسمعناها. وعند أبي سعد المدائني حديثه في غاية العلو.
مات في شوال.
31 -
محمد بن أحمد بن محمد بن محمد بن إبراهيم بن عبدة بن سليط السليطي، أبو جعفر النيسابوري.
عن أبي بكر الإسفراييني، وابني الشرقي، ومكي بن عبدان، وطبقتهم. وعنه الحاكم، وانتقى عليه، وأبو يعلى الصابوني، والكنجروذي وجماعة. حدث أيضاً بمكة والعراق.
32 -
محمد بن حسين بن شنظير
، أبو عبد الله الأموي الطليطلي، والد المحدث أبي إسحاق إبراهيم.
كان فقيهاً عارفاً بمذهب مالك، روى عن وهب بن مسرة، و
محمد بن عبد الله
بن عيشون، وأبي بكر بن وسيم.
توفي في المحرم، وكان ابنه غائباً في الرحلة. وولد سنة خمس عشرة وثلاثمائة.
33 -
محمد بن حم بن ناقب
، أبو بكر البخاري الصفار.
روى عن الحسين بن إسماعيل الفارسي، ومحمد بن سعيد، وحدث بصحيح البخاري عن الفربري.
توفي بسمرقند في ربيع الأول.
34 -
محمد بن سعيد بن قرط
، أبو عبد الله ابن الصابوني القرطبي.
سمع من محمد بن عبد الملك بن أيمن، وقاسم بن أصبغ، والحسن بن سعد، ورحل فسمع من ابن الأعرابي، وطائفة. وكان رفيق ابن السليم في رحتله، فلما ولي ابن السليم القضاء استعمله على نظر الأوقاف، ثم عزل، وظهرت عليه أمور، ذهب فيها ماله كله. وبقي فقيراً.
وقد حدث بيسير، توفي في ربيع الأول.
35 -
محمد بن عبد الله، أبو الحسن النحوي الوراق، زوج بنت أبي سعيد السيرافي.
له شرح مختصر الجرمي في النحو، وغير ذلك.
36 -
محمد بن عبد الله بن عمرو
، أبو جعفر الهروي الفقيه صاحب التفسير.
37 -
محمد بن علي بن الحسن بن سويد
، أبو بكر البغدادي المكتب.
روى عن محمد بن محمد الباغندي، وأبي القاسم البغوي، وأبي عروبة، وطائفة كبيرة، وسافر الكثير. روى عنه أبو بكر البرقاني، وعبيد الله الأزهري، وعلي بن المحسن التنوخي.
ووثقه البرقاني.
وقال الأزهري: صدوق، تكلموا فيه بسبب روايته عن أحمد بن سهل الأشناني كتاب قراءة عاصم.
توفي في رمضان.
38 -
محمد بن القاسم بن أحمد بن فاذشاه
، أبو عبد الله الأصبهاني الشافعي المتكلم الأشعري، المعروف بالنتيف.
ذكره أبو نعيم، فقال: كثير المصنفات في الأصول والفقه والأحكام، ورحل إلى البصرة، وروى عن محمد بن سليمان المالكي، وعلي بن إسحاق المادرائي، وأبي علي اللؤلئي، وتوفي في شهر ربيع الأول.
قلت: ولعله أخذ بالبصرة عن أبي الحسن الأشعري، فإنه أدركه.
قال أبو نعيم: كان ينتحل مذهب الأشعري.
39 -
محمد بن موسى بن مصباح بن عيسى
، أبو بكر القرطبي المؤذن.
سمع أحمد بن خالد، ومحمد بن عبد الملك بن أيمن، وجماعة. وحج فسمع من ابن الأعرابي، والمصريين. وكان صالحا متهجداً بكاءً.
40 -
محمد بن يبقى بن زرب بن يزيد
، أبو بكر القرطبي الفقيه المالكي.
سمع قاسم بن أصبغ، ومحمد بن عبد الله بن أبي دليم، وجماعة، وتفقه عند اللؤلئي وغيره.
وكان أحفظ أهل زمانه لمذهب مالك؛ كان القاضي أبو بكر محمد بن السليم يقول له: لو رآك ابن القاسم لعجب منك.
ولما توفي ابن السليم ولي ابن يبقى قضاء الجماعة في سنة سبع وستين وإلى أن مات، وإليه كانت الصلاة والخطابة.
وصنف كتاب الخصال في مذهب مالك عارض به كتاب الخصال لابن كاس الحنفي، فجاء في غاية الإتقان، وله كتاب الرد على ابن مسرة.
وكان الحاجب ابن أبي عامر يعظمه ويجلسه معه، ولما توفي أظهر بن أبي عامر لموته غماً شديداً؛ توفي في رمضان، وكان مع فقهه بصيراً بالعربية والحساب، مشكور السيرة، رئيساً، كثير المحاسن.
41 -
محمد بن يوسف بن محمد بن دوست العلاف
، أبو بكر البغدادي.
سمع أبا القاسم البغوي، وعبد الملك بن أحمد الدقاق. وعنه أبو محمد الخلال، وأبو الحسين محمد بن علي ابن المهتدي بالله.
قال أحمد بن محمد العتيقي: هو صالح ثقة.
قلت: وثم مجلس يرويه أبو اليمن الكندي هو لأبي عبد الله، ولد هذا، لا له.
42 -
مظفر بن الحسن بن المهند
، أبو الحسن السلماسي. روى عن أحمد بن جوصا، وأبي بكر بن زياد النيسابوري. روى عنه ابنه مهند، وأبو العباس النشوي، وأحمد بن حريز السلماسي.
43 -
معاذ بن محمد بن يعقوب
، أبو القاسم الزاهد.
توفي في جمادى الآخرة.
44 -
منير الصقلبي الخادم
، غلام الوزير يعقوب بن كلس.
ولي إمرة دمشق، فقدمها من مصر سنة ثمان وسبعين، فلما كان في هذا العام، عام أحد وثمانين، قدم بزال من طرابلس في رمضان، فانهزم منير وطلب الجبال، وقصد جوسية، ثم حلب، فأسره رجل من العرب، وأتى به دمشق، وقد قدمها ينجوتكين التركي نائباً، فأركب منيراً على جمل وطافوا به في البلد، وقرن معه قرد، ثم أرسل إلى مصر، فعفا عنه العزيز العبيدي.
45 -
هارون بن عتاب بن نشر
، أبو أيوب الشذوني الغافقي الأندلسي.
رحل إلى المشرق، وسمع من أبي بكر الأنماطي، والطنجي وأبي محمد الطوسي، وبمصر من القيسي.
قال النفزي: ما كان بالأندلس أفضل منه، وكان مالكي المذهب.
46 -
يعقوب بن موسى
، أبو الحسين الأردبيلي.
سكن بغداد، وحدث بسؤالات البرذعي أبا زرعة، عن أحمد بن طاهر بن النجم عن البرذعي. روى عنه الدارقطني مع تقدمه، وأبو بكر البرقاني، ووثقه، وكان فقيهاً شافعياً.
وفيها خلع الطائع نفسه مكرهاً، وبايعوا القادر بالله أحمد بن إسحاق ابن المقتدر بالله.
سنة اثنتين وثمانين وثلاثمائة.
47 -
أحمد بن أبان بن سيد
، أبو القاسم الأندلسي اللغوي، صاحب شرطة قرطبة.
كان مقدماً في علم اللغة، بارعاً، سريع الكتابة، صنف كتاب العالم في اللغة مائة مجلدة على الأجناس، وتوفي في هذا العام.
روى عن أبي علي القالي كتاب النوادر، وروى عن سعيد بن عامر الإشبيلي كتاب الكامل. أخذ عنه أبو القاسم الإفليلي وغيره.
48 -
أحمد بن بندار بن محمد بن عبد الله بن مهران
، أبو زرعة العيشي الإستراباذي الفقيه، قاضي إستراباذ.
كتب بأردبيل عن حفص بن عمر بن زيلة الحافظ، ودرس الفقه ببغداد على أبي علي بن أبي هريرة، فيما يقال.
49 -
أحمد بن عبيد الله
، أبو علي، أخو القائم محمد بن المهدي.
مات في ذي القعدة بمصر، وصلى عليه ابن ابن ابن ابن أخيه العزيز صاحب مصر.
ورخه القفطي، وله أربعة إخوة ماتوا قبله بمدة.
50 -
أحمد بن عتبة بن مكين
، أبو العباس الدمشقي الجوبري المطرز الأطروش.
روى عن عبد الله بن عتاب ابن الزفتي، ومحمد بن خريم، وسعيد بن عبد العزيز، وأبي الجهم بن طلاب، وخلق سواهم. وعنه عبد الوهاب ابن الجبان، وعلي ابن السمسار، وجماعة.
قال الكتاني: كان ثقة نبيلاً.
51 -
أحمد بن علي بن عمر
، أبو الحسين البغدادي المشطاحي.
روى عن طبقة البغوي. وعنه أبو طاهر بن سعدون الموصلي، وكان ثقة.
52 -
أحمد بن محمد بن رجاء القاضي
، أبو حامد السرخسي.
توفي في شوال.
أحمد بن منصور بن ثابت، أبو العباس الشيرازي الحافظ.
حدث بدمشق عن القاسم بن القاسم السياري، وعبد الله بن جعفر بن فارس الأصبهاني، والحسن بن عبد الرحمن الرامهرمزي، وجماعة. وعنه أبو نصر الإسماعيلي، وأبو عبد الله الحاكم، وتمام الرازي.
قال الحاكم: جمع من الحديث ما لم يجمعه أحد، وصار له القبول بشيراز، بحيث يضرب به المثل.
وقال الدارقطني: أحمد بن منصور الشيرازي، أدخل بمصر، وأنا بها، أحاديث على جماعة من الشيوخ.
قلت: ذكر يحيى بن منده ما يدل على أن الذي دخل مصر، وأدخل على شيوخها رجل آخر، اسمه أحمد بن منصور، وقال: كانا أخوين، والغلط في اسمه.
وعن أبي العباس صاحب الترجمة، قال: كتبت عن الطبراني ثلاثمائة ألف حديث.
وقال الحسين بن أحمد الصفار الشيرازي: لما مات أحمد بن منصور الحافظ، جاء إلى أبي رجل فقال: رأيته في النوم، وهو في المحراب واقف، في جامع شيراز، وعليه حلة، وعلى رأسه تاج مكلل بالجوهر، فقلت: ما فعل الله بك؟ قال: غفر لي وأكرمني، وأدخلني الجنة، فقلت: بماذا؟ قال: بكثرة صلاتي على رسول الله صلى الله عليه وسلم.
54 -
الحسن بن عبد الله بن سعيد
، أبو أحمد العسكري الإمام الأديب.
سمع من عبدان الأهوازي، وأحمد بن يحيى بن زهير التستري، وأبي القاسم عبد الله البغوي، وأبي بكر بن أبي داود، وأبي بكر بن دريد، وإبراهيم بن عرفة نفطويه، ومحمد بن جرير الطبري، والعباس بن الوليد بن شجاع الأصبهاني، وجماعة.
روى عنه أبو بكر أحمد بن محمد بن جعفر اليزدي الأصبهاني، وأبو الحسن علي بن أحمد النعيمي، وأبو سعد الماليني، وأبو الحسين محمد بن الحسن الأهوازي، وأبو علي الحسن بن علي بن إبراهيم الأهوازي المقرئ، وأبو نعيم الحافظ، وأبو بكر محمد بن أحمد الوادعي، وعبد الواحد بن أحمد الباطرقاني، وأحمد بن محمد بن زنجويه، ومحمد بن منصور بن حيكان التستري، وعلي بن عمر الإيذجي، وأبو سعيد الحسن بن علي بن بحر التستري السقطي، وآخرون.
وقال فيه السلفي: كان من الأئمة المذكورين بالتصرف في أنواع العلوم، والتبحر في فنون الفهوم، ومن المشهورين بجودة التأليف، وحسن التصنيف، ومن جملة تصانيفه الحكم والأمثال، وكتاب التصحيف وكتاب راحة الأرواح وكتاب الزواجر والمواعظ، وبقي حتى علا به السن، واشتهر في الآفاق، انتهت إليه رياسة التحديث والإملاء للآداب، والتدريس بقطر خوزستان، وكان يملي بالعسكر وتستر ومدن ناحيته. قلت: أخبرنا بنسبه أبو علي بن الخلال، قال: أخبرنا جعفر، قال: أخبرنا السفلي، قال: أخبرنا أبو الحسين ابن الطيوري، قال: أخبرنا أبو سعيد الحسن بن علي السقطي بالبصرة، قال: حدثنا أبو أحمد الحسن بن
عبد الله بن سعيد بن إسماعيل بن زيد بن حكيم العسكري إملاء سنة ثمانين وثلاثمائة بتستر. قال السفلي: فذكر مجالس من أماليه هي عندي.
ولما توفي أبو أحمد رثاه الصاحب إسماعيل بن عباد، وأنشد فيه:
قالوا: مضى الشيخ أبو أحمد وقد رثوه بضروب الندب فقلت: ماذا فقد شيخ مضى لكنه فقد فنون الأدب
ووفاته بخط أبي حكيم أحمد بن إسماعيل بن فضلان العسكري اللغوي في يوم الجمعة، لسبع خلون من ذي الحجة سنة اثنتين وثمانين وثلاثمائة.
55 -
سليمان بن عبد الرحمن بن سليمان بن معاوية
، أبو أيوب اللخمي القرطبي المؤذن، المعروف بابن العجل.
روى عن قاسم بن أصبغ، ومحمد بن عيسى بن رفاعة، ومحمد بن معاوية. كتب عنه غير واحد.
توفي سنة اثنتين أو ثلاث وثمانين.
56 -
عبد الله بن أحمد بن محمد بن يعقوب
، أبو القاسم النسائي الفقيه الشافعي.
حدث ببغداد سنة اثنتين وأربعين وثلاثمائة، فسمع منه أحمد بن جعفر الختلي، وأبو القاسم عبد الله ابن الثلاج، وكان قد سمع من الحسن بن سفيان مسنده، وبه ختم الرواية عن الحسن. وسمع مسند ابن راهويه من عبد الله بن شيرويه عنه، وسمع بالعراق من محمد بن محمد الباغندي وطبقته. روى عنه الحاكم وغيره.
وقال الخطيب: قال الحاكم: توفي في شوال سنة اثنتين وثمانين بنسا.
وعندي في تاريخ الحاكم أنه توفي سنة أربع وثمانين، فالله أعلم، قال: وكان شيخ العدالة والعلم بنسا، وعاش نيفاً وتسعين سنة. فبه
وبمحمد بن عبد الله بن محمد بن شيرويه نزيل فسا المذكور في سنة ثمانين ختم حديث الحسن بن سفيان.
57 -
عبد الله بن عثمان بن محمد بن علي بن بيان
، أبو محمد الصفار.
بغدادي ثقة، سمع إبراهيم بن عبد الصمد الهاشمي، ومحمد بن نوح الجنديسابوري، والمحاملي، وجماعة. وعنه أحمد بن محمد العتيقي، والحسن بن محمد الخلال، وأبو القاسم التنوخي.
58 -
عبد الله بن محمد بن عبد الوهاب
بن نصير بن عبد الوهاب بن عطاء بن واصل، أبو سعيد القرشي الرازي الصوفي.
حج وسافر إلى مصر والشام وجاور، وأقام بنيسابور مدة، فصحب الزاهد أبا علي الثقفي، وحدث عن محمد بن أيوب الرازي ابن الضريس، ويوسف بن عاصم. وخرج في آخر عمره إلى مرو، ثم إلى بخارى فتوفي بها في هذه السنة. وله أربع وتسعون سنة.
ترجمه الحاكم، وروى عنه هو ومحمد بن الحسن بن المؤمل الموصلي، وجماعة آخرهم أبو سعد محمد بن عبد الرحمن الكنجروذي، وأبو يعلى إسحاق بن عبد الرحمن الصابوني، ومحمد بن عبد العزيز المروزي. وقد سمع بدمشق من ابن جوصا، وببغداد من ابن صاعد.
قال الحاكم: ولم يزل كالريحانة عند مشايخ التصوف ببلدنا.
قلت: هو آخر من روى في الدنيا عن ابن الضريس، وقع لنا حديثه بعلو، ورواياته مستقيمة، ولم أر أحداً ضعفه، لكن يكون سماعه من ابن الضريس وهو ابن خمس سنين، على ما ضبط الحاكم من سنه، انتهى إليه علو الإسناد في وقته بخراسان.
59 -
عبد الصمد بن محمد بن إبراهيم
، أبو حاتم المقرئ، خطيب مدينة إستراباذ ومقرئها.
روى عن أبي نعيم بن عدي، والحسن بن حموية، وعنه أبو سعد الإدريسي.
60 -
عبد الواحد بن أحمد بن القاسم
، أبو بكر الزهري النيسابوري الواعظ المتكلم، ويعرف بابن أبي الفضل.
سمع أبا حامد بن بلال، وأبا بكر القطان، والمحبوبي، وطائفة.
قال الحاكم: سمع معنا الكثير، وكان يصوم الدهر، ويختم القرآن في يومين.
توفي في ربيع الأول بنيسابور، رحمه الله.
61 -
عبد الواحد بن محمد بن شاه الشيرازي الصوفي
، أبو الحسين، نزيل نيسابور.
حدث عن إبراهيم بن عبد الصمد الهاشمي، وأبي روق الهزاني، وطبقتهما. وصحب الزهاد زماناً، وحدث بعد الثمانين، ولا أعلم متى مات.
62 -
عمر بن أحمد بن هارون
، أبو حفص الآجري البغدادي المقرئ.
سمع أبا عمر محمد بن يوسف القاضي، وأبا بكر بن زياد النيسابوري، وإسماعيل الوراق وغيرهم. وعنه أبو محمد الخلال، وأبو القاسم التنوخي، وجماعة.
قال الخطيب الحافظ: كان ثقة صالحاً ديناً.
63 -
علي بن مكي بن علي بن حسين
، أبو الحسن الهمذاني الحلاوي.
روى عن عبد الرحمن الجلاب، وأبي جعفر بن عبيد، ومحمد بن خيران. ورحل إلى بغداد فأدرك الخلدي، وأبا سهل بن زياد.
وكان حافظاً فهماً. توفي في ذي القعدة. روى عنه محمد بن عيسى، وحمد بن سهل المؤدب، وعبد الله بن محمد الخواري، وأحمد بن المأمون، وجماعة.
64 -
محمد بن عبد الله بن عمر بن خير
، أبو عبد الله القيسي القرطبي البزاز.
سمع من أحمد بن خالد الجباب، ومحمد بن عبد الملك بن أيمن، وعبد الله بن يونس، وجماعة. وحج سنة اثنتين وثلاثين، فسمع من ابن الأعرابي، وعبد الملك بن بحر الجلاب، ومحمد بن الصموت، ثم رحل ثانياً.
وكان صدوقاً إن شاء الله ضابطاً، وقد اتهم بمذهب ابن مسرة، ولم يصح عنه.
توفي في المحرم، وقل من كتب عنه.
65 – محمد بن عاصم، أبو عبد الله العاصمي القرطبي النحوي.
أخذ عن محمد بن يحيى الرباحي، وأبي علي القالي.
وكان من كبار الأدباء والنحويين بالأندلس.
66 -
محمد بن العباس بن محمد بن زكريا بن يحيى
، أبو عمر بن حيويه الخزاز.
من كبار محدثي بغداد، سمع محمد بن محمد الباغندي، ومحمد بن خلف بن المرزبان، وعبد الله بن إسحاق المدائني، وأبا القاسم البغوي، وخلقاً يطول ذكرهم. وعنه أبو بكر البرقاني، وأبو الفتح بن أبي الفوارس، والعتيقي، والخلال، وعلي بن المحسن التنوخي، وأبو محمد الجوهري، وآخرون.
قال الخطيب: كان ثقة، كتب طول عمره، وروى المصنفات الكبار، ومولده في سنة خمس وتسعين ومائتين. حدثني أبو القاسم الأزهري قال: كان ابن حيويه مكثرا، وكان فيه تسامح، ربما أراد أن يقرأ شيئاً، ولا يكون أصله قريباً منه فيقرأه من كتاب الحسن ابن الرزاز، لثقته
بذلك الكتاب، وكان مع ذلك ثقة. قال: وسألت البرقاني عنه، فقال: ثبت حجة. وقال العتيقي: توفي في ربيع الآخر.
67 -
محمد بن عبد الرحيم بن أحمد بن إسحاق
، أبو بكر الأزدي الكاتب.
بغدادي ثقة، سمع البغوي، وابن صاعد. روى عنه ابنه علي، وأبو محمد الخلال التنوخي.
68 -
محمد بن علي بن محمد بن شنبويه الأصبهاني
، أبو بكر الغزال الكوسج.
سمع علي بن محمد بن مهرويه القزويني. روى عنه أبو نعيم.
69 -
محمد بن الفضل بن علي
، أبو الحسن الحربي الناقد.
سمع أبا القاسم البغوي، وابن صاعد. روى عنه أبو القاسم عبيد الله الأزهري ووثقه.
70 -
محمد بن محمد بن سمعان
، أبو منصور الحيري النيسابوري المذكر، نزيل هراة.
سمع أبا العباس السراج، ومحمد بن المسيب الأرغياني، ومحمد بن أحمد بن عبد الجبار النسوي الرياني، وغيرهم. روى عنه الحاكم، وأبو يعقوب القراب، وجماعة آخرهم موتاً أبو عمر عبد الواحد المليحي.
أقام بهراة أربعين سنة، وتوفي في رجب من السنة.
71 -
محمد بن يوسف بن يعقوب الرقي
.
يقال: توفي فيها. وقد ذكر في المتوفين تقريباً.
سنة ثلاث وثمانين وثلاثمائة.
72 –
أحمد بن إبراهيم بن الحسن بن محمد بن شاذان
بن حرب بن مهران، أبو بكر البغدادي البزاز.
سمع أبا القاسم البغوي، والحسين بن محمد بن عفير، وأحمد بن محمد بن المغلس، ويحيى بن صاعد، وأبا بكر بن دريد، وطائفة بالعراق ومصر والشام، فسمع بدمشق أحمد بن سليمان بن زبان الكندي. روى عنه رفيقه الدارقطني، وابناه أبو علي الحسن، وعبد الله ابنا أبي بكر، والحسن بن محمد الخلال، وأبو القاسم التنوخي، وأبو محمد الجوهري، وخلق سواهم.
وكان يتجر في البز إلى مصر.
قال الخطيب: كان ثقة ثبتاً، كثير الحديث.
ولد في شهر ربيع الأول سنة ثمان وتسعين ومائتين، وأول سماعه سنة ثلاث وثلاثمائة.
قال أبو ذر الهروي: ما رأيت ببغداد في الثقة مثل القواس، وبعده أبو بكر بن شاذان، فقال لأبي ذر وراقه: ولا الدارقطني؟ قال الدارقطني: إمام.
وقال عبيد الله الأزهري: سمعت أبا بكر بن شاذان يقول: جاؤوني بجزء فيه سماعي من محمد بن محمد الباغندي سنة تسع أو عشر وثلاثمائة ولم يكن لي به نسخة، فلم أحدث به. توفي في شوال.
قال الأزهري: كان ابن شاذان ثبتاً حجة.
73 -
أحمد بن إبراهيم بن محمد
، العلامة أبو حامد البغولني النيسابوري الحنفي الزاهد، شيخ أهل الرأي في عصره وزاهدهم. أفتى ودرس نحواً من ستين سنة، وكتب الحديث بنيسابور والعراق وبلخ وترمذ، وحدث.
ترجمه الحاكم، وقال: مات في رمضان واجتمع الخلق الكثير بجنازته.
74 -
أحمد بن عبد الله بن عبد الرحيم بن كنانة
، أبو عمر بن العنان اللخمي القرطبي.
سمع من أحمد بن خالد بن الجباب، وابن أيمن، ومحمد بن قاسم، وحج، فسمع من ابن الأعرابي، وأحمد بن مسعود الزنبري. سمع الناس منه كثيراً، وحدث عنه محمد بن السليم القاضي في حياته.
قال ابن الفرضي: كان ثقة، خياراً، وشيخا ضابطاً لما كتب، جيد التقييد، وكان من أوثق من كتبنا عنه، قال لي: ولدت سنة تسع وتسعين ومائتين وتوفي وأنا بالمشرق.
75 -
أحمد بن جعفر بن الحسن البلدي الواعظ
.
قدم دمشق، وحدث بها عن أبي يعلى الموصلي، ومحمد بن صالح بن ذريح العكبري، وغيرهما. وعنه تمام الرازي، وأبو نصر بن الجبان، ومكي بن الغمر.
قال ابن الأكفاني: توفي سنة ثلاث وثمانين.
قلت: لعلها: وستين، فتصحفت.
76 -
أحمد بن عمر بن الروبح
.
سمع أبا القاسم البغوي، وابن صاعد. وعنه أبو طاهر بن عبد الرحيم الكاتب، وأحمد بن محمد العتيقي، ولينه.
77 -
أحمد بن عمر بن يزيد
، أبو العباس ابن الدوغي الوكيل،
من شيوخ همدان.
روى عن جده محمد بن ينال، وعبد الرحمن بن أحمد بن عباد، ومحمد بن عبد الله بلبل، وإبراهيم بن محمد بن يعقوب، والحسن بن نصر الطوسي، وجماعة. روى عنه عبد الرحمن بن أبي الليث، ومحمد بن عيسى، وعلي بن أحمد بن عطية، ويحيى بن علي أبو طالب الدسكري، وأبو سعد يحيى بن أحمد الرازي، وكان حافظاً يحسن هذا الشأن.
توفي في ثامن المحرم.
78 -
أحمد بن محمد عبد الله
، أبو عمرو الزردي الخراساني الأديب، من شيوخ الحاكم.
79 -
أحمد بن محمد بن إبراهيم
، أبو سعيد النيسابوري الجوري المزكي الفقيه.
توفي عن نيف وتسعين سنة. سمع إبراهيم بن محمد بن سفيان الفقيه، وأبا العباس السراج، وأبا بكر بن خزيمة، وعبد الرحمن بن الحسين، وأبا نعيم بن عدي، وابن شنبوذ المقرئ، ومكي بن عبدان.
وقد درس وأفتى زماناً على مذهب أبي حنيفة. روى عنه الحاكم، وأبو حفص بن مسرور، وجماعة. وكان يقال له: الجوري.
توفي في رمضان، وآخر من حدث عنه أبو سعد الكنجروذي.
80 -
أحمد بن محمد بن حمويه
، أبو الوفاء النيسابوري المزكي.
كان أبوه من كبار فقهاء نيسابور، وهو من كبار الشهود. سمع إبراهيم بن محمد بن سفيان الفقيه، وأبا العباس السراج، وابن خزيمة. وحدث في آخر عمره، وتوفي في ربيع الآخر، وله ثلاث وتسعون سنة.
روى عنه الحاكم، وغيره.
81 -
أحمد بن محمد بن محمد بن إسحاق
، أبو علي النيسابوري البزاز.
حدث ببغداد عن أبي حامد بن الشرقي، ومكي بن عبدان. روى عنه أبو بكر محمد بن عبد الملك بن بشران، وأبو القاسم التنوخي.
وكان من فقهاء الحنفية وثقاتهم.
82 -
إسحاق بن محمشاذ
، أبو يعقوب النيسابوري، الزاهد الواعظ، شيخ الكرامية، ورأسهم بنيسابور.
قال الحاكم أبو عبد الله: يقال: إنه أسلم على يديه أكثر من خمسة آلاف نفس، وكان من العباد المجتهدين. قال: ولم أر بنيسابور جمعاً مثل جمع جنازته، ما أظن أنه تخلف عنه أحد، وأطنب في وصفه، مما يدل على أنه من الكرامية، كما عظم في تاريخه محمد بن كرام.
مات في رجب.
83 -
تمام بن عبد الله بن تمام
، أبو غالب المعافري الطليطلي.
حج وسمع من ابن الأعرابي، وجماعة، ومن أبي الحسن بن أبي عياش، حدثه بغزة عن الطهراني، عن عبد الرزاق.
كتب عنه جماعة.
84 -
ثقف الحبشي
.
من كبار مشايخ الصوفية، سافر ولقي المشايخ، وصار خادم دويرة
الرملة، وكان حسن التعهد للفقراء، ثم جاور بالحرم، وبه مات.
ومن كلامه: الحر من يوجب على نفسه خدمة الأحرار، والغني من لا يرى لنفسه على أحد منة، ولا يرى لنفسه استغناءً عن أحد.
85 -
جعفر بن عبد الله بن يعقوب الفناكي
، أبو القاسم الرازي.
روى عن محمد بن هارون الروياني مسنده، وسمع عبد الرحمن بن أبي حاتم، وجماعة.
قال أبو يعلى الخليلي: موصوف بالعدالة وحسن الديانة، وهو آخر من روى عن الروياني، ثم ذكر وفاته في هذه السنة.
روى عنه أبو القاسم هبة الله اللالكائي، وأبو الفضل عبد الرحمن بن أحمد الرازي المقرئ.
أخبرنا إسماعيل بن الفراء، قال: أخبرنا عبد الله بن أحمد الفقيه سنة ست عشرة وستمائة، قال: أخبرنا محمد بن عبد الباقي، قال: أخبرنا أحمد بن علي الطريثيثي، قال: أخبرنا هبة الله بن الحسن الحافظ، قال: أخبرنا جعفر بن عبد الله بن يعقوب، قال: حدثنا محمد بن هارون الروياني، قال: حدثنا أبو كريب، قال: حدثنا يحيى، عن أبي بكر، عن الأعمش، عن خيثمة، قال:«مر على خالد بن الوليد بزق خمر، فقال: أي شيء هذا؟ فقالوا: خل. فقال: جعله الله خلا، قال: فنظروا فإذا هو خل، وقد كان خمراً» . وهذا إسناد صحيح.
86 -
جعفر بن محمد بن علي
، أبو محمد الطاهري البغدادي، من ولد عبد الله بن طاهر الأمير.
حدث عن أبي القاسم البغوي، وابن صاعد. وعنه أحمد بن محمد العتيقي، وأبو طالب العشاري. ووثقه الخطيب.
وهو ابن محمد بن علي بن حسين بن إسماعيل بن إبراهيم بن مصعب بن رزيق بن محمد بن عبد الله بن طاهر.
87 -
الحسن بن أحمد بن سعيد
، أبو علي المالكي المؤذن.
ولد سنة اثنتين وتسعين ومائتين، وسمع ببغداد أحمد بن الحسن بن عبد الجبار الصوفي، وأبا عمر القاضي. وعنه العتيقي، وأبو القاسم التنوخي، وقال: ثقة.
88 -
حضرمي بن أحمد بن عبد الله بن محمد بن يحيى بن حمزة الحضرمي البتلهي
، أبو الحسين الدمشقي.
89 -
زياد بن محمد بن زياد
، أبو العباس الأصبهاني، وأصله جرجاني.
روى عن الحسن بن محمد الداركي، ومحمد بن أحمد بن عمرو الأبهري. وعنه أبو بكر بن أبي علي، وأبو نعيم الحافظ.
توفي في جمادى الأولى.
90 -
سعيد ابن القاضي أبي أحمد محمد بن أحمد بن إبراهيم الأصبهاني العسال
، أبو محمد.
روى عن محمد بن علي الجارود، وعلي بن رستم. وعنه أبو نعيم.
91 -
صقر بن عبد الله
، أبو عبد الله الهمذاني الخفاف، الرجل الصالح.
روى عن عبد الرحمن بن حمدان الجلاب، وأحمد بن عبيد، وجماعة. روى عنه محمد بن عيسى، ومحمد الزجاج، وغيرها.
92 -
طاهر بن محمد بن عبد الله بن إبراهيم البغدادي
، أبو عبد الله الكاتب.
سمع أبا حامد الحضرمي، وأحمد بن القاسم الفرائضي، ومحمد بن عبد الله المستعيني. وعنه أبو عبد الله الحاكم، وأبو سعد الكنجروذي، وغيرهما.
مات بنيسابور.
معدود في فقهاء الشافعية؛ قال ابن الصلاح: هو فيما أحسب، والد الأستاذ أبي منصور عبد القاهر.
93 -
ظفر بن إبراهيم بن ظفر
، أبو القاسم المصري الزهيري.
94 -
عبد الله بن عطية بن عبد الله بن حبيب
، أبو محمد المقرئ المفسر العدل.
دمشقي، قرأ على أبي الحسن محمد بن النضر بن الأخرم، وجعفر بن أبي داود، وحدث عن ابن جوصا، وعلي بن عبد الله الحمصي، وأبي علي الحصائري. روى عنه أبو محمد بن أبي نصر، وطرفة الحرستاني، وعبد الله بن سوار العنسي، وأبو نصر ابن الجبان.
وكان إمام مسجد باب الجابية.
قال عبد العزيز الكتاني: توفي في شوال. قال: وكان يحفظ، فيما يقال، خمسين ألف بيت شعر في الاستشهاد على معاني القرآن وغيره، وكان ثقة. حدثنا عنه علي بن الحسن الربعي، وغيره.
95 -
عبد الله بن محمد بن القاسم بن حزم
، أبو محمد الأندلسي القلعي.
رحال جوال، سمع أبا القاسم علي بن أبي العقب، وجماعة بدمشق، وأبا بكر الشافعي، وأبا علي بن الصواف ببغداد، وإبراهيم بن علي الهجيمي
بالبصرة، وأبا جعفر بن دحيم بالكوفة، وعبد الله بن الورد بمصر، ووهب بن مسرة بالأندلس. روى عنه أبو الوليد ابن الفرضي.
وكان شيخاً جليلاً زاهداً شجاعاً مجاهداً، ولاه المستنصر بالله الحكم القضاء، فاستعفاه، فأعفاه منه، وكان فقيهاً صلباً في الحق، ورعاً، كانوا يشبهونه بسفيان الثوري في زمانه، وكان ثقة مأموناً، أخذ الناس عنه الكثير، وبلغنا أنه كان يقف وحده للفئة من المشركين.
توفي بقلعة أيوب في ربيع الآخر، وله ثلاث وستون سنة.
قال ابن الفرضي: سمعت منه علماً كثيراً وسمع منه شيوخنا: أحمد بن عون الله، وعباس بن أصبغ، وابن مفرج القاضي، ونفع الله به عالماً كثيراً، وكانت الرحلة إليه.
96 -
عبد السلام بن الحسين
، أبو غالب المأموني.
شاعر محسن مفلق، بديع القول، بغدادي، شريف جليل. مدح الصاحب بن عباد، ورؤساء نيسابور وبخارى، وكان يسمو بهمته إلى الخلافة.
أخذ عنه الثعالبي وفخمه وأرخه.
97 -
عبد الصمد بن أحمد بن خنبش
، أبو الفتح الخولاني الحمصي.
سمع خيثمة بن سليمان، وعثمان بن محمد السمرقندي، وأحمد بن بهزاد السيرافي، وأبا سهل بن زياد، ورحل إلى مصر والعراق، وحكى عن أبي بكر الصنوبري. كتب عنه عبد الغني بن سعيد، وحدث عنه أبو القاسم التنوخي، وأبو محمد الجوهري، وأبو علي بن وشاح الزينبي، وجماعة.
وله شعر حسن.
حدث في شوال من هذه السنة.
98 -
عبيد الله بن محمد بن علي بن زياد
، أبو محمد ابن الجرادي الكاتب.
بغدادي فاضل، حدث عن أبي القاسم البغوي، وأبي حامد الحضرمي، وأبي بكر بن دريد. وعنه هلال الطيبي المؤدب، وأبو القاسم التنوخي، ومحمد بن علي العشاري، وغيرهم.
توفي سنة ثلاث، وقيل: سنة أربع وثمانين.
99 -
علي بن حسان بن القاسم
، أبو الحسن الجدلي الدممي، ودمما قرية دون الفرات.
شيخ مسن. روى عن محمد بن عبد الله الحضرمي مطين. روى عنه أبو خازم محمد بن الفراء، وأبو القاسم علي بن المحسن، وأبو عبد الله الصيرمي، والقاضي أبو الحسن محمد بن إسحاق القهستاني شيخ أبي صادق مرشد.
قال أبو خازم بن الفراء: تكلموا فيه. توفي في آخر سنة ثلاث وثمانين.
قلت: وقع لنا قطعة من مسند علي لمطين من طريقه.
100 -
علي بن القاسم بن العباس بن الفضل بن شاذان
الرازي القاضي.
سمع أحمد بن خالد صاحب محمد بن حميد الرازي، وأبا محمد بن أبي حاتم. وعنه أبو العلاء الواسطي، والعتيقي.
وثقه العتيقي وورخه.
101 -
مجاهد بن أصبغ بن حسان بن جرير
، أبو الحسن الأندلسي البجاني.
سمع الواضحة من سعيد بن فحلون، وتفسير يحيى بن سلام من علي بن الحسن المري، وكتب الناس عنه كثيراً.
قال ابن الفرضي: قرأت عليه شرح غريب الموطأ لابن حبيب، وكتاب طبقات الفقهاء وكتاب فساد الزمان له، وكان شيخاً صالحاً طاهراً. وقال لي: ولدت سنة خمس وثلاثمائة.
102 -
محمد بن أحمد بن الحسن بن سعيد
، أبو بكر الهاشمي الجرجاني الوراق.
سمع أبا يعقوب البحري إسحاق بن إبراهيم وعبد الله بن عدي الحافظ بجرجان، ومحمد بن عبد الله الصفار، ومحمد بن يعقوب الأصم بنيسابور. وعنه أبو عبد الله الحاكم، وقال: ما رأيت وراقاً أسرع يداً منه، ولا أصح خطاً منه، لكنه تغير بآخرة وخلط.
103 -
محمد بن إسحاق بن محمد
، أبو عبد الله الكيساني القزويني.
سمع الكثير من عبد الرحمن بن أبي حاتم.
104 -
محمد بن حامد
، أبو بكر البخاري الحنفي، شيخ أهل الرأي وفقيههم ببخارى وأعلمهم وأزهدهم، وألزمهم لشمائل السلف.
روى عن الهيثم الشاشي، وعبد الله الكلاباذي، وغيرهما. وعنه الحاكم.
أغلق البلد لموته ثلاثة أيام.
105 -
محمد بن صالح بن محمد بن سعد بن نزار
، أبو عبد الله القحطاني الأندلسي الفقيه المالكي.
سمع بكر بن حماد التاهرتي، وإسماعيل الصفار، وأبا سعيد ابن
الأعرابي وخيثمة الأطرابلسي، وجماعة، ورحل إلى المشرق، وحج. روى عنه الحاكم، وأبو القاسم بن حبيب المفسر، وأبو سهل محمد بن نصرويه المروزي.
وتوفي ببخارى في رجب.
106 -
محمد بن العباس
، أبو بكر الخوارزمي الشاعر المشهور، ويقال له: الطبرخوي، لأن أباه من خوارزم وأمه من طبرستان، فركبوا له من الاسمين نسبة.
وقيل: إنه ابن أخت محمد بن جرير الطبري، وكان مشاراً إليه في عصره. له ديوان شعر، وديوان رسائل، فمن شعره:
قامت تودعني بالأدمع السجم والصمت بين يد منها وبين فم البين أخرسها والبين أنطقها وهذه حالة في الناس كلهم قد طال ما انهزمت عنا السيوف فلا تحاربينا بجيش الورد والعنم لم يبق في الأرض لي شيء أهاب له فهل أهاب انكسار الجفن ذي السقم أستغفر الله من قولي، غلطت بلى أهاب شمس المعالي مقصد الأمم كأن لحظك من سيف الأمير ومن حتم القضاء ومن عزمي ومن كلمي
وهي قصيدة طويلة طنانة، وقد تنقل في البلاد، ومدح الملوك، وأقام بحلب مدة، ثم سكن نيسابور.
قال الحاكم في تاريخه: كان أوحد عصره في حفظ اللغة والشعر، وكان يذاكرني بالأسماء والكنى، حتى يحيرني حفظه. سمع من إسماعيل الصفار وأقرانه. ومن شعره:
بآمل مولدي وبنو جرير فأخوالي ويحكي المرء خاله
فغيري رافضي عن تراث وها أنا رافضي عن كلاله
وله:
مضت الشبيبة والحبيبة فالتقى دمعان في الأحشاء يزدحمان ما أنصفتني الحادثات رمينني بمودعين وليس لي قلبان
107 -
محمد ابن المحدث أبي عمرو عثمان بن أحمد بن السماك
، أبو الحسين البغدادي.
سمع أبا القاسم البغوي، وأبا بكر بن أبي داود، وابن صاعد، وجماعة. روى عنه عبيد الله الأزهري. ووثقه الخطيب.
108 -
محمد بن عدي بن علي بن عدي بن زحر
، أبو بكر المنقري البصري الذي روى سؤالات أبي عبيد الآجري أبا داود السجستاني عن أبي عبيد الآجري.
روى عنه هذا الكتاب بالإجازة أبو الحسن أحمد بن محمد العتيقي. وتوفي في ذي الحجة.
109 -
محمد بن عمر بن أدهم الجياني
، أبو عبد الله.
سمع بقرطبة من قاسم بن أصبغ، وبمكة من ابن الأعرابي، وابن الورد، وابن جامع السكري.
110 -
محمد بن أحمد بن محمد بن عيسى
، أبو بكر الأصبهاني السمسار.
سمع بفسا علي بن الحسين بن معدان، عن إسحاق بن راهويه. وعنه أبو نعيم.
111 -
نصر بن محمد بن أحمد بن يعقوب بن منصور
أبو الفضل بن أبي نصر الطوسي العطار الحافظ.
ولد في حدود سنة عشر وثلاثمائة، وسمع بنيسابور أبا محمد عبدالله بن الشرقي، وأبا حامد بن بلال، وأبا بكر محمد بن الحسين القطان، والليث بن محمد المروزي، ورحل إلى بغداد، فسمع أبا عبد الله المحاملي، وابن مخلد، وطبقتهما، وبالكوفة أبا العباس بن عقدة، وبمكة ابن الأعرابي، وبدمشق أبا علي الحصائري، وابن زبان الكندي، وبمصر محمد بن وردان العامري، وعمر بن الربيع بن سليمان، وبالرملة الربيع بن سلامة، وبحلب محمد بن زيد، وبمنبج أحمد بن يوسف، وبحران أبا علي محمد بن سعيد الحافظ وخلقاً سواهم. روى عنه أبو عبد الله الحاكم، وأبو عبد الرحمن السلمي، وأبو سعيد محمد بن علي النقاش، وأبو نعيم، وأبو سعد الكنجروذي.
قال الحاكم: هو أحد أركان الحديث بخراسان، مع ما يرجع إليه من الدين والزهد والسخاء، والتعصب لأهل السنة. أول رحلته كانت إلى مرو إلى الليث، ولم يخلف يوم مات بالطابران أحسن حديثا منه، وأما في علوم الصوفية وأخبارهم ولقي شيوخهم وكثرة مجالستهم، فإنه توفي يوم توفي ولم يخلف بخراسان مثله في التقدم واللقي.
قلت: صحب الشبلي، وتوفي في المحرم، رحمه الله.
112 -
يحيى بن أحمد بن محمد بن حسن
، أبو عمرو المخلدي النيسابوري.
كان فقيهاً إماماً، من كبار الشافعية، عابدا كثير التلاوة. حدث عن مؤمل بن الحسن الماسرجسي، وابني الشرقي، ومكي بن عبدان، ورحل إلى الشام مع أبي بكر بن مهران، بعد الثلاثين وثلاثمائة، فسمعا منه معاً.
روى عنه الحاكم، وقال: توفي في ربيع الآخر.
113 -
يوسف بن محمد بن سليمان
، أبو عمر الهمداني الشذوني.
سمع من محمد بن عبد الملك بن أيمن، وعبد الله بن يونس، ومحمد بن محمد بن عبد السلام، ومحمد بن يحيى بن لبابة، ورحل إلى المشرق، فأقام بها عشر سنين، وسمع من عثمان بن محمد السمرقندي، وعبد الله بن جعفر بن الورد، وخلق سواهم، وقدم قرطبة بعلم جم.
وكان ثقة خياراً. عاش ثمانين سنة. أخذ عنه ابن الفرضي وجماعة.
سنة أربع وثمانين وثلاثمائة.
114 -
أحمد بن الحسن بن القاسم
، أبو بكر الهمذاني الفلكي الحاسب.
قال حفيده الحافظ أبو الفضل علي بن الحسين: كان جدي جامعاً لفنون؛ كان عالماً بالأدب والنحو والعروض، وسائر العلوم، لاسيما علم الحساب، ولقب الفلكي لهذا المعنى، حتى كان يقال: إنه لم ينشأ في الشرق والغرب أعلم بالحساب منه.
وكان هيوباً، ذا حشمة ومنزلة. سمع علي بن سعد البزاز، ومحمد بن الحسين الجهني، وأبا بكر بن سهل الدينوري الحافظ. سمع منه ابناه أبو الصقر حسن، وحسين، وعبد الله بن أحمد الكرجي.
وتوفي في ذي القعدة، وله خمس وثمانون سنة.
115 -
أحمد بن سهل بن إبراهيم
، أبو حامد الأنصاري النيسابوري.
آخر من حدث عن محمد بن شادل، وأبي قريش محمد بن جمعة، وغيرهما.
قال الحاكم: وأصوله صحيحة، وكان من الأدباء المذكورين، وأول سماعه سنة سبع وثلاثمائة، وتوفي في ذي الحجة.
روى عنه الحاكم، وأبو سعد الكنجروذي، وجماعة.
116 -
أحمد بن علي بن يحيى بن عون
، أبو بكر المعمري القصري.
حدث عن أبي القاسم البغوي، وابن صاعد. وعنه أبو محمد الخلال.
وهو ثقة.
117 -
أحمد بن محمد بن إسماعيل بن إبراهيم بن إسرائيل
، أبو بكر البخاري الإسماعيلي، والد علي وجد القاضي محمد.
وهم بيت مشهور ببخارى. سمع أبا نعيم عبد الملك بن عدي، وأبا بكر أحمد بن محمد المنكدري، وتوفي في رمضان، عن ثلاث وثمانين سنة.
118 -
إبراهيم بن علي بن محمد بن غالب
، أبو إسحاق التمار.
مصري معروف. سمع محمد بن الربيع الجيزي، وجعفر بن محمد الطوسي، وأبا سعيد بن الأعرابي. روى عنه أبو عمر الطلمنكي، وابنه محمد بن إبراهيم.
قال الحبال: هو محدث جليل، توفي في رجب.
119 -
إبراهيم بن هلال بن إبراهيم بن زهرون
، أبو إسحاق الصابي المشرك الحراني.
صاحب الرسائل الأدبية المشهورة، كاتب ديوان الإنشاء لعز الدولة بختيار بن معز الدولة بن بويه ملك العراق.
كان متشدداً في دينه، حرص عليه عز الدولة أن يسلم، فلم يفعل، وكان يصوم رمضان، ويحفظ القرآن، ويستعمله في رسائله، وله النظم الرائق.
ولي ديوان الرسائل، سنة تسع وأربعين، وكانت تصدر عنه مكاتبات إلى عضد الدولة بما يؤلمه، فلما تملك سجنه، وعزم على قتله، فشفعوا فيه فأطلقه في سنة إحدى وسبعين، وأمره أن يصنع له كتاباً في أخبار الدولة البويهية، فعمل كتاب الباجي، ولم يزل مبعداً في أيامه.
توفي في شوال، وله إحدى وسبعون سنة.
فمن شعره. قال أبو القاسم بن برهان: دخلت عليه، وكان قد لحقه وجع المفاصل، وقد أبل، والمجلس عنده حفل، فأراد أن يريهم أنه قادر
على الكتابة، ففتح الدواة ليكتب، فتطاولوا للنظر إلى كتابته، فوضع القلم، وقال بديهاً.
وجع المفاصل وهو أيـ سر ما لقيت من الأذى جعل الذي استحسنته والناس من خطي كذا والعمر مثل الكاس ير سب في أواخره القذا
ومن شعره:
رأتني أميز خلط الخضاب وأقسم أجزاءه بالقضيب فقالت أبن لي ماذا تريد بقسمة هذا السواد العجيب فقلت: فديتك مات الشباب وعزمي أسخم وجه المشيب
وكان ابنه المحسن بن إبراهيم من الرؤساء، مات على كفره أيضاً، وخلف ابنه هلال بن المحسن الأديب، فأسلم بأخرة، وروى عن أبي علي الفارسي، وأحمد بن محمد بن الجراح أدباً؛ قال الخطيب: كان صدوقاً. توفي سنة ثمان وأربعين وأربعمائة.
120 -
إسماعيل بن إسحاق بن إبراهيم
، أبو القاسم بن الطحان القيسي الحافظ القرطبي المالكي الفقيه.
غلب عليه الحديث، وله في المدونة أخبار معروفة. سمع قاسم بن أصبغ، والرعيني أحمد بن عبادة، ومحمد بن عبد السلام الحسني، وأحمد ابن دحيم، وأحمد بن مطرف، ومحمد بن معاوية. وألف تواليف حسنة، وانتفع به أهل العلم، وعمر دهراً، وصنف في التاريخ.
قال ابن الفرضي: سمعت منه، وانتفع به أهل الكورة، وكانت فتياه بما ظهر له من الحديث. توفي في صفر، وشهده ألوف من المسلمين، وطاب الثناء عليه.
121 -
جبريل بن محمد بن إسماعيل بن سندول
، أبو القاسم الهمذاني الخرقي المعدل.
روى عن عبدوس بن أحمد السراج، وعلي بن الحسن بن سعد البزاز، وأبي القاسم البغوي، وأبي القاسم عبد الله بن محمد بن الأشقر، ومحمد بن عبد بن عامر السمرقندي، ومحمد بن إبراهيم بن زياد الطيالسي، وأبي بكر محمد بن إبراهيم بن المنذر الفقيه، وجماعة. روى عنه جعفر بن محمد الأبهري، ومحمد بن عيسى، وعبد الله بن عبدان الفقيه.
قال شيرويه: ويدل حديثه على الصدق، وذكر وفاته في ذي القعدة من السنة.
قلت: هذا أسند من كان في زمانه بهمذان.
122 -
صالح بن أحمد بن محمد بن أحمد
بن صالح بن عبد الله بن قيس بن الهذيل بن يزيد بن العباس بن الأحنف بن قيس، أبو الفضل التميمي الهمذاني الحافظ السمسار، ويعرف بابن الكوملاذي.
روى عن أبيه، وعلي بن الحسن بن سعد البزاز، وأحمد بن الحسن بن عزون، والقاسم بن إبراهيم، ومحمد بن عبد الله بن بلبل، ومحمد بن المرار بن حمويه، وأحمد بن محمد بن أوس، والقاسم بن أبي صالح، وعبد السلام بن محمد بن عبديل، وعبد الرحمن بن أبي حاتم، وعلي بن محمد بن مهرويه القزويني، وجماعة كثيرة.
روى عنه طاهر بن عبد الله بن ماهلة، وحمد الزجاج، وأحمد بن زنجويه العمري، وطاهر بن أحمد الإمام، وأبو الفتح محمد بن أحمد بن أبي الفوارس الحافظ، وأحمد بن الحسين بن زنبيل النهاوندي وآخرون.
وقال شيرويه الديلمي: كان ركناً من أركان الحديث، ثقة صدوقاً حافظاً ديناً ورعاً، لا يخاف في الله لومة لائم، وله مصنفات غزيرة. توفي لثمان بقين من شعبان، ويستجاب الدعاء عند قبره، ومولده سنة ثلاث وثلاثمائة، وصلى عليه ابن لال، فبلغنا أنه قال: كنا نترك ثلث الذنوب من خشية الله، وثلثيها حياء من هذا الشيخ.
أخبرنا أحمد بن عبد الكريم الواسطي، قال: أخبرنا نصر بن جرو سنة ثلاث وعشرين وستمائة، قال: أخبرنا أبو طاهر بن سلفة، قال: سمعت حمد بن نصر الحافظ بهمذان، قال سمعت علي بن حميد الذهلي، قال سمعت طاهر بن عبد الله بن ماهلة الحافظ، قال: سمعت حمد بن عمر الزجاج الحافظ يقول: لما أملى صالح بن أحمد التميمي الحافظ بهمذان، كانت له رحىً، فباعها بسبعمائة دينار، ونثرها على محابر أصحاب الحديث.
123 -
الطيب بن يمن المعتضدي البغدادي
.
سمع البغوي، ومحمد بن منصور الشيعي. وعنه أبو القاسم التنوخي، وأبو محمد الجوهري. وهو ثقة.
124 -
عبد الله بن أحمد بن محمد بن سعيد
، أبو القاسم النسائي الفقيه.
شيخ أهل العلم والعدالة بنسا، توفي بها، وله نيف وتسعون سنة، وهو آخر من حدث عن الحسن بن سفيان.
وقد ذكر أيضاً سنة اثنتين وثمانين.
125 -
عبد الله بن إبراهيم بن أحمد أبو محمد
الطلقي الإستراباذي القاضي الحنفي.
من مشايخ جرجان، روى عن أبي القاسم البغوي، وجعفر بن شهزيل الإستراباذي. وعنه أبو سعد الإدريسي، وأبو محمد المنيري.
126 -
عبد الله بن علي بن محمد
، أبو بكر بن شبانة العطار عرف بممة.
شيخ همذاني، روى عن ابن عباد السراج، ومحمد بن صالح الطبري. وعنه أبو الفضل بن عبدان، ومحمد بن عيسى، وأهل همذان.
توفي في ربيع الآخر.
127 -
عبد الله بن محمد بن سعيد بن محارب
، أبو محمد الأنصاري الإصطخري، نزيل بغداد.
حدث عن أبي خليفة، وزكريا الساجي، وعبد الله بن أذران الشيرازي، وخلق من الغرباء. روى عنه أبو الحسن العتيقي، وأبو القاسم التنوخي والصيمري، وأكثر شيوخه مجهولون، وأحاديثه عن أبي خليفة مقلوبة، وهي بروايات ابن دريد أشبه.
وقال: ولدت بإصطخر، سنة إحدى وتسعين ومائتين، وسمعت من أبي خليفة سنة ثلاث وثلاثمائة.
توفي في هذا العام.
128 -
عبد الرحمن بن محمد بن حمدان القاضي
، أبو محمد الجرجاني.
كان أبوه من همذان، وولي هو قضاء جرجان، وأقام ببغداد مدة، وسكن طوس، ودخل بخارى. وقد سمع ببغداد من ابن صاعد، وبجرجان من أبي نعيم بن عدي. وعنه أبو عبد الله الحاكم.
129 -
عبيد الله بن محمد بن نافع
، أبو العباس البشتي الصوفي.
صحب أبا علي الثقفي، وورث من آبائه أموالاً كثيرة، فأنفقها في الخير. روى عن أحمد بن السري الشيرازي صاحب الفسوي. وعنه أبو سعد الكنجروذي، وكان كثير العبادة. بقي سبعين سنة لا يستند إلى حائط ولا يتكئ على وسادة، وحج من نيسابور حافياً راجلاً وأقام بالقدس أشهراً، ودخل المغرب، ثم حج من المغرب، ورجع إلى بشت، وتصدق ببقية أملاكه، وعاش خمساً وثمانين سنة.
وقال السلمي: سمعته يقول: كانت نفقتي في سنة درهمين وثلاثين.
وقد ذكر الحاكم ترجمته في ست ورقات، وقال: سمعته يقول: وقعت لي فترة، فدخلت هيت، وبقيت بها أربعين يوماً، لم أذق طعاماً ولا
شراباً، حتى وجدت الطريق الذي كنت سلكته.
قال الحاكم: مات في المحرم، وكان يعد من الأبدال.
130 -
علي بن الحسين بن محمويه
، أبو الحسن النيسابوري الصوفي الزاهد.
من أعيان أهل البيوتات، ومن العباد الصالحين، أنفق أمواله على الصالحين والفقراء، وخرج إلى الشام وصحب أبا الخير الأقطع، وعاش ثمانياً وثمانين سنة. وسمع بمصر من أحمد بن داود الحضرمي عن يونس بن عبد الأعلى.
131 -
علي بن زهير بن عبد الله بن عبد الصمد
، أبو الحسن المقرئ.
بغدادي، سكن دمشق، وأقرأ الناس بالروايات. قرأ على محمد بن النضر بن الأخرم بدمشق، وعلى النقاش، وهبة الله بن جعفر ببغداد. قرأ عليه الربعي وغيره.
132 -
علي بن عبد الله بن محمد بن عمر
، أبو الحسين الهمداني الأصبهاني المعدل.
رحل وسمع الحسين بن عياش القطان، وطبقته. وكان يحضر مجلسه الكبار لفضله ورياسته. روى عنه أبو بكر بن أبي علي، وأبو نعيم، وقال: توفي في غرة رمضان.
133 -
علي بن عبد الملك بن سليمان بن دهثم الفقيه
، أبو الحسن الطرسوسي، نزيل نيسابور.
كان أديباً فصيحاً، إلا أنه كانت متهاوناً بالسماع والرواية. روى عن أبي خليفة الجمحي، وأبي يعلى الموصلي، وعمر بن سنان المنبجي.
قال أبو سهل الصعلوكي: قدم علينا الطرسوسي بغداد سنة اثنتين
وعشرين، فقلت له: يا أبا الحسن، كيف رويت عن هؤلاء؟ فقال: قد كان أبي حملني إلى العراق وأنا صغير، ثم ردني إلى طرسوس. روى عنه أبو عبد الله الحاكم، وأبو سعد الكنجروذي، وأبو معاذ عبد الرحمن بن محمد المزكي، وغيرهم.
قال الحاكم: وكان معتزلياً متهاوناً بالسماع، ولم يزل يتجهم إلى أن هجر. وقد سمع من أبي عروبة، وابن جوصا.
134 -
علي بن عمر بن حفص بن عمرو بن نجيح
، أبو الحسن الخولاني الأندلسي البيري الفقيه.
روى عن أبيه، وسمع من علي بن الحسن المري، وسعيد بن فحلون ومسعود.
قال ابن الفرضي: قرأت عليه التفسير ليحيى بن سلام، بسماعه من المري، قال: أخبرنا أحمد بن موسى بن جرير سنة أربع وسبعين ومائتين، وكان لا بأس به. وقال لي: ولدت سنة تسع وثلاثمائة.
135 -
علي بن عيسى بن علي
، أبو الحسن النحوي المعروف بالرماني.
أخذ عن أبي بكر بن دريد، والزجاج، وأبي بكر ابن السراج. روى عنه هلال بن المحسن، وأبو القاسم التنوخي، والحسن بن علي الجوهري.
وكان متفنناً في علوم كثيرة من القرآن والفقه والنحو والكلام على مذهب المعتزلة. صنف في التفسير والنحو واللغة.
وكان متفننا في علوم كثيرة، من القرآن والفقه والنحو والكلام على مذهب المعتزلة. صنف في التفسير والنحو واللغة.
وكان مولده سنة ست وتسعين ومائتين، ومات في جمادى الأولى، وله ثمان وثمانون سنة.
شرح كتاب سيبويه شرحاً كبيراً، وشرح الجمل لابن السراج، وله كتاب الاشتقاق وكتاب التصريف، وكتباً كثيرة ذكرها القفطي في ترجمته. قال: وصنف في الكلام كتاباً سماه صنعة الاستدلال في سبع
مجلدات، وكتاب الأسماء والصفات لله تعالى وكتاب الأكوان وكتاب المعلوم والمجهول، وله نحو مائة تصنيف، وكان مع اعتزاله شيعياً.
قال التنوخي: وممن ذهب في زماننا إلى أن علياً رضي الله عنه أفضل الناس بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم من المعتزلة: أبو الحسن الرماني.
قلت: كان رأساً في عدة فنون لاسيما العربية، وكان يمزج في كلامه في النحو بالمنطق، حتى قال فيه أبو علي الفارسي: إن كان النحو ما يقوله الرماني فليس معنا منه شيء، وإن النحو ما نقوله نحن، فليس معه منه شيء.
وكان يقال: النحويون في زمانهم ثلاثة، واحد لا يفهم كلامه، وهو الرماني، وواحد يفهم بعض كلامه، وهو أبو علي، وواحد يفهم جميع كلامه، وهو أبو سعيد السيرافي.
وكان أبو حيان التوحيدي يبالغ في تعظيم الرماني حتى قال: فإنه لم ير مثله قط علماً بالنحو، وغزارةً في الكلام، وبصراً في المقالات، واستخراجاً للعويص، مع تأله وتنزه وفصاحة وفقاهة.
قلت: ثم وصفه بالدين واليقين والحلم والرزانة والاحتمال والوقار.
136 -
علي بن محمد بن أحمد بن سهل
، أبو الحسن الإستراباذي الفقيه الشاعر.
ثقة، روى عن أبيه، وأبي نعيم عبد الملك. روى عنه أبو سعد الإدريسي.
137 -
عمر بن عبد الله بن زاذان القزويني القاضي
.
سمع عبد الرحمن بن أبي حاتم، ومحمد بن هارون بن الحجاج. روى عنه العتيقي، والعشاري.
حدث في هذا العام، وانقطع خبره.
138 -
محمد بن أحمد بن حماد بن سفيان
، أبو الحسن الكوفي الحافظ محدث الكوفة.
رحل إليه أبو ذر الهروي، وأبو الحسن العتيقي، وأبو العلاء الواسطي، وخلق. يروي عن عبد الله بن زيدان، وعلي بن العباس المقانعي، ومحمد بن دليل بن بشر.
139 -
محمد بن أحمد بن محمد بن جشنس
، أبو بكر الأصبهاني المعدل.
سمع إسحاق بن جميل، ومحمد بن سهل بن الصباح، والحسن بن دكة، ويحيى بن محمد بن صاعد، والحسن بن علي بن زكريا العدوي، ومحمد بن هارون الحضرمي، وجماعة. روى عنه أبو نعيم، وأبو الحسين محمد بن عمر المقرئ، وأحمد بن محمد الملحمي، وآخر من روى عنه عائشة بنت الحسن بن إبراهيم الوركاني.
توفي في عاشر رمضان.
140 -
محمد بن أحمد بن علي
، أبو الحسن الكنجروذي الصبغي.
سمع السراج، وابن خزيمة. وعنه الحاكم وغيره.
مات في شوال.
141 -
محمد بن سعد البكري الطليطلي الخطيب
.
رحل إلى مصر، وسمع من أبي محمد بن الورد، وابن السكن، وحدث.
142 -
محمد بن العباس بن أحمد بن محمد بن الفرات
، أبو الحسن البغدادي الحافظ.
سمع أبا عبد الله المحاملي، ومحمد بن مخلد، فمن بعدهما، وجمعا ما لم يجمعه أحد في وقته.
قال الخطيب: وبلغني أنه كان عنده عن علي بن محمد المصري الواعظ وحده ألف جزء، وأنه كتب مائة تفسير، ومائة تاريخ. حدثنا عنه أحمد بن علي البادا، ومحمد بن عبد الواحد بن رزمة، وأبو إسحاق البرمكي، وحدثني الأزهري أن ابن الفرات خلف ثمانية عشر صندوقاً مملوءة كتباً، أكثرها بخطه، وكتابه هو الحجة في صحة النقل، وجودة الضبط، ولم يزل يسمع إلى أن مات. وقال لي العتيقي: هو ثقة مأمون، ما رأيت أحسن قراءة منه للحديث، وقال غيره: مات في شوال، وله بضع وستون سنة.
143 -
محمد بن علي بن سهل بن مصلح الفقيه
، أبو الحسن الماسرجسي ابن بنت الحسن بن عيسى بن ماسرجس النيسابوري الشافعي، شيخ الشافعية في عصره.
سمع خاله مؤمل بن الحسن، ومكي بن عبدان، وأبا حامد بن الشرقي، وجماعة، ورحل في حدود الأربعين وثلاثمائة، فسمع إسماعيل الصفار ببغداد، وعبد الله بن شوذب بواسط، وابن داسة بالبصرة، وابن الأعرابي بمكة، وابن حذلم بدمشق، وأصحاب يونس بن عبد الأعلى، والمزني بمصر.
قال الحاكم: كان أعرف الأصحاب بالمذهب وترتيبه. صحب أبا إسحاق المروزي إلى مصر، ولزمه، وتفقه به، ثم انصرف إلى بغداد، فكان معيد أبي علي بن أبي هريرة، ثم رجع إلى بلده، وعقد مجلس النظر ومجلس الإملاء، فأملى زماناً، وتوفي في جمادى الآخرة عن ست وسبعين سنة.
تفقه عليه القاضي أبو الطيب الطبري وجماعة، وحدث عنه الحاكم وأبو نعيم، وأبو عثمان إسماعيل الصابوني، وأبو سعد الكنجروذي، وهو صاحب وجه في المذهب.
144 -
محمد بن عمران بن موسى بن عبيد
، أبو عبيد الله المرزباني البغدادي الكاتب العلامة.
حدث عن أبي القاسم البغوي، وأبي بكر بن دريد، وأبي حامد محمد بن هارون الحضرمي ونفطويه، وغيرهم. روى عنه أبو القاسم التنوخي، وأبو محمد الجوهري، وغيرهما، وكان أخبارياً راوية للآداب، صنف في أخبار الشعراء وفي الغزل، غير أن أكثر كتبه لم تكن مما سمعه، بل بالإجازة، فيقول: أخبرنا، ولا يبين.
وقال القاضي أبو عبد الله الحسين بن علي الصيمري: سمعت أبا عبيد الله المرزباني يقول: كان في داري خمسون، ما بين لحاف ودواج معدة لأهل العلم الذين يبيتون عندي.
وقال أبو القاسم الأزهري: كان المرزباني يضع المحبرة وقنينة النبيذ، فلا يزال يكتب، ويشرب، وكان معتزلياً، صنف كتاباً في أخبار المعتزلة، وما كان ثقة.
قال الخطيب: ليس حاله عندنا الكذب، وأكثر ما عيب عليه المذهب، وروايته بالإجازة، ولم يبينها.
وقال العتيقي: كان معتزلياً ثقة، مات في شوال، وله ثمان وثمانون سنة.
قال القفطي: كان في زمانه تشبه تصانيفه بتصانيف الجاحظ.
قال أبو علي الفارسي النحوي: أبو عبيد الله المرزباني من محاسن الدنيا، وكان الملك عضد الدولة مع عظمته يجتاز بباب المرزباني، فيقف حتى يخرج إليه المرزباني، فيسلم عليه، وكانت داره مجمع الفضلاء.
وكان مستهتراً يشرب النبيذ، وكتابه في أخبار الشعراء خمسة آلاف ورقة، وله كتاب آخر في الشعراء المحدثين خاصة كبير إلى الغاية، يكون عشرة آلاف ورقة. وله كتاب أخبار النحاة ثلاثة آلاف ورقة، وأخبار المتكلمين ألف ورقة، وأخبار المتيمين ثلاثة آلاف ورقة، وأخبار الغناء
والأصوات ثلاثة آلاف ورقة، وله تصانيف كثيرة جداً، أوردها القفطي.
وروى الجوهري عن المرزباني أنه أعطاه مرة عضد الدولة ألف دينار، وقال: إنه بلغني أنك تؤرخ، فإذا جاء اسمي فأجمل، فقلت: نعم، أجمل، وبذكرك أتجمل.
145 -
محمد بن عثمان بن عبيد بن الخطاب
، أبو الطيب البغدادي الصيدلاني.
سمع البغوي، وأبا بكر بن أبي داود. وعنه العتيقي، ووثقه.
146 -
محمد بن محمد بن إسماعيل
، أبو منصور ابن البياع الواعظ.
نيسابوري حدث ببغداد عن أبي حامد بن بلال. وعنه أبو العلاء الواسطي.
147 -
محمد بن يحيى بن وهب
، أبو بكر القرطبي الفهري مولاهم.
سمع أحمد بن معاوية القرشي، ومسلمة بن قاسم، وجماعة، ورحل وأقام بمصر مدة، قبل الثمانين، وكتب الكثير، وكان بارعاً في اللغة والنحو وتجويد القرآن، ثقة فيما ينقله.
توفي في صفر. وقد حدث بيسير.
148 -
محمد بن يحيى بن عمار
، أبو بكر الدمياطي.
سمع محمد بن زبان، وأبا بكر بن المنذر، ومحمد بن إبراهيم الديبلي، وأبا عبيد بن حربويه القاضي. وعنه أبو عمر أحمد بن محمد الطلمنكي، وسمع منه كتاب الأشراف لابن المنذر، وكتاب الليث بن
سعد رواية محمد بن رمح، وروى عنه أيضاً يحيى بن علي بن الطحان، وطائفة.
149 -
المحسن بن علي بن محمد بن أبي الفهم
، القاضي أبو علي التنوخي الأديب.
ولد بالبصرة، فسمع بها أبا العباس محمد بن أحمد الأثرم، وابن داسة، وببغداد أبا بكر الصولي، وجماعة. وكان أديباً أخبارياً علامة مصنفاً متفننا شاعراً.
روى عنه ابنه أبو القاسم علي، وقال: مولدي سنة سبع وعشرين وثلاثمائة، وأول سماعه في سنة ثلاث وثلاثين. سمع من واهب المازني صاحب نصر بن علي الجهضمي، وقال: لم يكن عند واهب غير هذا الحديث في ستر المسلم.
قلت: وقع لنا الحديث عالياً في معجم ابن جميع. وقد ولي أبو علي قضاء رامهرمز وعسكر مكرم وغير ذلك، ومات في المحرم من السنة.
قال الخطيب: كان سماعه صحيحاً، وأول ما تولى القضاء سنة تسع وأربعين، من قبل أبي السائب عتبة بن عبد الله.
150 -
منصور بن جعفر بن ملاعب
، أبو القاسم البغدادي الصيرفي.
سمع البغوي، وأبا بكر بن أبي داود. وعنه أبو العلاء الواسطي، وأحمد بن روح.
وثقه العتيقي، وروى الرئيس الثقفي في أربعينه عن سفيان بن حسنكويه عنه.
151 -
موحد بن إسحاق بن إبراهيم
، أبو الفرج بن البري الدمشقي المتعبد.
حكى عن خاله عمر بن سعيد البري، ومحمد بن عبد الله المقرئ،
والشيخ أبي صالح صاحب المسجد الخارج باب شرقي. روى عنه علي بن محمد الحنائي، وطلحة بن أسد الرقي، ومحمد بن عبد الرحمن بن أبي المغيث، وغيرهم.
152 -
نصر بن غالب، أبو الفتح البزاز
.
حدث عن البغوي، وابن صاعد. روى عنه العتيقي وغيره. وهو من أهل باب الطاق ببغداد.
153 -
لاحق بن الحسين بن عمران المقدسي
، أبو عمر.
كان كذاباً يضع الأسماء والمتون مثل طغج بن طغان، وطرغيل بن غربيل. حدث بخراسان وخوارزم وما وراء النهر عن خيثمة الأطرابلسي، والمحاملي، ومحمد بن مخلد العطار. وعنه أبو عبد الله الحاكم، وأبو نعيم، وجعفر المستغفري.
وتوفي بخوارزم. وقد اتفقوا على كذبه، ويقال له: لاحق بن أبي الورد.
154 -
يحيى بن علي بن يحيى بن عوف
، أبو القاسم القصري.
عن البغوي، وابن صاعد. وعنه أبو محمد الخلال. وكان ثقة.
155 -
يعقوب بن إسحاق
، أبو الفضل النسفي العدل.
ثقة، روى عن أبي العباس الأصم، وعبد المؤمن بن خلف. كتب عنه جعفر بن محمد بن المستغفر.
سنة خمس وثمانين وثلاثمائة.
156 -
أحمد بن إبراهيم بن عبدويه بن سدوس
بن علي، أبو الحسن الهذلي العبدويي النيسابوري الزاهد، أبو الحافظ أبي حازم.
سمع أبا العباس بن السراج، وابن خزيمة، وحاتم بن محبوب السامي. روى عنه ابنه، والحاكم، والكنجروذي.
توفي في رمضان.
157 -
أحمد بن الحسين بن أحمد الفقيه
، أبو نصر النيسابوري الشافعي، أحد الأئمة.
سمع أبا حامد بن الشرقي، وطبقته. وعنه الحاكم، وقال: توفي في جمادى الأولى.
158 -
أحمد بن محمد بن إسماعيل
، أبو بكر ابن المهندس، محدث مصر في وقته.
سمع أبا شيبة داود بن إبراهيم، ومحمد بن محمد بن بدر الباهلي، وأبا بشر الدولابي، ومحمد بن زبان، وعلي بن الحسن بن قديد، وأبا عبيد بن حربويه، وجماعة كثيرة، منهم أبو القاسم البغوي. وانتقى عليه الحفاظ من المشارقة والمغاربة.
روى عنه عبد الغني الحافظ، والفقيه أبو القاسم يحيى بن الحسين القفاص، وعبد الملك بن مسكين الزجاج، وأبو أحمد العباس بن الفضل بن الفرات بن حنزابة، وعلي بن عبد الواحد النجيرمي الكاتب، وعبد الرحمن بن المظفر الكحال، وأبو القاسم يحيى بن علي بن الطحان، وقال: كان ثقة تقياً، وقال غيره: عاش تسعين سنة.
159 -
أحمد بن محمد بن عبدوس
، أبو الحسن الحاتمي الفقيه النيسابوري.
سمع الأصم، ومات كهلاً في حياة والده.
160 -
أحمد بن محمد بن عبد الوارث الزجاج
.
مصري، روى عن أبي جعفر الطحاوي، والمهراني. وعنه يحيى بن الطحان، وغيره.
توفي في ذي الحجة.
161 -
إبراهيم بن محمد بن الفتح المصيصي الجلي
، بجيم.
حدث ببغداد عن محمد بن سفيان المصيصي، ومحمد بن إبراهيم البطال. وعنه أحمد بن محمد العتيقي، وأبو القاسم التنوخي.
وقال البرقاني: صدوق.
وقال غيره: كان حافظاً ضريراً. ومن شيوخه إمام جامع المصيصة أبو الماضي محمد بن يحيى، ومحمد بن حاتم بن روح القزاز، ومحمد بن أحمد بن أبي الخطيب، وآخر من حدث عنه أبو الحسين محمد ابن الآبنوسي.
162 -
إسماعيل بن عباد بن عباس
، الصاحب أبو القاسم، وزير مؤيد الدولة بويه ابن ركن الدولة.
أصله من الطالقان، وكان نادرة دهره وأعجوبة عصره في الفضائل والمكارم.
أخذ الأدب عن الوزير أبي الفضل بن العميد، وأبي الحسين أحمد بن فارس. وسمع الحديث من أبيه، ومن غيره واحد، وحدث باليسير، وأملى مجالس روى فيها عن عبد الله بن جعفر بن فارس، وأحمد بن كامل بن شجرة، وأحمد بن محمد أبي الحسن اللنباني، وسليمان الطبراني، وطائفة. روى عنه أبو العلاء محمد بن علي بن حسول، وعبد الملك بن علي الرازي القطان، وأبو بكر بن أبي علي المعدل، والقاضي أبو الطيب طاهر الطبري، وأبو بكر ابن المقرئ ومع تقدمه.
وهو أول من سمي بالصاحب، لأنه صحب مؤيد الدولة من الصبا، وسماه الصاحب، فغلب عليه، ثم سمي به كل من ولي الوزارة بعده، وقيل: لأنه كان يصحب أبا الفضل بن العميد، فقيل له صاحب ابن العميد، ثم خفف فقيل: الصاحب.
قال فيه أبو سعيد الرستمي:
ورث الوزارة كابراً عن كابر موصولة الإسناد بالإسناد يروي عن العباس عباد وزا رته وإسماعيل عن عباد
ولما توفي مؤيد الدولة بويه بجرجان في سنة ثلاث وسبعين، ولي بعده أخوه فخر الدولة أبو الحسن، فأقره على الوزارة، وبالغ في تعظيمه. وكان الوزير أبو الفتح ابن ذي الكفايتين قد قصد الصاحب، وأزاله عن الوزارة، ثم نصر عليه، وعاد إلى الوزارة، ففي كتاب المحسن التنوخي في الفرج بعد الشدة أن إبراهيم بن علي بن سعيد النصيبي حدثه قال: سر أبو الفتح، فطلب الندماء، وهيأ مجلساً عظيماً بآلات الذهب والفضة والمغاني والفواكه، وشرب بقية يومه، وعامة ليلته، ثم عمل شعراً وغنوا به، يقول فيه:
إذا بلغ المرء آماله فليس إلى بعدها متنزح
وكان هذا بعد تدبيره على الصاحب، حتى أبعده عن مؤيد الدولة، وسيره إلى أصبهان، وانفرد هو بالدست، ثم طرب بالشعر، وشرب إلى أن سكر، وقال: غطوا المجلس لأصطبح عليه غداً، وقال لندمائه: باكروني، ثم نام، فدعاه مؤيد الدولة في السحر، فقبض عليه، وأخذ ما يملكه، ومات في النكبة، ثم عاد الصاحب إلى الوزارة.
قلت: وبقي في الوزارة ثمانية عشر عاماً، وفتح خمسين قلعة، وسلمها إلى فخر الدولة، لم يجتمع عشرة منها لأبيه. وكان الصاحب عالماً بفنون كثيرة من العلم، لم يدانه في ذاك وزير، وكان أفضل وزراء الدولة الديلمية، وأغزرهم علماً، وأوسعهم أدباً، وأوفرهم محاسن. وقد طول ابن النجار ترجمته وجودها.
أنبأنا أحمد بن سلامة، عن مسعود بن أبي منصور، قال: أخبرنا أبو علي الحداد، قال: أخبرنا أبو العلاء محمد بن علي، قال: حدثنا الصاحب إسماعيل بن عباد إملاء، قال: حدثنا أبو الحسين أحمد بن محمد، قال: حدثنا سليمان بن داود القزاز، قال: حدثنا سفيان، عن الزهري، عن سالم، عن أبيه قال: رأيت النبي صلى الله عليه وسلم وأبا بكر وعمر يمشون أمام
السرير. قال الصاحب: قد شاركت الطبراني في إسناده.
قيل: كان ابن عباد فصيحاً مفوهاً، لكنه يتقعر في خطابه، ويستعمل وحشي اللغة حتى في انبساطه، وكان يعيب التيه ويتيه، ولا ينصف من ناظره. وقيل: كان مشوه الصورة.
صنف الصاحب في اللغة كتاباً سماه المحيط في سبع مجلدات، وله كتاب الكافي ي الترسل، وكتاب الأعياد، وكتاب الإمامة ذكر فيه فضائل علي رضي الله عنه، وثبت إمامة من تقدمه. وكان شيعياً جلدا كآل بويه، وما أظنه يسب، لكنه معتزلي، قيل: إنه نال من البخاري، وقال: هو حشوي لا يعول عليه. وله كتاب الوزراء وكتاب الكشف عن مساوئ شعر المتنبي وكتاب أسماء الله وصفاته.
ومن ترسله: نحن سيدي، في مجلس غنىً إلا عنك، شاكراً إلا منك، قد تفتحت فيه عيون النرجس، وتوردت خدود البنفسج، وفاحت مجامر الأترنج، وفتقت فارات النارنج، وانطلقت ألسن العيدان، وقامت خطباء الأوتار، وهبت رياح الأقداح، ونفق سوق الأنس، وقام منادي الطرب وامتدت سماء الند، فبحياتي إلا ما حضرت فقد أبت راح مجلسنا أن تصفو إلا أن تتناولها يمناك، وأقسم غناؤه أن لا يطيب حتى تعيه أذناك، فخدود نارنجه قد احمرت خجلاً لإبطائك، وعيون نرجسه قد حدقت تأميلاً للقائك.
وله:
رق الزجاج ورقت الخمر وتشابها فتشاكل الأمر. فكأنما خمر ولا قدح وكأنما قدح ولا خمر
وله يرثي الوزير أبا علي كثير بن أحمد:
يقولون لي: أودى كثير بن أحمد وذلك مرزوء علي جليل فقلت: دعوني والبكا نبكه معاً فمثل كثير في الرجال قليل
وورد أن الصاحب جمع من الكتب ما كان يحتاج في نقلها إلى أربعمائة جمل، ولما عزم على الإملاء، تاب إلى الله، واتخذ لنفسه بيتاً سماه بيت التوبة ولبث أسبوعاً على الخير، ثم أخذ خطوط الفقهاء بصحة توبته، ثم جلس للإملاء، وحضر خلق كثير، منهم القاضي عبد الجبار بن أحمد.
وكان الصاحب ينفذ في السنة إلى بغداد خمسة آلاف دينار، تفرق على الفقهاء والأدباء، وكان يبغض من يميل إلى الفلسفة، ومرض بالأهواز بالإسهال، فكان إذا قام عن الطست، ترك إلى جانبه عشرة دنانير، حتى لا يتبرم به الخدم، فكانوا يودون دوام علته، ولما عوفي تصدق بنحو من خمسين ألف دينار. وله ديوان شعر.
وقد مدحه أبو محمد عبد الله بن أحمد بن الخازن الشاعر بقصيدته المشهورة، وهي:
هذا فؤادك نهبي بين أهواء وذاك رأيك شأوي بين آراء هواك بين العيون النجل مقتسم داء لعمرك ما أبلاه من داء لا يستقر بأرض أو يسير إلى أخرى بشخص قريب عزمه نائي يوماً بحزوى ويوماً بالكثيب ويو ماً بالعذيب ويوماً بالخليصاء
منها:
صبية الحي لم تقنع بها سكناً حتى علقت صبايا كل أحياء. أدعى بأسماء نبزاً في قبائلها كأن أسماء أضحى بعض أسمائي ثنت أناملها عني وقد دميت من مهجتي فادعتها وشي حناء
وهي طويلة.
وقيل: إن نوح بن منصور الساماني كتب إليه يستدعيه ليفوض إليه وزارته، فاعتل بأنه يحتاج لنقل كتبه خاصة أربعمائة جمل، فما الظن بما يليق به من التجمل.
ومن بديع نظم الصاحب بن عباد:
تبسم إذ تبسم عن إقاح وأسفر حين أسفر عن صباح وألحقني بكأس من رضاب وكأس من جنى ورد وراح له وجه يدل به وطرف يمرضه فيسكر كل صاح جبينك والمقلد والثنايا صباح في صباح في صباح
ومن شعره:
الحب سكر خماره التلف يحسن فيه الذبول والدنف علوه زاد في تصلفه والحسن ثوب طرازه الصلف
وقال أبو يوسف القزويني المعتزلي: كتب العميري قاضي قزوين إلى الصاحب مع كتب أهداها له:
العميري عبد كافي الكفاة وإن اعتد من وجوه القضاة خدم المجلس الرفيع بكتب مترعات من علمها مفعمات فأجابه الصاحب:
قد قبلنا من الجميع كتاباً ورددنا لوقتها الباقيات لست أستغنم الكبير فطبعي قول خذ ليس مذهبي قول هات
ولد بإصطخر، وقيل: بالطالقان، في سنة ست وعشرين وثلاثمائة. والطالقان: اسم لناحية من أعمال قزوين، وأما بلد الطالقان التي بخراسان فأخرى، خرج منها جماعة علماء.
توفي ليلة الجمعة من صفر، سنة خمس وثمانين.
ومن مراثي الصاحب:
ثوى الجود والكافي معاً في حفيرة ليأنس كل منهما بأخيه هما اصطحبا حيين ثم تعانقا ضجيعين في لحد بباب دزيه إذا ارتحل الثاوون عن مستقرهم أقاما إلى يوم القيامة فيه
وكان يلقب كافي الكفاة أيضاً، وكانت وفاته بالري، ونقل إلى أصبهان، ودفن بمحلة باب دزيه. ولما توفي أغلقت له مدينة الري،
واجتمع الناس على باب قصره، وحضر مخدومه وسائر الأمراء، وقد غيروا لباسهم، فلما خرج نعشه، صاح الناس صيحة واحدة، وقبلوا الأرض، ومشى فخر الدولة ابن بويه أمام نعشه، وقعد للعزاء.
ولبعضهم فيه:
كأن لم يمت حي سواك ولم تقم على أحد إلا عليك النوائح لئن حسنت فيك المراثي وذكرها لقد حسنت من قبل فيك المدائح
163 -
إسماعيل بن محمد بن سعيد، أبو القاسم ابن الخبازة السرقسطي.
سمع محمد بن يحيى بن لبابة، ومحمد بن عبد الملك بن أيمن، وسعيد بن فحلون، ورحل فسمع بمصر من أحمد بن مسعود الزنبري، وبالقيروان من محمد بن محمد ابن اللباد. وجمع علماً كثيراً، وكان شيخاً صالحاً، وقرئت عليه الكتب، وعاش نيفاً وثمانين سنة.
164 -
أفلح، مولى الناصر عبد الرحمن بن محمد
أبو يحيى الأموي القرطبي.
رحل وسمع أبا سعيد ابن الأعرابي، وجماعة، وحدث بيسير.
165 -
الحسين بن علي
، أبو عبد الله النمري البصري، صاحب التصانيف.
كان شاعراً محسناً لغوياً أديباً. قرأ على أبي عبد الله الأزدي، وله مصنف في أسماء الذهب والفضة، وكتاب معاني الحماسة وكتاب الخيل وكتاب اللمع.
وكان مقيماً بالبصرة.
166 -
داود بن سليمان بن داود بن رباح
، أبو الحسن البغدادي البزاز.
سمع أبا عبد الله المحاملي، ومحمد بن عبيد الله بن العلاء الكاتب. روى عنه العتيقي، وأبو القاسم التنوخي، ومحمد العشاري، ووثقه العتيقي.
167 -
سعد بن محمد بن علي
، أبو طالب الأزدي العراقي، المعروف بالوحيد.
من كبار الأدباء وفحول الشعراء. روى عنه أبو علي التنوخي، وأبو الخطاب الجبلي.
ألف شرحاً لديوان المتنبي، وكان فقيراً يمدح بالشيء اليسير ولا يبالي. عاش ثمانين سنة.
168 -
عبد الرحمن بن محمد بن علي
، أبو المطرف ابن السكان المالقي.
سمع بقرطبة من قاسم بن أصبغ، ومحمد بن معاوية. وكان حسن المشاركة في العلوم والآداب، رئيساً.
169 -
عبد الواحد بن جعفر الناقد
.
بغدادي، روى عن أبي القاسم البغوي. وعنه أحمد بن محمد العتيقي، وقال: حدثنا في هذه السنة، وكان ثقة.
170 -
عبد الواحد بن محمد بن شاه
، أبو الحسين الشيرازي الصوفي، نزيل نيسابور.
سمع إبراهيم بن عبد الصمد الهاشمي، ومحمد بن مخلد، وأبا روق الهزاني، وصحب الزهاد. روى عنه الحاكم، وغيره.
171 -
علي بن أحمد بن محمد أبو الحسين المهلبي الأديب
.
توفي بمصر، وله فيما قيل: مائة وإحدى وخمسون سنة، فالله أعلم.
172 -
علي بن الحسين بن بندار بن عبد الله بن خير
، القاضي أبو الحسن الأذني.
سمع محمد بن الفيض، ومحمد بن خريم، وسعيد بن عبد العزيز بدمشق، وعلي بن عبد الحميد الغضائري بحلب، وأبا عروبة بحران، وابن فيل بأنطاكية، وسكن مصر؛ فروى عنه عبد الغني الحافظ، ومكي بن علي الحمال، ويوسف بن رباح البصري، وهبة الله بن إبراهيم الصواف، وعبد الملك بن مسكين الفقيه، وأحمد بن سعيد بن نفيس المقرئ.
وتوفي في ربيع الأول.
ما علمت به بأساً.
173 -
علي بن عمر بن أحمد بن مهدي بن مسعود
بن النعمان بن دينار بن عبد الله، أبو الحسن البغدادي الدارقطني، الحافظ المشهور صاحب المصنفات.
سمع من أبي القاسم البغوي، وأبي بكر بن أبي داود، وابن صاعد، ومحمد بن إبراهيم بن نيروز، ومحمد بن هارون الحضرمي، وعلي بن عبد الله بن مبشر الواسطي، ومحمد بن قاسم المحاربي، وأبي علي محمد بن سليمان المالكي، وأبي عمر محمد بن يوسف القاضي والقاسم والحسين ابني المحاملي، وأبي بكر بن زياد النيسابوري، وأبي روق الهزاني، وبدر بن الهيثم، وأحمد بن إسحاق بن البهلول، وعبد الوهاب بن أبي حية، وأحمد بن القاسم الفرائضي، وأبي طالب أحمد بن نصر الحافظ، وخلق كثير ببغداد، والكوفة، والبصرة، وواسط. ورحل في الكهولة إلى الشام ومصر، فسمع القاضي أبا الطاهر الذهلي وهذه الطبقة.
حدث عنه أبو حامد الإسفراييني الفقيه، وأبو عبد الله الحاكم، وعبد الغني بن سعيد المصري، وتمام الرازي، وأبو بكر البرقاني، وأبو ذر عبد بن أحمد، وأبو نعيم، وأحمد بن الحسن الطيان الدمشقي، وعلي ابن
السمسار، وأبو محمد الخلال، وأبو القاسم التنوخي، وأبو طاهر بن عبد الرحيم الكاتب، والقاضي أبو الطيب الطبري، وأبو بكر بن بشران، وأبو الحسن العتيقي، وحمزة السهمي، وأبو الغنائم عبد الصمد بن المأمون، وأبو محمد الجوهري، وأبو الحسين محمد ابن المهتدي بالله، وأبو الحسين ابن الآبنوسي، وخلق كثير.
ومولده سنة ست وثلاث مائة.
قال الحاكم: صار الدارقطني أوحد عصره في الحفظ والفهم والورع، وإماماً في القراء والنحويين. وفي سنة سبع وستين أقمت ببغداد أربعة أشهر، وكثر اجتماعنا بالليل والنهار، فصادفته فوق ما وصف لي، وسألته عن العلل والشيوخ، وله مصنفات يطول ذكرها، وأشهد أنه لم يخلف على أديم الأرض مثله.
وقال الخطيب: كان الدارقطني فريد عصره، وقريع دهره، ونسيج وحده، وإمام وقته، انتهى إليه علم الأثر والمعرفة بعلل الحديث وأسماء الرجال، مع الصدق والثقة، وصحة الاعتقاد، والاضطلاع من علوم، سوى علم الحديث، منها القراءات، فإن له فيها مصنفاً مختصراً، جمع الأصول في أبواب عقدها في أول الكتاب، وسمعت من يعتني بالقراءات يقول: لم يسبق أبو الحسن إلى طريقته التي سلكها في عقد الأبواب المقدمة في أول القراءات، وصار القراء بعده يسلكون ذلك، ومنها المعرفة بمذاهب الفقهاء، فإن كتابه السنن يدل على ذلك. وبلغني أنه درس فقه الشافعي على أبي سعيد الإصطخري، وقيل على غيره. ومنها المعرفة بالأدب والشعر، فقيل: إنه كان يحفظ دواوين جماعة، فحدثني حمزة بن محمد بن طاهر أنه كان يحفظ ديوان السيد الحميري، ولهذا نسب إلى التشيع. وحدثني الأزهري قال: بلغني أن الدارقطني حضر في حداثته مجلس إسماعيل الصفار، فجلس ينسخ جزءاً، والصفار يملي، فقال رجل: لا يصح سماعك وأنت تنسخ، فقال الدارقطني: فهمي للإملاء خلاف فهمك،
تحفظ كم أملى الشيخ. قال: لا. قال: أملى ثمانية عشر حديثاً، الحديث الأول عن فلان عن فلان ومتنه كذا، والحديث الثاني عن فلان عن فلان، ومتنه كذا، ثم مر في ذلك حتى أتى على الأحاديث، فتعجب الناس منه، أو كما قال.
وقال رجاء بن محمد المعدل: قلت للدارقطني: رأيت مثل نفسك؟ فقال: قال الله تعالى: فلا تزكوا أنفسكم فألححت عليه، فقال: لم أر أحداً جمع ما جمعت.
وقال أبو ذر عبد بن أحمد: قلت للحاكم ابن البيع: هل رأيت مثل الدارقطني؟ فقال: هو لم ير مثل نفسه، فكيف أنا؟ رواها الخطيب في تاريخه عن أبي الوليد الباجي، عن أبي ذر، فهذا من رواية الكبار عن الصغار.
وكان عبد الغني المصري إذا حكى عن الدارقطني يقول: قال أستاذي.
وقال الخطيب: سمعت أبا الطيب الطبري يقول: الدارقطني أمير المؤمنين في الحديث.
وقال الخطيب: قال لي الأزهري: كان الدارقطني ذكياً، إذا ذكر شيئاً من العلم أي نوع كان وجد عنده منه نصيب وافر. ولقد حدثني محمد بن طلحة النعالي أنه حضر مع الدارقطني دعوة، فجرى ذكر الأكلة، فاندفع الدارقطني يورد أخبار الأكلة ونوادرهم، حتى قطع أكثر ليلته بذلك.
وقال الأزهري: رأيت الدارقطني أجاب ابن أبي الفوارس عن علة حديث أو اسم، ثم قال له: يا أبا الفتح ليس بين الشرق والغرب من يعرف هذا غيري.
وقال البرقاني: كان الدارقطني يملي علي العلل من حفظه.
قلت: وهذا شيء مدهش كونه كان يملي العلل من حفظه، فمن
أراد أن يعرف قدر ذلك، فليطالع كتاب العلل للدارقطني، ليعرف كيف كان الحفاظ.
قال أبو عبد الرحمن السلمي: سمعت الدارقطني يقول: ما في الدنيا شيء أبغض إلي من الكلام.
ونقل ابن طاهر المقدسي أنهم اختلفوا ببغداد فقال قوم: عثمان أفضل، وقال قوم: علي أفضل. قال الدارقطني: فتحاكموا إلي، فأمسكت، وقلت الإمساك خير، ثم لم أر لديني السكوت، فدعوت الذي جاءني مستفتياً، وقلت: قل لهم: عثمان أفضل باتفاق جماعة أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، هذا قول أهل السنة، وأول عقد يحل من الرفض.
قال الخطيب: فسألت البرقاني: هل كان أبو الحسن يملي عليك العلل من حفظه؟ قال: نعم، وأنا الذي جمعتها، وقرأها الناس من نسختي. ثم قال الخطيب: وحدثني العتيقي، قال: حضرت الدارقطني، وجاءه أبو الحسين البيضاوي بغريب ليسمع منه، فامتنع واعتل ببعض العلل، فقال: هذا رجل غريب، وسأله أن يملي عليه أحاديث، فأملى عليه أبو الحسن من حفظه مجلساً تزيد أحاديثه على العشرين متون جميعها: نعم الشيء الهدية أمام الحاجة فانصرف الرجل، ثم جاءه بعد، وقد أهدى له شيئاً، فقربه وأملى عليه من حفظه سبعة عشر حديثاً متون جميعها إذا أتاكم كريم قوم فأكرموه.
وقال محمد بن طاهر المقدسي: كان للدارقطني مذهب في التدليس خفي، يقول فيما لم يسمعه من أبي القاسم البغوي: قرئ على أبي القاسم البغوي: حدثكم فلان.
قلت: وأخذ الدارقطني عن أبي بكر بن مجاهد سماعاً، وقرأ على أبي بكر النقاش، وعلي بن سعيد القزاز، وأحمد بن بويان، وأحمد بن محمد
الديباجي، وبرع في القراءات، وتصدر في آخر أيامه للإقراء.
وقد نقلت من خطه حديثاً، والجزء بوقف الضيائية. ووقع لي حديثه عالياً بالإجازة، وقد أنبأنا المسلم بن علان أن أبا اليمن الكندي أخبرهم، قال: أخبرنا أبو منصور الشيباني، قال: أخبرنا أبو بكر الخطيب، قال: حدثني أبو نصر علي بن هبة الله بن ماكولا، قال: رأيت في المنام في شهر رمضان كأني أسأل عن حال الدارقطني في الآخرة ما آل إليه أمره؟ فقيل لي: ذاك يدعى في الجنة الإمام.
قلت: توفي في ثامن ذي القعدة.
174 -
علي بن محمد بن علي بن الصباح العطار البغدادي
، يعرف بابن المريض.
سمع أبا القاسم البغوي، وابن أبي داود. وعنه أبو محمد الخلال، وأبو القاسم التنوخي، وأبو محمد الجوهري، وأبو طالب العشاري.
قال الخطيب: وكان صدوقاً، مات في رجب.
175 -
علي بن محمد بن معاذ
، أبو سعد المعدل الملقاباذي.
سمع أبا نعيم بن عدي، ومحمد بن حمدون. وعنه الحاكم.
176 -
علي بن محمد بن عبد الله القزويني القاضي
.
توفي بمصر.
177 -
علي بن معروف البغدادي البزاز
.
حدث في هذه السنة، وتوفي بعدها. عن الباغندي، والبغوي، وابن أبي داود، وغيرهم. وعنه عبد العزيز الأزجي، وجماعة.
وثقه الخطيب.
178 -
عمر بن أحمد بن عثمان بن أحمد بن أيوب بن أزداذ
، الشيخ أبو حفص بن شاهين الحافظ الواعظ، محدث بغداد ومفيدها.
سمع محمد بن محمد الباغندي، وأبا خبيب العباس ابن البرتي، وأبا القاسم البغوي، وشعيب بن محمد الذارع، ومحمد بن هارون بن المجدر، وأبا بكر بن أبي داود، وابن صاعد، وأبا علي محمد بن سليمان المالكي. ورحل في الكهولة فسمع بدمشق إبراهيم بن محمد بن أبي ثابت، وأحمد بن سليمان بن زبان، وطائفة سواهم.
وولد سنة سبع وتسعين ومائتين، وأول سماعه سنة ثمان وثلاثمائة.
روى عنه أبو بكر محمد بن إسماعيل الوراق رفيقه، وهلال الحفار، وأبو سعد الماليني، وأبو بكر البرقاني، وأبو القاسم التنوخي، وأبو محمد الخلال، وابنه عبيد الله بن عمر بن شاهين، وأبو محمد الجوهري، وأبو الحسين محمد بن عبد الله المؤدب، ومحمد بن عبد الوهاب بن الشاطر النقيب، وأبو الحسين محمد ابن المهتدي، وآخرون.
قال ابن ماكولا: ثقة مأمون سمع بالشام والعراق والبصرة وفارس، وجمع الأبواب والتراجم، وصنف كثيراً.
وقال أبو الحسين ابن المهتدي بالله: قال لنا ابن شاهين: صنفت ثلاثمائة مصنف وثلاثين مصنفاً، أحدها التفسير الكبير ألف جزء، والمسند ألف وثلاثمائة جزء، والتاريخ مائة وخمسون جزءاً والزهد مائة جزء، وأول ما حدثت بالبصرة سنة اثنتين وثلاثين وثلاثمائة.
قال الخطيب: سمعت القاضي أبا بكر محمد بن عمر الداودي قال: سمعت أبا حفص بن شاهين يقول: حسبت ما اشتريت به الحبر إلى هذا الوقت، فكان سبعمائة درهم. قال الداودي: وكنا نشتري الحبر كل أربعة أرطال بدرهم.
قلت: ما يلحق الشخص أن يكتب بهذا كله بل كان يستنسخ، لعل، وقد حدثني شيخنا أبو العباس أحمد بن إبراهيم الواسطي، قال: كان عندنا تفسير ابن شاهين بواسط في نحو ثلاثين مجلداً.
وقال الأزهري: كان ابن شاهين ثقة، وكان عنده عن البغوي سبعمائة جزء.
وقال أبو الفتح بن أبي الفوارس: كان ابن شاهين ثقة مأموناً، قد جمع وصنف ما لم يصنفه أحد.
وقال حمزة السهمي: سمعت الدارقطني يقول: ابن شاهين يلح على الخطأ، وهو ثقة.
وقال الخطيب: سمعت محمد بن عمر الداودي يقول: كان ابن شاهين ثقة، يشبه الشيوخ، إلا أنه كان لحاناً، وكان لا يعرف من الفقه لا قليلاً ولا كثيراً، كان إذا ذكر له مذاهب الفقهاء كالشافعي وغيره يقول: أنا محمدي المذهب، ورأيته يوماً اجتمع مع الدارقطني فما نطق خوف أن يخطئ بحضرة أبي الحسن. وسمعته يقول: أنا أكتب ولا أعارض. قال العتيقي: توفي في ذي الحجة.
179 -
عمر بن محمد بن موسى الجلاب
.
مصري يروي عن محمد بن الربيع بن سليمان.
180 -
قناد بن محمد بن قتادة النيسابوري
.
سمع أبا حامد بن بلال، وعبد الله بن الشرقي.
181 -
محمد بن أحمد بن محمد بن حم
، أبو الفضل النيسابوري الجلودي الواعظ.
سمع الكثير من أبي بكر القطان والأصم، وإسماعيل الصفار، وعدة. روى عنه أبو عبد الله الحاكم.
182 -
محمد بن أحمد بن محمد بن عبد الله بن حامد
بن موسى بن العباس بن محمد بن يزيد بن مسلمة ابن الخليفة عبد الملك بن مروان، أبو بكر ابن الأزرق الأموي المصري.
صار إلى القيروان سنة ثلاث وأربعين، فحبسه بنو عبيد بالمهدية نحو أربعة أعوام، ثم خلصه الله، وقدم الأندلس في سنة تسع وأربعين، فأكرمه المستنصر، وأثبته في ديوان قريش.
وكان أديباً حليماً، روى عن علي بن عبد الله بن أبي مطر الإسكندراني، وخاله أحمد بن مسعود الزنبري، وابن الصموت.
قال ابن الفرضي: كتبت عنه جزءاً، وقال لي: ولدت سنة تسع عشرة وثلاثمائة، وتوفي في ذي القعدة. وقد حدث من حفظه بحديث أخطأ فيه.
183 -
محمد بن إبراهيم بن يحيى أبو بكر النيسابوري
الكسائي الأديب.
تخرج به جماعة في العربية.
قال الحاكم: ثم إنه على كبر السن حدث بصحيح مسلم من كتاب جديد بخطه عن إبراهيم بن سفيان الفقيه، فأنكرت عليه، فعاتبني، فقلت: لو أخرجت أصلك وأخبرتني بالحديث على وجهه، فقال: قد كان والدي يحضرني مجلس ابن سفيان لسماع هذا الكتاب، ثم لم أجد سماعي فقال لي أبو أحمد بن عيسى: قد كنت أرى أباك يقيمك في المجلس تسمع وأنت تنام لصغرك، ولم يبق بعدي من يروي هذا الكتاب غيرك، فاكتبه من كتابي فإنك تنتفع به، فكتبته من كتابه، فقلت: هذا لا يحل لك، فقام وشكاني.
قلت: روى عنه أبو مسعود أحمد بن محمد البجلي الرازي صحيح مسلم. وتوفي ليلة النحر، ولم يرو عنه الحاكم شيئاً.
184 -
محمد بن سعيد بن الحسن بن محمد بن سهل
، أبو سعيد الهروي القراب.
توفي في ذي القعدة.
185 -
محمد بن عبد الله بن محمد
، أبو الحسن بن سكرة الهاشمي الأديب.
بغدادي من ذرية أبي جعفر المنصور. كان متسع الباع في أنواع الإبداع، فائق الشعر، لا سيما في المجون والسخف، وكان يقال ببغداد: إن زماناً جاد بمثل ابن سكرة وابن الحجاج لسخي جداً، وقد شبها في وقتهما بجرير والفرزدق في وقتهما، ويقال: إن ديوان ابن سكرة يربي على خمسين ألف بيت.
وتوفي في ربيع الآخر.
ومن شعره:
في وجه إنسانة كلفت بها أربعة ما اجتمعن في أحد الوجه بدر، والصدع غالية والريق خمر، والثغر من برد
وقال أبو القاسم التنوخي: أنشدنا ابن سكرة لنفسه، وكان طيب المزاج:
وقائل قال لي: لا بد من فرج فقلت واغتظت: كم لا بد من فرج؟ فقال لي: بعد حين. قلت: واعجباً من يضمن العمر لي يا بارد الحجج
وله:
غصن بان وفي اليد منه غصن فيه لؤلؤ منظوم فتحيرت بين غصنين في ذا قمر طالع وفي ذا نجوم
186 -
محمد بن عبد الله بن محمد بن بصير بن ورقاء
، أبو بكر الأودني وأودن قرية من قرى بخارى.
قيده ابن السمعاني بضم الهمزة، ونص ابن ماكولا ومن تبعه على فتحها.
كان إمام الشافعية في زمانه بما وراء النهر، وهو من أصحاب الوجوه.
قال الحاكم: هذا من أزهد الفقهاء وأورعهم وأعبدهم وأبكاهم على تقصيره، وأشدهم تواضعاً وإنابةً.
قلت: روى عن الهيثم بن كليب الشاشي، وعبد المؤمن بن خلف النسفي، ومحمد بن صابر البخاري.
روى عنه الحاكم، وأبو عبد الله الحليمي، ومحمد بن أحمد غنجار، وجعفر المستغفري، وتوفي ببخارى في شهر ربيع الآخر.
ومن غرائب وجوهه: أن الربا حرام في كل شيء، فلا يجوز بيع مال بجنسه مطلقاً. ومن شيوخه ببخارى يعقوب بن يوسف العاصمي.
187 -
محمد بن عبيد الله بن الحسن
، أبو بكر الأصبهاني.
سمع محمد بن هارون الروياني، وعباس بن الوليد بن شجاع وعبد الله ابن أخي أبي زرعة الرازي. روى عنه أحمد بن محمود الثقفي.
وكان ثقة مأموناً.
توفي في ربيع الآخر. وروى عنه أيضاً أبو نعيم، ووصفه بالعدالة، ولكن قال: مات في ذي القعدة.
188 -
محمد بن عمر بن حفصويه
، أبو الحسن السرخسي، جد الحافظ إسحاق بن أبي إسحاق القراب.
توفي في ذي الحجة.
189 -
محمد بن محمد بن أحمد بن عثمان
، أبو بكر البغدادي الطرازي، نزيل نيسابور.
من كبار القراء والصلحاء؛ قرأ على أبي بكر بن مجاهد، وسمع أبا القاسم البغوي، ويحيى بن صاعد، ودخل البصرة وأصبهان ثم نيسابور، وكتب بها عن محمد بن الحسين القطان وغيره. وكان عارفاً بالعربية والحديث.
قال الحاكم: خالف الأئمة في آخر عمره في أحاديث حدث بها من حفظه، فالله أعلم. توفي في ذي الحجة.
روى عنه الحاكم، وأبو حفص بن مسرور، وأبو سعد الكنجروذي وغيرهم.
وقال الخطيب: ذاهب الحديث.
190 -
محمد بن موسى بن المثنى
، الفقيه أبو بكر البغدادي الأثري الداودي الظاهري.
سمع أبا القاسم البغوي، وأبا بكر بن أبي داود، وأبا سعيد العدوي. روى عنه البرقاني وقال: كان فقيهاً نبيلاً على مذهب داود.
ولد سنة ثلاثمائة.
191 -
مظفر بن أحمد بن إبراهيم بن الحسن بن برهان
، أبو الفتح المقرئ.
أقرأ القرآن بدمشق مدة. وصنف كتاباً في القراءات، وقرأ على أبي القاسم علي بن العقب، وأبي الحسن محمد بن الأخرم، وصالح بن إدريس البغدادي، وحدث عن أحمد بن عبد الله بن نصر بن هلال، وإبراهيم ابن المولد الزاهد، وابن حذلم، وأبي علي الحصائري، وأحمد بن محمد بن فطيس. وعنه تمام الرازي، وأبو سعد الماليني، وعلي بن الحسن الربعي وجماعة.
والصواب برهان، بالضم.
192 -
هاشم بن يحيى بن الحجاج
، أبو الوليد البطليوسي. سمع محمد بن عبد الملك بن أيمن، وقاسم بن أصبغ، وحج، فسمع من أبي سعيد ابن الأعرابي، وأبي رجاء محمد بن حامد البغدادي، وأبي يحيى محمد بن عبد الرحمن ابن المقرئ، وأبي محمد عبد الرحمن بن أسد الكازروني، وخلق بمكة، ومحمد بن إبراهيم السراج، والفضل بن عبيد الله بالقدس، وعلي بن العباس الغزي بغزة، والحسن بن مليح، وأحمد بن
بهزاد بمصر، واستقر ببطليوس، ثم سعي به إلى السلطان فامتحن، وأسكن قرطبة، فقرأ الناس عليه كثيراً، وكان لا بأس به في ضبطه.
توفي في شوال؛ قاله ابن الفرضي.
193 -
يوسف ابن الشيخ أبي سعيد الحسن بن عبد الله السيرافي النحوي
، أبو محمد.
كان أخبارياً، لغوياً، علامةً، عارفاً بالعربية معرفة جيدة، تصدر في مجلس أبيه بعد موته، وقد كان يعيد له في حياته، وكمل بعض تصانيف أبيه، وشرح أبيات سيبويه، فجاء نهايةً في بابه، وشرح إصلاح المنطق فأجاد، وله في اللغة مصنفات.
توفي في ثالثة تبقى من ربيع الأول. وعمره خمس وخمسون سنة.
194 -
يوسف بن عمر بن مسرور
، أبو الفتح القواس الزاهد.
بغدادي محدث مشهور. سمع أبا القاسم البغوي، وأبا بكر بن أبي داود، وابن صاعد، وأحمد بن محمد بن المغلس، ومحمد بن هارون الحضرمي، وخلقاً كثيراً، ذكر في تراجمهم أنه روى عنهم. روى عنه أبو محمد الخلال، وأبو الحسن العتيقي، وعبد العزيز الأزجي، وأبو ذر الهروي، وآخر من روى عنه أبو الحسين ابن المهتدي بالله.
قال الخطيب: كان ثقة زاهداً صادقاً، ولد سنة ثلاثمائة، وأول سماعه سنة ست عشرة. سمعت علي بن محمد السمسار يقول: ما أتيت يوسف القواس إلا وجدته يصلي، وسمعت أبا بكر البرقاني والأزهري ذكرا القواس فقالا: كان من الأبدال، زاد الأزهري: كان مجاب الدعوة.
وقال أبو ذر الهروي: سمعت الدارقطني يقول: كنا نتبرك بأبي الفتح القواس وهو صبي.
وقال تمام بن محمد الزينبي وغيره: سمعنا القواس يذكر أنه وجد في
كتبه جزءاً في فضائل معاوية قد قرضته الفأرة، فدعا عليها، فسقطت فأرة من السقف واضطربت حتى ماتت. وجاء عن أبي ذر الهروي أنه كان حاضراً لما ماتت.
قال العتيقي: مات في ربيع الآخر. وكان ثقة مستجاب الدعوة، ما رأيت في معناه مثله.
أنبأنا ابن علان، قال: أخبرنا الكندي، قال: أخبرنا القزاز، قال: أخبرنا الخطيب، قال: حدثني عبد الغفار الأرموي، قال: حدثني أبو الحسن بن حميد، قال: سمعت أبا ذر الهروي يقول: كنت عند أبي الفتح القواس، فأخرج جزءاً فيه قرض الفأر، فدعا الله على الفأرة التي قرضته، فسقطت من السقف فأرة، لم تزل تضطرب حتى ماتت.
وذكر أبو الفتح أنه كان لا يكتب من لفظ المملي، بل من لفظ الشيخ، فذكر أن رجلاً قال له: رأيت النبي صلى الله عليه وسلم في المنام يقول لي: من أراد السماع كأنه يسمعه مني فليسمعه كسماع أبي الفتح القواس.
سنة ست وثمانين وثلاثمائة
195 -
أحمد بن أبي إسحاق إبراهيم بن محمد بن يحيى
، أبو حامد ابن المزكي النيسابوري.
قال الحاكم: له إجازة من أبي العباس الدغولي بخط يده، وسمع من محمد بن الحسين القطان، وبمكة من ابن الأعرابي، وببغداد من لبن البختري والصفار وطبقتهم. روى عنه أبوه، وأبو الحسين محمد بن المظفر الحافظ، أملى ببغداد ونيسابور، وحضر مجالسه القضاة والأشراف، وخرجت له فوائد. وتوفي في شعبان، ومولده سنة ثلاث وعشرين وثلاثمائة، وصحبته ببغداد، وبطريق مكة، وعندي أن الملائكة لم تكتب عليه خطيئة، وصام الدهر نيفاً وعشرين سنة، وكان عابداً مجتهدا.
قلت: وهو أحد الأخوة؛ حدث بهمذان، فروى عنه من أهلها جعفر الأبهري، وأبو بكر الزنجاني، وأحمد بن عبد الرحمن بن سعيدويه، وآخرون، وأبو العلاء محمد بن علي الواسطي، وأبو سعد الكنجروذي.
196 -
أحمد بن عبد الوهاب بن الحسين بن يوسف
، أبو علي البغدادي القاضي، نزيل مصر.
حدث، وتوفي في المحرم.
197 -
أحمد بن عبد الله بن نعيم بن الخليل
، أبو حامد النعيمي. راوي صحيح البخاري.
سمع أبا عبد الله الفربري، وأبا العباس محمد بن عبد الرحمن الدغولي، والحسين بن محمد بن مصعب، وإبراهيم بن حمدويه السلمي، وأحمد بن إسحاق بن مزيز السرخسي، وجماعة.
روى عنه أبو يعقوب القراب، وأبو الفتح بن أبي الفوارس، وأبو بكر البرقاني، وأبو حازم العبدويي، وأبو منصور الكرابيسي، وأبو عمر
عبد الواحد بن أحمد المليجي شيخ محيي السنة البغوي، وغيرهم.
وهو سرخسي نزل هراة واستوطنها، وتوفي في ربيع الأول.
198 -
أحمد بن عبيد الله البغدادي الحذاء
.
حدث عن أبي عبد الله المحاملي، وعنه أحمد بن محمد العتيقي.
199 -
أحمد بن علي بن محمد، أبو علي المدائني المعروف بالهائم، أحد الأدباء المذكورين
.
سمع أبا بكر بن دريد وجماعة، وصحب عضد الدولة بن بويه، وكان راوية للشعر؛ روى عنه علي بن المحسن التنوخي، وهلال بن المحسن الصابئ، وذكر أنه كان يحفظ ثلاثين ألف بيت شعر.
200 -
أحمد بن محمد بن جغلان
.
روى عن أبي بكر ابن الأنباري. وعنه ابن المحسن التنوخي.
201 -
أحمد بن موسى بن أحمد بن خصيب
، أبو بكر الأندلسي المعروف بابن الإمام.
فقيه إمام، ولي القضاء ببعض مدن الأندلس، وسمع من عمه عمر بن يوسف ومحمد بن شبل، وعاش ستين سنة.
202 -
أحمد بن أبي الليث نصر بن محمد النصيبي المصري الحافظ
. قدم نيسابور؛ قال الحاكم: هو باقعة في الحفظ، شبهت مذاكرته بالسحر، وكان يتقشف، ويجالس الصالحين، ثم ذهب إلى ما وراء النهر، وأقبل على الأدب والشعر، ودخل في الأعمال السلطانية، ثم اجتمعت هناك به، وحفظه كما كان، فكنت أتعجب منه. سمع أحمد بن عبد الرحيم القيسراني، وأبا هاشم الكناني بالشام وأبا عبد الله الحكيمي، وأبا علي
الصفار ببغداد، وأبا العباس الأصم بنيسابور، وأصحاب يونس بن عبد الأعلى بمصر.
روى عنه الحاكم، وجماعة.
203 -
جندب بن أحمد بن عبد الرحمن بن عبد المؤمن بن خالد
، أبو ذر المهلبي الأزدي الجرجاني.
روى عن أبي يعقوب إسحاق البحري، ومحمد بن الحسين بن ماهيار، ودعلج السجزي، وجماعة. وكان فقيهاً خيراً.
قال ابن ماكولا: مات في رجب سنة ست.
204 -
الحسن بن إبراهيم بن زولاق
، أبو محمد.
أحد علماء الديار المصرية، وصاحب التصانيف والتواريخ.
مولده في حدود سنة ست وثلاثمائة، ومن كبار شيوخه أبو جعفر الطحاوي، ورحل إلى دمشق بعد الثلاثين، ولم يؤرخه ابن عساكر.
توفي في ذي القعدة.
205 -
حمد بن محمد بن حمدون النيسابوري
، أبو منصور الجوزجاني الفقيه.
تفقه ببلخ عند أبي القاسم الصفار، وحدث عن أبي العباس الدغولي، وطبقته، وعمر نيفاً وتسعين سنة.
توفي في ذي القعدة.
206 -
سعيد بن محمد بن مسلمة بن محمد بن بتري
، أبو بكر القرطبي.
سمع من عمه خطاب بن مسلمة، وقاسم بن أصبغ.
وولي قضاء قرمونة، وتوفي فصلى عليه أخوه مسلمة الزاهد.
207 -
صالح بن جعفر
، أبو الفرج الرازي.
حدث عن أبي القاسم البغوي، وأبي بكر بن زياد النيسابوري. وعنه أبو الحسن العتيقي، وأبو القاسم التنوخي، وجماعة.
أحاديثه تدل على صدقه.
208 -
عباس بن أصبغ بن عبد العزيز الهمداني الحجاري
، من أهل وادي الحجارة، أبو بكر القرطبي.
ولم يكن من أهل وادي الحجارة فيما قيل. سمع محمد بن عبد الملك بن أيمن، وعبد الله بن يونس، وسيد أبيه الزاهد، وسعيد بن جابر، وعباس بن محمد. وكان ضابطاً لما كتب، عفيفا طاهرا، قرأ الناس عليه كثيراً، وتوفي في ذي القعدة، وله اثنتان وثمانون سنة.
209 -
عبد الله بن أحمد بن مالك
، أبو محمد البغدادي البيع.
سمع أبا بكر بن أبي داود، ومحمد بن منصور الشيعي، وسعيداً أخا زبير الحافظ. روى عنه العتيقي، وأبو طالب العشاري، وأبو خازم محمد بن الفراء.
وثقه ابن أبي الفوارس.
توفي في جمادى الأولى.
201 -
عبد الله بن الحسين بن حسنون
، أبو أحمد السامري البغدادي المقرئ، مسند ديار مصر في القراءات.
ذكر أنه قرأ لحفص على أحمد بن سهل الأشناني صاحب عبيد بن الصباح، وقرأ للسوسي على أصحابه أبي الحسن ابن الرقي، وأبي عثمان النحوي، وأبي عمران موسى بن جرير النحوي. وقرأ لقالون على أبي
الحسن ابن شنبوذ، وقرأ للدوري وغيره على أبي بكر بن مجاهد، وكذا قرأ على ابن شنبوذ بطرق متعددة.
قرأ عليه أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي، وأبو الفتح فارس بن أحمد، ويوسف بن رباح البصري، وعبد الساتر بن الذرب باللاذقية، وأبو الحسين التنيسي الخشاب، وأبو القاسم عبد الجبار بن أحمد الطرسوسي ثم المصري، قرأ عليه بمذاهب السبعة، ورواياته عنه في كتاب العنوان وآخر من قرأ عليه أبو العباس أحمد بن سعيد بن أحمد بن نفيس شيخ ابن الفحام.
وقد وقع لنا بحمد الله من طريقه رواية حفص ورواية السوسي بعلو، من قراءتي على أصحاب الصفراوي عنه.
إلا أن السامري قد تكلم فيه بعضهم، فقال محمد بن علي الصوري: قال لي أبو القاسم العنابي البزاز: كنا يوماً عند أبي أحمد المقرئ فحدثنا عن أبي العلاء محمد بن أحمد الوكيعي، فاجتمعت بأبي محمد عبد الغني بن سعيد، فذكرت ذلك له، فاستعظمه، وقال: سله متى سمع منه؟ فرجعت إليه، فقال: سمعت منه بمكة في الموسم، سنة ثلاثمائة، فأتيت عبد الغني فأخبرته، فقال: أبو العلاء مات عندنا في أول سنة ثلاثمائة. ثم عبرت معه بعد مدة، وأبو أحمد قاعد يقرئ، فقلت له: ألا تسلم عليه؟ فقال: لا أسلم على من يكذب في حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم. وقال صاحب العنوان: إنه قرأ لأبي الحارث الليث عن الكسائي، على عبد الجبار الطرسوسي، عن قراءته على أبي أحمد السامري، وتلا أبو أحمد برواية المذكور على محمد بن يحيى الكسائي الصغير، عن قراءته على الليث.
قال أبو عبد الله القصاع: كذا نقل الجماعة عن أبي أحمد أنه قرأ على محمد بن يحيى، وهو وهم، لأنه توفي سنة ثمانين ومائتين، وولد أبو أحمد بعد موته بنحو خمس عشرة سنة.
وقال الخطيب: قال الصوري: وقد ذكر أبو أحمد أنه قرأ على محمد بن يحيى الكسائي الصغير، فبلغني أنه كتب في ذلك إلى بغداد يسأل
عن وفاة الكسائي، فكان الأمر من ذلك بعيداً.
قلت: وهذا وهم وقع لأبي أحمد ثم رجع عنه، وإنما يروي هذه القراءة عن ابن مجاهد تلاوةً عن محمد بن يحيى سماعاً لحروفها، وكذا رواها أبو عمرو الداني في جامع البيان، فقال: قرأت بها على شيخنا أبي الفتح، وقال: قرأت على عبد الله بن الحسين، قال: قرأت على ابن مجاهد، قال: أخبرني محمد بن يحيى الكسائي، عن الليث بن خالد، عن الكسائي.
قلت: وأبو الفتح من أثبت القراء وأتقنهم، وأما أبو القاسم الهذلي وابن الفحام، وغيرهما ممن عنده طرق أبي أحمد، فلم يذكروا قراءة أبي أحمد عن محمد بن يحيى أصلاً، وقد رواها، أعني رواية محمد بن يحيى، أبو الحسن بن شنبوذ، وتلا بها على محمد بن يحيى، فلعل أبا أحمد تلا بها على ابن شنبوذ، وقد سقط اسمه على صاحب العنوان، والله أعلم. وإنما المستغرب قراءة أبي أحمد على أحمد بن سهل الأشناني فإنه توفي سنة سبع وثلاثمائة، ومولد أبي أحمد سنة خمس وتسعين ومائتين، فيكون قد قرأ عليه وهو ابن اثنتي عشرة سنة إن كان قد قرأ عليه.
توفي ليلة السبت لثمان بقين من المحرم.
وذكر يحيى ابن الطحان أن أبا أحمد روى عن أبي العلاء الكوفي وعبد الله ابن المعتز، ويموت بن المزرع.
قلت: ولم يدرك ابن المعتز، نسأل الله السلامة، فقد بان ضعف أبي أحمد وتخليطه فياحينه.
211 -
عبد الله بن أبي زيد
، أبو محمد فقيه القيروان.
توفي سنة ست وثمانين، وقيل: سنة تسع، وقد ذكر هناك.
212 -
عبد الرحمن بن محمد بن الخصيب بن رستة
، أبو علي الضبي الأصبهاني.
سمع الحسن بن محمد الداركي، وأبا عمرو بن عقبة، وإبراهيم بن
عبد الله بن محمد الزبيبي. روى عنه أبو بكر بن أبي علي، وأبو نعيم الحافظ، وأبو نصر إبراهيم بن محمد بن علي الكسائي.
213 -
عبد الكبير بن محمد بن عفير
، أبو محمد الحكمي الأندلسي المقرئ.
سمع من أبي جعفر ابن النحاس، وأبي سعيد ابن الأعرابي، وقاسم ابن أصبغ، والمظفر بن أحمد المصري. وقرأ على محمد بن عبد الله بن أشتة ومحمد بن علي. وأقرأ الناس بقرطبة مدة، وتوفي في صفر.
214 -
عبيد الله بن فرج
، أبو مروان القرطبي النحوي، ويعرف بالطوطالقي.
أخذ عن أبي علي القالي، وأبي عبد الله الرباحي، وطائفة. وبرع في اللغة، والنحو والآداب، وقد اختصر كتاب المدونة، وأجاد.
توفي في عشر السبعين.
215 -
عبيد الله بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم
بن محمد بن جميل، أبو أحمد الأصبهاني.
سمع من جده إسحاق مسند أحمد بن منيع وسمع من الحسن بن عثمان الفسوي كتب يعقوب بن سفيان، وسمع من أحمد بن جعفر بن محمويه البغدادي.
روى عنه أبو بكر أحمد بن موسى بن مردويه، وأبو بكر بن أبي علي الذكواني، وأبو نعيم الحافظ، وعلي بن القاسم بن إبراهيم بن شنبويه المقرئ، وأبو نصر إبراهيم بن محمد الكسائي، وعثمان بن محمد بن أحمد بن سعيد الخلال، وعبد الواحد بن أحمد المعلم.
قال ابن مردويه: توفي في شعبان.
216 -
علي بن أحمد بن محمد بن مهران الأصبهاني
.
روى عن أبي بكر محمد بن سعيد الفارسي، عن زيد بن أخزم. وعنه أبو بكر بن أبي علي، وأبو نعيم.
217 -
علي ابن القاضي أبي عبد الله الحسين بن إسماعيل الضبي المحاملي
، أبو القاسم البغدادي.
سمع أباه، ومحمد بن محمد الباغندي، وابن زياد النيسابوري. وعنه ابن أخيه أحمد بن عبد الله، وأبو القاسم الأزهري، وتوفي في رمضان.
وثقه الخطيب.
218 -
علي بن عمر بن محمد بن الحسن بن شاذان
، أبو الحسن الحميري البغدادي الحربي، يعرف بالسكري وبالختلي وبالصيرفي وبالكيال.
سمع أحمد الصوفي، وعلي بن سراج، وعباد بن علي السيريني، ومحمد بن محمد الباغندي، والهيثم بن خلف، وأبا خبيب ابن البرتي، وعلي بن إسحاق بن زاطيا، وعيسى بن سليمان، والحسن بن الطيب البلخي، وعلي بن الحسين بن حبان، وجماعة. تفرد بالرواية عن جماعة منهم.
روى عنه أبو القاسم الأزهري، وأبو محمد الخلال، وأبو الطيب الطبري، والعتيقي، وأبو القاسم التنوخي، والقاضي أبو يعلى محمد بن الحسين الفراء، وأبو الغنائم محمد بن علي ابن الدجاجي، وأبو الغنائم عبد الصمد ابن المأمون، وأبو الحسين محمد ابن المهتدي بالله وخلق آخرهم أبو الحسين بن النقور.
أخبرنا أبو المعالي الأبرقوهي، قال: أخبرنا أحمد بن أبي الفتح، والفتح بن عبد السلام؛ قالا: قال: أخبرنا محمد بن عمر الأرموي، قال: أخبرنا أحمد بن محمد البزاز، قال: أخبرنا علي بن عمر الحربي، قال: حدثنا أحمد بن الحسن الصوفي، قال: حدثنا يحيى بن معين، قال: حدثنا
سفيان بن عيينة، عن حميد الأعرج، عن سليمان بن عتيق، عن جابر، أن النبي صلى الله عليه وسلم أمر بوضع الجوائح ونهى عن بيع السنين.
قال التنوخي: سمعت الحربي يقول: ولدت سنة ست وتسعين ومائتين، وأول سماعي سنة ثلاث وثلاثمائة من الصوفي.
وقال الخطيب: قال لي البرقاني عن الحربي: لا يساوي شيئاً، فسألت الأزهري عنه، فقال: صدوق، وكان سماعه في كتب أخيه، لكن بعض المحدثين قرأ عليه منها شيئاً لم يكن سماعه وألحق فيه السماع، فجاء آخرون فحكوا الإلحاق وأنكروه، وأما الشيخ فكان في نفسه ثقة.
وقال الأزجي: كان صحيح السماع.
وقال العتيقي: كان ثقة ذهب بصره في آخر عمره، وتوفي في شوال.
219 -
علي بن محمد بن أحمد
، أبو القاسم اليزداذي الرازي، نزيل ما وراء النهر.
روى عن أبي بكر بن زياد النيسابوري، وابني المحاملي القاسم والحسين، وغيرهم.
يعرف بالخازن، ولي القضاء بمدائن عدة.
220 -
غزوان بن القاسم بن علي
، أبو عمرو المازني البغدادي ثم المصري.
روى عن الحسن بن مليح، وقرأ القرآن على ابن شنبوذ، وأقرأ، وعمر ستاً وتسعين سنة.
وقال الداني: قرأ على ابن مجاهد، وكان ماهراً ضابطاً. تلا عليه إسماعيل بن عمرو الحداد.
221 -
المثنى بن محمد بن المثنى
، أبو الهيثم الأزدي المروزي.
حدث عن أحمد بن محمد المنكدري، وعبد الرحمن بن محمد بن حمدويه. روى عنه جعفر المستغفري، وأبو العلاء الواسطي، وعلي بن طلحة.
222 -
محمد بن إبراهيم
، أبو بكر السوسي شيخ الصوفية بدمشق.
روى عن أبي علي محمد بن شعيب، وأبي عبد الله الروذباري. روى عنه محمد بن الحسين بن الترجمان.
223 -
محمد بن حسان بن محمد الفقيه
، أبو عبد الله بن أبي الوليد النيسابوري الشافعي.
أفتى ودرس زمن أبيه، وروى عن ابن الشرقي، وابن عبدان. وعنه الحاكم وجماعة. مات في شوال، وله أربع وثمانون سنة.
224 -
محمد بن الحسن بن إبراهيم
، أبو عبد الله الإستراباذي، وقيل: إنه جرجاني، الفقيه الشافعي المعروف بالختن؛ كان ختن الإمام أبي بكر الإسماعيلي.
ولد سنة إحدى عشرة وثلاثمائة، وكان إماماً فاضلاً ورعاً مشهوراً، وله وجوه حسنة في المذهب، وكان مقدماً في الأدب، ومعاني القراءات والقرآن، مناظراً.
سمع الحديث من أبي نعيم عبد الملك بن عدي وجماعة بجرجان، ومن عبد الله بن فارس ونحوه بأصبهان، ومن أبي العباس الأصم بنيسابور، وأكثر عن الأصم، وقد شرح التلخيص لأبي العباس بن القاص.
وخلف من الأولاد أبا بشر الفضل، وأبا النضر عبيد الله، وأبا عمرو عبد الرحمن، وأبا الحسن عبد الواسع.
توفي بجرجان يوم عرفة، ودفن يوم الأضحى.
225 -
محمد بن خراسان
، أبو عبد الله المصري.
قرأ القرآن على المظفر بن أحمد، وسمع من أبي جعفر النحاس كتبه، وبرع في العربية، وسكن صقلية. وحمل عنه جماعة، وعمر ستاً وتسعين سنة.
226 -
محمد بن سليمان بن يزيد الفامي القزويني
، أبو سليمان.
سمع من أبيه، ومحمد بن جمعة بن زهير، والعباس بن الفضل بن شاذان الرازي، وغيرهم.
وعاش تسعين سنة.
227 -
محمد بن عبد الله بن عبد المؤمن
، أبو عبد الله القرطبي المعلم، ابن بنت أصبغ بن مالك.
كان عنده أصول جده أصبغ، ويذكر أنه سمعها، ويدعي أنه أدرك محمد بن وضاح، وكان شيخاً تائهاً لا معرفة له. كتب عنه قوم حدثهم عن جده، ولو أرادوه على أن يحدثهم عن نوح عليه السلام لفعل.
توفي في المحرم، وقيل: إنه جاوز المائة، فالله أعلم.
228 -
محمد بن عثمان بن إسحاق
، أبو الفضل النسفي.
شيخ مسن، روى عن محمود بن عنبر تسعين حديثاً، وهو آخر أصحابه. روى عنه جعفر المستغفري.
229 -
محمد بن علي بن عطية
، أبو طالب الحارثي المكي، مصنف كتاب قوت القلوب.
كان من أهل الجبل، ونشأ بمكة وتزهد، وله لسان حلو في التصوف. روى عن علي بن أحمد المصيصي، وأحمد بن يوسف بن خلاد النصيبي، وأحمد بن الضحاك الزاهد، وأبي بكر الآجري، ومحمد بن عبد الحميد الصنعاني، ومحمد بن أحمد المفيد، وغيرهم. روى عنه عبد العزيز الأزجي.
قال الخطيب: حدثني العتيقي، والأزهري أنه كان مجتهداً في العبادة، وتوفي في جمادى الآخرة. وقال لي أبو طاهر محمد بن علي العلاف؛ إنه وعظ ببغداد، وخلط في كلامه، وحفظ عنه أنه قال: ليس على المخلوقين أضر من الخالق، فبدعه الناس وهجروه.
وقال غيره: إن أبا طالب كان يستعمل الرياضة كثيراً، ولقي مشايخ وسادةً، ودخل البصرة بعد وفاة أبي الحسن بن سالم، فانتهى إلى مقالته.
وقال أبو القاسم بن بشران: دخلت على شيخنا أبي طالب المكي، فقال: إذا علمت أنه قد ختم لي بخير فانثر على جنازتي سكراً ولوزاً، وقل: هذا الحاذق، ثم قال: خذ بيدي إذا احتضرت، فإذا قبضت على يدك فاعلم أنه قد ختم لي بخير، وإن لم أقبض عليها فاعلم أنه لم يختم لي بخير، فقعدت عنده، فلما كان عند موته قبض على يدي قبضاً شديداً، فلما خرجت جنازته نثرت عليه سكراً ولوزاً، وقلت: هذا الحاذق كما أمرني.
رأيت أربعين حديثاً لأبي طالب وبخطه، قد خرجها بأسانيده، وروى فيها عن عبد الله بن جعفر بن فارس بالإجازة، وروى في أولها: من حفظ على أمتي أربعين حديثاً من خمسة أوجه. وقد خرج فيها عن أبي زيد المروزي من صحيح البخاري رحمه الله، أولها: الحمد لله، كنه حمده بحمده.
230 -
محمد بن عبد الله بن حمشاذ
، أبو منصور الحمشاذي النيسابوري الفقيه الأديب الزاهد.
سمع من أبي حامد بن بلال، وأبي بكر القطان، وفي الرحلة من ابن الأعرابي، وابن البختري.
وكان زاهداً عابداً كبير الشأن يخرج أئمة، وعاش اثنتين وسبعين سنة، وكان من كبار الشافعية.
231 -
محمد بن عمر بن سعدون
، أبو عبد الله المعافري القرطبي الغضائري.
شيخ صالح قليل العلم، حج وسمع بمكة من ابن الأعرابي، وبمصر من أحمد بن جامع وجماعة. سقط عليه حائط فمات تحته في ربيع الآخر. وقد أخذ عنه ابن الفرضي.
232 -
محمد بن محمد بن إبراهيم بن جبريل
، أبو طاهر النسفي الفقيه.
قال جعفر المستغفري: كان نسيج وحده في الفقه والزهد والورع، رحمه الله، ومات كهلاً.
233 -
محمد بن المسيب
، أبو الذواد العقيلي صاحب الموصل. تملكها سنوات، ومات فوليها أخوه مقلد.
234 -
منصور بن يوسف بن بلكين الصنهاجي صاحب إفريقية
.
كان بطلاً شجاعاً جواداً، فولي بعد أبيه باديس فعقد باديس لعمه حماد على ولاية أشير، فعظم حماد وكثر عسكره، ثم عصى على ابن أخيه، ثم اقتتلا سنة ست وأربعين، فانهزم حماد وانطحن، لكن مات باديس بعد أشهر، فقاتل المعز بن باديس حماداً، فانهزم حماد أيضاً، وفي بنيه ملوك أنشأوا بجاية.
235 -
ميمون بن عبد الغفار بن حسنون
، أبو سعيد المصري.
توفي عن نيف وستين سنة.
236 -
نزار، أبو منصور العزيز بالله ابن المعز بالله أبي تميم
معد ابن المنصور بالله أبي الطاهر إسماعيل ابن القائم بأمر الله محمد العبيدي، المدعون أنهم علويون فاطميون.
وهذا هو صاحب مصر والشام والغرب، ووالد الحاكم. ولي
المملكة بعد والده في ربيع الآخر سنة خمس وستين وثلاثمائة، وله إحدى وعشرون سنة.
وكان كريماً شجاعاً، حسن الصفح.
قال المسبحي: وفي أيامه بني قصر البحر بالقاهرة الذي لم يكن مثله لا في شرق ولا غرب، وقصر الذهب، وجامع القرافة. وكان أسمر، أصهب الشعر، أعين أشهل، بعيد ما بين المنكبين، حسن الخلق، قريباً من الناس، لا يؤثر سفك الدماء، وكان مغرىً بالصيد، ويتصيد السباع، وكان أديباً فاضلاً، فذكر له أبو منصور الثعالبي في يتيمة الدهر هذه:
نحن بنو المصطفى ذوو محن تجرعها في الحياة كاظمنا عجيبة في الأنام محنتنا أولنا مبتلىً وخاتمنا يفرح هذا الورى بعيدهم طراً وأعيادنا مآتمنا
وكان قد مات له ابن في العيد، فقال هذا. ثم قال أبو منصور: سمعت الشيخ أبا الطيب يحكي أن الأموي صاحب الأندلس كتب إليه نزار صاحب مصر كتاباً يسبه فيه ويهجوه، فكتب إليه: أما بعد، فإنك قد عرفتنا فهجوتنا، ولو عرفناك لأجبناك قال: فاشتد ذلك على نزار، وأفحمه عن الجواب، يعني أنه دعي لا يعرف قبيلته، حتى كان يهجوه.
وقال أبو الفرج بن الجوزي: كان العزيز قد ولى عيسى بن نسطور النصراني، واستناب بالشام منشا اليهودي، فكتبت إليه امرأة: بالذي أعز اليهود بمنشا، والنصارى بابن نسطور، وأذل المسلمين بك، إلا نظرت في أمري، فقبض على اليهودي والنصراني، وأخذ من ابن نسطور ثلاثمائة ألف دينار.
قال ابن خلكان، رحمه الله: وأكثر أهل العلم لا يصححون نسب المهدي عبيد الله جد خلفاء مصر، حتى أن العزيز في أول ولايته صعد المنبر يوم الجمعة، فوجد هناك ورقة فيها:
إذا سمعنا نسباً منكراً نبكي على المنبر في الجامع إن كنت فيما تدعي صادقاً فاذكر أباً بعد الأب السابع وإن ترد تحقيق ما قلته فانسب لنا نفسك كالطائع أو لا دع الأنساب مستورةً وادخل بنا في النسب الواسع فإن أنساب بني هاشم يقصر عنها طمع الطامع
وصعد العزيز يوماً آخر المنبر فرأى ورقةً فيها مكتوب:
بالظلم والجور قد رضينا وليس بالكفر والحماقة إن كنت أوتيت علم غيب فقل لنا كاتب البطاقة
قال ابن خلكان: وذلك أنهم ادعوا علم المغيبات، وأخبارهم في ذلك مشهورة.
وفتحت للعزيز حمص وحماة وحلب، وخطب له صاحب الموصل أبو الذواد محمد بن المسيب العقيلي بالموصل سنة اثنتين وثمانين، وضرب اسمه على السكة والأعلام، وخطب له أيضاً باليمن.
ومات في رمضان، وعمره اثنتان وأربعون سنة وأشهر، ببلبيس في حمام من قولنج لحقه.
237 -
يوسف بن إبراهيم بن موسى
، أبو يعقوب السهمي الجرجاني الرجل الصالح، والد الحافظ حمزة.
سمع أبا نعيم بن عدي الإستراباذي، وموسى بن العباس الجويني، وجماعة. روى عنه ابنه، ومحمد بن إسماعيل الخواص.
• - أبو طالب المكي، اسمه محمد بن علي، قد تقدم.
• - العزيز صاحب مصر، قد ذكر، اسمه نزار.
• - أبو بكر يحيى بن هذيل، شاعر الأندلس، يأتي في سنة تسع.
سنة سبع وثمانين وثلاثمائة
238 -
أحمد بن محمد بن علي بن مزدئن
، أبو علي القومساني النهاوندي الزاهد، سكن أنبط، قرية من كورة همذان.
روى عن أبي يعلى محمد بن زهير الأبلي، وعلي بن عبد الله بن مبشر الواسطي، وعبد الله بن أحمد بن عامر الطائي، وعلي بن محمد بن عامر النهاوندي، وعبد الرحمن الجلاب الهمذاني، وطائفة.
روى عنه ابناه محمد وعثمان، ورافع بن محمد، وأبو نصر شعيب، وجعفر بن محمد الأبهري، ومحمد بن عيسى، وجماعة من أهل همذان.
قال شيرويه في الطبقات: كان صدوقاً ثقة، شيخ الصوفية، ومقدمهم في الجبل، والمشار إليه. وكان له آيات وكرامات ظاهرة، وقبره بأنبط يزار ويقصد من البلدان. سمعت الإمام محمد بن عثمان القومساني يقول: سمعت جعفر بن محمد الأبهري يقول: دخلت على الشيخ أبي علي ابن مزدئن وهو في محرابه بعدما ذهب بصره، فجلست خلف عمود أفكر في نفسي، هل بقي في الدنيا من يتكلم على السر، فلم أستكمل خاطري حتى صاح الشيخ من المحراب فقال: يا جعفر، لم تقول كذا؟ وهل تخلو الدنيا من أولياء الله الذين يتكلمون على السر؟
قال شيرويه: وسمعت أبا جعفر محمد بن الحسين الصوفي يقول: سمعت جعفرا الأبهري يقول: سمعت أبا علي القومساني يقول: رأيت رب العزة في المنام سنة إحدى وثمانين فناولني كوزين، شبه القوارير، فشربت منهما، فانتبهت وأنا أتلو هذه الآية {وَسَقَاهُمْ رَبُّهُمْ شَرَابًا طَهُورًا} ورأيت مرة رب العزة في أيام القحط فقال: يا أبا علي لا تشغل خاطرك، فإنك عيالي وعيالك عيالي وأضيافك عيالي.
قال شيرويه: سمعت أبا علي أحمد بن طاهر القومساني يقول: سمعت جعفرا الأبهري يقول: دخلت على أبي علي القومساني، فغسل يديه عقيب الطعام، فأخذت الطست وخرجت به فشربته، فخرجت إلى بغداد،
وما ذقت شيئاً. وكنت سمعته يقول: الرافضة أسوأ حالاً عند الله من إبليس، لأنه قال في إبليس {وَإِنَّ عَلَيْكَ اللَّعْنَةَ إِلَى يَوْمِ الدِّينِ} فهذه لعنة إلى وقت معلوم. وقال في الروافض:{إِنَّ الَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ الْغَافِلاتِ الْمُؤْمِنَاتِ لُعِنُوا فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ} يعني تكلموا في عائشة. سمعت أبا الفضل محمد بن عثمان الفقيه، سمع أبا الهيج الكردي يقول: كانت نفسي تطالبني بزيارة الشيخ أبي علي القومساني، فتمادت بي الأيام حتى بلغني مرضه، فبادرت، فتلقاني نعيه في الطريق، فسألت ولده أبا إسحاق أن يحكي لي بعض كراماته، فقال لي: يطول علي وعليك ذلك، ولكني أخبرك بما شاهدت منه في مرض موته، أتانا رجل من كرمان، صوفي في بزة حسنة، فاستأذنت له، فقال: هذا الرجل لا أحب لقاءه، فرجعت وتعللت بشدة مرضه، فقال: إنني من مسافة بعيدة، فلا تحرمني لقاء الشيخ، فتبقى حسرة، فرجعت إليه، فقال لي قبل أن يكلمني: يا بني إياك أن تدخل هذا الرجل علي، فهبت أن أراجعه، ثم في المرة الثالثة قال: يا بني لا تدخلنه علي، فإنه عاق لوالدته، فرجعت وتجرأت عليه، وأخبره بجلية الأمر، فاضطرب الرجل وبكى، وسقط إلى الأرض، وقال: إني تائب إلى الله، فدخلت على الشيخ، فقال: إن الرجل قد تاب، فأدخله، فإن الله يقبل المعذرة، فدخل يبكي ويعتذر، فقال الشيخ: تذكر خروجك من عند أمك وهي تبكي، وتمنعك مفارقتها، وأنت تقول: أنا أريد زيارة المشايخ، وهي تمنعك، فخرجت وهي باكية حزينة، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم للرجل الذي أتاه يغزو ألك والدان؟ قال: نعم، فارقتهما وهما يبكيان، فقال: ارجع فأضحكهما كما أبكيتهما. ثم قال الشيخ له: عليك بالرجوع من فورك هذا، وإلا كنت من المطرودين من باب الله، فرجع كما أمره، ومات الشيخ بعد يوم.
قال شيرويه: توفي سنة سبع وثمانين.
239 -
أحمد بن محمد بن أحمد بن سلمة
، أبو بكر الغساني الدمشقي النحوي، المعروف بابن سرام.
سمع أبا الدحداح أحمد بن محمد، وأبا بكر الخرائطي، وجماعة. وعنه أحمد الطيان، وعلي بن محمد الربعي، ورشأ بن نظيف.
توفي في شعبان.
240 -
إبراهيم بن محمد بن إبراهيم بن أبي حماد
، أبو إسحاق الأسدي الأبهري المالكي. حدث بهمذان سنة سبعين كما ذكرنا، وبأبهر، وعمر دهراً.
قال أبو يعلى الخليلي: فقيه عابد كبير المحل، سمع أحمد بن محمد بن ساكن الزنجاني، ومحمد بن مسعود القزويني، وبالعراق الجوزجاني، وابن عقدة، ونيف على المائة. مات سنة سبع وثمانين وثلاثمائة.
قلت: تفرد بالرواية عن محمد بن عبد بن عامر السمرقندي وغيره. روى عنه خلق بهمذان.
241 -
تميم بن إسماعيل المعروف بالفحل
.
قدم دمشق متولياً عليها من قبل صاحب مصر الحاكم في هذه السنة، ثم وليها سنة تسعين، ومات فيها.
242 -
جعفر بن محمد بن الفضل
، أبو القاسم ابن المارستاني الدقاق.
بغدادي، قدم مصر، وحدث عن أبي بكر بن مجاهد، ومحمد بن مخلد. روى عنه أبو محمد الخلال، وأبو القاسم التنوخي، وأبو علي بن المذهب. روى كتب قراءات.
قال الدارقطني: يكذب، ما سمع من هؤلاء.
وقال الصوري: كان كذاباً، مات بمصر.
243 -
الحسن بن إبراهيم بن الحسن بن الحسين
بن علي بن خلف ابن زولاق، أبو محمد الليثي المصري المؤرخ.
له مصنف في التاريخ، وله كتاب خطط مصر.
توفي في ذي القعدة، وكان جده من مشاهير العلماء.
244 -
حسن بن أحمد النيسابوري المحمي
، أبو علي.
حدث ببغداد عن أبي العباس الأصم. روى عنه محمد بن طلحة النعالي، وعبيد الله الأزهري.
حدث في هذه السنة، وكان ثقة.
245 -
الحسين بن أحمد بن محمد
، أبو عبد الله البصري الريحاني.
سكن بغداد، وحدث عن أبي القاسم البغوي، وابن صاعد، وابن مبشر الواسطي. وعنه أبو محمد الخلال، والعتيقي، ومحمد بن علي العشاري.
قال العتيقي: كان شيخاً أمياً له أصول صحاح.
246 -
الحسين بن محمد بن سليمان
، أبو عبد الله البغدادي الكاتب.
حدث عن البغوي، وأبي محمد بن صاعد، وأبي بكر النيسابوري. روى عنه أبو القاسم التنوخي، وأبو طالب العشاري، وأبو الحسين ابن المهتدي بالله.
حدث في هذه السنة، ولم تضبط وفاته، وكان صدوقاً.
247 -
الحسين بن محمد بن إبراهيم بن شريك
، أبو علي الأصبهاني الطبيب.
سمع محمد بن عمر الجورجيري، وأحمد بن محمد اللنباني. روى عنه أبو بكر بن أبي علي المعدل، وأبو نعيم.
توفي في المحرم.
248 -
سبكتكين، الأمير أبو منصور التركي
.
توفي فيها، وأخباره في ترجمة ابنه السلطان محمود.
249 -
سعيد بن خلف، أبو عثمان الصوفي
.
سمع بقرطبة من أحمد بن سعيد بن حزم، وأبي عبد الملك بن أبي دليم، وجماعة.
وكان فقيراً من أهل السنة، يعيش من صلة إخوانه.
250 -
سلمان بن جعفر بن فلاح
، أبو تميم الأمير.
ولي دمشق في أثناء السنة للحاكم، ثم عزل في آخرها بجيش بن صمصامة.
251 -
سهل بن إبراهيم بن سهل بن نوح
، أبو القاسم الإستجي مولى بني أمية، ويعرف بابن العطار.
كان عالما زاهداً متفنناً. سمع أحمد بن خالد بن الجباب، ورحل إلى إلبيرة، فأكثر عن ابن فطيس، ولزم العبادة والانقباض، وسمع الناس منه قديماً وحديثاً، وطال عمره.
قال ابن الفرضي: قرأت عليه أكثر كتبه، وقال لي: ولدت سنة تسع وتسعين ومائتين، وتوفي في رجب.
252 -
صدقة بن محمد بن صدقة
، أبو القاسم البزاز المصري الوكيل.
توفي في شوال.
253 -
عبد الله بن محمد بن إبراهيم بن أسد
، أبو القاسم الرازي الفقيه الشافعي المحدث، نزيل مصر، وكان يلقب بالدود.
سمع عبد الرحمن بن أبي حاتم وغيره بالري، وأحمد بن إبراهيم بن عبادل، ومحمد بن يوسف الهروي بدمشق.
قال أبو إسحاق الحبال: كان مكثر جداً.
قلت: روى عنه عبد الكريم بن عبد الواحد الحسناباذي وعبد الوهاب بن محمد المصري، ومحمد بن مغلس، وأبو عمر الطلمنكي.
مات في جمادى الآخرة.
254 -
عبد الله بن محمد بن اليسع
، أبو القاسم المقرئ صاحب ابن مجاهد.
قرأ عليه علي بن طلحة شيخ ابن سوار وغيره.
مات في هذا العام، وولد سنة ثلاثمائة، ويعرف بابن اليسع الأنطاكي.
قرأ أيضاً على إبراهيم بن عبد الرزاق مقرئ الشام، وعلى أحمد بن محمد بن عبد الأعلى، وغيرهم. وقرأ عليه أبو العلاء محمد بن علي الواسطي أيضاً، وأكبر شيخ له الحسين بن إبراهيم بن أبي عجرم الأنطاكي تلميذ أحمد بن جبير.
وقد ذكر ثابت بن بندار أنه قرأ على علي بن طلحة البصري عن قراءته عليه عن قراءته على موسى بن جرير الرقي. وهذا بعيد جدا باعتبار مولده وقد مر في العام الماضي، وأنه ضعيف لا يوثق بقوله.
255 -
عبد الله بن محمد بن عبد الله بن إبراهيم البغدادي الشاهد
، أبو القاسم ابن الثلاج.
أصله من حلوان، ولد سنة سبع وثلاثمائة، وحدث عن أبي القاسم البغوي، وأبي بكر بن أبي داود، ويحيى بن صاعد، ومن بعدهم، فأكثر. روى عنه أبو عبد الله الصيمري، وأبو العلاء محمد بن علي الواسطي، وأبو القاسم التنوخي، وآخرون.
قال التنوخي: قال لنا: ما باع أحد من أسلافي ثلجا، وإنما كان جدي مترفاً يجمع لنفسه في كل سنة ثلجاً كثيراً، فمر بعض الخلفاء بحلوان، فطلب ثلجاً، فلم يوجد إلا عند جدي، فأهدى إليه منه، فوقع منه بموقع، فقال: اطلبوا عبد الله الثلاج، فغلب عليه هذا النسب وعرف به.
وقال عبيد الله الأزهري: كان ابن الثلاج يضع الحديث على سليمان الملطي وغيره.
قلت: وكذا تكلم فيه الدارقطني وغيره. وتوفي فجاءة في ربيع الأول.
قال الدارقطني: لا يشتغل به، يضع الأحاديث والأسانيد.
256 -
عبد الرحمن بن أحمد بن الحسين بن عبديل
، أبو نصر الشيباني الهمذاني الأنماطي.
روى عن الكبار الحسن بن علي بن أبي الحناء، وأحمد بن محمد بن أوس، ومحمد بن عبد الله بلبل، وإبراهيم بن محمد بن يعقوب، وإبراهيم بن عمروس، وعبد الرحمن بن أبي حاتم الحافظ، وأبي بكر بن مجاهد المقرئ، وأبي نصر محمد بن حمدويه المروزي، وطائفة. روى عنه حمد الزجاج، وجعفر الأبهري، وابن منده الحافظ، وآخرون.
قال شيرويه: هو صدوق، ثقة، فقيه، أديب، يحسن هذا الشأن، يعني الحديث، توفي لسبع بقين من ذي القعدة، وصلى عليه ابن لال.
257 -
عبد الرحمن بن أحمد بن النعمان
، أبو القاسم النيسابوري الصفار.
عن مكي بن عبدان، وعبد الله ابن الشرقي، وعدة. وعنه الحاكم.
258 -
عبد السلام بن السمح بن نايل
، أبو سليمان الهواري.
سمع أبا سعيد ابن الأعرابي، وأبا جعفر ابن النحاس النحوي وطائفة، وتفقه بمصر للشافعي، وكان زاهداً صالحاً سكن الأندلس.
أكثر عنه ابن الفرضي، وقال: توفي في صفر، وله أربع وثمانون سنة.
259 -
عبد العزيز بن حكم بن أحمد
ابن الأمير محمد بن عبد الرحمن بن الحكم بن هشام ابن الملقب بالداخل، أبو الأصبغ الأموي المرواني القرطبي.
سمع عبد الله بن يونس، وقاسم بن أصبغ، وجماعة. وكان أديباً شاعراً نحوياً.
ولد سنة عشر وثلاثمائة، وتوفي في المحرم، وحدث.
260 -
عبد القاهر بن حبان بن عبد القاهر
، أبو عبيد الله.
توفي في جمادى الأولى.
261 -
عبد الواحد بن محمد بن عبد الله
، أبو الوفاء النيسابوري البزاز.
سمع أبا حامد بن الشرقي، ومكي بن عبدان، وحدث بانتقاء أبي جعفر المفيد العزائمي.
توفي في صفر.
• - عبد الوهاب بن عيسى، أبو العلاء بن ماهان. أتي بكنيته.
262 -
عبيد الله بن محمد بن خلف بن سهل بن أبي غالب
، أبو القاسم المصري البزاز.
سمع محمد بن محمد الباهلي، وسعيد بن هاشم الطبراني، وعلي بن أحمد علان، وأبا عبيد بن حربويه القاضي، وعبد الله بن محمد بن جعفر القزويني، وأحمد بن مروان الدينوري. روى عنه ابن أبي الفتح المصري، وأبو عمر أحمد بن محمد الطلمنكي، وعبد الملك بن مسكين الزجاج، وآخرون.
قال الطلمنكي: سمعته يقول: أقمت على هذه الدار أبني فيها عشر سنين، وفيها ثمانية وأربعون ألف قطعة رخام، وأنفقت عليها نحو عشرة آلاف دينار، وأخذ مني كافور الإخشيذي سبعة وثمانين ألف دينار، ولم يخلف لي أبي إلا اثني عشر ألف دينار، ولكن رزقت من التجارة؛ ربحت في أربعة أيام في عسل أربعة آلاف دينار.
قال الحبال: توفي لأربع عشرة، خلت من جمادى الأولى.
263 -
عبيد الله بن محمد بن محمد بن حمدان
، الإمام الصالح القدوة، أبو عبد الله بن بطة العكبري الفقيه الحنبلي.
سمع أبا القاسم البغوي، وابن صاعد، وأبا ذر ابن الباغندي، وأبا
بكر بن زياد، وإسماعيل الوراق، والمحاملي، ومحمد بن مخلد، وأبا طالب أحمد بن نصر الحافظ، ومحمد بن أحمد بن ثابت العكبري، ورحل في الكهولة، فسمع بدمشق علي بن أبي العقب، وسمع بحمص أحمد بن عبيد، وآخرين.
روى عنه أبو نعيم الحافظ، وأبو الفتح بن أبي الفوارس، وأبو القاسم عبيد الله الأزهري، وعبد العزيز الأزجي، وأحمد بن محمد العتيقي، وأبو محمد الجوهري، وأبو إسحاق البرمكي، وأبو الفضل محمد بن أحمد بن عيسى السعدي نزيل مصر، وآخرون. وآخر من روى عنه بالإجازة، أبو القاسم علي بن أحمد ابن البسري؛ روى عنه كتاب الإبانة الكبرى في السنة تأليفه.
قال عبد الواحد بن علي العكبري: لم أر في شيوخ الحديث، ولا في غيرهم أحسن هيئة من ابن بطة.
قال الخطيب: حدثني أبو حامد الدلويي قال: لما رجع ابن بطة من الرحلة، لازم بيته أربعين سنة، لم ير يوماً منها في سوق، ولا رؤي مفطراً إلا في عيد، وكان أماراً بالمعروف، لم يبلغه خبر أمر منكر إلا غيره.
وقال أبو محمد الجوهري: سمعت أخي الحسين يقول: رأيت النبي صلى الله عليه وسلم في المنام، فقلت: يا رسول الله، قد اختلفت علي المذاهب. فقال لي: عليك بابن بطة، فأصبحت، ولبست ثيابي، ثم أصعدت إلى عكبرا، فدخلت وابن بطة في المسجد، فلما رآني، قال لي: صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم، صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وقال العتيقي: توفي ابن بطة في المحرم. قال: وكان مستجاب الدعوة.
وقال ابن بطة: ولدت في شوال سنة أربع وثلاثمائة، وكان لأبي ببغداد شركاء، فقال أحدهم لأبي: ابعث بابنك إلى بغداد يسمع الحديث. قال: هو صغير. قال: أنا أحمله معي، فحملني معه، فجئت، فإذا ابن منيع يقرأ عليه الحديث، فقال لي بعضهم: سل الشيخ أن يخرج إليك
معجمه ليقرأ عليه، فسألت ابنه، فقال: إنه يريد دراهم كثيرة، فقلت: لأمي طاق ملحم آخذه منها وأبيعه، قال: ثم قرأنا عليه كتاب المعجم في نفر خاص، في نحو عشرة أيام، وذلك في آخر سنة خمس عشرة، وأول سنة ست عشرة، فأذكره. وقد قال: حدثنا إسحاق الطالقاني سنة أربع وعشرين ومائتين، فقال المستملي: خذوا هذا قبل أن يولد كل محدث على وجه الأرض، اليوم وسمعت المستملي وهو أبو عبد الله بن مهران يقول له: من ذكرت يا ثبت الإسلام؟.
قلت: وابن بطة ضعيف من قبل حفظه، فقد أخبرنا المسلم بن علان والمؤمل البالسي كتابةً أن أبا اليمن الكندي أخبرهم، قال: أخبرنا أبو منصور القزاز، قال: أخبرنا أبو بكر الخطيب، قال: حدثني عبد الواحد بن علي الأسدي، قال لي أبو الفتح بن أبي الفوارس: روى ابن بطة، عن البغوي عن مصعب بن عبد الله، عن مالك، عن الزهري، عن أنس، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: طلب العلم فريضة على كل مسلم.
قال الخطيب: هذا باطل، والحمل فيه على ابن بطة.
قلت: يعني أنه لم يحدث البغوي، وتفرد به ابن بطة، فيجوز أن يكون غلط فيه، وقفز من سند إلى متن آخر، لقلة إتقانه، لا أنه تعمد وضعه.
قال الخطيب: وأخبرنا العتيقي، قال: حدثنا ابن بطة، قال: حدثنا البغوي، قال: حدثنا مصعب، قال: حدثنا مالك عن هشام بن عروة، فذكر حديث قبض العلم. قال الخطيب: وهو باطل بهذا الإسناد.
قلت: والكلام في هذا، كالكلام في الذي قبله، لعله دخل على ابن بطة حديث في حديث.
وقال الخطيب: حدثني عبد الواحد بن علي، قال: قال لي الحسن بن شهاب: سألت ابن بطة: أسمعت من البغوي حديث علي بن الجعد؟ فقال: لا. قال عبد الواحد: وكنت قد رأيت في كتب ابن بطة نسخة بحديث علي بن الجعد قد حكها، وكتب بخطه سماعه فيها، فذكرت ذلك للحسن بن شهاب، فعجب منه. قال عبد الواحد: وروى ابن بطة، عن النجاد، عن أحمد بن عبد الجبار العطاردي، فأنكر عليه علي بن ينال، وأساء القول فيه، حتى همت العامة بابن ينال، فاختفى. وكان ابن بطة قد خرج تلك الأحاديث في تصانيفه فتتبعها وضرب على أكثرها.
قال الخطيب: وحدثني التنوخي قال: أراد أبي أن يخرجني إلى عكبرا لأسمع من ابن بطة معجم البغوي، فجاءه أبو عبد الله بن بكير، فقال: لا تفعل، فإن ابن بطة لم يسمعه.
قال الخطيب: وحدثني أحمد بن الحسن بن خيرون قال: رأيت كتاب ابن بطة بمعجم البغوي في نسخة كانت لغيره، وقد حك اسم صاحبها، وكتب اسمه عليها.
قلت: وقد قال ابن الجوزي: قرأت بخط أبي القاسم ابن الفراء أخي القاضي أبي يعلى، قال: قابلت أصل ابن بطة بالمعجم، ورأيت سماعه في كل جزء، إلا أني لم أر الجزء الثالث أصلاً.
قال الخطيب: قال لي الأزهري، ابن بطة ضعيف ضعيف، وعندي عنه معجم البغوي ولا أخرج عنه في الصحيح شيئاً. قلت له: فكيف كان؟ قال: لم أر له به أصلاً؟ وإنما دفع إلينا نسخة طرية بخط ابن شهاب، فنسخنا منها، وقرأنا عليه. شاهدت عند حمزة بن محمد بن طاهر الدقاق نسخة بالغريب لمحمد بن عزيز، وعليها سماع ابن السوسنجردي من
ابن بطة، عن ابن عزيز، فسألت حمزة، فأنكر أن يكون ابن بطة سمع الكتاب، وقال: ادعى سماعه.
قال الخطيب: وروى ابن بطة كتب ابن قتيبة، عن ابن أبي مريم الدينوري عن ابن قتيبة، وابن أبي مريم هذا لا يعرفه أحد من أهل العلم، ولا روى عنه سوى ابن بطة.
وروى ابن بطة في الإبانة فقال: حدثنا إسماعيل الصفار، قال: حدثنا ابن عرفة، قال: حدثنا خلف بن خليفة، عن حميد الأعرج، عن عبد الله بن الحارث، عن ابن مسعود، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: كلم الله موسى، يوم كلمه، وعليه جبة صوف ونعلان من جلد حمار غير ذكي، فقال: من ذا العبراني الذي يكلمني من الشجرة؟ قال: أنا الله. تفرد به ابن بطة برفعه، وبهذه الزيادة في آخره، وهو في جزء ابن عرفة بدونهما.
وقال الخطيب: حدثنا الحسن بن شهاب، قال: حدثنا ابن بطة، قال: حدثنا حفص بن عمر بأردبيل، قال: حدثنا رجاء بن مرجى بسمرقند، قال: حدثنا يحيى الوحاضي. (ح) قال ابن بطة: وحدثني أحمد بن عبيد الصفار بحمص، قال: حدثنا أبي، قال: حدثنا محمد بن عوف الحمصي، قال: حدثنا مروان بن محمد؛ قالا: حدثنا سليمان بن بلال، قال: حدثنا هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: نعم الأدم الخل.
هذا الحديث إنما حفظ من حديث يحيى بن حسان عن سليمان بن بلال، وهنا كما ترى رواه رجلان نبيلان عن سليمان، لكن لم يصح السند إليهما.
قال الخطيب: حدثني أبو القاسم عبد الواحد الأسدي، قال: حدثني الحسن بن شهاب، أن ابن بطة كتب عنه أبو الحسن ابن الفرات كتاب السنن لرجاء بن مرجى، حدثه به عن حفص بن عمر الأردبيلي، عن رجاء، فأنكر ذلك الدارقطني، وزعم أن حفصاً ليس عنده عن رجاء، وأنه يصغر عن ذلك، فكتبوا إلى أردبيل، وكان ولد حفص بن عمر حياً يستخبرونه، فعاد جوابهم بأن أباه لم ير رجاء قط، وأن مولده بعد موت رجاء بسنين. قال عبد الواحد: فتتبع ابن بطة النسخ التي كتبت عنه، وجعلها عن ابن الراجيان، عن الفتح بن شخرف، عن رجاء.
قلت: رحم الله ابن بطة، فبدون ما أوردنا يضعف المحدث.
وقد توفي في المحرم.
264 -
عبيد الله بن محمد بن جرو
، أبو القاسم الأسدي الموصلي النحوي العروضي المعتزلي.
أخذ العربية عن أبي علي الفارسي، وأبي سعيد السيرافي، وكان من الأذكياء الفصحاء الشعراء. له كتاب الموضح في العروض جود تصنيفه، وكتاب الأمد في علوم القرآن، وكتاب المفصح في القوافي.
وكان يلثغ بالراء غيناً، فقال له أبو علي شيخه: ضع ذبابة القلم تحت لسانك، ففعل، فلفظ بها.
265 -
علي بن عبد العزيز بن مردك بن أحمد
، أبو الحسن البرذعي البزاز، نزيل بغداد.
حدث عن عبد الرحمن بن أبي حاتم، ونصر بن منصور الأردبيلي، ومحمد بن أحمد بن يعقوب بن شيبة.
روى عنه العتيقي، وعبد العزيز الأزجي، وأبو محمد الجوهري، وأبو طالب العشاري، وجماعة.
قال الخطيب: كان ثقة. قال أبو عبد الله الصيمري: ترك الدنيا عن مقدرة، واشتغل بالعبادة ولزم المسجد، وكان أحد الباعة الكبار ببغداد. توفي في المحرم.
266 -
علي بن محمد بن أحمد بن شوكر البغدادي المعدل
.
سمع البغوي، ويحيى بن صاعد. وعنه أبو محمد الخلال، وأبو القاسم التنوخي، وكان ثقة.
توفي في المحرم.
267 -
علي بن محمد بن عبد الله بن مفلح
، أبو الحسن القزويني الصوفي.
توفي بنيسابور. عن المحاملي. وعنه أبو حفص بن مسرور، وأبو عبد الله بن باكويه، وجماعة.
268 -
علي، الملك فخر الدولة
، أبو الحسن ابن ركن الدولة بن بويه صاحب الري ونواحيها.
ترجمته في الحوادث، وقد توفي في شعبان.
269 -
عمر بن إبراهيم
، الإمام أبو حفص العكبري شيخ الحنابلة.
كان قيماً بأصول الفقه وفروعه، صنف شرح الخرقي وكتاباً في الخلاف بين مالك وأحمد. وسمع أبا بكر النجاد، وأبا عمرو ابن السماك، وجماعة. وتفقه بأبي بكر عبد العزيز، وبابن بطة، وكان يعرف في زمانه بابن المسلم.
توفي في جمادى الآخرة، رحمه الله.
• - أبو حفص البرمكي الفقيه آخر في العام الآتي.
270 -
عمار بن محمد بن مخلد بن جبير
، أبو ذر التميمي البغدادي، نزيل بخارى.
حدث بدمشق وبغداد وخراسان وبخارى عن يحيى بن محمد بن صاعد ومحمد بن هارون الحضرمي، والمحاملي، وأخيه القاسم، وابن عقدة، ومحمد بن يوسف الهروي، وأبي سعيد ابن الأعرابي، وعبد الكريم ابن النسائي، وجماعة. وعنه الحاكم، وأبو سهل أحمد بن علي الأبيوردي، وعبد الواحد بن محمد اللحياني، وآخر من حدث عنه عبد الواحد بن عبد الرحمن الزبيري.
وذكره المستغفري في تاريخ نسف، وقال: روى عن ابن صاعد مجلساً واحداً، وسمع محمد بن محمود بن عنبر، وعبد المؤمن بن خلف، وحج تسعاً وعشرين حجة. ثم قال: أخبرنا أبو ذر، قال: أخبرنا الحضرمي، فذكر حديثاً.
قال الحافظ ابن عساكر: أخبرنا محمود بن أبي القاسم المستملي، قال: أخبرنا الزبيري، قال: حدثنا أبو ذر عمار، فذكر حديثاً.
قال غنجار: توفي ببخارى في حادي عشر صفر.
وقال أبو بكر ابن السمعاني: هو ثقة.
قلت: مات الزبيري بعده بمائة وثمان سنين.
271 -
قاسم بن حمداد بن ذي النون العتقي
، أبو بكر القرطبي.
سمع قاسم بن أصبغ وغيره، وكان أديباً لغوياً. كتبوا عنه شيئاً من الأدب، وداخل الدولة.
272 -
محمد بن أحمد بن إسماعيل بن عبيس
، الإمام أبو الحسين بن سمعون البغدادي الواعظ.
سمع أبا بكر بن أبي داود، ومحمد بن مخلد العطار، وأبا جعفر بن البختري، وبدمشق أحمد بن سليمان بن زبان، ومحمد بن محمد بن أبي حذيفة وجماعة، وأملى عنهم. روى عنه أبو عبد الرحمن السلمي، وعلي بن طلحة المقرئ، والحسن بن محمد الخلال، وأبو طالب العشاري، وأبو الحسين ابن الآبنوسي، وخديجة بنت محمد الشاهجانية الواعظة، وأبو بكر أحمد بن محمد بن حمدوه الحنبلي، وآخرون.
قال السلمي: هو من مشايخ البغداديين، له لسان عال في هذه العلوم لا ينتمي إلى أستاذ، وهو لسان الوقت والمرجوع إليه في آداب المعاملات، يرجع إلى فنون من العلم.
وقال الخطيب: كان أوحد دهره وفرد عصره في الكلام على علم الخواطر والإشارات، ولسان الوعظ، دون الناس حكمه وجمعوا كلامه، وكان بعض شيوخنا إذا حدث عنه، قال: حدثنا الشيخ الجليل المنطق بالحكمة.
قلت: وولد سنة ثلاثمائة. وسمعون، هو إسماعيل جده.
أنبؤونا عن القاسم بن علي، أن نصر الله الفقيه أخبرهم: قال: أخبرنا أبو الفتح نصر بن إبراهيم، قال: أخبرنا عبيد الله بن عبد الواحد الزعفراني، قال: حدثني أبو محمد السني صاحب أبي الحسين بن سمعون، قال: كان ابن سمعون في أول أمره ينسخ بالأجرة، وينفق على نفسه وأمه، فقال لها يوماً: أحب أن أحج، قالت: وكيف يمكنك؟ فغلب عليها النوم، فنامت
وانتبهت بعد ساعة، وقالت: يا ولدي حج، رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم في النوم يقول: دعيه يحج فإن الخير له في حجه. ففرح وباع دفاتره، ودفع إليها من ثمنها، وخرج مع الوفد، فأخذت العرب الوفد، قال: فبقيت عرياناً، ووجدت مع رجل عباءة، فقلت: هبها لي أستتر بها، فأعطانيها، قال: فجعلت إذا غلب علي الجوع ووجدت قوماً من الحجاج يأكلون، وقفت أنظر إليهم، فيدفعون إلي كسرةً فأقتنع بها، وأحرمت في العباءة، ورجعت إلى بغداد، وكان الخليفة قد حرم جارية وأراد إخراجها من الدار، قال أبو محمد السني: فقال الخليفة: اطلبوا رجلاً مستوراً يصلح. فقال بعضهم: قد جاء ابن سمعون من الحج، فاستصوب الخليفة قوله، فزوجه بها، فكان ابن سمعون يجلس على الكرسي فيعظ ويقول: خرجت حاجاً، ويشرح حاله، وها أنا اليوم علي من الثياب ما ترون.
قال البرقاني: قلت له يوماً: تدعو الناس إلى الزهد وتلبس أحسن الثياب، وتأكل أطيب الطعام، فكيف هذا؟ فقال: كل ما يصلحك لله فافعله، إذا صلح حالك مع الله.
وقال الخلال: قال لي ابن سمعون: ما اسمك؟ قلت: حسن. قال: قد أعطاك الله الاسم، فسله المعنى.
وجرت لابن سمعون قصة في سنة بضع وستين وثلاثمائة. رواها قاضي المارستان عن القضاعي بالإجازة، قال: حدثنا علي بن نصر بن الصباح، قال: حدثنا أبو الثناء شكر العضدي، قال: لما دخل عضد الدولة بغداد، وقد هلك أهلها قتلاً وحرقا وجوعاً، للفتن التي اتصلت فيها بين الشيعة والسنة، فقال: آفة هؤلاء القصاص، فنادى: لا يقص أحد في الجامع ولا الطرق ولا يتوسل متوسل بأحد من الصحابة، ومن أحب التوسل قرأ القرآن، فمن خالف فقد أباح دمه، فوقع في الخبر أن ابن سمعون جلس على كرسيه بجامع المنصور، فأمرني أن أطلبه، فأحضر، فدخل علي رجل له هيئة وعليه نور، فلم أملك أن قمت له، وأجلسته إلى جنبي، فجلس غير مكترث، فقلت: إن هذا الملك جبار عظيم، وما أؤثر لك مخالفة أمره، وإني موصلك إليه، فقبل الأرض وتلطف له، واستعن بالله عليه، فقال:
الخلق والأمر لله. فمضيت به إلى حجرة، قد جلس فيها وحده، فأوقفته، ثم دخلت لأستأذن، فإذا هو إلى جانبي قد حول وجهه إلى نحو دار عز الدولة، ثم استفتح وقرأ {وَكَذَلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ إِذَا أَخَذَ الْقُرَى وَهِيَ ظَالِمَةٌ} قال: ثم حول وجهه وقرأ: {ثُمَّ جَعَلْنَاكُمْ خَلائِفَ فِي الأَرْضِ مِنْ بَعْدِهِمْ لِنَنْظُرَ كَيْفَ تَعْمَلُونَ} فأخذ في وعظه فأتى بالعجب، فدمعت عين الملك، وما رأيت ذلك منه قط، وترك كمه على وجهه، فلما خرج أبو الحسين قال الملك: اذهب إليه بثلاثة آلاف درهم، وعشرة أثواب من الخزانة، فإن امتنع فقل له: فرقها في أصحابك، وإن قبلها، فجئني برأسه. ففعلت، فقال: إن ثيابي هذه فصلت من نحو أربعين سنة، ألبسها يوم خروجي إلى الناس، وأطويها عند رجوعي، وفيها متعة وبقية ما بقيت، ونفقتي من أجرة دار خلفها أبي، فما أصنع بهذا؟ فقلت: فرقها على أصحابك، فقال: ما في أصحابي فقير، فعدت فأخبرته، فقال: الحمد لله الذي سلمه منا وسلمنا منه.
وقال أبو سعيد النقاش: كان ابن سمعون يرجع إلى علم القرآن، وعلم الظاهر، متمسكاً بالكتاب والسنة، لقيته وحضرت مجلسه، سمعته يسأل عن قوله: أنا جليس من ذكرني، قال: أنا صائنه عن المعصية، أنا معه حيث يذكرني، أنا معينه.
وقال السلمي: سمعت ابن سمعون، وسئل عن التصوف، فقال: أما الاسم فترك الدنيا وأهلها، وأما حقيقة التصوف فنسيان الدنيا ونسيان أهلها. وسمعته يقول: أحق الناس يوم القيامة بالخسارة أهل الدعاوى والإشارة.
وقال أبو النجيب الأرموي: سألت أبا ذر هل اتهمت ابن سمعون بشيء؟ فقال: بلغني أنه روى جزءاً عن أبي بكر بن أبي داود، كان عليه. مكتوب: وأبو الحسين ابن سمعون، وكان رجلاً، آخر سواه، لأنه كان صبياً، ما كانوا يكنونه في ذلك الوقت، وسماعه من غيره صحيح.
قال أبو ذر: وكان القاضي أبو بكر الأشعري وأبو حامد يقبلان يد ابن سمعون إذا جاءاه، وكان القاضي أبو بكر يقول: ربما خفي علي من كلامه بعض الشيء لدقته.
وقال السلمي: سمعته يقول في {وَوَاعَدْنَا مُوسَى ثَلاثِينَ لَيْلَةً} قال: مواعيد الأحبة وإن اختلفت، فإنها تؤنس، كنا صبياناً ندور على الشط ونقول:
ماطليني وسوفي وعديني ولا تفي واتركيني مولهاً أو تجودي وتعطفي قال الخطيب: حدثنا محمد بن محمد الطاهري: قال: سمعت ابن سمعون يذكر أنه أتى بيت المقدس ومعه تمر، فطالبته نفسه برطب، فلامها، فعمد إلى التمر وقت إفطاره فوجده رطباً، فلم يأكل منه وتركه، فلما كان ثاني ليلة وجده تمراً.
وقال الخطيب: سمعت أحمد بن علي البادا، قال: سمعت أبا الفتح القواس يقول: لحقتني إضاقة، فأخذت قوساً وخفين، وعزمت على بيعهما، فقلت: أحضر مجلس ابن سمعون، ثم أبيعهما، فحضرت، فلما فرغ ناداني: يا أبا الفتح لا تبع الخفين والقوس، فإن الله سيأتيك برزق، أو كما قال.
وقال الخطيب: حدثني شرف الوزراء أبو القاسم علي بن الحسن، قال: حدثني أبو طاهر محمد بن علي ابن العلاف، قال: حضرت أبا الحسين يوماً وهو يعظ، وأبو الفتح القواس إلى جنب الكرسي، فنعس، فأمسك أبو الحسين عن الكلام ساعة، حتى استيقظ أبو الفتح، ورفع رأسه، فقال له أبو الحسين: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم في نومك؟ قال: نعم. فقال: لذلك أمسكت خوفاً أن تنزعج.
وقال الخطيب: حدثني رئيس الرؤساء الوزير، قال: حدثنا أبو علي بن أبي موسى الهاشمي، قال: حكى لي مولى الطائع لله أن الطائع أمره فأحضر ابن سمعون، فرأيت الطائع غضباناً، وكان ذا حدة، فأحضرت ابن
سمعون، فأذن له الطائع في الدخول، فدخل وسلم بالخلافة، ثم أخذ في وعظه، فقال: روي عن أمير المؤمنين علي رضي الله عنه، ثم روى عن أمير المؤمنين وترضى عنه، ووعظ حتى بكى الطائع، وسمع شهيقه، وابتل منديل من دموعه، فلما انصرف، سألت االطائع عن سبب طلبه، فقال: رفع إلي أنه ينتقص علياً رضي الله عنه، فأردت أقابله، فلما حضر افتتح بذكر علي والصلاة عليه، وأعاد وأبدى في ذكره، فعلمت أنه وفق، ولعله كوشف بذلك.
قال العتيقي: توفي ابن سمعون، وكان ثقة مأمونا، في نصف ذي القعدة.
قال الخطيب: ونقل سنة ست وعشرين وأربعمائة من داره، فدفن بباب حرب، ولم تكن أكفانه بليت فيما قيل.
273 -
محمد بن أحمد بن الفضل بن شهريار
، أبو بكر ابن أخي علي بن الفضل التاجر الأردستاني.
روى عن عبد الرحمن بن أبي حاتم. وعنه أبو نعيم.
274 -
محمد بن الحسين بن جعفر
، أبو الطيب التيملي الكوفي النخاس.
حدث بالكوفة وبغداد عن عبد الله بن زيدان البجلي، وعلي بن العباس المقانعي، وجماعة. وعنه عبيد الله الأزهري، وأبو محمد الخلال، ومحمد بن علي بن عبد الرحمن العلوي، ومحمد وأبو طاهر ابنا محمد بن عيسى الحذاء الكوفي وجماعة.
وكان ثقة.
275 -
محمد بن عبد الله بن محمد بن عبيد الله
، أبو المفضل الشيباني الكوفي، نزيل بغداد.
حدث عن محمد بن جرير، ومحمد بن محمد الباغندي، وأبي القاسم البغوي، وخلق كثير من العراقيين والشاميين والمصريين. وروى عنه جماعة، وانتخب عليه الدارقطني، ثم بان كذبه، ومزقوا حديثه.
قال الخطيب: كان بعد ذلك يضع الحديث للرافضة، وعاش تسعين سنة.
قلت: وكان حافظاً عارفاً بالفن أخباريا مصنفاً، لكن لحقه الإدبار.
روى عنه تمام الرازي، وأبو محمد الحسن بن محمد الخلال، وأبو العلاء الواسطي، وأبو القاسم التنوخي، وخلق.
قال الأزهري: كان يحفظ، وكان كذاباً دجالاً.
وقال حمزة السهمي: كان يضع الحديث، كتبت عنه، وله سمت ووقار.
قال العتيقي: توفي في ربيع الآخر، وكان كثير التخليط.
276 -
محمد بن الفضل بن محمد بن إسحاق بن خزيمة بن المغيرة
، أبو طاهر السلمي، نافلة إمام الأئمة أبي بكر، محدث نيسابور.
سمع جده، ومحمد بن إسحاق السراج، وأحمد بن محمد الماسرجسي، وأقرانهم.
قال الحاكم: عقدت له مجلس التحديث سنة ثمان وستين، ودخلت بيت كتب جده، وأخرجت له مائتين وخمسين جزءاً من سماعاته الصحيحة، وانتقيت له عشرة أجزاء، وقلت: دع الأصول عندي صيانةً لها، فأخذها وفرقها على الناس، وذهبت، ومد يده إلى كتب غيره فقرأ منها، ثم إنه مرض، وتغير بزوال عقله في سنة أربع وثمانين. ثم قصدته بعد ذلك للرواية، فوجدته لا يعقل، وتوفي سنة سبع وثمانين، في جمادى الأولى، ودفن في دار جده.
روى عنه الحاكم، وأبو حفص بن مسرور، وأبو سعد الكنجروذي،
وأبو المظفر سعيد بن منصور القشيري، وأبو بكر محمد بن عبد الرحمن الحافظ ومحمد بن محمد بن يحيى، وأبو سعد أحمد بن إبراهيم المقرئ، وأبو بكر محمد بن الحسن بن علي المقرئ، وغيرهم من شيوخ زاهر الشحامي، وما أعتقد أنهم سمعوا منه إلا في صحة عقله، فإن من لا يعقل كيف يسمع عليه، والله أعلم.
277 -
محمد بن محمد بن عبد الرحيم القيسراني
.
قيل: توفي في هذه السنة، وفد مرت ترجمته.
278 -
محمد بن محمد بن يحيى البوزجاني
.
أحد الكبار البارعين في معرفة الهندسة، له فيها تصانيف عجيبة. وبوزجان: قرية من نيسابور.
279 -
محمد بن المسيب بن رافع العقيلي، الأمير أبو الذواد
.
تغلب على الموصل وأخذها سنة ثمانين وثلاثمائة، وصاهر لولد عضد الدولة. وتوفي في سنة سبع وثمانين هذه، وقام بعده أخوه حسام الدولة مقلد بن المسيب.
280 -
محمد بن هشام بن عباس
، أبو عبد الله القرطبي البزاز.
سمع الكثير من قاسم بن أصبغ، وسمع من أبي عبد الملك بن أبي دليم، وأحمد بن رحيم.
قال ابن الفرضي: كتبت عنه، وكان صالحاً ثقة. توفي في رجب.
281 -
موسى بن عيسى بن طايجور
، أبو القاسم السراج.
سمع محمد بن محمد بن سليمان الباغندي، وأبا بكر بن أبي داود، ومحمد السوانيطي. روى عنه أبو الحسن العتيقي، وأبو القاسم التنوخي
ومحمد بن أحمد بن حسنون النرسي وعبيد الله الأزهري، ووثقه، وكان مولده سنة خمس وتسعين ومائتين.
282 -
نوح بن منصور بن نوح بن عبد الملك
بن نصر بن أحمد بن إسماعيل بن أحمد بن أسد بن سامان، أبو القاسم، سلطان ما وراء النهر، وابن سلاطينها.
توفي في رجب، وبقيت ولايته اثنتين وعشرين سنة، وولي الأمر بعده ابنه أبو الحارث منصور بن نوح.
وذكره ابن الجوزي فقال: ملك خراسان وغزنة وما وراء النهر، ولي بعده ابنه فبقي سنةً وتسعة أشهر، ثم قبض عليه خواصه، وأجلسوا في الملك أخاه عبد الملك بن نوح، فقصدهم محمود بن سبكتكين، فالتقاهم وكسرهم، فانهزموا منه إلى بخارى، وانقرض ملك السامانية.
283 -
ينجوتكين التركي العزيزي مولى الملقب بالعزيز بن المعز
.
ولي دمشق سنة إحدى وثمانين، وبقي مدةً. وفي سنة سبع هذه عزله الحاكم، وأرسل عوضه سليمان بن جعفر بن فلاح، فنزع ينجوتكين الطاعة، وسار إلى الرملة، لحرب من يجيئه من مصر، ثم كانت الوقعة في يوم الجمعة من جمادى الأولى، فاقتتلوا، ثم انهزم ينجوتكين، ووصل دمشق في يومين، وطلب من أهل البلد النصرة، فلم يجيبوه خوفاً من الحصار
والغلاء، ونهبوا داره، وهموا بالقبض عليه، فانهزم إلى أذرعات، ولجأ إلى ابن الجراح الطائي، فلم يمنعه، وأسلمه إلى الأمير سليمان بن فلاح، فبعث به إلى مصر، فعفا عنه الحاكم.
284 -
أبو العلاء بن ماهان
، راوي صحيح مسلم. هو: عبد الوهاب بن عيسى بن عبد الرحمن بن ماهان البغدادي.
حدث بمصر وغيرها، عن أبي بكر أحمد بن محمد بن يحيى الأشقر الفقيه، عن القلانسي صاحب مسلم. وله فوت ثلاثة أجزاء من آخر الصحيح رواها عن الجلودي. روى عنه أبو بكر يحيى بن محمد الأشعري، وأحمد بن الفتح بن الرسان المعافري، ومحمد بن يحيى الحذاء الأندلسيون.
وقد كتب الدارقطني إلى أهل مصر: اكتبوا عن ابن ماهان كتاب مسلم ووصفه لهم بالثقة والتمييز.
قال الحبال: توفي سنة سبع وثمانين.
سنة ثمان وثمانين وثلاثمائة.
285 –
أحمد بن جعفر بن حاجب
.
توفي بالكوفة في ربيع الآخر.
286 -
أحمد بن عبدان بن محمد بن الفرج
، أبو بكر الشيرازي الحافظ، نزيل الأهواز.
كان من كبار أئمة الحديث. سأله حمزة بن يوسف السهمي عن الرجال والجرح والتعديل. روى عن محمد بن محمد الباغندي، وأبي القاسم البغوي، وجماعة.
ولد سنة ثلاث وتسعين ومائتين، وسمع سنة أربع وثلاثمائة من أحمد بن محمد بن السكن البغدادي بشيراز، وسمع من بكر بن أحمد الزهري بكازرون، وتوفي في شهر صفر.
روى عنه أبو الحسن محمد بن علي بن صخر، وحمزة السهمي، وأبو ذر الهروي، وقاضي الأهواز عبد الواحد بن منصور ابن المشتري، والقاضي علي بن عبيد الله الكسائي الهمذاني من مشيخة الرازي، وعبد الوهاب الغندجاني وآخرون.
وكان يقال له الباز الأبيض، وروى تاريخ البخاري.
287 -
أحمد بن عبد الله بن عبد البصير أبو عمر الجذامي القرطبي
.
سمع الكثير من قاسم بن أصبغ، وأحمد بن دحيم، ومحمد بن محمد الخشني، وخالد بن سعد وطائفة، وكان عارفاً بالحديث وبشيء من الرجال. روى عنه محمد بن الحسن الزبيدي، وابن الفرضي وقال: أجاز لابني مصعب جميع ما رواه، وتوفي في جمادى الآخرة، وله سبع وسبعون سنة، وكان قانعا مقلا.
288 -
أحمد بن محمد بن عبد الرحمن بن عوف المزني
.
روى عن أحمد بن إبراهيم بن عبادل، وعلي بن أبي العقب. روى عنه علي بن الحسن الربعي.
289 -
أحمد بن منصور بن محمد بن حاتم
، أبو بكر النوشري.
سمع يحيى بن صاعد، وأحمد بن علي الجوزجاني، وإبراهيم بن عبد الصمد الهاشمي. روى عنه العتيقي، والتنوخي، وعاش ثمانين سنة، وكان ثقة.
290 -
أصبغ بن عبد الله بن مسرة
، أبو القاسم الخياط القرطبي.
حج، وسمع أبا محمد بن الورد، وأحمد بن الحسن الرازي، وأبا إسحاق محمد بن القاسم بن شعبان، وأبا علي بن السكن. سمع منه مصنفه الصحيح في السنن، وكان من الشهود.
قال ابن الفرضي: سمعت منه، وتوفي في رمضان.
291 -
بكر بن محمد بن بكر بن خريم
، أبو القاسم الدمشقي الطرائفي المعدل.
روى عن ابن جوصا. روى عنه أحمد بن الحسن الطيان، ورشأ بن نظيف، وغيرهما.
292 -
الحسن بن أحمد بن محمد
، أبو علي الحرشي الحيري.
سمع أباه أبا عمرو، وأبا نعيم بن عدي، وعدة. وعنه الحاكم، وابنه القاضي أبو بكر. مات في جمادى الآخرة.
293 -
الحسن بن عبد الله بن سعيد
، أبو علي الكندي الحمصي الفقيه، نزيل بعلبك.
حدث في هذا العام عن سعيد بن عبد العزيز الحلبي، وابن جوصا. روى عنه الحسن بن الأشعث المنبجي، وعلي بن محمد الربعي، وجماعة.
وقع لنا جزء من حديثه.
294 -
الحسن بن علي بن محمد بن بشار
، أبو علي الريحاني.
روى عن إبراهيم بن عمروس، ومحمد بن عبد الله بن بلبل الزعفراني، ومحمد بن حمدان بن سفيان البغدادي، والقاسم بن أبي صالح، وإبراهيم بن محمد بن يعقوب. روى عنه أحمد بن زنجويه، وأبو طاهر بن سلمة، ومحمد بن عيسى، وآخرون.
قال شيرويه: كان صدوقاً صالحاً.
295 -
الحسن بن علي بن محمد الدمشقي
، نزيل نيسابور.
حدث في هذه السنة عن إبراهيم بن علي الهجيمي، والفضل بن الفضل الكندي، وجماعة. وعنه أبو عثمان الصابوني، وأحمد بن منصور المغربي.
روى أحاديث لا تشبه أحاديث أهل الصدق.
296 -
الحسين بن أحمد بن عبد الله بن بكير
، أبو عبد الله البغدادي الصيرفي الحافظ.
سمع أبا جعفر بن البختري، وإسماعيل الصفار، وعثمان ابن السماك وأبا بكر النجاد، فمن بعدهم. روى عنه أبو حفص بن شاهين وهو أكبر منه، وأبو العلاء الواسطي، وأبو القاسم التنوخي، وعبيد الله الأزهري، وآخر من حدث عنه أبو الحسين محمد ابن المهتدي بالله.
قال الأزهري: سمعته يقول في حديث: هذا حديث كتبه عني محمد بن إسماعيل الوراق، وأبو الحسن الدارقطني.
وقال أبو القاسم الأزهري: كنت أحضر عند ابن بكير، وبين يديه أجزاء، فأنظر فيها، فيقول لي: أيما أحب إليك، تذكر لي متن ما تريد من هذه الأجزاء، حتى أخبرك بإسناده، أو تذكر إسناده حتى أخبرك بمتنه؟ فكنت أذكر له المتون، فيحدثني بالأسانيد كما هي حفظاً، وفعلت هذا معه مراراً كثيرة، وكان ثقة، لكنهم حسدوه، وتكلموا فيه.
قال الخطيب: قال ابن أبي الفوارس: كان يتساهل في الحديث ويلحق في بعض أصول الشيوخ ما ليس منها، ويصل المقاطيع. ولد سنة سبع وعشرين وثلاثمائة، وتوفي في ربيع الآخر، رحمه الله.
297 -
حمد بن محمد بن إبراهيم بن خطاب
، الإمام أبو سليمان الخطابي البستي الفقيه الأديب.
مصنف كتاب معالم السنن، وكتاب غريب الحديث، وكتاب شرح أسماء الله الحسنى وكتاب الغنية عن الكلام وأهله، وكتاب العزلة، وغير ذلك من التصانيف.
سمع أبا سعيد ابن الأعرابي بمكة، وأبا بكر بن داسة بالبصرة، وإسماعيل الصفار ببغداد، أبا العباس الأصم بنيسابور وطبقتهم. وأقام بنيسابور مدة يصنف ويفيد.
روى عنه أبو عبد الله الحاكم، والشيخ أبو حامد الإسفراييني، وأبو نصر محمد بن أحمد بن سليمان البلخي الغزنوي، وأبو مسعود الحسين بن محمد الكرابيسي، وأبو عمرو محمد بن عبد الله الرزجاهي البسطامي، وأبو ذر عبد بن أحمد الهروي، وجعفر بن محمد المروذي، وأبو بكر محمد بن الحسين الغزنوي المقرئ، وعلي بن الحسن الفقيه السجزي، ومحمد بن علي بن عبد الملك الفارسي الفسوي، وأبو عبيد الهروي صاحب الغريبين، وعبد الغافر بن محمد الفارسي.
وقد سماه أبو منصور الثعالبي في كتاب اليتيمة: أبا سليمان أحمد بن محمد، والصواب: حمد، كما قاله الجم الغفير. ويقال إنه من ولد زيد بن الخطاب بن نفيل العدوي، ولم يثبت.
أخبرنا أبو الحسين اليونيني وشهدة العامرية؛ قالا: أخبرنا جعفر الهمداني، قال: أخبرنا أبو طاهر السلفي، قال: سمعت أبا المحاسن الروياني بالري: يقول: سمعت أبا نصر البلخي بغزنة، يقول: سمعت أبا
سليمان الخطابي، يقول: سمعت أبا سعيد ابن الأعرابي، ونحن نسمع عليه هذا الكتاب، يعني كتاب السنن لأبي داود، وأشار إلى النسخة وهي بين يديه: لو أن رجلاً لم يكن عنده من العلم إلا المصحف الذي فيه كتاب الله، ثم هذا الكتاب، لم يحتج معهما إلى شيء من العلم بتة.
ولأبي سليمان مقطعات من الشعر في كتاب اليتيمة للثعالبي، منها:
وما غربة الإنسان في شقة النوى ولكنها والله في عدم الشكل. وإني غريب بين بست وأهلها وإن كان فيها أسرتي وبها أهلي
وله:
فسامح ولا تستوف حقك كله وأبق فلم يستوف قط كريم ولا تغل في شيء من الأمر واقتصد كلا طرفي قصد الأمور سليم وقد أخذ الخطابي اللغة عن أبي عمر الزاهد، والفقه عن أبي علي بن أبي هريرة، وأبي بكر القفال الشافعي وغيرهما.
وذكر أبو يعقوب القراب وفاته في ربيع الآخر ببست.
298 -
سعيد بن حسان بن العلاء
، أبو عثمان القرطبي نزيل مصر.
سمع بها من عبد الملك بن بحر بن شاذان الجلاب، ومن عثمان بن محمد السمرقندي بتنيس. وحدث بقرطبة، وبها توفي في صفر.
299 -
شافع بن محمد ابن الحافظ أبي عوانة يعقوب بن إسحاق
، أبو النضر الإسفراييني.
رحل وطوف إلى العراق، والشام، ومصر، وخراسان بعد وفاة جده. سمع من جده، وعلي بن عبد الله بن مبشر الواسطي، وعبد الله بن الزفتي الدمشقي، وابن جوصا، وأحمد بن عبد الوارث العسال، وأبي جعفر أحمد
ابن محمد الطحاوي، ومحمد بن إبراهيم الديبلي، وطبقتهم.
روى عنه الحاكم، وأبو عبد الرحمن السلمي، وأبو نعيم، وأبو ذر الهروي، وأبو مسعود أحمد بن محمد البجلي، وأبو سعد محمد بن عبد الرحمن الكنجروذي.
قال الحاكم: خرجت عنه في الصحيح.
وقال أبو القاسم بن منده: توفي في المحرم من السنة.
300 -
عبد العزيز بن يوسف
، أبو القاسم.
كاتب الإنشاء للسلطان عضد الدولة، ثم وزر لابنه بهاء الدولة خمسة أشهر، وتوفي في شعبان من السنة. وكان أديباً شاعراً رئيسا نبيلاً، ولم يشتهر لأنه لم تطل وزارته.
301 -
عبيد الله بن سعيد بن عبد الله بن عبد الواحد بن مازيار
، القاضي أبو الحسين البروجردي.
حدث بهمذان في سنة أربع وستين عن أبيه، وعبد الله بن إسحاق المدائني، والباغندي، وابن جرير، ومحمد بن المجدر، وأحمد بن جوصا. روى عنه رافع بن محمد القاضي، وطاهر بن ماهلة، وأبو بكر محمد بن إبراهيم؛ الهمذانيون.
ذكره شيرويه ووثقه، وقال: توفي ببروجرد سنة ثمان وثمانين وثلاثمائة.
قلت: يبعد أنه عاش إلى الآن.
302 -
عبيد الله ابن المحدث عبد الله بن الحسين النضري
، القاضي أبو القاسم المروزي قاضي نسف.
قال المستغفري: كان صلب المذهب، لما دخل سبكتكبن صاحب غزنة إلى بلخ، دعا فقهاءها إلى مناظرة الكرامية، فكان منهم القاضي عبيد الله، وهو يومئذ على قضاء بلخ، فقال سبكتكين: ما تقولون في هؤلاء الزهاد الأولياء، يعني الكرامية؟ فقال القاضي: هؤلاء كفار. فقال: ما تقولون في إن كنت أعتقد مذهبهم؟ قال: قولنا فيك كقولنا فيهم، فقام وضربهم
بطبرزين حتى أدماهم، وشج القاضي، وقيدهم وحبسهم، ثم خاف الملامة فأطلقهم.
توفي القاضي سنة ثمان وثمانين.
303 -
عبيد الله بن عمرو بن محمد بن منتاب
، أبو القاسم البغدادي، أخو أبي الطيب.
سمع يحيى بن صاعد، وعثمان ابن السماك. روى عنه أبو القاسم التنوخي، وأبو الحسين محمد بن أحمد بن حسنون، وغيرهما.
وثقه العتيقي، وولد سنة إحدى وثلاثمائة.
304 -
عبيد الله بن محمد بن عبيد الله
، أبو الفضل الفامي.
شيخ صالح نيسابوري، مسكنه محلة نصراباذ. سمع أبا العباس السراج، وأكثر الناس عنه لعلو سنده.
قال الحاكم: سماعاته بخط أبيه صحيحة.
قلت: روى عنه سعيد العيار، وجماعة. وقع لنا من عواليه.
305 -
عمار بن محمد
، أبو ذر التميمي.
أرخه غنجار سنة سبع كما مر، وقال الحاكم: توفي سنة ثمان، والأول أصح.
306 -
عمر بن أحمد بن إبراهيم
، الإمام أبو حفص البرمكي الحنبلي، أحد الأعلام والزهاد.
وقد ذكرنا في السنة الماضية أبا حفص العكبري المعروف بابن المسلم.
روى هذا عن أبي علي الصواف، وإسماعيل الخطبي، وتفقه بأبي علي النجاد، وأبي بكر عبد العزيز، وله في الفقه تواليف حسنة، رحمه الله تعالى.
وهو والد المعمر أبي إسحاق إبراهيم بن عمر البرمكي شيخ قاضي المرستان.
307 -
عمر بن محمد بن عراك بن محمد بن عراك
، أبو حفص الحضرمي المصري المقرئ المجود.
قرأ القرآن لورش على أبي جعفر حمدان بن عون بن حكيم الخولاني صاحب إسماعيل بن عبد الله النحاس، وعلى أبي العباس أحمد بن إبراهيم بن جامع السكري، وعلى أبي غانم المظفر بن أحمد بن حمدان.
قرأ عليه فارس بن أحمد الضرير، وتاج الأئمة أحمد بن علي بن هاشم، وأبو الوليد عتبة بن عبد الملك العثماني، وغيرهم.
قال أبو إسحاق الحبال: توفي بمكة يوم عاشوراء.
وقد توفي أبو غانم شيخه في سنة ثلاث وثلاثين وثلاثمائة، وتوفي أبو جعفر أحمد بن عبد الله بن هلال الأزدي سنة عشرين وثلاثمائة، وهو شيخ أبي غانم. وقرأ الأزدي وحمدان الخولاني، على إسماعيل النحاس، عن قراءته على أبي يعقوب الأزرق، عن ورش، فقراءته على الخولاني أعلى بدرجة. وكان ابن عراك من كبار المقرئين.
308 -
عمر بن محمد بن حسين
، أبو حفص البيع.
بغدادي، توفي بتنيس.
309 -
القاسم بن علقمة
، أبو سعيد الأبهري الشروطي.
شيخ عالي الإسناد، روى عن العباس بن الفضل بن شاذان، والحسن بن علي الطوسي، وعبد الرحمن بن أبي حاتم. أكثر عنه أبو يعلى الخليلي.
310 -
القاسم بن محمد بن أحمد بن معروف
، أبو أحمد القنطري الحاكم.
توفي في ربيع الآخر بنسف. يروي عن الأصم، وعبد المؤمن بن خلف، وجماعة. روى عنه جعفر المستغفري.
311 -
قاسم بن محمد بن قاسم بن أصبغ بن محمد البياني
، أبو
محمد القرطبي، قاضي مدينة الفرج.
سمع من جده، كتب عنه ابن الفرضي، وجماعة.
وكان مولده سنة سبع عشرة وثلاثمائة، وتوفي في ربيع الأول.
312 -
محمد بن أحمد بن سليمان
، أبو النضر الشرمغولي النسوي.
سمع بدمشق، ونسا، وحدث عن محمد بن أحمد بن عبد الجبار النسوي، وأبي الدحداح أحمد بن محمد، وابن جوصا، وأبي نعيم بن عدي. روى عنه أبو عبد الله الحسين بن أحمد بن سلمة، والحسين بن عثمان الشيرازي، وأبو مسعود أحمد بن محمد البجلي.
وعاش إلى هذه السنة، ولم تحفظ وفاته.
313 -
محمد بن أحمد بن إبراهيم
، أبو الفرج الشنبوذي المقرئ.
تلميذ ابن شنبوذ، قرأ عليه القراءات، وعلى أبي بكر بن مجاهد، وأبي عبد الله إبراهيم بن عرفة النحوي نفطويه، وابن بشار العلاف صاحب الدوري، وهو أقدم شيخ له، ومحمد بن النضر بن الأخرم، وجماعة.
واعتنى بهذا الشأن، وتصدر للإقراء بعد أن أكثر الترحال في لقي الشيوخ المقرئين، قرأ عليه الهيثم بن أحمد الدمشقي الصباغ، وأبو طاهر محمد بن ياسين الحلبي، وأبو الفرج الإستراباذي، وأبو العلاء محمد بن علي الواسطي، وأبو عبد الله محمد بن الحسين الكارزيني وطائفة آخرهم وفاةً - فيما أعلم - أبو علي الأهوازي. وكان عالماً بالتفسير ووجوه القراءات.
قال الخطيب: سمعت أبا الفضل عبيد الله بن أحمد يذكر أبا الفرج الشنبوذي. فعظم أمره وقال: سمعته يقول: أحفظ خمسين ألف بيت من الشعر شواهد للقرآن.
وقال الخطيب: ولد سنة ثلاثمائة، وتكلم الناس في رواياته، فحدثني أحمد بن سليمان الواسطي المقرئ، قال: كان أبو الفرج الشنبوذي يذكر أنه قرأ على أبي العباس الأشناني، فتكلم الناس فيه، وقرأت عليه لابن كثير، ثم سألت عنه الدارقطني، فأساء القول فيه.
قال التنوخي: توفي أبو الفرج الشنبوذي في صفر من السنة.
وقال الداني: أخذ عرضاً عن ابن شنبوذ ولازمه، فنسب إليه، وعن محمد بن هارون التمار، وأبي مزاحم الخاقاني، وأحمد بن حماد الثقفي، ثم سمى جماعة، وقال: مشهور، ضابط، نبيل، حافظ، ماهر، حاذق، كان يتجول في البلدان. روى عنه القراءة غير واحد من شيوخنا.
314 -
محمد بن أحمد بن مت
، أبو بكر الإشتيخني.
سمع صحيح البخاري في سنة تسع عشرة وثلاثمائة من أبي عبد الله الفربري، وحدث به.
توفي في رجب. وكان من كبار الشافعية، مع الزهد والعبادة، رحمه الله.
روى عنه أبو سعد الإدريسي، وعلي بن سختام السمرقندي، وجماعة.
315 -
محمد بن أحمد بن محمد بن قادم
، أبو عبد الله القرطبي المالكي.
سمع قاسم بن أصبغ وذويه، ورحل فسمع بمصر، وتفقه بها على ابن شعبان. وسمع ببغداد من أبي بكر الشافعي، وأبي علي ابن الصواف.
قال ابن الفرضي: كان ضعيفاً غير ضابط لنفسه ولا للسانه، توفي في هذا العام، وكان شاعراً محسناً أخبارياً، وقد سمعه غير واحد ينال من علي رضي الله عنه، وأنا سمعته ينال من الحسن بن علي، لعن الله من نال منهما.
316 -
محمد بن أحمد بن محمد بن مج
، أبو النضر الكشاني الكرميني.
روى عن داود بن سليمان بن خزيمة، وأبي حسان مهيب بن سليم، وغيرهما؛ وسماعه سنة سبع عشرة. روى عنه جعفر بن محمد المستغفري.
حدث في هذه السنة، وانقطع خبره.
317 -
محمد بن أحمد بن محمد بن عقيل
، أبو بكر النيسابوري القطان.
سمع محمد بن أحمد بن دلويه، ومكي بن عبدان، وطبقتهما. وعنه الحاكم، وأبو يعلى الصابوني؛ ورخه الحاكم.
318 -
محمد بن أحمد بن محمي
، أبو بكر البغدادي الجوهري.
روى عن أبي القاسم البغوي. روى عنه العشاري، والعتيقي، والأزهري.
وتوفي في شعبان، وهو ثقة.
319 -
محمد بن الحسن بن المظفر
، أبو علي البغدادي اللغوي الكاتب، المعروف بالحاتمي، أحد الأعلام والمشاهير.
أخذ اللغة عن أبي عمر الزاهد. روى عنه أبو القاسم التنوخي، وغيره.
وله الرسالة الحاتمية التي شرح فيها ما جرى بينه وبين المتنبي من إظهار سرقاته، وإبانة عيوبه في شعره، وهي رسالة تدل على تبحره، يذكر في أولها ذهابه على بغلته، وبين يديه غلمانه إلى أن أتى دار المتنبي، فما أكرمه ولا احترمه، وأنه جلس، فما التفت إليه، فعنفه الحاتمي ووبخه على تيهه وعجبه.
توفي الحاتمي في هذه السنة، بلغتنا أخباره مختصرة.
320 -
محمد بن الحسن بن أحمد بن علي
، أبو الطيب المادرائي.
من رؤساء المصريين ومن بيت حشمة، توفي في شوال.
321 -
محمد بن الحسين بن محمد بن مهران القاضي
، أبو الفضل المروزي الحدادي الواعظ الصوفي.
سمع عبد الله بن محمود المروزي، ومحمد بن يحيى بن خالد صاحب إسحاق بن راهويه، وحماد بن أحمد السلمي، والكبار، وعمر حتى جاوز المائة. روى عنه الحاكم، وبالإجازة أبو يعلى الخليلي.
وقال فيه الحاكم: شيخ أهل مرو في الفقه والحديث والتصوف والقضاء، مات بمرو في صفر.
قلت: حديثه من أعلى شيء وقع لمحيي السنة البغوي. وروى عنه أبو عمرو محمد بن عبد العزيز القنطري، وأبو عبد الرحمن محمد بن أحمد بن محمد بن جعفر الشاذياخي، ومحمد بن إبراهيم الوبري الخوارزمي، وأبو بكر محمد بن أبي الهيثم الترابي، وغيرهم.
322 -
محمد بن عبد الله بن محمد بن زكريا الحافظ
، أبو بكر الشيباني الجوزقي المعدل.
شيخ نيسابور ومحدثها، وابن أخت محدثها أبي إسحاق إبراهيم بن محمد المزكي. روى عن أبي العباس السراج، وأبي نعيم بن عدي الجرجاني، وأبي العباس الدغولي، رحل إليه مع خاله إلى سرخس، ومكي بن عبدان، وأبي حامد ابن الشرقي، وأخيه عبد الله بن الشرقي، ورحل فسمع أبا سعيد ابن الأعرابي بمكة، وأبا علي الصفار ببغداد، وأبا حاتم الوسقندي بالري، والقاسم بن عبد الواحد بهمذان، وصنف المسند الصحيح على كتاب مسلم.
وجوزق: من قرى نيسابور.
وأما أبو الفضل إسحاق الهروي الجوزقي الحافظ فمنسوب إلى جوزق من عمل هراة.
ولأبي بكر الجوزقي كتاب المتفق مشهور، وله كتاب المتفق
الكبير في نحو ثلاثمائة جزء، يرويه أبو عثمان الصابوني.
وروي عن أبي بكر قال: أنفقت في الحديث مائة ألف درهم، وما كسبت به درهما.
قال الحاكم: وانتقيت له فوائد في عشرين جزءا، ثم بعدها ظهر سماعه من السراج، وتوفي في شوال عن اثنتين وثمانين سنة.
روى عنه الحاكم، والكنجروذي، وسعيد بن محمد البحيري، ومحمد بن علي الخشاب، وسعيد بن أبي سعيد العيار، وأحمد بن منصور بن خلف المغربي، وآخرون.
323 -
محمد بن عبد الله حمشاذ
، أبو منصور النيسابوري الزاهد، أحد الأئمة.
سمع أبا حامد بن بلال، ومحمد بن الحسين القطان، وإسماعيل الصفار، وابن البختري، وتفقه على جماعة، وأخذ الكلام عن جماعة، والعربية عن أبي عمر الزاهد ونحوه، ورحل إلى اليمين. كان مجتهدا في العبادة، زاهدا، واعظا، كثير التصانيف، تخرج به جماعة، وكان مجاب الدعوة.
توفي في رجب، وله اثنتان وسبعون سنة. له نحو ثلاثمائة مصنف.
قلت: قد ذكر أيضا فيمن مات سنة ست، والصواب: إثباته هنا فقد أرخه الحاكم في سنة ثمان، والله أعلم.
324 -
محمد بن عبيد الله بن محمد
، أبو بكر البغدادي الكرخي الكاتب.
سمع أبا عبد الله المحاملي، ومحمد بن مخلد، وأبا بكر بن داسة.
روى عنه أبو حفص بن شاهين، وهو أكبر منه، وجماعة من المتأخرين.
ذكره البرقاني، فقال: ثقة، ثقة، ثقة.
وقال غيره: كان يقرب إلى الدارقطني فخرج له.
وتوفي في ذي الحجة.
325 -
محمد بن علي بن أحمد
، الإمام أبو بكر الأدفوي المصري المقرئ النحوي المفسر.
وأدفو: من الصعيد بقرب أسوان. سكن مصر، وكان خشابا يتكسب في بيع الخشب. صحب أبا جعفر النحاس ولزمه، وحمل عنه سائر كتبه، وسمع الحديث، وقرأ القرآن برواية ورش فأتقنها، وكان سيد أهل عصره بمصر، وكانت له حلقة كبيرة. أخذ عنه طائفة. وله كتاب تفسير القرآن في مائة وعشرين مجلدة، ومنه نسخة بمصر، بوقف القاضي عبد الرحيم الفاضل.
توفي يوم الخميس لثمان بقين من ربيع الأول.
ومن قال فيه: الأتفوي فعلى لغة عوام المصريين.
قرأ على أبي غانم المظفر بن أحمد المصري، وغيره. قرأ عليه أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي، ومحمد بن الحسين بن النعمان، والحسن بن سليمان، وعاش ثلاثا وثمانين سنة. وقد سمع من أحمد بن إبراهيم بن جامع، وسعيد بن السكن، وعدة.
326 -
محمد بن محمد بن سهل
، القاضي أبو نصر النيسابوري الفقيه.
شيخ الحنفية وعالمهم بخراسان وأحسنهم سيرةً في القضاء. سمع أبا حامد بن بلال، وأبا العباس الأصم، وما زال منسوبا إلى الورع والزهد. حدث عنه أبو عبد الله الحاكم، وجعفر الأبهري، والقاضي أبو القاسم التنوخي. وأبو عبد الله الصيمري.
وعاش سبعين سنة.
327 -
موسى بن يحيى
، أبو هارون الصدفي الفاسي الفقيه المالكي.
كان إماما عالما بالمذهب. لقي الإمام أبا بكر الأسواني، ودخل الأندلس في طلب العلم. روى عنه أبو الفرج عبدوس، وتوفي بفاس في يوم عرفة، يوم جمعة من سنة ثمان وثمانين.
328 -
يوسف بن أحمد بن يوسف بن الدخيل
، أبو يعقوب الصيدلاني المكي راوي كتاب الضعفاء لأبي جعفر العقيلي، عنه.
توفي بمكة. سمع محمد بن عمرو العقيلي، وعبد الله بن أبي رجاء، وعبد الرحمن بن عبد الله ابن المقرئ، وإسحاق بن أحمد الحلبي، وعلي بن محمد بن أبي قراد الكوفي، وأبا التريك محمد بن الحسين الطرابلسي، وأبا سعيد ابن الأعرابي، ومحمد بن علي السامري صاحب الرمادي، وخلقا من القادمين إلى الحج.
وصنف كتاب سيرة أبي حنيفة.
روى عنه الحكم بن المنذر البلوطي، وأحمد بن محمد العتيقي، ومحمد بن أحمد بن نوح الأصبهاني، وعلي بن الوراق.
سنة تسع وثمانين وثلاثمائة.
329 -
أحمد بن سهل بن محسن
، أبو جعفر ابن الحداد الأنصاري الطليطلي المقرئ.
قرأ بمصر على عبد الباقي، والأدفوي، وأبي الطيب بن غلبون، وصنف قراءة نافع.
مات كهلا.
330 -
أحمد بن محمد بن الحسن بن مالك الكلابي
، أبو القاسم ابن بليط القرطبي.
روى عن قاسم بن أصبغ، وأبي عبد الملك بن أبي دليم، وكان صالحا.
قال ابن الفرضي: كتبت عن، توفي في ذي القعدة.
331 -
أحمد بن محمد بن عابد
، أبو عمر الأسدي القرطبي الحافظ.
سمع أحمد بن سعيد بن حزم، وأحمد بن مطرف، ومحمد بن معاوية، وحدث باليسير.
332 -
الحسن بن أحمد بن محمد بن الحسن
بن علي بن مخلد بن شيبان، أبو محمد المخلدي النيسابوري العدل.
شيخ العدالة، وبقية أهل البيوتات.
سمع أبا العباس السراج، وأحمد بن محمد بن الحسن الذهبي، ومؤمل بن الحسن الماسرجسي، وأبا حامد الأعمشي، وأبا نعيم عبد الملك بن محمد بن عدي، وأبا بكر محمد بن حمدون، وعبد الله بن محمد بن مسلم الإسفراييني، وزنجويه بن محمد اللباد، وموسى بن العباس الجويني، وجماعة.
قال الحاكم: وهو صحيح السماع، محدث عصره.
روى عنه الحاكم، وأبو عثمان البحيري، ويعقوب بن أحمد الصيرفي، وأبو سعيد محمد بن علي الخشاب، وأبو يعلى الصابوني، وأبو سعد الكنجروذي، وأبو حامد أحمد بن الحسن الأزهري.
توفي في رجب.
333 -
الحسن بن علي بن عون
، أبو محمد الحريري.
بغدادي. روى عن المحاملي. حدث عنه العتيقي، ووثقه.
334 -
زاهر بن أحمد بن محمد بن عيسى
، أبو علي السرخسي الفقيه الشافعي المقرئ المحدث. سمع أبا لبيد محمد بن إدريس السامي، وأبا يعلى محمد بن زهير الأبلي، وأبا القاسم البغوي، ويحيى بن صاعد، ومحمد بن حفص الجويني، ومحمد بن المسيب الأرغياني، ومؤمل بن الحسن الماسرجسي، وأبا جعفر أحمد بن محمد بن إسحاق العنزي، وإبراهيم بن عبد الله العسكري الزبيبي، وعلي بن عبد الله بن مبشر الواسطي، ومحمد بن هارون الحضرمي، وأبا علي محمد بن سليمان المالكي.
ذكره الحاكم فقال: شيخ عصره بخراسان، سمعت مناظرته في مجلس أبي بكر بن إسحاق الصبغي. وكان قد قرأ على أبي بكر بن مجاهد، وتفقه عند أبي إسحاق المروزي. ودرس الأدب على أبي بكر ابن الأنباري، وكانت كتبه ترد علي على الدوام. توفي في ربيع الآخر، وله ست وتسعون سنة.
روى عنه الحاكم، وأبو عثمان إسماعيل الصابوني، ومحمد بن أحمد بن محمد بن جعفر المزكي، وأبو عثمان سعيد بن محمد البحيري، والقاضي أبو المظفر منصور بن إسماعيل بن أبي قرة الحنفي، وكريمة الكشميهنية المجاورة، وخلق سواهم.
وقد أخذ عن أبي الحسن الأشعري علم الكلام، وشهده وهو يقول
عند الموت: لعن الله المعتزلة موهوا ومخرقوا.
وروى الموطأ عن إبراهيم بن عبد الصمد الهاشمي، عن أبي مصعب، عن مالك، سمعناه بالإجازة العالية من طريقه.
335 -
سعيد بن عثمان البطليوسي
.
سمع بقرطبة من قاسم بن أصبغ، ووهب بن مسرة، وتقدم في الآداب، وولي قضاء بطليوس، فلم يحمد، ثم صرف، وولي الشرطة، ثم عزل.
مات في هذه السنة.
336 -
سعيد بن يمن
، أبو عثمان المرادي.
روى عن وهب بن مسرة. روى عنه الصاحبان.
مات في ذي القعدة بقرطبة.
337 -
طالب بن هجرش
، أبو العشائر.
حدث بمصر، فروى عنه أبو سعد الماليني.
338 -
العباس بن محمد بن حبان بن موسى بن حبان
، أبو الفرج الكلابي الدمشقي. روى عن جده حبان، ومحمد بن خريم، وأحمد بن جوصا، وجماعة. روى عنه تمام، وعلي بن الفضل بن الفرات، وعلي بن موسى السمسار، وغيرهم.
وحبان: كلاهما بالكسر.
ورخه ووثقه عبد العزيز الكتاني.
339 -
عبد الله بن إسحاق المعافري
، أبو بكر القرطبي.
عن وهب بن مسرة، وأحمد بن مطرف، وجماعة. حدث عنه
الصاحبان، وقالا: قدم علينا طليطلة مجاهدا، وأجاز لنا في سنة تسع وثمانين.
340 -
عبد الله بن حامد بن محمد
، أبو محمد النيسابوري الفقيه الواعظ.
كان أبوه من كبار تجار أصبهان، فسكن نيسابور، فتفقه أبو محمد على أبي الحسن البيهقي، وأخذ علم الكلام عن أبي علي الثقفي، وسمع أبا حامد ابن الشرقي ومكي بن عبدان، وارتحل إلى أبي علي بن أبي هريرة. وعاش ثلاثا وثمانين سنة، وصلى عليه الفقيه أبو بكر بن فورك. روى عنه الحاكم وأهل نيسابور.
341 -
عبد الله بن أبي زيد الفقيه القيرواني
، أبو محمد شيخ المالكية بالمغرب، اسم أبيه عبد الرحمن.
وكان أبو محمد قد جمع مذهب مالك، وشرح أقواله، وكان واسع العلم، كثير الحفظ، ذا صلاح وورع وعفة.
قال القاضي عياض: حاز رياسة الدين والدنيا، ورحل إليه من الأقطار، ونجب أصحابه، وكثر الآخذون عنه. وهو الذي لخص المذهب، وملأ البلاد من تواليفه. تفقه بفقهاء بلده، وعول على أبي بكر ابن اللباد، وأخذ عن محمد بن مسرور الحجام، والعسال، وحج فسمع من أبي سعيد ابن الأعرابي، ومحمد بن الفتح، والحسن بن نصر السوسي، ودارس بن إسماعيل.
سمع منه خلق كثير من جميع الآفاق، منهم: الفقيه عبد الرحيم بن العجوز السبتي، والفقيه عبد الله بن غالب السبتي، وعبد الله بن الوليد بن سعد الأنصاري، وأبو بكر أحمد بن عبد الرحمن الخولاني القيرواني، وخلق سواهم من علماء المغرب. وكان يسمى مالكا الصغير.
وصنف كتاب النوادر والزيادات نحو المائة جزء، واختصر المدونة. وعلى هذين الكتابين المعول في الفتيا بالمغرب، وصنف كتاب العتبية على الأبواب، وكتاب الاقتداء بمذهب مالك وكتاب الرسالة وهو مشهور. وكتاب الثقة بالله والتوكل عليه وكتاب المعرفة والتفسير وكتاب إعجاز القرآن، وكتاب النهي عن الجدال ورسالة في الرد على القدرية ورسالة في أصل التوحيد وكتاب من تأخذه عند قراءة القرآن حركة.
وقيل: إنه صنف الرسالة المشهورة، وله سبع عشرة سنة. وكان مع عظمته في العلم والعمل كثير البر والإيثار، ينفق على الطلبة ويكسوهم.
وقيل: إنه بعث إلى القاضي عبد الوهاب ألف دينار، فالله أعلم، ووصل يحيى بن عبد الله العمري حين قدم القيروان بمائة وخمسين دينارا، وجهز بنت الشيخ أبي الحسن القابسي بأربعمائة دينار. وقيل: إن محرزا التونسي أتي بابنة ابن أبي زيد وهي زمنة فدعا لها فقامت، فعجبوا، فقال: والله ما قلت إلا: بحرمة والدها عندك اكشف ما بها، فشفاها الله.
ولما توفي رثاه جماعة من الشعراء.
وقال أبو إسحاق الحبال: توفي أبو محمد بن أبي زيد فقيه القيروان للنصف من شعبان.
وكذا قال عبد الرحمن بن منده.
وأما القاضي عياض وغيره فورخوا موته سنة ست وثمانين.
342 -
عبد الله بن عتاب بن محمد بن عتاب
، أبو القاسم العبدي البغدادي.
سمع علي بن عبد الله بن مبشر الواسطي، والحسين بن إسماعيل المحاملي. وعنه أبو العلاء الواسطي، وأحمد بن محمد العتيقي.
وكان ثقة، انتقى له الدارقطني جزءا.
343 -
عبد الله بن أبي القاسم عمر بن عبد الله بن الهيثم
الأصبهاني المذكر.
سمع عبد الله ابن أخي أبي زرعة، والوليد بن أبان، والحسن بن محمد الداركي، وجماعة بمكة والبصرة. روى عنه عبد الواحد بن أحمد كلة، وعائشة الوركانية.
344 -
عبد الله بن يوسف بن يحيى بن علي المصري
، أبو محمد.
في عشر التسعين. توفي بمصر في شهر المحرم.
345 -
عبد المنعم بن عبيد الله بن غلبون
، أبو الطيب الحلبي المقرئ الشافعي، نزيل مصر.
قرأ على أبي الحسن محمد بن جعفر بن المستفاض الفريابي، وأبي سهل صالح بن إدريس، ونجم بن بدير، ونصر بن يوسف المجاهدي، وإبراهيم بن عبد الرزاق الأنطاكي، وأبي الحسن علي بن محمد المكي، ونظيف بن عبد الله صاحب قنبل، وأبي بكر محمد بن الحسين النحوي، وغيرهم. وأكبر شيوخه الذين تلا عليهم ابن عبد الرزاق. وقد سمع رواية السوسي على جعفر بن سليمان المشحلائي بحلب. قال: حدثنا أبو شعيب السوسي. وسمع قراءة ابن عامر من الحسن بن حبيب الحصائري. وسمع الحديث من عبيد الله بن الحسين الأنطاكي، وسليمان بن محمد بن زويط، وعدي بن أحمد بن عبد الباقي الأذني، وأحمد بن محمد بن عمارة الدمشقي.
قرأ عليه القراءات ابنه طاهر مصنف التذكرة، والحسن بن عبد الله الصقلي، وأبو عمر الطلمنكي، والحسن بن قتيبة الصقلي، وأحمد بن علي الريغي، وأبو جعفر أحمد بن علي الأزدي، ومكي بن أبي طالب القيسي، وأبو العباس بن نفيس، وأحمد بن علي بن هاشم تاج الأئمة، وغيرهم.
وحدث عنه عبيد الله بن أحمد بن السخت الرقي، وأحمد بن إبراهيم بن كامل الصوري، ومحمد بن جعفر الميماسي، والحسن بن إسماعيل الضراب.
قال أبو علي الحسين بن محمد الغساني الحافظ: كان ثقة خيارا.
وذكره أبو عمرو الداني، فقال: كان حافظا للقراءة ضابطا، ذا عفاف ونسك وفضل، وحسن تصنيف.
وقال غيره: ولد سنة تسع وثلاثمائة.
وقال الحبال: توفي يوم الجمعة لسبع خلون من جمادى الأولى.
346 -
عبيد الله بن عبد الرحمن بن خسرماه القزويني
، أبو طاهر.
سمع بقزوين علي بن محمد مهرويه، وعلي بن إبراهيم القطان، وحدث.
347 -
عبيد الله بن محمد بن إسحاق بن سليمان بن حبابة
، أبو القاسم البغدادي المتوثي البزاز.
ولد سنة ثلاثمائة، وسمع أبا القاسم البغوي، وأبا بكر بن أبي داود، وجماعة. روى عنه أبو محمد الخلال، وعبد العزيز الأزجي، وعبيد الله الأزهري، وأبو محمد عبد الله بن هزارمرد الصريفيني، روى عنه كتاب الجعديات.
وتوفي في ربيع الآخر، وصلى عليه الإمام أبو حامد الإسفراييني.
قال الخطيب: كان ثقة.
348 -
عثمان بن عمرو بن محمد بن المنتاب
، أبو الطيب البغدادي الدقاق، إمام جامع المنصور.
حدث عن أبي القاسم البغوي، وابن صاعد، وإسماعيل الوراق. روى عنه عبيد الله الأزهري، والحسن بن محمد الخلال، وأحمد بن محمد العتيقي، وأبو القاسم التنوخي، وآخرون.
قال أبو الفتح بن أبي الفوارس: كان كثير التساهل، لم نر له أصلا جيدا.
349 -
علي بن أحمد بن يوسف
، أبو الحسن الحندري العسقلاني.
توفي في شعبان، وله اثنان وثمانون عاما.
350 -
علي بن معاذ بن سمعان بن أبي شيبة
، أبو الحسن الرعيني البجاني الأندلسي.
سمع ببجانة من سعيد بن فحلون، وعلي بن الحسن المري، ومسعود بن علي، وبقرطبة من قاسم بن أصبغ.
وكان بليغا شاعرا مفوها نسابة؛ روى عنه ابن الفرضي، وقال: كان يكذب، وقفت على ذلك منه. توفي في رجب، وله نيف وثمانون سنة.
351 -
عمر بن أحمد بن عمر
، أبو حفص النيسابوري الزاهد.
صدوق مكثر، سمع ابن الشرقي، ومكي بن عبدان. وإسماعيل الصفار. وعنه الحاكم وغيره.
352 -
فائق، عميد الدولة، أبو الحسن الأمير، فتى السلطان نوح بن نصر الساماني.
يروي عن محمد بن قريش، وعبد الله بن محمد بن يعقوب البخاري، وعبد الله الفاكهي المكي، وابن أبي دارم الكوفي.
توفي ببخارى. وقد ولي إمرة هراة مدة، وعقد بها مجلس الإملاء؛ روى عنه أبو منصور المؤدب، وأبو عمر عبد الواحد المليحي، وولي بمدن خراسان نيفا وأربعين سنة.
353 -
فرج بن عيشون
، أبو ثابت الأندلسي.
سمع كثيرا من قاسم بن أصبغ وغيره، وكان رجلا صالحا، كان إمام مدينة إستجة.
قال ابن الفرضي: سمعت منه كثيرا، وتوفي في رمضان.
354 -
محبوب بن عبد الرحمن
، أبو عاصم المحبوبي القاضي الهروي.
روى عن جده أبي بكر. روى عنه أبو يعقوب القراب، وأبو عمر المليحي، وغيرهما.
355 -
محمد بن أحمد بن علي بن نصير
، أبو عبد الله النيسابوري المعدل.
روى عن ابن خزيمة، وأبي قريش محمد بن جمعة، وأبي العباس السراج. روى عنه الحاكم.
356 -
محمد بن أحمد بن أصبغ بن واقد
، أبو عبد الله القرطبي.
سمع أحمد بن مطرف، ومحمد بن معاوية القرشي. وكان قليل الفهم والضبط.
357 -
محمد بن إسماعيل بن يوسف بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم
، أبو عبد الله اليعقوبي النسفي.
سمع من جده لأمه سعيد بن إبراهيم بن معقل، وعبد المؤمن بن خلف الحافظ.
روى عنه أهل بخارى، وسمعوا منه جامع أبي عيسى الترمذي ست مرات. روى عنه أبو العباس المستغفري، وغيره. وتوفي في رمضان.
358 -
محمد بن سعيد بن سليمان
، أبو عبد الله الغافقي، من أهل فحص البلوط.
سمع وهب بن مسرة، وأحمد بن مطرف، وابن القوطية، وكان فقيها إماما، أخذ العربية عن الرياحي. كتب عن ابن الفرضي.
359 -
محمد بن عبدوس بن حاتم
، أبو نصر النيسابوري الزاهد الدهان.
سمع أبا نعيم بن عدي، وزنجويه بن محمد، وأبا بكر الذهبي. وعنه
الحاكم، وقال: مات في رجب، وله مائة سنة.
وهو أبو الفقيه أحمد الحاتمي.
360 -
محمد بن محمد بن الحسن بن علي بن بكر
، أبو بكر، سبط ابن هانئ النيسابوري.
سمع أبا العباس السراج، وأقرانه.
توفي في جمادى الآخرة من السنة؛ وعنه سعيد العيار وأبو يعلى الصابوني.
361 -
محمد بن محمد بن علي
، أبو بكر بن أبي الحسن الماسرجسي النيسابوري الشافعي.
تفقه على والده، وسمع من ابن نجيد وطبقته، ومات شابا.
362 -
محمد بن مكي بن محمد بن مكي بن زراع بن هارون
، أبو الهيثم الكشميهني المروزي.
حدث بصحيح البخاري غير مرة عن محمد بن يوسف الفربري، وحدث عن محمد بن إبراهيم بن يزيد المروزي الداعوني، ومحمد بن أحمد بن عاصم، وإسماعيل بن محمد الصفار، وغيرهم. روى عنه أبو ذر الهروي، وأبو عثمان سعيد بن محمد البحيري، وأبو الخير محمد بن أبي عمران الصفار، وأبو سهل محمد بن أحمد الحفصي، وكريمة المروزية، وآخرون.
ولا أعلمه إلا من الثقات.
قال أبو بكر ابن السمعاني: توفي في يوم عرفة سنة تسع وثمانين.
363 -
محمد بن النعمان بن محمد بن منصور
، أبو عبد الله المغربي الفقيه، قاضي ديار مصر وابن قاضيها وأخو قاضيها لبني عبيد.
قال ابن زولاق: لم نشاهد بمصر لقاض من الرياسة ما شاهدنا لمحمد بن النعمان، ولا بلغنا ذلك عن قاض بالعراق، قال: ووافق ذلك استحقاقا لما فيه من العلم والصيانة والتحفظ والهيبة وإقامة الحق.
قلت: وكان على دين بني عبيد، مظهرا للرفض، مبطنا لأمور، نسأل الله العفو.
وله شعر رائق، فمنه:
أيا مشبه البدر بدر السماء لخمس وسبع مضت واثنتين. ويا كامل الحسن في فعله شغلت فؤادي وأسهرت عيني فهل لي في مطمع أرتجيه وإلا انصرفت بخفي حنين ويشمت بي شامت في هواك ويفصح لي ظلت صفر اليدين فإما مننت وإما قدرت فأنت قدير على الحالتين
وفي سنة ثلاث وثمانين لتسع سنين مضت من ولايته القضاء استخلف على القضاء بمصر والقاهرة ابنه أبا القاسم عبد العزيز على الدوام، وارتفعت رتبة قاضي القضاة محمد، حتى أقعده العزيز صاحب مصر على المنبر معه يوم عيد النحر، سنة خمس وثمانين، وهو الذي غسل العزيز، لما مات، وازدادت عظمته في أيام الحاكم ثم إنه تعلل، ولازمه النقرس والقولنج، ومات في صفر من سنة تسع وثمانين، وأتى الحاكم إلى داره وشيعه.
وكان مولده بالمغرب سنة أربعين وثلاثمائة، وولي بعده ابن أخيه أبو عبد الله الحسين بن علي بن النعمان قضاء القضاة، ثم إنه عزل في سنة أربع وتسعين، وضربت رقبته وأحرق لقصة يطول شرحها، وولي بعده أبو القاسم عبد العزيز بن محمد المذكور، ثم قتله الحاكم في سنة إحدى وأربعمائة، وولي بعده القضاء أبو الحسن مالك بن سعيد الفارقي.
364 -
يحيى بن إبراهيم بن أبي الأسد القيسي
، أبو زكريا القرطبي.
سمع من أحمد بن خالد وغيره، وكان مشهورا بالعدالة، ولم يحدث.
365 -
يحيى بن محمد بن أحمد بن محمد بن قاسم بن هلال
، أبو القاسم القيسي القرطبي الشاهد.
سمع من أبيه، ومحمد بن عيسى بن رفاعة.
توفي في ذي الحجة.
366 -
يحيى بن هذيل بن عبد الملك بن هذيل
بن إسماعيل بن نويرة بن إسماعيل بن نويرة بن مالك، أبو بكر التميمي القرطبي الشاعر.
سمع مع أخيه من أحمد بن خالد، ومحمد بن عبد الملك بن أيمن، وقاسم بن أصبغ.
وكان شاعر وقته غير مدافع، وطال عمره، فسمع منه بعض الناس على سبيل الرواية.
قال ابن الفرضي: كتبت عنه من حديثه وشعره، وأجاز لي ديوان شعره، وأملى علي نسبه، وأخبرني أنه ولد سنة خمس وثلاثمائة، وكف بصره قبل موته بأعوام. توفي في ثالث عشر ذي القعدة بقرطبة.
قلت: هذا كان حامل لواء الشعر بالأندلس، وقد نبهنا على أنه قيل: توفي سنة إحدى وسبعين، فالله أعلم.
ومن شعر يحيى بن هذيل:
إذا حبست على قلبي يدي بيدي وصحت في الليلة الظلماء واكبدي ضجت كواكب ليلي في مطالعها وذابت الصخرة الصماء من كمدي
وله:
عرفت بعرف الريح أين تيمموا وأين استقل الظاعنون وسلموا خليلي رداني إلى جانب الحمى فلست إلى غير الحمى أتيمم أبيت سمير الفرقدين كأنما وسادي قتادا وضجيعي أرقم وأخور وَسْنَانَ الجفون كأنه قضيب من الريحان لَدِنٌ مُنَعَّمُ نظرت إلى أجفانه أول الهوى فأيقنت أني لست منهن أسلم
367 -
يحيى بن علي بن محمد ابن الملقب بالمختفي
أحمد بن عيسى بن زيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب، أبو الحسين الزيدي الهاشمي البغدادي. نزيل شيزر.
حدث بدمشق عن أبي بكر بن مجاهد، وأبي العباس بن عقدة.
روى عنه علي الربعي، وعلي بن موسى السمسار.
سنة تسعين وثلاثمائة
368 -
أحمد بن الحسين بن محمد بن الأسد التميمي
الحماني، أبو عمرو الطبني.
دخل الأندلس، وسمع من قاسم بن أصبغ، وحج سنة اثنتين وأربعين، وكان صالحا.
قال ابن الفرضي: كتبت عنه، ومات في المحرم.
369 -
أحمد بن الحسين بن بندار
، أبو بكر الأصبهاني ثم الطرسوسي القاضي الزاهد.
قدم نيسابور بعد محنة أهل طرسوس ومصيبتهم، وحدث عن ابن الأعرابي. روى عنه الحاكم.
370 -
أحمد بن علي بن إبراهيم
، أبو بكر الآبندوني، وآبندون على خمسة فراسخ من جرجان.
روى عن جده لأمه جعفر بن محمد بن عبد الكريم، وأبي نعيم بن عدي، وعلي بن محمد بن حاتم القومسي.
توفي بجرجان؛ روى عنه مشايخ جرجان.
371 -
أحمد بن محمد بن عبد الرحمن
، أبو بكر السرخسي، عم أبي يعقوب القراب.
توفي بهراة في المحرم.
372 -
أحمد بن محمد بن أحمد بن نصر بن ميمون
، أبو عمرو الأسلمي القرطبي الكفيف النحوي.
سمع من قاسم بن أصبغ، ومحمد بن محمد بن عبد السلام الخشني. وكان صالحا عفيفا. توفي في شوال، وقد أدب جماعة من الأعيان.
373 -
أحمد بن محمد بن يعقوب
، أبو عبد الله الفارسي الوراق.
حدث ببغداد عن أبي القاسم البغوي، وابن صاعد، وأبي بكر بن مجاهد. روى عنه أبو القاسم التنوخي، ومحمد بن علي العشاري، وجماعة.
وثقه الخطيب، وتوفي في ذي القعدة.
374 -
أحمد بن محمد بن أبي موسى
، القاضي أبو بكر الهاشمي العباسي الفقيه المالكي.
بغدادي شريف، ولي قضاء المدائن، وولي خطابة جامع المنصور زمانا، وكان مولده سنة خمس عشرة وثلاثمائة. وسمع من إبراهيم بن عبد الصمد الهاشمي، وأحمد بن علي الجوزجاني، وأبي عبد الله المحاملي. روى عنه أبو الحسن العتيقي، وأبو القاسم التنوخي.
قال الخطيب: كان ثقةً، انتخب عليه الدارقطني.
375 -
أحمد بن هارون
، أبو الحسين المهلبي البغدادي.
حدث عن أبي القاسم البغوي، وابن زياد النيسابوري.
سمع منه العتيقي في هذه السنة، ولم يؤرخ.
376 -
إبراهيم بن إسماعيل بن محمد
، أبو سعد الهروي، حفيد الشيخ أبي سعد، وجد أبي عثمان الصابوني لأمه، ووالد الحافظ أبي الفضل عمر بن إبراهيم.
يروي عن أبي العباس الأصم. روى عنه إسحاق القراب وجماعة.
377 -
أمة السلام، بنت القاضي أبي بكر أحمد بن كامل
بن شجرة، أم الفتح البغدادية.
سمع منها جماعة؛ روت عن محمد بن إسماعيل البصلاني، ومحمد بن حسين بن حميد بن الربيع. روى عنها أبو القاسم التنوخي، والقاضي أبو يعلى ابن الفراء، وجماعة.
توفيت في رجب، ولها اثنتان وتسعون سنة، وكانت دينة فاضلة.
378 -
برجوان الأستاذ
.
من كبار خدام الحاكم ومدبري دولته، وإليه تنسب حارة برجوان بالقاهرة.
قتله الحاكم في نصف جمادى الأولى. أمر ريدان الصقلبي صاحب المظلة فضربه بسكين، فقتله صبرا. ثم إن الحاكم قتل ريدان في سنة ثلاث وتسعين.
379 -
جيش بن محمد بن صمصامة
، أمير دمشق، القائد أبو الفتح.
وليها من قبل خاله أبي محمود الكتامي سنة ثلاث وستين وثلاثمائة، ثم وليها سنة سبعين، بعد موت خاله، ثم عزل بعد سنتين، ثم ولي دمشق سنة تسع وثمانين، إلى أن مات جيش.
وكان جبارا ظالما سفاكا للدماء، أخاذا للأموال، وكثر ابتهال أهل دمشق إلى الله في هلاكه، حتى هلك بالجذام في ربيع الآخر سنة تسعين.
وكان الأستاذ برجوان مدبر دولة الحاكم قد جهز القائد جيش بن محمد في عسكر، وأمره على الشام، فنزل الرملة، فسار إلى خدمته نواب الشام وخدموه، وقبض على سليمان بن فلاح قبضا جميلا، ونفذ عسكرا لمنازلة صور، وكان أهلها قد عصوا وأمروا عليهم رجلا يعرف بالعلاقة
الملاح، وجهز أسطولا في البحر إليها، فاستنجد العلاقة بالروم، فبعث إليه بسيل الملك عدة مراكب، فالتقى الأسطولان، وظفر المصريون بالروم، وأخذوا مركبا وهرب الباقون. ثم أخذت صور وأسروا العلاقة وسلخ حيا بالقاهرة. وولي أبو عبد الله الحسين ابن ناصر الدولة بن حمدان صور. ثم قصد جيش مفرج بن الجراج فهرب منه، ولحق بجبال طي. ثم انكفأ جيش إلى دمشق طالبا لعسكر الروم النازل على أفامية، فتلقاه عسكر دمشق وأحداثها، فأقبل على كبار الأحداث واحترمهم وخلع عليهم، وسار إلى حمص وأتته الأمداد والمطوعة، وقصد الدوقس، لعنه الله، فالتقى الجمعان، فحملت الروم على القلب، فكسروه ووضعوا السيف، فانهزمت ميسرة جيش وعليها ميسور الصقلبي متولي طرابلس، وقتلوا نحو الألفين، واستولوا على خيامهم بما حوت. وثبت بشارة الإخشيدي في خمسمائة فارس، فعج الخلق من حصن فامية بالدعاء واستغاثوا بالله. وكان الدوقس عظيم الروم على رابية وبين يديه ولداه وعشرة خيالة، فقصده أحمد بن ضحاك الكردي على فرس جواد فظنه مستأمنا، فلما جاز به طعنه الكردي فقتله وصاح الناس: ألا إن عدو الله قتل، فانهزمت الروم وتراجعت المسلمون فركبوا أقفيتهم قتلا وأسرا، وألجأوهم إلى مضيق في الجبل لا يسلكه إلا رجل، ومن جانبه بحيرة أفامية ونهر المقلوب، وأسر ولدا الدوقس، وحمل إلى مصر من رؤوسهم عشرون ألف رأس، وألفا أسير.
ثم سار جيش إلى باب أنطاكية فسبى وغنم، ورد إلى دمشق وقد عظمت هيبته، فتلقاه الأعيان والأحداث، فبالغ في إكرامهم وخلع عليهم، ونزل بظاهر البلد، فحدثوه بالدخول، وكانوا قد زينوا دمشق، فقال: معي العساكر وأخاف من معرة العسكر أن يؤذوا، ونزل ببيت لهيا، وأظهر العدل والإنصاف. وقدم رؤساء الأحداث واستمالهم بكل وجه حتى اطمأنوا. ثم أمر قواده بالتهيؤ والاستعداد لما يرومه، وهيأ رقاعا مختومة بخاتمه، وقسم البلد وكتب لكل قائد بذكر موضع يدخل منه ويضع السيف فيه. ورتب في حمام داره مائتين بالسيوف. وأمر الناصري أحد خواصه بأن يراعي حضور الأحداث السماط، فإذا قاموا إلى مجلس غسل الأيدي أغلق بابه عليهم،
وأمر من رتب بالحمام في ذلك الوقت بالخروج على حاشية الأحداث؛ لأن كل رئيس من الأحداث كان يركب في طائفة من الأحداث بالسلاح. فلما فرغوا من السماط قام جيش إلى حجرته، ونهض أولئك إلى مجلس غسل الأيدي كعادتهم، فأغلق الفراشون عليهم، وهن اثنا عشر مقدما، وخرج أولئك من الحمام فقتلوا الأحداث، وكانوا نحو المائتين. وركب القواد ودخلوا دمشق بلا سيف، وثلموا الشرف من كل جانب، وقتلوا وبدعوا. وجرد إلى المرج والغوطة القائد نصرون في أصحابه، وأمره بوضع السيف فيمن بها من الأحداث، فيقال: إنه قتل ألف رجل منهم فاستغاث أهل دمشق إلى جيش، وسألوه العفو والكف، فكف عنهم، ثم طلب الأشراف والأعيان فلما حضروا أخرج رؤساء الأحداث وضرب أعناقهم. ثم قبض على الأعيان، وحملهم إلى مصر، وأخذ أموالهم. ووظف على أهل دمشق خمسمائة ألف دينار، فيقال: إن عدة من قتله من الأحداث والشطار ثلاثة آلاف نفس. وكثر الدعاء عليه فأخذه الله تعالى. وكانت أيامه هذه تسعة أشهر.
قال ابن عساكر: حدثنا الإمام أبو الحسن بن المسلم عن بعض شيوخه أن أبا بكر بن الحرمي الزاهد صادف أحمالا من الخمر لجيش فأراقها عند بيت لهيا، فأحضر بين يدي جيش، فسأله عن أشياء من القرآن والحديث والفقه، فوجده عالما بما سأله، فنظر إلى شاربه وأظفاره، فوجدها مقصوصةً، وأمر من ينظر إلى عانته، فوجدها محلوقةً، فقال: اذهب فقد نجوت مني، لم أجد ما أحتج به عليك. فلما بلغ جيش في مرضه ما بلغ من الجذام وألقى ما في بطنه حتى كان يقول لأصحابه: اقتلوني، أريحوني من الحياة، لشدة ما كان يناله من الألم. قال لأصحابه: رأيت كأن أهل دمشق كلهم رموني بالسهام فأخطأوني، غير رجل أصابني سهمه، ولو سميته لعبده أهل دمشق، فكانوا يرون أنه ابن الحرمي، أصابته دعوته، وعاش ابن الحرمي بعده ستا وأربعين سنة.
380 -
الحسن بن محمد بن عبد الله بن طوق
، أبو علي التغلبي الجياني.
روى عن وهب بن مسرة وأحمد بن زكريا بن الشامة. وقدم طليطلة مرابطا، فروى عنه الصاحبان.
وكان رجلا صالحا، توفي في عشر ذي الحجة، وله سبع وسبعون سنة، رحمه الله.
381 -
الحسين بن أحمد بن جعفر
، أبو عبد الله ابن الكوسج المعدل.
توفي في ربيع الآخر.
382 -
الحسين بن أحمد بن محمد بن القنين البغدادي
، أبو عبد الله المقرئ الرصافي. كان يقرئ في مسجده عند داره، وكان من أصحاب عبد الواحد بن أبي هاشم. قرأ عليه أحمد بن محمد القنطري المجاور. وله سماع من أبي عمر الزاهد وغيره.
مات في شعبان.
383 -
الحسين بن محمد بن خلف
، أبو محمد الفراء البغدادي المعدل.
حدث عن الحسين بن أيوب الهاشمي، ومحمد بن إسحاق السوسي. وهو والد القاضي أبي يعلى شيخ الحنابلة. روى عنه ابنه الآخر أبو خازم محمد بن الحسين.
قال العتيقي: كان رجلا صالحا على مذهب أبي حنيفة، توفي في شعبان.
384 -
الحسين بن وليد بن نصر
، أبو القاسم القرطبي العريف النحوي، أخو حسن بن وليد النحوي.
كان أيضا عارفا بالنحو، بارعا فيه. أخذ عن ابن القوطية، وحج،
فسمع من أبي الطاهر الذهلي، وابن رشيق، وأقام بمصر أعواما، ثم رجع إلى الأندلس، فأدب أولاد المنصور محمد بن أبي عامر. توفي بطليطلة في رجب.
385 -
سعيد بن حمدون
، أبو بكر القيسي الأندلسي.
سمع من ابن أصبغ، وابن الشامة، وابن حزم، وحج، فسمع عبد الله بن الورد، وأبا بكر الآجري، ولم يزل يطلب العلم إلى أن مات.
قال ابن الفرضي: لم يكن له نفوذ في شيء من العلم.
386 -
طاهر بن محمد بن عبد الله بن موسى
، أبو العباس البغدادي الشاعر.
مدح الخلفاء، وكسب الأموال بالأدب، وتنسك في آخر عمره وتزهد، وله رسائل في الزهد.
وتوفي يوم عاشوراء سنة تسعين، وله خمس وسبعون سنة، ودخل الأندلس في سنة أربعين وثلاثمائة فسكنها.
387 -
عبد الله بن أحمد بن علي بن طالب
، أبو القاسم البغدادي نزيل مصر.
روى عن حسين بن حبان وجادةً من كلام يحيى بن معين، في الجرح والتعديل، والحسين هو جده لأمه. روى أيضا عن أبي ذر ابن الباغندي، وإبراهيم بن عبد الصمد الهاشمي، وأبي عبد الله المحاملي. روى عنه تمام الرازي، وأبو سعد الماليني، وآخرون.
وثقه الخطيب، وقال: ولد سنة سبع وثلاثمائة، وتوفي في المحرم بمصر.
388 -
عبد الله بن محمد بن عبد المؤمن بن يحيى
، أبو محمد التجيبي ويعرف بقرطبة بابن الزيات.
رحل إلى العراق مرتين، فسمع من إسماعيل الصفار، ومحمد بن يحيى بن عمر بن علي بن حرب وعثمان ابن السماك، وسمع بالبصرة من أبي بكر بن داسة وجماعة، وبتنيس من عثمان بن محمد السمرقندي.
وكان كثير الحديث، مسندا، صحيح السماع، صدوقا إن شاء الله، إلا أن ضبطه لم يكن جيدا، وكان ضعيف الخط، ربما أخل بالهجاء، وكان متصرفا بالتجارة.
كتب الناس عنه كثيرا قديما وحديثا، وسمعنا منه كثيرا؛ قال ذلك كله ابن الفرضي. وهو من كبار شيوخ أبي عمر بن عبد البر.
توفي في نصف رجب، وله سبع وسبعون سنة.
389 -
عبد العزيز بن العباس بن سعدون بن يحيى
، أبو القاسم الخولاني المصري.
توفي في ربيع الآخر.
390 -
عبد الحميد بن يحيى
، أبو محمد البويطي المصري، نزيل الرملة.
روى عن ابن قتيبة العسقلاني، وغيره. وعنه أبو سعد الماليني، والوليد بن بكر الأندلسي.
391 -
عبد الرحمن بن عبد الله بن حمدون
، أبو سعيد النيسابوري.
سمع الكثير من أبي حامد بن الشرقي، ومكي، وأبي بكر بن حمدون، وحدث سنين.
392 -
عبد الرحمن بن محمد بن صاعد القرطبي المالكي
.
ولي الشورى أيام ابن زرب، وقد رحل إلى مصر، وسمع الحسن بن رشيق وجماعة.
393 -
عبد الرحمن بن محمد بن عبد الرحمن بن خيران
، أبو سعيد الشيباني المقرئ الهمذاني المعروف بابن الكسائي.
روى عن أبيه، وعن إبراهيم بن محمد بن يعقوب، وأحمد بن محمد بن أوس، وإبراهيم بن عمروس، وعبد الله بن محمد بن الخليل بن الأشقر، ورحل إلى بغداد فأخذ عن أبي بكر بن زياد النيسابوري، وأبي عيسى بن قطن، وأبي ذر ابن الباغندي، وإبراهيم بن عبد الصمد الهاشمي، وطبقتهم. روى عنه محمد بن عيسى، وعبد الرحمن الصائغ، والهمذانيون.
وقد قال: ولدت في سنة إحدى وثلاثمائة، وسمعت من أبي، عن جدي في سنة ثمان وثلاثمائة، وولد ابني أبو القاسم سنة سبع عشرة وثلاثمائة، وفيها رحلت.
قال شيرويه: كان ثقة، توفي في المحرم، رحمه الله.
394 -
عبد الكريم بن موسى البزدوي النسفي
.
سمع من منصور أبي طلحة البزدوي صاحب البخاري، وبالبصرة من أبي علي اللؤلؤي، وحدث.
كان زاهدا مفتيا، تفقه على أبي منصور الماتريدي، روى عنه أهل سمرقند.
395 -
عبيد الله بن عثمان بن يحيى
، أبو القاسم بن جنيقا الدقاق.
من ثقات البغداديين. ولد سنة ثمان عشرة وثلاثمائة، وسمع المحاملي، والحسين المطبقي، وإسماعيل الصفار. روى عنه العتيقي، ومحمد بن العلاف، وسبطه القاضي أبو يعلى ابن الفراء، وآخرون.
قال ابن أبي الفوارس: كان ثقة مأمونا فاضلا، ما رأينا مثله في معناه، رحمه الله.
396 -
عبيد الله بن محمد بن إبراهيم بن جبريل
، أبو بكر النيسابوري.
سمع أبا عمرو أحمد بن محمد الحيري، ويعقوب بن ماهان الصيدلاني. روى عنه الحاكم.
397 -
عبدوس بن محمد بن عبدوس
، أبو الفرج الطليطلي.
سمع ببلده من تمام بن عبد الله. ورحل مرتين، فسمع من الآجري، وأبي العباس الكندي، وحمزة بن محمد الكناني، وأبي زيد المروزي.
وكان زاهدا ورعا فقيرا متقللا؛ سمع منه الناس كثيرا، وكان ثقة، حسن الضبط.
توفي في ذي القعدة.
398 -
علي بن أحمد بن عون الله القرطبي
، أبو الحسن.
توفي في جمادى الأولى. سمع من قاسم بن أصبغ مع والده صغيرا، ثم سمع من محمد بن معاوية.
399 -
علي بن محمد بن أحمد بن يعقوب المرزي
.
ثقة مكثر، حدث بالري عن عبد الرحمن بن أبي حاتم، وأحمد بن خالد الحزوري.
أكثر عنه أبو يعلى الخليلي.
400 -
علي بن عبد الله بن محمد بن عبيد
، أبو الحسن البغدادي الزجاج الشاهد.
عن حبشون الخلال، وأحمد بن علي ابن الجوزجاني. وعنه
التنوخي، وقال: سمعته يقول: ولدت سنة خمس وتسعين ومائتين، ومات سنة تسعين، أو سنة إحدى. قال: وكان نبيلا فاضلا، قرأ على أحمد بن سهل الأشناني.
قلت: فهو خاتمة أصحاب الأشناني.
401 -
عمر بن إبراهيم بن أحمد بن كثير
، أبو حفص الكتاني المقرئ.
بغدادي مسند. قرأ على ابن مجاهد وحمل عنه كتاب السبعة. وسمع من البغوي، وابن صاعد، وأبي حامد الحضرمي، وأبي سعيد العدوي، وجماعة.
قرأ عليه أبو علي الأهوازي، وغيره. وحدث عنه أبو محمد الخلال، وأبو القاسم التنوخي، وأبو الحسين محمد بن علي ابن المهتدي بالله، وأبو الحسين أحمد بن محمد بن النقور، وابن هزارمرد الصريفيني.
وقد سمعت كتاب السبعة لابن مجاهد من طريقه بعلو، ووقع لنا قطعة من عواليه بالإجازة. وقد قرأ أيضا على محمد بن جعفر الحربي، وبكار بن أحمد، وزيد بن أبي بلال، وعلي بن ذؤابة، وأقرأ في مسجده دهرا. قرأ عليه أحمد بن مسرور، وأبو علي الشرمقاني، وأبو الفوارس محمد بن العباس الأواني، وأبو الفضل عبيد الله بن أحمد ابن الكوفي.
وثقه الخطيب، وتوفي في شهر رجب، وله تسعون سنة.
قرأت على عمر بن عبد المنعم في سنة ثلاث وتسعين، عن أبي اليمن الكندي، قال: أخبرنا عبد الرحمن بن محمد، قال: أخبرنا محمد بن علي الهاشمي، قال: حدثنا عمر بن إبراهيم إملاءً، قال: حدثنا محمد بن هارون الحضرمي، قال: حدثنا زياد بن أيوب، قال: حدثنا أبو معاوية الضرير، قال: حدثنا عاصم الأحول، عن أنس، قال: سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الصوم
في السفر، فقال، من أفطر فرخصة، ومن صام فالصوم أفضل. صحيح، غريب.
402 -
عمر بن داود بن سلمون
، أبو حفص الأنطرطوسي الأطرابلسي.
حدث عن محمد بن إبراهيم الديبلي، وأبي روق الهزاني، وابن عقدة، وجماعة. روى عنه أبو علي الأهوازي، وأحمد بن الحسن الطيان.
كان يروي الموضوعات.
وقال الأهوازي: سمعته يقول: ختمت اثنتين وأربعين ألف ختمة، وذكر أن مولده سنة خمس وتسعين ومائتين، وسمعته يقول: تزوجت بمائة امرأة، واشتريت ثلاثمائة جارية.
مات سنة تسعين.
403 -
عيسى بن سعيد بن سعدان الكلبي القرطبي
، أبو الأصبغ، المقرئ، المحقق.
رحل وعرض القراءة على السامري، وأحمد بن نصر الشذائي وعمر بن إبراهيم الكتاني، وسمع من القاضي أبي بكر الأبهري، وعدة. وأقرأ في مسجده بقرطبة.
توفي في جمادى الآخرة كهلا.
404 -
فحل بن تميم الأمير المغربي
.
ولي إمرة دمشق للحاكم في هذه السنة، ومات فيها، فولي بعده علي بن جعفر بن فلاح.
405 -
القاسم بن ميمون بن حمزة أبو محمد العلوي
.
توفي بمصر.
406 -
محمد بن جعفر بن رهيل
، أبو عبد الله البغدادي ثم المصري.
سمع محمد بن زبان بن حبيب، ومحمد بن محمد بن الأشعث. وعنه عبد الله بن عبيد الله المحاملي، وعبد العزيز بن علي الدقاق، المصري.
سمع خطيب مراد جزأين من حديثه حدثونا بهما.
مات في جمادى الأولى.
407 -
محمد بن عبد الله بن الحسين بن عبد الله بن هارون
، أبو الحسين ابن أخي ميمي الدقاق.
من ثقات البغداديين، سمع أبا القاسم البغوي، وأبا جعفر أحمد بن إسحاق بن بهلول، وأبا حامد بن محمد بن هارون الحضرمي، وإسماعيل الوراق، وجماعة. روى عنه أبو الحسين بن النقور، وأبو طالب العشاري، وأبو محمد الصريفيني، وتوفي في سلخ رجب.
408 -
محمد بن عبد الله بن حمدون
، أبو سعيد النيسابوري الزاهد.
أحد العباد ببلده. سمع من أبي بكر محمد بن حمدون، وأبي حامد بن الشرقي، وأبي نعيم بن عدي. وعنه أحمد بن منصور المغربي، وأبو عثمان سعيد البحيري.
409 -
محمد بن عبد الله بن محمد بن ذي النون
، أبو عبد الله الأندلسي البجاني.
سمع من سعيد بن فحلون، وأحمد بن جابر، وحدث.
وفي سماعه من سعيد مقال.
410 -
محمد بن عمر بن يحيى بن الحسين
بن أحمد بن يحيى بن الحسين ابن الشهيد زيد بن علي الزيدي العلوي، أبو الحسن الكوفي، نزيل بغداد.
كان رئيس الطالبيين، مع كثرة المال والضياع واليسار. ولد سنة خمس عشرة، وسمع هناد بن السري الصغير، وأبا العباس بن عقدة. روى عنه أبو محمد الخلال وغيره، وانتخب عليه الدارقطني، وتوفي في ربيع الأول. وكان وافر الجاه والحرمة.
ناب عن بني بويه، ولما دخل عضد الدولة بغداد، قال له: امنع الناس من الدعاء والصحبة وقت دخولي، ففعل، فتعجب من طاعة العامة له، ثم فيما بعد قبض عليه وسجنه، وأخذ أمواله، فبقي في السجن مدة، حتى أطلقه شرف الدولة أبو الفوارس ابن عضد الدولة، فأقام معه، وأشار عليه بطلب الملك، فتم له ذلك، ودخل معه بغداد وعظم شأنه.
وقيل: إنه أخذت منه لما صودر ألف ألف دينار عينا.
توفي في عاشر ربيع الأول.
411 -
محمد بن محمد بن يعقوب
، أبو عصمة السجزي الصبغي.
توفي في ربيع الأول.
412 -
محمد بن يوسف بن محمد الجنيد
، أبو زرعة الكشي الحافظ الجرجاني.
كان أبوه من قرية كش، وهي على ثلاثة فراسخ من جرجان. سمع أبو زرعة من أبي نعيم بن عدي، وأبي العباس الدغلولي، ومكي بن عبدان، وأبي محمد عبد الرحمن بن أبي حاتم، ورحل إلى نيسابور، وبغداد، وهمذان، والحجاز.
قال حمزة بن يوسف: جمع الأبواب والمشايخ، وكان يفهم ويحفظ، وأملى علينا بالبصرة، ثم إنه جاور بمكة إلى أن توفي بها سنة تسعين وثلاثمائة.
413 -
المعافى بن زكريا بن يحيى بن حميد القاضي
، أبو الفرج النهرواني المعروف بابن طرارا الفقيه الجريري، نسبةً إلى مذهب محمد بن جرير الطبري.
سمع أبا القاسم البغوي، وابن أبي داود، وابن صاعد، وأبا سعيد العدوي، وأبا حامد الحضرمي، وخلقا مثلهم ودونهم، فأكثر، وقرأ على ابن شنبوذ، والخاقاني. قرأ عليه: أبو العلاء، محمد بن علي القاضي، وأبو تغلب الملحمي، وأحمد بن مسرور الخباز، ومحمد بن عمر بن زلال النهاوندي. روى عنه أبو القاسم الأزهري، وأبو الطيب الطبري، وأحمد بن علي التوزي، وأحمد بن عمر بن روح، وأبو علي محمد بن الحسين الجازري، وآخرون.
قال الخطيب: كان من أعلم الناس في وقته بالفقه والنحو واللغة وأصناف الأدب، وولي القضاء بباب الطاق، وكان على مذهب ابن جرير، وبلغنا عن أبي محمد البافي الفقيه أنه كان يقول: إذا حضر القاضي أبو الفرج، فقد حضرت العلوم كلها.
قال الخطيب: حدثني أبو حامد الدلويي قال: كان أبو محمد البافي يقول: لو أوصى رجل بثلث ماله أن يدفع إلى أعلم الناس، لوجب أن يدفع إلى المعافى بن زكريا.
قال الخطيب: وسألت البرقاني عن المعافى، فقال: كان أعلم الناس، وكان ثقة، لم أسمع منه.
وذكر أبو حيان التوحدي، قال: رأيت المعافى بن زكريا قد نام مستدبر الشمس في جامع الرصافة، في يوم شات، وبه من أثر الضر والفقر والبؤس أمر عظيم، مع غزارة علمه.
وقال أبو عبد الله محمد بن أبي نصر الحميدي: قرأت بخط المعافى بن زكريا، قال: حججت، فكنت بمنى، فسمعت مناديا ينادي: يا أبا
الفرج. فقلت: لعله يريدني، ثم نادى: يا أبا الفرج المعافى. فهممت أن أجيبه، ثم إنه رجع فنادى: يا أبا الفرج المعافى بن زكريا النهرواني، فقلت: ولم أشك أنه يناديني، ها أنذا، فما تريد. قال: لعلك من نهروان الشرق؟ قلت: نعم. قال: نحن نريد نهروان الغرب، قال: فعجبت من هذا الاتفاق، وعلمت أن بالمغرب مكانا يسمى النهروان.
توفي المعافى بالنهروان في ذي الحجة، وله خمس وثمانون سنة.
414 -
ناجية بن محمد
، أبو الحسن الكاتب.
عن ابن الأنباري، والمحاملي، وجماعة. وعنه العتيقي، والتنوخي.
وثقه الخطيب.
415 -
وهب بن محمد بن محمود بن إسماعيل
، أبو الحزم القرطبي.
سمع من قاسم بن أصبغ، ووهب بن مسرة، وكان حافظا للرأي، مشاورا في الأحكام في أيام ابن السليم، فلما ولي القضاء محمد بن يبقى ترك مشاورته. وكان شيخا صالحا كثير الصلاة، مواظبا للجامع، يقرئ الفقه ويفتي.
توفي في رمضان.
416 -
يحيى بن منصور
، أبو سعيد البوشنجي الفقيه.
سمع بنيسابور محمد بن الحسين القطان، وغيره. روى عنه جمال الإسلام أبو الحسن الداودي، وتوفي في ذي الحجة.
417 -
يحيى بن محمد بن يوسف
، أبو زكريا الأشعري القرطبي المعروف بابن الجياني.
سمع محمد بن معاوية القرشي، ومسلمة بن قاسم، ومحمد بن أحمد الخراز، ورحل فسمع بمكة كتاب الضعفاء للعقيلي، وبمصر صحيح
مسلم من ابن ماهان. وكان جيد النقل، ضابطا.
مات في صفر.
وقال أبو عمر بن عبد البر: أخبرنا هذا بجميع جامع الترمذي عن أبي يعقوب بن الدخيل المكي، عن أبي ذر محمد بن إبراهيم الترمذي، عنه.
وممن كان في هذا الوقت.
418 -
أحمد بن محمد بن إسحاق بن جوري
، أبو الفرج العكبري.
أكثر التطواف، وسمع الكثير بالعراق، والعجم، والشام، والحجاز، ومصر، وحدث عن خيثمة الأطرابلسي، وأبي سعيد ابن الأعرابي، وعبد الصمد الطستي، وطبقتهم. روى عنه أبو بكر بن لال، وحمزة السهمي، وأبو نعيم الحافظ، وأبو طاهر محمد بن محمد ابن الصباغ.
قال الخطيب: في حديثه مناكير.
419 -
أحمد بن محمد بن مهلهل أبو القاسم الهمداني
البيري نزيل غرناطة.
سمع محمد بن عبد الله بن أبي دليم.
قال ابن الفرضي: كتبت عنه، وكان صالحا، توفي سنة ثمان أو تسع وثمانين.
420 -
إبراهيم بن الحسين بن حمكان
، الإمام، أبو منصور ابن الكرجي البغدادي.
سمع أحمد بن عبيد الصفار، وأبا علي ابن الصواف، وطبقتهما، فأكثر. وأراد أن يصنف مسندا، وكان يحضر عنده الدارقطني كل أسبوع، ويعلم على الأحاديث في أصوله، ويملي عليه العلل، حتى خرج من ذلك جملة كبيرة.
روى عنه الدارقطني في كتاب المدبج حديثا، ومات قبل الدارقطني بزمان.
قال الخطيب: سألت البرقاني عنه، فقال: ما علقت عنه يسيرا، ولم
أر مثله، صحبته نحوا من عشرين سنة، أدام فيها الصيام، وكان يصلي أربع ركعات بسبع القرآن كل ليلة وقت العتمة.
421 -
إبراهيم بن محمد
، أبو معشر الوراق الهروي.
روى عن أبي علي بن رزين الباشاني. وعنه أبو عمر بن عبد الواحد المليحي.
422 -
الحسن بن محمد بن إبراهيم بن شريك
، أبو علي الأصبهاني العسال.
عن أبي عمرو أحمد بن محمد بن إبراهيم، وأبي جعفر محمد بن حفص، وأحمد بن بندار الشعار. وعنه أبو طاهر أحمد بن محمود، وأحمد بن محمد بن النعمان الصائغ، وغيرهما.
ذكره ابن نقطة.
423 -
الحسن بن يحيى بن قيس
، أبو بكر المقرئ.
روى مختصر الخرقي في الفقه، عن الخرقي. روى عنه أبو عبد الله بن حامد الختلي الفقيه، وأبو طالب العشاري.
424 -
الحسين بن أحمد بن علي بن خزيمة النيسابوري
، أبو محمد الكرابيسي.
سمع ابن خزيمة. وعنه أبو سعد الكنجروذي.
425 -
الحسين بن علي بن محمد بن إسحاق
، أبو العباس الحلبي.
توفي قبل والده فيما أظن. قدم بغداد، وحدث بها عن قاسم الملطي، والمحاملي، وابن عقدة، وعلي بن أبي مطر الإسكندرني. روى عنه علي بن أحمد النعيمي، وأبو العلاء محمد بن علي الواسطي.
قال الخطيب: كان يوصف بالحفظ، وما علمت من حاله إلا خيرا.
426 -
الحسين بن أبي جعفر بن محمد الخالع الرافقي
.
يقال: إنه من ذرية معاوية بن أبي سفيان، وكان من كبار النحاة.
أخذ عن أبي سعيد السيرافي، وأبي علي الفارسي. وله من المصنفات كتاب الشعراء، وكتاب المواصلة والمقاصدة، وكتاب الأمثال، وكتاب الأودية والجبال، وكتاب الرمال، وكتاب تخيلات العرب، وكتاب تفسير شعر أبي تمام، وكتاب صناعة الشعر، وكتب سوى هذه. وكان من الشعراء المذكورين، ولا أعرف متى مات.
427 -
الربيع بن محمد بن حاتم
، أبو الطيب الحاتمي الطوسي.
عن أبي القاسم، عبد الله بن إبراهيم المزكي، وإبراهيم بن عبدوس الحرشي، وإسماعيل الصفار، وطبقتهم. وعنه أبو يعلى الصابوني، وأبو بكر محمد بن الحسن المقرئ، وغيرهما.
428 -
زيد بن رفاعة
، أبو الخير.
روى بخراسان عن ابن دريد، وابن الأنباري كتب اللغة، وروى لهم عن أبيه، عن أبي كامل الجحدري.
ذكره الخطيب، فقال: كان كذابا؛ سمعت أبا القاسم هبة الله، يعني اللالكائي، يقول: رأيته بالري، وأساء القول فيه، وقال لي التنوخي: ذكر لنا عنه أنه كان يذهب مذهب الفلاسفة.
429 -
سليمان بن حسان
، أبو داود بن جلجل الأندلسي الطبيب، عالم الأندلس بالطب.
كان بصيرا بالمعالجات. خدم المؤيد بالله هشام ابن المستنصر، وكان إماما في معرفة الأدوية المفردة، لا سيما بكتاب ديسقوريدس العين زربي الذي عرب في خلافة المتوكل، وبقي منه ألفاظ كثيرة يونانية لم تعرب ولا عرفت.
قال ابن جلجل: وانتفع الناس بما عرب منه، فلما كان في دولة الناصر عبد الرحمن بن محمد صاحب الأندلس، كاتبه أرمانوس صاحب القسطنطينية قبل الأربعين وثلاثمائة وهاداه بنفائس، فكان منها كتاب ديسقوريدس مصور الحشائش بالتصوير العجيب، والكتاب باليوناني، ومنها كتاب هروشيش تاريخ عجيب في الأمم والملوك باللسان اللطيني. وكان بالأندلس من يتكلم به. ثم كاتبه الناصر وسأله أن يبعث إليه برجل يتكلم باليوناني واللطيني، ليعلم له عبيدا، حتى يترجموا له، فبعث إليه براهب يسمى نقولا، فوصل قرطبة في سنة أربعين، وفسر من كتاب ديسقوريدس ما كان مجهولا، وكان هناك جماعة من حذاق الأطباء، فأحكم الكتاب، وقد أدركتهم، وأدركت نقولا الراهب وصحبتهم، وفي صدر دولته مات نقولا الراهب.
ولابن جلجل تاريخ الأطباء والفلاسفة، وله تذييل وزيادات على كتاب ديسقوريدس مما لم يعرفه ديسقوريدس، صنفه في سنة اثنتين وسبعين وثلاثمائة. ولم تبلغنا وفاته متى كانت.
430 -
عبد الله بن إبراهيم بن تميم
، أبو القاسم القاضي.
روى عن أحمد بن إبراهيم الإمام البلدي، وأبي الفوارس الصابوني، وأحمد بن الحسن بن إسحاق الرازي. روى عنه أبو الحسن العتيقي، وأبو القاسم الأزجي.
قال الخطيب: كان صدوقا، خرج له ابن شاهين.
431 -
عبد الله بن أحمد بن محمد
، أبو الحسين الأصبهاني المقرئ نزيل بغداد.
حدث عن محمد بن عمر بن حفص الجورجيري، وابن داسة، وأبي محمد بن فارس، وعدة. وعنه البرقاني، والعتيقي.
ثقة عابد.
432 -
عبد الله بن محمد بن القاسم بن خلف بن حزم
، أبو محمد النفزي القلعي، من قلعة أيوب بالأندلس.
سمع وهب بن مسرة، وابن عائش، وفي الرحلة من أبي علي ابن الصواف ببغداد. ورجع فلزم العبادة والجهاد، وولي قضاء بلده، ثم استعفى من القضاء، وإليه كانت الرحلة، وانتفع به الناس. روى عنه أبو عمر الطلمنكي، وابن الفرضي، وابن الشقاق.
وتوفي سنة ثلاث، وكان عارفا بمذهب مالك.
433 -
عبد الباقي بن الحسن بن أحمد
، الإمام المقرئ أبو الحسن ابن السقاء الخراساني ثم الدمشقي. أحد الحذاق بالقراءات، وأحد من عني بهذا الشأن. قرأ على محمد بن سليمان البعلبكي صاحب هارون الأخفش، وعلى نظيف بن عبد الله، وعلى زيد بن علي الكوفي، وعلى محمد بن علي الجلندي، وعلى محمد بن الحسن الديبلي، وأحمد بن صالح وإبراهيم بن الحسن، وطائفة بالحجاز والشام والعراق ومصر، وحدث عن عبد الله بن عتاب ابن الزفتي، وأبي علي الحصائري، وجماعة. قرأ عليه أبو الفتح فارس وغيره، وحدث عنه علي بن داود المقرئ، وأبو علي محمد بن أحمد الأصبهاني.
قال أبو عمر الداني: وكان خيرا، فاضلا، ثقةً، مأمونا، إماما في القراءات، عالما بالعربية، بصيرا بالمعاني. قال لنا فارس بن أحمد عنه أنه قال: أدركت إبراهيم بن عبد الرزاق بأنطاكية، وحضرت مجلسه، وهو يقرئ في سنة أربع وثلاثين، وأنا داخل، ولم أقرأ عليه.
قال الداني: سمعت عبد الرحمن بن عبد الله يقول: كان عبد الباقي يسمع معنا على أبي بكر الأبهري، وكتب عنه كتبه في الشرح، ثم قدم مصر، فقامت له فيها رياسة عظيمة، وكنا لا نظنه هناك، إذ كان ببغداد.
توفي بعد سنة ثمانين بالإسكندرية، أو بمصر.
434 -
عبد الواحد بن حسين
، القاضي أبو القاسم الصيمري الشافعي، أحد الأعلام، ومن أصحاب الوجوه في المذهب.
تفقه بأبي حامد المروروذي، وبأبي الفياض، وارتحل الفقهاء إليه إلى البصرة، وكان من أوعية العلم. تفقه عليه أقضى القضاة الماوردي، وغيره.
وله كتاب الإيضاح في المذهب في سبع مجلدات، وكتاب القياس والعلل، وغير ذلك. سمعوا منه في سنة سبع وثمانين بعض كتبه.
435 -
عتبة بن خيثمة بن محمد بن حاتم
، القاضي أبو الهيثم النيسابوري الحنفي الإمام.
سمع الأصم وطائفة، وتفقه على أبي الحسين قاضي الحرمين، وبرع في الفقه، وصار أوحد عصره، حتى لم يبق بخراسان قاض حنفي إلا وهو ينتمي إليه.
قال أبو عبد الله الحليمي: لقد بارك الله في علم الفقيه أبي الهيثم، فليس بما وراء النهر أحد يرجع إلى النظر والجدل إلا أصحابه.
قلت: روى عنه الحاكم حديثا في تاريخه، وعظَّمَه.
436 -
عثمان بن أحمد بن جعفر العجلي
، مستملي ابن شاهين.
روى عن البغوي، وابن أبي داود، والحسين بن عفير. روى عنه الخلال، وعبد العزيز الأزجي، والعتيقي، وأبو طالب العشاري.
437 -
عثمان بن محمد
بن القاسم الأدمي
.
روى عن عبد الله بن إسحاق المدائني، والباغندي، والبغوي. روى عنه العتيقي، وأبو بكر بن بشران، ومحمد بن أحمد النرسي.
وثقه أبو بكر الخطيب.
438 -
عثمان بن محمد، أبو القاسم السامري الوراق.
سمع أبا بكر بن نيروز الأنماطي، وإبراهيم بن عبد الصمد الهاشمي، وجعفر بن مرشد. وعنه الماليني، والحاكم، وحمزة السهمي، وجماعة.
439 -
علي بن الحسن بن بندار بن محمد بن المثنى
، أبو الحسن التميمي الإستراباذي العنبري الزاهد، شيخ الصوفية بجرجان.
رحل وسمع من أبي سعيد ابن الأعرابي، وخيثمة بن سليمان، وأبي بكر الرقي، وخلق. وعنه ابنه إسماعيل، وعلي بن محمود الزوزني، وفضل الله أبو سعيد الميهني، وسعيد بن أبي سعيد العيار، وغيرهم.
قال ابن طاهر المقدسي: كان يقف على أفراد لقوم، فيحدث بها عن أناس آخرين، لا يحتج به.
440 -
علي بن الحسين بن عثمان بن سعيد
، أبو الحسن الغضائري.
قرأ عليه بالروايات أبو علي الأهوازي، وزعم أنه قرأ على عبد الله بن هاشم الزعفراني تلميذ خلف البزار، وعلى أحمد بن فرح، وسعيد بن عبد الرحيم الضرير صاحبي الدوري، وعلى ابن شنبوذ، ومحمد بن إبراهيم الأهناسي المصري، وعبد الله بن أحمد بن الهيثم المقرئ، دلبة تلميذ أبي حمدون الطيب بن إسماعيل.
441 -
عمر بن القاسم
، أبو الحسين البغدادي المقرئ صاحب ابن مجاهد، يعرف بابن الحداد وبابن وبرة.
من بقايا من تلا على ابن مجاهد. حدث عن ابن مبشر الواسطي، والمحاملي، وقاسم الملطي. روى عنه أبو محمد الخلال، والعتيقي، وأبو الفرج الطناجيري.
قال الخطيب: كان صدوقا.
قلت: بقي إلى سنة تسعين.
442 -
عياش بن الحسن الجزري
.
عن أبي بكر بن زياد النيسابوري، وابن الأنباري، والمحاملي. روى عنه الدارقطني، وهو أكبر منه، وأبو بكر بن بشران، وعبد الكريم ابن المحاملي.
وثقه الخطيب.
443 -
محمد بن أحمد بن عبد الله
، وقيل: علي بدل عبد الله الفقيه، أبو بكر بن خويزمنداذ المالكي، صاحب أبي بكر الأبهري، من كبار المالكية العراقيين.
صنف كتابا كبيرا في الخلاف، وآخر في أصول الفقه، وكتاب أحكام القرآن، وله اختيارات في الفقه خالف فيها المذاهب، كقوله: إن العبيد لا يدخلون في الخطاب للأحرار، وأن خبر الواحد يوجب العلم؛ قاله القاضي عياض، وقال: قد تكلم فيه أبو الوليد الباجي، وقال: لم أسمع له في علماء العراقيين ذكرا، وكان يجانب الكلام جملة، وينافر أهله حتى يؤدي به ذلك إلى منافرة المتكلمين من أهل السنة، وحكم على أهل الكلام أنهم من أهل الأهواء الذين قال مالك، رحمه الله، في مناكحتهم وإمامتهم وشهادتهم ما قال.
قلت: وذكره أبو إسحاق في الطبقات، فقال فيه: المعروف بابن كواز.
444 -
محمد بن الحسن بن محمد
، أبو الفضل الكاتب.
بغدادي صالح، روى عن المحاملي، ومحمد بن مخلد.
قال الخطيب: حدثونا عنه.
445 -
محمد بن الحسين بن حاتم
أبو عبد الله الزغرتاني الهروي.
سمع أحمد بن سعيد الراسبي صاحب أبي سعيد الأشج، وأبي
الأشعث العجلي. روى عنه إسحاق القراب، وأبو عمر عبد الواحد المليحي، وغيرهما.
446 -
محمد بن علي بن يحيى
، أبو بكر البغدادي البزاز العريف.
حدث عن البغوي، وابن أبي داود، وابن صاعد. روى عنه العشاري، والعتيقي ووثقه.
447 -
محمد بن عمر بن عزير بن عمران
، أبو بكر الهمذاني التككي.
روى عن أوس الخطيب، وموسى بن محمد بن جعفر، وإبراهيم بن محمد بن فيرة الطيان، وأبي بكر بن أبي زكريا، وجماعة. وعنه عبد الغفار بن محمد، وعبد الله بن كالة، ومكي بن المحتسب وعبد الله بن الحسن الهاشمي، وهو آخر من حدث عنه.
قال شيرويه: هو صدوق.
448 -
محمد بن عمر بن الفضل ابن الموفق
، أبو بكر الصوفي الهمذاني الخباز، المعروف بابن خزر صاحب الشبلي.
روى عن أحمد بن عبد الله الهروي صاحب يحيى بن معاذ الرازي، وغير واحد، وروى تفسير جويبر عن إبراهيم بن محمد بن فيرة الطيان. روى عنه أبو سهل بن زيرك، وأبو منصور محمد بن عيسى، وحمد بن سهل المؤدب، والخليل بن عبد الله الخليلي، وآخرون.
وقيل: إن الدارقطني روى عنه.
قال شيرويه: صدوق، قد روى عنه من أهل بغداد أبو حفص بن شاهين، وهو أكبر منه.
449 -
مهدي بن محمد
، أبو سلمة القشيري النيسابوري الصيدلاني.
عن أبي حامد بن الشرقي الحافظ، ومحمد بن أحمد بن دلويه، وأبي حامد بن بلال. وقدم بغداد، فحدث بها قبل سنة تسعين؛ روى عنه أبو القاسم التنوخي، وهبة الله اللالكائي.
قال الخطيب: رواياته مستقيمة.
450 -
نصر بن أحمد بن محمد بن الخليل بن المرجى
، أبو القاسم الموصلي.
روى عن أبي يعلى الموصلي، فهو آخر من روى في الدنيا عنه، وعمر دهرا طويلا. روى عنه أبو علي الأهوازي، وأبو نصر بن طوق الموصلي، وآخر من روى عنه بالإجازة علي بن البسري.
توفي قريبا من سنة تسعين وثلاثمائة.
آخر الطبقة والحمد لله
الطبقة الأربعون
391 -
400 هـ
بسم الله الرحمن الرحيم
(الحوادث)
سنة إحدى وتسعين وثلاثمائة
فيها جلس القادر بالله للحجاج الخراسانية، وأعلمهم أنه قد جعل ولي عهده ولده أبا الفضل الغالب بالله، وله يومئذ ثمان سنين وأربعة أشهر، وسبب عجلته في ذلك أن عبد الله بن عثمان العباسي الواثقي الخطيب خرج إلى خراسان، واتفق هو ورجل رئيس على أن افتعلا كتابا من القادر بتقليد الواثقي ولاية العهد من بعده، ودخل على بعض السلاطين، فاحترمه وخطب له بعد القادر، وكتب إلى القادر بالله، فبادر بولاية العهد لابنه، وأثبت فسق الواثقي، ولم يزل الواثقي في البلاد النائية حتى مات غريبا خائفا من سوء افترائه.
سنة اثنتين وتسعين وثلاثمائة
فيها ثارت العامة ببغداد على النصارى، فنهبوا البيعة وأحرقوها، فسقطت على جماعة من المسلمين، فهلكوا، وعظمت الفتنة ببغداد، وانتشر الدعار.
وبطل الحج من العراق في هذه السنة.
وفيها ولد الحسن والحسين توأمين للسلطان بهاء الدولة، فعاش الحسين سبع سنين، وأما أبو علي فعاش وملك العراق، ولقب مشرف الدولة.
وزاد أمر الشطار ببغداد، وواصلوا أخذ العملات والأموال، وقتلوا، وأشرف الناس معهم على خطة صعبة، وكان فيهم من هو عباسي وعلوي، فبعث بهاء الدولة أبا علي عميد الجيوش إلى العراق ليدبر أمورها، فقدم بغداد، وزينت له، فغرق جماعة، ومنع الشيعة والسنة من إظهار مذهب، ونفى الدعار، ونفى ابن المعلم فقيه الشيعة، وقامت هيبته.
وفي المحرم غزا السلطان محمود بن سبكتكين الهند، فالتقاه صاحبها الملك جيبال، ومعه ثلاثمائة فيل، فنصر الله محمودا، وقتل من الكفار خمسة آلاف، ومن الفيول خمسة عشر فيلا، وأسر جيبال في جماعة من قواده، فكان عليه من الجواهر ما قيمته مائتا ألف دينار، وبلغت الغنيمة من الرقيق خمسمائة ألف رأس نقل ذلك صاحب سيرة محمود بن سبكتكين الأديب الكاتب أبو النصر محمد بن عبد الجبار العتبي، وقد سمع هذا من أبي الفتح البستي وجماعة.
قال أبو النصر: وافتدى الملك نفسه بخمسين فيلا. وكان شيخا مسنا، فتألم مما تم عليه، وآثر النار على العار، فحلق شعره، ثم حرق نفسه حتى تلف.
سنة ثلاث وتسعين وثلاثمائة
فيها منع عميد الجيوش يوم عاشوراء من النوح وتعليق المسوح في الأسواق ثم منع السنة عما ابتدعوه في أمر مصعب بن الزبير.
وفيها قبض بهاء الدولة على وزيره أبي غالب محمد بن خلف، وقرر عليه مائة ألف دينار.
وفيها برز عميد الجيوش، وذهب إلى سورا، فاستدعى سيف الدولة علي بن مزيد، وقرر عليه في العام أربعين ألف دينار عن بلاده، فأقره عليها.
وفي ربيع الآخر منها أمر نائب دمشق تمصولت الأسود الحاكمي بمغربي، فطيف به على حمار، ونودي عليه: هذا جزاء من يحب أبا بكر وعمر، ثم أمر به، فأخرج إلى الرماد فضربت عنقه هناك، رضي الله عنه، ولا رضي عن قاتله.
وفيها نازل السلطان محمود بن سبكتكين سجستان، وأخذها من صاحبها خلف بن أحمد بالأمان، فاستناب عليها الحاجب قنجي من كبار
قواد أبيه، فخرج عليه أهل سجستان بعد أشهر، فساق محمود في عشرة آلاف وحاربهم، وقتل منهم مقتلة كبيرة في ذي الحجة.
سنة أربع وتسعين وثلاثمائة
.
فيها قلد بهاء الدولة الشريف أبا أحمد الحسين بن موسى الموسوي قضاء القضاة والحج والمظالم ونقابة الطالبيين، وكتب له من شيراز العهد، ولقبه الطاهر الأوحد ذو المناقب، فلم ينظر في قضاء القضاة، لامتناع القادر بالله من الإذن له.
وحج بالناس أبو الحارث محمد بن محمد العلوي، فاعترض الركب الأصيفر المنتفقي ونازلهم، وعول على نهبهم، فقالوا: من يكلمه ويقرر له ما يأخذ؟ فنفذوا أبا الحسن ابن الرفاء، وأبا عبد الله ابن الدجاجي، وكانا من أحسن الناس قراءةً، فدخلا إليه، وقرءا بين يديه، فقال: كيف عيشكما ببغداد؟ فقالا: نعم العيش، تصلنا الخلع والصلات. فقال: هل وهبوا لكما ألف ألف دينار في مرة؟ قالا: لا، ولا ألف دينار. فقال: قد وهبت لكما الحاج وأموالهم، فدعوا له وانصرفوا، وفرح الناس. ولما قرءا بعرفات، قال أهل مصر والشام: ما سمعنا عنكم بتبذير مثل هذا! يكون عندكم شخصان مثل هذين، فتستصحبونهما معكم جميعا، فإن هلكا فبأي شيء تتجملون؟ وأخذ أبو الحسن بن بويه هذين مع أبي عبد الله بن بهلول، وكانوا يصلون به بالنوبة التراويح، وهم أحداث.
سنة خمس وتسعين وثلاثمائة
.
حج بالعراقيين جعفر بن شعيب السلار، ولحقهم عطش في طريقهم، فهلك خلق كثير.
وفي المحرم قتل الحاكم بمصر جماعة من الأعيان صبرا.
وفيها قتل المنتصر أبو إبراهيم إسماعيل بن نوح بن نصر بن نوح الساماني، وكان قد أسر أخوه عبد الملك، كما ذكرنا في سنة تسع وثمانين. واستولى على ما وراء النهر إيلك خان، وتمكن وقبض على أبي إبراهيم
هذا، وعلى أخيه عبد الملك، وعلى نوح بن منصور الرضي، وعلى أعمامهم أبي زكريا، وأبي سليمان، فتحيل المنتصر وهرب من السجن في زي امرأة كانت تنتابهم لمصالحهم، واختفى أياما عند عجوز، وذهب إلى خوارزم، فتلاحق به من ند وغار من بقايا الدولة السامانية، حتى اجتمع شمله، وكثف خيله ورجله، وأغار بعض أمرائه على بخارى، وبيتوا بضعة عشر قائدا من القواد الخانية، وحملوا في وثاق إلى خوارزم، وانهزم من بقي من قواد إيلك خان، وعاد المنتصر إلى بخارى، وفرح به الناس، فجمع إيلك جيوشه، وتكاثفت أيضا جموع المنتصر، وقصد نيسابور، وحارب أميرها نصر بن سبكتكين أخا محمود، فهزمه، وأخذ نيسابور، فانزعج لذلك السلطان محمود، وطوى المفاوز، حتى وافى نيسابور، فتقهقر عنها المنتصر إلى إسفرايين، وجبى الخراج، وقدم له شمس المعالي خيلا وجمالا وبغالا، وألف ألف درهم، وثلاثين ألف دينار، مدارةً عن جرجان.
ثم إن المنتصر عاد إلى نيسابور، فتحيز عنها أخو محمود، وجبى المنتصر منها الأموال، ثم التقى هو وأخو محمود، فكانت بينهما ملحمة هائلة، فكانت النصرة لصاحب الجيش نصر بن سبكتكين، وانهزم المنتصر، فجاء إلى جرجان، فدفعه عنها شمس المعالي، ثم التقى المنتصر أيضا هو والسبكتكينية بظاهر سرخس، وقتل خلق من الفريقين، وانهزم جمع المنتصر، وقتل جماعة من قواده، فسار المنتصر يعتسف المهالك، فانتبذ الركض به إلى محال الأتراك الغزية، ولهم ميل إلى آل سامان، فأخذتهم المذمة من خذلانه، وحركتهم الحمية لعونه في سنة ثلاث وتسعين، وقصدوا إيلك الخان، وحاربوه، ثم خافهم المنتصر وفارقهم، وراسل السلطان محمود بن سبكتكين يذكره بحقوق سلفه عليه، فأكرم محمود الرسول، وتماثل حال المنتصر، وجرت له أحوال وأمور وحروب عديدة.
وكان موصوفا بالدهاء والشجاعة المفرطة، ثم قام معه فتيان أهل سمرقند، وتراجع أمره، فسمع الخان باحتداد شوكته واشتداد وطأته،
فزحف إليه والتقاه في شعبان سنة أربع وتسعين وثلاثمائة، وانكسر الخان إيلك، ثم جمع وحشد وكر لطلب الثأر، فالتقوا، فخامر خمسة آلاف من جيش المنتصر، وانحازوا إلى إيلك، فاضطر المنتصر إلى الانهزام، واستحر القتل بجيشه، وبقي المنتصر أينما قصد، شهرت عليه السيوف وكثر أضداده، ودلف إليه صاحب الجيش ابن سبكتكين، ووالي سرخس، ووالي طوس. وحثوا الظهر في طلبه، ففاتهم إلى بسطام، فرماه شمس المعالي بنحو ألفين من الأكراد والشاهجانية، فأزعجوه عنها حتى ضاقت عليه المسالك، فتلقاه ابن سرخك الساماني، بكتاب يخدعه فيه، فانفعل له طمعا في وفائه، فبيتته خيل إيلك خان بطرف خراسان، فطاردهم، ثم ولاهم ظهره، فأسروا أخويه، والتجأ إلى ابن بهيج الأعرابي، فأخفر حق مقدمه، وروى الأرض من دمه، فكأنما عناه أبو تمام بقوله:
فتىً مات بين الطعن والضرب ميتةً تقوم مقام النصر إذ فاته النصر فأثبت في مستنقع الموت رجله وقال لها من دون أخمصك الحشر غدا غدوة الحمد نسج ردائه فلم ينصرف إلا وأكفانه الأجر مضى طاهر الأثواب لم تبق روضةً غداة ثوى إلا اشتهت أنها قبر عليك سلام الله وقفا فإنني رأيت الكريم الحر ليس له عمر
وانقضت الأيام السامانية، وذلك في أوائل سنة خمس وتسعين وثلاثمائة.
سنة ست وتسعين وثلاثمائة
.
فيها تولى ابن الأكفاني قضاء جميع بغداد.
وفيها جلس القادر بالله لأبي المنيع قرواش بن أبي حسان، ولقبه بعميد الدولة، وتفرد قرواش بالإمارة.
وحج بالناس محمد بن محمد بن عمر العلوي، وخطب بالحرمين للحاكم صاحب مصر على القاعدة، وأمر الناس بالحرمين بالقيام عند ذكره،
وفعل مثل ذلك بمصر، وكان إذا ذكر قاموا وسجدوا في السوق، وفي مواضع الاجتماع، فإنا لله وإنا إليه راجعون، فلقد كان هؤلاء العبيديون شرا على الإسلام وأهله من التتر.
سنة سبع وتسعين وثلاثمائة
.
فيها خروج أبي ركوة الأموي من ولد هشام بن عبد الملك، واسمه الوليد، وكان يحمل ركوة في السفر، ويتزهد، وقد لقي المشايخ، وكتب الحديث بمصر، وحج، ودخل اليمن والشام، وكان في خلال أسفاره يدعو إلى القائم من ولد هشام بن عبد الملك، ويأخذ البيعة على من ينقاد له، ثم جلس معلما، واجتمع عنده أولاد العرب، فدعاهم فوافقوه، وأسر إليهم أنه هو الإمام، ولقب نفسه بالثائر بأمر الله المنتصر من أعداء الله، فعرف بهذا بعض الولاة، فكتب إلى الحاكم بأن يأذن له في طلبه قبل أن تقوى شوكته، فأمره باطراح الأمر والفكر فيه، لئلا يجعل له سوقا، وينبه عليه، وكان يخبرهم عن المغيبات، ثم حاربه ذلك الوالي في عسكره، فظفر أبو ركوة بهم، وأخذ أسلابهم، فأضاءت حالته ونزل برقة، فجمع له أهلها مائتي ألف دينار، وأخذ من يهودي مائتي ألف دينار، ونقش السكة باسمه، وخطب الناس ولعن الحاكم وشتمه، فحشد له الحاكم وجهز لقتاله ستة عشر ألفا، عليهم الفضل بن عبد الله، وأنفق فيهم ذهبا عظيما، فلما قارب تلقاه أبو ركوة، فرام مناجزته، والفضل يراوغ، فقال أصحاب أبي ركوة: قد بذلنا نفوسنا دونك، ولم يبق فينا فضل لمعاودة حرب، ونحن مطلوبون لأجلك، فخذ لنفسك، وانظر أي بلد شئت لنحملك إليه، فذهب إلى بلد النوبة لأنه كان مهادنه، فبعث الفضل في طلبه عسكرا، فأدركوه، فأسلمه أصحابه، فحمل إلى الحاكم. فأركب جملا وطيف به، ثم قتل.
وبالغ الحاكم في إكرام الفضل وإعطائه الإقطاع، ومرض فعاده دفعتين، ثم فلما عوفي قتله.
وفيها ورد كتاب من بهاء الدولة بتقليد الشريف أبي الحسن محمد بن أبي أحمد الحسين بن موسى العلوي الحسيني النقابة والحج، وتلقيبه
بالرضي ذي الحسبين، ولقب أخوه أبو القاسم بالشريف المرتضى ذي المجدين.
وفي رمضان قلد سند الدولة علي بن مزيد ما كان لقرواش، وخلع عليه.
وثارت على الحجاج ريح سوداء بالثعلبية حتى لم ير بعضهم بعضا، وأصابهم عطش شديد، واعتقلهم ابن الجراح على مال طلبه، وضاق الوقت، فردوا، ووصل أولهم إلى بغداد يوم التروية، فلا قوة إلا بالله.
سنة ثمان وتسعين وثلاثمائة
.
في ربيع الآخر، وقع ثلج عظيم ببغداد، حتى كان سمكه في بعض المواضع ذراعا ونصفا، وأقام أسبوعا لم يذب، ورمي إلى الشوارع، وبلغ وقعه إلى الكوفة، وإلى عبادان.
وكثرت العملات ببغداد واللصوص، وقتل منهم جماعة.
وفي رجب قصد بعض الهاشميين أبا عبد الله محمد بن النعمان بن المعلم شيخ الشيعة، وهو في مسجد، وتعرض به تعرضا امتعض منه تلامذته، فثاروا واستنفروا أهل الكرخ، وصاروا إلى دار القاضي أبي محمد الأكفاني والشيخ أبي حامد الإسفراييني فسبوهما، وطلبوا الفقهاء ليوقعوا بهم، ونشأت فتنة عظيمة، وأحضر مصحف ذكروا أنه مصحف ابن مسعود، وهو يخالف المصاحف، فجمع له القضاة والكبار، فأشار أبو حامد والفقهاء بتحريقه، ففعل ذلك بمحضرهم، وبعد أيام كتب إلى الخليفة بأن رجلا حضر المشهد ليلة نصف شعبان، ودعا على من أحرق المصحف وشتمه، فتقدم بطلبه، فأخذ، فرسم بقتله، فتكلم أهل الكرخ في أمر هذا المقتول لأنه من الشيعة، ووقع القتال بينهم وبين أهل باب البصرة وباب الشعير ونهر القلائين، وقصد أهل الكرخ دار أبي حامد، فانتقل عنها، ونزل دار القطن، وصاحت الروافض: يا حاكم يا منصور، فأحفظ القادر بالله ذلك، وأنفذ الفرسان الذين على بابه لمعاونة السنة، وساعدهم الغلمان، فانكسر الروافض وأحرق ما يلي نهر الدجاج، ثم اجتمع الرؤساء إلى الخليفة، فكلموه، فعفى عنهم ودخل عميد الجيوش بغداد، فراسل ابن
المعلم بأن يخرج عن بغداد ولا يساكنه، ووكل به، فخرج في رمضان، وضرب جماعة ممن قام في الفتنة، وحبس آخرين، ومنع القصاص من الجلوس، ثم سأل ابن مزيد في ابن المعلم فرد وأذن للقصاص، بشرط أن لا يتعرضوا للفتن.
وفي شعبان وقع برد في الواحدة نحو خمسة دراهم.
وفيه زلزلت الدينور، فمات تحت الردم أكثر من ستة عشر ألف آدمي، وفر السالمون إلى الصحراء، فاتخذوا أكواخا، وهلك ما لا يحصى، وهدمت أكثر المدينة، وزلزلت سيراف والسيب، وغرق في الماء عدة مراكب، ووقع هناك برد عظيم، ووزنت بردة، فكانت مائة وستة دراهم.
وفيها هدم الحاكم بيعة قمامة التي بالقدس، وهي عظيمة القدر عند النصارى، يحجون إليها، وبها من الستور والآلات والأواني الذهب شيء مفرط، وكانوا في العيد يظهرون الزينة، وينصبون الصلبان، وتعلق القوام القناديل في بيت المذبح، ويجعلون فيها دهن الزئبق، ويجعلون بين القنديلين خيطا من الحرير متصلا، وكانوا يطلونه بدهن البلسان، ويقرب بعض الرهبان، فيعلق النار في خيط منها من موضع لا يراه أحد، فينتقل بين القناديل، فتوقد الكل ويقولون: نزل النور من السماء فأوقدها، فيضجون، فلما وصفت هذه الحالة للحاكم، كتب إلى والي الرملة، وإلى أحمد بن يعقوب الداعي بأن يقصد بيت المقدس، ويأخذ القضاة والأشراف والرؤساء، وينزلوا على هذه الكنيسة، ويبيحوا للعامة نهبها، ثم يخربونها إلى الأرض، وأحس النصارى، فأخرجوا ما فيها من جوهر وذهب وستور، وانتهب ما بقي، وهدمت.
ثم أمر بهدم الكنائس، ونقض بعضها بيده، وأمر بأن تعمل مساجد للمسلمين، وأمر بالنداء: من أراد الإسلام فليسلم، ومن أراد الانتقال إلى بلد الروم كان آمنا إلى أن يخرج، ومن أراد المقام على أن يلتزم ما شرط عليه فليقم. وشرط على النصارى تعليق الصلبان ظاهرةً على صدورهم، وعلى اليهود تعليق تمثال رأس العجل في أعناقهم، ومنعهم من ركوب
الخيل، فعملوا صلبان الذهب والفضة، فأنكر الحاكم ذلك، وأمر المحتسبين بإلزامهم بتعليق صلبان الخشب، وأن يكون قدر الواحد أربعة أرطال، واليهود تعليق خشبة كالمدقة، وزنها ستة أرطال، وأن تشد في أعناقهم أجراسا عند دخولهم الحمامات.
ثم إنه قبل أن يقتل أذن في إعادة البيع والكنائس، وأذن لمن أسلم أن يعود إلى دينه، لكونه مكرها. وقال: ننزه مساجدنا عمن لا نية له في الإسلام.
سنة تسع وتسعين وثلاثمائة
.
في شعبان عصفت ريح شديدة بالعراق، وألقت رملا أحمر بالطرق والبيوت.
وفيها عزل أبو عمر قاضي البصرة، وولي القضاء أبو الحسن بن أبي الشوارب، فقال العصفري الشاعر:
عندي حديث ظريف بمثله يتغنى من قاضيين يعزى هذا وهذا يهنا فذا يقول أكرهونا وذا يقول استرحنا ويكذبان جميعا ومن يصدق منا
ورجع الركب العراقي خوفا من ابن الجراح الطائي، فدخلوا بغداد يوم عرفة، وخرج بنو زغب الهلاليون، وهم ستمائة، على ركب البصرة، فأخذوا منهم ما قيمته ألف ألف دينار. كذا نقل ابن الجوزي في منتظمه.
وفيها ولي دمشق أبو الجيش حامد بن ملهم للحاكم، بعد علي بن جعفر بن فلاح، فوليها سنة وأشهرا، ثم عزل، وكان جوادا ممدحا، وولي بعده أو معه القائد أبو منصور ختكين الداعي المعروف بالضيف، ذكره ابن عساكر فقال: ولي إمرة دمشق مرتين للحاكم فأساء السيرة.
وفي جمادى الآخرة كانت الفتنة بالأندلس، وثار محمد بن هشام
الأموي على متولي الأندلس، وانخرم النظام ووهى سلطان بني أمية بالأندلس.
سنة أربعمائة
.
نقص في ربيع الآخر نهر دجلة نقصانا لم يعهد مثله، وامتنع سير السفن من أوانا والراشدية من أعالي دجلة، وأكريت لأجل جزائر ظهرت، ولا يعلم أن كري دجلة وقع قبل ذلك.
وفيها عمل أبو محمد الحسن بن الفضل بن سهلان على مشهد علي سورا منيعا من ماله، لكثرة من يطرقه من الأعراب، وتحصن المشهد.
وفي رمضان أرجف بالقادر بالله بموته، فجلس للناس يوم الجمعة وعليه البردة، وبيده القضيب، وقبل الشيخ أبو حامد الإسفراييني الأرض، فسأل أبو الحسن بن حاجب النعمان مسألة الخليفة أن يقرأ آيات من القرآن يسمعها الناس، فقرأ عند ذلك بصوت عال {لَئِنْ لَمْ يَنْتَهِ الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ وَالْمُرْجِفُونَ فِي الْمَدِينَةِ} الآيات.
وفيها ورد الخبر إلى العراق بأن الحاكم أنفذ إلى دار جعفر الصادق بالمدينة من فتحها وأخذ ما فيها، ولم يتعرض لهذه الدار أحد، وكان الحاكم قد أنفذ رجلا ومعه صلات للعلويين وزادهم، وأمره أن يجمعهم ويعلمهم إيثاره لفتح هذه الدار، والنظر إلى ما فيها من آثار جعفر بن محمد، وحمل ذلك إليه ليراه ويرده، ووعدهم على ذلك بالإكرام، فأجابوه، ففتحت، فوجد فيها مصحف وقعب من خشب مطوق بحديد، ودرقة خيزران وحربة وسرير، فحمل ذلك، ومضى معه جماعة من الحسينيين، ولما وصلوا إلى مصر أعطاهم مبلغا، ورد عليهم السرير وأخذ الباقي، وقال: أنا أحق به.
وأمر بعمارة دار العلم، وأحضر فيها الفقهاء والمحدثين. وعمر أيضا الجامع الحاكمي بالقاهرة، واتصل الدعاء له، فبقي كذلك ثلاث سنين، ثم
أخذ يقتل أهل العلم، وأغلق دار العلم، ومنع من كل ما يفعل من الخير، إلى أن قتل سرا.
وحج بالناس من العراق أبو الحارث محمد بن محمد بن عمر العلوي الكوفي.
وفيها غزا محمود بن سبكتكين الهند، فكانت وقعة نارين، ونصر الله الإسلام، فله الحمد، وغنم المسلمون ما لا يحد ولا يوصف، وطلب صاحب الهند الهدنة، وبعث بتحف وتقادم مع أقاربه.
قال أبو النصر محمد بن عبد الجبار في سيرة السلطان محمود: نشط السلطان في سنة أربعمائة لغزو الهند تقربا إلى الله، فنهض يحث الخيول، ويخترق الحزون والسهول، إلى أن توسط ديار الهند فاستباحها، ونكس أصنامها، وأوقع بعظيم العلوج وقعةً أفاء الله عليه بها أمواله، وأغنمهم خيوله وأفياله، وحكم فيها سيوف أوليائه، يحرسونهم ما بين كل سبسب وفدفد، ويجزرونهم عند كل مهبط ومصعد، ورد إلى غزنة بالغنائم، فلما رأى ملك الهند ما صب الله عليه وعلى أهل مملكته من سوط العذاب بوقائع السلطان، أيقن أنه لا قبل له بثقل وطأته، فأرسل إليه أعيان أقاربه ضارعا إليه في هدنة يقف فيها عند أمره، ويسمح بماله ووفره، على أن يقود إليه بادئ الأمر خمسين فيلا، ويحمل معها مالا عظيم الخطر، بما يضاهيه من مبار تلك الديار، ومتاع تلك البقاع، وعلى أن يناوب كل عام من أفناء عسكره في خدمة باب السلطان بألفي رجل، إلى إتاوة معلومة يلتزمها كل سنة، سنة يتمسك بها من يرث مكانه ويقوم في كفالة الملك مقامه. فأوجب السلطان إجابته ببذل طاعته، وإعطائه الجزية عن يده، وبعث إليه من طالبه بتصحيح المال، وقود الأفيال، فنفذ ما وعد، وانعقدت الهدنة، وتتابعت القوافل من خراسان والهند، ولله الحمد.
وبقيت جبال الغور في وسط ممالك السلطان محمود، وبها قوم من الضلال الخالين عن سمة الإسلام يخيفون السبيل، ويتمنعون بتلك الجبال
الشواهق، فأهم السلطان شأنهم، وصمم على تدويخ ديارهم وانتزاع بعرة الاستطالة من رؤوسهم، فاجلب عليهم بخيله ورجله، وقدم أمامه والي هراة ألتونتاش، ووالي طوس أرسلان، فسارا مقتحمين مضايق تلك المسالك، إلى مضيق قد غص بالكماة، فتناوشوا الحرب تناوشا بطلت فيه العوامل إلا الصوارم في الجماجم والخناجر في الحناجر، وتصابر الفريقان، حتى سالت نفوس، وطارت رؤوس، فلحقهم السلطان في خواص أبطاله، وجعل يلجئهم إلى ما وراءهم شيئا فشيئا، إلى أن فرقهم في عطفات الجبال، واستفتح المجال إلى عظيم الكفرة المعروف بابن سورى، فغزاه في عقر داره، وأحاط ببلده، وتقيد عليه، فبرز الرجل في عشرة آلاف كأنما خلقوا من حديد، وكأن أكبادهم الجلاميد، يستأنسون بأهل الوقائع استئناس الظمأ بماء الشرائع، ودام القتال إلى نصف النهار، فأمر السلطان بتوليتهم الظهور استدراجا، فاغتروا وانقضوا عن مواقفهم، واغتنموا الفرصة، فكرت عليهم الخيول بضربات غنيت بذواتها عن أدواتها، فلم ترتفع منها واحدة إلا عن دماغ منثور، ونياط مبتور، وصرع في المعركة رجال كهشيم المحتضر، أو أعجاز نخل منقعر، وأسر ابن سورى وسائر حاشيته، وأفاء الله على السلطان ما اشتمل عليه حصنه من ذخائره التي اقتناها كابرا عن كابر، وورثها كافرا عن كافر، وأمر السلطان بإقامة شعار الإسلام فيما افتتحه من تلك القلاع، فأصفحت بالدين المنابر، واشترك في عز دعوته البادي والحاضر، ولعظم ما ورد على ابن سورى، مص فص خاتم مسموم، فأتلف نفسه، وخسر الدنيا والآخرة.
وأما الأندلس فتم فيها فتن هائلة، وانقضت أيام الأمويين، وتفرقت الكلمة.
وفي ربيع الأول دخل البربر والنصارى قرطبة، فقتلوا من أهلها أزيد من ثلاثين ألفا، وتملكها سليمان الأموي المستعين، واستقر بها سبعة أشهر، ثم بلغه أن المهدي الأموي، وهو ابن عمه، قد استنجد بالنصارى لأخذ الثأر منه، فتأهب، ثم وقع بينهم مصاف، فانهزم البربر والمستعين، وذلك في رابع شوال، ودخل المهدي قرطبة بدولته الثانية، فصادرهم، وفعل الأفاعيل، وخرج يتتبع البربر، فكروا عليه فهزموه، واستبيح عسكره، وقتل نحو العشرين ألفا من أهل قرطبة، فإنا لله وإنا إليه راجعون.
(الوفيات)
سنة إحدى وتسعين وثلاثمائة.
1 -
أحمد بن عبد الله بن حميد بن زريق
، أبو الحسن البغدادي نزيل مصر.
سمع أبا عبد الله المحاملي، ومحمد بن مخلد، وأبا علي محمد بن سعيد الرقي الحافظ، ومحمد بن بكارالسكسكي، ومحمد بن يوسف الهروي، ومحمد بن جعفر بن ملاس، وخلقا سواهم، وانتقى عليه خلف الواسطي. روى عنه ابن بنته أبو الحسين محمد بن مكي المصري، ورشأ بن نظيف، وعبد العزيز بن علي الأزجي، وأبو عمر أحمد بن عبد الله الباجي، وآخرون.
وثقه الصوري.
وزريق بتقديم الزاي.
توفي في ربيع الأول.
2 -
أحمد بن محمد بن نوح
، أبو حامد البخاري، قاضي نسف.
روى عن أبي نعيم عبد الملك بن عدي، وعيسى بن عبد الله العثماني
صاحب بندار. روى عنه جعفر المستغفري، وقال: توفي في شوال.
3 -
أحمد بن محمد بن أحمد بن موسى بن هارون
الأنصاري القرطبي، أبو بكر.
سمع محمد بن معاوية، وأحمد بن ثابت التغلبي، وحج فسمع أبا العباس الكندي، والحسن بن رشيق.
وكان صالحا منقطعا زاهدا، رحمه الله.
4 -
أحمد بن محمد بن عبد الله الأستاذ
، أبو العباس السجستاني الزاهد، نزيل نيسابور.
صحب الشبلي، وسمع من أبي عمرو الحيري، وطبقته، وقل ما روى؛ أرخه الحاكم.
5 -
أحمد بن يوسف بن أحمد بن إبراهيم بن أيوب
بن عمرو بن مسلم بن واضح، أبو بكر الثقفي الخشاب الأصبهاني المؤذن.
روى عن الحسن بن محمد بن دكة، وعمر بن عبد الله بن الحسن، والحسن الداركي، والفضل بن الخصيب، وجماعة. روى عنه أبو بكر بن أبي علي، وأبو نعيم أحمد بن عبد الله، وأبو سهل حمد بن أحمد الصيرفي، وأحمد بن الفضل الباطرقاني، وجماعة.
6 -
إسماعيل بن محمد بن أحمد بن حاجب
، أبو علي الكشاني.
روى الصحيح عن الفربري.
وقال الإدريسي: توفي فيها، وهو آخر من حدث بالجامع الصحيح. وسيعاد.
7 -
جعفر بن الفضل بن جعفر
بن محمد بن موسى بن الحسن بن الفرات، الوزير المحدث، أبو الفضل ابن الوزير أبي الفتح بن حنزابة البغدادي، نزيل مصر.
وزر أبوه للمقتدر في السنة التي قتل المقتدر فيها، وتقلد أبو الفضل
وزارة صاحب مصر كافور، وحدث عن محمد بن هارون الحضرمي، والحسن بن محمد الداركي الأصبهاني، ومحمد بن زهير الأبلي، ومحمد بن حمزة بن عمارة، وأبي بكر محمد بن جعفر الخرائطي، ومحمد بن سعيد الحمصي، وجماعة.
قال الخطيب: وكان يذكر أنه سمع من أبي القاسم البغوي مجلسا، ولم يكن عنده، فكان يقول: من جاءني به أغنيته. وكان يملي الحديث بمصر، وبسببه خرج الدارقطني إلى هناك، فإن ابن حنزابة كان يريد أن يصنف مسندا، فخرج أبو الحسن الدارقطني إلى مصر، وأقام عنده مدة، وحصل له منه مال كثير، وروى عنه الدارقطني أحاديث.
ولد ابن حنزابة في ذي الحجة سنة ثمان وثلاثمائة، وتوفي في ثالث عشر ربيع الأول.
ومن شعره:
من أخمل النفس أحياها وروحها ولم يبت طاويا منها على ضجر إن الرياح إذا اشتدت عواصفها فليس ترمي سوى العالي من الشجر
وقال السلفي: كان أبو الفضل بن حنزابة من الحفاظ الثقات المتبجحين بصحبة أصحاب الحديث، مع جلالة ورياسة، يروي ويملي بمصر في حال وزارته، ولا يختار على العلم وصحبة أهله شيئا، وعندي من أماليه فوائد، ومن كلامه على الحديث وتصرفه الدال على حدة فهمه ووفور علمه، وقد روى عنه حمزة الكناني الحافظ مع تقدمه.
وقال غير السفلي: إن ابن حنزابة بعد موت كافور، وزر لأبي الفوارس أحمد بن علي بن الإخشيد، فقبض على جماعة من أرباب الدولة وصادرهم، وصادر يعقوب بن كلس، وأخذ منه أربعة آلاف دينار، فهرب إلى المغرب، وآل أمره إلى أن وزر لبني عبيد. ثم إن ابن حنزابة لم يقدر على رضى الإخشيدية، واضطربت عليه الأحوال، فاختفى مرتين ونهبت داره. ثم قدم أمير الرملة أبو محمد الحسن بن عبيد الله بن طغج وغلب على الأمور، فصادر الوزير ابن حنزابة وعذبه، فنزح إلى الشام في سنة ثمان
وخمسين، ثم بعد ذلك رجع إلى مصر. وممن روى عنه الحافظ عبد الغني بن سعيد.
وقال الحسن بن أحمد بن صالح السبيعي: قدم علينا الوزير جعفر بن الفضل إلى حلب، فتلقاه الناس، فكنت فيهم، فعرف أني محدث، فقال لي: تعرف إسنادا فيه أربعة من الصحابة، كل واحد يروي عن صاحبه؟ قلت: نعم، وذكرت له حديث السائب بن يزيد، عن حويطب بن عبد العزى، عن عبد الله بن السعدي، عن عمر رضي الله عنهم في العمالة، فعرف لي ذلك، وصار لي به عنده منزلة.
وقيل: إن الوزير ابن حنزابة كان يستعمل له الكاغد بسمرقند، ويحمل إلى مصر في كل سنة، وكان عنده عدة نساخ.
وقال عبد الله بن يوسف: حضرت عند أبي الحسين ابن المهلبي بالقاهرة، فقال: كنت منذ أيام حاضرا في دار الوزير أبي الفرج بن كلس، فدخل عليه أبو العباس بن الوزير أبي الفضل بن حنزابة، وكان قد زوجه ابنته، وأكرمه وأجله، وقال له: يا أبا العباس، يا سيدي، ما أنا بأجل من أبيك، ولا بأفضل، أتدري ما أقعد أباك خلف الناس، شيل أنفه بأبيه، يا أبا العباس لا تشل أنفك بأبيك، تدري ما الإقبال؟ نشاط وتواضع، وتدري ما الإدبار؟ كسل وترافع.
وقال غيره: كان الوزير أبو الفضل يفطر وينام نومة ثم ينهض في الليل فيتوضأ ويدخل بيت مصلاه، فيصف قدميه إلى الغداة، ولما توفي صلى عليه في داره الحسين بن علي بن النعمان القاضي، وحضر جنازته قائد القواد وسائر الأكابر، ودفن في مجلس بداره الكبيرة، المعروفة بدار العامة.
قال المختار المسبحي: إنه لما غسل، جعل في فيه ثلاث شعرات من شعر النبي صلى الله عليه وسلم، كان ابتاعها بمال عظيم، وكانت عنده في درج ذهب، مختومة الأطراف بالمسك، ووصى بأن تجعل في فيه، ففعل ذلك به.
وحنزابة: جارية، هي أم والده الفضل، والحنزابة في اللغة: القصيرة الغليظة.
قال ابن طاهر: رأيت عند الحبال كثيرا من الأجزاء التي خرجت لابن
حنزابة، وفي بعضها الجزء الموفي ألفا من مسند كذا، والجزء الموفي خمسمائة من مسند كذا، وكذا سائر المسندات. ولم يزل ينفق في البر والمعروف الأموال، وأنفق الكثير على أهل الحرمين، إلى أن اشترى دارا من أقرب الدور، إلى الضريح النبوي، ليس بينه وبين القبر إلا الحائط، وطريق في المسجد، وأوصى أن يدفن فيها، وقرر عند الأشراف ذاك، فسمحوا له بذلك، فلما حمل تابوته من مصر، خرجت الأشراف من الحرمين لتلقيه، وحجوا به، وطافوا بتابوته، ثم ردوه إلى المدينة ودفنوه في تلك الدار، فعلوا ذلك لما له عليهم من الأفضال.
8 -
حامد بن محمد بن المطيب
، أبو منصور الماليني.
روى عن أبي علي الرفاء، وأبي محمد المزني، وابن أبي عون النسوي. روى عنه الإمام أبو عاصم العبادي، وغيره، وتوفي في شعبان.
9 -
الحسن بن محمد بن أحمد بن شعبة
، أبو علي المروزي السنجي.
سكن بغداد، وحدث بجامع الترمذي عن المحبوبي. وحدث عن إسماعيل الصفار وغيره. روى عنه أبو الحسن العتيقي، وغيره.
قال الأزهري: سمعت منه، وكان ثقةً فهما.
وقال أحمد بن عمر ابن البقال: مات في نصف ذي الحجة.
10 -
الحسين بن أحمد بن الحجاج
، أبو عبد الله البغدادي الشيعي الشاعر المشهور.
صاحب الديوان الكبير الذي هو عدة مجلدات في الفحش والسخف، وقد أفرد بعض الأدباء من شعره شيئا حسنا، وكان قد ولي حسبة بغداد، وكان إذا مدح أحدا فكأنما قد هجاه لما في شعره في الزطاطة.
وكان غاليا في التشيع. ومن شعره.
نمت بسري في الهوى أدمعي ودلت الواشي على موضعي يا معشر العشاق إن كنتم مثلي وفي حالي فموتوا معي
وله:
قالوا غدا العيد فاستبشر به فرحا فقلت ما لي وما للعيد والفرح قد كان ذا والنوى لم تسر نازلةً بعقوتي وغراب البين لم يصح أيام لم يحترم قربي الشباب ولم يغد الشباب على بابي ولم يرح وطائر نام في صحراء مونقة على شفا جدول بالعشب متشح بكى وناح ولولا أنه شجن بشجو قلبي المعنّى فيك لم ينح بيني وبينك عهد ليس يخلفه بعد المزار ووعد غير مطرح وما ذكرتك والأقداح دائرة إلا مزجت بدمعي باكيا قدحي ولا سمعت بصوت فيه ذكر هوىً إلا عصيت عليه كل مقترح
ومن شعره:
يا صاحب البيت الذي قد مات ضيفاه جميعا حصلتنا حتى نمو ت بدائنا عطشا وجوعا مالي أرى فلك الرغي ف لديك مشترقا رفيعا كالبدر لا نرجو إلى وقت المساء له طلوعا
ومن شعره:
يا ذاهبا في داره جائيا بغير معنىً وبلا فائده قد جن أضيافك من جوعهم فاقرأ عليهم سورة المائده
وله:
فمذهبي أن خير الناس كلهم بعد النبي أمير المؤمنين علي وليس سب أبي بكر ولا عمر شيء يقوم به قولي ولا عملي أعوذ بالله من أمر يسوءهما كلا فإن طريقي في الصواب جلي
وله معان مبتكرة في الفحش لم يسبق إلى مثلها، روى عنه من شعره التنوخي وغيره.
مات بالنيل في جمادى الآخرة، وحمل إلى بغداد.
11 -
سعيد بن أحمد بن محمد بن سعيد بن موسى بن حدير
، أبو عثمان القرطبي.
صالح زاهد متقشف، سمع خالد بن سعد، وأحمد بن سعيد بن حزم، وأحمد بن محمد بن مسور، وجماعة.
روى عنه ابن الفرضي.
12 -
شعيب بن علي بن شعيب بن عبد الوهاب القاضي
، أبو نصر الهمذاني.
روى عن أبيه وعبد الرحمن بن حمدان الجلاب، والقاسم بن أبي صالح، ومحمد بن عبد الواحد البزاز، وإسماعيل الصفار، وأبي سعيد ابن الأعرابي، وابن البختري، وأبي عمرو ابن السماك، وطائفة كبيرة. روى عنه حمد الزجاج، وحمد بن سهل، ومحمد بن جعفر بن بويه الأسدآباذي، وأبو منصور محمد بن الحسين البروجردي.
قال شيرويه: كان ثقة صدوقا مرضيا في حكمه، مات بأسدآباذ، وحمل إلى همذان في ذي القعدة. وأخبرنا فيد بن عبد الرحمن الصوفي، قال: أخبرنا محمد بن عيسى إجازةً، أنه سمع صالحا الحافظ يقول: رأيت في المنام كأن الدنيا كلها ظلمة، إلا حيث كان القاضي شعيب بن علي واقفا، فقلت له: يا أبا نصر النور، يا أبا نصر النور، يا أبا نصر النور!
13 -
ضرار بن رافع
، أبو عمرو الضبي الهروي.
سمع أبا الحسين النيسابوري الحافظ، وغيره.
14 -
عبد الله بن أحمد بن محمد بن أحمد الماسرجسي
.
روى عن الأصم وغيره.
15 -
عبد الله بن محمد بن أحمد
، أبو العباس السجستاني الصوفي.
سمع ابن الشرقي، ومكي بن عبدان، وكان من الزهاد.
16 -
عبد الله بن محمد بن عبد الله بن علي بن زياد
، أبو القاسم النيسابوري السمذي. سمع ابن الشرقي، ومحمد بن حمدون. وعنه الحاكم.
17 -
عبد الرحمن بن أحمد
، أبو سهل البلخي.
روى عن ابن طرخان المسند، وكتب بنسف عن عبد المؤمن بن خلف، وجماعة.
قال جعفر المستغفري: هو اليوم محدث بلخ. قال: وتوفي في ربيع الآخر.
18 -
عبد الرحمن بن محمد بن أحمد بن سعيد
، أبو القاسم التاجر النيسابوري.
كان يحمل إلى مجالس الحديث ومعه العبيد والخدم وجماعة من الوراقين، فسمع من أبي العباس الأصم، ثم رحل به طاهر الوراق إلى المحبوبي بمرو فأكثر عنه، وتفقه على أبي سهل الصعلوكي، ثم في آخر أمره استشهد على يد الملحد عبد الملك البستي في رمضان.
19 -
عبد الخالق بن شبلون
، أبو القاسم المغربي المالكي.
تفقه على أبي سعيد خلف بن أبي هشام، وكان الاعتماد عليه بالقيروان في الفتوى. رحمه الله تعالى.
20 -
عبد العزيز بن أحمد
، الفقيه أبو الحسن الخرزي، شيخ أهل الظاهر.
أخذ عن قاضي القضاة بشر بن الحسين الظاهري، وقدم من شيراز في
صحبة السلطان عضد الدولة. وأخذ عنه فقهاء بغداد كأبي بكر بن محمد بن عمر القاضي الداودي، وقاضي فيروزآباد أبو علي الداودي.
قال القاضي أبو عبد الله الصيمري: ما رأيت فقيهاً أنظر من الخرزي، وأبي حامد الإسفراييني.
21 -
عبد الملك بن محمد الفارسي البغدادي
، أخو أبي عمر بن مهدي.
سمع إسماعيل الصفار، وعثمان ابن السماك. وكان سفاراً، فحدث بأماكن؛ روى عنه أبو سعد السماك، وأبو يعلى الخليلي، وأجاز لأبي القاسم ابن البسري.
مات في ذي القعدة.
22 -
علي بن الحسن بن علي ابن الرازي
، البغدادي.
حدث عن أبي بكر ابن الأنباري، والمحاملي، وغيرهما. روى عنه الجوهري، والتنوخي، وجماعة.
قال الأزهري: كذاب.
ووثقه العتيقي وغيره.
23 -
عيسى بن علي بن عيسى بن داود بن الجراح
، أبو القاسم ابن الوزير أبي الحسن، البغدادي.
سمع أبا االقاسم البغوي، وأبا بكر بن أبي داود، وابن صاعد، وبدر بن الهيثم، وأبا بكر بن دريد، ومحمد بن نوح، وأبا بكر بن مجاهد، وأباه أبا الحسن، وجماعة. روى عنه أبو القاسم الأزهري، وأبو محمد الخلال، وأبو القاسم التنوخي، وعبد الواحد بن شيطا، وأبو جعفر ابن المسلمة، وأبو الحسين ابن النقور، وآخرون.
قال الخطيب: كان ثبت السماع، صحيح الكتاب. ولد سنة اثنتين
وثلاثمائة، قال: وأنشدني أبو يعلى ابن الفراء، قال: أنشدنا عيسى ابن الوزير لنفسه:
رب ميت قد صار بالعلم حياً ومبقى قد حاز جهلاً وغيا فاقتنوا العلم كي تنالوا خلوداً لا تعدوا الحياة في الجهل شيا
وقال: أنشدنا التنوخي، قال: أنشدنا عيسى بن علي لنفسه:
قد فات ما ألقاه تحديدي وجل عن وصفي وتعديدي وقلت للأيام هزءا بها بحق من أغراك بي زيدي
وقال: ذكر لي محمد بن أبي الفوارس أن وفاة عيسى ابن الوزير كانت يوم الجمعة، مستهل ربيع الأول سنة إحدى وتسعين. قال: وكان يرمى بشيء من مذهب الفلاسفة.
وقال غيره: توفي في ربيع الآخر. وقيل: في المحرم.
وقع لنا جزء من عواليه عن الأبرقوهي.
24 -
كعب بن عمرو البلخي
.
حدث عن إسماعيل الصفار، وابن الأعرابي. وعنه أبو محمد الخلال، وعبد العزيز الأزجي.
وضع حديثاً، قال الخطيب: كان غير ثقة.
25 -
محمد بن أحمد بن عبد الله
، أبو عمرو السليطي، من وجوه أهل نيسابور، وزوج بنت الإمام أبي بكر الصبغي.
سمع أبا حامد ابن الشرقي، ومكي بن عبدان، وغيرهما.
توفي في ذي القعدة.
26 -
محمد بن إبراهيم بن سعيد القيسي
، أبو عبد الله القرطبي.
سمع من أحمد بن سعيد، ومحمد بن معاوية القرشي، وأحمد بن مطرف. وكان يفهم ويبصر الرجال، توفي فجاءة في جمادى الأولى، وصلى
عليه ابنه.
27 -
محمد بن الحسين بن مردانبة الأصبهاني الصوفي
.
خرج له الحاكم عن الأصم وأقرانه، وذكر أنه سمع من أبي حامد ابن الشرقي.
28 -
محمد بن الحسن بن سليم
، أبو بكر البغدادي النجاد.
سمع ابن عقدة الحافظ، ومحمد بن جعفر المطيري. روى عنه الأزهري، والعتيقي، ووثقه.
29 -
محمد بن حميد بن محمد بن الحسين بن حميد بن الربيع اللخمي الخزاز، أبو بكر.
من بيت علم وشهرة، روى عن يوسف بن بهلول الأنباري، وأبي بكر الصولي. روى عنه العتيقي، والأزهري.
30 -
محمد بن عثمان بن شهاب
، أبو الحسن المعروف بالنفري.
رجل بغدادي، روى عن أبي حامد الحضرمي، ومحمد بن منصور الشيعي، ومحمد بن نوح، وسعيد أخي زبير الحافظ. روى عنه عبيد الله الأزهري، والعتيقي، وجماعة.
وثقه العتيقي، وتوفي في رمضان عن ثمانين سنة.
31 -
محمد بن مسلم بن السمط
، أبو بكر ابن الدلاء الدمشقي المعدل.
روى عن أبي هاشم محمد بن عبد الأعلى، وابن جوصا، وأبي الدحداح أحمد بن محمد، وجماعة. روى عنه تمام الرازي، وعلي الحنائي، وأبو علي الأهوازي.
توفي في ذي الحجة.
32 -
مسلمة بن محمد بن مسلمة بن سعيد بن بتري
، أبو محمد الإيادي الأندلسي، ابن أخي خطاب بن مسلمة الزاهد.
وكان هذا أيضاً زاهداً متبتلاً، فقيهاً عارفاً بمذهب مالك. سمع وهب بن مسرة، وابن عون الله، وبمكة أبا بكر الآجري، وقرئت عليه المدونة وغيرها.
وتوفي في هذا العام، وشيعه خلق عظيم.
قرأ عليه أبو عمر بن عبد البر جزءين من حديثه.
33 -
مقلد بن المسيب بن رافع
، حسام الدولة أبو حسان العقيلي صاحب الموصل.
كان أخوه أبو الذواد محمد أول من تغلب على الموصل، وملكها في سنة ثمانين وثلاثمائة، وملك حسام الدولة بعده في سنة سبع وثمانين. وكان أعور، له سياسة وحسن تدبير، واتسعت مملكته. نفذ إليه الخليفة القادر بالله اللواء والخلع، فاستخدم من الترك والديلم ثلاثة آلاف فارس، وأطاعته عرب خفاجة.
وله شعر وسط، وفيه رفض وحش. قتله في هذا العام غلام له تركي في صفر، فيقال: قتله لأنه سمعه يوصي رجلاً من الحاج أن يسلم على رسول الله صلى الله عليه وسلم ويقول: قل له لولا صاحباك لزرتك؛ فأخبرنا محمد بن النحاس، قال: أخبرنا يوسف الساوي، قال: أخبرنا السلفي، قال: أخبرنا أبو علي البرداني، قال: أخبرنا أبي والحسن بن طالب البزاز وابن نبهان الكاتب، قالوا: أراد رجل الحج، فأحضره الأمير مقلد وقال: اقرأ على النبي صلى الله عليه وسلم السلام وقل له: لولا صاحباك لزرتك. قال الرجل: فحججت وأتيت المدينة، ولم أقل ذلك إجلالاً، فنمت، فرأيت النبي صلى الله عليه وسلم في منامي، فقال: يا فلان، لم لا تؤد الرسالة؟ فقلت: يا رسول الله أجللتك، فرفع رأسه إلى رجل قائم فقال: خذ هذا الموسى واذبح به، يعني مقلداً، فوافيت إلى العراق، فسمعت أن الأمير مقلد ذبح على فراشه، ووجد الموسى عند
رأسه، فذكرت للناس الرؤيا، فشاعت فأحضرني ابنه قرواش، فحدثته، فقال لي: تعرف الموسى؟ فقلت: نعم. فأحضر طبقاً مملوءًا مواسي، فأخرجته منهم، فقال: صدقت، هذا وجدته عند رأسه، وهو مذبوح.
رثاه الشريف الرضي وجماعة، وقام بالملك بعده ابنه معتمد الدولة أبو المنيع قرواش فبقي خمسين سنة.
34 -
المؤمل بن أحمد بن محمد
، أبو القاسم الشيباني البغدادي البزاز، نزيل مصر.
حدث عن أبي القاسم البغوي، وأبي بكر بن أبي داود، وابن صاعد، وأبي حامد الحضرمي، ويعقوب الجراب.
روى عنه يوسف بن رباح، وأبو الحسين محمد بن مكي المصري، وآخرون.
وثقه الخطيب، وقال: عاش أربعاً وتسعين سنة.
35 -
مهدي بن محمد بن محمد
، أبو سلمة النيسابوري الصيدلاني.
روى عن عبد الله ابن الشرقي، وغيره، وتوفي في رجب في عشر الثمانين.
36 -
هبة الله بن موسى بن الحسن
، أبو الحسين المزني الموصلي.
توفي، وله خمس وتسعون سنة.
37 -
وهب بن محمد بن محمود
، أبو الحزم الأموي القرطبي.
سمع قاسم بن أصبغ، ووهب بن مسرة. وكان فقيهاً عارفاً بمذهب مالك، عابداً مصلياً مفتياً، له حلقة بالجامع. شاوره ابن السليم في الأحكام، وقد حدث، وأخذ عنه جماعة؛ وقد روى عنه أبو عمر بن عبد البر، وسماه في شيوخه.
38 -
يحيى بن عبد الرحمن العاصمي النيسابوري
.
سمع من الأصم، وغيره وحدث.
سنة اثنتين وتسعين وثلاثمائة
39 -
أحمد بن سعيد بن بشر
، أبو العباس ابن الحصار القرطبي.
سمع من قاسم بن أصبغ، وابن أبي دليم، ومسلمة بن القاسم، وجماعة. وكان محدثاً مفتياً؛ سمع الناس منه كثيراً، ولم يكن بالضابط.
توفي في شعبان.
40 -
أحمد بن عبد الله بن حسن
، أبو عمر القرطبي الفقيه، قاضي رية.
روى عن قاسم بن أصبغ.
41 -
أحمد بن العباس الأملوكي الطحان
.
مصري، روى عن محمد بن الربيع الجيزي، وغيره.
42 -
أحمد بن الفرج
، أبو الحسن الفارسي.
بغدادي، ثقة فهم، روى عن المحاملي، وأبي العباس بن عقدة. روى عنه أبو بكر البرقاني، وغيره.
43 -
إبراهيم بن محمد بن محمود الأصبهاني
.
من أعيان العلماء والتجار، حدث بنيسابور بمسند الطيالسي، عن ابن فارس.
توفي في صفر.
44 -
إسماعيل بن سعيد بن سويد
، أبو القاسم البغدادي.
حدث عن أبي بكر بن دريد، وابن زياد النيسابوري، وأبي بكر ابن الأنباري، ومحمد بن مخلد. روى عنه عبيد الله الأزهري، وأبو القاسم التنوخي، والقاضي أبو يعلى ابن الفراء.
قال ابن أبي الفوارس: كان فيه تساهل في السماع والدين.
وقال الخطيب: كان بعض سماعه مفسوداً، رأيت إلحاقه فيه.
قلت: روى كتاب الوقف والابتداء عن مؤلفه.
45 -
إسماعيل بن محمد بن أحمد بن حاجب
، أبو علي الكشاني السمرقندي.
سمع صحيح البخاري سنة عشرين وثلاثمائة من الفربري وحدث به. روى عنه الصحيح: أبو عبد الله الحسين بن محمد الخلال أخو الحافظ أبي محمد، وأبو سهل أحمد بن علي الأبيوردي، وأبو طاهر محمد بن علي الشجاعي، وغنجار أبو عبد الله الحافظ، وعمر بن أحمد بن شاهين بسمرقند.
وقال أبو سعد الإدريسي: توفي سنة إحدى وتسعين.
وقال مؤتمن الساجي: سنة اثنتين.
46 -
أشعث بن محمد بن سعيد
، أبو الحسن القرشي الهروي الفقيه.
47 -
الحسن بن أحمد بن محمد بن عبيد الله
، أبو علي ابن الرئيس أبي الحسن النيسابوري.
سمع الأصم، وببخارى أبا بكر بن خنب، وبمرو، وخرج له الفوائد. وحدث ببغداد ونيسابور، وتوفي في ذي القعدة.
يقال له: المحمى.
48 -
الحسن بن إسماعيل بن محمد الضراب المصري
، أبو محمد مصنف المروءة.
سمع أحمد بن مروان الدينوري، وأبا الحسين محمد بن علي بن أبي الحديد المصري، وأحمد بن مسعود المقدسي، وعثمان بن محمد الذهبي، وأحمد بن عبيد الحمصي، وعبد الله بن جعفر بن الورد، ودعلج بن أحمد
السجزي، وطائفة. وزار بيت المقدس، فسمع به وبعسقلان. روى عنه ابنه عبد العزيز، وأحمد بن علي بن هاشم المقرئ، ورشأ بن نظيف الدمشقي، وجماعة.
توفي في ربيع الآخر، وكان مولده في سنة ثلاث عشرة وثلاثمائة رحمه الله وقد روى عنه الدارقطني مع تقدمه.
49 -
عبد الله بن أحمد بن محمد بن أحمد بن خالد بن روزبة
، أبو بكر الفارسي الكسروي.
سمع القاسم بن أبي صالح، والجلاب، ومحمد بن عبد الواحد بن شاذان، وعلي بن قرقور، وجماعة بهمذان، وأحمد بن سلمان النجاد، وجعفرا الخلدي، وعبد الله بن إسماعيل الهاشمي ببغداد، ومحمد بن العباس بن وصيف الغزي السمان، وحامد بن محمد الرفاء، وجماعة بالشام وأماكن. روى عنه محمد بن عيسى، وحمد بن سهل، والخليل بن عبد الله القزويني الحافظ، وآخرون.
وكان ينسخ بهمذان بالأجرة، وسكن همذان، وكان يستقي الماء للبيوتات.
وقيل: إنه رؤي في النوم، فقال: غفر الله لي بكثرة صلاتي على النبي صلى الله عليه وسلم. وكان يكتب خطاً في دقة الشعر، فسئل: لم تفعل ذلك؟ فقال: من قلة الورق والورق، والحمل على العنق.
قال شيرويه: كان ثقة صدوقاً.
50 -
عبد الله بن أحمد بن محمد بن ثرثال
، أبو محمد البغدادي، نزيل مصر.
توفي في شوال.
وهو نسيب أحمد بن عبد العزيز صاحب الجزء المشهور.
51 -
عبد الله بن إبراهيم بن محمد
، الفقيه أبو محمد الأصيلي.
أصله من كورة شذونة، ورحل به والده إلى أصيلا من بلاد العدوة،
فنشأ بها وطلب العلم، وتفقه بقرطبة، وسمع من ابن المشاط، وابن السليم، وأبان بن عيسى، وأخذ عن وهب بن مسرة بوادي الحجارة. ثم رحل إلى المشرق، فكتب بمصر عن أبي الطاهر الذهلي، وابن حيويه النيسابوري، وأبي إسحاق بن شعبان. وكتب بمكة عن أبي زيد المروزي صحيح البخاري، وكتب عن الآجري. ثم دخل بغداد، فأخذ عن أبي بكر الشافعي، وأبي علي ابن الصواف، وأبي بكر الأبهري، وأبي الحسن الدارقطني، وأبي أحمد بن محمد بن محمد الجرجاني.
وصنف كتاباً سماه الدلائل ذكر فيه عن مالك، وأبي حنيفة، والشافعي. وكان عالماً بالحديث والسنة.
قال القاضي عياض: قال الدارقطني: حدثني أبو محمد الأصيلي، ولم أر مثله.
قال عياض: وكان من حفاظ مذهب مالك، ومن العالمين بالحديث وعلله ورجاله، وكان يرد القول في إتيان النساء في أدبارهن كراهيةً دون التحريم، على أن الآثار في ذلك شديدة، وكان ينكر الغلو في كرامات الأولياء، ويثبت منها ما صح، ودعاء الصالحين.
ولي قضاء سرقسطة، ثم إنه كره أميرها، فاقتال من القضاء، وبقي على الشورى بقرطبة. وكان نظير أبي محمد بن أبي زيد بالقيروان، وعلى طريقه وهديه، إلا أنه كانت فيه زعارة خلق؛ حمل الناس عنه.
وتوفي في تاسع عشر ذي الحجة، سنة اثنتين وتسعين، وشيعه الخلائق.
52 -
عبد الله بن محمد بن زيرك
، أبو سهل التميمي الهمذاني.
صدوق مكثر، روى عن أبي القاسم بن عبيد، وأبي الفضل الكندي، والقاسم بن محمد بن السراج، وطائفة. روى عنه ابنه عبد الغفار، ويوسف الهمذاني الخطيب.
53 -
عبد الله بن محمد الضرير المقرئ ببغداد
.
كان رجلاً صالحاً، روى عن أبي جعفر بن البختري، وأبي علي الصفار. روى عنه آحاد المحدثين.
54 -
عبد الأعلى بن محمد النيسابوري
الفقيه الشافعي.
تفقه على أبي الوليد حسان بن محمد، وحدث عن أبي العباس الأصم، وغيره.
توفي في المحرم.
55 -
عبد الرحمن بن أبي شريح
أحمد بن محمد بن أحمد بن يحيى بن مخلد بن عبد الرحمن بن المغيرة بن ثابت، أبو محمد الأنصاري الهروي، مسند خراسان في زمانه.
ولد بعد الثلاثمائة، وسمع محمد بن عقيل البلخي، وعبد الله بن محمد البغوي، ويحيى بن صاعد، ومحمد بن إبراهيم بن نيروز الأنماطي، وإسماعيل الوراق، وأحمد بن سعيد الطبري، وجماعة. ورحل به أبوه، وأدرك به البغوي في آخر عمره.
وكان صدوقاً صحيح السماع؛ حدث عنه خلق كثير من أهل هراة، منهم: أبو عمر عبد الواحد بن أحمد المليحي، وسفيان بن محمد الشريحي، وأبو بكر محمد بن عبد الله العميري، وأبو صاعد يعلى بن هبة الله الفضيلي، وأبو عاصم الفضيل بن يحيى الفضيلي، ومحمد بن أبي مسعود الفارسي، وعبد الرحمن بن محمد كلار البوشنجي، وبيبى بنت عبد الصمد الهرثمية وآخرون.
وحديثه اليوم أعلى ما يروى في الدنيا وقد تدلت شمسه للغروب. وكانت وفاته في صفر، وله خمس وثمانون سنة.
أنبأنا جماعة سمعوا من ابن بهروز، قال: أخبرنا أبو الوقت، قال:
أخبرنا شيخ الإسلام أبو إسماعيل، قال: سمعت محمد بن أحمد البلخي المؤذن يقول: كنت مع ابن أبي شريح في طريق غور، فأتاه إنسان في بعض تلك الجبال فقال: إن امرأتي ولدت لستة أشهر، فقال: هو ولدك، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:«الولد للفراش» . فعاوده، فرد عليه كذلك، فقال الرجل: أنا لا أقول بهذا. فقال: هذا الغزو، وسل عليه السيف، فأكببنا عليه وقلنا: جاهل لا يدري ما يقول.
56 -
عبد الواحد بن محمد بن أحمد بن ماك القزويني
.
من بيت حديث ورواية؛ سمع من إسحاق بن محمد الكيساني، وعلي بن محمد بن مهرويه، وببغداد من إسماعيل الصفار. أكثر عنه أبو يعلى الخليلي.
57 -
عبد الوهاب بن أبي أحمد محمد بن أحمد بن إبراهيم
، أبو عامر الأصبهاني العسال.
58 -
عبيد بن محمد بن حميد
، أبو عبد الله القيسي القرطبي.
سمع من قاسم بن أصبغ ورحل سنة اثنتين وأربعين فسمع من أحمد بن سلمة الهلالي وابن الجراب، وأحمد بن محمود الشمعي، وجماعة كثيرة.
وكان شيخاً صالحاً متعبداً مجاهداً. سمع الناس منه كثيراً، وحج في آخر عمره، فتوفي بالحجاز في المحرم رحمه الله.
59 -
عثمان بن جني
، أبو الفتح الموصلي النحوي اللغوي، صاحب التصانيف.
كان جني مملوكاً رومياً لسليمان بن فهد الأزدي. لزم أبو الفتح أبا علي الفارسي وتبعه في أسفاره حتى أحكم العربية، وصنف في حياته،
وسكن بغداد، وأقرأ بها الأدب. وصنف اللمع وكتاب سر الصناعة، وكتاب شرح تصريف المازني، وكتاب التلقين في النحو، كتاب التعاقب، كتاب الخصائص، كتاب المذكر والمؤنث كتاب المقصور والممدود، كتاب إعراب الحماسة، كتاب المحتسب في شواذ القراءآات.
وله شعر جيد، وخدم ملوك بني بويه، كعضد الدولة وشرف الدولة، وكان يلزمهم. وقيل: إنه كان بفرد عين، وقد قرأ ديوان المتنبي على المتنبي، وصنف شرحه.
توفي في شهر صفر، وهو في عشر السبعين رحمه الله.
وله كتاب سماه البشرى والظفر شرح فيه بيتاً واحداً من شعر الأمير عضد الدولة، وقدمه له، وهو:
أهلاً وسهلاً بذي البشرى ونوبتها وباشتمال سرايانا على الظفر
أوسع الكلام في شرحه واشتقاق ألفاظه.
أخذ عنه الثمانيني، وعبد السلام البصري، وأبو الحسن الشمسي، وطائفة.
60 -
علي بن عبد العزيز
، القاضي أبو الحسن الجرجاني، الفقيه الشافعي الشاعر.
وله ديوان مشهور. وكان حسن السيرة في أحكامه، صدوقاً، جم الفضائل، بديع الخط جداً. ورد نيسابور سنة سبع وثلاثين، مع أخيه في الصبا، وسمعا سائر الشيوخ.
ولي قضاء الري.
وقال الثعالبي في يتيمة الدهر: هو فرد الزمان، ونادرة الفلك، وإنسان حدقة العلم، وقبة تاج الأدب، وفارس عسكر الشعر، يجمع خط ابن مقلة، إلى نثر الجاحظ، إلى نظم البحتري.
وشعره كثير. وله كتاب الوساطة بين المتنبي وخصوصه، أبان فيه عن فضل غزير.
وهو القائل:
يقولون لي فيك انقباض وإنما رأوا رجلاً عن موقف الذل أحجما
الأبيات المشهورة.
توفي بالري، وحمل إلى جرجان فدفن بها.
ومن شعر أبي الحسن الجرجاني هذا:
ولا ذنب للأفكار أنت تركتها إذا حشدت لم تنتفع باحتشادها سبقت بأفراد المعاني وألفت خواطرك الألفاظ بعد شرادها فإن نحن حاولنا اختراع بديعة حصلنا على مسروقها ومعادها
وله أيضا:
قد برح الحب بمشتاقك فأوله أحسن أخلاقك لا تجفه وارع له حقه فإنه آخر عشاقك
وللصاحب إسماعيل بن عباد يخاطبه:
إذا نحن سلمنا لك العلم كله فدعنا وهذي الكتب ننشي صدورها فإنهم لا يرتضون مجيئنا بجزع إذا نظمت أنت شذورها
وللقاضي أبي الحسن الجرجاني تفسير القرآن، وكتاب تهذيب التاريخ.
قال الثعالبي: ترقى محله إلى قضاء القضاة بالري فلم يعزله إلا موته. وقال غيره: صلى عليه القاضي عبد الجبار بن أحمد.
وقال أبو سعد منصور بن الحسين الآبي في تاريخه: وقع اختيار فخر الدولة ابن ركن الدولة على أن يولي علي بن عبد العزيز الجرجاني قضاء مملكته، فولاه بعد موت الصاحب بن عباد بعام، فكان ذلك من محاسن
فخر الدولة، وكان هذا القاضي لم ير لنفسه مثلاً ولا مقارباً، مع العفة والنزاهة والعدل والصرامة.
وقال حمزة السهمي: أبو الحسن علي بن عبد العزيز بن الحسن بن إسماعيل الجرجاني، كان قاضي جرجان، ثم ولي قضاء القضاة بالري، وكان من مفاخر جرجان، توفي في الثالث والعشرين من ذي الحجة.
61 -
محمد بن أحمد بن حبيب
، أبو سهل النيسابوري المقرئ العابد.
سمع أبا العباس الأصم وجماعة.
توفي في صفر.
62 -
محمد بن أحمد بن محمد بن يعقوب
، أبو عبد الله النيسابوري المزكي، شيخ التزكية.
كان محدثا، نحويا أديبا، صلى بالناس التراويح ثلاثا وستين سنة بالختمة، وكان يعرف بابن أخت أبي محمد الجلاب. حدث عن محمد بن الحسين القطان، وابن بلال، وعبد الله بن يعقوب الكرماني، والمحمدآباذي، والعباس بن قوهيار، والأصم، وعمرو بن عبد الله البصري، ودعلج. وعنه الحاكم، وأحمد بن عبد الرحيم الإسماعيلي.
توفي في ثامن رمضان سنة اثنتين وتسعين عن خمس وسبعين سنة.
63 -
محمد بن عبد الرحمن بن أبي إسحاق إبراهيم
بن محمد بن يحيى المزكي، أبو الحسين النيسابوري.
سمع الأصم وأقرانه، وحدث.
وتوفي في شوال.
64 -
محمد بن خليفة بن عبد الجبار بن عبد الله البلوي القرطبي
، أبو عبد الله المؤدب.
حج سنة ثمان وأربعين، وسمع من أبي الحسن الخزاعي، وأبي بكر
الآجري، وكان ضعيفاً مغفلاً، حط عليه ابن الفرضي.
وقد روى عنه أبو عمرو الداني المقرئ.
65 -
محمد بن سعدون
، أبو عبد الله الأندلسي.
سمع بقرطبة، وحج، فسمع من ابن الورد، وابن أبي الموت، وابن السكن، والآجري.
وكان زاهداً ورعاً؛ سمع منه ابن الفرضي، وقال: كان ضعيف الكتاب، غير ضابط رحمه الله.
66 -
محمد بن عبد الرحمن بن خشنام
، أبو الحسين ابن البيع.
سمع محمد بن حمدويه المروزي، والقاسم بن إسماعيل المحاملي ببغداد، وسمع بالشام من جماعة.
قال الخطيب: كان ثقة، حدثنا عنه البرقاني والأزهري.
قلت: وروى عنه أبو القاسم ابن البسري، وأبو الحسين محمد بن أحمد الآبنوسي.
67 -
محمد بن الحسن بن علي
، القاضي أبو عبد الله ابن الدقاق المصري.
سمع أبا سعيد ابن الأعرابي، ومحمد بن الربيع بن سليمان، وأبا إسحاق بن أبي ثابت، وابن حذلم، وجماعة. روى عنه هبة الله بن إبراهيم الصواف، وانتقى عليه الدارقطني، مع جلالته.
ورخه الحبال.
68 -
محمد بن عبد الأعلى
، أبو بكر النيسابوري الفقيه.
سمع الأصم، وأبا الوليد الفقيه.
69 -
محمد بن عبد الواحد بن محمد بن زكريا
، أبو حاتم الخزاعي الرازي اللبان.
عن ميسرة بن علي، وحامد الرفاء، وابن عدي. وعنه أبو العلاء الواسطي، والجوهري، وابن المهتدي بالله، وعدة.
بقي إلى هذا العام.
70 -
محمد بن محمد بن جعفر
، أبو بكر البغدادي الدقاق الفقيه الشافعي الحاكم.
قال الخطيب: روى حديثاً واحداً، لم يكن عنده سواه، لأن كتبه احترقت، أخبرناه الصيمري عنه، عن أحمد بن إسحاق بن البهلول، عن أبي كريب. وكان أبو بكر هذا يلقب خباط. وله كتاب في الأصول على مذهب الشافعي، وكان فيه دعابة.
71 -
محمد بن محمد بن عبد الله بن محمد بن حمدويه بن نعيم
، أبو سهل الضبي، ابن أخي أبي عبد الله الحاكم النيسابوري.
قال الحاكم: سمع الكثير قبلي ومعي، وكتب بخطه جملةً، وحدث، وكان أكبر مني بخمس عشرة سنة، وكذا علقمة بن قيس، أكبر من عمه الأسود بن يزيد، وكذا عمارة بن القعقاع بن شبرمة أسن من عمه عبد الله بن شبرمة.
توفي سنة اثنتين وتسعين في جمادى الآخرة، وله سبع وثمانون سنة رحمه الله.
72 -
محمد بن محمد بن الفضل
، أبو حاتم النيسابوري الوكيل في مجالس القضاة.
حدث عن أبي بكر القطان، وغيره، ذكره الحاكم.
73 -
ميمون بن حمزة بن الحسين بن حمزة
، أبو القاسم العلوي المصري.
روى عن أحمد بن عبد الوارث العسال، وأحمد بن محمد الطحاوي، وجماعة. روى عنه حفيده أبو إبراهيم أحمد بن القاسم شيخ الرازي.
74 -
الوليد بن بكر بن مخلد بن أبي دبار
، أبو العباس العمري الأندلسي السرقسطي.
رحل من الأندلس إلى مصر والشام والعراق وخراسان، وحدث عن علي بن أحمد بن الخصيب، والحسن بن رشيق المصري، ويوسف الميانجي، وأبي بكر الربعي، وأحمد بن جعفر الرملي، وجماعة. روى عنه أبو الطيب أحمد بن علي الكوفي، والحافظ عبد الغني المصري، وأبو ذر عبد بن أحمد الهروي، وأبو الحسن العتيقي، وأبو طالب العشاري، وأبو سعد السمان، وأحمد بن منصور بن خلف المغربي، والحسين بن جعفر السلماسي. وله شعر جيد.
قال عبد الله ابن الفرضي: كان إماماً في الحديث والفقه، عالماً باللغة والعربية، ولقي في رحلته - فيما ذكر - أزيد من ألف شيخ، وكان أبو علي الفارسي يرفعه ويثني عليه.
وقال الحاكم: إنه سكن نيسابور، ثم انصرف إلى العراق، وعاد إلى نيسابور، وهو مقدم في الأدب، شاعر فائق. توفي بالدينور في رجب.
وقال الحافظ عبد الغني في نسبه: الغمري - بالغين المعجمة - حدثنا بكتاب التاريخ لعبد الله بن صالح العجلي.
وقال الحسن بن شريح: الوليد هذا عمري، ولكنه دخل بلد إفريقية، ومضى ينقط العين حتى يسلم، وهو مؤدبي، وقال لي: إذا رجعت إلى الأندلس جعلت النقطة التي على الغين ضمة.
وقال الخطيب: كان ثقةً كثير السماع.
سنة ثلاث وتسعين وثلاثمائة
75 -
أحمد بن محمد بن أحمد بن الحسن بن سعيد
، أبو علي الأصبهاني المقرئ، نزيل دمشق.
قرأ على: زيد بن أبي بلال الكوفي، وأبي بكر النقاش، وجماعة، وسمع بدمشق من جماعة متأخرين، وبأصبهان من الطبراني، وبجرجان من ابن عدي، وبالبصرة من أبي إسحاق الهجيمي، وغيرهم. روى عنه تمام الرازي، وهو أسند منه، وأبو نصر ابن الجبان، وإسماعيل بن رجاء العسقلاني.
ودفن بباب الفراديس، وشيعه خلق. وله مصنف في القراءات.
وقيل مات عام أول.
76 -
أحمد بن محمد بن حاتم
، أبو حاتم الطوسي الفقيه.
سمع أبا سعيد ابن الأعرابي، والصفار، وطبقتهما. وعنه الحاكم.
ليس بحكيم؛ من جزء ابن عرفة.
77 -
أحمد بن محمد بن المرزبان بن آذر جشنس
، أبو جعفر الأبهري؛ أبهر أصبهان.
سمع جزء لوين من أبي جعفر محمد بن إبراهيم الحزوري في سنة خمس وثلاثمائة، وكان أديباً فاضلاً.
روى عنه شجاع وأحمد ابنا علي بن شجاع المصقلي، وعبد الرحمن بن محمد بن منده، وهو الذي ورخ وفاته، وأبو عيسى عبد الرحمن بن محمد بن زياد، وأبو بكر محمد بن عمر بن إبراهيم الطهراني، والمطهر بن عبد الواحد البزاني، وأبو بكر محمد بن أحمد بن ماجه الأبهري، وغيرهم.
محله الصدق.
77 مكرر -
أحمد بن عمر بن محمد بن خرشيذ قولة
، أبو
علي الأصبهاني التاجر السفار.
توفي فيها، وقيل: سنة أربع. سيأتي.
78 -
إبراهيم بن أحمد بن محمد
، أبو إسحاق الطبري المقرئ المالكي المعدل.
ولد سنة أربع وعشرين وثلاثمائة، وحدث عن إسماعيل الصفار، وعلي الستوري، وأحمد بن سليمان العباداني، وطبقتهم، وقرأ لقالون على أبي الحسين بن بويان، وقرأ لأبي عمرو على أبي بكر أحمد بن عبد الرحمن الولي، والحسن بن محمد الفحام، وقرأ لعاصم على أبي بكر محمد بن الحسن بن زياد النقاش. وقرأ لحمزة على أبي بكر محمد بن الحسن بن يعقوب بن مقسم صاحب إدريس الحداد. وقرأ لحمزة أيضاً على أبي عيسى بكار بن أحمد، وأبي الحسن محمد بن عبد الله بن مرة الطوسي.
قرأ عليه شيخا أبي طاهر بن سوار: أبو علي الحسن بن علي العطار، وأبو علي الحسن بن أبي الفضل الشرمقاني، وغيرهما.
قال الخطيب: كان الدارقطني قد خرج للطبري خمسمائة جزء، وكان مفضلاً على أهل العلم، وداره مجمع أهل القرآن والحديث، وكان ثقةً.
قلت: وروى عنه جماعة، وكان عارفاً بمذهب مالك، وعليه حفظ القرآن الشريف الرضي. ونحل الرضي داراً فاخرة بالكرخ.
79 -
إدريس بن علي بن إسحاق
، أبو القاسم البغدادي المؤدب.
حدث عن أبي حامد الحضرمي، وإبراهيم بن عبد الصمد الهاشمي، وأبي بكر بن الأنباري. وقرأ القرآن على أبي الحسن بن شنبوذ.
قال العتيقي: ولد سنة اثنتين وثلاثمائة، وكان ثقة مأموناً، قال: وتوفي في رمضان.
روى عنه الأزهري، والحسين الطناجيري، وجماعة.
80 -
إسماعيل بن حماد
، أبو نصر الجوهري مصنف الصحاح.
كان من فاراب أحد بلاد الترك، وكان يضرب به المثل في حفظ اللغة، وحسن الكتابة، ويذكر خطه مع خط ابن مقلة، ومهلهل والبريدي.
وكان يؤثر الغربة على الوطن، دخل بلاد ربيعة، ومضر في طلب الأدب، ولما قضى وطره من قطع الآفاق والأخذ عن علماء الشام والعراق عاود خراسان، فأنزله أبو الحسين الكاتب عنده، وبالغ في إكرام مثواه جهده، فسكن نيسابور يدرس ويصنف اللغة، ويعلم الكتابة، وينسخ الختم.
وفي كتابه الصحاح يقول إسماعيل بن محمد النيسابوري:
هذا كتاب الصحاح سيد ما صنف قبل الصحاح في الأدب 206206 يشمل أنواعه ويجمع ما فرق في غيره من الكتب
ومن العجب أن المصريين يروون الصحاح عن ابن القطاع، ولا يرويه أحد بخراسان، وقد قيل: إن ابن القطاع ركب له سنداً لما رأى رغبة المصريين فيه، ورواه لهم، نسأل الله الستر.
وفي الصحاح أشياء لا ريب في أنه نقلها من صحف فصحف فيها، فانتدب لها علماء مصر، وأصلحوا أوهاماً.
وقيل: إنه اختلط في آخر عمره.
ومن شعره:
يا صاحب الدعوة لا تجزعن فكلنا أزهد من كرز والماء كالعنبر في قومس من عزه يجعل في الحرز فسقنا ماءً بلا منة وأنت في حل من الخبز
وله:
فها أنا يونس في بطن حوت بنيسابور في ظلم الغمام فبيتي والفؤاد ويوم دجن ظلام في ظلام في ظلام
قال جمال الدين علي بن يوسف القفطي: مات الجوهري متردياً من سطح داره بنيسابور، في شهور سنة ثلاث وتسعين وثلاثمائة: قال: وقيل: مات في حدود الأربعمائة.
وقيل: إنه تسودن وعمل له دفين، وشدهما كالجناحين يعني، وقال: أريد أن أطير، وقفز، فأهلك نفسه رحمه الله. وكان من أذكياء العالم. أخذ العربية عن أبي سعيد السيرافي، وأبي علي الفارسي، وأخذ اللغة عن خاله أبي إبراهيم إسحاق الفارابي.
وقيل: إن الصحاح كان قد بقي عليه منها قطعة مسودة، فبيضها بعد موته تلميذه إبراهيم بن صالح الوراق، فغلط في أماكن، حتى أنه قال في سقر هو بالألف واللام، وهذا يدل على أنه لم يقرأ القرآن، وقال: الجراضل الجبل، فصيرها كلمةً واحدةً، بضاد معجمة، وإنما هي الجر بالتثقيل، أصل الجبل. قال الراجز.
وقد قطعت واديا وجرا
وللجوهري مقدمة في النحو: ومن شعره:
رأيت فتى أشقراً أزرقاً قليل الدماغ كثير الفضول يفضل من حمقه دائماً يزيد ابن هند على ابن البتول
81 -
أمية بن أحمد بن حمزة
، أبو العاص القرشي المرواني الأندلسي المالكي.
كان فقيهاً نبيلاً مشاوراً بالأندلس؛ ذكره القاضي عياض.
82 -
حزم بن أحمد بن حزم بن كوثر
، أبو بكر القيسي القرطبي.
حج سنة ثمان وأربعين، فسمع عبد الرحمن بن أحمد بن أبي مسرة، وأبا بكر الآجري، وحدث بيسير.
توفي في جمادى الأولى.
83 -
الحسن بن علي بن أحمد
، أبو محمد بن وكيع التنيسي، الشاعر المشهور.
له ديوان شعر، وله كتاب في سرقات أبي الطيب المتنبي، سماه المنصف.
وتوفي بتنيس، وهو نافلة محمد بن خلف بن حيان الضبي وكيع البغدادي القاضي.
84 -
الحسن بن محمد بن القاسم
، أبو علي المخزومي البغدادي المؤدب.
روى عن أبي بكر بن أبي داود، وأبي بكر بن زياد النيسابوري، وابن مجاهد المقرئ. روى عنه أبو القاسم الأزهري، وأبو محمد الخلال.
ووثقه الخطيب. وعاش اثنتين وتسعين سنة.
85 -
الحسين بن محمد بن إسحاق البغدادي
المعروف بابن السوطي.
سمع أحمد بن عثمان الأدمي وجماعة. روى عنه أبو طالب العشاري، وكان كثير الوهم.
86 -
خلف بن أحمد بن أبي جعفر القرطبي
.
سمع أحمد بن سعيد بن حزم، ومحمد بن معاوية، وأحمد بن مطرف، وجماعة.
وكان أحد الشهود، كتبوا عنه، ولم يكن ممن يفهم.
87 -
خلف بن القاسم بن سهل بن أسود
، أبو القاسم الأندلسي بن الدباغ، الحافظ.
رحل إلى المشرق، فسمع بمصر أبا محمد بن الورد البغدادي، وسلم بن الفضل، والحسن بن رشيق، وجماعة. وسمع بدمشق علي بن أبي
العقب، وأبا الميمون بن راشد، وبمكة من بكير الحداد وأبي الحسن الخزاعي والآجري، وبقرطبة من أحمد بن يحيى بن الشامة ومحمد بن معاوية. وقرأ بالروايات على جماعة.
وكان حافظاً فهماً، عارفاً بالرجال. صنف حديث مالك، وحديث شعبة، وأشياء في الزهد. توفي في ربيع الآخر.
روى عنه جماعة. وقد قرأ بالرملة على أحمد بن صالح صاحب ابن مجاهد.
ولد سنة خمس وعشرين؛ روى عنه أبو عمرو الداني، وابن عبد البر، وكان لا يقدم عليه أحداً من شيوخه، وهو محدث الأندلس في زمانه.
88 -
سعيد بن محمد
، أبو عثمان النيسابوري السكري المعدل.
سمع أبا العباس الأصم. وحدث.
توفي في ذي القعدة.
89 -
عبد الله بن محمد بن عبد الله
، أبو محمد ابن الرومي.
نيسابوري صالح، لكن قال الحاكم: لم يقتصر على سماعه الصحيح من السراج، فروى عن ابن خزيمة، وتوفي في رمضان.
قلت: روى عنه أحمد بن منصور بن خلف المغربي، وسعيد بن أبي سعيد العيار.
90 -
عبد الكريم - هو أمير المؤمنين - الطائع لله ابن المطيع لله الفضل ابن المقتدر جعفر ابن المعتضد، يكنى أبا بكر، وأمه أمة.
قال أبو علي بن شاذان: تقلد الطائع لله الخلافة في ذي القعدة سنة ثلاث وستين وثلاثمائة، وقبضوا عليه في شعبان سنة إحدى وثمانين، وبقي إلى هذه السنة، فتوفي فيها. قال: ورأيته رجلاً مربوعاً، كبير الأنف، أبيض أشقر.
قال أبو الفرج بن الجوزي: ولما ولي الطائع ركب وعليه البردة، ومعه الجيش، وبين يديه سبكتكين، في تاسع عشر ذي القعدة، وخلع من الغد على سبكتكين خلع السلطنة، وعقد له اللواء، ولقبه نصر الدولة، وحضر عيد الأضحى، فركب الطائع إلى المصلى، وعليه قباء وعمامة، وخطب خطبة خفيفة، بعد أن صلى بالناس، ثم إن عز الدولة أدخل يده في إقطاع سبكتكين، فجمع سبكتكين الأتراك الذين ببغداد، ودعاهم إلى طاعته، فأجابوه، وراسل أبا إسحاق معز الدولة يعلمه بالحال ويطعمه أن يعقد له الأمر، فاستشار أمه، فمنعته، فصار إليها من بغداد جماعة، وصوبوا لها محاربة سبكتكين فحاربوه فقهرهم، واستولى على ما كان ببغداد لعز الدولة، وثارت العامة تنصر سبكتكين، فبعث إلى عز الدولة يقول: إن الأمر قد خرج عن يدك، فأفرج لي عن واسط وبغداد، ليكونا لي، ويكون لك الأهواز والبصرة، ودع الحرب. وكتب عز الدولة إلى عضد الدولة يستنجده، فتوانى، وصار الناس حزبين، وأهل التشيع ينادون بشعار عز الدولة، والسنة والديلم ينادون بشعار سبكتكين، واتصلت الحروب، وسفكت الدماء، وكبست الدور، وأحرق الكرخ حريقاً ثانياً.
وكان الطائع شديد الحيل، قوياً، في خلقه حدة. خلعه بهاء الدولة ابن عضد الدولة بإشارة الأمراء ومعونتهم. ثم كان في دار عند القادر بالله مكرماً محترماً، إلى أن مات ليلة عيد الفطر، وصلى عليه القادر بالله، وكبر عليه خمساً، وحمل إلى الرصافة، وشيعه الأكابر والخدم، ورثاه الشريف الرضي بقصيدة.
وقال أبو حفص بن شاهين: خلع المطيع لله نفسه غير مكره، فيما صح عندي، وولى ابنه الطائع، وسنه يوم ولي ثلاثة وأربعون سنة.
قلت: فيكون عمره ثلاثاً وسبعين سنة. وقد ذكرنا أنه ولي بعده لما خلعوه القادر بالله أحمد.
91 -
عبد الملك بن أحمد بن عبد الملك بن شهيد
، الوزير أبو مروان القرطبي. روى عن قاسم بن أصبغ، ووهب بن مسرة.
وكان إماماً في اللغة والأخبار؛ صنف التاريخ الكبير على السنين، من وفاة علي رضي الله عنه إلى وقته، وهو أزيد من مائة سفر، وتوفي في رابع ذي القعدة بالذبحة، عن سبعين سنة.
روى عنه ابن عائذ.
92 -
عثمان بن محمد بن أحمد
، أبو عمرو المخرمي القارئ.
سمع إسماعيل الصفار، والحسين بن صفوان، وبنيسابور الأصم. روى عنه أبو العلاء الواسطي، وأبو الحسن العتيقي، ووثقه العتيقي.
توفي بالدينور.
93 -
عمر بن زكار بن أحمد
، أبو حفص التمار.
بغدادي، روى عن المحاملي، وعثمان بن جعفر اللبان، وإسماعيل الصفار. روى عنه عبد العزيز الأزجي، وعبيد الله الأزهري، وهبة الله اللالكائي.
قال العتيقي: ثقة مأمون.
94 -
القاسم بن أحمد
، أبو محمد التجيبي الطليطلي، نزيل قرطبة، ويعرف بابن ارفع رأسه.
سمع قاسم بن أصبغ، ومحمد بن أيمن، وابن المشاط، وشاوره ابن السليم وغيره في الأحكام. وولي قضاء بلده وقضاء بطليوس، وتولى بناء حصون الثغر.
وكان ثقة، تفقه به جماعة، وكان خبيراً بمذهب مالك. روى عنه ابن الفرضي، وأبو عمر بن عبد البر، وجماعة.
توفي في جمادى الآخرة، وكان ثقة، مزاحاً.
95 -
كوهي بن الحسن
، أبو محمد الفارسي.
حدث عن أحمد أخي أبي الليث الفرائضي، وأبي حامد محمد بن هارون الحضرمي. روى عنه عبد العزيز الأزجي، وأبو عبد الله الصيمري القاضي، وأبو القاسم التنوخي، وغيرهم.
وثقه الخطيب، وتوفي في شوال.
96 -
محمد بن أحمد بن الحسن بن علي
، أبو بكر الطاهري البغدادي الضرير، نزيل أصبهان.
حدث عن أبي القاسم عبد الله بن محمد بن عبد الكريم الرازي، ومحمد بن عياش الموصلي. سمع علي بن حرب، وأبا صالح السليل بن أحمد، وجماعة. روى عنه أحمد بن علي اليزدي، وعبد الرحمن وعبيد الله ابنا أبي عبد الله بن منده، وغيرهم.
ومات في عاشر ذي القعدة؛ ذكره ابن النجار.
97 -
محمد بن أحمد بن عبد الأعلى
، أبو عبد الله المغربي المقرئ الزاهد المعروف بالورشي.
سمع بمصر، والشام، والعراق، وأصبهان بعد الخمسين وثلاثمائة، وكان رأساً في علم القرآن.
توفي بسجستان؛ ذكره الحاكم في تاريخه.
98 -
محمد بن أحمد بن محمد بن مهدي الإسكافي
، أبو عبد الله الشاهد.
من فضلاء بغداد، جمع تاريخاً كبيراً على السنين، بدأ فيه بسنة الهجرة النبوية.
قال ابن الخازن: نقلت منه أشياء حسنة.
وقال ابن النجار: كان ثقةً أميناً عفيفاً، مات في رجب سنة ثلاث وتسعين.
99 -
محمد بن ثابت
، أبو الحسن الصيرفي.
بغدادي. عن إسماعيل الصفار، وابن السماك. وعنه عبيد الله بن أحمد الصيرفي.
مات سنة ثلاث وتسعين في رمضان.
100 -
محمد بن الحسين بن داود
، أخو أبي الحسن محمد بن الحسين العلوي النيسابوري.
كان كثير المروءة والإفضال على الصلحاء، يكنى أبا علي. روى عن أبي حامد بن بلال، ومحمد بن الحسين القطان. روى عنه الحاكم، وقال: توفي في شعبان.
وذكر ابن الصلاح هذا وأخاه في طبقات الشافعيين، وقيل: إن هذا درس فقه الشافعي.
101 -
محمد بن عبد الله بن أبي عامر
محمد بن الوليد القحطاني المعافري الأندلسي، الملك المنصور الحاجب أبو عامر.
مدبر دولة الخليفة المؤيد بالله هشام ابن المستنصر الأموي صاحب الأندلس، فإن المؤيد بالله بويع بعد أبيه، وله تسع سنين، وكان الحاجب أبو عامر هو الكل، فعمد أول تغلبه على الأمر إلى خزائن المستنصر بالله الحكم ابن الناصر، الجامعة للكتب، فأبرز ما فيها من صنوف التواليف بمحضر من خواصة العلماء، وأمر بإفراد ما فيها من كتب الأوائل، حاشى كتب الطب والحساب، وأمر بإحراقها، فأحرقت، وطمر بعضها، وكانت كثيرة جداً، ففعل ذلك تحبباً إلى العوام، وتقبيحاً لرأي المستنصر عندهم.
وكان أبو عامر حازماً مدبراً، شجاعاً بطلاً غزا ما لم يغزه أحد من الملوك، وافتتح فتوحاً كثيرة، وبقي في المملكة نيفاً وعشرين سنة.
وكان عالماً فاضلاً، كثير المآثر والمحاسن، قد طلب العلوم في صباه، فإن أباه أبا حفص كان من العلماء الزهاد، قد سمع من محمد بن عمر بن لبابة، وأحمد بن خالد. تمكن أبو عامر من الأمور ودانت لهيبته
أقطار الأندلس، وأمنت به لفرط سياسته. وقد استوزر جماعة، وكان المؤيد بالله معه صورة بلا معنى، فإنه استولى على التدبير والحجوبية، ولم يبق أحد من الدولة يقدر على رؤية المؤيد، بل كان أبو عامر يدخل عليه القصر ويخرج فيقول: أمر أمير المؤمنين بكذا، ونهى عن كذا، فلا يخالفه أحد، وكان يمنع المؤيد من الاجتماع بأحد، وإذا كان بعد سنين أركبه وجعل عليه برنساً، وألبس جواريه مثله، فلا يعرف المؤيد في سائر الجواري، ويخرجه ليتنزه في الزهراء، ثم يعود إلى القصر على هذه الحالة، وليس له إلا السكة والخطبة.
وكان أبو عامر له في الجمعة مجلس حافل، تجتمع فيه العلماء للمناظرة.
وغزا في أيامه نيفاً وخمسين غزوة، وملأ بلاد المسلمين غنائم وسبياً، حتى قيل: لقد أبيعت بنت عظيم من عظماء الروم ذات حسن وجمال بقرطبة بعشرين دينارًا عامرية، وكان إذا فرغ من قتال العدو، نفض ما عليه من غبار، ثم يجمعه ويتحفظ به، فلما احتضر، أمر بما اجتمع من ذلك أن يذر على كفنه. وتوفي رحمه الله وهو بأقصى الثغور، عند موضع يعرف بمدينة سالم، مبطوناً شهيداً في هذه السنة. وللشعراء فيه مدائح كثيرةً، وكان يجيزهم بالذهب الكثير. وقام بالأمر بعده ولده أبو مروان عبد الملك بن أبي عامر، ولقبوه بالمظفر، فدامت أيامه في الأمن والخصب، ولكن لم تطل مدته، ومات، فثارت الفتن بالأندلس.
102 -
محمد بن عبد الرحمن بن العباس بن عبد الرحمن بن زكريا
، محدث العراق، أبو طاهر البغدادي الذهبي المخلص.
سمع أبا القاسم البغوي، وأبا بكر بن أبي داود، وابن صاعد، وأحمد بن سليمان الطوسي، ورضوان الصيدلاني، ومحمد بن هارون الحضرمي، وجماعة.
روى عنه هبة الله اللالكائي، وأبو محمد الخلال، وأبو سعد إسماعيل بن علي السمان، وأبو طالب المحسن بن شهفيروز الفقيه، وإبراهيم بن
محمد بن موسى الشروي الفقيه نزيل بغداد، وعبد العزيز بن محمد بن الحسين القطان، وأحمد بن محمد بن النَّقُّور، وعلي بن أحمد ابن البسري، وعبد العزيز بن علي الأنماطي، وخلق كثير آخرهم أبو نصر محمد بن محمد الزينبي.
قال الخطيب: كان ثقة، مولده في شوال سنة خمس وثلاثمائة.
وقال المخلص: أول سماعي من البغوي في سنة اثنتي عشرة.
قلت: انتقى عليه أبو الفتح بن أبي الفوارس عدة أجزاء، وأبو بكر البقال عدة أجزاء.
والمخلص هو الذي يخلص الغش من الذهب بالتعليق والنار، وقد وقع لنا جملة صالحة من عوالي المخلص.
وكانت وفاته في رمضان من السنة رحمه الله.
فمن حديثه: قرأت على أحمد بن إسحاق بمصر: أخبركم المبارك بن أبي الجود، قال: أخبرنا أحمد ابن الطلاية، قال: أخبرنا عبد العزيز بن علي، قال: أخبرنا محمد بن عبد الرحمن المخلص، قال: حدثنا محمد بن هارون الحضرمي، قال: حدثنا إسحاق بن أبي إسرائيل، قال: حدثنا كثير بن عبد الله الأبلي، قال: حدثنا أنس، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من كذب علي متعمداً فليتبوأ مقعده من النار» . هذا حديث تساعي لنا متصل الإسناد، وإن كان كثير من الضعفاء، فيبعد أنه تعمد الكذب في سماعه لهذا الحديث من أنس، إذ فيه من الوعيد ما فيه.
103 -
محمد بن عبد الله بن محمد بن محمد
، أبو الحسن القرشي المخزومي السلامي الشاعر المشهور.
نشأ ببغداد، ولقي بالموصل جماعةً من الأدباء، منهم أبو الفرج الببغاء، وأبو عثمان الخالدي، وأبو الحسن التَّلعْفَري، فأعجبتهم براعته على حداثة سنه، إلا التَّلعْفَرِي، فإنه اتهمه في شعره:
سما التَّلَعْفَرِي إلى وصالي ونفس الكلب تكبر عن وصاله ينافي خُلُقه خُلُقي وتأبى فِعَالي أن تضاف إلى فعاله
وفيه يقول السَّلامي:
فصنعتي النفيسة في لساني وصنعته الخسيسة في قذاله فإن أشعر فما هو من رجالي وإن يصفع فما أنا من رجاله
قصد السلامي حضرة الصاحب إسماعيل بن عباد وهو بأصبهان، فامتدحه، فبالغ الصاحب في إكرامه وإعطائه، ثم قصد حضرة السلطان عضد الدولة إلى شيراز، فأقبل عليه، واختص به. وكان يقول: إذا رأيت السَّلامي في مجلسي، ظننت أنه عُطَارِد قد نزل من الفلك، فوقف بين يدي.
وللسلامي فيه:
يشبهه المداح في البأس والندى بمن لو رآه كان أصغر خادم ففي جيشه خمسون ألفاً كعنتر وأمضى وفي خُزَّانه ألف حاتم
توفي السلامي في جمادى الأولى من السنة، وهو في عشر الستين، وشعره سائر مُدَوَّن.
104 -
محمد بن أبي إسماعيل علي بن الحسين
بن الحسن بن القاسم بن محمد، الشريف السيد أبو الحسن العلوي الحسني الزيدي الهمذاني المعروف بالوصي.
روى عن عبد الرحمن الجلاب، وأحمد بن عبيد، وعبدان بن يزيد الدقاق، وجماعة بهمذان، وإسماعيل الصفار، وجعفر الخلدي، وابن كامل القاضي ببغداد، والطبراني بأصبهان، وخيثمة الأطرابلسي بالشام، وجماعة. روى عنه محمد بن عيسى، وعبد الرحمن بن أبي الليث الصفار، ومحمد بن عمر بن عُزَيز التككي، وجعفر بن محمد الأبهري، وآخرون.
قال شيرويه: كان ثقة صدوقاً صوفياً واعظاً، تفقه ببغداد على أبي علي بن أبي هريرة، وتزهد، وجاور بمكة، ورجع فأقام ببخارى مدةً، وبها مات في ثاني عشر المحرم، سنة ثلاث وتسعين.
قلت: وروى عنه أيضاً أبو سعد الكنجروذي، وسمع من الأصم.
وقيل: إنه مات ببلخ.
وقال السلمي: كان أحد الأشراف علماً ونسباً ومحبة للفقراء، وصحبةً لهم، مع ما يرجع إليه من العلوم. كتب الحديث والفقه، وصحب الخلدي، وكان يكرمه، ودخل دويرة الصوفية بالرملة، فكان يخدمهم أياماً، حتى قدم فقير فأتى فقبل رأسه، وقال: هذا شريف الجبل، وليس بهمذان أغنى منهم ولا أجل، فقام عباس الشاعر فقبل رجله، فأخذ الشريف أبو الحسن ركوته، وذهب إلى مصر.
وقال الحاكم: عاش ثلاثاً وثمانين سنة.
وقال أبو سعد الإدريسي: يحكى عنه أنه كان يجازف في الرواية في آخر عمره.
105 -
محمد بن يوسف بن يعقوب بن إسحاق بن بهلول
التنوخي الأنباري، أبو غانم بن الأزرق.
روى عن أبيه، وأبي بكر ابن الأنباري، ومحمد بن مخلد، وتوفي بالأنبار.
106 -
وليد بن عبد الرحمن
، أبو العباس القيسي القرطبي الزيات.
سمع من أحمد بن مطرف، ومحمد بن معاوية، وأحمد بن سعيد، وجماعة، وعاش سبعين سنة.
107 -
يحيى بن محمد بن يحيى
، أبو بشر النيسابوري الكاتب.
روى عن الأصم، وعلي بن حمشاذ.
وتوفي في شعبان.
108 -
يوسف بن محمد بن عمر بن يوسف بن عمروس
، أبو عمر الأندلسي الإستجي.
سمع الكثير من قاسم بن أصبغ، ومحمد بن عبد الله بن أبي دليم وجماعة، وكان إماماً فقيهاً رأساً في الفتيا.
توفي في جمادى الأولى، وله ثلاث وسبعون سنة، وسمع منه غير واحد. وروى عنه ابن عبد البر.
سنة أربع وتسعين وثلاثمائة
109 -
أحمد بن إبراهيم القصار
.
أصبهاني محدث، روى عن أبي عمرو أحمد بن محمد بن حكيم، وأبي علي الصحاف، فمن بعدهما.
قال أبو نعيم: كان يختلف معنا، إلى أن توفي؛ توفي في ذي الحجة رحمه الله.
110 -
أحمد بن عمر بن خرشيذ قولة
، أبو علي الأصبهاني التاجر.
حدث بمصر عن أبي حامد محمد بن هارون الحضرمي، وأبي بكر بن زياد النيسابوري وغيرهما. روى عنه العتيقي، وإسماعيل بن رجاء العسقلاني، ورشأ بن نظيف، وخلق.
وثقه الخطيب، وقال: ذكر لي العتيقي أنه سمع منه بمصر وبمكة وبغداد، وكان يحج كل سنة.
قال الخطيب: سكن مصر حتى مات.
وقال الحبال: مات في جمادى الأولى رحمه الله.
111 -
أحمد بن محمد بن الفضل
، أبو العباس النهاوندي الزاهد العارف.
ورخه السلمي، وقال: صحب جعفرا الخلدي. له مجاهدة عظيمة وأحوال.
112 -
إبراهيم بن علي بن إبراهيم بن الحسين بن سيبخت
، أبو الفتح البغدادي الكاتب، نزيل مصر.
حدث عن أبي القاسم البغوي، وأبي بكر بن أبي داود. روى عنه عبد الملك بن عمر الرزاز، ورشأ بن نظيف، وجماعة.
قال الخطيب: كان سيئ الحال في الرواية، وقال مرة: ساقط الرواية.
توفي بمصر في جمادى الآخرة.
113 -
أفلح، أبو يحيى القرطبي
، مولى إبراهيم بن يوسف.
وحج وسمع من الآجري، وأبي بكر بن خروف، وجماعة. كتب عنه غير واحد.
114 -
بدر، أبو الغصن
، مولى أحمد بن قطن الزيات، القرطبي.
سمع قاسم بن أصبغ، وبمصر من حمزة الكناني، وأبي العباس الرازي، وأبي أحمد بن الناصح.
وكان رجلاً صالحاً. روى أحاديث، ولم يكن له كبير علم.
115 -
تمصولت الأسود
، ويقال: طزملت، الأمير أبو محمد المصري الرافضي.
ولي دمشق للحاكم سنة اثنتين وتسعين وثلاثمائة، وفي سنة ثلاث عزر رجلاً مغربياً بدمشق على حمار: هذا جزاء من يحب أبا بكر وعمر، ثم قتله.
مات إلى غير رحمة الله في صفر.
116 -
حباشة بن حصن اليحصبي
.
سمع بالقيروان إبراهيم بن عبد الله القلانسي، وزياد بن عبد الرحمن،
ودخل إلى الأندلس، فصحب محمد بن عبد الله ابن الحرار، وتردد في الثغور مرابطاً، ثم رحل إلى المشرق، فسمع من أبي زيد المروزي وغيره، ورجع إلى الأندلس، وكان من فقهاء المالكية.
توفي بقرطبة.
117 -
سعيد بن محمد بن الفضل
، الفقيه، أبو سهل النيسابوري الواعظ.
سمع مكي بن عبدان. وعنه الحاكم، وطائفة.
118 -
شاه بن عبد الرحمن
، أبو معاذ الهروي الماليني.
رحل وسمع علي بن عبد الله بن مبشر الواسطي، وأبا بكر عبد الله بن محمد بن زياد النيسابوري، وله جزء سمعناه. روى عنه أبو عمر المليحي، وأبو عثمان الصابوني، وأبو عاصم الجوهري الهروي، وهو آخر من حدث عنه، وحدث عنه أيضاً أبو يعلى الصابوني.
توفي في جمادى الأولى بهراة.
119 -
طلحة بن أسد بن عبد الله بن المختار الرقي
، نزيل دمشق.
روى عن أبي بكر الآجري، وأبي علي الحسن بن منير التنوخي، وجماعة. روى عنه أحمد بن الحسن الطيان، ورشأ بن نظيف، وأبو علي الأهوازي، وغيرهم. وكان من الصالحين.
توفي في ربيع الأول.
قال الكتاني: حدث بكتب الآجري كلها، وكان ثقة مأموناً، يذكر عنه من الكرم والسخاء شيء عظيم رحمه الله.
120 -
عبد الله بن محمد بن أحمد بن عبد الوهاب
، أبو عمر السلمي الأصبهاني المقرئ الوراق.
روى عن عبد الله بن محمد بن عمر الزهري ابن أخي رستة، وعبد الله بن الصباح، ومحمد بن عمر الجورجيري، وابن الجارود، وأبي الحسن
اللنباني، وغيرهم، وكتب الكثير. روى عنه أبو بكر بن أبي علي الذكواني، وعبد الوهاب بن منده.
توفي في ذي القعدة.
121 -
عبد الله بن محمد بن عبد الله
بن زر
، بفتح الزاي، أبو أحمد الخواري الرازي.
روى عن أحمد بن جعفر بن نصر الجمال، وإبراهيم بن محمد السمناني صاحب زغبة؛ قاله الأمير ابن ماكولا، وأنه مات في صفر.
122 -
عبد الله بن محمد بن علي بن محمد بن نصرويه
، أبو محمد النيسابوري، ابن خال الحاكم.
سمع الأصم، وأحمد بن إسحاق الضبعي، وحدث.
توفي في ربيع الآخر.
123 -
عبد الله بن محمد بن عبد الله، أبو القاسم النيسابوري المطوعي.
سمع ببغداد من جعفر الخلدي، وعبد الله بن عدي الحافظ، وحدث.
توفي في جمادى الآخرة.
124 -
عبد الرحمن بن أحمد بن محمد بن إبراهيم بن عمار
، أبو محمد الأنصاري النيسابوري الحافظ العماري.
سمع أبا بكر بن إسحاق الصبغي، وأبا علي الرفاء، وطبقتهما، وصنف وذاكر.
قال الدارقطني: سررت برؤيته، عاش سبعاً وخمسين سنة.
روى عنه الحاكم.
125 -
عبد الرحمن بن محمد بن محمد
، أبو سعيد النيسابوري المعدل.
سمع أبا العباس الأصم، وغيره، وحدث بطريق مكة.
126 -
عبد السلام بن علي
، أبو أحمد البغدادي المعلم الجذاع.
حدث عن أبي بكر بن مجاهد، وابن زياد النيسابوري، وأبي مزاحم، موسى بن عبيد الله الخاقاني، والمحاملي. روى عنه أبو القاسم الأزهري، وأبو الحسن العتيقي، وعبد العزيز الأزجي.
وثقه العتيقي.
127 -
عبد الملك بن إدريس الأزدي
، أبو مروان ابن الجزيري الكاتب الشاعر، نزيل قرطبة.
توفي في حبس المظفر بن أبي عامر، ولم يخلف مثله كتابةً وبلاغةً وشعراً، وبه ختم بلغاء كتاب الأندلس.
128 -
محمد بن أحمد بن محمد
، أبو عبد الله ابن الخلاص القيسي البجاني الأندلسي.
عني بالحديث وحج، وسمع من أبي محمد بن الورد، وحمزة الكناني، وعلي بن الحسن علان الحراني، ومحمد بن جعفر غندر. وكان زاهداً صالحاً متواضعاً حافظاً.
قال ابن الفرضي: سمعت منه ببجانة، وسمع منه غير واحد، وتوفي في رجب.
129 -
محمد بن إسماعيل بن محمد
، أبو عبد الله الأنصاري الأندلسي، من أهل رية.
حج سنة ثلاث وأربعين، وله اثنتان وعشرون سنة، فسمع من عثمان بن محمد السمرقندي، وأحمد بن سلمة بن الضحاك، وإسماعيل بن الجراب، وعبد الله بن جعفر بن الورد، ومحمد بن عيسى التميمي البغدادي ابن العلاف، وسمع صحيح البخاري من ابن السكن. ورجع فلزم الزهد والانقباض، وولي الخطابة بموضعه، وكان رقيقاً بكاءً.
توفي في شعبان.
سمع الناس منه.
130 -
محمد بن حسين بن محمد بن أسد
، أبو عبد الله التميمي الطبني الأديب، نزيل الأندلس.
قيل: إنه لم يدخل الأندلس أحد أشعر منه، وكان واسع الأدب والمعرفة، واتصل بالحاجب أبي عامر، وولي الشرطة، وعاش أكثر من تسعين سنة. وكان دخوله الأندلس في سنة خمس وعشرين وثلاثمائة، وتوفي في آخر يوم من سنة أربع وتسعين، وشهده المظفر بن أبي عامر، والأعيان.
131 -
محمد بن عبد الملك بن ضيفون
، أبو عبد الله اللخمي القرطبي الحداد.
سمع عبد الله بن يونس القبري، وأحمد بن زياد، وقاسم بن أصبغ، وحج في سنة تسع وثلاثين، وشهد رد الحجر الأسود إلى مكانه في هذا العام. وسمع ابن الأعرابي، وعبد الكريم ابن النسائي، ومحمد بن يحيى بن دحمان المصيصي، سمع منه بأطرابلس، وعبد الله بن محمد بن مسرور العسال بمدينة القيروان.
وكان صالحاً عدلاً، كتب الناس عنه، وعلت سنه، واضطرب في أشياء قرئت عليه لم يسمعها، ولم يكن ضابطاً، قال لي: ولدت سنة ثلاث وثلاثمائة، وتوفي في شوال؛ قاله ابن الفرضي.
وآخر من حدث عنه أبو عمر بن عبد البر.
132 -
محمد بن عمر بن محمد بن حميد
، أبو الحسن بن بهتة البغدادي البزاز.
سمع إبراهيم بن عبد الصمد الهاشمي، والمحاملي، والحسين المطبقي، وغيرهم. روى عنه العتيقي، وقال: ثقة.
133 -
محمد بن عبد الله
، أبو نصر الأنماطي.
نيسابوري صالح، خدم أبا علي الثقفي، وصحب الزهاد والأئمة.
134 -
محمد بن عطاء الله القرطبي النحوي
.
من كبار أئمة العربية.
135 -
محمد بن محمد بن جعفر بن حسان الماليني
، أبو جعفر ختن الشاركي.
أحد المحدثين بهراة، روى عن أحمد بن محمد بن علي الباشاني. روى عنه أبو عثمان الصابوني، وغيره، وأبو عطاء عبد الرحمن بن محمد الجوهري.
136 -
محمد بن يحيى بن زكريا بن يحيى التميمي
، العلامة أبو عبد الله بن برطال القرطبي القاضي المالكي.
سمع من أحمد بن خالد الجباب، وقاسم بن أصبغ، ومحمد بن عيسى، وحج، فسمع من إبراهيم بن فراس العبقسي، وأحمد بن إبراهيم بن جامع السكري، وولي قضاء رية، ثم ولي قضاء الجماعة والصلاة. وعاش إلى أن علت سنه، وتفلت ذهنه، فصرفه الحاجب أبو عامر عن القضاء، ونقله إلى الوزارة. روى عنه عبد الله ابن الفرضي، وسراج بن عبد الله.
وحدث أيضاً عن عثمان بن محمد السمرقندي وخلق، وعاش خمساً وتسعين سنة. وكان حجةً. ورحل في سنة إحدى وأربعين وثلاثمائة، وكان كبير الشأن وافر الجلالة، لحق محمد بن محمد الخياش، وإسماعيل بن الجراب.
تفرد بأشياء.
137 -
محمود بن حكيم بن منذر
، أبو عبد الله الأسدي الأندلسي البجاني.
رحل وسمع عثمان بن محمد السمرقندي، وعبد الله بن جعفر بن
الورد، والعباس بن محمد بن الرافقي، وجماعة. وسمع كتبا كبارا في الفقه، وبقي في الرحلة عشر سنين، سمع الناس منه كثيرا.
قال ابن الفرضي: سمعت منه ببجانة، وكان شيخا صالحا صدوقا فقيرا مقلا، توفي سنة أربع وتسعين.
138 -
الموفق، أبو علي الإسكافي
، واسمه حسن بن محمد بن إسماعيل.
كان مقدما عند بهاء الدولة أبي نصر ابن عضد الدولة فولاه بغداد نيابة، فقبض على اليهود، وأخذ منهم الوفاء من الذهب، ثم هرب إلى البطيحة فأقام بها سنين، ثم خرج منها، وانصلح أمره، وعظم قدره، ووزر، وكان شجاعا منصورا في الحروب، أخذ بلاد فارس ممن استولى عليها لمخدومه بهاء الدولة، ثم قتله بهاء الدولة، وله تسع وأربعون سنة، قاله أبو الفرج ابن الجوزي.
139 -
يحيى بن إسماعيل بن يحيى بن زكريا بن حرب
، وحرب ابن أخي الزاهد أحمد بن حرب النيسابوري، أبو زكريا المزكي المعروف بالحربي.
كان أديباً أخبارياً، كثير العلوم، رئيساً. سمع أبا العباس السراج، ومكي بن عبدان، وعبد الله بن محمد الشرقي، وأحمد بن حمدون الأعمش، وعبد الواحد بن محمد بن سعيد، وغيرهم. وحدث بنيسابور والري وبغداد، فأكثروا عنه؛ روى عنه الحاكم، وأبو بكر الأردستاني، ومحمد بن أبي عمرو النيسابوري شيخ الخطيب، وأبو سعد محمد بن محمد بن علي الحاكم، وأبو الحسن أحمد بن عبد الرحيم الإسماعيلي، وأبو عثمان البحيري، وأبو نصر عبد الرحمن بن علي التاجر، وآخرون.
وتوفي في ذي الحجة، وهو صدوق فيه بدعة.
140 -
يحيى بن محمد بن وهب بن مسرة بن حكم
، أبو زكريا التميمي الفرجي، من مدينة الفرج بالأندلس.
سمع من جده، ورحل فسمع بمصر من الحسن بن رشيق، وأبي بكر بن إسماعيل المهندس، وجماعة. روى عنه الناس كثيراً، واختصر كتاب الأسماء والكنى للنسائي، وعاش ستين سنة رحمه الله.
141 -
يعيش بن سعيد بن محمد
، أبو القاسم القرطبي الوراق المعروف بابن الحجام.
سمع من قاسم بن أصبغ، ومحمد بن عبد الله بن أبي دليم، وجمع لمحمد بن معاوية القرشي مسند حديثه. وقد ذهب بصره بأخرة، وتوفي في صفر.
كتب الناس عنه. روى عنه أبو عمر بن عبد البر.
142 -
لبنى كاتبة الخليفة المستنصر بالله الحكم
ابن الناصر الأموي.
كانت نحوية، حاذقة بالكتابة، شاعرة، بصيرة بالحساب، لم يكن في قصر الإمرة أنبل منها، وكان خطها مليحاً، ومعرفتها للعروض تامة.
توفيت في هذه السنة.
سنة خمس وتسعين وثلاثمائة
143 -
أحمد بن علي بن أحمد بن عمران
، أبو العباس الأصبهاني الخلقاني.
ثقة، دين. سمع بالبصرة من علي بن إسحاق المادرائي، وغيره. روى عنه الحسن بن محمد بن سليم، ومحمد بن علي بن متويه، والأصبهانيون.
توفي في جمادى الآخرة.
144 -
أحمد بن فارس بن زكريا بن محمد بن حبيب
، أبو الحسين الرازي، وقيل: القزويني، المعروف بالرازي المالكي اللغوي، نزيل همذان وصاحب المجمل في اللغة.
روى عن أبي الحسن علي بن إبراهيم القطان، وسليمان بن يزيد الفامي، وعلي بن محمد بن مهرويه القزوينيين، وسعيد بن محمد القطان، ومحمد بن هارون الثقفي، وعبد الرحمن الجلاب، وأحمد بن عبيد الهمذانيين، وأبي القاسم الطبراني، وأبي بكر ابن السني، وجماعة. روى عنه أبو سهل بن زيرك، وأبو منصور بن عيسى الصوفي، وعلي بن القاسم الخياط المقرئ، وأبو منصور بن المحتسب، وآخرون.
ولد بقزوين، ونشأ بهمذان، وكان أكثر مقامه بالري.
وكان كاملاً في الأدب، فقيهاً، مناظراً، مالكياً. وكان يناظر في الكلام، وينصر مذهب أهل السنة. وطريقته في النحو طريقة الكوفيين، وكان بالجبل نظير ابن لنكك بالعراق، جمع إتقان العلماء، إلى ظرف الكتاب والشعراء.
وله مصنفات بديعة ورسائل مفيدة، وأشعار جيدة، وتلامذة فيهم كثرة، وكان شديد التعصب لآل العميد، وكان الصاحب إسماعيل بن عباد يكرهه لذلك، وكان قد ألف كتاب الحجر وسيره إلى الصاحب، فقال: ردوا الحجر من حيث جاء، وأمر له بجائزة قليلة.
وقال بعضهم: كان إذا ذكرت اللغة فهو صاحب مجملها، لا بل صاحبها المجمل لها. وكان يحث الفقهاء دائماً على معرفة اللغة، ويلقي عليهم ويخجلهم ليتعلموا اللغة، ويقول: من قصر علمه عن اللغة وغولط غلط.
وقال سعد بن علي الزنجاني: كان أبو الحسين بن فارس من أئمة اللغة محتجاً به في جميع الجهات غير منازع، رحل إلى أبي الحسن علي بن إبراهيم القطان الأوحد في العلوم، ورحل إلى زنجان إلى أبي بكر أحمد بن الحسن الخطيب راوية ثعلب، ورحل إلى ميانج إلى أحمد بن طاهر بن النجم، وكان يقول: ما رأيت مثله.
قال سعد: وحمل ابن فارس إلى الري ليقرأ عليه مجد الدولة ابن فخر الدولة، وحصل بها مالاً، وبرع ذلك الأمير في الأدب. قال: وكان ابن فارس من الأجواد، حتى أنه يهب ثيابه وفرش بيته. وكان من رؤساء أهل السنة المجردين على مذهب أهل الحديث. توفي بالري في صفر، سنة خمس وتسعين. انتهى قول الزنجاني.
وكذا ورخه عبد الرحمن بن منده وغيره.
وقيل: مات سنة تسعين، وهو قول ضعيف.
أخبرنا إسماعيل ابن الفراء، قال: أخبرنا البهاء عبد الرحمن سنة سبع عشرة وستمائة، قال: أخبرنا أبو الحسين عبد الحق، قال: أخبرنا هادي بن إسماعيل، قال: أخبرنا علي بن القاسم سنة ست وأربعين وأربعمائة، قال: أخبرنا أحمد بن فارس اللغوي، قال: حدثنا علي بن أبي خالد بقزوين، قال: حدثنا الدبري، عن عبد الرزاق، عن الثوري، عن عبد الله بن السائب، عن زاذان، عن عبد الله بن مسعود، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن لله ملائكة في الأرض سياحين يبلغونني عن أمتي السلام.
ومن شعر ابن فارس:
مرت بنا هيفاء مجدولة تركية تنمى لتركي ترنو بطرف فاتر فاتن أضعف من حجة نحوي
وله:
سقى همذان الغيث لست بقائل سوى ذا وفي الأحشاء نار تضرم ومالي لا أصفي الدعاء لبلدة أفدت بها نسيان ما كنت أعلم نسيت الذي أحسنته غير أنني مدين وما في جوف بيتي درهم
145 -
أحمد بن القاسم بن عبد الرحمن
، أبو الفضل التميمي التاهرتي البزاز.
قدم قرطبة صغيراً، فسمع من قاسم بن أصبغ، وأحمد بن الفضل الدينوري، وأبي عبد الملك بن أبي دليم، ومحمد بن معاوية القرشي، ووهب بن مسرة، ومحمد بن عيسى بن رفاعة.
وكان صالحاً زاهداً منقبضاً ثقة. ولد بتاهرت سنة تسع وثلاثمائة، وأتى قرطبة مع أبيه سنة بضع عشرة، فسمعه أبوه من هؤلاء سنة أربع وثلاثين، وطلب بنفسه. روى عنه أبو عمر بن عبد البر.
وتوفي في جمادى الآخرة.
146 -
أحمد بن محمد بن أحمد بن عمر الزاهد
، أبو الحسين بن أبي نصر النيسابوري الخفاف.
قال الحاكم: مجاب الدعوة، وسماعاته صحيحة بخط أبيه، من أبي العباس السراج وأقرانه، وبقي واحد عصره في علو الإسناد، وتوفي في ربيع الأول، وصليت أنا عليه، وله ثلاث وتسعون سنة.
قلت: روى عنه الحاكم، وأبو بكر عبد الله بن محمد بن حسكويه، أبو القاسم عبد الكريم بن هوازن الصوفي، وأبو الحسن أحمد بن عبد الرحيم الإسماعيلي، والسيد علي بن محمد بن محمد الحسيني، وأبو
المظفر محمد بن إسماعيل الشجاعي، وأبو نصر الحسين بن أحمد القاضي الجريميني، والفضل بن عبد الله بن المحب، وسعيد بن أبي سعيد العيار، وعائشة بنت محمد بن الحسين البسطامي، وخلق سواهم. وقع لنا جملة من عواليه.
147 -
أحمد بن محمد
، أبو الحسين السمناوي.
توفي بمصر في صفر.
روى عن محمد بن عيسى بن قرة الزهري. روى عنه محمد بن أبي عدي السمرقندي في مشيخة الرازي، وأحمد بن القاسم بن ميمون بن حمزة الحسيني.
148 -
إبراهيم بن مبشر
، أبو إسحاق البكري الأندلسي المقرئ المؤدب.
عرض القراءة على علي بن محمد الأنطاكي، وكان يقرئ في دكانه. احتجم فصفي دمه، ومات شهيدا.
149 -
جعفر بن عبد الرزاق الدمشقي المهندس
.
روى عن جده أحمد بن محمد بن عمارة، وأبي بكر الخرائطي. روى عنه أبو ذر الهروي، وأبو علي الأهوازي.
150 -
الحسن بن محمد بن درستويه
، أبو علي الدمشقي المعدل الإمام.
حدث عن مكحول، ومحمد بن خريم، وابن جوصا، وجماعة.
وكان ثقة. توفي في ربيع الآخر.
روى عنه ابنه محمد، وعلي بن محمد الحنائي، وأبو علي الأهوازي، وأبو القاسم الحنائي، وإبراهيم بن الخضر الصائغ.
قال الكتاني: كان ثقةً ثبتاً.
151 -
الحسين بن علي بن النعمان
، أبو عبد الله، قاضي قضاة مملكة الحاكم.
ولي سنة تسع وثمانين وثلاثمائة، وعزل في سنة أربع وتسعين. وفي أول سنة خمس هذه قتله الحاكم وأحرق جثته، وولى بعده ابن عمه عبد العزيز.
152 -
الحسين بن محمد بن إسماعيل بن أبي عابد
، أبو القاسم الكوفي.
سمع أحمد بن عثمان الأدمي، واليمان بن محمد الغوثي، وزيد العامري. روى عنه أبو القاسم التنوخي، وقال: كان ثقة، ولي قضاء الكوفة نيابةً، وكان حنفياً فاضلاً، زاهداً.
153 -
داود بن رضوان
، أبو علي السمرقندي الفقيه الحنفي.
تفقه بالعراق، وسمع من ابن داسة السنن، ودرس بنيسابور دهراً، وحدث.
وتوفي في رجب.
154 -
سعيد بن نصر
، أبو عثمان مولى الناصر لدين الله عبد الرحمن بن محمد الأموي.
روى عن قاسم بن أصبغ، وأحمد بن مطرف، وأحمد بن دحيم، ومحمد بن معاوية، وطائفة، وعني بالرواية والضبط، وكان ثقة.
روى عنه ابن عبد البر، وأبو عمر بن الحذاء، وآخرون، ونيف على الثمانين، مات في ذي الحجة. أثنى عليه ابن عبد البر، وقال: أحسن التقييد والضبط، وكان من أهل الورع والفضل رحمه الله.
155 -
شيبة بن محمد بن أحمد بن شعيب بن هارون
، أبو محمد الشعيبي.
سمعه أبوه من عبد الله ابن الشرقي، وعلي بن محمد الوراق، وجماعة.
توفي في المحرم.
156 -
عاصم بن يحيى النيسابوري الزاهد
.
سمع أبا حامد بن بلال، وجماعة.
قال الحاكم: وحدثني أبو حازم العبدويي أنه كتب بخطه ألف مصحف.
157 -
عبد الله بن أحمد
، أبو الحسين النيسابوري الحنبلي الواعظ.
حدث عن أبي بكر محمد بن الحسين القطان وأقرانه، وأفتى نيفاً وخمسين سنة.
وتوفي في رجب.
158 -
عبد الله بن محمد بن عبد الرحمن بن أسد
، أبو محمد الجهني الطليطلي الأندلسي الفقيه المالكي اللغوي، أحد الأعلام، البزاز.
فقيه، أديب، ومحدث مسند. سمع من قاسم بن أصبغ وغيره، ورحل فسمع بمصر عبد الله بن جعفر بن الورد، وابن السكن، وبمكة أحمد بن محمد ابن أبي الموت صاحب علي بن عبد العزيز، وكان لا يعير كتاباً إلا لمن يثقه، ولا يسمع من غير كتابه، ويحب التلاوة في المصحف، وقد امتحن أيام المنصور أبي عامر بالحبس والقيد، والإخراج من الأندلس.
روى عنه أبو عمر بن عبد البر، وهو من كبار شيوخه، وأبو المطرف بن فطيس، وأبو عمر ابن الحذاء، ومصعب بن عبد الله بن محمد ابن الفرضي، والخولاني وآخرون.
ولد سنة عشر وثلاثمائة، وتوفي في آخر السنة.
159 -
عبد الله بن محمد بن جعفر
، أبو الحسين البزاز.
سمع ابن عقدة ومحمد بن مخلد. روى عنه أبو الحسن العتيقي، وأبو القاسم الأزجي.
وقال الأزجي: ثقة.
160 -
عبد الرحمن بن طلحة بن محمد بن عيسى
، أبو عمر التيمي الطلحي الأصبهاني.
روى عن أحمد بن محمد بن أسيد، والفضل بن الخصيب، وابن الجارود. من شيوخ الذكواني.
161 -
عبد الرحمن بن عثمان بن عفان
، أبو المطرف القشيري القرطبي الجياني.
روى عن قاسم بن أصبغ، وأحمد بن ثابت القرطبي التغلبي، وسعيد ابن عثمان. وحج سنة خمس وخمسين.
وكان صالحاً منقبضاً زاهداً ثقة. وروى الكثير، روى عنه مكي بن أبي طالب، وأبو إسحاق بن شنظير، وأبو عمرو الداني.
مولده سنة أربع وعشرين وثلاثمائة، وتوفي في ذي الحجة بقرية راشة.
162 -
عبد العزيز بن محمد بن الحسن بن علي بن مهران
، أبو الحسين التيمي.
عن أبي علي الصحاف، وأبي عمرو بن حكيم، وأحمد بن شعيب.
مات في شعبان بأصبهان. روى عنه سعيد البقال.
163 -
عبد الوارث بن سفيان بن جبرون
، أبو القاسم القرطبي، المعروف بالحبيب.
سمع من قاسم بن أصبغ أكثر رواياته، وكان أوثق الناس فيه، وأكثرهم ملازمةً له. وسمع أيضاً من وهب بن مسرة، ومحمد بن عبد الله بن
أبي دليم. روى عنه أبو محمد عبد الله الأصيلي في غير موضع من كتاب الدلائل، وأبو عمران الفاسي الفقيه، وأبو عمر ابن الحذاء، وأبو عمر بن عبد البر.
وقال ابن الحذاء: كان شيخاً صالحاً عفيفاً، يعيش من ضيعة ورثها من أبيه، وقال لي: مولدي سنة سبع عشرة وثلاثمائة. وأول سماعه سنة ثلاث وثلاثين، وتوفي لخمس بقين من ذي الحجة.
وقال ابن عبد البر: قرأت عليه تاريخ أحمد بن أبي خيثمة جميعه، عن قاسم بن أصبغ، عنه، وقرأت عليه موطأ ابن وهب، ثلاثون كتاباً، عن قاسم، عن ابن وضاح، عن سحنون، عنه، وقرأت عليه موطأ يحيى بن بكير، وأجزاء كثيرة.
163 مكرر -
عبيد الله بن أبي الجوع المصري
الكاتب الشاعر.
164 -
علي بن محمد
، أبو الحسن الشيرازي المقرئ المعروف بالمقنعي، نزيل بغداد، ووالد أبي محمد الجوهري.
حدث عن إبراهيم بن علي الهجيمي، وقرأ بالبصرة على ابن خشنام، وببغداد على عبد الواحد بن أبي هاشم، وتصدر للإقراء.
قال ابنه: قال لي أبي: ما طلع الفجر علي إلا وأنا أدرس القرآن.
مات في المحرم.
165 -
قاسم بن محمد بن عسلون الفراء القرطبي
، أبو محمد.
سمع من خالد بن سعد، وأحمد بن سعيد، وأحمد بن مطرف.
قال ابن الفرضي: كتبت عنه كثيرا.
166 -
محمد بن أحمد بن أبي النجود
، أبو الفرج البغدادي المقرئ، نزيل الديار المصرية.
أخذ القراءة عرضاً وسماعاً عن أبي طاهر بن أبي هاشم، وسمع منه كتبه، وروى الحروف عن أحمد بن جعفر الختلي، وسمع من دعلج السجزي وجماعة. قرأ عليه جماعة بمصر، وخرج منها قبل موته بيسير إلى الشام، فتوفي سنة خمس، أو سنة ست وتسعين رحمه الله.
167 -
محمد بن أحمد بن العباس
، أبو الحسن الإخميمي المصري.
سمع محمد بن زبان بن حبيب، وعلي بن أحمد علان، ومحمد بن عبد الله بن سعيد المهراني، وإسماعيل بن داود بن وردان، وأبا جعفر أحمد بن محمد الطحاوي، ومحمد بن إسماعيل المهندس. وجماعة. روى عنه أبو الحسين محمد بن مكي ثلاثة أجزاء لطاف.
وتوفي في ذي القعدة.
168 -
محمد بن أحمد بن محمد بن حمدان
، أبو أحمد المراري النيسابوري المعدل.
روى عن مكي بن عبدان، والمحاملي، وأبي العباس بن عقدة، وغيرهم. روى عنه أبو سعد الكنجروذي.
توفي في جمادى الآخرة.
169 -
محمد بن أحمد بن محمد بن موسى
، أبو نصر الملاحمي البخاري.
حدث بنيسابور وبغداد، عن محمود بن إسحاق بكتاب القراءة خلف الإمام للبخاري، وكتاب رفع اليدين في الصلاة له. وروى أيضاً عن عبد الله بن محمد بن يعقوب الفقيه، وعلي بن قريش، وسهل بن السري الحافظ، والهيثم بن كليب الشاشي، وجماعة. روى عنه الحاكم، وأبو العلاء الواسطي، ومحمد بن أحمد بن حسنون النرسي، وعبد الصمد بن علي ابن المأمون، وجماعة.
وقال أبو العلاء: توفي أبو نصر، وكان من أعيان المحدثين وحفاظهم
في سنة خمس وتسعين. زاد غيره: في جمادى الآخرة.
وولد سنة اثنتي عشرة وثلاثمائة.
170 -
محمد بن أبي يعقوب إسحاق بن محمد بن يحيى بن منده
، واسم منده إبراهيم بن الوليد بن سندة بن بطة بن أستندار الحافظ الكبير، أبو عبد الله العبدي الأصبهاني.
رحل وطوف الدنيا، وجمع، وصنف، وكتب ما لا ينحصر. وحدث عن أبيه، وعم أبيه عبد الرحمن بن يحيى، وأبي علي الحسن بن محمد بن النضر، ومحمد بن حمزة بن عمارة، ومحمد بن الحسين القطان، أبي حامد بن بلال، وأبي سعيد ابن الأعرابي، وخيثمة، والأصم، وإسماعيل الصفار، وابن البختري، والهيثم بن كليب الشاشي، وأبي الطاهر أحمد بن عمرو المديني، وأبي الميمون بن راشد الدمشقي، وابن حذلم، وأبي عمرو أحمد بن محمد بن حكيم المديني، ومحمد بن أحمد بن محبوب المروزي، وعثمان بن أحمد ابن السماك، وعبد الله بن إبراهيم بن الصباح، وأبي طاهر محمد بن الحسن المحمدآباذي، ومحمد بن عمر بن حفص الأصبهاني، وخلق كثير، لقيهم بأصبهان، وخراسان، والعراق، والحجاز، ومصر، والشام، وبخارى. وبقي في الرحلة نيفاً وثلاثين سنة، وأقام بما وراء النهر زماناً.
روى عنه أبو الشيخ، وهو من شيوخه، والحاكم أبو عبد الله، وتمام الرازي، وحمزة السهمي، وأبو نعيم، ومحمد بن أحمد غنجار، وأحمد بن الفضل الباطرقاني، وأحمد بن محمود الثقفي، وأبو الفضل عبد الرحمن بن أحمد العجلي الرازي، وأحمد بن محمد بن المرزبان، وعمر بن محمد بن عمر المعداني، وعبد الواحد بن أحمد البقال، والمطهر بن عبد الواحد البزاني، وأحمد بن محمد بن عمر النقاش، والفضل بن عبد الواحد الخيام، وأبو طاهر المنتجع بن أحمد، وأبو بكر محمد بن عمر الطهراني، وأبو المظفر عبد الله بن شبيب المقرئ، وشجاع بن علي المصقلي، وأخوه أحمد، وزياد بن محمد بن زياد الجلاب، وأبو سهل حمد بن أحمد
ولكيز، وعائشة بنت الحسن الوركانية، وبنوه: عبيد الله، وعبد الرحمن، وعبد الوهاب، وخلق سواهم.
قال الباطرقاني: حدثنا أبو عبد الله محمد بن إسحاق العبدي إمام الأئمة - لقّاه الله رضوانه -.
وقال الحاكم: أول خروجه إلى العراق من عندنا، سنة تسع وثلاثين وثلاثمائة، فسمع بها، وبالشام، وأقام بمصر سنين، وصنف التاريخ والشيوخ، ثم التقينا ببخارى، وقد زاد زيادة ظاهرة، وجاءنا إلى نيسابور سنة أربع أو خمس وسبعين، ثم خرج إلى وطنه.
وقال عبد الله بن أحمد السوذرجاني: سمعت ابن منده يقول: كتبت عن ألف شيخ، لم أر فيهم أتقن من أبي أحمد العسال.
وقال الحاكم: سمعت أبا علي النيسابوري يقول: أبو عبد الله، من بيت الحديث والحفظ، وأحسن الثناء عليه، وقال: ألا ترون إلى قريحته.
وقال إسماعيل بن محمد التيمي الحافظ: سمعت عمر السمناني غير مرة يقول: ذكر أبي عبد الله بن منده عند أبي نعيم، فقال: كان جبلاً من الجبال.
وقال ابن طاهر: سمعت سعد بن علي الحافظ بمكة يقول - وسئل عن الدارقطني، وابن منده، والحاكم، وعبد الغني بن سعيد - فقال: أما الدارقطني فأعلمهم بالعلل، وأما ابن منده فأكثرهم روايةً، مع المعرفة التامة، وأما الحاكم فأحسنهم تصنيفاً، وأما عبد الغني فأعرفهم بالأنساب.
وقال أبو عبد الله بن أبي ذهل الهروي: سمعت ابن منده يقول: لا يخرج الصحيح إلا من ينزل أو يكذب.
وقال أحمد بن الفضل الباطرقاني: كتب أبو أحمد العسال إلى أبي عبد الله بن منده وهو بنيسابور، في حديث أشكل عليه، فأجابه بإيضاحه، وبيان علله.
وذكر غير واحد، عن أبي إسحاق بن حمزة الحافظ أنه قال: ما رأيت مثل أبي عبد الله بن منده.
قلت: أبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن حمزة توفي سنة ثلاث
وخمسين وثلاثمائة، وقد روى مع تقدمه عن ابن منده، وقد قال فيه ابن منده: ما رأيت أحفظ منه.
وقال عبد الرحمن بن منده: كتب أبي عن أربعة من شيوخه، أربعة آلاف جزء. كتب عن ابن الأعرابي بمكة ألف جزء، وعن خيثمة بأطرابلس ألف جزء، وعن أبي العباس الأصم بنيسابور ألف جزء، وعن الهيثم بن كليب ببخارى ألف جزء. وسمعت أبي يقول: كتبت عن ألف وسبعمائة شيخ.
وقال جعفر بن محمد المستغفري الحافظ: ما رأيت أحفظ من ابن منده، سألته ببخارى: كم تكون سماعات الشيخ؟ قال: تكون خمسة آلاف منٍّ.
وقال أحمد بن جعفر الأصبهاني الحافظ: كتبت عن أكثر من ألف شيخ، ما فيهم أحفظ من أبي عبد الله بن منده.
وكان أبو عبد الله قد تزوج في عشر الثمانين، فولد له عبد الرحمن، وعبيد الله، وعبد الرحيم، وعبد الوهاب.
وقال شيخ الإسلام أبو إسماعيل الأنصاري: أبو عبد الله بن منده سيد أهل زمانه.
وقال الحافظ أبو زكريا يحيى بن عبد الوهاب بن منده: كنت مع عمي عبيد الله في طريق نيسابور، فلما بلغنا بئر مجنة، قال عمي: كنت مرة ههنا، تعرض لي شيخ جَمّال، فقال: كنت قافلاً عن خراسان مع أبي، فلما وصلنا إلى هنا، إذا نحن بأربعين وقراً من الأحمال، فظننا أنه منسوج الثياب، وإذا خيمة صغيرة، فيها شيخ، فإذا هـ والدك، فسأله بعضنا عن تلك الأحمال، فقال: هذا متاع قل من يرغب فيه في هذا الزمان، هذا حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وقال الباطرقاني: سمعت أبا عبد الله يقول: طفت الشرق والغرب مرتين، وكنت مع جماعة عند أبي عبد الله في الليلة التي توفي فيها، ففي آخر نفسه، قال واحد منا: لا إله إلا الله، يريد تلقينه، فأشار بيده إليه دفعتين ثلاثة، أي أسكت، يقال لي مثل هذا؟! وتوفي ليلة الجمعة، سلخ ذي القعدة.
قلت: وكان أبو نعيم كثير الحط على ابن منده، لمكان المعتقد واختلافهما في المذهب، فقال في تاريخه: ابن منده، حافظ من أولاد المحدثين، توفي في سلخ ذي القعدة، واختلط في آخر عمره، فحدث عن أبي أسيد، وعبد الله ابن أخي أبي زرعة، وابن الجارود، بعد أن سمع منه أن له عنهم إجازة، وتخبط في أماليه، ونسب إلى جماعة أقوالاً في المعتقدات لم يعرفوا بها، نسأل الله الستر والصيانة.
قلت: أي والله، نسأل الله الستر وترك الهوى والعصبية. وسيأتي في ترجمة أبي نعيم شيء من تضعيفه، فليس ذلك موجباً لضعفه، ولا قوله موجباً لضعف ابن منده، ولو سمعنا كلام الأقران، بعضهم في بعض لاتسع الخرق.
171 -
محمد بن علي
بن الحسين العلوي الهمذاني
، السيد أبو الحسن.
مات في المحرم، قاله جعفر المستغفري. وقد تقدم في سنة ثلاث، وفي سنة خمس أرخه غنجار.
172 -
محمد بن علي بن الفضل بن محمد بن عقيل
، أبو نصر الخزاعي النيسابوري.
سمع أبا بكر محمد بن الحسين القطان، والأصم، وتوفي في رجب، بعد أن حدث سنين. روى عنه أبو يعلى الصابوني.
173 -
محمد بن علي بن الحسين بن القصار
الخلقاني النيسابوري.
سمع الأصم، وأبا بكر بن إسحاق الصبغي، وحدث.
توفي في رمضان.
174 -
محمد بن علي، أبو جعفر البلاذري.
تفقه على أبي إسحاق المروزي ببغداد، وسمع من الشبلي والموجودين. لقيه الحاكم ببخارى، ثم قدم نيسابور، ونزل عند القاضي أبي بكر الحيري.
مات في نصف المحرم، وكان من كبار الشافعية.
175 -
محمد بن القاسم
، أبو منصور النيسابوري المنادي.
روى عن الأصم، وأبي محمد الفاكهي المكي. وخرجوا له فوائد، وتوفي في ذي القعدة.
176 -
يعقوب بن أبي إسحاق القراب الهروي
، أخو الحافظ إسحاق وإسماعيل.
روى عن أبي الفضل بن خميرويه، ومات شاباً رحمه الله قل من حمل عنه.
سنة ست وتسعين وثلاثمائة
177 -
أحمد بن عبد الله بن محمد بن علي بن شريعة
، أبو عمر اللخمي الإشبيلي المعروف بابن الباجي الحافظ.
سمع من أبيه جميع ما عنده، من ذلك مصنف أبي بكر بن أبي شيبة، جميعه عن أبيه، عن عبد الله بن يونس القبري، عن بقي، عنه.
قال الخولاني: كان عارفاً بالحديث ووجوهه، إماماً مشهوراً، لم تر عيني مثله في المحدثين وقاراً وسمتاً. رحل مع ابنه محمد، ولقي شيوخاً جِلّة، وولي أبو عمر قضاء إشبيلية مدةً يسيرةً، ثم إنه رحل إلى قرطبة فاستوطنها، وأخذنا عنه كثيراً، وكان مولده في سنة اثنتين وثلاثين وثلاثمائة، وتوفي في حادي عشر المحرم، سنة ست وتسعين، وشهدت جنازته في محفل عظيم من وجوه الناس وكبرائهم.
وقال عبد الغني بن سعيد في مشتبه النسبة: أبو عمر هذا كتبت عنه وكتب عني.
وحدث أيضاً عن أبي عمر أبو عمر بن عبد البر، وقال: كان يحفظ غريبي الحديث لأبي عبيد وابن قتيبة حفظاً حسناً، وشاوره ابن أبي الفوارس القاضي في الأحكام وهو ابن ثمان عشرة سنة، وجمع له أبوه علوم الأرض، ولم يحتج إلى أحد، إلا أنه رحل متأخراً، ولقي في رحلته أبا بكر بن إسماعيل المهندس، وأبا العلاء بن ماهان. قال: وكان فقيه عصره، وإمام زمانه، لم أر بالأندلس مثله.
وقال ابن عبد البر أيضا: كملت عليه مصنف ابن أبي شيبة سنة خمس وتسعين وثلاثمائة - رحمه الله تعالى - وكان إماماً في الأصول والفروع.
وروى عنه ابنه محمد.
178 -
أحمد بن عبيد بن بيري الواسطي
.
ترجمته في بضع وأربعمائة.
قال لنا ابن الخلال: أخبرنا جعفر، قال: أخبرنا السلفي قال: سألت خميساً الحوزي، عن ابن بيري فقال: هو أبو بكر أحمد بن عبيد بن الفضل بن سهل بن بيري. سمع البغوي، وابن أبي داود، وابن صاعد، والصولي، وابن مبشر الواسطي، وكان ثقة. كف بأخرة. آخر من حدث عنه بواسط أبو الحسن بن مخلد، والد أبي المفضل.
قال خميس: قال لي أبو المعالي ابن شانده: ولدت في السنة التي مات فيها أبو بكر بن بيري سنة ست وتسعين.
179 -
أحمد بن موسى بن نمر
، أبو القاسم الأموي القرطبي.
روى عن أحمد بن سعيد بن حزم، وأحمد بن مطرف، ووهب بن مسرة، وحج فسمع من حمزة الكناني، وأبي بكر الآجري.
مات في عشر الثمانين.
180 -
أحمد بن محمد بن زكريا
، الأستاذ أبو العباس النسوي الزاهد، شيخ الحرم.
سمع ابن عدي الجرجاني، وأحمد بن عطاء الروذباري، وجمح بن القاسم الدمشقي، وأبا بكر الربعي، وطائفة بالشام، والعراق، والعجم. روى عنه أبو نصر بن الجبان، وأبو علي الأهوازي، وأبو يعلى إسحاق الصابوني، وطائفة.
قال الخطيب: كان ثقة، حدثنا عنه أبو محمد الخلال وغيره.
وله تاريخ الصوفية، وكان يحكم بمذهب الشافعي، وصحب ابن خفيف، ومات بين مصر ومكة.
181 -
أحمد بن محمد بن عمران
، أبو الحسن ابن الجندي النهشلي البغدادي.
ولد في آخر سنة ست وثلاثمائة، وسمع من أبي القاسم البغوي، وابن صاعد، وأبي سعيد العدوي. روى عنه أبو الحسن العتيقي، وأبو القاسم الأزهري، وأبو محمد الخلال، وأبو الحسين بن النقور، وآخرون.
قال الأزهري: ليس بشيء، حضرته وهو يقرأ عليه كتاب ديوان الأنواع الذي جمعه، فقال لي ابن الآبنوسي: ليس هذا سماعه، وإنما رأى على نسخة على ترجمتها اسم وافق اسمه فادعى ذلك.
وقال العتيقي: توفي في جمادى الآخرة، وكان يرمى بالتشيع، وكانت له أصول حسان.
182 -
أحمد بن محمد بن علي الطيرائي
.
يشتبه بالطبراني بموحدة. روى عن أبي إسحاق الهجيمي، وأحمد بن محمود بن خرزاذ الأهوازي. روى عنه عبد الوهاب بن محمد البقال، وآخرون.
حدث في سنة ست بأصبهان.
183 -
إبراهيم بن محمد ابن الشرفي الحضرمي
، خطيب قرطبة، أبو إسحاق.
روى عن أحمد بن مطرف، وأبي عيسى الليثي، وجماعة، وكان مجلسه محتفلاً بوجوه الناس وطلبة العلم، وكان ذكياً حافظاً، ولكن أصابه فالج وخرس، وكان إليه شرطة قرطبة، وكان ابن أبي عامر الحاجب يقول: إنه يصلح لكل أمر.
184 -
إسحاق بن عبد الله بن إسحاق النصري
، أبو يعقوب الحنفي، شيخ الحنفية وعالمهم بجرجان.
روى عن دعلج، وأبي علي ابن الصواف، وتوفي في المحرم.
185 -
إسحاق بن محمد بن حمدان بن نوح
، أبو إبراهيم المهلبي البخاري الخطيب.
روى عن محمد بن حمدويه المروزي، وعبد الله بن محمد الحارثي، وجماعة. وعنه أبو القاسم الأزهري، والحسين أخو الخلال، وغيرهما.
186 -
إسماعيل بن أبي بكر أحمد بن إبراهيم بن إسماعيل بن العباس
، العلامة أبو سعد الإسماعيلي الجرجاني الفقيه، شيخ الشافعية بجرجان.
كان مقدماً في الفقه والعربية، كثير التصانيف، رئيساً مفضلاً على أهل العلم. روى عن أبيه، وابن عدي، وأبي العباس الأصم، وابن دحيم الشيباني، وأحمد بن كامل بن شجرة، وعمر بن حفص المكي، وجماعة. روى عنه بنوه: المفضل والسري وسعد ومسعدة، وأبو القاسم التنوخي، وأبو محمد الخلال، وحمزة بن يوسف السهمي، وخلق سواهم.
وثقه الخطيب وغيره.
قال القاضي أبو الطيب: ورد الإمام أبو سعد بغداد، فأقام بها سنة، ثم حج، وعقد له الفقهاء مجلسين، فولي أحدهما أبو حامد الإسفراييني، والآخر أبو محمد البافي. وتوفي في نصف ربيع الآخر ليلة الجمعة، وله ثلاث وستون سنة. ومما أكرمه الله به أن مات، وهو في صلاة المغرب يقرأ: إياك نعبد وإياك نستعين ففاضت نفسه.
قال حمزة السهمي: كان إمام زمانه، مقدماً في الفقه وأصول الفقه والعربية والكتابة والشروط والكلام، صنف في أصول الفقه كتاباً كبيراً،
وتخرج على يده جماعة، مع الورع الثخين، والمجاهدة والنصح للإسلام، والسخاء، وحسن الخلق. بالغ السهمي في تقريظه.
187 -
حاتم بن عبد الله بن أحمد بن حاتم بن فرانك
، أبو بكر القرطبي البزاز.
ولد سنة إحدى عشرة وثلاثمائة، وحدث عن أحمد بن خالد بن الجباب، وعبد الله بن يونس القبري، والحسن بن سعد. وعمر دهراً؛ روى عنه القاضي أبو عمر بن الحذاء، وقال: أظنه مات في سنة ست وتسعين.
188 -
شعيب بن محمد بن شعيب
، أبو صالح العجلي البيهقي.
وكان أبوه فقيه عصره للشافعية بنيسابور، وسمع شعيب من أبي نعيم عبد الملك بن عدي، ومحمد بن حمدون، وأبي حامد ابن الشرقي، ومكي بن عبدان، وبالعراق من أبي بكر ابن الأنباري، وأبي عبد الله المحاملي. وروى الكثير بنيسابور؛ روى عنه الحاكم، وقال: توفي في صفر، وولد سنة تسع وثلاثمائة، وأبو عثمان سعيد البحيري.
189 -
طالب بن عثمان
، أبو أحمد الأزدي النحوي البغدادي المؤدب.
سمع محمد بن حمدويه المروزي، وأبا بكر ابن الأنباري، والمحاملي. روى عنه علي بن محمد المالكي، ومحمد بن الحسين العطار، وجماعة، وآخرهم أبو الحسين ابن المهتدي.
وثقه الخطيب.
190 -
عبد الرحمن بن أحمد بن أصبغ
، أبو المطرف الأموي.
روى في هذه السنة بالأندلس عن أبي الحسن الدارقطني. حدث عنه عبد الرحمن بن يوسف الرفاء.
191 -
عبد الرحمن بن يحيى بن محمد
، أبو زيد القرطبي العطار.
روى عن أحمد بن سعيد بن حزم الصدفي، وأحمد بن المطرف بن أبي عيسى، وجماعة، وحج، وسمع من حمزة الكناني، وبكير ابن الحداد، وأبي حفص عمر الجمحي، والحسن بن الخضر الأسيوطي. وسمع الناس منه كثيراً.
قال ابن بشكوال: كان ثقةً كثير السماع.
روى عنه أبو إسحاق بن شنظير، وأبو عمر بن عبد البر، وعاش سبعين سنة رحمه الله.
192 -
عبد الوهاب بن الحسن بن الوليد بن موسى
الكلابي المحدث، أبو الحسين الدمشقي المعروف بأخي تبوك.
روى عن محمد بن خريم، وطاهر بن محمد، وسعيد بن عبد العزيز، وأبي الجهم بن طلاب، وأبي الحسن بن جوصا، وإبراهيم بن عبد الرحمن بن مروان، وأبي عبيدة أحمد بن عبد الله بن ذكوان، ومحمد بن بكار السكسكي، وخلق سواهم. روى عنه تمام، وعبد الوهاب الميداني، ورشأ بن نظيف، وأبو علي الأهوازي، وأبو القاسم بن الفرات، وأبو القاسم السميساطي، وأبو القاسم الحنائي، وأبو الحسين محمد بن أحمد بن حسنون النرسي، وخلق كثير.
ولد في ذي القعدة، سنة ست وثلاثمائة، وتوفي في ربيع الأول، عن تسعين سنة.
قال عبد العزيز الكتاني: كان ثقة نبيلاً مأمونا.
قلت: كان مسند وقته بدمشق.
193 -
علي بن جعفر
، أبو الحسين السيرواني الصوفي الزاهد، المجاور بمكة.
في سلخ المحرم كان موته.
قال الحبال: يقال: إنه بلغ من السن مائة وإحدى وأربعين سنة، حدثونا عنه، وحدث عن إبراهيم الخواص.
وقال السلمي في تاريخه: هو من ثقات الشيوخ بناحيته، معدوم القرين، صحب الشبلي.
أخبرنا ابن الخلال، قال: أخبرنا جعفر، قال: أخبرنا العثماني، قال: حدثني أبو القاسم عبد الرحمن بن أبي بكر القرشي المقرئ، قال: حدثنا عبد الباقي بن فارس، قال: حدثنا أبو حفص بن عراك إمام الجامع العتيق بمصر، قال: كان الشيخ أبو الحسن السيرواني المجاور يزور إخوانه في البلاد، فزارني سنةً، فبينا هو جالس معي، إذ سمعنا ضوضاة في الجامع، فقيل لنا: رجل سرق منه شيء، فاستحضره الشيخ، فسأله عن أمره، فقال له: إني فقير، ولي عائلة، ففتح علي برداء ودينارين، فصررتهما في الرداء، فسرق ذلك مني، فقال له: قف، ثم حرك الشيخ شفتيه، ورفع طرفه إلى السماء، فما استتم دعاءه حتى سمعنا قائلاً يقول: من ضاع منه شيء فليصفه ويأخذه، فوصف له الرجل صفة متاعه، فسلمه إليه، فقال له الشيخ: خذه وامض.
قال ابن عراك: فسألته عما دعا به، فقال: دعوت باسم الله الأعظم، فسألته أن يعلمني إياه، فامتنع، ثم قال لي: قل: اللهم إنا نسألك بأن لك الحمد، لا إله إلا أنت المنان، بديع السماوات والأرض، ذو الجلال والإكرام، الحي القيوم، أحرزت نفسي بالحي الذي لا يموت، وألجأت ظهري للحي القيوم، لا إله إلا الله نعم القادر الله، لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين، أفوض أمري إلى الله، لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
194 -
علي بن محمد بن إسحاق بن محمد بن يزيد
، أبو الحسن الحلبي القاضي الفقيه الشافعي، نزيل مصر.
سمع جده إسحاق، وعلي بن عبد الحميد الغضائري، وعبد الرحمن بن عبيد الله ابن أخي الإمام، ومحمد بن إبراهيم بن نيروز الأنماطي،
ومحمد بن نوح الجنديسابوري، ومحمد بن الربيع الجيزي، وأبي بكر بن زياد النيسابوري، وجماعة سواهم. روى عنه عبد الملك بن أبي عثمان الزاهد، ورشأ بن نظيف، والحسين بن عتيق التنيسي، وعبد الملك بن عمر البغدادي الرزاز، وأبو الحسين محمد بن مكي، وآخرون.
قال أبو عمرو الداني: روى عن ابن مجاهد كتاب السبعة له، وهو وشيخنا أبو مسلم آخر من بقي من أصحاب ابن مجاهد، وعمر أبو الحسن عمراً طويلاً، حتى نيف على عشر ومائة فيما بلغني.
قلت: ورخ موته القاضي، وقال: يقال: إنه ولد سنة خمس وتسعين ومائتين. قلت: فعلى هذا يكون قد عاش مائة سنة وسنة.
أنبأني أحمد بن عبد القادر العامري، قال: أخبرنا عبد الصمد بن محمد الحاكم، قال: أخبرنا طاهر بن سهل الإسفراييني سنة خمس وعشرين وخمسمائة، قال: أخبرنا محمد بن مكي الأزدي، قال: أخبرنا علي بن محمد بن إسحاق، قال: حدثنا عبد الرحمن بن عبيد الله ابن أخي الإمام بحلب، قال: حدثنا محمد بن قدامة، قال: حدثنا جرير، عن رقبة، عن جعفر بن إياس، عن حبيب يعني ابن سالم، عن النعمان بن بشير، قال: أنا أعلم الناس بميقات هذه الصلاة، صلاة عشاء الآخرة، كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصليها لسقوط القمر لثالثه. تفرد به جرير، عن رقبة بن مصقلة.
195 -
علي بن محمد بن يوسف بن يعقوب
، الأستاذ أبو الحسن ابن العلاف البغدادي المقرئ، والد أبي طاهر ابن العلاف، وجد أبي الحسن الحاجب.
كاد أن يقرأ على ابن مجاهد، وابن شنبوذ، فإنه ولد سنة عشر وثلاثمائة، وعني بالقراءات في كبره، وقرأ على النقاش، وبكار بن أحمد، وزيد بن علي بن أبي بلال، والحسن بن داود النقار، وعبد الواحد بن أبي هاشم. وسمع من علي بن محمد الواعظ وجماعة، وتصدر للإقراء مدة، واشتهر وبعد صيته. قرأ عليه الحسن بن محمد أبو علي المالكي صاحب الروضة، وأحمد بن محمد القنطري، وأبو علي الشرمقاني، والحسن بن
علي العطار، وأبو الفتح ابن شيطا، وآخرون.
وثقه الخطيب.
196 -
قاسم بن محمد بن قاسم بن عباس
، أبو محمد بن عسلون القرطبي الفراء.
يقال: مات في السنة الماضية.
وقال أبو عمر ابن الحذاء: مات في سنة ست في جمادى الآخرة، ومولده سنة أربع عشرة وثلاثمائة. أكثر عن خالد بن سعد، وكان جارا له، وعن أحمد بن سعيد، وأحمد بن مطرف، وطائفة.
وكان من الصالحين. روى عنه ابن عبد البر، وغيره.
197 -
محمد بن أحمد بن محمد بن جعفر بن محمد بن بحير بن نوح
، أبو عمرو البحيري النيسابوري المزكي.
سمع أباه أبا الحسين، ويحيى بن منصور القاضي، وعبد الله بن محمد الكعبي، ومحمداً وعلياً ابني المؤمل بن الحسن. ورحل إلى العراق بعد الستين وثلاثمائة، فكتب عن الموجودين. روى عنه الحاكم، وهو أكبر منه، وأبو العلاء محمد بن علي الواسطي ومحمد بن شعيب الروياني.
قال الحاكم: كان من حفاظ الحديث المبرزين في المذاكرة. توفي في شعبان، وله ثلاث وستون سنة.
قلت: روى عنه ابنه سعيد أيضاً، وله أربعون حديثاً، سمعناها بعلو.
198 -
محمد بن أحمد بن عبدوس بن أحمد
، أبو بكر الأديب النحوي النيسابوري الفقيه.
سمع أبا عمرو الحيري، ومكي بن عبدان، وابن الشرقي، وعمه إبراهيم بن عبدوس.
قال الحاكم: عقدت له مجلس الإملاء سنة ثمان وثمانين، وتوفي في شعبان سنة ست وتسعين.
قلت: روى عنه الحاكم، وأبو القاسم القشيري، وأبو يعلى الصابوني.
ومن طبقته:
199 -
أحمد بن محمد بن عبدوس
، أبو بكر الحافظ النسوي، نزيل مرو.
سمع بدمشق أبا القاسم علي بن أبي العقب، وبكير بن الحسن الرازي بمصر، وجماعة. روى عنه أبو محمد عبد الله بن يوسف الجويني الفقيه، والحسن بن القاسم المروزي، ومحمد بن الحسن الفقيه المروزي.
ومن طبقتهما:
200 -
أحمد بن محمد بن عبدوس الحاتمي
، أبو الحسن النيسابوري الفقيه الشافعي.
سمع الأصم وجماعة، ومات في الكهولة في حياة أبيه سنة خمس وثمانين وثلاثمائة، وكان من الفضلاء.
• - أما أحمد بن محمد بن عبدوس العنزي الطرائفي صاحب عثمان بن سعيد الدارمي، فقد ذكر في سنة ست وأربعين وثلاثمائة، رحمه الله.
201 -
محمد بن أبي إسحاق النيسابوري المطوعي الكيال
، أصله من جرجان.
سمع من الأصم وأبي عبد الله الصفار، وكان من الصالحين.
202 -
محمد بن الحسن بن الفضل بن المأمون
، أبو بكر الهاشمي العباسي البغدادي.
سمع أبا بكر بن زياد النيسابوري، وأبا بكر ابن الأنباري، والمحاملي، وجماعة. وهو جد أبي الغنائم عبد الصمد بن علي. روى عنه
أبو بكر البرقاني، وهبة الله اللالكائي، وعبد الباقي بن محمد بن غالب العطار، وجماعة.
وعاش ستاً وثمانين سنة، ووثقه الخطيب.
203 -
محمد بن علي بن النضر
، أبو بكر الديباجي البغدادي.
سمع علي بن عبد الله بن مبشر الواسطي، وأحمد بن محمد بن سعدان الواسطي، ومحمد بن حمدويه المروزي. روى عنه هبة الله اللالكائي، وأبو بكر البرقاني.
ووثقه أبو الحسن العتيقي.
204 -
محمد بن عمر بن علي بن خلف بن زنبور
، أبو بكر الوراق، من شيوخ بغداد.
حدث عن أبي بكر بن أبي داود، وأبي القاسم البغوي، وعمر الدربي، وابن صاعد، وغيرهم. روى عنه أبو القاسم الأزهري، وأبو محمد الخلال، وجماعة آخرهم أبو نصر محمد بن محمد الزينبي.
قال الأزهري: ضعف في روايته عن البغوي، وسماعه من الدربي صحيح.
وقال العتيقي: فيه تساهل، وتوفي في صفر.
وقال الخطيب: كان ضعيفاً جداً.
قلت: وهو راوي البعث لابن أبي داود، والثاني من مسند ابن مسعود.
205 -
محمد بن عيسى بن محمد بن معلى بن أبي ثور
، أبو عبد الله الحضرمي الوراق، من أهل قرطبة.
روى عن أحمد بن سعيد بن حزم، وأبي جعفر بن عون الله، وجماعة. وكانت له عناية كبيرة بالرواية، وكان صالحاً ثقة، ولد سنة سبع عشرة وثلاثمائة، روى عنه أبو المطرف بن فطيس القاضي وغيره، وتوفي
في ربيع الآخر؛ ذكره ابن بشكوال.
وقد ذكره ابن الفرضي فقال: سمع من أحمد بن مطرف، ومحمد بن معاوية القرشي، وكان شيخاً صالحاً حسن المعرفة، ثقة، رحمه الله.
206 -
محمد بن نصر بن أحمد بن مالك
، أبو الحسن القطيعي.
روى عن المحاملي، ويوسف بن البهلول الأزرق. روى عنه أبو محمد الخلال وغيره، وبقي إلى هذه السنة.
207 -
نجيح بن سليمان بن نجيح الخولاني الأندلسي
.
توفي بالأندلس.
208 -
ياسين بن محمد بن محمد بن ياسين بن النضر
، أبو يوسف الباهلي النيسابوري.
سمع مكي بن عبدان، وجماعة. روى عنه الحاكم في تاريخه.
سنة سبع وتسعين وثلاثمائة
209 -
أصبغ بن الفرج بن فارس
، أبو القاسم الطائي القرطبي المالكي الفقيه.
من كبار المفتين بقرطبة، كان من أهل اليقظة والنباهة، بصيراً بالفقه. سمع من أبي جعفر بن عون الله، وأبي محمد بن عبد المؤمن، وأبي محمد الباجي.
ولي قضاء بطليوس فأحسن السيرة، ومنهم من يقول: توفي سنة أربعمائة.
وكان أخوه حامد من الصلحاء القانتين، يتبرك بلقائه وينتفع بدعائه، عاش بعد أخيه أصبغ خمسة أعوام.
210 -
الحسن بن محمد بن إبراهيم
، أبو علي النسوي.
قال عبد الغافر: شيخ قديم، ثقة، كثير الحديث. سمع أبا بكر القطان، وأبا حامد بن بلال، والأصم، وحدث.
211 -
خلف بن سليمان
، أبو القاسم ابن الحجام القرطبي.
كان مجوداً لحرف نافع، قرأ على أبي الحسن الأنطاكي، وكان عارفاً برسم المصحف ونقطه بارعاً فيه، ولذلك قيل له: خلف الناقط.
212 -
سعيد بن يوسف
، أبو عثمان الأموي الأندلسي القلعي، من قلعة أيوب.
روى في الرحلة عن أبي بكر محمد بن عمار الدمياطي، وإبراهيم بن أبي غالب المصري، وجماعة. روى عنه الصاحبان، وأبو عبد الله بن عبد السلام.
213 -
سعيد بن محمد بن سيد أبيه
، أبو عثمان الأموي الأندلسي.
حج وأكثر عن أبي بكر الآجري، وحمزة بن محمد الكناني، ولقي بالقيروان علي بن مسرور، وتميم بن محمد.
وكان صالحاً زاهداً متبتلاً مجاهداً، أجاز للخولاني في هذه السنة جميع روايته، وكان مولده في سنة ثمان وعشرين وثلاثمائة.
214 -
عبد الله بن محمد بن أحمد بن محمد بن الفرج بن متويه القزويني
، الفقيه النسابة الحافظ.
كان متفنناً في العلوم. سمع علي بن مهرويه، وفي الرحلة من إسماعيل الصفار، وعبد الله بن شوذب الواسطي، وجماعة. وولي قضاء خراسان، وعاش بضعاً وسبعين سنة، روى عنه أبو يعلى الخليل بن عبد الله.
215 -
عبد الله بن محمد بن سعيد بن داود
، أبو محمد المديني.
شيخ صالح، يروي عن ابن داسة. وعنه عبد الرحمن بن مندة، وسعيد المعداني.
مات في رجب سنة سبع وتسعين.
216 -
عبد الله بن مسلم بن يحيى
، أبو يعلى الدباس.
بغدادي ثقة، روى عن القاضي المحاملي. روى عنه هبة الله اللالكائي، وعبيد الله الأزهري، وابن الغريق، وأحمد بن سليمان المقرئ.
217 -
عبد الحميد بن محمد
، أبو القاسم الشاشي الخانكاهي المذكر.
سمع من الأصم وطبقته، توفي في ذي القعدة.
218 -
عبد الرحمن ابن المزكي أبي إسحاق إبراهيم بن محمد بن يحيى
، أبو الحسن النيسابوري.
حدث بنيسابور وبغداد عن محمد بن عمر بن حفص، وابن الشرقي، وأبي العباس الأصم، وأبي بكر القطان، وأبي حامد بن بلال، وجماعة، وخرجوا له الفوائد.
قال الحاكم: توفي في شعبان، وكان من عقلاء الرجال العباد.
وقال الخطيب: كان ثقة، حدثنا عنه محمد بن طلحة.
قلت: وروى عنه عمر بن أحمد النيسابوري الجوري، وأحمد بن منصور المغربي.
219 -
عبد الرحمن بن عمر بن أحمد بن حمة
، أبو الحسين البغدادي الخلال.
سمع المحاملي، وابن عقدة، وعبد الغافر بن سلامة، وجماعة. روى عنه البرقاني، وعبد العزيز الأزجي، وعبيد الله الأزهري، وأحمد بن سليمان المقرئ، وأبو الحسين محمد ابن المهتدي بالله، وطائفة.
وثقه الخطيب، وعنده جملة كبيرة من مسند يعقوب بن شيبة، سمعه من حفيده، وقد مر أبوه في سنة ستين وثلاثمائة.
220 -
عبد الرحمن بن محمد بن محمد بن إسحاق
، أبو القاسم ابن الحاكم أبي أحمد الأنماطي المزكي.
نيسابوري، ثقة جليل، روى عن أبي العباس الأصم وأقرانه، وتوفي يوم الشك.
221 -
عبد الرحمن بن محمد بن أحمد بن عبيد الله
، أبو المطرف الرعيني القرطبي، المعروف بابن المشاط.
أخذ القراءات عن أبي الحسن الأنطاكي، وسمع من خلف بن قاسم وغيره، وكان فاضلاً رئيساً عالماً متصلاً بالدولة، نفق على المنصور محمد بن أبي عامر، وولي قضاء بلنسية وغيرها.
توفي فجاءة في جمادى الآخرة، وصلى عليه والده الثكلان به،
وعاش بعده عامين.
222 -
عبد الصمد بن عمر
، أبو القاسم، الدينوري ثم البغدادي، الواعظ.
روى عن أبي بكر النجاد.
قال الخطيب: حدثنا عنه عبد العزيز الأزجي، والقاضي أبو عبد الله الصيمري، قال: وكان زاهداً ثقة أماراً بالمعروف ناهياً عن المنكر، صاحب مجاهدات وأوراد ومقامات، وإليه تنسب الطائفة المعروفة بأصحاب عبد الصمد.
قلت: وكان ببغداد في زماننا الشيخ عبد الصمد بن أبي الجيش المقرئ الصالح، له أصحاب منهم الشيخ إبراهيم بن أحمد الرقي الزاهد رحمة الله عليه، والشيخ أبو بكر المقصاتي المقرئ، وجماعة ببغداد ينسبون إليه أيضاً.
223 -
عبد الكريم بن أحمد بن أبي جدار
، أبو الحسن المصري.
شيخ مسند، يروي عن أحمد بن عبد الوارث العسال وغيره. روى عنه أبو إبراهيم أحمد بن القاسم بن ميمون الحسيني، وجماعة.
توفي في سلخ رجب.
224 -
عبد الملك بن سعيد بن إبراهيم بن معقل بن الحجاج
، أبو مروان النسفي.
شيخ ثقة، ولد سنة إحدى عشرة وثلاثمائة، وسمع من الطرخاني، ونصر بن مكي، وخلف بن الفتح، والهيثم بن كليب.
روى عنه المستغفري في تاريخه.
225 -
عصم بن محمد بن يعقوب بن إسحاق
، أبو نصر بن أبي حاتم الهروي، وليس هو بالعصمي.
توفي في شعبان.
226 -
علي بن أحمد بن علي النيسابوري الشاهد الحذاء
.
سمع الأصم وطبقته، وحدث.
227 -
علي بن عمر بن أحمد الفقيه
، أبو الحسن ابن القصار البغدادي المالكي.
روى عن علي بن الفضل الستوري وغيره. روى عنه أبو ذر الهروي، وأبو الحسين محمد ابن المهتدي بالله وغيرهما.
ووثقه الخطيب، وكان من كبار المالكية ببغداد، تفقه على القاضي أبي بكر الأبهري.
قال أبو إسحاق الشيرازي: له كتاب في مسائل الخلاف كبير، لا أعرف لهم كتاباً في الخلاف أحسن منه.
وقال القاضي عياض: كان أصولياً نظاراً، ولي قضاء بغداد.
وقال أبو ذر: هو أفقه من لقيت من المالكيين، وكان ثقة قليل الحديث، توفي سنة ثمان وتسعين.
قلت: الصحيح وفاته في هذه السنة في ثامن ذي القعدة؛ ضبطها ابن أبي الفوارس في الوفيات له.
228 -
علي بن معاوية بن مصلح
، أبو الحسن الأندلسي.
حج وسمع أبا حفص عمر بن أحمد الجمحي، وإبراهيم بن محمد الديبلي، والآجري، وحمزة بن محمد الكناني الحافظ، وأبا محمد بن الورد البغدادي، والحسن بن الخضر. وسمع بقرطبة من خالد بن سعد، وأحمد بن مطرف، وبمدينة الفرج من وهب بن مسرة، ومحمد بن القاسم بن مسعدة.
قال ابن بشكوال: كان شيخاً فاضلاً، ثقة فيما رواه. سمع الناس منه كثيراً، حدث عنه الصاحبان، وتوفي في رجب، وكان مولده سنة ثلاث
عشرة وثلاثمائة.
229 -
عمر بن إبراهيم بن محمد بن سهل
، أبو سعد الهروي، خال القراب.
روى عن أبيه، وأبي أحمد محمد بن قريش بن سليمان. روى عنه إسحاق القراب، وحمزة بن فضالة.
توفي في جمادى الآخرة.
230 -
محمد بن أحمد بن محمد بن عبيد
، أبو عبد الله الوشاء الفقيه المالكي الزاهد، كبير المالكية بمصر.
أخذ عن أبي إسحاق محمد بن القاسم بن شعبان المصري وغيره، ورحل الناس إليه. وكان قوي النفس، شديد المباينة لبني عبيد أصحاب مصر. أخذ عنه أبو عمران الفاسي، وأبو محمد الشنتجالي، وأبو محمد بن غالب السبتي.
قال الحبال: توفي في تاسع جمادى الآخرة.
231 -
محمد بن سعيد البوشنجي
، قاضي بوشنج وخطيبها.
قتل غيلة في رمضان.
231 مكرر -
محمد بن عبد الله بن محمد بن عامر
بن أبي عامر محمد بن يزيد بن الوليد، الحاجب أبو عامر المعافري الأندلسي، الملقب بالمنصور.
قيل: توفي في ربيع الأول من هذه السنة؛ قاله الأمير عزيز. وقد تقدم في سنة ثلاث، فالله أعلم أيهما أصح.
232 -
محمد بن محمد بن سلمان بن جعفر
، أبو الحسن العبدي البغدادي العطار.
سمع أبا بكر بن زياد النيسابوري، والقاسم والحسين ابني المحاملي، وأحمد بن محمد الأدمي.
قال العتيقي: هو ثقة مأمون، مات في صفر.
روى عنه ابن المهتدي بالله.
233 -
موسى بن أحمد بن سعيد
، أبو محمد اليحصبي القرطبي، ويعرف بالولد، الفقيه المالكي.
سمع قاسم بن محمد وأحمد بن مطرف، ودرس الفقه، وتقلد الشورى.
قال ابن الفرضي: نسب إليه تخليط كثير عرف به.
234 -
النعمان بن محمد بن محمود بن النعمان
، أبو نصر الجرجاني التاجر، نزيل نيسابور.
سمع أبا طاهر محمد بن الحسن المحمدآباذي، والأصم، وأبا يعقوب إسحاق بن إبراهيم البحري الجرجاني. وتفقه على أبي بكر الإسماعيلي، وسمع بآمل من أصحاب أبي حاتم الرازي، وأكثر عن ابن عدي. روى عنه أبو عبد الله الحاكم.
235 -
أبو سهل بن أبي بشر
، هو محمد بن هارون النيسابوري.
سمع أبا بكر القطان، والأصم.
توفي في رجب.
236 -
أبو سهل محمد بن يحيى النيسابوري الواعظ
.
عن الأصم، وأبي سهل القطان.
مات في صفر.
237 -
أبو العباس بن واصل
.
كان يخدم في الكرخ، وكانوا يقولون: إنك تملك. يهزؤون به، ويقول بعضهم: إن صرت ملكاً فاستخدمني. ويقول الآخر: اخلع علي. فآل أمره إلى أن ملك سيراف ثم البصرة، ثم قصد الأهواز، وحارب السلطان بهاء الدولة وهزمه، ثم تملك البطيحة، وأخرج عنها مهذب الدولة
علي بن نصر إلى بغداد، فنزح مهذب الدولة بخزائنه فأخذت في الطريق، واضطر إلى أن ركب بقرة، واستولى ابن واصل على داره وأمواله. ثم إن فخر الملك أبا غالب قصد ابن واصل فعجز عن حربه، واستجار بحسان الخفاجي، ثم قصد بدر بن حسنويه، فقتل بواسط في صفر.
سنة ثمان وتسعين وثلاثمائة
238 -
أحمد بن إبراهيم
بن محمد بن سهل
، أبو بكر بن أبي إسحاق الهروي القراب الشهيد.
سمع أبا علي بن رزين الباشاني وغيره. وعنه شيخ الإسلام إسماعيل الصابوني، وأبو العلاء صاعد بن منصور بن محمد بن محمد الأزدي، وأبو عاصم محمد بن أحمد العبادي الفقيه، وجماعة.
239 -
أحمد بن إبراهيم، أبو العباس البروجردي، الوزير وزير فخر الدولة أبي الحسن بن بويه، كان يلقب بالأوحد الكافي.
وكان أديباً شاعراً، توفي في صفر، وأخرج تابوته، وشيعه الكبار والأشراف، وحمل إلى مشهد كربلاء فدفن به، وكان يتشيع، وسافر مع تابوته جماعة.
239 مكرر -
أحمد بن جعفر بن أحمد
، أبو الحسن الذارع.
روى عن المحاملي، ويوسف الأزرق. روى عنه أبو محمد الخلال، وقال: ثقة.
340 -
أحمد بن الحسين بن يحيى بن سعيد
، أبو الفضل الهمذاني، الملقب ببديع الزمان.
صاحب الرسائل الرائقة، وصاحب المقامات التي على منوالها، صنف الحريري، واعترف له بالفضل.
ومن كلامه: الماء إذا طال مكثه ظهر خبثه، وإذا سكن متنه تحرك نتنه.
الموت خطب قد عظم حتى هان، ومس خشن حتى لان، والدنيا قد تنكرت حتى صار الموت أخف خطوبها، وجنت حتى صار أصغر ذنوبها، فانظر يمنة هل ترى إلا محنة، ثم انظر يسرة هل ترى إلا حسرة.
ومن رسائله البديعة، وكان قد جرى ذكره في مجلس شيخه أبي الحسين بن فارس، فقال ما معناه: إن بديع الزمان قد نسي حق تعليمنا إياه
وعقنا، وطمح بأنفه عنا، فالحمد لله على فساد الزمان، وتغير نوع الإنسان. فبلغ ذلك بديع الزمان، فكتب إليه: نعم، أطال الله بقاء الشيخ الإمام، إنه الحمأ المسنون، وإن ظنت به الظنون، والناس لآدم، وإن كان العهد قد تقادم، وتركيب الأضداد، واختلاف الميلاد، والشيخ يقول: فسد الزمان. أفلا يقول: متى كان صالحاً؟ أفي الدولة العباسية، فقد رأينا آخرها، وسمعنا أولها، أم المدة المروانية، وفي أخبارها.
لا تكسع الشول بأغبارها أم السنين الحربية؟
والسيف يعقد في الطلى والرمح يركز في الكلى ومبيت حجر بالفلا وحرتان وكربلا أم البيعة الهاشمية، والعشرة براس من بني فراس؟ أم الأيام الأموية، والنفير إلى الحجاز، والعيون تنظر إلى الأعجاز؟ أم الإمارة العدوية، وصاحبها يقول: هلم بعد البزول إلى النزول؟ أم الخلافة التيمية، وهو يقول: طوبى لمن مات في نأنأة الإسلام؟ أم على عهد الرسالة ويوم الفتح، قيل: اسكني يا فلانة، فقد ذهبت الأمانة؟ أم في الجاهلية، ولبيد في خلف كجلد الأجرب؟ أم قبل ذلك، وأخو عاد يقول:
إذ الناس ناس والبلاد بلاد؟ أم قبل ذلك، وآدم فيما قيل يقول:
تغيرت البلاد ومن عليها؟ أم قبل ذلك، والملائكة تقول:(أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء)؟ ما فسد الناس؛ إنما اطرد القياس، ولا أظلمت الأيام؛ إنما امتد الظلام، وهل يفسد الشيء إلا عن صلاح، ويمسي المرء إلا عن صباح؟ وإني على توبيخ شيخنا لي لفقير إلى لقائه، شفيق على بقائه، منتسب إلى ولائه، شاكر لآلائه، لا أحل حريداً عن أمره، ولا أقل بعيداً عن قلبه، وما نسيته ولا أنساه، إن له على كل نعمة خولينها الله نارا، وعلى كل كلمة علمنيها الله منارا، ولو عرفت لكتابي موقعاً من قلبه، لاغتنمت
خدمته به، ولرددت إليه سؤر كاسه وفضل أنفاسه، ولكني خشيت أن يقول: هذه بضاعتنا ردت إلينا.
وله - أيده الله - العتبى والمودة في القربى، والمرباع، وما ناله الباع، وما ضمه الجلد، وضمنه المشط، ليست رضى، ولكنها جل ما أملك اثنتان، أيد الله الشيخ الإمام الخراسانية والإنسانية، وإن لم أكن خراساني الطينة فإني خراساني المدينة، والمرء من حيث يوجد، لا من حيث يولد، فإذا أضاف إلى خراسان ولادة همذان، ارتفع القلم، وسقط التكليف، فالجرح جبار، والجاني حمار، ولا جنة ولا نار، فليحملني على هناتي، أليس صاحبنا يقول:
لا تلمني على ركاكة عقلي إن تيقنت أنني همذاني والسلام.
وله:
كتابي، والبحر وإن لم أره، فقد سمعت خبره. والليث وإن لم ألقه، فقد بصرت خلقه. والملك العادل وإن لم أكن لقيته، فقد بلغني صيته، ومن رأى من السيف أثره، فقد رأى أكثره. والحضرة وإن احتاج إليها المأمون وقصدها، ولم يستغن عنها قارون، فإن الأحب إلي أن أقصدها قصد موال، والرجوع عنها بجمال أحب إلي من الرجوع عنها بمال. قدمت التعريف، وأنا أنتظر الجواب الشريف، فإن نشط الأمير لضيف ظله خفيف، وضالته رغيف، فعل، والسلام.
وله:
إنا لقرب دار مولانا كما طرب النشوان مالت به الخمر، ومن الارتياح إلى لقائه كما انتفض العصفور بلله القطر، ومن الامتزاج بولائه كما التقت الصهباء والبارد العذب، ومن الابتهاج بمزاره كما اهتز تحت البارح الغصن الرطب.
ومن شعره:
وكاد يحكيك صوب الغيث منسكباً لو كان طلق المحيا يمطر الذهبا والدهر لو لم يخن والشمس لو نطقت والليث لو لم يصل والبحر لو عذبا
وأول هذه القصيدة:
علي أن لا أريح العيس والقتبا وألبس البيد والظلماء واليلبا وأترك الخود معسولاً مقبلها وأهجر الكاس تعرو شربها طربا وطفلة كقضيب البان منعطفا إذا مشت وهلال العيد منتقبا تظل تنثر من أجفانها حببا دوني وتنظم من أسنانها حببا منها:
فأين الذين أعدوا المال من ملك ترى الذخيرة ما أعطى وما وهبا ما الليث مختطماً والسيل مرتطما والبحر ملتطما والليل مقتربا أمضى شباً منك أدهى منك صاعقة أجدى يميناً وأدنى منك مطلبا يا من تراه ملوك الأرض فوقهم كما يرون على أبراجها الشهبا لا تكذبن فخير القول أصدقه ولا تهابن في أمثالها العربا فما السموأل عهداً والخليل قرى ولا ابن سعدى ندى والشنفرى غلبا من الأمير بمعشار إذا اقتسموا مآثر المجد فيما أسلفوا نهبا ولا ابن حجر ولا ذبيان يعشرني والمازني ولا القيسي منتدبا هذا لركبته أو ذا لرهبته أو ذا لرغبته أو ذا إذا طربا وهي من غرر القصائد لولا ما شانها بإساءة أدبه على خليل الله عليه السلام، وما ذاك ببعيد من الكفر.
توفي البديع الهمذاني بهراة في حادي عشر جمادى الآخرة مسموماً، وقيل: مات بالسكتة، وعجل دفنه، وأنه أفاق في قبره، وسمع صوته بالليل، وأنه نبش، فوجد وقد قبض على لحيته من هول القبر، وقد مات، رحمه الله.
241 -
أحمد بن علي بن أحمد بن محمد بن الفرج
، أبو بكر الهمذاني الشافعي الفقيه، المعروف بابن لال.
روى عن أبيه، والقاسم بن أبي صالح، وعبد الرحمن الجلاب، وموسى الفراء، وعبد الله بن أحمد الزعفراني من أهل همذان، وإسماعيل
الصفار، وعبد الصمد الطستي، وعبد الباقي بن قانع، وعثمان ابن السماك، وعبد الله بن شوذب الواسطي، وعلي بن الفضل الستوري، وجماعة بالعراق، وأبي سعيد أحمد بن محمد ابن الأعرابي بمكة، وحفص بن عمر الأردبيلي، وعلي بن محمد بن عامر النهاوندي، وأبي نصر محمد بن حمدويه المروزي، وأبي بكر بن محمويه العسكري، وأبي الحسن علي بن إبراهيم القطان.
روى عنه جعفر بن محمد الأبهري، ومحمد بن عيسى الصوفي، وحميد ابن المأمون، وأبو مسعود أحمد بن محمد البجلي الرازي، وأحمد بن عيسى ابن عباد الدينوري، وأبو الفرج عبد الحميد بن الحسن الفقاعي، وأبو الفرج البجلي، وخلق كثير من أهل همذان، ومن الواردين عليها.
وكان إماماً ثقة مفتياً.
قال شيرويه: كان ثقة، أوحد زمانه، مفتي البلد؛ يعني همذان، يحسن هذا الشأن، له مصنفات في علوم الحديث، غير أنه كان مشهوراً بالفقه، ورأيت له كتاب السنن ومعجم الصحابة، ما رأيت شيئاً أحسن منه، ولد سنة ثمان وثلاثمائة، وتوفي في سادس عشر ربيع الآخر سنة ثمان وتسعين، والدعاء عند قبره مستجاب. وسمعت يوسف بن الحسن التفكري يقول: سمعت أبا علي الحسن بن علي بن بندار الفرضي بزنجان يقول: ما رأيت قط مثل أبي بكر بن لال، وسمعت أبا طالب الزاهد يقول: سمعت أبا سعد التككي وأبا الحسن بن حميد يقولان: كثيراً ما سمعنا أبا بكر بن لال يقول في دعائه: اللهم لا تحيني في سنة أربعمائة. قالا: فمات سنة تسع وتسعين.
242 -
أحمد بن محمد بن الحسين الحافظ
، أبو نصر الكلاباذي، وكلاباذ محلة من بخارى.
سمع الهيثم بن كليب الشاشي، وعلي بن محتاج، وأبا جعفر محمد بن محمد البغدادي، وعبد المؤمن بن خلف النسفي، ومحمد بن محمود بن عنبر، وجماعة.
قال جعفر المستغفري بعد أن روى عنه: هو أحفظ من بما وراء النهر اليوم فيما أعلم، ومات في جمادى الآخرة عن خمس وسبعين سنة.
وقال الحاكم أبو عبد الله: أبو نصر الكلاباذي الكاتب من الحفاظ، حسن الفهم والمعرفة، عارف بصحيح البخاري، وكتب بما وراء النهر وبخراسان والعراق، ووجدت شيخنا أبا الحسن الدارقطني قد رضي فهمه ومعرفته، وهو متقن ثبت. توفي في جمادى الآخرة، ولم يخلف بما وراء النهر مثله.
قلت: روى عنه الدارقطني في كتاب المدبج، والحاكم. وله مصنف مشهور في أسماء رجال صحيح البخاري وتراجمهم، وحديثه عزيز الوقوع.
243 -
أحمد بن هشام بن أمية
، أبو عمر الأموي القرطبي.
سمع قاسم بن أصبغ، ووهب بن مسرة، ورحل إلى المشرق، وصحب هناك أبا محمد بن أسد، وأبا جعفر بن عون الله، وأبا عبد الله بن مفرج، وانصرف إلى الأندلس، والتزم الإمامة والتأديب، وانتدب لأعمال البر والطاعة والجهاد. روى عنه الخولاني، وابن الفرضي، وجماعة. وتوفي في ذي الحجة.
244 -
إبراهيم بن محمد بن أيوب
، أبو إسحاق النيسابوري، الفقيه الواعظ.
أملى مدة عن أبي العباس الأصم وأقرانه، وتوفي في شعبان.
245 -
الحسين بن جعفر بن محمد بن حمدان العنزي الجرجاني
، أبو عبد الله الوراق الفقيه.
طوف البلاد، وسمع أبا سعيد ابن الأعرابي، وخيثمة الأطرابلسي، وإسماعيل الصفار، وأبا العباس الأصم. روى عنه حمزة السهمي، وسليم الرازي، وأبو مسعود أحمد بن محمد البجلي، وآخرون.
توفي في رمضان.
246 -
الحسين بن هارون بن محمد
، أبو عبد الله الضبي البغدادي.
ولي القضاء بربع الكرخ، ثم أضيف إليه قضاء مدينة المنصور وقضاء الكوفة. روى عن أبي العباس بن عقدة، والمحاملي، وأحمد بن علي الجوزجاني، وأحمد بن محمد الأدمي المقرئ، ومحمد بن صالح بن زياد القهستاني، وغيرهم. وأملى عدة مجالس؛ روى عنه أبو بكر البرقاني، وأبو القاسم التنوخي، وأبو الحسين بن النقور، وجماعة.
وكان قد ذهبت كتبه إلا جزأين من سماعه من أحمد الأدمي وابن عقدة، قاله الخطيب. وقال: أخبرنا عبد الكريم المحاملي قال: أخبرنا الدارقطني قال: القاضي أبو عبد الله الضبي غاية في الفضل والدين، عالم بالأقضية، ماهر بصناعة المحاضر والترسل، موفق في أحواله كلها.
وقال البرقاني: حجة في الحديث، وأي شيء كان عنده من السماع جزءان، والباقي إجازة.
مات بالبصرة في شوال.
247 -
سعيد بن محمد بن عبد الله بن زهير
، أبو عثمان الكلبي الأندلسي.
سكن إشبيلية، وحدث عن وهب بن مسرة، وأحمد بن مطرف، وغيرهما.
قال ابن بشكوال: كان صالحاً زاهداً، مائلاً إلى الآخرة، واسع الرواية، كثير العناية بالعلم ومعاني الزهد. روى عنه الناس، وأجاز للخولاني في سنة ثمان وتسعين، وذكر أن مولده سنة سبع عشرة وثلاثمائة.
248 -
سليمان بن الفتح
، أبو علي ابن الزمكدم السراج الموصلي.
من كبار الشعراء، ديوانه مجلد، والغالب عليه الهجو والسخف والمجون، وله مكاتبات إلى الخالديين والهائم والببغاء والبديهي.
249 -
عبد الله بن محمد
، أبو محمد البخاري الفقيه الشافعي، المعروف بالبافي، نزيل بغداد.
تفقه على أبي علي بن أبي هريرة وأبي إسحاق المروزي، وبرع في المذهب، وكان ماهراً بالعربية، حاضر البديهة، حلو النظم، وهو من أصحاب الوجوه، تفقه به جماعة.
قال الخطيب: أنشدنا أبو القاسم التنوخي قال: أنشدني أبو محمد البافي لنفسه:
ثلاثة ما اجتمعن في رجل إلا وأسلمنه إلى الأجل ذل اغتراب وفاقة وهوى وكلها سائق على عجل يا عاذل العاشقين إنك لو أنصفت رفهتهم عن العذل وقصد البافي صديقاً فلم يجده، فطلب دواة وكتب له:
قد حضرنا وليس يقضى التلاقي نسأل الله خير هذا الفراق إن تغب لم أغب وإن لم تغب غبـ ـت كأن افتراقنا باتفاق أثنى عليه الخطيب وقال: كان من أفقه أهل وقته في المذهب، بليغ العبارة مع عارضة وفصاحة، يعمل الخطب ويكتب الكتب الطويلة من غير روية.
توفي البافي في المحرم، رحمه الله.
250 -
عبد الواحد بن نصر بن محمد
، أبو الفرج المخزومي النصيبي الشاعر، المعروف بالببغاء.
خدم سيف الدولة بن حمدان.
قال الخطيب: كان شاعراً مجوداً، وكاتباً مترسلاً، جيد المعاني، حسن القول في المديح والغزل، ومن شعره:
يا من تشابه منه الخَلق والخُلق فما تسافر إلا نحوه الحدق توريد دمعي من خديك مختلس وسقم جسمي من جفنيك مسترق لم يبق لي رمق أشكو إليك به وإنما يتشكى من به رمق وله:
أستودع الله قوماً ما ذكرتهم إلا وضعت يدي لهفاً على كبدي تبدلوا وتبدلنا وأخسرنا من ابتغى شيبا يسلي فلم يجد طمعت ثم رأيت اليأس أجمل بي تنزهاً فخصمت الشوق بالجلد وقال أبو محمد الجوهري: أنشدني الببغاء لنفسه، ومرة قال: أنشدنا ابن الحجاج:
كثير التلون في وعده قليل الحنو على عبده يموج الكثيب على ردفه وينمى القضيب إلى قده ولما بدا الروض في عارضيه واشتعل الورد في خده بعثت بقلبي مستعدياً على وجنتيه فلم يعده وخلفته عنده موثقاً فما لي سبيل إلى رده وله:
وكأنما نقشت حوافر خيله للناظرين أهلة في الجلمد وكأن طرف الشمس مطروف وقد جعل الغبار له مكان الإثمد وله:
أوليس من إحدى العجائب أنني فارقته وحييت بعد فراقه يا من يحاكي البدر عند تمامه ارحم فتى يحكيه عند محاقه
توفي في شعبان سنة ثمان، ولقبوه بالببغاء لفصاحته، وقيل: للثغة في لسانه.
251 -
عبيد الله بن أحمد بن علي
، أبو القاسم ابن الصيدلاني المقرئ البغدادي.
سمع من ابن صاعد مجلسين، وهو آخر من حدث عنه من الثقات، قاله الخطيب. وسمع أبا بكر بن زياد النيسابوري ومن بعده. روى عنه هبة الله بن الحسن اللالكائي، وأبو محمد الخلال، وأبو الحسن العتيقي، وخلق كثير آخرهم. . .
وقال العتيقي: كان ثقة مأموناً، توفي في رجب، وقد جاوز التسعين بقليل، رحمه الله.
252 -
عبيد الله بن عثمان بن علي
، أبو زرعة الصيدلاني البناء البغدادي.
سمع أبا عبد الله المحاملي، ويوسف بن البهلول. روى عنه أبو محمد الخلال، والعتيقي، وابن المهتدي بالله، وجماعة. ووثقه عبيد الله الأزهري، توفي في عشر التسعين.
253 -
علي بن أحمد بن علي
، أبو الحسن الهمذاني البيّع، المعروف باقلب خف.
روى عن عبد الرحمن بن حمدان، وأبي جعفر بن عبيد، والفضل الكندي. روى عنه أبو الفرج البجلي، وأحمد بن عيسى، وجبريل بن علي البزاز.
قال شيرويه: صدوق.
254 -
علي بن عبد الملك بن عباس
، أبو طالب القزويني النحوي.
أخذ الناس عنه العربية؛ أبو يعلى الخليل بن عبد الله وغيره، وقد حدث عن أبي الحسن بن سلمة القطان.
255 -
علي بن محمد
، أبو الحسين النيسابوري المقرئ، المعروف بالخبازي، صاحب التصانيف.
256 -
عمر بن عبادل
، أبو حفص الرعيني الأندلسي، من كورة رية.
أحد الزهاد المتبتلين والعلماء الراسخين، كان بصيراً بمذهب مالك، إماماً متواضعاً، يحرث أرضه ويحتطب، ويمتهن نفسه، صحب الفقيه معوذا الزاهد.
257 -
محمد بن أحمد بن حاتم الفقيه
، أبو حاتم الطوسي.
رحل وسمع من إسماعيل الصفار، وأبي بكر بن داسة. وتوفي بالطابران في ذي الحجة.
258 -
محمد بن أحمد بن محمد بن أحمد بن إسماعيل
، أبو عبد الله الآملي.
حدث في هذه السنة بجرجان عن أحمد بن الحسن بن إسحاق بن عتبة الرازي، نزيل مصر.
259 -
محمد بن موسى بن مردويه
، أبو عبد الله الأصبهاني، أخو الحافظ أبي بكر.
كان إماماً في الفقه والأصول، وتخرج عليه جماعة، ومضى حميداً سديداً. روى عن أبي عمرو بن حكيم، وأبي الحسن أحمد بن محمد اللنباني.
260 -
محمد بن يحيى
، أبو عبد الله الجرجاني، الفقيه الحنفي.
من علماء العراق، كان زاهدا عابدا نظيرا لأبي بكر الرازي ومن أكبر
تلامذته، كان يدرس بالمسجد الذي بقطيعة الربيع، وفُلِج في آخر أيامه، ودفن إلى جانب قبر أبي حنيفة، رحمه الله.
وقد روى الحديث عن أبي أحمد الغطريفي، وعبد الله بن إسحاق النضري. روى عنه أبو نصر عبد الكريم بن محمد الشيرازي، وأبو سعد السمان الرازي. وتفقه عليه أبو الحسين القدوري.
توفي في العشرين من رجب، واسم جده مهدي.
261 -
مفلح، أبو صالح الخادم
.
ولي إمرة دمشق للحاكم مدة خمس سنين، وصرف في هذه السنة بعلي بن فلاح.
262 -
مظفر بن نظيف
.
يروي عن المحاملي، وابن مخلد. وكان كذاباً.
263 -
أبو سهل النيسابوري الزاهد
، المعروف بالبقال.
روى عن أبي العباس الأصم، وأبي بكر النجاد، وجماعة. ووعظ وحدث سنين.
توفي في صفر.
سنة تسع وتسعين وثلاثمائة
264 -
أحمد بن أبي بن أحمد
، أبو عمرو الفراتي الأستوائي الزاهد الواعظ.
حدث عن الهيثم بن كليب الشاشي، ومحمد بن يعقوب الأصم، وجماعة. روى عنه حفيده رئيس نيسابور أبو الفضل أحمد بن محمد الفراتي وغيره.
وتوفي في المحرم.
265 -
أحمد بن سعيد بن إبراهيم الهمداني الأندلسي
، المعروف بابن الهندي.
كان أوحد عصره في علم الشروط، وله فيها مصنف.
قال القاضي عياض: ولم يكن بالمقبول القول، ولا بالمرضي في دينه، وهو آخر من لاعن زوجته بالأندلس، كنيته أبو عمر.
روى عن قاسم بن أصبغ، وابن مسرة. لاعن زوجته في ثمان وثمانين وثلاثمائة، فقيل له: مثلك يفعل هذا؟ قال: أردت إحياء سنة.
توفي في رمضان وله تسع وسبعون سنة.
• - أحمد بن علي بن لال، أبو بكر الهمذاني.
مختلف فيه.
مر في السنة الماضية.
266 -
أحمد بن عبد القوي بن جبريل
، أبو نزار.
توفي بمصر في ربيع الآخر.
267 -
أحمد بن عمر بن علي، أبو بكر ابن البقال.
بغدادي ثقة صالح، روى عن أبي بكر الشافعي، وأبي علي ابن
الصواف. روى عنه أبو بكر البرقاني.
268 -
أحمد بن عمر بن محمد بن عمر بن محفوظ
، القاضي أبو عبد الله المصري الجيزي.
قرأ على أبي الفتح أحمد بن بدهن، وسمع الحروف من أحمد بن بهزاد، وأحمد بن إبراهيم بن جامع، ومحمد بن أحمد بن منير، وأبي جعفر بن النحاس، وأحمد بن مسعود الزنبري. روى عنه فارس بن أحمد، وأبو عمرو الداني، وجماعة.
قال أبو عمرو: كتبنا عنه شيئاً كثيراً من القراءات والحديث، وتوفي سنة تسع وتسعين.
269 -
أحمد بن أبي عمران الهروي
، أبو الفضل الصرام الصوفي، المجاور بمكة.
حمل عنه المغاربة كثيراً، وكان زاهداً عارفاً، روى عن محمد بن أحمد بن محبوب المروزي، ودعلج السجزي، وأحمد بن بندار الشعار، وخيثمة الأطرابلسي، والطبراني، وخلق كثير. روى عنه أبو يعقوب القراب، وأبو نعيم، وعلي الحنائي، وأبو علي الأهوازي، وأبو الفضل عبد الرحمن بن أحمد بن الحسن الرازي، وآخرون من الحجاج والأندلسيين. وأخذ عن محمد بن داود الدقي.
ووصفه الأهوازي بالحفظ.
270 -
أحمد بن محمد بن إبراهيم بن بندار الأصبهاني
.
وهو في عشر التسعين.
271 -
أحمد بن محمد بن أحمد بن جعفر
، أبو بكر الأصبهاني القصار، الفقيه الشافعي.
روى عن أبي علي بن عاصم، وعبد الله بن خالد الراذاني، وعبد الله بن
جعفر بن فارس، ومحمد بن إسحاق بن عباد البصري، وأبي أحمد العسال.
وكان ثبتاً صالحاً، كبير القدر؛ حدث عنه عبد الرحمن بن مندة، وأخوه عبد الوهاب، ومحمد بن أحمد بن علي السمسار. ومحمد بن يحيى الصفار، وجماعة.
272 -
أحمد بن محمد بن الحسين الرازي الضرير
، ويقال له: البصير، أبو العباس.
وكان قد ولد أعمى، وكان ذكياً حافظاً، استملى على عبد الرحمن بن أبي حاتم، ورحل إلى خراسان وبخارى، فسمع من أبي حامد بن بلال، وأبي العباس الأصم، وجماعة. وحدث ببغداد، وانتخب عليه الدارقطني، ووثقه الخطيب.
روى عنه عبيد الله الأزهري، ومحمد بن عبد الملك بن بشران، وحمد الزجاج وحميد بن المأمون الهمذانيان، وسليم بن أيوب الفقيه، وجماعة من أهل الري وهمذان.
وكان عارفاً بهذا الشأن، وحج في هذا العام، وإن لم يكن توفي فيه فتوفي بعده بيسير، ثم وجدت وفاته في رمضان سنة تسع.
قال أبو يعلى الخليلي: سمعته يقول: كنت أستملي لابن أبي حاتم، قال: وسمع من ابن معاوية ورحل فسمع ابن بلال، ومحمد بن الحسين القطان، وشيوخ مرو، وببلخ عبد الله بن محمد بن طرخان البلخي الحافظ، وببخارى محمود بن إسحاق القواس صاحب البخاري، وعبد الله بن محمد بن يعقوب. وكان عارفاً بأحاديثه حافظاً، وهو آخر من مات بالري من أصحاب ابن أبي حاتم.
قلت: ابن معاوية هو أحمد بن محمد بن الحسين بن معاوية، اسمه إلى جده كاسم البصير، روى عن أبي زرعة الرازي، وداود بن سليمان القزاز،
وجماعة.
273 -
أحمد بن محمد
بن ربيع بن سليمان
، أبو سعيد الأصبحي الأندلسي، المعروف بابن مسلمة، وهو جده لأمه.
روى عن أبي علي القالي، وكان لغوياً أخبارياً. حدث عنه الصاحبان، ومحمد بن أبيض. وهو من أهل قبرة.
274 -
أحمد بن محمد، أبو حامد الأنطاكي، الشاعر الملقب بأبي الرقعمق.
من أعيان شعراء زمانه، ظريف الشعر، كثير المجون والهجو، مدح ملوك مصر ورؤساءها؛ فمدح المعز، والعزيز، والحاكم، والوزير ابن كلس.
وله في هذا الوزير:
قد سمعنا مقاله واعتذاره وأقلناه ذنبه وعثاره والمعاني لمن عنيت ولكن بك عرضت واسمعي يا جاره من تراديه أنه أبد الدهـ ـر تراه محللاً أزراره عالم أنه عذاب من اللـ ـه متاح لأعين النظاره هتك الله ستره فلكم هتـ ـك من ذي تستر أستاره سحرتني ألحاظه وكذا كـ ـل مليح ألحاظه سحاره لم أزل لا عدمته من حبيب أشتهي قربه وآبى نفاره ثم خرج إلى المديح.
وله:
كتب الحصير إلى السرير أن الفصيل ابن البعير فلأمنعن حمارتي سنتين من علف الشعير لا هم إلا أن تطيـ ـر من الهزال مع الطيور إن الذين تصافعوا بالقرع في زمن القشور
أفوا علي لأنهم حضروا ولم أك في الحضور يا للرجال تصافعوا فالصفع مفتاح السرور هو في المجالس كالبخو ر، فلا تملوا من بخور توفي سنة تسع وتسعين.
275 -
أحمد بن وليد بن هشام بن أبي المفوز
، أبو عمر القرطبي المقرئ.
عرض حرف نافع على أبي الحسن الأنطاكي، وأقرأ زماناً بمسجده.
276 -
إبراهيم بن إسماعيل بن جعفر
، أبو جعفر العلوي الموسوي المكي القاضي.
حدث بدمشق عن أبي سعيد ابن الأعرابي، وسلم بن الفضل، والآجري. وعنه أبو علي الأهوازي، ورشأ بن نظيف، وعلي الحنائي، وأخوه أبو القاسم إبراهيم، وآخرون.
وكان قاضي الحرمين، توفي في رمضان.
• - إبراهيم بن أحمد، يأتي بالكنية، هو أبو إسحاق.
277 -
جنادة بن محمد
، أبو أسامة الأزدي الهروي اللغوي.
كان علامة لغوياً أديباً، وكان بينه وبين الحافظ عبد الغني الأزدي المصري وأبي الحسن علي بن سليمان الأنطاكي المقرئ النحوي اتحاد ومذاكرة وصحبة بمصر، فقتله الحاكم صبراً، وقتل الأنطاكي، واختفى عبد الغني قبلهما في ذي القعدة؛ قاله المسبحي.
وقال ابن خلكان: كان جنادة مكثراً من حفظ اللغة ونقلها، عارفاً بحوشيها ومستعملها، لم يكن في زمانه مثله في فنه، فرحمه الله.
278 -
الحسن بن سليمان بن الخير
، أبو علي النافعي الأنطاكي المقرئ، نزيل مصر.
قرأ القراءات على أبي الفتح بن بدهن، وعلى محمد بن علي الأدفوي، وعلى أبي الفرج الشنبوذي، وجماعة.
قال أبو عمرو الداني: كان من أحفظ أهل عصره للقراءات والشواذ، ومع ذلك يحفظ تفسيراً كثيراً، ومعاني جمة، وإعراباً، وعللاً، يسرد ذلك سرداً ولا يتتعتع. جلست إليه، سمعت منه، وكان يظهر مذهب الرافضة بسبب الدولة، شاهدت ذلك منه، وذاكرت به فارس بن أحمد، وكان لا يرضاه في دينه.
وقيل: كان يؤدب أولاد الوزير ابن حنزابة.
قلت: كان مداخلاً للدولة العبيدية، فسلط عليه الحاكم وقتله في آخر السنة.
279 -
الحسن بن علي بن أحمد بن سليمان
، أبو علي البغدادي التاجر الشطرنجي، نزيل أصبهان.
كان جده سليمان بن علي يروي عن هشام بن عبيد الله الرازي، روى عنه بنوه؛ أحمد المذكور، وحسن، وعلي. وكان علي بن أحمد يروي عن أبي حاتم الرازي.
روى أبو علي عن أبيه، وعن أبي القاسم عبد الله بن محمد ابن أخي أبي زرعة، وأحمد بن موسى بن إسحاق الأنصاري، والحسن بن علي الهمذاني، والفضل بن الخصيب الأصبهاني. روى عنه جماعة، منهم: محمود بن جعفر الكوسج، وطلحة بن أحمد القصار، وعبد الرحمن بن مندة، وابن شكرويه.
توفي في رجب وله أربع وتسعون سنة، وكان أسند من بقي بأصبهان، رحمه الله. وهم بيت حديث بأصبهان.
انتقى له الحافظ ابن مردويه عشرة أجزاء. ومن شيوخه أبو أسيد أحمد
ابن محمد بن أسيد، والحسن بن علي بن أبي الحناء الهمذاني الكسائي، وأحمد بن محمد اللنباني.
280 -
الحسن بن محمد
، أبو علي الفلجردي الأديب الهروي.
يروي عن أبي علي الرفاء وغيره.
روى عنه أبو الحسن الداودي.
281 -
الحسين بن حيدرة
، أبو الخطاب الداودي الظاهري الشاهد.
توفي ببغداد، وكان ثقة. روى عن المحاملي، ويوسف الأزرق. روى عنه أبو محمد الخلال.
282 -
حكم بن محمد بن إسماعيل
، أبو العاص السالمي السرقسطي.
روى عن الحسن بن رشيق المصري، وكان صالحاً زاهداً يؤم بجامع سرقسطة. روى عنه وضاح بن محمد السرقسطي.
283 -
حمد بن عبد الله بن محمد
، أبو علي الرازي الأصبهاني.
سمع عبد الرحمن بن أبي حاتم وغيره، وأحمد بن محمد بن الحسين بن معاوية الرازي. روى عنه أبو يعلى الخليلي، وسليم الرازي، وآخرون.
توفي في هذا العام أو في حدوده؛ قال سليم: توفي فيها، أو في سنة أربعمائة.
وكتب عنه الدارقطني، وقال: من شيوخ الري وعدوله.
284 -
خلف بن أحمد بن محمد بن الليث
، أمير سجستان، وابن أميرها.
كان أوحد الملوك في إجلال العلم والإفضال على العلماء. سمع علي بن بندار الصوفي، ومحمد بن علي الماليني صاحب عثمان الدارمي، وبالحجاز عبد الله بن محمد الفاكهي، وببغداد أبا علي ابن الصواف، وأبا بكر الشافعي.
وكان مولده سنة ست وعشرين وثلاثمائة.
روى عنه الحاكم مع جلالته، وأبو يعلى الصابوني، وانتخب له الدارقطني.
وتوفي شهيداً في الحبس ببلاد الهند رحمه الله في قبضة محمود بن سبكتكين، وكان محمود في سنة ثلاث وتسعين قد نازله وحاصره، واستنزله بالأمان من قلعته، ووجهه إلى الجوزجان في هيئة ووفور هيبة. ثم بلغ السلطان عنه بعد أربع سنين من ذلك أنه يكاتب إيلك خان الذي استولى على بخارى، فضيق عليه السلطان بعض الشيء إلى أن مات في رجب، وورثه ولده أبو حفص.
وكان خلف مغشي الجناب من النواحي لسماحته وأفضاله، ومدحته الشعراء. وكان قد جمع العلماء على تأليف تفسير كبير لم يغادر فيه شيئاً من أقاويل القراء والمفسرين والنحاة، ووشحه بما رواه عن الثقات.
قال أبو النصر في كتاب اليميني: بلغني أنه أنفق عليهم في جمعة عشرين ألف دينار، والنسخة به بنيسابور، وهي تستغرق عمر الكاتب. أخبرني أبو الفتح البستي قال: عملت فيه أبياتاً لم أبلغها إياه، لكنها سارت واشتهرت، فلم أشعر إلا بصرة منه فيها ثلاثة مائة دينار، بعثها.
والأبيات هي هذه الثلاثة:
خلف بن أحمد أحمد الأخلاف أربى بسؤدده على الأسلاف خلف بن أحمد في الحقيقة واحد لكنه مرب على الآلاف أضحى لآل الليث أعلام الورى مثل النبي لآل عبد مناف وقد مدحه البديع الهمذاني وغيره، وقد حكم على مملكة سجستان دهراً، وعاش رحمه الله أربعا وسبعين سنة.
وفيه يقول الثعالبي:
من ذا الذي لا يذل الدهر صعبت ولا تلين يد الأيام صعدته أما ترى خلفاً شيخ الملوك غدا مملوك من فتح العذراء بلدته
285 -
طاهر بن عبد المنعم بن عبيد الله بن غلبون
، أبو الحسن، الحلبي ثم المصري، المقرئ، مصنف التذكرة في القراءات وغير ذلك.
كان من كبار المقرئين هو وأبوه أبو الطيب. قرأ على والده، وعلى أبي عدي عبد العزيز بن علي المصري بمصر، وعلى أبي الحسن علي بن محمد بن صالح الهاشمي بالبصرة، وهو من أصحاب أبي العباس الأشناني، وقرأ بالبصرة أيضاً على أبي الحسن محمد بن يوسف بن نهار الحرتكي صاحب ابن بويان، وتصدر للإقراء. عرض عليه أبو عمرو الداني، وإبراهيم بن ثابت الإقليسي، وروى عنه كتاب التذكرة أبو الفتح أحمد بن بابشاذ، ومحمد بن أحمد بن علي القزويني، وغيرهما.
286 -
عبد الله بن بكر بن محمد
، أبو أحمد الطبراني الزاهد، نزيل أكواخ بانياس.
حدث عن خيثمة، وابن الأعرابي، وأحمد بن زكريا المقدسي، وعثمان بن محمد بن أحمد السمرقندي، وجمح بن القاسم الدمشقي، وخلق كثير. روى عنه تمام الرازي ووثقه، وعلي بن محمد الربعي، وأحمد بن رواد العكاوي، وأبو علي الأهوازي، ومحمد بن علي الصوري الحافظ وقال: كان ثقة ثبتاً مكثراً.
حكى عنه الدارقطني.
وقال عبد العزيز الكتاني: كان ثقة يتشيع.
قلت: رحل إلى العراق سنة تسع وأربعين، فكتب بها.
287 -
عبد الله بن محمد بن نصر بن أبيض الأموي
، أبو الحسن الطليطلي النحوي المحدث الحافظ، نزيل قرطبة.
روى عن أبي جعفر بن عون الله، وعباس بن أصبغ، وعلي بن مصلح، وأجاز له تميم بن محمد القيرواني، ومحمد بن القاسم بن مسعدة. وعني بالحديث وجمعه، جمع كتاباً في الرد على محمد بن عبد الله بن مسرة، وهو كتاب كبير حفيل. روى عنه القاضي أبو عمر بن سميق، وحكم بن محمد، وأبو إسحاق، وأبو جعفر الصاحبان.
وكان مولده سنة تسع وعشرين وثلاثمائة، توفي سنة تسع وتسعين أو سنة أربعمائة.
288 -
عبد الرحمن ابن الحاجب المنصور أبي عامر
محمد بن عبد الله بن أبي عامر القحطاني الأندلسي، المعروف بشنشول، والملقب بالناصر.
لما توفي المظفر عبد الملك بن أبي عامر ولي بعده أخوه هذا، وافتتح أموره باللهو والخلاعة واللعب، وكان يخرج إلى النزه ويتهتك، وهشام المؤيد بالله على عادته التي قررها المنصور من الاحتجاب غالباً، فدس هذا على المؤيد قوماً خوفوه منه، وأعلموه أنه عازم على قتله إن لم يوله عهده ويجعله الخليفة من بعده، ثم أمر شنشول القاضي والفقهاء والكبار بالمثول إلى القصر الذي بالزهراء، وهو قصر يقصر الوصف عنه، فأحضر المؤيد، وأخرج كتابا قرئ بحضرته، كتبه عمرو بن برد، بأن المؤيد قد خلع نفسه واستخلف على الأمة الناصر عبد الرحمن، لعلمه بأهليته في كلام طويل، فشهد من حضر بذلك على المؤيد في ربيع الأول سنة تسع وتسعين وثلاثمائة.
ثم أخذ شنشول في التهتك والفسق، وكان زيه وزي أصحابه الشعور المكشوفة، فأمر أصحابه بحلق الشعر وشد العمائم، تشبهاً ببني زيري،
فبقوا أوحش ما يكون وأسمجه، لأنهم لفوا العمائم بلا صنعة، فبقوا ضحكة.
ثم سار غازياً نحو طليطلة، فاتصل به أن محمد بن هشام بن عبد الجبار قام بقرطبة وهدم الزهراء، وقام معه ابن ذكوان القاضي، لأن الناصر فوض الأمور إلى عيسى بن سعيد الوزير، فعظم ذلك على ابن ذكوان، ودب في إفساد رجال عيسى، وذكر فساد رأي المؤيد هشام وخلعه نفسه وتوليته شنشول، وتصديقه بما لا يجوز من جمع البقر البلق، وإعطائه الأموال والجوائز لمن أتاه بحافر حمار يدعي أنه حافر حمار العزيز، ومن يأتيه بحجر يقول هذا من الصخرة، وناس يأتونه بشعر يقولون: هذا من شعر النبي صلى الله عليه وسلم، وهذا الذي أوجب طمع شنشول فيه.
وقيل: لهذا السبب كان المنصور أبو عامر يخفيه عن الناس.
ثم أنفق ابن عبد الجبار الذهب في جماعة من الشطار، فاجتمع له أربعمائة رجل، وأخذ يرتب أموره في السر. فلما كانت ليلة الأحد ثاني عشر جمادى الآخرة من سنة تسع، جمع والي المدينة العسس وطاف بهم وهجم الدور، فلم يقع له على أثر، ثم ركب ابن عبد الجبار بعد أيام بغلته وقت الزوال وصرخ أصحابه، وقصد دار الوالي، فقطع رأسه، وتملك الزهراء، فخرج إلى جوذر الكبير، فقال له: أين المؤيد؟ أخرجه، فقد أذل نفسه، وأذلنا بضعفه عن الخلافة. قال: فخرج إليه يقول: يؤمنني وأخرج إليه. قال: إني إنما قمت لأزيل الذل عنه، فإن خلع نفسه طائعاً فليس له عندي إلا ما يحب. قال له جوذر: قد أجابك إلى ذلك، فأرسلوا إلى ابن المكوي الفقيه وابن ذكوان القاضي والوزراء وأهل الشورى، فدخلوا على هشام، فكتب كتاب الخلع وعقد الأمر لمحمد المذكور، ثم ضعف أمر شنشول، فظفر به ابن عبد الجبار فذبحه في أثناء هذه السنة، وطيف برأسه.
ومن تاريخ ابن أبي الفياض قال: ختن شنشول في سنة ثمانين وثلاثمائة، فانتهت النفقة في ختانه إلى خمسمائة ألف دينار، وهو ابن ثماني سنين، وختن معه خمسمائة وسبعة وسبعون صبياً.
289 -
عبد العزيز بن عبد الواحد بن محمد بن هدة
، أبو بكر المديني الأصبهاني الفقيه.
حدث عن العراقيين والمصريين؛ قاله أبو نعيم في تاريخه.
290 -
عبد الملك ابن الحاجب المنصور محمد بن عبد الله بن أبي عامر المعافري الأندلسي
، أبو مروان، الملقب بالمظفر.
قام بعد أبيه بإمرة الأندلس بين يدي خليفة الأندلس المؤيد بالله هشام بن المستنصر الأموي، وجرى في الأمور مجرى والده، فكان هو الكل، والمؤيد معه صورة بلا حل ولا ربط.
ومات المظفر في هذه السنة، وقيل: سنة ثمان وتسعين، والصحيح في سابع عشر صفر سنة تسع هذه.
وقال عبد الواحد بن علي المرّاكشي: دامت أيامه في الأمن والخصب سبع سنين.
قال ابن أبي الفياض: كان المظفر ابن المنصور ذا سعد عظيم، وكان من فرط الحياء في غاية ما سمع بمثلها، ومن الشجاعة في منزلة لم يسبق إليها. وكان براً تقياً، طاهر الجيب، حكي أنه لم يحلف بالله قط، وكان يرى أنه من حلف بالله وحنث أنه لا كفارة له، ويراه من العظائم.
وقال غيره: إن المظفر غزا ثماني غزوات، وعاش ستاً وثلاثين سنة. وثارت الفتن بعد موته، وقام بالأمر بعده أخوه عبد الرحمن المذكور في هذه السنة، ويلقب بالناصر، وتسمّى ولي العهد، فاضطربت أحواله، وقام عليه محمد بن هشام بن عبد الجبار ابن الناصر لدين الله الأموي، فخذلت الجيوش عبد الرحمن، فقتل وصلب في جمادى الآخرة سنة تسع وتسعين، وخلعوا المؤيد بالله من الخلافة، وبويع محمد بن هشام، وتلقب بالمهدي، ثم قتل سنة أربعمائة في أواخرها، ورد المؤيد.
291 -
عبد الواحد بن أحمد بن إسماعيل بن عوف
، أبو القاسم المزني الدمشقي الشاهد.
حدث عن خيثمة ومحمد ابني سليمان بن حيدرة، وأبي المعمر حسين بن محمد الموصلي. روى عنه علي بن محمد الحنائي، وعلي الربعي.
292 -
علي ابن الحافظ أبي سعيد عبد الرحمن بن أحمد بن يونس
بن عبد الأعلى الصدفي المصري، أبو الحسن.
روى عن محمد بن علي بن أبي الحديد، عن جدهم يونس. روى عنه الفضل بن صالح الروذباري أحد مشيخة الرازي.
توفي فجاءة في شوال.
قلت: ولا تحل الرواية عنه؛ فإنه منجم، وهو صاحب الزيج الحاكمي، صنفه في أربع مجلدات؛ قاله ابن خلكان، وقال: ما أقصر في تحريره، وله نظم رائق، وقال: قال المسبحي: أخبرني من رأى ابن يونس يطلع معه إلى المقطم، فوقف للزهرة، فنزع ثيابه، ولبس ثوباً أحمر ومقنعة حمراء، وأخرج عوداً فضرب به، والبخور بين يديه، فكان عجباً من العجب.
قال المسبحي: وكان أبله مغفلاً، يعتم على طرطور طويل، ويجعل رداءه فوق العمامة، وكان طوالاً، فإذا ركب بقي ضحكة، وله إصابة بديعة في النجامة. وكان القاضي محمد بن النعمان قد عدله وقبله في سنة ثمانين.
قلت: القاضي والسلطان أنجس منه.
293 -
علي بن محمد بن الخضر القزويني
.
يروي عن أبي الحسن القطان وغيره.
294 -
فضل، القائد المصري، من كبار قواد العزيز.
قربه الحاكم وأدناه ثم نقم عليه، وضرب عنقه في ذي القعدة، ولم يظهر منه جزع، وكان شجاعاً جواداُ ممدحاً نبيلاً، من وجوه الدولة،
وإليه تنسب منية القائد فضل؛ بليدة من أعمال الجيزة قبالة مصر.
295 -
قسيم بن أحمد بن مطير
، أبو القاسم الظهراوي المقرئ.
شيخ مسن، قرأ القرآن على جده لأمه عبد الله بن عبد الرحمن الظهراوي صاحب أبي بكر بن سيف، وكان محققاً لرواية ورش، خيراً فاضلاً، أثنى عليه أبو عمرو الداني وقال: كان من ساكني قرية أبي البيس، وكان يقرئ بها وأنا بمصر. توفي سنة ثمان أو تسع وتسعين.
296 -
محمد بن أحمد بن علي بن حسين
، أبو مسلم البغدادي الكاتب، نزيل مصر.
روى عن أبي القاسم البغوي، وأبي بكر بن أبي داود، وابن صاعد، وأبي بكر بن دريد، وأبي بكر بن مجاهد، وأبي بكر ابن الأنباري، وأبي عيسى ابن قطن، وسعيد بن محمد أخي زبير الحافظ، وأبي علي محمد بن سعيد الحراني، وأبي علي الحصائري الدمشقي، وأبي إسحاق بن أبي ثابت. وسمع بالقيروان في حدود الأربعين أو بعدها من أبي القاسم زياد بن يونس. وتفرد في الدنيا بالرواية عن البغوي، وجماعة.
روى عنه الحافظ عبد الغني، وأبو عمرو الداني، ورشأ بن نظيف، وأبو علي الأهوازي، وأحمد بن بابشاذ الجوهري، وأبو الفضل بن بندار، وأبو الحسين محمد بن مكي، ومحمد بن أبي عدي السمرقندي ثم المصري، والشريف أبو إبراهيم أحمد بن القاسم بن ميمون الحسيني، وعلي بن بقاء الوراق، والقاضي أبو عبد الله محمد بن سلامة القضاعي، وخلق سواهم.
قال الخطيب: قال لي الصوري: بعض أصول أبي مسلم عن البغوي وغيره جياد. قلت: فكيف حاله من حال ابن الجندي؟ فقال: قد اطلع منه على تخليط، وهو أمثل من ابن الجندي، حدثني وكيل أبي مسلم - وكان محدثاً حافظاً يقال له: أبو الحسين العطار - قال: ما رأيت في أصول أبي مسلم عن البغوي شيئاً صحيحاً غير جزء واحد، كان سماعه فيه
صحيحاً، وما عداه كان مفسوداً.
وقال أبو إسحاق الحبال: توفي في ذي القعدة.
297 -
محمد بن أحمد بن محمد بن خلف
، أبو الحسين الرقي المقرئ ابن الفحام، ويعرف بابن أبي المعتمر، نزيل دمشق.
قرأ القرآن على زيد بن أبي بلال الكوفي، وحدث عن النجاد، ودعلج، وعثمان بن محمد المقرئ، وجعفر الخلدي، وجماعة. روى عنه علي بن محمد الحنائي، وأخوه إبراهيم، وأبو علي الأهوازي، وأبو الفرج عمر بن عبد الله الرقي، وحمزة بن محمد الطوسي.
قال أبو عمرو الداني: كان زاهداً فاضلاً متقشفاً.
وقال الأهوازي: كان يرمى بالتشيع، توفي في ربيع الأول.
298 -
محمد بن أحمد بن عبيد الله بن سعيد
، أبو عبد الله الأموي القرطبي، ابن العطار الفقيه المالكي، المتبحر في الفقه.
روى عن أبي عيسى الليثي، وأبي بكر ابن القوطية، وسعيد بن أحمد بن عبد ربه، وحج فذاكر أبا محمد بن أبي زيد وناظره.
وكان حافظاً متيقظاً، أديباً، شاعراً، ذكياً، نحوياً، بصيراً بالفتوى، عارفاً بالفرائض والحساب واللغة والإعراب، رأساً في الشروط وعللها، مدققاً لمعانيها، لا يجاريه فيها أحد، صنف فيها كتاباً حسناً، وجرت له مع فقهاء قرطبة خطوب طويلة وأخبار مشهورة.
كتب عنه جماعة من الفضلاء، وولد سنة ثلاثين وثلاثمائة، وتوفي في ذي الحجة، وكان الجمع في جنازته عظيماً، وانتاب قبره طلاب العلم أياماً، وقرؤوا على قبره ختمات.
299 -
محمد بن إبراهيم بن يحيى الأندلسي
.
رحل وسمع من أبي قتيبة سلم بن الفضل، وأبي بكر بن خروف.
روى عنه الصاحبان وقالا: مات في رجب.
300 -
محمد بن عبد الله بن أحمد بن القاسم بن جامع
، أبو أحمد الدهان البغدادي.
ثقة مأمون؛ قاله العتيقي.
سمع محمد بن حمدويه، وأحمد بن علي الجوزجاني، وأبا علي محمد بن سعيد الحراني، والمحاملي، وغيرهم. روى عنه أبو بكر البرقاني، وأبو الحسين ابن المهتدي بالله، وجماعة سواهم.
ومات في رجب.
301 -
محمد بن عبد الله بن عيسى بن محمد المري
، الإمام أبو عبد الله الإلبيري المعروف بابن أبي زمنين، نزيل قرطبة.
سمع ببجانة من سعيد بن فحلون، فقرأ عليه مختصر ابن عبد الحكم، وسمع بقرطبة من محمد بن معاوية القرشي، وأحمد بن المطرف، وأحمد بن الشامة. وكان عارفاً بمذهب مالك، بصيراً به، وسمع أيضاً من وهب بن مسرة، وتفقه عند إسحاق بن إبراهيم الطليطلي.
وكان من الراسخين في العلم، متفنناً في الأدب والشعر، مقتفياً لآثار السلف. له مصنفات في الرقائق والزهد، وشعر رائق، مع زهد ونسك وصدق لهجة، وإقبال على الطاعة، ومجانبة للسلطان، وسئل: لم قيل لكم: بنو زمنين؟ فلم يعرف. وقال: كنت أهاب أبي، فلم أسأله. ثم في آخر عمره انتقل إلى إلبيرة فسكنها.
وولد في سنة أربع وعشرين وثلاثمائة، أو في آخرها، وتوفي على الصحيح سنة تسع وتسعين في ربيع الآخر.
وله كتاب المقرب في اختصار المدونة ليس في مختصراتها مثله، وكتاب منتخب الأحكام الذي سار في الآفاق، وكتاب الوثائق، وكتاب المذهب في الفقه، وكتاب مختصر تفسير ابن سلام، وكتاب حياة القلوب في الزهد، وكتاب أنس المريدين، وكتاب النصائح المنظومة
من شعره، وكتاب أدب الإسلام، وكتاب أصول السنة، وكتاب قدوة القارئ.
ومن شعره:
الموت في كل حين ينشر الكفنا ونحن في غفلة عما يراد بنا لا تطمئن إلى الدنيا وزخرفها وإن توشحت من أثوابها الحسنا أين الأحبة والجيران ما فعلوا أين الذين هم كانوا لنا سكنا سقاهم الدهر كأساً غير صافية فصيرتهم لأطباق الثرى رهنا روى عنه أبو عمرو الداني، والقاضي أبو عمر ابن الحذاء، وطائفة من علماء الأندلس، وكان من بقايا حملة الحجة، رحمه الله.
302 -
محمد بن علي بن إسحاق
، أبو طالب العلوي، المعروف بابن المهلوس الزاهد.
كان القادر بالله يعظمه ويحترمه، حكى عن الشبلي وغيره، روى عنه الحسن بن غالب البغدادي وغيره، وكان من الزهاد المعدودين.
303 -
يحيى بن زكريا بن أحمد بن خت
، أبو بكر البلخي ثم الدمشقي، الشاهد.
كان أبوه قد ولي قضاء دمشق، فولد بها هذا، وسمع من إبراهيم بن أبي ثابت، وأبي علي الحصائري، وخيثمة، ولم يدرك السماع من أبيه. روى عنه أبو القاسم إبراهيم بن محمد الحنائي، وأخوه علي والحسن بن الحسين بن يحيى بن زكريا حفيده.
وتوفي في ربيع الآخر، وقد نيف على السبعين.
304 -
أبو إسحاق الجبنياني
، أحد الأئمة والأولياء بالقيروان، اسمه إبراهيم بن أحمد بن علي البكري؛ بكر بن وائل.
أجاز له عيسى بن مسكين، وتفقه على حمود بن سهلون، ودرس من الفقه دواوين، وكان أبو محمد بن أبي زيد يعظمه ويقول: طريقه عالية لا يسلكها أحد في هذا الوقت.
توفي سنة تسع وتسعين، وكان كثيراً ما يقول: اتبع ولا تبتدع، اتضع ولا ترتفع. وكان العلماء يقصدونه ويتبركون برؤيته.
سنة أربعمائة
305 -
أحمد بن عبد العزيز بن الفرج بن أبي الحباب
، أبو عمر القرطبي النحوي، صاحب أبي علي القالي.
أخذ عنه، وعن أبي محمد عبد الله بن محمد الثغري القاضي. روى عنه أبو عمر ابن الحذاء وقال: كان من جلة الشيوخ، عالماً باللغة والأخبار، فيه صلاح وخير، توفي في سلخ المحرم وقد قارب التسعين.
قال ابن حيان: وكانت فيه غفلة زائدة، وكان متقد الذهن، عالماً حافظاً ثبتاً، بصيراً بالعربية، وهو كان مؤدب المظفر عبد الملك بن أبي عامر، وهو بربري النسب من مصمودة.
306 -
أحمد بن عمر بن محمد بن عمرو
، أبو عبد الله الجيزي المصري.
توفي في شعبان، وهو من شيوخ أبي عمرو الداني في الحديث. يروي عن طبقة عثمان ابن السمرقندي، وأبي الطاهر المديني.
307 -
أحمد بن عمار بن عصمة بن معاذ النسفي
.
سمع بنسف من علي بن محتاج، وعبد المؤمن بن خلف، ونصر بن محمد؛ سمع منه جامع الترمذي. وسمع بجرجان من ابن عدي، وببغداد من دعلج، وجماعة.
وهو من قرية شيركث؛ إحدى قرى نسف، توفي بها في شعبان في عشر الثمانين.
308 -
أحمد بن محمد بن محمد بن عبيدة
، أبو جعفر الأموي الطليطلي، ويعرف بابن ميمون.
صاحب أبي إسحاق بن شنظير، ونظيره في الجمع والإكثار والملازمة معاً، والسماع جملة، وهما الصاحبان، فهذا أحدهما.
روى عن عبد الله بن محمد بن أمية، وعبد الله بن فتح بن معروف،
ومحمد بن عمرو بن عيشون، وشكور بن خبيب، وجماعة. وسمع بقرطبة مع صاحبه من أبي جعفر بن عون الله، وابن مفرج، وعباس بن أصبغ، وخطاب بن مسلمة، وأبي محمد بن عبد المؤمن، وأبي الحسن الأنطاكي، وخلف بن القاسم. ورحلا معا إلى المشرق سنة ثمانين وثلاثمائة، فسمعا بمكة من أبي الطاهر محمد بن محمد بن جبريل العجيفي، ويوسف بن الدخيل، وبالمدينة من قاضيها أبي الحسين يحيى بن محمد الحسني وجماعة، وبوادي القرى من أحمد بن علي بن مصعب، وبمصر من أبي عدي عبد العزيز بن علي، وأبي بكر الأدفوي، وجماعة، وبأطرابلس من أبي جعفر أحمد بن جعفر المؤدب، وبالقيروان من أبي القاسم عبد الرحمن بن محمد ابن الصقلي، وأبي محمد بن أبي زيد. وبالمسيلة من محمد بن أبي زيد. ثم رجع واستوطن طليطلة ورحل الناس إليه.
قال ابن مظاهر: كان من أهل العلم والفهم، راوية للحديث، حافظا لرأي مالك، دقيق الذهن في جميع العلوم، محبوبا محمودا، مع الفضل والزهد والورع، كان يأخذ بنفسه مأخذ الأبدال، ولم يكن له أهل ولا ولد. وكان قد جمع من الكتب شيئا كثيرا، وجلها بخطه. وكانت كتبه وكتب صاحبه أصح كتب بطليطلة.
توفي لثمان بقين من شعبان وله سبع وأربعون سنة. روى عنه الخولاني، وقاسم بن هلال، وأبو عمر الطلمنكي، والمنذر بن المنذر، وابن شق الليل.
309 -
أحمد بن محمد
، أبو نصر البالويي.
أحد وجوه خراسان، سمع الأصم، وكتب بالحجاز جامع عبد الرزاق عن أبي عبد الله الصنعاني.
توفي في جمادى الأولى.
310 -
أحمد بن محمد بن عجل
، ابن الأمير أبي دلف العجلي الكرجي، أبو نصر.
حدث بدمشق عن الفضل بن الفضل الكندي، وعلي بن إبراهيم
الكرجي. وعنه ابنه نصر وتمام الرازي، وعلي الحنائي.
مات بدمشق.
311 -
أحمد بن المظفر بن إبراهيم المقرئ الأصبهاني
جار ابن مندة.
312 -
إبراهيم بن عبد الله بن محمد بن خرشيذ قولة
، أبو إسحاق، الكرماني ثم الأصبهاني، التاجر، مسند أصبهان.
سمع أبا بكر بن زياد النيسابوري، والمحاملي، وأبا العباس بن عقدة، وابن مخلد، والحسن بن أبي الربيع الأنماطي، وطائفة كبارا. وعنه أبو الوفاء محمد بن بديع، وظفر بن عبد الرحيم، وسليمان بن عبد الرحيم الحسناباذي، وعبد الوهاب بن مندة، ومحمد بن أحمد بن علي السمسار، وإبراهيم بن محمد بن إبراهيم الطيان، وأبو منصور محمد بن أحمد بن شكرويه؛ الأصبهانيون، وغيرهم. وعند أبي الوفاء محمود بن مندة جملة من عواليه.
توفي في شهر المحرم.
قال المصقلي: سمعت ابن خرشيذ قولة يقول: ولدت سنة سبع وثلاثمائة، ودخلت بغداد سنة إحدى وعشرين وثلاثمائة.
313 -
إبراهيم بن محمد بن عبيد
، الحافظ أبو مسعود الدمشقي، مصنف أطراف الصحيحين.
رحل وسمع عبد الله بن محمد ابن السقاء بواسط، وأبا بكر أحمد بن عبدان الشيرازي الحافظ، وأبا بكر ابن المقرئ الأصبهاني. وسمع بالكوفة أصحاب مطين، وبالبصرة أصحاب أبي خليفة، وببغداد ونيسابور، ثم سكن بغداد.
وكان صدوقا ورعا فهما؛ روى عنه أبو القاسم اللالكائي، وأبو ذر الهروي، وحمزة السهمي، والعتيقي.
وتوفي في رجب. ويقال: توفي سنة إحدى وأربعمائة.
وكان من أئمة الحديث، مات كهلا، وقل ما روى.
314 -
حجاج بن هرمز
، الأمير أبو جعفر.
استنابه السلطان بهاء الدولة بالعراق، وندبه لحرب الأكراد والأعراب. وكان متقدما في دولة عضد الدولة وبنيه، عارفا بالحروب، شجاعا مهيبا، ذا رأي وجلالة وأبهة وسطوة. خرج عن بغداد في سنة اثنتين وتسعين وثلاثمائة فكثرت بها العملات ووقعت الفتن.
توفي بالأهواز في ربيع الأول، فذكر أبو الفرج ابن الجوزي أنه توفي عن مائة سنة وخمس سنين. وحاصل الأمر أنه أسن وعمر.
315 -
الحسن بن العباس بن الحسن بن أبي الجن
حسين بن علي بن محمد بن علي بن إسماعيل بن جعفر الصادق بن محمد بن علي بن الحسين عليه السلام، القاضي أبو محمد الحسيني القمي.
ولي قضاء دمشق من جهة قاضي الديار المصرية محمد بن النعمان الشيعي العبيدي. وأصله من بلد قم، فقدم أبوه الشام وسكن حلب.
توفي القاضي أبو محمد في جمادى الأولى.
316 -
الحسين بن عثمان
، أبو علي المجاهدي الضرير.
صاحب ابن مجاهد، وهو آخر من قرأ عليه. وكان يأخذ على الإنسان الختمة بدينار.
كذا ورخه بعضهم، وبعضهم قال: توفي سنة أربع وأربعمائة، فالله أعلم.
317 -
الحسين بن محمد
، أبو أحمد الشروطي، البغدادي الأصل، الدمشقي، المعروف بابن الوزير.
روى كتاب الأم عن الحسن بن حبيب الحصائري. وروى عن محمد بن جعفر بن ملاس. وعمر نحو مائة سنة. روى عنه علي الحنائي، وأبو علي الأهوازي.
318 -
الحسين بن موسى بن محمد بن موسى
بن إبراهيم بن موسى الكاظم بن جعفر الصادق، الشريف الطاهر ذو المناقب، ويلقب أيضا بالأوحد، أبو أحمد الحسيني الموسوي البغدادي، والد الرضي والمرتضى.
من سادة الشيعة ومعمريهم، ولد سنة أربع وثلاثمائة، وقد ولاه بهاء الدولة قضاء القضاة، فلم يمكنه القادر بالله. وقد ولي النقابة وله خمسون سنة، ثم عزله العباس بن الحسن الشيرازي وزير عز الدولة، وقلد أبا محمد بن الناصر العلوي. ثم ولي الشريف أبو أحمد النقابة مدة، ثم مرض فولي مكانه أبو الحسن علي بن أحمد بن إسحاق، ثم وليها أبو الفتح محمد بن عمر العلوي الكوفي أمير الحاج، فلما مات قلد أبو أحمد النقابة والمظالم وإمرة الحج، فاستخلف ولديه الرضي والمرتضى، ثم عزل وقلد النقابة أبو الحسن محمد بن الحسن الزيدي، ثم أعيد أبو أحمد، وهي الولاية الخامسة، وبقي إلى أن توفي عن بضع وتسعين سنة، وقد شاخ وأضر، وقل من بلغ هذا السن من كبار العلويين.
توفي في هذه السنة، وصلى عليه ابنه الشريف المرتضى شيخ الرافضة وعالمهم، ودفن في داره، ثم نقل إلى مشهد الحسين عليه السلام.
وكان فيه دين وخير وتعبد على بدعته.
319 -
خلف بن علي بن ناصر
، أبو محمد السبتي الزاهد.
أخذ عن أبي محمد بن أبي زيد، وعبد الملك بن الحسن الصقلي. وكان زاهدا متبتلا، سائحا في الأرض، لا يأوي إلى وطن. وسكن بمسجد
في قرطبة، فكان الصلحاء والزهاد يقصدونه. أخذ عنه أبو عمر الطلمنكي، والصاحبان، وأبو عبد الله الخولاني.
وتوفي بإلبيرة في صدر الفتنة البربرية، رحمة الله عليه.
320 -
خلف بن مسعود
، أبو سعيد الجراوي المالقي.
حدث عنه الصاحبان، قالا: أجاز لنا مختصر النحوي للمدونة. قال ابن حيان: قدم قرطبة، فحمل عنه بها علم كثير، وكان له من القاضي ابن ذكوان خاصة، وأغري به العامة، فأضجعوه وذبحوه حين ثورة الأندلس بالبرابرة عند قيام المهدي الأموي.
321 -
سعيد بن عثمان بن سعيد بن محمد
، أبو عثمان البربري الأندلسي، ابن القزاز اللغوي القرطبي، المعروف بلحية الزبل.
ولد سنة خمس عشرة وثلاثمائة. وروى عن قاسم بن أصبغ، ومحمد بن عبد الله بن أبي دليم، ووهب بن مسرة، ومحمد بن محمد بن عبد السلام الخشني، ومحمد بن عيسى بن رفاعة، وسعيد بن جابر الإشبيلي، وكان بارعا في الأدب مقدما في اللغة؛ له كتاب في الرد على صاعد بن الحسن اللغوي، وكانت له عناية بالحديث.
وكان ثقة من أجل أصحاب أبي علي القالي.
فقد في وقعة الأندلس في ربيع الأول من السنة، وهو من شيوخ ابن عبد البر وغيره.
322 -
سليمان بن هشام بن وليد بن كليب
، أبو الربيع، ابن الغماز القرطبي المقرئ المجود.
أخذ القراءات عن أبي الحسن الأنطاكي، ورحل فأخذ بمصر عن أبي بكر الأدفوي، وأبي الطيب بن غلبون.
قال أبو عمر ابن الحذاء: كان أحفظ من لقيت للقراءات، وأكثرهم ملازمة للإقراء، وكان أطيب من لقيت صوتا بالقرآن.
وقال أبو عمرو الداني: كان ذا ضبط وحفظ للحروف، حسن اللفظ بالقرآن، أخذت عنه، وقتل مع سليمان بن الحكم الأموي الملقب بالمستعين في شوال بعقبة البقر.
323 -
سليمان بن عبد الغافر بن بنج مال الأموي
، أبو أيوب الأندلسي الزاهد.
كان من أهل الزهد والتقلل والورع، يلبس الصوف ويمشي حافيا، ولا يقبل من أحد شيئا. وكان مجاب الدعوة عرف بذلك، وقد بكى من خشية الله حتى عمي. وكان إذا سئل عن حاله قال: كيف يكون حال من الدنيا داره، وإبليس جاره، وتكتب أعماله وأخباره!
ولد سنة إحدى وثلاثمائة، وطال عمره حتى توفي في ذي القعدة سنة أربعمائة، وقد أشرف على المائة، وشيعه الخلائق. وكان آخر العباد بقرطبة، وشهده الخليفة محمد بن هشام المهدي. وقتل بعده بتسعة عشر يوما.
324 -
طالب بن هجرس
، أبو العشائر المصري.
حدث، وورخه الحبال.
325 -
عائشة بنت أحمد بن محمد بن قادم القرطبية
.
قال ابن حيان: لم يكن في جزائر الأندلس في زمانها من يعدلها فهما وعلما وأدبا وشعرا وفصاحة؛ كانت تمدح ملوك الأندلس وتخاطبهم فيما يعرض لها من حاجتها. وكان حسنة الخط تكتب المصاحف، وماتت عذراء لم تنكح في سنة أربعمائة.
326 -
عبد الله بن أحمد بن قند
، أبو محمد القرطبي اللغوي، صاحب الحافظ أبي محمد الأصيلي، يعرف بالطبطل.
كان كاتبا أديبا بليغا فقيها محدثا توفي في الوقعة التي كانت بين سليمان بن حكم وبين المهدي بعقبة البقر.
327 -
عبد الله بن جعفر بن محمد بن مهران
، أبو سعد السرخسي النخالي، كان يبيع النخالة.
روى عن أبي العباس محمد بن عبد الرحمن الدغولي، وأبي علي بن لقمان السرخسي.
توفي في حدود الأربعمائة.
328 -
عبد الله بن مجالد بن بشر
، أبو محمد البجلي الكوفي.
ثقة، يروي عن ابن عقدة الحافظ، وتوفي في شوال.
329 -
عبد الرحمن بن عبد الله بن علي بن سختويه
، أبو بكر المزكي، الفقيه الشافعي النيسابوري.
روى عن أبي العباس الأصم وغيره، ودرس الفقه سنين.
مات في رمضان.
330 -
عبد الملك بن الحسن بن محمد بن إسحاق بن الأزهر الأزهري
، أبو نعيم الإسفراييني.
روى عن خال أبيه الحافظ أبي عوانة كتابه الصحيح المسند بقراءة أبيه، واحتاط له خاله في سماعه، فبارك الله في عمره حتى سمعه الأئمة واشتهر به.
قال الحافظ عبد الغافر بن إسماعيل: كان رجلاً صالحاً ثقة، حضر نيسابور في آخر عمره، ولم يعهد بعد ذلك المجلس مثله لقراءة الحديث، كما حدثنا الثقات، وعاد إلى إسفرايين، وذلك في سنة تسع وتسعين.
قلت: روى عنه الكتاب الإمام أبو القاسم القشيري، وزوجته فاطمة بنت أبي علي الدقاق ولها فوت، وعبد الحميد وعبد الله ابنا عبد الرحمن بن
محمد البحيري، وأبو القاسم علي بن عبد الرحمن بن عليك الرازي، وروى عنه بعض الكتاب عثمان بن محمد بن عبيد الله المحمي، وشبيب بن أحمد البستيغي، وأبو الحسن علي بن عبد الله بن يوسف الجويني، وعلي بن محمد بن علي بن ماسرجس الخازن، وعلي بن عبد العزيز الخشاب، وأبو المعالي عمر بن محمد بن حسين البسطامي، وأبو بكر محمد بن حسان بن محمد، ومحمد بن عبيد الله الصرام، وأبو نصر محمد بن سهل بن محمد السراج، وهو آخر أصحابه موتاً؛ توفي سنة ثلاث وثمانين وأربعمائة.
وقع لنا هذا المسند بإجازة أبي المظفر ابن السمعاني، لكني أنا سمعت منه ست مجلدات، وبطلت.
قال الحاكم في تاريخه: توفي أبو نعيم الإسفراييني ابن أخت أبي عوانة في ربيع الأول سنة أربعمائة.
قلت: وسماعه من خاله كان في حياة البغوي، وابن صاعد، وأبي بكر بن أبي داود، وتوفي خاله قبل البغوي بسنة، وكان مولد أبي نعيم في ربيع الأول سنة عشر وثلاثمائة. وقد سمع أيضاً من أبيه المحدث أبي محمد صاحب يوسف القاضي، ومن أبي نعيم عبد الملك بن عدي، وأبي عمران الجويني، وعبد الله بن محمد بن مسلم الإسفراييني، ومحمد بن عبدك الشعراني، والأصم، وابن الأخرم، لكن اشتغل عنه أكثر الطلبة بمسند أبي عوانة.
331 -
عبد الواحد بن علي بن غياث
، أبو بكر البغدادي الرزاز.
سمع محمد بن حمدويه المروزي، وابن عياش القطان. روى عنه أبو محمد الخلال، وأبو القاسم الأزجي، وأبو الحسين بن المهتدي بالله، ووثقه الخطيب.
أنبأني المسلم بن محمد القيسي قال: أخبرنا الكندي قال: أخبرنا عبد الله بن أحمد بن يوسف قال: أخبرنا محمد بن علي ابن المهتدي بالله قال: ذكر لنا شيخنا عبد الواحد بن علي بن غياث أن مولده في رمضان سنة
تسع وثلاثمائة، وأنه سمع الحديث من أبي القاسم ابن بنت منيع، وأن كتبه انتهبت.
قال الخلال: توفي سنة أربعمائة.
332 -
عبيد الله بن أحمد بن الحسن
، أبو الفرج بن السخت الرقي المقرئ البزاز.
حدث بدمشق عن النجاد، وجعفر الخلدي، وجماعة. روى عنه أبو علي الأهوازي، وعلي الحنائي.
333 -
علي بن محمد بن إبراهيم
، أبو الحسن المديني الأدمي.
توفي في رجب.
334 -
علي بن محمد بن أحمد بن داود
، أبو الحسن ابن النحوي الدمشقي الشاهد الخطيب، والد عبد المنعم.
روى عن علي بن أبي العقب، وعنه علي الحنائي وغيره.
توفي في المحرم.
335 -
عمرو بن عثمان بن خطار
، أبو حفص القرطبي.
أخذ عن علي بن عبيد مختصره في الفقه، وعن محمد بن عمرو بن عيشون. روى عنه أبو حفص الزهراوي وغيره.
336 -
عمران بن الحسن بن يوسف
، أبو الفرج الخفاف.
روى بدمشق عن أحمد بن زبان، وأبي إسحاق بن أبي ثابت، وعثمان بن محمد الذهبي. روى عنه علي بن محمد الحنائي، ورشأ بن نظيف، وأحمد بن الحسن الطيان، وأبو علي الأهوازي، وآخرون.
337 -
محمد بن أحمد بن جعفر الأصبهاني الكوسج
.
توفي في صفر.
338 -
محمد بن أحمد بن معارك
، أبو القاسم العقيلي القرطبي النحوي.
روى عن أبي علي القالي، وكان مقدماً في علم العربية والبصر بالشعر، أقرأ النحو.
وهو والد عبد الرحمن العقيلي.
339 -
محمد بن إبراهيم بن إسماعيل بن يحيى
، أبو عبد الله الخشني الطليطلي، ويعرف بابن المشكيالي.
روى عن أحمد بن خليل قاضي طليطلة، ومحمد بن عمرو بن عيشون، وبقرطبة أحمد بن ثابت، وأبان بن عيسى. وحج فسمع بمصر أبا محمد بن الورد، وأحمد بن سلمة بن الضحاك، وأبا هريرة بن أبي العصام، وحمزة بن محمد الكناني، وأبا بكر بن أبي الموت.
وكان من كبار المالكية، عيناً من أعيان طليطلة، مع زهد وتواضع وورع وعمل بعلمه، لا تأخذه في الله لومة لائم، ثقة، قصده المظفر بن أبي عامر إلى داره، فلما علم قال للطلبة: لا يقم أحد، فامتثلوا أمره، فلما دخل سأله الدعاء، فقال: اللهم أدخل له في قلوب رعيته الطاعة، وأدخل لهم في قلبه الرأفة والرحمة.
توفي في سادس جمادى الآخرة، وولد سنة اثنتي عشرة وثلاثمائة، وكان من كبار المسندين بالأندلس، رحمه الله.
340 -
محمد بن خلف بن الشولة
، أبو عبد الله الأندلسي.
رحل إلى مصر وأخذ عن الحسين بن عبد الله القرشي معجم الصحابة له في ثلاثين جزءاً، وعن الحسن بن رشيق. حدث عنه الصاحبان، وأبو محمد بن دنين، وأبو عبد الله بن عبد السلام الحافظ. وتوفي في جمادى الأولى عن ست وستين سنة.
341 -
محمد بن عمروس بن العاص القرطبي
، أبو عبد الله المالكي.
أخذ عن أبي عبد الله بن مفرج، وحج سنة تسع وستين، وذهب إلى بغداد فأخذ عن أبي بكر الأبهري الفقيه، وأبي الحسين بن المظفر، والدارقطني، وأخذ عن أهل البصرة ومصر والقيروان. روى عنه أبو عمر بن عبد البر، وأبو عبد الله بن عائذ، وغيرهما.
وتوفي في جمادى الآخرة.
342 -
محمد بن هشام بن عبد الجبار
ابن الناصر لدين الله أبي المطرف عبد الرحمن بن محمد الأموي الملقب بالمهدي.
توثب على الأمر بالأندلس، وخلع المؤيد بالله هشاماً، وحارب عبد الرحمن ابن الحاجب أبي عامر القحطاني شنشول الذي وثب قبله بسنة، وسمى نفسه ولي العهد، وجعل ابن عمه محمد بن المغيرة حاجبه، وأمر بإثبات كل من جاءه في الديوان، فلم يبق زاهد ولا جاهل ولا حجام ثم حتى جاءه، فاجتمع له نحو من خمسين ألفا، وذلت له الوزراء والصقالبة، وجاءوا وبايعوه، وأمر بنهب دور بني عامر، وانتهب جميع ما في الزهراء من الأموال والسلاح، حتى قلعت الأبواب، فيقال: إن الذي وصل إلى خزانة ابن عبد الجبار خمسة آلاف ألف دينار وخمسمائة ألف دينار، ومن الفضة ألف ألف درهم، ثم وجد بعد ذلك خوابي فيها ألف ألف ومائة ألف دينار، وخطب له بالخلافة بقرطبة، وتسمى بالمهدي، وقطعت دعوة المؤيد، وصلى المهدي الجمعة بالناس، وقرئ كتاب بلعنة عبد الرحمن بن أبي عامر الملقب بشنشول، ثم سار إلى حربه إثر ذلك في سنة تسع وتسعين، وكان القاضي ابن ذكوان يحرض على قتاله، ويقول عن شنشول: هو كافر. وكان قد استعان بعسكر من الفرنج وقام معه ابن غومس القومص، فسار إلى قرطبة، وأخذ أمر ابن عبد الجبار يقوى وأمر شنشول يضعف، وأصحابه تتسحب عنه، فقال له القومص: ارجع بنا قبل أن يدهمنا العدو، فأبى ومال إلى دير شريش جوعان سهران، فنزل له الراهب بخبز ودجاجة، فأكل
وشرب وسكر، وجاء لحربه حاجب المهدي في خمسمائة فارس، فجدوا في السير وقبضوا عليه، فقال: أنا في طاعة المهدي، وظهر منه جزع وذل، وقبل قدم الحاجب، ثم ضربت عنق شنشول، ونودي عليه هذا شنشول المأبون المخذول.
قال الحميدي: قام على المهدي في شوال سنة تسع وتسعين ابن عمه هشام بن سليمان ابن الناصر الأموي مع البربر، فحاربه، ثم انهزمت البربر، وأسر هشام فضرب المهدي عنقه.
وقال غيره: لما استوسق الأمر لابن عبد الجبار المهدي أظهر من الخلاعة أكثر مما فعله شنشول، وأربى عليه في الفساد، وأخذ الحرم، وعمد إلى نصراني يشبه المؤيد بالله، ففصده حتى مات، وأخرجه إلى الناس وقال: هذا هشام، وصلى عليه ودفنه.
وفي رمضان وصل إلى ابن عبد الجبار رسول صاحب طرابلس المغرب فلفل بن سعيد الزناتي، داخلاً في الطاعة، ويسأل إرسال سكة يضرب بها الذهب على اسمه، كل ذلك ليعينه على باديس ابن المنصور، فخرج باديس وأخذ طرابلس، وكتب إلى عمه حماد في إغراء القبائل على ابن عبد الجبار.
وكان ابن عبد الجبار بخذلانه قد همّ بالغدر بالبربر الذين حوله، وصرح بذلك لجهله، فنم عليه بسببه هشام بن سليمان ابن الناصر لدين الله، وحرضهم على خلعه، فقتلوا وزيريه محمد بن دري وخلف بن طريف، وثار الهيج، واجتمع لهشام عسكر، وحرقوا السراجين، وعبروا القنطرة، ثم تخاذلوا عن هشام فأخذ، وأخذ ولده وأخوه أبو بكر فقتلهم ابن عبد الجبار صبراً، وقتل خلق من البربر، ثم تحيز البربر إلى قلعة رباح وهرب معهم سليمان بن الحكم بن سليمان ابن الناصر هشام فبايعوه، وسموه المستعين بالله، وجمعوا له مالاً من كل قبيلة، حتى اجتمع له نحو من مائة ألف دينار، فتوجه بالبربر إلى طليطلة، فامتنعوا عليه، ثم ملكها، وقتل واليها، فاعتدّ ابن عبد الجبار للحصار، وجزع حتى جرأ عليه العامة،
ثم بعث عسكراً فهزمهم سليمان، فرتب الناس للقتال، وكان أكثر جند ابن عبد الجبار لحامين وحاكة، وقارب سليمان قرطبة، فبرز إليه عسكر ابن عبد الجبار، فناجزهم سليمان، فكان من غرق منهم في الوادي أكثر ممن قتل، وكانت وقعة هائلة، وذهب خلق من الأخيار والمؤذنين والأئمة، فلما أصبح ابن عبد الجبار أخرج المؤيد بالله هشام بن الحكم الذي كان أظهر موته، فأجلسه للناس، وأقبل القاضي يقول: هذا أمير المؤمنين، وإنما محمد نائبه، فقال له البربر: يا ابن ذكوان، بالأمس تصلي عليه، واليوم تحييه! وخرج أهل قرطبة إلى المستعين سليمان فأحسن ملقاهم، واختفى ابن عبد الجبار، واستوسق أمر المستعين، ودخل القصر، ووارى الناس قتلاهم، فكانوا نحو اثني عشر ألفاً.
ثم هرب ابن عبد الجبار إلى طليطلة، فقاموا معه، وكتب إلى الفرنجية ووعدهم بالأموال، فاجتمع إليه خلق عظيم، وهو أول مال انتقل من بيت المال بالأندلس إلى الفرنج، وكانت الثغور كلها باقية على طاعة ابن عبد الجبار، فقصد قرطبة في جيش كبير، فكان الملتقى على عقبة البقر على بريد من قرطبة، فاقتتلوا قتالاً شديداً، فانهزم سليمان، واستولى المهدي على قرطبة ثانياً، ثم خرج بعد أيام إلى قتال جمهرة البربر، فالتقاهم بوادي آره، فهزموه، ففر إلى قرطبة، فوثب عليه العبيد ثم انهزم ابن عبد الجبار أقبح هزيمة، وقتل من الفرنج ثلاثة آلاف في السنة، وغرق منهم خلق، وأسر ابن عبد الجبار ثم ضربت عنقه، وقطعت أربعته في ثامن ذي الحجة سنة أربعمائة، وله أربع وثلاثون سنة؛ وثب عليه العبيد، إذ جاء قرطبة منهزماً.
343 -
مطهر بن أحمد بن مطهر الأشموني
.
توفي بمصر في ذي الحجة وله خمس وثمانون سنة.
344 -
هشام بن عبيد الله ابن الناصر لدين الله عبد الرحمن بن محمد الأموي الأمير، أبو الوليد الأندلسي، ويعرف بصاحب الخضراء.
قال الأبار: كان خير من تبقى من أهل بيت الخلافة عفافاً ومروءة
وسخاء، إلى أدب ومعرفة، وجمع للكتب، رغب المستعين بالله سليمان في كتبه، فقومت واشتراها.
توفي في أول سنة أربعمائة.
345 -
أبو سعيد الفلاحي الحنفي النيسابوري
.
حدث عن الأصم وغيره، توفي في صفر.
346 -
أبو نصر بن الحسن بن أحمد الحيري النيسابوري
، أخو القاضي أبي بكر.
روى عن أبي العباس الأصم وأقرانه، وتوفي في رمضان.
المتوفون قبل الأربعمائة
347 -
أحمد بن أفلح بن حبيب بن عبد الملك
، أبو عمر الأموي القرطبي الأديب.
روى عن قاسم بن أصبغ، ومحمد بن عيسى بن رفاعة، ووهب بن مسرة، وجماعة، ورحل إلى الشرق. حدث عنه الصاحبان، وابن أبيض.
348 -
أحمد بن عبد الواحد بن أحمد
، أبو بكر البجلي الجريري المكي.
رحال جوال. روى عن عبد الله بن محمد ابن السقاء، وأبي بكر الإسماعيلي، والمفيد، وطبقتهم. وعنه تمام الرازي وهو أسند منه، وعلي بن الحسن الربعي، وأبو الحسن ابن السمسار، ومات قبل أوان الرواية.
349 -
أحمد بن علي بن وصيف
، أبو الحسين بن خشكنانكة البغدادي، الكاتب الشاعر النديم.
صاحب كتاب النثر الموصول بالنظم، وكتاب صناعة البلاغة. وكان شيعيا مناظرا، نادم الوزير المهلبي، وبقي إلى أيام الملك شرف الدولة، وقد نادم ابن بقية الوزير.
فمن شعره:
سلمت بالجفون سلمى فسلمـ ـت إليها قلبا سليما سقيما بالقوام القويم يهتز لدنا زاده الهز في النقى تقويما كم لها من مقاتل وقتيل وكلام به تداوي الكلوما رب ليل من شعرها ونهار من سنا وجهها اتخذت نديما
350 -
أحمد بن عيسى بن سليمان
، من أهل بجانة، أبو القاسم الأندلسي.
روى عن سعيد بن فحلون، وأحمد بن جابر. روى عنه الصاحبان، وأبو عمر الطلمنكي.
351 -
أحمد بن محمد بن أحمد بن سيد أبيه
، أبو عمر القرطبي.
روى عن محمد بن معاوية، روى عنه الصاحبان؛ أبو إسحاق، وأبو جعفر.
مات قبل الأربعمائة، وله قريب من سبعين سنة.
352 -
أحمد بن محمد الأديب
، أبو طاهر الشيرازي الشاعر البليغ.
روى عنه من شعره أبو القاسم عمر بن محمد النعماني، وأبو غالب محمد بن أحمد بن بشران اللغوي، وعلي بن الحسن السمسمي.
353 -
أحمد بن محمد بن المكتفي بالله علي ابن المعتضد
.
سمع من أبي القاسم البغوي. وعنه أبو الحسين ابن المهتدي بالله؛ سمع منه في سنة سبع وتسعين وثلاثمائة.
354 -
أحمد بن محمد بن زيد
، أبو سعد القزويني المالكي، صاحب أبي بكر الأبهري.
تفقه عليه، وعلى أبي بكر بن علويه الأبهري، صنف المذهب والخلاف وله كتاب المعتمد في الخلاف في مائة جزء، وهو من أحسن الكتب، وسمع من أبي زيد المروزي.
وتوفي سنة نيف وتسعين وثلاثمائة؛ قاله عياض وقرّظه.
355 -
إبراهيم بن شاكر بن خطاب
، أبو إسحاق القرطبي اللجام.
روى عن أحمد بن ثابت التغلبي، وأبي محمد بن عثمان، وجماعة. وكان رجلاً صالحاً ورعاً، حافظاً للحديث وأسماء الرجال. روى عنه أبو
عمر بن عبد البر وقال: إن كان في عصره أحد من الأبدال فيوشك أن يكون منهم، رحمه الله.
356 -
إسحاق بن إبراهيم بن شريح
، أبو محمد الجرجاني.
عن الأصم، ومحمد بن عبد الله الصفار.
قال الخطيب: حدثنا عنه أبو العلاء الواسطي، والعتيقي.
357 -
بديل بن أحمد بن محمد الحافظ
، أبو بكر الهروي.
حدث ببغداد عن الأصم، ومنصور بن الحسن الدينوري، وجماعة. وعنه أبو سعد الماليني، وأبو محمد الخلال.
ذكر الخطيب ترجمته مختصرة.
358 -
الحسن بن المليح بن مسلم بن عبيد الله بن طاهر
بن يحيى بن الحسن بن جعفر بن عبيد الله بن الحسين بن علي بن أبي طالب، الأمير الشريف أبو محمد العلوي الحسيني المدني، أمير المدينة وابن أميرها أبي طاهر.
قال أبو الغنائم النسابة في كتاب نزهة العيون: حكى الشريف حسن بن المليح قال: قدمت على بكجور نائب دمشق، قلت: وليها في سنة ثلاث وسبعين وثلاثمائة، قال: فأتيته وأنا شاب، وكان يحب العلويين، وكان أبي إذ ذاك أمير المدينة، فنزلت في فندق الطائي بسوق القمح من دمشق، وأهديت له شعرا من شعر النبي صلى الله عليه وسلم، فذكر الحكاية، وأن بكجور وصله بأشياء، فلما خرج قال بعض الحاضرين: كيف يكون هذا شعر رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ ولعله من شعر أهل بيته. قال: فتغير علي ثاني يوم، ثم بلغني ذلك فتألمت، وجئته وقلت: أشتهي ترد علي هديتي، فأحضره، فطلبت منقل نار فأحضر، فوضعت الشعر - وكان أربع عشرة شعرة - على
ذلك الجمر فلم يحترق، فبكى الأمير وقال: يا حياءنا من رسول الله صلى الله عليه وسلم، وبالغ في كرامتي؛ حتى أنني لما ركبت أخذ بركابي وقبل رجلي.
359 -
الحسين بن محمد بن أحمد بن قطينا
، أبو عبد الله البغدادي.
روى عن أبي بكر بن زياد النيسابوري، والمحاملي. روى عنه أبو بكر البرقاني، وعبد العزيز الأزجي.
ووثقه الخطيب.
360 -
حكم بن محمد بن حكم
، أبو العاصي الأموي الأطروش.
روى عن ابن النحاس النحوي، وسلم بن الفضل، وابن خروف، وأبي بكر بن أبي الموت، وابن حيويه النيسابوري.
وولد سنة ثلاث عشرة وثلاثمائة. روى عنه الصاحبان، وأبو عمرو الداني.
361 -
خلف بن سعيد بن عبد الله بن عثمان بن زرارة
، أبو القاسم ابن المرابط الكلبي، من ذرية الأبرش الكلبي، ويعرف بالمبرقع المحتسب، من أهل قرطبة.
رحل إلى المشرق مرتين؛ أولاهما سنة اثنتين وثلاثين وثلاثمائة وهو ابن ثلاث وعشرين سنة، فسمع أبا سعيد ابن الأعرابي، وابن الورد، وأبا بكر الآجري. روى عنه أبو إسحاق بن شنظير، وأبو حفص الزهراوي.
وقال ابن شنظير: توفي في نحو الأربعمائة.
362 -
خلف بن عيسى بن سعد الخير
، أبو الحزم الوشقي، فقيه وشقة وقاضيها.
يروي عن ابن عيشون، وأبي عيسى. حدث عنه ابنه أبو الأصبغ، وأبو
عمر ابن الحذاء. وكان من فضلاء المالكية.
363 -
سعيد بن عثمان بن مروان القرشي الأندلسي الشاعر
، المعروف بابن عمرون.
من فحول شعراء المنصور أبي عامر صاحب الأندلس، ومن شعره في المنصور - وقد أحسن ما شاء:
ذكر العقيق ومنزلا بالأبرق فكفاه ما يلقى الفؤاد وما لقي ردت إليه صبابة ردته من فرط التوقد كالذبال المحرق من لي بمن تأبى الجفون لفقده في الدهر أن لا تلتقي أو نلتقي ريم يروم - وما اجترمت جريمة قتلي ليتلف من بقائي ما بقي لم يلق قلبي قط من لحظاته إلا بسهم للحتوف مفوق وإذا رماني عن قسي جفونه لم أدر من أي الجوانب أتقي قال الإمام أبو محمد بن حزم: تذكر المنصور هذه القصيدة في سنة إحدى وثمانين فأعجبته، وكان سعيد قد مدحه بها قديما، فأمر له الآن بثلاثمائة دينار.
364 -
عبد الرحمن بن أبي الفهد الأندلسي الإلبيري
، أبو المطرف.
أحد فحول شعراء قرطبة، وعين شعراء الدولة العامرية. رحل في شبيبته إلى المشرق، وأضمرته البلاد قبل الأربعمائة.
قال أبو عامر بن شهيد: عمل بحضرتي أربعين بيتاً على البديهة ليس فيها حرف معجم، أولها:
حلمك ما حد حده أحد
365 -
علي بن أبي إسحاق إبراهيم بن محمد بن يحيى
المزكي النيسابوري.
سمع أبا حامد ابن الشرقي، ومكي بن عبدان.
366 -
علي بن إسماعيل بن الحسن
، الأستاذ أبو الحسن البصري القطان المقرئ، المعروف بالخاشع.
أحد من عني بالقراءات ورحل فيها، قرأ بمكة على أبي بكر محمد بن عيسى بن بندار صاحب قنبل، وبأنطاكية على الأستاذ إبراهيم بن عبد الرزاق، وبغيرها على محمد بن عبد العزيز بن الصباح، وأحمد بن محمد بن بقرة، ومحمد بن عبد الله الرازي صاحب الحسين بن علي الأزرق، وطائفة.
وتصدر للإقراء ببغداد؛ قرأ عليه أبو علي الأهوازي، وأبو نصر أحمد بن مسرور، وأبو بكر محمد بن عمر بن زلال النهاوندي.
367 -
علي بن الحسين بن محمد بن يوسف بن بحر بن بهرام الوزير
، أبو القاسم ابن المغربي، وهو بغدادي الأصل، والمغربي لقب لجده.
ولد أبو القاسم بحلب ونشأ بها، ووزر لصاحبها سعد الدولة أبي المعالي ابن سيف الدولة بن حمدان، ثم هرب خوفا منه إلى مصر وعظم بها، ووزر للحاكم، ثم قتله الحاكم. وكان أديبا شاعرا، روى عنه الحافظ عبد الغني الأزدي.
وهو والد الوزير أبي القاسم الحسين.
368 -
علي بن محمد بن عمر بن العباس
، أبو الحسن الرازي القصار، الفقيه الشافعي.
قال أبو يعلى الخليلي: أفضل من لقيناه بالري. كان مفتيها قريباً من ستين سنة، أكثر عن عبد الرحمن بن أبي حاتم، وابن معاوية الكاغدي، وأحمد بن خالد الحروري، ومحمد بن قارن، ولقي بأخرة شيوخ بغداد؛ ابن السماك، والنّجّاد. وكان عالماً، له في كل علم حظ، وبلغ قريباً من مائة
سنة. سمعت عبد الله بن محمد الحافظ يقول: لم يعش أحد من الشافعية ما عاش هذا، وكان عالماً بالفتاوى والنظر.
قلت: وروى عنه هبة الله اللالكائي، وعبد الجبار بن عبد الله بن برزة الرازي، وجماعة، ولا أعلم متى توفي.
369 -
علي بن محمد بن يعقوب الرازي
.
مكثر عن عبد الرحمن بن أبي حاتم، روى عنه أهل بلده.
370 -
علي بن محمد بن هبة الله الحاجي
، أبو الحسن.
سمع الأصم، وفي الرحلة من أبي بكر الشافعي وطبقته.
مات في صفر سنة سبع أو تسع وتسعين وثلاثمائة.
371 -
عمر بن القاسم
، أبو الحسين المقرئ البغدادي، صاحب ابن مجاهد، يلقب وبرة، ويعرف بابن الحداد.
حدث عن علي بن عبد الله بن مبشر الواسطي، وقاسم بن إبراهيم الملطي، والحسين المحاملي. روى عنه أبو محمد الخلال، وأبو الحسن العتيقي، وأبو الفرج الطناجيري.
قال الخطيب: صدوق.
372 -
متوكل بن الحسين الأندلسي
.
شاعر مفلق في حدود الأربعمائة، فمن شعره:
تعيرني أن لا أقيم ببلدة وفي مثل حالي هذه القمران رأت رجلا لا يشرب الماء صافيا ويحلو لديه وهو أحمر قان له همم سافرن في طلب العلى نجوم الثريا عندهن دواني تغرب لما أن تغرب ذكره علوا كلا هذين مغتربان
373 -
محمد بن أحمد بن محمد بن حمدان
النيسابوري المراري العدل.
سمع مكي بن عبدان، والمحاملي، وابن عقدة.
قال ابن ماكولا: حدثنا عنه أبو سعيد بن عليك بالري.
374 -
محمد بن أحمد
بن محمد بن علي بن النعمان
، أبو الفتح ابن النحوي الأنباري، نزيل الرملة.
روى عن المحاملي، وأبي العباس بن عقدة، ويوسف الأزرق. روى عنه أبو سعد الماليني، وعلي الحنائي، وأبو علي الأهوازي، وآخرون. وكان كثير الحديث، واسع الرحلة.
375 -
محمد بن أحمد، أبو الفرج الغساني الدمشقي الشاعر، المعروف بالوأواء.
وليس للشاميين في وقته مثله. روى عنه من شعره أبو الحسين الميداني، وأبو محمد الجوهري، وأبو منصور يوسف بن هلال.
قال فيه أبو منصور الثعالبي في اليتيمة: هو من حسنات الشام، وأحد صاغة الكلام، ومن عجيب شأنه ما أخبرني أبو بكر الخوارزمي قال: كان أبو الفرج الوأواء مناديا في دار بطيخ بدمشق على الفواكه، فما زال يشعر حتى جاد شعره وسار، ووقع منه ما يروق ويفوق حتى يعلو العيوق.
وقال يوسف بن هلال: أنشدني الوأواء لنفسه:
ترشفتُ منْ شفتيهِ العقارا وَقَبَّلْتُ مِنْ خَدِّهِ جُلَّنارا وَشاهدتُ منهُ كثيباً مهيلاً وَغصناً رطيباً وَبدراً ونارا وأَبْصَرْتُ مِنْ وَجْهِهِ في الظَّلَامِ بِكُلِّ مَكانٍ بِلَيْلٍ نَهَارَا قال: وأنشدني لنفسه:
زمان الربيع زمان أنيق وعيش الخلاعة عيش رقيق وقد جمع الوقت حاليهما فمن ذا يفيق ومن يستفيق ويوم ستارته غيمة وقد طرزت رفرفيه البروق عقدنا من الند دخانه ومن شرر الراح فيه حريق
سجدنا لصلبان منثورة وقد نصرتنا لديه الرحيق فذا أصفر وجل خائف وذا أحمر وكذاك العشيق أدر يا غلام كؤوس المدام وإلا فيكفيك لحظ وريق تغنم بنا غفلة الحادثا ت فوجه الحوادث وجه صفيق وله في سيف الدولة بن حمدان:
من قاس جدواك بالغمام فما أنصف في الحكم بين شكلين أنت إذا جدت ضاحك أبدا وهو إذا جاد باكي العين وله:
أتاني زائرا من كان يبدي لي الهجر الطويل ولا يزور فقال الناس لما أبصروه ليهنك زارك القمر المنير متى أرعى رياض الحسن فيه وعيني قد تضمنها غدير
376 -
محمد بن إسحاق النديم البغدادي
، أبو الفرج الأخباري الأديب الشيعي المعتزلي، صاحب التصانيف.
فمن كتبه كتاب الفهرست، وكتاب التشبيهات. والفهرست هو في أخبار الأدباء، ذكر أنه صنفه في سنة سبع وسبعين وثلاثمائة، ولا أعلم متى توفي، وإنما كتبته هنا على التوهم.
377 -
محمد بن أسد
، أبو طاهر الأشناني، إمام جامع الرقة.
روى عن أبي سهل بن زياد والخلدي، وقرأ بالروايات على النقاش، وأبي طاهر عبد الواحد بن أبي هاشم. روى عنه أبو سعد الماليني، وأبو نصر السجزي.
378 -
محمد بن الحسن بن سليمان
، القاضي أبو جعفر المطوعي، المعروف بالباحث.
ولي القضاء بكور خراسان، وله مصنفات كثيرة، أراده ابن عباد على
القضاء على شرط أن ينتحل الاعتزال، فامتنع.
ذكره ابن الصلاح في الشافعية.
379 -
محمد بن الحسن
، القاضي أبو عبد الله المصري الدقاق.
سمع محمد بن الربيع بن سليمان، وأبا سعيد ابن الأعرابي. وعنه هبة الله بن إبراهيم الصواف.
380 -
محمد بن خطاب
، أبو عبد الله الأزدي القرطبي النحوي.
روى عن أبيه، وأبي علي القالي، وابن القوطية. وبرع في الآداب، وتصدر للعربية.
قال الأبار: كان قبل الأربعمائة.
381 -
محمد بن عبد الرحمن بن عثمان الخولاني
، أبو بكر القرطبي الزاهد، ويعرف بالعواد.
روى الموطأ عن أبي عيسى يحيى بن عبد الله وغيره، حدث عنه أبو الوليد بن الفرضي، وابن أخيه محمد بن عبد الله والد أحمد بن محمد الخولاني، وأبو حفص الهوزني، وأبو بكر محمد بن أحمد بن منظور.
قال أحمد بن محمد الخولاني: بلغنا أنه توفي بعسقلان.
382 -
محمد بن علي بن أحمد بن وهب التميمي
البغدادي المذهب.
سمع يحيى بن صاعد، وأبا بكر بن زياد النيسابوري. روى عنه حفيده أبو علي الحسن بن علي بن المذهب، وبقي إلى بعد التسعين وثلاثمائة فيما أظن.
383 -
محمد بن علي بن عبد الله الأموي
، أبو عبد الله السبتي، ويعرف بابن الشيخ.
كان محدث سبتة في وقته، مشهور بالخير والورع، رحل إلى
الأندلس، وسمع من وهب بن مسرة وأبي عيسى الليثي.
قال القاضي عياض: كانت عنده غرائب وعجائب.
384 -
محمد بن علي بن عبد الحميد الصنعاني
.
سمع من إسحاق الدبري جملة صالحة، وحدث بمكة. روى عنه أبو عبد الله الحاكم في المستدرك.
385 -
محمد بن عمر
، أبو الحسن الأنباري.
الشاعر الذي رثى الوزير ابن بقية بكلمته البديعة:
علو في الحياة وفي الممات توفي سنة نيف وتسعين وثلاثمائة.
386 -
محمد بن أبي موسى عيسى بن أحمد
بن موسى بن محمد بن إبراهيم بن عبد الله بن معبد بن العباس بن عبد المطلب، الرئيس الأنبل أبو عبد الله الهاشمي، والد الشريف أبي بكر أحمد.
حدث عن جعفر الفريابي، وكان ثقة؛ قاله الخطيب. روى عنه ولده أبو بكر، قال: وإليه انتهت رياسة العباسيين في زمانه.
قال أبو إسحاق الطبري: رأيت ثلاثة لا يزاحمون؛ يعني في السؤدد: أبو عبد الله الحسين بن أحمد الموسوي الطالبي والد الشريف المرتضى، وأبو عبد الله محمد بن أبي موسى الهاشمي، وأبو بكر الأكفاني صدر الشهود.
387 -
محمد بن محمد بن عمر بن خشيش
، أبو أحمد البغدادي.
حدث عن يزداد الكاتب، وأبي عبد الله المحاملي، وخيثمة الأطرابلسي. روى عنه هبة الله اللالكائي، وأبو الحسن العتيقي وقال: ثقة، كثير الأسفار.
388 -
محمد بن مسعود
، أبو عبد الله، البجاني ثم القرطبي.
شاعر مفلق مكثر، مدح الملوك، وكان في حدود الأربعمائة.
فمن جيد شعره:
على قدر فضل المرء تأتي خطوبه ويعرف عند الصبر فيما ينوبه وعاقبة الصبر الجميل من الفتى إلى فرج من ذي الجلال يثيبه إذا المرء لم يسحب إلى الهول ذيله ولم تعترك بالحادثات جيوبه فقد خس في الدنيا من المال حظه وقل من الأخرى لعمري نصيبه وله:
خليلي في الإظعان بدر دجنة أعار سناه مغرب الشمس مشرقا فلا تنكروا شقي جيوبي فإنه يقل لقلبي بعده أن يشققا
389 -
مروان بن عبد الرحمن بن مروان
ابن الإمام الناصر عبد الرحمن الأموي الأندلسي، المعروف بالطليق، أبو عبد الملك، أحد فحول الشعراء الأشراف.
قال ابن حزم: هو في بني أمية كابن المعتز في بني العباس. سجن وهو ابن ست عشرة سنة، فبقي في السجن ست عشرة سنة، ثم أخرج ولقب بالطليق، وعاش بعد إطلاقه ست عشرة سنة، ومات كهلاً قريباً من سنة أربعمائة.
قال الحميدي: فأخبرت أنه كان يتعشق جارية ربيت معه وعينت له، ثم بدا لأبيه فاستأثرها، فاشتدت بمروان الغيرة، فقتل أباه فسجن.
فمن شعره:
غصن يهتز في دعص نقا يجتني منه فؤادي حرقا اطلع الحسن لنا من وجهه قمراً ليس يرى ممحقا ورنا عن طرف ريم أحور لحظه سهم لقلبي فوقا منها:
أصبحت شمساً وفوه مغرباً ويد الساقي المحيي مشرقا فإذا ما غربت في فمه تركت في الخد منه شفقا
390 -
معروف بن محمد
، أبو المشهور الزنجاني الواعظ، نزيل الري.
روى عن أبي سعيد ابن الأعرابي، وقاسم الملطي. وعنه البرقاني، ورضوان الدينوري، والعتيقي.
قال الخطيب: تكلم فيه. حدث في سنة اثنتين وتسعين وثلاثمائة.
391 -
منصور بن محمد بن منصور
، أبو الحسن البغدادي القزاز المقرئ.
قرأ القرآن برواية أبي عمرو على أبي بكر أحمد بن موسى بن مجاهد، وأسن وتفرد في وقته. قرأ عليه القرآن أبو نصر أحمد بن مسرور الخباز المقرئ، وأبو علي الحسن بن علي العطار، ونصر بن عبد العزيز الشيرازي، وغيرهم. بقي إلى حدود الأربعمائة.
قال الخطيب: حدث عن نفطويه ونحوه. حدثنا عنه أبو محمد الخلال وأبو القاسم التنوخي، وكان ثقة.
392 -
يعيش بن سعيد
، أبو عثمان الأندلسي الوراق.
سمع قاسم بن أصبغ ومحمد بن معاوية بن الأحمر فأكثر عنهما، وألف مسند حديث ابن الأحمر بأمر الحكم المستنصر.
قال ابن عبد البر: قرأ علينا مسند ابن الأحمر سنة تسعين وثلاثمائة.
393 -
أبو حيان التوحيدي
، صاحب المصنفات، واسمه علي بن محمد بن العباس الصوفي.
كان في حدود الأربعمائة، وله مصنفات عديدة في الأدب والفصاحة والفلسفة، وكان سيئ الاعتقاد، نفاه الوزير أبو محمد المهلبي.
قال ابن بابي في كتاب الخريدة والفريدة: كان أبو حيان كذاباً، قليل الدين والورع عن القذف والمجاهرة بالبهتان، تعرض لأمور جسام من القدح في الشريعة والقول بالتعطيل، ولقد وقف سيدنا الصاحب كافي الكفاة على بعض ما كان يدغله ويخفيه من سوء الاعتقاد، فطلبه ليقتله، فهرب والتجأ إلى أعدائه، ونفق عليهم بزخرفه وإفكه، ثم عثروا منه على قبيح دخلته وسوء عقيدته وما يبطنه من الإلحاد ويرومه في الإسلام من الفساد، وما يلصقه بأعلام الصحابة من القبائح، ويضيفه إلى السلف الصالح من الفضائح، فطلبه الوزير المهلبي فاستتر منه، ومات في الاستتار، وأراح الله منه، ولم تؤثر عنه إلا مثلبة أو مخزية.
وقال أبو الفرج ابن الجوزي في تاريخه: زنادقة الإسلام ثلاثة: ابن الراوندي، وأبو حيان التوحيدي، وأبو العلاء المعري، وأشدهم على الإسلام أبو حيان؛ لأنهما صرحا، وهو مجمج ولم يصرح.
قلت: وكان من تلامذة علي بن عيسى الرماني، وقد بالغ في الثناء على الرماني في كتابه الذي ألفه في تقريظ الجاحظ، فانظر إلى الحامد والمحمود، وأجود الثلاثة الرماني مع اعتزاله وتشيعه.
وأبو حيان هو الذي نسب نفسه إلى التوحيد، كما سمى ابن تومرت أتباعه فقال: الموحدين، وكما سمى صوفية الفلاسفة نفوسهم بأهل الوحدة وأهل الاتحاد.
أخبرني أحمد بن سلامة كتابة، عن الطرسوسي، عن ابن طاهر الحافظ قال: سمعت أبا الفتح عبد الوهاب الشيرازي بالري يقول: سمعت أبا حيان التوحيدي يقول: أناس مضوا تحت التوهم وظنوا أن الحق معهم، وكان الحق وراءهم.
قلت: مثلك يا معثر، بل أنت حامل لوائهم.
وقيل: إن أبا حيان معدود في كبار الشافعية. ذكره لي القاضي عز الدين الكناني.
وقال الشيخ محيي الدين النواوي في تهذيب الأسماء: أبو حيان التوحيدي من أصحابنا المصنفين، من غرائبه أنه قال في بعض رسائله: لا ربا في الزعفران، ووافقه عليه القاضي أبو حامد المروزي، والصحيح تحريم الربا فيه.
وقد ذكره ابن النجار، وقال: له المصنفات الحسنة، كالبصائر وغيرها، وكان فقيراً صابراً متديناً، إلى أن قال: وكان صحيح العقيدة - كذا قال، بل كان عدواً لله خبيثاً - قال: وسمع أبا بكر الشافعي، وجعفرا الخلدي، وأبا سعيد السيرافي، والقاضي أحمد بن بشر العامري. وعنه علي بن يوسف الفامي، ومحمد بن منصور بن جيكان، وعبد الكريم بن محمد الداودي، ونصر بن عبد العزيز المقرئ الفارسي، ومحمد بن إبراهيم بن فارس؛ الشيرازيون. ولقي الصاحب ابن عباد وأمثاله.
قلت: وسماع نصر بن عبد العزيز منه في سنة خمس وتسعين وثلاثمائة، وقد سمع منه بشيراز أبو سعد عبد الرحمن بن ممجة الأصبهاني في سنة أربعمائة.
394 -
أبو عبد الله ابن القمي التاجر
.
من كبار المتمولين بمصر، اشتملت وصيته على ألف ألف دينار، وتوفي بطريق مكة سنة أربعمائة.
395 -
أبو القاسم، مسلمة بن أحمد القرطبي
.
كان أستاذاً مقدماً في علم الهيئة والهندسة والأرصاد وهذه الصنائع المظلمة، وكان حاذقاً بمعرفة كتاب المجسطي لبطلميوس، وله تصانيف عديدة في العلوم الرياضية، وأنجب له تلامذة منهم: ابن السمح، وابن الصفار، وابن خلدون، والكرماني، والزهراوي. وتوفي في حدود سنة ثمان وتسعين وثلاثمائة.
(آخر الطبقة والحمد لله)